تعديل الدستور ومصالحة وطنية ومشاركة حقيقية في الحكم والحكومة
كتب وليد النصف:
توقع الرئيس العراقي جلال الطالباني ان يشهد العراق في عام 2008 المقبل نهاية لعمليات العنف فيه 'اذا ما تطورت العملية السياسية واستمرت الامور على النحو الذي هي عليه الآن'.
لكن الرئيس الطالباني، الذي كان يتحدث خلال لقاء مع مجموعة من الاعلاميين والمثقفين الكويتيين شاركت فيه 'القبس'، ان تتوج الخطوات التي تنفذ حاليا ووصفها بأنها 'جيدة جدا' ب عملية 'مصالحة حقيقية' بين مختلف مكونات الشعب العراقي.
واكد ان هذه العملية تتطلب تعديلا للدستور العراقي المعتمد حاليا، وصياغة اسس جدية لوحدة وطنية ومشاركة حقيقية في الحكم والحكومة وليس في توزيع المناصب فقط.
وبلور الرئيس العراقي آلية مميزة لوضع هذه الصيغة موضع التنفيذ ابرز ملامحها تشكيل ما يمكن ان يطلق عليه 'مجلس رئاسة' الذي يضم، اضافة الى رئيس الجمهورية، ونوابه الاثنين، رئيس الوزراء ايضا. ويجتمعون حاليا بصفتهم الهيئة التي تشرف على ادارة البلاد، وتشكل مركز القرار. وتضم اضافة اليه نائبيه عادل عبدالمهدي وطارق الهاشمي، كذلك رئيس الوزراء المالكي. وهم من اطلق عليهم طالباني مازحا تسمية 'عصابة الاربعة' التي تتولى حكم العراق.
الأمن والاستقرار
ورصد الطالباني جملة مؤشرات على سير الاوضاع في العراق باتجاه المصالحة الوطنية المأمولة. ابرزها ان الامن والاستقرار بدآ يسودان في عدد من المناطق العراقية، خصوصا تلك التي كانت مسرحا للعنف الطائفي، حيث ان منطقة الانبار على سبيل المثال البالغة ثلث العراق، قد تم تنظيفها من الارهابيين.
كما ان العرب السنة ينخرطون اكثر فاكثر في مكافحة الارهاب والتصدي للارهابيين، وهم شكلوا عدة لجان في المدن تتولى هذه المهمة، اضافة الى هيئة صحوة العشائر التي تلعب دورا فعالا وايجابيا على هذا الصعيد.
تعاون المعتدلين
ولاحظ الرئيس العراقي ظاهرة اخرى جديدة تتمثل في ان رجال الدين المعتدلين من العرب السنة، يشكلون هيئات مشتركة مع المعتدلين الشيعة، اضافة الى تعاون ينمو باستمرار بين مؤسسات المجتمع المدني بغض النظر عن اي صبغة طائفية، مشيرا الى ان المصالحات الشعبية التي تم العديد منها، تخفف الاحتقان الطائفي كثيرا، على اعتبار ان العشائر العراقية ليست من لون طائفي واحد، فنصفها سني والنصف الآخر شيعي، مما يخلق مناخا ايجابيا للعمل الوطني المشترك بعيدا عن الصبغة الطائفية.
قوى دفاع ذاتي
واشار الرئيس العراقي الى ان من المؤشرات الايجابية الكبيرة الاهمية حقيقة ان الاهالي في كثير من المناطق العراقية صاروا يتصدون لحماية مناطقهم بانفسهم كما كنا نطالب، وهو ما كان يرفضه الاميركان في السابق لانهم كانوا يعتبرون ان اي عمل من هذا النحو يؤدي الى نشوء الميليشيات وانتشارها، حتى استطعنا اقناعهم بان العمل المقصود هو نوع من تشكيل قوى الدفاع الذاتي وليس الميليشيات.
..وسلبيات
وامام هذه الايجابيات، تحدث الرئيس الطالباني بصراحة متناهية عن السلبيات والعثرات التي تعيق اتمام المصالحة الوطنية، التي قال ان هناك 'نقصا كبيرا'، فيها فلاحظ على نحو خاص ان الحكومة الحالية، وهي التي شكلت كونها حكومة وحدة وطنية، قد تعرضت لانتكاسة، بعدما خرج منها 4 كتل اساسية سنية وشيعية، ولم تعد تمثل سوى تحالف حزب الدعوة مع المجلس الأعلى والأكراد والحزب الشيوعي، مما اضطرنا لتشكيل تحالف جديد لتأمين استمراريتها.
المالكي باق
وقال الطالباني إن هناك مساعي لرأب الصدع وإقناع المنسحبين بالعودة، خصوصا ان جبهة التوافق قد تراجعت عن مطلبها السابق بتغيير رئيس الوزراء نوري المالكي، ووافقت على بقائه على رأس الحكومة إذا تحققت مطالبها.
وأضاف الرئيس العراقي 'سننظر بطلبات جبهة التوافق وسنحقق المعقول منها'.
المتطرفون عقبة رئيسية
وشدد الطالباني على ان المتطرفين في جميع الفئات هم العقبة الرئيسية، وأبدأ بالأكراد، ففيهم متطرفون، كما يوجد المتطرفون بين السنة والشيعة.
وقال: مفروض من المعتدلين الشيعة والسنة والأكراد، وهم الأغلبية، تشكيل نواة لجمع الصف الوطني العراقي.
علاقة متوترة
ومضى الرئيس العراقي قائلا: نريد مرونة من رئيس الوزراء المالكي ومن نائب رئيس الجمهورية رئيس الحزب الإسلامي طارق الهاشمي. وبما اننا اتفقنا على مبادئ الحكم وآلية تطبيقها، تبقى العلاقات المتوترة بين الشخصين عقبة مهمة أمام استكمال عملنا.
وأوضح ان التوتر بينهما ليس بالضرورة شخصيا، بل ربما يعود إلى طبيعة كل منهما وتبادل عدم الثقة بينهما.
المعتقلون
واعتبر الطالباني ان المباشرة بإطلاق المعتقلين والموقوفين لدى الجانب العراقي واحد من العناصر التي تساهم في إعادة الثقة وتخفيف التوتر.
وقد شكلنا 27 لجنة قضائية للنظر في إطلاق سراح الموقوفين لدى الأجهزة العراقية، ونعد قانونا للعفو عن المعتقلين الذين لم توجه إليهم تهم وعددهم كبير، كما ان لدى الجانب الأميركي 25 ألف موقوف بينهم 10 آلاف شرطي لم توجه إليهم أي تهمة.
وقال الطالباني: هذه خطوة جيدة وستساعد إذا تمت المجتمع العربي السني على الانحراط بقوة أكبر في عملية المصالحة على اعتبار ان أكثرية الموقوفين هم من السنة، علما بان عدد الموقوفين الشيعة غير قليل.
لو أوقفت سوريا وإيران التدخل!
كشف الرئيس العراقي ان هناك مئات الارهابيين العرب المعتقلين في العراق، العدد الأكبر من السعودية ومصر واليمن، و'أشك ان يكون بينهم كويتيون'.
وقال: 'القاعدة' تخون الجميع، الشيعة فهم رافضة، والأكراد فهم خونة، والسنة فهم مرتدون.
وأضاف: إذا اوقفت ايران وسوريا تدخلهما في العراق فسيخف الارهاب حتما، لكنه لاحظ ان سوريا تعمد الآن الى تضييق مرور عناصر القاعدة إلى العراق.
حق البكاء
في معرض تدليله على ان نظام صدام حسين كان طائفيا وعنصريا روى الرئيس الطالباني انه اجرى مرة مفاوضات مع طارق عزيز نائب رئيس الوزراء العراقي أيام صدام في شأن كركوك، ومما قاله عزيز يومها: لكم (الاكراد) حق واحد في كركوك فقط هو حق البكاء، فعندما تمرون قربها يحق لكم البكاء قدر ما تشاؤون.
فرد الطالباني ساخرا: أبا زياد، انه عرض كريم، فهناك 12 مليون شيعي عراقي محرومون من البكاء على أئمتهم، نظرا لأن صدام كان يمنع الشيعة من إحياء مناسباتهم الدينية.
خجلون
نفى الرئيس الطالباني ان يكون حصل توتر بينه وبين سوريا بعدما وجه انتقادات عنيفة لتصريحات الرئيس السوري بشار الأسد في أنقرة والتي دعم فيها الهجوم العسكري التركي على كردستان العراق.
وقال الرئيس العراقي 'لم يحدث توتر، هم خجلون من الموقف. فهذه كانت أول مرة يحرض فيها رئيس عربي دولة غير عربية على احتلال منطقة عربية'.
المواطنية والطائفية
استغرب الرئيس العراقي مواقف المثقفين الذين يطالبون بالديموقراطية والمواطنية وفق المنطق الغربي وتساءل: ماذا نفعل اذا صوت 80% من العراقيين لاحزاب طائفية ودينية؟
واشار الطالباني الى تسويات جرت مع هذه الاحزاب بشأن قضايا حساسة، خصوصا بشأن حقوق المرأة، لأن الاحزاب الدينية ترفض مساواة المرأة بالرجل، بينما جرى تمرير الامر في بيانات سياسية مشتركة.
الشيعة العراقيون عرب وجيش المهدي وحده يتأثر بإيران
رفض الرئيس العراقي مقولة ان مدينة البصرة في جنوب العراق واقعة تحت السيطرة الايرانية، فالبصرة عراقية عربية وحزب الفضيلة وهو اقوى الاحزاب في المدينة على علاقة سيئة بإيران.
وقال الطالباني: الشيعة في العراق ليسوا تابعين لايران، فأغلبيتهم العظمى تعارض مقولة ولاية الفقيه، وتعتبر ان آية الله السيستاني والحكيم والفياض مرجعيتهم، وحزب الدعوة يرفض ان تكون مرجعيته خارج العراق وهو نفسه مرجعية، وانا أؤكد ان الرئيس المالكي رجل عراقي مستقل عربي الاتجاه، اما حزب الفضيلة فإن مرجعيته الشيخ اليعقوبي.
ومضى الطالباني موضحا: التابعون لايران هم جيش المهدي. نعم، لقد حاولت ايران تحويل هذا الحزب الى شبيه لحزب الله في لبنان، لكنها منيت بالفشل، كما ان جيش المهدي ارتكب سلسلة اخطاء اثرت على شعبيته وموقعه سلبا. وآخر تلك الاخطاء كانت حادثة كربلاء، حيث حاولت ميليشيات هذا الجيش السيطرة على مرقد الامام الحسين في كربلاء، لكن حراس المرقد، وهم تابعون للامام السيستاني قاوموهم، وصار قتال بين الطرفين وسقط ضحايا. وأثار هذا التصرف استياء عاما لدى الشيعة فنظمت مظاهرات ضد ايران، وهتف المتظاهرون ضدها وضد الصدر ومزقوا صور الصدر وصورا ايرانية.
لقد تبدلت الصورة الشيعية، فاعلنوا وقف جيش المهدي عن العمل لمدة 6 اشهر. هذا يساعدنا، اذ ان هذا الجيش كان السبب وراء النزاع الطائفي، ويصب الزيت على نار الصراع السني ـ الشيعي.
كانوا يهجمون على السنة الابرياء بعد ان كان المتطرفون السنة يهاجمون الشيعة، ويمارسون عمليات قتل وتنكيل، كما انهم معادون للمجلس الاعلى ولحزب الدعوة الشيعي وكادوا يتسببون في حرب اهلية شيعية.
حتى أكبر الرقم
أكد الرئيس الطالباني ان التعويضات والديون لم تكن موضوعا رئيسيا في البحث مع سمو الامير وكبار المسؤولين. لقد كبروها مع العلم ان ما يهمنا اساسا هو التوافق على القضايا السياسية الرئيسية التي تواجهها المنطقة.
وقال الطالباني ان سمو الامير قال بهذا الشأن ان التعويضات قرار دولي، واي تغيير في المديونيات فسيكون من مجلس الامة.
وكشف الرئيس العراقي ان حكومته ستطلب من مجلس الامن تغيير نسبة التعويضات المستقطعة وهي 5% من الدخل النفطي للعراق.
وقال: نسبة ال5% اعتمدت عندما كان سعر البرميل 91 دولارا، اما فإن هذه النسبة تبلغ 25 ـ 30% نظرا الى ان سعر البرميل وصل الى 80 دولارا. لقد دفعنا حتى الآن 30 الف مليون، وهذا مبلغ كبير.
وعندما اشار الحاضرون الى انه يقصد 30 مليارا، علق الطالباني قائلا: قلت 30 الف مليون حتى اكبر الرقم.
سافرات ومحجبات
ردا على سؤال عما اذا كان انتشار الحجاب والزي الاسلامي في العراق خصوصا البصرة هو نتيجة للتأثير الايراني، قال الرئيس العراقي 'انه تأثير المد الاسلامي وليس التأثير الايراني'.
وقال ان المد الاسلامي موجود في العراق كله وليس في المناطق الشيعية فقط، كما في بقية البلدان العربية.
لقد فشلت افكار الاشتراكية والقومية والناصرية، فتقدم المد الاسلامي امام ضعف التيار العلماني. اضف الى ان صدام حسين خلق كل مستلزمات الطائفية في العراق، ومنع الشيعة من ممارسة ابسط شعائرهم الدينية.
واضاف الطالباني لقد عشت في مصر سنتين في سبعينات القرن الماضي، وكان عدد المحجبات قليلا، أما الآن، فعندما زرتها قبل اسبوع تعمدت ان اتابع هذه المسألة. من بين كل 100 امرأة محجبة لم اشاهد سوى امرأة واحدة سافرة. فلماذا حصر هذه الظاهرة بالعراق؟!
لقد كان جيش المهدي يعتدي على المرأة السافرة شيعية كانت او مسيحية او سنية. الآن الصورة مختلفة، انا اعيش خارج المنطقة الخضراء في بغداد، وهي فعلا آمنة.
يعارض إعدامه.. وأي إعدام سلطان هاشم تعاون مع المعارضة
سئل الرئيس الطالباني عن سبب رفضه حكم الاعدام بحق وزير الدفاع سلطان هاشم في قضية الانفال، فأكد على موقفه المبدئي الرافض للاعدام وعدم توقيعه لاي حكم حتى الان، وفاجأ الحاضرين بأن هاشم كان متعاونا مع المعارضة ومعه شخصيا.
وكشف الطالباني عن خطة لإسقاط صدام، كان هاشم يشارك في مرحلتها الثانية- لو نجحت- من خلال مطالبته الجيش بالالتحاق بها، وقد كشفت اجهزة صدام هذه المحاولة بسبب مكالمة هاتفية استخدم فيها مشارك في الخطة كلمة مشفرة، واضطر للاعتراف بها تحت التعذيب، واعدم بسببها قائد الحرس الجمهوري الحمداني آنذاك.
BBC منحازة
وصف الطالباني محطة BBC بانها معادية للوضع العراقي الجديد. وتعمد الى تقديم الصورة السلبية عن العراق وتغمط الايجابية.
الميزانية العراقية من 20 إلى 50 مليار دولار
وصف الطالباني الاقتصاد العراقي بأنه الى تحسن، وان الاستثمارات الكويتية الى ارتفاع، واقترحنا على اخواننا الكويتيين التوجه لمشاريع سياحية تبدأ من الاهوار.
واشار الى ان الميزانية العراقية الجديدة سترتفع الى 50 مليار دولار من عشرين مليارا، ونحن نحسب برميل النفط على اساس 57 دولارا والزيادة تذهب الى الاستثمار.
وذكر ان عددا من المصانع العراقية قد استأنف العمل، والقطاع الخاص ينشط، والتجارة تتحسن. لكننا مازلنا في منتصف الطريق بالنسبة للخدمات، وبعض الوزارات لم تحقق نصف واجباتها.
وشدد على تطور التعليم حيث ان كل الجامعات تعمل حتى في المناطق الساخنة. وهناك تطور من حيث تزويد المستشفيات بالاجهزة الحديثة
واضاف: هناك الآن 8 جامعات في كردستان بدلا من جامعة واحدة ايام صدام، وارتفع عدد الطلاب فيها الى 56 الفا من 7 الاف فقط ايام العهد السابق.
وقال الطالباني ان المناطق الآمنة تشهد حركة عمران واسعة خاصة في كردستان، وهناك عدة شركات كويتية ومصرية تعمل هناك.
أحسن 'مجدي'
وصف الرئيس طالباني وزير المالية العراقي بيان جبر الزبيدي بأنه احسن 'مجدي' (شحاذ).
وقال: هكذا قدمته الى سمو الامير، فأنا اعرف انه يخبئ في خرجه مليارات لوقت الازمة.
وأضاف: كنا مؤخرا في الصين، وقد وافقت القيادة الصينية مبدئيا اثناء المفاوضات على الغاء الديون على العراق، لكن الزبيدي ألح وقد اصبحنا في ساعة متأخرة من الليل حتى يأتي الصينيون ويوقعوا الاتفاق. لم ينتظر حتى الصباح.
وثائق تؤكد تلقي عون أموالا وأسلحة من صدام
قال الطالباني ان لا معلومات دقيقة لديه بشأن انتخابات الرئاسة اللبنانية.
وقال: نحن نتعاطف مع حكومة السنيورة والموالاة، اما حزب الله والمعارضة فلهما مواقف غير ودية تجاه العراق بما في ذلك الشيعة. ولدينا وثائق كثيرة تؤكد ارتباط الجنرال ميشال عون مع صدام حسين، وانه كان يتقاضى منه الاموال والاسلحة.
شكر.. وتقدير
لا بد من توجيه شكر مفعم بالتقدير للرئيس العراقي جلال الطالباني.. ليس فقط على تقبل اسئلة الحضور مهما كانت نوعيتها والاجابة عنها بصراحة مميزة، بل كذلك على رحابة صدره تجاه مداخلات الحضور التي حفل غير قليل منها بالانتقادات المتعددة للتجربة العراقية، مما اسبغ طابعا وديا على اللقاء الذي استمر ساعتين، وجعلته 'قفشات' الرئيس ونكاته يمر سريعا.
والشكر موصول للزميل فخري كريم المستشار الخاص للرئيس العراقي ورئيس مجلس ادارة ورئيس تحرير مؤسسة المدى وجريدة المدى، على تنظيم اللقاء.
تركيا تشهد تطورات ديموقراطية هائلة
الـ PKK منظمة ضارة سياستها طائشة
تحدث الرئيس العراقي مطولا عن الموقف بين تركيا والاستعدادات العسكرية ضد كردستان العراق، وقال: في رأينا ان ال PKK منظمة ضارة تعمل ضد مصالح الشعب الكردي في تركيا والعراق. لقد نصحناهم بأن عصر حرب الانصار قد انتهى. خصوصا أنه تجري في تركيا الآن تطورات ديموقراطية هائلة.
واضاف ان حزب العدالة والتنمية هو حزب اسلامي علماني يقود عملية تطور ديموقراطية هائلة في العراق. هناك حرية صحافة، وانتخابات حرة، واحزاب تعمل، بما في ذلك احزاب كردية لها ممثلون في البرلمان، واعضاء اكراد في الحكومة.
ومضى الطالباني قائلا: ان حزب العدالة ينتهج سياسة ناضجة وهو يعد بحل المسألة الكردية سلميا. وفي المنطقة الكردية نال من الاصوات ثلاثة اضعاف ما حصل عليه الحزب الكردي، حصد 56% من الاصوات، بينما منافسه الكردي لم ينل سوى 19%.
لقد ابلغنا ال PKK ان سياستهم طائشة، ولماذا العمل المسلح طالما أن هناك امكانا للعمل السياسي، ولماذا انتهاج سياسة تخدم الطغمة العسكرية التركية؟!
وقال الرئيس العراقي: بهذه التطورات، فإن حزب العدالة والتنمية يخدم الشرق كله. خصوصا تركيا والعراق.
واشار الى ان مواقف رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان ودية تجاه الاكراد، وهو يعترف بالشعب الكردي ومصالحه وحقوقه، وهذا كان في السابق جريمة وطنية وخيانة في عرف الفئة الحاكمة في تركيا.
وروى الطالباني ما جرى عندما استقبله رئيس الوزراء الاسبق تورغيت اوزال سرا. وقال: لم يعلنوا موعد زيارتي، ولكن بعد اللقاء سأله ديميريل واجاويد، وقد تناوبا على رئاسة الوزراء التركية، ما اذا كان سيستقبل الطالباني؟ فأجاب: انه استقبلني وقضي الامر، فاتهموا رئيس الوزراء بالخيانة لانه استقبل رئيس حزب كردي. وكان لاوزال محام لامع، ذهب الى مبنى البرلمان التركي القديم، وكانت هناك لائحة باسماء نواب المنطقة الكردية، فصورها وقدمها الى المحكمة، وسأل في مرافعته: هل كان مؤسس الدولة أتاتورك انفصاليا؟!'.
وذكر الطالباني ان المحكمة حكمت لمصلحة اوزال وقضت بتغريم مقدمي الشكوى 25 الف ليرة تركية يومها. فقلت لاوزال: لي نصيب في المبلغ.
وتحدث الطالباني عن لقائه اخيرا، اردوغان في واشنطن على هامش مشاركتهما في ندوة في احد مراكز الدراسات. وقال: كنا معا عندما التقينا الرئيس الاميركي السابق بيل كلينتون، فخاطبنا: هذه اول مرة اشاهد كرديا وتركيا يضحكان بدل ان يتعاركا.
واشار الطالباني الى ان هناك 70 نائبا كرديا في البرلمان التركي، و3 وزراء اكراد في الحكومة، كما ان اردوغان يردد دائما انه منتخب عن منطقة كردية، وان زوجته كردية، وانا اعلق على ذلك مازحا امامه 'ان الاكراد يحتلون وزارة داخليتك'.
ونبه الطالباني الى ان تركيا خففت لهجتها الآن بشأن العمل العسكري، وتكتفي بضربات لمقرات ال PKK العسكرية، واغلبها ضربات جوية، وقد تكون هناك عمليات تسلل في المناطق غير الوعرة.
واشار الى ان بين مؤشرات تراجع حدة التوتر ايضا التصريحات التركية الرسمية بانهم لن يستهدفوا المناطق الآهلة، وان رئيس الوزراء استقبل ممثلي 7 احزاب كردية، فضلا عن ان زعيم المعارضة التركية خفض لهجته كثيرا ووصف اكراد العراق بانهم 'اقرباؤنا'.
95% اكراد لعراق ديموقراطي موحد
اوضح الطالباني ردا على سؤال عن 'دولة كردستان' بالقول: ان الجيل الحالي من الاكراد صوت بنسبة 95% من اجل عراق ديموقراطي موحد متحد، ولم يصوت الا 5% لغير ذلك.
واذا وضعنا امام خيار: اشقاؤنا العرب في العراق ام اشقاؤنا الاكراد في تركيا او ايران.. فسنختار مصلحة العراق لانه بلدنا.
الطالباني يؤكد بحث مسألة الحدود المشتركة
بحث فتح قنصلية كويتية في البصرة ومستعدون لحماية التجار الكويتيين في العراق
قال الرئيس العراقي جلال الطالباني في لقاء مع 'كونا' وتلفزيون الكويت انه بحث في الكويت عددا من الملفات والقضايا المهمة ومنها تعزيز العلاقات السياسية وتشجيع الاستثمارات وتعزيز الامن على الحدود وايجاد مناطق حرة على الجانب العراقي من الحدود المشتركة مشيرا الى ان الزيارة هدفت الى 'معرفة ما يدور في خلد الكويتيين والاطلاع على مواقفهم ازاء قضايا المنطقة'.
كما اشار الرئيس العراقي الى انه بحث مع الجانب الكويتي مسألة الممتلكات الكويتية التي سرقت ابان الغزو العراقي لدولة الكويت ومسألة اعادة فتح القنصلية الكويتية في البصرة وتشجيع العلاقات الدبلوماسية على مستوى السفراء.
وحول مسألة تبادل السفراء قال الطالباني 'بحثنا في موضوع السفارة والكويت جاهزة لتسمية سفيرها في بغداد وهناك اتفاق مبدئي بان يلتقي الشيخ محمد الصباح مع وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري بهذا الشأن في القريب العاجل'.
وبشأن مسألة الممتلكات الكويتية قال الرئيس العراقي 'انها مسألة وطنية وانسانية ويجب بذل الجهود لازالة العقبات القانونية والادارية من اجل حلها حلا صحيحا يتفق مع مبادئ الاخوة وحسن الجوار'.
وحول دور الكويت كدولة مجاورة في تعزيز الامن والاستقرار في العراق قال الرئيس العراقي 'الكويت لعبت دورا مشهودا اولا في منع تسلل الارهابيين وثانيا في دعم المواقف العراقية في جميع المؤتمرات العربية والاقليمية فيما يتعلق بطلبات العراق من دول الجوار بالكف عن ارسال او مساعدة الارهابيين للدخول الى العراق'.
دعم
وحول الدعم الكويتي سياسيا للعراق قال الطالباني 'لا حاجة لنا ان نطلب من الكويت المساعدة والدعم فهم يقومون بهذا الدور خير قيام دون ان يطلب منهم ذلك'.
واشاد الرئيس العراقي بالمواقف الكويتية المبدئية ازاء العراق قائلا 'الحقيقة لا بد من الاشادة بالدور الممتاز للكويت في تحرير العراق من ابشع دكتاتورية .. كان عدوا مشتركا والكويت تحملت مسؤولية عربية واقليمية واضحة في هذا المجال'.
واضاف 'نعتقد ان الكويت تدرك اهمية استقرار العراق وانمائه فالكويت بادرت الى تقديم المنح والقروض والاسهام في مؤتمر مدريد للدول المانحة واعربت عن استعدادها لدعم المستثمرين الكويتيين للعمل في العراق'.
وقال 'هناك شركات كويتية تعمل في العراق وكلما توسع الامن هناك توسعت مساهمات الكويت في اعمار العراق'.
وقال 'انا شخصيا قلت سابقا واقولها الان ان الكويت لن تبخل على العراق بالمساعدة اللازمة لاعادة اعماره وتطوير بنيته التحتية لتجعل من العراق دولة متطورة'.
آفاق التعاون
وتحدث الطالباني عن افاق التعاون الاقتصادي بين الكويت والعراق مشيرا الى لقائه يوم امس الأول الى اعضاء غرفة تجارة وصناعة الكويت وعدد من رجال الاعمال الكويتيين قائلا 'نتطلع الى التعاون مع الشركات الكويتية وتشجيع الاستثمار الكويتي في العراق وعلى الاقل حاليا في المناطق الامنة في الشمال والجنوب'.
واشار الى النقاش الحالي في البرلمان العراقي لقانون الاستثمار قائلا 'هناك قانون الاستثمار الموجود في البرلمان حاليا وقلت لغرفة التجارة الكويتية امس الأول باننا نفضل الاستثمار الكويتي لاسباب تتعلق بالعلاقات التاريخية وحسن الجوار والموقع الجغرافي'.
وقال طالباني 'في العراق افاق رحبة للاستثمار فنحن بلد غني وهناك شعب كفؤ ومثقف ولدينا كفاءات ومجالات واسعة تحتاج الى التطوير والتنمية' مؤكدا ان العامل الامني يلعب دورا في تلك المسألة.
تطمينات
واضاف 'اعطينا تطمينات للتجار ورجال الاعمال الكويتيين .. ابدينا الاستعداد لحمايتهم وضمان امنهم وتسهيل انتقال رأس المال وكافة اشكال المساعدة للاستثمار الكويتي 'قائلا' الاقربون اولى بالمعروف وهم اشقاؤنا الكويتيون'.
وتطرق الرئيس العراقي الى احتضان الكويت للمؤتمرات الاقليمية والدولية الخاصة بالعراق ومنها ما يتعلق بدول الجوار العراقي وكان آخرها اجتماع وزراء داخلية دول جوار العراق قائلا 'لقد حققت تلك المؤتمرات نتائج ايجابية خاصة على المستوى النظري فيما يتعلق بدعم الديموقراطية والحكومة والتنديد بالارهاب والتعهد بعدم السماح للارهابيين بالتسلل واقرارهم بان الارهاب عدو مشترك يجب التعاون لمكافحته'.
عزت الدوري في دمشق
سئل الرئيس الطالباني عن مصير عزت الدوري، فأوضح انه في سوريا، مشيرا الى ان دمشق تحتضن الجناحين البعثيين قيادة الدوري وقيادة يونس الأحمد.
http://www.sotaliraq.com/iraqnews.php?id=1928