98
الى ابي سعيد زراكا الذي رحل بدون وداع
كتبت في السابق رثاء لاصدقاء اعزاء رحلوا قبلك كما تعلم يا ابي , لكنني حين قررت الكتابة
بمناسبة رحيلك الابدي وبمناسبة ذكرى الاربعين تبعثرت كلماني وغاصت بنهر دموعي
فا عذرا ايها الاصدقاء ان لم تكن كلماتي مرصوصة كما يجب .
ابي,,,, الله ما اجمل كلمة ابي ,,,با الرغم من كل هذه الايام التي مرت بعد رحيلك المفاجيء الذي حل علينا
كا الصاعقة , اقولكل هذه الايام مرت وكاننا نعيش حلما مزعجا طويلا ودوامة من الحزن العميق لااضنه
ينتهي قريبا لان ما حصل لم يكن في الحسبان ولاندري كيف لنا ملء فراغك هذا حيث كنت شاغل ايامنا واوقاتنا
وكنت لنا الصديق الوفي والاب الحنون ولم نتمكن لحد الان من احتواء ماحدث لانك رحلت سريعا وفجاءة
ومن دون وداع وكأن الله سبحانه وتعالى اختار لك هذا الموت السريع من دون وداع ومن دون الم .
ابي العزيز,,,,لقد افتقدناك جميعا ولم نعد نستمع بعد الان الى تعليقاتك اللاذعة الجميلة والى كلماتك المتفائلة
دائما وسنشتاق كثيرا لتلك الايام التي جمعتنا بك وسنشتاق ايضا لابنسامتك الجميلة التي لم تكن لتفارقك رغم كل
تعب السنين , الله ماسرع تحول تلك الحيوية وتلك الحياة المفعمة با النشاط الى مجرد ذكرى وما اصعب ان نقنع
انفسنا با ننا لن نستطيع بعد الان ان نكحل عيوننا بطلعتك البهية تلك او نمتع انفسنا بمرافقتك في سفراتنا العائلية
التي كنت السباق في اعدادها كل مرة .
ابي العزيز,,,,,شاءت الاقدار ان تكون حياتك مليئة با الرحلات والتنقلات من مرفاء الى اخر , حيث من القوش الحبيبة الى سوريا <قرية سي مالكة > ومنها الى القوش ومنها الى الموصل والقوش ناتية نتيجة تدهور الاوضاع السياسية الامنية في الموصل في بداية الستينات من القرن الماضي وبعدها الى بغداد ومنها الى نيوزيلندة حيث
كانت المحطة الاخيرة في ترحالك الطويل وكم كانت سعادتك وتفائلك عضيمين بهابا الرغم من كل شيء ورغم الغربة القاتلة التي كانت تنتابنا جميعا , وكان حبك للحياة وايمانك بها كفيل بتحويل معاناتنا تلك الى سعادة وغربتنا الى الفة صادقة متفاعلة مع مجتمعنا الجديد .
ارجو ان تعلم يا ابي باننا نراك دائما في وجوه اصدقائك الكرام الكثيرون هنا في اوكلاند, لقد كان لرحيلك المفاجيء عنهم صدمة كبيرة وهم يتذكرونك دائما ويوميا عبر الطريق الى المقهى والنادي وكل الطرقات
التي اعتادوا مرافقتك دائما .
اخيرا يا ابي وانا اختم هذه السطور المتواضعة وفاءا لك والعبرة تخنقني لايسعني الا ان اطلب من الرب
ان يمن عليك بواسع رحمته ويمنحنا نحن اهلك واصدقائك الصبر والسلوان .
الرحمة الابدية اعطه يارب ونورك الدائم يشرق عليه .
ابنك لطيف زراكا
عن العائلة