عرض المشاركات

هنا يمكنك مشاهدة جميع المشاركات التى كتبها هذا العضو . لاحظ انه يمكنك فقط مشاهدة المشاركات التى كتبها فى الاقسام التى يسمح لك بدخولها فقط .


الرسائل - ادور ميرزا

صفحات: [1]
1
المنبر الحر / بين المهم والأهم
« في: 15:13 01/09/2021  »
المهم والأهم
ادور ميرزا
قبل ان نوجه النقد او الإتهام الى اي شخص سياسي علماني كان ام ديني ام قومي اوغيره علينا ان نعلم ان هؤلاء جميعا لا يملكون العصا السحرية كما يتصور البعض وحالهم حال جميع من هو مشارك في الحكومة والبرلمان بعد ٢٠٠٣  فمنهم من كان للأستفادة الشخصية ومنهم الحزبية ومنهم للطائفية ، اعود للموضوع المهم والأهم ، ان الأقليات في كل الدول المتقدمة لا تحتاج الى شخص يمثلها في الحكومة او البرلمان بحجة الحصول على الحقوق انما وجب على الحكومة ان توفر الأمان والغذاء والعمل لجميع ابناء الشعب دون استثناء ،ان مشروع التقسيم الطائفي الذي جاءت به كحكم للعراق عبر مشاركة الأقليات في ادارة الحكم كان حق يراد به باطل كما يقولون ، وللعلم انظروا ماالذي تغير في العراق منذ سقوط حكم صدام الى اليوم بل مالذي حدث بسبب التقسيم والحكم الطائفي هل تحقق شئ للأقليات بل وكل العراقيين الجواب متروك لكم ! ، اذكركم فقط باننا كنا في زمن الملك فيصل وعبد الكريم قاسم وما بعده من حكومات عراقية الى يوم تدمير العراق وتمزيقه في ٢٠٠٣  لم يكن لدى المكون المسيحي ولا اي مكون آخر من يمثلهم في الحكومة او البرلمان بالشكل الطائفي الذي تشاهدونه اليوم لقد كانت الأقليات وبضمنهم المسيحيين كانوا جميعا سعداء ويعيشون بأمان مع كل العراقيين لقد بنوا العراق وكانوا فاعلين ويعملون في كل القطاعات وكانوا متميزين وكفوئين ويحملون اعلى الشهادات والمهارات بشهادة الجميع على كل المستويات الهندسية والطبية والأدبية وهم اي الأقليات كانوا وبدون ممثل لهم في الحكومة اكثر امانا من اليوم بل وللعلم ايضا لم يفكر احدا منهم بترك الوطن والهجرة  الى بلاد اخرى..مع كل مودتي

2
تحية طيبة
كما اراها وعلى طول الخط فان إدارة الموقع تتقدم وتتطور وتسعى لتقديم كل جديد مفيد وهادف يخدم مجتمعنا وبقية المجتمعات كما ويقوي علاقاتنا فيما بيننا ومع من حولنا والتي يشبوبها في بعض مفاصلها الاجتماعية الدينية والقومية نوعا من الإنكماش والتعصب تحية لكم وأتمنى ان يستحدث مكان للمقالات الدينية الهادفة والرائعة والبعيدة عن كل اشكال التعصب وهذا أمر رائع وبكل تأكيد ستوضع لها لجنة تشرف على سلامة النص , كل المحبة لكم تقبلوا مني كل الشكر والثناء
ادور ميرزا

3
اخي الأستاذ تيري المحترم
سنين طويلة مضت وانا بعيد عن الكتابة في المواقع وبالأخص كما يقولون { فتحة عيني عنكاوة .كوم } حيث كتبت فيه اول مقال في بداية تأسيسه على يد صديقنا الرائع الأستاذ أمير المالح , ولكني وبصراحة تفاجئت بصدمة عنيفة عبر مكالمة هاتفية من صديق هزت مشاعري ولفتت نظري حيث استخدم صديقي المتصل كلمة رابي الأمة في خطر قلت أي خطر وهل عاشت امتنا يوما بدون خطر قال الخطر الجديد العشائرية , طبعا استعدت نشاطي قليلا واجبته نعم انها وباء سيدمر نسيجها القوي الرابط بين محبة المشرق وجبروت بابل ونينوى , وقريبا ساسلط قلمي على هذه الآفة التي استفحلت وبات مروجوها لا يعيرون أهمية للمصلحة العامة بقدر اهميتهم للسيطرة على القمم واعتبار انفسهم انهم احفاد السلالات التي أصلا لم تستطع الصمود وتوحيد الأمة قوميا ودينيا فالولاء للعشيرة او للمذهب هو الفشل بعينه وهو بداية الإنحدار والسقوط ,اما في هذه الأسطر القليلة فاني اشير الى أهمية توحيد القوى من خلال البدء بتشكيل لجنة مختارة من مناضلينا الأكفاء على المستوى السياسي والديني لعقد مؤتمر شامل موسع تدعى اليه كل قيادات أحزاب شعبنا السياسية ورؤساء جميع كنائسنا مع نخبة من المهتمين الأكاديميين لمناقشة حاضر ومستقبل شعبنا ثم وضع خطة عمل حضارية وإختيار قيادة سياسية تنظيمية واحدة كفوءة تعمل لتوحيدالرؤى  والتوجهات في المرحلة القادمة ولكي يكتمل النجاح علينا التوجه وطلب المساعدة من بعض الجهات الدولية لدعم هذا العمل  لأني اعتقد بانه الحل الأمثل لتجاوز مشاكلنا وعقدنا والتي سببها كما اعتقد هو تشتت مركز القيادة وتعدد الرؤى والمسارات الى جانب عدم نسيان ما جرى للعراق حيث فجر بركانا من الإنتهازيين والمصلحيين والطائفيين من الذين فتحوا الطريق للولاءات العشائرية والمناطقية , والمذهبية ,ختاما أقول علينا جميعا الشروع ببرنامج حضاري يقربنا من بقية المكونات والتعاون على أساس بناء المواطنة النبيلة واحترام المعتقدات والإنتماءات القومية والعيش المشترك لأنه الضمان الأكيد لسلامة وجودنا وعيشنا الكريم وتقبل مني ولكل المتابعين كل الود والتقدير .

4
العظمة انها قصة حقيقية اشورية اخرجها اشوري تحية لكل عقل او يد ساهمت في انجازه ...{ اما عن احلامي ومع احترامي لكل المشاركين في الفيلم من قوميات وجنسيات مختلفة الا اني ولأنه اول عمل سينمائي اشوري يوثق حقبة مؤلمة من تأريخ شعبنا في العراق كنت اتمنى لو كان جميع العاملين من فنانين وكادر عمل وداعم جميعهم اشوريون لأن شعبنا يحوي الكثير من ابناءنا وبناتنا قادرين على المساهمة في انتاجه ليس بمعنى انه عمل عنصري بل لاثبات على ان شعبنا يمتلك كل الإمكانات وفي كل المجالات الفنية والمادية ... مجرد رأي لا اكثر اضعه امام المشرفين للإقتداء به مستقبلا .

5
  كتب هذا البحث  سنة 2004 عن غرفة على البالتولك اسميتها "مدرشتا" بيت المعرفة والسلام
قبل خمسة  سنوات ونصف تقريبا ,  حلقت  بي ألطائرات  فوق أكثر من دولة , لحين إستقريت  في بلد ألحرية ألذي كنت قد زرته قبل عشرون عاما , وطبعا في تلك ألفترة لم يكن في بال معضم ألعراقيين ترك ألعراق , ألمهم ..بعد ألأستقرار مع أفراد أسرتي وشعورنا بألطمأنينة وألعيش ألآمن بدأت مرحلة ألإندماج بهذا ألمجتمع وأولى ألمهمات هي تعلم لغة ألبلد ..وقد أنجزناها ونحن سائرين لتقويتها أكثر وألحمد لله .  بعد هذا ألإستقرار بدأت متاعبنا خاصة نحن أصحاب ألمعشر كما يقولون  ,  وأهمها هي ألبحث عن ألأهل وألأقارب وألإصدقاء ثم ألزملاء , وفي إحدى جولاتي في ألبحث عنهم عبر ألهاتف , عثرت على أحد من أقاربي فسعدت كثيرا عند سماعي صوته , حينها  إختلط ألفرح بألدموع وبدأت معه  رحلة أ لذكريات مع ألماضي , وبعد  سؤاله عني وعن أسرتي فكان ألجواب له نحن بخير , وإستطردت قائلا .. لكني لست سعيدا فقد هجرت وطني وكل أهلي حتى إصدقائي وإني أبحث عنهم وأتمنى أن تدلني على أحد يعرفني بهم ,  إنها فرحة وألله أن تكلمت مع أحدهم , هنا شعرت بتعاطفه معي وسيساعدني في ذلك , عندها  صمت قليلا ثم أردف قائلا  , يا إبن عمي أهلك وإصدقاك وحتى زملاءك بل حتى تلاميذك قد تجدهم في موقع يسمى بالبالتولك ؟! هنا فرحت فرحا لا يوصف , وبدأ يعلمني كيف ألدخول وألتعامل مع هذا ألموقع , ثم  بعد أن علمني كيف ألعمل بدأنا درسي ألأول فكان  , أللقاء ألأول , في غرفة  assyrian frank      ألتي إختارها لي لتكون ألبداية في لقاء أحبتي , حيث كانت هذه ألغرفة متميزة جدا  ولها مكانة في نفوس شعبنا و لا يمكن لاحد منا  ان ينكر دورها الايجابي في خدمة مجتمعنا تحية  للقدامى الذين ساهوا في بناءها ,,  ثم أستطعت من خلالها أن  ألتقي   بمعظم أهلي وإصدقائي بل حتى قسما من  زملائي و طلابي ,  بعد هذه ألجولة راودتني فكرة تأسيس غرفة أستطيع من خلالها أن أجمع شمل ألمهتمين بألمعرفة  بكل أشكالها , و بعد طرح ألفكرة على بعض من إصدقائي ألحميمين حصلت منهم على دعم و تشجيع  مطلق  ,  ثم تأسست ألغرفة بإسم .. MADRASHTA . . أي ألمدرسة  وهي كذلك , مدرسة ,  تهتم بكل علوم ألمعرفة وتعتمد في إسلوبها على ألديمقراطية وإحترام كل ألإتجاهات  أما هدفها فهو  { ألسلام  و ألمعرفة } ... ..وموضوعي أليوم هو أهمية هذه ألغرف في بناء شخصية ألإنسان حيث ألتنوع في ألحديث أو ألحوار في كل ألمواضيع ألسياسية أو غيرها , ومن خلال تواجدي مع مجموعة من ألإصدقاء تكونت لي فكرة ألبحث عن بعض من زوايا شخصيتهم  و إهتماماتهم  ألتي في غالبها لا تتطابق ,  لكن قاسمها ألمشترك هو ألمتعة في ألحوار وإستغلال وقت ألفراغ للقاءات قد  يحتاجها أهل ألغربة , وذلك لأظهار سعادتهم في بلادهم ألجديدة   ,  وهنا وبمناسبة أنتهاء ألسنة 2004  وقبل بدأ ألسنة ألجديدة 2005  راودتني فكرة جوهرها ,  محبتي لكل من سأذكر أسماءهم ألمستعارة ألذين يترددون على هذه ألغرفة  للمتعة وألحوار ,  هذه ألفكرة تتركز على تحليل بسيط لبعض من ألمميزات وألصفات ألتي رصدتها من خلال حضوري لغالبية مناقشاتهم وهي أيضا فرصة لإشاعة روح ألمحبة وألسلام فيما بيننا , وأطلب ألمعذرة إن لم أصف ألبعض كما ينبغي , كذلك أعتذر لرواد الغرف الباقية  ألذين لم أشر إليهم  , لأني إعتمدت في هذا ألتحليل للشخصيات ألتي سنح وقتي لسماعهم   فقط  ,  وأؤكد أن كل ما تقرؤونه هو تصور شخصي لا يقصد من وراءه غير ألمحبة وألود , ولا يعبر عن حقيقتهم ألمطلقة  إطلاقا  ,  أنما هي تحليل للموقف في تلل أللحظة  لحظة ألحوار  ليس إلا ,  أتمنى أن أوفق في ذلك مع كل إحترامي للجميع  ..وكل عام وأنتم بخير..
    ......... الدكتور هرمز ابونا انتقل الى رحمة اللهzawna_2   
حضور متميز قدرة عالية في المناقشة متسامح متواضع ثقة بألنفس يعتمد في حواراته على مصادر موثقة  , محاضراته منظمة , هادئ  في ألنقاش , يتميز بحضور دولي كمؤرخ تأريخي آشوري .
ABONA_77
يتحاور بأسلوب علمي ,  متواضع  و بسيط ,  يسعى إلى ألنظر دائما للمستقبل , ألعقلانية سمة حواراته بل حتى كتاباته  ,  واقعي  في تحليلاته ,                   
Angelina _UK
قليلة ألمشاركة  ,  وإن تحدثت  فإن كلامها يسعد ألجميع  ,  تحظى بألإحترام , قليلة ألمشاركة خاصة في ألقضاية ألسياسية.
bob one_1
قليل ألمشاركة , له إهتمامات بألشأن ألتأريخي خاصة في مسائل ألعشائر , هادئ , لا يتعجل بألإجابات  , يحترم كل ألأفكار  .
Nohaddraya
يسعى لجمع  شمل ألأمة , مثابر ومتكلم نشط و شاعر أثناء  تواجده  يقضي وقتا طويلا في خدمة ضيوفه , غضبه غير دائمي .   
PRiNCE-128
حواراته ذات فائدة , متواضع , متسامح , يمتلك قابلية حكيمة في إرضاء ألآخرين , فعال في أثناء تواجده  , يعبر عن غضبه بترك ألغرفة .
Romeo_51
سريع ألإستجابة للنصائح ,  ذكي , حواره شبابي ممتع , زائر طيب  ,  يمتاز بألعفوية في ألنقاش ,  خفيف ألضل  , يحضى بألإحترام .
Honanaa
محاور جيد , يحترم ألكبار , لا يسئ لأحد , لكنه غير متسامح  ,  ليس له إمكانية { أدمن }, طيب ألقلب ,                   
chaldean_143
متواضعة , بسيطة , تحظى بإحترام ألجميع , تسعى لتوفير أجواء إجتماعية أينما تواجدت , مشاركة جيدة  , عالية ألأدب .                     
A_D_M_IRAQ
محاور جيد , ينتهز ألفرصة ألملائمة للحوار , يمتاز بألمناورة , ينصب إهتمامه بألشأن ألسياسي
Akad_Ur
محاور يمتاز بألهدوء , متواضع  يمتلك فراسة محنكة في فهم ألآخرين , يحترم آراء مخالفيه , يمتلك ثقافة سياسية  , إجتماعي في علاقاته  .
Akido47
متواضع , ذكي , يعمل  و يشجع  في دعم ألعمل ألسياسي ,  له خدمات كثيرة في مجال مساعدة ألأمة  , حريص على إصدقائه .
AL_MUHAJER
محاور دقيق في ألتعامل , متسامح , يحترم آراء جميع ألمحاورين , يمتاز بألصبر في ألحوار , قليل ألغضب  ,  حضوره فعال في ترسيخ , ديمقراطية ألحوار .
ALLAHA_EA
يقرأ ألحاضر بشكل جيد , يتكلم بثقة و لا يجامل , يحترم رأي ألجميع , يقنع ألكثيرين  , يدعوا إلى فهم ألحقيقة  , يدعم ألحوار ألديمقراطي .
almostam3
متواجد دائما , يحاور بجدية , يمتلك خلقا رفيعا , يسعى لزرع ألمحبة , لا يحبذ ألتجاوزات ألشخصية .
Anlil
محاور جيد , هادئ ألكلام , يحظى بإحترام ألجميع , شاعر وكاتب متميز , حضوره مؤثر , يحترم ألزمن , يتميز في حواراته , ألإعتماد على ألذات , لا على ألغير .
ano_enlil
مناقش , ردوده تحظى  بإلإهتمام  , ومواقفه  متوازنة  , صادق في أحاديثه  , يتناقش بمصداقية , لا يعتمد على ألمجاملة , شجاع في حواراته .
ashorhamurabie
يمتاز بألهدوء في ألحوار , له إمكانية ألإقناع , غير متحيز , يحترم كل ألمتحاورين , إجتماعي النزعة . 
Ashur Giwargis
محاور جيد ,  جرئ  في كتاباته  ,   يخلق جو من ألحرارة في ألمناقشات , ذات أدب جميل في ألحوار , كريم ألأخلاق  , عقائدي , موضوعي , متفاني في خدمة ألأمة .
athra68
مرتين فقط كنت قد سمعته  ,  يمتلك ثقافة سياسية عالية , يحظى بألإحترام ,  يسعى  لوحدة  ألأمة , هادئ ألحوار , شجاع  , دقيق و حذر .

athra7
حضور متميز , لها إمكانية أدمن جيد , محبة للحوار ألتي تخدم شعبنا , إجتماعية في علاقاتها .

atoraya310
متواجد دائما , يحترم كافة ألمتحاورين , غير متعصب لجهة معينة , هادئ , إجتماعي .
awara_2003   
قليل ألتحدث , يمتاز بإحترام ألجميع , تواجده مهم , متعاون مع ألجميع , ذكي في مجال ألكومبيوتر .
babylon1950
حضور دائم , يمتلك ثقافة فنية عالية , يحترم جميع ألمتحاورين ,  دبلوماسية  في ألحوار , مرن ألمعشر  , تحليلاته غالبتها مقنعة , كريم ألخلق .
BAHRAH D AYNI
سهل , متواضع , خجول , قليل ألحوار , محترم من ألجميع , لا يسئ لأحد ,  يسعى لزرع ألمحبة بين ألجميع  .         
BAZ-1-1
تواجده قليل عذره العمل , بسيط ,  متواضع  , يحترم ألجميع , يكره ألخلافات , يدعم ألداعين للسلام , يساهم في حل النزاعات . 
Perdesaa
حضور متقطع , قدرة في ألحديث ,  بسيط و متواضع , كريم ألأخلاق , لا يصلح  لمنصب  أدمن  لضعف ثقافته  .
Believer_ONE
قليل ألحضور , لا يتحاور مطلقا لكني أخاطبه عبر ألهاتف , بسيط , متواضع , هادئ ,  مهندس عملي , رجل سلام .
challo2
محاور نشط , بسيط ومتواضع , متعصب لقضايا شعبه , يحضى بألإحترام , له ألقدرة لتقليل ألإختلافات بين ألمتحاورين  , حضوره فعال , يشجع على إحترام كل ألآراء , إجتماعي في علاقاته .
D Mammo
تواجده فعال , مثقف متمكن , متواضع , علمي في  حواراته , متمكن في ألإجابات , دقيق في إجاباته  , يمتلك خلفية علمية و أدبية , يوظفها لزيادة معرفتنا  , محاضراته قيمة .
DangerousGaby
تواجده مثمر , حواره جاد , غاياته سعادة ألأمة , لا يستهين بأفكار ألأخرين , يحترم ألجميع , مواقفه صارمة و مبدئية .
darious51
محاور جيد , هادئ عند ألمناقشة , يحترم آراء ألجميع  , كريم ألأدب .
DIQLAT
قليل ألحضور ,  يناقش  ,  مبدع و شجاع , مدافع عن  أفكاره بشدة , لا يجامل , جدي في ألتعامل .
Doozoota1
محاور جيد , شديد ألبئس , ينتقد بشدة   كل من أساء للأمة في كل مراحل تأريخها , يهتم  بمساعدة شعبنا ألمحتاجين  , طيب ألقلب , يحترم من يساند قضيته , ناشط في العمل القومي .
DORRRA2005
محاور جيد , يملك قدرة ألإقناع , يحترم آراء ألآخرين , متواضع , قليل ألغضب , يهتم بآداب ألحوار .
EL BAZI_KERKUK
قليل ألحوار , مسالم , محب , مستمع جيد و متابع , يحضى بإحترام ألجميع .
elmar94
قليل ألحوار ,  لكنه جدي في ألحوار , مسالم , يسعى لكسب محبة ألجميع ,
eno_123
قليل ألتواجد ,  بسيط  جدا , متواضع , محبوب  , يهتم بألحوارات ألإجتماعية .
enskkaya_1
قليل ألتواجد , لكنه مثقف سياسي  , نسعد جميعا حين أللقاء به , صادق و صريح , لا يجامل على حساب قضية شعبه , يحترم آراء ألجميع .
Eva991
حضور جيد , متفائلة في ألحوار , إجتماعية , قليلة ألغضب , تحضى بألإحترام .
Gebbe
طيب ألقلب , بسيط , مجامل و سهل ألعشر , دائما سعيد , غير متشائم , متعاون , حواراته  تتخللها روح ألمتعة .
Gilgamish 11
محاضر جيد , لا يجامل , جدي في ألحوار , يدافع عن أفكاره بقوة , سريع ألغضب , لكنه  كريم و متعاون  في خدمة أمته  , يحضى بإحترام ألجميع .
GISHRA
محاور جيد , ليس لديه توجه  متعصب ,  يتمنى نجاح ألجميع , واقعي في حواراته , مستقل في رأيه .
habib_108
حضور دائم , قليل ألحوار , جدي في ألنقاش , موضوعي , يحترم جميع ألأفكار , لا يشجع على ألعنف في ألنقاش .
gilgamish_1
قليل ألتواجد , خبرة في ألعمل ألسياسي , محاور دقيق , جرئ في طرحه , متفاني , لا يساوم في حواره , ديمقراطي , حضوره  يثير ألحماس , له حضور إعلامي واسع , واقعي النظر             
hikmat_5
قليل ألحضور و ألحوار , مثقف , يحترم ألجميع , يسعى إلى إشاعة ألمحبة , يساند ألأفكار ذات ألطابع ألإجتماعي .
jinjara_100
تواجد مكثف , يتميز بخفة ألدم , مجامل , يحترم ألجميع , توجهاته إجتماعية مرحة .
KAMPA
حضور مستمر , محاضر جيد ,  يهتم  بحوارات  ألأسرة , متشائم  بمستقبل ألعالم لإبتعاده عن ألإيمان  ,  يحترم كل ألآراء  ,   
إجتماعي .
Kgb_2
يحترم آراء ألجميع , مسالم  , رجل ألحب وألسلام .
 ....ليون صندو انتقل الى رحمة اللهKhakhma65
حضور قليل , يدعم قضايا أمته , عاطفي جدا , يحترم ألجميع , سهل ألمعشر .
Khoiada
حضوره  جيد ,  بسيط , غضبه غير دائمي , في نفس ألوقت متسامح , يسعى لتقديم ألخدمة , لا يتبنى فكرا حزبيا معينا , متفائل  ,  يحب ألجميع , طيب ألقلب , غالبية قراراته متعجلة .
LADY J 777
حضور هادئ , تحضى بألإحترام ,  لديها إمكانية إدارة حوار , شاعرة رائعة , قدرة في الخطابة .
lenin ashuri
حضور جيد , قليل ألحوار , غزير ألكتابة , عال ألثقافة ,  جرئ في كتاباته , طيب ألكلام , مبدئي في ألنقاش  , لا يساوم , واقعي , علمي في مناقشاته .
MALLALA
حضور قليل  ,  بسيط , متعاون , يسعى لخدمة أصدقائه , كريم في علاقاته , سريع ألغضب , لكنه  عاطفي جدا  , متسامح .
SHAMSHI ADAD1     
حضوره  متميز ,  مثقف وشاعر متميز , حواره ممتع , دقيق في إختيار ألكلمة , يحترم ألجميع , محب و مسالم , مدافع بشدة عن قضايا أمته .                   
mini god_5
محاور جيد , يتكلم بثقة عالية , يؤثر في  ألآخرين , يتميز بألعمومية , يطرح  حلول  لمشاكلنا  ,  يمتلك ثقافة عامة عالية , يحترم آراء ألجميع .
MOKHNEYA MN GANY
يمتاز بألموضوعية , مسالم , محاور ودقيق ألكلام , ذكي , متمكن من إسلوب ألحوار, سهل في ألمعشر  , قوي ألإرادة , يحضى بإحترام ألجميع .
Mosul 953
حضور متميز , حواراته دافئة , يحترم كل رأي , متسامح , غالبية نقاشاته هادفة , يحضى بألإحترام .
N_ADAM
حضور مستمر , يختار كلماته بدقة , لا يسئ لأحد , يتبنى  مواقف جدية , يحترم ألجميع  , يتميز بإتقانه  لغة  ألأم .
Nabo Sweden
حضور دائم  , محاور هادئ  لكنه  قوي ألإرادة , كتاباته أيضا جريئة ,  يدافع عن ألسلام وألمحبة , لا يغضب , سهل ألتعامل , مثقف  , ناقد  مؤثر و فعال .
sargon II
قليل ألحضور , قليل ألحوار , طيب ألكلام , أديب في ألكلام , محبوب , ينادي بوحدة ألأمة , يجامل ألجميع .
Sepet Omta
تواجد قليل جدا  ,  لم يوفق  في إدارة إحدى ألغرف , محاور ضعيف , قوة سيفه عندما يكون أدمن فقط .                       
Noble101
حضور مستمر , جرئ في ألحوار , له ماض في ألكتابة وألسياسة , يحضى بإحترام ألجميع , مهذب في ألحوار  , يغلب في حواراته طابع ألثقة بألنفس , جاد في مناقشاته .

oger_1
تواجده دائم , طروحاته ذكية و دقيقة , له خبرة في ألعمل ألسياسي , يتكلم بثقة , ولا يجامل , شعاره ألأمة فوق ألجميع .
Oroka
دائمة ألحضور , محاورة نشطة , تتفانى في حب أمتها , تهتم بألشأن ألسياسي , هدفها سعادة ألبشر , تحترم من يحترمها   
pules_1
محاور متميز , تواجده يشجع للحوار , مثقف , خبرة في ألعمل ألحزبي , جرئ , ذكي , مبدئي , لا يساوم , متمكن من النقاشات , متزن و حريص في إنجاح محاضراته  .
atotaya
حضوره  مؤثر ,  مثقف , قدرة في ألتحليل , دقة في ألكلام , متواضع , متسامح , يحترم كل ألآراء  ,  متفاني في سبيل أمته  , يحرص على ألإهتمام بألشأن ألأدبي , له حضور في المحافل ألأدبية .
QETARA
حضور دائم , محاور جيد , بسيط وسهل ألمعشر , عصبي في لحظة , لكنه متسامح جدا , يدافع عن فكرته , لا يجامل , قوي ألإرادة  , له نظرة تحليلية متميزة .
samurabella
تواجدها قليل , فنانة مسرحية , حضورها سمته ألبهجة , تحترم ألجميع , قليلة ألحوار , تسعى لإشاعة ألمحبة بين ألجميع .
Saw_1
قليل ألحضور , هادئ ألكلام , يحترم ألجميع , بسيط ومتواضع  , مؤدب في كل حواراته , لا يشجع ألحوارات ألغير هادفة , شجاع في مناقشاته .  .
Shapera63
كثير ألتواجد , متعاون مع ألجميع , يسعى لنيل رضا ألجميع , لا يمل أو يتقاعس عندما يطلب منه أن يكون أدمن في إحدى ألغرف  , بسيط و محبوب .
SNIPER_SYD
  حضور متميز , محاور جيد , خبرة في عالم ألغرف , لا يميل للحوار في ألأمور ألدينية  , دقيق في ألنقاش , يختار كلامه بحذر , متعاون  في مساعدة شعبه , محلل متمكن .
tolakh_two
حضوره دائم , حسن ألكلام , حريص على إشاعة ألود , نقاشه مفيد , لقياه فرح , طيب ألكلمات , متسامح , غير متعصب .
Tiglakh_pileser
قليل ألحوار , يحترم رأي ألجميع , يساند ألكلام ألطيب , حضوره هادئ وأمين , صديق حميم للجميع .
Youram2
دائم ألحضور , محب , صادق , حريص على إحترام ألجميع , لا يزعج أحد , يشجع ألأعمال ألخيرية , لا يصطدم بأحد .
ZUMZAMA
تواجده يشيع ألبهجة , مثقف ذو شعبية عالية ألأدب , عشائري بمعنى ألمحبة , محاور لطيف , يجيد فن ألإقناع , يحترم ألجميع .
Sky7
حضوره متميز , جرئ في ألحوار , يدافع عن فكرته بقوة , متعصب لقضية أمته , سريع ألغضب , لكنه متسامح , يتمنى سعادة ألجميع .
sam_OZ
قليل الحضور  , موسوعة من ألمعلومات , قابلية عالية في ألخطابة  , كوميديا أللحظة , طيب ألقلب , ذكاء فطري  ,  يجلب ألأنظار  في كل ألغرف , احيانا تطرفه يصبح شاملا .
anky_3_1
حضور متميز , محاور جرئ , لا يجامل  منتقديه  , ملتزم برأيه , فنان متميز ,  يسعى في حواره إثبات مصداقيته ,  يحضى بألإحترام .
dreams_81
تواجدها معتدل , شجاعة في ألحوار ألسياسي ,  تسعى لجمع شمل ألأمة , فعالة في ألنقاشات , حضورها مؤثر ومحترم .

no more 3a6ify only
محاور جيد , يتجنب ألحوارات ألساخنة , هادئ , إجتماعي ألنزعة , لا يغضب  أبدا  ,  كريم ألخلق  , نقاشه ممتع , يحب شرب ألقهوة  , وخبير بها  , يحترم ألدوام .
Thaamir_A2   
            حضوره مميز , يستغل كل دقيقة للحوار ألمفيد , طموحاته كبيرة و صعبة ألمنال لكنها خلاص ألأمة , جرئ و شجاع , قدرة في ألتحليل ألسياسي  , ناقد مؤثر , حواره ممتع  , يشد ألجميع , يحضى بالإحترام .
AmirSweden
    قليل ألحضور ,  محاور مثقف , مبدئي , جاد , ثقة بألنفس ,  جرأة  في ألطرح , هادئ  , متسامح , يحترم  آراء ألمتحاورين , طيب ألكلام , كريم ألخلق .
gazlaya
حضوره مميز , يسعى لنشر ألثقافة  و ألمعرفة  في مجتمعنا  ,  يحاور بحنكة , متواضع ,  يحترم  آراء  ألجميع , يتبنى ألحوار ألجاد و ألمفيد  ,  يحضى بألإحترام ,                     
Linda_Atoureta
قليلة ألتواجد , تحترم آراء ألجميع , تدعم ألحوارات ألإجتماعية , حريصة على  إشاعة روح ألإيمان , كريمة ألخلق .
NATURA
قليل الحضور  , جاد في ألنقاش , يحترم كل ألآراء , أدمن ناجح , يتميز بألهدوء , دقيق في ألنقاشات  .
jamilrafael
مرة واحدة  إستمعت إليه ,  لكني قارئ قديم له  , قدرة في ألتحليل , محاضر متسلسل ,  دقيق في إختيار ألكلمات , محاور متمكن , هادئ , مبدئي في ألموقف  ,  واقعي ألنظرة  .
Bratet_Karkuk
متواجدة دائما , ذكية في ألحوار , تحترم آراء ألمناقشين , متعاونة , تحب ألحوار ألهادئ و ألهادف , طيبة ألكلام .
iLMOR1
حضوره فاعل , متعاون  جدي في ألحوار , يمتلك فراسة في ألتحليل , يحضى بألإحترام , سلس في ألكلام , هادئ .
Shameramkhoba
مشاركة فعالة , إجتماعية , تهتم بألأجواء ألسلمية , تحب ألجميع , بسيطة , مرنة , محاورة ذكية , أهدافها إشاعة ألسلام وألحب .
AtouraiadArizona
حضور متميز , محاور ذكي , مدافع بقوة عن فكرته , محاضر نشيط ,  ينفذ صبره بسرعة , جرئ و شجاع , يؤمن بأن ألنصر آت , ناقد متميز , متعصب لقومه  .
Pilot_87
حضوره  مميز , حواراته ساخنة , عقائدي , مواقفه  قوية , يحضى بألإهتمام , شديد ألموقف , طيب أللقاء , متواضع , يعمل لإشاعة روح ألعمل من أجل ألأمة .
BRONET ALQOSH
مناقش متميز , حضوره قليل ومؤثر , يناصر قضية قومه , حازم في ألرد , لا يجامل أحد , شاغله ألوحيد , قضية شعبه ,  لا يتعامل بألد بلوماسية  .
gishra33
  قليل  ألحضور ,  مثقف , محاور جيد , أسلوبة هادئ و متميز ,  إيجابي في ألتعامل , متعاون لا يحب إزعاج أحد , يعمل بنشاط في خدمة قضيته , متفاني  ,  غير متعصب .
azrah_1
قليل ألحضور جدا , قوي ألإرادة , يعارضه كثيرون , لكن هناك من يؤيده , مناقش حذر و جرئ , يسعى لإقناع ألحاضرين , يحضى بألإهتمام
Barsamta2
حضورها قليل , مثقفة , تناقش في ألأمور ألمهمة , تحترم آراء ألجميع , مشاركة فعالة , ردودها دقيقة و شجاعة .       
habanya_612
محاور هادئ , حضوره جيد , يشيع ألود في ألحوار , غير متعصب , يحترمه ألجميع   
  .....انتقلت الى رحمة اللهMaY_73
قليلة ألحضور , قدرة ثقافية متميزة , حواراراتها مفيدة , تؤثر في ألنقاشات , طيبة ألكلمة , هادئة .
nishra 100   حضور متميز , يحاور بموضوعية , دقيق و حذر , متواضع , يشيع في حواره روحية ألنقد , لا يجامل , جاد في حواره , عقائدي .
san7arib_1
حضوره جيد , يناقش بشكل ملفت , يتبنى و يدعم قضية أمته , حريص في إستخدام ألكلمة ألطيبة , واقعي
ninvehnina
ضيفة جديدة , عذبة ألكلام , هادئة , قليلة ألحوار , تحضى بألإحترام  .
Diglath
حضور دائم , حواره ممتع , حذر و دقيق , لا يعارض أحد , يحترم ألجميع , قدرة في ألتحليل , لطيف في علاقاته .
MALPANAH
تواجده  محدود في غالبية الغرف  ,  يحترم ألجميع , أستطاع  تقوية  لغته  ألآشورية  ,  يسعى لفهم واقع شعبنا أكثر , يتبنى  ثقافة ألمحبة و ألسلام ,  يتبنى مبدأ  , إن  ألغالبية  تعتقد  بأنها  تقول   ألحقيقة .
samuil510
قليل ألتواجد , كلماته مؤثرة  و مفيدة , قوي ألحديث , له مؤيدين  لما يطرح , سمح ألخلق , سهل ألعشرة .
في ألختام أتمنى أن أكون قد وفقت في رسالتي هذه  لجميع  أساتذتي و  إخواني وأخواتي أعلاه  وألتي أسعى  من خلالها لزرع روح ألمحبة وألسلام فما بيننا , كما أعتذر لكل ألذين لم  أصفهم  كما ينبغي ,  كذلك إعتذاري لكل رواد الغرف الرائدة  الاخرى  ,  ولكني أعاهدهم بأني سوف ازورهم   واقدمهم لاحقا  معززين مكرمين   ... أما عن  مميزات
 . MALPANAH
فقد كتبت  ما سمعته منكم عنه ,  ليس أكثر ,  وأدعوكم  لقراءة  ,  ما جاء أعلاه  بدقة  سطرا سطر لتتعرفوا عن كيف  ينظر  ألآخرون  إليكم  في أللحظة ألتي  تحدثونهم ....دمتم بخير     

 
(Jan. 7, 2005)

6
اخي الأستاذ القدير هارون ...اكيد انت قصدت البعض وان تحليلك للواقع هذا يصب في قاعدة النسبية بين هؤلاء فهناك ففي بعض المراحل قد تختلف معيشة هذا السياسي الأشوري اللاجئ القادم من بلد شرقي حكمته ظروف سياسية قاسية عبر الزمن لم يكن باستطاعته ابداء رأيه بحرية وفجأة يرى انه انه في بلد اجنبي يفسح له وبكامل حريته يتظاهر او يشكل تكتلا او حزبا او يكتب ما يشاء من رأي وفكرة تخدم أبناء جلدته حيث يعيش أجواء التحضر والتطور والديمقراطية والحياة الآمنة ,ان بعض من السياسيين الأشوريين يعتقد ان التهجم على بعض من الأحزاب او السياسيين داخل الوطن هو السبيل لتغيير الواقع نحو الأفضل في حين ان ذلك قد يعتبره اخرين ان هذا التصرف ناتج من الفراغ والعزلة الإجتماعية والتقوقع ,أتمنى ان يأتي اليوم الذي يستطيع السياسي الاشوري ان يقول ما يشاء بكل حرية في بلدان الشرق الأوسط ...تقبل مني كل المحبة .
 

7
الى الأستاذ القدير الأديب ميخائيل ممو
إليك يا من كان لك قَدَم السّبق في ركب لغة الأم وادبها وشعرها ، إليك يا من بذلت جهدا ولم تنتظر العطاء ان يسبقك , اتدري اخي الأستاذ ميخائيل ان في السماء دوماً نجوم برّاقة لا يخفت بريقها عن عيوننا لحظةً واحدةً نترقّب إضاءتها بقلوب ولهانة ونسعد بلمعانها في سمائنا كلّما نظرنا الى السماء فاستحقت هذه النجوم اللامعة وبكلّ فخر أن يُرفع اسمها في الأعالي .
لا ادري كيف ابدأ وقد سبقني محبيك ومن التقيتهم في ثناءك الجميل , نعم من أيّ أبواب الثّناء اكتب وبأي أبيات القصيد أعبر لقد ابهرتني جولتك وسردك الجميل لكل مفرق فيها والتي سميتها { رحلتي الأدبية } واسمحلي لأكتب بضع كلمات الثناء لأنك وبحق كنت كسحابة معطاءة فلكلّ مبدع امثالك إنجاز ولكلّ نجاح يقابله شكر وتقدير , أحاول فقط أن أكتب كلمة ( انت رائع  ) لعلها تعبر عن بعض الشكر والتقدير الذي أكنه لك على عطائك الجميل والمستمر , كنت أحاول أن أعقب على واحد من المواضيع التي دأبت على كتابتها وتنسيقها فوجدت نفسي سادرا في اختياري , لا أدري بأيهما أبدأ لقد سبقت الجميع اخي ميخائيل ايها الباسل وليعذرني احبابي الأخرين اذا ما وضعتك في المقدمة فسيأتي دورهم ايضا لأضعهم في مقدمة أخرين تبعا لعطاءهم , فنشاطك الملحوظ خصوصا في مجال اللغة والشعر مرورا بتشجيع المبتدئين امثالنا في اكتساب الخبرة والتعلم فان هناك بصمة لك في كل خطوة خطوناها نحن من جيلك وبقية المهتمين بالأدب والثقافة بشكل عام  .
 فحق لنا ان نفتخر بك وبأمثالك الذين سطروا ثناءهم واعجابهم في القائمة قبلي فبعضهم كنت قد التقيتهم في جولتك وما زلت تلتقي آخرين كما نفتخر بمن سبقونا الى الأخدار السماوية .
  فيا باسل اللغة والشعر والأدب والثقافة الأستاذ ميخائيل ممو شكرا لك على كل ما قدمته لشعبنا وللبشرية من جميل الكلمة ورونق المعنى وسلاسة في السرد .
اخوكم
الأكاديمي
ادور ميرزا 


8
احبائي الطيبين عائلة المرحوم شمايل ننو ورفاقه وزملاءه من طلبة الجامعة التكنولوجية , نعزيكم برحيل الرائع { شمائيل } و بعيدا عن نشاطه القومي والسياسي الرائع فاني ما زلت أتذكر قامته ورشاقته وادبه في الصف , حيث شاءت الصدف اني التقيته في الجامعة التكنولوجية قسم هندسة البناء والأنشاءات وهو في ريعان شبابه حيث كان لزاما على طلبة السنة الأولى للاقسام العلمية في الجامعة ان يدرسوا خصائص تكنولوجية المواد , وقد قمت بتدريسه مع طلبة اخرين من أبناء وبنات شعبنا كان بينهم على ما اذكر داؤد ايشا الذي كان هو الاخر منخرطا في نشاط النضال القومي وبنيامين وتوما و هناء ووفاء واخرون لا اتذكر أسماءهم , لقد كان المرحوم طالبا مجتهدا وملتزما جدا ومحبوبا بين زملاءه واساتذته , لقد آلمني واحزنني فراقه المفاجئ , تقبلوا مني تعازية الحارة وادعو الرب ان يرحمه ويلهمكم الصبر والسلوان   

9
نعم كان سياسيا مثقفا كما عرفته ولا اغالي ان قلت عنه انه كان ملهما لكل من التقاه فعندما كان يقابل احدا او يتحدث في لقاء معين فان الجميع ينصت اليه ليس لأنه متفوق عليهم بثقافته الواسعة انما لأنه متفهم بما يفكرون به من اجل حياة افضل لشعبنا , المرحوم شمايل كان متواضعا وبسيطا جدا وفي نفس الوقت كان مهندسا بارعا ..لقد افتقدناه وخسرته الأمة بكل جذورها ندعو الله ان يرحمه ويلهم اهله ورفاقه وكل محبيه الصبر والسلوان   

10
paltalk
Madrashta

ادور ميرزا
في التسعينات من القرن الماضي حزمت امري وغادرت الوطن فحلقت بي ألطائرات  فوق أكثر من دولة كغيري من البشر الباحثين عن الأمن والأمان , لحين إستقريت  في بلد ألأمن والسلام ألذي كنت قد زرته قبل اكثر من ثلاثين عاما , وطبعا في تلك ألفترة لم يكن في بال معظم البشر ترك اوطانهم واللجوء للعيش في اوطان اخرى .
بعد ألإستقرار مع أفراد أسرتي وشعورنا بألطمأنينة وألعيش ألآمن بدأت مرحلة ألإندماج بالمجتمع وأولى ألمهمات هي تعلم لغة ألبلد كما هو متعارف عليه ..وقد أنجزناها وما زلنا سائرين لتقويتها أكثر وأكثر.  بعد ألإستقرار بدأت متاعبنا خاصة نحن أصحاب ألمعشر كما يقولون وأهمها هي ألبحث عن ألأقارب وألإصدقاء والزملاء , وبعد عناء من البحث عثرت على احد من ابناء عمومتي فسعدت كثيرا عند سماعي صوته , حينها  إختلط ألفرح بألدموع وبدأت معه رحلة ألذكريات مع ألماضي الجميل , استغليت الفرصة معه ليدلني عن طريقة فعالة للبحث عن اقاربي او اصدقائي وزملائي المشتتين في هذا العالم ,قال لي ..., يا إبن العم ان إصدقاءك وحتى زملاءك بل حتى تلاميذك قد تجدهم في موقع يسمى بالبالتولك ؟! وقدم لي شرحا بسيطا عن البالتولك حيث يعنى بالحوارات ويساعد رواده في العثور على الكثير من الأصدقاء والمعارف عندها فرحت فرحا لا يوصف , وبدأ يعلمني كيف ألدخول وألتعامل مع هذا ألموقع واقترح لي اسما يتعلق بمهنتي التعليمية  ثم دعاني للمشارة ولأول مرة في غرفة Assyrian Naition} ثم في غرفة (Assyrian Frank )} }حيث كانتا غرفتين متميزتين جدا في حينها وكان لهما مكانة في نفوس شعبنا ولا يمكن لاحد منا ان ينكر دورهما الايجابي في خدمة مجتمعنا, تحية لروادها القدامى والذين ساهوا في بناءها والرحمة لمن فارقنا الى ملكوت السماوات,, ثم استطعت من خلالها أن  ألتقي ببعض من أقاربي وإصدقائي بل حتى قسما من  زملائي و طلابي في الجامعة , واستمريت اتواجد في الغرفة الى ان راودتني فكرة تأسيس غرفة خاصة أستطيع من خلالها أن أجمع شمل ابناء جلدتي من ألمهتمين بالثقافة وبألمعرفة  بكل أشكالها , فأسست غرفة باسم { Madrashta } اي المدرسة لتتلائم مع مهنتي واخترت لها شعارا سميته { السلام والمعرفة } حيث ركزت فيها على الإهتمام بالسلام وبالثقافة والمعرفة وباعتماد اسلوب الحوار الديمقراطي الذي حرمنا منه فترة من الزمن بسبب اوضاع سياسية دكتاتورية عصفت ببلادنا.
استمرت الغرفة في نجاحها لأكثر من خمسة عشر عاما ووصل عدد اعضاءها الى حوالي 200 مشارك اعددت فيها الكثير من القاءات مع شخصيات علمية وسياسية وثقافية وتأريخية الى جانب الكثير من المحاضرات والمناقشات واستطعت ان اشيع روح الألفة العائلية مع الجميع , ولكن وبسبب انشغالي بامور كثيرة منها صحية ومنها عائلية ومنها عملية اضطررت الى غلقها .
واليوم وبالحاح من بعض من اقاربي واصدقائي وزملائي المخلصين اعود لفتح ابوابها وستكون وبلا شك مساعدة لغرف شعبنا العديدة وبالأخص لغرفة { دوراشا امتنايا بوليتيكايا } والتي احترمها وسابقى وفيا مخلصا لإدارتها ولكل المشاركين فيها رجالا ونساءا فلدي العديد من الأصدقاء ممن يشاركون فيها وانا احترم كل توجهاتهم الفكرية وكل طروحاتهم وساستمر معهم مشاركا فعالا في الحوارات السياسية والإجتماعية والثقافية جنبا الى جنب مع رواد غرفتنا { Madrshta  } اي المدرسة....
ان غرفة { المدرسة } ومنذ تأسيسها عام 2001 كان هدفها هو للتعارف وجمع الشمل واشاعة ثقافة المحبة و السلام , وغايتها تقليل الخلافات والطرح من خلال الشجاعة الأدبية وزيادة المعرفة  وزرع الثقة بالنفس بين اعضائها وستستمر في منح الحق للجميع  بالسؤال أو الإستفسار عن اي موضوع يهتمون به بكل شفافية وأدب  وبكل إحترام  .
افتتاح غرفة المدرسة سيكون في العاشر من ديسمبر الجاري وهو نفس التأريخ الذي افتتحنا فيه الغرفة عام 2001  ليوم واحد في الأسبوع سيتحدد لاحقا...... وستكون اولى المواضيع هي كالأتي ...   
رأيك في تعدد الغرف المهتمة بقضايا شعبنا ومدى اهميتها . 
هل لديك صعوبة لاشهار إسمك  الصريح عند الحوار او الطلب منك .
ما هو رأيك  بالبالتولك بشكل عام  , هل نجحت غرف شعبنا في إشاعة ثقافة الحوار الديمقراطي , ام اخفقت , من المسؤول
كيف تستخدم حقك في إنتقاد الاخرين , هل تتقبل أنت ألنقد , ما هو رأيك بالتعصب والعنصرية .
ما هي اقتراحاتك لتطوير أي غرفة أذكر لنا بعضها . 
ما هي توقعاتك المستقبلية لشعبنا بكل اطيافه , وكيف ترى العراق الجديد
هل تعتقد ان التقرب من ثقافات وحضارات الشعوب الأخرى في منطقتنا والتفاعل معها حالة حضارية متطورة وتخدم المسار الإنساني لشعبنا .
قائمة اسماء بعض من روادها القدامى حيث كنت قد دونت عنهم بعض الملاحظات فيما يتعلق باسلوب حوارهم واعتذر لمن لم يذكر اسمه في القائمة ولكني اؤكد باني ساعاود الكرة بالكتابة الدورية عن كل الزائرين وتحديدا المشاركين منهم في الحوارات بدءا من اللحظة التي يمسكون بالمايكروفون ويبدون بآراءهم وهو تعبير محبتي اعتز بها .   
http://ankawa.com/cgi-bin/ikonboard/topic.cgi?forum=14&topic=545
 









11
الصديق العزيز الأستاذ ليون المحترم

..نعم { هذا ليس زمن الصراع حول التسمية والتاريخ والمذهب وغيره } انتهى النص الرائع
اضيف ان المرحلة الحالية القاسية التي يمر بها ابناء جلدتنا بكل ما تعنيه هذه الحالة بحاجة الى التكاتف والتعاون لإيجاد السبل المادية والمعنوية الكفيلة بانقاذ الأحياء منهم وتأجيل الصراعات الحزبية وحتى الكنسية الى ان يستقر شعبنا اينما كان في الداخل او الخارج , اؤيد بكل ما جاء في مقالتك من كلمات عبرت فيها عن حزنك وألمك الذي شابه مشاعر جميع ابناء شعبنا الطيبين الذي خبروا السياسة والاعيبها ووضعوا مصلحة شعبهم الحياتية والإجتماعية والأمنية فوق اي اعتبار مع كل محبتي وتقديري
     
ادور ميرزا

12
الأستاذ القدير امير المالح , عائلة وأهل الفقيد الدكتور سعدي كل المحبة لكم
اعزيكم لمصابكم الجلل ونعزي انفسنا وجميع من احبهم فقيدنا الدكتور سعدي , احبتي حزننا عميق وأسفنا لفقدانه المفاجئ ليس له حدود لقد كان علما شامخا وقوة اضافت للأدب وللثقافة التي تمتد جذورها الى الاف السنين الكثير من الثبات والأصالة , كان انسانا هادئا متواضعا حكيما في حديثه فمن التقاه يشعر بالطمأنينة والإنبهار , رحم الله فقيدنا الرائع واسكنه فسيح جنانه والهمكم واصدقاءه وكل محبيه الصبر والسلوان .

13
تحية طيبة
بالطبع ان { مبدا الكوتا لا يتماشى مع طموحاتنا الكثيرة بأعتبارنا السكان الأصليين } وما دمنا نعرف ذلك فلماذا يصر البعض على التمسك بها والدفاع عنها والعمل بموجبها الا يعتبر ذلك انتهاكا لطموحات شعبنا , انا اعتقد بان التغيير الذي حصل في العراق في 2003 آذى الى حد كبير قضية حقوق شعبنا ومنح لبقية المكونات وبالأخص الأحزاب الدينية الشيعية الكثير من امتيازات السلطة والمال ولا ننسى ان كل ذلك طبخته ايران مع اميركا للثأر من حكومة العراق , ان ما يخدم قضية شعبنا هي العمل على تغيير نمط الحكم ورجالاته في العراق الى حكم ديمقراطي بعقول تكنوقراطية بعيدا عن الحزبية الفئوية والمذهبية والقومية ...في ظل هكذا اجواء سوف تفكر احزاب شعبنا وقادتها باهمية الوحدة والتوجه الى العمل السياسي موحدين ومتحدين والى ان يتحقق ذلك .. تحملوا اخوتي ما تشاهدونه وما تسمعوه عن تحركات وسياسات قادة احزابنا الحاليين على كل ارض العراق ان كانت ايجابية ام سلبية .

14
تحية عالية للأستاذ القدير ميخائيل ممو لما يبذله مع الخيرين الأوفياء والمهتمين باللغة الأشورية ونتمنى من كل ابناء هذا الشعب ورؤساء الأحزاب والمرجعيات الدينية للعمل الخلص والجاد مع المسؤولين العراقيين لإعتبار هذا اليوم يوما تأريخيا يحتفل به سنويا ليكون رمزا تأريخيا وواجبا قوميا لتثبيت وجود هذا الشعب الحي بين بقية شعوب العالم

15
حبيبنا باسم اعجز ان اكتب شيئا عنك ايها الصديق العزيز الوفي , نودعك جسدا وستبقى روحك الطاهرة خالدة في رحاب جناة الله  , انت في وجداننا ما حيينا  

16
بعد تحيتي للجميع اقول ان تعليقي لا اقصد فيه احدا بعينه, ولا كنيسة , ولا قومية , ولا حزبا ....انما  ..ان مفردة { أحد و كنيسة وقومية و حزب } هي مفردات وردت على الصفحة اعلاه ولكنها جميعا مع الإعتذار هي مفرادات قد فقدت اسباب وجودها , فلا احد وجد حلا لإسعاد شعبنا ولا كنيسة حاولت السير على طريق يوصلها بالأخرى كي تجمع شملنا ,ولا قومية بعينها استطاع مروجوا ايدلوجيتها جميع شملنا ولا حزبا بعينه قادتنا مسيرته لتلتقي بالأحزاب الأخرى ليعملا كقوة واحدة للدفاع عن حقوقنا الإنسانية ثم القومية والوطنية , عن ماذا تتحدثون لا شئ في الأفق غير النجاة بريشنا كما يقولون ..عن ماذا تتحدثون  حضارتنا وآثارنا ديست باحذية الغزاة والكارهين لنا, وطننا تغيرت ملامحه وبيع لدول أخرى ..عن ماذا تتحدثون اهلنا قتلوا او هجروا كنائسنا هجرناها وانتهى عهدها ...فهل من احد او كنيسة او قومية او حزب يستطيع ان يعيد لنا كل ما فقدناه هذا الذي يجب البحث فيه .

17
اخوتي واساتذتي الأفاضل يا احفاد الرجال الأشداء في بابل ونينوى وطورعابدين وماردين , يا اتباع الكنائس المشرقية الأشورية والكاثولوكية والسريانية جميل ان نتبادل النصائح و فرحة تغمرنا إن نتفق , مشكلتنا تكمن في تعدد مراكز محاورنا الدينية والسياسية , غالبيتنا متفقون ان السياسيون مزقوا وحدة انتماءنا والروحانيون شتتوا بوصلة صليبنا ..لقد فقدنا توازننا وحل مصائبنا ما زال بعيدا فمتى ما وجهنا سهام نصائحنا باتجاه توحيد محاورنا لا تشتيتها عندها فقط سيكون لنا مجالا واسعا لنوجه طاقاتنا لإنشاء مؤسسات ومراكز بحثية تعني وتهتم وتحمي تراث جميع المحاور الأدبية والتأريخية وتحت عنوان واحد وتوجه واحد ...عندها نقول لقد جنت النصائح الأخوية ثمار الهدف .  

18
هل سنرى قادمون جدد اصحاء

ادورد ميرزا

الحقد اوالعنف والتمييز والإجتثاث والأخذ بالثأر.... تصرفات شخصية لازمت الإنسان منذ بدء الخليقة , وهو صورة من صور الفشل الذي يصيب من ليس له القدرة على فهم الحياة واقناع الأخر , واسبابها كثيرة جوهرها اخفاق في المعرفة و سوء في التقدير مع تدني في الثقافة الإنسانية العامة وفساد في الخلق العام , وهذا بالطبع يساهم في تكوين انسان مهزوز يحمل ثقافة فاشلة  تنعكس تلقائيا من خلال تصرفاته على المجتمع لتشكل لاحقا  سلوكا عاما {  يسرطن }  مفاصل المجتمع ! والحقد والثأر والكراهية وتوابعها هذه كما نسمعها و نقرأها و نشاهدها باتت تشكل ظاهرة خطرة  في اسلوب العلاقة بين القوى التي قدمت الى العراق بحجة تحرير شعب العراق من الدكتاتورية مضافا اهدافا سامية أخرى بشرت بها وهي القضاء على كل اشكال التمييز الطائفي والقومي والديني والفئوي ! واكيد بات العراقيون اليوم مفتحين باللبن ويعلمون كل شئ عن انتماءات جميع هؤلاء فاما هي انتماءات دينية مذهبية او انتماءات قومية وهناك القليل منهم انتماءاتهم وطنية عراقية , والمصيبة ان غالبيتهم مغلفون و مزورون و غير صادقون  ..
 وان إنفردنا  بالمجموعة التي عينت  في البداية لتحكم العراق واستفسرنا منهم عن  مدى فهمهم والتزامهم  بالموازنة المطلوبة بين حبهم و دفاعهم عن عراقيتهم انتمائهم الوطني ! وبين حبهم و دفاعهم وولائهم لأحزابهم بكل مسمياتها وتوجهاتها!!  فاننا  نستطيع تحديد  الأسباب التي ادت الى تفشي الفساد والعنف و الثأر الذي نراه اليوم في العراق والذي وصل مداه المخيف وهو اباحة قتل العراقي لأخيه العراقي في سبيل  تحقيق مصالحهم الحزبية والفئوية .

على الشرفاء القادمين الجدد جميعا البحث في كيفية اعادة الثقة لأبناء العراق ليعيدوا ترتيب امرهم خاصة اذا ما علمنا ان الإنتخابات على الأبواب وان الأغلبية الحاكمة في العراق مسلمون و يبشرون باسلامهم الحنيف ليل نهار عبر الفضائيات او عبر وسائل الأعلام الأخرى فمن المفروض ان نرى هذا الإسلام الحنيف  في النجف و مدينة الصدر و الفلوجة و الرمادي و بغداد  و تلعفر و دهوك والسليمانية والطيفية و البصرة وطوزخورماتو وديالى.... بل و في كل ارض العراق , اوليس الإسلام محبة البشر اوليس الأسلام تعاون و تسامح و بناء علاقات يسودها التفاهم و التصالح اليس الإسلام مودة و رحمة , اليس الإسلام { إن اكرمكم عند الله اتقاكم } ام ان شكل الإسلام تغير الى الحد الذي يجعل البعض من البشر ان يتخيله شيطاناً ارهابياً وباسمه يلغى الآخر او يهجر ! ثم هل يقبل القادمون الجدد المسلمون الشرفاء ان تهدم المدن باسم الإسلام كما نراه اليوم في ديالى وطوزخورماتو وتلعفر وكركوك والفلوجة و النجف و الكاظمية والبصرة الفيحاء وغيرها من مدن العراق , وهل سيقبل القائمون الجدد هذا التوصيف للإسلام , ان العراق المتعدد الأديان و القوميات يفرض على القادمون الجدد ان يكون نشاطهم وهدفهم وهمهم الوحيد هو سعادة وأمن شعبهم واديانهم وقومياتهم المتعددة دون تمييز او اجتثاث , ولا يخفى ايضا ان غالبية هؤلاء القادمون الجدد { مسلمون }  هكذا شاء القدر ان يولدوا  مسلمين و رضعوا الحليب من ثدي امهاتهم نقياً و خاليا من مكروب الطائفية او العنصرية , ثم ترعرعوا في ربوع عشائرهم وقومهم وتتلمذوا على حب البشر غير متناسين يحبوا من جاورهم في العيش على ارض العراق من غير المسلمين , عليهم تخيل شاب عاطل عن العمل او امرأة ارملة او مشهد طفل مقتول او جثة مغدورة مرمية على الطريق او منظر دار وقد هوى سقفها على رؤوس ساكنيها الآمنين من هول الأمطار , غير متناسين ايضا عن صورة ماذا حدث في 2003 حين انهالت الطائرات بالقنابل على مدن ومساكن الآمنين العراقيين , وغير متناسين ايضا ما جرى لكنائسنا وجوامعنا ومساجدنا ودور العبادة الأخرى , هل فهم احدهم معنى انتهاك الجندي الأجنبي حرمة بيوتنا ماذا تعني  ؟
عشر سنوات والعنف والفساد يضرب وطننا وشعبنا دون ان نرى واحدا شهما يقف وينتفض ليعلن انهاء هذا الوضع الفاسد القائم والخراب المستمر ! اهكذا تبنى الأمم يا سادة يا كرام , حاولوا اعادة مجد نحن اشرف امة اخرجت للناس حيث لا يمكن ان نكون خير امة ونحن ابتلينا بالعنف وبالفساد وبانتهاك حقوق الناس , تذكروا ايها السادة القادمون الجدد ان الحقد او العنف او الفساد بكل اشكاله اذا ما شجع فانه سيؤدي الى تراجع بلدنا الى مستويات اكثر متدنية من وضعها المزري الحالي , عليكم بالتصدي لكل من يعتبر ان العنف او الإجتثاث او التمييز هو شكل من اشكال الدفاع عن الدين اوالوجود ان مثل هكذا تصرفات مرفوضة دينيا وعقليا ومنطقيا ، وهي مقامرة بحد ذاتها خاصة  اذا اعتمدت سلوكاً للتفاخر به امام اأخرين على انه الوحيد الجبار القادر على اخذ حقوقه دون الحاجة للجوء الى القانون .

ختاما وبعد عشر سنوات اقول ان الفساد والكراهية والعنف اصبحت ثقافة مترسخة في اذهان البعض ومن واجب القادمون الجدد استئصالها بدأنا بانفسهم ليكونوا نوذجا مقنعا للعراقيين والإعتراف والتأكيد على ان ثقافة الحقد و العنف والتمييز والإجتثاث لا تنفع بل هي التي أخرت تقدم ورفاهية شعبنا ولأنها تعيق تطورنا للحاق بالبشرية الصاعدة نحو الرفاهية . وهل سيبقى شعبنا العراقي هو الضحية في هذا العالم الشرس , أم سنرى قادمون جدد اصحاء !!  


 

19
مرة اخرى واخرى نقرأ عن جهد رائع جديد قديم اتحفنا به من حمل على اكتافه قضية شعب تأريخه وتراثه ورموزه والذين ما زالوا صامدين وشامخين على سطح هذه الأرض منذ الاف السنين يتحدون بل يتصدون بقوة صلابتهم لكل من يحاول مهاجمتهم وتحطيمهم ومسحهم من الوجود ..تحية ومحبة مع دعوتي للأستاذ القدير اشور كوركيس ...اقول ان امكن ذلك...نعم ان امكن  الإتصال بالمعنيين الدوليين للمساعدة لانشاء مكتب دولي خاص يديره شعبنا مباشرة يعني بجمع واعادة تدوين كل ما يتعلق بتأريخ شعبنا سواء من سرق او حطم او اتلف ودعوة المتخحصصين من ابناء شعبنا في هذا المجال للمساهمة فيه ..هي فكرة من اجل جمع هذا التراث الاصيل في مكان واحد ليسهل حمايته اولا ثم لحفظه من التشتت بين الدول كما نراه اليوم في متاحف متعددة   

20
تحية لك اخي العزيز الدكتور غازي ....ويبقى السؤال الأهم ...هل فكر القائمين على دعم قيام الفوضى في الدول العربية اسموها الربيع العربي بمصير الأقليات بمختلف معتقداتها , وهل راجعوا نتائج فعلتهم الفوضوية والتي ادت الى قتل وتهجير وارهاب الألاف من ابناء هذه الأقليات الآمنة ...ختاما انا اعتقد انهم لا فكروا و لا راجعوا ما خلفه مناخ ربيعهم  من انتشار رائحة الموت وعذاب التهجير والأحزان !

21
ان مسؤولية حماية القرى والنواحي والقصبات من العصابات الخارجة عن القانون يقع على عاتق حكومة كردستان ومؤسساتها الأمنية وان اي اختراق لإجهزتها الأمنية من قبل هذه الجماعات والتي تسعى لبث الكراهية والفتنة والرعب بين سكان هذه المناطق سيؤدي حتما الى عدم استتاب الأمن في هذه المناطق لذا يتوجب التحرك السريع لوقف هذه الأعمال الإجرامية والتحقيق في كل مجرياتها واحالة المخربين والحاقدين الى القضاء لينالوا جزاءهم العاجل , اما قوى شعبنا السياسية فعليهم التحرك السريع وادانة هذه التصرفات بقوة وشجاعة والا فان شعبنا لن يقف معهم ولن يثق بكل خطاباتهم .

22
نعم ايها الأخ القدير , انها ابادة جماعية للشعب الأشوري بكل ما تعنيه هذه الكلمة كما انها تزامنت مع الإبادة الجماعية التي اصابت الشعب الأرمني ..ولكن ومع الأسف لم يظهر على السطح العراقي واحدة من قوى شعبنا من يطالب المجتمع الدولي بالقصاص من القتلة الذين وعلى اشلاء قتلانا بنوا مدنهم , لقد استطاعت قوى الأرمن السياسية البطلة الوقوف متحدة وارغام الأمم المتحدة على اعتبار قتل الأرمن ابادة جماعية وقد تحقق ذلك , ندعوا ومن خلالكم قوى شعبنا السياسية المشتتة من كل الأطياف والممثلة في البرلمانين والحكومتين للمطالبة بطرح جريمة قتل شعبنا في سميلي في الامم المتحدة واعتبارها ابادة جماعية اسوة بالشعب الارمني البطل وتثبيت ذلك في سجلاتها كأبادة جماعية والإقرار بقيامها

23
تحليل رائع ومتابعة تأريخية نقدية ..بقي ان نتسائل , اي من هذه اللهجات او اللغات كما قسمت في التحليل معتمدا فيها على مراحل تداولها او تطورها التأريخي يجب اعتمادها في مدارسنا الأشورية لتدريسها او تعليمها اينما تواجدت تلك المدارس
تقبل مني كل التقدير
ادور ميرزا  

24
الأخ والصديق الوفي الدكتور غازي المحترم
تحية طيبة
فقط وددت الإشارة ان ما طرحته كان حقيقيا وصائبا وصحيحا ولكنه يصطدم مع الواقع على الأرض لأن من تطالبهم بالتعويضات لم يأتوا بحربهم على العراق الا بموافقة ومساندة مطلقة من معارضي نظام صدام الدكتاتوري وشعبنا كان جزءا منهم عن طريق ممثليه في اربيل وبغداد وذلك للتخلص من نظام الدكتاتورية ...وهؤلاء المعارضين مجتمعين اصلا لا يعتبرون ما حدث للعراق هو تدمير وتخريب وتشريد وتمزيق  انما يعتبرونه تحريرا ...فكيف نطالب بالتعويضات وممثلي شعبنا يقفون مع هؤلاء المحررين كما يسمونهم !

25
أعتذر لكل من يعتقد بان حركة زوعا قيادة وكوادر ومؤيدين هي الوحيدة التي تتحمل مسؤولية الدفاع عن حقوق ومصالح شعبنا على اراضيه الشرعية  فهو مخطئ , كما اعتذر ايضا لكل من يعتقد بان الإكثار من تشكيل الاحزاب بمسميات مختلفة منافسة كانت او مؤيدة ستساهم هي الاخرى في تسريع تحقيق امنيات شعبنا على اراضيه وايضا ..فهو مخطئ ايضا ...دعوا الحركة ممثلة بقيادتها الحالية والممثلة في حكومة العراق تعمل كما هي اتركوها وشأنها على الاقل في المرحلة الحالية حيث الوضع في العراق غير مطمئن لمستقبل شعبنا والارهاب يضرب والحاقدين يستغلون اي ثغرة في تماسك شعبنا , اعتقد بان الحركة وكما ارى حنكة قيادتها في ادارة العلاقات مع  الساسة العراقيين الجدد ووقوفها الى جانب الحياد مع كل الاطراف كافة لقادرة على المضي في قيادة شعبنا { ومشروعه القومي السلمي } وايصاله الى بر الامان على اراضيه , كذلك وكما اعتقد ايضا وكما اراهم فانهم يواجهون الموت يوميا مضحين بارواحهم , انهم ليسوا بحاجة الى منافس قد يؤدي بمشاعره الى خلق الازمات والى معوقات لا تحمد عقباها , انهم بحاجة الى مؤيد يقف معهم ويضع امامهم ما يمكن من نصائح او خطوات عمل , فقضيتنا اشمل من ترتيب الاسماء وشعبنا لم يعد يقبل الانقسامات وبات يعي كيف تدار المصالح والارتباطات الجانبية, علينا الحفاظ على سلامة وديمومة ممثلينا ..انا شخصيا أحترم كل آراء ابناء شعبنا واقف منحنيا امام الكوادر الحزبية القديمة والجديدة والتي ساهمت في تطوير العمل النظالي وقد تكون قد اختلفت في مرحلة معينة ولكنها ما زالت تمتلك حب الأمة وحب تأريخها الحضاري المشرف, دعوتي المتوازية مع دعوات المخلصين الى قيادة الحركة الحالية ممثلة بالآستاذ المهندس يوناذم كنة ومعه الأخيار في قيادة الحركة لدراسة كل ما ينشر وما يقال وما يطالب به شعبكم ان شعبكم يحبكم وبقدر هذا الحب الكبير قدر مسؤوليتكم أكبر واكبر ...وادعوكم لدعوة رفاقكم القدماء والحاليين بكل مستوياتهم للتباحث ونقد المرحلة السابقة , انها خطوة على الطريق الديمقراطي السليم وهي تجربة متميزة ستنفرد بها الحركة  بين الحركات التحررية في المنطقة العربية , وسنعمل ومعي كل الأصدقاء الأوفياء  من ابناء شعبنا كسياج آمن لكل مخلص ومحب لشعبنا وسنقف نسانده بكل ما نستطيع الى ان يتحقق لشعبنا الأمن والعيش الرغيد كما كان في مدينته وقريته وناحيته على كل ارض العراق ...مع كل محبتي لجميع ابناء شعبي الغيور
ادورد ميرزا
اكاديمي مستقل
السويد

26
مار لويس ساكو الجزيل الإحترام كما عرفته , هو الأصالة والوحدة والتجدد

شاهد الفديو
http://youtu.be/RvbK7lvM7VI
ادور ميرزا

27
الرحمة لشهداء شعبنا الأبرياء , والخزي والعار للمجرمين الطائفيين العملاء وكل من تعاون معهم من الذين ظهروا في عراق السلام بلد الرافدين بعد غزو العراق
ادورد ميرزا

28

وداعا أحبتي , وداعاَ ايها الشعر


ادورد ميرزا

وانا اشاهده من على شاشة فضائية سوريويو سات والتي تبث برامجها من دولة السويد , حيث تم تكريمه لحصول صورة له كان مصورا قد التقطها فحازت على جائزة اجمل صورة , وهو تكريم جديد ليس له علاقة بالشعر والأدب ولكنه اشارة لما يتمتع به هذا الشاعر الكنز والمعطاء من مميزات ..وقبلها شاهدته سنة 2007 وهو يكرم من قبل مؤتمر البطريرك  افرام برصوم  في ستوكهلم حيث قدمت له رابطة الأكادميين السريان الأراميين جائزة تقديرية لجهوده ومثابرته وابداعه في مجال الشعر والأدب .
اما اليوم ومع شديد حزني فاني أراه في مشهد آخر لا يقل هيبة وشموخ , لقد شاهدته محمولا فوق اكف محبيه من كل لون وصوب ماضين به كآية محفوظة لملاقات ربه الذي اسمه ما غاب عن ذكره يوما , نعم اليوم وداعا ايها الأب الشاعر العظيم... قالها من عرف الأب يوسف سعيد ومن احب أدب وشعر يوسف سعيد .

 ان حياة ألأب سعيد و أسفاره في التأريخ السرياني وابحاره في أدبه وفي شعره ، قربته كثيرا لبناء علاقات طيبة ولقاءات مفيدة مع العديد من الأدباء والشعراء امثال ميخائيل نعيمة واسحق قومي وميخائيل ممو والشاعر شربل بعيني والأديب صبري يوسف وغيرهم الكثيرين والقائمة لا تتسع لذكرهم , واخص بالذكر ايضا مهرجان المربد أدباء وشعراء والذي كان الأب يوسف يشارك فيه على مدى سنوات .

كتبت عنه سنة 2008 ..فقلت ..............
{ وقد يكون هناك ممن لا يعرفون شيئا عن المجتمع العائلي الذي يحيط بالقس يوسف سعيد , فيوسف سعيد ... أب بهي الطلعة وديع المعشر , فحين يتواجد بيننا فانه يكون كالشمعة في ليلة سويدية ثلجية ,حيث ترانا نلتف حوله للدفئ ولتنوير افكارنا منه , يعجز قلمي عن توصيف يوسف سعيد فالاف الكلمات لن توفيه حقه , انه نور يشع اينما جلس .. يقول...{ الكتابة نبع لا ينتهي وهي تنفيس للانسان بها
يتسلق إلى عوالم أخرى والركن الفاعل في تفاعيل الانسان المختلفة }

كتب عنه الكثيرين من الأدباء والشعراء وكرم في العديد من المؤتمرات , فهو شاعر" المربد" انه ابن العراق , قال عنه الاديب هنري بدروس كيفا .. {  فإلى محبي الأب الشاعر يوسف سعيد . تواضعه و ترديده بأنه من عائلة فقيرة يجب ألا يخفي عنا عظمته و غنائه الفكري و الشعري }.
وكتب عنه الشاعر السوري اسحق قومي .. { لا أمدحُ ما ليسَ فيكَ أُشهِدُ × وشهادتي معصومةٌ بيضاء }

اما ابونا يوسف سعيد الشاعر والأديب فانه لم يركن لقراءة ما يرسل اليه من رسائل الشعر والنثر, انما هو الآخر فقد جاهد وارسل الى العديد ومنهم الشاعر شربل بعيني ورسائله منشورة على الأنترنت ويمكن الاطلاع عليها .

ولكن وبعيدا عن علاقات مجتمع وعائلة الأدب والشعر والذي يعشقه ابونا يوسف , وبعيدا عن لغة الرسائل والهدايا وجوائز التكريم ....فان علاقاتنا العائلية وخصوصيتها معه قد تكون هي الأسمى والاعمق والأشمل من مثيلاتها من العلاقات , فقربنا منه حين نجالسه مطمئنين نشعر وكأن العالم كله لا يعرف شيئا عن يوسف سعيد الا فيما يكتبه من شعر وادب .. ولكن وقبل الشعر والأدب فانه إنسان مسيحي رائع محبوب متواضع بسيط كريم , يتمتع بروحية الشباب الجميله , فالضحكة لا تفارق محياه , يوسف سعيد لا يكل عن تقديم النصح بأرق أسلوب وعذوبة , وعندما تصغي اليه فانه ينقلك الى اعماق التأريخ بتسلسل جميل خاصة عندما يمسك بواقعة تأريخية مهمة , يوسف سعيد لا يغضب منه أحد أبدا ولا يُغضب احدا قط ,  فالجميع يحبه أنه أب بلا منازع , فقد غمر الجميع بعاطفته الأبوية الناصحة الأمينة المخلصة , أب على خلق رفيع نذر حياته في اكمال واجبه الديني والاجتماعي والثقافي , حين يتواجد في مكان ما فانه يكون كالنسمة الندية حين تلامس وجه الانسان المتعب , فكلماته الرقيقة والجادة والطيبة تضفي الكثير من البهجة والصفاء , انه رائع تطمئن له القلوب , وطيب يحب الجميع فأحبه الجميع , ومهما قلنا عنه فلن نوفيه حقه أبدا , ندعو ربنا ان يحفظه ويطيل في عمره .

فهنيئاً لك أيها الأب الرائع فاينما حللت تمتطي بساط الإبداع الادبي فتحلق في فضاءات التألق , حضورك لؤلؤة تبدد الظلام .
اينما رأيتك تتحدث ينتابني شعور بانك تمتلك صدرا يتسع لزلات الآخرين فترسل عليهم هتان من السموحة والصفاء , انك بتواضعك وبسماحتك تطرد الشيطان من قلوب الكارهين .
أيها الإنسان الطيب زدنا من لقاءاتك فانك والله تنثر الود على صحاري القلوب فتنبت رياحين المحبة ليستنشق عبيرها كل الأقربون والأبعدون .
أيها الأب والقس الأمين اراك عندما تتدثر بعباءة السماحة وتلتحف وشاح المحبة فانك تضفي على من حولك شأبيب السعادة والسرور , فلطفك الذي يعانق عنان السماء وكرمك الذي يسابق هبوب الرياح وعبقك الذي ينساب كأريج إقحوان الربيع ونظراتك الحنونة كلها عطاءات ربانية كُلفتَ بها لراحة المتعبين .
أيها الحليم بحبك للناس وبحب الناس لك قد فزت في الدنيا وفي الآخرة .
واخيرا ....وانا في نهايات الكتابة...وردني نبأ رقودك في المستشفى ..اتمنى لك الشفاء العاجل وعسى ان تكون وعكة صحية خفيفة...وتحية محبة وتقدير لكل صرح اعلامي يقربنا من عظماء شعبنا في العلوم والادب والسياسة والثقافة الدينية والدنيوية والمدافعين عن حقوق الانسان .}

واليوم نودعك ايها الأب العزيز والشاعر الكبير الوداع الأخير لملاقات ربك الى العليين مع القديسين , لقد رحلت عنا ولكنك حي معنا وستبقى كل عطاءاتك رمزا تقتدي به الأجيال , وداعا ايها الأب واطمئن أيها الراحل عنا .
...فالشعراء عمرهم طويل حيث بعد الموت مع قصائدهم في الذاكرة باقون..

29

الأستاذ القدير متي كلو المحترم
تهانينا الصادقة لكم لمناسبة حصولكم على لقب سفير السلام
نتمنى لكم  الصحة  والتقدم و الى المزيد من النشاطات الاعلامية الناجحة
اخوكم
ادورد ميرزا
السويد

30
كم هو رائع وجميل أن تشعر بان هناك من يشجعك وهناك ايضا من يكتشف مواهبك خاصة وانت في الغربة , كم هو رائع ان تكون في دولة يحترمك شعبها ومسؤولوها , والأروع ان تكون في بيت يأويك وابوين حنونين عطوفين واقارب يسالون عنك ويجاملونك ويشجعونك على التقدم ، والأهم أن تستمر متفوقا وان يظل هذا البيت عامرا بك وبرواده وبالقائمين عليه ، لقد سعدنا يا شليمون بخبر اختيارك كطالب متميز ومتفوق في مدينة يونشوبنك ودولة السويد , إذن من حقنا ومن حق كل المسيحيين لا بل كل العراقيين ان نفتخر بك كواحد من أفضل ابناء شعبنا الشباب , لا بل هي شهادة وصفعة بِوجه كل إنسان يحاول أن ينتقص من قيمتنا ومواهبنا .
فشعبنا التأريخي في بلاد مابين النهرين هم من علّم البشرية مختلف العلوم في الطب والأدب والفنون.

وهاهو الشاب شليمون جورج بينيامين وهو آشوري عراقي مقيم في مملكة السويد يجسد هذا المعنى في التميز والتفوق , شليمون ..شاب وسيم , طلعته كالبدر ، ذو وجه  مشرق ووجنتين سمراوين تعكس مدى عمق انتماءه الى اجداده واضعي أول حضارة عرفتها البشرية , شاب يحبه كل من قابله,  شاب لا يبخل باي كلمة طيبة , شاب هادئ ذكي حسن الخلق لطيف المعشر يحترمه كل من التقى به,  شاب مبادر وسبَاق لمساعدة كل من يحتاج اليه ,هذا الشاب يحمل قلبا يحتوى كل الناس بالرغم من اختلافهم معه في العمر والوظيفة ، شاب حاز على ثقة اهله واقاربه ومجتمعه السويدي الذي منحه منزلة المتميز حسبما ورد في صحيفة يونشوبنك بوستن الصادرة بتاريخ 2011/10/28 .حيث نجح في اختبار المعلومات وهو اختبار باشرت به لأول مرة صحيفة سويدية تدعى { داكنس نيهتر } منذ 1939 وبقي تقليدا سنوياً , ولتسليط الضوء على هذا الإختبار بشكل مبسط ..هو مجموعة أسئلة عامة تتعلق بتغييرات حدثت في العالم كالحروب والكوارث ونشوء انظمة حكم جديدة وسقوط أخرى واحداث تتعلق بشخصيات سياسية او فنية وغيرها من الأمور , حيث توزع هذه الأسئلة على كافة مدارس مملكة السويد ويقوم الطلاب بالإجابة عليها , والناجح بالطبع سيحتل الصدارة وسيكرم وسيحصل على امتيازات عديدة تليق بتفوقه وعلى رأسها استقباله من قبل ملكة السويد الملكة سيلفيا لتمنحه جائزة التفوق.
فالشاب شليمون جورج بينيامين خاض هذا الآختبار في مدينته يونشوبنك ونجح فيه بتفوق متميز ملفت كما ذكر ذلك في الصحافة السويدية وبذلك سوف يكرم من قبل ملكة السويد الى جانب امتيازات أخرى لتكون حافزا له لمزيد من التفوق والنجاحات .  
مبروك لك ايها الشاب شليمون جورج بينيامين هذا النجاح
وهنيئا لأبويك واقاربك ومحبيك
ادورد ميرزا


31

الأخ العزيز الدكتور وليم المحترم
بكلمات ملؤها المصداقية والوفاء لشخصكم المثابر والباحث للارتقاء بالعراق في المحافل الدولية والساعي دائما لبناءه أقف اليوم متفاخرا كما كنت هكذا دائما اتفاخر بابناء شعبي وانت واحد منهم والذين اتوسم فيهم كل خير وبركات , ايها العزيز ابارك لكم تسنمكم منصبا رفيعا في الممثلية الدائمة للأمم المتحدة في نيويورك وادعو الله ان يوفقكم في عملكم الجديد وان يحمي العراق وشعبه من كل الأشرار
اخوكم
ادورد ميرزا

32
جمعة الآلام والغضب العظيم
ادورد ميرزا
 
اليوم كعدت من النوم متاخر ، بس كعدت مرتاح ، كلشي حولي مريح ، من حيث يمكن شحنات الغضب اللي فرغها العراقيين بساحة التحرير البارحة ريحتني شوية . وخلونة ننتظر النتائج . ومعليكم بالتسخين الاعلامي عبر خطابات بعض الكذابين القلائل عن نتائج جمعة الغضب العراقي . هذه خطابات وامال ورغبات مصلحية تعوَد عليها العراقيين , اما النتائج الحقيقية فهي مازالت تتفاعل في ساحة التحرير ومعها ساحات المحافظات الجوعانة, اريد ابلغكم بان الغضب ما زال قائما ، ومدمنوا الكذب والفاسدين بح صوتهم وهم يتحدثون عن القضاء على الفساد ودعوتهم الى الوحدة الوطنية ، والوحدة الوطنية في الواقع موجودة بين الناس اللي شفناهم في ساحة التحرير فالشيعة والسنة والأكراد والتركمان والمسيحيين ومعاهم الصابئة واليزيديين كلهم عبروا عن انتماءهم للعراق فقط , لكن الوحدة الوطنية اللي ينادون بيها في الحقيقة مفقودة عند السياسيين ودون استثناء ! , ومع ذلك فان الناس لبوا نداء الشباب وخرجوا وادوا واجبهم في التظاهر ضد الفساد والظلم والبطالة وقلة الخدمات وفقدان الأمن بالرغم من دعوات البعض من المسؤولين بعدم التظاهر ووضع شتى العراقيل لعدم وصول المتظاهرين الى اهدافهم . لكن المرجعيات الدينية الفاضلة وقفت مع المتظاهرين كحق دستوري , فهل سيستطيع السياسيون الثورة على ذاتهم بنفس اخلاقية ثورة الناس في ساحة التحرير؟
 وهل سيحتكموا للمنطق والنزاهة ، ام سيبقون على طموحاتهم الشخصية وتهديداتهم وسكوتهم على الفاسدين والتي ستبقي العراق في حالة فقدان الأمن واستمرار جرائم سرقة المال والاغتيالات وغيرها من جرائم ضد الانسانية ؟
اخوتي لدينا شعب عراقي طيب ، ولكن للاسف ، فان غالبية السياسيين عندنا غير طيبين فخبرتهم في سرقة المال العام اكثر تفوقا من خبرتهم في خدمة شعبهم ، مع عدم احترامي الشديد لهم . ولا احتاج الى برهان كي اثبت لكم انهم فاسدون وسرقوا مال الشعب , فمنذ سقوط الطاغية صدام ونظامه البعثي العنصري والى هذا اليوم فانهم لم يقدموا شيئا للعراق سوى تمزيق شعبه الى طوائف واحزاب ومذاهب متصارعة مما ادى الى انتشار الجرائم وفقدان المليارات من اموال الشعب وقد شخصت ذلك هيئة النزاهة ومنظمات حقوق الانسان العالمية .
فمصطلح المحاصصة ، التوافق ، الطيف العراقي ، مكونات الشعب العراقي ، التوافق السني، الائتلاف الشيعي ، التحالف الكردستاني ، الأقليات القومية , الكتل السياسية , هذه المصطلحات كلها من مخترعات السياسيين الفاسدين ، واذا ما قمنا بفحص هذه المصطلحات ونبش قبورها  سيكشف لنا عن نوايا مريضة وطموحات حزبية وشخصية ، فكل الشعارات التي قيلت لنا هي اكاذيب في اكاذيب وتفاهات في تفاهات ، وستثبت لكم الايام القادمة دجل غالبية نخبنا السياسية وعصاباتهم التي تحكمت برقاب العراقيين بقوة السلاح وتسويق الاوهام وهذه حقيقة ليست من خيالاتنا بل من تشخيص منظمات أممية مستقلة .
سنقف على المدرجات ونراقب ، و(سنصفق) لمن يتخلى عن مصالحه الشخصية الضيقة ويلتزم بحقوق الانسان العراقي فهل سنشهد آذان صاغية ؟ وسؤالنا لماذا لم نشاهد استقالة وزير او سفير او حتى عضو برلمان عراقي شهم بسبب اخفاقات الحكومة , ولم نشاهد او نسمع احد منهم يشجب العنف ضد المتظاهرين المدنيين في ساحة التحرير وبقية المحافظات , في حين شاهدنا ضابطا كبيرا بمنصب مدير الأفراد في وزارة الدفاع كان معارضا لنظام الدكتاتور صدام حسين يقدم استقالته من الوظيفة وعلى الهواء , كما شاهدنا ايضا بيان الاتحاد الاوربي وهو يشجب التصدي للمتظاهرين المدنيين ويدعو الحكومة العراقية للحفاظ على سلامة المتظاهرين .....يا ترى مالسبب في صمت هؤلاء !
اننا سننتظر ساعة اعلان القضاء على الفساد واحالة الفاسدين الى القضاء وعودة الأمان وانهاء البطالة والاهتمام بالتربية والثقافة والبناء واشاعة روح المحبة وعودة الفنانين والأدباء لان الحكومة الحالية كما بدى للعراقيين حكومة غير راغبة باشاعة الأدب والفن انها حكومة محاصصة طائفية ومصالح فاسدة بشهادة الغالبية من اعضاءها . فلايمكن قبولها ومعها كل الاحزاب والكيانات والكتل وبضمنهم اعضاء البرلمان العراقي حيث ظهروا امام العراقيين وهم يبحثون عن الامتيازات وعن المصالح الشخصية والحزبية ، وما زالوا في تنافس على الحصول على المكاسب تاركين الشعب في حالة فقر وجوع وتخلف وتشتيت .
فبعد ان يعلن شباب الثورة الغير مسيس في ساحة التحرير اللي ما ينتمون لا للبعث ولا للصداميين ولا للاحزاب الطائفية ولا القومية , قرارهم بالتوقف بعد ان تتحقق كل مطاليبهم , ولحد ذلك اليوم فاننا سنراقب العمل وسنكتب ، وبلا ادنى خوف او خجل من احد ، سنكتب وسنعري وسنفضح وسنسخر وسنستهزيء من كل افاق اثيم ، اي كان و مهما كان حجمه وشكله .
ان العراقيين على استعداد دائم لمعركة كبرى مع كل من لايحترم العراقيين ويضحك على عقولهم ويستبيح دماءهم ويهاجم ويحرق كنائسهم ومساجدهم ومعابدهم الآمنة ويسرق اموالهم .
وحتى ساعة يقظة اوروبا والعالم المتحظر سيكون لنا لقاء وعاش العراق .
هل تنتظرون معي ؟
ارجوكم انتظروا معي ...



 [/font] [/size]

33
خطوة رائعة واتمنى لها التوسع والتقدم والتطور ما دامت فكرة عراقية حرة مستقلة وغير مقيدة وهدفها الأسمى جمع شمل العراقيين بكل اطيافهم ومعتقداتهم وتوحيد رؤاهم لبناء العراق الجديد
ادورد ميرزا

34
تحية الى الست أرينا كونستاتينوفنا كاسباريان لهذا الانجاز الذي يعبر عن مدى شجاعة واستقلالية المرأة الاشورية في ارمينيا , وبالمناسبة فاننا بانتظار اليوم الذي سيكافئ فيه المتميزات من النساء الأشوريات او بقية النساء المسيحيات بشكل عام وبالأخص النساء العاملات مع حكومة دولة العراق على جهودهن في العمل والتضحية من اجل شعبهم .

35
في العراق الكثير من التعليمات والممارسات وحتى بعض القوانين تعيق حرية المواطن العراقي , بل وتتعارض مع مبدأ الديمقراطية التي يصرح بها حكام العراق , وحسب اعتقادي الشخصي فان القضية المطروحة ليست شخصية متعلقة بالسيد محافظ بغداد والذي وضع في واجهة اصدار القرار كما روج لها الاعلام , انها قضية رأي عام الحكومة وحالة يتصف بها الوضع القائم برمته , فالقوانين او التشريعات او التعليمات التي تتعلق بمنح المواطن العراقي بكل انتاماءاته الدينية والقومية كامل الحرية في العمل الشريف او الانتماء الفكري او الديني , او التي تعيق حركته وحريته لا يمكن ان تمرر لتنفذ الا عبر قنوات حكومية ورسمية وموافق عليها مسبقا جملة وتفصيلا , فقضية غلق محلات بيع الخمور او النوادي الليلية او غلق مركز تعليم الباليه او مهرجان بابل او مهاجمة نوادي عائلية خاصة لمكون معين وغيرها من المضايقات ضد النشاطات الاجتماعية والفنون الجميلة والتي وبلا شك تمثل مقياسا لمدى تقدم وتطور شعوب البلدان الديمقراطية ..كل ذلك يقع ضمن فهم الحكومة للديمقراطية ولحقوق الانسان , المطلوب الأن ان تعلن الحكومة وعلانية توجهاتها اتجاه مختلف النشاطات الفنية والمهنية خاصة وشعب العراق يضم مختلف الانتماءات الدينية ويعمل بمختلف الانشطة الاجتماعية ان الحكومة هي الوحيدة المسؤولة عن قوانين الدولة سلبا او ايجابا وليس موظف بعينه ! .
ادورد ميرزا
اكاديمي وكاتب

36

الحياة الطبيعية للعراقيين ..تبدأ بالغاء التقسيم
ادورد ميرزا
بعد ان حرر العراق من قبضة الدكتاتورية والحزب الأوحد استبشر العراقيون ببزوخ فجر جديد نوره الديمقراطية وقاسمه المشترك هو قبول كل مكوناته الدينية والقومية العمل سوية والمشاركة دون تمييز في صنع القرار الجماعي السليم الذي وبلا شك سيدعم برامج الحكومة المعدة لبناء الوطن وتقدم وتطور شعبه وازدهاره .
وبما ان جميع مكونات الشعب العراقي الممثلة في الحكومة والبرلمان متفقون على ان المسيحيون هم مكون اصيل من مكونات الشعب العراق , وكما يشهد لهم تأريخ العراق السياسي , فانهم لم يسعوا يوما الى رفع السلاح والمطالبة بتأسيس دولة خاصة بهم , او حتى المطالبة لتولي مناصب عليا في الدولة العراقية منذ تأسيسها .
لكن اليوم وحسب الدستور الجديد فان مطالبات جميع المكونات ومنهم المسيحيون تعد استحقاقا مشروعا , حيث مُثلوا في برلمان بغداد واربيل على اكمل وجه ,  لكن الأمور كما تبدو لا تحلوا للبعض ان يتبوء مسيحيون مناصب سيادية وقيادية عليا في الدولة العراقية لاعتبارات ايدلوجية او تأريخية كان يجب على البعض من الشخصيات الممثلة في بعض الكتل مغادرتها والاستقامة مع المخلصين الداعين لوحدة العمل الجماعي البعيد عن التمييز الديني او القومي  , وجدير بالذكر بان قاعدة تشكيل الحكومات التي اسسها السر بريمر قد احدثت شرخا في طريقة ادارة الدولة حيث تم تقسيم المجتمع على اساس ديني وطائفي وقومي فاستُغل هذا الحال من قبل بعض ممن يعتقد انه الوحيد المؤهل الذي له الحق في التمسك بالسلطة وتوزيع المناصب والمسؤوليات حسب مصالحه , وينسى هذا البعض انه قد ناضل طيلة عقود من السنين من اجل خلاص العراقيين مسيحيين ومسلمين صابئة ويزيديين والشبك من الظلم الذي لحق بهم جراء الحكم الدكتاتوري , في حين اننا نعتقد بان الكتل ذات الطابع الديني الاسلامي والمسيحي وغيرهم , او الكتل ذات الطابع القومي , والتي عارضت نظام صدام كان يجب عليها بعد اسقاط النظام مباشرة ان يعلنوا للعراقيين انتقالهم من حالة التقوقع والحماية والمصالح الذاتية الى الانفتاح والاندماج في ايدلوجية واحدة تتسع لكل المكونات العراقية والبدء بالمشروع الوطني الذي كانوا قد وعدوا به العراقيين , ومهما يكن فان فرصة الغاء التقسيم ما زالت قائمة وستكون ملايين الأكف حاضرة ومستعدة لترفع اجسام من ينادي بها الى العلى .
ان شعور ابناء هذا المكون من المقتدرين والكفوئين من أن هناك تمييزاً واضحاً ضدهم وخاصة في تبوء المناصب العليا في الدولة العراقية الى جانب عدم الاهتمام بحمايتهم وحماية مقدساتهم الدينية سيجعلهم يفقدون الثقة شيئا فشيئا بحكومتهم , وستظل الحسرة كامنة في نفوسهم وقد تظهر وتختفي عند كل أزمة تواجههم , ولا ننسى ان هذا المكون ومن خلال ممثليه الشجعان في البرلمان اصبح لهم القدرة في طرح معاناته واصبح له الحق للاصطفاف الى جانب كل مخلص يعمل لصالح الشعب العراقي مجتمعا ودون تمييز , كما علينا الاشارة ايضا من ان هذا المكون قيادة وشعب وبسبب ما يتعرض له من قتل وتهجير وامام انظار الحكومة والبرلمان فقد اصبحت له الحجة في لقاء قوى اجنبية تعني بحقوق الانسان لشرح اوضاعه المأساوية , وهذا وبكل تأكيد ما لا نرغب به , ان مطالبة هذا المكون لحمايته وحقه في المشاركة في صنع القرار العراقي يقع ضمن مسؤولية الحكومة العراقية والبرلمان فقط .
وحيث ان المسيحيون والمتناقص عددهم في العراق يحتفلون هذه الايام باعياد الميلاد ورأس السنة الميلادية فانهم يستذكرون ارواح شهدائهم الذين سقطوا ضحايا الارهاب الذي إستغل ضعف الجهات الحكومية المسؤولة عن ضبط الأمن , ولقلتهم فانهم ماضون للحفاظ على ما تحقق من انجازات عظيمة ومنها تشكيل الحكومة والتي اعلنها السيد نوري المالكي رئيس الوزراء المنتخب حيث اشار في كلمته امام مجلس النواب الى انتهاء سلطة الدكتاتورية في العراق وانتقاله الى سلطة الحكم الديمقراطي القائم على العدل والمساوات وعدم التمييز بين العراقيين على اساس الانتماء الديني او الطائفي او القومي .
ان تبني حكومة السيد نوري المالكي لمشروع مدني وحضاري كما ورد في برنامج حكومته الجديدة يتطلب اولا الالتزام بالدستور الضامن لحقوق المكونات دون تمييز , وان منح المكون المسيحي الكفوء احدى المناصب الوزارية السيادية بالتساوي مع المكونات الكبيرة دليل على المنهج العادل للحكومة الجديدة وايمانا منها بضرورة توسيع مساحة تقديم افضل الخدمات لتشمل كل المكونات دون تمييز لعبور المرحلة والانتقال الى مرحلة شجاعة قادمة تتيح للعراقيين الاقدام بشجاعة وحسن نية الى الغاء العديد من القوانين التي تبقي على حالة التمييز بين العراقيين , كأن يتم البدء بالغاء خانة الديانة او القومية من البطاقات الانتخابية القادمة , ومن ثم قد يتم الغاءها من الهوية الشخصية ومن استمارات طلب الوظائف حتي لا تستخدم هذه الأوصاف والانتماءات كأساس للتمييز بين المكونات العراقية , ان حصر الوصف الديني او القومي يجب ان يحصر لصالح الاحصاء السكاني وتوزيع الثروات فقط  .
ان الكثير من السياسيين والمثقفين والمهتمين بالشأن السياسي في العراق يرون أن مطالب المكون المسيحي بشأن أحقيتهم في تقلد بعض المواقع القيادية والوظائف العامة , هي مطالب عادلة وإن كانوا يرون أن الأزمة في توزيع المناصب لم تعد تقتصر اليوم علي المسيحيين العراقيين وحدهم بل طالت المسلمين وغيرهم أيضا , فقد أصبح الجميع في الهم سواء في ظل الفوضى واختلال توازن النظام الاجتماعي العراقي الذي اخترقه الأرهاب الخارجي حيث خلق ازمة الطائفية والفساد والتي اعتبرها البعض غيوم عابرة , حيث يلاحقهما السيد نوري المالكي للقضاء عليهما والى الأبد واعادة العراق الى وضع طبيعي يتعايش فيه العراقيون دون تمييز كما جاء في خطابه اثناء تشكيل الحكومة .
اشير هنا وبحسب تقديرات الكنائس المسيحية في العراق فان اعداد المسيحيين في العراق قبل 2003 كانوا حوالي مليون و300 الف يتوزعون على كافة محافظات القطر , في حين تناقص عددهم بسبب اعمال العنف بعد 2003 من قتل وترهيب وتهجير ليصل عددهم الى اقل من 500 الف حسب بعض الاحصاءات , ان العمل على بقاء هذا المكون الأصيل على ارض اجداده يتطلب من الحكومة ايجاد الحلول العملية تبتدء بتقوية روابطه بالمجتمع من خلال حمايته وزجه في العمل المباشر انطلاقا من المواقع القيادية , حيث لا يمكن استثناءه من المعادلة السياسية القائمة اليوم في العراق .
ان حكومة العراق بحاجة الى خطوات شجاعة لسد الطريق امام كل التوجهات التي تؤدي الى الانفراد بالسلطة , وانها وبلا شك اصبحت تمتلك القوة والارادة وان خطواتها بانت في الأفق فالحوارات والنقاشات داخل البرلمان تشير الى ان ادارة حكم البلاد وتسيير اموره باتت مسؤولية جميع المكونات , وعليه ولا بد ان يعلم الجميع بان شعب العراق لا يمكن ان تحكمه ارادة دينية واحدة ولا طائفة بعينها ولا حزب بعينه , وتجربة حكم صدام للعراق من خلال الحزب الواحد دليل واضح على حتمية تواجد الظلم والاضطهاد شئنا ام ابينا , فالله عز وجل خص العراق بشعوب متعددة الديانات والثقافات والقوميات حيث انشأت على ارضه اعظم الحضارات فالأشورية البابلية وما حولها من المسيحية والاسلامية السمحاء حضارات اسستها شعوبا متنوعة الاطياف , فلا يوجد ما يمنع من تولى المسيحيون الى جانب المسلمون المخلصون من اصحاب الكفاءة والنزاهة والخلق الحسن مناصب سيادية و قيادية مهمة كرئاسة الجمهورية او رئاسة الوزراء او البرلمان او  وزارات الدفاع والإعلام والعدل والداخلية وحتى القضاء ، نقول ذلك لأننا مؤمنون من ان العراق من شماله الى جنوبه لن يحتله الارهابيون وقد تخلص والى الأبد من الدكتاتورية والفئوية وهو سائر للتخلص من كل مزالق الفساد والطائفية او المذهبية المتطرفة , وما سمعناه من كلمات السيد رئيس الجمهورية والسيد رئيس اقليم كردستان والسيد رئيس الوزراء والسيد رئيس البرلمان العراقي بمناسبة اعياد الميلاد ورأس السنة الميلادية وما عرضته فضائيات عراقية مؤخرا من برامج ولقاءات تعاطف ومساندة ومشاركة في احزان وافراح المسيحيين دليل على ان العراق سيتعافى قريبا وسينهض رغم كل المشككين والحاقدين .

37
الأب القدير المطران لويس ساكو جزيل الاحترام
نهنئكم على تكريمكم بوسام السلام , سيدنا العزيز ومن غيركم من رجالاتنا ورموزنا يستحقها , لقد اثبتم وعبر سنين جهادكم في سبيل الحق والحقيقة وسعيكم الحثيث ومثابرتكم الرائعة باتجاه وحدة شعبنا ..نتمنى لك ايها الأب الأمين والغيور على وطنه وشعبه دوام الصحة والعافية ونطلب من الرب ان يحفظك ذخراً لنا ورمزا نقتدي به للوصول الى بر الأمان

ادورد ميرزا
فائزة شمعون ساكو

38
الأستاذ سعيد شمايا ...تحية طيبة
بعد كل الذي حصل في العراق وشعبه بعد 2003 من تغيير شامل في بنيته الثقافية والسياسية والاجتماعية والتي كنا نتمنى حصول الأفضل من النظام البعثي الصدامي الدكتاتوري لكن الذي حصل انعكس وبشكل سلبي على حال شعبنا المعتنق للمسيحية السمحاء فمنذ اكثر من الفين عام اعتنق شعبنا المسيحية وعاش على ارض العراق والتي هي ارض اجداده ولأن هذا التغيير الذي ضرب العراق استغلته جهات لها اجندات معينة تحكمها ايدلوجية لطالما طفحت على السطح بعض من اهدافها والتي لا تسمح للمخالفين لها بالتقدم وطلب حق المساواة في الحقوق , فاني ارى ان التوجه وصب الجهود لانجاح مشروع الحكم الذاتي سيكون عاملا مهما في حماية وجودنا التأريخي في المرحلة الحالية , وبالمناسبة فاني ادعو الجميع وبالأخص قادة الأحزاب السياسية وممثلينا في الحكومتين للاستفادة من دعم القادة الكرد للمسيحيين خاصة فيما يتعلق بالحكم الذاتي الذي اصبح أمرا لا بد منه ...تقبل مني كل الثناء على طروحاتك مع المحبة
ادورد ميرزا
اكاديمي

39

المشكلة ليست في المسلمين ..اين المشكلة اذن وما هو الحل !

ادورد ميرزا

بعد الاطاحة بالنظام الدكتاتوري وسلطة الحزب الواحد الذي قاد العراقيين الى المهالك في حروب عبثية لا نهاية لها سوى البؤس والخراب , استبشر العراقيون ووعدوا بقدوم الحكم الديمقراطي الذي سيوفر لهم الأمن والحياة الكريمة , ولكن حدث عكس ذلك فقد استمر الحال كما كان والى يومنا هذا حيث وعلى كل مساحة العراق عندما يتعرض العراقيون او اماكن عباداتهم الى هجوم بمفخخة او عملية اختطاف او تفجير بعبوة لاصقة او ناسفة او قتل برئ بكاتم الصوت تتعالى الأصوات متهمة اما قوات الاحتلال او تنظيم القاعدة أو جماعة ازلام صدام , بمعنى اتهام يوجه لجهة واحدة من دون اي اشارة الى احتمال تورط أخرين لاسباب قد تكون شخصية او سياسية او احتمال وجود اختراقات للاجهزة الأمنية من قبل جهات لا تريد الاستقرار للعراق الديمقراطي الجديد .
ما يهمني اليوم هو الهجوم الذي تعرضت اليه كنيسة سيدة النجاة على يد مجموعة ارهابية قالت عنها قيادة عمليات بغداد انها غير عراقية حيث اعلنت عن مسؤوليتها في هذه المجزرة وانها تحت مسمى دولة العراق الاسلامية , مذبحة لا تمت باي صلة بتعاليم الدين الاسلامي الحقيقي , عصابة منظمة ومدربة هاجمت الكنيسة الآمنة فقتلت العشرات بينهم اطفال رضع ونساء وشيوخ , نعم ابرياء قتلوا وجرحوا , تساؤلات كثيرة تدور في مخيلتنا , اهمها ...هل ما يقوم به تنظيم القاعدة او سواه من الجماعات الاسلامية المتطرفة مرحب به ومدعوم من بعض الحكومات العربية والاسلامية , وهل انه تنظيم من القوة بحيث لا يمكن السيطرة عليه , وهل ان المرجعيات الاسلامية الشيعية والسنية وغيرها غير مهتمة بما ينسب الى الاسلام الحنيف حيث ان هؤلاء القتلة  وكما يصرحون انهم يقتلون البشر المخالف مستندون على نصوص قرآنية تبيح لهم قتل المخالفين , وهذا بالطبع سيستغله اعداء الاسلام لتشويه سمعته !

اسئلة لطالما طرحت ولكن لا مجيب , اليوم وبعد مذبحة كنيسة سيدة النجاة ...نطالب الكرام ....مشايخ الأزهر الشريف في مصر ومرجعيات الشيعة في قم ايران والمرجعيات في النجف الأشرف وعلماء السنة في مكة المكرمة في المملكة العربية السعودية لانقاذ الاسلام الحقيقي من التشويه لأنهم الجهات الشرعية الوحيدة والمسؤولة عن كل ما يتعلق بالدين الاسلامي , ان هؤلاء الجماعات الاسلامية التي تقتل وتذبح كل مخالف لهم يعلنون وبكل صراحة ووضوح انهم قادرون على قتل الناس اينما تواجدوا وباسم الدين الاسلامي وهناك من يصدقهم ويمولهم فلا فرق عندهم انهم يقتلون كل من يخالفهم مسلمون كانوا او مسيحيون او غيرهم , انهم يقتلون الطفل او المرأة او الشيخ او الكاهن او السيد او الامام كلهم اهداف مشروعة للقتل وذلك وحسب ما يعتقدون انهم مسلمون وبعملهم هذا يعتقدون انهم سيفوزون بالجنة الموعودة .
كتب الكاتب عمران سلمان يقول ....إن المسلمين هم مجرد أداة في عمليات الإرهاب هذه . إنهم حطبها ووقودها . أما المسؤول الحقيقي عن كل ذلك فهو الإسلام نفسه .
وبداية الخيط يمكن التقاطها من الفكرة البسيطة التالية. جميع الأديان تضع لاتباعها سلوكا وفروضا وأحكاما، وتطلب منهم الالتزام بها. لكن الإسلام هو الوحيد الذي لا يكتفي بدعوة اتباعه لالتزام تلك الفروض، وإنما يدعونا للتدخل في شؤون الآخرين والعمل على تغيير عقائدهم، ثم هو لا يكتفي بذلك أيضا وإنما يكافئ أتباعه على هذا العمل.
ولما كانت عقيدة الإسلام تدعو، في كثير من الحالات، أتباعها إلى قتل من لا يشاركونهم نفس هذه العقيدة، إما باسم الردة أو الشرك أو الكفر، فقد غدا من الممكن أن نرى حالات يقتل فيها الناس بعضهم بعضا، باسم الإسلام، وتكون المكافأة هي الدخول إلى الجنة، والتمتع بحور العين والغلمان.. الخ.
إن كثيرا من الآيات الواردة في القرآن تنص مثلا على ضرورة قتال الكفار والمشركين وكل من لا يؤمن بما جاء به الرسول محمد {ص} . وتقرن ذلك بالمكافأة، أو العقاب في حال الامتناع عنه. أي أنها لا تعطي المسلم خيارا. فإما أن يقاتل "بكسر التاء" أو يقاتل " بفتح التاء".  وخصوصا ان ايات القران تصلح لكل زمان ومكان ولا نستطيع انكار ذلك.
يقول د. كامل النجار في كتابه القيم "قراءة نقدية للإسلام" المنشور على موقع "كتابات" على الانترنيت.*     
http://www.mediafire.com/?ndm4kzjz1zb
"قد رأينا فيما سبق أن الرسول عندما كان مستضعفاً بمكة كان متسامحاً مع الكافرين، ولكن بمجرد أن هاجر إلى المدينة وقويت شوكته، بدأت تظهر بعض الآيات التي تُحض على قتالهم. وأول سورة نزلت بالمدينة كانت سورة البقرة، وفيها نجد: "واقتلوهم حيث ثقفتموهم وأخرجوهم من حيث أخرجوكم والفتنة أشد من القتل". (سورة البقرة الآية 191.)
ثم ظهرت الآية: "وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين لله فإن انتهوا فلا عدوان إلا على الظالمين". (سورة البقرة الآية 193.) 
ومن حينها صار قتال المشركين فرضاً على المسلمين، وسموه جهاداً، وصار الجهاد فرض عين واجباً على كل مسلم قادر، ونزلت الآية: "لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر والمجاهدون في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجةً". ( سورة النساء الآية 95)
و"فليقاتل في سبيل الله الذين يشرون الحياة الدنيا بالآخرة ومن يقاتل في سبيل الله فيُقتل أو يَغلب فسوف نؤتيه أجراً عظيماً". (سورة النساء، الآية 74).
ثم توالت الآيات التي تحض على القتال، فنجد: "سألقي في قلوب الذين كفروا الرعب فاضربوا فوق الأعناق وأضربوا منهم كل بنان". (سورة الأنفال آية 12).
وكذلك: "فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب حتى إذا أثخنتموهم فشدوا الوثاق فأما منّاً بعد وأما فداء حتى تضع الحرب أوزارها". (سورة محمد الآية 4).
وأخيراً نزلت أية السيف التي ألغت كل معاهدة مع اليهود والمشركين وفتحت باب الجهاد على مصراعيه: "فإذا انسلخ الأشهر الحُرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم وأقعدوا لهم كل مرصد فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم إن الله غفور رحيم". (سورة التوبة الآية 5).
وكذلك في نفس سورة التوبة الآية 29 تقول: "قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرّمون ما حرّم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يُعطوا الجزية عن يدٍ وهم صاغرون".
وبعد التحريض على القتال جاء تحذير المجاهدين من الفرار من المعارك: "يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم الذين كفروا زحفاً فلا تولوهم الأدبار. ومن يولهم يومئذ دبره إلا متحرفاً لقتال أو متحيزاً إلى فئةٍ فقد باء بغضب من الله ومأواه جهنم وبئس المصير". (سورة الأنفال الآيتين 15 و 16).
وفي آية أخرى يسأل الله المؤمنين إن حسبوا أنهم سيدخلون الجنة بدون جهاد: "أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولمّا يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين". (سورة آل عمران الآية 142).
هذه الآيات إذا كان لها أن تقول شيئا فهو: يجب قتال المشركين والكفار وجميع من لا يؤمنون بدين محمد، ( أي كل من هو غير مسلم) بدون هوادة أو رحمة أو تراجع أو تردد.
وثانيا، لم يحدد نطاق القتل بمكان أو زمان (واقتلوهم حيث ثقفتموهم) و(اقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم وأقعدوا لهم كل مرصد). أما وسيلة القتل المفضلة فهي (ضرب الرقاب).
وجزاء ذلك كله هو الجنة (أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولمّا يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين و(سوف نؤتيه أجراً عظيماً). أما من يرفض أو يتردد في تنفيذ الأمر (فقد باء بغضب من الله ومأواه جهنم وبئس المصير).
وهكذا تصبح المعادلة بسيطة أمام كل مسلم، وهي: عليك أن تنفذ ما يدعوك إليه دينك، فإن أطعت ونفذت فزت بالجنة، وإن عصيت أو تخاذلت أصبح مصيرك جهنم.
وهذا هو المنطق الذي تسير عليه الجماعات الإسلامية من القاعدة وحتى حركة حماس . لا فرق في ذلك بين من يفجر نفسه في نيويورك وواشنطن أو في إندونيسيا أو العراق أو إسرائيل. جميع هؤلاء يؤمنون بالشيء نفسه.
ولا أعتقد أن أي مسلم، (أو أي تابع لأي دين) يأمره إلهه الذي يؤمن به بشيء ولا ينفذه. فغاية المسلم من حياته، يفترض أنها دخول الجنة، وإذا استطاع هذا المسلم أن يختصر الطريق إليها بوسيلة يحبذها دينه ويحث عليها، فإنه لن يتردد في ذلك لحظة.
من هنا نستطيع أن نفهم السهولة الكبيرة التي يجد فيها أئمة الإرهاب، هذا العدد الضخم من المسلمين المستعدين للموت انتحارا في أي مكان وضد أي أهداف، وبصرف النظر عن هوية الضحايا أو انتمائهم أو جنسهم أو دينهم، وهو ما لا يمكن أن نجده لدى أتباع أي دين آخر، قديما كان أو حديثا.

نأمل من باب حسن النية ان تبادر المرجعيات الدينية الاسلامية السنية والشيعية في الأزهر وقم والنجف الأشرف ومكة المكرمة باصدار فتوى شديدة تحرم قتل اي انسان على انتماءه الديني وخاصة المسيحيين الأبرياء في العراق لان استنكار مسوؤل معين قد يكون لا يملك الشرعية والشعبية او استنكار مجلس او جمعية او حزب لا حول له ولا قوة لم يعد يكفي ويفيد في عراق اليوم ، اننا ندعوهم ومعهم حكومات الدول العربية والاسلامية ان تعي خطورة ذلك على سمعة الاسلام الحقيقي الداعي في نصوصه الى حماية اهل الكتاب والدعوة الى المحبة والسلام , ان ماحصل في كنيسة سيدة النجاة جريمة ومذبحة اعادة الى الأذهان مذبحة سميلي وسيفو في العراق وتركيا , نعم لقد هزت ضمير الانسانية ، ان مؤامرة انهاء الوجود المسيحي المتأصل في العراق قبل اكثر من الفي عام ستقبر في العراق وبعون الله ومعنا عاشقي الحياة والسلام في المجتمع الدولي .

في الختام نوضح ان ما ورد في المقال من نصوص لآيات قرآنية منسوبة للدكتور كامل النجار ومنقولة نصا..

40
اضم صوتي الى صوت الأستاذ ابرم شبيرا فيما ذهب اليه جملة وتفصيلا , كما اؤيد قيام اخوتنا من العاملين في المواقع الحكومية المتقدمة ومنها البرلمان بالتهديد بالاستقالة حيث ان الاستقالة قد تظهر ضعفنا فنحن بحاجة الى من يمثلنا هناك ولكن ان يكون جريئا في مواجهة اخطاء الحكومة وتقصيرها في حماية شعبنا الآمن , ان العمل مع قيادات احزابنا الأشورية والكلدانية والسريانية لايصال ما يعانيه شعبنا المسيحي في العراق من تهجير وابادة جماعية الى من يعنيه الأمر في هيئات الأمم المتحدة ومجلس الأمن واجب املته علينا هذه المرحلة المأساوية من تأريخ شعبنا المسيحي في العراق , انني على ثقة تامة من ان الأيام القادمة ستكشف لنا وللعراقيين والعالم ان مجزرة سيدة النجاة جاءت نتيجة تواجد الفاشلين والانتهازيين والمصلحيين الذين يتاجرون بحقوق شعبنا الآمن من الذين وقفوا مع الاحتلال وهيئوا للعنصريين والطائفيين من التفرد بالسلطة مما خلق جواء مريحا للاعتداء على شعبنا تهجيرا وتقتيلا  , الرحمة والخلود لشهدائنا الأبرياء
ادورد ميرزا
اكاديمي وكاتب

41
اخوتي قيادات الأحزاب المعتصمة في دهوك , انها فرصتكم للتعبير عن تعاطفكم مع شعبكم , وسعوا اعتصامكم وضعوا خلافاتكم جانبا وتقدموا لعقد اجتماع عاجل لتحديد واعلان موقف موحد اتجاه ما يحدث لشعبنا العراقي وخاصة شعبنا المسيحي الآمن من تهجير وابادة جماعية وامام انظار العالم , دعوتنا تنطلق من حرصنا على وحدتكم والتي تشيع فينا الأمل في الحياة الآمنة على ارض اجدادنا ...الرحمة والخلود لشهدائنا الأبرياء
ادورد ميرزا
اكاديمي وكاتب

42
هل سيستمر العراق ..موطناً للشهداء والأحزان ؟


ادورد ميرزا

فور تحرر الشعوب المضطهدة من قبضة انظمتها الدكتاتورية او الطائفية او العنصرية او الحزبية تبدأ مباشرة بلملمة جراحها والإنطلاق لبناء مؤسساتها الديمقراطية والتي من خلالها تتم عملية النهوض بالمجتمع , الا شعب العراق الذي ما زال يقدم الشهداء وما زال يكافح من اجل الحرية التي لم يهنأ بها منذ تأسيس دولته, ترى متى سيأتي اليوم الذي سيستقر فيه شعب العراق ليحتفل بيوم الحرية جنبا الى جنب مع احتفاله بيوم الشهيد البار كباقي الشعوب المتحررة .
كلنا يعلم ان ثمن الحرية هو الشهداء , ويوم سقوط الشهداء من اجل الحرية تعتبره الشعوب يومها المقدس , فبعد نيل الشعوب حريتها يتم اختيار يوما متميزا تخلد فيه امجاد شهداءها وتستذكر ارواحهم التي قدموها قربانا من اجل الحرية ورداً للعرفان , والأشوريون والكلدان والسريان وهم من اولى الشعوب التي اعتنقت الديانة المسيحية حيث يمتد تأريخهم على كل ارض ما بين النهرين الى اكثر من سبعة الاف سنة , هذا الشعب قدم العديد من الشهداء من اجل الحرية ومن اجل حقه في العيش الآمن والرغيد .
ففي السابع من آب من كل عام يستذكر فيه هذا الشعب التأريخي { الأشوريون الكلدان السريان } في كل بقاع العالم شهداءهم في العراق ..حيث تختلف فيه الاشياء.. وتتغير الصور.. وتتنازل الإبتسامات عن عرشها لتستقبل دموع الحب والذكرى , يوم تتفتح الزهور وتنبت الأرض رياحين الإصرار على الإستمرار والبقاء على العهد الذي رسمه قادتهم ولن استثني احدا , فقادة هذا الشعب ...كثر منهم المرحوم المالك ياقو والمرحوم المالك خوشابا وغيرهم الكثيرين حيث قادوا الكفاح من اجل الحرية وما زال احفادهم سائرين على نفس الدرب .

السابع من آب من كل عام ، يصبح السواد الذي يلف اجساد امهات وصدور الرجال الأشوريين الكلدان السريان في العراق وفي كل بقاع العالم نيشاناً للبطوله .. وتتحول ام الشهيد في لحظة الى ام للبشرية باجمعها .
ففي السابع من آب يحتفل الشعب الأشوري الكلداني السرياني في كل مكان بذكرى عيد ابطاله الشهداء الذين قتلوا في ابشع جريمة عرفتها البشرية وهم آمنون على ارضهم قرية "سميل" , لقد عبروا هؤلاء الشهداء وعبر التاريخ عن وجدان هذا الشعب الصامد الأبي الذي تعرض لشتى انواع الاضطهاد والتمييز والتشريد عبر مسيرته الحضارية والتاريخية التي دافع فيها عن وجوده الإنساني و إرثه التاريخي ووجدانه الحضاري , فأمطر بحاراً من الدماء على ارضه بين النهرين وما زالت بين النهرين تعيش الألم والمأسات على يد اعداء الحرية والإنسانية الجدد .
ففي السابع من آب 1933 وفي قرية تقع في شمال العراق تُدعى "سميل" أبيد شعب كامل برجاله ونساءه واطفاله ودمرت قرية "سميل" بكاملها في أبشع مذبحة من مذابح التاريخ البشري فبقيت آثارها الحزينة الدموية في ذاكرة الإنسان الآشوري الكلداني السرياني حتى يومنا هذا , وستبقى مائلة في وجدانه الى ان تستعيد "قرية سميل" هيبتها وعافيتها وتعود الى اهلها الأصليين حرة آمنة .
فقرية سيميل العظيمة..كانت هادئة وآمنة لولا الجبناء و اللقطاء و الحاقدين اعداء الإنسانية أنذاك , فهل سينسى ابناءها همجية وغدر الأنكليز وعملاءهم في المنطقة آنذاك .
نقول لسميل ....ايتها المدينة الهادئة البريئة ستبقين شاهدة على ابشع جريمة ضد الانسانية, وستبقى الأجيال تستذكر حزنك مدى الدهر الى ان يحل السلام والأمان على كل ارض العراق , والى أن يصحى من كان السبب في ذبح وتشريد اطفالك ونساءك ورجالك وليؤسس على ايجاد الفرص التي تسعد اجيالك مع الشعوب الأخرى لتستمر الحياة عل ارض النهرين هادئة وكريمة .
لتكن ذكرى يوم الشهيد الأشوري الكلداني السرياني حافزا لكل مكونات شعب العراق للعمل والعطاء والدفاع عن مصالحه من اجل غد افضل وسعيد , لقد كان القادة الأبطال امثال { المالك ياقو والمالك خوشابا والمار شمعون وآغا بطرس وغيرهم } والسائرين على خطاهم الى هذا اليوم يرددون دائما { ان الانسان موقف يتمثل باصراره على عدالة مبادئ قضيته التي آمن بها الى جانب تضحيته وعشقه للأمة التي يضحي بحياته من اجلها } وكما قال رجل السلام المهاتما غاندي { ان الأمة العظيمة لا تنجب الا العظماء }.. وهذا ما جسده شهداؤنا الأبرار .
اننا نتحسس ارواح شهدائنا الطاهرة بيننا ، ومع ذلك فان غيابهم قاس علينا ، انهم الحاضرون ابدا في ضمير المستقبل والتاريخ , وسيبقون خالدين في عليين ما داموا قد اختاروا طريق دحر الارهاب والفاشية والدكتاتورية والطائفية والعنصرية التي تريد النيل من الشعوب التي تسعى الى السلام .

إن ما يحدث الآن في العراق { أرض ما بين النهرين } هو خارج ما يمكن أن يتصوره العقل البشري أو أن يكتبه كاتب , فأرض النهرين وشعبها تحترق بكل ما تعني هذه الكلمة من معنى فالإنسان والحضارة والثقافة والتاريخ تُحرق بدم بارد والخاسرالأول والأخير من هذا الإحتراق هو تأريخ وحضارة شعب العراق العظيم وأقلياته دون استثناء .
وان كان لنا من كلمة في هذه المناسبة الخالدة لنخاطب ضمير قادة شعبنا فاننا ندعوهم للتوحد ونطالبهم باعلان رفضهم الصريح اتجاه ما يحدث في العراق من تمزيق لشعبه وتقسيم حزبي وطائفي وقومي , والمطالبة السريعة والملحة لحماية حقوق كل العراقيين دون تمييز , وذلك لسلامة ما تبقى من اجيالنا أحفاد اؤلاءك الأبطال الشهداء وللحفاظ على وجودهم , كما ندعوهم ان يتذكروا دائما ان شعبهم تواق لكي يرى عراقا مزدهرا وآمنا ينعم فيه وبخيراته كل العراقيين من مختلف الأديان والقوميات , ترى متى سيستقر العراق ليحتفل شعبه بيوم الحرية , ام سيبقى العراق موطنا للشهداء والأحزان الى الأبد .
adwar.merza@yahoo.com

43

قبل الابتسامة فكروا بشعبكم  

ادورد ميرزا

منذ نهاية الانتخابات قبل حوالي اربعة اشهر والاجتماعات والحوارات ما زالت قائمة بين الكتل الفائزة وذلك لغرض التوصل الى اتفاقات حول تشكيل الحكومة وتسمية الرئاسات الثلاث التي ستقود البلاد للمرحلة القادمة والتي ينتظرها العراقيون بفارغ الصبر , بعد ان عان العراقيون وعلى مر الزمن من العنف الطائفي والحكم الدكتاتوري , ولكن ولحد هذه اللحظة لم تتوقف الاجتماعات ولا اللقاءات ولم يتحقق اي شئ , لا بل اضيف لها زيارات وفود من مختلف الكتل لدول الجوار طلبا للمساعدة , ما اريد الاشارة اليه هو ما نشاهده على شاشات الفضائيات حيث الوجوه المبتسمة وتبادل الضحكات خلال الاجتماعات واللقاءات التي يتبادلها رؤساء الكتل وغيرهم من المسؤولين , ابتساماتهم وضحكاتهم تشير لنا وكأن الموضوع قد حسم , الا اننا في اليوم التالي يفاجئنا المجتمعون المبتسمون انهم ما زالوا غير متفقين , اذن من حق العراقيين ان يتسائلوا لماذا هذه الابتسمات والضحكات والانشراحات ما دمتم غير متفقين ؟, ثم لماذا هذا الاسلوب في التعامل مع الناس , ان الظهور امام الكامرة وبهذا الشكل المريح والذي يوحي بزوال المشكلة ليس الا تلاعب بمشاعر واحاسيس العراقيين , يقينا ان من يشاهد ابتسامات قادة ورؤساء الكتل والاحزاب خلال لقاءاتهم التشاورية سيتبادر الى ذهنه فورا ان العراق وشعب العراق في بحبوحة من الأمن والرخاء والاستقرار .

اما الحقيقة على الارض فانها غير ذلك حيث ان مؤسسات الدولة العراقية ما زالت غير كفوءة وينتشر في اروقتها كل اشكال الفساد المالي والاداري , كما ان شعب العراق بكل اطيافه الدينية والقومية ما زال يعاني من العنف والبطالة ونقص الخدمات , فعلى المجتمعين ان يبحثوا في كيفية اعادة الأمن وتوفير الخدمات قبل البحث عن المناصب, فالبسمة والارتياح لا ترسم على الوجوه الا بعد القضاء على الجريمة والفساد واستتباب الأمن المفقود في كل مكان , فمن يريد ان يرسم البسمة الحقيقية على وجهه ...عليه اسعاد شعبه , فالابتسامة...هي وجه الجمال...ووجه الخير ودليل السعادة والاطمئنان ..هكذا وصفها الأشوريون والكلدانيون والآراميون القدامى سكان ما بين النهرين قبل حوالي سبعة الاف سنة, فان صدق الوجه المبتسم الجميل سيكون بمقدوره تحقيق المعجزات ..فقليلا من مراعاة مشاعر الناس ايها المتحاورون لتشكيل الحكومة .

44
عندما يغضب الشعب


ادورد ميرزا

واخيرا قالها العراقيون البصراويون قبل البغداديون... لقد ذقنا المر و شبعنا من الأحزان ..لقد سئمنا من الوعود والضحك على الذقون ...نريد خدمات نريد ماء وكهرباء نريد عمل...نريد ان نحيا مثل باق البشر ...نريد ان نعيش اجواء الخير والسلام !

فالعراقيون منذ تأسيس دولتهم والى هذا اليوم عاشوا الحروب والوعود دون توقف , لقد سئموا وتعبوا ولا يبدو ان الحروب والوعود سترحل عنهم ! مشهد من مسلسل الحروب والوعود كانت في 2003 ميلادية , ومنها والى هذا اليوم سبع سنوات والعراقيون في دوامة العنف والصراعات وسرقة الدولة والمرض والفساد الاداري والأحزان والوعود , انهم يفتقدون الى لقمة العيش والى كل انواع الخدمات , وانهم على دراية من ان ذلك لن يتحقق الا بوجود مسؤولين ممتلئين بثقافة النزاهة والتحظر والمدنية , مسؤولين ..تقترن اقوالهم بافعالهم , فمثل هؤلاء هم الوحيدون القادرين على توفير الأمن والسلام وتوفير الخبز وتحقيق العدالة والتصالح والتناصح والألفة بين العراقيين .
الاف العراقيين تظاهروا في البصرة وامتد الغضب ليشمل بقية المحافظات يطالبون فيها بتحسين اوضاعهم الأمنية والمعاشية , لقد صدقوا وقالوا كلمتهم وسمعهم العالم والمسؤولين العراقيين , لقد اثبتوا بانهم فعلا الثائرون على الفساد والطائفية , حيث انها السبب في معانات العراقيين , فتوفير الخدمات والعيش في عراق آمن ومزدهر مطلب مشروع تقره كل الشرائع السماوية والانسانية , نعم لهم والف نعم ...كما ان غياب الكفاءة والنزاهة والتمسك بالمحاصصة الطائفية والتستر على الوزراء والمسؤولين الفاسدين وحماية المرتشين وتقديم الوعود الكاذبة كلها مناهج استغلها البعض من ضعاف النفوس لتحقيق طموحاتهم الشخصية والحزبية وعمقت الصراعات المذهبية والثارات الطائفية والحزبية , نؤكد ان النجاح والتقدم لا يتحقق عبر الخطابات والشعارات والفتاوى والوعود , انما يتحقق في اجواء الحرية الحقيقية وساحات العمل الشريف وحسن النية والوعد الصادق , ولذلك فان الثائرون على الفساد والطائفية والاستبداد محقون في دعوتهم للاسراع بتوفير الخدمات وايجاد الحلول باسرع ما يمكن لمنع العودة الى الاقتتال الطائفي واستمرار السرقات ونهب المال العام .

ان العراقيين ومنذ زمن تواقين لرؤية حاكم عادل قادر على تجاوز اخطاءه و وواضع نصب عينيه مصلحتهم فوق مصالحه الشخصية والفئوية والحزبية , انهم بحاجة الى من يقدم لهم الحدث المفرح والخدمة المباشرة التي تسعدهم .
فالمسؤول او الحاكم الممتلئ بحب الشعب والمدافع عن العدالة والحق والحرية سوف لن يسقط ابدا , اما الكذابون والسارقون والكارهون للحياة والحرية والانسانية فسيسقطون حتما, يقينا ان العراقيين الثائرين على الفساد اليوم والغاضبين من سوء اداء الحكومة لا يستهدفون مسؤول حكومي معين ولا اي شيخ او مرجع دين او كاهن فاضل سواء كان يحتل منصبا في محافظات كردستان او في محافظات العراق , انهم غاضبون ونادمون على من انتخبوهم واوصلوهم الى المناصب واصبحوا مسؤولين عن سلامتهم ومعيشتهم , ولكنهم خانوا الأمانة .
فحين يتظاهر العراقيون سلميا منتقدين أداء وزير معين او مسؤول , فانهم يقصدون بذلك حماية الأبرياء المخلصين , كما انها فرصة ثمينة للمسؤول المخلص والكفوء ليتمكن من استئصال المفسدين واحلال الطيبين والنزيهين محلهم .
مما لا شك فيه ان هناك من يريد ان يعمل من اجل ترسيخ مفاهيم الوطنية والمصالحة بين ابناء الشعب ويسعى وبكل اخلاص الى تغيير الواقع الأمني والخدمي المتدهور باتجاه الأحسن , لا بل ويضحى بوقته وماله وبصحته من اجل تحقيق السلام , هؤلاء متى ما شعر الثائرون على الفساد انهم بقربهم , فانهم سيحملون فوق الأكف .
هتافات ....الله يرحمك يا فقيدنا يا كهرباء ...وكاف عاد مو دمرتونا......قالها العراقيون بلهجتهم العامية وشوهدت على شاشات الفضائيات , متظاهرون حملوا نعشا يرمز الى حبيبهم الغالي الكهرباء في مشهد تمتزج فيه الجدية بالكوميديا ..تظاهرات سلمية في البصرة والحلة والناصرية والعمارة خرجت لتعبر عن سخطها وتنتقد حكومة السيد المالكي لعجزها في توفير الخدمات والأمن ...ونحن نقول......دعوا الشعب العراقي ان يتمتع بهذه الحرية التي منعوا منها طويلا , دعوه ان يعلن ويفصح عن آلامه واحزانه وعن احتياجاته , دعوه يطلق العنان لأحلامه في الدنيا , اتمنى ان يعي الجميع معنى ثورة الشعب...فالحياة الطبيعية الآمنة هي مطلب مشروع يتمناه العراقيون والمظلومين والبؤساء في العالم....تذكروا دائما ما قاله الشاعر الشابي ... اذا الشعب يوما اراد الحياة فلا بد ان يستجيب القدر ........![/font][/size]

45
الى عائلة المرحوم الدكتور جكمت حكيم المحترمين

بحزن و أسف بالغين تلقينا نبأ رحيل الدكتور الصديق حكمت حكيم الشخصية الكلدانية التي وقفت دائما مع شعبه ضد كل من حاول طمس هويته ، و بهذا الحدث الأليم لا يسعني الاّ ان ادعو له من الرب الرحمة و الراحة الأبدية ، و لكم و لكل محبيه و اصدقائه الصبر و السلوان و ان يكون هذا الحزن خاتمة احزانكم .

ادورد ميرزا

46
الأستاذ القدير ولسن المحترم ... في خضم مآسي شعبنا المقتول والمهجر تأتينا الأخبار من خارج حدود الوطن مفرحة لتعلن تفوق احد ابناء شعبنا ونجاحه وتكريمه بميدالية الأستحقاق الملكية  الأسترالية الرفيعة لعام 2010  , نعم الزمن لن يتوقف فهناك قد نقدم شهيدا على مذبح الحرية ولكن شعبنا هنا سيظل يتقدم ولن يتوقف وسيبقى كفوءا مجتهدا ومقتدرا , فامثالكم رفعة لرؤوس شعبنا , ان يوم تكريمك وانت خارج الحدود سيضاف الى تكريم آخرين من ابناء شعبنا وستبقى تلك النجاحات مفخرة نفتخر بها ونعزها , فالف مبروك لك وتهانينا القلبية لأسرتك ولكل من يهمه نجاحات شعبنا لك مني كل المحبة والتقدير .
ادورد ميرزا
اكاديمي وكاتب
السويد

47
إلى الأماااااااامْ ..سِرْ ... يسْ يمْ .. يسْ يمْ ... قِفْ .... الى المحاصصة.. دُرْ .. !

ادورد ميرزا
يحتل مسلسل تشكيل الحكومة العراقية والذي يعرض حاليا في بغداد , الصدارة في اولويات اهتمام العراقيين , ابطال المسلسل سبق وان اشتركوا في بطولة مسرحية سابقة كان عنوانها ..مسرحية مجلس الحكم ...اما كاتب السناريو فانه ينوي اطالته حيث يتهيأ لزيادة بعض المشاهد والتي ستتميز بطابع العنف والمطارة الذي بات يؤرق العراقيين , ويعتقد بعض المتابعين من الاعلاميين بان نهاية مشاهد المسلسل ستكون العودة بالابطال الى المحاصصة, حيث ان آمر الفصيل الذي يقودهم اليوم نحو الأمام , هو نفسه من قاد الفصيل بالأمس وسيعود به الى الورررراء..در ....وتيتي تيتي ...هاي حصتك وهاي حصتي !   
ولكن الملفت لنظر الاعلاميين ان مشاهد الحلقة 2010 من مسلسل تشكيل الحكومة تختلف عن مشاهد مسرحية 2005 "مسرحية مجلس الحكم" ..فالمسرحية في حينها كانت تتميز بمشاهد الألفة والعلاقات الودية الطيبة واتفاق الجميع في البرلمان على رفع الأيادي بالموافقة على المزيد من مكاسب المنصب والمال والسكن الجاهز والجوازات الدبلوماسية والحمايات الخاصة والعمرة والحج على مدار السنة وتوزيع قطع اراضي في اجمل مناطق الجادرية وغيرها الكثير من المكاسب , اما في المسلسل الحالي فالوضع مختلف كليا حيث ن ابطاله يظهرون في مشاهد عراك وصراعات حادة وساخنة حيث نشاهد لقاءات وحوارات ومناظرات تصل احيانا الى التهجم والقاء التهم والعمالة والتسقيطات الاجتماعية وتشويه السمعة والتي استمرت الى ان جاءت مفاجئة المخرج حيث اعد لنا مشهدا رائعا من الائتلافات والتكتلات واللقاءات والاجتماعات ودعوات الغذاء, وآخر مشهد سيكون حفل البرلمان في أولى جلساته وكأن الموضوع شارف الى نهايته .... ومهما حدث فان غالبية الاعلاميين العراقيين يعتقدون بان جميع ابطال المشهد العراقي هم خارج قوة الجاذبية العراقية مهما تغيرت تسمياتهم لأنهم ما زالوا يحتمون بالأجنبي ...
نسأل انفسنا دائما لماذا نقبل تدخل الحكومات العربية والاسلامية والاجنبية في شؤوننا , وهل هي افضل من دولنا , قد تكون الدول الغربية احسن حالا من حالنا فهي تتقدم وتتطور ويتنافس مواطنيها للوصول الى مقعد في البرلمان يتيح لهم فرصة اوسع لتقديم افضل الخدمات لناخبيهم كما ان ميزة هذا البلدان ان مسؤوليهم الحكوميين المنتخبين يسرعون خجلا لتقديم استقالاتهم ويغادروا مناصبهم فور سماعهم خبرا ينشر في الاعلام يشير الى خطأ ما او اخفاق في اداءهم الوظيفي , فيا ترى متى سيحين وقت تقدمنا وتطورنا واحترام اعلامنا ...
يتسائل بعض الاعلاميين ..ماذا نسمي دولة بدون حماية لحدودها....أي كما يوصفها العراقيون , { خان جغان } بمعنى تجتازها قوات عسكرية وعصابات على اختلاف انواعها من القتلة الارهابيين ومهربي البشر وتجار المخدرات دون مسائلة....ماذا نسمي دولة.. بنيتها التحتية من كهرباء وماء ومجاري مدمرة منذ سبع سنوات , ماذا نسمي دولة ... خدماتها الصحية متدنية , دولة حقوق للمرأة والطفل فيها متخلفة ...دولة.. وصفتها الشفافية الدولية بالفاسدة , دولة.. غالبية موظفيها يتعاطون الرشوة عيني عينك , دولة ..بعض من المسؤولين فيها سرقوا المال العام وما زالوا هاربين بدون عقاب , دولة.. في غالبية محافظاتها تنتشر جرائم القتل والسرقة والاختطاف والتفجير والمفخخات والفقر والأمية , دولة.. يهجرها مواطنيها على مدار الساعة في الداخل والى الخارج , دولة .. التربية والتعليم فيها متدني والأمية تتوسع , دولة...غنية بالنفط وملايين من شعبها بدون سكن وعاطلين عن العمل ..دولة.. شاهدنا بعض من نساءها واطفالها على شاشات الفضائيات وهم يبحثون في القمامة عن الغذاء...دولة... تعتمد في تعيين الوزراء والنواب والسفراء حسب انتماءهم الديني والحزبي والقومي , دولة... ما زالت محتلة ومقيدة تحت البند السابع , دولة ... تُهاجم قرى حدودها الشمالية والجنوبية يوميا بالطائرات والمدافع من قبل جيرانها دون اي حراك, دولة .. بنود دستورها ما زال غير متفق عليه وآخر التجاوز عليه هو الانتخابات الأخيرة , دولة .. تدار من خارج الحدود...دولة...يقتل على ارضها رجال الدين مسلمين ومطارنة وقساوسة مسيحيين وتفجّر فيها وتحرق وتسرق جوامع ومساجد الأخوة المسلمين من السنة والشيعة كما تحرق وتسرق وتفجر كنائس ومزارات ومعابد شعبها الغير مسلم...ويبقى تساؤل الاعلاميون مفتوحا ....متى نُسمى دولة آمنة ؟؟؟؟.
نؤكد دائما بان الاعلام كان وما يزال هو صمام امان مؤسسات الدولة , فبالرغم من ان الاعلام سبق وان نبه الحكومة عن الكثير من الأخطاء , لكن الحكومة لم تعطي اذنا صاغية اليه , فالاف الرسائل على المواقع الالكترونية والمئات من المؤتمرات والندوات واللقاءات على الفضائيات حذرت الحكومة من خطورة تبني اسلوب المحاصصة الطائفية والحزبية في ادارة شؤون العراق , ونبهت من ان هذا الأسلوب سيقسم العراقيين وسيزيد من التطرف وانتشار الجريمة والفساد وسيمنح الفرصة للارهابين والطائفيين والعصابات الخارجة عن القانون لاختراق اجهزة الحكومة الأمنية وسيحصل ما لا يحمد عقباه , ولكن دون استجابة , ولكننا اليوم نؤكد مرة ثانية من ان ما يكتب في مواقع الانترنت وما تعرضه الفضائيات من انتقادات لبعض من المسؤولين في الاجهزة الحكومية يجب ان تبحث وتؤخذ بحسن نية , فالفضائية العراقية والشرقية والفيحاء والبغدادية وعشتار والسومرية والرشيد وغيرها تعرض الكثير من اللقاءات والحوارات مع العراقيين حيث وبعفوية يتحدثون عن معاناتهم وصعوبات العيش وفقدان الأمن في مسيرة حياتهم ...
الأهم ..سيقوم السيد مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأوسط السيد جيفري فيلتمان قريبا في زيارة العراق وذلك وكما صرح لابداء رأيه في آخر حلقة من مسلسل تشكيل الحكومة , وبهذه المناسبة ندعوا المسؤولين العراقيين وبكل شجاعة وعلنا ان يبلغوه....بان الشعب العراقي وبكل انتماءاته الدينية والقومية قد عان من المآسي والأحزان والجوع جراء سياسة بريمر السابقة والتي امتدت الى يومنا هذا حيث التقسيم الطائفي والديني والقومي للشعب ما زال يفعل فعله , ويعتقد العراقيين بانه السبب الرئيسي في اعاقة تقدم وتطور شعب العراق بعد 2003 , وطالبوا السيد جيفري فيلتمان.. بمساندتكم ومساعدتكم في ابعاد المحاصصة الطائفية عن الخارطة السياسية لشعب العراق والتي وبلا شك ستحقق له الخير والازدهار وللوطن الأمن والاستقرار , وسيكون انجازا تأريخيا فريدا ونوعيا يسجل في سفر القيادة الأمريكية والعراقية والشعب .
ختاما ..ان الذي يسمع ويقرأ ويحترم ويثق بما ينشر على صفحات مختلف وسائل الاعلام الحرة , فانه يحمي نفسه ومبادئه من السقوط !....الم يكن الاعلام سبباً اساسياً وفاعلاً في اسقاط العديد من الدول والحكومات والشخصيات ..وكان العراق واحدا منها !

48
النقاب والخراب ..بين العراق و الغرب


ادورد ميرزا
اكاديمي مستقل

بداية لا شك بان العراق دولة عربية وليس غربية , دولة لا أمان فيها ولا قانون ينظمها, دولة انتشر في دوائرها الفساد المالي والتمييز الطائفي والحزبي والفئوي , دولة معتمة تعم فيها جرائم قتل بشعة تتصفت بالهمجية والوحشية وممارسات واعتداءات ضد الانسانية, دولة فيها من الخطابات السياسية والفتاوى الدينية ما يكفي لاشعال الكراهية والأحقاد والثارات الى ابد الأبدين , باختصار دولة بدون حكومة قادرة على ايقاف الجريمة والفساد والتي تقوم بتنفيذها جماعات وعصابات وحتى افراد خارجة عن القانون , قسم من هذه الزمر دخل العراق من خارج الحدود والقسم الأخر من داخله, نؤكد بان دين الاسلام الحنيف وقرآنه الكريم , والأديان السماوية الأخرى وكتبها المقدسة بريئة من كل انسان يلحق اذى باخيه الانسان , ان الجرائم الوحشية والبشعة والتي تقع في العراق اليوم استهجنها العراقيون المسيحيون والمسلمون وغيرهم ...فاين كفاءتكم وعملكم يا نوابنا الأشاوس , ماذا قدمتم لاعادة بناء مؤسسات دولة العراق العربية وماذا اعددتم من خطط لايقاف نزيف دم العراقيين الأبرياء , والى متى ستبقى ارواح العراقيين من النساء والرجال والأطفال ودور عباداتهم تتحكم في مصيرها رصاصات وقنابل العصابات !
سؤالنا ..ماذا يعني الخطاب الذي جاء على لسان نائبة عراقية مسلمة تنتقد فيه دول الغرب المسيحي التي لجأت مؤخرا لتطبيق قوانين صارمة ضد الذين يغطين وجوههن بالنقاب , حيث اعتبرته النائبة اجراءا تعسفيا موجها ضد المرأة المسلمة والاسلام تحديدا .

ففي العراق بعد 2003 لم نشاهد في جلسات البرلمان العراقي امرأة واحدة ترتدي النقاب , بل شاهدنا بعض المسلمات وقد اكتفوا بلف اجسامهم بعباءة سوداء واخريات غطوا رؤوسهم بحجاب بسيط , لكن الأثنين ابقوا وجوههم مكشوفة حيث يستطيع من يحدثهم التعرف على جنسهم دون اي شكوك, وللحقيقة نقول بان بعض من نائباتنا المسلمات وقفن مواقف وطنية شهد لها العراقيون , فمنها من طالب بوحدة اراضي العراق وبخروج المحتل واعادة بناء مؤسسات دولة العراق على اساس الكفاءة والوطنية, كما نشهد لهن بانهم طالبوا باطلاق سراح الأبرياء في السجون والمعتقلات العراقية , لكن الذي فاجئنا هو موقف احداهن من قضية تتعلق بقوانين وانظمة دول غربية , فما علاقة نائبة عراقية بالقانون الايراني او الفرنسي او الاسباني او الصيني او الهندي او السعودي , وما الذي يجعل نائباتنا ان يهاجمن دولا غربية ويتدخلن في قوانينها وانظمتها وخاصة تلك القوانين التي تتعلق بشؤون امنها وسلامة مواطنيها , فكلنا يعرف ما هو الغرب وما هي مشاكله الاجتماعية والاخلاقية فما دخلنا نحن فيها , اليس الأجدر بنا ان نبحث في سلبيات دساتيرنا وقوانين وانظمة بلادنا والعمل على تعديلها بما يحقق العدالة ويحمي مصالح شعبنا بكل اطيافه !
لقد اعتقدت احدى نائباتنا من ...
{..ان المرأة المسلمة تتعرض الى حملة شرسة في محاولة لسلبها حقوقها وحريتها الشخصية في التمسك بأحكام الدين الإسلامي ، وقالت بان الغرب يضع إجراءات صارمة ومشددة ضد الحجاب والنقاب وذلك لاستهداف الإسلام و بالأخص المرأة المسلمة }

نقول ..هذا اعتقاد خاطئ ومجحف ....وقد تكون النائبة المسلمة غير مطلعة بشكل كاف على احوال المرأة العراقية وما اصابها من سلب لحقوقها وتدني في مستواها المعاشي والتعليمي والصحي والعائلي , وما تتعرض له من ظروف معاشية قاسية وظلم وارهاب واضطهاد وسوء تغذية وامية , كنت اتمنى لو اطلعت السيدة النائبة على التقارير المحلية والدولية التي تبثها الفضائيات عن المرأة في العراق سواء كانت مسيحية او مسلمة او غيرهما, فهناك المئات من النساء المسيحيات قتلوا وشردوا وتركوا دون مأوى بسبب خطف او اغتصاب او قتل ابناءهم وبناتهم وازواجهم , حتى رجال دينهم المسالمون ذبحوا وحرقت كنائسهم , اما المرأة اليزيدية والصابئية والشبكية فنالها ايضا من الظلم والحرمان والأحزان ما لا يقال , بمعنى ان الظلم والحرمان والقساوة في العراق شمل جميع نساء واطفال العراق , ففي المحافظات الجنوبية والوسطى عرضت احدى الفضائيات مجموعة من النساء وجميعهم عاطلات عن العمل وهم يبحثن في الشوارع عن أكوام القمامة ليجمعن منها بعض المخلفات الصناعية والتي يمكن بيعها من اجل شراء قوت لايتامها , شاهدنا ايضا في مدينة الصدر ومدينة الكمالية وحي الحسين وحي الشعب والصليخ والعبيدي في بغداد نسوة كبار السن وشابات فقدوا ابناءهم وازواجهم واقاربهم في عمليات خطف وقتل او اعتقال ..شاهدناهم والأسى والحزن يملئ قلوبهم وهم يناشدون المسؤولين ...لا نريد منكم شيئا ...نريد ابناءنا ...لماذا هذا الظلم ...اين ابناءنا ..ولم نسمع منهم ما يشير الى ارتداء النقاب ...الا يستحق هذا الحال اهتمام نائباتنا....!

يقينا وبديهيا ....ان في دول الغرب المسيحي لا وجود لنساء مسلمات ولا حتى غير مسلمات يبحثن في الشوارع عن الغذاء .. وليس هناك من تبحث عن ابنها المختطف , او زوجها المقتول, فالدولة الغربية قد غادرت انظمة العنف منذ زمن وهي اليوم تسعى لتقديم افضل الخدمات التعليمية والصحية والمعاشية والأمنية لمواطنيها وبالمجان !

السؤال العجيب ...لماذا تتدخل نائبة في البرلمان العراقي في شؤون وقوانين وانظمة دول اخرى , ولا تحرك ساكنا لحل مشاكل بلدها مع جيرانه و رفع الظلم والأمية عن زميلاتها العراقيات .

اعتقد كان يجب على النائبة ان تتحدث عن مزايا دول الغرب التي تستقبل اللاجئين والمهاجرين وان تبحث في تجربتهم الديمقراطية , وكان يجب ان تثير ما يقدمونه الى المسلمون وغير المسلمون من الرجال او النساء والأطفال من مساعدة واحترام وخدمات حيث يحصلون على حقوقهم كاملة اسوة باقرانهم من سكان البلد الأصليين مجانا , فلماذا فضلت النائبة التشكيك في انظمة حكم الغرب ودستورها , وما هو الدافع لاثارة هذا الموضوع والذي وبلا شك لا يقدمها كنائبة عراقية متحظرة وديمقراطية , بل سيظهرها على انها داعية لاثارة النزاعات واشاعة الكراهية والاحقاد , ان طرحها لا يخدم التعايش الانساني اطلاقا , ولست هنا للدفاع عن بلاد الغرب المسيحي لأننا على علم تام بان شعوب الغرب المسيحي كانوا اتعس من حالنا لكنهم فضلوا التحرر من الانظمة الدكتاتورية والقبلية والطائفية واصبحوا يؤمنون بان لهم رسالة انسانية تلتزم باحترام كل الأجناس البشرية دون تمييز , كما انهم تثقفوا منذ الطفولة على اهمية الالتزام باحترام القانون الذي يسري على الجميع وتطبيقه بكل دقة وشفافية...اوليس غالبية قياداتنا في عراق اليوم كانوا لاجئين في دول الغرب ...!
نذكّر فقط ..ان المرأة الغربية وبسبب نشاطها وفعاليتها وكفاءتها وفي ظل حكوماتها الديمقراطية , فانها استطاعت ان تتبوء اعلى المناصب الادارية والسياسية في بلدانها وانها تمكنت من سن قوانين رصينة ضمنت من خلالها حقوقها , الا ترى النائبة العراقية بان هناك فرق كبير بين ثقافة المرأة الغربية والعربية, اليس الدفاع عن حقوق المرأة يجب ان يبدأ من داخل الوطن .

لقد اتاح الغرب الفرصة لنائباتنا العراقيات المحجبات او من يرتدين العباءة السوداء او حتى غيرهم من السافرات , ان يتمتعن بمزايا السلطة وكرسي البرلمان , حيث لم يكن بامكانهن في زمن النظام السابق ان يحصلن على مكاسب كالتي حصلوا عليها اليوم , وهل كان بامكانهم الظهور علانية على شاشات الفضائيات ويتحدثن بكل حرية ودون اي أمر اعتقال او ملاحقة اننا ندعوا كافة النائبات المسلمات وغير المسلمات ان يحافظوا على هذه الانجازات وان يوظفوا جهودهم من اجل نساء واطفال ويتامى وارامل العراق  .

فقبل ان تذهبن ايتها النائبات لتعديل او لنقد قوانين الدول الغربية , خاطبوا حكومتكم المؤقرة ان تلاحق القتلة والمشعوذين وفتاحي الفال الذين يضحكن على النساء الأبرياء ويجبروهن على الممارسات الغير اخلاقية, قدموا المساعدة لروضات الأطفال ولدور الايتام ورعاية المسنين , ساهموا مع المنظمات الانسانية الدولية على اطلاق سراح الابرياء من النساء والرجال والاطفال في المعتقلات والسجون , قدموا مشاريع لتأمين حماية المرأة المسلمة وغير المسلمة العربية والكردية والتركمانية واليزيدية والشبكية والصابئية والأشورية والكلدانية والسريانية والأرمنية , طالبوا علنا الحكومة ان تحميهم من القتل والتشريد وان توفر لهم فرص العمل والمساوات والحرية والحياة ...هذه هي مهمات النائب البرلماني في العراق .
ونؤكد لكل النائبات المسلمات وغير المسلمات من ان غالبية العراقيين مؤمنون وليسوا ضد أحد , فالعراقيون الشرفاء يحترمون الدين والمتدينون جل احترام , وما التعايش السلمي بين المسلمين والمسيحيين واليزيدية والصابئية والشبكية الا رمزا للسلام في بلاد ما بين النهرين العراق , ولكننا ولأننا نرى نسائنا وبناتنا وشبابنا ورجالنا وشعبنا بكل انتماءاته يقتلون ويهجرون امام انظاركم , لهذا نطالبكم بالوقوف مع المرأة العراقية قبل غيرها .

ان واجبكم ان تتوجهوا الى مراجعكم في البرلمان والحكومة , طالبوهم للاهتمام بمناهج بناء الطفل العراقي والتي من شئنها خلق جيل واع وعلمي متحظر وديمقراطي , طالبوهم بتوفير الأمن والخدمات الصحية والترفيهية والثقافية للمواطنين , ابحثوا في بنود دستور وقوانين بلدكم التي لها علاقة مباشرة بحقوق الانسان وخاصة المرأة ...هذه هي اختصاصاتكم ان كنتم تحبون شعبكم .
نصيحتنا لمن يهمه امر بناتنا واخواتنا وامهاتنا المسلمات الملتزمات والرافضات لقوانين الدول الغربية التي تمنع المسلمات من ارتداء النقاب والحجاب , ان يغادرن الدول الغربية الفاسدة والغير عادلة والتي لا تسمح للمرأة المسلمة بارتداء النقاب والحجاب, وعليهم طلب اللجوء الى البلدان العربية والاسلامية التي تحترم المرأة وتقدسها ...فايران والعراق والسعودية وافغانستان وباكستان والسودان والصومال وغيرها , دول عربية واسلامية ديمقراطية حيث الحرية والعدالة متاحة للجميع وباوسع ابوابها ...
حزيران 2010

49
احد اسوار حماية الأقليات ..الحكم الذاتي

ادورد ميرزا

أشعر بالأسف والاحباط لاستمرار عجز الحكومة في حماية مواطنيها , فالفلتان الأمني وبلا شك هو بسبب ضعف الحكومة وعدم كفاءتها حيث ادى ذلك الى انتعاش العصابات والمجموعات الارهابية التي تنفذ جرائمها في وضح النهار , ان عدم تواجد قوات حكومية كفوءة تجعل أعداء الحياة من الذين ليس في عقولهم ذرة رحمة طليقون يفسدون في الأرض دون صعوبات , فقبل ايام وعلى طريق بغديدا باتجاه الموصل ..خطط القتلة الحاقدون اعداء الحياة لاستهداف ناقلة تقل مجموعة من الطلاب فاردوهم ضحايا بعضهم فارق الحياة وبعضهم جرحى ينزف دما, نعم انهم يستهدفون المسيحيون دون اكتراث وخجل , ما ذنب هؤلاء الطلبة المسيحيون الابرياء , ما ذنب رجال كنسيتهم المسالمون الذين يدعون ربهم ليل نهار لهداية البشر الى طريق المحبة والسلام ليذبحون , محلات يملكها مسيحيون يسترزقون من خلالها رزقا حلال تفجر وتحرق ثم تسرق ما تبقى من محتوياتها , كنائس مسيحية يلتقي فيها المؤمنون يدعون فيها الله عز وجل لاعادة السلام والوئام لوطنهم الجريح تحرق ويداس رمزها بالاقدام ...رغم انف الحكومة والبرلمان والعلم والدستور والشرطة والجيش  !!  
المسيحيون كما هي صورتهم في اذهان غالبية اخواننا اتباع الديانة الاسلامية من العرب والأكراد والتركمان وغيرهم , هم أناس مخلصون مسالمون لا دخل لهم بما يجري في العراق من ارهاب وترويع لا من قريب ولا من بعيد , انهم شعب يضرب به المثل لأمانتهم واخلاصهم , حيث تجاوروا مع اخوانهم المسلمون عربا واكرادا وتركمان وغيرهم ,وشاركوهم في افراحهم واحزانهم وتقاسموا لقمة العيش معهم على مر العصور , والسؤال المحير ..كيف تغير هذا الواقع , ثم اين ذهبت هذه المودة الروحية والعلاقات الطيبة بين ابناء الشعب العراقي ..من اغتصبها غدرا ومن قتلها , هل تتحمل الحكومة والسياسيين لوحدهم مسؤولية تدهور العلاقات الاجتماعية بين ابناء الشعب العراقي .
يقينا ان الشعوب المضطهدة لا تموت ولا تسكت عن ظالميها والمطالبة بحقوقها , وهذا ما برهنته عمليا المنظمات المسيحية المشرقية في اوروبا مؤخرا حيث ناضلت مع اهلها في الداخل من اجل حقوق شعبها , لقد اثمر نضالها بايصال صوتها الى مجلس النواب السويدي مؤخرا وطالبته بالاعتراف بالمجازر التي حصلت ضد المسيحيين من الأرمن والأشوريين السريان الكلدان الآراميين مطلع القرن الماضي على يد سلطة النظام العثماني آنذاك ...
نؤكد ..ان ذكر كلمة المسيحيون اينما وردت..ليست نابعة عن تعصب ديني , فالمسيحيون العراقيون يحترمون كل الانتماءات الدينية والعقائدية للانسان , لا بل ويسعون الى تقاربها من اجل الحفاظ على الحياة ,فمحبة الحياة دليل الرقي الانساني , كما انهم لا يحبذون تقسيم المجتمع العراقي على اساس الانتماء الديني او الطائفي او القومي , فالمسيحيون العراقيون كانوا اولى الأقوام التي آمنت بالسيد المسيح فاعتنقت المسيحية , وان اجدادهم كانوا من الأشوريون والكلدان والسريان والآراميين , وبهذا التوصيف وبحسب المدونات التأريخية يعتبرون اصحاب الأرض الشرعيين , لكن التطور التأريخي للبشرية اوصل شعوب المنطقة الى ان تكون تحت حكم المسلمون , وقد احتفظ المسيحيون بحقوقهم المعاشية بشكل طبيعي  , اما في ظل الحكومة الحالية فانهم وبسبب ضعفها وعجزها عن حمايتهم فانهم يتعرضون الى جريمة ابادة اكثر بشاعة كالتي حدثت لأجدادهم في سيفو وصوريا وسميلي بداية القرن الماضي, فبعد الحرب التدميرية على العراق في 2003 والتي خلفت وراءها دوامة من الصراعات الطائفية والقومية على السلطة حيث ازدادت وحشية المجموعات والعصابات الارهابية والتكفيرية المتعصبة والتي يجمعهم هدف واحد هو قتل وتهجير وارهاب اتباع الديانة المسيحية السمحاء والقضاء على وجودها على ارضها , وهم مستمرون في ايذائهم حتى ان كنائسهم لم تسلم من التفجير والحرق والتدمير والنهب , واشير هنا بان لاتباع الديانة المسيحية في العراق ممثلين في الحكومتين , لكن شعبنا يعلم علم اليقين بان تأثيرهم على سير العملية السياسية في العراق محدود جدا , بمعنى ..لا حول لهم ولا قوة , فلا هم قادرين على تحقيق الحكم الذاتي الذي يمثل كما يستدل من عنوانه ...سياجاً آمناً سيحيط بشعبنا على اراضيه التأريخية ويحول دون عبور المجرمون لقتله وتهجيره ونهبه وحرق اماكن عبادته....ولا هم قادرون على حماية شعبهم من بطش وارهاب العصابات في اماكن أخرى حتى انفسهم يلاقون صعوبة في حمايتها .

.

ان ممثلينا دون استثناء اناس معروفون من قبل شعبنا تفصيلياً , وقد ناضلوا وضحوا بارواحهم جميعا من اجل حقوق شعبنا ضد الدكتاتورية والطغيان لسنين طويلة ,ولا اعتقد بان هناك احد من ابناء شعبنا يشكك في اخلاص وامانة احد منهم , ولكن ومع الأسف فقد بات غالبيتهم غرقى يسبحون مع الحيتان في بحر العملية السياسية الهائجة, ولذلك فمهما "علا" صراخهم مستنجدين ..فان صوتهم ضعيف ولا يُسمع , فالحيتان قريبة منهم والحوار معها .. كحوار الطرشان  .

اذكر من يحكم العراق , بان غالبية الجرائم التي تستهدف العراقيين وبظمنهم المسيحيين مكشوفة امام انظاركم , وآخرها الجريمة البشعة التي وقعت في بلدة بغديدا وبالقرب من سيطرة "كوكجلي" والتي استهدفت طلابا مسيحيين ابرياء سقطوا بين شهيد وجريح حدثت هي الأخرى في وضح النهار , لكننا ننتظر منهم تحركا واضحا ومعينا ومؤثرا ومسؤولا لكشف الجناة ومعاقبتهم علنا , ونضع امامهم صورة شجاعة جسدتها مجموعة كبيرة من شرائح مجتمعنا ومواقعنا الألكترونية حيث استنكرت هذا الفعل الشنيع وطالبت بتدخل دولي لحماية الأقليات وبظمنهم المسيحيون , اما فضائيات المهجر ومنها سورويو تيفي وسوريويو سات فقد سلطتا الضوء بكثافة واوقفت برامجها الترفيهية لتتحدث عن ما حدث لمسيحيوا العراق واعتبرته جريمة بشعة ضد الانسانية, وبهذا تكون هذه الفضائيات قد عبرت عن شجاعتها وحرصها واضعة الحكومتين العراقية والكردستانية امام مسؤوليتهما في حماية مواطنيها .

واشير ايضا الى ان العديد من كبار رجال الدين المسيحيين والمسلمين وغيرهم في الداخل والخارج قد استنكروا استهداف الأقليات ومنهم المسيحيين الآمنين في العراق , وعبروا عن أسى عميق للخسائر الفادحة التي تعرض لها الطلبة المسيحيون في الموصل , ودعوا الحكومة العراقية لمعالجة الأمر وتوفير الأمن والعيش الرغيد لمواطنيها .

في الختام نقول ..فبالرغم من ان المسيحيون العراقيون يتعرضون الى القتل والتهجير والترهيب بسبب الفلتان الأمني الناتج عن عدم وجود حكومة قوية بسبب ازمة نتائج الانتخابات والتي اوصلت الكتل للاحتماء بالاجنبي تارة وبالمرجعية تارة اخرى تاركة شعبنها يواجه الارهاب بين اما الموت او الهجرة .
ان المسيحيون عبر ممثليهم يؤكدون على انهم شعب عراقي اصيل ومخلص متمسك بعراقيته الى الأبد , ويعتبرون بان المساس بتعايشهم مع اخوتهم الشعوب المسلمة من العرب والأكراد والتركمان وغيرهم خط احمر , ولن يفرطوا بهذه العلاقة مهما كانت التضحيات , اما عن هربهم من وطنهم وطلبهم اللجوء في دول عربية وغربية , فهذا حق مشروع تبيحه كل شرائع السماء وذلك للخلاص من ايدي العصابات الاجرامية والظلامية .

ان حماية المواطنين العراقيين ومنهم المسيحيين من تعرضهم للجريمة بكل اشكالها واجب يقره ميثاق حقوق الانسان الصادر من هيئة الأمم المتحدة وتتحمل مسؤوليته الدولة العراقية بالكامل , كما ان على بلدان اللجوء الانساني الوقوف مع محنة المسيحيين العراقيين والمساعدة في احتضانهم لحين عودتهم الى وطنهم بعد استقرار الوضع فيه .
 

50
العراق .. بين تزويرالانتخابات واباحة القتل

ادورد ميرزا
لا شك في ان التمسك بالطائفية كانت من اهم الأسباب التي جعلت دولة العراق ممثلة بحكوماتها المتعاقبة بعد 2003 ان تتراجع عن ركب المدنية وتلتحق بمؤخرة الدول المتخلفة والتي اقسمت على التمسك بايدلوجيات قديمة كرست الأحقاد والفرقة , ان الدولة التواقة للديمقراطية والسلام عليها اولا توفير الحياة الآمنة والعيش الرغيد لمواطنيها , ولكي يتحقق ذلك يجب ان تكون هناك حكومة نزيه تعشق الحياة وتحترم انتماءات الانسان , عندها فقط سيكون بمقدور هذه الدولة ان تلتحق بركب الدول الديمقراطية المتحظرة .
ومن منا لا يعرف ما خلفته سياسة الطائفية والتمييز والاقصاء في العراق , فالاعتقالات العشوائية والاغتيالات ما زالت تنفذ في وضح النهار وتحت انظار المسؤولين, فالكل شاهد تعذيب وقتل سجين مدني اعزل من قبل معتقليه على شاشات الفضائيات حيث يرمى على الأرض ويداس بالأقدام ويضرب حتى الموت , الى جريمة تفجير ناقلة تنقل طلابا مسيحيين على طريق بغديدا موصل ..وغيرها وغيرها ....اي عراق آمن يتحدثون عنه ساسة العراق, واي استقرار واي سيادة واي تنمية اقتصادية واي بناء ومقاولات , الله يخليكم ..كاف كذب ....اننا نشهد البطالة والتسكع في الطرقات تنتشر بين غالبية العراقيين وعل ارض جميع المحافظات, ونشير ايضا الى ان طلب التعيين في مؤسسات الدولة المختلفة مازال يعتمد على المحسوبية الطائفية والحزبية , اما البسطاء المساكين فانهم يجبرون على دفع الرشاوي او تضحيات اخرى غير مشروعة لتسهيل طلب تعيينهم في دوائر الدولة .
اريد القول بانه في غالبية البلدان المتحظرة لا يجوز اجراء الانتخابات الا بعد حل الحكومة واحلال بدلها حكومة مؤقتة مستقلة مختارة من ذوي الكفاءة والنزاهة ويشاد لهم بالوطنية تأخذ على عاتقها تصريف الأعمال ..اما في العراق فالأمر عكس ذلك فحكومة المالكي بما تملكه من سلطة على الاجهزة الحكومية وخاصة الامنية كانت هي المهيمنة على سير العملية الانتخابية مستخدمة امكانية الدولة لمصلحتها .. واترك للقارئ التفكير في تقييم نزاهة الانتخابات .
مما لا شك فيه ان غالبية الحكومات التي حكمت العراق منذ تأسيسه والى هذا اليوم كانت غير ديمقراطية ولا نزيه , ولم تستطع الارتقاء بالعراق وشعبه ليتناسب مع مكانته التأريخية , ولذلك فان الشعب العراقي كان مؤيدا للداعين لمشروع تحرير العراق من سيطرت النظام الدكتاتوري عام 2003 , ولكن ومع الأسف فان هذا المشروع لم يكن تحريرا بل كان تدميرا لبنية الدولة العراقية ونهبا منظما ومعد سلفا لكل اجهزة منشأته العسكرية والخدمية والعلمية والتعليمية , لقد فوجئ العراقيون بنظام حكم غريب وعجيب ضم مجموعة من شخصيات سياسية واحزاب وتكتلات مختلفة الايدلوجيات ومتعددة الاقطاب ,بعضها معروف والبعض الأخر غير معروف اطلاقا, لا بل اتضح فيما بعد ان بعضهم مرتبط بدول الجوار ارتباطا ايدلوجيا ستراتيجيا , ناهيك عن ان غالبيتهم ذو نزعة دينية طائفية ولا يملكون اي كفاءة علمية او ادارية ولا حتى ثقافة انسانية , ويبدو ومن خلال عملهم في الساحة السياسية انهم عاشقوا سلطة ومال وذلك لتحقيق اكبر قدر لمصالحهم ومصالح احزابهم , وقد اتضحت معالم شخصيتهم جليا بعد ظهورهم على شاشات الفضائيات وحواراتهم الغير منتظمة في مجالس النواب والتي تشم منها رائحة المراوغة والحيلة والتي اكدت لنا عدم اهليتهم في اقناع الشعب ببرامجهم , ونتيجة لما تقدم ولعدم كفاءة هؤلاء وعدم آهليتهم لقيادة المشروع الديمقراطي في العراق فقد انتشرت الجرائم بكل اشكالها , وعمت الفوضى وانتشر الفساد والرشوة على نطاق واسع في كل مؤسسات الدولة الرسمية باستثناء بعضها في المحافظات الشمالية { اقليم كردستان } .
ان المشروع والأجواء الديمقراطية في دولة تحترم مواطنيها تتيح للفرد الفرصة ان يبدع وان يتقدم بمؤهلاته ليخوض الانتخابات والتنافس مع الأخرين للحصول على ثقة الناخبين والفوز بمنصب متقدم يتيح له من خلاله خدمة المجتمع بجدارة ونزاهة , ولكن في دولة العراق وهي من الدول التي قيل عنها انها ستكون دولة ديمقراطية بعد 2003 فاننا لم نلمس من الأجواء الديمقراطية غير المهاترات والتسقيطات والبراعة في تنفيذ ابشع طرق الفساد المالي والاداري وبشهادة منظمات المجتمع الدولي , فالتحايل والقتل والتهجير وثقافة الاجتثاث والاقصاء التي لم يسلم منها احد حيث كانت هي سمة المرحلة..وكان قرار هيئة المسائلة الأخير باجتثاث من فازوا في الانتخابات الاخيرة دليلا عمليا على عدم نزاهة القائمين على ادارة البلاد وذلك باستبعاد من انتخبه الشعب .
يقينا ان شعب العراق لا يمكن ان يحكم وفق نظام المحاصصة ولا حتى من قبل مجموعة احزاب دينية وطائفية وقومية في آن واحد حيث اننا ومنذ 2003 لم تتحقق الديمقراطية ولم يحل السلام ولم يسعد العراقيين ولو بيوم واحد , والسبب واضح ولا يحتاج الى تفسير ..فالجميع متورطون بعلاقاتهم الاقليمية ومتشبثون بعشق السلطة وبالولاءات الطائفية والارتباطات المذهبية والعشائرية والعلاقات القبلية .
نتسائل لماذا اذن يا حكومة ويا برلمان دعوتم الى الانتخابات ما دمتم غير واثقين بالناخبين ولا حتى بالفائزين , ولماذا كل هذا الصرف في الاعلانات والفضائيات واللقاءات والدعايات الترويجية لها وللمرشحين , لماذا كل هذا المجهود , هل يعقل ان تستمر اللقاءات والمباحثات والجولات بعد ان انتهت الانتخابات قبل اكثر من شهرين واعلن عن الفائزين , وشهدت لها الهيئات الدولية بما فيها مجلس الامن حيث اشادوا بنزاهتها .
ان ظاهرة التسقيطات وتشويه السمعة باتت السمة المميزة لادارة الدولة , فهناك الكثيرين ممن جرفهم التيار فاحتلوا المناصب يعتقدون بان السلطة وما تدره عليهم من مال وجاه هي حق مشروع دائم لهم !, فهم وبهذا المعنى لم يستفيدوا من تجربة ودروس الأنظمة السابقة والتي حكمت العراق مثل .. نظام نوري السعيد ونظام عبد الكريم قاسم ونظام عبد السلام عارف وآخرهم نظام صدام حسين , حيث كان هدفهم السلطة ومغرياتها فابتعدوا عن هدف تحقيق الديمقراطية , وهنا لابد وان اشير الى ان اهداف هيئة اجتثاث البعث والتي غيّر اسمها الى هيئة المسائلة والعدالة تتقاطع مع المنهج الديمقراطي الذي جئ به الى العراق , فالاجتثاث كلمة منبوذة اصلا وقد مارسها نظام صدام بقسوة ضد الشيوعيين وضد حزب الدعوة الشيعي وضد الأحزاب الكردية والأشورية وغيرهم وذلك لتسهيل مهمة الانفراد بالسلطة ....وانظروا ماذا كان مصيرهم ...ومصير الديمقراطية !
واخيرا اورد لكم ما دار في برنامج تلفزيوني لأنه ينطبق على الكثير من القائمين على ادارة شؤون العراقيين حاليا .....في برنامج فني على احدى الفضائيات لاختبار مواهب غنائية ...تقدم احد المشاركين فادى وصلة غنائية امام لجنة التحكيم ...وبعد ان انهى وصلته الغنائية النشاز ..قال له رئيس اللجنة بالعامية العراقية.....وليدي صوتك ووضعك ماراح يوصلك للنجومية.....شوفلك شغلة غيرها ترهملك اكثر ....اسوق هذا المشهد واهمس في اذن كل من يعنيه الأمر للتأمل ليس الا !!! .

51
مبروك لك ايها العزيز الدكتور يوخنا ميرزا لحصولك على الدكتوراه في المصطلح النحوي , ان مثابرتك وحرصك المستمرين كانا حافزان قويان نحو التقدم , اتمنى لك التوفيق والنجاح في مسعاك الدائم لخدمة شعبنا في العراق والعالم .

ادورد ميرزا
 المدينة الجامعية
اوبسالا
السويد

52
الى جميع العراقيين الأصلاء 
لماذا تغيّر طعمُ العراق

ادورد ميرزا
اكاديمي مستقل

زمان.. كانت أسماؤنا أحلى ... حين النساء أكثر أنوثة ، ورائحة البامية تتسرب من شبابيك البيوت ، وساعة "الجوفيال" في يد الأب العجوز أغلى أجهزة البيت سعراً وأكثرها حداثة ، وحبات المطر أكثر اكتنازاً بالماء .
زمان .. حين أخبار الثامنة أخف دماً ، ومذاق الشمس في أفواهنا أطيب ، والطرقات
أقل ازدحاماً ، وبنات المدارس يخبئن أنوثتهن في صفحات دفتر العلوم . لما كانت غمزة "سميرة توفيق" أكثر مشاهد التلفزيون جرأة ، و"مجلس النواب" حلماً يداعب اليسار المتشدد ، وأجرة الباص 25 فلس ، والصحف تنشر كل أسماء الناجحين بالبكالوريا .
عندما كان المزريب يخزّن ماء الشتاء في البراميل ، وكُتّاب القصة ينشرون مجموعات
مشتركة ، ودعوات العرس توزع في منديل وفيه "جكليت" مغلف بسيلفون وتسمى "جفية"، والجارة تمدّ يدها فجراً من خلف الباب بقوري جاي حار للزبّال فيمسح عرقه ويستظلّ بالجدار!
زمان.. عندما كانت "الدورة والبياع" آخر الدنيا ، و"فكر واربح" أهم برامج المسابقات ، ولم نكن نعرف بعد أن ثمة فاكهة تتطابق بالاسم مع ملمع الأحذية "الكيوي" فلم نكن نعرف سوى "ابو التمساح"، وأننا يوماً ما سنخلع جهاز الهاتف من "وايره" ونحمله في جيوبنا !!
كان"الكمون" يوصف علاجاً للمغص ، والأولاد يقبلون يد الجيران صباح العيد ، والجكليت وال "ويهلية" وصينية "الزلابية" في مقدمة أحلام الطلبة المتفوقين !
كانت "جريدة الراصد" لصاحبها الفكيكي أهم الصحف وأجرأها على الإطلاق ، و"ألمانيا وبريطانيا وامريكا" لم يكونا بلاد الأحلام ، وصورة المطربة صباح على ظهر المرآة اليدوية المعلقة على الحائط .
حين تصحو على صوت "فيروز" وبرنامج "ابو رزوقي" يعطي نصائح المرور للسائقين ومخالفاتهم الصباحية ويقوله له "عيني انت ابو الموسكوفج الزركة لو شوية على كيفك بالسرعة مو احسن احنا نخاف عليك وعلى سلامة الناس الماشين بالشارع" ؟ ولم نكن ندري ان ياتي يوما سيكون "ار بي جي 7" يحمل من قبل "زعاطيط" في وسط الشارع ويرهبونا ويقتلونا بدم بارد ....ومساء تترقب "خيرية حبيب" او " كامل الدباغ" او "عمو مؤيد البدري" والتلفزيون يغلق شاشته في موعد محدد مثل أي محل أو مطعم !
عندنا "مدينة للألعاب" هي وجهة الأثرياء والفقراء سواء للعب وتسلية العائلة ، والسفر إلى الشمال او البصرة يحتاج التحضير قبل يومين ، وجامعة بغداد والمستنصرية كعبة الطلاب في العالم العربي !
حين أقلام البيك الأحمر هي الوسيلة الوحيدة للحب قبل اختراع الموبايلات ، وعندما
كانت المكتبات تبيع دفاتر خاصة للرسائل أوراقها مزوّقة بالورد ومعطرة ،..أما الورد ذاته
فكان يباع فقط في المشاتل او الفنادق الفخمة والأرسترقراطية الباذخة في ذلك الزمان !!
حين جوازات السفر تكتب بخط اليد ، والسفر الى سوريا وتركيا بالقطار ، وفيزة امريكا وبريطانيا وفرنسا تاخذها وانت تشرب الشاي امام مبنى السفارة , وقمصان "النص ردن"
للرجال تعتبرها العائلات المحافظة عيبا وتخدش الحياء !
كانت البيوت تكاد لا تخلو من صوبة "علاء الدين" ذات البرج الفستقي المتكسر الالوان لعدم اختراع الالوان الحرارية بعد ، ومبردات الهلال حلم كل منزل لان " الواتر بمب" احسن من غيرها من الانواع , والأمهات يعجنّ الطحين في الفجر ليخبزنه في الصباح ، و"حليب طازج" نشتريه "ابو السيفونة الحمرة" وحليب "ابو الموز ابو السيفونة الصفرة" ، والجارة الأرملة تجلس من أول النهار لصق الجدار مهمومة ويدها على خدّها !
كان مسلسل "الذئب وعيون المدينة" للفنان خليل شوقي و سليم البصري وقاسم الملاك وطعمة التميمي ومي جمال "حسنية خاتون" تلعب باحاسيسنا الغير بريئة يجمع الناس مساء ، ومباريات "الشرطة والزوراء" تجمعنا في ملعب الشعب بين 60 الف متفرج لايستطيع اي قمر صناعي تحديد من هو السني ومن هو الشيعي ولا الكردي عن العربي ولا المسيحي عن المسلم ، وكان "رعد حمودي" أفضل حارس مرمى في كرة القدم ! ولم نتخيل انه سيرشح في الانتخابات
كانت الناس تهنئ أو تعزّي بكيس سكّر "أبو الخط الأحمر" 50 كيلو غرام ، والأمهات يحممّن الأولاد في الطشت ، و"الصوغة" يحملها الناس لزيارة المرضى ! كان "الانترنت" رجماً بالغيب لم يتوقعه أحذق العرّافين ، ولو حدّثتَ أحدا يومها عن "العدسات اللاصقة" لاعتبرك مرتدّاً أو زنديقاً تستحق الرجم ، أما "الماسنجر" فلو حملته للناس لصار لك شيعة وأتباع !! حين مذاق الأيام أشهى ، والبرد يجعل أكفّ التلاميذ حمراء ترتجف فيفركونها ببعضها ، وعندما "بدري حسون فريد" في دور "الجلبي" أعتى رمز للشر قبل أن يعرف الناس أن في الغيب رجلاً يدعى "جورج بوش" !
كانت لهجات الناس أحلى ، وقلوبهم أكبر ، وطموحاتهم بسيطة ومسكينة وساذجة ! الموظفون ينامون قبل العاشرة ، والحزبيون يلتقون سراً محاطين بهالة من السحر والبطولة ، والزوجة في يوم الجمعة تخبئ كبدة الدجاجة وقوانصها لتقليها للزوج دلالة على تدليله !
الشمس كانت أكثر صرامة في التعامل مع الصائمين ، والمطر لم يكن يخلف موعده السنوي في اذار "ابو الهزاهز والامطار"..كانت الحياة أكثر فقراً وبرداً وجوعاً ، لكنها كانت دائماً بهيجة خضراء !
بربكم اي حياة احلى حياتهم ام حياتنا اليوم !!!!!
نشر هذا المقال على { موقع عراق الغد } , ونعيد نشره .

53
بداية اثني على شجاعة الأخ بنيامين توما , كما اؤيد ما جاء بتعليق الأخ كامل كوندا ....واضيف بان الأستاذ تيسير الألوسي دائما وفي كل كتاباته يتبنى الدفاع عن حقوق الانسان وخاصة في العراق ولذلك فان من واجب المدافعين عن حقوق الانسان الاقتداء والعمل معه على نفس الخط , تعليقي سينحصر هو على فقرة .....( تشكيل لجنة تنسيق تتابع كل تفاصيل أنشطة المنظمات والجمعيات والروابط والأحزاب بخصوص حقوق الإنسان ومصير أبناء هذه المجموعات القومية والدينية... على أن تتركب لجنة التنسيق من برلمان أو مؤتمر عام يضم ممثلين لجميع الأطراف المقصودة...)
وهنا وددت السؤال من هي الجهة الكفوءة في رأيكم لنمنحها الثقة لتشكيل هذه اللجنة ونحن في عراق فاقد للامن وتحكمه فوضى المحاصصة الفاشلة ...

54
الى ضمير العالم ....المسيحيون ضحايا أبرياء في العراق

ادورد ميرزا

تفيد الانباء الواردة من العراق ...بان منظمة الاقليات العراقية في بغداد قالت بان العمليات الاجرامية المستمرة بحق المسيحيين في الموصل وسط عجز الحكومة المركزية لايجاد حل لها ، هو تأكيد على وجود مؤامرة واضحة لا تقبل الشك ، تشترك فيها اطراف مشاركة في العملية السياسية فيما اوضحوا ان الاشكالات القائمة بين الحكومة العراقية وحكومة اقليم كردستان جعلت من المسيحيين " حطبا  ً" دائم الاشتعال ليدفعوا ثمن اخطاء غيرهم .
ان الاخبار التي تتوالى الينا اليوم من الموصل الحدباء ام الربيعين حاضنة الاديرة والكنائس ومدينة المحبة والتلاحم والوئام عبر التأريخ .. تشير بان هناك جرائم قتل وتهجير منظمة تطال اتباع الديانة المسيحية تقوم بها ثلة من القتلة والمجرمين , وقد اشار شهود عيان في الموصل الى ان بعض حوادث الاغتيال قد تمت داخل دور الضحايا مما يدل على ان هناك استهداف مقصود لأتباع الديانة المسيحية ...{ فقبل ثلاثة ايام وتحديدا بتأريخ 26/2/2010 هاجم مجرمون دار احد القساوسة في الموصل وتم قتل ثلاثة من عائلته واغتصاب شقيقته }...جرائم يومية منظمة تطال هذا المكون المسالم منذ 2003  ,  ونتيجة لاستهداف المسيحيين الظالم فقد تطرقت له عدة وسائل اعلام عربية وعالمية , وكانت جريدة ميترو العالمية السويدية metro.international
سباقة في ذلك حيث اشار مراسلها وبصورة واضحة وصريحة الى وجود اضطهاد عرقي واثني لسكان ما بين النهرين الاصليين وبالأخص المسيحيين حيث تمتد جذورهم في اعماق تأريخ العراق .
ونعيد الى الذاكرة بان تعداد سكان المجتمع المسيحي في العراق قبل حرب 2003  كانت تقدر 1.5بمليون ونصف نسمة حسب الاحصاءات الرسمية , بينما التقديرات الحالية لمن تبقى منهم في العراق لا تتجاوز ثلث هذا الرقم والذي بدوره مرشح للتناقص, والسؤال الذي يجب ان يوجه الى حكومات العراق ..ما دمتم انسانيون وديمقراطيون وتحرريون لماذا يحصل هذا الاضطهاد العرقي وما هي اسبابه وغايته , لقد اصبح واضحا عجز من بيدهم السلطة الأمنية في العراق الى جانب عجز ممثلي هذا المكون الآمن من امكانيتهم بحماية المسيحيين من القتلة والمجرمين , وبناء لما تقدم اصبح من حق المخلصين اللجوء الى المجتمع الدولي والمطالبة بالكشف عن المسؤولين ومن يقف وراء ابادة وتشريد هذا الشعب التأريخي الأصيل , لذلك فاني ادعو معهم واطالب واناشد ...

القيادة الأمريكية والبريطانية في العراق
هيئة الأمم المتحدة ممثلة بامينها العام السيد بان كي مون
رئاسة الاتحاد الاوربي
رئاسة الجامعة العربية
هيئة المؤتمر الاسلامي
مجلس الكنائس العالمي
حاضرة الفاتيكان ممثلة بقداسة الحبر الأعظم
مجلس البطاركة الشرقيين
منظمة العفو الدولية
منظمة حقوق الانسان
المنظمة الدولية للحماية المدنية
للتدخل الفوري لحماية وانقاذ ما تبقى من هذا الشعب الآمن من القتل والتهجير , كما نطالب بالكشف عن كافة المتسببين واحالتهم الى القضاء الدولي العادل .
 

55

من يحاسب اصحاب الشهادات المزورة .....


ادورد ميرزا
اكاديمي مستقل

وصلني هذا الخبر على البريد الخاص ولا أدري مدى صحته حتى الآن ولكنه يصلح ان يكون نكتة نضحك عليها في هذا الصباح البارد من صباحات اسكندنافيا حيث ان ما نسمعه على لسان المرشحين قبل الانتخابات وعبر الفضائيات من عهود لتأمين وسائل العيش الرغيد الى بناء مشاريع عملاقة تصل الى حد بناء دار سكن لكل طفل رضيع , احاديث وسوالف خيالية لا يمكن لأحد ان يصدقها حيث ان المتحدثين في غالبيتهم كانوا قد قالوها وتعهدوا بتنفيذها قبل الانتخابات السابقة , ولكن اولاد الخايبة من العراقيين لم يضحكوا في حينها بل بكوا على مقابر قتلاهم .
الخبر ...
{ قررت مفوضية الانتخابات إبعاد النائبة صفية السهيل من الترشيح للانتخابات المقبلة لتقديمها شهادة صادرة من المعهد الزراعي في ابو غريب حيث تبين بعد التدقيق أنها مزورة وتقرر استبعادها نهائيا من الترشيح للانتخابات المقبلة } .انتهى الخبر .

فان تأكد ذلك فاني اعتقد بان المرشح الذي قدم شهادة مزورة منذ 2003 ولحد هذا اليوم يجب ان لا يُكتفى بإبعاده عن مناصبه ومن خوض العملية الانتخابية ، وانما احالته الى القضاء لينال جزاءه العادل عن تزويره اولا وعن كل فلس جناه دون وجه حق ....حيث كيف يمكن ان يؤتمن هذا المرشح الذي لجأ للتزوير في حال فوزه في الانتخابات على مصير وطن وشعب مقبل على بناء الديمقراطية بعد ان اُنهك تدميرا وتمزيقا ونهبا منذ بناء الدولة العراقية مرورا بحكم حزب البعث لحد هذا اليومً , وقبل ذلك على الشرفاء من المسؤولين اعلان ابعاده عن العملية السياسية والمناصب الإدارية التي يشغلها حاليا والطلب من وسائل الاعلام بعدم استظافته للادلاء بمشروعه الانتخابي كمرشح لأن حديثه سيكون مزورا ايضا ودون شك ، ومن هذا المنطلق سيكون من الضروري ان تتعامل جميع القوائم الانتخابية الدينية والوطنية مع جميع المرشحين بنزاهة وبجدية وفق هذا الموقف بعيدا عن المجاملة والمحسوبية خدمة للمصالح الانسانية للشعب ..فهل سنشهد مواقف شجاعة مع المزورين ؟

56

انا عراقي أصيل....أنتخب من !


ادورد ميرزا
اكاديمي مستقل

لا شك في ان الأجواء الديمقراطية في اي دولة تتيح للفرد الذي يرغب في خدمة شعبه الفرصة في ان يتقدم بمؤهلاته أكاديمية كانت ام سياسية ليخوض الانتخابات والتنافس مع الأخرين للحصول على ثقة الناخبين والفوز بمنصب متقدم يتيح له من خلاله خدمة المجتمع بجدارة ونزاهة , ولكن في دولة العراق وهي من الدول التي قيل عنها انها اصبحت دولة ديمقراطية بعد 2003 فاننا لم نعيش الأجواء الديمقراطية انما عشنا وشاهدنا البراعة في تنفيذ ابشع انواع الفساد والقتل والتهجير والاجتثاث والاقصاء الذي لم يسلم منه الارهابيين والبعثيين فقط , انما شمل كل مكونات الشعب العراقي ومنهم اتباع الديانات المسيحية والمندائية والايزيدية والشبكية وهم الأقلية حيث كانوا الأكثر تضررا .

ولكن يمكننا القول بان بعضنا قد عاش اجواء الديمقراطية في بعض من دول الغرب , فالغرب جعل منها حق وممارسة انسانية تتيح للمواطن ان يعتقد بمن يشاء وان يبدي رأيه في كل شئ الى جانب ضمان حقه في المشاركة مع الأخرين في ادارة حكم بلده وصنع قرارها , هكذا هي الديمقراطية .
ولكن مع الأسف فان غالبية انظمة بلداننا العربية ما زالت بعيدة عن ممارسة الديمقراطية ليس مع شعبها فحسب انما في داخل مؤسساتها الحزبية والرسمية , وسؤالي المشروع ...ما السبب الذي منع الذين جئ بهم لحكم العراق بعد 2003 من احلال وتطبيق الديمقراطية وجعلها حق من حقوق العراقيين في الاعتقاد وابداء الرأي بعد ان حجبها عنهم نظام صدام , الم يكن هدفهم الذي جاءوا من اجله هو القضاء على الدكتاتورية واحلال الديمقراطية , ثم الم يكن غالبيتهم لاجئين في دول غربية ذاقوا فيها طعم الديمقراطية الحقيقية ولسنين طويلة .

لقد توقع العراقيون بان النظام الجديد الذي حل بديلا لنظام البعث بعد 2003 سيكون نظاما ديمقراطيا حقيقيا وسيتيح للعراقيين حق ابداء الرأي والمشاركة في ادارة الحكم وصنع القرار, لكنهم تفاجئوا بنظام حكم تقوده مجموعة من احزاب وتكتلات مختلفة الايدلوجيات والاقطاب, واتضح لاحقا ان غالبية اعضاء هذه الأحزاب والتكتلات لا يمتلكون الكفاءة والنزاهة ولا يهمهم سلامة شعبهم حيث اعتمدوا على نظام توزيع الغنائم و المناصب على الطوائف والاحزاب والكتل, وقد اتضحت معالم شخصيتهم اكثر من خلال خطابات المسؤولين الحكوميين وجلسات مقهى مجلس النواب , ونتيجة لكل هذه السلوكيات فقد انتشر القتل والتهجير على الهوية الدينية والحزبية , فعمت الفوضى وانشر الفساد على نطاق واسع على كامل الأرض العراقية باستثناء بعض المحافظات الشمالية في { اقليم كردستان } .
يقينا ان العراق لا يمكن ان يحكمه حزب او حتى مجموعة احزاب دينية وطائفية وقومية وحزبية لأن مبدأ المحاصصة والولاء الديني والطائفي والقومي والحزبي اصلا لا يمكن ان يتواصل مع المدنية المتطورة , لأن بلداننا العربية ما زالت تعتمد على الولاءات المذهبية والعشائرية والقبلية المحكومة بالايدلوجيات الدينية والقومية .

 ان احلال الديمقراطية في العراق والتي رُوّج لها كاحد الشعارات لاسقاط نظام صدام الدكتاتوري كانت كذبة دون شك , ولذلك فاننا نشك بان الانتخابات القادمة ستكون ديمقراطية وشفافة, ولا يفوتني ان اقول واشهد بان نظام صدام كان دكتاتوريا بامتياز حيث لم يمارس الديمقراطية بشكلها الحظاري انما رَوّج لها هو الاخر للاستحواذ على المال والسلطة  .

من الواجب ان اذكر بالانتخابات السابقة وبالضرر الكبير الذي الحقته بالعراقيين حيث افرزت تلك الانتخابات عناصر غير نزيهة ولا كفوءة, فالانتخابات السابقة شابها التزوير واتصفت بالترويج للطائفية باستخدام الرموز الدينية الى جانب الرشوة بالمال , وبما ان الخطاب الرسمي بعدها بقي هو.. هو .. لم يتغير ...والشخصيات نفسها ..هي ..هي ولم تتغير , وان الكتل والاحزاب والشخصيات لم تأتي بمشروع جديد يخدم العراقيين ويساعدهم على بناء وطنهم ...ولأنهم ما زالوا يرفضون اي تقارب , فاننا نعتقد ومع الأسف بان الانتخابات القادمة لن تختلف عن سابقتها بشئ .
ان ظاهرة التسقيطات وتشويه السمعة باتت تظهر تباعا وهذا ما ينذر بفشلها , فهناك الكثيرين ممن جرفهم التيار فاحتلوا المناصب يعتقدون بان السلطة وما تدره عليهم من مال وجاه هي حق مشروع دائم لهم !, فهم وبهذا المعنى لم يستفيدوا من تجربة ودروس الأنظمة السابقة والتي حكمت العراق مثل .. نظام نوري السعيد ونظام عبد الكريم ونظام عبد السلام وآخرهم نظام صدام حيث كان هدفهم سلطة الحكم والاستئثار بالسلطة ومغرياتها فابعدوا هدف الديمقراطية , لكننا رغم ذلك سوف لن نتأخر بمطالبة الحكومة والانتباه لتهيأت الأجواء السلمية الملائمة والتي من شأنها تقريب وجهات النظر واحترام آراء جميع الشخصيات السياسية والحزبية قبيل الانتخابات , فخطاب فخامة الرئيس جلال الطالباني الأخير حول هيئة المساءلة والعدالة يجب ان يدرس بجدية فهو درس جديد من دروس الانظمة التي تحاول الانتقال الى اجواء الديمقراطية , واتمنى ان يكون توضيح فخامة الرئيس موقفا ستراتيجيا وليس موقفا تكتيكيا !!, وهنا لابد وان اشير الى ان هيئة اجتثاث البعث والتي غير اسمها الى هيئة المسائلة والعدالة يتقاطع انشاءها مع المنهج الديمقراطي , فالاجتثاث مارسه نظام صدام ضد الشيوعيين وضد حزب الدعوة وغيره وهذا معناه الانفراد بالسلطة وهو ما يظهر اليوم , ولكن ومع شديد الأسف بقي حال الاجتثاث بعد 2003 وهذا ما يعيق الديمقراطية في العراق .
ان السلوك الانتقائي الطائفي او الحزبي قد سئمه العراقيون منذ تأسيس دولة العراق الى يومنا هذا , وهنا نؤكد ان من تلطخت يداه بدماء العراقيين او سرقة المال العام يجب ان يحاكم ويعاقب باشد العقوبات مهما كانت صفته او انتماءه الديني او الحزبي ويجب ان يشمل ذلك جميع افراد الأنظمة التي حكمت العراق .
ان العقلية التي تتوجه بصدق لخلق اجواء المصالحة والتآلف والتحابب هي القادرة على فرز الكفوئين لبناء العراق , اما العقلية التي تعشق السلطة والحكم وغير مستعدة للمصالحة والعمل على توحيد الثقافة الوطنية للعراقيين , فانها لن تلقى رضى العراقيين وان مستقبلها لن يكون احسن حال من نظام صدام .

لقد تبين بان خطابات وتوجهات غالبية المسؤولين وخاصة اعضاء مجلس النواب لا تبدي اهتماما بالمصالحة ونسيان الماضي , حيث اننا لم نشهد اي تحرك صادق في استحداث قوانين وهيئات او قرارات تدعم عملية المصالحة , لا بل على العكس فانهم مهتمون بتشكيل هيئات ولجان همهما الأول والوحيد هو التمييز واهمها كيفية التخلص من هاجس البعث وكأن البعث ملهم جبار وساحر للقلوب ..ولا ادري لماذا هذا الخوف من البعث, وهنا اقول ان الجدارة والكفاءة والوطنية هي التي يجب ان تكون المعيار وليس التحزب او الفئوية , فلا خوف من اي حزب او تكتل ما دمنا نبغي خدمة العراقيين وما دام حبنا للوطن بلا حدود , نؤكد بان الكراهية والعداءات والحقد والثأر طبائع بالية ولا يمكن لها ان تبني شخصية عراقية متماسكة , ان التمسك بالخيار الديمقراطي وابعاد الاحقاد المتعشعشة في رؤوس البعض هي الاساس الذي يبنى عليه جدار السلام والمحبة  .
كما ان العراقيين جميعا مسلمون او مسيحيون وغيرهم مدعوون ان ينتبهوا ويدققوا اثناء قيامهم بالانتخاب , كما انهم مطالبون دوما بالوقوف ضد كل من يسعى لتهميش العراقيين المخلصين او يدعم دعوة تقسيم العراق وشعبه الى اقاليم وافراد طائفية وعنصرية بغيضة , وعليهم التأكيد بان ما يحتاجه العراقيون اليوم , هو اشاعة ثقافة التوحد وسلامة التعايش بين المكونات الدينية والقومية العراقية , نذكركم بان شعب العراق من المسلمين عربا وكردا وتركمان والمسيحيين بكل مذاهبهم ومن اتباع الديانة المندائية واليزيدية والشبك والأرمن الى جانب اليهود كانوا يشغلون اعلى الرتب والمناصب في الجيش والشرطة والأمن وفي الوزارات كافة بجميع مؤسساتها, فالجميع كانوا يتفاخرون بانهم { عراقيون }.

فان كنا نطمح وعبر انتخاباتنا القادمة لتأسيس حكومة عراقية ديمقراطية قوية ومتماسكة , فان كل ما نحتاجه هو الدقة والحذر عندما نصوت لنختار, ان صوتنا يجب ان يذهب الى الأسماء العراقية ذوي الكفاءة والاخلاص للوطن , لأننا نعلم بان دستور العراق والقائمين على حكم العراق منذ 2003 والى هذا اليوم لم يثبتوا لنا عدالتهم ولا جدارتهم ولا كفاءتهم ولا حتى حرصهم على امن وسلامة العراقيين , ان الكفاءة والاخلاص والوطنية والابتعاد عن التقسيمات الدينية او الطائفية او القومية واحلال بدلها التآلف والتعاون والعمل المشترك والعدالة والمساواة ..هو المطلوب والذي يجب ان يسود  .

57
اخي العزيز الدكتور وديع بتي المحترم
كل عام وانتم وعائلتكم وشعبنا بالف خير واتمنى ان تتحقق كل امنياتكم في سبيل خدمة شعب العراق وشعبنا على الخصوص .
الحوار الهادئ فسحة ديمقراطية رائعة وفرتها ادارة موقع عنكاوة الرائد لمناقشة ما يدور على الساحة العراقية وخاصة ما يتعلق بمستقبل وجود شعبنا على ارضه , ان موضوع مستقبل ومصير شعبنا كما نشاهده وكما اراه من خلال تصريحات وتوجهات بعض من ساستنا خطير خطورة من يبيع سلعة مغشوشة , ان مستقبل شعبنا غير آمن ليس اليوم فحسب انما منذ تأسيس الدولة العراقية التي حكمتها انظمة وعلى التتابع استعمارية واستبدادية ودكتاتورية وطائفية , ان شعبنا والذي يوصف بانه السكان الأصليين لبلاد ما بين النهرين لن تتحقق له الحياة الآمنة ولا العيش الرغيد دون حماية دولية او على الأقل من قبل انظمة حكم نزيهة وعادلة وهذا بالطبع لم ولن ولا يحصل حاليا في العراق , كما ان حماية شعبنا من القتل و التهجير و الترهيب لن يتحقق بمجرد جلسة ودية بين اطراف معينة اختيرت لتحتل الصدارة في المسيرة السياسية القائمة اليوم في العراق , او رمي اللوم على هذا الطرف او ذلك , الموضوع اكبر خاصة اذا ما استبعدنا المصالح الشخصية او الحزبية واعتقد بان الجهة الوحيدة المؤهلة والضامنة لحماية شعبنا هو المجتمع الدولي ومنظماته الانسانية التي ترعى الشعوب التأريخية وتحمي حقها في الحياة والتمتع بخيرات ارضها والتباهي بتأريخها وارثها ..عزيزي الدكتور وديع ...ان سعيكم جدي ودعوتكم المتكررة لبعض من الساسة للاجتماع في داركم اكثر من رائعة لأنها تعبر عن حرص شديد ليس فقط على مستقبل شعبنا والذي يتعرض الى الاهانة والقتل والى تشتيت منظم , انما حرصكم يؤكد ايضا على تصفية النيات والمضي لتوحيد الصف والقرار , اثني على سلامة حرصكم ووفاءكم وحرص كافة اساتذتي واخوتي المعقبين على ملاحظاتكم , ان شعبنا وكما ذكرت في النص ادناه لم يتعرض الى اي نكسة تأريخية او اجتماعية في اي بلد سكنه غير العراق , ان ما يحدث له اليوم في العراق تتحمل مسؤوليته حكومات العراق وساسة وممثلي شعبنا اينما تواجدوا وعلى السواء .
نص من مقالة الدكتور وديع بتي ....
اننا نؤكد هنا ومن خلال تجربة المعايشة الحياتية ان شعبنا والمكونات الاخرى , والاخوة الشبك في مقدمتهم , قد كانوا دائما مثالا في التعايش والإخاء , حتى انني اتذكر في الستينات وبداية السبعينات من القرن الماضي كيف كان الاخوة الشبك الذين يسكنون محلتنا القديمة يتكلمون لهجتنا السورث بطلاقة كما نتكلمها نحن , انتهى النص.

في الختام ..ان المهم هو عودة استقرار العراق وتطبيق العدالة على عموم الشعب وهذا لن يحصل الا في ظل حكومة ديمقراطية حقيقية ومجلس نواب كفوء يحترم كل المكونات
ادورد ميرزا
اكاديمي
السويد
     

58

سكان ما بين النهرين...والمصير المجهول

ادورد ميرزا
اكاديمي مستقل

بداية اقول بان الحياة هي حق وهبه الله عز وجل لبني البشر , وان الحفاظ عليها هو تعبير عن الرقي الانساني والأخلاقي والثقافي للإنسان , وان اي دعوة لإلغاء هذه المنحة الإلهية ليست بالضرورة ان تكون مدفوعة بدعوة دينية معينة, انما في غالبيتها تصرفات شخصية ناتجة من اناس جهلة واميون ,لأني اؤمن بان هذه الحياة ليست ملكا لأحد بل انها ملك الجميع وان حمايتها واجب يفرضه علينا الله اولا واخلاقنا الانسانية ثانيا , ان اشاعة ثقافة التعايش السلمي في المجتمع الذي تتعدد فيه الأديان والمعتقدات اصبح الهدف الذي يسعى اليه الخيرون لإدامة الحياة , وان حكومات الدول تتحمل الجزء الأكبر لهذه المهمة ... ولكن ومع الأسف ففي العراق فقد ذبح وشرد المسيحيون دون ذنب , فبعد ان اشيع بان الحرب على العراق هي حرب تحرير واشاعة الديمقراطية بين ابناء شعبه اتضح بانها لم تكن كذلك , فقد حصل العكس حيث انتشر العنف الطائفي والذي طال الجميع , وقد اصبح المسيحيون في العراق وهم اقلية مسالمة هدفاً سهلا للعصابات والميلشيات المسلحة , واشير هنا بان بعضها كان تابعا لبعض الأحزاب المتطرفة المشاركة في الحكومة والبعض الآخر كانت عصابات خارجة عن القانون ومن ازلام النظام السابق الى جانب الارهابيين من خارج الحدود , لقد تأكد للعراقيين جميعا وبضمنهم المسيحيون بان هذه العصابات لا تمت بصلة لا بالاسلام ولا بالمشاعر الانسانية بل انها مجموعات عدوة للحياة , حتى ان المهتمين بشؤون مصير الأقليات في هيئة الأمم المتحدة وصف جرائمها بجرائم  الإبادة الجماعية , حيث انها تنفذ في وضح النهار وتحت مرأى ومسمع من يحكم العراق , لقد افصح غالبية المسؤولون في العراق عن توجهاتهم الطائفية منذ اليوم الأول لاستلامهم ادارة البلاد مما جعل اتباع الديانات الغير مسلمة وبظمنهم المسيحيين عدم الوثوق بهم .

اُذكّر المعنيين في الحكومة والبرلمان بان ابشع ما تعرض اليه المسيحيون كان في عهدها وقد فاق الحدود , فقد تم تفجير العشرات من كنائسهم في بغداد لوحدها ، واغتيل كبار رجال الدين , وتم ذبح العشرات من اهلنا بسبب عقيدتهم الدينية , ناهيك عن تهجير المئات من العوائل من البصرة وبغداد والموصل وغيرها , الا تشعر هذه الحكومة بالمسؤولية على ما يحدث من جرائم بحق العراقيين وتحت انظارها , الا تعلم بان اجهزتها الأمنية والميليشياوية لها دور في كل ما يحدث , ثم اين الأمان والخير الذي وعدت به شعب العراق .

يتحدثون عن التحرير والديمقراطية , اي حرب تحرير هذه التي يتبجح بها المسؤولون , اي حرية عبادة هذه , واي حقوق انسان تمتع العراقيون بها في زمنهم , اتدرون بان تعداد سكان المجتمع المسيحي في العراق قبل الحرب كانت حوالي 1.750 مليون , بينما التقديرات الحالية لمن تبقى منهم في العراق تقع بحوالي 500 خمسمائة الف , كيف حصل هذا التناقص الرهيب ولماذا , اليس من مسؤوليات الحكومة البحث عن أسباب هذا التناقص , واليس من حقنا المطالبة بالكشف عن المسؤولين عن ابادة وتشريد هذا الشعب التأريخي الأصيل واحالته الى محاكم جرائم الحرب الدولية لينالوا جزاءهم العادل .

يحضرني تعهد السيد نوري المالكي رئيس حكومة بغداد بتشديد الحماية للشعب المسيحي بعد مقتل رئيس الأساقفة المرحوم الشهيد فرج رحو في الموصل ، ولكن وللحقيقة نقول بان ما بعد مقتل الشهيد فرج فقد خطف وقتل العشرات وتم ملاحقة المئات من العزائل الأمنة لإجبارها على ترك مساكنها , كما شهدنا مؤامرة كبيرة وخطيرة لإقصاء هذا المكون من كل مادة دستورية تحمي وجوده على ارض العراق , نعم { مؤامرة } لأنها نفذت كما حدث للعراق , فطريقة المؤامرات واحدة ..حيث اتفق بعضهم ممن لا يريد الخير للعراقيين وبطريقة المتخفين في درابين مظلمة على تنفيذ مؤامرتهم , فاجتمع هذا البعض على ما يخدم مشاريعهم المستقبلية, فاطلقوا صيحتهم النشاز بالغاء المادة 50 والتي تتيح للاقليات بالمشاركة والتمثيل في كل مؤسسات الدولة ومحافظاتها , فبالرغم من ان الدستور الذي كتب على شاكلتهم ليلبي مصالح المحتل ومصالح الكتل الكبيرة في الشمال والجنوب والذي ما زال الشك يحوم حوله لعدم شرعيته , نقول بالرغم من كل ذلك فان هؤلاء المتآمرين لم يحترموا قدسية بنوده, فاي برلمان "مهزلة " هذا واي عدالة وديمقراطية هذه .
ان تبرئة بعض الأحزاب المتنفذة على الارض العراقية من جرائم قتل المسيحيين غير منطقي ولا مقبول , فعلى المسؤولين اثبات وطنيتهم وكفائتهم من خلال ضبط ميليشياتهم والاسراع بالتصدي لكل من يريد سوءا بسكان ما بين النهريين الأصليين , لقد تبين لدى العراقيين دون استثناء بوجود نفس طائفي متطرف يتلاقى مصالحه مع النفس الإرهابي , ولذلك على قيادات الأقليات ومنهم المسيحيون التنبه والحذر لما قد يخبأه لهم المستقبل المجهول في العراق .   
 ان ما حدث للمسيحيين في العراق بعد الحرب يندى لها الجبين ولا يقبله اي عرف او دين , لقد تم توزيع منشورات على الدور المسيحية الأمنة داعية نساءها المسيحيات إلى ارتداء الحجاب وعدم كشف وجوههن , مما اجبر المئات من العوائل المسيحية للهروب تاركة منازلاها للسراق المشعوذين , فان كانت حكومتنا تدعي انها تحكم بدستور يعتمد على شرع الاسلام , فاين هم من الدين , اوليس الإسلام دين السلام والتسامح , اننا نؤكد بان ثقافة التمييز الطائفي او المذهبي او القومي التي تنتهج لإضطهاد الأقليات ما هي الا ثقافة غزتنا من خارج الحدود وان صبغتها شئنا ام ابينا طائفية متطرفة .

ايها المسؤولين نذكركم بانه ومنذ الحرب في 2003 والى هذا اليوم فان كنائس المسيحيين اصبحت هدفاً للتفجيرات ، وآخرها تفجيرات كنائس الموصل , وان الكهنة من اعلى الرتب الى ادناها يتعرضون كل يوم للقتل والذبح او الإختطاف بهدف الحصول على الفدية ، ونذكركم بان الذين لم يستطيعوا الهرب لظروف نفسية او اقتصادية او غيرها فقد اصبحوا رُحّل مشردين في داخل الوطن ، وان جزءا منهم يعيشون بحماية الأخوة الكرد في الشمال العزيز "إقليم كردستان" الاكثر آمانا.

اختم مقالتي هذه للتأكيد على ان سكان ما بين النهرين الأصلاء من المسيحيون وغيرهم وهم اقلية بالمعنى العددي تواقون لرؤية عراق تعددي ديمقراطي , ولكن ليس على طريقة فدرالية الأحزاب الدينية الطائفية او القومية العنصرية , ولذلك فاني ادعوا قادة احزابنا وأبناء شعبنا صغيراً وكبيراً بالمطالبة الملحة بحقوقنا المشروعة كاملة وغير منقوصة ضمن العراق الموحد , فمن حقهم التمتع بالفدرالية او الحكم الذاتي متى ما تحققت حكومة مركزية بديمقراطية حقيقية شفافة ترفض سياسة الضم والصهر , وهنا اناشد الوطنيين العراقيين بكل انتماءاتهم بالوقوف الى جانب معاناة هذه الأقليات الدينية والقومية ومن ظمنهم المسيحيون والضغط على المسؤولون باهمية حمايتهم .

ان ضمان وحدة العراق من خطر التقسيم الجغرافي او القومي الذي يخطط له البعض من الأحزاب الدينية الطائفية والقومية الشوفينية لن يتحقق الا من خلال حماية ارواح الأقليات, ان الممارسة الديمقراطية وحرية التعبير والانتماء تبدأ بمنح حقوق الاقليات جميعا كما انها تصب في المصلحة الوطنية العليا وتقلل من فرص تقسيم العراق , كما ان رفض فكرة { الضم } الجغرافي او الصهر الثقافي او الربط الحزبي لأي جهة كانت يجب ان تكون مرفوضة من قبل قادة شعبنا من الكلدان والسريان والأشوريين, واعتبار ما مضى من تكتلات او اصطفافات شئ من الماضي .
تحية لكل العراقيين الشرفاء الذين يقفون مؤيدين لحقوق الأقليات الدينية والقومية في العراق  ..فالصابئة واليزيدية والشبك والمسيحيين هم اقليات تأريخية يجب حمايتها والدفاع عن وجودها الديني والقومي في العراق ..... عاش العراق حرا موحدا .
 

59
المشروع المتعلق بترتيب اوضاع دول الشرق الأوسط والذي تقوده اميركا قد بدأ تنفيذه من العراق واختيار العراق لم يأتي اعتباطا انما جاء نتيجة لما يتمتع به العراق من موقع جغرافي ستراتيجي وثروة نفطية هائلة الى جانب سهولة ايجاد قوى بشرية تواقة للعنف ولها استعداد من اجل السلطة والمال لدعم هذا المشروع , ولا ننسى عنجهية صدام حسين وتجاوزه على مصالح اميركا حين هاجم دولة الكويت فاستغلت اميركا هذا التصرف واستخدمته كحجة شرعية تلقى دعما دوليا الى جانب حجة امتلاك العراق لاسلحة الدمار الشامل , ومع الأسف فان الضحية كانت الشعب العراقي ومن ضمنه شعبنا المسيحي , ولا يستغرب احد بان من ضمن القوى الاسلامية والعربية والكردية التي استخدتها اميركا كان هناك بعضا من ابناء شعبنا حيث قد غرروا بمكاسب وهمية وحقوق قومية لم نراها الا على الورق فقط , وبخصوص موضوع سهل نينوى فاني واثق بان القوى التي استغلتها اميركا لتنفيذ مشروعها في العراق تلعب لعبة قذرة اتجاه حقوق شعبنا فموضوع سهل نينوى او غيره هي الاعيب قوميات منها عربية وكردية ومنها قوى اسلامية متطرفة وبينهم يقع شعبنا المسيحي العراقي المسكين واقصد الكلدان والأشوريين والسريان والآرمن حيث يلاقون التهميش والابادة , ان الخلاص وانقاذ شعبنا العراقي وبظمنه شعبنا المسكين لن يتحقق الا بالتغيير الجذري في بنية العملية السياسية برمتها وقد تكون الانتخابات القادمة بداية الخلاص ...فالننتظر .

60
ألتغيير قادم

ادورد ميرزا
اكاديمي مستقل

لا يخفى على احد من ان الحكومات التي تسلطت على حكم العراق بعد غزو عام 2003 تبنت نظام المحاصصة الطائفية والحزبية المقيتة , فنتج عن ذلك قتل وتهجير طائفي ومذهبي وعداء قومي وصراعات حزبية , كان يقف وراءها الاحزاب الدينية الطائفية والقومية الشوفينية حيث استغلت الانفلات الأمني بعد الغزو لتحقيق مكاسبها الشخصية والحزبية وتركت الشعب العراقي ولحد هذه اللحظة يعاني من تدهور امني وتدني اقتصادي وتخلف ثقافي ومشاكل اجتماعية غير مسبوقة ولا يمكن حصرها ولا حلها الا بحملة تنظيف شعبية عارمة تقودها معجزة وطنية عراقية تعمل فورا على التغيير الشامل للبنية السياسية القائمة حاليا والتي اثبتت فشلها وعدم كفاءتها في ادارة شؤون العراق , والعمل على اعادة العراق الى وضع طبيعي بين الأمم .

ان العراق مقبل على انتخابات غير مؤكدة النزاهة , والسبب هو لأن جميع الانتخابات السابقة كانت غير شفافة وباعتراف العديد من الأوساط الاعلامية والسياسية المحلية والهيئات الدولية , ولأن شعب العراق قد اصيب بالاحباط من جراء هذه الانتخابات التي افرزت حكومات هزيلة وانتهازية , لكنه ما زال يأمل بان تقود الانتخابات القادمة الى تغيير في العملية السياسية وان كانت طفيفة , فمن خلال ما نسمع من داخل العراق عبر وسائل الاعلام فان هناك العديد من الأشخاص والكتل قد تقدموا للترشيح لهذه الانتخابات ومنها على الخصوص القوى التى قدِمت مع الاحتلال والتي لا يمكن لنا ان نقيّم اعمالها المستقبلية لعلمنا مسبقا بمدى امكانياتها الضعيفة والهزيلة والغير كفوءة ناهيك عن ازدواجية انتماء غالبيتها ولا ندري ولاءها واخلاصها لمن , حيث ان غالبيتهم حاصلون على جنسيات عربية واجنبية .
ان الانتخابات القادمة يمكن ان تؤدي الى تغيير جذري في العملية السياسية برمتها , وهذا الأمل مرتبط بقيام جبهة وطنية مخلصة لانقاذ البلد والشعب من البؤس والظلم والتقسيم , وقد قرأنا في وسائل الاعلام مؤخرا بان هناك شخصيات وطنية عراقية مستقلة تنوي الترشيح لهذه الانتخابات فان تحقق ذلك بشكل مخطط ومدروس يهدف لانقاذ العراق من السرطان الطائفي والمذهبي ومن الفساد والتخلف الثقافي الذي اخذ ينتشر بين ابناء الشعب العراقي , فاني اعتقد بانه سيجد الغالبية من العراقيين ومحبي العراق سنداً وعوناً لهم وسيلتف حولها كل المهاجرين والمهجّرين والمشردين وضحايا الفتنة الطائفية وعوائل المغدورين واهالي المقتولين والأيتام والأرامل وكل منتسبي الوزارات المدنية والأمنية التي حُلت دون وجه حق , كما سيلتحق بها غالبية ابناء العراقيين من اتباع الأقليات القومية والدينية الذين تضرروا ايضا من جراء الاحتلال حيث إنفردت بهم الميليشيات الطائفية والارهابية قتلا وتهجيرا وهتكا للأعراض, نعم العراقيون بكل انتماءاتهم الدينية والقومية بحاجة الى جبهة وطنية شفافة وديمقراطية ونزيه تضم شخصيات وطنية وأكاديمية ويفضل ممن لم يشارك في أي إنتخابات سابقة بعد 2003 ، جبهة شعارها الوطنية والعدالة والمساوات, فلا مذهبية , ولا طائفية , ولا قومية شوفينية بل انسانية عراقية نقية خالصة , فلا فرق بين مسيحي ومسلم ولا فرق بين يهودي وعربي وتركماني وآشوري وكلداني وسرياني وكردي وصابئي وشبكي وايزيدي وغيرهم من ابناء العراق .

ان العراقيون بكافة شرائحهم عمال وموظفين ومتقاعدين نساء ورجالا , رجال الدين على اختلاف انتماءاتهم وعوائل الشهداء والمهجرين والمغتربين والأرامل والعاطلين واولياء اليتامى والعسكريين واساتذة الجامعات والأطباء وضباط الجيش والاعلاميين والرياضيين والفنانين وكل الشرفاء الذين ذاقوا أذى الحزبية الشمولية والشيطنة الطائفية والمذهبية وشر العنصرية القومية يناشدون العراقيون اللأصلاء الذي سيلتحقون بهذه الجبهة ان تكون من اولوياتهم كشف الحقائق عن جرائم كل الأحزاب وميليشياتها التي ادت الى تشريد واغتيال واختطاف وقتل الأبرياء وفضح الجهات التي ساهمت في نشر ثقافة الأمية والفساد والشعوذة واعادة العراق الى وضع طبيعي بين الأمم المتحظرة , إن العراقيين سئموا الوجوه الكالحة ذوي الخطابات الرنانة والغير واقعية والكاذبة .

وللتذكير فقط,,,,,, فبعد سقوط الدولة العراقية الغير مبرر , إعتقدَ العراقيون بان القيادة الامريكية المحتلة قد هيأت لادارة العراق قيادة عراقية خالصة وطنية مخلصة تضم اكاديميين كفوئين مستقلين سيقودون البلد الى الحرية والازدهار والأمان والعيش الرغيد , وسوف يرتقون بشعب العراق الى مصاف شعوب الدول المتقدمة والمستقرة والآمنة , ولكن الذي حدث ان هؤلاء القادة لم يكونوا كذلك فغالبية شهاداتهم مزورة واعمالهم في غالبيتها تتعلق بالشعوذة والأكاذيب والفلك , فتفاجأ العراقيون بالتقسيم الطائفي والمذهبي والجغرافي وبرجال ونساء همهم البحث عن رواتبهم التقاعدية وعن مناصب سلطوية وسياحة دولية , ويبدو انهم كانوا يعدون لها حال انتهاء الحرب وحل الدولة العراقية , لقد وصل فسادهم وعنجهيتهم الى المساس بهوية العراق وبثقافة شعبه وبثروته وجغرافيته , لا بل ان العراقيين في زمنهم باتوا يُقتلون ويُهجرون وتُنتهك اعراضهم وتحرق مساجدهم , واليوم وبعد كل هذه المآسي التي حلت بهم فانهم تواقون لظهور رجال مخلصين وطنيين , همهم الأول والأخير سلامة شعب العراق وسمعته الدولية , ألم يحن الوقت للتغيير ؟


}.

61

مروجوا القائمة المغلقة غير موثوقُ‘ بهم اطلاقاً    

ادورد ميرزا
اكاديمي مستقل
مع كل احترامنا لكل من يمتلك المؤهل العلمي والحضور الاجتماعي من اعضاء الحكومة والبرلمان العراقي نقول بان انتخابات القائمة المغلقة السابقة افرزت اشخاص متخلفة وامية ليس لها اي صلة بالنزاهة ولا بشفافية ادارة الحكم حيث انتشرت في زمنها الفوضى والقتل والتهجير الطائفي والفساد ولم تستطع ان تقيم العدل والمساوات بين ابناء الشعب ولا قدمت الخدمات لهم , بل كان همها الوصول الى السلطة لتحقيق مصالح شخصية وطائفية وحزبية لم تعد خافية على احد , ولأنهم ما زالوا يحكمون وكتحصيل حاصل واذا ما تحقق حلمهم ايضا في الانتخابات القادمة على اساس القائمة المغلقة ف { تيتي تيتي مثل ما رحت جيتي } .
نقول لمن يطل علينا عبر الفضائيات او من قاعات المنطقة الخضراء من القادة المسؤولين في العراق , ان خطاباتكم الرنانة في الوطنية غير مقنعة فالعراقيون سئموا حكمكم اللا ديمقراطي واللا انساني فلا خبز ولا ماء ولا كهرباء ولا أمن ولا عمل ولا تربية وتعليم ولا "قزل قرط" , ان العراقيين لن تغرهم خطاباتكم بعد اليوم, فما فائدة التوكل على الله سبحانه وتعالى الذي تظهرونه عند بدءكم بتلاوة خطاباتكم والمعززة بكم هائل من جمل التلميع والوطنيات والتضحيات في سبيل الشعب وشعبكم مقسم ومهجر ويعيش البؤس , ان خطاباتكم اصبحت فجة وغير مقبولة وشعاراتكم الرنانة والتي يسيل لها لعاب الفقراء والأرامل والمساكين والمحرومين والمنكوبين والمهجرين والمشردين والعاطلين على السواء باتت غير نافعة , لقد اصبحت كما يقولون { اكسباير } , كما ان محاولة البعض من رؤساء الكتل ومرشحيهم لتحسين صورتهم امام العراقيين قبيل الانتخابات باتت غير مجدية هي الأخرى لأن من المعتاد في الوضع الطبيعي وقبل اي انتخابات يقوم المرشح المتقدم للانتخابات بعقد ندوات ويجري لقاءات مع جماهير منطقته وذلك لتقديم مؤهلاته ولشرح مشروعه الانتخابي واهدافه التي ينوي ترشيح نفسه من اجلها , لكننا لم نرى ذلك بل اننا نرى المرشحين متقوقعين في المنطقة الخضراء وغالبا ما نشاهدهم من داخل ستوديوهات الفضائيات عبر حواراتهم وكأنهم يستجدون رضا اسيادهم المتنفذين في الكتل , انهم بعيدون كل البعد عن قواعدهم الشعبية , ثم لماذا ايها السادة هذه الازواجية وهذا الاستخفاف بمشاعر الشعب العراقي , فتارة نسمعكم مؤيدين حتى النخاع للقائمة المفتوحة وفي الخفاء تصوتون لصالح القائمة المغلقة وهذا ما اظهرته القراءة الأولى لقانون الانتخابات والتي لم تتطرق الى نوع القائمة التي ستعتمد في الانتخابات القادمة .
ان صورة رؤساء الكتل التي شاهدها الجميع والتي تظهر التفاف مجموعات من الذين وقعوا دخيلين عليهم للانظمام الى تكتلهم الذي اصبح ودون معارض يمثل قوة عسكرية واقتصادية مؤثرة على الأرض , هؤلاء جميعا سوف لن يقدموا شيئا لشعب العراق والسبب واضح ومعلوم ولا يحتاج لأحد ان يدقق في ماضيهم وما قدموه للعراقيين , فالوجوه هي هي ومنهجهم هو هو ومن يقول اني تغيرت من طائفي الى وطني او من قومي شوفيني الى انساني او من عميل لأميركا الى الدفاع عن حقوق العراقيين, او وضع اسما جديدا لحزبه , فهو بهذه الصورة ولأنه مراوغ فهو لا يصلح لقيادة قنفذ وليس دولة .
اما المتطرف الذي قال بانه سيقيم دولة الخلافة والعدل وسيحقق الديمقراطية , فهو غير صادق لأن ايدلوجيته لا تقر المبدأ الديمقراطي اصلا ,ان العراق بحاجة الى رجال عراقيين اصلاء مخلصين غير طائفيين ولا عنصريين ولا مذهبيين رجال هدفهم التسامح ونبذ الكراهية وخدمة جميع العراقيين مسلمين ومسيحيين وصابئة ويزيديين وشبك بكل انتماءاتهم القومية , واشير الى المجموعات التي ظهرت على شاشات الفضائيات وهي واقفة خلف رؤساء الكتل , انهم انفسهم الذين كانوا مختبئين خلف القائمة المغلقة في الانتخابات السابقة لاخفاء اميتهم وخلفيتهم البائسة والتي لا تشرف احد , مجموعات قفزت لحكم البلاد فاوصلوها الى ما هي عليه اليوم من خراب ومآسي ومقابر , ولذلك فان اعتماد القائمة المفتوحة والامتناع عن التصويت للقائمة المغلقة سيمهد لابعاد الغير معروفين والفاسدين والاّ فان التدهور والخراب سيستمر في العراق وان السارقين سيزيدون ملئ جيبوهم دون وجه حق .
هناك اشارة اخرى لا بد منها ففي الأونة الأخيرة ظهر نمط جديد من خطابات  المسؤولين ومنهم رؤساء الكثل وغيرهم حيث لوحظ خلوها من اي لكنة طائفية او كلمة مذهبية بل اشارت وباصرار على تبنيها سياسة الوطنية العراقية الخالصة الاصيلة الصميمية الغيورة على سلامة شعب العراق , ائتلافاتهم , كما يقولون ستعمل بكل قوة ضد الطائفية والعنصرية والمذهبية والدكتاتورية وتعمل على حماية حرية الاعتقاد وحرية الرأي , كل هذا سيحققونه بالرغم من ان ائتلافاتهم كما يقولون تحوي فرقاء مختلفين من الناحية المذهبية والعرقية , هل سيصدق شعب العراق هذا الخطاب كما صدقه في الانتخابات السابقة ؟ , وهل يعقل بان الثوب الطائفي او الديني او المذهبي يمكن للعربي التخلي عنه بسهولة.., ام انها الاعيب لتسيير الأمور قبيل الانتخابات .....فاهل مكة ادرى بشعابها.
في المجتمعات الغربية ومنها اميركا وانكلترا جائز ان ينقلب المرء على ذاته ويستبدل انتماءه الديني او السياسي , لا بل ويستطيع المرء في هذه المجتمعات ان يغير اسمه وكونيته ايضا, وهذه الحالة في الغرب شائعة وطبيعية ويعتبرونها شأناً شخصيا ليس لها اي تأثير على المجتمع لا من قريب ولا من بعيد , اما في بلداننا العربية فهل يعقل ان يغير المرء دينه او مذهبه او يغير اسمه وتوجهاته الحزبية ويعلنها امام المرء , انا لا اعتقد ذلك بل من سابع المستحيلات { الاّ من كان يجيد اللعب على الحبال }لأنه يعتبر من العيوب العظيمة واساءة كبيرة لكرامة وشهامة الفرد . اما الرجال المبدئيين فهم يصعدون المشانق من اجل دينهم او مذهبهم او مبادئ حزبهم او حتى من اجل سمعة طائفتهم او عشيرتهم , المهم وكما قال لي احد الأصدقاء ..بان البعض من حاكمينا الجدد بعيدون عن المبدئية وعن معاني الكرامة والشهامة , انهم يتخلّون عن اي شئ في سبيل السلطة والمال, فالتمسك بالسلطة التي حصلوا عليها من ايدي الأمريكان حققت لهم السلطة والمال .
اسأل الائتلافات والتي تتظاهر قبيل الانتخابات باتجاه حب الشعب العراقي والدفاع عن حدود الوطن ورفض الطائفية والقومية الشوفينية , اين هو النظام والسلوك الديمقراطي الذي بشرت به اميركا وروجتم له ليحل محل نظام البعثيين الدكتاتوريين بعد غزو العراق واذكرهم دون تحفظ بان كل القيادات والحكومات والبرلمانات التي توالت على حكم العراق منذ 2003 ولحد هذا اليوم لم تقدم شيئا للعراقيين بل كانت بدون كفاءة ويتستر غالبيتها بغطاء الدين تارة وبغطاء الوطنية تارة اخرى وقد ظهر ذلك جليا من خلال تشكيلة الحكومات الهزيلة والغير كفوءة والتي اظهرت عدم التزامها بتنفيذ وعودها ,  تلك الحكومات التي استمدت قوتها من بعض من فقرات الدستور الملغوم الذي استقتل على اصداره المصلحيون والانتهازيون من الطائفيون والقوميون فكانت نتائجه التقسيم والقتل الطائفي والمذهبي والديني والقومي الى جانب الفساد الاداري في الوزارات ومؤسسات الدولة الادارية والأمنية .
ان الشعب العراقي امام مسؤولية ادبية واخلاقية وتأريخية للنطق بكلمة حق لفضح الذين تآمروا مع المحتل لتمزيق العراق واعادته الى عصور الجاهلية والشعوذة , فالعراقيون الأصلاء بمختلف مكوناتهم الدينية والقومية ومنذ الاف السنين قد تعايشوا فيما بينهم بكل مودة ومحبة وتربوا على ثقافة تحترم كل الأفكار والمعتقدات , ولانهم كذلك فلا يمكن ان يخدعوا بشعارات كاذبة كالتي سيقت اليهم وتساق هذه الأيام , لقد آن الآوان لقيام  العراقيين بكشف زيف القادمين من خارج الحدود ومن يعاونهم في الداخل من الكتل البشرية التي نصبت نفسها لحكم العراق والتي لا تقل تخلفا وظلما عما سبقها في الحكم , فاقل ما يقال عنها انها كتل تحمل افكارا انتهازية ومصلحية كتلك المجاميع القبلية التي كانت في الماضي تهاجم القوافل والبيوت الأمنة فتشيع الرعب وتمارس السلب والنهب والقتل دون رادع اخلاقي ولا ديني .

ان الذي يزيدنا تفائلا بعودة العراق الى وضعه الطبيعي مستقرا وموحدا بين الأمم هو في قدرة العراقي الأصيل لفضح نوايا هذه القوى الإنتهازية والمتخلفة من خلال المشاركة في الانتخابات واختيار العراقي الوطني الأصيل والكفوء لقيادة الوطن بشرط التعرف عليه شخصيا وقراءة ماضيه العلمي والاجتماعي والثقافي والسياسي قبل التوقيع على انتخابه , وهذا يتطلب اعتماد القائمة المفتوحة ..اكرر القائمة المفتوحة ..وبالأسماء والصورة والمؤهلات لأنها هي الحل , وبعكسه وفي حالة اعتماد القائمة المغلقة سيئة الصيت والتي سيحشر فيها اسماء النكرات حيث لا احد يعرف شيئا عنها ولاعن تأريخها وسيرتها فان مقاطعتها هو واجب وطني واخلاقي وديني .


 

62
انا لا اعتقد بان بامكان احزابنا او منظماتنا ان تعمل شيئا لوقف عملية التغيير الديمغرافي لسهل نينوى والتي تسير حسب الأصول وفق سياسة ستراتيجية باتت معروفة , ونظرة بسيطة لقدرات قوانا السياسية او الروحانية فاننا سنجد انهم غير قادرين حتى على توحيد اسمنا القومي بل حتى توحيد ايام اعيادنا , فكيف سنتصور انهم قادرين على اتخاذ القرارات الصعبة والمصيرية , كما تشير الدلائل ايضا فان عدم استقلالية احزابنا وتراصفهم مع هذا الطرف او ذاك جعلهم غير قادرين على التأثير والدخول في مناقشات معهم فيما يتعلق بمستقبل وجودنا الستراتيجي في العراق , انهم محكومون بمطالبات الأخرين والتي في غالبيتها مطالب حزبية وفئوية وطائفية وقومية شوفينية , ان العودة الى شعبنا والعمل على توحيد خطاب قواه السياسية والابتعاد عن الارتماء في احضان الأخرين هو الطريق الأكثر قربى للابقاء على تواجد شعبنا على كامل الأرض العراقية مع الأخذ بنظر الاعتبار النضال من اجل انهاء الدكتاتورية والنظم الطائفية والعنصرية التي ابتلي العراق بها منذ تأسيسه , اؤكد بان مشروع التغيير الديموغرافي المرسوم لسهل نينوى كان بالامكان ايقافه وعدم تأييده من خلال الوقوف مع الشعب العراقي دون استثناء ضد كل اشكال المحاصصة الطائفية والتقسيم الجغرافي والعرقي , كما كان يجب تغليب مصالح شعبنا على المصالح الحزبية والشخصية , ان جهل بعضنا لمخاطر هذا المشروع على مستقبل شعبنا في العراق جعل القائمين على تحقيقه اكثر اطمئنان لأنهم وكما هو واضح يستخدمون قوى شعبنا السياسية كجسور لتنفيذ مشاريعهم ,  انهم متأكدون بان شعبنا المتواجد في سهل نينوى منذ الاف السنين هو الجسر السهل والأمن الذي يوصلهم لاهدافهم  , ان سياسة التغيير الديمغرافي او الثقافي في العراق اصبحت سمة من يحكم العراق اليوم وفي كل الاحوال فان شعبنا وتأريخنا وهويتنا في خطر ما دام العراق يحكم بايدلوجيات طائفية وقومية عنصرية بعيدة عن حقوق واحترام الانسان!!!  

63
الأستاذ القدير انويا المحترم
تحية وثناء
نثر جميل ورائع والأروع انك اضفت شرحها بالحروف العربية تحية لك والى المزيد من روائعك الشعرية والنثرية
المخلص
ابن العم
ادورد ميرزا
السويد

64
انها ديمقراطية غير حقيقية
ادورد ميرزا
اكاديمي مستقل
لا بد ان يعترف المرء القويم بان العراقيين ومنذ 2003 ما زالوا يعانون من المآسي والمرارة والأحزان في مجمل سير حياتهم اليومية , وانهم اصبحوا لا يعيرون اهمية عن معرفة الجهة المسؤولة عن قتل هذا او اختطاف ذاك ولا عن الجهة المسؤولة عن التفجيرات بالعبوات او بالمفخخات , فذاك يفترض ان يكون من واجبات الحكومة المسؤولة عن امن وسلامة ورعاية شعبها , نعم فالعراقيون الأبرياء سئموا وشبعوا من تصريحات المسؤولين والتي في غالبيتها لا غير صادقة ولا حقيقية فالعراقيون اصبحوا وفي ظل الديمقراطية التوريطية قد اقتنعوا بانهم حتى وان تكلموا فلا اهمية لهم , لا بل اصبح ليس من واجبهم معرفة من يقف وراء اثارة العنف والجريمة في عراق ديمقراطية التوريط سواء كانت وراءها دول او مجموعات ارهابية او تنظيمات بعثية مجرمة او من ميليشيات تابعة للاحزاب الطائفية والعنصرية الحاكمة , وانما اصبح واجبهم الاستماع لما تصرح به الحكومة كذب كان ام دغدغة عواطف , وطبعا جميعنا يعلم مالذي سيلاقيه المعترضون !
الغريب ان اعضاء الحكومة او البرلمان يتبادلون التهم كما يشاؤون وينتقدون الواحد ضد الأخر ويكشفون اسرار وفساد بعضهم البعض ولكننا لا نرى اي تعديل في مساراتهم بل نراهم في اليوم التالي مبتسمين وكأن شيئا لم يكن , ولا اريد هنا ان اذكر اسماء محددة ولكني اود الاستناد الى البعض من اعضاء البرلمان العراقي الذين فضحوا من امتلئت كروشهم بالسحت الحرام والذين ما زالوا مستمرين في حشوها دون اي مسائلة, فهل نظر هؤلاء الح.......الى حال الجياع من العراقيين بسبب البطالة الواسعة التي نتجت جراء عدم كفاءة القائمين على حكم الشعب العراقي وخاصة من الناحية المالية والمعاشية, هل نظر هؤلاء الى مأساة المهمشين من الأقليات القومية والدينية وغيرهم ممن ينتشرون في أنحاء العراق من الشمال الى الجنوب وقد هربوا من الجوع والعنف الطائفي بحثا عن لقمة العيش وعن من يحميهم من أذى المتخلفين والمشعوذين والخارجين عن القانون وقد وجدوا كل ذلك الأمان في كردستان العراق لأن الكردستانيون سبقوكم في احترام اصحاب الأرض الأصلاء من ابناء هؤلاء الأقلية واحتضنوهم وقدموا لهم يد المساعدة بل واكثر , فتحية لأهل كردستان , هل تدركون بان سبب كل عذاباتهم وعذابات العراقيين عموما ناتجة بسبب سياساتكم التمييزية ايها المتخلفون , لقد اجبروا العراقيون بهجر دار سكنهم بل وحتى الوطن .

هل نظر هؤلاء الحكام الى محافظات العراق والى حال مواطنيها البؤساء الذين يبحثون عن الصمون في المزابل , هل نظر هؤلاء الى مستوى مؤسسات التربية والتعليم والصحة وعن اشكال وجوه وكفاءات من عين ليديرها, لقد اصبح العراق من دول ما قبل القرون الوسطى بعد ان كان العلماء والمثقفون وكما يوصفون باعمدة الوطن فاعلين ويسعون للارتقاء بالعراق الى العلى , اما اليوم فلا مكان لهم في عراق العنف والطائفية والفساد ’ لقد تعرض المئات منهم الى التصفية و التهجير .

ولأننا ما زلنا بصدد مآسي العراقيين فان الصحفيين الحرفيين وهم شريحة من ابناء الشعب العراقي والذين كانوا الوحيدون الذين ينقلون حقيقة ما يجري في العراق الى العالم , فقد تعرض العشرات منهم للقتل او الترهيب وآخرها كان مشهد طرد الصحفيون من جلسة البرلمان العراقي الخاصة حول تفجيرات الأربعاء الدامي الذي طال وزارتي الخارجية والمالية ودور المواطنين الأبرياء وذلك وحسب ما صرح به المطرودون لمنعهم من اظهار الحقيقة , فالى متى سيبقى العراق ينزف دما والى متى يختبأ الفاشلون تحت عباءة الديمقراطية والتي لا يؤمن بها مروجيها اصلا .

بعد احداث الأربعاء توقع العراقيون بان شيئا مهما سيعلنه السيد المالكي حيث ظهرت في الأفق خيوط بسيطة عن من يقف وراء التفجيرات واعمال العنف الأخيرة , ولكن ومع الاسف فان رئيس الوزراء لم يستطع كسب ثقة الشارع العراقي بل ظهر في كلمته وكأنه لا يملك القدرة على كشف المتورطين الفعليين بالرغم من معرفته بالمجرمين الحقيقيين, اليس من مصلحته وهو على ابواب الانتخابات ان يكسب ثقة الشعب من خلال كشف القتلة ومن يقف وراءهم بشكل واضح ودقيق والابتعاد عن التعميم , اننا لا نريده كبعض من الحكام العرب حيث ينفردون ويخفون الحقيقة عن شعوبهم  , ويبدو لنا بان ما سرب من معلومات الى السيد المالكي من قبل مستشاريه او المحيطين به حول ما جرى في الأربعاء الدامي لم يكن دقيقا حيث ظهر ذلك جليا من خلال كلمته الغير واضحة , وهذا يؤكد بان المحيطين بالسيد المالكي غير كفوئين ولا يملكون حرصا لا على المالكي ولا على الوطن والشعب, وانهم غير مستعدين للمجازفة بكراسيهم انهم انتهازيون , وبما اني قد ذكرت مفردة الانتخابات والتي اتمنى ان نرى من نتائجها بروز وجوه جديدة تحقق لشعب العراق الحرية والرفاه وتبعده عن التخندق الطائفي او الحزبي , الا ان المتابعين للشأن العراقي ينظرون عكس ذلك حيث يشيرون الى ان الطائفيون والعنصريون المشاركين في حكم العراق منذ 2003 ولحد يوم الانتخابات القادم فانهم باقون في سدة الحكم , بمعنى ان ما نراه من تغيير في اسماء كتلهم او احزابهم وما نشاهده من اصطفافات وتشكيل كتل باسماء وطنية وبعناوين وشعارات براقة ووطنية والتي تشير جميعها الى رفض الطائفية والتوجه لخدمة العراقيين فانها تمثيلية سياسية رخيصة تتعلق بالانتخابات ولا تتعدى كونها ضحك على الذقون كما يقول احد الباحثين ويضيف ... لا اعتقد بان هناك انسجام بين منهج الطائفيون والعنصريون وبين منهج الديمقراطية , اما من يقول بانه قد تخلى عن طائفيته او توجهاته القومية العنصرية وانه سيلتزم بمنهج الديمقراطية الحقيقية وخدمة الشعب العراقي فهو غير صادق .          

نحن أمام ديمقراطية يمكن أن نسميها " ديمقراطية التوريط " حيث يتورط بها السياسي الغير محمي ويتورط بها ايضا الكاتب والصحفي والمثقف بشكل عام , حين يعتمدونها بحسن نية حين يشيرون الى مراكز الاخفاق في سير العملية السياسية , ولكي اوصف هذا التورط علي ان اصف جوهر هذه الديمقراطية التي ابتلي بها العراق , { ان هذه الديمقراطية تعني ان الجميع لهم الحق في أن يكتبوا وينتقدوا ويتحدثوا بما يشاؤون سواء باتجاه المسؤولين على سير العملية السياسية او باتجاه الفساد والفلتان الأمني , وان الحكومة والأحزاب وتوابعهم والذين يروجون لهذه الديمقراطية يفعلون وينفذون ما يشاؤون وبما يحقق لهم المكاسب } , هذا هو الاستنتاج حيث ان من يعترض على سير العملية السياسية الخاطئة ويحاول طرح البدائل والحلول فانه وبرأي الحكومة والأحزاب وتوابعهم يشكل خطرا عليهم , لا بل ويشكل خطرا على سلامة ديمقراطيتهم التوريطية , وعند ذاك عليه مواجهة القدر الذي قد يحمل له رصاصة لا يعرف موعد قدومها ولا يعرف مصدرها , او ينتظر لقاء اطفاله في معتقل .
ان من ينظر الى عراق اليوم سيرى الكارثة بعينها, حيث يغزوه اليوم لملوم من عشرات الأحزاب وعشرات الميليشيات وعشرات التنظيمات وعشرات التكتلات وعشرات السفارات وعشرات الفضائيات , بل سيرى شتى انواع الاسلحة وانواع المخدرات , واصبح لكل واحد من هؤلاء برنامج يومي سواء كان لتنفيذ جريمة سرقة او عملية سطو وقتل او تهجير او تفجير هنا او هناك , ان الفلتان الأمني القائم اليوم على ارض العراق يشترك في تنفيذه الكثيرون من المجاميع والعصابات وذلك بسبب غياب الدولة والقانون , فقد تواجدت على ارض العراق مخابرات دول عديدة لها مصالح في العراق وامتلئت ارض العراق بمئات الأحزاب والتجمعات والميليشيات منهم....تنظيم القاعدة و البعثيين ومنظمة بدر وجيش المهدي والحرس الثوري وفيلق القدس الإيراني والأمن السياسي السوري والسعودي والكويتي والبشمركة وغيرها العشرات من تنظيمات الأحزاب الدينية والقومية والمحلية وحتى الدولية ...كل هؤلاء متواجدون على ارض العراق وبيدهم المال والسلاح والسلطة , ولا يدري العراقي البسيط من هو المجرم ومن هو البرئ بينهم , ولا يمكنه التمييز بين العدو وبين الصديق , ولحد هذه اللحظة لم يستطيع احد من قادة العراق او احد المسؤولين في الوزارات والمؤسسات الأمنية ان يشخص بشكل مباشر اي شخص او اي جهة فجرت او قتلت او هجرت او افسدت في العراق منذ 2003 ولحد هذه اللحظة , لان الجميع كما يبدو مستفيدون ومشتركون في الاغتنام , ويعتقد البعض بان سبب عدم الكشف عنهم يتعلق بسياسة " واحد يتستر على الآخر ".....ان حماية القاتل او السارق او التستر عليه عمل غير قانوني ولا وطني ولا اخلاقي ولا يرضي الله , فاين حدود الدولة واين حدود القانون واين حدود السياسة واين حدود الاخلاص والوفاء واين واين واين الحدود ... وهل لحب الوطن ولحب الشعب حدود .....  

[/font] [/size]

65
تحية لآدارة موقعنا الرائد عنكاوة.كوم لجهودها في تغطية انتخابات اقليم كردستان , كما احيي موفدها الأستاذ القدير اسكندر بيقاشا الذي ادى مهمته على اكمل وجه واحيي صراحته التي ختم بها تغطيته الرائعة لسير هذه الانتخابات بقوله .....

( هذه هي مشاهداتي في منطقة زاخو والقرى القريبة منها لكنها لا تقول حقيقة ما جرى في عموم الاقليم يوم الانتخابات وما بعدها ايضا. حيث انني ارى ان تاجيل الاعلان عن الارقام الانتخابية لحد الان قد يكون مؤشرا على حدوث ما هو اكبر من بعض الخروقات التي حصلت في زاخو.)

نعم ..وهذا هو حال الانظمة التي لا تعتمد على الديمقراطية الحقيقية ولا على الكفاءة والشفافية في ادارة شؤون مواطنيها وبظمنها تنظيم الانتخابات .
ادورد ميرزا
اكاديمي مستقل

66
 آن الأوان لنصب تذكاري يخلد شهداءنا

ادورد ميرزا

السابع من آب عام 1933..يوم الدم .. في مثل هذا اليوم من كل عام ، يصبح السواد الذي يلف اجساد الأمة الأشورية في كل بقاع العالم وبكل مكوناتهم نيشاناً للبطوله .. وتتحول ام شهيد في لحظة الى ام للبشرية باجمعها , في هذا اليوم وعندما نلتقي بأسر شهدائنا فاننا ننحني مئات المرات امام قبورهم لا بل وقبل ان نقبل ايادي امهاتهم ...
ففي السابع من آب تحتفل الامة الأشورية في كل مكان بذكرى شهداءها الذين قتلوا في ابشع جريمة عرفتها البشرية وهم آمنون على ارضهم في قرية عراقية تُدعى سميل , لقد أبيد شعبنا برجاله ونساءه واطفاله ودمرت القرية بكاملها في أبشع مذبحة من مذابح التاريخ البشري فبقيت آثارها الحزينة في ذاكرة الإنسان الآشوري حتى يومنا هذا , وستبقى ماثلة امامه حتى تستعيد سميل هيبتها وتعود الى اهلها الأصليين .
لتكن ذكرى يوم الشهيد الأشوري حافزا لكي ابناء شعبنا ولمزيد من العمل والعطاء ، في الدفاع عن مصالح شعبنا ومن اجل غد افضل وسعيد , واذكر بتأكيدات قادتنا الاوائل في العصر الحديث امثال { المالك اسماعيل والمالك ياقو والمالك خوشابا والمار شمعون وآغا بطرس وسرمة خانم وغيرهم } فبالرغم من اختلاف وجهات نظرهم السياسية ومواقفهم الا انهم متفقون على " ان الانسان موقف يتمثل باصراره على عدالة مبادئ قضيته التي آمن بها الى جانب تضحيته وعشقه للأمة التي توصله حد الاستشهاد " ان الأمة العظيمة لا تنجب الا العظماء .. وهذا ما جسده شهداؤنا الأبرار .
اننا نتحسس ارواح شهدائنا الطاهرة بيننا ، ومع ذلك فان غيابهم قاس علينا ، انهم الحاضرون ابدا في ضمير المستقبل والتاريخ , وسيبقون خالدين في علّيين ما داموا قد اختاروا طريق دحر الموت والفاشية والدكتاتورية والعنصرية التي تريد النيل من أمة شعارها وهدفها نشر المحبة والسلام  .
إن الظروف الامنية والاقتصادية في اقليم كردستان والظروف الاقليمية والدولية تتيح اليوم الفرصة الأكبر لشعبنا للتمتع بالحقوق القومية والانسانية وممارستها على الارض بصيغة حكم ذاتي او ادارة ذاتية داخل الاقليم او اي صيغة ادارية اخرى ، ويكفي القول ان مجرد انفتاح اقليم كردستان على الدول المجاورة وبناء علاقات معها على اساس حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لتداخل اراضيها الحدودية سوف تضيف زخمآ اقتصاديآ كبيرا وأمنا مستقرا ليس لشعبنا فحسب انما لجميع سكنة الاقليم ضمن العراق الواحد , فعلى العكس لما يحدث في مناطق العراق الاخرى وخاصة الجنوبية حيث ترسخت فيها مع شديد الاسف الثقافة الطائفية والمذهبية وغيرها من الثقافات الدخيلة والتي لم تعد مؤهلة لبناء مستقبل مطمئن لشعبنا العراقي بكل مكوناته .
ولكن ومع الأسف فان ما يحدث الآن في العراق { أرض النهرين } هو خارج ما يمكن أن يتصوره العقل البشري أو أن يكتبه كاتب , فأرض النهرين وشعوب النهرين عادت تحترق من جديد, كما حرقت من قبل, لأن الطغيان بلباسه الجديد والقادم إلى العراق شبيه كالذي سبقه , حيث ان من ذبح شعبنا على يد عملاء الانكليز وغدر الفرنسيين في قرية سميل …عادوا اليوم ليجتثوا ما تبقى من المخلصين فهجّر وقتل انساننا وكاهننا ونهب ودمّر كنائسنا وآثار حضارتنا العريقة التي ما زال العالم الى هذا اليوم يتغذى من علومها .
وان كان لنا من كلمة في هذه المناسبة الخالدة لنخاطب ضمير قادة شعبنا , فاننا ندعوهم لتوحيد العمل الذي يجمع كل احزابنا بكل تسمياتهم وعناوينهم التي ما زالوا ينبشونها دون خروج بنتيجة مشرفة تخدم الأمة , نعم ان أحفاد وابناء الأبطال الشهداء تواقين للحصول على الحكم الذاتي وهو من ابسط الحقوق الانسانية للحفاظ على عاداتهم وتأريخهم ووجودهم , والفت النظر الى ان الأستاذ مسعود البارزاني لطالما نبه الى اهمية توحيد خطابنا السياسي والقومي قبل { المطالبات } لأنها الحل والنموذج الأمثل التي نستطيع من خلاله التقدم للمطالبة بحقوقنا, ان الشعب الأشوري بكل تكويناته اذا ما تحقق له ذلك فانه لن يكون امينا على حماية سلامة الأمة الواحدة التي ينتمي اليها الكلدان والسريان والأشوريين فحسب انما سيكون درعا امينا لحماية وسلامة حكومات وشعوب وامم المنطقة بأسرها .
ختاما نقول ...ونحن في هذه الظروف العصيبة التي يمر بها شعبنا الأشوري بكل مذاهبه الكنسية في العراق من قتل وتهجير وسلب ونهب , فاننا ومن باب اعتزازنا بشعبنا الكردي الذي وقف عونا لشعبنا في محنته الحالية فله منا تحية وحب وتقدير ولكل من ساهم في مساعدة اهلنا النازحين من محافظات العراق الى منطقة اقليم كردستان الآمنة سواء من قبل قادة حكومة الأقليم او من قبل ابناء المنطقة دون استثناء , وانها لوقفة شريفة نتمنى ديمومتها خاصة واننا ابناء العراق الأصليون , وان شعبنا الأشوري بكل مكوناته الكنسية اذا ما تم النظر اليه كشعب مكافح جبار قدم المئات من التضحيات من اجل الحرية , كما هو حال كفاح الشعب الكردي العزيز , فان الخير والأمان سيعم على جميع العراقيين كما سيدعم التوجه الديمقراطي المنشود للعراق الجديد القادم .. نحيي احزاب شعبنا القومية والوطنية ورموز وادباء ومثقفي شعبنا وممثلينا في بغداد واربيل ورجال كنائسنا الأجلاء دون استثناء من الذين قدموا المساعدة بالمال او ببناء المساكن وما زالوا يقدمون العون لأهلنا الهاربين من القتل والتهجير والذين هم بامس الحاجة لمساعدتهم في هذه الأيام الحزينة والعصيبة ...كما نتقدم بالطلب من الأستاذ الفاضل سركيس آغاجان ورئاسة المجلس الشعبي الكلداني السرياني الأشوري ان كان ذلك ممكنا , بالايعاز لعمل نصب كنصب الحرية في بغداد نخلد فيه شهداءنا الأبرياء الذين سقطوا قتلى في منطقة سميل .

67
سفراء المحاصصة .. والكفاءة

ادورد ميرزا
اكاديمي مستقل

في الوقت الذي يعلن السيد المالكي وقادة الأحزاب والقوي المشاركة في الحكومة رفضهم اعتماد المحاصصة الطائفية مستقبلا ، وانهم سيتمسكون بالمشروع الوطني المعتمد على الكفاءة والنزاهة , يفاجئنا البرلمان العراقي العتيد بترشيحه عددا من الاشخاص لشغل منصب سفير وفق قاعدة المحاصصة سيئة الصيت , وانا استمع الى سيرة بعضهم والتي لم تخلو من بطولات كالخارجين عن القانون والتي تنتهي غالبيتها في السجن , فاني ارى بان الاستمرار بمنهج المحاصصة الطائفية فان ذلك سيبقي العراق متخلفا وبعيدا عن المدنية والتقدم .

ولكي لا نضلم بعض السفراء العراقيين المستقلين الباحثين عن لقمة العيش من الذين قبلوا بترشيحهم لمنصب سفير , فاني ابحث عن مواصفات عضو برلماننا الذي يمتلك سلطة قرار الترشيح , فهل هناك علاقة طردية بينه وبين من يقوم بترشيحهم او تزكيتهم من ناحية الكفاءة والاخلاص والنزاهة , لأن غالبيتنا بات عارفا بمواصفات غالبية اعضاء برلماننا ومدى كفائتهم واخلاصهم والطريقة التى وصلوا بها الى بناية البرلمان ليجلسوا على الكرسي ليتحدثوا باسمنا .

ان عضو البرلمان الذي بات يمثلنا انما هو من سيرسم ويخطط ويتحكم في كل القرارات التي تعني بمستقبلنا من الناحية العلمية والاقتصادية والاجتماعية , وهنا اشير فقط الى نبذة بسيطة جدا عن مواصفات المرشح لعضوية البرلمان في بعض الدول الديمقراطية , فهي كما نعلم تختلف من دولة إلى أخرى وذلك حسب مستوى التطور الديمقراطي والاجتماعي لتلك الدولة ، ولكني فقط اقول بان مهام عضو البرلمان في هذه الدول فانها غاية في الشفافية والمبدئية وتتركز في مراقبة الحكومة واداء مؤسساتها ومحاسبتها عند التقصير , كما انه يشارك في صياغة واعداد ومناقشة القوانين والتشريعات التي تتعلق بالصحة والتعليم والخدمات وكل ما له علاقة بالنمو الاقتصادي والعلمي وبالعلاقات الدولية للدولة .
أما في البلدان الغير ديمقراطية والمتخلفة فاننا نرى البعض من اعضاء البرلمان فيها لا يهتم إلا بالمصالح الضيقة لطائفته ولحزبه او لفئته وأحيانا لمصالحه الشخصية ، ففي بلادنا انتشرت ظاهرة النواب الفاسدين وعديمي الكفاءة , ولان الانتخابات على الابواب فقد أصبح لزاما على الناخبين العراقيين أن يبحثوا عن المرشحين نظيفي اليد والسمعة ويملكون الكفاءة والحس الى جانب وجوب إدراكهم السياسي بالواقع الموجود وإدراكهم بالمشاكل المحلية والمركزية وإدراكهم للحلول الممكنة ووعيهم بالخريطة السياسية للقوى السياسية والشعبية وكيفية التعامل معها , ولكي يتحقق ذلك يجب الضغط على الحكومة لجعل الانتخابات علنية وواضحة ومعتمدة في ذلك على معايير النزاهة والكفاءة والشعبية والتي يجب اعتمادها من قبل الكتل او الأحزاب حين يرشحون احدا لشغل المناصب المهمة في الدولة ومنها منصب عضوية البرلمان .

ولكي نكون واقعيين فاني سانقل لكم نصا منسوبا الى السيد سلمان الجميلي وهو عضو البرلمان العراقي ويشغل منصب عضو لجنة العلاقات الخارجية .....
اقرأو ماذا قال  ...{ انه تم اعتماد مبدأ المحاصصة بين الكتل العراقية في اقتسام 30 منصباً كسفراء عراقيين جديد في مختلف دول العالم . ويضيف قائلا  ...رشح مسؤولون وموظفون كبار واشخاص مقربون من القادة السياسيين ليكونوا سفراء للعراق.. وأوضح ان قائمة المرشحين تضم عشرات الاسماء بينهم الناطق باسم الحكومة العراقية علي الدباغ ومحافظ بغداد الحالي صلاح عبد الرزاق وابن شقيق رئيس اقليم كردستان العراق مسعود البارزاني. وختم قائلا ....ان المرشحين" لا يتمعتون الا بحد أدني من المواصفات وان كفاءات غالبيتهم متدنية }......ونسأل السيد الجميلي مالعمل اذن !  

ثم ما دامت القضية بهذه الصورة المشوهة كما وصفها السيد الجميلي ....الم يكن من الأجدر قيام المسؤولين عن الخارجية العراقية بالاعلان في وسائل الاعلام عن وجود حاجة لسفراء وعلى من يجد في نفسه الكفاءة التقديم دون اللجوء الى اعتماد البرلمان على المحاصصة سيئة الصيت التي قسمت وزاراتنا الى عربية وكردية شيعية وسنية وغيرها ! ولكن وكما يبدو فان ما حصل هو افراز طبيعي لبرلمان غير كفوء وعاجز عن تغليب المصلحة العليا للدولة لأنه حبيس المحاصصة والمصلحة الطائفية والشوفينية والشخصية , الا تعلمون بان تغليب مصالح الكتل والاحزاب على مصالح الشعب العراقي بعربه وكرده بمسلميه ومسيحييه جريمة مخلة بالشرف وضد تعاليم الدين وضد حقوق الانسان.

واخيرا ...فاهل مكة ادرى بشعابها ....فنحن العراقيين بكل انتماءاتنا الدينية والقومية ومنذ 1920 لم يسلم من لساننا ومن ايدينا اي نظام , ولكن واذا افترضنا بان هؤلاء السفراء قد تم تعيينهم ومشى الحال , فاني وكما اعتقد لن يكون ذلك لزمن طويل ولا نهاية المطاف ، لأن التغيير السياسي في العراق اذا ما حصل وطبعا بمساعدة امريكية واستقر الوضع العام في ظل حكومة تكنوقراط شفافة وديمقراطية مستقلة تعمل وفق دستور عادل وغير مصلحي , وتعتمد في ادارتها لمؤسسات الدولة على الكفوئين وفق قاعدة الرجل المناسب في المكان المناسب , فان كراسي كل هؤلاء { الوزراء والسفراء والضباط المعينين وفق المحاصصة الطائفية والحزبية بكل ملاحقهم وتوابعهم } ستكون في مهب الريح حالها حال من سبقها من الكراسي ....والله اعلم .

68
نعم ..يتعرضون الى ابادة جماعية , ليس هم فقط انما كل الوطنية العراقية تتعرض الى ابادة ..لأن الكفاءة الوطنية ليست هي الحاكمة , انما الأحزاب الطائفية والمذهبية والقومية العنصرية هي الحاكمة ....نقطة راس السطر  ..!

69
الأخ الدكتور وديع بتي المحترم ....الف مبروك بمناسبة تعيينك سفيرا للعراق متمنين لك المزيد من النجاح والتقدم  , ان العراق بات بحاجة ملحة الى امثالك من العراقيين المخلصين .

70
ان القيادة الأمريكية والحكومة العراقية مسؤولة عن الجرائم المتكررة على كل الشعب العراقي ومنهم المسيحيين العراقيين الأبرياء , اما تفجيرات الكنائ  الأخيرة فهي عمل منظم تقف وراءه قوى تملك السيطرة لى الأرض ومن اجل مصالحها .

71

الحكم الذاتي هل سيلغي الأسم القومي

ادورد ميرزا
اكاديمي مستقل

ليس عيبا ان اتسائل لماذا طرح الأستاذ سركيس آغاجان مطلب { الحكم الذاتي } ويدعمه المجلس الشعبي الكلداني السرياني الأشوري ويؤيده بعض من قادة الاحزاب والشخصيات الاكاديمية والروحانية من ابناءه , ولماذا لم تطلق تسميتنا القومية على تسمية { مناطقنا التأريخية } , اتمنى من الأساتذة المهتمين او المسؤولين عنهما ان يوضح لنا ما هو الهدف الستراتيجي من مطلب اقامة { الحكم الذاتي } وهل ابناء هذا الشعب الموزعين في المحافظات العراقية الأخرى مشمولون بانظمة وقوانين هذا الحكم , وهل باتت تسمية "الكردستانية" تطلق حتى على مناطقه التأريخية, والسؤال الأهم هل هناك بند في دستور العراق او في دستور اقليم كردستان يحدد المناطق التأريخية وتسميتها في عموم اراضي دولة العراق ؟

ولحين ورود التوضيح فاني استغل الفرصة لطرح ما يدور في مخيلتي عن ذهنية مهندسي مستقبل الكلدان والأشوريين والسريان العاملين في حكومة المركز وفي حكومة اقليم كردستان , حيث ارى ان من الواجب ان اضع امامهم وبحسن نية ما يفكر به ابناءهم من امور قد تكون غائبة عن انظارهم مما قد يسبب اهمالها او تجاهلها خطرا على مستقبلهم في العراق.... وابدا بما قاله قداسة الحبر الأعظم البطريرك (مار دنخا الرابع....{..كأبناء أمة واحدة نحن كلنا (قوميون)، لكن نحن (الكهنة) لا نتدخل في الأمور السياسية لكننا نفتخر ونفرح عندما نسمع بأن أبناء أمتنا كلهم متوحدين ويعملون معاً بايمان ومحبة لرفع شأن هذه الأمة ونجاحها لنيل الحقوق الذاتية لأمتنا في بلد الآباء والأجداد (العراق). حيث إنها لفرحة كبيرة باعتراف القانون التشريعي لمجلس (إقليم كردستان) بالحكم الذاتي تحت إسم واحد (كلدان سريان الآشوريين) كأمة واحدة وليست ثلاث أمم، عليه نوجه شكرنا بدايةً إلى فخامة السيد (مسعود برزاني) رئيس إقليم كردستان، والسيد (سركيس آغاجان)، وفخامة رئيس ورزاء الإقليم السيد (نيجرفان برزاني)، والسيد (عدنان المفتي) رئيس برلمان إقليم كردستان، هؤلاء السادة الذين ساندوا هذه القضية وطرحوا هذا الموضوع (الحكم الذاتي للكلدان السريان الآشوريين) في برلمان الإقليم ولكي ينالوا حقوقهم كأبناء أمة واحدة ليس فقط في الإقليم لكن في العراق كله، كما نقدم شكرنا إلى أعضاء (المجلس الشعبي الكلداني السرياني الآشوري) الذين عملوا ويعملون معاً كأبناء وبنات أمة واحدة، ومعنى كلمة أمة واحدة هي كلنا (شعب واحد } انتهى النص .

اما ما كتبه نيافة المطران الجليل لويس ساكو والذي يمثل في عصرنا الحالي الوجه المشرق لثقافة اتباع الكنيسة المسيحية في العراق بكل عناوينها , التواقين الى الوحدة , فالمطران لويس ساكو كان وما يزال يتصدر قائمة الكهنة الوطنيين الشجعان الى جانب المطران المرحوم بولص رحو واخرين , حيث وقفوا في وجه كل اشكال التمييز الديني او القومي التي يحاول البعض اشاعتها بين العراقيين , كما دعا دائما الى الوحدة القومية لشعبنا, وانقل هنا نصا كتبه المطران لويس ساكو.. فيقول {ادعو المهتمين بالجانب القومي الى الصبر والتروي والتغليب على الاختلافات والارتفاع فوق المال والمناصب رأفة بشعبنا } , نعم وانا اضم صوتي اليه .

اما الدكتور سركون داديشو فاني احييه لنضاله المستمر مع اخرين من ابناء شعبنا المخلصين والماضي في تنويرنا ووضعنا على الطريق الصحيح الذي يؤدي الى تماسكنا للدفاع عن حقنا في الحرية والوجود, انه مفخرة آشورية معاصرة ثبتت جدارتها وتميزها , انه بحق يمثل كنزاً ومدرسة ادبية واستاذا لغوياً وخزيناً معلوماتياً تأريخياً يجب على من يعنيه شأن مستقبل الكلدان او السريان او الأشوريين في العراق والمهجر ان يعمل جاهدا لتوثيق كل نشاطاته القومية والحفاظ عليها .
وليسمح لي الدكتور الفاضل سركون ان اعبر لك عن استغراب احد الأصدقاء من قولك في احدى فقرات برنامجك حيث اعتبرت ان اقرار التسمية الثلاثية في اقليم كردستان كان انتصارا وتوحيدا لشعبنا ... , اما انا ومن خلال ما قرأت وسمعت فاني لم اجد في هذا الاقرار اي انتصار على الأرض , والسبب ان شعبنا كان موحدا قبل ان تتقاسمه الأحزاب السياسية ,ان الانتصار الذي شاهدته انا وشاهده الملايين انحسر فقط في شخص الأستاذ سركيس آغاجان حيث ان اعماله الخيرية والعمرانية ونشاطاته الاجتماعية ورعايته لشعبنا هي الانتصار بحد ذاته, شعبنا بحاجة الى خدمات ورعاية اجتماعية وثقافية حيث ان غالبيته ما زال منشغلا في دفن شهداءه ويداوي جرحاه ويحمي ايتامه ومعوقيه , لا بل ما زال الكثيرين المهجرين تائهين يبحثون عن بيوتهم المسكونة والمهدمة , ادعو الدكتور العزيز سركون ان يعد برنامجا خاصا يدعو اليه جميع المسؤولون ومهندسي مطلب الحكم الذاتي المتواجدين على ارض كردستان , لمناقشة اوضاع شعبنا القومية والثقافية والعلمية والاجتماعية والتربوية قبل 2003 , ومقارنتها مع اوضاعه اليوم وكيف ستكون بعد تحقق الحكم الذاتي , ان الانتصار الحقيقي كما افهمه هو ذلك اليوم الذي نعلن فيه قضائنا على حالة الانقسامات التي تنهش في جسد امتنا وتتوحد فيه توجهات كنائسنا واعيادنا ويتوحد خطاب قوانا السياسية , هذا هو الانتصار .
كما اشير ايضا الى الأستاذ الكاتب المخضرم جميل روفائيل حيث يظهر شجاعته وواقعيته حين يطرح وجهة نظره الشخصية دون تردد ، لأنه كما اعرفه كاتبا ومحللا جريئا وصادقا لا يحبذ السجال والضجيج خاصة عندما يتناول ذكر الحقائق ...فيقول {, كما ادعو المهتمين بالجانب القومي الى الصبر والتروي  واستخدام ذكائهم ومعرفتهم ومحبتهم للتغلب على الاختلافات وتذليلها والارتفاع فوق المال والمناصب، رأفة بشعبهم وخدمة له،  وان يعوا بان هزيمة فريق اامام فريق تعني هزيمة الاثنين. هناك هجمة غير مقبولة على الكلدان،  الكل حر، في ابداء الراي لكن ضمن اللياقة الادبية !! المهم لابد من الحوار والتفاهم  على أسس متينة.. من له اذنان للسماع فليسمع.  "} انتهى النص
اما الدكتور ادور يوحنا فقد خلص الى وجهة نظر تستحق الاهتمام هي الأخرى حين قال ...
{ لقد آن الاوان لنبذ كل مظاهر التعصب والتطرف سواءً كان مصدرها من الاشوريين او الكلدان او السريان. ان المتعصبين والمتطرفين ليسوا الا خميرة الفرقة من الداخل في وقت نحن نتخوف من مؤامرات الفرقة من الخارج او الدخيل. ان قوتنا في وحدتنا واواصر وحدتنا الاساسية هي في لغتنا الارامية المشتركة وديننا المسيحي المشترك وارضنا البيت نهرانية المشتركة وحضارتنا الاشورية البابلية الارامية العريقة , تذكروا جميعا ان عدم تحقيق وحدتنا كشعب  واحد وكقومية واحدة لا يُفضي الا الى الانتحار القومي والزوال الابدي الحضاري من وجه الخليقة. لنتحد كقومية واحدة جنبا الى جنب مع القوميات العربية والكردية والتركمانية تحت مظلة الشعب العراقي } انتهى النص.
وانا بدوري اخترت ان اقترب من الجميع فيما سأذهب اليه حيث ساعبر عن وجهة نظري , منطلقا من ان كل الأراء الأخرى ستبقى محترمة مهما اختلفت معي في عصبيتها او انفعالاتها لأني اعتقد بان الدفاع عن المصالح العامة لشعبنا هي القاسم المشترك الذي يجمعنا وهي التي يجب ان تسود .

فالقومية اذن هي انتماء ومشاركة في الآلام والآمال وما ينتج عنهما من مشاركة في المشاعر الانسانية , اما عناصرها الأساسية فهي وحدة اللغة ووحدة التاريخ والعادات ،, ومن هذا المنطلق واستنادا لبنود حقوق الانسان التي اؤمن بها فمن حق المرء ان يختار ما يشاء وما يحب انه أمر شخصي , اما التدخل في خصوصياته الأفراد فهو امر غير مرغوب به , بل ان بعض انظمة الدول المتمدنة تعتبره من المحرمات .
في الأونة الأخيرة ازدادت حدة التشنجات { بيناثن اخنن سورايي } حول تسمية شعبنا القومية والتي اتمنى من المجلس الشعبي او اي جهة مسؤولة اخرى الاسراع بمناقشة تداعيات ذلك من خلال عقد الندوات والحوارات بين كل القوى الفاعلة ليعاد النظر بالتسمية الحالية ذات الثلاثية الأبعاد ومحاولة الاتفاق لاسترجاع الأسم التأريخي الذي تمسك به شعبنا لألاف السنين , واعتقد بان المعنيين وصاحبي القرار ومن ضمنهم الأستاذ سركيس آغاجان مهتمين بذلك وهم سائرين لحلها , لأنه ولا يخفى على احد من ان هناك البعض من الكلدان او الأشوريين او السريان العراقيين لا يحبذون الدمج , حيث يرغبون ان يكون لكل واحد منهم اسما قوميا خاصا بهم يتغنون به كما هو حال بقية الأقوام , وكما اعتقد فان ذلك لا يشكل خطرا كبيرا على وجودنا القومي كأمة باعتبارنا { اخنن سورايي } اي شعبنا متوحدون دينيا وتأريخيا ولنا عادات وتقاليد مشتركة , كما ان حرية الانتماء لقومية معينة او لدين معين تكفله انظمة وقوانين الأمم المتحظرة وهو حق من حقوق الانسان .
ان الانتماء الديني او الفئوي او القومي او الحزبي هو شعور والتزام مبدأي شخصي تحدده عدة عوامل اجتماعية ودينية وقومية ومصالح الأفراد الاقتصادية , ولكني هنا اود ان احذر بشدة جميع ابناء شعبنا , { فاخنن وأُمتن سوريتا } كما اسلفت لا يخيفنا خطر تشكيل احزاب او استحداث قوميات , ولكن الخطر يكمن في ان شعبنا يتعرض الى تعريب وتكريد من خلال اجباره على تغيير قوميته ناهيك عن عملية تزوير عائدية ملكية اراضيه التأريخية ومصادرة أرثه والغاء ثقافته وحضارته وصولا لاستكمال صهر قوميته في القوميات المجاورة الأخرى , هذا هو الخطر الحقيقي .
فبعد الحرب العالمية الأولى تم تقسيم بعض الدول فاطلقت تسمية { دولة العراق } على العراق الحالي, ودولة العراق ليس اسما قوميا , انه يشير الى وصف منطقة جغرافية محددة يعيش على ارضها اناس يعتنقون اديان مختلفة وقوميات متعددة ولهم انتماءات ثقافية وعادات متنوعة , ولكنهم جميعا في النهاية يسمون عراقيون ويحملون جنسية واحدة عراقية, اما اقليم كردستان فبعد ان تم اعلانه في شمال العراق فان اسمه يدل على تسمية قومية بمعنى ان كل من يسكن هذا الأقليم فهو كردستاني , اي ان هذه الأرض هي كردية وان كل من يعيش عليها ومهما تعددت دياناتهم او قومياتهم يسمون كردستانيين, وهذه حقيقة لا ينكرها قادة كردستان .
هذه الشرح البسيط ليس هدفه الأساءة لأحد او التقليل من قيمة احد ابدا , انما هو تفسير اكاديمي يبغي كاتبه ان يصل الى حقيقة الوضع القانوني المستقبلي للقوميات الغير كردية المتواجدة على ارض كردستان ومنها شعبنا والذي يطالب بالحقوق القومية وبظمنها الحكم الذاتي ..هل سيطلق عليهم تسمية كردستانيين ام انهم سيحتفظون باسمهم القومي الحقيقي .
فالمجلس الشعبي الكلداني السرياني الأشوري المؤقر , بات يمثل شعبنا في اقليم كردستان حيث سيشارك في عملية الانتخابات البرلمانية التي ستجري في اقليم كوردستان باسم قائمة المجلس الشعبي الكلداني السرياني الآشوري المرقمة { 68 }، ليتمكن كما يذكر في برنامجه الانتخابي المكون من 23 فقرة ..من { الدفاع عن وحدة شعبنا القومية وتحقيق جميع حقوقه القومية المشروعة بما في ذلك الحكم الذاتي لشعبنا في مناطقه التاريخية التي يقطنها في الوقت الراهن وتطبيقها عملياً على ارض الواقع } ...وفي هذا السياق فاننا نتمنى ان يحقق المجلس ذلك حيث يلتف حوله العديد من ابناء شعبنا ومن قادته السياسيين , كما يثمن دوره البعض من رؤوساء كنائسنا الذين اكن لهم جل احترام .
اود الحديث بشكل مبسط جدا عن كلمتين ترد كثيرا على لسان قادتنا وهما ...المناطق التأريخية..و..الحكم الذاتي .
فلو اخذنا كلمة المناطق التأريخية , فانها تعني وحسب فهمي البسيط ,,انها مناطق قديمة جدا سكنها قوم وتعاقبت اجياله على سكنها لحد هذا اليوم, هذا القوم له اسما قوميا كما هو حال الأخرين, وبما ان المقصود بان سكنة مناطقنا التأريخية هم من الكلدان السريان الأشوريين كما ثبت هذا الأسم في دستور كردستان فان ذلك يعني اننا قوم نسكن ارضنا التأريخية الخاصة بنا , كما للكرد ارضهم التأريخية , فهل سيقبل الكرد على اطلاق تسميتنا القومية على اراضينا ونلغي تسمية اراضي كردستان , حيث اننا نفتخر بتسمينا كحال افتخارهم بتسمية كردستان على مناطقهم التأريخية .
ان الحكم الذاتي في مناطقنا التأريخية يعني احقيتنا في اطلاق تسميتنا القومية على اراضي مناطقنا التأريخية , ولا ادري ان كان ذلك يتعارض مع الستراتيجية الكردستانية ام لا ! .
ان اقليم كردستان اقليم تقوده قيادة كردية ناضلت عشرات السنين في سبيل تحقيقه , وان مناطقنا التأريخية كما توصف هي بالضرورة واقعة ضمن اراضي كردستانية , وقول البعض بان ذلك لا يتعارض مع حقوقنا ووجودنا القومي , فانه على خطأ لأن الحكم الذاتي الذي يطالبون به في مناطقنا التأريخية ستخضع لتسمية اقليم كردستان شئنا ام ابينا وهذا يعني ان شعبنا لم يعد له الحق في اختيار تسميته القومية لارضه التأريخية , وبمعنى ادق فان مناطقنا التأريخية ليست كردستانية كما يفهما البعض , وهنا اؤكد بان تصريحات القيادة الكردية لا تقبل باي تسمية لمناطقنا التأريخية غير الكردستانية وهذا سينسحب تدريجيا على متغيرات ستصيب ثقافة وتعليم شعبنا الأدبية والاجتماعية , وهنا على قادتنا الاسراع بتوضيح هذا القلق للقيادة الكردية المؤقرة خاصة اذا ما علمنا بان لدينا العديد من قادة شعبنا السياسيين هم اعضاء في الأحزاب الكردية وبعضهم اعضاء في البرلمان الكردي .
اما اذا ما تحقق المشروع الأمريكي { مشروع بايدن } لتقسيم العراق والذي وكما اعتقد سوف لن يخدم مصالح الشعب العراقي بكامله , فعند ذاك من حق شعبنا ان يطالب باقليم خاص به يعترف به دوليا ويرتبط بحكومة المركز كما هو حال اقليم كردستان .
واستنادا لما ورد فاني ادعو كافة المسؤولين عن قيادة شعبنا من السياسيين ورؤوساء الكنائس وبالأخص قيادة المجلس الشعبي الكلداني السرياني الأشوري ان تعتمد تسمية الحكم الذاتي فقط ...وتستبعد كلمة ..في مناطقنا التأريخية, لأن كل تصريحات المسؤولون الأكراد تشير دائما الى ان كافة مناطق كردستان هي اراضي كردستانية وان كل من يسكنها هم شعب كردستان , والسؤال الم تكن مناطقنا التأريخية المقصودة هي تلك الأرض التي سكنها شعبنا وتقع على مساحات واسعة من مناطق كردستان الحالية , الم يكن لها اسما قوميا خاصا بها منذ الاف السنين فمالذي تغير اذن ! ..فهي لم تكن ابدا ارضا كردستانية ولا شعبنا كان كردستانيا ......
اتمنى ان يوفق الجميع في مساعيهم لتقديم افضل الخدمات لشعبنا , ان ارضنا التأريخية يجب ان تُحمى وان لا يفرط باسمها القومي التأريخي مهما كلف الأمر , فحال اخوتنا الأكراد هو نفس حالنا فنحن مشاركين معهم في النضال وفي الأرض وهذه حقيقة تأريخية لا يمكن تجاهلها .

 المطلوب ان يعي قادة شعبنا المعنيون خطورة الموضوع , وان يعملوا على طمئنة شعبنا من ان سلامة هوية الكلدان او السريان او الأشوريين التأريخية و القومية هي خط احمر , وان سياسة الاستحواذ على اراضي الغير ليست من طبائعنا ولا من شيمنا ولن نقبل ان تتحقق لأحد من خلالنا, ان شعبنا كما هو شعب كردستان يريد العيش بأمان وان يعم السلام والعدالة والحرية في ربوع وطننا الحبيب العراق .
.

72

أحداث وألام وتمنيات في العراق

ادورد ميرزا
اكاديمي مستقل

اول سالفة ...
يوم الاثنين 22/6/2009 اعلن برلمان كردستان وضمن المادة الخامسة تثبيت التسمية الموحدة الكلدان الأشوريين السريان في دستوره , كما اعتبر بان شعب اقليم كردستان يتكون من الكورد ، التركمان ,العرب ، الكلدان السريان الاشوريين ، الارمن وغيرهم ممن هم من مواطني اقليم كوردستان , كما ضمن الدستور في مواد اخرى الحقوق القومية والثقافية والادارية لهم بما فيها الحكم الذاتي حيثما تكون لاي مكون منهم اكثرية سكانية على ان ينظم ذلك بقانون حسب ما جاء في البيان .
ولست هنا بصدد شرعية الأقليم ودستوره وعلاقته بحكومة المركز وبمواد الدستور العراقي الذي كتب على عجل كما اعلن ذلك بعض من المسؤولين العراقيين , كما لا اريد الخوض في موضوع تقسيم العراق الذي ارفضه جملة وتفصيلا لأني كما اعتقد سيزيد من الاحتقان القومي والطائفي بين العراقيين , ان وجود حكومة شفافة مستقلة تفصل بين الدين والسياسة وتعمل وفق دستور حضاري متمدن شامل يحمي جميع حقوق العراقيين دون تمييز او تفضيل هو الحل الأمثل لبناء مستقبل آمن لشعب العراق , ولكني ولقول الحق اشير الى شمال العراق "كردستان" حيث يعيش هناك العراقيون اجواءا هادئة ينعم الجميع فيها بالأمن والأمان فلا هناك تمييز او تفضيل بين مسلم شيعي وسني ولا بين جميع اتباع الديانات الأخرى كاليهودية والمسيحية والصابئية والايزيدية وغيرهم , فالجميع سواسية امام القانون الذي سنته حكومة الأقليم والتي وكما تبدو لا تحوي الكثير بين أعضاءها من الفاسدين والانتهازيين , طوبى للعراقيين الأصلاء ان يفتخروا بما ينجز في جزء من ارض العراق من اجواء آمنة تسودها المحبة والسلام , في حين ومع الأسف كل الأسف فان العراقيين يفتقدون الى الأمن والسلام في اجزاء أخرى من وطنهم بسبب بعض من السلطويين المتنفذين الفاسدين .
ثاني سالفة ..   
لقد علمتنا ثقافتنا وحضارتنا والذي لا يختلف عليه اثنان , هو ان من بدأ حياته بالكراهية وبالحيلة والفساد سينتهي به المطاف خائنا لدينه ولوطنه وشعبه, ومثل هؤلاء لا يمكن ان يبنوا أسرا او يحكموا شعوبا ودولا , وشعبنا الأبي اليوم يعلم علم اليقين بان معاناته اليوم , ما هي الا من مخلفات بعض الفاسدين والانتهازيين ومن جراء اعمالهم , وان فضحهم امام الشعب والعالم هو الاسلوب الذي يدفع بالمخلصين لاختيار البدائل الشريفة لقيادته نحو مستقبل زاهر ومتمدن .

ترى هل ما زال هناك من ولاة امرنا في العراق لا يفهم ....
ما معنى الفساد والتقصير واللامبالاة ؟
وما معنى الظلم والثأر والانتقام ؟
وما معنى الخيانة والعمالة ؟
وان عدم صدقهم في الكشف عن جرائم الميليشيات وتغطيتهم على افعال الفاسدين وسراق قوت الشعب والمال العام سيؤدي بهم الى السقوط السياسي والاجتماعي !
نعم لأن الأصلاء من العراقيين يعلمون بان وطنهم العراق قد تعرض الى ابشع هجوم بربري عرفته البشرية بعد الحرب العالمية الثانية , حيث ما ان وضعت الحرب اوزارها بعد 2003 حتى استيقظ العراقيون على مشهد الفوضى والسرقات والقتل الثأري التي قادته قوى مختلفة التوجهات والايدلوجيات ولكنها متفقة على استباحة مال العراق ودماء شعبه, ويبدو ان اولى مهامها السياسية كانت توسيع دائرة الكراهية والتقسيم الطائفي , فاختل ميزان الحق والعدالة بين الحاكم والمحكوم ، وتداعت أمور الدولة والشعب فانتشر الظلم والفساد والخراب الشامل وعمت فوضى القتل والثأر والانتقام والتهجير على الهوية , كل ذلك جاء نتيجة السياسات الخاطئة التي قامت بها حكومة بنيت على اساس المحاصصة الطائفية, ان الحكومة التي تحكم في العراق حكومة ليس لها اي صلة بالوطنية وبخدمة شعب العراق , حكومة تدعي انها انتخبت من قبل الشعب الذي أعطاها الثقة الكاملة والتي وصفها البعض بانها ممارسة غير مسبوقة في جميع دول المنطقة ، نعم ذهب الشعب وانتخبها ...ولكن ليس حبا عاطفيا لها , انما جاء بناءا للوعود وللعهود الضخمة التي تاق إليها الشعب فصدقها ، ولكنه ومع شديد الأسف فقد صدم باشكالها وبسياساتها , حكومة ظهر اعضاءها على حقيقتهم كذابون , مصلحيون غير وطنيون , فما كانت وعودهم إلاّ كتلة من الخداع والظلم والفساد والتخريب والخيانة الوطنية والقومية ، لا تختلف عن وعود سابقيهم من المسؤولين في عهد النظام السابق , لقد اثبتوا للمجتمع العراقي والعالم الديمقراطي المتمدن على انهم مجموعة غالبيتها تنتهك كلّ القيم والمبادىء والحقوق ، همهم الوحيد حب السلطة وسرقة المال العام , ونتيجة لذلك فقد أوصلوا البلاد إلى ما لم تصل إليه في تاريخها المعاصر , فهل بقي عراقي واحد ومهما كان دينه واتجاهه وانتماؤه وموقفه من هذه الحكومة الفاشلة ان يسامحها على ما ارتكب في عهدها من الجرائم بحق الوطن والشعب ؟
وبعد كل هالسوالف لنمسك بالأسباب ..

ألم تخلق هذه الحكومة طيلة ست سنوات متتالية التمييز الديني الطائفي والمذهبي والقومي والفساد خلقا مبرمجا , فانتشر القتل والتهجير والاختطاف على الهوية .

ألم تقود هذه الحكومة البلاد ومصالح الشعب بالإتجاه العكسي لما تسير عليه جميع الحكومات التي تحررت من انظمتها الدكتاتورية ؟ 

ألم يظهر تستر الحكومة على جرائم الميليشيات والفاسدين واللصوص , فخلقت الأزمات الاقتصادية والأمنية والتي كانت ثمرتها المعتقلات والسجون .

ألم يُعطّل القطاع الخاص وحتى العام للقيام بمشاريع تنموية تزيد في تنمية البلاد وتمتص البطالة المتفاقمة يوما بعد يوم .
ألم تهدم دور العبادة من كنائس وجوامع ومساجد ومعابد على رؤوس اصحابها وزوارها ؟

ألم يسرق البعض من المسؤولين وأقربائهم ولمدة 6 سنوات متتالية مُعظم خزينة الدولة العراقية من خلال عمليات الاستيراد المغشوش وتوقيع عقود وهمية لا حاجة للوطن والشعب بها , كما كشفها علنا البعض من اعضاء البرلمان العراقي المشاركين في الحكم !

ألم يختار رئيس الوزراء والمعين حسب نظام المحاصصة الفاسدين والضعفاء والعاجزين والجهلة وحملة الشهادات المزورة والطائفيين وزراء في حكومته .

أليس الخراب وسرقة أموال الشعب وتخريب صناعة وزراعة كانت سمة تميز حكمهم وما زالت ؟
ثالث سالفة ..
احيانا نصاب باليأس من كثرة ما نكتب وما نطالب به للدفاع عن حقوق الشعب الانسانية , يا ترى الا تقرأ الحكومة ما يكتب عن سوء احوال العراقيين نتيجة سوء ادارتها , يقول احدهم ان الشخص المنتقم والذي له ثأر من احد لا يمكن له ان يقود دولة وشعب كالعراق المتنوع ويحقق العدالة والمساوات بينهم , ونتسائل هل { حكومتنا لا تقرأ ولا تسمع ولا تشاهد } ما يكتب عنها من انتقادات في وسائل الاعلام , ما شكل هذه الحكومة التي لا تسمع وجهة نظر ورأي شعبها .   
رابع سالفة ..
ان النظام اليوم في العراق ودون شك هو نظام محاصصة طائفية يقوده بعض قليل من ضعاف النفوس الفاسدين , وانهم لا يتورعون عن نهب خزينة الدولة وأموال الشعب وثروات البلاد ، وبالمناسبة فان تركيز المسؤولين على موضوع واردات النفط فقط بات يثير السخرية حيث ان العراق الذي كان في السابق بلدا زراعيا كانت واردات النفط من ضمن ثروته الاقتصادية , اما اليوم فاني ارى علامات الاعتماد على ايرادات النفط وكأن البلد مشلولا اقتصاديا وليس له اي سلعة للتصدير عدا النفط .
ان بناء العراق وتقدمه الصناعي والزراعي والثقافي لن يتحقق الا بحماية الشعب وعبر الديمقراطية التي يجب ان تكون هي أساس الحكم وفوق كل اعتبار , وان الدستور العادل والقضاء المستقل يجب ان يكون فوق كل سلطة في البلاد , وقبل ذلك على المخلصين التحرك لاقصاء اللصوص والفاسدين من خلال استعمال كل الوسائل والطرق التي تعيق بقاءهم في السلطة ومنها الانتخابات حيث هو احد الطرق لانقاذ البلاد , فانقاذ الوطن من هؤلاء هو واجب إلهي ووطني واخلاقي قبل كل الواجبات الأخرى , وان فشل الشعب في تحقيق ذلك من خلال الانتخابات والوسائل السلمية ,  فله الحق عند ذاك ان يطرق كل أبواب الأمم الديمقراطية لمساعدته لتغيير المسار نحو الحرية والعدالة والمساوات .

73

هل اهداف احزاب شعبنا الكلداني السرياني الاشوري موحدة ؟

ادورد ميرزا
اكاديمي مستقل

ولكي نجيب على هذا السؤال لا بد من الإشارة الى أن بلادنا تواجه اليوم تحولاً من نوع معقد وصعب , حيث ان مسار تطور الأحداث خلال السنوات الست الماضية , تظهر لنا تقدم المصالح الفئوية على المصلحة الوطنية العراقية , وهذا ناتج عن الاستقطاب الطائفي والاثني الذي عمق الازمة البنيوية التي كانت سائدة في المجتمع العراقي بسبب سياسات النظام السابق وحروبه والتي ساهمت الى حد كبير في تمزيق الهوية الوطنية وتشتيتها الى هويات فرعية طائفية وقومية , مما ترتب على ذلك استحقاقات فرضها المسار السياسي الذي فرضته اميركا  على العراق بعد 2003 , فتراجعت الدعوات الوطنية لصالح الدعوات الطائفية والأثنية بسبب هيمنة خيار المحاصصة الطائفية على حساب الخيار الوطني , اما في عهد النظام السابق فان حملات القمع والتصفية والملاحقة التي تعرض لها شعبنا وسائر القوى الوطنية الأخرى الى جانب التحولات العميقة والتغييرات التي شهدها العالم بعد 11 سبتمبر , كل ذلك القى بظلاله على وطننا وخاصة مجتمعنا العراقي والذي نحن جزءا منه , وهذا ما يجعلنا جميعا ان نتكاتف لتجاوز المأزق الراهن جذريا وليس شكليا لبناء مشروع وطني وديمقراطي قادر على توحيد الهويات الفرعية " الطائفية او الأثنية " في بوتقة وحدة المجتمع العراقي في إطار تنوعه الثري ، بما يساعد في خلق الشروط الحقيقية لتطور المجتمع وبناء الدولة الديمقراطية العصرية والتي بدورها ستساهم في خلق ما يتمناه شعبنا من خيار الحكم الذاتي المرتبط بالدولة الديمقراطية المركزية .
أن تبني البعض المشروع السياسي لتوحيد الخطاب القومي والوطني لأحزاب وقوى شعبنا على الساحة العراقية والعمل على تثبيت حقوقهم القومية المشروعة وفي مقدمتها الحكم الذاتي في الدساتير العراقية لا بد أن يمر عبر عملية نضالية تربوية متصاعدة ، تستند إلى أسس سليمة وتتطلب التحلي بقبول الآخر ورحابة الصدر والاستعداد لإدارة حوار بنّاء بين قيادات وقواعد جميع أحزاب شعبنا لبلورة وحدة التوجهات وأطر العمل المشترك , ثم الانطلاق والتحاور مع من له سلطة القرار الوطني المستقل .
ومن هذا المنطلق علينا الاعتراف فنحن أمام معضلة تتمثل بضعف العامل الذاتي المطالب بالحكم الذاتي والناتج عن جملة من العوامل المرتبطة بضعف ثقافة الحاضنة الاجتماعية والتي تمثل شعبنا وعلى اختلاف انتماءاتهم الكنسية والقومية وذلك نتيجة السياسات القمعية للنظام الدكتاتوري السابق مضافا لها سياسات المحاصصة الطائفية الظالمة الحالية والتي أسهمت هي الأخرى في تدمير المجتمع العراقي صحيا وتعليميا واقتصاديا وبخاصة شعبنا المسالم وبقية المكونات الصغيرة الأخرى .
أسئلة كثيرة تراود شعبنا واهمها لماذا الحكم الذاتي الآن ؟
هل هو طرح ناجم عن لعبة تكتيكية أم انه ضرورة اجتماعية وتأريخية ؟
ثم هل يمكن للحكم الذاتي بتنوع قواه واختلاف مرجعياتها النظرية والتاريخية ، أن يصبح قوة على الأرض العراقية ، هذه الأرض التي بإمكانها خلق المناخات الحقيقية للتطلع نحو المستقبل من خلال بلورة مشروع مجتمعي عراقي عام يزكّيه التاريخ وليس أوهام وسذاجة صقور العبارات الرنانة .
هل تستطيع قوى الحكم الذاتي على الأقل في مناطقنا التأريخية أن تصوغ استراتيجية بديلة تتجاوز ستراتيجية القوى المهيمنة على المشهد السياسي الراهن في العراق وطرح بديل قادر على خلق ديناميكية سياسية جديدة تتجاوز نظام المحاصصات الطائفية والفئوية والتي لم نجني منها غير الدمار والخراب ؟
وآخر التساؤلات الى اي مدى تستطيع قوى الحكم الذاتي المتواجدة في مناطقنا التأريخية أن تدير عمليات المساومة التاريخية مع القوى الأخرى دون أن تفقد وضوحها وأهدافها الاستراتيجية القومية والوطنية !!
قد يبدو ان هذه التساؤلات مثيرة للالتباس ظاهريا ولكن من المفيد الإشارة هنا الى أن فن القدرة على المزاوجة بين الديمقراطية ذات المضمون الاجتماعي العام وبين المطالبات القومية لا يفترض ان تمر عبر وسيط اجنبي ! كما علينا معرفة ما إذا كانت قوى الحكم الذاتي قادرة على بلورة مشروع ديمقراطي اجتماعي يلبي فعلا مصالح جميع مكونات شعبنا .
إن التحدي الذي تواجهه قوى شعبنا وهي تقدم مشروعها " الحكم الذاتي "هذا كمشروع قومي ، هو تحدي لمشاريع بعض القوى الأكثر نفوذا في العراق حيث هناك من يطالب بالمشروع الوطني الشامل والذي يحتضن جميع القوى والمكونات , فاين نحن منهما .
إن حواراً أمينا وصادقاً بين قيادات شعبنا السياسية والحزبية ورجال الدين والفكر والثقافة والاقتصاد سيحقق الخروج برؤية مشتركة قادرة على إستلهام المصلحة القومية واثبات الوجود أمام التحديات التي يواجهها شعبنا وهي الطريقة الصحيحة لاعلان الوحدة القومية المنسجمة مع أنظمته السياسية والاجتماعية في الوطن , وتلبى طموحاته في النهوض والتطور والتقدم  .

ولا يفوتني ان اذكر بان شعبنا عان من احتلال العراق ومن مآسي الحرب الكثير , وقدم المئات من الشهداء مدنيين ورجال دين , وما زال يعاني من التهجير من تدخل دول الجوار.. وإن ما يهمنا الآن هو وقوف شعبنا إلى جانب المطالبين بإنهاء الاحتلال والغاء المحاصصة الطائفية والعنصرية القومية والفئوية لتمكينهم من امتلاك إرادتهم الحرة في إدارة شؤونهم بانفسهم والحفاظ على وحدة اراضي العراق وسيادته وأمنه واستقراره وبما يكفل نهوضه من جديد لممارسة دوره الانساني .
نحتاج في هذه اللحظات المصيرية الى وطن حر ومستقل ودولة ديمقراطية عصرية , ولن تنهض بهذه المهمة سوى القوى الرافضة للطائفية والعنصرية ، تلك القوى التي تراهن على إعادة بناء الهوية الوطنية العراقية , ومن المؤكد أن قوى شعبنا الكلداني السرياني الأشوري المطالبة بالحكم الذاتي يمكنها أن تكون في قلب هذه العملية التي ستفضي الى بناء عراق مستقل ديمقراطي موحد .

74

نجاح السيد المالكي , مقرون بانتشال ألغام في الدستور

ادورد ميرزا
اكاديمي مستقل

وانا اتابع اخبار وطني العراق عبر وسائل الاعلام ومن خلال تصريحات المسؤولين على ادارة شؤونه والتي تشير في غالبيتها الى ان الحكومة العراقية ما زالت تعاني من فقدان الأمن والفساد المالي والاداري والذي بدأ يظهر من خلال دعوات الاستجواب التي يمارسها البرلمان العراقي لبعض المسؤولين المتورطين فيها , ولم يعد خافيا على احد من ان بعض القائمين على قيادة دولة العراق غير مؤهلين لا سياسيا ولا اكاديميا , وليس غريبا ان قلنا ان احد اسباب ذلك يعود الى فلاسفة المحاصصة الطائفية والحزبية والمذهبية والفئوية التي اعتمدوها في ادارة حكم العراق بعد 2003 والتي اظهرت بان غالبية العراقيين غير راضين على كل نشاطاتهم الاعلامية والسياسية لا من قريب ولا من بعيد , ولا اغالي ان قلت بان الشعب العراقي الذي كان موحدا اصبح مقسما بانتظار مصيره المجهول المكروه, ان الكثير من ابناء الشعب العراقي المتنوع الأديان والقوميات قتلوا او هجروا , ولا داعي ان نعيد المآسي والجراح التي عصفت بالعراقيين على يد عصابات الارهاب والطائفية والتي زرعت الرعب والخوف بين العراقيين , فلا هم سلموا من القتل والتهجير , ولا جثث قتلاهم الأبرياء سلمت من انياب كلابهم التي نهشتها وهم في المزابل , بل حتى منازلهم ومساجدهم وجوامعهم وكنائسهم ودور عباداتهم هدموها على رؤوسهم .

وباختصار فان الارهاب والعنف الطائفي الذي ضرب العراق بعد 2003 وما خلفه من عنف وتقسيم وفساد لا يمكن لنا ان نستثني الاحزاب الدينية الطائفية التي سيطرت على سدة الحكم وفق المحاصصة الطائفية , لا بل كان لها دورا مميزا وتأثيرا مباشرا على خلقه وتأجيجه, وحديث السيد المالكي هذه الايام عن خطورة البعض من الطائفيين والمذهبيين والمتشددين والذين جرفتهم الانتخابات الغير منصفة والتي حققت حلمهم التأريخي للسيطرة على مفاصل الدولة العراقية وخاصة المراكز الأمنية والاقتصادية , أمر في غاية الأهمية , ويجب دعمه بالرغم من تأخره , لا بل ويجب ان يحتل حديث السيد المالكي الأولوية في عقول جميع العراقيين وعلى اختلاف انتماءاتهم الدينية والقومية والفكرية مثقفين وغيرهم , من الذين اختاروا الطريق الوطني للمحافظة والدفاع عن وحدة العراق وسلامة شعبه.

ان التوجهات الطائفية والمذهبية المنتشرة في أوصال المجتمع العراقي بخاصة و العربي بشكل عام حالة تتعارض مع تعاليم الأديان والتي تدعو الى توحيد البشر , وقد روج لها بعد انتشار الأديان حيث اعتمدها الكثيرين نتيجة لتفشي الأمية والجهالة والفهم الخاطئ لتعاليم وتطبيقات الدين , ففي حوار مع احد الأصدقاء المسلمين , قال ... { أن الدين الاسلامي كبقية الأديان حيث انه لا يدعو الى الطائفية او المذهبية , انما أوصى بتوحيد المسلمين و أنهم سواسية كأسنان المشط إلا بالتقوى و العمل الصالح ، صدقني بان غالبية المسلمين لا يعلمون شيئا عن الذي جاء بالطائفية والمذهبية داخل الاسلام , انها سرطان ودورها واضح وهو تأجيج الفتنة وابقاء المسلمين دائما في صراع واقتتال وتخلف وجهالة , ان التنازع الطائفي بين المسلمين والتي تصل حد القتل لن يستفيد منها الا الأجنبي الذي لديه اطماع تأريخية وجغرافية واقتصادية في العراق.

فبالرغم من ان الاسلام قد أوصى بتربية الأجيال الجديدة على أسس حميدة و أخلاق عالية قام البعض من مرجعياته ومشايخه ومريديه بالعمل على استخدام بعض من نصوصه والتي ساعدت على تفريخ الطائفية والإرهاب على السواء وانهما لا يعتبران الا إجراماً و بربرية مغلفة بغلاف سياسي..{ ان الإسلام اوصى على رص الصفوف و توحيدها و رفع راية الجهاد ضد الظلم والغزاة }

ولكننا لم نرى في العراق غير الفتنة والقتل والتهجير على الهوية وهذا ما حل ليس بالمسلمين فقط انما انعكس ذلك على بقية اتباع الديانات الأخرى , { فالنظرية الإسلامية التي يعتمدها بعض من رجال الدين وخاصة المرتبطين باحزاب دينية طائفي او مذهبية { كما ينظر اليها هذا الصديق المسلم } قد فرخت ثلاثة أبناء هم الفتنة و الإرهاب و الطائفية ، هؤلاء هم الثالوث الذي انتجته النظرية الإسلامية . { حسب رأيه }
اما انا فاقول ان المصيبة الطائفية او المذهبية التي حلت بنا في العراق لم يكن لتعاليم الدين فيها اي شأن , انما المسؤول عن تأجيجها هم بعض من تجمعات الأحزاب الطائفية والمذهبية والفئوية والمرتبطة باجندة خارجية , ساعدها في ذلك من جاء بها وتحالف معها لغزو العراق واحتلاله , ان الشعب الذي يؤمن باسلام واحد هو الضحية وهو الذي يدفع الثمن دائما .

يقينا بان الإسلام ليس ايدلوجية طائفية ولا مذهبية ولا فئوية انه اسلام واحد ويتوجه للجميع ، ولكن الطائفية والمذهبية هي نتاج النظرية الإسلامية التي تغيرت عبر الزمن على يد دعاة رأو في ان الطائفية والمذهبية هي الطريقة الوحيدة لفرض الدكتاتورية ، وكمثال نأخذ العراق ففي العراق تحول المجتمع الإسلامي من مجتمع متوحد إلى آخر متكون من كتل متعددة مذهبية وطائفية وعنصرية ضيقة التفكير يدّعي كلاً منها احقيته في تمثيل الدين وتمثيل شعب العراق , كما ان هذه الكتل والاحزاب والتجمعات رفضت كل من لا يقف في صفها ولا يدين بالولاء لها , الا يعيق ذلك " الديمقراطية المنشودة " كل يوم في العراق .

كلنا يعلم بان في العراق تتعايش اقوام عديدة تعتنق اديان رئيسية وقوميات متنوعة منذ زمن , الا يعتبر ذلك ان المجتمع العراقي مجتمع جاهز لتطبيق للوحدة , الا يمتلك العراقيون مقومات الوحدة التي تجعلهم مواطنين متساوون في الحقوق والواجبات , ثم الا يعتبر العامل الديني الطائفي عائقا امام نهوض هذه الوحدة , فمتى سيستطيع القائمون على حكم العراقيين من تحقيق التعايش بين كل المكونات بسلام دون تهميش او اقصاء أحد ؟

ان استغلال الدين طائفيا او مذهبيا او عنصريا لم يكن يوما يمثل الحضارة والمدنية , انما وفي حالته هذه لا يمثل سوى الجاهلية المتجذرة في مجتمعنا منذ زمن طويل ، وهي الأخطر من بين التيارات الإرهابية و التشددية اليوم , وإن النظرية الإسلامية , وإن كانت الشماعة التي نعلق عليها كل مشاكلنا في هذا اليوم , فانها وبلا شك وسيلة إستخدمتها الأحزاب الطائفية والمذهبية والعنصرية لتحقيق مصالحها الفئوية ليس الاّ .
ان دعوة السيد المالكي لالغاء كل التوجهات الطائفية ليس كافيا , بل يجب ان يتزامن مع تغيير شامل في الثقافة العراقية تبدأ { باعادة النظر بكل بنود الدستور والغاء المحاصصة الطائفية واعلان الحرب عليها وعلى كل ما من شأنه تقسيم العراقيين على اساس طائفي او فئوي  } .

ان اعادة العراق وشعبه الى الوضع الطبيعي لن يتحقق الا باحترام الدين وابقاءه مرجعا روحيا مقدسا مهيبا يعمل على نشر المحبة والتسامح وابعاده عن الاعيب وحيل السياسيين , والعمل على رفع الغطاء عن التدين المفتعل والذي اصبح مودة كما يقولون وابعاد كل من يعمل على استغلال الدين والتدين عن جميع مناصب ومراكز القرار السياسي .
فهل تستطيع الحكومة ممثلة بالسيد المالكي إستئصال الطائفية والمذهبية والفئوية والقبلية والعشائرية والحزبية المتفشية والمتجذرة فينا حتى النخاع منذ زمن طويل, وايقاف التفريق بين هذا الفرد كونه سنياَ أو شيعيا بعثيا او اسلاميا او مسيحيا او صابئيا او يزيديا او شيوعيا او سلفيا او غير ذلك , وهل تستطيع التخلص من المفاضلة في التعيينات او توزيع المكاسب على أساس الانتماء الطائفي او الحزبي او العشائري او القومي , فان استطاع السيد المالكي تحقيق ذلك سيهتف العراقيون عاش المالكي وعاشت الحكومة, والسيد نوري المالكي واميركا قادرين ان يعالجوا ذلك...ولكن ليس خارج الدستور ...ان نجاح دعوات السيد المالكي الكثيرة ستبقى تراوح في مكانها ما لم يتقدم بجرأة لانتشال ما يتظمنه الدستور من ألغام ومفخخات.....!

75
اخي العزيز الدكتور وليم اشعيا ...في البداية اقدم لك التهنئة الخالصة بمناسبة ترقيتك الى منصب وزير مفوض , وفي الحقيقة كثيرة هي المراحل التي يمر بها الإنسان عبر حياته الدنيوية سواء في وطنه او خارجه , وفي كل مرحلة عمرية لها صفاتها وطعمها الخاص طبقا للمتغيرات التي تحصل في مجتمعه والتي ستلقي بضلالها حتما على عمله ومستوى عطاءه وشعوره بالمسؤولية من خلال المنصب الذي يشغله , والمناصب التي يشغلها الانسان في حياته كثيرة ومتعددة النشاطات ولكن هذا المنصب بالذات الذي رقيت لاشغاله بكل جدارة له نكهة خاصة وطعم وحس مختلف حيث يرتبط بشكل مباشر بالدولة وبمصالح الكثيرين من العراقيين وغير العراقيين خارج الوطن , انه منصب خدمة ومسؤولية في وقت واحد , لقد كانت فرحتي كبيرة هذا الصباح عندما علمت بهذا الخبر, انها بحق فرحة حيث ان هذا الأمر يعني الكثير بالنسبة لي لأنه يمثل خطوة في الطريق الصحيح لتثبيت الأسلوب الحضاري والديمقراطي الصحيح في اختيار الشخص المناسب في المكان المناسب خاصة في المناصب الرسمية العراقية , الف مبروك واتمنى ان تتحقق قاعدة الرجل المناسب في المكان المناسب في كل مرافق الدولة العراقية لنعوض ما فاتنا من تخلف ومآسي وعن كل خيباتنا التي ارغب ان يلفها النسيان ونفتح صفحة جديدة نتثقف بها بروح المحبة والتسامح . ألف مبروك مع كل تقديري واعتزازي
الاكاديمي المستقل
ادورد ميرزا
السويد

76
الدكتور المطران لويس ساكو , ... مثالاً

ادورد ميرزا
اكاديمي مستقل

بداية فاني لا اشكك بمصداقية احد ابدا , فالوطنية مترسخة وامانة في اعناق العراقيين جميعا, ولكل واحد منا له الحق في ان يدلي بدلوه ويبدي توجيهاته وكل حسب طريقته , واثني على كل من يسعى ويعمل لصالح مستقبل العراق وشعبه , كما اني لن اكون قاسيا كمن قال وهو محق ...{ ياتي البعض منا لتاجييج الكراهية ضد رجال ديننا ورموزنا الدينية واعطاء وفسح المجال للاخرين من المتخلفين والقاتلين ليلعبوا دورهم في تحويل المقالات التهجمية الى افعال عدوانية ضد رموزنا الدينية } ..... ولكني اقول بان المساس برموزنا الدينية ليست من شيم ادباءنا وكتابنا , لا بل هي ثقافة دخيلة على ثقافة شعبنا , شبيهة بالثقافات الأخرى التي احتلت العراق .

فالمطران الدكتور لويس ساكو هو ذلك المسيحي العراقي الوحيد الذي حصل على جائزة الدفاع عن المؤمنين للسلام والتي تمنحها منظمة الايمان والعقل العالمية عام 2008 لجهوده الخيرة في الحوار ومد الجسور بين جميع المكونات الدينية والقومية في مدينة كركوك , وهي الجائزة التي لم يحصل عليها الكثيرين من زملاءه في العراق , وبهذا الوصف يكون لزاما على الجميع ان يرتقوا بمفهومية ومعنى منحه جائزة الدفاع عن المؤمنين  .
فالمطران الجليل وهو احد القادة البارزين في الكنيسة الكلدانية المؤقرة اجتهد برأيه الذي اعتقده بانه رأي صائب وناجح لحماية شعبه من المخاطر كافة ومنها مخاطر الحكم الذاتي , خاصة اذا ما اخذنا بنظر الاعتبار شكل السلطات الحاكمة في العراق اليوم , ان العراق في المرحلة الحالية بحاجة الى تعزيز الديمقراطية فيه قبل الولوج في متاهات واوهام الفدرالية والحكم الذاتي .

ان ما كتب مؤخرا من مقالات تنتقد تصريح الدكتور المطران لويس ساكو , اعتقد انه لا يليق بمنزلة وهيبة الدكتور المطران لويس ساكو , ولا يمكن ان نقبل بتبرير ذلك استنادا لتصريحه الذي يشير فيه الى المخاطر التي قد تواجه ملته المسيحية في العراق جراء مطالبات البعض من الشخصيات والاحزاب القومية المسيحية للحصول على الحكم الذاتي , كما اعتقد ايضا اننا وكشعب مسيحي وفي هذه المرحلة بحاجة الى الوحدة التي تعزز تماسك مكونات شعبنا لاثبات وطنيتنا واخلاصنا للعراق , ويبدو ان البعض من كتابنا يجهلون الموقع المتميز الذي يحتله المطران في مسيرته الدينية والشعبية , فهو من قادة الكنيسة الكلدانية المتواجدين في العراق وتحديدا في مدينة كركوك { التأميم سابقا } حيث يحظى باحترام جميع المكونات العراقية , وما قيل عنه فانه لا يعبر عن حرص او دعم لقضية المسيحيين في العراق انما يعبر عن نفس مصلحي ضيق لا يمكن ان اضعه الى جانب الوطنيين المخلصين , ان تصريح الدكتور ساكو بحاجة الى قراءة نقدية وستراتيجية وليس الى قراءة سطحية عاطفية  !

ان تصريح المطران الجليل لوكالة ( أصوات العراق ) في بروكسل بقوله { أن المطالبات بأقامة منطقة حكم ذاتي للمسيحيين في سهل نينوى ..... } هو وهم وفخ ..بحاجة كما قلت الى قراءة نقدية وليس الى قراءة سطحية , كما ان ذلك التصريح لايعطي المبرر لقيام بعض الكتاب بتوجيه النقد اللاذع الى شخصه مباشرة او بشكل مبطن , فتارة وصفوه بان له علاقات مع جهات حزبية معارضة لمشروع الحكم الذاتي وتارة بانه لا يقف مع تطلعات المسيحيين في العراق , ولكي نحترم الحقيقة والموضوعية نقول لكل المتابعين , ان الدكتور المطران لويس ساكو لا هذا ولا ذاك ...انه رجل دين مسيحي يحظى بالاحترام من قبل كل المستويات العراقية والدولية , وانه استند في تصريحه الى الأجواء الرحبة في كردستان العراق والتي تحظى باهتمام ورعاية المسؤولين , لان مناخ اليوم في الشمال غير مناخ البارحة , ووضوح الرؤيا بات متاحا للجميع , وان زمن النظام الدكتاتوري وقمع حرية ابداء الرأي قد ولى الى غير رجعة , ولا يفوتني في نفس الموضوع ما صرح به من قبل سيادة المطران الجليل شليمون وردوني حيث قال { بان المسيحيين في العراق هم اقدم سكان هذه الارض من شمالها الى جنوبها  وانهم اي المسيحييون  يرفضون  العيش داخل قفص الحكم الذاتي ...وانما يريدون  التواصل مع الحكومة المركزية  من خلال الادارة الذاتية  للمناطق التي تشكل  الاغلبية المسيحية فيها }
وللحقيقة نقول بان ما تعرض له العراق وشعبه بعد 2003 من تدمير وقتل وتهجير لا يتصوره العقل البشري حيث طال العنف كل العراقيين دون استثناء , وان المطران ساكو واهله وشعبه لم يسلموا منه , كما لم يسلم منه ايضا اهل هؤلاء الكتاب , ولذلك يجب ان نعي بان هناك من يتربص بالعراق وشعبه تقسيما وتهجيرا , فبعد ان ارهبنا نظام صدام جاءنا ارهاب طائفي وعنصري اكثر قسوة , ومن هذا المنطلق يكون لزاما على المطران والكتاب ومعهم الوطنيين المخلصين الوقوف ضد كل ما من شأنه الاضرار بحياة ومستقبل مسيحيي العراق , وكما قلت باني لا اشكك بمصداقية احد من العراقيين فلكل واحد منهم الحق في ان يدلو بدلوه ويبدي توجيهاته وحسب طريقته , فالكل يسعى ويعمل لصالح مستقبل امته وشعبه , وان اي اذى معنوي قد يصيب اي من رموزنا الدينية سواء كان كلدانيا او اشوريا او سريانيا او ارمنيا نتيجة تعبيرهم عن رأي معين او اجتهاد ما فان ذلك لن يقبل منا اطلاقا , وسنقف ضده لأنه وان كنا نجهل اضراره اليوم , الا انه يؤشر لنا بان مثل هكذا امر ستكون البداية لالغاء وجودنا كشعب تأريخي في المجتمع , ان رموزنا الدينية مدعاة لفخرنا حيث يبذلون كل الجهود في سبيل الحفاظ على موروثنا التأريخي والحضاري , انهم ذخر الأمة , واحد اعمدة شعبنا الثقافية.
ولكي نضع النقاط على الحروف نقول ...اين هي الديمقراطية الحقيقية في العراق التي روجت لها اميركا ومن تعاون معها قبل غزوها له , اين القانون , ثم اين الحكومة والدستور والبرلمان الذين انتخبهم العراقيون ليحكموا الشعب العراقي بالعدل والمساواة , , اليس هؤلاء مجتمعين هم المسؤولون عن امن وسلامة مكونات شعبهم , كيف ستتحقق العدالة في العراق والطائفية والعنصرية ما زالت تعبث فيه , كيف ستنعم مكونات الشعب بخيراته وهو غير آمن والفساد وسرقة المال العام سائرة على قدم وساق , وكما قلناها مرارا وكررها سيادة المطران الجليل الدكتور لويس ساكو بان تحقيق الامان والانتعاش والديمقراطية الحقيقية وضمان حقوق المواطنة في العراق , لن تتحقق الا باعادة النظر بالدستور واجراء التعديلات اللازمة على جميع بنوده التي تشير الى التقسيم اوالتغليب الديني اوالقومي اوالفئوي , حيث ان الدستور الذي يحتضن كل العراقيين ويحقق المصالحة والمساوات والعدالة للجميع , هو الذي سيحل كل المعضلات, فالعرب والاكراد والتركمان والكلدان والاشوريين والسريان والارمن واليزيدية والصابئة والشبك كلهم عراقيون مخلصون وطنيون , فالحفاظ على الوحدة الوطنية العراقية امانة في اعناقهم جميها , والدكتور المطران لويس ساكو ...خير مثال على ذلك .


 

77
انه يستحق ان يوصف براعي الثقافة وجامع الشمل*


ادورد ميرزا
اكاديمي مستقل

لقد احتاجت أمجاد وحضارة شعبنا في العراق وفي كافة ارجاء المعمورة الى من يصففها ويرتبها ويحفظ حقوقها من الضياع لتكون نبراساً مخطوطاً بماء الذهب لتقدم للأجيال القادمة كأمانه يحافضن عليها , وفعلا فقد اقدم الكثيرين من ابناء شعبنا وعلى اختلاف انتماءاتهم على تأسيس مواقع عديدة وباسماء تتغنى بانتماءاتها المتنوعة لتساهم هي الأخرى في رفد ثقافتنا بكل ما هو مفيد وهي فرصة ان نقدم لها التحية ونتمنى لها دائما التقدم والابداع , واليوم نسلط الضوء على احد المواقع والذي يساهم مع بقية المواقع العراقية الخيرة لحفظ هذا المجد وموروثه الحضاري .
ففي هذه الأيام نحتفل بمرور عشر سنوات علي تأسيس موقع { عنكاوة .كوم } والذي اعتبر موقعا متميزا على الشبكة العنكبوتية حيث يحتوي على عدة نوافذ واهمها التعريف وادبنا بثقافتنا وموروثنا الشعبي الممتد على كامل تراب ارض بين النهرين الى جانب ابواب فنية ومنتديات تهتم بمختلف المواضيع .
عشر سنين مضت على تأسيس هذا الصرح الثقافي المعرفي , وان كان ولا بد ان اشير الى بعض من اشاراته الهامة في مسيرته الاعلامية فاقول ان اولى مهماته كانت تصب في الاهتمام بلملمة شعبنا المشتت في المهجر ليبقي على تواصله مع الوطن وتماسكه في المهجر للمحافظة على ثقافته وعاداته الأصيلة , كما كان من اهتمام ادارة الموقع هو احترام كل الآراء والملاحظات التي يبديها المشاركين دون اغفال اهمية الالتزام التام بالقيم الانسانية وحقوق الانسان وادب الحوار .
ونتيجة لما تتمتع به ادارة الموقع من شفافية ومصداقية فقد تحقق ما كانت تصبوا اليه , وها نحن اليوم نحتفل معها بعيد الميلاد العاشر للموقع وهو ما زال يزهو ويتسع وعشرات الالاف من جموع ابناء شعبنا والعراقيين تتدفق اليه للمشاركة بنتاجاتهم او للاطلاع على اخبار شعبنا وفي كل المجالات .
عشر سنين من النجاح المستمر لم يكن ليتحقق لولا وقوف ودعم شعبنا من الرجال والنساء على اختلاف ثقافاتهم ومستوياتهم العلمية والادبية الى جانب ادارة الموقع في مسعاها الاعلامي هذا , الف تحية واجلال لادارة الموقع ولكل الاساتذة الذين يديرون المنتديات دون كلل او ملل ودون مقابل .
اقتبس هنا نصا كتبه الدكتور الصديق العزيز وديع بتي لأنه بحق يعبر عن صدق مشاعرنا جميعا حين قال { عنكاوة كوم شمعة تضئ لنا على مدى ايام الاعوام والسنين فتجمعنا على طاولة وجبة المعلومة المفيدة , فما أحوجنا ان نمارس بعض الوفاء مع هذا الموقع العزيز , فنوقد له شمعة المحبة والتقدير في عيد ميلاده وتأسيسه !.
كل عام وعروسنا ( عنكاوة كوم ) بألف ألف خير.}

* موقع عنكاوة.كوم

78
السادة المحترمون ...الديمقراطية تبدأ باعادة النظر بالدستور ...اولاً

ادورد ميرزا

بداية يجب ان نقر على ان العهد السابق الذي حكم العراق لم يكن موفقا في علاقاته مع دول الجوار ايران والكويت حيث كان من الممكن تلافي كل المشكلات والعمل لحلها بشتى الطرق وذلك لتجنيب دول المنطقة وشعوبها الحروب والمأسي , كما نقر ايضا بان تضييقه الخناق على قوى عراقية ممثلة لبعض المكونات والتي حاولت الحصول على بعض من حقوقها لم يكن مبررا وهذا بالطبع ادى الى وصفه بالعهد الدكتاتوري , ولكن للحقيقة وبشهادة رجال القانون فان الدستور العراقي لم يكن ما يشير في بنوده الى اي شكل من اشكال التغليب او التقسيم , ومهما يكن فان مناخ العراق قد تغير بالكامل وان معرفة حقيقة الأسباب التي ادت الى ذلك ستبقى لغزا الى زمن ليس بالقريب , هناك من قال بانه لو كان نظام صدام قد عالج كل هذه الأمور لما تغير شئ في مناخ العراق .

اعود الى موضوعي , فعهد حكم نظام صدام قد انتهى حيث تم وصفه بالعهد الدكتاتوري , ودخلنا في حكم عهد جديد وصفه البعض من العراقيين بالعهد الطائفي , وقد اعتبروه معوقا صلدا امام تقدمهم نحو التمدن وحجر عثرة امام تطورهم الحضاري .

ان النظام الجديد كما ظهر للعراقيين قد اتسم بالطائفية وكان بعيد كل البعد عن مفهموم المواطنة والمساواة والعدالة والتحظر والديمقراطية , وكشاهد اول على ذلك ما حصل من سيطرة وطغيان الفكر الديني الطائفي { المسيس } واكرر المسيس على وعي الناس مما ادى الى ظهور عناصر متطرفة صنفت البشر الى طوائف ومذاهب كافرة وآخرى مؤمنة ، وليس على اساس النزاهة والكفاءة والوطنية , فقد ادى ذلك بالعراقيين للنظر الى موضوع تحرير العراق وبناء الديمقراطية على انه اقصر طريق للسيطرة على السلطة وبالتالي نهب ثروة العراق , والشاهد الثاني وهو الأخطر هو "الدستور الملغوم " الذي خطط له مسبقا وبنوايا غير وطنية وقد طرحوه للاستفتاء بشكل اوحى للكثيرين على انه دستور ديمقراطي يخدم مصالح العراقيين جميعا , وما زال الجدل حوله لأنه كما يعتقد الكثير من العراقيين انه يساهم في ترسيخ العداء الطائفي والقومي ويبقي على استمرار الصراعات .

اني ارى بان استقرار العراق وطمأنة شعبه يكمن في اعادة النظر بكافة القوانين والتعليمات والخطب التي تشجع على الفرز الطائفي او القومي , ابتداءا بما ورد في بنود " الدستور " التي تدعو الى التغليب الديني او القومي بمنح امتيازات لجهة دون اخرى من خلال المحاصصة او التقسيم , ان الغاء العبارات التي تثير الشكوك والحقد والكراهية والتمييز الطائفي او القومي او الديني وكل ما يشير الى المحاصصة الحزبية والغاء الآخر هو من الامور الملحة لتحقيق استقرار العراق , ويجب الاعلان عنها علنا ليطلع عليها العراقيون , ان هذا الاجراء الديمقراطي والنزيه من شأنه ان يلغي كل التقولات والشكوك حول مصداقية سلطة المالكي في الحكومة الحالية للسير بالمصالحة الى امام لبناء العراق الجديد !

ان الشجاعة التي اقدمت عليها حكومة السيد المالكي بدعوته للمصالحة مع من لم يشارك في قتل العراقيين من اعضاء حزب البعث الذين اجرموا بحق المواطنين او من العناصر الارهابية كتنظيم القاعدة والجهات التي تسانده , مطالبة ايضا بان لا تستبعد الأخرين والذين تلطخت اياديهم بقتل العراقيين بعد 2003 .
ان البدء بتنظيف العراق من كل الأحزاب الطائفية وميليشياتها التي عبثت بالعراق ومحاسبة كل الذين ساهموا في قتل العراقيين ونهب المال العام , انه الاجراء الوطني الوحيد الذي سيقف العراقيون معه وتأييده الى آخر الطريق , اما اطلاق التصريحات هنا وهناك سواء سواء من المحسوبين على السلطة الحاكمة او خارجها بما يعرقل او يفرغ مشروع المصالحة هذا من محتواه الوطني , فانه محاولة الابقاء على تسلط العقلية الطائفية والعنصرية المتخلفة وعلى السيد المالكي اثبات تصديه لهؤلاء والاعلان عن دعم الداعين لاعادة النظر بالدستور والقوانين التي اعقبته لغربلتها من كل ما من شأنه ان يحدث شرخا في تماسك المجتمع العراقي , ان ما يتمناه العراقيون من قادتهم اليوم هو الثبات على المصالحة والمصداقية والتعاون مع كل المكونات والقوى السياسية والدينية لتوفير الأمن والخدمات التي هم بامس الحاجة اليها , وقاعدة عفى الله عما سلف ينتظرها العراقيون ويجب ان تسود , قد يكون من المفيد ان اذكر بان ثمة بين بعثيي عهد صدام الكثير من الايادي البيضاء ، والكثير ممن لم يكونوا راضين عن سياسات صدام حسين ، وكل دعوة حوار لا تميز بين هذا الطيف الكبير وبين تلك الحفنة من القتلة والجلادين واللصوص سيكون بمثابة مضيعة لجهود المصالحة المنشودة .
نعيد الى الذاكرة ان بريمر ومن تعاون معه لم ينصفوا العراقيون لا بل ان ما وضعوه من قوانين ظاهرها خدمة العراق ولكن باطنها هو تخريب وتقسيم العراق , ان العراق الجديد لا يمكن ان تحكمه طائفة معينة او حزب واحد , ولا يمكن لأي جهة ان تنفرد بوزارة معينة لتنفيذ اهدافها وترسيخ طقوسها , كما ان العراق الجديد سوف لن يسمح لأحد ان ينصب نفسه واليا او اميرا او حاكما يحاسب الأخرين , ان من يحاسب المسيئين والفاسدين في العراق الجديد هو القضاء فقط , وقضائنا المستقل لديه الحنكة والقانون العادل وهو الوحيد المخول لمحاسبة كل من اساء لشعب العراق سواء الذين عملوا مع سلطة النظام السابق او من يعمل في سلطة النظام الجديد , هكذا ارى العدالة .

ان الشعب العراقي الذي عبثت بعقليته الحزبية الشمولية , وبعد ان عانى من الترهيب والتهميش والقتل على يد المجموعات الطائفية والعنصرية طيلة فترة تأسيس دولته العصرية , فانه بحاجة اليوم الى اعادة تأهيل ليعود الى المجتمع الدولي المتحظر متعافيا من كل هذه الأمراض, وهذا لن يتحقق الا بوجود حكومة وطنية تعمل وفق ايدلوجية حضارية تحترم حقوق الانسان مهما كان لونه او دينه او قوميته , هذه الحكومة هي فقط القادرة على انقاذ شعب العراق من مخاطر الطائفية والقومية العنصرية الى شاطئ الأمان والوحدة والسلام الاجتماعي , ان التأريخ ملئ بمثل هذه التجارب التي مرت على الشعوب , وجنوب افريقيا والهند وقادتهم ولسن منديلا والمهاتما غاندي خير شاهد على ذلك , ان الحضارة الانسانية لن تترحم من خان شعبه او قسمه الى اديان وطوائف وقوميات متقاتلة , ان ابناءنا وبناتنا ونساءنا على اختلاف انتماءاتهم الدينية والقومية امانة في اعناق السلطة الحاكمة اليوم وعلى عاتقهم تقع مسؤولية القضاء على الثقافة الظلامية المتخلفة والتي لا تؤمن بالحرية ولا بالتسامح والتقارب الانساني بين المكونات .

79
الشهيد المطران فرج رحو كان رمز السلام
 
ادورد ميرزا ..
استاذ جامعي

لقد تابعت وبشغف الحلقات المتتابعة التي كتبها الصديق العزيز الدكتور غازي رحو عن الأيام التي سبقت مقتل المرحوم الجليل المطران فرج رحو واحسست بان الحفاظ على ارواح الأخرين بحاجة ملحة الى جهد انساني كبير تشارك فيه كل الأطراف وعلى رأسها حكومتي بغداد واربيل وذلك لاحقاق الحق ونشر العدالة , ان الصدمة والألم بالفاجعة التي المت بنا وبالشعب العراقي ما زالت شاخصة في وجداننا , اننا ننتظر اليوم الذي ستعلن فيه وجوه المجرمين الحاقدين الذين اختطفوا ثم قتلوا شهيد السلام المطران بولس رحو , اما آخر ما كتب الدكتور غازي رحو فكانت عن يوم الشهادة الذي قتل فيه المرحوم المطران فرج رحو دون واعز اخلاقي ولا ديني , وقد خصص الدكتور غازي في آخر ما كتب عن { يوم الشهادة } حيزا لبعض من الملاحظات والتساؤلات والتي كانت نقدية وهادفة تستحق الجهات المعنية الوقوف عندها , ومن ضمن هذه التمنيات والتساؤلات المشروعة كانت حول اسباب ما يحدث في العراق من فوضى عرمة وفساد وقتل وتهجير لأتباع الديانات غير المسلمة وخاصة فيما يتعلق باختطاف وقتل الشهيد المطران فرج رحو وغيره من الآباء والكهنة .
ان تساؤول الدكتور غازي رحو عن مواقف احزابنا القومية المسيحية والمشاركة في السلطة ومالذي قامت به من اجراءات للضغط على الحكومة واجهزتها الأمنية لكشف الجناة وارتباطاتهم , انه امر جدير بالانتباه والمناقشة حيث اننا بحاجة الى ان نذكر دائما بان ما حدث لا يمكن انه يمر مرور الكرام دون مراجعة من قبل احزابنا , الى جانب ذلك ايضا فقد دعى الدكتور غازي رحو المجلس السرياني الكلداني الاشوري المؤقر ان يكون له دورا اكثر فاعلية في عملية البحث عن المجرمين وعن الاسباب والمسببات التي ادت الى قتل وتشريد شعبنا ورموزه الدينية خاصة وانه يحتل موقعا محترما ومميزا بين ابناء شعبنا المتواجدين في مناطقتنا التأريخية والتي قتل على ارضها الشهيد .
لقد عبرت ايها الصديق الدكتور غازي رحو عن ما يدور في مخيلتنا جميعا عن الفاجعة التي المت بشعبنا , فكنت حريصا وصادقا في سرد الاحداث والوقائع , واظهرت حقيقة لا غبار عليها , مفادها اننا شعب مخلص يحب الحرية والسلام في وطنه .
واذا كان لي من كلام طيب في ذكرى استشهاد المطران الجليل فرج رحو فاني اقول ...

 كأن ذاكرة حزننا لم تعد تتّسع لأحد سواك , وكأن الأيام العراقية المليئة آلام لا تتحدّث الاّ عنك, يا ماليء الدنيا وشاغل الناس , وكأن ملحمة إستشهادك في يوم من ايام صيام المؤمنين لم يكن الاّ إسطورة أزاحت بروعتها كل الأساطير , وكأن الزمن قد توقف حين كان صوتك يدوي في كنائس العراق ... ايها الناس ان اسم العراق تاج فوق رؤوسنا وان العراقيين اخوة ... والله سيدي الجليل ايها الرمز ان صوتك لم يعلوه صوت , سيدي ايها الجليل لقد ماتوا هم , اما انت فقد بلغت قمّة الحياة.

سيدي ...
استشهادك أسدل ستارا أسودا كثيفا كان يخفي وجوه وتاريخ أولئك القتلة الرعاع الذين أرادوا اسكات صوتك , كما اثبت لأعداء العراق انك مفخرة رائعة وداعيا مسالما لوحدة الملايين من العراقيين , نم قريرالعين في جنّات الخلد , والف سلام عليك يوم تعمذت ويوم عشت ويوم إستشهدت ,لقد اختارك الله في شهر صيام مبارك لتكون برفقة القديسين والصالحين
سيدي .. لقد كنت على موعد مع المجد والخلود , وفزت بجدارة تُحسد عليها بما أردت , لقد بلغت ما لا يبلغه سواك من البشر , رحلت عنا منتصرا ودخلت تاريخ الشهداء من أوسع أبوابه.
لقد عجزت غيوم الحقد عن حجب وجهك الوضّاء , فأصبحت وسام شرف على صدر كلّ وطنيّ عراقي مسلم ومسيحي صابئي ويزيدي ستبقى شمعة مضاءة في كلّ بيت لا تطفأها رياح الطائفية والحقد الأعمى وستبقى ذكراك حيّة عطرة, في حزننا الحاضر وفي فرحنا القادم.

محلاك سيدي الجليل .. أيها الشهيد الحي , لقد إخترت مصيرك بشجاعة نادرة فما أجمل الاختيار , لقد ودّعك الملايين من البشر الى مثواك الأخير, وجلّهم ربما لم يرك الاّ في بيوت الله وانت تنطق بكلمات الحق والسلام داعيا العراقيين بكل انتماءاتهم الدينية والقومية الى المحبة والالفة والتوحد , لقد انتصرت سيدي الجليل على هذا الزمن الرديء وحكامّه الذين إختاروا الموت البطيء والكراسي المتهرّئة.

ختاما اقف اليوم خاشعا منحني الرأس كما هي حال الملايين من محبيك , فانت لم تمت انما ستبقى حيّا في قلوب وذاكرة الملايين من العراقيين , ولساستنا نقول لا خير فيمن ينادي بالتفرقة والتمييز الطائفي والقومي , ولا مودة مع الأفكار التي تزيد الأحقاد , والى من حزن على كل شهيد برئ سقط على ارض العراق دون سبب نقول .., ندعوكم من اجل الحياة ان تعملوا على نشر ثقافة المحبة , واعلموا ان الحل الذي يوصل شعبنا العراقي الى التعايش السلمي والآمن هو الدعوة الى المحبة ولا شئ غير المحبة .

adwar49@yahoo.com


 

80
الأصلاء خائفون على سلامة شعبهم

 ادورد ميرزا
استاذ جامعي مستقل

{ أشعر بالعار من هذا الوطن الذي تغيب عنه العدالة } , هذا ما كتبه مؤخرا الأستاذ خضير طاهر , واضاف متأسفا ويشعر بالفجيعة والعار لما يراه ويقرأه من قصص العذاب والجريمة التي يتعرض لها ابناء العراق الأصليين بدءا من اليهود مرورا بالمسيحيين وغيرهم , ويسترسل متألما لوطن لايحترم أبنائه الأصلاء ولايوفر لهم العدالة والكرامة ، فما قيمة الوطن الذي لايحصل فيه الانسان على حقه في المساواة والعدالة والمشاركة الكاملة في الحياة السياسية على ضوء الكفاءة والنزاهة والشرف وليس المحاصصة الطائفية والتمييز القومي .
 
نعم انها كارئة .... فجرائم القتل الطائفي والديني وتهميش قسم من المواطنيين لصالح قسم أخر اصبحت في العراق لدرجة تُشعرك وكأنك تعيش داخل حلبة تتصارع فيها عصابات متوحشه لإفتراس السلطة والمال والهيمنة عليه بشتى الطرق الهمجية وليست وطنا ينعم الجميع بخيراته وأمنه , ولست هنا بصدد التحدث عن شريحة هامشية من البشر جرفها التيار من مناطق بعيدة ليرميها وتستقر على ضفاف دجلة والفرات في العراق لتتحكم بمصائره دون كفاءة , انما الذين اتحدث عنهم وكما تحدث عنهم الكثيرين من الشرفاء هم اولئك الأكفاء الذين أسسوا حضارة بلاد الرافدين منذ فجر سومر وبابل وآشور وصولا الى الحضارة العربية, وكما وصفهم الباحثين الشرفاء بانهم أصل العراق وروحه وقلبه لا بل وهم الأجمل والأروع الذين ضحوا هم وأجدادهم عبر آلاف السنين , وساهموا في  بناء العراق والدفاع عنه بالدم ، هؤلاء اليوم يقتلون ويهجرون وينظر لهم كأقلية يتم التصدق عليهم ببعض المقاعد في البرلمان او في بعض من مجالس المحافظات !

ان البعض من اعضاء الحكومة لا يزال خطابهم السياسي والاعلامي يحمل في طياته العنف والتهميش اتجاه غالبية العراقيين ممن عارضوا التقسيم الطائفي والقومي للشعب العراقي , هذا التقسيم لم يجلب للعراقيين غير الأحزان والمآسي , كما ان فشل الحكومة السياسي في ادارة شؤون العراق ليس بسبب عدم كفائتهم ونزاهتهم فقط انما يتمثل ايضا في ارتباط بعضهم بدول الجوار ذات التوجهات الطائفية والمذهبية , حيث ان تصريحاتهم وافعالهم ليس لها صلة بالوطنية العراقية ولا بمصالح عموم العراقيين , فغالبيتهم مستفيدون من التغيير في العراق ولا يهمهم امر ومستقبل شعب العراق ,انهم مصلحيون انتهازيون فكلما شعروا ان مناصبهم ومكاسبهم يهددها خطر الحقيقة التي تتكشف كل يوم سارعوا لتغيير خطابهم باتجاه الوطنية ورفض الطائفية !

الا يفهم الذين يحكمون العراق اليوم ان شعب العراق متنوع الأديان والطوائف والقوميات والانتماءات السياسية , وان ثروات العراق هي ملك العراقيين جميعا, فلو كانوا قد فهموا ذلك لأسرعوا باعتماد دستور يكفل حق الجميع دون تفريق , اليس الدستور الذي اذا ما تظمنت اولى بنوده بجملة { ان العراق هو بلد الجميع وان شريعة حكمه مستمدة من الحضارة الانسانية جمعاء دون تمييز } هو بمثابة الضمانة الوحيدة لالتفاف العراقيين حوله , اليس الدستور الذي لا يتضمن اي تغليب او تمييز ديني او قومي هو الدستور الذي تفتخر به كل المكونات , وهو الذي يضمن حقوق الجميع , اليس الطائفيون والعنصريون والشعوبيون والسلفيون المتشددون والمتعصبون هم اعداء الحرية وحقوق الانسان وهم السبب في تخلف شعب العراق منذ القدم . 

ان ثقافة التمييز بين هذا شيعي وذاك سني , وهذا مسيحي ...صليبي ..وذاك مؤمن وهذا كافر , هذا كردي وذاك عربي وهذا اشوري وذاك سرياني او كلداني , هذا من الحزب الفلاني وذاك من التكتل الفلاني , ومذهبي هو الاصلح للمسلمين ومذهبك لا يصلح , وهذا من ازلام فلان وذاك من جماعة فلان ..ان هذا التمييز الطائفي والديني والقومي والسياسي والفئوي يجب ان يمحى من ذاكرة العراقيين ليحل محلها ...ثقافة جديدة تتسم بالتسامح واشاعة روح المحبة والمودة ......فثقافة انا عراقي ابن العراق , وذاك عراقي مخلص , ونحن عراقيون اصيلون وهذا عراقي نزيه وكفوء ..هي الثقافة التي يجب ان تشاع بين ابناء العراق الجديد , انها مسؤولية وتوجيه الرؤساء والمراجع والمشايخ الدينية المسيحية والمسلمة وغيرها والأحزاب الحاكمة والمشاركة في العملية السياسية القائمة في العراق دون استثناء
!

81
الفدرالية او الحكم الذاتي في منطقتنا لن تحمي الشعوب التأريخية من الاضطهاد

ادورد ميرزا
استاذ جامعي مستقل

بداية نقول ان دولة العراق الحالية كان سكانها وقبل اكثر من سبعة آلاف سنة من اوائل المهتمين بالعلوم والثقافات , حيث اسسوا فيها حضارة عظيمة عرفت { بحضارة وادي الرافدين } ويذكر المؤرخون ان مدن "بابل وآشور" كان يسكنها قوم حافظوا على لغتهم ودافعوا عن تأريخهم وعاداتهم قبل اعتناقهم المسيحية والى يومنا هذا , كما تعاقبت على سكن هذه الأرض اقوام اخرى متعددة الأعراق والأجناس والأديان حيث جاءت مهاجرة من مختلف بقاع الأرض طمعا في خيرات ارضها ووداعة شعبها , لكن هذه الأقوام بكل تنوعاتها الدينية والقومية لم تشعر يوما بالإطمئنان والإستقرار خاصة بعد ظهور الأديان بسبب الصراعات والحروب التي كانت تفتعلها انظمة الحكم آنذاك وما زالت , الا ان بعضا من هذه الأقوام بقيت محافظة على وحدة ثقافتها وعاداتها ومعتقداتها الدينية التي تدعو الى المحبة والتعايش السلمي بالرغم من استبداد وعنجهية انظمة حكمهم  .

لقد تناوب على حكم العراق في عشرينيات القرن الماضي وعبر انقلابات دموية اشكال متنوعة من الحكومات منها ملكية ومنها جمهورية اتسمت بعضها بالشمولية, اما اليوم فقد تسلط على حكم العراق مجموعة اختلفت عن سابقاتها وتميزت بالطائفية والعنصرية التي مزقت الشعب وارجعته الى عصر القتال من اجل السلطة والمال والجاه , ولا داعي ان نشير الى شكل الشارع العراقي كما يظهر هذه الايام , لكن غالبية شعب العراق المتنوع الأديان والقوميات بقي متمسكا بثقافته الإنسانية التي تدعو الى احترام الآخر مهما كان انتماءه ومعتقده , كما ان الحروب الخارجية والصراعات الداخلية التي عصفت بالعراق جميعها لم يكن للشعب العراقي يد فيها انما كانت بسبب سوء ادارة الحكومات حتى يومنا هذا , ولذلك فمن الصعب والمستحيل ان ينفرد حاكم دكتاتوري او طائفي معين ليفرض ايدلوجيته على حكم الشعب العراقي .

لقد اقدمت اميركا بغزو العراق ودمرت كامل بنيته التحتية واسقطت نظام صدام بحجة امتلاكه لآسلحة الدمار الشامل والقضاء على الارهاب واقامة الديمقراطية, واذا ما اردنا قول الحقيقة فاننا سنقول ان كل الحجج التي قامت عليها الحرب كانت باطلة وان اميركا قد اخطأت في ذلك غافلة او مستغفلة , وزادت في خطأها اكثر حين تجاهلت اعتزاز العراقي بوطنيته واحترامه لكل المكونات العراقية فسلمت ادارة شؤون العراق بيد حكومة محاصصة طائفية وحزبية سماها البعض { حكومة تقاسم الغنائم } حيث خلفت وراءها الكراهية القومية والدينية والثأر المذهبي والفساد والفوضى بكل معنى الكلمة , فتم استهداف العراقيين جميعا دون استثناء ومن ضمنهم اتباع الديانات الغير مسلمة الآمنين فطالهم القتل والتهجير القسري دون هوادة , حيث اجبر غالبيتهم للهروب الى خارج العراق والبعض الأخر توافد الى الشمال العراقي والذي يدعى اليوم اقليم كردستان العراق والذي يتميز اليوم بالأمن والازدهار أكثر من بقية مناطق العراق , وهنا لابد الإشادة بحكومة اقليم كردستان العراق وبوزير ماليتها الأستاذ سركيس آغاجان ومعه الخيرين لما تقدمه من خدمات ومساعدة في احتضان العراقيين الهاربين من جحيم الطائفية والإرهاب .

وبخصوص موضوعي الذي يتعلق بالفدرالية والحكم الذاتي فمن المهم ان نعود قليلا الى الوراء وتحديدا في بداية السبعينات سيظهر لنا ان اول من طرح مشروع الحكم الذاتي للأكراد في المنطقة كان لأكراد العراق حصريا , وقد اعلنه احمد حسن البكر الذي كان رئيسا لجمهورية العراق , فبالرغم من تشكيك البعض من قيادات الأحزاب في العراق آنذاك بمصداقيته الا انه تقدم به فعقد إتفاقا مع القيادة الكردية المسلحة لإنهاء الحرب بينهما وإعادة الأمن والإستقرار الى شمال الوطن , لكنه لم يستمر في حينه بالشكل المطلوب لأسباب يجلها الكثيرون , لكنه وبعد ان اسقط نظام صدام حسين في 2003 على يد القوات الغازية الامريكية والغاء الدستور العراقي تحقق حلم أكراد العراق بالكامل واستقرت الأوضاع وعم السلام نوعا ما في ربوع الشمال , واعلن رسميا عن قيام "اقليم كردستان العراق" حيث يحضى قادته اليوم دعما دوليا كبيرا بسبب نهجهم العلماني والذي بات ظاهرا من خلال مظاهر التعايش السلمي بين ساكني المنطقة ومن مختلف الأديان .

اما اليوم ولحرصنا الشديد على وحدة وسلامة العراق وشعبه ندعو الساسة المطالبين بالفدرالية او الحكم الذاتي الى الحيطة والحذر والعمل للحصول على ضمانات دولية كالتي حصل عليها اكراد العراق وقبلها عليهم التصدي لكل محاولة لتقسيم العراق حيث ان الفدراليات لن تكون مستقرة وآمنة الا بحماية المركز ووحدة العراق ,حيث ان هناك من يتربص للإنقضاض وافشال اي توجه من شأنه ان يحمي شعبهم , ولست هنا بصدد التشكيك او تثبيط العزائم لكننا نرى ان البعض من القادة لا يضع في حساباتهم اهمية وحدة واستقرار العراق ولا للدور الذي تلعبه ايران وتركيا واسرائيل في المنطقة والذي يتنامى ويحضى باهتمام اميركا , بل اسرعوا باطلاق الدعوات وعقد المؤتمرات والندوات واللقاءات وبدأوها مطالبين بالفدرالية في الجنوب ذات الكثافة السكانية الشيعية وبعضهم طالب السلطة الكردية منحهم الحكم الذاتي في مناطق محددة ذات الكثافة السكانية القومية المسيحية , مستبعدبن ما قد يحدث في المنطقة من متغيرات سياسية , في حين ان البعض الأخر يرى ان هذا التسرع قد يجلب لهم المصائب والويلات والتهميش .

وفيما يخص المطالبين بالحكم الذاتي للقوم المسيحي ضمن اقليم كردستان فقد علمنا بان بعض من القادة الكرد قد تغير خطابهم من المطالبة بالاستقلال الى تقوية حكومة المركز وليس مهما ان عرفنا ان الخطاب الكردي الجديد يدخل ضمن التكتيكات المرحلية , وقد يكون خطابهم الجديد يعبر عن اهمية التعاون مع المركز لأن ذلك سيصب في مصلحتهم ومصالح شعبهم المستقبلية , ونُذكّر ان سجل الإبادة والتهجير وسياسة الأسلمة والتعريب والتكريد التي تعرض لها القوم المسيحي على مر العصور في ايران وتركيا والعراق من مذابح عام 1915 م ومذابح 1933 في سميل , ما زالت قائمة في ذاكرتهم وهي بحاجة الى وقت طويل لنسيانها , كما ان التخبط الأمريكي الحاصل في العراق وعودة ايران وتركيا ومساعي اسرائيل في اعادة رسم خارطة المنطقة من الأمور المهمة التي يجب دراستها من قبل الساسة المهتمين بالفدرالية او الحكم الذاتي قبل كل شئ .

ان المرحلة تتطلب من قيادات الأحزاب القومية المسيحية التوجه لفهم العملية السياسية في العراق والى عدم الاسراع في تحديد المسارات حيث المتغيرات بدأت تظهر وتغيير الخطابات بدأت تتكاثر , وللعلم فقط اشير الى التغيير الذي حصل في خطابات القادة العراقيين عربا وكردا وبالأخص خطابات قيادات الأحزاب الدينية المسلمة , كما يجب دراسة ستراتيجيات دول الجوار في العراق الى جانب المشروع الأمريكي في المنطقة والبحث عن الطرق الأمينة للتقرب والتعاون معها للحصول على ضمانات دولية لحمايتهم , حيث ان الجميع يعلم ان اميركا وحلفائها من بعض العرب والأكراد لعبوا دورا سلبيا في بدايات القرن الماضي اتجاه تطلعات المكونات القومية الصغيرة نحو تحقيق اهدافها في الحرية وفي رسم مستقبلها .

{ في لقاء مع الاستاذ بارام بهرام عضو المؤتمر الأشوري العام من على شاشة فضائية المستقلة مجيبا عن سؤال مقدم البرنامج يتعلق بمطلب الحكم الذاتي للاشوريين , اجاب السيد بارام ...بان الأشوريين هم مع وحدة العراق ولا يسعون الى تقسيمه الى فدراليات متصارعة وغير مستقرة , ان الأشوريين بحاجة ماسة الى حكومة وطنية وديمقراطية تعمل وفق دستور حظاري يحميهم ويقيم العدل والمساومات بين العراقيين دون اسثناء لا اكثر ولا اقل .....!}
اشير هنا بان { البعض } من العراقيين المسيحيين { الأشوريين الكلدان السريان } يعتقدون ان اللجوء الى القيادة الكردية لمنحهم الحكم الذاتي أمر غير منطقي وهو بمثابة مصادرة ارادة العراقيين جميعا حيث ان الارتكاز على موافقة جزء من الشعب العراقي لا يمثل موافقة الاغلبية , وعلى قادتنا عدم نسيان مشروع كيسنجر السابق الذي ايده نائب رئيس اميركا الحالي لتقسيم العراق الى دول في الشمال واخرى في الجنوب وثالثة في الوسط , ولا ادري اين ستكون ارض شعبنا من هذه الجغرافية الجديدة اذا ما تحقق مشروع كيسنجر !

ان الفدرالية او الحكم الذاتي من المشاريع الحساسة وتحقيقها على ارض الواقع ليس سهلا انها بحاجة الى نضج فكري عميق وهذا يتطلب زيادة وعي العراقيين ثقافيا واجتماعيا وسياسيا وقد يستغرق ذلك سنوات من الجهد التربوي والتثقيفي , والا فان الحروب الحدودية والطائفية والقبلية والقومية والدينية سوف تندلع بين مكونات الشعب العراقي دون هوادة ولن تتوقف , ولذلك فاني ادعو كل الساسة المهتمين والمنادين باقامة الفدراليات للبحث عن { السر } الذي أوصل شعوب الاتحاد الأوربي للتعايش والإستقرار والتقدم والإزدهار فقد يكون ذلك درسا مفيدا لهم ولشعوب منطقتنا للعمل بموجبه !

ان البدء بتأهيل شعبنا ثقافيا واقتصاديا وسياسيا واجتماعيا قبل اقحامه في مثل هكذا خيارات هو الحل الأمثل , كما إن غياب الديمقراطية مع شيوع وتسلط  ثقافة الطائفية على المجتمع العراقي خاصة بعد 2003 , ادى الى فقدان الثقة بكل المشاريع والخطط الصادرة من القيادات الحالية , كما ان غالبية العراقيين في عهد صدام الذي ادخل العراق وبضمنه المنطقة الشمالية في حروب متتالية لم يجنوا منه غير الاف الشهداء والارامل والمعوقين الى جانب الفساد والتخلف والتهجير , كما ان ما حدث في العراق بعد 2003 لا يختلف كثيرا عن عهد صدام حيث هو الآخر قد فتح الباب على مصراعيه أمام استبداد اكثر قساوة من قساوة نظام صدام حيث تسلط طرف له اجندة خاصة مصلحية به تملي عليه سياسة المناورة والتملص من الالتزامات الأخلاقية اتجاه العراقيين مما ادى الى انتشار الفوضى والقتل والثأر الطائفي والحزبي وتقسيم المواطنين العراقيين الى تجمعات وفئات قبلية متقاتلة وما نراه اليوم من مأسي شملت الجميع له شبه كبير بمآسي الأمس .

استفهامات كبيرة ، ستظل قائمة اذا ما بقي العراق على هذه الحال المأساوية وان مطلب الفدرالية او الحكم الذاتي لبعض المكونات بحاجة الى تأجيل لحين توفر الذهنية والكفاءة والنزاهة والديمقراطية ومجئ حكومة وطنية خالصة مدنية نزيهة وغير طائفية ولا مرتبطة باحد تعمل على نشر المحبة وانهاء كل اشكال الثأر الطائفي والقومي والديني واحترام حقوق الإنسان , وقبل كل ذلك على المسؤولين والمطالبين بتحقيقها البدء بمشروع بناء مؤسسات تعليمية وتربوية مدنية تديرها كفاءات عراقية خالصة تعمل على تعميق مفهوم الدين لله والوطن للجميع كثقافة وطنية واسلوب عمل يرعى مصالح كل العراقيين...وان كانت "الفدرالية او الحكم الذاتي" بل وحتى تقسيم العراق الى دول كونفدرالية هي الطريق الأسلم والوحيد لشيوع الأمن والسلام والخير والتقدم لجميع العراقيين ويصبح العراق كما هو حال دول اوروبا المتحظرة , فان العراقيين بكل اطيافهم سينتخبونها وسيلونون اصابعهم العشرة بالحبر البنفسجي وليس الاصبع الواحد المنعزل والمرتجف !


















 

82
الحذر ...ان التحالفات يجب ان يكون اساسها الوطنية العراقية!

ادورد ميرزا
اكاديمي مستقل

بات واضحا للجميع بان الغالبية العظمى من العراقيين غير راغبين بحكم الطائفة او الحزب الواحد , واكثر من ذلك فهم تواقون الى بناء دولة مدنية عصرية يشارك فيها جميع العراقيين دون النظر الى انتماءاتهم الدينية او القومية انما ما يميز بينهم هو الوطنية والكفاءة والقدرة على تقديم افضل الخدمات لكل ابناء العراق من الشمال الى الجنوب, ولا يخفى على احد ما ذاقه العراقيون من جراء سيطرة دعاة التقسيم الطائفي والقومي وميليشياتهم على الشارع منذ 2003  , فانتشر الفساد وتم قتل وتهجير العراقيين الوطنيين الأبرياء على الهوية ودون استثاء , ان الشروع باعتماد الوطنية والوداعة والاخلاص لوحدة العراق ورفض التعاون مع كل من يسعى لتقسيم العراق وشعبه الى فدراليات فئوية وطائفية متصارعة هو الشعار الذي اختاره العراقيون اثناء مسيرهم نحو الانتخابات , وهنا اقول للفائزين في انتخابات مجالس المحافظات ....
لقد اختاركم الشعب بعد ان اطلع على برامجكم للمرحلة القادمة وعلى هذا الأساس اعطى الشعب صوته لكم على امل انقاذه من حالة الانهيار الذي اصابه جراء الحرب التي عطلت الحياة بكل معنى الكلمة...., ايها السادة ...ان شعبكم وبروح المسؤولية شارك في هذه الانتخابات فعبر بذلك عمليا رفضه لكل القوى الداعية الى تقسيم العراق الى طوائف واثنيات متصارعة , كما اعلن دعمه لكم وللداعين للمصالحة الوطنية وتقوية حكومة دولة القانون .
ان ما اخشاه هو سعي هذه القوى التي لم تحقق نجاحا في الانتخابات الى استمالة القوى الفائزة بعقد تحالفات معها بقصد خروجها من المأزق التي آلت اليه نتيجة خسارتهم الحادة في الانتخابات كمرحلة لاعادة التوازن الذي يمكنهم بالاستحواذ مرة ثانية على المراكز السلطوية التي قد يفقدونها, وهنا بات لزاما ان ننبه كافة الذين طرحوا مشروعهم الوطني والديمقراطي وفضحوا الطائفيين والعنصريين وسراق أموال الشعب وكشفوا المتعاونين مع دول الجوار التي تريد سوءا بالعراق , ان لا تغرهم المناصب والمصالح الضيقة ويعقدوا التحالف مع من اساءة لشعب العراق ولوحدة اراضيه, وعليهم تقدير خطورة ذلك وانعكاسه على مستقبلهم السياسي والاجتماعي امام العراقيين الذين وثقوا بشعاراتهم الوطنية والعلمانية وانتخبوهم املا في انقاذهم من حالة البؤس والظلام التي عاشوها طيلة السنوات الست .
لقد تردد على مسامع غالبية الناخبين العراقيين ان بعض من اعضاء الكتل الخاسرة تصرح بان هناك تحالفات قادمة مع قوى وطنية وعلمانية حققت فوزا ساحقا في الانتخابات بالرغم من ان غالبية الكتل الفائزة نفت حصول مثل هكذا تحالفات , وبهذه المناسبة فاني ادعو كافة رؤوساء الكتل والشخصيات السياسية العراقية الى التأني في اختيار التحالفات لأن التحالف ليس بالضرورة ان يكون نافعا على طول الخط .
ان الانتخابات التي جرت في العراق ما زالت في طور البناء وهي وبهذا الشكل غير مفهومة من قبل غالبية الناخبين , ان البدء بتثقيف الشعب حولها امر في غاية الاهمية , وعليه فان كل ما يبنى او يؤسس في ظل عدم ادراك وفهم لمعنى الانتخابات واهدافها , سيكون فاشلا لأن الانتخابات في هذه الحالة ستعتبر تدبيرا من قبل البعض المتنفذ للبقاء في سدة الحكم , وعليه فاني اعتقد بان الحل الذي سيعيد العراق وشعبه الى الاستقرار لا يمر من خلال ممارسة الانتخابات فقط , حيث ما زال الكثيرين لا يقدرون اهميتها بل ولا يعيرون لها اهمية مستقبلية وان كانت في عنوانها تعبر عن التحظر والشفافية والديمقراطية , حيث يرى الكثيرين ان هذه الانتخابات بالذات تخفي وراءها مآرب كثيرة لا تخدم وحدة العراق وتطور شعبه , ان الحل الحقيقي يكمن في ..البدء بتغيير شامل في هيكلية الحكومة وايقاف العمل بالدستور وبالقوانين التي استحدثت وبضمنها الغاء كل الهيئات والمؤسسات التي اسست بعد اسقاط النظام , وتشكيل حكومة من الداعين الى دولة القانون لتسيير شؤون البلد لحين عقد مؤتمر تحضره شخصيات معروفة مستقلة ومن اصحاب الكفاءات للتحضير لإجراء انتخاب برلمان عراقي جديد على اساس ترشيح فردي وليس على اساس قوائم تقدمها نفس الأحزاب السياسية والدينية كما حصل في السابق , على ان يكون المرشحين حصريا من اصول عراقية ومن سكنة العراق الدائميين , ومعروفين بتوجهاتهم الديمقراطية الرافضة للتغليب الطائفي او العنصري , اننا لا نشكك في وطنية احد ولكننا رأينا ولمسنا على الواقع بان جميع الحكومات التي فرضت هيمنتها على الشعب العراق منذ 2003 ولحد اليوم لم تجلب لشعب العراق غير القتل والتهجير والفساد والمحاصصة البغيضة وسلب المال العام وفسح المجال لمخابرات دول الجوار التي تريد سوءا للعراق بالتدخل في شؤون العراق الداخلية , وتهميش المكونات القومية ومنهم اتباع الديانات المسيحية والمندائية والازيدية والشبك , وما دام هناك نفس عراقي مؤمن بالديمقراطية ولبناء دولة القانون فما المانع اذن من استبدال السيئين والفاسدين باخرين عراقيين وطنيين ومخلصين ومحافظين على امن البلاد وسلامة وحدة شعب العراق , لينعم العراقيين بكل مكوناتهم بالأمن والعيش الرغيد على كامل ارض العراق .
وختاما نقول ..لكل من يهمه استقرار العراق ..ان تسخير وسائل الإعلام العراقية الرسمية والشعبية وكافة تجمعات المجتمع المدني لنشر ثقافة التسامح ومد يد الأخوة والمحبة وصفاء النية ونسيان الماضي لكل من لم تتلطخ يداه بدماء العراقيين وفتح صفحة جديدة من الأمل والعمل الصادق لخدمة كل الشعب العراقي , والغاء كل المظاهر الإعلامية ذات التوجه الطائفي والمذهبي والتوجه لإشاعة ثقافة جديدة مبنية على اساس المصالحة الوطنية واعتبار العراق وطن الجميع ولا اكراه في الدين , كما ان استمرار الحياة الطبيعية على ارض العراق كما يتصوره العراقيون لن يتحقق الا باشاعة الثقة والطمأنينة بينهم خاصة اذا ما علمنا بان شعب العراق متنوع الانتماءات الدينية والقومية .
نتمنى ان يرى العراقيون الرجال القادرون على الابتعاد عن التخندق الطائفي والمذهبي والقومي  العنصري ويسترجعون الحياة الطبيعية والآمنة لشعب العراق ..انهم بانتظارهم ؟
 شباط 2009

83
انتخابات تيتي تيتي مثل ما رحت جيتي



ادورد ميرزا
اكاديمي مستقل

بات البعض من الذين جرفهم التيار الذي ضرب العراق واحدث شرخاً في عمقه الحضاري والتأريخي والقومي , يطلون علينا اليوم عبر الفضائيات مموهين المشاهدين بمظهرهم الإيماني والروحاني المتميز , ويدّعون باعلى صوتهم شجاعتهم وحرصهم الشديد على العراق والعراقيين ! في حين انهم ليسوا كذلك قبلا ولا بعد توليهم مناصبهم لحكم العراق وصولا الى ما قبل ايام من انتخابات مجالس المحافظات , مناصبهم تلك كان يجب ان تكون لعراقيين اُصلاء ممن يمتلكون ضميرا ايمانيا حقيقيا وطنيا حيا يقف يدا بيد مع العراقيين لمساعدتهم في مآسيهم دون تمييز طائفي او مذهبي او قومي , وليس غريبا اذا قلنا ان الغالبية من الذين يدعون مسؤوليتهم عن ادارة شؤون العراقيين اليوم لا هم لهم ولاغم سوى ملئ جيوبهم وتثبيت مصالحهم المرتبطة بايدلوجيتهم والتي لا تتلاقى مع الايدلوجيات الوطنية اطلاقا, وهذا ما يؤكده العراقيون من داخل الوطن وتشير اليه دائما وسائل الإعلام .
وقبل ان نعطي رأينا في الانتخابات التي اعلنتها الحكومة العراقية والتي يدعي فيها جميع المرشحين احتمال تزوير نتائجها وهذا ما يمكننا اعتباره لعبة خبيثة خاصة اذا ما علمنا بان غالبية المرشحين غير مؤهلين لنيل شرف المساهمة في مجالس المحافظات , اما اللعبة فتكمن كالأتي ..ففي حالة فشل احدهم بالفوز لعضوية احدى المحافظات سيعود نفسه ليعلن ...{ بانه كان عارفا حين صرح بان الانتخابات سيشوبها التزوير } ...الله يكون بعون العراقيين المساكين , وهنا لا بد ان اقول بان التغيير المفاجئ الذي حدث في بنية العراق السياسية والاجتماعية لم يكن ناجحاً ولا منصفاً للعراقيين , لأنه فسح المجال لبعض من ضعاف النفوس ان يتمكنوا من الوصول الى سدة الحكم , اوليس الذين جاءوا واحتلوا سلطة الحكم لم يظهروا لنا ما يدل على حرصهم  على الشعب الذي انتخبهم في اول انتخابات اعترفوا بها هم انفسهم على انها كانت انتخابات شابها التزوير وغير نظيفة, اوليس انقسام العراقيين الى طوائف ومذاهب متناحرة وبروز الحقد والثأر ليحل محل الألفة والمحبة كانت بسببهم وتوجههم الطائفي والفئوي , لكن الأغرب والعجيب في الأمر ان المسؤولين الجدد وهم قابعين في القبو الأخضر يطلّون علينا اليوم وقبل الانتخابات وبالتناوب وعبر وسائل الإعلام معلنين اخلاصهم وتألمهم وحزنهم على ما حصل ويحصل في العراق وكأنهم غريبون على ما حصل لشعبه, اما الأعجب فهو ذلك يصدر من الذي يدعي الايمان زورا بتبنيه الديمقراطية , فيعلن اليوم وقبل الانتخابات ان الجرائم والعنف الطائفي والقتل على الهوية وسرقة الأموال كلها جرائم من تدبير جاءنا من خارج الحدود , غاضاً النظر عما قامت به الميليشيات التي في غالبيتها تابعة لأحزابهم الحاكمة , اما تهجير العراقيين وجرائم الخطف والابتزاز كما يدعي هذا المؤمن فهي من تدبير الملحدين والكافرين من ازلام النظام السابق المتعاونين مع تنظيم القاعدة وهي كليشة مشروخة لطالما سمعناها , كل هذا الدمار والخراب حصل وهو ما زال يعلن جهارا انه في حالة انتخابه سيجعل العراق جنة وشعبه اغنى وارفه شعوب الأرض .

نقول ان العراق وشعبه وقبل استحواذ صدام حسين على السلطة  سنة 1979 كان يعيش حياة مستقرة وآمنة تحت سلطة القانون ويملك اقتصادا متطورا وقويا وجهازا تربويا وتعليميا عال المستوى وجهاز أمن وشرطة وجيشا مدربا وطنيا وشجاعا شهد له العالم باسره حتى ان منظمة اليونيسيف اثنت على جهود العراق ونشاطه في مجال التربية والتعليم ورعاية الأسرة والطفولة ومحو الأمية ...فقد كان العراق منذ 1968 لغاية 1979 ناشطا ضمن المجتمع الدولي ومساهما في بناء وتطوير مؤسساته وعلى كل الأصعدة , كما لا يخفى على احد ان الدينار العراقي قبل استحواذ صدام على السلطة كان يعادل اكثر من ثلاث دولات , بمعنى ان القدرة الشرائية للمواطن العراقي كانت جيدة وفي مسيرة تصاعدية !

كما نشير بامانة ان ما تحقق في العراق من أمن وتطور كان سببه التنوع والتحابب المذهبي والطائفي حيث كان سمة يتميز بها المجتمع العراقي ,كما كان يوصف بشعب الحضارات , ان الدولة العراقية لم تؤسس على اساس ديني او قومي طيلة مسيرتها بل على العكس فقد كان يتواجد في كل مفاصلها الوظيفية المدنية والعسكرية المسلم والمسيحي والصابئي واليزيدي بمختلف مذاهبهم وقومياتهم , وكانوا يعملون بجد واخلاص كخلية النحل يتقاسمون العيش بالتساوي ومشاركين في السراء والضراء , ولا يتميز احدهم على الأخر سوى بمدى أمانته وحسن أداءه , كما ان العراق كدولة وشعب وفي تلك الفترة كان اكثر أمانا وانضباطا من كثير من الدول وخاصة المجاورة والسبب لكونه يمتلك قضاء وقانونا عادلين ومستقلين , وقد بقي الشعب محافظا على حماية هذا التنوع الى ان حلة الكارثة في 2003 . 

لكننا وما زلنا نقول الحقيقة ...ان ادارة دولة العراق انحرفت عن مسارها الطبيعي بعد استلام صدام زمام الزعامة في العراق سنة 1979 حيث تعمقت في عهده ألعشائرية والمحسوبية والحزبية وبات العراقيين مرغمين على الانتماء لحزب البعث فزاد الرعب وانحسر الاطمئنان بين ابناء الشعب , كما ان ازمة المشاكل مع جيرانه ازدادت فكان من الممكن حلها بالطرق السياسية والدبلوماسية وبروح المسؤولية في سبيل ابعاد الشعب عن المآسي , فلو كان صدام ذا عقلية سياسية متطورة تضع مصلحة العراق وشعبه وصيانة منجزاته ومكتسباته فوق اي اعتبار لما اقحم العراق في حروب طاحنة راح ضحيتها مئات الالاف , لكنه تبين انه غير ذلك ولم يستطع التخلي عن بدويته وعصبيته القبلية مما اضعف قدرته على تحليل لعبة اميركا السياسية في المنطقة ... فسرعته في اتخاذ قرار الوقوف بوجه مشروع الخميني لتصدير ثورته الإسلامية الى المنطقة العربية من خلال بوابة العراق كان خطأ فادحاً , فاشتعلت الحرب مع ايران والتي حصدت مئات الالوف من القتلى والجرحى والمعاقين من كلا الطرفين ...وبعد انتهاء الحرب لم يتعظ صدام من اخطائه , فقد اعتقد انه انتصر على قبيلة ايران فاقام الإحتفال { بهلهلة البنادق } كما كانوا الأقدمين يحتفلون اثناء غزواتهم , فبالرغم من معرفة الكثيرين انه تلقى دعما امريكيا مباشرا في هذه الحرب , لكنه توجه لغزو الكويت ضاربا بذلك كل الاعراف والقوانين التي تنظم العلاقات الدولية, { وسيبقى سر تورطه واسباب غزوه للكويت غامضا }  .

لقد دفع بالعراقيين في حروب لا هدف لها سوى الهلاك فبدل ان يقاد العراق الى حياة هادئة ينعم فيها العراقيون بالأمان والخيرات ,قاده الى محرقة الموت , وهنا نؤكد ان مسؤولية ما لحق بالعراقيين يتحملها صدام شخصيا والبعض ممن عمل حوله فقط وفقط لا غير !
وهنا يجب القول .... هل يعقل ان يُستبدل زعيم دكتاتوري ليحل محله زعماء اكثر اخطاءا وفسادا وعنفا وطائفية وتزويرا للحقائق , والطامة الكبرى انهم هم يعترفون بذلك , وهل يعقل بان الديمقراطية التي وعدنا بها الأمريكان هي تقسيم الشعب الى قوميات وطوائف متناحرة تتقاتل فيما بينها للحصول على مكاسب آنية .
خلاصة ما نقول ان الانتخابات وكل ما يتعلق بسياسة الحاكمين الجدد فانها لا تعبر عن منهج ديمقراطي شفاف وعليه فان كل ما يبنى او يؤسس في ظل هؤلاء فهو ضحك على الشعب المسكين وعليه فاني اعتقد بان الحل الذي سيعيد العراق وشعبه الى الاستقرار لا يمر من خلال هؤلاء الحاكمين ولا من خلال نمط انتخاباتهم التي لا تجدي نفعا انما الحل يكمن في ...

اولا ..حل الحكومة وايقاف العمل بالدستور وبالقوانين التي استحدثت وبضمنها الغاء كل الهيئات والمؤسسات التي اسست بعد اسقاط النظام , وتشكيل حكومة طوارئ مؤقتة لتسيير شؤون البلد لحين الدعوة لعقد مؤتمر تحضره شخصيات معروفة مستقلة ومن اصحاب الكفاءات للتحضير لإجراء انتخاب برلمان عراقي جديد على اساس ترشيح فردي وليس على اساس قوائم تقدمها الأحزاب السياسية والدينية كما حصل في السابق , على ان يكون المرشحين من اصول عراقية ومن سكنة العراق حصريا , ومعروفين بتوجهاتهم الديمقراطية الرافضة للتغليب الطائفي او العنصري .

ثانيا .. سن قانون تشكيل الاحزاب ووضع شروط حظارية متمدنة لتشكيلها تتناسب مع التطور البشري نحو السلام والديمقراطية بعيدا عن التحزب الطائفي او الأثني .

ثالثا..تقوم حكومة الطوارئ بتسخير وسائل الإعلام العراقية الرسمية والشعبية وكافة تجمعات المجتمع المدني لنشر ثقافة التسامح ومد يد الأخوة والمحبة وصفاء النية ونسيان الماضي لكل من لم تتلطخ يداه بدماء العراقيين وفتح صفحة جديدة من الأمل والعمل الصادق لخدمة كل الشعب العراقي , والغاء كل المظاهر الإعلامية ذات التوجه الطائفي والمذهبي والتوجه لإشاعة ثقافة جديدة مبنية على اساس لا اكراه في الدين وان { الدين لله والوطن للجميع } .

واذا ما ارادت القوى السياسية الوطنية الفاعلة في العراق التوجه لإحلال السلام والإستقرار من خلال حكومة وطنية وبرلمان منتخبان بكل نزاهة وشفافية وكفاءة فالحل ليس بصعب انه يكمن في ما ورد في اعلاه.... والله من وراء القصد !
 

84
العراق حررته اميركا من الحكم الدكتاتوري فالقت به في احضان مجموعات واحزاب دينية وقومية عنصرية كان لها مواقف عدائية مع نظام صدام حسين , هذه المجموعات كان هم بعضها تحقيق مصالح احزابها العنصرية وبعض آخر كان لها اهداف طائفتها المرتبطة باحدى دول الجوار , وكل ما اشيع عن احلال الديمقراطية هو ضحك وكذب مارسته اميركا مع حلفائها لانجاح حربها على العراق لا اكثر ولا اقل .

85
شّماعة... الدوافع السياسية


ادورد ميرزا

ان بعض ما يصدر من اجابات على لسان بعض المسؤولين العراقيين حين يسألون عن قضية تمس حياة ومستقبل العراقيين غريبة وعجيبة حقا, فاجاباتهم في غالبيتها غير مقنعة بل واحيانا كثيرة غير صادقة , ولا ادري لماذا هذا الاستخفاف بعقول السامعين... , فبالأمس كنا نسمع الناطق الرسمي باسم الحكومة العراقية وهو يصرح بامور ليس لها وجود على الارض خاصة فيما يتعلق بالوضع الامني او الفساد المتفشي في اجهزة الدولة , وكما رصده بعض المتابعين فانه يتهرب من الاجوبة التي لها علاقة بتورط احدى دول الجوار في اعمال العنف في العراق , وفي كل الاحوال فقد تعود العراقيون على محصلة تصريحاته والتي في غالبيتها غير حقيقية , وبات مؤكدا لدى غالبية العراقيين بان السيد الناطق مستعد لالغاء او تحريف اي كلام لا يصب في مصلحته ومصلحة الحكومة .

موضوعي اليوم هو دخول جملة جديدة على خطابات المسؤولين سواء كانوا مشاركين في الحكومة او اعضاء في مجلس النواب انها جملة { ان القضية وراءها دوافع سياسية }....ولكثرة تكرار هذه الجملة من قبلهم فقد باتوا يعتقدون بان هذه الجملة هي الحجة المناسبة للافلات من جواب لسؤال يراد من وراءه كشف المتورطين في دعم الفشل السياسي والانفلات الأمني الذي يعصف بالبلد .
فجملة { ان القضية وراءها دوافع سياسية } جملة حديثة الاستخدام بين اعضاء الحكومة والبرلمان العراقي , ويمكن تشبيهها كالشماعة , حيث يعلقون عليها حججهم كلما اخفقوا في حل معضلة يكونون طرفا فيها , فبالأمس كانت هناك حججا اخرى حيث ان كل جرائم القتل والاختطاف والنهب والتدمير والمفخخات كانت ترمى على عاتق تنظيم القاعدة وازلام صدام والميليشيات الكردية والشيعية والسنية وجيش القدس وجيش المهدي والمجموعات الخاصة وغيرها ... اما اليوم فاننا نسمع عن ان القتل والتهجير والاختطاف قائم نتيجة لدوافع سياسية , هكذا هم يقولون !

ويقولون بان القتل والتهجير في البصرة او الموصل او كركوك .. ..وتهريب النفط ...وحرق الكنائس وتدمير المساجد والجوامع ...واختطاف واغتصاب النساء ..كلها جرائم تقف وراءها دوافع سياسية......هل يصدق احد عاقل بان .كل هذه الجرائم والمفاسد والتي يصفها غالبية المسؤولين على انها تقع بدوافع سياسية ..فهل يستحق البشر في العراق ان يقتل ويهجر تحت مقولة هذه الجملة.. جملة ..بدوافع سياسية !!

وانا اتابع احدى الفضائيات وهي تعرض تقريرا من مراسلها في مدينة الموصل يشير فيه واصفا الوضع الامني في الموصل على انه ما زال خطيرا جدا وان الارهابيين وفرق الموت والأسايش والميليشيات الكردية وقوات الأمن العراقية والمجاميع الخاصة متواجدة ومتداخلة وتنتشر في شوارع وازقة المدينة بشكل وكأنهم مجموعة امنية واحدة , لكن عملها ومهماتها غير مفهومة , ولا احد يعرف من اهل المدينة من هي الجهة الرسمية الأمينة التي يستطيعون الاستنجاد بها , ولا يستطيعون ايضا التعرف على الجهة التي تقف وراء جرائم القتل والتهجير والتي تعصف بالمسيحيين واليزيديين والشبك يوميا , فالجميع يجوبون الشوارع مججين بالسلاح وان سياراتهم وهي تحمل بمكبرات الصوت تشاهد علانية في الشوارع معلنة ما طاب لها من خطابات ترهب الناس, وبالرغم من ان مراسل الفضائية اعتمد في تأكيده وتشخيصه لحالة فقدان الأمن , من خلال معايشة شخصية وجولات يومية مضافا لها ما يصله من معلومات من اهالي مدينة الموصل وضواحيها والتي باتت تعرف بسهل نينوى , كما ان ما تتناقله وسائل الاعلام المختلفة حول الجرائم في الموصل دليل حقيقي يضاف الى جهد هذا المراسل , ولا يفوتني ان اذكر بان احد اعضاء الكتلة العربية في البرلمان العراقي اتهم الأسايش والميليشيات الكردية في قتل وتهجير المسيحيين وغيرهم من الأقليات لدوافع سياسية ايضا , في حين رفض ذلك الاتهام احد نواب التحالف الكردستاني جملة وتفصيلا , وبين هذا وذاك ضاعت الحقيقة وتبقى الأقليات هي الضحية الصامتة !!....والغريب ان السيد الناطق باسم وزارة الدفاع يصر على ان الأمن في الموصل مستقر ولا وجود لأي قتل او تهجير وان كل ما يجري هناك هو بدوافع سياسية , ...وعند سؤاله عن سبب تواجد الأسايش والميليشيات الكردية في الموصل , قيجيب ان وجودهم يساهم في استقرار الوضع الأمني , وان كل القوات الأمنية في الموصل يُشرف عليها مركزيا من بغداد ومن ضمنهم الميليشيات الكردية .....اخي السيد الناطق باسم الدفاع حفظك الله ورعاك .... اي دوافع سياسية هذه ؟؟...الناس يرهبون ويقتلون ويشردون وتدمر مساكنهم ومعابدهم وتسرق اموالهم وتنهب وتحرق دورهم واملاكهم كل هذا الذي يحصل وتقول بان من وراءه دوافع سياسية ..., بالله عليك هل سيصدقك اهالي الموصل المساكين وايتام الشهداء والمهجرين والمرعوبين والمنهارين والمعذبين والمعاقين من جراء جراحاتهم على ان كل ذلك يحدث بدوافع سياسية ...ان كان كل هذه الجرائم تقع بدوافع سياسية لماذا اذن لا تعلن الحكومة الجهات المتورطة في قتل الأبرياء وخاصة الأقليات في الموصل , ولماذا لا تعترف الحكومة بانها غير قادرة على حماية ارواح المواطنين والسيطرة على الوضع الامني ,...هل يعقل ان الحكومة غير جادة في كشف من يقف وراء جرائم قتل مواطنيها ...والسؤال الذي خطر ببالي وانا اكتب هذا المقال ..هل يمكنكم اعتبار ما قام به الصحفي منتظر الزيدي بقذف السيد بوش بحذائين جاء بدوافع سياسية ايضا ليبرر عمله ... !!!
سيدي الناطق باسم الدفاع ان كانت الحكومة غيرقادرة للتصدي للارهابيين وللميليشيات الطائفية او العرقية او عصابات المجاميع الخاصة او الخارجين عن القانون بامكانك تبرئة ذمتك واعلان استقالتك عن منصب الناطق باسمها , ان شعب العراق وتحديدا اهل الموصل بكل مكوناتهم المنكوبة بحاجة الى قيادة جريئة تكشف لهم الجهات التي تقف وراء كل هذا القتل والتهجير في الموصل , نعم هم ليسوا بحاجة الى التبرير وتعليق كل هذه الجرائم على شماعة الدوافع السياسية ...لأن الحقيقة على الارض واقعة وواضحة وضوح الشمس وهي حالة طارئة على اهل الموصل وما حولها , فاهل العراق والموصل خاصة مرعوبون لهذه الصورة البشعة للعنف الغريب الذي ضرب وطنهم واهلهم .....ندعوك وندعوا المسؤولين عن وزارة الدفاع والداخلية باسم شرف العسكرية وقسمها وباسم الانسانية والطفولة , كما وندعوا السيد نوري المالكي رئيس الوزراء المؤقر والذي تغيرت مواقفه وبدء بنشاط قائدا جسورا وجريئا لا يقبل ظلما يقع على عراقي مهما كان دينه وقوميته..كما ندعو السيد مسعود البرزاني رئيس اقليم كردستان ايضا .. ندعوكم جميعا ان تكشفوا الحقيقة عن الذين يقفون وراء جرائم قتل وتهجير الأقليات من المسيحيين واليزيديين والشبك وخاصة في الموصل , ونطالبكم باحالة المتورطين امام القضاء علنا لينالوا جزاءهم كما نالها قبلهم زمر وعصابات النظام الدكتاتوري السابق , ونذكركم بان بعض المسؤولين في الحكومة قد اعترفوا بانهم على دراية تامة ومعرفة اكيدة بالجهات المتورطة بهذه الجرائم ولكنهم في نفس الوقت اعتذروا عن الافصاح عنها والحجة ايضا لدوافع سياسية ...فالى متى يستمر قتل وتهجير الأقليات وترهيب العراقيين بحجة الدوافع السياسية , اذكر حكومتنا المؤقرة فقد .. { اصدرت لجنة حكومية أميركية يوم الثلاثاء إن العراق الآن أحد أكثر المناطق خطورة على وجه الأرض بالنسبة للاقليات الدينية متهمة زعماء العراق بالتسامح تجاه الهجمات على المسيحيين واقليات أخرى }... انتهى النص

ان الأمانة والوفاء للمبادئ وللعقيدة الدينية والقومية والانسانية يجب ان لا يغفل عنها القادة المخلصون المؤمنون , لأن التأريخ لا يرحم .
استاذ جامعي مستقل 

86

اقتراب موعد تقسيم العراق

ادورد ميرزا
   
لا شك في ان الانتخابات ممارسة ديمقراطية تتيح للفرد الفرصة في ان يتقدم بمؤهلاته الأكاديمية او السياسية او الاجتماعية للترشيح في الانتخابات والتنافس مع من مسموح له ديمقراطيا ايضا بالترشيح للفوز بمنصب يتيح له من خلاله خدمة المجتمع .
لكن المؤسف بان كل الدلائل في ممارسة الانتخابات العراقية تشير الى عدم توفر عنصر الديمقراطية وصفة الكفاءة , لأن بعض الكتل المتنفذة بدأت باستعمال المال كوسيلة لكسب الاصوات حيث تبين ان هذه الكتل اصبح لها رصيدا عاليا من المال بحيث باتت لا تعتمد على مساعدات الحكومة في دعايتها الانتخابية , ولا يخفى على احد الضرر الذي سيلحق بالمستقلين حيث ستكتم اصواتهم بشكل او بآخر , وبالرغم من اننا على يقين بان هذه الانتخابات لن تمر دون تزوير وشراء للاصوات بالمال والمغريات فاننا رغم ذلك نطالب الحكومة بتوفير الأجواء الملائمة مع توفير الدعم المالي اللازم والمشروع للكتل الوطنية والمستقلة لمساعدتها في تحمل تكاليف الدعاية الانتخابية ولاثبات وجودها , لقد تناقلت وسائل الاعلام سير الدعاية الانتخابية منذ ايامها الاول وفي معظم المحافظات حيث تخللتها تمزيق لصور الناخبين والتشهير على الجدران والتهديد والترهيب باستخدام الورقة الدينية اضافة لاغراء الناخبين بالمال الذي اصبح متاحا لدى بعض الاحزاب الحاكمة .

ان من يعتقد بان الانتخابات ستكون ديمقراطية وشفافة وان نتائجها ستكون مرضية للشعب العراقي فهو واهم لأن العقلية الحاكمة والمتنفذة والمسؤولة عن سير الانتخابات في الشارع العراقي ما زالت هائمة في عشق السلطة وغير مستعدة لقبول الرأي الآخر , كما ان رائحة الكراهية والعداءات والحقد والثأر ما زالت على حالها تعشعش في رؤوس بعضها , كما ان مفهوم الديمقراطية اصلا ما زال غريبا على ايدلوجية غالبيتها . 
ان العراقيين المخلصين من قادة الكتل والأحزاب الدينية والقومية والعلمانية مسلمون او مسيحيون وغيرهم مدعوون ان ينتبهوا ويكشفوا عن نوايا وعن ما يخبأ وراء هذه الانتخابات , كما انهم مطالبون بالوقوف ضد كل ما يطرح من مشاريع وبرامج تسعى لتقسيم العراق الى اقاليم طائفية وعنصرية بغيضة , وعليهم التأكيد بان ما يحتاجه العراقيون اليوم بعد ان فشل الحاقدون والارهابيون في اشعال الحرب الأهلية هو اشاعة ثقافة التوحد والحفاظ على سلامة التعايش بين المكونات الدينية والقومية , اما الدعوة الى انتخابات او استفتاءات يُشم منها رائحة التمييز الطائفي او القومي بحجة الانتعاش الاقتصادي واحلال الأمن والاستقرار فهذا يعني ان هناك من يريد العودة بشعب العراق الى عصر الجاهلية وعصر صراع القبائل والعشائر من اجل التسلط والسطو ونهب الآخر !
ان الانتخابات بالشكل الذي يعد تقسيمه على اساس ديني او طائفي او قومي فانه احد الطرق التي ستؤدي الى تقسيم العراق , وان تحقق ذلك لا سامح الله فانه سينعكس سلبا على المكونات الصغيرة والأصيلة المتواجدة على ارض العراق ومنهم اتباع الديانة المسيحية والصابئية واليزيدية والشبكية , ان هذه المكونات لم يكن في ذهنها يوما ان يصل العراق الى هذا الحال التقسيمي المزري , واود ان اشير هنا بان تسمية { الكلداني الأشوري السرياني } قد اُعتمدت في المحفل "السياسي" العراقي بعد غزو العراق عام 2003 كتسمية تشمل المسيحيين فقط , باعتبار ان { الكلدان الأشوريين السريان } هم شعب تأريخي اعتنق المسيحية وله مقومات تجعله ان يكون قومية واحدة فالدين و الأرض و العادات والتأريخ هما قواسم مشتركة لهذه القومية وان هذه القواسم مجتمعة تشعرهذا المكون بانه انهم ينتمي لقومية واحدة ..وهذا ايضا شكل جديد من اشكال التقسيم القومي في العراق ! ....ولكني هنا اشد على يد كل من يستطيع ان يختصر تسمية { الكلدان السريان الاشوريين } الطويلة في كلمة قومية واحدة تصف عظمتهم التأريخية وارثهم الحضاري والانساني والذي استمر يتعايش ويتفاعل مع القوميات الأخرى منذ الاف السنين على ارض بين النهرين "العراق" ..اتمنى ان يتحقق ذلك !

ان وحدة ارض وشعب العراق في ظل حكومة ديمقراطية كفوءة ونزيهة هي الضمانة الأكيدة لخير ولاستقرار شعب العراق , لذلك ارى ان تقسيم العراق سيشكل خطرا على امن وسلامة الجميع حيث ان احتمالات اسغلاله من قبل ضعاف النفوس واردة خاصة اذا ما علمنا ان غالبية الشعب العراقي بكل مكوناته ما زال يعشعش في ذاكرته ظلم التمييز السياسي والطائفي والقومي والديني , فشعب العراق بحاجة الى تعزيز وحدته لا الى تمزيقه الى كتل , كما ان الثقافة التي توحد العراقيين باتجاه بناء العراق الجديد والدفاع عنه هي التي يجب ان نعمل من اجل ترسيخها في ذهن العراقي !
ولكن وبالرغم من ان مشروع تقسيم العراق يسير وفق مخططه كما نوهت عنه في مقال سابق , فاني اليوم اعيد تأكيده خاصة بعد ان اعلنت القيادة الأمريكية بان انسحاب الجيش الأمريكي لن يكون كاملا من المدن وفق الاتفاقية الأمنية , الى جانب دعوة بعض السادة الشيعة في المحافظات الجنوبية عن فكرة اقامة اقليم البصرة , وما يحدث اليوم في البصرة من تحركات وكلام ودعاية قبل الانتخابات دليل على ذلك , ان هذه ما هي الا اشارات تمهد لقيام الفوضى المعدة مما سيتطلب قيام الحكومة بالطلب من السلطات الأمنية في المحافظات الشمالية والوسطى والجنوبية للتحرك لاعلان تأييد قيام الاقاليم بحجة السيطرة وضبط الأمن وذلك لعدم قدرة الحكومة المركزية في بغداد على حماية مواطنيها , وهذه بالطبع هي الطريقة المشروعة لتنفيذ ذلك دستوريا .
ان شعب العراق ومنذ زمن بعيد عاش موحدا لا يعرف شيئا عن التقسيم الطائفي والمذهبي والقومي , وسبق وان قلت ان من لا يعرف شيئا عن تأريخ ومكونات شعب العراق عليه ان يسأل اي عراقي من الشمال حتى الجنوب عن جوهر شعب العراق , لقد كان منتسبي الجيش والشرطة والوزارات وجميع مؤسساتها وفي اعلى المناصب كانوا من المسلمين والمسيحيين بكل مذاهبهم ومن الصائبة واليزيدية والشبك والأرمن واليهود , ولم يكن في حسبان احد ان فلان شيعي وفلان سني وفلان كلداني وسرياني وفلان مسيحي اشوري وفلان كردي فيلي او كردي سني وفلان صابئي او فلان يزيدي او شبكي , فالجميع كانوا يتفاخرون بانهم عراقيون , ان المساس بوحدة اطياف هذا الشعب جريمة تأريخية وغير انسانية وسيعرض وجودهم الى استمرار نشوب صراعات دينية وقومية وكراهية لن تزول ابدا .
ان كل ما يحتاجه العراقيون اليوم هو انتخابات وطنية مبنية على اساس الكفاءة والوطنية تنبثق عنها حكومة وطنية وبرلمان غير طائفي او عنصري وغير تابع لأحد , حكومة نزيهة تحترم كل الاديان وتحترم العلمانية , حكومة علمية وسياسية وادبية منتخبة تحظى باحترام الجميع اقليميا وعربيا ودوليا , نتمنى ان يتحقق ذلك ...ترى اليس ذلك من اهداف اميركا في العراق ؟

استاذ جامعي مستقل

87
سلامات ونحمد الرب على كل شئ وندعوه برعايته والشفاء العاجل للاستاذ القدير نينوس بثيو وزوجته المصون رومي ومرافقيه ..
ادورد ميرزا
السويد

88
بعد الاتفاق مع اميركا....تحليل وتوقعات
ادورد ميرزا

قبل دعوة مجلس النواب العراقي للتصويت بنعم او لا على الاتفاقية الأمنية مع اميركا والتي تغير اسمها الى اتفاقية انسحاب القوات , دار حولها الشكوك والظنون بين رافض لها ومؤيد , وليس مهما ان نتعمق الأن في لماذا الاتفاقية وما هي اهدافها , ولكن ولقول الحقيقة فان اي شكل من الصداقة والتعاون مع اميركا هو من صالح تقدم ورفاهية الشعب العراقي , ولكن الذي يخيف العراقيين هو ما بعد هذه الاتفاقية مع اميركا , ان تقسيم العراق هو المصلحة الامريكية الاولى وهو الهدف الذي سبق وان صرح به العديد من المسؤولين الأمريكان , ولذلك وفي كل الاحوال على العراقيين البحث والتحليل فيما سيحدث من احتمالات بعد موافقة مجلس النواب على بنود الاتفاقية, لقد تابعت الكثير من التحليلات والتصريحات المتعلقة بالاتفاقية , وشاهدت مع الملايين وعبر الفضائيات مشهد الفوضى والهرج والمرج داخل مجلس النواب المشكل على اساس طائفي وفئوي , مشهد اعادني الى تشكيلة مجلس الحكم الذي عزز التقسيم الطائفي والفئوي بين الشعب فاغرق الوطن في الدم  ..لقد اجاد الأثنين عملهم واتقن المخرج توزيعه الادوار , ان مشروع تقسيم العراق قائم منذ تشكيلة مجلس الحكم , ولكن البدء بتنفيذه جاء على لسان رئيسه السيد محمود المشهداني ..نعم ..بالاغلبية وافق المجلس على { اتفاقية انسحاب القوات } .
اما السيناريو المحتمل والاحداث المتوقعة على الارض فقد تتسسلسل كالاتي .
فخلال الأيام او الأشهر القادمة وقبل شهر تموز وهو موعد الاستفتاء النهائي للشعب على الاتفاقية كما اعلن , ولا ادري لماذا وما الداعي لهذا الاستفتاء والجميع يعلم بان مجلس النواب هو الممثل المنتخب والشرعي للشعب ..هكذا هم يدعون !!!! .

المهم خلال هذه الفترة ستتصاعد اصوات الرافضين للاتفاقية وستتشكل قوى معارضة جديدة وباسماء وطنية متنوعة تطالب باطلاق سراح السجناء وتأمين الخدمات وتفعيل المصالحة الوطنية , وتعتبر الموافقة على الاتفاقية هو تحصيل حاصل لأن الحكومة جاءت مع الاحتلال , مقابل ذلك سنشهد توتر خطابي عنيف بين حكومة بغداد وحكومة كردستان , بالرغم من ان الأثنين اكدوا على اهمية ودعم هذه الاتفاقية , كل ذلك يتزامن مع قرب مغادرة السيد بوش والذي سيعلن تأسفه جدا في حربه على العراق , ونتيجة لكل ذلك سيشهد العراق فوضى عارمة وارباك امني واقتصادي ونقص في الخدمات واضطرابات وانفجارات ودماء لم يسبق لها مثيل في عموم محافظاته , مما سيتوجب تحرك الحكومة المركزية بالطلب من القوات الأمريكية المتواجدة في الأماكن القريبة من المدن والتي انسحبت منها شكليا للتدخل والمساعدة لايقاف هذه الفوضى , مستندة لتنفيذ ذلك الى بند يشير على ضرورة موافقة اللجنة المشتركة والمشكلة بين الحكومة العراقية والقيادة الأمريكية على جميع العمليات العسكرية والتحرك كقوة مشتركة متعاونة لقمع اي فوضى او لتقديم المساعدات .

ففي المحافظات الشمالية والوسطى والجنوبية ستعم فيها الفوضى والتي ستسبب في نقص الخدمات والانفلات الأمني مما يستوجب تدخل الحكومة وبعلم القيادة الأمريكية عن هذه الفوضى وكيفية السيطرة والقضاء عليها , فتطلب من القيادة الكردية بنشر قواتها في محافظات الشمال للسيطرة على تلك الفوضى والارباك الأمني المفتعل وخاصة في مدينة الموصل وما يحيط بها من اقضية ونواحي , وفي المحافظات الجنوبية ستقوم الحكومة بواجبها بالتعاون مع القيادة الأمريكية ايضا بالطلب من القوات المحلية المتواجدة والمسيطرة في الجنوب والتابعة لبعض الكتل والأحزاب بالانتشار ايضا للسيطرة على الأحداث والتي هي الأخرى قد افتعلت وخاصة في مدينة البصرة وما حولها من مدن وقصبات ونواحي بحجة ضبط الأمن وحماية ارواح العراقيين .

اما في بغداد فان الأمر سيختلف قليلا , واذا ما اعتبرنا بغداد والمحافظات الوسطى والغربية منطقة مستقلة لوحدها , نعتبر بان المنطقة الخضراء هي الأخرى منطقة قائمة بذاتها .
فالفوضى التي ستحدث في بغداد وعلى ما اعتقد ستكون اقل ضراوة من الفوضى التي ستحصل حول محيط المنطقة الخضراء بالتحديد , وذلك لكي تكون حجة شرعية تسمح للقيادة الأمريكية بسحب قواتها وحصرها لحماية الحكومة والأمريكان المتواجدين في المنطقة الخضراء .
اما الضبط الأمني في بقية مناطق بغداد والمحافظات الوسطى والغربية والتي ستنسحب منها القوات الأمريكية بحجة حماية المنطقة الخضراء كما اسلفت فانها ستوكل الى تشكيلات الصحوة او الاسناد وبعض التشكيلات العشائرية الأخرى .
لقد دقة ساعة تقسيم العراق , ان مشاركة اعضاء البرلمان في هذه المسرحية والأدوار التي انيطت لبعض منهم للموافقة وللبعض الأخر بالرفض هي الحيلة الشرعية للقول بان هذه هي الديمقراطية الجديدة في العراق .
كما ان السيطرة وضبط الأمن وحماية ارواح العراقيين في جميع محافظات العراق , هي "الحجة" الوحيدة لشرعنة تقسيم العراق الى ثلاث مناطق للسيطرة على الأمن والفوضى , وهذا يعني ان حكومة المركز غير قادرة على حماية المواطنين في جميع مدن العراق .

اما نحن فنقول بان شعب العراق عاش منذ تأسيس دولة العراق في العصر الحديث موحدا لا يعرف شيئا عن التقسيم الطائفي والمذهبي والقومي , ومن لم يقرأ شيئا عن دولة وشعب العراق فاني اقول له ان كافة منتسبي الجيش والشرطة والجامعات والوزارات جميعها والمؤسسات التابعة والمنتشرة في عموم المحافظات ومدن العراق وفي اعلى المناصب كانوا من المسلمين والمسيحيين والصائبة واليزيدية والشبك والأرمن واليهود بكل مكوناتهم المذهبية والطائفية والقومية , ولم يكن في حسبان احد ان فلان من المذهب الفلاني او من القومية الفلانية , ولذلك فان المساس بوحدة اطياف هذا الشعب جريمة تأريخية وغير انسانية وسيعرض وجودهم الى استمرار نشوب صراعات دينية وقومية وكراهية لن تزول ابدا , اؤكد ان الحفاظ على وحدة العراق وشعبه هو الضمانة الأكيدة لاستمرار الحياة الطبيعية لكل الأطياف , وهي الضمانة الانسانية للحفاظ على المتبقي من المكونات التأريخية , ومنهم الأشوريون بكل مكوناتهم والصابئة واليزيديون والشبك والأرمن واليهود .
ان مشروع تقسيم العراق مهما كانت الأسباب مشروع غير حضاري ولا انساني ولن يجلب لشعب العراق غير الفوضى وعدم الاستقرار , ولابعاد هذا الشبح ولكي يستقر العراق ويبقى موحدا وينعم شعبه المتنوع بالخير والأمان والرفاه , يجب ان تقود العراق حكومة مستقلة وذات سيادة وبرلمان غير تابع لأحد , حكومة منتخبة بعيدة عن المصالح الطائفية والعنصرية والدكتاتورية , حكومة تحظى باحترام كل مكونات الشعب العراقي وشعوب دول العالم ......اتمنى ان يكون تحليلي وتوقعي بخصوص مخطط تقسيم العراق ...غير صائب .
 

89

قبل ان يقسّم العراق

 ادورد ميرزا

بداية لا نشكك ابدا في وطنية كائن من كان من ابناء العراق الأصلاء , ولكننا نتسائل فقط من المسؤول عن هذا التخريب والتغيير في البنية الانسانية العراقية , وهل هناك حل ممكن لاعادة الأمن والاستقرار في العراق ليزهو بين الأمم !
كلنا اصبح على علم بان اميركا هددت حكومة وبرلمان العراق بانه اذا لم يوافقا على الاتفاقية الأمنية معها , فان العراق سيلقى وضعا مأساويا وشاذا وسوف لن تتدخل اميركا في حمايته , هذا التهديد جعل العديد من اعضاء الحكومة والبرلمان من الذين لهم مواقف معرضة لكل تدخل اجنبي الى البحث عن حلول تحفظ بقائهم , لكن الاغرب ان هناك ركضة غير مسبوقة في البرلمان للموافقة على الاتفاقية , خاصة الكثل الاسلامية والتي لطالما وصفت اميركا بالشيطان الأكبر !

لقد دعي مجلس النواب لعقد اجتماع للتصويت بنعم او لا لهذه الاتفاقية , واجتمع المجلس وقد قال عنه بعض من اعضاءه ان الاجتماع كان من انجح الاجتماعات التي مورست فيه اعلى مراحل الديمقرطية ولكنهم تجاهلوا التدافعات والركلات والضرب على المناضد والاشتباك مع حمايات الوزراء والتي سموها ديمقراطية ..اخوان ....ان جو الهرج والمرج لا يوصف بالجو الديمقرطي .

ان المشروع الديمقراطي كما تؤكده تجارب العالم يتطلب وجود حكومة مستقلة غير منحازة لحزب او لطائفة او لقومية معينة , حكومة ديمقراطية شفافة لها برنامج وخطوات سياسية ومنهجية تحترم الرأي والرأي الآخر وتعمل على حماية ابناء الوطن دون استثناء , ان الحكومة ذات النهج الدكتاتوري او الديني بكل مسمياته الطائفي او المذهبي او القومي المتعصب , لا يمكن ان تتفق مناهجها مع المنهج الديمقرطي الذي سيمارس العراقيون بكل انتماءاتهم الدينية والقومية حياتهم الطبيعية , ان العنف الديني والطائفي والثأر الحزبي والفوضى والفساد هو نتاج للانظمة الغير ديمقراطية , وهذا كما اكدته القيادة الأمريكية ومجلس الأمن قبيل غزو العراق .

لقد ثبت بالملموس عدم كفاءة الحكومات التي ادارة شؤون العراق منذ احتلاله وآخرها حكومة المالكي ! , وبات الوضع بحاجة ملحة لحكومة ديمقراطية حقيقية وطنية بعيدة عن التكتلات الطائفية والحزبية , وفي اعتقادي ان ذلك من الممكن تحقيقه خاصة واننا نرى هذه الأيام بان السيد نوري المالكي قد دار دفة قاربه باتجاه آخر غير الذي رأيناه قبل سنتين , ولكننا نشد على يد كل من يقف مع العراقيين ضد المحاصصة والفئوية ....اتمنى ان لا يكون هذا التغيير في مسار السيد المالكي هو حلم !!

ان من يريدون ان يقدموا الى العالم عراقا بحكومة ديمقراطية تحترم مكونات شعبها وتعمل على حث جيرانها بعدم التدخل في شؤونها وتقوية علاقاتها الاقتصادية والثقافية والعلمية مع المجتمع الدولي , وتعمل على محاربة الارهاب ونشر ثقافة السلام وتوفير فرص عمل لكل العراقيين للنهوض بالعراق نحو التقدم والازدهار والرفاهية ليس امامها الا القبول بالأمر الواقع ..واقع وجود الاحتلال ..وواقع وجود حكومة وبرلمان .

وكعادة المخلصين فاني اعتقد بان اعادة العراق الى وضعه الطبيعي يتطلب ما يلي ...
تتقدم اميركا والمتعاونين معها بتوجيه الدعوة لمجموعة معينة من العراقيين الأصلاء من العرب والكرد وبقية المكونات واصحاب الكفاءات من الأساتذة والعلماء والأدباء ومن القادة العسكريين ومن رؤساء العشائر ورجال الدين من مختلف الاديان , ممن خدموا في العراق لأكثر من خمسة وعشرون سنة قبل غزوه في 2003 , وممن لهم تأريخا مشرفا ونظيفا واعمالا جليلة خدمت العراق علميا وثقافيا واجتماعيا واقتصاديا , شخصيات معروفة ولها حظور متميز داخل العراق وفي الأوساط الغربية والعربية, وتقوم اميركا والمتعاونين معها توجيه دعوة مماثلة لمن ترشحه من اعضاء الحكومة ومجلس النواب الحاليين , وذلك لعقد اجتماع مشترك بينهم وذلك للتباحث بحسن نية عن حال العراق وكيف الوصول به الى مستقبل آمن ومشرق , ان مثل هذه الدعوة والاجتماع دليل على حسن النوايا من اجل استقرار العراق حيث ستتاح الفرصة لانتخاب من بين الفريقين حكومة وطنية وبرلمان وطني لا غبار عليهما , انها فرصة تأريخية لفرز القادة المؤهلين لقيادة العراق وبصورة ديمقراطية حقيقية وشفافة , ولا يفوتني ان اذكر بان  مثل هكذا اجتماع مصيري يوجب دعوة الجامعة العربية وهيئة الأمم المتحدة للاشراف والطلب من الدولة المحتلة الموافقة عليه, فان ارادت اميركا الاستقرار للعراق والمنطقة وكما تدعي بانها حامية الديمقرطية في العالم , عليها اذن الموافقة ومباركة هذا الاجتماع الديمقراطي الشامل, لان العراق بات بحاجة الى قادة عراقيين اصلاء مخلصين يتمتعون بالحيوية وبحب الحياة والسلام , ان حماية العراقيين وتوفير العيش السعيد لهم هي مسؤولية العراقيين فقط , اما الاتفاقية مع المحتل فهي لا تدل على انها ستحقق الديمقراطية للعراقيين وستقضي على الصراعات الطائفية والحزبية والقومية القائمة اليوم على ارضهم , ان عقد الاتفاقيات يجب ان يتم في ظل برلمان وحكومة منتخبة وديمقراطية تعددية شفافة وطنية غير طائفية ولا عنصرية ولا دكتاتورية مستقلة وغير محتلة من دولة اخرى ..هكذا وفي ظل هذا الوضع تكون كل الاتفاقيات والمعاهدات بين الدول شرعية ونظيفة ! والا فاني متشائم من ان تكون هذه الاتفاقية هي البداية لتقسيم ارض آشور وبابل..العراق الى ثلاث مناطق ..اللهم ابعد تقسيم العراق . 
استاذ جامعي

90
العراق بحاجة الى حكومة مخلصة   

 ادورد ميرزا

اولا ...عدد من نواب القائمة العراقية وجبهة التوافق وبعض آخر من الرافضين للطائفية والاحتلال وكما شاهدناهم وسمعناهم ..كانوا من ابرز المنتقدين لسياسة الحكومة ومن الساعين لخروج قوات الاحتلال الأمريكي والرافضين للتدخل الايراني , وقد قرأت الكثير من المقالات التي تكيل على سبيل المثال للشابندر المديح والثناء لمواقفه الوطنية سواء في مجلس النواب او على شاشات الفضائيات ...ولكني اصبت بالاندهاش حين شاهدت العديد من هؤلاء النواب ومنهم الشابندر وقد تغيرت مواقفهم , ولا ادري ما هو السبب وما الذي تغير !
قصدت السيد الشابندر كمثال فقط لأني رأيت في هذا العراقي قمة الشهامة والوطنية , ولم اشعر يوما بان هذا الرجل سيخذل العراقيين , ان العديد من اعضاء البرلمان خاصة في الأونة الأخيرة تغيرت مواقفهم رأسا على عقب , فالصدق والثبات يبدو انه قد اهتز في وجدانهم , وكمثال كما قلت فقد استمعت الى السيد الشابندر وعلى فضائية البغدادية يكيل المديح والمنقطع النظير للتطور الديمقراطي الذي حصل في مجلس النواب اثناء مناقشات القراءة الأولى لبنود الاتفاقية الأمنية مع اميركا , ولا ادري كيف استنتج ذلك , ومالذي اكتشفه في ديمقراطية هذه الجلسة , هل التراكض والضرب والمشادات الكلامية والتطاول والضرب بالاقدام على الارض وتدخل حمايات الوزراء والى آخره من الفوضى هل هذه هي الديمقراطية .

في السابق كنا نستمع الى تعليقات الشابندر والكثيرين من زملاءه حيث كانت جلها يصب في انتقاد البرلمان والحكومة لطائفيتها وسوء ادارتها لشؤون العراقيين , مما كان يُشعر العراقيين المساكين بان العراق ما زال فيه الخيرون امثال الشابندر , انه وطني ولا يبحث عن مكاسب شخصية انه عراقي شهم وغير طائفي او مذهبي , وان همه الوحيد هو المصالحة الوطنية وارغام المحتل لمغادرة الوطن واعادة شعب العراق الى وضعه الطبيعي بعيدا عن التمييز الطائفي او الأثني او الحزبي , ولا نشكك ابدا في وطنية السيد الشابندر ولكننا نتسائل فقط لماذا هذا التغيير المفاجئ في الموقف !

كلنا يعلم بان اميركا هددت حكومة وبرلمان العراق بانه اذا لم يوافقا على الاتفاقية الأمنية معها , فان العراق سيلقى وضعا مأساويا وشاذا وسوف لن تتدخل اميركا في حمايته , عند هذا التهديد سارع العديد من اعضاء الحكومة والبرلمان الى تغيير خطابهم تغييرا جذريا , وكانهم قد حُقنوا بدواء مسحور غيّر كل ما موجود في ذاكرتهم !
ولا حاجة ان اشير الى الامتيازات التي منحت لاعضاء مجلس النواب العراقي من زيادة في الرواتب والمخصصات ومنحهم المزيد من قطع الأراضي والسيارات وغيرها قبيل دعوتهم للاجتماع وعرض تمثيلية التصويت على قبولها ...واود ان اوضح للسيد الشابندر بان الديمقراطية التي امتدحها اثناء مناقشة المجلس لبنود الاتفاقية ..لم تكن ديمقراطية لقد كانت جلسة هرج ومرج وكأن المجتمعين جالسين في كهوة عزاوي كما يشير الى ذلك دائما السيد محمود المشهداني وآخرها كان انتقاده لطريقة جلوس السيد بهاء الأعرجي اثناء مناقشتهم بنود الاتفاقية.., ان الديمقراطية الحقيقية هي سلوكيات وتعاملات شفافة بين اعضاء المجلس والحكومة من جهة وبين الشعب من جهة اخرى , وان غالبية العراقيون يعتقدون بان علاقة المجلس والحكومة مع الشعب علاقة غير ودية بل وتمييزية , وما يحدث لشعب العراق خير شاهد !

في زمن نظام صدام , ايضا كان هناك مجلس وطني وكانت هناك حكومة , ولكن لم يكن همهم الشعب ولم تكن هناك ديمقراطية بمعناها الحقيقي , انما كان همهم المزيد من الدكتاتورية والمزيد من امتيازات ومكافئات واراضي واوسمة وغيرها من المغريات لشراء ذمم البعض من الوطنيين ..ولكي انصف امرا واحدا واسجله لصالح برلمان صدام حسين فاقول , ان الفرق بين ذاك وهذا هو ارتباط غالبية هذا بايران وبمصالحها الستراتيجية اما ذاك فكان ارتباطه بصدام فقط .
ثانيا ....ستة سنوات تقريبا فوضى ودمار وقتل يعصف بالعراق, فاميركا الغاضبة على كل شئ , انهالت على العراق تدميرا وتقسيما وتشريدا لكل جماد وحي , قسم من العراقيين مرعوب خائف يتنقل بين المدن العراقية , وقسم آخر هرب تائها في دول الغرب , آخر من يعيش هذه الفوضى هي حكومة السيد المالكي , فالوضع الأمني والإقتصادي والإجتماعي ما زال منحطا وبائسا , وان خطاب الحكومة السياسي والإعلامي لا زال يحمل في طياته العنف اتجاه من عارض التغيير الفاشل بكل مقاييس الحظارة, ان من اهم الأسباب التي ادت الى فشل الحكومة يتمثل في بعض العناصر المخولة وغير المخولة للظهور والتصريح والكذب عما يجري على ارض الواقع , كما انهم ولمصالحهم الشخصية انتهازيون , فهم يغيرون خطاباتهم فجأة كلما شعروا ان مناصبهم ومكاسبهم يهددها خطر الحقيقة !

فالمنتمين الفاعلين الى الكتل والأحزاب المتنفذة والحاكمة يتحدثون بطريقة لا تطمئن العراقيين على مستقبلهم ولا على سلامة حياتهم , كلامهم بعيد كل البعد عن الحقيقة, نراهم في كل حواراتهم متعبين متشنجين مع كل من يُظهر لهم حقيقة ما يحدث في العراق من فساد وفوضى كانوا هم سببا رئيسيا في خلقها, وحسب تصور الكثير من المطلعين على خلفيات هؤلاء فانهم يقولون بانهم لا يملكون مشروعا سياسيا ديمقراطيا نزيها لإنقاذ العراق من محنته وفوضويته , ولذلك يلجئون الى لغة الوعيد والعنف لضعفهم في مواجهة الظلم والفساد الذي يعصف بشعب العراق , كما يؤكدون بان غالبية هؤلاء في عقولهم تراث وقيم وصفات محورها العنف والثأر وعدم الصدق  , هذا التراث والقيم والصفات تغذيها قوى لا تريد خيرا للعراق وشعب العراق , فما بالك وهم يقفون امام العراقيين وهم يكذبون !
فالمشروع الديمقراطي الذي بشرت به اميركا والتزمت به حكومة المالكي ابان انتخابها يتطلب توفر خطوات سياسية وخطاب يطمئن الشعب يكون بعيدا عن التأثيرات السلطوية او الدينية التي تخيفهم , فشعب العراق الذي كان قد ابتلي بخطاب صدام الدكتاتوري عاد من جديد بعد احتلاله ليبتلى هذه المرة بأكثر من فئة مسلحة تهدد حياته , ولذلك فلا يمكن في ظل هكذا اجواء قيام نظام ديمقراطي يمارس العراقيون حياتهم الطبيعية خاصة وان من اهم اركان الديمقراطية هي الأمن والصدق .

لقد ثبت بالملموس عدم كفاءة غالبية اعضاء الحكومات التي ادارة شؤون العراق منذ احتلاله وآخرها حكومة المالكي بسبب عدم مصداقية تصريحاتهم المتضاربة والمتباينة والتي تتغير كل ساعة وحسب المصالح ! , وبات الوضع بحاجة ملحة لحكومة صادقة تكنوقراط بعيدة عن التكتلات الطائفية والحزبية , وفي اعتقادي ان ذلك من الممكن تحقيقه خاصة واننا نرى هذه الأيام بان السيد المالكي قد دار دفة قاربه باتجاه آخر غير الذي رأيناه قبل سنتين , ولا ندري مالذي حدث ولماذا هذا التغيير ..اتمنى ان لا يكون هذا التغيير بدعوة ايرانية او امريكية !
ولكن وبالرغم من علمي ان العراق ليس بالسهولة ان يعود الى وضعه الطبيعي قبل غزوه , ولكني مؤمن بان التأريخ لن يرحم احدا خذل شعبه اوغيّب عنه الحقيقة او كذب عليه ....
اؤكد بانه اذا ارادت اميركا والمتعاونين معها من العراقيين ان يقدموا الى العالم عراقا بحكومة ديمقراطية تحترم مكونات شعبها وتعمل على حث جيرانها بعدم التدخل في شؤونها وتقوية علاقاتها الاقتصادية والثقافية والعلمية مع المجتمع الدولي , وتعمل على نشر ثقافة السلام وتوفير فرص للنهوض بالعراق نحو التقدم والازدهار والرفاهية ..واكرر ان ارادت اميركا ومن تعاون معها من العراقيين تحقيق ذلك فسيكون المطلوب ما يلي ..
دعوة مجموعة من الأكادميين الأساتذة والعلماء والقادة العسكريين ممن خدموا في العراق لأكثر من عشرين سنة قبل غزوه في 2003 , ممن لهم تأريخا مشرفا ونظيفا واعمالا جليلة خدمت العراق علميا وثقافيا واجتماعيا , وجوه معروفة في الأوساط الغربية والعربية, للاجتماع والتباحث عن حال العراق ومستقبله , ومن خلال هذا الاجتماع او المؤتمر يتم انتخاب حكومة ومجلس نواب عراقي بطريقة ديمقراطية وبالتصويت والعرض العلني , ولا ننسى وجوب دعوة الجامعة العربية وهيئة الأمم المتحدة وطبعا وبحظور الدولة المحتلة اميركا للاشراف !

ختاما ...يقولون ان كرة القدم الأمريكية البيسبول هي الوحيدة التي تحتاج اثناء ممارستها الى لاعبين  خشنين يمتلكون مهارات في ضرب الكلاّت والدعك واللكم واللطم والمشي الطويل...اما الحالة العراقية فنقول انها تحتاج الى لاعبين ماهرين يتمتعون بالحيوية وبحب الحياة بعيدا عن الدعك واللكم واللطم !
استاذ جامعي

91
عندما يعلن الفاشل .. انه بطل


ادورد ميرزا

اولا ..أقر باني من مؤيدي الصداقة مع اميركا وذلك لأهميتها الاقتصادية والعلمية والعسكرية , وثانيا لأن اميركا اليوم هي الوحيدة القادرة على جعل دولة احتلتها كالعراق ان تصبح دولة متحظرة وشعبها ينعم بالامن والسلام ليقف على رجليه من جديد بعد ان فتكت به الثقافة الطائفية والمذهبية والعصرية تخريبا وقتلا وتهجيرا وفقرا وامراضا , ولكن المؤسف ان الذين باركتهم اميركا لحكم العراق وفق قاعدة المحاصصة سيئة الصيت منذ 6 سنوات , قد فشلوا في ادارة شؤون دولة العراق الأمنية والاقتصادية والاجتماعية وحتى السياسية , وهذا واضح وضوح الشمس ولا يمكن لعاقل ان يقول غير ذلك , ولست هنا بصدد التعريف بهويتهم او بنواياهم وارتباطاتهم فهم معروفون ومقسمون , القسم المهم بينهم هو ذلك القسم الذي رعتهم اميركا وهيأتهم في الخارج لاستلام زمام الحكم وهؤلاء باتوا يدعون القادمون مع الدبابة الامريكية , اما القسم الآخر فهو بعض من الانتهازيون حيث التحقوا بالعملية السياسية لاحقا وباركتهم اميركا ايضا, ولكنهم جميعا مجتمعين لم يشعر شعب العراق يوما انهم وطنيون وقلبهم على العراق , فجرائم  القتل والتهجير الطائفي انتشرت وزادت في عهدهم والفسادة والمحسوبية متفشية في كل دوائر الدولة , ما عدا{ اقليم كردستان } حيث الأمور مسيطر عليها نسبياً .
ولذلك وبسبب عدم وجود رؤيا سياسية ومنهج ديمقراطي شفاف لهذه الحكومة منذ 2003 لكي تعمل من خلاله على توحيد العراقيين والسير معهم لبناء وطنهم واعادته الى وضعه الطبيعي , فاني اقر ومعي الكثيرين بان اميركا هي الوحيدة القادرة لعمل كل ذلك , ولكني وفي نفس الوقت لا اؤيد طريقتها الملتوية عبر الكذب والمراوغات والضحك على الذقون تلك التي تفتعلها اميركا في علاقاتها الدولية لتحقيق مصالحها , وساضرب لكم مثلا بسيطا ومعاشا ..الا وهو حربها ضد العراق واحتلاله وكيف استطاعت بحيلها واكاذيبها اظهار العراق على انه موطن الارهاب الدولي المهدد للأمن العالمي , في حين ان العراق لم يكن يوما يأوي ارهابيا واحدا من تنظيم القاعدة , كما قامت اميركا ايضا بالضغط على مجلس الأمن لاصدار قرار يشرعن حربها ومن ثم تواجدها على ارض العراق , هذا ما لا اؤيده في السياسة الأمريكية , وبالمناسبة اتمنى ان تكون لأوباما رؤيا جديدة لعلاقات اميركا مع الدول خاصة دول العالم الثالث ....

اميركا وبعد 6 سنوات وعلى شاكلة احتيالاتها المكشوفة فانها تريد ان تحقق اتفاقا امنيا مع العراق يشرعن تواجدها بالرغم من علمنا بانه لا يجوز لدولة محتلة لدولة وبالقوة العسكرية ان تعقد اتفاقية مع حكومة تلك الدولة المحتلة بحجة مساعدتها للسيطرة على الوضع الأمني المتدهور فيها, نعم اميركا  حررتنا من الدكتاتورية ويبدو ان ثمن ذلك التحرير قد غاب عن اذهان الشعب العراقي , لهذا فانها تطالب العراقيين اليوم بثمن تستحقه , نعم ثمنا مبوباً بقانون يأخذ طابعاً شرعياً امام دول العالم , وكأن اميركا بحاجة الى اتفاقية لتحدد حركتها وتواجدها على اراضي الدول , والطامة الكبرى ان غالبية العراقيين على معرفة بان اميركا متواجدة في اغلب دول العالم وخاصة العربية ودون اتفاقات ولا معاهدات ...وهل يستطيع احد ان يمتنع من استقبال اميركا ..!
وحسب اعتقاد الكثيرين من المحللين بان هناك ظروف معينة وسينوريهات قد اعدت مناصفة بين مصالح اميركا وبين مصالح الكتل المتنفذة في السلطة العراقية وخاصة تلك التي لها علاقات بدول الجوار , كما انهم اي المحللين ..على علم بان كل ما يجري في اروقة الحكومة ومجلس النواب من قرارات وتوصيات منذ 2003 فان ظاهرها وغطاءها يبدو شرعيا , ولكن في حقيقتها مساومات وتوافقات غير شرعية , وهذا هو ما يسمى بالخداع السياسي والضحك على الذقون , ان موافقة مجلس النواب مطلوب وهو الأساس كما هو مدون في الدستور العراقي والذي هو الآخر مشكوك في بعض بنوده , كما انه .. اي مجلس النواب يمثل رأي الشعب كما ورد في الدستور ايضا وهو الغطاء الشرعي لعقد اي اتفاقية مع اي دولة كانت , وطبعا فان دول العالم المتحظر عندما ترى مجلسا يمثل شعبا قالت عنه { اميركا } انها قد حررته من الدكتاتورية , فهذا يعني ان على جميع دول العالم ان تحترم قرارات هذا المجلس , لا بل وتؤيد كل خطواته , واي رأي يخالف ذلك فان اميركا ستغضب والويل لمن يقف ضدها !
ان ما هيأ في العراق لتمرير الموافقة على عقد الاتفاقية الأمنية مع اميركا ليس بغريب على المتابعين , واقول وبثقة عالية من ان حكومة العراق الحالية قد وقعت مع اميركا للبقاء في العراق منذ الحصار في التسعينات, وانها باقية فيه الى امد بعيد , وان خطوات ستراتيجيتها الشرق اوسطية والتي بدأتها من العراق ماضية لتشمل المنطقة العربية باجمعها..
واليكم بعض من المستلزمات التي وجب تهيأتها لضمان شرعية التوقيع , ولا استبعد دور اميركا في ترتيبها وصياغتها .

اولا.. دعوة اعضاء مجلس النواب بكامل اعضاءه واعلامه مسبقا بان دعوتهم هذه مهمة وملحة وذلك للاجتماع والتصويت على زيادة رواتبهم واقرار امتيازات اضافية لهم ولعوائلهم وطواقم حمايتهم الشخصية , فهرعوا الجميع للحظور , واذكر بان مجلس النواب لا يكتمل نصابه الا في مثل هذه الحالات ..ارد اشوف منو مراح يصوت !

ثانيا .. اشاعة فكرة تدخل عسكري من قبل ايران او سوريا وذلك لسد الفراغ الأمني الذي سيحدث نتيجة عدم الاتفاق مع اميركا وانسحابها , وهذا طبعا يخيف غالبية العراقيين .

ثالثا ..توجيه الانظار الى اهمية السيد المرجع السيستاني وبكثافة باعتباره صاحب القرار في العراق, وكلنا يعرف تأثير سماحة السيد السيستاني في مجريات الاحداث .

رابعا ..تسليط الضوء اعلاميا على بضع من العراقيين العائدين من المهجر , وهذا سيجعل لدى العراقيين نوعا من الاسترخاء والطمأنينة .

خامسا ..التلميح الى ان الحكومة العراقية غير راغبة ببعض البنود , فتبادر الى اطلاق التصريحات لتغيير هذه البنود من الاتفاقية , وهذا بالطبع يُشعر العراقيين بان حكومتهم بطلة واستطاعت لوي ذراع اميركا وهي المسيطرة ...
ختاما ..قد يكون هناك المزيد من الاعيب السياسة , خاصة اذا انكشف لاحقا بان الحكومة الايرانية  كان لها دورا ايجابيا في المساعدة لعقد هذه الاتفاقية, من خلال مساومات مع اميركا لتسهيل انتشارها في المنطقة العربية وذلك لضبط وكبح العرب وللحد من نزعتهم نحو الوحدة القومية ..فهل سيغير ذلك وجه العراق الفسيفسائي والتأريخي ليصبح في النهاية موطن لبعض الفاشلين الذين لطالما ادعوا البطولة تزامنا مع المظلومية  .....الله اعلم .
استاذ جامعي مستقل

92
السيد نوري المالكي , السيد مسعود البارزاني ....اين تقع مدينة الموصل ؟

ادورد ميرزا

بداية لا بد ان نشكر الحكومة الكردستانية في شمال العراق وذلك لاحتظانها الاف العوائل من العراقيين الهاربين من جحيم العنف الطائفي المتزايد وخاصة الهاربين من الموصل , وتقديمها لهم كل العون والمساعدة المادية والمعنوية , كما لا ننسى جهود المسؤولين من ابناء شعبنا والمشاركين معهم الى جانب سعي المنظمات الشعبية المتواجدة هناك لتقديم كل ما يحتاجه الهاربون المساكين , كما اننا نثمن جهود السيد المالكي الحثيثة في السعي لاعادة الأمن والاستقرار الى العراق الى ما كان عليه قبل الغزو الأمريكي للعراق , بعد ان اصبح واضحا بان المحاصصة الطائفية والفئوية في ادارة وزارات الدولة والتي اوجدها { المحتل او المحرر } الأمريكي اوصل العراق الى ادنى مستوى من الانحطاط الاخلاقي والانساني والمهني , هذه المحاصصة اصبحت منبوذة من قبل غالبية العراقيين , ان كذبة الدعوة لحماية الطوائف والمذاهب والقوميات من الدكتاتورية كانت خدعة امريكية واضحة كا هي كذبة اسلحة الدمار الشامل , ولكن المؤسف ان بعض الأحزاب الطائفية والقومية روجت لها بين صفوف الشعب العراقي الذي كان تواق بانتظار الحرية بعد ان ضاقت به السبل , ان الذي حصل لشعبنا هو التقسيم بحد ذاته , تقسيم طائفي وعنصري وفئوي في كل مفاصل الدولة الرسمية , لا بل تعداها الى تقسيم جغرافي مناطقي , هذا التقسيم والمحاصصة الطائفية والقومية ادت الى توسيع دائرة الفتنة والكراهية فاوصلت الى صراعات وعنف وقتل وتهجير على الهوية الطائفية والمذهبية والذي ما زل شعبنا يعاني منها , وبعد كل هذا الذي حصل للعراق وشعب العراق من هدم وتدمير للبنية الحكومية العسكرية والمدنية , برزت الأحزاب والتجمعات الطائفية والفئوية والمتآمرين والمصلحيين والتكفيريين والارهابيين ودعاة دولة الأديان والطوائف فاستغلت هذا المناخ لخلق جو من الرعب والترهيب ادى الى انتشار الفساد والجرائم من سلب واختطاف وقتل وتهجير طالت مختلف شرائح شعب العراق , ولكن ما حدث للشعب الأشوري المسيحي المكون من السريان الكلدان الأشوريين من قتل وتهجير واختطاف وابتزاز وحرق لكنائسهم يندى لها الجبين لا يمكن اعتباره امرا عاما حاله حال شعب العراق المنكوب , لان اجتثاث اعرق مكون على ارض العراق قتلا وتهجيرا لا يمكن اعتباره جريمة عادية عابرة , انه جريمة تأريخية وتطهير عرقي منظم كما اعلنته الهيئات الدولية وحقوق الانسان , حيث لا يمكن تنفيذه بهذه الدقة وبهذه الامكانات الا وكان وراءه جهات منظمة ومتنفذة لها امكانات ومصالح محددة, واعيد التذكير بان هذا الشعب قد مورست ضده ابشع جرائم القتل والتهجير بدأت من البصرة الفيحاء ومرورا ببغداد العزيزة لتأخذ بعدها الكامل على ارض عاصمة أجدادهم { نينوى } الموصل الحدباء , حيث تزايد القتل العمد والتهجير القسري للالاف من العوائل وكان آخرها جريمة قتل عائلة مكونة من اختين وجرح والدتهما ومن ثم تفجير مسكنهم , كما مشار ذلك في بيان السيد يوناذم كنة يوم الأحد , ومن اجل توضيح وادانة ما يخطط لهذا الشعب من قتل وتهجير لتهميشه, القى النائب يونادم كنا عضو مجلس النواب في جلسة اليوم لمجلس النواب العراقي بيانا عن الجريمة البشعة التي حدثت صباح الأحد 12-11-2008م في مدينة الموصل , ذلك البيان الذي يمثل مشاعر كل ابناء وعوائل الأشوريين السريان الكلدان والأرمن لا بل ومشاعر كل العراقيين الطيبين ....لقد اكد السيد النائب بان هذه الجريمة لا يمكن اعتبارها جريمة عادية , انها جريمة منظمة تقف وراءها قوى لها خطط لتمرير مواقف سياسية معينة ...وقال في بيانه...

{ رغم تقديرنا لجهود واهتمام القيادة العامة للقوات المسلحة لما اتخذته من خطوات عاجلة لاستعادة الامن وفرض سلطة القانون في مدينة الموصل بعد ان تعرض ابناء شعبنا لحملة تهديدات وقتل على الهوية وتفجير دور مواطنين ابرياء نهاية ايلول وبداية تشرين الاول الماضي.
يؤسفنا ان نعلن بان عصابات الجريمة المنظمة مرة اخرى تحدت صباح هذا اليوم سلطة القانون في مدينة الموصل / حي القاهرة عندما طالت اياديهم الاثمة في تنفيذ جريمة القتل بحق افراد عائلة مسالمة مما تسبب في استشهاد السيدة لمياء صبيح وشقيقتها ولاء صبيح وسقوط الوالدة سلمى جرجيس منصور جريحة تعاني من جروح خطيرة ، ومن ثم تفجير الدار عند حضور افراد الشرطة الى موقع الجريمة .
وان هذه الجريمة تؤكد بان القتلة هم حلقة ضمن عصابات الجريمة المنظمة لتنفذ اجندات خطيرة بحق مكون اصيل من مكونات المجتمع الموصلي ودليل على فشل الجهاز الاستخباري في المدينة وعدم استطاعتها تشخيص الجماعات التي تقف خلف هذه الجرائم الانسانية.
اذ نستنكر هذه الجرائم البشعة ونحمل الحكومة المسؤولية ونناشدها بتحمل مسؤولياتها تجاه المواطنين الابرياء وكشف المجرمين ومن يقف ورائهم وانزال القصاص العادل ، كما وتتحمل القوات المتعددة الجنسيات وبصورة خاصة القوات الامريكية  في المحافظة مسؤولية التغاظي عن واجباتها.
كما ونناشد الحكومة بالكشف عن نتائج التحقيقات ولجنة تقصي الحقائق المشكلة من رئاسة الوزراء والكف عن ترك هكذا ملف مهم سببا للتشكيك بين الكتل السياسية.
كما ونناشد لجنة الامن والدفاع في مجلس النواب والرئاسة الموقرة بمتابعة قرارها في استدعاء السادة وزراء الدفاع والداخلية لمتابعة خلفيات هذه الجرائم البشعة ..} انتهى نص البيان

اننا كمثقفين كتابا وسياسيين فاننا في الوقت الذي نثمن جهود ممثلينا في حكومة بغداد نطالب كل الخيرين في حكومة كردستان المؤقرة للعمل وبكل جدية للكشف عن هذه العصابات المنظمة واعلان اسماءهم , واننا اذ نوصل رسالتنا هذه لكم فاننا سوف لن نتكاسل في ان نطرق كل الأبواب العربية والاقليمية والدولية لاسماع صوت هذا الشعب الآمن والمغلوب على امره والمطالبة بحمايته ومحاسبة المسؤولون عن تقتيله وتهجيره .

ان مشهد قتل وذبح وارهاب وتهجير هذا الشعب الأصيل الآمن والمسالم في العراق , لا يمكن السكوت عنه , اننا ندعو كل المسؤولين العراقيين وكافة علماء الدين المسلمين سنة وشيعة لايقاف هذا الاجرام ولاصدار ما يمليه عليهم ضميرهم الفتاوى الملزمة التي تمنع وتحرم قتل هذا الشعب التأريخي الأصيل الذي حمل دائما راية المحبة والسلام اينما سكن . 
   
 

93
اخي العزيز اسكندر.....
جميعنا يعلم بان الحكومة في العراق لا يمكن ان نسميها ديمقراطية , فالحاكمون مرتبطون باجندة قسم منها طائفية وقسم آخر قومية عنصرية , وان ما خلقته اميركا في العراق منذ بداية حكم السر بريمر من تقسيم طائفي جعلنا بين كماشتين مؤذيتين , كماشة طائفية وكماشة عنصرية , وجميعنا يعلم ايضا بان جميع الانتخابات التي جرت في عهد الحكومات الخمسة شابها التزوير وعدم الشفافية , وما دمنا على علم بان جميع الانتخابات التي جرت في العراق غير شرعية ولا منصفة فلا اعتقد بان لرأينا نحن البسطاء تأثير مهم , فكلمة نشارك ام لا نشارك لا اعتقد انها موضوعية...ولكن لا بأس لكي اريحك فاني اعتقد بان اميركا اذا ما ارادت تغيير الوضع وقدمت لنا حكومة وطنية بدون عمائم علمانية تقدمية واكاديمية ونزيه ومعروفة الخلفيات من قبل العراقيين فانني عند ذاك استطيع ان اقول بان المشاركة وبقوة فاعلة في الانتخابات مهمة جدا ...فيا اخي العزيز كيف تريد ان تخيرني وانا تحت مطرقة الجلادين المعممين والمتنفذين العنصريين في الحكومة وميليشياتهم بان ..اعطي رأي حول هل انتخب ام لا انتخب , ولذلك فاني اعتقد بان موضوعك المعنون ....  مقاطعة الانتخابات القادمة ام المشاركة في تهميش انفسنا ...كان يجب ان يكون تحت عنوان ...هل الانتخابات في زمن الحكومة الحالية ستكون شرعية ام مزورة .. وما هو المطلوب لتحقيق انتخابات شرعية ونزيه !

94
اعتقد بان تقتيل وتهجير شعبنا ستستمر في الموصل بل وستتزايد وذلك لحين انتهاء انتخابات مجالس المحافظات وخاصة في المنطقة الشمالية وكركوك , وعندها وسترون بان الموصل وكركوك ستكونان آمنين اكثر من اي محافظة عراقية , انها مؤامرة كبيرة ولكني ارى بان المتورطين بها سينكشفون وعن قريب , فمن حق شعبنا ان لا يحترم ممثليهم في الحكومة سواء كانوا في الشمال او في بغداد , ومن حق شعبنا الهرب من الموت الى اماكن آمنة .
لنرى كيف ستكون ردة فعل ممثلينا هذه المرة خاصة وان تقتيل شعبنا عاد من جديد , وكيف ستكون ردة فعل البرلمان والحكومة وبالأخص ماذا سيقول مسؤول امن الموصل وعلى رأسه وزير الداخلية العراقية .

95
كل التحية للصديق الفنان المبدع لوتر ايشو , واتمنى له الصحة والسلامة ودوام التقدم والابداع والنجاح , انه فنان رائع وبحق انه ذخر وكنز لشعبنا في كل مكان.
ادورد ميرزا
اوبسالا ..السويد

96
شهادة الماجستير في العلوم السياسية للدكتور وليم اشعيا

ادورد ميرزا
استاذ جامعي مستقل

بنجاح وبثقة عالية مُنح الدكتور وليم اشعيا شهادة الماجستير في العلوم السياسية عن بحثه الموسوم {النظام السياسي والسياسة الخارجية اليابانية المعاصرة } وقد نوقشت رسالته في رحاب الأكاديمية العربية في الدنمارك وفرعها للشرق الأوسط وذلك يوم الأحد المصادف 9/11/2008 , وباشراف لجنة متخصصة مؤلفة من التدريسيين وهم ....
أ . م . د لطفي حاتم .....مشرفا / ورئيسا
الدكتورة اعتصام الشكرجي عضوا
الدكتور فارس البياتي عضوا
فعلى مدى ثلاث ساعات متواصلة وبثقة عالية ومهارة ادبية قدّم الطالب وليم اشعيا شرحاً وافياً عن بحثه وعن الأسلوب الذي تضمن تسلسله ومنهجيته , وبعد انتهاءه من تقديمه , دارت بينه وبين لجنة المناقشة حوارات استبيانية واسئلة واستفسارات متنوعة عن محتوى الرسالة ومنهجيتها والاشكالات الواردة فيها , واثناء سير المناقشات العلنية حول الرسالة , لاحضنا اهتمام لجنة المناقشة وثناءها على اهميتها من الناحية البحثية الأكاديمية خاصة اذا علمنا بان اليابان تحتل الموقع الثاني كاقوى اقتصاد في العالم , والجدير بالذكر بان هذه الأطروحة هي من بين الأطروحات القليلة التي بحثت في النظام السياسي المعاصر لليابان , ومن هذا الباب تأتي اهمية هذا الرسالة , ولا يفوتني القول بان هذه الأطروحة تناولت ايضا بين ثناياها سبل الاستفادة من التجربة اليابانية في بناء دولة العراق الجديد , علما بان اليابان هي ثان اكبر مانح للعراق .
وبعد الانتهاء من اكمال بنود المناقشة العلنية , اجتمعت لجنة المناقشة على انفراد فقررت قبول الرسالة  ومنح الطالب وليم اشعيا شهادة الماجستير بتقدير جيد جداً  وبدرجة 82% .
وقد حضرالمناقشة في الدنمارك ومركز الشرق الأوسط في عمان جمع من الأساتذة المهتمين بالشأن الأكاديمي , واستمع اليها عدد آخر من خلال شبكة المحادثة الدولية البالتولك .
وفي هذه المناسبة لا يسعني الا ان اتقدم بالتهنئة الخالصة للدكتور وليم لانجازه هذا ولمثابرته الجدية  وسعييه اللامحدود للحصول على المزيد من العلوم المتقدمة والتي ستساعد شعبنا ووطننا على بناء وتطوير وتمتين علاقاتنا مع الدول المتحظرة .
وكما قرأنا في مقدمة بحثه اهداءه ثمرة جهده المتواضع هذا..... الى والدته والى روح والده الشهيد في سبيل وطننا العراقي بين النهرين.. والى زوجته المصون واولاده .. نينوس ..وآشور ..وبانيبال ...فانه لشرف عظيم لنا ولكل واحد من ابنـاء شعبنــا المبارك ان يتباهى بهكذا ابنـاء بررَ ، مبروك للعراق ولابن العراق العزيز الدكتور وليم اشعيا لهذا الانجاز الرائع والمثابرة الحثيثة والسعي للحصول على شهادة الماجستيرفي العلوم السياسية بالرغم من انشغالاته في العمل الدبلوماسي .
ان مثل هكذا انجاز يشعرنـــا بالفخر واللاعتزاز , ولا سيمــا في هذه الظروف الدقيقة والعصيبة والتي يمر بهــا وطننـــا وشعبنـــا المسالم والمغلوب على امره ، ليباركه الرب في كل خطوة في حياته وصولا الى تحقيق كل طموحـاته ، وهنيئـا لعائلته الكريمة التي تعبت معه في مسيرته ولكنها اليوم تقطف ثمـار اتعـابهـا معه , وهنيئا لكل ابناء شعبنا من محبيه واصدقاءه من النخب المثقفة والتي لطالما تسعد حين ترى احد ابناءها وقد ارتقى سلم العلى , ادامكم الرب برعـايته الألهية ذخرا لشعبنا وامتنا ولوطننا العراق العزيز .
 

97
واخيرا خذلنا مجلس النواب
 
 يوم الأثنين المصادف 3.11.08 كان يوم اسود ووصمة عار في جبين مجلس النواب العراقي الذي وكما تدل تشكيلته وما نتج عنها وما سينتج لاحقا من قرارات وتوجيهات وقوانين وخاصة تلك المتعلقة بحقوق مكونات اصيلة معينة من الشعب العراقي , فانه كما يبدو مجلس انتهازي ومصلحي وفئوي , ولا حاجة لتذكيركم حول طريقة انتخابه والتي حامت حولها الشكوك في شرعيتها ونزاهتها .
6 سنوات ..وغالبية اعضاءه يستلمون مرتبهم الشهري بشكل منتظم ويتمتعون بحصانة وحماية امنية قوية , لا هم لهم ولا غم فكل شئ متوفر من السكن والماء والكهرباء والملبس حتى جوازات سفرهم ستاند باي كما يقولون , اما اهتماماتهم فهي الولاء لكتلهم واحزابهم وتوجهاتها فقط وهذا ما نشهده !
لقد صوت هذا المجلس وباغلبية 106 صوت من مجموع 150 نائبا حضروا الجلسة على مقترح تعديل قانون مجالس المحافظات , اي ان التعديل الذي اقر في هذا اليوم “ينص على منح مقعد واحد لكل من المسيحيين والصابئة في مجلس محافظة بغداد، ومقعد واحد للمسيحيين في مجلس محافظة البصرة، ومقعد واحد لكل من المسيحيين والايزيديين والشبك في مجلس محافظة نينوى .
فيا مجلسنا الذي لم يكتمل نصابه يوما واحدا ..نعلمكم ونعلم حكحومتنا بان شعبنا لم ولن يقف معارضا ضدكم ابدا, فنحن شعب مسالم نحب الحياة والسلام , ولا يمكن لنا ان نشبه انفسنا بكم ابدا حيث اننا نؤمن بان اي تغيير لا يمكن ان يتأتى عبر العنف , فبالرغم من ان شعبنا الأشوري المسيحي قد عان الكثير من سلبيات وسياسات سلطة النظام البعثي البائد , لكنه بقي يبحث عن مخرج سلمي وحواري مع سلطة البعثيين ولكنه لم يفلح , ان شعبنا شديد الحرص على وطنه وعلى حكومته بل حريص على كل شعب العراق , وان اي سلوك او قرار نشك في طائفيته او عنصريته فسوف نعارضه بكل ما اوتينا من قوة مدنية سلمية , لكن من يقدم نفسه خادما لشعب العراق مسلما كان او مسيحيا صابئا او يزيديا او غيرهم من المكونات سيكون الأجدر والأوفى حظا وسيلقى منا كل الدعم والمساندة , فيا مجلسنا المؤقر ...هل استكثرتم على شعبنا حصوله على 12 مقعد من اصل 270 مقعد , هل يخيفكم تواجد هذا العدد باعتباره البعبع الذي سيسرق منكم كراسيكم وجهدكم , لا اخفي عليكم وعلى شعبنا سرا , فاني متأكد بانكم ستستنكرون ما جرى وسيعاد الأمر كما كان , وحينها ساذكر شعبنا بكم لأن كل تقلباتكم اصبحت شيئا طبيعيا عندنا , فهل نسيتم ما قمتم به بالأمس حيث صوتم على الغاء المادة 50 وعدتم انفسكم مستنكرين وتطالبون باعادتها ..واني اتوقع بانكم ستعودون تستنكرون وتغيرون خطاباكم , يشبهكم البعض من العراقيين وكأنكم فرقة تمثيل كوميدية تعرض مسرحية بدون عنوان...!
 
ان بعض من الكتل المهيمنة على مجلس النواب باستثناء الكتلة الصدرية , ندعوها على مراجعة موقفها واثبات حسن نيتها من خلال الالتزام المبدئي والوقوف والثبات على موقف واحد لا ان يتصرفوا كمن هم انتهازيون ومراوغون كوميديون , ان تصرفاتهم هذه تؤشر لنا ان بعضهم في صدورهم مرض وحقد اتجاه العراقيين وخاصة المكونات الأصيلة المسالمة والوديعة من ابناء شعب العراق.
ثم اين هي الديمقراطية التي تتبجحون بها يا مجلسنا المؤقر , واين الحرص على حماية حقوق اهم مكون من مكونات الشعب العراقي .
يتسائل البعض ماذا عملت الحكومة ومجلس نوابها للاجابة على تظاهراتنا واستنكاراتنا وادانتنا لما يتعرض له شعبنا ورموزنا الدينية للقتل والترهيب والتهجير , واين نتائج اعتراض شعبنا وممثلينا والقوى الخيرة من العراقيين عندما تم الغاء المادة 50 , واين ذهبت تصريحات البعض من قادة الأخوة الكرد وبعض العرب المستنكرين لتهميشنا , ثم اين الحكومة ومجلسها لتجيب على تساؤلات ممثلينا في بغداد واربيل والذين بح صوتهم ليل نهار يحتجون هنا وهناك على ما يحدث لشعبنا من قتل وتهجير وتهميش .....!
ولكن ولتجربتنا مع تصريحات المسؤولين العراقيين الجدد وخاصة اعضاء مجلس النواب فانني اقول لممثلينا ...لا تتعجلوا وابقوا في مكانكم وانتظروا فستستمعون عن قريب تصريحات جديدة وعلى لسان انفسهم من الذين صوتوا ضد مصالحنا سيصرحون تصريحات تستنكر تهميشنا او الوقوف ضد مصالحنا , وهذه هي طريقة وسلوك غالبية اعضاء مجلسنا المؤقر.. لقد اهنتم علم الحديث وعلم السياسة والله  , ولا ادري لماذا الكذب والمراوغة وتغيير المواقف وارد في مفهومكم , ولماذا تجبرون شعبنا ان يطرق ابواب الأخرين , اتعلمون بان الأمر الوحيد الذي قد يسعدنا ويساعدنا على تحقيق امننا هو ايصال صوتنا الى منظمات دول العالم الحرة والمدافعة عن حقوق الانسان , لأنكم اثبتم للعراقيين بانكم غير جادين وغير صادقين .
كفى ايها الحكام , ست سنوات نهب المال العام وتدمير الثقافة وقتل وتهجير وفساد ودجل وكذب , كفى لهذه المحاصصة البائسة والتي ثبت ان غايتها كسب الغنائم والمناصب فقط ,وكفى استهتار وشعارت فارغة , افصحوا عن نواياكم مباشرة , قولوها علانية انكم موظفون واياديكم مقيدة , صارحوا شعبكم انكم غير قادرون على فعل اي شئ , اعلنوها ان المحتل الأمريكي الذي اعدم الدكتاتور صدام والغى الدولة العراقية , وهو القائد وهو المتحكم الوحيد على كل الساحة العراقية , لماذا تحاولون الظهور وكأنكم محرري وسادة العراق وانكم قادرين على تحقيق الديمقراطية والأمن للعراقيين , لقد غاب عنكم ان شعب العراق هو امتداد لشعب آشور واكد وانه ذلك الشعب الذي وقف ضد الذل والاستعمار والطغيان في ثورة العشرين , فلماذا الاستهانة به وبمن تسمونهم اقليات وانتم تقرون على انهم هم اصحاب الأرض وهم كيانات اصيلة وجزء اساسي من شعب العراق ..اليس هذا كلامكم , ولكن .. مالعمل ولمن تنادي ... فالعراقيون عرفوا لعبتكم وحيلكم وتقلبات امزجتكم , لقد خنتم العهد بمن انتخبكم وغررتم ورشوتم حتى بمن يمثلنا معكم , بل ولم يتحرك ضميركم اتجاه ما جرى لشعبنا من قتل وتهجير وحرق وتدمير لكنائسه المقدسة , قولوا لنا من هم قتلة شعبنا ومهجريه في الموصل والبصرة وبغداد وبعقوبة , هل نزلوا من السماء هل هم اشباح , الاف الجرائم والقتلى تسجل ضد مجهول , اي حكومة هذه تدعي انها تسيطر على امن البلاد , في حين ان امن البلاد تسيطر عليه الميليشيات والعصابات الاجرامية , واليوم ها هي مآسي وجراحات واحزان اهلنا في الموصل تتصدر وسائل الاعلام والتي ما زالت ندية , هل القيتم القبض على الجناة وتعرفتم على هوياتهم وجنسياتهم ...وقبل ان تجيبوا نقول ...انكم كذابون اذا لم تصارحوا شعبنا عن هوية هؤلاء القتلة , وعندها ستستحقون كل التأييد والدعم من قبل شعبنا بكل قياداته الدينية والدنيوية .
وليس غريبا ان قلنا بان غالبية العراقيين على علم بان تغيير النظام الحكومي البعثي الفاسد في العراق في 2003 قد جاء على يد القوات الامريكية العسكرية حصريا , ويكذب من يقول ان التغيير جاء من داخل العراق وعلى يد عراقيين وطنيين أصلاء , ومنذ ذلك اليوم ونحن نتابع الأخبار والتصريحات والاراء التي كانت تصدر من قبل العديد من المثقفين العراقيين , لقد كانت في غالبيتها تحذر من ان اميركا لم تأتي لغزو العراق من اجل سواد عيون العراقيين , ولا من اجل تقتيل وتهجير شعبنا , انما من اجل مصالحها والتي التقت مع مصالح بعض القوى الطائفيو والعنصرية والتي تسعى لتقسيم العراق , ولهذا السبب حدث ما حدث لشعبنا والظاهر انه سيستمر . 
ان تقتيل شعبنا وترويعه وتهجيره من البصرة وبغداد الى الموصل وغيرها جاء منظما وتقوده مجموعة فصائل متنفذة في الحكومة وتشارك معها فصائل وعصابات ارهابية دخلت من خارج الحدود .
لقد تبين بان سياسة تفريغ العراق من مكوناته الأصيلة ومنها الشعب الأشوري المسيحي بعد 2003 اخذ بالتزايد ويبدو انه لن يتوقف الى ان يقضى على آخر فرد منهم سواء بالقتل او التهجير , ولكن هيهات لهذه القوى الطائفية او الارهابية او العنصرية والتي تريد النيل من هذه المكونات الأصيلة , لأن شعب العراق الكردي والعربي المسلم الأصيل بتنوعه المذهبي والعرقي لن يقبل بذلك ابدا , وان استمر تعرض شعبنا لهذا المنهج فانه لن يقف مكتوف الأيدي , بل سيوصل صوته الى كل ارجاء المعمورة لمساعدته وانقاذه من الظلم والتطهير الذي يناله.
 
ان بعض الكتل المتنفذة في مجلس النواب العراقي اذا ما استمرت في تشريع قوانين ومواد تقلل من اهمية وجود الشعب الأشوري المسيحي وتهميشه كمكون اصيل من مكونات الشعب العراقي وتقيده لتذويبه الى حد منعه من الحركة في الساحة السياسية فانه بذلك اي {المجلس} يعبر عن عدم ايمانه بالديمقراطية وبحقوق الانسان مما سيجعلنا نحشره مع الداعين والداعمين لعمليات التطهير العرقي والديني في العراق .
ولكن وفي نفس الوقت نقول لهذا المجلس المخترق من قبل قوى وميليشيات طائفية وقومية عنصرية لا تريد خيرا لمكونات شعب العراق , بان ما يحدث في العراق وامام انظار غالبية اعضاءه من اغتيال وتهجير لهذه الأقوام الأصيلة لا يمكن إلا أن يزيدهم صلابة في وطنيتهم ويزيد تمسكهم بالهوية العراقية الموحدة , هذه الهوية التي ينبغي على كل عراقي مخلص شريف أن يحميها بكل قوة من كل ظلم يقع عليها سواء يقع الظلم عليها في الشمال وتحديدا الموصل أو في البصرة والعمارة او في بغداد والرمادي ان هذه الأقوام هي هوية كل العراقيين وهي عرضهم وشرفهم .
ان الشعب الأشوري المسيحي بكل كنائسه يمثل هوية وطنية وقومية كبرى يجب الحفاظ على استقلاليتها وعدم السماح بذوبانها في الهويات القومية والمذهبية السائدة كما يراد لها ، ان المطلوب من الحكومة ومجلس النواب والأحزاب الديمقراطية هو حماية هذا الشعب المسالم والنزيه وفسح المجال واسعا أمامه لكي ينهض كباقي أبناء الشعب العراقي بدور قيادي في ادارة سياسة الوطن للمساهمة في اعماره وترسيخ روح الديمقراطية في العمل وهذا لن يتأتى الا من خلال ضخ اكبر عدد من ممثليه في كل مؤسسات الدولة ومحافظاتها , وهذا هو الأجراء العادل الذي سيشعره بجوهر وطنيته ومساواته في الحقوق والواجبات , كما ان العمل بكل جدية على إقصاء البعد الديني الطائفي في كل نظرة سياسية أو ثقافية تتنافى مع الديمقراطية المنشودة والتي يتمناها الشعب العراقي كله هو مطلب شعبي عراقي واسع , فلكل عراقي ومنهم الأشوريون المسيحيون حقوق وواجبات متساوية ..ولا اخفي سرا فاني لست من المشجعين على ما روج مؤخرا بما تسمى بالكوتة بل اتمنى اسقاطها من كل العملية السياسية العراقية مستقبلا والى الأبد لأنها لا تخدم اي مكون عراقي اصيل ..انها وجهة نظر ليس الا .
وكما اكد السيد المهندس يوناذم كنة والسيد ابلحد افرام والسيد سركيس آغاجان وقادة آخرين وجماهير احزابنا القومية جميعا ومنهم لا الحصر الحركة الديمقراطية الأشورية وحزب بيت نهرين الديمقراطي , ومؤسساتنا ومجالسنا الشعبية والرسمية وقادة كنائسنا الاجلاء فان هؤلاء جميعا وهم يشكلون امة واحدة , متفقون على اهمية الحصول على حقوقنا القومية, وقد لخصها وبكل جدية ومسؤولية الحزب الوطني الأشوري في بيانه الأخير.......
فاننا نجدد تأييدنا والوقوف معهم جميعا دون استثناء لضمان تمثيل عادل لشعبنا الأشوري المسيحي بخصوصيته القومية وليس الدينية وذلك للمشاركة في مجالس المحافظات وفي كل مؤسسات الدولة العراقية التشريعية منها والتنفيذية , ان التعامل مع شعبنا على اساس الخصوصية الدينية فقط فانه مرفوض من قبل غالبية ابناء شعبنا , اننا أمة قومية واحدة يحتمي تحت سقفها جميع اتباع الكنائس الكلدانية والسريانية والأشورية , ولنا وجود تأريخي على هذه الأرض منذ اكثر من سبعة الاف سنة , أمة انتمينا الى المسيحية قبل حوالي 2000  سنة فقط , فهل يعقل ان نعامل على اساس انتماءنا الديني لكي ينفرد بنا المتطرفون اعداء الحياة لاكمال عملية الغاء ديننا وجودنا القومي , ان تحقيق المطالب القومية المشروعة لشعبنا ومشاركته في القرار الوطني وتمثيله بخصوصيته القومية في جميع مؤسسات الدولة العراقية وفي اقرار حقه في الحكم الذاتي وتثبيته في الدستور مطلب اساسي وشرعي وهو الضمانة الوحيدة لحمايتنا نت التطهير والتشريد , وان اي رأي يخالف ذلك فانه يعد خروجا عن الاجماع الشعبي للامة ويعتبر خيانة عظمى ليس لتأريخ وماضي شعبنا فقط انما لماضي تأريخ وحظارات العراق جميعا .
وقبل انهاء هذا المقال وردني نبأ موافقة مجلس الرئاسة وعلى لسان السيد رئيس الجمهورية على التعديل والذي ينص على منح مقعد واحد لكل من المسيحيين والصابئة في مجلس محافظة بغداد، ومقعد واحد للمسيحيين في مجلس محافظة البصرة، ومقعد واحد لكل من المسيحيين والايزيديين والشبك في مجلس محافظة نينوى ....وهذا التصريح لم يفاجئني لأن السياسيون الجدد في العراق يفهمون السياسة على انها فن تغيير الموقف والابداع في اقصر طرق جني المكاسب ...لننتظر فهناك المزيد من المتغيرات .

{ ِردناهم عون طلعوا اكثر من فرعون } !
   

ملاحظة.., نقصد بالشعب الأشوري المسيحي , اتباع الكنائس ... الأشورية والكلدانية والسريانية بكل اقسامها الشرقية والغربية .

 
ادورد ميرزا
استاذ جامعي مستقل
؟ـ،إظ

98

ابن العراق الأب الشاعر يوسف سعيد .. كنز وعطاء لا ينضب

ادورد ميرزا
استاذ جامعي
وانا اشاهده من على شاشة فضائية سوريويو سات والتي تبث برامجها من دولة السويد , حيث تم تكريمه لحصول صورة له كان مصورا قد التقطها فحازت على جائزة اجمل صورة , وهو تكريم جديد ليس له علاقة بالشعر والأدب ولكنه اشارة لما يتمتع به هذا الشاعر الكنز والمعطاء من مميزات ..انه الشاعر والأديب ابونا يوسف سعيد ...والذي ما زالت حنجرته شابة عذبة عذوبة النبع الذي لا ينضب.

بالأمس القريب كُرم ابونا الشاعر يوسف من قبل مؤتمر البطريرك  افرام برصوم  في ستوكهلم 2007  حيث قدمت له رابطة الأكادميين السريان الأراميين جائزة تقديرية لجهوده ومثابرته وابداعه في مجال الشعر والأدب , ان حياة ألأب سعيد و أسفاره و حبه للشعر و الشعراء ، قربته لبناء علاقات طيبة ولقاءات مفيدة مع العديد من الأدباء والشعراء امثال ميخائيل نعيمة واسحق قومي وميخائيل ممو والشاعر شربل بعيني وغيرهم الكثيرين من العراقيين والعرب .
وقد يكون هناك ممن لا يعرفون شيئا عن المجتمع العائلي الذي يحيط بالقس يوسف سعيد , فيوسف سعيد ... أب بهي الطلعة وديع المعشر , فحين يتواجد بيننا فانه يكون كالشمعة في ليلة سويدية ثلجية ,حيث ترانا نلتف حوله للدفئ ولتنوير افكارنا منه , يعجز قلمي عن توصيف يوسف سعيد فالاف الكلمات لن توفيه حقه , انه نور يشع اينما جلس .. يقول...{ الكتابة نبع لا ينتهي وهي تنفيس للانسان بها
يتسلق إلى عوالم أخرى والركن الفاعل في تفاعيل الانسان المختلفة }

كتب عنه الكثيرين من الأدباء والشعراء وكرم في العديد من المؤتمرات , فهو شاعر" المربد" انه ابن العراق , قال عنه الاديب هنري بدروس كيفا .. {  فإلى محبي الأب الشاعر يوسف سعيد . تواضعه و ترديده بأنه من عائلة فقيرة يجب ألا يخفي عنا عظمته و غنائه الفكري و الشعري }.
وكتب عنه الشاعر السوري اسحق قومي .. { لا أمدحُ ما ليسَ فيكَ أُشهِدُ × وشهادتي معصومةٌ بيضاء }

اما ابونا يوسف سعيد الشاعر والأديب فانه لم يركن لقراءة ما يرسل اليه من رسائل الشعر والنثر, انما هو الآخر فقد جاهد وارسل الى العديد ومنهم الشاعر شربل بعيني ورسائله منشورة على الأنترنت ويمكن الاطلاع عليها .

ولكن وبعيدا عن علاقات مجتمع وعائلة الأدب والشعر والذي يعشقه ابونا يوسف , وبعيدا عن لغة الرسائل والهدايا وجوائز التكريم ....فان علاقاتنا العائلية وخصوصيتها معه قد تكون هي الأسمى والاعمق والأشمل من مثيلاتها من العلاقات , فقربنا منه حين نجالسه مطمئنين نشعر وكأن العالم كله لا يعرف شيئا عن يوسف سعيد الا فيما يكتبه من شعر وادب .. ولكن وقبل الشعر والأدب فانه إنسان مسيحي رائع محبوب متواضع بسيط كريم , يتمتع بروحية الشباب الجميله , فالضحكة لا تفارق محياه , يوسف سعيد لا يكل عن تقديم النصح بأرق أسلوب وعذوبة , وعندما تصغي اليه فانه ينقلك الى اعماق التأريخ بتسلسل جميل خاصة عندما يمسك بواقعة تأريخية مهمة , يوسف سعيد لا يغضب منه أحد أبدا ولا يُغضب احدا قط ,  فالجميع يحبه أنه أب بلا منازع , فقد غمر الجميع بعاطفته الأبوية الناصحة الأمينة المخلصة , أب على خلق رفيع نذر حياته في اكمال واجبه الديني والاجتماعي والثقافي , حين يتواجد في مكان ما فانه يكون كالنسمة الندية حين تلامس وجه الانسان المتعب , فكلماته الرقيقة والجادة والطيبة تضفي الكثير من البهجة والصفاء , انه رائع تطمئن له القلوب , وطيب يحب الجميع فأحبه الجميع , ومهما قلنا عنه فلن نوفيه حقه أبدا , ندعو ربنا ان يحفظه ويطيل في عمره .

فهنيئاً لك أيها الأب الرائع فاينما حللت تمتطي بساط الإبداع الادبي فتحلق في فضاءات التألق , حضورك لؤلؤة تبدد الظلام .
اينما رأيتك تتحدث ينتابني شعور بانك تمتلك صدرا يتسع لزلات الآخرين فترسل عليهم هتان من السموحة والصفاء , انك بتواضعك وبسماحتك تطرد الشيطان من قلوب الكارهين .
أيها الإنسان االطيب زدنا من لقاءاتك فانك والله تنثر الود على صحاري القلوب فتنبت رياحين المحبة ليستنشق عبيرها كل الأقربون والأبعدون .
أيها الأب والقس الأمين اراك عندما تتدثر بعباءة السماحة وتلتحف وشاح المحبة فانك تضفي على من حولك شأبيب السعادة والسرور , فلطفك الذي يعانق عنان السماء وكرمك الذي يسابق هبوب الرياح وعبقك الذي ينساب كأريج إقحوان الربيع ونظراتك الحنونة كلها عطاءات ربانية كُلفتَ بها لراحة المتعبين .
أيها الحليم بحبك للناس وبحب الناس لك قد فزت في الدنيا وفي الآخرة .
واخيرا ....وانا في نهايات الكتابة...وردني نبأ رقودك في المستشفى ..اتمنى لك الشفاء العاجل وعسى ان تكون وعكة صحية خفيفة...وتحية محبة وتقدير لكل صرح اعلامي يقربنا من عظماء شعبنا في العلوم والادب والسياسة والثقافة الدينية والدنيوية والمدافعين عن حقوق الانسان .

99
تحية طيبة , ان مبادرتكم طيبة ورائعة ولكن في ذهني مجموعة تساؤلات واهمها هل ان مختصة كلدوأشور للحزب الشيوعي العراقي مشاركة في الحكومة العراقية ام انها مشاركة في حكومة كردستان ام انها مستقلة او معارضة وان كانت اي منهم فهل تمثل الشيوعيين من الكلدان والأشوريين والسريان في هذه المشاركات فقط ..ام انها تمثل المنتمين كافة الى الحزب الشيوعي في العراق... .اسئلة طيبة وددت من خلالها التعرف على صفة المنتمين اليها وعن تبعيتها , واكرر ان مثل هكذا مبادرات حوارية ثقافية تنظمها ادارة موقع عنكاوة فانها ستزيد من وعي شعبنا الثقافي والسياسي , اتمنى ان توفق المختصة في هدفها , مع التقدير
ادورد ميرزا
السويد

100
دعوة لتشكيل فصائل مسلحة مسيحية في الموصل وسهل نينوى

ادورد ميرزا
استاذ جامعي مستقل

دعا الدكتور سركون داديشو من على شاشة الفضائية الأشورية والتي تبث برامجها من اميركا في لفتة رائعة دعا فيها القوى السياسية الحزبية والدينية للطلب من القيادة الكردية السماح لها لتشكيل فصائل مسلحة من ابناء شعبنا المسيحي في العراق للمساهمة في احلال السلام والحفاظ على امن المسيحين , هذه الفصائل تتشكل من ابناء الكنيسة الكلدانية والسريانية والأشورية والأرمنية وعلى اختلاف انتماءاتهم الحزبية والمتواجدين على كل ارض العراق وخاصة كردستان ويتم نقلهم الى داخل الموصل للمساهمة في استتباب الأمن الى جانب قوات البيشمركة الكردية والقوات الحكومية المتواجدة هناك , لقد جاءت هذه الدعوة كما يبدو تأكيدا على ان ما يشاع عن تورط البيشمركة الكردية في احداث الموصل هي اشاعات غير صحيحة ومغرضة , وانا بدوري اشد على يد الدكتور سركون لهذه الدعوة والتي ستجعل قوانا السياسية والدينية على مقربة من الاحداث جنبا الى جنب مع قوات الحكومة والميليشيا الكردية والتي تسعى الى حماية المسيحيين في الموصل , ان دعوة الدكتور سركون الرائعة تتطلب من كل الفصائل الحزبية والروحية الى التوحد وترك كل الخلافات جانبا والتوجه الى الأهم وهو مصير حياة شعبنا في الموصل والعراق , اتمنى ان تحظى هذه الدعوة الترحاب من قبل القيادة الكردية لتفويت الفرصة على الخائبين والمنافقين , ان تواجد شبابنا على ارض الموصل سيساعد على الاسراع في كشف المتورطين في قتل المسيحيين كما سيسهل على قيادة البيشمركة وقيادة قوات حكومة بغداد السيطرة على الوضع والتعرف على المجرمين القتلة بشكل دقيق ومباشر وبدون تشكيك .

واريد ان اقول باني قد قرأت وسمعت وشاهدت مئات التقارير والتحاليل والتصريحات ومن مختلف المناشئ السياسية والدينية , وتوصلت الى قناعة بان المنادين والراكضين لتقسيم العراق وتمزيق مكونات شعبه هم عراقيون ويعملون من داخل العراق , وقد استبعدت القيادةالأمريكية على الأقل فيما يجري للمسيحيين من قتل وتهجير وحرق وتدمير لدورهم واماكن عباداتهم , والسبب لأن كل ما سمعته من تصريحات وخطابات وعلى لسان { بعض الساسة المتنفذين في ادارة شؤون العراق شمالا و جنوبا شرقا وغربا } يجعلني ان اشك في ان ما يجري من ترهيب وقتل وتهجير للمسيحيين في العراق يصب في جعبة بعض الكتل المتلهفة لكسب المزيد من الغنائم والمكاسب والتي في جوهرها غنائم غير مشروعة ومكاسب غير وطنية , وان طريقتهم للحصول عليها غير اخلاقية ولا انسانية .

هناك اكثر من رأي يتداوله بعض المحللين حول المتورطين في قتل وتهجير المسيحيين في الموصل فمنهم من اتهم تنظيم القاعدة ومجموعات من الصداميين البعثيين وأخرون يتهمون ميليشيات اسلامية سنية او شيعية متطرفة , ولكن بعضا آخر من المحللين يتهمون البيشمركة الكردية المتواجدة على ارض الموصل على انها المسؤولة عن قتل وتهجير المسيحيين من اجل تهيأت الظروف لظم كركـوك والموصل وما جاورها الى جغرافية اقليم كردستان باعتبار ان ذلك هو الهدف المنشود الذي تسعى اليه القيادة الكردية العراقية لاعلان دولتهم الكردستانية الكبرى ، وقد عزز هذا الرأي الأخير حدثين ...

الأول .. هو تصويت الكتلة الكردية في البرلمان ايجابا على إلغـاء المـادة 50 المتعلقة بتمثيل المسيحيين والصابئة والشبك في مجالس المحافظات .
والثاني ..بسبب تواجد قوات البشمركة على ارض الموصل تزامنا مع قيام مجموعات مسلحة بترهيب وقتل المسيحيين واجبارهم على ترك الموصل واللجوء الى قرى ونواحي  سهل نينوى والتي تسيطر عليها البشمركة الكردية مما سيجعل تصويت المسيحيين لصالح الكرد في انتخابات مجالس المحافظات امرا واقعا ، ويذكر بعض المحللين من ان الأخوة الصابئة قد استبعدوا من اللعبة لان الكثافة السكانية للصابئة في كركوك والموصل غير فعالة , بالرغم من انهم قد شملوا ضمن المادة 50 ، ولكن ذكاء القادة الكرد ابقوهم لكي لا تنكشف اللعبة التي يخططونها في الموصل .

وهناك بعض من المحللين من قال ..ان الشبك وهم ايضا ضمن قائمة المادة 50 لكن ممثليهم يعلنون جهارا انهم ينتسبون الى القومية الكردية ، وهذا يعني بان اصواتهم ستذهب لصالح الحزبين الكرديين وبسهولة ، اما الأخوة اليزيديون فقد نالوا ما نالوه من قتل وتهجير وتشتيت فاصبحوا امام الأمر الواقع والذي لا يبتعد كثيرا عن واقع المسيحيين .
لكن الذي اريد الإشارة له هو المكون المسيحي والذي يعتبر تعداده السكاني مؤئرا في العملية الانتخابية الى حد ما بين المكونات الأقل عددا ، فبعــد رفض ممثليهم في البرلمان العراقي التابع لحكومة بغداد بشكل غير مباشر الأصطفافات والخضوع لاجندات القيادة الكردية خاصة فيما يتعلق "بصيغة وجغرافية تنفيذ الحكم الذاتي" مما جعل "بعض" من القادة الكرد غير راضين عن ذلك { كما يصفه المحللون } مما جعل البعض يعتقد بان بعض من اعمال العنف التي طالت المسيحيين في الموصل هي من تدبير "بعض من ميليشيات القادة الكرد" حيث ادت هذه الأعمال الى ترويع وقتل بعض المسيحيين وهروب الباقي هروبا جماعيا كما تناقلته وسائل الاعلام الى نواحي وقرى سهل نينوى , ان المسيحيين في الموصل يشكلون نسبة سكانية عالية هي اكثر من نسبتهم في كركوك ولكن وفي كل الأحوال وكما يقول المحللون فان القادة الكرد سيظمنون اصواتهم في كلتا المحافظتين اذا ما بقي الحال كما هو واستقر المسيحيون في اماكن تواجدهم الحالية .
 
 ونحن من خارج الحدود نتسائل لماذا قتل وترهيب وترحيل المسيحيون في هذه المرحلة اخذ بالتزايد , ومن هو المستفيد الرئيسي من ذلك , فباعتقاد غالبية المحللين الذين نقرأ اراءهم يرون بانه لا يوجد هناك من له المصلحة في قتل المسيحيين من الذين يحكمون العراق الا من له اطماع توسعية على الأرض العراقية , فاصابع الاتهام متجهة جميعها اليهم وذلك بسبب التوقيت , حيث ان حملة القتل والتهجير اخذت تشتد قبـل شهرين تقريبا من عمليـة إنتخابات مجالـس المحافظـات , كما ان اتهام هؤلاء لم يأتي اعتباطا انما جاء نتيجة تصريحاتهم ومطالباتهم باقامة الفدراليات او توسيع الأقاليم , وكما يصف المحللون بان ما  حصل للمسيحيين في البصرة والتي هي تحت سيطرة التآلف الشيعي من قتل وتهجير ومطالبة كتلة التآلف الشيعي بفدرالية محافظات الجنوب له صلة ايضا .

بقي ان اذكر بان المسيحيون في البصرة هم الأوائل من تعرضوا الى القتل والتهجير وسلب دورهم ومحلاتهم وتدمير كنائسهم على يد ميليشيات كانت تسيطر على كامل المحافظات الجنوبية, ثم انتقل العنف ضدهم في بغداد وخاصة في الدورة فقتل من قتل وهجر من هجر , ويذكر انه قد تم تدمير غالبية كنائسهم وفي وضح النهار ايضا , واليوم عاد العنف الى المسيحيين من سكنة الموصل فالقتل والتهجير قائم وتحت انظار قوات الأمن الحكومية .

اشير هنا الى التصريحات التي صدرت بعد بعد بعد { بعد جرائم قتل وتهجير المسيحيون في الموصل وعلى لسان بعض المسؤولين في حكومة بغداد وحكومة اربيل ورؤساء الكتل واعضاء البرلمان العراق والكردي وهيئة العلماء المسلمين الى جانب بعض المرجعيات الشيعية } ...ان جميع هؤلاء سنة وشيعة عربا واكرادا جميعهم وعبر تصريحاتهم ادانوا قتل الأبرياء المسيحيين , وانهم بريئون من كل ما حدث وليس لهم اي دخل لا من قريب ولا من بعيد ..ولكن انقل لكم ما صرح به احد المتألمين العراقيين لما يجري في العراق ..في مقابلة تلفزيونية ...حين قال مستهزءاً ..
ما دام الجميع متبرئون من قتل المسيحيين وتهجيرهم في العراق عامة والموصل خاصة , اذن فان القاتل مجهول وعلى ما يبدو انه { جني } هبط من المريخ .
 
 .....واعيد الى الذاكرة ما صرح به السيد فوزي الأتروشي وكيل وزارة الثقافة مشكورا ولكن وايضا فقد جاءت تصريحاته بعد بعد بعد { بعد تصويت البرلمان على الغاء المادة 50 حيث  لايغيب عن البال بان الكتلة الكردستانية قبلا ..كانت قد صوتت لصالح الغاء هذه المادة والتي كانت بنودها تخدم مصالح المكون المسيحي }.....اتمنى ان تسود حسن النية وتعاد الأمور الى مجاريها الايجابية لأن فضل وانسانية الكرد حكومة وشعبا في احتضان العراقيين وخاصة المسيحيون يعتز به ويحترمه الهاربون من جحيم الطائفية الى مدن كردستان الآمنة ..
فالسيد فوزي الأتروشي يقول ....
{لهذا اضع يدي على موطن الجرح لتغطيته وتعقيمه وابعاده عن مصادر القيح . والجرح هنا هو "الغاء المادة (50)"ومصدر التعقيم هو العمل بكل ما يعيننا على اعادة النضارة والتألق والاخضرار للتجربة الديمقراطية في العراق ولا يكون ذلك الا بمنح الاطمئنان لكل سكان العراق وبكل تلاوينهم وان الديمقراطية ستشملهم جميعاً . وبعيداً عن كل ما قيل وسيقال في مجلس النواب العراقي , فأن هذا المجلس لا يمكن ان ينسى حقيقة فكرية وفلسفية هي ان الديمقراطية تعني بالذات احترام كل المكونات الصغيرة الحجم في المجتمع العراقي ومنع فيضان الكبار عليهم . واذ فعل البرلمان ذلك اصبح ممثلاً لنفسه وليس للشعب العراقي } .انتهى النص .....وحسب اعتقاد بعض المحللين بان كلام السيد فوزي الأتروشي العاطفي جاء متأخرا , حيث ما قاله كان يجب ان يقال قبل تصويتهم على الغاء المادة , لا بل كان يجب ان يدعموا المادة 50 ويدافعوا عنها لتثبيتها !

ختاما ..اترك التعليق لكم في كل ما مضى من كلمات التعبير عن غضبنا وألمنا على ما يحدث لشعبنا من مآسي يندى لها جبين الانسانية.... كما اتمنى من كل حاكم او مسؤول سياسي وروحاني في العراق ان ينتبه لقراراته ولآرائه وتصريحاته قبل وقوع الاحداث لكي لا يندم عليها لاحقا فيفقد الشعب عند ذلك الثقة به وبافكاره وعقيدته وكل مشاريعه, انها مجرد ملاحظات لا تبتعد كثيرا عن عواطفنا الجياشة اتجاه شعبنا المسيحي الأعزل الذي يقتل ويهجر امام انظار من انتخبهم وائتمنهم على حياته وعرضه وماله

المجد والخلود لشهداء العراق الأبرياء مسلمين ومسيحيين وغيرهم والخزي والعار لمن لا يحمي شعبه .

101
دولة السويد , ومدينة الموصل الحزينة , واللاجئين

ادورد ميرزا
استاذ جامعي مستقل

أذكّر بزيارة السيد المالكي الى السويد في 2005 ومباحثاته الاقتصادية والتي كان جزءا منها حول احوال اللاجئين العراقيين حيث تمخض عنها قراراً اصدرته المحكمة القضائية العليا في السويد يتظمن الحد من قبول لاجئين عراقيين , باعتبار ان الوضع العام في العراق كما اكده المالكي للحكومة السويدية بانه لم يعد قتاليا وحرب شوارع طوائفية ومذهبية ! وبات يتعين على العراقيين إثبات تعرضهم لتهديد شخصي للحصول على إذن للإقامة بالرغم من ان غالبية المسيحيين لا يحتاجون اليوم الى اثبات ذلك فالقضية واضحة ويعرفها كل العراقيين !
وعلى الفور فقد تظاهر الاف العراقيين ومن ظمنهم المسيحيين مع اصدقائهم من الشعب السويدي المضياف تضامنا مع العراقيين اللاجئين الذين رفضت طلبات لجوئهم حيث دعت الى هذه التظاهرة العديد من منظمات المجتمع المدني والاحزاب والشخصيات الوطنية والقومية والدينية العراقية واساتذة الجامعة المتواجدون في السويد مطالبين البرلمان والحكومة السويدية لاعادة النظر في قبول لجوء العراقيين ومنهم المسيحيين ومنحهم الاقامة بسبب تعرضهم الى القتل والتهجير , علما بان ما حدث ويحدث اليوم اصبح لا يحتاج الى تأليف قصة لتبرير المسيحي هروبه من الموت فالقتل والتهجير اصبح واضحا وضوح الشمس وعجز الحكومة عن حماية الشعب بات واضحا ومتحققا على الأرض ،واليوم نعيد ونؤكد تمنياتنا من البرلمان السويدي النظر بعين العطف بمنح اللاجئين العراقيين ومنهم المسيحيين من الذين تم رفض طلبات لجوءهم لمنحهم حق اللجوء والاقامة حيث تبين ان ما ادعى اليه رئيس وزراء العراق في زيارته الى السويد وبعض الدول الاروبية الاخرى كان غير صادق وغير دقيق وغير واقعي .

ان دولة السويد العظيمة تعد في مقدمة الدول الاروربية والتي تستضيف من يتقدم اليها بطلب اللجوء السياسي او الانساني من العراقيين , واستنادا إلى دائرة الهجرة السويدية فان السويد استقبلت عام 2007 حوالي 18559 الف عراقيا في حين تزايد العدد اضعاف عام 2008 جراء العنف الذي ما زال يفتك بالعراقيين .
ومع احترامي واجلالي وتقديري لكل مكونات شعبنا العراقي فاني ساشير في مقالي اليوم الى الطائفة المسيحية والتي هي جزء اساسي من مكونات الشعب العراقي وهي اقدم مكون سكن ارض العراق وهم من اولى الاقوام الأشورية والبابلية ممن اعتنقوا دين المسيحية , انهم شعب يمتد تواجده على ارض العراق الى اكثر من خمسة الاف سنة , هذه الشريحة المسيحية تتعرض اليوم وامام انظار الحكومتين في بغداد واربيل وامام انظار دول العالم كافة الى ابادة جماعية وخاصة في مدينتهم التأريخية { نينوى } الموصل حاليا , قتل وتهجير قسري لا يحتاج الى اي تأكيد او تأييد , فالمسيحيون وبعد خلاصهم من نظام صدام الدكتاتوري عام 2003 يتعرضون اليوم الى ابشع جريمة ابادة جماعية , فالقتل والتهجير وتفجير مساكنهم في وضح النهار وامام انظار سلطة الحكومة بات شائعا , هذه الحكومة محقة حين تتستر على ما يحدث لأنها غير قادرة على السيطرة على أمن البلاد , فالفوضى عامة وتتوسع .

ان ما يحدث في الموصل للمسيحيين والذي سيشمل بقية المحافظات بحاجة الى الاسراع بتقديم يد العون والمساعدة وايجاد ملاجي آمنة لهم لانقاذهم من محنتهم هذه , ان المجتمع الدولي ممثلا بهيئة الامم المتحدة ومنظماتها الانسانية ودول الاتحاد الاوربية يتحملون جميعا المسؤولية الانسانية والاخلاقية اتجاه ما يحدث للعراقيين وللمسيحيين بشكل خاص .
واذكر هنا وبكل احترام وتقدير دولة السويد ذات البعد الانساني المشهود , هذه الدولة العظيمة والتي يتواجد على ارضها العدد الاكبر من اللاجئين العراقيين فاني اناشدها ممثلة ببرلمانها وحكومتها المؤقرة للوقوف مع محنة العراقيين عامة  والمسيحيين خاصة والنظر بعين العطف لاوضاعهم واوضاع افراد اسرهم من اطفال ونساء وشيوخ المشردين في اكثر من بلد والاسراع بمنحهم الاقامة وحقهم في اللجوء الانساني لجمع شملهم , ان السويد حكومة وشعبا بلد التحظر والمدنية والانسانية لقادرة على رسم الفرح في وجوه العراقيين بكل الوانهم مسلمين ومسيحيين صابئة وايزيديين وشبك .

102
مجهود يستحق الثناء والدعم لأنه ننتيجة عملية لمهارة المرأة الأشورية في مجالات الثقافة والعلوم , تحية من كل قلبنا لأم داني السيدة الفاضلة رومية سمانو لجهودها المثمرة في خدمة البشرية والى المزيد من النجاحات , كما نشد على يد كل من يقف مساندا ومشجعا لابراز ولانجاح مثل هكذا مبادرات واخص بالذكر الشاعرة دينا عصام المتاوي مراسلة الموقع ومعدة هذا اللقاء .
ادورد ميرزا
استاذ جامعي
السويد

103
المطران لويس ساكو "لا استبعد ان تتم تصفيتنا وفق خطط اقليمية وداخلية"

ادورد ميرزا
استاذ جامعي مستقل

من على هذا المنبر الحر ننادي وندعوا ونناشد باسم الانسانية أصحاب الضمائر الحية والوطنيون المخلصون العراقيون اينما كانوا ان يوقفوا قتل المسيحيين , كما نطالب من قادة احزابنا الوطنية والقومية والدينية ورؤساء منظماتنا المدنية واطلب من كتابنا الأفاضل المحترمين بالوقوف ضد هذه المؤامرة الخبيثة والقذرة والجرائم التي يندى لها الجبين من قتل وتهجير شعبنا المسيحي المسالم , ومن هذا المنبر ايضا نخاطب هيئة الأمم المتحدة ومنظماته المتخصصة في مجال حقوق الانسان للتحرك والوقوف لوقف هذا القتل العشوائي والذي يطال المسيحيين على ارض الموصل نينوى التأريخية العزيزة , كما ندعوها لاتخاذ كافة الاجراءات اللازمة لحماية شعبنا من الابادة الجماعية التي يتعرض لها حاليا في الموصل , اما قادة قوانا الحزبية والدينية فاني اناديهم باسم المحبة والسلام وباسم ارواح قتلانا الشهداء ان يتخلوا عن المصالح المادية الضيقة ويعودوا الى شعبهم بخطاب موحد لانقاذهم من موتهم المحقق لكي يقف شعبنا بكل تشكيلاته معهم للمضي بالمطالبة بتحقيق كامل حقوقه تحت ظل دستور عراقي عادل وفي ظل قيادة حكومية ديمقراطية علمانية غير طائفية ولا عنصرية ...ومن هنا فاننا نناشد حكومة بغداد وحكومة كردستان للعمل على ايقاف قتل المسيحيين في الموصل حيث ان نواقيس الخطر انذارا بقدوم قتل المسيحيين قد تدق في مكان آخر من العراق الجريح .....كما اكد ذلك المطران الجليل لويس ساكو لوكالة الصحافة الفرنسية حيث قال ... "لا استبعد ان تتم تصفيتنا وفق خطط اقليمية وداخلية لانها جزء من مشروع الفوضى الذي يراد للعراق الذي تحول وللاسف الى ساحة للتصفيات بحيث الوضع بات معقدا للغاية وشديد التداخل". 

ان شعبنا المسيحي بكل انتماءاته الكنسية الكلدانية والآشورية السريانية والارمنية بكل فروعها الشرقية والغربية فانهم جميعا يتعرضون الى القتل والتهجير المنظم ودون تمييز , فالعدو شرس وغدار ولا يفرق بين هذا وذاك فالكل مستهدفون , هكذا يرى المسيحيون واقع شعبهم في العراق!

فاعداء الحياة والحرية ينظرون الى شعبنا بمنظار واحد , فهم لا يفرقون بين المسيحي وبين من يسمي نفسه كلدو اشوري سرياني , فشعبنا يؤمن بالأثنين لان انتماءنا القومي قوته في روحيته المسيحية , اما اذا ما اردنا نحن التفريق بين هذا وذاك فهذه طامة كبرى سندفع ثمنها غاليا .

ان الذي يميز شعبنا عن بقية الشعوب هو توحده الديني بالقومي وهذا هو الخطر الذي يتوخاه اعداء الحياة والحرية من الطائفيون والعنصريون ويحاولون تمزيقنا الى فئتين دينية وقومية .
كما ان اعتزاز شعبنا بانتماءه الى دين يدعو الى العدل والمساوات واشاعة السلام , لا يتقاطع ابدا عن قوة اعتزازه بانتماءه القومي , ان ما يتعرض له شعبنا من قتل وتهجير له دوافع واهداف عدة , ولكن اخطرها هو السعي لافراغ العراق من سكنته الأصليين لكي تخلوا الساحة للقبائل الطائفية والعنصرية الجديدة والتي تحاول الاستحواذ على كل شئ في العراق , ان ابعاد المكون المسيحي يفسح المجال لبعض المكونات الكبيرة والمتنفذة للسيطرة على كل المواقع الادارية في كل محافظات العراق وخاصة المحافظات الشمالية .
ان ذبح شعبنا وتهجيره لم يحدث اليوم انما كان قد بدء منذ اليوم الأول لسقوط بغداد , فغياب القانون وعدم آهلية الحكومة في بسط الأمن وانشغالها بامور الثأر الطائفي والسلب الذي طال المال العام والخاص ادى الى الفوضى والتي استغلتها يد القتلة الطائفيين والخارجين عن القانون لتذبح اهلنا وتهجرهم من بيوتهم في كل محافظات العراق .
واليوم في الموصل والتي يلفها السواد حزنا على الابادة الجماعية التي يتعرض اليها شعبنا المسيحي فاننا نحمل كامل المسؤولية لحكومتنا الفاشلة في بغداد ولحكومة كردستان والتي نعتب على موقفها الأخير في مجلس النواب وتصويتها ايجابا على الغاء المادة خمسين , حيث لم يخطر ببال احد ان يقوم الأكراد بالتصويت على الغاء حق من حقوقنا الدستورية بالرغم من ان الكثير من ابناء شعبنا ومن احزابنا وقادتنا متواجدين على ارض كردستان ومتعاونين مع القيادات الكردية , ترى هل هكذا يعامل شعبنا الوفي ... !
ونحن في هذه المحنة نقف امام مرحلة تأريخية من حياة شعبنا المسيحي في العراق , فاننا ملزمون ان نخاطب قادة شعبنا المشاركين في السلطة العراقية في بغداد واربيل , ونسألهم دون خجل ما هو دورهم وما هي دعواتهم وما هي مشاريعهم للحفاظ على حياة المتبقي من شعبنا في العراق عامة ومحافظة الموصل خاصة , وكيف العمل ...ونعيد الى الذاكرة ان اعداءنا لا يميزون بين من كان يعتنق المسيحية او من كان ينادي بتسمية الكلدو اشوري السرياني ! فالأثنين واحد وهم المستهدفون دائما شئنا ام ابينا , ويبدو ان الدستور والقانون والمطالبات لن توفر لنا الحماية من القتل والتهجير.

اليوم وامام انظار ممثلينا في برلمان وحكومة بغداد وبرلمان وحكومة اربيل نضع صورة شعبنا في الموصل حيث تحاصر عوائل المسيحيين وينفذ في ابناءهم حكم الاعدام او ملاحقتهم للهروب وترك مساكنهم ومالهم للاوغاد !, فاننا نضع امامهم هذه الصورة البشعة , ونطلب منهم تفسيرا واضحا عن اسباب هذا الاستهداف وعن السبل للخروج من هذا الواقع المرعب وهذا الارهاب وكيف سيتصرفون امام هذه الصورة البشعة والتي لا يمكن اعتبارها الا انعكاسا لصورة فوضى الحكومة التي تدعي انها منتخبة وحامية الشعب , ان شعبنا ينتظر منكم ايها القادة ان تتحركوا بشكل سريع ومؤثر وواضح ولنسمع صوتكم الصارخ ضد هذا القتل الذي يفتك بشعبنا دون ذنب, علينا اليوم التنبه بان هناك ما يبيت لمستقبل المسيحيين في العراق من شرور , ويبدو ان اهتمام البعض من ساسة العراق بالحكم الذاتي ما هو الا لعبة من الاعيبهم السياسية لتمرير مخططاتهم ومشاريعهم المصلحية فقط , بقي ان نقول وما دام الآمر كذلك فاننا بحاجة الى حماية ارواح وممتلكات شعبنا قبل اي مطلب آخر , فما معنى المطالبة بالحكم الذاتي وشعب الحكم الذاتي صاحب المصلحة يقتل ويهجر سؤال صادر عن حسن نية بحاجة الى جواب ؟

واذكر بان الحكومة وعبر وسائل اعلامها ما زالت تتجاهل حتى الان موجة قتل المسيحيين وتهجيرهم من الموصل بل وتبدو وكأنها ليست المسؤولة عن ذلك علما بانها كانت قد اعلنت سيطرتها الكاملة على الأوضاع الأمنية في الموصل ..والسؤال اذن كيف يقتل شعبنا ويهجر على يد مسلحين يستقلون السيارات وفي وضح النهار .
في الختام ندعوا الله ان يرحم شهدائنا وان يحمي اهلنا الصابرين والذين لا حول لهم ولا قوة , وتحية اجلال واكبار لكل الشرفاء العراقيين مسلمين وغيرهم ساسة ورجال دين ممن يقفون مع شعبنا في محنته الحالية ويدينون قتل وتهجير الأبرياء من شعبنا المسيحي في العراق والله هو الحافظ الأمين .
 

104
اميركا قدمت العراق وشعب العراق وبضمنهم شعبنا المسيحي على طبق من ذهب لقوى الجاهلية والارهاب والطائفية والعنصرية لينفذوا مخططها للتمكن من السيطرة على المنطقة , والا متى عاش شعبنا بمثل ما يعيشه اليوم , متى عرف شعبنا الهجرة وترك العراق ... مطلوب الوعي لمن كان السبب بدء من نظام صدام الدكتاتوري وانتهاء بنظام الطائفية والعنصرية والتي دعمتهما اميركا بقصد او بدون قصد ! .

105
نحن كيانات قومية اصيلة 


ادورد ميرزا
استاذ جامعي مستقل

ما زالت تداعيات الغاء المادة 50 من قبل مجلس النواب العراقي والتي لها علاقة ببعض الكيانات الأصيلة المكونة للمجتمع العراقي , تتصاعد وتيرتها من خلال ما نشاهده من رفض رسمي وشعبي عارم لهذا القرار المجحف , حيث وكما يبدو بان هناك من يريد التقليل من اهمية مشاركة هذه الكيانات في صنع القرار السياسي والذي يساهم في استقرار وبناء العراق الجديد , وقد تطرق بعض المسؤولين والكتاب حول هذا الموضوع مستخدمين دائما مفردة { الأقلية } والتي يعنون بها رقما عدديا بسيطا لا يشكل اهمية ضمن الشعب العراقي , لذا اود ان ابين بان نعت هذه الأقوام بالأقلية هي نكران لتواجدهم التأريخي والرباني على ارض العراق , وقد كان الدكتور علي التميمي في مقالة له موفقا وصادقا وعادلا في تفسيره وتحليله لمفردة الأقلية , وحيث ان الاستمرار بترديد مفردة الأقلية على شعبنا سيؤثر سلبا على مستقبل تطور شعبنا الذي تمتد جذوره في عمق التأريخ العراقي الى الاف السنين , فاني ....اناشد السيد يوناذم كنة والأستاذ عبد الأحد افرام الممثلان لشعبنا في البرلمان العراقي والسيد سركيس آغاجان والسيد نمرود بيتو العضوان في حكومة كردستان ومن معهم من الأساتذة الأفاضل في حكومة الأقليم وكل الشخصيات السياسية والدينية العاملة في مؤسساتنا المدنية والكنسية رؤساءاً واعضاء وكافة الأخوة والأساتذة مدراء المواقع الألكترونية وكتابنا الأفاضل جميعا مدعوين الى تبني تسمية { الكيانات بدل الأقليات } وترويج ذلك في كل المكاتبات الرسمية والفعاليات الجماهيرية , كما اناشد السيد رئيس الجمهورية والسيد رئيس الوزراء والسيد رئيس البرلمان للايعاز الى من يهمه الأمر لاقرار تسمية الكيانات بدل الأقليات اينما وردت في دوائر ومؤسسات الدولة .
ان تسمية الأقلية لا تسئ لشعبنا فقط انما باتت تؤرق كل شعبنا العراقي الأصيل , وما كتبه الدكتور الفاضل علي التميمي دليل على ان اطلاق تسمية اقليات مجحفة بحق اقوامنا التي ناضلت من اجل الديمقراطية وساهمت في بناء حظارة ومجد العراق ...
{ فأخواننا هؤلاء ليسوا أقليات وإنما هم كيانات محترمة ووجودات شرعية نحتاج الى أن يكون وجودها وجودا فاعلا ومشاركا في بناء الوطن } نص

واني شخصيا ممتن له على هذا التحليل العلمي والمستند الى حقاق دينية ودنيوية تشير الى ان تسمية الأقلية لا تليق باقوامنا وان الاصرار على هذه التسمية خطأ فادح , انها لفتة طيبة خاصة في هذه الأيام والتي افصح فيها برلمان العراق عن جديته وحقيقته في عدم احترامه لهذه المكونات التي لطالما شاركت مع بقية المكونات في بناء حظارة وثقافة العراق .
لذا التمس من كافة الأخوة الأساتذة المحترمين الأجلاء مدراء المواقع الألكترونية وجميع الذين يرفدون هذه المواقع بكتاباتهم وباراءهم وافكارهم الهادفة ان يعتمدوا تسمية { كيانات بدلا من أقليات } , حين يتطرقون في مواضيعهم الى سكان العراق الأصليين من الأشوريون الكلدان السريان الصابئة اليزيدية والشبك , حيث ان ذلك يعزز شعور هذه الأقوام بالانتماء الوطني والقومي والتأريخي على ارض العراق كما يجعلنا على طريق الثبات والوحدة .
كما اهيب ايضا بكافة قياداتنا الحزبية والدينية الانتباه لذلك ودرج تسمية الكيان اينما وردت كلمة اقلية في كافة مخاطباتهم .
ان شعبنا في العراق والذي ما زال يعاني من التهميش والابعاد بحاجة الى يقضة وثورة ذاتية للانطلاق وارغام الغير على احترام خصوصيتنا القومية , ان شعبنا ولاكثر من عقد قد هُمش واُبعد بحجة اعتباره { الأقلية } وهذا ما يجعلنا نشعر وكأننا ضيوف على المكونات العراقية الأخرى والتي هي في حقيقتها قد هاجرت الى العراق بعد الاف من السنين من وجودنا نحن على ارض العراق , ان خطأ تسميتنا بالأقلية اخذ يتسع ليشمل اهمالنا ثم التقليل من اهميتنا القومية في بناء المجتمع العراقي , هذا المجتمع الذي نعتز بالانتماء اليه وسنبقى نعمل وباخلاص لبناءه من جديد مهما كلفنا من ثمن , اننا لن نقبل بعد اليوم بتسميتنا اقلية مسيحية ..فنحن كيان قومي اصيل وفعال حالنا حال الكيانات الأخرى , وكل ما عداه فهو جهل وامية سياسية بل وثقافية , وما جرى في البرلمان العراقي الذي يعمل بالإيحاء وبرسائل الدخلاء ولا يعمل بقرار ورسالة الأصلاء , قد شوه صورة ثقافة العراق الأصيلة , ان بعض من السياسيين الحاليين بعيدين كل البعد عن الثقافة السياسية المتحظرة , كما ان حذف المادة 50 وتجاهل حقوق الكيانات العراقية المشاركة في بناء الوطن والتي لطاما أكدت مرات ومرات على انها ليست اقلية دليل على قصور في فهم الثقافة الانسانية { لأن الوجود محترم وهو رباني الخلقة في البداية ورباني الرجعة في النهاية وكل وجود رباني لا يجوز تسميته بالأقلية لأن مفهوم الأقلية ينصرف الى الرقم الحسابي والى التعداد الرياضي .} 

إن الأخوة الكرد والتركمان والعرب الكلدان الآشوريين والسريان وجميع المسيحيين العرب وغير العرب والصابئة واليزيدية والشبك هم مكونات متعايشة انسانية مؤمنة تواجدت على ارض العراق من اجل هدف الهي وانساني , فلا تمييز بين هذا وذاك الا بقدر ما يعمل كل واحد منهم من اجل التقدم والحفاظ على امن وسلامة الانسان , فالتعامل معهم على اساس الأكثرية والأقلية لا يعبر الا عن سياسة متدنية تخفي وراءها نوايا غير طيبة.
{ فمن خلال الأزمة التي ظهرت بعد التصويت الذي جرى في البرلمان العراقي وحذف حق الكيانات والوجودات غير المتمثلة بأحزاب كبيرة وبأرقام عددية كبيرة , رأينا كثيرا من الشعارات والمقالات تتحدث عن حق الأقليات معتبرين أن الكلدوآشوريين والشبك والصابئة والإيزيديين والمسيحيين من غير العرب انهم من الأقليات وعلى هذا جرت المناشدات والإعتراضات والكتابات وهذا خطأ من حيث الفهم على المستوى الديمقراطي والشرعي والإنساني . فهؤلاء ليسوا أقليات وإنما هم كيانات محترمة ووجودات شرعية نحتاج الى أن يكون وجودها وجودا فاعلا ومشاركا في بناء الوطن لا أن نحاصرهم في زاوية الأقليات حتى نحرمهم  من الحقوق ومن روح المشاركة كأبناء وطن أصلاء وأصحاب هم عراقي يشترك مع الجميع في السراء والضراء وذلك هو ما يريده الوطن }
نتمنى ان يتحقق في العراق السلام والأمان ويعود الى الحاضنة الدولية معافى مشافى من كل ما اصابه من فايروس الطائفية ومكروب التمييز الديني والقومي .

106
ليعلم برلماننا العتيد ... هذه ارضنا نعيش فيها ونموت !!

ادورد ميرزا
استاذ جامعي مستقل

{ سكان العراق الأصليون من آشوريين وكلدان وسريان " مسيحيون " .. صابئيون وازيدييون .. شبكيون وآخرون ، هؤلاء هم اصل العراق وملحه ! ..
اما نحن عرب وغيرهم ، جئنا لهذه البلاد ، بعضنا مهاجرا واغلبنا محتلا ، بإسم فتوحات الدين مرة وفتوحات القومية مرات !!
بعد آلاف من السنين ، شذبنا فيها اضافرنا ، عدنا فيها الى رشدنا ، لكننا لم نعترف اننا محتلون ، مجرمون ، قتلة !
اصروا على البقاء رغم جرمنا .. تشبثوا بارضهم رغم شرنا . انهم مسالمون ، كما الأرض التي حطوا فيها رحالهم اول مرة .. مؤمنون ، موحدون ، مخلصون ، شفافون ، محبون ، مجدون ، اذكياء ، نشطون . لم ينتظرون منا نحن " المحتلون " الأوباش شهادة اعتراف منا انهم اكثر سموا منا ، واكثر صدقا منا ، واكثر جمالا منا ، واكثر سلما منا . حكمناهم باسم الصحراء ، باسم جلفها وقسوتها وعطشها ورياح سمومها ، لأنهم اكثر رقيا منا واكثر جمالا منا واكثر سلما منا ، قالوا هذه الأرض للأنسان ، تسع لكل من يهاجر اليها !
لم يقاوموا بل قدموا لأجدادنا الأجلاف التمر والعنبر والبرتقال !
ماذا قدمنا لهم : قتلنا رجالهم ، رملنا نسائهم ، ايتمنا اطفالهم ومن عاش منهم دفعناهم الى الماء ، لم تعد اليابسة ملكهم .. ودفعنا بقيتهم الى الجبال ، لم تعد السهول ملكهم !!
بعد مئات من السنين صحت ضمائرنا من غفوتها الطويلة ، لكنها صحوة قصيرة بعد ان قُتّل وشرد جلهم ولم يبق منهم الا القلة في هذه الأرض قالوا : هذه ارضنا نعيش فيها ونموت !} كتابات

والى اليوم ما زال الظلم والاظهاد قائما , فلا احد صحى ضميره ولا احد وعى على نفسه انه غاصب مستعمر, ولا جاءتنا حكومة ديمقراطية حمت شعبها من التمييز الديني والقومي , بل اشعلت الاقتتال الطائفي , ولا احترمت حقوق الأقليات, بل زادت من تهميشهم , لقد كشفت الحكومة عن وجه برلمانها الحاقد و العنصري والطائفي وبشكل واضح , فاقدام البرلمان العتيد بالتصويت على الغاء مادة دستورية تتيح في حدها الأدنى لأبناء العراق الأصليين فسحة بسيطة من المشاركة في الحياة السياسية والاقتصادية والثقافية , دليل على ان القائمين على حكم العراق ما زالوا يحكمون بعقلية العصور المتخلفة وبمنظور الكراهية , انها نيات سيئة ومبيتة للقضاء على كل شريحة وطنية عراقية اصيلة على ارض العراق .

ونقولها بكل صراحة ان بعض المسؤولين من الذين عبروا عن اسفهم وحزنهم على قيام البرلمان بالغاء المادة 50 , هم اعضاء فيه وفاعلين في الحكومة , فهل يتصور هؤلاء ان الشعب العراقي والمسيحي بشكل خاص ساذج الى هذا الحد حتى يصدق حزنهم واسفهم هذا , ان الطامة الكبرى هي في تصريح السيد رئيس البرلمان حيث كان اكثر ظلامية عندما برّر ذلك بعدم وجود احصائيات بعدد النفوس !

ان شعبنا المسيحي بعد الذي حصل يعلن ..ان هؤلاء غير مؤتمنين على مصالح شعبهم ولا يصلحون لتشريع قوانين تشيع الطمأنينة بين العراقيين , وسيبقى موقفهم هذا مؤشرا لدى الشعب المسيحي من ان القائمين على ادارة شؤون العراق الحاليين لا يمثلونهم وانهم اعداء الشعب وخاصة الأقليات ومنهم المسيحيون , ونقول للسيد رئيس الوزراء بان تصريحكم بالعودة لتصحيح ما قرره البرلمان عالعين والراس ولكنه ليس بهذه السهولة , لأن قرار البرلمان يمثل رأي الشعب كما هو معلوم , وهل يعقل ان الشعب بهذا المستوى !!!, فمن يا ترى بحاجة الى تصحيح الحكومة ام الشعب ام البرلمان ؟
انها صورة حقيقية وبشعة ومخزية لعقلية القائمين على رعاية وحكم الشعب العراقي .., ان شعبنا المسيحي بكل تنظيماته السياسية والكنسية في العالم وخاصة المتواجدة على ارض الأجداد سوف لن يقفوا مكتوفي الأيدي امام هذا الحقد والتهميش المتعمد , لقد صُدم شعبنا بقرار البرلمان الغاء المادة 50 ولكن الصدمة كانت اشد واقسى حين صوت التحالف الكردستاني ايضا , في حين كان يجب على التحالف الكردستاني الوقوف مع الأقليات ورفض القرار, وبالمناسبة كنت اتمنى ان يكون حاضرا المرحوم الملا مصطفى البارزاني ليرى كيف يعامل الشعب المسيحي الذي وقف معه في نضاله ضد الدكتاتورية والظلم , حيث قدم شعبنا المسيحي الاف الشهداء من اجل القضية الكردية , وفاتني ان اذكر بان بعض من ابناء وبنات شعبنا المسيحي وكمثال على ذلك وليس الحصر الدكتورة القديرة كاترين ميخائيل حيث تقدمت شاهدا على مذابح الانفال التي لحقت بالشعب الكردي اثناء محاكمة الدكتاتور صدام حسين , وهذه شهادة حية لمدى تعاون شعبنا المسيحي مع الأخوة الكرد, اتمنى ان لا يتكرر هذا المشهد وان لا نرى مستقبلا اصدقاء لنا يقفون ضد مصالحنا .
اخاطب البعض من ابناء شعبنا والبعض من قادة احزابنا بكل تشكيلاتهم ...ان شعبكم في العراق اليوم يصارع الموت والتهجير القسري وهو اعزل لا يملك غير رحمة الله , ضعوا شعبكم على الطريق الصحيح , شعبكم بحاجة الى مصارحته في الأسباب التي اوصلته الى هذه المرحلة من التهميش , ان ما حدث تحت قبة البرلمان العراقي لا يمكن الا وان نصفه بالمؤامرة وبخيانة العهد , نعم ان بعضهم تآمر علينا , لقد خانوا العهد والدستور , ان شعبنا الذي هرول باصبعه البنفسجي قد صُدم , وستبقى آثار هذه الصدمة مؤثرة في نفوس المسيحيين كما بقيت غيرها من صدمات الارهاب والتهجير والقتل , ان حسن النية باتت في خطر وان كل ما قيل ويقال من تبريرات سواء من قبل البعض في التحالف الكردستاني او البعض من الإئتلاف الشيعي , فان ذلك لن يلغي غضبنا واسفنا اتجاه ما حدث , ان الثقة التي منحها شعبنا لهؤلاء قد انهارت , ويبدو ان السبابة البنفسجية كانت خطأً تأريخيا لا يغتفر , وان احتمال وقوع الأكثر سوءاً سيكون احتمالا قائما , ان شعبنا شعب اصيل ..يشهد له العراقيون المسلمون الطيبون قبل الاخرين ...وكما قالت كتابات معبرة عن لساننا { : هذه ارضنا نعيش فيها ونموت ! } , اننا هنا ومن منطلق حقوق الانسان نطالب ليس بالأسف فقط كما يروج البعض وباصدار ملحق يعيد العمل بالفقرة 50 وتحت ضغوط خارجية , انما هذا حقنا وفق الدستور ...انما نطالب باحالة كل الكتل او الشخصيات التي كان لها اليد الطولى على الغاء هذه الفقرة للمسائلة القانونية والدستورية عن اسباب هذا الالغاء , وبهذه المناسبة نشد على ايدي الحزب الاسلامي وحزب الفضيلة والخيرين في المجلس لموقفهم النزيه هذا لرفضهم التصويت على الغاء المادة 50 , ومهما تكن اسبابهم , فانهم على الأقل ليسا من اتباع الديانة المسيحية !

ملاحظة ..اينما وردت كلمة مسيحيين نعني بها
الاشوريين , الكلدان , السريان
واينما وردت كلمة الأقليات نعني بها
الصابئة , الازيدية , الشبك
 

107

المسيحيون العراقيون يخيّرون بين الإبادة الجماعية وبين الصهر او الضم !

ادورد ميرزا
استاذ جامعي

بداية اقول بان الحياة هي حق وهبه الله عز وجل لبني البشر , وان الحفاظ عليها هو تعبير عن الرقي الانساني والأخلاقي والثقافي للإنسان , وان اي دعوة لإلغاء هذه المنحة الإلهية ليست بالضرورة ان تكون مدفوعة بدعوة دينية معينة, انما في غالبيتها تصرفات شخصية واحيانا جماعية ,لأني اؤمن بان هذه الحياة ليست ملكا لأحد بل انها ملك الجميع وان حمايتها واجب يفرضه علينا الله اولا واخلاقنا الانسانية ثانيا , ان اشاعة ثقافة التعايش السلمي في المجتمع الذي تتعدد فيه الأديان والمعتقدات اصبح الهدف الذي يسعى اليه الخيرون لإدامة الحياة , والحكومات تتحمل الجزء الأكبر لهذه المهمة ... ولكن ومع الأسف ...فقد ذبح وشرد المسيحيون دون ذنب , فبعد الحرب على العراق والتي اشيع عنها بانها حرب تحرير واشاعة الديمقراطية , اصبح المسيحيون في العراق هدفاً سهلا للعصابات المسلحة بعضها تابعة لبعض الأحزاب المتطرفة المشاركة في الحكومة ، وبعضها عصابات خارجة عن القانون , لقد تأكد للعراقيين جميعا وبضمنهم المسيحيون بان هذه العصابات لا تمت بصلة لا بالاسلام ولا بالانسانية بل انها مجموعات عدوة للحياة , حتى ان البعض المهتمين بشؤون مصير الأقليات وصف اعمالهم في العهراق بانها ارتقت الى مرحلة الإبادة الجماعية , حيث انها تنفذ في وضح النهار وتحت مرأى ومسمع حكومة بغداد والتي افصحت عن توجهاتها الطائفية منذ اليوم الأول لاستلامها ادارة البلاد مما جعل العراقيين من اتباع الديانات الغير مسلمة وبظمنهم المسيحيين عدم الوثوق بها .

اُذكّر المعنيين في الحكومة والبرلمان بان ابشع ما تعرض اليه المسيحيون كان في عهدها وقد فاق الحدود , فقد تم تفجير العشرات من كنائسهم في بغداد لوحدها ، واغتيل كبار رجال الدين , وتم ذبح العشرات من اهلنا بسبب عقيدتهم الدينية , ناهيك عن تهجير المئات من العوائل من البصرة وبغداد والموصل وغيرها , الا تشعر هذه الحكومة بالمسؤولية على ما يحدث من جرائم بحق العراقيين وتحت انظارها , الا تعلم بان اجهزتها الأمنية والميليشياوية لها دور في كل ما يحدث , ثم اين الأمان والخير الذي وعدت به شعب العراق .

يتحدثون عن التحرير والديمقراطية , اي حرب تحرير هذه التي يتبجح بها المسؤولون , اي حرية عبادة هذه , واي حقوق انسان جاءتنا بها هذه الحرب السخيفة , اتدرون بان تعداد سكان المجتمع المسيحي في العراق قبل الحرب كانت تقدر 1.5بمليون ونصف نسمة , بينما التقديرات الحالية لمن تبقى منهم في العراق تقع بحوالي 700 سبعمائة الف , كيف حصل هذا التناقص الرهيب , اليس من مسؤوليات الحكومة البحث عن أسباب هذا التناقص , واليس من حقنا المطالبة بالكشف عن المسؤولين عن ابادة وتشريد هذا الشعب التأريخي الأصيل واحالته الى محاكم جرائم الحرب الدولية .

يحضرني تعهد السيد نوري المالكي رئيس حكومة بغداد بتشديد الحماية للشعب المسيحي بعد مقتل رئيس الأساقفة المرحوم الشهيد فرج رحو ، ولكن وللحقيقة نقول بان ما بعد مقتل الشهيد فرج فقد خطف وقتل العشرات وتم ملاحقة المئات من العزائل الأمنة لإجبارها على ترك مساكنها , واليوم نشهد مؤامرة جديدة وكبيرة وخطيرة لإقصاء هذا المكون من كل مادة دستورية تحمي وجوده على ارض العراق , نعم { مؤامرة } لأنها نفذت كما حدث للعراق , فطريقة المؤامرات واحدة ..حيث اتفق بعضهم ممن لا يريد الخير للعراقيين وبطريقة المتخفين في درابين مظلمة على تنفيذ مؤامرتهم , فاجتمع هذا البعض على ما يخدم مشاريعهم المستقبلية, فاطلقوا صيحتهم النشاز بالغاء المادة 50 والتي تتيح للاقليات بالمشاركة والتمثيل في كل مؤسسات الدولة ومحافظاتها , فبالرغم من ان الدستور الذي كتب على شاكلتهم ليلبي مصالح المحتل ومصالح الكتل الكبيرة في الشمال والجنوب والذي ما زال الشك يحوم حوله لعدم شرعيته , نقول بالرغم من كل ذلك فان هؤلاء المتآمرين لم يحترموا قدسية بنوده, فاي برلمان "مهزلة " هذا واي عدالة وديمقراطية هذه .
لقد قرأت مرة في تقرير صحفي حول اسباب الهجوم على المسيحيين في العراق بعد سقوط نظام صدام الدكتاتوري يقول ...ان الهجوم على المسيحيين جاء كرد فعل لتدفق الجماعات التبشيرية المسيحية الأجنبية على العراق بعد سقوط النظام العراقي السابق , حيث نُظر لهذه الجماعات التبشيرية في المجتمع المسلم كجيش يدعم الاحتلال الأمريكي، واصبح على المجتمع المسيحي الوطني تحمل اعباء هؤلاء الأجانب المبشرين .
ولهذا السبب فقد تم مهاجمة المسيحيين الأبرياء من قبل الميليشيات المتنفذة في الحكومة الى جانب تنظيم القاعدة وهاتين المجموعتين المذهبيتين تسعيان لبلوغ هدفهما في تأسيس دولة دينية مذهبية وطائفية في العراق , ولهذا فقد وقع المسيحيون الأمنون تحت رحمة هذه المليشيات المسلحة لكلا الطائفتين فاما القتل او التحول إلى الإسلام أو ترك بيوتهم وهجرة العراق .
ان تبرئة الميليشيات التابعة لبعض الأحزاب في الحكومة من جرائم قتل المسيحيين غير منطقي ولا مقبول , فعلى الحكومة اثبات وطنيتها وكفائتها من خلال ضبط ميليشياتها والاسراع بالتصدي لكل من يريد سوءا بالأقليات ومنهم الأقلية المسيحية , لقد تبين لدى العراقيين دون استثناء بوجود نفس طائفي متطرف تتلاقى مصالحه مع النفس الإرهابي , ولذلك على قيادات الأقليات ومنهم المسيحيون التنبه والحذر لما قد يخبأه لهم المستقبل المجهول في العراق .   
 ان ما حدث للمسيحيين في العراق بعد الحرب يندى لها الجبين ولا يقبله اي عرف او دين , لقد تم توزيع منشورات على الدور المسيحية الأمنة داعية نساءها المسيحيات إلى ارتداء الحجاب وعدم كشف وجوههن , مما اجبر المئات من العوائل المسيحية للهروب تاركة منازلاها للسراق المشعوذين , فان كانت حكومتنا تدعي انها تحكم بدستور يعتمد على شرع الاسلام , فاين انتم من الدين , اوليس الإسلام دين السلام والتسامح , اننا نؤكد بان ثقافة التمييز الطائفي او المذهبي او القومي التي تنتهج لإضطهاد الأقليات ما هي الا ثقافة هاجمتنا من خارج الحدود وان صبغته شئنا ام ابينا طائفية متطرفة .

ايها المسؤولين نذكركم بانه ومنذ الحرب في 2003 والى هذا اليوم فان كنائس المسيحيين اصبحت هدفاً للتفجيرات ، وان الكهنة من اعلى الرتب الى ادناها يتعرضون كل يوم للقتل والذبح او الإختطاف بهدف الحصول على الفدية ، ونذكركم بان الذين لم يستطيعوا الهرب لظروف نفسية واقتصادية او غيرها فقد اصبحوا رحل مشردين في داخل الوطن ، وان جزءا منهم يعيشون بحماية الأخوة الكرد في الشمال "إقليم كردستان" الآمن نسبياً .

اختم مقالتي هذه للتأكيد على ان المسيحييون في العراق وهم اقلية بالمعنى العددي تواقون لرؤية عراق تعددي فدرالي ديمقراطي , ولكن ليس على طريقة فدرالية الأحزاب الدينية الطائفية او القومية العنصرية , ولذلك فاني اطلب من قادة احزابنا وأبناء شعبنا صغيراً وكبيراً بالمطالبة الملحة بحقوقنا المشروعة كاملة وغير منقوصة ضمن العراق الموحد فمن حق مجتمعنا المسيحي التمتع بالفدرالية او الحكم الذاتي , ولكن على طريقة الفدرالية او الحكم الذاتي المتحظر , لا الى طريقة فدراليات الضم والصهر , كما نحذر دائما من خطر الصهر او الضم الى اي كتلة حزبية او اقليمية كردية كانت ام عربية , كما اناشد الوطنيين العراقيين بكل انتماءاتهم بالوقوف الى جانب معاناة شعبنا المسيحي في كل قضاياه وتحت خيمة العراق العزيز.

ان ضمان وحدة العراق من خطر التقسيم الجغرافي او القومي الذي يخطط له البعض من الأحزاب الكردية بالتعاون مع الأحزاب الدينية العربية الطائفية والقومية لن يتحقق الا من خلال احتضان الأقليات ومنح حقوقهم القومية والدينية المستقلة , حالهم حال بقية المكونات , ان الممارسة الديمقراطية وحرية التعبير والانتماء تبدأ بمنح حقوق الاقليات جميعا كما انها تصب في المصلحة الوطنية العليا وتقلل من فرص تقسيم العراق , كما ان رفض فكرة { الضم } الجغرافي او الثقافي او الحزبي لأي جهة كانت يجب ان تكون ستراتيجية دائمة لقادة شعبنا من الكلدان والسريان والأشوريين, واعتبار ما مضى من تكتلات او اصطفافات شئ من الماضي .
تحية لكل العراقيين الشرفاء الذين يقفون مؤيدين لحقوق الأقليات الدينية والقومية في العراق  ..فالصابئة واليزيدية والشبك ومن ضمنهم شعبنا هم اقليات يجب حمايتها والدفاع عن وجودها الديني والقومي في العراق ..... وعاش العراق حرا موحدا .
 

108
يوناذم كنة وابلحد افرام ربحتم هذه الجولة ..فهل من جديد !


ادورد ميرزا
استاذ جامعي مستقل

منذ اليوم الأول لظهور مجلس النواب العراقي على شاشات الفضائيات , قام البعض من الكتاب العراقيين بتشبيه بعضهم وكأنهم جالسين في احدى جايخانات الباب الشرقي , فلا نظام ولا هدوء ولا كأنه مجلس رسمي مسؤول عن توفير الأمن والخبز للعراقيين , مشهد اعتبروه لا يمثل الوجه المشرق للعراق الجديد الذي طبلوا وزمروا له الاعداء , المجلس كما هو متعارف عليه مرآة للشعب ويبدو ان مجلسنا لا يعكس طموحات الشعب بل ولا يعير اهتماما لمشاعر مكوناته الأخرى , فوضى وصخب حتى ان البعض من الكتاب وصف غالبية اعضاء البرلمان بان وجوههم لا تشبه المألوف من العراقيين ولا تصرفاتهم , وانهم لم يعتادوا على رؤية السبح ولا تسريح الذقون في الجلسات البرلمانية والرسمية للحكومات السابقة , محياهم خائفة ومتكأبة ومترقبة وكأنها تخفي شيئا ما  .
قال احدهم .. لم يبقى للبعض من اعضاء مجلسنا الا ان ينتعل وبشموخ ......! بدلا من الحذاء والربطة الأجنبية الكافرة ليكتمل المشهد ويأخذ شرعيته وهذا ليس ببعيد , اما نحن فقلناها لمئات المرات ان شعب العراق وكل امنيات طوائفه وقومياته التواقة لادارة نفسها والحفاظ على موروثها ولغتها وتأريخها وتوفير الأمن لها واختيار ما يناسبها من ثقافة لن تتحقق الا بوجود حكومة وطنية نزيه, غير طائفية ولاعنصرية , حكومة منتخبة بشكل سليم , وبمجلس نواب اعضاءه مثقفون مؤتمنون على المال والمتاع , كفوئون غير فئويون , عندها فقط نستطيع ان نقول ان مشاريع وخطط وتوجهات حكومتنا سليمة وعادلة وحظارية .

ان خطوات ومشاريع حكومتنا وقرارات مجلس نوابنا في وضعهما الحالي سوف لن تؤدي فقط الى تقسيم العراق وخلق الصراعات الطائفية والقومية , انما ستؤدي وبلا شك الى تمزيق "الأقليات الدينية والقومية" تمهيدا لسحقها فصهرها بكل تأريخها وحظارتها في بوتقة الكتل والأقاليم الكبيرة الجائعة, وهذا ما تحقق مؤخرا في مجلس النواب , حيث تبنين انهم يريدون طمس هويتنا الدينية والقومية لينتهي الى الأبد تواجدنا على ارض العراق ارض اجدادنا , وسنظطر ان نعيد ما قلناه سابقا ونذكر ممثلينا في بغداد الأستاذ يوناذم كنة والأستاذ ابلحد افرام ونقول لممثلينا في حكومة كردستان المحترمين للمرة المليون ..ان شعبنا بحاجة الى تثبيت وجوده مع الأخرين كشعب اصيل في الدستور العراقي والدستور الكردستاني , وثانيا حقه في المشاركة في رسم سياسة الوطن الإقتصادية والأمنية والثقافية وحقه في المشاركة في ادارة شؤون المحافظات التي ينتمي اليها, ولكي يتحقق ذلك يجب العمل بكل جد للإتيان بمن له القدرة والكفاءة والنزاهة ليقود شعب العراق نحو المستقبل الزاهر , وكما هو واضح من ان اميركا هي المتنفذة وهي صاحبة الشأن في العراق وستبقى لسنين , فان ارادت فانها قادرة على تهيأت قيادة عراقية كفوءة واصيلة غير مرتبطة باجندة دينية متطرفة او قومية عنصرية لتحكم بالعدل والمساواة شعب العراق بكل مكوناته الدينية والقومية , وباستطاعتها ايضا تهيأت دستور يحترمه جميع العراقيين, في ظل هذه الأجواء سنحق الديمقراطية وتُضمن حقوق الجميع  .

وهنا لا بد وان اسجل كل التقدير لما اقدم عليه الأستاذان يوناذم كنة وابلحد افرام الأعضاء في مجلس النواب العراقي على رد فعلهما السريع واعتراضهما على ما اقره مجلس النواب وبأغلبية أصواته بالغاء المادة 50 من قانون انتخابات مجالس المحافظات المتعلقة بالقوميات والتي تنص على وجود حصة مقررة للأقليات , هذا الموقف الشجاع ليس بغريب على قادة شعبنا , حيث ان تأريخ شعبنا مليئ بمثل هذه المواقف فقد سبقهم المالك خوشابا والمالك ياقو والمار شمعون وسرما خانم وغيرهم , انه تعبير عن الدفاع عن الأصالة والانتماء القومي والوطني .
وعليه نؤكد بانه آن الأوان لقول الحقيقة وفضح الذين يتاجرون بالعراق وباقلياته التي اصبحت بعد غزو العراق كالضحية التي تتوسط فكي الحيتان الكبيرة , وما حدث بالأمس في مجلس النواب قد فضح النوايا المبيتة لشعبنا الآمن والمسالم فقد اعلن عضوان في مجلس النواب العراقي وهما الممثلان الوحيدان للمسيحيين في العراق , عن رفضهما لقرار المجلس , حيث قرر السيد أبلحد إفرام انسحابه من كتلة التحالف الكردستاني احتجاجا على تصويتها على حذف حصة الأقليات من قانون الانتخابات , هكذا هي المواقف الشجاعة والتي اتمنى ان تصمد وان لا يصيبها التراجع !, ففي الوقت الذي تمنيت لو كان هذا الموقف الشجاع في اثناء حرق كنائسنا وقتل كهنتنا في الموصل وبقية المحافظات وتهجير شعبنا , لكان لنا حديثا آخر , لكني متفائل من ان الخير فيهم ما زال حيا وقائما , لقد عبرنا في السابق عن اسفنا وامتعاضنا من السيد يوناذم كنة والسيد ابلحد افرام كممثلين لنا في البرلمان لعدم قيامهم برد فعل سريع ضد سلطة الحكومة التي لم تستطع حماية كنائسنا وابناء شعبنا في الدورة والموصل وبغداد وبقية المحافظات , فاننا ولموقفهم اليوم في مجلس النواب , ولردة فعلهم السريعة اتجاه ما يحاك لتهميشنا فاننا سنقف الى جانبهم والى جانب كل من يقف رافضا لأي تهميش او ظلم يقع على اي مكون ومن اي دين او قومية كان , ان اشارة السيد كنة خلال مؤتمر صحفي في بغداد قوله ..." الى ان هناك توجها وليس قرار سياسيا لإجتثاثنا من كل مراكز الدولة ، بل قد تم اجتثاثنا في المفوضية العليا للإنتخابات , ، واقرار القانون يعد شعوراً بالتراجع عن مبادئ الديمقراطية ومبادئ الشراكة والتآخي في هذا الوطن" انتهى النص  ...
نعم ايها النائب الجليل..هذا ما قلته وقاله الكثيرين امثالي منذ زمن , ان العراق هو الحاضنة الأمينة للحفاظ على حقوقنا في الحياة , وكلما ابتعدنا عن المطالب الفئوية الضيقة واغفلنا المطالب التي تهم المجتمع العراقي ككل فاننا نساهم في تقريب الذين يريدون الشر لنا ! , ان الحقوق لن تتأتى من قمم الجبال ولا من سهولها انما الحقوق تتأتى من رحم المجتمع فكلما كان مجتمعنا العراقي ديمقراطيا وينعم بالخير والأمان كلما اقتربنا من ممارسة طقوس حياتنا في العلوم والثقافة بكل حرية .

"لماذاهذه الازدواجية في المواقف يا مجلس النواب ؟  هكذا خاطب ممثلينا المجلس ...و نؤكد لكم ايها السادة اعضاء مجلس النواب ان هناك انتهاك حقوق الصغار بمثل هذه الاساليب سوف لم و لن تضمنوا حقوق الكبارالذين كانوا على رأس اللعبة و بالتالي سوف تكون مجمل حقوق الشعب العراقي في خطر داهم" انتهى النص
اننا كعراقيين ما زلنا نحذر من ان العراق وشعب العراق ما زال في خطر ! وهذا ما اكده الأستاذ ابلحد إفرام في حديث لـ"نيوزماتيك "حين قال أن انسحابه من كتلة التحالف الكردستاني , جاء على خلفية تصويتها على حذف حصة الأقليات وعدم التزامها بتعهداتها السابقة بشأن تمثيل الأقليات في المجالس والبرلمان العراقي ,وان تصويت الكتل الكبيرة في البرلمان العراقي على حذف حصة الأقليات في قانون الانتخابات  توصف بالمؤامرة الكبيرة ضد الأقليات القومية والدينية في العراق" .
وأكد إفرام أن "الكتل الكبيرة في البرلمان العراقي تحاول إقصاء وتهميش  المكون المسيحي في العراق وغيره من الأقليات، لأسباب تتعلق بنظرتهم لهذه الأقليات" ....نعم يا سيدي افرام هكذا باتت حال شعبنا بعد 2003  ...ان موقفكم الشجاع هذا يثبت ان العراق سيتعافى من كل اشكال الطغيان والدكتاتورية والطائفية .

إن المسيحيين هم مكون أساسي من مكونات الشعب العراقي ويعد من أقدم سكان العراق ، ولهذا فإن عدم تخصيص حصة له تمثل ظلما كبيرا وعدم احترام لتاريخهم الوطني .

لقد اكدناه مرارا وتكرارا أن الكتل السياسية الكبيرة في البرلمان العراقي لم تجلب للبلاد منذ سيطرتها على السلطة في العراق ، الا الدمار والخراب والقتل وتهميش الأقليات التي تختلف معهم دينيا أو عرقيا ويبدو ان ذلك سيستمر نهجا ستراتيجيا في ايدلوجياتهم , ترى متى سيتحرر العراقيون من هذا الظلم وهذه الدكتاتورية .
اننا نهيب بقادة شعبنا المتواجدين على كل ارض العراق اظهار الشجاعة والصمود والتصدي لكل ما من شأنه تطويقنا ودمجنا او صهرنا , لأننا نستحق الاستمرار في الحياة , فنحن من ضمن الشعوب التأريخية المتبقية والتي قدمت للبشرية اعظم الحظارات حيث شعبنا اليوم بامس الحاجة الى من يرعى ويحمي وجوده وتراثه ودينه , وان كان ذلك متعذرا فعلينا طرق الأبواب الأوسع , وهي فرصة للقاء بالسيد استيفان دي مستورا الذي انتقد في مؤتمر صحفي مشترك عقده مع رئيس البرلمان العراقي محمود المشهداني القانون لعدم وجود فقرة تشير إلى تمثيل الأقليات القومية والدينية في مؤسسات الدولة , ووصف الأمر بالمؤامرة الكبيرة ضد الأقليات القومية والدينية في العراق , مؤكدا أنه سيعمل مع المفوضية العليا للانتخابات في العراق خلال الفترة القليلة القادمة على معالجة قضية تمثيل الأقليات في الانتخابات بشكل يعطي حقوق الأقليات في العراق بشكل كامل ومن دون تهميش , ان ما حدث في جلسة مجلس النواب الاخيرة ,يمنحنا الفرصة لتأكيد حقيقة القائمين على حكم العراق .

تحية لكل الذين يسعون لإنقاذ شعب العراق من الطائفية والدكتاتورية .

109
متى و كيف يكون النقد بناءا ؟ً

ادورد ميرزا
استاذ جامعي مستقل

اقرأ بين الحين والأخر مقالات متنوعة لكتاب من ابناء شعبنا فمنهم من يحتل الصدارة من بين حملة الشهادات العليا ومن مختلف الاختصاصات ومنهم المخضرم والذي عمل في مجال الاعلام لفترة طويلة ومنهم سياسيون وحزبيون وغير ذلك من المهن حيث يمثلون شريحة النخب المثقفة ويعتبرون اعلاميين حين تذيل مقالاتهم باسماءهم الصريحة , وانا كواحد من هؤلاء لا استثني نفسي من كل ما يحدث لأني مشترك معهم في عمل واحد الا وهو الكتابة وابداء الرأي , ولأني كذلك فساستخدم حقي في نقد بعض من {سياسات القادة}  والذين يتصدرون واجهة العمل القومي سواء ممن هم اعضاء في الحكومة المركزية او حكومة اقليم كردستان , كما ساستخدم حقي ايضا للدفاع عن البعض من الكتاب الأكاديميين والإعلاميين وغيرهم حيث اعتبرهم الشموع التي تنير دربهم , وان ما يهمني ليس اولئك الذين يتبادلون النقد ووجهات النظر فيما بينهم حول أمر ما , انما ما يهمني ما يوجه ضد القادة شخصيا , فالأنترنت مساحة مجانية ومن الممكن لأي منا ان ينشر ما يشاء وضد من يشاء , واذا استثنينا من يراقب كتاباتنا فان الضمير سيكون هو المراقب الأفضل, ان الخروج عن اداب النقد وطرقه واسلوب طرحه لا يأتي اعتباطا انما وحسب رأي فانه يعتمد على مستوى خلفيات المنتقدين والمستهدفين الثقافية والاجتماعية وعلى السواء , وايضا فانه يتحدد وفق اهمية الشخصية او الموضوع الذي يتمحور حوله النقد , وفي كل الأحوال يجب ان يكون النقد بناءًا لا هداماً , ان مستوى الكتابة والدقة في اختيار الكلمة التي توصل الفكرة الى المقابل عملية ليست بالسهلة حيث تعتمد على عوامل كثيرة من اهمها الوعي الثقافي والتحلي بالصبر والتواضع والديمقراطية , ومهما يكن فان النقد يجب ان يتصف بواقع الحال الآني وليس نبش الماضي بكل سلبياته كما يحلو للبعض طرقه, لأن الذي يبغي تحقيق البناء عليه بالحاضر وبالمستقبل وهما المهمين , ان الذي يهمني ويقلقني هو الغلو والتوسع في انتقاد الأخر وخاصة الذي يحتل مكانا حزبيا او روحيا متميزا في المجتمع والصاق التهم به وكيفما اتفق , مثل هكذا نقد قد يثير المستهدفين مما قد يجبرهم للرد باكثر عنفا وشدة وعند ذاك تحث الفوضى فتؤدي الى التصادم , ولا يفوتني هنا ان اشير بان الأخوة الذين ينشرون انتقاداتهم لا يستطيعون نشرها في مواقع المستهدفين ليطلع الجميع على فحواها لأن لكل حزب او تجمع او توجه معين خطوط حمراء تحيط بموقعه لا تسمح بنشر كل ما يرد اليه , {حتى مقالتي البسيطة هذه قد لا تنشر في بعض المواقع المعينة لا سامح الله }, ولذلك فاني ارى بان بعضنا ما زال بعيدا كل الابعد عن الديمقراطية وحرية الرأي , كما ان الذين يوجهون النقد الشخصي او الجزئي اذكرهم باهمية الإبتعاد عن الأفق الضيق لأن قضية { المجتمع العام هي المهم والأهم } , والعراق اليوم بحاجة ماسة الى توجيه اقلامنا الى نقد الحكومة وكل مؤسساتها التي تفشى في اروقتها الفساد ناهيك عما مورس في عهدها من اقتتال طائفي وتهجير قسري طال شعبنا وما يزال , اوليس الأجدر بنا التحاور الهادئ مع من هم في موقع المسؤولية من ابناء شعبنا للبحث عن اسباب تدهورنا وهجرتنا , اننا قوم مرشح للإنقراض حيث اراه يتناقص طرديا مع انتشار الكراهية بسبب الإنتقادات الشخصية او الفئوية , اننا بحاجة الى خطاب يحمي المتبقي من شعبنا على ارضنا التأريخية العراق لأننا اقلية بين الحيتان .

في الفترة الأخيرة تعرضت الكثير من الكتاب بين مؤيد وعارض لبعض من تصريحات ولي امرنا كما يقولون وسوف اختار بعض القادة ممن يحتلون مواقع مسؤولة من ابناء شعبنا من الذين شملتهم بعض هذه الكتابات, ولا ابغي من ذلك التمييز او التفريق او الميل لجهة عن الأخرى حيث اني ارى ان العراق ارضا وشعبا هو المستهدف الأول وهو الذي يستحق ان نقف معه في محنته , ولذلك اتمنى التوجه نحو كشف الذين يريدون سوءا بعراقنا لأن نجاح العراق وسلامته هي نجاح شعبنا وسلامته , وانطلاقا من مبدء حرية التعبير وابداء الرأي ومن الشعور بالمسؤولية اتجاه القارئين من ابناء شعبنا والذين وجب علينا حماية افكارهم والحرص على ايصال ما هو صادق وحقيقي الى مسامعهم , حيث ان غالبية الكتاب وابرز القادة المستهدفين بالنسبة لنا اخوة وتربطنا بهم رابطة الدم والدين والتأريخ والوطن بل واكثر ولا يمكن ان نفرط بواحد منهم لأنهم مخلصون وان غالبيتهم حريصون على مصالح شعبنا ولذلك فاني من دعاة الحوار والنقد الايجابي البناء , وان التجريح او التشهير او الصاق التهم جزافا دون الاستناد على وثائق رسمية وحقيقية وقانونية وغير مزورة , فانه اسلوب مصلحي غير لائق .
بعض من الكتاب وصف بعض من سياسيينا ضمنيا بالعمالة والخيانة والضحالة السياسية , وان اردت ان اكون حقيقيا ومحايدا فساخاطب هذا الكاتب او ذاك عن من خوله لكي يجري فحص الدم لأبناء شعبنا الأبي ليلصق تهمة العميل على هذا ويتهم ذاك على انه خائن او مأجور , اليس الحاضر والمستقبل الزاهر تصنعه الشعوب , ام اننا سلمنا امرنا للقدر الذي فُرض علينا من ظالم غريب .

ان كلمة عميل كما توصف هو كلّ شخص يُنفّذ ما يقوله له أعداء وطنه او شعبه , وهذا وصف بسيط لمعنى العميل من الناحية السياسية , وهناك اكثر من معنى فخائن الشعب ايضا يوصف بالعميل , وإذا توسّعنا قليلاً في فهم هذا الوصف سنصل الى أنّ وصف العميل يعني ..كل شخص يفشي أسرار مجموعة يعمل فيها ، إلى مجموعة مناوئة لها حيث تستخدمه لقاء بدل مادي أو معنوي ، والعميل ايضا هو كل شخص ينقل معلومات زوّدته بها المجموعة التي تستخدمه لنشرها ضمن المجموعة التي ينتمي إليها ، من أجل تضليلها أو توريطها أو ترهيبها أو إرباكها .. وكما اعتقد بان الذين يوصفون بعض من قادتنا بالعملاء فهم غير دقيقون , فلا يوجد عميل بين قادتنا ولكن هناك مصالح شخصية وعندما تفضل المصلحة الشخصية على المصلحة العامة عندها يعتقد بعضنا انها العمالة  !
وهنا اقول اليس الابتعاد عنها هو الأسلم , ان الكشف عن عميل او خائن ليس بالسهولة التي يتصورها بعض من كتابنا , ان ساحتنا السياسية بعد الحرب الغير شرعية على العراق اظهرت لنا العشرات بل المئات من الأحزاب ومن رجال السياسة ومن مختلف { الأديان والقوميات } ولا اغالي ان قلت ان غالبيتهم ليسوا كفوئين ولا جديرون بقيادة شعب العراق , وابسط مثال هو الحكومات التي وافقت عليها اميركا لحكم العراق وهم ينفذون اجندتها دون النظر الى مصلحة المجتمع العراق ومصالحه !, حتى ان البعض من سياسيينا وقادتنا هم ليسوا بمستوى قضيتنا التي ناضل من اجلها الأقدمون امثال المالك خوشابا او المار شمعون وآخرين , فهل يوصف الحاليون القائمون على ادارة شؤون العراق بالعملاء.

فلو اخذنا الأستاذ يوناذم كنة كمثال ,فبالرغم من اني لست من مؤديه في الحالة العراقية وغير راض عن صورته وهو يشارك في حكومة ميليشياتها طائفية تعيثوا في الأرض فسادا وجريمة , وبالرغم من اني اطلعت على بعض من ماض الحركة الديمقراطية الأشورية التي يترأسها , وقرأت ايضا الكثير عما حدث في داخل تنظيماتها من سلبيات واستقالات قام بها بعض من اعضاءها رفضا لسياسة الحركة , وبالرغم من كل ما اشيع ويشاع عنها من السلبيات وآخرها ما كتبه الأستاذ جميل روفائيل, فاننا يجب ان نقف عند ماضي هذا الشاب الأشوري منذ بداية العمل النضالي حيث وقف ضد الدكتاتورية وضد العنصرية من اجل حقوق شعبه , وان غالبية ابناء شعبنا على دراية بما عاناه من ملاحقة واستفزاز , حتى ان بعض من كتابات رفاقه الذين غادروا الحركة فيما بعد شهدوا بقوة عزيمته وتضحياته, ولا اخفي سرا بانه قد يكون هناك اخفاق او تلكأ ما في ظرف معين فالعمل السياسي النضالي محكوم بالظروف المحيطة بالمناضل وبالقضية , ولا يمكن اعتبار اي تباطئ او تأخر في العمل التنظيمي على انه خيانة او عمالة , فالعمل شاق وخطير خاصة في الظروف الحالية, ولذلك فاني اعتقد ان النقد الشخصي قد لا يؤدي الى نتيجة مرجوة لخدمة الأمة ككل , انما يجب ان نصب جل اهتمامنا بنقد المواقف او التحركات او التآلفات لهذا القائد او ذلك ولهذا الحزب او ذاك , وكمثال على ذلك ...فاني لم اقرأ لأي كاتب يوجه نقدا ليوناذم كنة وهو ممثل المسيحيين في مجلس النواب عندما احرقت كنائسنا السبعة في الدورة وعندما قتل العشرات من ابناء شعبنا وخاصة رموزنا الدينية كالمطران رحو والأب رغيد في الموصل وغيرهم وعندما قامت بعض الميليشيات باستهداف مساكن شعبنا وارغامهم على اعتناق الاسلام او دفع الجزية او مغادرة الدار !  , الم يكن الأجدر بكتابنا الأفاضل انتقاد الأستاذ يوناذم كنة ومن يعمل معه لعدم قيامهم بالرد السريع على تلك الافعال وتقديم استقالتهم فورا من مجلس النواب احتجاجا على تلك المجازر , لقد ضربت لكم هذا المثل لأثبت لكم بان الذي ينتقد يوناذم اليوم كان يجب عليه ان ينتقده منذ ان احرقت كنائسنا , وقد يكون لذلك النقد تنبيها له لتنفيذ مطالب شعبه, هكذا يأخذ النقد مداه البناء وهكذا تتحقق شرعيته الأخلاقية, اما اللجوء الى النقد الشخصي لبعض التصريحات فقد تخرج عن هدفها وهي في غالبيتها لا تمثل رأيا شعبياً .

اما فيما يخص الأستاذ سركيس آغاجان فان لدي بعض الملاحظات البسيطة والتي لا مجال حاليا لذكرها حيث كم كنت اتمنى لو كان قد اقدم على تأسيس حزبا او تجمعا شعبيا قوميا يضم كل اطياف شعبنا من الأساتذة والعلماء ومن مختلف الشرائح , فلو كان قد تحقق ذلك لكان المشهد غير الذي نراه اليوم , كما ان في اعتقاد الكثيرين من مثقفي شعبنا يعتقدون بانه يعمل وفق اجندة الغير , وهذا قد يفقده شيئا من شعبيته على المدى الطويل , لكني ومن باب الوفاء والمصداقية فاني لم ارى قائدا يقف هذه الوقفة مع ابناء ملته خاصة في هذه المحنة التي ألمّت بشعبه بعد الحرب التي دمرت العراق ومزقت نسيج شعبه ومن ضمنه الشعب المسيحي , ان الرعاية التي يحظى بها ابناء شعبنا الهاربين من الموت واللاجئين الى الأماكن التي يسودها الأمان وتحت حماية الحكومة الكردية ومن خلال رعاية الأستاذ سركيس آغاجان حيث وقف هذا الرجل وما زال معهم يقدم كل ما يحتاجونه من مأكل وملبس وسكن , وانه يسعى الى تحقيق حقوق ابناء شعبه من خلال مطالبته بالحكم الذاتي الذي ما زال الجدل قائما حول الجهة المانحة وشرعيتها الدستورية او التأريخية , اما بخصوص الأعمال والإعمار التي يقوم بها فانها رائعة وتساهم في خدمة ابناء شعبنا من المعوزين والمهجرين , وما يشاع ضده من شكوك حول تحالفاته فاني اعتقد بانها لا تخدم مستقبل شعبنا في العراق وخاصة في مناطق تواجده , ثم اريد ان اقول ..مالعيب اذا ما علمنا بان الأستاذ سركيس آغاجان هو صديق لعائلة الأستاذ مسعود البرزاني الم يكن من اهلنا الكثيرين ممن عملوا مع القيادات العربية والكردية , وما هي الغرابة من ان يكون الأستاذ سركيس عضوا في الحزب الديمقراطي الكردستاني اين الخطأ الم يعمل العديد من ابناء شعبنا بل ومن قادتنا ايضا مع حزب البعث والحزب الشيوعي وغيرهم بل وحتى مع الاحزاب الكردية في ازمنة مختلفة , انا لا اعتقد ان ذلك فرصة يستغلها البعض لاعتبار ذلك عمالة او خيانة , ولذلك ان كنا صادقين ومخلصين لقضية شعبنا فعلينا انتقاد سياسته ومواقفه التي يعتقد بانها تسير في الإتجاه الخطأ فقد يكون ذلك مدخلا لإنضاج ما يصبو اليه الأستاذ سركيس , ولا اعتقد بان قائدا محنكا وديمقراطيا مثل يوناذم او سركيس او سركون او نمرود او افرام او غيرهم لا يقبل النقد خاصة فيما يتعلق بمواقفه او تحركاته السياسية , وكما قلت باني كنت اتمنى ان ارى الأستاذ سركيس آجان وقد استقل بتأسيس حزب او تجمع جديد يجمع كل اطياف شعبنا ذو التوجهات الدينية والقومية , ولا اعتقد بان ذلك من الممنوعات التي لا يرغب بها القادة الكرد. ان هذا النوع من النقد هو المطلوب وليس الاستهداف الشخصي الذي ينعكس على مستقبل ثقافة الأجيال .

اما بخصوص الدكتور سركون داديشو هذا الأشوري العنيد والحريص على حقوق شعبه والذي سخر كل امكانياته في خدمة الأمة الأشورية , ترى من منا لا يذكر الفضائية الأشورية بخير , من منا لا يقف معها ولا يدعمها , انها منبر لن ينساها التأريخ , ترى هل يحق لأحد ان يوصف الدكتور سركون بالمصلحي وبالمتاجر بالقضية الأشورية , انا لا اعتقد ان ذلك واقع حال ونقدا شفافا , كما ان طبائع واخلاق شعبنا لا تسمح بمثل هكذا تآويل, انه يقدم لشعبنا اروع ما موجود على هذه الأرض الا وهو الحفاظ على ديننا ولغتنا وتأريخنا وحظارتنا , ان الدكتور سركون مثالا للأشوري المضحي الذي يجب على الجميع احترام ما يؤديه, انه الرمز الذي يمثل قوة شعبنا في التصدي للظلم والدكتاتورية , انه يدعم قضايا شعبنا ويدافع عن وجودنا وتاريخنا في المحافل الدولية , لكن المأخذ الوحيد الذي سجلته ضده هو عدم توسيع دائرة الفضائية الأشورية لتشمل بقية اطياف شعبنا , كنت اتمنى ان يستضيف بقية الأطياف كالكلدان او السريان لتشارك هي الأخرى باداء رأيها خاصة فيما يتعلق بالتسمية او بالقضايا الروحية , وهذا نقد امارسه من خلال ما اتيح لي من مساحة شرعية للنقد البناء .

اتمنى ان اكون قد وفقت في نقل الحقيقة واثارة روح المحبة والتسامح وفسح المجال امام الأقلام النزيهة للتعبير عن خواطرها وهواجسها , كما اني وعندما امتدح الجميع لأني على ثقة بان اخلاق وطبائع شعبنا لا تسمح بغير عناوين الألفة والتعاون , ان الخلافات الحزبية فيما بين القادة الذين ذكرتهم في اعلاه او اخرين غيرهم , لا نريدها ان تنتقل الى الوسط النظيف لأبناء شعبنا وعلى اختلاف انتماءاتهم الدينية والقومية , ان الاخلاص والوفاء والنزاهة والأمانة والصدق وحب الوطن العراق صفات يتميز بها شعبنا عن بقية الشعوب في المنطقة , ان الحوار الهادئ والشفافية وقبول كل الآراء والتواضع والاعتذار عندما يكون ذلك ضروريا هو الطريق الصحيح لترسيخ مفهوم الديمقراطية في حياتنا العملية ..والله من وراء القصد ... وعاش العراق . 

110

حول حقوق المسيحيين العراقيين

ادورد ميرزا
استاذ جامعي مستقل

الأستاذ كنة والأستاذ آغاجان وجعجعة الأخرين

بداية اعتذر من كل الاخوة الأفاضل الذين ترد اسمائهم في مقالتي المتواضعة هذه , واني على ثقة من انهم يتفهمون الظروف النفسية التي نعاني ويعاني منها اهلنا الذين فقدوا شهيدا عزيزا او مهجرا حبيبا
في العراق , انها كارثة حلت بشعبنا دون ذنب, ايها السادة انها دعوة للتأمل والوقوف على حقيقة ما جرى ويجري في العراق العزيز , ان شعبنا اليوم بحاجة الى من يحميه من القتل والتهجير انه بحاجة الى من يوفر له لقمة العيش والنوم الآمن , ان شعبنا اليوم ليس بحاجة الى { مكاسب انتهاز الفرص } فلا هي من طبائعنا ولا هي من اخلاقنا , اننا شعب مسالم ومخلص, لا نُغير على جسد مذبوح لنستقطع منه قطعة لحم , ولا نطمع ببيت تركوه اهله , ولا نطمح لسلطة على احد , ثقوا ايها الأفاضل ان سلامة شعبنا مرتبط بسلامة العراق , اما المكاسب والمطاليب بكل انواعها فمن الممكن تحقيقها في ظروف اكثر استقرارا وامنا , حيث لم يعد خافيا على احد ان التغيير الذي حصل في العراق فسح المجال للجريمة ان تنتشر والفوضى ان تعم , فغياب القانون ادى الى مفاسد لا يمكن اصلاحها في الزمن المنظور , كما ان التغيير اعطى الفرصة للعديد من اقوام وطوائف الشعب العراقي للمطالبة بحقهم في ادارة شؤونهم الثقافية والإقتصادية , فسارعوا الى صياغة دستور يخدم مصالحهم دون النظر لمصلحة العراق والعراقيين , وهذا بعينيه هو بداية تقسيم العراق والذي وكما اعتقد انه لن يحمي شعبنا من غدر الاشرار الكبار, اما بخصوص شعبنا فاني ارى وكما يظهر للعيان بان مطلب الحكم الذاتي الذي يطالب به بعض من قادة شعبنا اراه يترنح بين معارض ومؤيد , وفي كلا الحالتين فان معارضيه او مؤيديه يستهدفون دائما القادة السياسيين المعنيين الذين يتصدرون الواجهة السياسية سواء كان ذلك سلبا او كان ايجابا , ومن بين المستهدفين على سبيل المثال وليس الحصر الأستاذ يوناذم كنة والأستاذ سركيس آغاجان حيث يمثلان وجهتي نظر مختلفتين تتناقل تصريحاتهم هنا وهناك وسائل الاعلام المختلفة وخاصة ما يكتب على صفحات مواقعنا الألكترونية المتعددة والتي ينفرد بعضها بتميزه باعلى مراحل الديمقراطية حيث تنشر كل ما يردها من الآراء دون تحفظ , وكما اشار اليها مؤخرا الأستاذ جميل روفائيل في مقالة اثنى فيها على بعض مواقعنا لروحيتها وشفافيتها في نشر كل الأراء دون تحفظ وقد كان صادقا فيها .
وفي الحقيقة ان لكل منا رأيا وفهما معينا للأحداث سواء ما يتعلق بقادة شعبنا او فيما يتعلق بعراقنا الحبيب , ولا يمكن ان يلغي احدنا الأخر فنحن شعب استمد ثقافته من منهج شعاره محبة وسلام , فمنهجنا انساني ولا وجود للأحقاد او الكراهية فيه , ولذلك فانا ارفض اي تشنج او تجريح ومن اي طرف كان اتجاه اي رأي من آراء ابناء شعبنا , بل علينا اعتماد مبدأ المحبة والتواضع في حواراتنا فهي الجسر الذي يوصلنا الى انضاج افكارنا, ان البعض من كتاباتنا قد تشكل ثقلا ايجابيا تخدم شعبنا, وفي نفس الوقت قد تشكل عائقا امامه.

ان الحكم الذاتي مطلب مشروع في اي مكان وفي اي زمان ولأي قوم كان , فقد اقرته هيئة الأمم المتحدة ولا يسمح لأحد معارضته , فعندما تكون ارضية تحقيقه شرعية لا مجال للتشكيك فيه, حيث ان البعض من ابناء شعبنا يشبه الحكم الذاتي كالوليد الشرعي بمعنى انه ولكي يسمى مولودا شرعيا وجب ان يكون من ابوين شرعيين اشهرا زواجهما امام الملئ لطمئنة الأهل , واشترطا ان يكون زواج الأبوين زواجا كاثوليكيا لا طلاق فيه... كما يقولون !
فالحكم الذاتي كتب عنه الكثيرون وتم شرحه مفصلا في ندوات وحوارات عبر قنواتنا الفضائية كعشتار والفضائية الأشورية من اميركا وغيرها , كما قام المجلس الكلداني السرياني الأشوري ممثلا بالأستاذ جبرائيل ماركو وعبر فضائية سورويو تيفي باستضافة العديد من مثقفينا لألقاء الضوء على كل جوانبه, كما تطرقت له مجموعة من نخبنا المثقفة امثال الأستاذ جميل روفائيل , والأستاذ الدكتور وديع بتي والأستاذ بطرس شمعون والأستاذ يعكوب ابونا والدكتورة كاترين ميخائيل والدكتور حكمت حكيم والأستاذ سيروان شابي والأب المهندس عمانوئيل يوخنا والأستاذ شمشون خوبيا والأستاذ بولص دنخا...وكثيرين لا يسع المكان ان اذكرهم جميعا جل قدرهم وعز احترامهم , فبعضهم كتب عن اهمية الحكم الذاتي لسلامة شعبنا وبعضهم كتب معارضا له, فاستفحلت ازمة عدم الثقة وكثرت تساؤلات البعض من ابناء شعبنا ..
هل يمنح من حكومة المركز ام من اقليم كردستان .. من له الشرعية في اقراره والمصادقة عليه وتثبيته في الدستور العراقي... ولماذا يقام هنا على هذه المنطقة ولا يقام على تلك الأرض .. اين هي اراضينا وحدودنا التأريخية الحقيقية .. اين هي خارطة قرانا وكم منها ضاع .. هل كان لنا محافظات .. اين هي تساؤلات كثيرة ومشروعة بحاجة الى اجابة ... فما زال التشكيك قائما .

تحية لكم ولجميع من كتب عنه مؤديدا اومعارضا , واود ان ابدي رأي بما ذهب اليه البعض في مقالاتهم المنشورة على صفحات مواقعنا الألكترونية والتي اثني على بعضها حيث عبروا فيها عن غيرتهم ووطنيتهم وحبهم لشعبهم وللعراق , وقبلها اقول باني لست من هذا الطرف او ذاك فانا مستقل ولا انتمي الى اي جهة سياسية او حزبية واكتب دائما باسمي الصريح مقرونا بعنوان مهنتي التي مارستها دون كلل او ملل قرابة ربع قرن قضيتها في اروقة التعليم العالي .
وللمرة الأولى اشير بالأسم الى الدكتور حكمت حكيم على ان اعاود الكرة مع أخرين في كتابات لاحقة , فالدكتور حكمت حكيم سياسي بارع في {فن السياسة} فهو قانوني مخضرم ورجل فعال ومؤثر في الساحة السياسية المسيحية , وعمل في اكثر من تجمع سياسي , واعترف هنا باني لن استطيع مجاراته في "فن السياسة" لأني واذا سمح لي الدكتور حكمت بالقول باني لا اؤمن الاّ "بعلم السياسة" وبالمقاييس وعلم المثلثات والزوايا والننتائج الحتمية , فبالرغم من معرفتي بان السياسة كما يفهمها المفكرون المعاصرون هي { علم وفن معا } حيث ان في علم السياسة قواعد متواترة ومنتظمة يمكن ارساؤها ويمكن التنبؤ بها مستقبلا ، كما ان السياسة فن حيث تعتمد سيناريوهاتها على الاختيار الصائب والتوقيت وتقدير الموقف , بمعنى ان السياسة ليست فن فقط انما هي علم انساني يتداخل مع الفن بل ويلازمه .

اما الاّعبين في ملعب { فن السياسة فقط } فان نتائجهم والتي لا تحكمها معادلات علمية في السياسة فان نتئجهم ستكون في اغلب الأحيان غير مؤكدة , وها اني اضع نفسي معترفا باني ضعيف امام العمالقة البارعون في فن السياسة ! واشير هنا الى رأيين لا يبتعدان كثيرا عن ما يسمونه بفن السياسة ....لنقرأ
يقول الدكتور حكمت حكيم ...
{ ان دستور إقليم كوردستان فعلا لا يجيز إقامة اقليم داخل الاقليم ، كما لايجوز بكل تاكيد اقامة اقليم داخل اي اقليم داخل العراق اذا ما ظهرت اقاليم جديدة وفقا للدستور العراقي ، هذا وقد اشارت المادة/3 من مشروع اقليم كوردستان على (لايجوز تاسيس اقليم جديد داخل حدود اقليم كوردستان- العراق) هنا ينطبق المثل القائل :كلام حق يراد به باطل ،ليس هناك من يطالب باقامة اقليم داخل اقليم كوردستان هذا اولا، وثانيا ان المطالبين بالحكم الذاتي لايطالبون بالحاق منطقة الحكم الذاتي باقليم كوردستان و انما يطالبون بالحكم الذاتي بمناطق تواجد شعبنا الكلداني السرياني الاشوري في مناطق تواجده التاريخية التي يقطنها حاليا  وان امر الحاق منطقة الحكم الذاتي مع المركز او مع اقليم كوردستان يجري اقرارها من قبل شعبنا في ظروف امنية و سياسية طبيعية و من خلال استفتاء ديمقراطي و شفاف تحت اشراف و مراقبة وطنية و اقليمية و دولية }. انتهى النص ...
وهذا يدل على ان القائمين على الموضوع اعلاه يتعاملون وفق مفهوم "فن السياسة" فقط .

فيرد عليه الأستاذ بطرس شمعون ..
{ لكنني مسيحي كلداني أعتز بعراقيتي وقوميتي الكلدانية ساءه ما حل بوطنه وأخوت
المسيحيين منذ فرض الحصار الجائر على شعب بلدي عام 1991 كصفحة اولى من صفحات الحرب
 الأمريكية على العراق وما تبعها من الصفحة الثانية في ربيع عام 2003 ولا زالت
مستمرة ... 
 أن الدستور العراقي الحالي الذي صممه الحاكم الأمريكي بريمر هو مثار
جدل وعدم اتفاق من مكونات أساسية للشعب العراقي , وحسب معلوماتي هناك لجان مكلفة
بدراسة وأعادة النظر ببعض مواده , ولا سيمّا المادة التي تفضلت وذكرتها في مقالتك
وهي المادة (116)التي تنص (( يتكون النظام الفدرالي من - عاصمة - وأقاليم –
ومحافظات لامركزية - ومناطق ذات حكم ذاتي - وأدارات محليّة )) ألا ترى ولا سيما وأن
سيادتك رجل قانون وسياسة مخضرم , بأنها عسيرة على الفهم والتطبيق العملي ؟ ولا أعلم
كيف سيكون شكل هكذا دولة بهذه المواصفات ؟ وألا تتفق معي أن مصمم هذه المادة
كانت غايته الرئيسية تفتيت وتشظية العراق ليس الى دولتين وحسب , بل الى مجموعة دول
كسيحة .} .... انتهى النص ...
وهذا ايضا يندرج في مفهوم فن السياسة .

رأيين مختلفين وردا على لسان اثنين من ابناء شعبنا, فهم لا يخرجان عن مفهوم فن السياسة , لكني واثق ان كل ما يكتب هو ثقافة مضافة تصب في خدمة الوعي لدى شعبنا , واني واثق من ان شعبنا سيفرق بين الفن والعلم واهمية تلازمهما ..ان مثل هذين الرأيين المتناقضين لن يحلا المشكلة لأنهما يعتمدان على فن السياسة فقط , ان القرار الأول والأخير لما يراد له ان يكون ناجحا في العراق ليس بيد احد من العراقيين , انما هو بيد سلطة اميركا فقط لأنها تعمل وفق منظور "علم السياسة المتلازم مع فنونها " وهذا ما يجعلها قريبة من نجاح مشاريعها, لكني اكرر بان بعض الأراء قد تشكل ثقلا ايجابيا في قضية مصيرية تخدم شعبنا, وفي نفس الوقت علينا ان لا ننكر بانها قد تكون سببا في اعاقتها .

سادتي ...اما ما اثير عن كلام الأستاذ يوناذم كنة في اميركا والذي سموها بعض من كتابنا بالجعجعة , فاني وحسب معرفتي بالأستاذ المهندس يوناذم كنة استطيع القول بانه عراقي من اصل اشوري سعى منذ زمن الى حماية شعبه والدفاع عن حقوقه , كما ان الأستاذ يوناذم كنة كان مع المعارضين والداعين لإسقاط نظام صدام الدكتاتوري , وحيث ان العديد من ابناء شعبنا قد عمل مع القادة الكرد في قتالهم من اجل حقوقهم القومية , فان الأستاذ يوناذم كنة عمل هو الأخر معهم الى ان دعمت اميركا المعارضة العراقية حيث كان الأستاذ كنة احد اعضاءها فاسقطت نظام حكم صدام الدكتاتوري , وفي اول ظهور له فقد شوهد على شاشات الفضائيات وهو يرفع راية الموقعين على مجلس الحكم الذي عين لحكم العراق بعد الغزو مباشرة, وحسب قناعة الكثيرين من المسيحيين العراقيين ان السيد يوناذم كنة لم يكن في ذهنه ان العراق سيدمّر وستلغى كل مؤسساته المدنية والعسكرية وان شعبه العراقي ومن ضمنه المسيحيون سيختطفون وسيقتلون وسيهجرون من ديارهم وستحرق كنائسهم , بل كانوا ينتظرون ازدهار العراق وتحقيق الديمقراطية بعد زوال نظام صدام , فانقسم الشعب المسيحي في العراق الى مجموعتين ..حاله حال كل الشعوب المنكوبة ...مجموعة صفقت لاميركا والذين جاءوا معها لانها قتلت صدام وانقذت العراق وشعبه من حكمه الدكتاتوري , ومجموعة آخرى حزنت على قتل صدام وما جرى للعراق ولشعب العراق من تدمير وقتل وتهجير .

لكني هنا اشير الى نقطة مهمة تؤرق { البعض } من المسيحيين ويؤخذ فيها على السيد يوناذم كنة ..حيث يعتقدون بان السيد يوناذم كنة قد يكون قد اُستغفل في "حينها" واُستخدم من قبل اميركا وقوى المعارضة العربية والكردية كورقة رابحة لتحشيد المسيحيين لتأييد الحرب , حيث تسائل الكثير من المسيحيين ..بقولهم كيف نصدق ان يقوم قائد اشوري مسيحي عراقي كيوناذم كنة بمساعدة من يريد احتلال وتدمير وطنه وتهجير وقتل شعبه , بمعنى ان السيد يوناذم كنة لم يكن على علم بنوايا من عمل معهم من قوى المعارضة العراقية , حيث تبين ان البعض من الذين عمل معهم كان لهم ارتباطات بنظام الملالي في ايران الى جانب بعض آخر من الشيعة كان صدام قد ضيق عليهم الخناق داخل العراق , والعراقيون وعلى اختلاف اديانهم وقومياتهم يعلمون بان ايران لها حسابات طائفية قديمة وثأرية مع العراق , كما انهم يعلمون بان اميركا لم تقف يوما مع الأقليات القومية ومنهم الأشوريون لنيل حقوقها , ولذلك اعتقد الكثيرون من ابناء شعبنا المسيحي ولا زال يعتقد ان السيد يوناذم كنة من المحتمل انه قد { ظُلل} من قبل اميركا وقوى المعارضة على السواء وكما يقول المثل  العراقي ضحكوا عليه او "قشمروه" , لكني استبعد ذلك اطلاقا لما اعرفه عن السيد يوناذم كنة من حنكة سياسية وقوة معرفة .

واليوم بات واضحا ان الذين يحكمون العراق لم يكن همهم بناء الديمقراطية وخدمة الشعب العراقي ومنهم شعبنا المسيحي , بل كان همهم  تقسيم العراق وتصفية حسابات طائفية ومذهبية فانتشرت الفوضى والقتل على الهوية وتشريد كل من لا يؤيد توجههم , وما حدث للبعض من اتباع الديانة المسيحية في عموم مدن العراق من قتل وتهجير يندى لها الجبين , حتى وصل الأمر بالطلب منهم مغادرة مساكنهم او دفع الجزية او الموت , ان مسؤولية تلك الجرائم تقع على عاتق الحكومة حيث تبين ان بعض الميليشيات الطائفية وفرق الموت التابعة لها قد كان لها دورا فيها وهنا كان من الصعب على الأستاذ يوناذم كنة الوقوف ضدها بشكل مباشر لأنه عضو في مجلس النواب ومشارك في الحكومة وقد تكون عواقب وقفته تلك وخيمة عليه , هذا هو قدر شعبنا في العراق وقد تجلى ذلك واضحا امام الجميع,..
انقل هنا نصا للدكتور حكمت حكيم... يخاطب الاستاذ يوناذم كنة يشير فيه الى ايدلوجية الحكومة والتي يدار بها حكم العراقيين, حين قال ..

{ ايها السيد النائب يونادم كنا ، ان الذين يقومون بهذه الاعمال , هم اولئك الذين يطلقون على شعبك , اسم( النصارى) او (نصراني) هم اولئك الذين تثور ثائرتهم عندما يسمعون ( النصراني) يطالب بحقوقه ويريد ان يمارس حقوقه و حرياته الاساسية ،هم اولئك القومجيون العروبويون الذين تستفزهم سماع كلمة الكوردي و النصراني و التركماني و الصابئي و الايزيدي و الشبكي، هم اولئك الذين ما زالوا يطلقون على ابناء شعبك (اهل الذمة)هم اولئك الطائفيون الاسلامويون الذين ما زالوا يرددون ولا تتخذوا من اليهود و النصارى اولياء لكم!! و اخيرا هم اولئك الذين تشترك معهم بالتهجم على كل من يطالبون بالحكم الذاتي بمن فيهم ممثل الامين العام للامم المتحدة السيد ديمستورا الذي تحدث ذات مرة عن حقوق مكوناة الشعب العراقي الصغيرة ، هل عرفتهم ايها الاخ و الصديق العزيز يونادم كنا؟ و في الختام انا شخصيا مستغرب لتصريحاتكم معا في وقت واحد و باتجاه واحد هل هي مجرد صدفة؟ !! ام توارد خواطر؟!!  ام هي مدفوعة الثمن المضاعف؟ !! ام ماذا بالله عليك؟.} انتهى النص

ختاما ..أن حسن النية ان توفرت تحقق لكل العراقيين العيش الآمن , ان مطلب الحكم الذاتي او الفدرالية لا يمكن ان يتحقق الا في ظل انتخابات نظيفة لحكومة عراقية مستقلة وشفافة وغير طائفية علمانية تعمل بدستور حقيقي يحافظ على وحدة وسيادة العراق ويراعي حقوق كل العراقيين على السواء , وان السعي للحصول على الحكم الذاتي لشعبنا يجب تثبيته في الدستور المركزي للعراق لأنه الضمانة الوحيدة والأكيدة لإستمرار وجود شعبنا على اراضينا التأريخية والتي يعتقد ان بعضا منها قد احتل من قبل الغير, انها ابسط مطالب الحياة الديمقراطية العصرية , وبخلافها فان كل السياسات التي تُعتمد خارج هذا النص تندرج تحت مسمى المصالح الفئوية والإنتهازية .
اينما يرد اسم الشعب المسيحي يقصد به ...
الكلدان
الأشوريين
السريان

111
تقسيم العراق بين الاقوياء خطر يهدد حقوق الضعفاء
 
 
ادورد ميرزا
 
اسمع واقرأ الكثير من الخطابات والمقالات التي تدافع عن وحدة العراق شعبا وارضا وتقف ضد اي محاولة لتقسيمه سواء كانت بحسن نية او بسوءها, ان العراقيين المخلصين من قادة الكتل والأحزاب الدينية والقومية والعلمانية مسلمون او مسيحيون وغيرهم مدعوون ان ينتبهوا لما يطرح من مشاريع تسعى لتقسيم العراق الى كانتونات طائفية او قومية , في حين ان ما يحتاجه العراقيون اليوم بعد ان فشل الحاقدون في اشعال الحرب الأهلية هو اشاعة ثقافة التوحد والحفاظ على سلامة التعايش بين المكونات الدينية والقومية , اما الدعوة الى التقسيم فمعناه العودة الى صراع المكونات!
كما الفت النظر الى ان اي من المشاريع التي ستؤدي الى تقسيم العراق او ما يشابهها فانها ستنعكس على المكونات الصغيرة المتواجدة على ارض العراق ومنها المكون المسيحي الذي اعتمدت تسميته في المحفل السياسي مؤخرا { الشعب الكلداني الأشوري السرياني } باعتبارهم شعب قاسمهم المشترك هو الدين و الأرض و العادات والتأريخ وهذه المقومات مجتمعة تشعرهم انهم ينتمون الى قومية واحدة ؟

ان وحدة شعب العراق تعني وحدة العرب والأكراد والتركمان والقوم الكلداني الأشوري السرياني وبقية الأقوام الأخرى , وهذه الوحدة هي الضمانة الأكيدة للعيش الآمن البعيد عن التمييز الطائفي او العرقي بينهم , لذلك ارى ان تقسيم العراق سيشكل خطرا على امن وسلامة الجميع حيث ان احتمالات اسغلاله واردة خاصة اذا ما علمنا ان الشعب العراقي بكل مكوناته ما زال يعشعش في ذاكرته ظلم التمييز السياسي والطائفي والقومي , فشعب العراق بحاجة الى تعزيز وحدته لا الى تمزيقه الى كتل قومية وطائفية , ان الثقافة التي توحد العراقيين باتجاه بناء العراق الجديد والدفاع عنه هي التي يجب ان نعمل من اجل ترسيخها في ذهن العراقي !

اما فيما يتعلق بالعراقيين المسيحيين والذين كانوا منتشرين في عموم محافظات العراق ويتمتعون بالأمن والسلام , فقد لحق بهم الأذى بسبب اعمال العنف التي لم تستطع الحكومة السيطرة عليها لعدم كفائتها فهرب قسم منهم الى خارج العراق والقسم الآخر لجأ الى الشمال العراقي "كردستان العراق" , هذا القوم كان وما زال يتسم شعبه بالتواضع وبالشجاعة التي يعتز بها و يتفاخر بها بأعتبارها إرثاً شرعيا مقدساً تمسك بها منذ نشأت حضارته على ارض العراق !
فبالرغم مما اصابهم بعد انتشار المسحية من تقسيم كنسي مذهبي شرقي وغربي يجهل الكثير اسبابه , بقي شعباً متمسكا بوحدة العراق بل ومدافعا عنه , ان العديد من ابطاله الشجعان الذين يتوسمون بالشهامة و سمو الأخلاق والذين ضحوا باموالهم وبأرواحهم  في سبيل وحدة العراق والإرتقاء بشعبهم , هؤلاء الشجعان لم يكن في حساباتهم انهم يمثلون مذهبا محددا او طائفة بعينها كما يحدث اليوم في العراق , انما كان همهم و توجههم من اجل كل الأمة بمختلف مذاهبها , و كأمثلة على ذلك اخترت نماذج من هؤلاء الذين وقفوا بكل شجاعة ضد كل اشكال الإضطهاد و القتل و التشريد الذي عصف بالأمة على ايدي { البعض } من الفرس والأتراك والعرب و الأكراد وبعض الأنظمة الغربية والتي تدعي الديمقراطية وعلى مر العصور, هؤلاء القادة اذكر منهم ودون تمييز المالك اسماعيل والمالك خوشابا والمالك ياقو ومار بنيامين ومالك يوسف وسرمة خانم وآغا بطرس ويوسف مالك و هرمز رسام وآخرون كثيرون لا يسع المجال لذكرهم , فقد ادى كل واحد منهم دوره في خدمة الأمة وبحسب قناعته ضمن مرحلته التأريخية , وطبعا هناك العديد من امثالهم من قادة الأحزاب و رؤساء الكنائس بكل انتماءاتهم المذهبية حيث يقفون اليوم بكل حزم ضد مشاريع تقسيم العراق , كل هؤلاء في اعتقادي الراسخ كانوا و ما زالوا عراقيون شجعان يدافعون عن وحدة العراق و جميعهم يسعون لتأمين سلامة وحقوق الأمة .
 ان القاسم المشترك الغائب الحاضر لعنواننا القومي الجميل والذي يتباها الجميع بالإنتماء اليه و الدفاع عنه فانه ما زال يتعرض الى هزات و رجات و احيانا تغييرات او اضافات قد تفقده توازنه و تمنعه من الإستقرار , فقد حاول بعض من الأخوة والإصدقاء قبل الأعداء مهاجمته بل و محاربته لأنه كما يبدو كان في الأمس يمثل عنوان النور والسلام , " فالأشورية" كانت قوة وكانت أحد الأعمدة التي اتكأ عليها قادة و ابناء الأمة عبر تأريخها الأشوري البابلي المتداخل , فاعتبروها المنتفعون و الحاقدون اليوم تحدياً لنواياهم الشريرة كما يبدو , ويبدو انهم تناسوا ان هذه الأمة قد تعرضت الى ابشع انواع الظلم و التشريد فالحاقدون والظلاميون قهروا وقتلوا شعبنا بل و قسموه الى كنائس مختلفة وشردوه من دياره في ايران وتركيا والعراق !

أما اليوم وبعد التخلص من النظام الدكتاتوري فقد آن الأوان لنهيئ انفسنا و روحنا الجديدة  للوقوف مع الشجعان الداعين لوحدة "الأمة" ضمن وحدة العراق اينما ظهرت دعوتهم النبيلة داخل الوطن او خارجه , وحيث اننا اليوم نرى الحماس وروح الشجاعة والمسؤولية في وجوه وعيون بعض من مثقفينا وقادتنا المخلصين الى جانب البعض من القادة السياسيين العراقيين الشرفاء والمخلصين للعراق من العرب و الأكراد و التركمان واليزيديين والصابئة والبعض الأخر من رجال الدين مسلمين و مسيحيين وكل الأديان الأخرى المبجلين الكرام , حيث نتلمسها من خلال كتاباتهم و لقاءاتهم الداعية لوحدة العراق و الرافضة لكل اشكال التقسيم , فاننا نهيب و ندعوا شعبنا المسيحي بكل مذاهبه الكنسية الشرقية والغربية لدعم هذا التوجه الشريف , و العمل الجاد لفضح نوايا البعض القليل من الساعين لتمزيق العراق اولا من خلال ما نسمعه من مشاريع فدرالية او استفتائية , فتارة باسم كركوك وخانقين والموصل وتارة باسم البصرة والنجف وتارة باسم ديالى والرمادي وتارة باسم بغداد الرصافة وبغداد الكرخ , انها مشاريع لا تؤدي فقط الى تمزيق العراق انما ستؤدي حتما الى تمزيق "الأقليات الدينية والقومية" ثم سحقها لتنصهر بكل تأريخها داخل حيتان الكتل والأقاليم الجديدة , ان شعبنا بحاجة اولا الى تثبيت وجوده مع الأخرين كشعب اصيل في الدستور العراقي والدستور الكردستاني , وثانيا حقه في ادارة شؤونه السياسية والإقتصادية والأمنية في المناطق التي فيها كثافة سكانية , ولكي يتحقق ذلك يجب ان تحكم العراق قيادة عراقية ديمقراطية شفافة غير مرتبطة باجندة طائفية او اجنبية, ان قادتنا السياسيين والروحانيين امام امتحان تأريخي عسير , فاما التقدم واثبات الوجود واما الانحطاط والذل والتشرد والانصهار .
تحية لدعاة وحدة العراق و تحية لدعاة وحدة شعبنا .
استاذ جامعي مستقل

112
الحكم الذاتي مطلب شرعي ورائع ...ولكن كيف السبيل اليه ؟
ادورد ميرزا
استاذ جامعي مستقل

اصبح شائعا توجيه الانتقادات الى من يقع في دائرة المسؤولية في العراق بعد عام 2003 والذي سيبقى العراقيون يستذكرونه حيث استحق بحق ان يطلق عليه اسم عام التدمير الشامل استذكارا لأسلحة الدمار الشامل التي اتهم العراقيون بامتلاكها, ولا يخفى على احد انه في ظل الأنظمة الشمولية او الدكتاتورية لا يسمح لكائن من كان ان ينتقد اي مسؤول في حكومته , ولكن ما شاهدته في دول الغربة فان ابسط المواطنين من حقهم توجيه الانتقاد الى كل مسؤول تقاعس او اهمل دوره في خدمة المجتمع حتى وان كان رئيس الجمهورية , ولست هنا بصدد المقارنة في حكومة العراق ومن هم في المسؤولية وما بين حكومات الغرب المتقدم فالفرق كبير, لكني وددت فقط الإشارة بان انتقاد رئيس الجمهورية او غيره من المسؤولين في اوطاننا قد يعرضك الى ما لا يحمد عقباه , اما اذا انتقدت سيد او شيخ او كاهن او من في دائرتهم , فمعناه انك اقتربت من انفاسك الأخيرة , واذا حاولت انتقاد كاتب معين او موقع الكتروني او حاولت توجيه انظار المسؤولين حول امر ستراتيجي يتعلق بمستقبل شعبنا في مناطقه التأريخي في الوطن, فمعناه انك ادخلت نفسك في ورطة واقل ما ستوصف به هو عدم الدراية بما يحدث على الأرض وانك غارق في الضحالة السياسية .
وفي كل الأحوال فانك ستهاجم وقد تعاقب بانواع العقوبات والممنوعات خاصة واخطرها عندما يكون الشخص المفوض لتحليل كتاباتك والحكم عليها شخص غير مؤهل وغير كفوء وغير دقيق , هكذا هي الثقافة التي يفهمها وتربى عليها { بعض من مواطنينا } , وهنا يجب ان نؤكد باننا لا نبغي من وراء النقد التشهير الشخصي او الإساءة الى الأحزاب او الى الكتل والتجمعات الشعبية , انما نبغي حماية الحقيقة وحماية المسؤولين النجباء من السنة المتصيدين الخائبين الحاقدين , ان المسؤولون الحقيقيون اصحاب العقول النيرة من البديهي انهم يحترمون رأينا ويعتبرونه حقا بل واجبا نمارسه ضد بعض السياسات الخاطئة والتي نعتقد بانها قد تؤدي الى تمزيق وحدة شعبنا وطمس تأريخه او زعزعة امنه وتخريب ثقافته واقتصاده , وهنا اسجل كل التقدير لكل من يتسع صدره لكتاباتنا بدءا من رئاسة الجمهورية وانتهاءا بكتابنا وكاتباتنا وادارات مواقعنا الألكترونية الرائدة .
كتب احد الكتاب والذي اكن له كل الاحترام والتقدير لتفانيه المعلن من اجل الكلدانية , مقالة مطولة عن الحكم الذاتي معتبرا فيها ان من لا يؤيد ذلك تُفرز سياسته في خانة الضحالة السياسية ....جاء فيها { إن المطلوب من تنظيمات شعبنا وفي مقدمتها الحركة الديمقراطية الآشورية  وحزب الأتحاد الديمقراطي الكلداني وبقية الأحزاب ان تضم صوتها الى المجلس الشعبي الكلداني السرياني الآشوري والقوى والأحزاب القومية الخيرة الأخرى التي تطالب بتثبيت حقنا في الحكم الذاتي ،  وفي البداية ان يدون الحكم الذاتي لشعبنا كمادة من مواد الدستور العراقي ودستور حكومة اقليم كردستان } انتهى النص
وقبل ان اناقش ذلك.... اقر باني متابع جيد لكل آراءه وافكاره والتي في غالبيتها تصب في دفاعه الرائع لتثبيت الكلدانية كقومية خالدة الى جانب القوميات الأخرى , حيث يسعى جاهدا لتحقيق ثباتها ووجودها , ولا يخفى على احد من ابناء شعبنا بان هناك العديد من ابناء شعبنا يقرون بهذا الرأي ويعملون على دعمه وترويجه كأمر قائم وحتمي , كما ان هناك على العكس من ذلك حيث هناك اخرين من قوى شعبنا يعتبرون بان الكلدانية اوالسريانية ما هما الا طائفتين مذهبيتين مسيحيتين , وانهم اي هذه القوى يفضلون ان ينظويا تحت راية { الأشورية } لتكوين كتلة بشرية قوية واحدة لكي يكون لها رأيا واحدا قويا ومؤثرا تستطيع بهذه الوحدة اثبات وجودها على الساحة السياسية العراقية كقوة حقيقية على الأرض , خاصة اذا ما علمنا بان الأشوريين والسريان والكلدان يمتلكون مقومات الوحدة حيث يتّبعون الديانة المسيحية ويتكلمون اللغة السريانية الآرامية وان تقاليدهم وعاداتهم وآمالهم واهدافهم مشتركة , ان الجدل الدائر حول التسمية لن تحسم في الزمن القريب انما ستدوم قد تمتد لعقود , بقي ان اشير الى ان هناك الكثير من قوى الكلدان والسريان يؤمنون انهم اشوريون وان قوميتهم هي الأشورية , وايضا هناك قوى من الكلدان والسريان لا يؤيدون ذلك بل يجزمون بان السريانية قومية بحد ذاتها وكذلك الكلدانية...! ولذلك فاني اعتقد بان الموضوع متشابك ومعقد ويحتاج الى وقت طويل من المداولات وزيادة الوعي القومي للخروج من هذه العقدة التي وبلا شك ان بقيت فانها ستضعف قوتنا ووجودنا القومي والحظاري في العراق وفي العالم , واني واثق من ان جزءا من المسؤولية تقع على عاتق قادتنا السياسيين والنخب المثقفة جنبا الى جنب مع قادة كنائسنا الأجلاء بمذاهبهم الثلاث فهم المسؤولون امامنا وامام التأريخ عن ما يصيبنا من ويلات ومن ضعف وتمزيق ..اعود لموضوع الحكم الذاتي ....فاقول للمهتمين به بانه ليس كل من لا يؤيد مشروع الذاتي يرجم ويرمى خارج الاجماع القومي ثم يتهم بالضحالة السياسية , كما ان الضحالة السياسية ليست مفردة سهلة الهضم كما يعتقد البعض , انها موضوع خطير قد يؤدي الى خراب وفساد المجتمع , واذا طلبنا من عاقل ان يشخص لنا مثالا للضحالة السياسية فانه حتما سيتجه الى ما يدور من سياسات في العراق , لأن الذي يحصل في العراق هو الضحالة السياسية بعينها, فالعملية السياسة حين توجه لتحقيق المصالح الشخصية او الفئوية او الطائفية لا توصف الا بالضحلة , وان القائمين على ادارتها في العراق هم من يستحقون هذا الوصف .
ان مطالبة الكاتب من البعض من تنظيمات شعبنا المذكورين في المقالة ....{ ان تظم صوتها الى جانب المجلس الشعبي الكلداني السرياني الآشوري والقوى والأحزاب القومية الخيرة الأخرى } ليست القضية المهمة لا بل لا يوجد هناك ما يشير الى الاستعجال في هذا الأمر , لأننا وكما نعلم ان التنظيمات اعلاه كبيرة ومتجذرة وبعضها لها قيادات مشاركة في الحكومات العراقية ولها رؤيا معينة اتجاه الاحداث , كما أن لكل منهما برنامجه السياسي ومواقفه الخاصة اتجاه ما يجري على الأرض , ولا استثني هنا قوى شعبنا الأخرى التي قصدتها حيث تساهم هي الأخرى جنبا الى جنب مع الخيرين لخدمة شعبنا ولبناء العراق الموحد , انما المهم يا سيدي العزيز .. والذي اكدته انت وكنت انت صائبا فيه وفي نفس النص .. هو ...{ ان يدوّن الحكم الذاتي لشعبنا كمادة من مواد الدستور العراقي ودستور حكومة اقليم كردستان } ..., وهنا اود ان أُذكّر بان مطلب الحكم الذاتي الذي طالب به شعبنا قد أيده فيما بعد السيد رئيس البرلمان الكردستاني , وهذا ليس كافيا , حيث لا بد ان يكون لحكومة العراق رأيا فيه , وان شعبنا بانتظار ان يتحقق ذلك وسيكون القائد الذي سيعلن ذلك رسمياً مدعاة اعتزاز ومفخرة تأريخية لن تنسى , وسوف تلتف حوله كل قوى شعبنا السياسية والدينية , عندها سيكون لكل حادث حديث .
نعم ...{ ان يدوّن الحكم الذاتي لشعبنا كمادة من مواد الدستور العراقي ودستور حكومة اقليم كردستان } ..انها البداية التي يجب ان ننطلق منها لكي نضع مطاليبنا موضع التنفيذ , وعكسها فان كل ما يقال هراء في هراء , ان عقدة التعصب لهذا الطرف او ذاك لا يمثل رأي وثقافة شعبنا ولا يخدم تقدمنا , ان تثبيت مطلب الحكم الذاتي اذا ما اقر في الدستور العراقي الشامل وفي دستور كردستان بالشكل الذي يضمن الاستقلال الكامل البعيد عن ستراتيجيات الوصايا او الحماية سيكون البداية السليمة التي ستحظى بتأييد كل شعبنا وعلى اختلاف انتماءاتهم الكنسية او القومية, ولا ننسى بان هناك باب آخر يستطيع المخلصون طرقه اذا ما اردنا ضمان ذلك , لأن الأمم المتحدة هي التي اقرت بحق الأقليات القومية للحصول على الحكم الذاتي في ظل حكومة مركزية مؤمنة بالتعددية وبالديمقراطية .
 وبهذا الصدد كتب الأستاذ عبدالله النوفلي مقالا جاء فيه ...
{ يا للخطأ الذي نحن عليه، كوننا نُفرغ مناطقنا من سكانها ونجعلها تذهب على طبق من ذهب للآخرين واحيانا بابخس الأثمان , ونعيش بعد ان كنا احرارا بضوابط معينة في مناطقنا اذلاء خانعين خارجها ونقبل هذا الآذلال وهذا الخنوع ونبدأ بالبكاء على اطلالنا , ومن يتمكن من التنضير والكتابة تتفتح قريحته وهو في الخارج ليبدأ بتقديم الحكم والنصائح للقلة المتبقية الصابرة في هذا الوطن .} انتهى النص

اتمنى لشعب العراق بكل اطيافه كل الخير والحرية والسلام .

113

ايها المتملق لا تجعلنا في صفوف الضاحكين عليك

ادورد ميرزا
استاذ جامعي مستقل

الكاتب السياسي الذي يضيع وقته بالكتابات الغير حقيقية..خسارة ‘ خسارة ان يتملق ويتسيس و يلبس ثوب غيره , ولا يهم ان كان كرديا اوعربيا او تركمانيا مسلماً , او كان كلدانيا او اشوريا او سريانيا مسيحياً ، او كان من اصناف غيرهم , المهم انه عندما يكتب عليه ان يضع امام عينيه الحقيقة وان تكون كتاباته تعبر عن ضمير { الامة } والتي يسميها الاشوريون بلغتهم القديمة { أُمتا }, اقرأ الكثيرا من كتابات ابناء شعبنا, واني معجب تماما بالذين يكتبون الحقيقة ويدافعون عن تأريخهم الذي شوهته الحرب وطال شعبهم القتل والتهجير ولحق بمدنهم وقراهم ودور عباداتهم الأذى الذي مارسه ضدهم بعض انظمة الفرس والترك والعرب والكرد بالتناوب وعلى الدوام والسواء .

كثيرون كتبوا عن ساسة العراق وعن ساسة شعبنا , فمنهم من كتب عن حكومة السيد المالكي متهما اياها بانها طائفية فارسية , وان غالبية اعضاءها واعضاء برلمانها غير عراقيين وان جنسيتهم ايرانية , وان غالبية قيادات وافراد الجيش العراقي والحرس الوطني الحالي هم من منظمة بدر وفيلق القدس الشيعيين , وكاتب آخر يقول ان السيد الطالباني رئيس الجمهورية يعمل بعقلين مرة لكل العراقيين ومرة للكرد , حاله حال السيد وزير خارجيته الزيباري , ومنهم من كتب فيقرر بان السيد يوناذم كنة خائن لوطنه حيث جاء مع الأمريكان وانه لا يستطيع العيش الا في ظلهم, ويعتبر هذا الكاتب نفسه قد انتصر وبانه قد افلح في ايصال خبر عاجل وصحيح عن السيد كنة ؟, وقرأت لآخر يتهم فيها السيد سركيس آغاجان على انه يعمل لصالح الحزب الديمقراطي الكردستاني حيث يمول ويوجه من قبله للقيام بكل هذه النشاطات العمرانية على ارض كردستان , دون ان يراعي هذا الكاتب مشاعر الناس الذي استفادوا من الدعم المادي والمعنوي الذي يمنح لهم من قبله دون مقابل او منية , ثم اسأل هذا الكاتب ..هل قام احد من ساستنا قبله بنفس ما يقوم به السيد آغاجان اليوم !
وقرأت لكاتبين مخضرمين من ابناء شعبنا يتبادلون المديح لبعضيهما وانهم مهتمين بشخصية يدور الجدل حولها متّهمة بالتكرد وكأنهم يقولون بانه لولا هذه الشخصية لما استطعنا بناء كنائس لنا ولا بناء مساكن تأوينا في الشمال العراقي , وتناسوا هؤلاء الكاتبين المخضرمين اطال الله بعمريهما بان هذا الذي يقصدونه مترفع كلياً عن هذا المديح وانه ليس بحاجة اليه لأن كل ما يقوم به وكما يقول هو دائما ..ما هو الا واجبا رسميا واخلاقيا وتأريخيا ملقى على عاتقه , فلا حاجة لمدحه اذن ؟
اما الوزير الذي رأيناه يعمل من اجل خدمة شعبه في مناطقه التأريخية فانه لم يسلم هو الآخر من احد الكتاب حيث اتهمه بالعنصرية وبشق الصف الأشوري من خلال مساعدة الكرد لتمرير مخططاتهم لتكريد القرى المسيحية , فهل يا ترى ما زالت هناك قرى مسيحية مستولى عليها من الأخوة الكرد ايها الكاتب !
كثيرون من كتبوا يتهمون وينعتون هذا وذاك ولكن المؤلم حقا هو ما يوجه ضد البعض من البطاركة والمطارنة والقساوسة الأجلاء فبالرغم من انهم يقومون بخدمة طوعية ويؤدون واجبا مقدسا وانسانيا فانهم ايضا مستهدفين من قبل اقلام الخائبين , قرأت لكاتب آخر حيث يكيل تهما ما انزل الله فيها من سلطان ضد الدكتور سركون داديشو ولا ادري مالسبب الذي اقترفه هذا الشخص ضد تأريخ وقضية شعبه , اليس ما يقوم به سركون داديشو وعبر فضائيته يصب في خدمة تأريخ ومستقبل شعبه !
ختاما .. اهمس في آذان الذين في عقولهم عقدة الحقد العنصري القومي او الطائفي بل وحتى الشخصي , بان هذا التوجه لا يخدمهم ولا يخدم شعبهم بل يسئ الى تأريخهم قبل الأخرين ,عليهم باعادة النظر بكل افكارهم وعقدهم تلك , عليهم بما يعزز المحبة والتعاون بين ابناء شعبهم , واقتدوا ان شئتم بالمثقف سيزار هوزايا حين قال ....{ الصادق لا يخاف من مواجهة عريه، ومن لا تملأ جسده علامات فارقة، لا يخاف من التعري }.
قرأت لكاتبة مرموقة من مثقفي شعبنا واكن لها كل التقدير..... ,فهي وكما يبدو واقعة في حيرة من امرها وقد اوقعتني معها ايضا , فمرة اقرأ لها وهي تمتدح حكومة المالكي على ما قدمته للشعب العراقي فتقول { إن المجتمع العراقي الجديد مؤهل ليبني حضارة جديدة } ولا ادري ماذا قدمت هذه الحكومة للمجتمع العراقي , ومرة تمتدح الحكومة الكردية , ولا ادري ايضا ماذا قدمت الحكومة الكردية للمجتمع العراقي , ولكني اجهل مع من تصطف لكي نصطف معها ولكي ندافع سوية عن وحدة العراق ووحدة شعبه !
كثيرون هم من كتبوا ويكتبون , ولكن الذي يعنيني هو مشاعر القارئين من ابناء شعبنا ومثقفيه على وجه الخصوص , ارجوكم ان ترحموا شعبكم حين تكتبون , ولا تثقلوه بكتابات رومانسية وغير حقيقية ولا واقعية , حيث لا ينفع الندم حين تستيقظون فقد يكون قد فات الأوان !
اناشد كل عراقي وعراقية اناشد كل من رضع من حليب ام عراقية , ان لا ينسى ان ابن اربيل والموصل ودهوك وسرسنك والقوش وتلكيف هو ابن البصرة وبغداد والحلة والسماوة , اناشد كل من شرب من ماء دجلة والفرات وافرعهما من الشمال الى الجنوب, ان يكتب الحقيقة وان يحترم مشاعر ابناء شعبه الحزين على وطنه وأهله واقاربه واصدقاءه ، حيث اني لا انتقص اطلاقا من اي كاتب حين يكتب حقيقة اسباب المآسي والأحزان التي لحقت بشعبه ووطنه ، بل على العكس فانا معجب تماما به ، الا اني اهمس في اذن المتملق والمصلحي فقط ، فاقول ..خليك بعيدا عن سياسة الترويج والمديح لكي لا تلوث ماضيك وحسك الوطني , والا ستجد نفسك خارج القلوب المحبة .
صدقا اقول اني احب واحترم كل من يكتب الحقيقة والصراحة , ولكن صعب علي ان احترم الذي يغض النظر عن المأسي والأحزان التي اصابت شعب العراق جراء الحرب التي صورت وكأنها حرب تحرير وبناء الديمقراطية , كاذب من يقول .. ان العراق اصبح بلدا علمانيا حرا وديمقراطيا وان دستوره يحترم الانتماء الديني والفكري ويصون وحدة العراق ، كاذب من يقول ان الفدرالية في العراق تعني الخير والأمان , ايها الكاتب المتملق لا تجعلنا في صفوف الضاحكين عليك ، خليك راق مترفع عن المديح واكاذيب السياسيين ، خلينا نصفق لك دائما , فنحن الأثنين في صفوف الضحايا ، ولكي لا تصبح فقاعه صابون تذهب هباء كما ذهب الكثيرين من الكتاب السياسيين في ادراج الرياح .

اختم ما اقول بهذه الواقعة...ففي يوم من الأيام سالت احد الفنانين المعروفين من ابناء شعبنا المخلصين حيث التقيته في بلاد الغربة العربية ، سالته لماذا اغانيك حزينة تعبر فيها فقط عن الهم اليومي للشعب العراقي هل لأنك من الهاربين المهجرين , فانا لم اسمع لك ولا اغنية تمجد فيها الديمقراطية التي يروج لها السياسيين الحاليين ، ولم اسمع لك اغنية تمدح فيها احد من السياسيين..اجابني مهموما ، اني لا اريد ان الوث آذان العراقيين بالاعيب و قاذورات ووساخة { بعض } من اهل السياسة الحاليين , فالوطن بحاجه لمن يشخص اسباب الجرح متجردا عن الاهواء والمصالح وليس بحاجة للمداحين المتملقين فيلوثون سمعتهم .
ايها الأصدقاء , ان شعبنا يعرف كل الحقيقة , ولكي نجعله يثق بما تكتبون عليكم بالحقيقة التي تكشف الذين يريدون شرا بتأريخ ومستقبل شعبكم , وثقوا ان الابتعاد عن المجاملات وعن المزايدات والتملقات هي الضمانة الأكيدة لالتفاف شعبنا حولكم , اكتبوا بصدق عن ما يحاك في اروقة السياسة عن مستقبل وطننا وشعبنا كي لا تدانون , اكتبوا عن قتلانا وعن مهجرينا وعن مدننا وقرانا , عن مدينة سميلي وما حولها , الى نينوى وسهلها ومحيطها, اكتبوا عن البصرة والعمارة واهلها , اكشفوا مؤامرات وألاعيب الأعداء والخونة, فان لم تفلحوا , احفروا القبور في سميلي وتكريت وفي دهوك وكركوك ونينوى وانتشلوا عظام الأجداد الشهداء واحملوها رايات شاهدة , انها اعظم شهادات الوجود الأصيل واعظم من الكتابات الساذجة , ايها الشرفاء الأصلاء هذا عراقكم , ولا تصدقوا القادمين الجدد ,فانتم الأصلاء واصحاب الأرض , اكتبوا الحقيقة , انهم يحاولون شراء ذمم واقلام المخلصين لكنهم لن يفلحوا, اكتبوا ضد كل من لا يقول الحقيقة انهم والله يريدون طمس الحقيقة انهم يريدون قطع الثمر لينحني ميتا على ارضه .

114
المنبر الحر / كركوك.... الى اين !
« في: 23:09 14/08/2008  »
ARAPKHA { كركوك } الى اين ! 

ادورد ميرزا
استاذ جامعي مستقل

قبل الخوض في معمعة التآويل السياسية , اريد القول باني اتمنى ان يعود العراق وشعبه موحدين في ظل حكومة ديمقراطية مركزية واحدة غير طائفية ولا حزبية عنصرية تمثل كل المكونات من العرب والكرد والتركمان وبقية الأقليات الدينية والقومية وتسعى الى الحفاظ على حقوق الانسان والنهوض بمستوى الشعب العراقي الى مرحلة الشعوب المتقدمة والمتطورة , واود القول بان ما حصل للعراق على يد القوة الامريكية وحلفاءها , يمكن ان يحصل في اي دولة اخرى , لأن اميركا قادرة على كل شئ, باعتبارها المهيمن على سلطة القرار في الأمم المتحدة او مجلس الأمن , وبهذا المعنى فان اميركا تحتل موقع الصدارة والتحكم بمصائر الشعوب وانظمة حكمها بسبب قوتها العسكرية والاقتصادية ومن اجل مصالحها, فان كانت مصالحها تتطلب التدخل في طهران او بغداد او في كركوك او جورجيا او صربيا او حتى الصين فانها قادرة على تنفيذه عسكريا او اقتصاديا , وآرابخا تلك المدينة التأريخية الأشورية والتي تسمى اليوم بكركوك واحدة من تلك المدن التي إذا ما ارادت اميركا التدخل لنقلها من هذا المكان الى ذاك او تغيير ملامحها وثقافة اهلها الأصليين والحاليين , فانها قادرة على ذلك دون شك , لكنه وفي الوقت نفسه فانها قادرة ايضا ان تقول ان اهلها الأصليون والذين لهم الحق في ادارة شؤونها هم الأشوريون !

اليوم يمر الوضع السياسي والأمني في العراق في مرحلة لا يمكن وصفها الا بمرحلة الفلتان والفوضى والجاهلية , فبعد ان انهالت عليه الطائفية والمذهبية والعنصرية بعد الحرب الغير شرعية والتي نتج عنها تقسيم العراقيين الى طوائف ومذاهب وقوميات متصارعة , وبعد ان عمت الفوضى فشملت كل العراق , وبعد ان اختلط الوطني الشريف بالمجرم الارهابي , وكما يقال فقد ضاع الأخضر باليابس , فقتل من قتل وهجر من هجر وما زال البعض من الطائفيين والعنصريين يخططون للنيل من وحدة العراق حيث يمارسون ابشع اساليب التهميش والتقسيم مستندين في ذلك على أساليب سياسية رخيصة حشروها في الدستور الذي وضع في ظروف غير طبيعية صوت عليه العراقيون بطريقة مشكوك في نزاهتها وقانونيتها , والمؤلم ان غالبية العراقيين على دراية من ان بعض الكتل العراقية المشاركة في الحكم قد ساهمت في حشر بنود تراعي مصالح كتلها دون النظر لمصالح كل العراقيين , حيث ان من يقرأ الدستور ستحصل له القناعة بان غالبية بنوده غير عادلة ولا تراعي حقوق العراقيين , بل ستعمق الفتن الطائفية والقومية والدينية بينهم .
ان العراق ومنذ تأسيسه لم يحظى بحكومة عادلة , ولم يوضع له دستور عادل ينظم حياة العراقيين , فكل حكومة جديدة تضع دستورا يخدم مصالحها وهذا هو سبب المتاعب التي لم يستطع شعب العراق تجاوزها الى هذا اليوم , فاليوم وبعد حرب 2003 والتي قادتها اميركا لإسقاط نظام صدام والتي توسعت لتدمير كامل للدولة العراقية فحُلت جميع مؤسساتها المدنية والعسكرية , مما ادى الى فوضى استدعت الى اعادة بناء الدولة من جديد , فاسرعت اميركا الى تنصيب حكومة موالية لها لسد الفراغ والإسراع وباي شكل كان في وضع دستور كانت غالبية بنوده قد بنيت على اساس التقسيم الطائفي والقومي وفق محاصصة سميت توافقية ,لا بل وتعدى ذلك الى حشر بنود هدامة كقنابل مؤقتة مهيأ لتقسيم العراق الى مناطق او محافظات شيعية واخرى سنية وكردية وعربية واشورية وغيرها وفي اي لحظة ..وكأننا نعيش نفس الأوضاع والسياسات التي كانت سائدة ايام حكم نظام صدام حيث ان الحكومة الحالية ودستورها لا يختلفان عن حكومة ودستور النظام السابق , والنأخذ على سبيل المثال قضية كركوك , ولست هنا بصدد عائدية كركوك وكأنها ارض غير عراقية , ولكني ساسلط الضوء عنها وما كتب عنها ...هل يعلم من يعنيه الأمر ان مدينة كركوك الحالية كانت تقع على أطلال المدينة الآشورية القديمة { ارابخا عرفة }  حيث يقدر عمرها بحوالي 5000 سنة قبل الميلاد , وبسبب أهمية موقعها الجغرافي بين أمبراطوريات البابليين والأشوريين والميديين شهدت كركوك معارك عديدة بين تلك الأمبراطوريات المتصارعة والتي بسطت سيطرتها عليها في فترات تاريخية متباينة , ولم يكن للأكراد ولا للتركمان ولا لأي مكون عراقي آخر اي تواجد فيها آنذاك , فالأشوريون لم يطالبوا بكركوك حتى هذا اليوم لا بل لم يشعروا العراقيين عبر ممثليهم في البرلمان العراقي او البرلمان الكردستاني من انهم سيطالبون بكركوك لانهم سكانها الأصليون , فكيف اذن بالكرد او غيرهم من الذين سكنوها لاحقا ويدعون بعائديتها لهم , على الجميع الإقتداء بسلوك الأشوريين وسقف مطاليبهم التي لا تتعدى الحكم الذاتي بالرغم من تحفظ البعض حول عدم ورود ذلك في مسودة الدستور الكردستاني , واريد ان اضيف للمعنيين ايضا بان الوثائق التأريخية العالمية تقول بان كل العراق وبعض من اراضي دول جواره كانت تحكمه الإمبراطورية الأشورية وكانت مدينة الموصل { نينوى الحالية } عاصمة لها , وان ساكني العراق الأوائل هم البابليون والأشوريون , فهل معنى ذلك ان يستغل الشعب الأشوري الوضع القائم والمنفلت في العراق ليطالب بالعراق كله لأن العراق كان دولته الأشورية التأريخية , لقد اثبت الأشوريون بانهم اوفياء للعراق والإنسانية من خلال ايمانهم بالتطور الإنساني والحظاري للشعوب , لقد استحق الأشوريون ان يوصفوا بالشعب التأريخي المتحظر !
اما عن تسميتها فهناك آراء كثيرة ومتعددة عن أصل تسميتها ولن اخوض فيها لأن التأريخ كما قلت سابقا يقول ان عائديتها هي آشورية  , ولكني ساستند الى احدى  الوثائق التأريخية والتي تنص على إن تسمية كركوك جاءت من الكلمة التي إستخدمها الاشوريون {كرخاد بيت سلوخ } التي تعني المدينة المحصنة بجدار, هذا بالنسبة لتسميتها القديمة , واذا اراد احد ان يلصق اسمها بغير الأشوريين فان ذلك غير جائز, لأن كركوك لم يكن فيها اي تواجد قومي غير القوم الذي سماها { كرخاد بيت سلوخ } وهم الأشوريون , فالتواجد الكردي او التركماني او العربي او غيره جاء لاحقا اي بعد ظهور الأديان في المنطقة وظهور النفط !
اما التواجد الكردي المعاصر في مدينة كركوك فبالإضافة الى انه بدء بعد دخول الإسلام الى المنطقة , فقد جاء ايضا نتيجة لظروف اقتصادية واهمها ظهور النفط فيها , حيث استقبطت مدينة كركوك مجاميع محدودة من الأكراد وغيرهم للعمل في منشأتها وقد توسعت هذه المجاميع لتصبح عوائل كبيرة فاستقرت فيها الى ان قام نظام صدام بضخ اعداد من العرب وبعض من المكونات الأخرى وفق سياسة منظمة عرفت بسياسة التعريب , وهذا ما جعلها ولم تزل موضع خلاف وجدل حول عرقية المدينة التأريخية الموغلة بالقدم , لكن الأمر لم يكن قاصرا على نظام صدام في تعريب المدينة , انما جاءنا هذه المرة من قبل حكومة كردستان التي حاولت هي الأخرى تكريد كركوك من خلال ضخ اعداد كبيرة من الأخوة البسطاء من الكرد مدعية انها تعيد الذين هجرهم صدام , ولكن الأمر لم يكن بهذا الحجم بالرغم من ان نظام صدام حاول زيادة الساكنين العرب وغيرهم بغية اقامة استفتاء ليفوز العرب بالأغلبية وهذا ما لا يرضاه اي عراقي شريف , اعود فاذكر من يعتقد ان كركوك ملك لهذا الطرف او ذاك وان معالجة ازمتها لا تحل الا بزيادة عدد هذا المكون او ذاك فانه خاطئ , فكركوك هي مدينة الأشوريين ان اردنا قول الحقيقة , حيث ما زال قسم من احفادهم يسكنونها , ولكن وحسب التطور البشري والزمني فانها اليوم مدينة عراقية وبامتياز , وهذا ما يردده الأشوريون ابناء العراق الأصليين , ان تغيير ثقافة الشعوب او المس بملامح مدنهم اجراء غير اخلاقي ولا انساني , ولا ادري كيف لا تتدخل هيئة الأمم المتحدة ومنظمة حقوق الإنسان للحفاظ على ارث وثقافة الشعوب القديمة ؟   
ان كركوك اليوم يقطنها مزيج متجانس من قوميات مختلفة من الاكراد والعرب والتركمان والآشوريين والكلدان والارمن والصابئة والإيزيديين وغيرهم , لكن المخيف ان هذه القوميات باتت كل واحدة منها تدعي باحقيتها بكركوك وكأن كركوك هي ليست مدينة عراقية .. تابعوا معي ذلك .. فالتركمان يعتبرون انهم قد استوطنوا كركوك منذ حكم السلاجقة حيث دخلوا العراق سنة 1055 عندما قدم قائدهم طغرل بك على راس جيش مكون من قبائل الاوغوز التركية و حكموا العراق لفترة 63 سنة , وفي كتاب المؤرخ العراقي عبدالرزاق الحسني فان الحسني يعتبر بان { تركمان العراق جزءا من جيش السلطان العثماني مراد الرابع الذي احتل العراق بعد طرد الصفويين منها عام 1638 حيث ابقى على بعض من جنوده بالعراق لحماية الطرق بين الولايات العثمانية } ..ونسوا تأريخ قبل سبعة الاف سنة !
اما العرب فكانت هناك عشيرتين رئيسيتين تسكن منطقة كركوك ، وهما عشيرة التكريتي و عشيرة العبيد حيث قدمت عشيرة التكريتي إلى منطقة كركوك من سوريا في القرن السادس عشر مع السلطان العثماني مراد الرابع الذي كافئهم على ولائهم للعثمانيين باعطائهم اراضي و قرى في الجنوب الغربي لمدينة كركوك بالاضافة إلى مدينة تكريت الحالية , اما العشيرة الثانية فهي عشيرة العبيد وتليها عشيرة الجبور , وهي عشائر استوطنت كركوك اثناء العهد الملكي في العراق ، ولا يفوتني ان اذكر بان عشائر العبيد و الجبور قدمتا الى كركوك من الموصل بعد خلافات مع عشائر اخرى واستقروا في منطقة الحويجة عام 1935 اثناء حكومة ياسين الهاشمي .. ونسوا تأريخ قبل سبعة الاف سنة !
لقد كانت كركوك الحديثة ولسنوات طويلة بمثابة البوتقة التي انصهرت فيها مختلف القوميات والأديان لكن الامر اصبح شائكا بعد الاطاحة بنظام صدام حسين حيث تسعى القوميات المختلفة في كركوك لاثبات حقوقها التاريخية  , فالاكراد يحاولون الحاق كركوك بكيان إقليم كردستان في شمال العراق بينما يحاول التركمان و العرب ابقاء كركوك ضمن الحكومة المركزية في بغداد , وهناك الكلدان والأشوريين والسريان الذين اصبحوا بين فكي كماشة حيث يخافون على مستقبلهم في المنطقة فتقدموا ايضا بطلب تحقيق حقوقهم القومية هم كذلك اصبحت لديهم الفرصة للمطالبة بحقوقهم القومية في اماكن سكناهم , ولكن هل هذا هم المهم ام المهم الإستقرار والحياة الهادئة بسلام , ان استقرار العراق سوف لن يتحقق ما دام هناك عدم الثقة بين الأحزاب والكتل السياسية الحاكمة وما دام هناك من يطالب بتقطيع ارض العراق وتمزيق شعبه , لا بل اني ارى بان العواقب وخيمة اذا بقي حال العراق ودستوره بهذا الشكل وسيبقى الخلاف قائما .
اتسائل ....هل سيفقد الأكراد او العرب ... او اي قوم آخر يسكن العراق ..هويته القومية او معتقده الديني , اذا ما اعتبرت كركوك مدينة عراقية كما هي البصرة والموصل والعمارة واربيل ... فلماذا التعنت اذن , لماذا يحاول البعض سرقة التآلف والمحبة من قلوب العراقيين !, اليس الأجدر بنا ونحن في عصر العلوم ان نتحد لنبني وطننا ونخدم شعبنا , ثم أسئل قادة الكرد والعرب وغيرهم من قادة القوميات الأخرى ..هل الدول الأوربية تقسمت ام توحدت ؟ هل الولايات المتحدة الأمريكية اتحدت ام تفرقت ؟ ...ماذا سيخسر الأكراد اذا بقيت كركوك كما هي عراقية تنعم بالأمن والأمان والخيرات بجميع ساكنيها من مختلف المكونات وهم القائلين ليل نهار نحن عراقيون يا ناس نحن عراقيون .

ان الشعب العراقي لم تحكمه عقول نيرة لتقوده نحو التقدم والحرية والإزدهار منذ تأسست دولة العراق , انما حكمته عقول كانت في غالبيتها منحازة اما لطائفة او لقومية او لدين معين , ولذلك بقي متخلفا عن ركب المدنية , كما ان غالبية هذه العقول اعتمدت على التدخل الأجنبي والذي حتما سيفضل مصالحه على مصالح العراقيين , وما حدث في العراق من تقسيم ومحاصصة خير دليل , فالتدخل الأجنبي والذي بدأه بريمر بحجة ترتيب البيت العراقي كان له الأثر الكبير في تمزيق البيت العراقي لا ترتيبه , حيث اشرف السيد بول بريمر على أول انتخابات بلدية في مدينة كركوك في 24 مايو 2003 لأختيار مجلس بلدية المحافظة وقد اختارت القيادة الأمريكية حينها 300 مندوب عن الأكراد والعرب والتركمان والآشوريين وتم اختيار من بينهم مجلس المدينة المكون من 30 عضوا , وقد اعتبرت هذه الخطوة لتخفيف حدة التوتر العرقي السائد في المدينة كما قيل , ولكن ما وراء ذلك لا يعلمه الا الله ., ثم قررت القوات الأمريكية منح الطوائف الأربع نفس عدد المقاعد داخل المجلس الجديد , فتشكل المجلس من ثلاثين عضوا ، أنتخب أربعة وعشرون منهم بمعدل ستة مقاعد لكل طائفة ، كما عين الأمريكان ستة أعضاء "مستقلين" , { ولكن اليدري يدري والما يدري كضبة عدس }

فالعراق وشعبه بحاجة الى حاكم يؤمن بان الوطن ليس ملكاً لطائفة ولا لقوم ولا  لدين معين , انما الوطن وثرواته ملكاً للجميع , ومحافظة كركوك العراقية يجب ان تبقى رمزا للسلام والأخوة ان كنا نبغي السلام , وان من يعتقد بانها تابعة لأحد في الشرق او الغرب , فانه على خطأ , وان التلميح باحتلالها او احتلال اي جزء من ارض العراق سيعرض وطنه الى كارثة جديدة عاقبتها دمار وقتل ليس له نهاية وسيكون هو الأول الذي سينكوي بنارها, وان الذين يعتقدون في داخل العراق انهم يستطيعون فرض مطالبيهم من خلال الإستناد الى بنود في الدستور والتي في غلبيتها مشكوك في قانونيتها وشرعيتها , فانه خاطئ , وباختصار نقول بان من يطالب بتقسيم العراق بالطريقة البهلوانية الدستورية العراقية فهو ليس عراقيا , لأن العراقي الأصيل يعتبر ان كل محافظات العراق هي مدنه , وان كل مكونات شعب العراق هم اهله واقرباءه, ان العراقي الأصيل يهمه سلامة كل العراقيين مسيحيين ومسلمين صابئة وايزيديين وغيرهم , وبعكسه ...سيُعتبر غير عراقي !
 

115
الى متى سيبقى العراق ..موطنا للشهداء ؟

ادورد ميرزا
استاذ جامعي مستقل

فور تحرر الشعوب من قبضة انظمتها الدكتاتورية او الطائفية او العنصرية تبدء مباشرة بلملمة جراحها والإنطلاق لبناء مؤسسات ديمقراطية يمارسون من خلالها دورهم في بناء المجتمع , الا شعب العراق الذي ما زال يقدم الشهداء وما زال يكافح من اجل الحرية , ترى متى سيأتي اليوم الذي سيستقر  شعب العراق ليحتفل بيوم الحرية الى جانب يوم الشهيد كباقي الشعوب المتحررة .
للشعوب ابناء قدموا انفسهم شهداء من اجل الحرية , فبعد نيلهم الحرية تختار هذه الشعوب يوما متميزا تخلد فيه امجاد شهداءها وتستذكر ارواحهم التي قدموها قربانا من اجل الحرية ورداً للعرفان والأشوريون من هذه الشعوب حيث يمتد تأريخهم على كل ارض بين النهرين الى اكثر من سبعة الاف سنة قدموا خلالها الكثير من الشهداء من اجل الحرية وحقهم في العيش الآمن والرغيد ....

ففي السابع من آب من كل عام يستذكر فيه المسيحيون { الأشوريون الكلدان السريان } في كل بقاع العالم شهداءهم في العراق ..حيث تختلف فيه الاشياء.. وتتغير الصور.. وتتنازل الإبتسامات عن عرشها لتستقبل دموع الحب والذكرى , يوم تتفتح الزهور وتنبت الأرض رياحين الإصرار على الإستمرار والبقاء على العهد الذي رسمه القادة الأشوريون امثال المالك ياقو والمالك خوشابا وغيرهم الكثيرين منذ بداية الكفاح من اجل الحرية .

في مثل هذا اليوم من كل عام ، يصبح السواد الذي يلف اجساد الأشوريين الكلدان السريان في العراق وفي كل بقاع العالم وبكل مكوناتهم نيشاناً للبطوله .. وتتحول ام الشهيد في لحظة الى ام للبشرية باجمعها , في هذا اليوم وعندما نلتقي بأسر شهدائنا فاننا نتردد مئات المرات قبل ان نقبلهم ونقبل ايادي امهاتهم .. خجلاً من ان تكون قبلاتنا لا تليق بمقام الفقيد وبمقامهم .
ففي السابع من آب يحتفل الشعب الأشوري الكلداني السرياني في كل مكان بذكرى عيد ابطاله الشهداء الذين قتلوا في ابشع جريمة عرفتها البشرية وهم آمنون على ارضهم "سميل" , لقد عبروا هؤلاء الشهداء وعبر التاريخ عن وجدان هذا الشعب الصامد الأبي الذي تعرض لشتى انواع العذاب والتشريد عبر مسيرته الحضارية والتاريخية التي دافع فيها عن وجوده الإنساني و إرثه التاريخي ووجدانه الحضاري , فأمطر بحاراً من الدماء على ارضه بين النهرين وما زالت بين النهرين تعيش الألم والمأسات على يد اعداء الحرية والإنسانية .
ففي السابع من آب 1933 وفي قرية تقع في شمال العراق تُدعى "سميل" أبيد شعب كامل برجاله ونساءه واطفاله ودمرت قرية "سميل" بكاملها في أبشع مذبحة من مذابح التاريخ البشري فبقيت آثارها الحزينة الدموية في ذاكرة الإنسان الآشوري الكلداني السرياني حتى يومنا هذا , وستبقى مائلة في وجدانه الى ان تستعيد "قرية سميل" هيبتها وعافيتها وتعود الى اهلها الأصليين حرة آمنة .
قريتنا الحزينة سيميل العظيمة.. يا أم الحضارة لقد ذبحك الجبناء و اللقطاء و الحاقدين اعداء الإنسانية أنذاك , ولن ينسى ابناءك هؤلاء البعض من الأنكليز وبعض عملاءهم في المنطقة آنذاك حيث طعنوك من الخلف بخنجر حاقد مسموم .

{سميل} ايتها المدينة الهادئة البريئة ستبقين ارض الشهداء المقدسة , وستبقى الأجيال تستذكر حزنك مدى الدهر الى ان يحل السلام والأمان على كل ارض العراق , والى أن يصحى احفاد الحاقدين على فعلة اجدادهم البؤساء , ليسعد شعبك في حياة هادئة وكريمة والى الأبد .
لتكن ذكرى يوم الشهيد الأشوري الكلداني السرياني حافزا لكل مكونات شعب العراق للعمل والعطاء والدفاع عن مصالحه من اجل غد افضل وسعيد , لقد كان القادة الأبطال امثال { المالك ياقو والمالك خوشابا والمار شمعون وآغا بطرس وغيرهم } والسائرين على خطاهم الى هذا اليوم يرددون دائما { ان الانسان موقف يتمثل باصراره على عدالة مبادئ قضيته التي آمن بها الى جانب تضحيته وعشقه للأمة التي توصله حد الاستشهاد }وكما قال رجل السلام المهاتما غاندي { ان الأمة العظيمة لا تنجب الا العظماء }.. وهذا ما جسده شهداؤنا الأبرار .

اننا نتحسس ارواح شهدائنا الطاهرة بيننا ، ومع ذلك فان غيابهم قاس علينا ، انهم الحاضرون ابدا في ضمير المستقبل والتاريخ , وسيبقون خالدين في عليين ما داموا قد اختاروا طريق دحر الموت والفاشية والدكتاتورية والطائفية والعنصرية التي تريد النيل من أمة شعارها محبة وسلام .

وبهذه المناسبة نقول ..إن الظروف الامنية والاقتصادية النسبية في اقليم كردستان والظروف الدولية تتيح اليوم الفرصة للقيادة الكردية الحالية والتي استطاعت بدهائها السياسي ان تستغل جني المصالح لشعبها بعد ان ضاقت الظلم والتهميش في السابق , عليها اليوم ان تتحلى بقدر من المسؤولية اتجاه هذا الجزء من الشعب العراقي وهم الأشوريون الكلدان السريان والذين يطالبون بحقهم في الحرية وفي اختيار طريقة حياتهم ليتمكنوا من الحفاظ على ارثهم وتأريخهم ولغتهم وعاداتهم ، ويكفي القول ان العراق قد تحرر من الحكم الدكتاتوري الذي انفرد في الحكم ليحل معه الحكم الديمقراطي والذي يوجب ضمان حقوق الجميع , ان الأشوريون الكلدان السريان جزء اصيل من الشعب العراقي وان من ينادي بالديمقراطية والسلام عليه ان يحمي كل المكونات وان يكون هدفه .. المساوات ورفض تقسيم العراقيين على اساس الطائفة او المذهب او القومية او الدين  .

ختاما نقول إن ما يحدث الآن في العراق { أرض ما بين النهرين } هو خارج ما يمكن أن يتصوره العقل البشري أو أن يكتبه كاتب , فأرض النهرين وشعوب النهرين تحترق بكل ما تعني هذه الكلمة من معنى فالإنسان والحضارة والتاريخ تُحرق بدم بارد والخاسرالأول والأخير من هذا الإحتراق هو شعب العراق العظيم وأقلياته دون استثناء ومنهم الأشوريون الكلدان السريان معتنقي المسيحية بشكل خاص , لأن الطغيان الجديد القادم إلى العراق هو نفسه الذي أساء لتاريخ وحضارة شعب العراق الإنسانية, إنه نفس العدو الذي ذبح شعبنا في "سميل" ... ويحاول اليوم مع عملاءه الطائفيون والعنصريون أن يجتث ما بقى من المخلصين فهجر وقتل انساننا ونهب ودمر آثار حضارتنا العريقة التي ما زال العالم يتغذى من علومها .
وان كان لنا من كلمة في هذه المناسبة الخالدة لنخاطب ضمير قادة شعبنا الأشوريون الكلدان السريان  , فاننا ندعوهم للتوحد والعمل القومي الذي يجمع كل احزابنا بكل تسمياتهم وعناوينهم التي ما زالوا ينبشونها دون خروج بنتيجة مشرفة تخدم الأمة !!
نطالبهم باعلان رفضهم الصريح اتجاه ما يحدث في العراق من تقسيم طائفي وقومي دون النظر الى المصالح الآنية والفئوية , والمطالبة السريعة والملحة لحماية حقوق كل العراقيين دون تمييز , وذلك لضمان حقوق وحياة ما تبقى من اجيالنا أحفاد اؤلاءك الأبطال الشهداء وللحفاظ على وجودهم , كما ندعوهم ان يتذكروا دائما ان غالبية شعبهم الأشوري الكلداني السرياني تواق لكي يرى عراقا مزدهرا وآمنا ينعم فيه وبخيراته كل العراقيين من مختلف الأديان والقوميات.
ونحن في هذه الظروف العصيبة التي يمر بها غالبية شعبنا العراقي بكل مكوناته الدينية والقومية من قتل وتهجير وسلب ونهب للمال العام , فاننا ومن باب اعتزازنا بشعبنا العراقي الذي وقف عونا لشعبنا المسيحي بمكوناته القومية في محنته فله منا الف تحية وحب وتقدير , كما نشكر كل من ساهم في مساعدة اهلنا الهاربين من محافظات العراق الى منطقة اقليم كردستان الآمنة سواء من قبل المسؤولين في حكومة الإقليم او من قبل ابناء المنطقة دون استثناء , وانها لوقفة شريفة نتمنى ديمومتها خاصة واننا ابناء العراق الأصليين , وان شعبنا الأشوري بكل مكوناته اذا ما تم النظر اليه كشعب مكافح جبار قدم المئات من التضحيات من اجل الحرية كما هو حال كفاح الشعب الكردي الصديق, فان الخير والأمان سيعم شمال العراق { كردستان } كما سيدعم التوجه الديمقراطي المنشود للعراق باجمعه.. انها فرصة جميع الأطراف لزرع الحب والإخاء بين ابناء المنطقة , كما نحيي قادة احزاب شعبنا القومية والوطنية ورجالنا ونساءنا من السياسيين وقادة ورجال كنائسنا الأجلاء دون استثناء من الذين قدموا المال او بنوا المساكن والكنائس وما زالوا يقدمون العون لأهلنا الذين هم بامس الحاجة لمساعدتهم في هذه الأيام الحزينة والعصيبة .. ان اتباع الديانة المسيحية بكل مكوناتهم القومية الأشوريون الكلدان السريان والذين هم جزء من الشعب العراقي هم امة مخلصة وحريصة على مصالح كل الشعب العراقي دون تمييز , ترى متى سنحتفل بيوم الحرية في العراق , وهل سيبقى العراق موطن الشهداء والأحزان الى الأبد .
المجد والخلود لشهداء الحرية والحياة اينما وجدوا .

116
اعتقد ان هذا الموضوع هو امتحان لكل من يهمه مستقبل وحياة شعب العراق وبالأخص شعبنا والذي عانى ولا يزال يعاني من عدم اهتمام المسؤولين بشؤونه الحياتية , ولا يخفى على احد ان غالبية شعبنا قد هاجر بسبب ما لاقاه من اضطهاد وارهاب وتهجير , سواء في عهد صدام او في عهد السيد المالكي الذي لا يختلف عليه اثنان انه عهد المحاصصة الطائفية والتمييز القومي , عهد لم نشاهد منه غير الفساد والجريمة والسرقات , اي حكومة وشعبها يتقاتل والأبرياء بدون ماء ولا كهرباء ولا ادوية شعب مهجر ومذبوح , الا يستحق شعبنا المسيحي بكل انتماءاته الكلدانية والأشورية والسريانية والأرمنية ان نآزره في محنته هذه التي زادت من معاناته , ام نعمل كما يفعل بعض الكتاب حين يكيلون المديح لحكومة لم تحقق له غير القتل والاختطاف وتدمير الجوامع والكنائس وقتل رموزه الدينية والعلمية , حكومة ذاق منها العراقيون جميعا المرارة والقتل والتهجير وخاصة المسيحيون , علينا ان نكتب الحقيقة بظمائرنا لا ان نكتبها وفق مصالحنا , وعلينا ان لا ننسى بان التأريخ لن يرحم من لم يدافع عن شعبه

117
محنة اللاجئين العراقيين في اوروبا
ادورد ميرزا
استاذ جامعي مستقل

قبل اسبوع قرأنا على الأنترنت تعرض احد العراقيين اللاجئين الى نوبة قلبية بسبب تلقيه رفضا بعدم قبوله كلاجئ في دولة المانيا حيث كان قد وصلها هاربا بعد ان باع كل ما يملك من حطام الدنيا من دار واثاث للنفاذ بجلده بسبب تعرضه الى تهديد من احدى الميليشيات , واوضحت عائلته بان رفضه جاء بسبب دعوة السيد المالكي من الدول الأوربية بعدم استقبال العراقيين .
ويبدو ان السيد المالكي ووفق اجندة سياسية معينة مصر على عودة العراقيين المهجرين , ولكن السؤال المهم هل توفر الأمن والإستقرار في الوطن ليضمن السيد المالكي حياة الراغبين بالعودة من العراقيين اصحاب الكفاءات وبقية المواطنين , الم تكن المأسي والأحزان والتي خلفها العنف الطائفي والسياسي نتيجة حتمية للمحاصصة الطائفية التي فرضت على اسلوب ادارة الدولة , ثم هل تخلت حكومة المالكي عن المحاصصة الطائفية في ادارة الوزارات , هل عدل الدستور , هل اكتملت المصالحة وبات الجميع ينادون بعراق واحد وشعب واحد , وهل حُلت الميليشيات وحل بدلها جيشا عراقيا يظم كل العراقيين دون تمييز طائفي او ديني او قومي , وهل سيعاقب قاتلي الشعب وسارقي ماله , اسئلة كثيرة بحاجة الى حلول لأنها طريق الطمأنينة التي يحتاجها العراقيون للعودة دون ان يطلب منهم ذلك .

ان التحسن الأمني النسبي والهش الذي طرأ على بعض مدن العراق , مؤشر جيد ولكنه بحاجة الى وقت اكثر للثبات , المهم .....يقوم السيد المالكي رئيس وزراء العراق بزيارة بعض الدول الأوروبية لإعادة العلاقات بعد ان اصابها نوع من الفتور وعدم الرضا لما تعرض اليه العراقيون بكافة انتماءاتهم الدينية والقومية من القتل والتهجير الذي نتج جراء ما افرزته الحرب من فوضى واعمال عنف قامت بها بعض الميليشيات الطائفية والقومية المتحكمة بامور الوطن ضد الإنسان العراقي واغتصبت حقه في الحياة , كما ان هذه الزيارات تأتي لإظهار ان العراق بات آمنا سياسيا واقتصاديا وانه مستعد لإستقبال وعودة العراقيين المهجرين , بالإضافة الى استقبال كافة المستثمرين باعتبار ان العراق بات مستقرا وان شعبه يعيش الأمن والأمان , وقد زار المانيا وايطاليا , اما في ايطاليا فقد التقى الحبر الأعظم في مقر اقامته حيث تمنى البابا للعراق دوام السلام و { جدد البابا امانيه بان يجد العراق مسار السلام والتقدم عبر احترام للهويات المختلفة وروح كافة مجموعاته العرقية والدينية وبمن فيها أقلياته , في اطار اعادة البناء الإجتماعي والروحي للبلاد وفق التصالح والبحث عن الصالح العام كي يتمكنوا سويا اعادة البناء الإجتماعي والروحي للبلاد } , كما من المؤمل ان يزور غيرها من دول الإتحاد الأوربي والتي تحتظن كل انسان يتعرض للتشريد او الموت في وطنه .
وكان السيد المالكي قد زار من قبل دولة السويد وهي الدولة التي استضافت العدد الأكبر من طالبي اللجوء من العراقيين الذين هربوا نتيجة الأوضاع الأمنية السائدة من الملاحقة والتشريد والقتل والإختطاف والذي طال جميع العراقيين وعلى مختلف انتماءاتهم الدينية والقومية وحتى السياسية.

ولا تخلو هذه الزيارات من اسباب اخرى قد تكون لأميركا دورا في دعمها , حيث ولا يخفى على احد ان الدول الأوربية اصبحت في مأزق بسبب تدفق الاف اللاجئين العراقيين الى دولها والذي يتطلب توفير السكن والمعيشة والصحة استنادا لقوانين الهجرة والرعاية والتي هم ملزمون بتطبيقها , ولهذا السبب فانها باتت غير قادرة على الإيفاء بالتزاماتها المادية اتجاههم مما اضطرها ان تطالب بتعويضات دولية من الأمم المتحدة , وبما ان اميركا هي الدولة المحتلة للعراق فانها تتحمل كل ما يتعلق بذلك من دفع للتعويضات ومساعدة الإتحاد الأوروبي في كل ما من شأنه مساعدة اللاجئين العراقيين , لكنها ولأجل الهروب عن التعويضات ولإظهار ان العراق قد اصبح آمنا بسبب وجودها هناك لذلك اوعزت الى السيد المالكي للقيام بزيارة الدول الأوربية , فتم ذلك وها هو السيد المالكي يحث هذه الدول برفض طلبات اللجوء السياسي او الإنساني للعراقيين المتواجدين في بلدانهم واقناعهم على العودة الى العراق بدعوى تحسن الوضع الأمني والمعاشي , وقد استطاع السيد المالكي اقناع بعض الحكومات ومنها الحكومة السويدية بان الوضع الأمني في العراق جيد وان الحياة طبيعية , ولا ادري على ماذا استند في اعتبار ان الوضع الأمني في العراق جيد , في حين ان ما يرد من تقارير واخبار موثقة بالصور من داخل العراق يشير عكس ذلك وان الوضع الأمني مازال صعباً, المهم انه افلح باقناع الحكومة السويدية فاصدرت القرار المرقم06 - 23  في 26 شباط 2007 والذي جاء فيه بان المحكمة لاحظت بعدم وجود نزاعات مسلحة في اغلب مناطق العراق , ولا يوجد هناك اي مانع من عودة العراقيين الى العراق , وهذا القرار كان السبب في رفض طلبات اللجوء لغالبية العراقيين المتواجدين في السويد وما زال الرفض مستمرا .

ترى هل من المعقول ان يطلب من العراقيين الذين غادروا العراق قسرا حيث تم فصلهم من وظائفهم وقتل احباءهم وتشريدهم من مناطق سكناهم وهدم منازلهم وسرقة اثاثهم , كيف يطلب منهم اليوم ليعودوا الى العراق ودورهم قد دمرت أو اغتصبت من قبل جيوب العصابات والميليشيات , وغالبيتهم لا يملكون موردا ماليا حيث غالبيتهم قد فقدوا وظائفهم خاصة موظفوا القوات العسكرية , لا بل وكما يقول بعضهم بان رعب التفريق الطائفي والتمييز الفكري السياسي ما زال ماثل امامهم .
ولسنا هنا بصدد القاء اللوم على حكومات الدول الأوربية المحترمة , حيث كلنا يعلم ما تقدمه هذه الحكومات من دعم وعون لمن يطلب اللجوء اليها { دون منّية } كما يقولون , كما انهم ملتزمون امام شعوبهم وشعوب العالم بانهم دول ديمقراطية تحترم حقوق الإنسان وانهم ماضون في تبني قانون اللجوء والذي اصدره إتحادهم الأوروبي , انهم شعوب انسانية عظيمة , لكن الذي نريد قوله هو انه لا يوجد عراقي لا يرغب بالعودة الى داره واهله ووطنه , ثم لماذا هذا الإصرار على الطلب من دول الإتحاد الأوربي عدم قبول العراقيين بحجة ان الوضع في العراق آمن , الغريب ان الإتحاد الأوربي دعى الى عدم قبول لجوء العراقيين تلبية لدعوة السيد المالكي , ولا ادري لماذا اعتمد الإتحاد الأوربي على كلام السيد المالكي فقط , من دون ان يتأكد ما هو قائم على الأرض , ان تقارير المنظمات الإنسانية تؤكد باستمرار بان الوضع الأمني في العراق ما زال هشا ويهدد حياة الكثيرين .
لماذا اذن يصر السيد المالكي على عودة العراقيين , الا يعلم بان عددهم فاق الأربعة ملايين , فكيف سيضمن سلامتهم بعد ان ضاقوا المأسي والويل على يد البعض من الميليشيات الحزبية التابعة الى الحكومة ومن العصابات المنفلتة والخارجة عن القانون , ان السيد المالكي واثناء زيارته الحالية الى المانيا كرر نفس القول على السيدة المستشارة الألمانية انجيلا ماركل واستطاع ايضا اقناع المستشارة بان { الدنيا في العراق ربيع والجو بديع } , واكدت ميركل في مؤتمر صحافي ان رئيس الوزراء والوفد الوزاري المرافق دعوا الثلاثاء المانيا الى اعادة النظر في موقفها , وقالت ميركل ......
ان الحكومة العراقية بررت ذلك بتحسن الأوضاع الأمنية , وان السيد المالكي { قــــال } بانه قد اوعز الى كافة الدوائر المعنية لإتخاذ الإجراءات لاستقبال العائدين من العراقيين ونقلهم الى مناطق سكناهم والتي تم تهيئتها على احسن ما يرام بعد ترميمها وتأثيثها , ولكن الذي نسمعه على لسان بعض العائدين عبر شاشات الفضائيات يؤكد بان البعض تفاجئوا بالغرباء يسكنون منازلهم واخرون لم يعثروا اصلا على دارهم , انما عثروا بقايا من بقاياه , فاين الدار واين الجار واين الخام واين الطعام .

كم كنت اتمنى ان يبادر السيد رئيس وزراء السويد وكذلك المستشارة الألمانية ان تسأل المالكي اذا كان الوضع الأمني على احسن ما يرام , وان الدنيا العراقية بخير, اذن لماذا يتخذ غالبية المسؤولون في الحكومة العراقية مع مجموعاتهم المنطقة الخضراء المحصنة مكانا لسكنهم , اليست لأنها آمنة ولا تدخلها دجاجة الا بعد ان يتم شمها كيميائيا بانوف الكلاب البوليسية المتواجدة في مداخل المنطقة , ولماذا تستعين حكومة المالكي ب 150000 رجل امن اجنبي تابع لشركات متخصصة بشؤون الأمن وذلك لحماية رجال السلطة في تنقلاتهم داخل وخارج المنطقة الخضراء , كما ان لكل عضو في الحكومة بما فيها اعضاء البرلمان رجال حماية تقدر بالعشرات , اليس ذلك دليل على أن الأمن ما زال مفقودا , فان كان حال المسؤولون الحكوميون هكذا , فكيف سيكون حال المواطنين البسطاء .

اتمنى ان يطلع المسؤولون في الإتحاد الأوروبي على تقارير المنظمات الإنسانية المستقلة وحالة العراقيين المهجرين داخل العراق وليس خارجه, وساستثني بذلك منطقة كردستان , اتمنى ان يطلعوا على حال العراقيين وكيف يعيشون واطفالهم في بيوت من الصفيح والطين ويشربون المياه الأسنة في مناطق تواجدهم , لا ماء لا كهرباء لا دواء لا مدارس ولا احد من حكومة العراق يستجيب لنداءاتهم ولإنقاذهم من مأساتهم , انما الذي يقف معهم ويقدم لهم ما امكن من طعام ودواء هم اهل المروءة في المنظمات الإنسانية الدولية, وانقل هذا النص ليقرأه المسؤولون في دول الإتحاد الأوروبي حيث جاء على لسان السيد وزير المهجرين والمهاجرين عبد الصمد رحمن سلطان يوم الخميس المصادف 24/07/2008 بخصوص العراقيين المهجرين حين قال .. { إن تقارير الوزارة تؤكد أن 65% من العوائل النازحة لا تملك دورا سكنية وإن 15% من هذه العوائل دمرت دورها. جاء التصريح في وقت دعا فيه نوري المالكي الدول التي يزورها الى إعادة العراقيين اللاجئين للعراق لكي يسكنوا الشوارع والخيام شأنهم شأن المهجرين ويزيدوا المشكلة تعقيدا !}
كما وجهت منظمة العفو الدولية المعنية بحقوق الإنسان انتقادات للحكومة الألمانية بسبب رغبتها في إرجاء اتخاذ القرار في مسألة استقبال اللاجئين العراقيين في البلاد وحذرت المنظمة في بيان صدر عنها أمس من "خطورة وخطأ" هذا الإرجاء ..

ان اللاجئين العراقيين يستغيثون دول الإتحاد الأوربي ويدعونهم للنظر في محنتهم حيث تمثل هذه الدول قمة تقدم الإنسانية في العالم , ويدعونهم للتراجع عن قرارهم والعودة لإستقبال العراقيين ممن تنطبق عليهم شروط اللجوء , حيث ان اسبابها ما زالت قائمة على كل ارض العراق باستثناء منطقة كردستان حيث تتمتع بوضع امني جيد نوعا ما , واخص بالذكر كل من السويد والمانية واللتان تستضيفان العدد الأكبر من المهجرين العراقيين , واناشدهم بان يقدروا صعوبة وخطورة عودتهم على الأقل في الوقت الحاضر .
وقبل انهاء كتابة هذا المقال جائني اتصال هاتفي من احد العراقيين الهاربين من نظام صدام ايام انتفاضة الجنوب ولجوءه مع مجموعة كبيرة الى منطقة "رفحة على الحدود السعودية" , حيث قال انه والكثيرين بعد ان وصلوا الى اوروبا لا يرغبون بالعودة الى العراق بسبب الرعاية الجيدة التي يلقاها اللاجئون في البلدان الأوربية , واضاف ..بانه وبعض اصدقاءه كانوا ضمن تشكيلات حزبية كانت تعارض نظام صدام الدكتاتوري وهي الأن في سدة الحكم , واضاف ان احزابنا لم تعد بحاجة الى خدماتنا اليوم , ويضيف مبتسماً .. اقول لك سرا ان غالبيتنا بدون مؤهل علمي ولا فني بل كنا اصحاب اعمال خدمية بسيطة ونعتاش على هذا المعمم وذاك .. ويضيف .., ما دام السيد المالكي واعضاء حكومته يصرحون بان العراق اصبح حرا وآمنا , فلماذا لا تعود عوائلهم قبل عودتنا , اليس غالبيتهم كانوا لاجئين ايضا ..وينهي كلامه .. والله لو كانوا حكامنا ديمقراطيين كفوئين وصادقين ويرفضون المحاصصة الطائفية والتمييز القومي العنصري , لعدنا وكل العراقيين تلقائياً .   

118
لماذا بعض الشعوب لا تستقيم , إلاّ بالعصا ؟


ادورد ميرزا
استاذ جامعي مستقل

منذ زمن والى يومنا هذا حاول بعض المفكرين في المنطقة العربية وصف ثقافات الشعوب الغربية بأنها { فاسدة أو غير اخلاقية } في حين نرى ان ما تحقق من تقدم علمي وازدهار اقتصادي ليس لمجتمعاتهم فحسب انما للبشرية باجمعها يعود لتلك الثقافة ومنظريها, ومهما يكن فان هؤلاء المفكرون ما زالوا يعتبرون الثقافة العربية والإسلامية هي فقط الثقافة المناسبة للحياة المعاصرة .

ولا أقصد بكتابة هذا المقال نقد هؤلاء المفكرين , ولا نقد القيادات والرموز الفاعلة في الساحة العربية المسؤولون عن ترويج ذلك الرأي , ولا ابغي كذلك التقليل من اهميتهم في الحياة الإنسانية , انما أقول ان هؤلاء المفكرون استندوا في اعتبار ان ثقافتهم هي الأصلح للحياة على جملة مفاهيم دينية وقومية تقوقعت في عقول بعضهم فبقوا حبيسي ذلك يراوحون حولها , في حين نرى ان الشعوب التي استطاعت الخروج من دائرة تلك المفاهيم القديمة والجامدة ووضعت لها { حدا فاصلاً } بينها وبينهم , أخذت تتقدم وتتطور وتزدهر في بناء دولها ورفاهية شعوبها مع استمرارها في احترام الثقافات الدينية والدنيوية للشعوب الأخرى .

ولكن وبالرغم من ان الشعوب الغربية تقدمت علميا وثقافيا واقتصاديا بمئات السنين عن بقية شعوب العالم الثالث وبضمنهم شعوب المنطقة العربية , فاني ارى بانه حتى لو قامت البعض من هذه الشعوب باعلان الثورة على الجهل والتخلف والإيمان بفكرة الديمقراطية والتطور , فاني اعتقد بانها ستحتاج لاحقا الى خبرات من سبقها في ذلك من الشعوب الغربية , ولكن ليس بمعنى الإحتلال والخضوع , انما بمعنى التفاعل وتبادل الخبرات , لقد حاول الغربيون القدامى كالإنكليز والفرنسيين والطليان غزو منطقتنا بحجة القضاء على تخلف شعوبها والإرتقاء بهم نحو التحظر والديمقراطية , لكن الذي حدث ان شعوبنا رفضت الخضوع وقاومت هذا الغزو بحجة الحفاظ على مفاهيمها ومقدساتها من الخطر الوهمي للثقافة الغربية على وجودهم , ولذلك بقيت متأخرة " زمنيا ً" عن الغربيين ولا زالت , اما الغربيون الجدد والذين باتوا يمتلكون " القوة والمال " فانهم اليوم يحاولون دفع شعوبنا للإلتحاق بعالمهم المتحظر الديمقراطي بالقوة , ولكنهم ايضا فشلوا , وسيبقون يفشلون ما لم يقدموا على دراسة واقع الثقافات التي تنتمي اليها تلك المجتمعات التي يبغون تطويرها , لان تحديث المجتمعات او تطويرها ليس برنامجا تلفزيزنيا يُعد لملهات الناس , انما هو ضرب من ضروب التقدم وله مكوناته الموضوعية والمستمدة من العلم والثقافة والمجتمع والتاريخ ولا يختلف عليه اثنان من منظري الحداثة اليوم , فان كان تطوير المجتمعات بالشكل الذي نفذته اميركا في العراق , فان ذلك لا يعني تطويرا انما يعني تخريباً لثقافات تلك المجتمعات !

في اتصال مع احد الأصدقاء ذكر لي ان هناك الكثير من ابناء شعوبنا مندفعين إلى قبول أو تبني مظاهر الثقافة الغربية ويعتبرونها هدفا لخلاصهم وانها الحياة الآمنة والسعيدة, ولكني اجبته محترما لرأيه ان ذلك ليس صحيحا , فالثقافة الغربية فيها جوانب سلبية كثيرة بالإضافة إلى جوانبها الإيجابية ، وإن ما يناسب الشخص الغربي ثقافيا قد لا يناسب بالضرورة الشخص الشرقي ممن في منطقتنا العربية لأن خلفيته تختلف جذريا عنه من حيث ثقافة العادات والتقاليد والعقائد الدينية والقومية , ففي مجتمعنا المتنوع الأديان والقوميات وخصوصا بين الشباب والشابات من الذين يعانون في اوطانهم من ظلم وحصار على تطلعاتهم الإنسانية والقومية المشروعة , فاننا نرى عدم احترام بعضهم لتاريخ وثقافة وتراث مجتمعهم , فيلجؤون بقبول الثقافة الغربية بكل سلبياتها معتبرينها انها الأصلح لهم .

في العراق وكما هو ظاهر تواجد اجنبي ملفت للنظر , فهناك قوات التحالف بقيادة اميركا وهناك التواجد الإيراني , ولا يخفى على احد ما تشكله ثقافة هاتين الدولتين من خطورة على ثبات ثقافة العراقيين والتي تمتد الى الاف السنين .
ولكني وفي مقالي هذا سأستثني ما يوصف بخطر الثقافة الغربية بقيادة اميركا والتي اعتقد انها لا تشكل خطرا دائما على مستقبل العراقيين كما يتصوره البعض , حيث ان احتلالها للعراق لن يدوم طويلا , كما انها تملك من القوة العلمية والعسكرية والإقتصادية ما يؤهلها ان تحتل الصدارة بين الدول التي تستفاد منها الإنسانية.
ساشير فقط الى خطر ثقافة ايران حيث لا يخفى على احد ان التعايش العربي الفارسي اوالعلاقة بينهما لم تكن جيدة عبر التأريخ , ففي العراق وخاصة بعد العدوان عليه في عام 2003 تواجدت قوى حزبية وسياسية عديدة عراقية وغير عراقية اعتمدت إعتماداً كاملاً على التعليمات الايرانية الى جانب تعليمات قوات الإحتلال والتي في مجملها تتطلب استمرار الفوضى والفلتان الأمني والفساد الإقتصادي , لتتمكن من تنفيذ برامجها , وحسب تقديراتي اقول انه يجب على كل عراقي شريف ان يعي ان الدمار والخراب الذي حصل في العراق لا يمكن ان يتصدى له الشعب بأحزابه وساسته الحاليين , فالشعب العراقي ومنذ زمن بعيد فشل في قيادة نفسه لا بل سعى دوما الى تدمير ذاته بنفسه , فتصرفات البعض من شعب العراق مع حكوماته منذ عام 1921 ما زالت احزانها ومآسيها في ذاكرتنا , ولذلك اقول , على العراقيين الشرفاء السعي بقوة الى اقامة علاقة متوازنة وبحسن نية مع اميركا ، فصداقة اقوى واغنى دولة في العالم هي أمنية لكل شعب مشتت ومقسم كالعراق حيث تلعب فيه قوى طائفية وعنصرية شريرة غايتها السرقة والجريمة مستغلين في ذلك ضعف الوعي الديني والوطني لدى غالبية العراقيين , ان الذي يريد بناء وطنه علميا واقتصاديا وثقافيا عليه ان يفكر الف مرة حين يختار الدولة التي يسعى للصداقة معها, وكما قلت سابقا بان الخطر الإيراني يهدد ليس المنطقة فقط انما كل العالم , وبما ان اميركا متواجدة في العراق الى زمن غير محدد , وانها وكما يبدو تسعى لإيقاف تمدد هذا الخطر , فلماذا لا يستثمر العراقيون هذا الوجود لصالح وطنهم وشعبهم الذي يمر في اتعس حال , نقول للإدارة الأمريكية صاحبة الشأن في العراق ان تعمل على , اعادة تقييم العملية السياسية التي بنتها على اساس المحاصصة الطائفية والتي ادت الى عرقلة بناء الدولة الديمقراطية , كما عليها دعم توجهات غالبية العراقيين الوطنيين المطالبين بحل الحكومة وبايقاف العمل بالدستور وما تبعه من اجراءات , وحل البرلمان الحالي , ثم تشكيل حكومة انقاذ وطني واعادة { ضباط الجيش والشرطة من المستقلين فقط } حكومة حازمة مستقلة تستخدم الصرامة والقوة مع كل من لا يتجاوب معها من العراقيين دون استثناء , ان الذين تسببوا في مقتل المرحوم الملك فيصل وسحل نوري السعيد وقتل عبد الكريم قاسم وعبد السلام عارف وشنق صدام حسين وقتل غالبية من حكم معه والذين قاموا بتدمير وحرق المؤسسات الحكومية العسكرية والمدنية وسرقة ممتلكاتها والتي هي بالنهاية ملكهم , كل هؤلاء هم انفسهم ابناء الشعب العراقي الذي صفق لجميع حكوماته ولرؤوساءه وقادته وهو نفسه من قتلهم وسحلهم وشنقهم واقصد هنا بعضهم , لا ادري لماذا يحب البعض من هذا الشعب الإنتحار, ولا ادري من اين استقى ثقافته العنفية هذه , هل لأنه شعب قبلي مهاجر من الجزيرة العربية والقوقاز حيث إعتاد على رؤية الدم من خلال ذبح الدجاج والغنم ليأكل ؟ ام انه قد سمع من العرافين الكذابين ومن اخوانهم المشعوذين بان الطريق المضمون الى الجنة هو الإنتحار, وان الإستيلاء على مال الحكومة حلال !, وإلاّ لماذا يهوى قتل قادته وسرقة ماله وتدمير داره واماكن عبادته وتمزيق شعبه ؟
ان الحل الوحيد لخلق ثقافة حديثة تقبل وتحترم التنوع الثقافي الديني والقومي لكل الشعوب , هو الغاء كل المنهاج الدراسية والتربوية والتعليمية والتي تبيح العنف والتمييز الديني او العرقي , واستبدالها بمناهج متحظرة تتماشى مع الحرية واحترام حقوق الإنسان , عندها من الممكن اعتبار ان ثقافتنا باتت هي فقط الثقافة المناسبة للحياة المعاصرة .
 .

119
عندما نشبع شعبنا بثقافة التحظر ومحبة الوطن , تتحقق الفدراليات

ادورد ميرزا
استاذ جامعي مستقل

كما يبدو فان ثقافة غالبية العراقيين لم ترتقي الى التمدن والتحظر لا في السابق ولا اليوم , فمنذ ان حكمهم العثمانيون مرورا بالملكيون والجمهوريون وانتهاءا بالطائفيون , كانت حركة ثقافتهم تتعرض الى منعطفات تأريخية هدامة , املتها عليهم سلطاتهم الحاكمة كل حسب ايدلوجية حكمهم , فبعد الغزو الأمريكي عام 2003 لم يكتفي الأمريكان بتغيير نظام حكم صدام حسين فقط , بل تعداه الى تدمير كامل للدولة العراقية بكافة مؤسساتها المدنية والعسكرية , وكلنا يعلم ان هذا الغزو التخريبي لم يكن ليستهدف نظام صدام فقط ولبناء الديمقراطية كما اشيع , وانما لأطماع اميركا في المنطقة والعالم للسيطرة على اهم مصادر الطاقة الا وهو النفط , وذلك للتحكم بكل دول العالم , كما ان هذا الهجوم المدمر لم يكن لينجح لولا تسهيلات برية وجوية وبحرية قدمتها بعض انظمة الدول الى اميركا وحلفاءها , وبات الحديث عنها او توجيه اللوم او الاتهام لها امرا لم يعد نافعا , ولا يخفى على احد من ان اميركا على دراية تامة من ان غالبية الشعب العراقي ما زال مقسما الى طوائف وقوميات لم تستطع كل الحكومات السابقة ان توحده بثقافة وطنية واحدة , وان المنهج الطائفي والجهادي الموجه من قبل المرجعيات والمشايخ الدينية ما زال هو المتحكم في حركته , فاستغلته اميركا باعتباره اسهل طرق السيطرة على الشعوب الغير مشبعة بثقافة الوطنية. 

كما ان الحديث عن تصرفات البعض من قيادات الاحزاب الدينية او الوطنية او القومية المتعاونة والمتواجدة معها على ارض العراق بعد الغزو , والذين في غالبيتهم ليس لهم الكفاءة والآهلية ولا يصلحون حتى لحكم جزيرة في اقصى المحيطات , هؤلاء بات الحديث عنهم مملا لأن جرائمهم والتي لم تعد خافية في القتل والفساد المالي والإختطاف والتي يندى لها جبين الشرفاء كانت تنجز وبدم بارد على يد بعض من ميليشياتهم , كذلك فان العودة للحديث عن دكتاتورية الرئيس السابق صدام او عن مميزات الرئيس الحالي الطالباني , او تحليل مطالبات السيد مسعود وارتباطات السيد المالكي ومجاملات السيد محمود المشهداني وعلاقات السيد الحكيم ومناورات السيد مقتدى , او تفنيد اكاذيب بعض المتحدثين او الناطقين باسم الحكومة العراق حول اوضاع العراق , كل ذلك لم يعد نافعا في المرحلة الحالية , كما ان المرحلة الحالية يجب ان لا تبقى حبيسة تناقضات ورغبات واراء البعض من مثقفينا السياسيين من العرب والأكراد والأشوريين والتركمان وغيرهم من ابناء الأقليات الأخرى والتي تشير بعضها ومع الأسف الى المطالبة بامتيازات فئوية محدودة متناسية المطالبة بحق العراق في الحرية والسيادة , ان المرحلة الحالية تجبرنا الحديث عن الأغلى والاهم والأعظم شئنا منا ومنهم جميعا دون استثاء, سنتحدث عن كل الشعب وليس جزءا منه , سنتحدث عن شعب عريق انطلقت منه اعظم الحظارات واحتمت فيه شعوب اعظم الديانات , شعب متنوع الأقوام والثقافات , شعب لم يحظى بالإهتمام الإنساني المطلوب منذ الحكم العثماني مرورا بتأسيس دولته العراقية عام 1921 وحتى هذا اليوم الأسود ...انه شعب العراق الأبي الذي يتمنى ولو ليوم واحد فقط ان يعيش الحرية والطمأنينة تحت ظل حكم ديمقراطي شفاف مستقل , شعب يتمنى ابناءه المسيحيون والمسلمين وغيرهم ان يعمروا لهم دارا او يمارسون عملا في كربلاء والنجف اوفي البصرة والرمادي او في دهوك واربيل دون عراقيل طائفية او عنصرية تمييزية, اليست هذه من علامات التمدن والتحظر وهي ابسط حقوق الإنسان , سنتحدث عن شعب حكمته احزاب او شخصيات لم تستطع ان توحد ثقافته الوطنية , حتى ان بعضه بات يوصف بالشعب الإنتهازي وغير الوفي . 

في 2003عام الموت قام الأمريكان بالهجوم على العراق وحدث ما حدث فالتخريب والدمار وسفك الدماء وتهجير الأبرياء قد فاق التصور وندى له جبين الشرفاء في العالم , ولا لزوم ان نعيد ونكرر ما حدث , لكني اعيد الى ذاكرتكم ما قيل عن حقبة نظام صدام التي ساد فيها النهج الدكتاتوري والإستهتار بالقانون والمحسوبية والمنسوبية والعشائرية والمناطقية , الى جانب سياسته الغير مثمرة حيث تم هدر المليارات من اموال العراق في مجالات لم يكن لها اي اهمية , كما ان غياب الوعي السياسي لرجالات النظام آنذاك ادى الى اقحام العراق في حروب كان بالإمكان تجاوزها بالدبلوماسية والحوار...وبالرغم من معرفتنا بان المسؤولين الجدد لا يختلفون بشئ عن من سبقهم , فالجرائم والفساد هو , هو بل واكثر , لكني اقول بان كل ما جرى من الممكن تغييره اذا ما توفرت المصداقية وحسن النية والوطنية لدى العراقيين ممن سيحكمون العراق لاحقا , كما ان ابعاد الدين عن السياسة واعتبار المنهج الطائفي وعقد الثأر والكراهية منهجا متخلفا , واعتبار كل العراقيين على اختلاف انتماءاتهم الدينية والقومية والفكرية متساوون في الحقوق والواجبات , وان التمييز بينهم على اساس الدين او المذهب او القومية او الحزبية يعاقب عليه القانون باشد العقوبات , كل هذه التوجهات فانها حتما ستؤدي الى استقرار شعب العراق وازدهاره , لان العنصر الوطني ما زال في العراق وسوف يعارض ولن يقبل مستقبلا ان تحكمه حكومة دكتاتورية او طائفية .

ان التغيير الذي يبديه المالكي في زياراته وخطاباته مؤخرا يعد مؤشراً ايجابيا كبيرا جدا في طريق العودة للذات ولبلورة الفكر الوطني والتعبير عن الإخلاص للعراق , " افعلها يا سيد المالكي اقدم على فك الإرتباط بالأجنبي واحذف من ذاكرتك ما يمكن حذفه من الأفكار الطائفية او الفئوية وأنطلق بخطى جديدة قائدا للشعب ومعه لبناء الديمقراطية في عراق جديد خالي من الكراهية والتحزب الطائفي , حان الوقت ايها السيد ان تعلن للعراقيين بانك ستضع الحجر الأساس لمدرسة ابتدائية مناهجها الوفاق والسلام وحب الوطن وحب البشر والحياة , مدرسة يمنع فيها تعليم الحقد والكراهية والعنف , اساتذتها عراقيون تخلُ عقولهم من كل جملة حزبية سياسية او طائفية او عنفية او كراهية , حان الوقت لتهدم كل اسوار وقاعات التخلف , فالمدرسة كما وصفها لي صديقي العزيز الأستاذ نبيل المختص بشؤون الأسرة حين كنا نناقش حال العراق .. حيث { قال ان محنة العراق والمنطقة العربية تكمن في التخلف المتوارث في مناهج التربية , فيقول ان المدرسة هي الأساس القوي لبناء اي مجتمع انساني متحظر مسالم } , نعم هذه هي الحقيقة , حان الوقت ايها السيد ان نساعدك لتضع العمامة في مكانها المؤقر والمحترم , والنبدأ لبناء العراق , فالرجل المحترم لا يُحترم الا اذا وضع في مكانه المناسب .

امنيتي ان يستمر السيد المالكي في نهجه هذا , { ولو اني اشك في ذلك بل وحزين جدا لأني اعتقد ان السيد المالكي صعب عليه فك الإرتباط وهجر التوجهات السابقة } , لكني اذكره وبصدق المخلصين , ان القادة الشجعان لا يمرون مرور الكرام , فادعوه ان يبصم على جبين التأريخ " ذكرى قائد تخلى عن مهم مضى من اجل شعبه الأهم " , واذكره واذكر من حوله , بان هناك ثلاثة شياطين يتربصون بالعراق وشعبه فان استطاع المالكي ان يتجاوزهم قولا وفعلا..فان شعب العراق سيحملونه فوق الأكف رمزا للوطنية والإخلاص والوفاء , هؤلاء الشياطين الثلاثة هم ....
الطائفيون , والمحتلون الإيرانيون والأمريكان , والإرهابيون التكفيريون بكل اشكالهم .

ان الطائفية هي اخطر الشياطين وهي سر البلاء , وظهر ذلك من خلال حكومة المحاصصة التي اوصى بها الأمريكان , فمنذ سقوط نظام صدام حتى هذا اليوم تعاقبت على حكم العراق عدة حكومات لم يتحقق للعراقيين سوى المصائب والويلات والمفاسد , والسبب واضح ويكمن في عدم آهليتهم , بل تبين انهم لا يملكون برنامجا وطنيا يسعى الى تحقيق احلام العراقيين , انما تبين انهم يؤدون واجبا وظيفيا املته عليهم قوى خارجية وعلى رأسهم ايران واميركا , ومن هذا المنطلق فاني اعتقد ان مطالبة قيادات بعض الأقوام العراقية للحصول على الحكم الذاتي او الفدرالية كحل لمعاناتهم من غير الرجوع الى المتحكم الأول بشؤون العراق سيبقى معلقا وغير مضمون , واؤكد بان اميركا ان كان ذلك لا يعيق مصالحها فانها ستدعم منح الحكم الذاتي او الفدرالية لأي مكون ! ان المخلصين الذين يسعون جاهدين بالمطالبة بالحكم الذاتي او الفدرالي عليهم ادراك ذلك , واذا افترضنا وبحسن نية عدم التدخل الأمريكي , فاني اقول بان مطاليبهم المشروعة هذه لن تتحقق الا بوجود حكومة عراقية ديمقراطية علمانية حقيقية في عراق مستقل وذات سيادة .
 ان حكومة العراق الحالية بحاجة الى تغيير شامل في المسار والرؤى والتخلي عن كل ما توصف به او تتهم به سواء على مستوى ارتباطها بالخارج او على مستوى عملها الحزبي الفئوي , فان تحقق ذلك فانها ستحقق طفرة نوعية ونجاحا بين الحكومات امثالها, حتى وان كان ذلك مرهونا بموافقة مزدوجة قطبيها ايران واميركا .
ان الذي كنا نتظره من الأمريكان هو الديمقراطية والأمان والازدهار يتمتع بها كل الأقوام العراقية, لكنه ومع الأسف لم يتحقق ذلك ! ومهما يكن فان شعب العراق لن يتعافى ما دامت ايران هي اللاعبة الفعالة على ارضه , ومهما نتحدث عن خطر المحتل الأمريكي وعن مصالحه , الا ان السلوك الإيراني سيبقى هو الأهم والأخطر ليس على العراق والخليج العربي فحسب انما على المنطقة والعالم ايضا , اتمنى ان يعي العراقيون بكل اقوامهم ذلك , وان لا يفقدون الأمل بشعبهم , صحيح ان شعب العراق وكما قلت لا تملك اقوامه ثقافة وطنية موحدة , وما دام كذلك فان الصراعات والخلافات ستبقى قنابل موقوته مهما بنيت حولها من جدران ومهما ثبت في الدساتير , ان اهم ما يجب ان نفكر به الأن هو  تثقيف شعبنا على السلام وحب البشر وحب الحياة, واذكر دائما بان الشعوب التي تحظرت وتقدمت كان اساسها الثقافة والتربية والتعليم , وان هوية العراق الواحد المستقل هي الأهم والمهم والعراق العلماني هو ضمان كل العراقيين .

120
هل صحيح ان الديمقراطية والسيادة والحكم الذاتي والفدرالية ستتحقق في العراق ...ام هي أوهام !
 

 

ادورد ميرزا

استاذ جامعي مستقل

ان مشاهد الموت اليومية والفساد والجريمة التي ما زالت قائمة , اصبحت عادية حالها حال اي تعامل او نشاط بين العراقيين, وليس المقصود هنا اظهار شعب العراق على انه شعب همجي يعشق العنف فالجميع يعلم ان العراقيون هم اصحاب اعظم حضارة عرفتها البشرية وان ارضه احتضنت مختلف العقائد الدينية والقومية , لكن المؤسف ان هذا الشعب لم يحظى بقيادة اولت له اهتماما بحقوقه الإنسانية في حرية الرأي الى حرية المعتقد لا بل لم تحظى ارضه بحكاما حافظوا على سيادته , فمنذ تأسيس الجمهورية العراقية عام 1921 حتى يومنا فان غالبية من قاد الحكم سواء كانوا رؤوساء او مسؤولون فقد نالهم الموت بابشع صوره, فالملك المرحوم فيصل قتل ونوري السعيد قتل وسحل مع حاشيتهم ورجالهم , وعبدالكريم قاسم اعدم رميا بالرصاص مع رجاله , ثم عبد السلام عارف انتهى امره قتلا باسقاط طائرته وقتل غالبية رجاله , وآخرهم صدام حسين فقد شنق حتى الموت واكثرية رجاله قتلوا والباقي بالإنتظار , ولا اعلم كيف سيكون مصير رجال الحكم الحاليون , لأن في العراق اليوم ثقافة الثأر والحقد هي السائدة وقد ازدادت وانتشرت بين العراقيين جراء تغذيتها من قبل بعض الأطراف الدينية والقومية المتطرفة والعنصرية , ولكي يُنقذ العراق وشعبه من هذه الآفة ومن نتائجها علينا بقادة وطنيون مؤمنون يضعون امام اعينهم مصلحة العراق وشعبه اولا واخيرا.

اعود لموضوعي ..يتواجد على ارض العراق اليوم قوات اجنبية لدولة عظمى , تسيطر وتتحكم بالأمور العسكرية والإقتصادية من خلال مستشاريها الموزعين على كل مؤسسات الدولة , وبهذا الوصف فانها تعتبر هي صاحبة السيادة وبامتياز , وان الحكومة الحالية ومهما ادعت فانها لا تعدو سوى مجموعة موظفين يعملون لحسابها, واذا ما افترضنا ان الحكومة الحالية وكما تدعي انها منتخبة وصاحبة السيادة , فمعنى ذلك انها { متقاعسة ونايمة ورجليها بالشمس }...لأنها لو كانت كذلك لما تجرأ مستشاري المحتل الأمريكي ليفضح ويكشف ما يحدث في العراق من جرائم القتل والتهجير والفساد ونهب للمال العام في المجتمع وفي مؤسسات الدولة دون علمها !, ولكن ومن زاوية اخرى فان القيادة الأمريكية نراها تغض النظر عن البعض من التكتلات في الحكومة العراقية حين يعلنون جهارا وعبر الفضائيات ولائهم لإيران تلك الدولة التي تعتبرها اميركا راعية للارهاب وانها تتدخل في الشأن العراقي وتعيق بناء الديمقراطية فيه اضافة فانها بذلك تهدد امن المنطقة , اليس هذا خرقا للمصداقية الأمريكية ويعيق نجاح اتفاقية التعاون العراقي الأمريكي المزمع توقيعها ...!

ثم اليس من يقيم المشاريع ويعقد الصفقات والمعاهدات ان يهيأ المجتمع ثقافيا وسياسيا واجتماعيا لكي يساند ويساهم مع القائمين على انشاءها لإنجاحها , هل ثقافة الطائفية والغاء الآخر هي التي ستبني العراق , ان غالبية المتابعين للشأن العراقي يقرون بان هناك انتشار واسع وتزايد لظواهر اجتماعية خطيرة لم يكن يعرفها المجتمع العراقي من قبل وبهذا الشكل الواسع , ومنها المخدرات والدعارة والاختطاف والسطو والسلب والفوضى ونهب المال العام , وانتشار مظاهر التدين الإستفزازي الغير مبرر والذي يشاهد وهو يمارس يوميا في مؤسسات الدولة وفي المناطق السكنية , مستندين في ذلك الى افرازات المحاصصة الطائفية البغيضة , والذي يؤكد ما ذهبنا اليه هو جرائم القتل على الهوية وتهجير الآمنين من مساكنهم , ان القلق الذي تعيشه العوائل العراقية من مختلف الأديان يوميا يدل على ان استمرارها ستؤثر على العلاقة بين المجتمع والحكومة حيث ستكون مناخا لإنتعاش الفتن والكراهية فتزيد من تفتت المجتمع بكل اطيافه بل وترهبه ليترك داره ثم وطنه !, ترى هل هذه هي السياسة المطلوبة لتحقيق الديمقراطية وبناء علاقات واتفاقيات تعاون اقتصادي وأمني بين الدول, أم ان هناك اسرارا خفية لا يعلمها العراقيون , ان السؤال المهم .. لماذا تدعم اميركا قوى دكتاتورية او دينية متطرفة وتقدم لها كل المساعدة لتوصلها الى دفة الحكم كما حدث في العراق وفي دول اخرى , ثم تأتي بعد ذلك لتزيحها بحجة دفاعها عن الديمقراطية...كيف يراد لنا ان نصدق ان الديمقراطية تتوافق مع الدكتاتورية والطائفية , الا يعني ان الداعين لإقامتها او من تحالف معهم انهم كذابون ومنافقون , اليس من يمنحون الفرصة للدجالين والمشعوذين والمصلحيين للظهور والسيطرة على البشر المحب للحياة والديمقراطية هم منافقون , هل ان عقد الأتفاقيات كالتي طرحتها اميركا المحتلة مع العراق وفي هذه الأيام والعراق يعاني من ضعف حكومي وفوضى هي الطريق السيليم لبناء عراق جديد وهي الحاجة الماسة والملحة اليوم , ام ان الأهم كان يجب على القيادة الأمريكية ان تعيد النظر بنظام الحكم المبني على اساس المحاصصة الطائفية والذي ساعد على انتشار المفاسد التي مزقت العراقيين وهدمت دولتهم العريقة .

لقد تبين ان امريكا والتي ادعت انها حررت العراق قد تبنت وجهة النظر الطائفية , وسعت الى تنمية مفهوم المظلومية حيث وظفت المفهوم الطائفي بناء على رؤية خاصة جعلت منه قضية تسعى من خلالها تمزيق شعوب المنطقة باكملها ، وهذا ما ظهر جليا من خلال نمطية بعض الشخصيات والأحزاب التي عينتها بديلا لحكومة صدام , حيث سعت في زعزعة الإستقرار المنطقة اضافة لتمزيق النسيج الإجتماعي  للعراق فسخرت لذلك كل اصدقاءها ووسائلها الإعلامية حيث استخدمت قضيتين اولهما قضية الشيعة واعتبرتها المحور الأول فجندت له بعض من رجال الدين الى جانب أكبر مؤسساتها ومراكز بحوثها الإستخباراتية وثانيهما قضية مظلومية الأكراد , فبالرغم من معرفة القادة الكرد ان اميركا لم تقف معهم لسواد عيونهم لكنها اي {القيادة الكردية} استطاعت ان تستغل الفرصة لتحصل على ما تريد من خلال نفس المفهوم وهذا هو السر الذي يميزها عن السياسيين من العرب العراقيين , ان استخدام اميركا الورقتين اعلاه قد ساعدها الى حد ما في تهيأت البعض من الشعب العراقي نفسيا لقبول وتأييد التغيير الذي حصل في العراق حين احتضنت مجموعات المعارضة العراقية الشيعية والكردية وبعض من المكونات الدينية والقومية الصغيرة الأخرى حيث كانوا قد أتخذوا من لندن والبيت الأبيض مقرا لهم باعتبارهما سياجا حاميا لهم لا بل وذراعا اعلاميا ايضا مما سهل لأميركا نجاح مخططها .



ومهما يكن فلقد نجحت اميركا في التفتيت الطائفي والقومي للشعب العراقي , وهو امر لم ينتبه له بعض من قادة المعارضة الممثلة { لمكونات دينية وقومية ومنهم القادة المسيحيين من الكلدان والسريان والأشوريون }  وقد شكل ذلك خطرا على الوحدة الوطنية التي ينادي بها ابناء هذه الأقليات ويعتبرونها ضمانا لحماية وجودهم , وايضا فقد ساعد هذا التفتيت ايضا على انتشار اخلاقيات وسلوكيات التصادم بين المذاهب او القوميات , ودون شك فان ضحية هذا التفتيت هم ابناء الأقليات وقد ظهر ذلك مؤخرا وعبر بعض الكتابات في المواقع الألكترونية والمقابلات التلفزيونية , حيث وعلى سبيل المثال التلاسن والتصادم والتناقض الذي قرأناه بين بعض المثقفين من الكتاب والأدباء السريان والكلدان والأشوريين الى جانب صور التشتت وعدم وحدة الرؤى بين قادة بعض احزابهم وحتى مع بعض الروحانيين ورجال الدين .

ان القوى العراقية من المسلمين والمسيحيين الى جانب اليزيديين والصابئة والشبك وبكل طوائفهم وقومياتهم والتي تتبنى منهجاً وطنياً او علمانياً او قومياً معتدلا في العراق قد اصيبت بخيبة امل بعد الحرب التي قادتها اميركا على العراق لإسقاط نظام صدام الدكتاتوري , لأن اميركا صاحبة مشروع تحرير العراق وبناء الديمقراطية قد سلمت ادارة دولة العراق الى جهات صبغتها اما دينية طائفية او قومية عنصرية وهذه الجهات ادت الى خلق جو من الكراهية والعداء بين العراقيين من خلال تصرفاتها , ولكي نكون صادقين مع شعبنا فمن واجبنا ان ننبه من ان هذا المنهج خطر كبير يجب التصدي له , والبديل الناجح هو قيام حكومة وطنية شفافة ونزيهة , عندها فقط تستطيع هذه الحكومة الوطنية ان تثق بشعبها حين تطالبه لتأييد مشروع ما تنوي القيام به .

اما بخصوص القيادة الكردية وبعد الحرب مباشرة فانها تنبهت الى خطر تسييس الدين على مسيرتها النضالية , كما انها وفي نفس الوقت رفضت التوجه الطائفي المذهبي وهذا ما جعلها تحتل موقعا متقدما ضمن صفوف القيادات المحترمة في العالم , ان الحرب التي قامت في العراق وكما اثبتته الأيام لم تحقق الخير لشعب العراق بعربه وكرده ومكوناته الأخرى , انما على العكس فقد ادت الى تقسيمه الى طوائف وقوميات ومذاهب متصارعة كما هو معلوم , ولذلك فاني اعتقد ان سياسة القيادة الكردية باتزانها استطاعت كسب ود بعضا من المسيحيين من الكلدان والأشوريين والسريان والصابئة واليزيديين وخاصة الذين يتواجدون على ارض كردستان اليوم , حيث عملت مع بعض من قياداتهم لتوفير الأمان والمستلزمات الأخرى كالتعليم والصحة والسكن بكل يسر , ان القيادة الكردية وكما يبدو باتت تنظر للفكر الطائفي المتحزب او القومي المتعصب نظرة دونية حيث يشكل ذلك تهديدا للشعب الكردي قبل ان يكون خطرا على الأقليات العراقية الأخرى .

ان المشروع الديمقراطي الأمريكي الوهمي في المنطقة العربية والذي بدأته في العراق بعد غزوه كطريق للقضاء على الإرهاب والدكتاتورية ونشر الديمقراطية كما ادعت , فانه لن يكتب له النجاح الا اذا تخلت عن دعمها للقوى التي تتبنى منهجا دينيا متطرفا او فكرا قوميا متعصبا , ان شعوب هذه المنطقة التواقة للحرية والتعايش كانت وما زالت تعتبر ان الاحزاب الدينية او المرجعيات او المشايخ من حاملي التوجهات الطائفية او المذهبية او العنصرية يشكلان حجر عثرة امام تقدمهم وتطورهم , ولا يخفى على احد ان غالبية هذه القوى المتطرفة قد اسست ودعمت من قبل القيادة الأمريكية , وانها اوراق رابحة تستخدمها اميركا متى ما شاءت وفي اي مكان وزمان , ولذلك فانا غير متفائل من ان اميركا ستتخلى عن احتضانها لها على الأقل في الزمن المنظور, ولذلك فان استمرار الحال كما هو الأن سيزيد من اسباب إنعدام الثقة بالديمقراطية نفسها وبالمشروع الأمريكي في المنطقة , كما قد يجلب لاحقا كارثة مدمرة على { الأقليات الدينية والقومية الصغيرة في العراق ومن ضمنها الكلدان والسريان والأشوريين } وهذا ما يجب التحسب له .

في الختام فان العراق الان في وضع مأساوي ضعيف وهو بحاجة الى حكومة وطنية كفوءة صادقة ومخلصة تتشكل على اساس الإخلاص للوطن يمثلها رجال متعلمون ومثقفون يستطيعون ان ينهضوا بالعراق بعيدا عن المحاصصات الطائفية او المذهبية , نحن بحاجة الى قيادات ادارية دينية واجتماعية نزيهة غير التي على شاكلة اليوم , نريدها قيادة تعتمد مبدا الكفاءة والمواطنة , كفانا لطما وعنف ودماء, كفانا طائفية وعنصرية , نحتاج الى المصالحة مع ذاتنا المهدمة والحائرة ما بين الإنتساب للمذهب ام للوطن , نحن بحاجة الى من يجمع شمل الأقوام من الشمال الى الجنوب مسلمين ومسيحيين وغيرهم...فهل للقيادة الأمريكية المحتلة مصلحة في ان يصبح العراق دولة ديمقراطية شفافة , تعقد المعاهدات ذات المصالح الخيرة مع جيرانها او مع دول العالم , دولة تبني الديمقراطية وتصون السيادة وتحقق احلام الأقوام العراقية المتنوعة للتمتع بحقوقها الانسانية , ام انها في وادي آخر .. وان ما نسمعه منها مجرد اوهام ....!







 

121
الحكم الذاتي للعراق اولا.....!

ادورد ميرزا

في الفصل الحادي عشر من ميثاق الأمم المتحدة الصادر عام 1946 وفي المادتين 73 و76 أشير إلى مفهوم الحكم الذاتي ...حيث تم الزام الدول الأعضاء من الذين يضطلعون الى ادارة مثل هكذا انظمة في دولهم بانماء اقاليمهم لكي تنال شعوبها القومية حقوقها على كل المستويات الثقافية والسياسية والإجتماعية وبشكل شفاف .
كثيرون من قادتنا يصرحون ويؤسسون مجالس هنا وهناك ومنهم من يعقد المؤتمرات والندوات وكثيرون من النخب المثقفة والسياسيةن يتكلمون عبر الفضائيات ووساءل الإعلام الأخرى عن حق الكلدان والسريان والأشوريين للحصول على حكم ذاتي او نظام حكم فدرالي يديرون شؤونهم من خلاله , فمنهم من يتمنى ان يرتبط بالحكومة المركزية في بغداد ومنهم من يتمنى ان يرتبط بحكومة إقليم كردستان في شمال العراق , وهناك من شذ عن قاعدة الإرتباط بالحكومات مدعيا عدم ثقته بها واكتفى بعدم تأييد اي من المشروعين والإحتكام الى الشعب لتقرير ذلك اذا ما تطلب الأمر , لكن القاسم المشترك الذي يجمعهم جميعا هو سعييهم الحثيث للخلاص من البؤس الذي يعيشه شعبهم المسكين , لكن حالي لا يختلف عن حالهم فانا ايضا ابحث عن خلاص لشعبي المُقتل والمُهجر, فالعراق وشعبه الذي تعرض الى ابشع هجمة بربرية نالت من شعبه ما نالت فقتل من قتل من الأبرياء والكفاءات والكهنة وهاجر من هاجر من الطيبون ذو العقول النيرة بل واساءت هذه الهجمة الى كل قيمه الإنسانية والتاريخية والحظارية بحيث اصبح العراقي البرئ ومن جميع المكونات هدفا للإرهابيين والطائفيين والخارجين عن القانون  , فاختار الهرب يبحث عن ملاذ آمن ليس الى الخارج فقط انما في داخل وطنه , فبعد دكتاتورية نظام صدام الطاغي واخطائه الجسيمة فوجئ العراقيون بنظام دكتاتوري من شكل آخر وغريب التوجهات وبنمط جديد , ترى اليس من حقنا ان نحزن على ما جرى لوطننا وشعبنا , اليس لنا الحق ان نقترح ما يجب عمله لإستعادة شعب العراق أمنه واستقراره , ثم اليس الإعتراف بالخطأ  "فضيلة" كما يقولون فلماذا لا نؤشر مكمن الخطأ لكي يسعى الخيرون تصحيحه , اليس من يحكمون العراق بعد غزوه عام 2003  بحاجة الى اعادة نظر في طريقة ادارتهم للدولة والشعب , فالعراق هذا البلد المتنوع الأديان والقوميات ما زال تحت الإحتلال وما زال يبحث عن الحكم الديمقراطي الذي سيعيد اليه سيادته, ان انجاح اي مشروع لحماية شعب العراق بكل مكوناته القومية والطائفية لن يتحقق الا بتحقق الحكم الديمقراطي الحقيقي , فشعب العراق في حالة هلع واضطراب , وهو بحاجة الى وقت طويل لكي يستوعب مفهوم الديمقراطية والتي من شأنها ستقوده الى استيعاب مفهوم الحكم الذاتي او الفدرالية, ولأجل تسليط الضوء عن ماهية الحكم الذاتي ساشير الى بعض الامور والتي اعتقد انها مفتاح لإنجاح اي مشروع, فكل اضافة هنا او نقدا هناك وكل تثمين هنا او  تأييدا هناك انما هو من اجل صالح شعب العراق , فالمحصلة هي الغاية والغاية هي العراق المستقل والمزدهر.

فالحكم الذاتي كما اقره القانون الدولي هو تمتع اقلية قومية معينة بحقوق ثقافية و سياسية واجتماعية في إطار الدولة الواحدة حيث يكون للمناطق و الأقاليم الذي  تسكنه أغلبية من تلك القومية مؤسسات رسمية لإدارة هذه المناطق من ناحية الخدمات التربوية والثقافية والسياسية , وكمثال على ذلك ما حصل في العراق عام 1970 حيث تم اقرار قانون الحكم الذاتي للكرد استنادا للدستور العراقي الصادر في العام نفسه ,غير أن الواقع العملي لم يكن لصالح تحقيق ذلك حيث لم يمض إلا سنوات معدودة حتى انهار الحكم الذاتي , والسبب كما هو معلوم السياسات الخاطئة للنظام آنذاك, فلو كان هناك اهتمام بوضع الأقليات من قبل النظام آنذاك , لتحقق الحكم الذاتي ليس للكرد فقط انما لباقي المكونات القومية ولتحققت الوحدة الوطنية العراقية والتي يتمناه كل العراقيون حتى هذا اليوم .

أما فيما يخص النظام الفدرالي وهي فرصة للإشارة اليه , فانه يحقق التوازن بين السلطة المركزية والسلطات المحلية وهذا أمر صحيح وطبيعي , نعم أن الفدرالية هي افضل وسيلة في إدارة الدولة التي فيها اكثر من قومية أو طائفة مذهبية خاصة إذا كانت الحريات والحقوق معطلة كليا كما هو حاصل في الدولة العراقية الحالية, ففي النظام الفدرالي والمتحقق عبر آلية شرعية ودستورية هناك احترام  لكل القوميات ولكل المذاهب الدينية كما ان هناك احترام لكل الاحزاب السياسية حيث في النظام الفدرالي لن يكون هناك دور للحاكم الاوحد او للسلطة التي تتبنى موقفا طائفيا منفردا كما كان قد حصل في زمن صدام وكما يحصل اليوم , انما سيكون لحكم المؤسسات الدستورية والقانونيه الدور الفاعل للحفاظ على امن الوطن وسلامة مواطنيه, كما سيجنب الدولة أهواء و أخطاء القائد الأوحد او السلطة الطائفية المنفردة , بل ولا تسمح لهم بجلب الماسي و الحروب و الدمار والطائفية على شعوبهم , وحكم نظام صدام للعراق وحكومة ما بعده خير شاهد على ذلك .

 ولأني ما زلت اتكلم عن الفدرالية اشير الى ما جرى في العراق , ففي 1992 وبالرغم من اعلان الكرد قيام اقليم كردستان والذي لم يتحقق عبر استفتاء شعبي عراقي ودستوري , لكنه تحقق واثبت صلاحيته في وطن تسوده صراعات طائفية واقليمية ودولية كالعراق واستمر الحال الى ان اقدمت اميركا على غزو العراق عام 2003 حيث ثبت اقليم كردستان واصبح واقعا على الأرض واصبح للكرد حق في إدارة إقليم كردستان إلى جانب حقهم في المشاركة في السلطة المركزية في الدولة , ولا ننكر ما تحقق في الأقليم من استقرار وامن استقطب اهتمام العالم المتمدن , لكني اعتقد بل كنت اتمنى لو كان قد تحقق ذلك في ظل حكم ديمقراطي حقيقي وعبر مؤسسات دستورية وعن طريق استفتاء شعبي حقيقي ايضا لكان قد تسنى لشعوب القوميات الأخرى وعبر السياق نفسه الحصول على حقها في حكمها الذاتي بشكل مشروع شفاف يرضي كل شعب العراق ويسكت كل المشككين .
ان مطلب الفدرالية او الحكم الذاتي حق مشروع , لكني احذر من تحويله الى حق لتقرير المصير والذي يعني الإنفصال او الإستقلال وهذا وكما اعتقد غير موجود في تفكير القيادة الكردية ولا في تفكير القيادات السياسية للكلدان والسريان والأشوريين على الأقل في الوقت الحاضر وذلك بسبب الظروف الصعبة التي يمر بها العراق والمنطقة من تدخلات اجنبية, كما ان غالبية شعب العراق أصلا يكره فكرة التقسيم الطائفي والقومي ويعتبر الفدرالية دخيلة على طريقة معيشته الوطنية , انه تواق فقط الى الحرية وبناء علاقات انسانية متحظرة سواء مع ابناء شعبه ومن مختلف الأنتماءات, او مع شعوب العالم وخاصة شعوب دول جواره .

عودة الى مطلب الحكم الذاتي , انني شخصيا وكما اشاهد حال العراق اليوم فاني لست متفائلا ولا مشجعا لمن يطالب بالحكم الذاتي اليوم وخاصة ذلك المطلب الذي يقتصرعلى منطقة سهل نينوى فقط ، ويهمل مناطق شعبنا التأريخية الأخرى ، إلاّ اني وفي نفس الوقت لا ارفض الحكم الذاتي خاصة اذا كان في زمن عراق ذات سيادة مطلقة على ارضه وثروته وخال من سلطة الطائفية والتحزب الضيق , انني مع الحكم الذاتي او الفدرالية ولكن في ظل حكم مركزي شفاف وديمقراطي علماني , لكني اؤكد ايضا بل واجزم بان من يحكم العراق اليوم لا يبدو انه باتجاه الديمقراطية والوحدة الوطنية الحقيقية وتحقيق مصالح القوميات والطوائف, فلو كان كذلك لما تعثرت المصالحة الوطنية ولما حدث ما حدث من هدر للدماء وتهجير وارهاب وطائفية معلنة , كما اني اعتقد بان هناك بعض من الحكام وعلى كل مساحة العراق قد ورثوا قيماً تجعلهم يتمسكون بالدور السلطوي والانفراد في الحكم و ممارسة الاضطهاد القومي والمذهبي وإهدار حقوق الإنسان , الى جانب آخرين ممن ورثوا فلسفة رفض الأخر والثأر من كل الذين يعارضون توجهاتهم او افكارهم , ولا يخفى على احد من ان هذه العقد قد تكون دوافعها مذهبية او حزبية او عنصرية, وكلنا يعلم ان سياسة الاضطهاد لن تدوم لاسيما وان قواعد حقوق الإنسان ملزمة للدول المنظوية تحت لواء هيئة الأمم المتحدة , وان من حق هذه الهيئة التدخل لغرض إلزام  الدول التي تنتهك هذه الحقوق , لذلك فان اي دولة تهدر بقسوة حقوق شعبها وترتكب ضده الانتهاكات والجرائم فانها ستتدخل لإعادة هذه الحقوق .

أن نظام الحكم الذاتي وكما هو معروف يعني السماح لكل مؤسساته أن تقوم بدورها القانوني في المساهمة ببناء الدولة الأم وعلى كل المستويات كما انه يعمل من اجل تحقيق العدالة في توزيع الثروات الوطنية توزيعا عادلا يصب في خدمة جميع مواطني الدولة ويساهم في تأسيس قواعد المجتمع المدني الجديد الذي يرفض الحكم الشمولي الذي ينفرد بالحكم ... لكني اعود واذكر بان تحقيق كل ذلك يجب ان يتم في ظل حكم ديمقراطي نزيه وغير شمولي ولا طائفي كما اشرت الى ذلك مسبقا .
وبما انني اكتب عن الحكم الذاتي فاني ارى تقاربا بينه وبين النظام الفدرالي كمفهوم , ومتى ما تحققت قيادة حكيمة للعراق فاني اقر بان الفدرالية هي ضمان لوحدة الوطن وهي لا تؤدي الى تجزئته كما يعتقد الكثيرون, ان النظام الفيدرالي يقوم على الاختيار والإستفتاء وفقا للقانون و الدستور الدائم الذي اذا ما كُتب بعيدا عن الطائفية والمصلحية واُقر من قبل الشعب بكل مصداقية واذا ما حدد الحقوق و الواجبات لكل طرف بشكل عادل فان النظام الفدرالي سيأخذ طريقه بشكل طبيعي وسيحقق وحدة الوطن والشعب لا تجزئتهم .
ختاما نقول أن الدولة التي تختار هذا الشكل من انظمة الحكم كالعراق مثلا, يجب ان تكون دولة ذات سيادة واستقلال كاملين , وأن تقوم على نظام حكم برلماني ديمقراطي ومؤسساتي حقيقي , وليس على حكم الفرد أو الأقلية الطائفية او الحزبية , مما يجعل الضمانات متحققة لتطبيق الفدرالية او الحكم الذاتي , وهذا الحال بالطبع يقلص فرص الاضطهاد أو الاستبداد , كما سيجعل توظيف موارد الدولة لخدمة أبنائها دون إهدار أو إنفاق في اتجاهات تضر بأبناء الوطن الواحد , ولا تؤدي الى انتشار الفساد ونهب المال العام .
5/6/2008
Adwar49@yahoo.com
استاذ جامعي مستقل

122

الحكم الذاتي بين الواقع والمستقبل   
ادورد ميرزا

بعد ان قتل من قتل من ابناء شعبنا ورجال ديننا , وبعد ان هجر من هجر منهم , وبعد ان اغتصبت داره وسرق ماله او احرق محله , وبعد كل هذه الأحزان يطلب منهم وبدون خجل وحياء ترك دينهم وعقيدتهم ومغادرة الوطن , كل هذا يحدث ونحن ننظر من بعيد الى بعض من ساستنا المحترمين وهم غير مكترثين بالرغم من انهم وشعبهم ما زالوا مهمشين , فالبعض منهم لا تتسع عيناه للنظر ابعد من حواليه ,  اما المستقبل والمصير فليس في حساباته , ساستنا ممن ينتظرون المخلوق العجيب الذي سموه عباقرة السياسة { بالحكم الذاتي } , هذا المخلوق والذي وعدنا به دستور العصر العراقي العجيب من خلال مادته 125 والتي تشير الى الحقوق الادارية والسياسية والثقافية والتعليمية للقوميات المختلفة كالتركمان، والكلدان والاشوريين، وسائر المكونات الاخرى , واثقين انه آت لا محال , وهم تناسوا بان هذه المادة ليس لها اي علاقة بحق الحكم الذاتي , ثم هل هناك من يدلني على نص يشير الى الحكم الذاتي وعلى كل ارض العراق , اني اشك في ان من وضع الدستور كان في اولى مهماته سلامة وحقوق شعب العراق ذو المكونات الدينية والقومية المتنوعة, واذكّر البعض من الذين يتصورون انهم يستطيعون تضليل شعبنا بمقولة ...عصفور في اليد احسن من عشرة على الشجر , اذكرهم بان ذلك لن ينفع , بل عليكم مصارحة شعبكم بحقائق ما يدور في العراق من اكاذيب ومراوغات , ان شعبنا المهمش طيلة عقود وما زال الى حد الأن بحاجة الى المصداقية والصراحة , حيث ان اعتبار الحكم الذاتي سهل المنال وانه بات بين قوسين او ادنى فان ذلك أمر غير واقعي , ليس لسبب قانوني او سياسي انما بسبب كونه سيتحقق على ارض تحكمه قوى هي اصلا لا تؤمن بحقوق الشعوب ولا بممارسة الديمقراطية في مؤسساتها ولذلك فان المطالبة به هو كنفاخة هواء كما يقولون, فوصيتي لهم ان لا ينتظروا الرؤيا العجيبة كالرؤيا التي كانت تحدث مع القديسين الأجلاء , انما شعبنا ينتظر القائد الذي يؤمن بالديمقراطية وفي قلبه حب العراق كل العراق , وقد اكون محقا ان قلت لكم ان ما يقوم به الأستاذ سركيس آغاجان اتجاه شعبنا المهجر او المغلوب على امره في كردستان العراق حصريا يصب فيما اعنيه , حيث "الشخصية" العملية التي ابحث عنها واتمنى ان اشاهدها تقود العراق كل العراق وجدتها فيه .
وبمناسبة ذكر مفردة المهمشين انقل لكم نصا ورد على موقع زهريرا منسوب للأستاذ المهندس يوناذم كنة عضو مجلس النواب العراقي ...
{ وقال كنه في تصريحات لوكالة (آكي) الايطالية للأنباء اليوم الجمعة، إن "إرادة المكون المسيحي وحقة بالمشاركة بشغل المناصب الحكومية القيادية، تبعا لاستحقاقه الانتخابي، لم تحترم من قبل القائمين على صنع القرار لا في الحكومة المركزية ولا في حكومة اقليم كردستان، حيث استخدمت بحقة سياسات لاتخلو من الاقصاء والتهميش والاجتثاث، ربما هي ليست رسمية لكنها بالنتيجة أخذت طريقها الى التطبيق على ارض الواقع، حيث بدأنا نسمع كثيرا عن ابعاد أو فصل موظفين كبار من ذوي الخبرة والكفاءة العملية والمهنية فقط لكونهم مسيحيين"، . } انتهى النص.
ان ممارسة الحكم الذاتي والموعودين به وكما يعرفه العقلاء منا لا يمر الا عبر الديمقراطية الحقيقية , فطريق الديمقراطية الذي سار عليه شهداءنا في العراق وقبله في اورومي وهكاري وجلك وسميلي وقبله الأبعد في نينوى وبابل , لم يتحقق بعد , بل تحول هذا الطريق الى فرصة ساعدت الإنتهازيين الى المكاسب والمصالح الشخصية الضيقة , فالحكـم الذاتي لايزال فكرة عامة وهو بذلك لم يأخذ إطاره الواقعي ، كما قال الأستاذ القدير جميل روفائيل حين كتب عن الحكم الذاتي على موقع تللسقف, فيقول.... { ولـذا فمن الصواب إغنـاؤه  بالأفكار والإقتراحات  وليس معارضته ، لأن إبداء الرأي يعني التطوير نحو الأفضل ، والمعارضة التامـة  تعني الهـدم ، وبالتأكيد الوفي لشعبنا لايهدم ما ينفعه وإنما يدفعه باتجاه  الأفضل ، وبالنسبة للمعارضة ، فعلى الرغم من وجود مواقف داخل العراق غيـر واضحة المعالم  والنوايا ، فإن المشكلة الأكبر مـن  المعارضة أنـها  تـتركز في مجالات سياسية  خارجية غيـر مؤثرة في الداخل لكنـها تـتعمد الضجة الخارجيـة تعـويضا عـن إفلاسها الداخلي حيـث الواقع ..} انتهى النص
 اننا سواء كنا في الداخل او في الخارج لا نتكلم بانفعال ولا نختبئ وراء الجبناء وإنما نتحدث كشهود وضحايا وككائنات بشرية بقيت سهواً على حافة الحياة , اقول لكم أين هو النموذج الديمقراطي الذي ابتدعته العبقرية الأمريكية في العراق ليمكننا أن نأخذ به ونطالب بالحكم الذاتي من دون أن نطأطئ رؤوسنا وتمتلئ أيدينا بدماء احباءنا واصدقاءنا من القتلى الشهداء الأبرياء , هل غاب عن اعين المخلصين عهد التخلف والجهل الذي يمر به وطننا اليوم , الا يقال اننا نعيش عهد اجتثاث الآخر والإنفراد بالسلطة واجبار البشر الى اعتناق ما لا ترغب به , هل ما زال بعضنا يعتقد ان الحكم الذاتي سيحيا في احضان حكم الدكتاتورية والفرهود والطائفية والعنصرية , الم يعاد بالعراق الى عهد الجاهلية حين كان وأد الأناث المساكين حلالا , اليس لنا الحق ان نعتب على من هم في المسؤولية والحكم من اهلنا الأعزاء ممن بهرتهم المناصب التي منحتها لهم حكومة العاصمة والشمال ومن وراءهما الامبراطورية الأولى أميركا, وسؤالهم ..عن ماذا حققت هذه الامبراطورية لشعبنا وللشعوب الأخرى المبتلات بحكومات دكتاتورية وشمولية, اليس ما نشاهده هو تنصيب سلطات غير كفوءة ولا تجيد غير السرقات والفتنة وتقوية الإجرام والإرهاب والطائفية . ماذا حل بالعراق غير جثث تأكل جثث وطائفة تقتل طائفة وهروب وخراب اينما ذهبت ومساكين مسالمين يمضون وقتهم في دفن الشهداء ورعاية الأيتام . اقول لمن يريد أن يكتب لضوء القمر المطل على عراقنا , إنك يا قمر لا تليق بأحزاننا , ولمن يريد ان يرثي شهدائنا بكلمة طيبة قبل الحكم الذاتي , نقول له تذكر إن الحزبية والطائفية وزعماءها واعلامها الأعمى لا يملكون ولا كلمة واحدة تدل على رقة قلب عراقي مهموم , بل تقرأ في نهجهم كلمات الحقد والثأر والدم والجهاد وسرقة المال العام , وتذكر بان كل ذلك يحدث والعراقيون من الأطفال والنساء مضرجون بالدم ويعيش رجالهم حياة الخوف والرعب , فبالرغم من معرفتكم اكثر منا على انكم مهمشون , وان مؤتمراتكم ومجالسكم ومناصبكم لن تجدي نفعا , بل لا يصل صوتها ابعد من الجدران ما دامت روح الديمقراطية بعيدة عن عراق اليوم , , فهل ما زال بعضكم يحلم بان الحكم الذاتي ممكن تحقيقه في ظل عراق اليوم ؟ ام انكم تشعرون بالخجل حين يصفكم شعبكم بعدم الآهلية السياسية, يحظرني ما كتبه المحامي الأستاذ يعقوب ابونا على موقع عنكاوة ....حين قال ....
{ وبها نحقق جزء من ذاتنا ونكون جزء من التشكيله العراقية كانداد لهم ومشاركين في الوطن بحقوق متساوية وبندية المواطنة الحره مع الكل.. اليس هذا افضل من ان نكون جزء من هذا الجزء او ذاك وتبعيتنا له وحقوقنا ستكون عنده ليست اكثر من منحه اومكرمه منه لنا ليس الا ..
لنرتقي الى مستوى المساوات مع الاخرين بدل التبعية والذيلية ..؟؟
اما خلط الاوراق وحرق المراحل لدى البعض تشويه صورة الحق الممكن انتزاعه وتحقيقه ، الافتراضات الجدليه لاتقوم سببا لنزع السند القانوني لحق نسعى اليه ....    الذين يعتقدون انهم يطيرون في السماء ويلمسوا الغيوم باطراف اصابعنا فهو خيال بعينه للاسف......
  الايام تمرونحن لازلنا نلهث وراء السراب ، لنرتقى بخطابنا الى مستوى الشعور  بالمسؤولية القومية التي نتحدث عنها  ... طريق الف ميل تبدا بخطوة ، لنبدأ بالخطوة الممكنه والمكتسب ،قبل ان نضيع الفرصة من ايدينا ... وغير ذلك مع احترامي لكم فهو هراء في هراء...} انتهى النص
وقبل الختام كتب الأستاذ الفاضل ثامر توسا مقالة بعنوان أعطونا الأمان الوطني نعطيكم كلّ العراق...انقل نص نهايتها... { و لو عاد الأمان للوطن وإستقرّت النفوس , فنحن ابناء العراق  سنكون الرابحون بكل العراق  خاصة في تعاملنا القومي المنفتح  مع فكرة الوطن والمواطنه.}
ختاما اقول ان ابداء وجهات النظر واغناءها تنضج الأفكار , ولكن وقبل الأفكار نقول ان حماية ما تبقى من شعبنا وبكل مكوناته من الضياع والتشتت والذل لن يتحقق الا اذا تحقق للعراق سيادته واستقلاله , وان ازدهاره وتقدمه تحكمه معطيات حكامه وقادته فكلما تقدموا نحو التثقيف بالوطنية والديمقراطية وكلما ابتعدوا عن التحزب والطائفية المقيتة , كلما ازدادت نسب تطوره وازدهاره , وعندما يتحقق ذلك فسيكون شعبنا مستوعبا لجوهر ولأهمية الحكم الذاتي وما شابهه من انظمة الحكم , ان العراق الموحد والديمقراطي هو الذي سيقود شعبنا نحو التقدم والإستقرار والحياة الآمنة , وهو المناخ الذي تتحقق فيه كل ما تتمناه المكونات في العراق من حقوق .
 

 


 

123
الدكتور وليم أشعيا يحمل آشوريته زنبقة الأزمان

ادورد ميرزا
استاذ جامعي مستقل

الدكتور وليم اشعيا شخصية آشورية سياسية لامعة .....هذا ما بدأت به السيدة الفاضلة أميرة عبدو أوشانا حيث كانت قد اجرت معه محادثة عبر الأنترنت , وسألته مجموعة اسئلة شملت حياته السياسية والإجتماعية والرسمية , وكعادته وحرصه الشديد على مستقبل شعبنا داخل العراق حيث الويلات قد افقدت قيادات شعبنا توازنهم فنراهم يصارعون من اجل الحصول على موطئ قدم في مركز القرار العراقي , ليكون صوتهم مؤثرا وفاعلا من اجل نقل العراق من دولة تتصارع فيها المذاهب والأحزاب الى دولة ديمقراطية يسعد فيها شعبنا مع بقية شعوب العالم , ولكن ومع الأسف ان ذلك لم ولن يحدث في ظل الحالة الراهنة في العراق ! لقد سلط الدكتور وليم الضوء على مجمل الأحداث والمصاعب التي تقف عائقا امام طريق نهوض شعبنا والوصول به الى مصاف الدول المتقدمة, اذكر هنا ما قاله ...{ أن أخطر ما واجهته العملية السياسية الاشورية هي التشبث بتحقيق المصالح الشخصية ، عقدة الكرسي والمنصب ولو على حساب الاهداف والمبادىء، العشائرية وتأهيل المقربين ضمن العائلة الواحدة ليظهر الحزب العائلة ، ولتتطور الحالة الى ظهور الحزب المزرعة الذي تميز في ظهور التسلط والتوريث السياسي .} انتهى النص .....وهذه هي الحالة السياسية السائدة اليوم في العراق كما هو معلن ..ولأهمية الموضوع اعيد نشره خدمة للصالح العام ...

من طوكيو إلى الخابور، الدكتور وليم أشعيا يحمل آشوريته زنبقة الأزمان

حاورته عبر الإنترنت: أميرة عبدو أوشانا - خابوركوم – ألمانيا
الدكتور وليم اشعيا شخصية آشورية سياسية لامعة ، كتاباته السياسية لها البصمة الواضحة لقلم و تحليل هذا الكاتب المتمرس لديه العديد من المقالات في مختلف الصحف والمجلات و مواقع  الشبكة الألكترونية ولكونه  احد الناشطين القوميين في الساحة السياسية الآشورية حفزته مشاعره ومبادئه  ليكون في صف الأوائل من العائدين الى الوطن الأم وقد شارك  في دورات التأهيل الدبلوماسية التي نظمتها وزارة الخارجية العراقية في بغداد ، ليتخرج منها بتفوق ملحوظ اهلته ليساهم في تحمل مسؤوليات العمل الديبلوماسي و كيف لا يكون اشوريا نشيطا و هو الذي يملك ينبوع المشاعر الأصيلة و جذورها  المتأصلة من سرسنك حيث كان جده والد امه ( استرعوديشو ) القس عوديشو زخريا بيث بنيامين اول من أسس مدرسة آشورية  في سرسنك عام 1929 م ، الدكتور وليم متزوج من السيدة فكتوريا بورتو ، لديه  من الأولاد : نينوس ـ بانيبال متزوج من السيدة شاروكين  ـ اثور متزوجة من السيد الفريد ، يسعدنا و يشرفنا ان نلتقيه على ضفة الخابور بنزهة  جميلة و مفيدة نغوص  . معه في تحليلات تساعد القارئ  المتوسط ثقافيا " أيضا" لكي يستوعبها واحيانا اخرى نرحل بعيدا لنصل إلى اليابان فيطلعنا  على اشياء جميلة ومفيدة من هذا البلد الجميل  .




سؤال/ كمحلل سياسي كيف تختار مواضيعك ، وما هي النقاط التي تركز عليها في كتاباتك ؟

 أن الكتابة كالمياه قد تطغي أحياناً وتأخذ صفة الاغراق والفيضان، ولكن في نفس الوقت فإن المياه هي مصدر استمرارية الحياة ،الكتابة عملية ليست بالسهلة وهي تعري الكاتب وتجرده من كل قناع ، يأتي اختيار المواضيع من خلال قراءتي للوضع الآشوري من الناحية السياسية والفعل الحزبي ، حيث لا أزال مقتنعاً بأن التجربة الحديثة للوضع الآشوري السياسي تميزت في سيطرة النظرة القاصرة على التفكير الاستراتيجي لغالبية الاحزاب وفقدانها القوة الذاتية على تجاوز الازمات التي وقعت فيها ، وطغى الهم السياسي المتمثل في إستئثار حزب معين على آخر واطلاق التهم ضد بعضها البعض والأسوأ في التراصف ضمن اصطفافات هي بالتالي بالضد من اهداف شعبنا في هذه المرحلة الحساسة ليصبح خللاً تكوينياً بحد ذاته والذي يزداد عمقاً باطراد مع إصرار بعض الفعاليات السياسية على إجهاض عملية توحيد شعبنا في هذه المرحلة الخطيرة من خلال إقحام شعبنا في صراع جديد وهو صراع التسميات والذي برأي هو صراع عقيم وجاء في توقيت مثير للاستغراب حقاً .
أما أهم النقاط التي أتناولها في كتاباتي هي مسؤوليتنا القومية والاخلاقية تجاه أجيالنا القادمة المتمثلة في تهيئة الظروف ليتمكنوا من مواصلة العمل القومي بشفافية ، ومن النقاط الاخرى هي مسألة صياغة الخطاب الآشوري الذي لا بد وأن يتناغم مع المتغيرات الحالية عبر قراءته السليمة للأحداث والتعامل معها بصورة فعالة لخلق واقع موازي للحدث وبشكله العملي ، والنقطة الثالثة هي الدفاع عن المثقف الآشوري في خضم الفوضى السياسية السائدة بعد أن وجد نفسه وحيداً ولم يبقى لديه أي خيار سوى الإنخراط في الحشوية الحزبية ، والملاحظ أنه في مجتمعنا الآشوري تولد ومن خلال الصراعات الحزبية وضعاً يتعذر فيه على المثقف إتخاذ موقف قومي مستقل وأن الواقع الذي يمكن فيه للمثقف أن يصبح فيه قوة سياسية أو إجتماعية غير موجود لحد الان على الأقل.




سؤال / ما الذي تتوقعه من نتائج مشوارك السياسي الذي اخترته ؟
ج/ لا أتوقع أي مكاسب مادية أو معنوية بقدر ما هي مسألة إرضاء الضمير القومي ومواصلة العمل خدمة للمحافظة على وجودنا القومي الآشوري ونيله كافة حقوقه إسوة ببقية المكونات التي تشاركه العيش في الوطن من خلال التواصل مع مراكز صنع القرار.

سؤال/ بعيداً عن السياسة ، ما هي الكتب التي تجذبك وتجعلك مرتاحاً لقراءتها ؟ كيف تصف الشاعر المفضل لديك ، وهل تحب الشعر وأي نوع منه؟ هل تسمع الموسيقى وأي الآلات أحبها الى نفسك؟
ج/ مشكلتي مع الكتب هو أني أشتري كتب بمعدل أسرع من قراءتي لها ، مما يعني يكون لدي دائماً فائض من الكتب وهذا برأي هو سر الجاذبية التي تتمتع بها مكتبتي ، أحب قراءة الكتب بشكل عام واميل نحو قراءة كتب السيرة الذاتية للشخصيات الوطنية التي ضحت وخدمت شعوبها إضافة الى الكتب السياسية التي تتناول الأنظمة السياسية المعاصرة ومراحل نشوء وتطور القانون الدولي العام .
وحول الشعر ، أحب الشعر الذي يتناول الذاكرة الخاصة والذاكرة العامة للشعوب، أما عن الشاعر، احترم الشاعر الذي يصغي الى صمته الداخلي ، الشاعر السري المتجذر في أرض الحلم والمنفتح على شمس الرؤيا، الشاعر الذي جعل من مأساة شعبه قصيدته الأولى ، الشاعر الذي يظل متجدداً باستمرار، والاستماع اليه أشبه بالرحلة الى عالم متشابك من الواقع والتاريخ والحلم والجمال ، وبرأي أن ما يصبوا إليه أي شاعر طموح هو أن يصبح الشاعر الرمز لدى شعبه ، وكل شاعر يتمنى أن يكون صوته الخاص معبّراً عن صوت عام أو جماعي ، وقلة هم الشعراء الذين يلتقي داخلهم بخارجهم في طريقة تخلق التباساً بين رمزية الشاعر وشعريته.

أما عن الموسيقى ، آشورياً أحب أغاني الراوي والديواني والليليانا ، وأرى ضرورة العمل للمحافظة على هذا النوع من الغناء لكونه لون خاص بالآشوريين فقط في المنطقة ككل ، فقسم منها يعبر عن ملاحم بطولية وتحدي الخصوم التقليديين ،والقسم الآخر يعبر بصدق عن تراثنا الآشوري الموغل في القدم ، والقسم الآخر يعبر عن الحب والغزل بجمال المرأة الآشورية الذي يشبه جمال ربيع الجبال التي احتضنت نهر الزاب منذ الأزل ولا تزال وهو يشق طريقه عبر الوديان، ووصف الطبيعة الخلابة في جبال آشور الساحرة تلك الطبيعة التي أغرم بها الآشوري وجعلته لعقود طويلة يفضل العيش في أعالي أكثر الجبال وعورة ليكون قريباً من عش النسر ومن السماء التي يرى أنها أجحفت بحقه بسبب المظالم والاضطهادات المتوالية . عالمياً أحب الموسيقى الكلاسيكية وأحبها الى قلبي هي موسيقى (الدانوب الأزرق) لشتراوس و) بحيرة البجع(  لجايكوفسكي ، عندما استمع الى بحيرة البجع أتذكر مقولة "يرقص الطير المذبوح" ، ولكنه تبين لي مع ألحان بحيرة البجع أن الطير إنما "يرقص ليخفف آلام الذبح" . أما عن الآلة المفضلة لدي فهي آلة الفلوت.

سؤال/ أنت تعيش في اليابان بسبب طبيعة عملك واليابان بلد غريب عنا وبعيد هل لك أن تعطي لنا فكرة عن اليابان ، هل تأقلمت مع المجتمع الياباني ، أي شيء أثار إعجابك في اليابان؟ ما الذي يمكن أن نستفيد منه نحن الاشوريين من اليابانيين؟

ج/ نعم استطيع أن أقول أني تأقلمت نوعاً ما في هذا البلد العجيب والمضياف ، حيث العادات والتقاليد وتقدير العاطفة والروح، إلا أنهم يختلفون في المعتقدات التي تعتمد على اجتهادات وتعاليم بشرية أكثر منها ديانات سماوية، ويقدرون العادات والتقاليد والتاريخ والعائلة التي تحظى بكل اهتمام وتقدير واحترام مثلهم مثل أغلب الشرقيين ، أما حول الدين وعلاقته بالياباني، يتبع الياباني تعاليم الدين بصدق وأكثر هذه الديانات أتباعاً هي الشنتوية تليها البوذية ثم المسيحية، ويكفل الدستور الياباني حرية الأديان، ولا يوجد دين رسمي للدولة باعتبار الدولة كيان سياسي ، ولا يكتب شيئًا في خانة الدين في الوثائق الخاصة باليابانيين ، لأن الديانة الشنتوية ما هي إلا عادات اجتماعية يابانية متوارثة والبوذية تعتبر فلسفة أكثر منها دينًا.
الياباني يأخذ أمور الدين ببساطة، إذ يزور معبد الشنتو ومعبد البوذية،  ويزور الكنيسة، ومن معتقداتهم اعتبارهم أن الحياة والموت دورة تطور طبيعية، وليس هناك تصادم بين الخير والشر والإيمان بوجود "كامي" (قوى عظمى متعددة وليست إلهًا واحدًا)، ونجد أن الشنتوية تهتم بالحياة أكثر من الموت، ولذلك تتعدد الاحتفالات التي يزور فيها اليابانيون المعابد بحيث تتدعم الصلة بين الفرد و"الكامي"، وأغلب المناسبات والإجازات الرسمية في اليابان لها جذور تتعلق بالشنتوية .
أما حول فلسفة الانتحار ، يتقبل المجتمع الياباني عملية الانتحار بمشاعر الإعجاب والتقدير، وفلسفة الشنتو لا تدين الانتحار ولا تجرمه، وهم يقومون بهذه العملية إذا حدث تقصير في أحد الواجبات، فبعد هزيمة اليابان واستسلام البلاد عام 1945 حدثت موجة من الانتحار كبيرة، وينتحر بعض المسؤولين في الحكومة بعد شعورهم بالاحباط بسبب تقصيرهم أو إدانتهم بالتقصير ، وكان آخرها انتحار وزير الزراعة والغابات والثروة السمكية توشيكاتسو ماتسووكا بتأريخ 28/5/2007 بعد أن شنق نفسه في شقته ، وذكرت التقارير في حينها أن الوزير المنتحر تعرض الى انتقادات بسبب عدم تقديمه تقارير واضحة حول النفقات الخاصة بمكتبه ، وتعرض للتدقيق والمسائلة بسبب قبوله هدايا مقدمة من قبل مقاولين تورطوا في محاولة تزوير لمشاريع الاشغال العامة .
يعتبر وفقاً للشنتوية إمبراطور اليابان سليل آلهة الشمس المقدسة، وهذه الصلة تحمل أتباعه على طاعته والخضوع له والتضحية في سبيله، وكان الإمبراطور هو الإله المعبود، ومن تقع عينه عليه فإنه يعتقد أنه أذنب ذنباً لا كفارة له إلا الانتحار، ولكن تحول الإمبراطور بعد الهزيمة في الحرب العالمية الثانية وتوقيع الإمبراطور وثيقة التسليم إلى شخص عادي.
المجتمع الياباني من الداخل: تتميز المرأة (الزوجة) اليابانية وكذلك الرجل (الزوج) بعدة أشياء مختلفة عن مجتمعات أخرى. فالزوجة هي المسئولة الأولى عن مهام الأسرة من تدبير النقود لشراء المسكن والسيارة، واختيار مدارس الأولاد ومتابعة دراستهم والاتصال بالمدرسين، وتمثل الأسرة في المنطقة التي تعيش فيها ، وتتميز المرأة اليابانية بالسيطرة على كل الأمور وحتى على الأبناء في كافة مراحل عمرهم وحتى بعد الزواج. أما الزوج أو الرجل الياباني فبشكل عام يقدس العمل فيقضي أوقاتًا إضافية، فيصل متأخرًا إلى البيت، ومن الطريف أن الزوج الذي يعود مبكرا من العمل يمثل خيبة أمل للأسرة أمام الجيران، لأنه بذلك يعد غير هام في المؤسسة التي يعمل بها ، ومن أصعب المواقف التي يعيشها الموظف أو العامل في اليابان هي عندما يضطر لطلب الإجازة لأنه يعتبر ذلك تهرباً من العمل ، وغالباً ما يفضي اليابانيون 12 ساعة متواصلة في العمل يومياً ، وقد حدثني أحد اصدقائي اليابانيين بقوله أنه عندما يحين موعد نهاية دوام العمل اليومي يحاول كل واحد منهم الخروج بعد مغادرة زميله وذلك لعدم رغبة الياباني في التسابق أثناء الخروج من المعمل أو الدائرة. وما يتعلق بالزواج في اليابان يتم الجانب الرسمي من الزواج في معبد الشنتو ويقف العروسان أمام الراهب في المعبد ويركعان أمام نموذج المعبد ، أو قد تتم المراسم في الكنيسة حيث بدأ يفضل بعض اليابانيين الزواج على الطريقة المسيحية ولذلك توجد الكثير من الكنائس في اليابان ، وترتدي العروس أثناء الزواج ملابس الكيمونو تبعاً للتقاليد ، ويرتدي العريس اللباس التقليدي الياباني، واثناء مراسم الزواج يتم تناول كأس من مشروب الساكي وهو المشروب الوطني الياباني ( كحول مصنوع من الرز) ولونه يشبه لون العرق عندنا.
ما أثار إعجابي في اليابان هو أن الإنسان الياباني استطاع نقل ما لدى الغرب من علوم مختلفة ونجح في تقليدها وتطبيقها , بل ومن ثم أبدع في تطويرها إلى الأحسن ، أن الياباني يعتبر الراحة والنوم شيء معيب , لذلك تجده في غاية الجد والنشاط وقت عمله , وتجد أن إجازته السنوية شبه معدومة , بالإضافة إلى عدم وجود سن للتقاعد بالنسبة له ، أن الياباني يتقن ما يصنع ويقوم به , فيده ماهرة إلى أبعد الحدود ، ولديه شـعور بالرقابة الذاتية والاخلاص بشكل قوي, فلا يحتال أو يتخاذل لأجل توفير بعض المادة أو الوقت .
لقد كانت مأساة هزيمة الحرب العالمية الثانية، والدمار المرعب الذي سببته القنبلتين النوويتين على مدينتي هيورشيما وناكازاكي، هي سبباً في إتباع اليابان للدبلوماسية الواقعية ،وقد استفاد الشعب الياباني من هذه التجربة، وتوجه للبناء والتنمية الاقتصادية والتطور التكنولوجي والاجتماعي، كما أصر الشعب الياباني على دبلوماسية السلام والتناغم في العمل مع شعوب العالم المختلفة ومع الطبيعة والبيئة، ومنذ بداية السبعينات فصلت السياسة الخارجية اليابانية بين الاقتصاد والسياسة في علاقاتها الدولية، فركزت على التعاون الاقتصادي مع معظم  دول العالم بدون النظر لعقائدها أو سياساتها الخاصة، وقد نجحت لبناء جسور ثقة مع الكثير من الدول الغربية والآسيوية والأفريقية، وتوجهت الدبلوماسية اليابانية نحو التعامل مع تحديات العولمة الجديدة، كما أنها تتهيئ بمواردها البشرية والاقتصادية الغنية لتلعب دورا قياديا في المجتمع الدولي، وقد تقدمت الحكومة اليابانية الجديدة بمفهوم السياسة الخارجية بالقيم العالمية ، فقررت اليابان أن تلتزم بالدبلوماسية الموجهة بالقيم الإنسانية، وتؤكد هذه الدبلوماسية بأن اليابان ستعمل في شراكة مع الدول للوصول معا للرفاهية والحرية على مستوى العالم، ويشمل أساسيات هذه الشراكة تطوير الديمقراطية، والحرية، ومبادئ حقوق الإنسان، وتطوير وتطبيق القانون، وتطوير وتنظيم اقتصاد السوق.
ما أثار إعجابي أيضاً هو الدقة المتناهية في نظام النقل بالقطارات ، أي أن مواعيد الوصول والانطلاق منتظمة بشكل مدهش ، ويعتبر نظام النقل في اليابان من الأنظمة المتطورة جدا، فشبكات الطرق والسكك الحديدية تغطي تقريبا كل جزء من أنحاء الدولة، كما أن هناك أيضا خدمات انتقال بحرية وجوية واسعة للغاية ، وتتحرك القطارات السريعة المسماة شينكانسن أو القطار الرصاصة ، بسرعات فائقة حيث تصل سرعتها 300 كيلو متر في الساعة ويعتبر النظام الأكثر أماناً للسكك الحديدية فائقة السرعة على مستوى العالم.
وحول السؤال عن مدى الاستفادة من التجربة اليابانية : قد يكون من الصعوبة بمكان إجراء المقارنة بين الاشوريين واليابانيين باعتبار أن اليابان اليوم إحدى الدول الكبرى المرشحة لتصبح دولة عظمى وتطمح في نيل مقعد دائم في مجلس الأمن باعتبارها ثاني أكبر اقتصاد في العالم إلا أنه يمكن استحضار تجربة الشعبين في المآسي التي مرا بها عبر تأريخهما ، ويجدر ذكره هنا أنه يكاد لا يوجد شعب قي العالم لم يعاني من فترات عصيبة خلال أوقات الحروب أو الكوارث الاخرى ، ونفس الشيء ينطبق على شعبنا الذي عاش فترات استقرار واعقبتها انتكاسات ومظالم ، والملاحظ أن شعبنا رغم تكاتفه أوقات المحن إلا أنه لم يحقق سلاماً داخلياً على مستوى الذات متمثلاً بالوحدة السياسية أو الكنسية ، لقد احتوت تلك الصدمات شعبنا لفترات طويلة ، أي أن التهميش والظلم الذي عاشه جعلته محصوراً في عالم أشبه بالنفق وكأنه خرج منه بدون عبرة ليتم أدخاله الى أنفاق اخرى ، وهذا ما يفسر سبب الجنوح لتعزية الذات الآشورية بشكل دائم في استحضار المجد الضائع ، واطلاق أناشيد الحزن على الذكريات المسلوبة من على اسوار بابل ونينوى ، برأينا لقد حان الوقت لتجاوز تلك اللحظات والمشاعر والعمل على التوجه الى تلك الأسوار والكتابة على حجارتها بخط واضح " سوف نتوحد ، سوف نعمل بنكران الذات ، سوف لا نكرر الاخطاء ، سوف نبدأ رحلة العودة الى الجذور"  ، لنتعلم من مآسي الشعوب الاخرى وكيف استطاعوا إعادة بناء مجدهم ، وباستحضار التجربة اليابانية نرى أن اليابانيين لم يقضوا عقوداً يبكون أطلال مدنهم المدمرة بسبب الحرب العالمية الثانية ، بل باشروا في العمل على اعادة بناء بلدهم عندما كتبوا على النصب التذكاري الذي أقاموه في المكان الذي سقطت فيه القنبلة الذرية في هيروشيما وناكازاكي في السادس والتاسع من آب 1945 ، عبارة تقول سوف "لا نسمح بتكرار هذه المأساة" ، وانطلقوا في العمل لتصبح اليابان خلال ستة عقود ثاني أكبر اقتصاد في العالم علماً بأن اليابان بلد فقير جداً بمصادر الطاقة كالنفط والغاز ، فلم يبقى اليابانيون يبكون هيروشيما وناكازاكي ، بل تجاوزوها ، كلهم توحدوا وعملوا بكفاءة واخلاص لتصبح اليابان محط اعجاب العالم أجمع ، والسبب كان ولا يزال أنهم استفادو من الأخطاء ، خرجوا من دائرة ونفق العنف بتجارب استفادوا منها ، وتوقفوا عن النظر الى الوراء المتمثل بالماضي وركزوا على مستقبل اجيالهم ، بينما البعض فينا لا يزال يبكي الحليب المسكوب على اسوار نينوى وفي حدائق الجنائن المعلقة في بابل.


سؤال/ اجمل ذكرى من الماضي؟ أبشع صورة لا زلت تحملها في مذكراتك ؟

أجمل ذكرى لي كانت عندما انخرطت في العمل السياسي العلني بعد انتفاضة آذار 1990 للمشاركة في العمل على تحقيق الحقوق السياسية المشروعة للشعب الآشوري في العراق ، وأبشع صورة كانت عندما اثبتت الوقائع أن أخطر ما واجهته العملية السياسية الاشورية هي التشبث بتحقيق المصالح الشخصية ، عقدة الكرسي والمنصب ولو على حساب الاهداف والمبادىء، العشائرية وتأهيل المقربين ضمن العائلة الواحدة ليظهر الحزب العائلة ، ولتتطور الحالة الى ظهور الحزب المزرعة الذي تميز في ظهور التسلط والتوريث السياسي .

سؤال/ هل لليابانيين معرفة بتأريخ الاشوريين؟
الفرد الياباني يقضي 80% من وقت فراغه في القراءة ، ولقد عرفت اليابان الصحافة بمعناها الحديث عام 1870 , أي مع بداية نهضتها الحديثة في عهد عصر ميجي . وكثرت عدد الصحف وأتسع نطاقها مع بداية القرن العشرين وتأتي الصحف اليابانية في المرتبة الأولى في العالم من حيث التوزيع , إذ تصدر حوالي 126 صحيفة توزع 65 مليون نسخة منها في اليوم. الجامعة الاولي في اليابان من حيث المكانة الاكاديمية هي جامعة طوكيو تأسست عام 1877 تحت اسم "جامعة طوكيو الامبراطورية" ، وهناك عدد كبير من الجامعات في اليابان ، وللياباني معلومات جيدة حول الحضارة الآشورية باعتبارها إحدى الحضارات التي سادت في وادي الرافدين ، أما معلوماتهم عن الاشوريين في العصر الحديث فهي محدودة عموماً.

سؤال/ هل أنت متفائل حول مستقبل شعبنا في العراق؟
نعم وبرأيي أن على المعنيين بالشأن السياسي الاشوري أن يأخذوا بنظر الاعتبار أحد اهم عوامل النجاح للتعامل مع المسألة الآشورية وهو الإلمام في عامل المكان (الجغرافية ) كشرط لفهم تطورات الزمان (التأريخ) بسبب ما يملكه عامل المكان من خصوصية وتحديات بالنسبة لشعبنا في عملية صياغة الواقع الآشوري الحالي . فالتعامل مع الجغرافية الآشورية يجب أن يحتل مكانة خاصة لديهم لكونه يمثل الأرض والوجود ، وهو اهم من التأريخ بعد أن تناثر الوجود الديموغرافي الآشوري في عدة دول لها حدود سياسية مؤدية الى توقف الدورة التفاعلية للتاريخ ، ولم تحل محلها دورة تفاعل جديدة وفق معايير الزمن المعاصر للمحافظة على القاعدة التأريخية المادية للوحدة المجتمعية الآشورية. كل تلك الأمور أثرت سلباً على الروابط المعنوية الموروثة كاللغة والتراث والثقافة التي بقيت تعمل منفردة من أجل الوحدة القومية دون قاعدة التواصل التأريخية والأجتماعية يرافقها عمليات الإبادة الجماعية والتهجير القسري الذي طال أبناء شعبنا، ونزوحهم الدائم في رحلة اللاعودة ليدخلوا في مرحلة القطيعة الجغرافية والذي أدى الى تقلص النطاق المكاني للجغرافية الآشورية في دول الوطن ملقياً بضلاله القاتمة على الفعل السياسي الاشوري عموما الذي هو الان في أمس الحاجة الى جسد جغرافي واضح الملامح ليتسنى لشعبنا العمل في ربوعه وممارسة حقوقهم المشروعة إسوة ببقية مكونات الشعب العراقي.

سؤال/ كلمة أخيرة لخابور كوم.

شكراً لموقع الخابور كوم لإتاحته هذه الفرصة من خلال السيدة أميرة عبدو أوشانا التي أجرت المقابلة معي لمخاطبة جزء حيويي ومتميز من أبناء شعبنا  ، لقد أفرحني الاطلاع على نشاطات الطلبة الجامعيين الآشوريين عبر الموقع ومن خلال الموقع أوجه امنياتي لكافة الطلبة بالنجاح والتفوق لأن المؤهلات الأكاديمية هي ما يحتاجه شعبنا لتطوره ولتحقيق ذاته ليكون في مصافي الشعوب المتطورة الاخرى لخدمة الانسانية والسلام العالمي ، امتناني الكبير للسادة المسؤولين عن الموقع على المودة التي غمرتموني بها ، وسابذل جهدي لأكون عند حسن ضن كافة المخلصين للسير قدماً لخدمة شعبنا ووطننا . وأخيراً أنتهز هذه الفرصة لتقديم الشكر لكافة السادة الذين رحبوا بتواجدي في الموقع وهم السادة آدم هومة ، عطالله كيوركيس ، د.جان أتو ، منير بيرو ، شميرام اسحق ، جوزيف كانون، أنور اتو ، ريمون كانون ، سركون ياخنيس ، هناء آدم والصديق العزيز فهد اسحق .

124
العراق بحاجة الى رجال مؤهلين لبناءه

ادورد ميرزا
اكاديمي مستقل

قرأت مرة عن غاندي في مذكراته عندما كان في السجن حيث طلب منه احد الصحفيين الأنكليز عن رأيه فيما يتعلق باحوال وطنه وبمعيشة شعبه الذي لم يعش الفرح والحرية لحظة واحدة , فرد عليه .. سيدي ان اردت معرفة الحقيقة اسأل البسطاء ممن افترشوا الأرض فهم الأصدق في قول الحقيقة.

وهنا اقول ان العراقيون بحاجة الى من يجيب كمثل اجابة غاندي , فبعد خمس سنوات مضت على الحرب لم يعش العراقيون البسطاء لحظة فرح واحدة , بل ادى بهم الحال الى فقدان ذاكرتهم التي كانت تحوي مجموعة ذكريات وافراح ومسرات كانت تجمعهم مع احبائهم واقاربهم واصدقاءهم , وعزاءنا لكل عراقي فقد عزيزا عليه .

قالوا انهم جاءوا لتحرير العراق وشعبه من الدكتاتورية ومن حكم البعث الذي انفرد بالحكم فاساء استخدام السلطة فانتشرالفساد والنهب والقتل وكل انواع الجريمة ... , فاستبشر العراقيون خيرا من قدومهم , واولى تصريحاتهم كانت .. اننا اي .. الأحزاب والتكتلات والشخصيات المعارضة والتي اجتمعت في لندن وصلاح الدين والتي تعاونت مع امريكا لتحرير العراق , جئنا محررين وسوف نحقق الرفاه والنمو الإقتصادي في الوطن حيث العدالة والقانون سيسود البلد.... واظافوا.. ان العراق بعد صدام الدكتاتوري سيعيش حالة من الإستقرار وسوف نحقق احلام العراقيين في الحرية والرفاه .

لكن العراقيون لم يجني منهم غير انتشار الفوضى والجريمة , حتى ان بعضهم قالوا ودون خجل انهم ماضون بانشاء المزيد من مشاريع بناء المستشفيات والمدارس والجامعات والمعاهد ورياض الأطفال وملاعب الرياضة , كما قالوا.. لقد انتعش الفن وازدهر الغناء وتقدمت المرأة وباشرت بارتياد ملاعب السباحة والجمناستك وركوب الخيل والملاكمة وركوب الدراجات بكل حرية , كما ازداد عدد الذين يرتادون السينمات والمسارح والنوادي الترفيهية ومن كلا الجنسين .

ان من يشاهد اجتماعات مجلس الرئاسة او الوزراء او جلسات مجلس النواب خلال الخمسة سنوات الماضية من غير العراقيين يشعر بان العراق بخير وشعبه يعيش عيشة الملوك , وان المجتمعون مهتمون بنواقص واحتياجات شعبهم اليومية من أمن ومعيشة وخدمات , مشهدهم يثير الإستغراب فحين يطلون علينا عبر التلفاز نشاهدهم مرتاحين ومبتسمين ويتبادلون النكت وبيدهم { السبح } وكانهم جالسين في مقهى العزاوي والتي يعرفها العراقيون , انهم مهتمون بالسبحة كثيرا من اي شئ آخر ويعتبرونها هي السحر الذي يمدهم بالقوة والعزيمة ورباطة الجأش حين يقدمون على العمل لضبط الأمن وتوفير الخبز  للمواتينين العراقيين , وليست كما يوصفها البعض ان السبحة ملهاة ترمز لكسل فكري وفراغ ثقافي !
ولأنهم كفوئين ومتميزين ومنتخبين فانهم يستظافون من قبل الفضائيات للتحدث عن ما قدموه للعراق من أمن وديمقراطية ورفاه , لكن المضحك ان جميعهم يرددون كالببغاوات جملة جاهزة يدعوها العراقيون {كليشة} والكليشة عبارة عن جمل جاهزة يرددها المتحدث دون عناء لانها لا تحتاج الى اي شرح يوقع المتحدث في احراج ولا تحتاج الى تعديل ولا الى دوخة راس كما يقولون , ومضمونها كالأتي ... خمسة وثلاثون سنة عان العراق من الدكتاتورية الجاثمة على صدر العراقيين , وعشرات المقابر الجماعية في البصرة وكربلاء والنجف وكردستان , والاف الشهداء من الذي اعدموا في الإنتفاضة الشعبانية , وجرائم الأنفال , وضرب الأكراد بالكيمياوي .. وتشريد الاف العراقيين المساكين من منازلهم جراء تجفيف الأهوار ...
.... لكن وبالرغم من كل ما قام به نظام صدام الدكتاتوري من الإنفراد بالسلطة وعدم فسحه للأحزاب الوطنية من المشاركة في بناء العراق الى جانب الحروب وهدر للمال العام في التسليح الحربي وبناء القصورواضطهاد الأقليات وعدم اهتمامه بشرائح المجتمع العراقي المختلفة , فانه لا يختلف عما يحدث اليوم , حيث ان النظام الذي يحكم العراق اليوم غير آبه بما يحدث واحيانا مشاركا في الفوضى وهذا ما ظهر ويظهر كل يوم , ففي العراق اليوم اختطاف وقتل وتهجير على الهوية ومقابر جماعية وجثث ترمى في المزابل وقتل رجال الدين الآمنين وتهجير الاف العراقيين من مختلف الأديان داخل وخارج العراق وتدمير وحرق المساجد والكنائس , الى جانب المففخات والعبوات الناسفة التي تقتل المدنيين , ناهيك عن مضايقة النساء في حريتهم الدينية والشخصية , لا كهرباء ولا ماء ولا وقود ولا طبابة ولامستشفيات, , كل هذا الدمار يحدث والجماعة الحاكمون من شمال العراق الى جنوبه , لا زالوا مهتمون بالسبحة والكليشة الجاهزة , فاي حكومة هذه !

اما الكوميديا الأكثر متعة واستغراب هو حين يمتدح الأمريكان الحكومة والتلويح بالتأييد والمساندة والهتاف لها عاشت ايدكم يا حكومة العراق فانتم الوحيدون والمناسبون والمطلوبون لتحرير والقضاء على الأرهاب وانعاش العراقيين وصولا لتحقيق احلامنا ومصالحنا الإقليمية , ولا ندري ماذا تحقق لشعب العراق وهو صاحب المصلحة الأساسية !
اما حقيقة العراق على الأرض ايها السادة , فان مؤسساته يكثر فيها الفساد والفوضى والمحسوبية الطائفية والحزبية , وشعبه يوميا يداوي جراح ابناءه ويدفن موتاه .
في العراق ومنذ خمسة سنوات مضت والى اليوم مأساة واحزان ودمارشعب وتخريب ثقافة , لكننا نأمل وقد تأتينا المفاجئات وعلى لسان نفس القادة ليعلنوا انهم غادروا الطائفية والحزبية الضيقة ليحل محلها الوطنية العراقية , وهنا نقول ان سارت الحكومة كما فاجئتنا بعد احداث البصرة , بحل الميليشيات دون استثناء فعليها ايضا الإسراع ......... برفض المفاهيم الطائفية والمذهبية التى من شأنها خلق جيل عنصري متخلف مهزوز يرفض الأخرين بل ويستخدم العنف ضدهم , والتوجه لتغيير مثل هكذا مناهج طائفية متخلفة في مختلف المجالات , واحلال بدلها مناهج ترسخ روح الود والمحبة والعمل الصالح .

المطلوب اليوم لقيادة العراق حكومة جديدة بمنهج حضاري , اعضاءها أناس متعلمون مثقفون يمتهنون كفاءات عالية في السياسة واحترام حقوق الإنسان , ولديهم خبرة تراكمية في ادارة شؤون المؤسسات المدنية والعسكرية  , أناس همهم الأول والأخير سلامة الوطن والصدق والصراحة مع مجتمعهم وتقديم افضل الخدمات والعلوم لأبناءه من خلال بناء مؤسسات علمية واقتصادية وتربوية تستطيع مواكبة التطور العلمي والحضاري الذي سبقتنا اليه دول اخرى أقل منا ثروة وحضارة , هؤلاء الرجال هم الؤهلون لقيادة شعب العراق , ولا اريد العودة الى ما قبل احداث البصرة لكني ساذكركم ...... خمس سنوات محاصصة غير نزيهة جاءتنا بحكومة همها الوحيد السلطة والمال حيث لا شئ سوى انها تحتل المستشفيات ومدارس ومعاهد وجامعات وكنائس ومساجد وملاعب ووسائل الإعلام واسواق ومراكز شرطة العراق ومؤسسات جيش العراق , لتحوّلها الى منابر لنشر الطائفية وطقوسها مع كل الإحترام والإجلال للطقوس الدينية والتي نعتبر بعضها ارثا طيبا لشعبنا والبعض الأخر عنيفا على الجسد قد يؤدي الى اضرار وامراض جسدية كثيرة, ان السماح بنشر الخطب والممارسات الداعية للطائفية والعنصرية والثأر بين مكونات الشعب العراقي لن تخلق في العراق غير القتل والتهجير والحقد والأنانية .

ان العراق بحاجة الى قيادة تشعل ثورة حقيقية لتغيير الذات والمفاهيم والنصوص والفتاوى التي تدعو الى العنف والكراهية واحلال بدلها نصوص ومفاهيم تشيع المحبة واحترام عقائد كل العراقيين , العراق بحاجة الى قيادة تشجع العراقيين للتمسك بحب الوطن وحب الحياة ..العراق بحاجة الى رجال بناء واعمار , رجال يمنحون للعراقيين فرصة للعيش والأمان .
يا سادتي يا مجلس الرئاسة والحكم ... اليست هذه امنياتكم وامنيات الوطنيين العراقيين....اوليست هذه امنيات المجتمع الدولي المتمدن , اذن حققوها في ذاتكم اولا ثم للعراقيين وسوف ترون باعينكم كيف سيحملكم شعبكم على كفيه....
نشكرك يا رب فانت المعين وانت مغير الأحوال ..عاش العراق موحداً  وعاش شعبه متحدا ً

125

كلام السيد يوناذم كنا ... هل ازعج الحكومة ؟

ادورد ميرزا
اكاديمي مستقل


ثم هل فهمت الحكومة ما ذهب اليه السيد عضو مجلس النواب العراقي , وكما توصفه الحكومة ممثل المسيحيين .... يقول السيد يوناذم كنة ...
{ اريد ن اقول للحكومة العراقية .. هذه نتيجة سياساتكم تجاه ابناء شعبنا من اقصاء وتهميش مما اعطى الجرأة لهؤلاء الارهابيين السفلة اللذين تجرؤوا على  مس رموز امتنا } ...انتهى النص.
اما انا فاقول .. يتعرض المسيحيون العراقيون الأبرياء هذه الأيام وامام انظار الحكومة والبرلمان "النجرْ", الى ملاحقة وقتل وتهجير وارهاب , ليس بسبب إستيلائهم على دور الأخرين بعد سقوط الصنم ولا لسرقتهم النفط , ولا لأنهم ينتمون الى ميليشيا حزبية طائفية معينة , ولا لأنهم عملاء , ولا لأنهم يريدون الإنفصال , ولا لأنهم يجبرون المسلمين لتغيير دينهم , ولا لأنهم لم يشاركوا في إنتخاب ممثليهم في حكومتهم الفاشلة , ولا لأنهم فجروا الجسور واماكن العبادة , ولا لأنهم ارهبوا جيرانهم لأنهم من اتباع ديانات أخرى  ..... لماذا اذن يقتلون ويهجرون ؟؟ وما هو دور حكومة العراق .
هؤلاء الأبرياء بين نارين , نار الطائفية الدخيلة ونار العنصرية البغيضة , هذا القوم المسيحي المسالم والذي تعايش مع المسلمين منذ الاف السنين , يواجه اليوم وخاصة في بغداد والموصل حملة شرسة على يد قوى دينية متطرفة لإجباره على تغيير دينه او الرحيل عن العراق , فبالرغم من ان هذا القوم المسيحي له ممثلين ومشاركين في الحكومة والبرلمان استنادا الى المحاصصة الطائفية سيئة الصيت , والتي لم يجني منها شعبنا العراقي بكل مكوناته غير التمزيق والمصائب والويلات , فقد بقي هذا القوم يتعرض الى تصفية تلو الأخرى بغية إنهاء وجوده والقضاء على تأريخه الحافل بالمنجزات العظيمة . وليس غريبا ان قلنا ان مسيحيوا العراق قاطبة مع بقية الاقليات الدينية الأخرى كاليزيدية والصابئية والشبك تعرضوا الى مختلف المضايقات عبر ازمنة مختلفة حيث قد تكون الأنظمة التي حكمت بلادهم آنذاك لا تفهم شيئا عن الديمقراطية او احترام حقوق الإنسان, فلماذا اذن يتعرضون اليوم للقتل والتهجير , ان التغيير الذي حصل في العراق وتعيين حكومة محاصصة طائفية غير كفوءة استمرت في نهجها التمييزي الى يومنا هذا جعل المسيحيون العراقيون وباقي الأقليات تحت رحمة الأحزاب المذهبية والمتطرفة المتنفذة , فتم خطف واغتيال وذبح العشرات منهم وكان ابشعها اجراما هي جريمة قتل المطران الجليل الشهيد مار بولس قبل اقل من شهر وتلاه قتل الأب الشهيد يوسف عبودي في بغداد قبل ايام . 
يحضرني قول قداسة البطريرك مار دنخا الرابع في نداءه الى اعضاء الحكومة العراقية والبرلمان , معبرا فيه عن مدى اخلاص المسيحيين ووفاءهم , حين قال ... .
{ نحن المسيحيين و منذ الفي سنة عشنا ولانزال نعيش في هذه البلدان المشرقية خاصة في بيث نهرين العراق، معا مع جيراننا المسلمين بالمحبة و الاحترام و السلام , نحن ابناء العراق الاصليون فلماذا اليوم وفي القرن الحادي و العشرين ترتكب اعمال ظلامية لا انسانية ضد مسيحيي العراق ورموزهم الدينية  }
كما أكد ذل ايضا ..الدكتور المطران لويس ساكو رئيس اساقفة كركوك للكلدان , في مقابلة تلفزيونية سابقة .. حين قال ...
{ لقد كنا ولا زلنا ويجب أن نظل أبداً مسلمين ومسيحيين متعايشين متحابين تجمعنا الوطنية والمحبة }
فهل من مجيب ايتها الحكومة , وانت ايها البرلمان الشاهد على يوميات القتل .. هل حركت ساكناً ؟

ان استمرار المشهد الطائفي والديني الدموي في العراق والذي توسع ليشمل المسيحيين الآمنين سيؤدي الى افراغ العراق من ابناءه المخلصين كما سيؤثر ذلك على مصداقية رجال الدين المسلمين حزبيين وغيرهم في توجهاتهم الدينية والتي تدعو الى الحفاظ على ارواح الأقليات في البلدان الإسلامية ، واشير هنا الى تورط حكومة إيران في كل ما يحدث في العراق من اقتتال طائفي وتطهير عرقي حيث يلقى الدعم من بعض التنظيمات الإسلامية المتشددة الأخرى في الداخل وخاصة المشاركة في السلطة , وما زاد الطين بلة هو دخول تنظيم القاعدة الى العراق لمحاربة اميركا عبر الحدود التي انهارت حراستها بعد الغزو , فكان المسيحيون الأمنون هدفا مزدوجا !
لقد اتضحت ملامح المشروع الطائفي للقوى الدينية السياسية في العراق منذ سقوط الدكتاتور وقد قلناها وقالها غيري كثيرون , ان الحاكمون الجدد طائفيون وان العراق سائر الى الهاوية والحرب الأهلية ستحرق الأخضر باليابس , وان الحل الوحيد لإستقرار العراق هو في تغيير عقلية الحكومة والغاء الدستور والبرلمان والإتيان برجال اكاديميون مخلصون وطنيون يشكلون حكومة نزيهة وبرلمان كفوء ودستور عقلاني يوفر كل الضمانات للشعب العراق مبني على اساس الوطنية ونكران الذات .... ولكن نداءاتنا ومع الأسف لا تجد أذنا صاغية !

وبكل ثقة نقول ، أن المسيحيون العراقيون باقون مخلصون لعراقهم ارضا وشعبا , ومستمرون على العهد في احترام اصحاب الديانات الأخرى مسلمون وغيرهم , ويقفون معهم في السراء والضراء , ونقول لأخوتنا المسلمون سنة وشيعة أننا للأسف لا نملك من الأمر شيء إلا التنديد وعدم الرضا بما تفعله القوى الطائفية المجرمة في العراق , ونطالبهم بالوقوف معنا في محنتنا لأن هؤلاء القتلة سواء من كان منهم في الحكومة او خارجها مدعومون من قبل قوى قوية لا طاقة لنا لصدهم , فهي الجبروت المتنفذ وصاحب الشأن في مصير بلادنا الجريحة اليوم , ونخاطب علماء السنة والشيعة حيث تقع على عاتقهم مسؤولية حماية الأقليات الدينية والعمل بكل الوسائل لحمايتهم ومنها اصدار الفتاوى والتي تحرم اي اعتداء على وجودهم وممتلكاتهم ورموزهم الدينية .

فإن خوفي الشديد يزداد لأن التطرف الطائفي والتمييز اذا ما انتشر ليشمل عموم البلاد العربية فانها ستقضي على كل الشرفاء والمخلصين لأوطانهم واخص بالذكر الأقلية من المسيحيين سكنة الأوطان العربية .
كما أناشد كل المسلمين عربا وكردا وتركمان ، سنة كانوا أم شيعة ، أن يعلموا أن الطائفية والمذهبية , ليست ثقافة عراقية اطلاقا , بل هي ثقافة جاءتنا من خارج الحدود , وأن الحرب على العراق ليست مسيحية اسلامية ولا شيعية سنية ولا عربية كردية ، بل هي حرب دول على المصالح وحرب عصابات عالمية وبعضها حرب ميليشيات تتبنى خطابا تعبويا دينيا مذهبيا لخداع السذج من الشيعة والسنة ، وهي في حقيقتها لا تمثل إرادة شيعة العراق ولا ارادة سنته !
وإني إذ أشعر بالغبطة عندما أجد عقلاء من السنة والشيعة يميزون بين المجرمين وبين المخلصين , واشعر بالسعادة حين اقرأ ما يكتبونه من كلام يدعو الى وحدة العراقيين والى نشر المحبة والسلام , علينا أن نعمل جميعا لكشف زيف المتاجرين بالدين الإسلامي ونطالب دائما بمعاقبة كل موقديها مهما كانت طوائفهم ومذاهبهم .
ان حجم المأساة كبير جدا ايها الأخوة , فالقتل على الهوية والتطهير الطائفي اللذان تشهدهما بغداد وباقي مناطق العراق الأخرى ، تسللا إلى الأقوام الغير مسلمة وهذا ما يجبر الشرفاء من العراقيين على اختلاف انتماءاتهم التجاه لتدويل مصير هذه الأقوام وايصال استغاثتهم الى المنظمات الدولية لحقوق الإنسان لتتدخل لحماية الأبرياء , وبات من الضروري الآن أن يتحرك الجميع ، قادة الرأي وقادة الكنيسة ، والأساتذة والعلماء ، وقادة الأحزاب المسيحية والقومية وممثليهم في البرلمان العراقي  , والفنانين وغيرهم ، لكشف الخطر الطائفي ومن يقف وراءه .....وانقل هنا نصا رائعا كتبه الزميل وديع بتي على موقع عنكاوة حزنا لمقتل الأب يوسف .....{ جنات النعيم لك يا شهيدنا الجديد الاب يوسف عادل عبودي , انه الدم الكلداني السرياني الأشوري يتوحد ليحكي قصة شعب واحد تأريخ واحد ومصير واحد , عذرا ايها الأب الشهيد ان كنت ترى ان بعض من كتابنا قد استنزفوا كلمات الرثاء وجف حبر اقلامهم وغاب عنهم ان يستثمروا فرصة اراقة دمك الزكي فيتركوا العالم لا يحيد في نظره عن مأساة شعب عريق .} انتهى النص .
  نطلب من الله ان يهدي المخطئين وان يجعل العراقيين ، مسلمين و مسيحيين صابئة ويزيديين وشبك وغيرهم متحابين ومتسامحين , وهذا لن يتأتى الا في ظل حكم وطني شريف ونزيه يحترم كل الأديان وكل المعتقدات ويوفر لهم الخبز والأمن والسلام .

126

الديمقراطية في العراق.. هي الإختطاف والقتل والتهجير وسرقة المال العام


ادورد ميرزا
اكاديمي مستقل

وانا اشاهده التلفاز لأتابع ما يحدث في البصرة من اقتتال وخراب بين الميليشيات العراقية المتنوعة للسيطرة على ادارة المحافظة نفطيا وسلطويا ! شعرت بحزن عميق لما يحدث للعراقيين الذين ما هدأت لهم ولا محافظة من محافظات وطنهم منذ غزوه قبل خمسة سنوات حتى اليوم , ولفضولي الزائد وددت التعرف اكثر على ما يحدث من جهات اعلامية محايدة اخرى , فانتقلت الى محطة فضائية تدعى "الحرة" علّني اسمع خبرا طيبا او متحدثا صادقا عن ما يحدث في العراق فكانت الصدمة ...حيث كان يناقش "موضوع العراق" ضمن برنامج ساعة حرة , ومن بين المتحاورين الثلاثة واحدا كان يمثل اللإئتلاف العراقي الذي يحظى باهتمام كبير من قبل الجارة ايران, ولست هنا بصدد تقييم هذا السيد او التقليل من شأنه , بل وليس من حقي ان اشكك في وطنيته ولا في وطنية اي من اعضاء حكومته فكلهم يتحدثون عن الوطن والوطنية ويعتبرون انفسهم منقذي الشعب العراقي من الدكتاتورية والظلم ! كما ليس لي الحق ان اشكك في فضائية الحرة ومن السؤول عن تمويلها او حتى خطها السياسي , انما ما لفت نظري وانا استمع الى المتحاورين هو اصرار ممثل الأئتلاف على انهم يعملون لسعادة شعب العراق و "انهم" قد حققوا في العراق الديمقراطية والسلام , والأكثر استغرابا هو طريقة حديثه الهادئة وكأنّ العراق ينعم بالأمن والخيرات , شاهدته كالنسر منتصباً امام الكامرة ليوحي الى المشاهدين عن مدى سيطرته وتمكنه من موضوع الحلقة .. ثم جاء دوره ليشرح مُبحراً بديمقراطيته وهو مرفوع الرأس واثقاً ومقتدراً ومتأكداً من ان في العراق ديمقراطية لا مثيل لها , متناسياً ومع الأسف حال العراق واحزان شعبه ...فيستطرد في حديثه متسائلاً مستغرباً ومتعجباً من الحاضرين معه في اللقاء ,
{ لماذا لا يتراكض العرب للحاق بديمقراطية حكومة العراق الجديد , ولماذا لا تقوم الدول العربية بارسال سفرائهم للإستفادة من تجربة هذه الديمقراطية الفتية , ويعلل ذلك من ان السبب هو خوف العرب من ديمقراطيته لأنها ستملئ شوارع بلدانهم بدماء المغدورين والمخطوفين والمذبوحبن , وستتظرر دول جيرانهم من افواج الهاربين والمهجرين من بلدانهم } ..هذا هو كل ما توصل اليه السيد المتحاور !

لكني اسأله كيف تجرأ ايها السيد على وصف حالة العراق اليوم بالديمقراطية , الا تشاهد ما يحدث لأخوانك العراقيين , عن اي ديمقراطية تتحدث , فديمقراطيتكم يعيشها العراقيون كل يوم بؤساً وقتلاً وتهجيراً في البصرة وفي النجف والموصل وبغداد العزيزة وفي كل ارجاء العراق , نعم ان ديمقراطيتك يتبارك بها العراقيون صباحا ومساءا عند مداوات جرحاهم , وآخرون بؤساء حاملين بايديهم مناقل بخورهم يلفون حول قبور احبائهم من الشهداء مسلمين ومسيحيين وغيرهم , اين ديمقراطيتك ايها السيد هل هي التي يتهافت عليها العراقيون الهاربون في ازقة سوريا والأردن ومصر وبقية بقاع الأرض , اتدري ماذا عملت ديمقراطيتك بكنائس ومساجد العراق , لقد احرقتها وهدمتها على رؤوس اخوانك العراقيين مسلمين ومسيحيين , هل شاهدت جريمة قتل المطران الجليل بولس في الموصل ؟ وهل نسيت جريمة تفجير جامع سامراء ..  والله اجزم لو قامت فضائية الحرة المحترمة بسؤال اي عراقي عن حالة وطنه لن يجرأ ان يوصف حالة العراق اليوم بالديمقراطية , كفى ضحكاً على ذقون العراقيين ايها السادة, الم يعد للمستحى وجودا في ذاتنا !
اعود لما هو وراء العباءة حيث لم يعد خافيا على احد من ان المخطط الامريكى للمنطقة كما هو معلن على لسان كبار المسؤولين الأمريكان , يقضى بتفكيك دول المنطقة والسيطرة على منابع النفط ، ولكي تسهل لها تنفيذ ذلك فانها ستلجأ الى احتضان ومساعدة بعض من مكونات العراق ودفعها للمطالبة لإقامة اقاليم او دول صغيرة لها بحجة حقها في الحصول على الحقوق القومية او المذهبية , وهذا بالطبع سيشمل دول الجوار ، وبهذا تكون اميركا قد حققت الفوضى في المنطقة لتنقض على الجميع بعد ذلك , لكنّ البعض من هذه الأقليات التي انكوة بنار اميركا وبريطانيا في العراق ومنها "الأقلية الأشورية" على سبيل المثال لا الحصر ما زالت تعتقد بان خلاصها سيأتي على يدهم وانها ستمنح لهم ارضا يقيمون عليها دولتهم , لكن المخلصين يدركون بان الاعيب اميركا هذه باتت مكشوفة , وانهم غير واثقين لصداقتهم . إن الإنتماء الى الوطن موقف مقدس لا يتعارض مع المسميات الدينية او القومية , حيث في الوطنية تنصهر كل المسميات لتفصح المواطنة عن وجودها في وجدان العراقيين والتي أفداها المخلصون العراقيون الأوائل بدمائهم منذ الاف السنين , حيث لم يكن هناك من نادى بتقسيم العراق او تجزئه طائفيا , فلماذا ينادى بها اليوم .

{ اننا نسمع هنا وهناك دعوات لقيام نظام فدرالي كحل دائمي للوضع العراقي الجديد , لكن الحقيقة هي ان الفدرالية وما يشبهها والتي ينادي بها البعض لا تعدو سوى كونها مشاريع تحقق مصالح فئات طائفية معينة ليس لها اي علاقة بمصالح وحقوق الفئات الأخرى ومنهم الأقليات المنحدرون من بابل وآشور ذو الأصول القومية , فالأجدر بنا البحث عن صيغة عمل سياسية تضمن حقوق وسلامة الجميع وتقضي على التمايز الذي يعتبر مصدرا لنشوب الخلافات التي تتحرك لتصبح صراعات على السلطة والتي تؤدي الى ما لا يحمد عقباه من قتل ودمار والغاء وتهجير , وصورة ما يحدث في البصرة اليوم والذي سيمتد الى بقية المحافظات دليل على ما تصبوا اليه بعض الفئات المتنفذة معتقدة ان ما يحدث في البصرة دليل على الحاجة الى الفدرالية .
ان مشاريع الفدرالية وما يشبهها ذات المصالح الفئوية ليست حلا ناجعا لأن النزاعات والخلافات ستبقى قائمة ما دام التمايز المذهبي او العرقي باق في ذهن الحاكمين دون حل ! } 
شعبنا العراقي المنكوب يستغيث كل الشرفاء للكشف عن حقيقة ما يجري في وطنهم , ويطالبونهم بإيصال نداءه الى مؤسسات المجتمع المدني وحقوق الإنسان في جميع دول العالم الغربي والشرقي , اما الذين ما زال في عقلهم حيّز من الأحقاد والثأر وهم ما زالوا في السلطة نقول لهم , أن العراق اكبر منا جميعا وان التأريخ لن يرحمكم , ولكي لا يصِـفكم العراقيون بالعصابة المجرمة اعلنوا اعتذاركم ورفضكم لتمزيق شعب العراق واظهروا محبتكم قبل فوات الأوان , اما من ساهم وما زال يزيد في التخريب فسينعله التأريخ الى يوم الدين  .

127

ايام العيد في العراق ... آلام واحزان   

ادورد ميرزا
استاذ جامعي

العيد في العراق بات موسمًا مقتصرًا على الاحتفاء بالشهداء واقامة الصلوات في الكنائس والمساجد والجوامع واماكن العبادة المتنوعة ، كما يعتبرها العراقيون فرصة يستغلونها عند زياراتهم المتبادلة للسؤال عن احوال اهالي واطفال المغدورين الأبرياء , وعن امور واحوال من هجروا او من عادوا ليجدوا ديارهم خربة او منهوبة . 
العيد الذي ينتظره المؤمنون لا اعتقد ان نهاره وليله سيخلوا من أصداء الرصاص الذي يختلط بدقات النواقيس الحزينة او منادات المساجد والجوامع وغيرها من دور العبادة , ذلك الرصاص الذي يمزق اجساد المخلصين والمؤمنين الأبرياء كل يوم , كما ان ايام العيد لن تخلوا من انفجار عبوة هنا او انفجار سيارة هناك ولن تخلو من قتيل هنا ومخطوف هناك, ايام العيد في عراق اليوم , تختلف حتما عن ايام أعياد أغلب البلدان الآمنة والتي تتسم بالبهجة والفرحة , اليس كذلك يا اولياء العراق !

منذ اول ايام العيد سيتوجّه العراقيون كعادتهم إلى المقابر لزيارة شهدائهم ، وخاصة الشهداء الذين سقطوا غدرا جراء العنف الطائفي والذي طال الأبرياء والمخلصين , لقد أضحت مقابر الشهداء مقاصد للجميع من أجل الترحم على أرواحهم والتسليم على ذويهم .
في العراق وقبل الغزو كان العراقيون ومن مختلف الأطياف ايام العيد يملئون الشوارع  والساحات العامة, اما اليوم فايام العيد في العراق هي ايام حزن وبكاء ونحيب , وان الكثير من الأسر العراقية اما قد فقدت حبيبا لها او اجبرت على ترك دارها ولذلك فلن تتمكن من شراء ملابس العيد لأطفالها لأشاعة البهجة في قلوبهم .
واليوم وفي الموصل حيث مشاعر الحزن على وداع المطران الجليل بولس فرج رحو الذي قتل على يد مجرمين حاقدين عنصريين لا يريدون سلامة وحدة العراق قد ترك ظلاله على مشاعر العراقيين عامة واهل الموصل خاصة ,فقد اضاف هذا المصاب حزنا اضافيا لمآسيهم, حيث تحولت الموصل الى ما يشبه خيمة حزن تجمع فيها اهلها المخلصين معبرين فيها عن الألم العميق الذي يعتصر قلوبهم لوداع المطران الجليل رحو , فبعد سقوط عشرات الشهداء على أيدي قتلة استغلوا ضعف القانون والأنفلات الأمني في كافة ربوع العراق يطل علينا نفر مجرم حاقد ومتخلف لينفذ ابشع جريمة قتل لتضاف الى سجلهم الأسود حيث طالت اياديهم الحاقدة الجليل المؤمن المطران بولس رحو ليفسدوا بذلك فرحة المؤمنين بقدوم ايام العيد التي كانوا بانتظارها, اما اولياء وسادة العراق ومن يدعون انهم حماة أمن شعب العراق لم يسكتوا عن هذه الجريمة انما عبروا عن أسفهم واستنكارهم فقط , ولا يخفى على احد بان غالبية جرائم القتل والأختطاف تسجل ضد مجهول حيث اصبح ذلك أمرا طبيعيا .
هذه هي الأجواء السائدة في ايام العيد ، وما زال الوجوم يرتسم على وجوه العراقيين مسلمين ومسيحيين من الذين صعقوا بحجم الجريمة البشعة التي ارتكبها نفر ظال متخلف بحق المطران الجليل بولس رحو والذي لطالما دعا في خطبه الى وحدة اراضي العراق ووحدة شعبه مسلمين ومسيحيين صابئة ويزيديين , الرحمة لك والدعاء الى الله الذي أصبح هو السبيل الوحيد الذي نتحصن به نحن ومع المخلصين من ابناء الشعب العراقي على اختلاف اديانهم ومعتقداتهم لمواجهة الأعداء والحاقدين والمتخلفين ، نعم ان الدعاء هو الوحيد الذي يدخل الطمأنينة في قلوبنا وقلوب جميع العراقيين  ، في ظل وضع لا نجد فيه سبيلا لرد اعتداءات العصابات والجماعات المتنفذة على رموزنا الدينية والعقائدية والفكرية والفنية العراقية , اليس من حق العراقيين سؤال اولياء امرهم ......ايها السادة المنتخبون من المسؤول عن حماية ارواحنا ...اين الأمان .‏

128
الشهيد المطران بولس كان صوت الحرية والمحبة

ادورد ميرزا
استاذ جامعي

كأن ذاكرة حزننا لم تعد تتّسع لأحد سواك وكأن الأيام العراقية المليئة آلام لا تتحدّث الاّ عنك, يا ماليء الدنيا وشاغل الناس وكأن ملحمة إستشهادك في يوم من ايام صيام المؤمنين لم يكن الاّ إسطورة أزاحت بروعتها ما عداها من الأساطير , وكأن الزمن توقف نهائيا, وصوتك الذي كان يدوي في كنائس العراق حين تنطق ... ايها الناس ان اسم العراق تاج فوق رؤوسنا وان العراقيين اخوة ... والله فلا صوت يعلو عليه , سيدي ايها الجليل لقد ماتوا هم , اما انت فقد بلغت قمّة الحياة.

سيدي ... استشهادك أسدل ستارا أسودا كثيفا كان يخفي وجوه وتاريخ أولئك القتلة الرعاع الذين أرادوا اسكات صوتك , كما اثبت لأعداء العراق انك مفخرة رائعة وداعيا مسالما لوحدة الملايين من العراقيين , نم قريرالعين في جنّات الخلد , والف سلام عليك يوم تعمذت ويوم عشت ويوم إستشهدت ,لقد اختارك الله في شهر صيام مبارك لتكون برفقة القديسين والصالحين .

سيدي .. لقد كنت على موعد مع المجد والخلود , وفزت بجدارة تُحسد عليها بما أردت , لقد بلغت ما لا يبلغه سواك من البشر , رحلت عنا منتصرا ودخلت تاريخ الشهداء من أوسع أبوابه.

لقد عجزت غيوم الحقد عن حجب وجهك الوضّاء , فأصبحت وسام شرف على صدركلّ وطنيّ عراقي مسلم ومسيحي صابئي ويزيدي ستبقى شمعة مضاءة في كلّ بيت لا تطفأها رياح الطائفية والحقد الأعمى وستبقى ذكراك حيّة عطرة, في حزننا الحاضر وفي فرحنا القادم.

محلاك سيدي الجليل .. أيها الشهيد الحي , لقد إخترت مصيرك بشجاعة نادرة فما أجمل الاختيار , لقد ودّعك الملايين من البشر الى مثواك الأخير, وجلّهم ربما لم يرك الاّ في بيوت الله وانت تنطق بكلمات الحق والسلام داعيا العراقيين بكل انتماءاتهم الدينية والقومية الى المحبة والالفة والتوحد , لقد انتصرت سيدي الجليل على هذا الزمن الرديء وحكامّه الذين إختاروا الموت البطيء والكراسي المتهرّئة.

ختاما اودعك خاشعا منحني الرأس كما هي حال الملايين من محبيك , فانت لم تمت انما ستبقى حيّا في قلوب وذاكرة الملايين من العراقيين , ولساستنا نقول لا خير فيمن ينادي بالتفرقة والتمييز ولا محبة مع الأفكار التي تزيد الأحقاد , والى من حزن على جريمة المطران الجليل الشهيد بولس نقول ..رفقا بالعراقيين مسلمين ومسيحيين صابئة ويزيديين وغيرهم , ندعوكم من اجل الحياة ان تعملوا على نشر ثقافة المحبة ورفض الثقافات الجاهلة والمتخلفة , ان الحل الذي يوصل الشعوب للتعايش والعيش الآمن هو حماية الحرية ونشر المحبة . 
 

129
أدب / رد: في العيد القادم....
« في: 03:09 25/11/2007  »
اخي الأستاذ فهد
تحية لك وقد نجحت في قصتك الرائعة وكما نعهدك , اما عنوان قصتك (في العيد القادم )  فاني اتمنى منك ان تجسدها شعرا ايضا من خلال اشعارك الرائعة لتنقلنا فيها الى الوطن لنقضي هناك ( في العيد القادم ) ومع اهلنا اسعد الأيام فنحن المشردين في قارات العالم .. يقضين احياء... ولكن تنقصنا أحلام العيد في الوطن . 
المخلص
ادورد ميرزا

130
سيدي الأستاذ بولص
ما زلت رائعا فياضا وما زال قلمك لا ينضب كنهري دجلة والفرات , نعم ف......

(القمر تذبحه سحب الارهاب لكي لا ينير طريقك
الاحرار وابناء الخير طعاما لذئاب وكلاب متوحشة )

تحية لك

ادورد ميرزا

131
كيف توقف الفوضى في العراق


ادورد ميرزا
استاذ جامعي مستقل

من غير المعقول ان تهرب اميركا وهي الدولة المحتلة والمسؤولة عن كل ما حدث للعراق من تدمير وفساد وقتال طائفي وحزبي دون ان تقدم حلا لإنقاذ العراق , فانتشار الحقد والكراهية بين القوميات والأديان والتدهور الذي حصل في المؤسسات العلمية والثقافية كان نتيجة طبيعية للحرب الغير مدروسة التي قادتها اميركا ضد العراق , وما من شك بان اميركا اصبحت اليوم مالكة العراق ارضا وثروة وامام انظار هيئة الأمم , لكن المهم هو ماذا تحقق للعراقيين واين هو النظام الديمقراطي الذي بشرت به اميركا ليحل محل نظام الدكتاتور صدام حسين , هل النظام الطائفي الذي باركته وما نتج عنه من جرائم القتل والتهجير وسلب المال العام هو ما كان ينتظره العراقيون, ان ما حدث للعراق هو هجمة بربرية بكل معنى الكلمة قادتها اميركا تحت عنوان محاربة الدكتاتورية وارساء الديمقراطية , وان الحكومات التي باركتها اميركا لحكم العراق كانت طائفية وعديمة الكفاءة وتتستر بغطاء الدين لتخفي تخلفها .

الا تعلم اميركا ان العراقيين فقدوا الآلاف من ابناءهم في حروب ساقها صدام دون مراعاة لنتائجها المدمرة على شعبه, اوليس ما قامت به اميركا يقع بنفس المعنى ويسئ لجوهر الديمقراطية التي تتبجح بها .

ان العراقيين امام مسؤولية ادبية واخلاقية وتأريخية للنطق بكلمة حق لفضح تأمر هؤلاء القادمين وفضح مخططهم الذي يبغي تمزيق العراق واعادته الى عصور الجاهلية والشعوذة , فالعراقيون الأصلاء بمختلف مكوناتهم الدينية والقومية ومنذ الاف السنين قد تعايشوا فيما بينهم بكل مودة ومحبة وتربوا على ثقافة تحترم كل الأفكار والمعتقدات , ولانهم كذلك فلا يمكن ان يخدعوا بشعارات كاذبة كالتي سيقت اليهم , لقد آن الآوان لقيام  العراقيين بكشف زيف القادمين من خارج الحدود ومن يعاونهم في الداخل من الكتل البشرية التي نصبت نفسها لحكم العراق والتي لا تقل تخلفا وظلما عما سبقها في الحكم , فاقل ما يقال عنها انها كتل تحمل افكارا انتهازية بربرية كتلك المجاميع القبلية التي كانت في الماضي تهاجم القوافل والبيوت الأمنة فتشيع الرعب وتمارس السلب والنهب والقتل دون رادع اخلاقي ولا ديني .

ان الذي يزيدنا تفائلا بعودة العراق الى وضعه الطبيعي موحدا بين الأمم هو في قدرة العراقي الأصيل لفضح نوايا هذه القوى الإنتهازية والمتخلفة من خلال المشاركة عبر الوسائل الإعلامية المتاحة لكشف كذبها وعدم صلاحيتها لحكم العراق , وكشف حقيقة ما جرى للعراق وعن الأسباب الغير حقيقية واللاّ منطقية والتي أدت الى غزوه وتدميره بالكامل ثم نهبه وتمزيق نسيجه الإجتماعي وتغيير ثقافته , ما يؤسفنا هو صمت البعض من العراقيين المثقفين على ما يحدث في وطنهم من قتل وتهجير طائفي وديني . 

لقد حذرنا مرارا من ان { العراق } قد وضع على قائمة التقسيم بعد غزوه الكويت مباشرة , وان خطوات التقسيم كانت قد بدأ تنفيذها , حيث حوصر اقتصاديا لأكثر من عشر سنوات , ثم قُسّم الى ثلاث مناطق منع فيها تحليق الطيران العسكري لمنع صدام من مهاجمة المعارضين لنظامه في الشمال والجنوب , وبعد احتلال العراق من قبل اميركا في 2003 استمر هذا الحال التقسيمي حيث ظهر جليا من خلال حكومات المحاصصة الطائفية حيث باركتها اميركا وجندت لها الاف الرجال ودعمتها ماديا واعلاميا لفرض واقع التقسيم الطائفي والعرقي على الأرض .

اما ايران فقد استغلت ما خلفته الفوضى الأمريكية في العراق فزجت برجالها وهي تعلن جهارا انها موجودة على ارض العراق وتتدخل في كل صغيرة وكبيرة ولها من يؤيدها من المتنفذين في الحكومة العراقية , بل وذهبت اكثر حيث غزت جنوب العراق اقتصاديا وثقافيه معتبرة ان الجنوب جزءا لا يتجزأ من ايران وانها القادرة على التحكم في الوضع الأمني والإقتصادي فيه , لكن المثير ان قيادة اميركا تعلم علم اليقين ان ايران تتدخل في الشأن العراقي اقتصاديا واجتماعيا وعسكريا وتساهم في خلق الفوضى الطائفية من خلال ميليشيات محلية تدعمها بالمال والسلاح حيث قامت بتصفية الغالبية من قادة الجيش العراقي المشاركين في الحرب ضدها ومن مختلف الصنوف , كما انها ساهمت في دخول تنظيم القاعدة الذي هو الآخر يساهم في استمرار الفوضى الطائفية في العراق , كل ذلك يحدث والقيادة الأمريكية تصرح ليل نهار ودون خجل انها جاءت لإرساء الديمقراطية ولبناء العراق , فاي ديمقراطية أسستها اميركا واي ازدهار جاءتنا به , واي محبة وألفة زرعها الحاكمون بين اطياف الشعب العراقي .

والسؤال الذي يطرحه العراقيون من داخل الوطن لأهلهم واصدقاءهم خارج الوطن ..هل قرأتم مقالا او شعرا او شاهدتم لوحة لرسام عراقي او حضرتم مسرحية عن العراق او شاهدتم مهرجانا سينمائيا او سمعتم اغنية لمطرب عراقي يمتدحون فيها هذه الديمقراطية التي روجت لها اميركا ومن جاء معها , هل هناك من اشار الى ان في العراق اليوم إنتعاش إقتصادي وتقدم علمي وثقافي تقوده حكومة وطنية ونزيه, وقبل ان تجيبوا.. اعلمكم الى ان الغالبية من الأدباء والفنانين والمبدعين بكل اصنافهم يصرحون ,انهم تعرضوا للتهديد والمضايقات من قبل بعض المسؤولين الحكوميين المرتبطين بأحزاب دينية , مما اظطرهم للهرب من الموت المحتم .

مؤخرا جاء على لسان احد المسؤولين الإيرانيين المهوسين تصريحا مفاده ان احلال الأمن في العراق لن يتحقق الا بخروج القوات الأمريكية من اراضيه , ودعوة ايران وبعض الدول العربية بارسال بعض من قواتهم لسد الفراغ حيث ان ذلك هو الحل الأمثل لإنقاذ العراق , واضاف هذا المسؤول البطران ان اي اتهام لإيران بتورطها بعمليات القتل والإغتيالات والإختطافات والتفجيرات واشاعة الفوضى والفتنة ومساعدة الإرهابيين لقتال اميركا على ارض العراق فانه اتهام باطل وغير حقيقي !
وقال اثناء حضوره اجتماعا مع البعض من على شاكلته , ان على الحكومة العراقية عدم السماح  للقوات الأمريكية بالبقاء على ارض العراق الى اجل غير مسمى حيث ان بقاءها سيزيد من الإحتقان الطائفي والفساد المالي ..... " انتهى مضمون التصريح " . وكانه يشير الى ان واقع حكم العراق اليوم ليس طائفيا ولا وجود للفساد الإداري وسرقة المال العام بين صفوف اعضاءه ولا دخل لإيران في شؤونه اطلاقا ومطلقا, لكن الواقع الحالي في العراق يشيرعكس ذلك تماما , كما ان تصريحات المتابعين للشأن العراقي يعتبرون ان العراق هو نقطة البداية التي اختارتها اميركا لتنفيذ مشروعها في المنطقة , وان انجاح مخططها هذا يستوجب إبقاء العراق في فوضى الإقتتال الطائفي لأنه اسلوب ثبت نجاحه في المجتمعات التي ما زالت الأمية الدينية والسياسية تنتشر بين ابناءها , فنقول لهذا المهوس ولمن على شاكلته , ان عدم استقرار العراق هو نتيجة لتدخلكم واثارتكم للفتنة الطائفية بين ابناءه والتي تستفيد منه اميركا , فاستقرار العراق هي مسؤولية ابناء العراق فقط لا غير.

لقد تبين على الواقع ان حكومة المحاصصة الطائفية والمدعومة من اميركا , غير كفوءة ولا تملك برنامجا معدا يتيح الفرصة لقيام عراق ديمقراطي وحظاري تتمتع فيه كل المكونات بالعيش الآمن والرغيد , حيث تبين للعراقيين والعالم ان همها الوحيد هو التسابق للثراء بطرق غير مشروعة , حيث وردت تسريبات تؤكد شراء بعض من المسؤولين المتنفذين في الحكومة لعقارات في دول اجنبية وبارقام فلكية , ناهيك عما نسمعه من سرقات المال العام داخل الوطن  , كما ان تدخل ايران في الشأن العراقي وإيغالها في ممارسة الطقوس وعادات عفى عليها الزمن وبعلم الحكومة العراقية دليل على ارتباط الأخيرة وتبعيتها لإدارة سلطة الملالي الحاكمة في ايران .

ان سماح اميركا لتدخل ايران في الشأن العراقي ساهم الى حد كبير في اثارة الفوضى الطائفية وانتشار الأحقاد, وهو اسلوب ذكي وحكيم لإحكام السيطرة على البلد , فقاعدة فرق تسد والكيل بمكيالين والتي تمارسها اميركا هي الصالحة وخاصة في المجتمعات العربية والإسلامية حيث تعاني هذه المجتمعات من ضعف وتدني في الثقافة الدينية والسياسية , فالكثير من ابناء شعوبها يعتقدون بان خلاصهم ودخولهم الجنة يتأتى عبر الغاء الآخر سواء بذبحه او ارغامه على تغيير عقيدته الدينية او القومية, كالذي حدث للأقوام الغير مسلمة , وهذا ما يسهل على اميركا والقوى الإنتهازية من تحقيق اهدافها , ولذلك فان العراقي بكل انتماءاته الدينية والقومية يتحمل جزءا من المسؤولية حين يتقاعس عن دوره في التوعية والإرشاد , ويوصف بالخائن حين لا يقول الحقيقة .

ختاما نقول ان العراق لن يتعافى ما دامت " القيادة الأميركية" مصرة على احتلال العراق وتقسيمه ونهب ثروته , وما دامت "القيادة الإيرانية" مصرة على منهج تصدير الثورة .
ان الحل الوحيد لإستقرار العراق والمنطقة لن يتحقق الا في تراجع القيادتين عن تنفيذ اهدافهما الغير شرعية.

132

عندما تغتال الأحزاب الطائفية ارادة الشعب


ادورد ميرزا
استاذ جامعي مستقل

في عام 1973 وفي بغداد كان يسكن منطقتنا وبجوارنا شخصا كردي الأصل , وقد كنت اجهل الكثير عنه الا اني توصلت الى مؤشرات اثبتت لي انه شخصية مهمة ويتمتع بشعبية كبيرة من خلال كثرة زائريه واصدقاءه الذين كنت التقيهم بالصدفة اثناء زيارتي له في بيته , فلا يمر يوم الا وارى في بيته عدد من اصدقاءه ومحبيه لقد كان رجلا لطيفا ومتواضعا, وكنت حينها اشعر بسعاد حين التقيه حيث كان يوجه لي دائما النصح والكلام الطيب , لقد كان كثير القراءة ويقضي معظم وقته في البيت بعد عودته من عمله في دائرة الكهرباء الوطنية الكائنة في ساحة الخلاني , ومن خلال ذلك اكتشفت انه شخصية كردية مهمة وينتمي الى الحزب الشيوعي العراقي , كان عمره آذاك في الخمسينات اما انا فكان عمري في العشرينات وكنت حديثا في التعليم الجامعي...سألته مرة...كم سنة وانت تعمل في الحزب الشيوعي .. اجابني وهو يبتسم , اكثر من عشرين سنة , فقد ضحيت كثيرا من اجل الحزب ولكني اليوم نادم على كل ما قدمته للحزب ... قلت وانا مستغرب .. لماذا انت نادم وانا ارى اعدادا من اصدقاءك يزورونك باستمرار وتقضي اوقاتا طويلة معهم  .. قال وبدون تردد ..لاتغريك اللقاءات انها مجاملات ومصالح ..

ويستمر ..اخي العزيز اريد ان انصحك لأنك شاب ما زلت في مقتبل العمر , ان لا تفكر يوما بالعمل مع اي حزب او اي جهة تعمل من اجل فئة او طائفة معينة لأنها لن توصلك الى شئ انما ستوصلك الى الندم لأنك ستفقد مستقبلك الذي تبغيه , اخي العزيز ان السياسة وخاصة في العراق هدر للوقت وكذب على الذقون هكذا قال ناصحا لي , ويستمر ..فبالرغم من ان الشيوعية لا تمثل فئة او طائفة ولا قومية معينة الا انها حُرفت لدى معتنقيها في العراق ففقدت شعبيتها , هل تصدق ان بعض من اصدقائي الشيوعيين تخلوا عني وعن حزبهم والتحقوا بحزب البعث , هل تصدق ان بعضا آخر اما اعدم او هرب الى خارج العراق , هذا هو مستقبل من يعمل في الأحزاب , ويستمر .., بما انك جاري وتعرف باني انسان كردي هاجر من الشمال ليسكن بغداد , ساقول لك شيئا .. قلت تفضل .. قال ..لقد قام القادة الكرد بمطاردة ومحاربة واعتقال الشيوعيين في الشمال , فبالرغم من اننا نحن الشيوعيون وقفنا الى جانبهم من اجل الحرية لكنهم غدروا بنا , اتعلم لماذا .. قلت لا .. قال .. لأن الكرد قوميون عنصريون ونحن امميون ... وسافشي لك سرا .. اني احد المطاردين وقد هربت الى بغداد خوفا على حياتي !

ولذلك يا جاري العزيز انصحك ان تتجنب الأحزاب الطائفية والقومية العنصرية لأنك قد تفقد بسببه حياتك وقيمك ومثلك في الحياة لا بل قد تفقد اهلك واصدقاءك بل كل مستقبلك .
هذا ما نصحني به هذا الجار قبل اكثر من ثلاثين عاما , واليوم لا ادري ان كان حيا او في ذمة الله .

في العراق اليوم كما بالأمس ساسة منتمون الى احزاب دينية وقومية وعلمانية متعددة جميعهم يدعون المبدئية والوطنية والإخلاص في عملهم السياسي من اجل الوطن , لكننا لم نرى من نتائج سياساتهم جميعا غير الفساد والنهب والجريمة وهدرا للوقت , وقد تجلى ذلك من خلال ما يدلون به كل يوم من تصريحات غريبة وعجيبة , اذكر منها ....
يقول بعضهم ..ان سبب التدهور الأمني يعود لإندساس عناصر من اجهزة النظام السابق في اجهزة وزارة الدفاع والداخلية الحالية , ويضيف آخر ان الفساد الإداري والعنف الطائفي جاء نتيجة الإحتلال الأمريكي , وليس بسبب فساد الحكومة كما يقول المعارضون , ويضيف آخرون من المتخصصون في لغة التصريحات المنمقة والتي لا تمت بالواقع بصلة اطلاقا , انهم منتخبون من قبل 12 مليون عراقي واخيرا تم تغييرها الى 15 مليون عراقي , ويطل ثالث ليقول بان القتل على الهوية يمارس من قبل ميليشيات شيعية وسنية مخترقة من قبل ازلام صدام وتنظيم القاعدة , وآخرون يتهمون ايران بزرع الطائفية في العراق وبنفس الوقت يدينون بالولاء لها , اما الأغرب فان البعض من القادة في الحكم يتهم جيش المهدي في زرع الفتنة الطائفية ويؤكد ارتباطه بايران , في حين يرى الآخر بان جيش المهدي هو ميليشيا عربية وقفت ضد الإحتلال الأمريكي , حالة من التناقض يعيشها اعضاء الحكومة دون استثناء حيث يدلون بتصريحين متناقضين وحسب الحاجة الأمريكية والإيرانية , بمعنى انهم بين حانة ومانة مرتبكين وغير صادقين .

الغريب بان هناك من لا يريد ان يصدق ان الحرب مع ايران شارك فيها الجيش العراق المكون من الشيعة والسنة والكرد الى جانب كل شرائح المجتمع العراقي مسلمون ومسيحيون وغيرهم , وهذه حقيقة لا يمكن نكرانها , فاهل الجنوب والشمال مدنيون او عسكريون شئنا ام ابينا كانوا معظمهم ضمن تنظيمات حزب البعث او ضمن تشكيلات الجيش الشعبي سواء كانوا مرغمين او طواعية , لكن الأغرب اليوم ان "معظمهم" إنتموا الى حزب الدعوة والثورة الإسلامية والحزبين الكرديين , وبعضهم يعملون ضمن ميليشياتها , تناقضات عجيبة غريبة تحدث في اوساط الحاكمين ولا ادري كيف اوصفهم فمنذ مقتل الملك فيصل الى مقتل عبد الكريم قاسم الى مقتل عبد السلام عارف الى مقتل صدام حسين والشعب العراقي مغلوب على امره من قبل حاكميه فهو يجبر ان يصفق ويصفق دائماً .

بعد اربع سنوات من غزو العراق , ما زالت اميركا تدير شؤونه عبر مجموعة رجال غير كفوئين اختارتهم اميركا لهذه المهمة عبر انتخابات غير نزيه , فهم يديرون شؤون العراقيين بمفاهيم ورثوها من اجدادهم , وقد تمرسوا على حفظ جملتين واحدة سلبية وأخرى ايجابية حيث يستخدمون الجملة المناسبة في المكان المناسب وطبعا عند الحاجة , فهم يفهمون العمل السياسي هكذا , ويطالبون العراقيين ان يصدقونهم .
اجتماعات ولقاءات ومؤتمرات وتصريحات ودوائر فديوية , وانسحابات , وزراء يُتهمون بنهب المال العام , خروج كتل برلمانية { زعلانة } وعودتها فرحانة , اتهامات متبادلة بين المسؤولين , الأكراد يهددون بالحرب ضد العرب اذا لم يحققوا مطاليبهم في كركوك , والمسلمون منشقين بين سنة تدعمهم بعض الدول العربية وشيعة تدعمهم ايران , وصحوات عشائرية عجيبة في مناطق العراق , دعوات لإقامة مناطق آمنة للمسيحيين على ارض وطنهم , النفط يباع بدون علم الحكومة , ميليشيات تجوب الشوارع , رؤساء الوزراء يتهمون البعض , اعلان عن مصالحة ولا احد يعرف مع من المصالحة , مهاجرون بدون هدف , قصف المدن , مداهمات وحرب شوارع في النجف وديالى , جثث في المزابل كل يوم ,لا كهرباء لا ماء, فوضى , آيات الله تنصح , والمشايخ تفتي والسادة يصرّحون والرئيس الزعيم يجامل وضيّعِنّة المشيتين بابتساماته , احتلال مناطق واعلانها دول مستقلة , كل هذا يحدث في العراق والحكومة تدعي انها منتخبة .
ختاما نقول ان الحجة والخطة الإيرانية والأمريكية التي سيتم بسببها تقسيم العراق قد نجحت, حيث ومنذ غزو العراق اعلنوا ان حكم العراق سيتم على اساس المحاصصة الطائفية والحزبية , وتوّجوا نجاحهم اليوم بتوجيه بعض من عشائره لتعلن صحوتها فزادوا الطين بلة , وهذا هو الهدف الذي تتقاسمه إيران و اميركا , وعاجلا ام آجلا فان " شعب الأدب والثقافة والعلوم والوطنية في العراق " الذي كان بعيدا عن الطائفية والعنصرية بات تغيير ثقافته ضروريا للبدء بتنفيذ مشروع الشرق الأوسط الجديد الذي بشرت به اميركا ودعت المتحالفين معها لدعمه .

133
اميركا هي المدافع والمهاجم في الملعب العراقي


ادورد ميرزا

بما ان حنكة وحكمة الذين تم الإتيان بهم لحكم العراق ابتداءا من السيد بريمر وانتهاء بالسيد المالكي , لم تحقق شيئا طيبا للعراق , بل ان حنكتهم قد اوصلت العراقيين الى ادنى مستوى من التمزق والتخلف والفساد والإنحطاط الثقافي والأخلاقي , كما ان حكمتهم في ادارة البلاد لم تحقق غير المزيد من الدمار والموتى واليتامى والمعوقين والمهجرين , فان العراقيين الذين كانوا بانتظار مستقبل افضل اكتشفوا ان السبب في كل ذلك يعود الى عدم دقة المحتل الأمريكي في اختيار من يحكم العراق خلفا لنظام صدام , اولا , كما انهم في شك من ان الأمريكان قاصدين ذلك لإحكام السيطرة والبقاء في العراق ثانيا , وفي كل الأحوال فان العراقيين ما زالوا ينتظرون اليوم الذي سيعودون الى ديارهم ويعود العراق الى مساره الطبيعي بين الأمم المتحظرة , ولكي يتحقق ذلك فاننا نرى ضرورة قيام المحتل وهو القوة الوحيدة القادرة على اعادة النظر بكفاءة الحكومة التي باركتها وما يدور في اروقتها من سياسات لتثبيت بعض من القرارات والقوانين وتمريرها عبر الدستور الذي يتظمن بعضا من الفقرات التي من شأنها الإضرار بمستقبل وحدة العراق ارضا وشعبا , كما ندعوها ايضا لإعادة تقييم قيادات الأحزاب الدينية الطائفية والقومية الشوفينية والكتل والجماعات الإنتهازية الأخرى من الذين تم جمعهم والإتيان بهم لحكم العراق .

اخيرا تأكد للبعض من قادة التحالف , بان الذين منحتهم "اميركا" الثقة لتنفيذ مشروعها الديمقراطي المزعوم في العراق , لم يكونوا بمستوى المسؤولية والكفاءة والنزاهة , لا بل لا يمتلكون المقدرة لحماية شعب العراق , كما تبين لهم ايضا انهم مرتبطون بدول لها مشاريع طائفية وعنصرية ادت الى احداث شرخ في ثقافة العراقيين نتج عنها العنف الطائفي المحلي وافسح المجال الى قدوم الإرهابيين الى داخل العراق , اما بالنسبة للعراقيين المساكين فقد ثبت لهم وعلى أرض الواقع ان القائمين على حكم العراق لا يمتلكون برنامجا وطنيا يحقق للعراقيين السلام والخير , انهم بنظرهم قوة هدامة باهداف طائفية مصلحية ولا يستحقون انتخابهم للجلوس على كراسي الذهب في القصور الفارهة .

ان قوات التحالف بقيادة اميركا وهي الجهة الظاهرة والفاعلة وصاحبة القرار في تقرير مصير العراق والمنطقة , عليها ان ترفع الدعم عن هذه المجموعة الحاكمة التي اخفقت ليس في حماية العراقيين فقط , انما اخفقت وفشلت في تنفيذ خطوات الديمقراطية المزعومة والتي سيقت لتبرير الحرب على العراق .

فمن اجل انقاذ العراقيين ولأجل تحقيق الديمقراطية والأمان والإزدهار في المنطقة , فاننا نرى ان ما يطرح اليوم من مشاريع وخطط امنية وتجمعات وتكتلات وتوافقات رباعية وخماسية وغيرها من الألاعيب السياسية والتي لا استبعد تدخل دول اجنبية في حبكها , فانها والله ضحك على الذقون , انها لن تؤدي الى استقرار العراق كما يشاع , بل ستزيد من العنف الطائفي الذي حصد الملايين والى تكريس الواقع المتردي الذي يعيشه العراقيون اليوم , ما مطلوب الأن منهم هو الغاء كل ما بني على اسس المحاصصات الطائفية والحزبية وقلعه من الجذور لأنه اثبت انه اساس الخراب والفوضى التي يمر بها العراقيون , لذلك نرى ان انقاذ العراق ووضعه في مساره الطبيعي والإنساني يتأتى من خلال ما يلي ...

اولا . تشكيل حكومة جديدة من العراقيين التكنوقراط اصحاب الكفاءات وهم كثر , حكومة بعيدة عن التوجهات الطائفية والفئوية المتخلفة , لتقوم بتقديم الخدمات الإنسانية والأساسية الى المواطنين دون تمييز , واول واجب تقوم به لضبط الأمن هو ربط السلاح بالدولة فقط , وحل جميع الميليشيات المرتبطة بالأحزاب دون استثناء , وسحب سلاحها ودمجها في المجتمع المدني بعد ايجاد فرص لها.

ثانيا .اعادة النظر بالدستور كلياً ليتماشى مع طموحات الشعب العراقي التوّاق الى الوحدة الوطنية والديمقراطية , والغاء كل ما يتظمن من فقرات تعزز المحاصصة والتقسيم الطائفي والإثني والجغرافي او الأيدلوجي , على ان يتم ذلك بالتعاون وبإشراف مباشر من قبل هيئة الأمم المتحدة والجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي , واعادة هيكلة الوزارات والمؤسسات بما يضمن حياديتها بعيدا عن المحاصصة الطائفية او الحزبية الحاصلة اليوم .

ثالثا . يتم اجراء انتخابات نزيه يشارك فيها جميع العراقيين وفق الأسس التالية ...
أ. جعل الإنتخابات على اساس الترشيح الفردي وليس على اساس الكتل او القوائم والتي احدثت شرخاً في مصداقية الإنتخابات وانجرافها نحو الإنتخاب الطائفي والإنتهازي , على ان تتم باشراف لجان دولية محايدة , حيث ان الترشيح الفردي هي الحالة الصحيحة التي تجعل العراقيين على دراية تامة بمن يستحق ان يدير شؤونهم مهنيا واخلاقيا , كما ان تقديم المرشح لمؤهلاته السياسية والأكاديمية يبعد الشكوك بنزاهته وكفاءته في تحمل المسؤولية , والإبتعاد عن اسلوب شراء الأصوات بالمال أو استخدام الرموز الدينية للتخويف والإيحاء بما سيؤلوا اليه الناخب الذي لا ينصاع لهم من ويل وثبور وعظائم الأمور .

 ب . منع استخدام الشعارات وصور الرموز الدينية عند الترشيح .
ج . اعتماد سجلات التعداد العام للسكان لأخر احصاء نفوس في العراق كأساس لحق الناخبين , وعدم الإعتماد على المستندات التي من الممكن تزويرها ومن ضمنها البطاقة التموينية والتي اصبحت من فضائح الإنتخابات السابقة .

رابعا . الغاء قرار حل الجيش العراقي ومؤسسات الشرطة السابقة واعادتها للخدمة ضباطاً ومراتب , وجعل القضاء الفيصل في البت في من يُتهم بارتكابه اي جرم بحق الشعب العراقي .

خامسا . اعادة العمل بقانون الخدمة الإلزامية في الجيش , حيث انها حالة وطنية تؤدي الى مشاركة كافة اطياف الشعب لخدمة وطنهم وهذا ما يعزز الوحدة العراقية البعيدة عن التوجهات الطائفية والفئوية .

ان ما ذكر اعلاه يمثل برأي الشخصي الحل الأمثل للخروج من المأزق الحالي الذي دخل فيه العراق , مع التأكيد على ان ذلك من الممكن تحقيقه ان ارادت اميركا ذلك ! ..... والله من وراء القصد .

استاذ جامعي مستقل

134
نصيحة .. لمن يهمه مصير العراق 

ادورد ميرزا
استاذ جامعي مستقل

اربع سنوات مرت والعراقيون في دوامة الخوف والعنف الطائفي , يتنقلون بين المحافظات لدفن قتلاهم وزيارة جرحاهم وحماية اهاليهم المرعوبين المهجرين , اربع سنوات كان يجب ان يكون العراق الغني بثرواته النفطية وطيبة شعبه في مقدمة الدول الديمقراطية التي ينعم اليوم شعبها بالأمن والعيش الرغيد , لكن ذلك لم يحدث .. بل أُغرق العراق في حرب اهلية طائفية على يد عصابات محلية وميليشيات الأحزاب الطائفية المدعومة من دول الجوار وفي مقدمتها ايران والتي استغلت الفوضى التي خلفتها الحرب التي شنتها اميركا , كما ان اميركا لم تكن موفقة " إما قصدا او عدم دراية " في اختيار الكفوئين من الساسة لحكم العراق , حيث وكما ظهر فقد تسلطت قيادات بعض الأحزاب الدينية الطائفية والمذهبية على الحكم , فاحدثت شرخا في التماسط الوطني أدى الى فوضى تمثلت في انتشار ثقافة الثأر والإجتثاث الطائفي والحزبي المتخلفة .
واليوم وبعد هذا الدمار والموت اليومي لم يعد العالم المتحظر يحتمل استمراره والسكوت عليه , فانطلقت احاديث هنا وهناك تدور في الوسط السياسي العراقي تتمحور حول السبل التي يمكن من خلالها انقاذ العراق والشفاء من مرضه الطائفي الذي حقنته قوى معينة في جسد العراق وتحت انظار القيادة الأمريكية , كما سمعنا ان الكونكرس الأمريكي سيعقد اجتماعات مكثفة للبحث في نفس الموضوع , حيث من الواضح ان " اي جهد لإنقاذ العراق لا يمكن ان يتأتى الا بمباركة امريكية" وهذه حقيقة يجب ادراكها .

ان اسباب التدهور وادواتها اصبحت واضحة , كما ان إعادة ثقة العراقيين بالتغيير الجديد , ليست بالمستحيلة , فمصارحة العراقيين عن الذين تسببوا في هذا التدهور , ستكون بداية الخطوة الأولى لإعادة ثقة العراقيين بالتغيير الجديد , فالعراقيون على دراية تامة من ان تشكيل الحكومات بعد الغزو عام 2003 وكتابة الدستور مرورا بانتخابات اعضاء البرلمان كلها جرت على اسس طائفية وحزبية , فالتزوير واخافة العراقيين بالفتاوى , ساهما في انتشار الفساد والفوضى الطائفية . 
هذه الإشارات الثلاثة هي السبب الرئيسي للتدهور الحاصل في العراق , وان العمل على الغاءها وايقاف العمل بتعليماتها , هي البداية الصحيحة التي على ضوءها يتم بناء العراق الجديد .

وبما ان العراق والعراقيين قد اوصلتهم حكمة من حكمهم منذ اربع سنوات الى ادنى مستوى من التأخر والفساد والإنحطاط , فاننا نرى من الضروري وضع اليد على الأسباب لإعادة الأمور الى الوضع الطبيعي والعمل بتفاني من اجل انقاذ العراق , ولأجل ذلك نرى ان الحالة العراقية بحاجة الى ما يلي ...

اولا . اعادة النظر بالدستور ليتماشى مع طموحات الشعب العراقي والغاء كل ما يتظمن من فقرات تعزز المحاصصة والتقسيم الطائفي والإثني والجغرافي او الأيدلوجي , على ان يتم ذلك بإشراف مباشر من قبل هيئة الأمم المتحدة والجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي , واعادة هيكلة الوزارات والمؤسسات بما يضمن حياديتها بعيدا عن المحاصصة الطائفية او الحزبية الحاصلة اليوم .

ثانيا . اجراء انتخابات نزيه يشارك فيها جميع العراقيين وفق الأسس التالية ...
أ. جعل الإنتخابات على اساس الترشيح الفردي وليس على اساس الكتل او القوائم والتي احدثت شرخاً في مصداقية الإنتخابات , عاى ان تتم باشراف لجان دولية محايدة .
 ب . منع استخدام الشعارات وصور الرموز الدينية عند الترشيح .
ج . اعتماد سجلات التعداد العام للسكان لأخر احصاء نفوس في العراق كأساس لحق الترشيح , وعدم الإعتماد على البطاقة التمنوينية التي اصبحت من فضائح الإنتخابات السابقة .

ان الترشيح الفردي هي الحالة الصحيحة التي تجعل العراقيين على دراية تامة بمن يستحق ان يدير شؤونهم مهنيا واخلاقيا , كما ان تقديم المرشح لمؤهلاته السياسية والأكاديمية شخصيا يبعد الشكوك حول امكانياته في تحمل المسؤولية , اما شراء الأصوات بالمال أو استخدام الرموز الدينية للتخويف والإيحاء بما سيؤلوا اليه الناخب الذي لا ينصاع لهم من ويل وثبور وعظائم الأمور , فلن تؤدي الا الى تشكيل حكومة ومجلس وطني هزيل وغير كفوء , وهو ضرب من السلوك الذي ترفضه الأعراف الدولية وجميع الأديان السماوية .

ثالثا , الغاء قرار حل الجيش العراقي السابق واعادته للخدمة بكل تشكيلاته قيادة ومراتب وبعدها يجري ان " تطلب الأمر" تدقيق اضابيرهم واحالة من تثبت ادانته الى القضاء لينال عقابه .
اعادة العمل بقانون الخدمة الإلزامية , حيث انها حالة وطنية تؤدي الى مشاركة كافة اطياف الشعب لخدمة وطنهم وهذا ما يعزز الوحدة العراقية.

ختاما ..
نقول لكل الأطراف ولمن يهمه الأمر , ان إنقاذ العراق بحاجة الى توفر حسن النية , والى اشاعة ثقافة وطنية تشارك فيها كل المؤسسات التعليمية والتربوية والدينية والحزبية وعلى رأسها وسائل الإعلام كافة , حيث يجب توجيهها للإقتداء بالروح الوطنية العراقية , بعيدا عن الإيحاءات الدينية والمذهبية والقومية والحزبية التي ساهمت في تأجيج الكراهية والأحقاد بين العراقيين , فهل من مجيب .




 
 

135
حكومة يصفق لها عشرات , وملايين صفّقت لفريقها الكروي الفائز !


ادورد ميرزا
استاذ جامعي مستقل

لم يحدث في التأريخ ان وطناً تديره حكومة "منتخبة" كالعراق , يقتل ويهرب مواطنيه من العلماء والأدباء والفنانين والرياضيين وتنهب ثرواته وتدمر مؤسساته , وتتشكل فرقهُ الرياضية والفنية والأدبية والثقافية وتمارس نشاطاتها خارج حدوده , والحكومة داخل الحدود بدون نشاط وتدعي دون اكتراث انها الراعي المؤمن والأمين على مصالح الشعب العراقي الفنية والأدبية والثقافية والسياسية والرياضية والدينية والصحية ووووو ....

لقد سجل الفريق العراقي لكرة القدم في سفره ملحمة تأريخية غير مسبوقة فقد استطاع تجاوز الكثير من الصعاب والمعانات التي اعترضت طريقة تشكيله واماكن تواجده وتلقي تدريباته , حيث الكل يعلم مدى صعوبة جمع اللاعبين وادارتهم وتدريبهم , خاصة اذا ما علمنا ان المنتخب العراقي مهاجر بين الدول ويلعب غالبية اعضاءه لفرق مختلفة المناشئ , حتى ان اداريوا الفريق يعملون بنشاط منقطع النظير ولكن من خارج الحدود , فتصوروا حال الفريق !

هذا الفريق الرياضي الشاب والذي يتنقل غالبية اعضاءه واسرهم بين دول شقيقة واخرى صديقة بحثاً عن الرزق والأمان , قد حقق انجازا عراقيا عظيما حيث فاز على الفريق السعودي في البطولة الأسيوية فبرهن على ان الذي حصل لوطنهم وشعبهم لم تثنيهم عن مواصلة التقدم والنجاح , لقد كانت الوطنية والوطن ودماء الشهداء ودموع الأمهات ومأساة المهجرين الدافع الأساسي لهم لتحقيق الفوز وقد ظهر ذلك جليا من خلال مشهدهم الرائع امام العالم مقبلين علم العراق ورافعينه فوق رؤوسهم , ثابتين كالنخلة العراقية وهم يرددون النشيد الوطني موطني موطني .., مشهد افصح عن مدى التباعد بين العراقيين وبين حكومتهم " الغائبة " والتي لم يشاهدونها يوما تنشد او تمسك بالعلم العراقي لا في العراق ولا خارجه , انها رسالة من خارج الحدود لتذكير ابناء العراق الشرفاء من "شماله العزيز الى جنوبه الحبيب" , بان رمز الوطنية العراقية والفخر يتجسدان في الإعتزاز بالنشيد الوطني والعلم العراقي ..حقا انها محبة العراقيين لوطنهم وتاجاً فوق رؤوسهم . 


136
المنبر السياسي / 2003 عودة الأمية
« في: 14:37 29/07/2007  »
2003 عودة الأمية

ادورد ميرزا
استاذ جامعي مستقل


العراقيون المتابعون لمسيرة حياتهم , وما كتب عنهم المؤرخون عن اسباب تأخر نموهم الإقتصادي وتقدمهم نحو الديمقراطية , سيجدون انفسهم امام كم هائل من المسببات والمعوقات , فالإستعمار الغربي واطماعه في ثروات وطنهم وتدخله السلبي في خصوصياتهم الإجتماعية والسياسية , قد وقف دائما امام احلامهم في التقدم , حيث في كل مرة يحتلون العراق يبدأون فورا بتعيين حكومة تابعة لهم وغالبا ما يختارونها غير كفوءة لتعميق الأزمات الإقتصادية والصراعات الدينية والقومية ليستمر التخلف والجهل فيتكاثر المشعوذون والدجالون , وقد ظهر ذلك جليا منذ تأسيس الدولة العراقية في العشرينات من القرن الماضي , لكن الحالة  الإستعمارية في العراق لم تدم طويلا , حيث في 14 تموز عام 58 , تغيرت الى حالة حكم الشعب بقيادة الزعيم عبد الكريم قاسم فانتعش العراقيون اقتصاديا وثقافيا , ولكن لفترة قصيرة جدا .
 
اما في السبعينات فهناك الكثير من العراقيين لا يعرفون شيئا عن حالة شعبهم الثقافية والمعاشية والأمنية آنذاك , واخص بالذكر العراقيين الذين هاجروا العراق وهم في عنفوان شبابهم... وقبل ان اوضح بعض الحقائق اقول ان الدينار العراقي في تلك الفترة كان يعادل اكثر من ثلاثة دولارات امريكية .
 
ان العراق وفي سنوات السبعينات كان من اغنى وارقى دول المنطقة وان مواطنيه الساكنين من اعلى قمة جبل في شماله الى ابعد نقطة من جنوبه كانوا ينعمون بالخير والرفاه والأمان , وبسبب هذا الخير والأمان اقدمت الدولة على حملة سميت حملة محو الأمية شملت كل العراق , فهيأت لها كل مستلزماتها من كتب وقرطاسية ومعلمين لتساهم في زيادة الوعي الثقافي للمجتمع , فانتظم فيها العراقيون الذين لم تسنح الفرصة لهم للتعلم مجانا , كما كان العراقيون ضمن نفس الفترة مشمولون بالتعليم الإلزامي المجاني والتغذية المدرسية ابتداءا من دور الرياض الى اكمال الدراسة الجامعية , وان كل تكاليف مؤسسات التربية والتعليم ومستلزماتها من كتب الدراسة الى القرطاسية بكل انواعها المختبرية والمكتبية كانت مجانية وعلى حساب الدولة المركزية العراقية , لا بل وحتى المواطنين من ابناء الدول العربية كان لهم الحق في الحصول على التعليم والرعاية الصحية مجانا , كما ان الخدمات الصحية في المستشفيات والمراكز الصحية كانت مجانية مع كل مستلزماتها من ادوية واجهزة طبية متنوعة , كما قامت في العراق الصناعات الخفيفة والثقيلة واقيمت الجسور العملاقة الى جانب مد خطوط الماء والكهرباء وتعبيد الطرق التي ربطت كل محافظاته وقراه , فالصادقون لا يغفلون هذه المرحلة من حياة العراقيين , لقد استمر هذا الحال الى بداية الثمانينات والتسعينات , حيث بعدها حلّ الخراب والفساد في البلد نتيجة اندلاع الحرب الإيرانية والكويتية الغير مبررة والتي كان بالإمكان تفاديهما لولا غباء السلطة العراقية آنذاك بأمرة صدام حسين , حيث استغلت بعض الدول العربية والغربية هذا الغباء فاشعلوا الحرب , ومع الأسف كان الضحية الشعب العراقي وما زال يدفع ثمن الأثنين معاً.
 
لكن الصدمة المأساوية حدثت بعد غزو العراق حيث الغيت الدولة العراقية بكامل مؤسساتها المدنية والعسكرية , فحل الدمار والخراب وفُقد الأمن وانتشر العنف  الطائفي وحل الفساد محل الطيبة العراقية , ولا داعي ان نتطرق الى موضوعة "لماذا اختير العراق"  ومن كان وراء تغيير مسار ثقافته وتدمير قوته ,... لأن الفاعلون قد كشفوا عن انفسهم دون عناء , وقد عرفهم العراقيون , وبالإمكان اي شخص ان يتعرف اكثر من خلال مشهد الإجتماع الأخير الذي جمع الأمريكان مع الإيرانيين يتوسطهم رئيس حكومة العراق وهم مجتمعين لإيجاد حلول للقضية العراقية .... صورة لا تحتاج الى تعليق انما من حق المشاهد ان يسأل من هو صاحب القضية الحقيقي , واذا كانت اميركا هي الدولة المحتلة للعراق وباعترافها .. فما هو تفسير حضور ايران ؟

في العراق وكل يوم تدفن عشرات الجثث البشرية ويسقط مئات آخرون جرحى لا ذنب لهم , كل يوم تهجر عشرات العوائل , كل يوم احزان ومآسي ... إغتصاب , وسلب ونهب , خطف واغتيال تهديد وتهجير , شعب متعب يموت في وادي , والذين انتخبهم ينعمون في واد آخر , { حتى بجلمة الجذب } كما يقول العراقيون, لم نسمع مسؤولا حكوميا " منتخباً " يتحرك بجدية لإيجاد حل لمآسي منتخبيه , والأتعس من ذلك ان اعضاء البرلمان العراقي غير معروفين من قبل غالبية العراقيين , فانهم يجتمعون ويقررون ويصدرون قرارات ليس لها اي علاقة بالوضع العام للعراق والعراقيين , واعضاءه المعيّنون حسب القاعدة الطائفية مشغولون بالتصويت على اصدار القوانين التي تحميهم وتخدم مصالحهم الأمنية والمادية فقط , اما تصريحاتهم ومع الأسف فهي غير مستقرة , فتارة يصرحون بخطب تدين وتستنكر اعمال العنف وتارة يكيلون المديح للحكومة ومؤسساتها الأمنية !
 
نعم انهم يتحدثون بوجهين لم يعتادها العراقيون .. مرة كلام بجديّة ومرة بكوميديا , بحجة { اخوان احنا نحجي سياسة } , ويتناسون ان القاعدة في السياسة تقول { اذا صادفك شعبا متطورا ومتقدما ومتحظرا , إسأل عن صفات حكومته }.
فمتى سيصدق القائمون على حكم العراق ويوقفون الكذب ويكفون عن تزييف الحقائق , الم يتعلموا من الغرب معنى الوطنية , اليس الإنتماء الى الوطن ..موقف مقدس , اليست الوطنية هي سلاح الديمقراطية والحاظنة الأمينة لكل الإنتماءات الدينية او القومية او السياسية  , الا يخجل ويحمر وجه المتحدثون كذباً على انهم وطنيون وان الديمقراطية قائمة في العراق؟ 
هل غاب عن ذهنهم ان في الوطنية الحقيقية تنصهر كل المسميات والإنتماءات الدينية او القومية  فتفصح المواطنة عن وجودها في وجدانهم , اليست الوطنية والتي أفداها العراقيون بدمائهم منذ الاف السنين هي الحاظنة الشرعية لمكونات الشعب وهي هويته التي يتفاخر بها امام العالم , يتسائل العراقيون كيف تكون الحكومة الحالية ببرلمانها "العتيد" وطنية خالصة وعادلة في حماية ابناء العراق بكل مكوناته , وتدعي انها وطنية .. فيما يستمر خطابها الثقافي والإعلامي داعيا للتوجه الطائفي رسمياً وشعبياً , اليس ذلك ضحكا على الذقون , ثم كيف يوصف البعض من كتابنا او محللينا بان ما يحدث من قتل وتهجير واغتصاب لأبناءنا وبناتنا وسلب ونهب مساكننا وتدمير لدور عبادتنا ومساجدنا وكنائسنا , هو من تدبير تنظيم القاعدة وازلام النظام السابق فقط , الا يوجد مجرمون اخرون ... ايها السادة !
اتمنى وقبل ان تكتبوا عن حال العراقيين , ان تستمعوا اليهم فقط وقبل هروبهم لكي تكتبوا الحقيقة كما هي ! 

ان الحكومات العراقية التي تعاقبت على حكم العراق منذ 2003 ولحد هذا اليوم وكما ظهر للعراقيين وللعالم المتحظر لم تكن حكومات ديمقراطية عادلة ومنصفة لأبناء العراق , حيث ومنذ اليوم الأول برزت المحاصصة الطائفية والمذهبية التي أدت الى تقسيم العراقيين الى مجموعات طائفية ومذهبية فانتشرت الفوضى والفساد واصبح العراق ساحة قتال بين ابناءه راح ضحيتها الاف العراقيين الأبرياء بين قتيل وجريح ومهجر , والمثير للدهشة انه وفي خضم هذه الفوضى والصراعات وعدم الإستقرار تنطلق الدعوات من قبل بعض الأطراف المذهبية والقومية العنصرية لقيام نظام فدرالي كحل دائمي للوضع العراقي الجديد, وكأن العراق والعراقيين ينعمون بالخير والأمان , وانهم على اتم الإستعداد للبدء بتنفيذ خطة تقسيم العراق الى فدراليات والتي تعني في النهاية { كلمن يحود النار لخبزته } .
ان الفدرالية التي ينادي بها هؤلاء لا تعدو سوى كونها نظام حكم يحقق لفئات معينة مصالحهم الخاصة , وليس له اي علاقة بسيادة العراق ولا بمصالح وحقوق بقية الفئات , وهذا ما يخطط له الأن .
ان مشروع الفدرالية التي يطمح الى تحقيقها العراقيون الوطنيون هو ذلك النظام السياسي والحكم المركزي الذي من اهم مهماته هو استيعاب مصالح جميع المكونات وتطلعاتها دون

137
المنبر الحر / 2003 عودة الأمية
« في: 15:14 28/07/2007  »

2003 عودة الأمية

ادورد ميرزا
استاذ جامعي مستقل

العراقيون المتابعون لمسيرة حياتهم , وما كتب عنهم المؤرخون عن اسباب تأخر نموهم الإقتصادي وتقدمهم نحو الديمقراطية , سيجدون انفسهم امام كم هائل من المسببات والمعوقات , فالإستعمار الغربي واطماعه في ثروات وطنهم وتدخله السلبي في خصوصياتهم الإجتماعية والسياسية , قد وقف دائما امام احلامهم في التقدم , حيث في كل مرة يحتلون العراق يبدأون فورا بتعيين حكومة تابعة لهم وغالبا ما يختارونها غير كفوءة لتعميق الأزمات الإقتصادية والصراعات الدينية والقومية ليستمر التخلف والجهل فيتكاثر المشعوذون والدجالون , وقد ظهر ذلك جليا منذ تأسيس الدولة العراقية في العشرينات من القرن الماضي , لكن الحالة  الإستعمارية في العراق لم تدم طويلا , حيث في 14 تموز عام 58 , تغيرت الى حالة حكم الشعب بقيادة الزعيم عبد الكريم قاسم فانتعش العراقيون اقتصاديا وثقافيا , ولكن لفترة قصيرة جدا .

اما في السبعينات فهناك الكثير من العراقيين لا يعرفون شيئا عن حالة شعبهم الثقافية والمعاشية والأمنية آنذاك , واخص بالذكر العراقيين الذين هاجروا العراق وهم في عنفوان شبابهم... وقبل ان اوضح بعض الحقائق اقول ان الدينار العراقي في تلك الفترة كان يعادل اكثر من ثلاثة دولارات امريكية .

ان العراق وفي سنوات السبعينات كان من اغنى وارقى دول المنطقة وان مواطنيه الساكنين من اعلى قمة جبل في شماله الى ابعد نقطة من جنوبه كانوا ينعمون بالخير والرفاه والأمان , وبسبب هذا الخير والأمان اقدمت الدولة على حملة سميت حملة محو الأمية شملت كل العراق , فهيأت لها كل مستلزماتها من كتب وقرطاسية ومعلمين لتساهم في زيادة الوعي الثقافي للمجتمع , فانتظم فيها العراقيون الذين لم تسنح الفرصة لهم للتعلم مجانا , كما كان العراقيون ضمن نفس الفترة مشمولون بالتعليم الإلزامي المجاني والتغذية المدرسية ابتداءا من دور الرياض الى اكمال الدراسة الجامعية , وان كل تكاليف مؤسسات التربية والتعليم ومستلزماتها من كتب الدراسة الى القرطاسية بكل انواعها المختبرية والمكتبية كانت مجانية وعلى حساب الدولة المركزية العراقية , لا بل وحتى المواطنين من ابناء الدول العربية كان لهم الحق في الحصول على التعليم والرعاية الصحية مجانا , كما ان الخدمات الصحية في المستشفيات والمراكز الصحية كانت مجانية مع كل مستلزماتها من ادوية واجهزة طبية متنوعة , كما قامت في العراق الصناعات الخفيفة والثقيلة واقيمت الجسور العملاقة الى جانب مد خطوط الماء والكهرباء وتعبيد الطرق التي ربطت كل محافظاته وقراه , فالصادقون لا يغفلون هذه المرحلة من حياة العراقيين , لقد استمر هذا الحال الى بداية الثمانينات والتسعينات , حيث بعدها حلّ الخراب والفساد في البلد نتيجة اندلاع الحرب الإيرانية والكويتية الغير مبررة والتي كان بالإمكان تفاديهما لولا غباء السلطة العراقية آنذاك بأمرة صدام حسين , حيث استغلت بعض الدول العربية والغربية هذا الغباء فاشعلوا الحرب , ومع الأسف كان الضحية الشعب العراقي وما زال يدفع ثمن الأثنين معاً.

لكن الصدمة المأساوية حدثت بعد غزو العراق حيث الغيت الدولة العراقية بكامل مؤسساتها المدنية والعسكرية , فحل الدمار والخراب وفُقد الأمن وانتشر العنف  الطائفي وحل الفساد محل الطيبة العراقية , ولا داعي ان نتطرق الى موضوعة "لماذا اختير العراق"  ومن كان وراء تغيير مسار ثقافته وتدمير قوته ,... لأن الفاعلون قد كشفوا عن انفسهم دون عناء , وقد عرفهم العراقيون , وبالإمكان اي شخص ان يتعرف اكثر من خلال مشهد الإجتماع الأخير الذي جمع الأمريكان مع الإيرانيين يتوسطهم رئيس حكومة العراق وهم مجتمعين لإيجاد حلول للقضية العراقية .... صورة لا تحتاج الى تعليق انما من حق المشاهد ان يسأل من هو صاحب القضية الحقيقي , واذا كانت اميركا هي الدولة المحتلة للعراق وباعترافها .. فما هو تفسير حضور ايران ؟

في العراق وكل يوم تدفن عشرات الجثث البشرية ويسقط مئات آخرون جرحى لا ذنب لهم , كل يوم تهجر عشرات العوائل , كل يوم احزان ومآسي ... إغتصاب , وسلب ونهب , خطف واغتيال تهديد وتهجير , شعب متعب يموت في وادي , والذين انتخبهم ينعمون في واد آخر , { حتى بجلمة الجذب } كما يقول العراقيون, لم نسمع مسؤولا حكوميا " منتخباً " يتحرك بجدية لإيجاد حل لمآسي منتخبيه , والأتعس من ذلك ان اعضاء البرلمان العراقي غير معروفين من قبل غالبية العراقيين , فانهم يجتمعون ويقررون ويصدرون قرارات ليس لها اي علاقة بالوضع العام للعراق والعراقيين , واعضاءه المعيّنون حسب القاعدة الطائفية مشغولون بالتصويت على اصدار القوانين التي تحميهم وتخدم مصالحهم الأمنية والمادية فقط , اما تصريحاتهم ومع الأسف فهي غير مستقرة , فتارة يصرحون بخطب تدين وتستنكر اعمال العنف وتارة يكيلون المديح للحكومة ومؤسساتها الأمنية !

نعم انهم يتحدثون بوجهين لم يعتادها العراقيون .. مرة كلام بجديّة ومرة بكوميديا , بحجة { اخوان احنا نحجي سياسة } , ويتناسون ان القاعدة في السياسة تقول { اذا صادفك شعبا متطورا ومتقدما ومتحظرا , إسأل عن صفات حكومته }.
فمتى سيصدق القائمون على حكم العراق ويوقفون الكذب ويكفون عن تزييف الحقائق , الم يتعلموا من الغرب معنى الوطنية , اليس الإنتماء الى الوطن ..موقف مقدس , اليست الوطنية هي سلاح الديمقراطية والحاظنة الأمينة لكل الإنتماءات الدينية او القومية او السياسية  , الا يخجل ويحمر وجه المتحدثون كذباً على انهم وطنيون وان الديمقراطية قائمة في العراق؟ 
هل غاب عن ذهنهم ان في الوطنية الحقيقية تنصهر كل المسميات والإنتماءات الدينية او القومية  فتفصح المواطنة عن وجودها في وجدانهم , اليست الوطنية والتي أفداها العراقيون بدمائهم منذ الاف السنين هي الحاظنة الشرعية لمكونات الشعب وهي هويته التي يتفاخر بها امام العالم , يتسائل العراقيون كيف تكون الحكومة الحالية ببرلمانها "العتيد" وطنية خالصة وعادلة في حماية ابناء العراق بكل مكوناته , وتدعي انها وطنية .. فيما يستمر خطابها الثقافي والإعلامي داعيا للتوجه الطائفي رسمياً وشعبياً , اليس ذلك ضحكا على الذقون , ثم كيف يوصف البعض من كتابنا او محللينا بان ما يحدث من قتل وتهجير واغتصاب لأبناءنا وبناتنا وسلب ونهب مساكننا وتدمير لدور عبادتنا ومساجدنا وكنائسنا , هو من تدبير تنظيم القاعدة وازلام النظام السابق فقط , الا يوجد مجرمون اخرون ... ايها السادة !
اتمنى وقبل ان تكتبوا عن حال العراقيين , ان تستمعوا اليهم فقط وقبل هروبهم لكي تكتبوا الحقيقة كما هي ! 

ان الحكومات العراقية التي تعاقبت على حكم العراق منذ 2003 ولحد هذا اليوم وكما ظهر للعراقيين وللعالم المتحظر لم تكن حكومات ديمقراطية عادلة ومنصفة لأبناء العراق , حيث ومنذ اليوم الأول برزت المحاصصة الطائفية والمذهبية التي أدت الى تقسيم العراقيين الى مجموعات طائفية ومذهبية فانتشرت الفوضى والفساد واصبح العراق ساحة قتال بين ابناءه راح ضحيتها الاف العراقيين الأبرياء بين قتيل وجريح ومهجر , والمثير للدهشة انه وفي خضم هذه الفوضى والصراعات وعدم الإستقرار تنطلق الدعوات من قبل بعض الأطراف المذهبية والقومية العنصرية لقيام نظام فدرالي كحل دائمي للوضع العراقي الجديد, وكأن العراق والعراقيين ينعمون بالخير والأمان , وانهم على اتم الإستعداد للبدء بتنفيذ خطة تقسيم العراق الى فدراليات والتي تعني في النهاية { كلمن يحود النار لخبزته } .
ان الفدرالية التي ينادي بها هؤلاء لا تعدو سوى كونها نظام حكم يحقق لفئات معينة مصالحهم الخاصة , وليس له اي علاقة بسيادة العراق ولا بمصالح وحقوق بقية الفئات , وهذا ما يخطط له الأن .
ان مشروع الفدرالية التي يطمح الى تحقيقها العراقيون الوطنيون هو ذلك النظام السياسي والحكم المركزي الذي من اهم مهماته هو استيعاب مصالح جميع المكونات وتطلعاتها دون اجتثاث او استبعاد احد , وتوزيع الثروات بصورة عادلة على جميع العراقيين , لكنه لوحظ في الفترة الأخيرة ان هناك بوادر سوء فهم لمفهوم الفدرالية انطلقت من الشمال العراقي , حيث نسمع مطالبة حكومة كردستان بحصتها من ثروات البلد المركزية وهذا حق طبيعي , في حين انها لا تسدد ما تجنيه من الإيرادات الضريبية الى الخزينة المركزية , وهذا يعني ان هناك سوء فهم في معرفة اصول وحقوق وواجبات النظام الفدرالي , ولذلك نقول ان مشروع الفدرالية في العراق بحاجة الى مزيد من التثقيف المكثف لفهمه ولطريقة تطبيق , لأنه اذا ما طبق فانه سيحرم الأقليات القومية الأخرى ذوات المعتقدات اليزيدية والصابئية والمسيحية من حقوقها في الأرض والثروة وسيخلق وضعا دوليا لا تحمد عقباه.
والسؤال الأكثر الحاحا هو ..هل حقا ان دعاة الفدرالية سيحققون النجاح والرفاه لشعوبهم وسيلحقونهم بركب التقدم والتطور والتحظر الإنساني من خلالها ! ام انهم سينشغلون وشعوبهم في حروب طائفية وعشائرية على جنبات حدود فدرالياتهم الى ما لا نهاية ....

ان النظام السياسي الذي يحقق استقرار العراق في ظروفه الحالية هو قيام حكومة مركزية قوية ذات نظام مدني اساسه احترام القانون , حكومة عادلة منحازة فقط لشعب العراق , تتيح الفرصة لجميع مكوناته للمشاركة في بناء المجتمع دون ابعاد أحد , فلا أكثرية ولا أقلية ، فالجميع يجب ان يتمتعوا بالحقوق والواجبات في ظل دستور عادل يتبنى كل مصالح العراقيين دون استثناء , ويجسدها في اقامة العدل والمساوات تحت ظل قوانين عصرية تليق بالعراقييين , وتستلهم تراث وحضارة شعب ما بين النهرين الخالدة "بابل وآشور" , العراقيون بحاجة اليوم الى قادة يتحلون بنكران الذات من اجل انقاذ العراق , والى وقفة جريئة ضد الواقع المتخلف الذي يمرون به ويدافعون عليه , والتوجه للإستفادة من بعض الخطوات الإيجابية السابقة والتي حققت الأمن والإستقرار للوطن , لقد كان عهد السبعينات .. عهد محو الأمية , فلماذا يا سادة يا كرام عدتم بالعراق الى عهد الأمية ؟





.

138

مخاطر الحكم الذاتي ... من وجهة نظر مستقلة


ادورد ميرزا
استاذ جامعي مستقل

بداية نقول ان { ارض ما بين النهرين } دولة العراق الحالية كان سكانها وقبل اكثر من سبعة آلاف سنة من اوائل المهتمين بالعلوم والثقافات , حيث اسسوا فيها حضارة عظيمة عرفت { بحضارة وادي الرافدين } ويذكر المؤرخون ان شعب "بابل وآشور" قوم حافظوا على لغتهم ودافعوا عن تأريخهم وعاداتهم قبل اعتناقهم المسيحية , واستمروا على نفس النهج بعد دخولهم المسيحية حتى يومنا هذا , وقد تعاقبت على سكن هذه الأرض اقوام اخرى متعددة الأعراق والأجناس والأديان جاءت من مختلف بقاع الأرض طمعا في خيرات ارضها ووداعة شعبها , لكن هذه الأقوام بكل تنوعاتها الدينية والقومية لم تشعر يوما بالإطمئنان والإستقرار بسبب الصراعات والحروب التي كانت دائرة بين انظمة الحكم آنذاك , الا ان شعوب هذه الأقوام بقيت محافظة على ثقافتها وعاداتها التي تدعو الى التعايش السلمي رغم اختلاف معتقداتها .

لقد تناوب على حكم العراق عبر انقلابات دموية اشكال متنوعة من الحكومات منها ملكية ثم اعقبها جمهورية شمولية وأنتهت بحكومة طائفية مزقت الشعب وارجعته الى عصر التخلف , لكن شعب العراق المتنوع الطوائف والأديان والقوميات بقي متمسكا بثقافته الإنسانية التي تدعو الى احترام الآخر مهما كان انتماءه ومعتقده كما ان الحروب الخارجية والصراعات الداخلية التي عصفت بالعراق كلها كانت بسبب سوء ادارة الحكومات ولم يكن للشعب اي يد فيها , ولذلك فمن الصعب اليوم في المجتمع العراقي ان ينفرد حاكم طائفي معين ليفرض ايدلوجية طائفته على الأخرين والحصول على مكاسب معينة .

واليوم وبعد ان قامت اميركا بغزو العراق وتعيينها حكومة محاصصة طائفية كلها عوامل ادت الى انتشار الكراهية والثأر المذهبي والفساد والفوضى , فتم استهداف العراقيين جميعا دون استثناء ومن ضمنهم المسيحيين الآمنين فطالهم القتل والتهجير القسري دون هوادة , حيث اجبر غالبيتهم للهروب والتوافد الى الشمال العراقي والذي يعتبر اليوم من المناطق الأكثر أمانا وازدهارا في العراق , وهنا لابد الإشادة بحكومة اقليم كردستان لما تقدمه من مساعدة في احتضان العراقيين وخاصة المسيحيين الهاربين من جحيم الطائفية والإرهاب ونخص بالذكر الأستاذ سركيس اغاجان الذي يبذل مع اخوانه الأخرين الجهود الحثيثة لتقديم كل المساعدة وافضل الخدمات .

ولو عدنا قليلا الى الوراء وتحديدا في بداية السبعينات سيظهر لنا ان اول من طرح مشروع الحكم الذاتي للأكراد كان في العراق وقد اعلنه احمد حسن البكر الذي كان يبسط قبضته على كل ارض العراق , فبالرغم من تشكيك البعض من القيادات المسيحية والإسلامية والعربية والكردية بمصداقيته الا انه تقدم به فعقد إتفاقا مع القيادة الكردية المسلحة لإنهاء الحرب بينهما وإعادة الأمن والإستقرار الى شمال الوطن , لكنه لم يتحقق في حينه بالشكل المطلوب لأسباب يجلها الكثيرون , لكنه وبعد ان اسقط نظام صدام حسين والغي الدستور حققت القيادة الأمريكية للأكراد ما كانوا يحلمون به , فتحقق الحلم واستقرت الأوضاع وعم السلام نوعا ما في ربوع الشمال , واعلن رسميا عن قيام "اقليم كردستان" حيث يحضى قادته اليوم دعما دوليا كبيرا بسبب نهجه العلماني والذي بات ظاهرا من خلال التعايش السلمي بين ساكني المنطقة ومن مختلف الأديان , وهنا اشير الى ان الأكراد الساكنين في شمال العراق ناضلوا طويلا وطالبوا الحكومات العربية التي حكمت العراق لمنحهم حكما ذاتيا يمارسون تحت ظله حقوقهم الثقافية والإجتماعية والقومية , لكن جميع هذه الحكومات العربية التي حكمت العراق لم تصغي لمطالبهم الى ان إنقضّ حزب البعث على الحكم سنة 1968 فمنحوا حكما ذاتيا في 11 آذار من سنة 1973 الا انه تعثر فيما بعد لأسباب يجهلها الكثيرون كما قلت.....
ان العراق كما هو معلوم قد دمر بالكامل ونهبت كل مؤسساته المدنية والعسكرية واُغرق في حرب طائفية بدأت مع بداية اسقاط نظام صدام , كما ان اميركا صاحبة مشروع الشرق الأوسط الكبير قد اخطأت في حربها حين استندت الى معلومات غير صحيحة وخبيثة عن امتلاك العراق لأسلحة الدمار الشامل وعلاقته بتنظيم القاعدة ...الخ من معلومات اعترفت بها اميركا على انها كانت غير دقيقة , لكن الغريب ان اميركا وبالرغم من اعترافها بذلك , لكنها استمرت في ايذاء العراقيين بتنصيبها حكومة محاصصة طائفية سماها البعض { حكومة تقاسم الغنائم } حيث ان غالبية اعضاءها لا يمتون بصلة بالوطنية العراقية , فقد نهبوا العراق وافسدوا ثقافة العراق ومزقوا شعبه الى طوائف ومذاهب متصارعة وحولت ارض العراق الى كانتونات تعبث فيها ميليشيات غير منضبطة بعضها تابع لها والبعض الآخر جاء من خارج الحدود , مما ادى الى فقدان الثقة بها وبمشروعية وجودها .

وبالرغم مما تقدم ولحرصنا الشديد ندعو قادتنا السياسيين الى الحيطة والحذر والحصول على ضمانات دولية قبل كل شئ ,حيث هناك من يتربص للإنقضاض وافشال اي توجه من شأنه ان يصون وجود شعبنا بتراثه وتأريخه المشرف , ولست هنا بصدد التشكيك او احباط العزائم لكننا نرى ان البعض من القادة المسيحيون لا يضعون في حساباتهم اهمية استقرار العراق , والدور الذي تلعبه ايران وتركيا في المنطقة والذي يتنامى ويحضى باهتمام اميركا , بل اسرعوا باطلاق الدعوات وعقد المؤتمرات والندوات واللقاءات مطالبين السلطة الكردية منحهم هذا الحق في مناطق محددة ذات الكثافة السكانية المسيحية , مستبعدبن ما قد يحدث في المنطقة من متغيرات , في حين ان البعض الأخر يرى ان هذا التسرع قد يجلب لهم المصائب والويلات ,خاصة وان سجل الحروب والتهجير والإبادة وسياسة الأسلمة والتعريب والتكريد التي تعرض لها هذا الشعب في ايران وتركيا والعراق ما زالت قائمة في ذاكرتهم وهي بحاجة الى اكثر من جيل لنسيانها , كما ان التخبط الأمريكي الحاصل في العراق ودور ايران وتركيا في اعادة رسم خارطة المنطقة من الأمور المهمة التي يجب دراستها بكل جدية قبل كل شئ .

ان المرحلة تتطلب التوجه لفهم ستراتيجيات دول الجوار في العراق الى جانب المشروع الأمريكي في المنطقة والبحث عن الطرق الأمينة للتقرب والتعاون معها للحصول على ضمانات دولية لحماية وجودنا لأن شعبنا يعلم ان اميركا وحلفائها من العرب والأكراد لعبوا دورا سلبيا في بدايات القرن الماضي اتجاه تطلعات شعبنا نحو تحقيق اهدافه في الحرية .

كما نشير ايضا الى ان الكثير من العراقيين يعتقدون ان اللجوء الى القيادة الكردية لطلب منحهم الحكم الذاتي مشروع غير قانوني ولا دستوري , لعدة اسباب اولها ...لأنه لا يمثل ارادة العراقيين جميعا ..وثانيها ان الأكراد ما زالوا بانتظار قيام دولتهم المنتظرة والتي لا اعتقد بان اميركا وتركيا وايران مستعدة لدعمها .. وثالثها ان مشروع كيسنجر السابق لتقسيم العراق الى دول مستقلة في الشمال واخرى في الجنوب وثالثة في الوسط " والله خوش مشروع "  فان مثل هكذا مشروع بحاجة الى قرار صادر من برلمان وطني عراقي منتخب بطرق شرعية والى اعتراف دولي , ولا ادري اين خارطة شعبنا منه !

ان مثل هكذا مشاريع خطرة وحساسة بحاجة الى نضج فكري عميق وهذا يتطلب تهيأت العراقيين ثقافيا واجتماعيا وسياسيا وقد يستغرق ذلك سنوات من الجهد التربوي , والا فان الحروب الحدودية والطائفية والقبلية والقومية والدينية سوف تندلع بين مكونات الشعب العراقي دون هوادة ولن تتوقف , ودعوة بسيطة ادعوكم فيها للبحث عن { السر } الذي أوصل الشعوب الأوربية للتعايش والإستقرار والتقدم والإزدهار فقد يكون ذلك درسا مفيدا لنا جميعا للعمل بموجبه !

يظهر ان طرح خيار الحكم الذاتي للمسيحيين قد يكون مقبولا حاليا من قبل القادة الكرد وذلك للظروف السياسية الحالية والتي يمرون بها والدعم المالي والمعنوي الذي يتمتعون به محليا ودوليا , ولكن قد لا يكون كذلك في المستقبل حيث قد يشعر بعض القادة الكرد بان هناك من يهدد مصالحهم المستقبلية بطلب الإستقلال كما كان يعتقد نظام صدام اتجاههم ... ولذلك نقول ان الموضوع بحاجة الى الحصول على ضمانات اقليمية ودولية موثقة , والأهم وقبل كل شئ هو البدء بتأهيل شعبنا ثقافيا واقتصاديا وسياسيا واجتماعيا قبل اقحامه في مثل هكذا خيارات.

إن غياب الديمقراطية مع شيوع وتسلط  ثقافة الطائفية على المجتمع العراقي وبضمنهم المسيحيون , ادى الى فقدان الثقة بكل المشاريع والخطط الصادرة من القيادات الحالية , كما ان غالبية سكان المنطقة الشمالية من المسيحيين والتركمان واليزيدية والشبك لم يجنوا من التعايش في ظل نظام صدام الذي ادخل العراق وبضمنه المنطقة الشمالية في حروب لم تنتهي الا بانتهاء نظامه المستبد , ان ما حدث في العراق قد فتح الباب على مصراعيه أمام استبداد اكثر قساوة من قساوة نظام صدام حيث تسلط طرف له اجندة خاصة به تملي عليه سياسة المناورة والتملص من الالتزامات الأخلاقية مما ادى الى انتشار الفوضى والقتل وتشتيت الوطنيين العراقيين من مسيحيين ومسلمين وغيرهم وما نراه اليوم من مأسي شملت الجميع خير دليل .

استفهامات كبيرة ، ستظل قائمة ما بقي العراق على هذه الحال وان مطلب الحكم الذاتي لبعض المكونات بحاجة الى تأجيل لحين مجئ حكومة مدنية نزيهة وغير طائفية تعمل على نشر المحبة وانهاء كل اشكال الثأر الطائفي والقومي والديني واحترام حقوق الإنسان , وان البدء بمشروع بناء مؤسسات تعليمية وتربوية مدنية تديرها كفاءات عراقية خالصة تعمل على تعميق مفهوم الدين لله والوطن للجميع كثقافة وطنية واسلوب عمل يرعى مصالح كل العراقيين...واذا كان "الحكم الذاتي" او غيره من اساليب الحكم الفدرالية المقترحة بل وحتى تقسيم العراق على اساس طائفي او قومي .. ان كان ذلك هو الطريق الوحيد لشيوع الأمن والسلام والخير لجميع العراقيين فانهم وبدون تردد ... سيبصمون بالعشرة وليس بالإصبع المنعزل الوحيد !

















 

139


متى تتوقف المهازل في العراق ؟

ادورد ميرزا
استاذ جامعي مستقل

يعتقد الغالبية بان ما يكتب وينشر بالعربية عن اوضاع الشعب العراقي المتردية وما يجري في اروقة مؤسساته الحكومية من فساد واهمال وجرائم قتل وتهجير طائفي شمل كل قوميات الشعب العراقي  بما فيهم المسيحيون وهم أقلية تأريخية قومية مكونة من الأشوريين والكلدان والسريان..يعتقد هؤلاء بان القادة الأمريكان لا يقرأون ولا يحركون ساكنا وكأنهم ليسوا من تسبب في ذلك من جراء حربهم , فلو كانوا يقرأون ويشاهدون ما حدث من مآسي للعراقيين لما استمر دعمهم لحكومة غير كفوءة وغير قادرة على الخروج من عباءة الطائفية والمصالح الحزبية الضيقة , هكذا يعتقد الغالبية... لكن القلة الباقية يجزمون بانهم يقرأون ومطلعون على كل الأمور .

اما ما يكتب بالإنكليزية وما ينشر عن سوء ادارة الحكومة في الحفاظ على الأمن وعدم متابعتها الجادة للمؤسسات الخدمية والفضائح المستمرة في سجونها ..وآخرها ما كان يحدث في دار حنان للايتام في بغداد فانه يُفسّر من جانب مسؤولينا على انه مؤامرة تقودها اميركا للإضرار بديمقراطية الحكومة وسلامة نهجها وادارتها الشفافة { خوش تخريج } , لكنه ومع الأسف فان البعض قد آمن بأميركا وباختياراتها وانها الوحيدة القادرة على انقاذ شعب العراق , ونتيجة لهذه السذاجة استطاعت اميركا ان تخلط الأوراق وتحقق انتصارها العسكري في تدمير العراق , وفشلت حين اختارت لحكم العراق بعضا من النماذج الطائفية والتي لا يمكن مزجها ولا اندماجها لأنها لا تمت بصلة بالوطنية لأن لها ارتباطات خارجية ذات أهداف ونوايا لا تخدم وحدة العراقيين , فتصوروا مستقبل العراق !

بعد ان علم الجميع بان اميركا ارتكبت خطأ حين دمرت العراق ومزقت شعبه , ارتكبت خطأ آخر حين هيأت لإجراء انتخابات لتشكيل حكومة وبرلمان يقومون بعدها وبمباركتها بادارة شؤون العراق , فاما الحكومة ودورها فاني لا املك وصفا دقيقا لإجتماعاتها وما يدور في اروقتها , حيث قد منعت وسائل الإعلام الصادقة والتي لا تسير على هواها , الا اني استطيع ان اتصور كيف هو حالها من خلال ما يصرح به الناطق الرسمي باسمها والذي لم اسمعه يوما يقول الحقيقة فكل ما يصرح به هو تمجيد وكيل مديح لا اكثر , اما ما يجري على ارض الواقع من قتل وفساد فلا وجود في عقله , كما انه وكما نشاهده في لقاءاته يزداد عصبية عندما يسأل عن دور ايران وتدخلها في الشأن العراقي !
اما اجتماعات البرلمان فقد بدت لنا منذ الوهلة الأولى على انها غريبة الأطوار والأشكال والمصالح حتى انه في بعض جلساته يظهر لنا وكأن اعضاءه في { جايخانة وسوق هرج } كما يقول العراقيون , وهنا اذكركم واعتقد بان الغالبية يتفق معي بان ممثلي الشعب العراقي في البرلمان حين تم انتخابهم على اساس طائفي وحزبي كان همهم الوحيد الحصول على مكاسب شخصية منها الطلب بحمايتهم مرورا بتخصيص راتب تقاعدي مدى الحياة , وانتهاءا بمنحهم جوازت سفر دبلوماسية لأن عائلات غالبيتهم مقيمون في الخارج , ولا اعتقد بانهم قد اجتمعوا يوما واحدا لنقد انفسهم او لمناقشة اسباب تدهور الوضع العراقي في القتل والتهجير الطائفي ودور الميليشيات واصحاب النفوس الضعيفة من كلا الطائفتين في ذلك , لكننا نشاهدهم عندما يظهر احدهم على الشاشات ويُسأل عن الوضع الأمني المتدهور في العراق .. يستهل اجابته بالسب والشتم وإلقاء المسؤولية على تنظيم القاعدة والصداميين والتكفيريين فقط وهذه لازمة يطلقونها كافة المسؤولين في تصريحاتهم , في حين الكل يعلم بان للميليشيات التي تدعمها ايران لها اليد الأطول في القتل والتهجير والفساد الصحي والإجتماعي , الى جانب الإرهابيين القادمين من خارج الحدود !
اوليس من المضحك ان القادة الأمريكان وعلى اعلى المستويات يكيلون المديح للحكومة العراقية وبرلمانها المهزلة ويظهرون لنا غضبهم مرددين اسطوانتهم { لقد نفذ صبرنا } وكأن العراقيين غير مدركين بان سبب ازمة العراق هو في سوء اختياراتها لإدارة الحكم في العراق .

سادتي قادة اميركا هل انكم واثقون من ان القائمين على ادارة الحكم في العراق ناجحون في ارساء اسس العدالة والأمان للشعب العراقي , وهل تيقنتم من انهم قد حققوا انجازات عظيمة لخير وحدة العراق , وهل حقا ان ما نشرتموه عن مآسي الأطفال العراقيين في دار حنان للايتام في بغداد مؤخرا وما فضحتموه عن التعذيب في السجون كان مؤامرة خططتموها انتم ضد الحكومة الحالية والتي تباركونها كل يوم .

الا ترون بانه كلما زار احدكم بغداد واربيل زادت معها حدة الإنفجارات والإغتيالات والإختطافات والتفجيرات في كل محافظات العراق وخصوصاً ما يتعرض له العراقيين سنة وشيعة ودور عباداتهم وخاصة الأبرياء من اتباع الديانة المسيحية والأثنيات الأخرى , الا تشاهدون وتقرأون ما يحدث للعراق ولشعب العراق الذي دمّر بالكامل وأصبح بسبب حربكم وادارتكم لشؤون العراق يتجه نحو الجهالة والتأخر والتمزق بعيدا عن التحظر والمدنية , الا ترون بان الإرهابيين والتكفيريين والصداميين يزدادون توحداً وانضباطا اكثر منكم واكثر شراسة وهم قد يهددون الأمن والسلام البشري , الا يمكن ان تكون سياساتكم يا سادتي خاطئة وحلولكم لإرساء الديمقراطية غير ناجحة , واختياركم لمن يحكم العراق غير دقيقة ولا معقولة .

الا تشاهدون وبعد اربع سنوات من ادارتكم للعراق , ان العراقيين بكل اديانهم وقومياتهم بائسون مهجرون وان الهاربون من جحيم الإرهاب والطائفية زاد عن الأربع ملايين موزعين على مختلف البلدان العربية والأجنبية , وان البقية الباقية في العراق يلاقون الموت كل ثانية او دقيقة , وان غالبيتهم ما زالوا يعتقدون أنه كان بالإمكان تجنب الحرب ضدّ وطنهم لو انكم كنتم صادقين في اسباب حربكم , ودقيقون في اختيار رجالاتكم لحكمهم لاحقا ؟

ختاما يا سادتي .. زياراتكم الطيرانية واتصالاتكم الهاتفية ولقاءاتكم عبر الدوائر الفديوية مع كبار الساسة العراقيين { الفلتة } ومع الذين اختيروا من قبلكم لتنفيذ سياساتكم في العراق تبدو كانها ليس لها فائدة , حيث نسمع منكم في كل مرة نفاذ صبركم ازاء اداء موظفيكم الذين يحكمون العراق تحت ادارتكم وبمباركتكم , ولا ندري متى ينفذ صبركم .. الا تعتقدون ان هذه اصبحت مهزلة ؟ فالقتل والتهجيرالطائفي والفساد والدمار والغزو الثقافي والفكري مستمر , وانتم ما زلتم مستمرون في تكرار اسطوانتكم المشمروخة ..{ لقد نفذ صبرنا } ...العراقيون ينتظرون يوم نفاذ هذا الصبر, , فهل سيكون بمقدور العراقيون ان يعلموا متى سينفذ صبركم لتوقفوا من يمول القتل والتهجير وتحاسبوا الخارجون عن الطاعة ويعود العراقيون لإعادة لم شملهم ويتحقق الأمن والسلام ؟
الا تعتقدون بان الإسراع والإعلان لمحاسبة المسؤولين عن تدهور الوضع في العراق وتشكيل حكومة انقاذ العراق من رجال وطنيين لا ينتمون الى احزاب دينية طائفية ولا قومية عنصرية دليل على حسن نيتكم لتنفيذ التزاماتكم واهدافكم التي اعلنتموها قبل الحرب , اتمنى ان يرى العراقيون إجراءاتكم الشجاعة لإعادة النظر في كل سياساتكم وخاصة فيما يتعلق بـ { سيت رجالاتكم الحاكمة } فهل سيكون بمقدور العراقيون ان يعلموا متى سينفذ صبركم لتوقفوا القتل والتهجير وتضعوا حدا رسميا لتدخل ايران السلبي في الشأن العراقي , وتحاسبوا الخارجون عن الطاعة في العراق ليتمكن العراقيون في مداوات جراحهم ويعيشون مع اطفالهم في ظل الأمن والسلام .. الحقيقة يا سادتي ..ان العراقيين هم من نفذ صبرهم وليس انتم !
  .

140
هل ذبح المسيحيون في العراق كافِ لإستقالة ممثليهم من الحكومة ؟

الموضوع منشور في المنبر السياسي...... ارجو منكم المعذرة

ادورد ميرزا
اكاديمي مستقل

.

141
هل من سبب يؤدي لإنسحاب ممثلي المسيحيون من الحكومة العراقية ؟

ادورد ميرزا
اكاديمي مستقل

بعد قداس يوم الأحد 3 حزيران 2007 الذي أقيم في كنيسة الروح القدس في حي النور في الموصل اغتال مجرمون الأب الفقيد رغيد كني مع ثلاثة شمامسة ابرياء بسمان يوسف ووحيد حنا ايشو وعصام متي بيداويد وقبلهم فقد تم اختطاف وذبح الاب بولص اسكندر , ويعد هذا العمل حلقة في سلسلة من الاعمال الاجرامية التي استهدفت المسيحيين في كل مناطق العراق .

نقول لقد رأينا ورأيتم ايها الشرفاء في كل مكان كيف هو حال العراق وكيف يقتل المسيحيون العراقيون وكيف أنقسم شعب العراق الى مذاهب وطوائف متقاتلة من جراء الحرب الغير شرعية والقذرة التي شنتها رئاسة اميركا ومن عاونها من خونة واعداء تأريخ وحضارة العراق , وقد حذرنا عدة مرّات ومرّات من ان الغرض من اسقاط نظام صدام وتعيين حكومة محاصصة طائفية ليس لها علاقة بالديمقراطية ولا بحقوق الإنسان , انما اصبح الغرض هو لزرع الفتنة الطائفية والمذهبية وعدم الإستقرار تمهيدا لتقسيم العراق ولسلب ثرواته والقضاء على تأريخه المشرف ثقافة وحضارة .

ايها { الشرفاء في البرلمان وفي الحكومة } التي تدعي انها منتخبة ,ان المسيحيين وهم شريحة من ابناءكم وبناتكم مهددون بالفناء الكامل وينتظرون منكم موقفاً جريئا بأن تضعوا الإصبع على الجرح وتعلنوا فشلكم في حماية شعبكم وان تعملوا على ابعاد القتلة الطائفيين من بين صفوفكم من الذين في عقولهم مرض الثأر الطائفي والجريمة والحقد , ايها الشرفاء هؤلاء الطائفيين والإرهابيين يريدون قتل او تهجير شعبكم المسيحي بكل الوسائل , فباسم الإنسانية والأخوة نناشدكم أن تقفوا إلى جانبه وتوقفوا هذا المد الطائفي والتكفيري الذي يعصف بهم .

اما انتم من الذين يسمونكم ممثلي الشعب المسيحي { الكلدو اشوري السيرياني } في الحكومة والبرلمان نطالبكم أن تتدخلوا وتسجلوا في سفر حياتكم موقفاً انسانيا شجاعا اتجاه شعبكم الذي يُذبح وتنتهك مقدساته كل يوم في سابقة لم يألفها تأريخ الإنسانيّة منذ أن خُطت حروفه الأولى على ارضهم ارض ما بين النهرين  .
نناشدكم أن تدعون الحكومة ومن جاء بها وبكم اولا ...بان يوقفوا هذه المجازر وأن تنظروا بعين الإنسانيّة إلى شعبكم الذي يقتل ويهجر امام انظار حكومتكم التي قمتم بتأييدها والمشاركة معها ممثلين عن شعبكم ومنحتم لها شرعية ادارة دولتكم العراقية ، فبالرغم من معرفتكم بانها لا تصلح لحكم العراق لكنكم ما زلتم تعتاشون صدقاتها .

لقد نفذ صبر المسيحيين وهم يستمعون الى خطاباتكم الرنانة بشأن ديمقراطية العراق التي بشّرنا بها اعداء العراق واعداءكم , كما واستمعوا ايضا الى خطابات غيركم بأن العراق يمر بأخطر مراحله عبر العصور وأن العراق قبل 9/نيسان/2003 كان مليون مرّة أفضل ممّا هو عليه الآن , فهل ما زلتم تعتقدون ان شعبكم المسيحي في العراق سيصدقكم حين تخبرونه انكم جئتم لنقله الى الحياة الديمقراطية بعد ان هدمت كنائسه وقتل وشرد الآلاف من رجال دينه ومن ابناءه المساكين امام اعينه .

نناشدكم يا ممثلي شعبنا المسيحي بكل قطرة دم سُفكت وتُسفك في عراقكم الجريح وبكل حجر سقط من جدار كنائسكم أن تطلقوا العنان لكشف العملاء والمجرمين وان تعلنوا استقالتكم فورا من كل مناصبكم الرسمية والتابعة لقوى الإحتلال والقريبة من القوى الطائفية والعنصرية والتي يعلمها الجميع انها مناصب لمصالح شخصية وهي مواقع للتخدير وتمرير المشاريع الهدامة , فالخطر والدمار آت ولن تستطيع نواقيس الكنائس الآمنة ايقافه.... وكفى وعيب عليكم التفرج على شعبكم وهو يُذبح ويسلب ويهجر ، شعبنا لا يريد منكم الإنتحار في سبيله انما يريد منكم فقط الإعتراف بفشلكم وفشل حكومتكم في الدفاع عن شعبكم وعن حماية وحدة العراق , فالقاتل المشعوذ معروف الهوية , لكن اهل الأبرياء لا يعرفون بأي ذنب يقتلون , فهل سنسمع منكم قرارا جماعيا يظهر شجاعتكم ايها الساسة يا ممثلي شعبنا المسيحي للتنديد ورفض المشاركة في الحكومة الحالية وفي البرلمان الذين لم يستطيعا حماية شعبكم المسالم ؟! نحن بانتظار موقفكم .
الرحمة لكل شهداء العراق من جميع الأديان والمذاهب , والخزي والعار للساكتين الخونة وللعقول الطائفية والإرهابية المتخلفة .

142
التطرف الديني ومحنة مسيحيوا العراق

ادورد ميرزا
استاذ جامعي مستقل

يتعرض المسيحيون العراقيون الأبرياء هذه الأيام وامام انظار الحكومة والعالم , الى ملاحقة وقتل وتهجير ليس لمخالفتهم قانون السكن او سرقة اموال الدولة العراقية , ولا لأنهم ينتمون الى ميليشيا حزبية طائفية معينة , انما السبب هو لأنهم ينتمون الى الديانة المسيحية السمحاء , فهؤلاء الأبرياء بين نارين , نار دولة الطائفية الدخيلة ونار دولة الإمارة الإسلامية المتطرفة , هذا القوم المسيحي المسالم والذي تعايش مع المسلمين منذ الاف السنين , يواجه اليوم وخاصة في بغداد حملة شرسة متطرفة لإجباره على اعتناق الإسلام او دفع الجزية او الرحيل عن العراق , فبالرغم من ان هذا القوم المسيحي له ممثلين ومشاركين في الحكومة والبرلمان استنادا الى المحاصصة الطائفية سيئة الصيت , والتي لم يجني منها شعبنا العراقي بكل مكوناته غير التمزيق والمصائب والويلات , فقد بقي هذا المكون يتعرض الى تصفية تلو الأخرى بغية إنهاء وجوده والقضاء على تأريخه الحافل بالمنجزات العظيمة . وليس غريبا ان قلنا ان مسيحيوا العراق قاطبة مع بقية الاقليات الدينية الأخرى كاليزيدية والصابئية والشبك لم يتعرضوا للقتل او التهجير ولم تهدم وتحرق كنائسهم ومعابدهم يوما ما , الاّ بعد تدمير العراق وتمزيق وحدة شعبه على يد قوات التحالف والمتعاونين معها من الظلاميين , حيث تم تعيين حكومة محاصصة طائفية غير كفوءة استمرت في نهجها الى يومنا هذا فاصبح المسيحيون العراقيون وباقي الأقليات تحت رحمة الأحزاب الدينية المتطرفة المتنفذة . 
وكما قال قداسة البطريرك مار دنخا الرابع في نداءه الى اعضاء الحكومة العراقية والبرلمان ..

{ نحن المسيحيين و منذ الفي سنة عشنا ولانزال نعيش في هذه البلدان المشرقية خاصة في بيث نهرين العراق، معا مع جيراننا المسلمين بالمحبة و الاحترام و السلام , نحن ابناء العراق الاصليون فلماذا اليوم وفي القرن الحادي و العشرين  ترتكب اعمال ظلامية لا انسانية ضد مسيحيي العراق } .

فمنذ الهجوم الشامل على العراق وتدميره وسيطرت القوى الشريرة على مقاليد الحكم بدعم واضح من قوات التحالف بدأت مظاهر الطائفية والقتل على الهوية تظهر وتنتشر شيئا فشيئا حتى طالت الأبرياء من اتباع الديانات غير المسلمة , وانطلقت اولى شرارتها من بغداد والبصرة والموصل على وجه الخصوص ولمختلف الأسباب , منها اصحاب محلات باعة الخمور المساكين اولى الضحايا , حيث تم مطاردتهم لأن اجازات بيع الخمور كانت محصورة لأبناء الطائفة المسيحية فقط , حيث يحرم على المسلمون بيع الخمور او المتاجرة بها , الامر الذي جعلهم صيدا سهلا للمتشددين الاسلاميين الطائفيين من السنة والشيعة على السواء , فبعض هؤلاء قام بارسال تهديدات لاصحاب هذه المحلات باغلاقها او تركها ومن لم يلتزم خلال فترة معينة يتم قتله في محله او في محل سكناه وامام انظار ذويه , كل ذلك يحدث امام حكومة مسؤولة عن حماية الشعب ولطالما ادعت انها شرعية ومنتخبة , واليوم وبعد اربع سنوات من انفلات الأمن وسيطرت ميليشيات الأحزاب الدينية الطائفية على الحكم والشارع , تكشفت النوايا وتوسعت رقعة الجريمة فتم تنفيذ النصوص التي ستفتح لهم ابواب الجنة كما يعتقدون , حيث يتم قتل وتهجير وتكفير المسيحيين استنادا لذلك , واخر ما وصلنا من المعلومات , ان في منطقة الدورة والتي كانت مكانا آمنا للمسيحيين قبل العدوان على العراق يطلب اليوم من القلة المسيحية المتبقية اشهار اسلامهم واما دفع الجزية او انتظار مصيرهم المجهول !

اما النساء المسيحيات الأبرياء بعد العدوان على العراق فقد اضطررن لارتداء الحجاب من اجل عدم تمييزهن من قبل المتشددين او الطائفيين , وما زالت هذه الظاهرة قائمة وامام انظار الوزراء والمسؤولين وخاصة في الدوائر الرسمية .

ان الأقلية المسيحية في العراق , هم في الأصل ينحدرون من اصول آشورية وبابلية امتلكت ارض ما بين النهرين وبنوا عليها اعظم حضارة عرفتها البشرية , ويفتخر هذا القوم انهم كانوا من اوائل الأقوام التي اعتنقت المسيحية في المشرق , وقد شاركوا جميعا بكل اخلاص وتفاني مع المسلمين الشرفاء في خدمة بناء العراق عبر مؤسساته الرسمية والمدنية منذ تأسيسه , واليوم ولأسباب سياسية خلقتها الظروف "الطائفية الدخيلة" حيث يتم الخلط  بين الاشوريين والكلدانيين فيشار لهم مرة بالكلدواشوري السرياني ومرة بالكلدو اشوري وهي تسمية يرفضها بعض من قادتهم السياسيين , والتسمية ما زالت وستبقى موضع نقاش سيستمر اجيالا اخرى , { لكن المهم انهم مسيحيون ويتعرضون اليوم للقتل والتهجير } .

لكن الأهم هو المصير الأسود الذي ينتظر هذه الأقلية على يد القوى الدينية الطائفية التي تدير شؤون الشعب العراقي اليوم , هذه القوى باتت تشكل خطرا على شعب العراق ، بل خطر على الإسلام نفسه ، وخطر بالغ على بقية الأقوام التي تعيش على ارضه , نعم هي خطر علي العراق لأن أحلامها للسيطرة على السلطة دفعتها إلى مشروع تطهير طائفي وحشي لخلق واقع عراقي منقسم علي ذاته كما نراه على الأرض ، واقع يلغي مفهوم الوطن والوطنية ، واقع يؤدي إلى انهيار ملايين الأسر العراقية الشريفة المختلطة والمتداخلة , نعم ان هذه القوى كا ظهرت تشكل خطرا ايضا علي الإسلام ومذاهبه لأنها تقودهم إلى عالم المجهول الذي لا يعرفه الأخرون !، وما نراه اليوم من قتل وتهجير على الهوية ما هو الا افراز للمشروع الطائفي البغيض الذي تبنته الحكومات المتعاقبة منذ سقوط نظام الحكم الدكتاتوري في 2003 وتدعمه دول الجوار وبمباركة من المحتل الذي لم يحسن ادارة البلد !
ان استمرار المشهد الطائفي الدموي في العراق والذي توسع ليشمل المسيحيين الآمنين سيؤدي الى افراغ العراق من ابناءه المخلصين كما سيؤثر ذلك على مصداقية رجال الدين المسلمين في توجهاتهم الإسلامية والتي تدعو الى الحفاظ على ارواح الأقليات في البلدان الإسلامية ، واشير هنا الى تورط  حكومة إيران في كل ما يحدث في العراق من اقتتال طائفي وتطهير عرقي حيث يلقى الدعم من بعض التنظيمات الإسلامية المتشددة الأخرى في الداخل والمشاركة في السلطة , وما زاد الطين بلة هو دخول تنظيم القاعدة الى العراق لمحاربة اميركا عبر الحدود التي انهارت حراستها بعد الغزو  , فكان الشعب العراقي هو الضحية المطلوبة !
لقد اتضحت ملامح المشروع الطائفي للقوى الدينية السياسية في العراق منذ سقوط الدكتاتور وقد قلنا وقالها غيري كثيرون ان الحاكمون الجدد طائفيون وان العراق سائر الى الهاوية والحرب الأهلية ستحرق الأخضر باليابس , وان الحل الوحيد لإستقرار العراق هو في تغيير عقلية الحكومة والغاء الدستور والبرلمان والإتيان برجال اكاديميون مخلصون وطنيون يشكلون حكومة نزيهة وبرلمان كفوء ودستور عقلاني يوفر كل الضمانات للشعب العراق مبني على اساس الوطنية ونكران الذات .... ولكن نداءاتنا لا تجد أذنا صاغية !

وبكل ثقة نقول ، أننا نحن المسيحيون العراقيون سنبقى مخلصون لعراقنا ارضا وشعبا , وسنبقى على العهد نحترم اصحاب الديانات الأخرى ونقف معهم في السراء والضراء , ونقول لأخوتنا المسلمون العراقيون سنة وشيعة أننا للأسف لا نملك من الأمر شيء إلا التنديد وعدم الرضا بما تفعله القوى الطائفية المجرمة في العراق , ونطالبهم بالوقوف معنا في محنتنا لأن هؤلاء القتلة سواء من كان منهم في الحكومة او خارجها مدعومون من قبل قوى قوية كأمريكا وايران ولا طاقة لنا لصدهم , فهي الجبروت المتنفذ وصاحب الشأن في مصير بلادنا الجريحة اليوم  .

وكما أكد الدكتور المطران لويس ساكو رئيس اساقفة كركوك للكلدان , في مقابلة تلفزيونية .

{ لقد كنا ولا زلنا ويجب أن نظل أبداً مسلمين ومسيحيين متعايشين متحابين تجمعنا الوطنية والمحبة }

فإن خوفي الشديد يزداد لأن التطرف الطائفي والتمييز اذا ما انتشر ليشمل عموم البلاد العربية فانها ستقضي على كل الشرفاء والمخلصين لأوطانهم واخص بالذكر الأقلية من المسيحيين سكنة الأوطان العربية .
أناشد كل المسلمين عربا وكردا وتركمان ، سنة كانوا أم شيعة ، أن يعلموا أن الطائفية والمذهبية , ليست ثقافة عراقية اطلاقا , بل هي ثقافة جاءتنا من خارج الحدود , وأن الحرب على العراق ليست مسيحية اسلامية ولا شيعية سنية ولا عربية كردية ، بل هي حرب دول على المصالح وحرب عصابات عالمية وبعضها  حرب ميليشيات تتبنى خطابا تعبويا دينيا مذهبيا لخداع السذج من الشيعة والسنة ، وهي في حقيقتها لا تمثل إرادة طائفة الشيعة العراقيين البسطاء ولا ارادة البسطاء من العراقيين السنة !
وإني إذ أشعر بالغبطة عندما أجد عقلاء من السنة والشيعة يميزون بين المجرمين وبين المخلصين , واشعر بالسعادة حين اقرأ ما يكتبونه من كلام يدعو الى وحدة العراقيين والى نشر المحبة والسلام , علينا أن نعمل جميعا لكشف زيف المتاجرين بالدين الإسلامي ونطالب دائما بمعاقبة كل موقديها مهما كانت طوائفهم ومذاهبهم .
ان حجم المأساة كبير جدا , فالقتل على الهوية والتطهير الطائفي اللذان تشهدهما بغداد وباقي مناطق العراق الأخرى ، تسللا إلى الأقوام الغير مسلمة وهذا ما يجعلنا ومعنا الشرفاء من العراقيين على اختلاف انتماءاتهم ايصال ذلك الى الجهات الدولية والعربية لتتدخل لمنعها من الإنتشار والتوسع , وبات من الضروري الآن أن يتحرك الجميع ، قادة الرأي وقادة الكنيسة ، والأساتذة والعلماء ، وقادة الأحزاب المسيحية والقومية , والفنانين وغيرهم ، لمحاصرة الخطر الطائفي ومن يقف وراءه .
نطلب من الله السلام والامن لكل العراقيين ، مسلمين و مسيحيين صابئة ويزيديين وشبك وغيرهم كما كانوا قبل الغزو آمنين , وان يستمتعوا بخيرات الوطن التي ستؤمن لهم مستقبلهم ومستقبل اطفالهم في ظل حكم وطني شريف يحترم كل الأديان وكل المعتقدات ويوفر لهم الأمن والسلام . 

 

143
من أمر ببناء جدار فصل الأعظمية

ادورد ميرزا
اكاديمي مستقل

بداية لنتفق بان العراقيين اليوم لا يهمهم شكل ومعتقد من يحكم العراق , لأن ما اصابهم من تدمير لا يمكن تخيله .. قتل وسلب وتهجير ورعب وجوع وكل انواع الجريمة والفوضى , جريمة لا يمكن تخيلها , بات العراقيون لا يهمهم غير من ينقذهم واطفالهم وممتلكاتهم من الموت المحقق , لا اكثر.
هل يصدق احد ان بغداد السلام والطمأنينة تصبح ساحة قتال بين الشعلة والكاظمية وبين الأعظمية والدورة , هل يصدق احد ان في بغداد تقسيم وبناء جدار يفصل بين الأحبة والأصدقاء , وهل يعقل ان يذبح ويقتل ويهجر الالاف وتدمر دورهم ومنشئاتهم الدينية والمدنية وتسلب الملايين من اموال دولتهم ..امام انظار حكومة لطالما طبلت وتبجحت وادعت بانها منتخبة من قبل الشعب , هل يقبل الشرفاء تقسيم بغداد الى مناطق طائفية بحجة حمايتهم من عصابات القتل وفرق الموت , متى ستعلن الحكومة حزنها على العراق وشعب العراق ؟
ثم متى تستقيل الحكومات , الا تخجل الحكومة التي لا تقدر على حماية شعبها البقاء في الحكم ويردد اعضاءها كل يوم ..نحن منتخبون نحن ابناء الشعب .....الم يكن من الأجدر ان تعلن الحكومة استقالتها والإعتراف بعدم قدرتها على ادارة الدولة العراقية الجديدة ام انها تثيب لنا كل يوم انها غرفة في البيت الأبيض , اليس زيارة السيد روبرت دليل على ادارته لهذه الغرفة واشرافه على موظفيها , الا يعني ذلك كشف واضح عن تزوير في الحبر الأزرق والأوراق التي سيقت تأييدا لإنتخابهم , اليس من حق العراقيين حجب الثقة عنهم والى الأبد .
وبهذه المناسبة فانا لست بصدد وصف الحاكمين الجدد واسلوب ادارتهم للدولة بعد سقوط نظام صدام حسين , فقد شاهدهم الملايين وعلى شاشات وسائل الإعلام المختلفة واطلعوا على كل صغيرة وكبيرة , بدءا من ملئ صناديق الإنتخابات وظروف كتابة الدستور وتشكيل الحكومة ومجلس النواب وما رافق كل ذلك من تقاسمات ومحاصصات وتوزيع للغنائم والمناصب , الى مشاهد محاكمة واعدام صدام حسين , ولا حاجة ان نقول ان لأميركا وايران دور فاعل في كل ما يجري في العراق .
ان ما يشاهده ويسمعه الملايين من ما يصرحون به المسؤولون العراقيون نساءا ورجال من على شاشات الفضائيات , بينهم الوزراء واعضاء في مجلس النواب وغيرهم مما يسمونهم محللين ومفكرين وباحثين ستراتيجيين , وهم يطلون علينا في احسن حال وفي وضع اقتصادي منتعش ..فالكل يسترزق من مال العراق والكل ينعم في مسكن وسيع كان بالأمس يسمى قصرا رئاسيا والغالبية في جيبهم جنسيتين وجواز سفر دبلوماسي .. وطز بالعراق ! نشاهدهم وامام الكاميرات واثقين بما يدلون به من تصريحات وتحليلات حول الوضع القائم في العراق جميعهم متفقون على انه وضع آمن وان العلاقة مع القوات الأمريكية المحتلة جيدة وان الخطة الأمنية والخطة الإقتصادية سائرة بنجاح تام , ويعلقون آمالا كبيرة على خطط الحكومة بايجاد الحلول للخلاص من الإرهاب القادم من خارج الحدود ومن البعثيين وازلام صدام ومن جرائم القتل والتهجير التي تقودها عصابات وميليشيات غير معروفة كما يقولون وطبعا هذه الجمل شبع العراقيون منها حد التخمة !
لكن الواقع غير ذلك , فان اقل ما يمكن وصف تصريحاتهم حول الوضع العراقي بانها غير واقعية ولا منطقية , لقد تبين ان غالبيتهم مرتبطون بمشروع طائفي وبرنامج عمل ليس له صلة بمصالح العراق او سلامة شعبه , بل واكثر من ذلك فان تصرفاتهم تدل على انهم بعيدون عن المبادئ السامية للدين الإسلامي الحنيف التي تحرم عليهم الرزق الحرام والكذب والدجل والحيلة والضحك على عقول الأخرين , وكأن المصداقية لا حضور لها في أدبياتهم , وكمثال على ذلك ما نراه من نتائج الخطة الأمنية القائمة والتي يتبجحون بها ومعهم القادة الأمريكان على انها ناجحة وان الإرهابيين والتكفيريين  ومعهم ازلام صدام هم اساس القتل الطائفي والتهجير القسري .. وهو كما يقولون آخذ بالتلاشي , اما المئات من جثث المغدورين الملقات في الطرق والمزابل والاف العوائل المذبوحة على الهوية والمهجرة والفساد الاداري والبطالة وتحويل دوائر الدولة الى منابر خطابية ليس لها علاقة بأمن المواطن .. كل هذا المآسي والتجاوزات لا حديث عنها اطلاقا .
لكن الحقيقة والواقع هو عكس ما يصرحون  فنسبة جرائم القتل على الهوية وعمليات الخطف والتهجير الذي لم يقتصر على المسلمين فقط انما تعدى ذلك وبشكل ملفت الى المسيحيين ايضا حيث تم تهجير وقتل المئات منهم وتم تدمير مساكنهم وكنائسهم هي في تصاعد مستمر , كل ذلك يأتي ضمن مخطط مدروس لإفراغ العراق من العلماء واساتذة الجامعة والفنانين والرياضين والأدباء والشعراء والضباط سواء كان ذلك بالقتل او التهجير او التهديد , فلماذا هذا الأصرار على تبني التصريحات والأحاديث الغير واقعية , اليس الأجدر وبحسن نية صادقة , تبني موقف يدين هذه الممارسات لكسب ثقة الشعب للعمل سوية لإعادة الأمن الى ربوع الوطن .
ان شعب العراق وعلى الأقل منذ مئة عام قد تثقف وتربى تلقائيا على احترام كل الأطياف والمعتقدات , كما ترسخت في ذهنه المواطنة وحسن الأداء والعشرة والإنسجام مع من حوله سواء في المدرسة او في الوظيفة المدنية او العسكرية ....فهل يعقل وبرمشة عين تغيير هذه المفاهيم من خلال قيام مجموعة معينة تنتمي لحزب او طائفة او كتلة معينة لها اهداف ذات طابع مذهبي او قومي عنصري سنحت لها فرصة السيطرة على الحكم ان تقلب الموازين في الثقافة العراقية وتقسم مناطق السكن الى كتل طائفية وتوزع العمل والوظائف في المدارس والوزارات ومؤسساتها على اساس الإنتماء الطائفي او الأثني او الحزبي ....هل بهذا النمط من السياسة سيتقدم شعب العراق .
لكني ومع الكثيرين نتسائل لماذا اختارت اميركا هذا الشكل من التدمير وهذا النمط من التغيير السياسي , فبالرغم من معرفتي ان اميركا تنفق المليارات من الدولارات لمساعدة الشعوب وتعمل على احلال السلام في العالم وهي بذلك تعتبر في مقدمة الدول الديمقراطية , فاين اميركا من كل ذلك في العراق , وما المانع ان تكون مصالح اميركا تتوافق مع مصالحنا !
لقد كنا موعودين بان من سيخلف صدام ونظام حكمه سيكون نظاما ديمقراطيا حضاريا له رؤيا مستقبلية شفافة تحمي العراقيين وتحافظ على اموالهم ومستقبلهم , نظاما يرعى كل الطوائف ولديه رؤيا علمانية تعمل من اجل كل المكونات , نظام بمجلس نواب منتخب يؤمن بالوطنية على انها فوق الميول والمذاهب والمصالح الشخصية ..كنا موعودون بقادة يمدون الجسور مع بقية حكومات الشعوب المتحضرة والمتقدمة لتطوير العراق من الناحية الصحية والإقتصادية والثقافية , كنا ننتظر نظاما عراقيا اصيلا يهدف الى حماية كل العقائد والإنتماءات ويحافظ على صيانة حقوق الإنسان كاملة ليكون بحق قدوة لبقية انظمة المنطقة , هذا ما وعدوا به العراقيين .. لكنهم خلفوا .
علينا ان نعي ان العراقيين بحاجة الى حياة مدنية آمنة وعلى حكومتهم التخلص من تعصبهم القبلي وانتماءاتهم المذهبية من اجل سلامة العراقيين وعليهم التوحد باسم الوطنية , فالوطن لابد ان يتقّدم على كل الانتماءات والعقائد ...
هذه المرة انيطت المهمة الى السيد وزير الدفاع الأمريكي , فبعد تصريحاته مؤخرا دعا فيها الحكومة الحالية الى اعادة النظر بالدستور وبكل ما يتعلق بادارة الحكومة الحالية كما اكد على ضرورة الإسراع بترتيب اوضاعها قبل فوات الأوان , انها فرصة بالرغم من ان العراقيين يعرفون اللعبة بالرغم من ألمهم وهم ينظرون الى عراقهم الذي اصبح مختبرا للتجارب الأمريكية في العراق , فعسى ولعل ان يتوصلوا هذه المرة الى اختيار الرجال القادرين على ضبط الأمن وايقاف القتل الطائفي والتهجير القسري ونهب اموال الدولة واعادة كل مؤسسات الدولة السابقة الى الخدمة بكامل موظفيها , لكن المفاجئة هي ان اليوم الذي وطأت فيه قدما السيد روبرت وزير الدفاع الأمريكي ارض العراق ولقاءه مع المسؤولين العراقيين يعلن عن بناء جدار يحيط منطقة الأعظمية ليفصلها عن باقي المناطق بحجة الحفاظ على اهلها من هجمات جيرانها وبنفس الوقت الحفاظ على اهل جيارنها من هجماتها ... هل تصدقون ان ذلك كان من طبائع العراقيين في مناطقهم .... لا والله انهم لكاذبون !!

144
رسالة الى المشاركين في المؤتمرات الخاصة والمتعلقة بامور شعبنا من الكلدان والأشوريين والسريان في العراق

تحية طيبة :
بداية تحية واعتزاز لكل عراقي مخلص يسعى لخدمة العراق والعراقيين .. وفخرٌ لنا وعزة ان يكون أبناءنا من الأشوريين والكلدان والسريان في مقدمة المضحين يعملون بكل جد وصدق من اجل انقاذ وطنهم العراق ومن اجل حياة افضل لشعبنا الذي فقد الأمل وضاقت به السبل .
اخوتي الأكارم ايها الاصدقاء كم يزداد قلبي وحشة وتمتلئ نفسي كآبة كلما افكر بالمصير الذي سيلحق بالعراق وشعبنا المسيحي { السورايا }على الخصوص .. وكما قلت في رسائلي العديدة لبعض الأصدقاء.. انني اتمنى الموت قبل ان اجد العراق وشعبه مقسما مجزءا تعبث فيه الوجوه الصفراء , وتنهال عليه قوى الشر للنيل من تطوره وتحضره.. انني واثق من ان العراق سينهض من جديد لكن الثمن سيكون غاليا جدا من ارواح اهلنا الى الغاء ثقافتنا وتأريخنا .. انني مع مؤتمراتكم الرائعة من اعماق الفؤاد متمنيا دائما ان يلتقي كل المثقفين الاصلاء والاحرار من ابناء شعبنا في العراق من اجل كشف الحقائق وقول كلمة صادقة للتاريخ والمساهمة مع المخلصين لبناء العراق من جديد وحماية شعبه واقلياته ، اذ انني مع الآلاف من اهلنا في الغربة واثقون من اننا لا نستطيع فعل أي شئ ابدا ازاء هذا المارد الاصفر المجهول الذي ضرب العراق ويريد تمزيق وتهجير وقتل العراقيين الأصلاء , فعهدنا فيكم يترسخ ويتعمق فانتم جذورنا وقوتنا الضاربة في عمق الوطن , ننتظر منكم التوحد والمضي قدما لبناء قاعدة قوية تكون اساسا لإستقرار اجيالنا على ارض العراق والعمل مع الأخرين لإعادة بناءه على اسس حضارية وديمقراطية , ومن اجل ان تطمئن قلوبنا وقلوبكم على حياتهم وحياة اجيالهم دون مطاردة او تهجير او اقصاء .
ايها المؤتمرون ليس لكم الا حاضنتكم العراق , فتمسكوا بوحدة العراق وليعلم الجميع ان العراق موطن حضارتنا وان قبور اجدادكم ما زالت شواهدها قوية وصداها لا يزال يدوي عاليا .. ايها الناس نحن هنا والعراق سيبقى وطننا واملنا في حياة اجيالنا , نحن هنا عظاماً في الجحور تحيط بنا حجارة التأريخ منقوش عليها عظمة تأريخنا.... ايها المؤتمرون اعلموا ان غيبتكم لن تطول وستعودون الى مساكنكم فاحملوا لنا بشرى التوحد وبشرى بقاء الوطنية العراقية راسخة عالية في ضمير شعبنا !
نعم ، ايها الأخوة لا يوجد غير العراق وطنا امينا على وجودنا وتأريخنا ، ولكن ما يؤلمنا هو من صنع فيه هذا الخراب والدمار ولا زال يحبو نحو الجحيم , ما يؤلمنا هو من جعل العراق جهنم ومستنقع تجتمع فيه كل قاذورات العالم وامراضه !

اخواني المؤتمرون.. اهلنا بحاجة الى ان يسمعوا منكم صوت العراقيين الأصلاء.. مؤتمراتكم التي تجمع مثقفي شعبنا عليه ولابد ان يدين اولا كل ما جرى للعراق بعد سقوط الدكتاتورية.. لنترك عهد الدكتاتور صدام للتاريخ اذ كفانا ذكر ايامنا المرعبة ، وان نلتفت الى ما حدث على امتداد السنوات الأربع الصعبة التي طالما حلمنا فيها بعراق آمن يعيش شعبنا فيه عيشة الملوك كما يقولون , ولكن مع الأسف فقد قتلوا الظلاميون على اختلاف اشكالهم الصفراء احلامنا ونحروا امانينا وافسدوا احلام شعبنا .
لنعترف بان بعضنا ساهم بالتصفيق لمن اراد ذبح العراق .. لقد وقف وصفق بعضنا للجهلة والمتخلفين والملالي والحاقدين والقتلة والسارقين .. نعم لقد صفق بعضنا , في حين ان هناك من سكت على ما جرى لشعبنا من تهديد وقتل طال جميع الوطنيين من اساتذة الجامعة الى اصغر مواطن بسيط , وهناك من اغمض عينيه عن ابناء شعبه الذي اُجبر للهروب او البقاء بانتظار الموت المحتم , نعم , لقد ساهم الجميع لما وصلنا اليه من بؤس وحزن وخراب وموت وجهل وتأخر .

نعم ، لابد من ان يتكرر لقاء المثقفين ويجتمع اكبر عدد من ابناء شعبنا من الأشوريين والكلدان والسريان ليبحثوا عن مصير مستقبل وحياة شعبهم المرتبط بمصير العراق .. نعم ، لابد ان يجتمع الجميع للبناء لا من اجل تصفية حسابات سياسية ولا من اجل اقرار اجندة طائفية ولا من اجل تمايزية حزبية.. بل من اجل بقاء العراق والحفاظ على دم العراقيين اولا ومن ثم حماية شعبنا في ممارسة حقوقه في الحياة الحرة الكريمة .. تحية مني اليكم مباركا لكم مؤتمراتكم متمنيا ان تؤلف هيئة عليا تمثل جميع المؤتمرات تعمل على توحيد الخطابات والاتفاق عليها وان يرافق ذلك حملة اعلامية كبرى يشارك فيها كل شرائح شعبنا من الإعلاميين الى جانب مؤسساتنها الدينية والمدنية الأخرى وعلى مختلف المستويات .. فهل نحن مستعدين على القبول بوحدة شعبنا ام سنبقى الى ما لانهاية نبحث عن تسمية توحدنا , اتمنى ان نختصر الطريق للتوحد قبل ان يعم الشتات فيصبح ظاهرة طبيعية لا يمكننا السيطرة عليها.. دمتم سندا لشعبنا المسيحي { السورايا } في العراق وجدارا قويا لحماية العراق والعراقيين بعيدا عن كل الشعارات القديمة والجديدة التي تريد سحق العراقيين وتمزيق ألفته وتدعو لتقسيمه .. وان تنقلوا مشاعري الصادقة الى كل الاخوة والاصدقاء المشاركين في مؤتمراتكم سواء من قدموا من داخل الوطن او خارجه , وتذكروا دائما وابدا ان العراق الآمن في ظل حكومة علمانية وديمقراطية هي صمام الأمان الوحيد لسلامة شعبنا الأشوري الكلداني السرياني والحفاظ على ارثه التأريخي والحضاري .
مع فائق المحبة وخالص التقدير .


ادورد ميرزا
استاذ جامعي مستقل

145
هل تمّ إسقاط نظامْ حُكم .. أم تمّ إلغاء دولة ؟

ادورد ميرزا
استاذ جامعي مستقل

بداية أقول انني لا أمثل أحداً ولا أنوب عن أحد ، ولا أرغب في إقناع احد فيما اقول , لكني اتمنى ان نتدرب على التفكير معاً وتحليل ما حدث لأحفاد شعب عاش على ارض كانت مهدا لولادة أولى الثقافات واعظم الحضارات في بابل وآشور . ولكي نصل الى هذا الفهم لا بد اولا أن نحرر عقولنا مما تحمله من ايدلوجيات وتقاليد ومفاهيم شرعت قتل الأخر والغاء حضارته وثقافته , والنظر بجدية الى خطورة ذلك على مسيرة الحياة الإنسانية .
فأنا أرى إن الحركة السياسية الوطنية في العراق شملت جميع المكونات من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار، سواء من كان في السلطة الحالية او في المعارضة ، وهنا اقول بانه ليس بين هؤلاء من هو أكثر أو أقل وطنية من الآخر، فالأحزاب التي توصف بالوطنية والثورية ليست أكثر أو أقل وطنية من تلك التي توصف بالرجعية او العميلة , بمعنى ان التقدميون اوالرجعيون , حاكمون او محكومون هم وطنيون طالما انهم ينتمون الى العراق ، فجميعهم عراقيون متساوون بانتمائهم إلى الوطن ، ولذلك فاني ارى ان معنى كلمة وطنيين هنا يطابق معنى كلمة عراقيين , فكل عراقي مخلص للوطن والشعب هو وطني شريف مهما كان انتماءه الديني او السياسي او العرقي  .
فالوطنية صفة لا تقبل التفاوت والتفاضل , والحكومة التي تنزع صفة الوطنية عن بعض مواطنيها أو عن أحدهم بلا سند قانوني اودستوري إنما تنزع صفة الوطنية عنها ايضا لا بل انها تنزع الوطنية عن احزابها التابعة لها .
إن حالة الإستبداد السياسي التي مارسها نظام صدام وغياب الديمقراطية ، واحتكار السلطة وفرض الوصاية على الشعب وتغييب الآخر وإلغائه ، أدى إلى انهيار وطني شامل تمثل في تمزيق الوحدة الوطنية وضرب قيم المواطنة , فتجسدت حالة من القهر والظلم لدى عموم الشعب , هذا الواقع المأساوي دفع جمعاً من القوى ذات التوجهات الدينية اوالعلمانية العراقية لتأسيس جبهة مقاومة سميت { بالمعارضة العراقية } حيث رعتها وقدمت الدعم لها حكومة اميركا ودول أخرى وخصوصا حكومة ايران ذات الحكم المذهبي , ومنذ اعلان المعارضة العراقية عن وجودها صرّحت بان الهدف الرئيسي لتشكيلها هو لإسقاط النظام الدكتاتوري وبناء دولة ديمقراطية حضارية تمنح لمواطنيها الأمن وحق المشاركة لبناء الوطن في ظل روح التسامح والحوار والتعاون ...هكذا كان خطابهم والذي أيده غالبية الشعب العراقي !

إن العراق موطن اولى الحضارات { الأشورية والبابلية } حيث شكلت هذه الحضارة منهلاً أساسياً لثقافة ووحدة أبناءه حيث تلهمهم الثقة بالحاضر وبالمستقبل , كما إن إنتماء العراق إلى المنطقة العربية والتي احتضنت تلك الحضارات يعتبر الأساس لبناء أيّ استراتيجية سياسية جديدة على ارض العراق , ولذلك ومن الضروري أن يعي ذلك الساسة في العراق وان يعملوا على تجسيد ذلك على ارض الواقع من خلال توثيق الروابط وتعميق العلائق بين كل المكونات الأثنية والعرقية ، وذلك وفق سياسات منضبطة ومدروسة وعقلانية ، حيث لا يجوز السير بالعراق نحو رؤى طائفية او مذهبية من شانها خلق الفوارق والكراهية بين ابناءه .

ان ما اريد ان اشير اليه هو ما حل بالعراق في نيسان من عام 2003 , فالمتتبع للأحداث يرى ان ما حدث هو الغاء كامل لمعالم الدولة العراقية التأريخية والجغراقية وتغيير ثقافة شعبها التي ترسخت في وجدانه منذ الاف السنين من خلال تهديم كل ما له صلة بتأريخه وحضارتة واحلال بدلا عنها ثقافة جديدة وغريبة عبر برامج وممارسات منهجية قادتها الحكومة الجديدة حيث ارعبت المجتمع حتى وصل الأمر للتدخل في اجهزة ومؤسسات التربية والتعليم لتغيير مناهجه الدراسية لتخدم توجهاتها الطائفية والداعية
الى حب الذات والغاء الآخر . نعم ان ما حل بالعراق لم يكن إسقاط نظام حكم دكتاتوري ظلم العراقيين , انما الذي حصل هو اسقاط حكم والغاء دولة دستورية قائمة بذاتها !

وهنا علينا التفريق بين ايدلوجيتين معارضتين لنظام صدام { المعارضة الأولى ارادت تغيير كل ما هو عراقي من تأريخ وثقافة وحضارة , واحلال مكانها ثقافة غريبة تعتمد للإستمرار في بقاءها على العنف الطائفي وقد كان لحكومة إيران ممثلة باذرعتها الممتدة داخل العراق والتي كانت قد اسستها في ايران ودعمتها بالمال والسلاح الى جانب دعم حكومة اسرائيل وبعض الكتل العراقية ذات المصالح الإنفصالية اليد الطولى في تنفيذ اهدافها } اما { المعارضة الثانية فقد تمركزت ايدلوجيتها في اسقاط نظام صدام واستبداله بنظام ديمقراطي يحترم حقوق الإنسان والتعايش السلمي في المنطقة , دون النظر لإلغاء الدولة العراقية } , لكن الذي حدث وتحقق في العراق هو الغاء الدولة بكامل ارثها الرسمي والشعبي حيث لم يكن ذلك يتوقعه الشعب العراقي الذي ينتظر حكما ديمقراطيا شعبيا ليعيد اليه كرامته وعزته , والسبب كما اعتقد " ربما يكمن في الغباء الأمريكي نتيجة عدم تحليله لما ورد اليه من معلومات كانت قد سربتها له قوى المعارضة العراقية والمدعومة ايرانيا والتي ظهر عدم حقيقتها حول امتلاك نظام صدام للسلاح النووي وعلاقته بتنظيم القاعدة , مضافا لها وربما لعدم فهم الحكومة الأمريكية لخطط ولنوايا وستراتيجية هذه القوى للعمل على تدمير وتغيير ثقافة العراق وتفتيت كياناته الأثنية والعرقية "

لقد أثبتت الأيامُ بان العراق قد دخل مرحلة خطيرة نتيجة لسيطرة هذه القوى على الأمور في البلد حيث قامت ايران بضخ الاف العناصر المسلحة ودعمها ماديا ومعنويا لبسط سيطرتها مستغلة الفراغ السياسي الذي حدث في العراق ,  فبدء التغلغل داخل اجهزة الدولة والذي بات ظاهرا من خلال ما يحدث من فساد وجرائم الى درجة ان بعض مؤسسات الدولة الخدمية او الإنتاجية قد تحولت الى منابر خطابية تدعو الى نشر وتوسيع الهوة الطائفية لتعميق الخلافات والصراعات , فابتعدت عن واجباتها الأساسية في تقديم الخدمات لعموم الشعب , ان فرض السياسات الطائفية منذ سقوط النظام , والذي كان لإيران الدور الرئيسي في اشعالها كان السبب الأول لرفض العراقيين الشرفاء هذه السياسات , وما نراه اليوم من بداية انهيار الإئتلاف الموحد بانسحاب حزب الفضيلة الإسلامي دليل على ذلك بعد ان تكشفت نوايا الإئتلاف الطائفية سنراه مستقبلا وسيتكرر بانهيار الأخرين ذو التوجهات العنصرية , ان المعارضة التي كانت غايتها تفتيت العراق دولة وشعبا وثقافة قد ظهرت حقيقتها وهذا ما سيزيد من اصرار العراقيين المخلصين لدعم كل جهد عراقي اصيل يتمسك بحضارته وتأريخه وثقافته ولن يتخلى عنها مهما حاول المعارضون اصحاب التوجهات التي من شأنها تقسيم العراق وجره الى الطائفية او المذهبية الغاءه ... العراقيون بحاجة الى حكومة نزيه عادلة تحترم العراقيين وتحافظ على أمنهم وسلامتهم وممتلكاتهم .. ويبقى السؤال هل اُسقط نظام .. ام اُلغيت دولة بكامل ثقافتها وحضارتها ؟ 

146

العراقيون يهربون .. والحكومة تدّعي انها منتخبة !!

ادورد ميرزا
استاذ جامعي مستقل

نعيش هذه الأيام في فوضى الخطابات الغريبة والعجيبة حيث نسمع من أفواه عراقيين مسؤولين في السلطة , يدّعون فيها انهم حكومة منتخبة ويمثلون كل مكونات الشعب العراقي , لكننا في الجانب الأخر لا نرى غير هروب جماعي منهم !
وما نخشاه مستقبلا فيما اذا استمرت الحالة على هذا المنوال فستجد الحكومة نفسها وحيدة تحكم نفسها في المنطقة الخضراء فقط وعراقا خاويا من البشر .
   
ترى لماذا يهرب العراقيون , وهل فقدوا الثقة بحكومتهم , اليست حكومتهم ومجلس نوابهم منتخبون , اوليس الدستور الذي اجمع عليه المشاركون في حكم العراق على انه الدستور النزيه الذي يضمن لمختلف شرائح المجتمع العراقي الحياة الأمنة والتمتع بكامل حقوقه الإنسانية , كما يخطبون ! ... لماذا فقد العراقيون الثقة في مصداقية تحريرهم من ظلم نظام دكتاتوري عشائري ذاقوا منه العذاب ؟

لماذا يهرب العراقيون ولماذا فقدوا الثقة بحكومتهم ؟
سؤال لا يرى فيه غالبية العراقيين صعوبة بالإجابة عليه .. فبمجرد النظر الى طريقة تشكيل الحكومة والتي اعتمدت المحاصصة في توزيع المسؤوليات , وما افرزته عقلية الغالبية من اعضاءها واسلوب أداءها , وما حل بالعراق في زمنها وبسببها من فساد ومن فرز طائفي وقتل وجرائم متنوعة طالت كل العراقيين , كل ذلك يسهل معرفة لماذا فقد العراقيون الثقة بحكومتهم . 

فبعد ان تم اسقاط النظام الدكتاتوري وتسنم الحكومة الجديدة مسؤولياتها , وبدء مجلس النواب إجتماعاته واصبح الدستور سئ الصيت نافذا ولازم التنفيذ , لم يحقق الدستور الأمان ولا منحت الحقوق بل على العكس زاد الفساد وانتشرت الجريمة وفقد الجمهور العراقي الثقة بالحكومة وبكل مؤسساتها وكل مشاريعها وخططها , لأن الدستور وبالرغم من اقراره بصيغته الطائفية والظلامية مليء بالتناقضات والثغرات ولايتوفر فيه الحد الادنى من الشروط القانونية الصحيحة لبناء الدولة العراقية الحديثة ولا يخلق الانسجام السياسي والحكومي في حدوده الدنيا بين القوى السياسية الدينية والقومية ، ورغم كونه لايلبي طموحات الشعب العراقي المدنية والعلمانية والتقدمية فانه لايصلح ايضاً ليكون سندا للحكم ومعبرا عن سلامة بناء الدولة ومرافقها المدنية والعسكرية , وهذا التوصيف ينطبق ايضا على مجلس النواب جملة وتفصيلا .

ان المد الطائفي والظلامي والمساعي الرامية لفرض القوانين والتعليمات والخطط ذات الصبغة المذهبية والطائفية التي تقودها الحكومة الحالية كونها حكومة محاصصة طائفية وفيها من وزراء غير اكفاء ولا جديرين , أغرق العراق في مستنقع الإنقسامات الطائفية والقومية الضيقة ، هذه الانقسامات ستفرغ العراق من كل النشاطات الإجتماعية التي ترسخت في وجدان اطيافه الدينية والقومية المتنوعة عبر العصور , فبالرغم من مشاركة جميع الأطياف العراقية في تشكيل الحكومة الحالية فانها ستبقى حكومة ذات توجه طائفي لأنها كما تظهر أسيرة الأحزاب الدينية ذات الطابع المذهبي والتي تمتلك ميليشيات اخترقت اجهزة الدولة الأمنية وعاثت بالبلد فسادا ونخص بالذكر وزارة الداخلية والدفاع التي تأكد وعلى لسان بعض من اعضاء الحكومة ومجلس النواب , بانها مساهمة ومساندة للميليشيات التي تقوم بأعمال قتل وتهجير على الهوية او على اساس الإنتماء العقائدي او الفكري .

فإذا كان الواقع العراقي بهذا الشكل المأساوي , والتوجه الطائفي والإثني مسيطر على معظم الأطراف السياسية التي لها تأثير على الساحة العراقية , فكيف سيكون مستقبل العراق والعراقيين اذن ؟
انني اجزم هنا لمن يريد بناء العراق الجديد ذو ثوب حضاري مزهو الألوان ليبدأ من الأساس , فعلى الحكومة ومن يعمل معها ان تغير مسار إتجاهاتها الفكرية نحو الوطنية والشعور الوطني ان ارادت البقاء وكسب ثقة شعبها , واعتبار ذلك حافزآ لنشاطهم بدلا من التوجه الطائفي والقومي العنصري الذي يخلق شعورا بإقصاء الآخر .
اما إذا استمرت الحكومة بنهجها الحالي الطائفي سواء على مستوى الأفراد أو الأحزاب , فأن الأمور ستتدهور وسيغرق العراق في حرب أهلية اكثر مما هو علية اليوم وسيحترق الجميع دون استثناء , واريد ان اُذكّر هنا من باب الحرص على وحدة العراقيين , ان الأخوة الأكراد في كردستان العراق والذي يبدو انهم الطرف المستفيد الأكبر من هذه الفوضى الطائفية والتي قد تجر العراق الى تقسيم طائفي وعرقي لا يحمد عقباه , ان يتصدوا لهذا التوجه الطائفي وان يقفوا ضد تقسيم العراق , ونذكّرهم بانهم قد يخسرون كل ما حصلوا عليه من مكاسب خلال السنوات الماضية من دعم ومساندة من قبل قوات التحالف , لأن المنطقة وفي ظل الظروف الإقليمية والدولية الراهنة ستتعرض للتغيير ضمن الستراتيجية الأمريكية ! وينطبق ذلك التذكير ايضا لقيادات بقية القوميات المتواجدة ضمن منطقة كردستان العراق الذين يتخذون من شمال الوطن ملاذا آمنا يحمي أبناءهم من القتل والتهجير الطائفي والقومي .

اعود لخطر التوجه الطائفي او القومي العنصري من ناحية حفظ الأمن ...فحكومة بهذا الشكل لا يمكن لها أن تؤسس أجهزة أمنية تضمن الأمن والسلام لعموم المواطنين , ولأنها كذلك فستكون غالبية اعضاءها رافضين للطرف الأخر خاصة اذا ما اتيح لها فرصة السيطرة على الشارع ومؤسسات الدولة وهذا مما لا شك فيه سيشجع الجهلة على القتل والتهجير اوالإستيلاء على اراضي وممتلكات الأخرين !

اما فيما يتعلق بخطر مثل هكذا توجه طائفي او عنصري بالنسبة لإدارة المؤسسات المدنية . فكيف تستطيع حكومة أن تدير مؤسسات دولة تتخذ من القانون أداة لتحقيق الديمقراطية والعدالة بين المواطنين على أساس المساوات في حقوق المواطنة وهي بهذه المواصفات ؟
ان ما يحدث في مؤسسات الدولة العراقية من فساد وسوء إدارة يدل دلالة اكيدة على ان الكادر المعين لتسيير شؤونها يفتقر الى الخبرة والتسلسل الإداري لإدارة تلك المؤسسات حيث لا يمكن لفرد من الدرجة السادسة تولي منصب في مناصب الدرجة الأولى , وما حدث في زمن نظام صدام لا يختلف عما يحدث اليوم اطلاقا بل ان كافة المؤشرات تدل على ان ما يجري في مؤسسات اليوم فاق آلاف المرات عن الزمن السابق , فقد تولى ومع الأسف الشديد اناس لا يملكون الخبرة التراكمية ولا المؤهلات العلمية والمهنية مناصب قيادية لمجرد انتماءهم الطائفي او الحزبي المذهبي , مما خلق جوا انتعشت فيه النظرة بعدم الثقة في كل خطط ومشاريع الحكومة لا بل وصل الأمر بالتشكيك بجنسيات وبشهادات بعض من اعضاءها , وعدم الوثوق بما يتكلمون ......
فهل يعقل ان مفوضا اصبح لواءا في سلك الجيش او الشرطة .. وفراشا في مستشفى حكومي وبائع خضراوات مع احترامي العالي للمهن الحرة اصبحوا مسؤولون في وزارات حساسة ومهمة , ولا اخفيكم سرا فان الفساد وعدم الكفاءة والنزاهة اقترب من السلك الدبلوماسي الذي من المفروض انه  يمثل وجه العراق المشرق والمتحضر اما العالم ..... والأمثلة كثيرة لا اريد الخوض في تفاصيلها , لأنها ظواهر لا تليق بسمعة حكومة حديثة تتبنى مشروعا لبناء دولة ديمقراطية متحضرة ومتقدمة .   

كيف يمكن بناء دولة حضارية تتخذ من العلم رسالة للتقدم والرفاهية , وهي بنفس الوقت مرتبطة باحزاب وايدلوجيات ما زالت تؤمن وتنتظر منذ اكثر من الف عام , عودة الغائب المنتظر لينشر العدل والسلام بين البشر , علما ان هناك الملايين من البشر من الذين يعتنقون بالإضافة للأديان السماوية الثلاثة ...الاف العقائد المتنوعة والمختلفة , كيف يمكن بناء شعب متطور يحترم عقائد وانتماءات الأخرين , في حين نرى توجه الحكومة نحو تغيير المناهج الدراسية بدءا بالمدارس الإبتدائية باتجاه ترسيخ المفاهيم الطائفية والمذهبية التى من شأنها خلق جيل عنصري متخلف مهزوز يرفض الأخرين بل ويستخدم العنف ضدهم , الا يجدر بنا التوجه لتغيير مثل هكذا مناهج طائفية متخلفة , واحلال بدلها مناهج ترسخ روح الود والمحبة والعمل الصالح .

المطلوب لقيادة العراق حكومة جديدة بمنهج حضاري , اعضاءها أناس متعلمون مثقفون يمتهنون كفاءات عالية في السياسة واحترام حقوق الإنسان , ولديهم خبرة تراكمية في ادارة شؤون المؤسسات المدنية والعسكرية  , أناس همهم الأول والأخير سلامة الوطن والصدق والصراحة مع مجتمعهم وتقديم افضل الخدمات والعلوم لأبناءه من خلال بناء مؤسسات علمية واقتصادية وتربوية تستطيع مواكبة التطور العلمي والحضاري الذي سبقتنا فيه دول اخرى أقل منا ثروة وحضارة , وليس الإتيان بحكومة تحتل المستشفيات ومدارس ومعاهد وجامعات وكنائس ومساجد وملاعب ووسائل الإعلام واسواق ومراكز شرطة العراق , لتحوّلها الى منابر طائفية لأداء مراسيم اللطم والدروشة والشعوذة والبكاء وهز الرؤوس ونشر الخطب الداعية للكراهية والحقد بين بني البشر , العراق بحاجة الى قيادة تشعل ثورة حقيقية لتغيير الذات والمفاهيم والنصوص والفتاوى التي تدعو الى العنف والكراهية واحلال بدلها نصوص ومفاهيم تشيع المحبة واحترام عقائد كل بني البشر , قيادة تشجع العراقيين للتمسك بحب الوطن وحب الحياة ...
اليست هذه امنيات المؤمنين المخلصين .
 

147
لماذا يهاجر العراقيون ... والأصح لماذا يهرب العراقيون ..

ادورد ميرزا
استاذ جامعي مستقل

اكد خبراء اميركان واخرين من هيئة الأمم المتحدة بانه لم يحدث في الشرق الأوسط منذ خمسون عاما اي منذ هجرة الفلسطينيين عن ديارهم في اسرائيل .. هجرة مأساوية كالتي تحدث اليوم للعراقيين .
والسؤال الكبير والذي لم يجرء احد من القائمين على حكم العراق الإجابة عليه هو .. لماذا يهرب العراقيون , لكن البعض من الأجوبة الساذجة جاءت لتقول انها هجرة للعمل وللعيش الرغيد , ويصفها آخرون ... انها للسياحة وزيارة الأقارب ..
لكن هذا لا يهمني فكثيرين منهم متخوفون من قول الحقيقة ولا اريد ان اصفهم بالمنتفعين , لأن قول الحقيقة قد يكلفهم ذلك فقدان منصبهم بل وحتى حياتهم , ومهما يكن فالحقيقة لن تغيب طويلا !
لماذا يهرب العراقيون , سؤال بدون جواب , أحقاً لم يعد العراقي قادراً على العيش في وطنه , وهل صحيح ان ميليشيات الحكومة التي انتخبتها الملايين متورطة في ايذاء شرائح معينة من ابناء وبنات العراقيين ومساهمة في الفوضى الحاصلة , وهل كل ما جرى للعراق من تدمير وقتل وتهجير سببها اميركا ومن ساهم معها من فصائل طائفية غير وطنية , كثيرون من العراقيين أجابوا بنعم وبعضهم قال انها ليست كذلك , ويبقى السؤال المحيّر لماذا اذن يهرب العراقيون .
ولكن أليس غريباً في دولة محررة وفي ظل حكومة منتخبة أن يستمر هروب مواطنيها وبشكل يومي ومستمر وتحت علمها وانظارها ومن دون ان تحرك ساكنا , الم يكن الأجدر ووفق منطق العقلانية والنزاهة ان تقوم ولو باجراء دبلوماسي ان تعترف وبكل هدوء بعدم كفاءتها او على الأقل الإعتراف بان الإنتخابات التي جاءت بهم الى السلطة قد تم تزويرها على يد عملاء اجانب , اليس الأفضل للحكومة ان تقول ان بعضا من وزراءها لم يكونوا بمستوى المسؤولية والنزاهة والوطنية  !!
الا تعلم الحكومة ان شعبها يقتل ويهجر ويسلب على يد بعض من ميليشيات باتت معروفة وتنسب لأحزاب فاعلة في وسطها , اليس دخول تنظيم القاعدة الى الأراضي العراق دليل على انها فاقدة السيادة والسيطرة على حدود الوطن , اليس لنا الحق ان نشك بان هناك تواطئ مع المحررين انفسهم , الا تشم الحكومة رائحة دم الأطفال والنساء والرجال المغدورين , ام انها تشك في ان هؤلاء الأبرياء بشر من كوكب آخر !
ثم الا تعتقد هذه الحكومة انها مرشحة مستقبلا للمحاسبة كما حوسب نظام صدام .
لقد اصبح الهروب ظاهرة نتلمس أخطارها كل يوم , وان ناقوس الخطر قد دقته اقلام الشرفاء من العراقيين حتى وصل الأمر للطلب من العراقيين أن لا يغادروا البيت والوطن حتى لو كلفهم ذلك حياتهم , فالعراقيون يلاقون القتل والإختطاف والتهجير يوميا , ليس لذنب اقترفوه انما لأنهم شرفاء يعشقون العراق ولأن وطنيتهم تجاوزت مفهوم الدين والمكان .
لماذا لا يريد ان يفهم { البعض } من ساسة العراق الجدد ان الشعور بالوطنية ليست كلمات تردد ولا فتاوى ودعوات ولطم على الصدور ولا هي سكاكين وخناجر وتعليق صور الرؤوساء والمعممين .  الوطنية ليست مسرحا للطقوس وللخيالات , فالوطن محبة ومشاعر ومكان للحياة , انه جنة الله على الأرض , الوطن يتيح لك حقوق انسانية طبيعية , وهو مكان منامك يعطيك بقدر ما يأخذ منك , انه حقوق وواجبات .... كيف السبيل لتفهمون !
تساءل ارهقنا جميعا .. لماذا يهرب العراقيون , وما الذي يجعلهم ترك بيوتهم واصدقاءهم وكل الأشياء الجميلة التي تربطهم بالوطن أليس لأنهم بدون حماية حكومية رسمية وينتظرون الموت على يد منظمات ارهابية احيانا وطائفية احيانا اخرى , اليس الهروب خارج الوطن اكثر امانا ليأخذ العراقي فرصته في المساوات والحياة , اليس بقاء الوطن حلما جميلا في ذاكرة العراقي وهو في الغربة أفضل الف مرة من أن يبقى في وطنه ملاحقا ويصبح الوطن في نظره مكانا كالسجن موبوءا بالمجرمين والقتلة , هل سأل الحاكمون المنتخبون انفسهم لماذا يهرب العراقيون ؟
كل يوم يهرب اكثر الفي عراقي افراد وعائلات , منهم من يرى في محافظات شمال الوطن اكثر استقرارا وهدوءا , فيما يرى آخرون ان اللحاق باقاربهم واصدقاءهم في دول العرب والغرب اكثر انتعاشا وحقوقا , وبمعادلة بسيطة تستطيعون ان تتعرفوا على عدد الهاربين شهريا , وعن حجم الكارثة الإنسانية التي ستحل بهم مستقبلا .
تدعي الحكومة الباسلة بان الملايين من العراقيين البالغين ذهبوا الى صناديق الإنتخابات وادلوا باصواتهم تأييدا لهم , وقد انتخبهم العراقيون بكل حرية لقيادتهم .... , ترى لماذا اذن هربت هذه الملايين التي يزعمون انها انتخبتهم .... كيف يجرء الناطق بلسان الحكومة العراقية ان يصرح فيقول { هذا غير صحيح } .. وبالمناسبة فقد اصبحت مفردة { هذا غير صحيح } ملازمة للناطق باسم الحكومة , فكل ما يجري في العراق وتقر به الإدارة الأمريكية والبريطانية وكاميرات الأعداء قبل الأصدقاء وآخرها ما كشفته قناة بريطانية عن فرق الموت , وما يجري في سفارات العراق من تزوير للجوزات كل هذا الفساد يجري وناطقنا الرسمي الوسيم يطل علينا بتصريحاته....وفي كل مقابلاته ليقول ان { هذا غير صحيح } وان العراقيين بخير ويعيشون اسعد ايامهم وان ما تشاهدونه او تسمعونه فهو كذب ونفاق لأننا جئنا بالديمقراطية لإنقاذ شعب العراق ... يبدو ان الناطق باسم الحكومة منهمك في مشاهدة افلام الكارتون , اما ما يحدث من مشاهد قتل وذبح وتهجير حقيقية فهو بعيد عنها ... سامحه الله .
ونعيد للتذكير لسيادة الناطق الرسمي .. بان اكثر من اربعة ملايين من العراقيين الشرفاء بينهم أساتذة وعلماء ورجال دين ومن مختلف المهن هم الأن هاربون خارج البيت والوطن ..يا سيادة الناطق .. في العراق يقتل العلماء والأساتذة ويهجر الآمنون من بيوتهم .. يا سيادة الناطق .. ان كنتم صادقين ومخلصين وقد جئتم لإنقاذ العراق ولنشر الديمقراطية , نناشدكم ان تطلبوا من اميركا لإعادة النظر بكم وبحكومتكم لإنقاذ شعب العراق من الموت والتهجير اولا واخيرا .
ان إعادة الأمان والإستقرار الذي كان ينعم به العراقيين على اختلاف انتماءاتهم , يتطلب قرارا امريكيا حازما وجريئا وسريعا .. يبدء
بابعاد كل الساسة المتورطين في تبني الإتجاهات الطائفية والمذهبية والعنصرية .
وتشكيل حكومة جديدة من الكفاءات الأكاديمية المستقلة حصريا , واعادة الإنتخابات .
واخيرا ايقاف العمل بالدستور لحين كتابة دستور حضاري جديد يتماشى مع متطلبات العصر .
هذا هو الحل الأمثل لإستقرار العراق والمنطقة , وعندها فقط سيعود العراق للعراقيون سالما معافى , ويعود العراقيون كما كانوا من زاخو الى الفاو اخوة متآلفين متآخين دون تمييز وبعيدين عن إرهاب الطائفية والمذهبية والعنصرية المقيتة .

148
إستغاثة .. من يُنقذ شعبنا ؟


 ادورد ميرزا
استاذ جامعي
 
بغداد مدينة السلام اضحى السلام بعيدا عن محياها حيث العنف يتربص بها ليل نهر،وثقافة لم يكن البغداديون بل العراقيون اجمعهم يعرفونها.. الا وهي ثقافة التهجير وقطع وشائج الوصال والتداخل الإجتماعي ما بين اطياف ومكونات المجتمع التي اخذت من عمرهم ردحا من الزمن.
ف ال مسيحيون العراقيون على اختلاف انتماءاتهم القومية والمذهبية، هم سكان بلاد ما بين النهرين الأصليي ن، لم يكونوا عن منأى التهجير الإظطراري والقسري الذي يعصف بالعراق هروبا من واقع امني مضطرب وخوفا من المجهول، حتى بات كل يبحث عن سبيل آمن له ولعائلته بعيدا عن القتل والخراب، فلجأ بعضهم الى الخارج وبقى آخرون بانتظار الخلاص.
 
هذه الأقلية والتي عانت من ظلم انظمة الحكم التي تعاقبت على حكم العراق منذ الحكم العثماني والى الحكم الحالي، ما زالت مجهولة المصير بالرغم من قيام بعض من قادة احزابها وكنائسها بالتأييد والمساندة المطلقة ل من حكمها الى هذا اليوم المظلم والذي اصبح فيه العراق وشعبه المسالم والآمن رهينة الأهواء والأمزجة الطائفية.
ان ا لحرب الأخيرة كما هو واضح لم تحقق الخير والأمان للشعب العراقي ولم تحقق الرفاه والأمان للأقليات، حيث انتهت ولم نلمس منها سوى البؤس والأحزان.. فقد تم على يد المتخلفين الطائفيين تدمير كل ما بناه العراق يون من حجر وحديد حتى وصل الأمر الى تدمير الشخصية العراقية وثقافتها والى تشويش الوعي الوطني للشعب العراقي، ف حل ت ال صراعات ال طائفية بين كل الطوائف الدينية والمكونات القومية، وبات السني يذبح الشيعي والكردي يحقد على العربي والعكس بالعكس حتى وصل الأمر لإختطاف وتصفية وتهجير خيرة العراقيين الأبرياء من الأساتذة والعلماء من جميع المكونات.
 
لكن المؤسف ان يقع المسيحيون العراقيون الآمنون ضحية خلافات الأخرين!، فقتل من قتل وهجر من هجر واختطف واغتصب وسلب العديد من ابناء هم الأبرياء الشرفاء، حتى بات في كل محافظة مقبرة جماعية، كل ذلك يحدث امام انظار حكامنا المؤمنون حيث القرآن الكريم بيد والسيف باليد الأخرى، ويدعون دون خجل انهم قادة انتخبهم الشعب العراقي ل حكم هم! هؤلاء المؤمنون لم يحرك احدا منهم ساكنا ليجد حلا يحمي شعبهم ويرضي ربهم على الأقل، فهم لا يجيدون غير القاء ال خطب و ال تصريحات التي تلقي اللوم على هذا الطرف او ذاك، حتى خطبهم غير واقعية ولا منطقية، اما البحث عن ما يخدم سلامة وأمن شعبهم وازدهار معيشته فهم بعيدون عنها.
 
إن الإنتماء الى الوطن موقف مقدس لا يتعارض مع المسميات الدينية او القومية، حيث في الوطنية تنصهر كل المسميات لتفصح المواطنة عن وجودها في وجدان العراقيين والتي أفداها المخلصون العراقيون الأوائل بدمائهم منذ الاف السنين.
وإذا كان محرما اليوم على ا لعراقي الأصيل الذي ولد وعاش على ارض { ما بين النهرين } ان يتفاخر ويعلن انه عراقي فقط وغير طائفي ولا مذهبي.. ف اليعلم انه ينتمي الى اعظم حضارة عرفتها البشرية حيث لم تكن هناك طائفة ولا مذهب.... أنها ثقافة السلام وعنوان الحقيقة!
 
وفي خضم هذه الفوضى والصراعات وعدم الإستقرار، يطل علينا خبر تزوير جوازات عراقية في سفارة العراق في دولة السويد الآمنة وشاطر من يعرف اهداف هذا المشروع ومن يقف وراءه!
 
كما نسمع هنا وهناك ودون حياء دعوات لقيام نظام فدرالي او حكم ذاتي كحل دائمي للوضع العراقي الجديد، لكن الحقيقة هي ان الفدرالية وما يشبهها و التي ينادي بها ال بعض لا تعدو سوى كونها مشاريع تحقق مصالح فئات معينة ليس لها اي علاقة بمصالح وحقوق الفئات الأخرى ومنهم المسيحيون المنتمون لحضارة بابل وآشور ذو الأصول القومية، فالأجدر بنا ال بحث عن صيغة عمل سياسية تضمن حقوق وسلامة الجميع وتقضي على التمايز الذي يعتبر مصدرا لنشوب الخلافات التي تتحرك لتصبح صراعات على السلطة والتي تؤدي الى ما لا يحمد عقباه من قتل ودمار والغاء وتهجير، ولذلك فان مشاريع الفدرالية وما يشبهها ذات المصالح الفئوية ليست حلا ناجعا لأن النزاعات والخلافات ستبقى قائمة ما دام التمايز المذهبي او العرقي باق دون حل!
 
ايها الشرفاء... إنقذوا شعبنا العراقي المنكوب، هذا الشعب المتنوع القوميات والديانات يتعرض اليوم للقتل والإختطاف والتهجير على مدار الساعة، يستغيثكم للكشف عن حقيقة ما يجري ولإيصال نداءه الى مؤسسات المجتمع المدني وحقوق الإنسان في جميع دول العالم الغربي والشرقي الحر، للإسراع لإنقاذ من تبقى منهم من الموت والهلاك المحتم.
 
اللهم إلعن من كان السبب في خراب عراقنا وقتل شعبه......آمين


 
 

149
إلى روح من نذر نفسهُ  لخدمة الشرفاء

عرفناك استاذا مهذبا , وسمعناك هادئاً مؤدبا
وشاهدناك مودعاً ونودعك , يا ويلها هانت امامها قدرتك
كل الشرفاء يشهدوا مودتك , طيب حديثك وحلاوة بسمتك
واليوم في الثرى غدى مرقدك , كنت السراج تضيؤها ما اروعك
والليل أضحى حالكا من غيبتك , بحياضنا كل الثكالى تبكي غيبتك
ندعو الإله لرحمتك , خالدا ونبقى في وفائك نتذكرك
والمآذن وأجراس الكنائس والمعابد , رنّ صداها  لمقتلك
ونعوش .. عصام صبيح وشمشون اويشا ووردا صليوة وشمس الدين الموسوي ووليد حسن واطوار بهجت ...ومئات وألوف , على الأكف قرابين الخلاص


ادورد ميرزا
اكاديمي مستقل

د.ضياء المكوطر استاذ في الاقتصاد ومرجع مهم في اختصاصه ومن مواليد الرميثة في محافظة السماوة العراقية وكان يشغل منصب نائب رئيس اتحاد الاقتصاديين العراقيين ورئيس جمعية حماية المستهلك. قتله مسلحون في منطقة الاعظمية في بغداد يوم الثلاثاء 23 كانون الثاني 2007

150
مقتل عراقي مسيحي أتهمته الميليشات الأسلامية الحاكمة في البصرة ببيع المشروبات
 22/01/2007
الجيران ـ البصرة ـ قتل  مجرمون مسلحون  ينتمون الى أحدى العصابات الدينية الحاكمة في البصرة مواطنا عراقيا مسيحيا بتهمة بيع المشروبات الروحية .وقال شهود عيان اليوم  الاثنين أن أرهابيين مسلحين  من هذه العصابات التي تتحكم بمصير العراق  قتلوا مسيحيا يبيع المشروبات الروحية في منطقة الجمعيات 8 (كم) غرب البصرة وكان بعض أمراء هذه العصابات  الدينية  الأجرامية في البصرة قد أصدرت إنذارا لباعة المشروبات الروحية قبل أيام بالامتناع عن ممارسة مثل هذا النشاط في البصرة كما دعت إتباعها لمتابعة باعة المشروبات ومعاقبتهم بالقتل .جاعلة من نفسها سلطة فوق الدولة والقانون معتبرة القتل وذبح الناس السبيل الأفضل لنشر عقيدة الأسلام !
 
 
 
 
 

151

اميركا قادرة إن .. ارادت ذلك ....


ادورد ميرزا
استاذ جامعي

الآن ، وبعد اربع سنوات من الحرب الطاحنة والطائشة والتي قادتها اميركا على العراق , يطل علينا بعض قادتها وعلى رأسهم بوش ونانسي ورايس والبرايت وجوزيف وهيلاري وآخرون الى جانب مجموعة أخرى من اعضاء الكونكرس الأمريكي , ليعلنوا في جلسة استماع لشهود عقدها مجلس الكونكرس ...ان الحرب كانت غير ناجحة ولم تحقق اهدافها , وانها قامت استنادا لمعلومات غير دقيقة كانت قد سربت لهم من خلال بعض من قيادات المعارضة العراقية حول خطورة نظام الحكم في العراق على سلامة الأمن الوطني والإقليمي والدولي .
كما اعلنوا ايضا عدم رضاهم على اداء كل الحكومات التي ساندوها منذ حكومة بريمر, الى آخرها وهي حكومة المالكي حيث وصفوها { بعدم النضج } بسبب أخطائها الكثيرة وعدم كفاءتها وقدرتها في إدارة االبلد , فبعد اربع سنوات من دمار وفساد ودماء وجرائم بشعة مارستها ميليشيات بتوجيه من بعض دول الجوار وغيرها من المجموعات الإرهابية امثال الزرقاوي وغيرها , بعد كل هذه الفوضى يصحى قادة هذه الحرب فيعلنوا انهم اكتشفوا تورط بعض من اعضاء الحكومة في اعمال العنف , وتعاونهم مع ايران مدعين انهم توصلوا الى معلومات اكيدة بان ايران متورطة فعليا في زعزعة الأمن في العراق ويجب منعها ومعاقبة من يتعاون معها ... !
كما يصرّح آخرون ..ان مشهد عملية تنفيذ عقوبة الإعدام التي صدرت بحق صدام حسين , لم تكن لائقة ولا حضارية بل دلت على وجود نفس طائفي ثأري متفشي في اجهزة الحكومة سيعيق بناء الديمقراطية في العراق ..
لكن  العراقيون يعتقدون ان اميركا { بهلوان } حيث تتعامل مع جميع التنظيمات والتكتلات والأحزاب والتيارات  وفقا لسير الأحداث اليومية والتي تخدم مصالها فقط وفقط ..بمعنى ان سلامتها مرتبطة بتغيير اماكن سكناها !!

ان قادة اميركا اعلنوا انهم بصدد اعادة النظر في خططهم اتجاه العراق وانهم ماضون للقضاء على المفسدين واعادة العراق الى سابق عهده آمنا ومستقرا , هذا ما فهمناه , لكن ابناء العراق المخلصين لا يصدقون ذلك , فالذين هُدمت بيوتهم ودمرت كنائسهم ومساجدهم على رؤوسهم , والذين ذُبحوا واغتصبوا ابناءهم وبناتهم امام اعينهم , والذين هجروا اهاليهم واصدقائهم على الهوية , ينظرون الى هكذا اعلانات على انها { ضحك على الذقون } , وان { قادة الحرب} لا يملكون المصداقية فهم تعودوا على التلاعب والنفاق السياسي في تنفيذ سياساتهم , فتارة تراهم مع اعداءنا وتارة مع اصدقاءنا .

لكننا والحق يقال لسنا بحاجة للتشكيك في الدور الأمريكي في بناء بعض الأنظمة الديمقراطية , على طول الخط , لأن اميركا وكما هو معلوم انتصرت في الحرب العالمية الاولى عام 1917وتعاونت مع بريطانيا في الحرب العالمية الثانية , كما انها انتصرت في الحرب الباردة التي كانت قد اشتعلت مع المعسكر الشيوعي قبل سنوات , كل تلك الإنتصارات ادت الى ارساء اسس لقيام دول بانظمة ديمقراطية تحترم شعوبها , والتأريخ اثبت ان الشعب الألماني والياباني والصيني .. بل ان غالبية شعوب الدول التي شاركت اميركا في الحرب وحتى التي خسرت مثل الشعب الروسي والشعب التايواني ومن جاورهم قد بنوا دولهم على اساس المشاركة الديمقراطية وحماية حقوق الإنسان في الحياة والإنتماء العقائدي , لا بل اصبحوا من اولى الدول الصناعية المتحظرة ! وهذا يحسب لصالح اميركا طبعاً .

ان هذه الحرب الخطأ لم تحقق اهدافها كما روج لها ، وما دام انها قامت فيمكن اعتبار ان جانبا منها كان من اجل القضاء على الدكتاتورية واقامة الحرية والسلام , وهذا صحيح , لكنها في جوانبها الأخرى قد اخفقت بسبب الفساد في ادارة العملية السياسية , حيث تم الإعتماد في التعيين لحكم العراق على قادة غير اكفاء ذوو ايدلوجيات طائفية ومذهبية ترفض مشاركة الآخر في صنع القرار , مما نتج عن ذلك عنف طائفي ادى الى مقتل وتهجير الالاف من العراقيين , ولهذا فعلى اميركا اليوم ان تقف عمليا مع العراقيين الوطنيين المخلصين اولا وان تقنع شعوب الشرق الاوسط وخاصة شعوب المنطقة العربية , بانها اخطأت في العراق وسوف تصحح ذلك وتعمل على بناء دولة عراقية ديمقراطية وشعبية يشارك في بناءها كل العراقيين دون استثناء بعيدا عن تسلط النظم الطائفية او الدكتاتورية ، ولا شك ان هذا سيتطلب وقتا وسيكون صعبا , الا ان اميركا وبعد اعلان رئيسها السيد بوش ستراتيجيته الجديدة وبعد ان استمع العراقيون الى بعض من قادة اميركا وتصريحاتهم الإيجابية الداعية نحو اعادة النظر في ستراتيجية اميركا في العراق بما يحقق الأمان والإستقرار , وبعد ان تكشف لهم ان هناك من يريد استمرار العنف في العراق لمصالح طائفية وعنصرية مقيتة , نقول لقادة اميركا ولا ادري من سيوصل لها صوتنا ......
 ان كنتم صادقين في تصريحاتكم وان كنتم راغبين في ان يقوم العراقيين الأصلاء ببناء دولتهم وارساء الديمقراطية فيها واقامة نظام يحترم شعبه ويكون ايجابيا مع دول الجوار والعالم , نظاما يقف معكم في الحرب ضد الإرهاب وضد الدكتاتورية , فان ذلك يلزمكم بتنفيذ ما يلي ...

أولا .. تخليص العراق من التدخل الفارسي ومجموعة الحاكمين المتعاونين معه في العراق فورا .

ثانيا .. اناطة مسؤولية ادارة الدولة بعراقيين أصلاء معروفين اكفاء مستقلين .

وهذا يتطلب قيام اميركا بالتعاون مع الجامعة العربية بدعوة العراقيين من اصحاب الكفاءة من المستقلين والمشهود لهم بالنزاهة والشفافية الى مؤتمر دولي يعقد لغرض انقاذ العراق ثم التنسيق لتعيين قيادة عراقية جديدة مستقلة قادرة لحكم العراق تمهيدا لإجراء الإنتخابات في وقت لاحق .

ختاما نقول لقادة الحرب  ..بما انكم تواقون لرؤية عراق مستقر , ندعوكم للوقوف ولو مرة مع المصداقية ..ونذكركم فقط لمشاهدة ما يجري في العراق من قتل وذبح لجنودكم ولأبناء العراق , حيث يبدُ ان اقماركم الصناعية غير فاعلة لرصد مصادر اطلاق الهاونات وتفجير المفخخات , ولا ترصد ما يحدث على الأرض من تحركات مشبوهة , كما نذكرم بالرجوع الى شهادات قادتكم الأخيرة امام الكونكرس وحديثهم حول اخطاء حربكم الغير ناجحة على العراق , الا تقرؤون بحوث مراكزكم الستراتيجية حول فشلكم في العراق وضرورة اعادة النظر باختياراتكم ؟
العراقيون ينتظرون منكم , تطبيق القول بالفعل .. فهل سيشهد العراقيون تغييرا جذريا لسياستكم في العراق , وهل سيشهد العراقيون تطهير بلدهم من الإرهابيين والطائفيين الحاقدين , وظهور حكومة عراقية نزيهة لا قومية عنصرية ولا طائفية متطرفة , حكومة تتجول في مدنهم وقراهم للسؤال عن احوال شعبهم ؟, واخيرا هل ستهنئ شعوب منطقة الخليج العربي بنوم هادئ بعيدا عن رعب وارهاب ايران الفكري والنووي ؟؟
ان اميركا قادرة على ذلك ....نعم انها قادرة .. ان ارادت ذلك !   

152
الخلل يكمن في ستراتيجيات بوش

ادورد ميرزا
اكاديمي مستقل   


إستعد بوش وبجهد جهيد وتفكير عميق ونزيه فاعلن ستراتيجيته العظيمة لإحلال الأمن في العراق والقضاء على ميليشيات القتل والتهجير مستندا على كفاءة حكومته في بغداد , ولكننا واثناء متابعتنا لصوت بوش انطلق صوت عراقي مخلص ليقترح هو الآخرستراتيجية عراقية صميمية , ليس لإنقاذ العراق فقط انما لإنقاذ اميركا ايضا من مأزقها في العراق , وتقول ستراتيجية هذا العراقي .. بان المشكلة العراقية هي في شلل الحكومة العراقية الجديدة , واصابتها بمرض مزمن وخطير يدعى الطائفية .. فعلى اميركا ان تحترم عهودها وتريح العراق والعراقيين بالإستعجال في استئصالها كاملة قبل ان تنقل مرضها الفتاك لدول اخرى , انقاذا للعراق وللبشرية ايضا !
وأضاف ... هكذا تجري الامور عندنا في الشرق لانه لايتوقع احد ان يطلب من حكومة غير كفوءة ان تتنحى عن سلطتها لتحل محلها آخرى ,من اجل إنقاذ شعبها وبلدها.. واستشهد بصدام وبحكومته قائلا ...{ رغم دعوات اشقاءه العرب هل تنحى صدام }.... انه لم يتنحى فاحرق العراق بمن فيه ؟
ألرئيس الذكي بوش لا يزال يتباهى بالحرب العالمية التي أعلنها ضد الإرهاب والإرهابيين ، ردا على هجمات الحادي عشر من سبتمبر2001، والتي بدأت في أفغانستان ، وامتدت إلي العراق ، فأدت الى إيواء فلول الإرهابيين متعددي الجنسيات الى جانب انها فسحت المجال لتدخل دول طائفية فازداد العنف وتكاثر الإهابيون , ان ما حدث في العراق مرشح ان يطال بلدان أخرى .
ولسوء حظ الرئيس الأمريكي فإن حربه المقدسة التي شنها منذ2001 ولا زالت مستمرة لم تحقق له النصر الذي بشٌر به ، ولم تقض علي الإرهابيين ، ولم تنعم شعوب العالم بالأمن والسلام الموعودين !

ان امريكا حين دخلت العراق أخلت بتوازن المنطقة وهي في مأزق كبير فلا { 1. اسلحة دمار شامل وجدت 2. ولا ديمقراطيه تحققت } لانها لوعثرت فعلا على الأولى لوقف كل العراقيين الى جانب الحكومة التي عينها ممثلها السيد بريمر , اما فيما  لو تحققت الفقرة الثانية { الديمقراطية } , فوالله لأصبحت تاج العالم ولكسبت ثقة الشعوب !
لكن الرب كما يبدو لم يأذن لبوش النجاح كما تخيّل , فحل الدمار وحلت الطائفية بدل الديمقراطية الى جانب تكاثر الإرهاب وجرائم اغتيال العلماء العراقيين من رجال ونساء ... إجرام تقوده جماعات ارهابية وطائفية متعددة , لكن اخطرها جماعات جمهورية المثاقب الإجرامية كما سماها احد الشعراء , حيث حصدت ماكنتهم الحاقدة مئات الآلاف من الجثث الملقاة في الطرق والمزابل ..وحولت الفسيفساء العراقي الجميل إلى أشلاء أثنية وطائفية ومذهبية.. ففقد العراقيون الثقة بأميركا كدولة نزيه وديمقراطية وذلك بسبب إخفاقها في اولى مشاريعها في العراق , وبات لا يثق باي ستراتيجية أمريكية جديدة أخرى , فقد اصبحت ستراتيجياتها ضحك على الذقون , لا بل مهزلة امام العالم المتحضر .


ما يعاب على من سموا انفسهم بالمعارضة العراقية في الخارج , واثناء الحصار الظالم على شعب العراق انهم وقفوا ضد اي صوت نادى بظلم الحصار على العراقيين , بل وقفوا ضد اي مساعدة كانت لتقدم للشعب العراقي من غذاء ودواء كما انهم وقفوا مع الحرب ضد العراق حيث ضحوا بشعب العراق وتأريخه وكل امكاناته الأقتصادية والصناعية في سبيل الثأر من شخص واحد هو صدام , تصوروا الى اي حد اضر ثأرهم الطائفي بحياة ملايين العراقيين بكافة مكوناته الإثنية والعرقية !


ان العراق اليوم فى دوامة خطيرة ومأزق شديد ، ومن يحكمه كالقابض على ذيل النمر، استبقاءه عسير وافلاته خطير ...كما شبهها احد العراقيين , فالعراقيين كما اعتقد لايمكن حل مشكلتهم بأنفسهم ,لا بد من تدخل الأمم المتحدة وفرض حكومة جديدة مستقلة تعززها بقوة وتمنحها سلطة مطلقة وحازمة ، والا سيكون ما مضى من الويلات نزهة بالمقارنة بما سيأتي من فساد وعنف , وعلينا الإعتراف بان اميركا قد سلمت العراق لاشخاص غير كفوئين وان غالبية شعب العراق يجهل هويتهم وقابلياتهم الحقيقية وليس لديه اي فكرة عن خططهم الشريرة , وللحقيقة اقول ان المعروفين في حكومة العراق قلة ومع احترامنا للجميع فان غالبية العراقيين لا يعرفون {غالبية} البقية الا في حدود ضيقة جدا جدا وهذا مخالف لسياقات العملية الإنتخابية التي يدعون انها كانت نزيهة .


ان حكام العراق الجدد لا تنطبق عليهم صفة حكام فهم ليسوا كذلك , انهم مجموعة جمعتهم مصالح مشتركة لاتربطهم بالعراق سوى ثروته التي سيطر عليها المحتلون , وانه من الظلم تسميتهم بحكام وطنيين لأنهم وباعترافهم لايستطيعون ان يديروا مركز شرطة !
بمعنى ادق انهم { ريموت كونترول } يستلمون توجيهاتهم الخطابية من قيادة اميركا , اما تعليمات تغيير ثقافة العراقيين ونهب آثاره وتدميرها ونشر الفساد والمخدرات وتصفية الوطنيين والعلماء فانهم يستلمونها خفية من اسيادهم في ايران بؤرة الشر !


بات مؤكدا من ان غالبية العراقيين لا يثقون بحكومتهم مهما ادعوا بانهم يملكون إرادة مستقلة , وخير دليل ما يحدث من فوضى في الشارع وما كشفته محاكمة نظام صدام الإستبدادي , و قد تكون محاكمة صدام عادلة حيث ان صدام لم يفسح المجال لأخرين من السياسيين المشاركة في ادارة العراق , كما زج العراق في حروب لا داعي لها , ولكن ولكون وطننا تحت الإحتلال ولكون ما يفرزه الشارع العراقي من تدخل سافر للعمائم السوداء الفارسية في الشأن العراقي , فلا ارادة لهذه الحكومة انها مرتبطة بالعمامة الفارسية دون نقاش .

لقد ثبت للعراقيون المخلصين ان حكامهم الجدد لا يصلحون لزعامتهم وانما يصلحون للظهور على  القنوات الفضائية كمقدمي برامج حوارية , او معدي برامج دينية وهي فرص عمل سهلة ومربحة هذه الأيام كما يقول الحاسدون من منتقديها .

ومع الأسف الشديد ان نرى بعضهم على شاشات الفضائيات وهم يدعون الكفاءة الأكاديمية والرقي وهم غير ذلك , لقد اثبتوا انهم ليسوا اكاديميون ولا قياديون ولا هم يحزنون , حيث يشع من وجوههم الحقد ومن افواههم تفوح رائحة الكراهية والإنتقام ونبذ الآخر , بحيث جعلوا الشعب في حالة ذعر ورعب فيما بينهم , ان المشكلة العراقية هي ليست عسكرية ليقوم بوش بارسال العديد من القوات لضبط الأمن ان المشكلة العراقية سياسية سياسية سياسية وطائفية مقيتة , وليستمع الجميع وعلى رأسهم بوش , فان اراد استقرار العراق وعودة الأوضاع الى حالتها الطبيعية عليه اعادة النظر في التركيبة السياسية الموجودة حاليا , وابعاد رجال الخطابات الدينية التي يعود بعضها الى القرون الوسطى والتي لا تتماشى مع روح العصر , وعلى اميركا تحديدا لإنجاح ذلك البدء بجمع هؤلاء الحكام والذين جلبتهم معها واعادتهم الى الأماكن التي جمعتهم منها !
عندها نقول ان اميركا بدأت الخطوة الأولى لبناء العراق الديمقراطي الآمن والمستقر , وسنحيي ستراتيجية بوش الأبن .
 

153
{ بلاد آشور }* احتلتها ومزقتها الطائفية والشاهد عليها { هكاري }*


ادورد ميرزا
اكاديمي مستقل

ايها العراق المغدور والسابح في رحم من الدم , من حقك أن تحيا وتبتسم وقد عذرتك لبقاء عينيك جافة من الدموع لحظة الغدر حين اغتالوا فيك الحضارة .

ايها العراق المغدورهمومك وأحزانك فجرت في عيون العراقيين الدموع , في وقت كانوا فيه أحوج إلى قوتك , أتدري انك استحضرت فيهم روح آشور واكد وسنحاريب والمتنبي والموصلي والسياب فاصبحت للعراقيين  رمزاً للتفاؤل والأمل الذي سيبقى دليلا يشعرهم انك مازلت تحيا سعيداً رغم قسوة الحاقدين والطامعين فيك .

ايها العراق يا ارض آشور واكد والأنبياء .. امام اسمك القدوس ينتحر الشر وتبكي الأحزان , لأنك صامد لم ترتجف امام همجية الغزاة ولم ترهَق امام الحاقدين  ؟
 
اما انتم يا فاقدي الرحمة اينما كنتم .. فدنياكم اليوم دار فناء فلا تحملوا همّها ,فلماذا جعلتموها تتجبّر عليكم , الا تعلمون أنكم سترحلون عنها يوما , لماذا تجعلونها ارض سواد واحزان ترعبنا وترهبكم مدى الدهر .
اجعلوها ايها الكارهون للحياة ذكرى جميلة لأرض سعيدة توحد العراقيين .
يا فاقدي الرحمة.. منذ مدة غادرتكم انسانيتكم فاشتد الظلام في جسدكم الأسود فاوصلكم الى ذروة الظلم ظلم العراقيين وغدر العراق , لكنكم تتناسون بان شمعة واحده كفيلة بأن تبدد ظلامكم  . 

ايها الغادرون يا فاقدي الرحمة ..ان هذه الدنيا ليست كما رأيتَموها في فجركم الغادر , لأنكم لا تحبون الحياة , ولأنكم تكرهون ثقافة وحضارة العراق , وتعشقون مشاهد الدم ...ولسوف تقرأ الإنسانية على قلوبكم المريضة السلام , لأنكم اجسادا صفراء مثقلة بالأحزان وبلا روح , فقد ماتت في قلوبكم كل المشاعر الإنسانية .
 
واعلموا يا فاقدي الإنسانية .. بان من فقدها في قلبه .. مصيره كمن فقد الإيمان بالله .


* هكاري
مدينة تركية واقعة على منحدرات وادي "الزاب" في أقصى الجنوب الشرقي لتركيا وهي محاطة من جهاتها الأربع بالجبال , حيث تمتد 343 كم بين العراق و إيران وكانت تسكنها قبائل آشورية في حينها , تعرضت الى ابادة جماعية همجية على يد الفرس والعثمانيون على السواء .
* بلاد آشور
بلاد آشور والمعروفة باسم "ما بين النهرين" { أي ما بين دجلة والفرات } ، انطلقت الحضارة الأولى في البشرية ، وولّدت فكراً ثقافيّاً متكاملاً ساعد على بناء الأسس العلمية والدينية لكافة الحضارات ، كما يؤكّد المؤرّخ الإغريقي هيرودوت فيقول : "بعدَ أن سيطر كورش الفارسي على بقاع واسعة ، قرّر احتلال بلاد آشور حيث المدن العظيمة وكانت "بابل" أقواها وأكثرها شهرةً ، وقد انتقل إليها كرسي الحكم بعد سقوط نينوى .

154
الغزو الأمريكي أدى الى اعدام العراق قبل ان يُعدم صدام


ادورد ميرزا
استاذ جامعي مستقل

من منا لا يعلم بان الغزو الأمريكي بالتعاون مع بعض دول المنطقة بالسر او بالعلن قد قادت الى اعدام العراق بشعبه وليس اعدام الدكتاتور صدام , اوليس الذي جرى للعراق بعد الغزو من هدم وتمزيق كوطن وكثقافة هو اعظم شأنا من شخص صدام .
هل يستطيع احد من اصحاء الجسد ان ينكر ما يسمعه ويشاهده كل يوم من اعدام العراق وشعبه مئات المرات وتحت انظار الحكومة المشلولة التى يدعمها الأمريكان دون تحريك اي ساكن , جرائم مرعبة وبشعة , قتل وهتك الأعراض وسلب وتهجير , بشر من كل الأديان والمذاهب يذبحون وترمى اجسادهم في الطرقات , جرائم اقتصادية واجتماعية وقضائية , ولا نسمع من اعضاء الحكومة الا التصريحات الفارغة والبعيدة عن الواقع , اهذا هو منطق الحضارة ايها السادة , اهذا هو منطق حقوق الإنسان في العراق منذ الأنفال وحلبجة والمقابر الجماعية التي اقمتم الدنيا في سبيلها ولم تقعدوها , الى المقابر الجماعية اليوم في الفلوجة والنجف وبغداد وكركوك , اهذا ما تعلمتموه من حسن العناية وحماية البشر وحقوق الحيوان اثناء عيشكم لاجئين في احضان الغرب .
والله عيب وخزي .. بشر من قومكم وشعبكم بشحمهم ودمهم , نساء ورجال واطفال دون استثناء يعذبون وتقطع اوصالهم , بنات يغتصبون امام اهلهم , عوائل يهجرون , هل هذه طقوس المتحضرين وهل هذه سمة الروحانيين , هل تصدقون ايها القراء ان هذا البشر المنزوع العقل يعتقد انه يقوم بتطبيق شرع الله بالإعتماد على فتاوى وتوجيهات مشايخه ومرجعياته دون واعز اخلاقي وانساني , وانه بعمله هذا يعتقد جازما انه موعود بفوز عظيم بالجنة المفصلة على مقاسه ومقاس أمراءه وأتباعه ليخلد مع القديسين والصالحين كما رسموه في عقله الفارغ .
هل يصدق عاقل وهو يعيش في القرن الواحد والعشرين من ان الله الذي خلق السماوات والأرض ينفرد لهؤلاء فقط ويمنحهم الحق في تكفير وقتل وسرقة اموال كل من لا يؤمن بنظريتهم , وهل تصدقون ان الواحد منهم يعتقد انه اذا ما قتل مخالفا له فانه لن يرى بعد موته سوى حوريات الجنة , هل تصدقون ان هؤلاء يبغون الإستحواذ على المجتمع واجباره الإلتزام بأفكارهم وطقوسهم ... هذا ما هو حاصل .. وبعقول هؤلاء تريد حكومة اميركا اقامة دولة الديمقراطية وحقوق الإنسان في العراق والمنطقة  ..هذه هي حقيقة القضية فقضية العراق ليست قضية اعدام الدكتاتور صدام حسين الذي يستحق كل العقاب , انما هي قضية اعدام العراق ثقافة وشعبا وتأريخا واقتصادا وابقاءه في ظلام يتخبط فافكار العصور الغابرة .. نعم لقد اعدم العراق , ولا من احد يعيد الحياة اليه , الا بمعجزة امريكية كما يراها احد الزملاء .
في منطقتنا العربية ايها السادة القراء عرف انساننا القتل قبل كثير من البشر ...فبالرغم من ان القتل والوحشية لازمت الإنسان منذ بدء الخليقة , لكنها قلّت الى حد ما بين البشر عند نشوء الأديان وانحسرت اكثر عند مجئ السيد المسيح , فتعاليمه ووصاياه العشرة دعت الى نشر ثقافة المحبة والتسامح بين المجاميع البشرية , لكن ظاهرة القتل والوحشية عادت لتظهر من جديد بعد قتله بصلبه على يد اليهود آنذاك , فانتشرت ايدلوجيات روحانية جديدة متعددة تميز البعض منها بالعنف القبلي والمذهبي وبالأنانية وحب الذات والدكتاتورية وعبادة الصنم والثأر والغاء الآخر , واستمر العنف والقتل بين المجاميع القبلية والمذهبية يتأرجح بين الزيادة والنقصان الى ان عاد اكثر تطرفا وشراسة حين اندلعت الحرب مع ايران والتي تحولت من حرب حدود الى حرب مذاهب .. فبالرغم من توقفها , الا انها عادت من جديد لتنتعش والسبب الرئيسي لعودتها يكمن في تسلط الأنظمة الدينية المذهبية على الشعوب والتي لا تتيح ايدلوجيتها الفرصة للأيدلوجيات الأخرى للتمتع بالحياة الإنسانية والديمقراطية .
ان التقوقع حول المذهبية سبب رئيسي في عدم إستقرار العراق , كما انه يؤدي الى انهيار القيم وفوضى في العلاقات الإجتماعية وفقدان الأمان والثقة بين كل مكونات الشعب .
ففي العراق اليوم اصبحت مشاهد الموت والفساد والجريمة عادة طبيعية حالها حال اي تعامل بين البشر , اليس من الإنصاف والواجب على الذين قدموا لتحرير شعب العراق ونشر الديمقراطية كما يدعون ,ان يبحثوا في اسباب هذا الإنهيار المادي والأخلاقي للثقافة العراقية ... الا يمكن اعتبار ان هذا الإنهيار جاء بسبب تصرفات بعضهم , الم تكن حكومة الدكتاتور صدام حسين توصف كذلك من قبلهم ! , الم يعارضوها وتعاونوا مع الأجنبي فاسقطوها ؟ ثم اليس الوضع العراقي الحالي سئ ومخزي وبشهادتهم  , اليس ذلك مؤشرا لفشلهم في ادارة وحماية الشعب العراقي المتعدد الثقافات , اليس غالبية اعضاء برلمانهم وحكومتهم اليوم غير مرغوب فيهم وانهم غير مؤهلين لا علميا ولا سياسيا ولا تربوبا لقيادة وحماية شعب العراق !
ان اعدام الدكتاتور صدام حسين لا يشكل منطلقا لإعادة السلام الى العراقيين كما يتصور البعض , ولا يمثل نجاحا للنهوض بالمستوى الإقتصادي والإجتماعي والسياسيي المتدهور للعراقيين , لأن غالبية المتابعين للشأن العراقي يقرون بان ما حل بالعراق من تدهور أمني واجتماعي واقتصادي وثقافي فاق ما كان موجودا ايام حكم صدام حسين ...
فهناك انتشار لثقافة دخيلة على المجتمع وتواجد واسع لظواهر اجتماعية خطيرة لم يكن يعرفها العراقيون من قبل ومنها انتشار ميليشيات الأحزاب المنفلتة والقتل على الهوية وتجارة المخدرات والاختطاف واغتيال العلماء واساتذة الجامعات والفنانين وغيرهم ابناء العراق والسطو والتهجير وتفجير القنابل والمفخخات الى جانب انتشار الرشوة والفساد ومظاهر التدين الإستفزازي والطقوس الغير مألوفة وغياب المدنية والتحظر في شوارع الوطن وظهور شخوص باشكال ووجوه مخيفة في مؤسسات الدولة لم يألفها المواطن العراقي من قبل سواء كانوا رجال ام نساء , الامر الذي يؤكده القادمين من داخل الوطن ان غالبية العوائل العراقية من مختلف الأديان والقوميات تقابل هذه الوجوه بقلق بدء يؤثر على العلاقات الإجتماعية ويزرع بذور الخوف والرعب مما سيؤدي ذلك الى تفتت المجتمع العراقي بكل اطيافه , ترى اليس هذا اعدام العراق والديمقراطية معا .
احد الإصدقاء من كبار السن قال لي .....هل تعلم لماذا كل هذه الفوضى في العراق ...
قلت له هناك عدة عوامل تساهم في هذه الفوضى وهي تعرقل نهوضه ......
قال .... هناك ثلاثة فقط ....
قلت .... ما هي ..
قال ...اعضاء الحكومة , واعضاء البرلمان , ومواد الدستور ... فاذا اردت خلاص العراق اتبع مايلي ....
1 ..هيأ رجال عراقيين أصيلين بعقول علمانية منفتحة وبمؤهلات اكاديمية رجال تحب الحياة وتعشق خدمة البشر وتعمل على نسيان الماضي وتفتح صفحة جديدة لمستقبل العراق , رجال غير منتمين لأحزاب دينية ولا قومية عنصرية , رجال معروفين بالنزاهة والخلق , يضعون دستورا نزيها حضاريا , ويشكلون برلمانا حريصا وامينا وملتزما باداء واجباته لخدمة العراق .
قلت ... من يقوم لتهيأة ذلك ..؟
قال ... اميركا !
قلت ... كيف ؟
قال ...
بداية وقبل كل شئ ...تقوم اميركا بتهيات طائرة خاصة تنطلق من المنطقة الخضراء لتنقل بطائراتها كافة الذين اتت بهم والعودة بهم من حيث جمعتهم ...

2 .. هيأ نساء ذات كفاءات اكاديمية ممن يجيدون قيادة السيارات والدراجات الهوائية , وامنحهم حرية  الملبس والمأكل والتنقل في شوارع العراق دون ممنوعات .
قلت ... من يقوم لتهيأت ذلك ..؟
قال .. اميركا نفسها !
قلت ... كيف ؟
قال ..
بداية وقبل كل شئ ... تقوم اميركا بتهيات طائرة خاصة تنطلق من المنطقة الخضراء لتنقل بطائراتها كافة الذين اتت بهم والعودة بهم من حيث جمعتهم .

فقلت له .. هل هذا ما يحتاجه العراق لينهض قال خاتماً توجيهاته ..
قال .. نعم .. واسمع اخي ...وحق رب السماوات ..... اذا ما ارادت اميركا ان يستقر العراق فانها تستطيع ذلك وانها قادرة على اختيار افضل العراقيين لقيادة العراق , فحين يتوفر هؤلاء الرجال والنساء ويراهم العراقيون وهم يتجولون في شوارع بغداد ويشاركون العراقيين في افراحهم واحزانهم دون تمييز طائفي او عرقي او حزبي , ويطلون على العالم عبر شاشات الفضائيات بهندام جميل وبوجوه نظيفة مبتسمة تدعُ الى الألفة ونسيان الماضي والتحابب , فاعلم يا اخي ان العراق سينهض خلال شهرين وليس عشرة... وعكس ذلك .. سيبقى شعب العراق متخلفا جائعا يمارس شعبه طقوس اللطم والضرب على الصدور ولن يغادروا عقلية الثأر التي ستعيدهم لا محال الى مقابرهم لدفن المزيد من قتلاهم الأبرياء  !
قلت له ... اخي العزيز توجيهاتك اشم فيها رائحة المؤامرة لا بل وغير منطقية , لأن حكومة العراق وبرلمانها ودستورها منتخبون من قبل الشعب , هذا ما قاله بوش والحكيم والمالكي والطالباني , وقد استطاعت حكومة العراق من تقديم افضل الخدمات للشعب العراقي بعد القضاء على نظام صدام الدكتاتوري ,ويقال حتى انها تفوقت على حكومة دولة السويد في ادارة شؤون الوطن والمواطنين....واذا اردت التأكد من حقيقة ما يجري في العراق اغتنم فرصة عودة 176 عضو  مؤمن من اعضاء البرلمان البالغ 275 عضو  بعد الإنتهاء من اداء فريضة الحج , واسمع تصريحاتهم وهي فرصة نادرة لك لأنها لن تتكرر ثانية , وعلى الأقل للتعرف عليهم .

155
لكي لا تُخلط الأوراق في العراق



ادورد ميرزا
اكاديمي مستقل

بات البعض ممن يوصفون باللهجة العراقية { شعيط ومعيط } من الذين جرفهم التيار الذي ضرب العراق واحدث شرخاً في عمقه الحضاري والتأريخي والقومي , باتُ يطلون علينا بقاماتهم متباهين بمظهرهم الإيماني والروحاني المتميز , ويدّعون باعلى صوتهم شجاعتهم وحرصهم على العراق والعراقيين ! في حين انهم لم يكونوا كذلك ابدا بل ومنذ توليهم مناصبهم لحكم العراق ولحد كتابة هذا الموضوع , مناصبهم تلك كان يجب ان تكون لعراقيين اُصلاء ممن يمتلكون ضميرا ايمانيا حقيقيا وطنيا حيا يقف يدا بيد مع العراقيين لمساعدتهم في مآسيهم دون تمييز طائفي او مذهبي , وليس غريبا اذا قلنا ان الغالبية من الذين يحكمون العراق اليوم لا هم لهم ولاغم سوى ملئ جيوبهم وتثبيت مصالحهم المرتبطة بايدلوجيتهم والتي لا تتلاقى مع ايدلوجيات الأخرين , وهذا ما يؤكد العراقيون من داخل الوطن وتشير اليه دائما وسائل الإعلام . 

وهل هناك عاقل أقر بان التغيير المفاجئ الذي حدث في العراق كان ناجحاً ومنصفاً , اوليس الذي جاء واحتل سلطة الحكم لم يظهر لنا ولا موقف واحد يدل على دفاعه عن سلامة وحدة الشعب , اوليس انقسام العراقيون الى طوائف ومذاهب متقاتلة وبروز الحقد والثأر ليحل محل الألفة والمحبة كانت بسبب مناهجه الطائفية , لكن الأغرب والعجيب في الأمر ان الحاكمين الجدد وهم قابعين في القبو الأخضر يطلّون علينا بالتناوب وعبر وسائل الإعلام معلنين اخلاصهم وتألمهم وحزنهم على ما يحصل في العراق وكأنهم كضيوف بينهم مغتربون يزورون العراق للسياحة لا اكثر ولا اقل , اما الأعجب فهو ذلك المؤمن الذي يدعي تبنيه الديمقراطية والإيمانية في آن واحد , فيعلن ان الجرائم والعنف الطائفي والقتل على الهوية وسرقة الأموال كلها من تدبير مصدر واحد وهو جيش المهدي , الى جانب تكتل { الملحدين والكافرين من اعضاء حزب البعث مع تنظيم القاعدة } .
في زيارته الأخيرة الى اميركا التقى السيد عبد العزيز الحكيم بالسيد بوش وقد تباحثا حول الوضع المتدهور في العراق , حيث وضع الحكومة العراقية قي مأزق وطني نتيجة تزايد اعمال العنف الطائفي , وإنتشار الفساد الإداري , كما ان اميركا اعترفت هي الأخرى بتزايد خسائرها , والغريب في الأمر ان يتفق السيد بوش والسيد الحكيم في تصريحاتهم اللاحقة على ان العنف في العراق ينحصر في مجموعة معينة وان مصدره واحد وهو جيش المهدي , الى جانب مجاميع تنظيم القاعدة وحزب البعث الذي يضم افرادا من الجيش العراقي السابق وازلام صدام , في حين ان الواقع على الأرض يشير الى ان العنف في العراق سببه اطراف عدة , منها ما هو صادر من بعض افراد من قوات الإحتلال والأخر وهو القسم الأعظم صادر من ميليشيات تابعة لكتل مشاركة ومتنفذة في السلطة ومنها بالطبع يأتي جيش المهدي , كما لا يخفى على احد وجود عددا من المجرمين العاديين الذين هربوا من السجون ابان فوضى الحرب ...فلماذا تبرئ ساحة الأحزاب التي تمتلك ميليشيات منفلتة ذات طابع طائفي وغير وطني قد تشكل اكثر خطرا على مستقبل التحالف الوطني للعراقيين .

ان استهداف تيار او ميليشيا او حزب معين واتهامه لوحده بتورطه في اعمال العنف الطائفي الحاصل اليوم في العراقي غير دقيق وتجني على الحقيقة .
ان المسؤولين عن كل ما يحدث في العراق وبشكل اساسي هم الأحزاب المشاركة في الحكم وميليشياتها من الشمال الى الجنوب , وان اغفال دور الحكومة وعدم قيامها بالتحقيق والبحث عن الجهات والميليشيات الغير منضبطة والتي تقوم باعمال تخريبية واجرامية كاغتيال العلماء واساتذة الجامعات والضباط وخاصة الطيارين والفنانين والصحفيين واختطاف واغتصاب الطالبات , وقتل رجال الدين من المسلمين والمسيحيين وارغامهم بترك منازلهم او هجرة وطنهم , فان اغفال ذلك والسكوت عنه يدل على وجود نفس طائفي في السلطة يسعى لتغليب طرف على آخر ويتبنى ترسيخ عقيدة الطائفية , وهذا السلوك سيؤدي في الأخر الى التقسيم الطائفي والى اعادة شعب العراق الى عصور الأمية والتخلف والجهالة والصراعات القبلية .
اليست الحكومة والتي تعمل باسناد امريكي مسؤولة عن سلامة وحدة الشعب وحماية ثروته .


ولقول الحقيقة نؤكد ان التأريخ لن يرحم اعداء الحياة والبشرية , ولذلك نضع امام السادة قادة المعارضة من الذين احتظنتهم ودعمتهم اميركا لصالحها وسهلت لهم الطريق للوصول لحكم العراق بعد ان اسقطت نظام صدام سنة 2003 .....
فنقول لهم ان العراق وشعبه وقبل استحواذ صدام حسين على السلطة  سنة 1979 كان يعيش حياة مستقرة وآمنة تحت سلطة القانون ويملك اقتصادا متطورا وقويا وجهازا تربويا وتعليميا عال المستوى وجهاز أمن وشرطة وجيشا مدربا وطنيا وشجاعا شهد له العالم باسره حتى ان منظمة اليونيسيف اثنت على جهود العراق ونشاطه في مجال التربية والتعليم ورعاية الأسرة والطفولة ومحو الأمية ...فقد كان العراق منذ 1968 لغاية 1979 ناشطا ضمن المجتمع الدولي ومساهما في بناء وتطوير مؤسساته وعلى كل الأصعدة , كما لا يخفى على احد ان الدينار العراقي قبل استحواذ صدام على السلطة كان يعادل اكثر من ثلاث دولات , بمعنى ان القدرة الشرائية للمواطن العراقي كانت جيدة وفي مسيرة تصاعدية !

كما نشير بامانة ان ما تحقق في العراق من أمن وتطور كان سببه التنوع والتحابب المذهبي والطائفي حيث كان سمة يتميز بها المجتمع العراقي ,كما كان يوصف بشعب الحضارات , ان الدولة العراقية لم تؤسس على اساس طائفي طيلة مسيرتها بل على العكس فقد كان يتواجد في كل مفاصلها الوظيفية المدنية والعسكرية المسلم والمسيحي والصابئي واليزيدي بمختلف مذاهبهم وقومياتهم , وكانوا يعملون بجد واخلاص كخلية النحل يتقاسمون العيش بالتساوي ومشاركين في السراء والضراء , ولا يتميز احدهم على الأخر سوى بمدى أمانته وحسن أداءه , كما ان العراق كدولة وشعب وفي تلك الفترة كان اكثر أمانا وانضباطا من كثير من الدول والسبب لكونه يمتلك قضاء وقانونا عادلين . 

لكننا وما زلنا نقول الحقيقة ...ان ادارة العراق انحرفت عن مسارها الطبيعي فحين استلم صدام زمام الزعامة في العراق سنة 1979 تعمقت في عهده أزمة المشاكل مع جيرانه فكان من الممكن حلها بالطرق السياسية والدبلوماسية وبروح المسؤولية في سبيل ابعاد الشعب عن المآسي , فلو كان صدام ذا عقلية سياسية متطورة تضع مصلحة العراق وشعبه وصيانة منجزاته ومكتسباته فوق اي اعتبار لما اقحم العراق في حروب طاحنة راح ضحيتها مئات الالاف , لكنه تبين انه غير ذلك ولم يستطع التخلي عن بدويته وعصبيته القبلية مما اضعف قدرته على تحليل لعبة اميركا السياسية في المنطقة ... فسرعته في اتخاذ قرار الوقوف بوجه مشروع الخميني لتصدير ثورته الإسلامية الى المنطقة العربية من خلال بوابة العراق كان خطأ فادحاً , فاشعل الحرب مع ايران والتي حصدت مئات الالوف من القتلى والجرحى والمعاقين من كلا الطرفين ...وبعد انتهاء الحرب لم يتعظ سيدنا صدام من اخطائه , فقد اعتقد انه انتصر على قبيلة ايران فاقام الإحتفال { بهلهلة البنادق } كما كانوا الأقدمين يحتفلون اثناء غزواتهم , فبالرغم من معرفة الكثيرين انه تلقى دعما امريكيا مباشرا في هذه الحرب , لكنه توجه لغزو الكويت بدون اي اسناد عسكري عربي او دعم دولي , { وسيبقى سر تورطه واسباب غزوه للكويت غامضا }  .

لقد دفع بالعراقيين في حروب لا هدف لها سوى الهلاك فبدل ان يقاد العراق الى حياة هادئة ينعم فيها العراقيون بالأمان والخيرات ,قاده الى محرقة الموت , وهنا نؤكد ان مسؤولية ما لحق بالعراقيين يتحملها صدام شخصيا ولوحده فقط وفقط لا غير !

وبعد هذه المقدمة والقاءنا الضوء على اخطاء صدام وسوء استخدامه للسلطة وعدم قدرته وحنكته في حل الأزمات والتي كان بالإمكان حلها خاصة مشاكله مع جيرانه .... فنقول .... هل يعقل ان يُستبدل الزعيم صدام حسين ليحل محله زعماء اكثر اخطاءا وفسادا وعنفا .

ومهما يكن فان المستفيدين من اسقاط نظام صدام كثيرين لكن أهمهم هي ايران فالحرب على العراق اتاحت لها الفرصة لإنعاش مشروعها القديم في تصدير الثورة الى جانب اعادة التذكير بالحرب العراقية الإيرانية والإنتقام من الشعب العراقي من خلال زج ميليشياتها ومخابراتها داخل العراق والتعاون مع بعض العراقيين المتنفذين ممن فقدوا التوازن بسبب شعورهم بالتهميش ايام حكم صدام فاستغلوا الفرصة للعبث بامن العراق وتغيير ثقافته العلمية والأجتماعية , ان الفلتان الأمني الحاصل اليوم في العراق لا يتحمله تكتل معين انما يتحمله جميع المشاركين في السلطة من الذين يمتلكون جيوشا من الميليشيات الطائفية الغير منضبطة , وبما ان السلطة الحالية غير قادرة على حماية العراقيين من الموت المحتم , ولعودة الإستقرار للوطن نعيد ما يكرره الوطنيون العراقيون من اجراءات من الممكن الإستعانة بها اذا ما توفرت حسن النية لجميع الأطراف , كما ندعوا اميركا لتسهيل ذلك ودعمه عبر وسائلها !!

اولا ..قيام الجامعة العربية بالتدخل لمعالجة الوضع المتدهور في العراق وإطْلاع مجلس الأمن على المستجدات , والطلب بمراجعة كل ما يتعلق بالشأن العراقي لإتخاذ ما يراه مناسبا لإعادة العراق الى سابق وضعه القانوني الطبيعي ..... فالوقت ما زال ملائما .
 
ثانيا ..حل الحكومة وايقاف العمل بالدستور وبالقوانين التي استحدثت وبضمنها الغاء كل الهيئات والمؤسسات التي اسست بعد اسقاط النظام , وتشكيل حكومة طوارئ مؤقتة لتسيير شؤون البلد لحين الدعوة لعقد مؤتمر تحضره شخصيات معروفة مستقلة للتحضير لإجراء انتخاب برلمان عراقي جديد على اساس ترشيح فردي وليس على اساس قوائم تقدمها الأحزاب السياسية والدينية كما حصل في السابق , على ان يكون المرشحين من اصول عراقية ومن سكنة العراق حصريا , ومعروفين بتوجهاتهم الديمقراطية الرافضة للتغليب الطائفي او العنصري .

ثالثا .. تشكيل لجنة من اعضاء البرلمان المنتخب ومن اصحاب الكفاءات لإعادة النظر بالدستور والقوانين التي اعقبته وبما يؤمن وحدة اراضي ومصالح الشعب العراقي كافة .

رابعا .. وهو الأهم ضرورة تسخير وسائل الإعلام العراقية الرسمية والمدنية لنشر ثقافة التسامح ومد يد الأخوة والمحبة وصفاء النية ونسيان الماضي لكل من لم تتلطخ يداه بدماء العراقيين وفتح صفحة جديدة من الأمل والعمل الصادق لخدمة كل الشعب العراقي , والغاء كل المظاهر الإعلامية ذات التوجه الطائفي والمذهبي والتوجه لإشاعة ثقافة جديدة مبنية على اساس لا اكراه في الدين وان { الدين لله والوطن للجميع } .

واذا ما ارادت القوى السياسية الفاعلة في العراق التوجه لإحلال السلام والإستقرار , فعليها مجتمعة ايصال الرسالة الى الرئاسة الأمريكية لتتفهم خطورة الوضع العراقي وخصوصيته , وبان الحل الأمثل لإنقاذ العراق وشعبه والمنطقة من الفوضى والإقتتال الطائفي القائم , هو ما اشرنا اليه اعلاه .... والله من وراء القصد !
 

156
دعوة مخلصة لإحلال السلام في العراق



ادورد ميرزا
اكاديمي مستقل

يعقد هذه الأيام في بغداد مؤتمر المصالحة الذي دعى اليه السيد رئيس الوزراء منذ عدة اشهر والذي تعرض الى انتقادات عديدة في حينها لكنه اجتاز المخاض الذي سببه قيام بعض المتنفذين في السلطة بوضع عراقيل وشروط تعجيزية ادت الى بروز رافضين لفكرة المصالحة جملة وتفصيلاً .
ان الإعلان عن المصالحة كان يجب ان يتحقق منذ اليوم الأول لسقوط نظام صدام وليس بعد ان أُججت نار الطائفية لتشرد ولتحصد الألاف من الأبرياء , لقد جاء ألإيعاز للمالكي بضرورة الدعوة للمصالحة متأخرا بعض الشئ حيث الفلتان الأمني والفساد وسيطرة الميليشيات على كل مؤسسات الدولة قد افقد الحكومة سيطرتها على الوضع فانتشرت الفوضى وتنامت قوى المقاومة والإرهاب على السواء فاصبح الحال يشكل خطرا يهدد السلطة وقوات التحالف ايضا .

 والسؤال الذي يطرح نفسه ما هي توقعات المالكي وحكومته لردود فعل العراقيين مسلمين ومسيحيين وغيرهم من هذه الدعوة المتأخرة , فبعد تدمير بلدهم وقيام مجموعات مسلحة من ميليشيات تابعة لكتل حاكمة اليوم في العراق بقتل ابناءهم وتشريد اهلهم وسرقة ممتلكاتهم تتقدم هي نفسها لتدعوا العراقيين للمصالحة !
الم يكن من الأفضل على رئاسة الحكومة اولا الإعتراف والإعتذار لأهالي الأبرياء المغدورين من ابناء العراق عن ما اصابهم من مآسي واحزان على يد الميليشيات المتعددة المناشئ كطريق وكموقف حضاري ونزيه يعبر عن حسن النية لإعادة الثقة التي فقدها العراقيون بحكوماتهم منذ تأسيس الجمهورية العراقية عام 1958 حتى هذا اليوم الأسود والذي ابتلى فيه العراقيون بحكومة تدعي الإيمان والمعرفة والشفافية لكنها في حقيقتها غير ذلك تماما , حكومة عينتها اميركا لتتناوب على المناصب السلطوية متسترة تحت غطاء كذبة الإنتخابات الغير نزيهة حيث يغرد اعضاءها يوميا انهم { منتخبون من قبل الشعب } وانهم جاءوا لحماية العراقيين وزرع المحبة بين ابناءهم وانهم يملكون عقولا اصحاء قادرة على لم شمل العراقيين والسير بهم نحو التقدم واللحاق بركب المدنية المتطور , في حين ان الحقيقة هي ان الشعب الذي انتخبهم لم يرى منهم اي عمل او بناء ساهم في انعاشهم وحافظ على امنهم وعرضهم , بل ما اتعبهم في عهدهم هو دفن موتاهم والبحث عن لقمة العيش في المزابل !, ان ما حصل عليه العراقيون من برامج هذه الحكومة هو فقدان الأمن وانتشار الفساد والطائفية والتهجير والجريمة والحقد وإقصاء الرأي الآخر والإنفراد بالسلطة كواقع شرعي مسلم به , فعم الفساد والخراب في عهدهم .

ولكي لا ندور في حلقة مفرغة وجدل بيزنطي في اهمية وجدوى عقد المؤتمرات لتحقيق هدف إحلال الأمن في العراق بدءً من مؤتمر شرم الشيخ وانتهاء بمؤتمر مكة وصولا لمؤتمر المصالحة اليوم , فانني اقول ان النقاط الأساسية والجوهرية التي سببت الخلاف واوصلت الأمور الى ما آلت اليه الأن بعد سقوط نظام صدام هي ..
اولا ... الدستور
ثانيا... الإنتخابات
ثالثا... المحاصصة الطائفية في تشكيل الحكومة ومؤسساتها
وهنا اخاطب من يعنيه الأمر ....{ إن كانوا صادقين في تحقيق مصالحة وطنية حقيقية وليس بيع كلام كما يقولون } .. فان كانوا جادين في سعيهم هذا , { وبالرغم من معرفتي المسبقة ان ذلك لن يتحقق ما لم تباركه وتوافق عليه اميركا باعتبارها حررت العراق والغت كل مؤسساته المدنية والعسكرية كخطوة لتأسيس دولة بحكومة عراقية جديد ينعم شعبها بالديمقراطية والرفاه }
ولأجل تحقيق مصالحة حقيقية وصادقة بعيدة عن التكتلات الطائفية والمذهبية والعرقية فانني ارى ان حل المسألة العراقية والوصول بالشعب والوطن وبصدق الى شاطئ الأمان يتم وفق الخطوات الأتية ....
اولا .... حل الحكومة
ثانيا .... حل مجلس النواب
ثالثا .... ايقاف العمل بالدستور
رابعا .... دعوة كل الأحزاب والشخصيات الوطنية والقومية والدينية الممثلة لمختلف شرائح الشعب للمشاركة في السلطة دون اقصاء , واعادة الإنتخابات تحت اشراف عربي ودولي لينبثق منها برلمان ديمقراطي باعضاء اكفاء صادقين مخلصين يعدون دستورا وطنيا يحمي حقوق جميع العراقيين وصولا لتشكيل حكومة وطنية عراقية شرعية خالصة يساهم فيها كل العراقيين لبناء جيشهم ووطنهم المستقل دون محاصصة طائفية ولا اجتثاث لأي مكون حزبي او فكري او عقائدي .
بهذه الخطوات كما اعتقدها نهيأ لقيام دولة حضارية متقدمة تحترم حقوق الإنسان وتساهم مع المجموعة الدولية في احلال الأمن والسلام في العالم ,ومؤمنة بالديمقراطية كطريق لحماية حرية الشعوب في الإنتماء السياسي والديني ... وكما اعتقد ايضا ان اي حلول للمسألة العراقية خارج هذه الخطوات فانها لا تعبر عن حسن النية , كما انها لا تمثل الطريق الصحيح لحماية ورعاية شعب العراق ليتمكن من بناء دولته المستقلة والمستقرة .

157

كيف تحل عقدة العراق ؟


ادورد ميرزا
استاذ جامعي مستقل


البداية نتفق نحن كعراقيين بكل مكوناتنا أن الحال الذي أصاب بلادنا لا يسر احد , وان كل مظاهر العنف والإضطراب التي يعيشها العراقيون يوميا لها غايات وأهداف يقف وراءها بل ويتستر بها وبحجة توفير الديمقراطية والأمن والسلام بعض من الدول المنافقة المعتمدة على قوى داخلية ليس لها هم وطني وقومي متسترة بلباس الوطنية والإيمانية لتخفي نواياها واطماعها معتقدة بان شكلها الجذاب وكلامها الشعري المنمق سيتيح لها فرصة النجاح والسيطرة على الشعب العراقي الذي ابتلى بقيادات هزيلة طائفية وعنصرية متخلفة لا يهمها سوى مصالحها ومصالح اسيادها , فاستغلت طيبت العراقيين البسطاء وتم تضليلهم بشعارات كاذبة وفارغة زُجت بين ابناءه لإفراغ عقلية العراقيين من كل شعور وطني وقومي فنتج عن ذلك بروز صراعات طائفية وعرقية ليس لها نهاية لإبقاء شعب العراق على حاله متخلفا جاهلا بعيدا عن التطور واللحاق بالشعوب التي تسعى لإرساء اسس صحيحة لبناء علاقات انسانية بين شعوب الأرض بمختلف انتماءاتهم الدينية والسياسية والفكرية .

لكنه تأكد ببالجزم المطلق بان ما يحدث لبلدنا هو في عقلية غالبية من جاء لحكمه من الذين استأثروا بالسلطة ووظفوها لأقرباءهم وعلى شاكلتهم المذهبية والعنصرية والمصلحية القومية , فأهملوا الشعب بل وكل ما من شأنه بناء الوطن والحفاظ على أمنه , فاتجهوا بكل قوتهم وبدعم اجنبي لنهب ثروات البلاد مستغلين الفراغ السياسي الذي احدثه التغيير الغير مدروس الذي دبرته الفئة الحاكمة في اميركا فعم الفساد والجريمة بأبشع صورها الى حد تفشي الفتن والعنف الطائفي الذي بات يشكل ظاهرة عاصفة شملت كل معالم الحياة الطبيعية الآمنة والتي كانت سائدة قبل الحرب .
فبعد سقوط النظام الدكتاتوري وتحت غطاء الديمقراطية قفزت النخبة السلطوية بميليشياتها المبنية على اساس ايديولوجي طائفي وعنصري وعبر انتخابات غير نزيهة شابها التزوير والتهديد باعتراف العديد ممن هم في السلطة الى جانب عدد آخر من اللجان الدولية حيث ظهرت هذه السلطة المنتخبة تحت التهديد والتزوير بانها { سلطة غير ديمقراطية } فانتعشت في زمنها الفتن المذهبية وانتشر الفساد والرعب والقتل والتهديد فتعرض الشعب الى التمزيق والى إحلال ثقافة وطقوس غريبة على الوسط العراقي أحدثت خللا فضيعا في التوازن الإجتماعي , فقتل من قُتل وهجّر من هجّر وبات الشعب حزينا مشردا منشغلا بامور معيشته ودفن قتلاه , ومن الطبيعي ان تكون مثل هذه الحالة ارضا خصبة تمهد للسلطة الحاكمة ورجالها المكوث أطول فترة على سدة الحكم غير مكترثة بما يحدث من قتل المئات وتشريد الألاف الأبرياء من الرجال والنساء والأطفال , فالفوضى عادة هي فرصة المتصيدين والمجرمين الخارجين عن القانون   .

اما بخصوص تقرير {  بيكر ,هاملتون } لإعادة النظر بالوضع العراقي اريد ان اؤكد كما أكده غيري وتؤكده الوقائع والأحداث .. ان القضية العراقية المعقدة تولدت من جراء الخطأ الكبير الذي وقعت فيه قوات التحالف بقيادة اميركا حيث اعتمدت على معلومات غير دقيقة شنت عبرها حربا حرقت الأخضر باليابس كما يقولون وانها لم تصل الى فهم عميق للعقلية العراقية التي ترفض التقسيم الطائفي والقومي العنصري والتواقة للعيش الآمن تحت سلطة القانون الذي يحمي حقوقه , كما ان اميركا وقعت في خطأ اكبر حين اعتمدت لحكم العراق على رجال عراقيين وغير عراقيين لا يملكون الكفاءة والنزاهة لقيادة شعب كشعب العراق الذي يتميز بتعدد الديانات والقوميات والمذاهب .

كما ان الغالبية من المتابعين للشأن العراقي يتوقع بان الوضع العراقي لن يتغير ما دامت هناك سلطة تضع في منهاجها اقصاء الآخر والإنفراد الطائفي من خلال توجيه وتغيير معالم الشعب باتجاه ترسيخ ثقافة الطائفية وتقسيم العراق , ومن الجدير بالذكر ايضا ان هناك ازدواجية في طريقة أداء وتفكير السلطة الحاكمة في العراق حيث نرى التصريحات والبيانات الصادرة من قادتها لا تتطابق مع ما يحدث على الأرض وان قول البعض من قادة العراق بان العراقيين يعيشون احلى ايامهم وان الحكومة سائرة في تطبيق الديمقراطية واحترام العقائد والأفكار وان العنف في العراق مصدره واحد لا غير فان ذلك افتراء وضحك على الذقون . والا كيف نفسر ما يرد على لسان عامة الشعب وعلى جميع الفضائيات من حالة البؤس والشقاء ومن قلة الغذاء والماء والكهرباء واخطرهم فقدانهم للأمن حيث ما ان يغادروا مقابرهم لدفن قتلاهم حتى يعودوا بعد ساعات لمنازلهم لدفن المزيد ... في حين يطل علينا وفي نفس الوقت المسؤولين من الشمال والجنوب وعلى شاشات الفضائيات ذاتها ليبشروا العالم بما ينعم به شعبهم من ديمقراطية ورخاء وأمان , اليس هذا ضحك على الذقون واستهتار بمقدرات الشعب وخيانة الأمانة التي اوكلت اليهم مدعين ان الشعب هو الذي انتخبهم وهو المؤيد لمنهجهم  ؟
 
فالسنة تقتل الشيعة والشيعة تقتل السنة والإثنين يهددوا ويهجروا كل منهما الآخر...حتى انتقلت العدوى مجتمعة الى قتل وتشريد القلة المتبقية من شعبنا المسيحي الآمن والبعيد كل البعد عن الصراعات  الطائفية والمذهبية في العراق والذي كان ذات يوم ينعم بالأمان مع اخوانه العراقيين المسلمين سنة وشيعة عربا واكرادا وتركمان وصابئة دون تفريق . اليس من حقنا ان لا نحترم مثل هكذا حكومات فاشلة !

ولا يخفى على السيد بيكر ومن يريد مساعدة العراق .... أن الشعب العراقي الذي عاش منذ الاف السنين متآخيا متحابا فيما بين معتنقي الأديان والمذاهب والقوميات المتنوعة حيث رفض ومنذ اليوم الأول قيام حكومة بمحاصصات طائفية وعرقية , الا ان رفضه لم يسمع فتبين للعيان تمسك السلطة بمنهج طائفي انفجر بشكل متسارع فخلق جوا من الإضطراب بين عموم الشعب الذي ادى الى تقسيم الشعب الى فئات طائفية و قومية فأدى الى احداث خلل اجتماعي وسياسي خطير فتت كيانه ووحدته الذي بناه عبر الاف السنين .
ولذلك فان قوات التحالف بقيادة اميركا تتحمل الجزء الأكبر مما حدث للعراق من تدمير وخراب ..باعتبار انها قوة عظمى مسؤولة عن حماية وسلامة شعوب الأرض كما تدعي , وبهذا التوصيف فانها اذن تستطيع استبدال السلطة واحلال الأمن في العراق ان ارادت !!!!
 وباحترام شديد كما هي عادة العراقيين الشرفاء ندعوا من خول لنفسه مهاجمة العراق ونهبه , الإعتراف بعدم دقته في اختيار الوقت والمنهج والقادة المناسبين لمهاجمة العراق لإرساء الديمقراطية بدأ من العراق ليشمل أنظمة دول المنطقة باسرها لجعله منطلقا لقيام الشرق الأوسط الجديد الخالي من الدكتاتورية والتطرف الديني ! واكثر من ذلك عليهم محاسبة ومعاقبة كامل اعضاء السلطة التي نصبوها لحكم العراق وذلك استنادا لكذبهم وعدم صدقهم وفشلهم في إحلال الديمقراطية والأمن في العراق وعما احدثوه من فتنة طائفية ودمار وخراب وإعادة ما سرقوه من اموال العراق كما أكدتها هيئة النزاهة الوطنية في العراق .
 
ان الحل السليم لإنقاذ العراق وشعبه وثرواته من التقسيم والنهب الذي نتج من جراء الحرب الغير شرعية والغير ناجحة لا يتم عبر مشاريع مصالحة مشبوهة ولا عن طريق مداعبة مشاعر البسطاء بطريقة يسمونها بالتحابب الثعلبي , انما يتم { حصرياً } بقيام من خول نفسه مهاجمة العراق  بابعاد كل العناصر التي ثبت عدم آهليتها والتي تم تعيينها لحكم العراق .
كما عليهم ان يعترفوا بان غالبية هذه العناصر التي تم تعيينها والإِعتماد عليها لتأسيس الديمقراطية جاءت بثقافات متخلفة وممارسات ثأرية ومذهبية وعنصرية تسعى لتقسيم العراق والإبقاء عليه متخلفا تائها في الغيبيات التي تغذيها قوى الشر الطائفي والمذهبي من خارج وداخل الحدود !

ومن اجل إعادة العراق الى الحضيرة الدولية المتحضرة والمستقرة ومن اجل انقاذ الشعب العراقي , على السلطة الجديدة المقترحة وبعد كنس كل الرموز الحاكمة الحالية واحلال بدلها رجال عراقيون شرفاء يضعون نصب اعينهم مصلحة العراق والعراقيين اولا واخيرا ... والانحياز الكامل لحماية العراق والعراقيين والشروع فورا في نشر المفاهيم التي تسهم في اعادة الثقة بين جميع مكونات الشعب , ورفض كل مظاهر التمايز الطائفي او الديني او السياسي لتظهر امام العالم صدقها واحترامها لحقوق الإنسان في المعتقد الديني والسياسي , والا فانها ستلاقي نفس المصير الذي حل بسابقتها .


 ختاما ندعوا من خول لنفسه مهاجمة العراق خارج الشرعية الدولية بالشروع فورا بالتعاون مع العراقيين الشرفاء وهم كثرُ لإختيار نساء ورجال من ذوات الكفاءة العالية والإختصاص والوطنية والسمعة الحسنة والوجه المشرق النظيف والمحترمين والمعروفين من قبل شعب العراق لإستلام حكم العراق كمرحلة اولية مؤقتة تمهيدا لإنتخابات نزيهة وقانونية وباشراف ورعاية دولية وعربية .

 
 

158

الإعلام العراقي الذي يرفض الطائفية ... في خطر !!


ادورد ميرزا
اكاديمي مستقل


مرة  اخرى اعود معكم لأذكركم بفعالية الكلمة الصادقة وخطورتها على الفاسدين والكذابين فقبل فضائية الشرقية وصحيفة الزمان التي يسعى الحاقدون هذه الأيام لإيقافها خوفا من هدير صوتها ,كان الموقع العراقي الألكتروني {كتابات} موقع الكلمة الصادقة والحرة يتعرض هو الآخر لمضايقات حاقدة ومشينة , حيث وصل الأمر لتدخل وزارة الخارجية العراقية للعمل على ايقافه باعتباره خطرا يهدد الأمن العراقي كما يدعون , حيث يحتظن اصحاب الأقلام الوطنية والحقيقية والصادقة وانه يقوم بتنوير القارئ العراقي ويحيطه علما بما يجري لوطنه على يد الغرباء الحاقدين , لكن المثل القائل " ما كل ما يبغيه المرء يدركه تأتي الرياح بما لا تشتهيهي السفن " ينطبق تماما عليهم , واليوم جاء دور قناة الشرقية هذه الفضائية العراقية الرائعة التي اتخذت ومنذ انبثاقها الإبتعاد عن التوجهات الطائفية المقيتة والإلتزام بقول الكلمة الصادقة المستندة على حقيقة ما يجري بالصورة والصوت وقد استطاعت كسب ثقة العراقيين الوطنيين الشرفاء وبات العراقي يعتبرها موطنه الثاني والآمن , وقد وصفها البعض  من شعبنا على انها رحمة لما تقدمه من برامج واقعية لا تخلو من تسلية و فائدة لجميع العراقيين ، لكن ما صدر عن مجلس النواب لإيقافها يثير الإستغراب حيث يتهمها بنشر الطائفية لتقسيم العراق وهنا نتسائل هل الشرقية هي التي تتبنى مشروع تقسيم العراق ام البرلمان العراقي وحكومته ؟؟ , فلا ندري ايهما يستحق الإيقاف ؟ وفي كل الاحوال فان قناة الشرقية في محصلتها لا تطرح المشاريع الطائفية ولا العنصرية , ولا يسيرها تيار ديني او حزبي , انها بحق عراقية وطنية وصادقة  , انها تحاول التنفيس عن أحزان العراقيين والتبشير بمستقبل زاهر , وان نقلها للحقيقة هو سبب نجاحها وهو ما يميزها , واني كعراقي اتخيلها كفنان  تشكيلي يعشق رائحة الطين والكهوة البغدادية حيث غالبية برامجها تبحث في  الشأن العراقي { الحلو و المر } من سعادة زائري سوق الغزل والشورجة وابي نؤاس  الى بيوت العراقيين في النجف  والبصرة والناصرية والتنومة وسرسنك ودهوك وصولا الى احزان العراقيين والامهم من جراء جرائم القتل والاختطاف والسيارات المفخخة والقنابل التي ينفذها الإرهابيين والطائفيين والعنصريين على حد سواء , مرورا بالفساد وبالمحسوبية والطائفية المتفشية في وزارات ودوائر الدولة كافة !!! ان القائمين على تأسيس هذه الفضائية عراقيون مخلصون حزنوا وبكوا على ما حل بوطنهم وشعبهم من دمار وخراب هذا الخراب لم  يكن محسوبا ولا متوقعا ، ولذلك فقد جاءت برامجهم لتؤكد  وتركز على  انتشار بعض من التصرفات الخاطئة التي باتت تهدد نسيج وثقافة المجتمع حيث اصبحت هذه السلوكيات ظاهرة تنهش بالجسم العراقي مثل الكذب والرشوة و الحيلة والشعوذة الى الجريمة المنظمة من قتل وتهجير واقصاء الآخر والتي يزداد انتشارها تزامنا مع ما تتخذه الحكومة من قوانين وبرامج وقرارات تهدد أمن ووحدة العراق وشعبه . لقد أخذت الشرقية على عاتقها وبشجاعة التصدي لها وتعريتها وذلك من خلال كشفها ونقدها عبر برامجها و مسلسلاتها الجادة والكوميدية , وحيث ان ما يجري في العراق من فساد وخراب يجري تحت انظار المسؤولين وبسبب قراراتهم المتخبطة وتصرفاتهم الا انسانية , فقد اخذت على عاتقها كشف مكامن الفساد واسبابه , مما حذى بمجلس النواب العمل ومع الأسف على محاربتها لإيقاف نشاطها , والكل يعلم مدى ضعف وعدم آهلية الغالبية من اعضاء مجلس النواب والذين لا يختلفون كثيرا عن مواصفات اعضاء الحكومة الحالية , ويعتقد الكثيرون ان ما اقدم علية مجلس النواب هو بالتأكيد من توجيه بعض اطراف من داخل الحكومة الحالية والذين يرون في الشرقية عدوا وخطرا حقيقيا ,  إن نقدها الموجه دائما الى فساد القائمين على ادارة شؤون الدولة العراقية ، انما تجسد في ذلك مبدأ الديمقراطية التي يتبجح بها القائمين على ادارة العراق ؟!
إن قناة الشرقية كما  اشاهدها لا تتبنى خطا حزبيا معينا بل أراها  في اغلب برامجها تنقل ما يجري في الشارع العراقي , كما انها تسلط الضوء دائما على المخاطر التي تهدد وحدة العراق ارضا وشعبا , وكان آخرها تسليط الضوء على قانون تقسيم العراق الى أقاليم وبث بعض ردود الفعل داخل وخارج العراق والتي تندد به وتعتبره منطلقا لتقسيم العراق وافراغه من محتواه التأريخي والحضاري ,هذا القانون الذي في جوهره طائفي مقيت وفي ظاهره نظام فدرالي مزدهر ! , ان الشرقية تنقل بجدارة ومهنية كل ما يجري في اجهزة الدولة من فساد ومحسوبية وطائفية , هذا الفساد الذي يمارس من قبل  شريحة ضعيفة غير مؤهلة ممن استلموا الحكم والمسؤوليات بعد اسقاط النظام على يد قوات التحالف ؟ ان سبب  شعبيتها والزيادة في  نسبة مشاهديها من العراقيين هو بسبب  كشف ما حل بالعراق من خراب  و مآسي بالصورة والصوت ، مؤكدة أن القادمين  لتحرير العراق لم  يوفروا للشعب العراقي الحرية  او ألأمان ، كما تشير برامجها ان ابسط الخدمات قد غابت عنهم ، بل ان الحكومة الحالية شجعت على ظهور الفساد  والازمات   " كما تعرضها برامج الشرقية " وكما  أكد  لي كثيرون من داخل العراق ان ما تبثه ُ قناة الشرقية حقيقي وصادق  إلى حد بعيد حيث انها وبحق فضائية كل العراقيين فهي لا سنية ولا شيعية فهي عربية وكردية وآشورية وتركمانية ويزيدية وصابئية .   
أما برامجها التي تتعلق بالحياة الاجتماعية فهي هادفة ومدروسة وتشيع المحبة والفرحة في بيوت العراقيين , كذلك  فقد  استطاعت  هذه القناة نقل جانب من صورة  الديمقراطية  المنشودة من خلال  الحوارات السياسية للاحزاب والتيارات والشخصيات المشاركة في ادارة الدولة خاصة خلال  الانتخابات ، اذ انها بحق  صوت العراقيين الحقيقي ، كما اشير بان  معدّي  برامجها  و منفذيها وفنييها  عراقيون  شجعان من طراز خاص جدا ، همهم الوحيد التصدي للفساد والظلم  الحاصل اليوم من خلال كشفه بعد تسليط الضوء عليه. ان احد اسباب نجاحها في الوسط العراقي هو لأن معظم كوادرها من العراقيين الذين استطاعوا  تجسيد ما يشغل بال عراقيي الداخل  والخارج من هموم ، فخطابها صادق وواحد هو الدفاع عن وحدة العراق من الجنوب الى الشمال ، فهي تحتضن كل العراقيين دون تمييز { قوميا  ودينيا } .. وفاتني ان اذكر ان هناك فضائيات عراقيات اخريات ينتظرن نفس التهديد والمصير منها قناة البغدادية والديار !!!
لكن توقعاتي لإستمرارها ومع الاسف ضعيفة لانها كما يبدو والسبب لأنها تتصدى بشجاعة ضد الفساد الذي اصبح سمة اعضاء الحكومة ولأنها تفضح العنصريين والطائفيين , كما اني اتوقع في كل لحظة قيام البعض من الميليشيات الحاقدة والمنفلتة بأيذاء منتسبيها , حيث اننا نسمع ونشاهد كل يوم اغتيال واختطاف فلان وفلان من العراقيين الوطنيين الشرفاء .
فضائية الشرقية هي صورة الوطنية الحقيقية بجدارة و امتياز , الى مواقع عراقية كثيرة ترفض الطائفية ومنها موقع كتابات فهو موقع الكلمة الحرة والصادقة والوطنية الحقيقية , وهذا ما يحتاجه العراقيون هذه الأيام . 

159
خطاب حكومة المالكي بحاجة الى تغيير
ادورد ميرزا
اكاديمي مستقل

ثلاث سنوات ونصف فوضى ودمار وقتل يعصف بالعراق ولا احد يحرك ساكنا ,لا على المستوى العالمي ولا العربي ولا العراقي الممزق , فحكومة المالكي الحالية فشلت في تحقيق ما وعدت به في برنامجها ليس فقط على المستوى الأمني العملي انما على المستوى الإقتصادي والإجتماعي ايضا حيث ان خطابها السياسي والإعلامي لا زال يحمل في طياته العنف اتجاه من عارض التغيير الذي لم يجلب للعراق غير الويلات والخراب , واليكم خطاب نموذجين اثنين يمثلان وجه مستقبل العراق لأثبت جانبا من اسباب فشل التغيير وحكومة المالكي حيث شاهدتهما على شاشتين فضائيتين عربيتين وهم يتحدثان بطريقة لا تطمئن العراقيين على مستقبلهم ولا على سلامة حياتهم , كلامهم بعيد كل البعد عن الديمقراطية التي بشرت بها اميركا وطبلت لها حكومة المالكي , كما انهم في حوارهم لم يقتربا ولو بكلمة واحدة من الحد الأدنى من الهدوء والذي يمثل النهج المطلوب لتحقيق المصالحة الوطنية التي اعلنتها حكومة المالكي , واكثر من ذلك فاني كمشاهد عراقي مثقف مستقل لا اعتقد بانهم يملكون مشروعا سياسيا ديمقراطيا نزيها لإنقاذ العراق من محنته , فاجاباتهم في محصلتها وطريقة طرحها تدل على استمرار لغة العنف والتطرف والإنفراد بالسلطة وإقصاء الرأي الآخر , ولا اعتقد بانهم يستطيعون التخلي عنها لأنها كما يبدو متأصلة في ايدلوجيتهم ! . فالمشروع الديمقراطي الذي بشرت به اميركا والتزمت به حكومة المالكي ابان انتخابها يتطلب توفر سلطة سياسية ذات خطاب عقلاني وهادئ يوفر للشعب الطمأنينة والحرية في التعبير عن رأيهم بعيدا عن التأثيرات السلطوية او الدينية التي ترهبهم ، سلطة تمنح الثقة لأبناء شعبها , فالعراق الذي كان قد ابتلي بسلطة صدام الدكتاتورية عاد من جديد بعد احتلاله ليبتلى هذه المرة بأكثر من سلطة تنفيذية تقودها ميليشيات مسلحة تابعة لأكثر من جهة وتحت انظار حكومة المالكي التي لم نرى لها اي برنامج سياسي عقلاني واضح , انما الذي رأيناه بعد تشكيلها عنف وقتال طائفي وسلب ونهب لثروات الوطن , ولذلك فلا يمكن في ظل هكذا اجواء قيام نظام ديمقراطي يمارس العراقيون حياتهم الطبيعية وهذا بالطبع دليل على عدم الكفاءة .

احد اعضاء الحكومة يطل على احدى الفضائيات ليجيب على سؤال المحاور ..{ ما هو سبب عدم قيامكم كحكومة مسؤولة عن أمن وسلامة العراقيين باعدام الإرهابيين علما بانكم تعلنون بين حين وآخر اعتقال بعضهم }... فيجيب مستشارالأمن القومي العراقي .. بان المقصلة الموجودة في سجن ابوغريب حاليا قديمة جدا وانها كانت تابعة لنظام صدام الذي اعدم بواسطتها الاف العراقيين ولذلك فقد قمنا باستبدالها بعدد من مقاصل حديثة استوردناها مؤخرا , واننا قد نفذنا الإعدام بمئات الإرهابيين واننا مستمرين في ذلك الى ان ينتهي الإرهاب في العراق الديمقراطي الجديد ... !

وقد استمر اللقاء مع الدكتور المستشار اكثر من ساعة وكان منصبا على الوضع الأمني المتدهور الذي هو من اولى مسؤولياته ومهامه , ولحين انتهاء المقابلة لم استطع معرفة من هم الذين يرهبون الشعب العراقي !.. والسؤال هل الديمقراطية واٍستقرار الوضع الأمني في العراق مرتبط  بمقصلة الإعدامات ؟

رئيس هيئة اجتثاث البعث يطل هو الآخر على فضائية أخرى ليجيب على سؤال حول مبادرة المصالحة التي اطلقتها حكومته ومدى تأثير تداعيات تطبيق قانون اجتثاث البعثيين الذي شمل اكثر من { مليونين عراقي } عليه , الى جانب موقف الإجتثاث من العاطلين الذين فصلوا من وظائفهم بعد حل بعض الوزارات كالدفاع والإعلام......{ فيجيب بان اجتثاث البعث لم يكن لإيذاء العراقيين انما جاء لحماية البعثيين من غضب الشعب , وان الإجتثاث لم يطال سوى اعضاء الفرق فما فوق والذي لا يبلغ عددهم اكثر من 70 الف , وان المصالحة التي تنشدها حكومتنا ليست المصالحة مع البعثيين ! }.

والسؤال مع من إذن هي المصالحة .. وما معنى المصالحة .. ومن هم الذين يريد المالكي وحكومته ان يتصالح معهم ؟

لقد افسد قانون الإجتثاث حياة الاف الأبرياء والوطنيين المخلصين واصبح ورقة يستخدمها ذوات النفوس المريضة لإذاء الاف العراقيين الأبرياء من الذين انظموا لحزب البعث لأسباب ومصالح اجتماعية واقتصادية , اليس ما يحصل اليوم من انتماءات حزبية شبيها لما كان يحصل في الماضي ؟

لقد ثبت بالملموس عدم كفاءة كل الحكومات التي ادارة شؤون العراق منذ احتلاله وآخرها حكومة المالكي وبات الوضع بحاجة ملحة لحكومة تكنوقراط بعيدة عن التكتلات الطائفية والحزبية وفي اعتقادي ان ذلك من الممكن تحقيقة عن طريق الجامعة العربية بالتعاون مع الأمم المتحدة وذلك بدعوة الأساتذة والعلماء والقادة العسكريين من المستقلين وممن لهم تأريخا مشرفا ونظيفا واعمالا جليلة خدمت شعب العراق لعقد مؤتمر عالمي خصيصا لإنقاذ شعب العراق , وانتخاب من بينهم حكومة عراقية عبر انتخابات  ديمقراطية وشفافة , وفي اعتقدادي بانه لن يكون للتزوير وشراء الذمم مكانا فيها ...... عندها سيكون لنا حديث آخر ![/b][/size][/font]

 

 

160
المنبر الحر / هكذا تطورت اوروبا
« في: 01:53 24/09/2006  »
هكذا تطورت اوروبا

ادورد ميرزا
اكاديمي مستقل

بالرغم من ان الغالبية من البشر مؤمنون بوجود الخالق رب العالمين وبعظمة ملكوته , صابرين وخاشعين منتظرين لقاءه في اليوم الموعود , فان البعض من هذه الغالبية ومع الأسف يفسر معتقده بانه الوحيد الفائز بالجنة الموعودة , ومن خالفه في ذلك فانهم يعتبرونه كافر ويجب عداءه وبث الكراهية ضده , بل ومقاتلته وان مصيره جهنم كما يتمنون .
لكن الحكم في هذا الأمر لا يُترك حكمهُ لله عز وجل , وانما فهناك البعض يخول نفسه ويعطيها الحق  لتكفير هذا وذاك او ذبح هذا وتهجير ذاك ! كل هذا يحدث دون خجل , والأكثر من ذلك فانهم يعلنون ان اجراءاتهم تلك هي الطريق الشرعي لرسالتهم لإتمام هذا الواجب , بل ويبررونه عبر مفهوم الجهاد في سبيل الله كما هو الحال ما يحدث في العراق . وتجدر الإشارة الى ان التكفير لا يحصل بين بعض قليل من السنة والشيعة فقط انما يتعدى ذلك احيانا الى معاقبة كل من يتخذ غير الإسلام دينا فيعتبرونه من الكافرين ! معتقدين ان اعدامه من الحياة يؤمن لهم دخول الجنة والتمتع باجواءها .
وساعود بكم قليلا الى الوراء , لأشير الى بعض ما أثارته المسارات الدينية في العالم وخاصة اوروبا من الناحية السياسية والتي ادت في نتائجها الى قيام الحروب وتراجع المجتمعات وتخلفها .
فاوروبا المسيحية حتى القرن الخامس عشر كانت ترضخ تحت سلطة الكنيسة وان رجال الكنيسة كانوا يمارسون شتى انواع الدكتاتورية والسيطرة على موارد الدولة حيث كانوا مهيمنون على كل فعاليات الدولة الإقتصادية والإجتماعية وهي المسؤولة عن توزيع الرواتب والغذاء على عموم الشعب , وتحت هذا الظرف المقيد للحريات تأخرت شعوب اوروبا ودخلت في صراعات مذهبية , فعمت الأمية واصبح العنف والإقصاء هو السائد .. كل ذلك حدث بسبب نفوذ رجال الكنيسة وتدخلهم في شؤون الدولة .
لكن الوضع فيما بعد قد تغير حيث ظهر في اوروبا نفسها رجال بعقول متحظرة ومتعلمة فوضعوا نصب اعينهم سلامة شعوبهم فسنوا القوانين والأنظمة التي نظمت العلاقة بين الدولة والشعب وبين الشعب والدين , ووضعت تطبيق القوانين التي تنظم حقوق الإنسان فوق اي اعتبار وطلبت من رجال الكنيسة التوقف والإبتعاد عن التدخل في شؤون الدولة مما وفر جوا من الديمقراطية فاستقرت الشعوب , وهكذا ووفق هذا النهج فقد تم حصر السلطة الدينية بدولة الفاتيكان وبهذا استقلت اوروبا من سيطرة الكنيسة ودخلت مرحلة الدولة العلمانية حيث نهضت وتطورت وتقدمت وازدهرت الى ما نراه اليوم فعم الأمن والسلام في ربوعها بل اصبحت اوروبا ملجأ آمنا لكل من يرغب الحياة فيها على اختلاف انتماءاتهم , فعزل الكنيسة وجعلها تهتم بشؤونها الدينية فقط كان من اهم الأمور التي اهتم بها الساسة الغربيون , وهنا نشير الى ان الخلل في منطقتنا العربية ومع الأسف الشديد يعود في احد اسبابه لتدخل رجال الدين في شؤون الدولة ولذلك بات من الضروري ان اردنا النهضة والتقدم ان نقول لرجال الدين انصرفوا الى شؤونكم الدينية واتركوا السياسة لرجالها , فلا مكان لكم في التدخل في شؤون الدولة وتوجيه مسارها الإجتماعي وفق توجهاتكم الأحادية , بمعنى ان السبب الذي يعيق تقدم شعوبنا هو تدخل رجال الدين في الأمور السياسية التي لها قواعدها والاعيبها والتي يصعب على رجل الدين التعامل معها ولذلك فان الواجب هو دعم المطالبين بعزل الدين عن السياسة وعدم توظيف الدين لتحقيق مآرب سياسية .
كما ان المبدأ هو ان الإعتقاد حق مشروع لكل انسان باعتباره قضية شخصية جدا ولا يجوز لي او لأي احد التدخل في خصوصيات البشر في انتماءاتهم , وان افترضنا بوجود من يخول لنفسه ارهاب الأخرين او يعيق البشر في انتماءاتهم الشخصية فهذا ما لا يجب تأييده او تشجيعه , انما تثقيفه بان المبدأ هو حماية حقوق البشر جميعا واحترام تطورهم الإنساني ومعتقداتهم بعيدا عن ثقافة الإنفراد بنهج معين , ولذلك فان ما جرى في السنوات الأخيرة في بعض من مناطق العالم وفي العراق بشكل خاص من كراهية وعداء بين البشر كان في اهم اسبابه هو عدم الفهم العميق لمفهوم الدين والعلاقة مع الخالق الى جانب التخلف والجهل في  تفسير النصوص والتعصب الغير مبرر والأحادي المنشأ والذي في غالبيته يستغل سياسيا من قبل { بعض } من رجال الدين المتخلفين لتحقيق مكاسب شخصية ضيقة .
واضح اليوم ان هناك بوادر كره بين المسيحية والإسلام سببه الرئيسي هو اقحام الدين في السياسة تقوده مجموعة من البشر لا يهمها سلامة الإنسانية جمعاء , علما ان هذا التوجه لتسييس الأديان سيخلق حالة من عدم الإستقرار والذي لا يخدم البشرية اطلاقا انما سيزيد من تخلفها والعودة بها الى عصر الجهل والحيونة مما سيفقدها انسانيتها ليحل محلها القتال من اجل البقاء , كما ان اجبار البشر وارهابهم على الإلتحاق بمعتقد معين فان ذلك يلغي تماما تعاليم الكتب السماوية جميعها والتي تدعوا فيها البشر الى التعاون والمحبة واحترام حقوق الإنسان .
فلو اخذنا نموذجين من الديانات السماوية لرأينا مقدار التشابه في اغلب نصوصها , فعلينا تفعيل هذه النصوص والعمل على عدم ترويج النصوص التي تشيع البغضاء والكراهية بين البشر عن طريق الحوار واللقاءات والمناهج الدراسية .
ان الديانتين تؤكد وتعترف وتقبل حقيقة وجود الله كخالق للسماوات والأرض وتعترف بقيامة الأموات وان كل منهما يؤمن بيوم الدينونة الذي يعرفه الله وحده حيث ان مجيء هذا اليوم سيكون حدثاً يشمل الجميع , كما ان المسيحية و الإسلام يتفقان في بعض من أوصاف الله مثل الرحمن والخالق والغافر والمنقذ حيث ان الله يلبي دعوات من دعاه ومن يلجأ اليه , في كلا الديانتين يلجأ كل من الإسلام والمسيحية للأنبياء والقديسين للحصول عن طريقهم لمغفرة الله كما انهما يدعوان الى وجوب الصلاة والصوم... واخيرا فان المسيحية والإسلام  يؤمنان بوجود الملائكة كما هو الحال بالنسبة لوجود الأرواح الشريرة والشياطين .
ان ردة الفعل التي ابداها { البعض } من اساتذتي الكتاب في مقالاتهم والخطابات والفتاوى من قبل بعض من رجال الدين او من رجال السياسة على الفضائيات , ضد محاضرة بابا الفاتيكان ليست هي القضية المهمة والأساسية لتغيير المفاهيم , انما القضية المهمة هي في كيفية التقريب بين الأديان والمذاهب ... هي في كيفية بناء الجسور بين البشر ومنع التطاول اوالإنفراد ... هي في كيفية تغيير العقول المتعصبة والطائفية .... هي في كيفية حماية البشر دون استثناء . ثم هل غاب عنهم الصراع بين السنة والشيعة والذي مر عليه اكثر من الف سنة , وهل غاب عنهم الصراع بين المذاهب المسيحية لنفس المدة , اليس المهم النظر اليهما لإيجاد حلول لها  ؟ ثم .. اليس العراق وما يحدث فيه من اقتتال وفوضى وحرب مذهبية وطائفية وقومية عنصرية صورة واضحة تتسع لأعيننا جميعا ودرسا لأسباب تخلفنا عن ركب المدنية والتحظر !
ان مسؤوليتنا كبيرة في تنوير البشر بمخاطر المذهبية والتعصب الديني والقومي , وعلينا التنبه دائما لخطورة الكلمة , اما تضخيم الأمور وتأجيجها قد تكون نتائجها اكثر قساوة من نار جهنم .. فالأولى بنا الإهتمام بديمومة حياتنا على اسس سليمة وعلى قاعدة كلنا بشر متساوون امام الله والقانون , كما علينا التوجه لإلتقاط النصوص المحفوظة في كتبنا السماوية والتي تشيع المحبة والسلام والإبتعاد عن النصوص التي تشيع الكراهية والبغضاء , ان اعداء الحياة وهم قلة من رجال الدين الشياطين والدجالين والمشعوذين الى جانب تؤامهم من السياسيين الكذابين يتربصون لنا للتلاعب بشؤوننا وبعقولنا وزرع الفتنة بيننا فعلينا التصدي لهم والله ناصر المؤمنين وحافظ العراقيين
.

161

هكذا تطورت اوروبا

ادورد ميرزا


بالرغم من ان الغالبية من البشر مؤمنون بوجود الخالق رب العالمين وبعظمة ملكوته , صابرين وخاشعين منتظرين لقاءه في اليوم الموعود , فان البعض من هذه الغالبية ومع الأسف يفسر معتقده بانه الوحيد الفائز بالجنة الموعودة , ومن خالفه في ذلك فانهم يعتبرونه كافر ويجب عداءه وبث الكراهية ضده , بل ومقاتلته وان مصيره جهنم كما يتمنون .
لكن الحكم في هذا الأمر لا يُترك حكمهُ لله عز وجل , وانما فهناك البعض يخول نفسه ويعطيها الحق  لتكفير هذا وذاك او ذبح هذا وتهجير ذاك ! كل هذا يحدث دون خجل , والأكثر من ذلك فانهم يعلنون ان اجراءاتهم تلك هي الطريق الشرعي لرسالتهم لإتمام هذا الواجب , بل ويبررونه عبر مفهوم الجهاد في سبيل الله كما هو الحال ما يحدث في العراق . وتجدر الإشارة الى ان التكفير لا يحصل بين بعض قليل من السنة والشيعة فقط انما يتعدى ذلك احيانا الى معاقبة كل من يتخذ غير الإسلام دينا فيعتبرونه من الكافرين ! معتقدين ان اعدامه من الحياة يؤمن لهم دخول الجنة والتمتع باجواءها .
وساعود بكم قليلا الى الوراء , لأشير الى بعض ما أثارته المسارات الدينية في العالم وخاصة اوروبا من الناحية السياسية والتي ادت في نتائجها الى قيام الحروب وتراجع المجتمعات وتخلفها .
فاوروبا المسيحية حتى القرن الخامس عشر كانت ترضخ تحت سلطة الكنيسة وان رجال الكنيسة كانوا يمارسون شتى انواع الدكتاتورية والسيطرة على موارد الدولة حيث كانوا مهيمنون على كل فعاليات الدولة الإقتصادية والإجتماعية وهي المسؤولة عن توزيع الرواتب والغذاء على عموم الشعب , وتحت هذا الظرف المقيد للحريات تأخرت شعوب اوروبا ودخلت في صراعات مذهبية , فعمت الأمية واصبح العنف والإقصاء هو السائد .. كل ذلك حدث بسبب نفوذ رجال الكنيسة وتدخلهم في شؤون الدولة .
لكن الوضع فيما بعد قد تغير حيث ظهر في اوروبا نفسها رجال بعقول متحظرة ومتعلمة فوضعوا نصب اعينهم سلامة شعوبهم فسنوا القوانين والأنظمة التي نظمت العلاقة بين الدولة والشعب وبين الشعب والدين , ووضعت تطبيق القوانين التي تنظم حقوق الإنسان فوق اي اعتبار وطلبت من رجال الكنيسة التوقف والإبتعاد عن التدخل في شؤون الدولة مما وفر جوا من الديمقراطية فاستقرت الشعوب , وهكذا ووفق هذا النهج فقد تم حصر السلطة الدينية بدولة الفاتيكان وبهذا استقلت اوروبا من سيطرة الكنيسة ودخلت مرحلة الدولة العلمانية حيث نهضت وتطورت وتقدمت وازدهرت الى ما نراه اليوم فعم الأمن والسلام في ربوعها بل اصبحت اوروبا ملجأ آمنا لكل من يرغب الحياة فيها على اختلاف انتماءاتهم , فعزل الكنيسة وجعلها تهتم بشؤونها الدينية فقط كان من اهم الأمور التي اهتم بها الساسة الغربيون , وهنا نشير الى ان الخلل في منطقتنا العربية ومع الأسف الشديد يعود في احد اسبابه لتدخل رجال الدين في شؤون الدولة ولذلك بات من الضروري ان اردنا النهضة والتقدم ان نقول لرجال الدين انصرفوا الى شؤونكم الدينية واتركوا السياسة لرجالها , فلا مكان لكم في التدخل في شؤون الدولة وتوجيه مسارها الإجتماعي وفق توجهاتكم الأحادية , بمعنى ان السبب الذي يعيق تقدم شعوبنا هو تدخل رجال الدين في الأمور السياسية التي لها قواعدها والاعيبها والتي يصعب على رجل الدين التعامل معها ولذلك فان الواجب هو دعم المطالبين بعزل الدين عن السياسة وعدم توظيف الدين لتحقيق مآرب سياسية .
كما ان المبدأ هو ان الإعتقاد حق مشروع لكل انسان باعتباره قضية شخصية جدا ولا يجوز لي او لأي احد التدخل في خصوصيات البشر في انتماءاتهم , وان افترضنا بوجود من يخول لنفسه ارهاب الأخرين او يعيق البشر في انتماءاتهم الشخصية فهذا ما لا يجب تأييده او تشجيعه , انما تثقيفه بان المبدأ هو حماية حقوق البشر جميعا واحترام تطورهم الإنساني ومعتقداتهم بعيدا عن ثقافة الإنفراد بنهج معين , ولذلك فان ما جرى في السنوات الأخيرة في بعض من مناطق العالم وفي العراق بشكل خاص من كراهية وعداء بين البشر كان في اهم اسبابه هو عدم الفهم العميق لمفهوم الدين والعلاقة مع الخالق الى جانب التخلف والجهل في  تفسير النصوص والتعصب الغير مبرر والأحادي المنشأ والذي في غالبيته يستغل سياسيا من قبل { بعض } من رجال الدين المتخلفين لتحقيق مكاسب شخصية ضيقة .
واضح اليوم ان هناك بوادر كره بين المسيحية والإسلام سببه الرئيسي هو اقحام الدين في السياسة تقوده مجموعة من البشر لا يهمها سلامة الإنسانية جمعاء , علما ان هذا التوجه لتسييس الأديان سيخلق حالة من عدم الإستقرار والذي لا يخدم البشرية اطلاقا انما سيزيد من تخلفها والعودة بها الى عصر الجهل والحيونة مما سيفقدها انسانيتها ليحل محلها القتال من اجل البقاء , كما ان اجبار البشر وارهابهم على الإلتحاق بمعتقد معين فان ذلك يلغي تماما تعاليم الكتب السماوية جميعها والتي تدعوا فيها البشر الى التعاون والمحبة واحترام حقوق الإنسان .
فلو اخذنا نموذجين من الديانات السماوية لرأينا مقدار التشابه في اغلب نصوصها , فعلينا تفعيل هذه النصوص والعمل على عدم ترويج النصوص التي تشيع البغضاء والكراهية بين البشر عن طريق الحوار واللقاءات والمناهج الدراسية .
ان الديانتين تؤكد وتعترف وتقبل حقيقة وجود الله كخالق للسماوات والأرض وتعترف بقيامة الأموات وان كل منهما يؤمن بيوم الدينونة الذي يعرفه الله وحده حيث ان مجيء هذا اليوم سيكون حدثاً يشمل الجميع , كما ان المسيحية و الإسلام يتفقان في بعض من أوصاف الله مثل الرحمن والخالق والغافر والمنقذ حيث ان الله يلبي دعوات من دعاه ومن يلجأ اليه , في كلا الديانتين يلجأ كل من الإسلام والمسيحية للأنبياء والقديسين للحصول عن طريقهم لمغفرة الله كما انهما يدعوان الى وجوب الصلاة والصوم... واخيرا فان المسيحية والإسلام  يؤمنان بوجود الملائكة كما هو الحال بالنسبة لوجود الأرواح الشريرة والشياطين .
ان ردة الفعل التي ابداها { البعض } من اساتذتي الكتاب في مقالاتهم والخطابات والفتاوى من قبل بعض من رجال الدين او من رجال السياسة على الفضائيات , ضد محاضرة بابا الفاتيكان ليست هي القضية المهمة والأساسية لتغيير المفاهيم , انما القضية المهمة هي في كيفية التقريب بين الأديان والمذاهب هي في كيفية بناء الجسور بين البشر ومنع التطاول اوالإنفراد هي في كيفية تغيير العقول المتعصبة والطائفية هي في كيفية حماية البشر دون استثناء , هل غاب عنهم الصراع بين السنة والشيعة والذي مر عليه اكثر من الف سنة وهل غاب عنهم الصراع بين المذاهب المسيحية لنفس المدة , اليس المهم النظر اليهما اولا ؟ ثم .. اليس العراق وما يحدث فيه من اقتتال وفوضى مذهبية وطائفية وقومية عنصرية صورة تتسع لأعيننا جميعا ودرسا لأسباب تخلفنا !
ان مسؤوليتنا كبيرة في تنوير البشر بمخاطر المذهبية والتعصب الديني والقومي , وعلينا التنبه دائما لخطورة الكلمة , اما تضخيم الأمور وتأجيجها قد تكون نتائجها اكثر قساوة من نار جهنم .. فالأولى بنا الإهتمام بديمومة حياتنا على اسس سليمة وعلى قاعدة كلنا بشر متساوون امام الله والقانون , كما علينا التوجه لإلتقاط النصوص المحفوظة في كتبنا السماوية والتي تشيع المحبة والسلام والإبتعاد عن النصوص التي تشيع الكراهية والبغضاء , ان اعداء الحياة وهم قلة من رجال الدين الشياطين والدجالين والمشعوذين الى جانب تؤامهم من السياسيين الكذابين يتربصون لنا للتلاعب بشؤوننا وبعقولنا وزرع الفتنة بيننا فعلينا التصدي لهم والله ناصر المؤمنين وحافظ العراقيين .

162
دقة ساعة العمل فالعراق بحاجة الى قادة بعقول متحضرة !

ادورد ميرزا
استاذ جامعي مستقل

ليس من عادة العراقيين المتحضرين بعد ان تخلصوا من نظام خنق النفس الديمقراطي لسنوات طويلة , ان يكيلوا التهم والسباب ضد أخوتهم السياسيين العراقيين الجدد , بل وحتى ضد اعداءهم الأجانب , الاّ اذا كان هناك ما يشير الى ان هؤلاء السياسيين وغيرهم قد ارتكبوا او يرتكبون أخطاءا جسيمة واضحة المعالم والمشاهد والتي من شأنها تعريض سلامة وأمن شعبهم وبلدهم للخطر الطائفي البغيض !
فالبعض من أعضاء حكومتنا الجدد يصرحون ليل نهار بانهم ضد الدكتاتورية وضد الطائفية وانهم قد جاءوا لإنقاذ الشعب العراقي من ظلميهما , وانهم بمجرد سيطرتهم على الحكم سينقلون البلاد من حالة الفساد التي كانوا يعيشونها الى الديمقراطية والرفاه والإزدهار والى آبد الآبدين .. لكن الواقع هو ان العراقيين يذبحون على الهوية كل يوم وانهم في اتعس ايامهم وان الديمقراطية غائبة تماما عن تصرفات حكومتهم الغير كفوءة !
يقول الدكتور محمود المشهداني وهو رئيس البرلمان العراقي المنتخب ... ان التكتلات الطائفية المتنفذة منذ تشكيل اول حكومة مؤقتة والى حكومة الوحدة الوطنية الجديدة وفي مجلس النواب ايضا هو السبب الرئيسي لفوضى العراق ودمويته , ويقصد بالطبع تكتل الإئتلاف ! , رأيان متناقضان في حكومة واحدة تدعي انها حكومة الوحدة الوطنية لكنها ما زالت بعيدة كل البعد عن مفهوم الوحدة الوطنية , أما رئيس الحكومة المنتخب السيد نوري المالكي في آخر زيارته لأميركا قال ان العراق اليوم يعيش عصر الديمقراطية والحرية بكل معنى الكلمة , وان الخير والأمان والإستقرار ونبذ الطائفية قد عم البلاد , ولا ادري كيف توصل المالكي الى هذا الإستنتاج ! في حين ان العراق يعيش اتعس ايامه واسودها ظلاما وان الديمقراطية التي يقصدها موجودة فقط على الورق !!
فبالرغم من ان ما يروجهُ السادة الحكام الجدد في العراق ومؤيديهم غير صادق ولا حقيقي , فان العراقيون الشرفاء على دراية تامة بمكان الخلل ومن يقف وراء كل هذه الفوضى , بل ليس المهم فيما يقولون , انما المهم هو ما هو حاصل على ارض الواقع .. فشعب العراق يسبح في بحر من دم , فالطائفيون والمجرمون نزلاء السجون يمارسون ابشع الجرائم , قتل وتشريد وسلب وفساد وتشكيل عصابات وميليشيات تعذيب رعب وفرق إرهابية .. الخ .. مضافا لها تردي الوضع الإقتصادي والصحي وتفشي الأمراض وفوضى في كل مؤسسات الدولة , والمسؤولون عن كل ما جرى ويجري للعراق كما يراه العراقيون هم حكومة العراق التي تعمل تحت غطاء شرعي فرضته اميركا لها لتدير شؤون العراق , ان هذا الواقع ساعد المجاميع الإرهابية الشرقية والغربية ان تستخدم ارض العراق معبراً لإشعال الحرب الطائفية في كل المنطقة لتمرير مشروع  تقسيم العراق الى مناطق فدرالية طائفية متصارعة وصولا لتقسيم دول المنطقة ايضا تحت شعار نشر الديمقراطية في ظل مشروع الشرق الأوسط الجديد !!
لكن الجديد الغريب اننا نسمع ومنذ وقت وعلى لسان غالبية المسؤولين العراقيين ان الحكومة الجديدة برئاسة المالكي قد دربت الاف العراقيين للسيطرة على أمن البلاد وانها ستستلم الملف الأمني من القوات الأمريكية وانها قادرة ومؤهلة على بسط الأمن والإستقرار , وهذا ما أكده مؤخرا السيد جلال الطالباني رئيس العراق .. ولكن المثير والكل يعلم بان الوضع الأمني متدهور ومأساوي ومنفلت تتلاعب به ميليشيات الأحزاب المتنفذة الى جانب بعض من اجهزة الدفاع والداخلية ...حيث العمليات الإرهابية والإختطاف والتهجير جارية على قدم وساق  بالرغم من تواجد القوات الأمريكية ومن تحالف معها على ارض العراق !... فتصوروا حال الوضع الأمني بغياب القوات الأمريكية واستلام الحكومة وميليشياتها التابعة لأحزابها مهمات الحفاظ على الأمن ! ان من يريد الخير للعراق وسلامة شعب العراق عليه ان يعلن اننا بحاجة الى رجال جدد بعقلية متحضرة لكي تنتعش الديمقراطية وتنمو الحضارة .
ان الحقيقة التي توصل لها العراقيون بعد سقوط نظام صدام ومنذ تولي بريمر سلطة الحكم وتشكيله اول حكومة محاصصة طائفية مؤقتة هي ان العراق سائر نحو التقسيم الطائفي ودخوله الحرب الأهلية التي ستحرق كل الشرفاء العراقيين ومن مختلف الأديان والمذاهب , وتبين بعد ذلك ان أعضاء كل الحكومات المتعاقبة التي تشكلت خلال ثلاث السنوات الماضية كانوا غير كفوئين لإدارة شؤون العراق , والسبب واضح من خلال الفوضى والطائفية والفساد والقتل الذي حدث بسبب سياسة الأحزاب الطائفية التي ارادت حكم العراق بنفس طائفي طابعه الثأر واجتثاث الآخر وعدم احترام حقوق الأخرين .
على الذين انيطت لهم مهمة حماية شعب العراق والحفاظ على ارثه الحضاري والإنساني أن يعترفوا وأمام الملئ بانهم قد فشلوا في أداءهم , وان ايدلوجيتهم لم تحقق الديمقراطية ولا الرخاء , وان عودة الأوضاع الى مسارها الطبيعي لن يتأتى الا من خلال تخليهم عن نهجهم الطائفي الذي يسعى الى التوسع على حساب سلامة التنوع العراقي , وعدم السماح لتدخل اي دولة في ما يختاره العراقيون الوطنيون , لأن ما يحدث هو من نتاج المتطرفون من الشيعة والسنة وخاصة القادمين من خارج الحدود من الذين يسعون لتقسيم العراق على اساس طائفي , وهم الذين يؤججون الصراع المذهبي لإتمام مؤامرة التقسيم !
هذه هي الحقيقة , وعلى الشرفاء التنبه بان القادمون الجدد لم يحققوا ما وعدوا به الشعب العراقي انما ما تحقق وبسبب سوء ادارتهم قتل وفساد ودمار وخراب ! العراق بحاجة الى رجال مؤمنون بحقوق كل العراقيين مهما كانت انتماءاتهم , بحاجة الى رجال شرطة وجيش وأمن لا انتماء لهم الا الإنتماء للوطن , لأن محنة العراق كبيرة , حيث ضُرب في ثقافته التي يعتز بها منذ الاف السنين , ان العراق بحاجة الى ثورة جديدة تعيد للعراقيين هيبتهم وسعادتهم وما حدث في العراق من اغتيال الأساتذة الجامعيين والعلماء ورجال الدين واختطاف وتهجير وذبح البشر حسب الإسم والعشيرة والطائفة والدين وسلب المال العام والخاص وتدمير اقتصاد الوطن والبنية التحتية وما جرى من نهب لأموال العراقيين اثناء الإنتخابات المزورة وما جرى من قتل على يد الميليشيات الحزبية المتنوعة .. كلها جرائم تكاثرت على ارض العراق حديثا ولم يشهدها العراقيون طوال السنوات الماضية , ولذلك فان صورة العراق المرعبة تزداد سوادا ومأساوية يوما بعد يوم , ومهما حاولنا ومعنا المخلصين من أن نخفف من بشاعة هذا المشهد المأساوي الذي ضرب العراق فاننا لن نستطيع حجب الحقيقة ولا نكرانها ونفي مآسيها , فالحقيقة الماثلة امامنا هي حرب اهلية طائفية طاحنة ودمار وخراب والغاء شامل للثقافة العراقية واحلال ثقافة غريبة تقودها قوى اقليمية مجاورة واشدها خطرا على شعب العراق , بل وعلى شعوب المنطقة هي ايران .
ان الواجب الرئيسي الذي يسعى الخيرين لمساعدة العراقيين على تجاوز هذه المحنة محنة الحرب الطائفية , هو فضح مخاطر التوجه الطائفي وتأثيره على الوحدة الوطنية التي تفاخر بها العراقيون مسلمون ومسيحيون وغيرهم طيلة ألاف السنين , ونقل هذا التوجه الى كافة المحافل الدولية لأن الطائفية ستهدد استقرار شعوب العالم جميعها دون تمييز .
إن الحرب الأهلية الطائفية بين السنة الشيعة والتي طالت بقية الأقليات قد قامت وهي ما زالت مشتعلة ولن يستطيع احد ايقافها او نكرانها , الا بابعاد مروجيها من الفئتين , وان من يقف متسترا على ما يحدث او متفرجا ويُعلن بعدم وجودها ويتبجح ويتكلم ويكتب هنا وهناك ويدعي ان العراق يعيش جوا ديمقراطيا فريدا وان الشعب العراقي آمن على ارضه وعرضه وممتلكاته , فانه يعتبر مساهما في اشعالها واستمرارها . ان العراق بحاجة الى إبعاد كل القادة المتطرفين عن دفة السلطة والحكم سواء كانوا سنة او شيعة او غيرهم , لأن القضاء على الإرهاب واحلال الأمن والإستقرار في العراق والعالم لن يتحقق ما دام هناك طائفيون متطرفون يرفضون الآخر , فالطائفية مرض وكارثة ليس على الإسلام فحسب انما هي كارثة على السنة والشيعة انفسهم , بل وعلى سلامة وأمن الأقليات الغير مسلمة في العراق وفي العالم باسره .
نتمنى ان يعود المسلمين سنة وشيعة وغيرهم من الطوائف والأديان الأخرى كما كانوا عراقيين متحابين متعاونين تحت قيادة حكومة مستقلة حكيمة لا طائفية فيها ولا حزبية عنصرية ويعود العراق مهد الحضارات الى بيئته الدولية المتحضرة  ليمارس دوره في خدمة العلم والسلام , ان الحياة المستقرة والآمنة رغبة كل العراقيين الطيبين وان المحبة والسلام التي نمت واحتمت تحت ظل الخيمة الوطنية العراقية تتعرض اليوم لأبشع دمار وخراب لتغيير معالمها فهلموا ايها المخلصون لإنقاذها قبل ان يكملوا المتخلفون والتكفيريون اعداء الحياة فعلتهم , لأن العائلة العراقية لا تقبل التفريق على اساس ديني او طائفي او مذهبي او عرقي من اجل الإستفزاز , انما تقبله للإفتخار به كتنوع يسوده جو من التعاون والمحبة وكونه تنوع فريد بين الشعوب .

163
أدب / جرح لبنان والعراق
« في: 17:18 08/08/2006  »
كلماتك ايها الصديق العزيز فهد نبض قلوبنا .. وهل هناك بيننا من لا يبكي لبنان والعراق

ادورد ميرزا

164


7 آب يوم الشهيد الأشوري .. ما زال حزيناً

ادورد ميرزا
استاذ جامعي

أحفاد شهداء سميل يسعون في كردستان "شمال العراق " لحياة آمنة كريمة ومزدهرة .

السابع من آب يوم شهداء الأمة الأشورية.. يوم تختلف فيه الاشياء.. وتتغير الصور.. وتتنازل الابتسامات عن عرشها لتستقبل دموع الحب والذكرى , يوم تتفتح الزهور وتنبت الأرض رياحين الاصرار على الاستمرار والبقاء على العهد الذي رسمه القادة الأشوريون منذ بداية الكفاح من اجل الحرية .

في مثل هذا اليوم من كل عام ، يصبح السواد الذي يلف اجساد الأشوريين في كل بقاع العالم وبكل مكوناتهم نيشاناً للبطوله .. وتتحول ام شهيد في لحظة الى ام للبشرية باجمعها , في هذا اليوم وعندما نلتقي بأسر شهدائنا فاننا نتردد مئات المرات قبل ان نقبلهم ونقبل ايادي امهاتهم .. خجلا من ان تكون قبلتنا لا تليق بمقام الفقيد وبمقامهم .
ففي السابع من آب يحتفل الشعب الأشوري في كل مكان بذكرى عيد ابطاله الشهداء الذين قتلوا في ابشع جريمة عرفتها البشرية وهم آمنون على ارضهم سميل , لقد مثلوا هؤلاء الشهداء وعبر التاريخ وجدان هذا الشعب الصامد الأبي الذي تعرض لشتى انواع العذاب والتشريد عبر مسيرته الحضارية والتاريخية التي دافع فيها عن وجوده الإنساني و إرثه التاريخي ووجدانه الحضاري , فأمطر بحاراً من الدماء على ارضه بين النهرين وما زالت بين النهرين تعيش الألم والمأسات على يد اعداء الحرية والأنسانية .


ففي السابع من آب 1933 وفي قرية تقع في شمال العراق تُدعى سيميل أبيد شعبنا الأشوري هناك ودمرت القرية بكاملها في أبشع مذبحة من مذابح التاريخ البشري فبقيت آثارها الحزينة في ذاكرة الإنسان الآشوري عبر اجياله , وستبقى مائلة امامه صور القتلى من الأطفال والنساء والشيوخ حتى تستعيد سميل هيبتها وتعود الى اهلها الأصليين , قريتنا الحزينة سيميل العظيمة.. يا أم الحضارة لقد ذبحك الجبناء و اللقطاء و الحاقدين اعداء الأنسانية أنذاك , فهل سينسى ابناءك واجيالهم .. الأنكليز وعملاءهم الذين طعنوك من الخلف بخنجر حاقد مسموم , وهل سينسى العراقيون دجلة والفرات حين سال على سطحيهما دماء الشهداء اجدادك البررة , سميل البريئة ستبقين ارضا مقدسة للشهداء القديسين من ابناء شعبنا الأشوري وستبقى اجيالنا تستذكرك مدى الدهر الى ان يحل السلام من حواليك ويسعد شعبك في حياة هادئة وكريمة .

وانا اشارك اخواني واصدقائي اليوم في احتفالهم بيوم الشهيد الأشوري , اتذكر يوم كنت معيدا في الجامعة التكنولوجية سنة 1973 , اقام في حينها النادي الثقافي الأثوري اللجنة الثقافية وعلى ارض قاعته الصغيرة البسيطة احتفالا بمناسبة يوم الشهيد الأشوري وقد كنت مع ادارة اللجنة الثقافية في النادي مشاركا في هذه الأحتفالية واتذكر حينها الجهود الحثيثة التي قدمها الأستاذ ولسن ملهم والأستاذ شمويل ارميا والأستاذ الأديب ميخائيل ممو وكثيرين لا يسع المكان لذكرهم فأعتذر لهم , في تهيأت كل مستلزمات هذه الإحتفالية التي تعتبر مناسبة عزيزة على قلوب ابناء  لا يمكن تناسيها لما فيها من استذكار لمآثر الشهداء وآلام ومعانات المشردين الذين ضحوا بارواحهم وبكل ما يملكون في سبيل امة ما زالت الى هذا اليوم تطالب من اجل الحصول على حقوقها في الحياة الحرة الكريمة , وقد غصت قاعة النادي بالحضور.. لدرجة ان الكثير تعذر عليهم الحصول على موطئ قدم حيث كنا ومنذ الصباح وكأننا ومعنا العديد من اهلنا واصدقاءنا في سباقا للفوز بشرف المساهمة بتكريم ابطالنا الشهداء الأبرياء .. وكان اجمل ما زين قاعة الأحتفال عوائل الشهداء التي كنت ارى ألق دموع العز والفخر تتأرجح في عيونهم وكأنهم هم أمهات الجميع والجميع كأنهم اولادهم , أتذكر الى هذا اليوم تلك اللحظة التي وقفنا فيها دقيقة صمت استذكارا لمن منحوا الأمة بدمائهم صكوك الحرية , نعم هي لحظة لكنها لم تفارقنا حتى هذه اللحظة حيث ما زال شعبنا يبكي ابناءه ... فمتى الخلاص .

 لتكن ذكرى يوم الشهيد الأشوري حافزا لكي ابناء شعبنا ولمزيد من العمل والعطاء ، في الدفاع عن مصالح شعبنا ومن اجل غد افضل وسعيد , لقد قال ابطالنا امثال { المالك ياقو والمالك خوشابا والمار شمعون وآغا بطرس وغيرهم }  والسائرين على خطاهم الى هذا اليوم ، " ان الانسان موقف يتمثل باصراره على عدالة مبادئ قضيته التي آمن بها الى جانب تضحيته وعشقه للأمة التي توصله حد الاستشهاد " ان الأمة العظيمة لا تنجب الا العظماء .. وهذا ما جسده شهداؤنا الأبرار .
اننا نتحسس ارواح شهدائنا الطاهرة بيننا ، ومع ذلك فان غيابهم قاس علينا ، انهم الحاضرون ابدا في ضمير المستقبل والتاريخ , وسيبقون خالدين في عليين ما داموا قد اختاروا طريق دحر الموت والفاشية والدكتاتورية والعنصرية التي تريد النيل من أمة شعارها محبة وسلام .

 إن الظروف الامنية والاقتصادية في اقليم كردستان والظروف الاقليمية والدولية تتيح اليوم الفرصة الأكبر لشعبنا للتمتع بالحقوق القومية وممارستها على الارض بصيغة حكم ذاتي او ادارة ذاتية داخل الاقليم او اي صيغة اخرى ، ويكفي القول ان مجرد انفتاح اقليم الشمال على الدول المجاورة وبناء علاقات معها على اساس حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لتداخل اراضيها الحدودية سوف تضيف زخمآ اقتصاديآ كبيرا وأمنا مستقرا ليس لشعبنا فحسب انما لجميع سكنة الاقليم ضمن العراق الواحد , على العكس لما يحدث في مناطق العراق الاخرى وخاصة الجنوبية حيث ترسخت فيها مع شديد الاسف الثقافة الطائفية والمذهبية وغيرها من الثقافات الدخيلة والتي لم تعد مؤهلة لبناء مستقبل مطمئن لشعبنا العراقي بكل مكوناته . 

ختاما نقول إن ما يحدث الآن في العراق { أرض النهرين } هو خارج ما يمكن أن يتصوره العقل البشري أو أن يكتبه كاتب , فأرض النهرين وشعوب النهرين تحترق بكل ما تعني هذه الكلمة من معنى كاحتراق الإنسان والحضارة والتاريخ , والخاسرالأول والأخير من هذا الاحتراق هو شعب العراق وأقلياته ومنهم الأشوريون بشكل خاص , لأن الطغيان الجديد القادم إلى العراق هو نفسه الذي أساءة لشعب العراق ولتاريخ حضارته الإنسانية العريقة , إنه العدو الذي حاول منذ ان ذبح شعبنا في سميل ... ويحاول اليوم مع عملاءه أن  يجتث ما بقى من المخلصين فهجرة وقتل انساننا ونهب ودمر آثار حضارتنا العريقة التي ما زال العالم يتغذى من علومها .
وان كان لنا من كلمة في هذه المناسبة الخالدة لنخاطب ضمير قادة شعبنا , فاننا ندعوهم للتوحد والعمل القومي الذي يجمع كل احزابنا بكل تسمياتهم وعناوينهم التي ما زالوا ينبشونها دون خروج بنتيجة مشرفة تخدم الأمة , واعلان موقف صريح من قبلهم بالمطالبة السريعة والملحة لحماية حقوق وحياة ما تبقى من أحفاد اؤلاءك الأبطال الشهداء الذين كانوا تواقين لإعلان استقلالهم والحفاظ على تأريخهم ووجودهم , كما نتمنى ان تتفهم قيادة اقليم كردستان اهمية منحهم فرصة الحكم الذاتي او اي برنامج يتفق عليه من قبل قيادته السياسية والذي نتأمل وهو الذي سيحصل .. ان الشعب الأشوري بكل تكويناته سيكون درعا امينا لحماية ارض قادة وشعوب المنطقة بأسرها .

المجد والخلود لشهدائنا الأبرار
ونحن في هذه الظروف العصيبة التي يمر بها شعبنا الأشوري بكل مذاهبه الكنسية في العراق فاننا ومن باب اعتزازنا بشعبنا الكردي الذي وقف عونا لشعبنا في محنته فله منا تحية وحب وتقدير ولكل من ساهم في مساعدة اهلنا النازحين من محافظات العراق الى منطقة اقليم كردستان الآمنة سواء من قبل قادة حكومة الأقليم او من قبل ابناء المنطقة دون استثناء , وانها لوقفة شريفة نتمنى ديمومتها خاصة واننا ابناء العراق الأصليون , وان شعبنا الأشوري بكل مكوناته اذا ما تم النظر اليه كشعب مكافح جبار قدم المئات من التضحيات من اجل الحرية , كما هو حال كفاح الشعب الكردي العزيز , فان الخير والأمان سيعم شمال العراق { كردستان } كما سيدعم التوجه الديمقراطي المنشود للعراق القادم .. انها فرصة جميع الأطراف لزرع الحب والإخاء بين ابناء المنطقة , كما نحيي احزاب شعبنا القومية والوطنية ورموز شعبنا ورجال كنائسنا الأجلاء دون استثناء من الذين قدموا المال او بنوا المساكن وما زالوا يقدمون العون لأهلنا الذين هم بامس الحاجة لمساعدتهم في هذه الأيام الحزينة والعصيبة .   

165

                       رحلة السندباد في وصف حالة البلاد

ادورد ميرزا


{ السياسة } ... في العالم اليوم كالشماعة كما يقولون حيث يعلق عليها السياسيون الفاشلون كل توجهاتهم الخاطئة حتى وان كانت تسئ الى كرامتهم ومبادئهم . ففي العراق على سبيل المثال نرى { بعض } من القادة والمسؤولين على ادارة شؤون العراقيين يمارسون اغرب الأفعال والتصرفات والتي تدل نتائجها على عدم كفائتهم ولا حتى تطابقها مع مبادئهم ! وحين ينتقدهم العراقيون ويكشفون لهم أخطاءهم  يسارعون للإعلان على انها كانت {  سياسة } وان ما يقومون به ما هو الا لعبة سياسية سيحققون من خلالها المعجزات !, ان هذا النوع من الخطابات يدل على مدى استخفافهم بعقول العراقيين وليس شيئا آخر ! ولا اريد هنا ان أشمل الجميع واصفهم بالمتواضعين السذج , لأنني وفي هذه الحالة ساضع الصادقين منهم في حرج وهم في حقيقتهم بعيدون عن اساليب الدجل السياسي اوالشعوذة الخطابية .ِِ
قرأت قبل ايام تحليلا لأحد المحللين السياسيين حول زيارة السيد المالكي الى اميركا , ويبدو انه من المشككين باسلوب ادارة المالكي لشؤون العراق , حيث وصف هذا المحلل مشهد وقوف السيد نوري المالكي امام الكونكرس الأمريكي وكأنه كتلميذ مدرسة يمثل امام ابويه لتبريرعجزه من اكمال واجباته المدرسية بالشكل المطلوب لكنه يتظاهر بتفوقه في دروس اخرى !
وهنا نقول ان وصف المحلل لم يكن غريبا , حيث ان غالبيتنا قد قرأ عبر التأريخ ملاحم بطولية عن بعض القادة العقائديين الذين اعدموا من قبل أنظمتهم ,  وبعضهم كانوا يستقبلون حبال مشانقهم بكل رحابة صدر ايمانا منهم بعدالة قضيتهم ووفاءً لمبادئهم التي ضحوا من اجلها , ويذكر التأريخ انهم كانوا ابان نضالهم اشداء لا يسمحون لألاعيب السياسة ان تبعدهم عن مبادءهم ومواقفهم , وإلاّ كيف نفسر استضافة اميركا { كدولة صليبية } كما يصفها البعض لأحد القادة المرموقين في حزب الدعوة الإسلامية الذي اعلن منذ تأسيسه انه يناضل ضد السياسات الأمريكية وحلفائها اتجاه قضايا العرب والمسلمين وعلى رأسها القضية الفلسطينية , ثم اين القاعدة الشعبية وانصار حزب الدعوة من هذا المشهد التمثيلي الذي عرض على مسرح  يقود حملة لكسر رأس حربة الإرهاب الذي يضرب العالم بافكاره الهدامة ؟!  اليست زيارة المالكي والحفاوة التي قوبل في اميركا غريبة وغير منطقية اذا ما عرفنا ان توجهات حزب الدعوة واهدافه تتناقض مع التوجهات الأمريكية جملة وتفصيلا !
اليست مشهدا غريبا اذا ما عرفنا ان السيد المالكي هو العربي المسلم والعراقي الوحيد الذي تحتفل به اميركا وتستضيفه في اقدس مكان للحكومة الأمريكية الا وهو قاعة الكونكرس مع علمها وعلم كل العراقيين بانه قائد في حزب كان في كل مراحل نضاله يقف ضد الولايات الصليبية المتحدة كما يسمونها وضد الإحتلال الإسرائيلي , وهوالذراع القوية الثانية لإيران في العراق بعد الثورة الإسلامية والتي تعتبرها اميركا خطرا ستراتيجيا عليها وعلى العراق والمنطقة !
لكن أمرا آخر أضافه هذا المحلل وجلب انتباهي ايضا , ففي كلمة المالكي امام الكونكرس الأمريكي , اشار المالكي الى الوضع الجديد في العراق واعتبره في احسن حال وانه نقلة نوعية نحو الديمقراطية والسلام في المنطقة , وان الأمن والخير يعم كل ارجاء العراق !.. في حين ان الواقع كما يشاهده هذا المحلل ونراه نحن العراقيين ويراه العالم باسره كل يوم يشير الى فقدان الأمان وانتشار الجريمة والقتل والتهجير على الهوية وانه يعم كل ارجاء العراق , فاين هو الإستقرار واين هو الأمان !
كما انه اي السيد المالكي في كلمته اشارة ضمناً لإحدى المحافظات العراقية والتي كما قال انها { عانت اكثر من غيرها من ظلم واهمال من قبل نظام صدام الدكتاتوري حيث تصدت هذه المحافظة لنظام الطاغية صدام اكثر من مرة وانها قدمت المئات من الشهداء  } , ولا ادري ان كان يقصد محافظة البصرة البطلة ام غيرها , اما بخصوص البصرة فانها وبشهادة ابناءها والعراقيين بكل اطيافهم صمدت امام الجيش الإيراني وامام الحرس الثوري الإيراني في الحرب الإيرانية العراقية الفاشلة طيلة العشر سنوات وبقيت عصيت عليهم , وظل شموخها كنخلتها عالية الرأس ,! فلا ادري { يقول المحلل }  ما هو شكل وزمان هذا التصدي الذي قصده السيد المالكي ؟  في حين كان يجب عليه اي على السيد المالكي ان لا يميز بين المحافظات , باعتباره  رئيس حكومة منتخبة ومسؤولة عن كل محافظات العراق دون استثناء !
وهنا اليس المالكي يؤكد ثانية اصطفافه الى جانب الذين ينادون باعلان اقليم الجنوب الشيعي , الذي يرفضه غالبية العراقيون !, اعتبرت كلمة المالكي غير حقيقية وانها لا تعبر عن الواقع الميداني الذي يعيشه العراقيون وانها كانت شبيهة بخطابات الرئيس جورج بوش والرئيس المخلوع صدام حسين والتي لا تعطي الصورة الحقيقية عما يجري في العراق , وان المالكي لم يستطع في كلمته الإفلات من حاضنته الفئوية ولذلك كانت في عمومياتها واقعة ضمن سياقها الطائفي , والمؤسف كما اشار ذلك المحلل ... ان السيد نوري المالكي قد انتخب كرئيس للوزراء على اساس انه رجل سياسة وانه الوحيد الذي سيبعد العراق عن الخطر الطائفي , بالرغم من ان العراقيين يعلمون جيدا انه قائد في حزب الدعوة الذي يعتبر من الأحزاب المسلمة الشيعية ولا يسمح للمذاهب والأديان الأخرى الإنتماء اليه .
ومهما يكن وحسب كل المعطيات فان حكم العراق ولفترة طويلة سيبقى تحت اشراف واختيار وبموافقة اميركا وهذا قدر واقع يجب الإعتراف به !
وان الفوضى والطائفية ستبقى فهناك المتطرفون من الشيعة والسنة من الذين يتمنون تقسيم العراق مستمرين في تأجيج الصراع , ومستفيدين من استمرار هذا الوضع ويشاركهم في ذلك اعداء العراق التأريخيين من خارج الحدود فكلما بدأ الخيرون في اطفائها , تدخلت قوى الشر والظلام والدجل لإشعالها مرة ثانية خدمة لمصالحها , هذه هي الحقيقة ! والمتضررون هم الغالبية من اطفال ونساء وشيوخ العراق واجيالهم اللاحقة والأقليات الغير مسلمة والتي اصابها ومازال يصيبها من ذبح وتهميش وتهجير !
فاغتيال الأساتذة الجامعيين والعلماء ورجال الدين واختطاف وتهجير وذبح البشر حسب الإسم والعشيرة والطائفة وسلب المال العام والخاص وتدمير اقتصاد الوطن والبنية التحتية كلها جرائم تكاثرت على ارض العراق حديثا ولم يشهدها العراقيون طوال السنوات الماضية , ولذلك فان صورة العراق المرعبة تزداد سوادا ومأساوية يوما بعد يوم , ومهما حاولنا ومعنا المخلصين من أن نخفف من بشاعة هذا المشهد المأساوي الذي ضرب العراق فاننا لن نستطيع حجب الحقيقة ولا نكرانها ونفي مآسيها , فالحقيقة الماثلة امامنا هي حرب اهلية طائفية ودمار وخراب والغاء شامل للثقافة العراقية واحلال ثقافة غريبة تقودها قوى اقليمية واشدها خطرا هي ايران .
ان الواجب الرئيسي الذي يسعى الخيرين لمساعدة العراقيين على تجاوز هذه المحنة محنة الحرب الطائفية , هو فضح مخاطر التوجه الطائفي وتأثيره على الوحدة الوطنية التي تفاخر بها العراقيون مسلمون ومسيحيون وغيرهم طيلة مثات سنين .
إن الحرب الأهلية الطائفية بين السنة الشيعة والتي طالت بقية الأقليات قد قامت وهي ما زالت مشتعلة ولن يستطيع احد ايقافها او نكرانها , الا بابعاد مروجيها من الفئتين , وان من يقف متسترا على ما يحدث او متفرجا ويعلن بعدم وجودها ويتبجح ويتكلم ويكتب هنا وهناك ويدعي ان العراق يعيش جوا ديمقراطيا فريدا وان الشعب العراقي آمن على ارضه وعرضه وممتلكاته , فانه يساهم في اشعالها واستمرارها .
ومن أجل أن لا نساهم نحن المستقلين في دعم هذا او ذاك ولأننا لا نملك الدليل القاطع الذي يدين هذا دون ذاك فان المسؤولية الرسمية والأخلاقية تتحملها اولا اميركا والدول المتحالفة معها وثانيا تتحملها الحكومة بكل اعضاءها وبرلمانها , كما اننا نذكر بان القائمين والمساهمين في هذا القتل المتبادل معروفون من قبل الجميع وسوف يفضحهم التأريخ مهما طال زمنهم على ارض العراق .
ان العراق بحاجة الى إبعاد كل القادة المتطرفين عن دفة السلطة والحكم سواء كانوا سنة او شيعة او غيرهم , لأن القضاء على الإرهاب واحلال الأمن والإستقرار في العراق والعالم .. لن يتحقق ما دام هناك طائفيون متطرفون يرفضون الآخر , فالطائفية مرض وكارثة ليس على الإسلام فحسب انما هي كارثة على السنة والشيعة انفسهم , بل وعلى سلامة وأمن الأقليات الغير مسلمة في العراق وفي العالم باسره .
واذا اردنا خيرا للبشرية في العراق والعالم فاننا نطالب اميركا ان كانت صادقة في مشروعها الشرق الأوسط الجديد وفي تبنيها لنشر الديمقراطية في المنطقة , ولأنها وكما هو معروف لدى العالم بانها الدولة القوية الوحيدة القادرة على تغيير الأوضاع والأنظمة في العالم عبر آلتها العسكرية والإعلامية الضخمة .. نطالبها ان تتجه لتغيير رجالات النظم الطائفية واستبدالهم برجال يؤمنون بحقوق الإنسان في انتماءاتهم الدينية والسياسية , رجال اقوياء يعيدون للعراق وحدته وسمعته ويكونون بعيدين ورافضين لسياسات تقسيم العراق على اساس طائفي او عرقي , ونقول للمتطرفين من السنة والشيعة أوقفوا أعمالكم وصراعاتكم العنفية من قتل وذبح على الهوية ،  كفانا من الفتاوى العنفية والطائفية والغير حضارية ، فإن العائلة العراقية لا تستحق كل هذا التمزيق والإذلال والتشريد .
في الختام نقول إن خالق الكون ورب العالمين لا يرحم من قتل بشرا دون ذنب وان الشيعي اذا قتل سنيا او السني اذا قتل شيعيا او الأثنين اذا قتلوا آخر ...فلن يكون احدهم منتصرا ولا رابحا اطلاقا , انما سيكون الأثنين خاسرين وقد يخسرون فيها حتى وجودهم  , ومن القى خطابا او اعلن فتوى سواء كان مرجعا دينيا او رجل سياسة يشرع فيها القتال بين المذهبين او قتال الأخرين من بقية الأديان , فانه كاذب ودجال وملعون , نتمنى ان يعود المسلمين سنة وشيعة وغيرهم من الطوائف والأديان الأخرى كما كانوا عراقيين متحابين متعاونين تحت قيادة حكومة حكيمة لا طائفية ولا حزبية عنصرية ويعود العراق مهد الحضارات الى بيئته الدولية المتحضرة  ليمارس دوره في خدمة العلم والسلام , ان الحياة المستقرة والآمنة أمنية كل العراقيين الطيبين وان المحبة والسلام التي نمت واحتمت تحت ظل الخيمة الوطنية العراقية تتعرض اليوم لأبشع دمار وخراب لتغيير معالمها فهلموا ايها المخلصون لإنقاذها قبل ان يكملوا المتخلفون اعداء الحياة حرقها.

 

166
مستقبل البيت الأشوري في العراق


ادورد ميرزا

المتابعين لتأريخ الأقليات في العراق منذ ما يقرب من مئتي عام والى يومنا هذا  , وما قرأ في كتب التأريخ عن الدور الذي لعبه الغرب وعلى رأسهم اميركا وبريطانيا , يعلمون على وجه الدقة الدور الهدام الذي قامت به حكومات هذا الغرب ضد تطلعات هذه الأقليات نحو الحرية والتقدم والإستقلال , ويعلمون اكثر من غيرهم ان السياسة الأنكلوأمريكية في العراق لم تكن يوما من الأيام داعمة ومساندة لحقوق الأقليات بالرغم من ان جزء من هذه الأقليات كالأقلية الأشورية هم السكان الأصليين لبلاد ما بين النهرين  !
{ واذكّرهنا باني ساتطرق الى الأقلية الأشورية والتي كانت من اوائل الشعوب التي ناضلت وقدمت مئات الشهداء من اجل الحصول على حقوقها الوطنية والقومية .. وساترك التطرق لأوضاع الأقليات الأخرى في حلقات قادمة }.
هذه الأقلية التي عانت من تهميش واضطهاد من قبل انظمة الحكم التي تعاقبت على حكم العراق والتي في غالبيتها كانت مدعومة من قبل اميركا وبريطانيا , فهذه الأقلية ما زالت مجهولة المصير بالرغم من اعلان بعض من قادة ورؤساء احزابها وكنائسها بالتأييد والمساندة المطلقة لغالبية مشاريع الحكومات الأمريكية والبريطانية في المنطقة وآخرها تأييد الحرب على العراق اعتقادا منها بان النظام الجديد الذي سيحل بديلا لنظام صدام سيكون نظاما ديمقراطيا سيحمي العراقيين وسيمنح حقوق الأقليات ومنهم الأشوريون !
فبعد سقوط النظام وسيطرة قوات التحالف على كل مرافق الدولة ، وكما اشارت له كل وسائل الإعلام , تعرض المجتمع العراقي بكل طوائفه الى موجة من العنف قادته مجموعات ارهابية قسم منها عراقية والقسم الأخر مرتبط بدول اجنبية ودول حدودية لها اطماع وتصفية حسابات مع الشعب العراقي ! وقد قام بعض من قادة هذه المجاميع الإجرامية بتبنى الخطاب المذهبي الذي ادى الى ارباك الثقافة الوطنية المتماسكة واشعلت نارالحرب الأهلية , فانتشر الحقد والفساد وتعمقت ثقافة اجتثاث الأخر والغاء كل مظاهر التحضر والمدنية والعودة الى اقامة الجداريات وعبادة الصنم والصور كما كان في عهد صدام ! 
فالحرب التي شنتها اميركا ومن تحالف معها وساندها في زعمها نشر الديمقراطية والبدء  بمشروع  ما يسمى الشرق الأوسط الجديد , بدأتها من العراق كنقطة الإنطلاق الأولى لمشروعها حيث تم تهيأت العراق من النواحي الأقتصادية والسياسية من خلال تسخير كل وسائل الإعلام الغربية والعربية المساندة لها لتصوير العراق على انه دولة راعية للإرهاب وان نظامه البعثي الطائفي والعنصري بات يشكل خطرا على دول المنطقة وشعوب العالم وانه يمتلك اسلحة الدمار الشامل , ولذلك فقد تم تحشيد الرأي العام العالمي للتخلص منه والعمل على احلال نظاما ديمقراطيا متحضرا , يوفر الأمن والسلام للشعب العراقي والمنطقة !؟
فهوجم العراق باقوى الأسلحة الفتاكة وقتل وجرح الألاف من ابناء طوائفه .. وانتهت الحرب وتم تدمير كل ما بناه العراق من حجر وحديد وخشب حتى وصل الأمر الى تدمير الشخصية العراقية وثقافتها , فقد قامت اميركا ومن تحالف معها بتشويش الوعي الوطني والقومي للشعب العراقي فعم التخلف الذي خلف وراءه صراعات طائفية مفتعلة بين كل الطوائف الدينية والمكونات القومية ، وساندت بعض الأحزاب الطائفية على حساب أخرى , ونتيجة لهذا الواقع تعمقت الصراعات المذهبية وبات السني يذبح الشيعي وبالعكس , حتى وصل الأمر لتطال ايادي المتطرفين الأقليات الدينية والقومية الآمنة  ومنهم الأشوريون الآمنون , فعم الحزن كل ارجاء الوطن , فقتل من قتل وهجر من هجر واختطف واغتصب وسلب العديدين من ابناء العراق الأبرياء ، حتى قيل ان بعض من محافظات العراق وقراه ونواحيه اصبحت مدن اشباح كونت مقابر جماعية نتيجة مهاجمتها بالطائرات والدبابات مما ادى الى دفن المئات من المدنيين الأبرياء تحت الأنقاض !
كل ذلك يحدث يوميا ومنذ اسقاط نظام صدام وامام انظار المسؤولين ولم نرى احدا يتحرك لإيجاد حل لهذه المآسي سوى خطب وتصريحات رنانة يطلقها بعضهم تدين وتستنكر هذه الأعمال واحيانا نشاهدهم يشيرون باصابع الإتهام الى بعض ميليشيات الأحزاب المحلية ويؤكدون تورط دول الجوار وخاصة ايران ومساهمتها الفعالة مع قوات التحالف في عمليات القتل والأغتيال والخطف الحاصلة !
وحيث ان المجتمع العراقي ذو التنوع  الديني والقومي ومنهم الأشوريون عاشا منذ الاف السنين على ارض ما بين النهرين متآلفين ومتعاونين ومنسجمين في السراء والضراء , حيث ان ذلك لم يمنع { العراقي } من أن يكون مسلما أو مسيحيا ، سنيا أو شيعيا ، عربيا أو كرديا ، او تركمانيا , او اشوريا , علمانيا أو دينيا ...وفي نفس الوقت يتفاخر كونه مواطنا عراقياً .
إن الإنتماء الى الوطن كما يعرفه العراقيون موقف مقدس لا يتعارض مع المسميات الدينية او القومية , حيث في الوطنية تنصهر كل المسميات لتفصح المواطنة عن وجودها في وجدان العراقيين والتي أفدوها بدمائهم منذ الاف السنين , وهنا نتسائل هل ان مشروع الشرق الأوسط الجديد سيجعل للوطنية مكانا في وجدان وضمير المجتمع ..... واقعيا لا اعتقد ذلك !!
وإذا كان من الصعب او الخجل على الإنسان في العراق والذي امتد تواجده على ارض { ما بين النهرين } منذ اكثر من سبعة الاف سنة ان يتفاخر ويعلن انه من اصل آشوري فان ذلك يدل على ان الذين يتواجدون اليوم على ارض العراق ليسوا من سكان الوطن الأصليين , بمعنى انهم قد هاجروا من اماكن أخرى واستقروا في بلاد ما بين النهرين طمعا في مناخها وموقعها الجغرافي وتنوع ثرواتها , ولذلك نقول ومن غير المعقول ان يهمش الأشوريون ويرهبون لمغادرة موطنهم العراق لأنهم سكان الوطن الأصليين !

لكن مشروع الشرق الأوسط الجديد الذي طرحته اميركا للتنفيذ وبدأته من العراق لن يكون مشروعا يوفر الأمان والعيش الرغيد للأقليات ومنهم الأشوريون لسبب بسيط هو ان هذا المشروع الأمريكي يخدم مصالح اميركا وحلفاءها فقط وهو بالتالي مخططا دخيلا وغريبا على ثقافة شعوب المنطقة التي تنفرد بثقافة اجتماعية ودينية متنوعة فهي تختلف عن ثقافة الغرب التي قطعت شوطا كبيرا في التحضر والمدنية , مما سيؤثر ذلك على استقرار شعوب المنطقة وانتشار الفوضى .

ان الحكومة التي فرضتها اميركا لقيادة العراق بعد اسقاط نظام صدام مباشرة وما تلاه من حكومات آخرها حكومة السيد نوري المالكي لم تكن حكومة ديمقراطية عادلة ومنصفة لأبناء العراق الذين عانوا من ظلم ودكتاتورية صدام , حيث ومنذ اليوم الأول برزت المحاصصة الطائفية والمذهبية التي أدت الى تقسيم العراقيين الى مجموعات طائفية ومذهبية فانتشرت الفوضى والفساد واصبح العراق ساحة قتال بين ابناءه راح ضحيتها الاف العراقيين الأبرياء , وفي خضم هذه الفوضى والصراعات انطلقت الدعوات من قبل بعض من قادة الأطراف المذهبية والقومية ومنها قادة الأحزاب الأشورية لقيام نظام فدرالي كحل دائمي للوضع العراقي الجديد, لكننا فوجئنا فيما بعد ان الفدرالية التي ينادي بها قادة بعض الأحزاب الطائفية الحاكمة لا تعدو سوى كونها فدرالية تحقق مصالح فئات معينة ليس لها اي علاقة بمصالح وحقوق الأقليات من الفئات الأخرى ومنهم الأشوريون ,  وكأنها فدرالية خاصة للشيعة والسنة والأكراد !
ان الفدرالية التي يطمح الى تحقيقها الشعب العراقي ومنهم الأقلية الأشورية هو ذلك النظام السياسي الذي من اهم مهماته هو استيعاب مصالح جميع الفئات وتطلعاتها دون اجتثاث او استبعاد احد ! ولذلك نقول ان مشروع الشرق الأوسط الجديد يتعارض مع حقوق الأقليات ومنهم الأشوريون وهذا قد ظهر من خلال  خطابات المسؤولين العراقيين ومن تشكيلة الحكومة والبرلمان المبنية على اساس المحاصصة الطائفية والتوزيع الحزبي العنصري , وهذا بدوره يخدم الكيانات الكبيرة الممثلة سياسيا في سلطة الحكم فقط وذلك لضمان مشاركتها اولا ولتحقيق مصالحها الفئوية ثانيا , وهنا يتسائل بعض الأشوريون هل ان قادة ورؤساء الأقلية الأشورية كانا على علم ودراية من ان الحرب على العراق هي بداية مشروع الشرق الأوسط الجديد الذي اعلنته اميركا والذي تشير اليه غالبية الدراسات الستراتيجية على ان مضمون واهداف هذا المشروع لا تسمح بنمو الفكر القومي الداعي الى الإستقلال والحرية والوحدة ؟ وهل ان قادة هذا القوم الآمن كانوا على علم من ان بعض الأحزاب الطائفية الإسلامية وميليشياتها سيمارسون العنف بكل اشكاله من تهجير وقتل واختطاف وتشريد ضد ابناء شعبهم ؟! وهل اتخذوا التدابير اللازمة لدرء هذا الخطر !؟ وان كان ذلك خارج حساباتهم قبيل غزو العراق وبعده , فالأجدر بهم اليوم ان يبحثوا فورا عن صيغة عمل سياسية تضمن حقوق الأشوريين الى جانب حقوق الأخرين وقبل فوات الأوان , والحوار مع اميركا قد تنقذ شعبنا باعتبارها القوة العظمى المسؤولة عن سلامة العراقيين !
لقد كان للأشوريين دورا مهما في تعبئة الشارع العراقي والأشوري ضد حكم صدام وقد ظهر ذلك واضحا من خلال مشاركة قادة اشوريين في كل اجتماعات المعارضة العراقية التي كانت تعقد اجتماعاتها برعاية امريكية وبريطانية في لندن او اميركا او في شمال الوطن , بمعنى اننا لنا الحق في الحصول على حقوق وامتيازات كالتي حصل عليها حزب الدعوة الإسلامية وحزب الثورة الإسلامية والحزبين الكرديين او التي سيحصلون عليها مستقبلا , اليس هذا هو العدل في تقسيم الغنائم !
ختاما .. بات الغالبية من المثقفين المستقلين والغير مرتبطين باحزاب سياسية , متفقين من ان اميركا متسرعة في مشروعها الشرق الأوسط الجديد , وكان عليها ان تفكر الف مرة قبل الإقدام لمهاجمة العراق , لأن الذي واجهته في العراق لم يكن ضمن حساباتها مما ادى الى تعثر مشروعها الجديد ! والحق الأذى  بالشعب العراقي لا يمكن نسيانه لفترة طويلة بل سيمعق الكراهية لأمريكا لعدة عقود !! ومن اخطاءها المدمرة انها لم تكن دقيقة في اختيار من نصبتهم لحكم العراق , لأنها وكما اشارت لذلك مراكز بحثية امريكية ..{ وليس مراكز أخرى } .. قد أخطأت في مهاجمتها للعراق كما اخطأت في اختيار من منحتهم الفرصة لحكم العراق وكان عليها , اولا  إلغـاء الطائفية من كل بنيان النظام السياسي الحالي في العراق لكي يتجسد البعد الحقيقي لمفهوم الديمقراطية المنشودة , فالطائفية او المذهبية وعلى أي مستوى  تتناقض مع أسس النظام الديمقراطي , فالمساواة في الحقوق والواجبات وعدم التمييز على أساس الدين أو العرق أو الطائفة ، هي جوهر النظام الديمقراطي , ولذلك فـإن اجتثاث الفكر الطائفي وابعاد الأحزاب الطائفية كان يجب ان يكون من اولويات اميركا في العراق وهو المدخل الرئيسي لبناء الدولة الديمقراطية المدنية الحديثة . وان مستقبل العراقيين ومنهم الأقلية الأشورية للبقاء في أرضهم شعباً واحداً موحداً وتجنب الحروب التي رافقت تاريخهم , هو في توافقهم على تجاوز الحالة الطائفية الطارئة وهذا لن يتأتى الا برفض الأفكار الطائفية وابعادها عن كل مرافق الدولة ، وعدم التعاون مع كل توجه طائفي , ان النظام الطائفي المرسل الينا من ايران وفق صيغ معدلة أمر يرفضه غالبية العراقيين ولا يوجد ما يبرره , ولن يجدي نفعا لشعب مثل شعب العراق الذي يمتلك ارثا حضاريا وتأريخيا وقوميا يشهد له العالم , هذا الشعب الذي تحرر من نظام دكتاتوري بحاجة اليوم الى نظام ديمقراطي متمدن , وليس الى نظام طائفي يتبنى الأفكار الرجعية والطائفية المتخلفة .
فالنظام السياسي الذي يحقق استقرار العراق هو قيام دولة المؤسسات المدنية , دولة تتيح لجميع طوائف الشعب المشاركة في بناء المجتمع دون ابعاد أحد , فلا أكثرية ولا أقلية ، فالجميع يجب ان يتمتعوا بالحقوق والواجبات في ظل نظام دستوري وديمقراطي عادل يتبنى المصالحة الدائمة بين العراقيين دون استثناء , ويجسدها في اقامة العدل والمساوات تحت ظل  دستورعصري يليق بمؤهلات العراقييين العلمية والتأريخية والأخلاقية , ويستلهم تراث وحضارة شعب ما بين النهرين الخالدة شعب بابل وآشور

167
الخيانة والغدر.. ليست أمراض متوطنة  !

ادورد ميرزا
استاذ جامعي مستقل

قد لا يختلف اثنان من العقلاء في اعتبار ان ما يعيشه الأنسان من مآسي في منطقتنا العربية هو اسوأ زمن تمر به حياته الآدمية , حيث لا امان ولا هناء ورفاه , بل اصبح الغاء الآخر واجتثاثه او قتله واجب مقدس يجب تنفيذه من قبل بعض البشر حيث يعتبرونه جهادا يحقق العدل والدفاع عن النفس مستندين في ذلك الى نصوص غير قابلة للنقاش وواجب تطبيقها وانها الطريق الى الحياة الأبدية  !!
كما ان هذا الزمن احتله العملاء والإنتهازيين كما نراهم في غالبية الدول العربية وهم يتفاخرون بعمالتهم وإنتهازيتهم دون خجل او حياء ! لزمن نرى فيه السارقون والمشعوذون والخارجون عن القانون المدني والسماوي على حد سواء يسرحون ويمرحون خارج السجون !

 زمن اختلطت فيه العاهرة مع غيرها من ذوات السيرة الحسنة .. زمن ارتدى الباطل ثوب الحق . . زمن قفز فيه من لا يصلح حتى لإدارة نفسه ليصبح وزيرا يدير شؤون الأخرين . .  زمن اصبح فيه الغدر والخيانة شهادة يتفاخر بها البعض ويستخدمها كوسيلة للثراء والسيطرة دون وجه حق ! 
ولا اظن ايضا ان هناك من يختلف معي في ان ما جرى للعراق كان للغدر والخيانة مكان في بعض مفاصل مجريات الأحداث وترتيباتها ! وما نشهده اليوم هو دليل لنتائج هذين التوأمين , القبيحين { خيانة وغدر } !  فكيف يفسر البعض من ان الحرب على العراق واحتلاله وتدميره كان عملا بطوليا واعتبروه " تحريرا لنشر الديمقراطية "  وكيف تم اعتبار من تواطئ وتعاون مع الأجنبي وشارك في زرع الفتنة الطائفية وفسح المجال لمليشياته للعبث بأمن الوطن  وسرق اموال الشعب .. اعتبروه .. وطنياً ومخلصاً ! وكيف نفسر اعتبار كل من دافع عن وحدة وسيادة العراق ورفض المحاصصة الطائفية على انه شخصا ارهابياً مجرماً ؟ نعم هذا ما حدث وهو على ما يبدو مقياس الوطنية في العراق الجديد !!
 الخيانة والغدر , مرض استمر مع البشرية منذ نشأتها وتطورها , الا ان بعض الأيدلوجيات المعينة ارادت اجبار الأخرين للألتحاق بها وتنفيذ نصوصها حيث لم تستطع هذه الأيدلوجيات من تطوير نهجها وتغيير بعض نصوصها  لتتماشى مع تطور البشرية نحو إحترام حقوق الإنسان في اختيار المعتقد وطريقة واسلوب معيشته , ولذلك واستنادا لتوجهات هذه الأيدلوجيات احتل سلوك الغدر والخيانة مكانا في نفوس البعض لتحقيق اهداف هذه الأيدلوجيات المتمسكة بنصوصها والرافضة لغيرها !
ويتسائل المرء احيانا .. هل نتواضع ونسامح ونمضي ؟
أم نحقد ونكره ونثأر ؟
هل نحمل آلامنا وجروحنا في نفوسنا ونتركها تتخمر لتصبح بعد ذلك سموماً تقتلنا ؟, هل يطالبنا الضمير في داخلنا بالثأر ؟ أم أن ضميرنا يسعى محاولا إنقاذنا من الغرق في شهوة الانتقام ويطالبنا بالعفو والتسامح والنسيان ؟‏!
كيف نتصرف وماهي ردة فعلنا أمام مشاعرنا الإنسانية حينما تمر امامنا مشاهد مليئة بالخيانة والغدر اصحابها بعض من اهلنا ! كيف نقف امام الغرباء وندعي باننا اصحاب اعرق حضارة وخير امة اخرجت للناس ؟!
 تساؤلات طويلة وكثيرة إجاباتها مختلفة ونسبية حسب بيئة وطبيعة وتربية كل فرد , ولكن وفي كل الأحوال فان الخيانة والغدر لها تأثير مباشر علينا خاصة اذا ما كانت صادرة من اقرب الناس لنا ومن الذين كنا نعتبرهم سندا ومعينا لنا في تحريرنا من ظالمينا ؟!
وخلاصة القول وبعد كل ما حدث من غدر وخيانة لوطننا ولشعبنا , فما زال امامنا فرصا كثيرة لتصحيح الحال .. اليس الوطن اسمى واغلى .. ألا يستحق وطننا الحبيب العراق ان نقف معه في مصيبته في محاولة للتسامح والنسيان دون أن نفقد  من شخصيتنا وكياننا وسمعتنا اي شئ , ألا نستطيع العفو عن الخونة والغادرين وإعادة جمع الشمل وزرع المحبة والسلام بين ابناء شعبنا من جديد , ام ان الغدر والخيانة بات ماء الحياة الذي يسري في عروق بعضنا واصبح مرضاً مستعصياً لا يمكن القضاء عليه إلاّ باستئصاله
!

168
معممين وغير معممين ، اشكال بعضهم ترعب اطفالنا !



ادورد ميرزا
اكاديمي مستقل

بعض من معتنقي الأديان الغير مسلمة في العراق يسألون .. لماذا اسقطتم صدام ؟ هل بسبب غيرتكم من قامته الرشيقة وتمتعه بما طاب له من متع الحياة ورفاهها ؟ ام انكم اسقطتموه لأن نظامه كان يحكم طائفيا ودكتاتوريا كما اعلنتم , وانه اي " نظام صدام "  قد اوقع شعب العراق في صراعات طائفية ونشر الفساد في البلاد كما هدد نظامه السلم العالمي وعرضه للخطر !!  وانكم بحنكتكم قررتم استبداله بنظام ديمقراطي تديرونه انتم وفق ايدولوجية خاصة تحقق العدل والرفاه والأمان لجميع العراقيين , نظاما تقودنه ليرتقي بنا نحن العراقيين مسلمين وغيرهم الى مصاف دول التقدم والتحضر الإنساني ؟

اتعلمون ايها السادة والسيدات ان معظمكم ممن ساعد بإسقاط نظام صدام عاد اليوم لممارسة ماكان يقوم به نظام صدام من ظلم وقتل وفساد ..اتعلمون ان بينكم ممن ادعوا انهم خُدام اهل البيت قد استبدلوا البدلة الزيتونية بالعمامة السوداء اوالخضراء , وبينكم عدد آخر ادعى انه من اهل السنة والجماعة قد استبدل الغطرة والعقال بقطعة قماش سوداء لتخفي وجوههم !

الا تعلمون ان نظام الدكتاتور صدام كان يقمع الجميع  باسم القومية والشرف والكرامة ؟
 واليوم تقومون انتم واعوانكم ومن يساعدكم بقمع الجميع وتصفية واحدكم للأخر بحجة احلال الديمقراطية والسلام , تجتثون وتذبحون وتهجرون .. باسم الدين تارة , وتارة باسم القومية !
 اتعلمون ان هناك غيركم يقف متفرجا ويرمي الأخرين بالحجارة والتشهير ويطالب بالفدرالية, لا لشيء الاّ لان الآخرين الوطنيين يرفضون تقسيم العراق وينادون بوحدته ويرفضون الإحتلال والمحاصصة الطائفية!
هل غاب عنكم ان البشر ليسوا معصومين من الخطأ ,  لكي لا يجوز نقدهم او مسهم ؟, بالامس قام احد الجنود الامريكان باغتصاب طفلة عراقية دون واعز اخلاقي , وقبلها في السجون قام آخرون باعمال اشنع منها واكثر إجراما ودناءة ! كما ان المئات من شعب العراق يقتلون كل يوم ودون ذنب , والطائفيون من كلا الطرفين سنة وشيعة يقتلون بعضهم البعض دون خجل وعلى الهوية وكما تشاهدون , الا يستحق هؤلاء الإدانة والتجريم !
وبالمناسبة فان معتنقي الأديان الغير مسلمة والذين يعيشون اوضاعا غير آمنة , يدعون ويناشدون كل من له صلة بالأمن العراقي وكل من يشك به انه متورط باعمال العنف , بدأً من السيد حاكم العراق الأمريكي مع رئيس منظمة بدر مرورا بوزارتي الداخلية والدفاع وصولا الى هيئة علماء المسلمين وانتهاء بالتيار الصدري اضافة للحزبين الكرديين ولكل قادة ميليشيات أحزابهم وتكتلاتهم ومن يشعر انه مسؤول عن أمن العراقيين باصدار الأوامر وعلانية توصي بحماية معتنقي الأديان الغير مسلمة والسماح لهم بإقامة طقوسهم وصلاتهم على ارواح ابناءهم من المقتولين غدراً وعدم تهديدهم بهجرة مساكنهم واماكن عملهم , لأن الأوامر الرسمية وان كانت غير محترمة الى جانب الفتاوى من المراجع الدينية التي هي القانون المؤثر الوحيد الذي يحكم في العراق اليوم , هذه الدعاوى مجتمعة قد تساعد على ردع الطائفيين والإرهابيين من الإقدام على تصفية معتنقي الأديان الغير مسلمة , وهي ايضا قد تساعد على احلال السلام بين السنة والشيعة اصل مصائب وتأخر المسلمين على طول الزمن , اليس ما يحدث في العراق هو دليل تخلف برنامجهم !
في الختام نناشد رئاسة الحكومة وعلى رأسها الأستاذ جلال الطالباني التدخل لدى الأمريكان لأنهم الوحيدون القادرون على إنقاذ العراق وهم القادرون فقط لإيجاد حل لأقليات العراق وحمايتها من ايادي القلة من بعض القتلة الطائفيين والإرهابيين والعنصريين سواء في الشمال او الوسط او الجنوب على حد سواء ؟
لأن الوجوه التي ارعبت اطفالنا حان الوقت لاستبدالها بوجوه مبتسمة لتنقذ بلدنا وتفرح اطفالنا ...!!!!



169
الأب العزيز بشار المحترم
تحية طيبة
بالرغم من ان شعبنا العراقي عامة واقليتنا المسيحية بكل مذاهبها يقتلون ابناءهم ويهجرون يوميا لا لشئ انما لضعفهم وبساطتهم حيث استغلوا من قبل اطراف الصراع الطائفي في العراق ليكونوا ورقة يستخدمها كل طرف بحجج غير صادقة . ومع الأسف الشديد فان الحكومة العراقية الجديدة والتي عينتها اميركا بعد سقوط الدكتاتور صدام حسين لم تقدم شيئا لمصلحة العراقيين غير نشر الطائفية والفساد والجريمة , وانت وانا وبقية الطيبين على علم ودراية بما يفكر به قادة شعبنا المسيحي من السياسيين ورجال ديننا الأفاضل الا ان الظروف قاسية جدا والأنسان وكما تعلم ميال بطبيعته الغريزية للحصول على موقع متقدم في المجتمع وباحث عن لقمة عيشه التي افتقدها لسنوات طويلة , وهو بهذه الحالة غير مهيأ ليسمعه اصحاب القرار السياسي العراقي , الحل الوحيد الى جانب افكارك الرائعة ومقترحاتك يتطلب قرارا حكوميا رسميا مسؤولا يلزم بحماية اقليتنا المسيحية , سواء بتهيأت منطقة آمنة في شمال العراق او احتضانه من قبل احدى الدول الغربية لحين انتهاء ازمة العراق !!! الأقلية المسيحية في العراق لا تحميها الأحزاب ولا تنقذها مساعدات الخيرين , انما من ينقذها طاقة كالتي استطاعت تغيير النظام في العراق .

ادورد ميرزا
استاذ جامعي
   

170
حكّموا ضمائركم .. فانهم لا يستحقون المديح


ادورد ميرزا
اكاديمي مستقل‏
وقبل ان اقحمكم معي للبحث عن من ينقذ العراق وشعبه من مصيبته التي حلت به , اود ان اهمس بصوت هادئ في آذان اخوتي اصحاب الأقلام الصادقة واحثهم لتسليط الضوء اكثر على مآسي شعبنا في العراق الذي يقتل ويهجر وتغتصب بناته ويهدد في انتمائه ووجوده كل يوم , واطالبهم بالكف عن مدح هذا الطرف او ذاك حيث انهم لا يستحقون المديح لكثرة اساءتهم لشعبهم العراقي وأقلياته بصورة خاصة , واذكرهم ان ما جرى من ظلم على العراقيين ناتج عن حرب قادتها اميركا على العراق  ! وان " صمت "  الأحزاب الطائفية الحاكمة قد مهد الطريق امام المتطرفين لإيذاء العراقيين ومنهم الأقلية المسيحية بل وقتلهم او ارهابهم على يد ميليشياتها واثارة الفوضى والنعرات الطائفية بين مكونات الشعب , اليست جرائم اغتيال الأساتذة والعلماء والضباط الكبار وقتل الأبرياء على الهوية والتي تقودها جماعات متطرفة تنتمي لمختلف التيارات والمذاهب ظاهرة غريبة على العراقيين ؟ ثم هل هناك احد من العراقيين لم يسمع ولم يشاهد بان شعبنا العراقي عامة و*{ الأقلية المسيحية } بشكل خاص يذبح ويشرد ويسلب وتغتصب بناته ويهدد بترك دكان رزقه ومسكنه بل وبتغيير قوميته  وحتى دينه , مالذي يجعل كتابنا ان يتراكضوا في كتاباتهم ليكيلوا المديح والثناء والشكرلأميركا وحكومتها في العراق و للدور الكردي في شمال الوطن , هل الأكراد اكثر حرصا من العرب ومن الأخرين على أمن وسلامة الأقلية المسيحية ومنحها حقوقها القومية في تقرير مصيرها بنفسها , ثم ماذا قدمت اميركا لشعبنا لكي تستحق كل هذا المديح والثناء والشكر, اليست اميركا وبريطانيا وحلفاءها من ذبحت شعبنا في مذبحة { سميلي } الواقعة شمال العراق عام 1933 , وشردت شعبنا ليتوزع بين دول العالم ايام كانت لشعبنا قيادة شجاعة لا تقبل الذل والمساومة امثال المار شمعون والمالك خوشابا والمالك ياقو وآغا بطرس  واخرين من الغر الميامين , اليست نتائج حربها على العراق تدمير وقتل وذبح وتمزيق وتشريد الأبرياء من شعبنا العراقي عامة والمسيحي خاصة , ماذا قدمت لنا اميركا وحكوماتها الثلاث منذ سقوط بغداد 2003  , هل قدمت لنا الديمقراطية والرفاه والأمان كما ادعت , هل بنت لنا مدرسة او مستشفى او معملا  .. ام انها كذبت علينا بل وسرقتنا واغتصب جنودها بناتنا وزجّت بيننا بالطائفيين ليمارسوا العنف الطائفي وفتحت الأبواب للإرهابيين امثال الزرقاوي وغيره ومنحت فرصة انفراد الأكراد بالسيطرة على شمال العراق وطمس الوجود القومي الأشوري من المنطقة ......
اساتذتي واخوتي اصحاب الأقلام الصادقة ...اعتذر لتركيزي على المسألة المسيحية حيث ان شعبنا المسيحي يهجر وينتهك عرضه ويقتل ويعذب وينهب كل ساعة تحت عناوين ارهابية وغير انسانية , علينا ان نفهم حقيقة ما جرى للعراق , وان نضع انفسنا مكان شعبنا المغلوب على امره والخائف والمرعوب في بيته , علينا ان لا نعتبر موضوع تعيين وزير او مدير عام مسيحي في حكومة المالكي او في حكومة مسعود أمرا خارقا للمألوف , وان لا نعتبر ان من ساعدنا لفتح قناة فضائية تؤدي واجبا اعلاميا بمثابة انتهاء معانات شعبنا , ما اهمية ذلك بالنسبة لشعبنا الذي يقتل ويهجر , ما قيمة المساعدات التي يقدمها سركيس اغاجان للمسيحيين المهجرين هربا من اعدائهم الجدد , ما قيمة تصريحات رئيس العراق او  قادة احزابنا وخطب رجال ديننا المؤيدة لحكومة عراقية فاشلة لا تحمي شعبها ولا اقلياتها , بل لم تقدم شيئا يختلف عما كان عليه العراق ايام حكم الدكتاتور صدام .. ما قيمة ان يكون لنا عضوا فقيرا واحدا في البرلمان البغدادي ذات الأكثرية الطائفية , وما فائدة ثلاثة في البرلمان الأربيلي وشعبنا يقتل ويهدد وجوده القومي والديني وينهب ويشرد في دول العالم  , لماذا التمجيد والمديح لمن لا يستحقون !, كلنا يحب الديمقراطية كلنا يحترم عظمة شعب اميركا ومساعداته للدول الفقيرة كلنا نحترم الأديان والقوميات , كلنا يحترم رموزنا من السياسيين او الروحانيين , لكن الذي يجب معرفته هو التفريق بين الوطني المخلص وبين الكذاب الخائن فليس كل ما يعلنه بوش او غيره من المسؤولين العراقيين او من قادة احزابنا او رؤوساء طوائفنا صحيح ويجب اتباعه { لقد قرأت على الأنترنت } ما قاله الرئيس بوش من ان الله قد كلمه وقد أمره بالذهاب الى العراق , ولو سلمنا ان ذلك قد حدث وان الله  قال لبوش اذهب الى العراق , وانشر الديمقراطية..وفعلا فقد ذهب بوش الى العراق ولكن غزوا وتدميرا بحجة الديمقراطية , اعتقد بان السيد بوش لم يحقق الديمقراطية انما على العكس فقد حقق الحقد والكراهية وتمزيق شعبنا , على السيد بوش ان يعلن ان الله عاد وكلمه وقال له .. لقد أخطأت في ذهابك للعراق ولم تكن دقيقا في اختيار موظفيك لإدارة العراق , فبدلاً من نشرك الديمقراطية فقد نشرت الفوضى والدمار ! وقد ثبت للعالم انك بحاجة الى فهم ودراسة عميقة لأخلاقيات وسلوكيات الشعوب قبل التفكير بتصدير الديمقراطيات لها !! ان ثقتنا بشعبنا الذي يمتلك إرثاً لأعظم حظارات الدنيا كافية ولا شك بانه سيكون أفضل من يساهم في إحلال الأمن والإستقراراذا ما اتيحت الفرصة امام الأكادميين والمستقلين لإدارة شؤون العراق , حيث ان العقول الوطنية الحكيمة والمستقلة هي الحصن المنيع الذي سيمنح العراقيين فرصة التقدم والإزدهار... ومع الأسف فان الذين يدعون انهم رجال الإيمان والسلام فشلوا في ادارة العراق ولم يتمكنوا من توفير الأمن والإستقرار , بل على العكس فكلما خطب شيخاً او افتى سيداً تأجج الموقف وزاد القتل وسالت دماء الأبرياء اكثر !!!‏‏
سمعنا في الأونة الأخيرة من طرح مشروع مصالحة , والحقيقة أن هذا المشروع جميل جدا ورائع , وان اجتماع العقلاء من الفصائل العراقية المتناحرة أمر مطلوب ومحل تقدير وثناء ، لكنه يظل إجراءً نظرياً لا يجد له أذناً صاغية على أرض الواقع ، وهذا ما يؤلم المرء ويشعره بالقلق والخوف على مستقبل شعب شبع ظلماً وقهراً وغمس لقمته بذل الاحتلال وقاوم ولا يزال الكثير من الأعداء والأشباح .
إن المتابع لما يحدث على الساحة العراقية يشعر بالحزن والأسى وينتابه إحساس بانه امام رجال حكم لا يعيرون للعدل اهتماما بالرغم من انهم يدعون بانهم قد مارسوا السياسة والنضال منذ نعومة أظفارهم وعاشوا بهاجس الوطن وهمه وآلامه ,  نعم هكذا يظهر المشهد , والكل يعلم بانه لولا اميركا الدولة القوية لما استطاع هؤلاء الجلوس على الكراسي الذهبية في القصر الجمهوري العراقي , والمصيبة ان البعض من هؤلاء ما ان جلس على الكرسي حتى اصيب بلعنة الحكم ودخل في متاهات الذات ومصالحها فنسى الهدف الحقيقي لمنصبه وهو خدمة الشعب, ولا يخفى على احد أن اميركا تعرف مسبقا نقاط ضعف بعض من ساستنا , مما سهل لها السيطرة على أدق التفاصيل بل مكنها من التدخل في ترتيب غرف طعامهم ايضا ؟ إن الديمقراطية التي تريدها الإدارة الأمريكية ومن يتبعها هي كذبة جديدة ستدفع المنطقة إلى استمرار حالة الفوضى الدائمة وتأجيج حالة التمزيق القائمة , فنحن نتفق مع القائلين ان  الديمقراطية المسوّقة عبر رجال فاشلين الى العالم العربي هي كذبة من النوع الرديء جدا والمنتهي فاعليتها ، وهي شبيهة جدا بكذبة امتلاك العراق لأسلحة الدمار الشامل وتعاونه مع تنظيم القاعدة , فتلك الكذبة كانت وسيلة لذبح أكثر من مليون عراقي قبل الحرب وقبل مذبحة الفلوجة والرمادي ودمار بغداد , مع العلم ان المذابح والجرائم ما زالت قائمة دون رادع اخلاقي ، كما ان نهب المليارات من اموال النفط العراقية ماضية هي الأخرى على قدم وساق . ولو اردنا للديمقراطية ان تأخذ دورها المتحضر وجب تسليم برنامجها الى رجال مخلصين لأوطانهم وشعوبهم , فمن امتلك محبة شعبه وابتعد عن عنصريته وشهواته المادية وانحاز لمعانات وطنه يستحق بجدارة قيادة شعبه بديمقراطية نحو السلام والخير , واننا في الوقت الذي ننبه من هذه الديمقراطية الكاذبة فاننا نتخوف من نتائج المصالحة التي قد تأتينا باخبار غير مطمئنة عن سلامة المتصالحين فالبناء الطائفي شق طريقه في الشخصية العراقية وليس من السهولة ترقيعه بمونة المصالحة !
واخيرا وبعد انكشاف كذبة تصدير الديمقراطية وانقاذ الشعب العراقي من الدكتاتورية وبعد ان اتضح عدم امتلاك العراق لأسلحة الدمار الشامل حسب تقرير الخبير السويدي " بليكس " , جاءنا الجدد بمشروع مصالحة ولا ندري المصالحة مع من فالحاكمون الجدد اصحاب المشروع وادواتهم الإعلامية يعلنون كل يوم التمسك بقانون الإجتثاث الذي ادى الى مظالم كثيرة نتيجة تصرف ادوات التنفيذ التابعة لأجهزة الدولة الأمنية وميليشيات بعض الأحزاب حيث طالت بعض الأبرياء من العراقيين الذين لا حول لهم ولا قوة , وآخر السكاكين ضد المصالحة هي قائمة الدكتور موفق الربيعي وقبله الخطاب الثوري للسيد هادي العامري ودفاعه عن منظمته التي قال عنها بعض الأعلاميين من العرب والأميركان انها منظمة ارهابية وقامت باعمال اجرامية , ان هذا الخطاب الثوري العنيف قد كرهه و سئمه العراقيون , ان هذا الشكل من الخطابات لن تحقق المصالحة بل على العكس ستؤجج الوضع وتفسح المجال لبروز الجريمة والمجرمين اكثر , ثم كيف تكون المصالحة ونحن نرى كل يوم عمليات تفتيش رسمية غير مبررة وابادة ومداهمات وتهجير في البصرة والنجف والفلوجة وكركوك والرمادي وديالى الى جانب عمليات الإعتقال بحق الوطنيين العراقيين .... المصالحة تعني الغاء كل مظاهر العنف الطائفي وهي تعني ايضا رفض كل الخطب والفتاوى التي من شأنها تأجيج المشاعر المذهبية اتجاه الأخرين , المصالحة تعني الإبتعاد عن مظاهر التدين المزيف والغير مبرر ورفع الشعارات والجداريات وصور الرموز الدينية ذات المنشأ الواحد من شوارع العراق والتي تثير مشاعر الأخرين , هذه المشاهد تعيدنا لعهد جداريات وصور صدام !!! المصالحة المطروحة داخل العراق وجولات المسؤولين الى دول الجوار لن تجدي نفعا الا اذا أتت بنتائج خلال فترة قصيرة ... وان لم يتحقق ذلك .. معنى ذلك ان الداعين لها غير موثوق بهم وان شعبهم لا يحترم مشاريعهم.... فعليهم ترك كراسي الحكم لغيرهم ديمقراطيا , واعلان فشلهم امام شعبهم وايضا ديمقراطيا , ألم يقولوا ان ثمانية ملايين عراقي انتخبهم ديمقراطيا وديمقراطيا !!
* يقصد بالأقلية المسيحية في العراق .. العراقيين من اتباع الكنائس الشرقية والغربية .

171

من زمن مار توما الرسول ... الى زمن الأب ماهر ..تضحيات وعمل دؤوب نحو الخير والمحبة والسلام


ادورد ميرزا
استاذ جامعي


كان المار توما الرسول مع المسيح حتى الموت ، فاتبع يسوع حيث كان  مركز حياته ، و تلقى الإرشاد والتوجيه للعمل المستقبلي . أراد " شفيع الكنيسة الكلدانية " أن يرى يسوع شخصياً بعد القيامة ، وبهذا اصبح مثالاً لعدم تصديقنا نحن ، أي لريبتنا الشخصية ، فكان الدرس البليغ ....... طوبى لمن آمن وما رأى . ارتبط توما بالبشارة في بلاد ما بين النهرين وديار المشرق ، لذا فهو الرسول الأول لبلاد المشرق .
 استشهد في 3 تموز سنة 68 وهناك من يقول ان استشهاده كان سنة 72 . بعد أن قام بأعمال غايتها بعث الإيمان وإذكاء المحبة والتأكيد على مزيد من ثبات والتزام وشجاعة في قلوب المسيحيين ، ولاقى صعوبات وأقام كثير من العجائب , وبهذه المناسبة فقد أقامت الكنيسة الكلدانية في سودرتاليا وشارهولمن في دولة السويد برعية القس المثابر الأب ماهر قداساً عظيما يوم الاحد المصادف 2/7/2006  استذكارا لعيد مار توما شفيع الكنيسة الكلدانية .. و في منطقة .. ( hågelby park ) الواقعة على طريق تمبا في دولة السويد , حيث احتشد المئات من المؤمنين باحتفال كبير مزهو بكلمات الرب في قداس مهيب أداره الأب ماهر ملكو راعي الكنيسة الكلدانية في سودرتاليا والاب البير ابونا وبمعيته مجموعة كبيرة من الشمامسة الأجلاء مع مجموعة مؤدي التراتيل المؤمنين , واختتم القداس بالدعاء والطلب من الرب لإنقاذ اهلنا من الهلاك الذي اصاب وطنهم العراق العزيز , كما تمتع المؤمنين المحتفلون بوقت سادهُ جو من المودة والمحبة والتسامح وتبادلوا الأحاديث كأسرة واحدة تحت رعاية ابوبة واحدة , وما اريد ان اشير اليه في هذا التوثيق البسيط هو اهمية هذه الإستذكارات والإحتفالات التي يهتم بها آبائنا رجال ديننا الأفاضل جميعا حيث يبرز دور الكاهن المثابر والملتزم والمؤمن والمضحي بوقته في سبيل سعادة وخدمة شعبه"  والأب ماهر ملكو" خير شاهد على ذلك حيث نراه دائما في مقدمة الجمع المؤمن من ابناء شعبنا يبادر باهتمامه ومثابرته في اكمال رسالته باحسن وجه فهو النموذج الحي والمتواجد دائما بين رعيته واثقاً ومتواضعاً ومعلنا  بان كل ما يقدمه هو جزء يسير من رسالته في سبيل دينه وقومه . مشهد لا يمكن ان ينساه الفرد , عوائل تفترش الخضار وجوه مبتسمة اطفال يلعبون بأمان بناتنا وشبابنا يتبادلون الأحاديث , كاهننا الأب ماهر ملكو ومن معه يتفقدون المتواجدين يسألون عن احتياجاتهم وعن آرائهم ومقترحاتهم , ويتبادل احاديث الود والمحبة معهم , يزرع في قلوبهم الألفة والمحبة , ممشهد تدمع له عين المشاهد , عوائل تجمعهم محبة الرب  وسلامة البشرية , كل ذلك يستند لتعليم ربنا يسوع  حيث جسدتها الكنيسة الكلدانية ادارة وخدم انها بحق تستحق كل الشكر والثناء , فتحية لك ايها الأب المثابر " القس ماهر " والى جميع من يعمل في كنيستك شمامسة وغيرهم , وسيكون لنا وقفات لاحقة مع احتفالات كنائسنا الأخريات والتي تؤدي واجبها بكل امانة واخلاص , وسنلقي الضوء على عطاءاتها كما شاهدناه في احتفالية استذكار استشهاد المار توما الرسول التي اقامته الكنيسة الكلدانية , لأن الهدف واحد هو خدمة ورعاية كل ابناء شعبنا المسيحي بكل مذاهبه وكنائسه.

ادورد ميرزا
استاذ جامعي .

 هذه بعض من صور الأحتفال .

172





روح الإنتماء الديني .. حب الوطن


ادورد ميرزاِ

{ قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الاخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين اوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزيه عن يد وهم صاغرون } صدق الله العظيم .... آية قرآنية

بالرغم من قوة هذا النص لكني ارى ان الذين يحترمون اهل الكتاب من المسلمين هم اكثر عددا من الذين ينفذون توجهات النص , وكمثال على ذلك في العراق حيث إن الأقليات الدينية من مسيحيين وغيرهم وهم سكان العراق الأصليين يعيشون على ترابه جنبا الى جنب مع اخوانهم المسلمون سنة وشيعة من الذين هاجروا الى العراق من الجزيرة العربية منذ الاف السنين واقاموا حكمهم عليه , ولأنهم الأكثرية وفي قلوبهم رحمة كما وصفهم النبي محمد{ ص }  فكان لا بد من حماية الأقليات من معتنقي الديانات الأخرى , وهذا ما كان سائدا قبل غزو العراق سنة 2003 .   

إن النظم الإسلامية في الدول الحديثة تتباين في نظرتها وتشريعاتها أتجاه الأقليات والأثنيات. ففي الوقت الذي تمنع المملكة السعودية وهي دولة اسلامية ممارسة المسيحيين لشعائرهم الدينية علنيا ً، وتمنع أنشاء دورعباداتهم ، نجد دولة الكويت تعترف بوجود أقلية مسيحية صغيرة يديرها مواطن كويتي مسيحي , بالرغم من وجودها قريبة من السعودية , كذلك نرى تمتع المسيحيون بحرية العبادة ولهم جميع حقوق المواطنة والمشاركة في الحياة السياسية العامة في دول عربية عدة وحتى في شمال افريقيا , في حين نراه تتعثر في دول اسلامية عدة !
في خظم هذا التناقض يبرز دور المثقف المسلم في اختيار افضل الصيغ لحماية الأقليات خاصة اذا ما اعتبرنا ان من بين ابناء الأقليات الغير مسلمة كنوز علمية لا يجور التفريط بها او القضاء عليها .

 وبحكم الآية الكريمة  { لاينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا اليهم ، أن الله يحب المقسطين }. ، وعلى ذكر العراق , فإنه يتحتم على المسلمين حكومة وشعبا أن يعاملوا غير المسلمين في العراق بالأخلاق الحسنة ، والقسط ، والعدل الذي ينادي به الإسلام . حيث ان أساس الانتماء للوطن هو المواطنة أي أن كل من يحمل الجنسية العراقية يتمتع بجميع الحقوق والحريات المدنية والسياسية. ولايعتبر الأنتماءالديني أو المذهبي أساسا ً في بناء الدولة. هذا المبدأ يتجسد بقوة في منح الأقليات الدينية حق التمثيل في البرلمان العراقي والمشاركة الفاعلة في الحياة السياسية . وهذا بحد ذاته ضمان كبير وحق دستوري للأقليات الدينية الغير مسلمة وقد ضمن الدستور العراقي حق ممارسة الشعائر الدينية , كما تكفُل الدولة حرية العبادة وحماية اماكنها , كما نص الدستور على أن العراقيين أحرار في الإلتزام بأحوالهم الشخصية ، حسب ديانتهم أو مذاهبهم .
أما اليوم ومع الأسف .. في العراق قتل وتهجير وترويع لأبناء الأقليات الدينية الغير مسلمة , وليس هناك ما يشير الى حسن المعاملة في الزمن القريب , لأن ما قرأناه في التأريخ الإسلامي حول نزاهة الحاكم المسلم في حكمه لا نراه اليوم , لقد قرأنا ان الحاكم المسلم ينصب اولى اهتماماته في حماية معتنقي الأديان الأخرى التي تعيش في ظل حكمه ! لكن ما نراه اليوم على شاشات الفضائيات العراقية وما تتناقله وسائل الإعلام وما نسمعه من اهلنا واصدقائنا من داخل العراق غير ذلك ؟
,وانا اتابع برامج الفضائيات العراقية واعلاناتها المدفوعة الثمن اشعر وكأن العراق وحكومته التي انتخبها غير المسلمون قبل المسلمون, بخير وانهم يعيشون اسعد ايامهم بين رفاه إقتصادي وأمان نفسي وان كل ما نشاهده من على  شاشات الفضائيات العراقية نفسها من ذبح واختطاف وقتل واغتيال وتدمير للمدن وتهديد وتهجير وتسليب , واخر الجرائم اختطاف مجموعة من طلبة الجامعة التكنولوجية من مواليد محافظتي الأنبار وديالى كما اوردتها القنوات الفضائية العراقية نفسها... لا وجود لها وان القائمين على ادارة هذه القنوات الى جانب اخوانهم من قادة الأحزاب المسؤولة عن أمن البلاد مرتاحوا الذمة والضمير , وان كل اعمالهم واهدافهم منصبّة لخدمة العراق والشعب العراقي بكل اديانه , ومشكلتهم الوحيدة مع العراق وشعبه " إن وجدت " فهي بسبب تعب اجسادهم من كثرة المشي وحضورهم الأفراح بمناسبة إفتتاح العشرات من الجامعات العلمية والإنسانية الى جانب تعبهم في وضع حجر الأساس لمستشفى او لبناية كنيسة بنيت تكريما لأهل الكتاب او لتعمير جامع او معبد للصابئة , هؤلاء الزعماء تحديدا وحين يطلون علينا من شاشات فضائياتهم كأنهم ملائكة وعلى وجوههم نرى فيها كل الخير والبشائر , واذا سألناهم عن سبب سعادتهم وفرحتهم لقالوا بانهم سعداء بسبب تخلصهم من نظام صدام الطائفي المذهبي الدكتاتوري , وانهم أقاموا نظاما شعاره العدل بين الناس وجوهره ديمقراطية وانسانية !! , وكما تشاهدون فان العراق اليوم ينعم بالعدل وبالخير والأمان !ِِِ
 فهل تصدقون قولهم أممممممممم انهم غير صادقين ؟

لكننا وبالرغم من كل ما حدث للعراق وشعب العراق فاننا سنبقى نردد ما كتبه ...

 الأستاذ شموئيل نوئيل سركيس ....
{ وسوف نحبك ونحبك رغم المؤامرات التي تحاك ضدك وستبقى يا عراقنا شامخاً مرفوع الراس وستبقى يا عراقنا عزيزاً غالياً لا تباع ولا تشترى وستبقى يا عراق عراقنا وسيبقى الجار السابع الجار السابع وما التوفيق إلا من رب العالمين آمين . }

173
هل العراق في مهب الريح !!!!

ادورد ميرزا
استاذ جامعي مستقل
•   
بداية اقف احتراما واجلالا لآبائنا الروحانيين ولجميع البشر بكل اسمائهم وعناوينهم واختلاف انتماءاتهم في العالم من الذين نذروا انفسهم لخدمة دينهم الداعي الى نشر المحبة والسلام بين شعوب الأرض والتي اوصى بها الله رسله وانبياءه وكافة رجال الدين الصالحين , ورجل الدين الذي اقصده لا يقتصر على من  درس الفقه او اللاهوت وبات مختصا وعالما بشؤون الدين ويملك مفاتيح الجنة ويمتهن ايجاد الحلول والوصايا فقط , انما الذي اقصده هو كل انسان يدعو ويدافع ويبشر بدين الله سواء كان شيخا او مرجعا او أبا او مطرانا او اي عنوان آخر وسواء كان ينتمى الى حزب ديني او يعتقد باحدى طرق الصوفية والدروشة او كان انسانا ينصب جل اهتمامه ويقضي معظم وقته يتابع الشؤون الدينية المحظة, ولأني اعلم كما يعلم غيري ان كل واحد من هؤلاء ودون استثناء يمارسون دور وكيل الله على الأرض يتحركون بين البشر ويضهرون قدراتهم الخارقة فمنهم من يمتاز بالشجاعة والسمو والخلق الرفيع ومنهم من يتقن حسن الكلام والخطابة ومنهم من يقدم النصح ويحمي ويخدم ويعلم ويقف ويحترم ويساعد المحتاجين من بني جنسه , فهل يعقل ان يكون هذا الوكيل فاسدا ويقود رعيته من البشر نحو الهلاك ناشرا الكراهية والفرقة والفساد والدجل والعنف حد الإبادة , فان حصل ذلك  وتبين بانهم يمارسون ما لا يحبه الله عند ذلك  سنسمي هؤلاء " شياطين " ولا نستبعد ان يكونوا ايضا مرتدين عن طاعة دين آباءهم !
 مثل هؤلاء لا يهمهم عقاب الآخرة ولا عقاب القانون , فهم سود الوجوه , تقاسيم وجوههم غضب ومآسي , بعض خطبهم وفتاواهم لا وجود للتفائل او الفرح بين سطورها , وقد منعنا الله الإختلاط بهم او السير معهم بل اوصانا الإبتعاد عن شرورهم , واتذكر السيد الخميني حين اطلق تسمية  " الشيطان الأكبر " حين وصف بها الولايات المتحدة الأمريكية , لكننا نرى اليوم ان " الشيطان الأكبر " لم تعد اميركا الوحيدة فقط انما ظهر من ينافسها اكثر من شيطان واكثر خطرا , انهم بعض من يسمون انفسهم رجال الدين , حيث تبين انهم يتسترون برداء الدين لإخفاء مفاسدهم وسوء تصرفهم .
والشيطانية فنون وعلوم ولها رجال ومدارس عدة ومن السهولة ولوجها في الوسط الشعبي البسيط , لأنها اسلوب عمل ونشاط انساني يعتمد على الخرافات والبدع  والحيل ويلتف حوله من لا يملك الأيمان الحقيقي ولا المصداقية ولأنها كذلك فلا تقبل الترحاب من جانب المؤمنين الصادقين !, لكن ما فاجئني هو ما أكده السيد الطالباني رئيس جمهورية العراق , فقد قال بان الجارة ايران مرحب بها في العراق بل يتمنى العراقيون صداقتها , جاء ذلك من خلال مقابلة تلفزيونية معه من على شاشة قناة العربية , ولا ادري كيف توصل السيد الرئيس الطالباني لهذا الأستنتاج الستراتيجي بالرغم من ان دول التحالف وعلى رأسها اميركا قد اعترفت بتواجد ايران في العراق وان ذلك يشكل خطرا جسيما , ومن تابع المقابلة سيستخلص بان تواجد ايران في العراق كما يراه السيد جلال الطالباني لا يسمى احتلالا ولا تدخلا انما تواجدها شرعي ويستند الى رضى وموافقة رسمية من قبل الحكومة التي انتخبها العراقيون كما يقول الطالباني .. عجيب امور غريب قضية !, ولكن ولحد ما فان رأي الطالباني يشكك فيه كثير من العراقيين , كما ان الغالبية الغير قريبة من الحكومة لا تعلم ان كان هذا التواجد لمصلحة العراقيين ام انه شر ونقمة عليهم , لكن هذا التواجد والتدخل الإيراني ان تأكد فانه غير بارز انما البارز على السطح هو الإحتلال الامريكي فاذا ما تخيلنا صورة الإحتلال كسفينة عملاقة ظاهرة على السطح  ويراها كل العراقيين فان الجزء الذي لا يظهر كاملا للعيان هو بعينه الإحتلال الايراني ويمكن التأكد من ذلك بمجرد التقرب من مدن الجنوب العراقي.

ولا يخفى على احد إن الاحتلال الايراني للعراق كان قد حدث من قبل اي منذ احتلال البويهيين لبغداد في عهود سابقة لا مجال للخوض فيها الأن ومن الممكن الإطلاع على تفاصيلها في عدة مواقع الكترونية , وهي ايضا موثقة في كتب التأريخ , لكن الذي يهمنا اليوم هو معاودة ايران الكرة للتدخل في العراق وظهر ذلك من مجريات الحرب العراقية الإيرانية السيئة الصيت ! وانتهاء بعد غزو العراق , لكن مشروعها التوسعي ومحاولتها تصدير ثورتها المذهبية الى الغرب العربي وقف العراق ضده وما زال يتصداه  . 

يقال بان التواجد الايراني في العراق الان تقف معه وتساعده احزاب دينية منشئها ايران لكنها عراقية الوصف والتسمية وفي نفس الوقت فانها مدعومة من جهات غربية , وتؤيدها احزاب عراقية لها موقف عدائي للتوجهات القومية العروبية , كما يؤكد ايضا بان التوجهات الكردية تلتقي وتتفق مع التوجهات الأمريكية والإيرانية الرامية لتفتيت وتقسيم العراق عبر مشاريع يحاولون تثبيتها في الدستور كالفدرالية مثلا  وذلك لاضعافه واعاقة  تقدمه لتحقيق الوحدة والتقدم , وقد اكون مخطئا اذا اعتبرت ان احتلال ايران للعراق او تدخلها لا يتعدى اكثر من كونه خرافة اعادة تأسيس امبراطورية فارس المعتمدة على التخلف الثقافي والاجتماعي والحظاري وينتشر فيها مشعوذي السحر والخرافات والبدع الميتافيزيقية التي غادرها العقل البشري المتحظر منذ زمن والى غير رجعة ! 

ان السبب الذي يجعل البعض ان يسمي ما جرى للعراق أمر لا يصدق وغير طبيعي ..هو لأنه ولأول مرة نرى توافق ومحابات وغزل بين الأحزاب الدينية مع الأحزاب العلمانية ونرى انسجام بين الأحزاب القومية مع الرأسمالية لا بل واكثر نرى الشيطان الأكبر يغازل ما يذهب اليه محور الشر في تصديه للديمقراطية في المنطقة ؟, ويا للعجب ان يلتقي هؤلاء المختلفون ليتفقون على تحقيق مشروع واحد !! .. اليس هذا أمر غير طبيعي  ؟  لكن بالمقابل لا يجب ان يستغرب العقلاء فبعض هؤلاء تجمعهم صفة واحدة هي شجاعة المراوغة والتزوير والدجل والكذب والضحك على ذقون الأبرياء , فمنهم وبكل شموخ يدينون بالولاء مذهبيا وسياسيا لإيران وينفذون مخططاتها المعادية لوحدة العراق وسيادته الإقليمية واستقلال قراره الوطني , ومنهم من يدافع عن هذا الولاء بحجة الحفاظ على اللحمة العراقية وعدم الإنجراف الى الحرب الطائفية كما اشار له قادة الأكراد !..وهناك من ليس له لا حولة ولا قوة من العراقيين المساكين من يصف كل ما يحدث على انه دجل وكذب ومراوغة وكله يصب في المصالح الطائفية والعنصرية , وليس هناك ما يشير بان خيرا ما سيطال العراقيين الوطنيين الشرفاء ! 

 يقودني  للإعتقاد بان الاحتلال الايراني للعراق اذا ما تحقق فانه سيؤدي الى اعتبار المدن العراقية التي غالبية سكانها من الشيعة مثل النجف وكربلاء والكوفة وغيرها ومزاراتها المقدسة .. امتداد لمدن ومزارات الشيعة في قم ومشهد وطهران وسينفذون مخططاتهم السابقة لاحياء وتوسيع امبراطوريتهم الفارسية على حساب العراق والمنطقة العربية , وهذا واقع  يؤكده يوميا القادة الإيرانيون ويؤيده بعض من قادة احزابنا المذهبية وقد صرحوا به باكثر من مناسبة من ان العراق هو امتداد لإيران الإسلامية . 

أتخيل ان اميركا ستتخلى عن الذين استفادت منهم ابان تغيير الحكم في العراق فعينت قسما منهم لحكم العراق , فامريكا يهمها تنفيذ مصالحها الإقتصادية وامنها وامن اسرائيل القومي والكل يتذكرعندما دعمت تنظيم القاعدة ابان حربها ضد الشيوعية ثم تخلت عنه لأسباب تتعلق بامنها القومي والإقتصادي , وهذا هو الأسلوب الأمريكي ولكن علينا ان لا ننسى جرثومة المذهبية والعداء الطائفي التي زرعتها في العراق بالتعاون مع بعض الدول والأحزاب من دعاة المذهبية , فان تأثيراتها السيئة ستبقى لفترة طويلة تؤثر في الحياة الأجتماعية العراقية , كما اتخيل إن التدخل الايراني يهدف في احد جوانبه الى تغيير ثقافة العراق السياسية والدينية وجعله على الطريقة الشيعية وهذا ما يظهر من خطب وتصريحات بعض المسؤولين , كما اتخيل ان اهداف ايران غير خافية على المتابعين لسياساتها مع العراق فهي تسعى لشطب العراق من قائمة الاقطار العربية بالتعاون مع بعض القوى العراقية الغير عربية  .
واخيرا فان الجيش والشعب العراقي الوطني المخلص وهو الذي استطاع ايقاف التوسع الايراني في المنطقة العربية خلال العقود الماضية ، سيستمر في رفض التدخل الإيراني في العراق مما سيجعل العداء الإيراني للعراق قائما وقد ظهر جليا بعد السقوط من خلال الجرائم التي ارتكبت بحق القادة العسكريين والعلماء كما تابع العراقيين مدى الحقد الإيراني  لتدمير وتفكيك الدولة العراقية ومؤسساتها واغتيال علمائها وسلب مصانعها وسرقة وحرق مؤسساتها النفطية ومنشآته الصناعية والعلمية والتي تم كشفها والتأكد كمنها من قبل قوات التحالف .

في الختام فان الوجود الايراني في العراق سيلقى نفس مصير الهجمات والغزوات الفارسية السابقة التي قبرت في مهدها , وسيحاسب التأريخ  من اعتدى على العراق اوخرب العراق او من ساعد عليه او موله , وسيرحل كل من لا يُظهر اخلاصه ودعمه وتضحيته في سبيل سلامة شعب العراق , ان العراق لن يهدأ ما دامت هناك عقول تدار من الخارج وتحمل ايدلوجيات دينية او افكار غير وحدوية تسعى لتمزيق العراق , العراق يتعافى حين تحكمه قيادة مستقلة ترفض المحاصصة المذهبية او القومية عند توزيع المهام والمسؤوليات لإدارة الدولة وتعتمد على مبدأ الكفاءة العلمية وحسن السلوك , وغريب اذا اعتبرنا ان امريكا الجبارة وساستها ما زالوا يجهلون اسباب تدهور الوضع الأمني العراقي لمعرفتنا الكاملة بقوة امكاناتها المخابراتية على مستوى العالم ؟ , اما اذا كانوا على دراية ويغضون النظر عنها فسيوصفون عند ذلك بالشيطان الأخطر !!!!

174


سلامة الشعوب مقترنة بنوعية الحاكم ؟



ادورد ميرزا
استاذ جامعي مستقل

انسجاما مع ما كتبه المحامي افرام فضيل البهرو في مقالته بعنوان ..
 { كتابنا في المهجر ... رفقا بنا !!!! }*.. ونصها على اللنك في اسفل الصفحة ...
ودعوته المخلصة للأنتباه الى ما قد يلحقه كتابنا في المهجر في ما يكتبون حول الأوضاع في العراق وما قد يلحق ذلك من أذى قد يصيب اهلنا في الداخل , وهو محق في ذلك الى ابعد الحدود اذا ما اعتبرنا بان في العراق الجديد ما زال هناك  نفر ظال لا يعير اهمية لحياة البشر ولا الى احترام افكاره وفيما يعتقد ؟ ونتيجة لذلك فقد خسر الكثيرين من الكتاب ارواحهم وارواح أهلهم نتيجة لهذا التخلف , وهي فرصة ان اضع تحذيره ودعوته هذه امام المسؤولين عن حماية العراقيين للتذكير بخطورتها , حيث ان غالبية كتابنا في المهجر ينظرون الى ما اصاب العراق من دمار وفوضى حيث ان الذي حدث لم يتحقق بقدرة غيبية او كظاهرة طبيعية انما ما حدث كان نتيجة اخطاء بشرية محددة ومعلومة المصادر ! ودلائلها غطت كل ارض العراق  , فمن تابع الإنتخابات العراقية للتصويت على الحكومة والدستور لتأكد له ان القضية هي بمثابة { جفيان الشر } كما يقول المثل العراقي لتغطية الأخطاء وهي حتما هكذا ظهرت ايضا في مجاس النواب حين تم التصويت على منصبي الداخلية والدفاع وشاهدنا كيف كانت وكأنها ركضة المئة متر اي " تلفلف " , ان مشهد الاستفتاء الكوميدى على تشكيل الحكومات السابقة واقرارالدستور لن يغيب عن ذاكرة العراقيين لأنه استند وجرى  وفقا للسيناريو المعتاد فى دول العالم الثالث ، حيث يعلن ان نسبة المشاركة بالملايين والتصويت لا تقل عن تسعة وتسعين وتسع اعشار فى المائة وهذه هي سمة الأنظمة الشمولية , كما انها اصبحت اليوم سمة الأنظمة ذات التوجهات الطائفية او المذهبية ايضا .

اما الحقائق على الأرض والتى تشكل قناعة راسخة ويقينا ثابتا تشير إلى أنه لا يمكن أن توصف مسرحية تشكيل الحكومة بأقل من أنها نوع من الدجل المجافى للحقيقة والذى يمارسه البعض من أجل التشبث بالسلطة ، كما وينبئ هذا النهج عن سذاجة بدائية بسيطة همها هو البقاء فى السلطة دون تقدير للعواقب , ان المنتفعين الذين يعتمدون على نصيحة من حزب معين او طائفة معينة والذين يمارسون العنف والقتل بلا أى شفقة ولا رحمة ضد أى معارض او مخالف لأنانيتهم , مع إغراق المواطنين ببحور من الأكاذيب والأوهام والأمنيات فانه لا يعلم بأن الوطني من ابناء الشعب لن يحترمه ولا يصدق سياساته ولا يدافع عن توجهاته .

ولا نريد أن نسهب فى وصف فصول المسرحية المخجلة التى تعرض على ارض العراق اليوم هذا العراق الذي  قامت عليه أقدم حضارة عرفت الديمقراطية وحقوق الأنسان قبل ان تتعرف عليها دول التقدم اليوم ؟، انما من المفيد أن نجمل بعض الملاحظات حتى تكتمل الصورة ، فقد لاحظ العراقيون قبل واثناء الاستفتاء على الدستور او حتى على تشكيل الحكومة قيام الأحزاب المتنفذة في حشد كل امكانياتهم الاعلامية التي انشئوها بعد السقوط وفق ما يلائم توجهاتهم الطائفية او الفئوية وذلك لتجميل وشرعنة ما يقومون به ولإحراج الشعب وجعله امام الأمر الواقع , فقامت وسائل الإعلام كافة من قنوات التلفزيون وغيرها وبدون حياء بنقل برامج حوارية شارك فيها بعض من قيادات تلك الأحزاب الى جانب بعض من مؤيديهم فكان الحوار كما رأيناه هزيلا وكوميديا لا يعبر عن ثقافة ولا عن حرص صاحبه على المصلحة العامة لعموم العراقيين حيث كان همهم نصرة الطائفة والدفاع عن حقوق الحزب والعشيرة , وقد تابع العراقيون ذلك فى الخارج  وفي الداخل ، اما في موضوع الأنتخابات فقد توارى المواطنون الشرفاء خجلا وسخطا من مشاهدة فصولها من خلال جلسات مجلس النواب حيث دارالتصويت والمناقشات حولها ، لقد ظهر مشهد الاستفتاء كما وكأنه ضحك على الذقون حيث الترهيب والتزوير كان واضحا في بعض المناطق كما اشارت له فرق المراقبة الدولية ، وإن غالبية العراقيين الوطنيين قد رفضوا هذا العبث كما ظهر .
 
والآن وبعد أن انتخب السيد نوري المالكي لتشكيل الوزارة واجبر على ان تكون الداخلية والدفاع تحت ادارة وزراء مستقلين ارتسمت على وجوه العراقيين البسمة والتفائل وأتصورهم اليوم فرحين مطمئنين فقد أنجزوا أولى الخطوات بالرغم من انهم وضعوا امام الأمر الواقع ، ولذلك نقول للحكومة الجديدة ونؤكد على احترام سيادة العراق وشعب العراق ونقول اصغوا لرأي الجماهير العراقية ولا تعاملوهم قسرا كالقطعان , لقد اثبتت التجربة خلال الثلاث سنوات الماضية ان الحكم بالقوة او تحت شعارات طائفية او مذهبية لن تجدي نفعا حيث انها تعمق الكراهية وتخلق العنف والجريمة, ان الخطاب والبرنامج الذي اعلنه المالكي فور انتخابه كرئيس للوزراء يعبر عن توجه جديد ورفض لكل اشكال التمييز والتوجه الى الوطنية العراقية مما سيدحر كل الأراء المشككة في نياته وضربة موجعة للقتلة الإرهابيين , الاّ ان ذلك يتطلب تطبيق هذه الشعارات على الواقع والوقوف بشجاعة امام كل ما يعيق تطبيقها , فهل سينجح المالكي في ذلك ام انه سيلقى عتاباً من قبل كتلته !
 اننا نتأمل من السيد نوري المالكي وبالرغم من ان الجميع يعلم بانه ينتمي الى كتلة طائفية ومذهبية ان يوازن بين متطلبات شعب العراق المتنوع من جهة وبين اهداف كتلته من جهة أخرى , كما نتأمل تفهم كافة قيادي وكوادر الأحزاب الدينية ذات الطابع المذهبي او الطائفي للمرحلة التي يمر بها شعب العراق والمنطقة , وعكسها فان النجاح والتقدم والتحضر لن يكون نصيب التنوع العراقي الديني والقومي . 

وهنا لا بد ان اشير الى واحدة من الصعوبات التي قد تعترض طريق تطبيق الديمقراطية في العراق , فالنظام الجديد المشحون مذهبية قد يسد الطريق أمام الانتقال الى الجو الديمقراطى الذي ينتظره العراقيون , وهذا بالضبط ما نخشى منه ونأمل أن تنتبه له دول التحالف , كما ننبه به السيد نوري المالكي ايضا !! كما ان الاستبعاد الكامل لردود فعل الوطنيين العراقيين الغاضبة والعنيفة احيانا من قبل غالبية الشارع العراقي أمر لا يقره عقل ولا منطق فى ظل المتغيرات التى طرأت داخل العراق وخاصة ونحن فى عصر لم يعد من الممكن أو المقبول اخفاء الحقائق عن الجماهير، حيث كلنا يعلم كيف فشل النظام الشمولي في العراق فى تنمية وتطور شعب العراق  سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وصحيا ، كذلك فان النظم الطائفية او المذهبية ستلقى نفس الفشل ؟, كما لا يغيب عنكم ان أمن العالم اليوم ارتبط بتحرير الشعوب ومنحها قسطا كافيا من الحرية والإنطلاق .
ما أريد قوله ان سمحوا لي قادة العراق الجدد .. هو أن أردد مع المخلصين لهذا الوطن كلمة تحذير لهم فاقول .. لا تستخفوا بعقول العراقيين ، فعمر الجبروت قصير , ولاتتأملوا وتعتقدوا بان الطريق امامكم اصبح آمنا بفضل قوى الغير، فالظروف قد تتغير والشعب العراقي ضاق المر وتعلم الدرس ، تعالوا إلى كلمة سواء واهتموا بمصالح كل الشعب دون اجتثاث او تمييز او تقسيم ، لا تقيدوه صارحوه واحتضنوه ولا تستخفوا بعقليته او تهينوا معتقده .
اقول للسيد نوري المالكي وقد تصدف وان يقرأ ما اقول .. ان الفرصة امامك لتسجل إنجازا غير مسبوق فغادر ايدلوجيتك القديمة ان إستطعت , وارفض بشجاعة سياسة تقسيم العراق والعراقيين واطرح نفسك كعراقي وطني مخلص ومن يدرى ربما ستنال جائزة نوبل للسلام وربما سيتمسك بك الشعب العراقي الى الأبد عرفانا لك وردا لجميلك وشجاعتك واخلاصك , تقدم لتطبيق برنامجك الذي اعلنته حال انتخابك ولا تتردد , فاذا ما اقدمت على تغيير مسارك الأيدلوجي السابق الذي كان يوصف بالطائفي او المذهبي او العنصري وتحويله الى مسار وطني وديمقراطي فسترى كم ستلقى حبا واحتراما من شعب العراق , وتأكد ان الذي يحدث اليوم في العراق لم يكن ليحدث لولا السياسات الخاطئة الأمريكية الى جانب السياسات الخاطئة التي جاء بها حكامنا الجدد حيث كنت انت واحدا منهم ... تقدم ايها الرئيس الشجاع وارفض الماضي واستمر بوطنيتك واخلاصك لشعب العراق  فستلقى كل الإحترام والترحيب ليس من قبل العراقيين فحسب انما من قبل دول العالم الديمقراطي والمتحضر
.




http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,43712.0.html


175
رياض حمامة ..... أنت الفاضل والأحسن

ادورد ميرزا
استاذ جامعي

كتب الأستاذ القدير رياض حمامة مقالة بعنوان " الفاضل "  كرد في جزء منها على ما كتبت في مقالة عنوانها " ان كنت لا تستحي افعل ما شئت " وقد اعجبني أدبها فكانت رائعة ولا تعليق على مضمونها , انما لي توضيح بسيط في جزئية منها ارجو من الأستاذ القدير رياض حمامة قبولها مع كل احترامي .

جزء من نص المقال والموجه لي مباشرة ما يلي .

{ لم يكن بنيتي ان اكتب تعقيبا او نقدا او اي ما يعارض آرائك وافكارك التي تعجبني اغلبيتها ,لانها تحمل الانسانية والانصاف في معالجة الامور دون تطرف وتعصب وخاصة تلك التي لا تمس بكرامة أبناء شعبنا المسيحي بكافة تسميات مذاهبه الجميلة وقومياته ألاجمل , وفي معظم الاحيان أرى فيك رمزا للعدالة والنزاهة ..واتمنى ان لا اكون قد ورطت نفسي باحراجها مع انسان احترمه !! وموضوعي هذا هذه ليست له علاقة بالتسمية البتة , بل حوار لاجل التعارف وطرح الاراء الاخوية البناءة.. !!! .
مقالتك الموسومة الجريئة (اذا كنت لا تستحي افعل ما تشاء) تشفي الغليل وتشبع شغف القارئ الباحث عن الحقيقة , وتضع الحدود الحقيقية لمفهوم الغزو والتحرير والاحتلال ,ان امريكا العظمى دابت ومنذ امد بعيد على فك طلاسم الكلمات المتقاطعة للعقل(المخ) الاسلامي المتشدد المتعصب والغريب الاطوار ,والصلب المتحجر وخاصة بعد 9- 11؟

 ويضيف الأستاذ رياض حمامة............
والآن حان الوقت لخوض غمار حوار دافئ مهم مع استاذي ادورد ميرزا اذا سمح لي بعد المقدمات المهدئة.. قرات في مقالك الموسوم الاخير, جملة(هذا كلداني متاشور فابعدوه) ..؟ اعرف جيدا ما هو قصدك ومن تخص بالاشارة؟ ؟واعذرني اذ قلت : هنالك من بين مئة اشوري 80 عقل متشدد !!! ومن بين عشرة الاف كلداني خمسة متشددين ,ومن هؤلاء الخمسة اربعة خلقهم التشدد الاشوري الذي كان البادئ في اثارة الامة الكلدانية وتحدي هويتها ووجودها القومي ! واعتقد انك ملم بمجريات الاحداث والامور !! فموامرة الغاء الكلدان وتغييراسمها القومي ومسح تاريخها وحضارتها العريقة من قبل بعض السذج المتعصبين والمتطرفين والمنتفعين واصحاب المصالح السياسية قد خلق رد فعل عنيف للغاية, } انتهى النص.....

الأستاذ رياض .. تعبيرا عن تقديري لشخصك فاني اثني على كلماتك الرقيقة وما عبرت فيها في وصفك فقد كنت ناجحا ودقيقا في تعبيرك الصادق وهذه فعلا سمات طيبة اتمناها لكل ابناء قومي وديني , واتمنى ان يحذوا الأخرين حذوك حين يمارسون حقهم في نقد الأخرين , وواجب علي ان ارد الجميل باكثر ولأنك من دعاة الحوار الهادئ والكلمة الطيبة والتي اتضحت من خلال ما ورد في مقالتك تحت عنوان " الفاضل ", فان ذلك ان دل على شئ انما يدل على اصالتك وشهامتك وهي انعكاس للبيئة الصحية والطيبة التي عشتها فامتلئت منها ثقافة انسانية جوهرها محبة وسلام , لقد فزت بأعلى تقدير واحترام , فتحية لك .
اخي العزيز رياض .. ساعيد جزءا مما كنت قد اشرت له في مقالتي موضوعة الدردشة معك , حيث ان النص جاء في سياق المقالة ليعبر عن هدفها , حيث ان ما يحدث في العراق من اتهامات باطلة لهذا الطرف او ذاك والتي طالت مجموعة من ابناء العراق الوطنيين أدت الى تمزيق العراقيين وانتشار الجريمة استنادا لمفاهيم طائفية وعنصرية بغيضة حيث وصلت الطائفية الى قتل وذبح وإلغاء وتهميش الوطنيين المخلصين , ولذلك فان هدف المقالة ليس له علاقة بالكلدنة او التأشور والتي اشغلت مثقفينا وادبائنا ومفكرينا , انما هي للتذكير بان ما يردد من اتهامات ومن تشويه سمعة البعض انما هي بسبب الأداء الفاشل للحكومة الحالية التي فرضتْ على العراق ثقافة طائفية ومذهبية يرفضها قومنا وديننا جملة وتفصيلا , مضافا لها التأثير السلبي الذي اصاب شعبنا من جراء ضعف اداء وخطب بعض من سياسيي قومنا ورجال ديننا اتجاه مختلف مكوناتنا , واضيف مؤيدا لما ذهبتَ اليه في ردك , بان الإنسان المنتمي لقومية معينة فانه يحتفظ بانتمائه الحقيقي مهما كانت ظروف عمله مع الأقوام الأخرى ! فهي قضية شخصية لا تندرج ضمن مفهوم المبدئية والعقائدية حيث ان ولاء المبدئيين والعقائديين يبقى لقضية قومهم فقط , والسيد المسيح مثال حي لمفهوم المبدئية حيث ضحى بروحه فصلب من اجل قضيته وليس من اجل قضية أخرى ؟! , ومع الأسف فالذي يحكم بعض البشر اليوم هو المصلحة واقتناص فرص الغنى والوظيفة والثراء ليس الاّ ,  ومهما يكن فاني ارى في اعادة النص فائدة للجميع لأؤكد إدانتي للطائفية ولكل من يوجه الإتهامات لزرع الفتنة والكراهية لتمرير مصالح غير انسانية , وتقبل مني كل التقدير .
النص ... الذي ورد في مقالتي المعنونة ..{ ان كنت لا تستحي افعل ما شئت } .

{ في الماضي عاصرنا القوميون العنصريون والإسلاميون المذهبيون حيث كانوا يعلقون الشيوعيون على اعمدة الكهرباء بحجة انهم اعداء الإسلام وكان ذبح المسيحي كما يسمونه { بالكافر } حلالاً بلالاً, واليوم نشاهد الأغرب .. فهذا نسمع على انه جاسوس لأمريكا إذبحوه , وهذا كلداني متأشور خائن ابعدوه , وهذا وهابي لا ينتمي لأهل البيت فهو ارهابي , وهذا الوزيرعجمي صفوي حاقد ابعدوه , وهذا وزير حرامي , وهذا بعثي اجتثوه , وهذا كردي لا يهمه وحدة العراق ابعدوه , وهذا آخر عميل لإسرائيل اسجنوه.... الخ من هذه الأتهامات التي برزت في العراق بعد اسقاط النظام لتخلق حالة الفوضى التي يعتقد ان غالبيتها قد دبرتها دول معينة لتحقيق مصالح معينة وهكذا تم خلط الأوراق وكان ضحبة ذلك الوطنيون المخلصون من مختلف الشرائح والذين تم تصفيتهم بهذه الحجج الواهية . } انتهى النص .
وهي فرصة ان اشير الى ما حدث وسيحدث لمعتنقي الديانة المسيحية من اتباع الكنيسة الكلدانية او السريانية او الأشورية وخاصة في العراق , حيث ان هناك من يحاول أن يعيد التاريخ إلى الوراء ، ويعيد بالمسيحيين إلى ما كانوا عليه في بداية مجيء الإسلام ومعاملتهم كأهل الذمة ، وفرض الجزية عليهم ، وإبعادهم عن كل وظيفة حكومية عليا تجعله يتحكم بشؤون المسلمين ، ونقصد هنا تحديدا التيارات والحركات الطائفية الإسلامية ، التي بدأت تتنامى ويتصاعد نشاطها على امتداد الساحة العربية والإسلامية . إن دعوة وسعي الإسلام المذهبي والمتطرف لإقامة اقليم او دولة إسلامية مذهبية يدفع بالمسيحيين إلى الهروب تاركين البلاد الإسلامية التي كان بعضها ارضا مسيحية قبل الإسلام , ليفضلوا الإستقرار في أميركا وأوربا حيث الحرية والديمقراطية والدولة العلمانية التي تحترم كل الأديان , ولذلك اشرت في مقالتي "ان كنت لا تستحي افعل ما شئت" الى المخاطر التي ستنشأ اذا ما استمرت سياسة اشاعة الطائفية والمذهبية بين ابناء الوطن الواحد والشعب الواحد والتي تمارسها الحكومات التي تأسست على اساس مذهبي , كذلك فان هناك مخاطر اضافية لأبناء قومنا وديننا يسببها بعض من قادتنا حين يتبنون سياسة طائفية من شأنها تمزيق الأمة , اننا نحذر من الأثنين لأنهما طريق التمزيق والحرب الأهلية والتي لن يسلم منها احد . وتقبل مني كل الود .


.

176
إذا كنت لا تستحي إفعل ما شئت


ادورد ميرزا
اكاديمي مستقل

بكل امانة وحيادية قال البعض ان الحرب على العراق كانت بدون مبرر وان نتائجها ادت الى فوضى ودمار شمل كل المرافق وحيث ان الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا تمثلان ارقى ديمقراطية في العالم صادقتين لنشر الديمقراطية في العالم , وهذا أمر لا يمكن نكرانه او تجاهله , لكن الخطأ الجسيم الذي ارتكبته امريكا وبريطانيا حين اختارت العراق كمحطة اولى لتنفيذ برنامجها كما اعلنت , هو عدم دقتها في اختيارالقادة الوطنيين من المثقفين العراقيين لتنفيذ ذلك ولإظهار مصداقية التوجه الأمريكي البريطاني لتحقيق الرفاه للشعب العراقي , حيث اعتمدت على مجموعة من المنتمين الى الأحزاب الطائفية والقومية العنصرية وقدمتهم على انهم ممثلي الشعب العراقي تحت مظلة الإنتخابات التي اثبتت عدم شفافيتها وبات كل العراقيين الشرفاء يعرف اهدافها المصلحية , مما ادى بالبعض لمقاطعتها بل ورفضها ومقاومتها, وامامي صورتين مختلفتين وفيهما اكثر من معنى ..الصورة الأولى توني بلير في العراق ليهنئ الحكومة وليؤكد دعمه لها, ويقول نحن مسرورون وموافقون على كل ما تم وسيروا على بركة الله , وسنغادر العراق حال طلبكم منا ذلك , لكننا بحاجة اولا الى التأكد من ان الحكومة قادرة على ضبط الأمن والإستقرار وان اعضاءها يتصفون بالنزاهة والشفافية مئة بالمئة , وسوف نبقى لحمايتكم ومتابعة اكمال ذلك , وهذا يتطلب الصبر وبعض الوقت, واضاف .. عندها سنغادر ونحن مطمئنين على سلامة شعب العراق , اما الصورة الثانية والمتزامنة هي الإعلان عن سقوط اربعين قتيلا مدنيا في انحاء بغداد في نفس اليوم من جراء اعمال العنف الطائفي والعرقي ! وبالرغم من هاتين الصورتين المتناقضتين , ما زال البعض من العراقيين ساذجا الى درجة انه لا يريد ان يصدق ان العراق اصبح تحت الرعاية الأمريكية والبريطانية ارضا وثروة والى الأبد , ولا يريد ان يصدق ان العلاقة بين حزب المالكي والحكيم وحزبي الطالباني ومسعود قوية ومتينة وستراتيجية مع القوتين الجبارتين امريكا وبريطانية .
 بقي ان نعرف ايضا ان البعض يتجاهل الوصف الأمريكي للإرهاب حيث تأكد لكل المتابعين ان الإرهاب الحقيقي هو ذلك الذي يهدد الأمن الأمريكي والبريطاني فقط ! اما الذي ما يحدث في العراق من اعتقالات ودهم للمنازل وقصف للمحافظات المدنية وقتل وذبح واختطاف على ايدي ميليشيات عراقية وغير عراقية وتعذيب السجناء فهذا لا ينطبق والوصف الأمريكي للإرهاب , فما حدث للعراق وما تلاه من فقدان الأمن وانتشار كل انواع الجريمة اصبح واقعا يوميا , ولا احد يدري لماذا اذن تغيير الحكم في العراق والغاء كل مؤسساته واعادة بنائها على اسس طائفية وعرقية ؟ هل كانت الأسباب طائفية وحزبية كما تظهر من خلال محاكمة الدكتاتور صدام لمعاقبته منفذي عملية اغتياله في الدجيل , ام  أسبابها مصالح اقليمية وامريكية ! فما من شك ان امريكا وبريطانيا لهما مصلحة اساسية في ذلك لكن القتل والذبح والعنف الطائفي الذي اشتعل في العراق بعد اسقاط النظام لم يكن مصلحة امريكية كما يتصوره البعض , انما هو ثأر وتصفية حسابات بين اعضاء نظام صدام حسين البعثي من جهة وبين حزب الدعوة الإسلامية والثورة الإسلامية والحزبين الكرديين من جهة اخرى , لذلك على العراقي اليوم ان يفهم ويتعايش مع الواقع الجديد الذي استُحدث في العراق وعليه ان يعلم ايضا ان امريكا التي صرفت مليارات الدولارات في غزوها للعراق وقدمت الاف القتلى من جنودها فانها وضعت في حساباتها الفوز بالخلود الأبدي في العراق واقامة الديمقراطية الحقيقية ولذلك فانها  لن تغادر العراق مهما كلفها من خسائر ؟ هذه هي الحقيقة ! 
أما الذي يعتقد ويصرح ويغرد ويكتب بانه وشعب العراق والمنطقة في احسن حال فانه كاذب ودجال ومنافق , او انه مختل عقليا !
تقول التقارير الغربية المتخصصة.. لقد دُمرت البنية التحتية للعراق والغيت كافة مؤسساته الرسمية ومزق شعبه الى تقسيمات طائفية متقاتلة ونهبت ثرواته, ومع الآسف أصبح { العراقيون الوطنيون } جميعا كأنهم متهمين في قفص خائفين مرعوبين لا يعلمون شيئا عن مصيرهم المجهول , حيث الإرهاب يلاحقهم من الخارج كما يلاحقهم إرهاب دولة الميليشيات وعصابات الموت التي دخلت الى العراق واشعلت الطائفية والإغتيال فمزقت العراقيين الى طوائف ومذاهب متنازعة ومتقاتلة , لقد تأكد من خلال التقارير التي تنشرها الدوائر الغربية والعربية على حد سواء ان في العراق قوى خفية ذات مصالح متعددة  تعبث بعقلية البسطاء لإشعال حرب طائفية وحزبية تمهيدا لتقسيم العراق ؟ حيث بدأت بترسيخ المحاصصة والتي اشعلت الكراهية والحقد والقتال بين شيعي و سني وكردي وعربي ومسيحي وغيرهم , حتى وصلت الى إغتيال الوطنيين العراقيين على يد الميليشيات وفق تقسيمات طائفية ومزاجية, كما وزعت المحافظات والوزارات على الأحزاب والطوائف , وتم اغراق العراق بالعداوات والأحقاد من خلال  قانون اجتثات البعثيين الذي سنهُ الأمريكان ونفذه الحاكمين الطائفيين , مما يدل على تخلف البعض واصرارهم على العودة بالعراق الى عصور الغزوات الجاهلية المظلمة والتمييز العنصري بين البشر على اساس الهوية والإنتماء !
في الماضي عاصرنا القوميون والإسلاميون حيث كانوا يعلقون الشيوعيون على اعمدة الكهرباء بحجة انهم اعداء الأسلام وكان ذبح المسيحي كما يسمونه { بالكافر } حلالاً بلالاً, واليوم نشاهد الأغرب .. فهذا نسمع على انه جاسوس لأمريكا إذبحوه , وهذا كلداني متأشور خائن ابعدوه , وهذا وهابي لا ينتمي لأهل البيت فهو ارهابي , وهذا الوزيرعجمي صفوي حاقد ابعدوه , وهذا وزير حرامي , وهذا بعثي اجتثوه , وهذا كردي لا يهمه وحدة العراق ابعدوه , وهذا آخر عميل لإسرائيل اسجنوه.... الخ من هذه الأتهامات التي برزت في العراق بعد اسقاط النظام لتخلق حالة الفوضى التي يعتقد ان غالبيتها قد دبرتها دول معينة لتحقيق مصالح معينة وهكذا تم خلط الأوراق وكان ضحبة ذلك الوطنيون المخلصون من مختلف الشرائح والذين تم تصفيتهم بهذه الحجج الواهية .

وفي خضم هذه الفوضى الطائفية تم تشكيل جمعية وطنية غالبية اعضاءها لا يملكون الخبرة ولا الإهتمام بمصالح شعب العراق , انما توجهاتهم تنصب بمدى حصولهم على مكاسب شخصية وحزبية , فعلى سبيل المثال كانت مناقشاتهم في بداية تعيينهم تدور حول احدث الأساليب الأمنية لحمايتهم من غضب العراقيين والتي أدت احيانا الى جرائم اغتيال بعضهم , كما كانت مناقشاتهم تنصب على ضمان مستقبلهم من خلال تثبيت حصولهم على رواتب تقاعدية , كما ان غالبيتهم يدعي انه منتخب من الشعب العراقي ويمثله في الوقت الذي نراه يخشى التحرك خارج المنطقة الخضراء , في حين ان القتل اليومي جار على قدم وساق وان معدل رمي جثث الأبرياء في الشوارع فاقت الخمسين جثة كل يوم !
اما اليوم وحين تم عرض اسماء الحكومة الجديدة على الجمعية الوطنية لمنح الثقة فقد تبين ان غالبية اعضاء الجمعية الوطنية لا يملكون المعرفة المطلوبة عن الوزراء المرشحين , الا انهم وبالرغم من ذلك ودون خجل وحياء وقفوا وصوتوا بمنح الثقة وكأنهم على دراية واثقة من ان الحكومة مؤهلة لقيادة العراق , اما الحقيقة فغالبيتهم بعيدون كل البعد عن ما يجري للعراق , لا بل غالبيتهم غير معروفين من قبل العراقيين ولا يهمهم سوى مصلحتهم ومصلحة حزبهم وطوائفهم , ويقال ان معظمهم مجرد اسماء اضيفت من قبل احزابهم لأظهار حجمهم الشعبي الذي يحوم حوله التزوير واللاحقيقة , اما درجة ثقافتهم فقد باتت ظاهرة من خلال تصرفهم الذي نشاهده داخل اجتماعات الجمعية ومن خلال مؤتمراتهم على الفضائيات ,حيث الجهل والأمية وعدم الأنضباط وقلة المعلومات ودقتها ظاهرة في حواراتهم ...وقد عقب أحد المعلقين قائلا .. انهم في الجمعية كمن يجلسون في مقهى شعبي يناقشون مستقبل الدوشيش واحوال الطيور الحمر ومن الأقوى بين نوعين من الديك الهراتي ؟

 فوضى عارمة اجتاحت البلاد منذ سقوط بغداد .. قتل وذبح على الهوية, أغتصاب الأبرياء العذارى , اغتيال الأساتذة الجامعيين والأطباء والعسكريين والعديد من الطيارين والفنانين , حرائق وخراب هنا وهناك بنوك سلبت كنائس ومساجد احرقت , فوضى بكل معنى الكلمة هل سألت اميركا لماذا هذا يحدث لكي تقف عند خطأها ولكي تعلم ان كل ذلك حدث بعد سقوط نظام صدام , فهل هكذا يكافئ العراقيين بدلا من الورود وهكذا تبنى  الديمقراطية لهم ؟

فالجميع يسمون انفسهم { وطنيون عراقيون } في حين تظهر الشيطانية والحيلة على وجوههم بشكل واضح , فهم يتحدثون عن الديمقراطية والسلام لكن في حقيقتهم لؤم وكره وافراز للأفكار الجاهلية المليئة حقدا , ولذلك فان امثال هؤلاء لن نجني منهم غير تدمير وتمزيق البنية الأجتماعية والثقافية والتأريخية والأقتصادية للشعب العراقي , فلم يعد للعراق تاريخ يتفاخر به شعبه ولم يعد له تراث يتغنى به  ولم تعد بغداد كما كانت عاصمه الرشيد جمال وملتقى الشرق والغرب .
يقول احد المحللين ..{ لقد اصبح  العراقيون اعداء بعضهم البعض , هكذا اراد الذين تآمروا على العراق وضربوه في تأريخه ووحدته ووطنيته } , نعم هم ارادوا تدمير العراق فاستغلوا صدام وجيش صدام عدوهم التأريخي الذي نجى من محاولة اغتياله في الدجيل , فمغتربينا { بعض اعضاء الحكومة } الذين عينوا برعاية امريكية وبريطانية { وهذا ليس سرا مخفيا } فهم غرباء عن الوطن والوطنية, هؤلاء قدموا انفسهم على انهم اكثر ديمقراطية من صدام الدكتاتوري الذي دمر العراق من خلال سياساته العنجهية واضاع  ثرواته في سبيل اهداف البعث الخيالية , هؤلاء المغتربين لم يكونوا كما ينبغي وكما قدموا انفسهم , فقد ظهروا عكس ذلك , وكما اعلن عنهم انهم أساتذة مثقفون بعضهم سادة متدينون احتك بالغرب الديمقراطي وقد جاء لخدمة ولخير شعب العراق هكذا كانت خطبهم وتصريحاتهم , لكن الغالبية منهم  ظهر امام العالم وامام شعب العراق عكس ذلك , فقد تبين انهم من صنف طائفي متطرف وبعضهم كما نراه لا يصلح لإدارة حتى شخصين , كما ظهر اخرين وكأنهم قد حزموا انفسهم للثأر والعنف والإجتثاث و السلب والنهب وكل ما من شأنه ارهاب وتحقير شعب العراق , وقد اشار احد العراقيين المتصلين بقناة الشرقية من خلال احد برامجها بانه اكتشف التوجه الطائفي والثأر من خلال هيكل محكمة صدام حسين , وكأن قضية الدجيل هي ثأر احزاب !

 ان العراق لم ولن ولا يمكن ان تحكمه فئة او طائفة بستار ديني او حزب واحد  , العراق لكل العراقيين ولا يقبل ان يفرض عليه  قانون اوطقس ديني معين يقيد حريته , انما الذي يتمناه غالبية شعب العراق هو نظام حكم  بدستور و حكومة وطنية معتدلة بعيدة عن الأصطفاف الطائفي فالدين لله والوطن لكل الفئات.. حكومة من رجال ونساء يؤمنون بان للعراقي المسيحي والصابئي واليزيدي كل الحق في العمل والمشاركة في الحكم كما هي للمسلم , يؤمنون بان العراق ارض واحدة وهي ملك الجميع , مؤمنون بان للعراقي الحق ان يعمل في مؤسسات الدولة الرسمية القائمة على ارض كل العراق , يؤمنون ان الجميع تجمعهم جنسية واحد هي العراقية وثروتهم كل العراق .
 نقول للولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا ان ما جرى للعراق خلال الثلاث سنوات الماضية من قتل ودمار وتشريد يدلل على ان العراق لن ينهض ويتعافى ليلتحق بركب الدول الديمقراطية الاّ بتشكيل حكومة وطنية مستقلة جديدة ومحاسبة جميع الذين أنيطت لهم مسؤولية حكم وحماية شعب العراق خلال تلك الفترة والتحقيق معهم لإفشالهم المشروع الديمقراطي في العراق والمنطقة واعادتهم الى جحورهم التي جاءوا منها , ليرتاح شعب العراق المنهك ورحمة به .

177
ثلاثة شياطين.. يرفضهم الوطنيون العراقيون


ادورد ميرزا
اكاديمي مستقل
1 . الطائفيون
في دردشة مع احد الأصدقاء العراقيين الذين يعملون في احدى *جامعات دول الخليج العربي حول الأوضاع المأساوية التي حلت بالعراقيين بعد اسقاط نظام صدام من دمار ومن قتل واختطاف , الى فساد , الى تدني في كل مفاصل الحياة توصلنا الى حقيقة واحدة هي ان عقلية الحاكمين الجدد كما بدى لا يملكون برنامجا وطنيا يسعى الى حماية ورعاية العراقيين , وذلك يرجع لإرتباطهم بجهات خارجية اجنبية متعددة لها مصالح ستراتيجية في العراق وفي المنطقة , يضاف لها افتقارهم الى روحية ومحبة العمل الجماعي الذي يُلغي كافة الفروقات المذهبية والحزبية , لكن الأهم في دردشتنا كان فيما يتعلق باسلوب تشكيل الحكومة حيث بدت لنا وكأنها { قشمريات } كما يقول العراقيون لأنها صورت لنا كأنها تتعلق بامزجة ورغبات بعض الشخصيات وتدخلها في اختيار هذا او ذاك , في حين ان الحقيقة هي ليست كذلك انما هي في ايدلوجية هذه الشخصيات وما تحمله من توجهات ومصالح لا تخدم تقدم وتطور الشعب العراقي , ولذلك نرى الوطنيون العراقيون يحذرون بل يتخوفون من وجود حكومة طائفية ويعتبرون ان العمل الحكومي والمناصب الوزارية اذا ما ارتبطت بالحزبية الطائفية او المذهبية فسوف تقسم العراق وتغرقه بحرب اهلية دموية لن تنتهي , وعندها ستعمق الأحقاد لتشمل الشعب العراق بكل مكوناته الدينية والقومية؟
للعراقيين مثل قديم يقول ... { تيتي تيتي مثل ما رحت جيتي } وهو يشبه الى حد ما تمثيلية استبدال الدكتور الجعفري بالأستاذ المالكي .... فمالذي سيتغيّر ؟!
يقول صديقي ان ما كنا بانتظاره بعد اسقاط نظام صدام هو تشكيل حكومة ديمقراطية ونزيهة وعلمانية مستقلة تخدم العراقيين وتنقلهم من حالة الرعب والفقر والبؤس الى حالة الأمان والرفاهية , لكنه ومع الأسف لم يحدث ما وعدوا به , انما ما جاءهم هو خوف واحقاد طائفية ومذهبية وقتل واجتثاث وجريمة وفساد وفوضى  !.. اللهم إرمي من خرّب العراق الى الجحيم وبئس المصير ؟ هكذا ختم صديقي حديثه ! واضاف ...ولأن المحتل باق لأنه الأقوى فان الإستقرار والأمان لن يتحقق إلاّ بقيامه بابعاد كل الطائفيين الذين جاء بهم لحكم العراق بعد سقوط صدام , كما عليه اعادة صياغة الدستور الطائفي المهزلة والغاء الأنتخابات الهزيلة المزيفة وما تبعها من سيناريو ومسرحية تغيير مناصب المسؤولين , المطلوب ابعاد العراق والعراقيين عن النفس الطائفي والعنصري الحقير وهذا لن يتأتى الا من خلال الغاء كافة القوانين والإجراءات التي عمقت الكراهية والطائفية ومن ضمنها التوزيع الطائفي والحزبي للمناصب الوزارية وتشكيل الميليشيات .. هذا هو الحل  !

2 . الإرهابيون
اما الأمر الثاني الذي دردشنا حوله كان بخصوص ظاهرة الإرهاب والإغتيالات التي برزت بعد سقوط نظام الدكتاتورية من تدمير دور العبادة الى اغتيال الأساتذة وعلماء الدين والضباط المتميزين الى اختطاف الأبرياء وقتلهم من الكتاب والصحفيين الوطنيين من الذين يوجهون انتقادهم لسياسة بعض قيادات الأحزاب المتسلطة في العراق والتي سيطرت على الحكم بعد اسقاط نظام الدكتاتورية وجرت البلاد الى الحرب الطائفية والحزبية , كما سلطنا الضوء على دخول الأرهابيين الغرباء من الذين لهم تصفية حسابات مع الأمريكان حيث لم يشهد العراق مثل هذا الإرهاب طيلة السنوات المئة الماضية .
ولأننا نحن الأثنين من المتابعين كغيرنا لما يحدث في العراق فقد توقفنا الى ما قرأناه حول جريمة اغتيال احد الكتاب العراقيين الذي كان يكتب منتقدا أداء الحكام الجدد في العراق حيث فوجئنا بخبر اغتياله , وقد استوقفتنا مقالة كان قد نشرها حيث وضح فيها موقفه الوطني اتجاه ما يحدث في العراق ؟ اعيد نشرها ليطلع القارئون كيف يكافئ الوطنيون العراقيون المخلصون ؟  ترى اليس من حقنا ان نتسائل ان كان في عهد صدام البائد يُقتل الوطنيون المخلصون , فلماذا يقتل المخلصون اليوم ... من هو اذن المجرم الحقيقي عدو العراقيين ؟
اليكم ما كتب الشهيد وكيف كوفئ بقتله وعليكم ان تحكموا !

النص الذي نشر بتأريخ 18 ايلول 2005 على موقع كتابات .   

{ والله العظيم إني مع الديموقراطية الحقيقية والمجتمع المدني  المتطور وحقوق الإنسان وامتلاك ثروات العراق بالعدل والقسطاس ، ومع أية بادرة سياسية ودينية تصطف مع الناس وتنتصر لعذاباتهم الطويلة وتعمل الى غدٍ عراقي مشرق تتساوى فيه حقوق الناس وواجباتهم .
إني مع بناء العراق وترميم جراحاته العميقة وغسل ذاكرة الماضي الأسود عنه وعن أجياله التي تعذبت أكثر مما يجب .
كمواطن مجهول شأني شأن الملايين التي لا تعرف نهارها من ليلها ، أتعاطى من باب الاضطرار الديموقراطية العراقية المخيفة والفاشلة حتى الآن ، وأميل الى كل ما يساعد على لم شمل الوحدة الوطنية العراقية ، وأني مع تأسيس الأحزاب والتجمعات والنوادي والجمعيات والمكتبات العامة والمنظمات المدنية وجمعيات الرفق بالإنسان والحيوان والبارات والديسكوات وحتى بيوت الدعارة البريئة التي يسمونها زواج المتعة! وكل ما من شأنه أن يؤسس حضوره على قاعدة جماهيرية ، ولكن بأفكار وطنية عراقية صريحة خالصة تدعو الى الوحدة العراقية الصميمية بلا تدليس ولا التواءات دخيلة ومفهومات خارجية ملغومة ولا دين يطوّق أعناقنا بالقوة ، كما هو الحال مع بعض الأحزاب القيادية الدينية في السلطة ، ولا بأس أن نذكر المجلس الأعلى للثورة الإسلامية فهو مثالنا السيء  الذي يجب علينا أن نذكره حيثما وجدنا لذلك سبيلا ! } ...انتهى النص.

3 . المحتلون 
الحرب الأمريكية على العراق دخلت أخطر مراحلها على الإطلاق , وان المشروع الأمريكي الذي اعلنته بخصوص نشرالديمقراطية لم يتحقق انما ادخل العراق في مرحلة العنف الوحشي البربري الذي تمركز باكثر وحشية بين المسلمين السُّنة والشيعة . فمنذ اليوم الأول بعد اسقاط الطاغية صدام عمدت الإدارة الأمريكية لتعميم المحاصصة الطائفية والتقسيم المذهبي والقومي في قانون ادارة الحكم والتي ادت الى المصادمات والصراعات فيما بعد حتى وصلت الى مرحلة القتل وذبح الأفراد على الهوية وانتشر الفساد والخوف والرعب ليعم كل مناحي الحياة الى يومنا هذا .
أن العنف والعنف الطائفي المضاد الذي بات منتشرا جعل الاعتقاد لدى البعض من عامة الناس بأن الشيء الوحيد الذي يستطيع حمايتهم من عنف الآخر وشره , هو الوقوف مع استحداث المليشيات المسلحة التابعة لبعض الأحزاب , وليس الإعتماد على قوات الشرطة أو الجيش الرسمية , وهذا ما جعل المليشيا ان تكون خارج السيطرة الحكومية لأن تشكيلها أصلاً ليس لحماية الشعب انما لحماية العشيرة والأهل وأفراد الطائفة ومن هنا تبدأ الطائفية فعلها في تقسيم المجتمع , وكلنا يعلم تأثير الميلشيات اذا استفحلت واستهترت فان الحكومة ستفقد هيبتها وسيطرتها على الوضع الأمني والسياسي في البلاد , وسيعتقد اصحابها بأن في مقدورهم التمتع بسلطة سياسية أكبر نفوذا , مقارنة بما يكسبونه سياسياً من التشبث بشعار تشكيل حكومة الوحدة الوطنية التي يطالب بها من يرفض الطائفية .
وحسب ما يظهر من ارتباك بين قوات التحالف من جهة والجيش ووزارة الداخلية بكل تشكيلاتها من جهة أخرى , فقد نشأ وضع أمني لم يعد فيه العراقيون قادرين على التمييز بين ما إذا كانت قوات الأمن المنتشرة في الشوارع والطرقات أعداء أم أصدقاء ! هل هم من جماعة الزرقاوي , أم هم عصابات ومجرمين , فالكل يرتدي نفس ملابس الداخلية الرسمية , ولذلك كما يقولون إختلط الأخضر باليابس ؟! وطبعا هذا الواقع انتشر في غالبية مناطق العراق .
وبالنتيجة المؤسفة فان السلب والنهب والأختطاف واغتيال الأفراد إزداد بشكل اكثر بالرغم من ان الحكومة قامت بتشكيل قوات شرطة وأمن وجيش إضافية نشرتها بشكل موسع في كل مناطق العراق ؟ ولذلك فمن الواجب الأخلاقي على الحكومة مصارحة الشعب بفشلها وعليها الأبتعاد عن التضليل والكذب والاستمرار في رسم صورة زاهية غير واقعية عن حالة الأوضاع الأمنية في العراق , لا بل عليهم وخاصة المسؤولين عن حماية امن الشعب ترك مناصبهم فورا وفسح المجال امام الأخرين الكفوئين لأنقاذ ما يمكن انقاذه ؟
ولا يفوتنا ان نذكر ان ما زاد الطين بلة تزامن حالة الفراغ الأمني هذه مع وجود قوى عراقية وعربية من مجموعات متباينة معارضة للوجود الأمريكي يوحدها هدف مركزي واحد هو افشال المشروع الأمريكي وحلفائها في العراق , وإذا كان الهدف الأساسي للولايات المتحدة هو انجاح مشروعها الشرق اوسطي وبنشر الديمقراطية فيه مما سيؤدي الى إستقرار العراق والمنطقة , لذا يجب عليها الإسراع باحالة جميع الذين شاركوا في الحكومات السابقة على التقاعد الإجباري لا بل ومحاسبتهم وتشكيل حكومة باعضاء غير مرتبطين باي حزب ديني مبني على الطائفية او مرتبطين بحزب قومي عنصري , بمعنى حكومة تضم اساتذة اكاديميين وكفوئين يتحلون بالحكمة ونكران الذات , كما يجب احترام واعادة كافة الضباط الكبار من الجيش العراقي السابق وقوات الشرطة المستقلين المخلصين واعادة كافة التشكيلات , كما تقوم الحكومة الجديدة المشكلة باعادة كافة الوزارات الخدمية السابقة بكامل موظفيها للعمل كما كانت , عندها فقط وفقط وفقط  يكون إنقاذ العراق من قبضة الحكم الطائفي البغيض ويعود العراق قويا وديمقراطيا بمسلميه ومسيحييه وصابئته ويهودييه وبقية المكونات الى حاضنة الدول المتحضرة والمحبة للسلام والخير .
*  دولة قطر

178
القيادة.. هيبة وكاريزما وثقافة ورحمة


ادورد ميرزا
اكاديمي مستقل

البعض من البشر في محيطهم يتخيلون انفسهم عظماء وعباقرة حين يكتبون او يخاطبون شعوبهم , فبعض كتّاب المقالات على سبيل المثال من الذين يتمتعون بموهبة الشعر والكتابة وقد سنحت لهم فرصة الكتابة الحرة يمنحون لأنفسهم الحق في طعن الأخرين في افكارهم كما يشاؤون , معتقدين ان في جعبتهم الحقيقة كلها وانهم الأصح فيما يكتبون , كما يعتبرون انفسهم عبقريون عرّافون بكل مخفي في تأريخ الأخرين , وان مصالح شعوبهم تتطلب منهم تبني ما يكتبون , أما الأخرون ممن يختلفون معهم فيما يكتبون فأقزام جهلة لا يفهمون ما يكتبون !
أما الأغرب هو ما يحدث في العراق فهناك البعض من الذين تبوئوا مناصب حكومية عليا لا يعتبرون انفسهم عباقرة فحسب انما يعتبرون انفسهم من نوادر الثديات اجتماعيا وفكريا وثقافيا ويمتلكون قدرة في انجاب نظريات وبرنامج حظارية وديمقراطية لا يتمكن غيرهم من حملها وانجابها , انهم كالخفافيش وهذا ما يجعل شعوبهم لا تراهم في النور , شأنهم شأن كتابنا الموهوبين .. والحليم منا يعرف معنى هذه الإشارة ؟
في موضوعي اليوم ينصب على اهمية الهيبة وشخصية الزعماء في حياة الشعوب... فبعد غزو العراق والغاء الوزارات والمؤسسات وحل الجيش والشرطة وتشتيت وبعثرة واجتثاث كل الكائنات البشرية النافعة التي كان لها صلة بالدولة بين تهجير هؤلاء المجموعة او اغتيال هذا المتميز او ابعاد ذاك الوطني المخلص , ظهر فجأ زعماء اختيروا بعناية من قبل قوات التحالف لإدارة شؤون جمهورية العراق التي أُلغيت فيها كل مؤسساتها ومقوماتها الدستورية ؟ الزعماء الجدد  ذهبوا ابعد من حجمهم الشعبي الطبيعي فتخيلوا انفسهم من اصناف القادة المتميزين بين الزعماء , في حين ان المجتمع العراقي كما وصفهم لم يلمس منهم ما يشير الى ذلك , انما تحسس بان غالبيتهم بدون هيبة ولا شخصية ولا ثقافة بل ولا حتى رحمة في قلوبهم ولم يرى فيهم خيرا ولا هم يحزنون , فبعد ان اسقطت قوات التحالف نظام صدام الدكتاتوري بالقوة العسكرية الهائلة , وبعد ان استحوذوا الزعماء الجدد { الله يجرم ج بثلاث نقاط } في مساكن المسؤولين السابقين وقصور الطاغية صدام الفارهة انطلق الزعماء بهيبتهم يدلون في تصريحاتهم وكتاباتهم عن نضالاتهم الجهادية في اسقاط صدام حسين الذي جعل من العراق ...{ كما صرّحوا }...دولة فاشية  ذات نهج طائفي ومذهبي تسوده الفوضى وانعدام الأمن والقانون .. حيث لا مؤسسات ولا جامعات ولا حرية عبادة , وان البطالة منتشرة والأمية والجهل تعصف بالبلاد والصحة متدنية , كما هيأ الطاغية صدام المناخ الملائم للحرب الأهلية بين المذاهب والأحزاب  ... وانهم اي { الزعماء الجدد }  قد نفذ صبرهم وتعاظم حرصهم الشديد على شعب العراق , فهبوا هبة رجل واحد وبجهود احزابهم الديمقراطية والشفافة والبعيدة عن اهواء المزاجية والطائفية والعنصرية والمذهبية فحرروا العراق والعراقيين من بطش نظام صدام .. { هكذا صرحوا وهكذا فهمنا منهم } لكن العراقيون قالوا فيما بعد .. ان ما تبين عكس ذلك بالضبط وقد ظهر لنا ذلك من خلال هيبتهم وشخصيتهم .

 ثلاث سنوات والزعماء .. ما زالوا في غيّهم مصدقين انفسهم انهم زعماء بحق وان المجتمع بعد سقوط الطاغية ونظامه الدكتاتوري اصبح ينعم بالحرية والأمان وان شعب العراق يعيش اياماً حبلى بالرفاه والأمان والخير ؟ كما انهم أقنعوا انفسهم من ان الشعب العراقي اختارهم لهيبتهم دون غيرهم وقد تراكض الشعب العراقي لأداء دوره الديمقراطي في الأنتخابات التي جرت في ظروف أمنية طبيعية وشفافة ... هذا ما تخيلوه وما اعلنوه  !.. وقد غاب عن أذهان بعض الزعماء الجدد بأن هيبتهم حين يطلون على المجتمع لا تدل على انهم زعماء وقادة بمعنى الكلمة , قد يسأل سائل ما اهمية هيبة الزعيم او القائد في الدولة , فاقول له انه مهم جدا جدا ويبدو ذلك جلياً عندما ننظر الى الأسرة المثالية , فعندما تكون الأسرة بأبوين يتمتعون بهيبة وشخصية قيادية ومثقفة سنرى ان هذه الأسرة تعيش الطمأنينة وتنعم بالخير وبالرفاه , كما لا يخفى علينا مدى التأثير الذي نتج على تطور الحياة والبشرية من خلال ما كان يمتلكه الأنبياء والرسل من هيبة وشخصية ورحمة !
 ولا اخفي عليكم ان قلت لكم ان صديقا يعمل استاذا جامعيا في علم الفقريات وصف { البعض } من الزعماء الجدد الذين استلموا حكم العراق بان هيبتهم عند ظهورهم لا تختلف كثيرا عن هيبة الباعة المتجولين الذين لا وقت لهم لحلق وجوههم من كثرة وقت العمل , فبعضهم بملامح عنيفة لا تعرف الأبتسامة وقريبة كمن يبيع بخفية بضاعة مهربة , والبعض الأخر يمضي وقته مداعبا سبحته الطويلة , واخر يتباهى بمحبسه الشذري .. فتصوروا صورة مستقبل العراق ؟
يعتقد البعض ان السيطرة على الحكم هي غاية أساسية لتحقيق المصالح , وان الفوز بلقب الزعيم الأوحد او القائد الضرورة او البطل الملهم لن يتحقق الا بالوصول الى سدة الحكم , ويعتقد ايضا انه بمجرد الوصول الى سدة الحكم فانه اعتبر نفسه بطلا فطحلا عنتريا ومتميزا دون منازع ؟  لكنه نسى ان الوصول الى سدة الحكم خاصة في منطقتنا العربية لا يحتاج الى مختبرات ولا يتطلب دخول الجامعات وتحضير البحوث , فبمجرد توفر الثغرات في اجهزة الحكم ومنها الفساد الأداري وتفشي البطالة والجريمة وفقدان الأمن , مع تمتع هذا الذي ينوي السيطرة على الحكم بامتلاكه القدرة العنترية اي { شقاوة } وجنونه المفرط بالعظمة مع وجود شلة من اصدقاء له من نفس الصنف العنتري والصدامي .. كل تلك المواصفات مجتمعة مع توفرعوامل اخرى سلوكية واجتماعية لا وجوب لذكرها لحساسيتها لكنها معلومة عند الأسر المتعففة , هذه العوامل مجتمعة هي الأساس المساعد لهؤلاء البعض للوصول الى سدة الحكم ولإعلان انفسهم زعماء ابطال , ناسين ان الزعامة او القيادة تتطلب كاريزما عالية لكي يستطيعوا قيادة المجتمع مضافا لها امكانات ثقافية وعلمية !
 أما ما حصل في العراق والطريقة التي قفز الزعماء لسدة الحكم فانها تختلف عن المألوف الذي يعرفه العراقيون حين يغير نظام الحكم , الذي حدث في العراق موديل جديد وحديث وحضاري لتغيير النظام  !

لكن المهم في موضوعي كله هو .. كيف تحقق الأمن والسيادة والأستقلال للدولة التي سيطرت على حكمها وكيف تجعل لشعبها ان يعيش الرفاهية والأزدهار والأمان والتطور هذه هي المهة الصعبة , وليس المهم كيف قفزت الى السلطة لتسمى زعيماً ؟
 ان هيبة الرئيس او الزعيم او القائد لمجتمع معين لها دور مهم في حياة الشعوب , فبالنسبة للعراق فان مقارنة بسيطة بين هيبة وشخصية زعماء العراق ومظهرهم منذ عهد الملك فيصل الثاني رحمه الله لغاية سقوط الطاغية صدام في 2003 يستطيع الفرد ان يتصور ما مدى اهمية الشخصية والهيبة في زعامة الدول وقيادة الشعوب .
قال احد الأساتذة ....ان اسوأ انواع الزعماء هم اولئك الذين يضعون انفسهم فوق الأخرين , او من الذين لم يصدّقوا انفسهم انهم سيصبحون يوما ما زعماء او قادة او رؤساء في بلدانهم  , هؤلاء مصيبة اذا ما اعتلوا الحكم حيث سيتخيلون انفسهم انهم احسن حال من الزعماء الحقيقيين..في حين ان الحقيقة انهم بعيدون كل البعد عن الحكمة والكياسة والفراسة بل لا يملكون الرؤية السليمة للمستقبل , مما يجعلهم يتصرفون بمزاجية فوقية تخدم مصالحهم وتقف حاجزا امام تقدم وتطور شعوبهم .. ان ما يهمنا حقا الوعي بمفهوم الزعامة وعن مواصفاتها ومن يستحق له ان يكون زعيما حقيقيا او يستحق لقب القائد الذي يحظى بحب وتأييد الجميع , هذا الوعي مهم جدا لكي يقف الشعب عندما يراد منه اختيار زعماءه او رؤساءه او قادته .. فالعالم اليوم  يتعرف على تقدم وسلوكيات الشعوب من خلال زعمائهم وقادتهم فهم الذين ينبغي ان يمثلوا شعوبهم ومجتمعاتهم اصدق تمثيل اثناء ظهورهم او لقاءاتهم .
 أما الزعماء الذين يحملون فكراً طائفياً او مذهبياً او قومياً عنصرياً او نفساً عدائياً , وتوفرت لهم فرصة الأستحواذ او الوصول الى سدة الحكم فتلك مصيبة لأنهم تلقائيا سيتحّولون الى طغاة مستبدين وسوف يسيؤون حتما لشعبهم ..والمشكلة مع هؤلاء الزعماء هي ان العالم المتحظر ينظر اليهم من خلال ما يظهره شعبهم من تصفيق وتأييد لهم عندما يتحدثون لشعوبهم عبر لقاءات او تجمعات تظهر عبر شاشات التلفاز , لكن حقيقتهم في الواقع انهم زعماء مصالح وفساد واخطاء وجريمة ولذلك فهم لا يعترفون او يظهرون باخطائهم او بفشلهم امام العالم  وامام شعوبهم , ولذلك فاننا ننبه الى ان المهم في الأمر هو قيام الزعيم طوعياً بمغادرة موقعه اذا ما احس انه غير كفوء وغير مرحب به وغير ذا هيبة وشخصية , ولنا في تأريخ زعماء العالم امثلة كثيرة , فهل سنرى زعيما عراقيا او عربيا قد فشل في عمله ويعترف امام العراقيين اوالعالم انه فشل ...
 ربما يحدث ذلك لكن ليس في الواقع انما في الأفلام فقط ... !

 
!

179
ندوة حول مؤتمر هولندا الأخير والأدارة الذاتية في سهل نينوى .

تقدم قناة سورويو Tv الفضائية في الساعة الثامنة والربع بتوقيت السويد من مساء يوم الجمعة المصادف 14 /4/ 2006 ندوة خاصة حول المؤتمر الذي عقد في هولندا مؤخرا وما يتعلق بحقوق شعبنا الأدارية في سهل نينوى عليه نسترعي الأنتباه .... وشكرا

180
سنقتلْ من يقيم الصلاة على روح شمشون اويشا


ادورد ميرزا
اكاديمي مستقل


هكذا هو العراق اليوم ...قتل واغتصاب واغتيال واختطاف ...متى ومن يحاسب المجرمون ..؟  في العراق وفي ظل استمرار انعدام الأمن وغياب سلطة القانون في العراق وانشغال القادة الذين نصبوا من أنفسهم ولاة الأمر في العراق بامورهم الشخصية وصراعاتهم الحزبية الطائفية , وفي ظل سيطرة قوى الأجرام على الشارع العراقي من ميليشيات وعصابات القتل والسلب المتنوعة والتي لا تفرق بين هذا الدين وذاك ,ولا بين رجل وامرأة فالقتل يطال الجميع , في خضم هذا الواقع المؤسف الذي حل بالعراق اشتدت الهجمة الشرسة من قبل { البعض } المتخلف ضد معتنقي الديانة المسيحية من الكلدان والأشوريين والسريان وفي عموم العراق وبالأخص في محافظات بغداد والموصل وكركوك والبصرة , حيث يستغل المجرمون الحاقدون فرصة الفراغ السياسي وغياب القانون التي أدت الى الفوضى والحرب الأهلية التي باتت على الأبواب , ليلحقوا المزيد من الأذى بأتباع هذه الديانة , وجدير بالذكر ان اتباع المسيحية بعيدون كل البعد عن الصراعات التي تحدث في العراق اليوم , فقد هُددت المئات من العوائل المسيحية لترك منازلهم ومحلاتهم او قتلهم مما دفع بهم للهرب وترك دورهم ومحلاتهم إلى مصير مجهول , كل هذا يحدث أمام مرأى ومسمع الذين نصبوا أنفسهم ليكونوا قادة ومسؤولين وحماة هذا الشعب المسكين ؟ فقد تلقينا قبل ايام ببالغ الاسى والحزن اغتيال الشهيد البرئ شمشون اويشا " ابو روبي " على ايدي مجموعة اجرامية من الذين لا يروق لهم بقاء الطيبين المسالمين على ارض العراق , انما يبغون ابقاء الجهلة وما فسد وعفن من مخلفات الأفكار المتخلفة التي سادت في القرون الوسطى , وبعد ان أفرغوا رصاصات حقدهم في جسد البرئ شمشون , لم يكتفوا بالقتل بل وصل حقدهم الى ابلاغ اهل الشهيد هاتفيا كما علمنا من احد اصدقاءه .. بعدم اقامة الصلاة على روحه في الكنيسة والا سوف يقتل الجميع ....اهذا ما كان العراقيون بانتظاره ايها المسؤولون عن حماية الشعب ؟

والحادثة كما شوهدت في منطقة الدورة والتي يسكنها المسلمون والمسيحيين بمختلف مذاهبهم الى جانب بقية الأطياف الأخرى من ابناء العراق حيث عاش الجميع في أمان متحابين ومتعاونين في السراء والضراء طيلة السنوات الماضية , فالجميع يؤدون وظائفهم وطقوسهم الدينية في الجوامع والكنائس دون عداء ديني او طائفي يذكر, ان الذي نراه اليوم من عداء وقتل على الهوية واغتيال لعلماء ولأساتذة الجامعات وغيرهم من اطباء وعسكريين ورجال دين , لم يألفه سكنة الدورة ولا اهل العراق من قبل ....... فمالذي حل بزمن العراق ومن هو المسبب  !
في الدورة ..... وبالقرب من سوق الأثوريين ومجاور النادي الأثوري اطلق مجهول ملثم بالسواد ثمانية رصاصات استقرت في صدر المرحوم شمشون اويشا { ابو روبي } الذي كان قاصدا منزله فسقط صريعا في الحال , وقال شاهد عيان ان شخصا ملثما اقترب من المرحوم وجها لوجه واطلق ثمانية رصاصات عليه فارداه قتيلا , وان جثة الشهيد بقيت على الأرض تنزف اكثر من ستة ساعات حيث مشهد الرعب والخوف قد اصاب اهالي المنطقة ... ومن عرف المرحوم " ابو روبي " فانه سيعصره الألم حيث كان انسانا متعاونا مسالما وطيبا مع الجميع مسلمين ومسيحيين وغيرهم , همه الوحيد عمله ورعاية اسرته ومساعدة المحتاجين , حيث لم يكن له اي اهتمامات اخرى , حاله حال بقية ابناء شعبنا المسيحي المسالم في العراق , ان ما حدث في العراق بعد سقوط بغداد ينذر بخطر كبير على سلامة شعبنا العراقي بجميع اديانه وقومياته حيث ان القتل على الهوية وانتشار الجرائم بات أمرا طبيعيا لا يمكن السيطرة عليه ... ماذا ينتظر المسؤولون لتخليص الوطن والشعب من مخاطر الحرب الأهلية ؟

لقدعبّرت تلك الفعلة الشنعاء وغيرها عن طبيعة اللغة التي تتفاهم فيها تلك المجاميع الارهابية وافرزت طراز روحهم البغيضة وما تكنّه نفوسهم الشريرة اتجاه كل من يحمل فكر مشرق ومحب , نفوس لا تفقه منطقاً ولا دراية لها بلغة المحبة انها تقرأ وتفهم شيئا واحد  وبلغة واحدة ألا وهي إلغاء الأخر وادماءه وتصفيته , وان دلت تلك الفعلة النكراء على شئ  فانما تدل على  افلاس هؤلاء  المتخلفين الذين عجزوا عن مقارعة اصحاب الفكر النير والسلوك الطيب فعمدوا لقتل من لايروقهم فكره وعلمه ودينه ليسكتوه وهم لا يعلمون ان بفعلهم الدنئ هذا يوهجون من نوره اكثر واكثر , لقد اكتمل مخطط الحرب الأهلية واصبح بمقدور المجرمين الأستفادة من فرصة غياب القانون ليمارس ذوي النفوس المريضة والأفكار الحاقدة اعمالهم الأجرامية , فلا قانون اليوم في العراق ولا سلطة بل ان القائمين على ادارة البلاد همهم يتلخص في خدمة مصالح الغرباء للحفاظ على مصالحهم الشخصية .

ان المشهد العراقي اليوم يشير الى ان الجرائم لن تتوقف لأنه كما يبدو ان الرافضين لسياسة الحكومة الحالية في تزايد وان الولايات المتحدة ومعها دول التحالف وبعض الدول الأقليمية هي الأخرى غير راضية على اداءها , كما ان غالبية شعبنا في العراق اصابه الذهول لما يحدث في العراق , وخوفنا على ما تبقى من اهلنا يتعاظم يوما بيوم .. فقبل مدة اغتيل أربعة من الشباب الأشوري من منتسبي الحركة الديمقراطية الآشورية في جريمة غادرة في العاصمة بغداد الى جانب ما حدث لأخرين في مناطق متفرقة من بغداد والبصرة والموصل وبقية المحافظات وما زال القتل والتهديد والأبتزاز مستمر الى هذا اليوم .. من المسؤول ومن يحمي العراق وشعبنا من الموت والتهديد وهل هذا ما كان العراق وشعب العراق بانتظاره ؟.

 أبناء شعبنا يسلبون ويذبحون ويهجرون ويهددون بترك منازلهم ومحلاتهم , والذين يدعون انهم حرروه وانهم انقذوه من حكم دكتاتوري مجرم وانهم يتبجحون بان الشعب يحبهم وقد انتخبهم نراهم كل يوم يطلّون على شاشات التلفزيون بلقطات وهم يتجاذبون الحديث والبسمة على وجوههم منشغلين بسبحهم , مظهرين محابسهم وخواتمهم السحرية وكأنهم ابطال وقد حققوا لشعب العراق الأمان والعيش الرغيد ؟!, وهم بهذه الحالة المضحكة انما يعبرون عن حقيقتهم وعن مدى تخلفهم وجهلهم بمصالح وحياة شعبهم ..حيث يبدو لا هم لهم ولا غم ولا هم يحزنون ! أما الحقيقة فان العراق يسبح في بحر من الدم وان بيوت العراقيين المساكين يلفها حزن وبكاء ورعب ..فالقتل والسلب واغتصاب البنات واغتيال الطيبين بات أمرا يوميا ... الى متى يقف هذا القتل والإرهاب ومتى يهتز الضمير والوجدان الى متى تصحى النفوس .

يقول الخبراء في الشأن العراقي إن ما حل في العراق من دمار وحرب طائفية ومذهبية ومن فوضى في مجملها هي نتاج للخطأ الكبير الذي وقعت فيه اميركا في العراق من خلال استبدالها رجال عهد النظام الدكتاتوري برجال ونظام لم يحقق اي ديمقراطية للعراق كما وعدت , بل تبين انه نظام اكثر دكتاتورية واكثر تخلف من خلال اختيارها لمجموعة غير قادرة ولا مؤهلة لقيادة العراق ولا تمتلك فكرا ديمقراطيا حظاريا ولا حبا للعراق وشعب العراق , ويؤكد الخبراء ان عودة الأمن والأستقرار للعراق لن يتم الا باستبدالهم بعناصر انسانية مستقلة ودون استثناء ...وقد اعترفت اميركا بذلك متهمة اداء الحكومة بانه اداء فاشل , كما اعترفت بان كارثة الطائفية { الحرب الأهلية } التي ألمت بالعراق قد كان لبعض من اعضاء لحكومة  دورا اساسيا ومؤثرا في تأجيجها , لذلك فاننا بحاجة الى الأسراع في فهم ابعاد ذلك وتأثيره  بالنسبة لأبناء شعبنا العراقي بشكل عام ولشعبنا بشكل خاص , فالمطلوب منا عدم الاكتفاء باستنكار الجريمة والتعاطف مع عوائل الشهداء  وعلينا جميعاً مستقلين وسياسيين ورجال دين ومفكرين وكتاب و صحفيين دراسة الحالة من جميع الجوانب .. أسبابها ومسبباتها ومن يقف ورائها وكيفية التعاطي مع هذه الحالة والعمليات التي تحاك ضد أبناء شعبنا  وتأثيراتها على عموم الشعب العراقي وعلى أبناء شعبنا بصورة خاصة وعلى مستقبلهم في العراق .. عندها نكون قد كشفنا النوايا وانقذنا العراق واهلنا من الهلاك والتشريد المحتوم , كما نطالب رؤوسائنا وقادة احزابنا العمل وبسرعة على ايجاد الصيغ الكفيلة لحماية شعبنا من الأغتيال والأرهاب والتهجير ... على الأقل في الفترة الحالية ؟.
وبهذه المناسبة نناشد آية الله العظمى السيد السيستاني والمراجع الدينية الأسلامية الأخرى باصدار فتوى توصي بحماية الأديان الغير مسلمة وفتوى بالسماح للمسيحيين بإقامة صلاتهم على ارواح ابناءهم من المقتولين غدراً وعدم تهديدهم , لأن الفتوى  كما هو معلوم هي القانون المؤثر الوحيد الذي يحكم في العراق اليوم , كما نناشد رئاسة الحكومة وعلى رأسها الأستاذ جلال الطالباني لأيجاد حل سريع لحماية شعبنا في العراق  ؟
كما نطلب من رجال كنيستنا بكافة مذاهبها وقادة احزابنا المخلصين ..{ بالرغم من اننا نعرف مدى خطورة ذلك على حياتهم }... للتكاتف والعمل معا وفضح هذا المخطط الإجرامي وبكل جرأة والدعوة لإيقاف حملات الإغتيال والتهجير اليومي لأبناء شعبنا المسيحي في العراقي وايصال الصوت لدى المحافل الدولية ومناشدة حاضرة الفاتيكان والأمم المتحدة والمنظمات الأنسانية الغير حكومية في العالم والاعتراف لها بحقيقة ما يجري لمسيحيي العراق وعدم التستر على هذه الجرائم لأن حجم المؤامرة كبير وخطير  .

تغمد الله الفقيد الشهيد شمشون اويشا { ابو روبي } برحمته الواسعة واسكنه فسيح جناته . وان يلهم اهله واصدقاءه واقاربه الصبر والسلوان .

 

181
روح أطوار بهجت... بيننا
ادورد ميرزا
استاذ جامعي
 
المرأة .....ألاف المرات ذكرها الأنبياء والرسل في كتبهم ودعوا الى رعايتها واحترامها وآخرهم الرسول محمد { ص } فكم دعى لرعايتها والحفاظ على حياتها وحقوقها ...  { اطوار بهجت } هذا الكائن الملاك يقتل بدم بارد وبدون ذنب وبأيدي قد تكون مرة قد مسكت او قرأت كتابا مقدساً من كتبهم ......؟
 
بين أطوار بهجت وسامراء كان هناك نفر حاقد وفاسد من البشر ممن هجرهم شرفهم وغادرتهم كرامتهم وباعوا ضمائرهم واحتقروا انسانيتهم .. هؤلاء سيمضون أذلاّء منبوذين الى يوم الدين , المجرمون قاتلي الشهيدة البريئة اطوار بهجت اومفجري المسجد في سامراء سواء كانوا من الشرق او من الغرب فهم ملعونون ومنبوذون في الدنيا وفي الأخرة .....!
 
 رحم الله اطوار بهجت والهم اهلها واصدقاءها وزملاءها الصبر والسلوان والمغفرة لمن اخطأ في تفسير مقتلها , والعار ونار جهنم بانتظار قاتليها بعون الله .
 
وستبقى روح اطوار بهجت تنشد بيننا......
 
أهْديكِ يا بشريةْ
بَساتينًا ... مِنَ الجُثَثِ
وَنُعوشَ الشُّهَداءْ
أهْديكِ يا إنسانية
وَطَن الثقافة الحضاراتْ
ظَمْآنَ مِنْ غَيْرِ ماءْ
أهْديكِ يا حياةْ
رِجالَ الشَّهامَةِ
وَنِساءً ماجِداتْ
وَضِفافَ دِجْلَةَ وَالفُراتْ
أهديك يا أرْضَ السّلام بغدادْ
قُلوبَ مَجْدٍ تَحْتَضِرْ
واجساداً مزقتْها ذئاب المشرقْ
أنا اطوارْ
أهديكم روحيْ تتَحَدَّى
مَنْ سَقَى أرْضي ألَمْ
بِالسَّناءِ وَالإباءِ وَالقَلَمْ
وَأنْ أظَلَّ قَيْدَ عَهدي ... بَيْرَقًا
فَوْقَ أطْلالِ الكَنائِسِ وَالمساجدْ والقممْ[/b][/size][/font]
 

182
هموم الكتابة وغرف البالتولك .. بين الغضب والمحبة .


ادورد ميرزا
استاذ جامعي

احيانا يحتاج الأنسان الى استراحة فكرية وجسدية خاصة اذا تعرض الى إجهاد جسدي او فكري , كبير والأثنين بالطبع يؤثران تأثيرا سلبيا على حياتنا جميعا , وحيث ان ما يجري لشعبنا في العراق ولأهلنا المساكين يتعبنا كثيرا بحيث يجعلنا نبحث عن فرصة نستغلها لراحة اجسامنا وبالنا المشدود دائما لأحوالهم المأساوية , وبالرغم من اننا منشغلين طول الوقت بهم الا ان بعضا منا يستغل جزءا من راحته في الكتابة على المواقع الألكترونية او المشاركة لبعض الوقت في احد غرف المحادثة البالتولك وذلك لشرح هموم شعبه ونقلها الى من يهمه الأمر عسى ولعل ان يجدوا حلا لمعانته الأمنية والمعاشية , فبالرغم من انه يشعر بسعادة حين يكتب او يتحدث عن هموم شعبه الا ان ذلك لا يخلو من متاعب تؤذي جسده وفكره ايضا , ويأتي في مقدمتها { الغضب } كرد فعل لما يطرحه الأخرون ضده , وقد يقول قائل ان الجهل والأمية هو السبب الذي يؤدي بصاحبه إلى الغضب والعكس صحيح , حيث قد يتحول هذا الغضب إلى تصرف غير حميد فيفقد صاحبه السيطرة على نفسه وقد يصدرعنه أذى غير محمود حيث ان الغضب لم يكن يوما من الأيام سلاح الأقوياء كما يقولون .

المصداقية واحترام الرأي الأخر ..
اعجبني ما كتبه الأستاذ رياض حمامة .. تحت عنوان { احترموا رموزي .. لأحترمكم } وهو بهذا القول الرائع فقد ابدع مجسدا { حالة احترام } الرأي والأعتقاد التي بدورها ستبعد { حالة الغضب} السائدة عند البعض من ابناء شعبنا , ان الوعي لظروف المرحلة سيسهم في ارساء قواعد المحبة والألفة والسلام بين كل مكوناتنا كشعب واحد . ان الرموز التي يتحدث عنها هي ملك الأشوريين والكلدانيين والسريان لا بل هى إرث ملك للبشرية جمعاء واحترامها واجب اخلاقي والزام إلهي بالنسبة لأبناء شعبنا وعلينا مجتمعين الدفاع عنها امام الأمم الأخرى , { فالجميع مسؤولون على حماية هذه الحضارة و الثقافة والتي تقاسمها الكلدان والأشوريين والسريان } عبر مراحل تأريخية متعددة , وما استمرار بقاءها الى هذا اليوم الا دليلا على قوة ومتانة المحبة التي كانت تجمع قادة وابناء الكلدان والأشوريين والسريان عبر مراحل تطورهم الثقافي والأجتماعي والسياسي المتداخل ، و بعكسه فإننا سنقرأ مرغمين صلاة الموتى " الفاتحة"  على حضارتنا من الآن لأن سفينة حضارتنا على وشك الغرق خاصة وان هناك من يريد ان يثقلها بهموم اضافية تسمياتها متعددة .
وللأسف الشديد هناك بعض من ابناء شعبنا قد ابتعدوا عن رؤية الواقع والمصلحة العامة ، بحيث اصبحوا و بسبب إفلاسهم الفكري و الأدبي و الثقافي و حتى الأخلاقي يلجأون إلى أساليب رخيصة في الترويج لأفكارهم الغير حضارية والمريضة و التي لا تخدم ولا تغذي إلا روح الكراهية والطائفية في الوقت الذي نحن بحاجة إلى التآزر و التآخي والمحبة والعمل الموحد , فالكتابة في المواقع الألكترونية فعالية انسانية يلجأ اليها الأنسان للتعبير عن ما يجول في خاطره من افكار تخدم السلام , وهي وسيلة متحظرة للتواصل الأنساني المفيد , وبهذا المعنى فانها تعتبر احدى الوسائل الإعلامية الثقافية الفعالة لنشر المحبة والعلوم والمعرفة بين بني البشر , وكلما كانت عامة وحقيقية وصادقة وبعيدة عن المهاترات الشخصية كلما كان تأثيرها ايجابيا على المجتمع , ولا تفوتني الأشارة الى غرف المحادثة " البالتولك " فهي بنفس المعنى ايضا .

المسؤولية والمصلحة العامة ...
يقول العلماء ... إن خلايا الجهاز العصبي لدى الأنسان هي المسؤولة عن مجمل عمليات جسد الأنسان الإرادية وغير الإرادية ولذلك يجب الأنتباه لها ورعايتها واحترامها وابعاد كل ما يثير حساسيتها , ومن هذا المنطلق ولأن الغضب يدخل ضمن النشاطات الأنسانية الإرادية لذا ارى من الواجب التذكير بانه من الممكن السيطرة عليها لأنها كما توصف حالة طارئة وغير طبيعية قد تؤدي بصاحبها الى عواقب اجتماعية وخيمة , وهي كما توصف دائما سلاح الضعفاء وتعبيرعن الفشل ؟ حيث يظهر الغاضب وكأنه ذلك القوي الشجاع , لكنه في الواقع ضعيف فاشل , لأنه غير قادر للتأقلم او التفاوض مع واقعه أو مع من يخالفه في الرأي فيلجأ إلى المهاترة او السفاهة العنيفة , وكما يشير اليها احد المتخصصين بان ...
الغضوب بطبعه إنسان متفاخر، لكنه ضعيف في العمق وثرثار , لأنه يلجأ إلى اسلوب العنف ويختبئ وراء الغضب ليعبر عن ثورة داخلية إزاء وضع او رأي لا يوافقه أو لا يلائمه , فهو يرفض الاستسلام لرأي الآخر ويرفض الخسارة ولا يرى في الحقيقة إلا ما يغذي قناعته , ولا يضع نفسه موضع شك أبداً .... بما معناه { عاقل بين مجانين } .

الإنسان الذي يغضب من كلام معين او من مقالة أزعجته نراه يسرع غاضبا متشنجا بنوع من الإسقاطات النفسية متهجما على الشخص الذي صدر عنه الكلام او الكتابة ، فيبدأ متصيدا بالبحث عن نقص او سبب ما ليكيل التهم او  ليصرخ في وجهه او يرد عليه بالكتابة او بالكلام الغير متحظر , وهنا اشير الى اهمية الحذر والأنتباه حين الكتابة او المخاطبة , حيث تختلف ردة فعل الغاضب باختلاف طبائع الأشخاص ومستواهم الثقافي والأجتماعي ومدى حدة الموقف المُغضب , ولذلك علينا التفريق بينهما .
فهناك من يدير ظهره للمتكلم او الكاتب الذي أزعجه فيتجاهله وينسحب معتقدا انه الحل الأمثل لتلافي المشاكل , واحيانا قد يواجهه بكلمة او بكلام لاذع وشديد , وهذا ما نسمعه على البالتولك او نقرأه عبر الكتابات في المواقع ,{ ان الأبتعاد عن توجيه الملاحظات مباشرة الى الأسماء دليل الرقي الثقافي }  .

ان حالة الغضب بالرغم من انه رافق الأنسان منذ خلقه .. إلا انه تصرف غير حضاري وغير ثقافي وغير اجتماعي , ونحن وما دمنا نفتخر باخلاقنا وتأريخنا وديننا وقيمنا كأمة حية , وجب علينا اذن ان نُبعد حالة الغضب عن طريقنا وان ندعوا للتسامح والتعاون والإحترام لأنها دليل الرقي والسمو , ولذلك اقول لا تغضبوا اذا قلت لكم ان { التقسيمات المذهببية والقومية ستغرق مركبنا القومي جميعا } , لأني اعتقد كما يعتقد العاقلون بان الوضع الحضاري اليوم لا يساعد لتقسيمنا الى أجزاء ومذاهب وطوائف متصارعة بل ان ذلك ليس ضروريا اصلا , ولأن التقسيم بعينه خطر على الشعوب بل ويؤثر على نهضتها وازدهارها وحتى على سمعتها بين الشعوب , وان العمل على احترام الأراء والدعوة بحسن نية لتشكيل فريق عمل سياسي  يجمع العديد من المخلصين ومن كل المكونات والأطياف من ذوي الكفاءة والأختصاص , عندها فقط سيكون هو الحل والخلاص الأمثل ...... وكما قال الحكماء ..
تقاس الأمم ...... بثقافة ووحدة ابناءها .
 والله من وراء القصد .


183
أدب / رد: هل يجوز أن أصلي
« في: 13:50 27/03/2006  »
حبيبتي وغاليتي يا ابنة الغالي عصام ..

ما اروعك وما اجمل ما تكتبين وبما تنادين وما احلاك حين تصلين للرب , زيدينا ايمانا
.



184

الثقافة والحرية .. ليست أوهام , إنما هي أدب وإحترام   

ادورد ميرزا
اكاديمي مستقل

العذراء .. التي هبطت من السماء على رؤوس العراقيين عنوة , تخيلها البعض كحورية داخل فانوس سحري فبمجرد لمسها ستلبي الحاجات والمعجزات , فأمسكوا بها وطاروا فرحين كالهاربين من نار جهنم ! فأحبوها وشكروا السماء ومن ساقها اليهم , فانطلقوا بها يتكلمون ويكتبون ويرسمون ويغنون ويرقصون ويلبسون ويشربون ويضربون اجسامهم  كيفما يشاؤون , انها الحرية نعم لقد هبطت الحورية { الديمقراطية }  واصبح من حق اي عراقي التمتع بمميزاتها التي حرم منها اكثر من ثلاث عقود , وانطلق العراقي مذهولا  ليستمتع بمشاهد فضائح الفضائيات والأنترنت وليملك ولأول مرة الهاتف النقال ..., وهناك من احب ان يطيل من لحيته او شعر وجهه او يحلق شاربه , وبدأ العراقي يطرح معاناته واشمئزازه جراء أوضاعه الأجتماعية المأساوية ومنددا باوضاعه السياسية العنيفة المتردية عبر الفضائيات والأنترنت واحينا عبر الهاتف النقال , , معتقدا بان مشاكله ستحل بمجرد النطق بها , وان هناك من يصغ اليه ليعينه , كما ان بعضهم راح ابعد فخرج امام الجموع يضرب رأسه بالسكين وضهره بالسلاسل حيث كان قد حرم من هذه الحرية طيلة حكم  صدام المخلوع , مؤمنا بان عذابه وعويله  سيدخلانه الجنة من اوسع ابوابها ليلاقي ربه وهو في احسن حال حيث قد ادى الأمانة كمؤمن مدافع عن الأبرياء المظلومين , خالدا في الجناة مستمتعا بالماء والخضراء والوجه الحسن , وذهب اخرون فأسسوا لهم احزابا جديدة يطالبون من خلالها بحقوق قوميتهم الجديدة ... انها الحرية  !

ومثل هذه الألوان من الحرية اصبحت اليوم ثقافة عامة انتشرت بين الأوساط الشعبية بسرعة مذهلة بسبب حرمانهم منها في عهد صدام المخلوع , حيث يروج لها ويدعمها ويمارسها البعض ممن يديرون شؤون العراق اليوم ...... واليكم أمثلة اخرى من الطروحات الديمقراطية .

المثال الأول ...

يقول احد الكهنة الأفاضل التابع للكنيسة الكلدانية الجليلة  ....

اعيد  نشر مقالي  وبنفس عنوانه أعلاه  على  موقع  <  كلدايا . نيت kaldaya.net >  المنشور  بتاريخ 24 / 2 / 2006  على موقع عنكاوا الأغر وموقع تللسقف المُتميِّز  ، ليطَّلع عليه  كُلُّ من فاتتهم قراءَته  ولا سيما  الاستاذ  ادورد ميرزا الذي يدَّعي بأنه اكاديمي مستقل ولكنه في الحقيقة  داعية آشوري مُتزَمِّت ،وإن مقاله المُعنوَن  <  المذهبية . . ستغرق مركبنا القومي جميعاً >  خير شاهدٍ على  فِكره العنصري الصارخ ، إذ كيف يدَّعي الأكاديمية  من يجهل التفريق بين المذهب والقومية ! ؟ كلاَّ  إنَّه  تَعَمُّدٌ مع سبق الإصرار  . )
 بعد كُلِّ ما تَقَدَّم َ سَردُه ،  ألا يخجَلُ  أحفاد الآثوريين الكلدان المعاصرون ، من التشبُّث القاتل بالتسمية الآشورية  التي  كانت ولا زالت مصدر تمزيق وتشتيتٍ لشعبنا  الكلداني الواحد ؟  لماذا تجنون على  أنفسكم وعلى إخوتكم ، ألا يكفيكم ما جرى لآبائكم من وَيلات واضطهادات ؟  إذا كنتم لا زِلتُم تعتقدون بانتصار الباطل على الحق ، فأنتم  واهمون  وعن طريق الصَوابِ زائغون ،  لا يُخامركم شكٌ بأن الكلدان يوماً عن قوميتهم الكلدانية يتنازلون أو بإضافة اسمٍ إليها يقبلون !  ولا تظنوا أن ما يكتبُه المنافقون  والمتعصِّبون الهدّامون ،  سيُجديكم نفعاً لا الآن و لا في المستقبل ،  لا يقبل الكلدان أن ينطق باسمهم إلاّ أبناؤهم ،  إذا لم تعودوا الى حظيرة امتكم الكلدانية  العظيمة  نابذين فرضيتكم الآشورية العقيمة ،  مٌقتدين بالابن الضال الذي عاد الى والدِه بعد أن إنتبهَ الى  غَلطته ، لن تقومَ لكم قائمة  .  أتعلمون أيها المتعصِّبون الخائبون بترديدكم  للمغالطات  في خطابكم الركيكِ لغةً ومعنىً  بقولكم مثلاً : الآشوريون الكاثوليك الكلدان  وتعنون بذلك بأن الكلدان كانوا آشوريين تكثلكوا !  هل تدرون بأنكم بهذا تُصبحون مَوضع ازدراء الكلدان وسُخريتهم ، ويَرثون لِما قد أصابكم من الغباء ؟  ندعو من ربِّ السماء أن يُزيلَ الغشاوةَ  عن عيون البؤساء ويُعيد آذانَهم للإصغاء !

المثال الثاني ...
ويرد احد القوميين الأشوريين ......
يا اتباع الكنائس { الأشورية والكلدانية والسريانية والأخريات الأنجيلية والبروتستانتية والسبتية وغيرها } من الذين تؤمنون بانكم { قوميون أشوريون } ووفاءا لقادتكم العظام المار شمعون الأب والأبناء والمالك اسمايل والمالك ياقو والمالك خوشابا وآغا بطرس ولاحقا أتباعهم المالك يوسف والأبن المالك بولص واللواء الطياركوركيس وآخرين كثيرين أجلاء لا يسع المكان لذكرهم .... وعهدا لدماء شهداءكم الأبرار الأطهار والى الذين ما زالوا مستمرين على نهجهم الى هذا اليوم ... هبوا لنصرة تأريخكم وللحفاظ على سلامة شعبكم , لأنكم اصحاب حق في بلاد النهرين , هذه الأرض التي أقيمت عليها اعظم حضارة واقوى ملوك وانبل علماء وآلهة , حيث يمتد تأريخكم لاكثر من سبعة آلاف سنة قبل الميلاد وعليكم النضال والوقوف بحزم ضد من يسعى لتقسيمكم الى أجزاء قوميات متطفلة ضعيفة وهزيلة , وإعملوا لتحقيق اتحادكم وتوافقكم على أسم آشور , الهوية والتأريخ والأرض والمصير , لتميزكم عن الأخرين وتحفظ لكم كرامتكم وتأريخكم ... فاعلان الوحدة والأتفاق بينكم انتم الأشوريين الكلدان والسريان هو السبيل القوي الوحيد لتحقيق طموحكم في حماية شعبكم في استحداث { الأقليم الأشوري الموحد } المستقل الذي ضمنه لكم الدستور الجديد في تشكيل الأقاليم والذي سيحتمي به شعبكم الأشوري دون استثناء وبعكسه فان تقاعسْتم واصابكم مكروب المذهبية وانقسمتم الى ثلاث قوميات { قومية اشورية وقومية كلدانية وقومية سريانية }  فان الضياع والفشل والتشتت سيبقى يلاحقكم وسف يلعنكم التأريخ مدى الدهر !....
انكم قوم وخصائص قوميتكم ما زالت جذورها حية في موطنها , حافظوا عليها واسقوها لتنبت فحذاري ان تدعسوها بارجلكم فتقتلوها  .

   
بينما يرى أحد العلمانيين المستقلين بانه لا ضرورة لكل ما يطرح .. فيقول ...

ايها الأخوة نحن اليوم لسنا بحاجة الى استحداث قوميات وكنائس وأحزاب جديدة وضعيفة , فنحن امة واحدة وشعب واحد لا فرق بيننا نريد من يوحدنا سواء كنا كلدان ام اشوريين ام سريان , نريد ان نكون قوة واحدة ونشارك عند المطالبة بحقوق شعبنا ككتلة واحدة , وان الذين يسعون الى تفتيتنا الى ثلاث قوميات فانهم جهلة بما يفعلون ....  لكننا اليوم ايها الأخوة الأعزاء همنا الوحيد في العراق هو الأمن والغذاء وسلامة ابناءنا وبناتنا وكنائسنا ورجالنا ونسائنا , حيث القتل والتهجير والأختطاف يطالنا يوميا , ولذلك فاننا ندعوكم للكف عن الكلام الفارغ في السياسة والوعود واهتموا بامن شعبكم الذي يذبح كل يوم ......... فمتى ما استقر الأمن وتشكلت الحكومة وبدأنا ببناء العراق المدمر والمخرب وبدأ شعبنا بالعودة الى اراضيه وقراه عندها تستطيعون تأسيس القوميات والأحزاب كيفما شأتم حيث في ظل الإستقرار تستطيع الشعوب بناء مستقبلها الآمن لتحيا بين الشعوب الأخرى على اساس الوطنية والديمقراطية والتعايش السلمي .

المثال الثالث

 اما البعض من المتابعين فيدعون الى الوعي لما حدث للعراق  ....
ايها العراقيون ..{ عليكم الحيطة والحذر من الذين يقولون لكم ان العراق قد حرر من الدكتاتورية والطائفية , فلا تصدقوه .... ولا تصدقوا من يقول لكم ان مؤسسات الدولة خالية من الفساد المالي والأداري حيث لا وجود للمحسوبية و المذهبية في التعيين او الفصل ولا وجود لجرائم القتل والإختطاف والإغتيال المنظمة , ولا تصدقوا من يقول بانه لا أثرلأي تدخل من دول الجوار المحيطة والتي قد تخشى من نجاح التجربة في العراق وانتقال الديمقراطية اليها , وان ما تسمعونه من الذين قدموا لتحرير العراق , على انهم جائوا لأنتشالكم من حكم دكتاتور عتيد ليؤسسوا لكم عهد الحرية الذي لطالما انتظرتموه  , فان كل ما تسمعونه منهم فهو كذب , وخداع , ودجل , وان القائلين انما يخدعون انفسهم قبل ان يخدعونكم لأن الحقيقة التي يعيشها العراق اليوم هي  دكتاتورية العمامة , ودكتاتورية الفتاوى , والقتل على الهوية , والتهجير الطائفي , والجريمة المنظمة وكل انواع الأحتيال والسرقة .
ايها العراقيون ان الذين غزوا العراق ومن جاء معهم كذابون ودجالون ولا يصلحون لحكم العراق حيث فشلوا في تأمين الحد الأدنى من الحياة الكريمة والأمان الذي افتقده العراقيون لعقود مضت ,
ان العراقيين الشرفاء سيقاومون المنافقين الذين وُظِفوا لتنفيذ حلقات التآمر ويوسعون دائرة الجريمة بدءاً من جرائم  المليشيات العميلة مروراً بعصابات الموت إلى جانب أولئك البعض من المعتوهين الذين يسمون أنفسهم برجال دين من الذين رضعوا وما زالوا يرضعون من حليب { مُرضعة } لطالما وقفت ضد العراق ارضا وانسانا وتأريخ ودين } .

خاتمة .
ولكي يستمر الحوار الديمقراطي الشفاف والراقي , اتمنى ان تستغل هذه الديمقراطية للحوار الطيب والبناء , وان لا يكون كالعذراء التي هبطت من السماء ملهاة للشعوب ومصيدة للمغفلين .... والله من وراء القصد
.

185
آذار الفرح يستقبل نيسان الخير
ادورد ميرزا
اكاديمي مستقل
 
آذار ... شهر الخير كما يوصفه اهل  العراق وخاصة ساكني شمال العراق "كردستان العراق" ، فهو مليء بالمناسبات والأعياد القومية الكردية والتي في غالبيتها مثيرة للمشاعر وتمتلئ  بطقوس احتفالية خاصة تضفي على الأجواء الربيعية الخلابة والتي تتزين بها كردستان في مثل هذا الوقت من كل عام مزيداً من البهجة والسعادة.
واثناء زيارتي لأحد الأصدقاء الكرد حيث الفرحة على وجهه ابلغني بالكثير عن هذا الشهر , ففي الأول منه تصادف مناسبة قومية يحرص الشباب الكردي على استعادتها والتذكير بها ، إنها ذكرى وفاة القائد الكردي الملا مصطفى البارازاني سنة 1979.
ثم تأتي ذكرى اندلاع الانتفاضة الاذارية عام 1991 في المدن الكردستانية ، والتي لها أهميتها الخاصة في التأريخ الكردي حيث يشير الى ان الخامس من آذار هو ذكرى اندلاع الانتفاضة في { ! قلعة دزة }  وفي السابع منه اندلاعها في السليمانية ، وصولاً إلى اليوم التاسع في { كويسنجق } والحادي عشر في { أربيل } وكلها أيام يستذكرها الكرد سنويا بحماسة وقوة حيث المشاعر القومية  تبلغ ذروتها عند الشباب الكردي في مثل هذا النوع من المناسبات فتراهم في ذروة حماستهم يهتفون وينشدون ويرقصون على إيقاعات الأغاني الكردية ويردد! ون الشعارات والأناشيد الوطنية في محاولة لإستذكار نضالات أسلافهم القدامى .
ويبرز هنا دور المنظمات والاتحادات والحركات الطلابية والشبابية في شكل ملحوظ في مثل هذه المناسبات , فالإحتفالات لا تتوقف أمام المقرات الشبابية ومثيلاتها الحزبية ، فهي تستغل حلول مثل هذه المناسبات لحشد الشباب الذين يجدون في المناسبة فرصة لإطلاق العنان لطاقاتهم التي يوضفونها لإظهار حبهم وارتباطهم بتأريخهم فتنتقل احتفالاتهم الى دورهم .
وتستمر المناسبات في آذار والتي يشارك فيها الكثير من ابناء الديانات والقوميات الأخرى التي ترتبط بعلاقات طيبة مع الكرد... فالرابع عشر من عام 1903 هو ذكرى مولد البارزاني  في حين أن السادس عشر منه هي ذكرى مذبحة حلبجة في العام 1988، المنطقة التي أباد ف! يها النظام السابق مئات العائلات الكردية بعد استخدامه للأسلحة الكيماوية كما هو معلن.
وخلال هذا الشهر تأتي ولادة السنة الربيعية الجديدة { أعياد نوروز } وعنها قال لي صديقي ابو سوزان انه ....يُحكى في قديم الزمان كان هناك  شاباً كردياً يدعى { كاوة الحداد } استطاع هذا الشاب القضاء على الملك الشرير ( { ضُحاك } وتخليص الشعب من جبروته المتغطرس... وعيد { نوروز } احد أهم المناسبات الكردية التي يعبر فيها الشباب الكردستاني عن حماسته وتمرده مستلهماً إياها من شخص قائده الثوري { كاوة } فهي مناسبة للتعبير عن الحياة والثورة معاً.
! ان كان للمناسبات القومية الكردية تأثيرها النفسي على الشباب الكردستاني فإن تأثيرها هذا ينعكس على  شباب ملتنا نحن المسيحيين ايضا ولذلك تختلط المشاعر وينفرد كل واحد للتعبير عنها بطريقته الخاصة ..
واضيف هنا ما قاله صديقي ابو سوزان ان هذه الأيام ايام نوروز .. تدر المال الكثير على  جيوب الخطاطين وبائعي الأقمشة الذين لهم حكايتهم الخاصة مع هذا الشهر حيث يزداد عمل الخطاطين بنسبة كبيرة ، لكثرة الطلب على اللافتات وتشهد سوقهم نشاطاً واضحاً ترتفع معه أجور ! العمل كما ان لألوان الأقمشة كما يقول حكايتها أيضاً في شهر المناسبات الكردية ، فليست كل الألوان تلقى اقبالاً، بل تزداد مبيعات الأقمشة الملونة بألوان أعلام الأحزاب السياسية الكردستانية العاملة , ويحرص أصحاب محلات بيع الأقمشة على تجهيز محلاتهم في مثل هذا الشهر بألوان الأقمشة المطلوبة .....
في الختام نقول ان الشعوب عندما تشعر بالأطمئنان والأمان وان حكامها أمناء مخلصين ! فانها حتما ستحتفل باعيادها اجمل احتفال واحلى احتفال , وامنية الخيرين والطيبين ان تكون احتفالات شعبنا ذات الثلاث مسميات والساكن في هذه المنطقة باجمل واحلى وابدع احتفالات باعياده الدينية والقومية خاصة وان الأول من نيسان بات على الأبواب .[/b][/size][/font]

186
إحترام شروط النشر  ...... خُلق رفيعْ


ادورد ميرزا
اكاديمي مستقل

استهل توضيحي للتذكير بما ورد في شروط النشر على موقع "عنكاوة.كوم" فيما يتعلق باسلوب الردود على المواضيع والتي يتشابه في تطبيقها غالبية مواقع شعبنا الألكترونية , فتحية وتقدير لهذه المواقع وللقائمين على ديمومتها إدارة ومساهمين ......

نص من توجيهات موقع عنكاوة . كوم

منع التعليقات والردود في منتديات الحر والسياسي واللقاءات

نظرا لأستمرار الكثير من أعضاء المنتديات في عدم التقيد بشروط النشر، وتحويل المنتديات الى ساحة للمهاترات والتهجم والأساءة الى بعضهم البعض، وعدم الألتزام بنهج الحوار الديمقراطي البناء، وتبادل الرأي والرأي الآخر،  على رغم التنبيهات المتكررة، وحثهم على الألتزام بثوابت النشر المعلنة، قررت إدارة " عنكاوا كوم" إيقاف الردود على المواضيع تماما الى إشعار آخر، في منتديات المنبر الحر والسياسي واللقاءات.


كما تقرر منع التعليقات القصيرة والسريعة التي لا تستوفي شروط ومقومات المقال، ومنع نشرها كفقرة مستقلة. وسوف يتم حذفها فورا.

إن هذه الخطوة جاءت في الاساس لصيانة حرية الراي الحر، ومنع تحويل المنتديات الى منبر للنقاشات الجانبية والهامشية البعيدة عن روح واهداف " عنكاوا كوم" في نشر الكلمة الحرة، إضافة الى وقف الذين يتخذون الموقع وسيلة للأساءة.
علمنا اننا كنا قبل فترة أتخذنا قرارا مماثلا بشان منتديات الأخبار، انطلاقا من نفس السبب.

وهذه دعوة صادقة الى كتابنا ومثقفينا للمواصلة في التعبير عن أرائهم بكل حرية، مصانين من الإساءات.

نرجو من الجميع الألتزام بذلك

مع الود

" عنكاوا كوم "   ...انتهى النص

الموضوع ............
تحية من ادورد ميرزا

المواقع الألكترونية خدمة اعلامية يسعى منظميها لتقديم كل مفيد ومفرح لروادها وبدون مقابل وهي بهذه المعنى تثير في نفوسنا الغيرة والشجاعة للعمل على حمايتها من كل ما يعيق تطورها , ولست هنا محاميا لأحدى هذه المواقع التي تتفانى في تقديم كل ما يطور من ثقافة شعبي , لكن الواجب الأخلاقي يحتم علي الوقوف مع القائمين على ادارتها لمنع من يحاول تدميرها او الأساءة لها , ولذلك أعيد التذكير باهمية احترام شروط النشر فيها , حيث ان اختراق هذه الشروط تعتبر اساءة ليس للموقع فحسب انما للمساهمين ايضا.. ان غالبية مواقعنا الرائدة الى جانب عنكاوة .كوم ... كتلسقف وبخديدا والقوش بمواقعها الثلاث ونيركال وكلداية.نت وزهريرا وشقلاوة وكرملش وبيدارو وكثيرين رائعين لا يسع المكان لذكرهم فهم كثر .... كلها تؤكد ما ذهبتْ اليه ادارة عنكاوة.كوم في توضيحها المشار اليه في اعلاه .. في أهمية احترام شروط النشر وبعدم السماح لأي كاتب ومهما كانت صفته بالتجاوز الشخصي على أي كاتب ومهما كانت النيات والأغراض والأعتماد على اسلوب الطرح الموضوعي والنقدي للموضوع المطروح والذي يراد الرد عليه او مناقشته ... ليس إلاّ .. ؟ ولأني وكما هي طريقتي في الكتابة فاني من الملتزمين بشروط النشر حيث ذلك يعبر عن أدب عال واحترام أعلى للجميع ! وتستطيعون التأكد من مصداقيتي بالعودة الى ما كتبت في موضوعي { ألمذهبية .. ستغرق مركبنا القومي جميعاً  }* موضوع البحث !..  الذي نشر بتأريخ 3 مارس الحالي  في اكثر من موقع والذي لم أشر فيه لأي اسم معين إحتراما والتزاما بشروط النشر .. انما حذرت فيه من مخاطر اتساع ظاهرة المذهبية التي اتسع انتشارها على لسان وأقلام بعض من ابناء جلدتنا ! ...لكن بعض الأصدقاء أخبروني بانهم قد قرأوا في الفترة الأخيرة العديد من مقالات بعض من كتابنا الأفاضل حيث يتجاوزون شروط النشر فيعمدون الرد على الموضوع من خلال ذكر أسماء وهذا خرق لشروط النشر  ! ...وعلى كل حال .. فاني احاول واسعى في كل ما اكتب الى ضرورة الوحدة والمحبة والتآخي بين اتباع كنائسنا واحزابنا والحذر لما يحاك ضد وجودنا كشعب له تأريخ مشرف في العالم ..منطلقا من أخلاقية مهنتي التعليمية اولا ووفيا لأسلافي ممن ساهموا في بناء شخصيتي ثانيا , واتمنى من الأنسان الذي يسعى لخدمة شعبه ان يطرح ما يشيع الود بين مكوناته تضفي الفرح والبهجة بين ابنائه وتبعد عنهم شبح المذهبية والكراهية , والأبتعاد جهد الأمكان عن اسلوب ذكر الأسماء والأكتفاء بالرد عبر مقالة طيبة وهادفة بعيدة عن التجريح ..وهذا ما لمسته من العديد من زملائنا كتاب المقالات في ردودهم  .... لكني وبصراحة فقد أثار انتباهي هذا النص الذي سأورده لكم حيث كان من الممكن ان يكون اكثر ايجابية واكثر حظارة .. فيما لو كان مبتعدا عن ذكر الأسماء لكان الموضوع قد أخذ طريقه للتحليل والمناقشة عبر اسلوب أدب الحوار كما معلن في  شروط النشر , لكنه مع الأسف فقد تراصف هذا النص الى جانب الكتابات التي لا تنسجم وشروط النشر المعتمدة , حيث وردت فيه الكثير من المفردات الغير لائقة اخترت منها واحدة فقط وفقط ؟ واتمنى ان نرتقي باسلوبنا في الكتابة مستقبلا وان نحترم الأسماء... اتمنى ذلك.... وامامكم احد هذه النصوص والتي إعتقد كاتبها كما يبدو بانه اذا ما تم ذكر إسم معين فان الحل أصبح في متناول اليد وان النجاح قد تحقق  ! ......... واليكم النص

{ عزيزي ميرزا : إن مقولتكم ( الأستفزاية ) العنصرية التي تقول القومية الآشورية بكل مذاهبها إنها مقولة عارية عن الصحة ، ونحن الكلدانيين إذا جارينا منهجكم الأستفزازي ، نقول القومية الكلدانية بكافة مذاهبها ، وهذا هو الواقع التاريخي الصحيح ، لكننا أبناء اليوم وعلينا مراعاة مشاعر الآخرين . هذا الفرق بين الفكر الكلــداني المتفتح ، والفكر الآشـوري المنغلق على نفسه ، وجلّ ما تستطيعون عليه وكل منجزاتكم انتم الكتاب الاشوريين تنحصر في دعوتكم لألغاء الآخر فقط ، وأنت تأتي في مقدمتهم يا اخ ميرزا مع الأسف الشديد .

 كما ان غبطة البطريرك عمانوئيل دلي لم يكن من أوجد هذه القومية . إن الكلدانية حقيقة تاريخية حفظتها لنا الكنيسة من الأندثار هي ولغتنا الكلدانية  عبر القرون ، وليس من الأنصاف يا اخي ان تطلب التنكر لتاريخنا وثقافتنا وتراثنا ومآثرنا ، فقط  الأبن العاق يقبـل بذلك .} انتهى النص


... وبهذه المناسبة فاني استغل هذه الفرصة لأوضح ما قد يكون غائبا عني في سيرتي الذاتية حيث اهم ما فيها هي اني لست من الذين يجيدون رمي البشر بالحجارة او بالكلام البذئ ولا من الذين يضعون الحواجز العنصرية بين ابناء ملتي سواء كانوا من تلكيف او الموصل او عنكاوة ولا اشعر يوما بان البازي ابيض والتياري احمر والألقوشي اخضر والسرسنكي اصفر فانا قد تعلمت الكثير عبر حياتي من أمي وأبي رحمهم الله ومن أقاربي ومن اصدقائي المخلصين من حولي ومن رجال ديننا الأجلاء في بغداد ومنهم القدامى المار سركيس والقس كاكو والقس كمال والبطريرك شيخو والمار بيداويت رحمهم الله والمار دلي والبطريرك دنخا والمار نرسي والمطران سيوريوس حاوة ومئات المطارنة والقساوسة بل غالبية الكهنة والى جانبهم من رجال السياسة الأشداء والفنانين النجباء والأدباء الأجلاء .. أطال الله في عمرهم , حيث كانت تربطني ببعضهم علاقة حميمية وزيارات متبادلة كنت اسعى من خلالها تقديم يد العون والمساعدة لأبناء شعبنا وخاصة ضمن مجالي في التعليم العالي  ...وقبلها وفي مراحل شبابي تعلمت منهم لا بل فقد ساهموا في بناء شخصيتي لتستمر في إحترام اسلوب الحوار وأدب الكلام والكتابة والتواضع والبساطة , وقد إلتزمت بتوجبهاتهم  فسعيت كما سعى غيري من ابناء جلدتي فاكملت دراستي الهندسية وعملت كأستاذ جامعي لأكثر من خمسة وعشرون عاما قضيتها كلها في خدمة ابنائي وجسدت من خلالها كل تعاليم الأجلاء الذين اشرت لهم في نشر الكلمة الطيبة واحترام آراء وافكار الأخرين , والأن وبعد كل هذا التأريخ الملئ مجد ومحبة وعلو يقفز البعض أمامنا فيجبرنا لكي ننصحه للسير في الطريق الآمن الصحيح , وهؤلاء بعض قليل يظهر على السطح بين حين وآخر كرد فعل لماض قد يكون غير سعيدا بالنسبة لهم لكن ذلك لا يبرر إعاقتهم تقدم الطيبين الخيرين الداعين لنشر الحب والتأخي بين شعبنا , ان الذين يدعون عبر الكتابة لتوسيع التمزق والخلافات والصاق كلمات وعبارات وصفات غير لائقة بالأخرين لإحباط وعرقلة الداعين لزرع الحب والوحدة بين ابناء شعبنا لا يمثلون جوهر الأمة انما يمثلون الوجه الشيطاني لأعداء المحبة والسلام . 


أعود للتذكير الى ان ما اردت الأشارة اليه في موضوعي السابق موضوع: { ألمذهبية .. ستغرق مركبنا القومي جميعاً }..كان يتعلق بمن يطرح انتمائه المذهبي او الطائفي بشكل استفزازي وسلبي وغالبية شعبنا يرفض ذلك , وقد قلت بانه... قد يثير المخاوف على مستقبل قوم لطالما افتخر بانتمائه القومي الأشوري دون اي تسمية اخرى , وهذا الأمر ليس بغريب ولا بجديد ...{{ حيث انه وحسب ما اورده المؤرخون على الأقل في المئة عام الماضية  ان حماية ورعاية ورئاسة القوم المسيحي عدا الأرمن في بلاد النهرين كانت تقوده مجموعة من الغيورين امثال المار شمعون الأب والأبناء والمالك ياقو وآغا بطرس والمالك خوشابا وآخرين من القادة الشرفاء العظماء الى جانبهم الآلاف من ابناء هذا القوم الذين تنتمي جذورهم  لشعب بابل ونينوى ... المهم هكذا كان يسمى القوم ... وعلى فكرة فان العديد من الباحثين الغربيين والشرقيين يشيرون الى ذلك في كل كتبهم ..والمهتم يستطيع الرجوع الى كتب ومقالات الكثير من المؤرخين .. وجدير بالذكر ان الأستاذ يعكوب ابونا يشير الى جزء منها هذه الأيام والتي تنشر تباعا على اكثر من موقع .. وفي مذكرات المالك ياقو التي قرأتها مؤخرا يذكر.. بان قيادة الأشوريين قد أستضيفت من قبل عصبة الأمم في اجتماع لها آنذاك وقد القى ممثل الأشوريين كلمة تحت عنوان القضية الأشورية في بلاد الرافدين حصرا , علما بان كل ابناء هذا القوم لم يكن في حسبانهم انهم ينتمون للمذهب الفلاني او للكنيسة الفلانية بالشكل السلبي الذي نراه اليوم ولم يكن في بالهم انهم قوميتين او ثلاثة قوميات ... انما كان هدفهم حماية الشعب كله فكان الكلدان والسريان فرحون بكنائسهم وبمذاهبهم وبطقوسهم كل على حدة , لكنهم عند الشدائد توحدهم قضية واحدة هي انهم شعب واحد بلغة واحدة وبمصير واحد انهم شعب بابل ونينوى .. !
 أما اذا تكلمنا عن ظروف الوقت الحاضر فنعم ولا بأس من ظهور احزاب جديدة وبافكار جديدة ومسميات متعددة لأن البشر يتنقل ويتطور ويتغير ويتقدم , لكننا كشعب ما زال حيا ومحافظا على تأريخيه ولغته وكنيسته فواجب علينا ان نُذكر الجميع بماضي وتأريخ هذا الشعب قدر المستطاع لعله سنصل يوما الى نقطة يسعى جميع المتحظرين لتحقيقها ألا وهي جمع الشمل ليكون لنا شأن بين الأمم كشعب واحد تديره جهة واحدة ذات هدف واحد ! ... والباب مفتوح وواسع لمن يريد ان يطرح مشروعا يحقق هذا الأنجاز دون مساس بأسم أحد سواء كان حزبا او شخصا فليس لأحد كائنا من كان الحق لإلغاء أحد أو الطعن بأحد اطلاقا..!.

ان الواجب التأريخي والديني والأخلاقي اليوم يحتم علينا دعوة الأساتذة الأكارم من كتاب ومفكرين وكذلك العاملين في كل المراكز الأعلامية ان يتخذوا الحيطة والحذر حين يخاطبون الأمة , وان يجعلوا من كتاباتهم جسرا واحدا لعبور كل اطيافنا متحدين نحو الخير والسلام , ولكم مني كل التقدير والله يحفظكم.
المهم في كل ما تقدم ان نحترم شروط النشر في المواقع وان نتحلى بضبط النفس والسيطرة على قلمنا عندما نريد تحريكه لأن مسار الكلمة ذو حدين ... ونحن نريد العسل فقط 
.



http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,29860.0.html*

187
{ عزيزي ميرزا } إحترام شروط النشر  ...... خُلق رفيعْ  



ادورد ميرزا
اكاديمي مستقل

استهل توضيحي للتذكير بما ورد في شروط النشر على موقع "عنكاوة.كوم" فيما يتعلق باسلوب الردود على المواضيع والتي يتشابه في تطبيقها غالبية مواقع شعبنا الألكترونية , فتحية وتقدير لهذه المواقع وللقائمين على ديمومتها إدارة ومساهمين ......

منع التعليقات والردود في منتديات الحر والسياسي واللقاءات



نظرا لأستمرار الكثير من أعضاء المنتديات في عدم التقيد بشروط النشر، وتحويل المنتديات الى ساحة للمهاترات والتهجم والأساءة الى بعضهم البعض، وعدم الألتزام بنهج الحوار الديمقراطي البناء، وتبادل الرأي والرأي الآخر،  على رغم التنبيهات المتكررة، وحثهم على الألتزام بثوابت النشر المعلنة، قررت إدارة " عنكاوا كوم" إيقاف الردود على المواضيع تماما الى إشعار آخر، في منتديات المنبر الحر والسياسي واللقاءات.

كما تقرر منع التعليقات القصيرة والسريعة التي لا تستوفي شروط ومقومات المقال، ومنع نشرها كفقرة مستقلة. وسوف يتم حذفها فورا.

إن هذه الخطوة جاءت في الاساس لصيانة حرية الراي الحر، ومنع تحويل المنتديات الى منبر للنقاشات الجانبية والهامشية البعيدة عن روح واهداف " عنكاوا كوم" في نشر الكلمة الحرة، إضافة الى وقف الذين يتخذون الموقع وسيلة للأساءة.
علمنا اننا كنا قبل فترة أتخذنا قرارا مماثلا بشان منتديات الأخبار، انطلاقا من نفس السبب.

وهذه دعوة صادقة الى كتابنا ومثقفينا للمواصلة في التعبير عن أرائهم بكل حرية، مصانين من الإساءات.

نرجو من الجميع الألتزام بذلك

مع الود

" عنكاوا كوم"   ...........
انتهى النص

تحية من ادورد ميرزا

المواقع الألكترونية خدمة اعلامية يسعى منظميها لتقديم كل مفيد ومفرح لروادها وبدون مقابل وهي بهذه المعنى تثير في نفوسنا الغيرة والشجاعة للعمل على حمايتها من كل ما يعيق تطورها , ولست هنا محاميا لأحدى هذه المواقع التي تتفانى في تقديم كل ما يطور من ثقافة شعبي , لكن الواجب الأخلاقي يحتم علي الوقوف مع القائمين على ادارتها لمنع من يحاول تدميرها من خلال التذكير باهمية احترام شروط النشر عبرها , حيث ان اختراق هذه الشروط تعتبر اساءة ليس للموقع فحسب انما للمساهمين ايضا.. ان غالبية مواقعنا الرائدة الى جانب عنكاوة .كوم ... كتلسقف وبخديدا والقوش بمواقعها الثلاث ونيركال وكلداية.نت وزهريرا وشقلاوة وكرملش وبيدارو وكثيرين رائعين لا يسع المكان لذكرهم.... كلها تؤكد ما ذهبتْ اليه ادارة عنكاوة.كوم في توضيحها المشار اليه في اعلاه .. في أهمية احترام شروط النشر وبعدم السماح لأي كاتب ومهما كانت صفته بالتجاوز الشخصي على أي كاتب ومهما كانت النيات والأغراض والأعتماد على اسلوب الطرح الموضوعي والنقدي للموضوع المطروح والذي يراد الرد عليه ... ليس إلاّ .. ؟ ولأني وكما هي طريقتي في الكتابة فاني من الملتزمين بشروط النشر حيث ذلك يعبر عن أدب عال واحترام أعلى للجميع ! وتستطيعون التأكد من مصداقيتي بالعودة الى ما كتبت في موضوعي { ألمذهبية .. ستغرق مركبنا القومي جميعاً  }* موضوع البحث !..  الذي نشر بتأريخ 3 مارس الحالي  في اكثر من موقع والذي لم أشر فيه لأي اسم معين إحتراما والتزاما بشروط النشر .. انما حذرت فيه من مخاطر اتساع ظاهرة المذهبية التي اتسع انتشارها على لسان وأقلام بعض من ابناء جلدتنا ! ...لكن بعض الأصدقاء أخبروني بانهم قد قرأوا في الفترة الأخيرة العديد من مقالات بعض من كتابنا الأفاضل حيث يتجاوزون شروط النشر فيعمدون الرد على الموضوع من خلال ذكر أسماء وهذا خرق لشروط النشر  ! ...وعلى كل حال .. فاني احاول واسعى في كل ما اكتب الى ضرورة الوحدة والمحبة والتآخي بين اتباع كنائسنا واحزابنا والحذر لما يحاك ضد وجودنا كشعب له تأريخ مشرف في العالم ..منطلقا من أخلاقية مهنتي التعليمية اولا ووفيا لأسلافي ممن ساهموا في بناء شخصيتي ثانيا , واتمنى من الأنسان الذي يسعى لخدمة شعبه ان يطرح ما يشيع الود بين مكوناته تضفي الفرح والبهجة بين ابنائه وتبعد عنهم شبح المذهبية والكراهية , والأبتعاد جهد الأمكان عن اسلوب ذكر الأسماء والأكتفاء بالرد عبر مقالة طيبة وهادفة بعيدة عن التجريح ..وهذا ما لمسته من العديد من زملائنا كتاب المقالات في ردودهم  .... لكني وبصراحة فقد أثار انتباهي هذا النص الذي سأورده لكم حيث كان من الممكن ان يكون اكثر ايجابية واكثر حظارة .. فيما لو كان مبتعدا عن ذكر الأسماء لكان الموضوع قد أخذ طريقه للتحليل والمناقشة عبر اسلوب أدب الحوار كما معلن في  شروط النشر , لكنه مع الأسف فقد تراصف هذا النص الى جانب الكتابات التي لا تنسجم وشروط النشر المعتمدة , حيث وردت فيه الكثير من المفردات الغير لائقة اخترت منها واحدة فقط وفقط ؟ واتمنى ان نرتقي باسلوبنا في الكتابة مستقبلا وان نحترم الأسماء... اتمنى ذلك.... وامامكم احد هذه النصوص والتي إعتقد كاتبها كما يبدو بانه اذا ما تم ذكر إسم معين فان الحل أصبح في متناول اليد وان النجاح قد تحقق  ! ......... واليكم النص

{ عزيزي ميرزا : إن مقولتكم ( الأستفزاية ) العنصرية التي تقول القومية الآشورية بكل مذاهبها إنها مقولة عارية عن الصحة ، ونحن الكلدانيين إذا جارينا منهجكم الأستفزازي ، نقول القومية الكلدانية بكافة مذاهبها ، وهذا هو الواقع التاريخي الصحيح ، لكننا أبناء اليوم وعلينا مراعاة مشاعر الآخرين . هذا الفرق بين الفكر الكلــداني المتفتح ، والفكر الآشـوري المنغلق على نفسه ، وجلّ ما تستطيعون عليه وكل منجزاتكم انتم الكتاب الاشوريين تنحصر في دعوتكم لألغاء الآخر فقط ، وأنت تأتي في مقدمتهم يا اخ ميرزا مع الأسف الشديد .
 كما ان غبطة البطريرك عمانوئيل دلي لم يكن من أوجد هذه القومية . إن الكلدانية حقيقة تاريخية حفظتها لنا الكنيسة من الأندثار هي ولغتنا الكلدانية  عبر القرون ، وليس من الأنصاف يا اخي ان تطلب التنكر لتاريخنا وثقافتنا وتراثنا ومآثرنا ، فقط  الأبن العاق يقبـل بذلك .} انتهى النص

 ... وبهذه المناسبة فاني استغل هذه الفرصة لأوضح ما قد يكون غائبا عني في سيرتي الذاتية حيث اهم ما فيها هي اني لست من الذين يجيدون رمي البشر بالحجارة او بالكلام البذئ ولا من الذين يضعون الحواجز العنصرية بين ابناء ملتي سواء كانوا من تلكيف او الموصل او عنكاوة ولا اشعر يوما بان البازي ابيض والتياري احمر والألقوشي اخضر والسرسنكي اصفر فانا قد تعلمت الكثير عبر حياتي من أمي وأبي رحمهم الله ومن أقاربي ومن اصدقائي المخلصين من حولي ومن رجال ديننا الأجلاء في بغداد ومنهم القدامى المار سركيس والقس كاكو والقس كمال والبطريرك شيخو والمار بيداويت رحمهم الله والمار دلي والبطريرك دنخا والمار نرسي والمطران سيوريوس حاوة ومئات المطارنة والقساوسة بل غالبية الكهنة والى جانبهم من رجال السياسة الأشداء والفنانين النجباء والأدباء الأجلاء .. أطال الله في عمرهم , حيث كانت تربطني ببعضهم علاقة حميمية وزيارات متبادلة كنت اسعى من خلالها تقديم يد العون والمساعدة لأبناء شعبنا وخاصة ضمن مجالي في التعليم العالي  ...وقبلها وفي مراحل شبابي تعلمت منهم لا بل فقد ساهموا في بناء شخصيتي لتستمر في إحترام اسلوب الحوار وأدب الكلام والكتابة والتواضع والبساطة , وقد إلتزمت بتوجبهاتهم  فسعيت كما سعى غيري من ابناء جلدتي فاكملت دراستي الهندسية وعملت كأستاذ جامعي لأكثر من خمسة وعشرون عاما قضيتها كلها في خدمة ابنائي وجسدت من خلالها كل تعاليم الأجلاء الذين اشرت لهم في نشر الكلمة الطيبة واحترام آراء وافكار الأخرين , والأن وبعد كل هذا التأريخ الملئ مجد ومحبة وعلو يقفز البعض أمامنا فيجبرنا لكي ننصحه للسير في الطريق الآمن الصحيح , وهؤلاء بعض قليل يظهر على السطح بين حين وآخر كرد فعل لماض قد يكون غير سعيدا بالنسبة لهم لكن ذلك لا يبرر إعاقتهم تقدم الطيبين الخيرين الداعين لنشر الحب والتأخي بين شعبنا , ان الذين يدعون عبر الكتابة لتوسيع التمزق والخلافات والصاق كلمات وعبارات وصفات غير لائقة بالأخرين لإحباط وعرقلة الداعين لزرع الحب والوحدة بين ابناء شعبنا لا يمثلون جوهر الأمة انما يمثلون الوجه الشيطاني لأعداء المحبة والسلام . 


أعود للتذكير الى ان ما اردت الأشارة اليه في موضوعي السابق موضوع: { ألمذهبية .. ستغرق مركبنا القومي جميعاً }..كان يتعلق بمن يطرح انتمائه المذهبي او الطائفي بشكل استفزازي وسلبي وغالبية شعبنا يرفض ذلك , وقد قلت بانه... قد يثير المخاوف على مستقبل قوم لطالما افتخر بانتمائه القومي الأشوري دون اي تسمية اخرى , وهذا الأمر ليس بغريب ولا بجديد ...{{ حيث انه وحسب ما اورده المؤرخون على الأقل في المئة عام الماضية  ان حماية ورعاية ورئاسة القوم المسيحي عدا الأرمن في بلاد النهرين كانت تقوده مجموعة من الغيورين امثال المار شمعون الأب والأبناء والمالك ياقو وآغا بطرس والمالك خوشابا وآخرين من القادة الشرفاء العظماء الى جانبهم الآلاف من ابناء هذا القوم الذين تنتمي جذورهم  لشعب بابل ونينوى ... المهم هكذا كان يسمى القوم ... وعلى فكرة فان العديد من الباحثين الغربيين والشرقيين يشيرون الى ذلك في كل كتبهم ..والمهتم يستطيع الرجوع الى كتب ومقالات الكثير من المؤرخين .. وجدير بالذكر ان الأستاذ يعكوب ابونا يشير الى جزء منها هذه الأيام والتي تنشر تباعا على اكثر من موقع .. وفي مذكرات المالك ياقو التي قرأتها مؤخرا يذكر.. بان قيادة الأشوريين قد أستضيفت من قبل عصبة الأمم في اجتماع لها آنذاك وقد القى ممثل الأشوريين كلمة تحت عنوان القضية الأشورية في بلاد الرافدين حصرا , علما بان كل ابناء هذا القوم لم يكن في حسبانهم انهم ينتمون للمذهب الفلاني او للكنيسة الفلانية بالشكل السلبي الذي نراه اليوم ولم يكن في بالهم انهم قوميتين او ثلاثة قوميات ... انما كان هدفهم حماية الشعب كله فكان الكلدان والسريان فرحون بكنائسهم وبمذاهبهم وبطقوسهم كل على حدة , لكنهم عند الشدائد توحدهم قضية واحدة هي انهم شعب واحد بلغة واحدة وبمصير واحد انهم شعب بابل ونينوى .. !
 أما اذا تكلمنا عن ظروف الوقت الحاضر فنعم ولا بأس من ظهور احزاب جديدة وبافكار جديدة ومسميات متعددة لأن البشر يتنقل ويتطور ويتغير ويتقدم , لكننا كشعب ما زال حيا ومحافظا على تأريخيه ولغته وكنيسته فواجب علينا ان نُذكر الجميع بماضي وتأريخ هذا الشعب قدر المستطاع لعله سنصل يوما الى نقطة يسعى جميع المتحظرين لتحقيقها ألا وهي جمع الشمل ليكون لنا شأن بين الأمم كشعب واحد تديره جهة واحدة ذات هدف واحد ! ... والباب مفتوح وواسع لمن يريد ان يطرح مشروعا يحقق هذا الأنجاز دون مساس بأسم أحد سواء كان حزبا او شخصا فليس لأحد كائنا من كان الحق لإلغاء أحد أو الطعن بأحد اطلاقا..!.

ان الواجب التأريخي والديني والأخلاقي اليوم يحتم علينا دعوة الأساتذة الأكارم من كتاب ومفكرين وكذلك العاملين في كل المراكز الأعلامية ان يتخذوا الحيطة والحذر حين يخاطبون الأمة , وان يجعلوا من كتاباتهم جسرا واحدا لعبور كل اطيافنا متحدين نحو الخير والسلام , ولكم مني كل التقدير والله يحفظكم.
المهم في كل ما تقدم ان نحترم شروط النشر في المواقع وان نتحلى بضبط النفس والسيطرة على قلمنا عندما نريد تحريكه لأن مسار الكلمة ذو حدين ... ونحن نريد العسل فقط 
.


http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,29860.0.html*


188
الأمان والإستقرار يساهم في فرح الشعوب
ادورد ميرزا
اكاديمي مستقل
 
آذار ... شهر الخير كما يوصفه اهل  العراق وخاصة ساكني شمال العراق والتي باتت تسمى اليوم كردستان العراق ، فهو مليء بالمناسبات والأعياد القومية الكردية والتي في غالبيتها مثيرة للمشاعر وتمتلئ  بطقوس احتفالية خاصة تضفي على الأجواء الربيعية الخلابة والتي تتزين بها كردستان في مثل هذا الوقت من كل عام مزيداً من البهجة والسعادة.
واثناء زيارتي لأحد الأصدقاء الكرد حيث الفرحة على وجهه ابلغني بالكثير عن هذا الشهر , ففي الأول منه تصادف مناسبة قومية يحرص الشباب الكردي على استعادتها والتذكير بها ، إنها ذكرى وفاة القائد الكردي الملا مصطفى البارازاني سنة 1979.
ثم تأتي ذكرى اندلاع الانتفاضة الاذارية عام 1991 في المدن الكردستانية ، والتي لها أهميتها الخاصة في التأريخ الكردي حيث يشير الى ان الخامس من آذار هو ذكرى اندلاع الانتفاضة في { قلعة دزة }  وفي السابع منه اندلاعها في السليمانية ، وصولاً إلى اليوم التاسع في { كويسنجق } والحادي عشر في { أربيل } وكلها أيام يستذكرها الكرد سنويا بحماسة وقوة حيث المشاعر القومية  تبلغ ذروتها عند الشباب الكردي في مثل هذا النوع من المناسبات فتراهم في ذروة حماستهم يهتفون وينشدون ويرقصون على إيقاعات الأغاني الكردية ويردد! ون الشعارات والأناشيد الوطنية في محاولة لإستذكار نضالات أسلافهم القدامى .
ويبرز هنا دور المنظمات والاتحادات والحركات الطلابية والشبابية في شكل ملحوظ في مثل هذه المناسبات , فالإحتفالات لا تتوقف أمام المقرات الشبابية ومثيلاتها الحزبية ، فهي تستغل حلول مثل هذه المناسبات لحشد الشباب الذين يجدون في المناسبة فرصة لإطلاق العنان لطاقاتهم التي يوضفونها لإظهار حبهم وارتباطهم بتأريخهم فتنتقل احتفالاتهم الى دورهم .
وتستمر المناسبات في آذار والتي يشارك فيها الكثير من ابناء الديانات والقوميات الأخرى التي ترتبط بعلاقات طيبة مع الكرد... فالرابع عشر من عام 1903 هو ذكرى مولد البارزاني  في حين أن السادس عشر منه هي ذكرى مذبحة حلبجة في العام 1988، المنطقة التي أباد فيها النظام السابق مئات العائلات الكردية بعد استخدامه للأسلحة الكيماوية كما هو معلن .
وخلال هذا الشهر تأتي ولادة السنة الربيعية الجديدة { أعياد نوروز } وعنها قال لي صديقي ابو سوزان انه ....يُحكى في قديم الزمان كان هناك  شاباً كردياً يدعى { كاوة الحداد } استطاع هذا الشاب القضاء على الملك الشرير ( { ضُحاك } وتخليص الشعب من جبروته المتغطرس... وعيد { نوروز } احد أهم المناسبات الكردية التي يعبر فيها الشباب الكردستاني عن حماسته وتمرده مستلهماً إياها من شخص قائده الثوري { كاوة } فهي مناسبة للتعبير عن الحياة والثورة معاً.
! ان كان للمناسبات القومية الكردية تأثيرها النفسي على الشباب الكردستاني فإن تأثيرها هذا ينعكس على  شباب ملتنا نحن المسيحيين ايضا ولذلك تختلط المشاعر وينفرد كل واحد للتعبير عنها بطريقته الخاصة ..
واضيف هنا ما قاله صديقي ابو سوزان ان هذه الأيام ايام نوروز .. تدر المال الكثير على  جيوب الخطاطين وبائعي الأقمشة الذين لهم حكايتهم الخاصة مع هذا الشهر حيث يزداد عمل الخطاطين بنسبة كبيرة ، لكثرة الطلب على اللافتات وتشهد سوقهم نشاطاً واضحاً ترتفع معه أجور العمل كما ان لألوان الأقمشة كما يقول حكايتها أيضاً في شهر المناسبات الكردية ، فليست كل الألوان تلقى اقبالاً، بل تزداد مبيعات الأقمشة الملونة بألوان أعلام الأحزاب السياسية الكردستانية العاملة , ويحرص أصحاب محلات بيع الأقمشة على تجهيز محلاتهم في مثل هذا الشهر بألوان الأقمشة المطلوبة .....
في الختام نقول ان الشعوب عندما تشعر بالأطمئنان والأمان وان حكامها أمناء مخلص! ين فانها حتما ستحتفل باعيادها اجمل احتفال واحلى احتفال , وامنية الخيرين والطيبين ان تستمر احتفالات شعبنا ذات الثلاث مسميات والساكن في هذه المنطقة باجمل واحلى وابدع احتفالات باعياده الدينية والقومية .[/b][/size][/font]

189
الأمان والإستقرار يُفرح الشعوب

ادورد ميرزا
اكاديمي مستقل

آذار ... شهر الخير كما يوصفه اهل  العراق وخاصة ساكني شمال العراق والتي باتت تسمى اليوم كردستان العراق ، فهو مليء بالمناسبات والأعياد القومية الكردية والتي في غالبيتها مثيرة للمشاعر وتمتلئ  بطقوس احتفالية خاصة تضفي على الأجواء الربيعية الخلابة والتي تتزين بها كردستان في مثل هذا الوقت من كل عام مزيداً من البهجة والسعادة , واثناء زيارتي لأحد الأصدقاء الكرد حيث الفرحة على وجهه ابلغني بالكثير عن هذا الشهر الذي يمثل بالنسبة له الشئ الكثير , وبالمقابل فقط اوضحت له انا ايضا عن احتفالاتنا الدينية والقومية العديدة ومن بينها الأول من نيسان  .. يستمر كاكا ابو سوزان بشرحه حيث في الأول من آذار تصادف مناسبة قومية يحرص الشباب الكردي على استعادتها والتذكير بها ، إنها ذكرى وفاة القائد الكردي الملا مصطفى البارازاني سنة 1979. ثم تأتي ذكرى اندلاع الانتفاضة الاذارية عام 1991 في المدن الكردستانية ، والتي لها أهميتها الخاصة في التأريخ الكردي حيث يشير الى ان الخامس من آذار هو ذكرى اندلاع الانتفاضة في { قلعة دزة }  وفي السابع منه اندلاعها في السليمانية ، وصولاً إلى اليوم التاسع في { كويسنجق } والحادي عشر في { أربيل } وكلها أيام يستذكرها الكرد سنويا بحماسة وقوة حيث المشاعر القومية  تبلغ ذروتها عند الشباب الكردي في مثل هذا النوع من المناسبات فتراهم في ذروة حماستهم يهتفون وينشدون ويرقصون على إيقاعات الأغاني الكردية ويرددون الشعارات والأناشيد الوطنية في محاولة لإستذكار نضالات أسلافهم القدامى .
ويبرز هنا دور المنظمات والاتحادات والحركات الطلابية والشبابية في شكل ملحوظ في مثل هذه المناسبات , فالإحتفالات لا تتوقف أمام المقرات الشبابية ومثيلاتها الحزبية ، فهي تستغل حلول مثل هذه المناسبات لحشد الشباب الذين يجدون في المناسبة فرصة لإطلاق العنان لطاقاتهم التي يوضفونها لإظهار حبهم وارتباطهم بتأريخهم.
وتستمر المناسبات في آذار والتي يشارك فيها الكثير من ابناء الديانات والقوميات الأخرى التي ترتبط بعلاقات طيبة مع الكرد... فالرابع عشر من عام 1903 هو ذكرى مولد البارزاني  في حين أن السادس عشر منه هي ذكرى مذبحة حلبجة في العام 1988، المنطقة التي أباد فيها النظام السابق مئات العائلات الكردية بعد استخدامه للأسلحة الكيماوية كما هو معلن .
وخلال هذا الشهر تأتي ولادة السنة الربيعية الجديدة { أعياد نوروز } وعنها قال لي صديقي ابو سوزان انه ....يُحكى في قديم الزمان كان هناك  شاباً كردياً يدعى { كاوة الحداد } استطاع هذا الشاب القضاء على الملك الشرير ( { ضُحاك } وتخليص الشعب من جبروته المتغطرس... وعيد { نوروز } احد أهم المناسبات الكردية التي يعبر فيها الشباب الكردستاني عن حماسته وتمرده مستلهماً إياها من شخص قائده الثوري { كاوة } فهي مناسبة للتعبير عن الحياة والثورة معاً.
ان كان للمناسبات القومية الكردية تأثيرها النفسي على الشباب الكردستاني فإن تأثيرها هذا ينعكس على  شباب ملتنا نحن المسيحيين ايضا ولذلك تختلط المشاعر وينفرد كل واحد للتعبير عنها بطريقته الخاصة .. واضيف هنا ما قاله صديقي ابو سوزان ان هذه الأيام ايام نوروز .. تدر المال الكثير على  جيوب الخطاطين وبائعي الأقمشة الذين لهم حكايتهم الخاصة مع هذا الشهر حيث يزداد عمل الخطاطين بنسبة كبيرة ، لكثرة الطلب على اللافتات وتشهد سوقهم نشاطاً واضحاً ترتفع معه أجور العمل كما ان لألوان الأقمشة كما يقول حكايتها أيضاً في شهر المناسبات الكردية ، فليست كل الألوان تلقى اقبالاً، بل تزداد مبيعات الأقمشة الملونة بألوان أعلام الأحزاب السياسية الكردستانية العاملة , ويحرص أصحاب محلات بيع الأقمشة على تجهيز محلاتهم في مثل هذا الشهر بألوان الأقمشة المطلوبة .....
في الختام نقول ان الشعوب عندما تشعر بالأطمئنان والأمان وان حكامها أمناء مخلصين فانها حتما ستحتفل باعيادها اجمل احتفال واحلى احتفال , وامنيتي ان تستمر احتفالات شعبنا ذات الثلاث مسميات والساكن في هذه المنطقة باجمل واحلى وابدع احتفالات باعياده الدينية والقومية
.

190

الأستاذ القدير القس بشار المحترم .

جميعنا يجب ان نتعاون فالمسيحيون بحاجة ماسة جدا الى حل سريع جدا لأنقاذهم .. ولو لفترة قصيرة !
والكل يعلم ان اخبار العراق غير سارة وحالة العراقيين جميعا وبالأخص اهلنا مأساوية بمعنى الكلمة هكذا تأتينا الأخبار عبر اهلنا واصدقاءنا , واعتقد بانك تتفق معي من ان شعب العراق المغلوب على امره بجميع اديانه وقومياته هو المحتاج الى منطقة آمنة وليس المسيحيين فقط ... , ويبدو ان خطوات السياسة الأمريكية في العراق ليست متعلقة بحياة هذا وذاك من اطياف شعب العراق انما قضيتهم مرتبطة بمكافحة الأرهاب والأنظمة الداعمة له ,, والأهم هو السيطرة على منابع النفط مصدر تمويله !! , لكن ما يهمنا اليوم انا وانت والخيرين دون استثناء من ابناء مذاهبنا وعشائرنا واحزابنا هو كيف ننقذ ما تبقى من شعبنا .. وعلى الأقل النساء والأطفال والشيوخ والمرضى والفقراء منهم , كيف ننقذ حياتهم على الأقل في هذه المرحلة مرحلة الصراعات المذهبية القائمة .. والحل في متناول اليد اولها الضغط على الحكومة من خلال اشعارها بخطورة الوضع وثانيا الأستنجاد بالأخوة الأكراد لتسهيل استقبالهم وحمايتهم من ايدي المجرمين القتلة هذه هي الخطوة الأولى ثم بعدها فاليفكر جماعتنا من السياسيين الستراتيجيين بالمنطقة الآمنة  .. القضية قضية حياة او قتل او تهجير , سانقل لكم مشهد بسيط جدا جدا من احدى مناطق بغداد يسكنها ما تبقى من اهلنا منطقة الدورة ....
من مدينة الدورة بالذات ومن مناطق اخرى ..مئات الرسائل ومئات الدعوات ترسلها عوائل مسيحية مستنجدة لأنقاذها من ارهاب البعض الغرباء ....حيث رسائل توزع على الساكنين من العوائل المسيحية الآمنة الفقيرة .. اما ترك منازلكم واما القتل بالذبح ...!
والمسيحيون في الدورة وفي مناطق اخرى يناشدون قادة احزابنا ورؤساء كنائسنا الخيرين في العراق والعالم لأنقاذ المسيحيين وعلى الأقل النساء والأطفال والشيوخ من القتل او الأبتزاز .

ادورد ميرزا
اكاديمي

191
ألمذهبية .. ستغرق مركبنا القومي                               
   
ادورد ميرزا
استاذ جامعي

مسيحيون ..أبي آشوري يتبع الكنيسة الشرقية القديمة وأمي سريانية تتبع الكنيسة الأرثذكسية وزوجتي كلدانية تتبع الكنيسة الكاثوليكية الكلدانية جميعنا في مركب واحد .. إن غرق المركب غرقنا جميعاً .
 يقال ان السيد المسيح { ع } لم يدلي باي شئ يشير الى تبني مذهب معين , كذلك رسل الأديان السماوية الأخرى لم يشيرو في كتبهم الى اعتماد مذهب معين كما نعلم !!..لكن المذاهب تأسست وبنت قواعدها بعد الرسل واصبح لها جمهور واسع ..... لكن هذا ليس موضوعي .
 ان موضوعي يتعلق بمن يطرح انتمائه المذهبي بشكل استفزازي وهذا قد يثير المخاوف على مستقبل قوم لطالما افتخر بانتمائه القومي الأشوري دون اي تسمية اخرى , انما قدر لهم اعتناق الديانة المسيحية عبر ثلاث مذاهب كنسية على رأسها رجال دين أفاضل وكرماء يديرون شؤونهم الحياتية .. لا اكثر ولا اقل ! ولا ادري ما الذي يجنيه البعض من تأجيج الفرقة عبر التطرف المذهبي او الطائفي بشكله السلبي ..فقبل الأديان بملايين السنين كانت الإبادات البشرية قائمة وأهم اسباب قيامها هو الجهل وعدم المعرفة لأهمية الحفاظ على استمرار حياة النسل البشري وعلى حمايته من الإنقراض ؟ الا ان تعاقب الأزمان ونمو العقل البشري استطاع الأنسان بناء الحضارات والأمبراطوريات , وهنا برزت الصراعات على السلطة حتى وصلت الى مرحلة القتال لينتهي بموت الكثيرين لا لشىء إلا لإشباع رغبة الأنسان آنذاك للسيطرة على الحكم ونشر طقوس آلهته التي يؤمن بها , هكذا كانت طبيعة الحياة . وبعد ان استبشرت الدنيا بقدوم الأديان السماوية التي حملت معها رسائل السلام والمحبة بين البشر لجأ الأنسان للإنتماء اليها طالباً الخلاص والحياة الأبدية . ومن الأوائل الذين اعتنقوا المسيحية بعد ان آمنوا بعظمة السيد المسيح الذي ضحى بحياته من اجل خلاص البشرية هم سكنة بلاد آشور وبابل وما يحيط بهما " بلاد النهرين "... ولست هنا بصدد المسيحية ودورها في ارساء السلام في العالم ..... لكن موضوعي هو التأكيد على ان شعبنا قبل المسيحية كان صاحب اعظم واول حضارة عرفتها البشرية آنذاك لكن هذا الشعب عاش ظروف معينة وحاصرته احداث دامية عبر مراحل تطوره فسقط من قادته من سقط وانقرض من انقرض !... ولذلك علينا الحذر لكي لا تعاد ثانية صراعات الماضي في وقت يعاني فيه وجودنا القومي في العراق الى الظلم والتهجير والتصفية منذ اكثر من مئة عام !  والغريب اننا استبشرنا بتحرير العراق من نظام دكتاتوري وقد صفقنا ابتهاجا بهذا الأنجاز .. لكن المفاجئة كانت حرب حرقت حتى الحجر وإحتلال اجنبي بغيض جلب لنا معه كل انواع التطرف المذهبي الإرهابي وكل انواع الجريمة من قتل واغتصاب ونهب حيث تقوم بها  ميليشيات مسلحة ارهابية مذهبية غريبة ومختلفة المناشئ وغير معروفة بحيث اصبح العراق ساحة للحرب وتصفية الحسابات وكأني امام مشهد المحتلون إبان  احداث سميلي سيئة الصيت !
واريد ان الفت النظر الى ان ما حدث للعراق القى بظله على نشاطات بعض من ابناء شعبنا حيث قد ظهر في بعض الأوساط  الأعلامية داخل العراق وخارجه بعض التأويلات والتصريحات والمقالات المتبادلة بين المذاهب وصفت البعض من رؤوساء كنائسنا او احزابنا المتنوعة بالمتطرفين واحيانا بالمخربين او الخونة ..ومهما يكن فاني ارى ان معالجة مثل هكذا قضايا بحاجة الى تأني وتمحيص دقيق ثم بالحوار والحديث واللقاءات نستطيع تجاوز الأخطاء ثم الركون لترتيب البيت ؟.. اما التشنج والتسرع في اصدار الأحكام فاني ارى ان ذلك يؤشر جهلا وتراجعاً وعدم المقدرة لقيادة شعبنا وحل مشاكله !.. وبما اني لا اميل الى التشكيك باحد فاني اسمع من بعض الأصدقاء بان هناك بعض الأوساط قد فضلت المصلحة الحزبية او الطائفية او غيرها على المصالح العامة للأمة , وانا لا انفي عدم وجود مثل هؤلاء ؟.. ولكن هؤلاء من القلة بحيث لا يمثلون ثقلا مهما في مجتمعنا .. الخطر كما يعتقد البعض يكمن في الذين يسعون لتمزيق الأمة من خلال بناء كيانات جديدة كنسية او تجمعات قومية وهؤلاء قد يكونوا من المغرر بهم او من دعاة المذهبية من الذين تأثروا بما حصل لإخواننا المسلمون الشيعة والسنة في العراق بعد سقوط نظام صدام والذي زاد احتداما في الفترة الأخيرة ..
واذا ما فكرنا قليلا بما يجري اليوم .. فاننا نخلص الى نتيجة مؤداها ان التشكيك بمسيرة احزابنا او رجال كنائسنا من قبل البعض قد يساعد على اعادة ابراز الاحقاد الدفينة التي كانت سائدة قبل الاف السنين لتعود بنا الى الماضي وكأننا اليوم امبراطوريتين نحكم ارض الرافدين ؟
 وغالبيتنا قد قرأ في التأريخ ما حدث بين الأشوريين والكلدانيين وغيرهم من صراعات وحروب , بالرغم من ان المسيحية آنذاك لم تكن حاضرة في وجدانهم  , ولم يكن العالم قد وصل الى ما نرا اليوم من جهاد بشري جماعي لحماية الأنسان من الإنقراض ! .. ومن هذا الأستنتاج فان ابراز مشاكلنا وصراعاتنا امام الأصدقاء من اتباع الديانات والقوميات الأخرى الذين نتقاسم العيش معهم فانها ستفسح المجال لتدخلهم بحجة مصالحتنا وكأننا مجموعة قوميات ينتمون لدين واحد وان  صراعاتنا عميقة وتأريخية وهم { اي الأصدقاء } سينقذوننا من الهلاك  .
دعني ايها القارىء الكريم ان أصف { بالغباء } اولئك الذين يهاجمون الكنائس او الأحزاب التابعة لشعبنا دون استثناء سواء كانت اشورية او كاثوليكية او سريانية ..... ودعني أسمي الذين يهرعون الى القلم والورقة للتشهير او لتمجيد هذا المذهب او ذاك فان هؤلاء اغبى من الاوائل !.. فلو فكروا قليلا .. لعلموا ان الجميع تبحر في نفس المركب .. ولا يعقل ان لا يغرق الجميع اذا غرق المركب .. !
على ابناء شعبنا الاتعاظ بما يجري اليوم في العراق بالرغم من اننا كعراقيين مخلصين نُدين ونستنكر وبشدة اي فتنة طائفية او مذهبية بين اخواننا المسلمون , لقد كان لغياب التعقل الدور الرئيسي في اشعال ذلك مضافا له دورالأيادي المذهبية والحاقد الخرجية .
ان المطلوب من الجميع ان يتراجع عن مواقفه التي تشجع على الكراهية وعليهم ان يعلموا ان الفخ منصوب بعناية للجميع .. وانهم مستهدفون لأسباب تأريخية واخلاقية حيث حضارتهم وقوتهم جعلهم متميزون عن الأخرين منذ نشأت امبراطوريتهم , إبحثوا عن الخلاص الآمن حيث لن يكون هنالك من هو رابح  .. فالخاسر هو انتم ونحن وابناءنا جميعا اذا ما تقوقعتم في ذاتكم الصغيرة فانكم لن تربحوا الكثير , إبحثوا عن طرق السلام وجاهدوا لنكران الذات والمصالح الآنية واعتمدوا حسن النية في علاقاتكم ..فالشعب خائف لكي لا يسجل التاريخ سواداً آخر كالذي جرى في { سميلي } حيث لا يمكن محوه خاصة ونحن في عصر بلغ فيه التقدم والتطور التوثيقي اقصى مداه  ..انظروا الى الأمام واتركوا وراء ظهوركم العادات والتقاليد والخرافات والمسميات ذات النهج الذي يثير الفرقة والكراهية والعنصرية والتمزق , واعتمدوا ما يشيع في قلوبنا حب الأمة وحب دينها وتأريخها .
اما اخوتي والعاملين في المواقع الأعلامية فارجوهم الأنتباه والحذر لخطورة ما يطرحون والعمل على تقوية اواصر العلاقة بين المذاهب والأبتعاد قدر الأمكان عن محاولة اطفاء الشرعية على تعدد القوميات الداخلة في تكوين شعبنا ذي المذاهب الثلاث وعدم التشكيك في النوايا حيث ان ذلك قد يخلط الأوراق مما سيسهل الإبقاء على شعبنا ممزق ومشتت الى قوميات صغيرة لا تتعدى حقوقه سوى ...{ أكل عيشه وقدسية كنيسته وأمان مدرسته وحرمة بيته } .. وكمثال على ذلك  النص الذي قرأته لأحد اساتذتي من الكتاب الذين اكن لهم كل الأحترام , والذي كما اعتقده قد يؤدي الى اثارة وتعزيز مشروعية التوجهات "السلبية" والتي ستنتهي حتما الى احباط شديد سيصيب الغالبية من ابناء شعبنا الرافض للتمييز المذهبي السلبي للأمة ... حيث يؤكد ويرى ... { ان الكلدانييـن مخترقين ، وهنالك قوى سياسية عراقية استطاعت ان تكسب صوت الناخب الكلــــــــداني ومن ثم تهميش المرشـح الكلــداني ...  ويضيف ..قرأت مقالاً  مفيداً في عنكاوا للأخ سعيد شامايا ، ومقالاً أخراً للأخ جمال مرقص لترتيب البيت الكلداني والكاتب برأيي الشخصي انه يدير البوصلة نحو الأتجاه الصحيح ، وعلى القوى الكلدانيـة ان تستفيد من الوقت في بناء البيت الكلداني . ان الكلدان مطلوب منهم ان يعملوا ويتحركوا ولا يوجد من يمنح لهم المكاسب في طبق من ذهب ، ان امامهم طريق طويل محفوف بالصعوبات عليهم اجتيازه . وعلى القوى السياسية الكلدانيـة ان تستفيد من اخطائها ، كما ان تعزيز الوحدة الفعلية بين القوى السياسية والكنيسة وابناء شعبنا الكلداني في وحدة متماسكة هي الضمانة في تحقيق أي مكسب سياسي } ... انتهى النص
فبالرغم من ان هذا الطرح قد يكون صائبا وصحيحا وقد يكون غير ذلك  , الا اني ارى ان توقيته وطريقة طرحه قد تكون غير موفقة , فالأمة ما زالت في طور حماية شعبها ووجودها وما زالت تبحث عن مخرج لأنقاذ موطنها الأصلي { العراق } من المحتل ومن دعاة الحكم المذهبي والطائفي ولهذا اؤكد باننا اليوم في خطر وعلينا التأني والحذر والبحث عن التوحد إن كنا فعلا صادقين في توجهنا للدفاع عن المصلحة العامة لشعبنا . 
ان الواجب التأريخي والديني والأخلاقي اليوم يحتم علينا دعوة الأساتذة الأكارم من كتاب ومفكرين وكذلك العاملين في كل المراكز الأعلامية ان يتخذوا الحيطة والحذر حين يخاطبون الأمة , وان يجعلوا من كتاباتهم جسرا واحدا لعبور كل اطيافنا متحدين نحو الخير والسلام , ولكم مني كل التقدير والله يحفظكم .
 



192
من قتل أطوار بهجت " شوّه صورة الإسلام "

ادورد ميرزا
استاذ جامعي

القتل ارهاب .. ايذاء البشر ارهاب .. , هكذا بدأ احد الأجانب الحوار معي .., فصديقي الأجنبي التركيبة والذي يصفه بعض المسلمون كافرا وملحدا , اتصل بي هاتفيا مستفسرا عن خبر اغتيال البريئة اطوار بهجت وعن تفجير مسجد المسلمين في سامراء.. سألني ..فقال من قتل هذه الصحفية ومن فجر مساجد المسلمون في سامراء .. قلت له أكيد انهم قتلة ومجرمون .. قال وهل هم مسلمون ام من دين آخر .. قلت اكيد هم بعض من المسلمين .. فلا يعقل انهم من دين آخر وقد غزونا من المريخ لقتل اطوار وتفجير مسجد ! لأن ما يحدث اليوم في العراق بعضه شأن اسلامي واضح .. فقال اني متأسف جدا ان قلت لك ان من { قتل اطوار بهجت قتل الإسلام ايضا وسيشوه صورته في العالم } , واننا كبشر غير مسلمين سننظر الى الإسلام على انه فكر ارهاب وقتل ودم ؟..ويستمر هذا الأجنبي قائلا .. هل تعلمون ان بعض الرجال والأحزاب وباسم الإسلام استخدمتهم الصهيونية في العراق لإكمال تشويه صورة الإسلام ..قلت له الله أعلم ! قال ساشرح لك كيف .. ان الأستراتيجية الأمريكية والصهيونية اليوم قد غيرت اسلوب عملها حيث عمدت الى تصوير الأسلام على انه دين ارهاب من خلال العمل داخل ايدلوجيته الأسلامية .. قلت كيف .. قال ان هدم المرقد في سامراء والقتل بين السنة والشيعة وحرق الكنائس والقتل على الهوية وآخرها قتل البريئة المسلمة اطوار بهجت.. كلها دلائل على ان ما يحدث هو من فعل بشر يحملون فكرا اسلاميا اي مسلمون , ويحدث ذلك امام انظار الحكام المسؤولون المسلمون !!!  ..هكذا هي الإساءة لسمعة الأسلام في العالم كما يقول هذا الأجنبي .. وهو يحذرني قائلا .. , من وكيف ستنقذون سمعة الإسلام والمسلمون في العالم ! اجبته ان ذلك من مسؤولية قادة الأحزاب الدينية العاملة في الوسط الإسلامي اولا ثم الحكومة ثانيا , فاعمال العنف والطائفية اعمال غريبة وجديدة على شعبنا العراقي كما ان الجريمة اصبحت ظاهرة يمارسها بعض فقط من المذهبيين او الخارجين عن القانون , فالجريمة ومهما كان شكلها لا لون لها ولا جنس ولا دين , ولكنها هنا فى العراق لها رائحة نتنة بنتونة من يقترفها , فالذين قتلوا الشهيدة البريئة اطوار بهجت او الذين نشروا الصراع المذهبي هم بشر بافكار جاهلية يُكفرون الاسود والابيض وقد يكفرون العربي او الغربي فالبشر من غير دينهم ومذهبهم كافرون وملحدون في تصورهم او كما يدعون انها من صلب تعليماتهم الروحية ! , وهم بذلك يحتقرون الانسانية , وتشاهدون امامكم زيف اعمالهم وطقوسهم حيث يفتون بغير ما قال الله , والله برىء مما يفعلون , فمن قتل المرحومة اطوار بهجت وغيرها من الأبرياء موجودون على ارض العراق وتعرفونهم من وجوههم الحزينة القبيحة الوسخة بل من اثر الدم الذي احتقن في وجوههم فاصبحت هوية لأرواحهم الشريرة النتنة وعنوان حقدهم على الأخرين , ترى هل من المعقول ان يحتل المسلمون في العالم  الأولوية من الشعوب في ممارسة العنف والإرهاب ..." كيف يكون ذلك والإسلام دين السلام والرحمة .. ترى من هو المسؤول عن هذه الحالة ومن بيده مفاتيح تغيير هذه الصورة "  .

 ندعوا الرحمة لروح اطوار بهجت , ندعوا الله ان يحمي العراق من هؤلاء الشياطين والدجالين الذين يسعون لتمزيقه , لقد اغتالوا اطوار بهجت ليخفوا الحقيقة , ومع عمق المأساة , ومع فجاعة الحدث , ومع رعونة الجريمة وشناعتها , الا اننا سنبقى نناشد وندعوا الله ان يزرع في قلوب دعاة العنف للعدول عن حقدهم وانانيتهم والتوجه لصالح وحدة هذا الشعب الآمن , كما ندعوا العراقيين مسيحيين ومسلمين وغيرهم لضبط النفس والوقوف ضد هذه المؤامرة التي يراد من تأجيجها نشر الطائفية والكراهية بين العراقيين , اننا ننتظر اليوم الذي ستبزغ فيه شمس قيادة تستوعب الجريمة وتكشف المؤامرة وتحول دون تفشي الفوضى والحرب الأهلية المذهبية او الصراعات القومية فى العراق ويعود العراقيون كما كانوا قبل تغيير النظام الدكتاتوري متآلفين متحدين في السراء والضراء .

193
مدينة الثورة مدينة الزعيم قاسم


"إنني ابن الشعب وانني منكم واليكم أستمد قوتي من سواعدكم وأستمدها من إتحادكم"
                                                                          عبد الكريم قاسم
 


ادورد ميرزا
اكاديمي مستقل


في وسط الأزمات التي يمر بها حاليا عراقنا المنهك اقتصاديا وأمنيا واجتماعيا لا يبدو بروز قائد قادر ان يعدل في حكمه ويقدم نفسه ناكرا لذاته المذهبية او الحزبية  لخدمة المسلمون والمسيحيون وبقية اطياف واشكال العراقيين وعلينا الأعتراف بان الفرز الديني او القومي اصبح ظاهرة يتبناها حكام العراق الجدد .
 قبل ايام وبالرغم من اني لا احبذ وصف العراقيين وفق اديانهم او قومياتهم فقد اجبرنا الحكام الجدد على اعتماد هذا الطرح فأقول ان رئيسنا القائد الكردي القومية والمسلم الديانة الأستاذ جلال طلباني وهو حديث العهد على منصب رئاسة الجمهورية ذات الخطابات والتمنيات التي شبع العراقيون منها لكنه والحق يقال فله كل التقدير حيث قفز ناجحاً بمبادرته تكريم عائلة اول قائد شريف للعراق انه البطل العراقي الزعيم عبد الكريم قاسم , هذا البطل الذي كتب عنه الأستاذ القدير مهدي قاسم , قائلا....{ و لعلنا لن نجد مثالا أو قدوة في تاريخ العراق لا قديما و لا حديثا ، أن رئيسا أو حاكما ، مثل الزعيم عبد الكريم قاسم ، مَن أصبح على هذا القرب الشديد من هموم و معاناة شعبه ، و أن يعيش متعفف النفس و نزيه الروح ، و متواضعا و زاهدا ، هو الذي كان بيده مصير مليارات الدولارات و إمكانية التصرف بها على هواه إذا شاء و أراد و رغب.. }

بينما الآن ما أن ( يثب ) قزم من أقزامنا الراهنين إلى قمة السلطة و الحكم و المناصب الكبيرة ، و إذا بشهيته النهمة تتفتح على كل اتساعها ، في عمليات الفرهدة و النهب المنظمة للمال العام ، و أخر شيء ، الذي يمكن أن يخطر على باله هو : مصير الفقراء و المعدومين و الأطفال المشردين و العائلات التي بقيت بلا معيل .. !!
لقد زرع عبد الكريم قاسم الحب والحنان والتواضع في اذهان العراقيين حتى انه لم يخطر في بال عراقي مخلص ان الزعيم قاسم ينتمي لحزب معين او لدين معين لقد كان ابو الفقراء نزيها محبا للجميع , وفوق الميول والإتجاهات .
اذكر في بداية الستينات وعندما نزح الألاف من اهلنا في الجنوب الى بغداد / الكرخ وتحديدا في منطقة كانت تسمى "الشاكرية" سارع ابو الفقراء قاسم لمنحهم قطع اراضي سكنية مجانا في منطقة تقع في جانب الرصافة كانت تسمى بالعاصمة نكاية بعهد نوري السعيد نظرا لما كانت عليه هذه الأرض من بؤس وخراب بحيث لا تصلح حتى لإيواء الحيوانات ! وقد سماها الزعيم فيما بعد بمدينة الثورة .. ولكي اكون امينا لروح كريم قاسم فانه لم يكن ابدا طائفيا ولا مذهبيا ولا حزبيا فحين منحت هذه الأراضي استفاد منها المسيحي والمسلم والصابئي واليزيدي دون تمييز وعلى السواء , وما زال الكثيرين من الأصدقاء يتذكرون ذلك , حتى ان المرحوم قاسم لم يكن من الرؤساء الذين يرغبون في تخليد اسمائهم كما نراها اليوم ولذلك سماها بمدينة الثورة تيمنا بثورة تموز العظيمة التي فجرها الشعب لوحده دون مساعدة احد , ولم يسميها باسمه !! , مدينة الثورة ستبقى في ذاكرة العراقيين الشرفاء باسمها لأنها رمز تذكرنا بإنسانية عبد الكريم قاسم , كرومي كما كنا نسميه لم يكن فريدا في نزاهته وكرمه فقط ، و إنما كان ذا قلب رحيم ، و خاصة إزاء أعدائه و خصومه الشرسين  وأذكر في احدى خطبه بعد محاولة اغتياله قال .. جملته الأنسانية " عفى الله عما سلف " .. يقول مهدي قاسم
 { بربكم هل هناك ثمة حاكم أو رئيس ، ليس في العالم العربي فقط ، و إنما في العالم قاطبة ، ليس يعفو عن مَن حاول قتله فقط ، و خاصة مع سبق إصرار و عمد ، و إنما فوق ذلك يعينه سفيرا أيضا ! ، أو يأمر بإطلاق سراح من اعتدوا عليه بهدف اغتياله و القضاء عليه بكل وحشية و بربرية ؟؟}! ..
لقد كان رئيسا وقائدا نفخر به امام العالم جسما وتصرفا لقد كان طيبا و إنسانيا يملك روحا متسمة بالتسامح الإنساني الكبير , طيلة فترة حكمه كان مسالما و رافضا  للعنف او الانتقام والثأر وسفك الدماء ..
{ فعبد الكريم قاسم و حسب المعايير العراقية ، كان فلتة زمانه على هذا الصعيد ، كإنسان ، و كحاكم و كفرد من المجتمع العراقي ..
و لكن لهذا السبب بالذات ، تبدو قامته الشاهقة أكبر علوا ، من قامات ( قادتنا ) المتقزمة و الباهتة المأخوذين ببريق السلطة و حمية المال و النقود و نسيان الفقراء و المعوزين و أطفال العراق المشردين  .}

أيها القائد الفقير كريم قاسم .. لقد قتلوك غدرا وأنت ترقد اليوم قي قاع  نهر الخالدين دجلة   ,  فامتزج جسدك الطاهر بطين كربلاء واحتظنته حجارة آشور وبابل , سنظل نحن الفقراء احفاد واحدة من ثمرات حكمك " مدينة الثورة "  وسننتظرك نحن أبناء أكواخ الشاكرية ودور *{كمب الجيلو} الطينية العتيقة , نحن الذين أحببتهم كثيرا , سننتظرك على ضفاف دجلة فانت لم تمت  وعندما ستخرج علينا يوما من النهر سنجعل من اجسادنا فراشا تحت قدميك  أيها القائد النادرالعزيز ..

ملاحظة ..
*{كمب الجيلو} منطقة مجاورة لمنطقة الشاكرية التي سكنها النازحون من الجنوب , وكان يسكنها مسيحيون بمختلف المذاهب البعض منهم حصلوا ايضا وبنفس القرار على قطعة ارض في مدينة الثورة 
.


194
خمسة هناك وثلاث هنا نبحث عن وحدة الفكر والوطن


ادورد ميرزا

حرب العراق خلطت الأخضر باليابس , عراق الحظارة والتطور والمدنية والتعايش السلمي بين الأديان والقوميات والمذاهب تراجع الى عصور الجاهلية , الحرب خلقت الأزمات فأبعدت المثقفين  وحلت محلهم الأميين النفعيين , في العراق اليوم لا تشعر بالأمان ولا بثقافة السلام والحوار, فليس هناك ما يشير الى انتعاش في عقول المسؤولين للتزود بالعلوم الإنسانية والعلمية , فالجريمة اصبحت امرا واقعا يوميا وطبيعيا حيث تراجع السلم والحب ليحل محله العنف والحقد  , قتل الأبرياء وانتهاك المقدسات وانتشار الفساد اصبح مألوفا والقائمون علية أحرار بدون حساب , العراق بحاجة الى قادة مثقفين عقلاء يحترمون انسانيتهم اولا ويؤمنون بان حماية الشعب مسؤولية امام الله وامام الضمير , عندها سيتحقق قانون العدل والمساوات ليحمي حقوق البشر , العراق بحاجة الى فهم أهمية الحوار وطرق انضاج الطروحات الفكرية والنقدية .
-----------------------------------------

جميل روفائيل

الحقـيقـة  المسـلم  بـها  ، تؤكـد : أن لكل تـمزق  أخطار ولكل  تشـتـت ضياع  . .  وبالنسـبة  لشـعـبنا وإعـتمادا الـى واقـعـه ، إذا  تمـزق بيـن قوميـات عـدة ، يعـني ذلك فـتح ثغـرات وثـقـوب داخل صفـه الموحـد  ، وجعـله غـير متماسـك القـوام مـا سـيؤدي  بالنتيجـة الـى الإنقسـام والإنشـقـاق والتـبدد والتـباعـد  والضغـائن  . .  وإن تشـتـت  شـعـبنا بيـن أسـماء عـدة  فإن  شـمله  يكـون قـد تصـدع وتحـول الـى جماعـات متـناثرة  يسـودها الشـتات  والشـتـيت وما يصـاحبه مـن تبعـثر وضـياع الأسـرة والعـائلة والعشـيرة والقـرية والمجتمع  وحتى  الطوائـف  الديـنية   . .

ولـنا مثـال مؤلـم  للتـشتـت  ، مـا نـراه مـن رحيـل  حـل  بـنا ،  برغـبة  ذاتيـة  أو  لأسـباب قسـرية  ،  حيث  توزعـت  أسـر  شعـبنا  وعـائلاته  وصداقاتـه وعشـائره  وبلداتـه وقـراه ومناطقـه وفئـات مجتمعـه وبـما فيها  طوائفـه  الدينـية ،  التـي  كانت حتـى عـهد  قـريب في  شـمل واحـد ومنطقـة  جغـرافية  داخـل  مهـدنا ومنشـئنا وموطنـنا وبلدنـا  التـراثي  العـراق  الحبـيب . .  توزعـت على  مسـافات  شـاسعـة  وواسعـة  وأصبحت  ضـمن ما يطلق  عليه  سـكان  مشتـتون في  أصقـاع  الدنيـا  ، وفي  غـالب  الظروف  من دون إستقـرار  على  شئ  أو  إرتـكاز  في  مكان  . . وصار  متـبددا  ما كان  مجتـمعـا .

وبعـد كل  الذي  حصـل  ،  فيـبدو  أنـه  ليس  منظورا  ومفهـوما  للبعـض  من  شعـبنا الرافض لوحدتـه  ،  بسـهو  أو  تعـمد  ، أنـه  يريد  وضـعـنا في  خانـات التفـرق الطائفي  تحت  السـتار  القـومي  . . وبالنتـيجة  إلحاقـنا  بالشـعـوب  البائـدة  .

ومـا دمنـا نصـول  في آلام التشتـت ومـا يلحقـه من  ضيـاع  . .  فإنـني  شـخصيا  أرى  أنـه  ليس  من حق  الذين  هـم خارج  العـراق   ،  وما داموا في الخارج  ـ  وأنا أحدهم  ـ  أن  يقـرروا  مصير من في  الداخل  ، لأن من إسـتقـر  في  الخارج  قـد  قطع  جزءا  مـن  إرتباطه  مع  جذوره  العـراقية  ،  أرضيـا وعـرقـيا وإجتماعـيا وطائـفـيا  وقوميا  ،  وبالتأكيد  أن هـذا  الجزء  سـيزداد بعـدا ً  بالنسـبة  للأبنـاء  ،  ويرجح  أنـه سيصـل حـدّ  إسـتئصال  الأورمـة  مـع  جيـل  الأحفـاد  . . وهـذا  يعـني  أن مـن يعـيش  حـال  خـارج  العـراق  وتـتابعـاتها  ،  ليس  مـن حقـه  بحكـم  الواقـع  أن  يفرض  نفسـه  لمصـير  شـعـبنا داخل العـراق ،  الذي لـه القـرار بمصـيره  .
--------------------------------------

ميخائيل ممو

هذه هي الحالة القائمة اليوم .. والمصاب لا يسثنى .. وظروف الحياة المعيشية حدث عنها ولا حرج ، يموت الأطفال جوعاً ، الأمهات الأرامل يلتحفن الأرصفة ، الفتيات يبيعن اجسادهن في سوق الدعارة ، المقت بلغ درجة الوحشية ، العواطف مزقها الحقد الأعمى ، وزاد كل فعل مشين عن حده في عراق العز والخير والمحبة .. عراق نور الحضارات .. وبما لا يقاس حتى بما أقدم عليه هتلر في المانيا ، وبما أقدم عليه ستالين في روسيا  وغيرهما في العصر الحديث.
ماذا بقي من حضارة العراق حينما تفجر الكنائس والمساجد والجوامع ؟! وماذا بقي من شرف اهل العراق حينما يتم اختطاف الأطفال الأبرياء والاعتداء الفاحش على العذارى من شريفات العراق؟! وماذا بقي من فكر جهابذة العراق حينما يتم اغتيال البارزين من أعمدة العلم والثقافة العراقية ؟! وحينما تحرم الأم الثكلى من حقوقها ؟! حينما وحينما...

--------------------------------------

يعكوب ابونا

اذا هل عرفتم لماذا الاشوريين ؟ لانهم كانوا اقدم الاقوام في بلاد الرافدين وكان لهم ( 117 ) ملكا . يذكرهم ليو وبنهايم في كتابه بلاد مابين النهرينولازالوا ابناهم ينشدون اسم وتراث الاباء في ارض اشور ، عكس بقية الاقوام التي اندثرت ولم يبقى منهم .... اذاً الاشوريون كانوا ولا زالوا باقين مع بقاء الساعة ، ولا يمكن لاحد ان يدعى بان احد من الانكليزفي القرن الثامن او التاسع عشر او غيره اطلق عليهم هذه التسمية ، اليس ذلك مضحكا ، اين هم امجاد تلك الامة الا زالت اثارهم وابناهم وارضهم هي هي منذ القدم لم تتبدل تبديلا ، فمن ذكرهم ومجدهم السيد المسيح لا يمكن ان يزولوا لان مجد المسيح معهم الى الابد .......... ولتكن هذه الايام اجراس تدق في بوق للتوبة وننشد : المجد لله في العلى وعلى الارض السلام و في الناس المسرة ........
---------------------------------------
ماهر صمو

اريد ان اقول شيئا لكني متردد ... تدرون ليش .. لأنه اذا قلنا  ان الأسماء التي  تقود العراق اليوم , كذابين ومشعوذين وحرامية فان الله قد يحاسبنا لأننا أسئنا لأسمائهم باعتبارها اسماء تحمل روحا روحانية , وان قلنا انهم صادقين ومؤمنين فان الله كذلك سيحاسبنا لأننا كذبنا لأن حقيقتهم كما يراها الله ويراها الشعب العراقي غير ذلك ...لذا اطلب منكم  المساعدة لحل هذه الإشكالية .... ايهما افضل ... كذابين او صادقين ...!
قبل ايام دعا المام جلال التالباني رئيس الكمهورية مجموعة من هذه الأسماء  للقاءه على مأدبة غذاء كما عملها قبله السيد الحكيم قدس الله سره وكما كان القائد الضرورة صدام يعملها لنفسه وللحبربشية من مؤيديه , وكل هذه الدعوات حدثت , وتحدث , وستحدث , داخل قصور صدام والتي كان يسميها صدام قصور الشعب !!! , ولكوني احد ابناء دولة سيتم انشاءها حديثا على مساحة تغريبا 350 الف جيلو وسيطرح اسم  { كردشيعراقية }  كتسمية لها على الشعب العراغي للأستفتاء وفق مبدأ الديمغراطية الأمريكية الحكيمة , كما سيعلن عن استفتاء آخر لأختيار علم الدولة وهو عبارة عن قطعة قماش سوداء مخططة بثلاث خطوط خضراء , يكتب فوق الخط الأول { لطم والخط الثاني درباشة والخط الثالث دروشة } .
-----------------------------------------


هرمز طيرو

أولآ : بتاريخ Jan / 15 / 2006 نشر السيد حبيب تومي في Ankawa . Com مقال بعنوان " نأمل أن لاتتورط حركة الزوعا في متاهات تقويض كنيسة المشرق " وقد ورد في المقال الكثير من الأخطاء السياسية والفكرية ، عليه ومن أجلا طرح الحقيقة ، فأنني سأحاول الرد على بعض النقاط وكما يلي :
1 ـ هنالك خطأ واضح في عنوان المقال ، وهذا يدل على أن صاحب المقال يجهل حتى لغة الأم ، فما بالك بقراءته السياسة عن الوضع السياسي للأم . فقد كتب ( نأمل أن لاتتورط " حركة الزوعا " كيف جمع السيد تومي بين كلمة " حركة " التي تعني بلغة الأم زوعا ، وكلمة " الزوعا " التي تعني باللغة العربية الحركة ) فقد كان الأجدر به حذف اما كلمة الحركة واما كلمة الزوعا ، وتكون الجملة ( نأمل أن لا تتورط الحركة الديمقراطية الأشورية " الزوعا " ... الخ ) .
2 ـ نعم ، في اعقاب سقوط النظام الدكتاتوري في 9 / نيسان / 2003 ، نزل مسلحو الحركة الديمقراطية الأشورية من مقراتهم في اقليم كردستان العراق الى سهول نينوى ( التي هي طفولة شعبنا وأمتنا الرائعة ) وقد كان نزولهم من أجل حماية شعبنا هناك من القتل والسرقة التي كان يمارسها البعض ، وكان من الطبيعي أن يرحب أبناء أمتنا في هذه القرى بقدوم ابطال الحركة ، لأن احاسيسهم ومشاعرهم كان بأن الحركة هي جزء منهم وهم جزء من الحركة ، وقد ذكر السيد تومي بأن الساحة السياسية كنت شبه خالية من اية تنظيمات سياسية ، ولكنه لم يذكر لنا ، لماذا كانت الساحة السياسية شبه خالية ، ولماذا لم ينزل مسلحو باقي الأحزاب ( التي يتعاطف معهم الأن ) الى سهول نينوى العظيمة .
3 ـ أن موقف الحركة الديمقراطية الأشورية من كنيسة المشرق الأم ( كنيسة الشرقية القديمة ، كنيسة الكاثوليكية الكلدانية ، كنيسة المشرق الأشورية ، كنيسة السريان الكاثوليكية والارثوذكسة ) هو أن جميع هذه الكنائس المباركة هي كنائسنا جميعا ، وأن الحركة لا تفرق بين كنيسة واخرى ، ولا تتدخل في شوؤنهم الأدارية ، لا من القريب ولا من البعيد ، وأن هذا النهج واضح من خلال الخطاب السياسي للحركة الديمقراطية الأشورية منذ تأسيسها في 12 / نيسان / 1979 ولحد الأن . أما حول تائيد الكنيسة الكاثوليكية الكلدانية للتسمية المركبة " الكلدوأشورية " وبعد ذلك سحب هذا التائيد ، فأن اعتقادي الشخصي ، بأن هذا السؤال يجب أن يوجه الى الكنيسة الكلدانية ، لأن الجواب حتما سيكون عندهم ، أما من جانب الحركة ، فأن الحركة الديمقراطية الأشورية ، كانت ولا تزال تؤمن وبشكل مطلق ، بأننا أبناء شعب واحد بكافة تسمياته ، وما هذه التسميات ( الكلدانية السريانية الأشورية ) ما هي ألا تسميات لمكون واحد نفخر ونعتز بها جميعا ، ولم تحاول الحركة على تمرير تسمية على حساب تسمية أخرى ، لا في قانون أدارة الدولة ولا في مسودة الدستور العراقي .
4 ـ لقد حاول السيد حبيب تومي في أقحام الحركة الديمقراطية الأشورية في الاحداث المؤلمة التي حدثت في ( كنيسة المشرق الأشورية ) وبما أنني لا أرغب في الدخول أو الحديث عن هذه المواضيع الحساسة ، ألا أنه صدر بيان من اللجنة المركزية للحركة بهذا الخصوص ، حدد فيه موقف الحركة من الأحداث ، وهو موقف ثابت لا يتغير بتغير الظروف ، لأن موقف الزوعا كما قلت ، هو في عدم التدخل في الشوؤن الأدارية الداخلية للكنيسة ، وذلك لأن الحركة الديمقراطية الأشورية تؤمن ( وهي حركة علمانية ) بفصل السلطات .
------------------------------------

حبيب تومي

ان الأخ هرمز طيرو يرى في مثل التحالفات التي تمخضت عن انبثاق قائمة النهرين وطني هي تحالفات آنية وتشكل مضيعة للوقت وهو يرى ان نلتف جميعاً حول الحركة الديمقراطية الآشورية ، وأن نكف عن الكتابة السيئة ..
وعن موقف الحركة من كنيسة المشرق يقول ان الحركة لا تتدخل في الشؤون الداخلية للكنائس اقول للسيد هرمز :
لقد استمرت مغازلة الحركة للكنيسة الكاثوليكية طالما بقيت هذه الكنيسة مع سياسة الحركة بتغييب الأسم الكلداني ، ولما طفت على السطح النيات المبيتة لطمس الأسم الكلدانــــــــي العريق من قبل هذه الحركة ،  كان على هذه الكنيسة ان تقف بوجه هذه التوجهات الأقصائية الأستعلائية ... وكان ما كان من محاولات الحركة في بث التفرقة في صفوف الكنيسة الكاثوليكية للشعب الكلدانــــــي ، وإعمالاً في هذه السياسة يجري اليوم وبمباركة الحركة تأسيس كنيسة كلدواشورية ، وإن كنت يا سيد هرمز من كوادر الحركة لا بد انك تبارك هذه الكنيسة الوحدوية على طريقة الحركة الديمقراطية الآشورية .
السيد دانيال سليفو وشعبنا اختار الأكفأ
ان السيد دانيال باعتباره مسؤول عن مرفق اعلامي ( زهريرا) كان ينبغي عليه ان يميز بين نتيجة الأنتخابات في العالم المتقدم والعالم المتخلف ( العالم الثالث )  ، وينبغي ان يعلم السيد دانيال ان شعبنا لم يختار الأكفأ ، لقد فشل الأكفاء من السياسيين العلمانيين والتكنوقراط  في الأنتخابات ، وفاز بدلهم  من توكأ على عكازة المذهبية والعشائرية .. من الصعب على الغير متعلم ان يختار الأكفأ ، وأنت يا اخ دانيال سيد العارفين انك تستطيع في بلدنا المتأخر ان تكسب صوتاً مقابل كل بطانية او صوبة او وعد بمكافئة معينة .
انكم في الحركة ( الديمقراطية ) الآشورية تضعون التابو على الرأي الآخر وأنك تعلم جيداً انني ارسل كل مقالاتي الى موقعكم ( زهريرا ) الذي تشرف عليه ، وتضع حركتكم ( الديمقراطية ) تابو على هذه المقالات التي لا تتفق مع رؤيتها ، في حين تنشرون المقالات التي تمجد حركتكم حتى لو كانت هذه المقالات من وزن المقال الذي نشر على موقعكم للكاتب وديع حنا بتي وعنوانه :
حبيب تومي يكتب بعد البيك الثاني والمزة لبلبي .
الغريب  انكم تحجبون مقالاتي النقدية الرصينة ، لكنكم ترحبون بمثل هذه المقالات وتنشروها غير آبهين بأخلاقية الكتابة والنشر .
-------------------------------------

ثامر

ثمة نقطة معينه أثارت إنتباهي في معرض مقال للاخ حبيب تومي جعلتني أتساءل ما معنى أن يخلط البعض كما يفعل السيد حبيب تومي بإرتباك واضح ما بين نضال الشيوعي الأممي وبين من يناضل من أجل شريحة معينه ينتمي أليها عرقيا او دينيا؟ وما السبب الذي منع أيّ داعيه كلداني من خوض نضاله القومي ضمن صفوف الحركة الكردية كما كانت تناضل الحركة الديمقراطية الاشورية؟ أغلبنا يعرف حق المعرفة يا أخ حبيب بأن الأجواء والأوضاع السياسية والأمنيه التي كانت سائدة في قرى سهل نينوى هي نفسها لم تتغير منذ إندلاع الحركة الكردية في بدايات الستينات من القرن الماضي والى ساعة سقوط النظام الصدامي, سواء تعلّق الامر بالشيوعي او الكردي او الاشوري او الكلداني او التركماني,لم يتغير أي شيئ كي يقول الاخ حبيب تومي بأن الحركة الاشورية كان لها وضعها الجغرافي الخاص!!! ولا أدري إن كنت تقصد بأن فسلجة منتسبي الحركة كانت من عجينه مغايرة لتلك التي تتكون منها أجسادنا!! نعم يا اخ حبيب ربما كون مناضلي هذه الحركة كانوا يمتلكوا ذلك الاستعداد الإيماني الناضج لإعلان مسيرتهم النضالية القومية الوطنية في حينها وفي تحمل متاعب ومصاعب عجز الكثيرون منّا عن تقبلّها من أجل أهلنا و من أجل مستقبل أجيالنا, ذلك الاستعداد الذي كنت يا أخ حبيب تومي أنت وأنا وأخرون كثيرون يفتقدونه , وعجبي منك أكثر حين إدعائكم بأنكم قد خضتم سوح النضال , لكنك تأتي اليوم لتطرح أسباب و مبررات غير مقبولة , حالت دون أن تنتفض أنت او اخرون معك من أجل قضيتك الكلدانية القومية!! أليس هذا كلّه هروب من مواجهة الحقيقة؟ إذن كان الأجدر أن يكون التبرير أكثر منطقيه و أعمق في عقلانيته وصراحته كي تكون فكرة الشروع (المتأخر) أكثر رصانة و مصداقية , على الأقل من خلال تفاعل القاريئ مع ما يتم طرحه بدرجاته المعقوله وليس عبر كيل الملامات وقذف شتى التهم على أركان و نخب هي من صميم تكويننا القومي و الوطني والديني.
أختتم كلامي شاكرا الجميع , بقول الحكيم الاشوري بالول( لا كرشت إيذا م ناشوخ) اي /لا تسحب يدك عن أهلك قط!!

                                                  -----------------------------------------
والجميع بانتظار الخطوة الأولى للبدء في توحيد الفكر والتوجه .
!!


195
العار لمن استهدف الكنائس المسيحية العراقية الأمنة

ادورد ميرزا
استاذ جامعي

أستغرب وأنا أسمع تصريحات المسؤولين العراقيين دون استثناء والتي يوصفون فيها الحرب الامريكية على العراق بأنها " تحرير " واستغرب اكثر حين يوصفون العمليات العسكرية والتي تستخدم فيها الطائرات والدبابات في قصف الدور السكنية ويقتل فيها عراقيين ابرياء بانها من اجل القضاء على " الأرهابيين " او يوصفون التفجيرات التي تطال دور العبادة من مساجد وجوامع ومستشفيات ومقرات الأحزاب الوطنية وآخرها كنائس المسيحيين المسالمين , بانها اعمال ارهابية صاحبها ومدبرها الأول والأخير هو الزرقاوي الأردني ! بمعنى ان العراقي الذي يقتل من جراء قصف الطائرات فهو من اجل القضاء على الأرهاب !!!! اما الذي يقتل بهجوم على مكان عبادته فهذا من تدبير الزرقاوي ,, تفسيرات خبيثة لا يمكن للعاقل ان يصدقها ! , والأدهى والغريب انهم يوصفون انفسهم  بانهم حماة الأقليات القومية من ذوي الديانات الغير اسلامية , لكن المصيبة ان المحنة التي يمر بها العراق فان شخوصها والداعين لها يعملون في العلن ولا احد يتجرأ لكشفهم ومحاسبتهم , فلا قانون ولا نظام يحمي الشعب , لقد تأكد للجميع بان ما يحدث من قتل ودمار وتخريب هي حرب طائفية ومذهبية بين الأحزاب الحاكمة وحزب صدام بالأضافة الى الحرب التي يقودها تنظيم القاعدة ضد الوجود والمصالح الأمريكية , وضحيتها دائما هم العراقيين الأبرياء من الذين لا دخل لهم لا بهذا ولا بذاك .. !! والسؤال المهم الذي نوجهه لهؤلاء المتقاتلين على ارض العراق , لماذا استهداف المسيحيين العزل وما ذنب الأقليات الدينية الأخرى وما هي نوايا هؤلاء المتقاتلين اتجاه هذه الأقلية المسيحية الآمنة في العراق , وماهي اهداف العمليات الأرهابية التي تطال كنائسهم ودورهم واماكن عملهم , لماذا قتل رجال دينهم واحزابهم , لماذا إرهابهم لترك مساكنهم لماذا معاملتهم وكأنهم عملاء الغرب ..! كل هذه الأحداث وكما يراها العراقيون الشرفاء فهي عمليات مدروسة ولها برنامج تنفذه جهات منظمة يقودها اناس لهم دوافع عنصرية ويملكون دعما معينا لغاية محددة !
 والله عار عليكم ايها الفاسدون اينما كنتم ولأي حزب تنتمون , عار عليكم وانتم تستهدفون دورعبادة المؤمنين العزل , عار على الذي يستهدف مسيحيوا العراق , هؤلاء المسيحيون وبشهادة كل العراقيين التزموا الهدوء منذ اندلاع موجة المذهبية والقتال الطائفي , فالشعب المسيحي المسالم لا دخل له  فيما يحدث بين الأخوة المسلمون فعلى العكس فقد عملت قيادات المسيحيين الدينية والسياسية والأعلامية ممثلة باحزابهم المتعددة وقواهم المشاركة في مجلس الحكم بالسعي لحث الشيعة والسنة على الأنضباط والأتحاد لبناء العراق الجديد , وبنفس الوقت كانوا يجاهدون من اجل اشاعة روح المحبة والديمقراطية بين ابناء كل الديانات والقوميات المتواجدة على ارض العراق  , لقد فاق هذا الشعب في وطنيته واخلاصه كل الشعوب وبقي مدافعا عن حرية العراق وسلامة ابناءه , هل هكذا يكافأ هذا الشعب الآمن بتفجير كنائسه المقدسة , او بقيام البعض بتوجيه انذارات تهديد خطية لأخلاء مساكنهم , هل ثمن اخلاصه للعراق هو بتدمير محلاته وسرقتها بحجة من يبيع الخمور فهو كافر , هل التلويح لنساءه بلبس الحجاب وإلاّ..جاءها عقاب الله  .. هو دليل الود والحرص , اليست هذه التصرفات مشينة وتؤدي لخلق فتنة لا يحمد عقباها , اليست تصرفات متخلفة بعيدة عن نهج الأسلام الحنيف , أخاطب العقول الشريرة قبل المؤمنة.. إبتعدوا عن شرور الحقد والكراهية والتكفير , فليس بقنابلكم والسنتكم ودعواتكم ستقيمون العدل والأنصاف , وإلاّ فانتم ارهابيون قتلة ولن يغفر لكم المخلصون العراقيون مسلمون ومسيحيون مهما طال الزمن , ايها الزناديق المشعوذين يا من تدعون الأسلام والأسلام براء منكم , فالأسلام دين رحمة وسلام , وليس دين حقد ونفاق , يا من تدعون العفة وانتم أرذل من الشيطان , ستبقى { الأخوة المسيحية الأسلامية } قائمة وراسخة في عقول الشرفاء ما دام العراقيون يتمسكون بعراقيتهم , والتسقط المذهبية الغاشمة والى الأبد ... وما دام رئيسنا احد اعضاء القيادة الكردية فاود ان اضيف شيئا لهذه القيادة انطلاقا من مبدأ الديمقراطية والحرص على سلامة الشعب المسيحي , فتصريحاتهم والتي يصفون انفسهم بالديمقراطيين فهذا تجني على هذا المبدأ ..حيث ان القيادة الكردية ما زالت لا تحرك ساكنا بشأن وضع القرى المسيحية التي استولت عليها منذ عقود , اليس الأجدر لأثبات حسن النية أمام الأخرين وخاصة بعد توحيد الأدارتين التي اعتبرها ثمرة طيبة لخدمة الشعب الكردي , بان تقوم باعادة النظر بكل ما حدث من اجحاف بحق القرى المسيحية واعادتها الى سابق عهدها لتزدهر من جديد  !! ثم اين موقف القيادة الكردية من تفجير الكنائس وما يتعرض له الشعب المسيحي على كامل ارض العراق ! ان المسؤولية الأخلاقية والأدبية تحتم على الحكومة الحالية وعلى رأسها السيد رئيس الجمهورية لأتخاذ كل الأجراءات لحماية المسيحيين الذين يعتبرون سكان العراق الأصليين , ليكون دليلا على حرصهم واهتمامهم بشعب العراق , كما ندعوا حكومة العراق بتشكيل لجنة للتحقيق في ما جرى للكنائس المسيحية , وندعوا من السيد الرئيس جلال طالباني ان يترأس هذه اللجنة , لأننا على ثقة من انه يستطيع الوصول الى الجناة وهو الأجدر .
الخاتمة كنت انظر الى خارطة العراق المعلقة على جدار غرفتي ... والآهات تلازمني فبغداد بلد الرشيد والعلوم والجامعات والأمجاد اصبحت بلد جهل موشح بالسواد , بغداد اليوم على الخارطة ارض مجهولة غزاها مجهولون !
 فختمت مقالتي ...........
باتت بغداد الأمجاد ساحة صحراوية وبادية
تتقاتل فيها العقارب والذئاب
 بغداد لن تغادر خيمتها  , ستقاتل بقبورها   
بغداد خيمتها صامدة , فالريح الحاقدة , لن تهزها
 بغداد ترفض المغادرة
 وان كان لعاب حارس الأغنام حولها , سيسم أهلها ...
لا لن تموت الأمجاد ...
  آشور واكد وخالد وسعد والرصافي والسياب والموصلي والصائغ ..
 بغداد تناديكم , اخرجوا من قبوركم , فامجادكم واحفادكم هاجمها الطوفان !

 

196
بين الشيطان و المؤمن خيط عنكبوت



ادورد ميرزا

عادة في البيوت الآمنة الخيرة عندما تهاجمها ازمة معينة يقال عنها ان الشيطان قد دخلها وهو المسبب لها , فقد كان لي صديقا تعرفت عليه في بغداد عندما بدأت هجرة ألاف الأسر الطيبة من الجنوب  الى بغداد وسكنت في ارض متروكة تسمى الشاكرية كانت تقع في جانب الكرخ من بغداد , ثم تكرم الزعيم الأوحد المرحوم عبد الكريم قاسم بمنحهم قطع اراضي في منطقة سماها مدينة الثورة تيمنا بثورة 14 تمور الخالدة , فانتقلوا اليها فيما بعد واصبحت سكناهم الجديد ! , ولا زال هذا الصديق وفيا ومخلصا لأستمرار صداقتنا حتى هذه اللحظة , ولا اريد ان اصفه وصفا مذهبيا لأننا لم نكن نتداول هذه التسميات المذهبية في علاقاتنا منذ التقينا قبل اربعين سنة , وقد طلب مني ان اكتب شيئا عن ما كانت والدتي تذكرنا به دائما وتنبهنا لمخاطره !
فوالدتي احيانا كانت تمزح معنا فتقول { يا رب بس لا يفرقكم الشيطان } حيث كنا انا وفاضل اصدقاء حميمين منسجمين نقضي معظم وقتنا سوية , الى جانب صداقة عائلاتنا , فكانت تحذرنا دائما من خطر حاملي الأفكار العنصرية ! كان صديقي فاضل يقضي معظم وقته منشغلا بالأمور الدينية وكان كثير الحديث والتعبد ,.. لكني كنت احثه على الأهتمام بالدراسة ايضا لضمان المستقبل .
وهذه حادثة اذكرها بامانة , ولا ابغي من خلالها الاّ إرضاء لرغبة اخي العزيز فاضل اولا وهي فرصة للتنبيه عن مخاطرها ثانية  , فذات مرة وصديقي الرائع فاضل كان معي في البيت .. , خاطبتنا والدتي بعد ان اكملنا الغذاء سوية .. فقالت .. { ..والله اخاف يجي يوم ويدخل الشيطان بيناتكم ويفرقكم } , واعتقد كما إعتقد صديقي بانها كانت تشير الى كثير من الخطورة في احاديث فاضل الدينية , ... فضحكنا مع والدتي في حينها .. فسألها فاضل ...كيف .. وهل معقول ان الشيطان يستطيع ان يفرق بيننا ؟ .. طيب يا ماما وانت هل ستحاربيه  اذا هاجمنا الشيطان  .. فابتسمت رحمها الله ثم قالت لفاضل  ..{ اذا ما أخذ ربك امانته وكتها فسأكون وياكم وأحميكم ..واذا لا.. فاكيد ساكون في رعاية ورحمة الله } ... وكأنها كانت تعلم بان الشيطان قادم وسيدخل بيوتنا الأمنة وسيفرق بيننا .. ! لقد ارادت ان تشعرنا بان زمننا آنذاك كان زمن خير وأمان لأن العراق في تلك الفترة اي سنة 1975 كان آمنا وكانت علاقات العراقيين فيما بينهم بخير وازدهار ولا توجد اي نزعات طائفية ولا مذهبية ظاهرة اوغيرها من الأزمات  , وكل الأمور الأخرى كالأمان والخدمات كانت سائرة على ما يرام ..؟  فبالرغم من ان نظام صدام كان نظام الحكم الشمولي المستبد الذي لا يسمح للرأي الآخر بالظهور على المسرح السياسي , الاّ ان ذلك الزمن كان بالنسبة للغالبية من العراقيين آمنا ومستقرا ومزدهرا , لكن والدتي رحمها الله ومعها غالبية العراقيين لم يكن يهمهم مواضيع واضطرابات ودعوات الأحزاب المعارضة للنظام البعثي العلماني الذي كان يقوده الدكتاتور صدام حسين ولذلك كانت تتوقع بان علاقتنا انا وفاضل ستستمر وتزدهر اعتقادا منها ... بان زمن صدام لم يكن داعيا للفتنة والكراهية بين العراقيين , انما كانت تقصد اذا تغير زمن صدام فان الشيطان كما كانت تسميه والذي قد يحكم العراق بعد زمن صدام سيفرقنا وستعم الفوضى والأقتتال والحقد بين المذاهب المسلمة وقد تتأثر بذلك مذاهب الديانات الأخرى , ... هكذا كان تفكيرها البسيط رحمها الله  ؟  واليوم فقد استذكرها اخي فاضل وفي اتصال هاتفي معي قال لي .. أتذْكُر قول الوالدة قبل اربعين سنة .. ؟ قلت نعم يا اخي فاضل .. فقد تحقق خيال والدتي حيث الأقتتال والحقد والثأر يعيشه العراقيون كل يوم , نعم لقد انتشرت ظاهرة التقسيم المذهبي وبات العراقيون يتعرفون على الأخرين من خلال مذاهبهم , وانتشر التبختر المذهبي في الشارع بعد ان كان التكريتيون مسيطرون عليه في تعاملاتهم في زمن صدام ! , نعم لقد قسمت الوزارات والأراضي والمحافظات .. الخ الى مذاهب .. والله يستر من القادم  ! .. واليوم وانا اترحم على روح والدتي وموتاكم وشهدائكم وجرحاكم واتمنى لهم الشفاء .. فاقول....لقد رحل زمن صدام الى غير رجعة ولكن ..لم يكن نصيب العراقيين من بعده الاّ العذاب والمآسي والدمار والخراب .. نعم فقد ولى زمن صدام وحكومته واقاربه وعشيرته والمستفيدين من حكمه واستبشر العراقيون بقدوم الشرفاء حيث البعض منهم عاش في الغرب الديمقراطي وهم أصحاب العلوم والشهادات والمنطق والخبرة كلهم من أحباب الوطن الذين تشتتوا في بلاد المهجر وهم الأبطال الذين تبعثروا وتألموا أعني { المعارضة } حيث تشردوا وبكوا على العراق وصرخوا باعلى صوتهم ايها العراقيين ..الله اكبر ولا اله الا الله والحمد لله  لقد انتصرنا { أي هُمْ .. واقصد المعارضة } وتحقق حلمنا في حكم العراق نعم سنبني الديمقراطية في الوزارات والجامعات والمستشفيات  وسنغلق السجون والمعتقلات وسوف نقضي على الطائفية والعشائرية , سنشيع حرية الرأي والأعتقاد سنجعل المذهبية قبرا للحاقدين , سنبني الجوامع والكنائس ودور الأيتام وسنقيم العدل في حقوق التعيين والعمل وسنعمر الوطن وسوف نقطع ايادي سارقي اموال الشعب واخيرا سنقف بحزم ضد تقسيم العراق وسنطرد المحتل الأجنبي ,  وسوف نحرق الشياطين وكتبهم وافكارهم المتخلفة الأرهابية , وسوف نسعى لمشاركة كل العراقيين في ادارة شؤون الوطن .. وسنحمي حقوق المرأة والطفل و كبار السن , وسنقيم قانون حماية الحيوان , ايها العراقيون شعارنا الدين لله والوطن للجميع.......الخ من هذه الخطب .
هذا هو البرنامج الذي وعدوا العراقيين به لتأسيس العراق الجديد ..فاسمعوا ايها العراقيون .... !!!
في الختام أخي فاضل تحية لك ولأسرتك وقد اوفيت بعهدي معك ..وصدقتَ ..لم يبقى في العراق حياة لقد اغتيلت الطيبة وذبحت القيم وتغيرت الأخلاق والأحوال , وصدقتَ في قولك ...{ لا نسمح للشيطان أن يفرقنا } .
.


197
المنبر السياسي / ...
« في: 01:28 23/01/2006  »
.

198
يوناذم كنة ورفاقه .. وشعبنا والعراق والتأريخ    
 

ادورد ميرزا

أثبتت التجربة ان الشعوب التي تمثلها احزاب غير ديمقراطية اخفقت في تقدمها نحو بناء مستقبلها المزدهر , في حين ان الأحزاب التي وحدت كلمتها واتجهت الى الديمقراطية استطاعت ان تكسب ود شعبها وان تلبي حاجاته في التقدم والأزدهار , لكن القضية لا تتوقف عند الديمقراطية فحسب انما تتعداها الى عوامل اخرى منها الوعي الثقافي والنضوج السياسي , فالأكراد حققوا اليوم الأثنين معا وبسبب التطور الذي طرأ في الذهنية السياسية عند القادة الكرد خلال الخمسة عشر سنة الماضية والتي ادت الى تبني منهج المصلحة العليا للشعب الكردي والأبتعاد عن المصالح الحزبية الضيقة , والذي ادى بدوره الى توجه الكرد مجتمعين لترتيب وتنظيم مجتمعهم وأكمال بناء مؤسساته , أما قضية اهتمام الغرب عامة واميركا بشكل خاص في دعم ومساندة الحركة الكردية ممثلة بقادتها مسعود وجلال فقد حقق لهم الحلم لتولي قيادة العملية السياسية المعقدة في العراق , كل هذه العوامل جعل من الكرد ان ينتقلوا من كونهم قوة قبائلية بدائية جبلية مهمشة الى قوة لها تأثير مباشر على التوازن ليس في العراق فحسب انما في المنطقة ايضا , مما سيجبر قادة وحكومات دول المنطقة لتعيد النظر في كل علاقاتها المستقبلية معهم  , اما بالنسبة للأحزاب الأشورية والكلدانية والسريانية فانها مازالت تعمل بجد للحصول على تأييد الأخرين لحقوقها , بالرغم من انها كانت في العراق قبل الكرد تناضل من اجل حقوق الأنسان والأرض , أما اسباب تأخرها فيرجع الى عوامل عدة اهمها خلافات اختلقتها الأحزاب نفسها مما ادى الى تمزيق وحدتها وابعدتها عن مسارها الطبيعي , فالخطوة الأولى التي كان يجب الأنتباه لها قبل سقوط النظام هي نبذ الخلافات والأرتقاء من اسلوب العمل الأحادي الى اسلوب مد الجسور وتبني منهج العمل الجماعي وتوسيع قاعدة المشاركة , ومن هنا ولأجل انضاج وحدة العمل ولأهمية التشاور والحوار في حل المعضلات وسماع الرأي والرأي الآخر لجميع التشكيلات ... فاني اشير وحسب تصوري البسيط بان الأستاذ يوناذم كنة الذي يقود الحركة الديمقراطية الأشورية { زوعا } كما يرأس قائمة الرافدين اضافة لعضويته في الجمعية الوطنية , ليس المسؤول الأول والوحيد عن الأخفاقات او النجاحات التي اصابة الأمة , انما الجميع يتحملون المسؤولية وأولهم رجال الدين والسياسيين , ثم يتبعهم في الدرجة الثانية مجموعة النخب من المثقفين فالكل يتحمل المسؤولية كاملة عندما تتعرض الأمة للخطر او للتشتت , بل ان نجاحها ايضا هو نتاج هؤلاء مجتمعين , ولأن الفرصة ما زالت قائمة فاني اتمنى من الأستاذ يوناذم كنة بصفته الشعبية كممثل قائمة الرافدين , والتي حصلت على تأييد غالبية ابناء الأمة في الأنتخابات الأخيرة والتي يبدو انها قد تحتاج في المستقبل الى قاعدة شعبية اوسع للظهور بشكل اقوى في الساحة العراقية , ادعوه أن يتقدم لدعوة  {{ الأساتذة الأفاضل المسؤولين عن ادارة شؤون الأمة من رؤوساء الكنائس الأحبار المحترمين وبمختلف مذاهبهم الكنسية وأساتذة الجامعات والعلماء والمهتمين بشؤون الأمة من الأدباء والفنانين الى جانب القادة رؤوساء الأحزاب والجمعيات والتشكيلات السياسية والأجتماعية والأعلامية الداخلة في تكوين الأمة من المذاهب كافة ...... لعقد مؤتمر عام موسع تحضره مختلف وسائل اعلام شعبنا للتباحث وللتشاور بشكل مباشر حول امكانية التوحد ودراسة المعوقات التي تقف حاجزا امام التوجه الوحدوي والذي بات مطلبا ملحا لحماية وجودنا خاصة وان السياسات الخطرة التي تمارسها الأحزاب الدينية الطائفية التي تسيطر على الساحة العراقية اليوم تنذر بخطر قاتل وشيك قد يتوسع ليستهدف وجودنا التأريخي والديني }} انها فكرة متواضعة علها تتحقق , لأنها... تشغل بال الكثيرين !
لقد إنتبه القادة الكرد لأهمية الوحدة في حياة شعبهم بعد ان تحقق لهم التأييد والدعم الدولي لقضيتهم ,هذه الوحدة ستخلق القوة والأمن والأستقرار والأجواء التي ستساعد على نموهم الأقتصادي الذي سيساهم في بناء واعمار منطقة كردستان والتي يتوقع الجميع بانها ستكون نموذجا مزدهرا ينعم بخيراتها الجميع , واني على ثقة من ان المؤتمر الذي ندعو اليه اذا ما تحقق فانه سيشكل نقلة نوعية في العمل الجماعي السياسي والذي سوف يطّلع على نتائجه كل الخيرين كما سيكون خطوة صحيحة لأثبات حسن النوايا من الأطراف جميعا باتجاه انجاح التجربة ولدرء الخطر , انه المحك والأختبار الأخير والفرصة الأخيرة للتفوق
.

199
 

شيعة العراق وسنته .. عيدكم مبارك
 


ادورد ميرزا
استاذ جامعي مستقل
 
السلام عليكم , وآسف لتقسيمكم الى شيعة وسنة لأقدم لكم التهنئة بمناسبة عيد الأضحى .. عيد كل المسلمين , ولكن هكذا اريد  للمسلمون في العراق ان يكونوا , وقد لا يسمح لي وللطيبين الخوض والسؤال عن سبب هذه المأساة ومن هم المسؤولون عن نشرهذه الثقافة المذهبية الجديدة وتحديدا في العراق , لأنها قد تكون ضمن الأسئلة المحضورة  !
         ايها المسلمون عيدكم مبارك وكل عام وانتم وعوائلكم بخير , وتحية لكم ايها المسلمون شيعة وسنة بمناسبة عيد الأضحى المبارك واتمنى لكم دوام الصحة والتقدم , لقد برهنتم ايها المسلمون العراقيون النجباء توحدكم ومعكم المسيحيون والطوائف الأخرى وبرهنتم على قوة تماسككم ومتانة علاقاتكم التأريخية والتي حاول المذهبيون الحاقدون تخريبها والأساءة لها كما أكدتم على ان قوة العراق هي في قوة وحدتكم وان مستقبل العراق مرهون باستمرارها ,
       واني لحزين لما اصاب العراق ولكني مطمئن من ان وعي المسلمين العراقيين الشرفاء النجباء شيعة وسنة ، الذين صنعوا ومازالوا يصنعون مع أخوتهم في الديانات الأخرى مستقبل العراق الجديد ، عراق الحضارة والديمقراطية والتعايش بين الأديان ، حيث لن تؤثر فيهم دعوات المذهبيين والطائفيين التي يسعون فيها فرض الرأي الواحد والأنفراد والتحكم ,
           ان كلماتي البسيطة هذه ليست سوى للتعبير عن صدق المشاعر الوطنية والودية ، تجاه المسلم العراقي سواء من كان في داخل الوطن او في خارجه .
          ومن دون شك اقول اننا في العراق نحتفظ بذكريات طيبة لا يمكن نسيانها حيث اختلط المسلم الشيعي بالمسلم السني ليمتزجا بأخيهم المسيحي الى الحد الذي بات من الصعب التفريق بينهم  ,
                وبهذه المناسبة ادعوكم ان تستذكروا معي ذكرياتكم وعلاقاتكم مع اصدقاءكم والتي تؤكد صفاء الأجواء التي كانت تحيط بها الى جانب الأحترام والتقدير العالي الذي كان يكنه الواحد لعقيدة الآخر ,
               ففي كل مراحلنا الدراسية وحياتنا الوظيفية او الأجتماعية بمختلف فعاليانها كان المسلم والمسيحي والصابئي وغيرهم من بقية الأديان تجمعهم الألفة والمحبة والتعاون والعيش المشترك تحت راية العراق , نعم هكذا كانت حياة العراقيين .. محبة وسلام ولذلك بات ضروريا حاجة العراق الى وعي العراقيين لأن خطر التقسيم المذهبي بات يهدد المجتمع العراقي , تحية وعيد سعيد لجميع الأصدقاء مسلمين ومسيحيين صابئة ويزيديين , وكل عام واصدقائنا المشتتين في بقاع الأوطان بالف خير , والرحمة والجنة لأرواح الأصدقاء والشهداء الذين فارقونا الى الحياة الأبدية .

          اما لأصدقائنا المسلمين الأعزاء شيعة وسنة في العراق العزيز نقول لهم ..احذروا التقسيم المذهبي والطائفي والله يساعدكم واننا ندعوا الله ان يعينكم ........والسلام عليكم
.

200
أحزابنا منشغلة في التسميات .... وأحزاب تزداد قوة في التوحّد     

ادورد ميرزا
استاذ جامعي مستقل

صديقي الذي يعيش معي وبصورة دائمية كان قبل سنوات هادئاً فرحاً مبتسماً للحياة قليل الثرثرة والأزعاج , لكنه وفجأة انقلبت احاديثه وكأنها شكل من اشكال الدفاع عن أحد المذاهب الدينية التي تعرضت للتهميش واصبح اهتمامه ينصب على التهديد والوعيد مقرونة بصور العنف ومآسي وأحزان الأبرياء لزيادة التأثير النفسي , صديقي هذا حتى شكله قاتم ومزعج ...فتارة يخبرني بانفجار سيارة مفخخة , وأخرى باقتحام المنازل , ثم يسمعني باكتشاف فساد مالي في وزارة , أو بسقوط قذيفة هاون على سوق , ويعيد الكرة بان الأرهابيون قاموا بذبح رهينة بريئة , ثم اغتيال احد الأساتذة ... والخبر الأكثر إزعاجا هو عن الأنتخابات ليقول انها كانت مزورة وان المفوضية للأنتخابات غير مستقلة بل كانت مسيّسة وغير نزيهة ؟ ويستمر في ازعاجه فيقول ان وزارة الخارجية يحتلها الأكراد ووزارة الصحة تحتلها الجعفرية ومدينة الطب عادت الى عصر الجاهلية ومرضاها يعالجون بالتعاويذ والقراية , والتربية والتعليم العالي وخاصة جامعة البصرة يستعدون لتخريج مؤذنين وندابات .. الى ان يزيدني إزعاجاً ليختمها بحديث عن قضية الحلال والحرام حيث يحدثنا احد المتصوفين في الدين وباهتمام ملحوظ  وهو يجيب على اسئلة عشرات المتصلين حول احدث الدراسات في علوم الحلال والحرام  ؟  تصوروا كم هو مزعج هذا الصديق الثرثار في اهتماماته هذه ؟.. فهل للبعض الحق ان يقولوا لصديقي النائم في { دولة الفيحاء والفرات } ...الأجدر بك ان تبحث عن حل حلال لأزمات شعبك الذي يقتل ويذبح ويشرد ويمزق ويسرق كل يوم ؟... وعرب وين وطنبورة وين !

الى جانب حديث صديقي المزعج هذا , يأتيني صديق ثان عبر الهاتف وقد تحرر من عبائته ليتنفس الحرية تاركا طقوس السواد وحديث الأحزان جانبا ليحدثنا عن فرحته .. حيث زفة لنا بشرى كردية لا شيعية ولا سنية .. قائلا وأخيرا لقد { إتحد الأكراد } .. واضاف .... لقد جاءت البشرى حول الاتفاق بين المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني لتوحيد ادارتيهما في ادارة واحدة لطي صفحة الماضي الاليم من تضارب المصالح واقتتال بين ابناء المجتمع الكردي الذي راح ضحيته ألاف الأكراد , والذي كلف العرب والتركمان والمسيحيين واليزيديين والشبك الكثير من المآسي وعلى حد سواء , نعم لقد صدق الثاني , وسيستمرالصديق الأول في احاديثه المزعجة .

والمفرح في الأمرهو مدى التأثير الأيجابي الذي  سيحدثه هذا النضوج الفكري للقادة الكرد بالنسبة لقادة { الأحزاب المسيحية }* حيث تعاني هذه الأحزاب من أزمة وإنقسامات في الرؤى للمصالح القومية مما يزيد في عرقلة الجهود التي من شأنها تحقيق طموحات شعبهم في التحرر والتقدم , ولذلك بات ضروريا الأنتقال الى مرحلة النضج السياسي لتحقيق التوحد كالذي انجزه القادة الأكراد حيث استفادوا من الدعم والمساعدة الغربية فتمكنوا من رص صفوفهم وتقوية قواتهم بعد ان كانت قد فقدتها في العهود السابقة , كما لا يخفى على احد ان ما حصل عليه الكرد من دعم ومساندة امريكية ودولية قبل وبعد سقوط نظام البعث قد تحقق *{ للأحزاب المسيحية }  ايضا , حيث حرية التعبير والمطالبة بالحقوق اصبحت أمراً وحقاً طبيعياً وبامكان الأحزاب المسيحية الأستفادة هي الأخرى في المطالبة بحريتها واستقلالها القومي ضمن الوطن , ان استقرار الوضع العراقي اليوم بحاجة الى نضج سياسي وحوار ديمقراطي يضع حقوق الأنسان القومية والدينية فوق اي اعتبار لأنه الحل الامثل والطريق الصحيح في بناء العراق الجديد بعد ان تحرر من حكم الحزب الواحد , ولذلك فقد حان الوقت لأن تتحد { الأحزاب المسيحية } ويكون لها موقف واحد بادارة واحدة ولتاخذ من تجربة وحدة الأكراد المثل الأعلى لترسيخ وجودها وقطع الطريق امام شرذمة العابثين الذين يزرعون العراقيل امام توحدها , ان المباشرة بتوحيد القوى الحزبية المسيحية ستدلل على قوة وجودها وسلامة توجهاتها وحسن نيتها اتجاه شعبها واتجاه وطنها العراق وهي بالتالي ستشكل قوة لا يستهان بها امام كل القادة العراقيين , ان توحيد الادارتين الكردية حدث ومؤشر جيد ورائع للتقدم نحو السلام ليس في العراق فحسب انما في المنطقة برمتها وعلى قادة احزابنا المسيحية اغتنام الفرصة والأقدام على طرح مشروع يدعو كافة الأحزاب المسيحية لتوحيد اداراتهم الحزبية السياسية والسعي مستقبلا لتوحيد اداراتهم الدينية ايضا وقد لا اكون مخطئا ان قلت انها الفرصة الأخيرة للظهور كقوة مؤثرة على الأرض خاصة وان القوة الأمريكية مازالت مهيمنة في العراق .
 وكعادتي في الكتابة حيث لا اتطرق لخصوصيات عمل احزابنا المسيحية وذلك لأستقلاليتي في طروحاتي , الا اني ارى من الضروري ان اشير وبكل تقدير الى قائمة الرافدين والتي يترأسها الأستاذ يوناذم كنة باعتبارها استطاعت ان تحصل على تأييد الغالبية من ابناء شعبنا لبرنامجها الأنتخابي لذلك ندعوها ان تتقدم كأم حاضنة لهذا الشعب ان تكون السباقة لتحقيق التوحد بين الأحزاب والمباشرة لطرح مبادرتها عبر وسائل الأعلام المختلفة بالدعوة لكل رؤوساء الحركات والأحزاب والجمعيات المسيحية للقاء وتدارس اسباب التشتت الذي يعصف بشعبنا للخروج بنتائج توحد العمل  , كما لا استثني من ذلك وبكل تقدير واحترام الأخوة رؤوساء الأحزاب المسيحية الأخرى للسعي ودعم المبادرة وبنفس الأتجاه .
وبهذه المناسبة ولأن هذا الحدث يدل على منهجية التخطيط الكردي السليم ويعبرعن نضج سياسي عالي توصلت اليه القيادة الكردية في هذه المرحلة وهو دليل ايضا على حسن نية القادة الكرد اتجاه قضية شعبهم لذلك ...نتقدم بتهانينا للقياده الكرديه والتي اثبتت مقدرتها على تجاوز العقبات وتفضيل المصلحة العليا لقضيتها على مصالحها الشخصية والحزبية الضيقة , وهي المؤهلة لتحقيق الرفاهية للجميع .
 إن توحيد إدارة الحزبين الكرديين هي بلا شك ستساعد على التوجه لبناء واعمار منطقة حكمهم كردستان والتي ستكون نموذجا مزدهرا لكل الساكنين , كما تعتبر حافزا للأحزاب المسيحية التي يشكل ابناءها ثقلا في المنطقة  للبدء بتوحيد صفوفها لتعلن عن وجودها موحدة وقوية الى جانب القوى الكردية لتحقيق استقلاليتها وازدهارها هي الأخرى , وكما قلت انها الفرصة الأخيرة للظهور بشكل اكثر فاعلية وتماسك في المنطقة الى جانب انها ستكون خطوة لكشف نوايا الأخرين , الف تحية للعراق دار التوحد والسلام والف تحية للتوحيد الكردي , والف تحية للتوحيد الحزبي المسيحي القادم .

•   *{ الأحزاب المسيحية } ...نقصد بها ............
•    القوى والأحزاب ... الأشورية . والكلدانية . والسريانية .

 

 


201
شعب العراق وعدوهُ بالديمقراطية فتفاجأ بالرجعية    



ادورد ميرزا
استاذ جامعي مستقل

لم يتفاجئ الشعب العراقي بهذا الفشل المخزي في العملية الأنتخابية الأخيرة في العراق , لأنه جرب الأولى قبلها مع نفس الأسماء والوجوه ونفس الخطابات وكانت نتائجها فساد اداري ومحسوبية وتوزيع غنائم  وفوضى , لكن في الثانية { هجمان بيت , ومهازل وجها لوجه  } فقد تخللها تزوير اسماء , ملاحقة واغتيال , تمزيق صور المرشحين , تهديد الناخبين , اصبع بنفسجي يصوت اكثر من مرة , صهاريج تنقل استمارات مزورة , شراء ذمم بالدولارات , تضليل بالجنة الموعودة , استنساخ استمارات , اخفاء صناديق وتبديلها , صرف الملايين دون حساب داخل وخارج الوطن , مشاهد كانت كأنها من احد الأفلام الأمريكية وتسمى بالكاوبوي , حيث لم يشاهد العراقيون انتخابات , انما شاهد معركة وعربدة وبكل انواع اسلحة المعارك ,, ...... بل هذه المرة  فقد العراقي الثقة في معنى وجدوى الأنتخابات حتى انه بات لا يحترم من يفوز عبر هذه الأنتخابات المريضة لأنها لا تعبر عن حسن النية , ولا تمت باي صلة بالأخلاق والصفات النظيفة ! اما فيما يتعلق بمواصفات الفائزين فنتركها لكم  لتتصوروا شكل الأداء الذي سيمارسونه بحق شعب العراق ؟ مع الأسف ان نرى اول انتخابات بعد الغزو والتي روّج لها على انها ديمقراطية مئة بالمئة وإذا بها تنقلب الى انتخابات فاشلة باعتراف الخبراء والمختصين , ومن حقنا ان نتأسف على الأنتخابات التي كان يقيمها نظام صدام لسبب بسيط هو ان التزوير والغش كان يأتينا من جهة واحدة فقط  هي جهة صدام ! اما اليوم فقد كثر المزورون والكذابون والغشاشون فاصبح لدينا اكثر جهة !! ومعذور انت ايها الشعب الطيب المسكين يا شعب العراق الأبي الشريف , معذور انت , لأن صوتك الصادق الشريف والمخلص رموه في صناديق المهملات ؟

لقد كنتُ واحدا من بين الملايين الذين اطلعوا على اهمية الأنتخابات في حياة الشعوب تلك الأنتخابات التي تعتمد على اسس من النزاهة والشفافية لأنها تؤدي بالتالي الى فرز الجيدين القادرين على ادارة شؤون الوطن , عن دونهم من الفاشلين خاصة اذا اعتبرنا ان المرشحين يملكون المؤهل العلمي والأخلاقي فيعزز ذلك ثقة الناخب بالمرشح .
ان الغاية التي قامت من اجلها الأنتخابات كما توضحت للمراقبين لم تكن من اجل النزاهة وحسن النية , انما قامت وكما شاهدناها على اسس مصلحية حزبية ضيقة مما ادى الى فقدان ثقة الغالبية من الناخبين بالمرشحين ودون استثناء , فاصابنا الأحباط لأن الوضع السياسي العام كان يشير الى انتشار الحزبية الطائفية والمذهبية وتفضيل المصالح الشخصية على المصالح العامة للشعب , حتى ان تكرار اسماء الشخصيات وهم انفسهم الذين عينتهم اميركا وبريمر منذ غزو العراق افقدنا الثقة بشرعيتهم ونواياهم !!! .. اذن ما جدوى الأنتخابات اذا كانت الشخصيات هي نفسها , ثم ما جدوى الأنتخابات والفساد الأداري والفوضى والدمار قائم يومي .. واين هي حرية الأنتخابات في ظل سماء تحميها طائرات , ومراكز الأنتخاب تحميها الدبابات , والمليشيات فوق القانون  ......  اليس لنا الحق ان نسمي الأنتخابات في العراق ...{ كذبة نيسان } ..!!!!!!
ومهما يكن فهذا هو واقع الحال ولا جديد , ولذلك على العراقيين الذهاب الى صناديق الأنتخابات لأختيار من بين نفس الأسماء لأن الله كتب على جبين العراق هذه القسمة كما يقولون , ولأن اميركا قالت ان الديمقراطية قائمة في العراق وان الخير قادم , وهذا ما لم ولن يحصل لأن كل التقديرات تشير الى فساد اداري وسياسي واضح وسيستمر !
أما في الاداء السياسي لقوى شعبنا فالكل يعلم ان { العمل السياسي في مجتمعنا الشرقي مقرون بالدم اي يجب ان يتخلله عنف بين الأغتيال اوالأعتقال } , فاما النعم سيدي واما السجن اوالموت ... ولذلك لا لوم على الذين ينخرطون في العمل السياسي لأنهم حتما يمتلكون الشجاعة والجرأ لأن العمل السياسي يتطلب بشر يتحمل القساوة لكي يحصل على المكاسب وقد قال العرب { فاز باللّذات من كان جسورا } , وهذا سبب آخر يضاف الى فشل الأنتخابات ولأنها مرتبطة { بالعمل السياسي } الذي يتطلب قدرا من العنف الذي يتقاطع مع مبدأ الديمقراطية  .
كثيرون من شعبنا من الذين لا تربطهم صلة باي حزب اجابوا على اداء قوانا السياسية في صناديق الاقتراع وقالوا بكل ثقة انهم لا يثقون بهذه الأنتخابات ولا بقياداتها لسبب بسيط وذلك لأنهم فشلوا في حماية امن الشعب وفشلوا في توفير مستلزمات معيشتهم , بل على العكس فقد جلبوا لنا الخراب والدمار , اما في المهجر فقد كان لشعبنا كلمة اضافية تمثلت في الاكثرية التي لم تشارك في الانتخابات وكأن لسان حالها يقول ان العراق ومستقبله لا يعنيها للأسباب آنفة الذكر والمتعلقة بالعمل السياسي , وهذا يشير ايضا الى موضوع الثقة التي باتت مفقودة بين الشعب وبين قواه السياسية الحالية .. ختاما لا حول ولا قوة الا بالله فنقول .. نتمنى ان يعود الأمان وتفتح الأسواق ابوابها ويلعب الأطفال في حدائق آمنة وتعود الحياة الطبيعية في كل المؤسسات بدون نعرات قومية او دينية .
وكما قال واحد من الذين تزعزت لديه الثقة ... نتمنى ان نثق ولو لمرة ببرلمان وحكومة عراقية وطنية تخدم الانسان والوطن بعيدا عن التمييز والتمايز ، حكومة ترفض المذهبية والعنصرية , تؤمن بوحدة العراق ارضا وشعبا لكي تبقى ثقتنا  بقادتنا قائمة , فهل يستحق القادة العراقيون ثقة العراقيين بهم ام انهم اي القادة .. يفضلون راحة الغرباء ومن ضمنهم جيرانهم على راحت وسلامة شعبهم ووطنهم .

 

202
العراق.. والقيادة .. والأحزاب المسيحية .


ادورد ميرزا
استاذ جامعي مستقل

غالبية النخب الأجتماعية او السياسية الفاعلة في المجتمعات لا يجب ان تنزعج عندما يوصفهم شعبهم بانهم ما زالوا تلاميذ , لأن مرحلة التلمذة كما وصفها الباحثون هي فعالية مؤطرة بزمن محدد  يجتازها المرء  لأنضاج دائرته المعرفية اوالمعلوماتية للوصول الى مرحلة النضج التي من خلالها يبدأ البناء في خطواته الأولى , ومن البديهي ان يكون المتميزون من علماء واساتذة الجامعة الى جانبهم { رجال الدين والقادة السياسيين } وهم الأكثر تعقيدا في المجتمع ! قد تمكنوا من اجتياز هذه المرحلة وحققوا لأنفسهم التميز والنجاح بعد ان بذلوا جهودا حثيثة  لتجاوز اخطائهم واخفاقاتهم , والأمثلة كثيرة في عالمنا اليوم .
 
فالأشوريون والبابليون شعب العراق الأصيل قبل الديانات , هذا الشعب الذي يمتد تأريخه الى اكثر من سبعة الاف سنة قبل الميلاد والذي اعتنق البعض منه الديانة المسيحية , ما زال لحد اليوم يساهم بمجمل نشاطات الدولة العراقية منذ تأسيسها من خلال انخراط خيرة ابناءه من اساتذة الجامعات والعلماء والأدباء والفنانين الى بقية شرائح المجتمع , وقد قدم خلال مسيرته على ارض العراق الكثير من ابناءه شهداء في سبيل العراق ومن اجل حقوقه الأنسانية والقومية وما زال لحد هذا اليوم وفيا ومخلصا لأرض وشعب العراق وقد تجسد ذلك في مساهمته وبشكل طوعي لامثيل لها في الأنتخابات العراقية الأخيرة ايمانا منه باهمية الشروع بانقاذ العراق من محنته المأساوية ,  ان صفة هذا الشعب الرائعة هي اطاعته واحترامه لأراء رؤساءه وخطواتهم الدينية او السياسية مهما كانت نتائجها ولذلك نطالب دائما ونحذر بان تكون خطواتهم  دقيقة ومدروسة  وفاءا واخلاصا لهم !
لكن الذي حدث من خروقات وتزوير وانتهاكات في عملية الأنتخابات كما اعلن على لسان المسؤولين الدوليين شكلت احباطا عميقا بالنسبة للبعض لكنها كانت بالنسبة للكثيرين شيئا طبيعيا جدا لأن الغالبية من المرشحين كما يعرفهم العراقيون لا يملكون برنامجا ديمقراطيا حظاريا معينا يخدم الشعب العراقي كاملاً , انما لديهم برامجهم الضيقة والخاصة والتي تخدم مصالح شريحة معينة تتبنى المذهبية والعنصرية نهجا ثابتا لها وهذا ما افرزته العملية السياسية في العراق ! اما بالنسبة للشعب المسيحي فالموضوع يختلف , لأنهم ينظرون الى الشعب العراقي ككتلة متجانسة واحدة حاجته فقط الى قيادة وطنية مخلصة لا تفرقها المذهبية ولا الطائفية ومن هذا المنطلق يبقى الشعب المسيحي يعشق الوطنية العراقية ويقدسها , ويكره التوجهات المذهبية العنصرية .

لكن الخطر الذي يهدد تمزيق هذا الشعب المسالم قد يأت من قيادته سواء السياسية او الدينية واهمها , اهمال الواجبات والمصلحة الوطنية وتفضيل المكاسب الشخصية مع تشتت المذاهب باتجاه اقطاب شرقية وغربية ! اضافة لتنامي  ظاهرة التعصب العشائري والحزبي ولذلك يتسارع الشرفاء المدافعين عن سلامة وحدة هذا الشعب بالمطالبة من قادة القوى السياسية او الدينية الممثلة لمكوناته المذهبية للعمل على ايجاد الصيغ المناسبة لتوحيد توجهاتهم , ويعتقد المثقفون المخلصون بان ترسيخ ثقافة { المواطنة العراقية } باتت هي الحل .... لقد آن الأوان لدعم مشروع المواطنة بعد ان فشلت القوى الحالية في تجسيد الوحدة الوطنية والعمل على تثقيف الشعب باهمية اقامة تقارب بين كافة مكوناته الكنسية او السياسية لأنها الطريق القادر على صنع مركز قيادي واحد ذات القرار المستقل وهو القادر كذلك بأن يدفع بالشعب إلى مجالات ارحب وأوسع . ان العديد من أبناء الشعب على اختلاف مذاهبهم الكنسية يتطلعون للخلاص من النظم والأطر الطائفية او الحزبية المصلحية , فهم اليوم يبحثون عن الأمان والخلاص وقد تيقنوا ان الخلاص لن يأتيهم الا من خلال { وحدة العمل الوطني } واعتبار المواطنة هي الأساس الذي تبنى علية استقرار الأمم , أن دعم التوجه نحو المواطنة هو السبيل الناجح لتحقيق ذلك وعلى الجميع المساهمة في دعم هذا التوجه الذي يعتبر اساس التقدم والنهوض . ان ما وصلت اليه الدول المتقدمة  وخاصة الأوربية من ازدهار في اقتصادها ورفاهية لشعوبها لم يكن من خلال تبنيها لأيدلوجيات سياسية كما يروّج لها انما تحقق ذلك من خلال تبنيهم لمشروع الوحدة الوطنية , والولاء للوطن , كما بينتها الدراسات الستراتيجية .

لقد جرب شعبنا العراقي عامة والشعب المسيحي خاصة مرحلة الأيديولوجيات السياسية واعني الأحزاب بكل توجهاتها , لكني ولعلي على يقين أن أكبر إنجاز للحضارة الغربية والتي مكنها من السيادة والتقدم هو تبنيها لمفهوم { المواطنة } والألتفاف حولها باعتبارها السياج الآمن للحفاظ على سيادة وازدهار شعوبها , تاركين خلفهم الأيدلوجية الحزبية وتمجيد رموزها !..  ولعل غالبية مثقفينا على اطلاع بتجارب المجتمعات الغربية التي كانت مكونة من طبقة النبلاء والعبيد ورجال الكنيسة حيث في حينها لم يتحقق الرفاه في بلدانهم كما ينبغي بل وحتى عندما ساد الفكر القومي المتعالي في أرجائها لاحقا ( مع تقديري واعتزازي بالتاريخ والثقافة القومية ) لم يتحقق شيئا لشعوبها من رخاء وتقدم , وعلى كل حال تبدو الأمور وكأن معركتنا مع اعداءنا العنصريين والمذهبيين هي الوحيدة والخاتمة لتحقيق الرفاه والديمقراطية , ولكن الحقيقية إن معركتنا  الأساسية والحقيقية هي مع الذات اولا .. حيث علينا المقاومة لتنظيف الجيوب الهزيلة في الأمة والتي تريد أن تمسك بعقارب الساعة لترجعنا الى الماضي .
لكن شعبنا { وبالرغم من اعتزازنا بتأريخنا } بحاجة الى رجال يقرأون الحاضر بعيون باردة واضحة تستذكر التأريخ كحضارة وكتراث انساني ليس إلاّ ....؟ حيث ان { شعبنا لم يستخدم ابدا التأريخ والتراث سلاحا ضد الأخرين }   واخيرا فان قادتنا ومفكرينا وكتابنا مطالبون بالعمل والدعوة لوحدة القيادة والتوجه نحو الوطنية لأنها الخلاص الوحيد للنجاح , ان المضي قدماً لقراءة الحاضر واستشراق المستقبل هي البداية الحقيقية لانتصار الأمة على نفسها اولا , قبل الانتصار على الغير , فهل سيتحقق حلم ....
 { القيادة الواحدة ذات القرارالواحد للأمة الواحدة  
}

203
أدب / تحية . وايامكم سعيدة
« في: 14:50 29/12/2005  »
اعزائي الأحباء المحترمين .. غادة , دينا , نضال .
اشكركم ومن خلالكم اشكر كل الأعزاء الذين تفاعلوا مع ما كتبت من كلمات بسيطة تعبر عن ألمنا بما حل باهلنا وما حل بالعراق العزيز من أحزان ومآسي .
وبمناسبة اعيادنا اتمنى لكم ولعوائلكم عيدا سعيدا وان يبعدكم عن كل سوء

ادورد ميرزا

204
فضائية عشتار وبعيداً عن السياسة


ادورد ميرزا

الحق يقال أن فضائية عشتار بالرغم من حداثتها قد استطاعت أن تنجح في اكتساب الشعبية وهو ما يحسب لها وليس عليها من وجهة النظر المكيافيلية فقد قدمت نفسها جسرا موصلا للمشاعر التي بات يهددها الأغتراب , نعم عشتار احبوها الجميع لأنها نطقت بلغة ولهجة اهلنا التي نخاف فقدانها , عشتار حملتنا على جناحيها وبغمضة عين اوصلتنا الى عشائرنا وديارنا العتيقة , النقطة الثانية البارزة في عشتار والتي زادتها شعبية هي الوطنية حيث التنوع الرائع في تقديمها للخبر او البرنامج بلغات متعددة عراقية وهذا ما يجعلها اكثر حرصا على ابناء العراق بمعنى تحلّيها بصفة المواطنة التي يتبناها الكثيرين .

ان التعامل بلغة الأم { السورث } له الأثر الكبير في انشدادنا لها ويقوي التماسك الأجتماعي من حيث انه يعبر عن احترام الأصل الذي يرفض المصالح الشخصية او الحزبية الضيقة , عشتار ولادتها طبيعية وان دلت على شئ انما تدل على النضج الكامل لمؤسسيها حيث اعتمدوا في بناءها المصلحة العامة دون غيرها وسيبقى هذا النهج سر نجاحها .
ولعلّ الدافع الأقوى لي للكتابة عن - فضائية عشتار – ليس فقط ، لأنها عراقية وليس لأنها ذات طابع ترفيهي فقط , انما الدافع هو وطني بحت يمس المشاعر بشكل مباشر ويبعث في كياني مشاعر الأسرة العراقية بلهجتها وتقاليدها بل بملابسها وغذائها ايضا ولأني انتمي للأسرة المسيحية بكل مذاهبها ذات العادات والتقاليد الخاصة والتي بات الزمن يبعدنا عنها شيئا فشيئا , فاني اعتبر عشتار بيتي الثاني .
في عشتار ارى بيوت كل العراقيين بكل انتماءاتهم الدينية والقومية تجمعهم الألفة والعادات التي في غالبيتها مشتركة واحيانا كثيرة متشابهة , وهذا ما يجعلنا ان نسعد بها كفضائية اجتماعية شاملة . 
واعتقد أن هذه الفضائية التي تشرع أبوابها اليوم لكل ما هو وطني أو قومي ، ستتقدم بخطاً حثيثة وستنال اعجاب الكثيرين لما تحمله من منهج وطني غير منحاز وهي بهذا النهج بحاجة الى دعم من لدن الجميع لمناصرتها ودعمها لكي تستمر في خدمة دورها الإعلامي ، بل والثقافي ، بعيدا عن أية حزبية ضيقة والتي بات شعبنا { السورايا } يكرهها . ان إقامة { محطات فضائية اجتماعية } هادفة تصور حياتنا وتشرح ثقافتنا وميولنا نحو التقدم والديمقراطية وتلقي الضوء على الواقع الحقيقي الذي يعيشه شعبنا مع التركيز على احترامنا لعاداتنا وتقاليدنا بمعنى الأستقلالية في الأنحياز نحو احترام تأريخنا , يدل على انبعاث ثقافتنا من جديد , ولدينا في ذلك مثالين هما فضائية { سورويو } التي تبث من السويد والتي اتابع برامجها الرائعة والمتنوعة الى درجة اني اشبهها بحاظنة شعبنا بكل مذاهبه فهي تقدم الجميع وتسعى لأرضاء الجميع , فبالرغم من قلة عدد برامجها وقلة ساعات بثها الا انها وبمساعدة مقدمي برامجها المتميزين تقدم اعمالا جبارة وعظيمة , والفضائية الثانية هي { الفضائية الأشورية } التي تبث من الولايات المتحدة الأمريكية , هذه الفضائية هي الأخرى تساهم في نشر ثقافة التوعية من خلال برامجها المتنوعة وقد كتبت عنها الكثير , ان القاسم المشترك الذي يجمع هذه الفضائيات هو انتماءها الديني والقومي واساسه هو اللغة وهذا ما يسعد الجميع , ولأني لا اشاهد الفضائيات الأخرى كأشور مثلا .. لذلك اعتذر عن الأشارة لبرامجهم .
 
ان ما نراه على بعض الفضائيات الأخرى من نشر للمفاهيم المذهبية او الطائفية لا اعتقد بانها ستأخذ مكانها في العقل العراقي التوّاق للتمدن والديمقراطية , كما ان تسويق الأغنيات الهابطة في برامجها والتي تؤدي إلى تشويه النظرة العامة إلى مجتمعنا بالأضافة  لما تقدمه محطاتنا الإخبارية من مشاهد لعمليات التفجير والقتل والأغتيال وكأنها صفة ملازمة لشعبنا الى جانب تقديم الأغاني الهابطة والتي تعتمد على الإيحاء الجنسي لتنجح , كل ذلك يهدد ثقافتنا ويدمر حظارتنا ولذلك سنحترم وندعم عشتار لأستقلاليتها اولا ولأبتعادها عن التوجهات السياسية مهما كانت مصادرها وتبنيها للأفكار التي تقوي وحدة الشعب لدفعه نحو الديمقراطية .

فضائية عشتار وبالرغم من حداثتها في التنافس الأعلامي المرئي فانها ستشكل عاملا مهما في توجيه تربية ابناءنا نحو الوطنية والرقي والتقدم حيث لا يخفى على احد ان التربية الاجتماعية هي مجموعة النظم والأعراف والقيم المنظمة لسلوك وتصرفات أفراد المجتمع بما يحقق مصالحها المشروعة دون أن تنال من مصالح الآخرين ، فالإنسان الفطري لاتحكمه منظومة التربية الاجتماعية ويتصرف وفقاً لإحكامه الفطرية دون أن يعي نتائجها الصحيحة أو غير الصحيحة , تماماً كالطفل المدفوع غريزياً بتصرفاته ، لايعي مدى الضرر الذي يمكن أن يسببه ضد أقرانه الآخرين من البشر.
لذا تهدف التربية والتي ستتحمل جزءا منها فضائية عشتار لتدجين الإنسان الفطري وتلقينه جملة من التصرفات والسلوكيات والنظم بما يخدم أهدافه ومصالحه بالدرجة الأولى وبذات الوقت فإنها تخدم أهداف ومصالح ابناء مجتمعه من الأطياف الأخرى . إن نظم تدجين الإنسان الفطري لم تأتِ من الفراغ ، وأنما هي سلسلة من الجهود والخبرات المتراكمة عبر الأجيال لتنظيم سلوكه وتصرفاته بما لايتعارض ومصالح الآخرين . أن الإنسان الذي تود التربية أن تحققه فينا ليس الذي خلقته الطبيعة ، وأنما الإنسان الذي يريده المجتمع أن يكون .
إن الطبيعة التي خلقت الإنسان ، خلقته إنساناً ناقص التربية وبربري السلوك وليس بوسعه أن يكون عضواً في المجتمع دون أن يتدخل الأخير لإعادة خلقه من جديد ليكون إنساناً صالحاً للعيش مع أقرانه من البشر ويسعى لخدمة مصالحه وأهدافه دون أن ينال من مصالح وأهداف الآخرين وفي تصوري وكما اراها فان فضائية عشتار ستلعب دورا مهما في ذلك خاصة وان شعبنا العراقي يتكون من اديان وقوميات متنوعة .
إن إحدى الأسباب الرئيسية لتخلف المجتمع تعود لتخلف مناهجه الأعلامية والتربوية لإعادة صناعة { تأهيل } الإنسان الفطري إلى إنسان مجتمعي {حداثي} يفهم وجوده ومصالحه في الحياة ، فالإنسان غير المؤهل اجتماعياً غير قادر على متابعة مجريات التطور من حوله , لذا يسعى لإخضاع الإنسان المؤهل اجتماعياً بالقوة والعنف لتوظيف قدراته وإمكانياته لخدمة مصالحه الذاتية ، وبالمقابل يسعى الإنسان المؤهل اجتماعياً لاستخدام كامل قدراته ومؤهلاته لمقاومة الإنسان الفطري غير المؤهل اجتماعياً باعتباره إنساناً غير سوي يلجأ إلى العنف والقوة لفرض نهجه وتوجهاته غير السوية على المجتمع , والأمثلة كثيرة في مجتمعاتنا !

تحية لعشتار ادارة وفنيين وعاملين دون استثناء , وقد يكون مفيدا ان المّح لبعض الملاحظات .

اولا . عشتار كباقي الفضائيات تقدم الأغاني والذي يهمنا المطربين العراقيين خاصة الفيديو كليب , حيث يظهر الراقصين المرافقين لمعظم المطربين هم انفسهم وكأنهم هو الأوحدون في الساحة العراقية معتمدين على رقصة واحدة بايقاع واحد وبحركات لا تخلو من الأثارة الجسدية الغير مبررة وغالبيتهم معروفون في الوسط العراقي  بالكاولية وطبعا , المختصون لا يجيزون اعتبار الرقص العراقي الشرقي هو كما تؤديه هذه المجاميع من اكروباتيك دون نظام ولا يمكن اعتبار هؤلاء مدارس في الرقص التعبيري ....  على الأقل نريد لعشتار ان تتميز في اختيار الفديو كليب احتراما للرقص الشرقي التعبيري ولكي لا تتحول الى قناة بسيطة .

ثانيا . التنوع والأكثار من البرامج واللقاءات الأجتماعية والتحاور بلهجاتنا المسيحية المتنوعة , مع تسليط الضوء على المبدعين من ابناء شعبنا في داخل الوطن وفي خارجه .. ذلك امر في غاية الأهمية

   

205
أدب / العيد قادم والموت قائم .
« في: 01:42 24/12/2005  »
ألعيد قادم .. والموتُ قائم .. ويحيا العراق

ادورد ميرزا

عصام جرحك يؤلمني ..
كما يؤلمني جرح العراق .
 
في البدء كان العراق ارضاً 
شرايينه قوت الحياة
كان بالأمس روحاً نينونية وبابلية
ولوحة عشتارية تراثية
واليوم مفسدة وشعوذة وآمال خرافية
لا ادري كم حبيباً
او ربما عشيقا
رسموك في الخيال
مئات من الذكور والأناث
من ذوي الفكر والمآل
وهبوا لعينيك الدم والحلال
قــُرباناً .. لتبقَ حراً يا عراق .
 
في ليلة عراقية هادئة ،
خفافيشها لأول مرة تغرد
لقد هدم الغريب أعشاشها
وبقي عش العراق .
   
اما عيون من حلموا بك يا عراق
نظراتهم ظلت ترفرف لرؤياك
وألسِنةُ من مجّدوك
من السياب والجواهري والصائغ *
من مثاويهم الحالمة
من مكان ظلمتهم
بقيت روائعهم تنير ليل العراق
الغرباء سرقوا طير العراق 
كما سرق القدر
الصائغ والجواهري والسياب وعصام *

ستظل ظلالهم تنادي
لن نقبل بالطائفية قبراً للعراق
حتى صيحات أقلامهم بقت تناجي
 مرحباً بالحرية.. فأسقطوا زيف الطغيان

واليوم
من منا يناديهم
إنهضوا من قبوركم
فقد إجتاح العراق خيالات من الأصنام .

من منا يخبرهم 
إخوتي يا اهل الحرية
ها نحن نخبركم
لقد قدم العيد ونحن والكائنات في حداد
وأهلكم وأهل عصام موشحين بالسواد 
  
يا عراق هل تسمعني

انهض يا عراق   
لقد اجتاحنا طوفان الوعود الكاذبة
وسحر الغجرية الهاربة
وها نحن على هاوية الغرق
سنغرق .. نعم سنغرق
إفتحوا ابواب القبور
وامنحونا نعيم حريتكم
 فالموت قادم
 والعيد قادم وماضِ
وحلّ الموت 
وبقى العراق وسيبقى عراق
.

 
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* رمز لأسماء بعض من شعراء العراق ، كانت احلامهم بمستقبل العراق لا تشبه عراق اليوم .
* عصام صبيح راح ضحية قذيفة سقطت على شارع فلسطين 2004 وهو ابن اخ الكاتب
.

206
مسيحيّوا العراق أقلية .. بجذور وطنية عميقة      

ادورد ميرزا

أظن أنه ينبغى مناقشة واقع الشعب العراقي عامة والشعب المسيحي خاصة بعيداً عن الحساسيات ، وبعيداً عن الشعارات الفارغة عن الوحدة الوطنية المزعومة وعلينا الإعتراف بأن العراق بحاجة الى قيام نظام الدولة الحديثة تقودها نخب عاقلة ذات نهج ديمقراطي بعيد عن دولة المذاهب او الحزب الواحد , ولذلك وقبل البدء بمشروع الدولة الحديثة فان هناك مسألة تخص شريحة من ابناء العراق وهم أقلية من المسيحيين بحاجة الى تسليط قليل من الضوء عليها .

ونقصد بالحساسية العلاقة بين المسلمين والمسيحيين فى العراق ولكن ليس باعتبارها حالة خاصة ولكنها حالة تكررت فى التاريخ عشرات بل ومئات المرات بين أقليات وأغلبيات ، دينية كانت أم عرقية. وبالتالى فلا ينبغى ان تؤخذ المسألة على أنها حالة خاصة بالإسلام ولا بالمسيحية .
وكل المهتمين يعلمون ان العرب المسلمون حين دخلوا العراق ، إستعانوا بالنخبة المسيحية فى إدارة شئون البلاد ( شأنهم فى ذلك شأن من سبقهم مثل الرومان واليونان ). وشيئاً فشيئاً تسلل أفراد هذه النخبة المسيحية إلى مراكز ومؤسسات الدولة وأصبحوا جزءاً منها لا يوجد ما يميز بين المسلم والمسيحي . ونادراً ما إضطر أحدهم لتغيير ديانته لتفادى تمييز ما أو للحصول على مكاسب أعلى . وهذا هو الوضع الذى كان سائدا في السابق , فى الوقت الذى كانت فيه الصراعات الإسلامية /الإسلامية القائمة على أساس مذهبى (شيعة , سنة ) أو على أساس عرقى (عرب , كردي وغيرهم ) قائمة وما تزال ولكنها كما قلت أشد وطأة وأعنف بمراحل مما شهدته مشاحنات المسلمين والمسيحيين عبر التاريخ .

في العراق قامت قوات التحالف بقيادة اميركا باجراء تغيير معين استوجب ذلك قيام حرب ودمار وموت وجرى ما جرى , وهذا شأن الكبار الأقوياء  !
الذي أجبر الأقلية المسيحية أن تتحمل أولاً وقبل الآخرين وبشكل مضاعف عبئ الأزمات والتوترات الأجتماعية او السياسية , فالأقليات تعاني دائماً أكثر من الآخرين في مثل هذه الحالات . فالغازون دائماً ما يراهنون على معانات الأقلية فيبدأ فى الإتصال بهم وتقديم الوعود لهم وهذا ما لمسناه وشاهدناه في العراق مؤخرا ، لكن المسيحيون دائماً ما ينظرون للغزاة بعين الريبة عبر تأريخهم لكنهم ايضا عبر تأريخهم كانوا يمنحون ولاءهم للدولة الإسلامية قبل أى شئ آخر وإلاّ تحولوا الى رهائن يتم الإنتقام منهم كرد فعل .
علينا إذن أن نناقش المسألة بإعتبارها تخص أقلية بشرية تحت وطأة الأغلبية التي تسعى لفرض هيبتها وتحقيق اهدافها , لكن الأغلبية الدينية اذا ما ابتعدت في سلوكها عن تبني { المواطنة } اسلوبا للحفاظ على وحدة الشعب والبلاد فانها بذلك تحفز الأقلية لكي تتخذ موقفا مضادا منها , فالدين لم يكن يوماً هو الذى يقرر طبيعة علاقة البشر وإنما الظروف والثقافة التي تسود المجتمع هي التي تحدد المسارات والعلاقات .
أما الشعارات التي ترفع اليوم فيما يخص توفير الأمان والحقوق لمعتنقي الأديان غير المسلمة فانها لا تعتبر المقياس ؟ فحين يصل رافعوا هذه الشعارات الى الحكم لابد وأن تترجم فوراً إلى دساتير وقوانين وانظمة ويتم تفعيلها فى الواقع فورا ًوبدون تأخير . وهذا لم يحصل ولن يحصل أبداً وذلك بسبب غياب الوعي الوطني الذي لم يصل بعد الى عقلية البعض من السياسيين  لكي تتحقق { المواطنة} الكاملة المتساوية الواجبات والحقوق ( ما دام ان دعاة هذا الشعار يدّعون ان الشعب العراقي بغالبيته مذهبي التوجهات ! ) وهذا ما فسح المجال للعقول للمذهبية ان تنتعش ولذلك بقي المسيحيون والأقليات الأخرى مجرد رعايا فى بلادهم وهذا ما يرفضه الوطنيون .

ان تفكك الدولة العراقية في السنوات الماضية وتدهورها أعاد المواطن العراقي إلى روابطه الأولى { العشائرية والقبلية والإقليمية والدينية المذهبية } مما مهد للأحزاب الدينية ان تصبح الوكيل المتحدث بإسم شعوبها فضهرت النعرات المذهبية وانتشر الأحزاب المذهبية وزاد الحقد . ولأن المسيحيون اقلية معترف بها فقد توجب هي الأخرى لوجود تنظيم او مؤسسة تحميها وتدير شؤونها وتكون وكيلاً عنها فى التعامل مع الدولة وهذا بالضبط ما حدث للمسيحيين فى الثلاثين عاماً الماضية في العراق حيث كان للكنيسة الدور الأساسي فيها  .
اضف الى ذلك فان أوضاع المسيحيين اخذت تتدهور وتتراجع بعد ان كان لهم دور فعال في مؤسسات الدولة كافة الى أقلية دينية محتقرة وبذلك تحملوا وبشكل مضاعف آثار كافة التوترات الطائفية المذهبية التي سادت بين المسلمين في العراق ومع الأسف مما جعلها تقع في ساحة الصراع دون ذنب . 

 إن الحرب على العراق لم تكن من اجل إقامة دولة وطنية حديثة تتعالى على علاقات العرق والدين اوالعشائرية والمذهبية وغيرها , انما قيامها حكمته ضروف دولية لها علاقة بستراتيجية اميركا للعالم الجديد ... لكن فيما يتعلق بشكل الدولة الحديثة التي يطمح لها العراقيون فانها بالتأكيد هى الأكفأ فى إدارة شؤون المجتمعات المتعددت الأديان كالعراق . فاعتماد معيار الكفاءة بغض النظر عن الدين والجنس واللون من شأنه السماح للمجتمع بالإستفادة القصوى من كفاءة أبنائه .

أن الشعب العراقي اليوم وهو يعاني من أزماته ومشكلاته الحالية  يحاول البعض دفعه الى الإتجاه الخاطئ فتنخرط جماهير المسلمين سنة وشيعة كلدان وسريان وآشوريين صبة ويزيديون عرب واكراد وتركمان فى القصاص من بعضهم البعض في حرب طائفية ومذهبية دون أن تواجه الدوافع والأسباب الحقيقية لما تعانيه هذه الشرائح من مشاكل حقيقية . ولابد لأى مسلم كان .. ولأي قومية ينتمي .. فقير كان او غني أن يسأل نفسه ما الذى يجب فعله للأبقاء على استمرار سلامة دينه وقومه وما الذي يجب تقديمه للأديان والقوميات الأخرى ذات الأقلية البشرية كي تعبر هي الأخرى عن وجودها الأنساني والحضاري .

وفى ضوء ما سبق، تصبح مسألة المسيحيين موضوعاً يجب ان يناقش فى إطار المواطنة لجميع العراقيين ( مسلمين ومسيحيين ). أى فى أطار عملية تحديث الدولة العراقية وإعادة ترتيب العلاقة بين المواطنين والسلطة , بمعنى ان الدين قضية شخصية والوطن قضية الجميع .

ينبغى على المسيحيين في العراق أن يدركوا أن تحررهم لن يأتى بمنحة من حزب سياسي  او من جهة صديقة , ولكن بنضالهم هم أنفسهم من أجله , كما أن نشاطهم ينبغى ان يكون بمزيد من الإندماج فى المجتمع العراقي الواسع . فينبغى مثلاً أن ألا يتوجهوا بإحتجاجاتهم نحو الكنيسة او نحو الأحزاب السياسية ولكن نحو المؤسسات المدنية { القومية والدولية المستقلة } خاصة في المرحلة الحالية التي يمر بها العراق , والتوقف عن المراهنة الخاسرة على الخارج الرسمي . لأن هذا الخارج الأجنبي يتعامل تاريخياً بإنتهازية شديدة مع المسألة . فهى بالنسبة له مجرد ورقة ضغط لتحقيق مصالحه ليس أكثر، وسوف يلقيها إذا ماتحققت مصالحه أو إذا تعارضت معها , وسترون تحقق هذا التحليل لاحقا !
هذا هو قدر الأقلية المسيحية في العراق والديمقراطيين عموما أن يحملوا معاً المشعل فى بلد يعيش وضعا مأساوياً حيث لا قانون فيه والصراعات الطائفية تحكمه , بلد تعجز قياداته الجديدة عن القيام بأى من مهامها الأنسانية فضلاً عن تزييفها للوعى وتكريسها للتخلف والمذهبية والطائفية  . فهل ينهض الضمير ونرى الدولة الحديثة , أم يحترق الوطن بمن فيه ؟

 

207
حكم قرقوشْ ومحكمة صدام
     
ادورد ميرزا

الحقيقة ان نظام حكم صدام حسين منذ توليه السلطة ولحد غزو الكويت لم يكن موفقا في الحفاظ على سلامة العراق والعراقيين وهذا كافيا لأن يدان ويحاسب فقد راح ضحية تصرفاته وحروبه الصبيانية الاف الشهداء كما اضر بثروة العراق الأقتصادية , لكن تصرفات حكومة اليوم اكثر صبيانية وفوضى شملت كل المرافق حسب وكالات الأنباء . وغالبيتنا شاهدنا محاكمة صدام ودعوني انقل لكم شيئا كوميديا عنها وقد سماها الكثيرين بمحكمة { قرقوش }* 
 
مع الأسف اسموها محكمة خاصة مستقلة والمتتبع يكتشف ان تصرفات قضاتها وشهودها وادعائها لا تدل على هيبتها ولا استقلاليتها ولا مصداقيتها حيث هي على العكس فقد أساءة لسمعة قضاتنا ومحامينا الأفاضل , لقد ادعوا مؤسسيها على انها شفافة وديمقراطية ومحايدة , لكننا راقبنا كل العيون والكلمات والحركات والمداخلات ولم نعثر على أثر الأستقلالية ولا على مصداقيتها , بعض الأصدقاء المهتمين تخيل ان حكومة العراق مهتمة بقضيتين فقط وكأنهما غرفتين محادثة على البالتولك واحدة لأعدام المجرمين والأخرى لأجتثاث البعثيين , لكننا سنترك اليوم التكلم عن غرفة الأجتثاث لأن الموضوع بسيط وسهل نتركه للشباب في الداخلية ان يعالجوه , اما الموضوع { السابجكت } المهم اليوم فسيكون حول المحكمة الخاصة { محكمة الشعب }  حيث تم بعون الله وبمباركة وبموافقة الديمقراطي فلان الفلاني المنفرد بهدف التحرير الأول وبحضور السادة الدكتور الفلاني  والرفيق الدكتور الفلاني والشيخ الفلانين تم افتتاحها , كما باركتها المراجع الفلانية قدس الله سرها وساندتها الداخلية والخارجية والدفاع والصحة حيث ظهر القضاة ووجوههم مشرقة بزيهم المقدس الروحاني جلوسهم الهادئ يوحي للناظر بانهم من الذين قضوا نصف عمرهم في مهنة القضاء قراءة وممارسة فالقانون الدولي والشرعي والمذهبي والقضائي والفدرالي عندهم اقدس الأقداس والحرمات !
فالمثل بين { الأحباب تسقط الأداب } ينطبق عليهم وقد كان حاضرا حتى اننا لم نستطع التفريق بين المتهم والقاضي والشاهد والمصور والدفاع ورمزي كلارك المسكين !
كل تصرفات هذه المحكمة كما يقول المصريون { لعب عيال } هوجاء واظهرت لنا وكأنها ثأر وحقد بين اثنين لا اكثر ولا اقل ..حتى مساحة الديمقراطية استغلها المتهمون بعد ان اكتشفوا ان امامهم غير صادقين ولا يمتلكون الحجة !
 اما رئاستها فلا تختلف عن اعضائها فهم مجموعة واحدة متماسكة وقضيتهم واحدة ويبدو ان لهم تأريخا نضاليا مشتركا , وهناك احتمال كبير اذا انتهت المحكمة بقرار يريح رئيسها واعضائها واقاربهم وجماعتهم فمن المحتمل ترشيحهم للمحكمة الدولية في لاهاي لمحاكمة شلش العراقي مراسل فضائية { الثورة البطلة } الذي تسبب في انهيار سوق النفط العالمية لأكتشافة { دعبول } يتبول نفط قوي الكثافة وتسجيل القضية ضد مجهول .
ان الغاية من قيام الدول بانشاء المحاكم الخاصة هي لمحاسبة الذين يسيئون لبلدهم او يعرضون شعبهم للخطر كأن يكون غزر او نهب لثرواته او السعي لتقسيمه او لتدمير بنيته او ممن يبثون الفتنة بين اديانه وطوائفه وقومياته , { على هذا الأساس تشكل المحاكم } , اما في العراق فقد شكلوا محكمة خاصة جدا لمحاكمة رئيس جمهورية العراق صدام حسين , وذلك لتسببه فى تهديد الأمن القومي والشعبي العراقي للخطر من جراء اعدامه 148 رجل وامرأة حاولوا اغتياله وقتله كما اوردته وكالات انباء حكومية خاصة !
فمن سينصف العراقيون بكل اديانهم وقومياتهم !!

* قرقوش .. منطقة يسكنها غالبية مسيحية تقع شرق الموصل وقد كان لها في قديم الزمان حاكما ظالما  يدعى بهاء الدين قرقوش حيث كان يحاسب ويحكم ويقرر في الوقت الذي يختاره ولذلك سمي حكمه بحكم قرقوش.

 

208
مارفن ميرزا ممثل قائمة اطفال العراق رقم 1 يناشد المرشحون .. سلامة مستقبلنا امانة في اعناقكم

ادورد ميرزا
وإننا إذ نقف على عتبة استحقاق انتخابي جديد يوم الخامس عشر من كانون الأول القادم  أناديكم يا أبناء العراق بكافة اديانكم وطوائفكم وقومياتكم ، إلى إثبات قوة ارادتكم وصمودكم من اجل العراق للمضي قدما نحو الديمقراطية المنشودة , مارسوا حقكم في اختيار ممثليكم من العراقيين الصادقين الشرفاء , واهملوا الطائفيين والعنصريين .
واعلموا ان أعداء شعبنا لزرع الفتنه الطائفية اوالتفرقة القومية والدينية بين ابناء العراق الأبي سوف لن تتحطم الا ّبارادتكم فامضوا الى صناديق الأقتراع بقلوب وبضمائر حية وصوتوا  { بنعم } للذين يستحقونها من المخلصين الذين يرفضون التوجهات الطائفية او العنصرية , صوتوا بنعم للمخلصين الوطنيين والشرفاء والمؤمنون بالديمقراطية الحقيقية لتضمنوا مستقبلا آمنا لأطفالكم , صوتوا بنعم للذين يؤمنون بحق تمتع القوميات والأديان المتواجدة على ارض العراق بحقوقهم الأنسانية دون تمييز . 

فامضوا يا شعبنا بقراركم وبإرادتكم فالمخلصون كثر مسلمون ومسيحيون بكل مذاهبهم وقومياتهم ومعهم صابئة ويزيديون وشبك وغيرهم كلهم عراقيون ,  فاختاروا من بينهم من يدافع عن وحدة وحدود العراق , قولوا نعم لمن  يحمي ثروة العراق ومن يزرع المحبة في العراق .

عاشت قائمة اطفال العراق رقم 1 وعاش شعب العراق حرا ديمقراطيا بجميع قومياته


[الملحق حذف بواسطة المشرف]

209
شاهد ما شفش حاكة في محاكمة السيد رئيس جمهورية العراق السابق


ادورد ميرزا


محاكمة صدام
ثلاث جلسات وانا اتابع هذه المحاكمة والتي ذكرتني بمسرحية شاهد ما شفش حاكة للفنان القدير عادل امام وقد حاولت ان اقنع نفسي بنزاهتها ومصداقية ادواتها البشرية دون استثناء من متهمين او شهود او محامي دفاع او ضيوف او مصورين او مهندسي صوت , فالجميع يؤدون ادوارهم بشكل جيد عدا بعض الفاولات والكلاوات والتي سببها عدم التحضير المسبق .
لكن هذه المحكمة { خاصة } كما يراها المشاهدين  ليست محاكمةْ من حارب العراق او ساعد على احتلاله ونهب ثرواته وتدمير كل مؤسساته , فموضوع هذه المحاكمة باختصار هو العداء بين  حزب البعث العربي الأشتراكي  وحزب الدعوة الأسلامية , انفجر في الدجيل  !
والمهم في الأمر كما يقول مخرج المسرحية هي قضاء وقت ممتع مع احداث لم يشاهدها اكثر من 25 مليون عراقي وهي ايضا تعتبر تدريبا للمحامين الجدد والذين سيقودون القضاء المستقل في العراق الجديد .

اما بالنسبة لأهمية هذه المحكمة من الناحية التربوية ندعوا وزارة التربية الأستفادة منها وادخالها ضمن مناهجها الدراسية كقصة اخلاقية وعلى الشكل الأتي ....
القصة لأطفال العراق....
كان يا ما كان كان في قديم الزمان كان هناك دولة تسمى العراق وكان يحكمها  الرئيس صدام حسين وهو بعثي مسلم سني وقد حكم العراق منذ 1979 لغاية سنة 2003 وقد امتاز حكمه بالدكتاتورية والعلمانية حيث لم يفسح المجال للأحزاب الأسلامية للعمل في العراق وفي سنة 1983 قامت مجموعة اسلامية مدعومة من ايران الشيعية على محاولة اغتياله في منطقة تدعى الدجيل , وقد فشلت المحاولة واحيلت هذه المجموعة للقضاء وقد اعدموا في زمنه !.. وفي سنة 2003 تعاونت الأحزاب الأسلامية المدعومة من ايران مع الأجانب الأمريكان فاطاحوا بنظام صدام حسين بحرب شاملة والقوا القبض عليه حيا , فنصبهم الأمريكان حكاما جدد للعراق , وفي سنة 2005 تشكلت محكمة عراقية امريكية لمحاكمة صدام حسين وجماعته بتهمة اعدام او سجن من حاول قتله عندما كان رئيس لجمهورية العراق .

واجب بيتي .....
حفظ وكتابة معاني هذه الكلمات التي وردت اعلاه لكي يزداد ايمانكم ايها الأطفال العراقيين  .
الكلمات .............................
قصة
شيعة
سنة
اسلام
الرئيس صدام حسين
حزب البعث العربي الأشتراكي
حزب الدعوة الأسلامية
محكمة
الدجيل
الدكتاتورية
الأمريكان
عادل امام
شاهد ما شفش حاكة
   


 

210
                       الأنتخابات والقائمة .. ؟ والجنة الموعودة 


ادورد ميرزا

اولا .
الغاية الأساسية من الأنتخابات ..
ان الغاية الخفية وليس الأساسية من الأنتخابات هي حصول المرشحين على منصب في الحكومة يوفر له فرص الأستفادة المادية لا اكثر ولا اقل , ولكي يتحقق ذلك عليه القيام بتمثيل دور بطل من خلال دعايته الأنتخابية موضحا بان له القدرة الألهية والجسدية للقيام ببطولات خارقة لتأمين حماية امن وسلامة ومعيشة وصحة العراقيين والدفاع عن ارض العراق ضد المحتلين والمجرمين وتحقيق جمهورية الرفاه على غرار ما اراده افلاطون في جمهوريته .. كما يقول المثل الشعبي العراقي .. {  كمواعيد عرقوب } .

ثانيا .
العراق والأنتخابات من طأطأ الى السلام عليكم .
الكيانات والتحالفات السياسية اعلنت عن برامجها وشعاراتها وقد بدأت
وما زالت تصول وتجول في حملاتها الانتخابية عبر وسائل الأعلام كافة من سينما ومسارح وفضائيات وانترنيت من خلال النقاش الديمقراطي وذلك لاستقطاب اكبر عدد من اعداد الناخبين العراقيين لتأييدهم , لكني اعتقد ان القضية ليست متعلقة بالديمقراطية كما يشاع لأن الناخب العراقي  قد جرب الأنتخابات في المرحلة الأولى ولم يتحسس شيئا عن الديمقراطية  , حيث شاهد بأم عينيه كيف استُغل البعض من شعبنا العراقي البسيط من قبل بعض التنظيمات الدينية المذهبية لتمرير برامجها اضافة لعمليات التزوير التي حدثت الى جانب قيام البعض الأخر على تضليل واغراء المساكين من شعبنا برشاوي مالية كبيرة لم تعد خافية على احد !
واليوم يتكرر نفس المشهد نفس الأحزاب نفس الوجوه ونفس الشعارات والبرامج وعلى نفس المسرح والفيلم انتخابات والهدف هو { الديمقراطية } لكن الذي فوجئت به هو { الثلاث دقائق } التي منحتها احدى القنوات الفضائية العراقية ليقدم كل كيان او قائمة برنامجه ليطلع عليها الشعب العراقي , ومن خلال متابعتي لها ولبقية القنوات العربية والأجنبية التي تقوم هي الأخرى باستضافة قادة هذه الكتل او رؤوساء القوائم والأحزاب فان الملفت للنظر ان جميع المرشحين  يكررون نفس القوانة الأولى والجمل الرنانة ... نحن اهل الديمقراطية , نحن اهل الخير , نحن الذين حررنا العراق وليس اميركا , نحن سنغلق السجون ... نحن سنمنح حقوق المسيحيين القومية , نحن حماة حقوق الأنسان ... ونحن ونحن .. وهذه النحن هي ام المشاكل والخراب , وهم انفسهم يطالبون ويتوسلون بالشعب العراقي ان لا ينتخب الفاسد والحرامي والعميل والطائفي والبعثي , انما يتوسلون به ان ينتخب العراقي الشريف والمخلص والوطني والديمقراطي من الذين يحترمون حقوق الأنسان ويؤمنون بحقوق الطفل والمرأة وحرية الأعتقاد ويرفضون الأحتلال ويدينون الأعتقال والتعذيب ويعملون على نشر الديمقراطية واستقلال القضاء ويطالبون بحل المليشيات ويقاتلون من اجل وحدة العراق على ان يكون ولاءهم للعراق العزيز القدير وان يكون شعارهم  نفط العراق للعراقيين .
عجيب ما نشاهد ..... فبعض رؤساء القوائم او الكتل او الأحزاب يقدمون انفسهم ملائكة الرحمة وهم القادرين فقط لأنقاذ العراق , في حين هناك اخرين ضدهم  يصفونهم باتعس الصفات المتدنية , وهكذا ترى الأن الكل يعلن برنامجه الأنتخابي ويقدم نفسه وكأنه هو الزعيم الأوحد والقائد الضرورة الذي بانتخابه سينقل العراقيين من الفقر والجريمة الى الحرية والرخاء .
 لكن العراقيين يعرفون حقيقة الأثنين ! .. فمنذ تغيير نظام صدام والعراقيون يعانون من فوضى وسلب ونهب وجريمة .. فاين كان هؤلاء الأبطال ,  فمنذ قيام دول التحالف بقيادة امريكية لتغيير نظام حكم صدام ولحد اليوم لم يشهد العراقيون منهم غير صور الزمر الأرهابية ومشاهد ذبح الأبرياء والفساد والجريمة , حيث منذ تعيين بريمر لأول حكومة ولحد اليوم لم يرى العراقيون شيئا طيبا ابدا فقد انتشرت بين المسلمين الفرقة الطائفية الشيعية والعنصرية السنية بل وتعدت الى المسيحيين ايضا حيث خلقت فرقة ايضا بين الأشوريين والكلدان والسريان .. الى درجة باتت تقترب من نشوب حرب اهلية مدمرة بين الجميع .
نعم لم يقدموا للعراق غير الفساد والجريمة واشاعة ثقافة الحقد والكراهية , وفاتني القول .. لكي اثبت لكم عدم صلاحية البعض , سأنفرد بمشهد صغير من داخل الجمعية الوطنية والتي تمثل كل شرائح المجتمع العراقي , اليس هذا مثلا حقيقيا !
ففي احد الأيام وبالصدفة وعلى فضائية عراقية واذا بالجمعية الوطنية تجتمع بكامل اعضاءها مما جعل رئيسها يشيد بكلمته باعضاءها حيث الألتزام بالحضور كان ملفتا للنظر , مما جعلني انا الآخر ان اتابع التلفزيون لأشاهد جانبا من اجتماعهم , واثناء المناقشات تبين انهم صوتوا على احد المواضيع بالأجماع وبنجاح منقطع النظير وقد دوى في القاعة تصفيق دام طويلا حيث اتضح ان هذا التصفيق الحار  كان حول رواتب وحقوق تقاعدية وحماية امنية لاعضاء الجمعية ! علما بان الحقيقة هي ان رئيس الجمعية يعاني دائما من عدم اكتمال النصاب بسبب سفر الغالبية لزيارة اسرهم المقيمين في الخارج ... ترى هل هذا هو شكل القادة وهل يرضي هذا شعبهم الذي سينتخبهم  .
قتل وسلب واغتيال تشريد وتهجير بطالة وامراض , لا ماء لا كهرباء لا عمل دمار بمعنى الكلمة وابعد من ذلك ونتيجة تصرفات وتصريحات بعضهم فانه يظهر للعراقيين ان الحرب على العراق هي حربا حزبية دينية طائفية , وليست كما اعلنت بانها حربا ضد نظام ارهابي  كان يريد تدمير الأمم المتحدة ويعرض اعضاء مجلس الأمن للخطر... هكذا يبدو من خطب وافعال بعض المسؤولين .
ولكن لا ننسى فبالرغم من ان العراقيين الشرفاء  بكل انتماءاتهم الدينية والقومية قد نفذ صبرهم من سلوكيات نظام صدام الصبيانية والتي كانت نتيجتها خراب اقتصادي وحروب وقتلى بدون مبرر الا ان ما يحدث اليوم من ارهاب زرقاوي ودمار وتخريب للبنى التحتية وانتشار الجرائم لم يعيشه العراقيون في عهده !
ان الحرب هذه انحرفت عن اهدافها المعلنة واتخذت شكل صراع احزاب مما ساعد في انتشار جريمة الثأر والأغتيال على الهوية الدينية اوالحزبية اوالقومية والتي راح ضحيتها علماء واساتذة وضباط وطيارين واطباء ورجال دين .. لا لسبب سوى لأن بعضهم ادوا واجبا رسميا  اجبرهم نظام صدام على القيام به سواء في الحرب الأيرانية الطائفية او في حرب الكويت الأخلاقية , واشير الى ان السبب في ظهور هذه الجرائم هو الفلتان الأمني الذي حدث نتيجة لسوء تصرف قوات التحالف واعتمادها على معلومات استخبارية غير دقيقة حول اخلاقيات وطبائع الشعب العراقي الوطنية .
اعود الى موضوع الأنتخابات فاقول للناخبين العراقيين , انكم ستشهدون ممارسة الأنتخابات اكثر من مرة وقد تتكرر نفس الأسماء او الكتل , لكن الفساد وكل صور الخراب ستبقى اذا ما انتبهنا لدورنا المسؤول لأنتخاب الأنسان الذي يؤمن بالديمقراطية نهجا عقائديا ويتفانى في حب ووحدة العراق وهذا يتطلب اعادة النظر بكل برامج الأحزاب والألتفات الى الأهتمام الى البرامج ومناهج التعليم المدرسية , مع الحذر من الفكر الطائفي او العنصري , فكلنا مسؤولون عندما يتعلق الأمر بسلامة العراق  .
ان العراقي ما زال في حالة غير مستقرة , رعب وتشويش فهو يبحث الأن عن  الخلاص لترتيب اوضاعه التي دمرها هذا الزلزال الذي حل بالعراق , وبالرغم من معاناته هذه فهو مدعو ان يشارك في العملية الأنتخابية القادمة بكل ثقله متجاوزا طائفيته او حزبيته او معاناته , فدرس الانتخابات الماضية كما قلت مازال في الاذهان وكيف كانت نتائجه لكني اقول بالرغم من كل ذلك على العراقيين جميعا عدم اليأس لأن ذلك سيفسح المجال للأنتهازيين وسيستمر الفساد ويستمر العنف والثأر , ايها الناخب العراقي الجليل صوت واختر الأنسان الذي ....
يؤمن بوحدة ارض وشعب العراق .
يؤمن بالنظام البرلماني الديمقراطي الدستوري .
يحترم ويحمي حقوق القوميات دون تمييز .
يؤمن بان الدين لله .. والوطن للجميع .

واخيرا وليس آخرا فاني أدعو لأنتخاب ذلك العراقي المؤهل ثقافيا وعلميا والمولود من اب عراقي او من ابوين عراقيين ويحمل وثيقة النفوس والجنسية العراقيتين .
اليس هذا خياركم ايها العراقيون المؤمنون لترتاحوا في الجنة الموعودة
ا .

211
        { الأقلية المسيحية } في العراق الى اين ... ؟


بقلم ادورد ميرزا

1. القنابل الموقوتة
بالرغم من ان الأستاذ اليوسفي لم يكن موفقاً في اختيار التوقيت المناسب لكشف بعض الحقائق المتعلقة بالوضع العراقي  بشكل عام , اوعلى الأقل فيما يتعلق بالأقلية المسيحية بكافة جذورها والتي كانت من قبل تعتقد بديانات غير توحيدية , الا ان البعض من المهتمين اعتبروا خطابه في القاهرة خطوة ايجابيا لصالح بعض الأقليات التي امست بحاجة الى حماية دولية من بطش الحكومات الأستبدادية , فيما نعته االبعض الأخر ونزلوا { عليه حدرة } كما يقولون لكن الأستاذ القديرعصام المالح في مقالته المنشورة على موقع دار المحبة والسلام عنكاوة كوم اجاب وبشجاعة اخلاقية عن كل التساؤلات .
 ان اليوسفي استغل فرصته تلك في محفل دولي وامام انظار كل العالم ليقول للجميع انتبهوا ايها السادة لمسألة الأقليات في بلادكم لأنها ارث انساني يجب حمايته !
 ونحن والعراقيين سنستغل فرصتنا ايضا على الأنترنيت لنقول , ان في العراق اقلية مسيحية ما زالت جذورها في الأرض العراقية تنطق بنفس لغتها التي كانت تتعامل بها قبل اعتناقهم المسيحية , واكثر من ذلك فان ثقافتها وآثارها ما زالت هي الأخرى شاخصة على ارض العراق ولذلك نطالب الحكومة المستقبلية البحث عن مشروع حضاري وانساني يحمي هذه الأقلية من الأنقراض او التهجير !

ويبدو ان اليوسفي المسكين تسرع بتفجير قنبلته الموقوتة .. فاقول له ايها الحبيب رتب امورك اولا مع الكبار لكي تمضي بقضيتك سالما وغانما !
 فالقنابل الموقوتة ليست لعبة ... اخي العزيز اليوسفي هناك خطوات يجب تأديتها..اولها كان عليك التراصف مع الكبار .. ثم الألتحاق باحدى مطابخهم ثم بعدها تأخذ الأذن للأنطلاق لتفجير مشروعك وعندها سترى كيف سينهال عليك التصفيق والتأييد من قبل اعداءك قبل اصدقاءك , وتحية لمن تعلم درسا في كيفية تغيير الأنظمة !
 
2 . الأقلية المسيحية
اما حكومتنا الوطنية المستقبلية فعليها ان تنتبه لمثل هذه القنابل الموقوتة والأسراع لتنفيذ متطلبات مشروع يحمي هذه الأقلية والتي كان يجب حمايتها منذ ان تأسست الدولة العراقية لكي لا تفسح المجال للدول الأستعمارية من استخدام بعض شخوصها الأنتهازيين كقنابل موقوتة , لكن عقلية الحاكمين والذين غالبا ما كانوا اذناب الأجنبي كانت اما حزبية شمولية مكروهة اومصلحية طائفية متطرفة مما جعل اهتمامات هؤلاء الحكام بالأقليات ثانوية الى يومنا هذا .
اما الدول الديمقراطية النظيفة وبمنظماتها المدنية المستقلة كما ترونها تحاول بكل امكاناتها الحفاظ على موروث الأرض من الكائنات الحية المعرضة للأنقراض فتراها بكل الوسائل تسعى للمحافظة عليها من خلال البحوث والدراسات او محاولة اكثارها بكل الوسائل والطرق , فتراهم ينفقون ملايين الدولارات في تأسيس وبناء { محميات } ومراكز بحوث ومستشفيات هنا وهناك في سبيل المحافظة على استمرار نسل معين من هذا الحيوان او ذاك النبات  , فكيف بالأنسان اذن , هذا المخلوق الذي حباه الله والذي كان قد قدم للبشرية حضارة ما زالت تدرس علومها ونظمها في جامعات العالم كافة  , الا يستحق هذا الأنسان العناية والحماية ليستمر نسله رمزا لأرادة الأنسان الذي علم البشرية القراءة والكتابة   .

 في العراق هناك نوذج لأقلية مسيحية  يتكلمون لغة عمرها اكثر من ثمانية آلاف سنة وما زالوا متمسكين بها ويسعون للحفاظ عليها بكل الوسائل , حتى ان عاداتهم وتقاليدهم واسماءهم ولباسهم وكل شئ في حياتهم قد حافظوا عليه بل حرصوا عليه اكثر من حرصهم على انفسهم , نعم تأريخ هذا القوم حافل ومشرق يتباهى به العراقيين ويتشرفون بانهم من احفاده ,  بدءا من اعضاء حكومتنا { العراقيين } وصولا الى ابسط انسان يسكن ارض العراق , هؤلاء القوم ما زالوا يحتفظون في بيوتهم بكل ما  يشير الى تأريخ ورموز حضارتهم , الا يستحق هذا القوم الذي ينادونه اليوم أقلية مسيحية ان نحافظ عليه من كل ما قد يعمل على انقراضه او الحاق الأذى بوجوده من خلال عزله او تهجيره !

 اليس الأجدر بالحكومة العراقية والتي شعارها رفع الظلم عن كاهل الأقليات بجميع انتماءاتهم والتي تدعي وتتفاخر بانها من احفاد حضارة بابل وآشور ذلك القوم الذي انار العالم بحضارته المشرقة حضارة وادي الرافدين , اليس الأجدر بها اليوم ان تقدم للأنسانية نموذجا لصدق سياستها في حماية هذه الأقلية التي قدمت للبشرية كل علوم المعرفة والثقافة , خاصة بعد ان ازيل عنها كابوس النظام الأستبدادي .

 ان حماية اماكن تواجد هذه الأقلية المسيحية ورعاية شعبها وتسهيل امورهم المعاشية من المهمات الأساسية بل واجبا مقدساً يلقى على عاتق كل اجهزة الدولة , كما ان اعادة القرى والأراضي التي اصيبت بالضرر الى اهلها الأصليين بات مطلبا ضرورياً ملحاً , وبسبب الزيادة في اعداد العائدين من ابناء هذه الأقلية لأرض الوطن نؤكد على قيام الحكومة ببناء مناطق جديدة تبنى بطريقة عصرية ليسكنها هؤلاء العائدين ابناء هذه الأقلية لتمارس كل عاداتها وطقوسها دون تدخل , مناطق خالية من كل مظاهر التسلح تؤسس بدافع وطني خالص بعيدا عن مطالبات سياسية بائسة , مناطق تؤسس بقرار حكومي شجاع مليئ بحب هذه الأقلية المتبقية من تأريخ وشعب العراق القديم , هذه المناطق يقر لها نظام خاص يديرها شعبها ادارة ذاتية ويهيأ لها كل مستلزمات الحياة العصرية , مناطق تبنى فيها دور العبادة الخاصة بهم الى جانب تهيأت كل ما من شأنه خدمة هؤلاء الأقلية من دور العلوم والمستشفيات باعلى تقنياتها , مناطق يعيش جميع ساكنيها جنبا الى جنب يجمعهم حب العراق وخير العراق وسلامة العراق  , ان الأهتمام بهذه المناطق وجعلها واجهة العراق لهو دليل على احترام شعب العراق بأسره لتأريخه الحضاري والثقافي , ان حماية هذه الأقلية من الأنقراض والتهجير لا يتحقق من خلال الخطب في المؤتمرات ولا من كلمات تثبت في دستور يوضع على الرف , انما يتأتى من خلال العمل على الأرض .
ان حكومة العراق المستقبلية مدعوة لدراسة هذا الموضوع واغناءه بكل الوسائل لجعل ارض الحضارة تعود من جديد كما كانت , ويعلن كل الشعب العراقي شعاره الجديد { حضارة العراق هي ملك الجميع , نبوخذنصر وحمورابي وآشور واكد لكل العراقيين } , ان هذه النظرة الأنسانية  ستحقق للحكومة العراقية الجديدة ظهورا مشرفا امام دول العالم كما ستقدم خدمة جليلة للمنادين بحقوق الأنسان وهي شهادة في مصداقية كل القائلين والمنادين بانهم احفاد حضارة وادي الرافدين احفاد آشور وحمورابي ونبوخذنصر وسركون واكد والمعلنين دائما ايمانهم بألأنبياء والرسل .

 كما ادعوا جميع المهتمين بشأن هذه الأقلية التعرض لهذا الموضوع بالشكل الذي يخدم الجميع بعيدا عن اشكاليات السياسة والعقد الحزبية , تعالوا ايها العراقيون قبل فوات الأوان لنحقق هذا الهدف والا فوالله فان القنابل الموقوتة ستحصل عليها الأجيال القادمة  وستتراصف مع الكبار الأقوياء وستكون عاقبة المعارضين لهذا التوجه الأنساني الحضاري كعاقبة ما حصل لنظام صدام حسين !
 
فهل حكوماتنا المستقبلية على استعداد لأحترام تأريخ شعبها .
 
ملاحظة : المقصود بالأقلية المسيحية ..... هم الأشوريون . الكلدان . السريان
   

212
                              ليون صندو يتحدى العمر

ادورد ميرزا
 
ليون صندو.. مطرب اشوري عراقي ظاهرة في الفن الأشوري خرج من رحم الحرمان والخيبة ... وليون صندو صرخة انطلقت في وقت لم يكن الغناء الأشوري قد انتشر بين ابناءنا بالشكل الحالي .
لقد استطاع ليون في تلك الفترة الممتدة منذ 1953 ولحد اليوم من تحقيق قفزة نوعية نحو الأرتقاء بالغناء الأشوري في وقت لم يكن للغناء الأشوري تواجد مكثف , حيث لم يتجاوز مطربينا وخاصة في الأغنية الحديثة في تلك الفترة عدد اصابع اليد , ولذلك فان الفنان  ليون صندو يعتبر من الرواد الأوائل الذين قدموا الأغنية الأشورية باطارها الحديث الذي نشهده اليوم .

ليون صندو الصديق والأنسان الذي يعيش مع اسرته في استراليا دعوته في بيتي ومع اسرتي امضينا معه احلى ما تمنينا ان نقضيه من وقت ممتع , ليون صندو الأنسان كما اعتقد بانه اكبر المطربين من ابناء شعبنا سناً , تعلمت منه الكثير انه رجل فنان يملك احساساً ومشاعر انسانية قل من يمتلكها من زملاءه , متواضع وبسيط , معطاء شهم غيور على شعبه وفنه , شجاع في نقده للحالة التي وصل اليها الغناء الأشوري , انسان شعرت ان في تركيبته قلب يتسع لكل البشر , ولغزا يتسع لكل الفنون , فهو يحب شعبه ويعشق فنه بشكل لا يوصف , انه لوحة في غاية البراعة والاتقان ،  فحين سمعته مع اصدقائي الحميمين منهم كاتب الأغاني المعروف جورج شنكو وسمير والكسن فانه يبدع في غناءه  ويقدم مادته الغنائية بخيال وحرفة مطرب متمكن من أدواته الكلامية والموسيقية انه يحركها بشكل  ينساب أمامنا بعفوية وسلاسة مصنوعة بجهد فني بارع يعكس القدرة الفنية له من ناحية الألحان والموسيقى والأداء , هذا الفنان بالرغم من انه لم يأخذ فرصته بالشكل الذي يليق بفنه الرائع والملتزم الا انه راض بما قدمه لحد الأن , ليون صندو لم يبحث عن الشهرة والمال كما يقول انما كان همه الوحيد هو ارضاء شعبه ومحبيه وادخال الفرحة في قلوبهم , فمن عرف ليون صندو فقد عرف معنى الأخلاص .
في صوت ليون صندو معاني لا تفهمها الا الأذان الصافية الهادئة النقية فكلمات اغانيه كتبها خيرة شعرائنا والحانه وموسيقاه شارك هو في اعداد قسم كبير منها , اغانيه تحلق بنا الى اجواء الرومانسية التي نشم منها عطر الورود  ، فالمواضيع التي غناها سواء الوطنية او الأجتماعية  كانت تلامس وجداننا بل وتعيش بيننا يوميا لأن إسلوب غناءه يعطيها الحياة والتوهج ويجعلها شاخصة أمامنا بشكل يومي كما لو أننا لأول مرة نتعرف عليها .
ان ليون صندو يتحدى العمر , وبالرغم من تجاوزه الستين من عمره فان حنجرته ما زالت شابة مفعمة بالروح العراقية الأصيلة العفوية في تجلياتها المختلفة سواء في غناءه الفرح اوالحزن , اما عندما تنطلق لتؤدي اغانيه الوطنية والتي احتلت الصدارة وذلك لأرتباط كلماتها بمسارات تأريخية حقيقية  كأغنيته الشهيرة  { قالت قرنا } والتي تقدمها دائما الفضائية الأشورية بيت نهرين خير شاهد على ذلك  .
لقد كانت سعادتي ولقائي بالفنان الأسطورة ليون صندو وكأني قد حظرتُ ولادة فنان آشوري عراقي جديد يمكن ان يصبح فنانا خالدا ومن الطراز الرفيع , وفعلا فان الفنان ليون صندو قد ولد ليبقى خالدا كالأسطورة وستبقى اغنياته تردد ما دامت لغتها حية يحميها الشجعان , اتمنى لصديقي العزيز الفنان القدير ليون صندو السلامة وطولت العمر
.

213
ازدهار شعب { النهرين وطني } ..  تحت رحمة الأرقام  ؟

بقلم
ادورد ميرزا

منذ هذا اليوم والى موعد الأنتخابات القادمة في العراق , صمتْ ولملة أحزان وتقوية النفوس وتكتلات احزاب وارقام وقوائم وأمل واحلام ... نعم ارقام ستنسى وسيخلدها بشر , نعم , بشر ..لا احد يعرف شكله .. اسمر , ابيض , طويل , قصير , نحيف , ثخين , معمم , بلحية , بسروال , بدشداشة ,  برباط او بغيرهما , بجنسية واحدة , باثنتين ...  الله اعلم .
 بشر يخبئون وراء أرقامهم اسرار لمصير شعب ووطن ... ارقام عديدة جميعها والله رابحة فالأرقام .. 555 752 740 652 729 752 731 800  666 730 798 552 .. وهناك المزيد من الأرقام ستتوالى تباعاً , لكنها ليست كلها مغرمة بحب  وسلامة شعب العراق , كل هذه الأرقام وراءها بشر .. بشر بعضهم صادق مخلص وبعضهم كاذب مغرض , لكن الأمر ليس بالسهولة هذه , فقد كانت بالأمس نفسها وقد اخفت ايضا وراءها بشر , حيث اطلع العراقيون وبالملموس على افكار وأخلاقيات بعض الأرقام  { بعض البشر } , لكن العراقيون الصابرون لم يشاهدوا الأزدهار ولا الأمان في عهدهم !! انما ما شاهدوه.. رعب وحزن و دمار , قتلى وشهداء , جرحى ومعوقون , مُغتصَبون وارامل , مجانين  ومشعوذين , عاطلون , مشردون ومهاجرون ... كل هذا حدث امام عيون الأرقام , فهل الأرقام كانت غير صحيحة !

 
العراقيين الذين لم يحصدهم الموت من الذين آمنوا بقدر الله  فانهم تواقون لرؤية ذلك الرقم البطل الذي سيعيد البسمة لوجوههم ويمنحهم الأمل بالأمان والسلام ويوفر لهم ولأولادهم حرية الدين والمعتقد وفرصة الدراسة والعمل دون قيود , كيف سيعثر العراقيون على هذا الرقم المفقود , كيف !

الأنتخابات تقترب ويجب على العراقيين الشرفاء الأحتكام الى الضمير , ايها العراقيون  ابحثوا عن تأريخ هذه الأرقام من نواحيها الأنسانية والأجتماعية انه من سيحدد مصيركم , ثم ادلوا بصوتكم وانتخبوا الرقم الذي احب العراق وعشق تاريخ العراق وحمى شرف العراق ولا تترددوا فالعراق اليوم ليس كعراق الأمس فلن يصادر حقكم احد في ابداء رأيكم كما كان نظام صدام حيث كانت الأنتخابات شكلية ومزورة فكانت اجهزة صدام القمعية تروج لصدام فقط وكل صوت يعلو ضده كان السجن بانتظاره , اما اليوم فحرية الرأي مصونة وحرية الأنتخاب ليس عليها قيود , ولذلك  سأذكركم بما قدمته بعض هذه الأرقام للعراق منذ اسقاط  نظام صدام ولحد اليوم لكي ترسموا في مخيلتكم شكل ارقام المخلصين والشرفاء ولكي تتمكنوا من اختيار الرقم الأصلح بينهم لخدمة العراق وشعب العراق  .
ان فترة حكم الأرقام الدينية وبعض الأرقام القومية للعراق بالرغم من قصرها فقد اشاعة و شجعت على ..{ النزاع الطائفي والمذهبي ، انعدام الامن ، الفساد الاداري، فساد ثقافي وعلمي ، تجاوز في حقوق الانسان ، هدر حقوق المرأة , نهب ثروات الوطن ، التبعية للاجنبي , واخيرا ازدياد المعتقلات السرية والتعذيب الجسدي } , وكل هذه المآسي  كانت واضحة امام العالم والعراقيين دون شك .
واذكركم بان المواطن العراقي الذي ادلى بصوته في الأنتخابات الماضية لصالح هذه الأرقام لم يكن بدافع الرضا عنها , انما بدافع احترامه للمرجعية الدينية والتي استغلتها هذه الأرقام لتمرير اهدافها الطائفية والعنصرية التي يرفضها العراقيون جميعا , لكنه اصيب بخيبة امل كبيرة عندما اكتشف لعبتهم واصبح واضحا له الأن ان من يحقق للعراق الخير والعدالة والسلام هم اؤلاءك الأرقام العراقية الوطنية البعيدة عن كل  فكر طائفي مذهبي عنصري .
ارقامُ مشهودُ لها وطنيتها , ارقام يضعون مصلحة العراقيين فوق كل الخلافات الدينية والطائفية والعرقية الضيقة , لقد تأكد للعراقيين اليوم بان العراق بكل حضاراته وكل اديانه واعراقه لا يمكن ان تحكمه ارقام طائفية دينية او حزبية او قومية واحدة .

ايها العراقيين النبلاء شعب وطن بين النهرين تحية لصمودكم ولصبركم والرحمة لشهدائكم مسلمون ومسيحيون عربا واكرادا وصابئيين وغيرهم , لنمضي الى الأنتخابات بصدر رحب واضعين نصب اعيننا مصلحة العراق  ولأنكم بطبيعتكم الخلاقة قد منحكم الله نعمة النسيان والصبر وثقوا بان العراق سيعود  كما كان ارض محبة وسلام , فبمجرد رفضكم للأرقام الدينية المذهبية الطائفية وامتناعكم عن التصويت لصالح الأرقام العنصرية البغيضة فسوف يعود العراقيون مسلمون ومسيحيون صابئة ويزيديون عربا وأكرادا وتركمان متحابين متسامحين ليبنوا العراق حجرة حجرة ولينطلق اولادنا في الساحات كما كانوا ابرياء لا يحملون حقدا لدين احد ولا لمذهب احد ولا لحزب احد وتعود الجيرة والطيبة كما كانت بين اهلنا في مدينة الثورة والدورة وتلسقف وتل محمد والبصرة والقوش والنجف ودهوك والموصل والرمادي وسرسنك وديالى وانشكي وكركوك وعنكاوة , وتعود ايام احتفالاتنا باعياد الميلاد ونوروز كما كانت بهية جامعة , ولنسهر ليالي رمضان سوية ويعود ابناءنا بكل أنتماءاتهم لمقاعد الروضة والجامعة , وليذهب المصلون الى الكنائس والمساجد آمنين مطمئنين كلهم عراقيون اكرادا عرب مسلمين مسيحيون صابئيين ويزيديين ... يجمعهم حب العراق لا طائفية لا حزبية لا عنصرية .

اما قادة الأرقام القومية المسيحية بشكل خاص فنناشدهم جميعا باسم المحبة ان يتوحدوا في سبيل سلامة العراق , ان شعب العراق وبكامل انتماءاته الدينية والقومية امانة في اعناقكم وسيمنحكم صوته لأنكم دعاة محبة وسلام , فالمجد لله في العلى وعلى الأرض السلام لم يكن شعار غيركم , ولا تنسوا ولا تتنازلوا عن حقوق شعبكم دافعوا عنها كما هو دفاعكم عن حقوق الشعوب الأخرى , وسنقف معكم في مسعاكم , وتحية لكل الأرقام الشريفة الوفية لشعب بين النهرين
.

214
هل الأقليات القومية والدينية في العراق والوطن العربي في خطر ؟


ادورد ميرزا
استاذ جامعي مستقل

لقد اصبح واضحا في كل العالم بالصوت والصورة من ان امريكا لم تغير سياستها العنفية منذ ضرب هيروشيما بالسلاح النووي ولحد الأن , ولم تكن ولا مرة حريصة على حقوقنا القومية ولا على نشر الديمقراطية التي يتمناها ابناء الوطن العربي بكل انتماءاتهم الدينية او القومية ، والا لماذا نصبت ودعمت انظمة قامعة ودكتاتورية في غالبية انظمة الحكم العربية , لتأتي اليوم لتغييرهم بحجة دفاعها عن الديمقراطية .
  لقد اتضحت سياستها  بانها  ذات منهج تمزيقي  وتتعامل مع كل قضية  باكثر من وجهة نظر لتصب في مصالحها المادية فقط و مصالح المسفيدين من مصالحها .
وقد سعت امريكا خلال تحريرها للعراق كما ادعت الى تبني وجهة النظر الطائفية وتنمية  مفهوم المظلومية الطائفية والقومية حيث وظفت المفهوم الطائفي بناء على رؤية خاصة جعلت منه قضية تسعى من خلالها تمزيق شعوب المنطقة باكملها ، وهذا ما ظهر جليا من خلال نمطية الشخصيات والأحزاب التي عينتها بديلا لحكومة صدام .
وايضا فقد سعت امريكا  في زعزعة الإستقرار في المنطقة اضافة لتمزيق النسيج الأجتماعي  للعراق حيث سخرت كل وسائلها الأعلامية لأعلان بوجود مظالم طائفية وقومية تهدد الشعب العراقي اضافة لما اعلنته زورا بامتلاك العراق اسلحة الدمار الشامل وارتباط نظام صدام الدكتاتوري بتنظيم القاعدة الأرهابي ... الخ ، لكن هذه المرة كانت قضية الشيعة هي المحور الذي جندت له امريكا أكبر مؤسساتها الإستخباراتية الى جانب مظلومية الأكراد القومية وهذا ساعد اميركا كثيرا في تهيأت الشعب العراقي نفسيا لقبول وتأييد التغيير حين احتضنت المعارضة العراقية التي أتخذت من البيت الأبيض مقرا لها وأصبحت ذراعا اعلاميا لها سهل نجاح مخططها .
لقد نجحت في التفتيت الطائفي والقومي للشعب العراقي وهو امر لم ينتبه له بعض من قوى المعارضة الممثلة { للأ قليات الدينية والقومية ومنها المسيحيين والتركمان والصابئة واليزيدية والشبك وغيرهم }  مما قد يشكل ذلك خطرا على الوحدة الوطنية التي ينادي بها ابناء هذه الأقليات ويعتبرونها ضمانا لحماية وجودها , وايضا قد يساعد هذا التفتيت ايضا على انتشار اخلاقيات وسلوكيات التصادم بين الأديان او القوميات وتكون ضحيتها ابناء هذه الأقليات .
 ان القوى التي تتبنى منهجاً وطنياً  او علمانياً او قومياً معتدلا في العراق اصيبت بخيبة امل جراء هذا التصرف الأمريكي في الموضوع الطائفي والديني , ولكي نكون صادقين مع شعبنا فمن واجبنا تنبيهه وحمايته من هذا الخطر لكي تنعم اجيالنا بالحياة والسلام , اما الوقوف مع هذا النهج فانه سيصب في خانة العمالة والخيانة  .
فالسياسة الأمريكية في العراق اليوم ومع الأسف نراها تلعب لعبة خبيثة مع العراق فتارة نراها تغض النظر عن تصرفات الحكومة المؤقتة بل وتدعمها  لتسهيل التدخل الأيراني في الجنوب يقابله إستخدامها للعنف وقوة السلاح في مناطق اخرى بحجة القضاء على الأرهاب  والتي في غالبيتها يقتل فيها مدنيين ابرياء ، وهذا ما يثير تساؤولات ومخاوف الأقليات الدينية والقومية الأخرى والتي ترى ان مثل هكذا سياسات قد يعرض شعوب هذه الأقليات تأريخيا ودينيا للخطر .

إن الحرب التي قامت في العراق انحرفت عن دوافعها الأساسية واخذت تكشف عن نفسها بأنها تبدو حرب طائفية مذهبية حزبية , وقد تؤدي في النهاية الى تقسيم شعب العراق الى طوائف وقوميات ومذاهب كما هو حاصل اليوم , وهذا بالطبع سيؤثر على سلامة شعوب { الأقليات القومية والدينية } المتواجدة منذ الأف السنين , هذه الشعوب باتت تنظر الى الواقع الجديد على انه يشكل تهديدا لوجودها القومي والديني .
 اما فيما يتعلق بنوايا المشروع الأمريكي والذي بدء من منطقة الشرق الأوسط وتحديدا من  العراق كطريق لأيقاف المد القومي العربي والإسلامي الذي تعتبره يهدد دولة اسرائيل والعالم ، فهذا شأنها ولا يستطيع احد ان توقفها لأنها الأقوى في عالم اليوم , لكن خطورة ونتائج هذا العمل قد يجلب كارثة مدمرة على { الأقليات الدينية والقومية } المتواجدة على الأرض العربية , حيث منهم المسيحيون بكل مذاهبهم والتركمان والصابئة واليزيدية والشبك اضافة لليهود وغيرهم .. وهذا ما يحتم ان ننبه الى خطورة تأييد مثل هكذا مشاريع وخاصة اذا قدم تحت غطاء نشر الديمقراطية ! ولا سيما إذا ما تم ربط ذلك بمفهوم المظلومية الطائفية او المظلومية القومية والتي اعلنتها اميركا في العراق وتبنتها بعض الأحزاب .
وحسب ما يتسرب من المشاريع الأمريكية فبعد العراق ستكون الضحية القادمة هي سوريا ثم  ربما من بعدها  ستكون السعودية وحسب التصورات الستراتيجية للمخطط الأمريكي فالسعودية هي الأكثر ترشيحا والأخطر لإعتبارات قيمية ودينية مهمة حيث يتواجد على ارضها قسم من الشيعة العرب ومن الممكن استخدامهم كورقة ضغط واثارة مشاعرهم كما حدث في العراق , او ربما ستسعى امريكا الى طرح مشروع  تدويل الأماكن المقدسة ولا سيما مكة وبيت المقدس وهنا ستعلنها حربا شاملة جديدة ضد العروبة والإسلام  وستنطلق القذائف من جديد ولكنها في هذه المرة ستصيب وتدمر  { التنوع كله }  وعلى حد سواء وسوف يداس الجميع تحت اقدام الحفاة الحاقدين والغرباء .
 اتمنى انكم استنتجتم مصدر الخطر ... ومن هم هؤلاء الحاقدين والغرباء .
 
 

215
الفضائية الأشورية تحذر وتدق ناقوس الخطر .

ادورد ميرزا
اكاديمي مستقل

دائما ولحرصنا الشديد على سلامة العراق وشعب العراق الذي يضم مختلف الأديان والمذاهب والقوميات , فاني مع بقية العراقيين المخلصين اتمنى للجميع الخير والسلامة .
اما سلامة واحوال اهلنا وابناءنا الذين ابتلوا بداء التسميات السياسية احاول ان اتابع اخبارهم الحزينة او المفرحة عبر وسائل الأتصال المتعددة , واحدى هذه الوسائل الفعالة هي شاشة الفضائية الأشورية بيت نهرين هذه النافذة  تسعى جاهدة وبالرغم من امكاناتها المحدودة ايصال كل ما يهدد  شعبها ورموزهم من مؤامرات ومخاطر ومعوقات يهدد أنبعاثهم من جديد , واخطرها هي محاولة البعض الأساءة  لأقدس اماكنهم واشرف مبادئهم حيث يحاولون ايقاف نشاطهم القومي من خلال اساليب رخيصة متخلفة يرفضها كل شعبنا ومن مختلف انتماءاتهم الكنسية , لقد استغل البعض طيبة رجال الدين وحبهم وتواضعهم وبساطتهم وحسن نيتهم التي نراها دائما واضحة وجلية على وجوههم اثناء خدمتهم في كنائسهم او في تواجدهم في اجنماعات واسعة كالتي عقدت في اميركا مؤخرا او خلال تفقدهم لأحوال شعبهم , نعم لقد استغلت هذه الطيبة وحاول البعض اقحامهم في العمل السياسي لدعم او تأييد هذا او ذاك ! ان حماية رجال الدين الطيبين والتي حرصت عليها الفضائية الأشورية مفروضة على الشرفاء الصادقين , لقد تمنيت وانا اتابع الأستاذ  سركون داديشو في برنامجه ان اقفز الى جانبه لأثني عليه وداعماً ومسانداً لما اورده من كلام ينتقد فيه اقحام رجال الدين في السياسة لقد اعلنها  صراحة واكد على عدم اقحام رجال الدين الأطهار في الأمر السياسي او الحزبي مشيرا  على بعض المآسي التي حدثت في الماضي والتي كانت نتيجة لسلوك بعض  التجمعات الحزبية او السياسية والتي استغلت طيبة بعض رجال الكنيسة الأجلاء لدعم مصالح بعض السياسيين الشخصية , ان هذا التحذير قد جاء في وقت والعراق يشهد تغيرات سياسية في غالبية نتائجها وعلى المدى القريب لا تلبي طموح ومصالح الأقليات الدينية والقومية , فالأنتخابات قادمة وتشكيل الكتل قائمة لكن المهم في هذا كله هو الحذر من اقحام الدين في السياسة , فالبحث عن توسيع قواعد الأحزاب لا يأتي عبر رجال الدين , انما العمل الناجح والمصداقية هي الماكنة الوحيدة التي تفقس الجماهير .
 ولذلك وجب تحذير  قادة الكنيسة والعاملين معهم في ادارة شؤونها  بان لا ينساقوا وراء السياسيين كمعابر لتنفيذ برامجهم لأن القوى السياسية قد تلتقي فيما بينها بالرغم من تصادم ايدلوجياتها ,  فالسياسة  فن ومراوغة واكاذيب وهذا ما لا يتلائم مع اخلاقيات وسلوكيات رجال الدين , وخير مثال هو ما شاهده الجميع حين اسقاط نظام صدام الدكتاتوري حيث التقت الأحزاب الدينية الأسلامية والتي كان عدوها الأول  نظام صدام مع الأحزاب العلمانية الأخرى في  { تلاقي مصالح } في سابقة نادرة في العمل السياسي على ارض العراق , واعتقد بانكم تابعتم بعض من رجال الدين حين يُقحمون في العمل السياسي كيف يجبرهم الموقف ان يبحثوا عن كذبة هنا او مراوغة هناك وهذا بالطبع امر لا يليق برجل دين اطلاقا وبتاتا !
ولأن رجال الدين في العراق اطهار واجبهم ديني وبعيد عن كل عمل سياسي فهم مكلفون بنشر الكلمة الصادقة والطيبة الصادرة من تعاليم الله  فقط , لذلك  اصبح واجباً  ملحاً  للتحذير من مخاطر حشرهم في العمل السياسي , كما اود دعوة قادة الأحزاب والعاملين في وسائل اعلامنا المختلفة وخاصة الأساتذة المتخصصون في الكتابة على المواقع الألكترونية الأسراع باحتواء الموقف  وان يبذلوا كل الجهد في فضح اهداف هذا التوجه الخطر توجه اقحام رجال الدين في السياسة والأشارة الى اهمية الحفاظ على  الموروث الديني وحمايته من الاعيب المستفيدين السياسيين وحفاظا على سلوكيات شعبنا في { الصدق والأمانة } , والتأكيد على احترام الرموز الدينية كافة  سواء { الشرقية او الغربية  } فالجميع اهلنا والجميع آبائنا والجميع ملكنا وجب الحفاظ عليهم لأنهم كنزنا وذخرنا المعرفي والعلمي والأخلاقي بل لأنهم هم الأساس في حماية واستمرار المشاعر القومية والأنسانية للشعوب ... وتحية للفضائية الأشورية ولكل كادرها لدقها ناقوس الخطر ولأنها سباقة في حماية رموز التأريخ والدين
 


216
كتّابنا أحييكم...... ورفقاً بجماعتنا فشاغلهم الأن ليس سلامة العراق



ادورد ميرزا
استاذ جامعي مستقل



صحيفة نيويورك تايمس قالت ان { اميركا ارتكبت خطأ حين هاجمت العراق والسبب السيد احد الجلبي حيث ورط الولايات المتحدة للحرب استنادا لمعلوماته الخاطئة ؟ }... انتهى الخبر , نعم خبر .. لكن الأمريكان احتلوا العراق واحمد جلبي في احضانهم , وكفى كذب .
وقرأت على موقع الكتروني لكاتب يقول { ان  صدام لم يكن يكره اسرائيل واميركا فقط انما كان هنالك ثلاثة آخرين هم حزب الدعوة الأسلامية وحزب الثورة الأسلامية والأحزاب الكردية الأنفصالية  ! } وجماعتنا لا ادري مع من كانوا يقفون او يتراصفون .
لدينا من جماعتنا ايضا كثيرون كتاباً اساتذة محترمون اذكر بعضا منهم  , د. وليم اشعيا , عبد الله النوفلي , اديسون هيدو , فاروق كنا , ماجد ايشو , آشور كوركيس , حبيب تومي , جميل روفائيل , ثامر توسا , باسم دخوكا , تيري بطرس وديع بتي  .. وطبعا المكان لا يتسع لأخرين فجميعهم كتابا اعزاء اكن لهم كل الأحترام , لكني على الأقل اقرأ لهؤلاء بين حين وآخر وهي حالة طبيعية لمن يحب متابعة مختلف الكتابات او التحقيقات , واريد ان اسجل لهم عال التقدير لصراحتهم ووضوح توجهاتهم وصدقهم في اسمائهم التي في محصلتها هي خدمة الحقيقة ودعما لأصحاب الكلمة الطيبة , ومهما كانت واختلفت آراء البعض منهم فهي مصونة ومحترمة وهذه هي صفات  المتعلمين المثقفين الذين يحترمون كل الأراء , وليعذرني الجميع لأني متأثر جدا ومستاء لما يكتب البعض منهم من عدم اعتماد الحقيقة وهو الأسلوب المتخلف الذي يتبعه المضللون او المؤجورون ابان نظام صدام الدكتاتوري للأستخفاف بعقول العراقيين المساكين الشرفاء , وانا مع كل كلمة صادقة ومن اي مصدر كانت عندما تنطق او لتوثق الحقيقة  .
 هنا اريد ان اثبت وباختصار جدا ان ما يهمني هو ان العراق وشعبه { العراق دمر بالكامل , وشوه ثقافيا ,وخرب اقتصاديا } ولا اعتقد بان المثقفون الشرفاء في ذلك يختلفون معي !!!  فكيف ينظر العراقيون عامة لهذه المأساة وكيف كان دور { جماعتنا } الذين اصطفوا مع الطائفيين والعنصريين اعداء نظام صدام .. حيث وطنهم العراق قد هوجم مخلفا وراءه الاف القتلى والجرحى , بالأضافة الى  تخريب اقتصادي وعلمي واخلاقي واضح  شمل كل المرافق , فوضى لا تعقل ولا ادري ماهي نتائج هذا العمل , وما هي نوايا المعممين الحاكمين وما هي نوايا الفدراليين الأنفصاليين ولماذا يطلب من العراقيون وجماعتنا ضمنهم لأظهار ان العراق بخير وقد حرر من الأفكار الدينية الطائفية ولم يبقى شئ مهم لتعديله سوى الأنتخابات و شراء اثاث دور الوزراء ودفع رواتبهم وتهيأت مستلزمات تشكيل فرق حماية اعضاء الجمعية الوطنية , ودعوني اقول لكم باني لن اصدق احدكم اذا قال لي ..{ اخي ادورد ميرزا  .. انها فرصة هؤلاء الجدد للحصول على وظيفة راقية او الحصول على مكسب غير شرعي حيث افكارهم الطائفية والعنصرية لم يكن صدام يحترمها , كما نريد ان نقول لك اخي ادورد .. فقد حاول  صدام اسكات صوت الطائفية الشيعية وطقوسها بمعنى ادق ان العراق لم يكن مذهبيا ولا فيدراليا في زمن صدام , ولذلك فقد اصبح اليوم فرهود والقوي يأكل الضعيف والموضوع مصالح ووظائف وليس الموضوع هو الديمقراطية والعدالة للعراق } .... نعم انا ادورد ميرزا لن اصدق   اقوالكم فهي مؤامرة وكفى .......
 ولا ادري لماذا يتسارع الصحفيون ومصوريهم لألتقاط صور اطفال ورجال وشيوخ جرحى او جثث لنساء ذبحوا وهن عراة , او صورة كنيسة وجامع مهدم او سقف دار اسقط على اهله , لا ادري لماذا ولماذا يتسارع البعض من كتابنا وبينهم جماعتنا بحسدهم الظاهر وغيرتهم على هذا وذاك من جماعتنا قادة احزابنا القومية المسيحية ! حيث اقرأ يوميا .. بان فلان الفلاني اصبح يملك في بيته مسبح وفلان يركب المرسيدس وآخر علق على كتفه رتبة لواء وهذه السيدة تم تعيينها بطريقة خاصة  واخرى لها علاقات وبسببها تم تقديمها كمناضلة ؟! .. والحزب الفلاني وفلان اكتشف نفسه مؤخرا انه ينتمي الى قومية جديدة اعلنها باسم حديث متطور , وآخر اسس له حزبا بعدد فريق كرة قدم { لملوم } , وفلان يتفاخر بشهادته الدكتوراه والتي اشتراها لكي يحترمه بائعوا اللبن  , وهذا يعمل مع الأكراد وذاك مع اسرائيل ... وهناك اقرأ بان احد رجال ديننا اقحم نفسه في العمل السياسي وبات يوجه جماعتنا بعيدا عن توجهاته الأساسية الحقيقية  ....... والخ , عجيب امر البعض من كتابنا لماذا هذا الحسد والغيرة ايها الأعزاء .. اتركوهم فالفرصة اليوم ذهبية وباليد ولن تأتيهم احسن منها , مجنون من لا يقبل مثل هذا النعيم .. ولماذا لا يحق لأحدهم ان يمتلك مسبحا في منزله هل هي غريبة اليس العراق للعراقيين الا نرى انه اصبح كما قالوا كالكيكة او كمأدبة قوزي وقد اصيب بفرهود ! وهل غريبا اذا رأينا ان قصور صدام وقصور جماعته الفارهة اصبحت مقرات للثوريين الجدد او دور سكن مجانية , وهل اذا تم تعيين احد في وزارة حتى وان كان عربنجي مؤهل هل هذه جريمة ! الم يكن بائع الثلج وزيرا في عهد صدام ! مع احترام مهنة بائع الثلج , الم يكن وزير التعليم العالي خريج متوسطة مع احترامي لخريجي الدراسة المتوسطة , الم يكن رئيس التصنيع العسكري برمته يدار من قبل عريف شرطي , مع احترامي لسلك الشرطة !  ثم هل انقلبت الدنيا اذا تم { الأتفاق والنفاق والوفاق والتوافق والمواقف  !!!!!  } على تقاسم وتوزيع  الوزارت والمؤسسات والمحافظات على العشائر والأحزاب المذهبية والأنفصالية العنصرية .. اين المشكلة ؟؟ , وهل تعتبرون هذه الأجراءات طائفية وجاهلية , هل انتم ارهابيين ! ولماذا يعتبر البعض من جماعتنا الكتاب الصادقين ان احزابنا او بعض من شخصياتنا { المسيحيين } الذين توزعوا على قوائم وكتل انتخابية اعتبرها البعض قوائم { لملوم هدفهم مكاسب شخصية  } وهل ذلك جريمة وخيانة ضد الوحدة ! اليست فرصة ذهبية للبعض الفقير من جماعتنا  لكي  يحصلون فيها عن وظيفة او سيارة او مسبح منزلي كما رددها آخرون , ايعلم هؤلاء الكتبة من جماعتنا ان قادتنا الشرفاء لم ينام الليل اثناء قصف الأرض العراقية الحبيبة موطن اقدم حضارة عرفها العالم حيث دمر كل تأريخها من آشور واكد ونينوى والكوفة حتى الفارابي وابو جعفر المنصور والرصافي , الا يعلم كتابنا الصادقين ان جماعتنا كانوا بانتظار آخر قذيفة تقع على رؤؤس اهلنا ليحصلوا قبل فوات الأوان على ما رزقهم  الله من وظيفة ومسبح وخدم وحشم وكرسي ذهبي وفرق حماية وفرصة في لقاء صحفي على فضائية عربية وعالمية ! , وهل تعلمون ايها الكتبة كم ناضل هؤلاء القادة اي جماعتنا لطرد المحتل وفضح جرائمه التي اضاقتنا بالأمس الويل طيلة تأريخنا الديني والقومي , ثم اريد سؤال كتابنا هل هؤلاء هم انفسهم اي المحتلون ومن معهم من المذهبيين والعنصريين الفدراليين هم الذين قتلوا وشردوا اهلنا وشوهوا تأريخنا القومي ومزقوا ديننا الى مذاهب , هل يعلم كتابنا الصادقون  كم ندد هؤلاء الأبطال بخطاباتهم وتصريحاتهم بالفساد الذي حل بوطننا وعلى يد اجهزة الحكومة الطائفية نفسها , هل يعقل ان هذه الحكومة من صنع دولة ارهابية شعارها الديمقراطية والسلام والأمان والخير الوفير.... لا اعتقد ؟؟ !! واخيرا هل يعلم كتابنا ان كلفة مراسيم دفن موتانا وشهداءنا الأبرياء قد دفعها جماعتنا عند حضورهم كل الجنازات وبالدولار  !!!!
 يقال ان مقابر شعبنا وآثار العراق الحجر الأصم لم يسلم من تخريبهم !!! هل يعلم كتابنا الصادقون كم قاوم  قادتنا اي جماعتنا عمليات تكريد المناطق في الشمال حتى تحقق عودة القرى لأهلها والمزارع لأصحابها من اهلنا , هل يعلم كتابنا ان قادتنا اي جماعتنا شاركوا في تشييع من ذبح من اهلنا لمجرد انهم يملكون محلا لبيع الخمور واحيانا لمجرد عملهم في منظمات غربية  !!  , هل يعلم هؤلاء الكتاب الصادقون ان قادتنا اي جماعتنا تألم وبكى حزينا على اهلنا الذين شردوا وهددوا للهروب الى  سوريا والأردن ولبنان ثم لينصهروا في دول العالم , وبسبب عوزهم المادي باتوا يمارسون ارذل وادنى الأشغال   !!!!
لكنه كما يبدو ان الحقيقة باكملها هي عند وبيد البعض من كتابنا الأفاضل الصادقون فقد اكتشفوا لعبة البعض من هؤلاء واستنتجوا بانهم  كذابون ودجالون ولا يصلحون لقيادة وطننا وشعبنا نحو الخير وان اعمالهم وسياساتهم ونواياهم وافكارهم اتضحت بانها غير صادقة ومصلحية وطائفية ومذهبية وعنصرية وانهم فعلا يتراكضون استرزاقا ويتوسلون بالبعض من اصحاب اللحى الوسخة لترسيخ بقاءهم حالهم حل الحاكمين العملاء , اذن هل تأكد لكتابنا الصادقين الشرفاء الآن ان هؤلاء البعض من  جماعتنا لا تهمهم مصلحة الوطن و الشعب ,  انما في ادمغتهم  شئ آخر ... حان وقتكم لقول الحقيقة كل الحقيقة  ...
تحية لكم ايها الشجعان الشرفاء ايها الكتاب المخلصين كاتبي  حقيقة ما جرى لوطنكم العراق ولشعبكم وطوبى لأمهاتكم . 
                         
 

217
استاذنا الكبير نينوس المحترم
تحية اخوية خالصة , اني من المتابعين لما تكتبه من كلمات سرعان ما تأخذ طريقها وتترسخ في اذهاننا نحن البسطاء بسبب سذاجتنا وصفاء قلوبنا وفطرتنا في تصديق ما يأمرنا به قادتنا الجلادون , لكني اطلب منك متوسلا ان ترسخ في اذهاننا نحن البسطاء بعض من اجرامية الحاكمين الجدد اليوم في العراق وبعض من دجلهم  وكذبهم لكي تتوازن الكلمات وتظهر لنا نحن البسطاء حقيقة كل زمن وكل قائد , انتظر منك المزيد ايها المخلص ان تكتب عن الذين ذبحوا العراق ونهبوا اموال العراق .

المخلص
ادورد ميرزا
استاذ جامعي مستقل

218
      أهل الكتاب الكلدان والأشوريين والسريان والأرمن متى سيدفعون الجزية , وهل سيعاملون أهل ذمة على ارض العراق    




ادورد ميرزا
اكاديمي مستقل

اكتب وأنا في حالة ابحث فيها عن منقذ لحال شعب العراق , وكاذب ودجال من قال انه في احسن حال , لقد اغلقت أمامي كل الطرق ولم يعد لي طريقا غير هذا الطريق طريق رسائل الأستنجاد والتمني والأحلام الخيالية , لقد ... ومع الآسف أصبح العراقيون مثل المستوطنين في هذه الارض المعطاه يرفعون ايديهم  إلى السماء مسلمون ومسيحيون وغيرهم ويدعون الله عز وجل أن لا يمر على  اي بلد  ما مرة على بلادهم  لأنها والله أيام سوداء بما تحمله هذة الكلمة من معنى .. هذا مسلم وهذا يهودي , هذه المحافظة والوزارة من حصة هذا الحزب الديني وهذه المحافظة والوزارة للحزب الطائفي الأخر , ثلاث محافظات هاكم فدرالية اما اربع محافظات ونصف فاصنعوا لكم دولة , هذا بعثي اعدموه وهذا شيعي وشيوعي احرقوه , هذا مسيحي كافر وقذر ارفضوه وهذا جاسوس لأميركا اذبحوه , هذا كلداني متأشور وهذا كلدوآشوري خائن وما دام السريان قالوا نحن مع العرب  فحاربوهم ,  هذا السيد الشيعي لا يصلح للعمل السياسي وهذا وهابي مو من اهل البيت , هذا الوزير ايراني عجمي اما هذا فهو وزير حرامي ... الخ
 كل هذا يحدث في العراق والجماعة منشغلون بالبحث عن تحالفات وتكتلات !
 الاف الأحزاب اللملوم والكتل تتجمع لخوض الأنتخابات التي بقيت هي المشكلة الوحيدة التي لم تحل في العراق ! حيث ستمارس الديمقراطية باعلى مراحلها في دولة العراق حيث  يشهد لها العالم في قوة تنظيمها الديمقراطي التعددي الحزبي  .
 ففي الجمعية الوطنية العراقية على سبيل المثال يناقشون ديمقراطيا نعم ديمقراطيا يناقشون احدث الأساليب في كيفية حماية اعضاء الجمعية الوطنية والمسؤولون من الأغتيال حين تبدء الأنتخابات , كما يناقشون ديمقراطيا ايضا رواتبهم التقاعدية  , واعلمكم بانهم في هذه النقطة فقط صوتوا بالأجماع  , خير انشاء الله .
 فوضى عارمة اجتاحت البلاد منذ ثلاث سنوات  فقد قتل من قتل وأخترق المجرمون بطون  بناتنا الأبرياء العذارى , واغتيل من الأساتذة والأطباء والعسكريين والفنانين العديد , حرائق هنا وهناك بنوك سلبت كنائس ومساجد احرقت , فوضى بكل معنى الكلمة , لو قارنتها بهيروشيما لخسرت ! ...كل ذلك حدث في العراق , عراقيون لاحول لهم ولا قوة مستقلون  لم يغادروا العراق قط , منهم مسيحيون ومسلمون بمذاهب متعددة  كذلك اكراد وعرب وتركمان وصابئة ويزيديون , قتلوا دون ذنب وفق مفهوم الثأر و الجهاد السئ السيط .
 
يسمون انفسهم { وطنيين عراقيين } والعراق براء منهم جاءوا لأنقاذ العراق لكن البعض منهم وبسبب افكارهم الجاهلية الحقودة وتخلفهم دمروا وخربوا و نهبوا العراق فلم يعد لنا تاريخ نتفاخر به ولم يعد لنا تراث نتغنى به  ولم تعد لنا بغداد عاصمه الرشيد فقد اهانوا رأس ابو جعفر المنصور بأقدامهم , بغداد الرشيد جمال وملتقى علماء الشرق والغرب انتهت وانتهى كل شي انتهى عراق الحضارات , عاد كسرى والمغول وها هي بابل ونينوى حيث يقف آشور واكد وتقف عنكاوة وتلسقف والقوش البطلة  كما تقف البصرة والكوفة شهودا   على ما فعله الشرق الطائفي والشمال العنصري والغرب الطامع والجنوب الحاقد في العراق , لقد اصبح  العراقيون اعداء بعضهم البعض , هكذا ارادها الضلاميون الجهلة  الذين تأمروا على العراق وضربوه في تأريخه ووحدته , نعم هم ارادوا تدمير العراق فاستغلوا اسم صدام المتساقط  طريقا سهلا لتدمير وإذلال شعب و تأريخ العراق , فمغتربينا جاؤونا لأنقاذنا من حاكم كان هو الأخر قد دمر العراق في سياساته العنجهية واضاع  ثرواته  في سبيل اهداف خيالية  محكومة بالفشل مسبقا , هؤلاء المغتربين كما اعلن عنهم  بشر متعلم مثقف مسالم احتك بالغرب الديمقراطي المسالم جاء راكضا ليبحث عن سلامة وخير شعب العراق هكذا كان الخطاب , لكن البعض منهم وهم الغالبية  ظهر امام العالم وامام شعب العراق عكس ذلك , فقد تبين انهم من صنف طائفي ديني متطرف , وضع في حسبانه مسبقا الثأر والعنف و السلب وكل ما من شأنه ارهاب وتحقير شعب العراق , اما البعض الأخر فهو صنف قومي عنصري لا يهمه سوى اثارة واستفزاز للمشاعر القومية للشعوب الأخرى  , لقد التقى الأثنان بأفكارهم الطائفية والثأرية والعنصرية , وهم يحاولون الأن تطويع شعب العراق وتضليله بشعاراتهم الكاذبة لخدمة اهدافهم التي غادرها بل  نساها العراقيين منذ فترة  .

بعد هذه المقدمة الصادقة والواضحة اقول وكما علمنا  ربنا من خلال انبيائه و رسله وعبر قديسينا الكثر وآياتنا وساداتنا وموالينا ورجال ديننا والشرفاء من قادتنا واساتذتنا وفنانينا ووالدينا  ... ان الله غفور رحيم , نعم لقد صدق ربنا العظيم .
 
سادتي رؤوساء الأحزاب والكتل لا بل لكل من يتمنى ويتصارع ويركض يتحدث هنا وهناك لكي  يكون قائدا لجمهورية العراق ارضا وشعبا , لجميعكم ايها الراكضون في ماراثون الدستور والأنتخابات لتصلوا الى خط النهاية   .. اقول لكم ....

 اولا .. نعم سيستقبلكم في خط النهاية  شعب العراق ليقول لكم .. مرحبا بكم ايها { العراقيون الوطنيون .. نعم ايها الوطنيين الشرفاء } فمن احب منكم العراق ودافع عنه وعشق تأريخه  سيرفع على اكف العراقيين عاليا كما ترفع الرايات .
 وثانيا ..ان العراق يسكنه منذ القدم  اليهود والمسيحيون والمسلمون  والصابئة واليزيديون والشبك وغيرهم  , موطن التنوع الذي لا يمكن ان تحكمه فئة او طائفة دينية او حتى حزب واحد  , العراق لكل العراقيين لا يقبل ان يفرض عليه  قانون وطقس  ديني او سياسي  يقيد حريته , انما الذي يتمناه شعب العراق دستور و حكومة  لا دينية ولا حزبية ولا عشائرية .. حكومة من رجال ونساء يؤمنون بان للعراقي المسيحي له الحق في امتلاك دار في النجف وكربلاء , كما للمسلم الحق ان يبني دارا بجانب كنيسة , يؤمنون بان العراق ارض واحدة وهي ملك الجميع , مؤمنون بان للعراقي الحق ان يعمل في مؤسسات الدولة الرسمية القائمة على ارض كل العراق , يؤمنون ان الشيعي والسني والكلداني والصابئي واليزيدي والأشوري والعربي والكردي والسرياني يجمعهم هتاف  واحد .. انا عراقي وثروتي كل العراق , بيتي وعملي اقيمه  اينما شأت على ارض العراق كل العراق .

ثالثا .. تذكر ايها العراقي المخلص بانك مطالب ان تحاكم ضميرك حين تنتخب حكومتك ودستورك , ابحث عن الأنسان العراقي الوطني المخلص الذي ترى في برامجه وممارسته اليومية ما يظهر حبه للعراق ووحدة وسلامة شعب العراق , ابحث عن من في قلبه احترام عقائد ومحبة وسلامة العالم .
فهل سيرى العراقيون  قادتهم الجدد  بثوب ابيض جديد متحضر , ام ان العادة في البدن لا يغيرها الا الكفن , كما يقولون .

 استيقظ  يا شعب العراق , جاءت فرصتك , استعد لفرز عدوك من صديقك , اترك حزنك واقتحم وقل رأيك الصادق , ليس معقولا ان تبقى تردد الأووووف ....... والآلآه ... غناءً يومياً
  .



219
لا زالت بعض من احزابنا سواء الأشورية او الكلدانية او السريانية معتمدة على الأرث القديم في اسلوب تعاملها السياسي , سواء فيما بينها او مع الغرباء , فحسن نيتها وسذاجتها السياسية يجعلها في مؤخرة الحاصلين على المكاسب , فهي بحاجة الى تجديد القديم باتجاه الحداثة في تحالفاتها والأسراع  فورا بطرح قضيتها على المستوى العالمي كأن يكون مؤتمرا او تجمعا يحظى برعاية دولية لضمان سلامة وحماية شعبنا من الغادرين , لأن غالبية شعبنا يرى ان ذئاب الشمال مع ثعالب الشرق باتوا يتعشون سوية , تحرسها كلاب البعض من دول الغرب الطامع .    

220
هجرة الطيور المسيحية من العراق

ادورد ميرزا      
استاذ جامعي مستقل

الطيور عادة لا تهاجر من الخوف لكن اهلنا في العراق طيورا يهاجرون من الخوف

بداية تحية لأخي العزيز تيري بطرس الذي كتب مقالا في موقع ايلاف سلط الضوء فيه على بعض من معانات شعبنا وادناه نصا من مقالته سالحقها بتعليق بسيط جدا علني اكمل الصورة الحقيقية لمعانات شعبنا واسبابها .
جزء من نص كتبه تيري بطرس ....

 { نحن خائفون حقا ان تقولوا بعد سنوات، كان يعيش بينا ناس كانوا مسيحيين، هذا اذ بقى فيكم من يذكر ذلك، فنحن بقدر خوفنا على انفسنا، نخاف عليكم، فغدا ستوجهون غضبكم وحقدكم على المختلف فيكم من دينكم، او المختلف فيكم منم مذهبكم، فانتم تريدون لون الحياة واحد لا غير لونا اسودا مثل لون الغراب، انتم تتهايئون لحروب اهلية لا تبقي حتى على حجر، لانكم تكرهون الحياة،
اربعون الف مسيحي والكثير من المندائيين الصابئة تركوا منازلهم واعمالهم واخذوا ابنائهم معهم الى دول الجوار العراقي، هربا من تهديدات الاسلامويين، والتي نفذوا البعض منها بتفجيرات الكنائس او باختطاف الناس او بمجرد قتلهم بدم بارد لا لشئ الا لكونهم مسيحيين او مندائيين، اربعون الف هذا رقم من الارقام التي ظمتها اخر موجة من الهجرات المتتالية من الهروب المستمر من النزيف اللانهائي لهذه الاقليات، يتم المناداة علنا من منابر بعض الجوامع بعدم شراء املاك المسيحيين الكفرة، لانهم سيتركونها وسيتم الاستيلاء عليها مجانا، فاين الامان وكيف لانسان ان يعيش هذا الهلع الدائمي. } ... انتهى نص الأستاذ تيري بطرس ...
.........................................................
الأضافة ...
ترى من يتحمل حماية شعبنا اليوم , وهل كانوا هؤلاء الحاكمين اليوم بالأمس ملائكة الرحمة , ان المثقف العراقي المتابع لأديولوجيات الأحزاب الدينية خاصة والتي تحكمنا اليوم فانه حتما سيصل الى نتيجة واحدة هي انها ترفض اي مخالف او مختلف لمبادءها ,  بل لقد ذهبوا ابعد واستفزوا شعبنا العراقي عامة  والمسيحي خاصة بكل الوسائل وهذه بديهية  بات يعرفها كل عراقي .
مطلوب من مثقفي شعبنا العراقي  فضح النوايا السيئة المبيتة لعراقنا وشعبنا لأن ما يحدث في العراق لا يمكن ربطه بالماضي فقط انما علينا محاكمة ضميرنا ثم مصارحة شعبنا بالحقيقة لأن شعبنا اُغرق تضليلا واستغلت طيبته لتنفيذ نوايا الأخرين السيئة كذبا , ولا يمكن للنخب من شعبنا الشرفاء السكوت عنها بحجة  مبادئ عقيدتنا وشعارها  { من ضربك على خدك الأيمن ادر له خدك الأيسر }  , ان شعبنا العراقي بشكل عام وشعبنا المسيحي بشكل خاص عانا الكثير من الظلم و الأضطهاد في العهود البائدة  لكنه اليوم وبشهادة الغالبية يعاني اكثر واكثر , لنكن صادقين ونقول ... ان مساندة شعبنا المسيحي عبر احزابه الأشورية والكلدانية والسريانية لأمريكا تحديدا ولقوى المعارضة في لندن وصلاح الدين  لم تكن لدعم الطائفية والعنصرية انما كانت مساندته  اسقاط نظام صدام ولأحلال نظام انساني ديمقراطي علماني متحضر يساوي بين العراقيين جميعا , لكنه كما يبدو فان قوى شعبنا اُستخدمت فقط لتحشيد شعبنا لتأييد اميركا حول ضرورة تغيير النظام وانظروا امامكم نتائج هذه المساندة و الدعم !  حكومة طائفية فساد وجرائم وقتل على الهوية , اما المستقيدين فانهم سائرين في دعم الموجودين في الحكم للحفاظ على منصب وراتب ! .. ان مخطط اجبار شعبنا العراقي وخاصة المسيحي القبول بطقوس الحكام الجدد وسياساتهم  المستمرة  في مضايقة البسطاء المخلصين لمغادرة العراق بشتى الطرق البربرية فانه مستمر و يجري على قدم وساق , فاني ادعوا مثقفي شعبنا لتوضيح حقيقة ما جرى للعراق وما شكل المستقبل الذي ينتظره شعبنا العراقي عامة والمسيحي بشكل خاص لا ان يضللوا شعبنا باعلام رخيص غير حقيقي , هذا ما وددت اضافته لكي نرى العراق بعينين دون مصلحة شخصية ودون تأييد اعمى  .. وتحية لك اخي العزيز تيري بطرس وعاشت طيورنا المهاجرة اينما عشعشت   .
   

221
            سلاماً وصبراً يا احفاد آشور و بابل والكوفة ونينوى يا شعب العراق    



ادورد ميرزا
اكاديمي مستقل


لقد اخترت هذا اليوم كلاما سهلا وبسيطا ليتأمل كبار السن مثلي ما حل بالعراق وكيف سيمضي لمدة العشر سنوات القادمة , كيف سنرى العراقيون والعراق بعد اقرار هذا الدستور وبعد ان تكتمل تشكيل الحكومة  وبالشكل المرسوم  .

بكلمات بسيطة اقول ان شعب العراق وديع وفيُ متسامح  مؤمن شجاع لا يقبل الأهانة ولايساوم على حقوقه , ذكي يحترم دينه وتأريخه , هذا ما تميز به شعب العراق عبر مراحله التأريخية , بالمقابل فقد مرت على هذا الشعب ويلات وويلات كان في غالبيتها ضحية بسبب عدم آهلية حكامه الطغاة فمنهم المذهبي ومنهم العنصري ومنهم من تصور ان قوة الدولة هي في تجميع السلاح .
 شعبأ كشعب العراق لا تحكمه طائفية او قومية عنصرية شعب العراق يحكمه اهل العلم والثقافة لأنه شعب اعظم الحضارات , آشور ونينوى والكوفة وبابل , ولن اعود بكم لزمن حكومة حزب البعث برئاسة صدام حسين لأن هذه الحكومة دفعت بشعب العراق الى التراجع عن ركب التقدم  بسبب حروب مدمرة راح ضحيتها الملايين دون هدف او وجه حق حيث كان طابعها  طائفي متخلف و عنصري دون شك , ولذلك اقول لنترك الماضي ولنرى شكل مستقبلنا , ولأننا  تحررنا من نظام صدام الدكتاتوري  واستبشرنا خيرا بنظام نشكر فيه الولايات المتحدة الأمريكية  التي ساعدت  معارضي النظام السابق وشكلت منهم حكومة لتدير شؤون العراق كما شاهدنا , هذه الحكومة تألفت من  مجموعة احزاب متناقضة الأيدلوجيات لكنها متفقة على اسقط صدام حسين , هذه الأحزاب تسعى كما افصحت عن نفسها نحو بناء دولة عراقية ديمقراطية  تحترم حقوق كل مكونات الشعب العراقي  .

لكن ما حدث بعد الأطاحة بصدام وبحزب البعث العربي والذي كتب  ايدلوجيته سنة 1948 المسيحي المعتقد  ميشيل عفلق , الذي اسلم على يد صدام حسين فيما بعد كما قيل  ! واستلام هذه  الأحزاب مهامها في ادارة شؤون العراق بمعنى  اننا تخلصنا من حزب عربي قومي واحد لنحكم  بعدد من الأحزاب القومية والدينية وفقا لمبدأ الديمقراطية التي وعدتنا بها اميركا لتطبيقها في العراق لتكون بداية لتعميمها على دول الشرق برمتها .
 اذن تعالوا معب لندخل في توجهات هذه الأحزاب التي دعمتها اميركا لتكون الحاكم الجديد للعراقيين  , وسنحاول ان نتعرف على شكل العراق والعراقيين  و كيف سيظهر امام العالم المتمدن والمتحضر والسائر نحو العولمة , كما سنحاول التعرف على شكل الثقافة التي ستدرس لتغرس في عقول ابناء  العراق الذين يتميزون بتنوع انتماءاتهم الدينية والقومية  .
سنبدأ بالأحزاب التي لها تأثير مذهبي ظاهر على الساحة  , نذكر منها كامثلة حزب الدعوة الأسلامية وحزب الثورة الأسلامية والحزبين الكرديين الوطني والكردستاني الى جانب احزاب صغيرة و جديدة اخرى , فالمهم ان كل هؤلاء الأحزاب لديهم مشاريع يسعون لتنفيذها على الواقع  وهو حق مشروع  لأي حزب كان كما كان حزب البعث يعمل في العراق , لكن الذي يبدو ان برامج وايدلوجيات هذه الأحزاب لا تلبي حاجة العراقيين اليوم بل لا تنسجم مع ما طرح من اهداف  وخاصة ما اعلن من اسباب لأسقاط البعث العربي و صدام حسين , لأن الشعب العراقي اليوم ليس بحاجة الى تعبئته للنضال والتضحية في سبيل { دعوة اسلامية } فالأسلام لا يحتاج الى دعوة , حيث يملئ الساحة العراقية , ثم ان الشعب العراقي لا يحتاج الى تعبئته للقيام  بثورة اسلامية لأن { الثورة الأسلامية } قامت وهي قائمة ومنتعشة قي كثير من البلدان ومنها ايران , اضيف ايضا ان الأخوة الكرد ليسوا بحاجة الى   { فدرالية كردية } لأن الكرد استقلوا منذ غزو الكويت , بل هم الأن دولة وبسيادة كاملة .
  المهم حسن النية .. والأهم هو حياة الشعب حرية الشعب سعادة الشعب امان وسلامة الشعب  زراعة الشعب صناعة الشعب مدارس الشعب جامعات الشعب مستشفيات الشعب جيش وشرطة الشعب , زقنبوت الشعب { اي غذاء الشعب } ! ولكي تكون مقالتي قليلة الكلمات وهادفة وبسيطة ساذكر نقاط محددة تبين الشكل الذي ستكون عليه صورة شعبنا العراقي والعراق على مدى العشر سنوات القادمة كما هو ظاهر من شخصيات السلطة .
وهي وجهة نظر لا تمثل توجها حزبيا ولا طائفيا ولا عنصريا , هي مجرد تأملات من عراقي كان يوما اكاديميا معلما مهندسا كان يساهم في بناء انسان عراقي  لا يؤمن بالطائفية ولا العشائرية ولا المذهبية ولا يؤمن بالثأر والفصل ... شعاره كان بناء محبة وسلام .

العراق وشعبه على مدى { العشر سنوات } القادمة .......
اولا ...واخيرا
سيتوقف تنظيم القاعدة عن نشاطه في العراق استنادا لما سيعلن عن مغادرة قوات التحالف الشكلي .
ستستمر الوزارات والمؤسسات الرسمية كافة لتعيين موظفيها على اساس توافق الأحزاب المذهبية والقومية .
ستستمر حالة الأمية في تصاعد , مع ازدياد في انتشار تسليم الأمر بيد المرجعيات الدينية .
ستزداد التوجهات والثقافة الدينية والتي تشمل ممارسة طقوسها وعاداتها ولباسها وبشكل مكثف وعلني .
ستزداد ثقافة المحسوبية والمنسوبية والعشائرية والحزبية والثأرية  .
ستزيد الفضائيات العراقية عرضها برامج لها اشارات مذهبية انسجاما مع توقف فعاليات الأرهاب .
ستتوقف هجرة العاطلين عن العمل  من الجنوب الى الشمال  وبالعكس .
سيسعى الأكراد لتكريد مناطق اخرى , كما سيسعى الشيعة ايضا .
ستزداد هجرة العراقيين اصحاب الشهادات العالية ومن معتنقي الأديان غيرالمسلمة الى خارج العراق  وبكثافة ملفتة  .
سيتوقف الأعلام من الأساءة لأميركا ولأسرائيل , لكن العنف الأجتماعي سيزداد في العراق .
ستزداد جرائم اجتثاث { البعثيين الكبار والمتعاونين الصغار مع حكومة صدام البائدة وخاصة الصحفيين والعسكريين والفنانين }  .
سيتوقف الأهتمام  بماضي وبتأريخ وآثار العراق منذ حضارة الأشوريين و البابليين مرورا بالحضارة العربية الأسلامية .
سيكون حضور واضح لزج ثقافات اخرى لتغيير الواقع مثل الثقافة الفارسية والثقافة الكردية وفق برامج منهجية مدرسية .
سيستمر العداء بين هذا شيعي وهذا سني هذا مسيحي وهذا مسلم هذا كردي وهذا عربي هذا كلداني وهذا آشوري هذا صابئي وهذا يزيدي او شبكي , وهذا قومجي وهذا الحادي  ..الخ
لن يكون هناك جيش او مخابرات او استخبارات او قوى امن اخرى بالمعنى الوطني  الذي عهده العراقيون للدفاع عن العراق ارضا وشعبا .
 سيتراجع الأقتصاد القومي العراقي  والقدرة الشرائية للمواطن العراقي ستصل ادنى مستوى .
ستبقى صورة الأنسان العراقي غير مستحبة في العالم حيث ساهم الأعلام في تشويهها .
ستصاب الزراعة والصناعة  بالشلل التام .
ستستمر العلاقات الدولية مع العراق بالمستويات الأدنى  ولن يكون للعراقي حضورا دوليا .
ستستمر آذان العراقيين بسماع  جمل .. حلبجة , انفال , مقابر جماعية , اسلحة كيميائية , طائفية , اجتثاث , عنصرية , فساد اداري , سرقة المال العام , قوات عقرب , امن , حرس وطني , قتل , اخنطاف , ذبح , قصف , اقتحام , قنابل و مفخخات , جهاد , وزرقاوي .. الخ .

كما ستبقى بعض الجمل والعبارات التي استخدمت ابان اسقاط صدام  مترسخة في ثقافة العراقيين الجديدة ولن تتغيرالا باحلال البديل من الجمل التي تحث العراقيين على  محبة وبناء وطنهم .
ادناه بعض هذه الكلمات .........

النظام العراقي بقيادة الأرهابي صدام حسين كان يمتلك اسلحة الدمار الشامل !
النظام العراقي بقيادة الأرهابي صدام حسين كان قد ضرب شعبه الكردي في حلبجة بالسلاح الكيمياوي المحرم !
النظام العراقي بقيادة الأرهابي صدام حسين كان قد قتل شعبه الشيعي في الجنوب وفي الدجيل في مقابر جماعية !
النظام العراقي بقيادة الأرهابي صدام حسين كان له علاقة  مباشرة بتنظبم  القاعدة  !
النظام العراقي بقيادة الأرهابي صدام حسين  كان قد هاجم ايران الأسلامية وغزا دولة الكويت الشقيق دون مبرر  !


هذه مجرد توقعات واستنتاجات مستقبلية اذا ما استمر من يحكم العراق على نهج المتواجدين حاليا , حيث الظلم والفساد وكل اساليب الجريمه . ولان طيور الظلام القاتله تعبث فى العراق من شماله الى جنوبه ..  وبهذا يريد بعض المارقون والقاتلون والجلادون والدجالون  الموجودون الان على ارض العراق ان يوصلوا رسالتهم  الى كل شريف يرفع صوته ويكتب  كلمة حق ويرفض الواقع الكارثى  ويقول انه لامجال لكم ايها الشرفاء واصحاب المبادىء والقيم فى عراق الاحتلال وفى عراق الدجالين وفى عراق المتسلقين وفى عراق المتاجرين بدماء الناس وتاريخهم ووطنيتهم .

اما الحل الوحيد لمستقبل العراق  الخالي من الطائفية والعنصرية ... كما يتخيله البسطاء .
 
تشكيل حكومة لا حزبية دينية ولا حزبية اخرى  اطلاقا  , غالبيتها اكاديميون مستقلون ينتحبون باشراف منظمات دولية .
ديباجة دستور العراق وجوهره ... كما يلي ...

جمهورية العراق ارض ذات سيادة مستقلة موحدة
برلمان واحد يجمع كل التنوع الحزبي والديني
شعب العراق واحد متنوع الأديان و القوميات
حرية العمل الحزبي خارج الحكومة وداخل البرلمان  مسموح لتقديم المقترحات 
جيش وشرطة وفروعها واحدة
علم واحد يمثل كل العراق
نشيد وسلام وطني واحد يردده كل العراقيين

222

 بعض من شعبنا قال .. ان الكلدان عملاء للأكراد , والآشوريين خونة الأمة , والسريان اصبحوا عرباً  . اين  المخلصون اذن !




ادورد ميرزا
استاذ جامعي مستقل

   
هل تعتقدون ان عدم وحدة احزابنا ووحدة قياداتها  بمختلف مذاهبنا هي بوجود خلافات عقائدية فيما بينها . ام ان اختلافاتهم هي في اسلوب العمل فقط .... سؤال مهم ؟
من المسؤول عن التصدي للقائلين في عنوان  مقالتي وكيف نعالجهم ؟
لنأخذ الأستاذين يوناذم كنة وسركون داديشو  ليكونوا شاهدين فقط على ما اكتب لأنهم وكما يشير لي تأريخهم الكفاحي القومي قائدين مناضلين  يسعون من اجل خير الأمة , اما في امتنا فهناك العديد من امثالهم مناضلين شجعان لكنهم يتعرضون هم ايضا لشتى انواع الأهانات , فلهم مني كل تقدير, اما الأستاذين في اعلاه فكما هم في مجتمعنا قادة متميزين هم ايضا في صدر مقالتي مكانهم في اعلى السطور , وجودهم معنا هنا يشرفني لنقرأ معهم وبجدية ما يدور في عقول ابناء شعبهم وكيف يتصرفون في جزء من حياتهم اليومية .
   .
اما انتم ايها القارئين فان ما قرأتموه في العنوان اعلاه  حقيقي وحاضر في ذهن الكثيرين من ابناء شعبنا , وقد وظفته كعنوان  ليكون انذارا يقف عنده  القادة السياسيين و الروحانيين وقفة جدية .

 موضوعي اليوم وهو الأخير..دفعتني اليه مشاعري ومحبتي لكل من انتمى وصلى في  كنيسة اشورية او كاثوليكية او سيريانية او انجيلية او بروتستانتية , بل لكل من احب اشوريته او كلدانيته او سريانيته , او لكل من احب لنفسه  تسمية معينة  يتفاخر بها  امام الأمم الأخرى .. اشوريون .. كلدانيون .. سريانيون ... عراقيون ..سوريون .. ايرانيون .. لبنانيون ..وحتى تركيون .
 ولكن لا ننسى بان وحدة قيادة الأمة ووحدة قرارها هي الهدف الأسمى .
  والذي زادني اهتماما هو تعرض ابناء امتنا الى غزو ثقافي تقوده مجموعة من ابناءنا في وسائلنا الأعلامية , خلاصتها انتشار موجة  { الحقد و الكراهية } , التي باتت تهدد وحدة كياننا .
  وكما هي عادتي في الكتابة فاني احب الكلمة الطيبة وليس لي غيرها في نشر افكاري الهادفة الى اعادة توحيد هذا الشعب .
ولن اخفيكم سرا بان بدايتي ونهايتي ستكون مع قادة احزابنا ورؤوساء كنائسنا  لأني مقتنع جدا ان غالبية شعبنا يحترم قادته  بشكل مطلق مما يجعلني ان اقول ان كل اسباب اخفاقاتنا او نجاحاتنا هي من سياساتهم  وليس من جهل شعبنا كما يردده المضللون . ولأني اكاديمي مستقل منحاز بقوة الى الأيجابيات التي يفرزها اي نشاط اعلامي او سياسي يخدم مجتمعي , ولأني متأكد من ان قادتنا يملكون كل المقومات الأخلاقية ورحابة الصدر في تقبلهم للنقد البناء خاصة عندما تصدر من شخص ينتمي الى شريحة المتعلمين وبحسن نية , فاني واثق ايضا  من ان قادتنا لو سنحت لهم الفرصة لقراءة العنوان فقط  فانهم حتما ودون تردد سيسعون لأعادة ترتيب اوضاعنا التي يهددها جرثوم الطائفية , وكما قال والدي رحمه الله  ذات مرة بالآشورية ...{ ابني العزيز .. عندما كان يوجهنا البطريرك او الملك او اي قائد  بأمر معين كنا نتراكض انا و الكلداني و السرياني و حتى الأرمني  لننفذه بكل دقة والتزام }   .. هذا ما تعلمته من والدي قبل اكثر من ثلاثة عقود ...  , فبالرغم من اختلاف المرحلة و الزمن بيني و بين ابي , الا ان ابي علمني درسا عظيما  في وجوب احترام توجيهات القادة والرؤوساء جميعهم .
 ولهم اقول جربوها ولو مرة  سترون باعينكم طاعة ابناءكم  .
   
اساتذتي.. علينا القراءة الجيدة وفهم جوهر الموضوع , لأننا بحاجة اليوم الى قارئ جيد  , وان نتفق على مبادئ بديهية وهي  ان كل انسان حر في اختياره لملابسه ومأكله ومكان سكنه كما يقولون  , وحر في اختياره اسلوب وتقاليد معيشته مع اهله و اصدقاءه , وحر في  ما يؤمن به من افكار سياسية يعتقد انها تحقق له ما يصبوا اليه  في حياته , بل هو حر في اختيار دينه ايضا ,  وان نتفق ايضا على ان جميع ابناء وبنات شعبنا اليوم مسيحيون ينتمون الى كنائس آشورية وكاثوليكية و سيريانية وانجيلية وغيرها اى انهم  مختلفوا الأنتماءات , وان نتفق ان البعض من ابناءنا و بناتنا ينتمون الى  احزاب او تكتلات اجتماعية مختلفة معتقدين بان تحقيق طموحاتهم لا تتم الآ من خلالها .. وهذا من حقهم .., وهم بذلك وللضرورة  فان البعض من ابناءنا وبناتنا المرتبطين بأحزاب او غير المرتبطين يساهمون في  وسائل اعلامية مختلفة  لشرح توجهات احزابهم او توجهاتهم الشخصية  , ويجب ان نتفق ايضا على ان كل هذه المؤسسات الحزبية و الأعلامية لها نظامها الداخلي و قوانيها ومحبيها وجماهيرها , وان احترام  قادة او رؤساء او اعضاء هذه المؤسسات يجب ان تكون له الأولية في اتفاقنا ... اذن.. فان اتفقنا على  ما ورد في اعلاه , يمكننا ان نفتخر بان ابناء شعبنا قد وصلوا الى مستوى من الوعي يمكنهم من خلاله حل كل مشكلاتهم بطرق الحوار الديمقراطي المثمر  .
اذن بعد ان اتفقنا على ما ورد اعلاه بشكل شفاف .. اقول مستندا لبيتين شعريين اولهما .. ان الكلمة { الطيبة صدقة } ,  وثانيهما...{ لسانك حصانك ان صنته صانك وان هنته هانك } , اما استاذي القدير المحامي يعكوب ابونا فانه يؤكد دائما على ان  { الأناء ينضح بما فيه } واضيف قولا آخر لصديقي العزيز الدكتور وليم اشعيا { ايها القابع في الجهل ..كالحرباء التي ترضع من ثدي عدم المعرفة وتبث رائحة الحقد , لكن .. الحقيقة ستعلمك كما علمت الذين سبقوك ان الثقافة والمثقفين سينتصرون مهما علت اصوات المهرجين }.... , ولا اعتقد بان هناك من يعترض على ما ورد في اعلاه من كلام طيب , الاّ القليل من الذين ترفضهم ثقافة ديننا وحضارة امتنا , ولآني استندت معكم على مقدمتي اعلاه في احترام الرأي و الرأي الأخر ولكوني لا احب الدخول في القضايا الشخصية انما اريد مناقشتها من الناحية العامة اقول..
 ان شعبنا البطل بحاجة اليوم الى كلمة طيبة تسعده وتقربه من تحقيق ما يطمح اليه من حياة آمنة و سعيدة , فمطلوب اعادة النظر فيما يكتبه المفكرون او فيما تنشره وسائل الأعلام المختلفة , او حتى ما يتناوله رواد الأنترنيت عبر مناقشاتهم لسبب بسيط هو ان شعبنا لم يعش يوما في صراع داخلي كما هو حاله اليوم انما كان يصارع من مارس ضده القتل و التشريد و التمزيق  منذ الحكم الفارسي فالتركي مرورا بالعربي ثم الكردي , وجميع مآسيه كما كتبها المؤرخون ناتجة من سياسات الأستعمار الأنكليزي و الأمريكي اولا , وثانيا من جهل بعض من قادته الأولين في الأمور الأستراتيجية , اما اليوم فاننا نرى اطياف شعبنا تتصارع فيما بينها , بمعنى انها تركت اعدائها الحقيقيين واعتبرت ان العدو الحقيقي كامن في ذاتها , فاصبح موضوع اختيار التسمية شاغلها الأول و الأخير  ! .. فهل يعقل هذا , هل يعقل ان يتنكر احد لهويته القومية او هل يعقل احد ان يشيع الكراهية والحقد بين  اهله  , هل يعقل ان يتهم كاتب معين  ابناء امته الذين يكافحون ويقضي البعض منهم ايامه بانتظار رصاصة من مجرم حاقد , وآخر يقضي كل وقته في مجال اعلامي آخر يبغي من خلاله خدمة الناطقين بلغته , هل يعقل ان يُتهم هؤلاء بالخيانة او هل يعقل ان تتهم فضائية آشورية تقدم خدماتها الأجتماعية لأبناء شعبنا تتهم على انها تجني الأرباح وهي تسرق اموال الأمة , وهل يعقل ان يقف احد الكتاب لأهانة قادة احزاب معينة او رجال ديننا , هل هذا ما وصلنا اليه من ثقافة هل هذه هي اخلاقنا هل هذه هي شيمنا , وهل بهذه الكراهية و التشهير و الأساءات الصادرة من قواعد بعض الأحزاب او بعض الكتاب  المنتشرة هنا وهناك سنعيد جمع شمل العوائل الأشورية و الكلدانية و السريانية  ليعيدوا تكاثرهم لبناء مجدهم , كل هذا يحدث  امام اعين  قادتنا ومسؤولينا  فهل يراقب هؤلاء القادة و المسؤولون تصرفات قواعدهم هل نبهوا قواعدهم بضرورة نشر ثقافة الود و السلام ,  ام انهم خارج الوسط ! لاحظوا كيف وصل الأمر ان يقوم البعض  ومن مختلف المذاهب  بالكتابة على صفحات الأنترنت  مستغلين ديمقراطية بعض المواقع التابعة لشعبنا وبحجة حرية الرأي واحيانا باسماء مستعارة ويصب نارغضبهم الشخصي على بعض رموزنا السياسية او الدينية , هذه الرموز التي تهان كل يوم دون واعز اخلاقي .

 
 تابعوا معي ....هنا اقرأ واسمع تهجم على  شخص الأستاذ يوناذم كنة وهناك اقرأ اساءة للأستاذ الدكتور سركون داديشو ,  او الى الأستاذ نمرود بيتو او الاستاذ كوركيس خوشابا  او الأستاذ يشوع مجيد ,  , وهناك اقرأ مهاترة ضد الأستاذ حكمت حكيم ,  وهنا انتقاد تصل الى حد الأساءة  لحزب الزوعا وهناك اشارة الى عدم وضوح الرؤيا حول مقتل مجموعة من شبابنا , وهناك من يشكك في توجهات حزب اترانايا او لحزب بيت نهرين وآخرين , والطامة الكبرى هي الأساءة لرموزنا الدينية , هنا تطاول على شخص البطريرك مار دلي  وكذلك  للبطريرك مار دنخا ، وقبلها كان النقد الى المار أدي , ويتبعه تهجم على البطريرك زكا عيواص , وآخرها تخوين المطران مار ميلس . مع الأسف ,   لن اطيل عليكم  فقائمة التجاوزات طويلة  وهي ما قد تؤدي بنا الى كارثة اخلاقية قومية !
 تابعوا ارجوكم ... هنا اسمع انتقادا لاذعا  لموقع زهريرا , يتبعه مقالا مسيئا  لموقع عنكاوة , وقد نسمع اساءات لمواقع اخرى شابة مثل موقع تلسقف اللامع , او موقع نهرين او موقع القوش وآخرين ,اما فيما يتعلق بادباءنا  وكتابنا الأفاضل فقد كان نصيبهم من هذه المهاترات ما يعجز المرء عن ذكره لما تتضمنه من عبارات جارحة لا يعقل ان تصدر من انسان عاقل , حيث كانت الأساءات تنهال على  اساتذتنا الأفاضل  والتي سأذكر بعضاً منهم كمثال وليس للحصر ، منهم الدكتور وليم أشعيا الذي يعرفه أبناء شعبنا وهو الكاتب والقائد المعروف وهو الذي اغتالت مخابرات صدام والده بسبب مشاركته في أنتفاضة آذار 1991  ، ومن أوائل العائدين الى الوطن مع قوافل التحرير ، كذلك  الأستاذ الكاتب جميل روفائيل  الصحافي والاعلامي المعروف ، آشور كوركيس ونبيل البازي والأب المهندس عمانوئيل بيتو يوخنا مؤسس منظمة كابني الخيرية والأب القس شليمون خوشابا الضليع في اللغة السريانية القديمة والكلاسيكية ومؤلف ومترجم الكثير من الكتب من والى السريانية والأب الدكتور خوشابا ملكو كيوركيس وهو الضليع في تأريخ كنيستنا المشرقية ورائد الجيل العلمي المعاصر في الكنيسة المشرقية المنقسمة   ،  حتى الأستاذ الأديب ميخائيل ممو لم يسلم منها  وهو ذلك الذي يضحى من اجل الأدب الآشوري المعاصر دون ملل  , كذلك الأستاذ  ثامر توسا  والسيدة أميرة بيث شموئيل صاحبة جريدة إيماما الالكترونية وشقيقة الشهيد يوسف توما أحد ابرز مؤسسي الزوعا وكاتبة الكثير من المقالات  ، وكذلك الأستاذ  د.سعدي المالح المعروف في المهجر بمجلة المرآة  ، وألأستاذ اسكندر بيقاشا وحبيب تومي  والسيد شمشون شابا الكاتب  والسياسي المعروف الذي يتنقل هنا وهناك لشرح مآسي شعبه , هل مثل هؤلاء يستحقون الأساءة  !! 

 اما على البالتولك فحدث ولا حرج  فالأساءات والمهاترات احيانا تاخذ طابعا شخصيا وهذا ما لايرضاه الشرفاء من الحاضرين المستمعين ! وكما وصفهم احد القادة  بابطال الأنترنت ومن مهرجي البالتوك  .
 لكني اقول بثقة عالية بان الغالبية  يسعون لتحقيق الخير ونشر السلام والوعي , لكن القليل المشاغب  يجهلون الكثير من اسرار ومقومات  هذا الشعب العريق , نعم بسبب جهلهم  من حيث ان  جميعهم يعتنقون المسيحية  جميعهم احفاد شعب الرافدين لغتهم واحدة تقاليدهم وعاداتهم واحدة ارضهم واحدة حسهم الوطني و القومي واحد .. عجيب امرنا ....اين الأختلاف و المشكلة , هل تعلمون بان البعض منا بات لا يفرق بين الأهل و الأصدقاء والأعداء , نعم  يخبط الأخضر باليابس , كما يقولون  .
احيانا اتسائل مثلكم  , كيف تنظر الينا  بقية  القوميات والشعوب الأخرى  حين نظهر امامهم هكذا ممزقين , متناحرين , نتلاسن فيما بيننا وكأننا اعداء حاقدين على بعضنا  وكارهين لديننا , اليس الأجدر بنا ان نظهر لهم ثقافتنا و اخلاقنا وحظارتنا التي يفتخر العالم بها قبلنا , اليس الأجدر بنا ان نشجع وندعم كتابنا المخلصين والمنادين بوحدة شعبنا , وان نساهم في مواقع الأنترنت المتنوعة والتي يديرها ابناء شعبنا الغيور بمختلف مذاهبهم وتوجهاتهم السياسية   , كما اليس الأجدر ان نسعى لدعم قادتنا من السياسيين ورجال ديننا بما يحقق اهدافنا القومية المنشودة .
 وبالرغم من جهل البعض من ابناء شعبي , لكني  احمل مسؤولية ما يتعرض له  الى القادة و الرؤساء جميعا دون تحفظ على احد  ,  ولأني احد ابناء هذه الأمة  فقد عاهدت نفسي منذ انتمائي  لمهنة التعليم الجامعي باني لن اضلل ابناء شعبي  طلابا كانوا او اصدقاء او حتى اعداء وساستمر الألتزام بما ورد في اداء قسم مهنتي الشريفة  .. فاقول باسف شديد .. ايها القادة سياسيين او رجال دين ايها الذين وضعنا بين ايديكم مصيرنا ومصير اجيالنا .. اقول ..  ان شعبكم الذي سكن وما زال منطقة وادي الرافدين هم احفاد الحضارة الأشورية و البابلية  , شعب الحضارة والثقافة و العلوم , شعبكم بسيط مسالم  ,  شعبكم وديع و متواضع , شعبكم تربى على احترام قادته واطاعتهم  , شعبكم مسيحي مؤمن , شعبكم شجاع وكريم , شعبكم مسامح , ايها القادة وانطلاقا من هذه الصفات  تستطيعون  بمختلف مذاهبكم الكنسية او احزابكم ان توجهوا تنظيماتكم واجهزة اعلامكم  نحو اشاعة  ثقافة المحبة واحترام الفرد لأختيارات الآخر واعلنوا صراحة رفضكم لأي توجه من شأنه خلق الكراهية و الحقد بين المذاهب و الأحزاب , سخروا وسائل اعلامكم لهذا الغرض والعمل النبيل  .
 ولنقولها بصراحة ان هذا الشعب الذي توزع في شتى دول العالم فانه في النهاية سيختار الطريق و المكان و الثقافة و الحضارة التي ستوفر له ولأبناءه الكلمة الطيبة والحياة المسالمة فلا تدعوه يكفر بدينه و بقوميته و بكم ! لا تجبروه ان يغادر عش الأمة  , لا تجبروه ان يلعن الف مرة اليوم الذي دخل فيه الكنيسة , لا تجبروه ان يكره احزابكم , وثقوا ان ما يدمر الأمم هو الأعلام بكل تصنيفاته فاحذروا من اشاعة ودعم ثقافة الحقد و الكراهية , اليس انتم من تتحملون المسؤولية  الستم انتم كما نراكم اليوم من يقرر مصير الأمة .   
وكي لا ندخل في تفاصيل محرجة هي جوهر الطرح المتمثل من سيوحدنا ومتى ؟، نسدل الستار عليها آملين أن ترحم  السماء شعبنا الممزق وتقيه الويلات الآتية في المستقبل القريب وتنقذنا من بلاء الانقسام والتحزب وحرب الكراسي  رأفة بجميع الأبرياء والضحايا والشهداء والمخطوفين والمعاقين والأحرار .وفي الختام تبقى الوصية في القلب يعني أن نصمد كي نحافظ على وجودنا وإلا ابتلعنا الاعداء كما فعلوا في هكاري ، طور عابدين وآمد وأورمية وسميل وصورية وعندما انهارت نينوى المدينة الحلم


  أما انتم ايها الأحباء القارئون الجيدون ابنائي واهلي و اصدقائي   .. ألا تتفقون معي ان { الأمم تقاس بثقافة أبناءها و ان تخلف الشعوب و الأمم هي ضحية قادتها ورؤوسائها الدكتاتوريون .

 انظروا ما حل بالعراق .


223
فضائية بيت نهرين الأشورية شركة استثمارية
عنكاوة.كوم موقع غير ديمقراطي
[/b][/size][/font]
ادورد ميرزا
استاذ جامعي مستقل

الذي لفت نظري بجدية و اهتمام ما يشاع عن العراق اليوم من فساد اداري و سرقة اموال العراق على ايدي من انتخبهم شعب العراق ,  نعم هكذا يعلن , الفوضى و الفساد ولنقولها بالعراقية { حرامية } وهل يعقل ذلك ! .. اترك هذا الأمر لكم لأني لست اقتصاديا ولا طائفيا ولا عنصريا ولا علمانيا ولا يساريا  ولا بطيخ ..! انا عراقي ومهنتي هندسية ولا املك فكرة عن طرق السلب و النهب !

 وموضوع العراق لن اتطرق اليه لأن العراق يتعرض كل يوم الى اغتصاب و اغتيال و دجل و كذب و فوضى , لكن الذي يهمني ايضا في مجال ما اسمع و اشاهد حول الفضائية الأشورية والتي تؤدي واجبا قوميا لا يقل اهمية مما تقدمه المنظمات و المؤسسات الأخرى .

الفضائية الأشورية متّهمة بانها اُنشئت و هدفها جني الأرباح من  الدولارات .. نعم هكذا قالوا المضللون و الكذابون !

كما إتهموا هؤلاء المضللين والكذابين ان موقع عنكاوة.كوم الرائد .. موقع غير ديمقراطي !
اما موقع تلسقف الشاب فانه يشق طريقه بثقة عالية فهل سيطاله المضللون مستقبلا ؟!

ولكن وحسب منطق العقل فان للحقيقة ارجُل نشطة و شابة فحين يُطلب منها التسابق مع المضللين و الكذابين سرعان ما تُحقق هذه الحقيقة الفوز حيث تتسارع لتصل الى خط النهاية في الضمير البشري لتعلن انتصارها لتصرخ في وجه المضللين والكذابين .. نعم ان الفضائية تحققْ ربحاً خيالياً ويومياً و لكن ليس كما يقوله المضللين انما ربحها يتحقق كما يبدو كل يوم ويقدر بمليون اشوري يردد { خيّا آتور}  . كما ان عنكاوة اثبتت انها اكثر ديمقراطية من المضللين و الكذابين .

وليس غريباً على احد اذا قلنا ان مصداقية الفضائية الأشورية  جينة وراثية اكتسبتها عبر تأريخها الممتد لآلاف السنين , وهي بحق مصل دوائي يحتاجه كل شريف مخلص لماضي هذه الأمة , انها إيمان وقوة محبة و سلوك و تحدي و عشق  ينشأ في عقل بشري لا يطيق تضليل ابناء الأمة او الكذب عليهم , ان الفضائية الأشورية قوة روحية نشأت في رحم الأمة وها هي تحتضن ابناءها والذين هم ربحها الأول و الأخير , هكذا يبدو لي ان ربح هذه الفضائية هي في مصداقيتها في تثبيت حق الأمة على ارضها  , كثيرون من يسعى لتأسيس مؤسسة اعلامية ليجني من وراءها المال , الا الفضائية الأشورية التي لا يخفى على احد من مشاهديها على انها تسعى لأشاعة الثقافة والوعي القومي والتحذير دائما من اعداءها .

و اريد هنا ان أوقع بقلمي و كمثقف ديمقراطي لا يميل الى التحزب بالمعنى السياسي لأعتقادي بأنه مكاناً يقيّدني في حركتي الأبداعية لخدمة شعبي , اقول  ان هذه الفضائية ليست مشهد تمثيلي لعملية سياسية ولا هي ثوب يُشترى ليرتديه شخص او مجموعة بعينها وهي ليست إعلاناً يُلصق بجدار فكرة او قضية , كما يصورها المضللون , انما هي مواقف شجاعة تستمدْ شرعيتها من قوة عطائها الأنساني المشروع , وهي التي يراها الكثيرون تنفرد للدفاع عن حقوق ملتها المكون من عدة مذاهب والتي سلبت وما زالت تسلب  !
ففي العراق اليوم ينتهك اقدس اقداسها..  {كنائسها } آثارها , عاداتها وتقاليدها , ثم يقتل ابناءها و يجبر بناتها و اولادها على الألتزام بتعاليم الأخرين المقيدة للحرية  , لكن هذه الفضائية تقف بقوة و شجاعة لتفضح من يسعى الأساءة لها , بل و اكثر كما كتبت في مقال آخر ان شجاعة هذه الفضائية نستطيع رؤيتها من خلال  إنتقادها لسياسة الحاكمين الطائفيين الجدد في العراق الى جانب انتقادها  للسياسة الأمريكية  في العراق ايضا وهي في عقر دارهم !

هذه الفضائية التي يتهمونها المضللون زورا بان مشروعها هو لجني الأرباح  ! انما الحق يقال على العكس فهي تهدف الى تعريف مجتمعها المتعدد المذاهب والناطق بلغتها بالمخاطر التي تحدق بأمتهم داخل الوطن و خارجه ,  بالأضافة الى مساعيها التنبيهْ للمخاطر التي قد تؤذي ابناء شعبها في اماكن الصراع من جراء سياسات بعض من الدول العضمى في هذه الأماكن التي لها مصالح ستراتيجية فيها .

وكما قلت سابقا وكما وصلني من بعض المخلصين فان مقدمي برامجها يتميزون عن زملاءهم في الفضائيات الأخرى بانهم مخلصين متفانين في عملهم الى درجة ان عشقهم لشعبهم يجعلهم يقضون وقتا طويلا في اعداد برامجهم وهم بعيدون عن اسرهم , يملؤهمْ حب الأمة ماضياً و حاضرْ و يعبّرون عن ذلك بصرختهم المدوية  { خيّا آتور } ومعناها بالعربية عاشت الأمة الأشورية , وهذه الصرخة اصبحت تقليداً و عادة اجتماعية  تنفرد بها هذه الفضائية عن مثيلاتها  وهي تعبير مخلص لأشاعة روح التآخي و المحبة بين مشاهديها و التأكيد على ان الأمة الأن في خطر وهي تستنجد لمن يساندها كي تنهض وتحيا من جديد مثل باقي الأمم !

برامج هذه الفضائية كما اشرت لها في مقالة سابقة , منوعة دينية وأجتماعية و سياسية تطرح افكارها الشجاعة باسلوب سلمي هادف فهي تمتلك قاعدة و محور يدور حوله جميع العاملين و كأنهم خلية من النحل همهم حمايةْ الملكة الشجاعة  { آشور } , أليس من حقنا ان نبحث عن سر و شجاعة هذه الأمة التي تجسدها هذه الفضائية من خلال برامجها المتنوعة والهادفة ! ان الهدف الأول و الأخير لهذا الصوت الأعلامي الأشوري كما هو ظاهر و معلنْ هو العمل والكفاح السلمي في سبيل تحقيق حلم الأمة في اعادة مجدها , وما المانع من ان تمتلك  منطقة آمنة يعيش عليها ابناءها بحرية يمارسون فيها طقوسهم و عاداتهم و تقاليدهم بالشكل الذي يختارونه لأنفسهم .

خيّا آتور { عاشت الأمة الأشورية } اصبح شعارا اساسياً ينشدهُ كافة مقدمي البرامج حين انتهاء فقرتهم و احيانا في بدايتها حيث تتخذ شكل اداء التحية ....... و الله كم هي رائعة و ما اجملها فهي تعبيرْ عن الأصرار والتحدي الذي تتبناه إدارة و معدّوا برامج هذا الصرح الأعلامي الأشوري .

بقي ان اشير الى ان جميع العاملين الفاعلين في فضائية بيت نهرين او العاملين في موقع عنكاوة من اداريين او مقدمي البرامج ديمقراطيون ومتطوعون و متبرعون للعمل في خدمة مشاهديها وقرائهم ولا يتقاضون قرشاً واحدا كما يقولون بل وغالباً ما ينفقون من اموالهم في سبيل انجاح مهمتهم التي جاءوا من اجلها طواعية , هذا ما يؤكدونهُ دائما .. وهل هناك شجاعة اقوى من هذه   الشجاعة { شجاعة التضحية و العطاء } . ايها المضللون و الكذابون !

224
الأرهاب و العنف لا يخدم ثقافة السلام في العراق


ادورد ميرزا
اكاديمي مستقل


المرحوم الكاتب شمس الدين  آخر ما كتب في 18 ايلول 2005



النص  { والله العظيم إني مع الديموقراطية الحقيقية والمجتمع المدني  المتطور وحقوق الإنسان وامتلاك ثروات العراق بالعدل والقسطاس ، ومع أية بادرة سياسية ودينية تصطف مع الناس وتنتصر لعذاباتهم الطويلة وتعمل الى غدٍ عراقي مشرق تتساوى فيه حقوق الناس وواجباتهم .
إني مع بناء العراق وترميم جراحاته العميقة وغسل ذاكرة الماضي الأسود عنه وعن أجياله التي تعذبت أكثر مما يجب .
كمواطن مجهول شأني شأن الملايين التي لا تعرف نهارها من ليلها ، أتعاطى من باب الاضطرار الديموقراطية العراقية المخيفة والفاشلة حتى الآن ، وأميل الى كل ما يساعد على لم شمل الوحدة الوطنية العراقية ، وأني مع تأسيس الأحزاب والتجمعات والنوادي والجمعيات والمكتبات العامة والمنظمات المدنية وجمعيات الرفق بالإنسان والحيوان والبارات والديسكوات وحتى بيوت الدعارة البريئة التي يسمونها زواج المتعة! .........  انتهى النص

المجد لله في العلى و على الأرض السلام
 من خلال متابعاتي لمسلسل العنف الذي يجري في العراق من خلال القنوات الأعلامية المتعددة و منها هذا المنبر الحر كتابات الذي يساهم فيه خيرة الأدباء و الصحفيين و الباحثين بمقالاتهم المتميزة و التي تسعى الى نشر ثقافة السلام بين ابناء الناطقين بالعربية وخاصة في العراق , وددت الأشارة الى ان هذا العنف الذي يجري في العراق بحاجة الى جهود حثيثة  لوقفه , هذه الجهود القسم الأعظم يقع على السلطة الحاكمة و القسم الآخر يتحمله الأعلاميون الشرفاء , وكتابات هذا الوقع الديمقراطي الشاب  يؤدي دوره بشكل رائد و خاصة  من وجهة النظر الأكاديمية فهي ناجحة الى حد كبير في بلورة فكرة الحفاظ على وحدة الكلمة الصادقة داعمة لسلامة العراق ارضا و شعبا  , كما اريد ان اشير ان غالبية المساهمين في كتاباتهم  لم اجد ما يسئ فيها الى { القانون } في العراق بل على العكس فاني ارى افكارا و حلولا لأسباب اختناقاتها  ودعما للعملية السياسية و الأجتماعية الجارية اليوم في العراق  ,  كما  اشير ايضا الى ان غالبية  ما يكتبه الأساتذة  في موقع كتابات لا تخرج عن دائرة الأدب و الحرص على اشاعة ثقافة السلام كخيار ستراتيجي يحتضن كل اطياف الشعب العراقي . وهي  وجهات نظر و افكار  في غالبيتها تسعى  لفعل الخير  , واسفنا الشديد لما آلت اليه الأمور في العراق , قتل و دمار و فوضى يستهدف العلماء و اساتذة الجامعات و الأدباء غيرهم .. من المسؤول عن كل هذه الفوضى اليست  الدولة و القانون , ثم اين قوى التحالف التي  قادت حرب ما يسمى تحرير شعب العراق , اين الأمم المتحدة التي اقرت قانون التحرير واين الجامعة العربية التي في غالبية دولها ساهمت في تحرير العراق و اخيرا اين العراقيين المخلصين الشرفاء بكل احزابهم وعلى رأسهم
 المرجعيات الدينية الكرماء و معهم رجال الدين الآخرين بكل انتماءاتهم , اين هؤلاء من كل ما يحدث في العراق , مطلوب منهم الأسراع في ايجاد الحلول لوقف هذا الدمار و هذا الأغتيال وهل بهذه الفوضى تبنى الأمم ! نطالب الخيرين اصدار فتاوى و خطب تنبذ العنف و الحقد صحيح قد انتهينا من نظام الحزب الواحد نظام صدام الدكتاتوري , فهل يعقل ان نحكم بنظام تسوده الفوضى و العنف و التعددية المتقاتلة , ثم هل يعقل ان يكون التهديد و الوعيد  ثم القتل لأسكات الرأي الآخر هي ستراتيجية الشرفاء  لتحقيق حياة افضل يتمناها الأنسان العراقي  !! الله يخليكم  ايها الحاكمون والمسؤولون اوجدوا حلا قبل ان تتهمكم  الأجيال بعدم الآهلية  الستم انتم دعاة الأيمان والحرية والسلام  ...... والله لن ترحمكم الأجيال ان لم تتحركوا لأنقاذ العراقيين الأبرياء . 
و أخيرا وكما يبدو في العراق فقد  تغلب التخلف و الجهل على الحياة , فحين يقتل احد الأبرياء تمطر السماء حزنا ,  في بيوت القتلى الأبرياء تتوقف الحياة ..  فتدمع عيون الأبناء و يلف الحزن قلوب الأهل و الأصدقاء , فيدق ناقوس كنيسة و يؤذن في المساجد و الجوامع و بقية  دور عبادة الآخرين  فتقام الصلاة و تحزن الأرض و يصرخ البشر بصوت حزين ..... ايها البشر ايها البشر العنف جريمة ... والقتل جريمة ... , والسرقة جريمة... , صعب على ان اتصور ان  الكاتب او الفنان او الصحفي او الأديب و غيرهم ممن يملكون القلم و الرأي الآخر و ممن يقولون الحقيقة كما يراها الجميع .. يقتلون لأنهم يتمنون المحبة و السلام للعراق !  ...  , صعب على ان ارى الغرب  يدعس بحذائه على رؤوس البعض منا  او ان يسمي البعض منا دعاة الأرهاب .  في البصرة او في بغداد او في الفلوجة او في دهوك بل وفي غالبية ارض العراق اليوم عنف و قتل و دمار و فوضى ... فهل  توقف الزمن  هناك !! نعم توقف الزمن عند العراق , لكن الأبرياء المذبوحون  في غالبيتهم بدون سلاح ... سلاحهم اما القلم او قول الحقيقة  , يريد  الأرهابيون احتلال الزمن وكسر القلم و اسكات الرأي الآخر .. , يبدو ان سلاح هؤلاء الأبرياء  كان اقوى كان يذبح بدون سيف او خنجر , نعم كان يذبح بدون دماء .. هكذا يبدوا لي عندما  اقرأ ما  يكتب الكاتبون و يغني المطربون و يسرم الرسامون ليعلنوا غضبهم و رفضهم للجهل و التخلف مبشرين  بالسلام و بالمحبة !  لكني اليوم اقف كبقية العراقيين المندهشين لما يحدث ... لا قانون لا امن قتل بالمزاج اغتصاب بالمخدرات نهب دمار ... كل الجرائم قامت في العراق , وصيتنا لهؤلاء ومن ضعفنا اتجاههم نقول لهم و نتوسل .. لا  تبكي طفلا و لا تزعج  شيخا  و لا تحزن  زوجة  ولا تطفئ  شمعة ! اطمئنوا ايها الخارجون عن القانون فلن  يحاسبكم احد من البشر في العراق المسلوب الأرادة  والقانون , لأنكم في العراق اليوم بدون قانون , ان الذي سيحاسبكم هو ضميركم ووجدانكم   فقط و فقط و فقط
 
.

225
الأوطان لا تُرسمْ  بألوان ثقافة الحقد ثم العنف
                                                 
ادورد ميرزا
اكاديمي مستقل
 
الحقد ثم العنف ثم الثأر.... تصرف انساني لازم الأنسان منذ بدء الخليقة , وهو صورة من صور الفشل الذي يصيب من ليس له القدرة على فهم واقناع الأخر , واسبابه كثيرة كثيرة جوهرها اخفاق في المعرفة و سوء في التقدير مع تدني في الثقافة العامة , وهذا بالطبع يساهم في تكوين انسان مهزوز يحمل ثقافة فاشلة  تنعكس تلقائيا من خلال تصرفاته على المجتمع لتشكل لاحقا  سلوكا عاما {  يسرطن }  مفاصل المجتمع ! و الحقد والثأر والكراهية هذه كما نسمعها و نقرأها و نشاهدها باتت تشكل ظاهرة خطرة  في اسلوب العلاقة بين القوى التي قدمت الى العراق بحجة تحرير شعب العراق من سلوكيات الحقد و الثأر و العنف وبين القوى التي كانت سائدة ! واكيد انتم تعرفون انتماءات جميعهم فاما هي انتماءات  دينية او انتماءات  قومية او وطنية ,  وفي غالبيتهم مغلفون و مزورون و غير صادقون .

 وان إنفردنا  بالمجموعة التي عينت  لحماية  البشر في العراق اليوم  مستفسرين  منهم عن  مدى فهمهم والتزامهم  بالموازنة المطلوبة بين حبهم و دفاعهم عن انتمائهم القومي او الديني  والذي تربوا عليه  منذ ان كانوا في بطون امهاتهم  !  وبين حبهم و دفاعهم عن احزابهم او افكارهم التي التصقوا بها لاحقاً!!  فاننا  نستطيع تحديد  الأسباب التي ادت الى ظهور هذه البشاعة  و الغلو في تبني ثقافة الحقد  ثم العنف و الثأر الذي نراه اليوم في العراق والذي وصل مداه المدمر في شرعنة احتلال العراق و اباحة قتل العراقي لأخيه العراقي في سبيل  مشاريع و مصالح الغير .

فالذي حدث في العراق منذ تأسيسه لايمكن تجاوز مسبباته و لذلك على الشرفاء  جميعا البحث فيها لتشخيص الخلل و اعادة الثقة لأبناء العراق ليعيدوا ترتيب امرهم , وما دامت الأغلبية الحاكمة في العراق مسلمون و يبشرون باسلامهم الحنيف ليل نهار عبر الفضائيات او عبر وسائل الأعلام الأخرى فمن المفروض ان نرى هذا الأسلام الحنيف  في النجف و مدينة الصدر و الفلوجة و الرمادي و بغداد  و تلعفر و دهوك والسليمانية والطيفية و البصرة..... بل و في كل ارض العراق .
اوليس الأسلام محبة البشر اوليس الأسلام تعاون و تسامح و بناء علاقات يسودها التفاهم و التصالح اليس الأسلام مودة و رحمة , اليس الأسلام { إن اكرمكم عند الله اتقاكم } ام ان شكل الأسلام تغير الى الحد الذي يجعل البعض من البشر ان يتخيله شيطاناً ارهابياً والكفر به ! 
و هل يقبل المسلمون الشرفاء ان تهدم  المدن باسم الأسلام كما نراه اليوم في تلعفر و الفلوجة و النجف و الكاظمية و غيرها من مدن العراق , وهل يقبل القائمون على ادارة شعب العراق هذا الأستخدام للأسلام ,  لنأخذ بعض ما كتب عن مثل هؤلاء  من الذين يعرفهم شعب العراق و الشعب العربي و العالم اجمع على انهم مسلمون و يمثلون دينهم الحنيف  في تعاملهم مع الرعية التي يحكمونها .

فلو اخذنا رئيس الجمهورية و رئيس الوزراء و وزير الدفاع و الداخلية فقط  كنماذج اربعة حية و التي تقود اليوم شعبا متعدد الأديان و القوميات فاننا سنتعرف  على اسلوب تحركهم و نشاطهم في قيلدة شعب العراق !  و معهم اذكركم سادتي القارئين .. بان {{ المخلصين  للعراق همهم الوحيد  سلامة شعبه و اديانه و قومياته المتعددة و سلامة ارض العراق }} .

ان هؤلاء الأربعة  بالطبع هم { مسلمون }  هكذا شاء القدر ان يولدوا  مسلمين و رضعوا الحليب من ثدي امهاتهم نقياً و خاليا من مكروب الطائفية او العنصرية , ثم ترعرعوا في ربوع عشائرهم وقومهم ثم تتلمذوا على حب البشر غير متناسين حب ابناء جلدتهم و دينهم , فكل هؤلاء مجتمعين مسلمون قبل ان ينتموا الى احزابهم.
فطفولتهم لم تكن تحمل حقدا ولا طائفية و لا ثأرا لأحد  ومرحلة شبابهم كذلك لم تكن تحمل حقدا و لا ثأرا لأحد فالمفروض انهم رضعوا الأسلام المسالم , كلهم رضعوا حليبا طيبا و سمعوا من افواه امهاتهم المسلمات الكلمة الطيبة  فمع كل رضعة كانت امهاتهم تدندن في آذانهم ولدي لا تنسى محبة البشر , بني لا تنسى محبة و سلامة  قومك و  دينك , ابني لا تنسى وطنك و شعبك فهم دينك و شرفك  , كن شجاعا يا بني لا تكن حاقدا وقاتلا , كن شهماً وقوي الأرادة و لا تكن خاضعاً و لا عميلا لأحد , حافظ على حقوق اديان الأخرين , حافظ على ثروات بلدك , وتذكر دائما و ابدا ان الله لا يحب الكذابين ..... ! هذا ما تتميز به  الأم المسلمة ...
ترى فهل يتذكرون دروس امهاتهم  وهل تنطبق عليهم مقولة ان اكرمكم عند الله اتقاكم , ثم هل يتخيل هؤلاء و اثناء صلاتهم حين يلتفت رأسهم شمالا و يمينا ليسلموا على المصلين شكل طفل مقتول او هدم دار على رؤوس ساكنيها الآمنين , هل يتخيل هؤلاء ماذا يحدث حين تنهال طائرة بالقنابل على دور العبادة او على مدن باكملها , هل يفهم احدهم لماذا يقتل الجندي الأجنبي على ارض العراق , هل يصدق  احدهم ان كل ذلك يحدث وهم المسؤولون امام الله عن سلامة شعبهم  .. والله ليس لهم هم ؟
 
اما غير المسلمون في هذا العالم فان هناك من يتكلم عنهم ويقول  انهم ملحدون و يعملون ضد الأنسانية و يمارسون ابشع انواع الحقد و العنف ضد المسلمون في سبيل مصالهم فقط دون النظر لمصالح الأخرين , هكذا يقول البعض , لكن البعض الآخر من علماء الأجتماع و القانون  يقول في ذلك ,   ان مسببات العنف بأوسع معانيه هو ارغام الانسان على سلوك مغاير تماما لما يتمناه ........
 و اوجهه متعددة و الساحة العراقية خير شاهد على ذلك , ان العنف او الثأر الذي يبدء
 عادة بالحقد و بالممارسات اللااخلاقية يظهر باشكال متعددة منها سرقة  المال الخاص والعام

او سلب الارادة الحرة او اهانة الشرف والكرامه ... الخ من هذه
 السلوكيات العنفية الهابطة ، حتى باتت هذه المظاهر تمس بالحقوق والمصالح الاساسية والشخصية للبشر ,  بينما نرى في السلوكيات الطيبة الرافضة للحقد والعنف هي احتفاظ  الأنسان بآدميته الكاملة و سلامة  جهده و مصالحه و شرفه و كرامته .
 
ان الحقد ثم العنف بكل اشكاله اذا ما شجع فانه سيؤدي الى تراجع الشعوب الى مستويات متدنية يصعب السيطرة عليها خاصة اذا ما اعتبر ذلك شكلا من اشكال الدفاع عن النفس , وهي بالطبع مرفوضة دينيا وعقليا ومنطقيا ، وهي مقامرة بحد ذاتها ,  وتنمية النفس العدوانية , خاصة  اذا اعتمد  سلوكاً يتفاخر به  البشر او الدول  حين يقدم نفسه  كصاحب وحيد للعظمة وهو الوحيد القادرعلى اراقة الدماء و اخذ حقوقه دون الحاجة للجوء الى القانون و التشريع.
 
ولا اريد الخوض في ما يحدث في العراق تفصيليا فالموضوع واضح كالنورعند الشرفاء و أظلم اسود عند السذج لكني سأذكركم بخطورة الحقد ثم الثأر ثم العنف الذي يعيشه العراقيون اليوم وامام عيون هذه المجموعة الحاكمة التي تدعي انها  جاءت لحماية الأنسان في العراق , ولنلق نظرة على ما 
  جنته الاجيال في العراق على يد الحكام من جراء سلوكيات الحقد ثم العنف , و كمثال على ذلك فقد شهد العراقيون اول إبادة جماعية ضد الآشوريين عام 1933
 في قرية  سميل العراقية البطلة ، ولم تسجل تلك الجريمة الفاجعة القذرة كجريمة منظمة مارستها الدولة العراقية ضد ابناء العراق الاصليين , وكأن تسجيل الجرائم الجماعية في العراق بات مقصورا على مجاميع معينة لأبعاد الشبهات عن مرتكبيها وهم الأن في السلطة احياء , او ان ذلك قد يؤنب الذات والضمير و خوف من العقاب ! اما في العقود الاخيرة حيث صار من المستحيل ايقاف الحقد ثم العنف في العالم و الأمثلة كثيرة ... هاكم الحرب العراقية الأيرانية ثم حرب الكويت 
وحرب تقسيم يوغسلافيا، وحرب الشيشان، وحرب كرواتيا، وحرب البوسنه، وحرب
الصرب ثم الحرب ضد الأفغان وحرب السودان و غيرها ,,, جميعها لا يخرج من دائرة الحقد ثم العنف الذي تفرزه المصالح الدولية .
 
ختاما اقول وهي كما يبدوا لي حقيقة لا يمكن تجاهلها هي انه بات من المستحيل اقناع الناس ان الحقد ثم العنف مرفوض وكريهْ و يجب الأبتعاد عنه لأنه يقتل الحياة البشرية على
 الأرض , لكني لن افلح حيث ساصطدم حتما ببشر مقتنع بانه بالحقد ثم بالعنف فقط يصنعون لأنفسهم واجبا حضاريا مقدسا مثلما  تصنع بعض الدول العظمى اليوم لنفسها حضارة لا انسانية من خلال ثقافة الحقد  ثم العنف التي تشيعها بين الشعوب و الأمم الأخرى .... و تبقى الشعوب الضعيفة هي الضحية في هذا العالم الشرس . فهل يصحوا المغرر بهم  !!!!  [/b][[/font][/size]

226
تقسيم العراق بين الكبار يلغي حقوق الصغار
ادورد ميرزا
اكاديمي مستقل
 
  اليوم و انا اقرأ في الأنترنيت الكثير من المقالات التي تدافع عن وحدة العراق شعبا وارضا وتقف ضد اي محاولة لتقسيمه سواء كانت بحسن نية او بسوءها , فلكل من كتب يدافع عن وحدة العراق وسلامة ابناءه كل التقدير و الثناء , وانا هنا اضيف ملاحظة و همسة في آذان اخوتي و اساتذتي قادة و رؤساء الأمم و الطوائف كافة الى جانب مسيحيوا العراق بكافة مذاهبهم والعريقي الحضارة ... ان ينتبهوا لكل مشروع يسعى لتقسيم العراق ... دققوا في النوايا !
كما الفت النظر الى ان خطورة تقسيم العراق ستنعكس على الأمم جميعا لا محال حيث في العراق امم  و شعوب لها مقومات قومية خاصة يعتزون بها و منها الأمة المسيحية و التي تتألف من عدة مذاهب ينتمون الى كنائس متعددة تجمعهم لغة واحدة و تأريخ مشترك و عادات و تقاليد مشتركة و بهذه المقومات ياتي تصنيف شعبها بانه { شعب قومي } و له حق التمتع بالأستقلال و كامل الحقوق القومية و قد اعتمدت تسميته  بالأشوري ثم  الكلدو آشوري واخيرا { الشعب الكلداني الأشوري السرياني } باعتبارهم يملكون مقومات واحدة قاسمها المشترك الدين و الأرض و العادات وكل تلك التغييرات في مسميات شعبنا هي لقطع الطريق امام المتصيدين في المياه العكرة بالرغم من مشروعية التسمية الأشورية تأريخيا و جيوسياسيا !
اليس تقسيم العراق هو الطريق  لتقسيم هذه الأمة ايضا ؟ ثم اليس وحدة العراق هي وحدة الشعوب التي تعيش على ارض العراق , لذلك ارى ان دعم او تأييد هذا المشروع فانه سينعكس على سلامة وحقوق بقية الأمم ! اما فيما يتعلق بالأمة المسيحية وابناءها.. احفاد  اشور و بابل و الذين مازالوا متمسكين بارض اجدادهم العراق  حيث ما زالت  خطوات اقدامهم مطبوعة على حجارته , هذا القوم كان وما زال يتسم شعبه بالشجاعة و الشهامة التي يعتز بها و يتفاخر بها بأعتبارها إرثاً شرعيا مقدساً تمسك بها منذ نشأت حضارته على ارض العراق والتي ما زالت علومها نورا يهتدي اليها العالم و لحد هذا اليوم !
فبالرغم مما اصاب هذه الأمة العريقة من تقسيم كنسي مذهبي يجهل الكثير اسبابه , لكنها بقيت امة  متمسكة بوحدة العراق و بوحدتها , لقد انجبت هذه الأمة العديد من الأبطال الشجعان الذين يتوسمون بالشهامة و سمو الأخلاق والذين ضحوا باموالهم وبأرواحهم  في سبيل العراق و في سبيل الأرتقاء بشعبهم , هؤلاء الشجعان لم يكن في حسبانهم انهم يمثلون مذهبا محددا او طائفة بعينها كما يحدث اليوم في سلوك قادة العراق الحاليين , انما كان همهم و توجههم من اجل كل الأمة بمختلف مذاهبها .
و كأمثلة على ذلك اذكر منهم مالك خوشابا و مالك ياقو و آغا بطرس و هرمز رسام و آخرين رحمهم الله حيث  وقفوا بكل شجاعة ضد  الأضطهاد و القتل و التشريد الذي عصف بالأمة على ايدي { البعض } من الأنظمة الأستعمارية الكبرى التي تدعي الديمقراطية و حقوق الأنسان اضافة للظلم الذي قام به البعض من العرب و الأكراد و الأتراك .
وطبعا هناك العديد من امثالهم في هذا اليوم من سياسيين و رؤساء منظمات المجتمع المدني بكل انتماءاتهم المذهبية الذين يقفون بكل حزم ضد مشاريع التقسيم و المنادين بوحدة الأمة , و معهم بعض الرجال الأطهار الأجلاء الكرماء رؤساء كنائس طوائفنا المحترمين , كل هؤلاء في اعتقادي الراسخ كانوا و ما زالوا  شجعان يدافعون عن وحدة العراق و يسعون لوحدة الأمة , جميعهم يسعى لتأمين سلامة الأمة , جميعهم يبحث عن سبيل يوصله لحماية حقوق الأمة , جميعهم يحاول ان يزرع الحب و السعادة بين عموم ابناءها ,

 لكن القاسم المشترك الغائب الحاضر لعنواننا القومي الجميل والذي يتباها الجميع بالأنتماء اليه و الدفاع عنه فانه ما زال يتعرض الى هزات و رجات و احيانا تغييرات او اضافات قد تفقده توازنه و تمنعه من الأستقرار , فقد حاول بعض من الأخوة والأصدقاء قبل الأعداء مهاجمته بل و محاربته لأنه كما يبدو كان في الأمس يمثل عنوان النور والسلام والقوة وأحد الأعمدة التي اتكأ عليها قادة و ابناء الأمة عبر تأريخها الأشوري البابلي المتداخل و المتواصل  فاعتبروه المنتفعون و الحاقدون اليوم تحدياً لنواياهم الشريرة كما يبدو , و يبدوا انهم تناسوا ان هذه الأمة قد تعرضت الى ابشع انواع الظلم و التشريد , نعم الظلاميون و الأعداء قهروا وقتلوا شعبنا بل و قسموه و شردوه !
أما اليوم وبعد التخلص من النظام الدكتاتوري فقد آن الأوان لنهيئ انفسنا و روحنا الجديدة  للوقوف مع الشجعان الداعين لوحدة الأمة ضمن وحدة العراق اينما ظهرت دعوتهم النبيلة داخل الوطن او خارجه , وحيث اننا اليوم نرى الحماس وروح الشجاعة والمسؤولية في وجوه وعيون بعض من قادتنا المخلصين الى جانب القادة السياسيين العرب و الأكراد و التركمان و البعض الأخر من رجال الدين مسلمين و مسيحيين و كل الأديان الأخرى المبجلين الكرام من خلال خطاباتهم و لقاءاتهم الداعية لوحدة العراق و الرافضة لكل اشكال التقسيم , فاننا نهيب و ندعوا شعبنا المسيحي بكل مذاهبه الكنسية  لدعم هذا التوجه الشريف , و العمل الجاد لفضح نوايا البعض القليل من الساعين لتمزيق العراق اولا ثم لتمزيقنا ثانيا ,  كما نعلن تأييدنا لأي موقف سياسي يختاره القادة السياسيين الممثلين لكل المذاهب دون استثناء ..  وهل هناك احلى و اجمل من صورة تجمعنا كما فعل السيد المسيح في عشائه الرباني .

تحية لدعاة وحدة العراق و تحية لدعاة وحدة امتنا و السلامة لأبناء العراق .
 [/size]

227
لقد فشلتم في حماية شعب العراق ..... فاستقيلوا فورا

ادورد ميرزا
اكاديمي مستقل

اكثر من الف ضحية سقطتْ في بغداد بدون سبب و بدون قتال , ضحايا ابرياء بينهم نساء و اطفال و شيوخ خطفهم القدر كما خطف الذين من قبلهم , ضحايا ابرياء استقبلهم القدر وهم سائرين ومعهم حزنهم على العراق ليلتقي في حزنهم على الأمام موسى الكاظم , وهي مناسبة اعتاد عليها العراقيون المسلمون تأديتها سنوياً لكن دون قتلا !   نعم بدون سبب قتلوا غرقَ من غرقْ و ديسَ تحت الأقدام آخرون و اختنق من اختنقْ , من المسؤول ؟ من يتحمل موت الف شخص في دولة فيها حكومة تدّعي حماية الشعب , وهل موت الف مدني في دولة فيها حكومة مستقلة  قضية تمر هكذا مرور الكرام ؟!  واي حاكم ؟ هذا الذي يُقتل من شعبه ألف مدني  ولا تهتز فيه ذرّة ضمير ومشاعر و لا يعلن ان هناك تقصير في اداء اجهزة حكومته  , اي حاكم ؟ هذا الذي لا يتواجد على ارض الفاجعة  ليواسي المنكوبين  كما يحدث في دول اخرى , كان من الواجب ومنذ اليوم الأول  تنكيس رؤوسكم ايها الحكام و خلع عقالكم و عمامتكم ايها السادة  فانتم لا تملكون من شيمة و غيرة العراقي أي شئ , انتم اثبتم انكم اعداء العراقيين و قتلته .
انظروا ماذا حققتم لشعب العراق , الاف  العراقيين يُقتلون , مدن باكملها دمرت مؤسسات حرقت جوامع و كنائس و جامعات و مستشفيات قصفت , لا ماء لا كهرباء لا أمان  ولا عمل كل هذا وانتم تتبجحون بانكم حررتم العراق وان الله و رسوله دعاكم  لأنقاذ العراق   كفاكم كذباً و دجلاً , عيب عليكم ان يراكم العراقيين على شاشات الفضائيات تتفاخرون بإنجازاتكم التي لم يراها احد , نعم عيب عليكم و شعبكم يقتل كل يوم , عيب عليكم , ماهي انجازاتكم اين هي ديمقراطيتكم اين هي سعادة الشعب اين هو الأعمار اين الخير  !! .. و الله انتم لا تصلحون لأي شئ  ! عار على وجوهكم  ايها الكذابون , و الأجدر بكم  ان تغادروا الحكومة بل و الله غادروا الوطن وعودوا اينما كنتم  , لقد كذبتم حتى على دول التحالف كما قالها احد اعضاء الكونكرس الأمريكي !  انتم لستم حماة العراقيين عليكم بالأعتراف انتم لستم قادة انتم لستم سوى محترفي الكذب ....  يا عالم  هل سمعتم الف قتيل نعم الف قتيل .. الف قتيل في ساعة و بدون ذنب وبدون  قتال و لا ارهاب  ولا كارثة طبيعية بسبب عجز الحكومة عن تأمين سلامة الشعب , نعم الحكومة نائمة واحد في مصايف الشمال و الآخر في اوروبا الجميع خائفون الجميع تبحث عن حل لأنقاذها  في الدستور ليبقيها نائمة على فراش العراق , الف قتيل برئ يا ظُلاّم , من المسؤول عن قتلهم , ثم من المسؤول عن الضحاية المليون في الحرب العراقية الأيرانية + اكثر من مليون في الحرب ضد الكويت + ضحايا الأمراض و العداءات المذهبية و الحزبية و العشائرية و الأجتماعية وتقدر بالألاف ! من يتحمل مسؤولية كل هذا الهدر في الأرواح البريئة  أليست هي الحكومات , فالمسؤول الأول و الأخير انظمة الحكم , وهذا امر لا يختلف عليه اثنين .
ولو تأملنا في  اسباب مقتل هؤلاء العراقيين الذين يفوق عددهم بأكثر من مليون قتيل  خلال تلك الفترة لرأينا انها اسباب شخصية قاسمها المشترك هو المذهبية و العنصرية   و الجهل و العمى المسيطر على عقول من حكمنا من جراء انقلاباته  العسكرية المدمرة منذ 1958 و لحد هذا اليوم الأسود , و لو اردنا الدخول في تشريح عقول هؤلاء القادة الذين حكمونا طيلة هذه الفترة لتوصلنا الى نتيجة مفادها ....ان هؤلاء باجمعهم لا يملكون رؤيا اخلاقية و لا معرفة و لا حتى محبة ! في قلوبهم و في عقولهم عقد اجرامية منها مذهبية و منها عشائرية و منها عنصرية , همهم كما عاصرنا حكمهم هو  مصلحتهم الشخصية بما فيها مصلحة مذهبهم وعشيرتهم و حزبهم  , اما سلامة العراق شعباً و ثروات فهذا لا يعنينهم ما دامت مصالحهم مصونة وفي أمان , وليس غريبا ان يطل علينا المسؤولون في الحكومة الحالية ليبلغونا عن انتشار الفساد الأداري و السرقات في غالبية اجهزة الدولة , فهل تجدون فرقا بين الحرامية خارج الدولة و من في داخلها , اليس للعراقي البسيط الحق ان يقول ما دام رب البيت هكذا فكيف يكون الغريب  !
لكننا اليوم و لأننا شعب وديع و بسيط قررنا و بعد سقوط  النظام الدكتاتوري ترك الماضي والأمساك بالقادة الجدد علّهم ينصفوننا , فانتخبناهم كما ارادوا وارادة اميركا , و انتظرناهم لهذا اليوم لنرى  كيف يفكرون و ما هي خططهم التي ستؤدي بنا الى خلق نظام جديد في العراق يقتدي اليه دول المنطقة  وما هي القاعدة التي سيستند اليها شعب العراق لبناء ثقافة ديمقراطية نجعل منها نموذجا لشعوب المنطقة , و بعد ان مرت 3 سنوات على سيطرة هؤلاء على قيادة العراق و شعبه الآمن استنتج شعبنا و الشرفاء في كل ارجاء العالم ما يلي.
ان غالبية عقول قادتنا اليوم يتصفون بما يلي ..
قادتنا طائفيون و امثلتنا قائمة و شاخصة امام اعين الجميع فهم ممثلين في الأحزاب الدينية . 
قادتنا عنصريين و امثلتنا واضحة وهاهم في التيارات و الأحزاب القومية .
قادتنا مصلحيين و امثلتنا واضحة فهاهم في التيارات والأحزاب المشكلة بعد سقوط نظام صدام .
فهل هؤلاء القادة و بهذه العقول السمجة سنحقق في العراق نظاما اجتماعياً و سياسياً يكون نموذجا لدول المنطقة كما هو معلن . عراقا ديمقراطيا فدراليا تعدديا ووووووووو مسالما ً ؟ فقط عند الله العلم .... ورحم الله موتانا وموتاكم
.

228
              ألأيمان بوحدة الصف . شجاعة                            
ادورد ميرزا
اكاديمي مستقل

كثيرون من البشر يتميزون بهذه الصفة التي يرتبط أدائها بنكران الذات و التضحية و ذلك من خلال تفضيل المصلحة العامة على المصلحة الخاصة و هي ليست حكرا على شعب او دولة او دين , وهي اي الشجاعة لا تحتاج الى من يدّعيها او يتبناها انما  تظهر مرسومة على الوجوه تلقائيا ثم سرعان ما تتحول الى فعل مشروع يلتف حوله المظلومون .
وسأنفرد ككاتب مستقل بمجتمع عريق الحضارة  يتسم شعبه بالشجاعة و الشهامة التي يعتز بها و يتفاخر بها بأعتبارها إرثاً شرعيا مقدساً تمسك بها منذ نشأت حضارته التي ما زالت علومها نورا يهتدي اليها العالم و لحد هذا اليوم ! فبالرغم مما اصابهُ من تقسيم كنسي مذهبي نجهل اسبابه , لكنه بقي شعباً متمسكا بوحدة أمته ألمؤلفة من عدة مذاهب , ففي مجتمعنا اليوم و الذي كان بالأمس البعيد مؤسس اعظم حضارة انسانية , العديد من هؤلاء الأبطال الشجعان الذين يتوسمون بالشهامة و سمو الأخلاق والذين ضحوا باموالهم وبأرواحهم  في سبيل الأرتقاء بشعبهم , هؤلاء الشجعان لم يكن في حسبانهم انهم يمثلون مذهبا محددا او طائفة بعينها , انما كان همهم و توجههم من اجل كل الأمة بمختلف مذاهبها , و كأمثلة على ذلك اخترت نماذج من هؤلاء الذين وقفوا بكل شجاعة ضد كل اشكال الأضطهاد و القتل و التشريد الذي عصف بالأمة على ايدي { البعض } من الفرس والأتراك و الأكراد والعرب لا بل حتى من قبل { بعض } من الدول العضمى التي تدعي الديمقراطية و حقوق الأنسان , اذكر منهم المالك ياقو و المالك خوشابا و آغا بطرس و يوسف مالك و هرمز رسام , وآخرين كثيرون رحمهم الله , وطبعا هناك العديد من امثالهم اليوم قادة الأحزاب و رؤساء منظمات المجتمع المدني بكل انتماءاتهم المذهبية الذين يقفون بكل حزم ضد مشاريع التقسيم و المنادين بوحدة الأمة , اضف لذلك الرجال الأطهار الأجلاء الكرماء رؤساء كنائس طوائفنا المحترمين جميعا الذين لكثرتهم لا يسع المكان لذكرهم  حيث مكانتهم محفوظة في القلب و الضمير , لهم جلّ احترامي و تقديري , كل هؤلاء في اعتقادي الراسخ كانوا و ما زالوا ابطال شجعان , جميعهم يسعى لوحدة الشعب , جميعهم يسعى لتأمين سلامة الشعب , جميعهم يبحث عن سبيل يوصله لحماية حقوق الشعب , جميعهم يحاول ان يزرع الحب و السعادة بين عموم الشعب .
 لكن القاسم المشترك الغائب الحاضر لعنوان شعبنا الجميل هاجمه بعض من الأخوة والأصدقاء قبل الأعداء و نالوا منه بل و حاربوه لأنه كما يبدو كان يمثل عنوان النور والسلام والقوة وأحد الأعمدة التي إتكأ عليها قادة و ابناء الأمة عبر تأريخها , فاعتبروه المنتفعون و الحاقدون تحدياً لنواياهم الشريرة كما يبدو , نعم الظلاميون و الأعداء قهروا وقتلوا شعبنا بل و قسموه و شردوه ! أما اليوم فقد آن الأوان لنهيئ انفسنا و روحنا الجديدة فقد حان الوقت للوقوف مع الشجعان الداعين لوحدة الأمة اينما ظهرت دعوتهم النبيلة داخل الوطن او خارجه , وحيث اننا اليوم نرى الحماس وروح الشجاعة والمسؤولية في وجوه وعيون بعض من قادتنا السياسيين و رؤساء كنائسنا المبجلين الكرام من خلال خطاباتهم و لقاءاتهم الداعية لوحدة ألأمة , فاننا نهيب و ندعوا شعبنا لدعم هذا التوجه الشريف , و العمل الجاد لفضح نوايا البعض القليل الساعي لتمزيق وحدة الأمة , وهل هناك احلى و اجمل من صورة تجمعنا كما فعل السيد المسيح في عشائه الرباني .
تحية لدعاة وحدة الأمة و السلامة لأبناءها
.

229
عزيزي الأستاذ عبد الله النوفلي المحترم

من مزايا هذا الموقع انه يفسح المجال للتعبير عن آرائنا و ما يجول في خاطرنا بكل حرية , ان فقرة الرد على الموضوع هي ميزة اضافية يقدمها لنا هذا الموقع الشاب وهذه صفة يتميز بها عن غالبية المواقع , و ذلك لتضييق الأختلافات في وجهات النظر و تقوية اواصر وحدة التوجهات , اشكرك على ردك الأنيق و الرائع و انت بحق تستحق كل تقدير و احترام , وتحية لجهود ادارة الموقع لمساهمتها في جمع شملنا وتمتين علاقاتنا الأجتماعية من خلال تقاربنا عبر هذه المراسلات والردود و بعيدا عن كل سياسة تسعى لتمزيقنا .

المخلص
ادورد ميرزا
 

230
                   هل الصدقُ في السياسة كذبْ
                      ام في الكذبِ سياسة 

ادورد ميرزا
اكاديمي مستقل

{  قل الحق و لو على نفسك } هذا القول ترسخ في ذاكرتي منذ السنوات الأولى لألتحاقي بالمدرسة الأبتدائية منذ 50 عاما , و ما زال لون اللوح الذي علقت عليه هذه العبارة ماثلا امامي بلونه الأبيض كدلالة على صفاء نية كاتبه , ولا ادري ان كان كاتب هذا الكلمات مسيحيا او مسلما كرديا او عربيا او غيرهما  لذلك سأعتمد على جوهر هذه العبارة في كتابتي موضوعي هذا فيما اذا اعتبرنا ان لحظة قول الحقيقة النادر هذه الأيام من قبل بعض الساسة العلمانيين او المعممين هي كالمشهد النادرالذي يظهر فيه الزوج خائنا امام اعين زوجته ! ان قول الحقيقة يساعدنا في اغلب الأحيان على تجاوز الأخطاء التي تعكر حياتنا التي نسعى لجعلها سعيدة و آمنة ! لنبدء و نعترف بحقيقة ان هناك  خلافات عقائدية قديمة بين السنة و الشيعة هذين المذهبين الرئيسيين المسلمين , وقد حاول المعتدلون المخلصون من كلا المذهبين التوصل الى تضييق هذه الخلافات الى الدرجة التى تسمح باقامة علاقات اخوية مبنية على اساس الأحترام و التفاهم المتبادل و صولا الى انهائها المطلق باعتبارها فتنة يراد منها الأساءة للأسلام كما يعلنه غالبية المسلمون , وان المصلحة العليا للأسلام  تقتضي انهاء هذه الخلافات المزمنة !! لكن ما يجري الأن من جراء خطب و تصريحات بعض من قادة  هذين المذهبين لا يبشر اطلاقا بأنفراج لتجاوز خلافاتهم العقادية لأحلال جو الأخوة و السلام !   
هذا فيما يخص الوضع المذهبي للمسلمين الذين بشكلون 98% من سكان دولة العراق , اما في ما يخص الوضع القومي لهذين الشعبين المسلمين فان العلاقات العربية و الكردية بشكل خاص هي الأخرى تعرضت الى احتقانات و تشنجات و الأسباب متعددة لكن اساسها هو بروز قيادات عربية و كردية غير مؤهلة لأدارة مجتمع مختلف الديانات و القوميات , هذه القيادات المتخلفة تقاطعت مصالحهم الطائفية و العنصرية  مما ادى الى انتشار ثقافة الكراهية فيما بينهم , بالرغم من كون دينهم هو الأسلام و نبيهم هو الرسول محمد .  فتعالوا لنبحث شيئا في ستراتيجيات بعض من هؤلاء القادة .

 السيد مسعود البرزاني واحد من قائد الكرد الذين يسعون لأنشاء دولة كردية مستقلة تجاور دولة العراق العربية وقد ظهر في الفترة الأخيرة بخطاب جديد وشجاع و قوي يتحدى فيه ويضع خطوطا حمراء لكل ما يعتبره خطرا على الوجود القومي الكردي , و طبعا هذا يدل على ان الظروف التي تحيط بالعراق اليوم قد استغلت استغلالا ذكيا ومدروسا من قبل القيادة الكردية . بعد ان حصل التقارب والأتفاق بين قوى المعارضة العراقية التي اجتمعت خارج ارض العراق للتفاهم حول تقسيم الثروات العراقية و توزيع المكاسب , لقد قدم الأكراد المساعدة الأعلامية الكبيرة و ذلك بتحشيد الرأي العراقي و العالمي لتأييد شرعية الجهود لأسقاط حكومة  صدام باعتبارها حكومة دموية و طائفية لا تراعي حقوق الأنسان العراقي و بشكل خاص الأخوة الأكراد اضافة لذلك فقد ساعدت على كشف اسرار أمتلاك حكومة صدام لأسلحة الدمار الشامل التي ضربت بها شعبها في حلبجة و النجف !! وانتهت المهمة و سقط نظام صدام و اصبح الطريق سالكا أمينا لأعداد ورسم خارطة جديدة للعراق , اولها توزيع المناصب الوزارية و منها انطلقت المطاليب  تتهاتف على الشعب العراقي تطالبه بتأييدها و اقرار كل ما اتفقوا عليه في الخارج قبل اسقاط النظام .
ان ستراتيجية الكرد تغيرت في لندن و صلاح الدين وقد اقتربت من ستراتيجيات البعض الأخر من المعارضين الذين استغلوا ايضا حال العراق حيث اصبح  ساحة فوضى بعد الحرب التي لم تكن اهدافها كما اعلنت ! فانطلق الأثنين و كانهم شعب غريب لا يمتون بصلة بشعب العراق و كأنهم غزاة من دولة مجاورة تخفي حقدا قديما و حان وقتها للثأر , بدءها الأخوة الكرد مطالبين بحكم فدرالي في كردستان مع إلحاق محافظة كركوك المخزن الرئيسي لنفط العراق باقليمهم الذي تأسس بعد حرب الكويت ! وكأن ارض العراق ارضا مجاورة لأقليم كردستان فظهرت الحقيقة دون لبس وهي ان القيادة الكردية ينصب اهتمامها بالشمال فقط اما ارض العراق مجتمعة فهذا ليس شأنهم .
 لكن الملفت للنظر ان السيد البرزاني يتصرف و كأنه مخول من شعب العراق في تقرير مصيرالعراق , ترى ما هي مصلحة العراقي الساكن في الوسط او الجنوب اذا ما انفردت حكومة كردستان بشعبها هل هذا هو التآخي , اين غابت  { هربشي كرد و عرب رمز النضال } التي غناها المرحوم الفنان احمد الخليل ! هل هذه هي المصاهرة هل هذا هو التجانس و الأندماج  .
ان المطلوب من القائد الكردي ان يكون قائد لشعب العراق و ليس قائد لجزء من شعب العراق بالرغم من خصوصية الشعب الكردي , ان نجاحه و نجاح الأكراد لا يكتمل الا باكتمال سعادة كل العراقيين , في احدى حواراته التلفزيونية ظهر البرزاني كرجل حزبي صارم عنيد وقد تميز في حواره بحكمة القادة الحزبيين , لم يبدو في حواره كرجل قائد متمرس يقود دولة منهارة انتقلت حديثا" من حكم دكتاتوري الى حكم ديمقراطي , لم يظهر كقائد يتبنى برنامجا وطنيا يتحمل فيه مسؤولية رعاية ارض و شعب منكسر ! .. و الفرق بين القائد الحزبي و قائد دولة فرق كبير جداً . ان القيادات الكردية و بكل مستوياتها باتت تطرح مشاريعها حول مستقبلها في العراق  برؤى احادية المصلحة , مما يجعلها تتراجع عن نظريتها الأنسانية والتقدمية وقد يوصفها البعض  بالعنصرية , اننا نؤكد كما تعلنها منظمات الأمم المتحدة ان المصلحة العليا لعموم مكونات الشعب العراقي يجب ان تحتل الأولية في ضمير جميع قادة القوى العراقية الشريفة التي وعدت العراقيين قبل سقوط السلطة الصدامية بعراق ديمقراطي تعددي يحترم حقوق كل مكونات الشعب العراقي .

اما ستراتيجية السيد الحكيم قدس الله سره , الشيعي المذهب , فقد ظهر هو الآخر رجلا مجاهدا في سبيل الله كما يقولون وفي سبيل شيعة العرب في الجنوب فقد أطل علينا من شاشات احدى القنوات العراقية , كرجل دين يحمل في طيات خطابه كلام الله الملئ سلام و محبة , اما عن شمولية عبادته فانها لا تكتمل الا باقليم يجمع الصحابة من اتباع مذهبه , السيد الحكيم  همه الوحيد و الأخير كما يبدو هو الفدرالية المذهبية الشيعية هذا ما اكده في خطاباته و روجوها اتباعه , اما الوحدة الوطنية العراقية التي يلتف حولها ملايين من ابناء العراق مسلمون ومسيحيون و اديان أخرى , فليست شأنه و لا هي من اولويات اهتماماته , وواضح على هيبة السيد الحكيم تمسكه بموروثه القديم الذي يهوى حماسة الخطابة , ونشوة الأنتصار على القوم الكافرين ! اما الحلال و الحرام و الخطأ و الصواب فمحسوم في ايدلوجيته " انصر اخاك ظالما او مظلوما " ,  وهو بهذه الستراتيجية يكون قد اقترب من ستراتيجية السيد البرزاني الى حد كبير و خاصة فيما يتعلق بالمصلحة العليا لكل ابناء العراق , ويظهر جليا من خلال انسجام تصريحاتهم حيث كل منهم يؤيد الأخر في احلامه  وفق خطة مرسومة و متفق عليها , كما يقول المثل الشعبي " شيّيلني و اشيلكْ .
 ترى ايها السادة قادة الأحزاب الأجلاء , هل نسيتم انكم وعدتم شعب العراق بالحرية و بوحدة اراضيه و بعراق مزدهر , الا يهمكم امن العراق و شعب العراق .
 للحقيقة نقول ان كان مشروع الفدرالية خدمة لكل الشعب العراقي فلا يمكن لعاقل ان لا يتمناها , لكنها مع الأسف و حسب ما يعلن فان من يروج لها ليست فدرالية الوحدة انما هي فدرالية المصالح الضيقة و التمزيق !  ان الفدرالية الحقيقية التي من شأنها الأرتقاء بالعراق و شعبه الى التقدم و الأزدهار هي التي تقوم على اساس ادارى يرتبط بالمركز و هذا يساعد  سكنة المحافظات للحصول على خدمات البنية التحتية بشكال رائع بشرط متابعتها من قبل ادارة نزيهة و حكيمة هدفها خدمة العراقيين دون تمييز , اما ان تؤسس فدرالية على اساس مذهبي او طائفي فهذا ما يفسح المجال لمطالبة آخرين لتأسيس فدراليات اخرى و يصبح العراق كما يقولون ارض فوضى واقتتال { هرج و مرج } والقوي ياكل الضعيف .. وهو امر لا يستبعدْ ! اما الفدرالية الثانية والمبنية على اساس قومي كما يدعُ له الأكراد بشرط ارتباطه هو الأخر بالمركز فمن الممكن تحقيقه وهو امر شرعي للأخوة الأكراد , بشرط السماح للقوميات الأخرى كالأشوريون و التركمان  و غيرهم , من تحقيق الأمر نفسه عندما تتهيئ الظروف و الأمكانات . كل ذلك مهمات صعبة و تحتاج الى وعي متقدم لأدراك مفهوم الفدرالية .
في الختام ....
  سيدي مسعود البرزاني  و مولاي السيد الحكيم , الشعب العراقي امانة في اعناقكم فارحموا هذا الشعب المجروح , ابحثوا عن افكار و مشاريع تخدم الشعب كل الشعب و ضعوا نصب اعينكم  سلامة العراقيين ووحدة اراضي العراق ... دعونا نصفق لكم و نهتف لكم و نصدقكم و نؤمن بافكاركم و نساندكم في مسعاكم .. لا تدعونا نشك في امانتكم و نزاهتكم , عاملونا بحسن نية صارحونا بالحقيقة حيث لا مجال للكذب في عصر الوعي و العلوم , نحن نستحق ذلك دعوا ثقتنا بكم عالية , لا تستخفوا بعقولنا تذكروا دائما ان حبل الكذب قصير !  و اخيرا .. هذه رسالة لكم من اطفال العراق الذين لا حول لهم ولا قوة , اطفال ابرياء في عمر الزهور لا يفهمون شيئا عن الطائفية او العنصرية او المذهبية  ولا ينتمون لها , ابرياء لا مكان للكذب و للحيلة في عقولهم رسالة مليئة بحب العراق و شعب العراق يخاطبونكم كآباء لهم ..
ايها الأباء الا تشعرون اننا بحاجة اليوم الى خطاب صادق و نزيه بحاجة الى رجال سلام رجال حكماء يقود مركبنا الغارق الى بر الأمان , الا تعتقدون ان خطابكم و افكاركم اليوم تتيحون الفرصة امامنا نحن الأطفال العراقيين المخلصين كي نصدق غيركم فيما يطرحون عن الفساد في ادارة حكومتكم و سياساتكم  ! أليس لأطفال الأشوريون , واطفال التركمان واليزيديون والصابئيون و كل المسلمون  سنة و شيعة وغيرهم نفس حق اطفالكم فيما تطلبون  ! ام ان اطفالكم  سيعاملوننا و كأننا  نازحون و لاجئون الى ديار اطفالكم !
 نسالكم كيف ستعاملون الأطفال في مماتهم اين سيكون مثواهم الأخير , و لمن سيدفعون الجزية و ايجار السكن ! بأي دين او مذهب سيلتحقون هؤلاء الأطفال دين الشمال ام دين الجنوب..   أليس الأجدر في عصرنا الحاضر اليوم نحن الأطفال رجال المستقبل ان تكون كل ارض العراق و كل خيرات العراق لنا جميعا دون تمييز ديني او مذهبي او قومي ! نحن اطفال العراق سنكبرُ يوما و سنكتشف الحقيقة و سنرى الفرق بين الخييرين و بين المفسدين .. فطوبى لمن دافع عن شعب العراق وضمد جراحه ولعنة المؤمنين و غضب الله ستلاحق الفاسدين المجرمين .... آمين

231
الدكتور تيسير المحترم
لم يبقى للنزاهة و المصداقية مكان في عالم الكذب و الدجل و الشعوذة التي يسوقها بعض العلمانيين و الآخر من المعممين ذوات الوجوه الوسخة و الأفكار الشيطانية في يومنا هذا و على ارض العراق , و لذلك يبقى واجب كشف هؤلاء من الواجبات الملحة التي تقع على عاتق الأوفياء امثالك , فمني كقارئ متابع لما تكتب من مصداقية اقول تحية لك و سيبقى للمحبين الصادقين امثالك في قلوبنا مكان .   

ادورد ميرزا
استاذ جامعي مستقل

232
الأخ الفاضل العزيز القس بيوس حفظك الرب .
اي فرحة ان ارى جهدك معنا هنا في هذا الموقع الشاب و الرائد . اي فرحة دخلت بيتنا بعد فراق دام اكثر من ثماني سنوات حيث كنت زائرا دائما لنا و عونا في السراء و الضراء .
ايها الصديق المخلص تحياتي لك و اتمنى ان لا تتوقف في رفدنا بما تملك من عزيمة لأعلاء كلمة الرب التي نلتف حولها لتكون النور الذي يضئ طريقنا , لقد افرحتني كثيرا و لك مني انا و اسرتي كل الحب و السلام , و تحياتي لأسرتك جميعا , و دمت بحماية الرب .

ادورد ميرزا
ابو نور
استاذ جامعي

233
المنبر الحر / رد: دستورك ياعراق
« في: 19:53 18/08/2005  »
اخي العزيز موشي .
تحية لك و اتمنى من الله ان يحفظك وان ينظر بعين الرحمة على اهلنا في العراق ليجنبهم شر الشياطين و غدر الغادرين .
وكل تمنيات المخلصين المؤمنين متوافقة مع تمنياتك ...لكن العرب قالوا .

ما كل ما يبغيهِ المرءُ يدركهُ
                                تأتي الرياح بما لا تشتهيهي السَفنُ

ادورد ميرزا

                     

234
                           الدس المستور في كتابة الدستور
                     

ادورد ميرزا
اكاديمي مستقل 

 الدستور وثيقة عهد كما يوصفها العقلاء من البشر عبارة عن مجموعة من كلمات و جمل تعبر عن تعهدات و التزامات  تنظم حياة  وشؤون كتل بشرية تعيش على مساحة من ارض ذات سيادة وبحدود مثبتة على الأرض باعتراف يصدر من قبل هيئة دولية . هذا الدستور قبل ان ينفّذ يعرض عادة على الكتل و يُقر من قبل سلطة الحكم التي تأخذ شرعيتها عبر انتخابات ديمقراطية يشارك فيها كل شرائح هذه الكتل و بمختلف انتمائاتها الدينية او القومية . بهذه الصورة النزيهة يكون الدستور قد احتل مكانه في ضمير العراقيين المؤمنين ككتاب مقدس يتراصف مع مواد و تعاليم كتب الله الساكنة في وجدانهم , لذلك لن يقبل ان يكون في الدستور ما يشير الى "دس مواد فيها سوء نية" لا سامح الله .
 لكن الحدود مع العراق لا زالت مشاكلها قائمة , و السيادة "خان جغان" , وسلطة الحكم المعينة ما زالت بانتظار رأي الشعب في  شرعيتها , والكتل السياسية دينية و قومية و ليبرالية ما زالت في سباق المئة متر للفوز بالذهبية , كل الأمور في العراق غير محسومة بمعنى فوضى , والجماعة يرددون نريد الدستور نريد الدستور لقد حررنا العراق !   
 الدستور العراقي كما يعتبره  بعض من المسؤولين العراقيون هو المخلص الوحيد الذي سيهبط علينا من السماء  كالنبي المنتظر الذي ينتظره ملايين المسلمون ليتباركوا بنوره الوهاج لينشر العدل و السلام و ليعلن الحقيقة . و كأن العراق انتهى من كل الترتيبات الأمنية و المعاشية , ولم يبقى لتكتمل سعادة العراقيين الا  بالدستور المنتظر ! و جميعنا يعلم بان الدستور ليس هو الأولوية ! غالبية العراقيين خاطبوا المسؤولين الجدد ..حين قالوا لهم ..  انتم ما زلتم غير منتخبين لأن الأنتخابات غير كاملة وغير شرعية وقد تخللتها  بعض التجاوزات , هذا ما اعلنته و اكدته لجنة الأنتخابات نفسها ممثلة برئيسها ايار ! اذن عليكم اولا اجراء انتخابات نزيه يشارك فيها كل العراق من الشمال الى الجنوب دون استثناء شريحة او محافظة او اقليم عندها و بعد ان يتم انتخابكم  الشرعي تستطيعون التقدم لانجاز الدستور وكما يحلو لكم ,  هذا ما قاله العراقيون , اما ما نراه اليوم فان موضوع الدستور قد اشغلنا اكثر من انشغالنا بأمننا وبدفن موتانا او مداوات جرحانا بل ان موضوعه اشغلنا حتى البحث عن لقمة عيشنا بل اشغلنا حتى عن ترميم كنائسنا و مساجدنا و اعادة بناء تنور بيتنا الذي ما عاد يصنع خبزنا , و اكثر من ذلك فقد اشغل العالم بأسره و كأنه فرحة ابوين ينتظرون مولودا لم يرزقا به طيلة زواجهم الممتد لثلاثة عقود , تخيلوا فرحة ولادته ايها القراء ... ليس الوليد بل الدستور !
  فقد استهلت لجنة كتابة الدستور التي شكلت بقدرة قادر وهي الأخرى لم تكن بالمستوى المطلوب  ديباجتها بالتأكيد على انهم ممثلي الشعب العراقي الحقيقيين و المنتخبين , وانهم من النزاهة بحيث سيجعلوا كل كلمة في هذا الدستور سحرا ما ان يشمه العراقي فانه سينعم بحياة آمنة و سعيدة لم يحياها طيلة 35 سنة من حكم الشياطين في عهد صدام .
 ثم بدأت لجنة الدستور كلامها .
..........{ وان ارادة الله و محبة الشعب العراقي بل و رغبته الشديدة دعاهم لأن ينقذوا العراقيين }.
 و طبعا مثل هكذا ادعاء قد يفقد ثقة شعبنا بهم لأنهم نصبوا انفسهم اولياء قبل ان يتعرف العراقيون عليهم حيث غالبيتهم عاشوا خارج العراق في نعيم و سلام الغرب , بعيدين عن الظلم الذي لحق بهم في زمن الشياطين , اليس الحق ان يتعرف الشعب العراقي عليهم و على امكاناتهم اولا ثم يطلب منه تقييمهم وانتخابهم !  . هكذا بدء اساتذتي اعضاء لجنة المستور و كأنهم في خطبة الجمعة ... مؤمنون و اولياء منزلين من الله , لكن الحقيقة  ولأنهم بشرعاديين فانهم بهذا الوصف بعيدون عن الأرادة الألهية التي يفهمها المؤمنون .
 فالدستور اذن هو وثيقة عهد يجب احترامه وهو "مسكت شارب كما يقولون" ! ولأنه يرعى مصالح الجميع  فانه بحاجة الى اناس مخلصين للوطنية العراقية بدرجة عالية , ولهم من المعرفة و حسن اللأدارة ما يؤهلهم لأدارة عدالة التطبيق يجسدونها على الوقع بسلوكهم و خطاباتهم , و هنا اشير الى "حسن النية" , ان الصفة التي يجب توفرها في من يسمح لنفسه ان ينصب نفسه قائدا لشعبنا الذي عاش الظلم و الأضطهاد , هو "حسن و صفاء النية" , يقابلها نكران الذات و النظر الى مصلحة المجتمع العراقي كوحدة متآخية حيث تنوعه من اناس ينتمون لأديان و قوميات مختلفة تحكمهم  توجهات سياسية معينة بالأضافة لاهتمامات اضافية مرتبطة بعادات خاصة جدا كالصابئة و اليزيدية , كل هؤلاء يأملون من الذين كما وصفتهم مسبقا ان يكتبوا دستورا بروحهم وليس بحزبهم او طائفيتهم دستورا يضمن حقهم جميعا في ممارسة حياتهم و تحقيق ذاتهم دون ان يؤثر ذلك على وحدتهم ارضا و شعبا . لذلك نؤكد لكي تكون مقبولا من العراقيين ايها المسؤول العراقي ...عليك بفتح قلبك و خاطبهم "بحسن نية" والأبتعاد عن كل ما يثير حساسية العراقيين مذهبيا و قوميا ! 
و لكي نضمن هذا الحق  لحياة و سعادة و أمن شعبنا العراقي الذي يعيش اليوم نعمة التحرر من الدكتاتورية يجب ان نحقق ما سيأتي ... و بعكسه  فان القائمين على شؤون الوطن  سيلحقون الأذى بشعبنا و سنكون عندها ملزمين ان ننعتهم بكل ما اوتينا من كلمات التجريم و التخوين و العمالة .

اولا . الأشارة بنص يعلن الى ان شعب العراق يعتنق ديانات و بمذاهب متعددة يستمد قوانينه من مصادرها , الى جانب مصادر اخرى على ان لا يتعارض ذلك مع مصلحة الشعب مجتمعا , و لا تمايز بينهما جميعا .
ثانيا . ألأشارة الى ان الشعب العراقي مكون من عدة قوميات اساسية متآخية , و لا تمايز بينهما .
ثالثا . الأشارة الى ان اللغة الأساسية هي العربية , و يحق استعمال اللغات الأخرى في المناطق التي يسكنها غالبية قوم معين , و اعتبار ذلك لغة اساسية في مناطقهم , ولا تمايز او تقليل من اهميتها في تلك المناطق .
رابعا . الأشارة الى ان تأريخ و حضارة العراق متواصلة ممتدة من الحضارة الأشورية و البابلية الى الحضارة العربية و الأسلامية , و متصلة بالحضارات الأخرى اليوم .

 هكذا هو شكل الدستور الذي يحترم الجميع و يضمن الأستقرار و الذي وعدونا به في خطاباتهم عندما كانوا خارج العراق وقبيل السيطرة على العراق .
 ترى هل اعضاء لجنة دستورنا سيعدون دستورا جديدا خاليا من المذهبية و الطائفية و العنصرية , ويدعوا لوحدة العراق , ام ان هناك من يعده بدلا عنهم . العراقيون بانتظار الملاك المنتظر صاحب العدل و السلام بشرط ان لا يتضمن دسا مستورا و اعوذ بالله
.

235
                                                 الضحك على الذقون

ادورد ميرزا
اكاديمي مستقل


 يوم 15/8/2008  ستودع مسودة الدستور العتيد الى الجمعية الوطنية والتي اتمنى هذه المرة ان يكتمل نصابها , تمهيدا لعرضه على الشعب المنهمك في مشاكله اليومية المتمثلة بفقدان امنه و سوء احواله المعاشية من نقص في الخدمات الأساسية , وان كان ذلك لا يمثل شيئا بالنسبة لغالبية العراقيين , حيث ان همهم الوحيد هو الأمن و لقمة العيش الشريفة لأنهم عوقبوا دون استثناء  و بدون ذنب , فركنوا الى زاوية من دورهم الخربة و الحزينة يدعون الله ان  يرحم قتلاهم و احيائهم  لينزل عليهم كتاب الدستور المقدس , الذي يتمنون فيه خلاصهم . ان العراقيين اليوم بحاجة الى من يساعدهم حيث منهم من فقد عزيزا دون ذنب ,  ومنهم من دمرت املاكه ومنهم من دب الرعب في اولاده , ومنهم من هددوا و شردوا الى خارج بيوتهم , الأمثلة كثيرة  و قصصها مرعبة و مؤلمة .
ادعوا الرب ان يرحم موتاكم و يشفي جرحاكم و يعمر بيوتكم , وان يحميكم من شر المجرمين و الكذابين , انه سميع مجيب .
 اود ان اذكر عسى الذكرى تنفع المؤمنين  , لأن في هذا التذكير درساً و عِبرْ قد نستفاد منه نحن الكبار لنضع اجيالنا امام الحقائق التي شاء القدر ان نهملها فخسرنا الكثير , لذلك ادعوكم لتحصين أجيالنا من الكذب و شروره .
فتعالوا معي نستذكر بعض الخطب والدعوات و الأهداف التي اعلنها بعض من العراقيين الذين احتموا بخيمة العطف والرحمة التي وفرتها لهم دول السلام في الغرب , فقد غزوا غالبية المحطات التلفزيونية , ليعلنوا نزاهتهم وحسن سلوكهم و استعدادهم للتضحية في سبيل خدمة العراق , فمنهم من ظهر كمعارض سياسي وآخر كمحلل ستراتيجي او كعضو في لجنة حقوق الأنسان او كرئيس لتجمع وطني عراقي او عضو لجمعية تعمل لانقاذ العراق او رئيسة جمعية حقوق المرأة  او ظهروا كرؤساء احزاب مثل  حزب الدعوة الأسلامية او حزب المجلس الأعلى للثورة الأسلامية في العراق , او المؤتمر الوطني العراقي او الملكية الدستورية العراقية او الحزب الشيوعي او حماة للبيئة التي لوثها صدام , وغيرها من العناوين التي تدل على قوة ونزاهة القائمين عليها , كل هؤلاء قدموا انفسهم مناضلين ومحررين وان برامجهم السياسية الهادفة لسعادة وخير العراقيين ستنفّذ حال استلامهم السلطة حين تُكمل قوات التحالف القضاء على كل فلول صدام حسين الأرهابية , لقد اذهلتنا برامجهم فعلا , واعتقدنا ان هؤلاء الممثلين حسب عناوينهم في اعلاه هم الخير و البركة , مما جعلنا ان نمجد هؤلاء وان نساعدهم في خطتهم  لأستلام دولة العراق , العراق " الحر الأبي الديمقراطي " , عراق المؤسسات الدستورية , عراق الأمن و السلام , و نتيجة لدعمنا لهم باتوا يعلنون ان النظام و القانون الذي سيتحقق في العراق سوف يكون مثالا ً و نموذجا يقتدى به  كتجربة و كنظرية عراقية جديدة , تؤمن  بحقوق الأنسان الى درجة اننا تخيلنا  بان النظام الجديد في العراق سيتقدم على دولة " السويد " في قوانينها الأنسانية المتحضرة  .  وبدأ بعض من هؤلاء الخطباء دورهم بالظهور ليل نهار عبر الفضائيات و كأنهم ملائكة رحمة , قسم منهم حالقي الرأس و آخرين طالقين لحاهم و آخرين بدون ربطات عنق , كل هذه المشاهد ليظهروا انفسهم مؤمنون زاهدون امام الله و عباده .

 و تمضي الأيام و كلنا ينتظر كيف سيبنى العراق , فأسرعنا الخطى و الألحاح على اصدقائنا الأمريكان ان تستعجل الحرب لأسقاط  نظام صدام الدكتاتوري المذهبي الفاسد , و الطلب من هؤلاء الخطباء استلام السلطة حال سقوط صدام , وفعلا تم ذلك  ! و منذ انطلاق اول صاروخ امريكي لتحرير العراق , بدءنا  حزم امتعتنا للعودة الى الوطن الأم  و العيش بامان تحت قيادة هؤلاء , فبدأ كل واحد منا يتخيل ما وعدونا به هؤلاء الخطباء من خير و سلام و ديمقراطية , فبدانا نتسائل ؟ هل ما زالت شوارع العراق و مؤسساته تحمل اسم و صور صدام , ام استبدلت  باسماء  ترمز للسلام و الحرية و المحبة , كل منا تسائل عن الأسماء و الصور الجديدة , كل واحد منا ينتظر كيف سيزور مريضا في مستشفى صدام , كل واحد منا تخيل انه لن يرى صور صدام او غيره على جدران او داخل مؤسسلتنا , كل واحد منا يتمنى ان يدرس ابناءه في مدارس السلام لا مدارس الظلام  , كان البعض منا ينتظر رؤية فضائية عراقية تطل من خلال شاشتها علينا بنت العراق الجديد , بدل البنت العراقية الموشحة بالسواد , كنا نتخيل العراقيين كيف يمضون حياتهم و يقضون يومهم  في الشارع او السوق او المتنزه او في العمل  او في المدرسة او الكنيسة او المسجد , كنا نتخيل الأبتسامة لن تفارق وجوههم كنا نتخيل ان زيارة قبور موتاهم ستعود سنوية رمزية , و ليست يومية , كنا نتوقع عراق بدون فساد و بدون طائفية و بدون بطالة و بدون مقاومة او معارضة لأن المعارضة حققت هدفها و انتهت , هكذا رسموا لنا صورة العراق  في خطبهم قبل السقوط , هل تتذكرون كيف قالوا ان العراقيون سيستقبلونهم بالورود نعم هكذا قالوا , لكن الأمر غير هذا , فلا قوات التحالف و لا هؤلاء الذين ذكرتهم في مقدمتي استقبلهم شعب العراق بالورود , بل استبدلت صور صدام بصور الرموز الدينية و العلمانية الجديدة صور السيستاني و الحكيم و الصدر و مسعود و الجعفري و كأن القديم عاد من جديد , كل المؤسسات الحكومية من مستشفيات و مدارس و مساجد و جامعات وغيرها و التي كانت تحمل اسم و صور صدام استبدلت برموز الوضع الجديد , ترى هل هذا ما وعدوا العراقيين به ؟  اين التغيير , ماذا حصل اذن !!  الذي حصل للعراق تستطيعون رؤيته من خلال وسائل الأعلام العراقية اضافة لوسائل الأعلام العربية و الأجنبية ! ان صورة العراق اليوم ..... قتل و ثأر و ارهاب ممزوجين وفساد و سرقة اموال و فوضى , شيعي و سني كردي و عربي اشوري و كلداني و القائمة لا تكفي ! والعجيب المحزن , ان هؤلاء ما زالوا يرددون بانهم اهل الخير و الديمقراطية .
 لقد ظهرت كل الشخصيات التي كانت تعارض سلطة صدام على انها تحمل مشروعا ينقذ العراق من الظلم و الفساد الذي كان يعانيه في زمن الدكتاتور صدام , الى مشروع الخير و الأمان .  ترى هل كذبوا على العراقيين ؟ هل هم منافقون ؟ هل كانت خطبهم لمجرد التضليل ؟ من هم هؤلاء , هل هم انتهازيون ؟
 لقد كتب احد الشرفاء في مقالة نشرت في احدى المواقع العربية , على ان هؤلاء قد يكونوا قد خدروا لكي لا يعلمون بما يفعلون ! وطبعا هذه الدعوى قد تنجيهم من غضب و عقاب العراقيين . يقول آخر هل هم موظفون بمرتب ينفذون مشروعا ؟ هل حقنوا بمادة جرثومية افقدتهم الأحساس بعراقيتهم ؟ ام لأنهم ظلموا في السابق وجاءت لحظة ثأرهم .  هل العين بالعين و السن بالسن  هو الطريق  لحل المعضلات ؟؟
 ختاما .... هل هذه حال البشر في منطقة العرب   !!!!

236

آخر كلمة .
الى الأستاذ العزيز جميل روفائيل .....
يا صاحب  القلم النظيف الملتزم , و الفكر الهادر المعبر عن تطلعات امة تتشبث بالحياة بعد ان اجبروها المنافقين ان تحمل الصليب لتصلب نفسها و بأيادي شعبها , ثم تقطع جذورها لتموت موتا بطيئا , اراك ايها العزيز  يا تؤام هذه الأمة , تتألم مثلها , فبالرغم من انها اصيبت  بسهام الغرباء عبر تأريخها , يحاول البعص القريب منا اصابتك , لكني كما اعرفك منذ اكثر من 20 عاما , رجلا و كاتبا شجاعا و صامدا , و لأنك كذلك وددت ان احييك و ان اعبر عن احترامي العالي لأرائك السديدة , دمت ذخرا و رمزا للحقيقة , حقيقة ان الأمة جسما حيا واحدا , يتغذى من جذور متعددة .

ادورد ميرزا
اكاديمي مستقل
[/b]

237
تحية لكم و سلام , ايها الكتبة و القارئون ..و بعد فالشهادة ذكرت في كتب الأديان جميعا لأن الشهيد يرمز لمن كان يدافع عن نصرة دينه الرباني الألهي ليس الا , و السيد المسيح مثال حي  , اما ان يرمز للشهيد الأن للذين يقتلون في سبيل مبادئ حزب سياسي معين فهذا امر استندت اليه ألأحزاب السياسية للتعبير عن مصداقيتها في احترام و تقديس المنتمين لها , لذلك نرى ليس هناك ربط بين الشهادة عند الأديان بالشهادة عند الأحزاب , و لهذا نرى ايضا ان الرجال او النساء الذين يقتلون لسبب انتماءهم لهذا الحزب او ذاك يمجدون و يوضعون في الصدارة في حين هناك الكثير من البشر يقتلون دون ان يكون لهم انتماءا لأي حزب سياسي , خلاصتي ان الشهادة في سبيل نصرة الدين لها طعم يختلف عن الشهادة في سبيل حزب او فكر حتى وان ادعى انه من السماء , علينا ان نفرق بين شهيد و آخر لأن الساحة العراقية الان باتت تحمل علامة "الشهادة في سبيل الله"  , فمن هو الشهيد لكي نمجده كما نمجد المسيح ,  ان كل حزب او فكر من صنع بشري ...ليس له صلة بالشهادة الألهية كما يشاع ! انه شهيد حزب و ليس شهيد لحياة البشر , كل البشر .
نصلي و ندعوا الرب ان يغفر لجميع الأموات و الشهداء الحقيقيين ..آمين

238
الأستاذ جميل روفائيل حفظك الرب .
ولو اني بعيد بعض الشئ عن العمل السياسي بل و حتى احيانا بعيدا عن تبني موقفا معينا لسبب بسيط و واضح هو لشعوري بان كل من يحاول وضع تسمية  لشعبنا الذي لم يألف ذلك مسبقا و العمل  لتثبيتها و كأنها هي السعادة وهي الأصح , اشعر و كأنه يزرع الفتنة لتمزيق هذا التآلف الذي جمع شعبنا منذ بداية نشأتنا , فأقول لن يسعد شعبنا الا بزيادة ثقافته و تعليمه العالي ووعيه , وانت تؤدي بل و تساهم في المهمة هذه بنجاح  منقطع النظير , اتمنى في مسعاك النجاح و التقدم , ان النجاح و العيش الرغيد الذي يحققه الفرد او القبيلة او العشيرة او المجتمع او الدولة ..ليس بالضرورة ان يحمل اسما معينا لذاته انما ما ينجزه هذا الذات من نجاحات هو المطلوب اسما او لونا , او مكانا ........دمت بالف خير و لقلمك النظيف التقدم و النجاح .

239
اخي العزيز عبد الأحد سليمان
اخي العزيز كاشيرا
اخواني و اساتذتي و اصدقائي ..كتاباً و قارئين ....اشكركم لما ابديتموه  اتجاهنا من مشاعر الحزن ان فقيدنا عصام , لم و لن يكون الأخير فالمصيبة تتوسع و قد توسعت فعلا , فغالبيتنا نملك عيونا سليمة و آذانا لا تخيب , ترى و تسمع ما يحدث لأهلنا , فشعبنا يتعرض كل يوم الى العنف , و اهلنا و اهلكم  يلاحقهم  القدر كل لحظة , و المجرمون  قسم منهم من اهل الدار ,  و الأخر غريب غريب , من المسؤول لا احد يدري , القتلة ..غير معروفين , فقد ضاع الحابل بالنابل , و لذلك سلّمنا أمرنا للرب و ندعوه ان يحفظ العراق و العراقيين  , و كنت اتمنى ان اكتب و نكتب جميعا سفر السلام و الحياة الآمنة , بعد سقوط الدكتاتورية , كنت اتمنى ان نكتب شعرا عن الحب , عن الأنسان العراقي الجديد , انسان الحرية كما وعدتنا به اميركا لكننا فوجئنا كما فوجئ الشرفاء بأنسان آخر  بوجهين , كما من يحمل جنسيتين  غربية و عراقية ! انسان عاش  في الغرب لكنه مازال يحمل في قلبه حقدا اسودا و فكرا دينيا طائفيا اطلقتُ عليه اقل النعوت "فكرا قذرا " .. اننا في الوقت الذي صلينا لروح "عصام" و لكل ارواح شهداءكم , ما زلت اؤمن ان هناك الكثير  من الأبرياء بانتظار الموت , فالعراق و شعبه لن يعيش السلام  الا بالقضاء على الطائفية النتنة و العنصرية الحاقدة و المصالح الأقتصادية الضيقة , تحية و تقدير لكم و ليرحم الرب امواتكم .....آمين

240
ضحايا الحرب القذرة
 " عصام "
المرحوم عصام يرتدي القميص الأزرق


ادورد ميرزا
     السويد

يا اهلنا في العراق , هل فقدتم عزيزا , هل هدمت بيوتكم , هل مررتم بمصيبة اذهلتكم , هل  انتم خائفين مذعورين على اولادكم و بناتكم .... لا تحزنوا و لا تفقدوا ثقتكم بالله القوي القدير ... اسجدوا و صلوا فالرب لا و لن ينسى مصائب عباده , و سوف ترى عيونكم  كيف سيهلك من آذاكم و آذى العراق و العراقيين , واحدا تلو الأخر , سيهلكون لأنهم اعداء الأنسانية و أعداء الحياة , الرب يرعاكم و طوبى للمساكين , و الخزي و العار لمن ليس في قلبه رحمة .... آمين

تمر هذه الأيام الذكرى السنوية لرحيل ابن اخي البار المأسوف على شبابه الشهيد "عصام"  رحمه الله و اسكنه فسيح جنانه , وهو من مواليد 1957 , و له بنتان و ولدان اعمارهم 19, 17, 13, 8, و قد اقمنا الصلاة عليه في اكثر من بلد وهذا هو حال العراقيين اليوم , بعد ان كانوا مستقرين في بيوتهم آمنين مقتنعين بمعيشتهم , اصبحوا اليوم مجاميع مشتتة وتائهة بين الأوطان , حتى بات الأب لايفرق بين ولديه الموزعين بين دولتين بسبب ظروف الهرب و ما يخفيه قدر السفر.

لنصلى معا لجميع الأموات و الشهداء الذين غادرونا الى جوار الرب العزيز , داعين لهم المغفرة و الجنة مسكنهم  الأبدي ....آمين

ادعوكم اخوتي و اخواتي المؤمنون الأجلاء الأعزاء الى الصلاة و الدعاء ,حيث لم يبقى للعراقي المسكين غير اللجوء الى الخالق الرب ليرحم الأموات , و ليحمي الباقون من شر اعداء الحياة , فهيا الى الترتيل و التسبيح مبتهجين مع الأله الحي , فبالتسبيح و الترتيل نملئ قلوبنا بالحب فهو الخير و السلام , فالمجد لله  في العلى و على الأرض السلام , هكذا هي دعوة المؤمنون ...آمين
يا رب انت مليكنا بقوة روحك , إلمس قلوبنا و احتياجاتنا نحن المؤمنون , ارحمنا , املأ قلوبنا بالصبر , فمصيبتنا كبيرة يا رب , لكنك انت صاحب الشأن خلاصنا بك ايها الرب الرحوم , ابعد عنا الغدارين و الشياطين و المجرمين , و أملأ قلوبنا بالأيمان . آمين.

الى كل الأحبة الذين فقدوا عزيزا كعزيزنا الشهيد " عصام " الذي قتل بدون اي سبب , كما يقتل ابناءنا في العراق اليوم , من المسؤول لا احد يدري , لماذا.. لا احد يدري , اين القانون ..لا احد يدري !!!!.. لا احد يدري !!!  المرحوم عصام غادرة الحياة بعد ان كان اخا و ابا و صديقا , حيث التحق مع القديسين الأبرار ,  لينعم بالحياة الأبدية الى جانب عرش الرب القدوس ...اقول لكم صادقاً آمنوا  بقدر الله   فهو الخلاص الأبدي .

ايها المؤمنون ان الفرق بين المؤمن و غيره , ان المؤمن تراه صابرا خاشعا لأمر الرب بينما غير المؤمن تراه يائسا و ضجرا , ان المؤمن عليه ان يؤمن ان للرب حكمة قد تخفى عليه حيث ان مقاليد الأمور في الكون كله ارضا و سماء بيد الرب سبحانه و تعالى , هذه الحقيقة يبينها الرب في كتابه المقدس , المؤمن يعلم علم اليقين ان علم الرب لا يحده زمن فالماضي و الحاضر و المستقبل سواءُ عند الرب , و كأنها قد تمّت و انتهت , بخلاف علم الأنسان الذي يرتبط بالزمن حيث ينظرالأنسان الى الأحداث من خلال لحظات حياته , فلا يعلم ما سيجري له بعد لحظة من الزمن , هذه العقيدة التي يؤمن بها المؤمن تسلحه بسلاح الرضا و التسليم لأمر الرب و قدره .

ان كل مصيبة يتعرض لها الأنسان مهما كانت كبيرة ستمر حتما و لن تدوم ...مثلا قد يتعرض الأنسان الى ظلم , ربما ستلفق له تهمة لم يفعلها و يحاسب عليها , لكن الحقيقة اقوى من ان تدفنها الأيام , فتمر عليها سيول النسيان , نعم لقد تكفل بها الرب حيث سينصر المظلوم و لو بعد حين , هذا ما يؤمن به المؤمن , لذلك فهو يلاقي اهوال الدنيا بأنفاس الآخرة , ان الرب يملئ قلبه بالأيمان حيث اليأس لا يعرف اليه  سبيلا , ان الذين لا يؤمنون بالقدر قد ظلموا انفسهم كثيرا اذ لم يعتبروا الأقدار شأن رباني , فسقطوا صرعى الأمراض و الأوهام النفسية و نسوا ان من بيده  مقاليد سر الحياة و اقدارها , هو الرب العزيز خالق السماوات و الأرض .

ان نعمة الأيمان بالقدَر يعرفها المؤمن , لذلك فقد  سلم بها من الأمراض و العقد , فعاش ارتقاء الروح , حيث بايمانه يؤسس للحياة الأبدية  , اما غير المؤمن و البعيد عن المنهج اللألهي فهو في ظلمات بعضها فوق بعض .

ختاما اقول ... ان الموت عابر يأخذ في طريقه الشاب و الكهل , فلا احد يعلم من سيدركه الأجل اولا , بل لعل الموت يدرك الصغير قبل الكبير , فيرحل عنا بعد ان كان قريبا منا , ان هذه الحقيقة يجب ان تدفعنا و نضع نصب اعيننا بأننا سنلاقي الرب يوما , الرب الذي قام من بين ألأموات و صعد الى السماء , عندها سنُمتحن امامه لنعلن مدى ايماننا به , لذا علينا نحن المؤمنون ان نقوي ايماننا فنقدم لأنفسنا ما ننال به رضا ربنا عند اللقاء .
الى جناة الخلد و النعيم ايها الحبيب  "عصام"  و لجميع امواتكم و شهدائكم اعزائي القارئين , و اقدم لكم  جميعا أفرادا و عائلات التعازي الأخوية الصادقة , و ادعو الرب ان يلهمكم الصبر و السلوان ...آمين , و ثقوا ان الرب سيعاقب كل من ساهم في قتل الأبرياء , يا رب شعبك في العراق يدعوك لحمايته فلا حول له و لا قوة , ايها المعلم المخلص نحن عبيدك نحن بانتظار قوتك لتدمير كل من آذى العراق من الشياطين و الأرهابيين ....آمين


المخلص
ادورد ميرزا , عم المرحوم الشهيد  "عصام"  مواليد 1957 , الذي استشهد يوم
6/9/2005 في شارع فلسطين _ العراق , اثر قذيفة غادرة , استهدفته حين عودته الى منزله .[/b]

241
أدب / رد: تحدّيــات
« في: 03:31 10/07/2005  »
اخي فهد .... روعتك تتجلى في تحدياتك ، ما اروعك .



صفحات: [1]