ankawa

الاخبار و الاحداث => أخبار شعبنا => اخبار فنية ثقافية اجتماعية => الموضوع حرر بواسطة: عنكاوا دوت كوم في 21:37 29/06/2019

العنوان: اثارية عراقية تنتقد كتاب "اديرة وكنائس كردستان العراق " وتقول بانه حافل باخطاء تاريخية واثرية
أرسل بواسطة: عنكاوا دوت كوم في 21:37 29/06/2019

عنكاوا كوم –سامر الياس سعيد

انتقدت اكاديمية عراقية كتابا صدر مؤخرا  بترجمة عربية  للدكتور يوسف توما  لكتاب صادر باللغة الفرنسية  حمل عنوان (الاديرة  والكنائس في كردستان العراق  دراسة تاريخية واثرية )للباحثة الدكتورة نرمين علي امين  مشيرة بانه حفل بالكثير من الاخطاء التي تعلت بجغرافية بعض المواقع  بالاضافة لتشويهات طالت تلك المواقع اثر التنقيبات التي اجريت عليها .

وبينت  الدكتورة  بروين بدري توفيق الحاصلة على الدكتوراه في تاريخ الاديرة  والكنائس في شمالي  بلاد النهرين  جملة من الملاحظات حول الكتاب المذكور  الذي هو اصلا رسالة الدكتوراه التي تقدمت بها امين  لاحدى الجامعات الفرنسية  حيث قدم للكتاب  كلا من الدكتور جان ميشيل  والان دي رمو وصدر بترجمة عربية  للدكتور يوسف توما  مؤخرا عن دار امجد في الاردن ..

واوضحت  توفيق في تصريح خاص لموقع (عنكاوا كوم ) فان الكتاب  المذكور اثار الكثير من الجدل  بالتزامن مع صدوره مما استدعى  لابداء راي علمي  حوله  برغم  علاقة الصداقة التي تربط الدكتورة بروين  بالكاتبة والباحثة نرمين  حيث انها لم تكن ترغب  في الاشارة الى الكتاب  ولكن نزولا عند رغبة الكثير من النخب التي استدركت لغرض توضيح بعض الحقائق والوقائع  فاشارت  الدكتورة بروين  بدري توفيق  الى ان مما يثير العجب فعلا انه على الرغم مما ورد على غلاف الكتاب من أسماء ، فإنه ضم أخطاء تاريخية وأثرية عديدة ، وهي ليست أخطاء نحوية أو طباعية  ليتم التغافل عنها بسهولة، كما يحدث لكتاب آخرين وإنما هو يضم عدداً من هذه الأخطاء التي تقع مسؤولية تصحيحها على عاتق الباحثة أولا وآخراً، فالكتاب كتابها وحدها وهي المسؤولة بالطبع عن كل حرف فيه  وفيما يأتي نماذج مما احتواه هذا الكتاب من أخطاء

لم تتحقق الكاتبة من تعيين مواقع بعض الأديرة، ولا من أسمائها،  فوضعت اديرة وكنائس في غير أماكنها الحقيقية، من ذلك مثلاً أنها ذكرت في الصفحة 164 أن دير هرمزد يقع على جبل (بيت عابي) ونحن لا نعرف جبلا بهذا الاسم، وانما توجد منطقة باسم (بيت عابي)وهي تقع في عقرة، وليست قرب دير هرمزد، لأن دير هرمزد يقع في جبل القوش كما يعرف الجميع، أما بيت عابي (الذي في عقرة) فقد اشتهرت بديرها  الذي كتب عنه رئيسه توما المرجي في القرن التاسع كتاباً مستقلا بعنوان (الرؤساء) وما زالت جدرانه   موجودة الى اليوم، فكيف تنقله المؤلفة من عقرة ألى أسفل دير هرمزد في جبل ألقوش، فيتصور القارئ ان دير هرمزد يقع في عقرة؟،  ، ان هذا الخطأ الفادح يكشف عن أن الباحثة لم تحسن نقل المعلومات من المصادر التي يفترض انها رجعت اليها،، وخاصة أن دير هرمزد  ذكرته جميع المصادر بوصفه ابرز معالم جبل القوش وأشهرها، اما فيما يخص 

(دير بازيان) في السليمانية، الصفحة 242، ذكرت مقدمة تاريخية عن مضيق بازيان في السليمانية، وتاريخ البناء الذي قرب هذا المضيق،  والذي اطلقت عليه اسم (دير بازيان) مع انه لم يرد أي ذكر لهذا الدير في أي من المصادر، فلا يعرف تاريخه، ولا مؤسسه، بل ان الرحالة ريج الذي زار المكان سنة 1820 لم يصفه الا بأنه مجرد "خان صغيرواقبية صغيرة معقودة  وابار" ، مما كان يقتضي منها تقديم ادلة قوية لاثبات فرضيتها، فاعتمدت على تقارير هيئة الاثار العامة في بغداد كونها اول من نقب في هذا الموقع من سنة 1987 الى 1992، وهذه التقارير ما تزال موجودة في قسم الارشيف في الهيئة المذكورة، وتشغل هذه التقارير 52 صفحة، وهي بخط اليد برقم (ملف 10 بتاريخ 2/4، 1990)، وحينما عدنا الى هذه التقارير وجدناها تذكر انها قلعة، مع صور للموقع وما عثر عليه المنقبون وهي مسكوكات ساسانية واسلامية وفخار. وبينما تذكر أنهم وجدوا صلبانا برونزية وصليب من الحجر تخلو تقارير هيئة الاثار في بغداد من أي اشارة الى هذه الصلبان، ولتبرير هذا التناقص، وتفسير عدم وجود اية صورة لها،  ادعت ان التقارير ناقصة، وقسم منها مفقود!، كما وجدناها تذكر ان تقارير دائرة اثار السليمانية تفيد بأن رئيس اثار السليمانية معتصم رشيد ، (وفي نفس الفترة التي أجرت فيها اثار بغداد تنقيباتها) حينما رفع الانقاض من الموقع، انكشف له بقايا دير مسيحي محصن، وهنا نرى الاختلاف بين تقارير بغداد والسليمانية، وكان المفروض ان تشير الى ما ذكره كمال رشيد، وهو المنقب في دائرة اثار السليمانية والمشرف على صيانة موقع بازيان، حيث نشر في مجلة (هزار مرد) الاثارية المتخصصة الصادرة في السليمانية، العدد1، السنة 6، ص232 بحثا بعنوان (موقع بازيان، دراسة تحليلية لمخطط البناء والعناصر المعمارية) فإنه ذكر بصراحة ان معتصم رشيد زيف وشوه وتلاعب ببعض أجزاء موقع بازيان فأزال حوض ماء دائري كان في وسط ساحة القلعة وجعله نصف دائري، وذكر أن هذا التزوير يخالف الأمانة العلمية والبحث العلمي، وهو متعمد، ويتحمل السيد معتصم مسؤوليته، وقد قام كمال رشيد بحفر خندق اختباري حول الحوض فتأكد له أنه حوض ماء لا أكثر، وبجانبه مجرى ماء يتجه الى بناية الحمامات والمخازن، والى بئر في خارج القلعة لتصريف المياه، وهذا الحوض مبني على ارضية الساحة الاصلية للمموقع، وعرض صوراً يظهر فيها الحوض كاملاً، وقال ان ما قام به معتصم في جعله نصف حوض كان الغرض منه جعله يبدو كمصطبة، او منصة، (البيما) وهو اسم لمنصة نصف دائرية تقع امام المذبح في بعض الكنائس الشرقية، وبدأ برسم مخطط يجعل فيه هذه الساحة كنيسة بازيلكية، ووسطها (البيما)، التي كانت في الاصل حوض ماء، مع ان مخطط الكنيسة لا ينطبق مع حقيقة البناء كما ذكر ذلك كمال رشيد، وهنا وجدنا نرمين في كتابها تذكر ان هذه (البيما) عثرت عليها اثار بغداد، مع ان اثار بغداد وكمال رشيد من اثار السليمانية  ذكروا انها حوض ماء، وهي تناقض ما تقوله، فيما نشرته من صور لأن هذه الصور تظهر بوضوح حوض الماء على شكل دائرة كاملة، ثم تعود فتعرض صوراً أخرى تظهره على انه شكل نصف دائرة، وهذا التناقض كشف خطأها، وهذا ما أكده كمال رشيد في ملاحظته أن تغيير  شكل الحوض كان لغرض تزوير وظيبفته ، وجعله يبدو على شكل (بيما). وهكذا قررت د. نرمين ان الموقع كنيسة، وأنها من الطراز البازيليكي، وأنها تحتوي على (بيما) ثم تأتي بفريق فرنسي ليؤكد ان الموقع كنيسة، وادعت ان الفريق وجد صلبانا في الموقع بهدف تأكيد كونه كذلك، وهذا كله  جزء من عملية تشبه ما فعله معتصم حينما جعل حوض الماء بيما،، ،  وبهذه المناسبة ندعو الهيئة العامة للآثار ان تتخذ إجراء مناسبا  بهدف اعادة هوية الموقع بوصفه خاناً (كما سماه ريج أول مرة) وليس ديرا او كنيسة كما ادعى الفريق الفرنسي،  ومؤلفة الكتاب. فلو كان كنيسة فعلا فتكون تحت الارض بحوالي متر في اقل تقدير، لأن الموقع كان منذ زيارة ريج وقبلها، أي منذ ثلاثة قرون كان خانا، ثم تحول الى مخفر شرطة في 1930، كما تشهد على ذلك الصور العديدة، فكيف وجدوا الكنيسة بحوالي نصف متر فوق سطح الارض؟

ومما يدل على عدم دقتها في ضبط التواريخ والاسماء. ، أنها تشير الى وثيقة مؤرخة في سنة 1570 ورد فيها أن امير شهرزور أنشأ قلعة على مضيق بازيان، والصحيح ان اسم القلعة الوارد في الوثيقة هو (بابان) لا (بازيان)، والفارق بين الموقعين كبير ولا يمكن تفسيره الا بالتعجل في النقل، دون تبصر، وإلا اين بازيان من بابان؟
 

وفي الكتاب أخطاء أخرى من هذا النوع، ففي صفحة 198 تذكر أن دير مار قرداغ كان يقع في قلعة اربيل الحالية، مع العلم ان سيرة هذا الشهيد الواردة في كتاب (شهداء المشرق) تشير الى ان ديره كان يقع قرب قصر مار قرداغ في ضواحي اربيل وأنه ظل موجودا إلى القرن الحادي عشر، حيث كان يزوره اهالي اربيل، وتستغرق رحلتهم اليه نحو اربعة ساعات، فكيف تجعله الباحثة في وسط القلعة الحالية؟

وفي السياق نفسه، أشارت في الصفحة 198 السابقة الى أن اسم كنيسة قلعة اربيل هو مار قرداغ، ولكنها ذكرت في الصفحة  228  انها لا تعرف أي معلومة عن هذه الكنيسة، وأنها هدمت في القرن الثالث عشر الميلادي، لتتحول الى جامع، فأي جامع تفصد؟ هل تعني به جامع القلعة الحالي؟ وكيف تفسر التناقض بين هذين القولين؟!
 
ان ما ذكرناه لا يزيد على ان يكون نماذج قليلة مما  ورد في هذا الكتاب
من مآخذ، وكان الأجدر بالمؤلفة ان لا تتعجل بالكتابة قبل ان تتثبت من دقة معلوماتها، وأن تخلص كتابها من ذلك العدد من الأخطاء التاريخية التي تشوهه، فضلا عن الاخطاء اللغوية، والطباعية، التي لا حصر لها.