المشاركات الحديثة

صفحات: [1] 2 3 4 5 6 7 8 9 10
1
       ܞ   
ܩܐ ܟܕܝܪܐ ܤܗܡܐ ܕܠܫܢܐ ܕܝܡܐ ܡܠܘܐܐ ܡܘܨܠܐܠܝ ܡܢ ܩܕܡ ܬܕܝ 2 ܫܒܬܐ ܠܐܝܬܘܢ ܡܬܒܐܠܗ ܠܦܐܬܐ ܕܥܢܟܒܐ ܐܢܐ ܠܐܝܘܢ ܒܕܥܝܐ ܡܘܕܝ ܐܝܠܗ ܤܒܒ . ܗܕܟܐ ܒܛܠܒܐܝܘܢ ܡܢܘܟܘܢ ܐܚܟܝ ܕܝܕܥܢ ܡܘܕܝ ܐܝܠܗ ܤܒܒ ܕܠܐ ܡܬܘܒܐ ܡܠܘܐܝ ܐܗܐ ܠܦܬܐ ܕܥܢܟܒܐ ܒܤܝܡܐ ܪܒܐ ܩܫܘ ܐܒܪܗܡ ܢܪܘܝܐ 28-3-2024   
2
إقليم كوردستان و إرتداد الفكر الفدرالي في العراق
من المعلوم بأن الممارسات الفكرية تتغير مع الوسائط الجديدة، فلكل عصر تقنية و لكل تقنية أثرها علی الفكر.
فالتفكير في عصر السلطة الناعمة ببعدها الإفتراضي و مخيالها السِبراني، القائم علی التشكيلات الرقمية والتراكيب العددية اللامتناهية، ليس كالتفكير في عصر الكُتّاب و النَسخ والشفاهة.
فبتغير الثقافة تتغير العلاقة بالمعرفة و الإرتباط بالنصوص القديمة والموروث الجامد. وهذا التغيير يؤثر علی أنماط السياسة والسلطة والديمقراطية و يضع الهويات، التي تدعي براءة الإختراع في مجالات العلوم الغيبية و أفكار ماوراء الطبيعة موضع التساؤل و يفتح في الوقت نفسه فضاءات تبدو أقوی أو أولی من العقائد والإيديولوجيات، التي لا تستطيع أن تفتح علی تعدد الأمكنة والعوالم والإنتماءات.
التعامل مع الفكر الفدرالي و علی كيفية ممارسته هو رهن لقراءته الخصبة والفعالة، بعقل تواصلي تبادلي و بفكر تركيبي و بمنطق تحويلي توليدي يفسح المجال للمساهمة في تكوين المشهد والحضور علی المسرح الإنساني.
ما نلمسه اليوم في العراق من إرتداد في الفكر الفدرالي و تحسين في تدمير النبتة الديمقراطية اليانعة وتشويه صورة الفدرالية، تارة بإسم القومية و تارة بإسم المذهب أو الدين، شاهد صارخ علی النوايا الخفية عند البعض من الذين يتربعون اليوم بصفة الدولة العمیقة علی عرش السلطة في العراق ويريدون أن يكونوا صاحب القرار الأول والأخير في القضايا الجانبية والحساسة لممارسة النهب والإستمرار في أعمال الإرهاب و لإعادة ثقافة التجويع، غير مهتمين بالمهالك والأخطار والنتائج المدمرة.
هذه النوايا إن تطبق علی أرض الواقع لا تجلب معها سوی ولادة الفقر و التفاوت والإستبداد، بقدر ما تعزز النزاع والعنف والإختلاف الوحشي.
نرجسيتهم تدفعهم إلی ممارسة الأستذة علی إقليم كوردستان لتذكيره و تهديده، بأنه‌ من العسير عليه أن يخطوا خطوات نحو الإنفتاح و الديمقراطية والمجاهدة في سبيل التنمية والرقي علی جغرافيته السياسية و العمل علی توسيع رقعة المواطنة لدی حكومته من غير أن ينال العقاب بضربة تشریعیة قاسية و فرض الحصار علی ساكنيه و ذلك بعدم إرسال حصة الإقلیم من الموزانة وقطع رواتب موظفيه وإیقاف إرسال نفط كوردستان بححج واهية، لإعادة العلاقة السابقة التي كانت تطبق علی أساس الإستبعاد بعقلية الإصطفاء و أحادية القرار ومنطق المدافعة والمحافظة ونظرية التخوين المؤامرة لضرب الفكر الأخر والرأي المخالف، تاركاً إختلاف الألسن والطبائع والأفكار طي النسيان.
إنه التهوين والتهويل، الذي يجعلهم يعتقدون بأن "إنقاذ العراق" و خلاص العراقيين و نهضة شيعة العراق مرهونة بالعودة الی تجربة عراق ماقبل ٢٠٠٣ في المركزة والقيادة والإستخلاف و "التقدم والرفاه"، لتحقيق ما لم ينجح الطغاة والعسکر في تحقيقه طوال فترة حکمهم الفاشل.
إن المهتم بالشأن الكوردستاني يعلم بأن حكومة السيد مسرور بارزاني في إقلیم كوردستان تعمل بسياسة تركيبية تواصلية تتعاطی مع الأمور بديناميكية خلاقة و منهجية فعالة، لتحليل الواقع من أجل الإنخراط في صناعة الحاضر و المراهنة علی ما يمكن أن يحدث في المستقبل و تسعی في كسر الجمود و فتح المجال للتبديل والتغيير، مهتماً بالتحولات التي يشهدها العالم في الأفكار والوقائع، من نماذج الرؤية الی أنماط العيش، ومن سلم القيم الی منظومات التواصل.
رئیس حکومة الإقليم قام بدعم رئيس الوزراء الاتحادي و تمنی لە النجاح في مهامه، بهدف دفع العراق نحو الأطر المؤسساتية وحل المشاكل العالقة بين اربیل و بغداد وفقاً للدستور والقوانين و بغية إلتزام العراق الاتحادي بالقيم الإنسانية السامية و الدیمقراطية و النظر للإقلیم کشریك فعال، لکننا اليوم نری وللأسف في أكثر من حالة فشل العراق في السير نحو نظام دیمقراطي تعددي مؤمن بالفدرالية، لذا سوف يفعل السيد مسرور بارزاني ما بوسعە لحل القضايا بما يخدم مصلحة شعب إقليم كوردستان والعراق دون التنازل عن الحقوق الدستورية لشعب إقليم كوردستان و سوف يستمر كوردستان في تجربته الديمقراطية نحو أهدافە المرجوة.
ما نحتاجه هو كشف أوجه العجز والقصور في ما هو مستخدم أو مستهلك لتحديث أفكارنا و مفاهيمنا و ممارسة عقلانيتنا ومواقفنا التنويرية بصورة مثمرة و إيجابية لإقامة علاقات منتجة، فعالة وراهنة مع ذواتنا ومع فلسفة الشراكة الحقيقية والتعايش السلمي والواقع والعالم المعولم ونبذ تلغيم القضايا المنتجة للعجز والتخلف والإستبداد.
و لتعلم الدولة العميقة في العراق أنه في عصر الشعوب لا تقرأ لغة الإتهام والإستعداء ولا تنبني الدولة علی أساس التمييز والإصطفاء و لا يحتاج الإصلاح الی عقل مرکزي، تحكمي، طائفي، وإنما يحتاج الی عقل وسطي، تعددي، تداولي و لامجال لمصطلح الديكتاتور في قاموس هذا العصر.
وختاماَ: الدفاع عن الهويات والعناوين بالثوابت و القيم والمفاهيم المنتهية صلاحیتها أو بالطرق والأساليب المجربة في العراق، كما تمارسه أصحاب الدولة العميقة في بغداد بدعم من قوی اقلیمية معروفة هو سلاح مفلول، مآله خسارة ما ضحی من أجله العراقيين و ما أرادوا بناءه من دولة ديمقراطية تعددية فدرالي، لأن شعب كوردستان لاینتظر كثيراﹰولایترك زمام أموره بيد اللامنتمين للوطن.
الدکتور سامان سوراني
دکتوراه فلسفة، جامعة هایدلبرغ- المانيا

3
جديد الأب صميم باليوس - ترتيلة الآلام - جِراح

عنكاوا دوت كوم/خاص

https://www.youtube.com/watch?v=4VqPiV6XRR4



4
المنبر الحر / الحلاق المجاني
« آخر مشاركة بواسطة خالد عيسى في اليوم في 19:00 »
الحلاق المجاني
قصه قصيره منقوله بتصرف
"الحلاق" بريشة فريديريك آرثر بريدغمان (الرسم كاملاً في الأسفل)

قرب منزله خلف مدرسة البنات القديمة، كان نعمة يفترش الأرض أمام الباب هناك في تلك البيئة الآمنة، بعيداً عن عواء الكلاب وتشاجر الأطفال والرجال ونزيف الدماء وضوضاء وصخب البلدة؛ أرض معشبة تتوسطها شجرة الصفصاف الطاعنة في السن، والتي احدودب ساقها... هناك كان في انتظار طالبي العون الذين في أحيان كثير يمتنعون عن الذهاب إلى أصحاب المهن الماهرين والمتخصصين، وذلك لمخاطر الوصول المعنوية لهم، ولصعوبة إقناعهم بعسر الحال وقلة المال أو لكون بيئة العمل غير مريحة، أو عدم تمكنهم من الانسجام ومزاج الممتهنين في وقت المتطلب للإنجاز.
هناك، كانت تجرى التجارب المهنية الناجحة من طرف رجال لا يمتكلون سوى الفطرة وطيب السريرة في التحول إلى حلاق أو حداد أو نجار أو خباز، قل ما شئت وتجري دون مكان جغرافي معتمد. أما نعمة ذلك الصديق الوفي الودود، فكان عنده ماكنة حلاقة يدوية ومرأة بمقبض وصابون مع فرشاة حلاقة تقليدية وعلبة معدنية للجلوس ومقص، كانت كلها مخبأة في صندوق حديدي صغير، مقفل بقفل أخضر كاخضرار كرمه وتعاونه. كان "نعمة" هناك متواجداً ليس للعمل، بل لمساعدة عموم أصدقائه ممن هم بحاجة إلى خدمته، فتراه يصيح:
- أهلا أبو حميد... أراك قادماً لحلاقة الوجه؟
•   
فيجيبه أبو حميد:
- نعم يا حبيبي، ليس لنا غيرك من معين نحن المساكين، فقد ارتفع سعر حلاقة الوجه إلى أضعاف مضاعفة لا قدرة لنا على تحملها كما تعرف.
يطلب نعمة منه أن يجلس على المقعد المعدني وهما يتبادلان أنواع الحديث واللطائف والنوادر وما يرافقها من قهقهات وآهات، كل حسب سياقه المناسب، ويبدأ الحلاق الهاوي بعمله المعتاد. يسأل نعمة أبا حميد:
- لماذا لا تقوم أنت بنفسك بحلاقة وجهك؟
فيجيب أبو حميد:
- أتعلم يا نعمة، عندما أقوم بذلك فانني أجعل أنهار الدم تغطي وجهي، وهي تسيل من الأعلى إلى الأسفل وكأننا في موسم فيضان. وبعد أن يجف الدم ويصبح وجهي مليئاً بالبقع وكأني ضحية هجوم حيوان مفترس، عندها أخيف أسرتي وأولادي وأصبح مدعاة للضحك والتندر.
لا تحتوي كل أحاديث الحلاق الهاوي وصاحب النخوة مع طالبي المساعدة أخباراً عادية وسارة، بل أحياناً تحمل أحداثها تفاصيل مأساوية ومحزنة. ذات مرة، وعندما كان يقوم بحلاقة رأس صديق ضرير عسير الحال، وجد في مقدمة رأس ذلك الرجل علامة بيضاء كبيرة، وجره الفضول إلى سؤاله "ما هذا يا صديقي؟"، فأجاب الرجل أنه أصيب سابقاً بمرض خطير في رأسه وعينيه، قلب دنياه ظلاماً، وعجز الأطباء عن تشخيصه ومعالجته، نظراً لقلة الكفاءة والمعرفة في ذلك الزمن الغابر، فاضطر إلى الخضوا لآخر الدواء، وهو الكي بسيخ طويل من الحديد المحمى، ووضعه على مكان الألم بالرأس، وقد خلف معاناة قاسية ومديدة، وتسبب بإتلاف العصب البصري، فأصيب الرجل بالعمى. وكان ذلك الرجل الضرير من خيرة الرجال تقوى وتديناً وحباً للاخرين، ويعجز اللسان عن وصف أخلاقه وحسن أدبه.
كان نعمة، وغيره في ذلك الزمن، يستهدي بفطرته إلى ممارسة كل المهن تقريباً، وكانت الاستعانة بالآخرين من موجبات الحياة، وكانت استعارة أدوات العمل من الأمور السائدة والرائجة، وكانت الجغرافيا في خدمة الجميع (أي تعمل حيثما تحط)، والتعاون هو الشعار السائد، حيث كان المثل آنذاك يقول "الأقوام التي تعاونت لا ذلت ولا أفلست". لكن كان إنجاز أي أمر يتطلب وقتاً. فالنجار المحترف مثلاً يصنع الكرسي أو السرير في وقت أقل من وقت فاعلي الخير، وبجهد أقل أيضاً، ولكن عمله يتطلب مالاً أكثر يصعب على كثيرين توفيره.
أه يا عسر الحال؛ كم من المبدعين صنعت وكم من المحترفين المتحولين أنتجت، وكم من أبناء آدم أفرحت، وكما كان يمكن أن يعاني قليلو الحيلة لولا ذكاء وحيلة وفطرة بعضنا، ولولا تعاوننا لأصبحنا ساحة افتراس حيوانية. تفترسنا الحيتان الجائعة وتنهش لحومنا الكلاب السائبة.
دائماً رياح الإرادة تسير سفن الإبداع وتقتلع أشجار المستحيل من جذورها وشمس البداهة والمعرفة والذكاء الفطري تبدد دائماً ظلام الجهل وتنعش الرغبة في اقتحام مجاهل المهن والعمل وتوفر الزمن والجهد والمال. ومعونة صاحب أو صديق بإمكانها المساعدة في صعود الجبال واجتياز الصحارى والوديان. الصداقة الحميمة وصلة القرابة والانتساب بالإضافة إلى حتمية التناغم والانسجام أحياناً تنقذ المستنجد من بئر الفقر المظلم وتغني عن الاحتياج وتوفر ما يكفي لسد الاحتياجات اليومية. والصداقة الحقة وأحياناً الانتساب العرقي ما هي إلا أمور بمثابة الزورق الذي ينقل المستغيث من عنف الأحداث إلى جرف الأمان.
 
الدكتور
خالد اندريا
5
الاحساس والعواطف....تجربه فريده في حياتنا
الدكتور
خالد اندريا عيسى

 
 
في بعض الأحيان تتفاعل أجسادنا مع العالم من حولنا قبل أن ندرك ذلك، فكيف تؤثر الإشارات الداخلية مثل تسارع القلب أو التنفس العميق على أفكارنا وسلوكنا؟
كان اليوم التاسع والعشرين من رحلة شاقة بالقارب بطول 600 ميل (966 كيلومترا) عبر المنطقة شبه القطبية الكندية، عندما تعرض أليكس مسنجر، البالغ من العمر 17 عاما، لهجوم وحشي من دب.
ترك مسنجر مخيمه بمفرده في ذلك اليوم من عام 2005 لتسلق قمة قريبة. وفي طريقه، كانت أفكاره تتنقل بين الأشياء اليومية، مثل كتاب قراءته في المدرسة الثانوية، وزن حقيبة الكاميرا التي كان يحملها، الزهور الصغيرة الزاهية تحت قدميه. ولكن بينما كان مسنجر يحلم في أحلام اليقظة، كان الدب يتحرك بخطوات بطيئة دون أن يراه أحد على الجانب الآخر من التلال.
مسنجر وعقله. يقول: "لقد رأيت للتو هذه الكتلة البنية تلوح في الأفق". "لم أكن متأكدا من السبب، لكن التوتر كان يسري في جسدي. تسارعت أنفاسي، واتسعت عيناي، وتضاعف نبضي على الفور، واتسع مجاري التنفسي".
والآن، بعد مرور ما يقرب من 20 عاما، وبعد الكتابة عن تجربته في مذكراته "اليوم التاسع والعشرون"- لا يزال بإمكان مسنجر أن يتذكر المدة التي استغرقها عقله الواعي حتى يتمكن من اللحاق بالإشارات التي كان جسده يرسلها له. وقال "كان هناك رد فعل لا واعي". وبعد ذلك، كان هناك رد فعلي الفكري والعاطفي".
في البداية، اعتقد أن "الكتلة البنية" كانت ثورا. وعندما أصبح الشكل أكثر وضوحا، أدرك أن جسده قد أعد نفسه بالفعل للتعامل مع تهديد أكثر خطورة بكثير: حيوان مفترس يبلغ وزنه 600 رطل (272 كيلو غراما). اندفع الدب نحوه مباشرة وطرحه على الأرض بضربة شديدة على رأسه. وأغلق فكيه حول فخذه- مما تسبب في فقدان مسنجر الوعي، قبل أن يتركه معتقدا أنه مات.
تجربة مسنجر ليست مجرد قصة شخص بقي على قيد الحياة بمعجزة. كما أنها تقدم نظرة ثاقبة لحسنا الداخلي الذي غالبا ما يتم تجاهله: الإدراك الداخلي. في حين أننا على دراية إلى حد كبير بالحواس الخمس التي تواجه الخارج أو "الاستقبال الخارجي"، متمثلا في البصر والشم والسمع والذوق واللمس، فإن الادراك الداخلي هو قدرتنا على إدراك وتفسير الإشارات القادمة من داخل أجسامنا. وهو لا يساعد فقط في الحفاظ على أجسامنا في حالة "استقرار"، أو نظام عمل متوازن (من خلال تنظيم ضغط الدم ومستويات الجلوكوز بشكل غير مرئي أو تشجيعنا بشكل علني على تناول الطعام أو الشراب، على سبيل المثال)، ولكن يمكن أن يكون له أيضا تأثير عميق على أجسامنا.
وكتب جيمس في مقالته عام 1884 بعنوان (ما هي العاطفة؟): "إننا نشعر بالأسف لأننا نبكي، والغضب لأننا نضرب، والخوف لأننا نرتعش، وليس العكس، فلا نبكي أو نضرب أو نرتعش لأننا نشعر بالأسف أو الغضب أو الخوف.
ما أصبح يعرف باسم نظرية جيمس لانج (كان كارل لانج طبيبا يعمل بشكل مستقل على أفكار مماثلة) نوقشت وتطورت منذ ذلك الحين، لتصبح جزءا من "نظريات التقييم"، التي تناقش كيفية تشكيل الإشارات الفسيولوجية لمشاعرنا. ففي نهاية المطاف، لو كان قلب مسنجر قد بدأ يتسارع في قطار الملاهي أو خلال الموعد الأول، وليس في مواجهة مع دب في برية نائية، فربما كان قد "قيّم" إشاراته الجسدية بشكل مختلف وشعر بالإثارة بدلا من الرعب.
وضع جيمس الأساس المبكر لكيفية تفكيرنا في العلاقة المتشابكة بين الدماغ والجسم. في الواقع، وفقا لأنطونيو داماسيو، أستاذ علم النفس والفلسفة وعلم الأعصاب بجامعة جنوب كاليفورنيا: "إن أفكارنا ومشاعرنا وعواطفنا لا تتأثر بأجسادنا فحسب، بل لا يمكن تصورها بدونها. كل نشاطنا العقلي هو نتيجة لتفاعلات الجسم/الدماغ".
في كتابنا الأخير، (هل تفكر بوضوح؟)، استكشفنا العديد من العوامل التي تؤثر على طريقة تفكيرنا وتتلاعب بها، بدءا من علم الوراثة والعادات والاستدلال إلى التكنولوجيا والوقت والبكتيريا الموجودة في أمعائنا. وقد أثبت هذا الحس الداخلي الغامض، وهو موضوع مجال بحثي سريع النمو، أنه أحد أكثر الأمور إثارة للاهتمام.
وتقول جينيفر ميرفي، التي تبحث في الاعتراض الداخلي وكيفية تأثيره على الإدراك والصحة العقلية في جامعة رويال هولواي في لندن: "الاعتراض الداخلي هو معالجة الإشارات الجسدية التي تأتي من الداخل". "لذلك قد تكون هذه أشياء مثل الشعور بنبض قلبك، وتنفسك، ومعرفة متى تحتاج للذهاب إلى دورة المياه أو عندما تكون مريضا. والجوع والامتلاء أمثلة أخرى".
يظل التعريف المحكم للاعتراض الداخلي موضوعا للنقاش، لكن التركيز ينصب على الإشارات الداخلية. يقول مورفي: "يمكننا قياس ما إذا كنا نعاني من ضيق التنفس من خلال صوت أنفاسنا". "لكن هذا طريق خارجي، وليس طريقا داخليا لإدراك ذلك". ويصف صاحب خالصة، الباحث الرائد في مجال الاعتراض الداخلي في معهد لوريت لأبحاث الدماغ في تولسا، أوكلاهوما، نفسه بأنه مستكشف "الفضاء الداخلي" للإنسان.
بعض هذه الإشارات الجسدية، التي تنتقل من أعضائنا وأجزاء الجسم الأخرى إلى أدمغتنا عبر شبكة معقدة من الاتصالات، بما في ذلك الأعصاب الشوكية والقحفية والمواد الكيميائية في مجرى الدم، تكون خفية للغاية بحيث لا يمكن لعقولنا الواعية أن تدركها. والبعض الآخر، مثل تسارع ضربات القلب، أو القلق، أو الجوع، يمكن لها إدراكها. نحن جميعا حساسون لهذه الإشارات الداخلية بدرجات متفاوتة، ويمكننا جميعا تفسيرها والاستجابة لها بشكل مختلف، اعتمادا على هويتنا وما نفعله. في الواقع، قد تكون الاضطرابات في حساسيتنا وإدراكنا للإشارات الجسدية وراء مجموعة من الحالات بدءا من القلق والاكتئاب وحتى فقدان الشهية العصبي.
ويعد هذا علما رائدا، ولا تزال العديد من الآليات الكامنة وراء الاعتراض غامضة ويصعب اختبارها. لكن باحثين مثل مورفي، وخالصة، وسارة جارفينكل، أستاذ علم الأعصاب الإدراكي في يونيفرستي كوليدج لندن، وأنيل سيث، أستاذ علم الأعصاب الإدراكي والحسابي في جامعة ساسكس، وهوجو كريتشلي، وهو أيضا في ساسكس، بدأوا في كشف النقاب تدريجيا. ويمكن أن يكون للنتائج عواقب عميقة على كيفية فهمنا لعقولنا.
يقول خالصة: "لا نعرف شيئا تقريبا عما يحدث في قاع المحيط. ولكننا نعلم أن ما يحدث في قاع المحيط يلعب دورا في مناخنا. والأمر نفسه بالنسبة للاعتراض الداخلي. فنحن لا نعرف سوى القليل جدا عما يحدث داخل أجسادنا فيما يتعلق بما نشعر به، ومع ذلك فإننا نعلم أنه مهم. ولا يمكن تجاهله".
إذا كيف يمكن أن ينطبق الاعتراض على حياتنا اليومية؟
قم بقياس نبضات قلبك، وهي على الأرجح إحدى الإشارات الجسدية التي تكون على دراية بها في أغلب الأحيان. ومن المعلوم على نطاق واسع أن القلق يمكن أن يتسبب في تسارع ضربات القلب. ولكن ماذا لو، كما يقترح جيمس والعديد من الآخرين منذ ذلك الحين، حدثت العملية أيضا في الاتجاه المعاكس، ويمكن أن تؤدي زيادة معدل ضربات القلب إلى إثارة القلق وجعلنا نشعر بالخوف أيضا؟ وإذا كان الأمر كذلك، فإن درجة "اعتراضنا" وقدرتنا على إدراك نبضات قلوبنا، وكيف نفسر تلك الإشارات ونستجيب لها، قد يكون لها آثار كبيرة على صحتنا وصحتنا العقلية.
لكن إثبات مثل هذا الشيء علميا أمر صعب للغاية. ويقول سيث: "لقد شعرت بالقلق منذ فترة طويلة من صعوبة أبحاث الاعتراض الداخلي بسبب صعوبة القياس الدقيق ومعالجة المتغيرات الفسيولوجية و/أو إشارات الاعتراض الداخلي".
ولكن على الرغم من ذلك، يشهد هذا المجال البحثي تقدما. وكشف غارفينكل بالفعل أن استجابتنا لمحفزات الخوف يمكن أن تتغير عبر نبضة قلب واحدة. وعُرض على المشاركين في الدراسة وجوه خائفة ومحايدة عندما كانت قلوبهم في حالة انقباض (كانت العضلات تنقبض) وانبساط (كانت العضلات مسترخية). وأظهرت النتائج أن المشاركين تعرفوا بسهولة أكبر على الوجوه الخائفة، ووجدوها أكثر حدة، عندما كانت قلوبهم في حالة انقباض. وكانت اللوزة الدماغية لديهم، وهي منطقة دماغية بدائية مرتبطة بالاستجابة للخوف، أكثر نشاطا أيضا. ومن ثم يستجيب الدماغ للقلب.
لكن دراسة نشرها عام 2023 فريق من الباحثين في جامعة ستانفورد في كاليفورنيا خلصت إلى أبعد من ذلك. اختبرت الدراسة ما إذا كانت زيادة معدل ضربات القلب يمكن أن تؤدي إلى استجابات القلق والخوف. استخدم الباحثون جهاز تنظيم ضربات القلب غير الجراحي (تقنية تستخدم الضوء للتلاعب بالخلايا) لزيادة نبضات القلب بدقة في الفئران. ثم قاموا بمراقبة الفئران لمعرفة مدى استعدادهم لاستكشاف المتاهة والبحث عن الماء.
وكانت النتائج مقنعة. عندما ارتفعت معدلات ضربات القلب، أصبحت الفئران أكثر قلقا، وكانت أقل احتمالية لاستكشاف الأجزاء المكشوفة من المتاهة، واختارت البقاء في المناطق المحمية. ولكن من الأهمية بمكان أن هذا التأثير لم يحدث إلا في "سياقات محفوفة بالمخاطر" (على سبيل المثال، عندما كان هناك تهديد بحدوث صدمة خفيفة). كما مكّنت صور الأشعة الكاملة لأدمغة الفئران الباحثين من تحديد العديد من مناطق الدماغ المرتبطة بهذا السلوك بدقة، بما في ذلك القشرة الجزيرية، وقشرة الفص الجبهي، وجذع الدماغ.
ويحذر سيث: "بالطبع، هذه دراسة أجريت على الفئران وليس البشر، لذا فإن ملاحظة السلوك الشبيه بالقلق لا تعني بالضرورة أن الفئران كانت تعاني في الواقع من نسخة الفئران من القلق". "لكن النتيجة المحددة، وهي أن معدل ضربات القلب ينتج سلوكا يشبه القلق فقط في البيئات المحفوفة بالمخاطر، وهو بالضبط ما يمكن التنبؤ به من خلال نظرية التقييم الكلاسيكية، التي أمدّت جيمس/ لانج بفكرة أن إدراك علم وظائف الأعضاء في السياق مهم للعاطفة".
بمعنى آخر، تشير الدراسة إلى أن "تقييمنا" أو تفسيرنا للإشارات الجسدية قد يلعب دوا رئيسيا في كيفية تأثيرها على عواطفنا.
وهو ما يعيدنا إلى أهمية الإشارات الجسدية، وكيف نتصورها ونستجيب لها، في حالتنا النفسية وصحتنا العقلية، وصنع القرار. ويعد التحديد الدقيق لمدى قدرة الأشخاص على الاعتراض أحد أكبر العقبات التي تواجه هذا المجال. يقول مورفي: "من أول الأشياء التي تواجهها في عملية الاعتراض هو مدى تعقيد اختبار ما يحدث بالضبط".
ويمكن أن تأتي هذه الإشارات من جميع أنحاء الجسم، من أحشاءنا إلى رئتينا. لكن يتم قياس القدرة على الاعتراض عادة من خلال مطالبة المشاركين بإحصاء نبضات قلوبهم ثم مقارنة نتائجهم المبلغ عنها بمقياس موضوعي. ولكن هناك العديد من المشاكل في هذه الطريقة، من بينها أن حوالي 40 في المئة من الأشخاص غير قادرين على إدراك نبضات قلوبهم بشكل واعي.
وعلى الرغم من ذلك، خلصت دراسة مثيرة للاهتمام أجراها جارفينكل وآخرون أن متداولي صناديق التحوط في مدينة لندن الذين يمكنهم إدراك نبضات قلوبهم بشكل أكثر دقة كانوا أكثر عرضة لاتخاذ قرارات مربحة والاستمتاع بمسيرة مهنية أطول، على الرغم من أنه من المهم ملاحظة أن الدراسة لم تظهر علاقة سببية.
وفي الوقت نفسه، فإن الأفراد الذين يكافحون من أجل إدراك مشاعرهم الجسدية يجدون صعوبة أكبر في التعبير عن مشاعرهم وتنظيمها. ويقول مورفي، الذي أجرى مراجعة حديثة للأدلة: "لدينا نظريات جيدة حقا، ولدينا أيضا سبب وجيه حقا لتوقع احتمال حدوث اضطراب في الاعتراض الداخلي عبر مجموعة متنوعة من حالات الصحة البدنية والعقلية". وتشمل هذه الحالات الاكتئاب والقلق والسمنة وفقدان الشهية العصبي والتوحد.
وتوجد بالطبع، اختلافات كبيرة في مدى قدرة الأفراد على الاعتراض. في إحدى المراجعات واسعة النطاق، على سبيل المثال، خلص مورفي إلى أن هناك اختلافات في كيفية إدراك الرجال والنساء للإشارات الجسدية، حيث وجد أن النساء أقل دقة بكثير في إدراك نبضات قلبهن في المهام من الرجال. وفي حين أن أسباب ذلك غير واضحة، ويمكن أن تشمل عوامل وراثية وهرمونية وبيئية، فإن النتائج يمكن أن توفر أدلة حول سبب كون النساء أكثر عرضة من الرجال للمعاناة من الاكتئاب وغيرها من مشاكل الصحة العقلية الشائعة. وسوف يقوم ميرفي الآن بالبحث في كيفية اختلاف الإدراك والصحة العقلية عبر الدورة الشهرية.
وتقوم أبحاث الاعتراض أيضا بإبلاغ العلاجات المحتملة الجديدة لمجموعة من الحالات. على سبيل المثال، طور خالصة كبسولة تهتز يمكن ابتلاعها، مما يسمح للباحثين بتحديد مدى حساسية الأشخاص لأحاسيس الأمعاء وكيفية تفسيرهم لها. وهذا يمكن أن يساعد العلماء على فهم وعلاج المصابين بفقدان الشهية العصبي، على سبيل المثال، الذين يبدو أنهم يعانون من اضطرابات في إدراكهم للإشارات الجسدية، وغالبا ما يبلغون عن شعورهم بالانتفاخ أو الشبع قبل الأوان بعد تناول كميات صغيرة فقط.
وفي الوقت نفسه، قام جارفينكل وكريتشلي بتطبيق تقنيات الاعتراض على علاج القلق لدى البالغين المصابين بالتوحد. ويعاني الأشخاص المصابون بالتوحد من القلق أكثر من عامة الناس وقد يكونون أقل دقة في إدراك وتفسير الإشارات الجسدية وأقل قدرة على فهم العواطف. وفي تجربة عشوائية محكومة، تلقى البالغون المصابون بالتوحد إما علاجا ضابطا أو علاجا جديدا يتضمن مهام الكشف عن نبضات القلب الداخلية الاستقبالية، وردود الفعل على أدائهم وتمارين لزيادة نبضات قلوبهم بشكل معتدل. وبعد التجربة، أفاد الأشخاص الذين خضعوا للعلاج، بانخفاض ملحوظ في القلق مقارنة بالمجموعة الضابطة. ويبدو أن العلاج مكّن المشاركين من التنبؤ وتفسير إشاراتهم الجسدية بشكل أكثر دقة، مثل تسارع معدل ضربات القلب، مما ساعدهم بدوره على تنظيم قلقهم.
ومن اللافت للنظر أن هذا الإحساس الداخلي قد يكون أيضا وراء إحساسنا بالذات. وكما أوضح سيث، فإن إحساسنا الأساسي بذاتنا هو "أن نكون جسدا". ولكن ما الذي يدفع هذا؟ غالبا ما نتصور "أنفسنا" كقبطان سفينة، أو، على حد تعبير سيث، "شخص مصغر داخل الجمجمة يقوم بالإدراك، ثم يقرر ما يجب فعله بعد ذلك".
ويعتقد سيث أن هذه هي الطريقة الخاطئة للنظر إلى الأمر. ويرى بأن ما نختبره كـ "ذات" هو أكثر من مجرد عملية، فهو مزيج من تنبؤات الدماغ وتصوراته للإشارات القادمة من العالم الخارجي، وربما الأهم من ذلك، من أجسادنا.
وفي نهاية المطاف، الهدف الأول للدماغ هو إبقاء الجسم، وبالتالي نفسه، على قيد الحياة. ولكن في حين أنه يجب عليه أن يبذل قصارى جهده لرسم خريطة محيطه الخارجي وإدارته، لتجنب أن يأكله الدب، على سبيل المثال، والحفاظ على ظروف مواتية في الجسم، لتجنب ارتفاع مستويات الجلوكوز بشكل كبير أو انخفاض ضغط الدم بشكل كبير، لا يمكنه الوصول مباشرة إلى هاتين البيئتين.
ويقوم الدماغ بإنشاء نموذج للجسم يعتمد على مجموعة كاملة من المعاملات الضرورية للبقاء على قيد الحياة. ثم تقوم باستمرار بالتنبؤات، والتي تختبر الأخطاء وتصححها مقابل المدخلات الحسية التي تتلقاها، مما يسمح لها بضبط النظام. ويعتقد سيث أن العواطف تنبثق من عملية "الاستدلال الداخلي" كوسيلة لإبقاء الجسم في الصورة التي ينبغي له أن يكون عليها ليبقى على قيد الحياة.
*إذن كيف يمكن لهذه النظرية الرائدة أن تلعب دورها في سيناريو مثل الذي وجد مسنجر نفسه فيه؟ وكما يشرح سيث في كتابه (أن تكون أنت): "إن تجربة الخوف التي أشعر بها عندما يقترب الدب هي إدراك موجه نحو التحكم في جسدي، وبشكل أكثر تحديدا "جسدي في وجود دب يقترب"، والذي يبدأ في تدريب الأفعال التي من الأفضل التنبؤ بها للحفاظ على المتغيرات الأساسية حيث يجب أن تكون، والأهم من ذلك، يمكن أن تكون هذه الإجراءات عبارة عن حركات خارجية للجسم، مثل الجري- و"إجراءات متداخلة" داخلية مثل رفع معدل ضربات القلب وتوسيع الأوعية الدموية.
ولكن سواء كنا في سعينا لاكتشاف المصدر المراوغ للوعي، أو فهم عواطفنا بشكل أفضل، أو تخفيف قلقنا، فيمكننا جميعا الاستفادة من كوننا أكثر انسجاما مع ما تخبرنا به أجسادنا. وبالنسبة لسيث، المكان الجيد للبدء هو التأمل. "أحد الأشياء التي تفعلها عندما تتعلم التأمل هو الانتباه إلى جسدك، إلى ما يحدث في جسدك، وليس مجرد التفكير".
ويحذر سيث: "من المحتمل أن تصبح حساسا بشكل مفرط تجاه كل شيء صغير يحدث في جسمك، وأتصور أن ذلك قد يؤدي إلى نوع من القلق أيضا".
وعندما يتعلق الأمر بفهم الاعتراض الداخلي، لا تزال هناك الكثير من الألغاز. ولكن بينما يتعمق العلم أكثر من أي وقت مضى، راقب هذا الفضاء الداخلي
6
بصيص ضوء على كتاب موجز تاريخ الأدب الآشوري الحديث
للشاعر والأديب الأب شموئيل دنخا
بقلم: آدم دانيال هومه.


حمل إلي البريد ظهيرة أمس هدية نفيسة لا تقدر بثمن لمن يستطلع الدرر الكامنة بين طياتها ألا وهي كتاب (موجز تاريخ الأدب الآشوري الحديث) للشاعر والأديب الأريب والدؤوب الأب (شموئيل جبرائيل دنخا) الذي يقوم بدراسة وتحليل القصائد والأعمال الأدبية لمائتين وأربع وثلاثين شاعراً وأديباً آشوريا على امتداد قرن من الزمان.
ولد مؤلف الكتاب في مدينة الحبانية في العراق عام 1943. تخرج من دار المعلمين عام 1864. تسلم أمانة سر اتحاد الكتاب الآشوريين، وعضو لجنة تأليف الكتب باللغة الآشورية في وزارة التربية العراقية عام 1973، وعضو في إدارة تحرير مجلة مجمع  اللغة السريانية، وكان أحد أعمدة النادي الثقافي الآثوري، وشارك في جميع الأمسيات الأدبية والشعرية في بغداد والبصرة وكركوك. وقدم برامج ثقافية من إذاعة بغداد، ومن تلفزيون كركوك. سيم كاهنا عام 1980. أكمل دراسة اللاهوت. نشر الكثير من الأعمال الأدبية في العديد من المجلات الصادرة في العراق وخاصة المثقف الآثوري، صوت من الشرق، والمجلة الأكاديمية الآشورية الصادرة في شيكاغو، ومجلة نينوى في كاليفورنيا. جاوزت مؤلفاته المطبوعة ثمانٍ وعشرين كتاباً في شتى المواضيع والأجناس الأدبية.   
وكما يبدو أن المؤلف، من خلال دراسته، متفائل جداً بمستقبل الأدب الآشوري الحديث عامة، والشعر بشكل خاص لأنه يرى بأن الوعي الإنساني، لا القومي والفني فحسب، أخذ يتجلى بين أبناء الأمة الآشورية الموهوبين، فساعد ذلك على تجلي عبقريتها في التعبير الرفيع، حيث يطل الشاعر الآشوري من كوّة إحساسه القومي إلى رحاب الإنسانية فيكتب، في شتى المواضيع كالظلم، البؤس، العذاب، الأحزان والآلام، المجازر والمذابح، التشرد والضياع، الحب والعشق والهيام، عاطفة الأمومة، الثورة، ونعيم الحرية والاستقلال، والحكم الذاتي على أرض الآباء والأجداد بيت نهرين. حيث تبدو في الشعر الآشوري نزعة إنسانية عميقة تستقي تارة من الوجدانيات الرومنتيكية، وأخرى من المبادئ الإنسانية، وثالثة من النكبات الوطنية والقومية، ولكنها تلتقي دائماً عند منهل واحد هو الشعور بكرامة الإنسان. إن شيئاً كالجراح يئن في الصدور فهي تحاول أن تغرق آلامها في الشمول، في أن تسع الإنسان كله. فواجب ومهنة الأديب أن يكتب للإنسان حيث هو إنسان، ومن ثم يكتب ليقر إنسانيته إذ هو جزء حي يساهم في توجيه ذلك المصير. وعلى الشاعر أو الأديب أن يسأل نفسه قبل كل شيء لمن أكتب؟ ولماذا أكتب؟ ويؤكد المؤلف بأن القصيدة تتكون لدى الشاعر كالنور الأبيض الذي هو تجمع الألوان التي يتألف منها قوس قزح، والألوان هي عناصر هذا النور متحررة. وعلى الشاعر أن يوصل لغته بإيقاعها وإشعاعها وظلالها وإيحاءاتها إلى المتلقي من غير أن تتناثر على الطريق أباديد، يوصلها ضوءً جميلا وشفافا، لايلفح بناره ولا يعمي بدخانه، بل يسري نقاوة ترتاح لها العين، ويسبح فيها الناظر، وتأنس له النفس ويزداد بها وجودنا اتساعا. فالشعر كما يؤكد المؤلف وبإصرار بأنه أهم الفنون عالمية، وأقواها تحدياً لأسيجة الزمان والمكان، وهو أشد الفنون انطباعاً بالطابع القومي وأكثرها تأثراً بملامح الوطن والبيئة والعصر. كما أن الشعر هو الشيء الوحيد الذي يهب للمبادئ والأفكار جمالا مطبوعاً أصيلا، وإشعاعاً رزيناً ثرّا. هو الدراسة العملية لهذه المبادئ والأفكار، ووعيها وعياً تاماً عميقا. فبهذه الوسيلة وحدها بالمستطاع إبقاء أثرها لدى الجمهور، وأن تجعل من سحرها باقياً راسخا لا ومضات بارقة خاطفة. كما يؤكد بأنه ليس لدى الأدباء عند الدولة من حق غير الذي يحققه الأدباء أنفسهم. والواجب الذي تقوم به تجاههم، شاءت أم أبت، هو الحرية والاستقلال الفكري. الحرية في أن يقولوا ما يشاؤون، وأن يدعوا إلى الرأي الذي يرونه، مستقلين غير متأثرين إلا بما يعتقدون بأنه الحق. وإذا رأت الدولة، بعد ذلك، أن تساعد في نشر نتاج الأدباء فعليها أن تقوم به كما تقوم بأي عمل اجتماعي آخر. لا تطالب، ولا ينبغي أن تطالب حتى بالشكر، لأن هذا واجبها والمسبب في وجودها.
فالشعر، كما يراه المؤلف من وجهة نظره، هو ممارسة مميزة من ضمن الممارسات الأدبية تتخذ مادة لها إمكانيات اللغة والأشكال الفنية، وكذلك موضوعات التجربة الإنسانية وكلها معطيات لا تولد من العدم على يد الشاعر، بل هي الحد الذي بلغه النحو اللغوي والفني والفكري في ثقافة معينة وفي زمن محدد. وإذ يختار الشاعر مكونات عمله من بين المعطيات المتعددة والمتشعبة فهو يحقق في أن حريته كأديب وارتباطه بمجتمعه وذلك من خلال موقفه الإيجابي أو السلبي من التراث ومن التقنيات المستحدثة، وكذلك من الخطابات المتنوعة، بل المتضاربة التي تشكل ثقافة عصره.
ويؤكد المؤلف قائلا: إذا كان الأدب تعبيراً عن الحياة فإن النقد هو الضامن لقيمته وتأثيره، والكفيل بتقويمه وتوجيهه وتبيان ما أضاف إلى ميراث الفكر والفن من روعة وإبداع.
والشعراء والأدباء الذين اختارهم المؤلف يرسمون الخطوط العريضة للمجتمعات عامة، وللمجتمع الآشوري بشكل خاص، ولذا فهو يبرز أجمل صفتين أساسيتين وشاملتين هما أولا: إنه قادر على البقاء والاستمرار. فعلى الرغم من كل الاضطهادات والمجازر والمذابح التي تعرض لها المجتمع الآشوري فلم يزل يرفد البشرية بعطاءاته في كل المجالات مع أن القدرة على البقاء ليست في ذاتها الغاية المنشودة  فكم، هنالك، في التاريخ من مجتمعات استطاعت أن تحافظ على نفسها، بل تمكنت من بسط نفوذها وسلطانها ولكنها عجزت عن أن تتميز عن سواها تميزاً ذاتيا جوهريا. فلذا، فإن الصفة الأهم للمجتمع الآشوري المنشود أن يسمو فوق مجرد القدرة على البقاء، فيغدو مستحقاً للحياة ليساهم في تنمية القيم الإنسانية وهي غاية الحياة ومقصد الوجود لأن جوهر المدنية الحاضرة إنما هو خلاصة العناصر الباقية في المدنيات والحضارات السالفة.
ثانيا: مدى مساهمة المجتمع الآشوري في عدد الخيوط التي حاكها ويحيكها في نسيج الحضارة الإنسانية، وقيم وأهمية هذه الخطوط.
والثقافة التي ينشدها المؤلف في دراسته ينبغي أن تكون ثقافة تحترم العقل وتخضع له، وتؤمن به وتسير على هديه في اكتشاف الحقاق والتعلق بها دون سواها، وقبول أحكامها مهما كانت قاسية. فهذا هو السبيل الوحيد للتقدم الحقيقي، وعليه يجب أن تتماشى ثقافتنا المرجوة مع العصر إذا أردناها ثقافة حيّة خلاقة لمجتمع حي خلاق.
فيما يلي سأختار عدة قصائد من الكتاب وأقوم بترجمتها إلى اللغة العربية ليكون في مستطاع القارئ العربي الاطلاع على شذرات من الأدب الآشوري.
الموت والميلاد. للشاعر أوراهم يلدا أوراهم.
الظلام الدامس سربل الكون
وخيّم على الأحبة الصمت والسكون والرهبة القاتلة
في وسط البحر يتأرجحان في زورق تائه
يستند الواحد منهما إلى الآخر
يردّدان معاً مرثاة الحزن والألم
وبصيص أمل معلق بشعرة واهية
عسى أن يقودهما إلى شاطئ الأمان ليعانقا الفجر.
******
حاول الفتى أن يوقد شمعة القلب العتيقة
قائلا: استندي عليّ حبيبتي
وإن كان جسمك قد أصابه الذبول
وساءت ملامحه
أديري وجهك نحوي
وإن كانت عيناك رافلتين بالأسى والنعاس
خاويتان من الضياء
جافلتان كنهر صيف قائظ
قوامك الممشوق قد تحول إلى شجرة خريفية.
أصيخي السمع ياحبيبتي
في قلبي المحترق أخليت مكانا لشمعة صغيرة
تشتعل على الدوام لتنير لنا الطريق وتبعث الدفء في أوصالنا
أصيخي السمع ياحبيبتي دعيني أروي لك حكايات الأزمنة الغابرة
كان هناك حمامة
أجل... كان هناك حمامة
تلك الحمامة التي حلقت في الآفاق لتجلب البشارة كانت أمينة وفية وحنون
عادت للفلك والكل على أحرّ من الجمر لسماع كلمة منها
البشر…
الحيوانات...
الزواحف…
والطيور
زغردوا مهللين بصوت واحد وأنشدوا معا... أغنية الميلاد
(لنا الحرية... لنا الخلاص).
******
اضطجع الفتى ونفخ في أذن حبيبة روحه قائلا: ليس هناك ليل بدون انقضاء
أجل يا حبيبتي الصغيرة لابد أن نصل إلى برّ الأمان
سنعيش معاً وحيدين لفترة وجيزة إلى أن تشرق الشمس
إلى أن تنبع الروح من أرض نسلك
إلى أن نقيم جدار البيت الذي سنشيّده
إلى أن نبدأ ثانية
نفكر ثانية باليوم الآتي ذلك اليوم الذي ستصل البشارة الروحانية
البشارة الثانية مجبولة بالمحبة
ممزوجة بحنان الحضن الدافئ
تريح أعصابنا
تفرّح قلوبنا... هاتفة: لنا الحرية... لنا الخلاص.
أسبل الفتى جفنيه وبصوت واهن وشوش في أذن حبيبته قائلا:
دعي السنين ياحبيبتي
دعي السنين الغابرة تطوي صفحات أجدادنا
فها نحن أحياء رغم الأعباء التي تهدّ كواهلنا
شمعتنا تنوس... ظهورنا تحدودب وجراحنا عميقة
فلنحطم الأغلال التي تقيّد أقدامنا
ونلتفت صوب الأشقاء
ونلقي تحية على الأبناء الأعزاء
ونضع يداً بيد كل شاب
ونلثم جبين كل فتاة
ونقول لهم:... سنبني
نقول لهم:... سنهدم
ولكن... حتما سنبني
ولنا رجاء وحيد أن نقول لأجدادنا للمرة الأخيرة
الراحة لأجسادكم
الراحة والسكينة لأرواحكم
فدعونا بسلام
ولنودعهم الوداع الأخير... مرددين:
الله معكم
الله معكم
الله معكم.
،،،،،،،،،،
في جنان الخلد. للشاعر يونان هوزايا.
في جنان الخلد أتهاوى وعلى ركبتي أسير مسربلا بالخشوع
فالأرض قد انشقت من حولي وانبجست نبتات يانعة
عشقت بذراتها صدر الأرض واقتبلتها
كما تتقبل الأرحام... سر الحياة.
******
في جنان المجد
رأيت كل الألوان تتعانق وتتّحد لترسم في سماء الوطن قوساً للنصر
ولتطرّز راية الحق والسلام
ورأيت كل الطيوب تتمازج لتنشر ضوء الأحتفال
حين تنطلق الحناجر بأغنية الولادة الجديدة
وتتواصل الأزمنة ملتحمة كما الأذرع في رقصة من جبال آشور
وتتمايل الأكمام العاشقة لتغري النحلات بالركون
حجرات الطيب بين وريقاتها.
******
أرأيت البلبل الولهان في جنته الصغيرة؟
فهو...
ورؤوس السنابل وتيجان الزهور وقطرات الندى سيمفونية أزلية
إنه هو وحده القادر على غزو آفاقها البكر.
هلاّ أصخت السمع إلى العندليب؟
هل أصغيت إلى همساته؟
هو يمرّغ منقاره في أكمام الزهور النديّة... ويبوح لها بسرّه
نشواناً يرتشف قطرات لؤلؤية من فوق وجناتها
أهي دمع؟... أهي خمر؟
ويأتيك الجواب مع الريح كما الوحي
هي... نسغ الشجر في مروجنا الخضراء
هي.. نسغ الصخر في ذرانا الشمّاء
هي... نسغ النور على ضفاف أنهار ديلمون
هي... دماء الشهداء.
******
لاتحزن أيها البلبل
لاتنتحب أيها الرفيق
أولم ترى الأوراق الساقطة وهي تلثم التراب بلهفة وشوق؟
أولم ترى الأوراق الذابلة تحملها الريح إلى أحضان الجداول؟
لتغدو معابرا وجسورا
لتغدو وسائد للنجوم طوال ساعات الليل.
******
في وصايا الشهداء تمتد ذؤابات الصفصاف والنخيل
وتنغرس في عمق الفضاء
سيمدّ الجوز ظلالا وارفة
ستتدلى عناقيد الكروم بشوق كما الأثداء في صدور الأمهات
وسنغني للخبز
للحب... والسلام
في رياض المجد كل القلوب... تحترق
ولكنها نار المعمودية مطهّرة... كالبودقة.
،،،،،،،،،،
أناس كثيرون. للشاعر ميخائيل ممو.
بعض أبناء المجتمع، صغيراً كان أم كبيرا، في جميع أنحاء العالم
تراهم يرفعون راية اليقظة وهم غارقون في سبات عميق
هم مستيقظون وعلى أتم استعداد للهدم والخراب وصقل الأفكار المنحرفة
وإقصاء كل ذي نشاط واهتمام وعناية بالآداب والمعارف والعلوم
يتمرغون في نوم أهل الكهف لايحسدهم عليه حتى العميان
مترعة نفوسهم بالحسد والأنانية والضغينة والبغضاء
يظنون بأنهم أبرار تقاة وحكماء وهم سكارى بأحلامهم
يعتبرون أنفسهم قادة مرشدون وهم يعانون مرضاً عضالا
يعتبرون أنفسهم ملوك الغابة بينما هم ثعالب في جلود أسود
وهم يدركون جيداً بأنهم الأشد جوعاً وعطشاً للعلم والمعرفة.
،،،،،،،،،،
الفردوس المهلهل. للشاعر عوديشو ملكو.
مع إطلالة جلالة (شمّش) المعظم... الراصد المتلألئ
بسهم مضيء يسكب حياة على التلال
ورفوف الزرازير تضفر إكليلا على هامة (لاماسو)
الحارس الشهم الواقف بشموخ على باب الملائكة
مرقاة السماء... ودعامة الكون.
******
مع الشعاع الذهبي والبخار الدافئ المنبعثان من الإله (شمّش)
محطم المشلولين في مخالب الأحلام الندية السوداء
(لاماسو) يزأر... فتنفر الغربان
يفلق التراب... فراش الكسالى
ينفض جناحيه وعيناه على جبل (مار متى)
قرناه مجللان بعصابة بيضاء
العرش الثلجي للقوة الخالقة للأصل الإنساني
بعيد عن موطنه
ذاهل عن ربّه
جبل الرهبان...
أولئك الجياع الحزانى.
******
أشعة شمّش...
نور الحياة تتناثر في السماء صافية رقراقة كالفراشات
من عباءة التلال استمدّ بياضه
من عباءة (متى وهرمز) وأفواج الخاشعين للصلوات
والماقتين الحقول... ولايحصدون في حياتهم سوى التضرعات
مدنفون... مجتثون من الأرض
والأوكاف تحفر أوردتهم المسحوقة وأكواخهم المنهارة.
******
أمام نافذة الفندق والعين ذاهلة... الظفر والسنان
يبغيان احتضانهما لتغرس فيهما الموت
والهضاب المقدسة التي تضم في حناياهاعظام الجبابرة المعتقلين
والمآذن المائلة... قوالب جامدة تشقّ سكينة الخلائق والسماء.
******
أمام النافذة... والعين بصيرة
أتذكر القتلة المسعورين وهم يسكرون من كأس دمي الأخضر
كدم الضفدع الواثب من المنخر
الشر متأصل... في قناة ذاتي
لكن الصحراء عطشى تودّ أن تحرق المدينة
تفسد الأخلاق وتستأصل الإنسانية
والعين العاشقة للجمال الأصيل لم يزل رداؤها غضّا
ذلك الذي ليس به قريص ولا شوكة القنفذ اللاسعة
ولا ظلام الخلد... ونسل القتلة.
وحيداً أتساءل إن كان لنركال أو للاماسو صاحب أو مالك؟
وأنت يا إشراقة شمّش أخبريني... هل هنالك من أمل؟
،،،،،،،،،،


7
المنبر الحر / قيامة مجيدة منتصرة
« آخر مشاركة بواسطة منصور سناطي في اليوم في 18:47 »
قيامة مجيدة منتصرة
صلب المسيح فسال الدمع مدراراً من الأحداقِ
تحلزّن على الوجنات الغضة وبللتِ الأعناقِ
لأن البكاء والنوح شيمة المحبين  ساعة الفراق
تبعه يوحنا الحبيب والمجدلية من زقاقِ لرواقِ
وحزن العذراء مريم كان جللاً فاق  كلّا الآفاقِ
إلى الجلجلة سار الجمعُ وراء الصليبِ بإشتياق
بين اللصين كان صليبك وأنت الخالق  الخلاّق
طلبتَ يا أبتي إغفر لهم لأن دمي لأجلهم مراق
المسامير وإكليل الشوك إنه الألم  الذي لا يطاق
بالحربة طعنَ جنبك فخرج الدم والماء الرقراق
سامحت من ضربك بالسوطٍ ومن إهانةِ البصاق
لأنك ملك الملوك وخالق  الأكوان أيها العملاق
الحزن على ألامك لأجل الخطاة صعب لا يطاق
فديتنا طواعية ورضخت كشاة إلى الذبح تساق
فلولا الفداء الثمين لكانت حياتنا خالية بلا مذاقِ
صرخت صرخة مدوية فحل الظلام وبان النفاق
إنشقّ  الهيكلِ فخافت الجموع وإشرأبت الأعناق
قالوا يقيناً أن الرجل كان إبن الله بحق وإستحقاق 
كسوا جسدك بالأكفان ووضعوه في القبر بأغلاق
فقمت منتصراً كما تنبأت الأنبياء وتحقق المصداق
أيها الفادي أقمنا معك ومن  نير الخطيئة بالإنعتاق
ولا تنظر إلى معاصينا لأنك أحببتنا من الأعماق
آثامنا كثيرة وذنوبنا عديدة لا يصلح معها الرتاق
لكنّ رحمتك غير محدودة  لا تسعها كل الأوراق
العيش من غير رحمتك ضياع وليل بلا إشراق
ومن يظلّ طريقك يتيه في عمق دهاليز الأنفاق
قيامتك إنقذت المؤمنين ظلام الهاوية بلا تلاقِ
                   منصور سناطي – بمناسبة عيد القيامة 23 أذار2024
                       

8
العزيز وليد حنا بيداويذ المحترم .
أنني أحترم رأيك جدآ ولم أنفِ ما تفضلت به أبدآ .
في الحقيقة أن عشيرة الزيباريين،هي عشيرة واسعة الأنتشار في منطقة قضاء عقرة،ونفوذها سائد ومؤثر على الأهالي جميعآ، في عهد الأنظمة السابقة، وحتى بعد سقوط النظام في 2003 أيضآ،لقد قاموا بالتجاوزات على بعض القرى المسيحية في عهد النظام السابق،ومنها قرية كشكاوا،وهزار جوت،وملا بروان...ألخ ،وكما تعلمون بأن معظم القرى المسيحية في الشمال  أخليت من ساكنيها منذ بداية الستينات من القرن الماضي، بسبب الحركات العسكرية في المنطقة الشمالية،أما الزيباريين آنذاك، كانوا مسلحين (ميليشيات) تستخدمهم الحكومة العراقية ضدً الحركة الكوردية،
أما الآن فهم يحاولون بشتى الطرق تهجير ما تبقَى من المسيحيين في قضاء عقرة ولاسيما القرى الآشورية في منطقة (دشت نهلة).على أية حال نحن نناشد السيد مسرور البارزاني لأتخاذ الأجراء اللازم بحق المعتدين، ولكن من الصعب جدآ محاسبة المتنفذين من الرؤساء في هذه العشيرة ،بسبب صلة القرابة بينهم وبين عائلة الزعيم مسعود البارزاني ،كما أنهم يشكلون كتلة سياسية أثناء الأنتخابات وأن السيد البارزاني بحاجة الى أصواتهم.
داود برنو

9

نالا... مرة أخرى ... كلمة وعبرة.
الأستاذ جان يلدا خوشابا المحترم .
مشكلة سهل نهلة قضية لمً ولن تَنتهي أبدآ ،لأنها منطقة غنية بالثروات الطبيعية...ألخ وأن الأعداء يطمعون بها الآن وفي المستقبل،ولكن أقترح بمشروع بسيط جدآ أذا طُبقَ ربما الكثير من العُقدً والمشاكل تَنحَلً،واليكم المشروع أدناه.
كما هو معلوم للجميع أن أحزابنا السياسية ، الحركة الديمقراطية الآشورية..المجلس الشعبي .. حزب بيت نهرين ..ألخ جميعها لها مسلحين من قوات ( زريفاني ) في حماية مقراتهم وخاصة في أربيل ودهوك، بالأضافة الى أن حركة زوعا لها فوج مسلح تابع للحكومة الأتحادية مقره في ناحية القوش ...ألخ .
لماذا هذه الأحزاب لا تفتح مقراتها في منطقة دشت نهلة، وتساهم في توفير الأمن والأستقرار لهذه القرى؟؟؟ أو ربما يشاركون مع البيشمه ركة في حماية المنطقة..،عند ذلك تنتهي حجَجً المعتدين، فما هو المانع من ذلك ؟؟ طالما أن هذه القوات تابعة للأقليم ،وتستلم رواتبها من الأقليم ..ألخ .ولنا سؤال لحكومة الأقليم . لماذا كانت مسؤولية حماية هذه المنطقة والدفاع عنها دائمآ أثناء ةالحركة الكوردية كانت مناطة بفصيل آشوري مسلح ،وأستشهد فيها فقط في عام 1969 أكثر من أثني عشر مقاتلآ آشوريآ بقيادة الشهيد طليا شينو، بينما الآن في وقت السلم ممنوع عليهم حماية منطقتهم ،أنها حقآ كارثة..نتمنى أن نسمع الجواب ...
داود برنو
10
.
صفحات: [1] 2 3 4 5 6 7 8 9 10