1
المنبر الحر / فشل التحالفات الحزبية.. هو المسمار الاخير في نعش الانتهازيين وقيادات الصدفة!!
« في: 12:15 27/12/2023 »فشل التحالفات الحزبية.. هو المسمار الاخير في نعش الانتهازيين وقيادات الصدفة!!
أوشـــانا نيســانحلم الانفراد بالسلطة الحزبية والقرارات المصيرية للشعب، لطالما حلمت به معظم القيادات السياسية لاحزاب شعبنا الاشوري خلال ربع قرن الاخير. وما أوصل محنة هذا الشعب المضطهد إلى ما آل إليه اليوم، ألا الحلف غير المقدس القائم سرّا وعلنا بين تلك القيادات التي تعودت الاتفاق على جميع دروب الفشل ومن دون خجل، ولكنها ترفض رفضا قاطعا الجلوس يوما حول طاولة الحوار ومناقشة بنود أجندة أيديولوجيا النهضة في الخطاب القومي - الوحدوي لشعبنا العظيم. وفي ظل هذا الاختلال الصارخ في نظام البلد، أصبحت جماعات الفشل، تنتهز الفرصة لاعادة أمجاد الماضي، وبالتالي اعادة صياغة الاولويات وأجندة الاهداف بالشكل الذي يتفق معها وليس التحديات التي تواجه شعبها.
ولآجل كشف جذورالفشل الذي ما فتئت تعانيه هذه القيادات الحزبية ، سنسلط الضوء على جوهر الاستياء الشعبي العام من نتائج انتخابات مجالس المحافظات بتاريخ 18 ديسمبر 2023. ومن المنطلق هذا أدعو القيادات تلك على ضرورة اصلاح وتفعيل دورالاحزاب، بحيث يمكن لها تغيير قواعد اللعبة السياسية، لعلها تفلح في تحقيق هدف واحد وهو توحيد صفوف هذا الشعب المعان قبل فوات الاوان. لآن الحديث عن فشل جميع التحالفات الحزبية لمعظم أحزاب شعبنا خلال المرحلة الاخيرة، تؤكد على فكرة مبتذلة ومتداولة حزبيا بأمتيازوهي:
أن المصالح الشخصية أو الحزبية الضيقة رغم أعتبارها الصخرة التي تتحطم عليها جميع القيّم والمبادئ الانسانية، هي المحرك الاساسي لنهج العديد من القيادات الحزبية التي تعودت المراهنة على مصالحها " الفردية والحزبية الضيقة " بدلا من المراهنة على القيّم وحقوق شعبنا المضطهد.
معلوم أن الحزبية السياسية حسب وصف أصحاب الاختصاص بالشأن الحزبي، هي وسيلة لا هدف معين وهمها الاساسي هو، تحقيق مطالب الأكثرية من الشعب، رغم أنها هي نتيجة للثقافة المدنية المشوهة في النهاية . لآن النتيجة البديهية لهذه الثقافة، أن تكون الحزبية السياسية مظهرا لا جوهرا. بمعنى أخران يأخذ الحزب السياسي شكل الجماعة المنضوية وفق اختيارأفرادها في إطار فكرواحد او برنامج مشترك. فيما الحقيقة ان الاغلبية من قياداتنا الحزبية تتصرف كرؤساء عشيرة أو طائفة او جماعة دينية. ولا يعني ذلك بالضرورة ان كل واحد من اعضاء الحزب يقصد اتباع افراد عشيرته او طائفته من المنضوين في ذلك الحزب، وانما ان الجهة المسيطرة على قيادة الحزب و الموجهة لآدائه توظفه لخدمة أهداف شخصية وعشائرية او طائفية.
والمعلوم أيضا أنه خلال 20 سنة الاخيرة ظهرت عشرات التكوينات السياسية التي أطلقت على نفسها صفة التنظيم السياسي في مرحلة عراق ما بعد الطاغية صدام حسين. ولربما شاركت البعض منها في تغييرالواقع السياسي المهيمن، إلا أنّها واجهت وتواجه بأستمرار، الصعوبة في تطوير هويّات متّسقة، وإنشاء قواعد دعم فاعلة ضمن شرائح المجتمع. ومن الواقع هذا نؤكد على حقيقة مفادها، إذا ما أرادت أحزاب شعبنا، المشاركة الفاعلة في العملية السياسية العراقية ينبغي على قياداتها، أن تتغلّب على مصالحها الحزبية والفردية، وأن تحسّن قدرتها على تحديد البنود "الوحدوية" المثبتة على أجندتها الحزبية. بأعتبار الاجندة هذه منطلقا نحو تحديد مصيرهذه الأحزاب الناشئة، لتلعب دوراً ملحوظا في تحديد نجاح مراحل الانتقال السياسي التي تشهدها مسيرة نصالنا القومي - الوطني في الشرق المستبد عموما وفي العراق الجديد تحديدا.
أما بقدر ما يتعلق الامربالاسباب الحقيقية وراء تزايد التساؤلات بين الاكثرية، حول دورأحزابنا في نهج الاقصاء والتهميش المفروض من قبل الاكثريتين العربية والكوردية تحديدا في أنتخابات مجالس المحافظات الاخيرة، يمكن حصرها في الاسباب التالية:
1- كثيرا ما طرحت النخبة المثقفة، جملة من المقترحات والتوصيات الوحدوية خلال ربع قرن الاخير، في سبيل أعادة صياغة العمل الحزبي- الوحدوي المشترك على مبدأ التعددية في الفكر والراي والتنظيم مع الاحتفاظ بمتطلبات التنافس الديمقراطي المشروع. وحسب علمي تم رفض جوهرالمقترحات جملة وتفصيلا لآسباب وفي طليعتها، غريزة السيطرة على السلطة الحزبية أولا، ورفض مقترحات المثقف المستقل ثانيا
2- شخصيا أتصلت بممثلة الامم المتحدة السيدة جينين بلاسخارت وأبلغتها بضرورة حصر الانتخابات البرلمانية الخاصة بالمكونات وعلى راسها انتخاب نواب الكوتا المخصصة لشعبنا الكلداني السرياني الاشوري فقط. الامر الذي أستحسنته كثيرا، وأبلغت سكرتيرها في أربيل بضرورة لقائي ومناقشة الامروحله وفق دستور العراق لعام 2005، ثم رفع التقريرالنهائي الى مكتبها الخاص في بغدادا فورا. علما أن سكرتيرها السيد ريفالدو لاناو أبلغني عن أستغرابه حول تريث قياداتنا الحزبية وعدم طلب اللقاء معهم لحد اليوم، في سبيل وضع حد نهائي لكل هذه التجاوزات
3-" هناك العديد من الاحزاب المسيحية وعددها حسب معلوماتنا يصل الى 25 حزبا "، يؤكد المستشارالسياسي للامم المتحدة السيد مونياراتزي موتسي، خلال حوارنا مع سكرتير ممثلة الامم المتحدة في أربيل. والغريب في الامر كله يبلغني المستشار نفسه، لماذا ترفض قيادات هذه الاحزاب زيارتنا في سبيل مناقشة الازمات وتقديم الحلول المناسبة للحل
4- خلال 102 عام من عمر الدولة العراقية، فشلت الحكومات العراقية قاطبة في تقديم حل سياسي ووطني مناسب لمسألة العددية العرقية والمذهبية في العراق. والسؤال الذي يطرح نفسه بألحاح هو:
لو فشلت الاكثريتين العربية والكوردية في أيجاد حل وطني عادل يضع حدا للحروب والاقتتال الدموي بينهما خلال 100 عام، فكيف يمكن لهما طرح حل عادل لبقية المكونات والاقليات العرقية والطائفية العراقية الاخرى ؟
وما اشتداد حدة المنافسة بين العرب والاكراد في كركوك ألا دليلا قاطعا عل صحة قولنا:
" سُجلت أعلى نسبة مشاركة في الانتخابات في كركوك (70%) حيث دخلت المنافسة الأحزاب الرئيسية التي تمثل الكرد والعرب والتركمان.."، تنشر جريدة شفق نيوز بتاريخ 16 /12/2023.
5- تأخير مهمة تشكيل لوبي قومي فاعل ومؤثر بالقرب من الامم المتحدة وجمعياتها الخاصة بالدفاع عن حقوق الانسان والشعوب في واشنطن. علما أن وجودنا القومي الكلدواشوري هو وجود حاضر وكثيف تحديدا في الولايات المتحدة الامريكية، فما هو سبب التأخير؟
المادة (4) من قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 61/295، المؤرخ في 13 أيلول/سبتمبر 2007 ، أدناه نصه:
" للشعوب الأصلية، الحق في ممارسة حقها في تقرير المصير، الحق في الاستقلال الذاتي أو الحكم الذاتي في المسائل المتصلة بشؤونها الداخلية والمحلية، وكذلك في سبل ووسائل تمويل مهام الحكم الذاتي التي تضطلع بها".
وفي الختام يمكن التأكيد، أن الردّ هذا هو بمثابة برقية مستعجلة للقيادات الحزبية التي تعودت أن تديرظهرها لنداء شعبها وطروحات النخبة من مثقفيه والمهتمين بقضيتهم القومية المشروعة. علما أن فشل التحالفات المبنيّة على المصالح الحزبية الضيقة تحديدا في انتخابات مجالس المحافظات الاخيرة، يمدّ بجذوره الى صميم الولاءات والمحسوبيات الحزبية المستترة.
ومن الزاوية هده أوجه ندائي للمخلصين في الائتلافات والتحالفات الحزبية وأقول:
أستعجلوا في توحيد صفوف شعبكم من خلال توحيد صفوف العمل القومي المشترك، بالتالي أعادة صياغة خارطة تحالفاتكم وفق رغبة الاكثرية من أبناء شعبكم المضطهد وحقه في التشبث بثرى الاباء والاجداد قبل فوات الاوان.
لقائي اليوم الثلاثاء بتاريخ 7مايو 2022 مع المستشارين السياسيين في بعثة الامم المتحدة في العراق،ومقرها أربيل كل من السيدين:
1- فرانسس ريفالدو لاناو
2- مونياراتزي موتسي
الهدف من اللقاء.
كان الهدف تقديم تقرير حول أعادة صياغة ألية الانتخابات لجميع العراقيين وفق ألية جديدة بموجبها يتيه للمكونات عموما والمكون الاشوري الكلداني السرياني على وجه التحديد، حرية أو أستقلالية أختيار ممثليه أو نوابه في البرلمانين أربيل وبغداد ضمن الانتخابات القادمة.
في حين كان للمستشارين الاثنين، وجهات نظر مختلفة نوعا ما لا بسبب عدم اتفاقهم مع حرية أبناء شعبنا الاشوري في أختيار نوابه، وأنما بسبب التعقيدات السياسية المخيمة علىالمناخ السياسي في العراق عموما وفي أقليم كوردستان على وجه التحديد. حيث ذكروا، هناك خلافات سياسية عميقة داخل البيت الكوردي. في الوقت الذي أكد الاثنان، أن دور بعثة الامم المتحدة في الاقليم ، هو مجرد دور أستشار لعدم ترك العملية السياسية لتدخل في نفق مظلم وخطير.
أما بقدر ما يتعلق بالمشروع الذي قدمته بهدف ايجاد الية جديدة لاشراك أكبر عدد ممكن من ابناء شعبنا داخل الوطن وخارجه ضمن الحملات الانتخابية القادمة مستقبلا أضاف المستشاران أنه:
- قد يكون من الصعب تنفيذ هذا المطلب الشرعي خلال هذه الفترة القصيرة، ولكن هذا لا يعني أننا لا نستطيع تنفيذه نهائيا
- هناك العديد من الاحزاب المسيحية وعددها حسب معلوماتنا يصل الى 25 حزبا، يقو المستشار مونياراتزي موتسي
- قد يكون من الافضل لكم ولنا، خلق نوعا من الوحدة بين الاحزاب المسيحية في سبيل تسهيل مهمة دعم وجودكم ومشاركتكم الفعلية ضمن الانتخابات مستقبلا.
الاستنتاج
1- يجب الاسراع في ايجاد القاسم المشترك بين جميع الاحزاب والتنظيمات السياسية التابعة لآبناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري، في سبيل دخول المعارك الانتخابية بأجندة وطنية- قومية مشتركة تسمو فوق جميع الخلافات والانشقاقات في سبيل خدمة قضية شعبنا المشروعة وأختيار نواب شعبنا الحقيقين!!
( المهمة التي وعدت المستشارين الاثنين بالقيام بها، ذلك من خلال اجراء حوارات ولقاءات بناءة بهدف ضمان مسألة تحديد بنود أجندة المشاركة الحقيقية في الانتخابات القادة).