عرض المشاركات

هنا يمكنك مشاهدة جميع المشاركات التى كتبها هذا العضو . لاحظ انه يمكنك فقط مشاهدة المشاركات التى كتبها فى الاقسام التى يسمح لك بدخولها فقط .


الرسائل - اكرم نوري حكيم

صفحات: [1]
1
رحلت وعــودك طريـــا
كان يا فـــؤاد

رحلـــتَ وكان لم يــــزل عودُكَ طريـــاً مزدهـــراً سامقــاً  , رحيلــــكَ أبكــــت كـــل عصـــافير مدينتكَ الحبيبـــة عنـــــكاوا..
وحزنــــت  عليه الأشـــــجارُ وســــقطـت أوراقهـــا معلنتــــاً حــزنها العميــــق , مات الخـــريف هــــذه الســـنة قبـــل موعـــده
ليتـــــزامن موتــه مـــع موتــــكَ الـــهاديء ..
كــــل الكلمـــــات أصبحــــت مُتحــــجّـرة زائفـــــة بضيــــاعك وزال عطـــر الزهــــور والورود ..
خطفـــــكَ لـــــص ّ الحيــــاة ولـــم يمهُـــلــكَ تقـــول آخـــــر أُمنيتُــــــكَ , تــــــوقّـفَ عِطــــركَ وأصبحـــــتَ ذكـــــرى ونيــــاح , إنطفــــــأة جميـــــع قنـــاديل منزلكم وأركـــانه تبكـــــــــيكَ بحرقـــــة . عنكــــــاوا تحمـــــلُ تحــــتَ جناحيــــها حنيـــن ودفء
هـــــــــــــواكَ
وَدّعنـــــــــا الإنســــــــان المحبــــوب , المتــــواضــع , ذو القلـــب الدّافـــــيء والواســـــع , لطــــــيف المعشــــــر .. حديثــــه
الهـــــاديء والجميــــــل كـــان دومــــاً يطـــــرّزه وينســــــجه ببسمـــــــاته وضحكاتــــه المشرقة والمنــــوّرة  , كنــــت يا أبا ديفيد
كالنرجـــــــــس عنـــــدما يطفــــو علـــى ســـــــطح المـــــاءِ ..
رحيلــــــــكَ يا طيــــب القلـــــبِ كارثــــة لِأهــــلكَ وأقربــــائكَ ومحبيـــــــكَ ..
نتــــذرّع الــــى الـــــرب أن يمــــدّك بواســــــع رحمتـــــه ويســــــكنكَ الفردوس السّــــــــماوي مـــع الأبـــــرار والقــدّيســـيّـين ..

3
_ مهرجـــان يوم القديسة لوسيا  في الســـويد _

   بتاريـــــخ 13 كانون الأول من كــــل سنـــة , يحتفــــل السويّديين بعيــــد القديســــة لوسيــــا وكذلـــك تحتفــــل كـــل مـــن النرويـــج والدانمارك وفنلنــــدة وبعــــض الدول الأخــــــرى , يُعتبـــــر هــــذا اليوم من الّليـــــالي الطويلـــــة والمظلمـــــة   
فــــــي الســـــــــويد ..
   وِلــدت القديســـــة لوســــــــيا في سيراكوزا بصقليــــة فـــي ايطاليــــا , فــــي نهـــــاية القــــرن الثالـــــث الميــــــــلادي
. نشـــأت فــي أُســـــــــــرى مسّيحيـــة , منـــذ صِغــــــرها أحبّـــــت الكتـــب والآداب المسيحيــــة والاحتشـــام والعبـــــادة , ويعنــــي اسمهـــــــــــــــــا ( نـــــــور أو منيــــــــرة ) , لقـــــد عانـــــت الكثيـــــر خـــــلال فتـــــرة اضطهــــاد الامبراطـور الروماني ديوكلتيانــــوس للمسيحيين فـــي سيراكــــوز بصقليــــة حــوالي ســنة 300 _ 310 ميــــــــلادية ..
     اختارت والدتهــــا لهــا عريســـاً وثنيّـــا , ظنّــــت إنـــــه لابـــد أن يصيــــر مسيحيّــــاً بمعاشرتــــه للوســــــيا , لكـــــن
لوســــيا رفضــــت الزواج بالشّـــــــاب الوثنــــي , إلا أن الشـــاب ظــــلَّ يلــــحُّ عليــــها مــــراراً , أمّا لوســـيا أصـــــــرّت
على رفضهــــا الـــزواج منــــه , وشـــــــى  بهـــــــا الشـــــاب الوثنــــي لـــدى الحاكـــم بسكاسيــــوز , أُلقـــــــيَ القبـــــــض
عليـهــــــا وهــــو بـــدوره قـدّمهــــا للمحاكمـــــة , وأمــــــام المحكمـــــــة , اعتـــــــرفت بإيمـــانهــا بكـــل جـــدارة , فأمــــــر
الحاكــــــم بضــــــرب عنقــــها بالســـــيف لكــــن الضربـــــة لم تكـــن مُميـــــتة , فلم تمــــت حــــالاً , فأخذهــــــا المؤمنيــــن
الــــى أحــــد منازلهـــــم حيـــــثُ أُستشهـــدت مُتأثـــــرة بجرحهــــــا البالغ , كــــــان ذلــك فـــــي 13 كانـــــــــون الأول
عـــــام 304 ميـــــــلادية , تُعتبــــر القديسة لوســــيا شفيعــــة المكفوفيــــن وضعــــاف البصـــــر وتُرســــــم صورتهـــــــــــا
دائمـــاً وهـــي حاملــــــة عينيهــــا فــــي طبـــــق ...
    فـــــي بدايــــة الاحتفــــال يتـــم إطفــــــــاء الأنــــــــوار فــي قاعـــة االاحتفــــال فيســـــود الظّـــــــــلام , وبعـــد قليـــــــــل
تتقـــدّم الجمـــــوع بشــــكل جميل ومنتضـــم وتظهـــــر لوســــيا وعلى رأســــها تـــــاج مــــع أكليــــل مـــن الزهـــور يحتـوي
على مجموعة من الشّـــــــموع وحــــول خصرهــــا وِشـــــــــاح أحمــــــر , أمّــــــــا باقــــي المجموعــــــة يلبســـــــــون رداء
بالّلـــــــون الأبيـــــض ويحملـــــون نجومــــــاً على عيـــــدان والقبعــــــــات المخروطيــــــة علـــــى روؤسهـنّ  والقســـــــــــــم
الآخــــــر تحمـــــــل الشّــــــــــموع فـــي أيديهـــــــنّ وشعرهـــــنّ مـُـــــزيّن برقائـــــــق برّاقـــــة , ومـــــع دخــــول وإقتـــراب
لوســـــيا وجماعتهــــــــا الى وسط القاعـــة , تُســــــــمع أناشــــــيد تقتــــرب تتريجيـــــا وتضـــــاءُ القاعـــــة مـــن خــــــــــــلال
أنـــــــوار الشّــــــــــموع , تُنشــــــد قافلـــــة لوســـــيا أغانـــــي لوســــيا وعيـد الميــــــلاد , وســـــــاد الاعتقـــــــاد إن لوسـيا
جلبــــت النّــــــور الـــى الظــــلام الحالــــك فـــي هــــذه الفتــــــرة المظلمــــــة الـــى الـــدّول الاســـكندنافيـــــة ..
بالرغم غالبيــة الســويدييــن ليســـوا مُتـــديّنـــين , إلا أن لوســيا تُعتبـــر واحــدة مـن قــلائل القدّيسـيين الّـذين يحتفلون بيومها كل عام والاحتفال أصبـــح مـن مسلمات الفولكلور والعادات والتقاليـــد الســــــويدية .
    فــــــــي هـــــذا اليــــوم تخبـــــــز العائــــــلات , المعجنـــــات المخلوطـــــــة بالزعفـــــــران وحبّـــــات الزّبيــــب ويؤكـــــل
مـــــع النّبيـــــــذ  الخـــــاص بهـــذه المناسبة ..
    يُعتبــــــــــر يــــوم القـدّيســــــــة لوســـــيا مهـــــرجان شعبـــــي كجــــزء من التّقالــــــيد السويديـــــــة ..
 اكـــرم نــوري حكيم
الســــــويد   
 


4
 
-   توفيــــــــــــق البطل رحل مبكــــراً –



 
توفيــــق لم يكـــن موفِقـــاً  في حياته .. كان معروفــــاً ببسالته وبطولتـــه وجرأتــــه وصلابتــــــه ...
كنت يا أبا ريبين   ... نجماً من نجوم عنكاوا الحبية .. وكردستنان .. والعــــراق كلّهــــــا ..
تركـــــتَ بصمـــــة تاريخيــــــة بملامـــــح جمييلــــــة ... رحلـــــت ورحَلَــــتْ  معــــــكَ تلــــكَ الصفــــات الجميلــــة المشتقـــة 
من ينابـــــيع أهلــــكَ وأحبائــــكَ ...
تجرعــــــتَ كأس المـــــوتِ مبكــــراً ومبتسمـــاً كعادتـــــــكَ ...لم يمهلــــكَ المرض الّلعــــــــين قليــــلاً لتُكمّــــــــل ولو بضعـــــــة
سنـــــــوات أُخـــــرى مـــع أهلـــــكَ ومحبيــــــكَ ...
غـــــــاب الحبيــــب وأصبـــــح الفـــــؤاد بركـــــــاناً يكـــــوي القلــــوب والعيــــون والمشاعر والجــــــــراح تسيـــــل .. زرعـــــتَ
فينــــــا أحزانــــاً قاتمــــــة ... يا لخســـــارة رحيلـــــكَ المفاجـــــيء أيهــــا الغالــــــي ..
كــــــل بقعـــــة من جبــــال ووديـــــان كردســـــتان .. والذكــــريات التـــي تركتهــــا هنــــاكَ هـــــي لوحــــات بطوليــــة تواسيـكَ
يقــول ريبيــــن لوالدتـــــه حمامــة .. أُمــــــاه لا تحزنــــي فأنـــــتِ الآن مـــن تسلّينــــــا ... فقدنـــــا أبـــــاً صالحــــاً وورعــــــــاً
كان دائمــــــاً يهدينــــا الى الخيـــــر والمحبــــة والســـــلام والتعـــاون .... جعــــل من شريــــــط حياتـــــه قربانـــــــــــاً
لافكـــــــاره وإنســـــانيتــــه الشامخـــــة ..
منــــذ ولادتــــكَ ونشــــأتـــكَ كنت بشوشـــــاً دائمــــاً ... محبوبـــاً من كـــل النــــــاس .. سيظــــل وجهـــــك الباســــم منيـــــــراَ
ينيــــــر دروب حبيبتـــــك عنكــــــاوا ..
أثمـــــرتْ حياتــك وأنضجــــــتْ أجـــــل صـــــور جميلــة .. نعلّقهـــــا علـــى جدران قلوبنــــا ..
أســــــــداً كان لا يهـــــاب المــــوت .. ينتقــــــل بســـــلاحه مـــن وادٍ الـــى وادي .. مـــن جبـــل الى آخـــر .. من سفـــــوح جبل
هندريـــــــن الــــى قِمــــم جبال زوزك وســــري حســن بـــك وسفيـــــن وقِمــــم أُخـــرى فـــي الثلــــج والطقـــس البــــــــارد ....
متنقـــــــلاً بيــــن قــــرى شقــــــلاوة وضواحــــــي أربيـــــل .. رفاقــــه الأنصــــار كانـــــوا يتباهـــــون بجـــرأتـــه وصــــــلابته
يــأتــــي مـــع رفاقـــــه وشقيقـــــه الأكبـــر منه النســــــر الرحل جـــلال الى عنكـــــاوا ليــــلاً لزيــــارة أهلــــه وأقرائــــه .. في
الفجــــر ينســــحب مـــــع رفاقــــه الـــى ده شتـــــى هــه وليــــر ...
هكــــــذا ناضــــل مــــع شقيقــــه جـــــــلال عـــدة سنــــوات بعيـــــداً عـــن اهلـــــهم .. تحت قصــــــف الطائــــرات والمدافـــــع
نطلـــب مـــن الرب أن يســــكن فقيدنــــأ الغالــــي أبا ريبيـــن البطــــل فســــيح جناتــــه . ولذويـــــــه الصبـــر والســــــلوان ....

                                                                                اكــــرم نـــوري حكـــــيم
                                                                                   الســـــــــويد
                                                                               3 تمــــــــــــــوز 2014
               


5
أحتفالات التخرج من الاعداديات في السويد

يقيم في كل المدن السويدية احتفلات خاصة بتخرج الطلبة و الطالبات من كافة أقسام الاعداديات و التي تسمى في اللغة السويدية (ستيودينت) و الذي يصادف بداية الشهر السادس من كل عام.
يرتدي الطلبة البدلة الانيقة ويضعون على رؤوسهم قبهات بيضاء محاطة بشريط أسود غامق.. و ترتدي الطالبات الفساتين البيضاء ويضعن على رؤوسهن القبعة نفسها.. ويتدلى من أعناقهم أنواع مختلفة من الدمى الكبيرة و الصغيرة ناعمة الملمس مربوطة كل دمية بشريط رفيع بلون العلم السويدي..
يؤجر الطلبة والطالبات مركبات متنوعة منها سيارات الحمل الكبيرة (اللوريات) وتراكتورات و سيارات خاصة وقديمة و عربات تجرها سيارات خصوصية .. و يزينوها بالبالونات الملونة و الاشرطة الجميلة وبأخصان الاشجار و فروعها و الاعلام السويدية .. و لا تخلو المواكب من الاعلام العراقية التي يرفعها الطلبة..
بدن اللوريات يزينونها بصور غريبة و كتابات تدل بعضها على الجد والاخر على السخرية ..
يبدأ سير المواكب قي الشوارع و الطرقات من الساعة الثانية عشر ظهرا الى حوالي الساعة الخامسة عصرا .. الطلبة و الطالبات يرددون الاغاني بشكل صاخب ممتزجا مع صوت (الدي جي) العالي و ينفخون في ابواق عالية الاصوات ويرقصون بصورة عفوية في حاوية اللوريات ابتهاجا بهذه المناسبة السعيدة .. و يحق للكل احتساء البيرة و الكحول الخفيف و التدخين الذي هو ممنوع عليهم قبل اكتمال السن القانوني الذي هو 18 عاما.
تزامن هذه السنة أحتفالات مدينة اسكلستونا مع العيد الوطني السويدي الذي يصادف 6\6 من كل عام.
يسير الموكب ببطئ .. بسرعة سير المشاة .. تقف المركبات بين حين و اخر لتبادل التحايا مع الناس المصطفين على طرفي الشارع.
تقف عوائل الطلبة و الطالبات في الشوارع والطرقات و على الارصفة حاملة صور ابنائهم و هم بعمر سنة أو أكثر بقليل .. الصور مكبرة ومثبتة على كارتون قوي بطول 70 سم و عرض 50 سم تقريبا مزينة برسومات و اشرطة جميلة و مكتوب عليها أسم الطالب أو الطالبة و سنة التخرج..
أضافة الى أهل المتخرجين .. تزدحم المدينة بخروج الالاف من أهلها.. صغارا و كبارا و مسنين  وحتى المعوقين بمساعدة رعاياهم.. و مصطفين على أرصفة الشوارع و الحدائق للمشاركة بهذا العرس السنوي الجميل.. و الناس لا يستقرون في منطقة واحدة.. انهم يتنقلون من شارع الى اخر و من حديقة الى اخرى.
 هذا التخرج له دلالات و معاني تدل على ان المتخرج قد اكمل الثامنة عشرة من عمره.. وسيدخل معترك الحياة العملية .. قسم من الخريجين و الخريجات يبحثون عن فرص عمل  والاخر يرى ضرورة متابعة الدراسة الجامعية و منهم من يأخذ استراحة من الدراسة و يستغل فترة الاستراحة بالعمل لزيادة خبراتهم و حصولهم على وارد مالي مناسب و بعد انتهاء الاحتفال .. يتفق بعض العوائل و الافارب و يؤجرون قاعات و يقيمون احتفالا مشتركا الى الساعة الاولى من الفجر و المجاميع الاخرى يحتفلون في الحدائق العامة و على حافات البحيرات لقضاء هذه الليلة السعيدة.
 
اكـــــرم نـــــوري حكيــم .. السويد اسكستونا  7 -6 -2014

مجمــــــوعة من صــــور الاحتفالات في مدينة اسكلستونا بتاريخ 6 -6 -2014






























                         
 
 



6


..... رحيـــــــل الصديق العزيز .. الغالي .. د سعــــدي المالــــــــح ....

كـــــان الخبــــر كالصّـــــاعقة علينـــا ... الرحيــــل المفاجـــــــيء ... لصديقنــــا الغالـــي ....

الأديــــب والمؤلـــــف المعــــروف د سعـــــدي المالـــــح ... المدير العــــام للثقافـــــــــــــــة

والفنــــــون السريانــيـــة ... في وزارة الثقافــــة والشبـــــاب فـــي أقليـــــم كردستــــــــــان

العـــــــراق هــــذا اليــوم .. الجمعــــة 30 - 5 - .. إنهـــــا خســـــارة كبيـــــرة و عظيمـــــة

لشعبــــه وعائلتــــه وأهلــه وأقربائـه ..

وأصدقائــــــــه ... إذ نعبّــــــر عـــن ألمنا وحزننــــا علـــى رحيلـــــه المبكّـــــــر .. سنتذكــــــر

وجـــــوده بيننــــا ... وتبقى صـــــورته لا تفارقنـــا أبــــــداً ...

وبهــــذه المناسبـــة الحزينــــة ... نطلب مــن الـــرب أن يتغمد الفقيـــد الراحـــل برحمتـــــــه

ويسكنـــــه فســــــيح جناتـــــه ... الصبــــر والســــــلوان لعائلتـــه وأهلــــــه وأقاربـــــــــــــه

وأصدقائـــــه ومحبيــــه ...

صُـــدرت للراحـــل العديــــد من المجاميـــع القصصيــــة والروايـــات ....

* الظــــل الآخر لإنســـــان آخـــــر .. مجموعة قصص بغـــداد 1971 .

* مدائــــن الشــــوق والغربــــة .. مجموعـــة قــــصص بغـــداد 1973 .

* يوميـــات بيـــروت ... روايـــة مذكـــرات موسكو 1983 بالروسية .

* أبطـــال قلعــة الشقيــف رواية وثائقيــة عــن القــدس 1984 .

* مــــدن وحقائـــــب ... قصـــص مختارة ...مونتريــال - كنـــــدا 1994 .

* حكايـــــات مـــن عنكــــــاوا ... مجموعـــة قصــص .. عنكـــاوا 2005 .

* فـــــي إنتظــــــار فـــرج الله القهــــار .. روايــة .. بيــروت 2006 ..

* عَمْـــــــكا .... رواية .. بيـــروت 2013 .. أهـــداني الراحل نسخة منها بتاريخ 1 -9 -2013 .

* كـــان للترجمــــة حيـــز كبيـــر في نتاجـــــه الابـداعـــي ... ترجـــــــم عــــن الروسيــــــة

الـــــى العربيــــــــة ..
اكــــرم نـــوري حكيــم
الســــــــــــويـد 30 -5 – 2014






7


.....  رحيـــــــل الصديق العزيز .. الغالي .. د سعــــدي المالــــــــح ....

كـــــان الخبــــر كالصّـــــاعقة علينـــا ... الرحيــــل المفاجـــــــيء ... لصديقنــــا الغالـــي ....

الأديــــب والمؤلـــــف المعــــروف د سعـــــدي المالـــــح ... المدير العــــام للثقافـــــــــــــــة

والفنــــــون السريانــيـــة ... في وزارة الثقافــــة والشبـــــاب فـــي أقليـــــم كردستــــــــــان

العـــــــراق هــــذا اليــوم .. الجمعــــة 30 - 5 - .. إنهـــــا خســـــارة كبيـــــرة و عظيمـــــة

لشعبــــه وعائلتــــه وأهلــه وأقربائـه ..

وأصدقائــــــــه ... إذ نعبّــــــر عـــن ألمنا وحزننــــا علـــى رحيلـــــه المبكّـــــــر .. سنتذكــــــر

وجـــــوده بيننــــا ... وتبقى صـــــورته لا تفارقنـــا أبــــــداً ...

وبهــــذه المناسبـــة الحزينــــة ... نطلب مــن الـــرب أن يتغمد الفقيـــد الراحـــل برحمتـــــــه

ويسكنـــــه فســــــيح جناتـــــه ... الصبــــر والســــــلوان لعائلتـــه وأهلــــــه وأقاربـــــــــــــه

وأصدقائـــــه ومحبيــــه ...

صُـــدرت للراحـــل  العديــــد من المجاميـــع القصصيــــة والروايـــات ....

* الظــــل الآخر لإنســـــان آخـــــر .. مجموعة قصص بغـــداد 1971 .

*   مدائــــن الشــــوق والغربــــة .. مجموعـــة قــــصص بغـــداد 1973 .

* يوميـــات بيـــروت ... روايـــة مذكـــرات موسكو 1983 بالروسية .

* أبطـــال قلعــة الشقيــف رواية وثائقيــة عــن القــدس 1984 .

* مــــدن وحقائـــــب ... قصـــص مختارة ...مونتريــال - كنـــــدا 1994 .

* حكايـــــات مـــن عنكــــــاوا ... مجموعـــة قصــص .. عنكـــاوا 2005 .

* فـــــي إنتظــــــار فـــرج الله القهــــار .. روايــة .. بيــروت 2006 ..

* عَمْـــــــكا .... رواية .. بيـــروت 2013 .. أهـــداني الراحل نسخة منها بتاريخ 1 -9 -2013 .

* كـــان للترجمــــة حيـــز كبيـــر في نتاجـــــه الابـداعـــي ... ترجـــــــم عــــن الروسيــــــة

   الـــــى العربيــــــــة ..
                                           اكــــرم نـــوري حكيــم
                                      الســــــــــــويـد 30 -5 – 2014

    




8
رثاء بمناسبة أربعينية الصديق و الأخ باسم دخوكا

في هذه اللحظات الأليمة نستذكر الغالي بكلمات من الحزن و الاسى لعائلته وصديقته وأم أولاده بيداء المفجوعة وذويه..
سيتذكر العالم أجمع تاريخ الخامس من كانون الاول وتنحني عقارب الساعات رؤوسها إكراما وإجلالاً لهذا التاريخ لأنه يقترن رحيلك برحيل القائد الأفريقي رمز النظال في العالم (نلسون مانديلا)..
هذا التاريخ ... صَفَعنا وجَرَحنا بسيفه المسموم, ولا يعلم بجرحهِ إلا الذي اصابه هذا السيف اللعين..
فالأشياء الجميلة في حياتنا تَستعجل دائماً للرحيل, والورد يذبل يانعا ويرتدي الأبيض باكرا, وتغلق ابواب الفرح ويخسف القمر وتظلم الدنيا.. غيابك يا الغالي هو حاظراً متوهجاً في قلوبنا ويبقى المتألق دوماً.. لم نكن نتصور أن الخميس يبقى ماضيا, ويصبح باسم العزيز مكانه خاليا.. لقد تسرّبتَ من بين أيادينا بعجل ولم تقل لنا وداعاً.. رحلت وتركتَنا بالحيرة والألم والحسرة في هذا الزمن الدامي.. كنت أنشودة ملائكية على الأرض بأخلاقٍ جميلة وتواضع وبساطة ونجاح أجتماعي.. يا قمرنا الراحل, برحيلك بكت كل الأقلام والكتب والأشعار والمقالات وهويّات الكُتّاب والصحفيين..
في الخميس المشؤوم يا باسم روحك لم ترحل بعيدا, فقد كانت على موعد مع صديقتك وحبيبتك بيداء وأولادك الطيبين لقضاء فرحة أعياد الميلاد ورأس السنة الجديدة 2014 , لتنثر وتنشر الخير والفرحة والبركة والأستقرار في كل ركن من أركان داركم.
نحن نشعر الآن بروحك تطوف فوقنا لتبعث فينا المحبة والحياة وتلملم أشلائنا المبعثرة والمكسورة.. موتك كان فاجعة كبرى ورحيل لجمال كل الأشياء الموجودة في الوجود, فقدناك لكننا نراك في حرفٍ وكلمةٍ وبين صفحات مقالاتك الجريئة والصادقة.. مقالاتك كانت مثل الطبيب المعالج, كانت تعالج كثير من المشاكل الأجتماعية والسياسية والنفسية والانسانية.. نعم كنت المعالج والمداوي.. أفتقدناك كاتبا جريئا, جسوراً وصارما.. كلماتك كانت تَنطُق بالصّدق والحقيقة.. وتغسل أدران وعفونة المسؤولين السّلبيين والفاسدين والسارقين لأموال عراقنا الحبيب.. كنت في الغربة لكن روحك كانت تعيش في أحضان وطنك وعنكاوا حبيبتك, وكنت تقول دائما هناك هو عنواني ومحطّات ذكرياتي..
باسم يدعو ويناجي ربه.. ويصرخ بصوت عالي.. رباه إذا لم تكن رحيماً بباسم, فيا ليتك كنت رحيما بزوجتي وأولادي.. تركتَهم بين العذاب والشقاء, فلا يسمعون صوتي, غير صدى صمت قبري, وجَعَلْتَهم يتقلّبون على الجمر كل ليلة بدون لذة النوم.. المرض اللعين وحده لم يهزمك يا باسم بل كذلك حرقة قلبك على وطنك وحبيبتك عنكاوا.. إذن وَجَعُك كان وجعين, وجع المرض اللعين ووجع وطنك النّازف منذ سنين.. ليتنا كنّا واقفين الآن حول قبرك نُقَبّل ترابه ونروي بفيض دموعنا تلك الأزهار التي زُرعت حول قبرك بيد عزيزتك بيداء وأولادك الطيبين..
عزيزي باسم.. نُم قرير العين ايها الغالي والصديق الوفي, ستبقى ذكراك في قلوب الأهل والأصدقاء محفورةً طول الدهر..
يا رب نطلب منك أن تسكن فقيدنا الغالي فسيح جناتك ولذويه وأصدقائه ومحبيه جميعاً الصبر والسلوان ...

صديقك وأخوك
أكرم نوري حكيم
السويد 14-1-2014

9
رثاء الى الصديق و الأخ باسم دخوكا

الحزن يأتي ليلاقينا مرّةً أُخرى .. يا رب لماذا لم تؤجل فعلتك هذه ليكتب العزيز باسم رواية و قصص كان ينوي كتابتها ... و حرمته من تقديم هدايا العيد لزوجته و أولاده بمناسبة أعياد الميلاد و رأس السنة الجديدة. انها سنة مشؤومة حقا والتي صادفت رقم 13  ..
يا للهول كم قاس وظالم يا موت .. سرقت باسماً بهذه العجلة .. هذا الانسان الباسم الطيب الحليم المتواضع ورجل الأخلاق والخصال الحميدة ..
حديثك يا صديقي كان يفيض منه العذوبة والصدق والاستقامة وتفوح منه رائحة المسك والاقحوان.
عرفناك يا باسم بالقلم والعلم ورجل الثقافة والأنسان الطيب يحترم المبادئ السامية والحقوق الأنسانية ..
كنت نهر دجلة وروافده .. لا والله .. بل كنت العراق من زاخو الى الفاو فطوبى لك يا أبا (سان) ..
كنت محبا لوطنك وشعبك وعاشقا لحبيبتك عنكاوا التي كانت تشغل تفكيرك دائما من خلال نشر مقالاتك الصادقة في صفحة عنكاوا كوم الموقرة .. نعم كنت لها رافدا وصفحة مشرقة لموقعها .. ستبقى مقالاتك منقوشة على الصخر يا باسم وتبقى حيا في ضمير كل من عرفوك من الناس والكُتّابُ والصحفيّين والقرّاء .. سينبت دمك زهورا ملونة في حدائق كتبهم ومقالاتهم وزهورا وأشجاراً وارفة في المقبرة التي تحتويك ..
كيف غادرتنا ولم يزل غصنك كان طريا .. ولم تكن رقماً زائداً في حسابات هذا الزمن ..
كم تعذّبت خلال هذه الفترة ورغم ذلك صبرت لأنك كنت تعشق البيت والحياة وتهوي الربيع الشمس والطبيعة .. لعنة الله على هذا المرض الّلعين, برماحِهِ المسومةُ حوّلَ نورُكَ الى ظلامٍ وخسفَ بدركَ المنير ..
موتك مصيبةٌ كبرى وفاجعة عُظمى .. بل كان تسونامي جرفَ ودمّرَ نفوسَنا وأحرقَ قلوبنا ومزّقَ أحشائنا .. وأمطرت علينا أمواج من الأحزان المغلّفة بالآلام المبرحة وحوّل أيامنا سوداً وعلقماً .. والألوان كلها تأكسدت في لونٍ أسود ..
أُمّكً وَلِدَتكَ طفلا ونوراً في المشرقِ, المرض الّلعين الفتّاك أسدَلَ ظلامهُ الدامس عليكَ في المغرب وفي الغربةِ القاتلة ..
دَدّه (فرى) الثكلى المفجوعة تنوح وترزحُ تحت ثقل سنوات عمرها تقول "يا ريت الموت من قبلكَ عدمني وسهام المرض الّلعين كان  يصيب صدري وأحشائي وأستريح ولا أرى ثمرتي الصّغيرة يضمها الفبر قبل أن يضمّني ..
يا باسماً رحلتَ دون ميعاد ووداع وأنت بعيد .. بعيد .. عن أهلك وأقربائك .. رحلت لتلتحق بموكب جنازة عمّتُكَ المسكينة الّلطيفة (نبيلة) وزوجها المتواضع (ممتاز) ..
تركت الزوجة الحنونة و الصديقة (بيداء) تائهةٌ في الصحراء والابناء الثلاثة يتامى وأم كهلى تنوح يكويها لهيب جمرك ونار بعدك المحرق .. تركت أخوك (جبار) في عنكاوا ينهار .. شقيقك (سعيد) كئيبٌ في السويد .. (لطيفة) من هول الصّدمة أصبحت قاسية .. (جميلة) أذابها الخبر القاسي .. (خلود) أضمحلّت وهُلكت .. (سعيدة) كئيبة وتعيسة .. (حمامة) أنكسرت جناحيها وبحّ هديلها .. و (ندى) المسكينة جفّت شرايينها وأوردتها ..
فريدة أمك الجوهرة النفيسة كانت من أعظم النائحات والندّابات في عنكاوا حضورها كان دائم في كلّ تعزية من التعازي, كانت تأتي بكلمات وأشعار وألحان بصوتها الشّجي الحزين تحرق به الأعماق وتسرق الدموع من عيون المعزّين .. فماذا أحظرت من الكلمات والشعر هذه الثكلى الذّليلة بهذه المناسبة الأليمة لتنوح عليك أيها الغالي ..
لا تقولون لا تبكوا على الغالي والعزيز باسم لأنه كان يزرع جميلاً وبسمة في كلّ مكان .. وحتّى مقبرة عنكاوا تبكيك لأنها لم تحتويكَ ..
عزيزتنا بيداء (أم سان) .. لقد أنكَسر العامود الرئيسي لخيمتكم الجميلة .. أذن أنت تصبحين بديلاً لهذا العامود بصبرك وايمانك وحبك الدائم للفقيد الغالي والابناء .. هذه الخيمة ستبقى تحميكم لأن مؤسّسُها وبانيها هما الفقيد الغالي وأنت .. يدا بيد مع سان يا الغالية بيداء لتقوية أوتاد الخيمة حتى لاتهزّها الرّياح والعواصف ..
باسم وأمثاله هم أحياء في قلوب كل الناس والأحبة والأهل و الأصدقاء ولا ننسى ضحكته الجميلة وبسمته الرّقيقة وأسلوب حديثه الشّيق ..
 صديقي باسم معلوم أنّك حزمتَ حقائبك بعد أن وضعت فيها أحتياجاتك من الأقلام والأوراق والكتب لتكتب روايتك الأخيرة (الموت في زمن الصّعب) بعد روايتك الموسومة (الحب في الزّمن الصعب) ..
نم قرير العين يا الغالي في مثواك السرمدي ونطلب من الرّب أن يكون هذا المصاب الجلل خاتمة أحزاننا .. صلّوا لأجله ليرث ملكوت السموات .. ونتمى للجميع الصبر والسلوان ..
صديقك وأخوك
أكرم نوري حكيم
السويد 6-12-2013

10
عمكـا..بانورامـا وسط دركـا
                           
     صديقي العزيز سعدي.. تقبل تحياتي واشواقي الحارة ..
   كما تعلم يا صديقي ، اني لست بناقد أدبي ، لكن عندما روت لي عمكا حكاياتها الجذابة  الهبني الشوق والحنين لتلك الأيام الحلوة والصداقة الحميمة .    عمكا .. ذكريات جميلة لأجيال عديدة ، انها امتازت بسهولة التعبير وحلاوة التلويــــــن   وعمق الأحساس .
    أعجبني فيها كثيرا هذه الحبكة والنسيج الغريب والتفاعل والاندماج الزمني بين حكايــات وقصص عمكا وحياة الأساطير الأشورية  والبابلية والسومرية واَلهتهم ، تم حصــــــراَلاف السنين ودمجها في زمن واحد، اية قدرة حساسة من الكاتب في سرد احداثها .
 عمكا.. جعلتني اعثر على ما كان مفقودا مني منذ سنين طويلة ، و انبتت في اعمــــــاقي الأشياء الميتة في حياتي الماضية .
 عمكا .. حطمت قشرة الأشياء وتحررت من احكام وسلطة الزمان ونثرت  شعرا جميــلا في سماء عنكاوا الحبيبة.
 عمكا.. فيها اَيات من السحر والخيال وحـولت الواقع الجامد الى صور حية جميــــــلة في خيالنا ، وطرقت الأبواب الموصدة واعادت الأشياء الكثيرة و المفقودة في ذاكرتنا.
 مسكت عمكا بيدي وصعدنا سوية الى برج عالي ذات قمة واسعة اسطوانية وبارتفاعـات عالية ما يقارب ثلاثة امتار وسط محلة  ..    فـــأصبحنـــا وســــــطهــــا  ..
 اكرم.. قالتها لي عمكا . أصغي اليّ ، سأعود بك الى بداية خمسينات القرن الماضـــــي ،لا تحزن يا مغترب، ارم بمرارة غربتك القاتلة من راسك و قلبك ، واستمتع من خلالي بمشاهدة  حياتك طفلا وشابا مع اهلك واقربائك واصدقائك وجيرانك وأهالي بلدتك الحبيبة.
 فجأة تحولت عمكا الى بانوراما بكل فصولها على الجدران الأسطوانية العالية ، وقفت فـــي البداية لمشاهدة الأحداث التي بدأت متسلسلة كشريط سينمائي.
 انبهرت لجمالية الأشياء والمواقع الملونة والأماكن والمناظر لبانوراما عمكا، البداية كانــت  من محلة دركا وساحتها الواسعة ، وبيوتها تبدو كأنها ترقص دبكة كردية حول هذة الســــاحة الواسعة ، ثم قصرة ، محلة الكنيسة وفلكة وزقاق عجمايا و نباتي وعسكراني  و(دِنكة) العــم  سولاقا كرّا ، وطرق و فروع المؤدية الى اربل والقرى المجاورة ،وزقاق المؤدي الـــــى دار  العم ( حنا عربايا ) القديم ، كأن بألتوائاته ثعبان كوبرا ، وفي باحة الدار أغنام ترضع صغارها الخراف ، وكوركيس الأبن ماسكا بفرح نعجة صغيرة مولودة تواً .
 شاهدت نفسي مع اصدقائي وزملائي في محلة فلكا ونحن في ريعان شبابنا، وفي الآفــــــاق حول عنكاوا حقول الحنطة والشعير تشكل بتموجاتها رقصة فنية ساحرة .
هنا وهناك اطفال بأعمار مختلفة يلعبون العاب متنوعة ، شاهدت كثير من اهالي بلدتــــــــي والأقرباء والجيران والأحبة  .
ماذا هناك ؟ .. كارثــة .. انها نيران .. نيران كثيفة وعالية خلف بيوتنا وراء الكنيســـــــــة ، بيوتنا كانت متراصفة ببعضها وذات مساحة واسعة لكل دار ،لأن والدي وجميع اعمامه كانــوا يمتلكون المواشي اضافة الى الزراعة.   من اليمين كان يبدأ دار العم غريب دنحا ثم يليه دار نوري حكيم وحنو حكيم ومجيـــــد حكيـم وهرمز حكيم.
  ابتلعت النيران جميع بيادرنا في ذلك اليوم المشئوم، ولم تبقى حبة قمح صالحة لأحد ، كــــان ذلك احد ايام صيف 1954، كان عمري اَنذاك اربع سنوات ، اتذكر جيدا ذلك الحدث المؤسـف كأنه اليوم ، و اتذكر أنني صعدت الى السطح مع اختي فضيلة التي كانت تكبرني بســـــــــنتين، السنة النيران تحرق وجوهنا ونحن نبكي بحرقة على محاصيلنا و جهود اعمامنــــا ،  كانـــــت
محاصيلنا الزراعية وافرة جدا . 
 شاهدت بعدها جميع الآلهة الآشورية والبابلية والسومرية والجن والعفاريت ، كـــــم كــــــانت  جميلة ملحمة كلكامش على الألواح الطينية المدونة بالكتابة المسمارية ، استمتـــــعت بمشــــاهدة المدن الرئيسية ، أور ونيبور ولارسا والوركاء وكيش واريدو واوروك وننوا .
 رأيت قادة وملوك ، سرجون الأول وحمـورابي ومسلته ومردوخ ونبوخذنصر واسرحــــدون و غيرهم الكثير، واطلعت على مهنهم وحرفهم اليدوية والمعابد الضخمة والزقورة وحدائق بابل  المعلقة وباب عشتار .
  شاهدت كثير من الحروب والغزوات في تلك الأزمنة ، تسلل الخوف الى قلبي وانا اشاهـــــد الآلهة في مكان ما يتقاتلون فيما بينهم كما يتقاتلون اليوم قادة وساسـة و برلمانيو العراق من اجل مصالحهم.
 سجدت احتراما لمشاهدة المأسوف على شبابهم المساكين ، ضحايا (( حرب العراقية الأيرانية القذرة )) وعلى امتدادها لنهاية عام 1991 وباعمار مختلفة .
   التهبت الدموع في عيني حين ابصرت أول شهيد  في عنكاوا  (امير عنييل ) يلعب كرة القـدم مع شقيقه طارق امام دارهم الواقع خلف اسالة ماء القديمة وكانت اعمارهـــم تتـراوح انــــــذاك  بين 8  و 9 سنوات  .
   اَه يا شقيقي وعزيزي حبيب ،، اعماقي تنزف انهارا وعينـــــاي تحرقها النيران وانت جالـــس على الكرسي سارحا امام دكانك الصغير .. التحقت بالمعسكر وبعد اسبوعين اصبــــــــــحت أول اسير عنكاوي ولذلك كنت ملقبا بحبيب اسير كنت صامدا وصلدا امام جلاوزة  الأيرانيــــــــــين وتحملت الكثير من التعذيب على اياديهم القذرة ،ورجعت بعد احدى عشرة سنة من الأسر ،ولـم
ولم تستمتع بحياتك مع اهلك إلا قليلا وامتدت ايادي القراصنة وامام داركم اردوك قتيلا من اجل مبلغ عراقي بسيط ، وخنقتني الحسرة حين قلت لي في المستشفى وانت غارقا بدمك ، انظر يـــا اكرم كيف مزقوا رئتيّ .. وا.. اسفاه وانت غادرتنا بتاريخ 27/9/2000 الى الأبد.
                 
استمتعت كثيرا بمشاهدة احداث وحكايات  عمكا من خلال بانورامتها بجميع فصولها

                          *     *      *
عمكا حقا كانت اجمل الأهرامات  في العالـــــــم
 
    - صديقي العزيز .. حسب قناعتي كان من المستحسن الإستعانة بمخطط لدور عنكاوا  مــن البلدية قبل وبعد شق الشوارع فيها ،وكتابة اسم صاحب الدار إن امكن ذلك لتعزيز قوة الروايــة وكملــــــــــــحق لها.
   - صفحة 129 .. السطر الثالث ، ذكرت (البيتان التاليان كان لمعلميْنِ غادرا المحلة الى حـــي عصري انشيء حديثا ) ولم تذكر اسميهما علما انهما كانا جــــيرانكم ، المعلمــــان كانــــا العـــم (بويا فرنسي ، ابو نبيل ) والثاني العم (توما يوسف، ابو زهير).
   وفي نفس الصفحة ذكرت بــان العمة (كاترينا ) كانـــت مــن أوائل الممرضات و القابـــــلات المأذونات  في عنكاوا ، كل واحترامنا و تقديرنا العالي لها ولعائلتها الكريمة جميعا .
   حبذا لو ذكرت للتاريخ ،الجدة المشهورة( وارينة الحسيني) شقيقة (ويردينا الحسيني ) الـــــتي كانت جدتي (لأبي) كانت أمية  ، ولكن كانت قابلة مشهورة يشهدون الناس بقدرتها ، واعتقــــــد هي التي سعت في ولادتك ، اليس كذلك ؟ مارست هذه المهنة منذ بداية الحرب العالمية الأولـــى الى ما يقارب ثورة 14 تموز ، لانها توفيت صيف سنة 1959 ، حسب التقديرات ان اكثر مـــــن
60% من نساء عنكاوا في تلك الفترة كانت جدتي القابلة لهن .

   لتجميل تاريخ عنكاوا، لكنت زرعت جميلا في حديقة عمكا لو ذكرت الحكيم المعروف فــــــي عنكاوا واربل منذ بداية القرن العشرين  (حنو حكيم ) واخوانه وابنائهم الذين كانوا يستحضرون العلاج الطبي من الأعشاب التي كانوا يحصلون عليها بجهد عالي  من جبال ووديان كردســــتان، بادوات معدنية بسيطة ولا زالت باقية محفوظة عند ابن العم (عبد الأحد شابو) حفيد حنو حكيـم .
    حنو حكيم كان يقوم باجراء عمليات صغرى مثل استأصال الأورام وفي ذلك الزمن لم تكـــن الخبيثة معروفة من الحميدة ، وايضا قام ببتر الأصبع الكبيرة لقدم العم (فرنسي بطرس ) المسمى ب(فسي تته) لأنها كانت مصابة بمرض الكانكرين ، وايضا قام ببتر اصبع قدم والدة المـــعروف عزيز محمد السكرتير العام للحزب الشيوعي العراقي سابقا لإصابتها ايضا  بالكانكرين  في قرية سيبيران التي تبعد من غرب عنكاوا بحوالي خمس كم  .
    اما اشقائه و ابنائهم كانو يقومون بتلقيح اهالي عنكاوا وبقية القرى القريبة والبعيـــــدة بلقــاح الجدري واللقاحات الاخرى التي كانو يستحضرونه بانفسهم . 

 أرجو... ان اكون  قد قدمت شيئا بسيطا  للعملاقة عمكا
   وفي النهاية اشارت كلكامش الى الآلهة أشخارا لتصاحب روحي الى السويد .
   ودعت ملحمة عمكا على شكلها البانورامي المثبت على قمة البرج وسط دركا ،متألقة شامخـة
يرتادوها كثير من الزوار يوميا ...
                                                            اكــــــــــرم نوري حكيم
                                                              السويد 18ـ9ـ2013


 


11
 
اكرم نوري حكيم
 السويد


رحيل المربي الفاضل توما حنا

31|12 يوم مميز في تاريخ التقويم الميلادي ..العالم باجمعه يحتفل بهذا اليوم ,واغلب الناس لهم محطات عمر سعيدة بين
ثنايا هذا اليوم وبالاحرى في ساعاته الاخيرة ..

قبل ان تتدحرج الساعات الستة الباقية والاخيرة من هذه السنة نحو هاوية الزمن ... اطل المربي الفاضل توما حنا على اطلالها
بجسمه النحيل متكئاً على عقارب الساعة ,ورمى بنظره نحو الخلف ليشاهد شريط حياته الماضية بحلوها ومريها .

فرأ مجموعه من المدارس التي علم فيها ,اطفال بعمر الزهور يلعبون ويمرحون في ساحاتها وظله يرافقهم
يوجههم بهدوئه المعتاد ,يربت على ظهر هذا التلميذ وذاك ..وتارة اخرى يرى نفسه داخل الصف يعلمهم الحروف الانكليزية..

وفي الشارع الرئيسي في عنكاوا شاهد نفسه يقود مسيرة شبابية وطلابية بمناسبة ثورة 14 تموز......
ومرة اخرى في عصر يوم ربيعي مع اصدقائه في ايام شبابه يتنزهون ويمرحون على حافات مياه – مَفتح وكاريزى –
ساقية عنكاوا سابقاً..وفي زاويةٍ من زوايا نادي بابل الكلداني في اسكلستونا قنديل كان ينير صالة النادي.

جعل من شريط حياته هذا بانوراما في خياله ...وقف اولاده كامران, سيروان ,لوىء , ليث , وبنتيه ليليان وبان حوله جاعلين
له من قاماتهم اوتاداً لخيمة تحميه من المجهول .

اقتربت عقارب الساعة من الساسة عصراً اخترق الملاك  الخيمة , واذا بصوته ِ سمعه توما , يقول انهض يا توما .. انهض ..
انت لن تحتفل بهذا العيد مع اهلـك , انهض لنحتفل معاً بهذه الساعات الاخيرة من هذا اليوم في السماء ..
ترجى توما من الملاك ان يأخذه من السويد ليطير به الى بلدته الحبيبة عنكاوا ليلقي النظرة الاخيرة عليها  ومن هناك صعدا الى

 السماء واحتفل توما مع الملائكه بمناسبة رأس السنة الجديدة 2012 .

والتهبت الدموع في عيونينا....





         


12
نتاجات بالسريانية / لكت خه مشي.
« في: 14:57 08/10/2008  »

صفحات: [1]