1
المنبر الحر / العلاّمة الأب بطرس حدّاد في الذكرى الثانية لرحيله
« في: 04:34 23/11/2012 »
العلاّمة الأب بطرس حدّاد
في الذكرى الثانية لرحيله
الأب يوسف جزراوي
كاهن كنيسة المشرق الآشورية/سيدني
بتاريخ 26/11/2012 تمر علينا الذكرى الثانية لإنتقال الأب العلاّمة د. بُطرس حدّاد إلى دار البقاء. الأب حدّاد اشهر من نار على علم، يعرفه القاصي والداني. حضى بمنزلة رفيعة في الأوساط الكنسية والإجتماعية والثقافية. كان رحمه الله من هواة التردد إلى مكتبات شارع المتنبي. جمعته صداقات نبيلة مع كبار مثقفي العراق امثال البحاثة كوركيس عواد والأستاذ عبد الحميد العلوجي والباحث رفعت عبد الرزاق الطائي والأكاديمي سعد سلوم.... كان ملتقاه كل يوم جمعة في مكتبتي المثنى والرباط وفي مقهى الشاه بندر الثقافية، تلك المقهى التي كان يقصدها مثقفي بغداد، وغالبًا ما كنتُ ارافقه إلى تلك الأماكن.
تركزت مُعظم مؤلفاته وكتاباته حول التاريخ الكنسي والتراث العراقي وأدب الرحلات (الإستشراق)، وقد برع في هذا المجال. وأظنه كان مُتأثرًا جدًا بشخصية الخوري داود رمو الموصلي سكرتير البطريرك يوسف عمّانوئيل الثاني، الذي آرخ حقبة زمنية مهمة من تاريخ كنيسة العراق الحديث في مخطوطته "الخواطر". وبحسب تفحصي ومتابعتي لحياة وكتابات الأب حدّاد اضافة إلى قربي منه وعملي معه، اجده كان سائرًا على نفس النهج ، فأرخ حقبة زمنية من تاريخ كنيسة العراق المُعاصر، علاوة على أستفادته من عمله في أرشيف البطريركية الكلدانية في بغداد – حي المنصور، وقد عملت تحت اشرافه سنة 2004 . ولا انسى أستفادته أيضًا من المصادر التاريخية (المخطوطات)التي لقيها من الباحثين بطرس نعامة وكوركيس عواد، فمثلاً كان الأستاذ بطرس نعامة رحمه الله قد اهدى للأب حدّاد بتاريخ 9/12/1974 نسخته الشخصية من مخطوط الخواطر وحققه ونشره الأب حدّاد سنة 2007.
وفي هذه العجالة نستعرض مؤلفات الأب بطرس حدّاد، وهي:
-المُرشد إلى القدّاس الكلداني ( باكورة أعماله) • البُشرى السارة • التاريخ الصغير (ترجمة)• الفاتيكان (ترجمة). • الرهبنات النسائية في الكنيسة الكلدانية • رهبانية بنات مريم الكلدانيات • أخواتكم الراهبات الكلدانيات. • صفحات ناصعة( عن البطريرك شيخو في طبعتين 1972- 1980)• المُعجزات..بالتعاون مع الأب فرنسيس المُخلصي. • الصلاة الربية بالتعاون مع الأب فرنسيس المخلصي(ترجمة).• فهارس المخطوطات السريانية والعربية في خزانة الرهبنة الكلدانية بالتعاون مع الأب ( المطران) جاك إسحق( جزءان).• تلاميذ المسيح (طُبع بمناسبة صلاة الأربعين للأب فرنسيس المُخلصي) • المخطوطات العربية النصرانية في مكتبة المتحف العراقي ببغداد. • دير ما اورها • الشهر المريمي(طبع بعدة طبعات في العراق والخارج)• قلب يسوع الأقدس(طبع أيضًا عدة طبعات في العراق والخارج)• قديسة ريتا ( طبعتان). • مار إيليا الحيري.• كنائس بغداد ودياراتها ( وهو بحسب رأيي المتواضع واحد من أثمن وانفس مؤلفاته التاريخية) حيث يُعد مرجعًا في تاريخ كنيسة بلاد ما بين النهرين وتحديدًا تاريخ كنائس بغداد الحديث.• يوميات الحرب العالمية الأولى( الطبعة الأولى أمريكا)(نسخ محدودة أما الطبعة الثانية 200 طبعة فقط). طبع باشرافي بالتعاون مع الأب حبيب النوفلي ضمن منشورات كنيسة مار كوركيس- الغدير. بغداد 2003 ) وفي مؤخرة الكتاب نشرتُ جزءً من السيرة الذاتية للأب بُطرس كما استلمتها منه. • مختصر الأخبار البيعية( تحقيق ونشر). • رحلة ديللافالية إلى العراق ( السائح العاشق-ترجمة عن الإيطالية)، ط 1 سنة 2000 اما الطبعة الثانية سنة 2004. • إبرشية عقرة الكلدانية ( تحقيق) • المؤسسات البطريركية (ترجمة عن الفرنسية)• عِبر من كتب التراث ( مقالات في مجلة الفكر المسيحي في باب عبرة من الأمس، عملتُ على جمعها له ونشرتها في كتاب بعد أن تمت طباعتها في شارع المتنبي 2003). • وثائق آل رسام ( منشورات الرهبانية الكلدانية، كنت قد أدخلتها على الكوبيوتر وأشرف على الطباعة الأب سامر صوريشوع الراهب). • ما ر يوسف الأول ج1 ( بجهود الأب سامر صوريشوع ). • رحلة سبستياني ( الراهب الكرملي) كنتُ قد نضدت الكتاب وإشرفت على أخراجه الفني وطبع في مطبعة الديوان ببغداد • رحلة من بغداد إلى حلب للفرنسي روسوّ • رسائل البطريرك مار يوسف أودو (جزءان) بجهود الأب سامر صوريشوع الراهب. - رحلة إلى العراق(فلاندان) 2005.- كتاب النحلة لسليمان البصري (2007 ترجمة وتحقيق). • رحلة الجوهري البندقي بالبي • نُبذة في تاريخ المدرسة الكهنوتية للخوري داود رمو ، بغداد 2002. (تحقيق) • الخواطر للخوري داود رمو ( تحقيق وتعليق). • الأب جبرائيل دنبو مؤسّس الرهبنة الأنطونية الكلدانية .- السنهودس البطريركي المنعقد سنة 1853 في دير الربان هرمزد لطائفة الكلدان. – بطاركة الكلدان في الجيل التاسع عشر للمطران يوسف غنيمة، (اعاد نشرها وعلّق عليها بهوامش). -رحلة فنشو إلى العراق( ترجمة وتحقيق 2009).- الندايي واليباسي (الموصل 2009).
وهو يرقد في مستشفى الراهبات صدرت له عن الفرنسية رحلة من اسطنبول إلى البصرة1781 للرحالة الايطالي سيستيني (بيروت2010). وكان له أيضًا رحلتان قيد الطبع أحداهما كانت تُطبع في طهران والأخرى في لندن. أهتم رحمه الله بأدب الرحلات إلى بلاد وادي الرافدين، إذ ترجم عن الفرنسية مقتطفاتٍ من رحلة تيفنو إلى العراق (مجلة بين النهرين 1974). وعن الايطالية ترجم رحلة الأب فنشنسو إلى العراق ونشرها بقسمين الأول نشر بمجلة مجمع اللغة السريانية (1975) والقسم الثاني نشر في مجلة المورد (1976) وقد طبعت الرحلة بكتابٍ مستقل في الموصل سنة 2009. وله عن الانكليزية رحلة تيلر إلى العراق المنشورة بمجلة المورد (1982) العدد1. وعن الفرنسية رحلة لجان إلى العراق التي نشرها في مجلة المورد (1983) العدد3، وطبعت بكتاب مستقل في بغداد سنة 2009. ترجم عن اللاتينية تقرير المطران باييه عن العراق ونشره في مجلة بين النهرين (1983) وعن اللاتينية أيضا ترجم الرحلة الشرقية للأب فيليب الكرملي ونشرها في مجلة المورد (1989)العدد4. وعن الايطالية ترجم رحلة فيدريجي إلى العراق المنشورة في مجلة المورد (1989)العدد4، وعن الايطالية ترجم أيضًا رحلة ديللافاليه إلى العراق (السائح العاشق) ببغداد 2001. رحلة سبستياني إلى العراق في القرن السابع عشر (بغداد )2004 . كما صدرت له رحلتان ايطاليتان هما رحلة بالبي إلى العراق ورحلة اوجين فلاندان(بغداد 2005). رحلة من بغداد إلى حلب للوي جاك روسو 2009.
أمنية:
ابتي حدّاد كان لي أُمنية ولم تتحقق، الا وهي: كم تمنيت أن اشاهدك مع الأبوين يوسف حَبّي وجميل نيسان اساقفة....ولكن....!نعم أنكم لم تحملوا الصليب الذهب على صدوركم، بل حملتم على اكتافكم الصلبان الخشبية، وكنتم خير مثال لكاهننا الأمثل الذي حمل صليبنا بفرح وبساطة وهو حافي القدمين يسير في الطُرقات ينثر بذور الإنجيل.
ختامًا....هناك أشخاص يموتون فنبكي لفقدانهم وقت وقصير ثم ننساهم أو نتناساهم لأنهم كانوا الحاضرين الغائبين، أو لان المنصب هو من أعطى لهم القيمة والمكانة الإجتماعية...! وهناك شخصيات تموت لكننا نستمر بتذكرهم طيلة حياتنا باكملها،فنسترجع ذكرياتهم وماثرهم ومنجزاتهم ونتألم لفراقهم، هؤلاء كانت قيمتهم بذاتهم الفريدة بما حققوه من إبداع وإنجاز وسلوك حياة، والأب حدّاد هو ذلك الغائب الحاضر، لأنه بصم بصمته المؤثرة في النفوس وفي جبين الحياة تاركًا وراءه الأثر البليغ الذي فيه يُذكر وعليه يُشكر.
لازلت اتذكرك يا أبتي كلما رجعتُ إلى الكتب والأبحاث والمقالات التي وضعت فيها عصارة فكرك وجهدك وبحثك. لازلت اتذكر مواقفك، خدماتك، توجيهاتك.... اتذكرك كلما تقدمت في السنّ بقدر ذلك ازددت حكمة ووقارًا وتقربًا إلى الله. والبون شاسع بين العجوز الوقور، الحكيم، الروحاني الذي اختبر الحياة واستوعب ما هو جوهري فيها، وبين العجوز المراهق (الشيطان) البعيد عن الله، الذي لم نحصد من سلوكه سوى الأزمات والصراعات والشكوك!.
لازلت اتذكر كيف كنت تتعكز على يدي كي تستقل السلم المودية إلى الكنيسة، وان نسيت فلا أنسى مواعظك، قداديسك، تجوالنا في شارع المتنبي ....مواقف عديدة حُفرت في الذاكرة والوجدان. ستظلّ محبتك مغروسة في الأعماق وذكراك عالقة في الأذهان، وسيبقى صوتك و صدى كلماتك الموصلية( هلو عيني، أشلونك أبويّ، اسوفي ) تُجلجل في نفسي. نم يا ابتي قرير العين بسلام المسيح. ستبقى حيًا في ذاكرتي وكتاباتي إلى أن تنطفي شمعة حياتي من هذه الحياة، فقد حفرت لأسمك البقاء المجيد، لما تركته بعدك من محبة وآثار وكتابات ونتاجات وذكر حسن، وهذه شيمة العظماء، إذ وحده العظيم المملوء من روح الرب الذي بمقدوره أن يترك وراءه الأثر الإيحابي. اما المرء الذي لا اثر له فلا يستحق الخلود، بل لا يستحق الذكر، وان ذُكر سوف تُذكر المصائب والأزمات والتفرقة والشكوك التي جاءت على يديه.
أبتي حدّاد، ها هي الذكرى الثانية على رحيلك ولا زال الفراغ الذي تركته برحيلك شاغرًا....! كتبتُ هذه السطور لعلّي افي ما لك من دين في عنقي.[/color]
نم قرير العين وعلى روحك الطيبة الف رحمة وسلام.
[/size]
في الذكرى الثانية لرحيله
الأب يوسف جزراوي
كاهن كنيسة المشرق الآشورية/سيدني
بتاريخ 26/11/2012 تمر علينا الذكرى الثانية لإنتقال الأب العلاّمة د. بُطرس حدّاد إلى دار البقاء. الأب حدّاد اشهر من نار على علم، يعرفه القاصي والداني. حضى بمنزلة رفيعة في الأوساط الكنسية والإجتماعية والثقافية. كان رحمه الله من هواة التردد إلى مكتبات شارع المتنبي. جمعته صداقات نبيلة مع كبار مثقفي العراق امثال البحاثة كوركيس عواد والأستاذ عبد الحميد العلوجي والباحث رفعت عبد الرزاق الطائي والأكاديمي سعد سلوم.... كان ملتقاه كل يوم جمعة في مكتبتي المثنى والرباط وفي مقهى الشاه بندر الثقافية، تلك المقهى التي كان يقصدها مثقفي بغداد، وغالبًا ما كنتُ ارافقه إلى تلك الأماكن.
تركزت مُعظم مؤلفاته وكتاباته حول التاريخ الكنسي والتراث العراقي وأدب الرحلات (الإستشراق)، وقد برع في هذا المجال. وأظنه كان مُتأثرًا جدًا بشخصية الخوري داود رمو الموصلي سكرتير البطريرك يوسف عمّانوئيل الثاني، الذي آرخ حقبة زمنية مهمة من تاريخ كنيسة العراق الحديث في مخطوطته "الخواطر". وبحسب تفحصي ومتابعتي لحياة وكتابات الأب حدّاد اضافة إلى قربي منه وعملي معه، اجده كان سائرًا على نفس النهج ، فأرخ حقبة زمنية من تاريخ كنيسة العراق المُعاصر، علاوة على أستفادته من عمله في أرشيف البطريركية الكلدانية في بغداد – حي المنصور، وقد عملت تحت اشرافه سنة 2004 . ولا انسى أستفادته أيضًا من المصادر التاريخية (المخطوطات)التي لقيها من الباحثين بطرس نعامة وكوركيس عواد، فمثلاً كان الأستاذ بطرس نعامة رحمه الله قد اهدى للأب حدّاد بتاريخ 9/12/1974 نسخته الشخصية من مخطوط الخواطر وحققه ونشره الأب حدّاد سنة 2007.
وفي هذه العجالة نستعرض مؤلفات الأب بطرس حدّاد، وهي:
-المُرشد إلى القدّاس الكلداني ( باكورة أعماله) • البُشرى السارة • التاريخ الصغير (ترجمة)• الفاتيكان (ترجمة). • الرهبنات النسائية في الكنيسة الكلدانية • رهبانية بنات مريم الكلدانيات • أخواتكم الراهبات الكلدانيات. • صفحات ناصعة( عن البطريرك شيخو في طبعتين 1972- 1980)• المُعجزات..بالتعاون مع الأب فرنسيس المُخلصي. • الصلاة الربية بالتعاون مع الأب فرنسيس المخلصي(ترجمة).• فهارس المخطوطات السريانية والعربية في خزانة الرهبنة الكلدانية بالتعاون مع الأب ( المطران) جاك إسحق( جزءان).• تلاميذ المسيح (طُبع بمناسبة صلاة الأربعين للأب فرنسيس المُخلصي) • المخطوطات العربية النصرانية في مكتبة المتحف العراقي ببغداد. • دير ما اورها • الشهر المريمي(طبع بعدة طبعات في العراق والخارج)• قلب يسوع الأقدس(طبع أيضًا عدة طبعات في العراق والخارج)• قديسة ريتا ( طبعتان). • مار إيليا الحيري.• كنائس بغداد ودياراتها ( وهو بحسب رأيي المتواضع واحد من أثمن وانفس مؤلفاته التاريخية) حيث يُعد مرجعًا في تاريخ كنيسة بلاد ما بين النهرين وتحديدًا تاريخ كنائس بغداد الحديث.• يوميات الحرب العالمية الأولى( الطبعة الأولى أمريكا)(نسخ محدودة أما الطبعة الثانية 200 طبعة فقط). طبع باشرافي بالتعاون مع الأب حبيب النوفلي ضمن منشورات كنيسة مار كوركيس- الغدير. بغداد 2003 ) وفي مؤخرة الكتاب نشرتُ جزءً من السيرة الذاتية للأب بُطرس كما استلمتها منه. • مختصر الأخبار البيعية( تحقيق ونشر). • رحلة ديللافالية إلى العراق ( السائح العاشق-ترجمة عن الإيطالية)، ط 1 سنة 2000 اما الطبعة الثانية سنة 2004. • إبرشية عقرة الكلدانية ( تحقيق) • المؤسسات البطريركية (ترجمة عن الفرنسية)• عِبر من كتب التراث ( مقالات في مجلة الفكر المسيحي في باب عبرة من الأمس، عملتُ على جمعها له ونشرتها في كتاب بعد أن تمت طباعتها في شارع المتنبي 2003). • وثائق آل رسام ( منشورات الرهبانية الكلدانية، كنت قد أدخلتها على الكوبيوتر وأشرف على الطباعة الأب سامر صوريشوع الراهب). • ما ر يوسف الأول ج1 ( بجهود الأب سامر صوريشوع ). • رحلة سبستياني ( الراهب الكرملي) كنتُ قد نضدت الكتاب وإشرفت على أخراجه الفني وطبع في مطبعة الديوان ببغداد • رحلة من بغداد إلى حلب للفرنسي روسوّ • رسائل البطريرك مار يوسف أودو (جزءان) بجهود الأب سامر صوريشوع الراهب. - رحلة إلى العراق(فلاندان) 2005.- كتاب النحلة لسليمان البصري (2007 ترجمة وتحقيق). • رحلة الجوهري البندقي بالبي • نُبذة في تاريخ المدرسة الكهنوتية للخوري داود رمو ، بغداد 2002. (تحقيق) • الخواطر للخوري داود رمو ( تحقيق وتعليق). • الأب جبرائيل دنبو مؤسّس الرهبنة الأنطونية الكلدانية .- السنهودس البطريركي المنعقد سنة 1853 في دير الربان هرمزد لطائفة الكلدان. – بطاركة الكلدان في الجيل التاسع عشر للمطران يوسف غنيمة، (اعاد نشرها وعلّق عليها بهوامش). -رحلة فنشو إلى العراق( ترجمة وتحقيق 2009).- الندايي واليباسي (الموصل 2009).
وهو يرقد في مستشفى الراهبات صدرت له عن الفرنسية رحلة من اسطنبول إلى البصرة1781 للرحالة الايطالي سيستيني (بيروت2010). وكان له أيضًا رحلتان قيد الطبع أحداهما كانت تُطبع في طهران والأخرى في لندن. أهتم رحمه الله بأدب الرحلات إلى بلاد وادي الرافدين، إذ ترجم عن الفرنسية مقتطفاتٍ من رحلة تيفنو إلى العراق (مجلة بين النهرين 1974). وعن الايطالية ترجم رحلة الأب فنشنسو إلى العراق ونشرها بقسمين الأول نشر بمجلة مجمع اللغة السريانية (1975) والقسم الثاني نشر في مجلة المورد (1976) وقد طبعت الرحلة بكتابٍ مستقل في الموصل سنة 2009. وله عن الانكليزية رحلة تيلر إلى العراق المنشورة بمجلة المورد (1982) العدد1. وعن الفرنسية رحلة لجان إلى العراق التي نشرها في مجلة المورد (1983) العدد3، وطبعت بكتاب مستقل في بغداد سنة 2009. ترجم عن اللاتينية تقرير المطران باييه عن العراق ونشره في مجلة بين النهرين (1983) وعن اللاتينية أيضا ترجم الرحلة الشرقية للأب فيليب الكرملي ونشرها في مجلة المورد (1989)العدد4. وعن الايطالية ترجم رحلة فيدريجي إلى العراق المنشورة في مجلة المورد (1989)العدد4، وعن الايطالية ترجم أيضًا رحلة ديللافاليه إلى العراق (السائح العاشق) ببغداد 2001. رحلة سبستياني إلى العراق في القرن السابع عشر (بغداد )2004 . كما صدرت له رحلتان ايطاليتان هما رحلة بالبي إلى العراق ورحلة اوجين فلاندان(بغداد 2005). رحلة من بغداد إلى حلب للوي جاك روسو 2009.
أمنية:
ابتي حدّاد كان لي أُمنية ولم تتحقق، الا وهي: كم تمنيت أن اشاهدك مع الأبوين يوسف حَبّي وجميل نيسان اساقفة....ولكن....!نعم أنكم لم تحملوا الصليب الذهب على صدوركم، بل حملتم على اكتافكم الصلبان الخشبية، وكنتم خير مثال لكاهننا الأمثل الذي حمل صليبنا بفرح وبساطة وهو حافي القدمين يسير في الطُرقات ينثر بذور الإنجيل.
ختامًا....هناك أشخاص يموتون فنبكي لفقدانهم وقت وقصير ثم ننساهم أو نتناساهم لأنهم كانوا الحاضرين الغائبين، أو لان المنصب هو من أعطى لهم القيمة والمكانة الإجتماعية...! وهناك شخصيات تموت لكننا نستمر بتذكرهم طيلة حياتنا باكملها،فنسترجع ذكرياتهم وماثرهم ومنجزاتهم ونتألم لفراقهم، هؤلاء كانت قيمتهم بذاتهم الفريدة بما حققوه من إبداع وإنجاز وسلوك حياة، والأب حدّاد هو ذلك الغائب الحاضر، لأنه بصم بصمته المؤثرة في النفوس وفي جبين الحياة تاركًا وراءه الأثر البليغ الذي فيه يُذكر وعليه يُشكر.
لازلت اتذكرك يا أبتي كلما رجعتُ إلى الكتب والأبحاث والمقالات التي وضعت فيها عصارة فكرك وجهدك وبحثك. لازلت اتذكر مواقفك، خدماتك، توجيهاتك.... اتذكرك كلما تقدمت في السنّ بقدر ذلك ازددت حكمة ووقارًا وتقربًا إلى الله. والبون شاسع بين العجوز الوقور، الحكيم، الروحاني الذي اختبر الحياة واستوعب ما هو جوهري فيها، وبين العجوز المراهق (الشيطان) البعيد عن الله، الذي لم نحصد من سلوكه سوى الأزمات والصراعات والشكوك!.
لازلت اتذكر كيف كنت تتعكز على يدي كي تستقل السلم المودية إلى الكنيسة، وان نسيت فلا أنسى مواعظك، قداديسك، تجوالنا في شارع المتنبي ....مواقف عديدة حُفرت في الذاكرة والوجدان. ستظلّ محبتك مغروسة في الأعماق وذكراك عالقة في الأذهان، وسيبقى صوتك و صدى كلماتك الموصلية( هلو عيني، أشلونك أبويّ، اسوفي ) تُجلجل في نفسي. نم يا ابتي قرير العين بسلام المسيح. ستبقى حيًا في ذاكرتي وكتاباتي إلى أن تنطفي شمعة حياتي من هذه الحياة، فقد حفرت لأسمك البقاء المجيد، لما تركته بعدك من محبة وآثار وكتابات ونتاجات وذكر حسن، وهذه شيمة العظماء، إذ وحده العظيم المملوء من روح الرب الذي بمقدوره أن يترك وراءه الأثر الإيحابي. اما المرء الذي لا اثر له فلا يستحق الخلود، بل لا يستحق الذكر، وان ذُكر سوف تُذكر المصائب والأزمات والتفرقة والشكوك التي جاءت على يديه.
أبتي حدّاد، ها هي الذكرى الثانية على رحيلك ولا زال الفراغ الذي تركته برحيلك شاغرًا....! كتبتُ هذه السطور لعلّي افي ما لك من دين في عنقي.[/color]
نم قرير العين وعلى روحك الطيبة الف رحمة وسلام.
[/size]