عرض المشاركات

هنا يمكنك مشاهدة جميع المشاركات التى كتبها هذا العضو . لاحظ انه يمكنك فقط مشاهدة المشاركات التى كتبها فى الاقسام التى يسمح لك بدخولها فقط .


الرسائل - Durayd Alankawi

صفحات: [1]
1
تهنئةو الف مبروك  للدكتورة ريزان بمناسبة حصولك على شهادة اختصاص و نتمنى لك النجاح و الموفقية في حياتك العملية والعلمية و  مستقبلا باهرا , واجمل التبريكات لك وللعائلة




دريــــــــد بطرس يلــــــــدا والعائلة

2
الف الف مبروك بمناسبة تخرجك  من مرحلة الاعدادية بتفوق ونتمنى
 لك الموفقية والنجاح الدائم في حياتك والمستقبل الزاهر المليئ بالسعادة
والفرح وانشاء الله يوم تخرجك من الجامعة بتفوق . كما نهنئ عائلتك الكريمة
بهذه المناسبة السعيدة.


دريـــــــد بطـــــــــرس يلـــــــــــدا والعائلة
السويـــــــــــــــد ـ لينشــــــــــوبينك

3
الف الف مبروك بمناسبة تخرجك  من مرحلة الاعدادية بتفوق ونتمنى
 لك الموفقية والنجاح الدائم في حياتك والمستقبل الزاهر المليئ بالسعادة
والفرح وانشاء الله يوم تخرجك من الجامعة بتفوق . كما نهنئ عائلتك الكريمة
بهذه المناسبة السعيدة.



 بطـــــــــرس يلـــــــــــدا  شعــــــــيا والعائلة
السويـــــــــــــــد ـ اسكسلتونــــــا

4
14 شباط يوم الشهيد الشيوعي، يوم العطاء في سبيل مصالح الشعب وكادحيــه





... لذكرى يوم الشهيد الشيوعي وقع خاص وأثير في ذاكرة كل الوطنيين العراقيين، لكونها ذكرى البسالة والتحدي والصمود دفاعاً عن مبادئ وقناعات فكرية حد الاستشهاد، وهي ذكرى قطرة الدم الأولى التي سفحت على درب الأمل بغدٍ أفضل ووطن حُر مستقل، قدمها الرعيل الأول من الشيوعيين العراقيين، ثم تكررت التضحية لآلاف المرات دفاعاً لأنتزاع ابسط الحقوق والمكاسب الوطنية، وصولاً لتحقيق أرقى القيم الأنسانية.
هكذا تلألأت سماء الوطن العراقي بقوافل شهداء الحزب والحركة الوطنية العراقية، منذ الرابع عشر من شباط / فبراير 1949 ... وبدءاً بأول كوكبة خالدة من الشهداء، قادة ومؤسسي حزبنا الرفاق فهد – حازم – وصارم.... يومها أرتقى الرفيق زكي بسيم "حازم" سلم المجد مع الرفيق فهد، مردداً "لو تيسر لي أن أولد من جديد.. لما أخترت غير هذا الطريق".
ثم تواصلت التضحية وتوسع دفق الدم الشيوعي، عندما داعب وهم القضاء على الشيوعية في العراق مخيلة الفاسشت الجدد في شباط عام 1963، لكن حتى في تلك الأيام السوداء وهمجية الذئاب البعثية المتعطشة للدم تمكن رفاق الحزب وقادته من تسطير ملحمة جديدة مكللّة بالمجد والشموخ البطولي، كمثل الرفاق، شهداء الحزب والوطن، سلام عادل - جمال الحيدري – العبلي – جورج تلو ومحمد حسين أبو العيس - وابو سعيد – وعبد الرحيم شريف – نافع يونس - وحسن عوينة – ومهدي حميد – وحمزة سلمان والمئات من اعضاء وأصدقاء الحزب وأعضاء المنظمات والهيئات والشخصيات النقابية والأجتماعية والعناصر الديمقراطية، وأستمر النزف الشيوعي متدفقاً خلال مرحلة حكم وريث الحقد والجريمة المقبور صدام حسين، دون ان يعي هذا الكل "أن الشيوعيين العراقيين كانوا ومازالوا يستمدون من مأثر وبطولة شهدائهم العزم على مواصلة العمل والتضحية دون هوادة من أجل عراق حر ولأجل غدٍ أفضل لأجيالنا القادمة".
وهكذا يستفز هذا الشهر من كل عام ، وبألم مميز ذاكرة كل الشيوعيين والوطنيين العراقيين، ففي شباط 49 توهم نوري السعيد والسلطة الحاكمة والأدارة البريطانية انذاك أن الطريق الأفضل لكسرعزيمة النضال الجماهيري هو بأعدام قادة حزبنا الشيوعي، وفي شباط الأسود عام 63 اطلق وحوش أنقلابيي عفلق سُعَارهُم (رقم 13)، والذي أباحوا من خلاله هدر دم الشيوعيين دون محاكمة، وأباحوا مبدأ محاربة الشيوعية بشعارات جوفاء وفتاوي دينية مدفوعة الثمن، وكشفت حقائق التأريخ عبر العقود الماضية.. المزيد من الخيوط والحقائق التي ارتبطت بها عملية معاداة الشيوعية ومروجي هكذا شعارات، وكذلك حقيقة أستحالة الجمع بين شعارات التحرر القومي والدفاع عن الشرائج المسحوقة وتحقيق العدالة الأجتماعية والسيادة وصيانة المصالح الوطنية، وبين محاربة الشيوعية والشيوعيين والجدير بالملاحظة أن كل الذين يرفعون الأن عقيرتهم لتشويه تأريخ الحزب الشيوعيين العراقيين وحزبهم أو محاولة تهميش دورهم، لا يستمدون دلالاتهم الا من ذات المستنقع الذي سبقهم اليه أسلافهم.
اليوم نتمنى أن لا يعيد التأريخ نفسه بشكل مهزله، من خلال مانرصده عبر الراهن وأستشفاف القادم في لوحة الحاضر العراقي، والذي لا تقل فجائعة عما عشناه وعاصرناه عبر العقود الماضية ، فثقافة ومبدأ العنف هي السائدة في الممارسة اليومية للداخل العراقي ككل، ولا زال هناك مسؤول رسمي أو شرطي أو عسكري أو رجل أمن مستعد لممارسة تزييف الحقائق، أو قل لممارسة كل ثقافة وهمجية الجلاد الحقيقي، أو عناصر ميلشياوية وفرق موت تابعة او غير تابعة لقوى مساهمة في تشكيلة السلطة القائمة تتجاوز على سلطة الدولة والقانون وبشكل واضح، ومجاميع أرهابية وعصابات مسلحة تحترف الجريمة، وكلها تتخفى وراء "المقدس" يوجهون ضرباتهم نحو كل أنسان يخالفهم الرأي والقناعة بكل ما تعنيه شريعة الغاب والمهوسين بمنظر الدماء، متقمصين سلطة قامعة لا تعرف غير رد الفعل المتوتر والممارسات المأزومة، رغم علم الجميع بأن فصول العنف والعنف المضاد نهج عقيم لن يوصل الملتزمين بآلياته إلا لطريق مسدود، أضافة لحقيقة وخلاصة دروس وتفاصيل شاخصة من تجارب مراحل سياسية وحقب نضالية أبان عقود القمع ونظام الفاشية المقبور، حين امتزج فيها دم العربي بالكردي والأشوري الكلداني والمندائي والتركماني والأيزيدي والدم الشيعي بالسني والمسيحي بالمسلم في شوارع ومدن ومحافظات الوطن العراقي، في جبال كردستان كما في شوارع أربيل وبغداد أو الموصل والنجف والبصرة أومناطق الأهوار، حيث قدمت جماهير شعبنا بكل أطيافه وأنتماءاته الفكرية تضحيات غالية من أجل حرية الوطن والشعب ولقيام بديل ديمقراطي، أملاً ليكون العراق وطنا لكل أبنائه.
اليوم ونحن نحي ذكرى يوم الشهيد الشيوعي، ندعو جميع الأطراف السباسية وكل الخيريين، للسعي وبجهود مضاعفة.. لوقف دورة العنف والتطرف ولتحكيم العقل، والسعي لبلورة وعي جمعي عبر كل وسائل الأعلام الرسمية والقوى السياسية المشاركة في الحكومة العراقية الحالية، وأولهم احزاب الأسلام السياسي ورجال الدين وخطباء المساجد، أبتداءً من الأخوة في المجلس الأعلى الى أصغر تيار في المعادلة الأسلامية، ولرفع شعار واضح.. بأن الحرية والديمقراطية وجهان لعملة واحدة، لا يكتمل أي من طرفي المعادلة بدون أكتمال شروط تحقيق الطرف الأخر، كي نساهم معاً لفتح كوة صغيرة في فضاء عراقنا الجريح ليتاح من خلالها لأطفالنا وأهالينا، أستنشاق هواء نقي بدل رائحة البارود.
ولنستخلص الدروس من ماضينا وتجاربنا، كي نتمكن من أستشراف مستقبلنا بشكل سليم، فما زال بالأمكان انقاذ الوطن والشعب من الكارثة المتربصة، فالكل واعي لحقيقة "أن محنة الوطن تتفاقم ولابد لكل طرف من المساهمة في أقامة توازن جديد يعترف بالأخر ويرفض الألغاء والتهميش.
فلنبتعد عن المحاصصة الطائفية وأسلوب توزيع غنائم الحرب وأقصاء هذا أو تفضيل ذاك من الأطراف العراقية بحجة المظلومية أو الأغلبية والأقلية، ولسعي كل الأطراف لتعزيز سلطة الدولة العراقية وأستقرار الوضع الأمني والسياسي ولتعزيز المصالحة الوطنية بعقلية متفتحة، وللقضاء على العصابات وفرق الموت المنفلتة وحل جميع الميلشيات بكل انتماءاتها، وللتمسك بتحقيق مبادئ ترسيخ نظام ديمقراطي حقيقي يمكن عن طريقه السير قدماً وبخطوات واثقة نحو أفاق المستقبل الواعد، ولو بالشروع لبناء أسس دولة عصرية تعتمد المؤسسات الدستورية لأعادة بناء الأنسان العراقي الجديد أملاً بتحقيق غدٍ أفضل لأجديالنا القادمة.
تحية عطرة لذكرى شهداء الحزب والوطن، وكل ضحايا النظام الدكتاتوري المقبور والعمليات الإرهابية الجبانة.


دريــــــد العينكاوي
منقول عن موقع البرلمان العراقي.

5
 
دبي- العربية.نت

تشهد العشرات من القرى والبلدات المسيحية التابعة لمدينة نينوى في العراق حركة هجرة معاكسة واسعة في عودة سكانها الذين غادروها قسرا أو طوعا خلال العقود الأربعة الماضية بالتعاون مع حكومة إقليم كردستان.

وتقوم حكومة الإقليم بالتنسيق مع لجنة شؤون المسيحيين التي يشرف عليها وزير مال الإقليم آغا جان على تنظيم هذه العودة لإلحاق هذه المناطق المسيحية بالإقليم، وذلك في إطار الإحصاء السكاني العراقي لعام 1957 لتحديد التوزيع الجغرافي والسكاني والقومي والديني.

وبحسب تقرير أعده الزميل جميل روفائيل ونشرته صحيفة "الحياة" اللندنية الاثنين 16-10-2006، تسعى غالبية مسيحيي سهل نينوى وما جاوره شمالاً وشرقاً وغرباً إلى التجمع في إقليم كردستان العراق وتغيير التبعية الإدارية لبلدات وقرى "بخديدا وكرمليس وبرطلة وتلكيف وباطنايا وباقوفا وتللسقف وشرفية والقوش وغيرها" التي يبلغ عدد سكانها حوالي 150 ألف نسمة، من محافظة نينوى التي لا تزال ضمنها بحسب ترتيبات العهد السابق، وذلك بانتقالها إلى الإقليم كردستان.

ويوضح عضو برلمان إقليم كردستان روميو هكاري، أن هذا التغيير "سيضمن تجمع غالبية المسيحيين العراقيين في منطقة جغرافية وإدارية، كما أنه سيجعل نسبتهم تزيد على 15 في المائة في الإقليم الذي يبلغ عدد سكانه بين 4 و5 ملايين نسمة، وذلك على رغم أن نسبتهم تبلغ ما بين 3 و 4 في المائة ضمن العراق الذي يبلغ عدد سكانه حوالي 25 مليون نسمة".

ويضيف أن "تجمعهم في إقليم واحد سيوحد أنظمة شؤونهم في المجالات المختلفة، ويعزز أهمية صوتهم ويرسخ صمودهم ضد محاولات احتوائهم".




"إعادة البلدات إلى هويتها السكانية الأصلية"

ويوضح نائب محافظ دهوك كوركيس شليمون خائي، موقف حكومة اقليم كردستان من هذه الموجة الكبيرة من العائدين والإجراءات الرسمية لمتطلباتها، قائلا "تصلنا توجيهات مستمرة من رئيس الإقليم مسعود البارزاني ورئيس مجلس وزرائه نيجرفان البارزاني لمعالجة الظلم الذي لحق بمسيحيي الإقليم خلال العهد السابق، وإعادة بلداتهم وقراهم إلى هويتها السكانية والجغرافية الأصلية وتقديم أنواع الدعم اللازم لراحة العائدين منهم الى ديارهم وأعمالهم واستقرارهم فيها، وفي مقدم ذلك بناء المساكن لهم واتخاذ الإجراءات السريعة ليتصرفوا بأراضيهم وممتلكاتهم، إضافة إلى توفير الكنائس والمراكز الثقافية والملاعب الرياضية وقاعات الاحتفالات".

ويضيف خائي ان وزارة تربية الإقليم "تهتم بضمان التعليم في التجمعات الكلدانية الأشورية السريانية باللغة السريانية، وحالياً تدرس 29 مدرسة بين ابتدائية وثانوية في محافظة دهوك وحدها كل موادها باللغة السريانية، وسيتم فتح مدارس مماثلة اخرى قريباً بعد تدريب الكادر التعليمي اللازم لها نظراً الى ان التعليم بالسريانية بدأ من نقطة الصفر لأنه كان غير معمول به في ظل النظام العراقي السابق".

ويمضي قائلا إن الجهات الحكومية في الإقليم " تتحمل كل نفقات هذه المدارس وطبع الكتب اللازمة لها. وقبل ايام انتهت أعمال مؤتمر اللغة السريانية الذي عقد في بلدة عنكاوا المسيحية المجاورة لعاصمة الإقليم اربيل وشارك فيه فريق من المهتمين بهذه اللغة، واتخذ توصيات لتعزيز تعليمها والاهتمام بتراثها الإنساني والأدبي ونشر نتاجاتها الراهنة".

ويشير خائي إلى أن حكومة الإقليم "تسعى الى تطبيق نظام إداري ذاتي متطور موحد شبيه بالكانتونات الأوروبية في كل بلدات المسيحيين وقراهم في الإقليم، وهو الأفضل الذي اقترحته اللجان الاختصاصية نظراً اإلى تباعد الكثير من هذه التجمعات السكانية عن بعضها بعضاً وعدم ترابطها في منطقة جغرافية محددة خاصة بها".

ويؤكد خائي "أن بناء مستقبل أي شعب بصورة ناجحة ودائمة ينبغي أن يتم بحسب خطوات مدروسة وفاعلة وواقعية متواصلة، وهو ما يجري تنفيذه وصولاً الى كيان مسيحي (كلداني، أشوري وسرياني) يتمتع بكل الحقوق الإنسانية والذاتية التي توفر استقراره الآمن الدائم ضمن أماكن وجوده في المنطقة الجغرافية لإقليم كردستان".




تدمير سابق وإعمار حالي

وتشير سجلات الكنائس المسيحية في محافظة دهوك إلى أن النظام الحاكم بين 1968 و 2003 "اعتمد نهج التطهير العرقي ضد كل الأقوام العراقية غير العربية، وبدأ حملته هذه مع التجمعات السكانية المسيحية عام 1975 بتهديم أو تغيير الطبيعة السكانية المتوارثة مع 174 بلدة وقرية مسيحية في المحافظة، وعمليات توطين العرب من وسط العراق وجنوبه كلياً أو جزئياً فيها، بينها قرى (فيشخابور، ديربون، قره غولا، صوريا، بخلوجة، باجده براف، آفزروك شنو، آفزروك حمو، شكفت دلي) الواقعة في أقصى الشطر الشمالي الغربي من العراق، وضمن مجال المثلث الحدودي العراقي مع كل من تركيا (شمالاً) وسورية (غرباً) والتابعة لقضاء زاخو في محافظة دهوك".

ويقول روئيل داود، من أهالي قرية ديربون "كانت قريتنا تتكون من حوالى أربعين منزلاً عند تدميرها وطرد سكانها وتوطين العرب فيها عام 1975، وبعد الانتفاضة الكردية عام 1991 غادرها المستوطنون العرب وسكنها الأكراد نتيجة المخاوف التي كانت تراود المسيحيين وتحول دون عودتهم بسبب تهديدات نظام صدام بالهجوم على المنطقة الكردية الآمنة دولياً، لكن بعد القضاء على ذلك النظام، بدأت هذه المخاوف بالزوال، خصوصاً إثر اتفاق حكومة كردستان مع الأكراد الذين سكنوها على مغادرتها لقاء تعويضات قدمتها لهم، وتولت حكومة الإقليم بناء 30 بيتاً وسلمتها هدية للسكان العائدين الى القرية، وكنت أنا أول العائدين عندما استلمت مفتاح أحد هذه المنازل، وعلمت قبل أيام بوجود موافقة حالية لإنشاء 20 منزلاً آخر".

ويضيف "ثم شيدت لجنة من أهل الإقليم 74 منزلاً وسلمتها إلى العائدين إضافة إلى 50 منزلاً سيتم تسليمها قريباً، بينما شيد العائدون المتمكنون تسعة منازل لأنفسهم".

ويشير داود إلى أن لجنة شؤون المسيحيين في الإقليم "تولت أيضاً ترميم كنيسة القرية وتوسيعها وبناء قاعة ثقافية اجتماعية، وإنشاء شبكة جديدة للماء والكهرباء، وتنظيم مجرى الماء الموجود بجوار القرية لري الحقول".

ويقول جونسون عيسى، من بلدة ديانا التي تقع على بعد 170 كيلومتراً، شمال شرقي مدينة اربيل "إن 160 عائلة مسيحية موجودة في البلدة، ويتوقع عودة المزيد من سكانها النازحين قريباً بعد موافقة الجهات المعنية في إقليم كردستان على تشييد المزيد من المنازل ومساعدة العائدين في إقامة مشاريع زراعية وتجارية وصناعية".




ازدهار تشهده المنطقة

تشكل قرية تللسقف الواقعة إلى شمال الموصل، مثالاً لحال قرى (تلكيف وباطنايا وباقوفا وشرفية والقوش وبخديدا وكرمليس وبرطلة وعشرات غيرها) المسيحية التي فرض عليها النظام السابق العزلة عن شقيقاتها، بعدما قسم "لواء الموصل" الى محافظتي نينوى ودهوك.

ويقول باسم مرقس "يمتد تاريخ قريتنا تللسقف، بحسب المدونات الأثرية، الى العهود الأشورية". ويضيف "لكن هذا التوارث لم يرق لنظام صدام في أيامه الأخيرة، فعمد الى مصادرة 400 قطعة من أراضي سكانها وتوزيعها على مواطنين من غلاة نظامه لتغيير هويتها والعبث بمقدرات سكانها". ويؤكد ان أهالي القرية على علاقات طيبة وتعاون دائم منذ مئات السنين مع جيرانهم المسلمين من العرب والكرد "لكن المشكلة كانت في فرض اناس غير مرغوب بهم عليهم، وبعدد كبير وبوسيلة غير مسبوقة".

ويعرب مرقس عن تفاؤله بمستقبل القرى المسيحية الرابضة منذ القدم في شمال العراق، ويقول "لقد تطورت تللسقف، كشقيقاتها في اقليم كردستان، حيث الأوضاع آمنة منذ زوال النظام العنصري من العراق، فقد كان عدد سكان القرية قبل ثلاث سنوات حوالى ستة آلاف نسمة وأصبح حالياً بحدود 14 ألف نسمة وهو في زيادة متواصلة، وانتعش اقتصادها بسرعة وفيها حالياً حوالى 160 محلاً تجارياً متنوعاً وثلاث عيادات طبية خاصة وصيدليتان (لم يكن فيها قبل سنتين طبيب او صيدلية) كما اتجه السكان الذين لديهم إمكانات مالية الى مشاريع انتاجية مثل معامل مواد البناء والمزارع وتربية النحل والدواجن والحيوانات".

ويوضح، ان تللسقف "اصبحت تملك مقومات المدينة ويتسوق أهلها كل حاجاتهم تقريباً من محالها، كما هي حال القرى الأخرى المجاورة لها، التي تتسارع متطلبات تقدمها الاقتصادي وبحسب ميزاتها الخاصة. فمثلاً قرية شرفية، الواقعة الى شمال تللسقف بحوالى سبعة كيلومترات في منطقة متموجة تسمى (القند – الكند) تشهد حركة في مشاريع المطاعم والترفيه. في قرية (بينداوية) ذات ينابيع المياه الوفيرة، تشهد تسابقاً في إنشاء المشاريع السياحية والسمكية، والأمر نفسه يلاحظ في القرى المسيحية الواقعة قرب دير مار متي (للسريان الارثوذكس) في صدر (جبل مقلوب) على مسافة حوالى ثلاثين كيلومتراً الى الشرق من القوش حيث تشهد المشاريع السياحية تطوراً واسعاً، في المباني وأماكن الراحة والسياحة، وازدحاماً بالوافدين إليها".

ويؤكد مرقس ان هذه النهضة السريعة "تعود الى توافر الأمن ورجوع أهل القرى الذين كانوا غادروها في السنين العجاف وتوظيف إمكاناتهم المالية وخبراتهم العملية فيها، اضافة الى الأرض الزراعية الخصبة والمياه الجارية والجوفية والمناخ المعتدل نسبياً صيفاً وشتاء ووجود الأماكن الأثرية والسياحة. وكلها خصائص مشجعة للتقدم الحياتي للمناطق حالياً ومستقبلاً".

http://www.alarabiya.net/Articles/2006/10/16/28318.htm


6
المنبر الحر / حول مسألة ستالين
« في: 21:57 25/06/2006  »
مرت 53 سنة على موت ستالين، قائد أول تجربة لبناء دولة اشتراكية و قائد الحركة الشيوعية العالمية، الذي طور و دافع عن الماركسية اللينينة و تصدى لكل هجومات الانتهازيين بشتى تلاوينهم (من تروتسكية، بوخارين، ...)، و قاد الشعب السوفياتي في إلحاق الهزيمة بالنازية. مرت 53 سنة على موته و مازال حاضرا بثقله الكبير، حتى أن الأعداء، من رجعية إلى تروتسكية، لازالوا يستمرون في الهجوم عليه لمحو أثره بدون جدوى. هنا تبرز الخلفية الأساسية من هذا الهجوم على ستالين، إنها محاولة يائسة لتشويه تاريخ الشيوعية العالمية و الهجوم على الماركسية اللينينية و الحركة الثورية العالمية. إن الامبريالية المحتضرة و خدامها الرجعيين، يفزعهم شبح الشيوعية الذي يحوم حول العالم، فكلما ظهرت حركة ثورية عزمت على قيادة الجماهير في القضاء على الرجعية في قطر ما و إلا و تبدأ الآلة الإعلامية للامبريالية – و بالصدفة تتجند التروتسكية كذلك– في الهجوم على الحركة الناشئة عبر الافتراء و الكذب على التاريخ، و تمثيل ستالين كأنه ديكتاتور دموي... أما بالنسبة للشيوعيين الحقيقيين، الذين أخذوا على عاتقهم السير على طريق ماركس، انجلز، لينين، ستالين، و ماو، الذين عقدوا العزم على تحمل مسؤولياتهم تجاه التاريخ و الجماهير، فإن الدفاع على ستالين هو دفاع على الماركسية اللينينية، دفاع عن إرث الحركة الشيوعية العالمية، في خضم نضالهم النظري و السياسي للاستفادة من انتصاراتها والاتعاظ من أخطائها. "إن أهمية النظرية تكمن أيضا في كون الحركة الاشتراكية-الديمقراطية حركة أممية في جوهرها..."(لينين).
قبل اختتام المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي للاتحاد السوفياتي لأشغاله، سيتلو خروتشوف تقريرا سريا، كان مضمونه الأساسي الهجوم على سالين. و يعد هذا المؤتمر بداية مسلسل انحراف القيادة السوفياتية عن الخط الثوري و الإجهاز على بناء الاشتراكية بإرجاع الرأسمالية في روسيا. بطبيعة الحال، سيلقي هذا الحدث بظلاله على الوضع داخل الحركة الشيوعية العالمية، حيث تشكل مسألة ستالين، بالإضافة إلى إشكالات أخرى، أحد أوجه الصراع الذي اندلع بين الحزب الشيوعي للاتحاد السوفياتي، ممثل الخط التحريفي، و الحزب الشيوعي الصيني الذي، دافع عن الماركسية اللينينية كمنهج علمي لتقييم تجربة ديكتاتورية البروليتاريا و لقيادة ستالين لتجربة بناء الاشتراكية في روسيا. و الكل يعرف حجم الأضرار الذي سببه للحركة الشيوعية العالمية استيلاء التحريفية على قيادة الاتحاد السوفياتي. فالشيوعيين الحقيقيين لا يخشون الاعتراف بالأخطاء. إن الأخطاء هي ذات نوعين، أخطاء ذاتية ناتجة عن "خلل في الوعي" أي ناتجة عن الابتعاد عن المنهج العلمي في معالجة الإشكالات التي تجابه الثورييين، و أخطاء موضوعية، أي أخطاء ارتكبت في حل إشكالات لم تجابه الشيوعيين في أي تجربة سابقة. و الضمانة الوحيدة لعدم الانزياغ عن الخط الثوري و تحول الأخطاء إلى خط انتهازي يجهز على الحركة الثورية هو ممارسة النقد و النقد الذاتي بالاعتراف بالخطأ أي بعرض الوقائع بصدق و نقد الخطأ بدراسة الشروط المادية التي جعلت هذا يظهر، و ذلك بالاستناد إلى المادية الجدلية.
و نقدم للقارئ هذه المقالة للحزب الشيوعي الصيني التي تؤرخ لما كان يسمى آنذاك الصراع الصيني السوفياتي، مع أنها ليست بالوثيقة الوحيدة فالصراع الحالي داخل الحركة الشيوعية العالمية يجد جذوره في الصراع الذي نشب إبان تلك الفترة و الذي انتهى بانتصار الخط التحريفي، إن هذه الوثيقة يقدم فيها الحزب الشيوعي الصيني المنهج العلمي الصحيح في الحكم على ستالين كتجربة موضوعية في تاريخ الحركة الشيوعية العالمية.
ترجمة و تقديم عباس.ك
--------------------
تعد مسألة ستالين مسألة كبيرة، مسألة ذات أهمية عالمية، كانت لها انعكاسات داخل جميع طبقات العالم، و لازالت حتى هذا الوقت، تثير نقاشا واسعا. و تعكس آراء متعارضة داخل مختلف الطبقات و تعبيراتها السياسية.
و إذا كان من المتوقع أن لا تُعْطى خلاصة نهائية (حاسمة) في هذا القرن من المسألة. فإن لها داخل الطبقة العاملة الأممية و الشعوب الثورية، لذى أغلب الناس نفس الآراء في العمق؛ إنهم لا يتفقون مع الرفض الكامل لستالين، و لا يفعلون غير التشبث القوي بذاكرة هذا الأخير.
إنه نفس الشيء في الاتحاد السوفياتي. خلافاتنا مع القادة السوفياتيين ليست إلا خلافات مع جزء من الأشخاص. أملنا هو القدرة على إقناع هذا الجزء من الناس، من أجل أن نقدم قضية الثورة إلى الأمام. ذلك هو الهدف الذي نطرحه بكتابة هذا المقال.
أكد الحزب الشيوعي الصيني دائما على أن الرفض الكامل لستالين من طرف الرفيق خروتشوف تحت شعار (تحت عنوان) "النضال ضد عبادة الشخص" خاطئ كليا، أن هذا الرفض تم بنوايا غير معلنة.
تسطر رسالة 14 يونيو الأخير للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني على أن "النضال ضد عبادة الشخص" تذهب عكس نظرية لينين المتعلقة بالعلاقة بين القادة و الحزب و البروليتاريا ... و في الحركة الشيوعية العالمية.
لقد ساند الحزب الشيوعي الصيني دائما، حول تقييم ستالين و الموقف الذي يجب اتخاذه تجاهه، الفكرة القائلة أنه لا يتعلق الأمر فقط بالحكم على شخص ستالين، لكن، و هذا هو الأهم، القيام بتقييم التجربة التاريخية لديكتاتورية البروليتاريا و الحركة الشيوعية العالمية منذ وفاة لينين.
في المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي للاتحاد السوفياتي، رفض الرفيق خروتشوف ستالين بشكل كامل. حول هذه المسألة المبدئية، و التي تهم الحركة الشيوعية العالمية، لم يتم استشارة الأحزاب الشقيقة من قبل، لقد أرادوا أن يجبروهم (أي الأحزاب الشقيقة) على القبول بالأمر الواقع.
أيا كان يقيم ستالين بغير طريقة قيادة الحزب الشيوعي للاتحاد السوفياتي، لا يعتبر و فقط "كمدافع عن عبادة الشخص"، بل و "كمتدخل" في الشئون الداخلية للحزب الشيوعي للاتحاد السوفياتي.
لكن، لا أحد يمكن أن ينكر الأهمية العالمية للتجربة التاريخية لأول دولة ديكتاتورية البروليتاريا، و لا الواقع التاريخي حيث كان ستالين قائد الحركة الشيوعية العالمية؛ بالتالي، لا أحد يمكن أن يعترض على أن مسألة الحكم على ستالين هي مسألة مبدئية ذات أهمية كبيرة، مسألة تهم معظم الحركة الشيوعية الأممية.
إذن ما هي الأسباب التي تجعل قياديي الحزب الشيوعي للاتحاد السوفياتي يمنعون الأحزاب الشقيقة بالقيام بتحليل حول ستالين و إعطاء تقييم حوله يجيب على الوقائع؟
لقد اعتبر الحزب الشيوعي الصيني دائما على أنه يجب القيام بتحليل كامل و موضوعي و علمي حول مآثر(أفضال) و أخطاء ستالين، بالاستناد على المادية التاريخية و تمثيل التاريخ كما هو، و ليس رفض ستالين بشكل كامل، و بطريقة ذاتية و فظة، و بالاستناد إلى المادية المثالية بتحريف و تزوير التاريخ على هوانا.
لقد اعتبر الحزب الشيوعي الصيني أن ستالين قد ارتكب بعض الأخطاء التي لها جذور سواء إيديولوجية أو اجتماعية و تاريخية. نقد أخطاء ستالين، الأخطاء التي ارتكبها حقا، و ليس التي نُسِبت إليه بدون أي أساس، هو شيء ضروري عندما يتم هذا النقد من موقف و بمناهج صحيحين.
لكن، لقد كنا دائما ضد نقد ستالين عندما كان يتم بطريقة غير صحيحة، يعني انطلاقا من موقف و بمناهج خاطئين.
في حياة لينين، ناضل ستالين ضد القيصرية و من أجل نشر الماركسية؛ بعد مشاركته في قيادة اللجنة المركزية للحزب البلشفي الذي كان على رأسه لينين، ناضل من أجل الإعداد لثورة 1917؛ بعد ثورة أكتوبر، ناضل من أجل الدفاع عن مكتسبات الثورة البروليتارية.
بعد موت لينين، تحت قيادة ستالين، قام الحزب الشيوعي و شعب الاتحاد السوفياتي بنضال حازم ضد كل الأعداء، سواء أعداء الداخل أو الخارج، نضال سمح بالدفاع و توطيد أول دولة اشتراكية في العالم.
تحت قيادة ستالين، طبق الحزب الشيوعي و الشعب السوفياتي خط التصنيع الاشتراكي و التعاونية (تأميم) الفلاحية بمثابرة، و حققوا نجاحات كبيرة في التحويل و البناء الاشتراكيين.
تحت قيادة ستالين، قام الحزب الشيوعي و الجيش و الشعب السوفياتي بالقتال الأكثر ضراوة و أوصلوا الحرب المناهضة للفاشية إلى نصر كبير.
إنه ستالين، في الصراع ضد الانتهازيين بشتى تلا وينهم، ضد أعداء اللينينية، التروتسكيين، الزنوفييفيين، البوخاريين، و عملاء البرجوازية الآخرين، الذي دافع و طور الماركسية-اللينينية.
تحت قيادة ستالين، طبق الحزب و حكومة الاتحاد السوفياتي سياسة خارجية التي كانت، في الإجمال، متوافقة مع الأممية البروليتارية و ساهمت بمساعدة كبيرة في النضال الثوري لشعوب العالم، بما فيه الشعب الصيني.
كان ستالين على رأس التيار التاريخي لقيادة النضال، كان عدوا لدودا للامبريالية و كل الرجعية.
ارتبط نشاط ستالين ارتباطا وثيقا بنضال الحزب الشيوعي الكبير و الشعب الاتحاد السوفياتي العظيم؛ كان نشاطه غير منفصل من النضال الثوري لشعوب العالم كله.
كانت حياة ستالين، حياة ماركسي-لينيني كبير، حياة ثوري بروليتاري كبير.
صحيح أنه بإنجازه لأعمال (نجاحات) ذات مأثرة لصالح الشعب السوفياتي و الحركة الشيوعية العالمية، ارتكب ستالين، الماركسي-اللينيني و الثوري البروليتاري الكبير، كذلك أخطاء. من بين أخطاء ستالين، بعضها كانت أخطاء مبدئية، و البعض الآخر ارْتُكِب في العمل التطبيقي؛ كان من الممكن تفادي بعض الأخطاء، بينما البعض الآخر، كان من الصعب تفاديه في غياب أي تجربة سابقة لديكتاتورية البروليتاريا التي يمكن الاستناد عليها.
في بعض الإشكالات، انزاح منهج تفكير ستالين عن المادية الجدلية ليسقط في الميتافيزيقية و الذاتية، و بهذا، ابتعد عن الواقع و انفصل عن الجماهير.
في الصراعات التي كانت تدور داخل الحزب و خارجه، لم يميز، في بعض اللحظات و في بعض الإشكالات، بين نوعين من التناقضات ذات طبيعة مختلفة –تناقضات بين العدو و نحن و تناقضات داخل الشعب- و نفس الشيء بالنسبة للمناهج المختلفة لأجل حل هاذين النوعين من التناقضات.
إن العمل على تصفية الثورة المضادة، الذي بوشر تحت قيادته، سمح بمعاقبة عدد من العناصر المضادة للثورة التي كانت تستحق ذلك؛ لكن، أيضا حوكم أناس شرفاء ظلما، هكذا، ارتكب خطأ توسيع إطار القمع بين 1937 و 1938.
في منظمات الحزب و أجهزة الدولة، لم يقم ستالين بتطبيق كامل و شامل للمركزية الديمقراطية أو خالف ذلك بشكل جزئي.
في العلاقات بين الأحزاب الصديقة و البلدان الصديقة، أيضا ارتكب أخطاء. بالإضافة، لقد صاغ داخل الحركة الشيوعية العالمية بعض النصائح الخاطئة. سببت كل هذه الأخطاء أضرارا للاتحاد السوفياتي و الحركة الشيوعية العالمية.
إن المآثر التي اكتسبها ستالين خلال حياته، كما الأخطاء التي ارتكبها، تُعَد واقعا موضوعيا في التاريخ. إذا وضعنا بالتوازي مآثره و أخطائه، إنها مآثره التي تتفوق.
يشكل ما هو صحيح في نشاط ستالين الوجه الأساسي، و أخطائه لا تشغل إلا مكانا ثانويا. عندما يتعلق الأمر بالقيام بتقييم للنشاط الإيديولوجي و كل عمل ستالين، سيعرف كل شيوعي شريف أن يرى قبل كل شيء ما هو أساسي عند ستالين.
أيضا، عندما يتعلق الأمر بالمعرفة و النقد بالشكل الصحيح لأخطاء ستالين و التغلب عليها (تجاوزها)، يجب أن نحافظ على ما هو أساسي في حياته، أن نحافظ على الماركسية-اللينينية التي دافع عنها و طورها.
بالنسبة لأخطاء ستالين، الأخطاء التي تشغل فقط مكانا ثانويا، يجب أن تُعْتَبر كدرس تاريخي، كتحذير لشيوعيي الاتحاد السوفياتي و البلدان الأخرى، حتى لا يرتكبوا، هم بدورهم، نفس الأخطاء أو أقل؛ و هذا ليس دون جدوى (ليس باللغو).
إن التجربة التاريخية، في جانبها الإيجابي أو السلبي، مفيدة لكل الشيوعيين عندما نقيم تقييما صحيحا، مطابق للواقع التاريخي، و عندما نجتنب لإخضاعه لأي تشويه.
لقد أشار لينين مرارا على أن الماركسيين يتميزون بشكل كلي عن تحريفيي الأممية الثانية في ما يخص موقفهم تجاه ناس كبيبل و روزا لوكسمبورغ، الذين، رغم أخطائهم، ظلوا ثوريين بروليتاريين عظام. لا يخفي الماركسيون أخطاء بيبل و روزا لوكسمبورغ و آخرون؛ بمثل هذه الأخطاء، "يتعلمون لتفاديها،...".
على العكس، يأخذ التحريفيين "سرور شنيع" بأخطاء بيبل و روزا لوكسمبورغ و "يثرثرون" حول ذلك. بهذا الخصوص، يستشهد لينين بحكاية روسية ليسخر من التحريفيين :"يمكن للصقور أن تحلق أحيانا في مستوى أقل من الدجاج، لكن لن يتمكن الدجاج أبدا من الوصول إلى ارتفاع الصقور!" كان بيبل و روزا لوكسمبورغ "شيوعيين كبار"، رغم أنه حصل أن ارتكبوا أخطائا، فقد ظلوا "صقورا" بينما لم يكن التحريفيون إلا "دواجن" في "ركمة الزبل" في "الفناء الخلفي للحركة العمالية".
الدور الذي لعبه بيبل و روزا لوكسمبورغ و آخرون في التاريخ بعيد على أن نقدر مقارنته بدور ستالين. يجب أن يكون تقييم شخص ستالين بتبصر لأنه كان، لفترة تاريخية كاملة، قائدا عظيما لديكتاتورية البروليتاريا و الحركة الشيوعية العالمية.
يتهم قادة الحزب الشيوعي السوفياتي "بالدفاع" عن ستالين. نعم، نحن ندافع عنه و نريد الدفاع عنه. منذ أن شوه خروتشوف التاريخ و رفض بشكل كلي ستالين، من الطبيعي أن من واجبنا الغير المشروط، في مصلحة الحركة الشيوعية العالمية، أن نقف للدفاع عنه.
بتحمله الدفاع عن ستالين، يدافع الحزب الشيوعي الصيني عن ما هو صحيح، يدافع عن التاريخ المجيد لنضال أول دولة لديكتاتورية البروليتاريا التي أقامتها ثورة أكتوبر، يدافع عن التاريخ المجيد لنضال الحزب الشيوعي للاتحاد السوفياتي، يدافع عن سمعة الحركة الشيوعية العالمية عند شعوب العالم الكادحة.
بكلمة، يدافع عن الماركسية-اللينينية كنظرية و ممارسة. لم يتصرف الشيوعيين لوحدهم هكذا، كل الشيوعيين المخلصين للماركسية-اللينينية، كل البشر الذين قرروا القيام بالثورة، كل الناس الشرفاء تصرفوا بهذه الطريقة أو هم في طور القيام بذلك.
عندما أخذنا الدفاع عن ستالين، لم ندافع عن أخطائه. منذ فترة بعيدة، قد مر الشيوعيون الصينيون في تجربتهم الشخصية الخاصة من بعض أخطاء ستالين. اُرْتُكبت أخطاء خطوط داخل الح.ش.ص.، فقد كانت إما انتهازية "يسارية" أو يمينية. في ما يتعلق بأسبابها (الأخطاء) العالمية، اُرْتُكب البعض منها تحت تأثير بعض أخطاء ستالين. منذ نهاية العشرينات، ثم خلال الثلاثينات، و أخيرا في بداية و أواسط الأربعينات، عمل الماركسيون اللينينيون، و الرفاق ماوتسي تونغ و ليو شاوشي كممثيلهم، على إيقاف (محاصرة) تأثير بعض أخطاء ستالين، ثم، بعد القضاء (هزيمة) بالتدريج على الخطوط الخاطئة لكل من الانتهازية "اليسارية" و اليمينية، قادوا في النهاية الثورة الصينية إلى النصر.
لكن، بعض الآراء الخاطئة التي دعا لها ستالين و قُبلت و تم تطبيقها من طرف رفاق صينيين، يجب علينا نحن الصينيين تحمل مسؤولية ذلك بأنفسنا. كذلك، انحصر دائما الصراع الذي خيض داخل الحزب ضد الانتهازية "اليسارية" و اليمينية في نقد أولائك الرفاق الذين ارتكبوا تلك الأخطاء، بدل إسقاط المسؤولية على ستالين.
كان الهدف من الانتقادات هو التمييز بين الخطأ و الصحيح و استخلاص الدروس و لنقدم قضية الثورة إلى الأمام. كل ما كنا نطلب من هؤلاء الرفاق الذين ارتكبوا أخطائا هو أن يتقوموا. إذا لم يتقوموا، يمكن أن ننتظر حتى يعوا من خلال التجربة العملية، بشرط أن لا ينظموا مجموعات سرية و يمتنعوا عن أي نشاط تخريبي. تبنينا المنهج العادي للنقد و النقد الذاتي داخل الحزب، يتلخص (المنهج) في الانطلاق من الرغبة في الوحدة للوصول إلى النقد أو الصراع حول وحدة جديدة، على أساس جديد؛ لهذا حصلنا على نتائج جيدة.
لقد اعتبرنا على أنه يتعلق الأمر بتناقضات داخل الشعب، و ليس بتناقضات بيننا و العدو، لهذا كان يجب علينا أن نتبنا هذا المنهج من أجل حلها (التناقضات).
و ماذا كان موقف الرفيق خروتشوف و بعض القادة الآخرين للح.ش.ا.س منذ المؤتمر العشرين تجاه ستالين؟
بدل القيام بتحليل كامل و تاريخي و علمي للعمل الذي قام به ستالين طوال حياته، لقد رفضوه بشكل كامل بدون التمييز بين الصحيح و الخطأ؛ بدل معاملة ستالين كرفيق، يعاملونه كما يعاملون عدوا؛ بدل تبني منهج النقد و النقد الذاتي و تقييم التجارب و استخلاص الدروس منها، يردون كل الأخطاء على ستالين أو يلصقون له "أخطاء" يتم اختراعها على هواهم؛ بدل التفكير و الاستناد على الوقائع، يهاجمون شخص ستالين باستعمال لغة ماكرة و ديماغوجية.
نزل (a couvert) خروتشوف بشتائم على ستالين، قائلا بأنه "قاتل" و "مجرم" و "قطاع طرق" و "مقامر" و "استبدادي من نوع إيفان المرعب" و "أكبر ديكتاتور في تاريخ روسيا" و "تافه" و "غبي"...نخشى فعلا أن يتسخ ورقنا و قلمنا عندما نرى أنفسنا مجبرين على تعداد كل هذه النعوت الفضة و السوقية و الشائنة.
لقد سب خروتشوف ستالين قائلا بأنه كان "أكبر ديكتاتور في تاريخ روسيا". ألا يرجع هذا إلى القول أن الشعب السوفياتي عاش خلال ثلاثين سنة، ليس في نظام اشتراكي، لكن تحت "طغيان" "أكبر ديكتاتور في تاريخ روسيا"؟ لن يقبل الشعب السوفياتي الكبير و جميع الشعوب الثورية في العالم أبدا مثل هاته الشتيمة.
لقد سب خروتشوف ستالين واصفا إياه بأنه "استبدادي من نوع إيفان المرعب". ألا يرجع هذا إلى القول أن تجربة الثلاثين سنة التي أعطاها الح.ش.ا.س و الشعب الكبير للاتحاد السوفياتي لشعوب العالم كله، لم تكن تجربة ديكتاتورية البروليتاريا، بل كانت حياة في ظل سيادة "استبدادي" فيودالي؟ لن يقبل الشعب السوفياتي الكبير و الشيوعيون السوفياتيون وكل الماركسيين-اللينينيين في العالم أبدا مثل هاته الشتيمة!
لقد سب خروتشوف ستالين ناعتا إياه بأنه "قاطع طريق". ألا يرجع هذا إلى القول أنه خلال مرحلة طويلة لأول بلد اشتراكي في العالم كان على رأسه " قاطع طريق". لن يقبل الشعب السوفياتي الكبير و جميع الشعوب الثورية في العالم أبدا مثل هاته الشتيمة.
لقد سب خروتشوف ستالين معاملا إياه ك"تافه". ألا يرجع هذا إلى القول أن الح.ش.ا.س، الذي قاد نضالا بطوليا خلال العديد من عشرات السنين، كان قائده "تافه"؟ لن يقبل الشيوعيون السوفياتيون وكل الماركسيين-اللينينيين في العالم أبدا مثل هاته الشتيمة!
لقد سب خروتشوف ستالين قائلا بأنه كان "غبيا". ألا يرجع هذا إلى القول أن الجيش السوفياتي الكبير الذي خرج منتصرا من الحرب المناهضة للفاشية، كان قائده الأعلى "غبيا"؟ لن يقبل الضباط و الجنود العظماء و كل المقاتلين المناهضين للفاشية في العالم أبدا مثل هذه الشتيمة!
لقد سب خروتشوف ستالين معتبرا إياه ك"قاتل". ألا يرجع هذا إلى القول أن الحركة الشيوعية العالمية خلال عشرات السنين كانت لها "قاتلا" كمعلم؟ لن يقبل الشيوعيون في العالم كله، بما فيهم شيوعيو الاتحاد السوفياتي أبدا مثل هاته الشتيمة!
لقد سب خروتشوف ستالين مؤكدا على أنه كان "مقامرا". ألا يرجع هذا إلى القول أن الشعوب الثورية في صراعها ضد الامبريالية و الرجعية أخذوا "مقامرا" كحامل علمهم؟ لن تقبل الشعوب الثورية في العالم، بما فيها الاتحاد السوفياتي، أبدا مثل هاته الشتيمة!
مثل هاته الشتائم التي أطلقها خروتشوف، تعد أكبر إهانة يمكن أن يتلقاها الشعب السوفياتي الكبير و الح.ش.ا.س و الجيش السوفياتي، تعد أكبر إهانة يمكن أن تتلقاها ديكتاتورية البروليتاريا و النظام الاشتراكي، أكبر إهانة يمكن أن تتلقاها الحركة الشيوعية العالمية و الشعوب الثورية في العالم و الماركسية-اللينينية.
عندما ينفخ صدره، و يضرب على الطاولة و يصرخ بكل قوة شاتما ستالين، أي موقع يأخذه خروتشوف، هو الذي كان في عهد ستالين يشارك في قيادة الحزب و الدولة؟ أيأخذ موقع "القاتل" و "قاطع الطرق"؟ أو موقع "التافه" و "الغبي"؟
ما هو الفرق بين الشتائم الموجهة من طرف خروتشوف لستالين، و بين الشتائم التي يتقيأها الامبرياليون و الرجعيون و المرتدون عن الشيوعية حول هذا الأخير؟ لماذا هذا الحقد القاتل على ستالين؟ لماذا يتم الهجوم عليه بشراسة أكبر من العدو؟
عندما يهاجم combattre خروتشوف ستالين، إنما في الحقيقة يهاجم déchaîner النظام السوفيتي و الدولة السوفياتي. و عندما يتعلق الأمر بالشتائم en la matière ، فإنها تخلي المكان لكاوتسكي و تروتسكي و تيتو دجيلا و مرتدين آخرين، فاللغة التي يستعملها خروتشوف تتجاوزهم كلهم في الشراسة.
يجب أن نتساءل بالضبط مع خروتشوف بالاستشهاد بالمقطع في الرسالة المفتوحة للجنة المركزية للح.ش.ا.س:"كيف لهم الشجاعة أن يقولوا مثل هذه الأشياء تجاه الحزب الكبير للينين، تجاه وطن الاشتراكية، تجاه الشعب، الأول في العالم، الذي قام بالثورة الاشتراكية، و صان المكتسبات conquêtes العظيمة بنضال ضاري ضد الامبريالية العالمية و الثورة المضادة الداخلية، و الذي أبان manifester عن معجزات بطولية و نكران الذات من أجل بناء الشيوعية، و الذي يؤدي واجبه ألأممي بشرف تجاه عمال العالم."
في مقال "حول المعنى السياسي للشتائم، قال لينين :"...في السياسة، غالبا ما كانت الشتائم تخفي غياب الأفكار و العجز الكامل، العجز الفظ hargneuse للشاتمين."
أليس هو هذا بالضبط حال قادة الح.ش.ا.س.، الملاحقين على الدوام بشبح ستالين، الذين يحاولون حجب غياب الأفكار لديهم و عجزهم الكامل، عجزهم الفظ، عبر شتائم يوجهونها ضد ستالين؟
لا تقبل الأغلبية الساحقة للسوفيتيين على أن نشتم ستالين بهذه الطريقة. يظهرون دائما متشبثين بذاكرته. لقد انفصل قادة الح.ش.ا.س. عن الجماهير بشكل خطير.
إذا كانوا يحسون بأنهم ملاحقين و مهددين بشبح ستالين في أي لحظة، لأنهم في الحقيقة يصطدمون بالسخط العميق للجماهير الشعبية الواسعة تجاه الرفض الكامل لستالين. لازال لا يتجرأ خروتشوف على إحاطة الشعب السوفياتي و شعوب المعسكر الاشتراكي بعلمهم بالتقرير السري الذي يرفض بشكل كامل ستالين و الذي ألقاه في المؤتمر العشرين، لأن الأمر يتعلق بتقرير غير بتقرير و الذي سيبعده بشكل خطير عن الجماهير.
إن الذي يستحق اهتماما خاصا هو أن قادة الح.ش.ا.س. الذين يشتمون ستالين، يعبرون عن "الاحترام و الثقة" لآيزناهاور و كينيدي و أمثالهم congénères! نلصق بستالين نعوتا ك"المستبد مثل إيفان المرعب" و "أكبر ديكتاتوري في تاريخ روسيا"، و على العكس، إنها الثناء الذي يوجه لآيزناهاور و كينيدي مؤكدين "بأنهم يتمتعون بدعم الأغلبية الساحقة للشعب الأمريكي"!
تتم إهانة ستالين بنعته "بالأبله" و على العكس، يتم مدح "نفاذ بصيرة" آيزنهور و كينيدي! من جهة تُلوث بلا رحمة سمعة الشخص الذي كان ماركسيا لينينيا عظيما، و ثوريا بروليتاريا عظيما و قائدا كبيرا للحركة الشيوعية العالمية، و من جهة أخرى، يتم إثراء قادة الامبريالية. هل يمكن أن يكون ترابط هذه الظواهر مجرد صدفة؟ أليست هي النهاية المنطقية لرفض الماركسية اللينينية؟
إذا لم يكن لخروتوف ذاكرة قصيرة، يجب عليه أن يتذكر بأمه هو بالضبط من، بمناسبة اجتماع عُقد في موسكو في يناير 1937، أدان بحق من هاجم ستالين، بقوله :"بمهاجمتهم للرفيق ستالين، إنهم يهاجموننا نحن كلنا، يهاجمون الطبقة العاملة و الشعب الكادح! بمهاجمتهم للرفيق ستالين، يهاجمون مذهب ماركس و انجلس و لينين!".
يجب أن يتذكر بأنه، هو بنفسه، امتدح ستالين لعدة مرات بالقول بأنه كان "صديقا قريبا، و رفيقا في السلاح للينين العظيم"، و "أكبر عبقري و معلم و قائد للإنسانية"، و "أعظم مارشال ينتصر دائما"، و "أخلص صديق للشعب"، و بأنه كان بمثابة "الأب" بالنسبة إليه.
إذا قارنا الملاحظات التي قام بها خروتشوف في حياة ستالين و التي قام بها بعد موته، سنرى بأنه قام بردة كاملة volte-face في الحكم الذي حمله على ستالين.
إذا لم يكن لخروتشوف ذاكرة قصيرة، بالتأكيد يجب أن يتذكر بأنه، هو بنفسه، من ساند و طبق بحمية خاصة، سياسة تصفية الثورة المضادة في زمن قيادة ستالين.
في 6 يناير 1937، عند انعقاد الكنفرنس الخامس للحزب في منطقة موسكو، قال خروتشوف :"سيسحق حزبنا على عصابة الخونة و المرتدين بلا رحمة، سينحي من على سطح الأرض كل أوباش التروتسكية اليمينية...الضمانة هي القيادة الراسخة للجنتنا المركزية، و القيادة الراسخة لقائدنا، الرفيق ستالين...سوف نحطم كل الأعداء، حتى آخر رجل، و نذر رمادهم في الريح".
لقد أعلن خروتشوف في 8 يناير 1938 عند انعقاد الكنفرنس الرابع للحزب في منطقة كييف :"يريد الياكيرين Yakyirs، و الباليتسكيين Balyitskys، و الليوبجينكيين Lyubcjenkys، و الزاتونسكيين Zatonskys، و رعاع آخرين إدخال الملاكين العقاريين البولونيين في أوكرانيا، و يريدون جلب الفاشيين هنا، الملاكين القاريين و الرأسماليين الألمان...
لقد صفينا عددا لا بأس به من الأعداء، لكن لازلنا لم نصفيهم كلهم. لهاذا يجب أن نبقى حذرين. يجب أن نستوعب جيدا ما قاله الرفيق ستالين : ما دامت توجد هناك محاصرة رأسمالية، سيدخل بلادنا المخربون و الجواسيس".
لماذا يرفض خروتشوف، و هو الذي شارك في قيادة الحزب و الدولة في زمن ستالين و ساند بهمة كبيرة و طبق بتصميم، إبان تلك الفترة، سياسة تصفية الثورة المضادة، بشكل كامل كل ما تم إنجازه في تلك الفترة و ألقى كل الأخطاء على ظهر ستالين، و في نفس الوقت يحرص على تنظيف يديه من كل ذلك؟
عندما أخطأ ستالين، قد كان لازال قادرا على ممارسة النقد و النقد الذاتي. مثلا، أعطى ستالين نصائح خاطئة فيما يتعلق بالثورة الصينية، لكن بعد انتصار هذه الأخيرة، اعترف بخطئه. حتى الأخطاء المرتبكة في تطهير الحزب، قد اعترف بها في التقرير المرفوع للمؤتمر السابع عشر للحزب الشيوعي (البلشفي) للإتحاد السوفياتي في 1939. و ماذا عن خروتشوف؟
إنه لا يعرف ماذا يعني النقد الذاتي. لا يعرف سوى شيء واحد! إلقاء مسؤولية كل الأخطاء على الآخرين و ينسب لنفسه كل الفضل:
أن تكون هذه الأفعال الغير الجديرة مرتبكة من طرف خروتشوف، في زمن تنتشر فيه التحريفية العصرية، ليس بشيء مدهش. كما قال لينين في 1915 عندما كان ينتقد الأفعال التي خان بها تحريفيو الأممية الثانية الماركسية :"في زمن الكلمات المنسية، و المبادئ الضائعة، و مفاهيم العالم المقلوبة، و القرارات و الوعود المجلجلة التي ترمى في القمامة، ليس هنا أي شيء يمكن أن يدهش".
تثبت سلسلة الأحداث التي جرت منذ المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي للاتحاد السوفياتي بما يكفي خطورة النتائج التي أدى إليها الرفض الكامل لستالين من طرف قيادة الح.ش.ا.س.
لقد قدَّم الرفض الكامل لستالين للامبريالية و كل الرجعية أسلحة مناهضة للسوفييت و للشيوعية و الذين ليسو إلا سعداء بالحصول عليها.
على إثر إغلاق المؤتمر العشرين للح.ش.ا.س. لأشغاله، استعملت الامبريالية التقرير السري لخروتشوف ضد ستالين لتشن حملة واسعة في العالم مناهضة للسوفييت و للشيوعية.
لقد انقضت الامبريالية و الرجعية و زمرة تيتو و الانتهازيين من جميع الألوان على الفرصة للانفراد بالاتحاد السوفياتي و المعسكر الاشتراكي و الأحزاب الشيوعية، حتى أن بعض الأحزاب الشقيقة و البلدان الشقيقة و جدت نفسها في وضع صعب.
إن الحملة الهوجاء لقيادة الح.ش.ا.س. ضد ستالين جعلت التروتسكيين، الذين لم يعودوا منذ زمن بعيد سوى جثث سياسية، أن ينتعشوا و يزعقون بأنه يجب "رد الاعتبار" لتروتسكي.
عندما باشر المؤتمر الثاني و العشرين للح.ش.ا.س. على الإغلاق في نونبر 1961، كتب الأمين ألأممي لما يسمى بالأممية الرابعة في "رسالة للمؤتمر 22 للح.ش.ا.س. بأن تروتسكي قد صرح في 1937 بأن في المستقبل سيُشيد نصب تذكاري على شرف ضحايا ستالين"، و "اليوم، تأكد الرسالة، قد تحققت النبوءة. أمام مؤتمركم، وعد الأمين العام لحزبكم بإقامة هذا النصب". تطلب الرسالة بشكل خاص على أن يكون اسم تروتسكي "منقوشا بحروف ذهبية على النصب المبني على شرف ضحايا ستالين". لم يخفي التروتسكيون فرحتهم، يعتبرون أن الحركة التي أطلقتها قيادة الح.ش.ا.س. ضد ستالين قد "فتحت الباب للتروتسكية" و أن هذه الحركة "جد ملائمة لصعود التروتسكية و تنظيمها، الأممية الرابعة".
بالرفض الكامل لستالين، يظهر أن لقيادة الح.ش.ا.س. أهدافا غير معلنة.
لقد مات ستالين في 1953؛ ثلاث بعد سنوات بعد ذلك، في المؤتمر العشرين، شنت قيادة الح.ش.ا.س. هجومات عنيفة ضده؛ بعد سنوات من موته، في المؤتمر الثاني و العشرين، هاجمت مرة أخرى ستالين و أزالت و حرقت جثمانه الميت. بالهجوم مرات عديدة على ستالين، أرادت قيادة الح.ش.ا.س. محو التأثير الغير الزائل لهذا الثوري البروليتاري العظيم على الشعب السوفياتي و شعوب العالم الأخرى، و كذلك فتح الطريق لرفض الماركسية اللينينية التي دافع عليها و طورها ستالين، و التطبيق الشامل لخطها التحريفي.
لقد بدأ الخط التحريفي لقيادة الح.ش.ا.س. بالضبط مع المؤتمر العشرين ليصبح نظاما مكتملا مع المؤتمر الثاني و العشرين. الأحداث التي تبعت ذلك أثبتت بوضوح دائم أن تشويه قيادة الح.ش.ا.س. لمذهب الماركسية اللينينية حول الامبريالية، و الحرب و السلام، و الثورة البروليتارية، و الثورة في المستعمرات و شبه المستعمرات، و الحزب البروليتاري...مرتبط بالرفض الكامل لستالين.
لقد تم الرفض الكامل لستالين من طرف قيادة الح.ش.ا.س. تحت يافطة "النضال ضد عبادة الشخص".
إن "النضال ضد عبادة الشخص" الذي صاغته قيادة الح.ش.ا.س. لا تنحو أبدا، كما يدعون، على إعادة ما يسمونه "المبادئ اللينينية للحياة الداخلية و قيادة الحزب". على العكس، إنه (أي هذا النضال) يذهب عكس مذهب لينين في ما يتعلق العلاقات بين القادة، و الحزب، و الطبقات و الجماهير، و مبدأ المركزية الديمقراطية للحزب.
فالماركسيون اللينينيون يرون أنه لكي يشكل الحزب الثوري أركان حرب حقيقي للبروليتاريا، يجب عليه أن يحل بشكل صحيح العلاقات بين القادة، و الحزب، و الطبقات و الجماهير، و التنظيم حسب مبدأ المركزية الديمقراطية.
يجب أن يكون لمثل الحزب نواة قائدة مستقرة نسبيا. يجب أن تتكون هذه النواة من قادة مجربين، قادة يعرفون أن يوحدوا بين الحقيقة الكونية للماركسية اللينينية و الممارسة الملموسة للثورة.
يبرز قادة الحزب البروليتاري في الصراع الطبقي و الحركة الثورية للجماهير، إن هؤلاء القادة، أكانوا أعضاء في اللجنة المركزية أو لجنة محلية للحزب، أوفياء بشكل مطلق تجاه الجماهير، إنهم من لحم و دم الجماهير، يعرفون تجميع أفكار الجماهير بشكل ملموس و تطبيقها بشكل متسق. مثل هؤلاء القادة، هم الممثلون الحقيقيون للجماهير، معترف بهم من طرف الجماهير.
إن حضور مثل هؤلاء القادة على رأس الحزب هو تعبير عن النضج السياسي، و في حضورهم يكمن أمل انتصار قضية البروليتاريا.
يقول لينين بشكل صحيح :"لم تستطع أي طبقة في التاريخ السيطرة بدون أن تجد بداخلها قادة سياسيين، ممثلين طليعيين قادرين على تنظيم الحركة و قيادتها". و يقول أيضا "إن قادة الحزب المجربين و المؤثرين، يتكونون بشكل بطيء و بصعوبة. و الحال، بدون هذا، تكون ديكتاتورية البروليتاريا، و حدة إرادتها، جملة جوفاء".
لقد الحزب الشيوعي الصيني دائما و بشدة بمذهب الماركسية اللينينية حول دور الجماهير الشعبية و الفرد في التاريخ، بمذهب الماركسية اللينينية حول العلاقات بين القادة و الحزب، و الطبقات و الجماهير، بالمركزية الديمقراطية في الحزب. لقد استمر على نهج القيادة المشتركة، لكن، عارض استصغار دور القادة.
يعطي الأهمية لدور القادة، لكن يعارض أن نقوم بامتداح مبالغ فيه للفرد، المدح الذي لا يتطابق مع الواقع، أن نبالغ في دور الفرد. منذ 1949، و تبعا لمقترح للرفيق ماوتسي تونغ، قررت اللجنة المركزية للح.ش.ص. منع أية مظاهرة على شرف قادة الحزب بمناسبة عيد ميلادهم، و استعمال أسم قائد حزب لمكان أو شارع أو شركة.
تختلف هذه النظرة، التي تبنيناها دائما و التي تعد صحيحة، بشكل عميق عن "النضال ضد عبادة الشخص" التي تنادي بها قيادة الح.ش.ا.س.
يصبح أكثر وضوحا على الدوام على أنه بالفعل بمناداتهم (القيادة) بما يسمى "النضال ضد عبادة الشخص"، لا تهدف قيادة الح.ش.ا.س. إطلاقا، كما تدعي، تطوير الديمقراطية، تطبيق قيادة مشتركة، معارضة المبالغة في دور الفرد، لكن إنها تهدف لشيء آخر تماما.
إذن، في ماذا يكمن في الجوهر "النضال المزعوم ضد عبادة الشخص" الذي تقوم به قيادة الح.ش.ا.س.؟
جوهر المسألة، للوصول إلى الهدف بشكل مباشر، ليس شيء آخر سوى:
1. تحت ذريعة "النضال عبادة الشخص"، معارضة قائد الحزب، ستالين، بمنظمة الحزب، بالبروليتاريا، و بالجماهير الشعبية؛
2. تحت ذريعة "النضال عبادة الشخص"، تشويه حزب البروليتاريا، تشويه ديكتاتورية البروليتاريا، و تشويه النظام الاشتراكي؛
3. تحت ذريعة "النضال عبادة الشخص"، الادعاء لشخصه الخاص بمزايا، و الهجوم على الثوريين الأوفياء للماركسية اللينينية و فتح الطريق للمتآمرين التحريفيين حتى يستطيعوا الاستيلاء على قيادة الحزب و الدولة؛
4. تحت ذريعة "النضال عبادة الشخص"، التدخل في الشئون الداخلية للأحزاب الشقيقة و البلدان الشقيقة، و الشروع، حسب ما يوافقها، في القضاء على قيادة الأحزاب الشقيقة و البلدان الشقيقة؛
5. تحت ذريعة "النضال عبادة الشخص"، ضرب الأحزاب الشقيقة التي تتشبث بثبات بالماركسية اللينينية و خلق الانقسامات في الحركة الشيوعية العالمية.
بصياغته "للنضال عبادة الشخص"، لا يجري خروتشوف إلا وراء مآمرة سياسية خسيسة. كما يصف ذلك ماركس، "إذا كان عاجزا، باعتباره منظرا، فإنه في التآمر، من أربابه" "s il est une nullité en tant que théoricien, en tant qu intrigant, il est dans son élément"
في رسالتها المفتوحة، تقول اللجنة المركزية للح.ش.ا.س. "بفضح عبادة الشخص و النضال ضد تبعاتها"، "تقدر بعظمة الشخصيات" التي "تتمتع بحظوة مستحقة". ماذا نقصد بذلك؟ بكل بساطة: تدوس قيادة الح.ش.ا.س. بأرجلها ستالين و ترفع خروتشوف إلى الأوج بالإطراء.
تشيد (القيادة) بخروتشوف الذي لازال لم يكن شيوعيا لحظة ثورة أكتوبر، و الذي كان إطارا ثانويا في العمل السياسي خلال الحرب الأهلية بتقديمه ك"مؤسس نشيط للجيش الأحمر".
تنسب لخروتشوف بشكل كلي الفضل الكبير في المعركة الحاسمة في الحرب الوطنية للاتحاد السوفياتي، مدعيتا بأن "غالبا ما كان يسمع صوت خروتشوف" في معركة ستالينغراد، و أن "خروتشوف كان روح أولئك الذين كانوا في ستالينغراد".
تسجل لخروتشوف بشكل كلي الانجازات الكبيرة التي تم الحصول تحققت في ميدان السلاح النووي و تقنية الصواريخ، و تسميه "أب الفضاء الخارجي". و الحال، لا يوجد أحد يجهل على أن صناعة الاتحاد السوفياتي للقنابل النووية و الهيدروجينية كانت إنجازات كبيرة مكتملة في زمن قيادة ستالين، من طرف طاقم الموظفين العلميين و التقنيين و الشعب العامل للاتحاد السوفياتي.
في هذه الفترة كذلك، تم إرساء أسس تقنية الصواريخ. كيف يمكن أن نشطب بجرة قلم هاته الإنجازات التاريخية المهمة؟ كيف نسب كل الفضل لخروتشوف؟
تشيد قيادة الح.ش.ا.س. بخروتشوف الذي راجع المبادئ الأساسية للماركسية اللينينية و الذي يعتبر اللينينية نظرية انقضا عهدها périmé، مدعيتا بأنه أعطى مثالا متألقا لتطوير و "إغناء خلاق للنظرية الماركسية اللينينية". كل ما قامت به قيادة الح.ش.ا.س.، تحت غطاء شعار "النضال ضد عبادة الشخص"، يرجع في الواقع، كما قال لينين، إلى إبدال "القادة القدماء الذين يتشبثون بأفكار إنسانية حول الأشياء البسيطة، بقادة جدد يطلقون أشياء بليدة و مشوشة بشكل مدهش".
تصف الرسالة المفتوحة للجنة المركزية للح.ش.ا.س قذفا موقفنا بالتشبث بحزم بالماركسية اللينينية "بمحاولة فرض على الأحزاب الأخرى الوضع القائم، و الإيديولوجية، و الأخلاق، و الأشكال، و مناهج قيادة التي تهيمن خلال فترة عبادة الشخص". مثل هذا التأكيد، لا يفعل إلا أن يبين بوضوح أكبر عبث و سخرية "النضال ضد عبادة الشخص".
أن نسمع قادة الح.ش.ا.س.، بعد أن ثورة أكتوبر على مرحلة الرأسمالية في روسيا، فقد ظهرت في الاتحاد السوفياتي "مرحلة عبادة الشخص". على ما يظهر، لم يكن "النظام الاجتماعي" و "الإيديولوجيات و الأخلاق" لهاته المرحلة اشتراكيين. خلال هذه الفترة، يكون الشعب السوفياتي الكادح قد تحمل "عبئا رهيبا"، يكون قد ساد "جو من الخوف، و الارتياب و التردد الذي يسم حياة الشعب"، و يكون قد أعاق تطور المجتمع السوفياتي.
في خطابه في اجتماع الصداقة السوفياتية الهنغارية، في 19 يوليوز 1963، أسهب خروتشوف في الكلام على السيطرة "الإرهابية" لستالين، مدعيا بأن هذا الأخير "كان يحافظ على سلطته بالفأس". واصفا الوضع الاجتماعي آنذاك، يؤكد أن "في تلك الحقبة، يحدث غالبا أن تذهب إلى العمل دون أن تعرف أننا سنعود إلى بيتنا، أننا سنرى مرة ثانية زوجتنا و أطفالنا".
قد كانت "مرحلة عبادة الشخص" التي تتكلم عنها قيادة الح.ش.ا.س. إذا مجتمعا حرفيا، أكثر "كرها" و أكثر "وحشية" من مجتمع الإقطاعية و الرأسمالية؟
حسب تأكيدات قيادة الح.ش.ا.س.، قد كانت ديكتاتورية البروليتاريا، و النظام الاجتماعي الاشتراكي الذي أقامته ثورة أكتوبر، و التي أزالت العبء الذي كان يتحمله الشعب الكادح، خلال عشرات السينين، لم تسرع من تطور المجتمع؛ فقط بعد المؤتمر العشرين للح.ش.ا.س. الذي قام "بالنضال ضد عبادة الشخص"، تحرر الشعب الكادح من "العبء الرهيب" و فجأة تم "تسريع تطور المجتمع السوفياتي".
قال خروتشوف :"آه، لو مات ستالين عشر سنوات من قبل!" نعرف على أن ستالين قد مات في 1953؛ إذا كان قد مات عشر سنوات قبل، لكان ذلك عام 1943 بالضبط، العام الذي انتقل فيه الاتحاد السوفياتي إلى الهجوم المضاد في الحرب الوطنية العظيمة. من كان إذن يتمنى موت ستالين؟ هتلر!
في تاريخ الحركة الشيوعية العالمية، لم يكن استعمال شعارات من نوع "النضال ضد عبادة الشخص" من طرف أعداء الماركسية اللينينية للهجوم على قادة البروليتاريا، و تخريب قضية البروليتاريا، لكنت إنها مناورة خسيسة تم كشفها منذ زمان بعيد.
استعمل باكونين، الذي كان متآمرا في زمن الأممية الأولى، مثل هذه العبارات في الطعن في ماركس. في البداية، من أجل كسب ثقة ماركس، كان يكتب :"أنا تلميذك و أنا فخور بذلك". بعد أن فشلت محاولته للإيستلاء على قيادة الأممية الأولى، وصل به الأمر إلى شتم ماركس في هاته العبارات :"باعتباره ألمانيا و يهوديا، إنه سلطوي من الرأس إلى الأرجل"، "إنه ديكتاتور".
استعمل كاوتسكي، مرتد حقبة الأممية الثانية، أيضا نفس النوع العبارات لشتم لينين. لقد قذف لينين ممثلا إياه ك"إله التوحيديين" الذي "لم يختزل الماركسية فقط في قانون دين دولة، بل أكثر من ذلك في عقيدة للقرون الوسطى و الشرقية".
فعل تروتسكي، مرتد حقبة الأممية الثالثة، نفس الشيء بشتمه لستالين في عبارات مماثلة. لقد قال أن ستالين كان "استبداديا" و أن "ستالين البيروقراطي، قد كان يحافظ entretenir على عبادة القائد الحقير، بنسب لهذا الأخير خاصية القداسة".
يظهر من كل هذا أن شعار "النضال ضد عبادة الشخص" الذي أطلقته قيادة الح.ش.ا.س. جاء في خط مستقيم مع باكونين و كاوتسكي و تروتسكي و تيتو، أنه يخدم مناهضة قادة البروليتاريا و تخريب الحركة الثورية للبروليتاريا.
لم يستطع الانتهازيون في تاريخ الحركة الشيوعية العالمية محو عمل ماركس و انجلس و لينين بالتشويهdiffamation. لن يستطيع خروتشوف كذلك على محو عمل ستالين باستعمال نفس الوسيلة.
لقد أشار لينين على أن الموقع ذو الامتياز لا يضمن نجاح التشويه.
استطاع خروتشوف الاستفادة من امتياز موقعه لإزالة الجثمان الميت لستالين من ضريح لينين، لكن إذا كان يريد الاستفادة من نفس الموقع لمحو الوجه العظيم لستالين من قلب الشعب السوفياتي و شعوب العالم كله، فلن يستطيع ذلك أبدا.
يستطيع خروتشوف الاستفادة من هذا الموقع ليضيف هذا التزوير أو ذاك للماركسية اللينينية، لكن، لن يستطيع أبدا الوصول إلى هدفه إذا أراد الاستفادة من هذا الموقع لدحض الماركسية اللينينية التي دافع عليها ستالين و الماركسيون اللينينيون في العالم كله.
نريد عن صدق أن نعطي للرفيق خروتشوف هذه النصيحة :نأمل أن تعود من تيهاناتك، و أن تأخذ مرة ثانية طريق الماركسية اللينينية، و ترك هذا النهج الخاطئ كليا.
عاش المذهب الثوري العظيم لماركس و انجلس و لينين و ستالين!
والمجد لشهداء الحركة العمالية العالمية



منقول.......

دريـــــــــد العينكــــــــاوي

7

 يسوع المسيح والمساواة بين الجنسين



كان المسيح مناصراً للمساواة ومدافعاً عن حقوق المرأة

كثيراً ما انتقد دعاةُ المساواة بين الجنسين الديانات المختلفة بسبب معاملتها للنساء ولكن لا ينطبق هذا على المسيحية،فما لا يعلمه هؤلاء أن يسوع المسيح كان أحد أعظم المؤيدين للمساواة بين الجنسين .

لننظر إلى الثقافة في الشرق الأوسط حيث عاش المسيح ؛ كان الحاخامات اليهود يبدأوون صلاتهم في المعبد قائلين "شكراً لك أيها القدوس لأنك لم تخلقني امرأة" فالنساء تم استبعادهن من الحياة الدينية ونادراً ما كن يتعلمن التوراة. ومع ذلك نرى أن تلاميذ المسيح وأتباعه كانوا من الرجال والنساء على حد سواء وقد قَبل المسيح ذلك علانية مما أثار غيظ القادة الدينين اليهود،وليس هذا فقط بل أن المسيح فعل مع النساء ما فعله مع الرجال؛ فقد علّم الجموع رجالاً ونساءً وأجرى معجزات لنساء كثيرات وشفى أخريات.

المسيح يسوع أيضاً تحدى قوانين اليهود الإجتماعية المجحفة بحق المرأة
ففي ذلك الوقت و على سبيل المثال كان هناك قانون يسمح للزوج بأن يطلق زوجته لأتفه الأسباب مثل " إن لم يكن العشاء جاهزاً في الوقت المحدد ", و على النقيد من ذلك لم يكن للزوجة الحق بأن تطلق زوجها أبداً. . تخيل القسوة والقلق والشعور بعدم الأمان التي كان يسببها هذا القانون للنساء !!
ولكن المسيح صرح وبوضوح بأن للزوج والزوجة حق أن يطلق أحدهما الآخر في حالة الزنا فقط، وحتى في هذه الحالة يكون الطلاق خارج الصورة التي أرادها الله للزواج.

هناك قانون إجتماعي آخر كان سائداً آنذاك وهو رجم المرأة الزانية حتى الموت وترك الرجل دون أية عقوبة، ولأنهم كانوا يعلمون نظرة المسيح للنساء و كيفية معاملته لهنّ أرادوا أن يعرفوا ما الذي سيفعله في موقف كهذا ، فأحضر اليه عددٌ من الرجال امرأة أمسِكت في فراش الزنى مع رجل ربما كان صديقاً للإسرة, انتظروا من المسيح يسوع أن يوافق على رجمها، ظانين أنهم وضعوه في مأزق لا مخرج منه ؛فإذا لم يوافق على رجمها يكون خائناً وعدواً للقانون، وإن وافق فتلك ضربة كبيرة للمسيح ولمعاملته المتوانة للنساء ولتعاليمه عن الرحمة و المغفرة.
لكن المسيح ردّ بقوله:" من كان منكم بلا خطية فليرمها أولاً بحجر"،أثّر قول المسيح وحضوره القوي في المتواجدين فانسحبوا واحداً تلوَ الآخر، فالتفت المسيح إلى المرأة التي كانت في حالة توبة وندم فسامحها وغفر لها قائلا أما دانك أحد فأجابت لا قال لها يسوع ولا أنا أدينك إذهبي ولا تخطئي ثانية، نعم لا أحد يستطيع أن يغفر الاّ الله والمسيح هو الله .

يقول الكاتب فيليب يانسي:" فيما يتعلق بالنساء و المضطهدين " لقد قلبَ المسيح -ما كان يُعتقَد أنه حكمة في عصره- رأساً على عقب. وتبعاً لعالِم الكتاب المقدس والتر وينك فإنه في كل مرة يروي فيهاالإنجيل أن المسيح التقى بنساء، نرى أن يسوع قد خرق التقاليد والعادات السائدة في عصره مساويا لهن بالرجال .
ليس مستغرباً إذا ً وجود النسوة أمام الصليب الذي صُلِب عليه المسيح في الوقت الذي هرب به معظم التلاميذ، وكما نعلم أن أول ظهور للمسيح بعد صلبه وقيامته من الموت كان لمريم المجدلية عند القبر و رغم أن المرأة ليست ذات شأن في تلك الثقافة , والقوانين الدينية لا تخوّلها أن تكون ناطقة رسمية, الاّ أن يسوع وكّلها أن تذهب وتخبر آخرين عن قيامته تلك القيامة العجيبة التي هي برهان قاطع على أن المسيح هو بالفعل معادلاً لله كما سبق وقال.
لماذا طلب يسوع من مرأة أن تفعل ذلك؟ربما لأنه أراد أن يؤكد أنه مات وقام ليغفر آثام النساء والرجال، أو ربما لأنه أراد يعرف الجميع نساءً ورجالاً أنه جاء ليقدم لهم مغفرة كاملة وليعطيهم حياة أرضية مؤسسة على الاحترام المتبادل و المساواة وكذلك حياة أبدية أبدية معهه إلى المنتهى.

لتعرف أكثر عن نظرة المسيح للمرأة وكيف تعامل المسيح مع النساء وماذا قال عن الحياة الأبدية أقرأ الإصحاح 11 من إنجيل يوحنا.

8
المستحيل الأول
 
السيدة قط لا تسمي عذراء ...و العذراء قط لا تدعي سيدة
 
و قد تصير العذراء سيدة
 
لكن من الاستحالة أن تعود السيدة عذراء
 
و من المستحيل أن شخصية واحدة يتجمع فيها مسمي العذراء و السيدة , الآنسة و المدام ..
 
أما السيدة العذراء فهي الوحيدة التي حوت التباينين , و جمعت التناقضين ..فهي العذراء لأنها بتول و هي السيدة لأنها أم
 
السيدة العذراء ولدت و عاشت و تنيحت عذراء ...



المستحيل الثاني
 
من المستحيل أن يصير الذكر أبا بغير أنثي
 
أو أن تصبح الأنثى أما ..بغير ذكر
 
أما السيدة العذراء فهي أم لكن بلا زوج و لا زواج ...
 
ليس من الضروري أن كل إنسان مر علي هذا الكون صار فيه أبا أو أخا أو عما ... إنما من ألزم الضروريات أن كلا منا صار أولا ابنا ...
 
فلكل مولود والد ..و لكل مولود والده
 
أما العذراء مريم فوالدة بغير والد ..و إن كانت هي مولودة من والد ووالدة ..لست أدري لماذا يقبل غير المسيحيين بكل ترحاب و تجله أن يكون المسيح ابنا لمريم بغير والد ,..... و يرفضون بكل شدة و عنف أن يكون المسيح ابنا لله بدون والدة ؟؟؟!!!!!!...
 
المستحيل الثالث
 
و إن حبلت العذراء فرضا و هي عذراء ....
 
فمن المستحيل أن تدعها الولادة دائمة العذراوية ..
 
فمن الجائز أن تجد عذراء حاملا ..
 
لكن من الاستحالة أن تجد أما عذراء ......
 
أما العذراء ..فقد حملت , ثم ولدت , ثم ظلت عذراء .. و سالومي شهدت..
 
المستحيل الرابع
 
إن آدم الأول , جُبل من جُبلة .
 
و حواء الأولي خلقت من مخلوق ..
 
فمن الاستحالة أن يلد المخلوق خالقه ....
 
أما مريم العذراء فقد ولدت خالقها ....
 
 المستحيل الخامس
 
من الميسور علي الأرواح أن تري الأرواح و تري الأجساد أيضا ...
 
و من المستحيل أن جسدا أو ذا جسد يري روحا أو أرواحا ....
 
أما العذراء فقد أتاحت للأجساد رؤية روحها الطهور بدون جسد ...
 
إن البعض يهلل لحلم يري فيه شخصا مرموقا من العالم الآخر..و ماذا لو صار هذا الحلم رؤيا؟؟؟..
 
أما ظهورات العذراء فليس من هذا و لا تلك إنما كانت تجليات و كأن العذراء نقلت نشاطها من أورشليم السمائية حيث تسكن إلي الأرض حيث نسكن نحن ...
 
المستحيل السادس
 
لكل روح أن تصعد إلي السماء بعد انفصالها عن الجسد
 
و الذين إلي السماء اختطفوا , كانوا بأرواحهم دون أجسادهم
 
و الذين إلي السماء صعدا , كانا بروحيهما داخل جسديهما مثل أخنوخ,
 
و من المستحيل أن جسدا يخترق حاجز السماء ...
 
أما العذراء : فقد صعدت بالروح ثم بالجسد ...
 
المستحيل السابع
 
من الممكن أحيانا أن عينا تذرف دموع في أفراح أو في أحزان في وقت واحد ..
 
لكن من المستحيل أن شخصا يبتهج و يلتهب في وقت واحد ..
 
أما العذراء مريم فقد ابتهجت كانسانة لقبولها الخلاص ..و انفطرت كأم عند رؤيتها صليبه ....
 
المستحيل الثامن
 
أمومة الأم لابنها تمنع بنوتها له
 
و زواج العريس من العروس يمنع أخوتها له ..
 
و من المستحيل أن تتجمع الأمومة مع البنوة ,
 
و الملوكية مع العبودية ,
 
و الزواج مع الأخوة ...
 
أما العذراء الأم هي أيضا ابنه ..و العذراء العروس هي أيضا أخت ..و العذراء الملكة هي أيضا عبدة ....
 
المستحيل التاسع
 
لن نخشى علي الله إذا دنا منه إنسان
 
و من الاستحالة أن يري الله إنسانا و بعدئذ يعيش ...
 
فكيف إذن تصير بطن له مرقدا و مسكنا ؟؟ و منها يتخذ لذاته جسدا : دما و لحما و عظاما ؟..و تلد الجابلة جابلها ؟و تحوي بطن.. غير المحوي ؟؟
 
أما العذراء فقد ضربت بهذا المستحيل عرض حائطه ,
 
لأنها حملت و احتملت النار الآكلة , دونما تحترق ..
 
المستحيل العاشر
 
كبقية كل البشر , حبل بالعذراء مريم بخطيئة أبويها الأولين آدم و حواء
 
و بخلاف كل البشر ..
 
حملت ابنة حواء مريم بالسيد المسيح بغير خطية ....
 
فالمولودة بالخطية ..والدة بدون خطية...
 
و هكذا يمكن أن يعد مستحيلا..أن تلد بغي خطيئة من ولدت بالخطيئة
 
العذراء فلتت بطهارتها وكمالها و قداستها من مخالب الخطية الفعلية ...
 
و لكنها كأي إنسان , لم تنجو من أنياب الخطية الجدية التي اقترفتها بيدي آدم و حواء ..
 
و نحن نرفض الحبل بلا دنس ..فالبعض  يقولون أن العذراء حبل بها بغير دنس خطايا الأبوين الأولين
 
و رغم تبجيلنا لأمنا العذراء و تقديسنا لعذراويتها الطاهرة ..
 
إلا أننا لا نعفيها من براثن خطية آدم ..فكأي إنسان وريث لأبويه ..ورثت مريم من حواء آثار و نتائج خطاياهم ....و إلا فما فائدة دم المسيح إن كان يمكن محو الخطية من كائن أو أكثر بغير دم ؟
 
إنها دونا عن كل البشر ولدت المخلص..
 
و لكنها كأي إنسان من البشر تحتاج إلي الخلاص ..
 
إنها لك تستثن من أن ترزح تحت ثقل الخطية الأولي و لكن جهادها الروحي هو الذي نصرها فوق كل الحواجز الروحية و السقطات البشرية...
 
 
 
من كتاب السيدة العذراء و المستحيلات العشرة
 

دريـــــــد العينكاوي.

9
معجــــــزة الكفـــــــن المقـــــــدس

الكفن المقدس يشرح تفاصيل الآلام التى قبلها الرب من أجلنا كما لو كنا واقفين عند الصليب مع التلميذ يوحنا والعذراء نتابع الأحداث الخلاصية لحظة بلحظة ونتأمل فى الآية التى تقول:
"أنظروا أية محبة أعطانا الآب" (1يو 3 : 1).
"الله بين محبته لنا لأنه ونحن بعد خطاة مات المسيح من أجلنا" (رو 5 : 8).

الكفن المقدس - وهو كفن الرب يسوع - إشتراه يوسف الرامي وكفن به السيد المسيح، وعند القيامة ظلت الأكفان بالقبر فإحتفظ بها التلاميذ، ثم حمل تداوس الرسول الكفن إلى أبيجار الخامس حاكم أودسا. وإنتقل الكفن عبر القرون من أودسا إلى القسطنطينية إلى فرنسا، وأخيرا إستقر بتورينو فى إيطاليا.
والكفن مصنوع من قطعة واحدة ما عدا شريحة واحدة عرضها 9 سم بطول الجانب الأيسر للقماش ومحيطة به خياطة يدوية بسيطة.

المظهر العام للكفن:

الكفن المقدس يشرح تفاصيل الآلام التى قبلها الرب من أجلنا كما لو كنا واقفين عند الصليب مع التلميذ يوحنا والعذراء نتابع الأحداث الخلاصية لحظة بلحظة ونتأمل فى الآية التى تقول:
"أنظروا أية محبة أعطانا الآب" (1يو 3 : 1).
"الله بين محبته لنا لأنه ونحن بعد خطاة مات المسيح من أجلنا" (رو 5 : 8).

الكفن المقدس - وهو كفن الرب يسوع - إشتراه يوسف الرامي وكفن به السيد المسيح، وعند القيامة ظلت الأكفان بالقبر فإحتفظ بها التلاميذ، ثم حمل تداوس الرسول الكفن إلى أبيجار الخامس حاكم أودسا. وإنتقل الكفن عبر القرون من أودسا إلى القسطنطينية إلى فرنسا، وأخيرا إستقر بتورينو فى إيطاليا.
والكفن مصنوع من قطعة واحدة ما عدا شريحة واحدة عرضها 9 سم بطول الجانب الأيسر للقماش ومحيطة به خياطة يدوية بسيطة.

بدأت الأبحاث فى الكفن فى يوم 22/11/1973 وإتضح أن قماش الكفن طوله 4.35 متر وعرضه 1.09 متر، وهى صورة مزدوجة(على هيئة ظلال ساقطة على القماش تشبه طبع باهت) للظهر والوجه لشكل رجل من الأمام والخلف له بنية قوية والشعر مسترسل واللحية طويلة والكفن يلف من تحت الجسم إلى فوقه ولونه عاجى لمرور الزمن وهذه كانت طريقة التكفين.

وإذا تأملنا الصورة الموجودة بالكفن وجدنا أن الوجه يشبه قناع بعينين واسعتين، ويبدو الوجه مفصولاً عن باقي الجسد لعدم وضوح الكتفين، بينما تجد تقاطع اليدين فوق الحقوين واضحاً جداً. ووجد علي الكفن دماء فى الجبهة نتجت عن إصابة الجمجمة فى مواضع مختلفة وكذلك توجد هذه الدماء أيضاً فى الصورة الخلفية (الكفن عند الجسم من الخلف) تتدفق من الجزء الخلفي للرأس وهناك دماء تنزف من القدمين والرسغين، وجرح الحرب بالجانب الأيمن مثقوباً وهناك كمية غزيرة من الدماء سالت من الجرح وكمية أخرى تسيل من الجانب الأيمن فى الصورة الظهرية الخلفية ناتج عن نفس الجرح.

إحتراق الكفن:
الكفن تعرض لحريق عام 1516م وملابساته غير معروفة، ولحريق آخر عام 1532م فى كنيسة تشامبري وإمتدت ألسنة اللهب إلى الكفن ولكن أمكن إنقاذه فى آخر لحظة عن طريق حمل الصندوق المحتوي على الكفن وهو مشتعل إلى خارج الكنيسة التى أتت عليها النيران بالكامل ولكن نقطة من الفضة المنصهرة سقطت على الكفن وأدى ذلك إلى حرق جزء من أطراف القماش.

أبحاث الكفن:
- تمت فى عام 1898م حيث جاء المصور "بيا" بكاميرات بدائية وصور الكفن والمثير للدهشة أن النيجاتيف أكثر وضوحاً، وبقع الدم ظهرت بيضاء وكان الكفن مغطى بالزجاج وبالتالي تكون بذلك صورة فوتوغرافية حقيقية واضحة لشكل إنسان.
- أما المصور "أندي" فقد صور الكفن بكاميرات أحدث عام 1931م، وجاءت الصور الإثنى عشر أكثر دقة ووضوحاً وكان الكفن غير مغطى بالزجاج.
- أما المحاولة الثالثة فكانت عام 1969 قام بها د/ جوديكا - كوديجيليا فى حضور مجموعة من العلماء إشتركوا فى عمل الأبحاث الخاصة بالكفن.

وأبحاث الكفن تدل على:

1) طول المسيح 181 سم وهو طول فارع والأطراف جميلة وله بنية متناسقة والكتف الأيمن يظهر منخفض عن الأيسر نظراً لعمل النجارة ولحمل الصليب، وسن صاحب الكفن لا يقل عن 30 سنة ولا يزيد عن 45 سنة. وتدفق الدماء نتيجة لقوة الجاذبية الأرضية مثلما قال العالم يفير ديلاج.

2) وجود إنتفاخات فى حاجبي العين وتمزق جفن العين اليمنى، وإنتفاخ كبير تحت العين اليمنى وإنتفاخ فى الأنف، وجرح على شكل مثلث على الخد الأيمن وقمته جهة الأنف. وإنتفاخ فى الخد الأيسر وفى الجانب الأيسر للذقن. وهذا ما توضحه البشائر من لطم وضرب كثير على الوجه من خدم رئيس الكهنة وجنود بيلاطس البنطي وهذا ما يقوله البشير متى: "حينئذ بصقوا على وجهه ولكموه وآخرون لطموه" (مت 26 : 67) كما يتضح من الكفن نتف شعر اللحية فى الجزء الأيمن لأنه أقل من الأيسر.
وبهذا تحققت النبوات:

"وبذلت ظهري للضاربين وخدي للناتفين. وجهى لم أستر عن العار والبصق .. محتقر ومخذول من الناس. رجل أوجاع ومختبر الحزن" ( أش 50: 6 - 53 : 3).
"يعطي خده لضاربه . يشبع عاراً" (مراثى 3: 30).

3) كما يوجد خلف الرأس علامات داكنة وإنسكاب الدماء من 8 قنوات ناجمة عن جروح ثقبية منفصلة فى الجمجمة بسبب طاقية الشوك لحد الرقبة مثلما يقول الكتاب المقدس على لسان التلميذ متى "وضفروا إكليل شوك ووضعوه على رأسه" (متى 27 :29).
"لأن شوكة الموت هى الخطية" (1كو 15 : 56)

4) كما توجد مجموعة جراحات الظهر (90 - 120) نقط سوداء فى مجاميع ثلاثية من محور أفقي إلى أعلى بشكل مروحي نتيجة عملية جلد السياط "أما يسوع فجلده" (مت27 : 26) وفى إنجيل يوحنا يقول "أخذ بيلاطس يسوع وجلده" (يو19 : 1).
وتحققت النبوة "على ظهري حرث الحراث" (مز 129: 3).

5) السوط المستخدم فى الجلد سوط روماني معروف بإسم (flagrun texeilaty) وهو رهيب يتكون من 3 سيور جلدية وكل سير ينتهي بكرتين من الرصاص أو العظم (الكرة 12 مم).

6) من الواضح أن المسيح جلد وهو منحني الظهر إلى الأمام، لأن هذه الحالة تنساب فيها الدماء من جروح الكتف فى الإتجاه العرضي (الواضح بالكفن) ثم إنتصب بجسمه إلى فوق الذى نرى إتجاهاً رأسياً للدماء النازلة ويديه ممتدتين للأمام ومرتكزتين على عمود قصير طوله 64 سم ومن الظهر نعرف أن الجلد تم بواسطة رجلين. والرجل الذى على اليمين كان أطول وحبه للإنتقام أشد وأكبر.
كما نلاحظ أن الجلاد الأيسر ركز ضرباته على الجانب الأيمن للجزء العلوى من الظهر. بينما وجه الأيمن أغلب جلداته على الساقين وجزء من الكتف الأيسر. ولاحظ العلماء أن مساحة الجلدات فى منطقة الكتفين داخل مساحتين أكبر من اللحم المتهرئ نتيجة لحمل شيء ثقيل وخشن. وفى ذلك يقول الكتاب المقدس "وخرج وهو حامل صليبه" (يو19 :17)
كما لاحظ العلماء أن الرب حمل الصليب ولم يكن ظهره عارياً، والكتاب يقول أن الرب قد إرتدى ملابسه بعد أن جلد وقبل أن يحمل الصليب (مت27 : 20،31).

7) تحت قمة الكتفين وجود شكل رباعي 10 سم × 8.5 سم على الكتف الأيمن وأقل منها فى المنطقة الأخرى ويمثل تسلخات من جراحات السياط.

8) وجود تسلخات عميقة فى ركبتي صاحب الكفن وكدمات فى الركبة اليسرى وأصغر منها فى الركبة اليمنى، تسلخات فى صابونة الركبة نتج عن إرتطامها نتيجة سقوط المسيح تحت الصليب عدة مرات (مت27: 32)، (مر15: 21) و (لو23: 26).
ولاحظ العلماء وجود مساحة مميزة اللون وإتضح أنه البصاق.

9) وإتضح للعلماء وجود ركيزة سفلية للرجلين لإثنائهما لكي لا يموت سريعاً ويستطيع رفع الجسم للتنفس.

موت المسيح:

- يدل الكفن أن الرب لم يمت بالإختناق والدليل على ذلك أن البطن بارزة للأمام والكتف الأيسر أعلى من الأيمن وهذا دليل على أنه مات فى الوضع الأعلى. والإختناق لا يتم إلا فى الوضع الهابط للجسم.
كما أن تنكيس الرأس لا يحدث للجسم فى الوضع السفلي وهذا يطابق الكتاب إذ يقول "ونكس رأسه واسلم الروح" (يو20: 30).

- وتنكيس الرأس ثم إسلام الروح يدل على أنه مات بإرادته كقوله "ليس أحد يأخذها (روحه الإنسانية) منى. بل أضعها أنا من ذاتي" (يو10: 18)، بعكس الإنسان تؤخذ روحه رغماً عنه فينكس رأسه تلقائياً.

- وأسلم روحه الإنسانية فى يد الآب الذى هو واحد معه، أي فى يد لاهوته المتحد به .. بعكس الإنسان يسلم روحه فى يد الله الذى هو مستقل عنه.

- والموت حدث نتيجة إنفجار فى القلب وتقطع الشرايين فى جسد المسيح لأن المسيح كان يصنع حركة تأرجحية لأسفل ولأعلى حوالى 2700 مرة علماً بأن عملية الشهيق والزفير حوالي 15 مرة فى الدقيقة. وتتضح الآلام النفسية والجسدية فى قول المخلص "نفسي حزينة حتى الموت" (مر14: 34)، ومات المسيح لتحقيق الخلاص والفداء بناسوته فقط.

- والمسامير فى اليدين فى الرسغ وليس فى راحة اليد حتى يتحمل ثقل الجسم. ويتضح عدم ظهور الإبهام بالكفن نتيجة إنقباضة بسبب لمس المسمار للعصب الأوسط (الميديان) وهو أكبر الأعصاب. وتم وضع المسمار فى المعصم فى الفراغ الذى يعرف طبياً (بفراغ ديستوت) وهو الفراغ المحاط بالعظم. وبالتالي لا يكسر أي عظم منه كما يقال الكتاب "وعظم لا يكسر منه" (يو 19: 36).
والمسمار طوله 18 سم وتم تسمير الرجلين بمسمار واحد بوضع الرجل اليسرى فوق اليمنى، ومسمار القدم يأخذ شكل متوازي مستطيلات. ويخترق مشط القدم بين عظام السليمات الثانية والثالثة وكما قلنا إستندت الرجلين على ركيزة سفلية حتى لا يموت سريعاً ويستطيع رفع الجسم للتنفس.
وأما عن طريقة كسر السيقان التى حدثت مع اللصين فهى للتعجيل بموتهم قبل السبت. ولكن وجد الجند السيد المسيح قد مات فلم يكسروا ساقيه وكان هذا بتدبير إلهى:

1) ليبين أنه مات بإختياره فى الوقت الذى حدده هو وليس بسبب كسر سلقيه.
2) ولتتم النبوة القائلة "يحفظ جميع عظامه .. واحد منها لا ينكسر" (مز34: 20).
3) وليكمل الرمز .. إذ أن خروف الفصح الذى كان رمزاً للسيد المسيح كان عظم من عظامه لا يكسر (خر12: 46).

طعن الحربة:
يقول الكتاب "لكن واحداً من العسكر طعن جنبه بحربة وللوقت خرج دم وماء" (يو19: 34).
- طعن الحربة تم فى الجانب الأيمن وطوله حوالي 4.6 سم وإرتفاعه 1.1 سم بين الضلع الخامس والسادس على شكل تمزقات دائرية يتخللها مناطق خالية من الدماء مع سائل صاف (دم وماء).
- يقول التقليد أن طاعنه هو لنجينوس الذى أصبح شهيداً.
- وبذلك تمت نبوة زكريا القائلة: "فينظرون إلى الذى طعنوه" (زك12: 10) والتى أشار إليها القديس يوحنا الرائي بقوله "هوذا يأتى على السحاب وستنظره كل عين والذين طعنوه (رؤ1:7).

السبب فى نزول الدم والماء معاً:
أولاً: الدم (إذا طعنت فى الجانب الأيسر لما سال الدم مطلقاً لأن البطين يكون غالباً فارغاً من الدماء عقب الموت. ولكن الأذين الأيمن يكون ممتلئاً بالدم السائل الذى ينبع من الوريد العلوي الأجوف والسفلي.

ثانياً: الماء (نزل ماء من السائل التيموري للقلب والموجود فى الإنسان كملعقة شاى وزادت نتيجة للآلام الشديدة والإرهاق. وهناك رأي آخر يقول أن السائل قد إنسكب من الكيس البللوري المحيط بالرئتين وهو الذى سبب نزول الدم الغليظ القوام ثم نزول الماء الأخف (وهو رأي د/ أنتوني سافا) وهو الرأي الأرجح. وهذه معجزة تؤكد أن الذى مات على الصليب ليس إنساناً عادياً وإنما هو الإله المتجسد الذى وإن مات بناسوته فقد ظل حياً بلاهوته. وأن لاهوته لايفارق ناسوته بل ظل متحداً بكل من روحه الإنسانية وجسده الإنساني.
وصار أثر الحربة مع المسامير دليلاً على قيامته كما حدث مع توما الرسول عندما شك فى قيامته.
فى القداس الإلهي بعد أن يصب الكاهن قارورة الخمر فى الكأس يضع قليلاً من الماء ويضيفه إلى الكأس إشارة إلى الماء والدم الذين خرجا من جنب الرب على الصليب.
ولتحقيق نبوة زكريا "ويكون فى ذلك اليوم أن مياها حية تخرج من أورلشيم (زك14: 8).

معجزة صورة الكفن:

وهى طبعت بطريقة معجزية نتيجة لقوة الحرارة والضوء الشديد المنبعث من الجسد المقدس لحظة قيامته المقدسة ويرى علماء اللاهوت أن القوة التى خرجت من الجسد مثلما حدثت خلال خدمته على الأرض والتى كانت تشفى الأمراض مثلما حدث مع المرأة نازفة الدم.

أدلة لكفن المسيح:
توصل علم الحفريات أن هذا الكفن هو للمسيح له المجد عن طريق الآتى:
- اللحية وخصلة الشعر الطويل تدل على أن المصلوب يهودي وهو المسيح.
- السياط عبارة عن ثلاثة أفرع فى سوط واحد، كل فرع من السوط به كرتين معدنيتين مثبتتين به (يتضح أنه سوط روماني).
- الحربة رومانية وإسمها (لانسيا) وهى المستخدمة فى طعن جنب المخلص لأنها تصنع نفس جرح الحربة الموجود بالكفن وهو القوس الناقص.

طريقة الدفن:

- هى بسط الكفن (الكتان) من أسفل الجسم إلى أعلى بالطول. وكان بسبب التكفين بهذه الطريقة إنطباع الصورتين (الأمامية والظهرية بالكفن).

- المسيح لم يغسل قبل التكفين نظراً للوقت الذى إستغرقه يوسف الرامي فى مقابلة بيلاطس قبل بدأ الإستعداد للسبت ووضعت عليه الحنوط.

- مما دفع النسوة للعودة فجر الأحد لتكميل عملية التكفين (لو23: 56) حيث يحتمل أن النساء إشترين قبل السبت الحنوط بكمية غير كافية بسبب إغلاق محلات البيع وإنتهاء البيع والشراء لدخول يوم السبت فإشترين باقي الحنوط بعد السبت.

- العالم يفير ديلاج أوضح أن عمر صاحب الكفن تراوح ما بين 30 و 45 عاماً كما تظهر عضلات جسمه تدل على أنه كان يعمل عملاً يدوياً، وبذلك يكون المسيح هو صاحب الكفن لأن عمره 33 سنة ويعمل بالنجارة كما جاء بالأناجيل.

- أثبتت الحفريات أن مكان القبر هو أورشليم بكنيسة القبر المقدس خارج أسوار المدينة.

- الكتان المستخدم نقى وغالي الثمن فعلاً كما ذكر الإنجيل (يو19: 40) والكتان نسيج نباتي يمتاز بالنقاوة والقوة والإحتمال..والسيد المسيح الذى إستخدم الكتان لتكفينه هو القدوس الكلي النقاوة والذى إحتمل الصليب. والكتان المستخدم للتكفين مثل المستخدم فى صناعة الحرير فهو عبارة عن ثلاثة خطوط وخط واحد فوقه. مما يدل على أنه غالي الثمن فعلاً.

- الكتان قد تم نسجه بنفس طريقة القرن الأول وهو زمن مولد السيد المسيح، كما أن الكتان يحتوى على آثار قطنية مما يؤكد أنه جاء من الشرق الأوسط.

- صورة الكفن ليست نتيجة لإستخدام الصبغات، ولايتدخل فيها أي عنصر بشري ولا توجد فيها أي مواد تلوين (كالزيت أو الشمع) ولا توجد بالكفن أي أماكن مشبعة أكثر من غيرها باللون مثل الرسم العادي. ولا توجد أثار لأي حركة يد الرسام.

- كما أن صورة الكفن ثلاثية الأبعاد، وبلغة الهندسة نقول أن كل الصور ثنائية الأبعاد. ولكن صورة الكفن ثلاثية الأبعاد أي أن كل نقطة فيها لها ثلاثة أبعاد من المحاور الرئيسية الثلاثة المتعامدة.

- عدم وضوح الصورة عن قرب تؤكد عدم رسمها باليد.

- ثبات الصورة فى الحرارة والماء حيث لم يحدث إختلافات فى كثافة اللون.

- ثبات الصورة كيميائياً لأن العلماء إستخدموا الأحماض والمذيبات العضوية لإزالة اللون الأصفر من الشعيرات ولكن دون جدوى.

- حبوب اللقاح العالقة بالكفن تدل على أنه كان موجود بفلسطين وأوضح العالم ماكس فرى أن قشور هذه الحبوب تؤكد على أن الكفن هو من القرن الأول الذى ولد فيه المسيح.

- الكفن مطابق لما جاء بالبشائر أنه كفن المسيح، والجسد عانى الصلب مثل السيد المسيح له المجد.

- الدماء حقيقية (أي دماء بشرية) لأسباب وجود البروتين والحديد وهو إحدى مكونات الدم, وهو واضح بإستخدام الأشعة السينية.

- المحمول من الصليب هو الخشبة العرضية فقط (هى التى حملها المسيح) أما جذع الصليب أو الخشبة الطولية تبقى مثبتة فى مكان الصلب. ويصل وزن الخشب العرضية 45 كجم تقريباً، ولكن المسيح سقط تحته عدة مرات نتيجة الآلام والسير للمحاكمات الخمسة.
وأخيراً نقول أن موت المسيح أثبتت إنسانيته ولكن قيامة المسيح أثبتت ألوهيته.

معلومات عن آلات التعذيب

1) خشبة الصليب:
نقلت عام 670 م فى كنيسة أجيا صوفيا فى القسطنطينية وبعد هذا التاريخ لا يعلم أحد أين ذهب التابوت وخشبة الصليب.
ولكن هناك رأي آخر يقول أنه بعد إكتشاف الصليب على يد الملكة هيلانة فى أوائل القرن الرابع الميلادي قد قسم الصليب إلى أجزاء عديدة وإنتشرت فى ربوع العالم، وهذا هو الرأي الأرجح حيث يوجد منها فى روما وفى القسطنطينية ويوجد حالياً جزء منها فى مصر فى كنيسة القديس سيدهم بشاى بدمياط.

2) إكليل الشوك:
محفوظ فى كاتدرائية نوتردام بفرنسا.

3) المسامير:
إكتشفتها الملكة هيلانة مع الصليب المقدس وأرسلتها إلى الملك قسطنطين الذى فرح بها وثبت إحداهم فى الخوذة الملكية. والثلاث المسامير متوزعين فى:
- مسمار فى كنيسة الصليب بروما.
- ومسمار فى دير سان دنيس.
- المسمار الثالث فى دير سان جيرمان بفرنسا.

4) ملابس المسيح:
تم العثور عليها مع درجات سلم قصر بيلاطس الذى صعد عليه المسيح. والقصبة التى أعطيت للمسيح على صولجان والأسفنجة المقدسة والحربة والعامود الذى ربط عليه وتم جلده وعصابة الرأس (التى للعين فى بيت قيافا) وحجر التحنيط الذى إستخدمه يوسف الرامي فى تحنيط جسد الرب يسوع المسيح موجود فى كنيسة القيامة.
"



 

____________________
لك القوة والمجد والبركة والعزة الى الابد آمين .. يا ربى يسوع المسيح مخلصى الصالح .
قوتى وتسبحتى هو الرب وقد صار لى خلاصاً مقدساً .
المسيح قام .. بالحقيقة قام
صعد إلى أعلى السماوات وأرسل لنا الباراقليط .. روح الحق المعزى .. آمين .. هلليل

صفحات: [1]