الرابطة الكلدانية ... متى الأنطلاق؟
زيد غازي ميشو
zaidmisho@gmail.com
أسكيمو ام العراق؟
حسب ما يعرفه الجميع، أنعقد المؤتمر التأسيسي للرابطة الكلدانية العالمية في اربيل العراق بداية شهر تموز وحره، برفقة حرارة الإيمان القومي والكنسي.
وعادة في السباقات الرياضية تكون هناك صافرة انطلاق، او اطلاقة من مسدس تستخدم للصوت فقط، وأن لم تتوفر الصافرة والمسدس، فسيستعان بشخص صوته (مزلزل) ليعلن صارخاً لحظة البدء، وهذا اضعف الإيمان.
أما المؤتمر وبدء العمل به، فقد دقت الساعة، وزمرت الصافرة، ودوى المسدس، ومن ثم العاب نارية، ومازال العائدون من المؤتمر إلى كندا وأميركا قطعة من الثلج وكأنهم أتوا من الأسكيمو! (أكيد لا اقصد المطران ابراهيم ابراهيم الذي أجلّه واحترمه واحبه جداً ...فلا تسوون فتنة رجاءً).
أكتب هذا وأتهم المشاركين من كندا واميركا بالبرود، لعلمي الأكيد بحرارتهم ورغبتهم في العمل، لكني بصراحة مستعجل جداً لأرى حركة، وإلا سأضطر ان اقود الرابطة بنفسي، علماً بأنني لا أملك اية صفاة قيادية وذنبهم على جنبهم، او ان نسمع منهم موعد لأول نشاط وسأكون سانداً لهم.
ماذا نريد أكثر؟
تأسيس رابطة كلدانية عالمية - ومن شروط انتسابها ان يكون مؤمناً بقوميته الكلدانية - دعم الكنيسة المعنوي والمادي لها - اصبح لدينا رابطة من اسمها يدل على انها تربط جميع الكلدان في العالم مع بعضهم البعض كأمة وشعب، ومن اهدافها الأهتمام بكل ما يخدم الكلدان ويرفع اسمهم وايضاً ستشمل بعملها مسيحيي العراق كافة.
ماذا نريد أكثر من ذلك!؟ او ماذا عملنا خلال اعوام العمل القومي يوازي تأسيس مثل هذه الرابطة!؟
سنون عجاف والألم يعتصرني بسبب الأخفاقات المتكررة، حيث في كل مرة يكون لنا عمل قومي كلداني كبير يسعى له اصحاب الغيرة الكلدانية، والنجاح محسوم امره، الا أن الأيادي الخبيثة تعمل على افشاله وتنجح! واليوم بعد تأسيس الرابطة، علينا ان نبتر اولاً كل يد واصبع يحاول النيل من الرابطة وعرقلة حركتها، لأنها ومنذ اول اجتماع للمؤتمر التأسيسي كتب لها ان تنطلق انطلاقة صاروخية نحو الهدف دون الألتفات إلى الأصوات النشاز التي تتمنى حرف المسير عن المبتغى، لذا ارى بضعة ايام على انتهاء المؤتمر والخروج منه بأروع حلّة تكفي لراحة المشاركين في المؤتمر، وعليهم ان يسخروا كل جهودهم وطاقاتهم ومنذ الآن للعمل الجاد، بدءاً بتسجيل الرابطة رسمياً في العراق، وعقد ندوات تعريفية للرابطة في بلدان المهجر بالقريب العاجل، وتحديد موعد سريع لتأسيس فروع الرابطة في تلك البلدان، ولا نريد لهذه الثورة الأخماد.
ثلاثة لقاءات كفيلة لأزالة كل الشكوك
اللقاء الأول اجرته إذاعة صوت الكلدان في مشيغان مع زميلهم الأخ شوقي قونجا أحد المشاركين في المؤتمر التأسيسي للرابطة الكلدانية العالمية، وقد تكلم خلاله بلغتنا الأم (إللي ما افهمها بس اكو مترجم) عن فترة المؤتمر ومجرياته بكل صراحة، والدور المهم الذي لعبه كل مشارك والنتيجة كانت الأعلان عن اهم عمل للكلدان في تاريخنا الحديث.
http://www.chaldeanvoice.org/mod.php?mod=interviews&modfile=item&itemid=34
كذلك أجرت قناة المخلص الفضائية رغم عدم كفائتها، لقاءً تاريخياً مع البطريرك لويس روفائيل الأول ساكو، اجاب بشكل مباشر ورائع وشافي على كل الأسئلة التي في هاجس المتابعين والمشككين، ووضع المحراث بالشكل الصحيح، ولن يلتفت الى الوراء، تكلم خلاله حول مبادرة الوحدة بين الكنائس بشفافية مطلقة وبروح مسيحية والتي نتمنى ان تلاقي تلك الروح مكاناً في قلوب الأطراف الأخرى، وتكلم أيضاً عن الرابطة بشكل موجز، ومن ثم وحسب فهمي البسيط، فقد بدد كل الأتهامات التي طالته جزافاً من المشككين في هويته الكلدانية، ومن بعدها اقول للمستمرين في اساءتهم لغبطته: محاولاتكم التسقيطية التسفيهية لن تجدي نفعاً، اكتبوا ما يحلوا لكم ويبقى البطريرك ساكو اعلى وارفع من اية شبهة.
ملاحظة: عندما ذكرت بأن قناة المخلص غير كفوءة بأجراء هذا اللقاء، فأنا اقصد ما اقول وليس من باب الأساءة، بل لأن البطريرك ساكو وبعض الأساقفة الأجلاء يسعون لأعطائها التسمية الكلدانية لتكون فضائية كلدانية، وهذا ما أتمناه لكن عندما تكون بالمستوى المطلوب وليس كما هي الآن، لذا اتمنى ان تعمل على تطوير ذاتها كي تكون لنا استحقاق ونحن لها داعمين.
https://www.youtube.com/watch?t=1333&v=tQpimhzNzs8&app=desktop
واللقاء الآخر اجرته إذاعة صوت الكلدان في مشيغان بشخص الأخ العزيز فوزي دلي مع الأستاذ صفاء صباح هندي، الرئيس المنتخب للرابطة الكلدانية العالمية والذي تعرض هو الآخر لأتهامات شنيعة منها انتماءه إلى (زوعا) وهذا اتهام خطير جداً، لكن في اللقاء، وضح كل الأمور الخافية، وبيّن لنا بأن اسم صفاء صباح هندي اكبر بكثير من تلك التهمة او هذا الأنتماء المقرف.
وما لم يعجبني في اللقاء هو ما ذكره عن مشروع زياراته إلى دول الشتات لغرض تأسيس الرابطة، وبذلك يجب ان نصبر بضع اسابيع لحين وصوله كندا وأميركا، وافضل ان تكون الرابطة فرع كندا بأستقباله عند زيارته، ولا ننتظر التأسيس إلى ذلك الوقت.
اهلاً وسهلاً أخينا العزيز صفاء، مرحباً بك بين اهلك وناسك، ويهمنا جداً زيارتك لنا، واتمنى ان نستثمرها للعمل دون ان ننشغل بالتأسيس والذي هو من مهمة الوفد المشارك في المؤتمر والمهتمين من الدولتين.
وقبل اللقاء نشر رئيس الرابطة برنامج عمل الهيئة العليا للرابطة الكلدانية متمنياً التوفيق لرابطتنا.
http://www.chaldeanvoice.org/mod2.php?mod=interviews&modfile=item2&itemid=35
التركيز على العمل وترك السجالات
(ولو ماكو شي مضمون) إلا انني قررت قراراً ليس نهائياً، أن اترك السجالات جانباً واترفع عن الدخول في جدالات مع المشككين في الرابطة، او اللذين انزعجوا منها لسبب اجنداتهم اللعينة على شاكلة التظيمين الأغاجاني والكنّاوي السيئين، وايضاً سأتعالى جداً على المتعصبين الأنقساميين الذين يتصورون جهلاً بأن الكلدانية ليست أمة ويحاولون جاهدين تصغير اسمنا الكلداني ليصبح ضمن تسمية قطارية او تابعة لقومية من الخيال، مثل هؤلاء الأنفار لم يعد لثرثرتهم اهمية بعد تأسيس الرابطة الكلدانية.
فاتباع التنظيمين ومن لفّ لفهم ومن هم على شاكلتهم، أقول لهم: لا انتم ولا اجندتكم سيكون لكم حجماً امام الثقل الكلداني بعد الرابطة، ومن يرانا بعين سنراه بأثنتين، ومن لا يرانا، فهو غير موجود اساساً.
ومن الآن، لا بد ان يكون الهم الأكبر هو التركيز على عمل الرابطة ومساندتها ودعمها بكل ما اتمكن منه (اكيد مو فلوس، لأن اعرف الشغل وية الكلدان صرف من الجيب مو مثل تنظيمات الأجندات وتمويلهم من نفط العراق لبث الشقاق).
وعليه، أعود للمربع الأول في المقال، وأقول للمشاركين في المؤتمر:
المؤتمر خلص وفرحانين بيه، رجعتوا بالسلامة لأهاليكم، شفتوهم وفرحتوا بيهم، وفرحوا لرجوعكم، اتصور كافي! مو؟