صناعة الامة اولا ام صناعة القائد.
كثرالحديث هذه الايام عن القائد الضرورة او القائد المخلص او القائد الذي تفرضه المرحلة فهناك من يطرح اسما ويضع المبررات واسباب الترشيح وهناك من يضع اسما" اخر وايضا يضع له المبررات والاسباب مع احترامنا المسبق لكل الاسماء المطروحة.واعتقد اننا دخلنا مرحلة جديدة وهي مرحلة اختيار القادة.
ولابد لنا ان نعرف من هو القائد ومن يقود ومن يرشحه للقيادة وماهي مواصفاته.
معظم القادة العظام عبر التاريخ قد صنعوا انفسهم وبنوا من صبرهم وجلدهم وعلو هاماتهم والمطالعة والدراسة والعبرة والتجارب والنجاحات والعثرات ومقارعة الاحداث ومن كل هذا يبني القائد عصاميته ومعطيات تفوقه ونبوغه ودعائم نجاحه وتوفيقه.وان قيامه بالاختيار الصحيح لفريق العمل المساعد الذي يحيط به ويعينه على ممارسة قيادته ولباقته في الحصول على مؤازرتهم ونجاحه في تقسيم الاعمال وتوزيعها فيما بينهم , كل حسب قابليته وبروزه وميوله دور كبيير في نجاح القيادة.
والقيادة المعاصرة نبوغ فطري ومواهب مكتسبة انها عبقرية تتجلى في المقدرة على الابداع والابتكار ,واللياقة للزعامة وهناك نوعان للعبقرية ,العبقرية المبدعة والعبقرية المنفذة.
ومن مواصفات القيادة ايضا الالمام بالعلوم التي تخص الانسان كعلم الاجتماع وعلم النفس حيث يؤدي ذلك الى تفهم كبير للنفسية البشرية وطبيعة الانسان بوجه عام بحيث يصل هذا التفهم الى درجة الملكة النفسية الحساسة المرهفة.
اضافة الى الاحتفاظ بتوازنه ,اذا هو بحاجة فطرية للشجاعة الهادئة في وجه العواصف وايضا تميزه بالنفس الساكنة الصابرة في حالة الطوارئ اضافة الى رباطة الجأش وسرعة التكيف وان يملك حاسة الممكن ,حاسة معرفة ماهو قابل التحقيق وماهو غير قابل لذلك .
ان يمتلك قوة الملاحظة ,دائب النشاط ,حازما ,رؤوفا قاسيا,بسيطا وداهية,كريما ومقتدرا. اضافة الى الاحساس بالامكانات المتاحة, ملكة تجميع كل معاني الادراك والحصافة.
لقد حاول الكثير من الفلاسفة ان يضعوا مبادئ وأسس الجمهوريات الفاضلة والمدن الفاضلة وبالتالي وضعوا مواصفات القائد الفاضل اللذي سوف يدير شؤون هذه الجمهورية التي يسود فيها العدل والامان والمساواة, جمهوريات لايوجد فيها شرطة او سجون ولايوجد فيها ظالم ومظلوم و-----------الخ.وقد حاولوا الاقتراب ولو قليلا من جنة الله في السماء ولازات المحاولات مستمرة والسوال الذي يطرح نفسه هل سوف ياتي اليوم ونرى هذه الجمهورية الفاضلة ؟!!.
الفيلسوف افلاطون اشترط ان يكون القائد او رئيس الجمهورية الفاضلة يحمل المواصفات التالية.
الحكمة,الادراك,الانسانية,الرحمة,العدالة,العلم,الصبر والشجاعة وهذه المواصفات لابد من ان يتحلى بها لغرض تحقيق سبل التقدم والنجاح.
اما الفارابي فقد وضع مواصفات عديدة للقائد الذي سوف يدير شؤون مدينته الفاضلة.
مواصفات القائد الجسدية:
ان يكون تام الاعضاء وينجز اعماله الخاصة بسهولة.
مواصفات القائد العقلية:
ان يكون جيد الفهم والتصور, جيد الحفظ, جيد الفطنة, حسن العبارة, محب للتعليم والاستفادة.
مواصفات القائد الخلقية:
ان يكون غير شره في اشباع الغرائز. محب للصدق, كبير النفس محبا للكرامة, ان تكون الماديات هينة عنده, محب للعدل واهله, قوي العزيمة. وهل علينا حاليا ان نفكر بصناعة الامة قبل ان نفكر بصناعة القائد؟!
ان الامة الراشدة والحكيمة ستقرر قيادتها الراشدة والامم التي يحل فيها الفساد سوف تقتل قيادتها الراشدة, وان صناعة الامة تتجاوز فكرة الحزبيات الضيقة والافهام القاصرة التي تجعل من فكرة ما او توجه خاص مدخل الامة للنجاة والفلاح.
وقبل اختيار القائد المخلص لابد من صناعة شكل النظام السياسي الذي سيعمل من خلاله القائد وفي ظل ظروف بالغة التعقيد كالتي تمر بها امتنا . فالامر ليس بيد فرد او قائد او مخلص ينهض بالامة بل هو عمل جماعي بالغ التعقيد . ويتطلب ذلك جهود جبارة من العمل المؤسسي السياسي والديني والاجتماعي والاقتصادي.
وهنا يجب ان نؤكد على ان القرارات التي تصدر من هذا القائد يجب ان تكون في خدمة مصالح الامة وتحسن احوالها الاقتصادية وتلبي طموحاتها , لا فقط ارضائها والعزف على الكلام الجميل الذي يحبون سماعه.
اذا تركنا الاحداث تصنع لنا مستقبلنا فانها ستعطي المستقبل الذي تريده وليس المستقبل الذي نريده. ويجب على القائد ان يرى في المستقبل ما لم يراه الاخرين وايضا الرؤى وحدها لا تصنع الحضارات ما لم يترجم الى حقيقة خلال وقت مناسب وهنا نرى ان الرؤى لجميع الاحزاب والتجمعات تتميز بكل ماهو جيد وحضاري ونادرا ماتجد اشياء سلبية فيه ولكن هل هذا وحده يكفي؟ . والكثير من القادة لا يحبون وجود رجل ثاني كفوء ومؤهل بجانبهم وهذا ما يؤدي الى التوجه الديكتاتوري داخل شخصية القائد ومانعرفه ان بداخل كل انسان دكتاتورصغير وان هذا الدكتاتور يكون مهيأ للنمو في اللحظة التي يجلس فيها القائد على الكرسي واذا جاءت الظروف المحيطة بصالح هذا النمو مع عدم وجود مايمنعه من النمو وهناك مؤثران لكبت جماح هذا النمو, داخلي ونقصد به مايحمله هذا القائد من القيم والمبادئ وخارجي ونقصد به الشعب وهناك امثلة كثيرة على هذا النمو المتطرد للدكتاتور. ولكي يطلع جميع ابناء امتنا الكلدانية الاشورية السريانية على كل التفاصيل المتعلقة باختيار قيادات هذا الشعب ندعوا اولا موقع عنكاوة .كوم والقوش نت والمواقع الشقيقة الى فتح صفحة يتم فيها تسجيل كافة الاحزاب والمؤوسسات والمجالس والاتحادات والهيئات والشخصيات المستقلة والمثقفين ونبذة عن هذه المكونات والسيرة الذاتية عن قادة هذه المكونات او الشخصيات المثقفة والمستقلة وذلك ليتسنى لكافة ابناء امتنا التعرف عن كتب على كافة التفاصيل المتعلقة بهذه المكونات.وبالتالي يتسنى لها دعم وترشيح من تراه مناسبا عملا بالمقولة " الرجل المناسب في المكان المناسب". وايضا نقترح فتح صفحة اخرى لتسجيل جميع شهداء ابناء امتنا الكلدانية الاشورية السريانية تخليدا لهم وان الامم التي لاتعتز بشهدائها اللذين ياتون في مقدمة الصفوف بالتضحية والعطاء سوف لن يكون لها حاضر او مستقبل مشرق ورصين وارجو من الاخوة قارئي هذا المقال ان يدلوا بدلوهم حول المقترحين المذكورين اعلاه وبالتاكيد هناك العديد من الامور والثوابت التي نجتمع حولها والتي تصب في الصالح العام .
المصادر: مجموعة كتب ومواقع
د.عامر ملوكا
استاذ جامعي
ملبورن/استراليا[/b][/font][/size]