فهد اسحق ... شاعر من أمتي
وٍلد ضيفنا الشاعر فهد اسحق في سوريا على ضفاف الخابور الخالد عام 1970 في قرية مار بيشو ( تل شميرام ) حيث كان طالباً مجداً خلال دراسته الإبتدائية والمتوسطة وأكمل دراسته الثانوية في إعدادية عدنان المالكي في تل تمّر , وكانت له إهتمامات أدبية وعلمية وقومية بتأثير عائلته . أحب الأدب من خلال معلمه بولس بوزا , وفي الإعدادية كتب تجارب شعرية بسيطة تتضمن المزاح والمديح والذم مع أقرانه التلاميذ وكانت له قدرة جيدة في حفظ الأبيات الأدبية وتعلم من الإستاذ آدم الذي درسه الشعر ولاحظ إمكانياته .
التقته زهريرا في لقاء قصير وسألته :-
- إستاذ فهد .. كيف بدأت ومتى أتقنت الكتابة بالسورت ؟
- درست اللغة وتعلمتها في الكنيسة ( مار دنخا ) من مجموعة من الشمامسة , وأذكر منهم رابي متويا موشى في الثمانينات لفترة أربعة سنوات خلال الصيف , وفي الجامعة كتبت قصائد غنائية بالسورت وساهمت مع الصديق سميح برجم وأبدل أبدل في أخوية مارت مريم , وفي بداية 2000 صقلت موهبتي الشعرية بالمطالعة وكتبت إضافة الى السورت أبيات بالعربية والإنكليزية تتعلق بالسلام والمحبة والتآخي الإنساني وحب الوطن - ما هي المواضيع والصور التي تهتم بنقلها من خلال كتاباتك الشعرية ؟
- ألجأ الى الكتابة القومية المباشرة في شعري بلغتنا إضافة الى العاطفة الإنسانية والحب والوطن وأتوجه الى الطفولة والأمومة , وأكتب بالعربية في حب الوطن والحب العاطفي , وأكتب الشعر بالإنكليزية حول السلام والطبيعة . كما لي أشعار رمزية بسيطة مثل مخاطبة شجرة البيت والتحدث مع الفراشة ومحاورة باب البيت المغلق ( الرمزي السهل ) ولي محاولات شعرية واقعية .
- بمن تأثرت من الشعراء ؟
- من العرب تأثرت بالشاعر نزار قباني , ومن شعراء أمتنا تأثرت بدانيال آدم وكيوركيس آغاسي والشاعر نينوس نيراري وآوراهم لازار ونينوس آحو , ولي إعجاب خاص أكنهُ لفلسفة فناننا الكبير آشور بيت سركيس الشعرية حيث أشعر أني قريب معه.
- كيف تستخدم اللغة في أشعارك ؟
- السورت لغةٌ حيّة وغنيّة وفيها الكثير من المرادفات , وفي الأغاني الجأ الى إستخدام كلماتٌ بسيطة لكي تصل الى السامع بسرعة , وهناك صعوبة أكبر في القصائد لكي نصنع الصور الجميلة , ولكني أرى نفسي منقادة بواسطة اللغة في دنيا الخيال والروح التي تصنع روح القصيدة , وعندما أنتهي أشعر بأنني مُعجب بما نظمت الى حد البكاء أحياناً .
- ما سر مداومة الشاعر في الإنتاج ؟ وما هو دوره ؟
- القصيدة لوحة فنيّة , وينبغي أن يتعب فيها الشاعر مثلما يتعب الرسام في إنتاج لوحته الفنية , وأعتقد إن المطالعة والقراءة والمتابعة المستمرة مهمة للشاعر .. وعن دور الشاعر , فأن الزمن تغيّر و عدد القراء المتابعين قد قل عن السابق , لذا أنا مع الأغاني لأنها توصل الفكرة بسرعة أكبر , لأن شعبنا يسمع أكثر مما يقرأ , وأعتقد إن المثقف يستطيع تنوير شعبنا بالأغنية بطريقةً أسهل وخصوصاً حينما يكون الموضوع قريباً ومباشراً وسهلاً ( السهل الممتنع ) .
- ماذا عملت لنشر نتاجاتك ؟
- لي قصائد وأشعار كثيرة محفوظة في دفاتري و في سوريا كانت ظروف النشر صعبة وجئت حديثاً الى كندا , وأملي أن أنشر شيئاً من نتاجاتي , ولكني لم أحاول لحد الآن وأعتقد إني سأجد من يأخذ بيدي .. وأعتقد إن الصحيح هو مساندة من له شئ للنشر لتصل أعماله الى المتلقي , وهذا عمل وواجب قومي مهم , فمساندة الفنان والأديب والمؤرخ في حياته أفضل من وضع الورود على قبره بعد مماته .
شكراً للشاعر والأديب فهد أسحق وتتمنى لك أسُرة زهريرا المزيد من النجاح .
جواز ســفر
إنّهــا خيول الخمــر
تجــرّ عربة الذاكرة....
تحملني إلى قلبك الأخضر
أتنفسّ هواء ربيعك....
و تلاعبني فراشات ابتساماتك...
أزور مــدناًو حضارات..لم تزرهـــــا الحروب...
أتلو صلاتي عند معبد هدوءك..
و تتابع قافلتي طريقها
لتلتقي بأول قبــلة قدّمنــاها قرباناً للمحــبة...
و تمــرّ العربة ..
و صهيل الخيول يوقظني بعد غفوة عابرة
و يفاجئني بالوقوف عند حــدود الحقيقة...
لأُســاءَلَ عن جــواز الــسفر....
------------------------------------------
زهـــرةُ البنفســـج
هناك.....و قــبل الرحيـــل
على مشارف التـلّ الوادع
و على وســـادة النخيــل الأخضـــر...
وضعتُ رســائلنا الأخـــيرة
و صــــورنــا الجميـــــلة....
محفظـــة ٌ صـــغيرة....تحــــمل الكثير الكثــير...
مجـــرّد أوراقٍ و صـــور ؟.. ...لا.
ألـــــوانٌ و حـِــــبر ؟ ..............لا.
· * قد أعـــود أو لا أعــــود....
لســــت بمتأكـــــد..
فرفاق الدرب....في انتظار.....
و في ثنـــايا مخيـّـلتي....حســـــابات و أرقـــام.
ثوان و دقائق....ساعاتٌ و أزمـــان..... و في قلبي.....أمــانةٌ ووئــــام...........
حملت نعشـــاً في يدي و زهرة البنفســـــج....
الدمــوع امتطت صـــهوة الفـــراق....
و الرحيــل زرع في بطـــون المحبـــة أشــواقٌ و عنـــاق..
أقســـمت لهــــا......رددتُ ترنيـــــــــمات...
همســـت لهــا ...قبلتـــهـا آلاف المـــرّات...
و دعتهـــا و هي ســــاكنة....خلايا الفــؤاد..
حملتهـــا ...زهــرةً للبنفســــــــــــج...
ليحضنهــــا ترابي دائمـــاً .....ربيعــاً بعد اســتشهاد............
* * *
فهـــــد إســــــــحق- كنـــــــدا[/b] [/size][/font]