عرض المشاركات

هنا يمكنك مشاهدة جميع المشاركات التى كتبها هذا العضو . لاحظ انه يمكنك فقط مشاهدة المشاركات التى كتبها فى الاقسام التى يسمح لك بدخولها فقط .


الرسائل - BASIM DKHUKA

صفحات: [1]
1

تعازينا الحارة الى الاخ أمير المالح بهذا المصاب الجلل
والى عائلة  المرحوم الدكتور سعدي المالح رحمه الله واسكنه فسيح جِنانه
والهم اهله وذويه الصبر والسلوان .
الراحه الابديه اعطه يارب ونورك الدائم فليشرق عليه .


     عائلة المرحوم باسم دخوكا

2

أخي العزيز جوزيف أشكر مرورك الجميل على المقال وكما أشكرك على كلماتك الجميلة و الرقيقة بحقي تقبل محبتي و تحياتي صديقي العزيز .

أخي الغالي عبد نعم يا صديقي باسم الخير يسقونا الشر , بهذه المرحلة الحساسة من تاريخنا نجد العجائب و كل يوم نكتشف طرح جديد , أما العودة فهذا حلمنا جميعا ً و لكن العودة بهذه المرحلة تعني إضافة قوافل اخرى من الشهداء .... و كما تعلم شرح التفاصيل بهذا الموضوع طويل ... أشكرك على دعواتك لي بالخير و تقبل مني كل المحبة و التقدير .

3
                                           و سقطت مني الكلمات ...

باسم دخوكا

    سقطت مني الكلمات , كما تسقط أوراق الشجر في فصل الخريف .. تهت ُ أم تاهت عني التعابير ؟ لم أعد أجمع بين الحروف  أو أتهجى الكلمات .كالبحر الذي غادرته الرياح و الأمواج , فلم تعد تبحر فيه السفن .  لا يبارحني الألم إلا ليشتد ألم أخر , و الدمعة لا تغادرني إلا لتنزل الأخرى .
    عيون حائرة تتأمل في السماء و الطبيعة و الوجوه ...
فالسماء لا تزال صافية و الطبيعة تحدثني عن الحياة , و الوجوه تتأملني ...!!
كتابات كثيرة تنتظرني و أنا أنتظرها بشغف و شوق و ترقب ...
لا زلتُ لم أكتب عن الوطن كثيرا ً .... و عن أطفال الوطن ...
عن أحمد الذي ترك دراسته بعدما فقد والده , يتسكع باحثاً عن العمل  تارة و  يستجدي من المارة تارة أخرى , لما قد يسعفونه به من النقود ليعيل والدته و اشقائه الصغار .
عن سردار الذي يخرج من الدار قبل شروق الشمس و لا يعود إلا عندما يضمن رغيف الخبز لإخوته الصغار .
عن فادي الصغير و الذي أغتيل لأكثر من مرة  ...  تحت قبة الكنيسة , و بين أفراد عائلته و لا يزال ُيغتال كل يوم و لا من مبالي !؟
لا زلتُ لم أكتب عن المرأة في بلدي .. عن الأمهات و دموعهن لا تتوقف عن الجريان .. عن هموم و أحزان و اعتقالات , و سجون تكتظ بالناس و رصاصات الغدر في كل مكان .
فلا زلتُ ومنذ أن أدركت معنى الحرية ... أبكي عليها لأننا لم نعيشها إلا في خيالنا ... أبكي على شهدائها الذين لا و لم ُنقدر قيمة ما فدونا به  و مدى ألالام التي عانوا منها سواء على أعواد المشانق أوفي معتقلات التعذيب الوحشي على أيدي الذين هم أعداء الحياة و الحرية , و لا يزال القمع نفسه يمارس و إن تغيرت الوجوه و الأسماء  .
لا زلت ُ أرى  الوجوه الشاحبة في كل مكان ... وجوه تخشى السلطة و رجالها , تخشى المخبرين و المنافقين و زوار الليل  و رسائل التهديد ... وجوه شاحبة و أخرى لا ملامح لها ... بل إختلطت الملامح فلم نعد تميز فيما بينها لكثر التشابه على ما كانت عليه بين الأمس و اليوم ... فما أتعسنا بها .
و لابد أن أشهد على الذين يبيعون الوطن ..
كاذبون ... كاذبون صغارهم و كبارهم ...
بإسم الوطن و المواطن يكذبون ...
بإسم القانون و النظام يغتالون الكلمة الحرة و يحطمون الأقلام .
بإسم الحرية يستعبدون الإنسان و يشترون الذمم و يصنعون الصعاليك .. صعاليك... ُتكبرهم و ُتمجدهم و تكاد أن تسجد لهم .
فمن يكونوا هؤلاء الذين يحكمون وطننا ؟؟
إنني لا أعرفهم هل تعرفونهم أنتم ؟ و إن عرفت بعضهم فلم يكونوا كذلك قبل أن يتسلقوا سلم المجد  ,  أي كرسي الحكم , فمن يكونوا هؤلاء ؟ هل هم عراقيين ؟ هل حقا ًعانوا كما عانينا و تألموا كما تألمنا و جاعوا و عطشوا و بكوا و ضحوا ... و عاشوا كما عشنا في زمن القهر و الظلم و الإستبداد ؟ بالطبع لا و ألف لا ... لو كانوا حقا ًأبناء الوطن لما بكى الوطن من ظلمهم وغدرهم . بعد صدام لم يأتي ليحكمنا إلا من يحمل عقله و فكره و يكاد أن يشبهه بذريته أيضا ً , و كل ما في الأمر إنه لا يحمل الإسم نفسه .

4
أخي أنو ...
تحية طيبة : الحقيقة شدني المثل الذي طرحته حول
(الأستاذ نوزاد عوديش ) انه جميل وذات معاني كبيرة ومهمة و  الأجمل انك لازلت تتذكره و تستفيد منه في حياتك (  لغة الرياضيات ) و لكن هل كل شيء يحتسب بهذه اللغة ؟ فيا أخي العزيز هنالك أشياء أخرى تعلمناها من معلمينا و الشخصيات الكبيرة في بلدتنا عنكاوا و والدينا و جدنا الذي كان يعتز بمحراثه وأرضه أكثر من إعتزازه بحياته , تعلمنا  الكثير .. الكثير تعلمنا أن نعشق عنكاوا وندافع عنها سواء إن كنا نعيش فيها أو بعيدين عنها, تعلمنا  ان نحب  جارنا و أبناء محلتنا ...لا  أعتقد انك تتذكر كيف كنا نشارك بعضنا سواء ( بترميم  بيوت الطين  ) أو ( طهي الحنطة  ) ببراميل كبيرة تنتقل من بيت الى أخر ..و كان الشباب يجتمعون ليقدمون يد العون . نعم يا انو العزيز كانت هنالك أحزاب و مناضلين كبار بعقولهم و قلوبهم و كانت هنالك  سلطة  قوية وغادرة و كان و كان  ..  و لم يحدث لعنكاوا ما  يحدث الأن .. أين  أراضينا  يا انو ؟ لمن وزعت ؟ حتى من هم في  إيران يملكون قطعة أرض في عنكاوا , طبيب ومطرب و  .. و في شيكاغو يملكون قطعة أرض في عنكاوا , وهنالك من لا يدري أين تقع عنكاوا يملك فيها قطعة ... بواسطة من ؟ معروفون جيدا لنا ولك  فمن هم الذين يتصرفون في عنكاوا و كانه ( لا أباء و لا أبناء لها ) هل منهم من هو أصله من عنكاوا ؟؟ يا أنو هل يمكن ان تحصى لي وكما (أحصيت ) العملية الإنتخابية و في الرياضيات نفسه  ..  كم هي عدد البارات و الملاهي و بيوت الدعارة و الفنادق في هذه الناحية الصغيرة ؟ يا أخي انو نحن من يصنع الحزب ..الحزب لا يصنعنا و بالتأكيد أنت أدرى مني ما الغاية من الأحزاب ؟ فالعملية السياسية و التقدم و الحرية لا تقاس فقط بصناديق الإقتراع , وهنيئا ً للحزب  البارتي و نحن نحترم تاريخه ونضاله .و لكن عليه و على كوادره كبارا أوصغارا ً كانوا أن  يعرفوا ان طريق المجد هو بما  تعطي و ليس ما تأخذ . ارجو أن لا أكون قد أثقلت عليك و يهمني أن أذكر بانك ذكرت ( تتقبل بالأراء الواقعية و يهمك المتابعة و المطالعة و غيرها ) و هذا أمر مهم لمن له الذراع الطويل في السلطة في عنكاوا و ما أستغرب منه كيف لم و لا  ترى ما جرى ويجري في عنكاوا ! و الصور تدمع العيون يا أخي

5

الإخوة الأفاضل سامي و زهير كولا و نبيل دمان أشكر مروركم الكريم علىى المقال و كلماتكم القيمة بحقي  و تقبلوا فائق التقدير و الإحترام مني .

6

أخي العزيز أنور صليوا أشكرك على التقيم بحق المقال , نعم أخي نحتاج الى كشف عن العلل لكي نعرف كيف تعالج و يجب ان نكون صادقين مع انفسنا و مع شعبنا و مع السلطة و غايتنا هي أن يتطور الأقليم و  ليس إلا . تقبل  محبتي .

أخي العزيز فارس  عنكاوي لا  أدري ان  كنت استحق هذه الكلمات الرقيقة و المعبرة و لكننا علينا أن نعمل ما بوسعنا لكي لا ينزلق اقليم كردستان و هو غالي على قلوبنا الى منزلق خطير و يشكل نظام لا يلبي طموح شعبنا على مختلف انتماءاته  نوده ديمقراطيا ً بالمفهوم الصحيح لمعنى الديمقراطية .تقبل كل التقدير و الإحترام مني و اذا تذكرت التقينا في دهوك عام 1996 و كان لك موقف انساني معي .

أخي  الفاضل عبد قلو المحترم أشكر مرورك  الرائع و كلماتك القيمة حول الواقع المرير الذي يعيشه شعبنا في الوطن عموما ً و بالرغم ان  المقارنة بين الأقليم و مناطق اخرى في الوطن هي كليا بصالح اقليم كردستان و لكن طموحنا اكبر و حلمنا ان  يعيش شعبنا بكرامة و تحترم  خصوصيته و لا يعتبر لقمة سائغة .تقبل محبتي يا صديقي العزيز .

7

                                       الرجل  الذي تحدث بإسم  الحزب القائد في الدعاية الإنتخابية .
         
باسم دخوكا
                           
أخافني شكله و صوته الجهور و نظراته الحادة , بالرغم من انني تابعت خطابه عبر (الفيس بوك ) و أحسسست إن الجالسين كأنهم في تحقيق أمني و ليس في  دعاية إنتخابية , عندما ادركت انه من جماعة الكبار زال العجب . الوجوه تخشى أن تبتسم , و الأجساد ملقات على  الكراسي و ليست جالسة عليها . الحضور مقسم بين مضطر و مرغم و منافق.  و لابد أن يكون من بينهم مؤمن أو من آمن ! بدأ  الخطاب ب .. كنا و فعلنا و نفعل , و نحن من أعطى للوطن وجودا ً و للإنسان إسما ًو للثورة قيمة ً. و من ثم  علا  صوته وهو يقول لا بديل عنا , فالبديل لا ولن ينفع , القيادة لنا و الأمر بأيدينا (  و قال في نفسه ) السلطة و المال و الجيش ملك لنا . عذرا ً, لقد نسينا ذكر الشعب , فالشعب أيضاً من أملاكهم  . تحدث بقوة و جرأة  هتلر و موسليني و صدام و غيرهم ... يا ويلنا هل هؤلاء لا يزالون أحياء ؟! كان الأجدر به أن يتعلم و يتثقف و يكون مرننا و جميلا ًو يجمل صورة مرشح حزبه  بل صورة حزبه كله . تحدث عن الغنائم و التعمير و التدبير وعن الحلول لمعانات الشباب في ليلة وضحاها و قد( بلع جملته )
فالمكارم لا توزع إلا على الذين يصوتون لنا وهم منا  ... مساكين نحن , و مقتولة الديموقراطية على أيدي أوامر السلطة و رجالها ,  فتفعل ما تشاء ومتى ما تشاء ... ُتسودها أو ُتبيضها حسب الحاجة والضرورة . بهذه الطريقة  يعمرون الأوطان و يطورونها  ( فلا تسربوا الخبررجاء ً نصبح إضحوكة بين البلدان ) .
لماذا لا تتعلمون و تتنورون و تتغيرون ؟!
لماذا  تبنون دولة من أساسها فاشلة و تفتخرون ؟
لماذا لا تدعون الناس أن تحبكم و تحترمكم و تقيم أفعالكم ؟
لماذا البندقية دوما ً بأيديكم و من خلالها تفرضون أجندتكم ؟
لماذا ترعبون و تخيفون الناس و كل من يخرج عن مساركم ؟
لماذا الفاسدون معظمهم من بينكم وهم يشوهون صوركم ؟

لماذا الذين منكم اذا تحدثوا أمروا , و إذا عجزوا هددوا... بالقتل ؟ لماذا لا تستمعون للرأي الآخر ؟ فالحكومة كذبة ً و البرلمان كذبة أكبر و الأحزاب العريقة و الصغيرة تودونها لعبة بأيديكم . لماذا ؟ هذا التاريخ العظيم و المسيرة الرائعة و الشهداء العظماء و قادة سياسين كبار و محترمين و دورهم العظيم في المسيرة الطويلة و الشاقة , لماذا تضحون بكل ذلك و بسهولة ؟؟ . لماذا تصنعون كذبة و تصدقونها  , لماذا لا تفتحون الأبواب و الشبابيك كلها و لا تخشون الرياح  و من أينما هبت أو تهب ُ, هذا إن كنتم  زرعتم الثقة بينكم و بين شعبكم , بالتأكيد  لستم قادرين على فعلها . لماذا تكممون الأفواه و تمنعون الحريات الفكرية و تعتبرونه إنتصارا ً.
 قودوا البلد الى مستقبل مجهول و إحكموا بقبضة ٍ من  الحديد و تخيلوا إن بالأموال تسيطرون على كل  شيء و انسوا الماضي و لا تتعلموا من العبر . فبناء الوطن يبدأ بالإنسان و ليس بالعمران .. و ما قيمة ألف شارع و عمارات شاهقة و مظاهر كاذبة , و المستشفيات و المدارس بدائية . و التعليم و التثقيف دون المستوى , و رجال الشرطة و الأمن غالبيتهم جهلة و غير محترمين من قبل السلطة أو الشعب ..إنظروا الى العالم و تعلموا .. لنبدأ بخطوات صحيحة و نحصد الثمار ... متى يا كبار تتواضعون و تعيشون بيننا لتعرفوا من نكون و ماذا نريد .                   

8

صديقي العزيز زيد : موقف كبير و طرح صادق بلا رتوش و مواجهة صادقة مع النفس و الأخرين . يعتقد الكثيرين بإن نقدنا للواقع السياسي و كشف الحقائق عنه لا يمسنا نحن الذين يطرحون الموضوع , و ذلك اعتبره خطأ كبير  فنحن جزء من الخطأ و نتحمل أيضا ً بعض من مسؤولية الاخفاق و لكننا تحملنا كل ما حدث متأملين الى ان يصحح المسار و يعود البعض الى التفكير الصواب و يضع امته فوق مصالحه و اعتبارات شخصية اخرى .  سلمت اناملك يا أخي الغالي زيد و انا واثق بان امتنا الكلدانية لن ترضخ و لن تضعف و  انما سوف تنهض نهضة نتمناها و بقدرة شعبنا العظيم .

9

أخي العزيز ايشو شليمون  ..أشكرك على المرور على المقال و إني أقدس مثل المزارع والذي ضربه سيدنا المسيح حول الإيمان . و الحقيقة إنني أعتز بك و بكل إخوتي الأشوريين و احترم نضالهم من أجل القضية و لذلك أنتظر منهم أن يحترموا ما أعتز به وهي قوميتي الكلدانية و التي لم تنبع من أرض أشور و انما من أور البابل المقدسة فدعنا لا نختار للأخر بمن يكون فهو يعرف جيدا من هو ومن هو والده وجده أصله فصله . المهم تقبل كل الاحترام مني و دعنا نتجنب الحوار عن ما يخرجنا عن موضوع المقال و بالرغم انني فهمت مقصدك من الربط و هو جميل . تقبل خالص التحيات .

10

أخي العزيز أكد  أشكرك  على اهتمامك و الحقيقة ما أسعدني أن يكون لي إخوة حريصين على سلامتي وهذا بحد ذاته فخر لي , فيا سيدي يقول الفيلسوف جبران خليل جبران : يا رب إجعلني فريسة للأسد و لا تجعل من الأرنب فريسة لي . فهؤلاء لم يخفوننا في السابق عندما كانوا بعثيين فلن يخيفوننا الان وهم صعاليك .  فمرة أخرى تقبل شكري  و محبتي  .

11

الحقيقة المؤلمة بالنسبة لي هي إن بعض من مثقفينا و كتابنا و بالرغم ان قرائتهم للواقع قد تكون قريبة مما طرحته إلا انهم ( يمسكون بالعصى من الوسط ) و لا أدري  ما هي الغاية ؟! اذا اعتقدنا بأن الحقيقة تخضع الى أن نطيب الخواطر و نساوى بين الحق و الباطل , و لا نتجرأ أن نقول و لا كلمة الحق لكي لا نزعل أصدقاء أو  أخوة  لنا , فإننا بذلك نكذب عليهم و على أنفسنا و نعطي فرص اخرى ليكون للخلل موقع بيننا . لنكون  بقدر  المسؤولية و نتحمل بعض من عواقبها و إلا...  ( فمن نكون نحن )؟؟

12

أخي الفاضل وسام موميكا قبل كل  شيء أود أن أعتذر لحضرتك لما مسك من تجاوز على صفحة مقالي . و لكن هكذا  هم  الذين يعتقدون ان من حقهم الشماتة بالجميع و لا احد يتقرب منهم  و هم عالة على المجتمع و القضية . تقبل محبتي لك و لشعبنا السرياني و كل أهلنا الغاليين في بغديدا الغالية  و التي لكم  اشتقت  لرؤية اقاربي هناك و هم عائلة يوسف عبو  حيث زوجته هي خالتي  شكرية .

13

أخي العزيز  وسام أنا  بإعتقادي الشخصي و اعتقد ان كل الحاضرين للمؤتمر يتفقون معي بهذا الخصوص إن من يحاول أن يهمش دور المنبر الديمقراطي الكلداني عليه  أن يقدم جزء صغير جدا مما قدمه المنبر من جهود و عمل و نكران الذات و...الخ  . و شيء  اخر اعتبره مهم جدا هو اتساع الصدر ومن لا يدرك ماذا أعني باتساع الصدر عليه أن يجلس مع مجموعة تعتقد بان الأمة من دونهم  لا تسمى  بأمة . فيا سيدي ان المؤتر كان رائعا ًو بالرغم من كل شيء فجميع الأحزاب و  اعضائها ربطتنا بهم مودة واحترام و كل ما نتمناه ان ندرك ان اردنا النجاح علينا بالتواضع و الإيمان و المصداقية .

14


أخي زيد لا تنسى دعوتي فانا  لي الكثير من  الأحباء من مانكيش و كما لي نسيبين  و أصدقاء لا يمكن نسييانهم  و يعرفون الأخ صنا من أيام بغداد ,  رحمة الله على تللك الأيام ....  صدقني لو  حصل سوف تكون لمة  لا تنسى  .

أخي  الفاضل Lucian
اني اتفق معك كليا بان كتابنا تناولوا ما يخص التسميات و بقدر كبير و ممل و لا تنسى يا سيدي ان القراء اسهموا بذلك كثيرا حيث المقالات التي تغذي الصراع و ذات عناوين نارية تكون نسبة  القراء لها خيالية مقارنة  بمواضيع اخرى و للكاتب  نفسه , تخيل بالرغم من اهمية ما طرحته في مقالي هذا فبوجهة نظري المقال الذي سبقه كان بنفس قدر من الأهمية أو أكثر  لكوني تناولت فيه ( مسألة التهديدات  المستمرة لأصحاب الرأي في أقليم كردستان )  وتقول بإني احتجت الى صراحة أكثر فلا أدري ما الذي تعنيه فأنا تناولت جميع أحزابنا و استثنيت حزب واحد وهذا بالطبع ما يستحقه و أنا في حياتي و عبر كتاباتي الكثيرة و منذ زمن  الطاغية  حيث كنا نكتب بسرية جدا و نوصلها عبر الأيدي  للشباب  فأنا لم أجامل  لا حزب و رئيس و لا  قائد حزب من الموجودين  على االساحة السياسية  . فانا برأي اذا  لم ترتب  البيت الذي سوف  تسكنه و تنظفه  فكيف سوف  تعيش فيه , علينا ان  نكون صادقين و ننتقد نقد بناء و ان  وجب علينا أن نكشف عن الأخطاء و الخطايا ان وجدت بصدق و جدية بعيدا عن المجاملة  . أشكرك على المداخلة وتقبل كل الإحترام .

15


أنا سوف اناديك بأخي و ليس المدعو يا سيد صنا
لماذا فقدت أعصابك وبت تتخبط يا أخي  ؟ ..فانا من انتقد احزابنا وعملها و لا أدري ما الذي تقول  عندما تعجز الاحزاب الكلدانية ولا تقدر عن تحقيق أي انجاز فتقوم بتوزيع التهم وتلفيق ...الخ . ففي المقال اعلاه رد كافي الصدق مع النفس و نقد الأحزاب بكل شفافية . و يا سيد صنا انا لا أنتمي لأي من أحزابنا  فأنا مستقل ...فكلامك هذا لا يعنيني . أما تلفيق التهم ...و جنت براقش و عنتريات البعث فهذا ( عيب ) و أمر مخجل  . فانا يا سيد صنا من عنكاوا و اذهب وإسال  أهالي عنكاوا الأصلين و  هم  سوف يقولون لك ما الذي فعله سيدك اغاجان في بلدتنا و توزيع أراضيها لهذا وذاك و حتى الفنانين ( المطربين ) الذين قدموا  من المهجر  إهداهم اغاجان أراضي  من عقار عنكاوا و  على حساب شعب  عنكاوا   وهنا ينطبق عليه المثل (اعطى من لا يملك لمن لا يستحق ) فتمالك اعصابك و لا تنفعل و لا تهدد فان كنت قادر  على فعل شيء فإفعله ولا تصرخ و تغلط  بكلمات لا تليق بالإنسان . أما فصلي من المركز ... فهذا بحد ذاته هو تلفيق و كذب  .. فقد ذكرتني أو أعلمتني  بانك انت من كتب ذلك قبل فترة في  عنكاوا  كوم و بإسم مستعار  حول  فصلي  من المركز  الكلداني و  هل فاتك أن تقرأ الردود التي اتتك من الهيئة الإدارية و اعضاء  المركز يكذبونك و هل تود أن تقرأ ذلك ثانية وعلى هذه الصفحة  لكي  تعلم من الذي يلفق الأكاذيب و لا يستخدم اسمه الصريح .. فيا سيد  صنا كل الكلدان في شيكاغو يعلمون بأنني  ( قدمت استقالتي  ) و الهيئة الإدارية و الأعضاء هم اخوتي و أحبائي سواء الذين عملت معهم أو  الحاليين ... فمن أين اتيت بهذا الكلام و ان كنت ترغب حضرتك ان تأتي الى شيكاغو وتعمل  تحقيق حول ذلك فأنا أستضيفك و  اتحمل نفقات سفرك ...اما المعلومات الموثوقة ( لو كنت مكانك لنشرتها فورا ) و افعلها لو لك ذرة مصداقية فيما تقول . فيا اخي صنا أنا كما قلت لك تجنبتك دهرا ً  و لم اعقب يوما لا على مقالاتك و لا مدخلاتك لكونك لم تكتب بمصداقية يوما . و كرهك لكل ما هو كلداني يعكس حقيقتك . و هذا كل ما  لدي و  لا أود ان استمر بحوار عقيم معك .

16


تحية طيبة لكل الإخوة و الأخت خليثا و سواء من اتفق مع طرحي أو اختلف , و الحقيقة ان ما يزعجني دوما هو الخروج  عن الموضوع المطروح  و كما يفعل ايلي بمناسبة ومن دون مناسبة فهذا الرجل يشهر سيفه البتار وكانه احد مخلفات الفتوحات الإسلامية .  المهم , لربما هنالك الكثير من اخوتي الكلدان  سوف يختلفون معي حول المقال و لكني  لست أتفق مع النظرية اخفاء العيوب لكي لا يشمت بك  ( احبائك ) علينا مواجهة حقائقنا بجرأة و صدق و كفانا من أن نجمل الصور القبيحة ( عسى ولعلى ان تتجمل قليلا ) اثبتت لنا الأيام اننا كلما  تغاضينا عن من يرتكب أخطاء وخطايا بحق  شعبنا اننا نعود الى الوراء و نؤخر أنفسنا و تتحبط امالنا  . و نحن أمة تمتلك ذخيرة لا تنضب ممن يستحقون أن يكونوا خير مممثلين لنا  . و هنا بعض الردود للإخوة المعقبين  :
الأخ صنا - يا  سيد صنا انا من تجنب أن  يدخل في حوار معك لدهر من  الزمن و ليس بمقياس زمني و انما بمقياس انتاجي من الكتابات , والسبب هو انك بين كل مرحلة واخرى تتبنى جهة معينة ضد اخرى , فلا تزال  مقالاتك عن  الزوعا و قيادته لم يكسوا عليها الغبار بعد في ارشيف عنكاوا دوت كوم .أما ان تقول بأن انتقادي اتى ناعما ً , فاتحفنا و لو بربع منه بحق ( المجلس الشعبي ) أو أن المجلس غير قابل للنقد ؟ وهومنزل , و بالطبع انا اتفق معك بانه منزل ولكن بآية من ( الحزب الديمقراطي الكردستاني )  ولعلمك يا سسيد صنى إن ما ارتكبه سيدك سركيس بحق شعبنا من ظلم  وغبن واستهتار باراضيه الزراعية  و خصوصا في عنكاوا لم يرتكبه البعث بطوال فترة حكمه ,  دعني أضيف ان  كانت هنالك أحزاب سواء الكلدانية أو الأشورية على الساحة و ترتكب اخطاء وخطايا , فالمجلس الشعبي و الذي يسمى من قبل الكثيرين بالمجلس الدكاني , فهو لا يعتبر اصلا كيان سياسي و لسبب بسيط لكونه لم يولد من رحم الأمة و انما من رحم ( الحزب االديمقراطي  الكردستاني ) و  ليكون منافس للحركة الديمقراطية الأشورية . وانك الأن سوف تفتح فاك على وسعه  و تقول  : صناديق الإقتراع هي الحكم ... فيا مرسي  صناديق ليست وحدها مقياس للحكم الديمقراطي ... فان كنت  لا تعلم اسأل الشعب المصري . و اما سبب كسب الجماهير من قبل المجلس  فكان بالتأكيد الطريق الذي اتبعه المجلس استخدام المال  و استغلال حاجة الإنسان و لا ادري يا أخي صنا  يجب أن تكون أنت أول العارفين بالأمر لكونك حسب المعلومات الدقيقة تتقاضى أجرك مقابل شرف الكتابة  . فما رأيك ؟ أطلت عليك و اعتقد انك لم تهتم في السابق ابدا لما يكتب لك  من ردود , فما يهمك هو أن تكتب فقط و بعدها تقبض ثمن ما تكتب .
لكون ردي للأخ صنا أتى مطولا و لكوني انتظرت هذه المناسبة لسنين طويلة و ها هو يضعها بين يدي . فعذرا لإخوتي سوف أختصر الرد على حضراتكم .
العزيز زيد شكرا  على تعقيبك و كلماتك الثمينة بحقي .
الأخ جورج خوشابا أشكرك وأنا أتفق كليا مع طرحك و تقبل مني كل المحبة و الاحترام  .
غديديثا و خليثا  - الأسم جميل جدا و محبتي لكل أعزائنا اهل بغديدا . لا يا سيدتي علينا ان نواجه واقعنا  و لا نخشى من نشر غسيلنا ان لم يكن  نظيفا ً تقبلي  احترامي لرأيك .   
أخي العزيز  عبد قلو أنت خير العالمين بما حلمنا به و فرحنا و سعدنا و تمنينا و انهم يحولونه الى كابوس , فقط لكون الغنيمة لا تلبي الطلب .
إيلي .. لا ادري  ماذا  أقول عنك و اليك ..هل انت تعيش بغرفة لا باب ولا شبابيك فيها ..إخرج الى العالم و اقترب من اخوتك و ارمي سيفك و احمل زهرة و شم عطرها لعلك تنطق خيرا يا رجل . تقبل محبتي
أخي  الفاضل  يوحنا بيداود أشكر مرورك العطر وكلماتك القيمة , تقبل محبتي .

17

                                               أحزابنا الكلدانية تبحث عن الكعكة و ليس الأمة .                  
     باسم دخوكا

عندما تكون هنالك حقيقة ما وإنك على يقين منها , عندها تود أن تصرخ بأعلى صوتك .. يجب الأعلان عنها  . و عندما تكون تلك الحقيقة هي الكشف عن الذين يضعون مصالحهم  فوق مصالح شعبهم و يستخدمون قضيتنا كوسيلة  ليتسلقوا من خلالها على سلم المجد .. أي مجدهم هم ,عندها تكون شيطان أخرس إن سكت أو أغفلت عنهم لأي سبب من الأسباب . و لا يفوتني أن أقول :  عندما نتحدث بإسم الحقيقة , كلنا نعتقد بأننا نحن فقط من يمتلك الحق بتداولها , و لهذا فأنا لن أتجرأ لأقول ان ما أذكره  : هي الحقيقة , ولكني سوف أتجرأ لأقول :هذه هي قرائتي للحقيقة و التي  صبرت كثيرا ً على عدم طرحها , و ها إنني أضعها بين أيديكم إحكموا عليها كما تشاؤون . و أما أنا سوف أشعر براحة الضمير و الوجدان لكوني أديت بعض من الواجب إتجاه أمتي و شعبي و( عساني ) أن أستحق قلمي الذي أقدسه و أعتبره أثمن من حياتي .      
أنه من المؤلم جدا ًأن نكشف عن الأقنعه المزيفة والتي ترتديها قيادات بعض من أحزابنا و التي أستثني منها فقط ( المنبر الديمقراطي الكلداني الموحد ) و إستثنائي لهم نابع مما قدمه هذا الحزب قيادة و أعضاء من جهود كبيرة  و جليلة من أجل  بناء البيت الكلداني بأساس متين ليتسع لجميع أبناء شعبنا وعمل ومنذ تأسيسه على التقارب بين أحزابنا من أجل هدف سامي ونبيل يخلوا من ( الآنا ) و التي هي اللغة التي تتحدث بها بقية الأحزاب , و ليس هذا فقط فالساحة السياسية تشهد عن الجهود الكبيرة و المخلصة التي بذلها هذا الحزب للتقارب مع إخوتنا في الأحزاب و الحركات الأشورية من أجل توحيد خطابنا السياسي في مواجهة كل ما يتعرض له شعبنا المسيحي من المآسي في الوطن . و هكذا واصل رسالته النبيلة في تبنيه المؤتمر الكلداني الذي أقيم مؤخراً في ولاية ( مشكن ) في الولايات المتحدة الأمريكية و ذلك من أجل توحيد الخطاب السياسي و بذل كل ما  يمكن بذله من  جهود وفي أقل تقدير(  دخول أحزابنا في الإنتخابات القادمة  بقائمة موحدة ) و كنت أحد المدعوين للمؤتمر ( كمستقل )  . أنني  أشهد : بأنني  لم أرى تواضع و تضحية و إيمان و تفاني في أي قيادة سياسية و أعضاء حزب ما كما رأيته  في ( المنبر الديمقراطي الكلداني الموحد )  و بما قدمه  من عمل دؤوب وتضحيات كبيرة  في المؤتمر ليكون للكلدان صوت مسموع  و دور فعال سواء على الساحة السياسية أو الثقافية في الوطن و المهجر .
 بالرغم من المرارة التي أشعر بها في إنتقادي لأحزابنا السياسية الأخرى و إني بذلك أشعر وكأنني أطعن نفسي , لكني  إن أحسستُ بأن نفسي تخذلني و تخذل أمتي للعنتها مليون مرة . و هكذا ألعن كل الذي يسعى ليغتني على حساب شعبه و امته و يستخدمهم و يعتبر نفسه وحزبه الممثل الشرعي والمتحدث الرسمي  بإسم الشعب و الأمة و من دون أن يكون لهم معرفة و علما ً بوجوده  .  
 بما إنني رجل مستقل و لا أنتمي لأي حزب سياسي من الأحزاب الموجودة على الساحة و لكني أؤمن بقضيتنا و قوميتنا الكلدانية إيمان كبير و راسخ و أعتز و أفتخر بإلإنتماء الذي أحمله أبا ًعن الجد , فمن واجبي وحقي أن أدافع عن القيم و المبادىء التي أحملها باتجاه قوميتي الكلدانية و أن أنتقد الأخطاء أو الخطايا التي ترتكبها الأحزاب السياسية و قادتها بحق شعبنا .
ان الأحزاب و التي تمنيناها أن تعمل من خلال (نكران الذات ) و ليس فرض الذات , وجريها خلف المصالح الخاصة و ما سوف تجنيه و ليس لما سوف تقدمه لشعبها فبدلا ً من أن تبني لها قاعدة جماهرية على أرض الواقع و هذا ما صرخنا به بأعلى صوتنا و مرارا و تكرارا , وهذا ما طرحته في كلمتي المختصرة في المؤتمر الكلداني :  إن الطريق لنيل حقوقنا لا يسلك بالمضي باللقاء بالمالكي وشيوخ أخرين تارة , و شخصيات و قادة من كردستان تارة أخرى و تتناسون و تتجاهلون بإن ما تحتاجون اليه بالمرحلة القادمة ليس ( الطبطبة )على أكتاف هؤلاء القادة سواء بالسلطة المركزية أو في أقليم كردستان و إنما ما تحتاجون اليه هو كسب ثقة الجماهير و التي معظمها لا تعرف عنكم إلا الشيء القليل , ولم تجتهدوا لكسب ثقة الجماهير من خلال برامج وعقد ندوات مكثفة لرفع الوعي السياسي و خصوصا  ً نحن شعب  لم يكن له  أحزاب قومية فيما مضى و انما كان الإنتماء الوطني يغلب على أفراده في العصرالحديث , أي بعد تأسيس الدولة العراقية . و لابد لنا أن نضع أمام أعيوننا ما أصيب به شعبنا من إحباط و انكسار بعد سقوط الدولة الكلدانية . فالمهم لنعود لموضوعنا  فالأحزاب و التي ان إلتقت لتصفية نفوسها مع بعضها , فلا تكاد أن تمضي أيام قليلة لتختلف حول أبسط الأشياء وقد يكون أحد الأسباب كما قال صديقي العزيز زيد ميشو ( أي من الرجلين تسبق الأخرى عند الدخول الى بيت الراحة , بالعامية  التواليت ) . و اضافة الى اي من الأسماء سوف تأتي بالمقدمة في حالة المشاركة في الأنتخابات , والأمر المخجل هو التبريرالذي تقدمه معظم أحزابنا بعدم المشاركة  في الإنتخابات هو عدم قدرتها على دفع المبلغ المطلوب للمشاركة , وهذا بحد ذاته  يثبت لنا أين يكمن الخلل , فأين جماهيرها و أين هم أنفسهم و ما يملكون ؟ أن لم يكن بمقدورهم جمع هكذا مبلغ فما الفائدة من وجودهم ؟!  و هنا أجد نفسي أكرر انه ليس من السهل أن تنتقد أشخاص جمعتك بهم أحلام و أهداف و امنيات من أجل رفع إسم قوميتنا عاليا و العمل على نيل  حقوقنا على أرض الوطن , و لكن اعتزازنا بقوميتنا و انتمائنا هو أكبر مني و منك أي كنت سواء  إن كنت قائدا ً ملهما ً بنظر نفسك  أو كنت عبد الله مثلي أنا كاتب هذه السطور و قد علمنا الرب يسوع من خلال  الحكمة العظيمة فيا ليتنا لو أخذنا بها
 "  من كان فيكم كبيرا ً ليكن خادما ً لكم " .
 الحقيقة التي بت أجهلها و لا أعرف أي ظرف صنعها  , و ما هو يوم ميلادها هو ظهور كبير لشيخ لم أسمع عنه سابقا ً(مع كل الإحترام له ) إلا انه أصبح بليلة و ُضحاها ( شيخ الكلدان ) و له دعم كبير من (...... ) و يصرف الأموال يميننا و شمالا ًو باتت الناس تتبعه و تسير خلفه و كأنه المرسل الذي سوف يحل عقدة الكلدان و يرفعهم نحو السماء . و هل فعلا ًأصبحنا بحال نستجدي عن الحلول لقضيتنا بورقة يانصيب ظهرت فجأة ؟! وقد تختفي كما ظهرت . وهكذا ظهرت أحزاب وبعد حين انقسمت على نفسها أو انسحب أحدهم من موقعه القيادي في أحدى هذه الأحزاب  حينما وجد كرسي براق وفي موقع كبير في السلطة فنسى كل ما له صلة ( بالقومية ) و أهلها . فما أرخص الأنتماء بنظرهم و قلوبهم و عقولهم .. فباعوه بوظيفة أو موقع بعيدا كل البعد عما كانوا يطالبون و يدعون به , ها هم يسرحون و يمرحون  و يغردون كالبلابل للسلطة  و يركعون على  ركبهم للسلطان و خدمه . ان الأحزاب السياسية تولد من حاجة الشعب و تكافح لتحقق مطالبه , ولذلك الفرصة في خدمة القضية لا تتكرر و ان خذلتها  فلن يرحمك التاريخ و الشعب . فان كنتم غير مؤهلين للعمل السياسي فأعملوا في التجارة و انسحبوا من الساحة السياسة و هذا أهون عليكم وعلى شعبنا ,  صدقونني هذا ليس كرها ًأو حقدا عليكم , فأنا لازلت أحتفظ بالكثير و لم انطق به لكوني لازلت أتأمل أن تعيدوا حساباتكم و تنضج أفكاركم  و يتسع صدركم و تكبر قلوبكم لتكون بقدر المحبة التي يستحقها شعبكم .      

18

الأخ العزيز وليد ساوا سلمت أناملك على هذه الكلمات الجميلة و المعبرة و التي بدأتها ( بصباح الخير يا كلدان ) أحييك و أحيَّ الصديق و الأخ ديفد ساوا على جهوده الحثيثة و اخلاصه وحبه لشعبه . الحقيقة التعقيب على المداخلات و التي تفوح منها رائحة الحقد و الكراهية لا تستحق الرد عليها و لسبب بسيط جدا ما نفع الحوار مع من لا تجد كلمة واحدة تدعوك للحوار معه و كل بطولته هي إلغاء الآخر . تقبل تحياتي و محبتي , ولا  يفوتني أن أقول : عندما تنتصر الكراهية على المحبة و خصوصا ً بين الإخوة فتجد ألبعض من أمثال ( elly) و الذي يتخفى بإسم مستعار و عقل مريض و فكر غائب مستعد أن يشتمك و يلعنك و يكفرك ولا يختلف أبدا ً عن ( أنصار الإسلام و القاعدة ) و لو إمتلك القوة قد يقتلك . و أما العَلم فمن حق الجميع أن يفتخر بعلمه و انتمائه ولا أدري ما الذي يزعج البعض من اخوتنا الأشوريين ؟؟؟             

19


الأخ و الصديق العزيز علي الكلداني قبل كل شيء تقبل مني لحضرتك و لكل أبناء الناصرية الطيبين و كل المسلمين سواء في الوطن أو العالم كله تهنينا القلبية بمناسبة عيد الفطر المبارك. الحقيقة مقالك الرائع شدني و لا يسعني ألا أن أشد على يدك و أيادي كل الكلدان في الناصرية و جنوب الوطن الغالي , كم هو عظيم أن تأتي مجموعة من أبناء شعبنا من جنوب الوطن و تبحث و تدرس بجدية عن أصلها و تاريخيها و تكشف إنها فعلا من أحفاد اكلدان و أور و بابل و كم هو مؤلم أن التعقيب و الذي اتى من إخوة اشورين و ليس لهم غرض سوى الطرح العنصري المقيت و ضد إخوتهم وكما يدعون في مناسبات أخرى و الغريب ان اي من الكلدان لم يزعجه العلم الأشوري و الذي ظهر في الصورة و بالرغم من ذلك علق احدهم فقط ليستفز الكلدان و الأخ علي  : بسؤال ساذج لا يظهر من خلاله إلا ( الرؤية السوداوية ) و اقول له أي كان العلم الذي يحمله الشباب فهذه حريتهم و قناعتهم سواء ان كان العلم  اشوري أو كلداني أو اي كان .. فما هذه الرؤية المريضة و التي تطرحونها فقط لتحويل الموضوع كله الى صراع لا يظهر من خلاله سوى التخلف و العنصرية . لست من هواة التعقيب وخصوصا على المدخلات التي تزيد الهوة و تفرقنا و تبعث الكراهية و لكني تأثرت جدا بمن يعتبرون انفسهم أبناء حضارة عريقة و طرحهم يكون بالغالب غير متحضر . تحياتي لك عزيزي علي و لكل إخوتنا المحبين و المتنورين و الذين تفعم قلبهم بالمحبة للبشرية أجمعها .           

20

ألأستاذ الفاضل خالد توما ... أشكرك على هذه الكلمات القيمة . نعم يا سيدي عنكاوا لم تخضع عبر الزمن لأي من السلطات و ليس هنالك من يجهل ما قدموه أبنائها سواء في ساحات النضال أو في الميادين الحياة الأخرى . أشكرك مرة أخرى و تقبل مني فائق التقدير و الإحترام .

21

أخي الفاضل عبد قلو المحترم أشكر مرورك الجميل على المقال و على كلماتك الرقيقة . الحقيقة هنالك سببان يدفعاني على الكتابة كثيرا عن عنكاوا أولا ً ما مرت و تمر به من غبن و ظلم و إذابة هويتها الأصلية و الأصيلة و السبب الثاني هو ان الوطن اختصر عندي في عنكاوا الحبيبية بعدما ضيعنا الوطن أي العراق و شيء اخر يمكن أن أضيفه ألا و هو (  إن لم ندافع عن بيتنا فكيف لنا أن ندافع عما هو حول البيت و العائلة ) . أشكرك مرة أخرى يا صديقي العزيز و تقبل فائق التقدير و الإحترام .         

22

 أخي العزيز أنور أشكرك على كلماتك القيمة و مساندتك لي , الحقيقة اننا بحاجة لنكون صادقين مع أنفسنا و صادقين في التعبير عما نراه من واقع مؤلم وكشف الحقائق كما هي و ليس كما نتمناها أن تكون . بالتأكيد انني أحب كردستان و اتمنها أن تكون من أعظم و أروع الدول و لكن هنالك الكثير من الفسادين و هم مسنودين من قبل بعض المقربين من السلطة و هؤلاء يشوهون الصور الجميلة و ما تنجزه القيادة من منجزات كبيرة من إعمار و تطوير البنية التحتية بلغت جرأتهم و وقاحتهم على التهديد الشرفاء و المخلصين لتراب الوطن بالقتل . يجب على الحكومة أن يكون لها موقف حازم وصارم و تبرىء نفسها من هذه الجرائم و لا تدع مثل هؤلاء بأن يرجعوننا الى الخلف و التخلف و يذكروننا  بأساليبهم بالنظام المقبور . تقبل محبتي و تقديري على جرأتك بهذا الرد و الذي يعجز الكثيرين بأن يكون لهم هذا الموقف بسب خشيتهم أو خضوعهم .         

23
                        من هم الذين يهددون بالقتل أصحاب القلم الحر والفكرالنيرفي أقليم كردستان ؟
باسم دخوكا

 يا ليتنا لو إستمعنا مرة لجواب من الذين باتوا يستخدمون هذه الوسيلة سواء من هم بالسلطة أو الأحزاب القوية  أو المكلفون بهذه المهمات الوطنية و العظيمة ! فبماذا يشعرون حينما يبادرون بهكذا أفعال لا تليق بمن ناضل أو حمل السلاح يوما للدافع عن الحرية و الكرامة ؟ هل فعلا ً إنهم مناضلوا الأمس يفعلون بما لا يليق بهم ؟! أم هؤلاء هم أناس أخرين ركبوا الموج و علت بهم قليلا ً فظنوا إنهم يمتلكون الحق بمصادرة حياة و شرف و كرامة الأخرين . لكون للأخرين رأيا ً يخالف مع رؤيتهم و مصالحهم الشخصية أومع قانونهم الخاص . كيف يتجرأ إنسان ( سوي ) أن يهدد من يختلف معه بالرأي و الفكر بالقتل أو أشياء مؤذية أخرى ؟ و سؤالي للذي يهدد الأخرين بحياتهم هو : ماذا لو تبدلت المواقع و أصبحت أنت من تلقى التهديد بوسيلة ما ولكونك تدافع عن حقك المشروع في ممارسة شرف الرسالة و أمانة الكلمة بحق شعبك أو بحق ما تؤمن به و تقدسه , فبماذا تشعر أو تحس عندما يقتحم الطرف الاخرحياتك لكونه يمتلك القوة و السلاح ويمكن أن يستخدمهما و لكن في الظلمة و خفية عن نور الشمس و ضوء النهار , يتسلل اليك و كأنه سارق و مجرم ترك ضميره و أخلاقه و لربما عائلته و أطفاله في بيته أو مكان إقامته أتي ليغتصب حق الأخرين بما يتمتع هو به ألا وهي الحياة , فهل تقبل بتغير المواقع ؟ و هل يمكن أن تتوقع ان ما  تفعله قد ُيفعل بكَ لو تغيرت المواقع و الظروف أو الزمن ؟ إن كنت مناضلا ً فيما مضى من الزمن ,ألم تتعرض لهكذا وسائل من قبل النظام البائد ؟ أم انك كنت الواشي عن رفاقك و عملت مع النظام ولربما كنت عميلا ً له . فلا تغضب أو تزعل مني على ما أقوله  لكون من يهدد حياة أناس أخرين لابد أن يكون قد باع ما حمله من الأخلاق والقيم سواء التي تعلمها من والديه أو في مدرسة الحياة .
لماذا في أقليم كردستان باتوا الذين هم أشداء سواء بقوة السلطة أو الأحزاب يبعثون برسائل التهديد لكل من لا تعجبهم  أرائه أو انتقاداته أو طروحاته و بحقه المشروع بالدفاع عن القيم و المبادئ ؟ فكم من الأصوات و الأقلام و الأفكار يمكنكم إبادتها أو إسكاتها بهذه الوسيلة المتخلفة و الهمجية ؟ ألا يكفيكم بما فعلتموه من شراء الأقلام و الذمم و الضمائر و خصوصا ً في ( عنكاوا ) و إضافة الى ذلك حيدتم بعض الذين كانت لهم مبادىء و مقامات سياسية و إجتماعية و ثقافية بإعطائهم مراكز إدارية و مواقع و كراسي تلمع قليلا ً هنا و هناك لا ثمر و لا إنتاج لها الا بما يدخل في جيبهم من أموال و بذلك أصبحوا بعيدين عن هموم و مطالب شعبهم  بل و أصبحوا مجرد متفرجين على مسرحية مؤلمة جدا ًتقدم على مسرح الحياة و هم حقنوا ( بحقنٍ ) ألغت جميع حواسهم . فما الذي يزعجكم و يغضبكم , قلم و إثنان و ثلاثة يطالبون بالحق و برفع الظلم و الغبن عن شعبهم ؟ ألا يبرهن لكم ذلك بمدى ضعفكم و خشيتكم من الحقيقة ؟ بالرغم إن لا إستجابة لتلك المطالب من قبل السلطة و إن كل ما يطالبون به من الحقوق أنتم من نادى و طالب بها بالأمس القريب و قدمتم من أجلها خيرة شبابكم و بمشاركة شبابنا , فهل اليوم أفسد ما حملتم من الإيمان و المبادىء و القيم بالأمس القريب ؟ إذا كتبنا عن الفساد الذي أضاع مجمل أراضينا تعتبروننا خونة . و قد بح صوتنا و نحن ننادي وننادي الرجاء بلا الأبراج الأربعة و البارات و الملاهي و توزيع أراضينا للذين لا حق ولا حقوق لهم بها .. نهدد بالقتل علننا و هذا ما حصل لشبابنا حينما طالبوا بإيقاف الأبراج الأربعة , و لم نطالب بأكثر من أن تبقى بلدتنا  نقية من الشوائب و البارات و الملاهي الليلية و التي باتت تنتشر كالوباء , فتعينون من هم من جلدتنا ليجلدوننا و نحن أحياء و يرقصون أمامكم ( كالشوادي ) و لا يقولون لكم سوى ( لبيكم ,عنكاوا و شعبها تحت قدميكم ) أهذه هي المدنية و بناء الدولة المتحضرة و احترام حقوق الأقليات , بأن تستعبدونهم ؟ هل يعقل بأن يهدد رجل القانون و الذي يمثل البلدة من قبل ( أغا معين) لإغلاقه ملهى ليلي تمارس الدعارة فيه ؟! فأين القانون و النظام و أبسط القواعد البناء الدولة و المجتمع ؟ لماذا يحدث هذا لنا و بشكل مستمر؟ هل السلطة ( تتفرعن ) فقط على الذين يحترمون القانون و متحضرون و متعلمون ويساهمون ببناء الأقليم في كل المواقع التي يشغلونها . فمن يكونوا هؤلاء يا حكومة الأقليم الموقرة ؟ نكاد لا نصدق أن يتحول المظلوم الى ظالم كبير . لماذا تحولتم من أصدقاء و إخوة لنا الى مستثمرين و تجار لا يراعون أبسط حقوقنا في أراضينا و مناطقنا السكنية و خصوصيتنا التي حافظنا عليها حتى في زمن الطاغية . لماذا تزرعون الرعب في القلوب أجمعها , و ما أدهشني هو حتى بعض من المناضلين الأمس القريب باتوا يخشونكم و يخشون أساليبكم التي تتبعونها بتخويف و استخدام الناس .
و عذرا ً فأنا لستُ أجني عليكم أو ألقي بالتهم جزافا ً لا سامح ( الله ) و إني جازفت بحياتي في الإنتفاضة و أنا أحمل الجرحى على صدري و أضعهم في سيارتي من المقاتلين ألأبطال (البيشمركا ) لأنقلهم الى المستشفى أو بيوتهم و بينما سياراتهم  تركن على طرفي الشارع الرئيسي ( لرحيماوا ) خشية من قصف (المروحيات ) و التي كانت تلقي ببراميل القنابل و رمي كل ما يتحرك ( بدوشكا ) الحقيقة لم أود ذكر هذا أبدا ً لكونه كان مجرد واجب أديته و أفتخر به . و لكني أذكره الآن لأننا بتنا نسمع كلمة ( التخوين و الخائن ) و ان هنالك من يصيد في المياه العكرة دوما ً و أول تهمة توجه لكل من يكشف عن الظلم و الأخطاء بما يجري على أرض الواقع انه ( خائن ) فمتى نتعلم بإن وسيلة التخويف و إستخدام الصعاليك للوشاية بهذا وذاك إسلوب قديم و رخيص و بعثي المنشىء . وما هذه السلطات المطلقة و التي يتمتع بها البعض و يفعلون ما يشاؤون ومتى ما يشاؤون ؟  لماذا لا ندفع بالانسان ليتنقى  بإداء واجبه و مهامه و في أي وظيفة و موقع كان ؟ لماذا يشجع الفساد و التبعية و يعتقد بأن هذه هي الوسيلة المثلى لحشد الجماهير و تعميرالاوطان . نحن تأملنا فيكم يا حكومة ألأقليم الموقرة الوليد العاقل و المتزن و المحب و الحر في المنطقة ككل و ليس في العراق فقط , و لكننا أضعنا بفترة حكمكم  قريتنا الصغيرة و الجميلة و البريئة و تحولت الى مدينة صاخبة  تختنق بالملاهي و الفنادق و البارات و العمارات الشاهقة و المستفيدين هم طبقة فاسدة تلعب و تمرح و تحكم و تأمر و هم بعدد أصابع اليدين و تعتبرونهم ( المدللون ) . فشكرا ً لحكومتنا الموقرة في الأقليم , شكرا ً للحزبان الموقران و خصوصا ً ( البارتي ) لعدم إستجابته و لا حتى لنداء واحد أطلقه شعبنا في عنكاوا لإيقاف ( الأبراج الأربعة ) ,شكرا للسيد الذي ظهر فجأة كقائد لشعبنا , لكونه لم يترك قطعة أرض واحدة  لم يهديها لهذا و ذاك وبالطبع ماعدا (أبناء عنكاوا ) . شكرا ً للمسؤولين من أشقائنا و الذين هم مقربون من السلطة و يستثمرون حسب مزاجهم في عنكاوا و يفتخرون بأذية أخوتهم بالدم و العرق , شكر كبير وخاص لأخوتنا من أبناء عنكاوا الذين قبلوا ليكونوا سهام سامة تصوب الى صدور شعبنا و كانوا منفذين لكل ما أصابنا من الغدر و الظلم  . شكراً , و لن ننتظر ليحكم عليكم التاريخ , فأنتم سبقتم الزمن للحكم عليكم لحجم المصائب التي حدثت في أجمل قرية و بما تمتعت به من خصوصية كلدانية مسيحية لقرون عديدة , و في فترة قياسية حولتموها الى (مدينة هجينة ) . اليوم نختصر حكمنا على أنفسنا وعلى ناحيتنا عنكاوا بهذا القول : ضاعت أراضينا و فقدنا خصوصيتنا و كرامتنا في الزمن الذي إعتقدنا إننا سوف نتذوق الحرية و الأمان . كلماتي الأخيرة للذين يجتهدون في الشر لو إجتهدم بالخير و المحبة لكنتم  حصدتم ثمارا ً طيبة و في مقدمتها ( إعتزازكم بأنفسكم و إعتزاز الناس فيكم ) فهل تعرفون قيمة هذه الثمرة الطيبة ؟    

24

الأخ انو المحترم و كما أعلم إنك تمثل الحزب الديمقراطي الكردستاني في عنكاوا و كما هو معلوم أيضا ً ان الذين تطالبهم بتصحيح الوضع في معالم الحضارية و التي تنتقدها لكونها لا تمد بصلة الى تاريخ عنكاوا , هؤلاء السادة المسؤولين الإداريين هم عينوا من قبل الحزب الحاكم ولم ينتخبوا من قبل شعب عنكاوا , و حضرتك كسكرتير منظمة الحزب في عنكاوا و كقيادي أيضا ً فلمن تطرح سؤالك ؟ ألا يجب أن يكون لك دورا مهما لتصحيح الوضع في عنكاوا و ليس من جانب المعالم الحضارية فقط وانما من جوانب أخرى مهمة جدا كتغير الديمغرافي لعنكاوا و البارات و الملاهي و الابراج القذرة و غيرها و غيرها فأين دوركم يا أخي ؟مما جرى ويجري يا إبن عنكاوا المخلص ؟ و أرجوا أن يكون صدرك رحبا ً لما طرحته و انه مجرد تسائل أرفعه لممثل الحزب الديمقراطي , الحزب الذي نحترم تاريخه و نضاله . و من حقنا أيضا ً أن ندافع عن أصغر حقوقنا في أغلى أرض ترعرعنا عليها عنكاوا ... ألا توافقني الرأي . تقبل فائق الاحترام .      

25
(....عجيب أمركم يا مصريون، هل حبّكم لبلدكم نزع الخوف من قلوبكم! أعذروني ...ما زلت غير مصدّق، فأنا أنتمي إلى نفس الشرق الذي يُهّان ويُداس كرامة الإنسان فيهِ من حاكم أهوجّ ورجل دين جزار لهُ أتباع سفّاحين) . جميلة هذه العبارة أخي زيد ... ما أعظم ذلك الحب الذي ينتزع الخوف من القلوب . نعم يا صديقي طرح جميل و عبرت من خلاله عن كل ما يجيش في صدورنا من المشاعر . دبت في قلوبنا النبضات مرة أخرى بعد أن توقفت كليا ً عما انتجته الثورات مؤخرا ً و كادت الدكتاتوريات أن تنال الرضى بالرغم مما سببته من مأسي لشعوبها . تقبل تحياتي .

26

 الأستاذ الفاضل و الصديق العزيز د . حبيب تومي . الحقيقة لست أدري ماذا أستطيع أن أقول أمام هذه المفاجئة الجميلة و التي أسعدتني كثيرا , و لا يسعني إلا أن أشكر مرورك الجميل على الرواية و ما شدني أكثر هو الإسلوب الجميل في سرد أجزاء من القصة , و الحقيقة لا أود التعقيب أكثر بالرغم لدي الكثير لأقوله عن موقفك المشرف لدعمي و مساندتي و تشجيعي . و ما ألمني هو : إنني كنت قد أهديت بعض من النسخ من الكتاب لأصدقاء مثقفين في بلدتي عنكاوا و في بلدان أوربية و استرليا و الحقيقة اتتني كلمات شكر و تشجيع من أصدقاء في اروبا واسترليا و لم أنال كلمة ( شكر ) بسيطة ممن هم في عنكاوا الحبيبة , ولا أذكر ذلك إلا من ( باب ) المحبة و العتاب الى الذين لا زلت أحمل في قلبي كل المحبة والإحترام  لهم . مرة أخرى أشكرك على هذه المبادرة الرائعة و تقبل كل المحبة و التقدير مني .  
 
أما عن أخي أبو سنحاريب :أشكرك على التهنئة يا أخي الفاضل . الحقيقة قصدت إختيار هذه الأسماء لكوني لم أود إعطاء القصة أي طابع قومي أو مذهبي و ...الخ . اردتها قصة وطنية عراقية و ليس أكثر , و هذه الأسماء كما تفضل الأستاذ حبيب هي أسماء علم و تستخدم من قبل الشعب العراقي ككل . ورجائي منك و من الإخوة المتداخلين إن وجدوا : هو عدم تحويل الموضوع من خلال التعقيب أو المداخلة على المقال الى موضوع أخر و دخول بجدل لا علاقة له بما هو منشور . تقبل مني كل المحبة .      

27

الاخ سامي البرواري. تحية طيبة، كنت اتمنى منك ان تقراء المقال بتمعن و تستوعبه جيدا قبل ان تحمل سيفك البتار و تتخبط به يا سيدي الكبير
لو كان اي حزب كلداني هو من يمثل شعبنا في البرلمان او الحكومة لكان راي به ما كتبته الان . فنحن يا اخي يهمنا الشعب ونقدسه سواء ان كان اشوري او كلداني ، اما هذا الجدل الذي لا منفعة منه قدسئمنا منه . من حقك و كما هو من حقي ان يقول كلانا رائيه بحرية و ادب اليس كذلك؟؟ لما كنت اعقب عليك لو لم تذكر اسمي بردك. و يجب علينا انا وانت ان نضع مصلحة شعبنا فوق كل اعتبار و فوق الاحزاب كلها، فماذا قدموا طوال السنين التي مضت ؟؟هذا يجب ان يكون سؤالي وسؤالك ايضا . تقبل تحياتي .اخوتي الاعزاء زيد و عبد شكرا على مروركما و فعلا يا صديقي عبد و الدرس الاخير لا يزال ماثل امامنا،عن هؤلاء الذين لا يحترمون حقوق شعبهم .

28
                                                 لعبة الإنتخابات ( تحشدوا مرة أخرى ليكذبوا )
باسم دخوكا

سألني صديقي المناضل في حزب كبير متحدثا ًعن نفسه ِ قبل عشرون عاما مضت : ما الفرق  بيني وبين قائد الحزب ؟ أجبته قائلاً : لكوني لم أنتمي لأي حزب في ما مضى و من خلال رؤيتي الشخصية لكم من بعيد الفارق بينكما هو : كلما إستشهد الكثيرين من أمثالك , زاد عمر القائد و كبر نفوذه . عقد حاجبيه و قال محاولا ً أن يكبت غضبه : ما الذي تقوله ؟ أتسخر منا و من نضالنا يا صديقي ؟ أجبته بهدوء : بل إني أعتز بك وبنضالك , و لكن هذا هو حال معظم أحزابنا السياسية في الوطن , و أضفت لا تزعل مني إنها وجهة نظر لا غير . و انتهى الحوار بيننا . مضى كل منا في طريقه , و لم ألتقي به منذ ذلك الوقت . أتمنى أن يكون بخير وسلام .
و اليوم و بعد عشرون عام و الأحزاب هي .. هي و المناضلين هم ..هم , فعشرون عام لم تغير أو تطور فكر المناضل و رؤية القائد , أو موقعه بالحزب . و البعض من المناضلين ذاقو طعم الرخاء و نسوا ما كان , و البعض الآخر لا يزال يحلم بالتغير و تحقيق الأماني الكبيرة , و لكن على أيدي القادة ذاتهم !؟ و القادة ديمقراطيين و محبين و عظماء و لهذا لا يزعجهم شيء سوى الجملة التي تطرح هنا وهنالك " لماذا لا يتنحى و يترك المجال للأخرين ؟؟؟ " فهذا هو الهراء بعينه ... يتنحى و يترك الحزب ويتبدد الحلم و الشعب ( تتبهدل ) إموره ويضيع كل شيء , لا .. لا يمكن , فمن دونه ليس هنالك مفكر و لا قائد ( الضرورة ) و لا من يقود الشعب الى بر الأمان . هذه بالطبع ليست أقوال القائد فقط , بل كل الذين هم المقربين منه و المحبين له و البسطاء من المنتمين لحزبه و ... .
 
وهذا ما يحصل مع الأحزاب العريقة و الحديثة , الكبيرة و الصغيرة , النحيفة و العريضة , الطويلة و القصيرة و...و.. .
ومن ضمنها ما يخصنا نحن الشعب " المضروب على قفاه " كما يقول المثل المصري . فتجربتنا مع الأحزاب تجربة مريرة و قاسية جدا ً , فكل ما أصابنا من الكوارث من قتل وتنكيل و تهجير و غيرها برهنت لنا بأننا لم نكتفي بالحزب الكبير و الذي تواجد على الساحة كمتفرج فقط , بل ولدت لنا أحزاب إضافية متعددة و حملت أسماء رنانة و موسيقية الى الحد الذي كرهنا   الإستمتاع بالعزف أو الإستماع للإيقاع .
كتبت مرة مقال أصف فيه أحد قادتنا الأبطال من دون ذكر إسمه بالطبع .. فأنا أكره ذكر الأسماء و الكتابة عن الخصوصيات فكل ما فعلته إنتقدت عمله كممثل كبير لنا في المخافر و المحافل ! فزعل مني البعض ومن محبي هذا القائد التاريخي و الجغرافي , ومنهم أصدقاء أعتز بهم و أحدهم  حاول أن يستخدم إمكانياته على أن يرفع مقالي من أحد المواقع الجديدة و التي أعتز بها . و بالتأكيد بعد أن أتصل بي أحد المشرفين ليبرر و يطلب مني بسحب مقالي و الذي كان قد مضى على نشره على الصفحة ليومين و أكثر . لم أستفز أو أزعل إلا حينما قال لي إن الذي اتصل به وطلب منه رفع مقالي من الصفحة قد إستخدم معه إسلوب المقايضة على الخدمات و المنفعة , كونه قدم خدمات كثيرة للموقع و ساندهم كثيرا ً. و هذا ما أزعجني و هي ثقافة التخلف بالتعامل و المصيبة إذا إنتقدت غريمهم هذا يفرحهم و إذا وصل الأمر الى نقد قائدهم أو عملهم قد تصبح عدوهم , عجبي من هذا الوعي وهذه الثقافة .

وهذه الأيام نجد إن الأحزاب الكبيرة و التي لها الإمكانيات في دخول المعترك الإنتخابي و الذي أعتقد انه محصور بين المجلس الشعبي ك , أ , س . و ( أعتقد ان الحروف مفهومة و لا نحتاج لذكر الكلمات بأكملها ). و بين الحركة الديمقراطية الأشورية . فإن كان بالنسبة لي فعمل الحركة و فكرها مفهوم لي بعض الشيء , أما المجلس الشعبي ك ,أ ,س لم أفهم عنه شيء و منذ أن ولد و رضع و غدا الأن صبيا ً يلعب و يمرح و يضاهي الكبار بحركاته و تحركاته . و بالرغم من إن هذا الصبي قد قطع عنه والده بعض من مصروف جيبه  و كلنا يعرف من هو( الوالد و من هو المتبني ) إلا إنه ما زال يجتهد بعمله لإرضاء كلاهما و ليس غيرهما . و لست أفهم وكما هو حال الكثيرين غيري من أي منطلق يعتبرهذا الكيان نابع من رحم الشعب !؟ فإنه لم يملك سوى المال الغزير ليتصرف من خلاله و بكل الإتجاهات , عذرا , فله شيء أخر أيضا ً فاتني ذكره ألا وهو : قلم كاتب لم نعرف المصداقية في كتاباته و منذ أن تعلم كيف يحرك القلم بين أنامله , و يا خسارة ( شرف الكتابة عندما يسقط ) .
الحقيقة التي صفعتنا و منذ سقوط الطاغية إن أحزابنا السياسية لم تعمل إلا من أجل نفسها و قائدها و البعض من كوادرها الكبار . و الحقيقة التي يجب أن نبحث عنها هي حاجتنا لولادة جديدة عن فكر جديد و عمل جديد يكون جدير بتحمل ثقل المعانات التي تواجه شعبنا كل يوم و من جميع الأطراف سواء السلطة في الحكومة المركزية أو كردستان العراق . نحن لا نحتاج الى ممثلين في البرلمان و الحكومة يكون وجودهم عن عدمه سواء . نحن نحتاج الى من يستطيع أن يقول كلمته بحقنا بوجه السلطة و بوجه العالم أجمع نحتاج لمن يصرخ بأعلى صوته ( أين أنتم من الأبادة التي تحصل لشعبنا و بصور و أساليب مختلفة ) نحتاج الى من يرفض هذا الكرسي الملعون و الذي باتت تلطخه دماء شعبنا , نحتاج الى من يقدس شعبه و ليس من يتاجر بدمائه , نحتاج الى من لا يستخدم التسميات لغاية في نفسه و يتكابر و يميز بينها و إنما يعمل على توحيدنا ليس بالإسم و إنما بالروح و القلب و الفكر . هل سوف يولد من رحم هذا الشعب قائد كهذا ؟ نعم , فالشعب العظيم الذي صبر على كل هذه المحن لابد أن يكون له أبناء بررة و صالحين يستحقون حمل هذه الرسالة المقدسة لشعب عظيم  .        
 

29

أخي و صديقي الغالي أكرم  .. أشكر مرورك على المقال و فعلا يصعب التعليق و التعقيب على هكذا نماذج , و ما أنا على يقين منه إن هؤلاء ليسوا مجهولين أو غير مرئيين , بل إننا نراهم و نعرفهم و نشخصهم بكل سهولة و هم يتمخترون , يسرحون , يمرحون و يعرفون جيدا  إن اليوم قد يكون لهم , و نودهم أن يعلموا بإن الغد لناظره قريب في كشف حقائقهم و زيفهم .

30

أخي الفاضل عبد قلو  ..
الحقيقة أنا من له الشرف بالتعرف اليك عن قرب و فعلا ً كانت أيام قليلة ولكنها رائعة و أجمل ما فيها إننا لم نرتوي من لقائاتنا و نقاشاتنا وحوارنا . و أسعدني جدا مرورك الجميل و كلماتك القيمة . الحقيقة ان عملية التشخيص سهلة جدا , و لكني أبحث أحياناً عن ما تبقى من الكرامة و العزة في نفوس الذين تخلوا عن هموم الشعب و كل شيء تحول برؤيتهم الى- ماذا سوف أجني ؟؟  تقبل خالص التحيات و أرق الأمنيات و أتمنى أن يكون الغد أفضل لشعبنا و أمتنا و أن نعمر و نبني و أن نفكر بطريقة أفضل و نكتب بمصداقية و شرف .

31

                                               الرجل الذي يعتقد بإنه كبير !

باسم دخوكا

لست أعني بالكبير بمفهوم الحجم و لا بالطبع الوزن , و بالرغم من إن وزنه يزداد و حجمه يكبر , بعد فترة وجيزة عندما يكبر في المناصب و المواقع . قد نصادف الكثير من هؤلاء حولنا و ان كنت على معرفة قريبة من أحدهم يوما ًما , سوف تكتشف العجائب و الغرائب بين ما كنت تسمعه أو تراه فيه , قبل و بعد أن ( كبروه) الذين سوف يستخدمونه في المناسبات , ولا داعي من ذكر أي من المناسبات نعني , لكونه يتعلم بسرعة البرق و يتأقلم مع كل المناسبات و بلا إستثناء .
فالكبير , إذ ما سار يتمختر , و إذا خطب يغرد , و إذا وعد فلا يعتبره دينا ً أو عهدا ً , و يبرر نفسه على وعوده السابقة بكذبة و إثنتان و ثلاث , و بلا خجل , فالخجل من شيمة الثوار و الأمناء والفقراء .
هذا الكبير يتلائم مع كل المناصب و المواقع , فكل ما يريده  كرسي (هزاز ) يحركه بكل الإتجاهات , فتجده (قومي) عنيف لا يتنازل الا بمكرمة أو مال أو جاه , وطني الى الحد الذي قد يبيع الوطن وما فيه . قضايا الشعب تهمه جدا ً...جدا ً و لكثر إهتمامه تجده ينصح الشعب بالركوع و الخضوع و الخشوع بحضرة الوالي و إبن الوالي و خادم الوالي و ...إلخ
 الرجل الكبير هذا إذا قفز يتفوق على الغزلان بقفزاته الكبيرة , فقفزاته تؤمن له ما يشتهي و يريد . المصيبة في أمر هذا الكبير إنه يصدق نفسه , ولا أحداً غيره يصدقه .
تجده على الدوم منشغل و مشغول , يدور و يلتف حول الناس و حول نفسه , ولا يعلم أي من الدوران يصنعان يومه و يسودان ليله . فهو المدافع عن المظلوم بحضرة المظلوم , و عبدٌ صغير في حضرة الظالم .
صدفة أو غاية تصنع هكذا " مسكين " و قد يذوب بلمحة بصر و كما تذوب قطعة السكر في حضرة الشاي . و لا بد إنكم تسألون و تتسائلون من يكون هذا الكبير ؟؟
هو : كل من يشغل موقع في السلطة و يخشاها و لا يخشى ضميره , و يتحول الى بوق و أداة جارحة تستخدم ضد الشعب .
هو : سياسي دجال وفاسد , رجل دين يخشى غيرالله وينتفع من السلطة , و لا يكون كالراعي الصالح يحرص على رعيته .
هو : كاتب منافق يطبل و يزمر و لا يمانع إذا  ُطلب منه أن يرقص (على وحدة ونص ) ليرضي الحاكم و نظام الحكم حتى وإن كان لا يقدم للشعب ما يجب أن يقدمه أو يفعله .
 أسوء الأمور بوجهة نظري المتواضعة هي : إستقواء الفاسد و الظالم و المقرب من رجال الحكم بالسلطة و إستخدام قوتها و سياطها و بعض من رجالها الكبار , للسلب و النهب وهضم حقوق شعب بأكمله و بأرض أجداده و تحطيم خصوصيته التي إعتز و يعتز بها لمئات الأعوام . و المثال هي : عنكاوا , نظرة محيادة و نقية اليها تجعلك أن تضع الألاف من علامات الإستفهام لما جرى و يجري فيها .
فيا أيها الكبير .. لابد لك أن تعلم ليس هنالك من هو أكبر من الله و من بعده يأتي الوطن والشعب .  
كن كبيرا ً بتقديسك للوطن و كن كبيرا ً بمحبة الشعب و حينها أنت كبير , ُتقدَر و توضع في القلوب , و ليس قلب واحد أو قلوب مجموعة صغيرة , قلوبها ميتة . الفرحة أو السعادة يا أيها الكبير أن تكون كبيرا ً بنظر نفسك و كبيراً بمواجهة الظلم و الظالمين و أن تساند الحق و ُتعَلمْ و تتعلم .. تتعلم كيف ُتنقي نفسك من الشوائب ... وُتعَلمْ الذين يستخدمونك درسا ً مهما ً ألا و هو : هنالك كنزان أحدهما المال مهما كبر و زاد فلابد أن تخفيه و لا تظهره للأخرين إما خشية ً من السرقة أو حرصا ً من الحسد , وفي يوم ما ترحل عن الدنيا و يبقى هو . أما الكنز الثاني و هو محبة الأخرين و الدفاع عن الأرض و الوطن فهذا الكنز يعيش معك في كل مكان تحل فيه و تلتمسه و تشعر به و تعيشه سواء في بيتك أو مع أبناء شعبك و قد تتمكن أن توصله الى أبعد مكان في العالم . وهذا الكنز لا يزول و يجعلك أن تحيا أبدا و لا تموت , و كيف تموت و إسمك يذكر بالطيبة و الخير و المحبة .  
  

32

أخي الفاضل جيفارا أشكر مرورك الجميل وكلماتك الرقيقة و تقبل مني فائق التقدير و الإحترام .

33

إخوتي الأعزاء أشكر مروركم و كلماتكم القيمة عن الموضوع . و شكر خاص الى الأخ الفاضل أوديشو على تحيته و تقبل مني كل التقدير .
الحقيقة الموضوع شيق و واسع و يمكن الغوص في العمق و معرفة الاسباب و المسببات و هي عديدة و كثيرة جدا و انا تناولت الجزء اليسير منها و من خلال وجهة نظر شخصية . تقبلوا مني فائق التقدير  و الإحترام .   

34
                                         بين الشرق و الغرب لي حكاية , يجب أن تحكى .
                                                                
باسم يوسف دخوكا

كلما أرى الأشياء الجميلة في البلدان المتحضرة ... يقفز هذا السؤال الى مخيلتي :- لماذا لم نراها بوطننا ؟ المدارس الراقية , التعليم الجيد , توجيه الطلاب على المطالعة الخارجية و الإهتمام بها , ثقافة تقبل الآخر . أشياء و أشياء لا تنتهي ... . إنهم يعلمون الأطفال كيف يزرعون النبتة , و كيف يحترمون الوقت , و كيف يفكرون . يعلمونهم أن يحبوا الموسيقى , يغرسون فيهم محبة الإنسان لكونه انسان . ليس هنالك في قاموس التعليم كلمة إسمها ( العدو ) يعلمونهم المحبة و التي تحفظ لكل طرف حقوقه و فكره و معتقده .. حتى الجامعات الأهلية لها منهج مكمل لما يتعلمه الأطفال في صغرهم ..تخيل مثلا ( جامعة ليولا الكاثوليكية ) و التي يدرس بها ولدي  تحتوي على كل المعابد و لمختلف الأديان ( الكنيسة , المسجد , و معبد لليهود و البوذا ) . لا ادري بماذا تتباهى أنظمة الحكم  بأوطاننا ... بدأ ً بإشارة المرور و لا انتهاء بعطسة تعطسها قد تسبب باعتقالك . أنظمة و قواعد فاشية  بكل أسسها و قيمها , تحتكر العقول و تجعل منها أداة جارحة ليتمكنوا من إستخدامها . فالثقافة هي أن لا تفكر إلا بما يودونك أن تفكر , العلم و التكنلوجيا نحن بعيدين عنهما ومستوردين لهما و ناكري الجميل لأفضال كثيرة و منها ما ينقذ حياتنا أو يجعلنا أن نعيش برفاهية . الفلسفة و الأدب و الفن السابع حدث ولا حرج ..نحن فلسفتنا هي أن تكون جاهل خير من أن تتعلم  فتختلف و تخالف . الأدب هو أن تدني برأسك و لا تجيد القول سوى نعم .. نعم . نحن أعظم ألأمم بالأخلاق ! و من ضمن ما نتعلمه و نعلمه  كيف ترجم الأخرين و تدفنهم أحياء . و لا نرى العيوب بنا و نستخدم ( الله ) و كأننا بأيدينا صنعناه , و لم يخلقنا و يصبر علينا و يغفر لمن يشاء ومتى ما يشاء , و بالطبع أنا أول الناس الذين باتوا يكرهون هذا ( الله ) الشرقي , لكثرة الجرائم التي ترتكب بإسمه . نحن شعوب تود أن تتعلم و لا تتعلم , تود أن تعيش و بأيديها تحفر قبورها , تتمنى الحرية , لكنها  ُتقبلْ ألأيادي و ُتمجد قاتليها .
غريبة ..غريبة أن تنتحر كل امانينا تحت أقدام السادة الكبار سواء ان كانوا الحكام أو قادة الأحزاب أو رجال الدين فكل منهم له هواه و مزاجه و نرجسيته , فلا يرى ما نرى و لا يسمع الا ما يريد , و ما لا يريده فلا حاجة له قد يغيبه (صورةً و صوتاً ) عن خريطة الوطن أو المواطنة .
شبابنا و شاباتنا بدلا أن نستمع اليهم نضعهم تحت حكم (لا ) و مفرداتها .
يجب أن يلبسوا ما نريد , و يفكروا كما نريد , و يتنفسوا الهواء الغير النقي الذي إستنشقناه و لدهر من الزمن . كنا و كان , والقصص الخرافية التي لا تنتهي يجب أن تكون مقدسة لهم .
نكذب عليهم ونطالبهم بالصدق .
نهينهم و نطالبهم بالإحترام .
نتجاهل لمطالبهم , و نثقل عليهم بمطالب معظمها تافهة و غبية .
بيننا وبين الغرب  مسافات شاسعة و قيم مختلفة نخترق بلدانهم , يرحبوا بنا و يكرموننا , فنلعنهم و نكفر بثقافتهم و نسخر من محبتهم للحياة و تقبلهم للأخر و تقيمهم للإنسان .
وما يحزنني و يحزن الكثيرين منا هو :
 بدءً من الدرس الأول ومن المرحلة الإبتدائية و التي درسناها كلنا .. من  منا لا يتذكر ( دار ..داران .. دور ) و أقول بدأ ً بذلك و لا انتهاء الى ما نصل اليه في الحياة نحن لا ننجز شيء يجعل الاخرين يستفيدون منه . و من أغرب ما سمعته في الحياة كان في صدفة جمعتني على الطائرة (بمعمم ايراني )  وفي رحلة من تركيا الى السويد و دار بيننا حوار طويل وشكرت الله باننا كنا في أجواء محايدة و إلا لكان ( كفرني ) و استخدم كل اسلحته ضدي . و قد برر تخلفنا في مجال العلم و التكنلوجيا و كل شيء   برده : ان الله أنعمهم بالنعم في هذه الدنيا ( و يقصد أهل الغرب ) و نحن ينعمنا بملكوته في الآخرة !! و قلت له بسخرية : و هل  تعني ان الله يودنا أن نكون جهلاء و متخلفين و نرجم الخاطىء حد الموت, و نقتل الذي يختلف عنا سواء في العقيدة و الفكر و الدين لكي ندخل جناته ؟ ابتسم ابتسامة ماكرة و قال : انهم فرحون بالأشياء الزائلة و قاطعته و ماذا عنك يا مولانا لماذا تركب الطائرة , اليست من صنعهم ؟ لماذا تستمتع بما ينجزونه الكفرة ؟؟ هكذا يفكرون و هكذا يديرون شؤون البلاد , هكذا يتباهون بجهلهم و يعتبرونه إيمان و يحثون الأخرين على أن يتمسكوا به . و قال أشياء أخرى لا أود أن أطرحها لكون فيها من السذاجة و الجهل و التخلف لا تستحق مني أن أدونها . وفي جانب آخر صادفت احد المسؤلين الكبارالقادم من الوطن المغبون في زيارته لأمريكا و أنا أستمع الى ما يقول لم أدري هل أبكي أم أضحك من سخرية القدر اللعين و الذي جعل من هؤلاء يمثلوننا في بلدان العالم و هو لا يفرق بين ( التاء و الطاء ) ولو كان للجهل رائحة ً لما إستطعنا المكوث بجانبه لدقيقة .( و العبارة مقتبسة عن مقولة للفيلسوف نيتشه مع بعض التغير ) كاد ان يمزق هدومه عصبية من طرح أحد الحاضرين و الذي واجهه بسؤال منطقي : أين تذهب واردات النفط ؟ الشعب جائع والمعانات تزيد يوم بعد يوم و انتم لا تملكون سوى الوعود و جمع المال . فابتسم الذي يجاورني و همس لي : من حسن حظ السائل انه لم يتلقى لكمة من مرافقي السيد المسؤول و كأنهم مصارعين و ليسوا مرافقين , فأجبته : لو كانوا بالوطن لفعلوها بكل فخر و إعتزاز . فإلى أين نسير ؟ و هل هنالك نهاية لهذا النفق المظلم ؟ حتى التغيرات و الثورات التي أثلجت صدورنا في بدايتها هي نفسها تحرق الصدور و تحطم كل الأماني بالتغير و بدلا من أن نمضي الى الأمام نعاكس الزمن بالعودة الى الوراء .      

35

أخي الفاضل لطيف طرح جميل جدا , سرد بسيط و تفاصيل دقيقة و جميلة و ذكريات مفعمة بالاحداث و مثقلة احيننا بالهموم . سلمت اناملك .

36
العزيز زيد تناولت الموضوع من زاوية جميلة جدا ً و غير مملة كما يفعلها البعض من كتابنا عند تناولهم هكذا مواضيع ... جميل يا صديقي .

37

العزيز ريبين سلمت اناملك و عاشت افكارك على هذا المقال الجميل و المعبر و خصوصا انه قادم من شاب واعي و نشيط و يدرك تماما ًدور الشباب في نهضة الأوطان و المجتمع . تقبل خالص التحيات .

38

                             اليوم هو : 01-01 -2013  ننقل لكم بعض المشاهد من الوطن .
 
المشهد الأول :
أم عراقية و هي أرملة , تتفقد الصندوق الخشبي ( لصبغ الأحذية ) و الذي هو مصدر رزق العائلة و قوتها اليومي , الفرشة في مكانها و علب الأصباغ .. الأسود و القهوائي و .. و الخ . تحمل الصندوق و تعلقه على كتف طفلها الصغير و الذي لا يتجاوز العاشرة من عمره , تطبع قبلة على جبينه و تقول : ولدي العزيز , لا تنسى بأن تعود للبيت بعد أن تقتني ثمن الخبز و بعض اللبن فليس لدينا أي شيء في البيت لأطعام إخوتك الصغار . ُيقبل الصغير يدها و يقول : نعم يا أمي سوف أفعل , فلا داعي أن تكرري المقولة نفسها , كل صباح .
المشهد الثاني :
رجل مسن , أب لثمانية أطفال بين ذكور وإناث , لديه عربة  يدفعها بيده , ُيحملها ببعض الخضار و الفواكه و يدور بين المساكن . يصيح بما بقي له من صوت بعد أن أكل و شرب منه الزمن : خيار , طماطة .... إلخ . مرت ( سيارة ) مسرعة و صدمت عربته , فحطمتها و كسرت ساقه .. و هرب السائق . صرخ بأعلى صوته ... و ليس من شدة الألم  : كيف سأعيل عائلتي من بعد اليوم ... هذا ما قاله و هو يبكي كطفل صغير .
المشهد الثالث :
شباب يافعون , لم يذهبوا الى المدارس أو تركوا الدراسة و التحقوا بالمليشيات يرتدون ملابس خاصة و على أكتافهم يحملون أسلحة ( الكلاشنكوف ) و معظمهم يتعامل معها كأنه يحمل لعبة و يستخدمها كما يهوى و يشاء أو حسب أوامر تأتيه من هنا وهناك .
المشهد الرابع :
 انفجار عبوة ناسفة , تأتي بما تسمى قوات الأمن الى موقع الإنفجار و تنتشل أجساد الضحايا و تضعها في العربات المخصصة . يتصل كبيرهم بالبلدية ليأتوا و ينظفوا الشارع من الدماء و ما خلفه الإنفجار . و تتكرر العملية و الكل تعود على رؤية المشهد , و أحياننا  لعدة مرات في اليوم نفسه    .
المشاهد المعاكسة :
المشهد الأول :
مسؤول حكومي كبير جدا ً و في صباح يوم 1-1 -2013
يضغط على أرقام تلفونه الشخصي و الخط خارجي بالطبع ..  لا مجيب , يترك رسالة صوتية :
ولدي العزيز , أعلم انك قد تكون نائم الآن .. كل عام وأنت بخير , كيف كانت ليلة رأس السنة هناك في لندن ؟ أرجوا أن تكون قد قضيت وقتاً ممتعا ً .. أنا بإنتظار إتصالك .

المشهد الثاني : رجال أعمال لا يشبهوننا لا شكلاً و لا ... .
فلا تدري من هم و من أين اتوا ؟  يدور حوار بين أثنين منهم و كان :
الأول - هل المكسب كان جيدا ًمن الصفقة الأخيرة ؟ و يضيف تعلم انني أجريت أكثر من إتصال مع ( السيد فلان إبن العلان ) لكي ترسي الصفقة عليك .
الثاني يقهقه ضاحكا ً والله أبو ... من دونك لا أدري ماذا كنت سأفعل , فلا تهتم حقك مضمون بالطبع . و لا تنسى انني أيضا ً تحدثت طويلا مع ( السيد فلان إبن العلان ) حول المشروع الأخير ... فقاطعه الأول ليقول : نعم .. نعم تلقيت الخبر .. مشكور يا صاحبي . و المشاريع وهمية بالطبع و لكن السيولة المادية حقيقية .
المشهد الثالث :
الرجل الأول يسأل الذي على جنبه و هو يشير بطرف عينه الى شخص ثالث يرتدي بدلة أنيقة ينزل من عربة فخمة جداً .. جداً  ومن حوله رجال مسلحون ( و كما في ألأفلام العربية )  تبعثرت الكلمات بفمه : أليس .. هذا ... قاطعه صاحبه و هو يرفسه برجله خفية ... و يهمس : نعم انه هو كان يبيع ... (برأس الفرع ) .
هنالك مئات من الصور و المشاهد لا يمكن نقلها و كما تقول ( المحروسة ) قناة الجزيرة : لبشاعة المنظر و أضيف : لقباحة المضمون .
هكذا أصبح حال الوطن , و قد نقل صحفي أجنبي الخبرللصحيفة التي يعمل فيها مرة ملخصا ً الوضع في العراق بعبارة واحدة ( رحل الطاغية ) و لكن اتى من بعده العديد من الطغات .  
أحلامنا لا تزال قائمة و الأماني تدغدغ مشاعرنا عام بعد عام بوطن ٍ نستحقه و يستحقنا .
و إن لم تتغير المشاهد و الصور أعلاه في هذا العام أوالعام الذي يليه و الذي بعد يليه , فنحن شعب مجرب و اننا على يقين إن الغد لناظره قريب .

باسم دخوكا                                

39


بالرغم إن صحتي لا تسمح لي بأن أبدي بما في جعبتي حول ما طرحته للنقاش , إلا إنني لا أستطيع أن أقف مكتوف الأيدي أمام أهمية  ما طرحته للحوار الهادىء . و ما أنا متأكد منه إن التعقيب و المداخلة حول طرحك قد سوف تقتصرعلى البعض منا فقط لكون معظم السياسين و المثقفين لا يتجرأ أحدهم أن ينقد الواقع و انهم أبطال في انتقاص من بعضهم البعض سواء على اساس شخصي أو حزبي أو قومي و لا غاية لهم سوى الحصول على مناصب و مواقع لا يغتني منها شعبهم و انما يصبحون علة و مصيبة تستخدمها السلطة لتبرر لنا عن مدى شفافيتها و ديمقراطيها بالتعامل مع شعبنا و بالقول : بملىء أفواههم : اليس لديكم ممثليين في البرلمان أو الحكومة  أليس لديكم أحزاب و منظمات مدنية ؟؟ و بالطبع لسنا بصدد الحديث عن أحزابنا الكارتونية و لا بصدد الحديث عن بعض مثقفينا وسياسيننا  الذين بتنا نشمئز من نفاقهم و هم يزمرون خارج السرب و لا يبصرون حقيقة الواقع المرير الذي نعيشه على أرضنا . بالتأكيد هنالك الكثير يمكن أن نتداخل به على طرحك الموقر و لكني سوف أختصر تعقيبي و مداخلتي :
فيا سيدي إن حملة الرئيس البرزاني و التي قادها بنفسه حول الفساد و عملية إجتثاثه , فنحن واثقون من مصداقيته و لكن الحملة لا تتحقق بشعارات أو بتكوين ( اللجان ) و التي تخضع بدورها لمعظم الذين هم أساس البلاء أو لا تتجرأ بالتقرب اليهم أو حتى من خدمهم . فالقانون عندنا  يخضع للسلطة و الشخصيات الحزبية ذات النفوذ و قد يركع القانون و الذي يحاول أن ينفذه على ركبتيه بأمر ( يصدر ) أو بتهديد من هذا و ذاك . فإذا أردنا الأصلاح يجب أن نبدأ من السلطة العليا و اركانها و إلا يبقى الطرح مخطوط على الورق فقط .
فما هي المعانات التي يعيشها شعبنا في عنكاوا إلا جزء من هذا الفساد الذي يصعب معالجته لكونه ليس نابع من أزلام هم أداة التنفيذ فقط و انما هو نابع من أشخاص كبار لهم نفوذ و قوة تؤثر على السلطة الحاكمة و قد لا يكون بعلم القادة الكبار و نقول هذا ( لكوننا نتمناه من قلوبنا أن يكون كذلك )  و لكوننا تأملنا من القادة أن لا يسمحوا للذين يشوهون الصور الجميلة و التي يحملها الشعب عنهم من خلال هؤلاء الذين هم لا يضروا شعبنا فقط وانما سمومهم باتت تنتشر على الواقع الحياة لشعب كردستان أجمعه . فاذا ارادت السلطة الحاكمة فعلا معالجة الفساد فيجب عليها أن تبدأ من المواقع العليا و بهذه الطريقة و مباشرة سوف تموت تلك الخلايا التي تتغذى من تلك القوى و تكون البداية الحقيقية لبناء وطن معافي و سليم و محترم سواء من قبل الشعب أو من قبل دول العالم المتحضر و سوف يكون له شأن يذكر , و لربما يكون مثالا طيبا يضرب في كيفية  بناء وطن و إحترام المواطن . تقبل مني كل الإحترام و التقدير .
   

40
                  الأبراج الأربعة ( خنجر ) مسموم في خاصرة عنكاوا .

باسم دخوكا

الحقيقة , إن ما يدونه قلمي نابع من صراع مرير مع الألم الذي يمزقني أربا ً .. أربا ً , لست أدري أي منهما يؤذيني أكثر الألم في الفقرات العنقية و التي تكاد أن تشلني , أم ألم الصور التي ترافق الخبر بإستمرار بناء ( ألأبراج الأربعة ) في عنكاوا الحبيبة ؟ هل سوف أستطيع أن أستمر بالكتابة أم سوف أخضع و أستسلم لكلا الألمين أو أرفع راية الإستسلام لشدة الألم و قساوة الخبر ؟
لا أدري أين سوف أتوقف و متى , و لكني سوف أستمر الى أن تشل يدي و يتوقف عقلي , عذرا ً لكل من سوف يقرأ كلماتي فإن لم تكتمل , فلا تلمني .
من أنتم يا أقوياء بما لا أتشرف بقوتهم ؟ من أنتم يا عظماء بما لا عظمة بما تفعلون ؟ من أنتم يا أغنياء و ما أتعس ما سوف تغتنون به ؟ من أنتم يا من تخربون قرية عمرها الآف السنين و تاريخها عريق لم يقدر على إفساده لا المغول و لا العثمانيين و لا البعثيين ؟ من أنتم ؟ فالكنيسة القديمة لا تزال تحتفظ  بأقدم سجل يمكن ان يدون عن تاريخ عنكاوا و شعبها الأصيل ؟ 
من أنتم و عنكاوا يشهد تاريخها عن أجساد شبابها سحلوا في شوارعها و لم تخضع و لم تركع لا لغازي و لا لدكتاتور و لا لمن باع الضمير و الاخلاق , فمن أنتم يا أيها التجار الجدد و من تكونوا ؟ و من أين أتيتم ؟ و ما الذي تبغونه و من الذي تستندون عليه ؟؟ هل أنتم ( حصاد ) الثورة التي حلمنا بها و قدم شعبنا لها أعظم التضحيات ؟ فلا أهلا ً و لا مرحبا ً بكم إن كنتم . هل انتم ناتج التحضر و التطور و العمران ؟ لماذا تركتم أرض كردستان كلها و نصبتم خيمكم على أرضنا المسكينة ... فلم تعد هنالك أرض تزرع , لم يعد هنالك شارع يمكن لأهل البلدة أن  يسيرون فيه مرتاحين , لم يعد هنالك منطقة تخلوا من بار و ملهى و فندق و فساد و فاسد يحكم و يأمر , فهل هذه هي ثورتكم و هذه هي نتائج ديمقراطيتكم و تحضركم ؟ فلماذا لا تنشروها في أربيل و دهوك و السليمانية يا حكامنا العظماء ؟ هل هذا ما تعلمتموه من النضال و دماء الشهداء أن تظلموا شعبا ً قدم التضحيات ؟ فلا أهلا ً و لا سهلا ً بكم ....
لماذا يا حكومة الأقليم ؟ عنكاوا يستهان بها و حتى من قاطع الطريق ؟ لماذا كلما غلق بار يعم به الفساد , يعيده واحد من الأشداء و هو مدعوم من السلطة و بحوزته بعض الأقزام الذين يجيدون التهديد و قتل الأبرياء ؟ لماذا ( الأغا ) فلان وعلان لا يجد متعته إلا على حساب الشرفاء و على حساب راحة منطقة يسكنها شعب مسكين ؟ لماذا يا وطن يجب أن تعيش دوما ً و على حساب ما يدفعه المساكين و الأبرياء ؟ ألا تخجلون ؟ ألا ( تستحون ) ؟ و ما قيمتكم إن لم تكونوا منصفين و محترمين و تحترمون الأخرين لكي تحترمون ؟
كم سوف تربحون يا من تبنون ( الأبراج الأربعة ) ؟ كم مليون ؟ أثنين ؟ مليار ... أكثر .... فما قيمتها إن كنتم تغتنون على تعاسة الأخرين ؟ من أنتم ف.. أوربا لم يشهد فيها تطور إلا عندما أنصفت المظلوم و إحترمت الإنسان و تبنت أنظمتها نصر المظلوم . أمريكا لم تتطور إلا بعد أن تغلبت على التميز و العنصرية و بناء الدولة الديمقراطية , القانون فيها لا يخضع لأي جهة و مهما كانت أو تكون , فمن أنتم ؟ فهل أنتم تودون أن تعيدوا بنا الى عصر ( الجاهلية ) و قانون الغابة ( القوي يأكل الضعيف ) فإن كنتم ... فماذا عسانا أن نقول فيكم ... سوى ... إنكم تخطون نهايتكم بأيديكم ... فمن أنتم ؟ فإن كنتم تودون أن تعرفون من نكون ... فنحن شعب قد يضعف و قد ُيظلم و قد ُيهان و لكنه لن ينسى من هم الظلام و من أين ينبع الظلام ... ما الذي ينتظره شعبنا في عنكاوا لينتفظ على الظلم و الظالمين ؟ ألستم أحفاد عمي دنحا و الدكتور حبيب و العم العزيز منير و غيرهم من أبناء عنكاوا ( و يا حصرتي لا تذكرني الأسماء و يا ليتني أموت و أتذكر كل هؤلاء الأبطال ) الذين لا تزال أرواحهم ترفرف حول قريتنا و في قلوب كل العنكاويين ؟ ألستم من الثوار الذين سطروا أعظم الملاحم و قدموا عوائلهم مثل الشهيد سوران و غيره من المناضليين ... ألستم أنتم من سوف يدفع الثمن بعدما لا ينفع الندم و الغد لناظره قريب ...
عذرا ً فقد خذلتني قوتي و غلبني ألمي و لكني سوف أعود لأطالب بحقنا في أرضنا... لو أسعفني الحظ و أكون قادرا ً على حمل قلمي  .

41
يا ترى من يكون هذا العظيم وراء هذا المشروع ( الذي يبنونه فوق صدور شعب عنكاوا ) ؟! فمن يكون هذا الكبير و الذي لم و لا يبالي لا باستنجاد أهالي عنكاوا و لا بألاف التواقيع كي لا يبنى هذا المشروع و الذي ينافي بنائه كل الجوانب المعاصرة في إسلوب البناء و الاعمار , و كيف لا إذ انه ينافي حتى القواعد الأخلاقية و ذلك ببنائه بالرغم على أرادة شعب عنكاوا و محبي عنكاوا , كيف لا و عنكاوا من دونه مزدحمة و تكتظ بالزخم السكاني و الإعمار الذي بات يخنقها أصلا ً ( بما هو موجود حاليا ً ) , كيف لا و الشوارع الداخلية للناحية تختنق بالعربات و كإنها مدينة سياحية , وكيف لا و الفاندق و الملاهي و البارت تنتشر و كإنها ( وباء ) إبتليت به هذه القرية القديمة , وكيف لا ... فمن يكونوا هؤلاء العظماء و من يكونوا هؤلاء الأبطال الذين لا يبالون بمطالب شعب أصيل كشعب عنكاوا ؟؟ فهل يا ترى إنهم ( من أبناء الوطن ) أم مستعمرون ؟؟ هل يا ترى هم مدعمون من قبل السلطة أم إنهم السلطة نفسها ؟ هل يا ترى سوف يعتبرونه مجدا ً لكونهم ( جبابرة لا يقهرون ) ؟؟ فما أضعفهم و ما أتعسهم إن كانوا يقيسون الأمور بهذه الطريقة و هذا المنطق .

42
                                                    الإنتخابات كذبة نمارسها ولا ندرك قيمتها  

باسم دخوكا

أن تنتخب تعني انك موجود و لك دور مؤثر و قد تكون رقما ً صعبا ً يحتاج اليه المرشحون . تصويتك يصنع المستقبل و يغير ما فات . أنت من يقرر من يستحق أن يبقى ومن يجب أن يرحل . أنت وحدك تصنع الغد و تشارك بما قد تجنيه فيما بعد . وهذا كله لن يأتي ان لم تدرك حقيقة الواقع الذي تعيشه و حقيقة هؤلاء الذين قد تختار واحدا منهم .
 و في بلدنا العراق نضيع فرصة بعد أخرى لكوننا لم نعد ندرك حتى ماذا يعنى أن تنتخب ؟ و كيف و لماذا نختار و من نختار .  لم يبقى مبرر و لم نستخدمه لننتخب من انتخبناه في السابق  إلا أن يكون إنتخابنا على أساس أن يعمل الذي ننتخبه لصالح الوطن و المواطن و يرفع من شأن البلاد . كل خياراتنا تنبع أما على اساس قومي أو طائفي أو غيرها من القياسات الغير المنطقية , كإننا نشتري بدلة لحفلة خاصة و بعدها نعلقها في ( الدولاب ) فما أتعسنا ! كلما خطونا خطوة الى الامام نجد انفسنا قد عدنا ألف خطوة وخطوة الى الوراء .
و أغرب الإمور و أتعسها ان معظم الذين يعتلون المناصب و يقفون خلف المنابر و يتصدرون القوائم الإنتخابية مجربون من قبل الشعب ولم نطلق بعهدهم و عهدتهم سوى (الأهات و الحصرات ) فماذا ننتظر منهم فيما بعد !؟
نحن شعب يلدغ ومن ( الجحر ) نفسه و لأربعة عقود و أكثر و لم نتعلم , و لم نستوعب الدرس , و لم يعد هنالك خلية من جسدنا لم تلدغ , و بدلا ً من أن نتجنب اللدغات بتنا ندفع بجسدنا نحو الأفاعي و نقول : ( بالروح بالدم نفديكم يا أفاعي ) .
 لست أدري بماذا تنفع هذه اللعبة التي نتجرعها بمرارة العلقم  و تسمى (الإنتخابات ) والتي لا يتقنها جميع الذين يلعبون في الساحة , وخصوصا ًإن كل الفرق القوية يجب أن تخرج منتصرة أو شبه منتصرة , و الفرق الضعيفة تكرم بوظيفة خادم أو ساقي و قد يخرج قائدها امام الجمهور لبرهة من الوقت , قد يقول شيء غير مفهوم أو قد يستنكر أو يستفعل  ويستفعل .. هذه الكلمة قد تكون غريبة , بما معناه يتصنع الفعل ( وهذا ما أقصده بها , وعلى أقل تقدير) و بعدها يركن في ركنٍ من أركان الملعب و يقبض راتب كبير , و بينه وبين نفسه يقول :  لعنة الله على الذي لا يرضى , انني اصنع له المستحيل , وما يقصده بالمستحيل بالطبع هو أيضا ً كغيره من القادة حتى وان كان صغير فهو : لن يتنحى من منصبه و لن يغادر كرسيه إلا بحالتين أما الموت الرباني أو أن يقتل , و قد يسمى فيما بعد بالشهيد .
فمن تنتخب ؟ و لماذا تنتخب ؟ فالعراق مقسم و مجزء و كل جزء فيه هو الآخر مقسم الى أجزاء , وهذا بالطبع يفهمونه أو يعملون لأجله سادة البلاد .
 ومنذ أن شرعنا بالإنتخابات والوضع يتحول من سيء الى أسوء , فلا حلت لنا الإنتخابات مشكلة و لا حتى في أبسط المطالب ألا و هي : ( حق الحياة ) فمن تنتخب ؟ و لماذا تنتخب ؟
في الجنوب و الوسط و جزء من الشمال و التي تقع تحت سلطة الدولة , لا قوة تعلو على قوة المليشيات , و هي التي تكون  كل شيء من ( شرطي في مخفر ) الى دولة رئيس الوزراء   شعب يفتقد الى أبسط مقومات الحياة و إنما الحياة أصبحت بالنسبة إليه عبىء ثقيل , إلى أين المفر بين ماضي ٍ مقرف و مستقبل مجهول ؟ كأن العراقي لم يولد إلا ليتذوق الموت ألف مرة و مرة و هو ينعم بما تسمى الحياة .
أما في كردستان و التي تحررت من بعض التعقيدات , هنالك اعمار و مشاريع ضخمة تقوم بها السلطة و لكن لا تزال تعاني هي الأخرى من المعانات ومنها - توزيع المناصب و المحسوبية و معانات عامة الشعب و الأقليات و خصوصا ً الأقليات , ليس على اساس ( الموت أو الحياة ) وانما على اساس ( يجب أن تحمد الله لكونك تنعم بالأمان ) و كأن الأمان أصبح فضلا ً يصفعون به شعوب لا تملك ( لا حولة و لا قوة ) في زمنٍ و في بلد ٍ بات كل شيء فيه يقاس بقوة العضلات .
ففي وطننا كل مؤسسات الدولة و الشرطة و الشركات الخاصة و حتى الأرواح , و كل ما هو مهم وله قيمة بيد السلطة التي تحكم و تفعل ما تشاء ومتى ما تشاء , و بالطبع كل ما يفعلونه يصب في مصلحة البلاد !
فمن تنتخب ؟ لعنة الله على الإنتخابات
فلماذا تنتخب ؟ و متى ما شاءت السلطة قد تسحقك و كأنك حشرة ضارة و لا تنفع .  قد يسحقك أحد أزلامها أو أحبائها أو أقزامها , فما أنت سوى حشرة قد  تداس و بأي لحظة  وعمرك مرهون بمقدار الولاء  .
الإنتخابات عندنا بدأت بفترة لا يمكننا التميز بين هذا وذاك , الإنتخابات عندنا تشبه كثيرا ً- كم من ( العجول ) تملك لكي تقود البلاد و تصبح فيما بعد من الأثرياء . الإنتخابات عندنا أن تصوت ( على عناد الآخر ) وكلاكما يدفع الثمن و ينتفع منه من لا يستحق الولاء . الإنتخابات عندنا تتطابق مع المقولة الشعبية - ( أنا وأخي على إبن عمي و أنا وإبن عمي على الغريب ) مع العلم كلنا في الوطن إخوة و نتقاسم المصير و الخبز إن وجد . الإنتخابات عندنا أن يستمر الحاكم الذي لم ننتفع منه لكونه لن ينزل عن عرشه و إن إحترقت البلاد . الإنتخابات عندنا كذبة لا نصدقها و لكننا نفرح بممارستها , و كل ما نعرفه عنها إننا نلون أصبعنا في ذلك اليوم و من بعده تبدأ المعانات .    
في دول العالم المتحضر و أبسط ما نقوله عنها : للإنتخابات نظام مقدس و لسبب بسيط  وهو مفهوم لهم و ليس لنا ألا وهو : إن الإنتخابات تعطي معنى للحياة , ومعنى للحياة تعني لهم الكثير و من ضمن ما تعنيه : إن هنالك انسان و هذا الإنسان و في أي موقع كان يجب أن يحترم و ينعم بالحرية و رأيه يجب أن يصان و ليس بالضرورة أن يكون من عائلة ( فلان أو علان ) أو من هذا الحزب أو ذاك لكي ينعم بالتقدير و الإحترام . في دول العالم المتحضر ليس هنالك ( طابو ) للمناصب و الوطن لا يتحول الى دار يملكه ( الريس ) و يورثه من بعده لأولاده أو يبيع و يشتري فيه , و كما يشاء .
وفي دول العالم المتحضر عندما يفوز أحدهم , الخاسر يقدم التهاني . و يخصص يوم للإحتفال , وتبدأ الجولة الجديدة و يحاسب الفائز على كل ما يقوم به و على هذا الأساس يكرم المرشح في الدورة الثانية أو ينتهي دوره في يوم الحساب . و من هنا طبعا  يبدأً حساب الشعوب وليس حساب الآخرة , أي في يوم الأنتخابات . لن أطيل الحديث عن هذه الدول لكونه ليس هنالك من يجهل عن تحضرها و لا حتى الذي يصر أن يحكمنا بالتخلف , و يفعل هذا لكونه لا يتقن طريقة أفضل ليقود فيها الشعب و البلاد . ولكني أقدم إعتذاري على المقارنة بيننا وبين العالم المتحضر , و إعتذاري بالطبع موجه لهم . فلم يأتي ذلك التحضر عن جهل و هباء و إنما بعقول مدبريها و وعي شعوبها .
فيا ترى الى أين نمضي و نحن نركب في عربة لم تعد تقدر على حملها العجلات , الى أين نمضي في سفينة يقودها عشرات من الربان و تلاطمها الأمواج من كل صوب و تخترقها المياه من عشرات الثقوب و كلها من صنعنا نحن الركاب . الى أين نمضي و خيرات البلاد تسرق و بوضح النهار , يسرقون اللقمة من أفواه الأطفال , يسرقون الأرامل و الشيوخ و الأيتام , يسرقون و يسرقون الى أن بتنا في مقدمة الدول التي تنعت بالفساد و ما زالوا الذين يسرقوننا في هرم السلطة و ما زلنا نأمل و نتأمل أن ينعم الوطن بالخيرات , فما أتعسنا و ما أجشعهم ؟ نحن لا زلنا نصوت لهم و هم لا يزالوا ينهبوننا , يشردوننا , يقتلوننا و يستخدموننا و في كل المجالات . هنيئا ً لهم بنا فما أتعسنا من شعوب تمجد قاتليها و ترفعهم و هم يتسلقون على رؤوس الشعب .. و كإنهم يتسلقون على سلم  المجد , و مجدهم هو إحتقار الشعب .            
 
  

43
                                                  صور مختلفة من الواقع في عنكاوا الحبيبة .

باسم دخوكا

عنكاوا .. لا تشبه أي مدينة في العالم , لا تزال تلك السمراء الجميلة ذات الشعر الأسود و العينين السوداوين و القوام النحيل و الذي يشبه سنابل الحنطة و الشعير التي كانت تحتظن عنكاوا فيما مضى من الزمن , تسكن القلب و القلب لا يهوى سواها , فلابد أن  يستمر عشقنا و لهفتنا و حلمنا مهما حدث و يحدث , و كيف للمتيم أن يتوب و يهجر الحبيبة إن لم يكن حكم المنية الفاصل و ( العذول ) الذي لحكمه نخضع كلنا . عنكاوا تلك الحبيبة بطيبتها و هدوئها و صبرها لمجرد ذكر إسمها  تلهف كل القلوب و تزيد دقاتها . لا تزال كما كانت قبل ألف عام و أكثر , ولازلنا لا نستطيع إلا و أن نذكر إسمها كل ما دار حوار و ذكر عشق ٌو .. و.. هذا ( لسان حالنا ) ومن لا يصدقني ليسأل أحد أبنائها أو بناتها و من بعدها ليحكم أو يشهد .  
إليكم بعض من الصور التي لا تبارح مخيلتي , شاهدتها و عشتها و أحببت بعضها و أستغربت من الأخرى و لا تعليق على بعض من المشاهدات .
سيدة فاضلة ... كاتبة , مثقفة جدا , تتحدث عن عنكاوا و كأن عنكاوا هي أمها و أبيها ... بل و كإنها أحد أبنائها أو بناتها أو حبيبها , و لا أدري هل هنالك أعز من الوالدين و الأبناء و الحبيب ؟ جميلة جدا ً .. جدا ً و تشبه عنكاوا كما عرفناها فيما مضى من الزمن .. شممت منها عطر المطر و رأيت فيها أزقتنا الضيقة .. ومحراث جدنا القديم و صبره اللا محدود و رأيت فيها أمي و أمك عندما تعطي كل ما تملك . سيدة تمنيت أن أتحدث إليها طويلا ً و لكني لم أود أن أثقل عليها , تمنيت أن أستمع اليها أكثر و لكنها مشغولة دوما و في كل لحظة هنالك ما يجب أن تفعل .. سؤال , مشورة , و بيني وبين نفسي أقول : يا رب إحفظ لعنكاوا هذه السيدة التي كأنها عنكاوا بغياب عنكاوا اليوم . سيدة عندما سألتها ما بوسعنا أن نفعل  أرجوك إخبريني ما بوسعنا أن نفعل من أجل عنكاوا فلا يعقل أن نتركها تضيع من بين أيدينا و نحن نتفرج ؟ لا يمكن .. فأنا هنا وهنالك دين كبير في عنقي أود و أتمنى أن أختبر نفسي و قلمي و فكري .. إخبريني ماذا بوسعي أن أفعل ؟ سكتت وتأملتني و كإنها مثلي تبحث عن جواب لسؤالي .. الدموع التي أبحرت في عينيها كانت كافية لي لأفهم إن الكلمات باتت عاجزة عن التعبير عما في نفسها . تركتها تغرق في هموم شعبها , و شعبنا معظمه غارق في بحر من العسل الأسود ( كما ذكرت ذلك سابقا ً ) .
الصورة الثانية :
شباب بعمر الزهور .. و لكنهم أعطر و أجمل من الزهور بألف مرة و مرة . وعيهم يدل على إنهم شاخوا بهموم شعبهم و بلدتهم , يبحثون عن أي طريقة و وسيلة يستطيعون من خلالها أن يحموا ما تبقى من عنكاوا ... ظرفاء , مثقفون , أغنياء بحبهم لعنكاوا , مستعدون لأن يبرهنوا إنهم أبطال بما تحمله هذه الكلمة من المعاني ... أبطال لم تغريهم المظاهر , أبطال لم يستطيع أحد أن يضع لهم ثمن , يقدسون أرضهم و عرضهم و شعبهم , إذا ما تحدثوا كان المنطق منبع لحديثهم . إذا حاورتهم تجد إنهم يدركون و يستوعبون و يأمنون بما يقولون , أقوياء تستمد القوة و الصبر و الإيمان منهم , و هنالك من يبعث برسالة واضحة لهم ولنا ليقول : لو تطلب الأمر  فوق أجسادكم سوف نبني (ألأبراج الأربعة )  و كأن أجساد الشباب و أرض عنكاوا تشهد لنا و لهم ان الأنفال و جريمة الحلبجة لا تزال قائمة , ومن المعيب أن يصرح هكذا تصريح ممن يعمل ( مصور ) عند القائد الكبير و الذي نعتبره أبا ً للجميع  .
الصورة الثالثة :
 مثقف كبير ... هادىء الطبع الى حد غريب في ذاته جرح و بركان يثور و يثور محبته لشعبه تفوق كل التعابير فكره نير و تاريخه عريق يعمل كل ما بوسعه ليقول نحن هنا و نحن شعب عريق و لكن ماذا يستطيع أن يفعل ومعظم الذين حوله لا يقولون إلا ( أنا ) .  
أحزاب و تيارات ..
لو تحدثنا عن الحزبان الحاكمان أو المعارضة أو تحدثنا عن أحزاب شعبنا التي تتواجد على الساحة نجد إن هنالك نقطة مشتركة تجمع بينهم جميعا  ألا وهي : إنهم يعملون فقط لما ينفعهم و ليس ما ينفع الشعب . و المصيبة إنهم يودون من الناس أن تصدقهم , و المصيبة الأكبر ان البعض لا يزال يصدقهم و تخدعه أقوالهم و يبرر أفعالهم . و هنالك ألاف من المبررات تدفعنا بأن نقول لهم جميعا ً : هل حقا ً أنتم وليد جرح ينزف لأكثر من ( خمسة و ثلاثون عام ) ؟؟؟  
صور متفرقة :
بعضهم يشبه التلميذ الذي قال للسيد المسيح دعني ألمس الجرح الذي بكفيك و جرح الخنجر الذي طعن بخاصرتك لأومن بإنك ( المسيح ) .
وهكذا يفعل البعض في عنكاوا إنهم يشهدون و يشاهدون كل شيء و لكنهم لا يرون و لا يسمعون و لا يشعرون .
مثقفون , كتاب , سياسيون تخلوا عن كل ما هو مهم و يلتقون حول طاولة في ( نادي معين ) يتسامرون و يتناقشون في كل شيء ماعدا ما يجري في عنكاوا !!
مجندون من قبل حزب السلطة يراقبون كل شيء و يرفعون التقارير و كل كلمة يضيفونها لهم ثمن فيها ... ويا ترى كم من كلمة سوف يضيفون لكي يكون الثمن أكبر ؟ و نصيحتي  للسلطة ان الذين ينتقدونكم يعشقون الأرض و الوطن و يحترمونكم أكثر من هؤلاء المؤجرين , و أسفي عليكم لكونكم لا تعرفون .
سادة محترمون يعملون في جهتين , انهم يشاركونك الهموم و يشاركون السلطة همومها و يعملون في مؤسساتها أو مستشارين لها .
أناس لم يعد يهمها شيء سوى حاضرها ... سيارة فاخرة , سهرة ممتعة , كم تملك و كيف تزيد وتضاعف أملاكها .
و كل الأشياء تعمل عكس الإتجاه و كأن الإتجاه الصحيح و المعاكس أصبحا ( صديقين لدودين ) .
صورة أخرى جذبت نظري ...
سائق أجرة ( تاكسي ) سألته عن رأيه في الوضع أو الأقليم .. كان رده :- أنا لا يهمني لكوني أعول نفسي و عائلتي و هم يفعلون ما يشاؤون إلا ما ينفعنا كشعب . صدمني رده و سألته هل أنت مستعد لتدافع عن كردستان لو حدث لها مكروه  (لا سامح الله ) ؟ رد على الفور :- فعلتها فيما مضى ... فلا تسألني إن كنت سوف أفعلها اليوم .
وهل السلطة أو الأحزاب  يدركون معنى هذا ؟؟
وهنا أقول : الحقيقة التي لا تتقبلونها اليوم  قد تندمون عليها في الغدعندما تحتاجون لشعبكم .
 صور و صور بعضها تدونه كامرتي و أخرى تبقى معلقة في ذاكرتي و يشهد الله إن ما يدونه قلمي ينبع من المحبة التي تحملها ذاتي و لكن للأسف هنالك من لا يزال يعتقد إن المحبة تعني أن ( تطبطب على ظهر السلطة ) و تنافق و تصفق و تهتف لها حتى لأخطئها و خطاياها و لكنهم لا يعلمون ان من يفعل هذا يقصر من عمر السلطة و يظلم الوطن و يخون الشعب .          
    

44

                                               عندما نكتب من داخل الحدث
باسم دخوكا

عندما تكتب و أنت داخل الحدث و أن تكتب أعني أن تستحقك الكلمات و يحكمك قانون الضمير , تقدس الحقيقة و تعتبرها أغلى من حياتك , تودع فيها كل رصيدك  سواء روحك و مستقبلك و أحيانا أشياء أخرى تعتبرها أغلى من نفسك إليك .. فلا تخشى .. لإنك تمتلك شيء ما يجعلك تفتخر بإنك لازلت ( أنت َ) و لن تكتب حرفا ً و تنطق بكلمة إن لم تكون نابعة منك .
أن تكتب و أنت تعيش داخل الحدث ترى و تبصر كل الصور بوضوح و تستمع الى كل الحكايات و لابد أن تشهد على إغتصاب الأرض وإندثار المعالم التي عاشت لدهر من الزمن و لابد أن تعترف بإن كل شيء بات يخضع لقوة المال أو العضلات , لابد أن تشعر بالإنكسار و يقفزالى ذهنك وعلى الفور هذا السؤال : لماذا ؟؟
و ما أصعب الكتابة عندما تمتزج كل المشاعر معا ً.. الدمعة , الفرح , لقاء الأحبة و الأصدقاء و حتى الخطوات التي تخطوها على الأرض لها طعم و مذاق و كأن قدميك تود أن تلتصق بالأرض ولا تفارقها و تطاردك الذكريات بالرغم من كل ما حدث من التغيرات .. بين هذا و ذاك , و كان و لم يعد هناك . هذا الفلم الوثائقي و الذي تكتمل فيه كل المقاطع بلا رتوش أو مونتاج و إخراج تصنعه حواسك مجتمعة ً و إن قدر لك عرضه على شاشة السينما أو التلفاز عليك أن لا تنتظر نقد النقاد و حكم الجمهور و رأي المفكرين و المثقفين أو السياسيين و لا تسأل لماذا ؟ والسبب معروف , فالخوف لا يزال ينتعش في الصدور .

عندما أكتب عن عنكاوا و من عنكاوا تغمرني الفرحة لكوني لم أعد أرى الفقر و الإحتياج كما كان و لكني أرى فقر آخر لم نعيشه فيما مضى من الزمن .. غبن يختلف عما كان , مظاهر بإسم التحضر تخنقنا و تهيننا و تغتصب أراضينا . و هل يعقل أن تنتشر النوادي و البارات بين المساكن و الموسيقى الصاخبة تخترق الشبابيك و الجدران ؟! هل يعقل أن يبح صوتنا من المطالبة بإيقاف الأبراج الأربعة و يشرع ببنائها فوق صدورنا ؟ هل يعقل بأن لا يسمح لنا بالخروج الى الشارع لنعبر عن أرائنا , هل يعقل أن يحدث هذا لنا و من قبل محبينا و إخوتنا و رفاقنا ؟ عندما أكتب من أرض كردستان تغمرني السعادة أن أكون على أرض عشقتها و أحبُ شعبها و أفتخر بما قدمه من التضحيات و يبقى الحلم قائما ً أن أرها من أفضل الأوطان , الحلم ... أقول إنه لا يزال مجرد حلم لكون صور كثيرة تشوه ذلك الأمل الجميل الذي عاش فينا لدهر من الزمن و من أجله رويت الأرض بالدماء .. نعم لا زلنا نحلم بأن لا نخشى من السلطة و نخاف من رجالها , نحلم بأن تحترم الحرية و لا تكون محتكرة أو مشفرة و مصطنعة ونسمعها عبر خطب و من منابر عليا  لتصدر الى الخارج و لا يشعر بها المواطن الذي يعيش في الداخل . علموننا أن نحبكم و ليس أن نخشاكم , علموننا أن نكون نحن و ليس أن نكون كما تريدوننا أن نكون , لا ترفعوا العصى لكل من يختلف و يخالف أفكاركم دعوا الناس تشعر بإنها اجتازت شوطا ًعن الحكم الدكتاتوري السابق , دعوا الناس تشعر بأنه ليس هنالك وصي عليها عندما تفكر أو تنطق أو تفعل . نرجوكم و من ثم نرجوكم أن تفتحوا كل الأبواب و الشبابيك فالبيت الذي لا يدخل فيه هواء لا ينفع أن يكون مسكننا للبشر .. دعوا الإنسان يختار و لا يخشى و يحتار .. فلا قيمة لكل ما تبنوه إن لم ينعم من يعيش فيه بالحرية . يكفي التبعية و المحسوبية فقد سئمنا مما فات و لا زال البعض يعامل الناس و كأنهم عبيد و جرذان .. ألا يكفي ؟؟
يا أيها السادة أن نبني وطن يعني أن نحرر الإنسان و أن تحرر الإنسان يعني إن الغد سوف ينصفكم و تحترمكم الأجيال .
        

45
                             رسالة مفتوحة ( وكما يقولون ) الى السيد الرئيس أو القائد الكبير .

باسم دخوكا

ألأستاذ الفاضل , لابد أن تكون هنالك ألاف من الرسائل تبعث الى سيادتك كل يوم , و أنا أعلم جيدا إن وقتك لا يتسع لتقرأ كل الرسائل التي ترسل إليك و أعلم أيضا ً إن مراسلة المسؤلين الكبار أمر مرهق و لكلا الطرفين و خصوصا ً للمرسل و إن كان من هو مثلي رجل لا يملك شيء سوى حبه لوطنه و شعبه . فيا سيدي العزيز أنا لم يسبق لي أن راسلت أي مسؤول و لم ألتقي بأحدهم , لا من قريب ولا من بعيد . و لا أخفي عليك يا سيدي بأنني لم أشعر يوما ما بأنني أود التقرب أو الكتابة لأحدهم , و لسبب بسيط ألا وهو إن كتبت إليهم فلابد لي ... أما أن أمجدهم أو أطالبهم بما فيه منفعة شخصية أو إظهار مواهبي .. عسى ولعل أن يقربني هذا منهم أو من الذين هم مقربين لهم . فيا سيدي فالديمقراطية مصيبة و حلت بنا , فمن كان يتجرأ بأن يذكر إسم مسؤول بسيط في الدولة ؟ بل ومن كان يتجرأ بأن يبعث برسالة الى رئيس الدولة أو رئيس الحكومة  أو قائد الحزب  حتى و إن كانت لا تحمل في طياتها سوى التمجيد و التخليد . و ذلك أيضا ً كان أمرا مرعبا ً . ماذا لو لم يرضى السيد الكبير بطريقة تمجيدك أو إطرائك ؟ فقد تنقلب الآية و تصبح في موقف لا تحمد عليه . قبل فترة قصيرة خابرني صديق وقال بملىء فمه : أرسلت رسالة الى الرئيس الأمريكي و لم يمر سوى إسبوع و بعث برد يقول فيه : أشكرك لقد وصلت رسالتك وأطلعت عليها بنفسي و إستفدت كثيرا مما طرحته من خلالها . قهقهت ضاحكا ً و قلت بسخرية .. يا رجل من تكون ليستفيد من رسالتك الرئيس ؟! فرد بغضب : أنا مواطن , ألا تقدر من أكون ؟
فسكت , و أحتجت للحظة ل.. أفكر .. أفكر بما أرد عليه و خصوصا ً نطقه بكونه مواطن كان يعادل و كأنه يقول بأنه ( الرئيس ) فقلت بعد أن رضخت لفخره بكونه مواطن .. نعم أنت مواطن و ما قيمة الرئيس من دون المواطنين  . و قلت ُ بيني و بين نفسي عذرا ً تخيلتك .. مواطن من مواطنينا ... تحمد الله لكونك لا ترى الرئيس أو يراك و إن كنت تسمع خطاباته عبر المذياع أو تراه عبر شاشات التلفاز فهذه نعمة و ليست نقمة , و نحن نعلم بالطبع لماذا هي نعمة .
فالمهم , يا سيدي الرئيس تعلمت من هذا الرجل ( حكمة ) و قد نكون بعيدين عن إستوعابها في بلداننا الشرقية ألا و هي أن تقول ( مواطن ) فهذا يعني الكثير . فنحن تعودنا أن نقول و بدأ ً بالشرطي و الى المستوى المسموح لنا باللقاء به ... يا سيدي .. و انني شاهدت رئيس الجمهورية في أمريكا يقول لمواطن .. سيدي . بالطبع لا أذكر هذا من باب المقارنة و لكن يحزنني أنا المواطن و أبي من قبلي و جدي من قبله و بالطبع اليوم إبن صديقي و الذي لا يزال يعيش في الوطن العزيز لا يتجرأ أن يرفع عينه بعين من هو أصغر المسؤلين في حكوماتكم أو أحزابكم أو أقربائكم أو حاشيتكم و حتى خدمكم .
فيا سيدي الكريم يؤسفنا أن نقول .. إننا لا زلنا و كما كنا بعهد الطاغية نعامل كالعبيد و نعمل كالعبيد و نصفق كالعبيد و نحاكم كالعبيد ... و بالرغم من ذلك نتوقع التغير . فيا رفيقي الذي عانيت كما عانى الشعب كله , حاربت الظلم و الظالم و قدمت التضحيات و ناضلت ... ألا يعز عليك أن ترى الذين عانوا مثلك وحاربوا أو قاتلوا أو حتى دافعوا أو أحبوا ما فعلتم , أن يعانوا اليوم ؟؟
 رسالة أعتقد انها مكروهة و غير محببة و غير نافعة لكونها كان يجب أن لا تحمل سوى التمجيد و التعظيم و التخليد .. فعذرك يا سيدي الكبير و مغفرتك و اننا لا نسعى إلا لإرضائك و لن يضر لو مرة واحدة أن يتسع لنا صدرك و أن نقول ما نشعر به و نعيش فيه و نموت فيه .. و شكرا ً لحامل الرسالة.. سواء أن وصلت أو لم تصل .



46


في البداية أقدم أزكى التهاني و باقة من أعطر الزهور الى الأخ العزيز أمير و كل الأدارين و كل من له بصمة في هذا الموقع .
الحقيقة مثل هكذا الطرح و أن يأتي من الموقع فهو دلالة واضحة على إن المشرف العام و الأداريين في الموقع يضعون أنفسهم أمام القارئ و أمام الجميع و مستعدون بأن يطلعوا على الأحكام و الأراء التي سوف توجه لهم , و هذا بحد ذاته عمل جميل و رشيق في عالم الصحافة و الطرح الإعلامي .
سواء إن كنا مختلفين أو متفقين مع الموقع فإن ما يسجله من نجاح على أرض الواقع و يعتبر من المواقع المتقدمة جدا من ناحية الدخول الى الموقع . و بكل تأكيد ما يمكننا ملاحظته بسهولة و نحن نتصفح الموقع إن الذين ينشرون فيه مقالات هم من كافة أطياف الشعب و على اختلاف قومياتهم و معتقداتهم و أفكارهم . و بالطبع الخصوصية التي نشأ على اساسها الموقع في البداية و كما قالها الأخ أمير قبل عدة سنوات تغيرت و كبرت و إتسعت و أصبح الموقع بحجم كبير جدا ً و لا يمكن حصره على مفهوم محدد ومعين و حسب ما أشاء أنا أو أنت . و قد نشعر أحيننا بغبن من موقف ما و نشعر بإرتياح من موقف أخر و لكن و في كل ألأحوال الموقع هو ملك ( المشرف العام) و العاملين فيه , و لهم حق الإختيار و حق رسم مخطط لما يتوافق مع ما يريدون . ان اتفقنا أو لم نتفق على سياستهم في ادراة الموقع فإننا أحرار و هم أيضا أحرار .                   

47
                                           عن زيارة قائد حزب كبير من أحزاب شعبنا لأمريكا

باسم دخوكا  

رجل كبير و أعتقد بأنه يظن إنه كبير , محظوظ أكثر من أن يكون مجتهد و نبيل , يصرح و يخطب و ينكر و يتنكر لما قال قبل دقيقة أو قبل حين , يعتقد إنه ذكي , مناضل , بطل , و لم نجده سوى في التشيع أو بعد أن تقع الكوارث على شعبنا , و ما زال البعض يصفق له , و للحين .
يتنقل بين الدول و كأنه طير حر و طليق و أكثر زياراته تكون إما قبل الإنتخابات أو لجمع التبرعات , و بعدها يغيب و لوقت طويل . رجل و بموقع كبير  يشغل كرسي في البرلمان و لا يسمعه أحد من الموجودين أو لا يبالون به , وجوده عن عدمه سواء , وهو بالطبع صديق الجميع . يتنفس بحرية و شعبنا أنفاسه مقطوعة أو يحتاج للأوكسجين . ما زال يقطن بغداد و في ( المنطقة الخضراء ) و شعبنا تحت رقبته توضع السكين . محميٌّ , و مكتبه مصان و صور مكتبه و مقابالات كثيرة و تصريحات خطيرة  و تنقل لنا عبر الأثير أو  الأنترنيت بين حين و حين . و الشعب ترك دياره و ماله و هرب نحوى المجهول . كبير و كما قلنا كل من يخالفه أو يختلف معه خائن أو حقير . يخطب بمهارة و لا يحضر عرس شعبه و يرسل مندوب عنه و بالطبع خشية على الشعب وليس على روحه , و قد يكون برحلة مهمة وخطيرة و هذا ما يجب أن يصدقه الجميع . قائد كبير ينتخب على مر السنين و ليس هنالك أفضل منه و إن كان فإنه من صنع العميل . يزورنا هذه الأيام في أمريكا و يحمل معه حقيبة كبيرة تحمل كل الأسرار و الحكايات و بالطبع حسبما يرويها الراوي .. والراوي لابد أن يقول ما يشاء , و ما يشاء يجب أن يناسب ما يريد و ما يريد معروف لنا و منذ زمن بعيد . بالطبع كل ما سوف يقوله هو صحيح في صحيح و بأنه لا ينام الليل حزننا و ألما ً لما يعانيه الشعب و النهار يقضيه نوما ً لكونه لا يود أن يرى ما يحدث لنا من قتل وهجر و تنكيل و تفجير , و لكن المشكلة بأن ( المنطقة الخضراء) محصنة فلا يسمع صوت التفجيرات و لا يرى جثث الأبرياء و لم يراها و لا يعرف من هو ( أدم ) الطفل الذي قتل , و صرخ بوجه القتلة .. كفى .. كفى .
 يستقبلونه هنا بحفاوة و يدافعون عنه بضراوة و يصفقون له ( بحماوة ) و ... و . فما أروع هذا , و ما أعظم شعب لا يسأل و لا يتسائل و لا يفكر و لا ... و لا ...
العظيم القادم لا يملك ثمن ( بدلة ) فيشترونها له المتبرعون النبلاء .
لا يملك ثمن التذكرة فهي مدفوعة و بالطبع من قبل الأعزاء .
و لا يزال يقبض الراتب الصغير لكونه عضوا بالبرلمان , و هذا بالطبع منذ زمن طويل ... طويل , و أعتقد إن ما يملكه يصرفه على الفقراء و المعتازين من أبناء شعبنا .. و لهذا لم نعد نرى المعتازين و الفقراء .
مرحبا ً بك يا بطل فما تعانيه يحرق القلوب و تتقشعر له الأبدان .. فالحفلة التي سوف تقام بتشريفك لابد أن تقام , و ثمن التذاكر مدفوع حسابها , و التبرعات لا تحمل همها , فالشعب سخي بعطائه و ما عليك سوى بعض من الكلمات و بالطبع أنت حفضتها عن ظهر القلب , كررها فقط و سوف تتلقى التصفيق الحار و الأهازيج و الكل أما سوف يذرف دموع الفرح بلقياك أو دموع الحزن لكونك سوف ترحل قريبا ً و تعود للبلاد.
 البلد الذي هو وطن و الوطن بالطبع هو الأرض التي سالت و تسيل عليها الدماء و أرخص الدماء هي دماء شعبنا ... ولن أقول لك بالطبع من هو شعبنا لكي لا تلعب معي لعبة ( البيض و الدجاجة ) و من يولد ممن ... . فالرسالة سوف أختمها بالختم الأسود و ليس الأحمر و لن أقول سوى ( انها شهادة رجل مغمور عن رجل مشهور ) و من يملك الضمير ليحكم .
أيها القادم من الجراح لا أرى أي من الجراح لا على جسدك و لا أرى الروح التي حملتك تشكي الأنين و الويلات التي رأيتها أو سمعت ُ عنها .
فشعبنا يضرب و من كل الأطراف , و ألأحزاب تتكون على حساب الجراح ,و المصالح تتضارب بينها و كلها تمد يدها و بكل الإتجهات .. فمن يدفع أكثر على حساب ( ويلات تصيب شعبنا ) لا يهم , فنحن شعب يعرض نفسه بالمزاد .. فمن يشتري .. فكلكم لنا سواء . أحباب و قادة عظماء حتى و إن كنتم تستمتعون بشرب الدماء . دمائنا  أو أرضنا , و لابد أن نظهر لكم الولاء .
أيها البطل المقدام , من يعجز عن الدفاع عن دماء الأبرياء لا يليق بأن يكون شيء يذكر , و لا يجب أن يعيش على حساب تلك الدماء .

48
                                 الجمعة التي سوف يسجلها التاريخ و يتذكرها أبدا ً شعب عنكاوا .
باسم دخوكا
اليوم هو ( الجمعة ) 11-5 -2012 و كاد أن يكون يوم مميز يسجل بتاريخ عنكاوا .. أناس تخرج الى الشارع و بيدهم أغصان الزيتون يرففرون بها , و اليد الأخرى تحمل سنابل الحنطة و الشعير .. و أفواههم تطلق المزامير و بأصوات شجية و حناجر قد بح صوتها وهي تنادي و تنادي بما مضت من الأعوام ... كفى .. كفي .. و لكن اليوم و هو الجمعة بالطبع , أصبح أطول جمعة بتاريخ عنكاوا و ياليته يمضي بسرعة و ينقضي و نستفيق على يوم اخر ... فأي من الأيام تأتي بعد ( الجمعة ) لا أدري ... بل لم أعد أدري ...
بالأمس و قبل الأمس و قبل ... قبل ... , نادينا و ناشدنا بل و توسلنا رحمة بنا و بأرضنا و شعبنا و وجودنا , لا مستجيب و لا مبالي .. كتبنا , حكينا , همسنا , و أصبح كل ما قلناه و نقول يتحول الى خنجر يطعن بخاصرتنا .
اليوم .. لابد أن نقرأ ( تصريحات مدوية ) تحتل الصدارة على صفحات إعلامنا و البعض يلقي باللوم علينا و يصفعنا على الخد و يصرخ بنا لندير له الخد ألآخر . و البعض الآخر يودنا أن نشرب من الكأس الذي شربنا منه لخمسة عشر عام و أكثر .
و الأخرون إختفى بريقهم فلا صورة و لا صوت و كانوا بالإمس القريب سوف ( يطالبون لنا ) بمحافظة ( بسهل نينوى ) و أكثر . يا لغرابة القدر اللعين . يعجزون عن الدفاع عن ( شبر ) من الأرض لا زلنا نعيش فوقه و سوف يعمرون لنا محافظة بين المطرقة و السندان ....... !!
اليوم هو الجمعة ...و هنالك الكثير من الجمع سوف تأتي من بعده ... و الغد لناظره لقريب , فأرجوكم لا تصرحون بما قد تتنكرونه بالجمعة القادمة , و لا تتفائلوا بما سوف تستفيقون على الأسوء منه , قلقون عليكم , و يؤلمنا أن نرى الرجال تتحول الى الأقزام .
اليوم ...
فيه درس و عبرة لا يمكن لنا أن لا نتعلم منه ..
الدرس واضح و غير قابل للجدل و النقاش .. حقوقنا تضيع و صوتنا يغتال و بأيدي أبناء جلدتنا و إخوتنا .
العبرة , فلن أذكر الإنتخابات و لا التصويت و ( لا هم يحزنون ) و انما الواقع لن يتغير إلا بإرادة شعب يستطيع أن يوحد كلمته و يدعم و يساند شبابه ... الشباب الذين أبهرونا بحبهم لشعبهم وأرضهم .
بالأمس قالوا لنا صبرا ً و صبرنا .
قالوا لنا و قالوا لنا ... و لم يتغير شيء , بل و ضاع ما بقي من أرضنا .
البارات و الملاهي و الفنادق تنتشر كالوباء على أرضنا ...
و الأبراج الأربعة باشروا ببنائها و ماذا تخفي لنا الأيام من بعدها ؟؟
صبرا ً ... صبرا ً , لا تزعجوا السلطة و موتوا بحسراتكم .
لا تطالبوا و لا تناقشوا و لا تكتبوا و ممنوع عليكم أن تبكوا أو تتباكوا على أرض أجدادكم ,
فإشكروا الله إنكم أحياء و هذه نعمة يجب أن لا تتنكروا لها و أنعمناكم نحن بها .
اليوم هو الجمعة و سوف نسجل ذلك في ذاكرتنا و سوف نحكي الحكاية ,الحكاية الحزينة و أبطالها و أسمائهم الكبيرة و إنهم ماتوا قبل أن نبدأ بسرد القصة و ذكرناهم لكون من بعدهم سوف تبدأ الحكاية لشعب لن يموت و لن يخضع و لسبب بسيط جدا ً لكونه هنالك دوما ً البداية .

49
                                                            
إن كانت الدكتاتوريات تستطيع أن تقتل الجسد , لما كانت هنالك شعوب تفتخر بإنها عاشت ولم تخضع .


                                              عنكاوا لا تزال تعشق المطر .
باسم دخوكا

ننتظر المطر , الأرض و نحن البشر , مطر يبللنا و يجعلنا نغتسل به و نرقص و نمرح . مطر , نعشقه و تعشقه أرضنا و تعودنا على إنتظاره و ما ( أحلاه ) عندما يعانقنا و نعانقه . مطر , عشق , وفاء و صبر , وقامات تبقى شامخة و كإنها جبال على أرض لم تتواجد الجبال فيها  و لكنها أنجبت رجال قاماتهم فاقت الجبال بشموخها و عطائها و وفائها .
مطر , يا أيتها القطرات التي تنزل من السماء لتروي العطشى , فالعطشى في بلدتي يحتاجون الى الكثير .. الكثير من ( زخات ) المطر . لكوننا لم نعد نزرع أرضنا و نالنا الكسل و الكساد .
لم نعد نعشقها كما كان يعشقها الأجداد . لم نعد و لم نعد .. لقد تحولت أراضينا الخصبة الى أحجار و بنايات .
مطر .. يا مطر , أدموع أنت ؟ أم أنا بت أتخبط بين الكلمات ؟ أ ..عشق أنت و أنا العاشق الذي لم يبقى لديه سوى الكلمات ؟ عنكاوا الحبيبة , نبيعها كل يوم و تحت مختلف الحجج و التسميات .
ربطة عنق , مؤتمرات , أحزاب , و أناس باتت لا تتحدث إلا ( بدفاتر ) و حسبتها ثقافة و إكتشفت إنها تعني ( عشرة ألاف ) و يا ليتني لم أعلم و لكنه واقع يصفعنا و نحن الذين وضعنا ثمن لما لا يقدر بثمن , فهل المطر يعرف بإننا بعنا أرضنا أو أختصبت رغما ًعنا و أننا لم نعد ننتظره كما فعل ألأجداد ؟ يا ليته لا يعلم , فلا زلنا نعشق المطر .
يا أيها المطر شبابنا اليوم يعشقون المطر , فلا تدر بوجهك عنهم فإنهم من عشاق المطر  و عشقهم لك يشبه عشقهم للحبيبة و كإن الحب كله إختصر بين الأرض و الحبيبة والمطر .
و يا أيها المطر من يكتب لك وعنك , أحبكَ و لكنه تركك و ترك الوطن , و لا يزال يعشقك و يعشق الوطن .
يا أيها المطر , لماذا لم  ُتعلم الوطن كيف يحترم البشر ؟ لماذا لم يتعلم منك القادة ما معنى المطر ؟! لماذا انت عندما تعانق الأرض لا تميز بين الأشواك و الزهور و الحنطة و الشعير و تسقي كلها و كأنك أم ترضع أطفالها , و كل منهم يجب أن يشبع .
لماذا يا مطر وطننا أسوء مكان نعيش فيه , و كل شيء فيه (مخربط ) ؟
ولماذا ؟ الكذب فيه يوم بعد أخريكبر , و كلما إعتقدنا انه ينقص أو لا ينفع يزيد و يكثر ؟
لماذا يا مطر نقتل الأشياء الجميلة و نعتقد بإننا بشر ؟
الصدق , الحرية , العدالة  ندعي بها و لا نجدها إلا إذا قبلنا أيادي من يحكم , و هل أنت أيضا ً تخضع للحكام يا مطر ؟ بالطبع لا , فأنت الحياة و من يعطي الحياة لا يمكن أن يخضع لأحد  .
يا أيها المطر , نحن نعيش مهزلة تلوا الأخرى ؟ أناس تود أن تعيش بإمان و سلطة تود أن تحكم , وكما تشاء , و واقع كله متناقضات . ومستقبل مجهول لا يتكهن به أحد .
قريتنا الجميلة من بين أيدينا ضاعت  و منا من يتفرج و الآخر عبد يتلقى الأوامر و يقبض الثمن و كل شيء بوجهة نظره له ثمن . و ألأخرون يصرخون فلا مجيب .. فالحق مكروه و المطالبون به يجب أن يعاقبوا و يسخر منهم , فأصبحنا و كأننا عبيد , تشترى وتباع  , و تخضع لسوق المرهانات .  
مسؤول يوضع بموقع كبير و بعد فترة كالبيدق ( الجندي في لعبة الشطرنج ) بأصبع السلطة  يضرب و يزاح ليأتي من بعده بيدق أخر و ليكمل العمل و الأدوار تتكرر و عنكاوا وحدها هي التي تدفع الثمن .
و لم يعد يبللنا المطر و أراضينا يوم بعد أخرلا تثمر و نحن نتحول لصخرة لا تنطق  . و المشاريع تحتلنا و كما يحتل المحتل أرضنا و كما يغزوا الوطن .  يا أيها المطر كل البشر يعشقون المطر و ينتظرونك بشغف , إلا نحن فلم تعد تعني لنا شيء لكوننا لم نعد نعشق أرضنا و لم يعد يعشقنا المطر .
يا أيها المطر الحزن ينالنا يوم بعد أخر و كل يوم أرضنا كالفريسة بين أنياب الليث تمتزق و ينهش لحمها و نظن إنها ترقص أو تفرح .
يا أيها المطر بماذا نصدق الدجلة و رجال المؤتمرات و الندوات والمطالبون بمراكز و مواقع قيادية بالأحزاب و الحركات و إن كانوا من أول جولة كالغزلان تقفز بعيدا وتهرب , و تترك الشباب حيارى و كل العيون تدمع . و عنكاوا لا تزال تعشق المطر و ليعلم من لا يعلم بإن عنكاوا لن تكف عن عشقها للمطر .      
  


50
                                              مستقيل أنا عن الكتابة عنك يا موطني .
باسم دخوكا

مستقيل أنا , وما أغرب إستقالتي , فلا هي من موقع في السلطة , ولا من مركز في حزب معين و لا من جمعية أو منظمة مدنية ..  مستقيل أنا من الغوص بالجراح و الكتابة عن هموم ألأبرياء و لعن الذين يتاجرون بقوت الشعب و حقه بالحياة . مستقيل عن الدفاع عنك يا أمي الغالية عنكاوا , مستقيل أن أشجب الفساد و ألعن الفاسدين و المنافقين و التجار الملعونين و تحت كل التسميات . مستقيل عن البكاء أو الشكوى و حتى عن رفع يداي نحوى السماء مستغيثا ً بالرب الخالق و إنصافه للمضلومين و الأبرياء . مستقيل أنا , فالحرية في وطني تعني لنا الداء , و الكرامة تباع في الأسواق , و النضال أصبحت تدوس عليه أقدام الثوار , و السماسرة أصبحوا من المقدسين و ألأحزاب التي ثارت على الظلم أصبحت أكثر ظلما ً عن ما فات . مستقيل أنا عن الحب أو الكراهية و حتى عن الحياد . سوف أقفل فمي و أكبل يداي و ألعنهما إن نطقا أو دونا حرفا ً بحقك يا موطني و يا شعبي المسكين . مستقيل بزمن كان يجب عليِّ أن أثور و أثور و أدافع و أدافع لكي لا تتكرر المأسات , و لا يولد ظالم آخر يعكرعلينا الحياة . لكن المصيبة فينا و ليس بالذين يتسلقون على أعناقنا ,  نرفعهم نحن.. نرفعهم و نرفعهم و نرفعهم إلى أن يصلوا الى السماء . و لا تطالهم لا مطالبنا و لا أيادينا و لا حتى الدعوات . مستقيل أنا , الكلمة الحرة أصبحت لا تطاق و تطعن من كل الإتجاهات , والأغرب ما بالإمر حتى الرفاق يسخرون منك ومنها ! كأننا أصبحنا كلنا سواء .. الفاسد , الدجال , المنافق , الصادق أصبحوا كلهم يقاسوا و بنفس المقياس . عجبي من وطن يبتلي بكل هذا البلاء . مستقيل أنا عن هكذا إنتماء .. وطن يصبح ملك لأفراد , وعلم إحتار بأمره كل الشعب , و يكاد يصبح لنا عشرات الأعلام . دولة في دولة , وحزب في حزب , و قادة عددهم يزيد كل يوم , و الشعب يطبل لكل هؤلاء . مستقيل أنا عن مهزلة تطبل لها كل الأطراف , و يلعبها الجميع , و لا يمل حتى الذي يدفع بها الدماء و تروق له و يصبح جزء من المصيبة . فيا ويلنا , كيف يكون النجاة ؟!  مستقيل أنا و يا ليتني أستطيع أن أذكر كل الأسماء و كل الأحزاب و التجمعات و كل الصعاليك الذين أصبحوا قادة  يتحدثون عن الأمجاد . مستقيل أنا عن كل ما يطالب به أبناء شعبي وخصوصا القادة منهم و أكبرهم عبد يقبل الأيادي ويستجدي المراكز و الغنائم . دجل في دجل و من يكذب أكثر له بعض عما يزيد من مائدة الكبار . مستقيل و لكني سوف أبقى أروي كل تلك الحكايات و القصص الحزينة عن شعب أضاع حقه و حريته و تقبل الأهانة , و رضى أن يعيش عبدا بزمن لم يعد فيه وجود لألهة يصنعها بأيديه و يلعنها بعد حين .
مستقيل عنك يا وطني فلا علمتني يوما ً أن أحب كما يجب , ولا أن أكره ما يجب , كنت دوما ً عبدا ًعليه الطاعة و الإنصياع . مستقيل , و لا أدري كيف يستقيل المرء , فأنا كبرت بوطن لا يستقيل فيه أحدا ً , أما أن يطرد أو يحكم , فالإستقالة شيء جديد تعلمته في وطن يحترم الإنسان .
حكايتنا غريبة و كل من يستمع إليها يستمتع بها , إلا نحن الذين ذقنا منها الويلات . قصة شعب تحول الى شعوب و أقوام و أحزاب و تيارات و الى كل ما يفرقه عن بعضهه , و لا يجمع بينهم شيء إسمه الوطن , وكأنهم أعداء  .
مستقيل أنا و الدموع تغرق العيون و القلب يتحصر على ما قدموه الشهداء  لأجل وطن ٍ تحول الى غابة كل من يملك القوة يفترس كل ما يقدرعليه , و لا حياة فيه سوى للأقوياء .   
 

51
                                                          ألا تستحق عنكاوا أن ندافع عنها ؟
باسم دخوكا

من منا لا يتأثر لو سمع بمصيبة حلت بشخص ما حتى لو التقاه صدفة و لمرة واحدة ؟ من منا لا يتأثر لو سمع إن فلان من الناس أصيب بحادث مؤسف , و إن لم يكن على صلة قوية بذلك الشخص ؟ فكيف لا نتألم و نتأثر و نذرف الدموع على أرض عشنا و ترعرعنا عليها نحن وأجدادنا !؟ و لنا  ذكريات في كل شارع من شوارعها و لهونا و لعبنا في كل أزقتها , و صبرنا على كل ما حملته السنين من أحداث و خصوصا ً المرة منها . 
كيف لا نتأثر عندما نجدها تصرخ و بأعلى صوتها مستنجدة بأبنائها - أين أنتم ؟ فإنهم يمزقونني إربا ً .. إربا ً . تلك الحبيبة ذات الجمال الساحر , تلك ألأراضي الشاسعة و التي كانت تحيط بالقرية , و الكل ينشغل بموسم الزراعة و عيونهم لا تفارق السماء منتظرين هطول الأمطار , و ما أروع قصة عشق هذه عندما يعانق المطر أرض عطشانة , و ما أروع العطر المنبعث من هذا العناق . و يعلن الربيع عن أجمل ولادة تشهدها الأرض و تتزين بأجمل الألوان و تنطلق سنابل الحنطة والشعير لتغطي قامة الرجال . المودة و المحبة تجمع الجميع و التحيات الحارة تتناقل بين المارة و الكل يعرف بعضهم البعض , الوجوه تشبه بعضها و الملامح هي .. هي , و إن لم يتعرفوا عليك من خلال ملامحك , يشبهونك بوالديك , و بعدها يدعون من الله أن يحفضك لهما . ألا تستحق تلك الأرض منا كلمة ( الحق ) بحق ما يحدث لها .. أرض عذراء تحولت الى أرض ُيهتك عرضها . تحولت من أرض تنبع منها الحياة الى مساحات و أمتار تعرض في السوق لمن يشتري .  البعض يبني عليها مجمعا ً سكنيا ً , ومشاريع تلوا مشاريع و كلها لا منفعة منها إلا لمستثمريها  و البعض الآخر تصرف بما لا يملك , ومن بين يديه تقطعت الأرض الغالية الى هدايا متبعثرة يهديها لمن يشاء . صفقات و صفقات على حساب دموع وأهات لشعب لا حولة له و لا قوة أمام سلطة الأقوياء . وما يهم هؤلاء ألأقوياء أن تكون هنالك أرباح و أموال و عنكاوا تعرض في السوق كالبضاعة , فمن يشتري ؟
ألا تستحق منا كلمة أينما كنا و من كنا و أينما صفى بنا الدهر ؟
ألا تستحق منا دمعة أو صرخة أو موقفا ً, حتى و إن كان لا يغير من الواقع بشيء ؟ لكنها تستحقه , أليس كذلك ؟
هل إستطاع أحدنا أينما رحل أن ينساها أو يتنكر للأيام التي عاشها فيما مضى من عمره على أرضها ؟
ألا تستحق منا أن نعتز بها و بأرضها و بأبائنا وأجدادنا الذين لازالت روائحهم تفوح من كل شبر من أرضها ؟
لماذا الصمت ؟ لماذا الأكثرية يقولون إنها ليست مشكلتي ؟
كيف لا تكون مشكلتك ! و هي أرض أجدادك ؟ كيف لا تكون مشكلتك , و إن زرتها مرة كل عدة أعوام , فكلما تطىء قدمك على أرضها تشعر بإن ما مضى من العمر لا يحسب  .
انها مشكلتنا أينما كنا و من كنا , إنها مشكلة كل انسان حتى و إن لم يعرف عنكاوا و لم تطىء قدمه على أرضها , إنها مشكلة الإنسانية أجمعها .. فالعذراء تغتصب و ألأرض الطيبة تتحول الى مفترسة , و الحياة الهادئة تتحول الى صخب البارات و القرية الصغيرة تختنق بالضجيج , و عمارات شاهقة باتت تنتشر فيها . و ما تبعثه العربات من الغازات السامة و الشوارع تضيق بها الانفاس ... و يقول البعض انها ليست مشكلتي ... ! ليست هنالك دولة  في العالم المتحضر أجمعه تحول القرية الى مدينة و تنشأ بها مشاريع و تغير معالمها بهذه الطريقة العشوائية . نحن نعيش في دول كبيرة و عظيمة و لا زالت هنالك قرى تحيط بالمدن الكبيرة و عندما تدخلها يجب عليك أن تحترم خصوصيتها . و ما جعلني أن أكفر بالتطور المزعوم بلا دراسة و فهم أو ادراك هو ما أبصرته عيناي في قرية أمريكية لا تبتعد عن احدى  المدن الكبيرة إلا قليلا ً و فيها مناظر خلابة و رائعة و أبت تلك القرية أن تستخدم الكهرباء و معظم الناس لا يستخدمون العربات . و عندما تسألهم يقولون إنه خيارنا . فمتى يحق لشعب عنكاوا بأن يكون له الخيار ؟ بالرغم ان خيارات الشعوب في بلداننا لم  يحسب لها يوماً حساب . لكننا سوف نندم لكوننا لم تكن لنا كلمة الحق نطلقها دفاعا ًعن أرض أجدادنا التي تصرخ و تستغيث بنا نحن الأبناء .   
           
 

52
                             عندما يمتزج الفرح بالدموع ( إلغاء مشروع الأبراج الأربعة ) في عنكاوا العزيزة
باسم دخوكا

لأول مرة في حياتي لا تسعني الفرحة بخبر ( ايقاف مشروع ألأبراج الأربعة ) لأول مرة إمتزجت دموعي بالفرحة و صرخت بأعلى صوتي ( و أخيرا إنتصر الحق ) . لأول مرة سوف أقدم شكري للحكومة , فأنا لم أشكر أي نظام حكم في حياتي و لم أشكر أي قائد حزب و لم أطبل لأي مسؤول كبير في السلطة و لكنني اليوم أشكر سيادة الرئيس مسعود البارزاني و أشكر كل من وقف خلف إصدار هذا القرار بإيقاف مشروع  الأبراج الأربعة . أشكر سيادة المطران الجليل ( بشار ) على حبه و موقفه النبيل بإتجاه عنكاوا . أشكر ... لا أود أن أشكر فقط .. لو أستطيع أن أقبل وجنتي كل شبابنا و أحضنهم و نبكي كلنا فرحا ً و أقول لهم أنتم يا أحبائي بإصراركم و تحديكم وبمواقفكم و بكل كلمة و بهذا الإنجاز ( يدا بيد من أجل عنكاوا ) صنعتم فخرا لن ينسى لعنكاوا ... فالكثيرين لم يؤمنوا بكم يا أحبائي و لم يمدوا أياديهم  ليساندوكم و لم يستمعوا اليكم , و لكنكم أثبتم أنكم بقدر الموقف و بقدر هذا الحب العظيم لعنكاوا , و كيف لا و أنتم أبنائها . إسمحوا لي أن أقبلكم فردا.. فردا و أقول لكم .. عشتم لعنكاوا وعاشت عنكاوا بكم . و أشكر الشاب المكافح و الذي يعمل بجهد عظيم هدير كوندا و عمكاباد و شكرنا لكل الجنود المجهولين الذين قدموا شيء و كان لهم موقف جميل و ما أود أن أضيفه هو شكري و إعتزازي الخاص بأبنائي دانيال وأوجين روند وهنا يضرب المثل ( فرخ البط عوام ) فهنيئا ً لصديقي روند بهكذا أبناء و أرجوا أن تتقبل مني يا سيدي روند : إنهم ليسوا ابنائك فقط بل هم أبنائي أنا أيضا , فمن حقي أن أفتخر بهم و كما أفتخر بالعزيز سافيو نباتي هذا الشاب الجريء و الذي لا يخضع و يدني بقامته و هو ابن عنكاوا البار و هكذا هو إبن صديقي العزيز سيفان فاروق حنا هذا الشاب الجميل و الذي عمل بلا إنقطاع أو كدر , و لا يفوتني أن أشكر العزيز كلدو رمزي أوغانا و قد كان شمعة أخرى تضاف الى الشموع التي تقبل أن تحترق لتنير لنا الدرب و كما نشكر عنكاوا كوم على متابعتها و نشرها للمستجدات على الساحة و لا يفوتني أن أشكر عنكاوا بوست و كل كوادرها وخصوصا العزيز ريبين  و عمله الرائع و أخيرا ً أقول كل هذا الشكر قادم من شعب عنكاوا و تاريخ عنكاوا وحاضر عنكاوا .

53
                                                شركة أشور تكشف عن أنيابها .
باسم دخوكا

هل يعقل أن تبعث شركة استثمارية برسائل إنذار و تهديد الى مجموعة من الشباب لم يرتكبوا ذنبا ً سوى إنهم حريصون على منطقتهم و أرضهم ؟ هل يعقل أن تستخدم شركة أشور ( أسلحة ) لا يمكن و لا يحق لها بإستخدامها في مجتمع متحضر و ضمن نظام يقر و يحترم حق الرأي و يسعى لتطبيق الديمقراطية ؟

هل شركة أشور هي ( السلطة و القانون ) لتصرح ب ( أعذر من أنذر ) و حتى إن كان المقصود بها رفع دعوة قانونية , فهل يحق لمن يرفع دعوة قانونية بأن يذكر ( الجملة ) أعلاه ؟!

عجبي من هذه الثقافة القانونية و العجب الأكبر هو إنها تستخدمه بحق الذين يمتلكون حق الدفاع عن قريتهم و شعبهم . وما هو الغريب بالإمر إدعاء الشركة بأن المشروع هو في صالح شعب عنكاوا و شبابها , إن كان كذلك فلماذا تهدد و توعد برفع دعاوى قانونية ضد كل من يرفض اقامة المشروع و الذين يرفضونه هم أبناء عنكاوا ؟ و يعبرون عن رفضهم له بطريقة قانونية و سلمية . فكل ما فعلوه و يفعلونه هو جمع التواقيع و ليس جمع ( الأسلحة ) و هل هنالك أفضل من هذه الوسيلة الحضارية بالتعامل مع الواقع الذي يضر بعنكاوا و شعبها ؟ فما بالكم و من تكونوا ؟ هل سلطتكم هي أكبر من القانون ؟ وهل أنتم من يحدد ما ينفع وما يضر وحسب مصالحكم ؟ وهل أنتم ( آيةِّ ) من كتاب الله و لا يجوز مخالفتها أو رفضها ؟ فمن أنتم ؟ و لإول مرة أجد شركة إستثمارية تستخدم سلطة قانونية و كإنها قابلة للتنفيذ و غير قابلة للشك , ولربما تخسر دعوتها أو ترفض من قبل السلطة القانونية التي تسير شؤون البلاد .

و تتجرأ بذكر أسماء الأشخاص الذين قد ترفع دعوة قانونية ضدهم و تتناسى إن المشروع هو مرفوض من قبل شعب عنكاوا بأكمله و إضافة الى المنظمات المدنية و الأحزاب السياسية و سيادة المطران و كنيستنا الكلدانية . فإذا كانت شركة أشور تعتقد بإنها تعرف مصلحة شعبنا أكثر من هؤلاء جميعا ً فإنها تذكرنا ( بصدام ) و نظامه بمقولته الشهيرة ( إذا قال صدام , قال العراق ) . هل وصلت الرسالة ؟

54
                                                    المعقول و اللامعقول ..
باسم دخوكا

كنت شابا يافعا ًعندما قرأت كتاب ( المعقول واللامعقول ) للكاتب الفلسفي الكبير ( كولن ولسون ) و قرأته لعدة مرات , بالطبع لم أفهم منه إلا القليل . و إستفدت منه أخيرا ً لكوني وجدت عنوانه يلائم ليكون عنواناً لمقالي الجديد و الذي أود أن أستطرد بكتابته و بالرغم من إني لا أعلم الى أين سوف تقودني أفكاري . كل ما أعرفه إن العنوان مغري جدا ً للأسترسال في محاولة للربط بينه و بين الكثير .. الكثير من ( اللامعقول ) الذي يجري حولنا . و خصوصا ً( المعقول ) بات ضئيلا ً جدا ً , و لم نعد نراه إلا بعدسات مكبرة .
المعقول , أن نتعلم من أخطائنا سواء إن كنا شعوب أو حكومات أو أحزاب .
اللا معقول , أن نصفق لكل من يعتلي كرسي الحكم . اللامعقول أن نمارس عنجهية حزب دكتاتوري حكمنا في الماضي القريب و نقلد إسلوب حكمه .
المعقول , أن نقدس الحرية و خصوصا ً نحن المكبلون لدهر من الزمن .
اللا معقول , أن نسد الأفواه و نكبل الأيادي و نغتال المنادين بالحرية  .
المعقول , أن لا تغرينا السلطة و الكراسي و الأموال , فنحن الذين دفعنا دماء لا تقدر بثمن من أجل ما نؤمن به و هو الوطن و الحرية و الكرامة.  
اللا معقول , السلطة , الكرسي , المال أصبحوا من مقدساتنا و أصبحنا عميان لا نبصر سواهم .
المعقول , أن نبني , ُنعمر , و نتطور .
اللا معقول , أن ننظر الى الأخرين و كأنهم خدم لنا , و نستثمر على حساب الشعب , نبني لأنفسنا قصور ومنتجعات و ألاف من أبناء شعبنا جياع  و محرومون .
المعقول , أن نستمع لشكاوى الأخرين و ندافع عن حقوق المظلومين و أن نساعد الأيادي التي تمتد لنا  .
اللا معقول , أن نعتبر الشعب قطيع من الأغنام و نقوده الى أينما نشاء .
فبين المعقول و اللا معقول ... ألف حكاية و حكاية و أن سردناها سوف ندون كتب كثيرة غريبة و عجيبة , قصص عن أبطال تناسوا و مجهولين تحولوا الى أبطال . مثقفون  ُجهلوا و جهلاء أصبحوا من كبار الثقافة و السياسة . معظم الذين ركبوا الموج الجديد هم الذين ترجلوا عن الموج القديم , فمن إعتاد أن يبيع نفسه لن يصعب عليه أن يستمر ببيعها . و لا أخفي عنكم سرا ً لو ذكرت أمنية أتمنى أن تتحقق عن الذين يحكمون اليوم و أقربائهم و حاشيتهم .. تمنيت أن أرى أحدهم يكتفي ببعض من ملايين الدولارات , أمنية تبقى قائمة إلى أن يظهر أحدهم ويقول : إنه إكتفى بالملايين وعلى عدد أصابع اليد الواحدة أو كلتا اليدين , عندها أكون من الشاكرين .
غريب هو أمرنا سواء إن كنا ضمن الشعب أو قادة أحزاب أو الذين يتقلدون السلطة , فالشعب ُيقهر و ُيظلم و يعاني و يستمر بتمجيد قائد لا يشبع , لو وزع نصف ما يملك في خدمة شعبه لإستحق أن ُيقدر .
شعب ٌ .. لم يتعلم لا من الدرس الذي مضى و لا مما تراه عيناه في  الدرس الحالي و الذي يجلس فيه على (الحصير) و المعلم بيده عصى غليظة يلوح بها لكل من يتحرك .
قائد و فارس لم يتعلم السير على قدميه , ودرب جواده على أن يشق طريقه بين زحمة الثوار وهم من حوله و أدميت أقدامهم من السيرعلى الأشواك بلا تعب أو ملل أو كدر .
قائد و إن مات شعبه من الجوع فهو لا يرضى إلا بلحم الغزال و أشهى المأكولات و إن كان الحجر مخدة للثوار , فإن مخدته مصنوعة من ريش النعام .
قائد لا و لم يجد مشكلة في إطعام صغاره و كسوتهم و لا عند مرضهم .
و لم يعيش الظلام إلا ليستمتع بالنظر الى ضوء القمر و نجوم الليل التي تتلألىء في السماء .
قائد يقسم بحياة الشعب و الشعب يكاد أن يصبح بلا حياة .
قادة أنعمنا " الله " بهم  و النعمة لن نتذوقها إلا برحيلهم  .

ملاحظة : سوف أقدم إعتذاري للقادة الذين ليس فيهم صفات القائد أعلاه , ولكن بعد أن يبرهنوا .      

55
مجرد أسئلة في زمن التغيرات

 باسم دخوكا  

لست أدري لماذا أحلام الشباب في بلداننا لم تتحقق يوما ً ؟  لست أدري لماذا و كلنا حلمنا وعبر زمن طويل و كل أحلامنا كانت تصطدم بواقع مرير يصفعنا على وجوهنا صفعة تفيقنا وقد تجعلنا بأن لا نحلم , أو تدفعنا و أحلامنا  للهروب الى عالم الخيال الذي من خلاله كنا نعيش الحرية و نتنفسها .
قبل أيام و بفكاهية الحوار الذي إعتدنا الدخول فيه أنا و ولدي الشاب (وهو في السنة الثالثة من دراسته الجامعية و بإختصاص دراسات عالمية ) بادرني متسائلا ً - أبي الى أي حد تعتقد إني أستطيع ممارسة حريتي سواء بالرأي أو الفعل ؟
قلت له و أنا لا أستطيع أن أخفي إبتسامتي المريرة - الى الحد الذي أسمح به لك من خلال سلطتي الأبوية . و من ثم لم أتمالك نفسي , فقهقهت ضاحكا ً و أنا أتذكر مرارة الزمن الذي ترعرعنا فيه .
قال لي وهو يستغرب ضحكتي - و هل تسمي هذه بالحرية ؟
- لا يا بني هذا ما عشنا نحن فيه , حريتك أنت  ُتقيمها و  ُتحدد معالمها و تعمل جاهدا لتستحقها , و إذا كان هنالك شيء معين تحتاجني فيه , سوف أكون حاضراً لأساندك و أشد من عزمك , و إن احتجت لنصيحتي سوف أكون ممتناً لك .
لنعود الى ما يصنعه شبابنا بزمن التغيرات و نوضح فيه دور الكبار .
الكل يعلم سواء في تونس , مصر , ليبيا و سوريا حاليا ان الشباب هم الذين أشعلوا فتيل الثورات وهم الذين قدموا أكبر التضحيات . الكل يعلم إن الأحزاب السياسية و التيارات الدينية هي التي أقحمت نفسها بالثورة بعد أن وضحت معالمها و بعد أن حسمت كفة الميزان الى نصرة الشباب . الكل يعلم و خصوصا في بلداننا إن التيارات الدينية أو المذهبية أو القومية لها دورها المؤثر و السلبي على العقول و تقفز فوق الأعناق و تفرز سموما لا تختلف عن ما أفرزته الدكتاتوريات التي حكمت سابقا ً , و لربما تكون أسوء منها . و التجربة تثبت إن المثل العراقي الذي قيل سابقا ً كان في محله سواء في مصر أو تونس ولربما في بلدان أخرى مستقبلا ألا وهو ( يا من تعب و يا من شقى و يا من على الحاضر لقى ) .
 الثورة الشبابية التي ولدت أفرزت انتخابات ديمقراطية و فازت بها الأحزاب الاسلامية في تونس و هذا ما يحدث في مصر ايضا , و بالطريقة الديمقراطية . والغريب بالأمر إن الاسلامين لا يأمنون ( بالديمقراطية ) أصلا ً . و لكن ما من عيب أن يستفيدوا منها ليحكموا ! والسؤال الذي من السذاجة أن نسأله - هل هؤلاء سوف يحكمون بالديمقراطية ؟ أم ان الديمقراطية هي الوسيلة الوحيدة لوصولهم للسلطة و من بعدها سوف يدفنونها و( ُيكفرون) الذي يطالب بها . ومن ( سماتهم تعرفونهم ) .
 فالتجربة الشبابية الرائعة قطف ثمارها الذين عجزوا ولأربعون عام و أكثرعن تحقيق أي شيء . و السؤال الذي يفرض نفسه :  كيف يمكن أن تفوز التيارات الدينية و التي عجزت فيما مضى عن تحقيق ما فعله شباب الثورة في غضون أيام و أسابيع ؟ الرد بالطبع سهل و لكنه قاسي ( لكون عدد الجهلة  يفوق و بأضعاف عدد المثقفين والواعيين في بلداننا ) و هؤلاء يعتمدون على أصوات عامة الشعب الذي بدوره يخضع للفتاوى أكثر من أي شيء أخر , فالذي يخشى الجهنم لابد أن يصوت لهؤلاء , يجهل بأنه و على أيديهم لسوف يراها و يعيش فيها .
الحقيقة التي لا ندركها نحن الشعوب و التي ُبليت بدكتاتوريات و على مر الدهر.. إننا بأيدينا نصنعها هذه المرة و نغذي وصولها للسلطة و نخضع لها , نعم هذه المرة لن نستطيع أن نلوم أحداً  , و لن نجد مبررا ً لما نحن فيه , فالفرصة الوحيدة والتي ننالها اليوم .. بأيدينا  ندفنها  .
و أغرب ما في الأمر إن معظم المثقفين و الذين يخيبهم ما يرون يقولون : إن معظم شعوب العالم مرت بهذه المرحلة , وكأننا نعيش لنكرر ما مرت به الشعوب في مراحل معينة من هذا الزمن , وننسى ونتناسى بأننا لا يجب أن نقيس الأمور قبل أربعون أو خمسون عام و أكثر, بل علينا أن نصنع حاضرنا ولا نترك ذلك للقدر أو للصدفة , وهل إننا نشبه تلك الشعوب بثقافتها و تقدمها أو تحضرها ؟ فنحن نختلف عن تلك الشعوب بأبسط المعايير وهي : إن ثقافتنا و كل جوانبها تحثنا على العنف ... العنف و ليس غيره .
فلا مقارنة بين ما حدث ويحدث سوى إننا نعود الى الوراء .. الوراء و هذا ما سوف يقودنا الى الهلاك , و  بأفضل الأحوال سوف نضطر  للتخلي  عما تعودنا عليه من التطور و التكنلوجيا و نعود الى الزمن الذي لم نتعرف على أي إنجاز فيه سوى .. ناقة و بعير و غزوات .  
    

56
خبر سعيد جدا ً , شكر وتحية الى قوات الأسايش و رجال الأمن في كردستان و هذا يثبت حرصكم و نتمنى لكم كل الموفقية في عملكم .

57
                                           أنا أخشاكم , و لكن دفاعي عما أؤمن به أكبر منكم .
باسم دخوكا

الخوف , شيء تعودنا عليه نحن العراقيين , فالسلطة لم تتعامل يوماً معنا بطريقة أخرى سوى أن " تخيفنا ". أنا لازلت أخشى " صدام " و قد مضى على رحيله أعوام , لازلت أخشى أيام و سنين و طريقة حكمه , لازلتُ أخشاه  وبالرغم عما يقوله لي الأخرين بأننا نعيش اليوم زمن الحرية و الديمقراطية و قد ولى " البعث " و نظام حكمه  .
لا زلت أخشى , و هؤلاء قد رحلوا و القادمون ليسوا بأفضل منهم ,  و إلا لماذا الخوف لا يزال يتربع على صدري و يتوغل في عقلي و يأسر فمي , فهل من سبب أخر يجعلني أخشى الحكومة و الاحزاب القوية التي تتحكم بكل شيء , سوى انها لا تختلف عن الذين رحلوا ؟ ولماذا أخافهم و القادة و الأحزاب حولي تتحدث و تنادي بالحرية و الديمقراطة ؟ كيف اخاف من  الذين يحكمون اليوم وهم عانوا من الظلم و حكم الدكتاتورية ؟ كيف ؟ و أنا الوحيد من بين الكل أقول و بأعلى صوتي .. ما زلت أخافكم  و أخشاكم , و لا أستطيع أن أتنفس بحضوركم ؟ و تقولون .. قد ولى زمن حكم البعث و الدكتاتورية !؟
هل أنتم أفضل منه ؟ هل أنتم أعظم منه ؟
فلا تختلفون عنه , أنتم البديل الذي يودني أن أبيع ما تبقى لي , لأرضيه .
قادة كبار و أحزاب عظيمة تحتل كل شيء و لا يحق لك حتى النقاش . عظماء , عظماء , و يكادوا أن يشبهوا بعظمتهم الأنبياء . و يسحقونك كالجراد , إذا ما خالفت و إعترضت أو حتى سألت , كل ما يجب أن تقوله هو أن تمجد أفعالهم , و هم مجرد كلام بلا أفعال .
فلا تستطيع أن تنتقد المالكي و هو يقود الوطن الى الهلاك .
و الرئيس الطالباني ,  يا للعجب " يحب الضحك " و الوطن كله يبكي من سوء الخدمات .
و غيرهم و ما أكثرهم و كلهم " داء " و ما من بعده  داء .
إكذب , إكذب , إكذب . فالكذب أصبح دواء .
فتارة نكذب لكي نجمل صورة قائد قبيح , لعله يعقل .
تارة نكذب لكي نجمل صور مرحلة نودها أن تمضي , ونعتقد بأن الغد لابد أن يكون أفضل وأجمل .
و تارة أخرى نكذب .. لكوننا لم نعيش الصدق , و كيف لنا أن نتحدث عنه أو نشعر به , إذا كان كالحلم أو السراب ؟
فهذا الزمن , أسوء زمن مر به الوطن , و يا ( للخيبة ) إعتقدنا انه مرحلة البناء .
زمن لا تميز فيه بين الذين ناضلوا و الذين يناضلون اليوم , فالكل أصبح سواء , و الأغرب , تجد الذين لم يناضلوا لهم رأي و الذين ناضلوا أصبحوا " خرسان " .
إكذبوا , فمن عادة القادة أن يحبوا الذين يكذبون .
إكذبوا , فمن المعروف أن يكون هنالك مناصب و منافع كبيرة للذين يكذبون , و لكن على من تكذبوا ؟ على أنفسكم أم الأخرين ؟ و في كلا الحالتين ... أنتم مجرد " كذابين " .
وطن أصبح بلا هوية , أصبح بلا جنسية و بلا إنتماء .
و المصيبة , الكل يتغنى به و حتى ذات اللهجة الفارسية .
ضاع الوطن , سردار صديقي العزيز , أحمد رفيق الدرب , علي الذي قاسمني الهموم , أصبحنا غرباء في وطن إسمه العراق  .
فكيف لا أخشاكم , و أنتم لا تودونني أن أكون إلا ما تريدون ؟
قتلي سهل , خطف و رصاصةٌ , و جثة ترمى في زاوية و في الغد الكل يتبرأ من جريمة إرتكبت و بوضح النهار .
أخشاكم , ومن لا يخشاكم ؟ أحزابكم , منتسبين لكم , أقربائكم ؟ الكل يخشاكم , و هل تعلمون الفارق بين الذي يخشاكم أو يحترمكم  ؟ هيهات  فهذا بعيد .. بعيد عنكم .  

58
 
العزيز إيفل ..
باقة من أجمل الزهور وأعطرها أهديها اليك لهذا الانجاز الكبير و الرائع و إنه لفخر لعنكاوا أن يكون أحد أبنائها الأعزاء يحقق هذا الانجاز الكبير .
تقبل كل المحبة و فائق التقدير .     

أخوك
باسم دخوكا   

59
                                      شبابنا في عنكاوا و الدرس الكبير الذي نتعلمه منهم .
باسم دخوكا

إن كتبت عن الذين يستحقون أن نكتب عنهم فانا لا أكشف سراً ولا أضيف شيء ً, فهم أثبتوا إنهم هناك , لهم قناعتهم و لهم رأيهم  و لهم حقهم و إنهم أبناء عنكاوا التي لطالما أفتخرت بما أنجبته من أبناء بررة . نعم , من حق عنكاوا أن تفتخر بأبنائها , و ما أكثر الذين لها الحق بأن تفتخر بهم ؟ أبنائها الذين لو ذكر النضال فكان لهم دور كبير , لو ذكر العلم فكانوا السباقين في الذكر , لو ذكرت الرياضة فلهم مكان مرموق , لو تحدثتَ عن المحبة فقلوب أبنائها تفعم بها , لو تحدثت عن ايواء الغريب فكانت بيوتهم مفتوحة للقادمين , ومن يستطيع أن يتجاهل ما قدمته عنكاوا و شعبها عام " 1992 " للذين طرقوا على بابها ؟
شبابنا اليوم و بعد معانات كبيرة مع الغبن و الظلم و الصبر يكاد يشبه صبر " أيوب " ينتفضوا , يرفضوا , و يتحدوا و صوتهم يدق في أذاننا نحن النائمون قبل أن يوقظ المعنيين . نعم صوت أكبر من أن يتجاهلوه الكبار أو المناضلون العظماء أو الذين يعتقدون بأنهم كانوا مناضلين .
صوت قادم لا يتفاخر بحزب أو إنتماء لجهة سياسية معينة , لا  يمجد هذا أو ذاك , و لا يطالب إلا بحفظ كرامة عنكاوا و شعبها و أرضها .
صرخة شباب , لهم رأيهم و لهم قناعتهم و لهم إيمانهم بأن الفساد لا جنسية له  , لا لون له و لا خوف منه . فإنه مكروه و إنه مرض لابد من علاجه , بل و إنه  ورم خبيث لابد من إستأصاله .
شبابنا و بعمر الزهور , لا أدري ان كانوا قلة أم كثيرون و لكني أراهم كثيرين و كثيرين جدا ً , و كيف لا و الحق معهم و نحن معهم  .. فهم أبنائنا و إخوتنا و أبناء بلدتنا و ( إحسبها كما تشاء)  فستجدهم بعدد أهالي عنكاوا بأكملها , و بالطبع  ما عدا المنتفعين أو الذين يقدرون الأشياء حسب مصالحهم أو ماديات و هم " قليلين " .
شبابنا ..
حلم جميل , أمل أجمل , غد أفضل ..  شجاعة , فكر , عمل و كلمة حرة يجب أن ُتقدس . بعمر الزهور و هل هنالك أجمل من الزهور ؟
زهور لا ترضى إلا بالربيع , و الربيع لا يكون " ربيعا " من دون الزهور .
شبابنا , يحملون على أكتافهم النحيفة هموم بلدتهم و يطالبون بما يحفظ حقوق أبائهم و أجدادهم بالأرض التي ولدوا وكبروا عليها . شبابنا , أولادنا و بناتنا , رسالتنا إليكم مختصرة و بسيطة جدا ليس فيها الكثير سوى إننا فخورون بكم .              

60


أعزائي شبابنا ..
تقبلوا مني باقة عطرة من أجمل الزهور و أعطرها بمناسبة تأسيس رابطة طلبة وشباب الكلدان . أتمنى لكم كل الموفقية و النجاح في عملكم من أجل ما يخدم شعبنا في المنطقة .

أخوكم
باسم دخوكا

61
                     هل نحتاج لثورة بيضاء في عنكاوا ؟
باسم دخوكا
 
كلنا يعلم إن هنالك الكثير من الهموم الكبيرة و التي تشغل ( بال ) حكومة الأقليم حاليا ً , و كلنا يعلم إن هناك الكثير مما يدور على الساحة السياسية العراقية , و ما يجري على الحدود سواء الشمالية والشرقية أو الجنوبية و التي تدفع الحكومة بأن تعطي الأولوية لهذه الإمور المهمة . لكن هل هذا يبرر كل هذا التجاهل لما نطالب به نحن أهالي عنكاوا ؟ و هل علينا بأن لا نشكي و نرفض ما يدور من فساد في مدينتنا الصغيرة ؟ نحن نعاني ومنذ سقوط الطاغية , و الحكومة لا تبالي ؟ أراضينا نهبت , وعشوائية توزيعها و ما يقابله من الفساد في قانون ( الخصخصة ) السيء الصيت , و لجوء الكثيرين من أبناء شعبنا العراقي و خصوصا ً " أبناء جلدتنا "  من بغداد و غيرها من المدن الى عنكاوا وحدها و عدم دراسة مدى إستييعاب هذه الناحية الصغيرة للقادمين الجدد , إنشاء مطار دولي كبير وعلى حساب أراضي زراعية مملوكة لأهل عنكاوا , حتى التعويض بات حبر على الورق , البارات و الملاهي الليلة و بأعداد ضخمة و لا تجدها بمدينة بحجم أربيل ! و الكثير ..الكثير من المعانات و التي يسببها بعض من الشباب الطائش القادم من أربيل .  
بعضهم و كما ذكرنا سابقا ً ينظر الى أهل عنكاوا و كأنهم عبيد و يمكن أن يفعل بهم ما يشاء !؟
 هل ترى حكومة الأقليم هذه الأشياء ؟ ألا تعادل قصف تركيا على قرانا العزيزة في الشمال أو توغل جيشها بأراضينا ؟ ألا تعادل ما حدث لأبناء شعبنا الكردي في كركوك في زمن حكم الطاغية صدام ؟  ألا تعادل ما تحاول أن تفعله بعض الدول أو القادة الكبار بعدم الأقرار بحق الشعب الكردي بالحرية و الإستقلال ؟
لماذا إذن هذا التجاهل لمطالب شعب يجب أن  ُيحترم , و هو لا يطالب بأكثر من ذلك و من داخل الأقليم ؟
هل اننا مطالبون بثورة بيضاء ؟ " ثورة و بيضاء " و هل يمكن أن نقوم بغير هذا ؟ بالطبع , لا ,,, فنحن شعب عظيم و مسالم , يحب السلام و لنا تاريخ عريق و فكر بناء , و لم نخضع للبعث و كان لنا الكثير من الثوار و الشهداء .
 عنكاوا , تاريخ و حضارة و فكر , فلا تسمحوا للعبثيين أن يفسدوا ما بيننا من الإخوة و إحترام دام لعقود من الزمن .    
هل اننا نحتاج لثورة بيضاء ؟ نعم نحتاج لثورة . لسنا نطالب بها بتغير النظام و لا ضجيج نسمعه  للعالم أو أرجاء البلاد . ثورة نطالب بها بالحق المشروع و الكرامة و أن تحترمنا الحكومة , كما نكن لها نحن الإحترام .
عددنا قليل , و تأثيرنا ضعيف , و هل من يطالب  بما هو مشروع يحتاج الى عدد كبير و نسبة تذكر ؟! و هل أنتم لا تهتمون إلا بمطالب تؤثر على السلطة و الحكومة ؟ أم إنكم فعلا ً تبالون بما يطالب به أصحاب الحق ؟ أليس تحقيق العدالة واجب عليكم ؟
ثورة بيضاء نعلن عن موعدها , و نحضر من أرجاء الدنيا لنسير في موكبها , فهذه عنكاوا , هي أمنا و مهما بعدنا , فإنها الأقرب من الشريان الى قلوبنا , و هؤلاء هم أبناء شعبنا و إخوتنا لن نتركهم و سوف نكون بينهم ومعهم , وهذا واجب علينا .
ثورة بيضاء , نقوم بها , إذا لم تستجيب الحكومة  لمطالب شعبنا , كفى فساداً و تجاهلاً و تجاوزاً  لحقوق شعبنا المشروعة , و لابد للكل أن يتحمل مسؤليته و يبرهن عن إيمانه و حبه لعنكاوا .
ثورة ..
نطالب بها لنُسمعْ صوتنا للذين لا يسمعون .
نطالب بها لكون عنكاوا لم تعد عنكاوا , وأنتم نحملكم المسؤلية .
نطالب و نطالب بها ..
 لكوننا نعتز بالأرض التي صنعت تاريخنا , الأرض التي تربينا وكبرنا عليها , الأرض التي بناها أجدادنا و كل شبر فيها عليه بصمة من تلك الأيادي التي بنت بيوتها أو زرعت أراضيها , تعلموا بأن يحبونها وعلموا أبنائهم بأن يعتزوا بها , فهذه أرضنا , كيف لا تنصفوننا ؟
 " أنا أعشق الحياة , لكني أموت في سبيل ما أؤمن به , و ما أؤمن به هو إننا يجب أن نعيش أحرار ".

62
المنبر الحر / من الذي قال لا ؟
« في: 07:00 19/10/2011  »
                                                                      من الذي قال لا ؟

باسم دخوكا

منذ الصغر تعودنا أن نقول نعم , فقد كبرنا بمجتمعات لا وجود لكلمة ( لا ) , الوالدين غرسا بنا كلمة ( نعم ) و ليس غير (النعم ) . البدء كان بهما و بكل ما يقولان و يأمروننا به , وبعدهما  يأتي المعلم في المدرسة , و الجار الذي يكبرك بألف عام  , و للشرطي , ألف نعم ونعم , و لرجل الدين , ُتقبل يده  و تدني برأسك , و ليس هنالك سوى نعم , و لعمامك و خوالك و ... إلخ .
فأصبحنا الشعوب التي لا تنطق إلا بنعم , و من ضمن الذين نطقنا لهم بنعم  ..
الأب الظالم , والمعلم الجاهل , و رجل الدين الكاذب . و السلطة التي تصفعنا بسبب ومن دون سبب , نقول :- نعم , نعم , نعم .
نحن أناس , معظمنا لم يعرف كلمة ( لا ) .
و إذا عرفها البعض منا فكانوا من المارقين .
و إذا نطقنا ب " لا " !؟   فهلم جرا .. بسيل من التهم و الشتائم و التي لا تنتهي إلا بكونك تتنكر وتتحدى من هم أكبر وأقوى منك , و تكفر بالقيم , وغيرها من   ( المصطلحات ) التي جعلت منا , خراف يجب أن يطيعوا الأوامر , و خرسان لا ينطقوا إلا بأوامر , و عميان  لا يبصرون .

أصبحنا نخاف و نخشى كل شيء ...
فالحب نعيشه بالخفاء ..
و الجسد لا نعرف عنه شيء , و إذا عرفنا عما هو غير مسموح به , يعتبرونه ( فساد ) .
و الحرية ( مكروهة ) , فهي تفسد الإنسان !
و تحول الإنسان الى .... .
الكتاب قل تداوله , و الثقافة أصبحت بلاء ..
و إذا فكرت , تحدثت , دافعت عن المظلوم أو إنتقدت الظالم , إنها السياسة , و ما أقبحها , هذا ما يقولونه عنك الذين لا يبالون , أو الذين يبالون فقط بما هو (غباء ) .
و ما قيمة الإنسان عندما يصبح ك (النعام ) ويظن بإخفاء رأسه بالرمل يحمي نفسه من الإعتداء .

و بالطبع ليست كل  لا , لاء .
لا , للأنظمة الفاسدة التي تقبع على صدور شعوبها .
لا , للأحزاب التي تناضل لأجل قادتها  , لا لشعوبها .
لا , للذين يفكرون , يتحدثون , و يفعلون عوضا ًعنا , و كأننا بلا عقول .
لا , فلأول مرة أشهد لكلمة لا .
 ولأول مرة أشاهد ( لا ) عن قرب و أتحسس بوجودها و أشم عطرها و أعيش معانيها .
إنها ليست البداية , لكلمة " لا " في واقع يغتال كل من :- ينطقها ويؤمن بها و يدافع عنها .
لكن " لا " كلمة كانت أثمن من الحياة , فمن يستطيع أن يرغمنا بأن لا نصرخ و بأعلى صوتنا لا .. لا ؟  
في تاريخنا الحديث كل الذين نطقوا بكلمة لا أعتقلوا أو أعدموا أو شردوا .
و كل الذين حملوا " لا " على أكتافهم و إن رحلوا عنا , فلا زلنا نمجد ذكراهم , و ننحني إجلالا ً كلما يمر بنا ذكراهم , و لا يزالوا يعيشون بيننا و كأنهم أحياء , بل و نحسدهم على عظمة الوجود الذي يتواجدونه فينا و بيننا .
من الذي قال لا ؟
ليس كل واحد منا يستطيع أن يقول لا .
فالكثيرون  ينطقون بنعم ولعشرات المرات في اليوم الواحد , من أجل المستبدين و لإرضاء السلطة .
فلن يكونوا في مواقع و لا مراكز و لا مناصب إن لم ينطقوا بنعم .
لا , لم تكن يوما  ُملكا ً للأغنياء و لا للذين يحلمون بالمال أو الجاه .
فلم أرى أحدا ً دافع عن المظلومين أو ناضل ضد الأنظمة الفاسدة و صرخ بوجههم ( لا ) إغتنى أو أصبح له جاه أو مال , فكل الذين ينطقون بها كنزهم الوحيد هو إنهم أحرار .      



63
                                  إذا لم يكن هنالك من هو فوق القانون  وإذا كانت العدالة تطبق , يمكننا إيجاد الحلول .
باسم دخوكا
 
نحن لا نحلم بإنشاء جمهورية ( أفلاطون ) و لا نطالب بما هو غير ممكن التحقيق , و لابد لنا أن نكون واقعين في طرحنا و مطالبنا و حقوقنا و واجباتنا و نحن نعيش حالة النهوض و التطور في أقليم كردستان , و ما يجب أن تعرفه حكومة الأقليم هو - إننا نحترم سيادة السلطة و نحترم ما حققته من إنجازات كبيرة و في كل مجالات الحياة في الأقليم , ولا أدري لماذا وبهذا الزمن أصبحنا كلما نطرح مشكلة ما أو نشتكي من ظلم ما , وجب علينا أن نقدم تقريرمفصل عن مدى ولائنا,حبنا وإحترامنا للحكومة ؟؟ هل لكون كل من ينتقد الأخطاء و يكشف الحقائق و يلعن الذين يرتزقون على حساب الوطن والمواطن أصبح يتهم بالخيانة و عدم إحترام السلطة و يرجم أحيانا ؟ أعتقد اننا أصبحنا هكذا هذا اليوم و لا ندري أين تكمن العلة ؟ هل هي في السلطة أم بالذين يستغلون السلطة ليوقعوا بمن يحب الوطن و يحرص على خدمته ؟
قد تكون مقدمة طويلة للسؤال الذي طرحه الأخ الفاضل جمال مرقص و الحقيقة كنت قد كتبت قصة قصيرة في ما مضى من الزمن و أود أن أذكر مقتطف صغير لما دار من الجدل بين رجل يعمل( حمالا ) طوال النهار و لا يكاد ما يجنيه يطعم أفراد عائلته و رجل سياسي لا يرضى أن يبيع نفسه و فكره و كلاهما يعانيان من المشكلة ذاتها وهي ( عسر الحال ) .
 فسئل الرجل الذي يعمل ( حمالا ) الرجل السياسي ؟
- أنا أعلم بأنك رجل مثقف و الكل يمتدح خصالك النبيلة في الأخلاق و الثقافة و النبل و لكنك مثلي لا تكاد تقدرعلى إطعام عائلتك , فلماذا ؟رد الرجل السياسي و هو يقهقه ضاحكا ً :- لسبب بسيط جدا ألا وهو .. لو انك نلت ما إحتجت اليه أنت و عائلتك لعشت ُ أنا أيضا ً حياة جيدة .
فإستغرب الرجل و رد مندهشا ً .. وما علاقتك أنت بما أعانيه أنا ؟ إبتسم الرجل بمرارة و قال ... ألسنا كلانا أبناء هذا الوطن , لكوني لا أرضى بما أصابك , فأصابني ما يصيبك .  
فيا سادتي .. العلة واضحة و لا تحتاج للعليل و لا للخبراء و لا للذين يخطبون بالمؤتمرات و يعتلون مناصب كبيرة و قد يكونوا قادة أحزاب أو تجمعات .
إنه الفساد ... و أناس لم تعد ( تشبع ) و أصبحت تبتلع كل شيء و كأنها حيتان .
فالمناضلون أصبحوا تجار ..
و القادة تحولوا الى سماسرة ..
و إن دار حوار بين إثنين فكان عن البيع أو الشراء .
و نسينا ما قاله لنا أجدادنا ... إن الأرض و العرض سواء , و تحولت بعض أراضينا الى بارات و ملاهي ليلية ...
و نحن ما زلنا نناقش الأمر ... و كأننا أهل الكهف ... ولا نعلم الى متى يطول بنا المنام ؟

ملاحظة : أهل الكهف الذين ناموا لسنوات طويلة و هي رواية مقتبسة من كتب مقدسة .

64
                                                 لماذا أولاد المسؤولين أكثرهم فاسدين ؟

باسم دخوكا

هذا ليسَ إتهام ,  ليس َ إدعاء , و ليس تكهن لا سامح الله . فالتجارب التي مررنا بها تثبت هذا... و لربما نكون مخطئين أحياننا و لكن الواقع  يظهر لنا هذه الحقائق و التي أصبحت ظاهرة  يجب طرحها و معالجتها و ليكون ( الله) لنا معين .
بين حين و آخر نقرأ خبر و نسمع حكاية مخجلة لأبن مسؤول ينتفخ ( كذكر النعام)  و يسير ( متمخترا ) و يتجاوز على الأخرين في كل شيء ... بدأ بإشارات المرور و لا إنتهاء عند حد , و لا عتبة مكتب والده الموقر .. فالكل يجب أن يخضع له و لرغباته و غزواته و نزواته .  
الى متى ؟
إبن المسؤول يعتقد بإنه يملك ما يمتلكه والده من السلطة  و له الحق في كل ما يفعل ؟  وكل شيء له مباح ... أعراض و أرواح و ممتلكات ؟
إلى متى ؟
الأوامر حينما تأتي ... للحماية الخاصة أو المفارز الخاصة و من أبناء المسؤولين .. تطبق وكأنها قادمة من المسؤولين أنفسهم , أليس هذا ( مُخجِل) بحق من يدعي بأنه يحمي القانون ؟
إلى متى ...
عدي ... و قصي ... و غيرهم ...
تتكرر أفعالهم , و لكن بأسماء مختلفة ؟
ألا يخجل ألأباء مما يفعلونه أبنائهم ؟ أم إن الأبناء يرثون ذلك عن أبائهم ؟
إلى متى ...
أولادكم.. أفضل من أبنائنا ؟
أرواحهم يجب أن تصان و أرواح أبنائنا يجب أن تهزق ؟
فسادهم عفيف و عفتنا فساد .
إلى متى ؟
إبن المسؤول ...
(المسدس ) بخاصرته و حوله الصعاليك ...
يفعل ما يشاء و يقول ما يشاء و يهين كل من يشاء !
إلى متى ؟
 التهديد , الغدر, والقتل لغة يستخدمونها و بكل إقتدار؟
إلى متى ..
القانون هو قانونهم و ليس قانون البلاد ؟
 القضاء و الشرطة تخضع لسلطتهم و لا للقانون ؟
إلى متى ؟
فالصبر تحول الى العار ..
و مجاملة السلطة هو أكبر عار .
فإن كانوا هم رجال .. فنحن أيضا ً رجال ..
و إن كانت لهم كرامة فنحن أيضا ً نعتز بكرامتنا ..
فلماذا لا يفهمون أو لا يعقلون ؟
رسالتنا واضحة الى الذين لا يحترمون كرامة شعبنا و مدينتنا ألا وهي  :
عنكاوا ...
لن تخضع و لن تركع ... لكائن من يكون
هذا ليس غرور , بل إنها الحقيقة و يعرفها الشرفاء .
فلا تغريكم ... مواقعكم و لا سلطتكم و لا يغريكم جاهكم , فما أنتم سوى بشر مثلنا , إن عقلتم سوف نحترمكم . وإن أفسدتم لسوف نهينكم .
فلا تعتقدوا  ... انها لغة التهديد التي بها نحدثكم ,
انه الدفاع عن كرامتنا و شرفنا و مدينتنا ...
فهل هذا كثير علينا ؟

65
أدم , دمك لن ينشف أبدا ًيا بنيِّ .



   
ولدي ..
عجزتُ عن الكتابة عنك فيما مضى , فلا تلومني ..
جرحك كان و لا يزال أكبر من أن تستوعبه أفكاري و كلماتي ..
و عجزي يصفعني كل يوم ... فيا ويلي مما تتكون الكلمات ؟ كلما حاولت أن أكتب عنك وإليك .. فالأحرف تتحول الى خناجر لا تكف عن طعني و الدموع تعمي بصري .. أكتب , و ماذا أقول عن وجهٍ و هو أجمل من وجوه الملائكة كلهم !؟
ماذا أقول عن الذي صرخ بوجه القتلة .. كفى ..كفى ؟
ماذا أقول عن الذين صلبوا المسيح للمرة الثانية ؟
  أدم ..
 ولدي ..
يا إبن الوطن الذي أصبح عارٌ على جبيننا ..
يا طفلنا الذي حملناهُ , و لم ندري الى أين المسير ..
يا طفلنا الذي لو بكيناه العمر كله فلن نوفي و لو بلحظة ألمِ عاشها وعاشت به ..
أدم , أراك كل يوم من خلال وجه طفلي الصغير ...
في عينيه , إبتسامته , دلعه و شقاوته ...
أقبله و أحظنه و كأنني أقبلكما و أحظنكما معا ً..
فلا تلومني يا صغيري ..
فكلنا متنا بإستشهادك ..
وكل منا صرخ ... يا ليتني كنت ُ أنا ..
و كلنا ندفن شهدائنا و لا نموت , فيا للعار !
أدم ...
يا أيها الوجه الملائكي ...
كيف لم تبكي السماء عند رحيلك ؟
كيف قبل المسيح بأن يصلب مرتين ؟
كيف لم تتلقاك البتول بين ذراعيها ؟
كيف نسيناك و( قلبنا الصفحة ) لذلك اليوم المشؤوم ؟
وكأنه ... شيء لم يكون !
أدم ...
كنيسة القيامة لا تزال تبكي كل يوم ...
المصلوب على الصليب فقد نزل منه .. ليشاركك المكان الذي أستشهدت فيه أنت ورفاقك و نحن صامتون .. صامتون , لا ندري ماذا نقول أو ماذا نفعل ؟ 
و إن نطقت أحجار كنيسة القيامة  ل..لعنتنا نحن المتفرجين .
أدم ...
لن تنزل دمعة من عيني إلا لذكراك ..
لن تتحسر نفسي إلا لأجلك , و لن ُأُقبل طفلي إن لم تظهر صورتك  في وجنتيه , و لن أعترف بوطنٍ لم يحمي أدم .
 أدم ...
وطننا بات يقتل أبنائه .. و لا ندري من هو المعين ؟
وطننا أصبح غابة , الكل فيها وحوش تلتهم بعضها  البعض .. أولهم القادة و من بعدهم المنتفعين .
كفى ... كفى أطلقتها أنت يا صغيري بوجه المعتدين
و نطلقها نحن من بعدك بوجه الذين ينسون و يتناسون دماء أمثالك من الأبرياء . 
أدم ..
 لن تنشف دمائك ... فالأرض التي رويتها لسوف تنبت
عليها الزهور و الياسمين ..
فالغد أتى ٍ ...  لابد أن تعود لتبشر بالسلام  و من أجل كل المضطهدين .
أدم ..
الكل يكذب و أدم ُيقتل ..
أحزابنا ..تصنع من( الكراتين )
قادتنا دمى تتحرك ... بأوامر من السيد الكبير ..
أدم ..
و بدلا ً عن ( السيد ) أصبح لنا سادة ... لم نعد قادرين على إحصائهم و لكل منهم أوامر , فلم نعد ندري .. أي منهم يجب أن نطيع !؟
أدم ...
وطننا ... لم  يعد وطن .. ولا ندري ما هو المصير ؟

باسم دخوكا
dkhuka@hotmail.com
 

66
المنبر الحر / كلنا أبطال ..
« في: 10:33 12/08/2011  »
                                                                كلنا أبطال ...
باسم دخوكا

 كلنا أبطال ...  إذا كتبنا و نطقنا و كذبنا فنحن أبطال . قادة أبطال و شعب بطل و أحزاب و حركات و تيارات لا تحمل سوى بطولات و أمجاد . وفي كل الأحوال نحن أبطال , سواء إن كنا على خطأ أو صواب ! إذا كنا قادة أحزاب تقول و لا تفعل ,  إذا كنا رجال دين تعشق ألأموال , إذا كنا جهلة لا نجيد سوى  التصفيق و التكبير لمصاصي الدماء و للواقفون خلف المنصات لألقاء الخطب بالمناسبات . ففي كل يوم لنا مناسبة , و ما أكثرها و ما أشد استغلالها من قبل الدجلة , و في بعضها لا نملك سوى الدموع , و في الأخرى نرفع الأعلام و الشعارات و يبح صوتنا من التمجيد و التكبير لهذا أو ذاك .   
كلنا أبطال ..
أبطال أحياء , و لن نموت من أجل قضيتنا , فنحن دوما ً نستخدم الشهداء .. و ما أكثر الشهداء , لم نعرفهم و لم نقدرهم و لم نسمعهم و لم .. ولم , إلا بعد الممات , فما ننتظره هو ما سوف نجنيه منهم ما بعد الإستشهاد .

أبطال ...
نعمر أبدا ً و نغتني و نحن بالحياة .. نملك قصورا و أموالا ً و نسافر في أرجاء الدنيا .. تارة شرقا ً و تارة أخرى غربا ً . نلقى خطبا و نستمتع بجمع الاموال و التبرعات و تذهب كلها في جيوبنا و الأحياء منا , و ليس كل الأحياء .. بل الذين لهم مراكز و مواقع و مناصب , و على الشعب السلام .

 أبطال ...
لا تجدهم بين الجياع و لا بين الفقراء و لا الشهداء !؟

 أبطال ..
لا يكونوا قريبين من الأماكن التي يفجرها الطغات و لا يدفعون ثمن الدموع و الآهات , و من يبالي بصرخة يطلقها من فقد محبيه ... سوف تصبح حكاية ً, و سوف نرويها لبضعة أيام !

أبطال ..
لا يجلسون إلا على كراسي فخمة و يخدمونهم من حولهم كالعبيد و الآوامر يجب أن تطاع .

أبطال ...
يتحدثون بإسم الشعب ( وما أدراهم ما هو الشعب ) فالشعب  ُيصلب و هم الذين يصنعون المسامير .
فالشعب  ُيهجر و هم سبب التهجير . والشعب يدفع الثمن ... وهم القابضون .

أبطال... أبطال ... 
هل تجهلون من يكونوا هؤلاء الأبطال ؟

أبطال ..
أطفالهم ينعمون بكل شيء ... و أطفالنا ينامون جياع . كلماتهم حكم و أقوالهم شعارات ...و كلماتنا سموم تفسد الإنسان .

أبطال ..
في المعارك ..لهم إنتصارات و ما من بعدها إنتصارات ..
و عند المحن ... يبرر لهم محبيهم .. بالقول -  (ما بأيديهم قد خلقوا تعساء ) مع كل الإعتذار ( لأغنية كوكبة الشرق ).
فلا دور لهم لا في الِمحن و لا بالإنتصارات .

أبطال...
يتشبثون بالكراسي .. و باتت الكراسي تجشم على صدورنا ...
قاتلونا ... يتربصون لنا ...و قادتنا يقولون ... ما زال هنالك المزيد منا ... فيا ويلهم ... لما لا يكونوا هم أو أولادهم ..أو حتى أقربائهم ... أو خدمهم أو حاشيتهم من يدفع دمه ... أم إن الإستشهاد  .. مكتوب على العامة و الفقراء دوماً !؟

أبطال ..
سئمنا وجوههم .. كرهنا خطبهم ..كرهناهم ... فلا موقف ... ولا مبدأ و لا قيم ... بدمائنا يتاجرون و على أرواحنا يساومون .

أبطال ... أبطال ...
أما زلتم ... تتساءلون ... من هم هؤلاء ؟؟

dkhuka@hotmail.com

67
المنبر الحر / كلمات من المنفى .
« في: 08:32 03/08/2011  »
                                               كلمات من المنفى ..
باسم دخوكا

منذ أن كنت صغيرا ً كنت أسمع  كلمة ( المنفى )  و كنت أعتقد إنه حكم غير قاسي مقارنة بالأحكام التي كانت تصدر في بلداننا بحق من يعارض أو يخالف نظام الحكم . حيث كانت أبواب المعتقلات تتسع لدخول الآف ,أما  السجون فكانت تضيق بالأجساد التي تتحاشر الى حد لا تتسع فيها الحركة  سواء وقوفاً أو جلوسا ً, و كثيرا ما كانت ألأجساد تسحل خارجا ً و بلا أرواح . إذن النفي الى مكان بعيد كان حكما ً رؤوفا ً قياسا ً للأحكام المعروفة حينها .
و بعد سنين طويلة إكتشفت إن (المنفى ) قاس جدا ً , سواء إن كان الحكم يصدر بحقك أو تختاره لأسباب مختلفة . نعم المنفى صعب و كأنهم يسلخون جلدك و أنت حي ًّ ترزق , و أحياننا أخرى بالرغم من قساوته  يكون أفضل من العيش في الوطن .
فيا  ( للهول ) ومادمت أتحدث عن المنفى .. لقد نسيت   ذكر إن هنالك منفاً اخر و هو أنك أن تنفى داخل ( نفسك ) وما أصعب أن تتذوق ذلك المنفى ..عندها تفقد كل شيء ...تفعل ما لا تؤمن به , تقول ما لا تود قوله , تصفق لمن يستحق أن تبصق بوجهه , تصبح من الأموات وأنت في الحياة . فالحر يرضى بأن ينفى بعيدا ً عن الوطن و لكن يظل الوطن يعيش فيه ِ , و الحر يختار بأن ينفي نفسه لكي لا يذل من قبل نظام حكم يذل كل من يخالف حكمه , و الحر لا يساوم على حريته لا برغيف خبز و لا بوظيفة مرموقة في ظل حكم جائر , و الحر يعيش أو يموت على متر مكعب واحد و يشعر إنه يمتلك العالم كله و كل العالم هو ملكا له , عجبي ... لماذا للحرية مذاق يشبه الأبدية ؟ هل لأنها فعلا ً هي ... الأبدية  ؟
ففي وطننا اليوم لا أحد يستطيع أن يقول إنه حر , و حتى  بعد زوال نظام البعث الطاغي والدكتاتورية , و إن قالها أحدهم  لسوف أقهقه ضاحكا ً, و بعدها لسوف أبكي بكائا ً مريرا ً .
في وطننا ...
الحر هوالحاكم و إبنائه و أقربائه و بعض من مواليه . فإن قلت ما لايرضيه و نطقت بما لا يعجبه و إنتقدت ما يفعله  .. وإن أبصرت النور فهذه نعمة أنعمها هو عليك , و إن قتلك بيديه فهذه نعمة أخرى ليخلصك من عذاب ما كنت تتلقاه ممن سوف يتفننون بقتلك ليظهروا ولائهم للأمبراطور الذي يركعون تحت قدميه .
في وطننا ..
ضيعنا الوطن و أصبحنا  وكأننا في منفى و لكن داخل الوطن , فلم يعد لنا وطن إلا في كتاباتنا و ذكرياتنا .
ففي وطننا ..
القادمون الجدد للحكم لا يشبهوا في ملامحهم و لا في أفعالهم و لا حتى بدمائهم إنهم أبناء للوطن .
وكأن الوطن نفسه أصبح في المنفى اليوم  .
 
dkhuka@hotmail.com

68
        عندما تستدرج السلطة بعض من أصحاب القلم الحر .

 باسم دخوكا

المشكلة الكبيرة التي تواجه كل الذين يملكون فكرا ً سواء إن كانوا كتاب , أدباء , صحفيين أو نقاد ...إلخ , هي المناصب و المواقع التي تحاول الأنظمة السياسية أن تكبلهم بها وخصوصا ً الذين لهم باع طويل في التعبير عن أرائهم حول الواقع السياسي أو الأجتماعي المتردي الذي تحكم من خلاله تلك الأنظمة شعوبها , فتحاول أن تستدرجهم كما يستدرج الأخطبوط فريسته ليضعها كلقمة سائغة  في فمه .
تجد من كتب عن الحرية يوما ً و قدسها ... أصبح اليوم عبدا ً و رضي أن يكون موظفا ً لدى نظام الحكم الذي يكبل الحريات !
تجد من أضاع نصف عمره في الدفاع عن حرية الرأي والتعبير ... لا رأي له اليوم , لكون المركز الذي يشغله يمنعه من ذلك !؟
فمن دافع عن دماء الأحرار يوما ... يبيع دمه اليوم .
من كتب على الحيطان ( بالطباشير ) تسقط الدكتاتوريات ... يمجد بعضا ًمنها اليوم .
من علمنا ان للحرية مذاق و لا ألذ منه مذاق.. حتى وإن كانت على حبال المشانق ... نجده اليوم قد أصبح عبدا ً لمن يدفع له .
من كان صوته إذا ما صرخ يخيف كل الفاسدين ,
من كان صوته إذا نطق يقنع كل السامعيين ,
من كان صوته إذا تحدى لا يخشى سلطة الحاكمين , ضاع صوته , ضاعت صرخته , و أصبح من المنتفعين .
عجبي كيف يبيع المرء قناعته و فكره و عقيدته ؟
عجبي كيف يخذل المرء رفاقه و تاريخه و أيمانه ؟
عجبي , أن يسكت قلما ً ولد حرا ً !
عجبي , أن يموت فكرا ً , لم يرضى بالعبودية فيما مضى !؟
عجبي ممن لم يخشى الموت يوما ً ( كما يدعي ) أن يصبح عبدا ً للمغريات .
 عجبي ممن يدعي بأن الحرية هي :- أن تقول ما تؤمن به , أصبح كالصخر لا ينطق أمام من يستعبد الأحرار  .
عجبي من هؤلاء و أسفي عليهم أكبر ... فكل ما عرفناه عنهم بالأمس كان وهما ً . أما نحن فقد تعلمنا منه درسا ً .. أن نحترم ما نؤمن به و نحترم إيماننا بالحرية أبدا , حتى وإن كان الطغات اليوم أسوء ممن عرفوهم هم قبلنا  .
تعلمنا بأن لا نساوي بين الظالم و المظلوم .
تعلمنا أن نكتب عن الهموم و المعانات و لا نسكت عن الخطايا أو الأخطاء .
تعلمنا بإن الحبر الذي ندون به هو أغلى من دمائنا و أرواحنا ... و من خلاله نعبر عن صرخة عجز أن يطلقها المظلوم , تعلمنا أن نكتب عن صاحب حق  يسلب حقه و يذبح بوضح النهار .
تعلمنا , إن متنا فنحن أطول عمراً من أعظم الدكتاتوريات , فكلمتنا تحيا أبدا ً و هم يدفنون باللعنات .
تعلمنا .. أن نؤمن بالغد و نجعله يوم أفضل لأطفالنا ... فالأمس كان مرا ً لنا و لا نودهم أن يعيشون غد لا يكون أفضل من يومنا  .
تعلمنا .. أن لا ننهزم  في معركة مع من يملك كل مقومات النصر ... السلاح الفتاك , المال , السلطة ... فنحن نملك حق الدفاع عن و الحرية و السلام , وهل يخشى من يملك أعظم ما في الحياة  ؟  
  
dkhuka@hotmail.com
  
        
      

69
نهنىء الأخ الفاضل جلال حبيب بالمنصب الجديد و نتمنى له كل الموفقية والنجاح في خدمة شعبنا في عنكاوا . فالتركة ثقيلة و الهموم كبيرة .

باسم دخوكا

70
                                 هل يمكن لحكومة الأقليم أن تصحح أخطائها في عنكاوا ؟
باسم دخوكا

لا أحد من أبناء شعبنا يستطيع أن ينكر إن حكومة أقليم كردستان وفرت الأمن والأمان و قامت بمشاريع جيدة في عنكاوا , يجب أن تشكر عليها . و لا أدري إن كان يحق لنا أن نشكر من يقوم بواجبه أزاء الشعب ! أم إنها مجاملة مني لكي أظهر الحسنات حتى وإن كانت واجبات . ولا أعتقد إن هنالك ضرر من أن نشكر ... ولعل ذلك يدفع الأخرين بأن يعملوا بصورة أفضل أو قد يحتاجون الى هذه الكلمة لكونها تدفعهم الى الأمام أكثر . و أي كان الحدس أو الدافع أو السبب , فأنا أتركه للقارىء أن يقرره و يقر به .
من منا لا يحترم القانون أو النظام ,  و من منا لا يعشق العدالة كعشقه لحبيبته أو أرضه أو ما يؤمن به ؟
من منا لم ينتظر من السلطة بأن تحترمه لكونه مواطن سواء إن كان منتميا ً لحزبها السياسي أو لم ينتمي . وكم منا صدمه الواقع و لم ينال ما يستحقه من السلطة لكونه لم ينتمي لحزبها السياسي ؟
وما لا تعرفه السلطة أو لم يميزه النظام .. إن من يعمل بإخلاص ليس بالضرورة أن يكون منتميا لها أو له .
و هنا يأتي السؤال المهم ( ما هو ذلك الشيء الذي يمكن أن يقوم به شخص محدد و لا يستطيعوا أن يقوموا به أخرون ليكونوا مميزين مثله ) ؟ بالطبع هو ما ينفع السلطة و قد يضر الشعب و إلا لماذا تختار الأنظمة من هم مستعدون لفعل أي شيء وكل شيء من أجلها حتى و إن كان ذلك يضر أبناء شعبهم .  
 ومن هذا المنطلق يأتي سؤالنا الى حكومة الأقليم :- هل هؤلاء الفاسدين الذين إستغلوا مواقعهم و سلطتهم في عنكاوا كانوا أبناء بررة لكم , أم لم يكن لكم علما ً بما فعلوه ؟  
إن ما حدث في عنكاوا يجب أن تعتذر عنه حكومة الأقليم و لا يكفي محاسبة المقصرين .. بل يجب تصحيح ما إرتكبوه من الأخطاء و خطايا بحق الشعب ولسبب بسيط ..  لكونهم عينوا من قبل الحزب الحاكم و لم ينتخبوا . و سواء إن كانوا إنتخبوا أو عينوا فالحكومة تعتبر المسؤول الأول عما قاموا به لكونها لابد أن تعرف ما الذي يفعلونه هؤلاء الذين يملكون مناصب كبيرة في السلطة .
فالحكومة يجب أن تعتذر , و إن لم تعتذر فعليها أن تصحح ما وقعت به من أخطاء , و إن لم تود .. و ركبت رأسها و دفع الأقزام ثمن أخطائها .. فعليها أن تعيد الوضع الى ما كان عليه قبل وجود هؤلاء . و إذا تعذر عليها ذلك أيضا ً , فيجب تعويض من تضرر من جراء ما حدث . و ما لا يجب أن  تتجاهله حكومة الأقليم الموقرة ..إن من يحترم حقوق الأخرين ُيحترم .
وقد تعتقد الحكومة أو السلطة إنني أحدثها من موقع القوة أو أضع عليها الشروط ... بالطبع لا , فأنا لا أملك من القوة ما يهز شعرة في رأس أبسط شخص بالسلطة في حكومتها و  بالطبع لا أستطيع أن أحاور من هم أمراء مخفر في قواضيها أو نواحيها .. والسبب تعرفه هي قبل غيرها . و لكني أحدثها من منطلق الديمقراطية التي تدعيها و الحرية التي تنشدها .. فهذه هي لغتي و قوتي , و مستقبل كلانا مرتبط بها .  
نعم , يا أيتها الحكومة التي أكن لها كل الإحترام و أتمنى لها كل الموفقية و التقدم والإزدهار أطالبك أن تحترمينني و تحترمي حقوقي و تبحثي عن النزهاء الذين ليس بالضرورة أن يكونوا منتمين الى أحزابك بل لكونهم هم أيضا ً أبناء هذا الشعب  الذي هو شعب عظيم فلا تستغفليه لكونك جزء منه , ألستِ كذلك ؟  
dkhuka@hotmail.com

71
                        إلى من هم في السلطة في عنكاوا.. نحكم عليكم من خلال أفعالكم وليس أقوالكم .
باسم دخوكا
  
لم أشاهد يوما ً حاكما ً سواء إن كان  وزيرا ً , محافظا ً , مديراً للناحية  أو مديراً للبلدية و ..إلخ . أن يقول إنه لم يؤدي واجبه  كما يجب . فكلهم يقولون إنهم أمناء بكل ما تحمله الكلمة من المعاني , ونزهاء بكل ما تحمله الكلمة من المعاني أيضا ً . حينما تنظر الى أفعالهم تجدها لا تتطابق مع أقوالهم . وما أكثر من هم في السلطة  أفعالهم لا تتطابق مع أقوالهم !؟
وما يهمنا في الأمر هو ما يخصنا و إن كان ما يخصنا هو جزء مما يخص شعبنا فمن واجبنا أن نكشف عن الفساد أينما كان . و إن لم يكن هنالك فساد في مرافق عليا بالسلطة لن يكون هنالك فساد في من هم أدنى منهم , ألم تكن هذه حقيقة ( النظام السابق ) في ما مضى من الزمن ؟
 نحن شعب ذاق المر و جرب كل الجراح و له معانات مع كل ما مضى , ويقال ( لا يلدغ العاقل من الجحر مرتين) ونحن لدغنا ألف مرة ومرة , و ما زلنا لا نتعلم !! يخرج إلينا كل يوم من يكذب و  نعلم بإنه يكذب و هو يعلم إنه يكذب , أفعاله و أملاكه و مساوماته تبرهن على ذلك و هو يقول: - إن كل ما فعله كان في خدمة الشعب . فإن كان صادقا ً ليذكر لنا ما هي ممتلكاته و ما الذي فعله في مرحلة ممارسته مهامه و كيف خدم الشعب ؟  فإذا كانت ممتلكاته تفوق ما كان يمتلكه قبل تسلقه السلطة بعشرات الأضعاف , فهل هي من راتبه الشهري ؟.
 مهازل ... ومهازل و فاعلوها يتباهون بها و يعتبرونها فخر ومجد و عز , وإنه لكذلك فعلا ً   لكن ليس للشعب , و لا لمدينتهم أو قريتهم و إنما لهم وحدهم . هؤلاء تجدهم يتحدثون بقوة لكون هنالك من يساندهم , و يتباهون بأفعال لم يفعلونها  لكونك لا تستطيع أن تخالفهم , لو خالفتهم فأنت تخالف السلطة أو الدولة أوالنظام , وهل بمقدورك أن تتحمل تبعات ذلك ؟  أما أموالهم و أملاكهم  قد تعلموا من الفاسدين الذين سبقوهم بأن لا تكون بأسمائهم . و إن تعقبت ما تمتلكه عوائلهم لوجدت كم هو مكرهم , و المخفي في قصصهم هو أكبر مما تتوقعه فيهم .
ليقول لنا من إستلم منصب كبير في مدينتنا (عنكاوا) ما هي ممتلكاته قبل و بعد إداء مهامه ؟  ليحدثنا عما كانت عليه قريتنا في ما سبق وما ألت اليه فيما بعد  , ليحدثنا عن الأراضي الزراعية و المناقصات أو المزايدات و كيف تتم الصفقات ومن هم السماسرة ؟ و كيف تهضم حقوق من كان يملك تلك الأراضي وكيف إغتصبت أراضيهم و لا يزالوا ينتظرون التعويض أو البديل .
 و بكل جرأة يصرحون .. انهم أمناء و إنهم فعلوا  وفعلوا.. وكلنا يعلم إنهم فعلا فعلوا وكل ما فعلوه إنهم إغتنوا على حساب الشعب .
                                                
                                                            *         *         *
عنكاوا.. نقولها و نكررها ...

لا نودها أن تصبح قلعة تعتلي على كل ما هو حولها , و لا نتمناها مدينة تضاهي المدن الكبيرة لا في ملامحها ولا في بنيانها  .. نحن أحببناها و هي قرية صغيرة و عشنا وكبرنا فيها و ما زلنا نعشق درابينها الضيقة والصغيرة .
أبنائها لن يتخلوا عنها و المخلصون منهم كثيرون   لم ترهبهم الأنظمة القمعية فيما مضى وعلى مر السنون و لم يخذلونها  و لم يحاولوا أن يغتنوا منها على حساب أرضها أو شعبها . الذين باعوا أنفسهم لا يعتبرون أبناء عنكاوا لكونها ظلت عنكاوا بوفاء أبنائها المخلصين و ليس الذين يركبون الموج  و حسب ما تقتضيه مصالحهم الشخصية .    
فالسلطة إن إمتلكتها لا ضير من ذلك , لكن المعيب فيها أن تصبح عبدا ً لها . وما هو عيب أكبر هو أن تستخدم سلطتك بما يضر شعبك . فالإنسان قد يشبع برغيف خبز و قد لا يشبع لو إبتلع كنوز الدنيا . فأي منهما أنت ؟ هذا هو سؤالي للذين يبيعون أنفسهم .

dkhuka@hotmail.com        

72
                     الواقع في كركوك يثبت إن القادمون للحكم لا يختلفون عن الماضون .  
باسم دخوكا                                                  
 عندما يأتي الحديث عن كركوك تلك المدينة العريقة لابد أن نذكر ان تاريخها يمتد لأكثر من خمسة ألاف عام , و لكون المصادر التاريخية لهذه المدينة ... كثيرة وكثيرة جدا ً لذلك فالحقيقة تضيع بين الأدعات المختلفة للمؤرخين و الباحثين , خصوصا ًممن هم من سكان المنطقة . فكل واحد منهم يختار ما يناسبه من تاريخ هذه المدينة ليعود أصلها لمن هو من نسلهم  . بكل تأكيد ان تاريخ هذه المدينة هو تاريخ حافل بالأحداث الكبيرة والكثيرة و على مر العصور ومنذ عهد السومرين و البابلين و الأشورين و الى عهد الحكم العثماني و الأستعمار البريطاني و تأسيس الدولة العراقية و حكم البعث الفاشي .
ألا ان مقالي هذا لن يتناول ما مرت به هذه المدينة في كل تلك العهود الماضية , بل أنني سوف أكتب عن كركوك اليوم ... في هذا العهد الجديد الذي أنتظرناه بفارغ الصبر  و كل أملنا كان أن نرى ما تمنينا أن نراه من تغير و تطور و حرية و كرامة و غيرها من أمنيات عاشت فينا وحلمنا بها دهر من السنين . فلن أنقل صور لم أراها . لن يكون هنالك سرد لموقف لم أعيشه , ولن يكون هنالك تجميل لصور قبيحة و لا تقبيح لصور جميلة , سوف أتطرق الى ما رأته عيني و الى ما سمعته أذني و الى ما كنتم سوف ترونه لو كنتم معي أثناء زيارتي الأخيرة الى كركوك . طرحي هذا نابع عن رؤية محايدة و بعيدة كل البعد عن مجاملة أي طرف على حساب الآخر .

الموقف السياسي على أرض الواقع ...
الصراع على الحكم هو على أشده بين طرفان كلاهما يخشى الآخر ... بين الحكومة الوطنية و أقليم كردستان .
فالسلطة يتقاسمانها بالتساوي . فإن كان المدير عربيا ً  لابد أن يكون النائب كرديا ً و العكس هو الصحيح وحسب ( الإتفاق ) المسبق أو يمكنك أن تقول حسب قانون إبتكروه هم .. خير ألأمور ( أوسطها ) .
الأمن يوفرونه الأكراد , و هم أكثر نفوذا ً على أرض الواقع .
 المناطق الكردية هي أفضل حال من بقية المناطق , و خصوصا ًمن الناحية ألأمنية و الخدمية , فعلى سبيل المثال - يمكنك  التجوال بها بحرية حتى ساعات متأخرة من الليل , و لا يمكنك فعل هذا في مناطق أخرى من كركوك .
ما تعرفه عن الخلافات القائمة بين الحكومة والأكراد وغيرهم من الكتل السياسية حول السيطرة على كركوك  لا تشعر بها وأنت تتجول في كركوك , سواء ان كنت تمشي في السوق أو تتحدث مع عموم أبناء كركوك و على إختلاف إنتمائاتهم القومية و المذهبية .
كركوك ..
شعبها طيب جدا ً و ذكي جدا ً و لا يخضع للمراهنات أو المساومات التي تحاك هنا وهناك  للتفريق بين صفوف هذا الشعب المتجانس لعقود من الزمن .
فإن كان للأكراد الكثير من المعانات في عهد النظام البائد و لعبته القذرة من خلال القانون السيء الصيت (التعريب ) و الذي فرضه بقوة , فالحكومة المركزية الحالية تجهل أصلا ً ما هي كركوك و أعتقد ان  كل ما تعرفه عنها   ... إنها مدينة نفطية مهمة جدا ً .
كركوك ..
 تجاهلتها كل ألأنظمة الحاكمة و على صعيد المشاريع و العمران و ألأهتمام بالرغم من إنها تعتبر من المنابع الرئيسية المهمة للنفط .
هل تجاهلتها الأنظمة الحاكمة سابقا ً عن قصد ؟ أم إنه قدرها ؟
أم لكون كل الأنظمة الفاسدة التي حكمت أرادت أن تمزق كركوك و تقسمها و تزرع الكراهية بين أبناء شعبها . يعيش فيها معظم مكونات المجتمع العراقي من الأكراد ,الكلدان ,الأشورين , التركمان , العرب و ألأرمن , و  عاش فيها اليهود لحقبة طويلة من الزمن .
كيف هي كركوك اليوم ...  
كركوك التي غبت عنها لعقدين من الزمن أبهرتني ...بالوعي الكبير لمختلف فئاة شعبها .. تراهم يتعايشون بوفاق كبير و إحترام كبير لبعضهم البعض , فتأكد لي إن كل ما سمعته و عرفته خلال " السنين القليلة "  لم يكن من شعب كركوك , بل كان من هؤلاء الذين يتصارعون على السلطة و الغنيمة .
مشاهد من أرض كركوك ...
رحيماوا - نظيفة و جميلة عكس ما كانت عليه في عهد النظام الفاشي .
عرفة - ما أتعس المنظر الذي أراه , إنها أسوء مما كانت عليه في العهد السابق ...  سقطت دمعة من عيني على (عرفة ) التي عشت بها لفترة طويلة من عمري , لا يمكن ان تتحول تلك المنطقة الجميلة و الراقية  الى هذه الصورة البشعة .
التجاوزات في كركوك ...
غريبة أن تدفع كركوك ثمن الصراعات القائمة بين القوى المختلفة على السلطة و النفوذ , و للعضلات في هذا المجال  السلطة المطلقة , فكل من تمكن فعل شيء ... قد فعله . ومن بعض هذه ألأشياء هو : أن تبني بيت على أرض لا تمتلك عقارها , و كل من هو مدعوم من فئة قوية يفعل ما يشاء ! و كركوك تتحول الى غابة من التناقضات الغريبة و العجيبة .
الحوار مع أهل كركوك ..
سألت سائق سيارة أجرة من اصل ( كردي ) : ما هذه المزابل هنا وهناك اليست هناك بلدية  ؟
- بلدية .. ضحك بصوت عالي , إنها كركوك ... فمن يهتم !؟
سائق أجرة آخر - ( تركماني ) سألته : لماذا كل شي إنقلب رأسا على عقب  ... كان رده - الكل يود هذا ماعدا أهل كركوك .
عربي من مواليد كركوك ..سألته : هل تشعر ان هنالك مشكلة بينك و بين الكردي أو التركماني أو الكلداني و الأشوري ؟
فكان رده - المشكلة يخلقونها الكتل السياسية أما نحن ... يمكنك أن تحكم علينا من خلال ما تراه عيناك .
الكلداني و ألأشوري و الأرمني .. بالرغم من تعاطف الجميع معه إلا انه يعيش بقلق مستمر من الوضع الأمني الغير المستقر , حيث هو من يدفع ثمن الصراعات القائمة لكونه الهدف السهل الذي ليس محميا ً من الدولة أو الجهات القوية الأخرى .
مشاهد من داخل كركوك ..
المشهد الأول :
ضابط في مركز شرطة في منطقة رحيماوا...
شاب في الثلاثين من العمر ... يقول لأحد المواطنين الذين أتعبته المراجعات المستمرة ومن دون أن يجد حلا ً ينصفه  .. اعطني معاملتك لأوقعها  .. أضاف قائلا ً.. و ما ذنبك أنت لتدفع ثمن القرارات والقوانين التي تتغير بين ساعة وأخرى .  
المشهد الثاني : عربات الحماية و التي تسبق موكب مركبة الرجل المهم  , يكاد الذين يجلسون في تلك العربات المصفحة وهم مدججين بأسلحة أن يفترسوا المارة والعربات الأخرى سواء بنظرهم أو بصراخهم أو ...إلخ .
المشهد الثالث :
دوائر الدولة و سير المعاملات يقال ان الرشوة هي الفيصل بين كل معاملة وأخرى .
مواطن كردي  يعمل شرطياً  في دائرة معينة :
سألته إن كان بمقدوره مساعدتي فلا أستطيع الأنتظار و معاملتي هي بالداخل و هنالك حشد كبير من الناس ينتظر .
رد بعد أن اقتنع بالسبب و العذر - حسننا سوف أجلبها اليك فورا .
دقائق ورايته يحمل بيديه " أوراق " و هو ياتي بإتجاهي .
حضرت مبلغ من المال وناولته له .
رفض بشدة وقال ... لا يا استاذ أنا لا أقبل بهذا ... .
مشاهد كثيرة وكثيرة .. منها ما يجعلك أن تفتخر بها , ومنها ما تخجل عن ذكرها , ومنها ما تجعلك تعتصر ألما واخرى تدفعك لتضحك بمرارة .      
كركوك ...
 تمر اليوم بأسوء مرحلة عاشتها و عاشها  شعبها من كل النواحي سواء ان كانت من الناحية العمرانية أو الخدمية أو ...... إلخ , و كأن التاريخ يعيد نفسه ليقول .. ان كركوك غير محبذة من قبل كل الأنظمة التي حكمت العراق و منذ تأسيس الدولة العراقية .
كركوك اليوم تصرخ بوجه العراق الجديد و تقول بأعلى صوتها ... من أنتم ؟ وهل أنتم حقا ً .. البديل عن البعث الفاشي ؟!
فلا أهلا ً و لا سهلا ً ... فلستم أفضل مما كان .
حاولت جاهدا ً أن أبحث عما يمكن أن يجعلني أستوعب الى أين تمضي هذه المدينة الغالية ...  فسألت بعض الشخصيات ومن مختلف الثقافات السؤال نفسه .. ألا وهو :
أيهما أفضل -  لو أضيفت كركوك لأقليم كردستان أو بقيت ضمن الحكومة المركزية ؟
 كاتب وصحفي كردي - هذا السؤال سهل , فهناك قانون ( 140)  في الدستور و يجب أن يلتزم به الجميع .
 - ألا ترى ان وضع كركوك يتدهور و إن الصراع على تبعيتها لا يخدم كركوك وشعبها .. أولا ً و آخرا ً ؟ و هم من يدفعون الثمن .
- نعم كلنا يرى هذا, الحقيقة انه شيء مؤسف , و لكن لا أعتقد ان هنالك حلا ً جاهزا يمكن أن تخضع له كركوك لتنتهي المشاكل الموروثة من النظام البائد .
- لو بقيت كركوك المدينة المثالية و قام كل من الاكراد والحكومة المركزية بالعمل معا ً لطوي الصفحة السوداء التي هي من مخلفات النظام السابق و قررا معا  بإعمار كركوك وخلق مناخ أخوي بين كل فئاة الشعب , هل تؤيد هكذا مشروع ؟
- و هل تعتقد بأن يكون هنالك شيء من هذا القبيل ؟
- لما .. لا ؟ و إن حدث فهل تؤيده ؟
- هذا ( وهم ) لن يحدث مثل هذا الأمر مطلقا ً.
- وما هو السبب ؟
- التراكمات كثيرة وكثيرة جدا ً .
- لما لا تقول ... ان المصالح هي السبب الرئيسي التي تسبب بعدم تحقيقه ؟
- و لما لا تقول ... انها جزء من كردستان و يجب أن تعود اليه ؟  
 - لا تعليق .
 صحفي تركماني صديق ... مثقف و له إطلاع و خبرة في المجال السياسي و الأدبي .
- السؤال نفسه :- هل تعتقد ان مشكلة كركوك سوف تنتهي لو أضيفت لأقليم كردستان ؟
- بالطبع لا , بل إنها سوف تتعقد أكثر ... أضاف قائلا ً .. كركوك هي مدينة عراقية و يعيش فيها من كل فئاة الشعب فلو أضيفت الى أي جهة على حساب تبعيتها العراقية إنها سوف تخسر كل مقوماتها التاريخية و إرثها الحضاري و الكثير .. الكثير من الأشياء الأخرى التي لسنا نراها الآن .
- لكن ما ذنب الأكراد الذين هجروا وطردوا و قتلوا أيضا ً .
- ومن قال ان لهم ذنب , إنهم اخوتنا و ليعودا الى بيوتهم مكرمون ومعززون  و ليكون القانون هو من يلتزم بإسترجاع كافة حقوقهم .
- وما يطلبونه هم هو تطبيق قانون 140 و أستفتاء شعب كركوك عن الخيار بين أقليم كردستان أو تبعيتها للحكومة المركزية .
- أنظر ... مسألة إستفتاء و قانون 140 و غيرها من الأمور ليست لا في مصلحة الأكراد ولا بقية شعب كركوك .
 - لماذا ؟ اليس من حق الشعب ان يقرر موقعه لو كان هنالك خلاف حول التبعية القانونية والتاريخية ؟
  رد بعد أن تنهد - برأي الشخصي و بعيدا عن ما أومن به سواء ان كان من منطلق سياسي أو قومي أو غيره , فأنا أعتقد ان من يهمه أمر كركوك وشعبها يمكن له أن يعمل ويثبت محبته لها من دون أن يضع شروط أو أن يجعلها تخضع لهذا الطرف أو ذاك . قهقه ضاحكا وقال ... أنسيت المثل الذي سمعته منك في السابق ... لن تحصد إلا ما تزرع . فقلت له.. انه من الكتاب المقدس وليس مني , و أضفت ... و ماذا تقصد  ؟
- ليزرع الجميع خيرا ً , سوف يحصدون الخير و بكل تأكيد , أليس كذلك ؟  
 
ما توصلت اليه ان كركوك لن تجد حلا ً و قد تكون سببا ً في المزيد من المشاكل و الصراعات و التي قد يدفع ثمنها كل أبناء العراق و ليس أهل كركوك فقط , وهي تلك الورقة التي تعتبر رابحة لمن سوف يمتلكها من الكتل السياسية سواء إن كانوا عربا ً أو أكرادا أو التركمان وهؤلاء هم من يتصارعون على ملكيتها ... قد يحترقون جميعهم بنيرانها , و ألأسوء من هذا ان يحترق شعب كركوك الذي اعتاد أن يدفع ثمن هذه الصراعات , وكل الخوف أن يشعل أحد الأطراف عود ثقاب ويرميه وقد لا يدري بانه سوف يحرق كل ما حوله وقد يحترق هو أيضا ً بنيرانه .

dkhuka@hotmail.com

    


73
                  المؤتمرالكلداني,خطوة الى الأمام و ليس قفزة في الهواء.
باسم دخوكا

هنالك مقولة رائعة للفيلسوف جبران خليل جبران يقول فيها - إحفر أين ما شئت في الأرض تجد كنزا , و لكن عليك أن تحفر بإيمان الفلاح .
نعم , هذا ما نحتاج اليه نحن الكلدان أن نؤمن بقضيتنا و أن  نؤمن بشعبنا و أن نمتلك روح ذلك الفلاح الذي يحفر أرضه بإيمان , لكونه يعرف جيدا إن يوم الحصاد قادم , عندها تكتمل فرحته .. بثمرة جهده و تعبه و محبته لأرضه .
نحن شعب يؤمن بالمستقبل و الحياة و يؤمن بالاخر أيضا , و التاريخ يشهد لنا مدى قدسيتنا للوطن و من خلال ما قدمه أبناء شعبنا من تضحيات و دماء في سبيل الحرية و من مختلف الإنتماءات السياسية التي إرتبطوا بها  .. فلا نبالغ إذا ما إستشهدنا بأسماء كبيرة و كبيرة جدا سواء في التاريخ القديم أو الحديث ممن قدموا حياتهم في سبيل أن ينعم الشعب العراقي ككل بالحرية . نعم شعبنا كان و لا يزال يعمل كالجندي المجهول الذي لا ينتظر بأن يحفر إسمه " على الجدران التي قد تتصدع بعد حين "   .
ففي الأيام القليلة الماضية إنعقد فيها المؤتمر الأول الذي يحمل إسم " المؤتمر الكلداني " و إنها المرة الأولى في تاريخ الكلدان الحديث أن ينعقد لهم مؤتمر يحمل إسمهم ..فهم كثيرا ما شاركوا بمؤتمرات عديدة و كثيرة و تفاعلوا وقدموا كل ما بوسعهم ليكونوا يد العون بإنجاحها , ولم يتكدروا أو ينفعلوا أو ينفجروا لكون تلك المؤتمرات لم تذكر إسمهم أو حتى جهودهم . لكن اليوم الكثيرين ممن هم إخوة لنا لم يتركوا وسيلة إلا و إستخدموها للإنتقاص من قيمة هذا التجمع الكلداني , و المؤلم إن نقد المؤتمر كله أتى قبل أن يرى النور أو قبل أن يعرفوا حتى ما هو الهدف أو الغاية منها و كأنهم ..قضاة على جريمة لم ترتكب بعد ..هذا إن كان التجمع الكلداني يرونه أو يعتبرونه جريمة .
بالرغم من ذلك , فنحن كلنا أذان صاغية و قلوب مفتوحة
لكل ما حملته الأقلام و بكل الأتجاهات .. فالحقيقة التي نؤمن بها هي ... إن الرصاصة التي لا تقتلك .. قد تجعلك أن تكون أقوى , و لا نعتقد إن هنالك إخوة يتراشقون بعضهم بالرصاص ... لذلك نقول إن انتقاداتكم لنا و بكل ما ذهبتهم اليه نتقبله و نحترمه و أي كانت الغاية منه .... صدقوننا انه لسوف ينفعنا كثيرا... لكوننا لابد أن نتعلم و نتعلم لنؤهل أنفسنا لكي نكون كلدان نفتخر بأعمالنا و يفتخر بنا شعبنا .
أما عن ما نأمل أن يحققه هذا المؤتمر فهو أن يكون منطلق لتجمعات كبيرة أخرى تجمع الشمل و تساند قضية شعبنا في الوطن و تعمل لما يقربنا من إخوتنا الذين قد نختلف معهم بالرؤية ولكن يربطنا مصير و هدف واحد , وما نحتاج اليه في هذه المرحلة الخطيرة من تاريخ شعبنا أن نبحث عن سبل تعزيز الأواصر و العمل المخلص الشريف لكل تنظيمات شعبنا بعيدا عن الأنتهازيين الذين نجدهم دوما أخر المضحيين وأول المستفيدين و لا تهمهم سواء مواقع ومراكز و ما سوف يجنونه من أموال حتى و إن كان ذلك على حساب دماء شعبنا . يجب علينا جميعا أن نكون صريحين وصادقين سواء فيما بيننا أو مع الأخرين حينما نتناول لم الشمل و التوحد و لا نكون إذا ما تصالحنا يوما ( نتحارب دهرا ) و بين المصالحة و العداء لا تجد سوى أحزاب و حركات تبحث عن قطعة ( كعكة ) أكبر  . هذا ما شاهدناه فيما مضى من الزمن .. صراعات و مصالح وعداء مخجل لأجل مواقع في السلطة أو البرلمان  وليس من أجل قضية شعب بات من أسهل الأهداف التي يصوب اليه الجميع بنادقه . كل ما نقوله هو إن من يعمل من أجل شعبه لا ينتظر كلمة شكر و لا ينتظر بان يمجده شعبه , بل ما  ُينتظر منه أن يكون خادما أمينا على ما اسند اليه من واجب مقدس .  
  
         dkhuka @hot mail

    

74
                           لا أمنيات هذا العام !؟
باسم دخوكا

في العام الجديد ... كل البشر و بكل الأوطان كانت لهم أمنيات .. أما نحن العراقيين فقد عشنا الليلة الأخيرة من العام المنصرم بلا أمنيات ... فقد مضت علينا أعوام عديدة لم تنفعنا الأماني و لا حتى الصرخات ...
في وطننا الحكومة تكذب و الأحزاب تكذب و الشعب   يقاد من قبل هؤلاء  و كأنهم خراف تائهة .
وطن بلا ماء و لا كهرباء ولا خدمات ... فلا أدري بأي وجه و أي منطق تتحدث الحكومة المنتخبة و الى ماذا يستند الناخب ليدلي بصوته , لمن ؟ ولماذا ؟
حكومة تتأسس وأخرى ترحل و الوضع البائس هو كما هو .كل الأحزاب وكل الحكومات تشبه بعضها البعض و إن أختلفت فكان الإختلاف على الأسوء .
هذا العام ..
ما عدا الرقم الذي تغير , فكل شيء هو قديم , و حتى الوجوه هي .. هي , فالتغير الذي تنتظره .. لا تتوقع أن يحدث أبدا , فالإنقسامات الطائفية و المذهبية هي من تلد قادة الغد ...
 إن لم  يكن المالكي رئيسا ً للوزراء .. فالمصائب سوف تكبر .
و إن لم يكن الطالباني رئيسا للجمهورية .. الأكراد سوف يعلنون الإنفصال .
 و إن لم يرضى  العلاوي .. فالمصيبة أكبر .
لست ادري ما هو السر من وراء ذلك المجهود الكبير وهو ( إجراء الإنتخابات )!؟
المذهبية والطائفية تنتصر و الوطنية تدوس عليها الأقدام . 
العراق ... لم يعود عراق .... النخيل في الجنوب لم يعد يطرح الثمار ..الناصرية والعمارة و البصرة لم تعد تنجب الأبطال .. و بغداد , حتى تمثال الحرية الذي لم ينتزعه منها النظام البائد بات مهددا ًبأن يهدم على أيدي القادمون الجدد .
موصل المدينة الحدباء ... كل يوم يمر عليها وتمر فيه لابد أن يقتل فيها حر و بريء .
كركوك التي هي أغنى مدينة في العالم ومن يعرفها في زمن ( الإستعمار البريطاني ) يذرف عليها الدموع لما ألت عليه اليوم في زمن ( الحكم الوطني ) فيا للعار . 
هذا العام لا أمنيات ولا أحلام ولا شموع , فهذا العام
 إستقبله العراق بدماء الشهداء و الأبرياء , كنيسة سيدة النجاة تشهد .. و الطفل الملاك الذي صرخ بأعلى صوته ( كفى ... كفى ) يشهد , التفجيرات في كربلاء تشهد ... و الصراعات في قبة البرلمان الغير الموقر تشهد ... الحرية في بلدنا باتت تستورد من إيران أو السعودية , و لك أن تتخيل بما سوف تنعم به من الحرية !؟
هذا العام أو بعد أعوام قليلة قادمة ...
سوف يحرم إرتداء أربطة العنق ...
و إذا اردت أن تنال شهادة الماجستير أو الدكتوراه فعليك أن تتجه شرق البلاد .
و أما الطرف الآخر والذي يعادي ذلك الشرق فله أيضا قوانين صارمة وعليك أن تتعلمها وتتقيد بها  .. ومنها ... أنت محكوم بالشريعة أو الموت بدلا ًعن الحياة .
و سوف يستمر الصراع .. تفجيرات هنا و تفجيرات هناك و دماء تسيل و بالطبع الجميع هم شهداء .
هؤلاء هم الذين قدموا ليحكموا العراق ... فكيف تكون لنا أمنيات !؟ و لا أخفي عليكم , و لربما سوف يصدر قانون جديد يحرم عليك التمني ... فالتمني قد يفسدك و قد تتمنى بما لايرضى به هؤلاء القادة الأقزام .
ملاحظة : هذا ليس تشاؤم ( لا سامح الله ) و إن يعتقد أحدكم إنه كذلك .. فليبرهن لنا العكس و نكون أول الداعمين و المتفائلين و نوعده بأن نستعيد الأمنيات .

dkhuka@hotmail.com


 
 

75
                                هل عادت الروح للشعوب التي عاشت بجسد بلا روح ؟

باسم دخوكا
سؤال يطرح نفسه في بداية العام الجديد , سؤال بات يرهق القادة و يبعث الأمل الى النفوس التي فقدت الأمل , بأنه يمكن أن تولد الثورة من جديد و ( بالرغم على أنف ) كل ما قد تمتلكه الدكتاتوريات من القوة و السلطة و السلاح الفتاك , نعم هذا ما أثبته الشعب التونسي و هذا ما  يصرُ عليه اليوم الشعب المصري .
 بعد خيبة الأمل التي عاش بها الشعب العراقي و بالرغم من التضحيات الكبيرة , لكنه لم يقدر بأن يسقط النظام الفاشي الذي حكمه لأكثر من ثلاثة عقود .. فسقط على أيدي الأمريكان ... و كان هذا خيبة أمل لكل الشعوب العربية التي يحكمها الحكام الطغات . وهل ما حدث كان فجأة , أم انه القدر عاد ليذكرنا بالمقولة أو البيت الشعري الرائع الذي أطلقه الشاعر التونسي و الذي قال فيه :
إذا الشعب يوما أراد الحياة .. فلابد أن يستجيب القدر .. و هل الصدفة لعبت دورها لتكون تونس هي من أثبتت مقولة إبنها البار ؟ أم انه لابد أن تولد الثورة من جديد و من الموقع الذي أطلقت منه أروع ما قيل عنها ؟
فالثورة عندما تولد فهي كالبركان و الزلزال و الإعصار قد تتنبأ بحدوثه و لكن من الصعب أن تحدد مقدار قوته أو تأثيره .
وهذا ما حدث في تونس و هذا ما سوف يحدث في مصر و هذا ما تخشاه الأنظمة الدكتاتورية في سوريا وليبيا و الجزائر و كل الأنظمة العربية التي تجثم على صدور شعوبها لسنين طويلة وطويلة جدا .
و هنا يجب أن تطلق مقولة واحدة فقط ... كل حاكم دكتاتوري  يحكم  اليوم ... يرفع ( إيدو .. ) فهو المرشح بالزوال و من منكم ( بلا خطيئة فليعيش بأمان ) و هل هنالك حكومة عربية واحدة تحكم اليوم و هي لا تنافس الأبليس بما أرتكبته من الجرائم بحق شعبها ؟؟  
و الأروع ما في الأمر إن ماحدث في تونس و يحدث في مصر لم يأتي لا من أحزاب سياسية ولا تيارات دينية ولا من .... إلخ , فهو قادم من شباب و من أناس لا يسعون الى مصالح سياسية و لا كراسي في مواقع حكومية بل كل ما يودون هو الحرية و العيش بكرامة و في هاتين الكلمتين إختصرا كل النضال و الصراع الذي دار ويدور بين الأقطاب السياسية . ومن يدرك قيمة ذلك يعلم بأن الأحزاب عندما تتولى السلطة قد تتحول الى دكتاتوريات , والكتل السياسية قد تبحث عن موقع وجاه ولكن الباحث عن الحرية والكرامة لا يحلم بغيرهما إذا ما تحقق له ما يريد .
فالشباب في عصرنا هذا يثبتون لنا ان الحرية هي أثمن من شعارات تطلق من هذا الكيان السياسي أوذلك التيار الديني فهي .. أن تعيش بكرامة و لا يهم بما تؤمن ومن تكون . فالأوطان هي ملك الشعوب التي تقدسها وتحترم الإنسان الذي يعيش على أرضها من دون أن تصنفه على أساس الهوية أو الدين أو القومية .
نشكر شبابنا على هذا الدرس الذي لو إستوعبناه لحققنا ما لم نحققه عبر التاريخ الحديث .

dkhuka@hotmail.com

]

76
                       لماذا لا تعترف كياناتنا السياسية بالفشل أمام ما يلحق بشعبنا من الكوارث ؟!
 
أينما يكون هنالك شعب يكون هنالك تنظيمات مختلفة توجه وتقود ذلك الشعب , عندما تكون هنالك تنظيمات فإنها تتحمل مسؤلية ما يحدث أو قد يحدث لذلك الشعب , فان كان هنالك حزب ما أو حركة ما تود ان تقود شعب ما , فعليها ان تتحمل مسؤليتها أزاء ذلك الشعب بالسراء أو الضراء .
والمقصود بتحمل المسؤلية هو إن كان هنالك مكروه فيصيبها هي أولا ً قبل أن يصيب الشعب ... أليست هي من تقوده ؟ وتقوده تعني انها في خطوط المواجهة مع كل مكروه قد يواجه ذلك الشعب , أليس كذلك ؟
أما اذا كانت تتستر خلف خطوط الدفاع الأخيرة ... فلا خير فيها و لا فيما تدعيه .
أين مناضليهم و أبطالهم و مقراتهم و شبابهم لماذا لا يحمون أبناء شعبهم .. فإن كانت التجربة قد أثبتت بأن الحكومة لا تتولى  حمايتنا , لماذا لم يتخذوا التدابير لحماية من يدعون بكونه شعبهم ... أم ان ما يهمهم هو أن يحموا أنفسهم فقط ؟ و لربما عندما يتعرض الشعب الى هجمة ما ... فانهم يشددون  الحماية على أرواحهم و عوائلهم ... هؤلاء هم من ننتظر منهم أن يحققوا لنا أمانينا و... إلخ .     
بصراحة .. وما من بعدها صراحة فإن توحيد الخطاب السياسي لا ينفعنا في ما يصيبنا ... لكون الذين يمثلوننا ليسوا ولم يكونوا بقدر المسؤلية إزاء كل ما أصابنا .
كل جريمة ترتكب و كل طفل و سيدة و شيخ  يقتل ليس هنالك موقف يؤخذ  من قبل هؤلاء الذين يدعون بكونهم قادة الشعب سوى أن يلمعوا كراسيهم , و إذا ما إستنكروا ... لا يتجاوز ذلك الاستنكارسوى كلمات و جمل ( حفضها القتلة أنفسهم ) لكثر ما تكررت الجرائم ولكثر ما كرروها هم في خطباتهم  .
أحزاب و حركات تدعي بأن الشعب كله يسير خلفها ... وفي مصائبه تجدها هي من تقف دوما ً خلفه ! و هو من يدفع ثمن  هوية يحملها  وبدمائه يفديها , أما هم .. فإنهم حاضرون ليتلقوا التعازي و ليقدموا التنازلات لأعدائهم و ليس فيما بينهم .
أكاذيب و دجل و مواقع في الحكومة أو البرلمان ... حكومة لا  تعترف بهم ولا تستدعيهم الى مؤتمراتها  و( بإعترافاتهم.. هم أنفسهم ) ولا يزالوا يأملون خيرا بمن لا يعترف أصلا ً بوجودهم .
مهازل وخطب سياسية و ضحك على عقول البسطاء و تصريحات ساذجة في مؤتمرات ... هذا كل ما يقدرون عليه . والدماء التي سالت و تسيل تتحول و بمرور الأيام الى .. ماء لا تلبث أن تجف بعد حين .
أناس تهب من كل صوب تستنكر هذه الجرائم البشعة والكل يصرخ بأعلى صوته ..كفى قتل الأبرياء , ترفع الأعلام و تدق النواقيس في أرجاء العالم كله ... وهؤلاء القادة يساومون على ما تبقى من الكنائس و أرواح الأبرياء .

باسم دخوكا
dkhuka@hotmail.com

77
                                          هل انتصر الشيطان في الأحد الدامي؟!
 
تسللوا كاللصوص عبر الجدران و هم يحملون بأيديهم كل أسلحتهم .. بنادق , قنابل و أجساد تغطيها المتفجرات ..
 تسللوا ونفوسهم لا تحمل سوى الأجرام والحقد و الدنس .. تسللوا الى بيت الله و كأنهم يدخلون في مواجهة حاسمة مع جيش جبار.. جيش يرعبهم إيمانه و ترعبهم محبته , يخشون من غصن الزيتون الذي قد يكون كل ما سوف يجدونه بأيدي المؤمنين .
الصوت القادم هو صوت الترانيم و الصور التي أبصروها لا تحمل إلا الخشوع و الركوع أمام الخالق .. ربنا نحن البشر .
نظر بعضهم للبعض , فلم يروا سوى صورة الشيطان .. الشيطان الذي لا يرى إلا نفسه ... لا يعرف سوى الشر ..
لا يؤمن إلا بالقتل و هتك الحرمات , خافوا من الحق و المحبة و السلام .
ففتحوا وابل أسلحتهم بكل الأتجاهات ..
و الرب يشهد , و المؤمنون ينتظرون .. أن تحدث معجزة ما  أو أن يستجيب الرب لصرخاتهم ..
فالوضع حرج جدا ً .. الأطفال يستنجدون والنساء يصرخن و الشيوخ ركعوا على ركابهم يصلون .. أما الشباب , و في مقدمتهم الأب ثائر و الأب وسيم تقدموا بخطوات ثابتة نحو الشياطين , فهم يعرفون جيدا ً بأن الرب معهم و ان الشر وان كان يحمل كل اسلحته فلن يخشونه و لن يضعفهم ...
 نعم تقدموا مقدمين أنفسهم قربانا ً كما قدم المسيح ذاته بدلا ً عن ( بني الإنسان ) لم يخشوا الموت , لكون المسيح علمهم بأن لا يخشوه , وهم يعلمون ان الموت هو مخيف و لكنهم يعلمون أيضا ً أن تموت وأنت لا تحمل سوى المحبة , هنا يكمن سر الوجود .
و لكن الشياطين أرعبهم هذا الأيمان .
أخافهم هذا الشموخ و الأستعلاء , إستعلاء الخير على الشر , استعلاء ألإيمان على الكفر .
تسائلوا فيما بينهم .. من يكونوا هؤلاء ؟ ...
انهم لم يروا فيما سبق رجال أقوياء إلا وهم مدججون بأسلحة فتاكة , فهمسوا ثانية ً و فيما بينهم ... من يكونوا هؤلاء يواجهوننا ( رافعين رؤسهم ) و ينادون علينا بأخوتنا و لا يخشون قوتنا ؟
فضربوا ألأب ثائر بأخمس البندقية على رأسه ...
سقط على ركبتيه ... قال على الفور وكأنه لم يتلقى ضربة قوية  - لماذا يا أخي تضرب أخاك ؟
واستدار الآخر ليركل الأب وسيم بضربة قاسية على جنبه ... وهكذا قال الأب وسيم  أيضا ً .. لماذا تضرب أخاك ؟
تراجع الشيطان ليسأل سيده ... أننا نضربهما وهما يناديان علينا بأخي ... يا للعجب , فماذا تقول ؟
كان رد الشيطان الآخر إطلق رصاصك على رأسيهما .
وأطلق الشيطان النار .. و بدأت الحياة ...
 الحياة لمن يعرف ماذا تعني الحياة ,
الحياة لمن يؤمن و لمن يقدم نفسه قرباننا لأجل الأخرين .
حياة شعب يواجه الموت ولا يخشاه ,
حياة ربان نذروا شبابهم من أجلك وأجلي .
حياة أطفال ونساء و شيوخ لابد أن يتواجدوا في الكنيسة ليصلوا من أجل السلام .
وهنالك ممن يقبع في مكان آمن و لا يجيد سوى الكلام .
طوبى لكم .. منكم نتعلم ماذا تعني .. الحياة .
طوبى لكم لكونكم تحملتم و تتحملون بصبر مواجهة الإجرام ,
طوبى لشعبنا , وليس للذين إذا علا صوتهم .. يكون خلف قافلة من الشهداء .

باسم دخوكا  
dkhuka@hotmail.com  
  

78
 

 عندما ترتكب هكذا جريمة و في بيت يجتمع فيه الجميع لذكر إسم  الرب .... الرب خالق الكل .... وإذا  كانوا هؤلاء الأبرياء تواجدوا ليصلوا من أجل الجميع..... الجميع وحتى القتلة أنفسهم  .... فيقتلونهم ولا يراعوا ولا يخشوا الرب ولا يخجلوا من البشر و لا يراعوا وجود الأطفال ولا النساء ولا .... , فماذا نقول بحق هؤلاء و  هل هنالك كلام يمكن أن يقال ؟!
عزائنا الى  ذوي شهدائنا , قلوبنا معكم  ندعوا الرب يسوع أن يلهمكم بالصبر و السلوان .
دعواتنا الى الرب بأن يشفي الجرحى و يعيدهم سالمين الى ذويهم و محبيهم
اما الحكاية سوف تسرد وعبر الأجيال عن الذين لم يخافوا الله ولم  يستحوا من البشر و لسبب بسيط لكونهم ليسوا ببشر .

الهيئة الإدارية للمركز الكلداني في شيكاغو / امريكا

79
                                    زارني صديقي الشهيد في المنام , و سألني...

لم يكن حلما عاديا كغيره من الأحلام التي اعدت رؤيتها كل ليلة , كان شيءً مختلفا ً, وجدت فيه نفسي و كأني أجلس في محكمة أستدعيتُ لأدلي .. أما بشهادتي أو قد أكون متهما ً من دون أن أدري .
الدعوة قادمة من شاب في " الثلاثين من العمر " أعرفه كل المعرفة ... لكنه لم يظهر لي كما رأيته و عرفته فيما مضى من الزمن .
يقف بصلابة , و لكني لست ُ أرى موقع قدميه ..
يتحدث بهدوء كما إعتاد أن يتحدث دوما ً ..
نبرات صوته فيها من الحزن .. جعلتني أن أعيش عمق ألامه .. عيناه تغرقها الدموع لكنه يقف شامخا ً كما شاهدته دوما و قامته تلامس السماء و كأنه جبل من الكبرياء .
التقيت به " صدفة " قبل إستشهاده بوقت قصير.. لقد كان فرحا ً , كأنه  يعيش عرسا ً و هو فيه " العريس " . بادرته بعد عناق حميم : صدقت يا صديقي ... عندما قلت قبل سنين طويلة و أنت تودعني  .. بإنك سوف تعود يوما .. لتشارك بعرس الحرية  ..ها أنت فيه اليوم .  
فقال لي .. انه نداء الوطن , وهذا ما انتظرناه على مر السنين .
رجوته أن يكون حذرا ً... فالظرف ما زال عصيب , و الأنتفاضة التي نعيشها لابد أن تنجلي بيوم جديد و لكن حذاري يا صديقي مما يخفيه لنا القدر اللعين .
همس بأذني و هو يعانقني مودعا ً.. سوف نلتقي و نحتفل قريبا ً بعد أن يرحل الطغات ... سوف نستعيد الذكريات التي عشناها في الأزقة و( الدرابين ) و أضاف .. لكننا هذه المرة سوف نعيش الحرية التي لم نتذوق طعمها فيما مضى من السنين .
تابعته بنظراتي وهو يمضي بعيدا ً.. الى ان غاب عن بصري في زحام الثوار الذين ينتشرون على الطرقات و بأعداد كبيرة .
منذ حينها لم التقيه .. سألت و بحثتُ عنه كثيرا .
 رفاقه أخبروني فيما بعد ... أنه استشهد .
فماذا يريد مني اليوم ؟ لماذا بعد كل هذه السنين يحضر في منامي و يحسسني وكأنني في يقظة ما من بعدها يقظة .. شعرت بحضوره كأننا معا ً, لا يفصل بيننا المكان و لا الزمن , و لا الحاجز المعروف بين الأحياء والأموات .
سألني ...
هل عاد الوطن و رحل الطغات ؟
أرتبكت , كيف أجيب ... و خصوصا لمن ضحى بحياته لأجل الوطن ... تبعثرت الكلمات و عيناي أغرقتها الدموع , بماذا أجيب ؟ بادرته محاولا ً أن اتهرب من السؤال ... أما زلت قلقا ً على الوطن و أنت وهبته بأغلى ما عندك ..ولأجله ضحيت بحياتك و أنت بعمر الزهور ؟
- كيف لا أقلق يا صديقي , حلم الحرية عشته , لكني رحلت مبكرا من دون أن أتذوق طعمه .
تمنيت في تلك اللحظة أن أكون أنا في مكانه , و أن يكون هو من يرد على السؤال ... فما أصعب الرد ؟  فلن أكون أنا من يطلق رصاصة أخرى على الشهيد ... قلت و كأني أتمنى ما أقول ...
عاد الوطن يا صديقي ... الحرية أصبحت راية يرفعها الجميع , عاد الوطن .. الكل يفتخر بكم و يتذكرون تضحياتكم ليلا ً و نهار . عاد الوطن و الحكم اليوم هو  بأيدي الأمناء , يحرصون على الشعب أكثر من حرصهم على أنفسهم و عوائلهم و المقربين .. لم ينسوا الظلم الذي عانوه على أيدي الطغات ولهذا فأنهم يخدمون الشعب و يقدسونه ولا يبحثون عن السلطة أو الجاه .
 لا تقلق يا صديقي ... فلا المراكز تهمهم , و لا السلطة تغريهم , و يرفعون جميعهم للوطن .. راية الولاء .
القادة كأنهم أخوة تربط فيما بينهم نفس الدماء ... و الأحزاب لا تتنافس.. إلا لما ينفع الشعب و الفرد منا يقبل وجهتا كفه حمدا ً ل.. الله, فقد أنعمنا بمن هم أمناء .
كل مدننا تنعم بالخير و السلام , بل و أصبحوا جيراننا يحسدوننا على " الديمقراطية " التي نحكم من خلالها  البلاد .
و أما الأعداء ..
عذرا ً ... فلم يعد لنا خارج الوطن أعداء... فقد بتنا بلا أعداء , فالعالم أجمعه أصبح صديق لنا , و أصبحنا مثلا يضرب به و تقتدي به جميع البلدان .
فماذا تود أن تعرف أكثر ... يا صديقي ؟
فيا ليتني أبادلك المكان و ترى ما تراه عيناي ...
عندها .. لما زرتك في المنام , ولا سألتك عما جرى .
أرجوا أن تنام قرير العين , و إخبر كل الرفاق الذين أعطوا للوطن ما إستحق أن يعطوه ... ان الوطن لن ينسى ما فعلتم لأجله . أما أنا , ففي الغد سوف أشعل الشموع لأرواحكم الطاهرة , و ألعن كل من يقود الوطن الى الخراب .

basim dkhuka
dkhuka@hotmail.com


    
    
 
      

80


                                                        البيت هو بيتي و أنا كلداني .
باسم دخوكا

الحقيقة , ليس من السهل أن تتناول موضوع حساس جدا ً,  خصوصا ً ان هنالك الكثيرين ممن سوف يترصدون لكل كلمة و حرف مما تدونه  ... قد يجعلك من الأحباب أو يقومونك من الأعداء . و كما يقول المثل العربي ( مما يزيد الطين بلة ) اذا لم تتوافق مع ما يطرحه البعض ممن يعتبرون أنفسهم المتحدثين بإسم الأمة و أتباعهم من الكتاب والمفكرين . عندها سوف تقع في مطب كبير و أبسط ما سوف يقال عنك ... إنك متعصب , و لا تؤمن بوحدة شعبنا  و لا تحترم إرادته , قد يصفونك بالخائن أو العميل أيضا ً .
و أما إذا إتفقت على ما يتفقون عليه , حتى و ان كان يخالف المبادىء و القيم التي تؤمن بها ... أنت في بر الأمان , و هم في مأمن من الشريرين الذين يعتزون بإرثهم التاريخي والحضاري . 
ما يخصني فهو يخصني ... فلا تستطيع هذه الأفكار المتناقضة أن تتغلب على ... إنتمائي , فكري , عقيدتي . بالرغم من إنني وبالأمس القريب كنت أعتقد اننا جميعا ً نشترك بذلك كله , إلا إن يوما بعد آخر بدأت أكتشف إن الواقع يثبت لي وعلى " أقل ما يقال " ... إن اخوتنا يخدعوننا و بلا مبرر .
أن تقول أنا كلداني بات مضرا ً , و إن لم يكن , فعليك أن تتبعها بأشوري  !
و للعلم , اذا ذكرت إنك أشوري ... لا تحتاج للمزيد , فهذا يكفي , و بنظرهم ... قد أحسنت القول و الفعل .
ما أسوء من أن يحاول البعض أن يستغفلك أو يخدعك أو يستخدمك ... أليس الأفضل له و لك أن يطعنك بالسكين... مثلا , بدلا ً من أن يسلك هذه الطرق الملتوية للألتفاف عليك ؟   
الحقيقة التي يجب أن أذكرها تجنبا ً للمزايدات هنا وهناك هي : انني أعتز بالأشورية  , و إنني لم أعتقد سوف يأتي يوم  يدفعني البعض لأكتب عن هكذا موضوع حول الهوية أو الأنتماء , كنت أعتقد دوما و كما عشت بين إخواني ألأشوريين في كركوك الغالية ... إننا لا نحتاج لنتنافس فيما بيننا , لا نحتاج لنزايد على بعضنا و لا نحتاج لنقول للأخر ( أنت أشوري ) و لست كلداني .
أما اليوم بات يتجرأ الكثيرين أن يقولوا ... انه ليس هنالك كلدان أساسا ً.
غريب هذا الطرح ... فالبيت هو بيتي و أنا كلداني و أبي يعتز بكونه كلداني و جدي أيضا ً فخر بإنتمائه ... والكتاب الذي أؤمن به يذكر قومي أكثر من مرة و مرة ..
قرانا التي تنتشر على أرض أجدادنا  , حافظت على هويتها الكلدانية و وجودها بالرغم من القتل والتنكيل و الأبادة , ولا  تزال تحمل إسم قرى كلدانية  و تفتخر به . و كما أعتز أيضا ً بكل القرى الأخرى التي تفتخر بأشوريتها , فلماذا تختلفون معي ؟
ولماذا تبحثون في دهاليز التاريخ و تنتقون ما يناسبكم وما يضر بنا ؟ و تمجدون كل من كتب و دون مما يلائمكم و تلعنون ممن كتب ما ينصفنا ؟ و هل هنالك مصدر أوثق تاريخيا ً من الكتاب المقدس ؟ و أنتم يا من أمنتم بالكتاب , هل تشكون به أيضا ً ؟
نعم أنا كلداني ... ومن بيت كلداني  و من يأتي من نسبي فهو كلداني ...
ليس غرورا ً , لكنه فخرا ً.
ليس عندا ً , لكنها هويتي .
ليس تكبرا ً , لكنه نسبا ً
نسبا ً لأعظم تاريخ و حضارة و فكر و إبداع .
           
                                                  *        *      *
الكلدان اليوم...
 نحن الكلدان نائمون و نكاد نشبه أهل الكهف بنومنا هذا .
نتقلب بين موازين الحياة و الرياح تعصف بنا و توجهنا كما تشاء . 
منا من لا يبالي ...
منا من يعلم و لكنه يسكت ...
منا من شغلته الدنيا و لا يهتم ...
و منا من سوف يسألونه أبنائه عن من يكونوا ؟ فهل سوف يعرف أن يجيب ؟
منا من يبيع تاريخه و أصله و فصله .
منا من تباع قراه و على مرأى من عيونه .
منا من يبحث عن الحقيقة , و الحقيقة نصب عينيه .
منا من يحتاج لمن يقوده , ومن يقوده يحتاج لبصيرة ليرى كل ما يدور حوله .
منا من يزايد على الأسم فقط , و يجهل إننا ندافع عن وجودنا و تاريخ أجدادنا .  لا نحتاج للمبالغة , فنحن شعب صنع المعجزات فيما مضى .
ولا نحتاج للمراهنة , نحن نؤمن بقدرات شعبنا و كما نؤمن بالواقع  , و نبحث من خلاله عن موقع لنضع عليه قدمنا , ونبدأ المسير , فلا يهم إن كانوا ألأخرين قد سبقونا , و لا يهم إن كانوا قد تفوقوا علينا , و لا يهم ان كنا في أخر المسير , فما نعرفه جيدا ً, إننا قادرون على أن نجد لأنفسنا موقع نبدأ منه بما يرضي  تاريخنا وحاضرنا و مستقبلنا .
                           
                                                               *       *       *               
 
المهزلة تبدأ حينما يكون هنالك صراع فيما بيننا و ليس التنافس على خدمة شعبنا .
أحزاب تخشى على مواقعاها و شخصيات كبيرة باسمائها البراقة , تبحث عن المواقع أو الكراسي الكارتونية هنا وهناك ! شعبنا يحتاج لمن يخدمه , وليس لمن يود أن يحمل إسم ( قائد الأمة ) .
فلماذا لا يكمل بعضنا البعض ؟ اليست طموحاتنا واحدة ؟
وجود الأحزاب ضرورة نحتاج اليها , و الخلافات بين الرؤيا وارد ومقبول , ما هو غير مقبول إن يكون شعبنا الخاسر الأكبر من هذه الخلافات , فهو من يدفع الثمن قبل أن يدفعونه هم . و ما أثقل الثمن الذي سوف يدفعونه هم أيضا ً - ثقة الشعب بهم , فهل يعرفون قيمتها ؟
كما يقول المثل ( لكل حصان كبوة ) نتمنى أن تكون التجربة التي مررنا بها  ( كبوة حصان ) و ليس شهوة قائد لا يهمه سوى نفسه , فيخسر نفسه أولا ً , ومن ثم  يخسر شعبه .
كونوا قادة بمظهر الجنود , فتكونوا فخرا لشعبكم .
كونوا أمناء على أعظم كنز لا يزول , و هو حمل ألأمانة .
و هل هنالك كنز أعظم من أن تحمل على كتفيك قضية شعبك ؟
وهل هنالك أعظم من هذه الأمانة التي تودع بين أيديكم ؟
فأين أنتم منها ؟   

dkhuka @hotmail.com

 
 
 

81
                                       عنكاوا كوم بين الحقيقة والحلم الكبير .

الحقيقة ليس من السهل أن تبدي برأيك حول عنكاوا كوم , عنكاوا كوم بدأت بمجهود رجل لا يحب الظهور كثيرا ً , ولا يتحدث عن نفسه كثيراً ,  بقدر ما يخفيه في صدره من طموحات و أحلام كبيرة . الفكرة بدأت صغيرة ... صغيرة جدا ً , كما قال ألأخ أمير المالح في حوار صحفي أجريته معه قبل عدة أعوام , لكنه أضاف : لكن الحلم كان كبيرا ... وكبيرا ً جدا , و أضاف لم أتوقع يوما ً أن تكون عنكاوا كوم في الموقع الذي نحن فيه الآن . لكنه لم يخفي إنه كان هنالك العديد من ألأصدقاء ممن وقفوا معه و بمساندتهم ولدت عنكاوا كوم  .

فأن تأخذ فهذا سهل جدا ً ... أما العطاء فأنه الأصعب

من السهل أن تدخل الى عنكاوا كوم بمجرد أن تضغط على.. أو تكتب الأسم فتكون فيها , أما ما تراه فهذا يحتاج للكثير...  الكثير من الجهد , فالذين يوفرونه لك .. يضحون براحتهم و وقتهم و جهودهم لتراه على ما هو عليه .
أما ما اتمناه لعنكاوا كوم .
- اتمنى للأخ أمير وكل الإداري أن يوفقون في رسالتهم , بإيصال الكلمة الحرة لكل من يدخل عنكاوا كوم أي كانت جنسيته أو هويته , كما عهدنا بهم دائما ً.
- أتمنى أن يبقى إسم الموقع كما هو الآن , وهذه ليست نابعة من دافع إنتمائي , بل لكون الموقع وصل الى ما وصل اليه بإسم الذي عرفناه جميعا ً , حتى لو أصبح عالميا ً... فأتمنى أن أراه بهذا ألأسم .
- أتمنى أن يبتعد الموقع عن تعين الكوادر في المواقع المهمة أو المنابر على أسس العلاقات و المعارف , أن يبقى كما هو  وكما عرفناه .
- أتمنى أن تعود غرفة عنكاوا بالتوك و نخلق منها منبر لمناقشة كل الأمور بروح حضارية و نستقطب الشخصيات و نحاورهم في المستجدات , و كذلك نتحاور على ما يطرح في عنكاوا كوم و في نهاية كل إسبوع , كما كنا نفعل سابقا ً .
- اتمنى الموفقية للأخ العزيز أمير و كل إداري الموقع و أن يكونوا قدوة حسنة لكل من يحمل فكرا ً و رؤية .

باسم دخوكا  
  

82
                                              رسالة مفتوحة من مغترب ... لعنكاوا الحبيبة .
  
 باسم دخوكة                  
                                                             "  الجزء الثاني  "

غريبة أن تحتفظ سيدتي عنكاوا بجمالها , ما زالت تبدو و كأنها بالعشرين , بالرغم من ذلك الحزن الذي يمكنك أن تلمحه في عينيها .
ما زالت تحتفظ بذلك الحب الكبير لكل من وطىء بقدمه على أرضها .
وما زالت تستقبل القادمين , و كأن جميع البشر هم أبنائها .
وما زالت تطلب ممن هم من رحمها نكران الذات , و الترحيب بكل قادم جديد ليكون ( أخا ً يشاركهم أمومتها ) .

عنكاوا..

التي مرت بكل العصور المظلمة و  بكل حقبات حكم الطغات لم يستطيع أحدهم أن ينال منها , ولا من أبنائها . قدمت الكثير من التضحيات و أبنائها لم يتخلوا عنها , منهم من قدم نفسه نذرا للحرية , و منهم من إختار من صخور الجبال مسكن و دربا ً للنضال , ومن بقى لم يرضى الركوع والخضوع , فقد حافظ على أن تبقى عنكاوا و على مر الزمان   ملكا ً لأبنائها .

عنكاوا ..

قد وهبت أغلى ما عندها , وعشق أهلها لها كان دوما أكبر من معاناتهم و تضحياتهم وأنفسهم , ولم يخذلها إلا القلة... القليل من أبنائها ,القلة الذين كانوا .. لا يتعدون أصابع اليدين  ..
و اليوم قد قطع البعض جسدها إربا ً.. إربا ً ..
تحولت الكثير من أراضيها الخصبة الى مشاريع بات يتاجَر بها , والمؤلم  إن قسم من هؤلاء التجار , هم من أبنائها .
فلن ترى الحقول كما كنت تراها , و لن تمشي مرحا ً بين حقول الحنطة والشعير كما كنت تفعلها . لن تستمع لزغردة العصافير كل صباح كما كنت تستمع اليها . كل شيء تحول الى البنيان و المزارع تحولت الى أراضي سكنية ومشاريع عمرانية .. أما الدولة أو السلطة فتأخذ الأراضي الزراعية و تعوض أصحابها وفق قانون  ( إذا تريد أرنب أخذ أرنب , وإذا تريد غزال أخذ أرنب  ) .
هكذا باتت عنكاوا التي عرفناها أنا وأنت , هي مجرد حلم عشناه , و في الواقع كم من مرة تهنا ونحن نستكشف عنكاوا الحديثة ..
وهذا بات مخيف لي ولغيري ممن هم أبناء هذه القرية الغالية ..
بات مخيفا ً .. لكون كل المساحات أستغلت , و لم يبقى هنالك الا ما لا يمت بصلة لعنكاوا .
بات مخيفا ً لكونها أرض أجدادنا الذين لم يفرطوا يوما ً ولا بشبر منها .
بات مخيفا ً .. إن من قام و يقوم بتوزيع تلك الأراضي لا يعرف إنه  يقوم بدور (من لا يملك يعطي لمن لا يستحق )   .
و المحاكم تشهد قضايا إختصاب أراضي من أصحابها , تقشعر لها  الأبدان .
وحينما تتسائل : من المسؤول .. فالكل يبرىء نفسه من ( دم يوسف ) و أولهم السادة المسؤلين سواء في بلدية عنكاوا أو مديرية ناحية عنكاوا ! وأما تلك الشخصية الكبيرة التي لمع نجمها في مرحلة ما , فتصرف بالكثير من أراضي عنكاوا , و كأنه هو من يملكها .

فيا سادتي ..

نحن لا نحلم بالمستحيل ,  لكننا نؤمن بأننا  قادرون على عمل الممكن الذي نؤمن به   ..
قادرون أن نكون جزء من الكل , و ليس ذلك الجزء الذي يستغله الكل .
قادرون أن نعيش مرفوعي الرأس , لما نفعله لأنفسنا و أهلنا و ألأخرين الذين هم من أبناء جلدتنا .
في أي موقع كنا ..
مسؤلين في مراكز كبيرة ,
سياسين في مواقع مهمة ,
مثقفين , أصحاب قلم و فكر,
عمال نؤدي واجبات ملقات على عاتقنا ,
يجب أن نحافظ على ما تبقى من عنكاوا ... يجب علينا أن نفعل هذا لأجل عنكاوا و لأجل غدنا و إلا سوف يأتي يوم ...

قد لا يبقى منها إلا إسمها , و ما نخشاه أن لا يبقى هو أيضا ً إلا في قلوب و ذاكرة محبيها .


للاطلاع على الجزء الاول من المقال:
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,433860.msg4752308.html#msg4752308


dkhuka@hotmail.com
 


    

83
                                        رسالة مفتوحة من مغترب ... لعنكاوا الحبيبة .
  
باسم دخوكا                          
                                                   " الجزء الأول "

عدت ُ , ولست أدري .. من يحمل من .. هل  ذكرياتي تحملني الى موطني , أم انه موطني يناديني لأعود اليه ؟
هل سوف ألتقي بكل أقربائي و أصحابي ؟ و هل يتشوقون لرؤيتي ؟ أم إننا كبرنا على الشوق و سرد الذكريات ؟
هل عنكاوا ما زالت كما عرفتها , أم إنها لن تعرفني , و لن أعرفها أنا أيضا ً ؟
هل سوف أتذكر أول قصة حب عشتها , أم إن غبار السنين طوى كل ما مضى ؟
هل عنكاوا .. مازالت تحبني كما أحببتها , أم إنها لا تزال تلومني لكوني  رحلت بعيدا ً و تركتها ؟
هل  حقا ً تركتها , أم إنها رحلت معي أينما رحلت ؟
هل سوف تتقبل عودتي , أم إنها سوف تدير بوجهها عني ؟
عشرات من أسئلة أخرى كانت تدور بخلدي ..و الطائرة تقطع الاف الأميال عبر مسافات , بدت لي أنها لا تنتهي .
                      
        عنكاوا ... بعد العودة ..

ما أصعب السير بشوارعك , فلا أنا أشبه أنا و لا أنت تشبهين عنكاوا !
التحضر جعلك تبدين غريبة عني , و لربما " الكبر " جعلني لا أستوعب كل هذا التغيير فيك .
الوجوه بدت غريبة عني , فلم تكن تلك التي عرفتها أو عشت معها , فيما مضىى من العمر .
 لماذا كل شيء فيك بات يختنق .. يا حبيبة عمري .
الشوارع تتداخل في ما بينها ...
البيوت تلتصق ببعضها ...
العمارات ترتفع هنا وهناك ..
و العربات تكاد تصتدم ببعضها , ولا تترك للمشاة فرصة المسير , إلا بعناء و اقتناص فرصة للعبور من هنا أو هناك .
المحلات ... المحلات تنتشر بعدد لا يحصى ... المطاعم ,  الكازينوهات ,و بيع المرطبات , و ... الخ .
يجب أن نشكر الجهود التي بذلت في إنتشارها ..
ما من دولة و مدينة و قرية , و لا بالطبع بلدية ما تسمح بهذا , إلا في عنكاوا !
 أما الزخم السكاني و العمراني , فقد شهد تطور لم تشهده دولة في العالم .
و كأن من شرع  و يشرع هذا التطور العنيف , يود أن ينال جائزة ما في كتاب ( غينيس للأرقام القياسية ) و لكن على حساب من ؟؟
فمن منا لا يود أن يرى قريته تشهد  تطورا في العمران و أهله ينعمون بالرفاهية و لكن ...
هل ما نراه يمكن تسميته كذلك ؟
هل يعقل بأن يصل الأستثمار الى ملايين الدولارات في بناء فنادق و مطاعم وبارات في قرية كانت بالأمس القريب لا يتجاوز عدد سكانها( عشرة الاف نسمة ) ؟
فكيف تتم تلك الصفقات , و من يمنح تلك الرخص ؟
 من ( المضحك المبكي ) أن ترى محطة لبيع البترول  ( بانزيخانة ) تجاورها البيوت , وهذا يعني اذا ما شب حريق ما ( لا سامح الله ) قد تحدث كارثة . وهذه أحدى التناقضات الغريبة, وما أكثرها ؟    
هل يمكن أن تتحول واجهات معظم البيوت التي تقع على الشوارع الرئيسية و حتى الفرعية منها , الى المحلات و بنيت فوق البعض منها شقق سكنية  . بعدما كان لكل بيت حديقة جميلة , يلتقي فيها أفراد العائلة و الأقارب في جلسات الشاي الدافئة , بعد غروب الشمس في فصلا الربيع والصيف ؟ و الكل يقول إنه إستثمار , و البلديه توافق و بكل سهولة من دون النظر الى ما قد يعكسه ذلك المنظر المشوه لعنكاوا , ولأسباب كثيرة وكثيرة جدا ً.  

عنكاوا ..

سمعت أحدهم يهمس في مقال ( نشر مؤخرا ً )... أحد القادة الكبار أرادها أن تكون نموذجية في التآلف المختلف بالأقليم ... و لا أدري لماذا ذلك القائد ...  تجاهل كل هذا ألأقليم الكبير , و أراد من عنكاوا أن تقوم بدور أكبر مما تتسع له و على كل المقاييس ؟
هل هو فعلا ً محبة لعنكاوا ؟ أم تشتيت لخصوصيتها التي تتميز بها لعشرات من السنين ؟
 و هذا السؤال ...  يجب أن يجيب عليه من يهمه الأمر , و من يرقص على الجراح و يعتقد إنه يرقص في الأفراح .
 
                                      *** التكملة  في الجزء الثاني ***
dkhuka@hotmail.com




84
                                    هل نحن جزء من المصيبة , أم ضحاياها ؟

باسم دخوكة

أسأل نفسي , هذا السؤال كل يوم , و أسأل المقربين مني  السؤال نفسه كلما إستوجب ذلك  , وفي  كل حين أجد ان هنالك تبرير لكل خطأ أو خطيئة نقع فيها , بقصد أو من غير قصد . بصراحة ... لم أعد اعلم من هو الصح و أين يكمن الخطأ . الكل يبرر , و الكل حينما يستفيد من الخطأ أو الخطيئة يجد نفسه يدافع عنها ,  كدفاعه عن وجوده ... أو وطنه أو حريته ....إلخ .
قد تجد أعداء الأمس يتحولون فجأة الى أحباء و أصدقاء ! ولسبب بسيط ( المصلحة تقتضي ذلك ) .
قد تحاور شخص باع كل شيء , ومن ضمن ما باع نفسه , بكلمة ..أستاذ ( لكونه قد يفيدك في مصلحة ما ).
قد تنحني برأسك إيجابا ً, و تصفق بحرارة لخطبة يطلقها دجال لكونه يحتل اليوم منصب مهم , كما كان يحتله بالأمس القريب , وفي ظرف مختلف .
قد تجد شبكة كبيرة , كشبكة العنكبوت تمتد خيوطها حول أعناق الشعب وعامة الناس لتخنقهم , و أنت تقول : إنهم يساعدونهم على التنفس !
فكم من شخصية كبيرة لو أستطعنا أن نقول بحقها الحقيقة  سوف تحتفظ بقيمتها و وزنها ؟؟
الرد على هذا السؤال يأتي على الفور :  قليل...و قليل جدا ً ,
 و لسبب بسيط  , لكوننا نواجه هؤلاء كل يوم , عيوبهم أصبحت مألوفة , هم انفسهم يعرفونها  قبل غيرهم .
أملاكهم لا تحصى ...
أقربائهم , أصدقائهم , حاشيتهم , و حتى خدمهم اصبحوا أسياد على عامة الناس .
فالخطأ و الخطيئة يتحولان الى مصيبة كبيرة إذا استمرينا بالرضوخ لهما .
فالمصيبة لا تكبر ان لم نرضخ لها أنا و أنت .
و لا تنتشر إذا تصدينا لها أنا وأنت .
و لا تتحول الى حلول لمشكلة ما , إذا لم نتقبلها أو نستفيد منها أنا وأنت .
فالضحية تشترك بصنع المصيبة, بعلمها أو من دون علمها , لكون المصيبة ان لم تجد هنالك ضحايا ..  للعنت نفسها .

وهنا يجب أن أذكر من المقصود  ( بالمصيبة ).
المقصود هو : كل من يحتل مركز أو وظيفة مهمة لها تأثير كبير على حياة عامة الناس ,قد يكون التأثير مباشر و قد يكون غير مباشر , قد يكون إداري , قد يكون سياسي , قد يكون ثقافي . ففي كل الأحوال .. صاحبها لا يهمه (إلا أمر نفسه  ) و أوامر من وهبه المركز الذي هو فيه , كل ما يخشاه أن يكون هنالك ( البديل  ) الذي ينتظر دوره ليقوم به بطريقة أفضل منه .  هذا هو المعهود في العهد الجديد ( إن كنت لا ترضى أن تكون عبدا ً ) فهنالك من ينتظر دوره  ليكون أفضل منك . للعبد في هذا العهد مصالح كبيرة , تجده يملك من العقارات ما لا يحدد , ومن الاموال ما لا يمكنك معرفة مصادرها , ومن الأصدقاء لا صدق فيهم , ومن ... ومن... إلخ .
 إذا جلس في مكان ما انتفخ  كأنه ( ذكر نعام ) و اذا سار يتبعه الصعاليك , و الصعاليك كانوا في ما مضى رجال , وفي هذا العهد تحول بعض الرجال الى أشباه الرجال . موائدهم عامرة و حواراتهم ساذجة و عقولهم  فارغة  .
إن اقتربت منهم عليك أن تمجدهم , إن خالفتهم لا تضر الا نفسك , وما الضرر ان كنت تضر نفسك , ولا تضر الكثيرين الذين ممن هم حولك ؟
حكمة تعلمتها مما عشناه في ما مضى .... لا يغريك مظهرهم , ولا تغريك مراكزهم , ولا تغريك أموالهم , فإن كان هنالك شيء ما يجب أن يغريك فيهم , ليكن تواضعهم , وحبهم لشعبهم .. وليس لأنفسهم .  
هل ممن نراهم , فيهم شيء مما نتمناه ؟ بالطبع لا .. اذن انهم المصيبة , و نحن , أما ضحاياها أو نشترك معهم بها .
 
dkhuka@hotmail.com
 
 

85
              يا إلاهي ... لا تغفر لهم لكونهم يعرفون ماذا يفعلون .

باسم دخوكا
قالها المسيح بأعلى صوته ..( يا إبتاه إغفر لهم لكونهم لا يعرفون ماذا يفعلون ) .
لكننا لا نستطيع أن نقولها بحق الذين يعرفون ماذا يفعلون , لا نستطيع أن نقولها لكونهم يستمرون بقتل شعبنا و إضطهاده .. لا نستطيع لكونهم يستمرون بجرائمهم و يفتخرون بها ... لا نستطيع لكون المسيح نفسه لم يغفر لمن  صلب الى جنبه الأيسر ,  فالمسيح عندما كان يغفر للمرء ... يقول : لا تكرر الذنب نفسه .
فالمغفرة ليست لمن لا يرحم , والمغفرة ليست  لمن يقتل و من ثم يقتل ومن ثم يقتل . فهل نحن مسالمون , أم ضعفاء نستجدي الرحمة من القتلة ؟؟
الجرائم بحق شعبنا تتكرر و تتكرر و نحن لا نجيد سوى .. التنكيل .. سيل من الدموع نذرفها تارة و سيل من الكلمات نطلقها تارة أخرى .
هل وصل صوتنا الى قاتلينا ؟
هل وصل صوتنا الى الحكومة الموقرة التي تحكمنا ؟
هل وصل صوتنا الى العالم الذي بات يصل اليه كل شيء ماعدا معانات شعبنا !؟
ماذا فعلنا سوى دفن شهدائنا و الإنتظار لموعد أخر لقتل المزيد من أبناء أشعبنا ؟
فقد كرهنا المسير خلف صور الأبرياء , لنقودهم الى المقابر .
فقد كرهنا كلمات الأستنكار و الرفض و الشجب من رموزنا جميعهم , و تستمر المجازر .
فهل نحن شعب يستجدي الرحمة ليعيش بسلام ؟؟
هل نحن شعب يقتل كلما حل خلاف بين هذا وذاك ؟
هل نحن اصبحنا فريسة الجبناء الذين لا يستقوون على مواجهة بعظهم البعض ... فيقتلون الأبرياء ؟
هل نحن ضحية قادة لا يمثلوننا إلا في الأفراح و المسرات ؟
هل نحن ضحية الدول الكبرى التي تخشى حمايتنا.. لكي لا يفهم الجهلة إنهم يحمون من ينتمي الى معتقدهم , و شتان بين الأثنان !؟
هل سوف نبقى هكذا و سوف يستمر الوضع على ما هوعليه ؟
نودع أبناء , و ننتظر رحمة القدر , و ننتظر الى ما سوف تصرح به الحكومة و القوى الأخرى ... و بعد عدة أيام نستقبل قافلة أخرى من الشهداء ... والكل يشاركنا المأسات و الكل يشترك بقتلنا , و نحن نرسل برقيات شكر وأمتنان ولا نقول فيها سوى .. ( سعيكم مشكور ) .

dkhuka@hotmail.com

86
 
يا أيها الجبناء .. ( لن تحصدوا الا ما تزرعون ) .
يا أيها القتلة  و الجهلة ..  الدماء الزكية التي تسيل على  أرضنا تزيدنا محبة و ارتباط بها , فهل تظنون  بإجرامكم  هذا سوف تنتصرون و هل حقا بقتل المسالمين تتباهون ؟ فيا ويلكم ..... فالغد لناظره قريب .... فسترون بأم أعيونكم أي هزيمة سوف تنهزمون و فى أي المزابل لسوف تنتهون .
طوبة لشهدائنا ...
وتمنياتنا بالشفاء للمصابين
و ندعوا من الرب أن يلهم أبناء شعبنا الصبر على هذه المحن  .

بإسمي و نيابة عن الهيئة التأسيسية للجمعية الكلدانية و  جميع أبناء جاليتنا في ( شيكاغو ) ندين هذه الجرائم المخزية بحق أبناء شعبنا .

الجمعية الكلدانية في  شيكاغو

رئيس الجمعية
باسم دخوكة

87
                                     هنيئا ً لكم الفوز ... لكن على ماذا !؟
 
باسم دخوكا

من منا لم تغرق عينيه بالدموع كلما إطلع على خبر مقتل أحد أبناء شعبنا  .
من منا لم يحترق قلبه حزننا ً و ألما ً لأبناء شعبنا في بغداد و البصرة و الموصل و هم  ُيقتلون و يهجرون تاركين خلفهم بيوتهم و أملاكهم , ماضيين الى مصير مجهول  .
من منا لم يطلق صرخة مدوية أمام كل هذه الجرائم البشعة التي ترتكب بحق شعبنا .. و لم يسمع صرختنا أحد , و تتكررالجرائم .
من منا لم تشمئز نفسه من المواقف الضعيفة و الهزيلة من قبل كياناتنا السياسية أزاء تلك الجرائم و خصوصا ً الذين يمثلون الشعب في الحكومة والبرلمان .
من منا لم ينتظر بفارغ الصبر ليعرف الحقيقة .. وهنالك من بين قادتنا من يقول : إن لديه ملف كبير يحتفظ به عن  الجرائم التي ارتكبت و القوى التي تقف خلفها . و هل يعقل لكل من يحمل برأسه عقلا ً .. أن لا يتسأل -  لماذا يحتفظ بملف يحمل حقيقة الجرائم من دون أن يقدمه الى القانون أو العدالة أو الشعب , ولمصلحة من ؟ هل الأعلان عن أبشع الجرائم التي ارتكبت بحق شعبنا يحتاج الى وقت مناسب ؟ أو مناسبة معينة ؟

فعلى ماذا نهنئهم ؟
هل نهنئهم على المواقف الشجاعة التي وقفوها في البرلمان في ما مضى من الأعوام ؟
هل نهنئهم لكونهم صرخوا بوجه الحكومة قائلين : لن نشترك بهذه ألأنتخابات إذا لم يتم الكشف عن هوية مرتكبي الجرائم بحق شعبنا في الموصل ؟
هل نهنئهم بفوزهم بالأنتخابات النيابية و نشاركهم أفراحهم ... نرقص الدبكات , نرفع الأعلام على حساب الدماء و التهجير الذي لا يزال متواصلا ً !؟ و الآلف من أبناء شعبنا لا يزالوا مرمين في دول الجوار ينتظرون الفرج , و الفرج لن يأتي بالطبع الا من تلك المقاعد في البرلمان .
فيا شعبنا المسكين لننتظر ونرى , فما مضى من أعوام كان لقادة شعبنا إنجازات رائعة و عظيمة , و على كل المحاور وخصوصا ً في الصراع الأخوي في ما بينهم
على السلطة و القيادة و الكراسي . لنرى ماذا ينتظرنا في الأعوام القادمة .  
فمن يقود من ؟ هل الشعب يود أن يلقن درسا ً لهؤلاء القادة ليقول لهم : ها نحن وفينا بعهدنا , و ما زلنا نأمل فيكم خيرا ً بالرغم مما كان ؟ وهل مثل هؤلاء القادة الذين تعلموا أن يأخذوا و لا يعطوا سوف يستوعبون الدرس ؟ أم ان الدكتاتوريات تصنعها الشعوب أحيانا ً .  

dkhuka @hotmail.com
  

88
                                       هل ستكرر التجربة الانتخابية نفسها مرة أخرى ؟

باسم دخوكة

قبل أربعة أعوام مضت أدلى الشعب بصوته و رفع أصبعه عاليا ً بفخر و إقتدار ليثبت لنفسه أولا ً , و من بعدها للعالم أجمع أنه يختار برلمانه و من خلاله يختار الحكومة التي سوف تمثله و تدافع عن حقوقه و أمنياته  في وطن شبع حكم الدكتاتورية الصدامية .... فكان له ما أراد .
 وهل ما أراده حقق أمنياته و أحلامه و غير مسار حياته  نحو الأفضل ؟  بالطبع لا .
وهذا لا يحتاج لأدلة  أو وثائق تثبت ذلك , لكون الواقع يشهد ان الاعوام الماضية لم نشهد فيها إلا .. رئيس الوزراء تارة بربطة عنق وتارة اخرى من دونها .. حسب ما تقتضيه الضرورة مع الذين يودون ان يرونه بها أو من دونها !
وظهر لنا رئيس الجمهورية .. انه رجل فكاهي كبير, يحب " النكتة " و يرويها !
أما البرلمان فحدث ولا حرج ... فيمكنك أن تتعلم منه الكثير و خصوصا ً عما كنت لا تعرفه كيف تكون " المهازل " و من هم صانعوها .
هكذا كانت التجربة  ألأولى , فما عرفناه عن الديمقراطية كان إننا فعلا لا نستحقها أو إننا لا نعرف عنها إلا إسمها .
فنحن أعطينا أصواتنا لمن إحتاج الى دروس كبيرة في الوطنية ..  
 عذرا .. و هل نحن صوتنا على أساس " الوطن الواحد " لكي نطالب هؤلاء الكبار أن يحموا الوطن و يرفعون من شأنه ؟ لا يا سادتي , فالتصويت كان على أساس قومي , طائفي , مذهبي . و لذلك ضاع الصوت , ضاع الوطن و ضاع المواطن .
وبعد هذه التجربة المريرة نعود اليوم لنكرر المآسي نفسها , و لكن بتغيير طفيف لإئتلافات وجبت المصالح الشخصية في التغير الجزئي لها , أما الخطوط العريضة فهي ..هي .
فالقوائم كثيرة وكثيرة جدا ً و الأسماء كبيرة وكبيرة جدا ً , أما  الأمال فهي ضئيلة و ضئيلة جدا ً , أما التغيير فهو حلم لابد أن  نحلم به و إلا كيف نستمر ؟
السؤال الذي يطرح نفسه : هل الديمقراطية تبنى على الأسس التي نمارسها في الأنتخابات ؟ ننتخب على اساس قومي ومذهبي وطائفي ؟ هل هكذا نبني وطن حلمنا ان يكون خيمة كبيرة تضمنا جميعا ً ؟ و الاهم من هذا.. هل دولة القانون تبنى على اساس طائفي وقومي وديني ؟ فهل يمكن لرئيس الوزراء أن يشرح أو يفسر لنا كيف يمكن بناء( دولة القانون ) اذا كانت الأنتخابات مبنية على الأسس التي ذكرناها ؟ وهل يمكن لرئيس الجمهورية أو رئيس الأقليم ان يبين لنا كيف نشترك جميعا ً في بناء وطن واحد , اذا كنا نخشى الغد و ما يخفيه لنا , ولا نثق بما نسعى لنعمله معا لبناء وطن مستقر نعيش فيه   جميعا  بسلام ؟
وهل الدول الديمقراطية وصلت الى ما وصلت اليه من التقدم على أساس الذي نخطوه نحن لبناء دولة هشة تأكل  (نفسها بنفسها ) قبل أن يبتلعها ألأخرون .
فمن تنتخب مدننا ؟
بغداد , بصرة , موصل , كركوك , نجف , أربيل , سليمانية .... الخ ؟
نحن أضعنا خارطة العراق و تاريخ العراق و مستقبل العراق نحن ننتخب و كأننا نستعيد تاريخ الجاهلية للسجود لألهة من الحجر صنعناها بأيادينا .
وهل هنالك شك فإن قائمة شيعية سوف تفوز بأكثرية المقاعد و يليها الحزبان الكرديان..
وهل هنالك شك ان ائتلاف كبير بين الاكراد وبينها سوف يتم .
و سوف تمنح بعض من الكراسي للسنة لأحتوائهم . أما القوميات الصغيرة من الكلدان , الأشورين , التركمان , الأيزيدية و المندائيين فإنهم لقمة سهلة سوف تمغضها القوى الكبرى حسب ما تشتهي و تشاء .  
 هل هنالك شك ؟؟
اننا لا نبني ولا نتطور بل اننا نمضي و نمضي على خطوط واضحة ومحددة , ولا نأبه ببناء وطن وانما كل ما يهمنا اننا اعطينا ونعطي صوتنا لمن نعتقد انه من جلدتنا و لا يهم حتى وان كان جلادنا .
فهل طموحاتنا كشعب تقتصر ان نمارس شعائرنا المذهبية بحرية  ؟
هل طموحاتنا كشعب تقتصر ان نكون قوميين و مذهبين و طائفين عاجزين عن استوعاب الاخر ؟
وهل يمكن لكل هؤلاء أن يعيشوا بأمان و لو حقق كل منهم ما يبتغيه ؟ لا و ألف لا , ولسبب بسيط , لكون أهدافهم هذه تتضارب مع بعضها البعض ولا يمكن لأحدهم أن يحقق ما يوده إلا بإقصاء الأخر أو تهميشه, وهذا غير ممكن بالطبع , إذن سوف نعيش صراعات  خاسرة ابدا ً .
قد ينخدع الأنسان بإحساسه و قد يخيبه ظنه أيضا ً و لكن لا يمكن ان تخدعه عيناه بما تراه , وما تراه أعيننا هو مخيب لنا جميعا ً , بل هو معيب لمواطنين يبحثون عن الحرية في وطن  باتوا هم أنفسهم يكبلون أياديهم بقيود من الحديد  .        
 من سوف ننتخب هذه المرة ؟ وهل سوف نتجاوز الأخطاء التي إرتكبناها بحق أنفسنا و حق الوطن في المرة السابقة ؟ هذا ما سوف تجيب عليه الأيام القادمة .

dkhuka@hotmail. com  
      
    
  
      
  

89
                                   في "عيد الحب " الحب لو عشته .. ستعيش أبدا ً.

باسم دخوكة

الحب .. يا للمطب الذي أضع نفسي فيه , و أكتب عن أعظم ما جعل  للوجود معنى  , فماذا أستطيع أن أضيف عن ما قاله العظماء عن الحب , سواء الشعراء الكبار في قصائدهم أو الأدباء العظماء في قصصهم الرائعة ؟ وهل الحديث عن الحب يحتاج لموهبة أو  ثقافة معينة ؟ أم هو إحساس يمكننا جميعا ً أن نقول عنه شيء ما , قد لا يكون عظيما ً , لكن قد يكون حقيقيا ً .. لحظة , ساعة , أيام  عشتها ... لو وجدت للغتك مفردات لقلت أعظم ما يمكن أن يقال في الحب .
الحب ..
قد تعيشه و قد تبحث عنه طوال عمرك و لا تجده .
قد يكون كالحلم تستفيق منه أو كالسراب لا تستطيع لمسه .
الحب ..
لحظة سقطت الدمعة من عينيك دون إذنك ِ ,
و إحتبست الكلمة في صدرك  من دون أن تطلقها .
الحب ..
أردت أن تصرخ بأعلى صوتك ... أحبها .. فمن يسمع ؟
ضاع صوتك في ضجيج من يسخرون من حبك ِ .
الحب ..
أن تقوم بأفعال غير منطقية تعتقدها منطقية .. و أن تحلم أحلام جميلة , تستفيق لتجدها خيال .
الحب ..
تسافر بعيدا ً .. بعيدا ً تعانق الحبيب أبدا ً
تعشق حد الموت و تتغلب عليه أيضا ً .
الحب ..
إنتظار للقاء قد لا يأتي أبدا ً..
هو لقاء قد تعيشه في خيالك في كل لحظة تعيشها .
الحب ..
هو ألف قصيدة تتخيل إنك كتبتها ..
كتبتها تارة بدموعك .. وتارة بنظراتك و تارة أخرى بلمسات أناملك .
الحب ..
حبيبة عشقتها قبل ألف عام و لحد الجنون و لا زلت مجنون بها .
الحب ..
الكل خذلك الا قلبك , فكيف يمكن للمحب أن يخذله قلبه ؟
الحب ..
لا يقاس بمقاييس القوة أو الضعف  و لا يخضع
للتفسير ولا للقوانين .
الحب ..
هو الحرية  و ليس القيد
هو أن تحلق كالطير في السماء
أن تنعم بخفته و بجماله و برائته .
الحب..
ليس مكان توضع فيه و ليس قانون تخضع له
هو خيار تعشقه و تعيشه و قد تذوب فيه .
الحب ..
لم و لن يحدد بزمن  و لا بعمر و لا بالكون كله ,
لكَ أن تعيشه اذا وجدته .
قد يكون حقيقة ما في مكان وزمن ما , فمن عاشها على الدوام ؟

dkhuka@hotmail.com




90
                         هل نحن نصنع السلطة ؟ أم السلطة تصنعنا ؟
باسم دخوكا

حينما كنا شبان يافعون قرأنا و تأثرنا كثيرا ً بشعراء كبار من ضمنهم (أبو القاسم الشابي ) الذي فارق الحياة و هو في ريعان الشباب . ومن أروع  قصائده ..
 إذا الشعب يوما اراد الحياة     لابد ان يستجيب القدر
    ولابد لليل أن ينجلي           و لابد للقيد أن ينكسر ...
حينما كبرنا إكتشفنا بإنه لا يكفي للشعب أن يود الحياة , خصوصا ً إن القدر لا يستجيب  أبدا ً .
و أما الليل فإننا محكومون بأن نعيش ظلمته , و القيود باتت أساور من الذهب تزين  معاصمنا .
حلمنا كثيرا ً , عشقنا أحلامنا و قتلتنا الأحلام !
حملنا أفكارا ً .. سوف نبني , ننصر المظلوم , أطفالنا سوف يعيشون غد مشرق , كذبنا على انفسنا و نكذب عليهم اليوم .
الكل يكذب .. القادة الكبار و أصدقائهم المقربون هم في المقدمة , و من بعدهم المنافقون الذين لا يكفون عن التصفيق .
الكذب بات أصدق الشعارات ترفع في بلدنا ,فقد تفوقنا به اليوم على عهد النظام البعث الفاشي .
اليوم كل شيء مباح ... ليس هنالك دولة  و ليس هنالك حكومة  ولم يعد هنالك ما كان بالإمس القريب من المعارضة أو المقاومة أو الثوار .
اليوم يا سادتي ..
صنعنا ألف بعث و بنينا ألاف المقرات للفرق الحزبية و لدينا ألاف أعضاء ( الشُعب ) التي تستبيح كل شيء .
اليوم ..
لقد توغل الفساد الى الكثيرين بعدما كانت تحتكره ( أزلام ) السلطة فقط .
اليوم ...
الحزب الحاكم ..
بات هو ( الله ) و من يقدر أن يخالف شريعة الله ؟
رجاله كثيرون و منتشرون في كل مكان ..
منهم الوزير ... وللوزير العديد من الأقرباء ممن يعملون تحت سلطته , و كلهم يتمتعون بها .
منهم هو من أقرباء القائد, هو القائد في كل موقع , له سلطته و حكمه في كل شيء .
الأموال باتت كثيرة , إن كان النظام السابق قد صرفها في الميدان العسكري , وبناء قصوره الفخمة . فاليوم تصرف في ميدان اخر و هي جيوب محبيه وتبعيته.
   أما الشعب ..
و يسألونك من هو الشعب ؟؟
ألشعب هو ..
أنت يا سيدي القائد حينما كنت تحلم .
هو ..
الدمعة الثمينة على من فقدنا , و على من وهب حياته  من أجل الحرية .
هو ...
من فقد حياته لكونه حلم بغد أفضل ... و أنت يا سيدي ما زلت تنعم برفاهية الحياة .
هو ...
الطفل الذي ما زال يحلم بغد أفضل و ليس بقائد مقدام .
هو في كل ركن من أركان شوارع كثيرة تنتشر بمدننا سواء   في الشمال أو الوسط أو الجنوب .
هو .... هو في من فقد الأمل و أنا من ضمنهم , ألأمل .. بأن يكون لنا وطن نحبه ويحبنا ...
وطن لا ننافق لكي نعيش فيه بكرامة .
لا نعظم القائد  لنحصل على موقع في السلطة .
لا نبيع كرامتنا لأجله .. ولا نبيع و لا نبيع و لا نبيع ...
وطن .. لا يهمنا إسمه و لم تعد تهمنا جنسيته ...
وطن , ألم تعد تعلم يا سيدي .. ماذا نعني بكلمة الوطن ؟
 هو بيت لا يهم إن كان مبني من الطين أو المرمر..
لا يهمنا أن كانت شبابيكه تطل على البحر أم على زقاق ضيق
لا يهمنا ... لا يهمنا  ... لا يهمنا , فكل ما يهمنا أن نعيش فيه و نعتز بكرامتنا و حبنا و حريتنا ... فهل هذا كثير علينا يا رفاق الماضي و الحلم الجميل ؟؟  
وطن ..
لأجل حريته إستشهد الكثير ..
فالجبال ما زالت تشهد .
 السهول في الجنوب , و القصب لا يزال يشهد .
المباني و دوائر الامن التي أعدم فيها الاحرار لا تزال تفوح منها رائحة الابطال الزكية , و تشهد .
خطاباتكم في المحافل و أثناء الانتخابات .. تشهد !
ماذا أصابكم ؟
ان كان الغرور ...فيا ويلكم .
إن كان الجهل فعودوا الى رشدكم .
              *   *  *
لماذا ينتشر الفساد في وطني كالوباء ؟
فما نعرفه عن الذين يحتلون المراكز الصغيرة في السلطة
يشيب ( شعر فتى في العشرين ) فماذا عن الذين هم في مراكز كبيرة ؟
هل بهذه الطريقة نبني وطن يا سادة البلاد ؟
أسماء كثيرة و قوائم طويلة و طويلة ..
و كأنهم حيتان لا تشبع , جشعهم يكبر و يكبر
يلتهمون كل ما يصادفونهم حتى وإن كان على حساب قوت شعب مسكين .
أسفي على أرض تنتشر الديدان في أتربتها و تفسد كل ما هو على أرضها .

dkhuka@hotmail.com

91

الحقيقة التي باتت معروفة لنا جميعا ً ان ( ثقافة القتل ) باتت من أصعب المواجهات التي يمكن أن نصيغ طريقة ما أو أسلوب معين لأيقافها أو الحد منها , لسبب بسيط جدا ً لكون من يقوم بها لا يؤمن بالحياة و لا يحترم حق الوجود لأنسان أخر إذا ما اختلف عنه سواء في .. الفكر أو العقيدة  أو المبدأ . إذن كيف يمكن مواجهة إنسان  كهذا ؟ إذا كان لا يبصر إلا ما يود أن يرى , لايسمع الا صوت الذي يحرضه للقتل , المنطق يقول : لا يمكن التعامل مع هكذا انسان الا بطريقة واحدة  ألا وهي ردعه . فلا يمكن لنا أن نقنع الأفعى أن لا تسممنا بلدغتها و لكننا نستطيع أن نفرغها من سمومها لكي لا تكون قاتلة . 
أما عن الجزء الثاني من السؤال : هل ما تقوم به احزابنا ومؤسساتنا و الخ.....  , بواجبها بما فيه الكفاية ؟
هنا إذا أردنا أن نكشف العلة علينا أن نتجرد من إنتمائاتنا السياسية لكون ما نواجهه هو أخطر وأكبر من انتمائنا لهذه الجهة و تلك , إنها محاولة إبادة شعب بأكمله و على إختلاف مكوناته . حين نرى و على مرور الايام والاشهر والسنين ان قتل أبناء شعبنا و إرغامهم على ترك بيوتهم و ممتلكاتهم مستمر من دون انقطاع فهذا يعني إن من هم على الساحة السياسية و الدينية وفي المواقع المهمة سواء في البرلمان أو مجالس المحافظات لا يقومون حتما ً بواجبهم إزاء هذا الشعب المغلوب على أمره .
أما ماذا يستطيعوا أن يفعلوا ؟
الرد على هكذا سؤال يجب أن يعرفونه هم , و ألا فلماذا يشغلون مواقعهم هذه ؟ أليس هذا السؤال  بحد ذاته أضعف الايمان و خصوصا ً إن قتل و إبادة شعبنا مستمر .
نحن لسنا نعيش في بقعة منعزلة عن العالم , فلماذا نجد قادة الاحزاب ينطلقون من دولة الى أخرى كالبلابل التي تغرد بصوت جميل ولا يسمعها الا من يكون قريب منها .
أين هم من صراخات ممن تسلب حياتهم كل يوم ؟
و أين صراخهم هم بوجه السلطة و المجتمع الدولي ؟           
 
باسم دخوكا                   

92
                                  عنكاوا بين الماضي و الحاضر .

باسم دخوكا

عذرا لكل حجر وضع فوق حجر لبناء بيت عصري , عذرا لكل عمارة ترتفع عاليا ولكل بنيان يحمل إسم رنان لا نستطيع أن نختلف معه  ولا مع مشيده ... عنكاوا كانت أجمل ,  (عذرا لإخوتنا القادمون ليشاركوننا الحياة في عنكاوا )  عنكاوا كانت أدفىء .

عنكاوا..

أيتها القرية القديمة وذات اللهجة الجميلة ماذا جرى لك يا سيدة الأزمان ؟ هل تغيرت ِ أنت ِ ؟ أم بتُ في حبك بخيلا ؟ عشت ُ فيك زمنا ً طويلا ً وسمعتُ عنك الكثير و لكن عمري ما توقعت أن تصبحين كما أراك اليوم يا غالية .

عنكاوا ..
 لماذا أنت من دون الدنيا , فأنا وغيري أحببناك كما كنت دوما ً , عشقناك و كأن العشق لم يكن يليق الا لنا  .. كنا نسير أميالا ً طويلة ذهابا ً و ايابا ً على شارع لا يزيد طوله إلا امتارا قليلة ... لم نمله يوما ً و مازال يحمل لنا ذكريات جميلة .. التحيات , الابتسامات و النظرات الدافئة كنا نتناقلها في ما بيننا و كأننا نملك الدنيا من خلالها  .

عنكاوا ..
 حدثني أحد أبنائها القدامى والدموع تبحر بعينيه قائلا ً - هل تعلم إن  الشارع الرئيسي لعنكاوا وشارع البلدية الذي يجاوره قد بلطه أبناء عنكاوا (بالقير ألأسود ) بواسطة عربة ذات عتلات و كانت أيديهم و أرجلهم تحترق  بحرارة ذلك القير الاسود .
عنكاوا تلك الناحية الصغيرة ( الجميع يعرف بعضهم البعض) حتى بيوت الطين تعرف أيادي مرمميها و أبناء المحلة الواحدة يشاركون بعضهم البعض في كل المواسم سواء في طهي الحنطة و فرشها على السطوح أو في تصليح تلك السطوح بترقيعها بالطين كي لا تخر مياه المطر في الشتاء القارص .
عنكاوا لم يغريها التطور في ما سبق من الزمن فأبنائها كانوا دوما ً متعلمون , لم يستهويها الحكام الطغات فأبنائها كانوا مناضلون , حملت من الالوان الاحمر و الاصفر و الاخضر وكانت دوماً تقف صامدة بوجه العتاة . عنكاوا لم يغري أهلها الثراء بقدر ما أغراهم حب البقاء و الدفاع عن الارث و التراث .
عنكاوا هذه البلدة الصغيرة كانت دوما ً تثير الجدل بين من يودونها ان تصبح .. تابع أو تركع للغزاة  , لكنها كانت دوما قلعة تتزين بحب أبنائها و لا تخضع للمزايدات .

عنكاوا اليوم ..
 
ما زالت جميلة و خصوصا ً لمن أحبها و عشق ترابها و تربى في أزقتها و درابينها .. لكن العشق إختلف و الالوان اختلفت و الازقة الضيقة كل ما اتسعت ضاقت على صدورهم و كإنها تخنق انفاسهم .
لم تعد تتلألأ النجوم  في سماء عنكاوا كما كانت في ما مضى من الزمن . و أبنائها على أرضها تغربوا ,  أو بعيدا عنها رحلوا . المناضلون الذين منهم من سحلت أجسادهم على شوارعها يبكون على عنكاوا القديمة .
الوجوه إختلفت و بالرغم من انها ليست غريبة كثيرا ً لكنها لم تعد تتعارف على بعضها و كأن الدهر مضى بأعوام كثير ة ... كثيرة .
عنكاوا .. الخمسينيات ,  لم أعرف كيف عشتيها و لكني سمعت عنك وعنها الكثير من الحكايات , الستينيات و السبعينيات على أرضك ترعرعت و من نهديك رضعت ُ ومنك الحب  تعلمت ُ , الثمانينيات  والتسعينيات كنت في القلب دوما ً و بعدها .. بعدها تغربت ُ وأما أنت يا سيدتي فتجملتي بزينة  أحسستُ و كأنني أصبحتُ غريبا ً حينما عدت ُ للقياك .  

عنكاوا..
هل أبكيك أم أفرح لك ؟! فقد كبرت كثيرا ً و توسعت كثيرا ً.. وما أشد غبائي فما زلت أعتقد انك ما زلت فتاة صغيرة عشقها القلب يوما , وكل ما كبرت .. كبر حبه لها ,  لكن المحزن يا حبيبة في ما قالوه عنك من سبقوني في عشقك .. فقد قالوا : ان الفتاة الصغيرة التي أحببت قد كبروها رغما عنك وعنها .. زوجوها لمن يدفع أكثر منك و قلدوها الاساور و لكنهم عجزوا أن يمحوا من قلبك حبها   .
حبك ياغاليتي ..
علمني أن أكون فخورا ً بكوني أنا منك
علمني أن أحبك رغما ً عني وعنك ..
علمني ان الخرائط تتغير
و القادة يتوالون المناصب
و البائع لا يختلف كثيرا عن الشاري
و لكنك لي وأنا لك .


dkhuka@hotmail.com

93
  أمنيات كبيرة تحتضرتحت أقدام أسياد اليوم .  

باسم دخوكا

سالت أحد المناضلين الكبار قبل  زوال نظام البعث الفاشي : كيف ستصبح الامور في وطننا لو أطيح بالنظام ؟ رد  بعد أن سحب نفسا ً عميقا ً من سيكارته ونفذ دخانها في الفضاء  ...  سوف نتعلم من التجربة المريرة , لن يولد نظام دكتاتوري اخر في وطننا و إستمر قائلاً .. لن يكون هنالك قائد الضرورة و لا حزب واحد يحتكر السلطة أو اناس تعتلى مناصب  لا تستحقها , السلطة والقانون سوف تكون بيد الشعب .
قلت - اذن سوف يتساوى الجميع بالحقوق والواجبات و على اساس واحد هو ان نبني وطن يتسع لجميع مكوناته  ؟
رد و بثقة شديدة : ان كنا لا نتعلم من هذه التجربة فلابد اننا مجانين.. بل لا نستحق ان نتحرر من هذه العبودية القاتلة .
مضت الاعوام , سقط النظام و اعتلى المتحدث منصب كبير في السلطة و بدأ يحضر مؤتمرات ويلقي الخطب و يحيط به رجال مسلحون يحمونه  و يدفعون عنه بعيدا حشود الجماهير ,  التي منها من كان رفيق دربه , والاخرعنده سؤال ما يشغل فكره , و منهم من شاركه الزاد في ما مضى و لا يطمح الا ليلقي عليه التحية أو السلام  . أما وضع الوطن فلا يزال كما كان !
رجال الثورة و أقربائهم و أزلمتهم تصرفوا بالوطن كأنه غنيمة يجب ان تقتسم في ما بينهم . الثروات و كل ما هو تحت الارض و فوقها هو ملكهم وحدهم .
أما الشعب هو .. هو , كما كان و هكذا يجب ان يكون .
بالأمس القريب كان يكفي ان تكون " بعثيا ً " لتسلم من غدر البعث . أما اليوم فلابد أن  تكون أكبر من ذلك بكثير لتنعم بشرف الحياة .
و المصيبة لكثر ما اختلطت الامور فلم تعد تدري  ماذا يجب ان تكون لكي تعيش بسلام .
الوطن الذي وحد مأسيه البعث في ما مضى , اليوم باتت مأسي شعبه تمزقه أربا ً .. أربا ً .
فلم يعد يكفي أن تكون عراقيا ً ..
ولم يعد يكفي أن تكون عربيا ً ..
و لم يعد يكفي أن تكون كرديا ً ..
أما البقية من ابناء الشعب من الكلدان والاشورين والتركمان والصائبة و اليزيدين فعليهم السلام ان لم يكونوا أدوات بيد الاقوياء .
وهل يكفي ان تكون مجرد عربي أو كردي لتنعم برفاهية الحياة في العراق الجديد ؟ بالطبع لا , لابد ان يكون هنالك مميزات أخرى , فهل انت سني أم شيعي ؟ وهل انت من الاتحاد الوطني أم من الديمقراطي الكردستاني؟  و أكثر من هذا ما درجة قرابتك ممن يحتلوا مناصب كبيرة في السلطة , عند هذه الميزات يتوقف مصيرك  و وزنك و عملك و ثمنك . وهل تقبل أم ترفض ؟  ففي كل الاحوال لا خيار لك , فما انت سوى سلعة يحدد ثمنها ما ذكرناه أعلاه .
هكذا نبني وطننا ً حلمنا به دهرا ً .. عشقناه كعشقنا للحبيبة وأكثر , حلمنا ان يكون لنا أبا  ً يرعانا جميعا ً و أم حنونة تضمنا بدفىء بين ذراعيها . و بكل تأكيد ... فلا الأب و لا ألأم  يسألون أبنائهم أي منهم هو الأصغر أو الأكبر و إلا فلا يكونوا لا أباء ً ولا أمهات , فمن يكونوا هؤلاء الذين نراهم يحكموننا ؟؟
هل انهم يعلمون أو لا يعلمون  ليس هكذا تبنى الاوطان ؟  إن كانوا يعلمون ان ما ينعمون به اليوم من الكنز لن يدوم طويلا ً فالاجدر بهم ان يتسللوا عبر الحدود ويرحلوا بعيدا لكون الوطن أكبر من أن يكون صفقة و مال وجاه يملكون .
و ان كانوا لا يعلمون فخير لهم أن يتعلموا و إلا هم وحدهم الخاسرون و الامس القريب خير دليل , ماذا أخذ معه صدام سوى عار و لعنة لن تفارقه و لا في قبره .
ففي وطننا يا سادتي يعتقد البعض بالاعمار المزيف سوف يبني وطننا و الاخر يعتقد إن الديمقراطية المزيفة أعظم وسيلة يقدر من خلالها أن يسكت الافواه و بإسمها ايضا ً يستطيع ان يختال الحرية و يحتكر السلطة و القانون و يحكم كما يشاء .
غريبة .. غريبة , منهم من هم بالشمال يبنون الجسور و يحفرون باطن الارض بحثا ً عن النفط و غيره من الموارد و يتجاهلون ممن هم فوقها فالبعض تغتصب اراضيه و الاخر حقوقه و هذا كله بإسم الاعمار .
و أما في الوسط و الجنوب تحدث وبلا حرج فلا الدولة هي دولة ولا البرلمان هو برلمان و لا ... ولا .. و لكم يشبه الوضع غابة لا يعيش فيها الا من يمتلك ميليشيات قوية و هي فقط تسن القانون و تحكم.  فقد تكون القاتل أو المقتول و في كلا الحالتين أنت مهدد . القوي بالأمس قد يتحول الى الضعيف في الغد , هكذا باتت تدار الامور في وطن كان اسمه العراق .      

 dkhuka@hotmail.com              
  

94


                                 حول طاولة مستديرة إجتمع أربعة من كتابنا الموقرين .

باسم دخوكة
 
ألأول - كاتب و صحفي مخضرم , ذات خبرة كبيرة في مجال الصحافة, قليل الصبر و رد فعله سريع      
لمن يختلف معه أو يخالفه الرأي  .

الثاني - يجامل أصدقاء الأمة  ... و كثيراً ما يبعث برسائل خاصة الى قادة وشخصيات مهمة . كتاباته متزنة و رصين في اختياره الجمل والعبارات .

الثالث - يختلف  ويظهر اختلافه بصدق وصراحة . كتاباته تشبه بعضها البعض , لو قرأت أحدها فلا تحتاج الى المزيد  لتتفهم وجهة نظره.

الرابع - يتعب كثيرا ً لإيصال أفكاره و يتعب أكثر عندما يحاول أن يغير من طبعه ليظهر بمظهر المتفهم للطرف الاخر , أو انه ديمقراطي و حيادي بطرحه وهذا ما لا تجده بين اسطر كتاباته .

أما الذي يسرد وقائع هذا الحوار فهو ( كاتب مغمور) يحاول جاهدا ً أن يوصل رأيه لمن أسمعوه أرائهم  و لا يزالو . فهو لم يمل من مطالعة كتاباتهم لفترة قياسية من الزمن , يطالبهم أن يتقبلوا وجهة نظره من دون ملل أيضا ً .
كان بالإمكان أن يزيد العدد الى سبعة أو ثمان و أكثر
لكن حاولت أن أختصر العدد لكون هنالك الكثير من التطابق و التشابه بين أفكار كتابنا  .

لا أسماء بالطبع , و لا ذكر لتفاصيل لا تهمنا كقراء  , لكن سوف يكون هنالك بعض من الدلائل إن أخذها البعض على نفسه قد يكون محقا ً , فهو أدرى بمدى تطابقها مع طرحه .

الحقيقة كان اللقاء وهميا ً , تخيلته و رتبت مجرياته و بنيت حواراته من خلال دراسة و متابعة عن كثب لطروحات هؤلاء السادة الكبار الذين لابد ان يكونوا قدوة حسنة لنتعلم منهم : أن نطور ثقافتنا السياسية , و كيف نميز الصالح من الطالح , و لماذا نؤيد هذا الطرف على حساب الطرف الآخر و لكن مع الاسف الشديد ما نراه هو العكس تماما ً .
وما لا أود أن أخفيه عنكم يا سادتي القراء هو: لكوننا شعب واحد و مصيرنا واحد كما يدعي الجميع و  لطالما عجزنا من مشاهدة قادتنا السياسين يلتقون ولو لمرة واحدة معا ً , سواء في مؤتمر و إحتفال ما أو حتى في مراسيم التشييع لشهدائنا الذين باتو كثيرين .
لذلك وجدت ُ إن البحث في طروحات و إختلافات كتابنا الاعزاء أسهل بكثير لكون طروحاتهم واضحة للعيان  و إنها مدونة بأقلامهم  وتحمل تواقيعهم .

لنبدأ الحكاية :
جلس كل منهم على كرسيه دون ان يكون هنالك تبادل التحايا أو المصافحة . كل واحد منهم يقول في نفسه سوف اللقن الاخر درسا ً لن ينساه مدى العمر .
 منهم من يعتبر أفكاره غير قابلة للجدال و إن أراد الاخرون معرفة الحقيقة , فالحقيقة لن يجدونها الا عنده . فهو يعلم بكل شيء , قد ختم التاريخ كما ختم الانبياء رسائلهم . لا أحد  يجاريه بفهم الحاضر و وقائعه .  أما توقعاته بما قد يحصل لا تقبل الشك مطلقا ً .
 
ومنهم من أتى ناتفا ً ريشه و كأنه ( ذكر نعام ) ف .. قضية شعبنا برأيه تعني أن نسبح في الفضاء و نحارب الأعداء و نشتم و نلعن وجود الاخرين , فلولاهم لكان الوطن ملكا ً لنا , و لابد أن يعود لنا .  كيف ؟ لا نعلم .. !  و كل ما نعلم إن الوطن يجب أن يعود لنا . فهو لا يعيش الا على ما مضى و ما مضى فقط يعيش في فكره .
و الاخر - إن دخل في حوار أو نشر مقال فلن يكون سوى رسول ينقل الخبر و يمجد حزبا ً و يثني عليه وكأنه صانع المعجزات .
و لنا بين الحضور كاتب يجلس بعيدا ً و لا يتدخل إلا عندما يجد ان الفرصة سانحة ليفرض رأيه و وجوده .  أفكاره تحمل الرقة بالطرح و يبرز ذكائه في إختياره الكلمات و ينطلق من منطلق الرأي المحايد , و لا تجد الحياد مطلقا ً بطرحه . بين سطر وأخر تجده يعود لينصف حزب عريق يرفعه فوق كتفيه , يمجد و يخلد فكره , يعود ليقول : أنا المستقل وما أبديه هو مجرد رأي  . و قبل اسمه تجد علامة كبيرة تدل على مركزه وثقافته .  الأستقلال برأيه أن يترك الجميع الساحة لمن يراه هو المناسب .

لم يبدأ الحوار إلا لينتهي بخلاف , و ما الغريب بذلك ؟!  فاللقاء أساسا ً لم يكن لتجاوز الخلافات لصالح ألأمة , بل كان ليثبت كل منهم أنه ألأقدر و أنه ألأعظم و إنه ...إلخ , فما فرق بينؤيشششش القادة و الرموز عاد ليفرق المثقفين أيضا ً .
                  
                    *   *  *

أحزابنا و ممثلين شعبنا سواء على الصعيد السياسي أو الديني يقتنصون الفرص التي من خلالها يقدرون أن يدينو بعضهم البعض . إن صرح طرف  تصريح ما  يراه الطرف الاخر  ليس بمصلحة الامة , أو تم لقاء بين هذا الطرف و شخصية ما لا ترضي الطرف الاخر , و غيره من ما قد يدور في عالمنا الغريب هذا  سواء كان حدث معين أو تصريح ما  يصبح  فريسة يقفز عليها الكل  ليبدأ العراك و التقاذف بمقالات بين المدافع و الرافض و الكل ينسى الغاية و الحدث و لا نجني نحن الا الضرر .
كل يوم يمر علينا و كل حدث يجلب الإنتباه لنا : إننا شعب بالرغم مما يدفعه على ألأرض من الدماء ,هكذا تسيل دمائنا على الورق أيضا ً . فلا أحد ينصفنا , لا قادة إخترعناهم و لا كتاب قرأنا لهم و لا حكومات تحكمنا .


    
 dkhuka@ hotmail.com

        
      



95
 

 في عيدك أوقد ألف شمعة وشمعة .

يا أعز أم ..
يا أعز أخت..
يا أعز خالة ..
يا أعز عمة ..
 و كم هنالك ممن لا تربطهم بكِ صلة القرابة ينادونك بالعزيزة ؟

يا غالية ..
 في عيدك هذا العام ...
إمتزجت الدمعة بالفرحةِ ..
فالدمعة هوت من عيون تمنت أن ترتمي بين ذراعيك ِ
و الفرحة عرفت دربها الى قلوب من أحبوكِ و هي تهمس بأذانهم :
هل هنالك سيدة تقدر أن تقول - كنتُ ( أما ً ) كما كانت نبيلة ؟
هل هنالك من تستطيع أن تتباهى مثلها بالمحبة لكل من َمر بدربها  ...؟
 يا أحبائها يا من كنتم طوال العمر حولها هل.. وجدتم دفىء يضاهي دفئها ؟
هل وجدتم من يجيد الأصغاء لهمومكم كما كانت  تفعل هي؟
هل كان هنالك أحد غيرها تلتجئون اليه كل ما ضاقت بكم الحياة ؟
هل عرفتم حبا ً أكبر من محبتها لكم ؟

ألأطفال قد كبروا يا غالية  و الكل يشهد لك ِ
منهم من يقول ... إنها كانت أم لي ...
 و ألأباء و الأمهات يرددون ..أمين ... أمين .
طفل كاد أن يموت فوضعتِ فمك على فمه و وهبتيه الحياة من أنفاسك ِ .
طفل أخر .. تعبت إمه , و يصرخ كل من حولك إنقذي الأم رجاء ً , و أنتِ تقولين : بمشيئة الرب كلاهما سوف يعيش , و تعيش الأم و يأتي صراخ الطفل ليعلن إنه يشاركها الحياة .
  القصص كثيرة  و من يسردها لم تكوني أنت ِ , بل كان من يشهد أفعالك ِ .

أيتها الممرضة الجليلة ..

أهل كركوك يبعثون اليك باقة من أعطر الزهور و أجملها , ألأباء قبل الأمهات و أطفالهم يرددون إسمك ِ, الفقراء قبل الأغنياء يصلون لأجلك .
 
يا غالية , كيف يمكن لأي أم أن تنافس  (عيد الأم ) معك ؟
لقد سهرتِ الليالي على أطفال الأخرين و كأنهم  أطفالك ِ .
 كان عطائك بحر من المحبة و يقود الجميع الى بر الأمان .
 
يا نبيلة الغالية ...

عيد الأم هذا العام لا يشبه أي عام من الأعوام الماضية .. 
 فهذا العام يا غالية ..
حرمت ُ على نفسي الإحتفال و إهداء الزهور الى أمي الغالية .
هذا العام أوقدتُ شمعة و سقطت دمعتي على صورتك  الغالية .
هذا العام رحلتي و تركتيننا أيتام نبحث عنك في كل ركن من أركان ذاكرتنا التعيسة .. و يا للأسف ما زالت حية .
هذا العام امتزجت الفصول في يوم واحد , بغيابك عشنا البرد  , وبأثرك شهدنا الربيع , والصيف أحرق جفافه قلوبنا  برحيلك عنا , والخريف يقول لن تشهدوا أي ولادة من بعد نبيلة الغالية .
هذا العام ..
كل شيء يبدوا لنا .. كأنه لاشيء ..
الغالية السمراء .. رحلت فيا إلاهي ..
ليث , لون بشرته تشهد إنها لا تزال معنا ..
قيس , يحمل في قلبه من الإيمان ما حملته دوما ً و هو ذخر لنا .
أندي , الذي اودعتي به  ذلك الدفىء و الحنان فهو يظهره لنا  بين لحظة و اخرى  .
ألوني العزيز ,  هو عطر يحمل عطرها و الصغير الذي يحمل كل أثرها , فيا ربي لما هذا الحزن إن كانت خالتي أبدعت بكل هذا الميراث لنا ؟؟
فيا أعز أم ...
أما أنا سوف أروي ( حكاية أم ) لم تكون أمي لكنها كانت أم لكل من مر من هنا ..  .

 باسم دخوكا
 

96


سانتريس الزهرة التي فاق عطرها عطر كل الزهور

إبنتي الحبيبة - أبت الشمس أن تشرق ذلك الصباح و القمر أخفى وجهه في السحاب , أما النجوم كم كان يشبه شعاع بريقها دموعنا التي تذرعت الى السماء وهي تنادي وتنادي .. رحمتك يا رب إشفي لنا سانتريس .. كثرت الدعوات و تحول الرجاء الى صراخ و أغمضت سانتريس عينيها و هي تقول : بين يديك يا يسوع أسلم روحي .

إبنتي الحبيبة ..
 لم تجف دموعنا بعد , ونزف جراحنا لم يزل ينزف على من رحلوا عنا قبل أيام قليلة , فما زلنا نتقبل التعازي  ونشارك بعضنا الحصرة  والدموع ..يا عزيزتي , فمن منا يعاني أكثر أنتم الراحلون أم نحن الباقون ؟؟

إبنة إختي الغالية
و إبنة أخي العزيز
و يا روح خالك ..
و يا وجعي لطوال السنين الماضية ..
يا صوت كان يزيح عني كل أحزاني كلما إستمعت اليه ( عبر الهاتف ) و أنت تقولين :  أنا أصلي لأجلك دوما ً يا خالي العزيز .. صلي لأجلي الآن يا غالية  , فجرح فراقك أفقدني صوابي ... رحماك يا عزيزة القلب  ومهلك عليِّ , فأنا لا أملك  من الإيمان بقدر حبة قمح مما تملكين .

سانتريس ..
يا سنبلة الحنطة الجميلة ..
يا غصن زهرة الياسمين الزهية ..
يا عطر المطر ..
يا دمعة عيوني الأبدية ..
إغفري لي , كم حملتك بين ذراعي  وكم قبلة أودعتها على خدودك الجميلة , كم و... كم كنت ُ فاشلا ً حينما كنت  أحاول أن أوصف جمال عينيك و البريق الذي يشيع من وجنتيك و العطر الذي يفوح من روحك الطاهرة .. عذرا و عذرا ..كنت أخفق و في كل مرة , كالذي يحاول أن يرسم وهو لا يجيد شيء عن فن الرسم .

سانتريس ..
الكل ينتظر ماذا لسوف يقول خالك عنك ..
الكل يشهر سيفه في رقبتي ..
الكل يقودني الى مقصلة الموت اللغوي , فالكل لن يرضى عني  , وعن كل ما سوف أكتبه عنك  أولهم أنا نفسي .

سانتريس ..
بت ُ أخشى التحدي و بتُ أخاف أن أبقى ولو لديقة واحدة لوحدي , و بتُ أخضع للقدر و المقدور و أسلم أمري ..
لو رن الهاتف يفزعني فزع الموت , لو صرخ أحدهم لسبب بسيط يشلني , فكل شيء بات يذبحني و أنا المذبوح أصلا ً برحيلك و رحيل خالتي وابن اختي .

سانتريس
يا قوة الأيمان  ونعمة الصبر لا تلوميني إن إخترقت حدود النعمة .
يا صبر الأنبياء إعذريني فأنا انسان تعيس  يتألم لرحيل إبنته الحبيبة .
يا وجع لم يشكي يوما ً , يا ألم صبر دهرا ً , يا محبة لم نعرف سر و جودها .. علمينا كيف نتجاوز المحن ؟

سانتريس يا غالية ..
إن غفت عينيك و سكنت نبضاة قبلك  ورحلت روحك و دفنوا جسدك , فما زلتُ أتأمل تلك العيون و أسمع تلك النبضات و أشهد على وجودك ... فمن يجرأ أن يقول لي رحلت سانتريس .

باسم دخوكة 


/b]

97
           

                     في رثاء أعز الناس على قلوبنا نبيلة و ممتاز .


اشهد انني في  ما مضى من الوقت كنتُ  أُلملمُ أحرف لغتي الضعيفة لأصنع منها جمل  ُتعبر عما يدور في وجداني أو أشرح  لربما عن فكرة أو حالة أو حدث يدفعني لأقول عنه وجهة نظري , لربما بحثت عن كلمات مؤثرة و مشاعر جياشة تؤثر في الاخر قبل ان تؤثر في نفسي ... اليوم .. اليوم فقط سقطت كل اقنعتي و سقط معها غروري وكبريائي , اليوم اكتشفت انه ليس هنالك للحزن حدود .. كما اعتقدت دوما ً , فقد يكون هنالك حزن يفوق كل الحدود  .. أكبرمن إعصار أو زلزال يهز الكون كله   .
اليوم أنا أرضخ كليا ً و أستجدي الدموع .. أستجدي الكلمات و أركع بكل خشوع أمام القدر الملعون .. اليوم أضع كل تاريخي وحاضري  ومستقبلي رهننا لمن يقنعني ان هنالك معنى للوجود ؟! اليوم بعد أن سخر منا القدر و صفعنا و بصق بوجهنا و أخذ منا ( أعزائنا نبيلة و ممتاز ) و قال بملىء صوته اتحداكم .. أتحداكم .. أتحداكم و سوف أسحق مشاعركم و أحبس عنكم أنفاسكم و أُخرس صرخاتكم , نعم يا أيها القدر اللعين سحقت مشاعرنا و قطعت انفاسنا  و أخرست أصواتنا ... و لكن يا ايها القدر الملعون لم تزل هنالك  محبة أكبر مما ظننت لم تنالها منا بقتلك محبينا , لم تزل هنالك دمعة لا تود ان تستشهد بنزولها على خدودنا و تأبي الانحدار و الزوال فسوف تبقى بعيون يتلألىء بريقها ليضيء و يلمع فلن يغادر عيون سكنت فيها صورة ( أعزائنا نبيلة وممتاز )  سوف تبقى لتشهد عن حب لم تقدر ولن تقدر عن محيه يا ايها الملعون .
اليوم فلا دموعنا تشبه الدموع و لا بكائنا يشبه بكاء   لا .. ولا صرخاتنا ... , اليوم كلنا ضعنا بين القدر والمقدور .
اليوم كأن السماء فيه أطبقت على الارض وشهدنا القيامة قبل أن يعلن عن حدوثها في الانجيل و أفواه المرسيلين أو الرسل .
اليوم تمنيت  أن يكذب فيه الجميع و أولهم الزمن الملعون و أخرهم من قال لي : إنه قدر محتوم .
ففي هذا اليوم امتزجت الاسئلة والأمنيات و ذبحنا بأقل الكلمات تكويننا ... لما وكيف و لعل و لو .... , صعقتنا و صعقتنا الردود  فقد رحل محبينا و تركونا مذبوحين على خشبة الصليب ... فلا أحد يود أن يسحبنا منه و لا أحد يطعننا طعنة الموت لتزهق انفاسنا و ترتاح من هذا الحدث الأليم !؟

ولدكم..
باسم دخوكا
dkhuka@hotmail.com             
 

98
                                نحن أمة تبحث عن نصيبها في الحياة !

باسم دخوكة

أمة , إن أردت أن تتعرف عليها جيدا ً عليك أن تعود الاف الاعوام الى الوراء.. عندها سوف تكتشف حقيقتها , عندها سوف تقف عند ارثها الحضاري و الفكري ,عندها سوف تعلم إن الانسان على تلك الارض أبدع فأنجز , فكر  فإكتشف , حدد الزمن  وضع القانون , أبدع في المعمار و غيرها من مجالات الحياة .
أمة صنعت الحياة  , و تستجدي الان الحياة !
أمة اذا ما تحدثت الى أبنائها اليوم تجدهم يكلمونك عن ارث الماضي , أكثرهم لا يجيد الفخر إلا بمئاثر أجداده الاولين , و بعضهم يطالب بتغير الأحداث و كأن ما تركه الزمن من أثر و متغيرات هو ( كتابة بالطباشير الابيض على لوحة خشبية  سوداء )  يعتقد يمكن إزالتها بمسحها بقطعة قماش , فيزول ما خلفه الزمن الطويل .. و يتطاير كأنه غبار أبيض .
 يجهلون و يتجاهلون إن ما يدون على الارض لا يمكن محيه كأنه لم يكن , و إن ما يتركه الزمن من أثر لا يمكن تجاهله .

أمة باتت تبحث اليوم عن نصيبها  من الحياة على أرض ملكتها يوما ً ! ففي ما مضى منحت هي الحياة لهذه الارض و اليوم تبحث عن حق الحياة فيها .. بلا اضطهاد و قتل و تهجير أو إبادة .
أمة , بات خطبائها كثيرون و أحزابها متعددون و قادتها متكبرون و فيما بينهم يتقاتلون على أرث لا يستحقون .
أمة ُّ شعبها عظيم و صبره كبير يتحمل نزف جراحه  من دون شكوى أو أنين , لم تضعفه النكبات و الغزوات , و لا سيوف المعتدين . فما زال كالجبل على ارضه شامخا ً بالرغم مما يتعرض له من إضطهاد و قتل و تنكيل .
أمة على أحزابها و قادتها من مواليد ألأمس القريب أن لا ينسبوا ولادتها على أيديهم أو نضالهم و أمجادهم , فإمتنا حية ترزق بوجودهم أو من دونه . فكفى فخرا ً و نفخا ,ً فالأمم لا ترتقي بقادة تتصارع كالديوك في ما بينها .
أمة أملنا فيها كبير و حبنا لها عظيم , ارثنا منها غزير وهو .. تاريخنا و لغتنا و تراثنا فما زلنا نحتفظ به  بقلوبنا و عقولنا و نتأمله بعيون أطفالنا فلن يستطيع أحدا ً أن يسلبه منا و التاريخ يشهد و الاف السنين تبرهن على اننا أمة تبقى قائمة .
امة قدرها أن تعيش في غابة لا وجود فيها الا للمفترسين , فهل نحن بحاجة الى أنياب لنبقى أحياء أم على هؤلاء أن يدركوا إن زمن إلتهام الاخرين ولى ؟ و إلا ففي كل يوم سوف يكون من يحد أنيابه ,فالبطل  اليوم قد يتحول الى المهزوم بالغد . فهل من عبرة من ما عبر ؟!               
 
 dkhuka@hotmail.com
   

99
                     لولا إنك  أحكمت بيننا القارىء الكريم يا أخي سيروان  لما كنت أرد على تعقيبك .

باسم دخوكا

قبل كل شيء أود أن أوضح للأكاديمي العزيز سيروان  إن إختلفنا في الرؤيا فهذا لا يعني إننا أعداء ( لا سمح الله ) . الحقيقة , أنا تعودت أن أعرف قدر نفسي سواء عندما أكتب أو أعبر عن رأي و لم أضع نفسي يوما ً في مكان أكبر مما تستحقه يا سيد سيروان , لكن هذا لا يمنع  أن أحاور من يحدد موقعه و يصرخ بأعلى صوته ليقول : حذاري.. فأنا شهادتي هي الماجستير في الأداب , إذن عندها علي أن أسلم أمري و أرضخ بملىء إرادتي لما يقوله و خصوصا ً انه سوف يبحث بقدر إلامكان لينتقد إسلوبي ألادبي و هذا من حقه بكل تأكيد , و أنا بدوري أقر بذلك و بكل تواضع , فأنا لي أخطائي في اللغة و كما أنت أيضا ً لك أخطائك  , المهم أن يكون هنالك تواصل أو أن نوصل الفكرة .  فبكل تأكيد علينا أن نجتهد لكي نتعلم بأن لا نخطىء في رسم الكلمات لكي لا نقع  في مطب من يحاول أن يجتهد ليعيبك على نقص حرف سقط سهوا ًهنا أو هناك , و خصوصا ً إن كنت تستخدم ( كيبورد  انكليزي ) ألصقت به أحرف عربية  لطوال أثنى عشرعام و أكثر . المهم هذا كله لا يبرر أخطائي اللغوية , فتقبل إعتذاري بخصوص هذا الجانب . و لا يفوتني أن أذكر لك مثل بسيط عنا نحن المهاجرين الذين أمضوا فترة طويلة في بلدان المهجر , فنحن الذين قادنا قدرنا لنعيش في أمريكا  لقد عانينا كثيرا ولم نزل عندما نتحدث , نكتب أو نقرأ باللغة الأنكليزية و لكن صدقني إن كل من إلتقيناه وتحدثنا اليه سواء من كان يحمل شهادة ماجستير في اللغة أو شخص عادي في مكان عام لم يحسسنا بإننا من دون المستوى الذي يمكن له أن  يتحدث اليه أو يناقشه أو يتعامل معه . فبماذا تفسر هذا المنطق في التخاطب والمحادثة؟

لنعود الى الموضوع الأهم يا سيد سيروان, أعترف و أمام كل من يطلع على عنكاوا دوت كوم  إن ردي أتى متسرعا ً و في ساعة متأخرة من الليل , و كما رأيته أنت يا أخي فقد كان مختصرا وقصيرا كما ذكرت . أتدري لماذا يا صديقي ؟ لكوني أحب عنكاوا دوت كوم و لكوني لم أجد فارق كبير بين ( أملي أن لا تتحول عنكاوا الى جريدة الثورة ..) وبين إن كانت فعلا ً. لو تمعنت النظر جيدا في كلمة أملي  كان المقصود بها : أما تحولت فعلا ً أو قد تتحول , و يمكن أن تكون بمعنى الرجاء الغير مقصود أو التنبيه المباشر  . إن كنت على خطأ , لربما محبتي وحرصي و قناعتي بمكانة عنكاوا دوت كوم  دفعتني لأكون أكثر حساسية بفهم قصدك على هذا  ألأساس .
الشيء المؤلم يا سيروان في تعقيبك و ما تنصح به الأخرين بكيفية الرد و تهينهم لا تترك أي مساحة فيه  للغة الحوار و المنطق و الوعي , هنا لا ينفع فيه مستواك الثقافي أو شهادتك القديرة حقا ً, و لعلمك هنالك الكثير من الفقهاء في اللغة و لكن ضعيفي القدرة على خلق إبداع فكري أو أدبي.... وإلخ .           
حسنا ً ,  لنعود مرة أخرى الى ما تراه أنت في شخصية السيد يونادم كنا فبالتأكيد أنت حر بما تعتقد وما تؤمن به لكن ليس بالضرورة أن أراه أنا كما تراه أنت . فإن كنت تقول عنه انه انتخب و بجدارة فأنت مصيب , و هكذا الحال مع الحكومة التي تحكمنا فهي منتخبة  أيضا ً, هل حققت طموح  الشعب ؟ ألا يعتبر السيد يونادم كنا جزء من هذه الحكومة ؟ و ان كانت أمريكا جلبت الأحزاب الأسلامية للسلطة , الم يكن ذلك عبر انتخابات عامة كما هو الحال مع السيد يونادم كنا أيضا ؟  ألأهم من هذا وذاك ألا ترى إن من يمثلنا على الساحة الوطنية عليه أن يتحمل و لو جزء من المسؤولية لما يعانيه شعبنا من إضطهاد وقتل وتشريد ؟؟  سؤال أخير يا أخي العزيز:هل يصعب على من يستطيع أن يتوالم مع أحزاب شيعية و أخرى سنية من أن يتفق مع أحزاب يشاركونه المصير ذاته ؟

أما عن الكلمة التي إستخدمتها في بداية عنوان مقالك ( قلة المعرفة ... ) هل إمكانيتك في لغة التخاطب تبدأ هكذا دوما ً في ( تصغير المقابل ) فلا أخفي عليك يا سيروان أنا كنت حذرا ً جدا  في مخاطبتك لكونك لا تمتنع من استخدام كلمات أقل ما أقول فيها ( غير لائقة ) .
  فاتني أن أذكر لك ما قصدته في الفرق بين ( حقك بالطعن برأي و بين أنا لا يستهويني النقاش معك ) , يا أخي العزيز لكوني توقعت مسبقا ً ان نقاشنا سوف يأخذ مسار أخر غير ما همني و هو عنوان مقالك بالدرجة الأساسية , وبالرغم ما دار فأنا لا أحبذ أن يتحول النقاش بيننا من ما يهمنا من قضية شعبنا الى حوار خاص  لا نفع منه . 

dkhuka@hotmail.com

100
 سيراون شابي لو كانت عنكاوا دوت كوم  ك .. (جريدة  الثورة ) لما وجدت مقالك على الصفحة الأولى .

باسم دخوكة

أرجو أن تتقبل إدراة عنكاوا دوت كوم تعقيبي على مقال الأخ سيراون و الحقيقة ان تعقيبي هذا هو شخصي و يمكن للأخ الأكاديمي سيراون الطعن به كما  يشاء ويشتهي .
ما عرفته و لمسته من خلال فترة معينة مارست فيها كأداري لأحد المنابر على هذه الصفحة الغراء يدفعني من منطلق التجربة و الممارسة أن أقر برأي بإن عنكاوا دوت كوم لم تكن يوما ً إلا صفحة واضحة يمكن لك يا سيراون ولغيرك ولي أن نعبر فيها عن وجهة نظرنا و حتى إن كانت لا تتفق مع أي كان بدأ بالمشرف وانتهاء ً بك أحد الكتاب الذين يجب عليك أن تكون أول الشهود على مدى حرية ومصداقية عنكاوا دوت كوم . و ما أود أن أوفره لك يا سيد سيروان من العناء إن فلسفة ( خالف تعرف هي قديمة ) و إلا ما هذا الإتهام الغريب لعنكاوا دوت كوم و أنت أول العارفين إنها وضعت مقالك المنشور ومن قبله عدة مقالات تتناول فيها  عنكاوا دوت كوم بنقد لاذع . و تكتشف في ما بعد إنها منشورة و في الصفحة الأولى . إن نشر أي مقال و في أي موقع هو ليس من إختصاصك  أو إختصاصي , فهل تود أن تكون ( القاضي والجلاد ) في ما يخص النشر أيضا ً ؟ كما هو في فرض أرائك على الأخرين من منطلق شهادتك  كما تذكرها مراراً بكونك أكاديمي و جغرافي كما أعتقد , فهل هذا يبرر لك أن توجه الجميع ؟!
فيا سيروان أنا لست بصدد الدخول في نقاش معك حول ما ذكره الأخ جميل روفائيل و صحته من عدمها و هذا يعتبر من أولويات حرية الرأي و من ينشر مقال عليه أن يتحمل نتائج ما يترتب عليه . و أما أن تفرض رأيك فيما يجب أن ينشر و على أي صفحة ( بيني وبينك ) هذا شيء غريب على من يعتبر نفسه مثقف وتهمه ( المصداقية ).
و لا تنسى إن الموضوع نشر من قبل و في الصحف المحلية وكما أعتقد في صحيفة (هاولاتي ) و ( الحوزة ) .
 و أخيرا ً يا صديقي لكوني ذكرت مسبقا ً لن أدخل في تفاصيل التبرئة و ألأتهام في ما يخص ما نشر من قبل  السيد جميل روفائيل ,لكن هذا لا يمنع  أن أقول لا أجد  ألأستقلالية التي تدعيها بطرحك وإلا ما هذا التعظيم والتكبير للسيد يونادم و إن كان قدم شيء ما من النضال فهل هذا فضل أم واجب ؟ وإن كنت تتسائل هل عمليات التنكيل بشعبنا سوف تتوقف بغياب يونادم  : لكن السيد يونادم كنا لم ينجح أو لم يقوم بالدورالمطلوب منه بإيصال معانات شعبنا في العراق للعالم, بل انه برر دوما ما يعانيه  شعبنا  هو جزء من معانات الشعب العراقي . و  مثال بسيط عن بعض ما يعانيه شعبنا إن نسائنا لا يستطعن الخروج من عتبة الدار إذا لم يرتدين الحجاب.أهكذا تجد الوطنية يا سيد سيراون ؟ ولا تنسى إن ما ينشر من مقالات يتحمل أصحابها مسؤلية ما ورد فيها ومن ضمنها مقالك ومقالي أيضا ً . فيا سيدي الباحث ؛ الحقيقة ليست كل ما تعرفه أنت أو أنا , بل أحيانا ً غير ما أعتقده و تعتقده أنت ,فكل ما علينا أن نتريث و نكون منطقين  بطرح أرائنا . و علما ً أنا لا يستهويني الدخول في النقاش معك إنه مجرد رأي تقبله والسلام .
 
 




olor=black][/colo
r




]

101
                          هل إننا منصفون عندما نختلف مع ألأخرين من أجل قضيتنا ؟
   
باسم دخوكة

علمتنا الحياة قبل الكتب و علمتنا التجارب قبل الأطلاع أو بعده , لا ضير . تعلمنا بإرادتنا حينا ً , و تعلمنا رغم عنا حين أخر . نحن شعب تثقف بالرغم عنه في أكثر الأحيان . تثقف من كثر المعانات و المأسي التي طرقت على باب حياته , بل و اقتحمت حياته عنوة في أكثر الاحيان , و لم تترك له الخيار .
التجارب الكثيرة التي مررنا بها لم نستفيد منها الا القليل , و أضرتنا بالكثير . تخيلوا.. حكم مستبد حكمنا لخمسة و ثلاثون عاما ً لم نتعلم من التجربة المريرة سوى : إن الديمقراطية تعني ما تمتلكه من مقدار القوة و السلطة التي تستطيع من خلالها فقط أن تثبت حقوقك , حتى و ان كان ذلك على حساب حقوق الأخرين  لكونهم لا ينتمون الى دينك أو قوميتك أو حزبك السياسي . عجبي على هذا المفهوم و الذي اصبحنا نتباهى به و كأنه تاج فوق رؤوسنا  و الحقيقة هو: عار على جبين كل من ناضل ضد الدكتاتورية يوما ما .

ما أكثر الخلافات و ما أعظم الأختلاف الذي يعاني منه شعبنا العراقي عموما ً , و شعبنا الكلداني الاشوري السرياني خصوصاً .
شعبنا الكلداني الأشوري السرياني الذي يعاني من كل انواع الإضطهاد بحقه و إن أردنا تعداده  فليس هنالك اسهل من ذلك  لنفعلها سوية و نضعه تحت تسلسل رقمي :
1- اضطهاد ديني من قبل جماعات دينية متطرفة .
2- اضطهاد قومي من قبل قوميات كبيرة ومتعددة  .
3-اضطهاد سياسي يتعامل مع الشعوب على اساس عدد النسمة و ليس على أساس إن حقوق الشعوب لا تقاس بعددهم بل بوجودهم .
و إضطهاد اخر نعانيه ( مرير) و أكثر ألما ً لنا وهو:  ان احزابنا السياسية أو قادتها تتصارع في ما بينها على ما قد يرثه هذا الشعب المسكين . و إضافة على ذلك إن مثقفينا و كتابنا و بعظهم يسمي نفسه بأسماء و ألقاب تخيفنا حقا ً .. منهم من هو عالم في الصحافة , منهم من هو استاذ فلسفي و أخر تاريخي أو جغرافي و .....إلخ , وكم تمنيت أن يكتب أحدهم ليقول : إحكموا عليِّ من خلال رؤيتي أو وجهة نظري . من دون أن يذكر لنا عظمته , ألا تبرهن أفكاره عن مستواه ؟!

كما هو الصراع بين القادة الكبار , هكذا هو الصراع بين صانعي الكلمات , بل وإن الصراع أصبح أشد بين مثقفي شعبنا  مما هو بين القادة . و في النهاية الإختلاف هو على حقوقنا كيف ننالها ومن هو أولى ليستند إليه حق المطالبة ؟
والمبكي إن حق المطالبة ضاع ( ولأكون متفائل قليلا ً) و  أقول : كاد أن يضيع  بين أقلام حولت الصراع من أجل الحق والحقوق الى صراع بين أقلام لتمجيد هذا وذاك , و أحيانا ً على حساب الحق والحقيقة . ولا ننسى بأن نضيف و لأجل إثبات الوجود لهذا الكاتب أو ذاك . والكل حسب امكانياته و خبراته و إسمه , و أللهم   ..( نجنا شر من أحسنا اليه بذكر محاسنه) .

الحقيقة التي قد لا أكون أنا من يكتب هذه الكلمات يمتلكها , أو يحق له ألأدعاء بملكيتها , و لكن لي الحق بكل تأكيد طرح وجهة نظري البسيطة التي لا تساعدني مواهبي أو علاقاتي بالقادة الكبار على اثبات أحقيتها أو بطلانها . فأنا أود أن أعرفهم عن البعد , فهذا يفسح لي مجال أكبر لأتأملهم و أشاهد أعمالهم و أنتقدهم أيضا ً . كما تعلمون فأنا انسان وقد  يغريني  و ُيثيرني و يستهويني الجلوس مع القادة الكبار . قد أضطر أن أسألهم كما يشاؤون و أجاملهم أكثر مما يستوجب , و أسبقهم بالرد الإيجابي على سؤال محرج يمسهم , خصوصا ً إذا بدت لي إن ملامحهم تعبر عن عدم الرضى أو الكدر , فأسرع بالقول :هذا ما يقال و أضيف كما يعلم سيادتكم إن أكثر ما يقال هو إفتراء بحق سيادتكم .   

و لهذا يا سادتى قال سيدنا المسيح ؛ ( ومن أفعالهم تعرفونهم ) .
فالكلام ما نفعه و إن لم يأتي بفعل ؟ و إن انتقدنا الأخرين بأفعالهم , ألا يجب علينا أن نكون قد قدمنا نحن أفضل مما فعلوا ؟ ومع ذلك , أليس الأفرض بنا أن نتحدث عن انجازاتنا بدلا ً من أن نتناول ماذا يفعل الأخرين ليوقفوا تلك الإنجازات  ؟ عجبي من هؤلاء السياسين وهم عندما يخطبوا الى شعوبهم  يعظمون انفسهم و يحتقرون الأخرين , كأن المهمة أو الدور القيادي الذي يقومون به لن يكتمل الا إذا قارنوا أفعالهم بأفعال الأخرين . وما أضعفهم إيماننا ً بدورهم  عندما يقارنوه بدور من يعتقدون انه لا يعمل من أجل ألأمة .
غريبة هذه التناقضات التي نعيشها في أراء بعض القادة من أحزابنا السياسية . غريبة إنهم يفتخرون بكرسي في البرلمان و يتحدثون عن حكومتنا ( الوطنية ) وكأنها ملاك !
 إن أكثر من نصف شعبنا غادر من مناطق تحكم من قبل هذه الحكومة العظيمة .
غريبة هذه السياسة الملعونة و التي تجعل البعض منا كالحرباء يغير لونه وشكله كلما اقتضت مصالحه .
غريبة إنهم كلما صرحوا بأن الوضع يتحسن يقتل لنا إبن و أكثر في بغداد و البصرة و الموصل .
غريبة أن يحضروا مؤتمرات الأنتخابات للرئاسة الأمريكية و شعبنا يعاني من سلب بيوته و ارغامه على المغادرة أو القتل .
غريبة إن من ُأنتخب يعتقد  أنه (منزل من السماء ) ينسى و يتناسى ان هنالك انتخابات أخرى قادمة , أم سوف نقوم بعملية إستفتاء كما كان يحدث في زمن البعث الفاشي ؟ 
غريبة لسياسي أن ُيخون من يختلف عنه و هو يؤمن بالديمقراطية حسب إدعائه .
غريبة الكلمة التي يرددونها المنتسبين  الى قافلته السياسية  كلما خالفتهم الرأي وهي : كم دفعوا لك ؟ أو بكم إشتروك ؟
و بإعتقادي إن من يوجه هكذا إتهام لغيره يكون هو نفسه معروض للبيع .
فرسالتي البسيطة الى من يمثلنا في البرلمان الغير ...  . : كن معلما ً و أخا ًو صديقا ً, و لا تطالب الأخرين ليكونوا أغنام في قطيعك , تقودهم كما و أين ما تشاء ؟  أو أعلن عن موقفك من منبر البرلمان وتحدث عن شهدائنا و هم كثيرين و صرح : أنتم لكم من يحميكم فمن يحمينا نحن في وطن لا توفر فيه الحكومة الحماية لشعبها ؟ الا تحتاج الأقليات الصغيرة الى حماية أكبر ؟ أم تعودتم  أن تبرروا كل مأسينا من منطلق الوطنية و التي لا أساس لوجودها لا في البرلمان و لا في الحكومة  . و أنت يا سيدي  .. أما زلت تقول نحن في البرلمان و  الحكومة ...و إلخ , عجبي .
                                           *       *       *
ملاحظة قد لا تكون في محلها:-

لكوني إطلعت على ما نشر للأستاذ جميل روفائيل قبل نشري هذا المقال لهذا أردت أن أضيف تعقيبي على ما ورد في مقاله و أرجوا أن يتقبله برحابة الصدر .   
الحقيقة إن ما ورد في مقالك حول السيد كنا و وثيقة المخابرات فبقدر أهميتها و حاجة الامة لمعرفة الحقيقة حول ذلك إلا إنها أتت من دافع شخصي  و كما ذكرت شخصيا ً, لكونه تجاوز عليك . سؤالي هو: هل ذكر الحقيقة و كشفها و خصوصا إذا ما كانت تمس أعظم شيء عندنا وهو أخلاصنا لقضيتنا و مبادئنا يتوقف على موقف الطرف الاخر بإتجاهنا الشخصي ؟ و هل يحق  لنا اخفائها و عدم نشرها أو الإعلان عنها إلا اذا مسنا المقابل شخصيا ؟ و حينها نقلب كل الاوراق ؟ الحقيقة يا استاذي العزيز كنت اتمنى منك ان تنشر كل ما تعرفه  قبل هذا الخلاف الذي حدث قبل أيام . فما ذنب شعبنا أن نخفي عنه الحقائق الى ان يصبح هنالك خلاف شخصي عندها نكشف كل الاوراق , أليس هذا غبن بحق قيمنا ومبادئنا ؟ان كانت هكذا خلافات تلقي بالضوء على ما هو مخفي من قضايا و مراهنات على حساب شعبنا , فإسمح لي أن أدعو الى ( الله عز وجل  ) بأن يكون هنالك كل يوم خلاف بين من يخفي المعلومة و بين من ( ُيتهم ) بتهم خطيرة خصوصا ً و إن كان المتهم يعتلي مناصب قيادية .

102
                                            صفقوا لهم فهذا يعجل من أجلهم .

باسم دخوكة

لم يؤلمني شيء بحياتي بقدر رؤيتي لصورالقادة عندما يرفعها المواطنين سواء في المظاهرات أو المسيرات . 
 أحيننا لا يكون أي علاقة لتلك المظاهرة أو المسيرة بصور القائد الذي لا يعيش الا معتليا ً فوق الرؤوس .
نفعلها  سواء ان كانوا يستحقون او لا يستحقون , نفعلها ان كنا نموت جوعا ً أو نموت قهراً  .. نموت ليحيوا هم فقط .
نرفع صورهم , نمجدهم و نكبرهم  حتى و ان داسوا على رقابنا ليعتلوا .
صور , لافتات تمجدهم و تعظمهم ,  تعلن عن جهلنا وتعاستنا و عبوديتنا . فلن تجد من يرفع لافتة يقول فيها : أطفالي جياع , أحتاج لرعاية صحية أو مسكن أو أمان , فصورة القائد تعوض عن كل شيء !
 صورهم في كل مكان و تعظيمهم يتم بأعظم الالقاب .
رحل ( العظيم ) , قدموا الكثير من العظماء , منهم من هو إمام الامة , منهم من هو منقذ الآمة , منهم من هو مخلص الامة , ومنهم من هو بطل الأمة . فلم اسمع أحدهم يقول بإنه خادم الأمة . وما أتعسه وإن قال.. فخادم ألأمة لا يملك الملايين و لا  ينعم بكل النعم وشعبه يبحث عن رغيف خبز في القمامة .
أسفي علينا كلما عشنا المرارة نبحث عن أخرى أمر منها !
أسفي علينا نصدق خطاباتهم و نصفق لهم الا ان تشل أيادينا .
نصفق لهم بدلا ً من أن نصفعهم و نقول أين حريتنا ؟ أين حقوقنا ؟ و أين وطننا ؟
قادة إن ساروا .. سار الآف من خلفهم يهتفون بحياتهم وهم بلا حياء.
قادة إن خطبوا صفق لهم الاف و إن لم يدركوا حرفا ً مما قالوا.
قادة تعرفونهم من مظاهرهم و كبريائهم وغرورهم .
قادة يمجدون الأمة , و ألأمة بنظرهم لا تساوي شيء من دونهم .
قادة ان صنعوا شيء فتحولوا الى اله يجب علينا عبادتهم .
قادة ان انجزوا إنجازا ً بسيطا ً فحولوه الى معجزة بزمن أل (لا ) معجزات.
قادة عليك ان لا تحاورهم أو تختلف معهم  و إن فعلت فأنت خائن وعميل .
قادة يخشون الشعب و الشعب يخشاهم و العلاقة قائمة على هذا الاساس في وطن .. لا القائد فيه قائد , ولا الشعب فيه ....  .  علاقة تعبنا من البحث عن مفهومها ... فكيف ترونها أنتم يا سادتي ؟

dkhuka@hotmail.com

103


                                           هم فقط  يدركون أين  تكمن العلة!                                               

باسم دخوكة

 نشهد في كل يوم عشرات المقالات  تولد و عشرات اخرى تموت . الكل يطرح و كما يريد , الكل يود أن يكون البطل ! الكل يبحر في بحر الحقائق , و الحقائق تغتال من بين ايدينا علنا ً في زمن باتت فيه الحقيقة و الباطل يرتديان الثياب  نفسها.
السياسيون , الكتاب , رجال الدين و المقاولون من كل الأطراف أعلاه وحدهم  من  يحتكر الحقائق , و لا احد سواهم. إنهم المبدعون في التحليل و التفسير و الأستنتاج . هم فقط يدركون أين تكمن العلة , و كيف يجب أن تكون المعالجة أو يكون التصحيح !

نعم الكل و المقصود بالكل هو من يمتلك السلطة , القوة و الجاه و هنالك بالطبع من يدور في فلك هذا( الكل )القوي و الكبير ,هو البعض ممن اتى بموهبة الكتابة و فنون الإبداع بتكبير الصغار و تعظيم القادة  وخصوصا ً الذين أيديهم سخية بتكريم من يجيد تمجيدهم من الكتاب والمفكرين  .
نعم القضية و الوطن و الشعب أصبحوا وسيلة للكسب السريع.  علما ً إن هذا الأمر ليس بجديد فقد مارسوه الكثيرين من قبل و عبر التاريخ , لكن مصيبتهم هي ان الانسان في الوقت الحاضر من خلال التطور التنكلوجي بات يعرف المعلومة و الحقائق دون جهد جهيد , لذلك باتت اللعبة مكشوفة و هؤلاء معروفين للجميع . 
فالسياسي عندما يكذب و يمجد تطلعه قد يقال عنه شاطر أو ذكي . صاحب السلطة عندما يكبل الافكار التي تعارضه أو ترفضه قد يقال عنه ايضا ً الدفاع المشروع عن القوة و النفوذ .  لكن الكاتب و المفكر الذي يمجد هؤلاء ليس هنالك من يستطيع ان يقول عنه سوى انه منافق و دجال .

المشكلة الأساسية التي تواجه هؤلاء جميعا والمطبلون لهم من الكتاب و المفكرون هي ان الواقع يدينهم بشدة . نعم الواقع يصرخ بوجوههم و يرفضهم و يلعن سيادتهم سواء في السلطة أو الفكر .الواقع يقول ان شعبنا ممزق و ان شعبنا يعاني الفقر المقدح , إن سألت الشعب عن أشد ما يكره فيرد بسهولة و دون تردد السياسة والسياسيون !
نعم السياسة و السياسيون  ,  عجبي فالسياسيون  يصححوا لنا المجتمع ويبنوا الاوطان ,  هم العقلاء الذين يبنون لنا أفكارنا و يعمرون لنا حياتنا و هم المعلمون و هم المضحون ....و الخ
 الكتاب و المفكرون هم من يعتمد عليهم بتصحيح المسار و رفض ما هو غير مستقيم وغير مباح لخدمة الشعب و المجتمع  وهم المتحدون الذين قد تتحول أقلامهم الى نار تحرق الدكتاتوريات المستبدة أو تغير الحكومات الفاشية لكون على أيدي مثل هؤلاء  قامت النهضة في الكثير من دول العالم المتطور .
 
لماذا في وطننا يتخندق هؤلاء بهذا الجانب و ذاك و حسب مصالحم و إنتمائتهم الضيقة ؟  أشد ما  يؤلم هو أن يتغلب عليك إنتمائك على حساب الحق والحقيقة , عندها فلن تستطيع  أن تدافع عن الحق أو الحقيقة . ستصبح عبد  ينتظر أما صفعة أو لقمة من سيده و في كلا الحالتين لا  تدعي انك انسان و لا تستحق لتكون .الجهل ليس إنك لا تجيد القرأة و الكتابة فالجهل الأكبر هو أن تكون متعلم  تقتاد  وتعامل و كأنك جاهل .
ففي هذه المرحلة القصيرة من تاريخ الوطن المرحلة التي توقعناها انتقالية من العبودية و الدكتاتورية الى التحرر و البناءإكتشفنا من خلالها ما أتعسنا بفهم معنى التحرر و ما أسوء ادراكنا الى مفهوم الحرية و الأستقلال و البناء  , نعم فقد كشفنا عن أقنعة ارتديناها لمرحلة طويلة من الزمن , فقد كشفنا عن ثقافتنا المريضة التي لكم ادعينا انها مكتسبة و ان النظام البائد فرضها علينا  , كشفنا اننا شعب أو شعوب تدعي انها متحضرة و لكننا ثبتنا العكس تماما . فإننا قابلون أن نُحكم و قابلون أن نتحول الى دكتاتوريات صغيرة تقتل بعضها البعض .لقد ثبتنا و بجدارة إنه  يمكن للغة أوقومية أودين أومذهب أن يجعلنا نقتل بعضنا البعض و تحت ذريعة الدفاع عن الحقوق و القيم , ونتجاهل ان المحافظة على القيم لا تكون الا بإحترامنا لقيم الأخرين و محبة بعضنا البعض .
نتحدث كل يوم عن الوطن و المواطن و ُيقتل كل يوم  العشرات  تحت ذريعة ما , يصنعها البعض لتبرير تلك الجرائم  .
نعم اننا نسير تحت رايات  , تسميات , أحزاب , تيارات و قوميات ومن خلال ذلك المسير نثبت لأنفسنا قبل الأخرين اننا نسير الى الوراء ,  وبسرعة كبيرة و لدرجة أصبحنا كذلك المثل الذي يضرب عن رجل أراد أن يتحرر فربط حول عنقه الحبل و قفز من مكان مرتفع .               




   

104
الى روح أخي العزيز بويا يوسف بطرس دخوكة .
 
باسم دخوكة

أخي الحبيب كم تمنيت أن اكتب عنك وأنت في الحياة , كم تمنيت أن يعرف الاخرون من أنت  كم ناضلت , عانيت وقاسيت , و كيف بين السجون والمعتقلات البعثية الفاشية تناقلت و كيف تحملت تعذيب الجلادين الذين لم تكن هنالك أساليب و طرق في التعذيب ولم يستخدموها لكي يجعلوك  تعترف بأسماء رفاقك وإخوتك في النضال.. نعم يا ايها الجندي المجهول تحملت من دون ان تنطق حرفا واحدا وهم يخلعون أظافرك واحدة تلوا الاخرى , كالصبرالأنبياء  صبرت وهم يكوون ظهرك بمكاواة يحمونها على الجمر. سيدي الكبيرأخي الحبيب و أخيرا حكموا عليك بالأعدام لكي يتخلصوا من هذا الرجل العنيد والذي لا يساوم ولا يرضخ و لا يركع للأنهزاميين والفاشين . حكموا  عليك بالأعدام لعلهم بقتلك و قتل رفاقك الشوعيين يرهبوا المدعين بالحرية . و أما انتم فلم تدنو قامتكم التي ضلت شامخة وتعلوا نحو السماء .. نعم أعلنوا عن اليوم الذي سوف تعدم به  و ارسلت الرسالة الأخيرة الى ذويك ليروك للمرة الأخيرة  و ها هي اختك الكبيرة و زوجة ابيك التي كانت حبلى  وذلك في عام ( 1963) .
يقطعون هذا الطريق الطويل من عنكاوا الى ذلك المعتقل في بغداد المكان الذي خصص لإعدامك , الطريق طويل والقطار بطيء و الدموع تسيل و أختك و زوجة ابيك تسعيان الى الوصول اليك والى كل ما هو ممكن أن يفعلوه .. يتوسلوا الى الجلادين أو يقبلوا الأيادي أو يدفعوا أي مبلغ للمرتشي لمجرد ان يخفف العقوبة من الأعدام الى أي حكم وليكن المؤبد فهن ( شاكرات) نعم طال الطريق و الألم و الدموع تسيل طوال ذلك الطريق الملعون .
وصلوا وهم لم يعلموا بترحيلك من سجنك القديم الى المكان الجديد الذي سوف تعدم فيه .الليل المظلم و سواده يشبه كثيرا ذلك السواد الذي يسكن صدورهن ,  توسلوا كثيرا الى سائق التاكسي لينقلهم  الى السجن الكبير و أخيرا رضخ الرجل الى توسلاتهم المستمرة .
 وصلوا الى المكان .. الدخول ممنوع و الباب مقفول وتوسلوا الى الحارس كثيرا ً و لكنه لم يستجب معتذرا ً,و شاء القدر ان يمر من جانبهم شرطي برتبة عريف و حينما شاهد زوجة ابيك ترتدي الزي الكردي اقترب منها ليسألها باللغة الكردية: أختي ماذا تفعلين هنا ؟ فأجهشت امي في البكاء وهي تقول : ولدي محكوم عليه بالأعدام و لا يسمحون لنا برؤيته ؟ فقال الرجل متأثرا ومن هو ولدك ؟
- بويا يوسف بطرس .
فرد الرجل على الفور .. اعرفه جيد انه رجل صلب جدا و لكنهم رحلوه الى مكان اخر و سوف يعدم في الصباح الباكر .
فوقع الخبر على مسمع زوجة ابيه و اخته كالصاعقة و اخذا يلطمان ويصرخان و يبكيان بشدة .
فسحب الرجل زوجة الوالد من كتفها ليقول : بكائكم لا ينفع .. فاستمعي جيدا لما اقوله لكم . و لم ينفع ما قاله و لربما لم يستمعا الى ما قاله و لكنه كرر كلامه بصوت عالي .
فقالا معا ماذا نفعل بالله عليك ارشدنا الى أي بصيص من الأمل ارجوك؟ 
فرد الرجل بهدوء هنالك رجل واحد يمكنه ايقاف امر الاعدام وهو قاضي يسكن في مدينة بعقوبة , إذا استطعتم الوصول اليه قبل الفجر لربما يرفىء بكما و ما  قد يفيدكم ان زوجته كردية  لربما تساعدكم في اقناعه و انا على معرفة و قرابة بها و سوف اكتب لكم عنوانه وعليكم ان تصلوا هناك قبل الصبح و ثم نظر الى ساعته فالطريق بين بعقوبة و حبانية و بغداد والوقت يداهمكم وخصوصا ً الان الساعة تشير الى الثانية عشرة ليلا ً . فأخذا الورقة التي دون عليها العنوان وهرعا الى الشارع الرئيسي يتأملان الطريق لتمر عربة الأجرة ليستقلونها الى بعقوبة .
فقد وصلا بعد جهد جهيد و تعب كبير و لكن أي تعب وأي ألم و الاخ والابن ينتظره حكم الأعدام ! وبالرغم ان زوجة الاب كانت حبلى في شهرها الأخير .
نعم اصبحا امام الدار و الحرس يقف هناك بجانب الدار اندهش وهو يراهما فسألهما على الفور .. من انتم وماذا تفعلون هنا في هذا الوقت المتأخر ؟ فأجهشتا في البكاء وهن يشرحان له سبب وجودهن  .
بالرغم من انه تعاطف مع ما ابصرته عيناه و سمعته اذنيه لكنه قال بصوت جهور ابتعدا من هنا والا سوف اطلب الشرطة لتوقيفكما .
فردت عليه زوجة الأب لتقول : ماذا تقول يا بني لو أخذت عمرنا لن نفارق المكان فبالله عليك اطرق على الباب ودعنا نتحدث الى القاضي .
فرد بصوت عالي و لكن القاضي نائم وهل تريدان ان افصل من عملي ؟
فقالت له زوجة الأب و يرضيك ان يعدم ابني في الصباح الباكر ؟
فلم يدري ماذا يقول الرجل و استدار نحو الباب و لكنه تراجع خائفا ً و ها هو القدر يرفىء بالحال ثانية وامرأة تطل عبر النافذة و تصرخ في الحرس قائلة : ما هذه ( الهوسة ) هناك عندك ؟ فرد الرجل بصوت هادىء هنالك سيدتان تودان مقابلة القاضي بشأن اعدام قريب لهن ..
فتقدمت زوجة ابيه و لتقول باللغة الكردية .. اختي العزيزة ابني سوف يعدم في الصباح وزوجك يمكن له انقاذ حياته و انا قادمة من اربيل وامضيت ليلتان في الطريق وانا حبلى في الشهر التاسع الا ترحمين بحالي ؟
ففتحت المرأة على الفور الباب واستقبلتهم بترحاب و شفقة كبيرة  و قالت ما هي الحكاية ؟
و أخبروها بالقصة الكاملة .
فقالت المرأة ان زوجها نائم و سوف تدخل لتوقظه ولعله يفعل ما في مقدوره ثم اضافت .. انه رجل طيب ورؤوف جدا ً .
 قدم الزوج وبدت على ملامحه  علامات الانزعاج والكدر وقال : ليس بمقدوري فعل أي شيء لكما ثم استرسل قائلا ً.. ان الحكم صدر وانتهى الأمر .
فارتميتا معا زوجة الأب والأخت التي لم تكف عن البكاء تحت قدميه و هن يبكيان بمرارة و يتوسلان به .
ولكنه أصربكونه غير قادر على فعل شيء .
و لكن هذا لم ينفع معهن و استمرتا تقولان بالله عليك فنحن دخلاء على بيتك ونرتمي تحت قدميك ارحم بنا .
فتدخلت زوجته لتقول وهي تشير على المرأة بالزي الكردي هذه من منطقتي ومن أهلي ان لم تنجدها فإ رمي علي الطلاق .
فاستغرب الرجل الى ما سمعه من زوجته و قال لها  هل جننت , ماذا تقولين؟ ردت اقسم باني سوف اغادر بيتك معهن ان لم تفعل شيء لتوقف اعدام هذا الرجل .
فرضخ القاضي لطلب زوجته و هاتان السيدتان اللتان قدمتا من المجهول في هذه الليلة التي لا تود ان تنتهي .
و كتب ورقة موقعة بإسمه وعليها ختمه بإيقاف عملية الاعدام بحق بويا يوسف بطرس دخوكة .
وفي موقع الاعدام اجريت كل الترتيبات وكل شيء كان جاهز لاتمام العملية . وتم ايقاف ذلك بأمر القاضي الذي اصدر الحكم فيما سبق . نعم هذه هي احدى الحكايات التي عرفتها من خلال شهود عاشوها و لم اسمع منك تشتكي من جرح أوألم عانيته وبالرغم من ان جراحك كانت تنزف على الدوام .
نعم يا سيدي مرة أخرى التقيت وبعد الانتفاضة المجيدة في مقر الحزب الشوعي في كركوك و في اول افتتاح للمقر و المعارك مستمرة برجل مسن وكبير ولكنه بدى لي كأنه شاب قوي و حوله شباب كثيرين فإقتربت منه هنئته بما انجز. فرد و الأبتسامة على شفتيه : من أين انت ؟ فقلت انا ابن منطقة اسمها عنكاوا و أهلها طيبين و عندنا الكثير من المناضلين  وعددت اسماء اعرفها.. نجيب .. حنا و غيرهم كثيرين ؟
فسألني وهو يقول أنا كبير السن وكان لي رفيق في المعتقل في ما مر من السنين شاب قوي وذكي وهادي و مناضل صامت اسمه بويا يوسف الا تعرفه انه من عنكاوا ؟
الحقيقة لم اتكهن انه اخي و لم اتوقع ان يكون هو فانه لم يتحدث يوما عن تاريخه ولم يذكر لنا شيء عن نضاله كان عطوفا و كان قاصا ً كبيرا يقص لنا حكايات جميلة و رائعة في الليالي الطويلة من الشتاء ونحن نلتف حول المدفأة الصغيرة ونحتسي الشاي ونستمع اليه و هو يسرد لنا الحكايات الطويلة ويتوقف عند مشهد مثير ليقول نكملها في الغد . نعم من يكون بويا يوسف فانا أجهل من يكون هذا الرجل و لكن كيف اجهله وهو ابن منطقتي و قريتي ؟ فسألته بشغف:انا لا اعرف مناضل بهذا الأسم ؟ فقال  كنا نناديه ابو صارم . فصعقني و بادرته هل تعني أخي بويا ؟ فاندهش واقترب مني وقال هل هو اخيك ؟ قلت نعم لي اخ اسمه بويا يوسف و هو ايضا ابو صارم و حازم و باسم و طلب من امي ان تسميني باسم لكون كان له رفاق في السجن بهذه الاسماء . فاقترب مني وضمني الى صدره وقال ياليتني التقي ببويا مرة اخرى قبل مماتي ؟ وتنهد ومن ثم قال انه عنيد ولكنه عظيم ترك الحزب منذ سنين طويلة و رفض ان يكون هنالك اي جبهة مع البعثيين. فإستقال  بهدوء ولم اسمع عنه منذ ذلك الحين و بالرغم انه كان احد من رجالنا المهمين .
فيا ايها الجندي المجهول يا من حمل الجرح و الألم لكثير من السنين , يا من لم تتباهى يوما و تفتخر بنضالك و صبرك في مواجهة القوميين و العنصرين ويا من كنت دوما صامتا امام الجراح و كنت قويا امام الصعاب وكنت تتألم بصمت و لا تقبل احدا ان يشاركك الجراح يا سيدي العزيز لن ابكيك و لن اترحم على جراحك و لو دونت في كل يوم ملايين الكلمات لن أستطيع أن أوفي ولو بجزء صغير من عذابك و أنت في الحياة .
إخترت و كان الخيار لك , و رحلت وكان للقدر خيار اخر.. ان يتركك وحيدا . فتبا ً لنا , خسرناك وانت في الحياة و لم نكن بقربك عند الرحيل , فما اتعسنا نحن لا نمجد الا من ينافق  سواء في السلطة أو رجال السياسة الذين ظاهرهم جميل ودواخلهم تكسوها القذارات .
فارقد بسلام يا سيدي العزيز..
ارقد بسلام الذي بحثت عنه ولم تجده في دنياك
ولكنك كنت دوما تبحث عنه في عالم لم يعد فيه سلام

dkhuka@hotmail.com

105
                جميل رفائيل بين نقد عشتار وتسمية كاردنال والبحث عن الحقيقة .

باسم دخوكة

أنا على يقين انه ليس من السهل ان تنقد كاتب كبير بمستوى جميل روفائيل و خصوصا ان ما يمتلكه من حضور كبير جعلني اتردد بنقده لكني عدلت عن رأي لكون ذكر الحق و الدفاع عن الحقيقة اكبر من جميل رفائيل الكاتب المعروف و باسم دخوكا المغمور والغير معروف , فنقدي له حق من حقوقي المشروعة و ان حبذ فله الحق في الرد أوالتعقيب .   

الحقيقة التي لا غبار عليها ان جميل رفائيل له حضور مميز وكبير في مجال الكتابة و خصوصا النقدية منها , و   من خلال متابعتي لكثير من المقالات التي تنشر على موقعنا للكاتب الكبير انه ينتقد فقط ما لا يتلائم مع ارائه و افكاره و إعتقاده الشخصي , و كتاباته لا تتحرر من الرؤية الشخصية  لتصل الى الرؤية الحيادية في الطرح .

استاذنا الفاضل يرمي بثقل ارثه الثقافي و الادبي في مقاله و يتعامل معه بجدية كبيرة وتقنية بالغة باستخدام الكلمات المناسبة للتأثير على المتلقي و يستدرجه رويدا .. رويدا ليتفق مع طرحه . وما لا يفوت على كاتبنا الكبير  و خصوصا عندما ينتقد جهة ما هو طلبه منها بالرجوع اليه وطلب المغفرة و العدول عن الخطأ الذي نقدها بسببه , و لا مفر من العودة اليه بخشوع والا فإنه يهدد بإستمراره بالاتجاه المعاكس , و يا ويلهم من قلمه .
و هذا ماحدث عندما نشر مقاله الوحيد بمسائلة الحركة الديمقراطية الاشورية حول ذكر الاستاذ يونادم كنا     " جملة ما "  , لم يتفق معه على ذكرها , فالامر المثير عن ذلك المقال هو الاتصال الهاتفي الذي جرى بينه وبين الاستاذ يونادم كنا والذي شرح  كل التفاصيل لما دار بينهما في مقال منشور في عنكاوا " دوت كوم " وكيف على الرغم من كون " السيد كنا " كان خارج الوطن حينها وفي مهمة وزارية في الاردن لكن  كان لابد له التحدث لجميل روفائيل وتوضيح الالتباس الذي حدث و عدم اثارة غضبه   وخصوصا انه احد المؤيدين الكبار و أصدقاء الحركة الديمقراطية الاشورية و المدافعين عنها دوما في السراء والضراء.
فهكذا بعد جهد جهيد توضحت الامور وهدأت النفوس , عذرا هدأت" نفس " جميل رفائيل , ولم تهدأ انفسنا , لكوننا كنا ما ننتظره منه و خصوصا  في تلك الفترة التي كانت جرائم قتل ابناء شعبنا على اشد اوجها ان يتسائل كاتبنا من ممثلنا السيد " كنا " عن مأسينا والتدابير التي قد تؤخذ لحماية ابناء شعبنا في بغداد والبصرة وغيرها من المدن.  لكن هذا لم يحدث , ويمكن العودة للمقال المنشور.

نعود الى ما نشره كاتبنا الكبير في مقاله النقدي عن تلفزيون عشتار مؤخرا , فالحقيقة اسم المقال بحد ذاته يظهر لنا مدى معزة جميل رفائيل لهذه الفضائية و الذي يسترسل بعدما اظهر تلك المحبة الجلية بكلماته ومن ضمنها " الملح الفاسد " ليقول : انا اكن كل التقدير و المحبة لهذه الفضائية و كوادرها ! فبالتأكيد هذا ما أثبته الكاتب الكبير بكلماته النقدية المحايدة و الأيجابية الى حد الكره الكبير و الذي تمنيته ان يذكرحقيقة هذا الكره و الذي له كل الحق بإظهاره , فنحن كما يعلم نعيش زمن الديمقراطية و حرية التعبير عن الرأي . وأما ان يلخص طول المقال وعرضه بليلة واحدة  فقط ولتكن ليلة رأس السنة " كفرت " هذه القناة بعرض حفل اقيم على شرفها في باريس ليلعن وجودها و اثرها وتأثيرها , أنه لأمر غريب حقا ً و الأغرب من ذلك يعود كاتبنا الكبير ليقول : اؤكد بقناعة ,وغير شك برغبة  المسؤولين في عشتار ببقاء شعبنا داخل العراق . و السؤال البسيط الذي يطرح نفسه : ولماذا اذن هذا الأسم الكبير لمقالك يا سيدي العزيز ؟! فهل هو للإثارة فقط ؟ فلا أعتقد كاتب كبير مثل سيادتك  بحاجة  لإسم مثير لمقاله , وان كان ؟! فهل لك الحق بأن يكون ذلك الاسم على حساب الأخرين ؟
والشيء الأخير الذي لم أفهم غاية الكاتب منه في مقاله الأخير عن غبطة الكردنيال عمانوئيل دلي هل ان غايته من المقال سياسية ام دينية فأنا شممت رائحة غريبة تفوح منها .

dkhuka@hotmail.com
 
     

106
المنبر الحر / ألا يكفي...؟!
« في: 07:49 12/09/2007  »
                                                         الا يكفي...؟!

باسم دخوكة

قد سئمنا الدجل و الوعود و المقارنات , أحزاب , تيارات , مذاهب , قوميات و قادة من الأوراق و الوطن ُيمزق من قبل الجميع و ليس بينهم من يبالي , فكلهم مذنبون و إلا لما أصبح حال الوطن كما هو الآن.
سادتي :
 ليس بالسيف وحده يذبح المواطن ولا بالتفجيرات , بل و بكل هذه الأحزاب و التيارات , ألا يكفي...
 ليس فيكم من تشغله هموم المواطن و همومه باتت تقشعر لها الأبدان , لا ...لا تلقوا باللوم على أحد فأنتم جميعا ً سواء.
فهل ُجهلنا قادنا اليكم أم إنكم بالأصل لنا بلاء ؟
بالأمس كنتم تدعون الفضيلة و للوطن ولاء,
واليوم تمزقونه و تشتتون ابنائه بإسم البناء.
أيِّ كنتم فأنتم سبب هذا الوباء, تتعدد الأسماء و تختلف الكيانات, البعض منها بإسم الدين و ألآخر بإسم المذهبية أو القومية , جميعكم في البلاء سواء , و ليس فيكم من سعى أو يسعي  ليحيِّ العراق .

سادتي :

ألألم يعتصر الوجدان ونزف الجرح فاق كل تصور وخيال و أنتم تتشبثون  بالكراسي , قد تكون قبورا ً لكم ولا تدرون , فإسألوا من سبقكم فهو خير عليم بما فات.
سادتي ألا يكفي ؟
فليس بالعمائم تحل مشكلة البلاد ليس بالقوميين العنصريين تحل الأزمات
فما بالكم ؟! كل واحد منكم يتبعونه الاف من الجياع .
فهل لكم أن تدركوا ذلك قبل فوات الآوان أم إنكم سوف تستفيقون يوما لتقولوا يا ليتَ .. , وحينها لن تكونوا أفضل مما كان .

سادتي :

يا قادة العراق ..
بفضلكم لم يعود العراق .. عراقا
لا تسألوني ماذا أصبح ؟!
فلست أدري, قد يكون دويلات و فدراليات
أو مصالح و صفقات بين طوائف و قوميات
فلا تسألوني ..
السؤال بات مجهول الإجابة لمن هو مثلي محب للعراق .
أنا وغيرى ممن إنتظر رحيل الطغاة
بات يبكي دما ً لما ألت اليه البلاد .
لا تسألوني ..

قد خاب الظن فيكم و انتم تتصارعون على الميراث
وكأن العراق ليس وطن بل غنيمة استولى عليها الأشداء.
فيا ويلكم و يا ويلنا , من فينا المخادع و من المخدوع
أهذا ما تعلمتموه من سنين الظلم أن تتحولوا الى ظلام؟!
أهذا ما تعلمناه من كبت الحريات أن نصوت لأهل الجهل الذين قدموا ليعيدوننا ألف عام الى الوراء ؟!
عجبي عليكم لا أنتم تعلمتم الدرس ولا نحن افاقنا الجرح ,
 فأصبحتم أضحوكة وأصبحنا نحن المهزلة وكل هذا وذاك بإسم الحرية و رحم الله أحلامكم وأحلامنا في وطن حر , قد كبل الوطن بقيود لن تفك  مادمتم ومادمنا نمضي في فلك الجهل والطائفية و القومية العنصرية فلا تتباكوا على من بذل دمائه لأجل الوطن فقد حولتموها الى ماء و ضاع الحلم ,لم يبقى سوى كابوس نستفيق عليه  كل يوم في وطن
إسمه العراق  . 


dkhuka@hotmail.com

107
الأخت الفاضلة سمر

بالرغم ان الصورة المنشورة لك لا تلائم  الغضب الذي يعبر عنه شعرك الا انك حقا ابدعت .
جميلة كلماتك و ألاجمل ما فيها هو هذا الغوص الرائع في مفردات الجمل و  ما اجمل الكلمات التي تستخدمينها  للتعبير عن نزيف هذا الجرح الذي لا يود أن يندمل .

باسم دخوك











108
المنبر الحر / مجرد حلم..!
« في: 03:00 27/07/2007  »
                                                     مجرد حلم..!

باسم دخوكة

منذ فترة لم تعد قصيرة لم أعد أؤمن بالأحلام و لا أجهد نفسي بمعانيها و تفسيراتها سواء إن كانت أحلام اليقظة أو المنام . نعم , كنت من الذين يحلمون كثيرا ً  . كنت ُ أهرب من الواقع المرير , كنت أصنع عالم خاص و أوزع الأدوار فيه , أتحكم في القصة و الحوار , البداية و النهاية و كما أرغب و أشاء , كما يفعل المخرج  السينمائي للفلم الذي يخرجه.
لو ذكرت لكم كمية الأفلام التي أخرجتها لشاب شعر رأس من كان سواد شعره بسواد الليل الذي يغيب  القمر عن الظهور في سمائه  .
نعم كثيرا ً ما حلمت و كما حلمتم أنتم بأن ينقضي الليل الطويل الذي لم يكن يود لأن ينجلي في زمن حكم الدكتاتورية , كما حلمنا معا ً أحلاما ً أخرى في ذلك الزمن الصعب الذي إغتيلت فيه أجمل أيام العمر  بالحروب التي أبدع بإبتكارها النظام المقبور,   فبدلا ً أن نعيشها مع من نحب فقد قضيناها إما بإداء الخدمة أو في الجبال كمعارضين  . هكذا مرت أجمل أيام العمر بين الحلم و الواقع المرير , و لست أدري هل إن من رحل عنا في تلك الأيام وهو قضى مجمل عمره في الحلم أسعد منا ؟ أم نحن ألأحياء في هذا الواقع المرير أسعد منه ؟ وما توصلت اليه أخيرا ً  هو : إن كلانا تعساء .

عذرا ً .. و ألف إعتذار , ملعونة هذه ألأفكار فإنها  تقودنا دوما ً في ألإتجاه المعاكس لما نود أن نطرح أو  تخرجنا عن المسار الذي نود أن نسلك , فلم تكن   غايتي أن أبدأ بكل هذه المقدمة المملة  لطرح ما أود طرحه , فإن أتت هكذا فتقبلوها مني و لكم جزيل الشكر والإمتنان . و ما بالي أشكركم وأنتم تقبلتم أثقل منها بل و أمرها !
فالمهم هو إنني وبعدما كرهت ألأحلام و ألأماني , التمني و الترقب حلمت مرة أخرى ! ولكن هذه المرة لم تكن لي يد في هذا الحلم فقد كان في المنام , سوف أحكي لكم ما رأيت و أتمنى أن يكون خيرا ً و بالرغم من إن الخير لم يعد يمسنا لا من قريب ولا من البعيد  .
حلمت ُ : إن وطننا و المواطنون ينتمون لبعضهم البعض , فالمواطنون يشعرون بقيمة الوطن و الوطن يشعر بقيمتهم و حلمت ُ إن الوطن كأنه بيت صغير  يعيش به أفراد قليلين و جميعهم إخوة و بينهم أخوات , إستغربت و دهشت كيف يتحول هذا الوطن الكبير وذات المساحة الشاسعة الى بيت صغير و أسرة تتكون من عدة أفراد  ؟  صرخت بأعلى صوتي- ما هذا و ما الذي يجري ... أين بقية البشر وماذا حل بهم ؟ فأنا لا أرضى ومهما تكن الأسباب أن يختصر وطني ببعض الأفراد و أي كانوا ؟ فدهشت أكثر و إنفتح فاهي و توسعت أحداق عيناي عندما صرخ أحدهم بوجهي ليقول : ألم تكن تحلم بذلك طوال الوقت الذي مضى ؟ فأجبت دون إرادتي : نعم يا سيدي .
- إذن ما الذي يدهشك ويرعبك ؟
- لكن , ما جرى ويجري ... فقاطعني ليقول : ماجرى ويجري .. ماالذي تنطق به هكذا كنا ونكون .
- لكن هذا محال فنحن بات يقتل بعضنا البعض ليس للإنتماء الديني و المذهبي و السياسي فقط بل و حتى إن كان إسمك لا يلائم الجماعة التي تقبض عليك ؟
فرد عليّ بعصبية : هذا كان حلم و الواقع هو ما أقوله لك .
و أجبته بعصبية أيضا ً : وماذا عن الذين يقولون نحن شيعة و أخرون يقولون نحن سنة و البعض الآخر أكراد و تركمان و المسيحيون الأيزيدون و الصائبة يقتلون و يضطهدون لكونهم لا ينتمون الى الدين الإسلامي ؟
فرد ببرود هذا كله مجرد حلم .

فإنتفظت , و وجدت نفسي بفراشي و هرعت الى الكومبيوتر الذي أستقي منه آخر الأخبار وما يجري فإذا بالصحيفة تمتلئ بأخبار القتل و الإنفجارات و ذهبت الى أخرى و المعلومات نفسها و أدرت التلفاز الى قناة الجزيرة والتي لكم  يسعدها بث أخبار قتل العراقيين ويصلها عن مأسينا ما لا يصل لغيرها من قنوات البث التلفزيوني  , فإذا بي أصطدم بخبر : إنفجار يهز سوق شعبي كبير يخلف أكثر من مائة قتيل و عدة مئاة من الجرحى ..العثور على عشرات الجثث مجهولة الهوية , القاعدة تتبني عدة إنفجارات في بغداد ومدن أخرى ...و الخ .
رجعت ُ الى الخلف عدة خطوات و رميت بجسدي على الأريكة القريبة و وضعت رأسي على الوسادة الصغيرة و مددت ُ قدماي و أنا لا يشغل تفكيري سوى ذلك الصوت الغريب الذي قال لي ما قاله بين الواقع والخيال , وغابت عيناي بعدما تمنيته أن يكون هو الصح و الواقع خطأ كبير بل وحلم مزعج . فإذا بصوت ذلك الرجل يهزني مرة أخرى و هو يقهقه ضاحكا ً ليقول لي : كدتَ تصدق ما أخبرتك به ! يا أيها التعيس فما بالك لا تدرك لو كانوا الذين يفرقون ويتصارعون حقا ً وطنيين و يعتزوا بالوطن  لكان ما أخبرتك به رأته عيناك , لكان الوطن هو البيت الذي يجمع و لا يفرق , و لأصبح الواقع الذي تراه كابوسا ً و الحلم الذي تتمناه حقيقة .                                       
           
dkhuka@hotmail.com
     
 

109
                          عن شهادة ألأب رغيد و الشمامسة الأعزاء.

قلم جف حبره و أنامل ترتجف, والكلمات تصبح مستحيلة تحت وطئة الفجيعة و الحدث المريب .

باسم دخوكة

                            يطلق الرصاص ,فيمزق السكون
                            يسقط الأب رغيد , وعيناه تبحث عن الرفاق
                            ليس هنالك ألم , و لكن الدم يسيل ,
                            ليس هنالك جرح ولا أنين ,
                            سقطت دمعة و تلتها أخرى ..,
                            أغمض عيناه , فالمشهد لا يطاق ,
                            صوت الترانيم والصلوات ,
                            تطرق الى مسمعه ..,
                            فمازال " القداس " ماثلا ً أمامه
                            صورهم و صلواتهم  للرب ..,
                             ليحمي العدو قبل الصديق ,
                            السلام معكم , السلام معنا .
                            فتح عيناه بصعوبة , فالمشهد لا يطاق
                            رفاقه , أحبائه , إخوته ,
                            متمددون على الأرض و الدماء تسيل ,
                            و القتلة يقهقهون و أهازيج النصر يطلقون
                            همس بصوت مسموع: وكما قالها, " المسيح ":
                            " يا أبتي , إغفر لهم , لإنهم لا يدرون ما يفعلون "

                             

                              dkhuka@hotmail.com   




 


110
                         أين حقوقنا ؟ وما هي إنجازاتكم يا ممثلي شعبنا ؟   

باسم دخوكة

سؤال مهم يطرح نفسه في هذا الظرف الصعب الذي يمرعلينا, فلم يعد الأرهاب وحده يهددنا , بل ويتم إلغاء وجودنا السياسي في مجلس المفوضية العليا المستقلة للأنتخابات وفي مجالس و هيئات أخرى . فهل اللوم كله يقع على الأخرين ؟ وماذا عن هؤلاء الذين مثلونا منذ تشكيل الحكومة المؤقتة من قبل ( بريمر) فماذا كانوا يفعلون طوال السنين التي مضت؟ وماذا كان برنامجهم السياسي؟ بمن كانوا يلتقون من الأحزاب سواء العلمانية أو غيرها وهي كثيرة , مع من كان إئتلافهم , ومع من كانت خلافاتهم؟ هل قاموا بدور فعال - بتعريفنا من نكون؟ فالكثير من الأحزاب المذهبية الشيعية لا تعرف عنا إلا القليل و بعضها يظننا ( مسيحيون قادمون من المجهول) و أخرون يجهلون اصلنا ؟ الم يقدر ممثلنا في الحكومة والبرلمان (الأستاذ يونادم كنا) أن يوصل ولو رسالة واحدة وبسيطة مفادها ( نحن هنا كما أنتم) خلال ألاعوام الثلاثة المنصرمة. لابد وإنه التقى بالكثيرين من قادة الأحزاب القوية , لكن ماذا كان يدور في تلك اللقاءت وعن ماذا كان يتحدث اليهم ؟ المفاجئة الكبرى التي لم يكن ينتظرها ولكننا توقعناها هي إن وجوده كان (كعدم وجوده), وإلا كيف يحصل بانه لم ننل ولا مقعد واحد في المفوضية و غيرها من المجالس؟
فالحقيقة التي لا يجب أن نجملها و نلطفها سواء كنا موالين للأستاذ يونادم أو مختلفين معه هي إنه لم يحقق أي إنجاز لشعبنا في الموقع الذي شغله لعدة أعوام .فإن كان هناك من يختلف معي , فهل يمكن له أن يعرف لنا ما هي إنجازاته على جميع الأصعدة و منذ أن مثلنا في الحكومة الوطنية ؟
كلنا يعلم إن المهمة ليست سهلة وإن الأشكاليات و الصراعات الدائرة بين القوى تصعب من دورنا و فعاليتنا, و إن الوطن ككل يمر بوقت ومرحلة عصيبة , لكن هل هذا يبرر كوننا لا نستطيع فعل شيء؟ وإن كان, فما فائدة وجودنا ضمن من لا يعترف بحقوقنا ولا حتى بوجودنا . اذا لننسحب من هذه الحكومة و المواقع الهامشية التي نحتلها ونقول فيها كلمتنا و أمام الجميع .

الحقيقة المؤلمة التي نعيشها كل يوم إننا نلقي باللوم على ألأخرين في كل ما يصيبنا  , تارة يكونوا هؤلاء الأخرون من  بيننا و تارة آخرى يكونوا من جهات اخرى تعرقل مسيرتنا , وهذه الرواية المستمرة تذكرني بقصة عازف بيانو الفاشل الذي كان كل ليلة عندما يعود الى البيت بعدما يرجمه الجمهور بالطماطم والنفايات يصرخ في زوجته المسكينة ويضربها و يلقي باللوم عليها عن أسباب فشله , ليقول : "إنت سبب فشلي ولو إني لم أتزوج بك لكنت ألأن رجلا ً مشهورا ً." وهكذا يفعل كل يوم الى أن عاد في يوم ما فوجدها متمددة على الأرض فرفسها وبدأ يصرخ فيها فوجدها جثة هامدة فحينها صمر في مكانه لدقائق , ومن ثم بدأ يصرخ وهو يشدها على صدره :" أنا القاتل!" . فرحل من كان يلقي باللوم عليه وأصبح في مواجهة نفسه, حينها لم يجد سوى ذاته ليلومها .
إننا دائما ً نبحث عن ما يبرر سبب فشلنا ونبحث عن شماعة لنعلق عليها أسباب فشلنا , بدلا من أن نواجه أخطائنا . وهكذا تفعل أحزابنا السياسية , فتقوم القائمة إذا ما نشر مقال معين ينقد كاتبه سياساتها أو ممثليها أو إسلوب عملها , فتبدأ الردود والإتهامات لذلك الشخص  بدأ ً بكونه خائن و عميل و غيرها و ما أكثر الأقلام التي يسخرونها للعنه وشتمه . و لن تجد من كوادر تلك الأحزاب من يقول : "دعونا نناقش ما طرحه." و إضافة لذلك فالصراعات القائمة بين هذا الحزب وذاك و تلك الحركة وذلك التيار تظهر حتى للساذج منا , إنهم لا يليقوا ليكونوا ممثلين لأمة تبحث عن ما يجمع شملها و عمن يداوي جراحها. فالسؤال الأخير لجميع القادة  الذين يعتبرون أنفسهم ممثلون عن فئاة شعبنا :
أيهما يهمكم في الرسالة التي تدعون حملها : غريمكم السياسي أم الشعب ؟ بالتأكيد سوف يصرخ الجميع.. الشعب , و إن كان.. فلماذا تتركون الشعب وتلهثوا وراء مصالحكم و تشتركون مع غريمكم في تمزيق هذه الأمة بدلا ً من جمع شملها ؟ وهنا سوف يبدأ الجميع بإتهام الطرف الآخر, وهكذا تستمر الحكاية .                                       
 
dkhuka@hotmail.com
           
       
     
       
       

111
                                   عنكاوا و السيد سركيس أغاجان

باسم دخوكة

ترددت كثيرا ًعند كتابتي هذا المقال والسبب ليس بخافيا ًعن كل من يتابع ما يحدث و يدور , فهل بمقدوري أن أطرح موضوع فيه غير ما ينشر عن الشخصية المرموقة و التي تحصد من الأوسمة ما لم نعرفها أو نتعرف عليها من قبل ؟ و لكن ( حاش ل.. لله )- فلا أعني بكون السيد أغاجان لا يستحق كل هذا التكريم , بل ما أود طرحه هو : العلاقة بين القادر و المقدور و بمعنى أصح ( العلاقة بين سركيس أغاجان و عنكاوا )  و لماذا عنكاوا بالذات ؟ لكون السيد أغاجان يقطن حاليا ً فيها أو معظم ما يقوم به من المنجزات و الأعمال الخيرية من توزيع الأراضي و غيرها من الأعمال الكبيرة في صالح شعبنا و أمتنا تقام في عنكاوا . عنكاوا تلك الناحية الصغيرة والجميلة تتحول يوم بعد آخر الى مدينة كبيرة تختنق بالوافدين و العمران والسكان , ان لم تكن حقا ً قد تحولت .
و هذا الرجل الفاضل الذي لابد أن تكون غايته هي مساعدة أبناء أمته , فإنه يفعلها و أهل عنكاوا الأصلين يدفعون الثمن . فخصوصية هذه الناحية الجميلة و التي حافظت عليها لمئاة من السنين تندثر يوم بعد آخر .
كل ما نرجوه من السيد سركيس هو أن ينزل الى الشارع و يتحدث لأهلها حينها سوف يعلم جيدا ً الحقائق التي كانت يجب أن تنقل اليه و ليس ما يسمعه من الذين لا يهمهم سوى مصالحهم .
فيا سيدي:
أهل عنكاوا , لست أنا من يمثلهم و لا أتحدث نيابة عنهم , هكذا هو الحال أيضا ً مع الذين هم حولك, فالحقائق لا نسمع بها دوما ً من الذين هم حولنا , بل علينا أن نبحث عنها , و قد نجدها لو طرقنا أبواب المظلومين .
بالتأكيد لست ُ أنا من المظلومين و إلا لما كنتُ أطرح هذا الموضوع لكي لا يقال : بأنني أغالي بما هو رخيص و  أكبر بما هو صغير لكوني من الضحايا ,ففي هذا الزمن الكل يبكي على ليلاه و لا نجد من يمسح الدمعة من عيون الذين لا حولة لهم ولا قوة , لكنك فعلتها مددت يدك للمعتازين والنازحين و هذا هو الكثير في زمن بات العطاء فيه قليل و إن فعلوه البعض فلهم به الكثير من الغايات ,  فما أعظم من يعطي من دون غاية أو مقابل .       
فالأمجاد باتت سهلة المنال ما دمت تملك السلطة و القوة و النفوذ و لكن ما ليس لك أن تملكه إلا إذا إقتربت من الذين إن إحتاجوا صمتوا و إن سئلوا لا يجاملوا و إن أحبوا ضحوا لأجل محبيهم وما بخلوا أو تراجعوا , هؤلاء هم الكنز الذي إذا عثرت عليه لك الحق بأن تفتخر و تتباهى به .
الحقيقة إن عنكاوا ليس بمقدورها من الناحية الجغرافية إستعاب كل هذه المنجزات و ألأعمال الكبيرة ,خصوصا ً بات يخيفنا هذا الأتساع الكبير الذي بات يمحي تلك الأراضي الزراعية الشاسعة التي كانت لها فوائد عديدة و منها :
1 - أرض خصبة يزرعها مالكيها .
2 - كنز ثمين يحق لأهل المنطقة بأن يستغلوه عبر أجيال قادمة لأولادهم و أحفادهم سواء في العمران أو غيرها من الأمور , فإذا شغلت الآن هذه النسبة المخيفة من تلك الأراضي وبهذه الفترة القياسية , فكيف سيكون الحال خلال الأعوام القادمة ؟
فهذا لا يعني بأن أهل عنكاوا لا يرحبوا بالقادمين و لا يؤيدوا ما يقام في منطقتهم من أعمال ومنجزات من قبل حكومة كردستان أو من قبل جنابكم , بالعكس , فعنكاوا كانت دوما ً تحتضن القادمين اليها كأم حنون  و الأم الحنون يجب أن تراعى من قبل ألأخرين أيضا ً .         
 
dkhuka@hotmail.com








=24pt][/size]

112
المنبر الحر / وجهة نظر أخيرة
« في: 09:00 13/03/2007  »
                                                      وجهة نظر أخيرة 
   
باسم دخوكة

بالرغم إن الوضع السياسي في الوطن بات لا يخضع الى أي منطق عقلاني يمكننا من خلاله استوعاب ما يدور على الأرض التي تكاد الدماء التي تسيل عليها تنبت أنبتة لم تطرحها أية أرض من قبل . إلا إننا مازلنا نأمل و نتأمل , نحلم و نتحمل , ومازلنا ننتظر بفارغ الصبر بأن تحل مشكلة الوطن ككل , لكي تحل مشكلتنا أيضا ً . ولكن لا يظهر في الأفق القريب أي بصيص من الأمل عن حل لمشكلة الوطن الجريح . فلم يعد خافيا ً على أحد ان العراق بات أسوء ساحة عرفها العالم الحديث لتصفية كل الحسابات السياسية والعقائدية. ولكن المصيبة تزداد سوء ً بكون الذين ينون تسوية الأمور ليس بمقدورهم حل مشكلة الوطن لكونهم  إما مأمورون أو خاضعون لأفكار قومية , طائفية  و سلطوية.

أما المنطقة الآمنة وهي - كردستان , فإنها تنعم بأمان وإستقرار تفتقده كل أرجاء البلاد.  في هذه الرقعة الغالية تقطن الغالبية من أبناء شعبنا , فإنها الأرض التي بنينا عليها أعظم حضارة عرفها الكون . و كما هو الحال في الصراعات السياسية القائمة بين الأقطاب و الكيانات المختلفة هكذا هو الحال معنا أيضا ً . نحن الذين مازلنا نختلف بدأ ً من التسمية و إنتهاء ً بمن يستحق أن يمثلنا, وخصوصا ( بمن يمثلنا) فهذه هي أكثر النقاط خلافا ً لكون الكل يود أن يكون هو الممثل عن الشعب , من دون أن يستوعب أبسط حقيقة وهي : أن تكون ليس من خيارك بل هي في إختيار الشعب لك .
فالخلافات القائمة لن تحل بالمقاطعة بين الجهات المختلفة و المتخالفة , فالإتهامات المتداولة لن تحل مشكلتنا و لن تقرب الأواصر بيننا و لن تظهر لنا من هو الصالح أو الطالح . فالكبير الذي يرى ذاته كبيرا و يحمل نفسه المسؤلية التاريخية في الدفاع عن الشعب تجده لا يتحمل مسؤلية تقبل الطرف الاخر أوالرأي الآخر , حتى و إن كان الطرف الآخر هو الشعب ذاته ! وإلا لماذا الخلافات بين الكتل السياسية إن كانت معظم الأهداف هي واحدة وفي مقدمتها: " حقوقنا المشروعة " و يغيب عنهم إن الشعب الذي عاش لإكثر من ثلاثة ألاف عام ولم ينقرض بالرغم من كل ما مر به من الدمار , فلن ينقرض و تسلب هويته أو تاريخه سواء إن كانوا هم القادة أو غيرهم . فالقادة لا تصنع الشعوب , بل الشعوب هي التي تصنع القادة .
في هذه الأيام ينعقد مؤتمر المستقلين في عنكاوة الحبيبة للعمل في ترتيب البيت الكلداني السرياني الأشوري  . و ما علمنا به إن التهيئة لهذا المؤتمر وبالرغم من الجهود الكثيفة التي يبذلها القائمون لإنعقاده  كانت فترة محددة أو قصيرة .
ولسنا ندري , أنا وكثيرين غيري السبب في هذا الأستعجال لإنعقاد المؤتمر إن لم يستوفي الوقت والجهد الكافي في إقناع كل ألأطراف لحضوره أو المشاركة به . فهل هي الغاية مجرد عقد مؤتمر ؟ أم يجب أن تكون كما هو معلن عنه التقارب بين المختلفين و ترتيب البيت الكلداني السرياني الأشوري ؟
بالرغم إن الأسباب التي ذكرتها الحركة الديمقراطية الأشورية  " زوعا " في عدم مشاركتها لم تكن مقنعة , إلا اننا لا نود أن نحكم بالمطلق على نتائج المؤتمر الموقر, لكننا نتسائل هل إستوفى الشروط و إكمل المهام و تبنى الغاية الأساسية عن سبب إنعقاده ؟ فنحن شبعنا من الصور الكبيرة و إبراز الذات أو الشخصيات من دون حلول فعلية لإزماتنا .
فما نتمناه و القليل من الأمنيات باتت تتحقق في زمننا هذا, خصوصا ً و إن كانت تتعلق  بمستقبلنا و مواقعنا و وجودنا, فإننا نتمنى ! أن يغيب عن المؤتمر هذا الزائر الملعون أبدا ً ( الأنا ) و رئيس المؤتمر الذي يبدوا دوما ً كأنه ( الخالق و المبدع و المصلح ) أن  يكون ( الخادم والمستمع و المقنع ) و أن نكون واقعيين في طرحنا و شفافين في تصريحاتنا و صبورين في غاياتنا فلا نعظم الصغائر و لا نكبر القلائل و لا نبني على الرمال قصورا ً و لكن من المهم أن نضع حجر صلب في أساس البنيان . و لا تفوتني مقولة السيد المسيح : " الحجر الذي أهملته قد يكون أساس البنيان " .                         
فكل الموفقية لكم , و تذكروا فإن الأشجار التي لا تحمل ثمرا ً فلن يبخل أحدا ً في قطعها و  حرقها لعلها تدفئنا لحين من الزمن .

dkhuka@hotmail.com

113
المنبر الحر / في مهب الريح
« في: 07:22 30/01/2007  »
                                             في مهب الريح
باسم دخوكة

ملعونة هي السياسة , تدفعنا أحياننا أن نقول ما لا نؤمن به , أن نفعل ما لا نرغب به , وأن نصافح من نعاديه , وقد نذهب الى أبعد من ذلك فنساوم على حساب القيم والمبادئ  وعلى حساب طموحات شعبنا و أماله و أهدافه , و نجد دوما ً ما يبرر أفعالنا و مواقفنا, ولا نحتاج الى الكثير من الجهد لذلك التبرير فالرد جاهز : اننا نفعل كل ذلك من أجل مصلحة (الأمة و الشعب) !
نعم هكذا هي التصريحات التي يطلقها قادة أحزابنا " الكلدانية الأشورية السريانية " الحكماء .
ولذلك تجدهم يقدمون على كل التحالفات الخارجية ما عدا التحالف في ما بينهم , أي بين هذه الأحزاب و التيارات و الحركات المختلفة تنظيميا ً, و السبب في عدم تحالفها مع البعض هو أيضا ً في ( مصلحة الأمة و الشعب)  !
وما يأتي على لسان مصادرها السياسية و إن إختلفت الوجوه  فإنها جميعا ً تتفق على تصريح واحد وهو : الطعن بالطرف الآخر و إتهامه بالخيانة و المساومة مع ...., وهم كثيرون .
إذن هذه الأحزاب التي تحمل هدف واحد و غاية واحدة و رسالة واحدة يجوز لها أن تتحالف مع من يكون إلا في ما بينها . بل وتنشر غسيل بعضها البعض على الملئ و تستخدم كل أسلحتها " الغير فتاكة"  في طعن بعضها البعض وتفعل كل ذلك في صالح الأمة بالطبع !
لو أتينا و سمينا هذه الأحزاب و التيارات و الحركات بأسمائها فلن يستغرب أو يندهش أحدا ما , ولكن ما حاجتنا الى ذلك إن كنا نعيش ونتعايش مع هذه الصراعات في كل يوم يمرعلينا على المرئيات و صحف الأنترنيت و المطبوعات أيضا ً .
 فقد بات الصراع في ما بين المدافعون عنا يفوق على الصراع مع الذين يحاولون هضم حقوقنا !  نعود لنقول بإنها لن تكون مفاجئة لأحد عندما لا نستثني أي من هذه الأحزاب من هذا الأتهام .
فأنا على يقين ستكون المرة الوحيدة التي سوف يتفقون فيها على رأي واحد هو إدعائهم : بإنني عميل أو خائن , و أنا أتقبل إتهامهم هذا إن كان بداية لنهاية خلافاتهم والتي لم تكن يوما ً إلا لغيات ومصالح شخصية .
فالواقع المرير الذي لابد لنا أن نعيشه و نعترف به هو إن الأجتهادات الفردية التي يقوم بها البعض منا لتقليص الفجوة و تقريب المختلفون ما هي إلا محاولات غير مدروسة بشكل جيد نابعة من منطلق إبراز الذات و تعتيم الحقائق , وإلا كيف يمكن حل كل هذه الأزمات في مؤتمر و ندوة تنعقد هنا وهناك , إضافة الى الحضور الضئيل للجماهير اليها فلا تشارك فيها إلا القلة القليلة من أحزابنا السياسية . فهل مشكلتنا هي إننا نفتقد الى كيان سياسي ذو رؤية شمولية واضحة المعالم ولا يكون وليد الصراعات القائمة بين الكيانات الموجودة على الساحة السياسية ؟ فالرد : أتركه لشعبنا و الأحزاب الموجودة على أرض الواقع .     


dkhuka@hotmail.com




   

114
المنبر الحر / عام اخر ...
« في: 04:40 25/12/2006  »
                                                عام اخر ...                             

باسم دخوكة

أيها العام الجديد .. هل لي ببعض الحديث اليك و عنك ؟ فلا تخف أو تغرب بوجهك عني فلن أطلب أو أتمنى , بل هذا العام سوف أشعل الشموع و أطفئها من دون التمني بل بصمت و سكون .
فهل ستكون أنت أيضا ً كما إعتدنا عليك في الأعوام التي مضت ؟
الوطن ممزق , و القلوب مهمومة و أطفالنا محرومون من اللقمة و الفرحة وهدية الميلاد البسيطة .
الأخوة والأخوات و الأقارب و الأصدقاء مشتتون بأطراف الدنيا و اللقاء يصعب يوم بعد آخر , التحيات و الأشواق تنقل عبر ( الهاتف ) و الأهل يقولون مشتاقون .. مشتاقون , دقائق التهنئة و التعايد تمضي بسرعة البرق ... ليأتيك صوتا ً من بعيد يقول : لم يبقى سوى دقيقة , حينها لا تدري ماذا تقول !
أيها العام الجديد , السلام أصبح مروهنا ً بيد الأقوياء والمتكبرين و دعاته أصبحوا حاملين السيوف بدلا ً من أغصان الزيتون , والمبادئ أصبحت تباع وتشترى , فمن يدفع ؟ فكل شيء أصبح مباح ! فعلى الأرض السلام .
و ( لعبة الكراسي ) باتت كل ما يجيدونه فرسان البلاد , أما نحن فما زلنا لا نجيد سوى رفع الشعارات و الهتافات و إذا ما كتبنا فأحرف كتاباتنا باتت تنتحر على شفاه المساكين و الفقراء .
فيا أيها العام الجديد ,أطل علينا فلم يعد يهم ما تحمله لنا, فلابد للأ حتفال بقدومك أن يقام و لابد للأ ضوية أن تنتشر في كل مكان و صوت الغناء و مظاهر الأبتهاج أن تطغي على مطاليب المساكين و الفقراء , ولابد أن نرمي بالتقويم القديم ونعلق الجديد على الجدار و نأشر على اليوم الأول  و حسبنا " الله " الى ما تخفيه لنا بقية الأيام . 
 
dkhuka@hotmail.com     

115
              بالرغم من قلة عددنا يكرمنا رئيس حكومة أقليم كردستان السيد نيجرفان بارزاني بتثبيت حقوقنا ! 
باسم دخوكة

 الحقيقة يجب أن لا تجمل أو تلون لكي تظهر للأخرين بصورة محببة أو مُرضية .
تمنيتُ لو أتى تصريح السيد نيجرفان حول حقوقنا من دون ذكر عبارة : بالرغم من قلة عددهم !
لست أدري لماذا إنتابني شيء من الحزن بالرغم إن الموقف فيه من الأيجابية حول حقوقنا نحن  " القلة " الذين بنوا أعظم حضارة على هذه الأرض الطيبة ! فهل لكوني أحسست ُ بإن حقوقي تعطى لي بفضل أو منحة ؟ أو لكون تاريخي على هذه الأرض حدده السيد نيجرفان بقلة عددنا ؟ وماذا عن تاريخ أجدادي قبل ذلك أي في حضارة نينوى و بابل ؟ وماذا عن العدد الكبير الذي قتل وهجر بسبب الأضطهاد عبر سنين طويلة ؟ لو تجاوزنا التاريخ وعشنا الواقع فهل إعطاء الحق في الدستور في أي بقعة من الأرض لأبنائها فيه فضل أو يحدد بعددهم ؟ لست من الذين يخدعهم السراب فيلمحوا الماء في إنعكاس ضوء الشمس و هم يسيرون في الصحراء أو أرض جرداء , فأنا إنسان واقعي أو أسعى لأكون كذلك , لست أحلم بالمستحيل و لا أنتظر أن تأتي لي حقوقي على طبق من الذهب و لا أسعى المستحيل و لكني أيضا ً لا أستجدي حقوقي ولا أدني برأسي لكائن من يكون , فأنا لي الحق في أرضي و وطني وهذا ليس مرتبط بقوتي أو ضعفي بل إنه مرتبط بوجودي , فكيف أعامل بهذه الطريقة ؟!
فأنا من محبي كردستان و هي موطني كما هي موطن أخوتي الأكراد, أفتخر بها و أعتز بعزها. فيا سيدي نيجرفان بكونك رئيس حكومة أقليم كنت أنتظر أن تقيمني بما أستحق وهذا واجب عليك , كما هو واجب علي أن أدافع على مواطنتي .
 حقوقنا الدستورية هي أمر مشروع لنا . إن كنتم تسعون لتشريعها في دستور الأقليم فهذا دليل على تحضركم و حرصكم على مكونات شعب كردستان . 


dkhuka@hotmail.com
                     
 

116
                                                      أين نحن من الديمقراطية ؟                       

باسم دخوكة


تلك الكلمة الجبارة التي تقتحم مسامعنا في اليوم الف مرة و مرة , تارة نسمعها تخرج من أفواه.. نقهق ضاحكين و نضرب كف بكف لنقول بحصرة عن أي ديمقراطية يتحدثون وهم يسدون كل الأفواه التي لا تتحدث بما يرغبون , بل و إن تمكنوا لتلك الألسنة لقاطعون . وتارة أخرى نجد من هم يبدعون في تحليل وتفسير الديمقراطية وعند مسائلتهم: إن  كانوا يمارسونها في سياستهم القيادية أو الحزبية ؟ وهل انهم مستعدون لتقبل وجهة نظر الطرف الاخر ان إختلفت عن طرحهم ؟ ملامحهم التي كانت مسترخية قبل قليل حينما كانوا ديمقراطيين تتقلص و تتهجم و يأتيك الرد بصوت يختلف كليا ًعما كنت تسمعه ليقول : كيف لنا أن نتقبل وجهة نظر من هم لا يدركون كيف يجب أن تعالج مشاكل هذه الأمة , و يستمرون  بالنعت و اللوم , يتهمون المختلفين معهم بعدم المصداقية  وبالكثير من العبارات والجمل قد تصل الى إتهام هؤلاء بالخيانة و العمالة . كل ذلك بمجرد إنك وجهت لهم سؤال حول أبسط مفهوم من مفاهيم الديمقراطية !
فالديمقراطية بوجهة نظر بعض السياسيين و قادة الأحزاب في عالمنا هي النظام و القانون الذي يمكن ممارسته و لكن بضمن شروطهم و وصاياهم و مفهوميتهم .
مشكلتنا هي إننا نظن ان ممارسة الديمقراطية سهل وبسيط و كإنها ( زر مصباح )  يمكنك أن  تتحكم به بأصبعك . وهو الخطأ الجسيم الذي نقع به , وكأننا بهذا نطلب من طفل رضيع أن يتكلم أو يسير ! فكيف من دون أن نعلمه ونوجهه و نساعده ونسانده يمكن له أن يتعلم النطق أو السير. حتى بتعليمنا وتوجيهنا له لا يبدأ الكلام أو السير مباشرة , بل يتدرج في التعلم بمرور الوقت .
الديمقراطية ليست مجرد كلمات وشعارات تطلقها أنظمة معينة في كل الاتجاهات , بل هي ممارسات حقيقية و مدروسة نلتمسها ونعيشها, إنها العلاقة المبنية على الشفافية بين الدولة و جميع المؤسسات المدنية و الشعب. و لابد أن تتمتع بالإستقلالية و الحصانة القانونية وهذا لايمكن تحقيقه إذا كانت هذه المؤسسات تمول من قبل هذه الأنظمة أو الحكومات .
الديمقرطية نظام متكامل ولا يمكن تجزئته و تقسيمه أو نختار منه ما يطيب لنا ونتجاهل ما لا يعجبنا , فليس هنالك أنظمة ديمقراطية جزئيا ً أو تمارس بعض من الديمقراطية , ليس هنالك منطقة وسطى بين الديمقراطية و الدكتاتورية .   
فبعض الأنظمة تخشى من ممارسة الديمقراطية لأنها تظن بإنها سوف تفقدها قوتها و قدرتها التي تتمتع بها , تجهل بأن ذلك هو الخطأ الأكبر الذي تقع به لكون النظام الذي يحكم من خلال الدكتاتورية و الفردية لا يلتف حوله سوى بعض الفئات الصغيرة و المستفادة وعند رحيله تلعنه وتتلاشى بزواله .
فالعصر الذي نعيشه لم يعد منغلقا ً كما كان في السابق , إنه عصر الفضائيات و الأنترنيت و التي يمكننا من خلالها أن ننتقل بين لحظة وأخرى الى أي معلومة أو خبر و حدث في كل أرجاء العالم و من يمكنه الوصول عبر هذه المرئيات الى العالم المتطور و المتحضر لابد أن يطرح على ذاته هذا السؤال : أين أنا من هذا العالم ؟!
فهل يمكن أن تدرك أنظمتنا السياسية إنها عاجلا ً أم أجلا ً لابد أن تتقبل مضخ هذه اللقمة , و إنني أؤكد لها إنها لو تناولتها فلن تجد ألذ منها , و خصوصا ً إنها في هذه المرحلة تلتمسها بين أناملها وتديرها يمينا ً ويسارا ً وهي تشعر بحرية الخيار . لكن في الغد هل سوف يتوفر لها الخيار ؟ أم إنها سوف ترغم على تناولها , و أقبح ما يكون هو أن يرغمك القدر أو الأخرون على تناول ما لا توده أو تشتهيه .
ليس سهلا ً على أنظمتنا السياسية أن تتطلع الى ممارسة الديمقراطية , و لكن إن فعلت  فإنها تستحق أن نقول لها :  ُبركتِ على هذا الإنجاز , وما أروع النظام الذي ينال بركات الشعب وإحترام الإنسانية و رضى الله .
       
 dkhuka@hotmail.com
                                 




117
                               بيني وبين الدستور مشكلة . هل سوف تحل ؟

باسم دخوكة


أنا الإنسان الذي لم يؤخذ برأيه يوما في ما يدور بهذه البلاد الغريبة . أنا الذي ورث عن أبيه و جده  بأن يعيش كما يخطط الأخرون له مساره , فمن هم ألأخرون ؟  سؤال لم أجرأ يوما ً لأسئله أو حتى أن أشغل نفسي به . ولما أشغل نفسي بما ليس لي دور فيه ؟!  يتحدث الكثيرون بإسمي و ينشغلون بطرح همومي ومعاناتي من منابر لم أتجرأ يوما التقرب اليها . يطالبون بحقوقي و ميراثي . يضيفون إسمي ليزيد العدد وتكثر الحقوق .
أنا الذي لم يعد يميز بين الحقوق والواجبات و لم يعرف عن حقوقه الأ ما يذاع و ينشر و ما يكتب على ألأوراق فقط . أما الإرث , فلم أورث يوما ً سوى الهموم و الشقاء .
يقولون " الدستور " سوف ينصفني و سوف يعيد لي حقوقي و كرامتي , الكبار يتناقشون فيه .. و كلما أتى ذكر كلمة " الكبار " زاد خوفي و كبر قلقي . فالكبار ما بالهم اليوم يتحدثون عني كثيرا ً ؟  أنا و إن شكيت لن يسمع صوت شكواي سوى أهلي ! و إن عانيت فإعتدت دوما ً أن أخفي معاناتي , وحينما يسلب حقي لم أتجرأ القول سوى" حسبي الله ..." فما بالهم اليوم يهتمون بأمري ؟! يا خوفي فكلما إهتم الكبار بنا زادت همومنا و مصيبة ما تنتظرنا , يا ربي إجعله خيرا ً و لا تزيد من همومنا " فما فينا يكفينا " .
أمتي بخير و وطني ينعم بسلام , جاري وصديقي يهتمون بأمري و نعيش كلنا في وئام فلا يسألونني و لا أسألهم عن دينهم ومذهبهم و قوميتهم و إنتمائهم السياسي, كلنا إخوة  وعلى الدوام ! 
عن أي دستور يتحدثون ؟ وماذا ينقصنا ليزايدون عليه ؟
حقوقنا , دورنا في مستقبل البلاد , أحزابنا , مواقعنا في السلطة وحريتنا . كلها محفوظة وعلى أعظم ما يكون !
أما اليوم إن كان هنالك من يود أن لا أكون على الهامش , فيجب أن يستمع الى ما أود طرحه و خصوصا ً إنها فرصتي . هنالك من يود أن يكون لي دور حرمت منه في ما مضى . فلكم يا سادتي أعلن عن ما اؤمن به ولا أجد سبيلا ً اخر يمكن أن أسترد بها مواطنتي و التي حرمت ُ منها و بالرغم من كوني إعتبرت ُ دوما ً إبن وطني :   
سادتي من يضع الدستور يجب أن يقول : أحكم أنا بموجبك أولا ً , إن إحترمتك إحترمت ذاتي و إن أهنتك أهنت ُ ذاتي , لا يعلى عليك أحد لا بإنتمائه , لا بسلطته و لا بجبروته , كلنا خاضعون لك و بالعدل مطلوبون أمام الله وأمام الشعب . نحن بحكمك لا نفرق بين مكونات وكيانات شعبنا , كلنا معا ً نبني الوطن , و من يبني لا يخشى من البناء , فمن يخشى هو ذلك الإنسان الذي لا يجيد البناء .
نعم مطلوب أن يكون هنالك دستور وقانون ينظم لنا حياتنا , ويظهر لنا حقوقنا و واجباتنا و يقر و يعترف بوجودنا . نحن الشعب , و الشعب لا يؤمن الا بمن يحترمه . الشعب لا ينتظر الهبات, بل و يجب عند العطاء أن يقال : ما ناله واجب علينا .
هذا ما ننتظره من حكومة الأقليم و هذا ما نأمله و نتوقعه و إلا كيف سنكون أحرارا ً ؟ وكيف سنكون إخوة عشنا في ما مضى معا ً؟ و كيف لا تكون مطالبنا كبيرة ونحن نعيش مع الكبار .
فالدستور يا سادتي هو: المنهج  , الوعي , و العدالة , فكيف يمكن للأنسان أن يعيش من دون وعي أو منهج  أو عدالة .
كردستان تعيش اليوم حالة فريدة من تاريخ العراق , هذه المنطقة الغالية تقطف رويدا ً .. رويدا ً ثمر ذلك الشقاء الذي عانت منه ولعقود طويلة و نحن جميعا ً على إختلاف إنتمائاتنا يجب  أن يكون لنا دور في ذلك البناء و في كل المجالات التي نحن بحاجة لإعمارها . الشعب الذي يعيش على هذه الأرض الطيبة يجب أن ينعم أولا ً بالحرية بكل معانيها و أن ينعم بالديمقرطية و في مفاهيمها و أن يضمن حقوقه من دون أي تبعيات والتي كلما تقدمنا خطوة الى الأمام تعيدنا عشرة الى الوراء . هذه الفرصة الرائعة والتي تتيح لنا بمراجعة الدستور المطروح للمناقشة هي فرصة ذهبية لشعبنا وبكل فئاته و لحكومة الأقليم أيضا ً لوضع دستور على أساس متين يمكننا أن نبني عليه بيت كبير يجمعنا جميعا ً في ظل قانون يحترم خصوصيات الشعوب التي تكون كردستان .   
 
dkhuka@hotmail.com 




   
         

118
                                 عشتار بين الواقعية والحاسة السادسة للبعض

  باسم دخوكة


قبل أن أتطرق الى الحاسة التي يتحدث عنها الكثير و لا يعرف عنها إلا القليل ألا وهي: الحاسة السادسة, فما يتفق عليه الجميع هو إن الأنسان يمتلك خمسة حواس وهي معروفة و للتأكيد عليها فهي :حاسة البصر, حاسة السمع , حاسة الشم , حاسة اللمس و حاسة التذوق . و الحاسة السادسة التي قد يمتلكها القلة القليلة من البشر , ولا برهان على وجودها إلا عند الذين يؤمنون بها , وهي التنبأ بالمستقبل ومعرفة الحدث قبل حدوثه . و الرابط بين الموضوع الذي نحن بصدده و ما طرحناه حول الحواس إن هذه الحاسة استخدمها البعض في الحكم على فضائية عشتار كما يأتي :   
قبل أن تبث قناة عشتار برامجها بل وأثناء بثها التجريبي ,  كثر الحديث عن هذه الفضائية التي سوف تخترق بيوتنا , وما سمعته بصدد ذلك كان الكثير وما زال . قال عنها البعض إنها لن تنجح في كسب ودنا , وقال ألآخر إنها وجدت لتفكك أواصر شعبنا و إنها و إنها ...و ألخ .
وزاد الحديث و كثرت التكهنات و زادت معها ألأراء و التصورات , أما أنا وكثيرين غيري إندهشوا بالطبع من كل هذا السيل من المراهنات و الفضائية لم تبث برامجها بعد . و لم نرى أي شيء يدعونا لكل هذه الأحكام , و هل ُيحكم على المولود قبل أن يأتي للحياة ؟ ولماذا كل هذه ( الضجة ) حول القناة وهنالك عشرات القنوات التي تولد بين ليلة وضحاها و لا يحرك لها ساكن ؟ فالمهم ,  بدأت عشتار بعرض برامجها و أطل علينا كوادرها و أكثرهم من أبناء شعبنا و يتحدثون لغتنا ويعرضوا لنا برامج فنية و ثقافية و تاريخية و حضارية و دينية تخصنا, كذلك نشرات الأخبار باللغات الوطنية .
وبعد أشهرعديدة من عرض هذه القناة برامجها التقيت صدفة بأحد الذين عارضوا هذه الفضائية ولم يزل وبادرته : ما رأيك في ما تراه عينيك على فضائية عشتار؟ردعلى الفور : من يمولها ؟ فقلت له أجبني أولا ً : ما الذي رأيته في هذه الفضائية ولم يرضيك بخصوص كل ما تعتز به .. ك ( سورايا ) ؟ و إستمريت قائلا ً ألست ترى برامج مختلفة بلغتك , الست تشاهد ُقرانا و مدننا و أبناء شعبنا في كل مناسباتهم, ألست ترى وتستمع كل ( أحد ) الى القداس وفي كنائس مختلفة , فما الذي لا يرضيك فيها  ؟
فرد بإنقباض : من يمول هذه القناة ؟
- سؤال وجيه , و لكن إن كان ما نراه لا يرضينا و لا يجمعنا و لا يذكرنا بقرانا وتاريخنا و فننا لكان سؤالك في محله . فأي كان من يمول هذه الفضائية , فأظن علينا شكره وتقديره و خصوصا ً إن ما نراه و رأيناه لحد الأن ليس فيه إلا خير لنا . و إنتهى الحوار , و لم يستطيع كلانا إقناع الاخر بوجهة نظره . و إلتقيت أيضا ً بكثيرين ممن يعيشون في الغربة أحبوا عشتار لكونها تختزل المسافات و تقرب البعيد .
المشكلة الحقيقية التي نواجهها في عصرنا هذا إن حكمنا على الأشياء بات يقاس من منظار إنتمائنا السياسي و الفكري و هذا ليس عيبا ً إن كنا حياديين في رؤيانا و صريحين في أرائنا و صادقين مع أنفسنا ومع من هو حولنا , وهذا كله لا يتطلب منا سوى أن ننظرالى الأشياء بوضوح و لا نخشى العودة الى الصواب إذا أخطئنا أو أسئنا التقدير و الفهم  .
ان فضائية عشتار ما هي الا تجربة حساسة وفي زمن حساس , زمن بات كل شيء فيه مقلق بالنسبة لنا , و زمن نطلق فيه الاف الأسئلة حول كل ما يأتي إلينا , وهذا ناتج من معانات عشناها في ما مضى . و من يخلط بين السياسة و الثقافة و كإن السياسة والثقافة توأم أو يجب أن يكملان بعضهما البعض في كل زمان ومكان, وهذا في تقديري عين الخطأ , والسبب إن الثقافة هي حياة الشعوب و السياسة قد تكون أحياننا ما يجول في خاطر بعض الأفراد و ليس مشروطا ً أن تكون نابعة من أراء مجتمع بأكمله . فالفن الجيد يقدر أي كان منبعه وهكذا في كل المجالات الثقافية.
 فضائية عشتار كخطوة فنية كبيرة لا يسعنا إلا أن نقيم جهود كل العاملين بها , و خصوصا ً إنها التجربة الأولى ليكون لنا قناة فضائية تبث لفترة طويلة و ذات خصوصية تعنينا , وهذا لا يعني بإنها متكاملة و إننا راضون على كل ما تعرضه من برامج سواء ثقافية أو فنية و .. الخ .
و لكن  بدلا ً من أن نكون نقاد سلبيين فعلينا أن نجتهد في مشاركة عشتار بوضع حجر اخر على أساس ذلك البنيان الذي يضمنا جميعا ً. 
لنا الحق في انتقاد الأخطاء إن وجدت, لكن هنالك فارق كبير بين النقد و الرفض وتلك هي المشكلة . فأن ننتقد الأخطاء و نطالب بتصحيحها هذا واجب علينا . أما أن ننقد كل ما تطرحه هذه الفضائية لكوننا نرفض وجودها أساسا ً و لأسباب خاصة  ولا علاقة لها بما نشاهد أو بما تعرضه لنا , فذلك هو الخطأ و غبن بحق كل الذين يعملون جاهدين سواء من هم أمام الكواليس أو خلفها .
و خصوصا إن الشباب منهم بحاجة  الى كلمة طيبة و تشجيع منا و إنهم يبذلون كل ما في وسعهم ليرتقوا الى المستوى الذي نطمح أن نراهم عليه .  فإن كان لدينا توجيه أو نصيحة إيجابية لهم فهذه خدمة أخرى يجب أن لا نبخل بها . فما ننتظره هو الكثير و البعض من ذلك الكثير هو:

1 - أن لا تكون هذه الفضائية مرحلية أو ظاهرة مؤقتة وتزول .
2 - أن تكون قريبة منا ومن الواقع بطرحها , وأن تمتاز بجدية في طرح مواضيع عامة تخص الفرد وليس على شكل ( كاريكاتيري ) هزيل .
3 - أن يكون هنالك برامج و لقاءات مع شخصيات تديرمراكز سواء إن كانت إدارية أو ثقافية في مناطقنا و تطرح من خلال تلك البرامج هموم المواطن و أسئلته حول ما ينجز وما ينتظر إنجازه و بإسلوب حضاري و ديمقراطي . و المسؤول الذي يعتذر عن الحضور يعلن عن ذلك في البرنامج المذكور .
4 - أن يكون هنالك منافسة شريفة و تقام دورات تكريمية لأفضل ألأعمال والبرامج و بإستفتاء يجري من قبل الجمهور و لجان مشرفة تخصص لذلك الغرض .
5 - فالدور الكنائسي مهم بالنسبة إلينا و لكن يجب أن لا يطغي على الظهور دوما ً و بكل مناسبة و أخرى , فالدين رسالة عظيمة و مكانها المناسب هو في بيوت " الله " وهذا لا يمنع من نقل مباشر لمراسيم القداس كل  " أحد " و لكن هنالك مبالغة في عرض تفاصيل كثيرة حول هذا الجانب .
و نقطة أخيرة إن نجاح أي موهوب و في كل المجالات يجب أن يزيده إصرارا ً و إجتهادا ً, فالغرور يقتل الموهبة , فرجائي من الذين هم في بداية مشوارهم الفني أن يدركوا نقطة مهمة وهي قد يكون صعبا ً أن تنال رضى الأخرين ولكن الروعة في أن تحافظ على النجاح الذي تحققه وهذا ليس سهلا ً .         
 فالزائر الذي يطل علينا كل يوم نود أن يبقى عزيزا ً علينا و خصوصا ً إن كان قادما ً من أغلى مكان الى قلوبنا وهو الوطن .     
 و يجب أن لا ننسى إن الباب ما زال مفتوحا ً , و الطرح مازال مستمرا ً , و البث مستمرا ً , فإن كان ما نحصده لا يلبي طموحنا , فمن حقنا أن نقول فيه كلمتنا , لكن كلمة إنصاف في حق ما نراه واجب علينا أيضا ً.       
   
dkhuka@hotmail.com                             





119
إخوتي الأعزاء :
عذرا ً للأخ روند لكوني لستُ من طرح الموضوع و أسبقه في المداخلة و التعقيب , لكني و جدتُ نفسي وهي تحثني الى الرد لما أتى في رد الأخ العزيز مكرم أكرم : " لقول الحقيقة ثمن باهض لذا ولى زمن السكوت " الحقيقة إن هذه المقولة شدتني بقوة و أثرت فيًّ الى حد كبير . فقول الحقيقة حقا ًعذبنا كثيرا ً , وكثيرا ما تجنبنا قولها . ولكن متى و أين ؟  في زمن حكم البعث و زمن الدكتاتورية التي ذكر الحقيقة في دستورها يعني ألأعدام شنقا ً. و كما ذكر ألأخ مكرم " جاء زمن الطاعة الإجبارية " هذا ما لم أفهمه حقا ً أو لربما لا أود أن أستوعبه أو أتقبله . لكون ما يجب أن نكون عليه هو العكس تماما ً . لأن زمن البعث ولى و زمن شراء الذمم ولى و زمن كبت الحريات ولى فلماذا نحن ما زلنا نعاني ؟!
فهل نحن مخطؤون في فهمنا وتصورنا , هل نحن مجبرون على تجميل الحقيقة و الحقيقة لا تحتاج لمن يجملها ؟
فهذا ما يجب أن يعرفه الطرف الاخر, وهذا ما يجب أن نعيشه ولا يدفعنا الى تصور أخر و فهم أخر يشوه الصورة الجميلة والمشرقة التي نود ً أن نراها جميعا ً و نعيشها في الزمن الذي ما أبشع الصور التي نراها فيه .
نعم يا سادتي مطلوب ممن يقول إنه ألأفضل أن يبرهن لنا ذلك .
نعم يا سادتي نحن ذقنا ما ذقنا بسبب الدكتاتوريات , و نتذوق اليوم مرارة عدم إستوعاب الدرس  و لكل منا همومه و لكل منا جرحه و للجميع جرح مشترك وهو : لماذا لا نسير في الطريق الصحيح وهو متيسر لنا اليوم , و لابد أن نندم إذا لم نفعل ذلك , و الندم قد لا ينفعنا حينها  , و لكن التصحيح يجعلنا في أقل تقدير بأن نستفيد من الخطأ .
و أخيرا ً, قول الحقيقة دين في رقبة من يود أن يعيش حرا ً , وكم منا يود أن يعيش حرا ً في زمن زادت فيه القيود ؟         
             


 

120
الأخ روند إخوتي الأعزاء.
تحية طيبة :
أرجو أن تتقبل مداخلتي في الموضوع المطروح .

الحقيقة ان النقاط التي ذكرتها حول أسباب الهجرة ,هي فعلا ً أسباب حقيقية و مهمة تدفع بنا , عذرا ً ليس أنا وأنت , بل يجب أن تدفع بمن هم يتحملون المسؤولية الحقيقية في خلق فرص العمل و مراعات أحلام هؤلاء الشباب لكي يكون تعلقهم بأرضهم و وطنهم أكبر من النظر الى المسافات الشاسعة التي يجب أن يقطعوها لتحقيق حلم و بناء ما يعجزون بناءه في وطنهم الأم .   
حينما يأتي الحديث عن الهجرة , فلابد لنا أن نقر ونعترف إن كل إنسان له الحق في أن يقرر مصيره ويختار ما يناسبه و ما يطمح اليه , و ليس هنالك شروطا ًمعينة يجب أن تفرض على تلك الخيارات ,  يجب أن لا يلام من يود أن يغادر و ينتقص من قدراته على مواجهة الواقع  ويبرر ذلك بإنه يهرب أو إنه لا يحب وطنه و أرضه ولذلك يغادر . فهذه كلها مبررات لهؤلاء الذين لا يودون أن يروا الواقع ويعيشوا الحقائق , فالأنسان الحر خلق ليعيش حرا ً, و ليس له الذنب بأن يتحول وطنه الى مكان يصعب أستمرار العيش فيه , وخصوصا ً ان كان هنالك عشرات من الدوافع التي تدفعه الى المغادرة و بالتأكيد هنالك أشياء عزيزة وغالية تعذبه في ذلك الخيار, و لكن الأسباب التي تدفعه على الرحيل لابد أن يكون أثرهاً عليه كبير أيضا ً .
 و الحقيقة التي يجب أن نعرفها جميعها ً: هي إن الأنسان لو إمتلك نصف ما قد يناله في مكان أخر , لما قرر الرحيل . و لهذا لا نجد هنالك من يهاجر من البلدان المتقدمة ليقطن أراضينا . و المشكلة المعاصرة  التي بدأت تزداد في ألآونة الأخيرة  يا سيدي أسبابها واضحة المعالم وطرحت أنت الكثير منها , و إضافة الى ما طرحته فانني أجد أسباب إضافية وهي :
1 - ان مجمل شبابنا الذين بين 18 - 25 لا تستهويهم طموحات تكملة الدراسة لكون الهدف ليس واضحا ً أو إنهم لا يثقون في وجود مستقبل جيد يستحق لأجله تكملة الدراسة والسعي .
2 - معانات المجتمع الذي يعيش متناقضات غريبة بين الأنفتاح و تردي مستوى الحياة و غياب الضروريات الأساسية للحياة مثل الكهرباء و الوقود و غيرها لابد أن يولد التذمر من هذا الواقع المرير  .
3 - عدم الجدية في توفير فرص العمل و تشجيع الشباب على المثابرة للحصول على مواقع مهمة سواء في المؤسسات المدنية و النمط الممل الغير قابل للتغير في عقول بعض من الذين يتحكمون في الشؤون الإدارية , إضافة الى فقدان الثقة بين مؤسسات الدولة و الفرد , بكون الفرد هو عنصر مهم تتوقف عنده خصائص بناء مجتمع متطور و مستقبل يضمن من خلاله وجوده و كيانه و مصيره يدفعه الى البحث عن مكان بديل . و يجب أن لا ننسى الصراعات السياسية التي تنشأ بين القوى التي تلعب دورا مهما على الأرض , فإنها تسعى لتوفير الفرص الكبيرة لمنتسبيها حتى و إن كانوا لا يستحقونها أو لا يجيدون إدارة تلك المواقع , فمن يدفع ثمن ذلك هو الفرد الذي كفائته تفوق على هؤلاء الذين أتى إختيارهم على أساس إنتمائهم و ليس على أساس قدراتهم .
فالمشكلة التي نعاني منها يجب أن لا تبرر من قبل السلطة بوضع البلاد وما تمر به من الظروف لكون الأنسان هو الذي يضع ألأساس الصحيح  لبناء البيت الذي يسكنه , فلماذا لا نعمل ذلك ؟

باسم دخوكة
dkhuka@hotmail.com               

]

121
                                        كردستان في قلبي ولكن.. 
باسم دخوكة

كنت قد قررت نشر هذا الموضوع , قبل مغادرتي أرض كردستان الغالية . لكن الظروف التي مررت بها حالت دون تكملتي لهذا المقال. قال لي أحد أصدقائي الحممين والذي يعيش هناك حينما أطلعته على بعض ما دونت :هل تظن هنالك من يبالي بما ينشر و يكتب سواء في الصحف أو على ألأنترنيت ؟ إن كنت كذلك , فأنت إما ساذج أو تحلم .
 قلت في نفسي إن لم يبقى  للكلمة معنى و تأثير , فكيف يمكن للأنسان أن يتطور ؟! و إن كان هنالك من لا يتقبل أن يستمع ويطلع و يتعلم فكيف يمكن أن يستمر, و كيف له أن يبني إن فقد كل هذه الحواس التي تميزه  كإنسان .
المهم أصريت على كتابة مقالي هذا و لسبب بسيط لكوني أحب وطني و أحب شعبي و أحب كردستان , بل و أعشقها .
 
بالرغم إن الظرف الخاص الذي مررت به منعني عما حلمتُ به ومنذ زمن طويل وهو : أن أقبل أرض الوطن عندما تطئ  قدماي عليها , فالقدر حرمني من ممارسة هذه الطقس الذي أردت أن أبدأ به عند لقاء أجمل و أعز حبيبة عشقتها ذاتي . إلا إنني لم أقدر أن أمنع نفسي من الشعور بالسعادة , عذرا ً , لا يمكنني وصف ذلك بالسعادة , فالشعور بالسعادة يعني حالة معينة أو مؤقتة أو ...  الخ , ولكني أحسست ُ و كأن السنين التي مضت علمتني أن أشعر بهذا الإحساس والذي لا يمكن تفسيره و لا يمكن وصفه , فكل ما أستطيع قوله : تعلمت حب الوطن كما يجب أن يكون .   ولا أخفي عليكم أحمل معي في رحلتي هذه إضافة الى حقائبي جرح كبير و كبير جدا, ألا وهو: فقدان عزيز أحببته بقدر محبتي لهذا الوطن . لربما لإنني و في ما مضى من الوقت حينما كان الوطن يعاني حكم الدكتاتورية , كنت ُ أرى في بريق عينيه الحرية قادمة لا محال , وها إنني أجد الوطن و أفقده هو ...

نعم لقد سمعت ُ الكثير عن كل كبيرة و صغيرة عما  يدور هنا على هذه الأرض الطيبة , هنالك من يشيد في الأعمار الحاصل , وهنالك من ينتقد الأخطاء , لكن ما أسعدني سماعه على الدوام هو توفر الأمن والأمان للمواطن .
لكن هذه المرة سوف أعيش الحقائق و إواجه الواقع بعيدا ً عن حاسة السمع التي لكم أتعبتني ممارستها  في معرفة ما يدور على أرض الواقع . 
ألإعمار في كل مكان ,قصور هائلة تبنى هنا وهناك , جسور كبيرة , وتبليط الشوارع و تزينها ,بناء المدارس والمعاهد والجامعات , وبالرغم من كل هذا وذاك , هنالك بعض من المشاهدات التي أتمنى من أن تلقى بعض الصدى عند المسؤولين و ليس كل المسؤولين لكون بعضهم أصبح من " المتسولين " و لا يهمه سوى ما يجمعه من المال , و لا غير المال " وما يشترى بالمال يباع  بالمال أيضا ً  ."
أولى مشاهداتي : كان لقائي مع أحد العمال الذين يعملون في تبليط الشوارع , وجدته حزينا ً وكئيبا ً, فسألته سبب هذا الشقاء ؟ إسترسل يشتكي صعوبة و مشقة تكفل نفقة العيش و ما صدمني كون هذا الشاب الأسمر الجميل يعمل بوظيفة حكومية و في سلك الشرطة . و لكون راتبه لا يسدد إحتياجات العائلة فيضطر للعمل أثناء عطلة الأسبوع . فقفز على الفور سؤال الى ذهني, كيف يمكن من يوفر لنا الأمان يعاني و راتبه الشهري لا يسدد إحتياج العائلة ؟ و كيف سيكون تأديه لواجبه و هو على هذا الحال ؟
وصورة أخرى لا تقل ألما ً وهي مشكلة المرور , والتي صدمتني بشدة , فليس هناك سوى غابة من السيارات والتي تقود طولا ً وعرضا ً في الشوارع , ولست ُ أدري كيف لا تصطدم بعضها ببعض في كل لحظة وأخرى, فلم أقدر أن أفهم أين يكمن الخلل , فهل هو في كثرة السيارات ؟ وهل هذا يبرر هذه الهمجية في السياقة  والتجاوزات ؟ ألا يمكن أن يكون هنالك عقاب رادع لكل من يتجاوز على قانون المرور بغرامة كبيرة أو حتى بسحب إجازة السوق لفترة معينة مثلا , لمن لا يحترم القانون ؟
و مشاهدة مهمة و مؤلمة , كيف يفسر كل هذا الأعمار و البناء و عاصمة كردستان والتي بالرغم من وجود  أكثر من مستشفى ومركز صحي فيها إلا جميعها لا تستوفى أبسط القواعد لتسمى كذلك , من حيث النظافة والرعاية و توفيرالمستلزمات الطبية المهمة . و أين هي الضوابط الصحية للعيادات الطبية الخاصة و التي إضافة لكون بعض ألأطباء يدخلون أكثر من مريض للكشف وفي وقت واحد فإن سرير المعاينة على المريض لا يمكن تصور القذارة التي تظهر عليه .     
أموال كثيرة تصرف في الترفيه عن الناس, منتزهات جميلة و دوائر حكومية فخمة و غيرها من المرافق العامة و هذا التجاهل الكبير في أهم ما يحتاجه الأنسان و هي" الرعاية الصحية "!
و مرة أخرى أعود لأذكر صديقي الذي أخذني في رحلة قصيرة ليريني التغير الحاصل و الأعمار الكبير الذي طرأ على المنطقة ,الحقيقة أبهرني هذا الفن المعماري الكبير و هكذا تفرجت أيضا ً على تلك العمارات الكبيرة والتي يمتلكها سادة كبار و لم أقدر على إستوعاب مدى تكلفة بناء هذه العمارات الجميلة و التي يعرف الجميع أصحابها ولكن السؤال الذي ورد في ذهني وماذا عن الأشياء التي لاتحمل أسمائهم , فكم هو عددها وما هي تكلفتها ؟ و كما يقال " المخفي هو الأعظم دائما ً " و بالرغم من ذلك,  فالسؤال المهم والذي يهمني ويهم المواطن, هل هنالك حد معين يشبع عنده هؤلاء ؟ فإن كان الجواب بنعم , فاننا حينها سوف نعلم إن هناك خدمات  في صالح المواطن قادمة , فلو شبع هؤلاء فلربما لن نجد أطفالا ًبعمر الزهور تتسكع في الشوارع , منهم من يبيع السكاير ومنهم من يعملوا صباغي الأحذية و ألأخرين يعملون أعمال لا تليق بأبناء هذا الجزء من الوطن و الذي نعتز بما ينعم به من التقدم والتحرر والديمقراطية .
أما الموضوع الاخر الذي أود طرحه والذي لا يعاني منه سوى الأنسان الذي لا يستطيع أن يبتاع
" البنزين "  والذي تتضارب الأسعار فيه كسعر " الذهب " بين صعود ونزول , و لو كانت المشكلة  في إستخدامه في تشغيل السيارات فقط , لكان الهم لا يحتاج للذكر , و لكن المشكلة إنه يستخدم في تشغيل المولدات التي توفر الكهرباء للناس , و لكن ليس لكل الناس معانات في ذلك وإلا لكانت مشكلة الكهرباء قد حلت و منذ زمن طويل . إن الجرح البسيط الذي لا نود الكشف عنه أو معالجته اليوم قد يتحول في الغد الى مرض خبيث لا تحمد عواقب تأثيراته فينا .
أنا لا أنكر إن هنالك إيجابيات كثيرة قد حصلت و مستمرة , و لكن علينا أن نواجه ما نعاني منه وما لا نود أن يكون في الغد سبب فشلنا .
بالتأكيد هنالك من سوف يقول : يجب أن نحمد الله ونشكره على كوننا نعيش في وضع أفضل من باقي أجزاء العراق . و من قال إننا لا نحمده و نشكره , و لكن هل هذا يمنع بأن نكون أفضل مما نحن عليه أو يمنع لأن نسعى لنحقق ألأفضل لشعبنا و أبناء وطننا , وهل ما قدمه أبناء هذه المنطقة من التضحيات قد تناست , ألا يستحقوا أن ينالوا ثمن تلك التضحيات التي قدموها للوطن لنكون نحن على ما عليه الآن ؟  أليس ما يقدم لهم هو جزء يسير مما يستحقون ؟
لماذا نستمر في رفض من يواجهنا بأخطائنا ؟
لماذا هنالك دائما ً جدار من المنافقين يفصل بين الحكام و أبناء الشعب ؟
لماذا لا نتعلم مما مضى, بكون من ينتمي الى حزبنا هو المخلص الوحيد الذي يمكن أن يؤدي وظيفته بصورة أفضل , ونتجاهل بكون من يعمل بإخلاص لا علاقة لذلك بإنتمائه , بل بـأخلاقه ومحبته لشعبه أو بكونه لا يتقبل إلا أن يؤدي واجبه كما يجب أن يكون .
لماذا لا يجرب المسؤول أن يعيش ولو ليوم واحد معانات عامة الشعب ؟
لماذا لا نبني ونحن قادرون على البناء ؟
لماذا لا يكون هنالك قانون يحاسب المسؤولين كما يحاسب الناس البسطاء ؟
لماذا يغتنى البعض في ليلة وضحاها و الأخرين يناموا من غير عشاء ؟
لماذا , نحن الشعب المنكوب لا نلقن درسا ً للذين بممارساتهم عشنا النكبات ؟
بالحرية و الديمقراطية فقط نستطيع أن نثبت وجودنا و نبني ألأوطان و إلا فنحن لا نزال
ننتظر أن يبني الآخرون لنا الوطن و تلك هي المأسات .             
 
 
   
dkhuka@hotmail.com            
 

122
المنبر الحر / الاشجار تموت واقفة
« في: 17:56 10/08/2006  »
                                           الاشجار تموت واقفة                                      


    باسم دخوكة  
 

 (في ذكرى الأربعين لرحيل المربي الفاضل بولص يعقوب عسكر )       
                                               
                                                يا أيها الرجل الصامت أبدا ً
                                                       عشت صامتا ً
                                                              و
                                                        رحلت بصمت

                                                      صبرت على الجراح
                                                   بابتسامة تحدت كل الصعاب
                                                         كنت دوما ً شامخا ً
                                                         كالجبال و الأشجار

                                                   كنت تسير على الأرض بفخر
                                                     وقامتك تلامس السماء..
                                                             سيدي..
                                                            بعد الرحيل ..
                                                  لم يبقى للأشياء أي مذاق
                                                           كل الأشياء ..

                                                    تفتقدك عنكاوة بجنون
                                                 المحلة القديمة و الأصدقاء
                                                  الأزهار في حديقة الدار
                                                      تذبل يوم بعد اخر ..
                                               الأشجار طرحت ثمارها قبل الآوان
 
                                                كل ركن في البيت يصفع محبيك
                                                أدوات الحلاقة مازالت في مكانها
                                          قمصانك و الملابس معلقة تنتظر قدومك
                                          ملعونة هي الأبواب.. يطل منها الجميع الا أنت

                                                           سيدي ..
                                                            رفيقي..
                                                     يا أيها المناضل الكبير
                                                هل هنالك نضال أكبر من نضالك؟
                                                  يشهد لك طلابك والزملاء
 
                                                    يا أيها المعلم الكبير
                                                         أربعون عاما
                                                         من النضال
                                                       كنت فيها فارسا ً
                                                       ولا كل الفرسان
                                                         أربعون عاما ً
                                                          من النضال

                                                 لو نطقت فيها جدران الصفوف
                                                 لو نطقت مقاعد  الطلاب
                                                      وقاعات الأمتحانات
                                                   و أرض كردستان و أبنائها
                                                     لدوى صوت صراخها
                                                يمزق السكون.. وهي تهتف لك 
                                                       المجد كله و الخلود
                                                           لأعظم مربي
                                                                  و
                                                             لأنبل فارس
                                                                  و
                                                              أعز رفيق
                                                             أحبه الجميع
                                                                   و
                                                         سكناه في جميع
                                                                القلوب 

                                                           

                                                        

123
الى أين الرحيل ؟ 

أيها المعلم الكبير..
أيها الأب العظيم ..
يا أيها الصديق.. يا أيها الرفيق..
الى أين الرحيل! ؟
و كيف الرحيل  بدون الوداع ؟
لا يا سيدي , من بعدك
لن تجف الدموع
لن تعرف القلوب الفرح 
آه ..آه كنا على وشك اللقاء
لماذا تغدر الأقدار  بنا  دوما ً!؟
يا والدنا العزيز..
ماذا تقول عنكِ إمنا نازدار
تقول و تقول وتقول
يا أيها الحبيب..
         كيف ستشرق الشمس وتغيب
 كيف سيمضي النهار
 و يأتي الليل..
من الذي سأحيا
و أموت بصمته
كيف ترحل وتتركني ؟
وهل يستحق الوجود من بعدك !؟
 
يا أبا بيداء ..
 من سيزرع البسمة
على الشفاه من بعدك ؟
 من الذي في أحضانه
تتضمد كل الجراح من بعدكِ ؟
فأنا يا سيدي .. 
ألعن كل الموائد و قرع الكؤوس
في نخب كل من كان
                                                                      من بعدك                                                                                           

يا أبا فيحاء..
ما أتعسني..
و أنا أبحث بين مفردات لغتي
عن حروف لتكمل  الجمل
لعنة الله على من أبتدع اللغات
وتكوين الجمل و المفردات   

يا أبا بيار..
كنت ُ أومن بإن الموت يولد الحياة
الى أن سرقك منا بدون ميعاد
ونحن على أمل اللقاء..
صار الموت عندي
لا يستحق التقدير ولا الإحترام
ولا يستحق أن نهابه و نخشاه
فإنه أقبح الزوار و اللد الأعداء
تعال يا أيها الموت..
فلم يبقى لي ما أخشاه منك
يا أيها الغادر اللعين

يا أبا ولاء و بنار..
يا سيد المحن
تحملت الكثير
وذقت الكثير .. الكثير من الأحزان 
  علمتنا ..
حب الوطن
علمتنا الصبر عند المحن
علمتنا و علمتنا ..
 عذرك يا سيدي
فإنك لم تعلمنا النسيان
فكيف يكون هذا الذي
يسمى النسيان ؟؟

باسم دخوكة
 

     

 
 
 

124
ردا على مقال رشيد خيون "يا كاك مسعود أيجوز ...", 

 يا أستاذ رشيد خيون, أليس من الواجب حينما تتفاخر في نقد وتجريح الأخرين وبإسم الديمقراطية أن تتأمل ولو للحظة واحدة في ما يدور في البلاد؟ خصوصا ً أن من يديرون البلاد, يبيعون و يشترون في الوطن والمواطن و لم يبقى الا ليقولوا إن العراق هو جزء لا يتجزأ من إيران !
  أم إنك جئت لتقول كل ما في جعبتك, بل وترهق نفسك بحثا ً لما قد تجده لتدين به السيد جورج منصور لكونه قد عين وزيرا ً في حكومة أقليم كردستان؟ أليس من الغبن أن تتجاهل تاريخ جورج منصور ونضاله والسنين الطويلة التي مضاها بين الجبال والسجون؟ أم إنك من هؤلاء الذين يبحثون عن إبرة في قش وعما يمكنهم طعن الأخرين به؟
فيا سيدي.. جورج منصور لم يسخر قلمه للبعثيين يوماً. إن كان ما ذكرت حول إتهامه بسرقة مقالات الأخرين هو حرصك على الكلمة فتقبل مني هذه النصيحة,  إن كنت حقا ً بهذا الحرص  كما يظهر في مقالتك, فأين أنت من الكتاب الكبار الذين هم حولك وحولنا وأقلامهم تتغير ألوانها حسب الحاجة والظروف؟ مهلك يا سيدي ,فليس بيننا من هو ملاك  و ليس بيننا من لم يخطئ أو يرتكب خطيئة .
أرجو أن تتقبل مني هذه المقولة للسيد المسيح حينما رأى اليهود يرجمون إمرأة زانية فقال لهم :
 " من منكم بلا خطيئة فليرجمها اولا ً بحجر ".
فهل أنت من المعصومين؟
ولا يفوتني أن أتسائل من الأخ " فرنك توما " و عذرا ً للديمقراطية التي لا تسمح لنا بالسؤال عن سبب إختياره هذا المقال بالذات لينقله الينا. لكني أستغل الديمقرطية نفسها لأقول: "لو علم السبب بطل العجب!",  فبالرغم إن فرنك هو عضو وصديق جديد لنا في عنكاوة دوت كوم  كما يظهر, الا إنه بدأ بثقل كبير برأي الشخصي, فأين كان فرنك  في ما مضى من الدهر؟       

باسم دخوكة

للاطلاع على مقال رشيد خيون انقر هنا:
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,45024.0.html

   

125
أدب / هل تعلمين لماذا أحبكِ
« في: 01:03 22/06/2006  »

هل تعلمين لماذا أحبك؟


أحبك لاني لا أحتاج
لشيء آخر وأنا معكِ
لا أحتاج لأرتب كلماتي
 حينما أتحدث اليكِ

 لا أحتاج لأقفل أزرار قميصي
ولا لأشد ربطة عنقي
  و لا أحتاج لأبحث عن طريقة
أغريكِ فيها أو أثيركِ

معك أتنفس الصعداء ,
وقد لا أحتاج للهواء ..
ما حاجتي اليه إن كانت
 صعدائي من بين شفتيك ِ
تدب ألف روح و روح
  في أنفاسي..
 
هل تعلمين لماذا أحبك ..

لانك كالبحر ,
لا يقدر البحار أن يهجره..
وان كانت امواجه ترسيه الى البر
أو بين يدي المنية ترميه ..

أحبك لان فيك من
كل المستحيلات شيء
فمن خلالك أتحسس الحياة ..
و أتذوق الموت ..

أحبك ..
فيك تمتزج كل العطور
ومنك تفوح رائحة كل الزهور
و على صدرك أولد في اللحظة
الف مرة  و أموت ..

هل تعلمين لماذا أحبك.. ؟

انه مكتوب لي أن أحبك
ليس في شهادة ميلادي
 أو على جبيني
و لا يظهر حبك لمن يقرأ
الطالع على كفي يدي
أو من فناجين القهوة
أو الابراج

هل تعلمين لماذا أحبك..؟

لانني بحبك
تجردت من الكذب
وتحديت ُ الكون
حبك كان قضيتي ..
و أصبح في ما بعد قدري

أحبك ..
لإن الشمس تسرق جمالها
من النور الذي في وجنتيك
ولإن القمرلم يعني لي شيء
الا حينما أحببتك .
جماله ..
سحره ..
وسهري  طوال الليل,
كم كان يؤنسني ..
ويصاحبني ..
 ويصادقني ..
وأنا بعيد عنك ..

 أحبك يا فتاتي ..
لو عشت ُ ألف عمر ..
لو خيرت ُ ألف مرة
لإخترتكِ أنت ِمن
بين نساء الكون 
لتكوني حبيبتي .

باسم دخوكة
شيكاغو/ أمريكا

[b[/center
]

126
المنبر الحر / المنافقون
« في: 10:04 10/06/2006  »
                                         المنافقون
باسم دخوكة

تجدههم في كل مكان و زمان ومهام , إن لم تتعرف عليهم من المظهر والشكل و"  حلاوة اللسان " فلابد أن تتعرف عليهم , بكونهم يحتلون المواقع ذاتها في كل المتغيرات. لا يحبون الخسارة أو المجازفة أو الإقدام .
 فلا تجدهم مطلقا ً مع الثوار أو المحتاجين و التعساء .فهم دائما ً مع الأقوياء وأصحاب السلطة والأغنياء .
هم المحتاجين ولو ملكوا الملايين ..
قدراتهم تكمن في لسانهم , أداروه كيف ما يشاء أصحاب السلطة وفي كل الأزمان . 
يقبلوا الايادي و لو إعتلوا أرفع المناصب ,في السياسة أو الدين أوالدنيا
لو إمتهنوا السياسة, فمبادئهم تكمن في خدمة الأحزاب التي من بين يديها يطلق الجاه والمال .
لو إمتهنوا الدين , فخطبهم و تعاويضهم وتجليهم يكون في خدمة  الوالي و لو كان من الكفار .
لو إمتهنوا مناصب إدارية هنا وهناك, فهم أول الناس في تقديم خدماتهم لمن كانوا في ما مضى لهم أعداء .
والمرارة لا تكمن في ما فرزناه عن المنافقين أعلاه , بل في من لا يمتنع  بأن يتبناهم وهو يعلم لو غدر به الزمن و أصبح من المغضوب عليه, إنهم أول من سوف يرجمه و يلعن زمن حكمه وكل ما كان .
عجبي كيف يمكن أن ُيثق في هؤلاء, كيف من لا يجهل ماضيهم يوليهم ثقته في المواقع ذاتها, بل وينعمهم بمراكز أكبرأحيانا ً!  فهل هي غاية في نفس يعقوب, نجهلها ؟ أم انه لا يثق إلا بهذه الأشكال التي لا يمكن الوثوق بها ؟؟
فأنا لم أتعجب يوما ً في من يبيع حاجة ويجتهد في " الدعاية " لحاجته , فهذا من حقه ولو كان " باطل " , لكني أتعجب بمن يشتري ممن يضع لذاته ثمنا ً .
فعلى مستوى الأفراد و الأحزاب والحكومات إننا نعيش طويلا ً ولكننا لا نتعلم إلا القليل من تجارب نمر بها من خلال مسيرنا في هذه الحياة , والأكثر مما يؤلم هو إننا حينما نتمكن.. نتجاهل مما عانينا منه في ما مضى وننسى و نساوي بين من شاركنا في حمل الهموم والمصير, وبين من كان يجهل ويتجاهل معاناتنا, بل ويساوم علينا مع الأعداء .
فالمنافقون باتوا يحتلون مراكز و مواقع مهمة بيننا وعددهم يزداد يوما ًبعد آخر لكون المهنة أو المهمة سهلة .. فما عليك سوى التكبير والتجليل و التعظيم عند الخطأ والصواب .
وما عليك إلا أن تسير و قامتك متدنية  في حضرة الكبار .
وما عليك سوى أن تهيئ يديك للتصفيق و صوتك يهلهل كلما تحدث الكبار .
 أهم ما يجب أن تتعلمه هو أن لا تناقش أو تعترض أو تجادل في ما يطلب منك  السلطان.
 الا اليوم الذي فيه تتحول أو تتغير الأحوال ,عندها يجب أن تبحث عن البديل لتبقى في نفس المقام .
فأي تطور وتقدم وخدمات تأتي لو ملك أو أدار هؤلاء الناس الأوطان ؟
سؤال نطرحه و ليست غايتنا فيه قطع الأرزاق, بل تقييم المخلصين والأمناء الذين عند الشدائد كانوا ملجأ ً لكم يا  سادة يا كبار .             
 
 
       
           

127
                                               "  في الصيف ضيعتم اللبن "
باسم دخوكة

لو قدر لي أن أقر برأي " بصراحة " دون حرج وخوف و مجاملة في ما تراه عيني وتسمعه أذني لو اني تجردت ُ من كل انتمائي.. القومي والمذهبي والحزبي , لو قدر لي أن يسمعني الرئيس و رئيس الحكومة و قادة الاحزاب والتيارات جميعها بإذن صاغية و عقل نير و ضمير حيِّ .
 أنا الذي إستمع ويستمع اليهم طوال ثلاثة أعوام وأكثر وهم يتحدثون بإسمي ومصيري و مستقبلي وهمومي . فهل طلبي مقبول ومقنع لسيادتهم و خصوصا ً اننا مقبلون بأن نُحكم من قبل حكومة كما يقولون غير" مؤقتة " وهذا يعني إنها تمثل العراقيين جميعهم أو لابد أن تمثلهم جميعا ً.
إذن انها فرصتي لكي لا يبرر طلبي  و رجائي هذا  بكون سادة البلاد ليسوا مؤهلين ليستجيبوا لمطالب انسان تجرد من كل ما قد يجعلهم يختلفون و يتصارعون من أجل أن ينال حقوقه أو يأتي  أجله.
نعم يا سادتي :
أنا تحررت ُ من عقدتي فماذا أنتم قادرون لتفعلوا لأجلي ؟ لست ُ شيعيا ً أو سنيا ً لستُ كرديا ًأو تركمانيا ً أو أشوريا ً أو كلدانيا ً أو يزيديا ً أو صائبيا ً .
هل لكم أنتم أيضا ًأن تتحرروا من عقدكم ؟
 الدولة تتشكل بإسم العدالة و أي عدالة فالرئيس إن كان يسمى بقوميته و ممثل الحكومة يسمى بمذهبه والوزراء يتشكلون  من ألوان وأطياف و كراسي يتقاسمها " الاخوة الاعداء " و جميعهم يمثلون الشعب و أي شعب, هم فقط أدرى به .
 إن حدث إشكال وخلاف عاد الرئيس متخليا ً عن الشعب ليحتمي بقوميته وعاد رئيس الحكومة ليبكي على أهل مذهبه وتبعهما الوزراء لتبدأ دوامة جديدة والكل يدعي  ما فرقه عن الاخرين هو حرصه عن الوطن والمواطن !.
أي وطن و أي مواطن !؟ هذا ما نعرفه كلما تشتد الخلافات فتظهر النيات فالكبير الذي يتحدث باسم العراق يعود ليتحدث بإسم أخر وهوية أخرى وكذلك رئيس الحكومة يتحدث عن مذهبه ويتخلى عن موقع يجب أن يمثله , كونه يمثل العراقيين جميعا ً.
هل انها دوامة مؤقتة ؟ أم انها دوامة مستمرة ؟ هل انها مصطنعة ؟ أم هي حقيقية ؟
وهل يمكن أن تتحقق أمال البعض على حساب الاخرين وهم يعيشون في رقعة جغرافية واحدة و وطن واحد ؟ فهذا غير ممكن .. لا منطقيا ً ولا حتى فرضيا ًوهل تجهلونه يا سادة العراق ؟

إن كنتم تبحثون عن تحقيق ما نجهله نحن الموطنون البسطاء , فدعونا نخبركم بما نعلم وتجهلونه أنتم ..
من يفرق بين أبناء وطن واحد لابد أن يفرق بين أبناء جلدته أيضا ً
من يمثل الوطن لابد أن يكون قلبه وعقله يتسع لكل أبناءه
فالقيادة يا سادتي ليست أن تحكم و تشغل كرسي شغله الكثيرين قبلك,
 بل هي أن تلعن الكرسي الذي شغلته إن كنت نصرت الباطل على الحق وإن كان من يستند على الباطل من نسلك .
فأين أنتم يا سادتي ؟ والى أين ماضون
خوفي عليكم أن تطبقون المثل القائل " في الصيف ضيعت اللبن "
ودمتم .
 
   

128
 
عاد العراق.. يا ليته لم يعود                   
 
وطني ..
طفولتي, جرحي وحرماني 
وطني ..
شبابي, دمعتي و حنيني
وطني ..
أملي , ألمي و غضبي
وطني ..
ضعفي , هروبي وضياعي

لمن أشكي همومي  و هموم الملايين مثلي ؟
لمن أحكي والحكاية فيها العجب ..!

صغارا ً كنا و على الهموم والاحزان كبرنا
من المرارة ذقنا ما ذقنا ..

وعلى الدروب الطويلة و الاشواك سرنا
 مات من مات , ومن نجى أصبحت له الحكايات
وما زال تؤرق ليله الذكريات ..

في الغربة سنين طويلة أمضينا , عشنا و كبرنا
الايام و الاشهر والسنين مضت
 فقد أضعنا التقويم الذي عليه كبرنا
 منذ اليوم الذي فيه الوطن فارقنا ..

وعاد الوطن .. يا للفرحة.. يا للسعادة
الغربان السود رحلوا ..
القتلة يوم الحساب ينتظروا
فأرض العراق لابد أن تتحرر
من كل دنس و من الذين
أرواح الابرياء سلبوا
وأعراض الناس دنسوا

عاد العراق يا شهداء الحرية إنهضوا
عاد العراق يا أرامل ألأبطال زغردوا
عاد العراق يا أيتام من بعد اليوم لن تجوعوا
عاد .. عاد .. عاد العراق و يا ليته لم يعود ..

الثوار الى إسود تحولوا .. تفترس اللحوم و تنهشوا
تتدعي الفضيلة و  ثوب الطهارة تلبسوا..
وأرض العراق في المزاد تطرحُ ..
من يزايد ..أصدقاء أم أعداء ..
 البعض منا بالوفاء لكم مطلوبوا
كالذي في زمن الثأر.. بالدم حينما يطلبوا ..

عار أرض العراق بيد أبنائها تحرقُ
عار بإسم الدين أرواح تزهقُ
عار على العراقيين من قبل رجال الجهل أن يحكموا
عار جراح الامس القريب لا يتذكروا
عار و ألف عار على كرسي الحكم أن يتصارعوا 

أسفي عليك يا وطني ..
هل مثلك في الدنيا وطن ؟
وهل مثلنا فيها بشر ؟
نتقلب بين الالوان كالحرباء.. و مثلما وجب
يباع ويشترى بنا وكأننا رقيق وعبيد في السوق
ومن يدفع أكثر فقد كسب .
أسفي عليك يا وطن و حزني عليك أكبر
فقد أضعناك يوم الذي حلمنا بلقياك
فكلنا خاسرون ...خاسرون ... خاسرون
 
 باسم دخوكة

129

                                                   يستمر ذبحنا وقادتنا متفائلين.. !

باسم دخوكة

التفاؤل نعمة من النعم الكثيرة التي أنعم الخالق بها لمخلوقه ,لكن التفاؤل الذي نعيشه هذه الأيام يختلف كثيرا ً عن الذي أنعمه " الله " لنا . التفاؤل الذي ينعم به قادتنا السياسيين اليوم في خطاباتهم ومقبلاتهم المرئية والسمعية يزيد من مصائبنا و يبلينا بلاء ً حسنا ً على أرض الواقع .
فمنذ رحيل النظام الفاشي وشعبنا المسيحي يتعرض لأسوء صور الإضطهاد سواء في معتقداته أو قيمه بل بوجوده أيضا ً . ما نعرفه ونعترف به ان وطننا كله يعاني , لكن هذا ليس مبررا ً , إن ما يتعرض له شعبنا هي محاولة إبادته و تهجيره ليس  من الأرهابين فقط الذين يهددون امن الوطن أجمعه , بل و من بعض القوى التي تعتبر نفسها قوى وطنية و إلا كيف يمكن تبرير ما حدث ويحدث في الجنوب و الوسط من تفجير الكنائس وتهديد وقتل المسيحيين و أظطهادهم بل و تضطر البعض من نسائنا بارتداء الحجاب عند خروجهن لكي لا يميزوا عن البقية .
 ما يزال البعض يحاول أن يكسوا هذه الجرائم البشعة و يتغاضوا الغوص في تفاصيل هذه الجرائم المرتبة والمدروسة و لا يمكن أن تكون أيدي الحكومة وتياراتها بريئة منها والتي تزيد وتكبر يوم بعد آخر و ممثلينا ما زالوا متفائلين و عاجزين عن طرح خصوصية هذه الحالة سرا ً أوعلنا ً في الداخل أو الخارج .
تستمرالجرائم  و يستمر التنكيل بنا وعيون الجميع تغشوها الضبابية و أذانهم مقفلة لا تسمع أنين الأبرياء الذين لا ذنب لهم سوى كونهم مسيحيين و أبناء أصليين لهذا الوطن المشؤوم .
و المضحك المبكي في مصيبتنا, اننا لسنا الورقة المؤثرة في التغيير و لسنا بالمؤثرين على الوضع السياسي أو غيره , لكي نكون عرضة لكل هذه المأسي .
لكن السؤال الذي يجب طرحه : ما هو دور من يمثلنا في الحكومة ؟ لماذا لا يعلن عن ما نتعرض له ؟ ولماذا لا يستقيل  عن موقعه أو سلطته إن كان غير قادر أن يتحمل مسؤليته و غير قادر عن الإعلان عن مأسينا ؟ ماذا ينتظر وماذا ننتظر نحن ؟! غد أفضل أو حكومة أرحم ؟ وما حاجتنا الى الكراسي والمواقع في السلطة إن كان مصيرنا مربوط  برحمة الأخرين ؟!
وما الذي ينتظره أبناء شعبنا بل وماذا  ُينتظر أن  َيحلُ  بشعبنا من مأسي وتفجيرات أخرى لتصبح قضيته تستحق النظر بها ؟
       

130
               كلانا مقتولان يا وطن

باسم دخوكة
 
 
أنا وأنت يا وطن..
 ضحيتان تنزفان دما ً
 تحت نور الشمس وضوء القمر
 ما يزال يتاجر بإسمنا
 سماسرة السياسة والدجل
 يستخدمون كلينا ..
 ليربحوا مقاعد ومناصب في حكومات من الورق
 يربحوا بإسمنا وبفوزهم نخسر نحنُ  !
 المسيح صلب مرة ً,
 نصلب ُ في اليوم ألف مرة
 على أجندة السياسين نصلب
 وفي خطب رجال الدين والقوميين والمذهبيين نصلب
 أنا الانسان الذي ُيغتال منذ أن تأسس هذا الوطن
 أنا الانسان الذي أبدع الجميع في قتله ..
 الحكومات و الثوار و على مرِّ الزمن
 من يبكي على من يا وطن ؟!
  أنا أم أنت ؟
 أنا الضائع وأنت المهموم
 أبحث عنك منذ سنين .. سنين طويلة
 أضعت فيها العمر و لم ألتقيك أبدا ً
 أحسست بالغربة دائما ً ..
 أن كنتُ على أرضك أوعن أرضك إبتعدتُ 
 أحسستك  ملكا ً للحكومات و الأقوياء فقط
 لكثر ما قتلوا , نهبوا وشردوا بإسمك يا وطن
ً وكم تمنيتُ أن أكون بلا وطن ..
 لكثر ما التصق إسمي بإسمك ومصيري بمصيرك
 كرهتُ فيك نفسي و لم أقدر على كرهك أبدا ً يا وطني 
 

 


131
أدب / في ظلمة الليل
« في: 09:15 01/12/2005  »
              في ظلمة الليل
 
باسم دخوكة

كنت أنا وحدي .. لا يشاركني السهر سوى
عينيك و كأسي ...
كأس أرتشف منه , فيغيبني ..
 وعينان تتراءى لي  فتفيقني
كنت ِ معي لست ُ أدري ..
إن كان وجودك بعلمي أو من غير علمي
وإن كان بإختياري أو من غير إختيار ٍ
خذلني الكأس  ونفذ ..
ملكني شوقك فبقى..
أسرني .. وأخذني بعيدا ً
 أوصلني اليك..
عانقتك , شممت عطرك وقبلتك
 سارت أناملي بخصلات شعرك  الغجري
 خصلة .. خصلة ..
وصوت قادم من أعماقي يقول:     
 حذاري .. حذاري و برفق أيها المجنون
الحبيبة نائمة لا توقظها ..
ملكتني الحيرة ...
بين شوق يحرقني و حنين يغلبني
وبين ذلك الصوت القادم الذي
 يود أن يحرمني منها ..
مشتاق أنا .. وليلتي لا تنتهي
الكل خذلني إلا الحنين اليك ..
فلا يود أن يفارقني..
عشقك وجنوني و ليلة لا تنتهي ..
ومن يبالي إن مضى الليل و  قدم النهار
 سواء عندي ,  لن ينجلي الليل عندي ..
 إن لم تكوني فيه شمسي .
   
   
 
 

 

  

132
                                               الجهلاء .. الغير مجهولين
 باسم دخوكة
 
بات معروفا ً للجميع إن الوضع الذي يمر به بلدنا و شعبنا في هذه المرحلة العصيبة ليس فقط بفعل الارهابين وما يقومون به من أعمال إجرامية لوقف عجلة الحياة عن المسير, بل هنالك البعض من بين الصفوف التي تدعي الوطنية تعمل جنب على جنب مع هؤلاء سواء عن قصد أو بغيرقصد مستغلة الوضع الغير المستقرفي الوطن بفتح ثغرات تشجع عدم إستقرار الوضع الأمني  .
فكيف ُنَفسرعدم مبالات هؤلاء الى الاحداث المؤلمة والتي يسقط من خلالها العشرات من ابناء  شعبنا كل يوم ؟  قتل الاطفال و تفجير الاسواق المكتضة بالناس و تدمير البنية التحتية لا يهمهم,  القادمون عبر الحدود لتخريب العراق وقتل أبناءه لا يشكل خطر بوجهة نظرهم , بل يزايدون عليه بحث مجموعات من الجهلة بتزويدهم بأموال وأسلحة على بلبلة الامن وذعر الناس بإسم الدين والوطن وهم يبيعون الوطن للرياح الصفراء القادمة من الشرق .
هذا ما يحدث والجميع يسكت وبضمنهم الحكومة الموقرة والتي أما انها تتجاهل الوضع أو لها دور في كل ما يجري وتتستر عليه !؟
وإلا ماذا يمكن أن يسمى ما يحدث في البصرة العزيزة و لماذا لا تحرك ساكنا ً عن ما يقوم به تيار الصدر المتعجرف و قوات البدر والتي تسير من قبل المخابرات الإيرانية ؟ فهل سلمنا البصرة والجنوب ؟  فإن كان !؟ الرجاء دعونا نعلم .. 
الوطنية هذه الايام باتت تقاس بمن تتبع ولمن تركع و أين تكمن المصالح الشخصية  ولهذا بات لا يهم مع من تتحالف وكيف تتحالف فالمهم هو تقاسم السلطة و كراسيها  حتى ولو كان من يشاطرك السلطة أوالكرسي لم تتباحث أو تتناقش معه الا في ما يخص.. ما ينوبك وما ينوبه.
أما مصلحة الوطن والمواطن فهذا أيضا ً كان متفق عليه ولكن فقط في الخطب الرسمية و المؤتمرات الصحفية . كم كان كذبكم كبيرا ً عندما كنتم تبكون و تتباكون على ما يحل بالوطن والمواطن في ما مضى  وبين بلدان العالم تتنقلون وتطلبون العون للتخلص من نظام البعث الفاشي .
 . اليوم بتنا ندرك ما أنتم سوى جهلة ومنافقون يتسترالبعض منكم خلف عمامات الدجل و الشعوذة و يتسترالبعض الاخرخلف أقنعة متنوعة يستبدلها حسب ما تستوجب الضرورة أو الظروف .
فالحكومة التي تسمح للمليشيات بالتحكم بالأمن والنظام و القانون و تسايسهم فلا يمكن لها أن تأسس دولة النظام والقانون بل تصبح لعبة أو دمية بيد هؤلاء الجهلة الغير المجهولين لها ولجميع أبناء الشعب .
فان كانت ترضى بذلك فيجب أن تعلم ان عمرها وعمر هؤلاء الجهلة قصير بقصر رؤيتهم المريضة والتي لا يمكن أن يستصيغها من يعيش في هذا الزمن, زمن حرية الفكر و الديمقراطية الحقيقية والتي تحترم الانسان ولا تفرض عليه وصاية. فالحكومة التي تتعامل مع مواطنيهاوتفرق بينهم على أساس العرق والدين و القومية لا يمكن  تكوين دولة على يدها , بل يمكنها أن تكون "عصابات" تسرق وتنهب وتقتل و  في الخفاء فقط .
عجبي ممن يدعي انه كان الضحية و اليوم ينقلب الى الطاغية .
عجبي ممن يدعي الإبوة ويفرق بين أبناءه .
عجبي من الإحزاب التي تصنع من قادتها الهة وتسجد لها  فيتحول القائد الى مخلص و خالق وهو وحده يعطي الحياة و يأخذها .     


133
                                               
أحلام الفتى الطائر ..



باسم دخوكة

بعيدا ً عن كل ما يجول في خاطركم يا سادة يا كبار و بعيدا ً عن كل ما منينا به  في هذا الزمن الغدار , بعيدا ً عن الشعارات و الخطب , بعيدا ً عن تلك المنابر التي تعلوا فوق قامات الرجال و صوت جهوري  لمقتدر ذو كرش منتفخ يغطي الوجود والموجودين و يطلق يديه يمننا ًو شمالا ً ويوعد ويتوعد و يفترس الحضور بنظراته و يسأل مرافقيه و محبيه بعد ذلك ... كيف كان خطابه وحضوره ؟ والكل يشيد به فهو المنقذ وهو المدبر وهو الزعيم الجديد لإمة لم يبيدها إلا زعمائها .
بعيدا ً ..بعيدا ً عنكم يا سادة نعيش و تعيش أحلامنا , أمجادكم ليست بأمجادنا و أحلامكم تفسد علينا حياتنا  فلم تعانوا يوما ً ما عانينا و همومكم لا تشبه همومنا .. عالمكم هو غير عالمنا , أنتم كنتم دوما ً في العلى و نحن كنا كالقطيع من الأغنام نقتاد هنا وهناك و يسيرنا الرعات وما أكثرهم سواء من الحكام أو من القادة الذين هم على صراع مع هؤلاء الحكام . كنا دوما ً كالأغنام لا تملك زمام إموراها و لا حتى قوتها , نحن الخدم وأنتم المستخدمون لنا .. ما همكم إن جعنا أو عطشنا , متنا أو بقينا , ففي كل ألأحوال ... من أجل القضية نحن سائرون  أي قضية فهذا أنتم فقط يحق لكم أن تسمونها و تسمموننا بها .
بعيدا ً عنكم كانت أحلامنا , همومنا و قضيتنا , فقضية الفتى الطائر ليس لها إنتماء سياسي أو قومي أو ديني كما توهمنا  و  وهمتوننا بها دوما ً فهي قضية بسيطة وسهلة  كان يمكن حلها و كما هو ممكن حلها الآن وفي كل زمان ومكان ... فهي لا تحتاج الى كل هذا العناء أو الصراع و لا تحتاج الى كل هذه الأحزاب و التيارات و الحركات فكل ما في الأمر هنالك من ينام من غير عشاء ومن لا يقدر أن يبدي برأي يخالف الحكم أو السادة الكبار. الشباب عاطلون و الصغار محرمون و الأباء والأمهات يجرون الحصرات وما أكثر الويلات فهل أنتم حقا ً تعيشون بيننا أم أسوار القصور تحجب عنكم الرؤيا ؟
و إن كانت فحقا ً إن الأشكال تتغير والبدلات و ألأسماء تتغير ولكن الجوهر واحد فإن تغير فحينها أنا سوف أتغير.
فنحن لم نعد نحتاج الى قائد الضرورة ولا قائد الامة و لا الزعيم و لا الإمام فما نحتاج اليه حقا ً هو ألأنسان ... يفكر و يبني ويعمل ويحب و يعيش كالأنسان و يحترم أخيه الآنسان .
إنظروا جيدا ً إلينا .. تأملوا لحظة في أعيونا .. ماذا ترون ؟ لا تقولوا غد مشرق و مستقبل باهر فقد سئمنا الدجل لإرضائكم سئمنا أن نكون وقودا ً لعربات تسحقنا يوم بعد أخر . نحن ضائعون .. نحلم لكي نعيش لكون الواقع يسحقنا , واقع مرير .. مرير .. تكتلات وأحزاب وتيارات تشتروننا بثمن رخيص لكي تبيعوننا بثمن أخر كأننا سلع تستخدم هنا وهناك و تزيد رقما ً لطرف يدفع على حساب اخر .
سادتي.. أسياد العراق اليوم :
لا تنظروا الينا وكأننا رقم يضاف ..
لا تستخدموننا بل إخدموننا
لا تفرقوننا الى مجاميع تحمل أسماء مختلفة و تتراهنون علينا كما في حلبات مصارعة  " الديوك " وأنتم تتمتعون برؤية دمائنا ونحن ننزف .
لا تجعلوننا  ننام ونصحى و نحن لا نملك سوى حلم واحد وهو " الهجرة " كما تفعل الطيور بحثا ً عن مكان يؤيها و نحن نبحث عن أمان و لقمة عيش لا تتوفر لنا في وطننا .
لا يسعدكم غناكم على حساب فقرنا .
لا تغريكم قوتكم على حساب ضعفنا .
لا تنام أعينكم و نحن نتقلب في فراشنا من الخوف و الجوع و الحرمان .
لا نود حقوق على حساب الاخرين
لا نود أن تستخدم التسميات و القوميات والأديان وسيلة لتشتتنا وتفرقنا عن البعض, فلا خير في قوم إن يجد ذاته في تهميش الأخرين و أن يجد حريته في قمع الأخرين و إن يبني أمجاده على تعاسة الأخرين .
نحن الشباب نعي ما نقول لمن كان دوما ً لا يهمه ما نعاني , يختال عمرنا و تنتحر أحلامنا و أمانينا لنحقق المجد لمن لا يشبع التمجيد و لا يراه الا ان سكبت دمائنا و أحرقت قلوب محبينا .
كفاكم تبنوا مجدا ً كاذبا ً وتزينونه بأرواحنا
لم يموت أحدكم إن لم يشبع عمرا ً كألف عمر
ومات ويموت منا الاف ولم يتذوق من عمره سوى 
" الاهات "             
عذرا ً إن كانت أحلام الفتى الطائر أزعجتكم , فلا تبالوا إنها مجرد أحلام , فالفتى مازال مكبلا ً و مقيدا ً فلا تخشونه فأنه مجرد " يحلم " و بفضلكم يا سادتي و بفضل من حررنا تمكن أن يروي حلمه دون خوف من أن يقال له أنه يكفر أو أنه خائن يجب أن يعدم .
   
   [/b]

صفحات: [1]