عرض المشاركات

هنا يمكنك مشاهدة جميع المشاركات التى كتبها هذا العضو . لاحظ انه يمكنك فقط مشاهدة المشاركات التى كتبها فى الاقسام التى يسمح لك بدخولها فقط .


مواضيع - ايشو شليمون

صفحات: [1]
1
أدب / ذخيــرة الأيـــام
« في: 06:04 23/12/2022  »
       
 
ذخيـــرةُ الأيـــام         


 يا  مَن  تُغامِــرُ في دُنيـاكَ  مغتَبِطـاً    يأتي الحِسـابُ  يُذاعُ السرُ في العَلَنِ
 
شَرخ الشَبابِ  كَوَمضِ البرقِ  وَقعَتُهُ    ما  أنْ   يَغيـبُ  لِيأتي  ليلُكَ  الدَجِنِ

وَيُدهِشُ المرءُ  حين  الشـيبُ  داهَمَهُ   كيف  الزَمانُ  طَوى  أيامَهُ  الحَسَنِ

وَلّى الشَـباب  وَوَلَّتْ  زَهْــوَةُ  الزَمَنِ   حَلَّ   المشيبُ  هُدوء الروحِ  والبَدَنِ

تُصارِعُ  الروحُ  في مَسـعاها جاهِدَةٌ    تُقارِعُ  الريبَ  بالأيمـانِ في الشَّـجَن 

يمضي الشباب فَخـوراً ما لَهُ عَتبا    والشـيبُ  يَحمـلُ  ثِقلُ  الدهْـــرِ للكَفَنِ
 
هَمسُ الشباب  لَهُ في النفـس  زَلزَلَةٌ   مِثلُ  العَواصِفِ لا  تَخلو مِن المِحَنِ

فيضٌ مِن العَـزمِ  والأبواب مُشرِعَةٌ   والنفسُ  تَهوى  مَلاذ  الأنسِ والدِمَنِ 

يا  فَتْرَةٌ  هُدِرت في الحُمقِ  طاقتها    يا  دُرَّةٌ   فُقٍدَتْ  مِن  خانَــةِ  المُؤنِ

هل يَدرُكَ المرءُ ما  آلت  مخارجُهُ    حِجـمُ  الخسـارةِ  حقـاً  باهِضُ الثَمَنِ

طيش الشباب بدت  ذكـراهُ  طافِحَةً    رزانةُ  الشـيبِ رُكْـنُ  الصَدِّ  للدَرِنِ

ثَبطُ  الأرادَةِ  عِندَ  الشـيبِ  مَرحَلَـةٌ   فيها  الرضـوخُ  لِعَقلٍ  راجِحٍ  رَزِنِ

كَمْ مِن كَفيفٍ  يرى في نفسِهِ  عَجَباً   يأبى الخُضوعَ  لدربِ  الله ِ والسُـنَنَ

أرفـع  يَدايــاك  الى العليــاءِ  مُبتَهِلاً    وَعَلِل  النَفــسَ   بالغفــرانِ   مُتَقِـن

حاسِبْ خُطاكَ وراقِـب عَثْـرَةَ  الوَهِّنِ   لا توصِمُ  النفـسَ في دُنيـاكَ  بالوَثَنِ
 
الصيتُ والجـاهُ  والأمـوالُ  وَفرَتُها   يـومَ  الرحيـلِ  تَراها  غِبْـرَةُ  الزَمَنِ

إنَّ  الوَساوِسَ  هَمسُ الصِلِ  مَنبعها   تُبدي  الفِــداءَ  مَلاذاً  غيـرَ  مُؤتَمِن

لا  تَخْضُعَنَّ  لِما  الخَناسُ  يوهِمُـكَ   يومَـاً أصابَ خَلاصُ النَفـسِ بالوَهَـنِ

وَقُـل  وَرَبُّـكَ  إنَّ  الدَربَ  ســالكَةٌ   ذاكَ  الَّذي  حَمَـلَ  الآثــــامَ  حَرَّرَنـي

ما  دُمـتَ  حَياً  فَثق بالله  وأنشَـدُهُ    فَهْـوَّ  الرحيـمُ  غَفـــورٌ  غايَـةُ  الحُنَنِ

المعاني
_________
وَلّى/ مضى
الريب /الشك
الدرن/الوسخ
ثبط / وهن ، ضعف
الكفيف/فاقد البصر ، هنا تعني البصيره
مبتهلاً /متضرعاً ، داعياً   
الصل /الحيه التي ترمز الى الشيطان
الخناس/ الشيطان



2
أدب / يا راجيَّ الخيــر
« في: 08:25 04/02/2022  »
يا راجيَ الخيـرِ 
 
ألمرءُ جُبْلَتُهُ في الدَربِ  ما إكتَسَبتْ    لا خيـرَ  فيهِا  إذا  ما نالَها  شينا

قَـدْ نوهِمُ  النَفسَ إن إحساسُها  نَهِمٌ     بالمغريــاتِ   وللأمجــادِ   حادينا

لا ينفَعُ  القولُ لَو  بَحَّت حَناجِرُنا     كَيْ يوقِظُ السَمعُ حين الجاهُ يغرينا

يا راجيَّ الخيرِ مِمنْ ســادَ  مَربعنا    لا تَرتجيهِ  وُعـودُ  الزيفِ  تكفينا

ماذا  دَهـاكَ  أسـير الريحِ  مُنقَلباً    في الضائقاتِ  تُكيـلُ الناسَ  تخوينا

دَعِ  النسورَ  إذا  شَــلَّت  قوائمها    لا  تزدري  سَــنَداً  بالعـرقِ  يعنينا

مَن ذا يُلامُ على ما نَحنُ مِنْ شَطَطٍ   هَلْ خَيبَةُ الساسه أم جوق المصلينا

أو مَنْ  رَماهُ  زَمـانُ الغَـدرِ مُنتَفِعاً     قِرْداً  تَواظَبَ  في  قلـبِ  الموازينا

تِلكَ الزرازيرَ حين  االزغبُ أسعَفَها    أضحت  تُطارِدُ  أبطالاً  شَواهينا

كِثــرُ  البَيادِقِ  لا  تَحمي  مَعاقِلُنا     بَلْ توهِـمُ  الغَرْبَ إن الخَيـرَ طامينا

الحَــقُ  مُســتتِرٌ  بالزيـفِ  مُدَّثِـــرٌ     تَبقى الأماني  سـراباً  في مَساعينا 

يا ليتَ مَن هَرَعوا للغيرِ وجهتهم      في  محنة  اليـوم   إيهامـاً   وَتَلقينا

عودوا الى الرشـدِ بالأحلام لا تثقوا    فالحِلـمُ   وَهمٌ   بَعيــدٌ عَن  أمانينا
 
يَبقى الغريبُ غريباً كَي  يؤآزرُنا     والماضِ  مَلئى  بما  حَلَّ  وعانينا

عَهـدٌ  لَدينـا على الأعـرافِ  نَتَكِلُ    شَـرعُ البَراري يُنافي العَقلَ والدينا

سَــيلُ  الكوارِثِ  أجيالاً  تُلاحِقُنـا     كاالموجِ   تَجْرُفُنـا  والأرثُ  يوقينا

إنَّ السَّـماء وإن في صيفهم  وَدَقتْ     لا  تَحسَّـبَنَ  غِلالاً  في  أراضينا

لَو  كانَ   بيدَرِهــم   للكُـلَّ  غِلَّتُـهُ    ما كانَ  مِنهُمْ على الأسـوارِ راسينا

قَهــراً  مَداخلها  ضيقاً   مخارِجُها      دُبٌّ   يُحـاوِلُ   إيهامـــاً   تَبَنْينـــا

إنَّ  البنــاء  إذا  هَدَّت  ركائِــزهُ      أَنّى  يُقـــاوِمَ   في  ألهزات  يحمينا

دِفءُ  الأُخـوَّةِ  لا  تنساهُ  مُنْسِـدِلاً     فالنـارُ  ثَكفي  منَ  ألأوباشِ  تأتينا

يوماً  إذا وَحَّـدَ  االحرمــانُ فَرقَتُنـا     والروحُ ســادت  كما  أجدادُنا  فينا

يُسْدى السِتارُ على ما نحنُ مِنْ كَمَدٍ    والفَجرُ يَبزُغُ  في الأجواء يَضوينا

معاني الكلمات
ــــــــــــــــــــ
جُبْلَتُة/ طبيعته. فطرته
الشين / العيب او القبح
مستتر / غير ظاهر
مُدَثـر/  مغطى 
ودَقت السماء / أمطرت
غِلالاً / جمع غِلة او محصول
البيادق/ جنود لعبة الشطرنج
الزغب/ الريش الناعم
[/size]

3
ملحمــة تقلث
 صراع الآلهة والملوك على بلاد آشـور


ايشو شليمون

الكاتب الشاعر والناشط الآشوري المعروف خامس كيوركيس يطلق إصدار ملحمتِهِ الشعريه بنسخة الكترونيه متكاملة بجزئيها الأول والثاني. بعنوان صراع الآلهة والملوك على بلاد آشور او (دقلث) الآسم الذي اختاره لبطل ملحمتـهِ .
إنها ملحمة شعريه باللغة الآشوريه تربوعلى 3500 بيت يرتقي فيها الشاعر الى عالم الخيال الأبداعي ليروي لنا ملحمته بصيغة شعرية رائعه فيها من التاريخ والوصف ومشاعر الحب الجياشه والشجاعة والأقدام والصبر والثبات وفيها من الغدر والخيانة ما يثير مشاعر القاريء وينقله الى دهاليز ملوك آشور ليتطلع على مفاهيمهم ومعتقداتهم وتراثهم وتأريخهم الثـر.
إنها حقاً ميثولوجيا شـعريه تستحق الوقوف امامها والأطلاع عليهاحيث بحق تضع مؤلفها في طليعة كُتاب الملحمة الشعرية باللغة الآشورية في العصر الحديث ، رغم ما جاء في سياق كلمته في خانة الأصدارات حيث يقول :
(  انها محاولة جادة وبسيطة من لدننا لكتابة الشعر الملحمي الآشوري عسى ان تكون بادرة محفزة للأقلام الشابة من ابناء امتنا خدمة لديمومة لغتنا الجميلة ورفد مكتبتنا بكل جديد ، ).
تمنياتي القلبية للأخ والزميل خامس كيوركيس بالموفقية والى المزيد من الأبداع


  لقراءة وتحميل الملحمة انقرعلى

https://archive.org/details/epic-of-tiglath/mode/2up

4
أدب / هَمســة ودعــــاء
« في: 01:29 01/01/2020  »
هَمســـةٌ ودعاء
 

في ظلام  الليـلِ نـورٌ في المغــاره    روحُهُ حلَّ على الذاتَ الأمينـه

كامل اللآهوت  أخلى في  إتضـاعٍ     جاءَ في الناسوتِ إنساناً حَنينا

وَلَدت  أُمـي   أباهــــا  ســـرمدياً     كانت  البشرى خَلاصاً يَهتَدينـا

حَمَــلَ  الآثـــامَ  عنا  حيثُ   كُنا    لقيـودِ  الشَّـرِّ   أرواحــاً  رَهينـهْ
 
مَن أقـامَ  الموتى مِن بَعَـدَ الرُقـاد    مَنْ  تَجلى كَي  نَرى فيـهِ  اليقينا
 
مَن سِـواهُ جَعَلَ  المكفوفَ يُبصـر   يَنهَضُ  المشـلولُ  للسير هُوينـا

إنهُ  خبـزٌ  بِـهِ   مَعنى  الحيــــاة    في الفيافي كُنا عَطشى وارتوينـا
 
فَتَعَقَّــلْ  يا  بَصيـراً  ثُـمَّ  مَجِّـــد     إنَّ  رَبي   فاديـــاً   حَقــاً  مُبينـا
 
إرفع  الشًكرَ ومَـجِـدْ  في  رجـاء    فإلاهَـاً   كامِــلاً   يســكُنَ   فينـا
 
يا سِراجاً أضفَّ  للكونِ  ضياءاً    يا  أريجاً منه  أزكى ما   إنتشينا
 
جئتَ تستدعي الجميـع  للمَحبـه    روحُــكَ  القَدوسُ  فَليَّعمَـلُ  فينـا

 أبعـِدْ  ا لخناسَ  عَنّـا يا  رَحيمــاً   وأعطنــا  أمنـاً  سَــلاماً  نستَكينا


************************
معاني الكلمات
سرمدياً  / ابدياً ـ لا بداية ولا نهاية لَهُ
الرقاد/   الموت
المكفوف/ الأعمى
انتشى /استنشق . شَـمَّ
ملبورن 2019/12/31


5
أدب / أســراب الجـــراد
« في: 08:05 04/12/2019  »
 
أســراب الجَــراد


عالِـــمٌ   أنـتَ   إلاهـــي     عُمـقَ   أشــــجان  العبــاد
 
قالـها  الشـــعبُ   كَفانـا      مِن    زمــان  الأضطهـاد

كسَـــرَ  القَيـــدَ   وخاض      كل   انــــواع   الجهــــاد

ثمَ    ارخــى    مِنكَبيــهِ      متعبـاً   شــــاءَ    الرُقـــاد
 
كـانَ    أمـــراً    يَبتَغيـهِ       بات    يدعــو   للســهاد

بيرق  الأحــزاب  تعلـو      فـوقَ    أشـــــلاء   البِـلاد
 
ســــادَ  مَـنْ   كانَ   ذَليلاً     تابِعـــــاً  عَبــداً   مُقــــاد

رَفَعــوا  الديـنَ   شِــعاراً     والثكالـــى   فـي   إزديـاد
 
قَـد  مَضى  عَقـد   وَنيـف     في   دَمــــارٍ   وَكَســــاد

فَتحـــوا    للسَــــلبِ   باباً      كُلَّـما   زادَ   الحِــــــداد

جَعَلــوا   العيـشَ   عَسـيراً     قَلَــقٌ   طــالَ   السَــواد

واليتـامــى    والأرامـــــل    ما   لَهُـــمْ   مــاءٌ   وزاد
 
كلَ     أمــرٍ     شَـــرَّعوهُ    لا  يَفـــي  سِــعرَ  المداد

طَـــوعَ   أهـــواءُ  الفقيــه    نَفَّــذوا  الأمــــرَ المُـــراد

ثُـمَّ  باعـــو  كُلُ  شـــيءٍ    عَلَنـــاً   ســــادَ   المــــزاد
 
تَرَكــوا  الأرضَ  قِفـــاراً    مِثلَ  اســــراب   الجـراد

إنْ  شَــكوتَ الحــالَ قالوا    هَـــذا  فِعــلُ   ألأرتـــداد

 قائِــدٌ  إن  خابَ   يـومـــاً      يُطــرَدُ  لا  لَـنْ   يُعـــاد

اَيُّ   خيــــرٍ   تَرتجيـــهِ      قلبُــــهُ   فَظٌ    جمـــــــاد

قَد  دَنـا   فصـلُ  النهايــه     يا   مَجاميـــعُ   القُــــراد

غيــرةُ   الأوطـــان  تبقـى    جَمـرةٌ   تَحـتَ   الرمـــاد
 
كَم  شــهيداً  عانَقـــــوا  أر   ضَ الوطن ضِـدَ الفَســــاد

فَكَفـى   الأذلالُ  ضَـوراً     وَكَفى   شَـــرعُ   الزِنــــاد

قَـرَّرَ  العِمـــلاقُ  ثــــوره    ليــسَ  فيهـا  مَـنْ يُحــــاد


--------------معاني الكلمات--------------

اشجان / الهموم  ـ الأحزان
الرقاد/ النـوم
السهاد/ الأرق
مداد / الحبـر ( السائل الذي يُكتب به )
السواد/هنا بمعنى الأكثريه او اغلبية الشعب
ترتجيه/ تتمناه  ــ تريده
ضـور / جـوع

 

6
أدب / يا ثـــورة الشــعب الأبي
« في: 03:50 13/11/2019  »

 يا ثورة الشـعب الأبي


ايشو شليمون

بؤساً  يُشَـيِّعُ  في الورى مستأنساً    مَنْ  كان   مِنْ  فكـــرِ البُغـاةِ   تَشَـرَّبَ
 
ما بالُ  مَنْ  قادَ  العِــراقَ  مُمَوِّهـاً     للعَـدلِ    يشـدو   في  التَقيَّــةِ  مُطرِبا
 
البعضُ  يَجري في الحياةِ  تهافتاً     روح   التبختُـرِ،  مارقـاً، فيــه  شَـــبا
 
الحَـقُّ  يَعلــو  رغْـمَ  آهـات  الزمن    وجَلالُ   قَـدْرِكَ   زائِــلاً   لا  مَهْـرَبا

لا   لَنْ   تَـدومَ    مُرَفْرِفــاً  راياتُك     للصَبرِ  حَــدٌ    في   حــدودِ  الموهبـه

من  ذا  يلـومَ  عَفيفُها  في  موقِـفٍ     يَختــارهُ   لَـوْ   جاوَزَ  الســيلُ   الزُبا
 
نَهَبوا  العِـراقَ  وأهدَروا   طاقاتِهِ     اللِّصُ    مِنّـا    والغريـــبُ     مُهَـرِّبا

إنَّ الحُكـومَةَ   أخفَقـت  في  وَعـدِها    والحُـــرُ  أدركَ   في  المَسـيرَةِ  منقَبا
 
رَطنَ   السَـليطُ    مُداهِنـاً   بِوعودِهِ    زيفاً  تَشِـدَّقَ  في الجُمــوعِ   وأسـهَبَ

هُو ذا  الرِهـانُ  يُبـانُ  مِن أعمالِكُــم     رُكـــنُ   المحبــةِ   فارغـاً  او سـالِبا
 
شَـعبُ  العراقِ  نَفيــرُهُ  قَـدْ  زَلزَلَ    عرشُ  الطغاةِ  ومَن  لهُم  يجني  الربا
 
يا  ثورةَ  الشَـعبُ الأبيُ  تَزَمجَري    وَدَعِ   المُعَمَّـمَ   دارِكاً   مَن  أغضَبَ

شـِدو  الرحـالَ  وغادِروا  أوكارَكُم     منكُــمْ    تَدَنَّـسَ   سَـــهلُها   والمنكَبا
 
هِيّ  ثـورَةٌ   لا  لن يُحيـدَ  مسـارُها   الحَــقُ  فيها،  والقَصاصُ  لِمَنْ  سَـبَى

ليـسَ  العـــراقُ   مَطيّــةً  بل مارِداً     مَن خـابَ في  إرضائــــهِ  حَتماً  كَبا
 
المالُ   يغــدو   والمَقـــامُ   بِزائِلٍ      تبقى  الكَرامَـةُ   كَنزهــا   لَنْ  ينضَـبَ

إن  الحيــــاةَ    لَغابَـةٌ   بِشـعابها      جَشِـعٌ   غَـوى  أو مانـحٌ  يَهـوى  الهِبا

أو ضالم   لا   يهتـدي   بِعِقابهـا       في الناس يفتي في المصيـرِ المرعبـا
 
كم  من  كريـم   خاضها   مُتَذَلِّلاً      كـم   من وَضيـعٍ نال  منها  المشـربا
 
روحُ  المَحَبَــةِ إن  بَدَتْ  أسـفارها    العَـدلُ  يسـري  دونَ   كونـهِ   مَطْلَبَ

فالحُــبُ   يشـدو   للضلام   ينيـره     والحـقُ   يعلــو   مِثَّلَّما   ينمـو  الصبا

وَكَذا الســلامَ   ثِمـارَهُ   إن   أينعَت     حـازَ    العليــلُ    مرامَــــهُ   وتطَيَّبَ

طير البراري  عدادُهُ  لا يُحْتصى     مَـنْ  ذا   يُعيلــهُ   مأكلاً   او  مشــربا
 
فحمدتُ من وهَبَ  العقولَ  عَطيةً     وشَكرتُ  من  صَقلَ  العطاء   وَهَذَّب
   
---------------- معاني الكلمات -------------
مُمَوَّهاً / مُخفِياً واقعهُ الفعلي
التقية/ الظهور خلاف الحقيقة (انها اخت النقاق إن لم تكن هي بعينها)
شِبا / عَلا 
جاوز السيل الزبا/ مثل اصله بلغ السيل الزبا/ بمعى زاد عن حده/ بالعامية العراقية (طفح الكيل )
المنقب /الطريق الضيق في الجبل
الورى /الخلق من البشر
مستأنساً فرحاً
المنكب/ المرتفع من الأرض
تَشَرَّبَ/ تشبعَ
 سبى/ من السبي والمقصود هُمُ الَّذين اعتبرو العراق غنيمة فسبوها ( نهبوها )
مطية/ ما يركب من الدواب كالناقة والبعير
كبا/ سقَطَ
وضيع / منحط  او  حقير
 
 

7
أدب / تبقى حـراً يا عـراق
« في: 13:16 23/10/2019  »
   

تَبقى حُـراً يا عراق
 
ايشو شليمون

أشكوك في كَمَدي يا صاحبُ الزَمَنِ     مَن ذا  يُنيـرُ ظلاماً حَلَّ في وَطَني

مَن مدَّ  دَهرَّاً  على  البلدانِ  هالتُـهُ      قد بات يرضخُ  لللآهاتِ والشَـجَنِ

تلكم  قلاعـهُ  رغم  الدهـر راسخَةٌ     رمزاً تسامى على الأعداء  والزمنِ
 
هَبت عليه ضِباعُ  الأرضِ  جائعة     جَـواً   وبَـراً   ومَن   إرتـادُ   بالسُفُنِ
 
العِزُّ  يبقى  إذا  ما  دامَ   صاحبــه     حُرٌ غيـور  شـديد البأسِ  في المحنِ
 
تبقى  القِـلاعُ  إذا  اركانها  هَطَلـتْ     في  النائبات  رعــوداً   تَقبـعُ  الفتَنِ

من ذا يَلومُ  ثِمارُ  الأرض جودَتَها     وصاحب الأرضِ يـومَ الجِدِ في الكَفَنِ
 
أُم   الضلالة    تأريخــــاً   نُقَدِّســهُ     فيـهِ   البلآء على  الأنسـانِ  مُكتَمِنِ
 
قـــومٌ   أعـادَ  مع  الأيـام  نخـوَتَهُ     زيفُ   التَديُـنِ  ملىء  الدارِ  والمُدُنِ
 
جادَ  المُهيمِنُ  في ارضاءِ  خاصَتهُ    والضلم  يسـحُقُ والدهماءُ  في وَسَـنِ

والكُلُ  ينهي عن  الفحشاء  يمقتها    والحق  فيهـِـمْ   بِذارُ  الخردلِ  العَفِنِ
 
الريحُ  تَعصُفُ والأسـيادُ  تُنعِشها      أتباعُ  خَصمٍ،  من الأحقــــادِ  محتقنِ

والجُــرحُ  ينزُفُ  والأبدانُ خائـرةٌ     من يَسـعُفَ الجرحَ  قبل القيـحِ  والنَتَنِ
 
مَن ذا يجاري حليم العقل في زمنٍ     فيه  الثــراء  يثيـرُ  السُــمَ  في البدنِ
 
إنَّ  الأمينَ   إذا  ما   ثارَ  منتفضاً     يَنهيـهِ   ألفٌ  من  السـراقِ   باألعَلَنِ
 
هذا العطـاءُ، لِمَنْ  أركانَ  سـاسَـتِه     جيلٌ  تربى  معَ  الأعـداءِ  في الدمنِ
   
أنتَ  العليـمُ  بِما  الألبـابَ   تَعتَمِـرُ     يا  مالِكَ  المُلكِ، باب العـونِ والمِنَنِ

 أضحى   السـوادُ عقيماً  في  هِدايته     مَنْ  راءى  يعبُدُكـم  أو عابـد الوَثَنِ
   
يبقى  العــراق  وللأجيـالِ  مفخَـرَةٌ     إذ  عَلّمَ  الشـرقَ  ثُمَّ  الغربَ بالسنَنِ
 
كيفَ  إرتديـتَ  ثياب الذُّلِ يا ملكـاً     والعِــــزُ  يأبى  رداءُ   الذُلِ   مُرْتَهِنِ

أُمُ   الحضـارات  لا  تثنيــكِ  نائبــةٌ     ما  دامَ  فيكَ  ذَوو  الأبداعِ  والفِطَنِ
 
ولا   يَخُــــرُ   ذليلاً    عِنـــدَ   فاقَتِـه    كرامــة   النَفـسِ  تَبقى  قِمــةَ  المؤَنِ

يبقَ  الأبيُّ  عنـانَ  المجـدِ  هامته      فَهامَــةُ  الحُـر  لا يثنيها   في  الوسَنِ
 
هذا   العِــراقُ   وهذا   شـعبُهُ   أبداً     لا  يَســتكينُ   ولا  ينصاعُ    للغُبُـنِ

ذَويِ العَمائِمِ  لا مِن  أجْلِ طُغْمَتكـمْ     ثارَ  الحُســـينُ،  ولكـنْ   ثارَ  ينقذني


معاني الكلمات
--------------------------------
 كمد/ حزن
النائبات/ المصائب
الدهماء / عامة الناس
السواد/هنا بمعنى الأكثرية او الأغلبيه
راءى/   بمعنى  مُراءٍ ،
الوسن/في 10 بمعنى نعاس وفي 23 بمعنى الحاجـه
فاقه / الفقر والحاجه
 

8

فاتَكَ الميعـاد يا إبـنَ الأصـــــول

ايشو شليمون



مرحباً يا صاحبي شيخ  الكهـول    جازِمــاً  في ذهنكُمْ  شيئاً  يجول

كامل الهندام ،  وضاحٌ   حبـور    إذ  اراكم   تبدو في  أمر عجول

قلتها غمـزاً  ترى  أين المسـير    سـائلاً   اياهُ  من  باب  الفضول

لا  تقـــل  كُنّـأ  ولا  زلنـا  لَهــا    حيثما  كانَت  مرامينـا   نَجــول

إســئل  المرآةَ  عنا  والزمانا    وأقــرأ  المكنـونُ  فيها،  إذْ  تقـول

 أنَّ  للأيــــام   تاتـي   مثلَّما     كُنا  شـباباً  فيها  نسـعى  للوصول

قالَ لي في غبطَـةٍ  من  أمــرِهِ    يا صديقـي  إنني  أئبى  الكُهــول
 
إترك  المرآةَ   جنبـاً  لا  تبالي     بهجـةَ   الدنيـا   تُطـالُ  بالقبـول

 لا تلمني  للهوى  سُــلطانُ  أمرٍ    يَأسُـرُ  القلبَ   تُسـايِرهُ   ألعُقـول
 
إنهُ  المدرار في نفسي،  ينادي    إن   قلبي  فيـه  اسـرار  الحلـول

رُبَّما  الأيـــامُ  تروينـا  هِياماً     نُطرِبُ  النَفسَ  بما تُجدي الفصول

هَونِكُم  يا صاحبي ماذا  تقول   أمركم   يبدو  مع  الشـيب،  خَجول

ناصِحاً  لَستُ  أنا  فيما   أقـول    لا  وَلا  أرمـي  كَلامـي  كالعذول

إنها  يا  صـاحِ  احكــام  السـنين   ما  لَنا  قولاً ســوى طوع  المثول

هذِهِ  يا  حَسـرَّتي  أحوأل  قومـي   بعدَ  ما الشـمسُ  أَزَفَّـتْ   للأفـول

باتَ مَن أضحى ينادي في هَـراء     بينما  القـــومُ   مجاميعاً   فُلـول

يَعْزُفُ  النايَّ  يُغني في  شَـــجَنْ   يا  لِداري ، بَعدَ ما  أمسـى طُلـول

بَعَــدَّ ما   بُتنا   فُتاتـاً   ونثــــاراً    في  ظلام،  فوق  امـواج السُـيول

شَــتَّتونا   مَنْ   بأيديهــم   لَحانـا    مَـنْ  إذا  نادوا  بَدى فينـا  الذهول

ذاكَ  مسـتكفٍ، أصيل  في  المقام    وَســواهُ   تابعـاً   كُرسـي الرسول

وفريقــاً   فيـه  معنى   المســـتقيم   يجزم  القــولَ  أنا  باب  الدخـول

فاتَكَ  الميعـادُ  يا  أصْلَ  الأصول   إنَّ (  ليلى ) رُحِّلَتْ يــومَ الخمـول

9
   

رَنيـــن ألأيـــــام، سِـــهامُ الشَجَنْ


ايشو شليمون


 
يا غــادةً   رَكَنَـتْ   في   الروحِ   هادئــةً       هَـلْ   تَسـمعينَ   أنيـنَ   قَلبيَّ   الشاكي

  مَرَّت   عقـــوداً   وانتِ   القلـبَ   سـاكنةٌ       لا  شَـيءَ    يُسْـليهِ   في خلــواهُ   إلاّكِ

 كُنّـا   وكانَــت    لَنا   الأيــــام   زاهيَــةً      غُرُ   الأمانـي    تُنيــرُ   دَربنا   الزاكـي

  ما  كنتُ  أحسُــبُ   يومـاً   فيـهِ   ينقَطِـعُ      حَبلُ   الوِصالِ   فَلا   أقـوى   لِرؤيـاكِ

  قَـدْ  كُنتِ   لي  أمَلاً   والحَـيُّ   يجمعنا      ما   كنتُ   أحسُـبُ  في  الأحــلامِ   القاكِ

   صَمتُ  الوِقـــارِ  معَ   الأيــامِ   لازمني      والقلـب   يخفـقُ   في   الأحشاء   ينخاكِ
 
   ألبيـنُ  والبـونُ   والأيـــامُ   ما   حَمَلتْ      ما  كانَ  مِنكِ   قُصـورُ   الجُهـدِ  حاشاكِ

   ولا  أُحَملُ  قسـراً   وِزَ  ما    فَرَضت       فيـه   السـنينُ    مِـنَ   الأوزارِ    للحاكي
 
   هِيَّ الدُنيا،  فكــم   مِن  عاشِـقٍ   خُذِلت       وكم    هــــامَ     بصحـراءٍ     كَنُســاكِ
 
  كَمْ   مِن  قُلــوبٍ  تُعانـي  مِن   مَراميها      والنفـسُ   تَأبى   تُعيــدَ  الشـكوى  للشاكي
 
 أمضى مِن السـيفِ وَقْـعُ  البينِ  والنَدَّمِ       سَـــردُ   المـراثي   أنيـنَ   البائس  الباكي
 
  يا  نَفسُ   كُـفّي  على  الأطـلالِ  نائِحَـةً        ماضٍ   تَوَلّـى  وأقـــوى   فيــهِ   مأواكِ
 
   لا  تجزَعـــي  خَطَــــراً  ما  دامَ  حافِظُـكِ     منأى  من   آلشَّـــرِ  والأقــدارِ،  مَـولاكِ

   مَجداً   لأســـمِهِ   ما   أحلا    مراحمـهُ        يرعَـى    بِعَطفِــــهِ    إيـايـا    وإيــــاكِ

   إن  القلــوبَ  إذا  مالت   وإن   لَهفت       تبقـى   العقــــولُ    موازينـــاً    بدنيـــاكِ

   ماذا   نقـــولُ  لأعــرافٍ  بِنـا   دَأبَـتْ     تســري   كَمـا  الداء  بيـنَ  الناسِ  فتـــــاكِ

  ما لي أرى البعضُ بعـد الشيبِ منتفضاً     عندَ   المغيـبِ   تَــــراهُ    أمسـى  شَـــكاكِ

  يهذي  بقوله   بعــدَ   العُمــر  ماانتكس     ( ما  كنت  يوما  من  الأيـــام  اهــــواكِ )

   لا   توقِفَــنَّ   قِطـــارَ  العُمـــرِ  مُتَّبِعـــاً     مَن  كانَ  يمـشي  طِــوالَ  الدربِ  أفـاكِ

   بِئـسَ  الزمـــانُ  زَمـاناً  فيه  وا أَسَـــفي     باتَ   القَريـــــنُ  زَميــلاً   غيـــرَ   بَراكِ 
 
معاني الكلمات:
-----------------------------------------------
الشجن/ الهَم والحزن
ركنت/ أقامت
البين/الفراق
البون/ بعد المسافه
وزر/ ثقل المسؤوليه
خذلت/ خيبت آماله
أمضى/ اكثر حدةً
أقوى/ في 4 / استطيع
في 13 / خلى من ساكنيه   
القرين/ شريك الحياة (الزوج او الزوجه)
أفـاك / كذاب . مفتري
براك / غير ثابت (غير مثبت)
 

10
أدب / في بلآدي
« في: 17:07 22/02/2019  »
 

في بِلادي 

ايشو شليمون


وطني رُكنُ  الأماني  والرخــاء      كلُ  شِيءٍ  باتَ   يدعـو  للهـراءْ
 
 حُرِّضَ  الشعبُ  بِفتـوى الأولياء   طائِعــاً    غـارَ   وَهَــبَّ    للنِـداء

لا تَضُنَّ الأمر من رب القضاء    فجحيـم  الأرض  فَكـرُ الأغبيــاء

حين ناخ الشعبُ من حكم الطغاة     ورمى  في ما  رَمى،  حُر البقـاء
 
وأنبرى في نخوة  نَحـوَ  القلاع      حَطَّمَ  الأغلال،  فأزداد  البلاء .!!

خائِناً  أضحى  أميناً،  حينَ سـادَ     وَأمينـاً   باتَ   مشكوك   الولاء

فَعفيفُ   النفسِ  اجحافاً   توارى    وعقولاً   طالها  سَـيفُ  الريــاء

يسـبَقُ  الأحبـار لُصاً  في  يديهِ      خاتماً،   يبـدو  سـليل   الأنبيـاء

في بلآدي، صوت سـِمسارٍ ينادي   عُرِضت حَتّى المناصب للشـراء

هَرَجُ الأضدادِ  يعلوا  في خِصامٍ     مَـرَجٌ  باتَ   سَــبيل   ألأوليــاء

عَبِـثَ   العبـدُ  بِما  جادَ  الزمــان    من كنـوز الأرضِ يغويـهِ الثراء

لِستُ أدري كيفما الزنديق أضحى    ناصِحاً  يُملي  جزافاً ما  يشاء

 كيفَما  الجــزارُ  أمسى   كالنبـاتي     في   يديهِ   رَطلَ  لَحمٍ  للشواء
 
في   بلادي   قــادَةٌ   للمَكرَمـات      حفْنَةٌ  من  عَدَس  فيها  الشـفاء**

بركـات  مِـن    وُلاةٍ   عُظمـــاء     تَسـلُبُ الشعبَ وتستجدي الوفـاء

 

معاني الكلمات/
الأغلال/ القيـود
الرياء/ هنا بمعنى النفاق
هرج/ اضطراب
مرج/ هنا بمعنى الفسـاد
 **/   اشارة الى (مكرمة الدوله ) اضافة نصف كيلو عدس الى الحصة التموينيه. 

11
أدب / إزارُ البِـــر
« في: 07:28 29/11/2018  »
   

إزارُ البِــر


شليمون ايشو

يا  أُمَةٌ   رَفَعت في  البدءِ  شُعلَّتثها       نوراً  أضاء  ظلام  الشرقِ عن كَثَبِ

سارت على العَهدِ ما خانت ولا حَنثت     للخيـرِ  ســاريَّةٌ   أســيادها   نُخَـب

واليـوم    فاتِـرةٌ   انوارهــا   خَمدَت      قد  غاب  مِشعلُهُا عن  سائِرِ الركبِ

نـورٌ هو الحـقُ،  يوماً  فيهِ  يَنقشـعُ       غيـمُ   الريـاء  يُعَـري  زيفَةَ   الرُتَبِ

ويطرحُ   القِمَمَ  الصمـاء  خائــــرةً      مَنْ   ينتشيها،  بهاء  الجُـبِ  والخُطَبِ
 
 جاءوا  بِمن  طلَّقَ  الأسـفارَ مقتنعـاً      وأكرمـــوهُ    بِأعلى   سُــلَّـمِ    النُجُبِ

ماذا   أقـولُ  لِمن  قادوهُ  في  مَضَضٍ     وحَمَلــوهُ    باســفارٍ  كما   الرُكُــبِ

جَمُ   المصائِبِ  حَلَّت  وهو  صاحِبها     روحُ  العشيرَةِ  فـوق  الحقِ  والكُتُبِ
 
ما  كان  سَـعيُهُ   يومـاً   في   تذلُّلِها     ولا  أراهُ  حَريصاً ، لا   أقُـلْ  عَجَبي
 
قَد  كانَ  هَمَّهُ  راحُ  البالِ   مِتْعَتُها      وينشدُ  الكأس  لا  يخشى  مِن  العَتَبِ

 زَيخُ الرُعاءُ وما  أضفتْ  فعائِلهـم       نَحـوَ  الشقاقِ  ثماراً   مِن هُدى وَغِبِ

ما  بالَ  مَنْ  دأبـوا  يقتــادُهُم  وَغَـمٌ     نحو الضلالِ وهُمْ سُــكرى مِن الطَرَبِ

هذا  الَّذي  يَدعي  الأعـراقَ  مالِكها    يَبـدو  عليهِ  غيابُ  الشَّـمسِ عَن  قُرُبِ
     
مالي  أراك   تُحاكـي  قـادَةَ   الأمَـمِ      يا  حُصُرُماً  عَفِنـاً  في  كرمَـةِ  العِنَبِ
 
ماذا  أقولُ  لِمن  باعوا  ضمائرهم؟     مَن  ينعَتـوهُ (عفيـفَ النَفسِ)   بالكَذِبِ

والأنقيــاءُ  لَهُمْ  في  القَلـبِ  وَقعَتُها    صوتٌ كصوتِ أزيز النار في الحَطَبِ

إن ثارَ  منبَرُهُمْ  أو هاجَ   مَعشَرُهُم    قالـوا   كَفـرْتُم   بذات  اللهِ  والحَســَبِ

قلْ   للَّذيـنَ   يقــالُ    عَنهُــمُ    أبَتْي     هَلاّ  كَفاكُــمْ  عُلوماً  مِنْ  ( أبا لَهَـبِ)

بالأمسِ   فَرقَعَـةَ  الأخـلاقِ   والأدَبِ     واليــومَ  يتحفكــم  بالديسَـمِ  الصَخِبِ

يا  مَن  حَملـتَ  إزارَ  البِــرِّ مُعتبَـراً     إحمل صليبكَ  واطرح صيغَــةَ الهَرَبِ
 
ـــــــــــــــــــــــــ  ملبـورن 29/11/2018 ـــــــــــــــــــــ
  معاني الكلمات
------------------

 وغب:  ـ لئيم
وَغم : أحمق
يُحاكي: يقلد
الديسم :  صغير الدب (دبدوب)
الأزار :ثوب يعلق على اسفل البدن
إزار البر :ثوب العفة والطهاره
معتبر : له قيمة واعتبار
 

12
أدب / الفـران
« في: 14:00 22/10/2018  »
 
الفـران
                                               
ايشو شليمون
 
 في الوقت الذي التمس العذر من كل فران يطعم المؤمنين خبز الحياة،  الخبز الخالي من الزيوان وخميرة الفريسيين , ولما بات جليـاً للجميـع واقـع  صاحبنا الفران هذا ساقني لاكتب الاتي .مهداة الى: العازفين بالمزمار ذو الصوت النشاز، اولائك الذين لا زالوا ينفخـون في القربة المثقوبة محاوليـن تلميـع الوجوه الكالحـــة، ولكل من أصم اذنيه واغمض عينيه لتلافي سماع ورؤية الخراب علَّهم يستفيقوا  ويتعظوا
 .وليعلموا بأن جبل بركان الشر هذا ليس سوى صرحاً هُلاميـاً قابعاً في صحراء مخيلاتهم الخاويـة .     

ماذا اقــول  لِمَن  قد شـاخَ  في زمنٍ              غابـتْ  به  نَخـوَةَ  الايمانِ  والقُسُسِ

ماذا اقــولُ لِمَن في الحمـــقِ منيتهُ                امضى سـنيناً  بذات الطبعِ  منغمسِ

من كـان للعلــمِ  والايمــان  مجتنباً                يبقـى  بـوادٍ  عميـق  مظلــمٍ  عبـسِ

سلمانُ  امسـى  ذَليلاً  نابِــذُ  القيَّـمِ                 يَهوى االفجـورَ  نَديماً  فاقِدُ  الحَدَسِ

رحماكَ   داود يا من عرقَــهُ  عسلاً                كلَّ  لِســانـكَ  فـي  تلقينــه  اللأُسُسِ
 
قالــو دَعــوهُ صغيراً عُمره فَعَسى                يصحــو لذاتــه  مستاءاً  من الرجسِ

مرت سـِـنيناً  وهذا الصل ما بَـرِحَ               صللاً عنيــداً  كريههُ  الطبـعِ والنفسِ

 خانَ الامـانة  لا خجـلاً ولا وجـلا               هل  همَهُ الايمانَ من ذا طَبعَهُ  نَجِسِ؟
   
صولاً  يجـول بهذا الجـمــع  مبتسماً              كـراً وفـراً وما  في الجيب  مُختَلِـسِ

قل  للمجـاهِـد  للرحمــن  وجهتـــك             في  قمقم  الفران لا روحاً  من القُدُسِ
 
لا غَــرَّكَ الجلباب  يا من قلبه رهفاً             غشــاً  خـداعاً بـذاكَ  الجـب كا آلقبسِ

من  ذا  يغيـــر نسـناســاً  بجوهــره              شــراً مليئاً  من  الاوهـــام  والهـوسِ

إصحـوا  قليـلاً فهـذا  ليس من عُذَلٍ               كثـــرٌ رَأوهُ  بذاتَ  الجـــرمِ   ملتبِسِ
 
لا تشتري الخبزَ مِنْ مَنْ عافه زمناً               فيه  الكثيــر من الزيــوان في الكَدِسِ
 
آن  الاوان  لفجــر  بـارق  فكفــــى              من عنصر الشــرِ هذا الطبع  مقتبسِ
 
كي  نَعمـلَ  اليـومَ  انشاداً  لوحدَتُنا               شـوكاً معَ  الشـوكِ   يكفينا  من الغَرَسِ

لـب المصيبـة  فيمن  يُفتِ  بالقيـمِ               لا فـرقَ عنـدهُ  بيـنَ  الجان ِ  والأُنُسِ

هذا  جهينــة ملأَ  الارضِ  يَنشُـرُهُ                ســرُ الذينَ  يجاروا الظلمَ  في  سَلَسِ

ان  الحقيقـــة  كااللأنــوار كاشــفةً               من يعملـون  لكتــم  الــروح  والنَفَسِ

لا توهــم  النفـسَ  فيما انتَ من كَدَرٍ            كُنْ  في  الأمانةِ  والأخلاصِ كالعُسُسِ 

*** 

 معاني الكلمات :   
نابذ : عاداهُ وفارقَهُ
حًدَس : فراسة وذكاء           
 الصل : حية الكوبرا/ والحية في الانجيل ترمز للشيطان                                         
   رهفاً : رقيقاً او عطوفاً   
قمقم : وعاء ذو فوهة ضيقة في الاساطير يستخدم لحفظ الارواح الشريرة
     القبس : جمرة من نار او شعلة من نار
نسناس : مخلوق يقال إنه عاش في الارض قبل ابينا ادم وعبث فيها الفساد وتأتي كنوع من القرود
العسس : الحراس الليليين لحفظ الامن
بارق : لامع ومتلألأ

13
أدب / غـرور الذات
« في: 07:05 22/07/2018  »


غـرور الذات


أيشو شليمون

الى كُل متشامخ متمـرد 
الى من يتعالى ويتغاضى عن كل الحقائق متوهمـاً  بامتلاكه الحقيقة المطلقه
 الى كل من يهوى ويمتهن الأنتقــاد
الى كل ذات مغرورة

 
تبقى   القِـلاعُ    حصينـة   وَعَصيَّـة        للطامعيـن   وَمن   لَهُـم    داءُ   العِمى

لا  تحسَبنَّ   الخصمَّ    فيهِ    ملآمــة       هُوَ ذا   الأميـــنُ    فِعالَـهُ   تعلو السما
 
وأنظر  لذاتك   إن   أردتَ     تَفهماً        وأسـتمهل    الأقــرار    ذلك    أسـلَّما
 
يا  عازفَ الدفِ ،  الدفيــن   مرامـه        هـلاّ      كَفــاكَ    ضلالَـةً ،   متَوَهِّـما

( إن  كنتَ في كُلِ  الأمورِ  معاتباً  )*       ما   أن   ترى  الدهمـاء  عنكَ   تَكَلُّما

 فَتَصيغُكَ   الأوهــام    جَذوَّةَ    حاقِـــدٍ        والناسُ     مِنـكَ     تنـافُراً    وتَجَهُما
 
لِتثيـرَ  في   فَرزِ   الأمــورِ    تَخَبُّطاً        فَيُخالُكَ    الصرحُ    المنَــوَّرُ    مظلِّما
 
 رفقاً   بِذاتِـكَ   أنتَ   لسـتَ    بكاملٍ       واحفظ  وقارك   حيثُ   سـِفْرُكَ   مبهِما

 فلرُبما  الأقـدارُ   تكشــفُ   ما  مَضى       فتزيدُ    من   كَمَـدِ    الوجــوه  تَعَتُّمِا
 
  وَتُقادَ   في   قـول   المزيـــدِ     مطالِباً      إذ   ذاك    فــوكَ   متمتـماً  متِلَعثِما
   
فأمشي على  وَجـه   البَسـيطَةِ   خاشـعاً      كَمْ    مِن  عَنيـدٍ  في الثـرى  مُستَسلِما

إنا   ضيـوفاً    في   مَقامنــا   ها   هُنـا     والضيـفُ    حَتمـاً    للسَـبيلِ   مُلازِما
 
فَأبدي  إذا   ســادَ   النَعيـمُ ،   تَواضُعـاً      فالطيـبُ   وَزرٌ  في  الضلالَةِ  عَلقَمـا
 
وَأنثـر  على   وَجـهِ    الأثيــرِ  مَحَبَّــةً       فيها    الثغـــور   تفَتُحــــاً   وتبسُـما 

------------------

*الشطر لبشار بن برد
الدهمـاء /عامة الناس ـ  اكثرهم

14
حُب وأطلال
بيـن العاشق والدَجّال


ايشو شليمون

سلآمٌ  من القلبِ العليلِ  لِمَن  هـوى      لِمن   ذاقَ  لوعاً   في  هَواها  وإن ذوى

نَسيم  كما عبـق  البخـورِ    بِعطـرِهِ     يفوحُ    إذا  لاحَت   يُثير  لضى  الجوى

هيــامٌ  لَها  رَفَّ  الفـوادُ   ولم   يَـزل    يناجي   مُقاماً  كانَ  صِرحاً  وقد   خَـوى

طُلولاً  بدَت،  جارَ  الزَمـانُ   بِزَّهوِها   وقلبـي  يُناغـي  بعـد  عَهـدٍ  من  النــوى

أيا  ليـتَ   أيـــام   الخـوالي   وأهلُها    تَعـود   كَما  كانـت ،   شـباباً   ومحتـوى
 
رَبيــعٌ   ترى  فيه  الزهــورُ  عِناقها     يحاكي  كما  الأحباب  إن  طَفَقَ  الهـوى
 
رَمَيْتُ  على  الأطلالِ   نظرَةَ  عاشِقٍ     لِدارٍ  سـباني   نــورُ   نجمٍ   بهِ   ثـوى

أتوقُ  وهل  باب التمني  لِما  مَضى     يُعيـد   بِما   فاضَ   الخيالُ   وَما   رَوى 

بلآدي  وَقـد  باتَ  الشـقاقُ   مسارها     وَخَـرَّت   سـجوداً   للدَخيــلِ  كما   نَوى

فلا  الدارُ  داري   والغريبُ  مُقيمهـا    ولا  الحُبُ   حبي ،  والزَّمـان  لهُ  طـوى

رَحَلنـا، وما   كانَ  الرحيــلُ   خَيارُنـا    لِزاماً  عُـرى  الأحبـابِ  قد  مالَ  والتوى

اقـولُ  لِمن  رام  الصمـودَ   بارضنـا     عظيــمٌ  عَملتـم  في  البنــاءِ،  لِمـا هَــوى

حَليـمٌ   وَفي  طول  الأنـــــاةِ   مقامِكـم    كَثيــر  المَعانـي   مِثـــلُ   بـازٍ   إذا  دَوى

فَدُم  أنت ما   دامت  لديـكَ   شَــكيمَةٌ     وَعـزمٌ   وإصـرارٌ   وَقـلـبٌ   وما  هَــوى
 
وَلا  تثني  عَزمـاً  إن  أتتـكَ   مَلامَـة     لِسـاناً   سـَـليطُاً   لا   يفيـــدُ    لَهُ  الدوى

يَغارُ  مِنِ  النِسـرِ   الطليـقِ  غُرابهــا     نَعيقــاً   تَبـارى  لا  أغــاثَ   ولا   رَوى

فكم  من  جَعيـرٍ  والشِــقاقُ   مَرامَـهُ     بَذيءُ  الكلامِ،   من   بَعيـدٍ   كَمَـنْ  عَـوى

لَجــوجٌ  على  نَبشِ  القديــمِ  المُهَلهِلِ    بذاكــرَةِ   الأزمــانِ  جُــرحٌ ،   وَإنْ  أوى
 
لِبَعضٍ  بَدَّتْ  ريـحُ   الشــواءِ  لذيـذَةٌ     وَصيتُ  المَقـامِ   قَـدْ  سَـباهُ   وَقَـدْ  غَــوى
 
إذا  حَميَّ  الوطيسُ  وَدانَ مِنَ الشوى     تَغاضَى   جِهــاراً  عن   قَرارِهِ  وانـزَّوى
 
وَبَعضٌ   يُغالــي   والمُـرادُ   لأهلِـــهِ     وإن  كَفوا   كَـفَّ   ثُمَّ   أحجَـمَ  واســتوى

فَلا  لَنْ  يُبالــي  بالبعيــدِ  وَإنْ  غَــدا    يناجي نجـوم  اللّيـلِ، مَـنْ  وَخـزَّةِ  الطَوى

جهابِـــذَةٌ   بعـدَ   الشـتاتِ   تَذَكَّــروا     لَهم   وَطَــنٌ  قَـدْ  طالَهُ  الضيـمُ   واكتـوى

لَهُم  وَطـنٌ، رَمـز الشمـوخِ   حَضـارةً    بـِهِ  دُرَراً  من  سـالِفِ الدهـرِ  قَـد  حَـوى
 
معاني الكلمات ___________________
ذوى: شاخ   //   الجوى : العشق   //  خوى :  خلا من اهله
النوى :4  الفراق، //  9 نوى:  نية او ما ابتغاه في نفسه، او ارادَ
  ثوى : سكن واستقر    //  طَفَقَ : إبتدأ او شَرعَ
    الهوى  :8  الحب.  //  11هَوى : هَدَم   // .12 هوى: اراد اوابتغى
الباز: طير جارح حاد البصر .//   دَوى : دار في الفضاء ولم يحرك جناحيه
دانَ :اقترب //  الشوى: قحف الرأس
رَوى: سقاهُ ماءاً  // عوى: عواء الذئب
مهلهل: غير متماسك، غير منقح //   تبارى: تنافسَ ، دخل في سباق
أوى:  قرب بروءه (إقترب شفاءه)وقد يكون أمراً اقترب نسيانه أو تم تجاوزه
غوى : امعن في الضلال  //   الطوى : الجوع الشديد

15
لا  تَقُـــل فيهــــا عِبَـــر
 انها وجهـة نظــر

*عندما تصل الى القمة قد ترى الذين في القاع صغاراً متناثرين بين الضباب والعتمة .ذلك خلاف الحقيقة، فتحلى بالبصيــرة.
 
* قطرات من على سطح البحر تتقاذفها الأمواج تنوء تحت سوط الرياح ولهيب الحر، تتحول الى غيوم تحجب رؤية الناظرين من القمه، فدقق النظر

* بالصبر وطول الأناة مقرونان بالأمل والرجاء، تتعطر المحبوبة للقاء فارس الأحلام وتسهر الليل تناجي نجوم السماء تتأمل موعداً لأنبثاق الحب .

* ثورة بركان الشعب تثير حفيظة الحكام وتسر قلوب المأسورين الحالمين بتحطيم الأبواب المغلقة  .
 
* تغريدة البلابل تهيج لواعج النفس وتنعش الروح وتخفف آلام الجراح وتعيد العافيه .

* طريق الكفاح وعر وعسير لمن ينشِده، لم يكن ابداً مفروشاً بالورود
الحياة الوان والأصدقاء اجناس واشكال.
 اللص يسرق خفية، والناهب يسطو عنوة وجهاراً، وكلاهما يهربان ويختفيان يتبعها ترتيب الأمـور واستقرار الأحوال.
ويلٌ لك يا عراق ، إن لصك طابوراً وناهبك الهاويــة

* نحن شعب تمسكنا بما لم يستطع الأعداء اغتصابه منا،
 انه لون يُسِرُ القلوب ويُشِلُ العقول إن طغى .

*مبتور اليدين عليه استعمال اسنانه، وعلى الأصم أن يسمع بعينيه ، ومن كان ابكماً عليه أن يتعلم لغة الأشارات.
وونحن مصابين بالثلاث.

* ابحث دوماً عن مرآة تعكس عظمة امجاد الأجداد  ليراها الأحفاد المختبئين خلفها.ويتقنوا طريقة نقشها

 * الواقع مُرٌ وتغيره يحتاج الى كفاح وصبر،
 عندما تصقل مواهب البراعم  وتغرس في بيئة  تشرئب من ضميرالأمة الحي،
 تتحول الى فسيلة ثم شجرة عملاقة .

*  حقيقـة حين يذبح الطير يرفرف جناحيه راقصاً من شدة الألم .
 
*للتعبير عن المآسي اشكال تتلائم مع المواسم والمواقع كما للفراشة الوان تتلائم مع بيئتها للأختفاء ،
نحن أمة بقيت شامخة شاخصة رغم عوادي الزمن،
لكننا انتحرنا بهجرة الوطن. 
ما نحن عليه اجترار للماضي الأليم بعلمنا او بدونه.
 
* قيل، إن لم يكن ما تريد فرد ما يكن، وهذا لا يعني الوقوف مكتوف الأيدي او الخنـوع والخضوع  .
الرقص على انغام الكلماة الهادفة تهيج المشاعر وتمهد طريق الهادفين والعاملين للبناء.
 
* نقرأ في سفر حياة الأنسان، ما هو العادي والمهم والأهم فأذا تعثر فِعْلُ الأخيرين إزداد نصيب الأول
   ليبقى الأنسان حياً بحكم المنطق، مشلولاً في العطـاء.

* الحياة مسرح يمرح فيها الجميع، لكن للأدباء والشعراء مرآة تعكس الواقع بحسب حِسِهم المرهف واحساسهم الوهاج
ورئيتهم الثاقبة.
 الشاعر صوت صادق ليصدح وليس قامَة لِتُمْدَحْ .
 
*لربما نَرى رجل دين في دنياه سارقاً لجهود الخيِّرين، ولكن حتماً مادحوه  من شعراء السلاطين ،
صوت الشعب ليس خلاصة فكرومواقف المتنفعين ولا حكراً لهم  .
توعية الشعب بعد المعاناة معاناة كبرى،
 
*  الأمة التي تتغنى بماضيها وتجسده مثيرة للأعجاب وينبغي تقديرها لانها امة حَية
لقد افتقدنا حكمـة أخيقار وسليمان وتدبير يوسف .
 ليس بخزائن غِلَّة الماضي الخالية يعلف الراعي غنمه بل بما لديه وما يجتنيه في ربيعة القادم .
 
 *  تبقى الأمـة وتدوم ، بالوحدة، بالأرادة الصادقة وبالمحبة والأخلاص والعمل المتفاني المحمي بسلاح العلم والمعرفــــة.
 
 -------------------------------------------- ملبورن4/13 --------------------------------

 * شكراً للأديب والشاعر آدم دانيال هومه فقد كان ما سطره في (شعب الطبل والمزمار)،حافزاً لي للأسطر وجهة نظري في ما ابداه ،  لطالما استوقفني محتواه كثيراً وتجنبت الكتابه فيه، غير إن تحمسه للموضوع وتأثره والذي بدى واضحاً من خلال طريقه طرحه واسلوب كتابته غير المعتاد و نشره مرتين دفعني  لاجاريه في ما اتى به  .
* معذرة من الصديق والكاتب السياسي الأستاذ خوشابا سولاقا حيث كنت قد وعته بان قصيدتي القادمة ستكون تلك التي اهديت له بيتين منها سابقاً وهي جاهزة ، غير انني آثرت أن اجاري شاعرنا الكبير آدم بما ابداه.
 
تحياتي للجميـــــع

16
أدب / العراقي والمهـــوال
« في: 05:46 12/03/2018  »
 
العراقي والمهــوال 

 
حَطَّتِ الأخلاق  وأشـتَدَّ  الريــاء    دارت  الأيـامُ  باتت  مُعضَله

إذْ توارى النـورُ  والليلُ  إسـتوى    حينها  الجهلُ  جِهاراً  إعتلى

مَن ينيرُ الدربَ إن  حَلَّ  الظلام    أو يزيلُ الظلمَ  إن حَلَّ  البلى

يا عَزيزاً كُنتَ  نسراً في العلا     من دعاكَ  أن تجاري المهزلا
 
هل أصاب  الصمُ  منكَ  مقتلا     أم  أزاح  المال عَنكَ  المرجلا

أم  كفيفاً  كنتً   تتلو  البسمَله    والملالي  تَدَّعـي  الليلُ   إنجلى

كانَ حُلماً أن تناصف ما  جنى     من  يد  الجلاد  بعد  المقصله

ها  هُوَ  الشعبُ  كَسـيراً  إنحنى      ليعيشَ  ضيمَ   وقع  المرحلـه

كَذليلً   طالَهُ   ضيم   الجـوى     ثم    يرضي    بِفُتاتِ   المزبله

يزدريـهِ  الجار  في  ذاكَ  ولا    يرتضي  عَنـهُ   بغيـرِ  البهدلـه

ذلك ( الجــلادُ)  كانَ  او  كَما      يدعــونَ   الشـــرَّ  مِنْـهُ  مَنهلا

من  أتوا  من  بَعدِهِ  يا ويلَّتي   لن  تَجـد  فيهــم  أمينـــاً  لا  ولا

أيُّها  المهوالُ   كنتــم  رائعــاً   قُل لي كيفَ الحَّقُ يُصلّب إن عَلا

أَيَتيمـاً أنتَ  أم  شَـعبً  يتيـم    صَـوتُهُ  يبقى  كرَعْـــدٍ   جَلجَــلَ
 
 إسـمُها الخضـراء لون ما حَلاه    كُلُ  ما  فيهـا  يَعــوزُ  غَربلــه

شِـلَّةٌ حَمقى بِها يَدري الحكيـم     أَنّى  للمهـوال   حَـلُّ   المَسـأله!!
 
أمهـرُ  الحيتــانِ  فيهـا  مُبتلى    شَـرقُهُ  عَهـــدُ  وغَـربٌ  موغـلا
 
رابط المهـــوال // https://www.youtube.com/watch?v=btp0TAV1_BY
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

17
الأخت انهـــاء سـيفو المحتــرمــه
تحيــة وبعــــد:

لايخفى على أحد بان هذه الزاويـة (زاوية الأدب) وطوال فترة اشرافك عليها كانت بصمات اناملك تزيدها بهاءاً وتحفز الكتاب على مزيد من الأبداع، بقلق اتطلع الى شحة اطلالاتك وتعليقاتك الجميلة على ما يكتب خلاف ما اعتدنا عليه، أرجو أن يكون المانع خيراً وأن تكونين وجميع الأهل بصحة وسلام  وتعـودين لهمتك المعهـودة ونشاطك الدؤوب، مع خالص تحياتي وتمنياتي لك بالموفقيــة الى حيث ما نويت .
اخوك /  ايشو شليمون

18
أدب / الجنـــة الســـوداء
« في: 13:35 08/02/2018  »

الجَنَـــةُ الســــوداء

ايشو شليمون

هُدِمَتْ  مآثِـــرَ   أُمــةٍ   أمجادهــا     تَرَكَت   لنا  عِبــرَ  القـرون   جسـاما

وطَنٌ كنوزه والتراث وما  حَـوَّى    عَصَفتْ  بِهِ   ريــحُ   الجنـونِ   حُطاما

قدْ كانَ صَـوتُهُ  في البقاعِ   مُجَلجِلاً    والعِلــــمُ   صيتَهُ    والبنــاءُ    مُقاما
 
وَأدَ  الزمـانُ   لُيوثـــه   فتسـيَّدت     فيــهِ   الضبـاعُ   على   البـلادِ   مَقاما
 
قردٌ   تَبختَــرَ  والثعالـبُ   اُلقِنَتْ     من   صغرها   فَـنُ   البقـــاء   خِصاما

شِـعبٌ سـَمتْ فيه المزايا  مُباركاً     شَــغَفت  به   بنـتُ   البـــراري  هيامـا

هَبَّـتْ  عليـهِ  وأطفـأة   أنـــوارُهُ     حَمَلـت   لَهُ   فـــوقَ   الهمـــومِ   جُذامـا
 
مَلِىءَ  الهِبـاب   سَـمائـِهِ   فتلبدت     وأناب  عن  نــورَ الســلآم    حُســامـا

وَطَغى الريـاء على البلاد فإذ ترى     روح  الشــــقاقِ مـع  النفــاقِ  وِســاما

 فتناحَرت   فيــهِ   المذاهِـبُ   غفلــة    وتســــيَّدَ   العبــــدُ   الذليـــلُ   كِراما
     
وَتمــاهى في الــوُدِ  المهيــنِ  صغارَهُ    وتَمـــــرَّدَ   الأبــنُ   الأبــــيُ   وهامـا

الجَنَّـــةُ   الســـوداءُ   فـي  جَنَبــاتِهِ    والطيبُ  عِطـــرَهُ  والوليـــدُ   فِطامـــا

قَدَرٌ  لَـكَ   فَرضَ   الطغاةُ    مَسارَهُ     وَرَضيتَ   بالقَـــدَرِ   المهيــنِ   يُقامـا

قَـد باتَ  صِرحُـك  يا عِـراقُ غنيمَـةٌ     نَهَشـــوا  السـمينَ،  وما  تَبقى  عِظاما

تِلكُــمْ   مبادِئِهــــمْ   تَبيَّــنَ   زيفُهــــا    ينــــقادُ    للسَــــحتِ   الحــرامِِ    إماما
   
عيثــوا   بأموال   الفقيـر  وَكَبــروا     فالله   يعلــــمُ     بالقلـــــوبِ    رُخـاما

وتَمَعَّنــوا في الشَـــرِ قَدْرَ  مرامِكـــم    وتيقَّنـــوا   يــــومَ   الحِســــابِ   زُئـاما


19
أدب / دائــــــــرة الظـلام
« في: 10:35 07/07/2017  »
 

دائــرة الظلام
 


 
ايشو شليمون

 

شهرٌ عدا العقم ما فاضت بِهِ  قَلَّمي       فالعقلُ   يأبى  يناجي  الناسَ  بالعَدَمِ   

بَحثتُ  عَن  خَبَـرٍ  والبحثُ  يؤلِمُني     لا لَن يُزيـلَ  صراخُ الذُلِ  مُـرَّ  فَمي

كَمْ  مِن  لقاءٍ  وكَـمْ   راعٍ   لمحنتنا      وَعـداً   أقـام   بأجــواءٍ   مِنَ  الكـرَمِ
 
كَمْ  مَن  تَباهوا وكم  شادوا  بمؤتمَرٍ     صالوا  وجالو ا وعادوا  مثلَ  منهزمِ

تاهت  لنا  أسُسِ  الأعرافِ  قاطبـةً     من ذا  يَقـــودُ  ومن   يزديـه  بالحِكَـمِ

ماذا    أقــولُ    وللآلامِ    مَلحَمَـــةٌ      فالماضِ  مرٌّ   وما   يأتينا  وا  نَدمي

هولُ الكوارِثِ جُرحُ الذاتِ  أعظمها     مِن أمرنا  عَجَباً  أن  نبقى  في  وَهَمِ

ما  دامَ    فينا  رِباط  الـودِ   منقَطِعٌ      نبقى  نعاني  ونشـكوا   قسـوَّة   الألَمِ

روح  الشقاقِ  منَ  السُرّاقِ  منبَعُها     والبعضُ  باقٍ   يناجي  الغربَ  بالهممِ

كم مِن وعود من الأغراب قد قُطِعت     كَم  مِن  رفوفٍ  لنا  فيها  من  الرُزُمِ

قَــومٌ   قضيتنـا ،  أركانـها  عُصِفـت     شَرخُ   المذاهبِ  قد  آلت  بها  حُطَمِ

عرشٌ    أقامَـــهُ   اســـــتاذٌ   لغايتِـهِ      شيخُ   عليـهِ    وَقــدْ   والآهُ   بالقَسَـمِ

أنى  تَكونَ  رياضُ  الأرضِ  وارفَةٌ      مـاءٌ   أُجـاجٌ   وراعٍ   كاهـلٍ   هَـرِمِ

يا  أمَةٌ  رَضَخت   للنيـرِ  خاضعـةً      واستسلمت   شَـغَفاً   بالسِـلمِ   والنُظُمِ

وَاذعَنَّ  العَقـلُ  روحَ  البِّـرِ  تَدفَعُـهُ      لأمَّــةِ    رُزِقَـت   من  ســيفها  اللُقُمِ

قومٌ  عَن  العُنفِ ما حادت  مسالكُهُ      أمجادَهُ  الوهمُ  في الصحراء والخيـمِ

والراقدون من  الأسـلاف  ما تَرَكوا      وَما  حَــواهُ  هُـدى  الآداب  من لُغُمِ

تِلكُـــم  مبادئها    بالسَــلبِ   بارزَة      عِنــفٌ يجافـي  بَريــقُ العقلِ  والقِيَّمِ

 ( السيف أصدَّقُ انباءاً من  الكُتُبِ )*      في نَشرها الحقِ او في فَتحِها الأُممِ

وأمَّتي    دأبـتْ   للســلمِ    جانحـةٌ      بيـن  الوحوشِ ،  لَهُمْ  اوصالهـا  نَهَمِ

هَلاّ   نَعــود  الى  ما  فيـهِ   قُوَّتنــا      فوحــــدَةُ  الصفِ   تبقى  قمــةُ  القِمَمِ
 

----------------------------------------------------------------------------------------------
لشطر/ من قصيدة أبو تمام بعد غزو عموريـه ( فتح عموريه واعتبار السيف صاحب الشأن والكلمة الفاصلة)، والعجز من لُدُني
 
 

20
مِن بني آشـور
الى كُلِ خَوّانٍ   أثيم

قد أناخ الدهرُ نجماً في   الأعالي       أمَّــةٌ    أمجادهـا    فـوق   العَنان

بعدَ  مَا  عجَّ   العرينُ    بضباع       وابن  آوى   وآسـتباحوا   بالمكان

دارَتِ   الأيام   حلت    بالمآسي       لقرونِ    طـالَها    غَـدرُ    الزمان

يا خليلي كن على  عِلم  اليقين       إن  شِبلُ  الليثِ  لا  يرضى  الهوان

 هوَ  ذا  لاماسو  رمزاً   يهتدينا        نسـتقي    منه    زئيــرَ   العنفـوان

 وَرَحيقُ  الأرضِ  يُغرينا  هِياماً        في   أكيتــو  رمــز  ينبوع  الحنـان

 منبع الأيمان من كوخي وأرهي        نـورُهُ     فينـا     تَجلى      لَمَعان

مشرق البلدان  نحن من  هَداها        منهل   الأيمان  في  أُرْهي  مُصان

نحنُ شعبٌ غيرة الآباء  تجري        في   دمانا    نحنُ    صمام    الأمان
 
نحن  من  صان  البنوه   بِدِمانا       وَسَنبقى     رَغم     أنف    البهلوان
 
يا عُروبي  أين  والسريان   أنت       قلْ  لي  من  باعَ   العقيده  واللسان
 
 مَن حَماهُم سيفَ اسلام العروبه!      ليجافوا    أصلُهُم ،    وَعْــدٌ   وكان

 هَل  بِفتوى  جَدك  السَيّاف تكتب     أم   بقِرشٍ ،  تفرش  الأرضَ  جنان

تدعي  السريان  زوراً   وتحابي      لَستَ   مِنّا   أنتَ   من  أهلِ  الختان

 خاسِراً  يَمضي  وحيــداً في  نعيق     من يجاري النسر في خوض الرهان

  مِن  هُدى  الأعراف  يبقى   أبداً       مَنْ   يجافي  الحـقَ  مَرذولاً   مُهان

 إرفع   البُرقعَ   عنك   يا   مُرائي       فَيَقينــاً       تَحتَــهُ     عَبــدٌ     يُبان

21
أدب / قال اتركونا وأرحلـوا
« في: 04:27 19/03/2017  »

قالَ إتركونا وارحلوا

ايشو شليمون


كتب الصراف* يوماً في وئام
عن كلام الناس دعواهُ  لابناء السلآم
قال إتركونا وارحلوا   
بعد أن حَلَّ الظلام
بعد أن بتنا قروناً  في الربى
أضحَت الأرض قفاراً بعد توطيد المقام
مَن يقول الحق لا يخشى الملام
فنحن علمتنا وحشة الصحراء حرباً وانتقام
 نقطع الزيتون وننحر الحمام
نَسلبُ الأرض، نغتال السلام
**
ونحن الذين غزونا العباد
جهاراً اتينا لنهب البلاد، بهدي السيوف صَهيلُ الجياد
ننادي برفعِ شعار الجهاد
 ونمحوا الرياض كغزو الجراد
 فأتركونا وارحلوا
**
 ويُقِرُّ إذ يقـول
 إنهم شعبٌ اصيل
إنهم اصحابُ ارض وتراث بدليل
بيد نحنُ من غزونا، ندعي جاء البديل
وتركناهم حيارى في ثلآث
إما للأسلام ديناً، او بدفع الجزيه انسان ذليل
وختاماً إتركونا واطرقوا
باب الرحيـل
**
وأصيغ عَنْهُ قولاً مستعار
يا سارحاً في غيِّهِ خزيٌّ وعار
من يجبر الأبناء في ترك الديار، نَحن دوماً بقناع ٍ مستعار
سارقاً ليلاً وجار في النهار
أمن الأنصاف حقاً أن نقول
اتركونا وارحلوأ
**
 أفهل يُلام
نِعمَ ما قال النعيمي* أمةٌ فيها انفصام
  صاغَ من صلب الوحي
وَمن التاريخ شهادات العِدا لا تنمحي
إذ تموج الناس صوب الملتحي
قال حقاً
(نحن شعبٌ لا يستحي) 
**
وختاماً أمنياتي أن أرى شعبى عِناقا
ما مضى ماتَ وإن في العيشِ فاقـه
يا أباة القوم شِدوا من وثاقـه
بهجة الآزهارتأتيها كباقه ، في مدى الوانها أصل الأناقه
واريج العطر للكل تلاقى
حينها للناس تبدوا انها زهوٌ وطاقـه

*****
*الكاتب الكويتي احمد الصراف ( من ـ كلام الناس ـ، بتصرف)
* ابناء السلام  (المسيحيون)
* الشاعر المغدور احمد النعيمي صاحب قصيدة (نحن شعب لا يستحي)

22
أدب / لِمِنْ تُطرق النواقيس ؟
« في: 14:11 14/02/2017  »
لِمن تُطرق النواقيس ؟


كَم    من    صِعابٍ    تُلاقينا    نُذَلِّلُها       بالصبرِ    حيناً    وبالألبابِ    أحيانا
 
وَفاقَـةُ     العيـشِ    بالآمال    نَدفَعُها       وَنتَقي   النفس   مِن    أمواجِ    دنيانا
 
شَــرٌ    يُطاردنا    والـروحُ   منكَسِرٌ        من   زمرة  الجن   لا   تُخفى  مآسينا

حَربٌ  مَعَ  السِلمِ  كيف  الودُ  يَجمَعُهم        فكارِهُ    ألحـــقِ   من  دنيـــاهُ  ينفينا

يا    إمَّةٌ   هجرت    أســرار   هيبتها       واستسلمت  للسلم   فأنهارت  روابينا

فنحـنُ   مَن   هَذَّبَ   الأيمـانُ   سيرتنا      للعيـشِ  طوعاً   مع   الأعداء   إخوانا

ما   كُنا  نحسُـبُ  إن   الغــدرَّ   معدنهم      يُمسي   سَلاماً   وعند   الفجـر  خَوّانا

مَرَّت   قروناً    وَحدُ   السيف    يتبعنا       والنائبات   من    الجيـــران     تأتينا

ماجَت  على    لُجُجِ   الطوفان  صابرةً      عِبـرَ  الدهـورِ  وما   أقسـاه   ماضينا

مَن ذا  يُنيرُ  دُجى  الأوغاد في   بَلَـدي      منهم   غزاتاً   ومنهم   يَنصُرُ   الدينـا

وَبعْضُهُمْ   طَمَـعُ    الأشـــرارِ   يدفعُهم      والشـرُ   طبـعٌ   بمن   جَهـراً   يُعادينا

شَعبُ   الغَرانيقِ   مُذْ   مِن  رَبِهم   مَدَدا      اوطاننا   رسخت   في   الظلمِ   بهتانا

ماذا   نَقـولُ   لِمن   فاقـت   جرائمهـم       حَد   العقـولِ   وفاقـت   كلَ   ما   كانا
 
 طَرقُ  النواقيسِ  مَن  في  الدارِ  يسمعها     وســامِعُ    الطـرقِ   مُحتلٌ   أراضينا
 
يا   عالماً     قَدَرُ   الآنســان ،   معـذِرَةً        فيك  الرجاء   وأنتَ  الصَبر تعطينا
 
تاهــت  بَنـوكَ   مع   الأيــام   وجهَتُهم       لا  منـكَ   نصـرٌ  ولا  ردعٌ   لغازينا
 
بتنا    نثاراً   بارض   الغربه    مسكننا      صِرحُ   المقام   طلولاً   كيفَ  يأوينا

نجثوأ     لاســمك     إجلالاً    لتُسعِفُنا      في رحلة  العمر كي  يبقى  الرجا  فينا

إنعَـم   بعطفك   إن   عادوا  وإن  رَحَلوا      وأرشد   لشعبكَ    عنوانـاً   وتوطينا

فَلسْـتُ  أدعوا  سوى  الأنصاف  يشملهُم     كأمةٌ   تَـرِثُ    في   الأرض   عنوانا

طَبيعةُ   الأنـسِ  إذ   سـادَتْ   غرائـزهُ     إسـتنكرَ  العُرفَ   والأخــلاقَ    والدينا

فَمَنْ   سـِواكَ    يقيـم    العَـدلَ    بينَهُمُ      ليضمنوا  العيش  في   البَلداتِ   خُلانا
 

***********************************************************************

23
أدب / خماسية الحب والوطـــن
« في: 16:38 23/01/2017  »
 

خماسية الحب والوطن



ايشو شليمون

شاءَتِ   ألأقدار   نحيا    زَمَنـاً    فيـهِ   المُثل
صرفها   في   معصمينا  مِثلَ   قيـدٍ  لا  يَفُل
نادراً   ما   إحتوانـا    صُدفَةً    ذاتَ   المَحَل
واختلسنا   في    وِئامٍ   نظـرَّةً    فيها   خَجَل

كان  قلبي  في   هَواها   سارحاً   مثل  الثمل
 مســحَةٌ  في   وجنتيها   زبـدَةٌ    فيها   عسـل
لا    أغالي    شَــــفَتيها    سـلسـبيلاً    للقبل
نظرَةٌ   من    مقلتيها    جُرحُهُم   لا   يندمل

كُنتُ  انوي   فيها   قولاً  او  كَلاماً   لَمْ   يَقًل
كَم  بَحثْتُ  في   رِحابِ    الشُعَراءِ    والجُمَل   
كُلُ ما يمليـهِ   شِـعراً  محتـوى   بحـر  الغزل
في فوادي  لا يُضاهي   ثَغرها   فيـهِ   الوَجل
 
ليس    أمراً   بالتمني   نيل  ما    كان  وَظل
مِن   كِلينا  الدهرُ  اقوى   فأفترقنا   في عَجل
يشــتكي  كُلٌّ   رُحى    أقدارِه  حيثُ   إرتحَل
كيفَ   للمرءُ   ثبوتـاً   بعـدَ   أن  حان  الأجل

فأنثنى  كُلٌّ  الى  وُجَهَتِــهِ  طارقاً   كُلَّ  السُبُل
نادباً    أمـراً    مَضى،   نَجـمٍ     أجـدادٍ    أفَل
في   رُبى    أوطاننا     فرحَتــةٌ    لَم    تكتمل
عَلَّنا    يومــاً    نرى    وَطَناً      فيـهِ    الأمل

يا  عَزيزاً،  يا  ثَرى النهرين ما اقسى  العذاب
نَيـرُ  جَهلٍ   بعد  عقـدِ   من ( ربيـع ) مستتاب
ولهيب   النارِ   يعلو   والسـلامُ     في   غياب
فَنمت  فيك   الرزايا   دون   حَدٍ   او   حِسـاب

زينًـةُ   الآنسـان   عَقلاً    يهتديه    للصواب
وضميراً   فيهِ    يحيا    يتقيــهِ   من   عذاب
ويقيم   العدل   بالقسطاس،   للغوث    يُجاب
وبلادي  فيها   نهباً   فيها   قتلاً   واغتصاب

مُذ بَدى الترنيم  يشدوا من على صرح القباب
لإْلاه     يَرفُضُ   الحَـقَ    وارباب   الكتاب
عاضـداً  يعطي حقيراً  مجرماً  حق  الصواب
ونحيـبُ   الطفل   يُبديـهِ  لَهُ  صوت   الرباب

بعد ما الأيامُ دارت  وطغى الأرض الضباب
وتمادى  العبـد   فيها   والدِما   تعلو  الركاب
أُطِرت  فيها   الرذائل  تحت  عنوان  الحجاب
وبدى   القتلُ   شــعاراً   فيه   انواع   الثواب

كيف  للحملان   تنجـو  في  مغارات  الذئاب
كيف  للعطشان  يروي من   ينابيـع  السراب
كيف  للبنيان   يعلو عندَ  من  يهوى  الخراب
وَطَنٌ   ينعَـقُ    فيه   شَـتى   انواع   الغُراب


24
أدب / الأنسان في زمن الهذيان
« في: 15:12 27/11/2016  »
الأنسان  في زمـن الهذيـان


دَع  الصائدون  في العراء  وشانهم        فذا  النسرُ يأوى  في الجبالِ الشواهقِ

لَهم  عُقــدَةٌ   فيها   المثالِـبُ    جُلَّها        شكوك   النوايـا   دون  علـمِ   مُـوَثَّقِ

فكم  من  بَذيءٍ  قد  تراه    مُراوِغاً        يَخُطُ    كلآماً   مِثلَ  هـولِ   المطارِقِ
 
وَيبـدو    جَليَّاً     للريــــاء    مَرامَـهُ       ويرمي   قِلاعـاً  دونِ  هَديٍ   وَمَنطَقِ

تَـراهُ   يُطيـلُ    بالكلامِ    وَيَفتـري         بِجهلٍ    يَعـومُ   في  البحـارِ  بزورقِ

إذا   القلعـة   الشـماء  هَـدَّ   جِدارُها        فَمن  ذا   يَقينا  من   لهيب   التراشقِ

أراكَ   خليلي   بالردودِ    مسايراً          تُزيـدُ     سـعيراً     للآخـوَّةِ     مُقلِـقِ

فَـرَدٌ     لِرَدٍ     والرُدودُ    لَهيبُها         يُهيــجُ    شِقاقاً   أو   يَسـودَ    تِشـرنقِ

أنا  لسـتُ  في  فنِّ   الكلامِ   مجاماً        ولستُ   مَعَ   نهج   السَّــليط   مُطابِقِ

أنا  مؤمنٌ   فوقَ  السفاسِفِ  ارتَقي        وأنئى   بِنفسي خوضَ دَرب المزالـقِ

 فَلا  لَن  أخوضَ  في  نقاشٍ   نِتاجَـهُ        عقيماً   ســقيماً     للجَهالةِ     يرتقي

وَلن  أرمِ   نفسي  للمهازلِ   طائِعاً         بريـق    السـنينَ   قد   أنارَ   بمفرقي
 
 فَلا  الوادِ  يخلو مِن  ضِباحِ الثعالبِ       ولا  الناس  تنجو  من  لِـسانِ  المنافقِ

سَيبقى  الأميـنُ  في  السـيادةِ  طالَما        يقــودُ    بِعَـدلٍ    بالمحبــةِ     يَسـتقي

كِراماً  لَهم   رغمَ   الحَسودِ  مَقامَهم         شـموخاً   فَهُمْ    فـوق  البناءِ   بيارقِ
 
فلَن   تعتريهــم   بالمقـــولِ   مهانَّةً       ولن  يخشَ  ضيمـاً  مَنْ   لِرَبِّـهِ   مُتَّـقي
 
ألا   فلنَـكُفَّ   عن    عَقيـمِ    جِدالنا        بِحقِ     الثكالى   او   بحقِ    الرقـائقِ

فيا   بؤسَ   قــومٍ   يحتسـي   بجهالـةٍ       سمومَ   الأفاعي   في  الشرابِ  المعتقِ

***********************************************************************

25
أدب / خميــــرة الوطـــــن
« في: 03:36 03/11/2016  »

خميـــــــرةُ الوَطَـــــــن

ايشو شليمون

صِرفُ الَّليالي  مع  الأقدارِ   تَدفعنا           في  لحظـةِ الجِـدِ  عَن  مسعانا   تثنينا

ألهيتُ  نفسي مع  الأيـام   منسَجِماً           وراحة   النفس   في   هَجـرِ   مآسينا
 
أنى  السبيلَ  الى   كِتمانِ    حُبُّـكُــمُ          ذكراهُ    أمسَت   شُـعاعٌ   في   لَيالينا

لا لَن  يطولَ  مدى  الأنفاسِ   كاتِمَةً          فالأرضُ   تَعجــزُ  للبركـانِ   توطينا

إذ هاج لوعي ونار الشوقِ أرغمني         يا  نجمـةَ  الصبحِ   في   دنيـا   أمانينا

فَبُتُّ   أكتُـبُ  طيفَ  الماضِ أنثُرهُ          وأرسم    اللوحَ  من   أطيابِ   ماضينا
 
ليصدَحُ   القَلبُ   أنغامـاً   مخارجها         من  منبَعِ    العُشقِ   إنشـاداً   وتلحينـا

في  مَكمَنِ  النفسِ  للأوطان  رِقَتُها          كَنسـمة   الصُبحِ    والعِطـرُ    رياحينا
 
تِلكُم   كَنائِسُنا  والدارُ   قَد   خُلِيَّت          من   ســاكنيها    ولا    أنبــاءَ      تأتينا
 
 أنى  السبيلُ  إلى   الكتمان  صرختها         تعلـو     أنينـاً     لانقــاذٍ      تُناجينـا
 
هَيـا  هَلُمــوا،   دُعاةَ  الحَّـقِ   بالهمم          يومَ   الجهادِ  ونَصرُ  الحـقِ   يدعونا

لا  ينبغي  النومَ  إذا  كانت  مقاصِدنا         نَيلُ   الأَمانــي   إذا   كُنّا    مُصِرِّينا

يا من  نراكَ  على الأهواء  تَحتَكِـمُ         عَمداً   جزافاً   لتبدي   الأمـرَ   تخوينا

هانت الينا، ففي الأحضانِ  نَهجُرُها          مِن  أمرنا  عَجَباً  في   الذكرى  تُبكينا

دَع  عَنكَ  لَومَ  سكيبُ النفس مَسـلكهُ          حافٍ  يسيرُ  على  الأشـواكِ   يفدينـا

جيدوا  وَجودوا بما للجـودِ  مِن  سُبُلِ         للمبعديــنَ    فـذاكَ   الدَربُ    يعنينا
 
وأستنفروا  اليومَ   للتوحيــد   طاقتنا        بوَحــدَةِ   النهجِ    نَدنـوا   مِن   مَرامينا

تلك  الديارُ  وعِبقُ  الماضي  رونقها         ذاكَ   العَريــنُ   بهِ   الأبطـال   تحمينا
 
فيـها   الخميـرة ُ   والأيمان    والنسب        فيها   الجـذورُ  التي   أَمصالُها   فينـا

 يا  مِن  بِـهِ  الوطَنُ  نَشدوا  بِهِ  وَطَناً          لا    تزدريـهِ     فَلا    عَنـهُ    لِيُغْنينا
 
لا  جَدوى  من  نَدَمٍ  نبكي على  طَلّلٍ         لا  تُصلَّحُ  الحالُ  إن  طالت   مَراثينا
 
فالدارُ   إن   فُقِدَت،   أمجادُنا   فُقِـدوا         نَبقى   نِثاراً   وَريـحُ   الكـونِ   تُفنينـا 


************************************

26
       
هلا كفاكم تلعَبوا دور الصنم


ايشو شليمون




يا مرحَباً  رأس  القِنـا  في دارُكــم           سَـهلاً وَطأتم والرُبــا فيهــا الحِمَمْ
 
غيضاً  تَنامى  بيننـا  في  حلّكـــم             منكــم لنا عهــداً  مبينـاً  كالوشـمْ
 
بُتُــمْ   بُنــاةَ   البيـنِ   في   أيامنــا          خزيٌّ  لنا في الناسِ، مِهدارُ القيـمْ

أضحت تنـوءُ  الناس  من أعمالكــم            ضيقاً  مع  الأيام  في  همٍ  وغَـمْ

حَلـت  بِكـم  شــهوَ  الزمانِ  بينما           كانـت مع  الآباء  في  حِـلٍّ  وَذَمْ

تلهو  كَمن  أغواهُ  سلطان  الجوى         تقضي هجيع  الليل سهراً  لن تَنمْ

تحـدو  بِكــم  نحو  الرزايــا  طالَما         في حبكم  طيـبُ  الزمانِ  لا  ندَمْ

أنتَ الـذي  جاءوا بهِ  (شَيخاً)، كَمن        فــوقَ الثُــرّيا  إعتلى راعٍ  أصَـم

أنغـــامُ  طَبــالٍ  دَوَّتْ  في  أُذنِـكـم          ثُمَّ  أسـتَويتُم  حالِماً  تَهـوى  خَـدَم

آهـاتُ  شَـعبٍ  إبتلى  من  جَهلكــم          أمسى  عقـوداً  تابعاً ذاتَ  الوَهَـم

تَمضي  بِـهِ  الأيـامُ  والدارُ  هَـوَّت         سِـراً طَواكم، مَن دَرى عِلماً صَدَمْ

هَل بات  صِرحاً سالماً  من  شَرِّكم            في كُلِ ارضٍ زُرتَها ناراً  ضَرَمْ

قُل يا الذي  يهوى(الأنا) من دونِهِ           من ذا الذي صُبحٌ بَنى عَصراً هـَدَمْ

ما ذا  جَنـى  ذاكَ  الــذي ابعدتُــهُ            هَل  مِثلَكُــم  قد إرتـوى مما حُرِمْ ؟

 أصـداءُ  أمــرٍ  كالسَـنا  ازلامُكــم           طافــت قِلاعاً  بابُها  شـــمعاً  خُتِم

يا  مَن  تَـرى  وَهمـاً  لَهُ  أمجــادُهُ          هـذا  الـذي  يحـدو بنا  نَحوَ  الَعَدَمْ

فالكُـلُ راعٍ  لا  تَلُـم  يا  صاحِبـي            ما  دامَ  بَعضُ تابِعــاً  مِثـلَّ  البُهُمْ

 مِن  كُلِ عِلمٍ  او أميـنٍ  قـد  خَلـت          مُنذُ إعتلى مِثلُ الدُمى، راس الهَرَم

يكفـي لَهم  كَـمْ  ثَعلَـبـاً  يَختارُهُــم           أو كَـم  أجـيرٍ مرهِفٍ يهوى النغـم

هَونـاً  فَـلا  تُبـدي  الأسى من أمـرِهِ          صِـلٌّ  لَهُ  من  شَـرِّهِ  مَن  يَغتنـم

يا مَن بِكم خابِ  الرَجا  في  رُشدِكم          هَلاّ  كَفاكــم  تَلعَبـوا  دورَ الصَنم
 
  زيلـوا  غُبارَ  الرِجسِ  عَن   أقداسـكم       قد باتَ  وَكراً  فيهِ  مَن باعَ  الذمم   

27
الوطن والغربــه
 بين الغصــة والغبطــه


ايشو شليمون


يا  أمَّة   نَكرَ   الجيران  ما   وَهَبت        مِنها    السـخاءُ   وَمِنهم   ما   يُجافيها
 
هذا  سِراطُ  بُغـاةِ  الأرضِ مُختَمِــرٌ        في  الموبِقاتِ   قُرونــاً   نَهجُهمْ    تيها

 سودُ  البيـارِقِ   كالطوفـان   كاسِـحَةٌ        تمحو  المزايـا   مِنَ   النهريـنِ   تفنيها

عبر الدهـورِ  فَتى  البِعـرانِ  حالتُهُ       عَقـلٌ   عَقيــمٌ   بحـدِ   السـيفِ   يقضيها

فصرخة الموت من حيكاري  داويَةً        صَمتُ  الثكالى  ثَرى   سُـميل   يُـرثيها

وَنَكبةَ  الموتِ في  صوريه  مَجزَرَةً        ونينوى  اليـومَ   قد    فاقَـت   مآســيها

رُكنُ  المنايا  على  الخابورِ شرفتُهُ        خَطـفُ   السبايا    وترهيـبـاً   لِمن فيها

تِلكم  بِلادي  وذاكَ  النيرُ  من  هَمَجٍ       مِنهُـم   غُزاتــاً    وَمِنهـم   من  أهاليهـا

أسيرةُ   الظلمِ   في  المأساة   غارقَةٌ       وَرقصَةُ  الموتِ   دوماً   في  أراضيها

في القَلبِ سُكناكَ رَغمَ البُعد يا وَطَني      فيــكَ  الأمانـي   صَغيراً   كنـتُ  بانيها

فيكَ  القَديمُ  صُروحاً  مِن  حَضارَتُنا      ذِكرى  الجُدودِ  وإرثُ  الأرضِ  يرويها

رغمَ   الجراحِ  وَما  عانينا  مِن  أَلَمٍ      عسْــرُ   الحيــاةِ   وما   كانَـت   مَآسيها

يبقى الحنين وعبق  الماضِ  يلزمنا       في غربة  الأرض  يسمو  فوق  ساميها

وَقُعُ  التَنائي  عَن الأحباب  يؤلِمنا        والعيـشُ   شــوقاً    لأيـــــامٍ    نُواريها

إن  الغريبَ  رَهيفٌ   في  مشـاعِرِهِ        فالذكرياتُ   لمن   عاشَ  الصِبا   فيها

ما أغرَبَ الأمر في الأوطانِ غُربتنا      كَرامَـةُ   الأبـــنِ   في  الغُـرْبْـا   نُلاقيها
 
رَغـمَ  البِعـادِ جروحُ الماضي  تندمِلُ        روحُ    المحبـــةِ    انصافاً    تُداويها
 
لا  يشكو   فيها  غريباً  في   تَعامله        لا  ينغُصُ   العيشَ  أمراً  في  روابيها

والحقَ  يَعلـو  وَقَولُ  الحَـقِ   يُلزِمُنا       أنْ  نُحسِـنَّ  القَـولَ  في  ذِكرِ  مناحيها

مَن  يشكو  في  بلـدٍ   أفضالها   كِثَرٌ       والعيشُ  رغدٌ    يَدُ   القانونِ   تَحميهـا

الكلُ   يَحيى   حيـاةَ   الحُـرِّ  يعشقُها      فيها   الحضــارة    والأنســان    يبنيها

من باتَ يدركُ معنى العيشِ  يحسبها       هي   الجنائِـنُ   فـوقَ  الأرضِ   قانيها

زَهواً   يَقِــرُ  فخوراً  ها  هنا  بَلَدي       قلبـي   عليـها    وكاألأحــرار   افديهـا
 
فيض  العواصَفِ   بالأبراج  تَرتَطِمُ      حضيـرَةُ   الكُفـــرِ    ترتَـــدُ   لِماضيها

28
 

شنكال الأبـاده وجريمة الكـراده

ايشو شليمون
 
تبقى   دنيانا   كَشمس  الحالميـن          تزهو   حيناً   ثم     تاتي    للأفـولْ

والثرى   يبقـى    يقينـاً   مسكناً          يأوى   طَيشَ   السارحينَ   كالعُجول
 
ثم  ماذا  بعدَ   صولاتِ   الفجور          فاقَ   حداً   لا    تُصدقهُ     العُقـول

لا ولا  حتى  البهائم   في  الهـوى        لا  تجورَ   مثل  داعش  في  الميـول

صولة   الكُفـر   وما عنها   جرى       ليس  في  التأريخ   شبهاً  في الفصول

 إذْ طغى الباغونَ  في جنحِ  الظلام       غَـزوَةَ    الأشـرارِ   تَسـقيها    الفلول

سطوَةُ  الحمقى  وأعداء   السلام          حَطمـوا  البنيــانَ   أضحى   كالطلول

ماجداتُ القـومِ  أضحَتْ في السَّبي        سِـلعَة    للجاني  في  شـَرعِ   الفحول

باتَ  يَسري  مرغماً  شَعبُ  الأباة        تائهــاً    بيـن   الجبــــالِ   والتلـــول

من لضى المأسات من هول الوغى       ثائــر    للحــقِ    يَســعى    للحلول

فاليزيـدي   لا   يغالي   في  الأناة        حيثُ  كانَ  الأمر   غَدراً    للأصول

يا بَني   شِنكالَ   يا شعب   وَدود         آمِنـاً     أَنـتَ     وَديعــاً     للمثـــول

أجهَضت  سِنجارُ  من ثِقلِ  الرحى        بِئـسَ   دُنيـانا   فما   نَفــعَ    المقـول

طودُكِ  المعطاء   يأوى في خُشوع        صَخــرُهُ    حَـنَّ     لقتلاكِ    الكُهـول

من دَعى الأحرارَ للصمتِ الرَهيب         لا    يُبالــونَ     لِمأســاةَ     البَتـول

يا  رُعاةَ   القومِ   والحكــم  اللئيم          طالَـتِ    المأسـاةُ   والحَـلُ   يطول
 
في  خضـوعٍ    وخنـوعٍ   وانكسار        فيكُمُ   ألذِلُ  على  الصَمتْ  الخجـول

أبرياءاً   طالَهُـم    حُكــمُ    الردى         مَنْ   يُداوي   صَدمةَ   الجُرمِ  المَهول
 
ها هِيَ  الكراده   يعلوها  الصراخ          يَومُها    الدامـــي    كأيــام   المغـول

بينَما   الخَــوْانُ  مَـنْ  باع   البـلاد        في  نَعيــمٍ    سارحاً    حُــراً   يَجـول
 
مَنْ هَوى الخضـراء والبـرج المصـون     يرتـدي   الشـرَّ   ولا  مِنـهُ   خَجـول

ليتَ   أخبارُكَ   يا    رُكنَّ   الظلام         تنمحـي    يومـاً    وذكـراكَ   تَـزول 

29
أدب / نَبـــع ألخَــــلاص
« في: 13:52 23/06/2016  »


نَبــعُ الخَــلاص


ايشو شليمون

أيا  صاحبَ  المجدِ   التليــد   تبصراً        هيَّ الدنيا  من تنوي الحديثَ  الينا

تُراثٌ   لَنا   فيهِ   الحضارة    تَنجلي        بأَسْمَى   رُقيٍّ   والبنـاءُ    رَصينا
 
أرى الدنيا  يا  صاحي  كَرِحلَّةَ  مرغِمٍ        نَحلُّ   ونمضي  لا  خِيــارَ   لَدينا

هَنيئاً    لِمَن   شَـــقَّ   السبيلَ   بِعِفَّــةٍ       نزيهاً   مضى  يومَ  الرَّحيلِ   أمينا

سَراباً  هو   مَجــدُ  العروشِ   وجَاهَها      إذا  الروحُ اضحت  للشرورِ رَهينه

 فكُـنْ  فيها  ليثاً  في الدفاعِ  مثابراً       وَكُن   فيها   حمـلاً   للوديــعِ   قَرينا

هُوَّ  الربُ  في  سِـفرِ الحياةِ  سِراطُها       هو  الحق  في  روحِ  ألنقاءِ  سَكيْنا
 
فَكم   مِن  سَـليطٍ   قَد  تهاوى   بِغِمرةٍ        وكم  من  بغيضٍ  قد تَداعى مُشينا

بِدنيانا    نبقى    زائريـــنَ    وَبعدهـا        نَعودُ    لمثوى  حيثُ  مِنـهُ   أتينا

يَجوبُ   قِطارَ  العمـــرِ  ينفُـثُ غاديـاً        سريعاً  بنا  نحو  المصير  المبينا
 
فَكلُّ    دَبيــبٍ    للزوالِ    مَقامَـــــه          ولن   يبقى   فيها  غثها  وسمينا
 
شقاءاً   هِيَّ   الدنيــا  وعثــرَّةَ  واهــمٍ        لِمن  يهوى  مِنهـا  لؤلؤاً  وَلُجينـا

أيا   ليت  في   سِــفر  الحيـــاةِ  وِثاقُنا        رِباطاً   بِه  بَـرُ  الأماني   رَسَيْنا

إذا   نَحنُ   أدركنا   الحَيـاةَ   وَســـرِها        لكانَ   مَراماً   لا  سِــواهُ  هَوينا

فيا  نفسُ  جودي  في الحيــاةِ  مَحَبَّــةً        فذاك    سـبيلاً   للخلاص   يقينا

ليوماً   تُصلي  الناس   عنـا  مراحماً        نَكونُ  به   تحت   التراب   دفينا

هِيَّ  الدُنيا  يا  صاحي  وَسِـحرُ  جمالها      كَزهوُ  الزَّواني  مَنْ غَوَتـهُ  أدينا

فلا  المالُ   يُجدي  والديار  وما  حَوَّت       وَلا  منها   شيئاً  يومَ  ذاكَ  يَقينا

ولا  البارقـاتُ   من  عِقـاب   تُحيدنـا        ولا  ألفُ  عذرٍّ  أو  حلفنا   يَمينـا
 
فَيا   زارِعَ    الشَـرِ   المَقيـتِ   هُنيهَـةً       مُبيتاً   لَكَ   نـارُ   العذابِ   كَمينا

فيـومَ    لقاءَ    الـرَّب    تَبـدو   جَليَّـةً        مَناقِبُنــا    وما     جنتــهُ    يَديْنا


30
أدب / يا نسـرَ آشـور
« في: 07:43 04/06/2016  »
يا نِسرَ آشـور +

 
يا  نِسرَ  آشورَ حلق  في  سَما  وَطَني        رفرف جناحيك  فوق الأرض حَييها

عُد  أنـتَ  ايضاً   فقد عادت  كنيستنا         بعد  الغياب  عقوداً  عن  اراضيها

في أربَئلـو  شـعاعَ  الشرقَ   قد طَفِـقَ       رغـم الجــراحِ أعادت مجدَ  ماضيها

ها  بنتُ سـاليقَ  في  الأيمـان  ثانِيَـةً         يعلو  صَداها   تُبـارك  مَجـدَ باريها
 
عِـزُّ الأمـاني  ذوات  الشأن  يجمعهم         روحُ  الأخـاء  ورب  الكرمِ  يسقيها

عُد  ثُمَ  ناغي  بني  آشـورَ  في  حُنُنِ         أو  مَن  يعيش  كسـيراً  مبعِـداً  تيها
 
وابسـط    يَمينُـكَ   للأخـوان  حاميــةً       جَمعُ   الثلاثي  يقيناً  سـوف  يُحْييها

لملم   شـتاتك   وأجمَعْ   دُرَّةَ   الأُمـمِ        وأسدي  الستارَ  على  الآلآم   ناسـيها

قُل  للثلاثـي  وإن  بانـت   منازلكــم       فالعُــشُ   يبقى   وفـي  آشــور أبنيها
 
قُل للرعـاةِ  وإن   تاهَـت  مراكبكــم       لا   تجزَّعَنَّ   يَميـنُ  الباري   تحميها

فاالأمنيـــاتُ  وإن  طالـت  بنا   زَمَناً      روحُ   الرجــاءِ   وبالأصــرارِ  نُحييها

عُد  كَي  تُعيـد رياض الأرضِ رونقها       وافتــح  من النهـر مشروعاً  ليرويها

مَن  يدَّعي  السَلمَّ  والأوغـادَ   تحكُمُهُ        فهوَّ   الذليـلُ  حيـاةَ   العبـدِ   راضيها

من يزرع  الريح يجني منهُ عاصِفَة        يا حاضن  الجمرِ  روحُ  النارِ  تحويها

عُـد   للبلاد   وَقُـدْ  مِن  حيث يلزمها        فالحقـل  ليسَ  كما  الحاسوبُ  يَرويها
 
يا أمة  المجـد  هُبي   وانفضي   الكَـدرَ      مَرَّت  عقـوداً  باسـم  السِــلمِ  نلهيها

( القاهُ   في  اليمِ  مكتوفاً  وقالَ  لَهُ  )*     قُم  واركـب  الموجَ  لا تأبى  بعاتيها

ما باتَ  ينفعُ   نثر  الوَردِ  في   الدِمَنِ       مسيرةُ   الضلمِ    حتماً   في  تصديها

كَيفَ   النجـاة   لِمَن   بيضاً   بيارقُها        بين  الذئابِ   وفي  الأحراشِ  ترميها

مَنْ  ذا  يَجــودُ  علينا   من  مَكارمِـهِ        فاالربُ  وحـدَهُ   جنس  الأرض  فاديها

يا  راهب الدير  رَبُ  الكونِ   حَرَّرَنا        كيـفَ   السبيل  حيـاة   الذُلِ   نقضيها

إن كُنتَ تَحسُبُ مَسكُ الأرضِ محرقَةً        فأنفض غبارها  وأرحل  عن  روابيها

فالأرضُ   واسعةٌ   والـربُ   أكرمنا          بنعمـةِ   العَقلِ، إن  فاضَت  مَعاصيها


+ مقطع من قصيدة كنت قد نظمتها بمناسبة عودة الكرسي البطريركي لكنيسة المشرق الآشوريه الى موطنه الأصلي ومهد انبثاقه،   حذفت منها الجزء المتعلق بأحداث فشل وحدة شقي كنيستنا (الأشورية والقديمه)، واضفت اليها بعض من معطيات ألأحداث الأخيرة في الوطـن.

* الشطر من قصيدة للحلاج ، والعجز من لدني بذات المعنى وليطابق القافيه ، حيث اصله هو
 القاه في اليم مكتوفاً وقالَ لَهُ   اياك أياكَ ان تبتل بالماءِ

31


الوطـن والصبـا وخريف العمــر

 
إيشو شليمون

هِيَّ    الدنيــا  لَمن   فيها         جِنـان   المنشأ   الفاني

ففيــها   هائماً   يســـري         ويلهو في الصبـا هأنـي

كومضً  نـورهُ   يمضي        ربيــع   العُمـرِ   نيسـانِ

كَما    الكُلُ    بها   كنـتُ      وكانت    ومضَ   تيجانِ

لـــيوم     فيـه    أمــران        بقسـطاسٍ     بعرفــــانِ

رَمَت مِن لحظها  وهجـــا       أضائت   كلَّ   اركاني

غدت  من  يومها  عشقي       ولا   عنــهُ    بنكــــران

سَرَتْ  في  عمقَ  اعماقي       بقلبـــي   ثُمَّ    شرياني

ولا  زلـتُ   بها   اشـدوا        مواويلـــي   وألحانــــي
 
أناغيهـا   كما   الماضي        وَعِـبقُ   الماضِ  أنساني

لِـقدْ  أضحى الهوى  حلماً       وطول  البعد   اضناني

فَكيفَ   زهــرَّةُ    الـوُدِ        غَدَّتْ   من  غير عنـوانِ

ألا   يا     قَلبـيَّ    الدامـي       ألا   تكفيـك   احــزاني

فكم  من   ليلّةٍ   اشـــكوا         لحب   ســاد   وجداني
 
وأروي الماضي والذكرى       لأحبابـــــي    وخُلانــي

فَيا  ليلُ   الجفـا   إرحـــل       ليضوي  النـورُ اوطاني

 وإبعد   هولــك   المؤذي       كفـاك    تَقـسِ    بلـداني

فبين   اليــوم   والأمس         بدت   للنفس    دهـران

مضت   أنـوار   ماضينا       ظـلامٌ     يومها    الثاني
 
فهل  هذا   الذي   يجري       جزاء   الجارِ  يا   جاني

32
أدب / يا مًنيَّـةَ القلــب
« في: 13:45 01/05/2016  »


يا مُنيَّـةَ القلب



إيشو شليمون


يا مُنيَةَ القلبِ أشكو والنوى  سُقُمي      يَا ليتَ  نفسي  تداوي  السُقمَ  بالنُظُمِ
 
حباً توارى  وطيفَ  الثغر  والمُقَلِ      لا  لن  يَـزول  نضيراً  باقِ  كالوَشِمِ

مرَّت  سِنيناً وقلبي الماضيِ آسِرُهُ     والقلبُ  يهوى  خِلاف  العقـلِ  والنظمِ
 
 أمُ الرَبيعينِ  يا  فَخـرُ  الربيعِ  لَنـا      زاهٍ   بأرثِـكِ  رغـمَ   الدهـرِ   والقِدَمِ
 
أرضُ  المسَّـرَّةِ   للأمجـــأد ناصِيَّةً     فيـكِ  الأماني   وأنـتِ   غـادَةُ   الأُمَـمِ
 
تِلكَ  الديــارُ  بها  كانـت  مَباهجنـا     وسيرة  الأجـدادِ  في الألـواحِ والرُقَـمِ
 
 بانَ الحبيبُ  وَأقْـوَّت  تِلكُمُ  المُدُنِ      لَما  غَـزاها   سَـليلُ   الصِلِّ   والبُهُـمِ
 
روحُ الدَواعِشِ ملىء الشَرِ حـاويةً     مِن ألف عامٍ وَهُم  في الأرض كالوَرَمِ

فالشعبُ أضحى شريداً عن مساكنه     يُسـدي  الدُعــاءَ   لِمنْ  آواهُ   بالكَـرمِ

 خارت  قِواهُ  وإذ  أطيافــهُ  شَطَطاً      ثخـنُ الجـراحِ  لشـعبٍ  غيـــرَ  مُلتئِـمِ

هل مَن  يَعـومُ  عُباب  البحرِ يسألُهُ      كَم   من  حَيـاةِ  طَواهـا  جوفُــهُ  نَهِمِ
 
وَكم  فَقيـدٍ  تراب الغربِ  حاضِنُهُم    عن  تُربـة  الأهــلِ  بالحسراتِ  والألمِ
 
أو مَن يجوب  بقاع الأرضِ منتَقِلاً     عطشى  يُعاني  من  الويلات  والسُقُمِ

هَلاّ سَألتَ لِما عن ارضِهم  رَحَلوأ      مَن عَلمـوا  الناس  بالقرطاسِ  والقَلَمِ

قف يا زَماني فما لي في  مَسرَّتِكم      كيفَ  المَسَــرَّةُ  والأحبابُ  في  الخيَّمِ

اين   المسَّـرةُ  والأيـــامُ   تُرغُمُنـا      تَركُ  الديـار  لظى  الهجران في كَظَمِ
 
ماذا تَقولُ  لِمن باتـت  ظمائرهم      طَـوعُ    التَقيَّــةِ  في  الأقــوالِ  والقَسَـمِ
 
ماذا تَقولُ لِمن أضحت  مَطامِعَهم      رهينَـةُ  الجَذبِ  بين  الغَربِ   والعَجَــمِ
 
والسَلبُ  أمسى جهاراً فيه  يُمتهَنُ    والبعض اضحى كما الجرذانِ في القَضِمِ
 
يا أرضُ تَبقى طُلولَ الماضِ تجذبنا     والعيشُ  فيكِ  شَـبيه  السُمِ  في الطعُمِ
 
يا  إبنَ  دجلــةَ   والفـراتِ  يا  أمَلاً     هَلاّ  خَنا الدهر  قد  اضنى  بكَ  الهِمَمِ
 
قم  يا  كريماً  فنجم العقــلِ  قد  أفَلَ     وباتـتِ  الســوحُ  مأوى  المارِقِ الأثِمِ
 
ورايـةُ  السِـلم  لا  تَجدي  لتسـعفنا     من  ثــورةِ  الجَهلِ  من اصحابها العُقَمِ
 
ركائِز  الحــقِ   للأخـلاق  مرجعها     وسـيرةُ   الحـقِ  عندِ  البعضِ  كالعَدَمِ

زوراً  يُقـامُ  شِـعارُ العدلِ  في  بَلًدٍ     إن سـادَ  فيـه  رديفُ الجَهلِ  في الحُكُمِ

عينُ الأباة على الأوطان في سَهَرٍ     عَقـلاً   يَقــودُ  وفي  الأعمــالِ  كالخـدمِ

 وفي العـراق أباة النفسِ  في كَمَـدِ     والحكـمُ   فيـه  مع  الأصـلاحِ  في  جَذَمِ
 
نـارُ  الشقاقِ  مُثيـراً  في  طوائفـه     وللنهيـبِ  عيـــونُ   البعضِ   لَمْ   تَنُــمِ

 


33
أدب / فاسـداً ذاك النظــــام
« في: 13:44 01/04/2016  »
فاسـداً ذاك النظــام
قالوا لا لسنا نيـام
لا تبالي يا عراق
مهما طال الليل او غاب الوفاق
ينجلي يوماً بصبح ثمَّ نَنعَمْ باالسلام
لا فلن يبقى الظلام
 نهجنــا حُكـمُ  التراضي، لا ولن يبقى الشقاق
*
يومها الرايات ترفع للعنان
 وهتاف النصر يعلو رغم آهاة الزمـان
 نشعل الأنوار والمخفي يُبان
**
   جئنا  وها  راياتنـا  شعارها  سيادة  الأعمــام .
وســاريات  عهدها  من  غابــر الأيـام
  وَخافيات لا تُرى بل ترسل الأنغــام
وَخالصٌ منهاجنـا للهِ والأمــام   
وكل ما في امرنا،
  إنّـا لَهُ خُدام
***
 لا ولن يبقى اللئيمْ ، يملأ الكيسَ من السحت الحرام
****
جئناكِ والعَهدُ بنا
نقارع الأوغــاد
وحكمةُ الذكرِ هُدى وسيرة الأجداد
فهذه الأرضُ لنا كجنة الميعاد
والنور فيها إنضوى لنور اهل الضـاد
منصوره يا  بغـــداد
*****
ودارت الأيام
لترتقي في غبطَةٍ حكومـة  الوئـــام !
خضرائها مَحميّةً، أبوابها، شديدة الأحكـــام
حكامهـا  لِرهطِهِ  كقائد هُمـام
كُلٌ  لَهُ  أحلامـه  وجيشـهُ  المقــــدام
يأ بنت شعبي هلهِلي
  قد غادر الظلام
******
وَمرَّت الايام
 غنيمة باتَ الوطن ، فريسة أضحى كما، جلدٌ لهُ عضـام
وساسَةٌ  تغرد  باعذب الأنغـام
 فغادرت  ارجائه  حمامةُ  السلام
لتلتقي الكَواسـِرُ في رقصةِ الختام
خلآصـة الكلام
كوارثٌ جِسامْ، ثكلى مَعَ الآيتـام،
  شوارعٌ ، مزابلٌ ، ركامْ
  والشعب في تناحرٍ يسودهُ  الخصام
فنقرأ الســـــلامْ
******
وليعلـم الأضداد
وَقادةٌ  اصدائهم  في قِمةِ  الفســاد
مَذَّلةً  في ارضه، من يتبع الأسياد
أو يقتفي مَشورَةً  يُثيرها القـــراد
وَمعلناً شِعارَهُ ورايــة الجـهــــاد
منصوره يا بغـداد
  ******* 

34
أدب / العقــل والــروح
« في: 15:33 14/02/2016  »
 

ألعقـل والـروح 
 


ايشو شليمون
مقامُ   الناسِ في  الدنيا   غريباً             بِحُكمُ  الطبـعِ  كُلٌّ   في  مدارِ
 
فذا الأنسان  ماضٍ في  صراعٍ            لدورَ  الروحِ  والعقلُ  يُجاري
 
يَرومُ   البعضُ  للعقــلِ  سَـبيلاً            ليبــقى  العقـلُ حُراً في القرارِ
 
وَيروي  الروحُ  إخباراً  يُنادي           أمينــاً   أدعوا  والخير  مناري
 
سَلاماً فيه من ينوي   إنتظاري            ونبذ  الشك   بالأيمانِ   ساري
 
غنيماً   كان   بالروحِ   سـليماً            وديعاً  يبقى من  يهوى مَساري
 
يثورُ العَقلُ  في   رَفضٍ  مُثيرِ          يروم  العدلَ   من  باب  الوقـارِ

رَوينا   من   مصافيكم   قرونا           يَقــولُ   العقـلُ،  يكفينا   حَـذارِ
 
فأمـر  الغيبِ  لا يَحضي  قُبولاً          لقول  الحق   دَعْنا كي  نُبـاري
 
ويبقى العقلُ  شَكٌ  في القبولِ            فأين  الصدقُ  فيما ليسَ جاري
 
 فَدعنا   في   تَقاضينا   سَــلاماً           يقولُ   الروحُ    للعقــلِ  المثارِ
   
وذاتَ البينِ   نُعطيهـا   صفاءاً           وَننهي الأمر  من  دونِ   شـِجار
 
فأنت  الكــونَ   تبنيه   بزهـوٍ             وفيك   الخيــرُ   للأرضِ  بذار
 
ونــورٌ   منك    يعطيه  بهـاءاً           وذي  الحديــنِ   تبقى  ذو الفقارِ
 
تُحيد  الأنس عن رب   العلالي           ودون   الربِ   بئسَ  من خَيارِ
 
 يَرومُ   العقـلُ   ادراكَ   المَقول          وَطَرحُ  الأمرِ في  وضع  النهارِ
   
تَمهل  يا  خليلي  في  خصالي            فأني   لســتُ    خواناً  لجاري

ففي   الأنوار   اجريها   فعالي           لخير  الناسِ  والعلـــم   ثماري
 
أرى مسعاكَ  وهماً  في  خَيالي           وانت الجاني  من  خلف السـتارِ
 
وفيكَ الشــك، مجهولُ  الوصالِ         وما   ادرانـي  من  دون   اختبار

فاللأرواح    أجناس   الضَّلالِ          لترمي  الكون  في  لُجُجِ   البحار
 
فها  الرايـاتُ   فيها   أمرُ  شَــرٍ        وشَــرُ    الناسِ   تعزيها    لباري
 
غموضاً   في  مَعانيها   وَوهماً         رَهيـنُ   الوهــمِ   بـاقٍ   في القفارِ
 
ينـادي  من  مقامـــات   المنـابر         بساط   الريـح  والصيـدُ جـواري
 
 وَرَبُ  الكَــونِ   كنــزٌ  للمحبه           وما  في   الناسِ  كبريتــاً   ونـارِ
 
دَعوا الأرواحَ تسري في سماها         نَقـاءُ    النفــس   توقينـا    الدمـارِ


35


أحـرار العــراق وأنيـن الوطـن

ايشو شليمون


يا سالك الدربَ  إمعن في  مسالكِهِ            غـولٌ   اُثيـرَ  على  الأبنـاءِ    للهَرَبِ

شعبُ الفراتَينِ  صرحاً في مناقبـه          رَغْـمَ   النقـاءِ  فلا  يَخلــو  مِن  الجَرَبِ

والداءُ  شَـرٌ   يَقـودُ   الحالَ  للكَدَرِ         لولا  الدواءُ  وما   يحويــهِ   مِن  عَجَبِ

بيضُ الأماني إذا  تاهت مراكبها           في المعطياتِ  نرى  ما  ليسَ في الحُسُبِ
 
إني   مُقـرٌ  بأن  العيـش في وَطَني         ما باتً  عيشـاً،  لِظى  الآضداد  كالهَب

لا ينجلي الليلُ فيما الأرض  واقفَةٌ          فَكلُ   أمــرٍ   لَهُ   للنحيِ    مَن   سَـبَبِ

قِف واترك  الهمَّ في دنياكَ  منتفضاً         تكفي   الهمـومَ   ليمضي   ركبها  جَنِبِ

فالحرُ يبقى عَزيز  النفس هامَـته           كالباسِـقات   شـموخاً   تنطُـحُ   السُـحُبِ

لا يأبى أمراً  اذا ما ضاقتِ  الوِزَرُ         أو  يسـتكينَ   اذا   ما   شُـــدَّ   للخُطُـبِ

للرافديـنِ  رِجالاً   فيهُــمُ   الهِمَمُ            نيرانهـم   حِمَماً   في  صولةِ    الغضَبِ

يا مَن  تُساوِمُ  في الأعراق  مفخَرَةً         أصلُ   الشـهامةِ   في   آشورَ   والنسَبِ

ما  كانَ  قَطُ  معاني   الذلِ حاوية         قـولُ    النَبيين   أو  ما  جــاءَ  في الكُتُبِ

إن  الحيــاة  معَ   الأيــام   قادمها          ما  باتَ   ماضِ  فتلكـمْ   ليسَ   محتسِبِ
 
 فأن   تغاضيتَ  مكتوفَ  اليدينِ  كذا      تخلوا   الديـارَ  من  الأحـرارِ   والنُجُبِ

فالأرضُ ثكلى وذا الأبناء في مَضَضٍ     هاجـوا  الى الهجــرِ من قُطبٍ الى قًطُبِ

ليست  ظنوناً  يَدُ  الأغرابِ  فاعلَةً       إرثُ   الجــدودِ   جِهـاراً   بيـعَ   بالذَهَبِ

روح  الفساد غَدت  للبعَضِ ساريةً       فزارعُ    الشــوكِ   لا   يَأتيـكَ    بالعنـبِ

وسـاسَـةُ   اليومَ   في اصلاحِ  حالتهم      يقودنا   الأمـر    نحوَ   الشـكِ  والريَبِ
 
شمسُ الأصيل دَنت والأرضُ غارقَةُ     بيـنَ   الغــزاةِ  وبينَ   ســادَةُ    النَهَـبِ

سورُ  البلادِ   وحامي راية  الوطـنِ        قد    مزَّقتـهُ    نياب   الليـثِ    والدُبَـبِ

 فأنهض قُبيل غروب الشمس يا أمَلاً       باتَ   المصيــرُ  على   ابـواب    منقَلبِ 


 

ملبورن2016/1/21


36
أدب / مواقـف ومحطــات
« في: 06:55 04/01/2016  »


مواقـف ومحطــات

ايشو شليمون

* شدني يوماً خيالي  نحو ايام الخوالي  وتراءى لي مَساراً كالحاً فيهِ إنشغالي
 كلما مرت سنيناً يبقى في الأعماق غالي

* يا شعاع الماضي ارحل عن كياني   قد تداعى القلب من فرط الزمان
   كل ما كان خضاراً بات في القفرِ يعاني

  * رَكَنت ثـورَةَ  شَعبي  حين أهداهُ  ألأميـن   فتعالى النـور صِرحـاً واستنار الطائعيـن
ذلكَ المقدام أضحى  منبَراً للعالمين

* ها عَصا الباري تَجَلَّت    شُـعلة الايمان  فيها
وَغَدت ( ساليقَ )  نـوراً    هادياً من  كانَ  تيها
 
* ذلك الشعبُ العتيـد  صاحِبُ المجد التليـد  نعمة الأيمان فيه باتَ إنساناً جديد
يَحمُلُ النورَ مُضيئاً   ظلمة’ الشرق المديد
 
* نَهَضَ الجاهِلُ يوماً مستنيرا  يوعظ الناسَ باقوالٍ مثيره
هذهِ الدنيا كما تبدو محيره فيها راضٍ فيها للفوضى مثيرا
صادقاً من قالها يوماً مُشـيرا  ( فازَ باللذات من كانَ جسورا )

* حينها الصوتُ تَعالى بالنفير  هبت الرعيان من خلف البعير
فغدَت ناراً وأشْتَدَّ السَعير
   
* دأبَ الخيرُ ينادي بالوئام  حالماً بالسعد يوماً كونُهُ إبن السلام
فأستُرِقَ الحُرُ فيه  ساد أبناء الظلام
 
* نَهِكَ المارِدُ من ثخن الجـراح  وتبارى الكُلُّ في درب الكفاح
يطفا النارَ بِحُبٍ وانشراح   بينما الطوفانُ يعلو في اكتساح

 * لَم يَكُن للأمنِ ظِلاً او أوان   كي يُقيمَ الشعبُ فيهِ  بأمان
وبدى التهجيرُ قَسراً من مَكانٍ لِمَكان

* ريـعُ ما كانَ نظيراً قد توارى وَبَدى الصرحُ  كأطلالاً  قفارا
 ينعق البومُ وذئب في المغاره
وطغى الفسقُ مسارات العذارى
 
* يا أصيل الدار إرحل   نافِضاً حتى الغبار
شــاهِـداً للشرٍ فيها  بعد أن ســادَ الدمـار
واترك البركانَ يعلو  حِمَماً يرمي وَنار

* يا خَليلي هذه الآرضُ تُعاني من جفــاء
 ليسَ  ذاك  النهجُ  نهجي  إنني إبن  الرجــاء
مهما  تعلو  النار  فيها  أبقَ  ادعو  للأخـاء
وأنير الدرب حتى  تمحو آثار  البلاء
انني إبن لها إبن الرجـــاء
 
* نرجوا ماذا بعد أن باتت بلادي مثل ريشٍ في مَهَب
نرجوا ماذا بعد أن ساد العجب
نرجوا ماذا من سلاطين النهب
كيفَ نبقى في رجاء عندمـا، يحكم البلدان شرعاً
 ( كل من هَبَ ودَبْ )


37
أدب / إرحـل قَريـر العيـن
« في: 06:07 29/11/2015  »


إرحــل قَريـر العيـن
(في ذكرى اربعينية والدي)
 

  ايشو شليمون

يسـتلهم  المـرءُ   دنيــاهُ   يُجاريهـا         كلٌ   يقـود  الى ما  النفسُ  تُرضيها
 
تَبقى هي الدنيـا  الغازاً  طلاسِـمُها        والنفس  عاجـزة  في  كشـف ما  فيها
 
مُذ  أُنشِـأ الكـون  والأنسان  زينتـه         قد  جاهد  العقـل  في  فهم  معانيها
 
والروح اضحت أمـام العَقلِ  معجزةً      ســر  الحيـاةِ   تعـود  حيـث  باريها

يا  واهب  النفس  للأحيـاء قاطبة        بالروح  منك  غـدا  الأنسـان سـاميها
 
إن  الحيـاة  وإن  طالت   بنا  زَمَنـاً       وقـت  يحيـنُ  فِراق  الروح   ينهيها
 
مُر  هو  الموت  إذ  طالت  مخالبه       في البيت  رمزاً عَمودَ  الدار  حاميها

أرثيـكَ  يا   أبتي   والقلـب  منكسـر        نار  الفراق  أثارت  جُرحَ  ماضيها
 
أمسـت   لفقدِكُـمُ  الأيــام  خاويـة          والدار  اضحت  بلا  أركان   تحميها
 
من عِطرِ  إرثكَ  أتلو  ما  يُخالجني        فيـك  المناقِبَ  كنـز،  كيف  أرويها
 
بالود  كانت  مدى  الأيام  عشرتكم         حُباً  سَلاماً  بطولِ  النفس  تقضيها
 
إنَّ  الوداعـة  طبـع  زادكـم  ألَقاً        والنفس   عندك  روح  الحـق   ساقيها
 
في الصبرِ  مُختبرٌ في  الجودِ  مقتدرٌ      في  النائبــاتِ  حليـم   في   تفاديـها

إرحل فخوراً  قَرير العين يا  أبتي      فيـك  المَزايـا   مـع  الأبـرار  تقضيها
 
ختمُ  الكلام  وِداعاَ  كيـف  أنطقها       والذكريــاتُ  عِـزازاً   كيــف  أنهيـها
 
يبقى  وِداعُـكَ   في  ذكـراه  يؤلِمُنا        فالحـب  نبـعٌ   يُثيـر النفسَ  يَرويهـا
 
إليكَ  ربي  دُعاء ُ  القلبِ   أرفُعُهُ        روحُ    الفقيــد  على  يمناك   ناديهـا
 
إرحم  بفضلك روحاً كُنتَ غايَتها       فيـكَ  الرجـــاء  تُزكـي  حالَ  راعيـها

يا  رَبُ  إرحم وأسبغ من مراحمك      أنتَ   الشـفيعُ   وأنـت  من  تقاضيـها

أنتَ الطريقُ ومنـكَ  الحق ينصِفُنا       فيـــكَ  الحيـــاة   نموتُ  ثمَّ   نحييـها

وهنا بالأصالة عن نفسي وبالنيابة عن اخوتي أود ان اتقدم بخالص شكري وتقديري الى جميع الذين شاركونا في مواساتنا بحضورهم الشخصي والمتصلين من مختلف اقطار العالم عبر وسائل الاتصال المختلفه مثمناً لهم وقفتهم الأخويه معنا، متمنياً للجميع الصحة والسعادة،راجياً من الرب  القدير ان يحفظهم جميعاً وعوائلهم من كل مكروه ويتغمد أمواتنا جميعاً بواسع رحمته.
 


ملبورن  2015/11/29   

38
أدب / ألمُدَبِــر ألأميـــن
« في: 01:51 17/09/2015  »
-
المُدَبِّـرُ الأميــــن



إيشو شليمون


سَلاماً  لِمن صانَ الأمانَـةَ  والوفا    ولا حادَ عَن  روحَ الأخاءِ ولا جَفا

لَقد كان في رَصِ الصُفوفِ مَرامنا    وما  كانَ حُلماً  قَـد  تَبَخَرَ  واختفا

لنَشْدوا الى رَبُ السـماءِ تَضَرُّعاً     خيارُ المُعَزي  في رئيسُ الآساقِفه

يقـودُ  خُطاهُ  نحوَ هيكلَ  قُـدْسِـهِ       كشيخٍ   وَقـورٍ  للصغارِ  مُلاطفَ

لَـهُ  كَرمـة  الأخلاق عِفَــةَ راهبٍ     أمينـاً  لَهُ  طبـعُ المحبــةِ  مرهفا
 
 وفي  الحَقِ  طودُ لا يلين  مقامَـهُ     وإن أعطى وَعداً لا أحاد ولا نفى
 
مُعيناً وفي الضيقات وَقفَــةً  مارِدٍ     تراهُ  على  جنحِ  النسورِ مُرَفرِفا
 
كَريمٌ  سَخيُ  النفسِ جُلاً عطاءهُ        اذا  لاقَ جوعاناً  تَراهُ   تناصَفَ

يَمدَ  يَدُ الآسعافِ  ملئ  بساطها       ويبدي على  ما  لا  يطولَ  تأسفا

رقيقاً  وذا  الأحساسُ  فيهِ  رَهينَةٌ     دموعـاً  تراهُ  في المآسيَّ  مذرِفَ

لَديهِ  من القولِ الحكيم إذا  قَضى      تـراهُ  فقَـدْ  جـادَ  الكلامَ  وانصف

يَعيشُ  مَعَ  الأيــام عيشَةً  ناسِـكٍ      قَنوعاً بما أعطى الجليلُ قَد إكتَفى

حًكيماً  وفي  التدبيرِ  حِنكَـةً مُلهِمٍ       لَطيفاً  وَدوداً  في المحبةِ مسـرِفا

مشـيراً  غَيــوراً   للبنــاءِ  خَيـالَهُ      أمينــاً  وَفيـاً  للكنيسـةِ   مُشـــرِفا

يثورُ  لِما ابدى الدَواعِشُ من أذى   وما كانَ من صِرفِ الليالي وما طَفا

لِقومٍ  أصيلٍ  يـومَ  غـزوةَ  داعشٍ   عليـهِ  شُـروطاً  ما  أغاضَ  وأدلفَ

فأما   زَكـاةً  او   يُجاحِــدَ  بالوفـا      واما   يُســاقُ  للبـراري   ويُنتفى

وَيَبغي الجهـادَ  للمـوَّدَةِ   والصَفا        يَمُـدُ  يَـداهُ   بالســلامِ   لِمَن  غَفا


- ملبورن 2015/9/15 -

39
أدب / ما لـي سِـواك
« في: 05:46 05/09/2015  »

ما لـي ســواكَ

إيشو شليمون

وَدَدْتُ  أغفــو  فذا  نومي  بمكتَدِرِ       فبدتُ   اسرَحُ  فيما   كان  يَعنيني

هَلَّت على الفكرِ ما الأيامُ قد حَمِلت      وما  حَوتهُ  سِنينَ  العُمـر  ترويني
 
لاحت  ضَباباً  تَوارى في غياهبها      ما كان  منها وما في النفس  يلهيني
 
كانَ  السَرابُ غديرَ الماءِ في نظري     طال  المسيرُ  ولا  من ماء يرويني
 
شَهدُ الحياةِ  وشمسُ الصبحِ  رونقُها     عِنـدَ  المغيبِ  هباءاً  بانَ  في عيني
 
إنا ضيوفاً  وَحكمُ  الضيفِ يرتحِلُ      (  إبنُ الفُتـاتِ) واصحابُ  المَلاييني

مَن  ذا  يُناجي  ضَعيفُ النفسِ  حالَتُهُ      أو  مَن  يَقيـهِ  إذا عانى الآَمَـرْيينِ
 
يا  صاحب  المجد أنت عالِـمٌ   قَدَري      يا مالك  الملك  منك الخيرُ  ياتيني

سلمتُ  أمــري على رحمـاك  متكلاً       أنتَ القديرُ شرورَ الأرضِ توقيني

قد غاض عَبدك في  دناهُ  عن  قِيَمٍ          إني مُقِرٌ  بما قد  كانَ،  فارحمني
 
أنتَ  العليـمُ   بما  ابديـتُ  مقترفـــاً        إن كانَ إثماً، وما قد جال في ظني
 
إياكَ  أدعوا  من  ألأعمــاقِ في نَدَمٍ        فارحـم  بعطفكَ  خُذلاني  واحميني

وأغفرْ  لِعبدكَ  إن  زَلَّتْ  بيَّ  قَدَمي         وما جَنيتُ  بِضعفي كان  يغويني
 
 رَبْي يَمينُكَ في الضيقاتِ تَعضِدُني      نـورٌ سِراجكَ  نحـوَ  الحـقِ  يهديني

إن كنتُ يوماً بِضُعفُ الروحِ مندفعاً      أدعـو رضاكَ  وَما  أنعمـتَ  يكفيني

يبقى  الجهـادُ  بدارِ  الدُنيا  منبعُهُ       روح  الرجـــاءِ  وما  أيــاهُ  تعطيني
 
ما  لي  سِــواكَ  بدنيايا  وآخرَتـي       تَمحـو  تُرابي  جَديــدٌ  منك  تهديني

-ملبورن 2015/9/5

40
أدب / وطــن الأحــرار
« في: 07:52 14/08/2015  »

وطن الأحـــرار 

مهداةإلى أبطـال ساحة التحرير


ايشو شليمون


بئس  الزمـان  دَخيــلٌ  فيه  محمـودُ      وصاحب الأرضِ  مذمومٌ ومحسـودُ

شظفُ يعيش معَ الأيامِ في  مَضَضٍ       حقٌ   سَليبٌ  وأمـنٌ   فيهِ   مفقـــودُ

صِدقاً تَوارى واضحى البعضُ يَمتَثِلُ       شَهدُ   الكلامِ   نفاقٌاً   باتَ  تَمجيـــدُ

شَعبُ  العـراقِ  حَياتـاً  كان   ينشُـدُها      بحثـاً  عليها  ، ككلكامـش  وأنكيــدو
 
نوراً  أضاءَ   مدى  الأزمان   أروِقَةً       فيها   الظلامُ   وفيها  الحُـرُ  موءودُ

إنَّ   القِــلاعَ   التي   تأريخُـها  أَلِـقاً        تبقى   تُعاني  مَدى الأزمــانِ  تهديدُ
 
عَطيـةُ  الله  تَحـتَ  الآرضِ، نِعْمَتُها        اضحَتْ  سُـموماً ،عَلى أصحابها كيدُ

إبن  الكرامَـةِ  عِــزُ  النَفـسِ  شـيمَتُهُ        لآ  يَسـتكينُ  ولا   يُجديــهِ   تَقييــدُ
 
مَرَّت  سِنيناً  وَوَعدُ  الأمسِ  ما بَرِحَ        وَعــداً  عَقيماً   وللأسـيادِ   مـردودُ

هُبــوا  البـلادَ   تُناديكــم    وَفي  أَلَـمٍ       نورُ  البنينَ  دُجى  الأغرابِ   تَبديدُ
 
ثوروا على الضلُمِ لا بحت حناجركُم        رَعــدُ  السَـماءِ  لِغيثٍ  باتَ  تَمهيـدُ

لا  تَتركوا  الذِئـبَ  بالأحـرارِ يندَلِـسُ      شدوا الخناق وحَبلَ الوصلِ  مشدودُ

زوراً  يَجـودُ  مـع  الثــوارِ  مُرتَـزِقٌ       لونَ الجلـودِ  لدى  الحَرْباءِ  مَقصودُ

شُدو الخناق  وَرَبُ  المجـدِ يَعضُدُكـمْ       إبن  الضلالِ  أجيــرٌ  وهو  معـدودُ

نيـلُ   الأمانـي  وَما  أحلى مخارِجُها       نَحوَ  الوصولِ  يَرومَ  الدربَ تَحديدُ

تبقى  الوعــودُ   كَلاماً  فيهِ   بارقَــةٌ        كي ينجلي الحقُ يهوى الأمرُ تشديدُ

ما  ضاعَ  حَـقٌ  يَدُ  الأبــرارِ  تَطلُبُهُ        والنصرُ  يدنـو  منالاً  يومُـهُ  عيــدُ

رَفعُ   السَـلامِ  شِـعاراً  فيه  نصرَتكم       نيلُ  الأمـاني نضالاً  أصلُهُ   الجـودُ

للحَـقِ   ثورا   وبالقانــونِ   مَطلبِكُــم       يَبقـى  ألألـهُ  ،  ولا  إلاهُ   معبـــودُ

صِدقٌ  مَعَ  الذاتِ  والأيمــانُ محتَـدِمٌ       إنَّ  الأميـنَ   مَعَ   الأبـرارِ  موعـودُ


41
أدب / بغـــــــداد
« في: 11:48 02/08/2015  »
بغداد


ايشو شليمون


 

دارت عَجافاً سِنينُ الخيرِ في بَلَدي         والدَهرُ أمسى كُؤوس المُرَّ يُسقينا

زَهوُ   البـلادِ   وما  كَثـرُ  مباهجها          أضحت تُقامُ  مَقامَ  العُرسِ تأبينا

تلك  الحدائِقً ما  أبهى  مناظرها             عبقاً   تَفـوحُ  لأَزهـارِ الرَياحينا

في  هَجمَـةٍ   أَفَلَّت  أنـوارَ  بَهجَتِها            سَفكُ  الدماءِ  بديلاً  عن  تآخينا
 
صَرحُ العُلـومِ  بُناةَ  المَجــدِ ، قادَتها          في غَفلةِ العقلِ أضحَتْ كالمَجانينا
 
فالسِـلمُ  هاجَـرَها  والعِلـمُ  محتقِـرٌ            فهاجَتِ الأرضُ  أمواجاً  بَراكينا

باتَ  العَرينُ دَبيبَ الأرضِ شاغِلُهُ             وَجْرُ  الثعالِبِ  أوكـارُ المرائينـأ

ما لي أراكِ وَسُقمُ الأرض منهطلٌ           فوق  الأباةِ  ومن في الحَقِ راسينا

يا مَنهَلَّ  العلــمِ  والأيمــان  مَنزِلَةً          يا  قلعَة الأنسِ تروي مَجدَّ ماضينا

بغداد  يا   دُرَّةَ  البلـــدان  مَفخَرَةً           يا  بَلـدَةَ  المجـدِ  والتاريخُ   يَروينا
 
كيفَ البنونُ غَريـبُ الدار يأمُرُهم          كي  يضرِموا النار تفتيتاً أراضينا

أم  انهَّم   نَفَرٌ  للنهبِ  قَد   قَدِموا           واستَخدَّموا الدينَ للطغيـانِ راضينا
 
فالطمعُ أمسى بديل الحبِ  موقِعُهُ           بالمال  أضحى  نَهيبُ القومِ  هادينا
 
  يا مَن سَطى وَجيوشَ الغَزوِ تحرُسُهُ        هَلاّ   كفـــاكَ  نِفاقــاً   أنـتَ  حامينا
   
مَن كان  يحسبُ ان  الدهر يجعلنا           أسرى  المذاهب  للتشتيتِ  ماضينا
 
 مَن أرخى  لَحيتهُ  بالوشمِ  جَبهَتهُ             فيما  يقـولُ  حَكيماً ، قـولُ  بارينـا
   
إنَّ  الاساسَ  كَلامُ  الله  يحكُمُكم               فيه  الجــلاء  ولا  يحتاجُ   ترقينـا

لا  قال( زيدٌ) ولا  ما  قَرَّهُ  (عُمَرٌ)           وحي  الكتاب  أميناً في المَضامينا

فناكِـرُ الحقِ عَبـداً يبقَ في وَطَنٍ             يلغي  الأصــولَ  بما  فيها  أمانينـا

إن  الخنــوع  لغير الله  معصيَّــةً           والشِركُ  أمراً  ينافي  العقلَ  والدينا

يا معشر الناسِ إن كانت لكم صِلَةً         بالباري تربُطكـم صونوا الرَجا  فينا

إن النفوسَ التي قد أُزهِقَت  ظُلُماً          يـــومَ   القيامَــةِ   بالحَــقِ   تُقاضينـا

مني التحيَّةَ  للأحرار في  بَلَـدي          والربُ  يحمي أصيــلُ  الدارِ، آمينــــا

42
أدب / غريـب يا زَمـن
« في: 13:36 30/06/2015  »
 

غريـب يا زَمـن

إيشو شليمون

غريبُ الأمرِ في وَطَني  وأرضي         مَقـامُ   العلــمِ   مسـكَنُهُ، عَجيــبُ

جَفــاهُ   النـورُ  منزلَــةً    تَداعـى          عِراقُ  الأمسِ   موقِعُه  المَهيبُ

تغيَّـرَتِ   البـــلادُ   وَمَن  عليـها            وأضحى  الكلُ   للكلِ غريـــبُ

يُعادي  الأبـنَ   يحسُـبُهُ  غَريبـاً            ويدعوا   الباغي  يجعلـه  رَقيبُ

وباتَ  الكلُ   خاصَتُهُ   يُناغــي            أجيــجُ  النـارِ  يضرِمُـهُ  لَهيــبُ

ليبقى السيفُ في وَطَني سَليطاً            ينوبُ   العَقــلَ   قانــونٌ   رَهيبُ

شُـعاعُ  العلــم   غادَرَهُ   وأمسى             ظَلامُ  الجُـبِ  يَسكُنُهُ ،  يَنـوبُ

أسـيرُ  الفتـوى  مُلتزِمَـاً   يُلَّبي              نداءَ  المـوتِ   يأمُـرُهُ  الغريـبُ

 يَظنَّ  الأمرَ في  قَسَمٍ   مُطاعاً              ينافي  العقلَ   والديـنَ  وجـوبُ

كِتابٌ  للمراجِعِ  فيهِ   يَحــوي                شَرائِـعَ   نَصُها  شَــكُ  وريبُ

بُنــودَ  الشَــرعِ  يَجَعلها  غِطاءاً             وباب  الكُفـــرِ  فاتحُــهُ  رَحيبُ

وَيدلُجَ  في الخلاعَةِ   طوعَ  أمرٍ           ويحسُبُ  صـومَهُ شَرعاً  مجيبُ

فما   نفـــع   التيمُمِ   للمصـــلي              إذا  كانــت  شمائلـهُ  خــرابُ
 
تلازمُـــهُ  الرَذيلَةُ  في النوايـا               ويمعُــنُ في الحَماقَـــةِ لا يَتوبُ 

وما  نفـعُ   النقابِ  لِمن  تـرومَ              وصال  الفسـقِ  زانيةً  تَجــوبُ

وما  جدوى  المقولَةَ  في  كتـاب            اذا  كانــــت  وقائِعُهــــا سـرابُ

فَسيحُ  القصـرِ في الحُلُـمِ نظيراً              لِرَبَ الكــوخ  إهباط ٌ  مُخيـبُ

فَهُبـــوا    للتلاحُــمِ    والتَآخـــــي            فلا يَحمي البنينَ سوى القريبُ

وَحـبُ  الأرضِ   يجمَعُكُم   وئاماً           بـروح  ألـوُدِّ  عِشرَتِكم   تَطيبُ 

43
أدب / أميــــــرة نينــــــــوى
« في: 16:02 16/06/2015  »


أميـــرة  نينــــوى


ايشو شليمون



 يا   بَلـدَةً  رقَ  النسـيمُ  بارضها             غزليةً  تلكَ المروجِ  خَضارُها

لِتكونَ في ذكرى المعالِمِ روضَةً               فيها  النقاءُ من السما أوصافها

وهدوئها  يُعطي  البهاءَ  خصالَهُ             في رونَقٍ  طيبُ الربيعِ بعطرها

 فَعشقتها  ملئُ  الفــؤادِ  مشاعِـراً           عِشقُ الصِبا زَهو البراءَةِ  شَهدِها

وَرَفلتُ  في  تلك  المروجِ  لِوهلَّةٍ            بين  الخيالِ وما  حَوَّت  طيّاتها

فَسمِعتُ صوتاً في  الخَفاءِ كأنمـا             صوتُ  الملاكِ  مُغازِلاً أرجائِها

مُترنِمـاً   فيــه   النعومَــةَ   رِقَــةً            متناغِماً  صوتَ  الغريـرِ  أدائُها

طَرَبَ الهوى إذ أقبلت في حِلَّها               سبحانَ  مَن خلقَ القوامَ  وثغرِها

 هيَّ  دُرَةً  فـاقَ  اللآلئ   قدرهـا                جوريــة ً لا  في الورودِ مثيلها

 بَل نَسمَةً  عِطرَ البخور أريجُها               ويمامَـةً غِنــجُ  الوداعَةِ  روحِها

سـمراء قد سَلَبت فؤادي  بثغرها              وتباركت  فيها الصفاة  شمولها

فتبخترت في سيرِها  قَبلَ  اللُّقى             وَتبسَّمتْ  ثُـمَ   إنثنت  بِمسارها

فترائى لي  طيفٌ بُعيدَ  بِعادهـا              شـبحٌ  غَدت  وتبدلت  اطباعهــا

هاماتُ  ربواتٍ  بَدت  وكانهــا           تَحتَ   السيوفِ  غريبـةٌ  اوصافهــا 

إني التي بربوعها مات الهوى              وَعَدوِّها  عشقاً غوى  من أهلهــا

 ليغُرُفَ من  عار الخيانة  نَشوِةً              ويغيرُ في طيشٍ ويسلُبَ فخرهـا

 حوريَّةً  نَطَقت  أنا، من  نينــوى         بِنتُ  المُلــوكِ  وَربَّةٌ  في  ارضهـا

  في روضَةِ  النهرين، رُكـن اقامتي        بين  الطلـولِ وما حَـــوَت جَناتِها 
 
فالنفسُ  تأبى ان تفارِقَ  موطناً            فيـه  الجدود  تَخلّـدت  في ذكرها

والروحُ تبقى في الكمال أسيرَةً             في هيكلِ الأجــدادِ سِفرَ نُذورهـا

لتفوحَ من قلبِ البخـورِ  وَليمَةً            تروي  الألاهَ   شــهيةً   أطيابهــا

إني سألتُ الدهـرَ عنكَ وضلمه          في  حَســرَةٍ  ردَ  الجـوابَ  شتاتها

حيثُ المذاهبَ قد غَدت في أنفسٍ      أمراً   يفـوقُ   قَداسَــةً  في  حدِّهــا

وسألتُ عنك الشمس بعد غروبها        هـلآّ   تَعـــودَ  جديـــدَةً   ببهائهـــا

فأنار قرصُ الشمس بؤسَ هَياكلي         مسـتبشـراً  يــومَ  اللقــاءِ  قَريبهـا

44
أدب / هَلاّ كَفانــا في العــدى
« في: 15:35 24/05/2015  »
هَلاّ كَفــانا في العـدى


ايشو شليمون

مـن   قـــالَ  عَنــا  إنَنــا   إثنــانِ            أو  يبتغــي  يـوما   لنا  إســمان

أغــواهُ  أمـراً  أو  لَهُ  من  داعِـمٍ             في  نفسِـه  زيـــغُ   لنا  شَــنانِ

فاليَسـمَعُ  الراوي  يَقينــاً  صـوتَنا           في  عملَةٍ   نحـنُ  لها  وَجهــــان

مذ  يومَ  بابِــلَ  في  سَنا  أمجادهــا          صِرحـاً مَعَ  آشــورَ  في البنيــانِ 

نــوراً  دَعانــا   للهُــدى  بتنا  بــه             باكــورَةً   للــرب  في  الايمـان

يا  دُرَّةً   تَجمَعُنــــــــا  فـي حِفظِها            كنــزٌ  لَنا  شـــرقيَّةَ   العنـــــوانِ

مَدعــاتَ  فَخرٍ  ذاتُنــا  في جوهَــرٍ            في   لُغَـةً   أسـمينَها  ســــرياني   

دهـرانِ سَبكاً  أصلُنــا يا  صاحبي           كلـــدو  وآشــــورَ  غَــدا  سَـــيانِ

مـن طالَ  يومـاً شأنهم  دوماً يَـرى           في  محنَــةٍ   قــومٌ   ولا  قومـان

تحـدوا  بِــهِ  الاقـدار في  الهوجـــاء            تلهو  بـهِ  الأمواج  في الطوفـان
 
قـومُ  الهُدى  فالنسأل  التاريـخ  عَـن         احـوالهـم  فـي  غابِــرِ  الأزمـــان

في ذكـرِ صولات العدى كم  ياترى           حَلـت بهــم  مظالِــــمِ  الطغيــــانِ 

طغيـانُ  غـولٍ   إرتئى  إمحائهـــا           ذاك  الـذي  يومـاً  غَـدا  عثمــاني

تلكَ  البـلآدُ  وَما حَوَت من قومِنــا             قَـد   طالَهــا  وَحشــيةُ  الفرمــانِ 

قــومٌ   قَتيـــلُ  السُــمِ  في   أفعالـهِ           شُبهُ   الأفـاعي  بَلْ  هُمُ  صنـوانِ

صَرعى  مصيرَ  الآمنيـن، ديارهِم            أمســتْ   قِفــاراً   ليلَــةَ   العـدوانِ

طِفلٌ ولا شيخٌ  نَجى من شرِهِم               قتلـى  غَـدَت   حَوامِــلَ   النسـوانِ

والناسُ  اضحـت   للقنـــا  هاماتهــا         صَرعى هَوَت  ألــفٌ  غــدت  الفـان

تلك   الديــارُ  ديارُنا  رغـم  العـدى         تبقى  الخطـوبُ   ذخيرَةُ  الأذهــانِ

هَـلا   نَكُـفَّ    تَنازُلآً  عـن  حَقِّنــا          دومــاً   نُشاطِــرَ   قأتِــلَ  الرهبــانِ

فالجُرحُ  أمسى نازِفاً يروي الثَرى            قرناً  مَضى  نَجتـازُ  في  النيــران

والأُمُ   ثكلـى  تشـــتكي  اقدارهــــا            طفــلٌ  لها خـاوي الحشى ضمأنِ

ضاقت  بنا  الأقــدار  في أيـــامنــا            ضاعت  لَنــا  حَقيقَـــةُ  الأنســـانِ

شؤماً على  حامي الحِمى في   غَيِّـهِ            صَفـاً  رَســا    وقاهــرِ الصلبــان

فالحَلُّ  أمسى  ملزِمـاً  يا  مَـن غَوى            حَقيقَــةً  فـي   وحـــدة   الآيمــانِ

يا  مَن تُغالـي في العِدى هوناً  كَفـى           إنَّ  الصــراعَ  مَصيـرُهُ  الأكفـــانِ 

45
آمــال وقصيـــدة/ نضـال وأوهــام
 
 من أجل الحفاظ على قضيتنا القوميه ووجودنا المسيحي أملي هـو أن نقف مع من تبقى في ارض الوطن بهمة وعزم واخلاص، فبهم تبقى الاصالة تصرخ وتناشد ابنائها وتناغيهم،  فهم وبهم الأمل في اثبات وجودنا القومي بشكل خاص والمسيحي بشكل عام، آملاً بان نعمل على ما يشدد من عزيمة من تبقى دون تحييز ومحابات، مترفعين عن صغائر الآمور ناكرين ذواتنا نابذين خصوماتنا المؤطرة بالأنانية والفئويه والمصالح التحزبيه الضيقه، وان كان هذا ما يتطلبه الواقع منا كافراد فكم بالأحرى  يجب ان يكون دور مؤسساتنا الدينية  والمدنيـة وخاصة الاعلامية منها لما لها من وسائل الاتصالات الواسعة ذات التاثير المباشر على الفرد، فأملي بهم هو ان تكون تحركاتهم في مستوى الخطرالمحدق بامتنا اليوم، حيث عليهم تقع المسؤولية الكبرى في نشر الوعي الثقافي والسياسي وتوثيق روابط المحبة والاخوة بين ابناء امتنا وحثهم على التحكم للعقل في تناول الحدث ومن ثم قول الحقيقة والثبات فيها ، فكـم نحن بحاجة الى اعلام جاد وهادف قومي وحدوي  واعٍ لمسؤولياته تجاه الواقع مدركاً لمتطلبات المرحله قريب من الحدث أمين في نقل المعلومه جاد في البناء والتوحيد ، محايداً يقف على مسافة واحدة من جميع القوى الخيرة العاملة في ارض الوطن ليتمكن في النهاية من بناء شعب يكون درعاً لحماية ذاته ومصالح الأمة ،  لتبقى تطلعات ابناء امتنا وآمالهم كبيرة في توحيد الصفوف والتلاحم والعمل معاً من اجل المصلحة العليا والهدف الاسمى لنكون وحدة واحدة مؤمنة، مترابطة، ذات خطاب موحد وعمل جاد وفعال على جانب القوى الوطنية الاخرى في تحرير الارض والمساعدة في عودة المهجرين على ديارهم،للعيش بحرية وكرامه.
 فتحيــة لِكل العامليــن في ارض الآغتراب من اجل اخوتهم في ارض الوطن، بمحبة وتفاني، بهمة واخلاص وصمت، حريصين على تكاتف الجهود وتنسيق المواقف وتفاعل الافكار وتقديم يد العــون ، تحية لكل صوت وكل وقفة تضامنية تدعم وجود اخوتهم وثباتهم في ارض الوطن، تحية لمن ترك اهله وذويه ليشارك احبائه في محنتهم ويخفف من مأساتهم، يساند الحق ويقول ها نحن معكم قلباً وقالباً سؤاء كان من الاجانب او من ابناء امتنا،  فعلينا جميعاً تقع مسؤولية بناء الذات القومية الخلاقة والمسيحية الحقيقيه، وليبارك الرب بكل جهد يقدمه ابناء المهجر فردياً كان او من خلال المجموعه من اجل قضيتنا القوميه او لمساعدة المشردين من ابناء امتنا،( وإن لم نسطع شيئاً فلنكرمهم بسكوتنا)،  ويبقى ما يستحق القول لبعض المتكابرين المتغطرسين المرشدين عبر الانترنيت عن لسان من في نينوى والخابورالكثير الكثير، فلهولاء ولكل من هم على شاكلة من يقول عنهم الرب ( فلا هم يدخلون ولا يدعون الداخلين يدخلون ) يجيز الكلام والقول

نضال وأوهـــام

  متى يَتُركُ  الباغي شَنيعَ  فِعالِهِ                 سَليطُ  اللسانٍ  في الوقائِعِ  أبكَمُ
 
 لَقد عانى ذِرعاً في العراق زَمانَهُ               وأمس  يُجـاري لا  يُبالي  وَيَعلَمُ

تَعايَنَ  مغلولَ  اليديـنِ  خَرابُها                   تَسالَمَ  تَحـتَ  الوزرِ عَلَّهُ يُرحَمُ

وحينَ غَواهُ الطيبُ هانَ فِراقها                 تَغَرَّبَ  في أرض الشتاتِ  مُكَـرّمُ

أدارَ  قِفا  الادبارِ عنها  مُغادِراً                  ليمرحَ  في ارض السلام  وينعُمُ

تَراهُ  مع الاحرار  حَلَّ  لِجامَهُ                  واضحى حكيماً في السياسَةِ أفهَمُ

ينوح على الاطلالِ بَعدَ فِراقها                     ويصبَحُ  أسـتاذ البلاغَـةِ  مُلهِمُ

يَقولُ أصيلاً والأصالَةُ في دَمي                  وَأهوى بِلادي في ألمحبَةِ مُغرِمُ

يَصولُ مَعَ الايام  فكرُهُ  مُرشِداً                  ويركن في أعتى  القِلاعِ  مُحَكَمُ

يًغالي على مَن في اللهيبِ مَقامَهُ                 يُعاني  لضى األأيامِ  فيها  مُحَرمُ

يُكابِـرُ  زَهواً في العَقيـدَةِ  منبَعاً                عليـمٌ هـو المغــوارُ  فيهـا ويزعُمُ

فيا صاحِبي هوناً  عَلينا  تشامُخاً                كَفـاكَ  شُكوكاً  فيما  نحنُ  نُقـدمُ

بِكَرً  وَفَرٍ  لا  هَــوانَ  عَواذِلــي                تُراباً  بِساطي  واللَّحافُ   مُحَرَّمُ

فَمالي  أراك  في ألجِنانِ تَهَجُّماً                 عَلـيَّ  وإني  مَن  يُعانـي  وَيَخـدُمُ

كفـاكَ صُراخاً  تزدَرينا  مُكابِراً                 هَلُـمَ  وانعَـم  فيـمَ  أنـتَ  مُصَمَـمُ

هُنا الحَّقُ  يبقى من  يَرومَ  مَنالَهُ                يَعيشُ طَليقـاً  او  يَمـوتَ  مُكَــرَمُ

بِكَ  الكُلُّ ترحابـاً  لتبني  جَنائِناً                تُعيــدُ   تُراثـــاً   للجــدودِ  مُهَــدَّمُ
 
هِيَ الأرضُ تبقى للحقائقِ مرجَعاً               وفيها الأصيـلُ  بالأصالةِ  مُلزِمُ
 
لَنا اخوَّةٌ في أرضِ الشُتاة مَقامَهُم               شُعوراً  تُعاني  ما  نعاني وأعظَّـم

  مَعيناً تَراهم في الصِعاب تضافُراً             صَديقاً وَفــياً  في  النوائِـبِ  أرحَمُ
 
تَجودُ سَخاءاً  في  العطاءِ  كانَهُم                 تُعيلُ  شَقيقأً  في  الخفاءِ  مُكَـرَّمُ

نُصلي ويبقى في الصَلاةِ رَجاءنا                ليـوم  يكـــون  للشـــتاة   مُلَملِـمُ
   

46
نبضات التاريخ وسماعة الدكتور/ اكيتو مثالاً

كان عيـد اكيتو ويبقى مناسبة تاريخية تراثية حضارية جدير بان يتم الاحتفال به احتراماً لقيم حضارة الاجداد وعظمتها، مورس في حينه  كرنفالاً يلائم معتقداتهم الروحيه ونمارسه اليوم احتفالاً وتيمناً بعظمتهم ومحاولة لمواصلة بعض ما يشد الوثاق بيننا وبين الاجداد ليتواصل التاريخ  في ارض بلاد النهرين سنداً لاحترام اصالة هذا الشعب وهذه الآمة التي كانت في طليعة الآمم في جميع مناحي الحياة ومنها المجال الروحي، هذه الآمة التي عمل جميع الذين تسلطوا على ارضها على تهميش تأريخها بشتى الطرق، واليوم يعمل المنافون لقيم الحضارة والتاريخ، الذين لا يُجيدون غير القتل والدمار ولا يتحسسون بزهوة الألوان  ليبدو كل شيء امام انظارهم أسوداً بسواد قلوبهم يعملون الى طمس وهدم ما تبقى من آثارها ومعالمها التاريخيه ، امام مرأى ومسمع العالم،  في حين  من المؤسف نحن الأحفـاد الذين كلٌّ يدعي اصالته لا زلنا نقارع  بعضنا، في هذا الظرف الدقيق والعصيب الذي يمرُ به ابناء امتنا المشردين من دورهم وديارهم  واصبح وجودنا في ارض الوطن على المحك. ولكون ما ادونه كان في الاساس مداخلة لمقالة الاخ الدكتور صباح قيا ( لذا اخترت التسمية للدلاله ) وهنا اقول احييك على طرحك لما فيه من الصراحة والصدق مع الذات، وفي الوقت الذي اؤيدك في الكثير مما تطرقت اليه غير انه يبقى لي بعض الملاحظات الشخصية ارجو ان يتسع صدرك على ما ابديه على بعض منها .

 من البديهي بان اهتمامات  وتوجهات الأنسان تختلف باختلاف الاشخاص، وان عملية زيارة الاماكن والمرافق وحب الاستطلاع هي سمة عامه وتاخذ الطابع الشمولي في المجالين الديني والترفيهي، ولا غرابة في تفاوتها ما بين ابناء الدول المتخلفة والناميه ونظرائهم من العالم المتحرر والمتمدن، وعن حديثك الى زيارة العراقيين للمتاحف والمناطق الآثاريه فهنا احييك على ما دونته  بصدق وامانه لمشاعرك الشخصية ومشاعر الذين تعرفهم على الأقل، تجاة عظمة تاريخ الاجداد وما تركوه من مآثر بقيت خالدة في اروقة تلك المتاحف، وان كانت هذه حالة الكثيرين الذين اصبحوا اليوم يتفاخرون بامجاد التاريخ وكانهم اليوم عرفوا بانهم  أحفاد اولائك العظام.  فاذا كانت هذه هي مشاعر هولاء البعض من الاحفاد ، ففي ذات الوقت كان الكثيرون على النقيض تماماً يحملون ويعبرون عن مشاعر جياشة بشتى الطرق رغم الظروف العصيبة التي كانوا يعيشون فيها والمخاطر المحدقة بهم من انظمة البطش المتعاقبة، وهنا لسنا بصدد الحديث عن تواصل التاريخ القومي، ولكن يمكننا على الآقل الحديث عن الفترة من منتصف القرن الماضي والى يومنا هذا، فان الجيل المثقف من ابناء امتنا ألاشوريه وبشكل خاص الشباب الجامعي، لا اعتقد بانه لم يقم بزيارة للمتاحف والمرافق الحضاريه والآثاريه بمفرده او ظمن مجموعة بدافع من تلك الروح القومية الذي كان يتحلى بها الشباب الواعي من خلال مشاركاته في النوادي الثقافية والاجتماعيه الخاصة بابناء شعبنا والندوات والسفرات التي كانت تقام والاغاني والاناشيد القوميه التي كانت تتلى في الباصات واماكن اقامة تلك السفرات بروحية عاليه تنم عن روح الانتماء الى اولائك العظام، كل ذلك يجرى بالرغم مراقبة السلطات المتشدده وقساوة النظام وقمعه، وهنا اجزم ان الذين قاموا بزيارة المتاحف والمناطق الاثريه بصورة انفرادية او جماعيه كان بدافع الروح القوميه  وليس بروح السياحة والاطلاع ،اضافة الى نشاطات القيام بفتح دورات لتعليم لغتنا السريانية لغة الأم ، فان الشعب الذي عانى الويلات واعطى آلاف الشهداء في مسيرته التاريخيه في حكاري وأحداث 1933 وشهداء النضال في بغداد، يقيناً كانت هذه التي تبدو لغيرهم حجارة صماء قابعة في متاحف مهمله او تلك التي في  بنايات شبه مهدمة في الاماكن المقفرة تعتبر رمزاً لهم وكلٌ بها فخوراً معتزاً تجذبه ليمتع نظره بما صنعت يد ألآجداد، ويستلهم منها القوة والشكيمة والاصرار لمواصلة العمل من اجل اعادة مجد اولائك العظماء الذين بقيت مآثرهم وآثارهم شوكة في عيون الحاقدين والمتنكرين لآصالة الآصلاء، اما في حالة الحديث عن الشعب العراقي بشكل عام ، فأن سبب عدم الاهتمام او الآمبالات بالآثار والثراث القديم  واضح اخي الكريم فكيف يشدك ما ليس لك بل هو شاهد على انك دخيل ومغتصب ومحتل. وفي هذا الصدد نرى حتى بعض الاصلاء من العراقيين(الذين اشرت اليهم في ممارسة ما يشير الى اكيتو) ممن اتخذو من العروبة قومية لهم (بمجرد اعتناقهم الاسلام باي طريقة كانت) ولاقتران العروبة بالآسلام  تحتم وفرض عليهم الواقع بعدم تقبل كل ما لا يمت للعروبه سواء كان تقليداً اوارثاً ادبياً او معلماً آثارياً، لذا فعنما يرى الابناء اليوم معول المجرمين الحاقدين على الانسانية والحضاره الداعشيون تعبث بالأثار ينتابهم الألم خلاف الاخرين، وهنا لست اعمم حيث لا زال في العراق الكثيرون من غير ابناء امتنا مؤمنون بالقيم الحضارية ويحاولون الحفاظ على معالم الحضارة والتراث من منطلق الانسان الواعي. وعند الحديث عن الجانب الديني حيث كلُّ وبحسب ما يومن ويعتقد به نرى الاهتمام واسع وشامل، لذى شخصياً لا ارى تناقضاً  في تفاوت مدى الاهتمام  في المجالين، لكون المعالم والمراقد الدينيه اعتمادا على ما جاء في الكتب الدينيه  لما ابـدوه الاوائل على اختلاف معتقداتهم من قوة في التحمل وما بذلوه من جهود وما قدموه من تضحيات  في سبيل الايمان والعقيدة ومن ثم محاولات الانسان الاحتماء بقوة ما وراء الطبيعه والقوة الخارقة العضمى والتشبث بما يعزز قدراته الذاتية الضعيفة في تحمل عبء ومشقات الدهركل هذا يدعوا  الانسان للبحث عن ما يعينه على ما لا طاقة له عليه او ما هو فوق قدراته الذاتية واستيعابه ومندفعاً بقوة الايمان، حيث الايمان بشكل عام هو الوثوق بان ما يرجى لا بد ان يتحقق والاقتناع بان ما لا يُرى موجود فعلاً ، وهنا المسألة يشترك بها الجميع وَكلٌّ حسب دينه ومعتقده  لذا نرى الكل يشاركون في زيارة دور العبادة كأن تكون للشفاء او لتحقيق مطلب ما أو من باب النذور،او لتكملة الفروض،
 
وبصدد عيد اكيتو، احييك مرة اخرى باعترافك النابع عن مصداقيتك بعدم معرفتك بهذا العيد، واقر معك بانني لم اكن اعرف ان هذه المناسبه التي كنا نحتفل بها ( نقلاً عن الجيل الذي سبقنا على الاقل) في اليوم الاول من نيسـان  تحت مسمى عيد رأس السنه الآشوريه بانها تدعى (أكيتـو) فلم يكن الاسم هو الغايه بل المناسبة ذاتها، وهنا اختلف معك حيث لم تكن دقيقاً  حين تقول ( تأكد لي حقاً انه من اصل بابلي). حيث هنا نقلت نصف الحقيقة، حيث الحقيقة باكملها تكمن بان هذا العيد هو عيداً قومياً بابلياً آشورياً  بحكم تواصل الاحتفال به آلاف السنيين، وفي التاريخ القديم  عندما نتكلم عن هذه  الممارسة الدينيه في العصر البابلي لا يعني في  (بابل فقط لتورثه قبيلة كلده التي تآمرت مع الفرس لاسقاط الامبراطوريه الاشوريه وحكمت لفترة تقل عن 80 عاماً) بل كان في ارض الرافدين برمتها وفي بعض ما تسمى ايران الحاليه وفي ذات الوقت عندما كان يحتفل به فيما بعد في العهد الاشوري كانت المراسيم تجري  بذات الطريقه وفي عموم بلاد الرافدين عيداً دينياً وقومياً  بما تتخلله من مراسيم قوميه ودينيه بحضور المللك والكاهن ولمدة اثنا عشر يوماً . لذا فانه يعتبر عيداً لراس السنة البابليه الآشوريه لتواصله طوال الحكمين البابلي والاشوري من جهة  ولان الشعب في العصرين لا يمكن فصلهما من ناحيتي الجغرافية واللغه ، وعليه يمكننا القول استناداً الى اصله ومضمونه الديني وطريقة ممارسه  الشعائر التي تتخللها فترة الاحتفال به هو عيد بابلياً آشورياً مستمراً بلا انقطاع وبنفس المحتوى والروحيه ، فمن حق الاحفاد الاحتفال به تواصلاً للتاريخ  أما كيف استغلته اليوم الاحزاب السياسيه وقياداتها التي همها الآنا كما تقول فهذا اتركه للآحزاب والسياسيين اصحاب الشأن .
اما بخصوص اطغاء الطابع الاشوري عليه بشكل عام حيث تقول :( ألملفت للنظر أن الإحتفال به يطغي عليه الطابع الآشوري رغم اصله البابلي حتى في قرانا ومدننا الكلدانبة , وذلك بسبب النشاط السياسي الأشوري المتنفذ في تلك المناطق على حساب الإنحسار الكلداني الناتج عن شرذمتهم رغم تفوقهم عددياً بأضعاف... صحيح أن ألآشوريين كالفرس إحتفلو به أيام زمان .) فهنا اكرر القول بان هذا العيد يعرف بعيد راس السنة البابليه الآشوريه لانه مورس بنفس الطريقة ولنفس الغرض  وفي بلاد الرافدين عموما بتوالي سلالات تلك الآقوام، وليس فقط في بابل التي عاشت بها قبيلة كلده، لذا ارى إن تشخيصك غير دقيق حين تقول (صحيح أن ألآشوريين كالفرس إحتفلو به أيام زمان) لذا ارجو (ان تستعمل السماعة بدقة اكثر للتأكد من صحة نبضات التاريخ)حيث ان الآشوريين احتفلوا به عيداً وطنياً (في ارضهم ووطنهم) واستمروا بالاحتفال به كعيد قومي وطني ثابت آلاف السنين بخلاف الفرس لكي  تعامل الطرفين بنفس المقياس بحسب مقولتك اعلاه  والتي تخالف الحقيقة  وتعتبر اجحافاً ليس بحق الاشوريين فحسب بل بحق التاريخ ايضاً هذا من جانب التسميه ، أما من ناحية  القرى والمدن التي تدعوها بالكلدانيه ، فتسميتها هي من صناعة روما  ونتاج المذهبيه ووليدة اليوم استناداً للتجاذبات غير المجدية والهدامه، وطبقاً لمن يؤمن بذلك، واكيتـو هو عيد قومي يحوي جميع الذين يحاولون الانفراد بتسمية تحلوا لهم من (الاثوريين والكلدان والسريان) ، وان تغلُب الطابع الاشوري على هذه المناسبه في تلك المناطق التي تحلو لك تسميتها بالكلدانيه ليست نتيجة تشرذم الكلدان، بل لكون الفكر والتوجه القومي باسم الكلدان واحزابه السياسيه حديث الولاده مضافاً اليه ايمان اغلبيه الذين لهم توجهات سياسيه من ابناء شعبنا من كافة طوائفه بالتسميه الاشوريه. كما ارى انك تجافي الحقيقة حين تقول بان الدول والراي العام الداخلي والخارجي يشير على كون اكيتو عيداً  قومياً آشورياً طبقاً  لما موجود في الساحه ، اخي الكريم ليس هذا نتاج الواقع الآني، بل لان عيـد أكيتـو أصلاً هو عيد رأس السنة البابليه ألآشوريه استناداً الى حقائق التاريخ  الموثقه حيث احتفلوا به ألاف السنين، لذا يبقى من حق كل من يؤمن باشوريته من الاحفاد ان يحتفل باكيتـو  عيـد اً قومياً ، كما احتفل به اجدادهم لاكثر من 1500 سنه.
 
وعن  الاحتفال بعيد اكيتو (اليوم ) أرى انه جاء تعبيراً عفوياً صادقاً لمشاعر الشعب الذي يؤمن بانتمائه الحقيقي لتلك الأمة ويجاهر باصالته  ويتحلى بصدق المشاعر ويتحمل عبأ ومسؤلية الدفاع عن شرعيته في معمعة ارض الوطن ،فهو تعبير  للتواصل والترابط  التاريخي ، وليست بدعة، كما انه لم يكن بدعة اطلاقاً عندما كنا نحتفل به بباقة الورود الحمراء في الاول من نيسان من كل عام بعفوية،  وان لم يكن بالصيغة المتبعة حالياً حيث تترفرف الاعلام الواناً واشكالاً واصحاب الشأن في المقدمة!! ، فحينها ونحن صغاراً، وكما اعتقد لدى جميع الطوائف كنا في القرى والارياف ومدن سهل نينوى نحتفل في اليوم الاول من نيسان من كل عام  بمناسبه كانت تعرف بعيد راس السنه  ومن الممارسات المتبعة  كان الناس يجلبون بعض الزهور الحمراء التي تنبت في ربيع ام الربيعين والتي نسيمها  ( دقنه  نيسن ) يجلب منها باقة تربط في اعلى مدخل الباب الرئيسي ) .وهنا  عندما تتكلم من خلال مشاهداتك الشخصيه عن بعض مدلولات الاحتفال في الاول من نيسان لدى شريحة اجتماعيه في جنوب الوطن، فان ذلك  يبين اصالة وعراقة هذه الشريحة من خلال تلك الممارسه ،الذين انسلخوا عن بني  قومهم بانفصالهم عنهم دينياً ،، .هذه بعض المشتركات التاريخيه التقليدية للمتجذرين في الاصالة في بلاد الرافدين ، وعليه كان يمكن ان يطلق على اكيتــو كما قلت (عيد حضارة وادي الرافدين ) لو ان من تعاقبوا على حكم ارض الرافدين  استمروا الاحتفال به كعيداً رسمياً ،   ،ويستحق ان يكون مناسبة تأريخيه رسـميه لهذه الارض المعطاء يحتفل به في الاول من نيســان  من كل عام ، غير انه يبقى هناك حالة من عدم التطابق  بين مظهر الاحتفال وجوهره .لذا يبقى الحفاظ على تسمية رأس السنة البابلية الآشوريه حقيقة تتماشى مع التاريخ .
   
وحين تكلمت عن الساحة الدينيه وقلت(أما الساحة الدينية فيطغي عليها الثقل الكلداني , فلذلك دعي غبطة البطريريك لويس ساكو ليمثل مسيحيي العراق في مجلس الأمن ولم توجه الدعوة لسواه  ... هذه الحقائق يجب أن يعيها المهتمون بالجانب القومي من الكلدان ويتعاملون معها بهدوء، ) ارى من المستحسن هنا وانت تتكلم بمظور التمثيل المسيحي ان تقول الثقل الكاثوليكي وليس الثقل الكلداني وان كان سيادتك لا تفرق بين الاثنين وهذا من حقك الشخصي ، غير ان قداسة البطريرك الذي مثل المسيحيين دون احزابهم ينأى بنفسه عن هذا التوجه والخلط الذي لا يخدم لا الامة باي صيغة نفهمها ولاالمسيحية في الشرق الاوسط ، فان محاولة النظر الى  دعوة قداسته الى مجلس الآمن واعطائها بعداً سياسياً  والترويج لها واتخاذها كرصيد قومي (كلداني) وخاصة في هذه الظروف، اراها  ليست فقط غير سليمة بل سوف تزيد من خلط الاوراق المختلطه اصلاً  وتودي الى تعقيدها أكثر ومن ثم فتح ابواب اخرى نحن في غنى عنها وتسير الى النحو الذي ليس لصالحنا لا كمسيحيين ولا كامة واحدة في حين إن موقف قداسته من هذه الناحيه جلي للعيان ولا يقبل التاويل، وفي اختياره لهذه المهمة ارى:  بما ان قضية شعبنا  في العراق ومعاناته وتضحياته سيقت بحسب اهواء البعض وما تتطلبه مصالحهم  وصبغت وصيغت على اساس انها قضية مسيحيه من قبل من في الداخل لاسداء الستار على حقوق شعبنا القوميه ومحي القضيه من على اجندة المناقشة ،كما جرت محاولة ازالة آثارنا من الوجود من المتاحف وارض الواقع ، وكذلك بمنظور القوه الخارجيه ليكون تأثيرها اكثر ومشروعية تدويلها اوسع وطرق التدخل اكثر وشموليتها اكبر من بقعة محدده ،وبما ان قداسته على راس اكبر الطوائف المسيحيه الموجودة  في العراق ومرتبطة بالعالم الكاثوليكي،ارى في كل هذا سبباً وجيهاً في اختياره لهذه المهمه ، وعليه ارى ان ننظر الى الموضوع من هذه الزاويه ونبعده عن كل المضامين السياسيه  ففيه خير للجميع وقداسته خير من يمثل المسيحيين في المحافل المحلية والدوليه .في الوقت الذي لا يمكن لاحد انكار التخبط والتششت وعدم التوافق السياسي والعمل وفق رؤية سياسية موحده  للآحزاب العامله في ارض الوطن كل ذلك كان سبباً في ان تتخذ الامورهذا المنحى وتسير بهذا الاتجاه فلنعمل في الحقل الجمعي والقرار الموحد والهدف المشترك للبقاء والوجود والعيش الكريم لم بقيّ في ارض الوطن،.وكما تعلم انه ليس بمجرد طرح الاسم ووجوده تؤخذ الحقوق بل بالعمل الجاد وثقل الوجود والتضحيات.     

47
حــواء
بين السامرية والعذراء



غريـبٌ  تَراها في الملامَةِ  وحدها                ويبقى  الشــريكُ  حاكِــمٌ  وَرقيبُ

إذا  البعض يهوى في الحياةِ  عَقيقُها              فَزهو  العَقيـقِ  دونَهــنَّ  يَخيــبُ

فَهُـنَّ  ضِياءاً  في  الحياة  وعِطرُها               فكيفَ  الحيــاةُ   دونَهـنَّ   تَطيبُ

سِـلو القلبَ عنهـا في المقام  عواذلي             وَشــأناً  لديها  في السـماء رهيبُ

ألا   أمَ   ربـي  بالنسـاءِ   تباركَــتْ              ســماءٌ  بارضٍ عن سَـمانا تَنوبُ

هـيَ الأمُ  في كُلِّ  القلوب  مشـاعراً             هي الاختُ عطفاً قلبُها  وَخصيبُ

هِيَ النصفُ في عُرفِ الشريعة مسلَكاً              قلـوبً  تُحاكـي  خِلّها  وتُجيــبُ 

هِـيَ  الكرمَةُ المعطـاءُ  فيهـا  تَجـددُاً               لتُبقي  لَنا عِشــرُ الحيـاةِ  رطيبُ

ونـورُ  الهُــدى  للمجدليَّــةِ    مَنبَعـــاً            عتيــداً  لَها رَمــزُ النقـاءِ  نَسـيبُ 

قلوبـاً  تلضت  من  هَواهـا  بَواكـراً              وسِـرُ الشـفاءِ  مَن جفاهـا عَجيـبً

فَذا  الداءُ   يبقى   للحيـاةِ   مُعَــزِزاً               بُعَيـدَ الشــفاءِ  حيـثُ مِنهُ  نَطيبُ

فَخيـرُ الرجالِ  حين  تلقي  خِمارهـا              ذهـولاً  تـراهُ  والمهـابُ   يَغيـبُ

غروراً  عِناداً   قد   يَميـلُ   لِصدِهـا              رقيقـاً رَهيفـاً  في الخفـاءِ غَريبُ

عَليــم   تَـراهُ   بالنســاءِ     خبيـرها              ضعيف  مُطيـعٌ   للنداء  مجيبُ

يَهيــمُ   شَغوفاً   بالكَعـوبِ   مَسَــرَّةً               وَغِنـجُ  الصبايـا  للفُـؤادِ عَذوبُ

هو الحبُ  في  شَرخِ الشبابِ  مَقامَهُ               وشـمسُ هوانا  للمغيبِ  مَشـيبُ

فـأيُّ    نَصيـبٍ   ترتضيـهِ   لكاهِـلٍ              يرومُ  غَزالاً  في الطريق  دبيبُ

إذا  العمرُ  يجـري  والحياةُ  بهائُهـا                تُعيــد  الليالـي  ذكرهـا  وتَنـوبُ

فحــواء    تبقـى    للغـواء  أســيرةً              ويبقى  هواهـا  للرجـالِ  يُصيبُ

وللجاهِ  ترمي  في  الشرورِ  شباكها              وريعُ  الأماني من هواهـا ذنوبُ

تَفــوقُ   المزايـا   كُلُ  أَمـرٍ  تشـوبُهُ            عيوبُ الخصالِ  لَن تراها  تُعيبُ

فللمالِ   تَجــري   كُلَّ  نَفـسٍ  تَتوقُـهُ             وميــلُ  الغواني  للثــراء  رَتيبُ

لَهُــنَّ   دُروبـاً    للجَحيــمِِ   سَـبيلُها             وَيَبقـى  لَهُـنَّ   للجِنـانِ    نَصيبُ

فَذا   اليــومَ   اربابُ   السـوادِ   تَهكُماً           يكيلُ العدا ضَربَ الرقابِ وُجوبُ 

لَهُـمْ  يُلهِمُ  الخَناسُ  فَرضَ  شرائعـاً            شغوفُ لها  قـلبُ الملالي  طَروبُ

متى   يدركُ  النخاسُ  جُــرمَ   فِعالِـهِ           وَيوقِــنَ  أحكـامُ  العَبيـدِ   حَبيـبُ

ابا الجهـلَ  يبقى  في  المدارِكِ  ناقصاً           لينفي  المزايا عن  تُقاهـا حَسـيبُ

ألا   طُغمَـةَ  الأشـرارِ   تَدرُكُ   غيِّهـا            وتَعلَـمُ  يـومُ  الديـنِ  باتَ  قريبُ

يَعيـثُ   فَساداً  في  الزمـانِ   ويفتـري           ليلقي  مصيراً في الختـامِ  مُريبُ
[/color]

48
   تعاليـم ألآزهر الشريف في القرن الحادي والعشرون
 
 من المفيد ان اعيد نقل نص فقرة نشرها موقع (ارب تايمز) وتناولها الاخ الدكتور عامـر صالح  في مقالته التي نشرت في موقعنا الاغر هذا (عنكاوه ) تحت عنوان ( الانحرافات الجنسيه بين"الازهر الشريف" وعلم النفس) وعلى الرابط ادناه، اعتبرها شخصياً من غرائب المواد التي يتم تدريسها في هذا العالم وفي مدرسـة تخص تدريس  الدين ونظم العلاقة بين الخالق والمخلوق ونحن في القرن الحادي والعشرون ألا وهي الآزهـــر الشـــريـف،  وللأعمار في ربيعها الاول وفي بداية تكوينها الذهني والنفسي، انقلها نصاَ مع شيء من تعليقي الشخصي عليها (مع اعتذاري الشخصي مقدماً لكل إمراة سيدة كانت او آنسه في حالة تفضلها بالمرور عليها وقرائتها. حيث يقول النص:
 
نشر موقع " عرب تايمز " مقالا بتاريخ 2015ـ04ـ08 وكان المقال بعنوان: " الأزهر الشريف يدرس طلاب الصف الأول ثانوي: لو ناكك قرد وأولج ذكره في مؤخرتك فهل أوجب عليك الغسل أم لا ؟ ". والمقال كما ورد فيه يشير إلى انضمام الشاعر الكبير احمد عبد المعطي حجازي إلى المدافعين عن البروفيسور  إسلام بحيري في مواجهة الأزهر ومناهجه الدراسية كاشفا النقاب عن إن الأزهر يدرس طلبة الصف الأول الثانوي رأي الشرع في قرد ناك رجلا... فإذا ادخل القرد أيره " قضيبه " في مؤخرة الرجل فهل وجب عليه الغسل وخاصة إن أير القرد ليست له ( حشفة ) والنص ورد في كتاب الفقه التي يدرسها الأزهر لطلاب الأول الثانوي هكذا( ولو أولج حيوان قردا أو غيره في آدمي ولا حشفة له فهل يعتبر إيلاج كل ذكره؟ أو إيلاج قدر حشفة معتدلة؟ قال الإمام: فيه نظر موكول إلى رأي الفقيه) ومعناه إن هناك خلافا في الموقف الشرعي بقدر إدخال القرد لأيره في طيزك... فأن ادخله كله وجب عليك الغسل ... وان حشا فقط حشفته(أي رأسه) فهناك خلاف ... ولا ندري ما رأي الأزهر في قرد اكتفى بأخذ بوسة منك مثلا " مقتبس من المقال.!!!! .


 وهنا وباختصار وببساطة افكاري اقول  للاخ  الدكتور عامر صالح  والاخوه القراء الآعزاء، .
حقيقة ضننتُ للوهلة الاولى ان الفقرة اعلاه التي نقلتها عن موقع (عرب تايمز) هي نكاية بالازهر او محاولة للنيل من نشاطه والاستخفاف به باعتباره معلماً من معالم تدريس الاسلام لمذهب اسلامي له اعتباره، ومدرسة كبيرة يتخرج منها من يلقبون بعلماء الاسلام مستقبلاً  قد لا يتوافق معهم رأياً ومذهباً . ولكن يبدو ان الامر حقيقة والمنهج واقعاً ، فالمسالة هنا في غاية الاهميه والخطورة  وخاصة لهذه الفئة العمريه التي يكون فيها الشاب في مرحلة حساسه في تكوين نفسيته ومحتاجاً لتوجيه سلوكياته وتهيئة ذهنيته للأنفتاح نحو آفاق المستقبل وقبولها والتعامل معها،
 
إن المسأله لا تكمن في اساءة فهم صحة المعادله بين الفاعل والمفعول  (ما بين القرد والانسان ) او في تجاوز الفهم السليم طبقاً للمنطق البيلوجي وتحديد السلوكيات طبقاً لسلم التطور كما تناولها الدكتور عامر ولكنها كارثة في عملية التوجيه الفكري والسيكيولوجي لانسان القرن الواحد والعشرين، فقد  نرى وما اكثر ما حدث بان العرب والمسلمين يقيمون الدنيا ولا يقعدونها في اساءة بسيطه للآسلام تصدر من جهة غير مسلمه فردا كان او مجموعة،  أقول بسيطة ،على الاقل من وجهة نظرهم لكونهم يؤمنون بأن عقل الانسان هو الاسمى يعمل على خَلق الاشياء  وفرزها  وتقيمها والتعبير عن ماهيتها ،وهو الجزء المبدع والخلاق لكل ما بين يدي الانسان، وحتى الدين وما فيه وما يخصه فيما اذا كان مرسلاً او ملهِماً فهو قد خضع اولاً وقبل كل شيء لهذا الجزء من جسم الانسان استقبالاً وقبولاً، فما بالهم لو صورت الحالة هذه في رسم كاريكاتيري، (قرد وانسان وشيخ من الازهر بلحيته الكثفة يعاين حائراً في اظهار موقف الشرع لانه لم يميز حالة الواقعة بتفاصيلها).

إن عملية محاولة ايجاد الحلول الفقهيه او ابداء النصح الايمانيه في هذه الحاله من المفاهيم الخاطئه في عملية التوجيه والاشالد النفسي حيث ان الواقعة في هذه الحاله سوف تعتبر من قبل المتلقي( التلميذ الحدث) من المسلمات في حين انها من الشذوذ، ويعتر هذا النهج مخالفاً لمتطلبات المنهج الانمائي او التكويني الذي يعمل الى النمو السليم وتحقيق اعلى مستوى من النضج والصحه والتوافق النفسي ،التي من خلالها يمكن توجيه الدوافع والقدرات والامكانيات التوجيه السليم، لاكمال عملية التوازن والتوافق بين الفرد وبيئته الاجتماعيه التي من المفروض ان تحتويها المناهج الفقهيه للمدارس الدينيه.
 ولكن نرى هناالعكس كما يبدو تماماً حيث تبدأ مرحلة من المراحل التمهيديه للتوجيه العكسي لمسيرة الفكر البشري السليم والسوي ،حيث تبدو محاوله مرحلية ابتدائيه لترويض الفكر والعمل على خموده لتسهيل عملية تخديره  ومن ثم اعادة برمجته واشباعة بالفكر المخالف لتطور الفكر العلمي بل رفض كل ما يتبادر من خارج دائرة هذا الفكر واعتباره كفراً طبقاً للحكم الشرعي من خلال اشباعه باوهام واحكام  تنسب الى قوه ميتافيزيقيه غير قابلة للمناقشه ولا تقبل الخضوع لموازين حكم العقل ، وان كان هذا بعض ما تسرب من الكم التدريسي بمراحله المختلفه علينا ان لا نستغرب من القنابل التي تنتجها الكثير من الجوامع ، مضافاً اليهم الكثيرون من الذين تم ترويضهم من شذاذ المجتمعات الشرقية والغربيه.
 
ختاماً كنتُ اتمنى ان يكون ايضاح وتعليق الدكتور عامر على هذا الموضوع يتناول السبل الصحيحة التي يجب تناولها مع الاحداث والاثار النفسيه في تنشئة الاجيال القادمه وتسليحهم بما يبني العلاقة الروحيه السليمه بين الخالق والمخلوق حيث النقاوة والنجاسة في المجال الايماني تبقى للروح وليس للجسد وان الاساءه في ذات الوقت هي للروح التي وهبها الباري في هذا الجسد الفاني الذي من التراب واليه يعود .
رابط المقاله:
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,777941.0.html 

49
 
يا كوكَباً وَسَـطَ الكواكِبِ قَـدْ عَلا
   
ببالغ الحزن والاسى وبقلوب ملئها الم الفراق غدى نبأ رحيلكم ايها الغالي تتناوله الرعية بمرارة وحسره، كيف لا ،وانت الأب الروحي الحنون ونبراس كنيسة المشرق ، حيث غدت بنعمة الرب وفضل ابوتكم باكورة الايمان وشعلة وهاجة في كرمة الرب، وارشاداتكم تنير درب المؤمنين للسير بخطى حثيثة نحو التقدم والرقي الروحي تحت راية قداستكم المتفانية في خدمة الرعية والكنيسه وانت العامل بكد واخلاص وصبر وثبات وامانه، فانتقل قرير العين ايها الراعي الصالح حيث وزناتك قد اثمرت الكثير والرب يكافئك بما اعده لمختاريه من الانبياء والقديسين والابرار في فردوس النعيــم
وبهذه المناسبة الأليمه لا يسعني الاّ ان اتقدم بخالص تعزياتي ومؤاساتي القلبيه الى جميع آبائي المطارنة والاساقفة والاكليروس والى اهلك وذويك وابناء كنيستك ( كنيسة المشرق الآشوريه ) جميعاً داعياً الرب القدير أن  يلهمنا الصبر والسلوان .
 
في رحيل قداسة البطريرك مار دنخاالرابع

يا راعياً  شَهِدَ  الزمانُ  خِصالِهِ             حُــرّاً  أبيـاً   بِنـورِ العقـلِ  يحتَكِـمُ

مُنذُ الطفولَةِ  قد حَلّت به  القِيَّـمُ             والنفسُ أمست بحبلِ التقوى تعتصِمُ

 نورٌ سِراجُهُ عِطرُ الزيتِ مُكتملٌ             وللعقيـــدَةِ  صِـرحٌ   نَبعُـهُ   كَــرَمُ

ثَـرٌ عطاءُهُ في الإيمـانِ  يرشُدُنا              ويعضدُ  الناسَ حُبَ  القومِ يحتدموا

قادَ  الكنيسَةَ  في الأهوالِ مَركَبُها              فيـهِ  الشـكيمَةُ  كالأبطــالِ  يَقتحِـمُ

تزدانُ زَهواً لِمجد الباري بيعَتُـهُ                تســموا  بَجهــدِهِ  للأمجـادِ  تنتَظِمُ

يا كوكَباً وَسَـطَ الكواكب قَـدْ عَلا               أمجـادُهُ  العلــمُ  والأيمـانُ  والقيَـمُ

نبكيك  يا  أبتي والشوقُ  يؤلِمنا             ما  كنَّ نحسبُ حَبلُ الوَصلِ ينفطِـمُ

سودُ  الليالي بِنا فاضَت مظالمها              واستفحَلَ الضيمُ بينَ الناسِ والسُقُمُ

تَشكوكَ نينوى والخابورَ في اَلَمٍ            والبعض أسرى بفتوى الرِقِ قد ظُلِموا

بيضُ الأماني لَنا  كنتُم  بِها أمَلاً           رَغـمَ  الجِـراحِ  رَزيناً  كنـتَ  تبتسِـمُ

إن الفِــراقَ  اليـمٌ  كي نطاوِعُــهُ               والحِلــمُ  يبقى عَديمُ الجدوى ينعَدِمُ

يومَ  الرحيلِ وُجوباً  فيهِ  نمتَثِلُ              واللَّحـدُ  حَـداً  عَنـاءُ  الدهرِ  يختَتِـمُ

صُنتَ الآمانَةَ بالوزْناتِ مكتَسِباً         والرَبُ يجزي على الوزناتِ مَن رُحِموا

بِراً  لَديـكَ  مَعَ االآبــاءِ  منـزِلَةً             روحُ  الأُبــيِّ  مَـعَ  الأبـرارِ تنسَـجِمُ
 
ارحل  لِربِكَ  مسروراً  ومغتنماً              خِـدرُ  الســماءِ  مقامـاً  فيـهِ  تغتنــمُ


ايشو شليمون 2015/3/28 م

50
أدب / يا قـادَةُ الشعب
« في: 10:46 23/02/2015  »
 
يا قادَةُ الشعب


زَهو  المقـامِ  خَلـوقٌ  يَبقى  صاحِبــهُ          فَهـوَ   المثـــالُ   لِعِـزٍّ  فيـهِ   إطـــــراءُ
 
قُل  للّذيـن   إذا غَنـى  لَهُــم  طَرَبــــاً          فـي  غَيِّــه الدهـــرُ  إطـــراءٌ  واثـــراءُ

ما باُلهُم   غَفَلـوا  الآدابَ   غَطرَسَــةً           إنَّ   الجَفــاءَ  سُـــلوكاً  عِرقُــهُ  الـــداءُ

إنا ضُيوفاً  وَحُكـمُ  الضيفِ مرتَحِـــلُ           يا رافِـضَ  الغيـرِ في الأيمانِ  اصـــغاءُ

هَـل غَرَّكَ  البُـرجُ  والأبـراجَ  تنهَــدِمُ          يومــــاً وتتــرُكَ  مَـن تحـــويهِ  أشــلاءُ

يا شامِخَ الرأسِ إن الأرضَ ما بَرِحَت         تحـوي  جَماجـمَ مَن في الأمسِ قد ساءوا

معنى القيـادَةَ  ليست مَـن سَـطا  وَعَلا          فــوق  الجمـاجِمِ  لا  للحَـــقِ  إرضـــاء

يا  مَن  جَعَلْـتَ  مِن  الأعـمـامِ  قاطِـرَةً         نحـو الوُصـولِ الى  مَن  فيـهِ  اغــــراءُ

إنَّ  الطغـــاةَ  وإن  شَــبَّت رَكائِزُهُــم           ليــسَ الشـبابُ عَطـاءاً  كيفَمـا  شــاءوا

شَعبٌ  يُقـادُ  بِحُكـمِ  السـيفِ بالرُعُـبِ           أنــى يكـــونَ مُجيـبَ الأمــرِ معطـــــاءُ

روحُ  المذاهِـبِ  في الخضراءِ  وارفَـةً         منهـا  تُثـــارُ  حَمى  النيـران  هوجـــاءُ
 
جيــلٌ  تُثيــرُ  لِضى  الأحقـادِ  قادَتُـــهُ               يبقــى التآخــي  كَلامـــاً  فيـه الهــاء

 حُكـمُ  التراضي  وأضـدادٌ  بــه  حَكَمـوا        كُــلٌّ  يُديــــرُ  بِما  يرضيـــه  عَشـــواءُ

 سِــرُ التَراضـي بِهِ  الاضـداد إعتَصَموا        (زيـدٌ)  يَقـــودُ  وَ(عَمْــرٌ) منـه  مُســـتاءُ

 هذا  يُباهــــــي  وَذاكَ  رافِضٌ  وَجِــلُ          شــعبٌ  حيارى غدَتْ  اذنيـــهِ  صَمــاءُ

 أيــنَ  الأمينُ  وَمَـن  فاضَـت  شمائِلُـهُ         كَي  يوهِـبَ  الأمنَ  في الأركانِ  إجــراءُ

يُعانِــقُ  العَـدلُ  فــوقَ  الســلمِ  رايتــهُ        ويرفُــلُ  الــدارَ مـن  مســـعاهُ انمـــاء
 
 وينعُــمُ الشـــعبُ عِزاً من مداركِـــــــهِ         ورايَــــــةُ العِـــــلمِ  خفــــاقٌ وَعليــــاءُ

 غَضُ المَقــامِ  اذا ما الشَـعبُ عاضَـــدَهُ        عَهــداً يَطولُ  ويُضفي  الصـيتَ  إغنــاءُ

هَيّـا  بِعِــزٍّ  لـوأدِ  الماضِ  في  جَـــدَثٍ        ثُمَّ  انشدوا القِسطَ  في  أعمالَ  مَن فاءوا

تَبقى الشعوبُ  وإن  ناخـت  تُطاوِعُكُم          يومـاً  تَثــورُ حِمـى الاوطــان شَــــعواءُ

51

من ذا الذي يقولُ آه موطني



ايشو شليمون

ماذا   أقـولُ  والنَـوى  قَد  سـاقَني                   خلفَ البحارِ واللَّظى في موطِني

رَحمــاكَ انـي  تائِـهٌ   فيـكَ الرجــا                   رباه   شَعبي    قد  جَفاهُ  المكمَنِ

صِــلٌ  يَجـولُ  في  رُبـاهُ   يِفتري                    شَــرٌ  يَمـوجُ   بالسـوادِ  الداكِـنِ 

هـذا  الذي  ظُلماً  طَغى  في  غَيِّهِ                 يَجري على ماضي الخُطا لا ينثني

يبنــي علـى  عَهـدٍ    لَـهُ   احلامُهُ                 تَبقى  الرُحى طَحناً ولا من يَعتنـي

لا  لن  يُبالي طالما السيفُ  انتخى                 فيه  إحتوى  نحو العلا  سِرٌ  هَني

أشـرارُ قومٍ  رُشـدِهم  مِـن جاهِــلٍ                في البَغيِّ وَعداً في السَّبي مِنهُ جَني

حُكـمُ   التقيـه طَبعُهم لا  لن  تَرى                  قَومُ  الهُدى من  شَرِهِم  في  مأمَنِ

 يا روضَـةً راقـت  لَهُـم  اصحابُها                  شَـعبٌ  بِتَقوى  الله  روحـاً   مُدمِــنِ

بالأمـن وَعـداً  قادَهـم  عَهدُ  الوَلي                   حباً   سَلاماً    حامياً    كالجوشَنِ

صـولاتُ  شَــرٍ  مَزَّقـت  اوصالُهُا                     أنى   تُصـانُ  مِن  دخيـلٍ خائِنِ

جوارِحــاً  هَبَّــت  علـى  أطلالِهِم                     في وَحدَةُ  النَهرينِ جُرحاً  مثخِنِ

فالنهـبُ أمسـى فـي  بِلادي مَنهَجاً                     أبطالُــهُ  من  ظاهِـرٍ  او  باطِـن

مَن طالَ  إرثـاً  إثـرَ إبعـادِ  الضَّنا                    ينهـالُ   قطعاً  يدّعـي  ما  للغني

يُدمــى لها  القلبُ أسى من أمرِهِم                     كيفَ لَهُـم  تفتيتَ زَهوِ السوسَـنِ

أيـن  الذي اهدافُـهُ  يَحيـى  الوطَن                      يَبقــى   بها  مجاهِداً  لا  ينثَني

كعاشـقِ   يهـوى الثـرى  أبنائها                       ليس  كَمَن  سادَ  الرُبى او ساكن 

شَــعبُ    غَدا    مذاهبــاً  اعرافُهُ                       مَن ذا  الذّي  يقولُ  آهٍ  موطِني

أَمْرُ  القضـا يُعْلى لِمن نالَ الرِضا                      ولاةُ   أمرٍ  ما  لَهُمْ  مِن  ضامِنِ

قُل للَّذي يَجني على عِلمُ التقاضي                       من  حَمورابي   كنوزاً   يقتني

عـون  تَرى  ربُ  العُلى يا وَطَني                      يَرعاكَ   دوماً  للعِدى  لا تَنحَني


52
أدب / صوم نينوى
« في: 15:06 24/01/2015  »
صوم نينوى

صوم نينوى يبقى انشودَةَ الايمان
ورمزاً لوفاء اُمَة آشور للآرض والانسان
ومع الجبروت استسلمت تواضعاً للخالق الديان
   

نبدأ   الذكرى    بتاريخ     لَمن   لَبوا   النداء

انهُ    تأريخ    شعبٌ   أدرَكَ    سِرَّ      البقاء

من    خصالٍ    سطر  التأريخ    فيها   للعلاء

امةٌ      فيها    البطوله    والشهامه    والوفاء

والمتاحف    احتوت    من   ارثها   كل  البهاء

 فيه  مجداً   فيه   فخراً    فيه    سِرَ    الأقوياء

تبقى  ذكرى    شعب  آشور الأبي   واللأوفياء

جاء    للعبراني   وَحياً   نَحوَّها    قم    للعزاء

أُمَة    باتت   لشعبي    تضمُرُ    كلَّ    العداء

أنَّ   لي  تنفيذ  هذا   فَهوَ    طَعنٌ   في   الوفاء 

نحو     ترشيش   استقَلَّ      قارباً     للاختباء

غيرَ   إنَّ   حُكمَ    رَبي   يبقى   حَتماً   للقضاء

نينوى  الغراء    كانت    في    اختبارٍ   للبقاء

كانوا   فيها  رازحين   تحت     نير   الكبرياء

عندما     يونانَ   اهداهم    لِتحذير      السماء 

قال  ربي  قد   قضى   حكماً   عليكم    بالفناء

بعد    انذارٍ   وتحذير   النبي    أمر   القضاء

ارتقى    للراحه   تللاً   ناطراً    وقت   البلاء

واستضلَّ     نبتَةً     توقيه   من   حر  السماء

فيه  هَبِّ   الشعب   أياماً    ثلاث    في   نقاء

قائمين   الصوم   في  ارجائها   رمز   الرجاء

إنَّ     للايمان   سِرَّاً  في     خلاص   الاوفياء 

بعد   نومٍ     استفاق   اذ  رأى   موت   القثاء

والبلاد    قائمه    اصواتهم    ملىء    الفضاء

فأعتراه   الحزنَ    جداً    ثمَّ     ابدى   استياء

عِندها   الباري    نَهاهُ  ثُمَ    قالَ   في   صَفاء

أنتَ   ابديت   امتعاضاً   انه   عشب     الفناء

كيفَ   لي    اهلاك   شعبي     تائبين    اتقياء

فيه   اثنا   عشره  ربوه   من    صغار   انقياء

في   المحبه   قدرة   الباري   تجلت  في  جلاء

كانَ   سِرُ  التوبه   عَنواناً    لاصحابُ   والوفاء 


وكانت التوبة والايمان بقدرة الخالق والأتكال عليه عربوناً لنجاة نينوى وشعبها من الدمار الذي انذرهم به النبي يونان .

53
أدب / وَمَضَت ألأيام
« في: 08:49 06/01/2015  »
وَمَضَتِ اللأيام
     
 قد  يتوقُ  المرءُ  يوماً  حيثُ  إنَ الذكرى   تَغري
   
 واللأماني  تبقى  صرحاً  منها  تُبنى منها  تذري
 
 فيها     للعشقِ   نَصيباً  مثل   ما   كانَ    لأمري
 
 كيف ضاعت بعضُ من تلك الاماني  لستُ ادري

 في  فؤادي  شوق  حبي  ضارماً  ناراً  بصدري

 في   حنين   للديارِ   كلَّ    يوم    كنت   أجري

 تلكُمُ  الحَسناءَ  كانت   مثل  شمسي  مثل  بَدري

 كُلَّما  لاحَت  هُويناً   لَحضُها   بالخلسِ    يُغري

 ليس  شكٌ   في  ضنوني  انني  اهواها    تَدري

 حيثُ  تُعطي  وَجنَتاها  في  الحَيّا  الوان  خمري

 فَتُجاريني   هدوءاً   كُلَّما    صَحَّتْ      لِلأمري
 
 لست   ادري   كيف  كنا    خاضعين     للوهن

 نترك ا للأحوال  تجري  مثل   ما   شاء  الزمن

 عالمينَ    العشقَ   سِراً   فيه    انواع     المحن

 واكتفينا     بالتزام       ظمن    آداب     الوطن
 
 نظرة   في    خلسة    فيها    عنوان      الوسن
 
 هكذا   اللأيام   مرت   نَحْنُ    يَرْوينا    الشَجَن
 
 وتَوارى   كلُ    شيءٍ     مِثلَ    آثارِ    السُفُن
 
 فيه   ضَربٌ   من   خيالٍ  كل من  خال  وظن

 يَكمُلُ    البنيانُ    يوماً     كلما   الباني   رَكن

 او  تمادى في المبيتِ  او تًغاضى   مَنْ   ضَمن

54
الأخ الاستاذ خوشابا سولاقا والاصلاح في الكنيسه

الاخ العزيز والاستاذ القدير خوشابا سولاقا المحترم

ان ما اسطره ادناه كان كمداخلة لمقالتك الموسومه ( (حوارات كيف تفضي الى إحداثْ تغييرات وإصلاحات تاريخية جذرية ) ولكن لطولها ارتأيت تدوينها كمقالة منفصله.

تحياتي وتنمياتي لك بالموفقيه في العام الجديد، وفي قمة امنياتي ان تكون هذه السنه سنة خير ووئام لكنيستنا المشرقيه بشقها الكلداني بنعمة الرب وحكمة ابائنا الروحانيين.
شكراً لأثارتك لهذا الموضوع الحيوي حيث لا تخفى سلبيات  الانشقاقاق الكنسية الحاصلة  في كنيسة المشرق عبر التاريخ وتاثيراتها الروحية على المؤمنين وكذلك في مجال وحدة الأمه والعمل القومي المشترك والتي حصلت لاسباب ذاتيه داخليه ودوافع خارجيه، ومن المؤسف ان نقف اليوم وامتنا قاب قوسين او ادنى من قلع جذورها من ارض المهد نؤازر هذا وذاك في الخلاف الكنسي الدائر بين القلاية  البطريركيه ومطرانيه سانتياكو لكنيستنا الكاثوليكية الكلدانيه من دون ان نضع وزر انقسام كنيسة المشرق القسم الاثوري ونتائجه المدمره على الصعيدين الروحي  والسياسي في الحسبان بالرغم من حالة التنافس التي حصلت في مجال البناء والخالية من روح المحبة والوحدة التي تتسم بها المسيحيه ، لان الخصام والانقسام ليس من عمل الروح القدس ويشتت الامه ومقدراتها ، ولكون الكنيسة الكاثوليكية الكلدانيه لها وضعيه خاصه بسبب ارتباطها بروما وما يخص ارتباط اساقفتها خارج حدود الوطن بالقلايه البطريركيه لذا ينبغي على ابناء الكنيسه ان يكونوا اكثر حذراً ووعياً في التعامل مع هذه المشكله اثناء تناولها حفاضاً على وحدة الكنيسه،
أرى ان النظام الابوي الاستبدادي الذي دخل الى اسقفية روما وبحسب رأي المتواضع جاء بعد ان انتقلت الامبراطوريه الرومانيه من الوثنيه الى المسيحيه واصبحت الكنيسة فيها ديناً ودوله وتحول اباطره روما الى اساقفه قادة مقاطعاة واقطار فتحولت الكثير من ممارساة القائد الروحي الى قائد مقاطعة وبذلك انتقل النظام الاستبدادي بغياب الديمقراطيه الى مؤسسة الكنيسه وحل محل القيادة الروحيه الابويه الصادقه التي ائتمنوا عليها ،اما في كنيسة المشرق فقد طغى التسلط والاستبداد بعد فرض القياداة الروحيه من مطارنه وبطاركه من قبل جهات خارج الكنيسه مسيطرة على شؤون الدوله وخاصة بعد الاجتياح الاسلامي لمناطق تواجدها ، ومن خلال مراجعة بسيطة للتاريخ يظهر ذلك جلياً ،في حين ان كنيسة المشرق فيها من القوانيين التي تعتبر اسساً للديمقراطيه وقمة في الانسانيه ويشرفني هنا ان انقل بعض من القوانيين التي جمعها مار عبديشوع المتنيح عام 1318 م .والتي لا ينقصها إلاّ التفعيل والتقيد بها بوعي روحي وادراك عقلي ومحبة مسيحية صادقه وبعض من مسحة الحداثة والتجديد . 
من مختصر القوانين السنهادوسيه ج2 التي جمعها مار عبديشوع مطران نصيبين وارمينيا والمتنيح عام 1318 م  حيث يقول في امور الاكليروس ما يلي

* المادة 5 من الفصل الاول في اختيار ورسامة الكهنه:
بسبب قيام الكثير من الاساقفه باخضاع سلطة رسامة الكهنه لمنافعهم الذاتيه والاكثار من وضع الكهنه والشمامسه في القرى التابعه لمسوليتهم، الأمر الذي يؤدي الى تفاقم الخلافات بين اهالي القرى، لذلك حدد المجمع السنهادوسي للأساقفه بان يخصص لكل قريه يتراوح عدد بيوتها من (30-60) بيت كاهن واحد وعند انتقال هذا الكاهن الى جوار ربه ، حينها يفرز الفرياذوط (لقد الغيت هذه الرتبه  ) رجلاً يختاره اهل القريه أجمعين ليرسمه الأسقف ويحل محل الكاهل المتوفي .
 
* الماده   (1) من الفصل الثالث في اختيار الاساقفه ورسامتهم جاء ما يلي
عندما يموت اسقف قد رسم لاحدى المدن،يحق لمطران تلك المقاطعة ان يجمع اساقفته ويذهبو لتلك المدينه، وحسب رأي الشعب يسألون ويبحثون عن رجل يعتني بالفقراء ، يستقبل الغرباء، يفرج عن المتضايقين، يعيل اليتامى والارامل، ولا يقرض ماله بالربى، لا يقبل الرشوه،لا يحابي الوجوه في القضاء ، يبعد نفسه عن الكبرياء والشرااهة، حاذق في الكلام والحكمه، يتأمل ليل نهار في تعليم الكتب الالهيه، يتمتع بالعلم والتمييز لاصلاح كافة فروض الكنيسه اللازمة للخدمه ، وعند اجتماع الاساقفة بشعب وكنيسة الرب امام مذبح المسيح وقت تقديس القربان، يضعون الانجيل على راسه ويمدون يديهم عليه سويه، ويردد الرسامة من هو الاكبر منهم . بعد ذلك يذهب ذلك الذي رسم ليقبل التأييد من قبل الجاثيليق(البطريرك) حاملاً معه رسالة الاساقفة الذين رسموه.
 
* الماده(4) أمر المجمع المسكوني بان الاسقف لا يحق له -وهو على قيد الحياة- ان يامر بان يتولى منصبه من بعد رحيله رجل آخر، وايضاً لا يحق لابناء مدينته ان يختاروا رجلاً من الرؤساء والاغنياء كما هي العادة ليكون لهم اسقفاً وهوعلماني ، وانما عليهم ان يبحثوا عن رجل من الاكليروس او من الرهبان او من العلمانيين على ان يكون خبيراً يمتاز بالسيرة الحسنه، وحتى اذا كان غريباً - لانه لا يوجد غريب في الكنيسه- ليكون اسقفاً على ذلك الكرسي وحتى اذا كان ذلك الرجل من الاغنياء فان القانون لا يرفضه بشرط ان يكون مستحقاً .

* المادة  16من الفصل ذاته في اختيار ورسامة المطران نقرأ قانوناً  ينقله مار عبديشوع من المجمع السنهادوسي للجاثيليق كيوركيس جاء فيه :
بعد مرور فترة وجيزة على وفاة احد الاساقفة او المطارنة، يجمع اساقفة تلك الابرشيه في مدينة اخيهم الكبير ويحثون ابناء المدينه لينتخبوا شخصاً يصلح لدرجة المطران  بواسطتهم وبتايدهم ويكتبون معاً ويخبرون البطريرك باختيارهم  على ان يتمموا الامر خلال مدة لا تزيد عن اربعة اشهر

* ومن المادة  (20) في امر العقوبات  جاء في القانون الثالث للمسكونيين ما يلي :
أمر المجمع السنهادوسي المسكوني بان الاسقف او المطران او الجاثيليق الذي يضبط بخطيئة الفسق او الزنا او السدوميه او باثمٍ مماثل لذلك ، ففي الحال يحرم ولا يؤتمن ثانية ليخدم الكهنوت حتى اذا اظهر توبته، فقط لا يعزل من مخالطة الكنيسه وان من يتجاوز على هذا الأمر فان المجمع السنهادوسي المسكوني يضعه تحت التحريم.
 
وختاماً لتكن مشيئة الرب وقوة الروح القدس عاملة في الكنيسه، ونوره البهي ينير عقول ودروب الآباء والمؤمنين للعمل على تمجيد اسمه القدوس بمحبة صادقه ، وعلى المحبة ينبغي ان تبنى العلاقة في الكنيسه، والرب يبارك.

55

الألفه البريئه
  بين الأصالة والغربه

إيشو شليمون

كانَ دهراً مِسحَةُ الآداب فينا                           في لِضى الاشواقِ حَدّاً نستكينا

عِفَةُ العشقِ سِماتاً في هَوانا                              والهوى العُذريُّ رمزاً يهتدينا

تشرُقُ الأنوارُ في دنيا الأماني                               كُلَّما ألأقدارحانت وألتَقينا

هكذا ألآمالُ كانت وأكتفينا                                    خُلسَةً تَحظو عِناقاً مقلتينا

ثُمَّ نمضي في أمانٍ حالمينَ                                   يخفُقُ القَلبُ بانعاشٍ لدينا

بهجة النَفسِ هِياماً تَعتَليها                                  لوعَة البسمه تُناغي شَفتينا

في عِراقٍ أرضَ آشورَ البهيه                              نِعمَةَ الأخلاق نبراساً علينا

يا بِلاداً كُنتِ يوماً في العُلا                                   منهلاً للعلمِ قانوناً رصينا

أرضُها طيبٌ وَمِسكٌ في شَذاها                              وَعَطاءٌ كيفَما كانَ رَضينا

قلعة ُالأجداد غَطتها المضالم                              وَطَمى الطوفان حَدّاً والتهينا

وأستَرَقَّ العَبدُ حُراً في رُباهُ                            وأستباحً من طَغى بالسيفِ دينا

مِن لِضى النيرانِ بتنا في ضِياعٍ                           خابتِ الآمالُ مِنهُم واكتوينا

وبدى كُلاً ينادي  بالرحيلِ                                     وتناسينا ضحايا الأكرمينا

فاتخذنا من هدى الغربِ سَبيلاً                         في مَساراتٍ تُنافي الأصلَ فينا

وأنتخينا نحو أوهامِ الشعوبِ                                تلكمُ العاداتَ ما باتَت تَقينا

ثُمَ ضاعَت كُلُّها تِلكَ الأماني                                    وتلاشى كُلَّ ما فيها بَنينا

هاهُنا التجديدُ فِكراً يزدرينا                             ينجَلي الماضي بِصبحٍ يحتوينا

روضةُ الأجناسِ أحرارُ القرارِ                            تمزجُ الأخلاقَ شئنا او أبينا

وَحدَةُ الآدابِ فيها لَن تَصونَ                                خُمرَةُ الأنسانِ حراً او أمينا

ليسَ في الهجران حلاً للمآسي                               فالمَهاجر فيها أهوالاً دفينه

تسقُطُ الاعذارُ فينا حينَ نهرب                         نترك الأوطان أسرى الجاهلينا

لا وَلا صَرحُ الجُدودِ في اغترابٍ                               ينبني يوماً بأحلامٍ يَقينا


56
أدب / السرُ المباح
« في: 12:31 30/11/2014  »

السر المباح


أيشو شليمون

 
لِقولِ الحَقِ تُلزِمُنا الأمانه                          وما غيرُ اللأمانَةِ  يتَقينا

وَرحُ الحُبِ مِن نَبعْ المَحبه                           لدرء الشَرِّ دابِرُهُ يَقينا

نناشِدُكَ الحقيقَةَ في وِئامٍ                           لواقِعَةِ (ألأمارةِ) والخزينه

فلا تَأتينا ما فيهِ جَفاءاً                          يُثيرُ الدهشه مُدعاة الضغينه
 
ألا يكفي التلاعبَ بالمصائر                       باسم الدينِ والقَيَّمِ الثمينه

تشاطِرُكَ المواقِفَ كُلَ ذاتٍ                    لها في اللأمرِ اغراضاً دَفينه

لتوهِمُكُم بذلكَ في دهاءٍ                       وَتجعَلَ مِن( فخامتكم ) جُهينه

فلا تَخشى الأمورَ ولا تُبالي                      (مَلَفُّكَ) باتَ في أيدي أبينا

فهذا الأمرُ يحفظُهُ يَقيناً                           نديم الكأس قبطان السفينه

يُقايِضُ حِفظِ سِرِّكَ بالخنوعِ                       بلا أمَلٍٍ يقودُكَ كالرهينه

فَمن زَرَعَ الشرورَ غدى ذَليلاً                     بيوم الدينِ مرتَعِباً مهينا

فَما لَكَ في مسانَدَةَ البغاة                       على من كان في القِدوه لدينا

تجازي الناسَ بالحُرُمِ جزافاً                  تكافيء حِرصُها طَرداً مُشينا

وَتُبعِدَ كُلَ ذو عِلمٍ رصينٍ                     دعاةُ الحقِ ذو اللأيدي الأمينه

فلا يعنيكَ من عَمِلَ المُحالَ                      لتلكَ البيعه بُنيَتها الرصينه

ومَن وضَعَ البدايةَ في إتقانٍ                    على ما فيها من أسُسٍ متينه

بِدارِالنورِ إنقَرَضَ الحَكيمُ                             ولم يبقى به علماً ودينا

فَهذا حالُ من وأدَ الوديعه                            يقودُ المِلّه في جَهلٍ مُبينا

تنوء الناس من ثِقَلِ المحاكم                       قضايا الحُكمِ في كُلِ مَدينه

   كفاكمْ فالنهايَةَ قد أزَفت                                قبيحُ الأمرِ قد طالَ سِنينا 

57
أدب / الحب الذي كان
« في: 03:46 13/11/2014  »
     
       
 
الحب الذي كان

إيشو شليمون

أقولُ وقلبي قد تلضى بنارُكِ                                 ايا حُبَ عُمري هل تَرُدِ جَوابي
 
لَديكِ مقاماً في ضُلوعي كأنما                                   فوادي أُزيحَ انتِ عَنهُ تُنوبي
 
فكيفَ أُناجي من بجسمي طَليقَةً                                 لتوقِفَ لوعي او تُحِدَّ عذابي
 
كَفاكِ سُكوتاً يا مَليكَة ادمُعي                                    فطلي قَليلاً كي تُنيري شَبابي
 
فَتلكيفَ إني قد قَصَدتُكِ طالباً                                   فما كانَ ظَني أن تَشُعَ بِدَربي
 
وَتغوي فُوْادي والهدوءُ جَمالُها                                  وشَعراً تَدَلّى فيه ذَيلَ شِهابِ
 
ألا أنتِ مَنْ مالت فوادي بِلحضِها                             فرَحماكِ اني قد فَقدتُ صوابي
 
سهامَاً بقلبي قَد غَرِسْتِ بيومِها                                   فكيفَ السبيلُ للشفاءِ بما بي
 
فما السرُ فيك ان تكوني كتومَةً                                   وثغرُكَ دوماً فيه نغمَ حبيبي
 
كفاكِ فامسى فكُ لغزكِ غامِضاً                                    فَإما شمالاً او تَهُبِ جنوبي
 
فركنُ الصفوفِ في الخيالِ حَملتُهُ                                وَكُلُ مكان كنتِ فيهِ تَجوبي
 
وَبُتُ أُناغي بالحياةِ قَديمُها                                      لأدرُكَ حالي كي أُعيدَ حِسابي
   
فَذا العُمرُ يجري والنسنينَ عِدادُها                           وذكراك أَمسَت في الفؤادِ لهيب

وداعاً فاني لا افسِرُ حُبَنا                                       سِوى بحرُ ماءٍ ليسَ إلاّ سَرابِ
 
بقلبي كلاماً كم وَددتُ لقولِهِ                                    طَواهُ الزمانُ في البِعادِ وَجوبِ
 
يجولُ بنفسي فيمَ بعدُ بِحَسرَةٍ                                    هَفيفُ عتابٍ والعتابُ حِرابِ
 
تقولُ وداعاً غير اني بلهفةٍ                                         وَكُلي حَنيناً ان تَمُرَّ ببابي
 
لاروي غَليلي بنظرَةَ عابِرٍ                                     غواني وأدمى من هَواهُ قُليبي

فلا انتَ تبدو في الحياةِ مُغامِراً                              ولا حبي ينجو ان طَواهُ  نَحيبي

فَدَعْ عنكَ لومي يا غمامة أدمُعي                                   فَهذا يقيناً ما حَواهُ نصيبي
 
سَئمتُ المَقامَ في الدِيارِ وَحالها                                 دعاني هُروباً للرحيلِ رُكوبي
 
وَتبدوالديارُمن كِلانا تجَهُماً                                     تقولُ كَفاكم فالمصابُ مُصابي
 
فكُفا عِتاباً والمُلامُ كِلاكُما                                       فَبعدَ الرَحيلِ من تَراني أُحابي
 
ليُرثي لِحالي والغريبُ أذلّني                                        دخيلٌ يطيحُ بالبنينَ رِقابِ
 
 فَمن ذا اُناغي والأرومَةَ قَد خَلَتْ                                    فَهل لي اُناجي للعزاءِ غَريبي!!


58
لماذا معادات غبطة ابينا البطريرك لويس روفائيل الاول ساكو

لست هنا بصدد سرد مواقف آباء واساقفة الكنيسة الكاثوليكية الكلدانيه لغرض تبيان قناعاتهم  بمضمون قومي شمولي معين دون غيره بالقدر الذي اود فيه بيان مدى استقامة  المسار الاداري والروحي والتزام ابنائها بالقرارات والنهج  الذي كانت تسلكه رئاسة الكنيسة التي عايشت بعض من ابرشياتها في سبعينات وثمانيات القرن الماضي في تلك الفترة التي كانت بعيدة عن الندية الطائفيه وعن معمعة السياسة ودهاليزها المظلمه في الوقت الذي كانت تتمتع ( بحسب دعاة التعددية القوميه) ولا زالت بثقل وجودها  العددي في ارض الوطن ارض الآباء والاجداد وبما يزيد عن ثلثي العدد الاجمالي للمسيحيين البالغ آنذاك  تقريباً  1.2 مليون نسمه او اكثر. وان قداسة ابينا البطريرك مار روفائيل الاول ساكو ليس الوحيد من بين  آباء الكنيسة الكاثوليكية الكلدانيه الذي يؤمن باننا (الكلدان، السريان ،الاشوريين) شعب واحد وأمة واحده، حيث ورد ما يثبت هذا في احاديث وخطابات وآراء وكتابات الكثير من الاباء الذين سبقوه وكانت في مجملها تصب نحو التاكيد على الوحدة والمصير المشترك لاننا من ذات الاصل وتربطنا وحدة التاريخ واللغه والعادات اضافة الى الدين والجغرافيا. وادناه اراء اثنين من الاباء البطاركه المغفور لهم والذين سبقوه مضافاً اليها اراء اسقفنا الجليل الذي تبنى مؤخراً الفكر القومي الكلداني للمرة الاولى في تاريخ الكنيسة الكلدانيه بهذه الصيغه.

* [مثلث الرحمات مار  روفائيل  بيداوث / الاصل الاشوري ، يوكد البطريرك روفائيل بيداويد على اننا جميعاً من الاصل الاشوري ولنا اصل مشترك كنسياً وعرقياً وتربطنا علاقة الدم الواحد، والادلة نجدها في هذا الرابط (يوتيوب) 
http://www.youtube.com/watch?v=Y8qVJh437OA

 * مثلث الرحمات البطريرك مار عمانوئيل دلي / حين كان مطراناً  وفي كتابه ( المؤسسه البطريركيه لكنيسة المشرق بغداد 1994) والذي هو  اصلاً اطروحته لنيل شهادة الدكتوراه سنة1958، في بعض فقراته وباختصار شديد يقول :   بأنه ليس من الضروري أن ينتمي اليوم جميع أبناء الكنيسة الكلدوآشورية الى القبائل المذكورة في التاريخ القديم .... أن الكلدان والآشوريين تاريخيا يشكلون جماعة واحدة تشترك في تراث ديني ولغوي وعرقي وقومي نشأ في تربة بلاد ما بين النهرين ..
في الصفحات  73-78  يتطرق مثلث الرحمات قائلاً انه في مجمع عام 410 تم وضع نظام بين مطرانيات كنيسة المشرق الخمسه ،ولم يذكر بوجود  مطران او مطرانية على مدى تاريخ كنيسة المشرق تحت مسمى بابلي او كلداني ، وعن تسمية الكنيسة الكلدانية يقول بالنص ( ان كلمة  كلدان يظهر انها أطلقت من قبل البابا أوجين الرابع سنة 1445 على فئة من المسيحيين القادمين من بين النهرين الموجودين في جزيرة قبرص أبان مجمع الاتران، وقبل هذا العهد كان هناك بطاركة ومطارنة اشوريين في بلاد آشور )) ، وهناك معلومة مهمة بهذا الخصوص يذكرها المغفور له في ص147 يقول (( وهناك من اسمه الأب كوروليفسكي أحد المشتغلين في ميدان القانون الكنسي الشرقي، قال إن لقب بطريرك بابل الحالي ليس جيداً ويجب تغيره /الفاتيكان1983، حيث بابل لم تكن يوماً من الايام مركزاً للكرسي البطريركي ))

    * مار سرهد جمو 1995/ يوكد باننا نمتلك لغة واحدة مشتركه وان ما لدينا الان هي لهجات ، واننا لسنا من بابل بل نحن ابناء نينوى وان آبائنا  لم يكونو اغبياء بل كانوا يعرفون جيداً بانهم  ابناء نينوى . 
http://
     http://www.youtube.com/watch?v=_V99u3S-WSk#
#

ونيافته يؤكد في الرابط التالي (اليو تيوب) بأن مدينة اور التي يتغنى بها البعض على انها كلدانيه فهي اكديه وليس كلدانيه وإن أبانا ابراهيم هو أكدي وليس كلداني،
http://www.youtube.com/watch?v=VoaSfTr1y3A
 
وفي الرابط ادناه نسمع من غبطته صوت الوحده وصوت الأيمان بالوحده وهو يقول هذا هو البناء المتكامل نحن واحد ، امة واحده ،  شعب واحد ، مصير واحد ‘  كان آبائنا وعليه ان ننقله بامانة الى اولادنا
http://www.youtube.com/watch?v=6kLH4gPldQM

* نيافة الاب الجليل روفائيل الاول ساكوفي كتابه خلاصة تاريخ الكنيسه الكلدانيه / حين كان مطراناً يقول :
لقد استُخدمت العبارة: "الكنيسة الكلدانية"، رسميًا للدلالة على مجموعة من أبناء كنيسة المشرق الذين انتموا إلى الكنيسة الكاثوليكية أولاً في قبرص عام 1340، في زمن البابا مبارك الثاني عشر، لكّن هذا الاتحاد لم يدم. ثم في عام 1445 إثر مجمع فلورنسا، في زمن البابا اوجين الرابع. هؤلاء المشارقة القبارصة كانوا من بقايا الأسرى الذين ساقهم ملوك الروم وأسكنوهم في جزيرة قبرص، ومعظمُهم كان من منطقة أرزون. ثانيًا في القرن الثامن عشر، عندما أقام البطريرك الكاثوليكي كرسيَّه في دياربكر (أمد – تركيا)، استعمل التسمية هذه إلى جانب تسمية "الكنيسة الكاثوليكية". وسَرَت تسميّة "الكنيسة الكلدانية" رويدًا رويدًا، وتغلّبت على التسميّات الأخرى، وخصوصًا عندما اتحد الكرسيّان الكاثوليكيّان: ديار بكر والموصل في شخص يوحنا هرمز عام 1828. من المؤكد أن هناك أختام بعض البطاركة "النساطرة" وشواهد قبورهم تحمل التسمية الكلدانية. واليوم قد استقرت هذه التسمية رسمياً للجانب الكاثوليكي من أبناء كنيسة المشرق.

 نستنتج مم سبق بانه لحد نهاية القرن الماضي لم يكن بين آباء الكنيسة الكلدانيه من تبني فكر قومي كلداني او ما يشير الى مشاعر تواجده بصيغة تنافسيه او متوازية مع الفكر القومي الاشوري وبالطريقة  التي طُرِحً  واجج وروج  له البعض في العقد الاخير والذي بات على اساسه بعض من المثقفين  الكلدان  يتقاسمون المواقف بين هذا وذاك من الآباء  طبقاَ على مدى تبنيهم  للفكر القومي بعد أن ظهر مصطلح النهظة الكلدانية الى الوجود، هذا الشعار الذي اتخذه البعض لترويج أفكارهم وتحقيق احلامهم وطموحاتهم السياسيه بعد ان اتخذوا من الكنيسة خيمة لتسويقه ، حيث اعتقد بعض من الاخوه معتنقي الفكر السياسي وممتهنيه المنتمين الى كنيسه بابل الكاثوليكيه الكلدانيه بان اهتمام رؤساء االكنيسة الشرقيه الاشوريه بالشأن القومي هو الذي عزز وعمل على تنمية الحس القومي الاشوري وترسيخه لدى ابنائها واتباعها وعلى غراره عملت هذه المجموعة جاهدين للضغط بطريقة او باخرى على بعض من آباء الكنيسه الكلدانيه للمجاهرة وتبني الفكر والنهج القومي اسوة بالاشوريين معتقدين بان ذلك سيلهب المشاعر ، هذا من جهة ولعدم وجود الكادر السياسي والقومي وعدم تبلور الفكر القومي ومبادئه واهدافه وتوجهاته بسبب اختلاف الخلفيات السياسيه والفكرية والعقائديه  لبناة النهضة الكلدانيه من جهة اخرى اضافة لتواجد اكثرهم في دول الشتات خارج ارض الوطن لا يعيشون المتغيرات الاخيره ويتعايشون معها فكراً لا واقعاً ولا يملكون أرضية او آلية للتأثيرعليها.

   وفي نظرة تفحصية لواقعنا نرى إنه في الوقت الذي كانت مجمل آراء آباء الكنيسة الكاثوليكيه تصب في الاتجاه الوحدي وتؤكد على وحدة الاصل وكان هناك الكثير من المؤازرين والمتعاطفين والمتبنين للفكر القومي الاشوري الوحدي من ابناء هذه الكنيسه وكانت الامور تسير بالاتجاه الذي يخدم المصلحة العليا لابناء هذه الامه  كان لظهور تيار ما يسمى بالنهضه الكلدانيه واعتبار الكلدان قومية ذات خصوصية مختلفه ، خلافاً لمواقف الآباء والاصرار على معاكسة التيارات المتواجدة  والعامله في ارض الواقع والعمل بشكل انفرادي ومحاولة سحب االبساط من تحت اقدام الاحزاب السياسيه الاشوريه بمباركة آباء ابرشيات طائفيه خارج الوطن خاصة في الفترة التي  كانت الامه (الكلدوآشوريه)  احوج ما تكون الى امتلاك خطاب موحد والوقوف معاً، كان ذلك عاملا سلبياً ومؤثراً جداً على المصلحة العامه حيث لم يتمكن القائمون على حمل وزر العراك السياسي لهذه الامه من اثبات وجودها وطرح تسمية قوميه موحده شامله لغرض تثبيتها في دستوري الدولة والاقليم ، ومن ثم الانطلاقه للعمل على احقاق حقوقنا القوميه، وبفحوى الكتاب (فلا انتم دخلتم ولا تركتم الداخلين يدخلون) ، وهنا لا يخفى الدورغير السليم لوجود وزج رجال دين من مختلف طوائفنا المذهبيه بشكل مباشر في مؤتمرات صنع  وتبني قرار سياسي قومي فيما الكنيسة ذاتها في انقسام مذهبي يمكن اعتباره ركيزة انقسامنا الطائفي ،فبقينا على الاسم المسيحي الذي نعتز ونتفاخر به في الدول الديمقراطيه التي تؤمن بالانسان والانسانيه غير انه لا يحمي حقوقنا القوميه ولا يحافظ على فرض شرعية وجودنا في بلد الاجداد من منطلق الشعب الاصيل في دولة ذات صراعات عرقية وقوميه وتؤمن بدين الدوله . ليبقى الدستور خالياً من اي اشارة قوميه موحده لامة عريقه كانت اساس حضارة بلاد بابل وآشور،

 وهنا تجدر الاشارة (وجهةنظري الشخصيه) الى ان مجارات الاحزاب الاشوريه ذات التنظيم المتنوع مذهبياً وتقبلها لفكرة تعدد التسميات وان كان قد بدى للبعض انه من خلال ذلك يمكن كسب رضا الجميع اوعلى الاقل الحصول على بعض المصالح الحزبيه غير انه في حد ذاته كان ترسيخاً للمذهبيه في الوقت الذي كان يتوجب على الاحزاب السياسيه العمل بجدية على اقصاء الفكرالمذهبي والطائفي والعمل مع جميع المرجعيات الدينية بشكل متساوي وعدم التشبث والاعتماد على جهة دون اخرى، والتي اتخذ المعارضين للآحزاب الاشوريه من طريقة اشغال منصب رئاسة الوقف المسيحي عام 2012 ذريعة لزج اباءالكنيسة الكلدانيه في الموقف باعتباره عدم احترام وجهة نظرهم والترويج بتهميش مسيحيي الكنيسة الكلدانيه بالرغم من ان شاغل المنصب كاثوليكي وينتمي الى نفس الكنيسه،واستمر نهج العمل في ذلك الاتجاه الا ان اتخذ البعد القومي باعتبار الكلدان قومية (ومن الغريب ان يكون سكرتير نيافة البطريرك المرحوم عمانوئيل دلي يسمى أياد الاشوري) مما حدا بالاخوه في الكنيسة السريانيه السير في نفس المنوال واعتبار السريان آراميي القوميه .
ونظراً لاختلاف دعاة النهظة في ماهيه وحقيقة وجوهرالعمل القومي واهدافه وآلية تنفيذها طبقاً لاختلاف خلفياتهم السياسيه كما اسلفنا لذا لم نجد حركة سياسية فعليه تحت المسمى الكلداني عامله ومؤثرة على ارض الواقع وذات اهداف قوميه شامله ومبادي محددة وواضحة المعالم لكي تستقطب الجماهير للانخراط في صفوفها او لمؤازرتها وموالاتها حيث اصبحت وبقيت  كلمة (الكلدان والكلدانيه) هي المحورالاساسي الوحيد الذي من خلالها حاولوا تأجيج مشاعر ابناء الكنيسة الكاثوليكية الكلدانيه، ولكون المحتوى الفكري والاهداف الاساسيه وآلية العمل التكتيكي المرحلي والستراتيجي تكتنفه الضبابية والغموض لذا بقي صراعهم مع العاملين في الساحة لا يتعدى الكتابات التحريضيه المعادية للتيارات القوميه العاملة في الوطن ومن خلال موقع كلدايانت بشكل خاص، كل ما تحويه هو  التشكيك بتمثيلها للمسيحيين من خلال اثارة الفكر الطائفي الكنسي ومحاولة تحجيم وتقليل دورها باعتبارها عاجزة عن اداء واكمال الواجبات المناطة بها او المرجوة منها والمؤتمنة عليها، وخير دليل عل ذلك هو الوقوف والترويج لحركة الشيخ الكلداني في الانتخابات الاخيره في الوقت الذي كان محتوى حركته مبهماً وما يؤسف عليه ان ينغر بعض من المثقفين بمجرد المظاهر لكونه قد إحتضِنَ من قبل الابرشيه راعية مؤتمر النهظه دون معرفة المحتوى والنوايا والجهات التي زجت به لغرض تشتيت الموقف الموحد لابناء هذه الامه، وقد يكون سبب تصريحاته بحتمية الفوز باكثر من مقعدين في البرمان سبباً مضافاً لانجراف البعض وراءه متمنين الذات بمغريات السلطه عبر طريق المرور السريع نحو الهدف المنشود في المربع الاخضر.
 
 وبعد ان رفرفت الراية السوداء وزحف الجراد الصحراوي المستهجن وَحُجبت الشمس عن ابناء امتنا دون تمييز بين كلداني وسرياني واشوري ، طردوا من ديارهم يعانون من الضلم والقهروالضيم  والم الغربة في ارض الوطن.  لم يدخر غبطة ابينا البطريرك ساكو جهداً لمجابهة المعانات فبدأ  يجوب الجهات الاربعة لغرض استغاثتهم ومساعتهم والحفاظ عليهم والتخفيف عنهم وطئة هذه المأساة مواصلاً الليل بالنهار بالعمل المظني والدؤوب مضافاً الى محاولته لملمة جراحات الكنيسة وترتيب امورها المترديه ادارياً بها برزت معالم ازمة حقيقيه داخليه والتي يعتبرها من جهته قضية ادارية قانونيه بحته في الوقت الذي لاحت جذورها في تبني ابرشية سانتياكو لمعظم الرهبان والقساوسة الذين تركوا مسؤلياتهم في العراق دون موافقات رسميه وما يدور كما يقال خلف الكواليس من مواقف لا تمت للشأن الديني عدا مظهرها في حين انها مواقف سياسية بحته تتجلى في تبني الفكر القومي الكلداني بتزمت ومحاولة التمرد على سلطة الكنيسه ، ومعادات مواقف غبطته في جميع المجالات بطروحات تهجمية من موقع المطرانيه (كلدايانت) وتوجيه كلمات جارحة ولا تليق بمقامه السامي ومكانته الروحيه دون مراعات ما تؤول عليه مردودات ذلك على الكنيسة بشكل خاص وعلى الوضع العام لهذه الامة التي شئنا او ابينا تشترك في المصير الواحد داخل ارض الوطن،
  فلماذا مزاولة الضغط عليه والاصرارعلى انتزاع خطاب انفصالي كلداني وتبني واتباع نهج هو لا يؤمن به ولا يراه صواباً ويعتبره طعنة في وحده  الامه وخنجراً مسموماً في جسد كنيسة كنا جميعاً اتباعها لقرون خلت ، وهو  ومن سبقه قد ادلوا بارائهم قبل عقود من الآن بما لا يخالف النهج والاتجاه الذي يسلكه حالياً ، فلمصلحة من يقف البعض  ضده ويعاكس مواقفه وافكاره ، وما الفائده المرجوة من ذلك، كل هذه وغيرها من الاسئله تطرح ذاتها، حيث ان محاربة افكاره ومناقضتها ومحاولة التقليل من شأنه لا يضر بمصلحة الكنيسة الكاثوليكية الكلدانيه  ويؤدي الى زعزعة وحدتها فحسب بل يزيد الشرخ بين ابناء كنيسة المشرق برمتها لانه يعتبر نفسه ابناً لها وهو فعلاً مَعْلماً من معالمها  بمواقِفِه وآرائه وروحه المحب وافكاره الشموليه الوحدويه  وطيب انسانيته ، يساندهم في ذلك البعض من الكتاب الذين يسيرون في الركب النهضوي مناصرين مؤيدين لمطرانية سانتياكو في مواقفها وقراراتها غير مبالين بقلع جذور كنيستهم من اصول تاسيسها على يد الرسل الاطهار، فهل إنتقلت حُمى التمرد وعدم طاعة أوامر الآباء الى الكنيسة الكاثوليكيه الكلدانيه بالاندماج المبارك واستناداً على قانون 78من قانون الاتحاد بروما الذي سلب سلطة الاب البطريرك الشامله على كنيسته؟. وتبقى الكنيسة الكلدانية هذه الايام محضوضة بوجود قداسة البابا فرنسيس على رأس كنيسة روما والذي يضع اولويات المسيحيه قبل كل الاعتبارات.

واليوم وبعد ان بدى جلياً للجميع فشل العمل الانفرادي الطائفي وسلبياته لذا يقتضي اعادة النظر في مجال العمل القومي بما يخدم المصلحة العامة بعيدين عن المصالح الشخصية والضيقه والعمل معاً على اعادة ترتيب البيت الداخلي الشامل منطلقين من مفهوم الامة الواحده حيث كانت لقرون خلت تحت المسمى كنيسة المشرق وبما لاينافي خصوصيات أيُ فئة من ابناءها ومحاولة العمل مع الطوائف العراقية الاخرى التي تشارك شعبنا المصيرضمن منطقة تواجده. وفي مجال الخلاف الكنسي بين البطريركية والمطرانيه كنت اتمنى من الاخوه الكتاب عدم مناصرة اي من الطرفين وتاجيج الصراع اكثر، وهنا لا يسعنا الى ان نتظرع الى الرب يسوع ليمد يده ويوقف هذه العاصفه كما اوقف عاصفة البحر التي ارعبت تلاميذه . 

59
غبطة ابينا البطريرك ساكو والأيام العصيبه

في غمرة هذه الايام العصيبة التي تمر بها امتنا وشعبنا المسيحي والعراق بشكل عام يجدر بنا جميعاً ان نقف يد واحدة بكل محبة، كل حسب طاقته ومن موقعه عاملين بكل تفاني واخلاص من اجل هولاء المشردين وهم على ابواب الشتاء القارص دون مأوى محاولين ان نشدد ونحيي كل يد عاملة وكل جهد مبذول من اجلهم اينما كان ومن أيٍّ كان، ففي الوقت الذي نرى بان الكنيسة قد حملت العبأ الاكبر من وزر هذه الكارثة التي تعنيها بشكل مباشر وفي طليعتهم الاباء جميعاً دون استثناء، وبجهود استثنائية مشهودة من قبل غبطة ابينا البطريرك ما روفائيل الاول ساكو الذي لم يدخر جهداً  ولم يترك باباً إلاّ وطرقه من اجل ايصال صوت الاستغاثة والنجده ولمد يد العون والمساعدة والعمل لحل هذه الكارثة التي حلت بشعبنا وامتنا وطالت الكثير من الشعوب الاصيله ، والتي هي محاولة لقلع جذورنا من ارض الآباء والاجداد وانهاء المسيحيه فيها، لذا ارى لزاماً علينا كمسيحيين عموماً وكل اصحاب الضمير الحي مؤازرة هذا الصرح الشامح وصوت الحق الذي لا يعرف السكوت والخنوع مهما تعدد وكبرت النوائب يعمل جاهداً متكلاً على رب المجد يستمد منه المعونة والقوه ، فالله المجد، ولبطريركنا الجليل ننحني احتراماً ووقاراً لما يقوم به وهو ضمن اعصار الكارثه.ونحييه اينما حل قائلين :
أهلاً بكم
هذا اقل ما يقال لدى استقبال نيافة البطريرك مار روفائيل ساكو
وفي حلِهِ ويبقى الكثير جديراً بذكره 


اهلاً صُروحَ العلمِ هامات الزَمَن            أهلاً كُنوزَالمجدِ فيها ما خُتمْ

سَهلاً وَطئتم بيننا في أهلِكُمْ                    انتم لَنا فخراً مبيناً كالوشَم

بُتمْ منارَ القدوه في أيامِنا             نَبضٌ لنا في النهضه زخماً محتدمْ

حلت بكم روحُ التفاني مثلما             كانت مَعَ الآباءِ في صونِ القِيَّمْ

رمزاً وقوراً في متاهات الزمن               صبراً حكيماً كلَّما زاد الألم

تسمو بِكُم نحوَالعَلالي طالَّما              في هَجرِكُم طيبُ الزمان لا نَدَمْ

أضحت هُمومُ البيعه في اعناقكم              وَزراً وانتم أهلِها منذ القِدَمْ

في نَكبَةٍ حَلَّت بها في عَهدِكم             فيك الرجا في دَحرِها ،راعٍ وَدُم 

سَهراً مَعَ الأيامِ والهَمُ وَطَنْ                   والطَردُ والتَشريدُ أبناءاً سُقَم

فالبيعه أمست ملجاً لاذَ بِها                    كُلَّ الذي ليسَ لَهُ مأوى يَنَم

نورٌ ونَبعُ الخيرِ من اعمالِكم               يحدو بنا نحو اللأعالي والقِمَمْ 

يا بَلسَماً تُمحى به آهاتنا                      يا بسمَةً تُعطي لَنا كُلَ الهِمم

باتت تُنير البيعه من اقداسِكُم            تسري معَ الأيامِ في فيضِ النِعَم 
 
كُلُ الرَجا في حِلِّكُم يا أبَتي                    صَلاتِكُمْ سوراً لَنا لا ينهَدِمْ


 وختاماً ايها الاخوه: كلُ ما كان حقاً، وكل ما كان شريفاً، وكلُ ما كان عادلاً، وكل ما كان طاهراً،  وكل ما كان  مستحباً، وكل ما كان حسن السمعة، وكل ما كان فيه فضيلة وخصلة حميده فاشغلوا افكاركم به.  فيلبي 4/ 8
 فان هذا ليس مدحاً بالقدر الذي هو استحقاقاً بل اقل ما يقال بحقه كأب روحي يعمل بهمة الغيارى ليل نهار من اجل ابناءه دون ككل او ملل وبمحبة ،وحزم فيما يتطلب الحزم .
والكتاب يوصينا بتجنب المجادلات والمنازعات الكلاميه التي فيها ينشأ الحسد والخصام والتجريح، والنيات السيئة، وشتى انواع النزاع . فهل فعلاً نحن في الايام الاخيرة حيث يقول الكتاب (( ان ازمنة صعبة ستعم في الايام الاخيره، اذ يكون الناس محبين لانفسهم، محبين للمال، متكبرين، مباهين بانفسهم، شتامين، غير مطيعين لوالديهم، ناكرين للجميل، دنسين، متحجري العواطف، غير صفوحين، نمامين، جامحي الاهواء، شرسين غير محبين للصلاح، خائنين وقحين، مدَّعين،  محبين للذات اكثر من محبتهم لله .)) تيموثاوس2 : 3-/1-4
 

60
 
          يا أُمَّةً ضَيَّعَت أنسابها
             (كلدو آشور)

 
ايشو شليمون


     زَينُ الشبابِ خَلوقاً عِطرَهُ عَبِقاً                          أزهارُهُ العِلمُ والآدابُ تَسقيها

      يا أُمَةً ضَيَّعوا انسابها الجُهَلا                          أسرى المذاهِبِ في غِلًّ يُعاديها

      حَتى العَليمُ بذاتَ الروحِ يَنكُرُها                      أو قد يَكونَ بِزهوِ النفسِ يَسْليها

      كلدو وآشورَ في الأعراقِ متحِداً                      الفان مَرَّت وذاتَ الروحُ هاديها

       لا توهِموا النفسَ بالالقابِ قاطبَةً                 فالأرضُ فيها كنوزَ الأصلِ تَرويها

      والعِرقُ أمسى سَبيكُ الأصلِ مُلتَحِمٌ                      كلٌ تَداخَلَ بالانسابِ يحويها

      إرثاً لنا لُغَةً في الأصلِ تَجمَعنا                          أبناء أرضٍ وَتأريخٍ سَما فيها

      رَغمَ الطغاة وَعيشُ الذُلِ والسُقُمِ                        روحُ البنوَةِ اصراراً تواسيها

      صَبراً وَصَمتاً وبالآمالِ تَرقُبُها                     ارضُ الجدودِ بِدمع العينِ تَرويها

      فلا يَغُرُّكَ مَن لانَتْ مَلامِسُهُ                           مِثلُ الأفاعي قتيلُ السُمِ  تُخفيها

      إذ جاءَ ينفُثُ بالاحقادِ ما كَتَبَ                      جَدُ الدَواعِشِ او من كانَ يُرضيها

      يدلوا بدلوٍ وَفيهِ السُمَ مُكتمِنٌ                              ولا يُبالي بِما آلت مَناحيها
 
      وَلا يَغُرُكَ بالألقابِ غطرَسَةً                            مَن ذا يُكابِرُ عِزَ الناس يثنيها

      فَكلُ دالٍ أمامَ الأسمِ دالَتُها                                 ليست دَليلاً لَما دَلَّت وتعنيها

      ولا تُغطي دَنيءُ النفسِ عورتُهُ                         جَمعُ الصفاةِ ولا بالعلمِ يوقيها

      فالعِلمُ يبقى إذا ما خانَهُ الأدَبُ                         مثلَ السيوف بِلا أغمادَ تحميها

      شاخت وشَلَّت وشبحُ الموتِ يحضُنُها                  مُذ باتَ كُلٌ بما يهذي يسميها

      مُذ عُمِقَ الشرخُ في أوصالها وقضى               سِربُ الجَوارِحِ حامٍ كي يُلاشيها

      ياأمَةً نسيَّ البنينُ قيمَتَها                         في لحظة الموت جاء البَعْضُ يرثيها

      تَئِنُ عَطشى بِساطَ الارضِ تفرِشَهٌ                     قيضاً تُعاني ولا أكواخَ تأويها

      يا صِحَةَ النومِ يا صاحي فقد ذَبِلَ                زَهرُ الربيعِ وبات الصيف يمحيها

       اليومَ تفقُدها !! فاجلب لها الكَفَنَّ                     او قد تضنَّ ببعض المال توقيها

      بُكمٌ رَضيتَ بِشَظفِ العيشِ في وَطَنٍ             انتَ الأصيلُ وَريثُ الدارِ ما فيها

      نهران فيها وما كثرٌ مشاربها                         وصاحبُ الدارِ عطشاناً يُناغيها

       نهران فيها وما كثرٌ توابِعُها                       وصاحِبُ الدارِ يُسقى من مَجاريها

      هَلا كفانا خُذولاً نتبَعُ البُهُمُ                         ما باتَ يُجدي كلامُ العَقلِ مَنْ فيها

      ما عادَ يَنفَعُ إلاّ مَجلَسُ الأُمَمِ                      يعطي قراراً  وَمِثلَ السورِ يَحميها

       أو أن نَقًرَّ جِهاراً إنَها بَلَدٌ                            لا فيها عدلاً ولا القانونَ يُجديها

      ماذا دَهانا وَجُرحَ القَلبِ مندَمِلٌ                     كَي نوهِمَ النفسَ بالآمالِ نرجيها

      دَعوا الثكالى يَفُرنَ من مَخالبِهمْ                   فالجرحُ باقٍ وطول النزفِ ينهيها 
 
      في عُقرِ دارِكَ والتخوينُ ملزِمُكَ                     قَهراً وعيشَةً مثل العَبدِ تقضيها

      عيشاً كريماً بارض الغربه أرحَمَهُ                     من عيش ذُلً وخُذلانٍ تُعانيها

      مَن يَرفُضُ العيشَ في أرضٍ لتحضِنُهُ            وَهوَ الغريبُ ولا يَعنيهِ ماضيها!!

       صَبراً يُناشِدُ والايمانَ يوقِنُهُ                             يبقى البعيدُ قريبٌ من أمانيها

       حتى يَزُفَّ زمانُ العودَ بُشرَتُهُ                       فالوعدُ حَقُ وما في العَهدِ  يأتيها   



61
مملكة عسرايا (مقاطعة اوسروين) ومدينة اورهي ومراسلة ملكها مع الرب يسوع

مدينة اورهي هي مدينة اشورية موغلة في القدم عرفت في الحوليات الاشوريه باسم أدما، وقد اعادَ سلوقس بناءها عام 131-132 ق م،  لم تكن ذات اهمية كبرى خلال التاريخ الاشوري القديم  ولكنها استعادت مجدها بعد ان سقطت الامبراطورية الاشوريه  وبسقوط نينوى فرَّعشرة من قادة الجيش الاشوري ببعض فرقهم إلى أطراف المملكة  "منطقة الرها"وشكلوا هناك مملكة عسرايا أي مملكة القواد العشرة ،بحسب الدكتور سيار الجميل في اثروبولوجية الاجناس العراقيه، في المقاطعة التي سميت فيما بعد بمقاطعة (اوسروين) ويذكر التاريخ أن هذه المملكة الصغيرة تحالفت مرات عديدة مع الفراعنة من اجل استعادة نينوى للسلطة من الفرس، كما قامت عدة ثورات في بلاد الرافدين إلا أنها فشلت ،واستعمل الفرس المقاطعات الاشورية الشماليه في حدياب(اربيل) والرها (اورهي )ونصيبين لصد وايقاف المطامع الرومانيه في الشرق، الاّ ان حكم الفرس لم يدم طويلآً حيث حروب الاسكندر المقدوني واحتلال بلاد الرافدين بالكامل وَمقَتل داريوس في احدى الحروب قرب اربيل الحالية عام 332 ق م  وضعت نهاية للوجود الفارسي لفترة طويله بدأ فيه حكم الرومان الذين اطلقوا تسمية اسيريان على سكان بلاد الرافدين لعدم وجود حرف الشين في اليونانيه ، وقد شكل النبالة الرهاويون فرقة لا مثيل لها في الجيش الروماني الذي قاده مكسيموس الى المانيا، (حيث كان الجيش الاشوري مشهوراً بمهارته في رمي النبال وهناك منقوشتان بهذا الخصوص احداهما من القرن التاسع ق م في زمن آشور ناصربال والثانيه وجدت في مينة امد (ديار بكر التركيه) لنارامسين حفيد سرجون 2300 ق م) .  وقد عاصرملكها ابجر الخامس(اوكاما)  الرب يسوع المسيح وراسله طالباً منه أن يسكن في مدينته ، وقد تطورت لغتهم ايضاً تطوراً كبيراً خلال هذه الفتره من حيث النحو والتطبيق والصرف وعرفت بالسريانيه ( سورث) نسبة الى التسمية التي اتخذها الشعب  .
وبعد هذه المقدمة السريعة  أودُ التطرق و بشكل مختصرعن مدينه اورهي احدى اهم ممالك هذا الاقليم على ضوء ما جاء في كتاب (الرها المدينة المباركه ) للبروفيسور ج. ب. سيكال وروابطها التأريخيه والعرقيه واللغويه مع بلاد ما بين النهرين.  رغم ان اهمية الكتاب  تتجلى في جانبه الروحي من قصة الملك ابكر الخامس اوكاما ومراسلته للرب يسوع ،  وسوف نختتم مقالنا هذا بنص  الرسالتين . وفي ثنايا الكتاب نجد ما يلي (منقول نصاً باللون الاحمر مع تعليق الشخصي بالاسود).   
 الروابط العرقيه واللغويه لمدينة اورهي مع  بقية بلاد ما بين النهرين:           
 ورد  في ص 29 ما يلي (  ان الملك ابكر اصدر امراً بعد فيضان 201 بان الضرائب يجب ان تخفض " عن الذين يسكنون القرى وفي المزارع " وهذه القرى والمزارع تقع في الريف الزراعي حول المدينة وسكانها يرتبطون مع اهالي المدينة برباط الدم والاتكال الاقتصادي كما في المناطق الاخرى من الشرق القديم ..  وانه هناك دليل على وجود علاقة بين البيوت الحاكمة في كل من حدياب واورهي حيث كانوا مرتبطين بمعاهده ان لم يكونوا متصلين برباط الدم )، اي انه يعزي هذا الترابط الوثيق بين االأسر الحاكمه بكونها علاقة تتعدى حدود المعاهدات لذا لا يستغرب وجود علاقة دم تستند عليها هذه العلاقات المتينه خاصة في هكذا منطقه متزعزعة الاوضاع ، حيث نجد في ثنايا صفحات 17-19 انه كما يبدو كان هناك تنسيقاً وثيقاً بين ملوك حدياب واورهي على مدى التاريخ ومحاولات لللاستقلال ففي عام 69 ق م  تحالف ملك اورهي مع تغرانس الارمني ضد روما في الحملة التي قادها سكستيليوس، كما نجد ان المورخ بلوتارخ  يتهم الملك ابجر بخيانة الرومان وبكونه سبب في هزيمه كراسوس القائد الروماني عند محاولته اجتياح الشرق بخديعة جر جيوشه الى الصحراء حيث فشلت حملته عام 53  ق م وكذلك في عام 49 م حيث قام الملك ابكر (وهو ابكر آخر )الذي كان عضواً في استقبال ميرادار امير باريثيا المرشح الروماني لعرش بلده حين كان متوجهاً في حملة لاخضاع الشرق فقام بتاخير حملته  حتى اصبح الشتاء على الابواب ومن ثم عندما بدا بتنفيذ الحمله  وقبل ان تبدأ المعركة هجره اولاً ملك حدياب ثم تبعه ملك اورهي وبذلك هزم ،، وفي عام 194 م واثناء الاضطراب الذي تبع مقتل الامبراطور برتيناكوس نشبت ثوره عامه مواليه للبارثيين في ما بين النهرين وانضم ابكر ملك اوسروين الى حاكم حدياب في حصار نصيبين حيث كانا يأملان بان قبضة روما قد وهنت وان باستطاعتهما استعادة استقلالهما ، حيث يبدو انه كانت هناك محاولات حثيثة ومستمره من قبل ابناء بلاد النهرين لغرض الاستقلال ص وبالتنسيق الداخلي لكافة المقاطعات لغرض اعادة مجد بلاد آشور
ويتابع ص85 :ولعب التجار ايضاً في تحول عقيدة الرها ومكث اداي في بيت التاجر طوبيا المفترض انه يهودي . واتى الذين يتعاطفون مع المسيحية (من حدياب) الى الرها ،كما نخبر، في لبس التجارليشاهدوا اعمال اداي ويرجعون الى موطنهم لينشروا العقيدة في بلدهم بلد الاشوريين اي حدياب ،ويستمر في ص97-98 قائلاً  ( وهكذا مرَّ الناس الآتون من الشرق وهم في لباس التجار واجتازوا منطقة الرومان لكي يرووا هذه العلامات التي قام بها اداي،  والذين اصبحو تلاميذه وقبلو منه وضع اليد الكهنوتي، وفي بلدهم بلد الاشوريين اوجدوا تلاميذ واقامو بيوتاً للصلاة هناك في السر خوفاً من الذين يعبدون النارويتخشعون للماء ، وتحرى نرساي ملك الاشوريين من الملك ابجر عن اعمال اداي وامتلأ دهشة وعجباً .وهنا نقول للآشوريين من ابناء النهرين المتشككيين بآشوريتهم واستمرارية وجودهم،  اليس هذا دليلاً قاطعاً بان الحكام المحليين (الملوك)  في المناطق وبعض المدن مثل حدياب واورهي ونصيبين كانوا اشوريين يحكمون بني جلدتهم الاشوريين ،(وتحرى الملك نرساي ملك الاشوريين )( فهو اشوري ثم اعتنق اليهوديه) حيث وكما جاء في ص29 والمذكورة اعلاه ان الشعب في مدينة الرها والقرى المجاورة ومع باقي الشرق القديم (بلاد ما بين النهرين ) تربطهم رابطه اللغة والدم والعادات الثقافية والاجتماعيه . وهناك علاقه متينة بين ملوك حدياب واورهي لا يستبعد ان تكون علاقة دم ايضاً
 وجاء في ص82    كانت الرها وحدياب على اوثق ما يكون،ولا يجوز لنا ان نتغاضى عن وثاق اللغة الهام لان (السريانيه) كانت لغة كلا البلدين اديابين والرها .نجدهنا بان المترجم اطلق كلمه اللغه( السريانيه) بدلاً من الاشوريه  في الوقت الذي كانت لغة الشعب في بلاد مابين النهرين ومنها حدياب واورهي (أدما)  قبل ان يستخدم مصطلح السريانيه كما هو معلوم هي اللغة الاشوريه لان تاريخ تأسيس اورهي قديم جداً واعادة تأسيس يعزى الى سنة 132-131 ق م حيث كان مصطلح اللغة السريانية اساساً غير مستعمل في بلاد ما بين النهرين، وقد استخِدمَ هنا لان زمن تدوين الكتاب كان في وقت شيع استعمال هذه الكلمة والتي هي اساساً تعني الاشوريه بحسب اخر المدونات الاثارية وأثباتات كبار الآثاريين ..   
 ويذكر في ص 85 (  إن سبازينوكراكس (كرخا داميشان)  هذه كانت عاصمة مملكة ميسين(ميشان)(كان يحكمها ملوك من حدياب) حيث كانت احدى الموانيء الرئيسيه على الخليج العربي ، كانت المراكب تأتي اليها بمنتوجات من الهند والشرق الاقصى وكانت تشحن من ميسين صعداً على الفرات الى بابل.. وعلى التعاقب كانت تحمل ال دجلة ومن هناك الى حدياب في الشرق والى نصيبين والرها في الغرب)، يتبين الامر واضحاً هنا بان القوافل التجاريه كانت تسلك المناطق التي احتفظ الاشوريين فيها بمراكز قوه  فمن سبازينو كراكس الى حدياب ثم نصيبين ثم اورهي حيث يبدو الشعب متكاملاً متماسكاً في الداخل كامة ا وتبدو واضحة مراكز قواهم وتجمعاتهم الرئسيه من خلال طرق تنقلاتهم التجاريه رغم كونهم تحت حكم خارجي رومانياً كان او باريثياً .
كما يتابع في ص140 اذ يقول كان من الظروري لروما ان تحافظ على رضا الشعب وعلى رضا الريفيين منهم ايضا، وكانت هناك عقبتان لان لغة المنطقه كانت سريانيه وقد ذللت بعد انتشار اليونانيه ، وكان هنالك مصالح مشتركه اعظم اثناء هذة القرون الاربعه كما في الازمان السابقه بين منطقة الرها وبلاد ما بين النهرين الفارسيه اكثر منها بين اقليم (اوسروين) واسيا الصغرى وحتى سوريا، ان روابط التقاليد الثقافية والاجتماعيه وحدت سكان شمال ما بين النهرين على كلا جانبي الحدود ولكن روابط الدين كانت اقوى من كل هذا،وكان السكان المتزايدون في الرها في القرنين الثاني والثالث يكرهون الحكام الوثنيين في روما بقدر ما يكرهون اولئك، الذين في قطيسفون، صحيح ان المسيحية نبعت في غرب اسيا ولكن كان لها موطئ واضح في حدياب شرقي دجله وفي بلاد ما بين النهرين الفارسيه وقد يكون انها وصلت الرها من الشرق .ويمكننا هنا الاستنتاج بان روما من حينها ادركت اسس الروابط المتينة بين حدياب والرها (بلاد النهرين عموماً ) والتي كانت  تدعى في حينها باقليم اوسروين حيث كانت  اللغه الاشورية في المقدمة ومن ثم العادات والتقاليد الثقافية والاجتماعيه هذه كانت المقومات الاساسية التي تمكنت السلالة الحاكمة من البقاء والاستمرار في الحكم بالرغم من كل الاضطرابات التي كانت تشوب المنطقه بحكم وجودها في نقطة صراعات االامبراطوريتين الرومانيه والباريثيه مضافاً اليه خبرتهم العسكرية لكونهم من كبار قادة وكتائب الجيش الاشوري ، وبحكم هذه الروابط المتينة التي هي من ركائز ومقومات القوميه  نجد التنسيق التام بين الرها وحدياب على مدى التاريخ ،وكذلك يمكن الاستنتاج من قول الكاتب بان علاقات الرها  ببلاد ما بين النهرين كانت اقوى من علاقاتها باسيا الصغرى وحتى سوريا لأن هذه الروابط كانت ذات خصوصية عرقيه مميزه ، وفي ذات الوقت ادركو بان رابط الدين(كنيسة المشرق) هو اقوى من كل ذلك ، فلاحظوا انه بالقدر الذي يكرهون الرهاويين روما ومرتبطين بمقرهم في قطيسفون كرسى الرسولين مار اداي ومار ماري هكذا وبنفس القدر كان الرومان يكرهون قطسيفون.لذا نرى جلياً محاولات الرومان في القرون الاخيره لتفكيك هذه الروابط من اجل السيطرة الكليه على كنيسة المشرق ومن ثم المنطقة برمتها من خلال الكنيسة  فالوقائع ترينا ان تحركات روما على مدى التاريخ كانت في ثلاث محاورحيوية اساسيه وهي 1- اللغة حيث عندما وجدت ان تعبير السريانيه يعطي لديهم نفس مفهومه الاصلي (الاشوريه) حاولوا نشر واحلال اللغه اليونانيه بدلاً عنها حيث ان القضاء على لغة شعب يعني القضاء عليه كأمه 2- محاولة تبديد وحدة مسيحيي كنيسة المشرق وتشتيتهم  وربطهم بكنائس اخرى ومحاولة اظهار النسطوريه كبدعه هرطوقيه  للتقليل من شأن هذه الكنيسة العملاقه.3- زرع الشقاق القومي من خلال التسميه المذهبيه (الكاثوليكيه الكلدانيه) ونلاحظ انهم قد نجحوا في ذلك الى حد ما سواء عن قصد او دون قصد .
في ص202 نقرأ ( كانت الرها موطن اللغه السريانيه الكلاسيكيه . ومن المعتقد ان سكانها كانوا يتكلمونها في احسن واكمل حالاتها.ويكتب ديونيسيوس التلمحري ف " ميخائيل الكبير السرياني" ان جذر او اساس اللغه السريانيه  هي الرها. وقبل قرن من الزمان اشار يعقوب الرهاوي الى " هذه اللغة المابين نهرينيه") هنا نجد ان المؤرخين يعدون الرها هي اساس اللغة السريانيه ونابعة منها وان جذورها ممتدة فيها ، واورهي(أدما) المدينة الاشورية العريقه والتي يعود اعادة بنائها الى عام 132-131 ق م كانت تتكلم  لغة الام الاشوريه شأنها شأن كل بلاد ما بين النهرين وخاصة بعد ان التجأ اليها القوات العشره واسسوا مملكتهم فيها ، وكما نرى بان يعقوب الرهاوي يُعَرِفُها باللغة( ما بين النهرينيه ) موطن الاشوريين  الذي لا يختلف عليه اثنان .
  دور اليهود في بلاد ما بين النهرين
ذكر في الصفحة 83. ( يقص علينا يوسبيوس ان ملك حدياب .... ارسل ابنه المحبوب ايزاد ( نرساي) ليمكث عند ابينيريفوس ملك سبازينو كراكس (كرخاداميشان) على رأس الخليج العربي.... ، وعند وفاة والده رجع ايزاد (نرساي) الى وطنه ليعتلي عرش حدياب...... ويتابع يوسبيوس بينما كان ايزاد في سبازينو كراكس حوّل تاجر يهودي يدعى أنانياس(حنان) بعض النساء في حريم الملك (في حدياب) الى العقيدة اليهوديه ثم تحول ايزاد ايضاً الى اليهوديه. وعندما رجع ايزاد لتسلم حكم حدياب رافقه( التاجر) الى هناك فوجد ان الملكة الام هيلانه (( التي كانت تلقب شعبياٌ  آشور )) كانت هي ايضاً قد اعتنقت اليهودية ، بصورة مستقله على ما يظهر وسمح ايزاد لنفسه بأن يختن رغماً ‘عن محاولة هيلانه وانانياس تثنيته عن عزمه. ملّكهُ بارثيا الحكم على نصيين ايضاً وازدهرت احواله ومنحه إمتيازات معينة اخرى يحظى بها الحكام البارثيين. غير ان النبلاء في اديابينه كانوا عدائيين لتهود ايزاد وحاولو لعدوله عبثاً ، كذلك قاموا بتشجيع ملك يدعى ابياس(قيل انه عربي) على محاربته غير انه هزم ،) هنا يبدو جلياً زيف  ومدى التشويه الذي يحاول البعض اظهاره  بادعائهم بيهوديه شعب حدياب حيث بتهود المللكه الام  هيلانه الاشوريه الاصل ومن ثم ابنها من بعدها على يد التاجر اليهودي حنان لا يعني اطلاقاً  يهودية حدياب وحتى اذا كان فيها بعض عوائل من  اليهود، حيث نجد ان الشعب الحديابي الاشوري ونبلائهم رفضو ذلك وعارضوه وقاوموه وكما نرى بانهم حتى قاموا بتحريض احد ملوك المنطقه عليه غير انهم لم يفلحو في ذلك لانه كان مسنوداً كما يبدو من قبل البارثيين، ويبدو هناك اشكالاً في شخصية ايزاد واسمه الحقيقي بين ما نقله يوسيبوس وما جاء في قصة ابجر يسوع (في ص86) حيث في القصة اسمه الحقيقي نرساي بينما يذكر يوسيبوس بان نرساي كان في زمن ابكر الكبير وليس في زمن ابكر اوكاما، ومهما يكن الامر فليس فيها غرابة بان تظهر شخصيتان بنفس الاسم في زمنيين مختلفين في الوقت الذي كان اسم نرساي شائعاً  فمن خلال سيرة حياتيهما الشخصيه نجد فعلاً انهما شخصيتان مختلفتان حيث ان نرساي ابن الملكه هيلانه الذي كان يسمى ايزاد في زمن ابكر اوكاما والذي كان مقرباً جداُ للبارثيين توفي ونقل الى اورشليم ودفن هناك  واما نرساي الذي في زمن ابكر الكبير فقد قتل من قبل البارثيين غرقاً في الزاب الكبير بسبب تعاطفه مع الرومان
وجاء في ص53  ( اما يهود الرها فقد وجهو انضارهم شرقاً نحو طوائف يهوديه اكثر قوة في شمال شرقي ما بين النهرين. ففي حدياب كانت العائلة الحاكمة قد اعتنقت اليهوديه في القرن الاول للمسيح. ،.... كان لا يزال يهود حدياب في القرن الثاني كثيرين ولكن اكبر طائفة يهوديه في هذه المنطقه كانت في نصيبين. وكانت معقلاً يلتجأ اليه يهود ما بين النهرين في اوقات الاضطهاد لانه كما يقول يوسيفوس " ان سكانها العديدون رجال حرب " وفيها ايضاً كانت تحفظ تبرعات يهود هذه المنطقه للهيكل في اورشليم ).هنا يبدو واضحاً بان العائلة المالكة في حدياب اعتنقت اليهودية في القرن الاول  ولم تكن يهوديه كما يدعي البعض بان حدياب كانت امارة يهوديه بل ان ام الملك وابنها اعتنقا اليهودية  وكلاهما على يد تاجر يهودي واحد(انانياس) في الوقت الذي يذكر فيه وجود بعض العوائل اليهوديه وان اكبر جالياتهم كانت في نصيبين الاشوريه البلدة الحصينة المنيعة بباْس رجالها كما يؤكد يوسيفوس ويقول (ان سكانها العديدون كانوا رجال حرب ) وكيف لا حيث انهم من خيرة العوائل الاشورية المقاتله  قصدوها ومكثوا فيها بعد سقوط امبراطوريتهم شانهم شأن القاطنين في اورهي ويبدوا ان اليهود  كانوا احراراً ومتكاتفين حيث يرسلون تبرعات اليهكل الى نصيبين ومن هناك الى اورشليم ولا يخفى ان اعتناق الاشوريين للمسيحيه اعطت اليهود حرية التصرف حيث ان رسل المسيحيه الاوائل كانوا يهودا او باقل تقدير من اورشليم .
وفي ص54   . ولكن اليهود تمسكو بهويتهم المفضلة لاننا نجد ايضاً " منورة " منقوشة على الجدران خارج المغاره ، ويبدو ان عطف اليهود كان على البارثيين وليس على الرومان . ويتابع قائلاً وفي شمال بلاد النهرين وجد المبشرون المسيحيون في الطوائف اليهودية ادوات جاهزه لبث عقيدتهم. لانهم كانوا جماعات متكافئه محترمين من قبل جيرانهم ومطلعين اطلاعاً حسناً على اساليب التحليل والنقاش الملائم لجو البلاد اللاهوتي، ومطلعين بصورة واسعة ايضاً على تعاليم العهد القديم  ومستعدين لقبول المسيحيين كحلفاء لهم ضد الوثنيه السائده . (بالرغم من عدم سلاسة الطرح لاصال الفكره بالشكل السليم غير اننا نجد هنا بان اليهود يعيشون في جماعات متكاتفه ومتمسكين بهويتهم الدينيه، يساعدون المسيحيين ويتحالفون معهم ضد الوثنيين وهذا كان سبباً للتقارب والعلاقات الوثيقه بين المسيحيين واليهود بالاضافة الى ذلك فان المسيحية مبنية بل مكملة للنبوءات التي ورد في التورات اليهودي وعليه كان المسيحين الاشوريين يمارسون طقوسهم الدينية المسيحيه بنفس الكيفيه التي استلموها من المبشرين الذين هم اساساً من اليهود وعملو مع الجاليات اليهودية في المنطقه  للتخلص من الوثنيه التي هي ابعد عن المسيحية من اليهوديه بكثير ، واستناداً على  التقليد الحرفي في ممارسة الطقوس المسيحيه من قبل الاشوريين بنفس الكيفية التي يمارسها اليهود نجد ان بعض الرحالة قد اختلطت عليهم الامور بين من هو اشوري الاصل وبين قليل من اليهود الذين قد اعتنقوا المسيحية والذين تركوا العراق بعد تاسيس الدولة العبريه
                                                                                      دلائل الارتباط بكنيسة قطسيفون/ ومحاولات التغييرالمبكر

في ص97 (في اورهي ) يقول ( واجتمع جمع غفير يومً اثر يوم واتوا لصلاة الخدمة لقراءه العهد القديم والعهد الجديد في الدياطسرون ، وامنوا ايضاً بقيامة الاموات ...وحافظوا على مهرجانات الكنيسه وفصولها الملائمة....وعلاوة على ذلك بنيت الكنائس في اماكن حول المدينة وتقبل العديد من اداي وضع اليد الكهنوتي وهكذا من الناس الاتون من الشرق وهم في لباس التجار واجتازو الى منطقةالرومان لكي يروا هذه العلامات التي قام بها أداي والذين اصبحوا تلاميذ تقبلوا منه وضع اليد الكهنوتي ) نجد هنا ان سكان اورهي يستخدمون الدياطسرون الذي وضعه ططيانس الاشوري الذي نشأ في حدياب وربما كتبه فيها ايضاً وذلك للروابط الكنسيه المتينة بين مسيحيي حدياب واورهي التابعتين لكنيسه قطيسفون.وانهم متمسكون بمهرجات الكنيسه وفصولها اي بمعنى انهم تمسكوا حرفياً بالتقاليد كما ذكرنا .
   في ص100   من المحتمل اننا نجد هنا صدى التغير في اتجاه ادارة كنيسة الرها، فاداي الاسطوري وخلفه اغاي يمثلان الفترة الباكره التي كانت فيها حرة تحكم نفسها بنفسها ولكنها ما تزال تتطلع شرقاً لتستمد قوتها . لقد اتى برديصان الى الرها من باريثيا كما اتى القديس افرام بعده بمئة وخمسين سنه، ولكن فالوط (ومن المحتمل ان الاسم يوناني) من الواضح انه يمثل نغمة اكثر قبولاً عند الكنيسة الناطقة باليونانيه السائدة. انه قبل بالسلطة الاكليريكيه في انطاكيا وكان زفرينوس بابا من حوالي سنة 198.ولذلك فان فان خضوع الرها لانطاكيا قد يرجع الى القرن الثالث الباكر. وكان هناك ميل لاسقاطاغاي من قائمة قادة الكنيسه الرهاويه، ولاعتبار فالوط الخلف المباشر لاداي الرسول، حتى ان مسيحيي الرها غدوا يدعون (الفالوطيين )

  وهنا يتبن بوضوح ان خضوع الرها لانطاكيا يرجع الى اوائل القرن الثالث الميلادي بمعنى انها كانت مطرانيه قائمة بذاتها تستمد قوتها من مطرانيات بلاد ما بين النهرين وبما ان مؤسسها هو مار اداي الرسول والذي سبق وان اسس مع مار ماري كنيسه قطيسفون لذا يقول المؤلف (وكانت تستمد قوتها من الشرق) ، ويذكر المؤلف ايضاً بانه كانت هناك محاولات لاسقاط اغاي من قائمة قادة الكنيسة الرهاويه واعتبار فالوط  الشماس الذي كان قد جعله اداي شيخا والذي ذهب بعد موت آغاي (آجي)  الى انطاكيا وتقبل وضع يد الكهنوت من سيرابيون مطران انطاكيا 198والذي بدوره قبل وضع اليد من زفرينوس مطران مدينة روما حوالي سنة 198 م الذي كان هو نفسه من خلفاء الذين تقبلو يد الكهنوت من سمعان بطرس ، لذا حاولوا الغاء أجاي ليصبح  فالوط الخلف المباشر لاداي الرسول، لغرض طمس حقيقة ارتباط كنيسة الرها  بكنيسة المشرق وأن أصحابه دعوا انفسم بالفالوطيين ولكن مار افرام كان يحتقر هذه التسميه حيث يقول في هذا الصدد ( لقد ارتخت ايديهم عن كل شيء،وليس هنا ايدي لتمسك، بل انهم يدعوننا فالوطيين، ولكننا تقيأناهم ونبذنا الاسم. ألا فالتحل اللعنه على اولائك الذين يدعون باسم فالوط وليس باسم المسيح )
 وكذلك نجد حتى بداية الالف الثالث كانت اعلى سلطة في كل كنيسه هو مطران (رئيس ااساقفة)وعلى هذا الاساس يمكن اعتبار كنيسة بلاد ما بين النهرين (ساليق قطسيفون )كنيسة رسولية قائمة بذاتها بحكم تاسيسها من قبل الرسل مار اداي ومار ماري ومار آجي كبقية الكنائس الرسوليه واسقفها (مار ماري) يعتبر رئيس اساقفه  للاسقفيات التابعة لها في الشؤون الروحية وان كان لكل منها استقلالها الاداري وتقليد كنيسة المشرق يوكد هذه الحقيقه .
 
اشكالية الاسماء غير الاشوريه
 
قد يجد القاري بعض الاسماء المستخدمه في اورهي وخاصة  اسماء الطبقة الحاكمه تقوده الى استنتاجات خاطئه عن اصل ملوك وابناء اورهي فبهذا الخصوص نرى ان الملوك والطبقة الحاكمة عموماً  قد اتخذو اسماء فارسيه او رومانيه وهذا امر طبيعي لامة تحت ظروف الاحتلال  فقد أوردالكاتب بخصوص ذلك ما يلي   إن اسم سلوقس كان شائعاً في الرها في عصر الملكية. وكذلك اسم انطيوحس ولو اقل تكراراً وتحت تأثير الرومان اتخذ الرهاويون اسماء رومانيه ايضاً مثل مرقس ومارسيا واوريليوسوأوريليا وسفيروس وانطونيوس واوغسطينا. وهذا قليل من كثير. ..وجاء ايضاً  إن ابجر  كان قد اتخذ لنفسه اسماء رومانية مثل لوسيوسايلوس اوريليوسبتيموس ،

وفي الختام اود ان ادون ادناه رسالة الملك ابكر اوكاما الى الرب بيد حنانيا

من ابكر اوكاما، الملك الى يسوع المخلص الصالح الذي ظهر في مقاطعة اورشليم، تحيه. لقد تناهى الى مسمعي ما يقال عنك وعن شفاءآتك وكيف تنجزها بدون عقاقير وأعشاب وانك كما تقول الحكاية بكلمتك تفتح عيون العميان والعرج يمشون، وتطهر البرص،والصم يسمعون، وتطرد الارواح النجسه والشياطين وتشفي الذين يتعذبون بمرض طويل وتقيم الاموات.وعندما سمعت عنك العظيم العجيب كل هذه الاشياء التي تصنعها ، اما انك انت الله ونزلت من السماء لتفعل هذه الاشياء او انك ابن الله حتى تستطيع ان تفعل جميع هذه الاشياء. لهذا السبب اكتب متوسلاً اليك تسرع تأتي بالمجيء اليَّ عندها اتعبد اليك ، وتشفي العذاب الذي انا فيه لاني اؤمن بك . وعلاوه على هذا سمعت ان اليهود يتهامسون ضدك ويضطهدونك ويرغبون ان يصلبونك ويحاولون الاساءة اليك . ان مدينتي صغيره وجميلة  ،وملائمة لاثنين يعيشان فيها باطمئنان .
جواب الرب يسوع / يقال ان الجواب كان شفهياً ودونه حنان ورسم صورة للرب

مبارك انت يا من آمنت بي ولم تراني، لانه مكتوب عني ان الذين رأوني لن يؤمنوا بي ، والذين لم يروني سيؤمنون بي. اما بخصوص ما كتبته اليَّ بأن آتي اليك فأنه عليّ الان ان اكمل كل ما ارسلت لانجازه، وبعد ذلك ساصعد اليه ذاك الذي ارسلني وبعد صعودي سارسل اليك احد تلاميذي ليشفي عذابك ويعطيك الحياة الابديه ولتكن مدينتك مباركه .
     


62
أدب / لا يا من كنت جاري
« في: 12:43 29/08/2014  »
لا يا من كنت جاري
( لا فلن يجدي الكلامْ ) 

ايشو شليمون



صولوا يا نَسلَ الضواري واستبيحوا            حُرمة الأنسانِ قد أفتى الأمامْ

إنهُ الماضي لنا دَوماً يُعاد                             مَنبع الشرِ غدا نَفس ألأنام

جوقَةُ الخناسِ حَلتْ من جَديد                          تُرجِعُ الناسَ لاْيامِ الظلام

من ثَرى جوجٌ وماجوجٍ تناغت                    ثلة الأشرار كي تمحو الوئام

أيُّ دينٍ هَمَّهُ جَمعُ البَغايا                                كَي يُجاهدنَّ بفحشاء تُقام

أيُ شَرعٍ حِكمُهُ أخذ السبايا                            طفلَةُ يلهو بها وَقتَ المنام

يا لِهولٍ مَن جَفى رُشدَ العقول                           ينشُدُ الخُلدَ بقتلٍ وانتقام

درة العقل ينابيع العطاء                       ليس زَهو الارض في حد الحسام

جاهلاً من يبتَغي قَطعُ الوريد                    نزعة الاحرار في حَلِّ الخصام

عاضَدَ الجيران سِربَ المارقين                    أمرُهُم بات كأصحاب اللجام

شيمَةُ الغدرِ تجلتْ والنوايا                           سيئاتٌ  لا ولا تنوي الفطام

ليس سراً بعدَ ما الوردُ توارى                     خمرَةُ الجيفه بها الأنف زُكام

كُنَ نَحلم اننا ذات السفينه                           نركب البحر معاً نحو الأَمام

خابت الآمال فيكم بعد دهرٍ                        عيشة الجيره بدت زوراً تُقام

من يجاري في هواه ظالِماً                      او يزكي الأمر طوعاً  والحرام

ليس إلاّ ضالعاً يَبغي الطغاة                    او ظميرُ الحقِ عَنهُ في إنفصام

حينها الآمال تبقى في هُراء                        يَرفَعُ الآذان لا يجدي الكلام

يبقى عِز الدنيا في يوم الحساب                      مثل حُلمٍ يَنمحَي بَعد القيام

فاستفيقوا يا دُمى أهلُ ألكَهف                       ليسَ في القتلِ طريقٌ للسلام

باتَ للأمرِ قروناً في محال                     من نُخاطب لا فَلن يُجدي الكلام

مِثلّما يَبدو جَلياً عِندَهُم                            نَزعَةُ الأجرامِ خَتماً في العظام
 


63
أدب / وداعاً دياري
« في: 08:21 16/08/2014  »
                                                      وداعاً دياري
                                                     (مأساة إمرأة) 
       
                                                     ايشو شليمون


من انادي!، كل جزء في كياني فيه جرحاً فيه اخفاق الأمل، عيروني ، كفروني ، شردوني من دياري،
 ذقت ذرعاً  ذقت انواع المآسي، من انادي !!، من اناجي في التماسي ، فأنا لا أحَمَلُ  سيفاً كي أُحارب،
       لي صليبي، لي كتابي، من انادي!!! ، قادة اهدافها حفظ  الكراسي؟!!!، يا إلاهي اين اذهب،
            من سواك يعلم ماذا اقاسي! بتُ طُعماً بين جلادي وجاري يومَ أمسِ ، من أنادي
                هذا ما عانتهُ نفسي كي اقول مثلَ آلاف تعاني من بني جنسي وناسي 

                    دعاني زَماني وسيف الظلام     وبغي الطغاة وظلم الشرير

                    لأتُركَ داري ولا من معين      وأمضي لِحالي بقلبٍ كسير

                    طغاتاً تجوبُ بوسط الديار            دماراً وقتلاً باسم النذير

                    صراخاً ورعباً وصوت البكاء      يجاري صداهُ دَويٌّ هَدير


                    أقول وداعاً شَقاء السنين           وقلبي تلضى بنار السعير

                    أجوب القفار ولا من دَليل        فماذا اقولُ لطفلي الصغير

                    أراه يلوذ لفرط العناء            وينوي شراباً ويرجو الكبير

                    فَأين ألاقي بحق السماء          لطفلي طعاماً وَمَن أستجير

                    أنوحُ ودمعي سكيبٌ حزين     فلا ادري ماذا واين المصير

                    نسيرُ دبيباً طوانا الوهن        جياعاً عطاشى عناء المسير 

                    فمن ذا أناجي وماذا اقول       ومن يستجيبَ واين الظمير 

                    انا لستُ حوتاً اغوص البحار        وليس لديَّ جناحاً اطير

                    أنا بنتُ إرثٍ طوَتهُ السنين            وكُلُ البَنانِ عليه تشير

                    أنا من تراب بلادي جُبِلتُ             نسيمُ هواها لديَّ عبير

                    هناك مقامي وَمهد الصبا             هناك رُفاةَ حبيبي الأمير
 
                    جَريحٌ فُؤادي لِهَجرِ الحبيب          شهيداً اقولُ لِحُبي الكبير

                    فليس لديَ ملاذاً بديل                  مَقام الجدودِ هناك خَمير

                    فأين عسايا أحُطُ الرحال             وليس ببالي بَديلاً جدير

                    لَديَّ الأماني وأدعو الجليل      أعود لأرضي وبيتي الصغير

                    فأنتَ رجائي وانت المعين         وانت العلي العزيز القدير



64
أدب / في ذكرى شهداء الأمه
« في: 08:46 06/08/2014  »
     
 
              في ذكرى شهداء الأمه

 
بأسمه الباري تَعالى في المقام                نبداُ الذكرى لارواحٍ بُراء

سَجَّلَ التأريخُ غَدرَ الظالمين                كيف يُنسى هَولَ أيامَ ألعناء

مَقتَلُ الاطفالِ في عمر الزهور            والشيوخِ طالَهُم حَتى النساء

يبقى وَسمَ العارِ في وجه الجناة            شاهداً للظلمِ في يوم القضاء

فالضحايا شاهداتُ والسنين              في ثُرى سميلَ كم سالت دِماء

أم مجازر سيفو آلاف البشر                من بني آشور سيقت للفناء

كيفَ يُنسى جُرمُ صوريه الجريحه        كاهناً يُرْمى وَجمعُ الأبرياء

كيف يُنسى نجمَ مطرانٍ تهاوى              مؤمِناً يدعو وينشد للأخاء

كيفَ يُنسى صوت جرحانا تُنادي     تحتَ انقاض الكنائس في رجاء

كيفَ ينسى ظِلمُ أعواد المشانق          علة الجرمِ لدى المجني الوفاء

فِتيَةٌ إيمانها حُبُ الوَطَن                      تَبقى نِبراساً ورمزاً للعطاء

هَل لَنا واليومَ ذكرى برِّهكُم            نغدو نَلومَ الدهرَ في قول الرثاء!

 يا نجوماً طَرَّزَت كبد السماء             يا بُخوراً عَطَّرت دهر الجفاء

شُعلَةً باتت لَنا هاماتكم                      مكمن الأنوار يعطينا الضياء

باقياً عِبرَ الدهورِ فخرِكم                     مجدِكم شُبه الثريا في السماء 

مَهما جادَ الفَردُ منا في العطاء               كيفَ يُسدي او يُجازيكم ثناء

تخجَلُ الاقلامُ في ذِكرِ المحاسن                يا كِراماً من يُدانيكم سخاء

في بِلادٍ كابَدَت ظلمُ السنين                 حينَ حَلَّ الجَرْبُ زحفاً كالوَباء

قُوَةَ السيفِ بدت فوق العقول                    بالفتاوي دونها العلمُ جفاء

ها هُوَ الطوفان يطغو من جديد               يطفيء الأنوارَ يدعو للجلاء

أمَةٌ جادت من الهامات فوجاً                   إثرَ فوجاً في مشاريع الفداء

تنشُدُ ألأمجادِ في ارض الوطن              مهما سادَ الظلمُ او حَلَّ الرياء

تبقى دوماً تَبتَغي فيها الحياة                   حُرَّةً في ارضها رغم العداء

هذه آمالُنا رَغمَ الشتات                              أينما كنا لنا رَبُ السماء

                                ايشو شليمون


65
أدب / (ن)* وأمُ الربيعين
« في: 09:35 29/07/2014  »
(ن)* وأمُ الربيعين

ايشو شليمون


يا نينوى الغراءَ يا صرحُ الأمل                      يا قلعة كانت لها امجادها

أُم الرَبعين التي فيها اكتوى                       عبرَ الدهورِ من العِدى ابنائها 

وأصولهم جذر الاصول بارضهم                  مذ حلَّ يونان النبي بديارها   

فتحوا القلوبَ مَحَبَّة لِغَريبها                       فيما الغريب بَظُلمِهَ قد سادها

بِمضاضَةٍ عاش الابيُّ بدارِهِ                    وغدى الغزاة بمالكين لارضها

غَدَرَ الطغاة بِعرقِها فتفحمت                فيها الغصون واجهَضت أزهارها

وَبقى الزمان مغازلاً اعدائها                    وزر المصائب للبنينِ عظامها

وَطغى الدواعش كالدجى بديارها             وتوارى في غمر الليالي جمالها

فتسربلت فوق الجراح ظلاماً                  وتلاشى في بحر الهموم بريقها 

ومضى سليل الصِلِّ في صولاتهِ                 نهب البيوتِ وَهَدمِهم بيعاتها

فَجْر بِحقدِكَ ما بارضها عامراً                     تحت الدمارِ شواهداً آثارها

جارٍ نَزيف الأمه من ويلاتها                عِبرَ العصور ولا ضَمادَ لجرحِها

ماذا جَناه المؤمنون ليُطرَّدوا                       ظلماً من الامصار قلَّ مَثيلها

نونٌ يُدوِنُ مَن بِذاته عِلَّةٌ                             اسم المسيح يضمنا لا نونها

مهما تَعمَدَ حاقداً في نعتنا                           فالنون نبراس المدينةِ نورها

نِعمَّ الكلامُ تقول في ابنائها                         فجلالها عِبرَ العُصورِ بِنونِها

ألفان مرَّت مُذ تفتح فجرها                        يا من بزهو النونِ كان بهائها

وتَرَسَخت فيها المبادئَ جَمَّةً                           حُباً واكراماَ وطاعة رَبها

صِرحُ الكنائسِ في ديارُكِ حُطِمَتْ                      بقساوة او أُقفَلَتْ ابوابها

أمْسَتْ لاوَل مرَّة في سِفرِها                     لن تُقرَعَ الاجراس في أعيادها 

عارٌ لِمن يغزوا الديار بحجَةٍ                        بَثُ السلام محرِراَ لشعوبها

خَتَمَ الدواعِش بالمدينَة حقدهم                        فليشهد التاريخ ظلم غُزاتها   

66
العراق والمسيرة الديمقراطيه

  اذا ما اراد الشعب الحفاظ على سلامة العراق ووحدة اراضي هذا البلد الذي يتميز بتعدديته الدينية والمذهبية والقوميه يتحتم عليه نهج النظام الديمقراطي السليم في مسيرته المستقبليه كنظام حكم بديل لكافة اساليب الحكم السابقه ولغرض تحسين ما آلت اليه الظروف الانسانية والاجتماعية والاقتصاديه من دمار  وكساد نتيجة ممارسة الحكم وبناء كيان الدولة على مفاهيم طائفيه لغرض النصرة والمؤازرة  والتي ادت بمرور الزمن الى تمزق النسيج الوطني وزعزعة الروح الوطنيه ثم العودة والتمسك بالمفاهيم العشائرية والطائفيه والمذهبيه ، وهنا تجدر الاشاره الى نقطة جوهريه اساسيه في الحكومة الديمقراطيه حيث بالرغم من انها تعني بمفهومها العام حكم الشعب بممارسة حقه الانتخابي وقول كلمته ، غير ان النتائج المرجوة من تطبيق الفكر الديمقراطي وقيمه تبقى متوقفة على مدى الايمان الفعلي في تطبيق مبادئه وآلية استخدامها والتي يستند عليها الفكر الديمقراطي والتي يمكن تلخيصها كالآتي.
  إعتبارالشعب هو مصدر السلطة وصاحب السياده  وان يكون هناك تداول سلمي للسلطه وفي حالة اقامة حكومة اكثريه يجب الحفاظ على الاقلية كمعارضة محمية الحقوق والحريات كذلك  الفصل التام بين سلطات الحكم الثلاث ( التشريعية والتنفيذية والقضائية) .واتخاذ اللامركزية في الحكم ، وان تجرى انتخابات حرة ونزيهة  مع وجود تعددية حزبيه،  ضمان حرية التفكير والمعتقد ، ان تتم المسائلة والمحاسبة وفق القانون وان يكون هناك عدالة اجتماعيه واحترام لحقوق الانسان ، ان يكون الجميع متساوون امام القانون وكذلك الحفاظ على ملكية الدوله واستخدام الاموال العامة لخدمة الشعب واحترام الملكية الخاصه ، حماية واحترام الاقليات والحلقات الاجتماعية الضعيفه .
    هذه هي بعض من مبادئ الديمقراطيه،  ولغرض سلوك النهج الديمقراطي السليم ونجاحه وديمومته في مجتمع ما يجب ان تتوفر المرتكزات الاساسية وضرورة االأيمان والعمل بها ومن اهم هذه اللأسس.
* المواطنه  حيث يعتبر الشعورالوطني اساسي في ديمومة وانتعاش اللحمة الوطنية وبه تترسخ فكرة الوحدة والمساواة والعمل المشترك لغرض خدمة المصلحة العامة ويتنامى الولاء للوطن.
* الحقوق ان ضمان حقوق كافة شرائح المجتمع باعتبارهم  مواطنون متساوون أمام القانون وفق قوانين  تتم صياغتها لتحمي الجميع  ويتم تشريعها والاقرار عليها وفق النظم الديمقراطية ومفاهيمها  تعتبر من المقومات الاساسيه لنجاح العمل الديمقراطي.
* الحريات لغرض نجاح المسيرة الديمقراطيه يجب ان يتمتع الفرد بحرية الاختيار والتملك والاعتقاد وغيرها على ان تكون محمية بقوانيين .
* العقلانية بان يكون الفكر المجتمعي متنوراً لقبول الاخر وممارسة فكرة النقد وخضوع الاشياء الى منطق وحكم العقل، وهنا تقتضي الحاجة لقبول الفكر العلماني لكونه الاكثر شمولية يمكن تقبله في مجتمع متعدد الديانات والقوميات  بمنطق العقل بحيث  تكون المواطنة هي الركيزة الاساسيه للتعايش وتقبل الاخر وليس على اساس العقيدة والانتماء العرقي او القومي ، وفي الوقت الذي لا يمكن العمل بالعقلانية في غياب او رفض العلمانية باعتباره  ذلك مخالفاً للمنطق لذا يبقى التوجه الديمقراطي للدولة ومدى فعاليته ناقصاً في الدولة غير العلمانيه.
 
معوقات العمل الديمقراطي في العراق
 عند النظر على ما ورد اعلاه من مبادئ وأسس لغرض تطبيق الديمقراطيه في العراق  واستناداً على ترنح بل فشل المسيرة الديمقراطية طيلة السنوات العشرة الماضيه   يبدو جلياً ان غياب الايمان الحقيقي بالفكر العلماني  وعدم قبوله هو احد المعوقات الاساسيه للعمل الديمقراطي حيث برز التيار الديني بشكل ملحوظ على الساحة السياسيه وتشكلت الكثير من التكتلات والاحزاب على اسس دينيه مذهبيه  منذ ان بدأ العراق بمحاولة التوجه الديمقراطي بعد 2003 ، اضافة الى العوامل الاخرى التي لا تقل عنه اهمية بل بدت اكثر ثأثيراً  وفعالية على الساحة السياسية العراقيه ومنها التعدديه القوميه وكذلك الطائفية والعشائريه ، مضافاً اليها  تأثيرالتدخلات الخارجية العاملة بقوة على تغذية الفكر الطائفي والعمل على زعزعة  الوضع الداخلي وعدم استقرار العراق  .
* ففي الجانب الديني كان ظهور وتشكيل الكثير من الاحزاب على خلفية دينيه او مذهبيه عائقاً في توحيد كلمة السياسيين العراقيين باختلاف مذاهبهم وبدورها طغت على الاحساس الوطني  وفعالية الفكر الديمقراطي والعمل المشترك ، وربما تبادر الى ذهنية بعض من المتدينين او حاول المتشديين منهم باظهار العلمانية التي تعتبر من اسس الديمقراطيه بانها مخالفة للدين او ضده ، في الوقت الذي يعلم الجميع بان العلمانية في الاساس هي ضد فكرة الحكومة الدينية وليس الدين بحد ذاته ، حيث انها تضمن لكل فرد حريته في الاختيار وفي مدى التزامه بدينه ومعتقده وممارسته للشعائر وهنا تظهر بجلاء ميزة اخرى للدولة الديمقراطية العلمانيه خلافاً لنظام الحكم الديني حيث مهما كانت شمولية الدين في مجتمع ما تبقى طبيعة ومدى الالتزام به تتفاوت بين شرائح المجتمع او مذاهبه المختلفه وعليه تكون القوانيين المبنية على الشرائع الدينية غير منصفة مع الجميع وقد يجبر البعض لقبول او أداء ما لا يؤمنون به  كما في مفهوم القانون المسمى بالجعفري  الذي يراد اقراره والعمل به ، وكذلك قد يحاول البعض القول ان مفهوم الشورى في الاسلام هو مفهوم ديمقراطي  وبه يمكن الاستغناء عن الديمقراطيه التي دعى اليها الغرب والتي بدت ظرورة لفصل الدين عن الدوله وانتشال الشعب من تحت سلطة الكنيسه ،غير ان  حقيقة الشورى في الحكم الاسلامي هو ترسيخ لتسلط المهيمنين على زمام الحكم لكونه منتخباً او بالاحرى معيناً من قبل سلطة الحكم الدينيه وعليه فهو يبقى واجهة فقط لتطبيق مفاهيم السلطة وتنفيذ توجهاتها والعمل وفق ارادتها.ولا يمكن اطلاقاً ان يكون بديلاً للديمقراطيه بشكل عام وبشكل خاص في الدول متعددة الديانات ، أما الوضع بعد دخول (داعش) على الساحة العراقيه بشكل فعال فلم يبقى للديمقراطية معنى وموقع على الاطلاق في العراق الموحد إذا ما انتهى الامر بتشكيل دولة او امارة اسلامية وان كان جوهر العراك الاخير هو تحرك فعلي للطائفة السنيه لاثبات الوجود بالقوه بعد ان فشلت حكومات التراضي والتوافقات السابقه.
** اما مسألة التشدد القومي والطائفي فقد بات معوقاً اساسياً وفعالاً للتوجه الديمقراطي للعراق الموحد والذي تنامى نتيجة الفكر الاقصائي والتهميش والعزلة التي عانت منها القوميات التي لم تكن مشاركة في الحكم ولم يكن لها ممثلين في مراكز صنع القرار خلال حقبة زمنية طويله ، لذلك اخذت الاحزاب القوميه المتنفذه حالياً  العمل من اجل المصلحة القوميه بدلاً من المصلحة الوطنيه التي غاب العمل بها تماماً خلال فترة ما يسمى بالمسيرة الديمقراطية في العراق والتي تجاوزت عشرة سنوات ، وربما كان إقرار العمل بالنظام الفيدرالي قد يقضي على الكثير من معوقات العمل الديمقراطي ، غير ان الاقاليم الفيدرالية اذا ما اقيمت على الاساس القومي او المذهبي لا يمكن ظمان ديمقراطيتها اذا لم تتوفر الاسس والمبادئ الديمقراطيه والعمل بها وتطبيقها بشكل سليم وبقوانيين تحمي الطوائف والاقليات الدينية والقوميه المتواجدة ظمن الاقليم وظمان مساواتهم امام القانون ، لذا تقتضي المصلحة الوطنيه باقامة الأقاليم بتسميات غير قوميه او دينيه فلربما  ذلك يؤدي وبمرور الزمن على تخفيف تأثير الولاءات الجانبية والخارجية عن الولاء للوطن ويتنامى الشعور الوطني .
 
يبقى شعبنا الكلداني السرياني الاشوري في خضم صراعات القوى المهيمنة القومية منها والدينيه في موقف لا يحسد عليه تحت طائلة تناطح الاقوياء سواء كان ضمن العراق الموحد أو جزء من اقليم ذات خصوصية معينه  في هذه الديمقراطية المزعومه، ان لم يكن له كيان ذاتي من خلاله يشعر بوجوده ويمكن المطالبة وتلبية متطلبات ابناء هذه الامه التي باتت خارج المعادلة الحسابيه في الحقوق سواء على نطاق العراق او الاقليم ، وعليه تقتضي العدالة ومن باب حق تقرير المصيروحقوق الشعوب الاصيله  ان يكون لشعبنا كيانه الذاتي،  لذا ولغرض انصاف هذه الامه يجب الاقراروالموافقة بتشكيل محافظة سهل نينوى الذي يقطن فيه غالبية ابناء شعبنا حيث بادارتنا الذاتيه يمكن حماية حقوقنا الدينية والقوميه والبقاء كامة لها الحق في الحياة والعيش الكريم،   في بلد ينوي النظام الديمقراطي في مسرته المستقبليه والحياة الحرة الكريمه لجميع ابناءه .         
   

67
أدب / عبثية الحياة
« في: 10:48 23/06/2014  »
 
    عبثية الحياة               
من وَحي سفر الجامعة

ألا التأريخُ يهدي للخوالي                       من الأيامِ ما ليسَ ببالي
 
يَهيمُ المرءُ في جَدٍّ وَكَدٍّ                          فذا الآمالُ تاتي للزوالِ
 
اليسَ العمرُ مَهمى طالَ يَفني               وَزهو الوردِ يُعريهِ الذبولِ
 
لماذا الناس تغدوا في عراكٍ               على ما يفنى من بعد النوال
 
وَما للعمرِ ما فيه جديداً                         جديد اليومِ ندنوا للرحالِ

فنصفً العًمرِ نقضيه هموماً              على ما كان في الدنيا مَهولِ

وربعُ فيه اطفالاً صغارا                 وباقي الربعِ نجري للحصولِ
 
فلا الايام تاتينا بأمرٍ                     من الأمجاد ما يرضى الخيالِ

 ولا بالمالِ نبقى في سناها                     ولا زهو المقامِ والتعالي

ولا ما نلنا يجدينا ليومِ                       قيام الساعه إفطامُ الوِصالِ
 
فما معنى التباهي في رُباها              سِوى إرضاءُ ذاتٍ في مُحالِ
 
ألا خيرَ الأُمورِفي هَوانا               بريق الوصلِ من روح المعالي
 
لذا فالسِرُ باقٍ في رِضانا                 لقاء الرب في الكونِ العَلالي

بروحِ البرِ والذات النقيه                    صَفاء النفسِ يَرقى للكمالِ
 
وَحُسنِ العِشره في الدنيا أميناً          تطيب الذكرى من بَعدَ الرحالِ


68
    جذور الازمة العراقيه

يبدو ان الصراعات العرقيه في منطقة الشرق الاوسط ومنها بلاد الرافدين موغلة في قدم التاريخ والمتتبع يرى الكثير من  المجازر والمآسي وما عانته المنطقه جراء الصراعات العرقية والطائفية على مر العصور، وقد تعود جذور مشكلة العراق الحاليه  الى طراز بناء الدولة العراقية الحديثة والتي اقامتها الحكومة البريطانيه اساساً على الطائفية والعشائرية بهيمنة العائلة الهاشمية السنية ، وعليه وبمرور الزمن تنامى الفكر الطائفي وترسخ في مجتمع اساسه طائفي وقبلي عشائري بحت، وبعد زوال الحكومة الملكيه توالى تشكيل الحكومات العراقية المتعاقبة من بعد ذلك على نفس الاسس ومن باب الحفاظ على كيان دولة قاعدتها مبنية على هذا الطراز تم احتكار كافة المواقع في ادارة مفاصل الدوله واناطتها بعناصر من نفس الملة او الطائفه دينية كانت او عشائريه فازدادت الهوة بين الطوائف وتنامى الامتعاض من هيمنة الاقلية السنية على الاكثرية الشيعيه بالاضافة الى تهميش بل الغاء دور بقية مكونات الشعب العراقي كالاكراد والتركمان والكلدواشوريين والايزيديين كلياً من الساحة السياسية ومن ادارات الدولة باكملها ابان فترة حكم الطاغية المحسوب على الطرف السني بعد ان حكم العراق بقبضة من حديد طوال فترة  تناهزت خمسة وثلاثون سنه .
 
ليس خافياً لكل متتبع للشأن العراقي ولملابسات الازمة الحاليه وتداعياتها بان هناك لبعض دول الجوارايادي خفية لتحريك الوضع الداخلي لعرقلة المنحى السياسي نحو بناء العراق الحر الديمقراطي الموحد يعيش فيه الشعب بكافة اطيافه بامن وامان يحكم الجميع قانوناً علمانياً وطنياً موحداً، غير ان اخفاق الساسه العراقين منذ البدايه وطيلة فترة عشر سنوات الماضيه للآتفاق والعمل تحت مظلة الهويه الوطنيه العراقيه  بصدق واخلاص والتي تعتبر الخيمة الحقيقيه والسليمه التي يمكن ان ينضوي تحت لوائها كافة اطياف الشعب العراقي وتحمي حقوقهم، والتخلي ونبذ التكتلات والولاءات المذهبية والعشائرية الطائفيه هي التي كانت في مقدمة الاسباب التي ادت الى تمزيق الوحدة الوطنيه واستمرار موجة العنف والعنف المضاد وتركت الباب مفتوحاً على مصراعيه امام الاطماع الخارجيه وخلق المزيد من الفرص للتدخل في تاجيج الوضع وزعزعة الاستقرار الداخلي، ويبدو ان سياسي كبير مثل جو بايدن قد ادرك المنحى الذي تسير فيه الامور في العراق وعليه بنى مشروعه في طريقة الحكم على اساس ثقل وتأثيرات القوه المهيمنة على الساحة العراقيه وبطريقة فيدراليه تعطى معنى التقسيم في مجتمع غارق في الطائفيه . .

لقد بدى للكثيرين بان التدخل الامريكي البريطاني وسقوط صدام وحكومة البعث سوف يضع العراق في المسار الديمقراطي السليم ويتجاوز سياسة الانفراد بالحكم ، كان هذا ما تتسم به نغمة المعارضة العراقيه باطيافها المختلفه ، ولكن بعد تشكيل اولى الحكومات التي جاءت بمظهرها الديمقراطي و بمحتواها الطائفي البحت،  كان تصرف المسؤولين كلٌ لخدمة طائفته او قوميته وبدى تعاملهم في بناء العراق بالقدر الذي يخدم مصالحهم الذاتيه والطائفيه وتم اقرار دستور يحتوي  في مضامين مواده ما يخدم الطائفية اكثر بكثير مما يدعو للوحدة الوطنية والمصير الوحدوي المشترك، وهكذا بدا واستمر الصراع الطائفي على اشده لبسط السيطرة والنفوذ فتعالت اصوات المذهبية والعشائريه بشكل يتنافى وتشكيل الدولة الديمقراطيه على الاسس الوطنيه،  وبدت بشكل اكثر فاعلية بمحاولات السيطرة والاستفادة من قدرات العراق الاقتصادية والنفطية منها بالذات لخدمة الاجندات الضيقة ومنها الذاتيه والمحليه.

لقد غالت الحكومة الفتيه في العراق واخطئت الحساب عندما اعتقد اصحاب الشأن بان قدراتهم في ادارة شؤون البلاد وحفظ امنها قد تكاملت من دون مراعات هشاشة اداء مؤسسات الدولة بشكل عام، وطبيعة تشكيل الحكومة ومهمات المسؤولين طبقاً لمواقعهم في السلم الاداري للدوله فكان المتتبع يرى خلافاً لكل الاعراف الدوليه كثرة اللقاءات الخارجيه لمسؤولين عراقيين في لقاءات مع مسؤولي بعض دول الجوار، خارج عن السياقات الصحيحة والسليمة لدولة لها نهجها الثابت في التعامل في حقل السياسة الخارجيه، كل ذلك ادى الى تفاقم الازمة وفقدان الثقة بين الاطراف المختلفة للدوله، اضافة الى استنزاف الكثير من قدرات الدوله عبر المشاريع التي انيطت الى الكثير من الشركات الوهميه او ذوات قدرات محدوده طبقاً للولاءات والانتماءات مما ادى الى تفويت الفرصة للنهوض المبكر في مجال البنى التحتيه والى تفاقم الازمة واضطراب الاوضاع وانتشار الفساد في الكثير من مفاصل الدوله.
     
  لذا ومن الغريب ان نرى الحكومة الفتيه وبعد وصولها الى سدة الحكم  وقبل تثبيت اركان الدولة بقوة الأسس الديمقراطيه التي اعتمدوا عليها وطبقاً لحسابات مبنية على نزعة عشائرية مبطنة وبتحريض من بعض دول الجوارتتعالى لديهم نبرة العداء للقوات الامريكيه والبريطانيه والنظر عليها بعين الريبة وكانها قوات غازيه للبلاد دون ارادتهم، متغافلين عن حقيقة كونهم من اتاح لهم شرعية الدخول دولياً من خلال مناشداتهم في مؤتمراتهم التي عقد في الدول الاوربيه وفي مقدمتها مؤتمر لندن للمعارضة العراقيه وطلب المساندة والمساعدة بكل اشكالها للتخلص من الحكم الدكتاتوري البائد وكان لهم ما ارادو فبادروا  بطلب خروج القوات الامريكية البريطانية، فكان خروجاً مبكراً بالنسبة لمتطلبات الوضع الداخلي والاقليمي الغير مستقرين،    وكان لقرارات حل مؤسسة الجيش والشرطة والداخليه هي الطامة الكبرى في تحطيم هيكل الدولة العراقيه وشل قدرة العراق في التصرف لا كدولة لها قرارها الذاتي ولكن حتى كمؤسسات دولة تحت سلطة الاحتلال ، مما ادى الى فقدان الآلاف لوضائفهم  ولمصادرمعيشه عوائلهم ، وليس سراً بان معظم المتضررين من هذه القرارات كانوا من المكون السني مما زاد لهيب النزعة الطائفيه دون ان تتخذ الدولة حلاً اكثر قبولا في هذا المجال من دون اثارة المزيد من العقبات في طريق نهضتها ،

فهذا هو الاساس الطائفي الذي وضعته بريطانيا وعمل العراقيون على ترسيخه ورآه جو بايدن جلياً ،واليوم وبعد ان تفاقمت الازمة بات العراق قاب قوسين او ادنى من خيار التقسيم المر الذي يبدو هو الخيار السليم الذي ينتشل العراق من لهيب النيران المستعره والتي ذهب ضحيتها الآلاف المولفه من الابرياء ابناء العراق اطفالاً ونساءاً وشيوخاً في دوامة العنف والعنف المضاد، هذا اذا كانت  كلمة الفيدرارية في قاموس العرب تعني التقسيم  ، فقد آن الأوان لنبذ سياسة اما ان تعيش تحت كنفي وحسب شريعتي او لا تعيش،وكفى سياسة التهميش والاقصاء ، فما الضير من ان يعيش الشعب في عراق فيدرالي موحد بثلاثة او اربعة اقاليم كما في الكثير من دول العالم وحبذا ان تكون تسمية الاقاليم خالية من المدلولات العرقية والمذهبيه وان اقيمت على اساسها، فها هو اقليم شمال العراق ( اقليم كردستان) قد اتخذ هذا الخيارسنيناً ويحظى باللأمن والأمان والأزدهار .

69
أدب / قصيدة / تلكيف
« في: 14:55 11/06/2014  »
 تلكيف                                 

في ثنتايا القلبِ احساساً دَفين                           مُرهفاً بالحبِ أَمّاراً يُثيرْ
لوعَةَ العُشاقِ في غَدرِ الزَمَنْ                من لضى الهِجرانِ وهجاً كالسعير
يا كمالَ البدرِ يا صِرحاً مُبين                        مَنبعُ العرفانِ مَنها كالغدير
كم تلولٍ فيها آثارُ الجدود                         تبقى رمزاً خالداً رغمَ الشَرير
واحة الأبريز مِرساة النَعيم                         تَسلبُ الالبابَ ما شاء القدير
والخوالي شاهداتٌ والسنين                           كم فَقيرٍ أحضَنتهُ او أجير 
لا يُغالي من يَقولُ انها                          مَربَعُ الأخيارِ ذوالأصل الشهير
بلدَةً قد اينَعتْ فيها المزايا                      من فنونِ العلمِ أضحَت كالسَدير
شَعبُها اهلُ العلومِ والتجاره                            مثمِراً في ذاتِه حَيٌ مُشير
فيها انواعُ المعامل للمؤنه                         في رُباها جودَةُ الراشي وفير
خيمة الاكرامِ جادتْ في العطاء                من هُدى الايمانِ والحبِ الكبير
انها تلكيفَ رمزاً للبهاء                            قلعةُ التاريخِ في سِفرِ الدهور
صخرَةُ الأمجادِ مِن أجلِ البِقاء                    قاوَمت ظُلمَ الطُغاةِ والشرور
سيفها الايمانُ في صَدَ البُغاة                   صانَها الباري على مَد العُصور
والكنائس في رُباها والمباني                    من مزاراتٍ لاصحاب الحبور
فَهيَ للأيمانِ صرحاً شامِخاً                       مَنهلُ الأشبالِ عِطراً كالبخور
فالكنيسه فيها فرساناً أُباة                          شُعلَةً لا تنطفي طولَ الشهور
بين ذاكَ الجَمْعُ منهُم في كِياني                     تبقى ذكراهُ بِقلبي في سُرور
كاهِناً من آلَ بزي في سَماها                      في حِمى الأيمان بُركاناً يَثور
في العطايا واهباً من عِلمِهِ                      مرهِفُ الاحساسِ صَدْيقاً غَيور
كيفَ تُنسى تِلكُمُ الأيامُ فيها                        روضَةً انسامها عِبقَ الزهور
نسمَةُ الصيفِ على السطحِ نيام                  تلهِب الآمالَ في عمق الشعور
كيفَ تُنسى يومَ اعياد الصليب                         باقَةُ الألوانِ صلباناً تُنير
كُلُ سَطحٍ فيه لونٌ فيه شكل                      صوتَ اطفالً و(عينبوا) يُثيرْ
كُلُّها ضاعت وامست ذكرَيات                  مربَضُ المُهره ترى فيه البعير
حينَ حَطَّ البومُ في عش الحمام                 واعتلى الراعي مقامات الخبير
لا تَلوميني لأني لا اراسل                      يَرفُضُ الساعي لعنواني المُثير
ليسَ في تلكيفَ شنكو او لعبرو                       او لشعيوتا محلاتٌ تُشير
غيَّروا كُلَّ الأسامي والأُصول                     غابَ عنها كلُ ما كانَ جَدير
فالمباني دونها الأحبابُ تبقى                        شُبه اطلالٍ وتبدو كالأسير
موثِقُ الاغلالِ مذلولاً كسير                  ينشُدُ النصرى وأصحابُ الظمير
لَستُ ادري قد يكونُ الأمرَ فيه                 يلعَبُ الاشرارُ أم صوتُ النذير
اخرجوا يا شعبي منها قدْ أزفَّتْ                ساعَةُ الحسبانِ والكأسُ المريرْ
  ايشو شليمون


70
أدب / ألأمل
« في: 13:17 27/05/2014  »
  ألأمل


غَريباً وَنفسي تعاني الشجَن                 وَطولَ البعادِ يُثيرُ الحَنين   

يُهيجُ بِقلبي شُعورٌ أليم                      لفرطَ اشتياقي  لِتِلكَ السِنين

تركنا الديارَ بما قد حَوَت                   فَكيفَ نَعودَ( بخفي حنين)

 مُحالاً يعيشُ بوسطِ الذئاب                  خَروفاً طليقاً وحراً أمين   

لنا بالأعالي كَثير اللأمل                       ليومٍ جَديدٍ بحق الأمين

لأرضِ اللأماني يعود الوئام                وتزهو ربيعاً يزيل الأنين

فَلَنْ تبقى دوماً تُعاني المِحَن              صِراعاً وحرباً ولا تستكين

غرابٌ غريبٌ لأرضِ الوطن              يرومُ الاطاحة بهذا العرين

فلا بُدَّ يوماً يزولُ الظلام                  وتأتي النهايه ولو بَعدَ حين

 فكلُ عراقي بحكم اليقين                سيبقى يناضل بفهمٍ رصين

لنبذ الشقاق وينسى المحن                 ليحيى العراق رفيعُ الجبين

فذاك الغراب يقيناً يطير                    وَكلُ غريبً دخيل هجين

فَلا لَن تكونَ ربوع السلام                     ملاذاً ووكراً لَكُلِ لعين

يُقيمَ الشقاقَ وَيلقي الرُعُب               بِهُديِّ السيوفِ شعوبٌ يدين

فأيُّ أمانٍ يطولُ وَطَن                     حَليبُ النِفاقِ يُغذي الجَنين

 لِيَنمو صَبياً بِنَفسٍ عَليلْ               ويبدي شكوكاً بمسعى المعين   
     
فَسِرباً تَربَّى طِوالَ القرون                  (لسن بسن وعين بعين)

سَيَبقى يُجاري طِوالَ الزمن                   يرومُ لثأرٍ بِغِلٍّ دَفين]

71
أدب / إتقي الله وارحل
« في: 05:06 03/05/2014  »
                                  



  إتقي الله وارحل  


   ايشو شليمون


لا تَغصُبَ النفسَ فيما ليسَ يُرضيها               ان اللأمانَة مرضاتأ لباريها  

قد يوهِمُ المرءُ دهراً في جَريرَتِهِ              عبداً مطيعاً بِحْكمِ الجهلِ يُخفيها

باقٍ يُجاري ضَعيفَ النفسِ غايتُهُ                  للموبقاتِ أسيراً ضالعاً فيها  

او يكتُمَ الشَرَّ في وجدانِه وجَلأً                روح التعالي بذورُ الشَرِّ تَرويها

هل لا كفاكَ بِذاكَ الجُبِ مختبأً                    أنّى يكون نهيبُ الدارِ حاميها

إن سادَكَ الهَمُّ في ما انتَ فاعلُهُ                     رفقاً بذاتك قد يُجدي تفاديها  

فارجع لربِكَ تواباً من الرَجِسِ                رَبٌ غفورٌ يزكي النفسَ ماضيها

مهلاً كفاك بِذارُ اللأرض من حَسَكٍ              ربُ السماء يُبيدُ الغُلّه، يُمحيها

لا تَزدُرَنَّ سُكوت االمِلّه في مَضَضٍ             روحُ الوداعَةِ واللأيمانِ يُثنيها

اعلم وربكً ان الناس قد سَئِمت                  أعمالَ رِجسِكَ قد خابَت أماليها

ماعادَ امرُكَ سِراً حتى تجهَلًهً                        ولا سراجُكَ نوراً في لياليها

طول السنين وعسرُ الفهم مُلزمُكُمْ                  انى يَكون بهذا الجهل بانيها

ماذا أضَفتُم طوال العُمرِ من قِيَّمٍ                روح الشقاقِ بمكرٍ كنتَ ترويها  

يا من يَغُرُكَ طَبالٌ وَمُرتَزِقٌ                        يتلو باسمِكَ أسفاراً وَيطويها

إصحي لذاتِكَ يا من باتت القيَمُ                        لهواً لديه ولا يَفهَم مَعانيها

إن كانَ للنفس عِزاً في ضَمائِرِكُمْ             فأحفظ وقارُكَ وارحَل من مَبانيها

أم هل تُريدُ رَبيعاً مثلَ ما فَعَلوا                  كي يَلحُقَ الذُلَ عاليها وَواطيها

                

72
أدب / القوش
« في: 08:25 25/04/2014  »



القوش

ايشو شليمون
                                                                                 
يا قلعةً شَهِدَ الزمانُ جِراحها             وتَعاظمت رغم اللأناتِ خِصالها

القوش من ابتِ الفَضائل هجرِها           وتَبرَجَت في زَهوِها وَمَقامِها

شيرو بِدارُكِ مَعْلَماً فَتَفاخري               يا هيكَلَ الأيمانِ مِثُلكِ من لها

سِرُ الجَنائِنِ من ربوعُكِ منبَعاً               اختٌ لِخانِسَ غبطَةٌ بِعَطائِها

أصلُ الجدودِ نقيةٌ أعراقها                      وَهَويةُ اللأبناء في آثارها

حراً مدى التاريخِ كان قَرارها                 حَمِلَ اللواءَ لِمجدِها أبنائِها

فتكاتفوا في الذودِ عن امصارِها              وتداركوا في حِكمَةٍ أزماتِها 
 
ولها التوابِعُ من قُرى بِمَدارها                   كمجرةً كانت لها أتباعُها 
 
ذَكَرَ الزمانُ جَلالها وخِصالها                  ياقوتَـةً  بَلْ  دُرَةً  بِبَهائِهــا

يا بَلدَةَ النُجباءِ في أَحضانِها                 أَوَتِ الغريبَ بِحبِها وبِجودِها

حتى الذي سَلَبَ اللأُمومَةَ حَقِها                 وتجاهَلَ في غفلَةٍ تأريخُها

يا مَنْ هَديتِ مشاعلاً من عِلمِهم              غَدَتِ الكنيسة منبَراً بِبَريقِها

وَبِديرِها عُرِفت أصالَةَ عِرقِها             مَلَئوا الجبالَ صوامِعاً رُهبانِها

شعرائِها، أدَبائها، رَفَضوا الكَرى              وليوثها بزئيرهم سور لها

انت التي بِجَمالُكِ شَغِفَ الهوى              وعَطاءَ أرضُكِ جَمَةٌ بركاتها

شوقي اليك مُلازِماً لِسَجيَّتي                 تِلكَ التي جُبِلَتْ بِحُبِ ترابِها

هل من يَلومُ لِنوحِهِ إبنٌ لَها                   حُـرِمَ النوى  لفراقه أحيائهـا

ليَلوذَ في لُجُجِ الخَيالِ مُغامِراً                  يتذكَرُ اللأيام  في  جناتهــا

أَنتِ العزيزةُ في القلوبِ تَقبَلي              مني التحيَّةَ عطرها وعبيرها


                   
       

73
أدب / آهات الوداع
« في: 12:01 06/04/2014  »




    آهات الوداع



ايشو شليمون


           لا تُهاجرْ  
  
لا تُهاجر ايها المعبود سراً

          لا تهاجرْ

 واتْرُك الاحلامَ حيناً لا تُغامر

انني أَحَببتُكَ في صَمتٍ فَحاذرْ

         أن تُغادرْ

   أينَ قَلبي  أينَ عَقلي

بتَ مِني كلُ جزءً في المشاعرْ

لا تَراني في ابتساماتي أُغازِلْ

  انها آهات قلبي حينَ تَطفو

      فجَّرت بُركانَ خامد

           باتَ ثائرْ

هكذا الاحداقُ مِنّي في الصَغائرْ

    تَغدُقُ الوجناتَ سيلاً

          ليسَ سِراً  

     إنها في الشوقِ باتت

مِثلَ نَهرٍ نَبضُهُ الطوفانُ في وقتِ البشائرْ

       كيفَ مني ان أُقاوِمْ

           صُرتُ أهذي

حسرَّةُ اللأحساسِ تَبقى في الضَمائِرْ

     حينَ أهرب من خيالي

          قلبي حائرْ

أرسُمُ اللأزهارَ في كُلَّ الدفاترْ

          ثم أغفو

عَلَّني فيها أرى جِبرُ الخواطرْ

أو تُزيحَ ألهَمَّ عني كَي أُسايِرْ

    ثِقلَ يومي في الكبائر

          يا عَزيزاً  

إن عَزَمتَ اللأمرَ يوماً للوداع

      مَطلَبي يا قُرَ عَيني

        في اتضاعْ

         لا تُغافل

    إعطني إكليلَ نَعشي ثمَّ سافرْ

أنت شمسي أنت بَدري أنتَ إحساسي المثابرْ

      ليتها اللأيام دَوماً فيها مَعْبَرْ

        للآماني حَيثُ تَرحَلْ

             يا فؤادي

      لستُ وحدي في بَلادي

    تربة الأجدادِ تحوي فيها غدراً

      
         كلَّ احرار الحناجرْ

             لا تُبالي

إن أَساءَ الدهرُ صَرفاً والليالي

     أَو أردتَ العودَ يوماً

    لا تُبالي خُذهَ مِني

     إَنَّهُ عَهدُ التزامي

         كَي تراني  

ثابِتٌ عنواني دَوماً في المَقابرْ

          لا تُهاجرْ  


من وحي مذكراتي/ تلكيف-1972

74
أدب / يا عراق العز
« في: 13:18 30/03/2014  »
يا عراق العز

يا عراق العز يانورَ السَّما                   ايُّ شرٍ حلَّ فيكَ علقمَ

اي نارٍ إصطلى ابناءُكَ                 في لَهيبِ الشرِ أمجاداً رمى

حين سادَ الظلمُ فيك غفلَّةً               قمة المجدِ الذي ما أعضمى

فالغرابُ صارَ نسراً عِندَّما           قاد سِرباً اصبَحَ حامي الحِمى

 والثكالى واليتامى دارُهُم            من فلولِ الغدرِ أضحى مأتمى

 في الشرورِ قد تَمادى حينما           اصبَحَ الطيفُ الموالي ابكَمَ

 يا رياحَ الشرِ يا غَدرَ الزَمَن               فالمَغولي كانَ مِنكُم أرحَمَ

حاسباً للسطوِ نصراً عندما             يركعُ المسكين ارضاً مرغِمَ  

ضلمَهُ يزداد شراً كُلَّما              يُبطشَ الاحرار، مصاص الدِمى

لا يبالي موت آلاف البشر            يحسب األأجساد اشلاءَ الدُّمى

ليس سِراً حِرُسُكُم حفظَ الوَطَن             للثلاثي صرحِكُم قَد قُسِّمَ

وارتضيتُم سُكْنَ (خَضراءُ الدِّمَن)         واستطبتم زادكم ما حُرِّمَ

واستبحتم كلُ ما طاب لكم                       ثُمَّ جُدتُّمْ بالفُتاةِ مكرَّمَ

قاصِراتٌ يَغتَصِبنَ للزواج                  والصبي ُّ للعماله مُرغِمَ

والمدارس اقفلت ابوابُها                      ما لَكم بالعلمِ شأنٌ طالَما

تُشترى نقداً شهادات كما             يُشترى صوتُ الضمير المبهمَ

والخفايا بالبنوك عَدُهم                         باالبلايينَ ثراكم طالَما

تملأ الصحراء في اجوافها                 من كنوز النفط جاهٌ بلسَمَ

فالغنيُّ زادَهُ الجشعُ غنى                      والفقيرُ بات خالٍ مُعدِّمَ  

للرغيفِ لاهثاً في حسرَةٍ          كيف يغفو الجفن من فرط الضَّما

هذا شَعبُ العزِّ من انجازكُم             يفرش الارضَ تغطيهِ السَّما

يهجُرُ البلدات بحثاً للأمان                   والمجوسي بالحريرِ منعِمَ

75
أدب / الخليقه
« في: 07:03 18/03/2014  »
الخليقه
                        
بادءاً في البدء كُلَّ الكونِ كان                       خالياً مِثلَ القِفارِ في جَفاء

قالها الباري تعالى هيا نخلق                    صورةً من شبهنا فيه الدماء

نخلق الانسان في جناتنا من                      ضلعه سرٌ له يُعطي العزاء

آدمٌ كان البشاره للأماني                          ثُمَ حواء التي صارت (فداء)

مالت الحسناء للأغراء ضعفاً                      قادها الابليس يوماً للغواء

 وأستمالت آدمٌ فيما جَراها                      حيثُ زال عنهما سِترُ الصفاء  

واستباحا غُرَةً لُبَ الوصيه                       فأستفزت نفسُهُم ملئُ الحياء

ثُمَ غَطّا عورةٌ اوراق تين                          واستَضَلى شِجْرَةً للآختفاء

هكذا من بَعدَ جَنات النعيم                      يُبعَدً الانسان طَرداً في العَراء

شارِداً بين الجبال والسهول                        باحِثاً عن مأمَنٍ بَعدَ العناء

سائِراً في غيِّهِ لن يستكين                      حتى ساد الظلم وازداد الرياء

كلَّما أمضى سنيناً في الظَلال                     جابَهَ الاقدار اضناهُ الشقاء

ثُمَّ غالى في البغاء والمَجون                         حَدَّ ما أَمسى لُزوماً للفناء

بادَهُ الطوفان من كُلِّ البقاع                         ما عدا من كان أهلً للبقاء

هكذا الاجيال كانت في ظلام                        حينما إبرامُ اهدتهً السماء

فاستجابَ اللأمرَ طوعاً ثُمَ لَبى                  راحِلاً حيثُ الوطن بالاهتداء

بَعدَها ذُرِّيَةً من صُلبِهِ                            من لَدى الباري أَتتهُ كالعطاء    
  
جاهَدَ الانسانً دهراً ثم جاءت                       فترَةً ساد الوحي والانبياء

جابَهَ الابليسُ احفاداً تُقاة                        حيثُ منهم أدخِلوا قَصرَ الفَناء

وأصطَفى الرحمن يوسف للصِعاب              مبهَراً في ظِلِّهِ دور القَضاء

كان حُراً غانِماً في عَهدِهِ                     شَعبُ اسرائيل في مصرَ اللأباء  

بَعدِه مَرَّت سِنيناً بالعِجاف                     واستُغِلَّ الشعبُ ظُلماً في البناء

ثُمَّ قادَ الوَحيُّ موسى للخلاص                  واستجاب الشعب أنباء ألنداء

حيث شَقَّ البحرَ نصفاً ثم جاز                      عابراً فيه مَسيراً كالخلاء

قادَ بالاعجاز موسى شعبَهُ                        سائرعبر الفيافي في الجلاء

كارزاً فيهم بما جاء الوحي                     خمس اسفار الشريعة والولاء

انبياء بعدَهُ قالوا الحقيقه                              اعلنوها للبنينَ في جلاء

ها لَكم خبز الحياة نازِلاً                                 فاقبلوهُ انهُ سِرُ الشفاء

ها هي العذراء تحبل ،بالبشاره                حلَّ فيها روح ربي في جلاء

حيثُ اخلى ذاته طوعاً وصارَ                    مثلُ عبدٍ في البنوه والوفاء

ثُمَ جالَ كارزاً بين البشر                      يوقض الموتى ويشفي كل داء

للبشاره معلناً اثنا عشر                              كارزينا بعده حق القضاء  

جاء حَقاً للخلاصِ منقذاً                         من قيود الموت يعطينا البراء

حاملاً وزر الرساله بالكمال                    طاع حتى الموت صلباً للفداء

حَرَّرَ الانسان من قيد الخطيئه                    واضعاً اياه في درب النقاء

واهتداهُ نيل اسرار الحياة                     يبقى حُراً فيما يرفض او يشاء

مات صَلباً صالباً كل الخطايا                  حرَّرَ الانسان من حكم الشقاء

اين قيد الموت قد قام المسيح                          قام حقاً معلناً سِرَّ الفداء

غانماً مجد البنوه في علاه                       جالساً جنب القدير في السماء

انه قد اعلن سر الحياة                               كل من شاء عليه الاقتداء

  
            فهو القائل/ ( انا الطريق والحق والحياة ليس احد يأتي الى الاب الأّ بي )

            ( انا هو نور العالم من يتبعني فلا يمشي في الظلمه بل يكون له نور الحياة )

76
أدب / لحن الحياة
« في: 02:17 04/03/2014  »

لحن الحياة


ايشو شليمون


شبابي ربيع في حياتي جميلُ                                مشيبي لئآتٍ فالبياض قتيلُ

كورد يفوح في الربيع شذاه                                  وصيف يَطلُ فالورود ذبولُ  
 
نشدتُ زماناً في العراق طليقاً                         وها امسى يومي ثم عمري يفولُ

طموحي تهاوى ياخليلَ صبايا                                وبت عليلاً للوصالِ كسولُ

تراني كئيباً لا لأمرٍ دهاني                                    فهذا خَريفي والحياة فصولُ

وحيداً اناجي ذكريات زماني                                وقلبي تلضى فيما عنه اقولُ

عشقت ثراها لا ابالي لجرحي                            ويأبى فؤادي عن هواها بديلُ

وَأدتُ اشتياقي في ثنايا بلادي                          هجرتُ وباتَ مأوى حبي طلولُ

نسيت وأمسى كل ذاك لعقلي                              كطيف يمرُ في خيالي خجولُ

سراباً ووهماً في الحياة يقيناً                                كَكُلُ عشيقٍ في القفار يجولُ

نكُدُ حثيثاً في الحياة ونشقى                              ونبغي نجوماً في السماء نطولُ

ونبني قصوراً بالهموم لتزهو                              وننسى يقيناً في الختام رحيلُ

نعيش ويبقى كل ذاك لذكرى                                    زماناً تولى ما اليه سبيلُ

فمهلاً خليلي نحن فيها ضيوفاً                               لننشد حياتاً في السماء قبولُ

ختام الحياة للتراب مصيراً                                  وكل شقانا في الزمان يزولُ

77




عندما تفقد السريانية معناها الحقيقي

من المعلوم بان اسم المسيحيين اطلق لاول مرة على المؤمنيين في انطاكيا ثم شاع استعماله في العالم اجمع فسمي كل المؤمنيين بالمسيح من اللأمم الاخرى بهذا الاسم وفقاً للآيه ( أع 11-26) من الكتاب المقدس ، في الوقت الذي نجد ان كلمة السريانيه طغت على مسيحيي هذه البقعة الجغرافيه خلافاً لبقية المسيحيين واتخذت بديلاً لها، فيا ترى متى ومن استبدل لفظة المسيحيين بالسريانيين في انطاكيا ؟ !!!، ولماذا اطلقت فقط على ابناء هذه المنطقة بالذات، بينما استمر استعمالها في بقية انحاء العالم ؟!!، وعند البحث عن معنى كلمة السريانية ومن اين اتت  نجد ان هناك ثلاث اراء في اصل هذه الكلمة واسباب اطلاقهاعلى هذه المنطقة بالذات ، ولكن الاحتمال الاقوى والذي اتفق عليه اغلب المؤرخين والاثاريين هو القائل بان كلمة السريانيه تعني الاشوريه وهذه هي بعض من اراء المؤرخين والمصادر لاصحاب هذا الاتجاه  -

 * المؤرخ اليوناني هيروديت يقول ( ان جميع الشعوب البربرية تسمى هذا الشغب المقاتل بالاشوريين إلاّ اننا نحن الاغريق نسميه سرياناً ويوافقه في هذا الاتجاه المؤرخ هوميروس.

* المفكر الفرنسي ريبانس دوفان يقول ( إن كلمة سرياني وضعها اليونان وهي مشتقة من كلمة آشور)

* الصحافي الكبير فريد الياس نزهه محرر (الجامعة السريانيه) يقول (هي لفضة يونانية مأخوذه من أسيران حيث كل من له اطلاع في التاريخ واللغة يعرف ان كلمة سريان اصلها آشوريان.

* قاموس المطران يعقوب اوجين منا وفيه سورايا = سرياني آرامي نصراني باختصار (اشورايا اي آثورايا)

* وثيقة المطران افرام برصوم (والذي اصبح بطريركاٌ) الى مؤتمر سان ريمو في 2/شباط/1920 يقول( لنا الفخر ان نحيط مؤتمر السلام علماً بان بطريرك انطاكيا للسريان الارثودوكس قد عهد على مهمة وضع معاناة وأماني امتنا الاشوريه القاطنة في وديان دجلة والفرات العليا ببلاد ما بين النهرين امام المؤتمر.

*  الدكتور سيار الجميل في كتاباته ( من دروس انثربولوجيه الاجناس العراقيه /الحلقه الاولى)  بما ان بقايا رعايا الدوله الاشوريه كانوا يملأون هذه البلاد لذا اطلق  اليونانيون اسم (أسيريان)على الشعب القاطن في بلاد الرافدين عموماً لعدم وجود حرف الشين في اللغة اليونانيه تمييزاً له عن غيره ، فعمت هذه التسمية على جميع الفئات من دون تمييز بين فئة واخرى، اي بين ساكني مناطق بابل و نينوى ثم تحول الى( سريان)

* قاموس الكتاب المقدس دائرة المعارف الكتابيه جاء فيه (ان اسم سوريا هو اختصار لكلمة ىشور وقد استعمل هذا الاسم المييز بعد ان غزى االآسكندر الكبير هذه البلاد . ويرى اصحاب هذا الفريق بانه عندما دخل اليونان المنطقة بقيادة الاسكندر الكبيرعام 332ق م اطلقوا لفضة آسوريين على الاشوريين لعدم وجود حرف الشين في لغتهم، وهذا يوافق اصحاب الرأي القائل بان اللغة السريانية ظهرت بحدود عام 300ق م ، وعندما جاء العرب قالو سوريون -سوريين-سريان لعدم لفظهم لهمزة الوصل ، وهكذا نرى بان اصل التسمية هي قوميه شامله لكنها اخذت الصيغة الدينيه بعد ان اعتنق غالبيتهم الديانة المسيحيه ولكنها بقيت تحتفض بمحتوى مدلولها القومي ،
ام الاحتمالين الاخرين بخصوص كلمة السريانيه ، فاحدهما يقول اصحابه انها جاءت من سوريوس والثاني يقولون  من صور، لكن غالبية العلماء والاثاريين قد ابعدو هذيين الاحتمالين لا بل تم ادحاضهما ليبقى الاحتمال الاول(من آشور) هو السائد والمتفق عليه لدى الاغلبيه.

حيث لايخفى انه خلال تلك الفتره كان لا يزال الأسم الاشوري طاغياً على المنطقة باسرها وان الاشوريه كانت لغتهم والتي كانت تعرف بعد سقوط الامبراطوريه الاشوريه بالاراميه العالميه (الاشورية المكتوبة بالابجديه الاراميه الفينيقية الاصل) ولكن نرى بمرور الزمن وبعد دخول أثنيات عرقية مختلفه وبمجموعات صغيره المسيحيه تقبلوا تسمية السريانيه بمعناها الديني اي بمعنى المسيحيه وخاصة في مناطق سوريا الحاليه والاردن ولبنان وفلسطين ومصر والتي يطلق عليهم السريان المغاربه في الوقت الذي نجد بان الاقوام ذات الاصول العرقيه المعروفه والتي دخلت المسيحيه باعداد كبيره فبالرغم من تواجدهم ظمن هذه المنطقه لكن نجد انهم رفظوا تسميتهم بالسريانيه لمعرفتهم بمحتواها العرقي الاشوري ولكون اللغة التي يتكلمون بها غير لغتهم ومنهم الأرمن ، لتبقى لدى من اطلق عليهم فيما بعد بالسريان المشارقه (الكلدان والاشوريين وسريان العراق) محافضة على نفس معناها ومضمونها الذي يحتوي على مجمل العواصر المشتركه بينهم والتي على اساسها اطلقت هذه المفردة عليهم  منذ البداية وقبل المسيحيه (بمعناها القومي واللغوي)وبعد اعتناقهم المسيحية اخذت لديهم بعداً ثالثاٌ وهو المعنى الديني، ولكونهم اصحاب اللغة الاصليين لذا نرى ان  كلمة السريانيه فيها المحتوى المسيحي ولكنها لا تعني المسيحيه، فالجميع يعلم بان  الكلمة المرادفه للمسيحيين لدى الكلدوآشوريين هي كلمة مشيحايي او مشيخايي ، بينما عرفت السريانيه (سورايي) بمعنى اللغة اي المتكلمين بلغة السورث ، وعليه قيل (كلن مشيحايي) لاننا من اتباع المسيح  وكلن سورايي لاننا نتكلم نفس اللغة (السورث) ،وهنا يبدوا جلياً بان كلمة السريانيه لا تعني اطلاقاً المسيحيه لدى الكلدوآشوريين  ( وإن كان فيها ما يوحي على ذلك بحكم الشموليه) وإنما تعني اللغه ، واللغة ترجع الى قوم او مجموعة بشرية محدده وهم المعروفين هنا بحسب اللفضة اليونانيه  بالآسوريين ( الاشوريين ).وبذلك تكون كلمة السريانيه لدى الكلدوآشوريين وسريان العراق واضحة المعالم والمحتوى وليس في اطلاقها اي اشكال(عدى عند دعاة القوميه الكلدانيه والسريانيه "الآراميه" موخراً ) حيث فيما يخص سريان العراق يقول الدكتور عامر فتوحي السرياني الكاثوليكي ( ان التسمية السريانية "فيما يخص سريان العراق" فانها وكما توكد ذلك المكتشفات اللآثارية والمصادر التأريخية حسب، وذلك لعدم ورودها في المصادر الكتابية ، بانها تسمية ذات مدلول ديني محض وتعني "مسيحيون") ،  ولذلك يبقى المغزى من الرجوع الى اصل الكلمة  فقط لاثبات  وإزالة الشكوك لدى المتشككين في التواصل القومي واللغوي الاشوري بمعناه الشامل (الكلدان والسريان والاشوريين) في ارض الاجداد واثبات شرعيه مطالبتهم بحقوقهم كاملة كشعب اصيل في هذه البقعة الجغرافيه والتي هي اصلاً ارض الآباء والاجداد .

اما من جهة السريان المغاربه تبقى المحاولات المستميته من قبل البعض لتفريع كلمة السريانيه من معناها القومي الاشوري،  فبحسب معطيات الواقع  ورؤيتي الشخصيه استناداً على مداخلات بعض من الاخوه اتباع الكنيسة السريانيه، نجد الاختلافات عميقه وواضحة، حيث كل يذهب باعطاء معنى للسريانيه بما يخدم رؤيته ومصالحه وتوجهاته مختلفة تماماً عن ما يؤمن بها غيره، وهنا بعض التوجهات البارزه في هذا المجال. 

1- السريانيه تعني هويه دينيه فقط :- وان مروجي هذا الاداء هم من القوميين العرب وغيرهم من الاثنيات العرقيه المختلفة الذين يحاولون طرح السريانيه كمرادفه مجرده لكلمة المسيحيه، وهنا تجدر الاشاره ان من حق كل انسان ان يعتز بعرقه ونسبه وحسبه وبهذا الصدد انني شخصياً من المعارضين على اطلاق التسمية القوميه او الطائقيه على الكنائس والتي تؤدي الى تمزيق الوحده المسيحيه وبرود المحبه حيث إننا في هذا المجال جميعاً اخوة في الرب يسوع المسيح وكلمة البشارة لجميع الامم والالسن وفداء الرب يشمل الجميع .وعليه يجب اعطاء الكنيسه بعدها المسيحي الشاملا والموحد، لتأخذ السريانيه معناها الحقيقي ويتبناها من يؤمن بجوهر مفهومها واصالة تسميتها .

2- السريانيه تعني الاراميه بمعنى قوميه ولغه آراميه:-ان اصحاب هذا التيار يحاولون اعطاءها البعد القومي ثم ربطها بالاراميه باعتبار ان السريانيه هي ترجمة حرفيه لكلمة الاراميه وذلك لخدمة مصالحهم الهادفه الى الادعاء بالقوميه الاراميه واللغة الاراميه ويقود هذا التيار الحزب الآرامي القومي .

3- السريانيه تعني لغه وفيها معني ديني ولكن القوميه هي الكلدانيه وان المروجين والمؤيدين لهذه الفكره جميعهم من السريان الكاثوليك  .
 
4- السريانيه تعني  بالاساس الاشوريه لغه وقوماً وفيها الشموليه ولها محتوى ديني وهم الذين يطالبون باعطاء كلمة السريانيه معناها الحقيقي،ومؤيدي هذه الفكرة هم المؤمنين بانهم اشوريي الاصل وان السريانيه رديفة لللاشوريه

اما بالنسبة الى السريانيه في بلاد الهند فانها اتخذت وانتشرت بصفة دينيه مسيحيه او مذهبيه وفي جميع الاحوال فانها تأخذ الجانب الديني (المسيحي) في محتواها العام وعليه تم قبولها ، ثم اطلقت بعض التسميات مثل الكلدانيه وغيرها بصفة المذهبيه بعد الانقسامات التي حدثت في كنيسة المشرق(النسطوريه) ليس إلاّ. ومما تجدر الاشارة اليه بان كلمة السريانيه بمعناها الاشوري لا تعني حتماً بان جميع من هم تحت هذه التسميه اليوم هم اشوريين عِرقاً حيث انها تضم اجناساً مختلفة وبشكل خاص السريان المغاربه وحتماً سريان الهند اما ما يسمى باالسريان المشارقة فهم المعنيين وهم الاصل وليس فيهم استثناء .
وختاماً ولكل من يرفض او له شكوك في ان السريانيه لا تعني الاشوريه بشموليتها (العرق والجغرافيا) ولا تمت لها بصله تبقى الكثير من الاسئلة مفتوحاٌ وبحاجة الى اجابه  محايده ومحددة وصادقه ومنها ، ما معنى السريانيه ؟ ومتى اطلقت؟ وما هو سبب اطلاقها ؟ وما هو مضمونها الفعلي ؟ وهل هي كلمة بديله للمسيحيه؟ ولماذا ؟وهل السريانيه (سورايي) تعني نفس معنى كلمة مشيحايي مثل ما هي لدى الكلدو آشوريين ؟  ولماذا فقط في هذه المنطقه دون بقية العالم المسيحي ؟ لذا يبقى من يطرحها بغير معناها ومحتواها الاصلي وكما اشار واتفق عليه اغلب المورخيين وأيدت آرائهم  بدلائل اثاريه دامغه يكون طرحه مأخوذ من مصادر الذين لا يريدون الخير لهذه الامه لذا يعتبر طرح غير صادق ولصاحبه مآرب اخرى.         

78
 الحقائق في كتابات الاخ موفق نيسكو

من خلال متابعتي لكتابات الاخ موفق نيسكو الذي اكن له كل الاحترام ارى ومن المؤسف ان كتاباته الاخيره قد اخذت منعطفاً جديداً ، يبذل فيها جهدا ويبدي زخماً واندفاعاً غير عادي ومحاولات مضنية ترهقه كما يبدو يطغي على غالبيتها عامل التشويش وخلط الحقائق وتظليل القاري(من حيث يدري او لايدري) من ابناء امتنا السريانيه الكلدانية الاشوريه وتأريخا المجيد الذي لا يقبل الشك والتأويل إلاّ لدى الذين يريدون خلط الاوراق لغايات معينه، وهذا ما لا كنت اتوقعه منه اطلاقاً ،بحسب كتاباته وطروحاته الاولى التي بدأ بنشرها في هذا الموقع ،ولم اكن اتمنى لباحث بدل ان يجهد نفسه بنقل الحقائق والبحث عنها ينزلق الى طرح كُلُ ما يربك القاري من مغالطات التاريخ التي كتبت لغايات في انفس كتابها، يخدم بها توجهات ومحاولات الكثيرين لاثبات اصولهم وشرعية وجودهم على حساب عَراقَةَ امتنا .

وبنظلرة بسيطه الى ما  طرحه في مقالته الاخيرة التي جاءت تحت عنوان السوبارتين سكان آشور قبل الاشوريين /2 يظهر جلياً ما ذهبتُ اليه، من خلال الاخطاء والمغالطات التي وردت في بعض فقراتها حيث يقول :
وقبل أن أُجيب على بعض التعليقات أودُّ أن أقول إني عندما كتبت المقال كان أطول قليلاً، وقمت بحذف بعض الفقرات لاختصر الموضوع، ومن ضمنها حذفت ثلاث فقرات مهمة، لم انتبه لها إلاَّ بعد نشري المقال، والفقرات هي ( إضافة لما قلتهُ عن اسم آشور فإن اسم آشور قد أُطلق في الكتاب المقدس على أحد الشعوب الإسرائيلية التي كانت من ضمن مملكة إيشبوشت بن شاول بين جلعاد ويزرعيل، (وجعله ملكا على جلعاد وعلى الآشوريين وعلى يزرعيل وعلى افرايم وعلى بنيامين وعلى كل إسرائيل) (2 صمؤئيل
اخي الكريم اذا كان التأريخ يحتوي على كل تلك المغالطات التي يستشهد بها الاخ الكاتب والتي ينتقيها باجهاد واجتهاد كان من الاجدر ان يجهد نفسه في قراءة الاية ونقلها بصورة صحيحه دون خلط ، حيث ليس كل كلمة ورد فيها حرف (الشين) اينما جاءت تدل على الاشوريين  حيث الآية التي ذكرها تخص سبط اشيراحد اسباط اسرائيل الاثني عشر والاية واضحة وضوح الشمس في كتابتها ومعناها وشموليتها فمن اين جاء بكلمه الاشوريين ليزجها بدل سبط اشيرولماذا ؟ حيث في صموئيل الثاني الاصحاح الثاني في الآيتين 8-9  حيث الايه الصحيحةجاءت كما يلي

  وَأَمَّا أَبْنَيْرُ بْنُ نَيْرٍ قَائِدُ جَيْشِ شَاوُلَ فَأَخَذَ إِيشْبُوشَثَ بْنَ شَاوُلَ وَاجْتَازَ بِهِ الأُرْدُنَّ إِلَى مَحَنَايِ 8
( 9وَأَقَامَهُ مَلِكاً عَلَى الْجِلْعَادِيِّينَ وَالأَشِيرِيِّينَ وَالْيَزْرَعِيلِيِّينَ وَعَلَى بَنِي أَفْرَايِمَ وَبَنِي بَنْيَامِينَ وَسَائِرِ إِسْرَائِيلَ ، يقول اشيريين وليس الاشوريين،  فهل هذه ايضاً جاءت كتابتها في نسختي خطأ؟!!!!

ثم يستمر محاولاً خلط الانساب لياتي بآية اخرى هي صحية بمضمونها ولكن ما علاقة الاشوريين ب (آشوريم ابن ددان) فهل يبدو له ان حرفي(يم) كتبا زيادة في الايه ؟!!  ام ماذا ؟!!حيث يقول إن اسم آشوريم وهو ابن ددان الذي ينحدر العرب منه يرد أيضاً: وولد يقشان شبا وددان، وكان بنو ددان اشوريم ولطوشيم ولام. ( تكوين 25: 3)

وكذلك في الوقت الذي نجد اسم آشور والذي هو اسم احد ابناء سام، واخوته هم عيلام وارفكشاد ولود وآرام واضحاً وصريحاً في تكوين 22:10 نجده ياتي مرة اخرى ليقول ان اسم آشور ليس له معنى في الكتاب المقدس بحسب معلومة استقاها من قاموس الكتاب المقدس، حيث يقول بالنص : إن اسم آشور ليس له معنى في الكتاب المقدس ولا يُعرف اسمه بالضبط (قاموس الكتاب المقدس ص78 اليس هذا غريباً ومدعاة للشك لما يروم الكاتب الذهاب اليه ؟

وفي معرض الردود التي يتلقاها يقول ولم استلم رد واحد من قبل الإخوة الآشوريين بأن ما كتبته صحيح (ولو بدون شكر) (باستثناء تعليق الأستاذ ايشو شليمون المحترم)، هل هذا معقول؟ حقيقة يتحتم علينا جميعاً من باب الامانه وخلفيتنا المسيحيه ان نعترف بحقائق الامور دوماً وان نثني ونقيم كل الجهود الخيره التي يتناولها الكتاب في كتاباتهم من اجل البناء واحقاق الحق، وفي هذا المجال لا يفوتنا انه في التاريخ والكتابات التأريخيه باختلاف مصادرها لا تكمن كل الحقيقه وكما هو واضح من المتناقضات في الكتابات التأريخه في تغطيه احداث حقبة زمنية محدده حيث تتجلى ثأثير الاتجاهات والميول والولاءات والانتماءات الطائفية العرقيه والدينيه في الكثير منها بوضوح . وهنا اكرر له شكري وتقديري واعترف بصحة ما ذكره بخصوص الاية تكوين/11:10   التي كانت محور تعليقي انذاك حيث فعلاً وجدت نصها في طبعة اخرى مغايراً للنص التي كتبته وان كان ذلك لا يخالف جوهر ما ذهبت اليه وكنت قد نقلت الاية نصاً من الترجمة التفسيريه للكتاب المقدس الطبعة الرابعه والتي هي هدية عزيزة على قلبي من صديق رحمه الله كان ينتمي الى  الكنيسة السريانيه الارثودوكسيه .ولكن هذا لا يعني انني  اشاطره في كل ما ذهب  ويذهب اليه .  

ويبدو ومن باب التلاعب على المشاعر وفي معرض رده على الاخت سوريتا المعروفه بانتمائها الكلداني او على الاقل بميولها الكلدانيه ، عن الاشوريين يقول :
(أمَّا ما لم اذكره فهو أن قسماً كبيراً من الآشوريين قد نزحوا من الجزيرة العربية قبل مجيئهم لبابل، (وطبعاً ليست الجزيرة العربية مكة والمدينة فقط) وهذه موجودة في كل كتب التاريخ، أي أن بلاد آشور هي موطنهم الثالث وليس الثاني، ولو لاحظتي حضرتك أنا كُنت دقيقاً في التعبير، فقلت إن بلاد آشور هي ليست الموطن الأول، وهذا لا يعني أنها الثاني بل الثالث، هذا هو الباحث الذي يبحث في التاريخ وينقل بامانه وهو يتغافل عن المعلومة التأريخية عن يثرب من هو ومن اين جاء وكيف بنى مدينة يثرب المسماة باسمه والتي تم تبديله بعد هجرة الاسلام اليها الى المدينة المنوره  لياتي مدغدغاً مشاعرها او مشاعر الذين التقى بهم في عينكاوه بان الجزيرة العربيه هي موطن الاشوريين الاول وآشور هو الثالث،وتناسى بان التاريخ يقول بان العماليق من أحفاد عمليق بن لاوذ بن سام بن نوح، كانوا يسكنون مع الأحفاد الآخرين لنوح في منطقة الرافدين ثم خرجوا مع مجموعات أخرى، وتكاثر أحفاد نوح حتى زاحم بعضهم بعضاً. وصل العماليق إلى الجزيرة العربيه وانتشرو في انحائها  . هذه موجة من الموجات التي سكنت الجزيرة العربيه وهم العماليق وليس الاشوريون !!!!وموجة اخرى من اليهود والكلدان وليس الاشوريين!!! اذ يذكرالتاريخ ما يلي:  أحضر نبو نيد معه بعض القبائل الكلدانية والأسرى اليهود إلى المنطقة، وأسكنهم فيها وأعطاهم بعض الأملاك التي نزعها من أصحابها العرب وحماهم بقطعات من جيشه، وكان يخطط لإلحاق المنطقة كلها بمملكته. ولكن الخطة لم تنجح ومات مشروعه مع عودته إلى بابل، غير أن أكثر المستوطنين الجدد بقوا في المنطقة وامتزجوا مع أهلها، ويستدل الدكتور جواد علي على ذلك بوجود بعض الألفاظ الكلدانية في لغة أهل يثرب والمناطق الأخرى التي تقع إلى الشمال منها وخاصة في الزراعه

ويستطرد الاخ موفق في كتابته ويقول بان السريان هو الاسم الحقيقي للاراميين والاشوريين والكلدان، ففي الوقت الذي نرى في طروحات معظم الباحثين السريان بان كلمة السريان حلت محل الآراميه في الكتاب المقدس بعد الترجمة السبعينيه ولا ذكر لها قبل ذلك، وعلية يذهب البعض منهم في مزاعمهم بأن الاراميه هي قوميه ، وكذلك ان الكلدان والاشوريين يؤمنون  بان لهم اصل عرقي وهم قوميه فهنا يتبادر الى ذهن القاريء بان السريانيه هي القوميه الجامعة كما هي كنيسة جامعه بحسب الاخ موفق نيسكو حيث يكتب بالنص :ولذلك وكما قلتُ أنا اكتب الحقيقة التي أراها، ولكني احترم جميع الآراء، ودستوري هو ما ذكرته في مقدمة كتابي السريان الاسم الحقيقي للآراميين والآشوريين والكلدان،
 وعن الكنيسة بعدما يلغي رسولية الكنيسة الشرقية بشقيها الاشوري والكلداني يقول   لكن الكنيسة تبقى سريانية جامعة أممية (اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم)، وليست قومية،وبصدد رسولية كنيسه المشرق الجامعة كنيسة ساليق قطسيفون يقول: إن أبناء الكنيستين الكلدانية والآشورية إذا أردوا أن يُثبتوا مسيحيتهم، يُثبتوها من القرن الأول الميلادي فقط وليس قبله والى اليوم بسلسلة بطاركة وأساقفة وآباء ولاهوتيين وقديسين وكتبة تاريخ كنسي وشعراء ومثقفين وأدباء ومؤلفي قواميس كتبوا وتغنوا بأمجاد كنيستهم، وهذا مُثبت ولا يختلف عليه اثنان، فهم أبناء كنيسة قطسيفون ساليق (المدائن) السريانية الشرقية، أو على الأقل كنيسة المشرق لمن لا يعجبه الاسم السرياني،

من قال نحن لا يعجنا الاسم السرياني(الاشوري) ولغتنا السريانية (الاشورية) الجميلة بمفهومها وبعديها الديني القومي نحن نحبها نعم ، ولكن من منطلق الحق والحقيقة التي لا يقرها التاريخ فقط بل اصطدمت كل محاولات طمس الحق بصخرة الحقيقة الدامغة والتي جاءت في صخرة عمرها 2800 سنة  وجدت مؤخراً في جنوب شرق تركيا بالتحديد في (سينك) بالقرب من مدينة اضنه عليها كتابة بلغتين يقول الآثاريون ان هذه الكتابة تعود الى عام 800 ق م ،حيث يستنتج البروفيسور روبرت رولينغر العلاقة بين ألمصطلح الحالي آشور (اسيريان) وبين المسطلحات الاخرى ، ويقول أن الغز قد حُـلَّ أخيراً فالمصطلحات( سورويو) و(سوريويو) لا تعني سوى الآشوريين ويؤكد البروفيسور روبرت في مجلة (دراسات الشرق الادنى) ت1 لسنة 2006 ان الكتابة على هذه الصخرةاعطت جواباً نهائياً على الجدل القائم منذ القرون الوسطى وبدون ادنى شك تؤكد ان الاسم سوريا هو مجرد نسخة مختصرة من الاسم اشور، ويرى بأن اليونانيين وبحكم اتصالاتهم الوطيدة بالمنطقة وبصيغتهم الخاصة حولوا لفظة (سور) الى (سوريا )،كما ان المستشرق الالماني العلامة ثيودور نولدكه يؤكد بان لفظة سريان مشتقة من آشور، وبذلك تكون الالفاظ ( سوريا/ سوري / سرياني ) في الكتابات التأريخية تعني حالياً ( آشور/ آشوري/ آثوري )، ويؤيدهم في ترابط التسميات وكون اصلها من اشور كذلك الاستاذ زاك شيري طالب الدكتوراه، وكما يقر  ايضاً الدكتور اسعد صوما من جانبه بأن كلمة سوريا وما جاء عنها من اشتقاقات تدل على اشور، هذا ما تقولة الصخرة ليصطدم كل من يحاول التشويش بصخرة تقول ان ايمان الاشوريين بقوميتهم لا يتزحزح ،

وهنا اقول الف تحيه الى الاخوه السريان في المنظمة الاثوريه الديمقراطيه الذين يعلمون حقيقة مرادفات التسميه الاشوريه بحقيقتها لذا وتلافياً لمداخلات المتلاعبين وسماسرة سوق القوميه اتخذوا من المرادفتين سريان وآثوريين تسمية دينية وقوميه واحدة موحده بمعناها ومدلولها .لذا هم يوضحون الامر قائلين وكما كتبها الاخ موفق نيسكو  
 ، وليس أوضح من تجربة التنظيم الاثوري الديمقراطي الذي يُشكّل السريان الأرثوذكس غالبتهم، فهم يقولون وبكل وضوح، إننا داخل الكنيسة سريان نتكلم السريانية، وخارج أبواب الكنيسة نحن نتكلم السريانية لكننا آثوريون وهذا اسمنا القومي، فالمعنى هي هي لا تتبدل فليفهما كل كما يريد .



79
أدب / مطكَستا وطريق النضال
« في: 15:07 08/02/2014  »
مطكستا وطريق النضال

هَلَّت البُشرى سنيناً في بلاد الشاميين

هاتفين في العلالي جائهم شابٌ معين

كان يوحي للشعوبِ أنهُ راعٍ أمين

غير ان الشرَّ يبدو منهًجَ الحكم اللعين

يبقَ فيهِ الأمرَ ظلماً في اعتقالِ الثائرين  

كَابي باقٍ مِثلَ سهمٍ في عيون الغادرين

قد يخال الامرَ هولاً عندما يُخلى العرين

لا تبالي في الورى الفٌ وآلاف يقين

من رِجال كالليوثِ بالعقيده مؤمنين

صفوة الاعراق فيهم اصلهم يعلي الجبين

كارهين النوم طوعاً سعيهم خبز البنين

لا تَضُنَ الشعب يوماً تحتَ ظلمٍ يستكين

في بني آشورَ يبقى ثائراً حراً أمين

مهما كان الظلمُ قسراً في السجون لا يلين

لا وَلن يمحي عقولاً حَتَّى إن طالت سنين

كابي باقٍ في مطكستا مثل نسر في السماء

لا يبالي ان هداهُ الدهرُ سوءاً او شَقاء

يبقى رمزاً يبقى فخراً فهو مشروع الفداء

ليس ما في النَفسِ يغلى عنده عند العطاء
 
ان رأى خِلاً اسيراً او جريحاً في العراء

او  صراخ الطفل يوماً تحت بؤس او شقاء

إنِّكُمْ زادُ الجياعى، للعطاشى نَبعُ ماء

نظمت على اثر اعتقال السيد كبرئيل موشي كوريه رئيس المجلس السياسي للمنظمة الآثوريه الديمقراطيه/سوريا     ملبورن استراليا 2014/2/7

80
أدب / صدى بلدي / الجزء الثاني
« في: 12:52 21/01/2014  »
 

صدى بلدي
                         
    الجزء الثاني

أيشو شليمون

وإني في الكرى اذوي                       ونوحي بح اوتاري
فناجيت صدى بلدي                       ليرويلي عن الشاري
فقال قده بلدي                                    ويمناه من الجار
وسيف سطرت فيه                            من اللآيات اسفارِ
 
ظلامُ الليل كسوتُهُ                            ونصلُ رمحِهِ ناري
ونحرٌ ما له وصف                              سوى اعمال كفارِ
فهذا جُلَّ ما عندي                              لاتلو سبر اغواري
                    فلم يبقى ليَ ابناً                                       فكلٌ بائعٌ شاري                  
                                  
 واجساماً خلت حباً                       وصارت مثل احجاري
وقوم ساده البغضُ                                 والوان من الثأرِ
وكل يقطع الوصل                                   كنجارٍ بمنشارِ
فهذا مذهب كافر                                  وذاك اصله آري
 
وَليثُ ينهُشُ لَحماً                                 وضبعٌ قادحٌ نارِ
وفيهم يلحسُ كعكي                         ومنهم خصمُهُ غاري
وَمن بُعدٍ تَرى سِرباً                            بنهمٍ جامِحٍ ضاري
يقولُ هاتِ لي قَدحاً                           اغوصُ فيه منقاري

مقالات بآلاف                                   واعلان لها جاري
وكل يدعي اصلاً                            ليكسو جسمه العاري
ورب البيت سمساراً                           غدا الباقون تُجْاري
وتزييف لتأريخي                              يزيد من لضى ناري

 نصيب ُأُمتي كان                               مع الايام في كَدْرِ
جثوت شاكياً ربي                               لما عانتهُ من غَدْرِ
دعائي كلما زاد                                وضوحاً بان كالسحر
حصادُ كلُ من جالَ                             طليقاً خالف اللأمرِ

مصيُر ُظلمَة الليلِ                                 ستنزاح بأنواري  
فلا زال ليّ الكثر                                  من الابناء احرارِ
فلن يبقى دجى الليل                           يسود كل أمصاري
وربي عنده امري                               ليرعى كل أنصاري


81
أدب / صدى بلدي
« في: 06:38 07/01/2014  »

 صدى بلدي
الجزء الاول


ايشو شليمون

بعيداً عن ربى أهلي                         أسيرا بين افكاري  
أُناجي خلوتي دوماً                         بماضٍ فيه اسراري
فيأتيني صدى بلدي                    ويروي لي عن الجاري
بِصوت فيه من ألمٍ                          يقول هاكَ اخباري
 
بِلادُ الخيرِ مابرحت                             مرابيعاً لاشرار
صنوفاً ما لها اصلٌ                          ولا فصلٌ ولا باري
وباتَ الخبزُ مكرمَةً                           وحتى ماء انهاري
فلم يبقى سوى ذلاً                       وامسى الطرُد اجباري
  
وَكلٌ من هنا رحلوا                           فلا خلي ولا جاري  
 وارضي انبتت شوكاً                     وساد الظلم في داري
وَبتُ فيها مغترباً                           وملىء الارض اثاري
واتلو لحنِ في مضَضٍ                      مواويلي واشعاري
 
 فأين الحقُ في وطنٍ                          اسيرٍ ظلمُهُ عاري
فلم يبقى به شرعاً                          وباتَ الكلُ مسياري
 ولن تلقى به حراً                            ومن يعنيه اعماري  
فعش انتَ بما انتَ                            بعيداً عنكَ اقداري

وفيما كنت محتاراً                     وضاق النفس في صدري  
وثبتُ من على فَرشي                          الوم صلفة الدهرِ
وجسمي كان مرتعشاً                      لما عانيت من ضَجْرِ
فهل هذا هو حلم                             من الاحلام لا ادري

          
     

82
الاشورييون/ التواصل القومي واللغوي

* التواصل القومي :
                                              
مما لا شك فيه بان الاشوريين  ينتسبون الى( اشور بن سام بن نوح) ، تك: 10-22 ، فهم يشكلون قومية عرقية اصيله تعتز بانتماءها لارض اشور وسهل نينوى وشمال العراق عموما ارض الاباء والاجداد، كما جاء في الكتاب المقدس الذي يذكر خروجهم من ارض مملكة نمرودالتي تكونت اول الامر في  في ارض شنعار حيث يقول الكتاب ( ومن تلك الارض خرج اشور وبنى مدن نينوى ورحبوت عير وكالح ورسن الواقعة بين نينوى وكالح وهي المدينة الكبيرة) تك 11:10-12 ، هذه هي حقيقة نسبهم وليس كما يتخيل للبعض بانهم اقوام تسميتهم جائت من عبادتهم لللأله آشور، وتذكر المصادر التأريخة المثبة بأن الاشوريون كان لهم كيانهم الخاص بهم على مدى آلاف السنيين حيث اقاموا مملكتهم الخاصة ككيان موحد منذ حوالي2263 ق م وقد قسم المختصون فترة حكمهم الى مراحل وحسب الاسر الحاكمة حيث بدأت فترة ملوك الاسرة الاولى بحكم الملك توديا وتولى من بعدة على الحكم من نفس الاسرة 16  ملكاً ، اما الاسرة الثانية تبدأ بالملك هالي ومن بعدة 8 ملوك  من اسرتة ، والاسرة الثالثة تبدأ بالملك سوليو ويلية 11  ملكاً من بعده ، فيما تبدأ الاسرة الرابعة بالملك شمشي اددالاول ويلية ملكان ، ومن بعد ملوك هذه الاسرة يتوالى على الحكم 7 ملوك وكانوا من اسر مختلفة من الاسر الاشورية ، اما الاسرة الخامسة المسمات باسرة داسي تبدأ بالملك بيلو- بانيو ويملك من بعدة 23 ملكاً من افراد اسرته ومن ثم تأتي فترة الدولة الاشورية الوسطى والتي تبدأ بالملك اريبا- ادد الاول ويلية على الحكم 26  ملكاً، اما الدولة الاشورية الحديثة فتبدأ بالملك ادد- نيراري الثاني ويتوالى على الحكم من بعده 18  ملكاً وتنتهي هذه الفترة بالملك اشور اوباليت الثاني القائد الاشوري الذي كان في حران واسس له دولة فيها للفترة من 611-610 ق م وهنا تنتهي فترة الحكم المتسلسلة للاشوريين كواحدة من الامبراطوريات العظيمة والعريقة في العالم بعد ان توالى على الحكم 117  ملكاً على التوالي لتستمر من بعد ذلك كدويلات وأمارات بحسب المؤرخين والمصادر التاريخية خارج حدود نينوى واشور.

اما فما يخص المدن الكبرى ووضعها الداخلي بعد سقوط الامبراطورية فيقول البرفيسور سيمو باربولا عالم الاشوريات/ جامعة هلسنكي ((حقا أن بعض المدن العظيمة لبلاد أشور كانت قد دُمِّرت ونٌهبت بصورة تامة – والتنقيبات الأثرية تؤكد هذا – ولقد جرى بالتأكيد بعض الترحيل وذٌبح جزء كبير من النبلاء الآشوريين من قبل الغزاة. ولكن بلاد أشور كانت على أية حال واسعة ومكتظة بالسكان فخارج بعض المراكز الحضارية المُدَمِّرة استمرت الحياة كالمعتاد. هذا الأمر قد أُثبت باكتشاف حديث لأرشيف يعود لفترة ما بعد الإمبراطورية في العاصمة الإقليمية دور – كَتليمّو على نهر الخابور والذي يحتوي على وثائق تجارية مكتوبة بالخط المسماري الآشوري لأكثر من عقد من الزمن بعد سقوط نينوى)) ويؤكد بعد ذلك قائلاً( وهكذا فان الامبراطورية الاشورية استمرت في الوجود على الرغم من حقيقة كون الاشوريين انفسهم لم يعد يسطرون عليها ، ومع ذلك استمروا في المساهمة في حكمها وفي توسيع رقعتها)

,في حين ان محاولات الاشوريين في اعادة مملكتهم والسيطرة على وضعها الداخلي استمرت حتى بعد سقوطها وتقسيمها وبهذا الصدد يقول عالم الاشوريات باربولا (هكذا نرى إن بلاد أشور في عهد الأخمينيين، رغم كونها مشطورة إلى قسمين، كانت قد عادت وبزغت ثانية كوحدة سياسية ذات قوة عسكرية واقتصادية هائلة. ففي سنة 520 ق.م. اشتركتا كل من آثور ومادا في الثورة ضد داريوس بهدف إعادة اكتساب حريتهما، هذه الثورة كان مصيرها الفشل، ولكن "الإمبراطورية الآشورية" كانت بالأحرى قد أعيد تأسيسها من جديد. وفي الحقيقة، ومن التحليل النهائي، فأنها لم تٌدَمَّر على الإطلاق ولكنها غيرت النظام الحاكم فقط الى السلالة الحاكمة البابلية والميدية أولاً ثم الى السلالة الحاكمة الفارسية ثانياً . هذا كان ما يخص الوضع الداخلي للمدن الكبرى بعد السقوط، ومما لا يخفى بان الامبراطورية الاشورية كانت تمتلك قوة عسكرية كبيره ومن المنطقي وبحكم القعل ان هكذا جيش هائل لا يمكن السيطرة علية واحتوائه  وافنائه بالكامل فقد التجأ الكثير منهم الى الشمال واسسوا لهم دويلات وامارات ازدهرت وتميزت بالعلم والثقافة وأستمر وجودها حتى مجيئ الرب يسوع المسيح وفي هذا السياق ،
 
يقول المؤرخ والباحث العراقي الدكتور سيار الجميل ، ((فبعد سقوط نينوى فرّ عشرة من قواد الجيش ببعض فرقهم إلى أطراف المملكة "منطقة الرها"وشكلوا هناك مملكة عسرايا (أي: مملكة القادة العشرة)، ويذكر التاريخ أن هذه المملكة الصغيرة تحالفت مرات عديدة مع الفراعنة من اجل استعادة نينوى سلطة بلاد الرافدين من الفرس، كما قامت عدة ثورات في بلاد الرافدين إلا أنها فشلت، وقد بقي بعض ملوكها حتى عهد السيد المسيح (ع)، ومنهم ابجر الخامس الذي يقال انه راسل السيد المسيح (ع) وطلب منه أن يسكن في مدينته،)) وكان كورش في هذه الفترة قد سيطر على بابل وآشورويستمر الدكتور سيار قائلاً،(( إلا أن فترة حكم الفرس لبلاد الرافدين لم تدم طويلا، إذ أن مطامع أوروبا في تلك الفترة كانت تتجه إلى الشرق، فكانت حروب الإغريق الهيلينيين بزعامة الاسكندر المقدوني واحتلال بلاد الرافدين بالكامل وسقوط داريوس صريعا في معركة اربيلا الشهيرة عام332 ق.م، مما انهي الوجود الفارسي في بلاد الرافدين لفترة طويلة استمر خلالها حكم اليونان الهيلينيين لهذه المنطقة)) وعن اشور جاء في النسخة العربية في كتاب( عظمة اشور) للكاتب هاري ساغرالمترجمة من قبل الاستاذان خالد اسعد و احمد غسان من سوريا جاء فيه : (كما الولايات المتحدة الأميركية – هذه الأيام – قوة عظمى تحاول التحكم بمصائر الشعوب والأوطان، كذلك كانت آشور قوة عظمى تسيطر على العالم الذي كان في الألفين الثاني والثالث قبل الميلاد وتقيم في الشرق القديم وحدة طبيعية ونظاما قوميا يوحد الوطن الممتد من ذرى جبال زاغروس الى قمم طوروس ومن امواج البحر المتوسط حتى رمال الصحراء العربية في الجنوب ).
    
** التواصل اللغوي :

كما هو معلوم بان اللغة الاشورية هي احدى لهجات اللغة الاكدية والتي تنتمي الى اللغات السامية وبعد ان استقل الكيان الاشوري بتشكيل مملكتهم الخاصة دأبوا باستخدام لغتهم الخاصة (الاشوريه)وبمرور الزمن طغت على اللغة اللاكديةالاصلية  التي اقتصرت على الكهنة والطقوس الدينية ثم غدت اللغة الرسمية للتداول في كافة المجالات في المملكة الاشورية ،وفي مجال التدوين قاموا بتطوير نوع الكتابة التي كانت تستعمل من قَبْلِهم والتي عُرِفَتْ بالكتابة المسمارية، كان هذا النوع من الكتابة يتطلب الكثير من الجهد والوقت حيث كان يكتب على الواح طينية، وعندما توسع المملكة الاشورية وسيطروا على شعوب اخرى مجاورة وخاصة القبائل الارامية وجدوا ان الكتابة بالاحرف الارامية اسرع واكثر عملية من الكتابة بالمسمارية ذات الاحرف الكثيرة والتي تتطلب كتابتها وجود قوالب خاصة للحرف والواح طينية طرية من بعد ذالك يتطلب تمريرها بالنار، بينما الكتابة بالاحرف الارامية المتخذة من الفينيقية تكتب بالحبر على الجلود وورق البردي وعظام الحيوانات، ولذالك بدأ الاشوريون باستخدام الخط الارامي رويداً رويداً،حيث يبدو ذلك جلياً  (في رسم جداري يزيّن قصرا آشوريا في شمال سوريا يظهر كاتبان أحدهما يمسك بيده مادة صلبة وقصبة والآخر صفيح  مائلة كأنها ورقة أو بالأحرى جلد حيوان وشبه قلم. الرجل الأول يكتب بالمسمارية على الطين والثاني يكتب بالآرامية على الجلد. هذا الرسم يعود الى القرن الثامن قبل الميلاد عندما أصبحت  الآرامية لغة العراق القديم الثالثة بعد السومرية والاكدية ) ، وقد يتبادر الى ذهن البعض بان الثاني يكتب بالارامي،  ولكن ولغرض معرفة الحقيقة من خلال النص نجد إنَ معنى ما جاء في ( الاول يكتب بالمسمارية على الطين)  هنا تعني انه يكتب بالخط المسماري الذي هو نوع الكتابة المستخدمة من قبل الاشوريين في التدوين، وعلى غرارها  نفهم من العبارة التي تليها( والثاني يكتب بالارامية)اي انه يكتب بالابجدية الارامية وليس بلغة الاراميين ، التي كان الملك الاشوري في حينها يطاردهم، حيث واجه هؤلاء البدو الرحل وحاربهم في تدمر وعانات (عانة ) ورافيقو في بابل وفي جبل بُشر ، كما يبين ذلك في الكتابات الملكية،

 وبصدد تبني الارامية يقول البوفيسور سيمو باربولا ( إن فرض اللغة الآرامية في الإمبراطورية الآشورية كان سياسة مقصودة هدفها خلق وحدة وهوية وطنية من النوع الذي يصعب بلوغه لو بقيت الإمبراطورية عبارة عن مزيج راخ من أمم ولغات مختلفة، وفعلا حققت تلك السياسة هدفها، وبالرغم من كون الأكدية قد احتفظت بمنزلتها كلغة النخبة الحاكمة وكذلك استمرار استعمال الخط المسماري للأغراض ذات المقام والاعتبار، فأن الآرامية تحولت وبسرعة إلى جزء أساسي في إدارة الإمبراطورية ولم تعد على الإطلاق لغة الشعوب المخضوعة فقط، بل أصبحت مساوية تماما للأكدية ، واخيرا أصبحت لغة الطبقة الحاكمة أيضاً) ،

وهنا قد يقول الذين يعتبرون السريانية قومية، بما ان اللغة التي استعملها الاشوريون هي الارامية (ولو ان الابجدية كانت ارامية وليست اللغة )،وان الارامية عرفت فيما بعد بالسريانية وبما ان الاشوريون اليوم يستعملون اللغة السريانية فهذا يعني انهم سريان!!، انه استنتاج منطقي حقاً، ولكن لنرى ما هو أصل واشتقاق كلمة السريان والسريانية ، وماذا تقول الاكتشافات الحديثة وآراء الباحثين والعلماء فيها،

حيث وجدت كتابة على صخرة عمرها 2800 سنة مؤخراً في جنوب شرق تركيا بالتحديد في (سينك) بالقرب من مدينة اضنه يقول الآثاريون ان هذه الكتابة تعود الى عام 800 ق م ، ومما يلفت النظر في هذه الكتابة انها جاءت بلغتين هما الفينيقية وهي لغة الفينيقيين المعروفين وهي من اللغاة المندثرة حاليا،واللوفيان-الحثيه التي كان يتحدث بها سكان الاناضول وقد انتهت هذه اللغة ايضاً ، ولدى ترجمة الكتابة من قبل الاثاريين يظهرفيها ان ملكاً محلياً اسمه أوريكي يتحدث عن علاقته مع الامبراطورية الاشورية ففي الكتابة الفينيقية وردت التسمية اشور بصيغة ( آسور ) بينما جاءت بالنص اللوفياني والذي هو نفس النص الفينيقي لكنها وردت فيه بصيغة (سور) ، ومن هنا وبدلالة هاتين اللفظتين والتي في كليهما يقصد آشور وضع  البروفيسور روبرت رولينغر حداً للجدل الدائر حول كلمة ( اسيريا ) التي كان يعتقد بأنها تدل على سوريا وآشور معاً ، حيث يستنتج البروفيسور روبرت  العلاقة بين ألمصطلح الحالي آشور (اسيريان) وبين المسطلحات الاخرى ، ويقول أن الغز قد حُـلَّ أخيراً فالمصطلحات( سورويو) و(سوريويو) لا تعني سوى الآشوريين ويؤكد البروفيسور روبرت في مجلة (دراسات الشرق الادنى) ت1 لسنة 2006 ان الكتابة على هذه الصخرةاعطت جواباً نهائياً على الجدل القائم منذ القرون الوسطى وبدون ادنى شك تؤكد ان الاسم سوريا هو مجرد نسخة مختصرة من الاسم اشور، ويرى بأن اليونانيين وبحكم اتصالاتهم الوطيدة بالمنطقة وبصيغتهم الخاصة حولوا لفظة (سور) الى (سوريا )،كما ان المستشرق الالماني العلامة ثيودور نولدكه يؤكد بان لفظة سريان مشتقة من آشور، وبذلك تكون الالفاظ ( سوريا/ سوري / سرياني ) في الكتابات التأريخية تعني حالياً ( آشور/ آشوري/ آثوري )، ويؤيدهم في ترابط التسميات وكون اصلها من اشور كذلك الاستاذ زاك شيري طالب الدكتوراه، وكما يقر  ايضاً الدكتور اسعد صوما من جانبه بأن كلمة سوريا وما جاء عنها من اشتقاقات تدل على اشور لكنه يقول ان هذا جاء من ناحية الاشتقاق اللغوي دون ان يكون له علاقة بالعرق،

 ولكن الدكتور. عامر حنا فتوحي السرياني الكاثوليكي بصدد السريانية  يؤكد ويقول ب، ( ان التسمية السريانية "فيما يخص سريان العراق" فانها وكما توكد ذلك المكتشفات اللآثارية والمصادر التأريخية ، بانها تسمية ذات مدلول ديني محض وتعني "مسيحيون" تحديداً، ومن يدعي بان هناك قومية مسيحية اواسلامية فانه مثل ذلك الذي لا يعرف الفرق بين الطماطة والبصله "عذراً للتشبيه" )ويقول ( وانا مستعد لمحاججة اي اكاديمي عراقي امام لجنة علمية مختصة في اي زمان ومكان ، لكي اثبت له بطلان انتماء سريان العراق لما يطلق عليه بالامة السورية..اما فيما يخص تسمية اللآراميين والارامية وترجمتها فيما بعد الى السريان والسريانية فأن الدكتور امير حراق وهو من المناشدين للقومية السريانية يقول في مقالة له تحت عنوان(الارامية ولهجتها السريانية)ما يلي:  تستخدم النصوص الاغريقية ( هيرودتس، زينفون ، تيمستوكليس) عبارة ( اسيريا كرمتا ) اي الكتابة الاشورية عندما يشيرون الى الكتابة (وبدون شك اللغة) الارامية اعطى الاغريق هذه التسمية الاغريقية بعد زوال الدولة الاشورية بكثير ولكنهم قلما نسوا بان هذه الدولة العظمى قد تكلمت الارامية واستخدمت كتابتها الابجدية. هنا يقر ويؤكد الدكتور امير بان الاشوريين قد استخدموا الابجدية الارامية المتخذة من الابجدية الاغريقية وهذه معلومة مهمة،  ولكن الاهم هو ان الاشوريين في كتابة اي لغة استخدموا هذه الابجدية؟ اليست اللغة الاشورية ؟ فهل من المعقول ان يتخذوا ويستخدموا اللغة الارامية التي لا يفهمها الشعب الاشوري بدلاً من لغتهم الاشورية الاصلية بمجرد استخدام الابجدية الارامية؟!! لذا فان وجهة الحقيقة هنا هو ان اللغة الاشورية وبدلاً عن الخط المساري الذي كانت تكتب به ولصعوبة كتابة هذا النوع من الخطوط على الجلود من ناحية وعدم تداوله من قبل الشعوب التي سيطر عليهم الاشوريين بعد ان غدت دولتهم امبراطورية متنامية الاطراف تبنوا الابجدية الارامية الاغريقية الاصل في الكتابة بلغتهم الاشورية، فاصبحت اللغة الاشورية المكتوبة بالابجدية الارامية لغة الامبراطورية وتطورت وتوسعت بتطور وتوسع الامبراطورية حتى طغت على الكثير من شعوب المنطقة التي كانت تحت سيطرة امبراطوريتهم  وعرفت فيما بعد بالآرامية الدولية وهنا تجدر الاشارة الى ان الذي يجعل من اللغة عالمية ليست قوة اللغة ذاتها بالرغم من اهميتها ، بل هو قوة اهل اللغة فقوة الامبراطورية الاشورية وانتشارها وتوسعها اعطى للغتهم قوتها ومكانتها ، لذلك نجدها في فلسطين كلهجة قبل ميلاد الرب يسوع  بقرون لكونها خاضعة للامبراطورية الاشورية،وهنا يتجلى وبشكل واضح بان اللغة التي تكلم بها السيد المسيح له المجد  والتي طغت على اليهودية فترة من الزمن ما هي إلاّ لهجة من اللغة السريانية ( الاشورية) ،والتي عرفت فيما بعد بالارامية الدولية .
  
وكذلك يسترسل الدكتور امير في القول، بان المورخ اليوناني سترابور63 ق م -24 م  يقول ( ان الذين يطلق اليونانيين عليهم تسمية سريان فانهم يسمون انفسهم ب الاراميين ) بينما يقول المؤرخ اليهودي فلافيوس يوسيفوس 37-100 م  ( يطلق اليونانيين على الاراميين اسم السريان )ويقول المؤرخ والفيلسوف اليوناني بوسيدونيوس 135-51ق م (ان السريان يطلقون على انفسهم اسم الاراميين ) فان دل هذا الى شىء فانه يدل على كل منهم تكلم الحقيقة التي استنبطها من بعد ترجمة التوراة الي اللغة الاغريقية اليونانية بعد 280 ق.م المعروفة بالترجمة السبعينية وهنا نرى بان المؤرخين الثلاثة يشيرون الى حقائق وردت في التورات بعد الترجمة السبعينية وليست حقيقة تأريخية  فهي فقط اشارة  لما حدث عبر الترجمة ، أما الحقيقة التأريخية  فهي واضحة لدى المؤرخ الاغريقي هيرودويت  484 - 425 ق.م ، حيث يقول (( ان جميع الشعوب البربرية تسمى هذا الشعب المقاتل بالاشوريين إلا اننا نحن الاغريق نسميهم سرياناً)) وهنا تجدر الاشارة بأن التسمية السريانية والتي حلت محل الارامية من بعد الترجمة السبعينية تدل على الاشوريين حصراً بحسب  هيرودويت .لانهم يطلقون على الاشوريين سرياناً .

 ولكن يبدو ان اطلاق التسمية الاشورية واحلالها محل الآرامية كان قبل هذا التاريخ وبالذات في القرن السادس قبل الميلاد اي بعد سقوط الامبراطورية الاشورية بفترة وفي هذا الصدد يذكر الدكتور امير ويقول ((( يعتقد الباحثون بان الاغريق هم اول من اطلق التسمية الاشورية على الارامية ولكن البحوث الحديثة اكدت بان هذه التسمية ظهرت اولاً في مصر في القرن السادس قبل الميلاد وذلك في النصوص المصرية الدموطيقية (الشعبية) المتأخره. فاحدى التواريخ المكتوبة بهذه اللغة استخدمت ( كتابة اشور) عندما تكلمت عن خط ولغة احدى المجلدات التي احتوت الشريعة المصرية التي امر داريوس الاول بتدبيجها ، بالحقيقة تشير كلمة (إشر) الديموطيقية الى (اشور وسوريا ) معاً وذلك لان المصريين القدامى لم ينسو بعد االامبراطورية الاشورية في القرن السادس قبل الميلاد التي سقطت في 612 ق م ، اما التلمود اليهودي فيطلق على الكتابة المربعة العبرية ( وهي ارامية) والتي حلت محل الكتابة العبرية القديمةعبارة (كتب آشوري) والتي استعارها التلمود من اليونانية ))) ،وبخصوص آشور وسوريا يقول البروفيسورسيمو بربولا في نهاية بحث له في هذا الصدد ، (خلاصة البحث اعلاه ان تسمية بلاد سوريا وبلاد اشور اياً كان مدلولهما في الفترة الاخيرة فكلاهما في الاستعمال الاغريقي والاتيني يشيران اصلاً للامبراطورية الاشورية ، بينما عرف الناطقين بالارامية ك اشوريين والكتابة التي استعملوها بالكتابة الاشورية.)،  وهذا ما اكدته الكتابة على الصخرة التي وجدت في جنوب تركيا مؤخراً بحسب الدكتور روبرت رولينغر.
 
هذا ما  تنقلهه الينا المدونات الاثارية وما يقوله المؤرخون وينقله الينا الباحثون ذوي الاختصاص عن اللآشوريين اصلاً وتأريخاً ولغة، عن الشعب الذي كان ولا زال يسكن بلاد اشوروالتسمية التي اطلقت عليه من قبل المؤرخين اللأغريق ومترجمي الكتاب المقدس، وانني ارى ان استمرار النقاش ألتأريخي في هذا الموضوع بعد كل هذه الحقائق ليس إلاّ جدالاً عقيماً لا معنى له ، حيث إن الذين عاشو ويعيشون اليوم في بلاد الرافدين وبالذات من اعتنقوا المسيحية قد انصهروا في بودقة واحدة ، كما تعمدوا بمعمودية واحدة،  ليتكون هذا الشعب الذي ندعوا انفسنا اليوم (كلدان -سريان -اشوريون) بلغة واحدة وتاريخ واحد وتقاليد وعادات مشتركة باقين في جغرافية بلاد اشور موطن الاباء والاجداد، هذا هو واقعنا اليوم وعلينا ايجاد افضل الصيغ للتعامل معه من اجل الحفاظ على البقاء ... وختاماً وبمناسبة  حلول عيد الميلاد المجيد ورأس السنة الميلادية ، اتمنى للجميع عيداً مباركاً ورأس سنة جديدة سعيدة، وان يعم الأمن والسلام على عراقنا الحبيب والعالم اجمع

83
أدب / المتوهم
« في: 14:35 18/12/2013  »



 المُتَوَهمْ  


ايشو شليمون


 شَرُ البليًةِ اوزاراً اذا غَنِمَ                               في غَفلةٍ مُتَمسكِنُ سَفاحُ

تبدو له قِيَمِ الأخيارِ مَهزَلَةً                                 كرهاً يناشِدُ للعُلى لَماحُ

ضالاً لرشدهِ يأبى ان يُلازِمُهُ                                    خِلاً بِعلمِهِ وافرٌ مَناحُ

سوءٌ حِسابهُ من يَبغي بِنيَتَهَ                                ضَمُ الشُرورِ دَليلُهُ تُفاحُ

عَبداً تَشيَحَ بالاكرام مَنزِلةً                                     نَغدوا بِنارِهِ ِكُلُنا صَماحُ

ليس الأمين بلونِ الجُبِ قيمَتُهُ                               روح الأمانة عنده مُنزاحُ

او َيفرُشَ الشعْرَ كالطاووسِ لحيتَهُ                     فيه الغريزةُ كالطوفانِ تَجتاحُ

في النسك مظهره كالريشِ مَلمَسَهُ                  غضُ شبيهٌ من الحرباءِ مَداحُ  

وهماً تراه اميناً في برائَتِهِ                                 سحرٌ بطبعهِ تحكُمُ اللأرواحُ

كلُ يَراهُ بِذاتَ ألحُمقِ قارِعُنا                                  بومُ يَجوبُ وصوتُهُ صَداحُ

دَعنا نَقودُ ذَواتَاً مِن قَناعَتِنا                                    كُلٌ لِخلِهِ ساهرٌ مِصباحُ

ان الصَلاةَ أمامَ الباري تقدُمَةً                                  مثل البُخورِ أريجُها فَواحُ

والصومُ فيه من الميزاتِ مكرمةً                              عند القديرِ نفوسنا تَرتاحُ

لا فاتنا عَمَل الأحسانِ من ِقيَمٍ                                 إبنُ المحبَةِ نورُهُ وَضاحُ

هذا السِراطُ أميناً من يُلازِمُهُ                               فيهِ الخلاصَ نَسيمَهُ قَداحُ

ما لي وَفهمِهِ عاهاتٌ من الزَمَنِ                              حَلَّت عَليهِ وَكيلُها طَفْاحُ

دَع عَنهُ لومَكَ فآاللأيامُ تلقِنَهُ                                   دَرساً يَعودُ لِرشدِهِ رَبٌاحُ


84
سوء فهم النسطورية واثرها على الكنائس

اشكالية نسطورس .

نظراً لسوء فهم اشكالية ما نسطورس منذ بدايتها فقد برزت على اثرها الكثير من المداخلات والمغالطات التي اثرت سلبياً على مختلف كنائس العالم وعملت على زرع الفرقة بين الكنائس المسيحية المختلفة منذ حدوثها والتي اثارها مار كيرلس(قورلس) اسقف الاسكندرية لعدم توافقة مع مار نسطورس في فهم وتفسير بعض المصطلحات والمفاهيم اللغوية المستعملة واختلاف معانيها لكونها مفردات ومصطلحات لاهوتية لا وجود لها في الانجيل، فمن هو مار نسطورس وما معنى  النسطورية وما هو المتخذ عليه ؟

النسطورية او النساطرة تسمية اصلها من مار نسطورس المولود سنة 381م في مدينة مرعش في سوريا تم تنصيبه بطريكاً على القسطنطينية في 428/10/4م اطلقت هذه التسمية على اتباعه وكل من يؤمن بآرائه ويتبع معتقداته،بعد مجمع افسس المنعقدعام431م والذي كان محتكراًمن قبل مار كيرلس اسقف الاسكندرية وبرآسته حتى شملت كنيسة المشرق البعيدة عن طرفي الصراع .ومما لا يخفى بأن معتقد مار نسطورس هو معتقد جميع الكنائس حسب مجمع نيقية325 ولاهوته ومستمداً منه والذي دعيَ فيما بعد بحركة الاناجيل الازائية (المتشابهه) (متي ،مرقس،لوقا) ويطلق عليه اللآهوت التصاعدي والذي فيه تم التأكيد على آلوهية يسوع منطلقين من يسوع الانسان ومقررين بأن هذا الانسان هو الله. وبهذا اللآهوت كانت تؤمن كنيسة المشرق وهو اللآهوت المعتمد بمدرستيها الرها ونصيبين وكذلك كان معتمداً في المدرسة الانطاكية والتي كان مار نسطورس ينتمي اليها حيث اللآهوتيون والمفسرون في هذه المدرسة كانوا اكثر ميلاً الى الارسطوطالية ومهتمين بالحقائق الملموسة والمرئية ويعتمدون على التفسير الحرفي للكتاب المقدس باللجوء الى المعلومات التأريخية والتحليل العقلي والمقارنة بين اقوال الكتاب المقدس والنظريات الفلسفية، ففي اقرارهم بآلوهية المسيح كانوا ينظرون الى حياته الانسانية الارضية.بخلاف مدرسة الاسكندرية حيث كانت اكثر ميلاً الى الافلاطونية والى التفسير التأويلي الرمزي للحقائق، فالامر الذي كان يشد اهتمام اساتذة الاسكندرية في المسيح كان لاهوته اكثر من ناسوته ، وكان هذا الاختلاف يزداد حدة بسبب النعرة العنصرية والتنافس على الكراسي الاسقفية.

 وقد برزت المشكلة بظهور لاهوت مار كيرلس وحركة افسس من بعده والذي دعي بالآهوت التنازلي حيث انطلق من الاية 14 من الاصحاح الاول لانجيل يوحنا ( والكلمة صار بشراً،وخيم بيننا ...) وهو لاهوت المدرسة الاسكندرانية (مصر) فكان الخلاف بين الطرفين منطلقاً من سؤال يبدو مضمونه العام موحداً لكنه مطروحاً بصيغتين ذات اتجاهين متعاكسين تماماٌ، فقيل ان سؤال مار نسطورس هو(كيف اتحد يسوع الانسان بالله الكلمة) اما سؤال كيرلس فهو(كيف اتخذ الله الكللمة انسانية حقيقية)ولمن يريد ان يتناول جانباً من الاشكالية اليوم يرى واضحاً ان اساس المشكلة هو سوء فهم واستخدام لفظتي(Phusis)طبيعة و(Hupostasis) شخص فكان مار نسطورس يستخدم لفظة (Phusis) اي طبيعة بمعناها الشمولي ويؤمن بأن المسيح (Phusis) اثنين (طبيعتين) (اواقنومين) فهو اله كامل وانسان كامل،في الوقت الذي كان مار كيرلس يفهم لفظة (فوسس) ذات الاصل اليوناني من فعل (Phuo) والتي معناها ولد يفهمها بطابعها الوجودي بمعنى شخص(Hupostasis) وبذلك يفهم من كلام مار نسطورس بأنه يقول ان المسيح شخصان وهذا ما يرفضه بشدة غير انه لايعني ذلك كما هو واضح من كتاباتة التي نأتي لذكر بعضها  وآراء بعض من الاباء في تلك الفترة وما سبقها.

 وكذلك قيل  ان مار نسطورس استخدم لفضة ( Hupostasis) (اقنوم ) والتي عنده تعني( كائن ذاتي يقوم بحد ذاته) لتوضيح خصوصية كلا الطبيعتين في المسيح بمعناها الشمولي ايضاً ليوضح من خلالها بأن كل من الطبيعتين ذات خصوصية مستقلة ،وهنا فابالمعنى العيني الوجودي(شخص) لدى مار كيرلس يعني ذلك شخصين منفصلين وقد اتخذ على مار نسطورس بأنه يقصد بأن ما عانت منه الطبيعة البشرية لا يخص الله الكلمة وهو مخالف للتجسد الألهي. وهكذا لم يتصلا الى فهم مشترك في الوقت الذي يبدو انهما يؤمنان بنفس اللآهوت غير انهما اختلفا في الصياغة والتعبير. وكذلك قيل بأن مار نسطورس استخدم لفظة (اقتران) (Sunapheia) اليونانية اثناء تفسيره لسر التجسد (اي العلاقة بين الآلوهية والانسانية) وما يترتب عليها من الولادة والرضاعة والختان والجوع والعطش والبكاء والآلام التي عانت منها الطبيعة البشرية للمسيح (يسوع الانسان) بدلاً من ان يستخدم لفظة التخصص ( Appropriation) اعتقد مار كيرلس بان مشكلة نسطورس تخص جوهر الايمان (عثار التجسد) منطلقاً من لاهوته المستند الى الاية 14 الاصحاح الاول يوحنا كما ذكرنا غير انه وكما يبدو واضحاً بان مار نسطورس يؤمن باتحاد الكامل للطبيعتين شأنه شأن المدرسة الانطاكية ومدرستي كنيسة المشرق (الرها ونصيبين) ايماناً لا يقبل الشك بأن لاهوت المسيح لم يفارق ناسوته قط ولو للحظة واحدة.

وبعدها دعا مار كيرلس لعقد مجمع فعقد في افسس 431م برآسته ولم يحضره مار نسطورس ولم يكن فيه ممثلاً لكنيسة المشرق ولا كنيسة انطاكيا حيث لجأ مار يوحنا الانطاكي الى عقد مجمعاً منفصلاً عندما رأى ان مجمع افسس محتكر من قبل مار كيرلس وبرآسته لذا ظهرت مقرراته حسب ما اراد مار كيرلس دون منافس ودون السماع لطرف الدفاع وتم تحريم مار نسطورس وتعاليمه ،وان مار يوحنا ذهبي الفم لم يعترف بمقررات هذا المجمع الا بعد عام  ومن اجل الحفاظ على وحدة الكنيسة ، ويبدو ان حجة رفض مار كيرلس لعقيدة مار نسطورس تكمن في سوء فهمه للمصطلحات التي يعنيها الثاني والتي كانت مستخدمة في سائر كنائس المشرق وانطاكيا مثلا،ايثوثا ،اثيا، كيانا،برسوبا ، قنوما.
(ithutha, ithya, kyana, parsopa, and qnoma)
 حيث اخذ عنه بانه بدل ان ينسب الى اقنوم الكلمة المتجسد الواحد الطبيعة الالهية والطبيعة البشرية وبالتالي خواص هاتين الطبيعتين واعمالهما،قال(اي قال مار نسطورس) بأن المسيح مكون من شخصين شخص الهي هو الكلمة وشخص بشري هو يسوع لم يكن هناك في نظره اتحاد بين  طبيعة بشرية واقنوم الهي بل مجرد صلة بين شخص بشري واللآهوت فكان يرفض كل مشاركة في الخواص ويأبى ان يطلق على مريم لقب والدة الله ذلك انه بحسب إعتقاده قد ولدت الانسان فقط، وعلى هذا الاساس شجب مجمع افسس 431م مذهب النسطورية وثبت في الوقت نفسه لقب والدة الله وعلى اثرها نفي مار نسطورس وأعلن هراطقة جميع اتباعه،  ولم يريد الاطلاع على التعاليم التي عرضها مار كيرلس على المجمع بخصوص تعاليم مار نسطورس يجدها في كتاب تعاليم نسطورس ص 169 Nestorius and his teaching   وكتاب Bazaar of Heraclides ص315، في الوقت ان كتابات مار نسطورس بحسب المصطلحات الآهوتية لمدرستي كنيسة المشرق (الرها ونصيبين) والمدرسة الانطاكية يرى خلاف ما ذكر عنه وقد ظلموه في قراراته حيث نرى في كتاب (تعاليم نسطورس Nestorius and his teaching )مثلاً: 

في ص64 يقول التي حملت السيد المسيح كانت والدة الطفل الذي حملته وليست والدة الله خالق الكون، وهنا لا يعني البته انه يفصل بين اللاهوت والناسوت بل يميز بينهما، حيث يقول في ص66 ما يلي(نستطيع ان ندعوها والدة الله لان اللآهوت متحد بالناسوت (Theotokos)،ويضيف عندما نقول والدة الله يجب ان نرفق بها والدة الانسان ، ولكن بسبب اتحاد الطبيعتين في المسيح فأن والدة المسيح هو الانسب. وفي ص85 يقول (انا ادعو المسيح اله كامل وانسان كامل بغير امتزاج الطبيعتين) واستعمل مصطلح اتحاد Unite, وفي كتابه
Bazaar of Heraclides ص219 يقول( الطبيعتين محفوظتين بأقنوميهما في شخص المسيح ) اي بمعنى ليس هناك انفصال،ولهذا مار نسطورس يرفض تسمية العذراء والدة الله لكي لا يبطل ناسوت المسيح ولم يقل والدة ناسوته لكي لا يبطل لاهوته  وفضل تسمية والدة المسيح لان آلوهيته وبشريته متحدتان في شخص المسيح ، وجاء في كتاب آبائنا السريان بغداد 1999 للمطران الدكتور لويس ساكو(البطريرك الحالي) ص67 (يلقب القديس افراهاط الحكيم القديسة مريم(بالطوباوية)ويذكر توضيحاً في هامش الصفحة عن ورود عبارة والدة الله واصلها حيث يقول(لقد وردت عبارة والدة الله Theotokos في اوساط المسيحية المصرية وجاءت لاول مرة في رسالة وجهها اسكندر الاسكندري الى تلاميذة قبيل انعقاد مجمع نيقية 325 وتبناها مجمع افسس431 بتأثير المصريين وذلك لاظهار آلوهية المسيح والعبارة مقتبسة أساسا من التراث الوثني المصري الذي كان يدعو ا الألاهة (ايزيس) والدة الألهه ،ويقول الطوباوي اثناسيوس اسقف الاسكندرية في رسالته الى افيقططوس( لم يقل آباء نيقية ان الجسد، بل الابن الذي هو من طبيعة ابيه، وقالوا ان الجسد هو من مريم كما تعلم الكتب،ويظيف ان كان الجسد الذي هو من الارض هو من طبيعة الله الكلمة، ولان الله الكلمة هو من طبيعة ابيه،فأن الاب يكون عندئذ من طبيعة الجسد الذي من الارض/ حاشا ذلك.

 ولكل من يسيء الظن بتعاليم مار نسطورس خاصة ابناء كنائسنا وأمتنا من (السريان والكلدان والاشوريين) عليه ان يعلم بأن تعاليم كنائسنا ولاهوتها منذ نشأتها في القرن الاول وحتى مجمع افسس 431م هي نفسها التي آمن بها نسطورس وعلَمَ بها كما يتضح ولم يزغ عنها، فأن كانت تعاليمه نسطورية كما فُهِمْ، فماذا نقول عن آبائنا ومعلمي مدارسنا وملافنتها وقديسينا ، والاخوة في الكنيسة الكاثوليكية الكلدانية ألا يعلمون بأن تقديس القربان المقدس يتم بموجب انافورا مار نسطورس في كنيستهم كما في الاشورية خمسة مرات في السنة (عيد الدنح، تذكار مار يوحنا المعمدان، تذكار ملافنة اليونان، اربعاء الباعوث، خميس الفصح)، فهل ان آبائكم وكهنتكم يقدسون القربان بموجب آنافورا شخص مشكوك في تعاليمه ؟ !!!!  أم انكم اصبحتم في الايمان القويم بعد 1552م بارتباطكم بروما واعترفتم وتبتم عن ما قبل ذلك !!!!!، ايها اللأحبة علينا التوكل على رب المجد والتروي وتخفيف حدة انفعالاتنا للبعض التي لا تخدم، ففي الكتاب المقدس الكثير من الايات التي تؤكد بان المسيح (اقنوم الابن المتجسد) هو اله كامل وانسان كامل ومنها:

*(قبلوا الابن لئلا يغضب فتهلكون في الطريق ،لئلا يتوهج غضبه سريعاً طوبى لجميع المتكلين عليه)مز12:2
*(لانه يولد لنا ولد ويعطى لنا ابن يحمل الرياسة على كتفيه ويدعى اسمه عجيباً،مشيراً،الهاً قديراً، اباً ابدياً، رئيس السلام) اشعيا6:9
*(ها انا قد جعلته شاهداً للشعوب زعيماً وقائداً للأمم، انظر انك تدعوا أمماً لا تعرفها، وتسعى اليك امم لم تعرفك، بفظل الرب الهك ومن اجل قدوس اسرائيل ،لانه قد مجدك ) اشعيا 4:55
*ويعقوب انجب يوسف رجل مريم التي ولد منها يسوع الذي يدعى المسيح) متي 16:1
* (ثم صعد الروح بيسوع الى البرية ليجرب من قبل ابليس) مرقس13:7
* (فقد ولد لكم اليوم في مدينة داود مخلص هو المسيح الرب ) لوق 11:2
* (والكلمة صار بشراً وخيم بيننا ، ونحن رأينا مجده مجد ابن وحيد عند الاب وهو ممتليْ بالنعمة والحق) يوحنا 14:1
* (فانه قد نال من الله الاب كرامة ومجداً، اذ جاءه من المجد الفائق صوت يقول(هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت كل سرور) بطرس17:1
وختاماً اقول ايها الاحبة ،ومع جل احترامي لكل اللاهوتيين، لكن يجب ان يكون مرجعنا هو الكتاب المقدس قبل كل شيْ وبحتواه نتمسك ونؤمن لئلا نقع تحت طائلة الاية *(وهكذا تبطلون كلمة الله بتعليمكم التقليدي الذي تتناقلونه ) مرقس13:7 .((ومع كل هذا فأن مار نسطورس يقول " ان هدفي في الحياة هو ان يمجدوا جميع من على الارض اسم الله كما هو في السماء وأما بالنسبة لنسطورس فليكن محروماً "
 ، والله يلهمنا جميعاً بما فيه خير لابديتنا  ويغفر لنا ذنوبنا وخطايانا ،وينعم

85
 مسيحيون اشوريون مؤمنون ولنا الفخر


ليس بخافياً ما تعرضت عليه المسيحية وما خضع عليه الكتاب المقدس بمجمله من تمحيص ودراسة نقديه شاملة من قبل المؤيدين، وحملة انتقادية شرسة من المعارضين للفكر المسيحي من خلال ما يسمى بعلم الآهوت بمختلف اقسامه، وكما هو معروف بان علم اللاهوت هو علم دراسة الالهيات دراسة منطقية لذا اعتمد علماء اللاهوت المسيحيين على الدراسة والتحليل المنطقي والعقلاني لفهم المسيحية بشكل واضح وليتمكنوا من المقارنة بينها وبين الاديان والمعتقدات الاخرى ووضع الالية الصحيحة للدفاع ومواجهة الانتقادات الموجهة من قبل معارضيها مما سهل وساعد على تقبل الفكر وسهولة نشرها منطلقين من منطوق علم الاخلاق المسيحي ، بالرغم من ان المسيحي المؤمن مستسلم لمفهوم الايمان بحسب الكتاب المقدس حيث يُعَرِفُهُ (هو الثقة بما يرجى والايقان بأمور لا ترى)عب1:11

  فسفر يونان ابن امتاي النبي كغيره من اسفار الكتاب المقدس خضع لذلك وبدى فيه ما يراه البعض خارج المنطق وأعتقد باْنه اسطورة ايمانية اكثر ما يكون واقعاً ،حيث انه السفر الوحيد الذي يتعامل فيه الله مع غير شعبه (بحسب مفهوم اليهود لشعب الله) ويتدخل لاجل خلاصهم، لذلك يبدو كرواية اوقصة وليست نبوة، ومما يؤخذ عليه ايضاً هو عدم المصداقية في بقاء النبي ثلاثة ايام في بطن الحوت وكذلك كيفية اهتداء مدينة كاملة ورجوعها عن معتقداتها الى عبادة الله وكذلك قيل فيه من مبالغة في مساحة وكبر المدينة حيث مسيرة ثلاثة ايام
ولكن بالرغم من كل هذا فان السفر محدد بتأريخه بفترة النبي يونان ابن امتاي ذاته حيث جاء ذكره انه  من  جته حافر في اسرائيل حسب نبوئته باسترجاع اسرائيل لاراضيها المتدة من حماة الى البحر الميت انظر 2ملوك/25:14  في زمن يربعام الثاني ملك اسرائيل، وان الرب يسوع المسيح اكد حقيقة قصة النبي يونان حيث انه حين اجاب الكتبة والفريسيين الذين كانوا يطلبون منه اية قال(جيل شريروفاسق يطلب آية ولا تعطى له آية إلا آية يونان النبي لانه كما كان يونان في بطن الحوت ثلاثة ايام وثلاثة ليالٍ هكذا يكون ابن الانسان في قلب الارض ثلاث ايام وثلاث ليالٍ)متي 38:12-40 فهل يصعب امراً لله في إبقائه في بطن الحوت والمرنم يقول(لا نظير لك بين الآلهة يا رب، وليس من يعمل كاعمالك، تقبل جميع الامم التي صنعتها لتسجد امامك يا رب وتمجد اسمك، فأنك عظيم وصانع عجائب، انت الله وحدك) مزمور8:86 - 10 اليس هو خالق السماء والارض  ويونان والبحر والحوت، قادر على كل شيء ؟!!!

  وبالنسبة لاهتدائهم يقول بعض العلماء والباحثين بان فترة ذهاب النبي الى نينوى تزامن مع حدوث كسوف الشمس الذي كان يعتبر من الاحداث المصاحبة لحدوث الكوارث او شيْ سيْ، لذا اعتبر ذلك عاملاً مساعداً لاهتداء المدينة باكملها في حين اننا لا ننسى بان الاشوريين كانوا يؤمنون بأله سامي كلي القدرة ساعدهم ومكنهم من الاستلاء واخضاع  الكثير من الممالك والاقاليم الى امبراطوريتهم، وكيف لا وان النبي ايشعيا يصفهم  بعصا تأديب الشعوب، وبالنسبة الى مسيرة ثلاثة ايام يرى الباحثين بأن الاشارة الى نينوى هو اشارة الى مقاطعة نينوى التي تبلغ مساحتها من كل الاتجاهات ما يقرب اكثرمن 48 كم حينئذ تكون مسيرة ثلاثة ايام صحيحة ومقبولة ومنطقية، في حين يرى البعض بانه ولغرض ايصال الرسالة وتأدية الامانة كان لزاماً عليه بالكرازة في كل حي وزقاق وشارع لمدينة بتلك الكثافة السكانية حيث عدد الذين لا يميزون اليمين من اليسارفقط كان مائة وعشرون الف وبذلك ليس غريباً ان تأخذ فترة ثلاثة ايام.

وبالرغم من ان النبي ابى في البداية ان يذهب ولكن كانت ارادة الله فجرى له ما جرى في قصته المدونه في السفر المسمى باسمه في الكتاب المقدس فذهب الى نينوى كارزاً فيها للتوبة وإلا فأن الرب سيدمر مدينتهم  فاعلن ملكها وشعبها واقاموا صوماً لمدة ثلاثة ايام من كبيرهم حتى الرضع والحيوانات ،فقبل الله توبتهم واجاز عنهم هلاك ودمار مدينتهم الذي كان  مزمعاً افنائها في حالة عدم التوبة وبذلك كان الاشوريون من اول واقدم شعوب العالم الذين اهتدوا وآمنوا بأله واحد خالق الكل ومن لدنه الخلاص اله ابراهيم واسحق ويعقوب الذي به بشر ونادى يونان النبي(من بعد الشعب اليهودي).غير ان خلاصهم لم يكن حسب ناموس موسى وبذلك نرى ان تبرير خلاصهم جاء على اساس ايمانهم بالله كلي القدرة، وما ان بزغ فجر المسيحية الى ان دخلها الاشوريون لتقبل فكرهم المسبق وايمان آبائهم واسلافهم بوحدانية الخالق، وبذلك امتد طريق الايمان من مصر شعب الرب حيث اقام الرب فيها الى اشور صنعة يده حين خلق منه انساناً جديداً في الايمان لتتم نبوءة النبي القائل (في ذلك اليوم يمتد طريق من مصر الى اشور، ومن اشور الى مصر.فيعبد المصريون والاشورييون الرب)اشعيا23:19 ، ولم تكن نعمة الرب لشعب اشور بفتح ذهنيتهم لسلوك الايمان القويم فقط بل باركهم ايضاً حيث جاء على لسان النبي اشعيا (في ذلك اليوم يكون اسرائيل ثالث ثلاثة مع مصر واشور ،وبركة في وسط الارض، فيباركهم الرب القدير قائلاً، مبارك شعبي مصر، وصنعة يدي آشور، وميراثي اسرائيل) اشعيا 24:19-25 ،  ويكفي للآشوريين اهل نينوى فخراً شهادة الرب يسوع بحقهم حيث جاء في الكتاب المقدس(وأهل نينوى سيقفون في الدينونة مع هذا الجيل ويدينونه لانهم تابوا لدى وعظ يونان لهم .وها هنا اعظم من يونان)لوقا 32:11 

فأن كان للآشوري ما يفتخر به فبالله يفتخر وعظمة رحمته على اجداده ومدينتهم العظيمة فيقيناٌ ان الشعب الذي حماه الرب من الفناء واتخذه قضيب يدة زمناً وباركهُ ومن ثم ادخله حضيرته بكنيسة مشرقية جامعة مقدسة رسولية سيحميه الى يوم الدين اينما كان وحل، واستناداً الى خلاص نينوى من كارثة الدمار بعد ان اعلنوا صوماٌ لثلاث ايام ثُبِتَ في الكنيسة غير انه ليس معلوماً بالضبط متى بدأ العمل به بشكل رسمي في عموم الكنيسة حيث نرى انه فرض في الحالآت العصيبة والكوارث التي تعرضت لها الكنيسة والتي كانت تتطلب تدخل العناية الربانية للخلاص فنلاحظ بأن مطران بيث كرماي مار سبريشوع (مار سوريشو) واسقف نينوى اتفقا على اقامة صوم لمدة ثلاثة ايام بسبب اجتياح وباء الطاعون للمنطقة وبعد صيامهم توقف المرض وعلى اثر ذلك اتفق المطارنة والاساقفة في حينه تثبيته رسمياً في الكنيسة كممارسة سنوية ومن المؤكد بان كنيسة المشرق في هذه الفترة كانت موحدة حيث الواقعة كانت في القرن السادس الميلادي  ، وعلى غراره كذلك اقامه اسقف الحيرة يوحنا الازرق حين اراد الامير الفاجر عبدالملك بن الوليد ان يتخذ بعض العذارى زوجات له وقيل انهن كن راهبات في احد الاديرة، كما ان الجاثيليق مار ماروثا 649م اقام صوماً ايضاً عندما تعرضت تكريت لهجوم خارجي  ، غير ان الصلوات (ميامير) صوم نينوى من تنظيم القديسين مار افرام (307-373) وما نرسي (399-503) ، ولكون صوم نينوى ذات خصوصية قومية وروحية يخص الاشوريين للخلاص نرى ان مار افرام السرياني حين تولى سدة البطريكية في الكنيسة القبطية 976-979 أمر بصوم نينوى مقابل البقاء على صوم ( اسبوع هرقل) الذي كان سائداً في الكنيسة القبطية، اعتزازاً بايمان اهل نينوى وتيمناً باصله السرياني وحين اراد البابا غبريال الثامن 1587-1603 رفعه من الكنيسة القبطية لانه يخص الشعب الاشوري نرى أن المؤمنين لم يستجيبوا لطلبه ليبقى الى يومنا هذا.

هذا هو فخر الشعوب اصلاً وايماناً ،وبهذا هو فخر الاشوريون باشوريتهم واعتزازهم وصدق مشاعرهم لعراقة انتمائهم واصالتها . فالصدق مع الذات والاقتناع الشخصي الحقيقي الذي ينبعث من يقين به يكون كل شيئ الى زوال لتبقى الحقيقة راسخة ثابتة لديه ، حقيقة صادقة يفتخر بها، فما يعيبنا ليس حقيقة انتمائنا لهذه الامة، بل هو واقعنا المر واخفاقنا في الحفاض على وحدة كنيستنا المشرقية التي كانت منارة اللأيمان وسبب اهتداء المشرق برمته، وكذلك في الاخفاق بالتمسك بالوطن والهوية بما يليق وتأريخنا العريق، فبكل اعتزاز نقول كانوا آبائنا ولكن العبرة هي في ان نقول ها نحن . فأين نحن ؟!!! واعيد قائلاً اين نحن (سريان كلدان اشوريين) ايها الاخوة يا من تصنفون انفسكم بالنخبة وكل يقارع اخيه ويكيل له المذمة وقبيح الكلام ناسين بل متناسين ان بقاء واستمرار وجودنا في الوطن متوقف على تكاتفنا وتماسكنا وتعاضدنا كأبناء لامة واحدة ، وكمسيحين يقول الرب ( اما انا فأقول لكم كل من هو غاضب على اخيه يستحق المحاكمة ومن يقول لاخيه يا تافه يستق المثول امام المجلس الاعلى ، ومن يقول يا احمق يستحق نار جهنم ) متي 22:5 . وكل بيت ينقسم على ذاته يخرب، وختاماً ارى إن كنا نؤمن وننطلق من منطلق الامة الواحدة اياً كانت تسميتها ونتمسك بتعاليم انسانيتنا المسيحية وليس خلاف ذلك وخطابنا يكون بهذا المستوى من التجريح والتعنت والدوران في دائرتنا المغلقة فخيراً لنا ولهذه الامة ان لا نكتب البتة ونزرع الفتن ونجني على ذواتنا وعلى ابناء امتنا،  ولتبقى ذكر عظمتها تزدان بها متاحف العالم تزيدهم فخراً وشهرة باقتنائها.   

   

86
وحدتنا القومية صخرتها ونقطة إنطلاقِها

نظرة لمناقشة وضع شعبنا ( الكلداني السرياني الاشوري ) ووقفة تحليل وتأمل لمراجعة الذات كشعب واحد نبحث عن منبه نوقض به امتنا من تأثير هذا المخدر العجيب الذي طالها دهوراً وادى الى تمزيقها فيه نبدوا وكأننا لا ندري من نحن وماذا نريد؟. فعندما ننظر الى المكون الذي يضن البعض ويحلل مستنداً على الفُتاة التي يلتقطها من تحت الموائد وشبه منة  والذي لا يمكن قياسه اطلاقاً بما تستحقه امتنا فعلاً كمكون اصيل وَيَرى انه قد احتكر كل الامتيازات في المركز والاقليم على حساب بقية اخوتهم متغافلاً عن كيف ولماذا (احتكر هولاء) خلافاً لمبدأ ( الاكثرية والديمقراطية) وكانها قدمت لهم على طبق من ذهب او سرقوها من افواه اخوتهم خلسة وليست بالكفاح والنظال والمطالبة والعمل المضني وبدماء الشهداء  وبوحدة وتكاتف هذا الثلث المصاب بالشلل النصفي من ابناء الامة جراء الانقسام ايضاً . ارى ان تلك تنصب في خانة ترسيخ الانقسام بعلمنا او بدونه..

كلمة شعبنا نستعملها جميعاً ، جميلة موحدة في معناها اللغوي ولكن في قرارة ذواتنا كل يتغنى على ليلاه من خلالها !!. بجمالها وقوة تأثيرها نعمل عل تغدير وتضليل او التأثير على الاخر ، حيث غالباً ما تلوح في طروحات البعض ، "ان بعض من اخوتنا  يخونون بني جلدتهم في التعامل مع الاحزاب اللأخرى"  وكأن هذة الاحزاب لا تمت لهم بصلة العرق او اللأصل لامن قريب ولا من بعيد، وفي ذات الوقت يخاطب الكل بابناء شعبنا !!! . اليس هذا خداع للذات وتضليلها قبل ان يكون تشويشاً على فكر المتلقي ؟ ام ان ما يربطنا بحسب هؤلاء هوالدين والجغرافيا فقط ؟ 
هذا وبعد ان طفحت على سطح الواقع كل الاختلافات والتقاطعات السياسية والفكرية المعروفة سلفاً والمخفية منها لتختلط المطامح القومية والمذهبية والشخصية، وغياب القراءة الصحيحة للواقع لتسارع الاحداث بفعل الديمقراطية المزيفة التي هبطت على الوطن  والمستجدات في المنطقة عموماً وتسارع الهجرة نتيجة القمع والارهاب لغياب المقومات الاساسية الرئيسية لأبناء شعبنا للدفاع عن النفس كل هذا جعل المهمة اكثر تعقيداً امام سياسيينا .في الوقت الذي لا يخفى علينا تداعيات تأثير انقسام شعبنا كنسياً القوي والفعال والذي كان حاجزاً بل شبه عقبة بطريقة مباشرة اوغير مباشرة  في مساعي من يناشدون الوحدة  القومية وتوحيد الخطاب القومي .
لذا فإن اردنا البحث عن سرمفتاح وحدتنا الضائع فبتواضع افكاري اتخيله في الاماكن التي لا نستطيع التأثير عليها في حين ان ثأتيرها الروحي علينا كثيراً  وينعكس على سلوكنا ومواقفنا وتوجهاتنا ومتطلباتنا ومقدار تعاملنا وتفاعلنا الايجابي ويؤثرسلباً في تقاربنا الفكري كأمة واحدة. تلكم هم مؤسسات كنائسنا المتمثلة بآبائنا الروحانين الاجلاء، حيث من هناك يقول الرب ( سابيد حكمة الحكماء وافحم فهم الفهماء) وبقدر محبتنا وتلاحمنا ووحدتنا من هناك يوحد او يبلبل  من في العليين افكار ذواتنا العتيقة يا اهل بابل وآشور، ومن هناك يخاطبنا قائلاً من له اذنان للسمع فليسمع !!!،

 فاذا نظرنا بجدية وواقعية على مسيرة شعبا التأريخية نجد ان الانقسامات التي حدثت في كنيستنا كان لها تأثيرها المدمر على وحدتنا القومية والفكرية لذلك ارى كاالكثيرين من اخوتي الذين سبقونوا وكتبوا في هذا االمجال ان نقطة انطلاق وحدتنا وخط البداية لتحقيق الوحدة الحقيقية والشاملة  تبدأ من الكنيسة ، فأن كان بيت الرب قد انقسم على ذاته طبقاً للعوامل والمصالح قد تكون داخلية او خارجية وبردت المحبة وتفككت الوحدة مضافاً اليه برود الشعور القومي بأعتلاء بعض اللآباء للكرسي البطريكي لكنيسة المشرق من غير ابناء امتنا‘ فلا غرابة في برودة وتمزق  العواصر القومية، وبناءاً على ما تعرض ويتعرض عليه المسيحيون في الشرق الاوسط عموماً ومنهم شعبنا في العراق لذا يتحتم على  الجميع العمل وبخطى حثيثة وبهمة عالية وايمان راسخ من اجل وحدة كنيسة المشرق وبذلك تعود تلك الصخرة القوية والركيزة الاساسية التي منها تنبثق افكارنا القومية الوحدوية .

نعم نحن وكل من يؤمن بالرب يسوع الميسح رباً والاهاً فادياً ومخلصاً،عليه ان يومن بكنيسة واحدة رأسها يسوع الفادي وجوهرها تعاليم تلاميذه والرسل، كنيسة واحدة جامعة مقدسة رسوليه  مستندة  على ذات الجوهر ومرتبطة به بحكم التسليم (التقليد) فالوحدة العقائدية الروحيه او التسليم لجوهر ايماني موحد ومحدد منبعث ومقرر من المجامع المسكونية (بحسب الكنيسة الاولى) ذاك هو الذي يجعلنا كنيسة مسيحية واحدة حسب رؤيتي المتواضعة، وإن اختلفنا في ارتباطاتنا مؤسساتياً وفي لغتنا وليترولوجيتنا او (انافورا) تقديس القربان وطريقة التسبيح وغيرها على نطاق العالم بحكم اختلاف اجناسنا، وعليه فإن ارتباط البعض من ابناء أمتنا اتباع كنيسة المشرق عام 1553  بروما نتيجة الاختلافات المعروفة  واطلاق لقب الكنيسة الكاثوليكية الكلدانية عليهم وان كانت هي الاصل ونقطة البداية غير انها لم تكن النقطة الاساسية المهمة التي مزقت بها روما وحدتنا القومية على مدار الزمن  بقصد او دون قصد وان بدى ظاهرياً ولكن الجوهر كان في ان كنيسة روما وبتحريض من كنيسة الاسكندرية كانت تنضر بعين الريبة في صحة جوهر ايمان كنيسة المشرق بحكم تأيدها او بالاحرى عدم دحضها لافكار مار نسطورس كما طلب منها، حيث اصبحت كنيسة المشرق الاشورية خليفة كنيسة المشرق في خانة المتشكك من صحة لاهوتها وسلامته ،  ذلك كان الجدار الفاصل الذي شيدته روما وعزلت به الكنيسة الكاثوليكية الكلدانية عن  تؤمها الاشورية، وفي اعتقادي هذا كان السبب المباشر والجوهري الذي حدى بالمرحوم مار يوسف عمانوئيل الثاني بطريرك الكنيسة الكلدانية ليقول لبطريرك كنيسة المشرق المرحوم مار بولص شمعون (1920-1922) والوفد المرافق له بعد ان قدم له عرضاً بتنازله عن كرسيه من اجل اعادة وحدة كنيسة المشرق ليكون رده ( ادي لا كبريا الآ بأرخا درومية) اي ان هذا غير ممكن الا عن طريق روما، وليس اطلاقاً عدم ايمانه او شكه بوحدة هذه الامة ،  ولعلمه سلفاً بان حوار الوحدة بين الكنيستين كان معقداً ان لم يكن مستحيلاً في حينه وان جرى من خلال روما لاختلافهما لاهوتياً .

ولكن هذه العقبة الروحية المستعصية وبمعونة الرب والهام الروح القدس قد تم اجتيازها بتوقيع قداسة البطريرك ما دنخا الرابع عام 1994 على الوثيقة المسيحانية مع قداسة مثلث الرحمات البابا يوحنا بولص الثاني بابا الفاتيكان بموجبه تم التأكيد على رسولية كنيسة المشرق الاشورية وصحة ونقاء ايمانها .وبهذه الخطوة المباركة قد ازيلت عقبة قوية وخطيرة كانت تعرقل وحدة كنيسة المشرق وبهذا يبدوا جلياً بان كنيسة المشرق الاشورية كانت ولا زالت تعمل جاهدة وبهمة في مجال العمل الوحدوي الكنسي والقومي بنفس الهمة التي تعمل في محاولاتها لترتيب ذاتها من الداخل،  وبذات الصيغة والمفهوم وذات الايمان جاءت مبادرة ابينا مار لويس روفائيل للعمل على تفعيل الوحدة وابدى استعداده للتنازل عن الكرسي البطريركي حيث البعض اقام الدنيا بكيف ولماذا وهل هو ملكه الشخصي وغيرها !! في الوقت الذي يدرك الجميع بأن غبطته وبفكرة النير اهلاً لهذه المهمة واعياً ومدركاً لكل تفاصيل واسباب انقسامنا الكنسي ومكامن ضعف شعورنا القومي بحكم شعاره الثلاثي المعروف، ليواصل مسيرة البطريرك المرحوم مار روفائيل بيداويد ويعمل بجدية في المسارالوحدوي  .
وعليه وبعد ان انعم الله علينا بعمود نور قداسة البابا فرنسيس كلي الطوبى على رأس الفاتيكان متفهماً لاوضاع المسيحين في العالم عموماً وفي الشرق خصوصاً وقداسة ابينا الملهم مار لويس روفائيل التواق للوحدة والمبادر بتفعيلها وبعد ازاحة حجر العثرة اللآهوتية اعلاه فلم يبقى في هذا المضمار ما يلزم الوحدة إلا حتمية الايمان بها وصدق النوايا لدى الجميع مع  قيليلاً من مساحة الحرية من قبل الفاتيكان لكنيستنا الكلدانية في حرية الاختيارلأتخاذ قرارها الحر حيث الكنيسة الاشورية ليس هناك ما يعيقها في هذا المجال، فبوحدة الكنيسة تهدأ النفوس وحينها ندرك حقاً من نحن وكيف خُدِعنا وتزول عنا الحمة والحساسية وقشعريرة التسميات، ونعرف لماذا تعمد الانكليز بتذكير البعض منا باصلهم الاشوري والتأكيد عليه ليعتبره البعض الاخر جديداً في قاموس التسميات القومية، بعد ان كانت روما قد سبقتهم واطلقت على البعض الاخر منا  ممن تبعوا  المذهب الكاثوليكي في بلاد اشور( كلداناً) عام1552م في محاولة ثالثة منها  حيث كانت قد اطلقته قبل ذلك ب (212سنة ) على اتباعها في قبرص عام 1340م في زمن البابا بيندكتوس الثاني عشروعندما لم يدم ذلك الاتحاد اعاد البابا اوجين الرابع إطلاقه على أتباعهم الكاثوليك في قبرص مرة اخرى في مجمع فلورنسا عام 1445م .هذه هي النقاط التي يجب التركيز والتمعن والتأني في قرائتها والتي قد تكون في طيات بعضها معاني لاهوتية اطلقت واستغلت للاغراض سياسية في ذلك الوقت الذي كانت فيه الكنيسة الرومانية ديناً ودولة،

 وفي هذا المجال يخال لي ان كنيسة روما التي اعتبرت نفسها الرائدة في اللإيمان ونشر المسيحية بعهدها الجديد بحكم تأسيسها من قبل هامة الرسل بطرس ليس بعيداً ان تطلق على رعاها في الشرق اسم بابل الكلدانية تيمناً بموطن انبثاق الايمان بعهده القديم حيث منها انطلق ابونا ابراهيم وبهذه الصيغة لا يكون لاي احد مبرراً لعدم قبوله، حيث بطرس في رسالته الاولى يكتب ("ومن بابل تسلم عليكم تلك التي اختارها الله معكم" بط1 /13:5) وهو في روما لتصبح كنيسة روما مالكة جناحي العهد القديم والجديد (بابل الجديدة)، انها مجرد فكرة من  لدني او سؤال للتفكير ليس إلا ، ووجود بعض المهاجرين هنا او هناك  في كنائس بعض البلدان ذات اثنية معوفة ليس مبرراً ولا مقبولاً لتحل تسمية اثنيتهم على الكنيسة بدل الاصيل، فهل نَكُفَّ لأن الانكليز وروما معاً باطلاً وباسم المسيحية قد اكملوا تمزيق كياننا وخدروا اشلائنا واحكموا غلق اللأبواب بوجه وحدتنا وختموها واخفوا المفاتيح عنا ؟!! ام نستسلم لحكم القائل (الخطأ الشائع خير من الصواب الضائع)!   
فلنصي ونبتهل ونطلب من فادينا وربنا يسوع المسيح ان يلهم آبائنا بروحه القدوس وينعم علينا بوحدة كنيسة المشرق صخرة وحدتنا القومية متذكرين قول الرب (طوبى لفاعلي السلام فانهم اولاد الله يدعون) ونرنم قائلين، بارك يا رب  بكل فم ينطق بالسلام ويعمل من اجله، وبكل يد تمتد للسلام،   وسدد خطى آبائنا ورؤساء كنائسنا وثبت اقدامهم في طريق السلام، والهمهم بروحك القدوس لاتمام وحدتنا الكنسية صخرة انطلاق وحدتنا القومية ،أمل ثباتنا في المشرق وشرعية تشبثنا بارض الاجداد.

ايشو شليمون

87
                                                                         
الغيرة القومية للكلدوآشوريين /مقتل سقلي

من الملاحظ ان العوائل الاشورية بمجملها كانت تميل الى تسمية ابنائهم بأسماء اشورية تأريخية بها يتميزون عن باقي المكونات التي تقطن  بلاد اشور الى ان جاءت المسيحية بعدها طغت اسماء القديسين والمناسبات الدينية على اسمائهم ومنهم كليانا (الذي يعني التجلي) اسم يطلق كما هو معلوم على كل ذكر يولد خلال فترة ايام عيد التجلي والذي فيه تجلى الرب يسوع لبطرس ويوحنا ويعقوب (انظر انجيل لو 9: 26-36) وظهر معه موسى وايليا وتيمناً بهذا الحدث العظيم دعيٌ بطلنا هذا باسم كليانا وعرف فيما بعد كليانا ربا (بكليانا الكبير).

فكليانا هذا القادم من جبال حكاري وفي رئتيه بقايا هواء سمائها الحر النقي بعد ان ابى الخضوع بمعية قومه لجبروت سلاطين تركيا وبعد طول معاناتهم في رحلتهم الشاقة استقر في بعقوبة ثم مندان ثم انتقل الى موطن اجداده سهل نينوى وهناك قام بتشكيل مجموعة قوامها خمسة عشررجلاً تقريبا  وكان ظمن مجموعته رجل اخر باسم كليانا خاميس لذا اطلق عليه اتباعه لقب كليانا ربا (الكبير)  وصاحبه بكليانا زعورا (الصغير).
كانت مجموعة من الطراز الذي يحاكي عناد جبال موطنهم لعاتيات الزمن، رجال لهم من الشموخ والعزم والتصميم والصلابة والهمة للتصدي والثأر لمن ذاقوا الامرين من بشاعة اعمال صعلوك  طالت الساكنين من الموصل شمالاً الى القوش، لايثنيهم في نيل مبتغاهم ضباح الثعالب وعواء الذئاب ،سمع باعمال ثعلب ادنه(من سكان منطقة ادنه في تركيا)وما يقترفه من المظالم والموبقات بحق ابناء المنطقة  والقوش بشكل خاص والذي استأسد بقوة طغيان اسياده ليتسلط على رقاب ابناء شعبنا يعبث بالمقدرات ويستبيح الحرمات يصول ويجول ويجند ابنائهم ويسوقهم ويبعثهم الى ارض الشتات لخدمة امبراطوريته.

ذلك هو (سقلي) رئيس جندرمة القوش واسمه احمد صبري السقلي ولكثرة اعماله الشريرة وبشاعة افعالة وظلمه طلب اهالي القوش من كليانا الكبير انقاذهم من هذا الطاغوت الظالم وكان هو شخصياً لم يلتقي به ولا يعرفه فطلب من احدهم ان يريه اياه ليتعرف عليه وبينما كليانا يوماً في دار احد اصدقائه في القوش جاء سقلي كعادته يفتش البيوت واثناء مروره على ذلك البيت تعرف عليه وعلى ملامحه وشخصه  بعدها تحرى عنه وعرف انه قد استولى على قطع اراضي زراعية في قرية طفطيان (تقع شرق القوش) في سهلها الجنوبي الواقع بينها وبين قرية الجراحية ويزرعها بمحصول الحنطة وذات يوم علم ان سقلي ذاهب الى المنطقة لتفقد احوال مزارعه فأنطلق كليانا بمهرته الاصيلة وبعض من جماعته ونصبوا له كميناً بين القريتين حيث يعلمون انه يمر من هناك وبينما هو في طريقه متفقداً مزارعه اِنقَضَّ عليه الفرسان في لمحة بصر وطوقوه ومجموعته وجردوهم من اسلحتهم وساقوا سقلي الى وادي تجري فيه مياه الامطار الشتوية وفيه من الاشواك البرية بقامة رجل وهناك انهال عليه ضرباً ولطماً ثم امره بخلع حذائه وملابسه ومن ثم بالتمرغل في تلك الاشواك على بطنه وظهره ثم زحفاً على ركبتيه وبعد ان اذاقوه مر العذاب تذلل متوسلاً بانه سيدفع لهم ثلاثون قطعة ذهبيه مقابل حياته متعهداً بانه سوف لن يتعرض مرة اخرى لاحد ؛فارسلوا احد ازلامه بحراسة اثنان من ابطال كليانا الى قرية طفطيان عند احد اصدقائه الاثرياء وطلبوا منه ثلاثون قطعة من الذهب بحسب طلب سقلي ورجعوا الى حيث كانوا فاستلمها كليانا غير انه في قرارة ذاته يعلم ان ما اقترفه هذا المجرم بحق شعبنا في المنطقة عموماً والقوش خصوصاً لا تضاهيه كنوز الدنيا لذلك قتله في الحال ولا زال ذلك الوادي يعرف لدى ابناء شعبنا في المنطقة تلك بوادي سقلي ( لرتا او راولتا دسقلي ) وتقع في الطريق الغربي لقرية الجراحية المودي الى طفطيان وبذلك تخلص اهالي القوش والمنطقة باسرها من هذا الصعلوك الطاغي ..

وحين قرأت مقالة الاخ سمير القس يونان في القوش نت /والتي جائت تحت عنوان قبل مائة عام ماذا فعلوا بشمو القس يونان ادركت بشاعة اعمال هذا القذر لاهل القوش حيث جاء في احدى الفقرات "اولاً لطخ وجه شمو باسود الاواني(سقمانا) ثم وبدلاً من ان يسير بجواده خببا مطي على اتان يائساً وبصورة عكسية ثم اقتيد الى ازقة البلدة جابراً الاهالي عنوة على الخروج واطلاق الصيحات والتصفيق بالايادي استهزاءاً بهذا الرجل وكانت السياط التي الهبت ظهره لاتعرف السكون وكان يكظم جراحه بهدوء وهكذا نفذ ما اراد وكان شمو يذرف الدموع الشجية حيناً ويطلق القهقهات حيناً آ خر وهو  ممتطياً تلك الاتان اللعينة محدقاً بتلك الجموع مقيدي الاطراف وملجومي الافواه والمغلوب على امرها ومن يدري ربما غداً دورها". لقراءة المقالة انظر الرابط اسفل الصفحة وبعد ان قرأت تلكم المعانات شعرت وكأن كليانا في حينها يخاطب روح شمو قائلاً نم قرير العين يا ابن عمي في ثراك فها صعلوك ادنه يدفع الصاع صاعين ثمناً لبشاعة اعماله وعنجهيته وجبروته ها مسوْول الجندرمة سقلي يتخبط في الارض كاالجرذان لا يعرف اين يخبأ رأسه يطلب الموت ولا يجده ذاق جزاء ما اقترفته يداه وأنتقاماً لك ارسلته الى مزبلة التأريخ غير مأسوف عليه.

ويروى ان المهرة التي كان يمتطيها كليانا أثناء تنفيذ مهمته كانت عائدة لداود سيسي احد وجهاء بلدة تلكيف كان رجلاً كريماً مضيافاً حكيماً وقور وكان كليانا يوماً نازلاً في داره فطلب داود منه مغادرة داره والبلدة خشية من وشاية الوشاة لكونه رجلاً لا يعترف بالسطة والقانون وتلافياً للمشاكل وايصال الخبر الى مسؤول الجندرمة فرد عليه كليانا اتطردني من دارك ومن تلكيف ياعم داود فرد عليه سامحني ولكن هكذا تقتضي الظروف وأمن البلدة  وكان لداود مهرة اصيلة وفي لمحة بصر امتطى كليانا صهوتها وقال وانت ايضاً سامحني  وتعال انت ومن تخشاهم وخذ مهرتك وغادر تلكيف، غير انه اعادها اليه بعد تدخل عائلة البطريرك مار شمعون والتي كانت تسكن الموصل في حينها.

وهنا قيل بأن كليانا ورجاله عملوا كل ذلك بدافع غيرتهم لحماية ابناء جلدتهم وجازفوا بالتخلص من الطاغية مسؤول جندرمة الدولة العثمانية في القوش لايمانهم بأنهم ابناء امة واحدة يشاطرون بعضهم بعضاً في الافراح والاتراح . ويقيناً ان الشعور القومي الاخوي الصادق لابناء القوش بوقفتهم المشرفة والشجاعه باحتضان اخوتهم والذود عنهم ضد طغيان الحكومة في احداث سميل 1933 لم تكن إلا من منطلق ايمانهم بوحدة هذه الامة ومصيرها الوحدوي  ولنصرة اخوة لهم ودرء الظلم عنهم وان وقفة قداسة البطريرك المشرفه واتصالاته لايقاف المجزرة يقيناً لم تكن رد جميل كليانا الاشوري ورجاله الابطال ولا منة على احد . لان القوش أرض اشورالابية تبقى امينة لاهلها وذويها. تلك كانت مشاعر ومواقف الكلدواشوريين فيما مضى ولنا اليوم خيارنا فذاك الدهر فات وأنقضى !!!! 
                                   
 ملاحظه : هذه الاحداث بتفاصيلها سمعتها عدة مرات ولاكثر من مصدر وقد تطرق الى قصة مقتل سقلي الاستاذ عوديشو ملكو اشيثا في كتابه الموسوم - سفراشيثا- مع تباين بعض التفاصيل.

http://www.alqosh.net/article_000/samir_qasyounan/sq_38.htm   

ايشو شليمون
           

88
بين المسيحية والاسلام / دلائل وميثاق وعهد 

بعد ان ظهر الى الوجود ما يسمى بتيار الاسلام السياسي بمختلف ارتباطاته وتوجهاته ونظراً لما آلت اليه الاوضاع من جراء الممارسات اللاانسانية والتي القت بظلالها وعملت على زحزحة القيم والمفاهيم وروابط العيش المشترك للمجتمعات ذات المكونات الدينية المختلفة في العالم عموماً والشرق الاوسط خصوصاً وما يتعرض عليه شعبنا المسيحي وما يعانيه من تهديد وتشرد وقتل ونهب لممتلكاته وسلب لحريته وهدم كنائسه من قبل فئة اطلقت العنان لذاتها واعطيت الحق لنفسها لتكون سيف الله المسلول البتار المسلط على الارض تستبيح بالمقدسات وتنتهك الحرمات تحت مرأى ومسمع القيادات الدينية الاسلامية الرسمية بلا رقيب ولا حسيب.

كل هذا يدعونا الى القاء نظرة الى الخلفية التأريخية لطبيعة العلاقة بين المسيحية والاسلام من الناحية الروحية وطبيعة التعامل الاجتماعي بينهما لمن لهم عيون ترى وآذان تصغي وتسمع من المعتدلين والعقلاء ومن لهم من الحكمة وحسن البصيرة للتذكير فعسى تنفع الذكرى. لقد تم تعريف الاسلام بمفهومه اللغوي على انه (هو الانقياد التام لامر الآمر ونهيه بلا اعتراض) والامر الناهي لكل الاديان السماوية هو الله، وفي المسيحية يعرف الايمان الذي هو جوهر الدين بأنه (هو الثقة بما يرجى والايقان بأمور لا ترى) عب:1:11 ومن هنا يمكننا الاستنتاج بأن مفهوم كلمة الاسلام هو جوهر الايمان المسيحي ذاته ولعلني لا اُخطئ اذا قلت ان مقولة الشيخ محمد عبده (رحمه الله) والذي اصبح فيما بعد مفتي للديار المصرية، بعد مغادرته باريس عام 1885والتي عاش فيها لما يقارب ثلاث سنوات قال (وجدت فيها اسلاماً ولم اجد مسلمين) لما وجد فيهم من الاخلاق والقيم  والنبل والصدق والامانة واكمل عبارته تلك بعد ان عاد الى مصر قائلاً وهنا (وجدت مسلمين ولم اجد اسلاماٌ) انها تعطي النظرة الصحيحة لمعنى الاسلام.

ان كان الجهاديون والتيارات الاسلامية المتطرفة تؤمن حقاً بان محمد نبيهم ويؤمنون بما انزل بين يديه وما كان يؤمن به وليسوا بقارئين ما في قرآنهم لهم نقول ان فيه الكثير من اللآيات التي توصي باهل الكتاب مُصدِّقاً لما بين ايديهم من آيات الله تؤمن بالمسيح انه روح الله وكلمته وان الرسول ذاته كان يؤمن بالمسيح وتعاليمه وما جرى على يديه من آيات وعجائب وأن لم يكن الامر كذلك فما معنى ما جاء في اخبار مكة لللازرقي ج1: 11-13 في تزيين الكعبة الحجازية ما نصه (وزوقوا سقفها وجدرانها من بطنها وعايمها وجعلوا من دعايمها صور الانبياء وصور الملآئكة. فكان فيها صورة ابراهيم خليل الرحمن شيخ يستقيم بالأزلام وصورة عيسى بن مريم وأمه، وصورة الملآئكة عليهم السلام اجمعين. فلما كان يوم فتح مكة دخل رسول الله البيت فأرسل الفضل بن العباس بن عبد المطلب فجاء بماء زمزم ثم امر بثوب فَبُلَ وأمر بطمس كل الصور فطمست .قال ووضع كفيه على صورة عيسى بن مريم وامه عليها السلام وقال امحوا جميع الصور إلا ما تحت يديٌ فرفع يديه عن صورة  عيسى بن مريم وامه) فاالرسول امر بطمس صورة ابراهيم اب الاباء بماء زمزم التي قيل انه هو الذي حفرها وصور الملآئكة التي على يد رئيسها انزل الله القرآن عليه ولكنه حافظ على صورة المسيح وأمه مريم فما اعظم مكانتهما لدى نبيكم يا ارهابيوا جبهة النصرة الذين قمتم بقطع رأس تمثال السيدة العذراء مريم في منطقة العينة بسوريا. 

ومن المعاهدات التي عقدها النبي مع المسيحيين تأتي معاهدة يثرب المعروفة بمعاهدة نجران والتي عقدت في بيت النبي والذي حالياً جزء من المسجد النبوي الشريف ليبقى شاهداً عليها  ابد الدهور والتي ورد في مقدمتها. (هذا كتاب امان من الله ورسوله للذين اوتوا الكتاب من النصارى من كان منهم على دين نجران ،وأن على شيْ من نحل النصرانية،كتبه لهم محمد بن عبد الله رسول الله الى الناس كافة، ذمة لهم من الله ورسوله ) ثم تأتي المعاهدة ببنودها الاحد عشر والذي جاء في اولهم  (ان احمي جانبهم وأذبَ عنهم وعن كنائسهم وبيعهم وبيوت صلواتهم ومواضع الرهبان ومواطن السياحة حيث كانوا  من جبل او وادٍ او مغار او عمران او سهل او رمل)
وبصدد هذه المعاهدة يقول السيد محمد السماك امين عام اللجنة الوطنية للحوار الاسلامي المسيحي(ان الالتزام الاسلامي بنص العهد لم يكن محدد بالفترة الزمنية التي صدر فيها، ولكنه نص ملزم لكل المسلمين في كل زمان ومكان وحتى قيام الساعة وان العهد لم يكن لنصارى جران حصراً انما للمسيحيين عموماً ويستطرد قائلاً فمن حفظه ورعاه ووفا بما فيه فهو على العهد المستقيم والوفاء بذمة رسول الله .ومن نكثه وخالفه الى غيره وبدله فعليه وزره، وقد خان امان الله ونكث عهده وعصاه وخالف رسوله وهو عند الله من الكاذبين) والمهم هنا ما حل بآل نجران !!!!
واستناداً على الميثاق هذا وانطلاقاً من وجوب العمل به  جاءت ما سميت بالعهدة العمريه سنة 638 م بصيغة عهد كتبه الخليفة عمر بن الخطاب لاهل بيت المقدس في عهد بطريرك القدس مار سفرونينوس والذي جاء فيها ( انكم آمنون على دمائكم واموالكم وكنائسكم لا تسكن ولا تخرب) ووقعها شهوداً كل من خالد بن الوليد .عبدالرحمن بن عوف .عمر بن العاص. ومعاوية بن ابي سفيا.
فأين الاسلام عموماً من كل هذا واين التيارات التكفيرية والجهادية بممارساتهم اللاانسانية واساليبهم الهمجية وهجماتهم البربرية منها.وكيف يمكن اباحة دم الانسان وقتله وانتهاك حقوقه واهدار كرامته وحرق دور عبادته والعبث بمتلكاته وامواله والاستيلاء عليها باسم الدين. من يقبل وكيف يعقل هذا؟!! وأي اله يشرعه!!!! وأين انتم من قول نبيكم (لكم دينكم ولي ديني ).وهنا سؤال يطرح نفسه هل منهم من مارسوا ويمارسون مبدأ التقية مع الاخرين ؟ ومبدأ التقية في الاسلام باقسامه الخمسة يكافيْ مبدأ الميكافيلية ان لم يكن توءماً له. ومن هذا المنطلق نقول لمن يؤمن حقاً بالدين الاسلامي انه من المفروض ان يكون الدين اسمى من هذه الصورة التي لا ترقى ليس على مستوى القيم السماوية الحقه بل حتى لمستوى قوانين ومواثيق ومعاهدات حقوق الانسان التي تعمل بها الامم المتحدة. بل هي شريعة الغابة بعينها بحسب الاسلام السياسي وترجمتهم الواقعية لمحتوى الشريعة.

وبناءآ على ما يجري لمسيحيي العراق والشرق الاوسط عموماٌ والتي اصبح الاسلاميون دعاة السلام  فيها براكين ترمي حمم الحقد والكراهية ونيران متقدة وقودها المسيحيين وكنائسهم واموالهم وممتلكاتهم وقيمهم وأمنهم ,اليس من من حقهم كمواطنين اصلاء ان يطلبوا ظمن العراق الفيدرالي باقليم ظمن مناطق تواجدهم ليدبرون فيه شؤنهم الذاتية ويعيشون بأمان مع باقي المكونات المتواجدة ظمن مناطقهم . فلماذا تقوم الدنيا لهذا المطلب المشروع. في حين نرى ان في (العالم الكافر) هناك محميات حتى للحيوانات والغابات للحفاظ عليها في حين ان الاسلام السلفي والتكفيري يحرم الانسان من فرصة العيش في ارض اجداده . 

وختاماً اقول وبعد اظهار الاسلام بهذه الصورة الهمجية اليس من واجب المنظمات الدينية الاسلامية الشرعيه الاهتمام وعمل مناهج وبرامج لنشر الوعي وروح المحبة والتسامح ومبادئ العيش المشترك واحترام  خصوصيات الاخرين  والعمل على كبح جماح جميع التيارات المشوهة  للإسلام. وتزويدهم بمستلزمات تنمية الفكر الانساني لديهم لقبول الاخر عوضاً عن بناء المزيد من الجوامع التي تحول بعضها  الى مدارس للحقد والكراهية ومصانع لتطوير القنابل البشرية.


ايشو شليمون

89
الولاء والدين والوطن


تأتي احداث الحادي عشر من ايلول (سبتمبر) تلك الهجمات البربرية الهمجية التي هزت  وزحزحت اركان السلم العالمي واستقرار الشعوب، لتلقي بظلالها وتكون منطلقاً ومبرراً لكل الجرائم والمآسي التي يعاني منها اللآلأف بل الملايين في العالم اجمع فيما تشتد وطئتها على دول الشرق الاوسط (بحكم ارتباطها او ربطها بعالم الاسلام السياسي) وما احدثته من ردة فعل مبنية على العنف والعنف المضاد بين من انطلقوا من موقع الدفاع عن مصالحهم واوطانهم يقابلهم دعاة الاسلام المتشديين لدينهم ومعتقداتهم وبحجة الولاء لها فيما تتحمل وزر ويلاتها الشعوب المغلوبة على امرهما والابرياء والمساكين لتزيدهم معاناتاً وفقراً وبؤس وتشريد.

فاالولاء كلمة سامية بجوهرها غنية بعطائها وما احلى مذاق ثمارها. والولاء مقياس رفيع المستوى للوفاء والاخلاص ومقدار العطاء والتضحية، يخترقه الانسان احياناً سلبياً بتصرفاته الانتهازية والمطامع الشخصية او عدم الثقة بالنفس وقد يغالي الكثيرون في ترجمته الفعلية لتبرير اهدافهم ونيل مقاصدهم ويخرجونه عن مفهومه الحقيقي المؤدي الى الخير وما فيه من سلام ووئام. والولاء كعهد التزم به الاباء المؤمنون تجاه الخالق وقد ينفرد في  تأثيره القوي والفعال في منحنى تفكير وتصرفات الانسان الدينية والدنيوية لذا يجب تمحيصه بالعقل والضمير لندرك بالحق من يستحق الولاء وكيف والى اي مدى، لان التطرف في الولاء قد يكون مهلكاً.

كتب ستيفن ديكايتر احد ضباط البحرية الاميريكية (المتوفي عام 1820مقولة جاء فيها "وطني ..هو دوماً على صواب، ويبقى بالتالي وطني ،سواء كان على خطأ اوصواب" وما اكثر الذين ضحوا بدمائهم في سبيل الولاء لاوطانهم وفي هذه الايام وبالذات في عالمنا الشرق اوسطي نرى ترجمة وصياغة جديدة لهذه المقولة من خلال الممارسات وما طفح على السطح من منطق تطرف الولاء للدين وكأنهم يقولون (ديني هو دوماً على صواب، ويبقى ديني سواء كان على خطأ او صواب). ففي الوقت الذي كان الولاء للوطن هو الاسمى نرى اليوم متشددين متصلفين في ولائهم الديني والطائفي في حين ان الاثنين يبقيان في حكم المتغير ومحكومان بواقع قرره موطن الابوين ودينهم ، وبالرغم من ان الامرين ليس للمولود الجديد القدرة للتحكم بهما في الوقت الذي نرى ان الولاء لهما مفروض عليه والخروج عن ذلك يصل الى حد وضعه في خانة التجريم والخيانة او قد يُطَبقَ عليهم حكم الردة.

لذا فالولاء يجب ان ينطلق من المعرفة الدقيقة والادراك السليم لمعرفة قوة التمسك ومدى العمل به وتداعيات متطلباته، فشاول الطرطوسي ما اشد ما كان ولاءه والتزامه لدينه بحكم ولادته فريسياً وتقاليد عائلته الصارمة فذلك هو الذي دفعه لارتكاب اعمال عنف ضد من خالفوه في عقيدته وفكره ودين ابائه وكان شاهداً وفرحاً بمقتل شهيد المسيحية الاول (استيفانوس) ولكن باختباره الذاتي وفحصه المعرفي الدقيق بعد ان فُتِحَتْ بصيرته قبل بصره سلم امره لاله المحبة واصبح شاول انسان جديد بولس الرسول ا لذي عمل المستحيل من اجل عقيدته الجديدة واستشهد في سبيلها بعدما ادرك ان كل ما عمله وما جاهد في سبيله كان هباءاً، وكذلك حال كل من هاجر وطنه لاي سبب كان واستقر في موطن الغربه سنين طويلة يعيش في امن وسلام  تتوفر له كل وسائل العيش الكريم ولديه الحرية في اختيار ما يبتغيه في الحياة شريطة التمسك واحترام القوانين والانظمة التي تحافظ على امن وحريات وخصوصيات الاخرين ( ويبقى هنا الفرق بين المهاجر بارادته والمُهَجٌر قسراً وهذا باب اخر ليس محل نقاشنا). افلا يستحق الوطن الذي احتضنه كل الولاء؟ وهل يعقل ان يبقى موالياً بالمطلق لموطنه الاول ويعبث بمقدرات من فتحوا له قلوبهم قبل احضانهم؟!!!

الجميع يدرك بان الولاء بجوهره ينطلق من باب المحبة فمن لايحب وطنه اودينه اوقرين حياته كيف يمكنه ان َيكُنٌ لهم الولاء ومن هنا يمكننا القول بأن الولاء من المحبة والمحبة غريزة ذاتية من الله ولان الله ذاته هو المحبه لذا فأن الولاء المقرون بالمعرفة الدقيقه والصادقه المؤدية الى الخلاص تتحكم فيه المحبة الالهيه الحقيقيه التي تحرك مشاعر العدل والمساوات والحكمة لعدم الخضوع للعادات والتقاليد والاعراف والارتباطات الضيقة التي لا تتماشى ووصية الرب (احبوا بعضكم بعضاً كما انا احببتكم) وصية تتعدى حدود المسيحية لتشمل خليقة الله باجمعها، فأين المنطق والعقل عند من يرتكب الجرائم ويمارس سلب وهتك اعراض وخصوصيات الاخريين تحت غطاء الدين وبحكم الولاء الية. وبحكم هذه المعادلة الخاطئه نرى سيوف المتشددين تنقلب لتتسلط حتى الى رقاب اوطانهم واصحاب المصالح يروونهم ويغذونهم ويزرعون فيهم مزيداً من بذور الشر لتنبت مزيداً من الشوك والحسك والنتيجه في قول الكتاب "فهل يجنى من الشوك عنب او من العليق تين". وختاماً فأن الولاء يتحتم ان يكون اولاً للأله المحبة  اله السلام ذلك الذي يلهم الجميع الولاء للدين والوطن والانسانية دون تشويه اوتحريف لجوهره ليعيش الانسان في سلام ويبقى الوطن والجميع بأمن وأمان.   

ايشو شليمون

90
الاشوريين وازمة التاريخ المتكررة

قيل ان التاريخ يعيد نفسه فهل حصة الاشوريين منه تكرار الانقسام؟!!!

ان القيادات المسؤولة والواعية تدرك كيفية التعامل مع المستجدات وتمتاز بسرعة الاستجابة لكل الامور الطارئة والتي قد تصبح عقبة في طريق تنفيذ ما تبتغيه المرحلة من اجل الاستمرار واتخاذ كل التدابير لتعطيل او الحد من كافة المخططات التي تعمل ضد النهج العام لبلوغ الاهداف الاستراتيجية لخدمة مصلحة الامة، فبعد ان خرجت امتنا مثخنة بالجراح محبطة من جراء محاولات الحصول على الوعود التي كان الانكليز يلمحون عليها او يلوحون بها لمساعدتهم في البقاء والثبات في وطنهم فضحوا وقدموا ما لم تستطع امة بحجمهم وامكانياتهم ان تقدم ما قدموه بجهادهم وشجاعة ابطال سوح الوغى ورجال المواقف الصعبة.

فابالرغم من عمق الاختلافات في وجهات النظر وخاصة في مجال دمج القيادتين الدينية والدنيوية او اتخاذ القرارات المصيرية الخاصة بارتباطات الامة بالقوى المتصارعة نجد ان القادة الابطال المؤمنين حافظوا على وحدتها متجاوزين الكثير من المواقف على مضض واضعين نصب اعينهم مستقبلها ومصيرها ومصلحتها فوق كل اعتباراتهم مضحين بكل غال ونفيس مؤمنين بوحدة المصير في خضم تلك الظروف التي كانت فيها الامة بين مطرقة الدولة العثمانية وسندانة بعض العشائر الكوردية وتجاذبات القوى العالمية المتصارعة.
ان الانقسام الخطير الذي عصف بكنيسة المشرق التي كانت تحضننا جميعاً من جراء ارتباط قسم من ابنائها بكنيسة روما وجعلت منا اُمتان كل قائمة بذاتها واقع فرض علينا بحكم التاريخ شاء من شاء وابى من ابى فها نحن اليوم نتصارع من منا البيضة ومن الدجاجة وايهما الاصل ناسين او متناسين الكثير مما يجمعنا ومصيرنا المشترك واليوم وفي هذا المجال لا يسعنا الاّ العمل الجاد والنظرة الايجابية وقبول الاخر واحترام وجوده وانتماءاته وخصوصياته والعمل على تغير الذات والسلوك والمفاهيم والمعتقدات وكل الممارسات التي تؤدي الى تهميش او اقصاء او الغاء الاخر( بعد ان اصبح واقعاً) لدى الافراد عموماً والمجموعات والاحزاب والتنظيمات ذات الطابع الطائفي بشكل خاص، فنحن (السريان -الكلدان-الاشوريين) لنا ما يجمعنا الكثير الكثير فيه من الايجابيات ان امعنا وعملنا على تفعيلها تساند وتحافظ على وحدتنا فالدين واللغة والجغرافية والكثير من العادات والتقاليد هي مرتكزات للعمل الوحدوي ان لم نقل انها من مقومات القومية الواحدة.

بكل بساطة يستطيع قارئ التاريخ ان يستنتج عدم خلوه من النظرة الاحادية والتشبث والاصرار على المواقف وتحكم الظروف والالتزامات العشائرية في كتابته وقد كتب الكثير من الاخوه في هذا السياق،  فيقيناً كل عمل بجل طاقاته وحدود امكانياته ورؤيته للامور وتحليلاته واستنتاجاته الخاصة وبحسب الظروف التي تحتمت عليه لينتهج ويتخذ هذا المنحى او ذاك. فما علينا الاّ ان نحترم رموزنا التاريخية لما قدموه وبذلوه من جهود جبارة والكثير يعلم ان كل من كتب التاريخ يملك جزء من الحقيقة وليس المطلقة  بحكم التطرق على الجوانب الايجابية فقط وغض النظر على السلبيات وهكذا نجد التاريخ على طرفي نقيض حد التقاطع فيه نرى ملاك وابليس في وصف شخصية معينة وحتماً ان الواقع لم يكن بتك الابهه او ذاك السؤ ولنا من الرموز من لا غبار عليهم مثل الشهيد مار بنيامين والقادة اغا بطرس وملك خوشابا وملك ياقو الذين نقف لذكراهم اجلالاً واكراماً.

ولكن بالرغم من ان كل الامور باتت جلية واضحة المعالم والنتائج لا زلنا نراوغ في قراءة التاريخ متمسكين بتلك النظرة الاحادية التي كتب بها يفسرها البعض  من خلال ولاءاتهم ومواقفهم وارتباطاتهم العرقية الطائفيه وانتماءاتهم الكنسية الجديدة التي ابتلينا بها ثانية بعد ان اقيمت على نفس الاسس ومن خلال تلك المواقف المتشنجة دون مبالات بأنها ترسيخ بل تجسيد لا فقط لصيغة التفكير الانقسامي الطائفي بل زرع روح الانشقاق وبتر لحمة الوحدة من خلال محاولات البعض لحل اخطاء الماضي بخطأ اكبر لتقع الامة بمصيدة التاريخ الانقسامية مرة اخرى معتقدين بانهم وضعوا الامور في نصابها بالقضاء على نظام الوراثة في الكنيسة (وكأنها مشكلة الامة الوحيدة) فكانت الطامة الكبرى فبعد ان كانت الكنيسة تجمعنا اصبحت اساساً للفرقة ومرتكزاً لتفتيتها.

فها اربعون عاماً ويزيد على هذا الوضع والامة منه في موقف المتفرج وخاصة في السنوات الاخيرة بالرغم من الجهود المضنية التي بذلت لاحتواء ذلك من قبل تنظيماتنا السياسية في سبعينيات القرن الماضي من خلال المؤسسات التنظيمية والاندية الثقافية الاشورية، ومن المؤسف ان نرى اشارات ودلائل متهمة اكبر تشكيلاتنا السياسية بعدم الوقوف على مسافة واحدة من كنائسنا الشرقية مما يزيد الشرخ ويضعف المواقف ولا غرابة ان استمرت الامور بهذا المنحى من ظهور كيانات تسير نحو الفرقة اكثر.

وختاماً اقول ليس بالملام من كتب التاريخ في زمن غابت عنه الصورة الكاملة للموضوع والمعلومة المؤكدة في الوقت الذي نلمس اليوم ونرى الكثير من الوقائع صوتاً وصورة نجد لدى البعض التحريف والتجميل وذكر الايجابيات فقط عند نقلها ومحاولة تبرير كل السلبيات ان لاحت الى الافق ليس في المجال السياسي فحسب بل حتى في اخبار الكنائس عاملين على تضليل الكثيرين في الوقت الذي يدرك الجميع ان هناك من يسير بخطى حثيثة ومتسارعة نحو التقدم وهناك من لا زال يراوغ في نقطة الصفر .

ايشو شليمون

91
الكنيسة بين المؤسسة والطقس


منذ ان خُلق الانسان على وجه البسيطة، هذا الكائن الذي تجتمع فيه الروح والنفس والجسد  والعقل والفكر والنطق دعاه سر وجوده وسر هذا النظام الذي يتواجد فيه والفائق لأدراكه لللاستسلام لفكرة وجود قوة مسيطره على هذا الكون وعمل جاهداً لتنظيم ذاته لتقبل فكرة وجود الخالق ومن هنا نشأت تسمية الدينن. فالدين اذن بمفهومه العام هو علاقة البشر بالله وبحكم الدراسات الفلسفيه واللاهوتيه وعلوم ما وراء الطبيعهة ولقصور الفكر البشري ومحدوديته تعددت المفاهيم حول ما هو الله ؟ ومن هو الله ؟ وبذلك تعددت الالهة لدى البشر، حيث الله كان تحصيل اسمى ما توصل اليه فكره وقناعته وتلك هي فترة عهد الظمير. بقي الحال هكذا الى ان بدأت حقبة الانبياء والرسل فيها بدأ فكر الانسان بالتبلور التدريجي لمعرفة الاله الحقيقي فظهر عهد الناموس الذي هو اساس وظل لعهد النعمة الذي فيه تجلى الله للبشر وتجسد الاله الكلمة وصار بشراً اخلى ذاته وحلى بيننا من اجل خلاصنا واستقطب حوله المؤمنين فكانت الكنيسة.

كان هو المحور وكانت الكنيسة خاصته ولان يسوع هو راس الكنيسه فهو رأس المحور اما الكنيسة (الجسد) في هذه الحالة تكون هي المحور ولغرض ثبوت الجسد الارضي بالرأس السماوي لا بد ان تكون هناك وسيلة او وسائل لاتمام ذلك لبلوغ الغاية او الهدف الذي هو خلاص الكنيسة (المؤمنين). وباختصار نقول بحسب رأينا المتواضع ان الرب يسوع المسيح الهنا المعلوم هو المحور وهو راس الكنيسة وخاصته هي الكنيسه (الجسد) وفعاليات الكنيسه المتعدده ونشاطاتها وطقوسها وضعت لاجل بلوغ الهدف الذي هو العمل على ثبات خاصية المحور في المحور لانه أي مجد او اجلال يستطيع تقديمه المخلوق للخالق من خلال الطقوس والتقدمات البشريه فهي ليست سوى وسائل للتقرب الى الله وتقديم الشكر عرفانا لمحبته وللثبوت فيه وعليه يجب ان يكون الهدف النهائي من كل الممارسات والفعاليات والطقوس التي تقوم بها الكنيسه بظمنها عمل مؤسسة الكنيسه ينصب في خدمة الكنيسه  (المؤمنين) لذا ينبغي مشاركة الكنيسة بطريقة او باخرى وبالقدر الذي يقدم لهم اقصى خدمة ممكنه من اجل بلوغ الهدف وهو ايصال الكلمه للجميع لاجل خلاصهم.

  ان تكون كنائسنا رسولية فهذا فخر لنا وتاج على رؤوسنا وان يكون لنا طقسنا وليترولوجيتنا الخاصة بنا فهو دليل على كينونتنا وحيويتنا وديمومتنا واختيارنا الحر فيه ما قدمه اللآباء لنا من كنوز الايمان وتراث زاخر بما صدحت به حناجرهم من الالحان الشجيه بكلماتها المؤثرة المعبره لعمقها الروحي، ائتمنا عليها للعمل بها لغرض نمونا الروحي السليم وتغذية ذواتنا من المناهل الاصلية المرتبطه دون انفصال وانفصام بينبوع الحياة لاجل الخلاص ونيل الابديه . وقد يتبادر لاذهان البعض ان هناك قصوراً في الطقس والخلل يكمن في التقيد به ! كلا لان المتتبع لتاريخ كنيسة المشرق يعلم يقيناً بان الكنيسة بالتقليد او ما يسمى التسليم حافظت على ديمومتها وجوهرها النقي. ولكن هنا نحتاج الى الحداثة حيث الخلل يكمن في اداء الطقوس بلغة لا يفهمها المؤمن (في بعض الكنائس) ففي هذا الصدد يقول بولص الرسول (فأني ان صليت بلغة مجهوله فروحي تصلي ولكن عقلي عديم الثمر فما العمل اذن؟ ساصلي بالروح ولكن ساصلي بالعقل ايضا، سارنم بالروح ولكن سارنم بالعقل ايضاً. وإلا فان كنت تمجد الله بالروح فقط فكيف يستطيع قليل الخبره ان يقول آمين لدئ تقديمك الشكر ما دام لا يفهم ما تقول )كور1/ 14-16 فا المؤمن يكون في هذه الحاله لا يصلي لا روحياً ولا عقلياً وحضوره يكون فقط لتناول القربان المقدس حيث البعض يعتقد بان ذلك يغفر له (ما تقدم وما تأخرمن ذنوبه) غير عالم بان من يتناوله بغير استحقاق ينال الدينونة على نفسه بالاضافة الى ذلك فهناك من يتلو الصلاة وكأنه في سباق مع الزمن (يصليها صلي). نعم ان حضور المؤمن لتناول القربان المقدس يحسب له براً لانه بروحه يؤمن بالكلمه مخلصاً  له حيث جاء (فآمن بالرب فحسب له براً) تك/  6:15 ولكنه في هذه الحاله يكون كمن يؤمن بإله مجهول لأن عقله يكون عديم الثمر لا يعلم فعلاً ما هي ارادة الله الحره الصادقه فيه ليكتمل بره بالاعمال لان الايمان بدون اعمال ميت كما جاء في رسالة الرسول يعقوب (هكذا نرى ان الايمان وحده ميت ما لم تنتج عنه اعمال ) يع/17:2   وهنا ايضاٌ يجب مراعات ان لا تعمل الحداثه على الغاء وطمس الاصالة لان كنائسنا رسولية.

بما ان السواد الاعظم منا لسنا سوى اطفالاً بحسب الروح نحتاج الى اللبن الروحي الصافي لننمو ونتقوى في الايمان فهنا يكمن دور الراعي الصالح والحاجة اليه. ولأن الكهنه هم معلمين ومبشرين يعملون لاجل خلاص ذواتهم وتوجيه الاخرين على ذلك وليسوا مخلصين وانهم مؤتمنين على الخدمه بحكم اختيارهم الطوعي للكهنوت لذا يتحتم عليهم العمل بمحبة خالصه ونيٌة صادقه واخلاقية حسنه وشفافيه لاجل ايصال رسالة البشارة بمظمونها السليم وعلى رئاىسة الكنيسة والمعنيين باختيارهم ان لا يزودوا كنائسهم بكهنة على طريقة املأ الفراغات وانما باختيار الانسب. ومن المفارقات بل العجب ان  في هذا المجال ولدى بعض من الكنائس يطول الانقلاب على الموازين والاسس لطريقة ايصال البشاره حسب سياقها السليم فبدل ان يبحث الراعي عن الرعيه نجد ان الرعية تبحث عن الراعي ليقدم لهم خدمة الاسرار المقدسه والتي هناك من يكملها بحرفية الطقس دون ان يجهد نفسه توضيح ماهيٌة وقدسية هذه الاسرار وكان واجبه محدد بقراءة نص مكتوب منقول من (لوح محفوظ) وكفى ناسياً او متناسياً واجبه ومسؤوليته الكبرى ومن منطق المحبة و التي هي تلمذة الرعية.

أوليس من واجب كهنتنا ورعاتنا في الشتاة خصوصا ً ان يقفوا عند سبب لجوء الكثير من ابنائنا وأخوتنا الذين ترعرعوا في كنف كنائسنا الرسوليه الى كنائس اخرى !!!! فالحق يقال بأن بعض من كهنتنا ليس لديهم اي انشطة روحيه على الاطلاق وتعاملهم مع الكنيسه محدد بتقديم الاسرار الكنسيه المقدسة وبشكل خاص سر الذبيحه الالهيه  وبذلك تكون خدمتهم التبشيريه الوحيدة بالانجيل محدده بما هو مكتوب في طقس القداس لايام الاحاد مضاف اليها ايام الاعياد والمناسبات وبحساب بسيط يتبين لنا بأن ما يتلقاه المؤمن وما يتلى عليه خلال عام كامل لا يزيد على (92) اصحاحاً (52 احاد و 40 اعياد ومناسبات ) هذا لمن يحضرها جميعاً. في حين ان الكتاب المقدس بعهديه يتكون من (1189) اصحاحاً وهذا يعني ان هناك الكثير مما يحتاجه المؤمن لنموه الروحي والثبات في الكلمة ما لا يمكن تغطيته خلال الفترة اعلاه وبذلك تتطلب الحاجة الى اللقاءات الروحيه والمحاضرات والندوات التعليميه التي يمكن اقامتها من خلال تأسيس اخويات وجمعيات وتفعيل وتنشيط دورها ان وجدت كما هو معمول به في الكثير من الكنائس ويفتقر عليها البعض  حيث العبرة ليست بالاسم بل بالمضمون .وفي بلدان الغربة نجد هناك من هو فعلاً مؤمن بروحه وعقله ونلتمس ذلك من خلال تصرفاته واعماله الحسنه ففيه من الصدق والاخلاص والمحبه والنظره الانسانيه واعمال الخير والوداعه مما لا يدعو للشك في ايمانه العقلي بالانسان الذي هو غاية الاله المتجسد المصلوب من اجل خلاصه.

 وختاماً اقول لست معلماً او ناصحاً للكهنة والاباء ولكن عندما اجد خطاباً (في احدى كنائسنا الشرقيه) موجهاً من احد الاباء الى  من هو اعلى منه رتبة عنوانه
 ܠܗܘ ܕܠܐܠܐ ܚܫܝܚܐ ܕܦܐܫ ܩܪܝܐ ܒܫܡܐ ܡܫܝܚܝܐ(الى الذي لا يستحق ان يُدْعى  بالاسم المسيحي) اتسائل يا رب الى اين وصلت الحالة اذن !!!! وما هي عمق المعانات الروحيه لهذا الاب ليكتب هذا !!!!؟ نعم يا قداسة ابينا البطريرك محق وصادق انت حين تقول لقد طفح الكيل فلتكن يمين الرب معك في الترميم الداخلي ويلهمك ويساعدك في مد يد العون لعموم كنيسة المشرق وخصوصاً لمن وصلت بهم الحالة لهذه الصيغة من المخاطبه ..

   ايشو شليمون  
ملبورن استراليا          
                                                                           

92
الاخ الدكتور عبد الله مرقس رابي

مقال رائع في تبيان معنى المؤسسة بشكل عام فيه من الجدلية في الربط بما لا يقبل الشك في طرحك السلس للموضوع، والمؤسسة الدينية ليست خارج ذلك الاطار، ولكن اعذرني ان اقول ان لي فيه مأخذ فيما يخص المؤسسة الكنسية (المسيحية) حيث من المعلوم ان جميع الديانات هي نتاج الفكر البشري من خلال دراساته الفلسفية او الميتافيزيقية او قد تكون عن طريق وحي او ايحاء يمكن الشك في مصدره وبذلك يكون اي نقد او انتقاد للمؤسسة التي تتبنى تلك الافكار يمس مؤسسها او واضعها وانت محقا في ذلك كل الحق غير ان المسيحية هي تعاليم وسيرة حياة الاله المتجسد وليست نظرية فلسفية او جدلية او دراسات، لذا فالمؤسسة الكنسية ليست بحاجة الى وضع افكار لتنظيم العلاقة بين اعضائها والخالق وانما هي بحاجة الى وضع الية او اسلوب لايصال الرسالة السماوية بمضمونها الصحيح من طقوس وتقاليد وممارسات اخرى وتهيئة كوادر كفوءة (اكليروس) لاتمام ذلك. لذا لا اجد اشكالا في الصيغة التي يطرحها الدكتور ليون برخو حين يقول "انا لا اعني في انتقادي الرسالة السماوية بل المؤسسة الدينية" لان جوهر الدين المسيحي وتعاليمه ليست من نتاج فكر المؤسسة الكنسية كما ذكرنا.  في حين انها تتحمل مردودات الطقوس والممارسات الدينية والتقاليد وطريقة ايصالها واداء كوادرها (الاكليروس) سلبية كانت او ايجابية واني ارى في قولك "فهو من حيث لا يدري ينتقد الرسالة السماوية التي هي المعتقدات التي وضعها مؤسسة الديانة". معذرة فاني اراها في غير محلها، وتحديدا في المؤسسة الدينية المسيحية.


تحياتي

ايشو شليمون
ملبورن استراليا

93
نريد كهنة لا سلاطين وكُهان
[/b]

 

الى كل من يقاس على شاكلة (حفني وفينحاس[1]) !!

الى احبائي اخوتي واخواتي ابناء كنيستنا المقدسة المحترمون.

 

الى كل من يُسمى اباً وكاهناً من الذين يتهمون ابناء رعيتهم بعدم احترام الكهنوت والتي بها يحاولون خلط الاوراق وطمس حقيقة ما جرى ويجري في الكنيسة بسبب سوء ادارتهم وتخبطهم وإخفاقاتهم في سلوك النهج القويم واتخاذ القرار العادل والسليم في التعامل بحكمة مع اساس المشكلة بدءاً من الاسلوب الغريب والمجحف والاستخفاف بعقول المؤمنين في طريقة احتواء وتفسير اسباب ترك العديد من الآباء والكهنة والشمامسة للكنيسة نزولا الى مشاكلهم الادارية والروحية التي لا حصر لها، ونظراً للمغالطات وسوء الفهم الذي ترتب على ذلك لدى بعض من ابناء كنيستنا ولكل من هو  في دوامة وإشكالية الخلط وعدم التمييز بين شخص الكاهن والكهنوت او بين الكاهن الحقيقي ومن اتخذ  من الكهنوت مهنة، وخاصة عندما نجد اشخاص غير مهيئين او مؤهلين ذهنياً وروحياً ولاهوتيا لهذه الرتبة المقدسة نقول.

 ان الكهنوت بجوهره وحسب رأينا المتواضع ليس مهنة او تصريح للعمل بل هو ضياء عمل الروح القدس في الكاهن لاستنارته وتغذيته لإتمام عمل الرب في الكنيسة، وخدمة الكهنوت خدمة مقدسة وللكاهن سلطة ممنوحة لا من البشر وإرادته بل من الله هبة مجانية لمن دعاهم وانعم بها عليهم في حين ان قبول وتفعيل عمل الكهنوت في نفس الكاهن يبقى اختياري ذاتي طوعي لخدمة الكنيسة خدمة روحية.فهي اكرم واسمى خدمة يقدمها الانسان لأخيه الانسان وبهذا نستطيع ان تقول ان الكاهن هو ممثل المسيح امام المؤمنين لذا فسلطته ليست سلطة سحرية للتسلط على الكنيسة واستغلالهم كسلاطين الارض لان الكهنوت من الاسرار السماوية المعينة من ذات الله المحب،  والداعية لخلاص البشر. فكم يجب ان يكون طاهرا هذا الاناء وهذا الهيكل الذي يهيئ ويختار ليحل فيه الروح القدس ومنه يفيض بركة للمؤمنين عاملا على تطهير ذواتهم من كل دنس متمكنا في قيادتهم ليكون لهم راعيا صالحا امينا ساهرا عليهم حسب عطية النعمة الإلهية الموهوبة له والفاعلة في ذاته بقدر ايمانه الشخصي.

لذا فان شخص الكاهن يكون في اذهان الناس مربوطا بالله ومن يحب الله عليه ان يوقر ويحترم الكاهن وبهذا تقع عليه المسؤولية الكبرى امام الله والمؤمنين لحفظ الامانة الموكل عليها اهلاً لها محبا مؤمنا ورعاً مقتدراً مثابراً اميناً في خدمته الكهنوتية الروحية لأنه  بحسب سر الكهنوت ينال شخص الكاهن خاصية روحية تؤهله لخدمة الكلمة والأسرار الكنسية. فتصرف الكاهن سلباً كان او ايجاباً في الحالتين ينعكس بدوره على طبيعة تعامل الرعية وتفاعلها ونموها الروحي والاستعداد لتقبل الفكر وعلى تصرفاته وعمق تأثيرها تكون ردود انفعالهم. لذا فعليه ان يكون مثالا ونموذجا يقتدى به في السلوك والأخلاق والتصرف في جميع المجالات، يعمل بضمير حي وفكر نير قادر للتميز ورؤية الحقيقة غير مجامل ولا محابب على حساب الحق. بل صارما وحاسما حين يتطلب الأمر قول الحق ومناصرته عاملا بقول الكتاب المقدس "يجب ان يطاع الله لا الناس" فطاعة الله والوثوق بوعوده هي اللبنة الاولى لتهيئة الذات للدخول في حياة القداسة وعليه ان يجاهد في تنميتها وتغذيتها وتربيتها حيث القداسة سلوك يعمل فيه لنكران الانا للتأهل والاتحاد بالرب روحيا. بها يصبح هيكل الانسان طاهرا نقيا مؤهلا لحلول الروح القدس يثبت في الرب ليثبت الرب فيه ويشعر دوما بان الله (له ومعه وفيه) وتتجلى فيه ثمار الروح القدس حيث جاء في الكتاب المقدس " كونوا قديسين لاني انا قدوس" يقول الرب وفي الممارسة الروحية يقول "اسلكوا سلوكا مقدساً في كل امر مقتدرين بالقدوس الذي دعاكم" بطرس 1، 15_ 16 لذا وجب على من ينوي الكهنوتية المقدسة ان تكون له الرغبة والطموح والسعي والمثابرة ملتزما وعاملا بصدق وإخلاص وقوة بأسس ثبوت حياة القداسة التي هي الايمان والرجاء والمحبة بهم يسموا الكيان ويتعالى ويثبت الزائل ناظريه الى الامور غير المنظورة ويغض النظر عن المنظورة منها.

فالقداسة لا تورث ولا تحل بجبة نرتديها او مسميات نسمى بها بل تكتسب بالممارسة وترويض الذات العتيقة وبالجهاد الروحي حيث الرتبة الكهنوتية ليست ابدا مقياسا للقداسة، ومن المجحف لمن هم برتبة الاسقفية السامية بطغمها الثلات اتخاذ اسماء ونيل رتب الاباء القديسين الاوائل كل من لا يتحلى ويعمل حسب اخلاقياتهم وروحانياتهم، وهنا ينبغي التميز بين الرتبة المقدسة الممسوحة بالروح القدس العاملة في هيكل طاهر وبين الرتبة المنقوشة على لوح من حجر "حيث من ثمارهم تعرفونهم" يقول الرب. فالنور يخترق الظلام ويبدده ولكن الظلام لا ينبعث منه نورا، والقلوب المتحجرة لا يتخللها الضياء وان كان حالا عليها كاشفا معالمها، والصخرة لا تتشبع بالماء ولا تترطب وان كانت في عمق البحر، والإبليس يبقى ابليسا وان كان في حضرة الله، هذا هو الذي يقسي قلبه حين يسمح كلمة الرب يكون له من التقوى مظهرها، فمهما كانت ابهة الجبة التي يرتديها او الموقع الذي يشغله يبقى حجرا جلموداً فارغا من الروحانيات خاويا لا عطاء له ولا ثمر لديه وصنيعه يكون علقماً.وعليه يحب ابداء الطاعة والاحترام والتعامل بكل ادب ولياقة لشخص يحمل هذه الرتبة المقدسة طالما هو يحفظ جلالة وهيبة وقداسة الكهنوت في شخصه اما شخص الكاهن الذي لا يحافظ عليها فهو ليس عبئا على الكنيسة فحسب بل هو نخر في عظامها ولهؤلاء يقول مار يوحنا ذهبي الفم في كتابه الكهنوت المسيحي " ان شعر احد الكهنة بعدم اهليته حتى بعد سيامته عليه ان لا يتردد عن الاعتذار عن هذه الخدمة السامية " لذا فعلينا حين نرى من هو غير مؤهلا للكهنوت وليس راعيا صالحا ولا ينسحب طواعية ان لا يخال لنا بان هذا هو قدر الكنيسة! وان حسابه يكون في الاخرة! وان ادى الى تدمير الكنيسة روحيا. لان المؤمن ليس خارج معادلة الكنيسة وفي هذا السياق ومن وحي الكتاب يقول قداسة ابينا البطريرك مار لويس روفائيل الاول ساكو (وكان في حينها مطرانا لكركوك) " الكنيسة ليست  الاكليروس انما هي جماعة المؤمنين ... والمعمدين لهم كهنوتهم الملوكي والبنوي وهم شركاء في الكنيسة وليسو قطيعاً".

ومن هذا المنطلق نقول ما احلى وأجمل كلمة الرب التي نطقت بها شفتاك بدعوتك لوحدة كنيستنا المشرقية يا قداسة ابينا البطريرك  منذ اول يوم  ارتقيت فيه سدة البطريركية ولتكن هذه الدعوة المباركة بلسما لجراح كنيستنا التي مضت عليها مئات السنين ولجرحها الثاني الذي يربوا على اربعين عاما ولا زلنا ندور في حلقة مفرغة كشعب اسرائيل في الصحراء والذي ليس فيه اي اساسا روحي او اختلاف لاهوتي بل هو مبني على الطائفية والعشائرية المقيتة والتي استغلها النظام السابق واتخذها فرصة لبلبلة وتمزيق وحدة الصف الاشوري، فعسى ان يستلم زمام الامور من يستطيع ان يعود بالسفينة الضالة الى حيث الاسطول. فهذه هي الفرصة الذهبية لوحدة كنيستنا المشرقية ان لم نقل انها فرصة لمن يروم الخروج من عنق الزجاجة والسائرين معه في النفق المظلم الى رحاب المحبة ونور الرب (واللبيب بالاشارة يفهم).

وختاما نقول هذه هي نظرتنا عن الكهنوت وشخص الكاهن وليس كما يدعون بعدم احترامنا للكهنوت، وانما نحن فقط نريد رعاتاً لا رعياناً وكهنة لا كهان ليثبتوا انهم كهنة بالعمل والبرهان ويكفوا عن التهديد وهز البنان والطرد والتحريم والقول المهان، ليبقى كاهننا كاروزاً يركع امام المذبح ورعاً بأمان، لا إماماً وخطيباً هاتفاً الله اكبر مثل سلطان الزمان.

ولنا في الرب الرجاء والعزاء والله مع الصابرين.

 

ايشو شليمون

ملبورن استراليا

 

 [1] صموئيل الاول – الاصحاح الاول 3-4

صفحات: [1]