عرض المشاركات

هنا يمكنك مشاهدة جميع المشاركات التى كتبها هذا العضو . لاحظ انه يمكنك فقط مشاهدة المشاركات التى كتبها فى الاقسام التى يسمح لك بدخولها فقط .


مواضيع - يوسف شبلا

صفحات: [1]
1
المنبر الحر / عروض الشعر العربي
« في: 20:54 09/01/2018  »
عروض الشعر العربي

يوسف حنا شبلا
   الشعر رافد من روافد الحياة وقد اهتمت به امم كثيرة ولعل العرب من اشعر الامم حيث طغى الشعر على دواوينهم ونواديهم ومناسباتهم المدنية  والدينية وقد برز على مر القرون شعراء فحول قالوا الشعر على السليقة واجادوا.
من جهة اخرى نلاحظ ، بأسف شديد ، ضياع محاولات شعرية كثيرة مما ينشر في اليوميات والاسبوعيات وغيرها بسبب جهل كتـّابها باصول العروض. فبعـضهم يعتقـد ان البيت يكون صحيحا اذا تساوى شطراه بعـدد الكلمات ، وبعضهم يعتقد ان القافية هي التي تحدد كون الكلام شعرا ، وهناك اعتقادات اخرى لا داعي للخوض فيها لكن السبب في جميعها واحد وهو الجهل بهذا العلم.
وهناك طائفة اخرى تستصعب العروض فتنفـر منه نحو فنون "شعرية" اخرى كالنثر المركز والشعر الحر (والشعر المنثور والنثر المرتب على هيئة الشعر) بمختلف درجات الحرية وشعر الخواطر والومضات  والهمسات واللمزات وغير ذلك وقد تبدع في تلك الفنون وهذا جيد ولكنه لا يمثل الشعر العربي الاصيل.
   وعلم العروض علم يعنى بمعرفة صحيح الشعر من فاسده ، وزنًا وقافية ً ، ويمهد السبيل للراغب بتعلم نظم الشعر لفحص نتاجه او محاولاته الاولى ريثما يصبح النظم عنده سجية بعد ان ذهبت  السليقة. وهذه الدروس تقودك خطوة فخطوة بهذا الاتجاه.
وقد حاول كثيرون دراسة العروض ثم اعرضوا عنه بسبب الصعوبات التي تكتنف الموضوع وكثرة المصطلحات المستخدمة  فيه والتي لا تسهل التعلم وقد تصعبه.
   وفي هذه الدروس سنعتمد الطريقة المقطعية لسهولتها مع تجنب المصطلحات العروضية التي لا تسهم في فهم اسس العروض بل قد تعيق عملية التعلم في البداية ، لكننا سنجمل من تلك المصطلحات ما يتعلق بكل فصل رغم قناعتنا بانها فائضة ، ومعلوم أن شعراء المعلقات نظموا أروع شعر على السليقة دون ألمام بالعروض.
   وسيكون البناء من الوحدات الصغيرة الى الوحدات الاكبر منها فسنبدأ بالمقطع القصير ثم المقطع الطويل ثم نجمع بينهما مفردا ومثنىً وبعدها ننتقل الى التفعيلات. وبعد التمكن من التفعيلات ننتقل الى البحور بحرا بحرا.
   وعند دراسة الجوازات الممكنة في البحور وانواعها سنركز على الشائع ونستبعد الغريب وغير المتداول خلافا لما جرت عليه العادة من الدخول في تفاصيل حالات نادرة الورود في شعر العرب على حساب الحالة العامة. 


   الدرس الاول

الكتابة اللفظية الممهـِّـدة للتقطيع العروضي

1-   شرح الموضوع
اصل الشعر ان يكون منطوقـًا به ولهذا فعند تقطيع الشعر المكتوب لابد من اعادته الى الوضع اللفظي وذلك بحذف كل حرف لا يلفظ ( وان كان مكتوبًا) واضافة كل حرف ملفوظ ( وان لم يكن مكتوبًا) كما في البيت التا لي:

 قف بالمعرّةِ وامسح خدّها التربا
                                واستوحِ من طوّقَ الدّنيا بما وهبا

تكتب (كما تقرأ) هكذا:
قفْ بِلْ معرْرَةِ وَمْسحْ خدْدَهلْ تربا
                               وسْ توْحِ منْ طوْوَ قدْ دنيا بما وهبا

وسيعاني الطالب بعض الصعوبة في البداية الا انه سرعان ما يتغلب عليه بالتمرن ، ثم سيتجاوز مرحلة الكتابة اللفظية، بعد فترة من التدرب،  منتقلا الى التقطيع المباشر من الكلام دون المرور بمرحلة الكتابة اللفظية.

وتتضمن الكتابة اللفظية جملة اجراءات ( اضافة الى اظهار الحركات والسكنات ) منها ما يلي:

أ‌-   كتابة نون التنوين ، مثلا  كتابٌ تكتب كتابـُنْ ، باباً  تكتب بابـَنْ ، نفسِ تكتب نفسـِنْ.
ب‌-    فك المد آ ليصبح أا
ت‌-    فك التشديد ، مثلا  ،كلنا تصبح كلـْلـُنا
ث‌-    حذف همزة الوصل: يوم الشهيد تصبح  يومشْ شـَهيد
ج‌-   حذف الالف والالف المقصورة في آخر الكلمة المضافة الى معرف بأل مثل متى الرحيلُ تصبح مترْ رَحيلُ عصا الطاعة تصبح عصطْ طاعة.
ح‌-   اضافة الالف بعد الهاء او الذال في بعض اسماء الاشارة مثل هذا تصبح هاذا، هذه تصبح هاذه وأحيانا هاذهي، ذلك تصبح ذالك وهكذا تصبح هاكذا وهكذا.
خ‌-    حذف الف انا في كثير من الحالات لتصبح أَنَ بفتحتين.
د‌-   اشباع الحركات في آخر البيت فالضمة تصبح واوا  والفتحة تصبح الفا والكسرة تصبح ياءًا وهذا الحرف الناتج عن اشباع الحركة يسميه العروضيون  وصلاً.

أمثلة على الكتابة بحسب اللفظ
كيف الوصولُ                    >>        كيفلْ وُصولُ
(يكتبها بعض العروضيين كيفَ لْوصولُ بادئين الكلمة الثانية بسكون وهذا غير مستحب)
رضا الوالدين                    >>        رضلْ والدين
لمّا أناخوا                         >>        لمْ ما أناخو
باقٍ واعمارالطّغاة قصارُ       >>   باقنْ وأعمارطْ  طُغاةِ قصارو       
في اللاذقية ضجّة ٌ               >>     فلْ لاذقيْ يةِ ضجْجَتنْ
هذا العراق وهذه ضرباته      >> هاذلْ عراقُ و هاذهي ضرباتهو

تاللهِ لأقتيدَ زيدٌ باسمِ زائدةٍ       ولاصطلى عامرٌ والمبتغى عمرُ  >>
تلْ لاه لـَقـْتيدَ زيْدنْ بسْمِ زائدتن     ولصْطلا عامرنْ ولْمبْتغا عـُمَرو

لكنّ عزمك لن يحل به الونى       >>لاكنْ نَ عزْمك ليْ يحلْ ل بهلْ ونا
تقول التي من بيتها خفَّ مركبي   >> تقوللْ لتي منْ بيْتها خفْ ف مرْكبي
يا حادي العيس عرّج كي اودّعهم >>يا حاديلْ عيس عرْرجْ كيْ اودْدعهمْ
هذا الذي قلته بالامس صدّقه       >>هاذلْ لذي قلْتهو بلْ امْس صدْدقهو

3-  تمرينات
اكتب ما يلي بحسب اللفظ
يوم الشهيد تحيّة وسلام         بك والنضال تؤرّخ الاعوامُ
بك يبعث الجيل المحتمُ بعثه     وبك القيامة للطغاةِ تقامُ
سينكس المتذبذبون رقابهم     حتى كأن رؤوسهم أقدامُ
أجارتنا انا غريبان ههنا         وكل غريب للغريب نسيبُ
لثورة الفكر تأريخٌ يذكرنا       بأنَّ الفَ مسيحٍ دونها صلبا
هو عبءٌ على الحياة ثقيلٌ      من يّظن الحياة عبءا ثقيلا
والذي نفسه بغير جمال         لا يرى في الحياة شيئا جميلا
فتمتع بالصبح ما دمت فيه     لا تخف أن يَّزولَ حتى يزولا
له خشبٌ يجوع السوس فيه    وتمضي الفأر لا تأوي اليهِ
وأعجبُ منه في نظري جباةٌ     تراهم وسطهُ وبجانبيه
إذا لاقيتَ واحدهم تصدى     كعفريت ٍ يشيرُ براحتيه
انا لا اذكـّـرُ منكـُم اهل الندى   ليس الصحيحُ بحاجة لدواءِ

2


هل آدم لفظة سامية ام سومرية؟

يوسف  شبلا
تورونتو – كندا

اقترحت في مقالات سابقة قراءة جديدة لاسماء رافدية عديدة مثل كلكامش وآشور (آثور) وبعيروتشام وكالدو وكالخو وتموز وبابل وكربلاء والقوش وتللسقف وكورد ويهود وغيرها بالعودة الى الجذور القديمة لاسيما السومرية منها. وفي هذا المقال سنتناول لفظة آدم بنفس الطريقة.
 نقرأ في سفر التكوين في الاصحاح الاول والاعداد (26-28 :1 ) ان الله خلق آدم في اليوم السادس  )اي بعد ان هيأ له كل وسائل العيش الكريم وخصه بتكريم خاص( حيث خلقه على صورته ومثاله وسلطه على كل المخلوقات الاخرى. ولا ذكر للتراب او الطين  في عملية الخلق.
لكن ترتبط لفظة آدم تقليدا بالأديم بمعنى التراب بحسب الاشارة الواردة في الاصحاح الثالث من سفر التكوين (  3:19) وهي ترد في سياق موت آدم وتحلل جسده بعد سقوطه هو وزوجه، اي بعد الموت الجسدي اللاحق للموت الروحي، ولا ذكر للطين او للتراب في عملية الخلق الواردة في الاصحاح الاول. وعليه فان ربط اديم وآدم بالتراب مسألة فيها نظر.

الا ان لفظة آدمو سابقة لتدوين سفر التكوين بأكثر من 1500 عام حيث يرد               Adamu  كاسم علم للملك الآشوري تسلسل رقم 2 في قائمة الملوك الآشوريين ذات ال 117 ملكا للفترة 2500 – 612 ق م وتورده قوائم اخرى في التسلسل رقم 3 اي انه حكم ردحا ما في حوالي 2450 – 2300 ق م.     وحيث ان هذا التاريخ موغل في القدم فإن حاشية الخطأ بالقرون وليست بالعقود او السنين كما هي الحال في المجاميع الاحدث في ذات القائمة. ويرد اسمه في هذه القائمة ضمن اول واقدم مجموعة من الملوك والمسماة مجموعة " الملوك سكنة الخيام" . وقد حكم مباشرة بعد توديا (اول ملك آشوري) بحسب هذه القائمة.
واريد ان اخلص من هذه المقدمة الى ان الاسم آدم قديم جدا حيث كان قيد التداول حتى في هذه الفترة المبكرة في الحضارة الرافدية وفي بداية الحضارة الاشورية بالذات وعليه فانه يعود الى الفترة السومرية السابقة لها ويحتاج الى تأويل سومري.
ولاجل ذلك نقطّع الكلمة الى مقطعيها الظاهرين بوضوح وبدون تقريب او قلب الحروف متقاربة المخارج كما يحدث في التأثيل عادة:
 1 – المقطع ( آ )  ويعني بالسومرية الهواء والسماء وينسحب كناية الى الاله كما في آنو اله السماء وآنانا الهة السماء، وآنوناكي وهم الآلهة الصغار الذين يقومون (بحسب الميثولوجيا السومرية) بايصال اوامر آلهة السماء الكبار الى سكان الارض (كي السومرية)، وأنشار ملك السماء، وآشور أو آثور الثور السماوي   وأنكي اله العمق او الارض، وانكيدو (ابن الاله انكي) وغير ذلك.
وترسبت آ في اللغات السامية على شكل عا كما في عنان السماء بالعربية وعناني (عناني) بمعنى غيوم في الارامية والسريانية وأ في السورث كما في أنانا (مزنة قوية من غيوم سوداء) وربما كانت عا هي الاصل في السومرية وتحولت الى آ بسبب تأثير الاشوريين الذين يسقطون حرف العين لفظا، لكن لا سبيل الى الجزم لأن العلماء ما زالوا مختلفين على اللفظ الاصلي لبعض المقاطع السومرية.

2 -  دومو dumu   وتعني الابن لازما معناه اومجازا،  والتي اختصرت في فترات لاحقة الى دو كما في أنكيدو وكالدو ويهودو  وغيرها ووردت كاملة في دوموزي (تموز). 

اي ان آدم تعني بالسومرية الابن السماوي وبالسورث يالا شميانا او مجازا ابن الله.

هل يؤيد الانجيل المقدس هذا التأويل؟ نعم.
نقرأ في بشارة لوقا عن نسب يسوع المسيح (ل.م.) سلسلة الاجداد التي تنتهي بالعدد التالي (3:38):

 " ابن قينان ابن انوش ابن شيث ابن آدم ابن الله"


وهذا اللقب مفهوم حيث لم يكن لادم اب ارضي فهو تلقائيا ابن خالقه كنايةً.


تعتبر السومرية لغة معزولة لا تنتمي الى اية عائلة من العوائل اللغوية المعروفة لكن الاب دايمل A. Deimel,  المختص بالسومريات يرى ان السومرية ما زالت حية في الهنكارية واذا اخذنا بهذه الفرضية ولو على سبيل الدلالة لا الحسم يمكننا الاستعانة بالهنكارية لنرى تسلسل الكلمتين الدالتين على ابن الله وكما يلي:        Isten Fia اي ان كلمة ابن Fia هي اللاحقة كما الحال مع دومو في آ دومو ، وهو عكس ترتيب المضاف والمضاف اليه في اللغات السامية.

يجدر بالذكر ان اللفظة السومرية للانسان الاول هي لو اولا وتعني بالضبط الانسان الاول حيث لو تعىي، ضمن ما تعني، الرجل واولّا تعني الاول وكان كاهن كلّاب ابو الملك كلكامش يحمل هذا اللقب اي انه كان الاول او المقدم على بني قومه في الرتبة الاجتماعية كونه الزعيم الديني لمنطقة كلاب ضمن اوروك وكان اسما او لقبا متداولا آنذاك.
لكن لماذا النحت السومري لاسم ابي البشرية؟ الجواب ليس عسيرا فسومر من اقدم الحضارات التي تميزت باستخدام "القلم" كما كان لها ثيولوجيا متقدمة اثرت في الحضارة الاكدية (بفرعيها الكالدي والآشوري) والتي بدورها تركت بصماتها الواضحة على تراث وحضارة العبرانيين. اي من المعقول ان يرد اسم اول انسان بلغة اول قوم اطلاقا او نسبيا عرف القلم. 

ماذا عن قوم آدوم ؟
الادوميون هم سكان دمشق الاقدمون ويبدو ان اسمهم من نفس مادة اسم آدم من حيث تشابه الحروف اولا كما انهم معروفون بممارسة عباداتهم غير العفيفة على المرتفعات بحسب مز (12:20) أخ روما زليلا د بني آذوم (مثل رابية الرجاسة التي لبني آدوم) تماما كما كان السومريون يفعلون ويبنون لذلك الزقورات السامقة، حيث لا توجد جبال،  لعبادة الهتهم. ولشدة تقارب آدم وآدوم فقد فسر البعض بني آدوم على انها الناس اي بني آدم  بدلا من قوم آدوم   لكنها في السريانية واضحة ومستقلة ولا تقبل اللبس.
 و تكتب آدوم في السريانية بالالف المزقوفة اي بالمد (الهمزة المفتوحة المشبعة اِدوم ) اما في الانكليزية فانها تكتب بال E  Edomites  وهكذا الحال مع اسرحدون حيث يكتب على شكل  Esarhaddon او Esserhaddon .
هل كان الادوميون يعرفون الله بحكم جيرتهم لليهود؟ مسألة فيها نظر، لكنهم على اية حال، كانوا يعتبرون انفسهم ابناء آلهتهم او المؤمنين بهم المخلصين لهم. وهذا العرف بدأ في سومر واستمر في القاب الملوك في الحضارات المتعاقبة مثل انكيدو (ابن الاله انكي السومري) و (آشور باني بال) آشور ابن الاله بعل وبرمارين (ابن سيدنا وسيدتنا) الحضري وديوجينس (ابن الرب) اليوناني وبرنابا او بر نيبو(ابن اله المعرفة نابو) المتداول في كنعان وغيرهم.
نخلص من كل ذلك الى ان لفظة آدم، سومرية وتعني ابن الله عند الخلق لكنها استحالت ترابا عند الموت والتحلل كمصير المسمى بها.

تفاصيل اكثر عن هذه المواضيع الرافدية في الكتب الاملودية (الالكترونية) التالية لصاحب المقال وعلى الروابط التي تحمل نفس عناوينها:
1 – From Gilgamesh to Christopher
2 – Sons of gods or Chaldu.

3


هل آدم لفظة سامية ام سومرية؟

يوسف  شبلا
تورونتو – كندا

اقترحت في مقالات سابقة قراءة جديدة لاسماء رافدية عديدة مثل كلكامش وآشور (آثور) وبعيروتشام وكالدو وكالخو وتموز وبابل وكربلاء والقوش وتللسقف وكورد ويهود وغيرها بالعودة الى الجذور القديمة لاسيما السومرية منها. وفي هذا المقال سنتناول لفظة آدم بنفس الطريقة.
 نقرأ في سفر التكوين في الاصحاح الاول والاعداد (26-28 :1 ) ان الله خلق آدم في اليوم السادس  )اي بعد ان هيأ له كل وسائل العيش الكريم وخصه بتكريم خاص( حيث خلقه على صورته ومثاله وسلطه على كل المخلوقات الاخرى. ولا ذكر للتراب او الطين  في عملية الخلق.
لكن ترتبط لفظة آدم تقليدا بالأديم بمعنى التراب بحسب الاشارة الواردة في الاصحاح الثالث من سفر التكوين (  3:19) وهي ترد في سياق موت آدم وتحلل جسده بعد سقوطه هو وزوجه، اي بعد الموت الجسدي اللاحق للموت الروحي، ولا ذكر للطين او للتراب في عملية الخلق الواردة في الاصحاح الاول.

الا ان لفظة آدمو سابقة لتدوين سفر التكوين بأكثر من 1500 عاما حيث يرد               Adamu  كاسم علم للملك الآشوري تسلسل رقم 2 في قائمة الملوك الآشوريين ذات ال 117 ملكا للفترة 2500 – 612 ق م وتورده قوائم اخرى في التسلسل رقم 3 اي انه حكم ردحا ما في حوالي 2450 – 2300 ق م.     وحيث ان هذا التاريخ موغل في القدم فإن حاشية الخطأ بالقرون وليست بالعقود او السنين كما هي الحال في المجاميع الاحدث في ذات القائمة. ويرد اسمه في هذه القائمة ضمن اول واقدم مجموعة من الملوك والمسماة مجموعة " الملوك سكنة الخيام" . وقد حكم مباشرة بعد توديا (اول ملك آشوري) بحسب هذه القائمة.
واريد ان اخلص من هذه المقدمة الى ان الاسم آدم قديم جدا حيث كان قيد التداول حتى في هذه الفترة المبكرة في الحضارة الرافدية وفي بداية الحضارة الاشورية بالذات وعليه فانه يعود الى الفترة السومرية السابقة لها ويحتاج الى تأويل سومري.
ولاجل ذلك نقطّع الكلمة الى مقطعيها الظاهرين بوضوح وبدون تقريب او قلب الحروف متقاربة المخارج كما يحدث في التأثيل عادة:
 1 – المقطع ( آ )  ويعني بالسومرية الهواء والسماء وينسحب كناية الى الاله كما في آنو اله السماء وآنانا الهة السماء، وآنوناكي وهم الآلهة الصغار الذين يقومون (بحسب الميثولوجيا السومرية) بايصال اوامر آلهة السماء الكبار الى سكان الارض (كي السومرية)، وأنشار ملك السماء، وآشور أو آثور الثور السماوي   وأنكي اله العمق او الارض، وانكيدو (ابن الاله انكي) وغير ذلك.
وترسبت آ في اللغات السامية على شكل عا كما في عنان السماء بالعربية وعناني (عنِنُا) بمعنى غيوم في الارامية والسريانية وأ في السورث كما في أنانا (مزنة قوية من غيوم سوداء) وربما كانت عا هي الاصل في السومرية وتحولت الى آ بسبب تأثير الاشوريين الذين يسقطون حرف العين لفظا، لكن لا سبيل الى الجزم.

2 -  دومو dumu   وتعني الابن لازما معناه اومجازا،  والتي اختصرت في فترات لاحقة الى دو كما في أنكيدو وكالدو ويهودو  وغيرها ووردت كاملة في دوموزي (تموز). 

اي ان آدم تعني بالسومرية الابن السماوي وبالسورث اْيِلِا شمٍيِنِا او مجازا ابن الله.

هل يؤيد الانجيل المقدس هذا التأويل؟ نعم.
نقرأ في بشارة لوقا عن نسب يسوع المسيح (ل.م.) سلسلة الاجداد التي تنتهي بالعدد التالي (3:38):

 " ابن قينان ابن انوش ابن شيث ابن آدم ابن الله"


وهذا اللقب مفهوم حيث لم يكن لادم اب ارضي فهو تلقائيا ابن خالقه كنايةً.

تعتبر السومرية لغة معزولة لا تنتمي الى اية عائلة من العوائل اللغوية المعروفة لكن الاب دايمل A. Deimel,  المختص بالسومريات يرى ان السومرية ما زالت حية في الهنكارية واذا اخذنا بهذه الفرضية ولو على سبيل الدلالة لا الحسم يمكننا الاستعانة بالهنكارية لنرى تسلسل الكلمتين الدالتين على ابن الله وكما يلي:        Isten Fia اي ان كلمة ابن Fia هي اللاحقة كما الحال مع دومو في آ دومو ، وهو عكس ترتيب المضاف والمضاف اليه في اللغات السامية.

يجدر بالذكر ان اللفظة السومرية للانسان الاول هي لو اولا وتعني بالضبط الانسان الاول حيث لو تعىي، ضمن ما تعني، الرجل واولّا تعني الاول وكان كاهن كلّاب ابو الملك كلكامش يحمل هذا اللقب اي انه كان الاول او المقدم على بني قومه في الرتبة الاجتماعية كونه الزعيم الديني لمنطقة كلاب ضمن اوروك وكان اسما او لقبا متداولا آنذاك.
لكن لماذا النحت السومري لاسم ابي البشرية؟ الجواب ليس عسيرا فسومر من اقدم الحضارات التي تميزت باستخدام "القلم" كما كان لها ثيولوجيا متقدمة اثرت في الحضارة الاكدية (بفرعيها الكالدي والآشوري) والتي بدورها تركت بصماتها الواضحة على تراث وحضارة العبرانيين. اي من المعقول ان يرد اسم اول انسان بلغة اول قوم اطلاقا او نسبيا عرف القلم. 

ماذا عن قوم آدوم ؟
الادوميون هم سكان دمشق الاقدمون ويبدو ان اسمهم من نفس مادة اسم آدم من حيث تشابه الحروف اولا كما انهم معروفون بممارسة عباداتهم غير العفيفة على المرتفعات بحسب مز (12:20) اٍيك× رِومِا زٍلي×لِا دٍث×نٍي اِد×و،م (مثل رابية الرجاسة التي لبني آدوم) تماما كما كان السومريون يفعلون ويبنون لذلك الزقورات السامقة، حيث لا توجد جبال،  لعبادة الهتهم. ولشدة تقارب آدم وآدوم فقد فسر البعض بني آدوم على انها الناس اي بني آدم  بدلا من قوم آدوم   لكنها في السريانية واضحة ومستقلة ولا تقبل اللبس.
 و تكتب آدوم في السريانية بالالف المزقوفة اي بالمد (الهمزة المفتوحة المشبعة اِدوم ) اما في الانكليزية فانها تكتب بال E  Edomites  وهكذا الحال مع اسرحدون حيث يكتب على شكل  Esarhaddon او Esserhaddon .
هل كان الادوميون يعرفون الله بحكم جيرتهم لليهود؟ مسألة فيها نظر، لكنهم على اية حال، كانوا يعتبرون انفسهم ابناء آلهتهم او المؤمنين بهم المخلصين لهم. وهذا العرف بدأ في سومر واستمر في القاب الملوك في الحضارات المتعاقبة مثل انكيدو (ابن الاله انكي السومري) و (آشور باني بال) آشور ابن الاله بعل وبرمارين (ابن سيدنا وسيدتنا) الحضري وديوجينس (ابن الرب) اليوناني وبرنابا او بر نيبو(ابن اله المعرفة نابو) المتداول في كنعان وغيرهم.
نخلص من كل ذلك الى ان لفظة آدم، سومرية وتعني ابن الله عند الخلق لكنها استحالت ترابا عند الموت والتحلل كمصير المسمى بها.

تفاصيل اكثر عن هذه المواضيع الرافدية في الكتب الاملودية (الالكترونية) التالية لصاحب المقال وعلى الروابط التي تحمل نفس عناوينها:
1 – From Gilgamesh to Christopher
2 – Sons of gods or Chaldu.

4
آشور في الأعلام
قراءة جديدة للأسماء بلطشاصر، بلطازر (دانيال Daniel )
 ، بلشاهزار ، نابوبولاسر...

يوسف شبلا    Toronto, Canada

1 – بلتزار  Belthazzar   بمختلف املاءاتها
نقرأ في دانيال  (1:7) Dan. "فجعل لهم رئيس الخصيان اسماء فسمى دانيال Daniel  بلطشاصر Belthazzar و حننيا شدرخ و ميشائيل ميشخ و عزريا عبد نغو".

يبدو ان بلطشاصر ليس اسما معطى لا على التعيين بل وصف لوظيفة اسندت الى دانيال بعد ان نال حظوة لدى نابوخدونصر. ونعيد كتابة بلتازار على شكل           بل تي ازار Baal de Asser اي بعل دي اشور او آثور اي ان الملك الاعظم عينه ملكا او حاكما او سيداعلى نينوى. اذ في هذه الفترة (612 ق م – 538 ق م ) كانت آشور او ما تبقى منها ولاية تابعة لسلالة بابل الكلدانية الاخيرة.
وكتوطئة للموضوع نورد  الاعداد التالية من سفر دانيال النبي:
2 :48 حينئذ عظم الملك دانيال و اعطاه عطايا كثيرة و سلطه على كل ولاية بابل و جعله رئيس الشحن على جميع حكماء بابل
4 :8 اخيرا دخل قدامي دانيال الذي اسمه بلطشاصر كإسم الهي و الذي فيه روح الالهة القدوسين فقصصت الحلم قدامه
5 :29 حينئذ امر بيلشاصر ان يلبسوا دانيال الارجوان و قلادة من ذهب في عنقه و ينادوا عليه انه يكون متسلطا ثالثا في المملكة
6 :2    وعلى هؤلاء ثلاثة وزراء احدهم دانيال لتؤدي المرازبة اليهم الحساب فلا تصيب الملك خسارة
6 :3 ففاق دانيال هذا على الوزراء و المرازبة لان فيه روحا فاضلة و فكر الملك في ان يوليه على المملكة كلها

 بناءا على ذلك يكون التأثيل المقترح: بلطشار هو بل دي اشور اي بعل آشور حيث:
بل هو بعل وقد فقد عينه لعدة اسباب اهمها ان الاشوريين يسقطون العين او يبدلونها بالهمزة كما في عبديشوع التي تصبح اوديشو. ودليل كون بل هو بعل يتضح في عبارة نابوخذنصر اعلاه :"اسمه كالهي" اي اسمه بعل اي بعل مردوخ ومعلوم ان بعل تعني السيد او الرب لكن هنا تعني الحاكم. وقد سبق الكلام عن بعل كاسم اله داخل في كثير من الالقاب الملكية مثل العاهل الاشوري آشور بن بعل (اشور بانيبال) وآثوربعل (احد آلهة الحضر) وتغلات بلاسر (1). كما ان بابل وكربلاء تتضمنان بعل في عجزيهما. انظر المقالين بخصوصهما على الرابطين ادناه (2)، (3).
وبحسب القائمة الافريقية  لملوك آشور فإن اول ملك آشوري هو بعلوس اي بعل زائدا الزائدة اليونانية وس وبموجب قطسياس فإن اول ملك آشوري هو نينوس، وبحسب الالواح المسمارية فان بل او بعل هو الرابع عشر في سلسلة الملوك سكنة الخيام وهذه القائمة اكثر مصداقية لقدمها (4).
دي اداة الاضافة الارامية ومعلوم ان الارامية كانت اللغة الرسمية لفرعي اكد في هذه المرحلة كما يستدل من قول نابوخذنصر : " دانيال (2 :4 ) فكلم الكلدانيون الملك بالارامية عش ايها الملك الى الابد اخبر عبيدك بالحلم فنبين تعبيره....."
اشر تحريف خفيف ل آشور الجناح الشمالي لأكد
2 -  بلشاهزار Belshazzar
وهو ابن نابونيدو آخر ملوك بابل وكانت ام نابونيدس الكاهنة الأشورية ادّى كوبّي التي من حران أخر معاقل آشور (آثور) وعليه، وهو حاكم بابل، لم يعتبر نفسه بابليا او كلدانيا بل آشوريا. وهكذا الامر بالنسبة لولي العهد بلشاهزار الذي كان يعتز بالدم الاشوري الذي يجري في عروقه ولو من جهة جدته لابيه (5). وربما كان هذا احد اسباب اعتكاف نابونيدو في تيماء العرب وزهده في الحكم وعدم الاستماتة في الدفاع عن بابل.
وعند اعتزال نابونيدو السلطة آلت مقاليد الحكم وبالذات قيادة الجيش الى ابنه بلشاهزار مما اضعف بابل وجعلها ضعيفة امام فارس. وفي 539 ق م حاصرت جيوش كورش مدينة بابل وسقطت بابل العظيمة في عهد ملكين لا يفتخران بانهما كلدانيان او بابليان كواقع حال بل يتكئان الى تأريخ مضى وان لم يندرس بعدُ.
وتعطي الويكيبيديا التفسير التالي لمعناه:
Biblical Hebrew   בלשאצר; Akkadian: Bēl-šarra-uṣur) "Bel, protect the king",
(ليحمِ بعل الملك) اي ان بعل والملك موجودان ولكن آشور مضمرة.
ولاجل التأثيل، من جديد، نعيد كتابة اللقب كما يلي: بل شاه آزور                     Bel-Shah- Azur     اي بعل ملك آشور    Baal King (of) Ashurحيث:
بل: هو نفس بعل سالف الذكر.
شاه: تعني الملك وهنا يظهر التأثير الفارسي على مجتمع بابل في فترة التحالف السابق للاحتلال الفارسي.
آشور: مملكة آشور او ما تبقى منها يومذاك 

3 – نابوبولاسر  Nabupolasser
وهو ملك بابل  الذي دخل حلفا مع احشويرش ملك الفرس والميديين ضد مملكة آشور عام 616 ق م ومعلوم ان الانبراطورية الآشورية الحديثة سقطت سقوطا مذهلا ومدويا وسريعا عام 612 ق م جراء هذا الحلف ولاسباب اخرى، ولم تقم لها قائمة الى اليوم ما عدا مملكة حران التي عاشت حتى 608 ق م. (6)
ولغرض التأثيل نعيد كتابة اللقب على شكل: نابو بل اسر اي نابو بعل آشور     Nabu Baal Ashur حيث:
نابو: تعني العراف والنبي والرائي وتختلف عن ياذوعا التي تقتصر على معرفة الحاضر فقط.
بعل: وتعني الرب او الملك او الحاكم
آشور: ولاية أكد الشمالية
4 – اشاريد ابال ايكور   Asharid-apal-Ekur     ca. 1076–1074 BC
واذا اعدنا كتابته على شكل اشار د بال ايكور يمكن ان نرى فيه آشور دي بعل ايغور
اي آشور ملك ايغور (البيت الصخري، الزقورة؟)  Ashur Baal of E-Gur 
5 – اشور بعل كالا  ca. 1074–1056 BC     Ashur Baal (ot) All
ولا يعدو ان يكون آشور سيد الكل او آشور الحاكم المطلق
6- - آشور بانيبال         آشور باني بال أو آشور ابن (الاله) بعل              Ashur Bani Baal المعروف لدى اليونان باللقب  ٍSardanapaulus
7 – آشور ناصربال      آشور نصير بال أو آشور ناطور او حارس البعل
Ashur Nassir Baal (Nassir = Protector or Guard)
وهذه طائفة اخرى:
8 – بوزور أشور (حوالي 1975 ق م ) اي البطل آشور
9 – آشور دوغول  آشور ابن السماء (غال السومرية).
10 آشور بعل ايدي؟  في فترة الانبراطورية القديمة
11 – آشور نيراري؟  ca. 1317–1308 BC
12 – آشور شدوني   وحكم لمدة شهر واحد
13 – آشور نادين أحأ  II  ca. 1390–1381 BC
14 – آشور رابي  II (آشور الكبير) ca. 1013–972 BC
أما اسرحدون فيستحق وقفة قصيرة:
15 - اسرحدون    Esarhaddon وقد وجه جل عنايته لاعادة بناء بابل وكان متهما بالانحياز كثيرا الى الكلدان حيث أعاد نُصُبَ آلهة بابل الى مواقعها وربما من هذا الاهتمام بالكلدان جاء هذا اللقب اي آشور الكلدان او ملكهم Ashur Galdu. ورغم ان آشور غير واضحة في اسمه الحالي لكنها ظاهرة بوضوح في الاسم الاكدي  واليوناني (اسور هدان).
تنويه: في مقال سابق تم تناول تغلات بلاسر (تغلات بعل آشور) Tiglathpelesser  وتبين انه هو الاخر يفتخر باللقب آشور حيث ان اثنين من اولاده يحملان لفظة اشور في لقبيهما وهما
آشور بعل ايكور وآشور بعل الكلّ Asharid-apal-Ekur.  Ashur-bel-kala..
أما عن الاسماء المعطاة لهؤلاء الملوك وغيرهم من الملوك القدامى عند الولادة  فلا سبيل الى معرفتها بالمعلومات المتوفرة حاليا.
وتطول قائمة الملوك التي ترد في القابهم كلمة آشور ظاهرة او مضمرة او مشوهة بسبب النقل من لغة الى اخرى وتقادم العهد عليها. وسنكتفي بهذا القدر في هذا المقال.
Abstract in English
Many king titles of Ashur  and Babylonia contain the word Ashur , Assur  salient; or corrupted as Asher, Ashar, Azzer, Esser etc… Disengaging Ashur from such titles is the subject matter of this article starting with Balthazzar (Daniel) which turns out to mean Baal de Ashur (Athur), i.e. King of Ashur according to analysis utilizing Aramaic.

(1) http://alqosh.net/mod.php?mod=articles&modfile=item&itemid=25882
(2) http://www.tellskuf.com/index.php/authors/1063-shbila/30325-aa-sp-165223131.html
(3)  http://www.ankawa.com/forum/index.php?action=profile;area=showposts;u=164719
/كربلاء
(4) http://en.wikipedia.org/wiki/List_of_Assyrian_kings
(5)  http://en.wikipedia.org/wiki/Belshazzar
(6)  http://en.wikipedia.org/wiki/Nabopolassar

مزيد عن الاسماء الرافدينية القديمة وتأويلاتها بقراءة جديدة في الكتب التالية                   لصاحب المقال :
1 –    كلكامش أثورا بيروتشام ( النسخة  الالكترونية 2004 ، النسخة الورقية 2007 ) .
2 –    From Gilgamesh to Christopher ,2012, على موقع  Amazon.com
3 –      2012,  Galdu or The Sons of godsعلى موقع Amazon.com
 

5
المنبر الحر / تغلات بلاسر
« في: 00:31 29/11/2014  »
تغلات بلاسر
يوسف شبلا     Toronto, Canada

تقول الموسوعة الحرة او المجانية، ويكيبيديا، عن تغلات بلاسر الثالث ما يلي:
"تغلات بلاسر الثالث (الصيغة العبرية للاسم الاكدي توكلتي ابل ايشارا  "ثقتي هي بابن ايشارا") كان ملكا عظيما من ملوك آشور في القرن الثامن ق . م . (حكم في الفترة 745-727 ق م ) وعرف بإصلاحاته المدنية والعسكرية والسياسية."
اي ان معنى آسمه بموجب هذا التحليل هو: ثقتي هي بابن ايشارا
وتقول الموسوعة اليهودية عنه ما يلي:
"ملك آشور 747-727 ق م المعروف لدى المؤرخين المعنيين بالدراسات الشرقية بــ تغلات بلاسر 3 . عرف باديء الامر باسم بل (15:19) ملوك الثاني على ان الصيغة الاصح هي بولو كما ترد في قائمة ملوك بابل وعندما اعتلى العرش سمى نفسه توكولتي – بال – ايشار- را  " عوني من ابن ابشارا" تيمنا بسابقه العظيم الذي حكم في القرن الثاني عشر ق م".
و في سفر اخبار الايام الاول 5:26 يرد اسم بول وملك آشور معا.
وهناك اراء اخرى سنتجاوزها لنقدم مقترحا متوافقا مع حضارة وادي الرافدين وآلهتها وبيئتها.
المقترح هو اعادة كتابة الاسم على شكل تغلات بل اشر اي تغلات بعل آشور حيث:
تغلات     واضح ولم يصبه اي تضبيب
بعل       اسم علم وصفة فعند استعماله كصفة يكون معناها السيد او الرب او الملك وكان الملك يؤله وهو ما يزال حيا. وعند استعماله كاسم فهو يعني الاله البابلي بعل وقد عانى بعل عدة تشويهات اهمها فقدان عينه لدى الآشوريين (قوم آثور). وتحوم الاجتهادات حول بعل في هذا النص فيرد بول وبولو بالباء المثلثة.
آشور     هذه الكلمة عانت من التحوير والتشويه كثيرا لسعة الانبراطورية الآشورية زمنيا ومكانيا واحتضانها اثنيات كثيرة ويحتاج الامر الى شيء من التدقيق لفك اشتباكها مع كلمات متشابهة معها مثل شار التي تعني الملك. كما ان الشين تتبادل مع السين كثيرا. فنجد آشور على شكل اصر كما في شلمنآصر، واسر كما في اسرحدون ، واثر كما في اثربعل احد آلهة الحضر وادر كما في ادرملك. وهذا امر طبيعي يحدث مع الاسماء عند الانتقال من بيئة الى اخرى.
ما محل تغلات من الاعراب؟
تغلات ودقلث ودجلة ودقل كلها من اصل واحد وتعني النخلة وهي الاشمخ من بين سائر اشجار السواد، ولكن ما للنخلة وملك آشور؟
لو عدنا الى ملحمة كلكامش لوجدنا ان الصيغة المستعملة في العصر الحديث من الانبراطورية الاشورية لكلكامش هي كيش توبار اي ارز لبنان لعلوه وسموه لتتطابق مع صفة الطول التي اعطيت لكلكامش في الملحمة (12 ذراعا) اي ان من مكملات الابهة للملك ان يوصف بالشموخ. وفي ديار النخيل (حوض دجلة) لا ادل على الطول من النخلة. او تغلات بلغة القوم.
فيكون التأويل بحسب هذا التحليل:  تغلات بعل آشور
 اي ملك آشور (الشامخ شموخ) النخلة.
Abstract in English
Tiglathpilesser is defined in Wikipedia to mean:
“my trust is in the son of Esharra” ; however another reading which takes into account the environment of Mesopotamia and the habits of its people, would render the name or, rather,  the title as Tiglat  Baal Ashur i.e. Tiglat King (or Lord of) Ashur after disengaging  Baal and Ashur from pol or polo and asser.
Tiglat, Dijla (Tigres) and diqil all mean date palm tree.
How does Tiglat (palm tree) fit in royal titles?
Going to the Epic of Gilgamesh we notice that Gilgamesh is referred to in the Neo-Assyrian era as Gish Tobar or the Cedar of Lebanon  in conformity with the outsize height given to him in the epic (11 yards); and in the Tigris Valley the palm tree (Tiglath) replaces the Cedar of Lebanon in height. So tallness was a plus attribute for a man to be king.
It is also specifically mentioned that he is king of Ashur.
So the reading I suggest to Tiglathpilesser is Tiglat Baal Ashur.
______________________________
  http://en.wikipedia.org/wiki/Tiglath-Pileser_III

Tiglath-Pileser III (from the Hebraic form[Note 1] of Akkadian: Tukultī-apil-Ešarra, "my trust is in the son of Esharra") was a prominent king of Assyria in the eighth century BCE (ruled 745–727 BCE)[1][2] who introduced advanced civil, military, and political systems into the Neo-Assyrian Empire



  http://www.jewishencyclopedia.com/articles/14393-tiglath-pileser
King of Assyria from 747 to 727 B.C.; designated by modern Oriental historians as Tiglath-pileser III. He first appears under the name "Pul" (II Kings xv. 19; comp. I Chron. v. 26), the proper form of which is "Pulu," as is seen in the list of Babylonian kings. When he assumed the crown over Assyria he seems to have called himself Tukulti-pal-Ešar-ra  “my help is the son of Ešarra” after the great ruler of the same name in the twelfth century.

   Vid  From Gilgamesh to Christopher by the author.
   Cf.  Shaul (Saul) first king of Israel, Samuel  (1 Chron) (10:23): “ he was the tallest”.

مزيد عن الاسماء الرافدينية القديمة وتأويلاتها في الكتب التالية لصاحب المقال:
1 –    كلكامش أثورا بيروتشام (ورقي)
2 –    From Gilgamesh to Christopher
3 –     Galdu or The Sons of gods


11
هل آثور أثيل وآشور دخيل ؟
يوسف شبلّا    Toronto, Canada
سبق ان تناولت الكلمات كلكامش وكالخو وكو كال وآثور  وبيروت شام ومرادفات اخرى  بالتحليل وخلصت الى ان كلكامش تعني جاموس السماء (كال كميشا  Gal Gamesha) وكالخو ( (GalGu    وكوكال GuGal تعنيان ثور السماء بمقطعين سومريين وآتوراATora تعني ايضا ثور السماء باحلال تورا (ثور) الاكدية محل المقطع السومري كو او خو Gu، وبيروشامSham)     (Peru الاكدية و (Beeru de Sham)وتعني بعيرا د شميا بالارامية تفيدان نفس المعنى. ونشرت ذلك بكتاب الكتروني عام 2004 ثم في كتاب ورقي عام 2007  وكتبت مستلات منها في مواقع القوش وعنكاوة وتللسقف في الاشهر الماضية وقد جلب تأصيل آشور من آثور وآثور من آتورا (ثور السماء) المرموز له بالثور المجنح، عدة تعليقات وللحقيقة نقول ان بعضا من تلك التعليقات كان مؤدبا وكيّسا.
وهذا المقال لايعنى بالأعراق من قبيل من نحن ومن انتم ومن هم، بل هو مبحث لغوي صرف يتناول اشتقاق آثور وخلاصته ان آثور تعني ثور السماء او الثور السماوي وهي ترجمة مقطعية ل كلكامش التي تعني بالسومرية جاموس السماء وتفصيل ذلك في المقالات المذكورة اعلاه وفي كتبي المذكورة ادناه.
وحيث ان المقالات المتعلقة بكلكامش  وكالخو وآثور وبيروتشام موجودة على هذا الموقع فسنتجنب التكرار وننتقل مباشرة الى الشواهد والمؤشرات على هذا الرأي.
1 – نبدأ ببعض اقتباسات من مكنزي:
Myths of Babylonia and Assyria, by Donald A. MacKenzie, [1915], at sacred-texts.comv
If the view is accepted that Ashur is Anshar, it can be urged that he was imported from Sumeria. "Out of that land (Shinar)", according to the Biblical reference, "went forth Asshur, and builded Nineveh." 1 Asshur, or Ashur (identical, Delitzsch and Jastrow believe, with Ashir), 2 may have been an eponymous hero--a deified king like Etana, or Gilgamesh, who was regarded as an incarnation of an ancient god. As Anshar was an astral or early form of Anu, the Sumerian city of origin may have been Erech,
وهنا نجد ربطا بين آشور وكلكامش
The animals associated with the god Ashur were the bull, the eagle, and the lion. He either absorbed the attributes of other gods, or symbolized the “Self Power” of which the animals were manifestations.
وهنا نجد ربطا بين آشور والثور
It is not surprising, therefore, to find that Ashur, like Merodach, resembled, in one of his phases, Hercules, or rather his prototype Gilgamesh.
وهنا نجد ربطا بين آشور وكلكامش
It began with the development of the natural resources of Assyria, as was recognized by the Hebrew prophet, who said: "Behold, the Assyrian was a cedar in Lebanon with fair branches.
وهنا نجد ربطا بين آشور وكنية كلكامش ،كيش توبال (ارز لبنان – من حيث طوله الفارع وخارج كل القياسات المألوفة،  12 ذراعا بحسب الملحمة).
In Assyria the various primitive gods were combined as a winged bull, a winged bull with human head (the king’s),
وهنا نجد ربطا بين آشور والثور المجنح.

2 – يقول فرد ابرم تميمي:Fred Tamimi
Assyria \ã-'sir-é-ä\ n (1998)   1:  an ancient empire of Ashur   2:  a democratic state in Bet-Nahren, Assyria (northern Iraq, northwestern Iran, southeastern Turkey and eastern Syria.)  .....— Atour synonym
وخاتمته ان آتور مرادف آشور
Fred Aprim  The sea-faring Assyrian colonists, the �purple Dressed Merchants of ATUR� called �Sidunnu,� �the fishermen� whom the Greeks called Phoenicians, from the color of their dress, were no different than the Assyrians of Babylon. Neither the Etruscans, who colonized Italy and civilized the Latins by teaching them the arts of shipbuilding, lumber industry, navigation, masonry, and the art of building. Indeed their very name and the name of their settlement in northern Italy was ETRURIA, which means �Little Assyria.
وهنا ربط واضح بين آتور وآشور حتى في شمال ايطاليا.
3- يقول   Jastrow  Robert بخصوص رموز آشور:
These symbols are taken from seal cylinders.
An  Assyrian standard, which probably represented the "world column", has the disc mounted on a bull's head with horns.
اي ان العلم الاشوري عبارة عن عمود يمثل العالم محمولا على رأس ثور ذي قرنين
ويضيف :
These include a winged disc with horns, enclosing four circles revolving round a middle circle
اي قرص مجنح ذو قرون.
4- ابناء الملة الآثورية في مثلث نينوى- اورمي- حكاري وما حوله يسمون امتهم بلسانهم آتور وانفسهم آتورايي.  ونحن في القوش وفي سهل نينوى عموما نسميهم آثورنايي بتليين التاء الى ثاء بسبب التأثير الارامي على السورث. وفي السريانية ترد على شكل آثورايا كما في صلاة المساء : ....فؤيا لاورشلم من اة×وريا...(الذي) انقذ اورشليم من آثورايا.(بصيا لاورشلم من آثورايا).
 ويقول بولص ملك خوشابا في هذا الصدد: "فمنذ ان ادركت فهم الحياة لم اسمع كنية تطلق علي او علينا سوى كناية (آثوري و آثوريين) وهي الترجمة العربية لكلمة (آتورايا و آتورايي) التي كنا نطلقها او يطلقها اجدادنا على انفسهم وانني اعتز بهذه التسمية اولا لانها تسمية قومية".
ويقول السيد آشور كيواركيس في فقرة القوش من مقال له بعنوان " الأول من نيسان رأس السنة الاشورية " ما يلي:
"قوش : يلقبـّـها الآشوريون بـ"قلب آشور" (لبــّـا دآتور) أو "قلعة آشور"  نظرا لصمودها عبر التأريخ بوجه الغزاة وبسب شجاعة أبنائها. استمدت القوش عراقتها من اسمها، فالقوش كلمة آشورية معناها (إيل ـ قوش) اي الاله القوي ، ويستدل به الى "سين" (القمر) ومركز تقديسه في ألقوش". ويذكر فيه آتور مرادفا لآشور على ذمة المرجع. وهو يعتقد ان أشور يمثل البدء بدليل القرب اللغوي من شورايا اي ان آشور هو السابق وآثور هو اللاحق بل ان آشور هو البدء علما انه لا يوجد في مجمع آلهة سومر اله باسم آشور وهو يعتقد ان ترويج آثور بدعة من تأليف الانكليز بحسب رؤياه.
(واختلف معه او مع مصدره في تخريج لفظة القوش حيث يذهب مذهب القائلين بانها آرامية النحت واعتقد انها  من اثل سومري موغل في القدم – انظر مقالي عن القوش في الرابط).
4- في كتابات الحضر الآرامية والتي يعود تاريخ كتابتها الى الفترة 240 ق م - 140  ب م يرد ذكر الاله آثور بعل وله فيها معبد مكرس لعبادته. كما يرد اسم اله آخر على شكل آثورلخس. ولا ذكر للصيغة آشور في مجمع آلهتها، اي ان لفظة آشور لم تكن متداولة في مملكة الحضر وهي في قلب الانبراطورية وليس في اطرافها وكان ذلك قبل الفي عام اي قبل التنقيبات الحديثة وقبل التغلغل البريطاني المنسوب له ترويج لفظة آثور على حساب آشور، وقد ازدهرت مملكة الحضر قبل ذلك بالفي عام.
5- يقول Mark Samuel  عن رموز آشور في الازمنة الغابرة :
Some of the most interesting symbols for the Assyrians of ancient times and of today are the human-headed winged bulls. These figures were mostly known as "LAMASSU" and they served as genii protecting Assyrian palaces
اي ان من شعارات الاشوريين ثيران مجنحة برؤوس بشرية.
6 - في اللاتينية (الرومانية) تسمى الاناضول تورجي   Turci  اي شعب (آ) تور، لان جي اداة النسب والمهنة بالتركية مثل عربجا اي عربي ، مما يوحي بان الاغريق والرومان كانوا يعتبرون سكان الاناضول آثوريين او هكذا كانوا فعلا.
7- في "موسوعة" الملاحم السومرية المترجمة الى الانكليزية (وهو مجهود رائع من دائرة الدراسات الشرقية – جامعة اوكسفورد) يرد اسم آتور مترجما الى الجبل العظيم وهذا مثار شك حيث يقول عن الاله انكي ما ترجمته: "الجبل العظيم نثر منيه اي حيامنه على مياه الهور..." لزيادة الخصوبة، وهذه العبارة ومثيلاتها والتي تتكرر عشرات المرات لا يستقيم معناها بترجمة  Tur   الى جبل لكن اذا اخذنا بنظر الاعتبار الخلط اللفظي في الاكدية بين طورا (جبل) وتورا (ثور) عندما تكتب اللفظتان بالحروف اللاتينية حيث لا تمييز بين التاء والطاء عندئذ يتضح المقصود. اي اذا قرأناها جاموس السماء او الثور السماوي او آتورا وليس آطورا (الجبل العظيم) فعندئذ يزول الاشكال ويكون للجملة معنى.
Father Enki, engendered by a bull, begotten by a wild bull, cherished by Enlil, the Great Mountain, beloved by holy An, king, meš tree planted in the Abzu, rising over all lands.
الاب انكي  المولود من ثور، سليل الثور الوحشي، المحتضن من قبل انليل، الجبل العظيم محبوب السماء ...
السياق يقتضي ثورا وليس جبلا.
 
His eye is bright, the lord's eye is bright, he will look at you! The Great Mountain, Father Enlil -- his eye is bright, he will look at you! The shepherd who decides all destinies -- his eye is bright, he will look at you!
انليل الجبل العظيم في عينيه بريق، وسوف يراك!!
"
My master Ninĝirsu, lord who has turned back the fierce waters, true lord, semen ejaculated by the Great Mountain, noble young hero who has no opponent….”
هل للجبل عيون و مني حتى على سبيل الكناية؟
عليه ارى إن المقصود ب Tur هو ثور وليس الجبل urṰ.
8 - اخيرا هل تمت قراءة أثور على شكل آشور من الخط المسماري للفترة السابقة لحضارة اليونان تماشيا مع ما كان قد آل اليه الاسم في العصر الاخير من الانبراطورية الاشورية؟
تأمل النص  المجتزأ  التالي من موسوعة ويكيبيديا عن قصر الملك الاشوري سنحاريب:
Sennacherib’s most enduring work was the rebuilding of Nineveh, his official residence as crown prince. On his accession he made it his capital, building a splendid new palace, Shanina-la-ishu (“Nonesuch”).
اذ يقول شانينا لا ايشو اي لا مثيل له وحرفيا لا يوجد له ثان (ثاني لا ايث) حيث ايث تعني يوجد في الاكدية والسورث والسريانية والارامية والعبرية وثاني تعني ثاني العربية وتري بالسورث وترين بالارامية. اما ايش وشاني فيبدو انهما قرئتا ، باعتقادي، بالشين لان قاريء الرموز المسمارية اعتمد آشور بدلا من آتور استدلالا بسفر التكوين الذي دوّن في الالف الاول ق م باعتباره اقدم وثيقة قبل اكتشاف الرقم الطينية. لكن الكتابة على الرقم الطينية موغلة في القدم وبعضها يعود الى الالف الثالث ق. م.  اما سفر التكوين فيستخدم ما آلت اليه آثور لدى الاغريق عن طريق الفينيق اي آشور. وهكذا القول عن ثلاثة حيث قرئت شلاشا علما ان 3 في العربية والسورث والسريانية والآرامية والحبشية ليس فيها /ش/  .
 وفي مقالي عن آثور مقترح لاحد المسارات المحتملة لتغير آثور الى آشور وهذه خلاصته:

 
ماذا تسمي هذا ان لم يكن ثورا مجنحا، ثورا سماويا (مؤلها) ينزل من السماء ويعود اليها مرفرفا بجناحيه بحسب اعتقاد القوم يومئذ؟ وفي السماء يحتل مكانا خاصا به يعرف ببرج الثور؟
مقترح: من كلكامش الى آشور: تحول كلكامش السومري الجنوبي إلى آتورا الاكدي الشمالي أو قل الاثوري وبالتالي إلى آثورا  عن طريق ترجمة المقطع الدال على الجاموس (في بيئة الاهوار) الى تورا (في بيئة الوسط والشمال) وعند نسب الفرد إلى بلاده  أو  "الهه"  آثور، يومئذ، تصبح آثورايا بلغة القوم . وبعد اتساع رقعة الانبراطورية الاشورية حتى البحر وحيث الميل الى الحروف الصفيرية في السواحل ، لفظت الثاء سيناً ولذلك تحول آثور إلى آسور وآثورايا إلى آسورايا. وهذا ما تؤيده موسوعة ويكيبيديا بخصوص اصل حرف الشين العبري:
The Proto-Sinaitic glyph, according to William Albright, was based on a "Tooth" and with the phonemic value š "corresponds etymologically (in part, at least) to original Semitic ṯ (th), which was pronounced s in South Canaanite"
  ومن هذه الأخيرة اي آسورايا جاءت سوريا بالعربية.
واليونان، او المقدونيون، سموها ب Assyria نسبة الى Assur  باعتبار آثور او آشور اهم معلم في المنطقة يومئذ، نحتا من آسورايا ومنها Syria واستقرت هكذا عند  اخلافهم الرومان ثم الفرنجة وبمقتضيات لغتهم اصبحت Assur  تلفظ Ashur. وفي الانكليزية ما زال هذا واردا حيث تلفظ السين شينا عندما تعقبها / / u كما في sure. وفي اسرحدون واسرلوخي ما زالت السين في آسور على حالها وكذلك في ساردانابولص ، الصيغة اليونانية للعاهل الاشوري الشهير آشور باني بعل (اشور بانيبال).  ثم ان التبادل بين السين والشين وارد بكثرة حتى، بل على الاخص، في اللغات السامية.
وعند النسب إلى سوريا بالآرامية و السريانية تقول سوريايا والتي خففت مع الوقت إلى سورايا ، ومنها "السورث"  المحكية في القوش  (والقرى التي يقطنها المسيحيون في سهل نينوى وفي كردستان وكذلك في جنوب تركيا قبل مذابح 1915).
ومن هذا الاثل جاءت ايضا لفظة  "السريان" نسبة إلى ما سبق على وزن كلدان و طليان والمان وعُربان وافغان. ولكن نلاحظ  غلبة لفظة (اشور)على (اثور) ربما لأنها وردت بالشين على شكل اشوريم في سفر التكوين عند ذكر الأنساب. لكنها بقيت على لفظها الاصلي آثور  عند الكلدان والاثوريين والسريان (1).

الخلاصة:
اغلب هؤلاء الكتاب ربط بين آشور والثور السماوي بطريقة او اخرى لكن دون ملاحظة ان هذه الكلمات اي كلكامش وآثور وكالخو وكوكال وبيروت شام وبعل شمين... كلها يفيد نفس المعنى ولكن بلغات مختلفة. اي ان آثور، وهو الاصل ، "ساح" في الدنيا وعاد الينا بصيغة محورة هي آشور. 
مزيد عن الاسماء الرافدينية القديمة وتأويلاتها بقراءة جديدة في الكتب التالية لصاحب المقال ويمكن الحصول على نسخة املودية هدية بالاتصال بالبريد الالكتروني ادناه:
1 –    كلكامش أثورا بيروتشام ( النسخة  الالكترونية 2004 ، النسخة الورقية 2007 ) .
2 –     From Gilgamesh to Christopher ,2012, على موقع  Amazon.com
3 –      2012,  Galdu or The Sons of godsعلى موقع Amazon.com
Shabilla_yousif@yahoo.com
 Abstract (in English)
In this article an attempt is made to show that the original name of the Assyrian national god is Atur and not Ashur. Atur being a partial translation of Gilgamesh which I have shown in my book to mean Buffalo of Heaven ) in the Marsh Land) and hence A Tur would mean Bull of Heaven (in Nineveh and the High Lands).  Both as constellation and god.
One possible sequence of development of the word Atur to Ashur is the following:
Atur to Athur under Aramaic influence where /t/ inflects to /th/ as in /thin/ if preceded by a vowel.
Athur to Asur in the Levant (Western territories of Assyria  reaching the Mediterranean coast)  where /th/ is replaced in speach by the sonar /s/  to this day.
Asur to AṦur after crossing from Phoenicia to Athena and Rome; and returning to Canaan, or Judea, the Land of the Bible as AṦur.
AṦur to AṦṦur in Genesis (Aramaic influence of doubling a consonant falling between a short vowel and a long vowel).

(1)   الربط بين آسوريايا وآثور  ليس جديدا فقد جاء  في كتاب الحوضرا (كتاب الصلوات الطقسية للكنائس الشرقية )  حيث تكتب اْسوريايا اي مبتدئة بمد عليه مبطل (مبطلانا) دلالة على وجود الف في الاصل. 
وذكر المطران اقليمس يوسف داوود في  الفصل الاول من كتابه    "اللمعة الشهية في قواعد  اللغة السريانية"     1879 م الموصل، ما نصه : (والعلماء العبرانيون انفسهم وهم المعروفون بالربانيين يسمون لغة اليهود منذ ذلك الزمان آرامية او سريانية وربما سموها آثورية) ويقول ايضا في ص 16 انهم يسمون القلم الارامي بالقلم الاثوري.
وذكره ايضا اوجين منا في قاموسه  نقلا عن رينان الفرنساوي ص 15 " ..اخيرا ان اسم آرام بدل في زمان الملوك السلوقيين في المشرق باسم سوريا التي ليست الا اختصار آسوريا  (اعني آثور او آثوريا حسب اللفظ اليوناني) "
وذكره ايضا سمير عبدة في كتابه  "السوريون والحضارة السريانية"  ، دمشق 1998 حيث يقول في ص 17 ما نصه: ( ويقول البعض ان اسم سوريا هو اختصار لكلمة آشور وقد جرى استعمال هذا الاسم المختصر بعد ان غزا الاسكندر الاكبر هذه البلاد)

روابط بعض المقالات المشار اليها في المتن:
كلكامش http://www.tellskuf.com/index.php/authors/1063-shbila/31817-aa-sp-1171946811.html
آتور http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,700617.0.html
بيروت شام http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,700617.0.html
القوش   http://www.alqosh.net/article_000/yousif_shabilla/ys_12.htm

12
المنبر الحر / أورشنابي
« في: 18:08 15/03/2014  »
أورشنابي
يوسف شبلّا   Toronto, Canada
تقول ملحمة الطوفان السومرية المنشأة  في الالف الثالث ق م ان البشر ازعجوا الآلهة بضجيجهم فاستحقوا الموت غرقا (بموجب احدى الروايات) وجاء القرار من آنو وانليل وايا، الا ان انكي اله الحكمة افشى نية الآلهة لاتراحاسس (او زيو سدرا في عصر لاحق او اوتونابشتيم في الحقبة البابلية الاولى) ونصحه ببناء فَلك ينجو به هو واهله من الطوفان. واورشنابي هو ملاح اوتونابشتيم الى ارض الخلود او الجزيرة  الكائنة في بحر مياه الموت.
ويقطّع  المهتمون بالرافدينيات (1) كلمة أور شنابي إلى مقطعين:  أور + شنابي   مما يوحي بأنها كلمة سومرية، وربما كان مرد ذلك إلى ان ( أور ) ترد صدرا لكثير من الكلمات السومرية المركبة، مثل اورنمو واوركاجينا، لما لها من قيم صوتية  ومعانٍ متعددة. فهي تعني الحارس والقوي والبطل و الاسد والرجل والذكر والفعل يطحن  ومشتقاته كما تعني أيضا الحافظ وذلك حسب العلامة المسمارية التي تسبقها.
  لكني اعتقد ان اورشنابي هي اكدية وتأسيسا على ذلك يكون التقطيع الصحيح هو     ( اورحا- نابي) أو ( اورخا – نابي)
حيث ان اورحا أو اورخا تعني الطريق في الأكدية والآرامية الفصحى و السورث  (2)
  ونابي (أو نابو) الأكدية وتعني   العارف وهي نفس كلمة نبيا الآرامية  (وفيها تقلب الباء لفظا إلى واو بحسب قواعد الترخيم روكِك×ِا وتضاف إليها نقطة تحتها للدلالة على هذا التغيير)  ،  وهي ونبي العربية من نفس الجذر.
 وليس صعبا ان نلاحظ أنها جميعا من اثل واحد. فيكون معنى اورحا نابي " عارف الطريق " أو الدليل أو الملاح  وهكذا كان  اورشنابي بالنسبة لِ "أوتونابشتم" في رحلته نحو الخلود . أما كيف اختفت الحاء وظهرت الشين فهناك عاملان مهمان يحكمان غياب العين و الحاء: الأول هو عدم وجودهما في الخط المسماري  السومري الذي ورثه البابليون والآشوريون ولم يحوروا فيه ليلبي متطلبات لغتهم (لأنه كان معتبرا مقدسا ولا يجوز التغيير فيه) والثاني هو عدم وجود هذه الأحرف في اللغات الأوربية وهي لغات المستشرقين الذين كانت لهم اليد الطولى في اكتشاف وفك رموز الخط المسماري ونقله إلى لغاتهم ومن ثم تمت ترجمة بعض تلك النصوص إلى اللغة العربية ولهذا كانت عملية نقل الكلمات حرفا حرفا (Transliteration) محفوفة بالأخطاء برغم كل التحوّطات المتخذة لتوخّي الدقة. مما يستدعي في كثير من الحالات إضافة حروف تأسيساً على لغات أخرى مازالت حية. فالحرف المركبch   يلفظه الالمان على شكل /خ/ والفرنسيون على شكل /ش/ والانكليز على شكل /ج/ السوادية كما في جا وين اهلنا. لذا من المحتمل ان اوؤشنابي "ذهب"  الى اوروبا عن قناة و"عاد" الينا عن طريق قناة اخرى.
   نعود إلى اورحا نابي ونقتبس نصا من ملحمة طلطامش ط4-1980
(( فعندما مات انكيدو وبكاه طلطامش بكاءاً مرا وهام على وجهه في الصحاري وتيقن ان مصيره لن يكون افضل من مصير انكيدو ان هو لم يفعل شيئاً ، خطر بباله ان يقصد أحد أجداده العظام ألا وهو اوتونابشتيم ابن اوبارا توتو فاجتاز الجبال وقطع السهول وصادف الأسود والرجال العقارب ))  وأخيرا وصل ساحل البحر والتقى سيدوري صاحبة الحانة. وبعد اخذ وردّ قال لها :
(( يا صاحبة الحانة أين الطريق إلى اوتونابشتيم ؟ دليني كيف اتجه إليه. ))
 فأجابت صاحبة الحانة طلطامش وقالت له :
((يا طلطامش هناك اورشنابي ملاح  اوتونابشتيم وعنده صور الحجر))
ويبدو ان صور الحجر هي صوى دلالة تقابل ما نراه اليوم من كتل خرسانية أو لوحات معدنية عليها علامات الدلالة للمسافرين .
   وإذا تأملنا الكلمات التي تحتها خط وهي الطريق ،الدليل ، الملاح وصور الحجر لرأينا أنها تعزز مجتمعة الرأي الذي ذهبنا إليه من ان اورحا – نابي اكدية وتعني عارف الطريق أو الدليل أو الملاح.
   ولكن ثمة مسألتان يراد حلهما :
الأولى هي: ان كانت اورحا- نابي اكدية فأين المقابل السومري ؟ هل هو مولوكو اي ملاح؟
والثانية هي  ان Speiser  في كتابه – Ancient Near   Eastern Texts- يرى أن هناك قراءة أخرى لِ "اورحانابي"  بهيئة  "مر– شنابي" وهذه بدورها تحتاج إلى تأويل. 
   وعلى ذكر نابي ونابو نلاحظ ان اغلب ملوك سلالة بابل الحادية عشرة تبدأ أسماؤهم بالبادئة نابو مثل نابو بولاصر و نابوخذنصر ونابونيدس ويساورنا الشك في صحة إملاء أعجاز هذه الأسماء المركبة  إذ ان الصدور متماثلة وواضحة أي انهم كانوا يعتبرون أنفسهم انبياءًا أو عرافين مما يخولهم ضم السلطة الدينية إلى جانب السلطة المدنية في قبضة واحدة .
   
الهوامش

(1) يقول ألآثاري العراقي طه باقر ان Speiser    يقرأ الاسم اورشنابي على شكل مر شنابي اي ان العجز شنابي كلمة قائمة بذاتها والاختلاف هو في قراءة الصدر فقط. (انظر كتابه  ملحمة كلكامش ط4 ، 1980 . بغداد.) اما موسوعة الويكيبيديا فقد سكتت عن الاشتقاق.
(2) مع كثرة الكلمات ذات الاثول المشتركة بين العربية وشقيقاتها الا ان العربية تخلو من كلمة دالة على الطريق من نفس اثل اورحا.

مزيد عن الاسماء الرافدينية القديمة وتأويلاتها بقراءة جديدة في الكتب التالية لصاحب المقال ويمكن الحصول على نسخة املودية هدية بالاتصال بالبريد الالكتروني ادناه:
1 –    كلكامش أثورا بيروتشام ( النسخة  الالكترونية 2004 ، النسخة الورقية 2007 ) .
2 –     From Gilgamesh to Christopher ,2012, على موقع  Amazon.com
3 –      2012,  Galdu or The Sons of godsعلى موقع Amazon.com
Shabilla_yousif@yahoo.com

ABSTRACT  (in English)
 Urshanabi Navigator of Utunapishtim
Urshanabi is usually written as Ur Shanabi implying a Sumerian idiom.
However, an Acadian based deduction fits much better and provides a meaningful interpretation conforming to his function.
Dividing it as Urcha Nabi  where Urcha means, in various Semitic languages, way; and Nabi which means clairvoyant, knower, prophet and the like, we get road knower or navigator and this was exactly his function and duty in Utunapishtim’s service.  (Nabu, as is known, is the god of wisdom).



13
سنحاريب
ملك الجهات الاربع
يوسف شبلا 
   Toronto, Canada
تولى سنحاريب العرش خلفا لابيه سرجون الثاني ودام حكمه 24   عاما للفترة 705 - 681 ق م وتميز عهده بالحروب على عدة جبهات وخاصة بابل وعيلام  ويهوذا. اتخذ نينوى عاصمة له وانتهى مقتولا بثور مجنح دحرجه عليه ، اذ كان يصلي في معبد نسروخ ، ولداه وآل الحكم من بعده الى ولده اسرحدون.
وفي معنى سنحاريب تقول  موسوعة  ويكيبيديا   Wikipedia في باب               Sennacherib
"Sîn has replaced (lost) brothers for me") (1)
اي "سين عوضني عن اخوتي المفقودين"
   وذهب الباحث آشور ملحم  إلى أن معنى سنحاريب هو  "الإله سين يكثر الإخوة" وقد علل ذلك (2)  بأن أربو من مصدر رابو الذي يفيد الكثرة  و آخي تعني أخ فخلص إلى ذلك الإستنتاج.
ويشترك التعليلان في ترجمة اخا الى اخ ولنا في ذلك رأي آخر.
معلوم ان  اللقب الكامل ل سنحاريب  هو: (إيلا سين  آخا ميش أربا  ILA–SIN-ACHA-MESH-ARBU  ) اي انه يتكون من علامتين وثلاثة رموز، ونحللها بنفس تسلسلها وكما يلي:
1-   ايلا:  علامة توضع امام اسماء الالهة وانصاف الالهة ومن في حكمهم ، تكتب بخط اصغر من سائر كلمات السطر وتعلو عنه قليلا  وقد لا تقرأ، كما في ايلا كلكامش وايلا انكيدو اللذين يتكرر ذكرهما عشرات المرات في ملحمة كلكامش.  اي ان سنحاريب كان مؤلها بالاصالة او الانابة وهو ما زال حيا.

2-   سين: الاله القمر وبالتالي الملك الحاكم باسمه الذي ينوب عنه ويتبادلان الادوار حيث ان عبادة الملك ،  وتقبيل رجليه بل حذاءيه دليل على ذلك، واجبة على رعاياه وسباياه.

3-   آخا: وهنا وقع الاشكال واختلطت على الباحثين مع أخا او أحا اي أخ والصحيح انها تعني جهة في الاكدية ومازالت آخا تعني بالسورث هنا اي هذه الجهة. والامثلة على ذلك متيسرة(3).
4-   ميش: علامة الجمع تكتب ولا تقرأ وهي من الرواسب السومرية في الاكدية.   فيكون معنى آخاميش الجهات. معلوم ان للاكدية قواعدها في الجمع لكن بعض العبارات الشائعة ايام السومريين تسربت الى الاكدية كما هي او بالاحرى كما كانت.

5-   أربو: وتعني اربعة والآثوريون يسقطون العين فمثلا عبديشوع يصبح اوديشو بقلب العين الاولى الى همزة واسقاط العين الثانية تماما، على الاقل لفظا. وهذا ما نفعله في السورث مع اربعة وسبعة وتسعة وعشرة حيث نسقط العين في اربعة لتصبح اربا ونبدلها بالهمزة في سبعة وتسعة وعشرة لكنها ملفوظة في السريانية والعربية  والارامية.
فباستبعاد العلامات يكون ما يقرأ من الاسم هي الرموز سين احا اربا  التي آلت الى  سنحاريب وسنحيرو وسمحيري وما الى ذلك من تحويرات بحسب الزمان والمكان واختلاف اللغات واللهجات اي عند عبور الحواجز اللغوية، وهذا جار الى اليوم فلو اخذت الاسم يوسف وبحثت عن مكافئاته في اللغات الاخرى لوجدت صيغا كثيرة بعضها يبدو بعيدا جدا عن الاصل.
وعليه وتأسيسا على ما سبق يكون معنى سنحاريب هو: ملك الجهات الاربع
ويقابل مصطلح الجهات الاربع عند شلمنصر الثاني  المناطق الأربع للشمس (4)
وفي اليونانية ما ترجمته الرياح الاربع
وفي الارامية والسريانية  اٍربٍع فَنين دٍبرتة×ِا   الزوايا الاربع للارض
وفي السورث اٍربا، فَنيِةِ×ا دعِلمِا
 ويبدو ان سنحاريب هو لقبه الملوكي اما اسمه عند الولادة فلا سبيل لمعرفته بما يتيسر من معلومات لكنه من غير المعقول ان يسمى وليد بهكذا لقب. علما ان هذا اللقب اتخذه لانفسهم ملوك أشوريون آخرون دون ان يلتصق بهم كاسم بل بقي لقبا الى جانب القاب كثيرة كان يطلقها على نفسه او يسبغها عليه كتبته.
--------------------------------------------

الهوامش:
(1)    الرابط   en.wikipedia.org/wiki/Sennacherib‎
(2)      انظر بحثه الموسوم   "نص مقتل سنحاريب...."  / مؤتمر الأدب السرياني الرابع
حيث فسر اخا ب اخ واربو ب رابو او ربا اي كثير مما ادى الى استنتاج : "الاله سين يكثر الاخوة".
(3)    كما في بيت 26 عمود 1 لوح 2 من ملحمة كلكامش  "آنا آخيا " أي إلى جانبي  وما زالت آخا تعني هنا في السورث أي ان لها معنى مقاربا وان لم يكن مطابقا.
(4)    انظر السطرين 15 و16 من الوجه الاول من مسلة او موشور شلمانصر الثاني على الرابط: http://www.bible-history.com/texts/black_obelisk_of_shalmaneser_2_inscription.html

مزيد عن الاسماء الرافدينية القديمة وتأويلاتها بقراءة جديدة في الكتب التالية لصاحب المقال ويمكن الحصول على نسخة املودية هدية بالاتصال بالبريد الالكتروني ادناه:
1 –    كلكامش أثورا بيروتشام ( النسخة  الالكترونية 2004 ، النسخة الورقية 2007 ) .
2 –     From Gilgamesh to Christopher ,2012, على موقع  Amazon.com
3 –      2012,  Galdu or The Sons of godsعلى موقع Amazon.com
Shabilla_yousif@yahoo.com
ABSTRACT  (in English)
The name or title Sennacherib is translated in Wikipedia (en.wikipedia.org/wiki/Sennacherib‎) to mean: "Sîn has replaced (lost) brothers for me"; however a closer look at its 3 symbols and 2 signs of the full name Ila Sin Acha Mish Arbu give a totally different interpretation.
Ila: sign preceding gods, demigods and the like.
Sin: moongod/king.
Acha or Akha: side, corner, zone (in Acadian). Easily mixed with the word for brother which has almost the same fricative.
Mish: Sumerian Plural sign borrowed at times by Acadians.
Arba: Four (it still means 4 in Semitic languages).
Leaving out the signs and reading the symbols we get:                       King Corners Four 
or the King of the Four Corners (of the world), according to English word order.
Or, in Greek terminology, King of the Four Winds.
This sounds  like a royal title and not a name given at birth.


14
كلكامش – كالخو - آثور
يوسف شبلا  Toronto, Canada
تقع خرائب كلخو، النمرود، جنوبي الموصل على ضفاف دجلة وكانت  كلخو عاصمة للانبراطورية الآشورية للحقبة 867 ق م الى 717 ق م اي لمدة  150 سنة السابقة لحكم الملك العادل (شاروكينو، سرجون الثاني) الآشوري الذي نقل العاصمة الى المدينة المسماة باسمه اي الى دورشاروكين التي اصبح اسمها زمن الحكم الفارسي خورصباد (كورش أباد؟)
ويرد ذكر كلخو في سفر التكوين (10 : 13) على شكل كالح وترتبط بالنمرود (10 : 10) الذي اصبح جبارا في الأرض. والمعنى العام لعبارة "اصبح جبارا في الارض" واضح لكن المعنى الدقيق يحتمل تأويلات عديدة ولا سبيل الى الجزم. كما يتعذر الربط لفظيا بين كلخو ونمرود اذ لا يوجد ملك آشوري يحمل الاسم او اللقب نمرود ضمن قوائم ملوك أشور المعتمدة لدى علماء الاثار (1) وأقرب اسم ل نمرود هو نبروز ابن امينو الذي حكم في حدود 2000 ق م وهو اول ملك من الملوك الستة  الملقبين بمجهولي الكنى في القوائم المشار اليها. واذا اخذنا بنظر الاعتبار تبادل الباء والميم كونهما حرفين شفويين عندئذ يقترب الاسمان من بعضهما  .
لقد ذهب المعنيون بالاثار الرافدية مذاهب شتى في تخريج كلكامش لخصها الاستاذ طه باقر في كتابه ملحمة كلكامش، وخلص الى انها تعني "الرجل الذي سينبت شجرة جديدة"  (2)  ويمكن تفهم سبب  ورود الشجرة في هذا التفسير لان العلامة كيش التي ترد في اسم كلكامش في الملحمة Gish Ila )اله القصب) هي كلمة او علامة تسبق الخشب والحشيش والشجر والقصب وما شاكلها.
وسبق ان نوهت عنها في مقال سابق، وبموجب تقطيع جديد اقترحت ان لفظة كلكامش، بتقديري، تعني الجاموس السماوي حيث انها مكونة من المقطعين السومريين:
1-    كال Gal الذي يعني  السماء كما في كالدو ( اولاد السماء او شعب السماء)، وايكال (البيت العالي) وننكال (سيدة السماء) وسينكال (ملك السماء ، القمر).
2-   كاميش الذي يعني  كميشا بالسورث (جاموس بالعربية). ويبدو ان كميشا من الرواسب السومرية في السورث. وفي الارامية يسمى الجاموس ما ترجمته حيوان القصب، (حيوة×ِا دقٍنيِا).
واما عن آثور فلم يتطرق الى اشتقاقه الايتيمولوجيون وكأن  موضوعه شبه محسوم لدى بني آثور باعتباره اسم علم لإله قديم يرد على شكل أشور في سفر التكوين. ولكن هذا لا يحل مشكلة الاشتقاق. وقد تناولته في مقال سابق بقراءة جديدة مفادها ان آثور متكونة من المقطعين:
(أ‌)   مختصر كال ويعني السماء كما في آنو وآنانا، و
(ب‌)   (تور) التي تعني الثور بالسورث والسريانية والارامية والعربية وغيرها فيكون معنى آثور الثور السماوي (3) ممثلا      ب الثور المجنح .
اي ان الاشوريين اقتبسوا كلكامش وترجموا النصف الثاني منه اي كميش الى ثور حسب بيئتهم حيث يندر الجاموس ويكثر الثور، وعبروا عن السماء بالاجنحة ليوحوا انه طائر في السماء ومنها. ومن آثور اشتقت آسور وآشور وأسُر وآسورايا وسوريا وسريايا وسورايا وسريان بعد عبورها عدة حواجز لغوية ذهابا وايابا (4).
ولكن ما علاقة كلخو بكل هذا؟
يبدو لي ان كلخو هي المحطة البينية بين كلكامش وآثور. فهي متكونة من المقطعين السومريين:
1-   (كال) Gal الذي سبق ذكره
2-   (كو) Gu  الذي يعني بالسومرية الثور.
 وكل صوت / G / في السومرية تحول الى صوت  /ك/ في الاكدية فتحولت  Gal Gu الى كال كو ثم كال خو  وكالحو وانتهت في سفر التكوين الى كالح . ويبدو ان الثور كو Gu  كان يتمتع باحترام كبير(2) يصل حد المهابة والعبادة وكان يدخل في اسماء العظام او القابهم واستمرت الحال كذلك حتى هولاكو وتيمورلانك (و)؟.
مما يوحي انه في فترة النفوذ السومري تم تداول كلكامش Gal Gamesh في جنوب العراق وكال كو       Gal Guفي شماله  اي ان كل المقاطع كانت سومرية في هذه الحقبة. وعند افول نجم السومريين وسيادة الساميين تطلبت دواعي الاعتزاز باللغة الأم كمظهر من مظاهر القومية بل اهم عنصر فيها، تطلبت التخلي عن الالفاظ السومرية لصالح الاكدية،  فتحول كميش الى  ما ترجمته ثور القصب في الجنوب وثور في الشمال وهذه النزعة مستمرة في مجتمعات كثيرة تحاول ان تحافظ على لغاتها نقية، وتختلف عن فرض اللغة على الغير بالقوة القاهرة كما في حملة التتريك على سبيل المثال لا الحصر. والتي تمخضت في اوائل القرن الماضي عن تغييرات ديموغرافية  مصطنعة اصبح بموجبها الكثير من الارمن والكثير من الآشوريين والكلدان والسريان (سورايي بكلمة واحدة) اتراكا بالقومية (ومسلمين بالتبعية).
ويبدو ان كلخو او الثور المجنح انتقل بفعل تمدد آشور غربا الى  الشام وحتى البحر الابيض وهذا مثبت تأريخيا وآثاريا ومدوّن في الكتاب المقدس. وما يهمنا من ذلك في هذه الفقرة هو تل كلخ السورية  المتاخمة للبنان . فالتل المنتصب وحيدا في سهل هو من المؤشرات البارزة للآثاريين على وجود قرية اثرية، وكلخ لا تعدو ان تكون كلخو. اي ان كلخ مرشحة ان تكون مستوطنة آشورية قديمة جدا بل لصيقة بالثقافة السومرية بدليل ورود كال كو وليس آشور وان كلمة تل اضيفت في مرحلة لاحقة بعد ان تحولت المدينة الى انقاض غطاها التراب فاصبحت تلا. وان صح هذا الطرح فيقتضي وجود تلول اخرى او مواقع اخرى باسم كلخو او مشتقاته على امتداد الهلال الخصيب وحيثما انتقل الثور المجنح.
هل قصبة الكلك تمت بالصلة الى كالكو بعد حذف اداة التعريف؟ لا سبيل الى الجزم لكن وجودها في نفس المنطقة واشتراكها في كل الحروف يبعدانها عن المعنى العامي للكلمة اي طوف من الواح خشبية افقية متعامدة وتحتها زقاق منفوخة كان يستعمل للنقل النهري، ويقربانها من كالكو، لكن الموضوع بحاجة الى مزيد من التمحيص.
يظهر مما سبق ان عاصمتين آشوريتين من العواصم الاربع مسميتان على اسم كلكامش وهما آشور وكلخو مما يوحي بأثر عميق تركته بطولات ومآسي كلكامش السومري في الحضارة الاكدية وريثة الحضارة السومرية ناهيك عن الاضافات المنسوبة  اليه مرحلة بعد اخرى  كونه الاجدر بها في نظر اهل الرافدين.
هل يمكن التحقق من العرق اي من نسبة الدم السومري او الاشوري او الكلداني او الكردي او العربي او التركي في عروق ابناء كالح او اي تجمع سكاني آخر او اية مجموعة اثنية نهرينية اخرى حسما لكل هذه الجدالات التي ملأت وما زالت تملأ صفحات المواقع والمجلات منذ عشر سنوات ونيف وبعضها غير مدعوم بالعلم و احيانا مدفوع بالمحاباة ونادرا ما يعزز الوحدة؟
الجواب نعم حيث ان شجرة أعراق سكان الارض شبه كاملة من حيث الكروموسوم واي Y او  mtDNA ولم يعد هناك سبب وجيه للتمسك بالقناعات المسبقة الممزوجة بالعاطفة  او المنبثقة عنها مع اهمية العاطفة في تشكيل القناعات والاعتداد بها والتضحية من اجلها وهي سر جمال كل ابداع في الحياة الانسانية. لكن القناعات يمكن ان تتغير وفقا لبراهين يقدمها العلم دون محاباة لاحد.
الهوامش:
(1)   تشمل قوائم ملوك آشور 125 ملكا موزعين على النحو التالي:
ا الفترة المبكرة: ابتداءا من حوالي 2300 ق م
الملوك سكنة الخيام  وعددهم 17 ، الملوك الذين عرف آباؤهم 10  ، الملوك مجهولو الكنى 6،
ب العهد الآشوري القديم 46 ملكا،
ج العهد الوسيط 27 ملكا،
د العهد الحديث  وحتى سقوط نينوى عام 612 ق م  19 ملكاً.
(2)   ملحمة كلكامش، طه باقر 1984، الطبعة الرابعة، بغداد. حيث يورد احتمالات كثيرة ليخلص الى القول:
   ((هذا ولا يعلم بالضبط معنى اسم "جلجامش" وقد ذكرت بعض النصوص الأكدية معناها "المحارب الذي في المقدمة". كما يحتمل أن يكون معنى اسمه في السومرية  "الرجل الذي سينبت شجرة جديدة"  أي  "الذي سيولد أسرة" )).   
 
(3)   في هذه الايام يطيب لبعض القادة ان يَتشبّهوا بالاسد ولصغيري السن بالشبل ويكتفي الاقل طموحا بالفهد. وفي يونان القديمة انتقل الاحترام من الثور الى الحصان، وتمددات الهكسوس اعتمدت الحصن واسطة لها.
(4)   تفاصيل اوفى عن ذلك في كتب صاحب المقال المدرجة ادناه:

مزيد عن الاسماء الرافدينية القديمة وتأويلاتها بقراءة جديدة في الكتب التالية لصاحب المقال ويمكن الحصول على نسخة املودية هدية بالاتصال بالبريد الالكتروني ادناه:
1 –    كلكامش أثورا بيروتشام ( النسخة  الالكترونية 2004 ، النسخة الورقية 2007 ) .
2–    From Gilgamesh to Christopher ,2012, على موقع  Amazon.com
3–      2012,  Galdu or The Sons of godsعلى موقع Amazon.com
Shabilla_yousif@yahoo.com

15
المنبر الحر / القوش
« في: 00:09 03/01/2014  »
القوش
يوسف شبلا  Toronto, Canada
ملخص ما قيل في معناها :
   في كتابه الموسوم  سفر القوش الثقافي يلخص الأستاذ بنيامين حداد(1) مختلف التخريجات اللغوية بشأن معنى الكلمة ثم يخلص إلى القول :
" والمعروف ان (قوش وكوش وقوس وقيس وكوس ) كلها أسماء نعتية لإله سامي قديم وتأسيسا على ذلك يكون اسم القوش لفظة منحوتة من ايل: الإله ومن قاش أو قوش أي كبير أو عظيم ولا عبرة بالتخريجات الأخرى " (2)
وهو نفس رأي المطران بابانا الذي ثبته في كتابه القوش عبر التأريخ .
 ويلاحظ ان اغلب التفاسير اعتمد الارامية مع التقريب، فمثلا تم تقريب  ال الى ايل اي بكسر الهمزة واضافة الياء لربطه بالاله الفينيقي  ايل (ذي الاصل الرافدي)،  وبعضهم قرّب المقطع الثاني قوش الى قوشت قو×شةي (مضافة الى ياء المتكلم التي تكتب ولا تلفظ) للحصول على معنى قوسي قاصدا سلاحي. ليكون معنى الاسم ايل قوشتي اي ايل قوسي، ولا ذكر للنشاب مع علمنا ان القوس وحده لا يشكل سلاحا ما لم يقترن بالنشاب، الا عن طريق الكناية.

ان هذه التفاسير لا تأخذ بنظر الاعتبار قدم القوش الضارب في اعماق التأريخ واقصد الى الحقبة السومرية او الى الحقبة الاشورية ذات الثقافة السومرية حيث سادت اللغة السومرية وثقافتها واساطيرها حضارتي آشور وكلدو واستمرت الكتابة المسمارية في بابل وامتداداتها الى ايام الحضارة الرومانية.
 وتأسيسا على هذا المنظور  يمكن تقطيع الاسم الى مقطعيه الظاهرين دون تقريب وكما يلي:
أل     و    قوش
 1 – أل وهي وآل وكال Gal تعني بالسومرية سماء كما في آنو اله السماء  وأنانا (آناهيدا الفرثية) الهة السماء  وأنشار ملك السماء ولهذا نرى ان نبقي الهمزة مفتوحة كما لفظها اجدادنا  وكما كتبت في كل الكتب التراثية وكما نلفظها نحن ايضا وكما يلفظها اهالي القرى المحيطة بها.
2 – قوش وتعني بالسومرية اسود مما يرجح  ان تكون القوش قد أخذت اسمها من أقوام كوشية اي ذوي سحنة سوداء(3) سادت المنطقة من الهند (جبال هندو كوش ، الهنود السود) مرورا بخوست في افغانستان وخوزستان (الاحواز) في فارس(4) الى مراكوش (مور (5) كوش ، اسود+ اسود) ، ومن أنكوشيا (آن كوش) الى مورتانيا (مور ، نيلي او اسود) والى أرض كوش، التي تشمل بموجب الكتابات اليونانية ليبيا ومصر (6)  والسودان والحبشة (7)  وما يليها.
 وفي الوقت الحاضر تستعمل اللغة الكوشية في رواندة وقبائل التوتسي والصومال وارتريا وغيرها في افريقيا ، ثم ان كوش لدى اليونان كانت تشمل كل افريقيا وبعض جزر البحر الابيض المتوسط مثل جزيرة كوش اي كل ذوي السحنة "السوداء" او السمراء على وجه الدقة بغض النظر عن الجغرافيا.
   ويربط المعلم الكبير مار أفرام بين كوش والسود اذ يقول: يا كوش السود من اعطاك درة الايمان؟(8)
كما تفيد الاساطير السومرية ان الملوكية هبطت من السماء على كيش مباشرة بعد الطوفان.
 ومما يؤيد ان من معاني كوش اسود هو انها  في سورث القوش تفيد  معنى الظلام (خوشكا) ولهذا يعبر عن الصباح الباكر ب  منْ حوشكا،، مخوشكا مخوشكا  اي من خوشكا اي من الظلام، والخاء هنا منقلبة عن كاف كما تقضي قواعد اللغة السريانية الخاصة بالتليين رو×كِكِ×ا بسبب ورودها بعد حرف متحرك لكننا في السورث لا نعمل بهذه القاعدة فيبقى الحرف الواحد على لفظ واحد.
وتتكون قره قوش وهي مدينة سريانية شرقي الموصل من المقطعين  قره (اسود) وقوش (اسود) اي انها من المزدوجات الكلمية كما في مور كوش  و صحراء كراكوم (قره كوم) حيث كوما ما زالت تعني اسود في السورث واوكاما تعني اسود في السريانية.
وفي قره جاي شركس وهي قبائل قوقاسية  كلمتان تدلان على السواد وهما قره وكوش.
كما ان غبش في العربية العامية العراقية تعني الظلام كما في غبّش فلان اي خرج مبكرا والظلام سائد  وغبش هي نفس كوش بالتبادلات المعروفة.
تأسيسا على ما تقدم تكون لفظة القوش متكونة من المقطعين آل ، وقد سبقت الإفاضة فيه، و قوش اوكوش وهم ، على رأي باديني (12) ، قوم من ذوي الارومة السومرية؟ (ربما يلتقيان في الماضي السحيق لكن الكوشية مصنفة حاليا كلغة افروآسيوية وليس كلغة لصقية) ،  فيكون معنى القوش كوش السماوية او العظيمة أو، بنفس ترتيب ورودها في الاسم، العظيمة كوش ،  بتقديم الصفة على الموصوف او قوش المقدسة،  (أو كوش العالية  او العليا باعتبارها مبنية على سفح جبل، تمييزا لها عن قره قوش المبنية في سهل منبسط؟).  ومعلوم ان السومريين الذين سادوا المنطقة قبل الساميين  كانوا يعتبرون أنفسهم شعب السماء ويعتبرون  ملوكهم  آلهة أو على الأقل أبناء السماء. معلوم  ايضا ان الأقوام السومرية عاشوا في مناطق أخرى غير سهل شنعار فقد وجدت مخلفاتهم في ماجان في سلطنة عُمان، وفي موهنجو دارو في شبه القارة الهندية (حاليا في باكستان) وفي مناطق في آسيا الصغرى و بموجب الابحاث الحديثة في اوربا ايضا، وهذا يفسر الانتشار الواسع للاسماء ذات النحت السومري في القارات الثلاث.
وهذه بعض النصوص الخاصة بالكوشيين:
1-    في سفر التكوين (10-6) نقرأ: ((بنو حام   كوش ومصراييم وقوط (9) وكنعان...وكوش ولد نمرود الذي ابتدأ يكون جبارا في الأرض...وكان ابتداء مملكته من بابل وارك واكد وكلنة (10)  في ارض  شنعار...))
2-    في سفر عدد (12-1)  نقرأ : ((وتكلمت مريم وهرون على موسى بسبب المرأة الكوشية التي اتخذها ...لأنه كان قد اتخذ امرأة كوشية...)). اي افريقية او سوداء.
3-    يقول موسى القوريمي  في كتابه الثاني ان ((مار عباس قاطينا وهو معاصر لأول ملك ارمني من اصل فرثي يستخدم الكلمتين فرثي وكوشي وكأنهما مترادفتان )) ثم يستطرد قائلا:   ((بعد ستين عاما من وفاة الاسكندر كان ارشاك الجبار يحكم الفرثيين في ارض الكوشيين في آريا في مدينة باهل وان ارشاك ، وهو من اصل فرثي، بعد ان رمى عنه نير المقدونيين، حكم الشعب الكوشي 31 عاما...))
4-    ويقول تيودور الصقلي :((ان الكوشيين الأحباش (11) كانوا الطبقة السياسية الحاكمة ، لقد قادوا الجيوش واحتلوا مواقع متميزة في الدولة ومنهم حكمت سلالات في بابل ...))
5 -  وفي التواريخ الأرمنية تسمى بكتريا (بلخ) ارض الكوشيين، إذ يقول المؤرخ الأرمني البسيوس في كتابه الحروب الدينية للأرمن (12) ان بكتريا هي ارض الكوشيين ، بكتريا المسماة أيضا بلخ هي عاصمة ارض الكوشيين (المجلد الأول  ص 9).
 6  -  ( ومنذ زمن طويل استبدلت بالحبشية كلغة للكلام طائفة من اللغات السامية الحديثة التي تعرضت لتأثير عدد من اللغات الكوشية ، متفاوت في سعته ومداه . وقد تجلت نتائج هذا التأثير في نطاقي الأصوات وتركيب الجملة خاصة...)) (13)
7-  كان عدد من الملوك او الامراء الماذييين الذين حكموا مدينة/مملكة الحضر يحملون اسم او لقب ولكش (14) ولا اراه الا بعل كوش لأن ادعيتهم كانت تبدأ ب بل اي بعل. ولا يوجد تعليل منطقي مقبول لوجود حكام ماذيين على رأس جماعة آرامية لكن هذا ما تقوله كتابات الحضر.
8-  وتصف ملحمة الياذة كوش بانها المدينة الجميلة (ص 271 )  (15)
9-  ووصف الوفد الفارسي المتكون من (ملوك العجم) الذي زار العائلة المقدسة للتهنئة بولادة السيد المسيح (ل.م.) بانه  من المجوس  مغوشُا (ماخ  كوش؟) ومعلوم ان المجوسية هي من بقايا الديانات البابلية القديمة التي استمرت في فارس.
يستنتج من هذا ان هناك عنصرا اسمر السحنة كان يسود المنطقة من الهند إلى سواحل المحيط الاطلسي، وعند أفول نجم هذا العنصر سياسيا وعسكريا، وسيادة العنصر السامي في الهلال الخصيب سكناَ ، ومن الهند إلى مصر أو ابعد سيطرةَ وحكماَ ، تبعثر كما تبعثر ابناء عمومته السومريون وانحسروا عن الهلال الخصيب وانعزل السومريون في "جزر" معزولة لبعض الوقت ولم تقم لهم قائمة كدولة إنبراطورية بعد ضربة حمورابي القاضية لكن بقي لهم وجود و كيانات صغيرة هنا و هناك على طول الأرض التي كانت يوما ما مسرحا لهم. ثم ان أفول نجمهم من الساحة السياسية لم يمح كل آثارهم وتأثيراتهم فقد ترسخت ثيولوغيتهم (مبادئهم الدينية) في بابل واستمرت في آشور وعادت ثانية إلى بابل الكلدانية وتغلغلت او كانت قد تغلغلت في آداب شعوب اخرى.  كما انهم خلفوا أسماء مدنهم وقراهم وآلهتهم في كثير من المواقع ، حتى بعد سيادة العنصر السامي سيادة شبه تامة  في المنطقة .
 وما يهمنا من هذه الأسماء في هذا البند هي تلك التي تنتهي بالمقطع (كوش) أو (قوش) مثل كركوش و  ألقوش وتلخش   و قره قوش او تلك الممثلة بالمقطع او الجذر كوش مثل قوش قرب الفلوجة وحوش قرب سامراء و كوت العمارة و ربما قبط  وحبش (16) وغيرها .
   و إن صح ما سبق فإن اسم  ألقوش ليس سريانيا أو آراميا وان كان أهلها يتكلمون السورث لان تعاقب أقوام على سكن قرية أو مدينة أو بلد لم يكن بالضرورة يصاحبه دائما تبديل الاسم فمثلا نجد الأسماء الآرامية وحتى السومرية في العراق وسورية  قد بقيت كما كانت أو اصابها شيء من التحوير وفي بعض الحالات كان الإحلال السكاني تدريجيا بحيث يتم تقبّل الاسم القديم تلقائيا ولابد ان تعايشا سلميا كان يحصل في حالات أخرى بعد انقشاع أهوال الحرب .
لكننا في  الجانب الآخر نرى ان التحريف في كتابة أسماء العلم أو النطق بها بلغة أخرى قد ينأى بالأصل إلى ما لا يمكن التعرف على أحدهما من معرفة الآخر.
خذ مثلا اسم الملك اشور باني بال (اشور بن بعل ) نجده في كتب اليونان على شكل SARDANAPALUS    وهو في ظاهره يختلف كليا عن آشور باني بعل (رغم ان بعل واضحة في pal   وملك واضحة في  Sar   (
وفي الإنكليزية يختفي صوت الكاف عندما يعبر عنه ب C  متبوع بالحرف (E) أو الحرف (I  ) فيتحول الحرف C لفظا الى صوت S  فمثلا القوشي تصبح Alcesite في ترجمة نوكس ، The Holy Bible, The Book of Nahoum . Ronald knox 1959    ولو كتبناها بحروف عربية لأصبحت السيزايت لان صوت /s/   هو الآخر يتحول الى صوت /z/ عند وقوعه بين حرفي علة في الإنكليزية فيتحول القوشي إلى السيزايت ولم يعد بينهما مشترك غير أل (وعادة تهمل لأنها في العربية بادئة تفيد التعريف ولا تكون ضمن جذر الكلمة) مما يحتم العناية في تأويل المفردات التي عبرت حدودا لغوية ولو لمرة واحدة فكيف الحال اذا تكرر العبور ؟
من جهة اخرى هناك لواحق وبواديء قد تختلط مع الاصول كما في حالة القوش حيث يحذف منها ال الملمون بالعربية الالف واللام  ولا عهد لهم باسم العلم ظنا منهم انها اداة التعريف العربية فتصبح قوش.
هل من سبيل لقطع الشك باليقين؟
نعم يمكن اجراء فحص الكروموسوم   Y و mtDNA على افراد من بعض العوائل الالقوشية العريقة من الذين لم يغادروا القوش لا هم ولا آباؤهم لحد اربعة اجيال  لمعرفة نسبة الافراد ذوي العرق  J1-M267 الذي يظن انه اقرب ما يكون الى العرق السومري  بحسب بحث ناديا الزاهري (17) وفريقها المشار اليه في المقال "هل انت سومري" المنشور على هذا الموقع في 19    ك1 الماضي.
   و قد يقول قائل ان كان السومريون قد سكنوا القوش فلا بد انهم تركوا بعضا من آثارهم في القوش، فهل ثمة رواسب ؟ نعم فهناك تل باسم كلكامش جنوب القوش يدعى كركاميشا (كلكامش) وهناك محلة باسم الاله سين، القمر، تدعى محلة سينا وهناك قمة جبلية باسم قورزي القريبة لفظا من قور زاك السومرية التي تعني قمة جبل حيث قور تعني الجبل وزاك تعني قمة.
 هل هناك رواسب لغوية؟ بتقديري نعم. فهناك كلمات لها من اثلها شبيه بالسومرية دون ان يكون لها من اثلها شبيه بالآرامية أو العربية وهذه نماذج منها:
Sooreth of Alqush             Sumerian       English
--------------------             ------------    -------------
Qura                                 Vaqula       Blind
Garra                                Garra        Dam
Kawi đna                          Gudinu     Mule
Gdada                               Gugada     Thread
Qamish                             Gish          Reeds
Bish                                  Mish         More, many
Pish                                   Pish          Extant
Qidda                                Gada        Thread of intestine
Qarada                              Qaradi       Stiff, hard
Ilula                                  Alu            Calf  (of heaven)
Babu                                 Baba          Lord
Saruqi                               Sharqino    Spilling
Gudha           Guđ        churning hide   
Gare                                 Gara           Wall
Garra                   Garra      Dam   
Gavana          Gu unu   Cowman
Aakha                              Aakhi          Here, side
Quprana                          Qupri           Reed shed
Biara         Bir      vision blurring
Arkhil         Arakhul   water mill  stone
Zerzope         zurzub   splashing
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الهوامش
 (1) سفر القوش الثقافي،بغداد ، 2002 ، الاستاذ بنيامين حداد.
(2)   لقد ادى هذا التخريج الى اعادة كتابة القوش بالهمزة المكسورة بدلا من الهمزة المفتوحة السائدة طيلة القرون الماضية
    وحتى في المراجع الانكليزية بدأنا نجد      Elqush        بدلا من    Alqush!!!!
فمثلا في النسخة الالكترونية من الكتاب المقدس المسماة  esword     نجدها كتبت على شكل   Elkosh
بينما   كانت في السابق تكتب  بالحرف    A   كما في   نسخة  Knox  لعام 9 195  
ولعدم وجود رمز مستقل للهمزة في الانكليزية نجدها احيانا على اشكال مختلفة مثل:
 A , E, O, I, U  كما في APPLE, END, OFF, IN, UP على التوالي
وهكذا نرى ان بني آدوم اصبحت Edomites وعدن اصبحت Eden    وهكذا
(3)   للكلمة كوش معنى آخر وهو جلد المواشي  hide
(4)  بنى شابور الثاني في عيلام مدينتين سمى احداهما كوشي شابور والثانية جندي شابور
(5)   اللون الموري في سورث القوش ليس اسود وانما بنفسجي   غامق
(6)  الاسم اليوناني ومن ثم الروماني  لمصر هو         Gypt E  او ارض الاقباط  وقبط من نفس اثل كوش  مع التبادلات المعروفة
(7)   و تبدو حبش  هي الاخرى من نفس اثل  كوش  مع بعض التبادلات.
(8)    المروج النزهية ص  44
(9)   لاحظ الارتباط الوثيق بين كوش ومصر وقوط مما يعطي دلالة اضافية بان قوط وقبط من نفس مصدر كوش
(10)   توجد كلدة او كلدو في سهل شنعار وان كانت هي المقصودة فهذا تبادل غريب ونادر او وحيد بين الدال والنون
(11)   وهذا مزدوج كلمي حيث ان كوش  و حبش من اثل واحد
(12) Sumerian Wonder TheوBadini and  others,
(13)  ادورد الندروف ترجمة د.عرفة مصطفى  مجلة بين النهرين العدد المزدوج 22/23 السنة السادسة 1978

(14)  لا وجود لحركات الفتحة والضمة والكسرة في آرامية الحضر ولهذا اذا اريد اظهار الضمة في ولكش كتبت ولكوش
(15)  ترجمة Samuel Butler      نشر    Orange Street Press Classics  على ال    Internet
(16)  أذا صح هذا التحليل فان  Egypt  (مصر) اي قبطوس او  اي قبط   يكون معناها بالسومرية ارض الكوشيين  هي الاخرى.
(17)
Nadia Al-Zahery(
Al-Zahery N, Semino O, Benuzzi G, Magri C, Passarino G, Torroni A, Santachiara-Benerecetti AS:             Y-chromosome and mtDNA polymorphisms in Iraq,                                                                             a crossroad of the early human dispersal and of post-Neolithic migrations.
 ويمكن قراءة البحث بالانكليزية كاملا على الرابط التالي:
http://www.biomedcentral.com/1471-2148/11/288
   مزيد عن الاسماء الرافدينية القديمة وتأويلاتها بقراءة جديدة في الكتب التالية لصاحب المقال ويمكن الحصول على نسخة هدية بالاتصال بالبريد الالكتروني ادناه:
1 –    كلكامش أثورا بيروتشام ( النسخة  الالكترونية 2004 ، النسخة الورقية 2007 ) .
2 –    From Gilgamesh to Christopher ,2012, على موقع  Amazon.com
3 –      2012,  Galdu or The Sons of godsعلى موقع Amazon.com
  Shabilla_yousif@yahoo.com



16
المنبر الحر / هل انت سومري ؟
« في: 19:30 19/12/2013  »
هل انت سومري ؟

يوسف شبلا    Toronto, Canada
   اين نتوقع ان نرى اكبر نسبة دي ان اي DNA سومري في مجتمعاتنا؟
يظن البعض ان السومريين عاشوا حصرا في جنوب العراق حيث بنوا حضارة راقية سجلت لنفسها الاولوية في مناحي الحياة المتحضرة. فهي التي بنت اول مدرسة واول نظام ري واول شريعة واول معبد (زقورة) واول نظام كتابة وبالتالي اول كتاب واول عقد تجاري واول قانون للاحوال الشخصية وهلم جرا. ثم اندثرت واندثروا، ام ما زالوا معنا؟؟!!
لقد اظهرت البحوث الحديثة في مجال السومريات آثارهم في  الخط الخليجي دلمون ،عمان وعبر بحر العرب والمحيط الهندي الى مهنجو دارو في القارة الهندية .كما ان السومريين خلفوا معتقداتهم ولغتهم في ارض الماكيار (هنغاريا الحالية) برأي بعض علماء السومريات من امثال الاب دايمل وباديني وغيرهما. (1)
ويأتي ذكر السومريين في الكتاب المقدس على شكل شومير كقوم (2) وشمرايا كرجل منسوب الى شومر وشمريثا كامرأة منسوبة الى شومر، السامرة حاليا، بلدة السامري الصالح والسامري الابرص الشاكر والسامرية الخاطئة التائبة وقد اشاد بهما السيد المسيح (ل.م.). كما ان العهد القديم يقرن اسم السامرة غير مرة مع العجل اي بعلو، الصيغة البابلية للجاموس السومري  اي ثور القصب.
 وفي سوريا هناك موقع راس شمرا الاثري (3) ويدل اسمه على ارتباط ما مع سومر وقد وجدت فيها الواح مكتوبة باللغة السومرية واخرى مكتوبة بالامورية ولكن بالخط المسماري .
كما ان قبيلة شمر المنتشرة افخاذها في العراق والخليج تبدو هي الاخرى مرتبطة ب سومر على الاقل اسميا ومكانيا.
وسامراء هي الاخرى مرشحة للارتباط بسومر ليس فقط اسميا ومكانيا ولكن لوجود الملوية التي لا تعدو ان تكون نسخة مبسطة للزقورة السومرية. وعلماء سامراء اولى بالبحث عن عرقهم الاصلي.
وفي القوش موقع اثري باسم شميرام (سميراميس) يرتبط ايضا اسميا ومكانيا بسومر حيث يوجد في القوش موقع آثري باسم كلكاكش السومري الى الجنوب من القوش يدعى كركاميشا  كما ان احدى محالها مسماة باسم الاله السومري سين، القمر، وهي محلة سينا. وفيها قمة جبلية باسم قورزي القريبة لفظا من قورزاك السومرية التي تعني قمة جبل اي ريش طورا. كما ان عجز الاسم اي قوش يعني بالسومرية اسود وقد كان يشار الى السومريين بذوي الرؤوس السوداء. والمقطع قوش واسع الانتشار من جبال هندو كوش الى كوش (مصر وليبياوالسودان) والى مراكش.  ثم انها على لحف جبل القوش ومعلوم ان مجاهل جبال كوردستان كانت المخابئ الطبيعية للسكان الامنين من غزوات المحتلين قبل التكنولوجيا الحديثة. ولكن هل يكفي التشابه اللفظي والدليل المكاني لاثبات الهوية السومرية في غياب التدوين المتواتر ام ثمة طرق علمية ؟
كان الانثروبولوجيون في السابق يعتمدون على الخصائص الظاهرية للانسان كطول القامة واستدارة الوجه ونتوء الفكين وغور العينين او جحوظهما وغير ذلك. اما الآن فقد توجه الاهتمام الى اعمق دقائق الانسان اي الى ال  DNA.
فهناك طريقة التغير في الكروموسوم الذكري y (4) لمعرفة مدى تطابق جينات فرد من الافراد مع اسلافه القريبين والبعيدين  وفق شجرة الاعراق او انساب الاسلاف (الاباء)  Haplogroups حيث اعطي رمز لكل مجموعة اثنية اصيلة (قبل التغييرات الديموغرافية الكبيرة الناتجة عن الترحيل والهجرة بانواعهما) وكل عرق اساس ينقسم بدوره الى اعراق ثانوية Sub-Haplogroups .
وهناك طريقة  التغيّر في mtDNA (4) لمعرفة مدى تطابق جينات فرد من الافراد مع اسلافه القريبين والبعيدين  وفق شجرة انساب الاسلاف (الامهات) حيث اعطي رمز لكل مجموعة اثنية اصيلة (قبل التغييرات الديموغرافية الكبيرة الناتجة عن الترحيل والهجرة بانواعهما. )
والمجاميع الاثنية المنعزلة اكثر انسجاما مع شجرة اسلافهم من تلك التي اختلطت مع الاقوام الاخرى ويبدو ذلك جليا في الاقليات كالمسيحيين بطوائفهم واليزيديين والمندائيين والدروز واليهود وغيرها من الطوائف التي ذابت تماما.
وبحثا عن السومريين فقد قام فريق ناديا الزاهري Nadia Al-Zahery (5)  ببحث معمق حول الموضوع و اختار مجموعات سكانية عراقية لاخذ عينات لفحص الحامض النووي وصولا الى اقرب توافق مع الكروموسوم السومري في خارطة انماط الجدود اي الاعراق  Haplogroups. حيث اخذ عينة من 143 فردا من سكان اهوار العراق المعروفين محليا بالاسم معدان كون الاهوارهي البيئة الطبيعية لكلكامش (7) وقد تمتع المعدان بانعزال نسبي وتزاوج داخلي بسبب نمط حياة حددته بيئة الماء والقصب. ونشر البحث في  ت1 ،   2011  (6).   كما اخذت عينة السيطرة (للمقارنة) من عموم اثنيات العراق بواقع 154 فردا. وتم اجراء مقارنة بين هاتين المجموعتين في متغيرات عدة منها: عرق اسيوي، عرق شرق اوسطي، عرق شمال شرق افريقيا، عرق افريقي جنوب الصحراء الكبرى، عرق يوروآسيوي وغير ذلك. وتبين ان 55 % من سكان العراق ينتمون الى العرق J ذي العمر 30000 سنة مقابل نسبة 85 % من المعدان ينتمون الى ذلك العرق اي ان عرق المعدان يتميز بوضوح عن عرق سائر العراقيين.
وضمن ال J  نفسه فقد تبين ان 96% من المعدان ينتمون الى العرق الثانوي J1-M267 مقابل 56% لمجموعة السيطرة (سائر العراقيين). وهذا تميز واضح.
ولعل اهم استنتاج توصل الفريق اليه هو ان السومريين ترعرعوا في منطقة الاهوار على الاقل لفترة 10000 سنة الاخيرة خلافا لنظريات التأصيل المختلفة التي تجعلهم قادمين من الشرق مع الجاموس الهندي تارة ومن الغرب تارة ، ومن الشمال تارة اخرى. اما في ال السنوات ال 000 100 السابقة لذلك فالموضوع غير محسوم.
واستنتج فريق البحث ان المعدان وسكان جنوب الجزيرة العربية يرجعون الى "جد" واحد.   وكأني به يقول ان معدّا ومعدان من ارومة واحدة.
وثمة استنتاج آخر خرج به الفريق وهو ان اغلب العراقيين الناطقين بالعربية ليسوا عربا بل من الاثنيات العراقية القديمة وهذا مفهوم حيث ان تعداد الغزاة القادمين من الحجاز الى العراق ايام الغزوات نسبة الى السكان الاصليين لا يكاد يذكر. فمثلا تم ضرب تكريت ذات الغالبية السريانية بحامية او سرية واحدة بقيادة عكرمة بن هرثمة. والمدن التي اخضعت صلحا لم تتأثر كروموسوميا الى درجة كبيرة كالتي فتحت عنوة وطالها سبي النساء والفتيات.
وبموجب هذا البحث وإذا ما اردنا ترجمة العموميات الى خصوصيات قلنا، على وجه التقريب، ان معظم سكان محافظة بابل وامتداداتها كلدان دماً ومعظم سكان الأنبار آراميو المحتد واغلب اهل نينوى آشوريون  واهل النجف في الغالب الاعم انباط والكروموسوم واي Y السائد في العمارة عموما والاهوار خصوصا هو سومري.
ووفقا لهذا المعيار يمكن دراسة المجاميع السكانية ذات الاصول التي يحتمل ان تكون سومرية  اي المرشحة لامتلاك العرق الثانويJ1-M267 والوارد ذكرها في صدر المقال لمعرفة نسبة الدم السومري الذي يجري في عروقها وما اذا كان التقارب اللفظي ذا مدلول يذكر.
ونفس الشئ يمكن ان يقال عن سائر الاثنيات العراقية الباحثة عن العرقية القومية الاصلية او الهوية العرقية، اي يمكنها الاحتكام الى معطيات العلم الحديث للحسم الناجز بدلا من التخمين والقناعات المسبقة بغض النظر عن اللغة او اللغات المتداولة لان لغة المحتل (اسم فاعل) تزيح عادة لغة المحتل (اسم مفعول) تدريجيا ابتداءا بالثنائية اللغوية  Bi-Lingual  وانتهاءا بتنحي اللغة الأم عن المسرح تماما وسيادة لغة القادمين الجدد.
 واذا كنت في دولة غربية فيمكنك الحصول على جواب السؤال هل انت سومري بارسال نموذج دم الى احد المختبرات المختصة بال دي ان اي لمعرفة نسبة العرق J1-M267 او اي عرق آخر. هذا بافتراض ان هوية الشخص يحددها الدم حصرا لا غير. لكن هذا الافتراض فيه نظر.
الهوامش
(1) الاعجوبة السومرية ، باديني وآخرون  Sumerian Wonder, Badiny et al
(2) يوحنا (4:7) ، هوشع (10:5)
(3) موقع حضارة اوكاريت في سوريا على ساحل البحر المتوسط، 11 كم شمال اللاذقية، علما ان المصادر التأريخية لا تشير من قريب او بعيد الى وجود بصمات سومرية فيها رغم تبنيها المسمارية ولكن بالطريقة الابجدية اي رمز مسماري لكل من  الحروف الثلاثين التي تتكون منها الابجدية الاوغاريتية. كما ان الكثير من الواحها مكتوب باللغة السومرية. ومع هذا تقول المصادر المعنية باوكاريت ان سكانها آموريون. وعلى اية حال ففحوص ال دي ان اي كفيلة باماطة اللثام عن الحقيقة. 
(4) Y DNA    يتناقله الابناء حصرا عن آبائهم
  mtDNA    يتناقله الابناء والبنات عن امهاتهم
)        (5)Nadia Al-Zahery(
Al-Zahery N, Semino O, Benuzzi G, Magri C, Passarino G, Torroni A, Santachiara-Benerecetti AS:             Y-chromosome and mtDNA polymorphisms in Iraq,                                                                             a crossroad of the early human dispersal and of post-Neolithic migrations.
(6)  ويمكن قراءة البحث بالانكليزية كاملا على الرابط التالي:
http://www.biomedcentral.com/1471-2148/11/288
(7)     عن كلكامش ومشتقاته يمكن الرجوع الى الكتب التالية لصاحب المقال
1 –    كلكامش أثورا بيروتشام ( النسخة  الالكترونية 2004 ، النسخة الورقية 2007 ) .
2 –    From Gilgamesh to Christopher ,2012, على موقع  Amazon.com
3 –      2012,  Galdu or The Sons of godsعلى موقع Amazon.com
ويمكن الحصول على نسخة املودية (سوفتوير) منها عن طريق البريد الالكتروني التالي:
  Shabilla_yousif@yahoo.com

17
المنبر الحر / كربلاء
« في: 23:27 23/11/2013  »
كربلاء
يوسف شبلّا  Toronto, Canada
تقول موسوعة ويكيبيديا: ان كربلاء تعني  ضمن ما تعني "كرب وبلاء" بافتراض ان الاسم عربي النحت  )1) وتدرج حوالي سبعة تأويلات او تخريجات.
وفي الفضائية العراقية وفي برنامج (مدن عراقية) وفي حلقة كربلاء ورد ان:                "كربلاء كلمة أرامية قديمة تعني مصلى الاله".
لكن كربلاء ، تأسيسا على التراث السومري البابلي الثري، موغلة في القدم وتسبق ظهور الارامية والعربية على مسرح الاحداث.
وقد سبق ان تناولت بالتحليل في مقال سابق كلمة بابل وخرجت بنتيجة مفادها انها تعني   "بيت البعل" وليس باب السماء كما متداول حاليا. اي انها من مدن البعل.
واليوم نتناول مدينة اخرى من مدن سواد العراق وهي  كربلاء ونمهد للموضوع يالتذكير بان كربلاء تقع ضمن البقعة الجغرافية التي كانت مسرحا للسومريين والاكديين لآلاف السنين والشواهد على ذلك كثيرة مما تحت الارض ومما بقي فوق الارض واستباحه القادمون الجدد او طالته يد الزمان بالعواصف والفيضان وحديثا طالتها يد الانسان من مقتني الآثار والمنقبين عنها وتجارها حلالا وحراما.
يمكننا تقطيع لفظة كربلا الى صدر وعجز:
1-   الصدر:    كور GUR  وتعني بالسومرية ، لغة قدامى سكان العراق، "جبل" والتي تصبح في الاكدية Kur وتتحول الى خور وحور في طبقات مختلفة من اللغة الاكدية او بناتها او اللغات الاخرى المتواطنة معها ، ونجد هذا المقطع في زقورة اي زاك كور.
واحدى آلهات سومر تسمى نينخورزاك وهي نفس (اورورو) إلاهة الخلق التي اليها عهدت الآلهة بخلق انكيدو غريم ثم رفيق  كلكامش، وبتقطيع اسمها الى مقاطعه نين + خور + زاك  يتبين ان المعنى هو سيدة قمة الجبل اي السيدة الساكنة في قمة الجبل، حيث نين تعني سيدة وخور تعني الجبل وزاك تعني الرأس او القمة.
وفي حال عدم وجود جبل طبيعي كما في سواد العراق يكون المعنى السيدة الساكنة في العلية علّيتا عليةا اي الغرفة الكائنة فوق الطابق السابع من الزقورة وهذه السيدة كانت توقف متفرغة لاجراء مراسيم الزواج المقدس كل  موسم اكيتو لتشجيع الخصوبة وكانت تمثل الإلاهة في حين يمثل حاكم المدينة دور الاله كما مفصل في الادب الرافدي القديم وكما مومأ اليه في ملحمة كلكامش في باب النزال بين انكيدو القادم من جوف البادية وكلكامش المتحضر.
وفي مقال سابق عن كورد استفاضة في موضوع المقطع السومري كور Gur تغنينا عن الدخول في تفاصيله هنا.
2-   العجز:    بعل وهو الاله الاكدي البابلي سليل الاله انكي السومري اله الحكمة والعمق والحكمة والعمق صنوان في الآرامية والسريانية.
اي ان اللفظ الاصلي يكون والحالة هذه كوربعل اي جبل البعل او زقورة بعل، وحيث ان الكتابة السومرية تخلو من رمز العين وحيث ان البابليين ورثوا الخط المسماري وحافطوا عليه كما كان، وكانوا يقدسونه الى درجة عدم تطويعه لمتطلبات لغتهم، فلم ترد العين في الكتابة، لذا فقد فقد بعل عينه وصار بل او بال او بيل وبالتالي اصبح الاسم يكتب بالبابلية كوربال  او كربال بعد اطباق الواو الى ضمة. اي ان:
كربلا = جبل البعل
اي ان الصدر سومري والعجز اكدي وليس اي منهما آراميا. ولاغرابة في كون كل مقطع بلغة حيث ان اكد كانت ثنائية اللغة وما زال هذا هو الواقع في العراق الى اليوم عدا الجنوب الذي تم تعريبه واسلمته بالكامل ولم يعد احد من انباطه يعرف شيئا من او عن لغة آبائه، في حين احتفظ الكورد والفرس والترك بلغاتهم الى اليوم.
من او ما هو البعل؟
البعل احد الالهة الاكدية القديمة حيث ورد صدرا او عجزا  في اسماء  الملوك الاشوريين منذ 2300 ق.م. كما ورد التحذير من عبادته عشرات المرات في الكتاب المقدس، تحت طائلة العقاب. وقد انتقلت عبادته من بابل الى ممالك الشام وهنا فقد عينه او وصلها عبر آشور فاقد العين لان الاشوريين يستبدلون العين بهمزة او يسقطونها تماما اذا وردت في آخر الكلمة. وقد سادت عبادة البعل لدى الكنعانيين اي الفينيقيين.
ويرد بعل في الاسماء التالية على سبيل المثال لا الحصر:
بعل شمين اي سيد السماء   كبير آلهة الحضر كناية عن شمشا (الاله الشمس).
أثور بعل (اثوربال)   احد آلهة الحضر وله فيها معبد باسمه ازيح التراب عنه في اواسط القرن  الماضي.
آشور باني بال  آشور بن بعل صاحب المكتبة الشهيرة في نينوى.
آشور ناصربال  آشور ناصر بعل.
وقائمة البعول طويلة جدا في العراق وفي ممالك الشام ونكتفي بهذه البعول وانما سقناها لتعزيز مقترح تخريج كربلا على انها كوربال اي جبل البعل او زقورة  بعل اي ان المدينة كانت، او كانت فيها، زقورة لاداء الشعائر الدينية بموجب معتقدات القوم يومئذ ، تماما مثل بابل وغيرها من مدن البعل.
   مزيد عن الاسماء الرافدينية القديمة وتأويلاتها بقراءة جديدة في الكتب التالية لصاحب المقال ويمكن الحصول على نسخة هدية بالاتصال بالبريد الالكتروني ادناه:
1 –    كلكامش أثورا بيروتشام ( النسخة  الالكترونية 2004 ، النسخة الورقية 2007 ) .
2 –    From Gilgamesh to Christopher ,2012, على موقع  Amazon.com
3 –      2012,  Galdu or The Sons of godsعلى موقع Amazon.com
  Shabilla_yousif@yahoo.com

(1)   ما تقوله الويكسبديا:
"يعود تاريخ المدينة إلى العهد البابلي وكانت هذه المنطقة مقبرة للنصارى قبل الفتح الإسلامي، ويرى بعض الباحثين ان كلمة كربلاء يعني (قرب الاله) وهي كلمة اصلها من البابلية القديمة، ورأى بعضهم ان التوصل إلى معرفة تاريخ (كربلاء) القديم قد يأتي من معرفة(اصلا يعود لي كرب وبلاء مثل ما قال الامام على ) نحت الكلمة وتحليلها اللغوي فقيل انها منحوتة من كلمة (كور بابل) العربية بمعنى مجموعة قرى بابلية قديمة، منها نينوى القريبة من سدة الهندية، ومنها الغاضرية، وتسمى اليوم (اراضي الحسينية)، ثم كربلاء أو عقر بابل ثم النواويس، ثم الحير الذي يعرف اليوم بالحائر إذ حار الماء حول موضع قبر الامام الحسين عندما امر المتوكل العباسي بهدم وسقي القبر، ويرى اخرون ان تاريخ كربلاء يعود إلى تاريخ مدن طسوح النهرين الواقعة على ضفاف نهر بالاكوباس (الفرات القدي زطم) وعلى ارضها معبد قديم للصلاة، ان لفظ كربلاء مركب من الكلمتين الاشوريتين (كرب) أي حرم و(أيل) أي الله ومعناهما (حرم الله)، وذهب آخرون إلى انها كلمة فارسية المصدر مركبة من كلمتين هما (كار) أي عمل و(بالا) أي الأعلى فيكون معناهما (العمل الأعلى)، ومن اسمائها (الطف) ويحتمل ان كلمة كربلاء مشتقة من الكربة بمعنى الرخاوة، فلما كانت أرض هذا الموضع رخوة سميت كربلا... أو من النقاوة ويقال كربلت الحنطة إذا هززتها ونقيتها. فيجوز على هذا أن تكون هذه الأرض منقاة من الحصى والدغل فسميت بذلك. والكربل اسم نبت الحماض، فيجوز أن يكون هذا الصنف من النبت يكثر وجوده هناك فسميت به، والثابت ان الاسم الأول هو كرب وبلاء.
في اللغة العربية ذكر ياقوت الحموي في المعجم كربلاء بالمد حول اشتقاقه من كربله رخاوة في القدمين، جاء يمشي مكربلا، وعلله لرخاوة أرضها وتربتها ونقاء حنطتها واستشهد والكربل اسم نبت الحماض, وعلى ما ذكره مؤلف (دبستان المذاهب) يطلقون لفظة بـ (كار بالا) ومعناه الفعل الفوقي أو العلوي، فعرب بكربلاء.
وقيل تسمية كربلاء تعود في جذورها إلى العهد البابلي, وهي مشتقة من "كرب أي مصلى, و(كرٌ وبلاء), و"آل" أي الإله عند الآراميين الساميين، آي يكون معناها مصلى الإله كما ذكر ذلك الدكتور مصطفى جواد, وقيل كور بابل التي ترجع إليها التسمية ومن المحتمل ان المسلمين خففوا لفظ كربلا من كور بابل وهذا الكلام يقال أنه صحيح" .       انتهى الاقتباس





18
المنبر الحر / يهود
« في: 13:26 06/11/2013  »




19
المنبر الحر / تسقوبا
« في: 22:41 21/10/2013  »
تسقوبا
تسقوبا  ةًسقو،فِا
         يوسف شبلا     Toronto, Canada
    في رحلته الى دير ربّن هرمزد، مرّ المرحوم كوركيس عوّاد ب تسقوبا ةَسقو،فِا، وذكرها في كتابه "اثر قديم في العراق" وقال أنها تعني التل المرتفع من تلا سقيبا الارامية اعتمادا على مصادره او استئناسا برأي اهل القصبة.
لكن على هذا التخريج عدة مآخذ:
1 – ان عجز الاسم الاصلي تسقوبا هو قوبا قو،فِا وليس قيبا او سقيبا.
2 – ان الارض، وانت نازل من القوش باتجاه الموصل، تستوي بعد  المنطقة المتموجة عند تجاوزك الشرفية واللنداوت مرورا ب تسقوبا وبطنايا ولا تعود ترى تموجات حتى طبايا دساوي (منحدر الشيوخ) قبل تلكيف. اي ان الارض على العموم منبسطة في تسقوبا وما قبلها وما بعدها اي لا توجد تلال ، دع عنك تلالا مرتفعة.
3 – في صدر كلمة تسقوبا  اي /تس/ لا يوجد ما يدل على التل الا الحرف تاء.
4 – اعتمد التخريج على الاسم المعرب (تللسقف) وليس على الاصل (تسقوبا ةَسقو،فِا) كما يلفظه اهلها ومعلوم ان تعريب اسماء المدن يصاحبه تشويه تلقائي حينا وتشويه مقصود حينا آخر.
   ومعلوم ان التأثير العربي بدأ في سهول نينوى فَقعِة×ِا دنَنوَا بعنف عام 13 هج  عند ضرب تكريت والموصل في غزوتين متتاليتين في نفس السنة على يد عكرمة بن هرثمة، وأزاح بقية اللغات عن المسرح الرسمي.
وعليه من الاوفق البحث عن قراءة جديدة للاسم الارامي اعتمادا على الارامية لغة اهلها.
وفي هذا السياق تفيدنا شقيقتها بيقوبا بيقو،فِا بقرينة مهمة وهي ان عجزها هي الاخرى هو   قوبا   قو،فِا. كما انهما على مرمى حجر من بعضهما.
اي ان ارتباط الاسم ب قوبا اكثر احتمالا من  ارتباطه ب مرتفع.
ترى ما معنى قوبا قو،فِا ؟
 قوبا قو،فِا تعني القرد وتعني البوم  وحيث ان القرد ليس من الحيوانات المتوطنة في العراق فلا يتبقى الا البوم.
من او ما هو قوبا قو،فِا ؟
 في منقوشات الحضر الارامية (140 ق م الى 240 ق م) يرد اسم قوبا قو،فِا اي البوم كاحد آلهتها الى جانب الاله النسر الذي كان يشار اليه ب “مارن نشرا”. وعليه فمن المحتمل (ولا سبيل الان الى الجزم) ان تسقوبا كانت، او كانت تضم، هيكلا للاله قوبا في الفترة السابقة لاستقبالها المسيحية.
لماذا لم ترد الاشارة الى البوم في كتابات الاقدمين؟
السبب الاول هو ان هذه المعلومات طمستها القرون وربما الضغون ولم تظهر امام العيون حتى اعادة اكتشافها من قبل عالم الاثار الالماني فالتر اندريه في مطلع القرن الماضي ، ومن بعده فريق التنقيب برئاسة عالم الآثار العراقي فؤاد سفر، في اواسط ذلك القرن. وقد تم الكشف عن مجموعة من المعابد بلغت 14 معبدا مخصصة لمختلف آلهة الحضر ومنها: مارن، مرتن، برمارين، بعلشمين، نشرا، قوبا قو،فِا ، شمشا، سميا، سميثا، اللات، شحيرو، نركول، نابو، نيهرا ...الخ. ويدهشنا هذا التنوع في التعبد دون اقصاء او تكفير بل تعايش سلمي تحت قانون واحد صارم لكل الحضريين الساكنين داخل السور. (وقانون اصرم بالنسبة للبدو الضاربين خيامهم خارج السور).
السبب الثاني هو الاستنكاف من الحضارة القديمة بكليتها بسبب مفاهيمها الوثنية ووسم كل معطيات تلك الحضارة بوسم واحد ومن زاوية واحدة ومحاولة قطع الصلة بالماضي ما امكن ذلك.
ماذا عن المقطع الاول او الصدر اي /تس/؟  انه اقرب ما يكون من الفعل الارامي / السرياني طاس طِس الدال على الطيران. وعليه يكون التخريج التقريبي ل تسقوبا " طار البوم" اي غادر قومه. ولكن ما دلالة طيران البوم؟
كان الرافدينيون قديما يتحملون عار الهزيمة وحدهم وينزّهون آلهتهم من الفشل والانكسار امام الغزاة ويبرئونهم من الهزيمة واسبابها ونتائجها، ويقولون ان الههم الحامي غضب منهم لعلّةٍ فيهم وغادرهم قبل خراب المدينة فاصبحوا فريسة سهلة للعدو اذ فقدوا الحماية، فدكت مدينتهم وسلم الههم، ثم يتضرعونه ليعود  فينصرهم فينتصروا وكانت في ذلك تعزية ورجاء لمن بقي منهم على قيد الحياة . وهذه الفكرة واضحة في المراثي الخاصة بتدمير المدن منذ العهد السومري، كما في مرثية تدمير اوروك بعد ان غادرها الاله انليل.
ترى ماذا كان اسم تسقوبا ةًسقو،فِا  قبل ان يطيرعنها قوبا قو،فِا؟
 بموجب هذا التحليل يكون اسمها الاصلي    بيث قوبا او بيقوبا    كشقيقتها تماما!!

   مزيد عن الاسماء الرافدينية القديمة وتأويلاتها في الكتب التالية لصاحب المقال:
1 –    كلكامش أثورا بيروتشام ( النسخة  الالكترونية 2004 ، النسخة الورقية 2007 ) .
2 –    From Gilgamesh to Christopher على موقع Amazon.
3 –     Galdu or The Sons of godsعلى موقع Amazon.com
  Shabilla_yousif@yahoo.com


     وتعني الخفاش، وقوب قو×ف في السورث تعني السلة المجدولة من القصب او شظاياه او من  سيقان نبات الحنطة.

20
المنبر الحر / بيروتشام
« في: 23:50 12/10/2013  »
بيروتشام
يوسف شبلا     Toronto, Canada
تطرقت في مقالين سابقين الى كلكامش وآثور محاولا اثبات ان كلكامش تعني جاموس السماء وان آثور تكييف اكدي لها وتعني ثور السماء مما يوحي ان آسور وسوريا وسريان وسورايايا وسورايا وتركايا وتوركمان ومشتقاتها، كلها منحدرة من آثور وآثورايا وآسورايا. وفي هذا المقال سنتطرق الى التكييف الآرامي لكلكامش وآثور.
لا شك ان الاثورييين كانوا يحملون معهم الثيران المجنحة في حملاتهم العسكرية طمعا في دعمها وإسنادها لإحراز النصر. وبذلك كانوا ينقلونها تلقائيا إلى مستعمراتهم الجديدة في الأناضول وبلاد الشام (الى مملكتي دمشق وحلب الاراميتين). وكانت هناك حاجة إلى سكانها للإشارة إلى هذه الثيران المجنحة أو ثيران السماء. فماذا كان الآراميون سكان  بلاد الشام  الاصليين يومئذ يسمونها بلغتهم اي بالارامية ؟
و جوابا على السؤال  نقول ان الآراميين سموا هذه الثيران السماوية بعيرو د شامي  حيث بعيرا بالآرامية اسم جنس بمعنى بهيمة  ذات قرون او دابة او بعير،  وشامي  تعني سماء،  وشامي وشميا وشيم وسماء من اثل لغوي واحد حيث ان الشين والسين كثيرتا التبادل بين اللغات السامية. واما الدال (او دي) بينهما فإنها  حرف إضافة حيث ان الإضافة في الآرامية تتطلب أداة هي الحرف (د)  ( او المقطع دي وحسب اللهجة) والتي تتحول إلى ذال اذا سبقها حرف متحرك والتي تطورت أو تحورت أو كلاهما لتنتهي بعيرودشام إلى (بئيروت شام ثم بيروت شام) ؛ ثم، وعند تعريبها، أصبحت بلاد الشام ويندر ان  نرى اسم مكان تلازمه البادئة بلاد كما في حالة الشام وهذا يعني ان (بيروت شام) اسم مركب يعني الاسم المركب (آتورا) الذي يعني بدوره الاسم المركب (طلطامش). وبالمناسبة مازالت كلمة شميا تعني (سماء ) في السريانية والسورث. وهكذا تكون بيروت وسوريا والشام من مشتقات  مرادفات كلكامش ا.
وفي سفر عزرا (24 : 2) نقرأ "...بنو قرية عاريم كفيرا وبئيروت سبع مئة وثلاثة وأربعون (رجلا)..." وما زالت الهمزة الدالة على العين باقية في هذا النص ولم تتحول بعد إلى ياء.لكن بعيروت شام  خففت فيما بعد إلى بيروت شام ثم إلى بيروت اسما لمدينة أو مدن وبلاد الشام اسما لإقليم.
 ونجد بعيروت شام بصيغة أخرى هي( بيرو زامات ) في النص التالي  :
((...فقتل اردشير كل ذكور قبيلة ارساس ولم ينجُ أحد من هذه المجزرة عدا بيروزامات الذي أنقذه أحد أصدقاء القبيلة ويدعى بورو والذي حمل بيروزامات إلى ارض كوش وعلى رواية موسى القوريمي اصبح بيروزامات هذا حاكما على بكتريا وبارثيا وأطاح بشابور ابن اردشير و أعاد إحياء الانبراطورية الفرثية...))
وهذا سرد تأريخي . لكن هناك نصا آخر جاء ممزوجا بالأساطير اليونانية يعود إلى الكاتب الروماني Claudius Aelian في كتابه De Animalium Natura حيث جاء فيه :
((حينما كان الملك سيوخورس  يحكم بلاد بابل تنبأ الكلدانيون  بان الابن الذي ستلده ابنته سيغتصب منه العرش وانه رغم محاولة هذا الملك في إهلاك الطفل الذي وضعته ابنته، برمْيِهِ من أعلى الحصن، شاء القدر ان يبقي على الطفل بان حمله نسر كان طائرا في أثناء رميه من شرفة الحصن ثم التقطه أحد خدم القصر وسماه (كلكاموس ) فكبر هذا وحكم البابليين))   انظر ملحمة  كلكامش، طه باقر  ط4  ص52. 
وهذان نصان متوازيان أحدهما يجعل البطل بيروزامات (بعيروت شام) والآخر يجعله كال كاموس (كلكامش) أي ان هذين المصطلحين كانا متبادلين الى عهد قريب اي حتى قبل ألفي عام.
ومادمنا بصدد بيروزامات فثمة كاتب كلداني اسمه برخوشا أطلق عليه اليونانيون اسم بيروزس وكأنها مختصر بيروزامات، وبرخوشا تعني ابن كوش وهو فعلا كذلك حيث عاش في جزيرة قوش او كوش COSH في اليونان وعلّم فيها وعاصر الاسكندر المقدوني ويبدو ان ايا من هذين الاسمين ليس اسما له فابن كوش لقب سماه به معاصروه الكلدانيون باعتباره من سكنة كوش وبيروزس لقب سماه به الكوشيون اليونانيون باعتباره قادما من بلاد بعيروت شام .
تجدر الاشارة الى ان كلكامش يكنى بالاكدية  بيروشام   Perosham في ملحمة كلكامش والبعير واضح في الاسم سوى انه قد سقطت منه العين في النسخة العربية لانها مترجمة عن الانكليزية ولاسباب اخرى. كما لا توجد  /د / لان الاكدية لا تستعمل اداة اضافة بين المضاف والمضاف اليه خلافا للآرامية والسريانية والسورث حيث لا تتم الاضافة بغير الدال.
هل هناك قرى او مدن اخرى في الشام تحمل اسم بيروت او بعيرود  او بعيروت؟
ننتظر الاجابة من اهل الشام .

   مزيد عن الاسماء الرافدينية القديمة وتأويلاتها في الكتب التالية لصاحب المقال:
1 –    كلكامش أثورا بيروتشام ( النسخة  الالكترونية 2004 ، النسخة الورقية 2007 ) .
2 –    From Gilgamesh to Christopher على موقع Amazon.
3 –     Galdu or The Sons of godsعلى موقع Amazon.com
  Shabilla_yousif@yahoo.com








21
الاله تموز في التاريخ والتراث الديني لشعوب الشرق الاوسط

يوسف شبلا Toronto, Canada       

   كلمة تموز هي الصيغة البابلية للإله الراعي دوموزي السومري، ورغم ان هذا الإله ابتدأ راعيا بسيطا إلا انه انتهى بطلا مظلوما لا لذنب اقترفه بل لتجنبه الوقوع في شباك الإلاهة  عشتار التي سلمته الى ناظر العالم السفلي ، بحسب الاسطورة، ولكي تكفّر عن هذا الذنب بعد اخذ منها الندم كل ماخذ، تفكر في طريقة لانقاذه من ذلك العالم  فتعقد صفقة مع إلهة العالم السفلي . وبموجب هذه الصفقة تتطوع اخته كوشتينانا لفدائه وذلك بان تحل محله في العالم السفلي ستة اشهر من كل عام ويتمتع هو بحريته في هذه المدة على سطح الارض وليس في بطنها ويتم ذلك على يد طائر الفينيق او العنقاء بموجب احدى الروايات. و ما يهمنا من أمره الآن هو اسمه دوموزي وما آل اليه.
يمكن تقطيع دوموزي إلى دومو وتعني بالسومرية الابن وقد تناولنا هذا المقطع بشيء من التفصيل في المقالات السابقة عن كلدو وكوردو، و زي وتعني ضمن ما تعني النار اما زو فتعني النسر أو أحد الطيور الخرافية الجهنمية المرعبة  المكسوة بالريش الاسود المتهدل ، فيكون دوموزي ابن هذا النسر المرعب او ابن النار، اما التأويل السائد لكلمة تموز فهو أنها تعني الابن الأمين والابن ممثل بالمقطع دومو، ولا شك في ذلك، لكن الشك يحوم حول الامين.
وبعد تأليهه انتقل اسمه وعبادته إلى كل حوض الأنهار الأربعة وعبر البحر المتوسط  ولكن بمسميات مختلفة فقد اصبح تموز وطاموس و دووز و دووزي و داوس وداونوس (والصيغة الاخيرة هي من نحت اليونان كما هي عادتهم في اضافة النون حينا و /وس/ احيانا).
 وفي العراق ترسب على شكل : داويذ (لدى الآراميين الشرقيين) و دايث (لدى الاراميين  الحضريين) وדּויד      DABIDلدى العبرانيين وداوذ (بضم الواو) في تلكيف وداوذ (بكسر الواو) في القوش  و طاوس (لدى طائفة الصابئة) و طاويس (لدى طائفة الداسنيين اي الايزيديين، بصيغة طاويس ملك) وعند هاتين الملتين الضاربة طقوسهما في اعماق سومر اختلط الاسم بلفظ طاووس وهو طائر غير متوطن في العراق لكنه نال شيئا من الاحترام لهذا التشابه اللفظي ولاسباب اخرى.
  وجاء على شكل دووزي  في  دووزي )طوز) خورماتو
 وعلى شكل داود وداوود لدى العرب.
 كما ان ادونيس وادوني و اوزيرس وعزير تشترك معه في بعض خصائصه وقد كيفت شعوب مختلفة قصته بمزجها بقصصها التراثية او باساطيرها للخروج بتموز يلائمها. ومن خصائصه العامة وفاته وبقاؤه في العالم السفلي لمدة 6 اشهر كل عام ثم انبعاثه مع الغطاء العشبي  الأخضر في الاعتدال الربيعي باعثا الحياة من جديد في دورة الغذاء وبالتالي منعشا الكائنات الحية عموما ومنهيا 40 يوما من النواح عليه تسبق يوم الاعتدال وكان النواح مصحوبا بقرع الصدور اسفا وندما على عدم نصرته في يومه المشهود.
وبقيت هذه العادة راسخة ويشير اليها النبي حزقيال في الاصحاح الثامن والعدد 14حيث يقول : "...ان نسوةً جلسن عند البوابة الشمالية لبيت الرب يبكين على تموز".
وفي الحضر كان نشرا (النسر الحقيقي تيمنا بالنسر الخرافي المذكور) أحد آلهتها، ويدعونه مارن نشرا اي سيدنا النسر (وليس مرن كما يرد في الكتب المعنية بالحضر إذ ان آرامية الحضر لم تكن منقوطة وبالتالي لا يظهر الزقاف المعادل للالف (الفتح المشبع).
 أما في مصر فثمة نسخة من تموز باسم (حورس) ويصعب التكهن في سبب هذا الاختلاف البين وغير المتوافق مع التغير التدريجي للاسم وربما كان حورس ترجمة مقطعية إلى العلامات الهيرو-غليفية (المصرية القديمة) للنسر او للفظة  تموز، ولكن الموضوع بحاجة الى مزيد من التقصي.
وفي بعض الفترات الزمنية جرى تداول الاسمين داوود وتموز معا وكأنهما اسمان مختلفان ولا عجب في ذلك فهذا يحدث الان مع اسماء تقاربها لفظا ومعنى اكثر وضوحا ويسمى بهما شقيقان في بيت واحد كما في جبرائيل و كورييل.
اما التفسير الذي يعطيه قاموس التأثيل ONLINE ETYMOLOGY DICTIONARY
للاسم DAVID   فهو الصديق  العزيز المحبوب.
معلوم ان الاسماء يصيبها التغيير من لغة الى اخرى ويمكن كوكلة David  لمعرفة معادلاته باللغات الاخرى.
   مزيد عن الاسماء الرافدينية القديمة وتأويلاتها في الكتب التالية لصاحب المقال.
1 –    كلكامش أثورا بيروتشام (  الطبعة الاولى  2004  )
2 –    From Gilgamesh to Christopher على موقع Amazon
3 –     Galdu or The Sons of godsعلى موقع Amazon
Shabilla_yousif@yahoo.com
__________________________________

     الاملاء المتعارف عليه هو إلهة (نقلا عن السريانية حيث لا توجد الف بعد اللام  بل زقاف) وإدخاال الالف هو لازالة اللبس بين آلهة جمع اله وإلهة مؤنث اله الواردة في الاساطير العراقية القديمة.


 

نسر براس اسد في بوابة معبد البقرة في اور (عن بريستد)


22
المنبر الحر / كورد
« في: 12:07 27/09/2013  »




23
آثور  
ملخص ما قيل في معنى كلمة آثور أو اشور :
لم يتطرق الباحثون لتحليل اللفظة وقد قبل الناس هذا الاسم على إنه اسم علم لقوم. ويقول BREASTED  في كتابه    Ancient Times    أن الآشوريين اكتسبوا اسمهم من إله لهم كانوا يسمونه اسور Assur        (ص 180 ) .
هذا كله صحيح ولكن من اين أخذ هذا الاله اسمه؟ هل "ولد" ومعه اسمه؟!

تطرقت في مقال سابق بعنوان "قراءة جديدة للاسم بل اللقب كلكامش" منشور في هذا الموقع قبل 3 اسابيع الى معنى كلكامش وخلصت فيه الى ان كلكامش  يعني جاموس السماء خلافا لكل التكهنات السابقة بهذا الخصوص والتي لخصها المرحوم طه باقر في كتابه "ملحمة كلكامش"  والمجملة في المقال المذكور وعصارتها انها تعني " الرجل الذي سينبت شجرة جديدة" .
وبدلا من البناء التدريجي لحين الوصول الى النتيجة ساذكر النتيجة مباشرة ثم اقيم الدلائل

آثور تعني كلكامش

تحليل مقطعي جديد

نقترح تقطيع كلمة آثور إلى مقطعين:
أولا- (آ) مختصر آل التي هي بدورها مختصر كال   GALوتعني (سماوي ) وما في حكمها وكما سبق ذكره في المقال السابق فإن هذا المقطع السومري عانى من تحويرات عديدة في لغات كثيرة لتأدية معانٍ مختلفة لكنها وشيجة الصلة بالأصل وذلك لان G   الكاف المعطشة   متعددة الأصوات، أي إن لها قيما صوتية مختلفة تستوعبها اللغات الأخرى بعد ان  تطوعها لمنظومتها النطقية، ناهيك عن عامل التخفيف مع الزمن  . فمثلا : كو GU تصبح قو  Qu وكو  KU  وغو GHU  ، وتتشابه  غال GAL  السومرية مع عال  الارامية والعربية وغالي (الثمن) . ويُسقط الاثوريون العين او يحلون محلها الهمزة فتصبح آل ، ونجد لفظة خان لدى الأقوام المغولية و أقوام آسيوية أخرى بنفس معنى غال  السومرية مثل جنكيز خان وساندوكان وايلخان وكان البغداديون يشيرون إلى هولاكو بالخان  ويخاطبونه كذلك . وفي لغات أخرى على شكل هان و هام . وسكان اورارتو (أرمينيا القديمة) كانوا يسمون الكاهن الأعظم (آن)    .
  وما يهمنا من كل هذه التوطئة هو ان الآثوريين وهم الفرع الشمالي من الاكديين اقتبسوا كال ( السماء) و خففوها  ( او وصلتهم مخففة) الى (آ) حسب سلسلة من التغييرات نذكر منها  السلسلتين التاليتين على سبيل المثال :

GAL    إلى  كال  الى     آل   إلى      
GAL       إلى      كا   الى      آ

وتظهر آل و آ  في أسماء كثير من المواضع التي سكنها السومريون أو أسلافهم الصوباريون أو الناطقون بلغات لصقية شبيهة بالسومرية  وللمزيد عن الموضوع نحيل القارئ الكريم إلى بحث للدكتور نوفوتني بعنوان  " نصوص سومرية كتبت بحروف لاتينية في المخلفات اللغوية الهنكارية " ألقاه  في المؤتمر التاسع والعشرين للمستشرقين في باريس ، 1973 ، ونشره فرانسسكو باديني في كتاب Sumerian Wonder ، منشورات جامعة السلفادور 1974.
وكان السومريون في جنوب العراق يطلقون على كبير آلهتهم لقب (آ نيم) أو (آ نو) ويعتبرونه رب الأرباب.
 وهناك آنانا  وليس اينانا كما هو متداول؟  إلهة السماء  ودليلنا على ذلك هو ان انانا تعني في سريانية القوش الزوبعة المطرية الثقيلة الناتجة عن غيوم سوداء داكنة والتي تصاحبها البروق والرعود وتكون قصيرة الأجل عادة (مزنة). ونجد نفس المعنى تقريبا في قصة   هروب ديموزي   حيث نجد ان ((انانا زوجته تغتاظ لرؤيته وتسلمه على الفور لمطارديه إذ أثارت عليه زوبعة من الريح والمطر غمرت مدينة اوروك)) .
وفي أسطورة  نزول عشتار إلى الجحيم   نرى   ((اينانا تثير عاصفة من الرياح الهوجاء  ومن القوى الجهنمية على البستاني)) .   وما يعزز الاعتقاد أنها آنانا وليست اينانا هو ان نظيرتها بالفرثية هي آناهيدا (بالمدة اي بالهمزة المفتوحة المشبعة وليس بالهمزة المكسورة) علما ان (إي) بالسومرية تعني  (مسكن) أو ( بيت) وعليه يكون معنى آنانا إلهة السماء اما اينانا فسيكون معناها مسكن الآلهة كما أن انانا هي ابنة آنو (بالهمزة المفتوحة) ؛ ولهذه القرائن مجتمعة مضافا إليها الاشتقاق اللغوي والمعنى  المعجمي ، يكون معنى (آ) ، المنحدرة عن كال ، السماء أو المقدس.

ثانياً-  تورا  :      وتعني بالاكدية بفرعيها والعربية والآرامية الفصحى والسريانية  والسورث  " ثور".
وباعادة دمج المقطعين يكون معنى آتورا (الثور السماوي) ، أي كلكامش نفسه ولكن حلت الكلمة السامية (تورا) محل الكلمة السومرية (كاميش) وحيث ان التاء سبقها متحرك (الألف التابعة للهمزة في المدة) فقد تحولت تلقائيا بمقتضيات قواعد اللغة الارامية إلى ثاء لفظا فتصبح آتورا آثورا وفي هذه الحال وبموجب قواعد التنقيط الحديثة تضاف نقطة تحت التاو للدلالة على   "ترخيمها " إلى ثاو . اما الآثوريون انفسهم فما زالوا يلفظونها بالتاء فيقولون آتًر. (معلوم ان الارامية بقيت اللغة الرسمية  Franca Lingua   للمنطقة لقرون عديدة.)
   أي ان الآثوريين استعاضوا عن كلمة جاموس بثور لسبب وجيه وظاهر وهو وجوده في بيئتهم بينما يندر وجود الجاموس عندهم، لعدم وجود المسطحات المائية الواسعة (كالاهوار) والقصب في مناطقهم.
و بعد أن فقد المقطع (آ) معناه لديهم لم يجدوا طريقة افضل من الاجنحة للتعبير عن السماء لان ذوات الأجنحة تطير في السماء وهكذا وجدت في نينوى وباقي العواصم الاثورية تماثيل الثيران المجنحة (السماوية) على أبواب القصور والقلاع وفي مقدمات الجيوش و قنوات الري  لتؤدي وظيفة الحراسة المجانية دونما كلل وبدون الحاجة إلى تبديل الحراس على طريقة المناوبة.
ومعلوم ان كلمة آثور في الحقبة الاشورية الثانية  وحتى زمن الممالك الارامية كمملكة الحضر كانت قد أصبحت بادئة  أو لاحقة ، تفيد الالوهية او الملوكية او كليهما كما في آثوربعل  ، ودخلت في  أسماء  كثير من الاعلام مثل :

1-   اشور باني بال والأصح بإعتقادنا اشور باني  بعل أي اثور ابن (الإله)  بعل.
2-   اشور ناصر بال (بعل) وناصير تعني الحارس ولا ندري من كان يحرس من. هل الملك محروس البعل أم البعل محروس الملك في معتقدات القوم يومئذ ؟ لكن الاحتمال الاول هو الارجح.
3-   اشور حدون وتكتب اسرحدون.
4-   آشور اوبالاط وبعلات او بالاط تعني الحياة وهي قريبة من هو او هب فيكون المعنى قريبا من دينكير السومرية اي  واهب الحياة.
5-   بوزور اشور الذي شيد الحارة الجديدة لمدينة اشور (شرقاط حاليا) وبوزور تعني البطل في السومرية.  
6-   آدور ملك (صنم)
7  -  آثور لخس احد آلهة الحضر (ولعلها اثور ولكش  ، وولكش لقب تسمى به عدد من ملوك الحضر) وكأن كلمة  اشور كانت قد أصبحت تعني يومئذ الاله المالك بنفسه على الارض او شيئا من هذا القبيل.
ويرد اسم حاكم مملكة ماري في سوريا على شكل (شورا –دامو )
 ودومو ودو تعنيان بالسومرية (ابن) مما يوحي بأن اسمه أو على الأقل لقبه كان ابن شورا او ابن آشور .
ومعلوم ان اوكاريت مثل اكد كانت ثنائية اللغة حيث ظلت السومرية تكتب جنبا إلى جنب مع الاوغاريتية السامية التي كانت بدورها تكتب بالمقاطع السومرية كالاكدية ، وهنا نجد كال السومرية في القاب ملوكها على شكل لوكال  ولم تختصر بعد الى آ كما في آشور.
ويرد اسم حاكم آخر ل ماري باسم ايتور شاماكان وليس صعبا الربط بين ايتور واثور ولا بين شاماكان وشموكين  التي تعني    السماء العادلة او عدالة السماء ويبدو ان الأسماء الرافدينية كانت تتغلغل في ماري واوكاريت الساميتين او الهجينتين بيسر .

وهكذا تحول كلكامش السومري الجنوبي إلى آتورا الاكدي الشمالي أو قل الاثوري وبالتالي إلى آثورا  وعند نسب الفرد إلى بلاده  أو  "الهه"  آثور، يومئذ، تصبح آثورايا بلغة القوم (آثورياً بالعربية الفصحى). وفي سوريا ولبنان وباقي الساحل ، حيث الميل الى الحروف الصفيرية ، تلفظ الثاء سيناً ولذلك تحولت آثور إلى آسور وآثورايا إلى آسورايا ،  ومن هذه الأخيرة جاءت سوريا بالعربية . و اليونان ، او المقدونيون، سموها   ب Assyria   ومنها Syria  نحتا من آسورايا واستقرت هكذا عند  اخلافهم الرومان ثم الفرنجة.
  وعند النسب إلى سوريا بالآرامية و السريانية تقول سوريايا والتي خففت مع الوقت إلى سورايا ، ومنها " السورث" على وزن قردث اي بالظرفية الحالية كانك تقول (اتكلم) آسوريائيث، وهي اللهجة  المحكية في القوش  (والقرى التي يقطنها المسيحيون في سهل نينوى و في كردستان وفي جنوب تركيا قبل 1915).
و من هذا الاثل جاءت ايضا لفظة  "السريان" نسبة إلى ما سبق على وزن كلدان و طليان والمان وعربان وبلقان ورومان وسودان. ولكن نلاحظ  غلبة لفظة (اشور)على (اثور) ربما لأنها وردت بالشين على شكل اشوريم في النص العربي من سفر التكوين عند ذكر الأنساب. لكنها بقيت على لفظها الاصلي آثور  عند الاثوريين والسريان .

   الا ان آثور وهو سليل كلكامش  بزه في ان قومه الّههً في حين اعتبر قوم كلكامش كلكاكش نصف اله حيث ان ثلثيه اله نسبة الى امه ننسون وثلثه الاخر من مادة البشر.

هل مر الاسم "الثور السماوي" بمرحلة سومرية صرف اي ان المقطعين كانا سومريين وليس خليطا اي    GAL GU حيث Gu  تعني الثور بالسومرية؟ يبدو ان الجواب بالايجاب اذا اعتبرنا اسمي العاصمتين آشور وكالخو Gal Gu مترادفين. ولكن هذا الاستنتاج يحتاج مزيدا من التقصي قبل النشر.

               طلطامش   ــــ  آثور  ـــــ  الثور السماوي




معلوم ان الآشوريين شنوا حملات عسكرية باتجاه الشمال نحو الأناضول مرورا بكردستان ونحو الشرق في أعماق فارس ونحو الشمال الشرقي حتى أرمينيا وحملوا معهم آلهتهم (ثيرانهم المجنحة أو السماوية)  آتورا. ترى ماذا سمت هذه الأقوام آثور بلغاتها ؟ جواب ذلك في مقال قادم وهو وارد في كتابي بالعربية كلكامش آثورا بيروتشام.
وتأسيسا على ما ما تقدم فان اتورجا او اتوركا أو  أتوركايا(Turci)    و بالتالي تركايا وتركيا  وتوركمان وتوركستان اراها من مشتقات اتورا. وكذلك طوروس  TOROS توروس (سلسلة جبال) وقنطورس، قنطارس (الحيوان الخرافي - حصان مجنح) من مشتقات اثور ايضا وبالتالي من مشتقات كلكامش.
وفي المزمور 29 كلمات تضعك في جو ملحمة كلكامش وتذكر كلكامش مرتين مرة بصيغة العجل ومرة بصيغة الثور وهي على التوالي:  اكتساح ارز لبنان، العجول، لبنان وشنعار،  الغمر العظيم او المياه العالية، ، الطوفان ، الثور الوحشي.
وفي ملحمتي الالياذة والاوديسة لهوميروس نجد المقطع تور في اسماء الابطال المذكورة اسماؤهم في ذيل هذه الفقرة.
 ويبدو ان الحصان ، هذه المرة، هو المقصود وليس الثور حيث ان القنطور او القنطارس ممثل بحصان مجنح، كما ان نسطور يكنى بالخيال او الفارس وهكتور مربي الخيول ويصعب الجزم في المعنى الدقيق او اللفظ الدقيق لهذه الاسماء التي تعود الى ما قبل الميلاد باكثر من عشرة قرون لكن القرينئين تشيران  الى ان المقصود هو الحصان وليس الثور:  قنتور (قنطورس ، سنتور ) الساكن في جبل بيليون (جبل البعل) ، نستور الخيال، هكتور مربي الخيول، الاستور، اكتور، ستنتور، كاستور، رايبوتور،ثستور، مينتور،أبيستور، فيمتور،   بولي كتور،   ماستور، اونيتور، اميسدور(وس)، كاليتور.
_____________________________________________________________
   مزيد عن الاسماء الرافدينية القديمة وتأويلاتها في الكتب التالية لصاحب المقال.
1 –    كلكامش أثورا بيروتشام ( النسخة  الالكترونية 2004 ،النسخة الورقية 2007)
2 –    From Gilgamesh to Christopher
3 –     Galdu or The Sons of gods
  Shabilla_yousif@yahoo.com




الهوامش
__________________________________________________________

                جيمس هنري بريستيد ،انشنت تايمز ،مطبوعات جن & كومباني 1935،الطبعة 2
Henry Breasted, Ancient Times, Gin & C0., 1935.  

             ملحمة كلكامش، طه باقر ، 1984، دار الرشيد

           في قاموس هالوران يرد معنى ثان للصوت آ وهو الماء علما بان الانكليزية لا تميز بين الهمزة والعين.Haloran,        Sumerian Dic.

    اينانا \عشتار وديموزي \تموز في أساطير بلاد الرافدين القديمة للأب البير أبونا ،مجلة بين النهرين ، العدد المزدوج 93\94 السنة 24،1996 ،ص17

             نفس المصدر ص23

           لتأثيل ولكش  انظر  "كلكامش آثورا بيروتشام"

  .د.بتينانو – مجلةNational Geographic  عدد كانون الأول 1978   Dr.Pettinato, Dec 1978 , N.G.
           وتعني هنا امير الربع ، او حاكم ولاية ، المصدر السابق.

        باعتبار آثور  او آشور اهم معلم شرقي الابيض المتوسط يومئذ

         الربط بين آسوريايا وآثور  ليس جديدا فقد جاء  في كتاب الحوضرا (كتاب الصلوات الطقسية للكنائس الشرقية)حيث تكتب اْسوريايا اي مبتدئة بمد عليه مبطل (مبطلانا)، كما ذكر المطران اقليمس يوسف داوود في  الفصل الاول من كتابه    "اللمعة الشهية في قواعد  اللغة السريانية"     1879 م الموصل، ما نصه : (والعلماء العبرانيون انفسهم وهم المعروفون بالربانيين يسمون لغة اليهود منذ ذلك الزمان آرامية او سريانية وربما سموها آثورية) ويقول ايضا في ص 16 انهم يسمون القلم الارامي بالقلم الاثوري.
وذكره ايضا اوجين منا في قاموسه  نقلا عن رينان الفرنساوي ص 15 " ..اخيرا ان اسم آرام بدل في زمان الملوك السلوقيين في المشرق باسم سوريا التي ليست الا اختصار آسوريا  (اعني آثور او آثوريا حسب اللفظ اليوناني) "
وذكره ايضا سمير عبدة في كتابه  "السوريون والحضارة السريانية"  ، دمشق 1998 حيث يقول في ص17 ما نصه: ( ويقول البعض ان اسم سوريا هو اختصار لكلمة آشور وقد جرى استعمال هذا الاسم المختصر بعد ان غزا الاسكندر الاكبر هذه البلاد)

      "جا" ، كما في جا وين اهلنا،  لاحقة تركية تفيد الاضافة والنسب فمثلا عربجا تعني عربيا وعليه فان اتورجا او اتوركا تعني آثوريا مما يوحي بأن اليونان ومن بعدهم الرومان كانوا يعتبرون سكان الاناضول آثوريين او هكذا كانوا.

      الكلمة كتبت بالحرف C     ذي الصوت  ك  لكن الصوت يتحول الى س  في الانكليزية عند ورود حرف e    او  I  بعده.

  يقترن البعل بالجبل عادة بسبب اقتران عبادات السومريين بالمرتفعات    


24
المنبر الحر / كلدان
« في: 05:15 14/09/2013  »

يوسف شبلا   TORONTO - CANADA
   لماذا نعيد قراءة الاسماء الرافدية القديمة من جديد؟
لسبب بسيط وهو ان التأويلات القديمة استثنت اللغة السومرية للجهل التام بها حيث لم يعرف احدعنها شيئا الا بعد 1850 م اي بعد بدء التنقيبات الاثرية في العراق وما حوله. في حين ان السومريين سبقوا الساميين في المنطقة واثروا  بحضارتهم في الحضارة الاكدية بشقيها الاثوري والكلداني تأثيرا قويا وعلى مختلف المحاور  ثم اندرسوا او ذابوا. وأخرون يستثنون الارامية استنكافا او جهلا او كليهما، بعد ان دال الزمان وجعل منها لغة اقلية ولكن غير مندرسة.
من المعلوم انه حكمت في العصر البابلي الحديث (625-539 ق.م.) في بابل سلالة بابل الحادية عشرة المسماة بسلالة الكلدانيين، وهي آخر سلالة سامية حكمت بابل حيث آل الحكم بعدها إلى الفرس الاخمينيين بقيادة كورش ثم إلى المقدودنيين .
   إلا ان المنطقة بقيت تسمى بالاسمين " ارض بابل" و "ارض الكلدانيين"  و;كان قد اتسع نطاق استعمالهما إلى كل سواد العراق ثم امتد ليشمل اجزاءا أخرى من الهلال الخصيب والأناضول تحت مسمىBabylonia أو Chaldea لدى الإغريق ، ومن بعدهم الرومان باعتبار بابل أهم معلم في المنطقة يومئذ .
   ورغم ان السلالة الحاكمة في بابل كانت ساميّة إلا ان الاسم الذي أطلق عليها ليس ساميا فلو قطّعنا كالدوGALDU   إلى مقطعيها : (كال  GAL) و (دو DU  ) لتبين لنا فورا ان كال هي من GAL السومرية بمعنى السماء أو الرفيع و (دو) بمعنى ابن بالولادة او الانتماء فيكون معنى كالدو ابن السماء في حال الإفراد وأولاد السماء او اولاد الالهة  في حال الجمع وهكذا كان السومريون يعتبرون أنفسهم .  ولا يخفى ان سلالات سومرية عديدة حكمت في سهل شنعار في عهود مختلفة ضمن الفترة الزمنية (2800-1157 ق.م.). وهذا الادعاء ببنوة السماء أو الإله الذي أطلقه السومريون لم ينحصر في حضارتهم بل انتقل إلى اكد (بابل و آثور) ثم الى الحضر، والى حضارات اخرى تالية. فالاسماء التالية على سبيل المثال كلها تفيد ذات المعنى أو معنى مقاربا:

آشور باني بال –         آشور بن (الاله) بعل.
أنكيدو          -         إبن  (الإله) أنكي  .
أيّا باني (أنكيدو بالأكدية)-      إبن أيّا و أيّا  او حيا الاكدي هو نفس أنكي السومري.
بر سميا           --         إبن الاعمى   (أحد ملوك الحضر) و  سميا هو احد الهة الحضر ويمثله البوم او قوبا Qupa
   بر مارين (بر مارن ومرتن)       --   إبن سيدينا    (الإله  الثالث في                                                                                   في مجمع آلهة  الحضر كما جاء في نقوشها الارامية)                                                                                                                                                                                                                         

وفي ص 114 من كتاب الحضر مدينة الشمس   نجد صورة لتمثال ل(برمارين ) أي ابن سيدينا ووراء رأسه هلال وهالة ذات 13 شعاعا وفوق جبينه قرنان صغيران . ودلالة القرون في القديم هي الالوهية  او/و الملوكية وربما من هذا المنطلق  لقب الاسكندر المقدوني ب "ذي القرنين" بعد ان زار معبد الاله آمون واسبغ عليه كهنة المعبد لقب ابن الاله (امون) – صيغة حديثة نسبيا ل كالدو.
ورغم ان السلالة الأخيرة السامية الحاكمة في بابل هي التي تعرف عادة باسم الكلدانيين إلا ان لفظة كالدو كاسم علم لقوم وارض (أو قل لشعب ووطن بالمصطلحات الحديثة)  قديمة جدا وترد حتى في ملحمة الخليقة السومرية التي أنشئت في حدود 3000 ق.م. ودونت فيما بعد وطمرت لآلاف السنين ، ثم عادت تقرأ بعد فك الخط المسماري. وفيها نقرأ هذا السطر   
((..ايمي-نام-لو-كي-ان-كي-مات-ﮔال-دا-ميِ..))
وفيها إشارة واضحة، بحسب قراءة عالم السومريات صاموئيل نوح كريمر:
(سومر ذات الالسن الكثيرة الارض العظيمة)  و "تصحيح" باديني:
(السن أي شعوب كثيرة في سومر وكلدو) ، الى كل من سومر وكالدا .
(ومرد الاختلاف بالترجمة هو ان احد الباحثين يفكك النص الى مقاطعه الاساسية والثاني يفككه الى الكلمات التي آلت اليها بعض المقاطع بمرور الزمن)  وكلا الاسمين من انحدار سومري. ومعلوم  أن ملوك بابل كانوا يسمون أنفسهم ملوك سومر و أكد. وهذا النص يشير الى وجود الشعب الكلداني منذ الالف الرابع ق.م.
   ولم يقتصر وجود الكلدان والسومريين على السهل الرسوبي جنوب العراق بل امتد ليشمل مساحات شاسعة من العالم القديم حيث يقول المؤرخون ان "الشعب الاورارتي عاش على ضفاف بحيرة وان تحت سلطان الكلدان" والاورارتيون هم قدامى الارمن، وبحسب الكاتب التركي  بلدانيان فان الارمن كانوا يعبدون الها كانوا يسمونه خالدي وهو ليس بعيدا عن كالدي كما انه يقترب جدا من جذر الخلود في العربية، ومعلوم ان الخلود ليس من صفات البشر.
وفي زمن السلالة الحادية عشرة اقترن اسم كالدو بالفلك والتنجيم لتطور هذين العلمين، إلى  جانب علوم أخرى، في أيامها تطورا كبيرا شمل معرفة طول السنة الشمسية و القمرية و أطوال فترات دوران الكواكب السيّارة المعروفة يومئذ بدقة مذهلة تقارب الأرقام المقبولة حاليّا.
   ولذلك اقترن اسم الكلدانيين بالفلك  والسحرإلى درجة ان القواميس الآرامية تعطي لكلمة كلدان في بعض معانيها "المنجمين" و "السحرة" حيث طغى الإنجاز في مجال الفلك والتنجيم على كل إنجازات بابل الأخرى ، للناظر إليها من بعيد.
   ومن مشتقات كالدو: خالدو وخدو وحدّو وهذان  التصريفان الأخيران نجدهما في أسماء الملوك الكلدانيين والآثوريين والماريين والاوغاريتيين وصولا إلى الحضريين وهذه بعضها:

اسرحدون                           (اله) اسور وكلدو اي ملك أثور وكلدو
نبوخذنصر                          نابو خدو ناصر (حكيم بابل وحارسها)
ياقيم حدو                            حاكم مدينة حابور
خدو لم                              أي ملك خدو أو حدو
يقابله زمري لم                      أي ملك     سومر                                                                                                                          ( وكلاهما حكم في مملكة ماري السورية) .
  ويبدو ان مصطلح كالدو ومصطلح سومر كانا شائعين في مملكة ماري أي ان العنصرين السومري والسامي كانا متعايشين في مملكة ماري في زمن  زمري لم وخدو لم .
كما ان اسم العلم سمرقند يوحي ظاهريا بتركيبه من المقطعين سومر و قندومع التحريف المتناسب مع البعدين المكاني والزماني. الا ان الدكتور نوفوتني يحللها على الشكل التالي: "سا-ما –آر-را- كو –أن –دو" ويفسرها على الشكل التالي: الرب او الراعي المقدس (السماوي). وهذا التحليل يتوافق مع الجذور او الاثول وليس مع ما آلت اليه مجاميع الجذور حيث ان سا-ما-آر كانت قد اصبحت اسم علم لقوم (سومر) و قان-دو اسم علم ل كال-دو.
   وفي تك ( 6:1  و 6:2 ) نجد تمييزا واضحا بين اولاد الله واولاد البشر او بنات البشر وان اولاد الله أخذوا يتزوجون من بنات البشر.
ما الذي كان يميز ابناء الآلهة عن ابناء البشر بحيث ان البابليين ميزوا الشخص الرابع في اتون النار المعدة لحنانيا وزميليه بانه شبه ابن اله؟
 لقد حاولت الاجابة على هذا السؤال وامثاله في كتابي الالكتروني المنشور في امازون            AMAZON.COM بعنوانGALDU  وسألخص الموضوع في مقال قادم.
   مزيد عن الاسماء الرافدينية القديمة وتأويلاتها في الكتب التالية لصاحب المقال:
1 –    كلكامش أثورا بيروتشام (ورقي)
2 –    From Gilgamesh to Christopher
3 –     Galdu or The Sons of gods

       وفيه يكتب مارن على شكل مرن لعدم وجود التنقيط في آرامية الحضر مما يفقدها معناها  ماجد عبدالله الشمس
      Sumerian Wonder
            ظن بعضهم ان اسرحدون  تعني فرحة اشور لتشابه حدو مع الفعل الآرامي حدا التي تعني افرح ومنه المصدر حادوثا بمعنى فرح ثم اختص  المعنى  بحفل العرس في بعض القرى.

       المقطع لو بالسومرية يعني ضمن ما يعني :الثور والأسد والملك وحسب العلامة المرافقة له. ويبدو ان الملوك كانوا يتفاخرون بتشبههم بالثور كتفاخرهم اليوم  بالأسد والنمر والفهد .



  Shabilla_yousif@yahoo.com

25
المنبر الحر / شروكي
« في: 19:21 05/09/2013  »
شروكي 
                     يوسف شبلا – Toronto, Canada
نشر الشاعر الشعبي كاظم اسماعيل قبل الاجتياح قصيدة "انا شروكي" يفتخر فيها انه ينتمي الى جهة شروق الشمس وليس الى جهة غروبها. ثم اختفت القصيدة!
 وفي هذا المقال سيظهر ان الشرق والشروكي من التراث الرافدي القديم.
فبنظرة سريعة إلى اثبات ملوك بلاد الرافدين الذين حكموا وادي الرافدين أو فيه والتي ترد في الكتب المعنية بتأريخ الحضارات القديمة مثلا Ancient Times لمؤلفه Breasted نرى ان كثيرا منهم كان يحمل لقب سركون ومنهم :
سركون الاكدي وقد حكم ردحا ما خلال الفترة  2500- 2350 ق.م .
سركون الآشوري الأول 1900-1850 ق.م .
سركون الآشوري الثاني 731-705 ق.م .
وليس صعبا أن نلاحظ، بل قد نلوم أنفسنا لأننا لما نلاحظ ، ان سركون ليس اسما بل لقب مركب من كلمتين اكديتين هما "شار" وتعني الملك و"كينو" وتعني العادل فيكون معنى شاركينو الملك العادل ويعادل بعلي  كينا وملكي صادق لدى الآراميين . أما ماذا كان اسم كل من هؤلاء الملوك عند الولادة فلا سبيل إلى معرفة ذلك .
ونتوقف في فاصل قصير لنتأمل في هذا اللقب. فمن بين كل الألقاب التي كان بإمكان الملك يومئذ ان يستسبغها بإشارة منه أو يسبغها على نفسه فقد اختار لقب " الملك العادل ". ويبدو إن العدل لدى الانسان، وانسان  بلاد الرافدين نموذجا ، كان طموحا ساميا حتى في تلك الأزمنة الموغلة في القدم وحتى بالنسبة للملك الذي يصعب ان يطاله ظلم ليبحث عن العدل لدى غيره لينتصف له من ظالمه . إنما أراد - كما يبدو- ان يضرب مثلا لشعبه في أهمية العدل في جميع مفاصل مملكته مبتدئا بنفسه. هذا كله بافتراض حسن النية لديه.    انتهى الفاصل.
وما دمنا نتحدث عن الملك العادل لدى الاكديين في سهل شنعار فلا باس ان نشير إلى ان مقابله لدى أسلافهم السومريين كان  بات آن  زي   والتي اختصرت فيما بعد إلى انزي وفي هذا الصدد يقول الدكتور نوفوتني في بحثه الذي القي في المؤتمر التاسع والعشرين للمستشرقين في باريس :
((ان الملوكية الشرعية كان يختارها الإله انليل ، اله نفر، عن طريق عالي الكهنة حيث كان انليل يختار مرشحه بالاسم...فعبارة الرب العادل المعين بالاسم تطابق من حيث المعنى المصطلح السومري بات-اي-زي أي باتيزي أي  الملك ...)) 
وفي سفر التكوين ( 14 : 18)   يرد اسم كاهن مجهول االنسب يدعى ملكيصادق ولا يعدو ان يكون هذا  سوى "الملك الصادق" او الملك العادل  او شاروكينو.
وهناك مواقع في العراق تحتفظ بهذا الاثل مع بعض التحوير مثل دورشوروكين  التي بناها  الملك شاركينو (سرجون) الثاني .
    ونعرف من مسلة حمورابي ان حمورابي تسلم شريعته من الإله شمشا بصفته راعي العدل وهذه ترتيلة بابلية في مدح الإله شمش بصفته الملك العادل أو القاضي المستقيم:
(( يا شمش، انك ملك السماء والأرض ، وسيد الكائنات العليا والسفلى .يا شمش، رهن يديك بعث الحياة في الموتى وإطلاق سراح الأسرى . أنت القاضي المستقيم  (العادل) الذي يدير شؤون البشرية ،السليل الأمجد ، الابن الأعظم والأنبل، نور الأرض،  صانع كل ما في السماء والأرض  ))
     نعود إلى الشركينو ونقول :  ان أقواما مجاورة سمت الأقوام الرافدينية بملوكها ولا عجب في ذلك فملوك القوم ابرز أعلامهم وأمثلة ذلك كثيرة في التاريخ الحديث ، فعند  الإشارة إلى بعض الأحزاب يقال (ماوي)، (ناصري )، (قاسمي) وعند الإشارة إلى بعض العهود يقال (عباسي )، (فكتوري)، (ديغولي)…  ولكن الاسم الذي كان يطلقه شعب على نفسه لم يكن بالضرورة هو نفسه الذي يطلقه جيرانه عليه. فماذا كان العرب المتاخمون للاكديين يسمون الاكديين ؟
من  المعروف ان العرب كانوا يتاخمون (اكد) بتخوم واضحة المعالم نوعا ما تفصل بين بيئتين إحداهما صحراوية والأخرى غرينية؛ وعبر هذه التخوم كان يحدث تغلغل و تنافذ بالاتجاهين ولكن بوتائر مختلفة من اتجاه لآخر ومن زمن لآخر ، إلا ان الاتجاه السائد كان من البداوة إلى الحضارة ومازالت الحال على هذا المنوال في اغلب أصقاع المعمورة حتى يومنا هذا ، بالإضافة إلى عبور هذا "الحاجز" الوهمي لأغراض تجارية أو حربية أو لمآرب أخرى. أي ان العرب كانوا بحاجة إلى الإشارة فيما بينهم إلى الاكديين فماذا كانوا يسمونهم ؟
تأسيسا على الذي تقدم يكون من المعقول انهم كانوا يسمونهم الشاركينو نسبة إلى ملوكهم. لكن المعقول شيء والمحسوم شيء آخر وإذ لا سبيل للحسم لان الصحراء لم تخلف ألواحا طينية مفخورة ولا لفائف رقية محفوظة بمعزل عن الهواء ولا رقائق لحائية …. فسنتبنى المعقول حتى ظهور المحسوم فيه، لننتقل خطوة أخرى ونتساءل كيف كان العرب وهم المتاخمون للشاركينو (اكد) من غربها يشيرون إلى الجهات الأربع؟ أو على الأقل كيف كانوا يشيرون إلى جهة طلوع الشمس؟
وامتدادا لما سبق  يكون من المنطقي ان يشيروا إليها باسم القوم الذين يتاخمونهم من تلك الجهة أي انهم سموا الشرق شرقا نسبة إلى الشركينو وحيث لم تكن الكاف (الكاف الفارسية أو الجيم المصرية أو القاف البغدادية ) ضمن الحروف المنطوق بها لديهم فقد استعاضوا عنها بالقاف على قاعدة تبادل الحروف متجاورة المخارج في اللغة الواحدة أو في اللغات ذات الانحدار المشترك (اللغات الشقيقة ) لتصبح شرقينو وقد أصابها البتر لتستقر على (شرق) التي امتد استعمالها إلى كل المساحة التي كانت مسرحا لتنقل القبائل العربية، في حين انحسر استعمال كلمة الشاروكينو (التي آلت الى الشروكي ) حتى انحصر في القوم الساكنين سواد العراق وهي البودقة التي انصهرت فيها حضارات عديدة  على مدى آلاف السنين.
كما ان الكلمة التي كانت يوما ما مشرّفة لأهلها باعتبارها مرتبطة بالملك (المؤلّه  لديهم) خفت بريقها وقل المدٌعون بنسبهم إليها وهذا مألوف في الحضارات أو الأقوام أو الشعوب المغلوبة. أما الان وقد تحرر السواد فيمكنه ان يتغنى باعلى صوته "انا شروكي"
   مزيد عن الاسماء الرافدينية القديمة وتأويلاتها في الكتب التالية لصاحب المقال.
1 –    كلكامش أثورا بيروتشام
2 –    From Gilgamesh to Christopher
3 –     Galdu or The Sons of gods
  Shabilla_yousif@yahoo.com

26
قراءة جديدة للاسم بل اللقب كلكامش
                     يوسف شبلا - تورونتو

تعد ملحمة كلكامش من اقدم النصوص الدينية التي استلهمت منها الكثير من شعوب بلاد الرافدين وشعوب الشرق الاوسط بشكل عام معتقداتها الدينية وشخصيات الهتها، فالكثير في عصرنا الحاضر ينظر الى ملحمة كلكامش وكأنها قصة تاريخية حالها حال القصص الاخرى، ولكنها لم تكن كذلك بالنسبة للقدماء حيث انها مثلت خلاصة معتقداتهم الدينية وتداخلات آلهتهم ورويت بأسلوب قصصي لتتناسب مع مستوى ادراك وعقلية الناس انذاك. فكلكامش وعشتار وأنكيدو وغيرهم لم يكونوا مجرد ابطال قصص قديمة كما يفهمها القارئ العام هذه الايام، بل كانوا مهابين لحد العبادة في الديانات القديمة وارتبطت اسماؤهم بمدن وملوك واقاليم. ولهذا فقد كان لتفسير معنى كلكامش الكثير من الاهمية لما له من عمق تاريخي وميثولوجي في وادي الرافدين. ومع مل هذا الاهتمام فقد استعصى على العديد من العلماء فك شفرته، وكثرت الاجتهادات حاله حال الكثير من الاسماء الرافدية التي ظهرت بعد اكتشاف الالواح الطينية على ايدي المستشرقين.
وقبل الخوض في تحليل الاسم نعطي نبذة عن كلكامش وملحمته وفق العناوين التالية:

1-   كلكامش ملكاً
2-   كلكامش في الاسطورة
3-   كلكامش الاسطورة
4-   تعريف بملحمة كلكامش
5-   معنى كلكامش

1-   كلكامش ملكاً
   طبقا للموروث الرافديني فان الملوكية هبطت بعد الطوفان من السماء على كيش ثم على الوركاء. وطبقا للمعطيات التاريخية فان سلالة من الكيشيين حكمت في سهل شنعار بحدود 2800 -2700 ق.م. تلتها سلالة الوركاء الاولى التي حكمت فيه بحدود 2700-2600 ق.م. وهذه المائة سنة الاخيرة مضخمة الى 200 5 عام بحسب السنوات المعطاة لحكم ملوكها في الاثبات، وهذه نماذج من اعمار  الملوك الستة الاول من سلالة الوركاء الاولى:

1 - مسكياك كاشر                322 سنة
2 - انمركار                        420 سنة  
3 - لوكال باندا                     1200 سنة
4 - دوموزي                       100 سنة
5 – كلكامش                     126 سنة
6- اور ننكال                     30 سنة

ويبدو اننا امام معامل مبالغة او تضخيم بحدود 50 ضعفا أي ان كل اسبوع من اسابيعنا الحالية يعادل سنة من تلك  السنين مما يحتم علينا عدم الاخذ بحرفية هذه الارقام بل اعتبارها من مكملات الابهة والاحترام لاولئك الملوك المؤلهين منهم وغير المؤلهين .
واذا كنا نعجب من هذه الارقام فان السنين المعطاة لملوك سلالة كيش الاولى هي اغرب . فمثلا الملك تسلسل 13 فيها واسمه ايتانا او الراعي اعطيت له في الاثبات 1500 سنة في الحكم ولك ان تتخيل عمره الكلي تبعا لذلك.
   ويظهر من الجدول ان طلطامش هو الملك الخامس في سلسلة ملوك سلالة  الوركاء الاولى. لكن من المتعذر تماما الفصل بين الحقيقة والاسطورة في الادب الرافديني القديم . وهذا ليس صعبا على الفهم اذا اخذنا بنظر الاعتبار الكم الهائل من التزوير الذي يلحقه بعض المؤرخين بالتأريخ لاغراض شتى.


2-   كلكامش في الاسطورة
      تقول الاسطورة ان ثلثي كلكامش من مادة الالهة (نسبة الى امه الالهة ننسون ، او ريم الفلا) وثلثه من مادة البشر  (نسبة الى ابيه للا) وللا او لو اولا التي تعني الرجل الاول او الانسان الاول. فيكون كلكامش والحالة هذه ابن الانسان الاول.
      لكن كلكامش نادرا ما يذكر مقترنا بابيه بل يذكر مقترنا بزوج امه الاله لوكال باندا ومع هذه النسبة العالية من الدم " الالهي " ، بحسب الاسطورة، الذي يجري في عروقه الا ان الالهة لم تقدر له الخلود عند تقرير المصائر.
وتنسب الاسطورة اليه بناء اسوار اوروك مستعينا بالحكماء السبعة لوضع التصاميم والاشراف على التنفيذ. كما تخصه بمقاتلة الاسود وحيوانات البراري والقضاء على الشرير خواوا او خمبابا الذي كان يسكن غابة الارز بعد قتل العفريت حارس الغابة.
   واذ لم يقدر له الخلود فقد  مات ودفن ودفنت معه حاشيته التي حملت بالهدايا الى الهة العالم السفلي  ايريش كي كال في محاولة لضمان حياة سعيدة ل كلكامش في ارض اللاعودة (اثرا د لا دآرا) وبمقاييس المعتقدات السومرية فهو ليس جد سعيد في ارض اللاعودة كمن له سبعة بنين لكنه ليس تعيسا كمن لاولد له حيث ان له من صلبه ابنا باسم اور نينكال حكم اريدو 30 عاما. لكننا نصادفه فيما بعد في اساطير اخرى وقد انيطت به وظيفة مرشد الارواح الهابطة الى العالم السفلي.


3- كلكامش الاسطورة
   تعطي الادبيات السومرية ل كلكامش مواصفات خارج القياسات المألوفة لدى البشر ربما لجعله هيبا في نظر قومه فمثلا طوله يبلغ 11 ذراعا أي حوالي تسعة امتار أي بارتفاع مبنى من ثلاثة طوابق، وعرض صدره 9 اشبار أي حوالي المترين فيكون وزنه التقريبي بحدود 7 اطنان (ربما كان هذا وصفا لتمثال له وليس له ) وقد ندهش لهول المبالغة لكنها لم تكن لترضي الجمهور المتعطش للخوارق عندما كانت تتلى ملحمة كلكامش على مسامعهم وهم يصغون اليها بخشوع واعجاب وتفاعل.
3-   تعريف بملحمة كلكامش
ا- الملخص بسطر:
" ملك عظيم،اسمه او لقبه كلكامش يبحث عن الخلود و يسعى اليه ولا يناله "
ب- الملخص بصفحة:
كلكامش ملك عظيم من ملوك ما بعد الطوفان يحكم البلاد بالقوة القاهرة  ويضبط حركات شعبه على ايقاع الطبل ويرهق الرجال باعمال السخرة ولا يترك عذراء لأمها ، ولا عروسا لعريسها، فيرتفع صراخ الشعب الى مقام الاله آنو و الذي يطلب من الهة الخلق اورورو ان تخلق ندا و غريما  له فتخلق البطل انكيدو الذي يعيش بين الحيوانات ويأنس بقربها  ويرد مواردها وياكل مآكلها.
   وفي صراع مضن بين البطلين تتقرر غلبة كلكامش المتحضر على انكيدو القادم من جوف الصحراء لكنهما يتعانقان ويصبحان صديقين حميمين بدلا من ندين غريمين.
   ثم يتفق البطلان على اجتثاث الشر المتمثل ب خمبابا (او خواوا) الذي يسود في غابة الارز في جبل لبنان  فيفلحان في قتله. لكن الالهة تقرر اذاك موت انكيدو فيموت. بيد ان كلكامش هاله ما رأى من تغير في هيئة الانسان بعد الموت فذعر ذعرا شديدا واخذ يبحث عن وسيلة تنقذه من هذا المصير المحتوم المقرر على البشر. وخطر بباله ان يستنجد باحد اجداده المخلدين وهو اوتو-نابشتيم  القصي بطل الطوفان فسلك اليه المسالك الوعرة واستعان بالملاح اور-شنابي   ليوصله الى الجزيرة التي يسكن فيها اوتو-نابشتيم المؤله والكائنة في بحر مياه الموت.
   واذ يصل كلكامش الى هناك يدله جده على نبتة الخلود التي تعيد الشيب شبانا لكنه وهو في طريق العودة الى اوروك ، واذ ينزل ليستحم في بئر ماء، تنسل الحية خلسة فتخطف نبتة الخلود وتتمتع هي بتجديد الشباب ويعود كلكامش خائبا ليتيقن ان الخلود لا يكون الا عن طريق الاعمال الصالحة والمنجزات العظيمة في الارض.
   
5   -  ما قيل في معنى كلكامش
ونبدأ بملخص ما سبق أن قيل في معنى كلمة كلكامش:
يقول عالم السومريات ستيفن لانكدن  *: ((  كان اسم كلكامش يكتب في الأصل GI-BIL-AGA-MISH ويعني اله النار (GIBIL) هو قائد، واختصرت إلى  GI-BIL-GA-MISوGI(S)-BIL-GA-MISH وبتحول الباء إلى واو أصبحت GI-IL-GA-MISH وفي كل فقرات النص السومري الجديد يكتب الاسم مختصرا على شكل GI(S) بينما في النص الآشوري يكتب باستمرار على شكل GISH-TO-BAR ويبدو ان الصيغة الأخيرة هي صيغة ناتجة عن ترجمة للعلامات الصورية لتعبير GISH-BAR-AGA-MISH .ولإله النار (GIBIL) صيغة أخرى هي (GISH-BAR )...))   انتهى الاقتباس.
 ويلخص الأستاذ طه باقر في كتابه ملحمة كلكامش ط4 ص 51 الموضوع بما يلي :- ((  ....أما كتابة اسم جلجامش بحسب نظام الكتابة المسمارية فقد وردت في جملة صيغ اشهرها:
1- بالسومرية    GISH-BIL-GA-MESh   (كش- بل – كا – مش )
2- وبالطريقة الرمزية IS (GISH) –TU-BAR (كيش – طو – بار)  وقد ذكرت هذه الصيغة (الواردة في النصوص الأكدية ) مرادفة للقيمة الصوتية للاسم GI-IL-GA-MESH (كي – إل- كامش)
3- وفي ألواح العهد البابلي القديم (الألف الثاني ق.م.) كتب الاسم مختصرا بمجرد العلامة :IL (GISH)
4- وفي النصوص المكتشفة في العاصمة الحيثية (بوغازكوي) GISH-GIM-MASH (كيش- كم – ماش)
5- وذكره بعض الكتاب الرومان بصيغة كلكاموس GILGAMOS - وفي اثبات آرامية لبعض الملوك البابليين ذكر بصيغة " كميموس و كامكوس "
   هذا ولا يعلم بالضبط معنى اسم "جلجامش" وقد ذكرت بعض النصوص الأكدية معناها "المحارب الذي في المقدمة ". كما يحتمل أن يكون معنى اسمه في السومرية "الرجل الذي سينبت شجرة جديدة "أي" الذي سيولد أسرة "))انتهى الاقتباس .  
  
ونعتقد إن هذه الآراء، وخاصة التفسير الأخير ذا الكلمات الخمس، لا تصح أن تكون تفسيرات لمعنى كلكامش .

6 – قراءة جديدة للقب كلكامش وفق تحليل مقطعي  جديد   على ضوء السورث:

 يمكن تقطيع كلمة كلكامش إلى مقطعين هما :

       أولا  - كال GAL وكانت تعني (سماوي) ،(مقدس) ، (عالي)... ثم امتد نطاق استعمالها وتفرعت منها في فترات مختلفة ألفاظ كثيرة ترسبت في لغات عديدة بمعان مقاربة لهذا المعنى بموجب السلاسل :
كال     إلى        آل    إلى         آ
كال    إلى         كال   إلى         أل
كال     إلى        كا   إلى         ها
وقد حافظت كال على صيغتها الأصلية GAL في كلكامش ولا نحتاج لتعقب تحويرات GAL بتغير الأزمنة والأمكنة .

 ثانيا- كا ميش GAMESH ويبدو أن هذا اللفظ كان يعني يومئذ بلغة القوم (جاموس) ومازال اللفظ GAMESHA   يعني (جاموس) في سريانية  القوش . كما ان كلمة جاموس العربية ليست بعيدة عن كاميش ،اذا أخذنا  بنظر الاعتبار تبادل السين والشين بين العربية وشقيقاتها . أما الألف في آخر  GAMESHA فتفيد التنكير والإفراد والتذكير وتختفي عند التعريف أو الجمع أو التأنيث لتصبح GAMESH (كميش تا … مؤنث ،جاموسة)، (كميشِ …جمع )، (كميشِ د …إضافة ). اي ان الالف محكومة بقواعد السورث وليس لها علاقة بالاصل السومري.
          والآن اذا دمجنا المقطعين معا نحصل على الاسم الأصلي GALGAMESH فيكون معناه "الجاموس السماوي" أو جاموس السماء أو الجاموس المقدس  ، وقد لا يتقبل القارئ للتو هذا المصطلح ولكن إذا علم ان الثور السماوي يرد في ملحمة كلكامش عشرات المرات فإن ردة الفعل الرافضة ستخفت بل قد يعجب لماذا لم ترد عبارة الجاموس السماوي بدلا من الثور السماوي في النصوص المترجمة عن أصول سومرية مباشرة وليس عن نصوص اكدية بابلية كانت او اشورية أو أخرى.
وربما قصد المترجمون بالثور الوحشي الوارد ذكره في تراجم الملحمة  الجاموس في إشارة إلى ان الجاموس لم يكن قد دُجِّنَ في ذلك الوقت بل كان يطفو بخيلاء وهيبة حرا طليقا فوق مياه الأهوار.
 اما الاشتقاق اللغوي السومري ل (كامشا ) فهو : طوقميش أي ثور القصب وتفاصيل اوفى عن ذلك في القسم الانكليزي من كتاب كلكامش آثورا بيروتشام لكاتب البحث.
        ودونك بعض القرائن مأخوذة من ملحمة كلكامش وقصص سومرية أخرى تقرن اسم كلكامش بالثور السماوي بثنائية تجذب الانتباه والمصدر هو ملحمة طلطامش ، ط4 ،  طه باقر – بغداد – 1980 :
1-   إنه (أي كلكامش)  سليل  اوروك والثور النطاح . ص76
2-   (إنه) ابن البقرة الجليلة  "رمات – ننسون"  ص76 . وقد وضعنا خطاً تحت ابن البقرة .
3-   ألم تخلق " اورورو " هذا الثور الوحشي الجبار ؟ (أي كلكامش). ص78  
4-    ثلثاه اله وثلثه الباقي بشر (ص76) (الثلثان نسبة إلى أمه البقرة ننسون حيث مازال المثل العراقي " ثلثين الولد علخال" ساريا حتى الآن).
5-   هلمي أيتها البغي خذيني إلى البيت الطاهر مسكن انو واينانا حيث يحكم كلكامش الكامل الحول والقوة والمتسلط على الناس كالثور الوحشي. (ص84)
6-   تلك التي قذفناها ( نا  تعود لكلكامش وانكيدو و ها  تعود إلى عشتار ) بفخذ الثور السماوي. (ص116)
7-   ومسكنا بالثور السماوي ونحرناه. (ص127) (  نا  تعود لكلكامش وانكيدو )
8-   وقتل الأسود في مجازات الجبال وامسك بثور السماء وقتله. (ص134)
9-   وهيئة جسمه (أي جسم كلكامش) مخيفة كالثور الوحشي .ص77
10-   وتصارعا (أي كلكامش وانكيدو)وخارا خوار ثورين وحشيين .ص93.
11-    ولدتك (الكاف تعود إلى كلكامش) أمك "ننسونا" البقرة الوحشية المقدسة.
12-   ففتحت عشتار فاها وقالت لآنو أبيها :"اخلق لي يا أبت ثورا سماويا ليغلب كلكامش ويهلكه،وإذا لم تعطني الثور السماوي فلأحطمنّ  أبواب العالم السفلي …" ص 112
13-    في الصفحتين 114،115 ثماني إشارات إلى الثور السماوي وكلكامش معا.ً
14-   أنا كلكامش أنا الذي قبضت على الثور الذي نزل من السماء وقتلته.
كما عُثر على ختم عليه اسم الملك الآشوري  "شار كالي – شاري" وفيه صورة البطل كلكامش وفي رأسه القرون التي كانت من شارات الألوهية. ص52. وقد وضعنا خطاً تحت "في رأسه قرون" .
ونكتفي بهذا القدر من القرائن ونلمح إلى ان الاهوار المسكن الطبيعي للسومريين في الجنوب كانت أيضا البيئة الطبيعية للجاموس ولكن في سواد العراق و شماله ربما يكون مصطلح ثور السماء هو الأوفق.
بقي ان نقول أن كلكامش ترك اسمه في موضع جنوب القوش يدعى كركاميشا ، وفي سوريا يوجد موضع بإسم قرقميش حكم فيه الحوريون بحدود 1900 –1800 ق.م.  ووردت كركميش في سفر أخبار الأيام الثاني (20:25) حيث نقرأ: ((صعد نحو ملك مصر إلى كركميش ليحارب عند الفرات)). وفي عيلام موقع باسم كوكاميش يرد في النص التالي   *: ((ولما كانت الكتابة الصورية شبه العيلامية قد عثر عليها في مواقع بعيدة مثل تبة يحيى في وادي سوخوم على بعد 140 ميلا إلى الجنوب من كرمان وفي سيالك وطودين وماليان وطوطاميش فإنها لابد وان استخدمت بصورة واسعة في إيران آنذاك )) وقد وضعنا خطا تحت كودين وتعني ضمن ما تعني ثور السماء وكوكاميش  وهي صيغة اخرى لكلكامش . وهناك أسماء أخرى مقاربة ولكن تحتاج إلى تمحيص قبل ذكرها  .
تُرى ما الذي جعل السومريين يحيطون الجاموس بهذه الهالة من الهيبة لحد العبادة؟ هل لان قرنيه، مع الجبهة، يشكلان هلالا شديد الشبه بالإله القمر (سين ) او ( ننا) كبير آلهتهم يومئذ ؟ لنقرأ هذه المقتطفات من الترنيمة السومرية  •"ترنيمة للإله القمر"  
((الأب....نانا              الرب....نانا
انشار.....بطل الآلهة      الرب العظيم آنو
رب التاج اللماع           ثورٌ كاسر
قرنه سميك،ساقاه مكتملتان ،ملتح بحجر اللازورد....))

فإذا صح تشبيه القمر بالثور(أو الجاموس) فمن باب أولى ان يشبه (قرنا ) الجاموس بالهلال.لاحظ الشبه بينهما من خلال الصورة.
أما في اكد فكان جاموس السماء يسمى بالمصطلح السومري      كود ان  نا   (ونعتقد ان القراءة الصحيحة هي طو طال  ننّا) بمعنى الثور السماوي القمر كما ترد في بعض المراجع السومرية. وبالمصطلح السامي كان يسمى بيرو شاما . وفي  الآشورية الحديثة  كان يدعى كيش توبار GISH- TOBAR   ونقول بتحفظ  أنها تعني  شجر او غابة  أرز لبنان حيث توبال هي لبنان و طيش تعني الغابة أو الشجر وهي تقابل ايصو إيريني  الأكدية أي غابات أرز  لبنان. وربما  ابهر أرز لبنان القدامى بطوله و قوته فشبهوا به  الثور السماوي تارة وانليل تارة أخرى. والتبادل بين كلمتي الارز و الثور والعمد العالية واضحة حتى في كتابات الحضر. واخيرا اشير اليه بالصيغة المختصرة ايلا كيش.
 ويبدو ان كلكامش كان اصبح مثلا للقوة، ففي ترتيلة سومرية قديمة ،"ترتيلة اريدو" الموجهة الى الاله انكي نقرأ:


وربما كان هذا حوما طويلا حول الموضوع فكون كلكامش ابن البقرة ننسون  لا يترك له خيارا سوى ان يكون عجلا او ثورا او جاموسا اي عضوا من هذه الفصيلة المعبودة لحد الآن في بعض اصقاع المعمورة.
تفاصيل اكثر عن هذا الموضوع ومواضيع رافدية اخرى في كتابي الورقي "كلكامش آثورا بيروتشام" الصادر عام 2007. من منشورات اتحاد الادباء السريان وعلى نفقة وزارة الثقافة في اقليم كوردستان.
 وفي الكتب الاملودية (الالكترونية) التالية وعلى الروابط التي تحمل نفس عناوينها:
1 – From Gilgamesh to Christopher
2 – Sons of gods or Chaldu.
ادناه البريد الالكتروني للتواصل الشخصي المباشر
Shabilla_yousif@yahoo.com

هوامش :
1-  اللفظ الصحيح هو  اورخا نابي أي عارف الطريق او الدليل.

2-  ملحمة كلكامش ، ستيفن لانكدن ،جامعة بنسلفينيا ، متحف الجامعة، 1917  .نسخة إلكترونية  املودية عن طريق الإنترنت Stephen Langdon, The Epic of Gilgamesh.
  3-   آثار وادي الرافدين ،سيتون لويد ،ترجمة د.سامي سعيد الاحمد


     4-النص ل Rawlinson ـالترجمة لLangdon  التعريب د.فيصل الوائلي، مجلة سومر  ،مجلد 020  جزء1،2 لسنة 1964
   



 


27
أصل كلمة بابل بين تفاسير الباحثين ونصوص الكتاب المقدس

اختلف الدارسون على مر السنين في تفسير كلمة بابل اسم عاصمة الانبراطورية البابلية.
وترجع اولى محاولات تفسير اسم هذه المدينة الى ايام تدوين سفر التكوين.
وفي معنى بابل طلع علينا الآثاري الفرنسي باروو بفكرة رائدة في سبعينات القرن الماضي تعتمد على شطر الكلمة الى شطرين هما: باب العربية  و ايل الاله الفينيقي ذو الجذور الرافدية وقوبلت الفكرة باستحسان. إلا ان عددا من الباحثين يشكك في ذلك دون تقديم بديل.
وقد عنيت منذ فترة طويلة باعادة النظر في كثير من الاسماء الرافدينية القديمة ونشرت ذلك في عدة كتب بعضها ورقي وبعضها املودي (سوفتوير) على الامزون.
وهنا نقدم تفسيرا جديدا لبابل مشتقا من وظيفة المدينة وزقورتها. وارتباط تأريخ المدينة بالاله بعل مردوخ ارتباطا وثيقا كما ورد في ملحمة كلكامش واساطير عراقية قديمة اخرى، حيث ان اعتماد باروو على العربية، التي لم تكن قد ظهرت على مسرح الاحداث يومئذ، في تأويله، يضعف حجته و يحتم اعادة النظر في الموضوع.
  تأسست بابل  كضيعة ساميّة على يد الحاكم بعلو (المسمى على اسم الاله بعل ) في القرن الثالث والعشرين ق.م. وأصبحت عاصة لأنبراطورية عظيمة على يد المشرع الكبير حمورابي في حدود 1985 ق. م. وأطفأ جذوتها الاشوريون غير مرة، ثم عادت وتألقت ثانية على عهد الدولة الكلدانية في الفترة 612 – 539 ق.م. وتقع اطلالها اليوم على بعد 85 كم ج غ بغداد.
وأما المقترح البديل الذي نقدمه فهو بيت بعل وذلك بشطر الكلمة الى با + بعل حيث آلت بَيتا الآرامية الى البادئة بِث المعروفة والبادئة  با التي نجدها الى اليوم في اسماء قرى عراقية كثيرة مثل: باعذرا، باقوفا، باطوفا، بطنايا، بعويزة، بعويرة، بانقيا (النجف)، باكرمي (داقوق)، بعشيقة، بحزاني، برطلة، بسمايا...
وأما بعل البابلي فقد آل الى بل لدى الآشوريين لابدالهم الحرف عين بالهمزة او اسقاطهم اياه تماما  الى يومنا هذا فمثلا يلفظون عبديشوع  اوديشو. كما ان الخط المسماري السومري الذي تبناه البابليون والاشوريون والكلدان خلا هو الاخر من مقاطع فيها لفظ العين. والاغريق تسلموا الاسم على شكل بل وحولوا الباء الى باء مثلثة النقاط (P ) واحيانا الى فاء كما حولوا العين الى احد حروف العلة او احدى الحركات. وتبعهم الرومان في ذلك تلقائيا.
وفي كتابات الحضر الارامية تستهل كل الادعية بالبسبلة "بل"، وهذا غريب لأن الارامية فيها صوت العين وحرف دال عليه وحتى كلمة  بعل نفسها موجودة بمعنى زوج وهي ايضا موجودة بمعنى رب كما في (بعل زبول) رئيس الشياطين و(بعل درا) إله الحرب و(بعل دواوا) عدو.
كما اصبحت بل بادئة ولاحقة لاسماء كثيرة مثل آشور باني بل و آثوربل.
نعود الآن الى بابعل اي بابل ونسوق بعض الادلة او القرائن على ذلك:
1-   في سفر ايرميا نقرأ :
"سأعاقب البعل في بابل .....ويسقط سور بابل."  (51:44)، ربط بين بعل وبابل.
2-   في سفر دانيال إشارة واضحة الى ان بابل التي في سهل شنعار هي بيت الاله (بعل) في سياق وصف استيلاء نبوخذنصر على يهوذا على ايام الملك يوياقيم:
"وسلم الرب الاله يوياقيم  ملك اليهودية الى يده مع بعض من آنية بيت الله التي نقلها الى أرض شنعار الى بيت الهه وأدخل الآنية الى خزانة بيت إلهه".     (1:2)
والهاء في يده والهه تعود الى نبوخذنصر. اي ان بعض الآنية انتقلت من بيت الله الى بيت الاله.
3   – وللتأكد من ان بعل هو اله نبوخذنصر نورد النص التالي من نبوءة دانيال:
   "أخيرا دخل قدامي دانيال الذي اسمه بلطشاصركإسم إلهي ...."  (4:8)
والياء في قدامي وإلهي تعود الى نبوخذنصر.
والعبارة المفتاحية هنا هي: كإسم الهي وفي هذا الاسم لا نجد غير بل (بعل) دالا على إله.
ولمزيد من التفصيل حول بلطشاصر ومشتقات بعل الاخرى وأسماء رافدية قديمة بقراءة جديدة يراجع كتابي :
   From Gilgamesh to Christopher على موقع أمزون.
4 – وفي النص التالي من إيرميا النبي ربط واضح بين بابل وبعل  
"أخبروا في الشعوب وأسمعوا وارفعوا راية. أسمعوا لا تخفوا. قولوا أَخذت بابل خزي بل. انسحق مردوخ..."  (50:2)
5-  لكن ما هو بيت (الاله) البعل؟ إنه الزقورة التي كانت أشهر معلم في المدينة فسميت المدينة باسمه في هذا العهد اي في العصر الكلداني. وفي هذا الصدد ورد في التأريخ ان المؤرخ اليوناني هيرودوتس سمى الزقورة  "معبد زيوس بعلوس" وهذا ليس اسما بل وصف لوظيفة فاذا حذفنا اللاحقة "وس" اليونانية يتبقى لنا "معبد سين بعل" أو "معبد الرب بعل".
 وواضح أيضا أن بل هو بعل وقد فقد عينه للاسباب المذكورة اعلاه.

      يوسف شبلا - تورنتو
   shabilla_yousif@yahoo.com




صفحات: [1]