36
تخبرنا القصة إن الملكة هيلانه عندما اكتشفت الصليب و تحققت من صحته في رحلتها التي نذرتها إلى بيت المقدس و زيارتها إلى الأماكن التي قدسها المسيح أثناء حياته, أضرمت نارا فوق مرتفعات القدس …….. كأشاره منها , ليحذو حذوها البقية في إيقاد النار……..وصولا إلى القسطنطينية ( عاصمه ابنها) … فرحا و أبتهاجا بهذا الاكتشاف العظيم. و اليوم و نحن نعيش عصرا …أصبحت فيه الاكتشافات و التنقيبات أمرا يوميا ….نقرأ أو نسمع عنها على مدار الساعة.. بفضل ما وصلت إليه البشرية من تقدم و رقي في مجال العلم ,أ ترانا و نحن نعتلي هذه الناصية قادرين على اكتشاف الصليب المدفون…… في ثنايا قلوبنا؟؟؟أم لا زلنا مكتفين بوصفه مثلما تعلمنا في الصغر و رسمه على و جوهنا…. و تعليقه كمداليه جميلة , أم ترانا نكتفي … بإشعال نار … وحضور القداس .
أ لسنا اليوم بأمس الحاجة … أكثر من أي وقت مضى إلى اكتشافه من جديد, ...؟ اكتشاف الصليب يحتاج إلى رحله طويلة مثل رحله الملكة هيلانه…رحله قد تعرضنا إلى تضحيات قد تكون كبيره ……. اكتشاف الصليب المدفون … بحاجة إلى هجره لا كتلك التي كثرت في سنيننا هذه , بل إلى هجره من أنفسنا , من دفء دواخلنا … من حبنا للانا .. إلى الآخر …. إلى الغريب … هجره من الراحة إلى العمل المضني …نحن بحاجة إلى عيون أخرى .. ترى السواد بياضا و آذانا تصغي جيدا … إلى الذين قد لا يتكلمون …. نحتاج قلوبا تذوب بخفقانها مع بقيه القلوب و تتناغم معها بأيفاع و احد …… نحن بحاجة إلى موت … نخطوا أليه بخطى فرحه …. و اثقه من أن للموت وجه آخر … اسمه الحياة …. بحاجة إلى أن نتدرب ليلا مع نهار على نكران أنفسنا لأننا بذلك فقط نجدها …. بحاجة إلى علماء لغة لا يتعاملون بالحروف ….. لتشكيلنا من جديد في قاموس يبدأ بكلمه و احده هي المحبة و ينتهي بها , عندها فقط … عند تلك الكلمة …. لا نحتاج بعد إلى اكتشاف الصليب …….. لان الصليب هو في ملئ المحبة و ما المحبة إلا تلك الجزيئات التي كونت الصليب …. وعندها أيضا …. يكون من حقنا و بفرح … أيقاد النيران ….. لا على أسطح ديارنا فقط… بل في داخل قلوبنا ….. لتحترق حبا بالمسيح و صليبه …. أعلانا باكتشافنا الجديد … و لتحذو حذوها …. بقيه القلوب ….. نارا ألقاها يسوع … وكم تمنى أن تضرم .
ايدي بولص سليمان -بغداد
__________________________________________________[/b][/font][/size]