عرض المشاركات

هنا يمكنك مشاهدة جميع المشاركات التى كتبها هذا العضو . لاحظ انه يمكنك فقط مشاهدة المشاركات التى كتبها فى الاقسام التى يسمح لك بدخولها فقط .


الرسائل - حبيب تومي

صفحات: [1] 2 3
1
الاخ العزيز يوسف شكوانا المحترم
قرات عنوان مقالك فقط حيث لست في وضع قراءة كامل المقال  وقد استعملت مصلح ( القومجية ) بدلا من ( الانقساميين ) وهذا خطوة للامام  خصوصا مصطلح القومجية اطلقه غبطة البطريرك مار لويس ساكو الكلي الطوبى على ابناء شعبه الكلداني  ممن يفتخرون بقوميتهم الكلدانية   واعتقد ان رابي يونادم مرتاح على المصطلح الجديد  حيث سبق ان صرح ان الكلدان هم اشوريون اتحدوا مع كنيسة روما فحسب فتسموا بعد ذلك بالكلدان  فاعتقد استعمالك لهذا المصطلح قياسا بالانقساميين والانفصاليين خطوة للامام  وهذا فضل ولطف منكم فانتم اقرب من دوائر صنع القرار فبيدكم تحديد من هو المخلص والوحدوي الذي  هم انتم دائما والانقساميين والغير للمخلصين للامة وهم غيركم ز
تحياتي
حبيب

2
تحيةلمنظمة الصلون الثقافي الكلدافي لقيامه بهذه النشاطات الثقافية الهافة للمحاضر الكلداني الشاب الاستاذ سرمد دمان ولمفدمه الدكتور صباح قيا ولكافة الحضور الكريم
نتمنى ان تسود هكذا مواضيع ثقافية راقية بما يناسب شعبنا الكداني ومساهمته ان كان دوره في بناء الحضارات القديمة او رفده في المسيرة الثقافية الجديدة
دمتم بخير
حبيب

3
الاخ العزيز زيد ميشو المحترم
تحية ومحبة
الف تحية من القلب لجمعية مار ميخا الخيرية باعضائها الطيبين من الهيئة العامة واعضاء الهيئة الادارية الجديدة والهيئات القديمة التي اتسمت بالمثابرة والعمل  واليوم نهنئ الصديقة العزيزة الاخت سولاف  على تسنمها رئاسة هذه الجمعية للدورة القادمة نتمنى لها ولبقية الاخوة والاخوات  في هذه الهيئة التقدم والنجاح في مهمتهم
حبيب

4
عزيزا ميوقرا سيزار
انا اكتب بصعوبة وممنوع علي الكتابة في هذه الفترة ، لكن لا استطيع مقاومة إراتي ورغبتي في الكتابة لا سيما حينما ارى امامي من يحاول ان يجعل من اللون الأسود ابيضاً او بالعكس .
عزيزي سيزار الكاتب المبدع هو من يطرق ابواب غير مطروقة ، ومن يحرك الماء الآسن ، وانت من ذلك النوع من الكتاب الشباب المبدعين متسلحاً بدفاعك المستميت عن شعبك الكلداني وقوميتك الكلدانيــــــــــــــــــــــــــة العراقية الأصيلة ولغتك الكلدانية وتاريخك الكلداني الأصيل .
دمت بخير ومحبة
حبيب

5
من رخصة الأخ ناصر عجمايا المحترم
انا لا اريد ان اشترك في اي كتابة اواي مناقشات ، لكن الأخ انطوان الصنا العزيز ما علاقته بالأمة الكلدانية وما يخصها ، انه طلق هذه الأمة ويمم شطر الأمة الأشورية ويمكن ان يكون مستشاراً لهم ، فما شأنه بالبيت الكلداني او رالرابطة الكلدانية ؟ والله عجيب امور غريب قضية .
تحياتي
حبيب

6
مرحبا دكتور رمزي  توماس المحترم
إنها التفاتة مناسبة لتسليط الأضواء على ذكرى هؤلاء الأبطال الذين ضحوا بأغلى ما يملكون . لقد كان الشهيدان طلال وخيري قد تربيا في عائلة مناضلة وفي اواسط السيتينات كنت مع الصديق الوفي صباح ، لم اكن اتصور ان هذين الشبلين سيكونان من ابطال المستقبل ، نعم سمعت ببطولاتهم هم والشباب الآخرين.
ستبقى ذكراهم والشباب الشهداء الآخرين شعلة ساطعة وكوكبة جميلة في سماء الوطن العراقي .
المجد والإكرام لذكراهم العطرة
حبيب

7
الأخ والصديق بطرس نباتي المحترم
تحية ومحبة
شكراً على مرورك المفيد لكن في الحقيقة إن تم النقاش والحوار بين ابناء شعبنا في حدود الحوار الحضاري المؤدب فإنه سيكون مجدياً لأن المياه الراكدة تؤدي الى نمو الطحالب والطفيليات الضارة، والماء الجاري يمنع نموها .
بالنسبة للجانب الثاني من النقاش دعني ان اعبر عن قناعتي فحسب تصوري ان الدول الأوروبية تخاف الجاليات الإسلامية في اوروبا ، وهؤلاء يتصرفون في هذه الدول بحرية اوسع من دولهم ، وليس بعيداً ان صرح احدهم بأن اوربا هي دورة المياه التي ننظف فيها لا اكثر ، إن الشخص الذي اشرت اليه في تعليقك فإن الدولة النرويجية تصرف عليه الملايين لعيشته ومعيشة اطفاله وتكفل سلامته وصحته ومصاريف محاميه .. ومع ذلك يريد النيل من هذه الدولة الكافرة ، انا بتصوري انها ليست مسالة تطبيق الديمقراطية بل المسالة تنحصر بالخوف من هؤلاء الناس ليس اكثر .
هناك الكثير للتكلم حول هذا الموضوع بل اصبح مملاً .
دمت بخير
حبيب

8
الأخ كنعان شماس المحترم
مثل هذه المؤتمرات كثيرة ، ويلقى على اسماع قادتنا الدينيين والزمنيين كلمات ومصطلحات الأخوة والتسامح والأنفتاح وهلم جراً وكذلك تجري المصافحات الحارة والمجاملات كل ذلك داخل اروقة المؤتمر ، وفي الخارج على ارض الواقع تتبخر تلك الكلمات وتندثر مع الخطاب التاريخي الإقصائي ، فأنا اعتقد ان خير ما يقوم به مندوبي هذه المؤتمرات أن يجمعوا تلك المبالغ المخصصة ، ويصار الى توزيعها الى النازحين والمحتاجين ، وهي خير من تخصيصها للمندوبين الذين كلماتهم وخطاباتهم لا تقدم ولا تؤخر على ارض الواقع .
تحياتي
حبيب


9
الأستاذ ابرم شبيرا والكلام المكرر وامثاله التهكمية الهزيلة لم تكن في محلها                                                                            
بقلم : د. حبيب تومي / اوسلو
habeebtomi@yahoo.no
habeebtomi71@gmail.com
في الحقيقة تفاجئت واستغربت من المقال الذي سطره الأستاذ ابرم شبيرا والذي بدا وكأنه يخاطبنا من برجه العاجي ، فهو يتعامل معنا بعقلية تفوقية ويدرج بعض الأمثال التهكمية السقيمة ويحاول ألصاقها بنا ، بجهة اعتقاده انه يملك الحقيقة ومعاني النضال وأسباب الوحدة ، والأخرون على باطل ويعملون على تمزيق الأمة ، وعليهم اعلان التوبة لكي يعودوا الى طريق الحق والخلاص الذي يمثله الكاتب شبيرا والحزب الذي يدعمه الذي يجسد آمال الأمة .
كنت اتوقع شخصياً من الأستاذ ابرم شبيرا ان يكون ارقى وأسمى من هذا الأسلوب المتعالي في مخاطبة الآخرين ، لكن ما لاحظته انه لم يخرج ايضاً من دائرة الشخصنة في مقاله عن حبيب تومي فلم يختلف عن الذين سبقوه في الكتابة بالتركيز على الأسم والأستهداف الشخصي بل ذهب ابعد منهم حينما استعمل اسلوبه التهكمي في عنوان مقاله الغريب (عندما يفلس التاجر يبحث في أوراقه القديمة ... د. حبيب تومي نموذجاً  ) والبعيد عن الكياسة الحوارية بين المثقفين المختلفين رأياً ناهيك كما يدعي شبيراً اننا ابناء شعب واحد .
بتقديري كان يجب ان يكون اسلوبه ارفع من هذا المستوى في مخاطبة الآخرين المختلفين عنه في الراي ، وأن يتلافى اسلوب ايجاد شحنات التهم والرجوع على امور قد اكل عليها الدهر وشرب ، وكنت اتوقع بأنه سوف يختلف عن الآخرين ويلوج في حديث ملؤه مقارعة الحجة بالحجة والفكرة بالفكرة  بدلاً من الأسلوب التهكمي الأستهجاني بالآخرين والذي يلجأ اليه بعض المقنعين تحت اسماء مستعارة . لكن اسقط في يدي مع الأسف حيث ان الأستاذ ابرم شبيرا قد جسد ذلك الأسلوب وزاده شحنة .
لقد تسلسل في نفس الخطاب القديم من قبيل : شيوعي قديم وتحوله الى الجانب القومي ، الكلدان توجهوا الى العمل القومي بعد 2003 فأين كنتم قبل هذا التاريخ ؟ وغير ذلك من الفقرات التي حفظتها لمدة عقد من السنين  ولم نلاحظ اي تغير في مضمونها ، والأخ الكاتب المعروف ابرم شبيرا لم يزد حرفاً على ما سمعناه وقرأناه طيلة هذه الأعوام من الأخوة مؤازري الزوعا الذين هم الوحيدين الذين لا يقبلون اي نقد مهما كان هادئاً ، وسأناقش بعض الأمور في هذا المقال :
اولاً : في مقالي عن الزوعا : (هل ساهمت زوعا بتفريق صفوف شعبنا؟)
نعم الزوعا خلقت مثل هذه التفرقة فقبل رواج خطاب الزوعا (الإقصائي = الوحدوي جداً ) لم يكن جدل التسمية موجوداً ، ولا احد يهتم بهذا الجانب  لأن كل انسان يعرف اسمه ويعي انتمائه القومي وليس بالضرورة الإعلان عن هذا الأنتماء بلافتة إعلانية . لكن بوجود الزوعا ، وتنحيتها التسميات الأخرى والعمل على ابقاء التسمية الآشورية هو الذي خلق هذا الأنقسام بين ابناء الشعب المسيحي الواحد ، وخلقت جدلية التسمية لتضيف مشكلة تضيفها الى مشاكل هذا الشعب المسكين .
لقد اوضحت ذلك في علاقة المرحومين توما توماس وهرمز ملك جكو ، وكذلك في مرحلة وجود العوائل الآثورية في القوش عام 1933 ، وأضيف على ذلك انني شخصياً كنت عضو الهيئة الإدارية في نادي بابل الكلداني قبل خروجي من العراق سنة 1999 وبنفس الوقت كنت عضو في جمعية آشور بانيبال الثقافية ، وقدمت عدة محاضرات في الجمعية كما قدمت مسرحية الخمار التي كنت انا كاتبها ومنتجها  وعرضتها في النادي لمدة يومين وفي الجمعية 3 ايام ، ولم نتطرق يوماً الى مسالة الكلداني والاشوري ، هكذا عملت بمهنية وتجرد دون اي دوافع سياسية او قومية او مذهبية  ، كان الأحترام المتبادل بين الكلدان والآثوريون هو سيد الموقف .
 لا احد يريد ان ينظّر للاخر او يكون وصياً عليه ، الكلداني هو كلداني والآشوري هو آشوري ولم يكن ثمة اي افكار إقصائية بين الطرفين ، وكان يسود الأحترام والتعاون ، وهذه حقيقة لا تريدون الأعتراف بها ، لأنكم لا تقبلون بأي نقد ، وقد جعلتم من طروحات حزب الحركة الآشورية وكأنها طروحات مقدسة لا يجوز المساس بها . وأنت نفسك اخي  شبيرا سلكت نفس السبيل في دفاعك عن الزوعا ولم تختلف قط عما يعرضه الآخرون .
ثانياً : في الفقرة التالية يكتب الأخ شبيرا :
(معظم ما يكتبه يتركز على معاداته المستميتة لوحدة شعبنا والتسمية الأشورية وحتى للتسمية الوحدوية "الكلدانية السريانية الاشورية" وإصراره العنيد على تفريق شعبنا وتمزيقه معتمداً على أسس خاطئة ومفاهيم لا وجود لها إلا في ذهنه أو إهانته لأحزابنا السياسية خاصة الحركة الديموقراطية الآشورية (زوعا) .. الخ) انتهى الأقتباس .
اقول :
ثمة شئ اسمه المقارنة ، لكي نرى الخير يجب ان نشير الى الشر ونقارنه معه ، فالشر ضروري لأثبات الخير ، ولكي يثبت الأخ شبيرا انه وحدوي فيجب ان يكون في الساحة انفصاليين وانقساميين ، فهو والحزب الذي يؤيده يمثلون الوجه الوحدوي للمعادلة، فعلى الجانب الأخر من المعادلة ثمة من لا يؤيد الحزب الضرورة وطروحاته يعتبر معارض للجانب الوحدوي ، وهكذا يطرح الأستاذ شبيرا بأنه وحدوي والزوعا هي الحصن الحصين للوحدة ومن يعارضها او ينتقدها فهو من المفرقين ، فهو يمثل الحق ومن لا يقول لهم سمعة وطاعة ، فهو على باطل، انهم يبنون ونحن نهدم . وهذا منطق نحن وهم ..
المشكلة مع الأخ شبيرا انه يعاملنا بعقلية القطيع ، فهو يصدر الأوامر والتوجيهات الرشيدة ونحن علينا طاعتها ويمنع علينا الأعتراض ، ان الحركة هي الملهم المعجزة التي جاد بها الزمن علينا ، ممنوع علينا ان نحتج او نعترض إنها قرارات عليا من فوق واعتراضنا يعني الإخلال بتوازن وحدة الأمة ، لا شك باعتراضنا نسلك سلوك الأنفصالين والأنقساميين .
يا اخي انا مع وحدة شعبنا المسيحي واحترم التسمية الآشورية ، كما احترم الذين يؤمنون بالتسمية المركبة ، لكن يا اخي انا اؤمن بأن قوميتي كلدانية ، فلماذا تجبرني ان اغير قوميتي ، الموقف السياسي يتغير وفق المناخ السياسي ، اما الدين والقومية ، فهي من المبادئ الأساسية التي يعتز بها الأنسان ،  فلماذا تطلب من غيرك ان يبدل دينه وقوميته التي ورثها عن ابائه وأجداده ، اليس ذلك اجحافاً بحق الأنسان ؟
  انا شخصياً لا اقبل بالأنسياق القطيعي وراء الأحزاب وما تقرره بشأن الأسم القومي الذي هو موروث اجتماعي ، الكوردي يؤمن بأنه كوردي ولا يستطيع الحزب الديموقراطي الكوردستاني او اي حزب كوردي ليس له صلاحية تبديل الأسم الكوردي ، وهذا ينطبق على الأسم العربي والأرمني والتركماني والآشوري والكلداني والسرياني ، فليس من حق الأحزاب السياسية ان تغير اسم شعوبها . لا اقبل منك ان تضعني في خانة العداوة مع الأخوة الآشوريين او الأحزاب الآشورية او الزوعا ، انا احترم كل هذه الجهات ، لكن لا اتفق معها مع بعض الطروحات ، وهذا لا يعني انني عدو لها ، إن تفسيرك خاطئ من اساسه .
اما الأسم الثلاثي والذي اشتهر بالتسمية القطارية ، فأنا في الحقيقة لا اؤمن بها .  في بغداد كنت احتفظ بكتاب عنوانه اثنوغرافية الشعوب ، وكان فيه اسماء لجميع الشعوب على الأرض ولم اعثر بينها شعب له ثلاثة اسماء ، وانت والأحزاب الآشورية تريد ان تجبرنا على القبول بالأسم ومن لا يقبل به تطلقون عليهم بأنهم انفصاليين ، وانت ايضاً مع الأسف تجيد لصق هذه التهمة بغيرك .
انا لا اتفق معك ان الأنسان لكي يكون سياسياً محنكاً ان يبدل مبائه واسمه القومي وفق الظروف ، هذا ليس ذكاء انها انتهازية بعينها ، إحد ابناء شعبنا كان عروبياً خالصاً ، ثم تحول الى كلداني قح ويمتدح الأمة الكلدانية والتاريخ الكلداني في كل مناسبة ، ثم تحول الأخ الى جبهة الكلداني السرياني الآشوري ، ولم يمكث طويلاً في هذه المحطة حيث انتقل بسرعة صاروخية الى  الأمة الآشورية ، فهل تحسب هذا ذكاء سياسي ام انتهازية مفضوحة ؟
ثالثاً : كتاب ابرم شبيرا
في هذه الفقرة إن كنت انت من المؤسسين او من المنظرين او من المفكرين للزوعا ، فذلك لا يعتبر تلفيق او تهمة لصقنها بك يا اخ شبيراً نحن نتكلم عن كتابك الذي يتناسق فكرياً مع المنطلقات الفكرية لزوعا ، وهذا لا يحتاج لإثارة العاصفة على هذا الزعم ، وبعد ذلك ترشدني الى موقع الزوعا ، فما دام العم كوكول موجود فليس مشكلة للوصول الى الهدف في البحث ، ولكن اعجبني قولك : (.. او يمكنك ان تطلبه ، إذا تجرأت من احد اعضائها ..) .
يا رجل انا في حياتي لم يتسلل الخوف الى نفسي ، لسبب واحد هو انني أخاف الموت ، فلم ينتابني الخوف في لحظة من حياتي ، ولكن تحذيرك هذا يجبرني ان احتاط كثيراً حينما اقابل احد هؤلاء الأعضاء ، لا ادري إن كنت تقصد انهم من الشقاوات ام ماذا ؟ فهذه الجملة اثارت استغرابي .
بالنسبة الى كتابك المعنون : الآشوريون في الفكر العراقي المعاصر ، ووصفته بالكراس لم تكن المسألة مقصودة ولم اهدف الى التقليل من الدراسة ، لكن ما يهمني الفكرة الفكرة التي يدور حولها الكتاب ، وانت الغيت الكلدان والسريان وجعلت منهم كيانات مذهبية تابعة للقومية الآشورية وفي عدة مناسبات ، وانا ركزت على هذا الزعم الذي تشبثت به ودافعت عنه ومن يشك في قولي يمكنه مراجعته ليرى كم فيه فكر اقصائي بحق الكلدان والسريان .
لقد ورد في مقالك هذا المقطع :
( صحيح هو ما ورد في هذا الكتاب من إشارة إلى التسمية الآشورية ولكن هذه التسمية لم ترد إعتباطاً ونحن نتكلم عن زمن عمره أكثر من عقد ونيف. إستاذنا الفاضل، يظهر بأنه لا تعرف حتى أبجدية السياسة التي هي  فكر وممارسة وبهذه الممارسة يتطور الفكر عبر مراحل زمنية فإذا لم يتطور يصبح دوغما وفكر جامد لا مكان له على الواقع. وكما نحن نعرف أيضا بأن السياسية هي فن الممكن .. الخ ) انتهى الأقتباس
لقد رديت في على هذه الرؤية في فقرة سابقة وهنا اضيف ان الأسم القومي لا يتغير وفق المناخات السياسية في الزمكانية ، وإذا لم يتطور يصبح دوغما وفكر جامد .. اي انك كنت تنادي بالآشورية ، قبل عقد ونيف من الزمن واليوم تنادي بالكلدانية الآشورية السريانية ، وهذا رأيك انا لا اتفق معك والكل لا يتفق معك لأن الأسم القومي لا  يتغير مع التحولات السياسية .
 لقد عمل كمال اتاتورك لخلق مجتمع متجانس بإلغاء الأسم القومي للمكونات وحصرها في الهوية التركية ، ومنهم الأكراد ، الذين اطلق عليهم اتراك الجبال ، والى اليوم تعاني تركيا من هذه المشكلة ومنذ ذلك اليوم يعمل الأكراد الى استعادة وجودهم القومي الكوردي في هذه الدولة التركية . بنفس السياق ، فإن الأتحاد السوفياتي السابق ، بعد 75 سنة من إلغاء القوميات وصهرها في بودقة الأنتماء السوفياتي ، لكن رأينا النتيجة كانت مع  تفكك هذه الدولة العظيمة  الى دول قومية مستقلة ، فلا يمكن تبديل الأسم القومي بما تفرضه السياسة ، انا لا اتفق مع زعمك هذا ، والقرائن كثيرة .
نحن الكلدان لا يمكن ان نبدل اسمنا القومي ولا يمكن ان نكون ذيل للأحزاب الآشورية ونكون رهن اشارتهم في تبديل اسمنا القومي ، كما تقتضي مصلحة الزوعا او غيرها من الأحزاب ، فالأسم القومي ثابت ، ومن يزعم غير ذلك فإنه يخدع نفسه ويخدع الآخرين ، فابرم شبيرا او يونادم كنا ، حين سؤالهم عن قوميتهم سوف لا يجيب اي منهم بأنه كلداني سرياني آشوري بل سيقول انه آشوري وليس غير ذلك ، وانا سوف اقول قوميتي كلدانية ، وخلاف ذلك سيكون من قبيل النكت التي لا تضحك احداً .
إذا كانت الأحزاب قررت ان يكون اسمنا كلداني سرياني اشوري او سورايا ، او كلدوآشوري ، او ارامي او.. او.. . نحن كلدان فقط والأشوري آشوري فقط والسرياني سرياني  فقط ، ولا داعي للتنظير والتعب ، الصورة واضحة وجميلة امامكم فلا تعملوا على تشويهها بخطوطم وإضافاتكم وتحويراتكم ، كل منا له اسمه التاريخي ونعتز ونفتخر بكل هذه الأسماء ، وانا في مكاني وأنت في مكانك يا جاري ، ونحن اخوان .
رابعاً :
يبدو ان الأخ شبيرا لا يريدنا ان نخرج عن النص الذي يريحه ، ولا يحق لنا ان نختار طريقنا بمنأى عن الأملاءات وتعليمات الأحزاب الآشورية التي  تدعي انها تمثل التيار الوحدي ولهذا تفوز في الأنتخابات وفق رؤية شبيرأ ، ناسياً ان المال هو العنصر الفعال والمؤثر الأول في ايصال هذه الأحزاب او اشخاص الى مبنى البرلمان وليس الكفاءة .
للسيد شبيرا معاييره لقبولنا ، ويطرح نفسه ككاتب معتدل لا يفرق بين ابناء الشعب الواحد وهو يستطيع ان يلعب دور حمامة السلام بين الفرقاء المتنافسة ، لكن العكس هو الصحيح فالسيد شبيرا منحاز كلياً لأنتمائه الآشوري ، وطرح التسمية الهجينة هي مرحلية لسد الطريق امام الآخرين لا سيما الكلدان لكي لا يرفع اسمهم القومي الكلداني بشكل مستقل  فهو يقول :
(.. قبل عام 2003 من كان يجرأ أن يقحم أسم الكلدان في السياسية القومية أو تضمين التسمية الكلدانية كقومية في الفكر القومي ؟؟؟ كم حزب سياسي كلداني كان موجوداً قبل تلك السنة؟؟؟ وهل يستوجب أن نشير إلى إحصاء نفوس العراق لعام 1977 عندما كتبوا معظم الكلدان "عربي أو كردي" في حقل القومية في إستمارة الإحصاء وأولهم بعض من إقربائي الذين كنت ألح عليهم أن يكتبون كلدان أو الناطقين بالسريانية وليس أثوري،  ولكن كان ردهم "خلينا مستورين على خبزنا". واقع الحال في تلك الفترة كان يفرض على كل إنسان وكاتب موضوعي أن يتناول التسمية الكلدانية كما كانت معروفة كتسمية طائفية بل كان عليه إحترامها كما هي وكما كان يرغب أتباعها أن توصف ومن دون "توريطها" في السياسة ..) انتهى الأقتباس .
الأخ ابرم شبيرا : انا كنت في احصاء سنة 77 في البصرة وكنت مكلفاً في عملية الأحصاء ، وكنت في منطقة يسكنها الأجانب ، لكن بيتنا كان تابع لأحد اصدقائي اسمه حسين وهو مكلف في عملية الأحصاء ايضاً ، ويوم ملئت استمارتي وسلمتها له ، نظر الى حقل القومية فيها ( الكلدانية ) قال لي : اخ حبيب انت تعرف التعليمات افضل مني ففي حقل القومية تكتب كردي او عربي ، وانت كتبت كلداني ، فقلت له انا كتبت ما اريده وأنت حر بما تفعل وسلمت له الأستمارة  . ولكن اسأل الأخ شبيرا كم آشوري كتب في حقل القومية آشورية ؟
الأخ شبيرا اختصر الشعب الكلداني العريق ببعض كلمات كلمات لاقربائه حينما قالوا له :
(خلينا مستورين على خبزنا". ).
يا اخي حينما هاجر الكلدانيون التلاكفة ، وهم رواد المهاجرين الكلدانيين ، منذ العشرينات والثلاثينات من القرن الماضي الى اميركا ،افصحوا عن اسمهم القومي ( CHALDEAN) بمعنى كانوا واعين لأسمهم القومي .
 في اوائل القرن التاسع عشر ، ذهب رجل من عائلتنا ( تومي) وزوجته وهي من بيت (كولاّ) الى القدس ، وبعد ذلك استقرا في الأردن ، واتخذ لقباً له ( كلداني ) وفي الأردن ( في مدينة مأدبا ) حالياً عائلة من بيت تومي تطلق على نفسها لقب كلداني ، واحدهم هو الاب حنا سعيد كلداني مؤلف كتاب : المسيحية المعاصرة في الاردن وفلسطين . ويقول لقد اتخذ الأب الأول لقب كلداني لكي لا يضيع مع الأسماء ألأعتيادية مثل هرمز وتومي وكوركيس .. الخ  فاسم الكلداني كان تعبيراً عن هويتهم .
وزيادة للاخ ابرم شبيرا لكي لا يستشير احد اقاربه حينما قال له ( .. خلينا مستورين على خبزنا ) الذي اعتبره الكاتب شبيراً كمصدر رئيسي للتاريخ الكلداني ، فأقول له :
بعد ان اسدلت الحرب العالمية الأولى اوزارها ، كان احد نتائجها عقد معاهدة سيفر في 10 / 8 /1920 حول تصفية تركة الدولة العثمانية . وكان ما يتعلق بضمان حقوق  الأقليات المواد 62 و63 و64 ، وورد في المادة 62 ضمان حقوق الأكراد إضافة الى الأقليات الأخرى كالاشوريين والكلدانيين ، وكان ذلك استجابة لوفد كلداني قدم الى سيفر ،قرب باريس ، يطالب بالحقوق القومية للشعب الكلداني ،وكان ايضاً ثلاثة وفود آشورية . فأرى ان ترجع الى المصادر افضل مما تعتمد على قريبك الذي يقول : (خلينا مستورين على خبزنا ).
اما بشأن قبول شعبنا المسيحي بالتسمية القطارية ، وكما تقول :
(.. أفرزت فوز الأحزاب السياسية المتبنية للتسمية الوحدوية "الكلدانية السريانية الآشورية أكثر من مرة وهزيمة الأحزاب المتبنية للتسمية المفردة الكلدانية أو الآشورية أكثر من مرة لهو دليل قاطع على قبول شعبنا لهذه التسمية الوحدوية ونحن نعرف بأن هذه الإنتخابات هي المعيار الوحيد المتوفر حالياً في العراق في معرفة شعبية أحزابنا سواء قبلنا ذلك أم رفضنا فهذا لا يغير من الواقع شيئاً...) انتهى الأقتباس
فأنا اقول ان الناخب لا ينظر في كل الأحوال الى الكفاءة ، وبشكل خاص الأنتخابات فإن المال يلعب دوره ، وكم من المال السياسي يصرف في وقت الأنتخابات ، إن كان صرفه  على الدعاية الأنتخابية او الى توظيف الأعلام من ملصقات ومختلف اشكال الأعلام ، المكتوب والمرئي والسمعي ، إضافة الى شراء البطانيات والصوبات والولائم الباذخة وهذه كلها تحتاج الى المال ، فالمال السياسي الذي يوظف في الأنتخابات هو الذي يقرر النتيجة وليس علم المرشح وكفاءته  وعلومه ، يقول الكاتب المصري الراحل انيس منصور :
رأيت الناس قد ذهبوا الى من عنده ذهب
                                         ومن ليس عنده ذهب فعنه الناس قد ذهبوا
يا اخ اعطني ربع الأموال الذي خصصها المجلس الشعبي مثلاً للأنتخابات وأنا اعطيك ثلاثة نواب كلدان .
لكن لتوخي المصداقية مع القارئ ومع نفسي ومعك ، فأقول ان معظم  الأصوات التي تحصل عليها الزوعا من الآشوريين فهي اصوات مؤمنة بقضيتها وليس نتيجة المال السياسي .
يقول الأخ شبيرا في سنة 2000 كنت اشد المعارضين للتسمية المركبة وبعد ذلك اقتنعت بالتسمية المركبة ، وهذا شأن يخص الأخ شبيرا فلماذا نكون ملزمين بقناعاته ؟ وإن اقتنعنا نحن بهذه التسمية هل يقبل بها قداسة البطريرك مار دنخا الرابع الذي يجعل من الكلدان والسريان مذاهب كنسية تابعة للقومية الآشورية ، فكيف نمزج بين القومية والمذهب الكنسي اخي شبيرا ؟ فلماذا تستخدم قناعتك لحبيب تومي وللكلدان ، لماذا لا تستخدمها مع الطرف الآخر وانا متأكد انك لا تستطيع إقناع واحداً منهم .
لقد كتبت الكثير عن التسمية وذلك تماشياً مع ما توسعت وأسهبت به ولكني اريد ان اعلق على فقرة وردت في نفس السياق تقول :
(..الأنتقال من التسمية المفردة إلى التسمية الوحدوية "الكلدانية السريانية الآشورية" هو إنتقال داخل الحدود التي تحدد وجود أمتنا ضمن مقوماتها القومية المعروفة وهو ونوع من التطور وإستيعاب الواقع، أما الإنتقال والتحول من أيديولوجية ماركسية شيوعية إلى التطرف القومي الضيق مقرونً بالطائفية المقية فهو أمر قد يوصف بالإنتهازية.) انتهى الأقتباس
تقول ان انتقال من اديولوجية ماركسية شيوعية الى التطرف القومي الضيق .. فهو امر يوصف بالأنتهازية . حسناً اخ شبيرا ، المرحوم ابرم عما كان من ضمن مجموعة الهيئة المؤسسة للحزب الشيوعي العراقي حين تقديم الطلب لأجازة الحزب في عهد عبد الكريم قاسم ، وبعد مدة ترك المرحوم ابرم  الحزب الشيوعي وانتقل العمل القومي الاشوري ، ولا تقول ليس من مؤسسي الزوعا ، فهل تقبل ان نطلق على المرحوم صفة الأنتهازية ، وكذلك اعرف في القوش من النشيطين وفي قيادة الحزب الشيوعي في القوش والمنطقة وكنت على علاقة حزبية معهم  ، وبعد ذلك تحولوا الى العمل القومي في الزوعا ، فهل تقبل ان نطلق على هؤلاء انتهازيين ، الأمر متروك لك اخ ابرم شبيرا .
خامساً :
فيما يتوسع به الأخ شبيرا بشأن تسمية الحركة الديمقراطية الآشورية ، لا اريد ان اصرف وقت عما هي الحركة السياسية والحزب السياسي والنقابة والنادي الرياضي وما الى آخره ، انا انتقد فكرة الغاء الأخر والتنظير له والوصاية عليه ، هذا هو جوهر كلامي ، وهذه الحالة بدأت بين ابناء شعبنا حينما طرحته الحركة الديمقراطية الآشورية وكتاب يروجون لها الفكر وأنت واحد منهم ، وكتابك الآشوريون في الفكر العراقي المعاصر يجسد هذه الحالة الإقصائية ، فتستهله بالفقرة الواضحة :
يعد من نافلة القول والإطناب تكرار التأكيد في كون الآشوريين هم ، من الناحية القومية، تقيباً ، معظم ابناء الطوائف الكلدانية والسرياني والمشرقية النسطورية في العراق ، فبغنى عن التسمية الاشورية العامة والشاملة لجميع هذه الطوائف ..
يا اخ شبيرا نحن لا نحكم على النيات نحن امامنا نص مطبوع ونعلق عليه .
تقول في مقالك :
ويظهر من سطحية تفكير د. حبيب تومي في التاريخ وإصراره على كون هذه التسمية عنصرية غير أن الكثير من علماء الأثار والتاريخ وعلم الآشوريات أثبتوا بالدليل القاطع بأن الآشوريين لم يكونوا يشكلون عنصراً أو عرقاً مستقلاً بحد ذاته بل أن تسميتهم الآشورية هي تسمية حضارية مرتبطة بتاريخ حضارة بلاد مابين النهرين، وهي الحضارة التي كانت تشمل عدد من الشعوب والأعراق... انتهى
اولاً انا تفكيري سطحي في التاريخ ، وانت فيلسوف زمانك ، بارك الله فيك ونتعلم منك .
 ثانياً انت لم تدرج مصدر تاريخي تعتمد عليه يبين بأن الآشورية تسمية حضارية .. وهي الحضارة التي كانت تشمل عدد من الشعوب والأعراق .. ولكني بدوري سوف اثبت لك بأن الكلدان هم اكثر حضارة وعلماً ، وليس من باب السباق ، فالشعوب الرافدينية القديمة كلها ساهمت ببناء الحضارات العراقية ، لكن كل امة لها ذكرها في التاريخ بما تركته ، والآشوريون عرف عنهم انهم كانوا يجيدون صناعة الحرب ، ولا اريد ان انقل لك ما كتبه المؤرخون امثال وول ديورانت في قصة الحضارة والعالم المؤرخ ارنولد تونبي في دراسته للتاريخ عن الآشوريين لأنه سوف يزعجك كثيراً . وأكتفي بما كتبه المؤرخون عن الكلدان  سوف احيلك الى قاضي صاعد بن احمد الأندلسي ، في كتابه : التعريف بطبقات الأمم . إذ يقسم الأمم في زمانه الى سبع طبقات ويقول ص 143 والأمة الثانية هم الكلدانيون : وهم السريانيون والبابليون وكانوا شعوباً منهم الكربانيون والآثوريون والأرمنيون والجرامقة ، وهم اهل الموصل والنبط وهم اهل سواد العراق .. الخ
اما تقسيم الأمم حسب اهتمامها بالعلوم فيقول ص 164ان الأمة الثالثة المهتمة بالعلوم هم الكلدانيون .. وكان من الكلدانيين علماء جلّة ، وحكماء وفضلاء يتوسعون في في فنون المعمار ومن المهن التعليمة والعلوم والرياضيات .. الخ
لكن الأخ شبيرا سوف لا نبقى اسرى الماضي وعلينا بالحاضر وما يحمله الراهن من افكار وحريات وحقوق التعبير والعقيدة ، فاليوم من حق الإنسان ان يفكر كما يريد ويجاهر بهويته بكل حرية وأن يكون له حرية المعتقد واستعمال شعائره .
لقد مضى في التاريخ محطات كثيرة قرأنا عن مظالم كثيرة باسم الوحدة والأنسجام والتجانس المجتمعي وهذا ما اراده حزب البعث بصهر الجميع في بودقة العروبة من اجل الوحدة من المحيط الأطلسي الى الخليج العربي ، وهذا الفكر كان سبب تفكيك يوغسلافيا وكذلك جيكوسلوفاكيا  والأتحاد السوفياتي طبعاً ، والزوعا تجرب حظها اليوم فباسم الوحدة القومية ( على الأقل في الأسم ) تعمل على إلغاء القومية الكلدانية تحت مبرر خلق تجانس قومي .
اخ ابرم شبيراً نحن بحاجة الى تفاهم لوضع اسس لتفعيل التعاون في كل معارج الحياة ، انا شخصياً لست ضد الآثوريين ، زوجة ابني اثورية ، ونحن نحبها وهي تحبنا ، والزيجة تمت بموافقتي ومباركتي لهم ،فلماذا تستخدمون مصطلح العداوة وكأننا نتقاتل في جبهة عسكرية او نتخاصم على حلبة مصارعة ، حل المسألة جذرياً يكمن في الأحترام المتبادل للمشاعر القومية للطرفين لا اكثر .                   
سادساً : بشأن المرحوم المناضل  توما توماس
يقول السيد ابرم شبيرا بشأن المرحوم توما توماس ان حبيب تومي لا ينصفه مظهراً وكأنه كان كلدانياً طائفياً  ويعادي الآشورية وأحزابها السياسية خاصة زوعا ... انتهى
اولاً ان قومية المناضل توما توماس هي القومية الكلدانية العراقية الأصيلة ، والقومية الكلدانية هي قومية عراقية مذكورة في الدستور العراقي وسوف تذكر في الدستور الكوردستاني والكلدانية ليست انتماء طائفي كما تزعم  ،
وإن كنت تحضر في كل زيارة الى دمشق في مقر زوعا مع المرحومين توما توماس ابو جوزيف وسليمان بوكا ابو عامل  لعدة ساعات ، فأنا كنت من 1963 الى 1968 مرافقاً لتوما توماس كظله اي منذ ان كان عمري 20 سنة الى 25 سنة اي خمس سنوات تخرجت فيها من كلية الحياة ،فانا والصديق صباح ابو ليلى ، باستثناء عدة اشهر كنت مع المرحوم الشهيد هرمز ملكو جكو الى وقت استشهاده في في 30/ 11 / 1963 م  وأرجو ان تنظر الى الصور التي تعكس الواقع . وانا وصباح لم نفترق بعد استشهاد هرمز حيث كنا مرافقين لتوماس باستمرار .
 
الواقف الأول من اليسار كاتب هذه السطور صديقكم حبيب تومي ، والثاني البطل الشهيد هرمز ملك جكو وهو يعتمر في رأسه ما يعرف بـ ( كوسيثا)، والباقين اعرفهم نسيت اسمائهم باسثناء الثاني من الجالسين على اليسار هو صبحي يوسف من عنكاوا والصور في خريف عام 1963  وهذه الصورة منشورة في كتاب الرئيس مسعود البارزاني الموسوم : البارزاني والحركة التحررية الكردية الجزء الثالث
 
الى اليمين صباح توماس ابو ليلى والى اليسار كاتب هذه السطور حبيب تومي الملقب ( حبّا)

انك يا اخ شبيرا حتى الرفيق الكلداني ( فهد) يوسف سلمان يوسف مؤسس الحزب الشيوعي جعلت منه أشورياً وسالت في المقال السابق من اي عشيرة آشورية هو ولم اجد عندك الجواب .
وعن 1933 يقول الأخ شبيرا بأن حبيب تومي يذكرنا بهذا الحدث دائماً ، نعم ان اذكر هذا الحدث حينما تأتي مناسبة لذكره ، وان هذا جزء من تاريخنا الحديث ، وقد سمعنا من أبائنا الكثير حول الموضوع وأنا ذكرت بعض تفاصيله في كتابي عن القوش .
اما ما يقول حسب ما قلت جدته الله يرحمها بأنه رد الدين حيث كان اعضاء من الجيش الليفي الآشوري سمعت هذه الملحمة من جدتي الألقوشية التي ولدت قبل الحرب الكونية الأولى وعاشت أكثر من مائة عام ومات في السبعينيات القرن الماضي فكانت تروي لنا هذه الملحمة التي عايشت أحداثها بموضوعية أكثر من روايتك ..
ويستطرد :
ففي بداية العشرينيات من القرن الماضي كان الحاكم العثماني صقيلي يفتك بأبناء{ وبنات }ألقوش
يا اخي شبيرا احترامي الكبير لمثوى جدتك ، ولكن ان الدولة العراقية تأسست في اوائل 1921 وكان التداول بشأن مشكلة الموصل ، وأن مشاكل صقلي او سقلي كما يقال في القوش كان في مطاوي اعوام الحرب وليس بعده وإن أشارتك ( يفتك بأبناء {وبنات} القوش غير صحيحة ، لأنهم لم يكن يفتك بيده بل دوره كان في ايام الحرب حيث يلقي القبض على الشباب ( وليس البنات فلا تذهب بعيداً) لأرسالهم الى جبهات القتال حيث اثبتت التجارب المريرةان ذهابهم كان دون رجعة .
فاحترامي الكبير لمعلوماتك ان احداث 1933 لم يكن موقف القوش كردة الفعل لأنهم خلصوا القوش من الحاكم الظالم ( سقلي التركماني ) وإن الذين اجهزوا على سقلي هم اربعة شباب اثنان من الأثوريين من قرية بدرية القريبة من القوش واثنان من شباب القوش ، واسماء اثنان منهم : كليانا زورا وكليانا رابا ، اما الآخران فقد غابا من ذاكرتي .

في فقرة يريد الكاتب ابرم شبيرا يهمس في اذني حول الشهادة التي سعيت اليها وأقول له ولكل من يحاول تسقيط الآخرين لأمور شخصية لا داعي للهمز بل تكلم بصوت عالي فأنا لم اسرق او اقوم بعمل ناقص لكي استحي منه .
انا يا استاذ ابرم شبيرا بدأت من جامعة بغداد لأدرس العلوم السياسية ، لكن تعثرت بسبب احوال المعيشة والأوضاع السائدة ،  وفي الخارج بعد ان تخطيت عتبة الـ70 سنة من عمري وأنا في  طريقي الى مرحلة الثمانين  وفي هذه المرحلة لم يكن بمقدوري الجلوس على مقاعد الدراسة فراسلت عدة جامعات التي لها برامج تدرس عن بعد  وفعلاً سجلت في جامعية عربية في هولندا ، وبعد مرحلة قصيرة كانت هنالك إشكالات ادارية فانتقلت الى الجامعة المفتوحة لشمال امريكا ، وسعيت وتعبت وأنا في هذه المرحلة من العمر ولم اكن انوي الأعلان عن ذلك في وسائل الأعلام ، لأن الموضوع كان شخصي بحت في التحدي مع نفسي لا اكثر ، ولكن بعضهم بهدف شخصي واسلوب التسقيط الهابط  قال احدهم انه سوف تنزل الكوارث على شعبنا المسيحي بسبب حبيب تومي لحصوله على الشهادة بهذه الطريقة ، والغريب ان وراء حصولي كان ايضاً من ابناء شعبنا ممن حصل شهادات مماثلة بطريقة الدراسة عن بعد ، ولكن صاحبنا الحريص جداً على مصلحة  شعبنا لم يتفوه بحرف واحد بل كان من المهنئين ، وهكذا كانت المسألة شخصنة مقيتة وعملية تسقيط شخصي لا اكثر .
 انا لا اتبجح بتحصيلي العلمي او بعملي السياسي ، انا تركت العمل السياسي في الحزب الشيوعي قبل حوالي خمسين سنة وانا رجل مستقل كل هذه المدة ال اليوم ومع ذلك لم انكر تلك السنين القليلة في الحزب الشيوعي ،فأنا لم اكن في قوات الأمن او المخابرات لكي اخجل ذلك الماضي . كما اني لم ابحث عن اي منصب في اقليم كوردستان او غيرها  ، إن ما اكتبه باعتقادي هو لخير الناس ، فانا ما اكتبه يتحمل الخطأ ويتحمل الصواب ، ولكن ما اكتبه هو ان ضميري مرتاح وهذا هو المهم .
 لدي ثلاثة كتب مطبوعة  وهي :
1ـ كتاب القوش دراسة انثروبولجية اجتاعية ثقافية يقع في ( 400) صفحة وقد راجعة كل من الأستاذ بنيامين حداد والأستاذ نوئيل شكوانا ، ووافقت على طبعه وزارة الثقافة والأعلام قبل سقوط النظام ،وطبع بمطبعة الديوان في بغداد عام 2003 .
2 ـ كتاب (معجم الألفاظ المحكية المشتركة ) بين العربية والكردية والفارسية والتركية والآرامية بلهجاتها السريانية والكلدانية والآشورية ، ولغة القوش المحكية نموذجاً .
 الكتاب يقع في (476 ) صفحة ، طبع من قبل دار آراز للطباعة والنشر سنة 2011 اربيل .
3 ـ كتاب ( البارزاني مصطفى قائد من هذا العصر ) ويقع في ( 768) صفحة قدم له الأستاذ المرحوم فلك الدين كاكائي ، وفي اللغة الأنكليزية قدمه الأستاذ طاهر شوشي، وفيه فصل عن مساهمتي ورفاقي في ثورة ايلول التحررية ، وطبع من قبل دار آراز للطباعة والنشر في اربيل سنة 2012 .
ولدي مئات المقالات منشورة في الموقع الألكنرونية ومنها منشور ببعض الصحف . ارجو ان اكمل مشواري مع اشتغالاتي في بعض الكتب التي وضعتها ببرنامجي لإكمالها في ما تبقى من العمر .
انا لا أتباهى بعملي انا إنسان بسيط وأحب كل الناس وليس لدي اعداء في حياتي ، انا معجب بقول ارسطو حينما يقول : انا اعترف بأنني لا اعرف شيئا .
اجل الإنسان يبقى يتعلم الى آخر يوم في حياته .
الأخ شبيرا اقول صراحة بأن مقالك كان بعيداً عن الكياسة الأدبية وفيه الكثير من محطات التشفي وبعد ذلك كثير من مظاهر التفكير الأديولوجي المتسم باحتكار الحقيقة ، وأنا اقول إن تمسكي بالحوار الحضاري الراقي بين المثقفين من المتعلمين والدارسين او من الذين يتمسكون بأبسط ا قواعد الأحترام المتبادل  ، فسوف لا ابدأ مقالي بالتاجر المفلس كما بدأت مقالك ولا بمثلك في ان الطيور على اشكالها تقع كما ختمت مقالك ، بل سوف اقول لك يا ابرم شبيرا دمت بخير صديقاً واخاً عزيزاً .
د. حبيب تومي / اوسلو في 06 / 02 / 2015

10
الأخ جنان خواجا المحترم
المسالة ليست متعلقة بطرف واحد وأنت تقول : المشكلة فينا لاننا تمزقنا امامهم بكل وضوح وساعدناهم على اختراقنا، حجمنا الضئيل وتاثيرنا البارد، لم يوفر المناخ الضاغط كي يحسب لنا حساب
المسألة نحن نعيش في غابة ، ودائماً الذئب يفترس الحمل لأنه يعكر عليه الماء .
إن جلد الذات دون سبب لا معنى له ، وتقول لأننا تمزقنا امامهم بكل وضوح وساعدناهم على اختراقنا ، وحتى لو كان كلامك هذا صحيح ، فإن ما اصابنا كان سيحدث إن كنا متحدين او غير متحدين ، وماذا عن المسيحيين المصريين ( الأقباط )والمسيحيين الأرمن هل كانوا ممزقين حسب المفهومية لحالة التمزق التي تطرحها . المسالة ليست كما تعتقد . فعلينا قبول الواقع ، وإلا علينا الهجرة الى الأرض التي تحترم كرامة الأنسان وتحترم حريته . ولهذا ارى جلد الذات غير مجدي في حالتنا .

حبيب

11
الأخ زيد ميشو المحترم
الأخ yohans المحترم
الأخ عبدالأحد قلو المحترم
الأخ صومو البوتاني المحترم
تحية ومحبة للجميع
انا باعتقادي كان يجدر بأحد المكاتب الإعلامية لأحد الأطراف : رئاسة الوزارة او رئاسة الجمهورية ، او رئاسة البرلمان ، ان يصدر توضيحاً بأن الأمر لم يكن مقصوداً ولم يستهدف اي جهة ، بل ان التصرف كان روتينياً ، او ان يكون للتصرف اي مبرر ، وبهذا تختفي علامات التساؤل ، وبعكسه فالتأويلات تظل قائمة . فهل تبقى المكاتب الإعلامية لأعلى سلطات البلد صامتة .
نتمنى ان يتعاملوا بشفافية ومصداقية مع ابناء شعبهم ، لا سيما تلك الشريحة التي اطلق عليها المكونات الدينية غير الإسلامية التي تلاقي الأمرين في بلدها .
شكراً على مروركم جميعاً ودمتم بخير ومحبة
حبيب

12
ما هي الرسالة التي اراد الرؤساء الثلاثة تمريرها للبطريرك الكلداني بمغادرتهم قاعة مؤتمر الأديان قبل كلمته؟
بقلم : د. حبيب تومي / اوسلو
habeebtomi@yahoo.no
habeebtomi71@gmail.com
ملاحظة ذكية اشار اليها الزميلين سيزار ميخا هرمز في مقاله المعنون : خروج العراق من كأس أسيا بالمركز الرابع .. وخروج الرئاسات الثلاثة قبل كلمة البطريرك ساكو حسب الرابط :
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,771607.0.html
ومقال الزميل زيد ميشو المعنون :غبطة أبينا البطريرك... الكثير لا يفقهون وحسب الرابط :
 http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,771649.0.html
وكلاهما يشيران الى حالة واحدة وهي خروج الرؤساء الثلاثة قبل بدء البطريرك الكاثوليكي الكلداني بإلقاء كلمته .
إن اي مراقب او محلل سياسي سوف يستنتج بأن المسألة مقصودة ومدبرة ، فليس من المعقول ان تكون الشخصيات الثلاث مرتبطة بوقت واحد بمواعيد مسبقة وهم السادة رئيس الجهورية الأستاذ فؤاد معصوم ، ورئيس الوزراء الأستاذ حيدر العبادي  ورئيس مجلس النواب الأستاذ سليم الجبوري ، فاحتمال خروجهم كاحتجاج على موقف معين ، وارد وغير مستبعد .
لقد كان مؤتمر الوئام بين الأديان  الذي نظمته مؤسسة الحكيم الدولية  من المؤتمرات المهمة إذ شهد المؤتمر  حضور الرؤساء الثلاثة في القيادة العليا العراقية بالأضافة الى عدد من الوزراء وعلماء الدين من مختلف الملل والنحل العراقية .
الرؤساء الثلاثة هم المعنيين اكثر من غيرهم عن مصير ابناء العراق بكل اطيافهم في المقدمة هم مسؤولين عن المسلمين من سنة وشيعة على السواء ، وبعد ذلك هم مسؤولون قانونياً وأدبياً وأخلاقياً عن مصير المكونات الصغيرة وبشكل خاص المكونات الدينية اللاإسلامية التي يطالها مختلف انواع العنف ، بحيث وصل الغلو ال حد اسر وسبي نساء هذه المكونات وبيعها في سوق النخاسة في مدينة الموصل العراقية ، وبعد ذلك يجري الأستيلاء  على بيوتها وممتلكاتها ، وتباع الأثاث والأمتعة المنهوبة من بيوت المسيحيين التي جرى الأستيلاء عليها في سوق الموصل فقد افتتحت عناصر من تنظيم الدولة الإسلامية  سوق خاص باغراض منازل المسيحيين اضافة لمحتويات الكنائس المصادرة وقد اطلق على السوق المفتتح مؤخرا سوق (غنائم النصارى) . راجع الرابط ادناه :
http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=771535.0
من المؤكد ان البطريرك الكلداني كان يتطرق الى هذه الحالة التي وصلت اليها احوال المسيحيين والمكونات الدينية الأخرى فالرؤساء الثلاثة لا يريدون سماع مثل هذه الأخبار فآثروا مغادرة القاعة بدلاً من سماع تلك الأخبار .
لقد استهل البطريرك الكلداني كلمته بتأسفه على خروج الرؤساء الثلاثة :
في البداية أود ان أعرب عن عتبي على الرؤساء الثلاثة الذين انتظرناهم ساعة، فجاءوا واسمعونا ما يريدون وخرجوا من دون ان يسمعوا ما نريد. هذا مؤسف حقا.

 
اماكن المنسحبين خالية
هنا يطفو على السطح تساؤلات : هل كان ضيق الوقت ؟ وبهذه الحالة لا يمكن لثلاثتهم ان يكون نفس المواعيد كان لا بد ان يمكث احدهم على الأقل لسماع ما يقال ، لماذا هم قالوا كلمتهم ولم يسمعوا الى كلمة ألاخرين ؟ ان جوهر دولة القانون ان تسري القوانين والأنظمة على المواطن العادي وعلى رئيس الجمهورية وبقية المسؤولين .
ورأي آخر يقول ان خروجهم بحسب قناعتهم ان مقررات وتوصيات المؤتمر عبارة عن حبر على ورق  وليس لها تأثير على الواقع ، ولماذا يصرفون من وقتهم الثمين على سماع كلمات لا تحمل اهمية في سير الأحداث فالمغادرة افضل .
ولكن برأيي المتواضع ان المغادرة الجماعية للرؤساء الثلاثة في وقت واحد وقبيل مباشرة البطريرك الكلداني لكلمته ، كانت بمثابة وقفة احتجاج على تصريحات غبطة البطريرك في بعض المناسبات السابقة ، حيث ان غبطة البطريرك لا يجامل احداً إذ يشير الى مواضع الخلل مباشرة ودون مجاملة من خلال كلمته التي القاها في المؤتمر الذي نظمه المركز العراقي لادارة التنوع
 في احدى المناسبات يقول البطريرك الكلداني :(ICDM(
 (ان  التهديد الاكبر ليس ارهاب داعش وغيرها فحسب، بل هو منظرو هذا الفكر التكفيري ودعاتُه ومروّجوه. وكذلك بعض القوى المتنافسة على السلطة  التي توظفّ الدين.  .
 ربما مثل هذا الكلام المباشر الصائب لا يوافق عليه بعض الساسة او رجال الدين .
كما ان للبطريرك ساكو كان قد زار في 9 / 1 السفارة الفرنسية ببغداد لتقديم تعازي الكنيسة الكلدانية  على الاحداث الارهابية التي راح ضحيتها 12 شخصا وعددا من الجرحى، واعرب عن تضامن الكنيسة مع الشعب الفرنسي وعائلات الضحايا.
في مساء الثلاثاء 13/1 قام بزيارة البطريركية الكلدانية امين عام منظمة التعاون الإسلامي السيد أياد أمين مدني ، وفي الوقت  الذي أكد البطريرك ساكو على ضرورة الركون إلى السلام وتخليص الخطاب الديني من كل تطرف، وخصوصا تنقية المناهج الدينية فهي التي تربي الاجيال وترسم المستقبل . في مقابل ذلك أشار السيد أياد أمين مدني إلى ضرورة أن يفهم الغربيون خطورة الاساءة إلى الرموز الدينية، فكما أن لديهم خطوطاً حمراء، لدى المقابل أيضا الشيء عينه .
قد يكون ما يطرحه غبطة البطريرك من حلول جذرية لمكافحة الأرهاب ، فالعنف والأرهاب لم تكون بدايته بقدوم داعش ، فالعمليات الإرهابية ضد المسيحيين كانت قبل داعش وبعدها ، فالدولة العراقية لم يكن لها اي دور في ايقاف هذا الأرهاب بسبب الأختلاف الديني ، وإن خطاب البطريرك ، لا يجامل اي مسؤول ، وهكذا كانت مغادرة المسؤولين قبل بداية غبطته في إلقاء كلمته ، وبتصوري كانت مغادرتهم للقاعة خارج نطاق المألوف في هذه المواقف . إن غبطة البطريرك يمثل الشعب الكلداني الأصيل والمسيحيين في العراق بشكل عام وكان يتعين على المسؤولين في الدولة ان يسمعوا على ما يقوله بصدد هموم شعبه  ، فحضورهم كان كان لإسماع الآخرين رأيهم ، وكان يجدر بهم البقاء لسماع رأي ألآخرين .
إن احتمال ان يكون خروجهم لتمرير رسالة احتجاج على موقف البطريرك وارد واتمنى ان اكون مخطئاً في تقديري .
د. حبيب تومي / اوسلو في 02 / 02 / 2015

13
الأخ سامي ديشو المحترم
تحية ومحبة
اخي سامي انا وانت والمطران والبطريرك مصيرنا هوالزوال في نهاية المطاف ، لكن الكنيسة باقية مستمرة مع الأجيال ، ولهذا فإن مصلحة الكنيسة هي الأهم ، وهذه المصلحة تقتضي ان يصار الى نبذ الخلافات والتعامل بروح المحبة المسيحية ، واول من يطبق هذه النظرية هم الآباء الروحانيين ، وهم اكثر  منا دراية وعلماً ، فغبطة البطريرك خطا خطوات جريئة للتقرب مع البطريرك الاشوري ، وهذا يصب في مصلحة الوحدة ، ولهذا اعتبر ان وحدة الكنيسة الكلدانية وترسيخ بناء البيت الكلداني يحمل اهمية كبيرة والتضحية من كل الأطراف هو السبيل الأصوب لبلوغ الهدف .
اما عدم حضور السينودس لطرف من الأطراف فهذه مسألة داخلية في مؤسسة الكنيسة ، حيث سابقاً ايضاً لم يحضر عدد من المطارنة السينودسات التي دعا اليها البطريرك المرحوم عمانوئيل دلي  ولم تكن هناك اي عقوبات .
دمت بخير اخي سامي ديشو
حبيب

14
المغفرة والرحمة على روح الشهيد يوسف هاويل كوركيس ، اسكنه الله فسيح ملكوته السماوي ولذويه الصبر والسلوان .
حبيب

15
الأخ زيد غازي ميشو المحترم
تحية ومحبة
لقد علقت على مقال الأخ سيزار هرمز ، والنقطة المهمة في خروج الرؤساء الثلاثة من المؤتمر قبل ان يلقي البطريرك الكلداني كلمته ، وقد أشار البطريرك الى ذلك بصراحة ووضوح : فيقول :

( في البداية أود ان أعرب عن عتبي على الرؤساء الثلاثة الذين انتظرناهم ساعة، فجاءوا واسمعونا ما يريدون وخرجوا من دون ان يسمعوا ما نريد. هذا مؤسف حقا).
باعتقادي اخي زيد ليست مسألة خروج من الأجتماع فحسب ، فلو كان ضيق الوقت ، فلم تكن المسالة شاملة للرئاسات الثلاثة ، كان يمكن انة يخرج احدهم او على الأقل يبقى احدهم ، فأنا اعتقد ان المسالة اكبر من ذلك .
إن الذين يبكون على البطريركية اليوم ، ويخافون عليها من القوميين والكتاب الكلدان هؤلاء لا يمكن ان يكونوا مدافعين امناء عن البطريركية ، فأمام البطريرك مار لويس ساكو ان يتصالح ويتصارح مع ابناء شعبه الكلداني الأوفياء لأجتياز هذه المرحلة الدقيقة .
دمت بخير ومحبة .
حبيب 

16
الأخ العزيز سيزار ميخا هرمز المحترم
تحية ومحبة
تحية لغبطة البطريرك مار لويس ساكو حينما عاتب الرؤساء الثلاثة على مغادرتهم القاعة قبل ان يلقي غبطته لكلمته ، وفي الحقيقة يجب ان يكون البطريرك شجاعاً ،لأنه لم يعد له ما يخسره ، شعبه الكلداني والشعب المسيحي بصورة عامة وقد هجّر من بيوته ومدنه وبلداته ، وإن كل ما يقال في هذه المؤتمرات ، عبارة عن كلمات فارغة تحمل في محتواها الكثير من النفاق ، ومظاهر ديكورية ، وأكبر كذبة هي حوار الأديان ، ان خروج الرؤساء الثلاثة يعني بصريح العبارة ان توصيات وقرارات هذا المؤتمر عبارة عن حبر على ورق ، ولا فائدة من صرف الوقت للجلوس فيه . فأي حوار هذا يا اخي ، لكن مع الأسف لا زال بعض ابناء شعبنا لا يكفون عن تغنيهم بالتسامح الديني وقبول الآخر .
(((( لكن ثمة احتمال آخر فإن خروجهم قبل كلمة غبطة البطريرك يضع علامات استفهام عديدة ... )))) .
شكراً لكتابة هذا المقال الجميل والمفيد .
دمت بخير
حبيب

17
الأخ كوركيس اوراها منصور المحترم
تحية ومحبة
شكراً على مرورك الجميل واهتمامك بشأن صحتي ، وفي الحقيقة انا اريد الأبتعاد عن كتابة المقالة ليس بسبب الصحة فحسب ، بل لدي مشاريعي الكتابة لأنهيها فيما تبقى من العمر ، وسوف احاول الأبتعاد ، إذا استطعت ، خاصة المقالات التي في الجدل والردود ، لقد تعبنا من هذا الخطاب الذي لم يقربنا لبعضنا قيد انملة ، وكل بقي على رأيه ، فهذا ليس مؤذياًَ ، إن كان الأحترام المتبادل هو سيد الموقف .
اخي كوركيس ، انا ايضاً اتقاطع معك في بعض ما تطرحه ، بالنسبة لمسالة سيادة المطران وغبطة البطريرك انا لست منحازاًَ لأي طرف ، بل انا منحاز لمصلحة الكنيسة الكاثوليكية الكلدانية بسبب انتمائي لها ، ولا اريد ان تحل المسالة بعقلية الخسارة والربح ، او بمفهوم المنتصر والخسران ، إنما ان تحل بعقلية المحبة المسيحية بمنأى عن روح الأنتقام .
بالنسبة لموقفك الأنتقادي من المطران جمو بسبب مواقفه المؤيدة للقومية الكلدانية ، على فرض انه رجل دين يجب ان يقف بعيداً عن هذه المسألة ، فبرأيي موقفك هذا هو انتقائي ، انت وآخرين ينتقدون هذا الموقف للمطران سرهد جمو ، لكن لا انت ولا الأخرين كتبتم حرفاً واحداً بشأن انتقاد موقف قداسة البطريرك مار دنخا الرابع بشأن موقفه المؤيد والداعم للقومية الآشورية بل موقفه بإلغاء القومية الكلدانية وجعلها مذهب كنسي تابع للقومية الآشورية ، فلم اقرأ كلمة واحدة تنتقد هذا الموقف المتطرف ، فأي كاتب من ابناء شعبنا يجب ان يبتعد عن طريقة الكيل بمكيالين .
اشكرك على اسلوبك الهادئ وإن اختلف معك رأياً ، وأرجو ان يسود مثل هذا النقاش مع الآخرين .
تقبل تحياتي
حبيب


18
مرحبا ميوقرا زيد غازي ميشو
تحية ومحبة
نعم انا معك بأن هناك حملة على كل شئ اسمه كلداني ، وفي الحقيقة هذه ليست المرة الأولى التي تشن مثل هذه الحملة وهناك عدة عوامل مساعدة للحملة الحالية ، ولا نريد الإشارة اليها ، لكن بنظري ان هذه الحملة ستفشل كسابقاتها ، لأن المسألة مترسخة في وجدان الشعب ، لقد كانت هناك بذور قومية ، حينما هاجر التلاكفة في القرن الماضي الى اميركا ، افصح هؤلاء عن اسمهم القومي (CHALDEAN) ولم تكن في وقتها احزاب كلدانية ، هناك شئ اسمه العمل القومي والمشاعر الكلدانية ، إن  التمسك باللغة الكلدانية ، والطقس الكلداني وعادات الزواج ، والمأكولات والملابس والأغاني وغير ذلك من العادات والتقاليد كل هذه تعبر عن ظواهر قومية وتشير الى  خصوصية هويتك القومية ، وبقي العمل من اجل تحقيق الحقوق القومية والذي تتزعمه المنظمات والأحزاب ، ولقد بذرنا البذرة الأولى بكتاباتنا ، وهذه حتماً ستؤدي ثمارها إن آجلاً او عاجلاً ، والأخوة يعملون بهذه الحملات على امل تأجيلها  او تأخيرها ما امكن . ولكن في نهاية المطاف لا يصح إلا الصحيح .
شكراً لمرورك اخي زيد
تحياتي
حبيب

19
الأخ مايكل سيبي المحترم
تحية ومحبة
الترحيب بكل من يناقش إن كان ضد او مع ما نسطره ، وأن يكون حوار حضاري ويكون مبني على مقارعة الحجة بالحجة والفكرة بالفكرة دون تعصب ودون الخروج الى حدود الشخصنة ، إذ يصار الى ترك الموضوع والأنتقال الى الأمور الشخصية فيخرج ما بداخله من حقد او بغضاء يضمرها الشخص للكاتب بسبب مخالفته للاديولوجية التي يؤمن بها القارئ بسبب انتمائه الحزبي او المذهبي او الديني ..
بالمناسبة انا افتقد  منذ مدة الى الصديق العزيز احيقار يوحنا ، حيث له حضور في كل المجالس ، لكن اراه في الآونة الأخيرة بعيداً عن الساحة عسى ان يكون السبب خيراً .
تحياتي
حبيب

 

20
الأخ عبدالأحد قلو المحترم
تحية ومحبة
النيل من الكنيسة الكاثوليكية هو مرض قديم ، فالأخوة الآثوريون يتهمونا بأن تعاوننا معهم هو من اجل استمالتهم لكي يتحولوا الى ( بابايي) . ثم كان مفهوم نهضة كلدانية والنشاط القومي الكلداني ، مما زاد في الطين بلّة ، فكل ما تعمله وتكتبه مقبول باستثناء ان تتعاطف مع الكنيسة الكاثوليكية والفكر القومي الكلداني . هذه هي المشكلة ، وكما أشار الأخ زيد ميشو .
شكراً على مرورك الدائم .
تحياتي
حبيب

21
الأخ ادمون يوسف المحترم
تحية ومحبة
قرأت الموضوع الذي سطرته وهو بعنوان : كيف يتخلص الكاتب من مرض النقد الذي يعكس على شخصيته سلبيا؟ فأنت اعتبرت النقد انه مرض وترشد الكاتب الى كيفية الخلاص منه ، ولماذا التخلص منه لأنه يعكس على شخصيته سلباً .
 في الحقيقة انا اتفق معك بأن النقد يعكس على شخصية الكاتب سلباً ، فأنا شخصياً عانيت من ذلك ، فقد فقدت بعض الأصدقاء وحتى من الأقارب الذين توالم اهوائهم السياسية مع الحزب الفلاني ، لأنني في كتابتي انتقد الحزب هذا ، قد اتفق معك في هذه النقطة ، لكن النقد كمنظومة فكرية ضرورية جداً لتشخيص مواطن الخلل ، وبدون هذا التشخيص لا يمكن الوصول الى موضع الخلل لإصلاحه ، وحتى لو كان التشخيص غير صحيح فإن المناقشة المستفيضة ستفضي في نهاية المطاف الى تشخيص العلة .
لقد كان الأدباء والشعراء العرب يكيلون المديح للملوك والوزراء ، وحينما يبخل هؤلاء بالدفع لهم ء يتحول الشاعر الى اسلوب الهجاء .
 في الحقيقة ان النقد ليس هذا ولا ذاك ، بل هو تسليط الضوء على مواطن الخلل كما اسلفت ، لكن ينبغي ان يتم ذلك بموضوعية وبمنأى عن الشخصنة وبروح حيادية ، لكن هنا تبرز مشكلة اخرى وهي كيف نضمن ( الحياد او الموقف الحيادي الضروري )  فإن خيط الحياد هو من الصعوبة بمكان ، فالأنسان لا يمكن ان يتجرد من ميوله ومن مشاعره ومن عقائده واحاسيسه ، فالأستقلالية والتجرد من تلك المشاعر هي في غاية الصعوبة . لكن مع كل ذلك حتى لو كان النقد لاذع ومن الأعداء فالإنسان او الكيان السياسي او الدولة او الحكومة لا بد ان تأخذه بنظر الأعتبار وتستفيد منه .
إن الخطأ الذي يقع به الحاكم هو عدم التفاته على الأنتقادات ، وفي النهاية حتماً يتحول الى دكتاتور ، فيبعد كل هؤلاء من حوله ويجمع المستشارين الذين لا يجيدون غير الخنوع والسمع والطاعة ، ونتيجة هكذا موقف يكون الزوال الحتمي  لذلك النظام القمعي ، وتاريخ نهاية الدكتاتوريات المتجبرة ماثل في ذاكرة ابناء هذا الجيل.
شكراً لك على هذا المقال المفيد
تحياتي
حبيب

22
الحملة الإعلامية ضد المطران سرهد جمو وتعقيب على عنوان مقال ليون برخو
        ج3 وهو الأخير                                                                     
بقلم: د. حبيب تومي / اوسلو
habeebtomi@yahoo.no
habeebtomi71@gmail.com
الجزء الثالث من المقال ينطوي على ما يسطره الأخ ليون برخو ، وكان آخر مقاله تحت عنوان مثير للجدل وهو : المطران سرهد جمو يهدم بيته على رأسه ورأس اصحابه ، باعتقادي ان الصحيح لغوياً ( على رأسه ورؤوس اصحابه ) ، ومسالة الرأس والرؤوس سنعود اليه في فقرة لاحقة من هذا المقال .
المقال الذي اجتذب الاف القراء لغرابة عنوانه لم يكن إلا مقالاً غايته الإثارة وجلب القراء لا اكثر ، وهو على هذا الرابط :
http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=762635.0
يقول في فقرة :
.. وأين صارت النهضة الكلدانية التي نادى بها؟ الم يحولها الى عداء وفرقة بين الكلدان انفسهم؟
أقول :
ان مؤتمر النهضة الكلدانية يعتبر اول مؤتمر كلداني كان يهدف مناصرة الفكر القومي الكلداني وتحريك العمل القومي والسياسي والأجتماعي والثقافي  الكلداني بهدف تعزيز المشاعر القومية لدى شعبنا وكان برعاية المطران الجليل سرهد جمو . وباعتباره المؤتمر الأول يرى بعضهم انه شابه بعض الأخطاء ، وهذا شئ طبيعي ، فإن من لا يعمل لا يخطأ ، وهكذا في المؤتمر اللاحق في ديترويت والذي كان برعاية المنبر الديمقراطي الموحد ، كان اكثر شمولاً ويمكن اعتباره خطوة مكملة او ثانية نحو الأمام وبالأستفادة من اخطاء الماضي ، فالقضية الكلدانية لم تمت وهي باقية ، فنحن في بداية الطريق ، ونتأمل في الأجيال اللاحقة ان تكمل المسيرة .
يقول الأخ ليون برخو :
منذ اليوم الذي سمعته وهو يتحدث ومعه القس الذي في معيته في مدينتنا في مؤتمر لنهضتهم  قلت إن القائمين على النهضة لا علاقة لهم بالكلدان ولا بقضيتهم وهمهم تبجيل انفسهم على حساب اقرب المقربين إليهم ومنهم القوميون الكلدان الذين ظهر كم كانوا مخطئين في تشبثهم به كرمز لنهضتهم ووضع كل بيضهم في سلته.
لقد كان السيد برخو حاضراً الأجتماع في مقر نادي بابل الكلداني في يونشوبنك ، وقبيل بداية الفترة المخصصة لطرح الأسئلة والنقاش ، خرج السيد برخو ، وأنا في الحقيقة لم اعرف الرجل الذي خرج ، وبعد هنيهة اخبرني احدهم انه الرجل الذي خرج هو ليون برخو ولو عرفته لأوقفته وسلمت وتعرفت عليه مباشرة ، ولا ادري سبب خروجه ، لكن في اليوم التالي كتب مقالاً عن الجلسة ، وكان يجب ان يطرح ما طرحه في مقاله عبر النقاش المباشر وقبل ان يكتب ما كتبه لاحقاً .
إذا كان المطران سرهد جمو يقوم بواجباته الدينية على اكمل وجه وله انجازاته الكنيسية والثقافية ، فهل يمكن اعتبار اعتزازه وافتخاره بهويته القومية على انها خطيئة مميتة ؟
فيما اورده السيد ليون برخو في بقية المقال حول الطقس الكنسي واللغة لست مهتماً بمناقشته لأن ذلك لا يدخل في اختصاصي ، وفي الحقيقة اردت مناقشة العنوان المثير للمقال فقط .
رأس ورأس
يكتب الأخ برخو مقالاً تحت عنوان : المطران سرهد جمو يهدم بيته على رأسه ورأس اصحابه
ويكتب مقال آخر يقول في عنوانه : الشيخ عوض القرني : اقبل رأسك
يقول في مقاله هذا : قد يتساءل قرائي الكرام ما الأمر الذي يدفع الكاتب إلى توجيه شكر وتقدير إلى داعية إسلامي بهذا الشكل؟.. تقبيل الرأس إشارة العرفان بالجميل. والمرء في البلاد العربية يقبل رأس والديه.
وقد يتساءل القراء هل يعني الكاتب ما يقول؟ أي لو التقى الكاتب الشيخ القرني في مؤتمر علمي يحضره كبار أساتذة السويد، فهل سيقبّل رأسه، ولماذا؟
نعم. لو صادف وأن التقيت الشيخ الفاضل هذا لقبلته على رأسه في أي مكان في الدنيا. ..
للمزيد افتح الرابط ادناه :
http://www.aleqt.com/2011/11/04/article_595822.html
وأتساءل لماذا تقبل بهدم بيت المطران على رأسه ورؤوس اصحابه ، بينما تقبّل رأس الشيخ عوض القرني ، وهذا الموقف دفع برجل الدين السعودي عوض القرني ان يشكره ففي صحيفة الأقتصادية السعودية نقرأ :
ليون برخو يشيد بالإسلام والقرني يشكره .
الدكتور ليون برخو الذي تقول عنه الصحف النصرانية أنه "متطرف له اجندة لقلب الحقائق التاريخية، القومية والطائفية وتزويرها. وله اسلوب ماكر فهو يضرب من اسفل الجدار"، بسبب مواقفه المتشددة تجاه بعض مذاهب المسيحية، يشيد بدور الإسلام في التجارة والصيرفة الحديثة، ويقر بفضائل الإسلام التي جعلت الإقتصاد الإسلامي يدرس في جميع كليات الإقتصاد في العالم كثاني أهم مادة اقتصادية.
يقول برخو في أحد مقالاته علي موقع الإقتصادية السعودية "قد لا يصدقنا البعض عندما نقول إن الإسلام في حقيقته لا يقبل الكثير مما نلاحظه من سلبيات في الدول والمجتمعات التي تدين به، وأكثر ما يعارض الإسلام كفكر ونعمة للبشرية هو العنف غير المبرر ضد الآخرين المختلفين عنه فكريا ومذهبيا وطائفيا ودينيا.
حسب الرابط : http://www.masress.com/moheet/253202
الجدير بالذكر ان الشيخ عوض القرني رجل الدين السعودي  يعد أحد أبرز الدعاة الإسلاميين السعوديين وقد أسلم على يديه رئيس الاتحاد العالمي للبرمجة اللغوية العصبية، الدكتور وايت ود سمول، وأعلن اعتناقه الإسلام.
الشماس ليون برخو يوظف قلمه لخطابين : الأول كيل المديح للدين الإسلامي وإبرازه كدين متسامح ومنفتح على قبول الآخر . والثاني هو النيل من الكنيسة الكاثوليكية وهي ام المصائب في التاريخ ولها وجه استعماري . في نفس السياق  يكيل التهم للكنيسة الكلدانية باعتبارها تابعة لكنيسة روما وفي هذا السياق ايضاً لا ينسى السيد برخو ان يصب جام غضبه على القوميين الكلدان ( الأنفصاليين) ، إنه شديد في احكامه لا يتساهل مع ابناء شعبه من المسيحيين الكاثوليك الكلدان لا سيما من يحملون بذرة القومية الكلدانية في خطابهم .
ومقابل ذلك يبدو الشماس برخو  في غاية المرونة واللطافة والمسامحة والمجاملة مع الأخ المسلم ، بل لا يرد حتى على الإساءات  التي تلحق به ، فمثلاً احدهم يصفه بالكويتب إذ يكتب :
.. وبشكل عام، فإن من يتابع مقالات كويتب صحيفة الاقتصادية السعودية، المدعو “ليون برخو .. حسب الرابط ادناه :
 https://deedat.wordpress.com/2010/01/02/leon02/
إن السيد برخو لا يرد على الكاتب بحرف واحد بينما يصول ويجول في مواقعنا وكأنه وحده يمثل الحقيقة ورأيه هو الراجح ، وقد ذهب احد الأخوة وهو اخيقار يوخنا بأن يرشحه كشخصية 2014 ، وباعتقادي ان الأخ احيقار يوخنا يرشح الأخ برخو بسبب اتفاقه معه في معاداته الدائمة للكنيسة الكاثوليكية في روما والكنيسة الكلدانية والقوميين الكلدان وهذا ما يوافق طموحات وأهداف السيد اخيقار يوخنا في حياته ولهذه الأسباب كان ترشيحه .
سوف اضع نفسي محاوراً ، مع رجل ، لا اقول انه مسلم بل رجلاً يدافع بشكل مستمر عن الدين الإسلامي ، وهنا احيط الأخ برخو علماً بأني لست ضد الدين الإسلامي او ضد المسلمين فلنا علاقات اجتماعية عائلية ، ولدينا اصدقاء اوفياء من المسلمين إن كان في الدراسة او العمل ، وهناك مليار مسلم لا يمكن ان اكون ضدهم . فأرجو ان لا تضعني بكفة معاداة الإسلام . خاصة وانك تدعي في صحيفة الأقتصادية على الأقل بأنك محارب من قبل المسيحيين لأفكارك النيرة وفي مواقفك ، فلا يوجد من يحاربك فأنت حر فيما يسطره قلمك .
الشماس المسيحي الكاثوليكي الكلداني الاخ ليون برخو يعتبر الغرب مجرد حالة امبريالية استعمارية لمساعدة الصهيونية العالمية ولظلم الاسلام المتسامح ، كل كتابات ليون برخو تسير بهذا الأتجاه ، إن كل ما يصدر عن الإسلام اليوم هو خروج عن روح الأسلام الصافية ، وبعض الأقتباسات مما يكتبه توضح زعمي هذا .
ليون برخو المسيحي المتمسك باللغة وهو مهموم على المسلمين إذ يتساءل في مقال له تحت عنوان : كيف نواجه الخطاب المعادي للإسلام؟
حسب الرباط : http://www.aleqt.com/2009/10/30/article_294602.html
ولم نقرأ للشماس برخو مقالاً يقول : كيف نواجه الخطاب المعادي للمسيحيين وهم في وطنهم وفي عقر دارهم ، إنه يخاف على الأخوة المسلمين في الغرب الذين لهم حقوق افضل من حقوقهم في بلدانهم الإسلامية .
في مقال آخر يقول الشماس برخو :
الإسلام والإعلام.. العرب والمسلمون استنبطوا خطابا اعتذاريا يضعهم في قفص الاتهام رغم براءتهم . وادناه رابط المقال :
http://www.aleqt.com/2010/01/29/article_341237.html
وفي فقرة يقول : والمسلمون الذين يعيشون في المجتمعات الغربية في وضع لا يحسد عليه.. الخ 
وهل كلامك صحيح يا سيد برخو لو كان الأمر كذلك لماذا يتزاحم المسلمون امام سفارت الدول الغربية المسيحية ، وهل تقبل الدول المسلمة اللاجئين إن كان لجوء سياسي او انساني ؟ وماذا عن مصير المسيحيين في الدول الإسلامية ، هذه دول عربية اسلامية معتدلة الخطاب ولا اتكلم عن الخطاب المتشدد لمنظمات القاعدة او داعش او بوكو حرام او جبهة النصرة او .. او .. لماذا يهاجر المسيحيين من بلدانهم وهم السكان الأصليين ، لماذا يهاجرون او يهجرون وهم تحت اي شريعة وتحت احكام ومواد اي دستور ؟ ( ايتو بليما ومحكي عدولا)
يقول ليون برخو : في مقاله المعنون : من يقود بوصلة النص الديني؟
حسب الرباط ادناه :
http://www.aleqt.com/2010/06/25/article_411253.html
ويقول في متن المقال :
 القرآن هو حصتنا في هذه الأرض، منحه الله لنا من خلال رسوله، فبأي حق يأخذه الآخرون منا. كل واحد منا يملك القرآن برمته، لأنه يمثل الرحمة الإلهية. كل مؤمن بهذا الكتاب يملكه.
ويستطرد برخو :
 أنا أستغرب كيف يتنازل الناس عن أغلى وأعظم وأقدس شيء يملكونه في هذه الدنيا للآخرين ولا يتنازلون عن مقتنيات شخصية قد يأكلها العث وتعبث بها عوادي الزمن. عندما نقبل أن يقرأ الآخرون لنا القرآن أرى ذلك - من وجهة نظري المتواضعة - أننا نمنحهم حصتنا في هذه المعجزة وندير ظهورنا لما كنا سنكتشفه لأنفسنا من أمور أعظم شأنا وأكثر استجابة لمتطلباتنا في الدنيا والآخرة لو اعتمدنا على ما منحنا إياه الله سبحانه وتعالى من مقدرة عقلية على التمييز والقراءة والتفسير ولا سيما في عصرنا هذا. كلنا نقول إننا سنأخذ بما يوافق القرآن ونتنحى عما يعارض كتاب الله. هذا قول صحيح لا غبار عليه. القرآن نص مقدس ويجرم من يحاول العبث بالنص. النص أتى ليبقى بقاء الكون. لكننا قلما نشعر أننا بالتشبث بقراءة مستقاة من آليات سلطوية ومعرفية نغير بوصلة النص لأغراض محددة وأننا بذلك نجرم بحق النص مثل الذي يحاول تحريفه. النص الديني المنزل هو بمثابة الكعبة التي نصوب بصرنا نحوها، والله منحنا العقل، البوصلة التي بإمكانها قيادتنا إليها. المشكلة هي أننا لا نثق ببوصلتنا ونمنح القيادة للآخرين. ماذا يحدث عندما نرمي بوصلتنا جانبا ونتبع بوصلة الآخرين في دأبنا للوصول إلى الجهة التي يحددها لنا النص؟
اقول عزيزي الشماس ليون برخو وماذا عن كتابنا الأنجيل المقدس ؟ وحتى المسلمين يحترمون انجيلنا لكن يبدو ان تفاعلك وانسجامك مع قراءاتك قد انساك ان ثمة كتاب اسمه الأنجيل المقدس .
لا اعتقد ان اي شماس او رجل دين مسيحي يقبل بالكلام الذي تقوله فلدينا كتابنا المقدس والأنجيل ونؤمن به والقرآن هو كتاب المسلمين الذين يؤمنون به ونحترمهم ، ولكن نحن المسيحيون لنا كتابنا المقدس  ، فأنت تتكلم كأي مسلم او انك ملكي اكثر من الملك نفسه  .
وفي مقال للسيد برخو وهو يقدم نفسه كأكاديمي وعالم ، وفي مقال تحت عنوان : القراءة قد تختلف.. أما النص المقدس فلا يتبدل تبديلا
حسب الرابط ادناه :
http://www.aleqt.com/2010/07/02/article_414330.html
ويقول في متن المقال :
وشخصيا استفدت كثيرا من هذا العلم، ولا سيما عند قراءتي القرآن، الكتاب الذي إن فاتني يوم ولم أقرأ آيات منه أعد ذلك اليوم غير محسوب من عمري على هذه الأرض. والقرآن نص مكتوب نزل شفويا على رسول اصطفاه الله على سائر البشر كي يبلغ بني قومه به ومن خلالهم سائر الدنيا .
وسؤالي للسيد برخو وماذا عن الأنجيل ؟ هل اهملت امره ولم يعد لك وقت لقراءته ؟
في مقال آخر عناونه : كيف أصبحنا لا نميز بين الجهاد و«الجهادية»
حسب الرابط ادناه :
http://www.aleqt.com/2010/11/12/article_468430.html
يقول الشماس المسيحي الكاثوليكي الكلداني  الاخ ليون برخو:
نظرتي إلى الإسلام تنبع من واقع عشته لعقود طويلة، ومن قراءتي كتابه، ومن اطلاعي على تاريخه. الإسلام دين عظيم، دين يأوي الآخر ويحتضنه، دين الإحسان والتسامح والجهاد في سبيل الخير ومقارعة الظلم والظالمين. هذا الدين العظيم يحتل أوسع مساحة جغرافية على وجه الأرض بالنسبة إلى عدد أتباعه من أي دين آخر، حتى المسيحية التي يبلغ عدد أتباعها نحو ثلاثة مليارات نسمة، أي نحو ضعف عدد المسلمين. هذا الدين صار اليوم هدفا لهجمة شرسة، والدليل وجود جيوش أجنبية جرارة مدججة بأفتك وأحدث أسلحة تقاتل المسلمين في أراضيهم، في فلسطين، وفي العراق، وفي أفغانستان. المسلمون ليس لديهم جندي واحد يقاتل في أراضي غيرهم. هذه حقيقة لا يختلف عليها اثنان.
يا اخي العزيز ليون برخو اسألك : لماذا هربت من وطنك وتركت بيتك وأهلك ، ولماذا هجر المسيحيون مدنهم وبيوتهم في البصرة وبغداد والموصل وبعد ذلك هربوا من تلسقف وباطنايا وتلكيف وبغديدة ، لماذا لم تتحدث لنا عن الأحسان والتسامح وجهاد في سبيل الخير ومقارعة الظلم والظالمين ؟
في مقال له تحت عنوان : هل نسي العرب تسامح دينهم ؟
يقول :
عندما غزا الصليبيون فلسطين بناء على فتوى من واحد من كبار رجالات دينهم واحتلوا القدس، منحوا جنودهم الحرية لثلاثة أيام متتالية قتلوا فيها من الأطفال والنساء والشيوخ من قتلوا وعاثوا فيها فسادا وفتكا.
بعد نحو 200 سنة مكن الله العرب والمسلمين من تحرير مدينتهم المقدسة. وبناء على فتوى من قائدهم حرموا استخدام السلاح بعد دخولهم المدينة، لا بل إنهم سمحوا للصليبيين وقادتهم ورجال دينهم مغادرتها بسلام مع كل مقتنياتهم من الذهب والفضة والمال وغيرها رغم أفعالهم الشنيعة التي اقترفوها بحق العرب من مسلمين ومسيحيين.
حسب الرابط : http://www.aleqt.com/2011/10/28/article_593660.html
سوف اترك هذا المقال بدون تعليق .
المسلمون يرفعون الأذان للصلاة في السويد
حسب الرابط : http://www.aleqt.com/2013/06/14/article_763098.html
يقول برخو :
كنت سعيدا جدا عند سماعي نداء الله أكبر وحي على الفلاح وحي على الصلاة من جامع حي الفتية - حي شعبي غالبيته من المسلمين - أثناء وجودي في استوكهولم الشهر الماضي...
حسناً ايها الشماس يمكنك ان تعود الى بلدك حيث سيرفع الأذان وسوف تكون سعيداً جداً جداً خاصة هذه المرة سوف يرفع من الكنائس والأديرة التي اصبحت من ممتلكات الدولة الإسلامية الذي تقبل التسامح والتعايش وأيواء الآخر ..
ويستمر السيد برخو في نهجه فهو خائف على الأسلام حيث يكتب في الأقتصادية
لا تسمحوا لهم أن يخطفوا الإسلام ونصوصه
حسب الرابط : http://www.assakina.com/news/news1/51004.html
يقول :
الإسلام الذي نعرفه براء من هكذا مجاميع شريرة وهكذا أعمال وممارسات غير إنسانية. العرب والمسلمون عليهم قبل غيرهم محاربة كل من يفسر النصوص على هواه لتحقيق غايات سياسية وغيرها. هذه مهمة أخلاقية وإنسانية وإسلامية أيضا لأن من يشوه سمعة الإسلام بالقول والفعل والساكت عنه وأقواله وأعماله يشارك هذه المجاميع تشويهها للإسلام كفكر نير ونعمة للبشر ..
شكراً لك ايها الشماس لكن هل تتفضل وتشرح لنا هذه الآية ؟
قَاتِلُواْ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بالله وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ الله وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُواْ الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ 29 (التوبة9: 29)
وانت خبير اللغات اكيد تدرك ماذا تعني لفظة (صاغرون) ، ( وأما قوله : ( وهم صاغرون ) ، فإن معناه : وهم أذلاء مقهورون .) ام انت ترى خلاف ذلك .
وباعتقادي فأغرب ما قرأته للشماس برخو هذا المقال فحتى المتزمتون من الكتاب المسلمين لن يبرروا احداث سبتيمبر عام 2001 حيث راح ضحيتها اكثر من 3000 إنسان برئ ، والسيد برخو يجعل من هذه الجريمة بأنها وصمة على على جبين الأمريكان وحلفائهم .
يقول : هل أصبح ما بعد 11 سبتمبر وصمة عار على جبين الأمريكان وحلفائهم؟
ويوم 11 سبتمر 2001 أخرجت أحداث 11 أيلول (سبتمبر) كل الحقد الدفين والضغائن والكره الذي يحمله الغرب للعرب والمسلمين واتخذوا من أحداث أيلول (سبتمبر) ذريعة لإذلال العرب والمسلمين لدرجة أن سعادتهم وغبطتهم تزداد بزيادة التدمير والأذى الذي يلحقونه بهم. والقرآن يحذر من أمثال هؤلاء البشر بأية تجمع وتختصر ما أتى به الفلاسفة من مفاهيم ونظريات لدراسة مكنونات الشر لدى الإنسان: "أم حسب الذين في قلوبهم مرض أن لن يخرج الله أضغانهم" (محمد).
للمزيد راجع الرابط ادناه :
http://www.aleqt.com/2011/09/16/article_580953.html
في مقال آخر يتساءل برخو : هل هناك قراءة مقدسة لنص مقدس؟
هذا سؤال مهم، وأهميته ذات دلالات كبيرة ومؤثرة. لماذا؟ لأن البشر يضفون القدسية على أمور كثيرة، وإن كان النص المقدس يرفض ذلك رفضا قاطعا. والقرآن النص المقدس الوحيد الذي لا يقبل لا من قريب ولا من بعيد إضفاء خاصية القدسية الربانية على أي نص خارج الوحي أو على بشر مهما كان شأنه أو مقامه ومن بينهم الرسول الكريم: "وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل" (آل عمران). وعيسى بن مريم، الذي يؤلهه المسيحيون، "قال إني عبد الله أتاني الكتاب وجعلني نبيا" (مريم). وبعض المسيحيين من الكاثوليك مثلا يضفون خاصية القدسية على مريم بنت عمران ويذهبون بعيدا لدرجة الاعتقاد أن ولادتها، كولادة عيسى، كانت بلا دنس.
ويضيف
إن كان أصحاب النصوص المقدسة من المسيحيين واليهود يضفون القداسة على الأشخاص والقراءات، فإن ذلك مرده لأن النصوص التي بين أيديهم قد تمكنهم من ذلك. انظر إلى الهالة "المقدسة" التي يسبغها المسيحيون الكاثوليك على حامل منصب بابا روما في الفاتيكان، مثلا، وكيف أن قراراته وأقواله لها عصمة تفرض قبولها وكأنها منزلة رغم أننا في العقد الثاني من القرن الـ 21.
حسب الرابط : http://www.aleqt.com/2010/08/06/article_426680.html
اخي الشماس إن تحليلك تحليل اسلامي بحت ومن منظور ما جاء في كتاب واحد وهو القرآن الكريم لا غيره من الكتب المقدسة . ومع ذلك نهنئك على هذا الأكتشاف .
اقول :
لا اريد إدراج المزيد والأستفاضة  لكن اقول للشماس الكاثوليكي الكلداني  العزيز ليون برخو  هل قرأت احاديث ابن تيمية وهو شيخ الإسلام واحاديث ابن عثيمين وهل قرأت احكام اهل الذمة لأبن قيم الجوزية ؟ من المؤكد انك قرأتها ، وسؤالي الم تقرأ بها معاني الظلم وإهانة المكانة الأنسانية للآخر والذي يطلق عليه مصطلح الكافر ، وانت تعرف من يقصدون بالكفار اخي الطيب ليون برخو .
 
انا اقدر ظروفك ككاتب في صحيفة سعودية وحضورك لمؤتمرات ومن المؤكد تستلم اجور كتاباتك ، وكل ذلك يخصك ، لكن الذي لا نقبل به ان تجعل من نفسك نموذجاً مثالياً لنا إن كان في الأمور الكنسية او في الأمور القومية وحتى في الأمور اللغوية ، وتمسك بيدك عصا وتسلطها على من لا يوافق طروحاتك  فتدعو علينا بتهديم بيتنا على رؤوسنا ، لأننا لا نقبل بآرائك .
وأخيراً اقول : ربما يكون مناسباً  اخي ليون برخو ان تسأل في المؤتمرات التي تحضرها كم من الجوامع بنيت في اوروبا المسيحية ؟ وكم كنيسة بنيت في الدول الإسلامية ؟  ولماذا لا يوجد كنيسة واحدة في السعودية رغم وجود مليون ونصف مسيحي ؟ ولماذا يعتبر اقتناء كتاب الأنجيل جريمة في هذه الدول . ولماذا يبشر المسلمون بدينهم في اوروبا بكل حرية بينما لا يستطيع المسيحي مزاولة طقوسه الدينية ( ناهيك عن التبشير ) بالدول الإسلامية ؟ والأسئلة موجهة لك ايضاً .
ودمت بخير
د. حبيب تومي / اوسلو في 28 / 01 / 2015





23
الف مبروك للطالبة المثابرة داليا روئيل داود بنيلها بجدارة وتفوق شهادة الماجستير في إدارة الأعمال ، ومبروك للوالد الصديق روئيل ولعائلته الكريمة ، نتمنى للعزيزة داليا النجاح والتوفيق في حياتها العملية في المستقبل .
تحياتي
حبيب

24
السيد يوسف شكوانا المحترم
تحية وبعد
لقد اوردت لك في مقالي الموسوم : هل ساهمت زوعا بتفريق صفوف شعبنا ؟ ، وهو بمثابة الرد على ما طلبته ، وقد ادرجت لك المنهاج السياسي وما هي زوعا عن المكتب التنظيمي ، والذي يوضح هوية هذا الكيان والفكر الذي يسترشد به ، وفيه المقدمة ، والحركة الديمقراطية الآشورية ـ تعريف بالاسم ، ثم لماذا زوعا . وأوردت الفكر الأقصائي ، واعطني النظام الداخلي طبع قبل 2003 لكي اريك توجه الحركة بتثبيت الآشورية كقومية شاملة لكل المسيحيين ، وأن ابرم شبيرا هو من المؤسسين الأوائل لحركة الزوعا ، ولا يمكن ان تنفي توجه الحركة الآشوري ، فالحركة اهدافها واضحة وجلية وكل ادبياتها تكرس التوجه القومي الآشوري ، وكل إعلامها واسمها وفضائيتها الآشورية ، ان الحركة الديمقراطية الآشورية ، اشورية ، وتعامل الكلدان والسريان كمكونات تابعة للقومية الآشورية ، وكل ادبيات واعلام الحركة هو بهذا التوجيه وكل كوادر الحزب ( الزوعا ) يعملون بهذا الأتجاه .
وكمثل غير حصري يقول سامي هاويل وهو من الأعضاء القدماء  في تنظيم الحركة الديمقراطية الآشورية ، قراءة ومقترحات يقول :
الحركة الديمقراطية الآشورية، هذا التنظيم العملاق برز وليدا يحبو على الساحة السياسية وبين الجماهير الآشورية والقوى العراقية المعارضة في آذار من عام 1991 متضمناٌ عددا من الكوادر لا تتعدى أصابع اليدين. ولكن هذا الانفتاح على مساحة كبيرة تقطنها جماهير أمتنا الآشورية بعد فرض المنطقة الآمنة في شمال العراق (آشور) من جهة، ومن جهة أخرى تعطش أبناء أمتنا الآشورية الى خلق تمثيل يليق بهم ويقودهم لنيل حقوقهم المشروعة، حفز الكثير من الشباب الآشوري من كل طوائف شعبنا للانخراط في صفوفه (بالنسبة لي شخصيا كنت من أوائل المنتمين. وذلك منذ 27/3/1991 عندما شكلنا أول خلية مكوّنة من خمسة أعضاء كان يشرف عليها السيد يونادم كنا وذلك حين كنا نازحين على الحدود التركية- العراقية مع عائلاتنا بانتظار الفرصة السانحة للعودة الى الوطن والمباشرة بالنضال القومي . ويضيف السيد سامي هاويل :
((( لكن جاء مؤتمر التسمية الهجينة التي أشرفت عليه القيادة المتنفذة بالاشتراك مع مثيلتها في قيادة المنظمة الآثورية الديمقراطية ليشكل منعطفا خطيرا جدا ليس على الحركة الديمقراطية الآشورية فحسب، بل على القضية الآشورية ومسيرتها النضالية ومستقبلها أيضا. فمن أجل كسب عطف البسطاء من أبناء شعبنا، وبالأخص أبناء الكنيسة الكلدانية، بإعلان التسمية المركبة وضعوا نقطة بداية نهاية القضية الآشورية في الوطن ))).

ويضيف :
((( حركة الديمقراطية الآشورية، هذا التنظيم العملاق برز وليدا يحبو على الساحة السياسية وبين الجماهير الآشورية والقوى العراقية المعارضة في آذار من عام 1991 متضمناٌ عددا من الكوادر لا تتعدى أصابع اليدين. ولكن هذا الانفتاح على مساحة كبيرة تقطنها جماهير أمتنا الآشورية بعد فرض المنطقة الآمنة في شمال العراق (آشور) من جهة، ومن جهة أخرى تعطش أبناء أمتنا الآشورية الى خلق تمثيل يليق بهم ويقودهم لنيل حقوقهم المشروعة، حفز الكثير من الشباب الآشوري من كل طوائف شعبنا للانخراط في صفوفه .
ويدعو الى تعديل الخطأ :
1-   إصدار بيان صريح وواضح وجريء بتبني، مجددا، الآشورية كهوية قومية لأمتنا وقضية شعبنا عبر مسيرته الطويلة. والاعتراف بالخطأ التاريخي الجسيم الذي أسفر عن انعقاد مؤتمر التسمية، خاصة بعد أن أثبتت الأحداث بأن هذه التسمية لم توحّد صفوفنا بل شتّت شملنا وزادت في الطين بلة. والمعطيات التي نتلمسها خير دليل على ذلك وعلى رأسها ضياع قضيتنا القومية وتمثيلها العادل وإحلال التمثيل المسيحي مكانها. فالانشقاقات الكنسية التي وقعت منذ قرون طويلة غابرة لن تُحل، على الإطلاق، بتركيب خليط تسميات مذهبية مع هوية قومية لشعب مضى على تقطيع أوصاله مئات السنين.))).

اي هو لا يريد التسمية الهجينة كلداني سرياني أشوري بل تسمية آشورية لا غيرها . فلا يجوز خلط تسميات مذهبية مع تمسية قومية وهي التسمية الآشورية ، وانت الوحيد الذي يدعي ان الحركة الآشورية ليست آشورية ، اما ان كان بعض ابناء شعبنا من الكلدان والسريان في هذا الحزب فلهم رأي مستقل من حق الأنسان ان ينتمي الى اي حزب .
اما ان الحركة توحدنا على الأرض والأنقساميون يفرقون من ابراجهم ، فهذا تبرير لا معنى له فالحزب الذي يعمل على الأرض اي داخل الوطن بمعنى يكتسب الحق في الغاء الأخرين واقصائهم من المعادلة والسبب ان الحزب يعمل في الداخل ، حزب البعث ايضاً كان يعمل داخل الوطن ، وماذا كانت نتيجة فكره الإقصائي بحق القوميات العراقية الأخرى ، هذا مبرر غير مقبول لكي نستسلم للفكر الأقصائي بحق الآخرين . انا متأكد بأنك لا يمكن ان تقتنع ، رغم ما اوردت لك من ادبيات الحركة لا سيما الفكرية والنظرية منها التي تسترشد بها الحركة في عملها وفي ادبياتها . كما انكم مرتبطون بالتعليمات الحزبية فواجبكم يحتم عليكم السمع والطاعة . ولهذا الأستمرار بهكذا جدل سوف يتحول الى جدل بيزنطي لا نهاية له
تقبل تحياتي
حبيب

25
الأخ عبدالأحد قلو المحترم
تحية ومحبة
اقتني في مكتبتي المتواضعة كتاب : رحلة متنكر الى بلاد ما بين النهرين وكردستان ، تأليف شون (Soane ) والذي اتخذ  في رحلته اسم ( ميرزا غلام حسين شيرازي ) وكانت رحلته سنة 1909 : إن هذا الرجل يذكر المسيحيين في المنقطة باسم الكلدان فقط ، لقد ذكر ص201 ( وكانت البطريركية في القرن 15 في القوش .. الأضطهاد كان يزداد حدة وعناداً وكثر هم الذين اضطروا للانضمام الى صفوف الكثلكة ، وأغفل الكلدان الأرثوذكس شأن البطريرك القائم : مار الياس ، وانتخب مار شمعون في (جولمرك )، ودأب الذين نسلوا منه على اتخاذ اسم ( شمعون) وهم اليوم قادة الكنيسة الكلدانية العتيقة الزائلة عن الوجود تقريباً . ويضيف في نفس الصفحة :
واستطاع الروم الكاثوليك في القرن 16 اخضاع الكلدان .. وأسسوا خطاً بطريركياً متسلسلاً باسم ( يوسف ) جعلوه في دياربكر ورفعوه فوق الكلدان الكاثوليك ..
يتبين ان الأسم الكلداني كان يشمل النساطرة والذين تحولوا الى الكاثوليكية ، وهذا كان سر الختم باسم البطريرك الكلداني ( مار شمعون محيلا بطريرك دكلذايي ) ، وإن الكتاب ( ريشانوثا ) الذي اشرت اليه وهو للشماس كيوركيس بنيامين بيث أشيثا في كتابه ( ريشانوثا ) المطبوع في شيكاغو في الثمانينات من القرن الماضي يقول : ان جميع الأجانب الذين كانوا يزوروننا في هكاري كانوا يطلقون علينا تسمية الكلدان رغم كوننا على إختلاف معهم في المذهب ، وأن التسمية الآثورية أطلقت علينا بعد حلول هذلاء المبشرين الأجانب في ديارنا.بعد أن أفلح الأنكليز في إقناع النساطرة لحمل التسمية الآثورية.
في الحقيقة هذه حقائق تاريخية فالكلدان كانت تسمية شاملة للجميع قبل ترويج الآشورية من قبل الأنكليز وقبولها من قبل الشريحة التي بقيت على المذهب النسطوري ، وهذا هو التاريخ ينبغي ان نحترمه ونحترم القوم الذي قبل بالتسمية الاشورية ، فمنظومة الأحترام المتبادل ينبغي ان تكون سيدة الموقف بين ابناء شعبنا المسيحي ، إن كنا كلدان او آشوريين او سريان ، مبدأ الأحترام المتبادل هو افضل من التنظير والوصاية والإلغاء التي تروجه الأحزاب الآشورية مع الأسف تحت تبرير وحدة شعبنا ،والوحدة الحقيقية هي بشيوع الأحترام المتبادل ، وليس باستعمال القوة .
تقبل تحياتي
حبيب

26
يمكنك السيد شليمون جنو
ان تقرأ المقال وتناقشه وهو معزز بالرسومات وأرقام صفحات الكتب  التي اقتبست منها ، إن اردت ان تناقش بشكل حضاري  ومؤدب ، وارجو ان تناى عن اسلوب الأستخفاف والأستهجان والوصاية على الغير نحن نناقش موضوع فعلينا بمناقشة ما ورد فيه .
في العراق حينما تقترب من سيطرة التفتيش بين المدن ثمة لوحة مكتوبة  تقول ( احترم تٌحترم ) ، فغير مسموح لك تتعرض على خصوصية غيرك فحينما اعرض مشكلتي الشخصية عليك وأطلب مشورتك يمكن وقتذاك ان تتحفنا بنصائحك ، ونحن بصدد مناقشة المقال لا اكثر ، وهذا هو اسلوب التهرب الذي تسلكه انت وامثالك الذين يناقشون على هذه الشاكلة ، للتهرب من الموضوع المطروح والتحول على الأمور الشخصية . وهذا آخر رد لمثل من يسطرون  هذه التعليقات التهكمية الركيكة الهابطة حتى لو وصلت الى مستوى الشتيمة .

27
الأخ Eddie Beth Benyamin المحترم
شكراً لنشر مقطع الفديو ، وسبق لي ان شاهدته ، يبدو ان الرجل يصار الى تلقينه كما قال الأخ مايكل سيبي ، ولكن مع ذلك معلوماته غير صحيحة ، فأنا قد اشرت الى هذه المسألة في كتابي : القوش دراسة انتروبولوجية اجتماعية ثقافية المطبوع في مكتبة الديوان في بغداد 2003 وذلك صفحة 62 ـ 63 .
 كل المعلومات التي استقيتها في وقته تؤكد على وجود البطريرك في الموصل ، إذ لم يكن في القوش كما يدعي الرجل الذي يظهر في الشريط  فيبدو تلقن له معلومات خاطئة .
كانت المشكلة  في ايصال الخبر له في الموصل لكي يجري اتصالاته لإنهاء المشكلة .
فعلاً تمكن السائق يوسف متيكا صاروا الملقب ايسف سرسروكي  من التسرب من القوش والوصول الى مدينة الموصل والتوجه الى  البطريركية (البطركخانة )، وقام البطريرك مار يوسف عمانوئيل توما ( 1852 ـ 1947 ) بالقيام بالأتصال مع المسؤول لحل المسألة سلمياً ، وينبغي ان تعرف اخ ادي بث بنيامين ان البطريرك هذا هو نفسه الذي قال قولته الشهيرة حينما كان يوزع الأرزاق الى اللاجئين والفقراء قولته : سوف استمر في التوزيع الى اصبح فقيراً مثلهم .
كما ان هذا الكلام الذي سمعته : عن الكاثوليك والكلدان في هذا الشريط يتناغم مع سياق الحديث الذي كان يطرح بأن هؤلاء ( الألاقشة ) قاموا بعملهم هذا لأنهم ارادوا تحويلنا الى ( بابايي) .
دمت بخير اخ ادي
حبيب

28
الى Adnan Adam 1966 المحترم
الحركة الديمقراطية الآشورية خلقت اشكالية التسمية ، لأن ابائنا لم يتكلموا ابداً حول هذا الموضوع  ، فالزوعا هي التي زرعت نبته ألغاء تسمية الكلدان والسريان وفرض وتثبيت التسمية الآشورية ، وانا لا انكر دور الحركة في بعض امور تخص شعبنا كإوائها بعض العوائل المسيحية في مقرها في بغداد ، فالعمل الأيجابي نثمنه ونقدره ولكن العمل السلبي نوجه نحوه منظومة النقد ، في هذا المقال ركزت على موضوع التسمية وبهذا فإن الزوعا تكبر وتعظم التسمية الآشورية وتبخس وتقزم التمسيات الأخرى ، وهذه نظرة شوفينية .وقد اوردت عدة نقاط ، وهناك ربما المئات من النقاط من المقالات والمواقف  والأدبيات التي تعظم الأسم الآشوري ، واسم الحركة هو الحركة الآشورية وفضائيتها هي قناة آشور ، وحينما تذكر الكلدان تذكرهم كمذهب كنسي تابع للقومية الآشورية .
شكراً على طبع هوية المرحوم هرمز ابونا فهو صديق الطفولة ولكن هو ترك الكنيسة الكلدانية وتحول الى الكنيسة الآشورية ، وكان يعتبر نفسه آشوري ، وهذه مسألة تخصه رحمه الله .ولا ادري ما المناسبة لنشر صورة المرحوم هرمز في ردك ؟

29
هل ساهمت زوعا بتفريق صفوف شعبنا ؟
بقلم : د. حبيب تومي / اوسلو
habeebtomi@yahoo.no
habeebtomi71@gmail.com
في الحقيقة انا شخصياً لا احبذ الكتابة بهكذا مواضيع ، حيث لم نستفيد منها سوى التفرقة وخلق خصومات نحن في غنى عنها ، لكن يبدو ان الأخوة مصرين على الأستمرار بنفس النهج ، وهذا المقال بمثابة الرد على الأخ يوسف شكوانا ، فيبدو انه مكلف بالرد على ما يكتبه حبيب تومي او هو متطوع للرد حيثما يكون المقال يخص زوعا ، وليس لنا اعتراض على ذلك فهذا امر يخصه إن كان بتكليف من حزبه او بتطوعه شخصياً فحرية التعبير يجب ان تكون من حصة الجميع  .
 الأخ شكوانا يقول : لا يوجد نص في النظام الداخلي الذي يعكس الجانب الشوفيني للحركة . وسوف احاول في هذا المقال ان اقتبس من ادبيات الحركة الديمقراطية الآشورية ما يخص تركيزها على اعلاء الشأن الآشوري وتبخيس التسميات الأخرى ( الكلدانية والسريانية )  ولا احسب نفسي ملزم في المستقبل للرد على ما يكتبه السيد شكوانا او غيره ، فالكاتب له رأيه يسطره في مقاله والقارئ له رؤيته يسطرها في اعتراضه او مداخلته على المقال ، وفي حالة عدم تطابق الآراء فكل جانب يحتفظ برأيه ، وهذا معناه التعددية الفكرية على ان لا تنسحب الى تخوم الإساءة او العنف اللفظي او اليدوي .
الحركة الديمقراطية الآشورية حزب سياسي قومي آشوري ، اتخذ اسم الحركة على اعتبار انه كان حركة مسلحة الى جانب الثورة الكوردية  ، ولكن بعد 2003 كانت مظاهر الحزب السياسي اكثر وضوحاً بجهة افتتاحه مقرات سياسية في بغداد وبعض المدن ومنها المدن  المسيحية ، وعلى اعتبار انه حزب سياسي يعمل في الساحة العراقية  هنالك من يرضى بمسيرته ، وآخرين لهم اعتراض او نقد على بعض مواقفه ، وهذا حال اي حزب سياسي او قومي يعمل في الساحة ، ولكن يبدو ان الزوعا لا يقبل اي نقد او اعتراض على مسيرته وعلى مواقفه ، فهو الوحيد الذي يدافع بأمانه عن وحدة شعبنا ، وكل من يجادله او يعترض او يوجه نقد له  فهو ضد مصلحة شعبنا وهو انفصالي وهو عدو ، لا بل هو خائن ، كل ذلك لأنه لا يؤيد كل مواقف الزوعا كما يريدها الأخوة الموالين للزوعا .
إذا حللنا وضع الحركة فإنهم يسعون الى تشكيل البنية التنظيمية بالأستناد الى تمتين البنية العسكرية والسياسية والفكرية التي تدور حول المحور الفكر القومي الآشوري حصرياً ، لكن الحركة اخفقت في الجانب العسكري لتتحول الى حزب سياسي يعمل لخدمة الجانب القومي الأحتوائي هدفه تبخيس الجانب القومي للسريان والكلدان الذي يمثلون غالبية مسيحيي العراق . وهكذا دأبت  الحركة الديمقراطية الاشورية تستند على فكرة احادية لا مجال لوجود مفهوم المعارضة او حتى الحياد فهي لا ترى في العالم سوى ذاتها ، وتفسر الآخرين على رؤيتها الخاصة للامور والمواقف . وبذلك تلتقي مع الفكر الأديولوجي الأقصائي بحق الآخر .
ان تاريخ الحركة ( زوعا ) حينما كانت مسلحة في الجبل لم تترك بصماتها على اي واقعة او معركة عسكرية اشتهرت بها ، ربما الخمول العسكري كان يلفها ، فما هو معروف لمن يحمل السلاح ضمن ثورة شعبية يترتب ان يكون له افعال ومواقف عسكرية منظورة ، يشتهر من خلالها   فنحن حينما كنا في الجبل برفقة المرحومين هرمز ملك جكو وتوما توماس في قاطع بهدينان التابع لحسو ميرخان ، كان لنا معارك واضحة مسجلة بالتاريخ والنتائج إما لوحدنا او الى جانب قوات البيشمركة .
ما بعد 2003
 إن كانت الحركة الديمقراطية الآشورية متقوقعة في الجانب العسكري فإنها تفوقت في المجال السياسي بعد سقوط النظام في 2003 ، لكن المؤسف إن نشاطها السياسي وتبشيرها بالفكر القومي ارتكز بنشاط دؤوب لفرض التسمية الاشورية على شعبنا الكلداني ، فبدأت تزرع الشكوك في تسميته وكرست جل نشاطها في تثبيت الأسم الآشوري كأسم قومي شامل لكل المسيحيين في العراق والأسماء الأخرى ( الكلداني والسرياني ) مجرد اسماء مذهبية كنسية تابعة للقومية الآشورية ، وجرى ترويج هذه الفكرة الأقصائية لهدف نبيل هو ( وحدة شعبنا ) . وكل من يعترض عليها هو انفصالي لا يريد وحدة شعبنا ( كذا ) .
في عام 1933 حينما لجأ الى القوش لفيف من الأخوة الآثوريين ، كانت ثمة رابطة مسيحية دينية ، ولم يجادل اهل القوش او الأخوة الآثوريين بموضوع التسمية ، فالكلداني هو كلداني والآثوري هو اثوري ولكن ثمة تعاون عميق يصل الى حد التضحية بالنفس من اجل ذلك التعاون ، فالفرمان الفاشي كان يقضي بإبادة الآثوريين وهكذا طلبت الحكومة والعشائر المتعاونة معها من القوش الكلدانية إخراج العوائل الآثورية ، وإن كانت القوش آثورية كانت ضربت بالسيف لوجود الفرمان بذلك .
المهم لم يكن ثمة اي جدل على الأسم ، كان ثمة تعاون مثمر فحسب ، وهذه الحالة تنطبق على تعاون الفصيلين العسكريين توما توماس الكلداني وهرمز ملك جكو الآثوري ، ولم يكن في يوم من الأيام الى جدل حول التسمية القومية .
الحركة الديمقراطية الآشورية هي التي  خلقت موضوع التسمية وإشكالاتها ، فقد طرحت موضوع القومية الواحدة للمسيحيين وهي القومية الآشورية والدلائل كثيرة ، لا ادري إن كان سيقتنع السيد يوسف شكوانا واعضاء وموالي الزوعا ام لا . وسوف اعتمد على ثلاثة مصادر آشورية : اولاً :منظر الزوعا والفكر الآشوري السيد ابرم شبيرا ورسائل واوراق توما توماس  وثانياً :  النظام الداخلي الذي يشمل المنهاج السياسي وثالثاً : اقتباسات من مكتب التنظيم لزوعا .
اولاً : ـ
نبدأ بالكاتب ابرم شبيرا الذي ينادي (اليوم) بالتسمية القطارية الحزبية ( كلداني سرياني آشوري ) في مقالاته حيث ان هذه التسمية المشوهة طبخت بمطابخ حزبية وفي المقدمة الحركة الديمقراطية الآشورية .

في كراس لأبرم شبيرا عنوانه : الآشوريون في الفكر العراقي المعاصر ، دار الساقي سنة 2001 يستهل الفصل الثاني ص15 بهذه العبارة :
يعد من نافلة القول والإطناب تكرار التأكيد في كون الآشوريون هم ، من الناحية القومية ، تقريباً ، معظم ابناء الطوائف الكلدانية والسريانية والمشرقية " النسطورية " في العراق . فبغنى عن التسمية الآشورية العامة والشاملة لجميع الطوائف ، سواء اتفقنا معها او اختلفنا ... الخ
وعلى نفس السياق في تعظيم الآشورية كقومية وتقزيم الكلدانية كمذهب كنسي يكتب شبيرا ص21 :
إن الحزب الشيوعي تبنى مجاملة وتطييب خاطر الطوائف الآشورية على حساب وحدة تسميتهم القومية بحجة ان تبني مثل هذه التمسية المركبة هو استجابة للواقع الموضوعي لمطالب ابناء الطوائف الآشورية المنتمية الى الحزب الشيوعي ومناصريه ..
ولا ينسى الكاتب شبيرا ان يحرف كل الحقائق من اجل تمشية نظريته الشوفينية في اقصاء الآخر فيقول صفحة 34 :
.. إن الكثير من الآشوريين كان (كانوا) ينتمون او يتعاطفون مع الحزب الشيوعي العراقي ، لا بل وكان بعضهم اعضاء مراكز قيادية ويكفي ان نذكر ان المؤسيين الأوائل له ، أمثال بيتر باسيل ويوسف سلمان يوسف ( فهد) كانوا آشوريين .
ولم يذكر السيد شبيرا هل ان هما من تياري السفلى ام تياري العليا ؟
وفي صفحة 22 ينتقد الكاتب شبيرا مسعود البارزاني رئيس الحزب الديمقراطي الكوردستاني لخطابه المتلفز سنة 2000 بمناسبة الذكرى 45 لتأسيس الحزب عندما أشار الى حقوق اخواننا التركمان والآشوريين والكلدان ..فقد ( زعل ) الأخ شبيرا لأن الرئيس مسعود البارزاني ذكر الكلدان كقومية عراقية . بينما الكاتب يذكرنا بموقف حزب البعث على لسان مؤسسه ميشيل عفلق حينما يقول : .. ان تشعر الاقليات العنصرية بأنها مهددة بوجودها امام مثل هذه القومية لذلك كان هناك رد فعل على القومية المتعصبة من الاكراد والآشوريين والأرمن ..
إن الفكر الشوفيني كان مع فكر الزوعا منذ تبنت الفكر الأقصائي للاخرين ( الكلدان والسريان ) وجعلتهم طوائف مسيحية تاربعةللقومية الآشورية ، لقد سبب مثل هذا الفكر الغريب  ضرراً كبيراً في مسالة العلاقة الأخوية بين ابناء شعبنا المسيحي بسبب فرض الاشورية على الكلدان والسريان دون رضاهم ، وقد كانت ردة فعل من شخصيات مهمة وفي مقدمتها المناضل المرحوم توما توماس الذي اراد تبني علاقات اخوية شفافة مع الزوعا وغيرها حيث يكتب توما توماس في اوراقه ورسائله يقول :
يقول المرحوم توما توماس الشخصية العراقية المعروفة :
إن من هم كلدان لا يمكن تبديلهم بجرة قلم الى آشوريين كما يحلو للاخوة الآشوريين ذلك ، إنه تعقيد العمل القومي والوحدة وإنه امال البعض بإحداث الأنقلاب في التاريخ
نعم ان الكاتب شبيرا وغيره يريدون احداث انقلاب في التاريخ .

ثانياً : ـ المنهاج السياسي للزوعا
إن هذه الرؤية من قبل ألأحزاب القومية وبالأساس من قبل الزوعا ، قد خلق واقع الجدل ، الذي بدا وكأنه الجدل البيزنطي ، وقبل نظرية زوعا في التسمية كان كل طرف يعرف اسمه ولا يحتاج الى تنظير .
 في اوائل السبعينات اصدر مجلس قيادة الثورة العراقي بلائحة حقوق سماها حقوق الناطقين بالسريانية من الكلدان والسريان والآثوريين ، ولم يعارض هذا القرار اي طرف لأن الفكر الأقصائي لم يكن مستفحلاً بين ابناء الشعب المسيحي الواحد ، فكل يعرف تاريخه واسمه وقوميته ويحترم رؤية الآخر دون اقصاء او تنظير او تدخل في شؤون الآخرين ، لكن النقاش حول التسمية كان من اختراع الزوعا تحديداً ، فهل كان قبل زوعا مثل هذا الجدل ؟
 كلا لم نسمع بهكذا جدل قبل الزوعا ، ربما كان اختلاف او جدل كنسي بين عامة الناس على سبيل المثال في عام 1933 وقت لجوء الآثوريون كان بعظهم يردد ان الألاقشة ارادوا منهم ان يصبحوا ( بابايي) اي كاثوليك ، وغير هذا الحديث لم نسمع شيئاً عن القومية وما هو الأسم القومي ؟ وما هي تبعاته ؟ فبدأ حزب الزوعا يختزل الأسم القومي بالأسم الاشوري وهذا تجاوز على الحقيقة والتاريخ وهكذا بدأ الجدل حول التسمية والى اليوم ، وهذه بعض المحطات من هذا الفرض .
 مؤتمر الزوعا في شقلاوة سنة 2001 جاء في المادة الثانية : إن حركتنا تنظيم ديمقراطي وطني قومي قائم على اسس ثورية  واتحاد طوعي بين الأفراد يتميزون بنكران ذات وينتمون الى مختلف فئات وطوائف الشعب الآشوري ..
للمزيد يرجى مراجعة المادة الثانية والثالثة والخامسة المستنسخة في الصور المرفقة في نهاية المقال .
ثالثاً :ـ
 لقد اقتبست من كراس مكتب التنظيم للحركة الديمقراطية الآشورية والذي يوضح الجانب الأقصائي للحركة وادناه بعض الفقرات ، لكن قبل ذلك ينبغي ان الزوعا قد بينت بجلاء هويتها الآشورية : باسمها الحركة الديمقراطية الآشورية ، وكذلك فضائيتها المعروفة بقناة آشور ، وكل ذلك لا يهم ، لوم لم تكن للحركة افكار التفوق والتكبر على الأخر والآخر هم الكلدان والسريان .
وفي والنظام الداخلي عن مكتب التنظيم للحركة الديمقراطية الآشورية سنة 2001   
1ـ       
جاء بعد المقدمة ، فقرة عنوانها الحركة الديمقراطية الآشورية ـ تعريف بالأسم وورد ص3 من الكراس :
.. وهذا يتوافق مع الظرف النضالي الذي يمر به شعبنا ( الآشوري ) وواقع الأضطهاد الذي يعيشه ..
2 ـ
في نفس الفقرة ورد : وبعد مناقشة وافية ان تسمية الحزب لتنظيمنا قد تكون ملائمة في ظروف الديمقراطية في الوطن وقيام المؤسسات الدستورية التي تقر بالحقوق المشروعة لشعبنا ( الآشوري ) ..
3 ـ في نفس الفقرة ورد :
.. وما يفرزه هذا الخط الفكري من تقييم الموضوعي اشعبنا ( الآشوري) .. ورد في نفس الفقرة ص6 :
..وهذا يتجلى في شعار حركتنا (( عراق ديمقراطي حر والإقرار بالوجود القومي الآشوري)).
وفي نفس الفقرة ورد ايضاً :
.. وعلى صعيد ساحتنا ( الآشورية ) فإن حركتنا ...
4 ـ وفي ص7 ورد ان اسم الحركة الديمقراطية الآشورية فهي التسمية التي تعبر عن هوية اعضاء التنظيم .. وإن تبني التسمية الآشورية هو لكونها امتداد سياسي دام لأكثر من قرن ونصف من النهضة القومية ..
5 ـ
وفي فقرة عنوانها : لماذا زوعا ؟
ورد  ص7:  .. جاء انبثاق زوعا كضرورة موضوعية تاريخي حتمها التطور الطبيعي للمسألة القومية ( الآشورية ) في الوطن ... ويمكن الإحاطة بموضوعة التاريخ (  الاشوري) المعاصر من خلال ...مقدمة وثيقة المنهاج السياسي ...بالإضافة الى مصادر وبحوث تحتويها المكتبة الآشورية .
6 ـ

ورد ص 12 في فقرة وطنياً :
.. من الإمعان في إنكار الوجود القومي ( الآشوري ) ... وغموض المسألة ( الآشورية ) لدى شرائح واسعة من فئات الشعب العراقي ــــ اشرت على ذلك في الفقرة اولاً  بالأقتباس من كتاب ابرم شبيرا :  الاشوريون في الفكر العراقي المعاصر ..
.. لقد توصلنا الى استبيان صورة حقيقية ولكنها مريرة ومؤلمة لحال الشعب ( الآشوري ) ..
7 ـ
تميز نهج زوعا بما يلي ص13 :
الأعتماد الكامل على الجماهير( الآشورية) ..
استقلالية الموقف والقرارا للحركة المرتبط دائماً بمصالح الشعب ( الآشوري ) .
إعتبار الأقرار بالوجود القومي (الآشوري) ضرورة حتمية .

شموله على كل فئات الشعب ( الآشوري ) ومذاهبه وتغطية كافة ساحاته جغرافياً .
موضوع بعنوان زوعا واسس نضاله السياسي ص15 وما يليها :
8 ـ
ورد يعتبر العمق التاريخي للوجود ( الآشوري ) كشعب ...ويتجلى ذلك من خلال دور الإنسان ( الآشوري ) في بناء ...إن المحافظة على الوجود القومي ( الآشوري ) ...
9 ـ
ورد فقرة تقول : الأنقسام الكنسي الذي انعكس بشكل مباشر على الجانب القومي وتقسيمه الى مذاهب متعددة ( كلدان ـ سريان ـ نساطرة ) ومن ثم إحلال اسماء هذه المذاهب محل الأسم القومي لشعبنا ..
اقول يا كتاب ومفكري الزوعا ،كيف اخترعتم المذهب الكلداني ومن ثم المذهب السرياني ، ارى من الضروري مراجعة دروسكم  في المذاهب الكنسية .
هناك المزيد المزيد من هذا الفكر في ادبيات الزوعا ولا يمكن اخفائها فالوثائق تتحدث بنفسها .
انا متأكد سوف لا تقتنع حينما اقول ان زوعا هي آشورية ، وطرحها اسم الكلدان والسريان هو ذر الرماد في العيون ، وهي تعتبر الجنس الآشوري جنس متفوق وينبغي على الآخرين الخضوع ، ونحن ( الكلدان ) لا نقبل بهذا الأستخفاف بقوميتنا الكلدانية الأصيلة ، وأنت إن قبلت بذلك  يا اخ يوسف شكوانا ربما بسبب ارتباطك  حزبياً مع الزوعا فنحن لسنا ملتزمين بقبول ذلك ولسنا ملزمين بقبول تنظيرها حول شعبنا الكلداني والسرياني ولا نريد ان تكون الحركة وصياً على مقدراتنا ، نحن نحترم الحركة كحزب سياسي لكن لا نقبل بتنظيراتها القومية الإقصائية .
 اتمنى ان تسود بيننا الشفافية وروح التعاون والأخوة على اسس من التعامل الندي والتفاهم والحوار الديمقراطي الحضاري وليس خلافه .
د. حبيب تومي / اوسلو في 23 / 01 / 2015







 

 
 

30
السيد مسعود النوفلي المحترم
تحية وبعد
الكاتب يكتب رأيه في عنوان ومتن المقال ، وهو غير مجبر للرد على الأعتراضات او الآراء المتفقة او المخالفة لفكرة المقال ، ومع ذلك يحاول بعض الأخوة الرد على المداخلات وبعضهم ، لا يقبل حتى التعليق على مقاله ، ان كان التعليق متفقاً او معارضاً ، وكل كاتب له رؤيته ، كما ان للقارئ رأيه ، ويستطيع تدوينه على المقال او بكتابة رد او تعقيب مستقل .
الذي سطرته يا اخ الشماس مسعود النوفلي يتعارض مع الحوار الديمقراطي ، فهناك قرارات اتخذت من قبل البطيركية بحق مجموعة من الكهنة والرهبان لهم موقف مضى على وجوده سنين ، وفجأة سلطت الأضواء على تلك القضايا ، واتخذت عقوبات بحقهم او حق بعضهم ، استناداً الى القانون الكنسي ، فأين كان هذا القانون هذه السنين ، ولماذا لم تتخذ مثل تلك العقوبات في حالات اخرى مثلاً حين تغيب بعض المطارين عن حضور السينودسات السابقة .
نحن نتكلم يا اخ الشماس مسعود النوفلي في فتح صفحة جديدة من التسامح وعفا الله عما سلف ، نحن ابناء بيت واحد ابناء كنيسة واحدة ابناء شعب واحد ابناء قومية كلدانية واحدة ، فلماذا نتعامل بروح العقوبة والأنتقام إن كان ثمة سبيل اخر لوضع الأمور في نصابها ، فالمسألة هنا مصلحة الكنيسة ، وتصحيح الأمور بروح المحبة ، الخلاف هو بين اب وابنائه واخوانه ، فأسئلتك ليكون الجواب بنعم ام لا ليس واقعياً ولسنا في اروقة المحاكم وتوجيه التهم ، امامنا مشكلة داخلية ، لماذا لا تحل بالمحبة والتسامح ، والمسيحية معروفة بالتسامح .لو فرضنا ان ابناء كنيستك هم في اسوأ الأحتمالات من الهالكين لا سامح الله  او من الخطاة فإن ابن الأنسان جاء لكي يخلص الهالكين ، ما ريكم في إنسان كان عنده مئة خروف فضل واحد منها ، افلا يترك التسعة والتسعين في الجبال ويذهب ويبحث عن الضال ، الحق اقول لكم ، إنه إذن وحده ، فإنه يفرح به اكثر من فرحه بالتسعة والتسعين التي لم تضل ، وهكذا لا يشأء ابوكم الذي في السموات ان يهلك واحد من هؤلاء الصغار ( متي 18 : 11 ـ 14 ) .
الشماس مسعود النوفلي إنك اعرف مني بالقضايا اللاهوتية باعتبارك شماس ، فهل نحن نقرأ الانجيل للاطلاع فقط ام لكي نستفيد منه ونطبقه في حياتنا على انفسنا اولاً وعلى الآخرين ثانياً .
لقد اخفقت اخي مسعود في توجيه تلك الأسئلة ، لأنها لا ترمي الى الحوار المفتوح في تقبل الرأي الآخر فلا يوجد فيها وسطية ، بل هي إما .. او .. اما انت معي او انت ضدي فهذا ليس سبيل نموذجي للحوار والنقاش الأخوي .
دمت بخير
حبيب

31
الأخ مايكل سيبي المحترم
إن مصطلح ( سركولي ) وهي كلمة كردية تعني حاسر الرأس اي دون غطاء الرأس ، وكان المتبع في القوش لبس يشماغ واحد او اثنين يغطي الرجل رأسه ، وفي مطاوي الأربعينات والخمسينات ، ظهرت طبقة الأفندية ، وهم الموظفين الذي يرتدون الملابس الأوروبية ( سترة وبنطلون ) ، واطلق على هؤلاء مصطلح ( سركولي ) اي حاسري الرأس ، ونظمت عليهم اغنية ( منحلتا) ان ( السركولي ) اخترعوا لعبة إضافة الماء على العرق ، حيث ابائنا كانوا متعودين على شربه دون إضافة ماء ، ولكن الطبقة الجديدة ( سركولي )علمونا تخفيفه بإضافة الماء ، الجدير بالذكر ان هذه الطبقة ( الموظفين ، وأكثرهم من المعلمين ) اصبحوا الطبقة المفضلة في مجتمع القوش ، وكانوا يفوزون بالزواج من احلى البنات في القوش ، ولكن بعد تدهور قيمة الدينار العراقي في عهد صدام بعد الحرب مع ايران ، انتكست هذه الطبقة واتجهت للعمل في الأعمال الحرة بشكل كامل او الى جانب العمل الوظيفي ولم يعود يفوزوا بأحلى البنات .
كل مرحلة لها رجالها ولها مزاياها ، وهذه احوال المجتمعات والحكومات والدول وحتى الأمبراطوريات في التاريخ حيث كان لها مرحلة الولادة والنمو  والتطور ثم الخفوت والافول والموت المؤكد .
دمت بخير اخي مايكل
تحياتي
حبيب

32
[الأخ thair60 ثائر حيدو المحترم
تحية وبعد
انت توقع باسم ثائر حيدو ، وانا اعرف معظم ولا اقول جميع آل حيدو ، ماعدا جيل الشباب ، فأبن من انت ، حيث لم يحالفني الحظ في ايجاد اسمك في كراس عن بيت حيدو وهو من اعداد الصديق الاستاذ جميل يلدا حيدو ، وفي الكراس دراسة تفصيلية عن عوائل بيت حيدو في القوش وأقتني منه نسخة وهو هدية من الأستاذ جميل . وإن كنت من بيت حيدو خارج القوش فهذا موضوع آخر .
تقول يا اخ ثائر :
انك احد صناع تفتيت الأحزاب الكلدانية الى اجزاء ، ومن ثم تريد لتلك الأحزاب ان تتفاوض مع بعضها البعض ليكونوا الوحدة التي تريدها . .
كلامك هذا يا سيد ثائر لم اتوصل الى تحليله وتفسيره ، حبذا لو ساعدتني على فهم ذلك ، إذ فهمت هنالك صناع لتفتيت الأحزاب الكلدانية ، ما هو المعمل الذي يصنع تفتيت الأحزاب الكلدانية ، يا اخي انه موضوع فلسفي  لم اتوصل الى تفسيره واحتاج مساعدتك .
وتقول ثم جاء دور الكنيسة الكلدانية التي لم يكن لها مثل هذا الأشكال سابقا. والان صنعتم لكم رئيس تهتفون به وتريدون من الاخرين ان يجلسوا ويتفاوضوا معه لصنع الوحدة. وكلها تريدها حسب قياساتك ،فرضا ام تأييدا .
في الحقيقة لم اتوصل الى ما ترمي اليه  في تعليقك اخ ثائر .
لك تحياتي
حبيب

]

33
الحملة الإعلامية ضد المطران سرهد جمو وتعقيب على عنوان مقال ليون برخو الأستفزازي
                                     (ج2)
بقلم : د. حبيب تومي / اوسلو
habeebtomi@yahoo.no
habeebtomi71@gmail.com

في البداية احيي الزملاء الذين كانت لهم مداخلات على الجزء الأول من المقال إن كانت هذه التعليقات مؤيدة او معترضة على بعض فقرات المقال ، ولابد من الإشارة للزميل عبدالأحد سليمان بولص في مقاله الموسوم : حوار حول مقالة الأستاذ حبيب تومي عن الحملة الاعلامية ضد المطران سرهد جمّو..
وتعليق الأخ كوركيس اوراها منصور وبقية التعليقات كما احب ان احيي الزميل يوحنا بيداويد لمقاله المعنون : رسالة مفتوحة  الى الاخوين الكاتب حبيب تومي والكاتب عبد الاحد سليمان . وكم كان بودي التعقيب على المقالين ومداخلات الزملاء ، لكن يبدو ان سيف الوقت امضى ولا يرحم وسوف (احاول) الكتابة والتعليقات على اراء الزملاء الواردة في المقالين . فاحترامي وتقديري لهم جميعاً .
في هذا الجزء اعود الى عنوان المقال وأقول :
 ان غبطة البطريرك مار لويس روفائيل ساكو كان شعاره في البداية ولا زال : الإصالة ، التجدد ، الوحدة ،  في شعار الوحدة خطا البطريرك الكلداني خطوات جريئة نحو الوحدة ، ومن جانب واحد ، مع الكنيسة الآشورية ، ومن هذا المنطلق نرجو ان تكون وحدة الكنيسة الكلدانية وتعزيز البيت الكلداني من ضمن نفس شعار الوحدة ، والبيت الكلداني أولى  بتطبيق هذا الشعار ( الوحدة ) ، من اجل كينونة وديمومة الكنيسة الكلدانية كبنيان متراص . لهذا نرجو ان يرفع غبطة البطريرك شعار مهم وضروري وهو :
 تصفير الخلافات مع ابرشية مار بطرس الكلدانية في امريكا ومع ابنائه وأخوانه من المثقفين الكتاب المهتمين بشان قوميتهم الكلدانية . فثمة خطوات تسوية الإشكالات مع سيادة المطران مار سرهد جمو وسيادة المطران مار باوي سورو ، وإنهاء قضية الكهنة والرهبان . لا يمكن ان نفكر بمنطق الأنتصار والأنكسار والغالب والمغلوب ، وأنا كشخص علماني قرأت كلمات رائعة في الأنجيل المقدس تقول :  وسمعتم انه قيل ، تحب قريبك وتبغض عدوك ، اما انا فأقول لكم ، احبوا اعداءكم ، وباركوا لاعنيكم ، واحسنوا معاملة الذين يبغضونكم ( متي 5 : 43،44 ) ، وينبغي الإشارة هنا ، ان ابنائكم واخوانكم في ابرشية مار بطرس الكلدانية في امريكا  ليسوا اعدائكم بل اخوة لكم .
نحن الكتاب الكلدان وأنا واحد منهم ، حينما نناقش مع البطريركية ونشير الى مواضع الخلل ، حسب رأينا ، يكون ذلك من باب الحرص على مؤسسة البطريركية ، ومن باب الحفاظ على البيت الكلداني ، ولا نريد ان ينظر الى هذا الجدل وكأنه يرمي الى النيل والأنتقام من مؤسسة البطريركية ، بل انا شخصياً انظر اليه وكأنه حوار بين الأبناء والأب بغية التوصل الى افضل السبل للحفاظ على هذا البيت .
نحن نتحاور مع غبطة البطريرك والمطارنة الأجلاء ، حول الأمور الحياتية لشعبنا الكلداني والمسيحيين بشكل عام ، وهذا الحوار هو من باب التفاهم بين النخبة المثقفة من العلمانيين والقيادة الدينية ، ونحن في العشرية الثانية من القرن الواحد والعشرين يتعين علينا التفاهم بالحوار الديمقراطي الحضاري ، ولا يمكن ان يصار الى التعامل معنا بمنطق (القطيع) .
 نعم في الأمور الدينية والكنسية واللاهوتية نقول لرجل الدين سمعة وطاعة ، ولكن بشؤون الحياة الأخرى نتحاور  ونختلف ونتفاهم مع رجل الدين بمحبة وبمنطق الحوار الحضاري للوصول الى ما هو في صالح شعبنا .
لقد قرأنا  توضيحات وبلاغات وبيانات الكنيسة وفيها بعض المصطلحات ، اقل ما نقول عنها بأنها (قاسية ، بل ليست مناسبة ) في مخاطبة الآخر ، وكمثل غير حصري لتلك المصطلحات التي وردت في إعلام البطريركية نكتفي بمصطلح ( القومجية ) فنحن المهتمين بالشأن القومي الكلداني إخوانك وابنائك ولسنا (قومجية)  بل نحن مثقفين قوميين كلدان نفتخر بقوميتنا الكلدانية دون تعصب ، ونحترم الآخرين من كل المكونات الدينية والقومية والأثنية ، وليس لنا مفهوم إلغاء الآخر ، وما كنا نسلك الطريق القومي لو ان شعبنا الكلداني قد نال حقوقه في وطنه ، نحن نعمل من اجل توحيد الصف الكلداني ليكون متراصاً ومسانداً للمكون المسيحي في العراق ومن اجل إعلاء شأن العراق وإحلال السلام في ربوعه ليكون واحة خضراء مزركشة بمختلف المكونات العراقية الجميلة .

غبطة البطريرك إن القوميين الكلدان هم اخوانك وأبنائك ويدافعون عنك وعن الكنيسة وهم مستعدين للتضحية ونكران الذات ، ولكن مع الأسف ثمة من يحاول دق اسفين التفرقة بين البطريركية وأبناء شعبه من النخبة المثقفة المخلصة والحريصة على حقوق شعبنا الكلداني والمسيحيين بشكل عام والمخلصة للكنيسة ولمؤسسة البطريركية الموقرة بالذات ، فيجب ان لا تنطلي تلك المحاولات بل يجب إفشالها  لأنها تعمل على تمزيق لحمة الكنيسة الكلدانية والإيقاع بين البطريركية وأبنائها المخلصين من المثقفين الكلدان .
الموقر غبطة البطريرك
الكاتب مهمته تشخيص مناطق الخلل وتسليط الأضواء عليها ، واستخدام منظومة النقد ، ومسألة السمع والطاعة تتنافى مع فلسفة الأختلاف وتعارض مفهوم القطيع فنتساءل
 اولاً :
ومن باب تشخيص الخلل لا ادري إن كان بمقدورنا ان نسأل عن مصير الفساد المالي في مؤسسة البطريركية الذي اشير اليه في بداية تسنم غبطة البطريرك مار لويس روفائيل ساكو المسؤولية ، ولم نسمع بعد ذلك عن اي تحقيق او نتائج التحقيق فما هو مصير الفساد المالي ؟ لماذا تراجعت البطريركية بإدراتها الجديدة عن الخوض في غمار هذه المشكلة ؟ هل كان السكوت عنها بمبدأ : عفا الله عما سلف ام ان قدرات الفاسدين اقوى من قدرات الكنيسة ؟
ثانياً :
 ولم يكن ثمة اي توضيح من الكنيسة حول الموضوع بينما كانت هناك العديد من التصريحات والتوضيحات والقرارات بشأن الكهنة والرهبان المخالفين حسب رؤية البطريركية  الموقرة ، وبصدد المخالفات الإدارية للرهبان والقسس كانوا يقومون بواجبهم الكنسي في مكان آخر ولم يرتكبوا مخالفة دينية او لاهويتية او يرتكبوا هرطقة ، لقد المت بهم ظروف صعبة وهم جزء من هذا الشعب الذي ترك بيوته وأمواله وهربوا الى ارض الله الواسعة وهؤلاء الكهنة والرهبان بشر مثلنا ، هاجروا من كنائسهم ووطنهم ، وإن كانوا ارتكبوا مخالفة إدارية فليست خطيئة مميته ولا تستحق الطرد والأنتقام . فسبق لغبطة البطريرك نفسه مع مجموعة من المطارنة الأجلاء ان امتنعوا عن حضور السينوس الكلداني لعدة سنوات الذي كان يدعو له البطريرك المرحوم عمانوئيل دلي ، ولم تصدر اي عقوبة لهذه المخالفة الإدارية .
نحن نؤيد القانون والنظام في جسم الكنيسة ، لكن ليس بالضرورة ان يكون لهذا النظام قوة لتطبيقه على امور قد مضى عليها سنين ، فهنا حسب رأيي المتواضع يكون صالحاً ومفيداً مبدأ :
عفا الله عما سلف لتنقية القلوب ولكي تجري المياه الصافية بمجاريها ، ولنقلب الصفحة ونبدأ بصفحة جديدة ناصعة .
ثالثاً :
في نفس السياق نسأل عن مصير الرابطة الكلدانية ، وربما كانت الظروف القاسية التي ألمت  بشعبنا الكلداني في تشريده من بيوته في مدنه سبباً في تأجيل الفكرة ، لكن لم يكن اي توضيح بهذا الصدد من مؤسسة الكنيسة .
رابعاً :
لقد تم إقصاؤنا نحن الكتاب الكلدان من الموقع الذي يتكلم باسم بطريركية الكلدان ( سانت ادي ) ، وهذا ينطبق على موقع كلدان اوروبا ، الذي كنا ضمن مؤسسيه ، وبعد فترة قصيرة كان إقصائنا من الملعب في موقع كلدان اوروبا ليكون الموقع خاص لما يقرره رجل الدين فحسب ، بينما كان من المقرر ان يكون الموقع مناصفة بين العلمانيين الكلدان ورجال الدين ، فكان طردنا من الملعب حتى دون علمنا . وإن كان اسم الموقع كلدان اوروبا فهل كلدان اوروبا هم رجال الدين فحسب ؟ ولا ندري لمن نقدم شكوانا ؟
بالنسبة لموقع البطريركية كتب في صدر صفحتها الرئيسية هذه العبارة :

 

وفي الحقيقة ان بعض المقالات المنشورة في موقع البطريركية ( سانت ادي ) ليس مطابقاً لما ورد في هذه الملاحظة .
في ملاحظة اخيرة عن عنوان المقال في الحملة الإعلامية على المطران سرهد جمو ، انا شخصياً لدي تحفظ على بعض مواقف المطران الجليل مار سرهد جمو ، لكن هذه التحفظات لا تمنع من ان اقف الى جانب الحق حسب قناعتي ، فمن وجهة نظري ان سيادته  بادر الى رعاية مؤتمر النهضة الكلدانية ، ويوم مقابلة الرئيس مسعود البارزاني وأنا شخصياً كنت ضمن الوفد الذي كان يرأسه المطران ابراهيم ابراهيم والمطران سرهد جمو كان المطران جمو متكلماً لبقاً ومفاوضاً شجاعاً .
 وبعض مسيرته تفيد انه ولادة  بغداد  سنة 1941 اكمل الأبتدائية في بغداد والثانوية في المعهد اللاهوتي للكلدان  في الموصل وبعدها انتقل الى روما وكان عمره 17 سنة ، ودرس في السنوات ما بين 1958 و 1964 في الجامعة البابوية في
أوربانيانا، نال فيها شهادة الماجستير في الفلسفة وألاهوت .و واصل دراساته في المعهد
البابوي للدّراسات الشّرقيّة حيث حصل على شهادة دكتوراه في الدّراسات الشّرقيّة الكنائسيّة
برسالته الموسومة: تركيبة الطقس الكلداني .
 بعد إكمال دراساته في روما، عاد إلى بغداد حيث عُيِّنَ راعي كنيسة مار يوحنا المعمدان من
  1969 إلى 1974 خلالها تم بنا كنيسة جديدة و بيت لراعي الكنيسة . في عام 1974
اصبح عميدا للمعهد اللّاهوتي البطريركي الكلدانيّ و الّذي خدم فيه الى عام 1977 . وبعد
ذلك سافر الاب سرهد جمو إلى الولايات المتّحدة و عُيِّنَ كقسّ مساعد لكنيسة ام الله في
سوثفيلد، وبعدها انتقل إلى تروي - ميتشيجان ليصبح راعي كنيسة مار يوسف حيث
خدم هناك لمدّة عشرون سنة . واثناء خدمته هناك، بنى قاعةً احتفالات جديدة و قاعة
للاجتماعات ومجمّع مكاتب و بيت جديد للقسّيس و كنيسة جديدة . في 1991 تم تعينه نائب
عام للأبرشيّة الكلدانية في الولايات المتّحدة.
في عامي 1984 و 1985 حاضر في جامعة نوتردام، و في عام
1987 حاضر في الجامعة الكاثوليكية في واشنطن العاصمة. و منذ 1993 تم تعينه أستاذا
جامعيا لللاهوت الشّرقي في المعهد الشّرقيّ البابويّ، حيث يحاضرهناك فصلا دراسيّا واحدا
في السّنة. اما في مجال توحيد كنيسة المشرق، ففي عام 1979 أصبح عضو الجنة
الاستشارية لمؤتمر الأساقفة الكاثوليكيّ، للحوار بالكنائس الأرثوذكسيّة الشرقية. كان لعمله
باتجاه الوحدة عامل مهم في إعلان البيان المسيحي المشترك في عام سنة 1994 بين الكنيسة الأشوريّة الشرقية و الكنيسة الكاثوليكيّة، في 1995 عُيِّنَ عضوا في اللّجنة المشتركة للحوار اللّاهوتيّ بين الكنيسة الكاثوليكيّة و الكنيسة المشرق الأشوريّة، و في 14 اب 1997 اصبح واحدا من سكرتيري للجنة المشتركة للتّوحّيد بين الكنيسة الكلدانية الكاثوليكيّة و الكنيسة المشرق الأشوريّة. وقد ادى عمله في هذه اللّجان في اصدار وثيقة الكرسيّ البابويّ سنة 2001 حول العلاقة المتبادلة بين الكنيسة الكلدانية الكاثوليكيّة وكنيسة المشرق الآشورية.
للمزيد عن سيرة المطران سرهد جمو راجع الرابط :
http://www.chaldeansonline.org/umtha/umtha2/umtha2_p8.pdf

يتضح من سيرة المطران سرهد جمو ، انها سيرة طيبة وبرأيي المتواضع ان الهجمة الإعلامية على الأرجح هي نتيجة مواقفه القومية الصريحة بجانب قوميته الكلدانية ، ويتضح ذلك من الأقلام التي سطرت المقالات لمهاجمته .
غبطة البطريرك لويس ساكو الكلي الطوبى :
لا ريب انكم تتحملون العبئ الأكبر من المسؤولية في قيادة الكنيسة وشعبها ، وإن تصليح الخلل في جسمها يقع على عاتقكم ، وإن حدث خلل ما او ارتكب خطأ ما من قبل فرد من الأكليروس  إن كان اسقفاً او كاهناً او راهباً فمسؤولية الإصلاح منوطة بسيادتكم ، وانا لست مبحراً في الشؤون الدينية الكنسية  لكن لدي المعلومات العامة وما تعلمناه في التعليم المسيحي ومن خلال بعض القراءات ، ولو فرضنا ان ابناء كنيستك هم في اسوأ الأحتمالات من الهالكين لا سامح الله  او من الخطاة فإن ابن الأنسان جاء لكي يخلص الهالكين ، ما ريكم في إنسان كان عنده مئة خروف فضل واحد منها ، افلا يترك التسعة والتسعين في الجبال ويذهب ويبحث عن الضال ، الحق اقول لكم ، إنه إذن وحده ، فإنه يفرح به اكثر من فرحه بالتسعة والتسعين التي لم تضل ، وهكذا لا يشأء ابوكم الذي في السموات ان يهلك واحد من هؤلاء الصغار ( متي 18 : 11 ـ 14 ) .
لقد قدم الزميل صباح دمان مقترحات جميلة وواقعية بتشكيل لجنة من العلمانيين تقوم بالمساعي الحميدة لرأب الصدع بين البطريركية وبين ابرشية مار بطرس الكلدانية في اميركا . او يمكن ان تكون بمساعي حميدة من الأتحاد العالمي للكتاب والأدباء الكلدان .
لكن مقترحي الشخصي : ان تؤلف لجنة من ثلاثة مطارين  لتكون اكثر قبولاً ، وأطرح اسماء المطارين الأجلاء لتكوين لجنة هدفها رأب الصدع هذا ، والمطارنة الأجلاء هم :
المطران ابراهيم ابراهيم ، المطران انطوان اودو ، المطران شليمون وردوني
.

اجزم ان غبطة البطريرك ساكو يتشوق ويعمل جاهداً للمحافظة على الكنيسة كحرصه ومحافظته على حدقتي عينيه  ، وإن التضحية في سبيل مصلحة الكنيسة يشكل هدفه الرئيسي ، وإن وحدة بنيان الكنيسة هو غاية نعمل جميعاً لتكريس هذا البنيان وتقويته ، والمسالة تحتاج التضحية ونكرات الذات من الجميع ، سيادتكم تتحملون الجانب الأكبر من الثقل في هذه المهمة الدينية والإنسانية والله يكون في عونكم .
ودمتم بخير ومحبة المسيح جميعاً .
يليه الجزء الثالث  )وهو الأخير )
د. حبيب تومي اوسلو في 16 / 01 / 2015

34
الأخ فريد شكوانا المحترم
تحية ومحبة
شكراً على مرورك . وأقول إذا نظرت الى الخلاف الموجود بين البطريركية وابرشية مار بطرس الكلدانية في اميركا ، لا يمكن ان تجد خلاف لاهوتي او ظهور هرطقة في جانب كنسي ، إنها مجرد خلافات إدارية .
 لقد حتمت ظروف العراق الى الهجرة التي يمكن ان نطلق عليها هجرة جماعية ، ولا ريب  ان الرهبان والقسس الذين هاجروا هم جزء من هذا الشعب . على سبيل المثال حينما غادرت العوائل من القوش في اعقاب هجمة داعش على المنطقة ، كان من ضمن المغادرين رجال الدين ، ولم يوجه اليهم اي لوم ، وحينما استقروا في قرية ما بادروا الى القيام بواجباتهم  الدينية في مكان استقرارهم ، وهذه مسألة طبيعية ، ويمكن تشبيه هذه الحالة مع الرهبان والكهنة الذين استقروا في اميركا وبالذات في ابرشية مار بطرس .
اما المسالة القومية وواجب رجل الدين فثمة تفاوت في الرأي ، فبطريرك الكنيسة الآشورية مار دنخا الرابع ، يقف مع شعبه قومياً اكثر من اي شخص حزبي قومي ، وانا شخصياً اقدر موقفه هذا لأنه يقف مع شعبه ويراعي مشاعره ولا احد يلومه على ذلك .
المطران الجليل سرهد جمو يقف قومياً مع شعبه فلماذا نلومه ، انه رأيه وينبغي ان نحترم رأيه ما دام لا يتنافى مع واجبه الديني ، كان المرحوم البطريرك يوسف اودو يقف مع طموحات شعبه القومية ، ووٌصف بأنه البطريرك الكلداني العظيم بسبب مواقفه الجريئة لفرض طقوس ولغة شعبه الكلداني .
نحن مع مؤسسة البطريركية ومع البطريرك الموقر مار لويس ساكو الجزيل الأحترام ومع المطران الجليل سرهد جمو والمطران الجليل مار باوي سورو ، نحن معهم جميعاً للتوصل لحل كل الخلافات بروح المحبة المسيحية .
هذا هو هدفنا نحن الكتاب الكلدان ، لكن مع الأسف يريدون وضع الحطب لأشعال النار بين البطريركية وبين من يعتزون بقوميتهم الكلدانية ان كانوا من رجال الدين او من العلمانيين .
دمت بخير
تحياتي
حبيب

35
السيد انطوان الصنا المحترم
تحية وتقدير
ادرج قسم من ردي على تعليقك السابق :
لا ادري كيف اعبر عن دهشتي عما سطره قلمك في هذا التعليق وغيره ، وكيف يستطيع الأنسان ان يكون له مثل هذه القابلية في التنقل من ضفة الى اخرى .

يا رجل بالأمس كنت تمجد القومية الكلدانية بكتاباتك وبرسائلك الشخصية التي أشرت اليها في تعليق سابق على احدى مداخلاتك .في فترة كنت تمجد العروبة والقومية العربية ، من خلال مصالحك مع القيادة السابقة ، وبعد سقوط النظام ، ومع الأصفافات القومية والمذهبية والدينية عكفت على المجاهرة بقوميتك الكلدانيـــــــة والدفاع عنها ، وبعد ذلك انتقلت الى الأصطفاف مع المجلس الشعبي ، وشرعت تردد التسمية القطارية الكلداني السرياني الآشوري ، بمناسبة وبدون مناسبة ، وأخيراً استقر مركبك عند الأمة الآشورية ، ونتمنى ان ترمي المرساة هناك  هذه المرة وتكف عن التنقل بين المرافئ .
مقالك عن المؤتمر القومي الكلداني كان منشوراً في عنكاوا كوم ودخلت عليه وحذفت فقرات طويلة منه ، وبدلت ( ولا اقول زورت ) كل كلمة كلداني ، الى كلدانية سريانية آشورية ، وغايتك ان تمسح ماضيك الكلداني ، لقد كتبت لي في أحدى رسائلك :
« ارسال الى: حبيب تومي في: 12:14 02/02/2009 »
« لقد قمت بالرد على هذه الرسالة. » رداقتباس
استاذي العزيز ابا رياض المحترم
تحية
ابدع قلمكم المتميز دائما في موضوع الحركة الديمقراطية الاشورية الجديد
وفقكم الله مع تقديري
فلماذا تعاتبني اليوم بالرد على الحركة ؟
في رسالة اخرى تقول :
« ارسال الى: حبيب تومي في: 01:51 09/02/2009 »
استاذي العزيز ابا رياض جزيل الاحترام
تحية اخوية
ان السموم التي تقيأ وافترى بها السيد (س ، هـ ، لقد مسحت الأسم وأبقيت الأحرف ـ حبيب ) اليوم وغيره والتي تجمعت في حوصلته وجعبته تجاهكم واتجاه كل ما هو كلداني غيور وكفوء انهم اشباه وانصاف المثقفين والكتاب او ادنى لا يستطيعون ان ينطقون هذه الكلمة على طرف لسانهم وكأنها مثل عظم السمك الذي ينغرس في حنجرتهم وكادوا يختنقون منها لانهم مسكونين بالحقد والكراهية والعنصرية والالغاء تجاهنا وينتظرون الفرصة السانحة للهجوم والانقضاض وهيهات ....
استاذي العزيز
وقد تهيأت الفرصة لهم فكل من ينادي بأيمان وثقة وحجة وبصوت عالي ووعي بأمة الكلدان خائن ومزايد و...و... و...خسوء هولاء الرعاع والاوباش سنبقى كلنا ننادي بصوت اعلى ثم اعلى حتى يخرس هولاء الخفافيش في جحورهم وضعاف النفوس وكلنا معك ولا يزيدنا مثل هذه الهجمة الا ايمانا وثقة بقضيتنا واهدافنا مهما تكالبت وتأمرت علينا
امثال هولاء المرضى نفسيا ....
تحياتي واحترامي لكم واعتقد لا حاجة للرد عليهم اتركهم يموتون في غيهم وغيضهم لانهم لايستحقون الاحترام والرد المهم ان نسير بخطواتنا بتخطيط ووحدة الصف نحو هدفنا السامي مع تقديري ...

                                                       اخوكم ومحبكم
                                                        انطوان الصنا
                                                         مشيكان
وفي رسالة اخرى تقول فيها :
« ارسال الى: حبيب تومي في: 19:17 12/03/2009 »
استاذي العزيز حبيب تومي المحترم
تحية طيبة
استلمت رسالتك التاريخية واني عن نفسي سوف التزم بكل ماورد فيها من اسس وقواعد حرصا على وحدة الكلمة والصف القومي الكلداني مع
تقديري


                                                                اخوكم ومحبكم
                                                                  انطوان الصنا
                                                                    مشيكان

اتساءل اين اصبح الصف القومي الكلداني ؟ وكيف استطعت ان تنتقل الى الضفة الأخرى بهذه السرعة الصاروخية ؟ مبروك لك هذه القابليات .
دمت بخير ، وأتمنى لك اوقات سعيدة .
تحياتي
حبيب
ـــــ
لكن قبل قهوة مع السلامة ادرج هذه الحكاية العراقية الطريفة الممتعة كما وردتني على الأيميل  وهي عامة ولا اقصد بها شخصاً معيناً وهي بعنوان :
اقوال زمان...... وافعال اليوم
من المعروف ان طائر اللقلق كان يأتي الى العراق في ايام الشتاء فيبني اعشاشه فوق اماكن مرتفعة مثل مأذنة جامع او برج كنيسة ، او ربما فوق بعض المباني الخربة المرتفعة . وهو طائر مسالم يحب الهدوء ويتجنب الضوضاء ..
ويقال إن احد هذه الطيور المحبة للعزلة والتفرد اختار برج كنيسة في بغداد ليبني عشه فوقه ، مما سـبب ازعاجاً مستديماً لشماس الكنيسة فأشـتكى امره للقـس ، إذ إنه كلما قرع ناقوس الكنيسة تساقط عليه القش والذرق ( الذروك ) المتيبس ، فاوصاه القس بأن يأخذ قطعة من كبد جمل ويملحها بصورة حسنة ( ولحم الجمل يسبب العطش ويستحرم اليهود اكله ) ، ويضع بجوارها كاسة خمر معتقة ، فعندما يأكل اللقلق كبد الجمل يعطش ، فيضطر لشرب الخمر فيسكر ويصبح ثقيل الحركة وغير قادر على الطيران ، فيصعد اليه الشماس ليمسكه .
 اتبع الشـماس التعليمات بحذافيرها حتى سكر اللقلق ، فصعد اليه الشماس وامسكه من رقبته ، سحب السكين وسأله :- فهمني انت من يا ملة ... ؟؟ ، يهودي ... أشـلون تاكل لحم جمل ؟ ، نصراني ... أشـلون اتذرك عل الناقوس ؟ ، مسـلم ... أشـلون تشـرب عرك ؟؟ .
هذه القصة اشتهرت ايام زمان بين الناس بأسم ( لكلك كنيسة ..لا موسى ولا عيسى ) ، وهي تقال لكل المتلونين ومن لايشبه قوله فعله ، وصار بعد ذلك ان اطلق البغاددة صفة ( اللكلكي ) على كل شخص متلون .


36
يبدو ان الأخ كامل كوندا مغرم بطاعة حزبه ( الزوعا ) بمبدأ سمعة وطاعة .
يا سيد كامل كوندا من هم اعداء الأمة الذين جندوني ؟ وما هو المنصب الذي اصبو اليه ، انا في السبعين من عمري ما هو المنصب الذي اتملق لاجله لأحصله من الاكراد ، عندما تتكلم تكلم بالمعقول لكي يتوفر عندك قليل من الأنصاف والمصداقية ،
إن السيد كامل كوندا يشغل نفس الأسطوانة المشروخة حينما يقول :
عاش كل عمره لا يؤمن لا بالكنيسة ولا بالقومية حيث كان يؤمن بالفكر الشيوعي ، وبطريقة خبيثة .
 يا سيد كامل كوندا من اين تعرف انني لا اؤمن بالكنيسة ولا بالقومية هل تعرفني سابقاً ، هل كنت معي في التنظيم الشيوعي ، الذي ارجوه من حزبك ان يعلمك طريقة لمخطابة الآخرين المختلفين معك رأياً بألفاظ ولغة حضارية ، وليس بألفاظ مبتذلة ، لكي لا يردون عليك بمثلها .
ثم هل تعرف من اسس حزبك حزب الزوعا ؟ إن كنت لا تدري فأنا اقول لك ، إن مؤسسه الأساسي هو المرحوم ابرم عما الألقوشي ، وهو شيوعي كبير في الحزب الشيوعي العراقي وكان من ضمن من قدموا لإجازة الحزب الشيوعي في عهد عبد الكريم قاسم ، وهو الذي وضع اللبنات الأساسية لتأسيس حزب الزوعا ، فلماذا تحاول النيل من كل من كان شيوعياً في فترة شبابه ؟ علماً ان المرحوم ابرم عما كان من الشمامسة المعروفين ، بل اعرف كوادر في الزوعا كانوا شيوعيين سابقين ، فماذا تقول عنهم ؟
اما كلامك الذي تقول فيه :
أن لا يشجع مطرانا فقد عقله وتمرد على رؤسائه ، ..
فأكرر على حزبكم ان يعلمكم مخاطبة الآخرين المختلفين معكم اصول مخاطبتهم بطريق حضاري .
تحياتي
حبيب

                                             

37
يقول المرحوم توما توماس الشخصية العراقية المعروفة :
إن من هم كلدان لا يمكن تبديلهم بجرة قلم الى آشوريين كما يحلو للاخوة الآشوريين ذلك ، إنه تعقيد العمل القومي والوحدة وإنه امال البعض بإحداث الأنقلاب في التاريخ

38
الأخ العزيز باسل شامايا المحترم
تحية ومبحة
(((ايسف شامايا )))
اسم معروف في القوش من الشخصيات الألقوشية في شبابه وهو مثال كريم لعائلة شامايا المعروفة بحبها لألقوش ولتراثها وثقافتها ، وأنا شخصياً احمل الذكريات لـ ( ملبانا : Malpana  ) المعلم ايسف شامايا ، ففي اوخر الأربعينات كنت في الروضة ( صبّا دزوري : Sheppa d Zore ) صف الصغار ، هكذا كانت تعرف مدرسة الروضة في القوش ، وكان مقرها المبنى البسيط المجاور للزاوية الشمالية الشرقية لكنيسة ماركيوركيس الحالية .
تعلمت في وقتها ( الب بيث ) اللغة الكلدانية ، لكن دوروس الدين والصلوات كانت اكثر من دروس تعليم اللغة الكلدانية ، وهكذا تعلمنا ( شلملاخ مريم / وبابان ديلي بشميّا ، وهايم نينان ، وألبانا مشيحايا اي التعليم المسيحي )، وغيرها من القصص والأحاديث والنصائح الدينية الجميلة التي كانت تزرع بذور المحبة في مخيلتنا الطفولية الصغيرة . 
لقد كان المعلم ايسف شامايا صديق المرحوم والدي وهذه الصداقة كانت تعفيني من جلب الأجور الشهرية التي كانت 50 فلساً اي درهم واحد في الشهر ، حيث كان والدي يعطيها لصديقه ايسف مباشرة ، لكن في احدى التعازي  في الثمانيات من القرن الماضي حيث كنت جالساً الى جوار الأستاذ ايسف اخبرني من باب المزاح بأن الوالد قد تأخر في دفع اجور آخر شهر من الدراسة لسنة 1949 واسمي مدون مع الذين لم يدفعوا لهذا الشهر والمبلغ قدره خمسون فلساً .
اجل انها ذكريات جميلة ترفرف فوق رؤسنا ، لكن لا يمكن الإمساك بها ، أنها كالطيور المهاجرة حيث تحلق بعيداً .
الذكريات الجميلة والحزينة تبقى عالقة ، وهي تنبعث من الأعماق ومن اللاوعي في لحظة معينة ، ومن المحزن ان الأنسان يبقى مرتبطاً بالذكريات المتعلقة بالأحزان والمآسي ويحاول تجاوز الذكريات الجميلة ، كذكريات الطفولة هذه .
تحية ومحبة للمعمر الألقوشي الطيب يوسف شامايا واطال الله في عمره ، وارجو ارسال رقم هاتفه في استراليا الى بريدي الألكتروني ، ليتسنى لي الأتصال به .
دمتم آل شامايا بخير وكل عام وانتم بخير
تحياتي
حبيب

39
الأخ زاهر دودا المحترم
إن كل المتعاطفين مع الزوعا يريدون ان يمرروا مثل هذه الأفكار العنصرية على بلدة القوش المدينة الكلدانية الأصيلة ، لقد كان التاريخ القديم لنينوى يقول ان ما كان يطلقه البابليون على الاشوريين كلمة ( سوبارتو ) .. نجد مردوخ بلادان الملك البابلي ( 721 ـ 711 ق. ب . ) لا يسمي خصمه الآشوري سرجون الثاني ملك الآشوريين بل ملك السوباريين وجيشه جموع السوبارتو وتذكر نصوص الفأل التي اقتصرت فيها تسمية الآشوريين لبلادهم وأنفسهم على انهم سوبارتو . ان التقرير الذي قدمه احد المنجمين الآشوريين الى الملك الآشوري :
إذا شوهد القمر في اليوم 30 من شهر نيسان فإن بلاد ( سوبارتو ) سوف تتغلب على الأخلامو ( احدى القبائل الآرامية الكبرى ) ويضيف موضحاً : نحن السوباريين ( راجع طه باقر مقدمة في تاريخ الحضارات القديمة .ص473
يا سيد زاهر دودا عندما حوصرت القوش سنة 1933 كان هدف الحصار إخراج الآثوريين منها ولو كانت القوش آثورية كما تدعي ، لكانت ضربت بالسيف لأنه كان هناك فرمان فاشي يقضي بإبادة الآثوريين ,القوش لم تكن اثورية ولا اشورية ولا كلدوآشورية ولهذا سلمت من الفرمان .
لقد مر الرحالة محمد ابن السيد احمد الحسيني المعروف بالمنشئ البغدادي وذلك عام 1822 في القوش وكتب يقول :
من دير الربان هرمز الى القوش فرسخ واحد وهذه قرية ( القوش ) نفوسها نحو الفي بيت كلهم من الكلدان ..ومن القوش الى تللسقف اربعة فراسخ . وإنه طريق سهل وبيوتها نحو الف بيت كلهم كلدان ..
إنكم يار رجل تريدون الغاء التاريخ الكلداني ، يقول المرحوم توما توماس الشخصية العراقية المعروفة :
إن من هم كلدان لا يمكن تبديلهم بجرة قلم الى آشوريين كما يحلو للاخوة الآشوريين ذلك ، إنه تعقيد العمل القومي والوحدة وإنه امال البعض بإحداث الأنقلاب في التاريخ .
الأخ زاهر دودا انتم غلاة الفكر الآشوري لا تريدون ان تروا امامكم ما هو واقع حقيقي على الأرض ، قبل اكثر من 3800 سنة اي قبل 38 قرناً من السنين كانت هذه الأرض تسمى آشور ، وكانت المدن الموصل وشرقاط واربيل ودهوك وغيرها من مدن المنطقة يدخل في تلك التسمية اليوم الموصل عربية وشرقاط عربية وأربيل كردية وتلعفر تركمانية وبعذري ايزيدية وبغديدا سريانية ، لكن يصر الأخوة غلاة الفكر الآشوري ان يسموا المدن الكلدانية باسم المدينة الآشورية . واليوم الأخ زاهر دودا يعزف نفس الألحان المملة ونسي انه في سهل نينوى فقط خمس قرى آشورية وهي كيرانجو وشرفية وداشقوتان وعمبقري وبيروزافا ، فيتحول الى القوش ليقول القوش آشورية . ولكن نسأل الأخ دودا ماذا عن اربيل والموصل وتكريت وشرقاط هل هي اشورية ايضاً ام ان ابي لا يقدر إلا على امي .
تحياتي
حبيب


40
الأخ Eddie Beth Benyamin المحترم
تحية ومحبة
شكراً على المداخلة على المقال ، وقد ورد فيه : ... الدرجة الكنسية لغبطة البطريرك مار لويس روفائيل الاول ساكو هي اقل درجة كنسية من قداسة البطريرك مار دنخا الرابع ولهذا قبل البطريرك مار لويس روفائيل الاول ساكو يد قداسة البطريرك مار دنخا الرابع اولا حبا لشخصية قداسته وثانيا لانه اصغر سنا منه ....
لا ادري من اين استقيت هذه المعلومة ، انه اجتهاد الكنيسة الآشورية فحسب ولسنا ملزمين في الكنائس الأخرى ان نوافق على مثل هذا الأجتهاد . يا اخ ادي حسب معلوماتي المتواضعة ان البطريرك والبابا والمطران ، في الدرجة الكهنوتية لهم درجة واحدة وهي ( المطران ) فالبابا هو مطران روما ، لكن في التقسيم الأداري او الوظيفة الإدارية ، المطران الفلاني له صفة البابا  والمطران الفلاني هو بطريرك الكلدان والآخر هو بطريرك الآشوريين او الأرمن وهكذا ، فالبطريرك مار دنخا ليس مستواه ( درغا) اعلى مستوى من البطريرك الكلداني كونه قد قد حمل نفسه لقب القداسة . اخ ادي وحتى لو فرضنا درجته اعلى ، فسوف نبحث عن تواضع المسيح ، والذي يجدر برجال ديننا ان يكونوا قدوة حسنة لشعبهم في التعلم من هذا التواضع وتطبيقه على سلوكهم في الحياة قبل غيرهم .
تقبل تحياتي
حبيب
ـــــــــــــــــ
السيد شليمون جنو المحترم
إنها تعابير سياسية حزبية تريد تطبيقها في جسم الكنيسة الكلدانية من قبيل :
.. هذه هي محاولة التفافية لرفع الحبل الملتف على رقبة المطران سردهد جمو ..الخ
إذا كان تفكيرك بهذه الصورة كيف يتسنى لي مناقشتك ؟ المطران الجليل سرهد جمو خدم شعبه وكنيسته باخلاص وكما فعل بقية المطارنةالأجلاء فلماذا هذه التعابير المقززة بحق رجل دين ؟
تحياتي
حبيب
ـــــــــــــــ
الأخ العزيز مايكل سيبي المحترم
شكراً على مرورك الدائم ، وفي نهاية المطاف لا يصح إلا الصحيح .
دمت بخير
حبيب
ــــــــــــــ
الأخ bet nahrenaya المحترم
بموجب وثيقة الأتحاد مع الكنيسة الكاثوليكة التي كان تاريخها 1445 إزيل اسم ( النسطورية ) عن الكنيسة ، واصبح اسمها الكنيسة الكاثوليكية ، وهذا مذهب كنسي وهو اكبر تجمع بشري تحت هذا الأسم ولهذا كان من الضروري الإشارة الى الأسم القومي لهذه الكنيسة لكي يصار الى تمييزها عن بقية الكنائس الكاثوليكة المنتشرة في العالم : الكنيسة الكاثوليكية الأرمنية .. القبطية .. الألمانية ... الأيطالية .. الفرنسية .. وهلم جراً وهكذا اختير الأسم الكلداني من قبل المعنيين ليكون اسماً قومياً لهم ولكنيستهم .
اما عن نضال الأخوة الآثوريين لمدة قرن من الزمان والكلدان لمدة عقد ، فهذا كلام غير دقيق ، بدليل انه في سنة 1920 اي في اعقاب الحرب العالميةالأولى  توجه وفد كلداني الى سيفر في فرنسا حيث كان هناك اجتماع لعقد معاهدة السلام وتم التوقيع عليها  في 10 أغسطس 1920 بين الإمبراطورية العثمانية وقوات الحلفاء وسعى الوفد الكلدانمي في حينه لضمان حقوق الشعب الكلداني في هذه المعاهدة ، والى جانب هذا الوفد كان ثمة وفد آشوري ، او بالأحرى 3 وفود آشورية ، لأن لم يكن  ثمة اتفاق مبدأي بينهم لتمثيلهم  في هذه المعاهدة .
لقد تضمنت المواد 62 و63 و64 حقوق الأكراد في مناطقهم وكذلك تضمنت المادة 64 من المعادة الإشارة الصريحة صراحة للحقوق القومية للكلدانيين والآشوريين .
فأرجو تصحيح معلوماتك
تحياتي
حبيب

41
الأخ عبدالأحد قلو المحترم
تحية ومحبة
إن موضوع إضعاف ابرشية مار بطرس الكلدانية في كاليفورنيا ، هو إضعاف للكنيسة الكاثوليكية في العراق والعالم ، المسألة لا تكمن في الصراع على الحلبة ومن يكسب الرهان ومن يخسره ، امامنا مصلحة كنيسة ومصلحة شعبها ، وينبغي النظر الى المسألة بهذا المنطق ، فمن هو الكاسب ومن هو الخسران في كل الأحوال الكنيسة الكلدانية وشعبها هي تتحمل الخسارة ، الوضع الحالي السائد في ابرشية مار بطرس الكلدانية ، بعد ( طرد ) الرهبان والكهنة حيث سادت البلبلة بين المؤمنين ، فهل كنيستنا بحاجة الى هذا الوضع ؟ إنه امر مؤسف ان تصل الأمور الى هذه الدرجة .
شكراً على مرورك الدائم اخي عبدالأحد قلو
تحياتي
حبيب
ـــــــــــــــــ
الأخ وميض شمعون آدم المحترم
تحية ومحبة
شكراً على مرورك ، نعم ان التاريخ كالبحر يمكن ان نغرف منه ما نشاء وحسب ما يوافق مصلحتنا ، إن المسألة القومية هي مشاعر الشعب وليست بما تحققه هذه المقالة او هذا الكتاب ، لقد حاولت الحكومات السابقة في العراق ان تجعل من الأكراد عرباً وبعد 1970 اعترفت الحكومة العراقية بوجود قومية عراقية اخرى هي القومية الكردية الى جانب القومية العربية ، وكانوا قبل هذا القرار يبحثون في بطون الكتب لثبتوا ان الأكراد هم عرب اقحاح ، وهكذا زميلنا اخيقار يوخنا ، يتعب نفسه وعيونه في البحث ليلتقط اي إشارة تلغي القومية الكلدانية من الوجود وهذا مستحيل فإن تاريخ الشعب الكلداني هو جزء مهم من التاريخ الحضاري لبلاد ما بين النهرين ، او بلاد الكلدان كما كان يسمى في حقبة تاريخية .
دمت بخير
تحياتي
حبيب




42
الأخ احيقار يوحنا المحترم
تحية ومحبة
ساناقشك بالمختصر المفيد :
 ورثت اسمي القومي الكلداني ولغتي الكلدانية والديانة المسيحية والمذهب الكاثوليكي من آبائي وأجدادي ، وليس ثمة اي حاجة لأفتح بطون الكتب لكي اتأكد من مصداقيتهم ، الكوردي في الجبال لا يبحث في بطون الكتب عن مصداقية اسمه الكوردي ، وكذلك العربي في الأهوار ليس بحاجة للبحوث وكتابات يكتبها اناس آخرون ولا الآشوري ولا الأرمني ، إن كل فرد يعرف  تاريخه وانتمائه واسمه ، فلماذا ينبغي على الكلداني ان يقرأ المقال الذي آشار اليه الأخ اخيقار يوخنا ليتأكد من اسمه ؟
انا لا اشك في تاريخي اخي اخيقار ، ولا في ديني ولا في مذهبي ، فمن يشك في مصداقيه اصله وفصله عندئذِ عليه ان يبحث ويسأل ، فنحن الكلدان متأكدين من هويتنا القومية الكلدانية ولسنا بحاجة للسؤال والتأكد منها ، جوهرتنا في جيبنا فلماذا نبحث عنها ؟
تقبل تحياتي
حبيب
ــــــــــــــــــ
الأخ 2014kaldany المحترم
نعم فتحت الرابط وهذا موقف واضح وصريح من البطريركية الموقرة ولا يصح إلا الصحيح في نهاية الأمر
شكراً للملاحظة وعلى مرورك  الجميل .
تحياتي
حبيب

43
الحملة الإعلامية ضد المطران سرهد جمو وتعقيب على عنوان مقال ليون برخو الأستفزازي
                                                  (ج1)
بقلم : د. حبيب تومي / اوسلو
habeebtomi@yahoo.no
habeebtomi71@gmail.com
الحملة الإعلامية الأخيرة على المطران سرهد جمو قد اتخذت منحى جديداَ ، فيه وتيرة الشدة ظاهرة لا سيما من الكتاب الذين لهم تاريخ في محاربة اي فكر قومي كلداني ، ويرحب بما يكتبون في مواقع الأحزاب التي تعمل لتقويض الكنيسة الكاثوليكية الكلدانية اولاً ، والإجهاز على اي فكر قومي او نهضة كلدانية ثانياً ، وهذه الجهات  معروفة لا داعي لذكر اسماءها ، وبتقديري ان الإجهاز على الفكر القومي الكلداني  تلقى القبول والأرتياح من مؤسسة البطريركية الكاثوليكية الكلدانية حسب ما هو ظاهر للعيان ، وأرجو ان اكون مخطئاً في تقديري هذا . وسوف اتناول الموضوع بشئ من التفصيل ولهذا سوف يليه الجزء الثاني لكي لا يكون طويلاً على القارئ الكريم .
مقدمة عن الأسم القومي الكلداني
غبطة البطريرك لويس روفائيل ساكو ، له مكانة سامية لعلمه الغزيز وثقافته الراقية وبعد ذلك  تبوئه لقمة الهرم في مؤسسة الكنيسة الكاثوليكية في العراق والعالم كبطريرك للشعب الكلداني حيث كان قد اطلق اسم الكنيسة الكلدانية تيمناً بشعبها الكلداني ، وكان اللقاء الأول بين نساطرة قبرص في عهد الحبر الروماني  بندكتس الثاني عشر وحضر فيه رؤساء اللاتين واليونان والأرمن والموارنة والنساطرة واليعاقبة ، فأبرز النساطرة صورة الأيمان المستقيم وأقروا برئاسة الحبر الروماني على كل الكنيسة ، وطلبوا فقط على الأبقاء على طقوسهم الأبوية التي لا تشين الأيمان وكان ذلك سنة ( 1340 ) ( للمزيد راجع القس بطرس نصري الكلداني في ذخيرة الاذهان م2  ص76  دير الاباء الدومنيكيين ، الموصل سنة 1913) .
 اما اللقاء الثاني فكان سنة 1445 حين الأتحاد مع روما في عهد البابا اوجين الرابع ( 1441 ـ 1447 ) . حيث اختار اسقف نساطرة قبرص المطران طيماثاوس الكلداني  الذي ابرم وثيقة الأتحاد ، اختار الأسم القومي للكنيسة الكاثوليكية في بلاد النهرين اسم الكنيسة الكلدانية كهوية قومية لهذه الكنيسة اسوة بالكنيسة الأرمنية او الفرنسية او اليونانية او اي كنيسة قومية وطنية اخرى ، ولم يختار الأسم الآثوري لهذه الكنيسة لأن الشعب الذي تنتمي اليه هو الشعب الكلداني ، فعرفت بالكنيسة الكلدانية وفق السياق الذي يتمشى مع تاريخ هذا الشعب العريق في بلاد ما بين النهرين ( العراق ) .
اليوم يمثل الكلدان غالبية مسيحيي العراق ، وهو مكون عراقي  اصيل يدين بالديانة المسيحية ويسلك المذهب الكاثوليكي ويحمل اسم القومية الكلدانية العراقية كانتماء قومي وطني ويتشرف برآستها اليوم غبطة البطريرك مار لويس روفائيل ساكو الكلي الطوبى والوقار .
 إن الشعب الكلداني معروف تاريخه قديماً وحديثاً ، فمنذ ولادة الدولة الوطنية العراقية الحديثة في سنة 1921 تميز هذا الشعب وقيادته الدينية بمساندة ودعم تأسيس تلك الدولة وساهم ببنائها وتطورها وتقدمها ، وكانت القيادة الدينية المتمثلة بغبطة البطريرك المرحوم عمانوئيل الثاني توما (1900 ـ 1947 ) . كانت ممثلة بمجلس الأعيان وكان البطريرك الكاثوليكي الكلداني عضواً في مجلس الأعيان الى ان وافاه الأجل عام 1947 وكان هذا المجلس يتكون من 20 عيناً يتم اختيارهم من الملك مباشرة من وجهاء القوم وعقلائه ومدبريه .
وتمشياً مع ذلك السياق فإن غبطة البطريرك اليوم له منزلة سامية فالكلدان شريحة مهمة من المكونات العراقية الأصيلة ، وينبغي ان يكون للبطريرك شخصياً احترام كبير لأبناء شعبه من كتاب ومن رواد ومدافعي عن مؤسسة الكنيسة وعن القومية الكلدانية والتاريخ الكلداني  ، البطريرك الموقر يحمل ثلاث صفات فهو مسيحي ، من الكنيسة الكاثوليكية ، ومن القومية الكلدانية التي يحملها شعبه الكلداني بلغته القومية الكلدانية ، فلا يمكن للبطريرك ان يشك في انتمائه القومي ولسنا بحاجة الى اي دراسات او مؤتمرات لنعرف اسمنا القومي ، وأتساءل كيف يشك غبطة البطريرك ساكو في اسمه القومي وهو رئيس الكلدان ومسؤول عنهم امام المسؤولين في العراق وفي المنطقة وفي المحافل الدولية .
إن اي مسؤول : رئيس حزب ، رئيس دولة ، رئيس ديني مثل البطريرك ، الملك ..  او اي مسؤول رفيع مسؤول عن دولة او جماعة او طائفة .. ينبغي ان يتميز بالحنكة والعلم والمعرفة ، وبعكس ذلك نشهد انهيار الدول والأمم ، وأهم مراتب المعرفة ان تصغي الى الرأي العام والى ابناء شعبه ، وأهم من ذلك ان يكون الحاكم او المسؤول الذي اشرنا اليه ان يكون اميناً على شعبه وعلى حقوقه ومبادئه ومصالحه وتاريخه وعلى  ومشاعر هذا الشعب .

 


لقد تألمنا للزيارة التي قام بها غبطة البطريرك مار لويس روفائيل ساكو لقداسة البطريرك الآثوري مار دنخا الرابع  وللمنظر المؤلم الذي ظهر سيادة البطريرك الكلداني وهويقبل يد البطريرك الآثوري والأخير غارق في نوبة من الضحك، إنه موقف مؤلم ليس الى نسيانه سبيل .
 ناهيك عن بروتوكول الزيارة الذي لم يكن مناسباً لاستقبال سيادته ، هل هو التواضع.. ؟ كلا وألف كلا هذا الموقف ليس له علاقة بتواضع المسيح .
 الوحدة التي اردتموها مع البطريرك مار دنخا الرابع تحديداً ليست في صالح شعبنا المسيحي ، فكان ان تبذلوا نفس الجهود مع البطريرك الكنيسة المشرقية القديمة ومع بقية البطاركة ، وبعد كل ذلك تتم الوحدة بقبول كلا الجانبين وحينما يتنازل احد الطرفين او احد الأطراف لمصلحة الوحدة ينبغي على الطرف الآخر او الأطراف الأخرى ان تتنازل بنفس المقدار وتخطو نفس الخطوات للوصول الى الوسطية الذهبية ، ولكي لا يهيمن مفهوم المنتصر والخسران .
في شأن الوحدة ايضاً نعود لمقال المطران الجليل ( البطريرك لاحقاً ) لويس روفائيل ساكو سنة 2005 حيث يكتب في موقع عنكاو مقالاً تحت عنوان : المسيحيون في العراق الى اين؟ وبشأن التسمية ورد في متن المقال هذه الفقرة :
(( ما نحتاجه اليوم  ويقرر مصيرنا  كفريق متجانس هو  الاتفاق على تسمية واحدة ، حتى ولو في هذه المرحلة الهامة. هناك ضرورة على التوافق: تبني تسمية واحدة كأن تكون  " كلدو اشوريين " كتسمية قومية أو  " سوراي"  أو " السريان"  أو الاشوريويين  أو الكلدان.. )) .
المقال حسب الرابط ادناه :
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,962.0.html
لقد جرى اقتراح هذه الصيغة سنة 2005 وما قبلها ، كانت ثمة طروحات كثيرة ، وبشكل عام لا يمكن ان يتخذ بها لأنها صيغة غير عملية ، الأحزاب المتنفذة وفي مقدمها الزوعا طرحت موضوع التسمية للنقاش ولكنها تمسكت باسمها القومي الآشوري وفضائيتها كانت اسمها قناة آشور ، ولكنها طرحت اسم كلدوآشوري خصيصاً لأحتواء الكلدان وتفريغ اسمهم من محتواه القومي الذي يعتزون ويفتخرون به .
ولو سلمنا ان الأسم القومي الكلداني بدأ سنة 1445 فيكون قد مضى عليه ما يقارب 6 قرون من السنين ، فهذا يكفي لأن يفتخر هذا الشعب باسمه ، بينما الأسم الآشوري لم يمض عليه سوى قرن واحد ومع ذلك يعتز الأخوة الآشوريين باسمهم القومي ولا يمكن ان يتنازلوا عنه .
 انا لدي ثلاثة اولاد ولكل منهم اسمه يعتز ويفتخر به وليس بينهم اي خلاف او صراع ، وسيكون عكس المنطق ان يكون لهم اسم واحد ، انهم ثلاثة اخوة متحابين متضامنين والأسماء المختلفة لا تفرقهم ، وفي مسألة شعبنا المتكون من السريان والآشوريين والكلدان يكوّن شعب مسيحي  واحد ، فلماذا نصر على ان يكون لنا اسم واحد ؟ إنه تنظير قومي شوفيني بأن يكون هذا الأسم هو الأسم الآشوري وبقية المكونات الكلدان والسريان عبارة عن اسماء كنائس وهي تابعة للاسم الآشوري الواحد هذا هو الهدف من ان يكون لنا اسم قومي واحد ، فالحل الأمثل غبطة البطريرك ان تبقى اسماؤنا الثلاثة ، وهو الحل العقلاني الصائب  لموضوع التسمية ، ومن غير المنطقي ان نخضع للأحزاب القومية الآشورية لإلغاء اسم الكلدان والسريان والأبقاء على الأسم الآشوري كاسم قومي لمكونات كنسية لا اكثر فهذه لعبة حزبية لا تعبر على شعبنا الكلداني .
اكتفي بهذا القدر في هذا الجزء من المقال .
يليه الجزء الثاني حيث سأتناول فيه مسألة الفساد المالي وموقف الكنيسة من الكتاب الكلدان ، وموقف المطران سرهد جمو ، واعقب على عنوان مقال السيد ليون برخو الأستفزازي : المطران سرهد جمو يهدم بيته على رأسه وعلى رأس اصحابه .
د. حبيب تومي / اوسلو في 07 / 01 / 2015

[/b]

44
الصحفي ماجد ايليا المحترم
بارك الله بهذه القوات الشجاعة والتي ستدافع عن كل شبر من ارضنا في سهل نينوى والحفاظ على هويتنا الاشورية بكل اطيافها و الوانها. وعندما تحرر هذه القوات الآشورية كل شبر من مدننا الكلدانية والسريانية نطلب منك ومن هذه القوات ان نعمل نحن الكلدان والسريان رعاة اغنامهم وخدم في بيوتهم لأنهم ابطال ونحن لا نعرف كيف تستعمل البندقية ، شكراً على هذا المقال ايها الصحفي الآشوري ماجد ايليا .
تحياتي
حبيب

45
الأخوة الأفاضل :  نامق ناظم جرجيس ال خريفا المحترم / الفادي الفادي المحترم /  Yohans المحترم
تحية ومحبة لكم جميعاً
تحت يدي كتاب عنوانه : المسيحيون واليهود في التاريخ الإسلامي العربي والتركي ، وهو بقلم المؤلفان : فيليب فارج ويوسف كرباج وترجمة بشير السباعي .دار نشر سينا ط1 القاهرة 1994
الكتاب رصين فيه معلومات احصائية بالأعتماد على الضرائب ( الجزية )المستحصلة من اهل الكتاب من المسيحيين واليهود ( الذميين ) . ويبدأ الكتاب من تحقيق التجانس الديني في الجزيرة العربية ، إذ لا يجب لديانتين التعايش في الجزيرة العربية بعد مجئ الإسلام .
ولا اريد ان اخوض في التفاصيل لهذا الكتاب , فقط اشير الى جدول منشور صفحة 44 يشير الى الطوائف في الأزمنة الأولى للخلافة العربية الإسلامية اي في القرن السابع الميلادي :
سوريا عدد نفوسها 4ملايين نسمة منهم 3 ملايين و960 الف مسيحي و40 الف يهودي .
بلاد الرافدين عدد النفوس 9 ملايين و100 الف نسمة منهم : 9،009،000 مسيحيين و91 الف يهود . ومصر كان فيها انحطاط سكاني حيث ان نفوسها 2،700،000 منهم : 2،673،000 مسيحيين و27 الف يهودي : فيكون اجمالي السكان في هذه البلدان الثلاثة في القرن السابع الميلادي 15،6800،000         مليون نسمة منهم 15،642،000 مليون مسيحي و158 الف يهودي ، وما تعني هذه الأرقام ان هذه البلدان الثلاثة كانت مسيحية ، ولم يكن في ذلك الوقت او عبر التاريخ لم يكن هناك استعمار او صهيونية .
الأخ الفادي الفادي
إن كتابة مقال في صحيفة لا يعني الشئ الكثير ، لماذا يعمل اليهود على تهجير المسيحيين الكلدان او غيرهم من مدنهم ؟ ما هي العبرة ؟ إن كان اهل البلد المسيحيين لا يستطيعون السكن والعيش في هذه المدن فكيف يستطيع اليهود السكن فيها ؟ ثم اين بيوت وقصور اليهود التي جمدت من قبل الحكومات العراقية ، وهل لليهود تلك الكثافة السكانية لكي يخاطروا بمواطنيهم ليعيشوا في هذه الغابة ؟ إنه المنطق ، ولا يهمني ما يكتبه هذا الكاتب او تنشره تلك الصحيفة ، اجل ان اليهود يعتزون بأطلالهم التاريخية وعاشو في العراق آلاف السنين وقبل الأسلام وقبل المسيحيين ، إنه وطنهم ، ولكن الدين الإسلامي يريد تجانس ديني على الأراضي التي اصبحت إسلامية ، منها جزيرة العرب ( المملكة العربية السعودية اليوم ) والعراق وسورية والعراق وكل الشرق الأوسط الذي قريباً سوف تتحول دوله الى دول إسلامية تدريجياً .
الأخ يوهانس إن اردنا ان نعرف من يشتري اراضي برطلة وبغديدا علينا ان نبحث من اشترى اراضي تلكيف ....!!!!!!
دمتم جميعاً بخير
تحياتي
حبيب

46
الى متى نبقى مخمورين ومؤمنين بنظرية المؤامرة ، الأستعمار والصهيونية ، اليهود يشترون البيوت في الموصل ، اليهود يشترون العقارات في بغديدا وبرطلي وو.. وهل اليهود آمنين في اسرائيل لكي يشتروا الأراضي في الموصل او في برطلة او غيرها ؟ طرح مثل هذه الأفكار والفرضيات الفنطازية ، هدفها تحويل الأنظار عن المشتري والمستفيد الحقيقي . حقاً إن ترويج نظرية المؤامرة عملية سهلة تغنينا عن  التعب والتفكير والبحث عن الفاعل الحقيقي ، وهكذا نحن مخمورين بنظرية المؤامرة ، فما امتع نومة القيلولة في يوم قائض تحت ظل شجرة تداعب مخيلتنا الأحلام الجميلة ورجلينا بالشمس ، ولا نشعر الا والشمس المحرقة تغطي اجسامنا ولا مفر منها .
تحياتي
حبيب .

47
الأخ جاك يوسف الهوزي المحترم
تحية ومحبة
مقالك ينطلق من ارض الواقع ، وتشخيصك لواقع الكلدان كان صائباً ، ازعم ان الكنيسة حينما يتعلق الأمر بالشأن القومي الكلداني تنأى بنفسها على فرض ان الكنيسة لا تتدخل بالسياسة ، علماً هنالك فرق بين العمل القومي والعمل السياسي ، ليس هذا فحسب بل ان الكنيسة دائمة التدخل بالشأن السياسي ، فحينما يظهر غبطة البطريرك الى جانب رئيس احد الأحزاب السياسية يوم الأنتخابات ، إن هذا هو موقف سياسي بعينه ، كما ان البطريرك حينما يسمي احد الوزراء ويشيد بمنجزاته ، فإنه موقف سياسي داعم لحزب ذلك الوزير .
ثمة هوة كبيرة بين اتجاه البطريركية وطموحات شعبها الكلداني السياسية والقومية ، فالرئيس الديني يعتبر في هذه الظروف الرئيس الدنيوي لشعبه ايضاً ، لكن مع الأسف نرى البطريركية الكلدانية تنأى بنفسها كلياً عن اي طموحات قومية لشعبها الكلداني ، وهذا موقف غريب وعجيب ، فكيف يجوز لرئيس شعب ان ينأى بنفسه عن الطموحات القومية لذلك الشعب ؟
ينبغي اصلاح هذه الحالة بفتح قنوات تواصل وتفاهم بين رأس الهرم والقاعدة ، بين الكنيسة وشعبها لا سيما  مع النخبة المثقفة منهم ، لكي يصار الى تفاهم وتنسيق المواقف بين الكنيسة الكاثوليكية الكلدانية وابناء شعبها المهتمين بالشأن السياسي والقومي ، فحينما ينحاز البطريرك لهموم شعبه فإن ذلك ليس اثماً .
دمت بخير ومحبة
حبيب

48
الصديق العزيز سولاقا بولص يوسف المحترم
تحية ومحبة
انه تشخيص دقيق للعلة ولكن ما هو العلاج ؟ فكما هو معروف التخريب والهدم سهل والبناء والتعمير صعب ، وأصعب من اي بناء هو بناء الإنسان ، فبناء وتعمير الجسور والعمارات يحتاج الى مبالغ من المال وقوة بشرية ، ويمكن بناء ما تم تدميره بسهولة نسبية ، لكن كيف نبني إنسان تعود على السرقة والفساد والكذب والأحتيال .
اخي سولاقا ان العقود المنصرمة كانت طافحة بشتى انواع الفساد المالي والإداري والمحسوبية والوساطة ووو..وها هي النتائج فلا يمكن لرئيس الوزراء حيدر العبادي ان يحل كل هذه المشاكل المعقدة بين ليلة وضحاها ، وينبغي تضافر كل الجهود المخلصة في العراق لحل المشاكل المعقدة والشائكة في  جسم الدولة العراقية ، لاسيما موضوع طرد مسلحي الدولة الإسلامية داعش من اراضي العراق .
دمت بخير وكل عام والعراق بخير .
تحياتي
حبيب

49
الصديق العزيز كمال لازار المحترم
تحية ومحبة لك وللاخوة اصحاب المداخلات على المقال
اسمح لي ان اختلف معك ومع الأخوة المعلقين .
بدأت المقال بقول جبران خليل جبران :
ويلٌ لأمةٍ كَثُرتْ فيها المذاهب وقَلَّ فيها الدين .
إن هذه المقولة غير واقعية فالإنسان مجبول على الإختلاف ،  ولا يمكن ان يشكل قطيعاً فالتنوع والأختلاف حاجة إنسانية ضرورية ينبغي قبولها . في المجتمعات المتقدمة كما في الدول الأوروبية قل الدين واصبح دوره ثانوياً وكثرت في هذه الدول الأديان والمذاهب والأحزاب ، ومع ذلك ثمة تعايش مدني سلمي وقبول الاخر مهما كان دينه او مذهبه او حزبه ، فالمسألة هنا هي شيوع ثقافة قبول التعددية وقبول الآخر مهما كان ، وغياب ثقافة الحزب الواحد او الدين الواحد او المذهب الواحد القويم .
ان ما اشرت اليه وما سميته بالجنون ، هذا الجنون ،اخي كمال ليس وليد 12 سنة مضت اي منذ سقوط النظام ، كلا الجنون كان موجوداً لكن بصور اخرى وتحت مسميات اخرى . ولو سمينا الأشياء بأسمائها فإن هذه الحالة كانت موجودة منذ 1400 سنة الى اليوم وكان يشتد تأثيرها او يخف وفق مزاج الحاكم واجتهاده .
العرق كان بلد مسيحي بامتياز في القرن السابع الميلادي حيث كان المسيحون يشكلون اكثر من 90 بالمئة من سكانه اما اليوم فربما لايعادلون سوى نسبة واحد بالمئة ، فما هو السبب ؟
ان العراق سيعيد عافيته في حالة ابعاد الدين عن السياسية ، ووجود نظام سياسي ديمقراطي علماني ، وبعكس ذلك ستبقى لغة المجانين سائدة بهذه الصورة او تلك .
دمت بخير
تحياتي
حبيب


50
الكلدان في ديترويت : عنوان مختصر ومفيد للمؤلف جيكوب بقال
تحية وتقدير للمؤلف ، تحية وتقدير للاخ كما يلدو الذي يتحفنا بشخصيات ومنجزات الكلدان ، تحية ومحبة للصديق الشاب فوزي دلي الذي له حضور في كل الفعاليات الكلدانية . تحية ومحبة لكل الجمهور الحاضر في تلك الفعالية الثقافية ، تحية ووقار للمطران الجليل ابراهيم ابراهيم .
لقد كان آباؤنا الكلدان الرواد الأوائل في ركوب المخاطر بقطع المحيط  بغية الوصول الى تلك الأصقاع  ولعل رحلة القس اسحق الموصلي الكلداني في القرن السابع عشر والتي اعتبرت رحلة اول شرقي الى العالم الجديد  .
في القرن الماضي كان التلاكفة السباقين الى ركوب الأخطار لقطع ذلك المحيط بركوب السفن المتوفرة في ذلك الوقت ، وقد علمت من بعض الأخوة ان الذين يصلون الى تلك البلاد يضعون لافتة على صدورهم مكتوب عليها اسم او اسماء الأشخاص الذي يقصدونهم من اقاربهم وكان الواصلين قبلهم يساعدونهم في الوصول الى مبتغاهم في لقاء اقاربهم .
 لقد كان هذا القوم يعتز بهويته : فسجلوها بكل فخر واعتزاز بأنهم كلدانيين ( CHALDEAN) من تلكيف من العراق ، وهكذا بقيت القومية الكلدانية بتراثها ولغتها وطقوسها وفولكلورها ، بقيت حية وستستمر ديمومتها مع بقاء شعبها الكلداني الحي .
إن إذاعة صوت الكلدان بإدارته النشيطة وفي مقدمتهم الأخ فوزي دلي والأخ قاشات تعتبر جهازاً اعلامياً مهما لبقاء التواصل الكلداني .
إن الإنجاز الذي حققه المؤلف الأستاذ جيكوب بقال هو انجاز رائع ، ولكن ذلك لا يمنع من ان اناشد الأستاذ المؤلف ان يعقب جهده هذا بمؤلف آخر عنوانه : الكلدان في اميركا ، يتناول تاريخ هذه الجالية الكريمة في تلك البلاد وكيف اندمجت هذه الجالية مع المجتمع وكيف تفوق ابناؤها في ميادين العلم والتجارة والسياسة .
كما اناشد الجالية الكلدانية ان يقوم احد ابنائها المتمكنين من اللغة الأنكليزية بترجمة هذا الكتاب الى اللغة العربية ليتسنى لنا الأطلاع عليه .
تحية ومحبة وتقدير الى الجمهور الحاضر والى سيادة المطران الجليل ابراهيم ابراهيم ، وهذا الحضور الكثيف يبرهن على اعتزاز الجالية الكلداني وعلى تمسكها بالثقافة والهوية الكلدانية .
تحية لكل الجهود الخيرة في خدمة شعبنا الكلداني
د. حبيب تومي / القوش في 19 / 12 / 2014


51
السيد يوسف شكوانا المحترم
تحية وتقدير
تقول في معرض ردك : .. بل ان تبدأ بالكتابة ولقد ذكرتها هنا لاوفر عليك عناء البحث عن ما تعتبرها مستمسكات، هذا مع علمي اليقين ان كل ذلك تعتبروه لا شئ لأنني اؤمن بوحدة قوميتنا، اليس كذلك ..
 في الحقيقة انا لا ابحث عن مستمسكات ، فالأنسان له قناعته في مرحلة عمرية معينة ، ثم يحدث ان يتبدل في قناعاته وفق الظروف التي يمر بها بلده ومجتمعه ومستجدات الحياة عموماً ، في فترة الشباب للأنسان روحه الثورية ، وفي فترة الكهولة والنضوج الكامل عبر تجارب الحياة يكون للانسان قناعات مختلفة ، فالذين يفجرون انفسهم وسط الناس جميعم شباب منهم في دور المراهقة او قد تجاوزوا هذا الدور بسنين قليلة . فالحياة في حركة مستمرة لا يمكن ان تستمر على منوال واحد .
وفي معرض الأفكار يقول المفكر غوستاف لوبون : من لم يؤمن بالشيوعية في شبابه فلا قلب له ومن لا ينقلب ضدها فلا عقل له ، وغوساف لوبان لا يقل اهمية عن ميكافيلي في التحليل السياسي ، وعن  فرويد في التحليل النفسي ، وإن كتابه سيكولوجية الجماهير الشهير يعبر عن علمه الغزير .
هكذا يتصرف الأنسان في حدود مرحلته العمرية . والأمور الأخرى المحيطة ببيئته الحياتية .
وورد في ردك ايضاً هذه الفقرة :
 ماذا كان موقفك منّا كمجموعة من شباب المرحلة المتوسطة تتراوح اعمارنا بين 12 و 14 عاما كنا نعتز بلغتنا والحان كنيستنا الكلدانية ونتعلمها في كنيسة مار كوركيس في القوش على يد الاب المرحوم يوحنان جولاخ، هل كنا حقا نستحق السحل بالحبال نتيجة ذلك .
لا ادري ماذا تريد بهذه العبارة وعن اي حبال تتكلم يا رجل ، انا تربطني مع الأب المرحوم يوحنا جولاغ اواصر القرابة عن طريق المرحومة والدته كما كانت بيننا علاقات جيرة  طيبة ، وبيننا صداقة منذ ان سيم كاهناً اعتقد اواسط الستينات من القرن الماضي الى ان رحل الى الأخدار السماوية ، لقد كان بيننا نقاش هادئ ، وكان الأختلاف في الرأي مسالة مقبولة من الطرفين ، فكانت المودة قائمة مستمرة حتى الأيام الأخيرة من عمر الأب يوحنان جولاغ رحمه الله .
في الحقيقة انا استغرب ايراد هذه الفقرة ، وأنا شخصياً لم يكن يعنيني في تلك الفترة من يتعلم الحان كنسية في كنيسة مار كيوركيس او غيرها ، وليس لي شأن بذلك .
تقبل تحياتي
حبيب

52
الأخ عبد الأحد قلو / الأخوة الأعزاء
تحية ومحبة للجميع
الغريب ان مقال السيد يوسف شكوانا وضع في صدارة الصفحة الرئيسية  لموقع عنكاوا ، وهذا المقال  الذي هو  بمثابة الرد عليه لم يجد الهواء الطلق على الصفحة الرئيسية ، وإن المشرف على المنبر الحر كان يجب  ان يتحرك بمسافة حيادية اكثر اتساعاً للتعامل مع الجميع والوقوف على مسافة واحدة من اصحاب مختلف الآراء ، وأن لا يكون ثمة محاباة او تفضيل لجهة معينة ، لأن ذلك لا يليق بموقع عنكاوا الأغر .
الأخ عبد الأحد قلو : ان السيد شكوانا دئماً يسالنا سؤال حول ما إذا كنا ثلاث قوميات او قومية واحدة ، لأن على حد تعبيره نلفظ قوميتنا الكلدانية بشكل مستقل او نضع واوات بين تسميات شعبنا المسيحي  من الكلدان والسريان والآشوريين .
نحن حينما نعتز بلغتنا وبقوميتنا الكلدانية فهذا حق طبيعي ، امامي مجلة : الثقافة العدد 2 سنة 1987 وكانت تصدرها الجمعية الثقافية المسيحية ، ويقول يوسف شكوانا ص23 : لغز بالكلدانية : ايها القراء الكرام هذا لغز آخر بلغتنا الكلدانية العريقة .. لا ادري ان كانت اليوم  قد انقلبت الى اللغة السريانية ام لازالت عنده اللغة الكلدانية العريقة .
في نفس هذه المجلة وفي نفس العدد ورد له مقال ص53 تحت عنوان : الأضطهادات الفارسية للكنيسة المشرقية ، وما يهمنا في هذا المقال ما يردده السيد شكوانا حول الكلدان والآشوريين ، ص58 يقول : البشارة الأنجيلية وانتشارها السريع في بلاد فارس خاصة بين الكلدان والآشوريين .. وفي ص68 يكتب : إن الغالبية العظمى كانوا من الكلدان والآشوريين سكان البلاد الأصليين ...
وفي صفحة 85 يقول : وهكذا بعد ان كانت كنيسة واحدة اسسها مار ماري في المدائن معظم اتباعها من الآشوريين والكلدان ، انقسمت الى كنيستين كنيسة شرقية نسطورية وغربية يعقوبية .. الخ
يبدو ان وضع الواو لم يكن ممنوعاً يومذاك ، ونحن نضع الواو اليوم بين الكلدان والآشوريين فيقال عنا انفصاليين . وفي كل الأحوال هم على حق ونحن على باطل ، هم وحدويين ونحن انقساميين ، هذه هي العقيدة التي تتركز عليها الأحزاب الشمولية ذات التوجه الأحادي : الحزب القائد ، الحزب الواحد .. الخ
دمتم بخير
حبيب


53
الأخوة اوشانا 47 وبيثنهرينايا bet nahrenaya وAshur Rafidean المحترمون
شكراً لمروكم وتعليقاً على  مااورد الاخ اشور رافدين حيث يقول :
...لم نرى اي ارتباط بين  زوعا والمشاكل في الكنيسة الكلدانية والا لكانت البطريركية الكلدانية الموقرة نشرت ذلك ببيان او توضيح ..

نعم كان للبطريركية الكلدانية بيان وتوضيح وهو المدون في تعليق الأخ عبد الأحد قلو ,كذلك في الرابط ادناه الذي يبين مدى استياء المؤسسة الكنسية من الزوعا ، ويقول البيان  ان النائب يونادم كنا لا يمثل المسيحيين في البرلمان بل يمثل حزبه وأدناه الرابط :
https://www.youtube.com/watch?v=kXaywSeO1so&feature=youtu.be
تقبلوا جميعاً تحياتي
حبيب
ـــــــــــــ
الأخ James Esha Barcham المحترم
إن المرحوم توما توماس كان طيب النفس ولطيفاً مع الجميع ، وانا معك يكون المرحوم توما قائلاً هذا الكلام مجاملة للحاضرين  وانا في فترة الستينات كنت مرافقاً لتوما وكنت معه كظله الى ان غادرت القوش اواخر سنة 1968 ، واريد ان أحيلك الى اوراق توما توماس التي كتبت بخط يده حيث يقول :
.. إن من هم كلدان لا يمكن تبديلهم بجرة قلم الى آشوريين كما يحلو للاخوة الآشوريين ، انه تعقيد للعمل القومي والوحدة وإنها آمال البعض بإحداث انقلاب في التاريخ ، إن إصرار الأخوة الآشوريين على هذه التسمية كما قلنا هو استحالة العمل ووحدة الشعب ..
بالنسبة الى المرحوم ابرم عما ، رغم انه ليس من عمري ولكن كان بيننا علاقات صداقة وكنت التقي معه في البصرة حيث كان منفياً هناك ، وقليلين يتصلون معه خوفاً السلطات  التي كانت تراقب تحركاته واتصالاته ، وكان ابرم عما من الذين قدموا لطلب إجازة لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي في عهد المرحوم عبدالكريم قاسم ، وبعد ذلك اتخذ الأفكار القومية الآشورية وهو المؤسس الحقيقي او من المؤسسين للحركة الديمقراطية الآشورية .
 الأخ James Esha Barcham يبدو انك انسان طيب وقادر على إذابة الثلوج لإحلال روح التعاون والمحبة .
تحياتي
حبيب


54
الأخوة الأعزاء ومنهم لوسيان واحيقار يوحنا
اجل ان الفعل (اقصى )  يعني لغوياً ابعد ، نفى ، طرد خارجاً ، ولكن مصطلح الأقصاء في الأستعمال السياسي ، كان يرافق الأحزاب الشمولية التي تمتاز بالأحادية الفكرية ، فهنالك الأنظمة الأشتراكية التي فيها الحزب الشيوعي الواحد  ، وفي بلاد العرب كان حزب البعث يكنى بالحزب القائد ، ولا يوجد مكان مهم لبقية الأحزاب ، والحركة الديمقراطية الآشورية لها فكر احادي إقصائي حينما تقصي القومية الكلدانية من الساحة السياسية العراقية ، وكما  كان كمال اتاتورك رغم انه كان له فكر علماني ، إلا انه في الشأن القومي كان له فكر قومي إقصائي بحق القوميات الأخرى ، فأبقى على الأنتماء التركي للجميع ، وسمى الأكراد بأتراك الجبال وذلك بحجة خلق مجتمع متجانس قومياً ، وداعش لها فكر إقصائي بحق اتباع الأديان اللاإسلامية ، بحجة خلق مجتمع متجانس دينياً ، والحركة الديمقراطية الآشورية تريد ان تخلق للمسيحيين قومية واحدة بحجة خلق مجتمع مسيحي متجانس قومياً ، وهلم جراً من الأمثلة المشابهة ، فلا تدخلونا في المتاهات والفلسفات العقيمة التي لا تؤدي الى نتيجة . اللوحة واضحة ولا تحتاج الى تأويل .
تحياتي
حبيب

55
يقول السيد لوسيان :
 ..فكل شخص مشارك هنا يمتلك حقائق وافكار مختلفة وكل شخص يحاول ان يجعل الاخرين يعترفون برايه وافكاره وفي نفس الوقت هو لا يعترف بحقائق الاخرين لانه لا يعترف سوى بما يؤمن هو به , لانه ببساطة اقصائي لا يعترف بحقائق الاخرين...
 في الحقيقة انا لا اشارك السيد لوسيان بهذه الفرضية فليس كل الناس يدعون بامتلاك الحقيقة ، فمن غسلت ادمغتهم بيقينيات هم من يعتقدون هذا الأعتقاد الذي ذهب اليه السيد لوسيان ، فثمة فلاسفة ومفكرين لا يدعون هذا الأدعاء . لنأخذ مثلاً الفيلسوف البريطاني برتراند رسل حينما سئل إن كان مستعداً للموت في سبيل ما يعتقده ، فأجاب بالطبع كلا ، إذ بعد هذا كله ، ربما كنت على خطأ .
فلا يوجد في الكون حقائق مطلقة ، ولهذا ينبغي ان نمتاز قليلاً بالتواضع ، خصوصاً بالنسبة للذين يعتقدون انهم يملكون اليقينيات ولا يقبلون اي مناقشة وهم معروفون في المنبر الحر هذا لا داعي لذكر اسماءهم .
تحياتي
حبيب

56
الأخ العزيز اوشانا يوخنا (oshana47 )المحترم
تحية ومحبة
انا اقدر طاعتك وإخلاصك لحزبك ، وهذا واجبك ولكن هذا ليس واجبي ، الأحزاب الناجحة ، لا تخاف النقد الموجه اليها ، بل اكثر من ذلك ، الأحزاب الليبرالية الناجحة تقوم بتقييم مسيرتها وتستخدم منظومة النقد الذاتي  وتبين نقاط الخلل في مسيرتها ، والحزب الذي يدعي انه لا يخطئ ، حتماً سيتحول الى حزب دكتاتوري  واعتقد الحركة الديمقراطية الآشورية قد وقعت في هذا الخطأ والدليل هجومكم ومحاولتكم لأسكات اي صوت معارض ، وهذا ينطبق على الحاكم ، الذي لا يقبل اي نقد ، في نهاية المطاف يتحول الى دكتاتور .
بالنسبة الى مصلحة الحركة الديمقراطية الآشورية ، لا يسعدها ان يكون ثمة نهوض قومي كلداني ، وإن وقفت الكنيسة الكاثوليكية الكلدانية ، الى جانب هموم شعبها القومية ، كما هي الحالة في الكنيسة الأرمنية والآشورية وغيرها من الكنائس فستغدو القومية الكلدانية وتنظيماتها جبهة قوية تنافس الحركة في الساحة ، والحركة تريد ان تكون اللاعب الوحيد في الساحة ومن هنا تحاول الحركة وكتابها الى دق اسفين التفرقة بين الكنيسة وشعبها في المجال القومي .
لقد اورد الأخ عبدالأحد قلو في معرض رده في هذا المقال نص بيان البطريركيةالكلدانية ، يفضح موقف الزوعا المناهض للبطريركية الكلدانية ، ويمكنك ايضاً فتح الرابط التالي :
https://www.youtube.com/watch?v=kXaywSeO1so&feature=youtu.be
كما وجه كوادر من الحركة الديمقراطية الآشورية نداء الى الآباء الروحانيين وأبناء الكنيسة الكلدانية لاستنكار ما تقوم به البطريركية في نثبيت القومية الكلدانية في الدستور العراقي .

الأخ العزيز اوشانا يوخنا ، إذا انت لا تؤمن بالقومية الكلدانية ، فهذا شأنك ، ولكن ينبغي ان تحترم من يؤمن بهذه القومية ، نحن لا نؤمن بالدين الأزيدي او الأسلامي ولكن نحترم ايمان الأزيدية والمسلمين  بدينهم، هناك مفهوم وحقيقة اسمها حقوق الأنسان في المعتقد والأنتماء وحرية الرأي ، ومن منظومة هذه الحقوق ، التي تستمد  ،انت ،احترام الأخرين بموجبها وبهذا المبدأ عليك ان تحترم معتقدات الكلدانيين القومية ، وهم سوف يحترمون هويتك واسمك وقوميتك  الآشورية ، هذه هي الحياة في العصر الحديث ، لقد ولى زمن الأحزاب الشمولية وعليها ان تحاول ان تتكيف مع العصر او تغادر غير مأسوف عليها .
اتمنى لك التوفيق والنجاح
ودمت بخير
حبيب

57
السيد  Hani Manuel المحترم
انا لا استطيع ان افهم هذه الحساسية وهذا التوجس كلما تكلمنا عن الزوعا ، يا اخي الزوعا حزب  سياسي عراقي ، متعرض للخطأ والصواب في عمله ، الحركة ليست من المقدسات ، انها كأي حزب السياسي له مصالحه يكافح من اجلها .
انا اقول لك ولغيرك نقدر الجوانب الأيجابية في هذه الحركة وننتقد الجوانب السلبية ، انا باستمرار اقول بأن للحركة الديمقراطية الآشورية قرار مستقل في مواقف كثيرة ، ولكن ليس في جميعها ، فموافقة الحركة على قانون الأحوال الشخصية الشيعي كان موقفاً سلبياً ، فهل انت تعتقد ان هذا الموقف كان ايجابياً ؟ لقد كانت موافقة الحركة على هذا القانون على لسان وزيرها منطلقة من مصالحها المرتبطة بذلك التيار الشيعي الذي كان يقوده رئيس الوزراء المالكي . إنها مسألة مصالح ليس إلا ، يا اخ هاني .
انكم تنظرون الى الأمور من زاوية حزبية ضيقة ، وأنا شخصياً انظر للمسالة من جميع الجوانب وليس  لي اي ارتباط حزبي لكي استلم التعليمات : او اقول سمعة وطاعة دون مناقشة . فلماذا تستغربون او تغضبون حينما ينتقد احدهم حزبكم ؟
اكرر وأقول ان الزوعا ليست كيان مقدس ، بل هي عبارة عن كيان سياسي تتحرك في الساحة وفق مصالحها كأي حزب سياسي آخر ، وفي سياق عملها معرضة لاحتمالات الخطأ والصواب ، فأين الخلل بذلك ، ولماذا كل هذه العصبية والغضب ؟
إن كنتم تعملون في  حقل السياسة عليكم بسعة الصدر وقبول الأخر واحترام رأيه ، ومناقشته بالأدب والأخلاق . بمنأى عن التعصب والعصبية ، هذه هي السياسة ، إنها اخذ ورد وليست الطاعة العمياء في كل الأحوال .
تقبل تحياتي
حبيب

58
السيد lucian المحترم
تحية وتقدير
لا ادري ماذا يعني دفاعك عن الزوعا ، الزوعا حزب سياسي يعمل في الساحة ومن حق اي شخص ان يتناول هذا الحزب بالنقد ، الزوعا لا يتمتع بالقدسية ، فيكون من المحظور التقرب منه . فلا ارى معنى لخشيتكم  انتم المولاين لهذا الحزب ، ان الحركة الديمقراطية الآشورية تعمل في الساحة السياسية  العراقية وهي جزء من الفساد الذي خيم على هذا البلد طيلة السنين المنصرمة .
الحركة هي التي سببت الجدال الدائر بين ابناء الشعب الواحد حول التسمية وذلك بفرض التسمية التي تؤمن بها على الباقين وبسبب فكرها الأقصائي بحق الكلدان والسريان .
انا لا اقبل بالفكر الأقصائي اي كان مصدره ، فهل انت تؤمن بالفكر الأقصائي ؟ ومع كل ذلك انا احترم هذا الحزب كبقية احزاب شعبنا واحزابنا الوطنية بشكل عام ، ولكن هذا الأحترام لا يعني الرضوخ او السكوت عن خطأ يقترفه هذا الحزب او ذاك بما فيهم الحركة الديمقراطية الآشورية ، فهذه الحركة ليست مقدسة كما قلت .
انا شخصياًطيلة الفترة المنصرمة لم اتناول هذه الحركة بأي مقال وكتبت سلسلة من المقالات عن وضع المسيحيين بشكل عام بعد مجئ داعش . نعم ارتأيت ان لا نكتب بشأن التسمية في الوقت الحالي ، وكتبت بما يرمم صوف الكنيسة الكاثوليكية الكلدانية .
 المشكلة انت ترى في نفسك بأنك الحد الفاصل بين الحقيقة ونقيضها ، وعندما تساهم في الكتابة او التعليق ، بمعنى ها قد وصلنا الى الحقيقة ، وبعد ذلك ان ننفذ ما يسطره قلمك ، وها انت اليوم تعاتبني لأنني اكتب عن الزوعا .
السيد لوسيان المحترم : إن حرية الفكر والتعبير مكفولة للجميع ، ويلتزم ويقبل بها كل مفكر حر ، باستثناء الكتاب المرتبطين او الموالين للأحزاب الشمولية الأقصائية مثل حزب الزوعا الذي تتناكفون للدفاع عنه ، وكأن معدنه الزجاج تخافون عليه من الأنكسار . الغريب انك تخاف ان تكشف عن شخصيتك ، ومع ذلك تريد ان نطيعك ونقبل افكارك ، ولا ندري مع من نتحاور .
تقبل تحياتي
حبيب


59
الى James Esha Barcham
إن ظهور زوعها كحزب اديولوجي قومي اقصائي للكلدان والسريان قد سبب مشكلة كبيرة بين ابناء شعبنا ، إذ ارادت زوعا ، ان تبقي على القومية الآشورية كقومية شاملة لكل المسيحيين في العراق ، في حين ان القومية الكلدانية قومية عراقية اصيلة لا يمكن إزالتها بجرة قلم من اي حزب ، يقول المرحوم توما توماس في رسالته الى نبيل دمان ، بعد الحاح القوميين الآشوريين عليه بالتخلي عن القومية الكلدانية ، والأكتفاء بالقومية الآشورية يقول :
إن من هم كلدان لا يمكن تبديلهم بجرة قلم الى آشوريين كما يحلو للاخوة الآشوريين ذلك ، أنه تعقيد للعمل القومي والوحدة ، وأنها امال البعض بإحداث انقلاب في التاريخ ..
وهكذا ترى ان زوعا ليس لها فضل على الكلدان بل الذي عملته زوعا هو بذل الجهود لطمس تاريخ الكلدان وإلغاء وجودهم ، وإن خطابها المفرق قد خلق مشكلة التسمية بين ابناء شعبنا المسيحي الواحد المتكون من السريان والآشوريين والكلدان .
إن الغاء الآخر تحت شتى الأعذار هو عمل منافي لحقوق الإنسان في الحرية والعقيدة والأنتماء .
هذا مختصر مفيد .
حبيب

60
سيد Ashur Rafidean
المقال كتبته في القوش ، والشبكة هناك ضعيفة فنشرته في اوسلو ، وابقيت اسم القوش سهواً في المقال فهل ترى في ذلك خطيئة  مميتة يجب ان أحاسب عليها ؟
تحياتي 
حبيب
ــــــــــــ
سيد جورج خوشابا كوركيس
ليس ثمة تهمة موجهة ضد اي شخص او جهة معينة ، في جسم الكنيسة مشكلة مطلوب من جهات ذات العلاقة التوجه نحو الوسطية لكي لا تتضخم المشكلة ككرة الثلج اثناء دحرجتها ، وهذا محور المقال .
تحياتي
حبيب
ـــــــــــــــ
الأخ بولس يونان المحترم
تحية ومحبة
نحن في هذا الظرف احوج ما نكون الى توحيد الصف والكلمة ، ، وإذا تمزقت الكنيسة ، وهي اصلاً تعاني من الضعف ، ويطالها الإرهاب ، والشعب الكلداني والمسيحي عموماً مشتت ، فكيف إذا تفككت صفوفه وانشطرت كنيسته لا سامح الله .عليه يجب ان تمنح فرصة للعقل والحكمة ، وأن لا يفسج المجال لمن يتصيدون في المياه العكرة لكي تطبق سياسة الأنتقام البعيدة عن الروح المسيحية في التعامل مع الآخر فكيف إذا كان اخيك من لحمك ودمك .
ودمت بخير
تحياتي
حبيب
ــــــــــــــــــــ
الأخ الطيب الأستاذ خوشابا سولاقا المحترم
تحية ومحبة
شكراً على مرورك الجميل ورأيك السديد ، وفي الحقيقة ان توحيد الكلمة والصف والخطاب لا يتم كل ذلك إلا بالتفاهم والحوار الحضاري ، مع مبدأ احترام المقابل ورأيه وطروحاته ، ففرض الوحدة القومية او غيرها على الآخر عن طريق القوة والعنف ، ليس الطريق السليم للوحدة ، داعش تجبرنا على اعتناق الإسلام ، لنكون جميعاً موحدين تحت راية الدين الواحد . والتيار القومي العربي ، اراد ان يجبرنا على احتوائنا ضمن منطق القومية العربية لخلق مجتمع متجانس ، وهذا ما لجأ اليه كمال اتاتورك بمسح جميع اسماء القوميات وألأكتفاء ، بالهوية التركية لخلق مجتمع تركي متجانس ، وهذا ما رأيته في الأتحاد السوفياتي السابق اثناء دراستي ، حيث اجبرت كل الشعوب ان تنخرط تحت الراية السوفياتية والتخلي عن انتماءاتها القومية ، وأخيراً رأينا كيف تفكك الأتحاد السوفياتي السابق الى دول قومية مستقلة.
اليوم الأحزاب الآشورية تريد ان تجبر الكلدانيين ان  يتخلون عن هويتهم القومية الكلدانية ، بحجة خلق تجانس مجتمعي مسيحي له قومية واحدة ، إن إجبار الناس على التخلي عن قوميتهم والقبول بقومية اخرى تعتبر عملية فاشلة لأنها ضد منطق حقوق الأنسان وحريته في الأنتماء والعقيدة .
دمت بخير
اخوك حبيب


61
الأخ قشو ابراهيم نيروا المحترم
شكراً على مرورك ، وانا اعتذر لعدم التعليق على مداخلاتك ، بسبب ضعف إلمامي بقراءة وكتابة لغتنا الكلدانية ، واشكر الأخ عبدالأحد قلو لمساهمته في الإجابة ، اتمنى لك التوفيق اخي العزيز قشو ابراهيم نيروا .
تحياتي
حبيب
ــــــــــــــــ
 الأخ yohans المحترم
تحية ومحبة
شكراً على مرورك المفيد ، اجل ان مثل هذه الصورة لها أهميتها السياسية ، وهكذا نقول ان الحركة الديمقراطية الآشورية استثمرت تلك العلاقات مع مؤسسة البطريركية لتحقيق اهداف سياسية . بالرغم ان البطريركية تريد إبعاد نفسها عن الشأن السياسي ، فيما يصار الى تفسير مثل هذه الصورة سياسياً ، انه الأنغماس السياسي لصالح الجهات المشاركة في الصورة .
اكرر شكري لمرورك
تحياتي
حبيب
ـــــــــــــــــ
السيد انطوان الصنا المحترم
تحية وتقدير
لا ادري كيف اعبر عن دهشتي عما سطره قلمك في هذا التعليق وغيره ، وكيف يستطيع الأنسان ان يكون له مثل هذه القابلية في التنقل من ضفة الى اخرى .
لقد كتبت في تعليقك هذه النقطة :
((((2 - نعم ما ذهب اليه الكاتب القومي القدير الاخ والصديق العزيز ابرم شبيرا صحيح 100%  لاننا ابناء امة واحدة وشعب واحد بكل تسمياتها المذهبية الكنسية الجميلة (الكلدانية - السريانية - الاشورية) وهي الامة الاشورية لان عناصر الامة الواحدة من الارض واللغة والتاريخ والتقاليد والعادات ناهيك عن الدين متوفرة في امتنا ولم تتغير ابدا رغم كل الظروف والتحديات وما هذه التسميات المذهبية الا مدلولات حضارية لحقبة تاريخية من حياة امتنا الذي يمتد ل7000 سنة خلت  حيث اثبتت واكدت كافة المكتشفات الأثرية القديمة والحديثة وآلاف المصادر التاريخية بشكل علمي حاسم ورصين ان ابناء امتنا بمعظم مذاهبهم الكنسية ينحدرون في أصولهم وجذورهم التاريخية من آشوريي ما قبل التاريخ الذين أسسوا الامبراطورية الاشورية في بلاد ما بين النهرين في القرن الواحد والعشرون (ق.م) وارجو العلم ان موضوع الانتماء الإثني أو العرقي او القومي للشعوب تعتبر مسالة علمية موضوعية أنتربولوجية لا تستطيع البرامج او الاهواء او الرغبات أو الهواجس أن تغيرها أو تبدلها ))) .
يا رجل بالأمس كنت تمجد القومية الكلدانية بكتاباتك وبرسائلك الشخصية التي أشرت اليها في تعليق سابق على احدى مداخلاتك .في فترة كنت تمجد العروبة والقومية العربية ، من خلال مصالحك مع القيادة السابقة ، وبعد سقوط النظام ، ومع الأصفافات القومية والمذهبية والدينية عكفت على المجاهرة بقوميتك الكلدانيـــــــة والدفاع عنها ، وبعد ذلك انتقلت الى الأصطفاف مع المجلس الشعبي ، وشرعت تردد التسمية القطارية الكلداني السرياني الآشوري ، بمناسبة وبدون مناسبة ، وأخيراً استقر مركبك عند الأمة الآشورية ، ونتمنى ان ترمي المرساة هناك  هذه المرة وتكف عن التنقل بين المرافئ .
مقالك عن المؤتمر القومي الكلداني كان منشوراً في عنكاوا كوم ودخلت عليه وحذفت فقرات طويلة منه ، وبدلت ( ولا اقول زورت ) كل كلمة كلداني ، الى كلدانية سريانية آشورية ، وغايتك ان تمسح ماضيك الكلداني ، لقد كتبت لي في أحدى رسائلك :
« ارسال الى: حبيب تومي في: 12:14 02/02/2009 »
« لقد قمت بالرد على هذه الرسالة. » رداقتباس
استاذي العزيز ابا رياض المحترم
تحية

ابدع قلمكم المتميز دائما في موضوع الحركة الديمقراطية الاشورية الجديد
وفقكم الله مع تقديري
فلماذا تعاتبني اليوم بالرد على الحركة ؟
في رسالة اخرى تقول :
« ارسال الى: حبيب تومي في: 01:51 09/02/2009 » رداقتباسحذف
استاذي العزيز ابا رياض جزيل الاحترام
تحية اخوية

ان السموم التي تقيأ وافترى بها السيد (س ، هـ ، لقد مسحت الأسم وأبقيت الأحرف ـ حبيب )اليوم وغيره والتي تجمعت في حوصلته وجعبته تجاهكم واتجاه كل ما هو كلداني غيور وكفوء انهم اشباه وانصاف المثقفين والكتاب اوادنى لا يستطيعون ان ينطقون هذه الكلمة على طرف لسانهم وكأنها مثل عظم السمك الذي ينغرس في حنجرتهم وكادوا يختنقون منها لانهم مسكونين بالحقد والكراهية والعنصرية والالغاء تجاهنا وينتظرون الفرصة السانحة للهجوم والانقضاض وهيهات ....

استاذي العزيز

وقد تهيأت الفرصة لهم فكل من ينادي بأيمان وثقة وحجة وبصوت عالي ووعي بأمة الكلدان خائن ومزايد و...و... و...خسوء هولاء الرعاع والاوباش سنبقى كلنا ننادي بصوت اعلى ثم اعلى حتى يخرس هولاء الخفافيش في جحورهم وضعاف النفوس وكلنا معك ولا يزيدنا مثل هذه الهجمة الا ايمانا وثقة بقضيتنا واهدافنا مهما تكالبت وتأمرت علينا
امثال هولاء المرضى نفسيا ....

تحياتي واحترامي لكم واعتقد لا حاجة للرد عليهم اتركهم يموتون في غيهم وغيضهم لانهم لايستحقون الاحترام والرد المهم ان نسير بخطواتنا بتخطيط ووحدة الصف نحو هدفنا السامي مع تقديري ...

                                                       اخوكم ومحبكم
                                                        انطوان الصنا
                                                         مشيكان
وفي رسالة اخرى تقول فيها :

« ارسال الى: حبيب تومي في: 19:17 12/03/2009 » رداقتباسحذف
استاذي العزيز حبيب تومي المحترم
تحية طيبة
استلمت رسالتك التاريخية واني عن نفسي سوف التزم بكل ماورد فيها من اسس وقواعد حرصا على وحدة الكلمة والصف القومي الكلداني مع
تقديري


                                                                اخوكم ومحبكم
                                                                  انطوان الصنا
                                                                    مشيكان

اتساءل اين اصبح الصف القومي الكلداني ؟ وكيف استطعت ان تنتقل الى الضفة الأخرى بهذه السرعة الصاروخية ؟ مبروك لك هذه القابليات .
دمت بخير ، وأتمنى لك اوقات سعيدة .
تحياتي
حبيب
ــــــــــ
ــــــــ

62
فيض من التهاني للكاتبة الكلدانية الواعدة وسن ستو ، ومهم ايضاً الأهتمام بالأنتاج الثقافي ورعايته. وكان يمكن تقديم نبذة موجزة عن محتويات الكتاب الذي توسم بعنوان رومانسي ( فيض من الحب .....اول الندى) .
تحياتي
حبيب


63
الأخ ثائر حيدو المحترم
تحية
عنوان المقال واضح وهو ان المستفيد من النزاع داخل الكنيسة هي الزوعا .
انا اعتبر نفسي كاتب ليبرالي ، ولا ادري ماذا تقصد ببناء البرج ؟
انا اطرح افكاري وتقبل الصواب والخطأ ، اما الأنتماء الى الزوعا فالمسألة ليست تهمة ، فمن حق الأنسان ان ينتمي الى الحزب الذي يقتنع به ، إن كان حزب الزوعا او غيره ، وأنا فيما اكتبه اقارع الحجة بالحجة والفكرة بالفكرة ، ولست متعصباً لرأيي ولهذا اقول انا لست كاتب اديولوجي وليس اي نظرية حزبية ادافع عنها او اتعصب لها.
تحياتي
حبيب
ـــــــــــــــــ
الأخ عبدالأحد قلو المحترم
تحية ومحبة
نحن الكلدان احوج ما يكون الى توحيد الخطاب القومي ، بين الكنيسة الكاثوليكية الكلدانية وبين شعبها الكلداني من المهتمين بالشأن القومي الكلداني او غيرهم ، فالكنيسة الآشورية قد اتخذت هذا الموقف الداعم لطموحات شعبها القومية ، بعكس كنيستنا التي تسير في طريق آخر ، بذريعة عدم التدخل بالسياسة ، علماً الشأن السياسي شئ ، والشأن القومي شئ آخر .
شكراً لمرورك الدائم اخي عبدالأحد قلو .
تحياتي
حبيب

64
الأخ اسكندر بيقاشا المحترم
تحية ومحبة
سوف لا اتوسع في الكتابة وهو مجرد رد وليس مقال حول الموضوع الذي طرحته ، حيث يحتوي على تشعبات كثيرة ، ربما مقال واحد لا يستوعبها ، لكن بالمختصر المفيد ، وحسب انطباعاتي وانا في الوطن حيث  ، وصلت الى اوسلو قبل يومين .
لا يوجد اصعب من الحالة التي تكون انت مستقراً في بيتك مع عائلتك ومع جيرانك في بلدتك ، ويأتي كائن من كان ويسلب حقك في بيتك ويستولي على مقتنياتك ، فما لمسته ممن التقيت بهم ، ان العودة الى البيت الذي ولد وترعرع فيه هو قمة المطالب ، وبما ان هذا صعب التحقيق وليس في متناول اليد في  المستقبل القريب المنظور ، فيكون احتمال الهجرة اقوى الأحتمالات المرغوبة ، وقد رأيت اناس متمكنين مادياً ، يتهيأون للهجرة او فعلاً قد شدوا الرحال وهم الآن في تركيا او لبنان او الأردن ، فهذا يحاججك ، بأن المال ليس كل شئ في حياة الأنسان فكرامته اغلى من اي مال . وفي دول المهجر سوف تتوفر لهم اهم حاجتان في الحياة وهي الأمان والكرامة الإنسانية ، وهذا صحيح مئة بالمئة .
بالنسبة الى تكوين قوة عسكرية من ابناء شعبنا ، فثمة معوقات ، ويمكن اختصار هذه المعوقات ببعض النقاط وهي :
اولاً : التمويل ، نعم التمويل وهو الأساس ، سألوا نابليون بونابرت : ما هي عوامل الأنتصار للجيش ؟ فأجاب : اولاً : المال ، ثانياً : المال ، ثالثاً المال ، هكذا يكون المال هو العامل الحاسم في إحراز النصر ، ونحن إن شئنا تشكيل قوة عسكرية مسيحية علينا بإيجاد مصدر التمويل . وإن كنت عاجزاً عن ايجاد مصدر للتمويل عليك ان تسكت ، مثلما فعلت انا حين مناقشة الموضوع مع بعض الأصدقاء ، حيث وصلنا الى الطريق المسدود في مسألة التمويل ، فسكتنا وقفلنا المناقشة ، لأنها ليست ذات جدوى .
ومن الطبيعي ، إن كان لك ممول من العراق او من المنطقة ، فهذا له شروطه وأجندته ، اما إن كان لنا تمويل ذاتي  مستقل عن كل الأطراف ، فهذا غير ممكن لأن كل منا يجمع النار لخبزته .
ثانياً : كل فريق يرغب ان يسوق نفسه كممثل يملك ناصية القيادة في هذه القوة ، لايوجد اتفاق مبدأي بين كل الأطراف بتكوين قوة مهنية بعيدة عن فكرة التحزب والتسييس ، فالكل كما قلت يريد ان يكون هو القائد .
ثالثاً : اعتقد ان مثل هذه القوة يجب ان تكون  تحت امرة شخصية عسكرية او مجلس عسكري ذو صبغة مستقلة عن تأثير الكنيسة والأحزاب السياسية ، لكي يكتب لها النجاح ، فالأحزاب لها مهمة سياسية والكنيسة لها مهمة دينية ، والشأن العسكري ينبغي ان لا يكون مخترقاً من قبل الأحزاب .
لقد زرت دير الربان هرمز قرب القوش وعند بوابة الدير في اسفل وهدة الدير رأيت شابين مسلحين ، سألتهما إن كانوا تابعين للحركة الآشورية فأفادوا بأنهم تابعين للحزب الوطني الآشوري ، وبعد ذلك اتصلت برئيس دير السيدة في القوش الأب جبرائيل حول وجود هؤلاء المسلحين ، أفاد بأن الدير كان بحراسة الشرطة ، لكن بعد احداث داعش ترك هؤلاء الدير ، ويضيف ، بأنه طلب من هؤلاء المسلحين حراسة الدير ما دام ليس لهم اي عمل ، ولا ادري هل لحد الآن مستمرة تلك الحراسة ام لا ؟
برأيي المتواضع إن افضل الأطراف التي يمكن التعاون معها حسب الظروف الموضوعية هي قوات البيشمركة ، ويمكن الأستعانة بهذه القوات في امور كثيرة ، على ان يجري اتصال مع القيادة الكوردية لكي يكون لهذه القوات ( المسيحية ) قدر كبير من الأستقلالية في القرار .
إن موضوع تشكيل قوات مسيحية ضروري جداً ، وبرأيي هو اهم من تقديم المساعدات الإنسانية ، لأن مثل هذه القوات ترفع المعنويات ، والمثل الصيني يقول بدل ان تعطيه سمكة علمه كيف يصيد تلك السمكة .
إن موضوع تسليح شباب ( قلت شباب ، لأنني ذهبت الى مقر  منظمة الحزب الشيوعي في القوش وطلبت وضع اسمي في الخفارات الليلية ، فشكروني ، وقالوا هناك شباب يقومون بهذه المهمة ) بارك الله بشبابنا ، لكن يجب دعمهم ومراعاتهم ، ولهذا اقول اخي اسكندر بيقاشا ان هذا الموضوع ، لا يحل عبر مقال ، بل يحتاج الى دراسة وتفعيله واقعياً على الأرض ، بمنأى عن فكرة المؤتمرات والشجب والأستنكار التي شبعنا ومللنا منها .
دمت وجميع المعلقين بخير
تحياتي
حبيب

65
الى سـامي البـازي / sargon83 /  Odisho Youkhana / حنا بولص متي / المحترمون
تحية وبعد ..
في خريف عام 2013 كنت في زيارة لبغداد ، واثناء حضوري احدى التعازي الألقوشية  في منطقة امين الثانية ، صادف حضور السيد يونادم كنا والسيد مازن رزوقي عضو مجلس محافظة بغداد ، لتقديم التعازي ايضاً . وبعد حوالي خمس دقائق من مجيئهم نهضت مع ابن عمي للمغادرة  ، وقد صادف مرورنا امام الأخ يونادم كنا والأخ رزوقي ، فنهض الأخ كنا والأخ رزوقي وتصافحنا ، وأبدى الرجل استعداده لتقديم اي خدمة احتاجها في بغداد ، فشكرته ، وغادرنا المكان .
لكي اكون صريحاً أن هذا السلوك كان له وقع طيب في نفسي ، وفي الحقيقة لم اكتب اي مقال يخص الحركة الديمقراطية الآشورية لحد الآن .
وبعد مضئ اكثر من سنة وبروز الأحداث المأساوية لشعبنا المسيحي ، توقعت ان يكون انصار الحركة الآشورية قد تخلوا عن اسلوبهم البعثي في مخاطبة مخالفيهم في الرأي ، لكن يبدو ان انني كنت مخطئاً ، املي ان تقرأوا المقال ويكون لكم رأي فيه ، بمنأى عن ثقافة الشتائم والأستهجان بالآخرين المخالفين .
تحياتي
حبيب

66
إن من له فكر منغلق ، ومن لا يعترف بحقوق الإنسان بحرية الفكر والعقيدة ، لا يمكن ان يستوعب او يقبل بهذا المقال ، كونه ( المقال ) يدعو الى التفاهم وتوطيد اللحمة بين الشعب وقيادته الكنسية التي هي في مناسبات وأوضاع وأحداث كثيرة تمثل قيادته المدنية ايضاً . والمقال يدعو الى ترسيخ  بناءالبيت الكلداني ، من منظور كلداني وليس من خارجه .
تحياتي
حبيب

67
الزوعا المستفيد الأول من النزاع داخل الكنيسة الكلدانية . كيف ولماذا ؟
بقلم : د. حبيب تومي / القوش
habeebtomi@yahoo.no
habeebtomi71@gmail.com
 الزوعا ، او الحركة الديمقراطية الآشورية ، حزب قومي آشوري علماني ، طرح شعارات قومية آشورية وتبنى في نظامه الداخلي مواد تطرح المكون الآشوري كمكون قومي وحيد يمثل كل المسيحيين ، وله من المنظرين القوميين يكتبون بهذا الأتجاه وكان في مقدمتهم الكاتب ابرم شبيرا ، الذي كتب عن الآشوريين في العراق وهو الذي عاتب السيد مسعود البارزاني لأنه يذكر المكون الكلداني بنفس الدرجة التي يشير الى المكون الآشوري ، ويعاتب الحزب الشيوعي العراقي ايضاً لأنه يشير في أدبياته الى المكون الكلداني والسرياني كإشارته الى المكون الآشوري ، والذي أراده السيد شبيراً ان يشار الى القومية الآشورية والبقية يشار اليهم كمذاهب كنسية تابعة للقومية الآشورية  وإن ذلك واضح في تنظيراته السياسية والقومية الذي نشره في كتيب تحت عنوان : (الاشوريون في الفكر العراقي المعاصر : دار الساقي سنة 2001)، وفيه يوجه الكاتب الى صهر الكلدان والسريان في البودقة الآشورية وكانت حجته ، توحيد الكلمة وخلق تجانس قومي مسيحي على المقاسات الأيدولوجية الحزبية للحركة المذكورة ، بجهة احتواء المسيحيين الآخرين في الرداء القومي الآشوري ، كما يمكن مراجعة النظام الداخلي للحركة الديمقراطية الآشورية الذي يعكس هذا الجانب الشوفيني بكل وضوح .
الحركة الديمقراطية الآشورية ومنظريها وكتابها ارادوا من الكلدان ان يكونوا فلاحين في الحقل الآشوري ، لأن الآشوريين في المدن العراقية اعدادهم محدودة قياساً بالمكون الكلداني وكذلك السرياني .
ارجو ان لا يفسر هذا المقال النقدي على انه موقف معادي من الحزب المذكور ( الحركة الديمقراطية الآشورية ) ، فيمكن مناقشة ما يورد فيه بمنطق مقارعة الحجة بالحجة والفكرة بالفكرة ، وليس في كيل التهم وإرسال الشتائم .
 الحركة الديمقراطية الآشورية بفضل سكرتيرها يونادم كنا ذو الباع الطويل في السياسة ودعم كامل من قبل الحاكم المدني الأمريكي بول بريمر ، فقد افلح الحزب المذكور في كسب عدد كبير من ابناء الكلدان والسريان الى صفوفه لا سيما بعد 2003 ، وقد حاول الحزب المذكور استمالة مؤسسة الكنيسة الى جانبه معترفاً بمكانتها ، واستمالتها الى جانب خطابه يعني تحييدها في الشأن القومي .
بفعل حدسها السياسي ايقنت قيادة الحركة الديمقراطية الآشورية ، ان المكون الكلداني يعاني من ضعف التنظيم السياسي والقومي ، وإن للكنيسة الكلدانية مكانة مهمة في تمثيل هذا الشعب ( الشعب الكلداني ) ، فتوجهت قيادة الزوعا نحو البطريرك المرحوم عمانوئيل دلي ، طارحة تسمية ( كلدوآشور) مغيبّة المكون السرياني عن المعادلة ، وفعلاً استقبلت البطريرك بحفاوة ونظمت مؤتمراً في فندق بغداد  سنة 2003 ، الهدف إبرام صفقة مع البطريرك عن التسمية المختلطة يقبل بها الكلدانيون ، لكن في نهاية الأمر ، لم تنطلي اللعبة الحزبية على البطريرك الكلداني المرحوم عمانوئيل دلي وأدرك ان الأمر يتلخص في احتواء المكون الكلداني ، وقد تبينت اللعبة بجلاء حالما افلحت قيادة الحركة في إبعاد المكون الكلداني عن مجلس الحكم ، بحجة اننا شعب واحد ، فتنحوا انتم الكلدان جانباً ونحن نكون في الواجهة ، وكل من عارض ذلك فله تهمة جاهزة إنه انفصالي  ، ولحد اليوم يجري تمرير هذه الفلسفة التعبانة .
بصراحة الحركة الديمقراطية الآشورية تبارك كنيسة آشورية مهتمة بالشأن القومي الآشوري ، وبنفس الوقت تبارك كنيسة كاثوليكية كلدانية لكن هذه يجب ان تكون بعيدة عن الشأن القومي الكلداني ، وهذا محور استراتيجيتها في المرحلة السابقة والى اليوم .
قادت الحركة الديمقراطية الآشورية حملة إعلامية ضد البطريرك الكلداني يومذاك ، واستمر النهج المعادي ضد مؤسسة الكنيسة ورئيسها البطريرك ، الى وقت رحيل البطريرك الكاردينال المرحوم عمانوئيل دلي . وإمعاناً في السخرية من التاريخ الكلداني الأصيل ، كان تصريح السيد يونادم كنا لأحدى وسائل الأعلام في تعريفه للكلدان قوله : كل آشوري ينتمي الى كنيسة روما يصبح كلداني  (كذا) ، لقد كان تصريحاً سطحياً ساذجاً بحق شعب بيثنهريني اصيل ، هو الشعب الكلداني .
في الحقيقة ان الحركة الديمقراطية الآشورية لا تريد ان تقوم قائمة للفكر القومي الكلداني ، لأنه يخالف فكرها القومي الإقصائي ، ولهذا تريد ان تكسب الكنيسة الى جانبها ، لاسيما حينما تطرح الكنيسة مقولة عدم التدخل بالشأن السياسي وتوجه ذلك ان عدم التدخل بالشأن السياسي يعني عدم التدخل بالشأن القومي ايضاً ، بينما الحقيقة ان الفرق كبير بين العمل السياسي والعمل القومي يرجى مراجعة مقالي حسب الرابط : http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,758597.0.html
بعد انتخاب غبطة البطريرك مار لويس روفائيل ساكو ، تبدلت الأمور وتحسنت العلاقات بين قيادة الزوعا ومؤسسة البطريركية ، فكان الإعلام يظهر السيد يونادم كنا سكرتير الحركة ووزير البيئة السابق السيد سركون لازار الى جانب البطريرك في مناسبات كثيرة ، حتى ان غبطة البطريرك ساكو في معرض اجابته على سؤال لعنكاوا كوم حول التمثيل المسيحي في الحكومة العراقية ، كانت إشادة غبطة البطريرك بالوزير لازار بقوله :
(... إنني لم أسمِ اي شخص لشغل الوزارة فهذا ليس من شأني ويبقى هذا الاستحقاق مهم بالنسبة لنا وأتمنى من أي شخص كان بهذا الموقع أن يعمل لشعبنا وهنا أشيد صراحة بموقف وزير البيئة السابق السيد سركون لازار، لقد عمل كثيرا من اجل شعبنا، والحق يقال لنا أو علينا !).
الجدير بالذكر ان الوزير المذكور  قد طاله الكثير من النقد اللاذع من معظم اوساط شعبنا المسيحي بسبب تأييده غير المشروط  للقانون الشيعي للأحوال الشخصية ، فكان الأمتعاض من السيد الوزير ، لكن غبطة البطريرك كان له رأي آخر بالإشادة به .
إن هذه المواقف والتصريحات تصب في خانة مصلحة الحركة الديمقراطية الآشورية تحديداً فتصريحات غبطة بطريرك الكلدان في العراق والعالم له مكانته السامية في الأوساط السياسية في العراق وفي المنطقة وتصريحاته لها وزنها .
نحن مع الجهود الخيرة التي يبذلها غبطة البطريرك لويس روفائيل ساكو مع قداسة البطريرك دنخا الرابع رأس الكنيسة الآشورية بالرغم من اعتراضنا على طريقة الأستقبال التي لم تكن مناسبة بمقام ومنزلة غبطة البطريرك مار لويس ساكو ، وبعد ذلك ينبغي ان تكون جهود الوحدة مبنية على تضحية الطرفين وتنازلهما بما يفيد الوحدة وأن يخطو كل فريق نحو الوسطية الذهبية ، فلا يكون مكان لعقلية الغالب والمغلوب او القوي والضعيف ، هكذا نفهم الوحدة بين طرفين متكافئين ، ولهذا كان اللقاء غير مناسب من الناحية البروتوكولية ، فمبادرة غبطة البطريرك الكلداني لم تقابل بنفس الروحية من قبل البطريرك الآشوري ، فالأسقبال لم يكن مناسباً لمكانة ومنزلة غبطة البطريرك الكلداني ، ونحن ابناء الشعب الكلداني لم يروق لنا هذا الأستقبال .
 . هذا اولاً وثانياً ان تبذل نفس الجهود مع قداسة البطريرك مار ادي الثاني راس الكنيسة الشرقية القديمة كما بذلت مع البطريرك مار دنخا الرابع .

إن كان البطريرك الكلداني قد بذل جهوداً استثنائية مع الكنيسة الآشورية (تحديداً) ولم تقابل جهوده بنفس الحماس ، اليوم مطلوب من البطريرك الكلداني ان يتوجه لتماسك لحمة بيته الكلداني المتمثل في امور الكنيسة وفي شأن شعبه الكلداني الذي تعرض للإرهاب والتهجير والأبتزاز .
نقرأ للكتاب الكلدان المقربين والموالين للحركة الديمقراطية الآشورية والذين تنشر مقالاتهم في صدارة مواقع الزوعا قد اصبحوا بين ليلة وضحاها المدافعين عن البطريركية ، وطالما هؤلاء حاربوها في الماضي ، اليوم دأب هؤلاء يدافعون عنها ويخافون عليها من الوقوع في شباك القومية ، الغريب انهم يشجعون ويناشدون المؤسسة الكنسية في الأبتعاد عن الشأن القومي الكلداني ، بذريعة عدم التدخل في السياسية علماً ان السياسية شئ والحقوق القومية للشعب شأن آخر ، انهم يصبون الزيت لكي تتوسع هوة الخلافات بين البطريركية وبين ابرشية مار بطرس الكلدانية في كاليفورنيا . إن ذنب هذه الأبرشية لها توجهات قومية كلدانية .
 لقد كان لآبائنا في العقود الماضية  ومن العشرينات والثلاثينات والعقود التالية من القرن الماضي حينما هاجروا الى العالم الجديد ،جاهروا بهويتهم القومية الكلدانية ( CHALDEAN ) والى اليوم ، ولم يكونوا في شك من هويتهم ، كانوا واثقين من هويتهم ، والى جانب ذلك جاهر الآشوريون بهويتهم الآشورية ، ولحد اليوم ، ولهذا يجب ان يكون للبطريركية الكلدانية موقف ايجابي من طموحات شعبها الكلداني القومية ، كما هو موقف الكنيسة الآشورية بموقفها الصريح والداعم لطموحات شعبها القومية .
مع احترامنا للحركة الديمقراطية الآشورية كحزب سياسي لا يمكن ان يكون مخلصاً وداعماً للكنيسة الكلدانية وللبطريركية الكلدانية بقدر ما يكون ابناء هذه الكنيسة مخلصين وداعمين لكنيستهم ولغبطة البطريرك مار لويس روفائيل ساكو الكلي الطوبى .
علاقة الحركة الديمقراطية الآشورية بكل الأطراف بما فيها البطريكية الكلدانية هي علاقة مصلحة حزبية ، بينما علاقة ابناء الكنيسة من الكلدان ان كانوا من مهتمي بالشأن القومي ، او غير مهتمين انهم  المدافعون الحقيقيون عن كنيستهم ، ولا يهدفون الى تحقيق اي مصالح ذاتية او حزبية في هذه العلاقة الروحية الأبوية .
وبالنسبة الى الإشكالات مع ابرشية مار بطرس الكلدانية في ساندييكو ومع الرهبان والكهنة الموقوفين ، فيجدر بالبطريركية ، ان تحل هذه المشكلة بمحبة وتسامح ، وبمنأى عن الطرق الإجرائية الحكومية والحزبية المعهودة ، فنحن امام شأن إداري ، وليست ثمة انتهاكات عقائدية  او خلافات لاهوتية او هرطقة دينية ، لقد حلت مسألة الفساد المالي بهدوء وروية ، بعيداً عن نشر الغسيل على حبال الشبكة الألكترونية ، ولكن مسالة الرهبان والكهنة ، تطورت واتسعت بفضل نشرها على وسائل الأعلام بالرغم من الفساد المالي هو اخطر من الخلاف الإداري .
اقول مخلصاً :
حفاظاً على وحدة شعبنا الكلداني وكنيستنا الكاثوليكية الكلدانية ننتظر بفارغ الصبر المبادرة المباركة من لدن غبطة البطريرك ومن حكمته وكارزميته ، وباعتباره المسؤول الأول عن الشعب الكلداني وعن كنيسته التاريخية ، لكي يضع الحلول الناجعة لكل مشاكل الإدارية الكنسية ، وان يقف مع هموم شعبه الكلداني ومع وجوده وكينونته في وطنه ، ومع حقوقه الوطنية  والقومية التي يستحقها كمكون عراقي أصيل .

د. حبيب تومي / القوش في 25 / 11 / 2014

68
الأخ عبدالأحد قلو المحترم / الأخ بولس يونان المحترم
تحية ومحبة
اتفق معكما بأن سفينة العراق تعصف بها الرياح ، والغريق يتشبث بأي شئ لكي ينجو ، حسب تقديراتي المتواضعة انه يخطو خطواته الأولى في الطريق الصحيح ، وإن المؤثرين على الساحة السياسية العراقية  وهم( السعودية ، امريكا ، ايران ، تركيا) جميعهم مهتمين ومتفقين على ضرورة رجوع الأوضاع الطبيعية الى هذا البلد ، ورغم ان الطريق صعب ، إلا انه ليس بالمستحيل . لقد كان لداعش فائدة واحدة وهي انها وحدت العراقيين ، وهكذا يبقى الأنتهاء من داعش مهمة رقم واحد ، وبعدها يمكن عودة الأمور الى مجاريها خطوة فخطوة .
شكراً لمروركما
دمتما بخير
تحياتي
حبيب 

69
الأخ نوهدري المحترم
جنوب افريقيا جرت فيها انتخابات نزيهة سنة 1994 ، وانتهى معها الفصل العنصري ، كانت مستعمرة بريطانية ، ولهذا لم يكن للامريكان اي سجون في هذه الدولة الأفريقية .
دمت بخير
حبيب

70
هل يصبح حيدر العبادي نيلسون مانديلا العراق ؟
بقلم : د. حبيب تومي / القوش
habeebtomi@yahoo.no
habeebtomi71@gmail.com
اجل العراق لم يكن متعافياً وكان ولا يزال يعاني من مختلف الأمراض والعلل ، ويحتاج الى الطبيب الحكيم الذي يشخص هذه الأمراض والعلل وبعد ذلك استخدام الأدوية الناجعة لمعالجة تلك الأمراض المستعصية . فهل يكون العبادي ذلك الحكيم ؟ وهل يكون رجل المرحلة لأنتشال العراق من واقعه المأساوي ؟ البدايات كانت سليمة وضرورية ، التخلي عن الجنسية الأجنبية البريطانية ، والأبقاء على الجنسية العراقية وعدم التشبث بالدفاع عن مفهوم الجنسيتين ، وهذه خطوة مهمة في المجتمع العراقي ، كما كان إلغاء الألقاب التمجيدية في التخاطب ، والأكتفاء بالأسماء المجردة وعنوان الوظيفة ، وبتصوري ، هذه خطوة مهمة للقضاء على الثقافة السائدة في مجتمعات العالم الثالث ، وشعبياً تعرف بثقافة ( تعرف  ويّا من دتحجي ؟ ) اي هل تعرف مع من تتكلم ؟ . وفي هذه الثقافة تجاوز فظيع على هيبة القانون والإستخفاف به ، فسيف القانون يجب ان يكون مسلطاً على رقاب الجميع دون محاباة او تمييز .
النقطة الأخرى التي التفت اليها رئيس الوزراء الجديد ، عدم تعليق صور رئيس الوزراء في الدوائر والشوارع والمباني ، كما كان لجوءه الى اختيار الوزراء من ذوي الكفاءة والخبرة وهي نقطة مهمة لوضع الشخص المناسب في المكان المناسب ،  ولكن شئ واحد سيكون عصياً  على الحل امام رئيس الوزراء الدكتور حيدر العبادي وهو معرفة وقياس عنصر الإخلاص لدى الوزير، فالإخلاص هو الركن الأساسي للقيام بالواجب بشكل مهني سليم ، والإخلاص متوقف على ضمير الأنسان لإداء واجبه بشكل سليم دون ربط ذلك بدافع المنفعة الشخصية او الحزبية ، فالواجب هو واجب ينبغي القيام به بمهنية وتجرد  بمنأى عن اي غايات او فوائد او مصالح .
لقد ورث العبادي من عهد المالكي تركة ثقيلة من المشاكل الكبيرة التي تمس سيادة الوطن وهيبة الدولة وتمزق اللحمة المجتمعية العراقية ، وتعقيد العملية السياسية ، وخلق الصراعات والعداوات بين الطبيقة السياسية .
 نتيجة هذه السياسة الطائفية الفاشلة تمزق الوطن الى كتل طائفية متناحرة ، واليوم  ثلث مساحة العراق ومدن مهمة مثل الموصل وتكريت .. خارج سيطرة الدولة العراقية . كما ان تعددية المجتمع العراقي الدينية والمذهبية والعرقية اصبحت نقمة ، وباتت المناطق المختلطة طائفياً نقاط ساخنة ومحل انتقام وقتل وتهجير . امام هذا الواقع المرير ينبغي ان يعمل العبادي على انتشال العراق من واقع التمزق والأنشطار ، لكي يعود محور الألتفاف حول الهوية الوطنية العراقية ركناً اساسياً لكل العراقيين على اختلاف اديانهم ومذاهبهم وقومياتهم وقبائلهم وأحزابهم ومدنهم ومناطقهم ، إنها مهمة تدور في فضاء المستحيل إذا بقيت الرؤية الى الأحداث بهذه العقلية الطائفية . والمعضلة المعقدة الأخرى هي تطهير الأراضي العراقية من سيطرة الدولة الإسلامية التي باتت معضلة اقليمية ولها امتدادات عالمية ، فهل سيفلح العبادي بالخروج من الورطة ؟
جوابي على هذا السؤال : ممكن الخروج بشرط ان يدعم الشعب حكومة العبادي وشخصية العبادي ، وهنا اريد التركيز على الكارزمية الشخصية في الوضع العراقي ، إن العراق وكل دول العالم الثالث يكون للقيادة الكارزمية اهمية كبيرة ، تجارب كثيرة امامنا وليس اقلها كارزمية مهاتما غاندي والتفاف الشعب الهندي حوله ، والثمار كانت استقلال الهند ، وبعد ذلك تجربة جنوب افريقيا حينما نجحت شخصية نيلسون مانديلا الفذة ، في تحقيق الأستقلال ووضع اسس راسخة لدولة ديمقراطية على انقاض دولة عنصرية مقسمة بشدة تقسيماً عرقياً . وتجارب الشعوب كثيرة لا مجال لسردها .
إن التفاف الشعب حول القيادة لا يمكن تحقيقه بتلك السهولة لا سيما في الظروف السياسية العراقية الشائكة ، وثمة ازمة ثقة بين مختلف المكونات ، وهنالك كثير من الشعور بالمظلومية ، كل فريق يظن انه مهمش وحقوقه مسلوبة في وطنه ، وهو يستحق اكثر مما يناله حالياً  ، لكن الحكومة تظلمه وتهضم حقوقه ، فثمة الأقليات الدينية وفي المقدمة الكلدان وبقية مسيحيي العراق والتي كانت والى الآن لا زالت مظلومة وحقوقها مهمشة ، وثمة السنة الذين فقدوا ناصية الحكم واليوم هم يشعرون بغبن شديد ، والأكراد لهم نفس المشكلة مع المركز ، اما الشيعة فلا زالوا يتصرفون وكأنهم معارضين للحكم ، فكل طرف يسحب النار لخبزته ولا احد يضحي بشئ من الحطب لإدامة شعلة النار في التنور لكي يستفيد منها الأخرون . الكل مظلومون ويطالب العراق بإنصافه وهكذا نبقى في جانب تقويض الدولة التي تظلمنا .
نحن نريد من منظف الشارع ان يكنس الشارع لكن نحن لا نساهم في عدم رمي الأوساخ في الشارع ، إن عملية التنظيف وكل مسألة كبيرة او صغيرة تتطلب تعاون الشعب مع الدولة ومؤسساتها ، إن العراق وهو بهذه الأوضاع يحتاج الى معجزة لكي ينهض من كبوته ، وهذه المعجزة تكمن في ابناء العراق ، في إخلاصهم في تفانيهم ، وعلى الجانب الثاني تبقى المهمة الملقاة على عاتق الحكومة من تقديم الخدمات وحفظ النظام وتحقيق الأستقرار .
إن تحقيق دولة مؤسساتية تفرض النظام والأستقرار وتكافح الفساد وتقضي على البطالة وتقدم خدمات جيدة للمواطن إن مثل هذه الدولة تبدو في الوقت الحاضر كالمدينة الفاضلة التي تكلم عنها افلاطون اي انها خيالية اكثر مما تكون واقعية وهذا الأستنتاج متأتي من الواقع المرير الذي يعيشه العراق وكما قلت يحتاج الى معجزة . لكن البداية بالسير نحو هذا الهدف يبدو ممكناً إذا توفرت النيات الحسنة ، وإذا اجاد العراقيون بالتضحية ببعض مصالحهم وخفظوا من سقف مطالبهم ، إن كانت هذه المطالب مرفوعة من قبل الأكراد او التركمان او السنة او الشيعة ، فكل جانب من هذه المكونات يشعر بأنه مغبون ، وكل منهم يكافح من اجل نيل حقوقه التي يعتبرها مشروعة ، وإن حقق بعض منها فهو في مثابرة دائمة من اجل نيل المزيد .
 لا احد يفكر بعراق متماسك وقوي ، إنه يريد كل شئ من العراق وهذا حقه ، اما واجب المواطنة والتضحية فقد اهمل امرها ، لا احد يريد ان يتطرق اليها .
برأيي المتواضع واستناداً على ما ينشر في الإعلام فإن بصيص الضوء بات يلوح في نهاية النفق ، فالدول المتنفذة والمؤثرة في وضع العراق : امريكا ، ايران ، السعودية ، تركيا ، باتت هذه الدول وغيرها متفقة على ضرورة ان تعيد الدولة العراقية هيبتها ، فهناك اتفاق ضمني بين هذه الدول . كما ان القوى السياسية العراقية باتت على يقين ان الدولة المدنية العلمانية هي الحل الوحيد لضمان وحدة العراق الأتحادي ، والدولة المتماسكة القوية هو الضمان الأفضل للقضاء على داعش وعلى اي صيغة اخرى للإرهاب .
إن رئيس الوزراء حيدر العبادي ، قد بدأ بداية سليمة في حلحلة الأوضاع المعقدة في العراق ، ويمكن له ان يستمر في الطريق لقيادة العراق الى بر الأمان ، وعلى القوى الأخرى التي تخلص للعراق ان تقف الى جانبه لتنظيف العراق من التطرف الديني والمذهبي ، اجل نستطيع ان نصنع من شخصية حيدر العبادي ، نيلسون ماندلا العراقي وهذا يصب في مصلحة الوطن العراقي والمنطقة ، لكي يعم ويسود السلم والأستقرار والتعايش في ربوع العراق  العزيز ، ويمكن الأقتداء بتجربة اقليم كوردستان في مسألة التعايش المدني بين كل المكونات ، إنها ثقافة التعدد وقبول الآخر ، تحت قيادة مدينة علمانية حكيمة لضمان عراق ديمقراطي مستقر ومتطور .
د. حبيب تومي / القوش في 18 / 11 / 2014

71
الأخ احيقار يوخنا المحترم
تحية ومحبة
شكراً على مرورك وأتمنى لك التوفيق ، ولكن لي رأي حول بعض العبارات التي كتبتها في تعليقك ، وهو تعبيرك :
الخبطة التسموية لشعبنا
وتعبيرك :
انت حر اذا اردت ان تكون اشوري او كلداني او سرياني وكذلك انا والاخرون
فالخبطة يا اخ اخيقر هي خبطة الخضراوات حينما نعمل زلاطة ، فلا يوجد شئ اسمه الخبطة التسموية ،ومن وجهة نظري هذا استخفاف بتاريخنا واسمنا وقوميتنا . فنحن الكلدان ليس لنا اي مشكلة في اسمنا القومي الكلداني .
اما قولك : انت حر إذا اردت ان تكون آشوري او كلداني او سرياني ، فانا يا اخ احيقار لا اقف بصف البقال لكي اختار ما أشاء من فاكهة او خضرة ، انه تاريخ ابائنا وأجدادنا ولا يمكن ان نستخف بهم ، نحن قوميتنا كلدانية ، وليس لنا اي نقاش او شكوك حول ذلك ، وانا متأكد من اعتزازك بقوميتك الآشورية ، واحترم رؤيتك .
 بالنسبة لحداثة التسمية الآشورية الحديثة وربطها بالأنكليز ليس في ذلك اي نقص او عيب ، فبلداننا : العراق وسورية وفلسطين والأردن والسعودية وغيرها كلها كانت من ضمن خارطة رسمها الأنلكيز والفرنسيين في معاهدة سايكس بيكو سنة 1916 فما العيب بذلك ؟
في كتاب عنوانه : المسيحية في جبال حكاري ، خرائط كبيرة واضحة ، فيها إشارات للقرى والبلدات ، الأزيدية والأرمنية والكلدانية والكوردية ، ولا يوجد إشارة واحدة لقرية آشورية بل يوجد بدلها إشارة لقرية نسطورية ، ولهذا نقول ان التسمية الآشورية تسمية مستحدثة ، وباعتقادي لا يوجد اي عيب بذلك ، فالدول والحضارات والأمم تولد وتعيش الى ان تصل مرحلة الشيخوخة حيث يأفل نجمها بعد ان كان ساطعاً في سماء الحضارات الأنسانية .
اتمنى لك التوفيق واحترمك لأنك تعتز بقوميتك الآشورية وهذا شرف لك ، واتمنى ان يكون لك نفس الروح الرياضية وتحترم إرادتي وتحترم قوميتي الكلدانية الأصيلة .
دمت بخير
حبيب

72
الأستاذ بدري نوئيل يوسف المحترم
تحية ومحبة
شكراً على سعيك ومثابرتك في الكتابة عن المكون الكلداني في والمسيحي بشكل عام في محافظة السليمانية ، وفي الحقيقة كانت ثمة إشارات الى هذا الوجود من قبل كثير من الرحالة الذين مروا في تلك الأصقاع عبر الزمن ، وفي مقالك اليوم ذكرتنا بأخونا مقاريس ( مقاريوس هرمز يونان الراهب ) في دير السيدة بألقوش ، وكان آخر مرة وقع نظري عليه بحدود سنة 2005 ـ 2006 في الفناء الداخلي للدير ، وكان اخونا مقاريس جالساً على كرسي وبيده آلة زراعية يعمل في الحديقة الداخلية فأشار احدهم نحوه قائلاً : انه بهذا العمر لا يستطيع ان يبقى بدون عمل وهو لا يستطيع الأستناد الى رجليه فاستعان بالكرسي ، لكي يعمل بيديه في الحديقة .
انا اعتقد ان مثل هؤلاء الرجال تركوا بصماتهم على ما نشاهده اليوم من معالم وأطلال تاريخية .
دمت بخير ومحبة استاذ بدري نوئيل
تحياتي
حبيب

73
الأخ الفاضل سامي ديشو المحترم
تحية ومحبة
شكراً على مرورك الهادئ الجميل ، وأنا احاول ان اشير الى موضع الخلل ( حسب رأيي ) بطريق اخوي ، وهذا مفيد للكاتب وللمسؤول ، الأخ لوسيان في هذا المقال اشار الى كتابتي سقوط برلين ليس صحيحاً إنما الصحيح هو سقوط جدار برلين وحينما راجعت ما كتبته ، فعلاً رأيت ان كلمة جدار قد سقطت سهواً ، وصححتها بناء على ملاحظة الأخ لوسيان .
فلا يوجد إنسان معصوماً من الخطأ ، ومن هذه الأرضية نكتب نحن الكتاب لنشير الى مواضع الخلل لتصحيحها .
بشأن اصدقائي الكتاب ، كل له رأيه ، وليسوا كتاب السلطة الذين يعملون لقاء أجور ، فكل منهم له رأيه الخاص ، ونحن الكتاب الكلدان في الأتحاد العالمي للكتاب والأدباء الكلدان ملتزمين منذ التأسيس بشئ واحد فقط هو احترام قوميتنا الكلدانية والدفاع عن حقوق الشعب الكلداني المظلوم في وطنه . وكل له رأيه في الأمور الأخرى  في المواقف السياسيةوالأجتماعية والدينية .. فكل له رؤيته الخاصة .
بالنسبة لموقع كلدايا نت ، له سياسته في النشر ، انا شخصياً ارسل مقالاتي لعشرات المواقع ، بعض مواقع شعبنا لا ينشرون مقالاتي ، وغيرهم ينشرون بعضها فقط  ، وموقع كلدايا نت بالذات لا ينشر لي احياناً ، وبعض المواقع ، ينشرون مقالاتي دون ان ارسلها لهم ، وهكذا كل موقع له سياسيته المبنية على رؤيته للمواقف والمواضيع والأفكار ، فاعتقد ليس من المناسب مناشدة موقع لأنتهاج اسلوب معين في النشر .
اما ما ذكرت اخ سامي ديشو بشأن مقالات بأقلام كتابنا فيها إساءة للآخر ،فحبذا لو تشير اليها وتشير الى الفقرات او العبارات التي فيها إساءة للبطريركية او غيرها ، كما انني اقرأ مقالات المطران الجليل سرهد جمو ولم اقرأ فيها اي فقرة إساءة لجهة معينة ، وواحد من هذه المقالات حول الهوية الكلدانية منشور في موقع البطريركية نفسها .
موقع البطريركية كان في السابق ينشر مقالات الكتاب الكلدان ومنها مقالاتي ، واليوم مقالات الكتاب الكلدان ومنها مقالاتي النقدية الهادفة مصيرها سلة المهملات في هذا الموقع الذي نعتبره موقعنا نحن الكتاب الكلدان ، إذ اصبحنا غرباء في بيتنا .
اخي الطيب سامي ديشو ، يقال لكي تطاع اطلب المستطاع . يمكن ان نطلب من كتابنا ان يكون الحوار هادئاً وحضارياً فنحن اخوة وأحوج ما نكون ، في الظروف الراهنة ، نحن بأمس الحاجة الى تقوية اللحمة بين ابناء شعبنا الكلداني وبقية المسيحيين ، وثقتنا عالية بسيدنا البطريرك مار لويس ساكو الجزيل الأحترام بأنه خير  من ينهض بهذه المهمة وأن يحل كل الأشكالات داخل مؤسسة الكنيسة بحكمة ورية وبمحبة المسيح ، التي تفتح كل العقد والمشاكل الأنسانية وهو مؤهل وقادر على هذه المهمة .
غبطة البطريرك يسعى بإخلاص جاهداً في سبيل الوحدة الكنسية مع الكنيسة الآشورية وغيرها من الكنائس في العراق ، ولكن ينبغي ان يكون وحدة كنيستنا وترتيب بيتنا الكلداني نصب اعيننا جميعاً ، ولكن في المقدمة يتحمل الحمل الثقيل غبطة البطريرك لويس ساكو كلي الطوبى . هذا هو رأيي ربما اكون مخطئاً .
دمت بخير ومحبة
حبيب

74
الأخ عبد الأح قلو المحترم والأخ مايكل سيبي المحترم
تحية ومحبة
نعم كانت النهضة الكلدانية متأخرة ، لكنها زرعت بذرة راسخة في في الأعماق ، ويقال ان تصل متأخراً خير من الا تصل مطلقاً . وها هو الوجود القومي الكلداني قد فرض نفسه على الساحة ، وباتت محاربته مهمة يقوم بها ذوي الفكر الإقصائي  ، وقد فات هؤلاء ، ان العالم اليوم يفتح ابوابه للفكر الديمقراطي ولمبادئ الحرية ، وإن الأفكار الإقصائية قد اصبح مكانها مزبلة التاريخ ، واصبح من الماضي الملئ بالمآسي . اليوم نحن في عصر الحرية ، ولا يمكن إخماد هذه الشعلة الساطعة في سماء الحداثة والتنوير .
تحياتي
حبيب
ــــــــــــــــــــــــ
الأخ لوسيان  lucian / تحية وبعد

اجل ان اي إنسان معرض للفرح والحزن والخطأ والعصبية ، ولكن ما اردت التعبير عنه انه في حالة صدور قرار مهم يخص شريحة من الناس ينبغي ان يكون بعد صفاء ذهن وهدوء ، ولكن يبدو انك تجيد فن كيل كلمات التهكم والأستخفاف بالآخرين فتقحم هذه الفقرة الهابطة  :
ماعدا المتاثرين بالماركسجية والقومجية العروبجية الكوردجية...حيث يعتبر اشخاص قادة بانهم اشخاص خارقون فوق الزمان والمكان وبان حتى قوانيين الطبيعة لا تستطيع ان تؤثر عليهم.
كان يجب ان يكون نقاشك اكثر توازناً لكي نناقشك الحجة بالحجة والفكرة بالفكرة ، لكن تعصبك وحقدك على كل شئ اسمه كلداني قد افقدك اسلوب الحوار الحضاري .
لقد سقطت كلمة (جدار)  سهواً قبل برلين .
النعرة القومية الآشورية تولدت في اعقاب الحرب العالمية الأولى حيث منحها الأنكليز لهذا القوم ، إذ تطلب عرض مظلوميتهم في المحافل الدولية  فكان يجب ان يكون لهم اسم قومي ، وكان اسمهم يقتصر على الجانب المذهبي ( النساطرة ) فمنح لهم الأسم الآثوري ، رفضوه في البداية ، ثم قبلوه وتعصبوا له اخيراً والى اليوم . وكان يجب ان تقرأ يا سيد لوسيان بأن الكلدان شكلوا وفد كلداني منذ 1920 وسافر الوفد الى فرنسا لعرض مطالبه على قمة مؤتمر سيفر ، وقد اثمرت جهود الوفد الكلداني هذا الأقرار بالحقوق القومية للشعب الكلداني ،في المعاهدة التي عرفت بمعاهدت سيفر المبرمة في 10 آب 1920 ، فنحن لم نتعلم من الأثوريين او من العرب او من الأكراد مع احترامنا لهذه الشعوب فلنا تاريخنا الكلداني الأصيل يا سيد لوسيان المحترم
تحياتي
حبيب


75

مناقشة هادئـة مع غبطة البطريرك مار لويس ساكو حول ترتيب البيت الكلداني
بقلم : د. حبيب تومي / القوش
habeebto71mi@gmail.com
habeebtomi@yahoo.no
في اخر ما سطر غبطة البطريرك مار لويس روفائيل ساكو على شبكة الأنترنيت ، حول ترتيب البيت الكلداني يقول : ترتيب البيت الكلدانيّ مسؤوليّةُ الجميع ، وهو يقف في رأس الهرم التنظيمي لمؤسسة الكنيسة الكاثوليكية الكلدانية العراقية في العراق والعالم ، ولا ريب ان انتشار ابناء الشعب الكلداني في دول المهجر في اوروبا وأمريكا واستراليا وكندا قد افرز وضعية التوسع والتشعب وبات ترتيبه يتطلب جهوداً اضافية لا سيما في ظل استمرار الأوضاع الأستثنائية بما يتعرض له هذا الشعب الأصيل ( الشعب الكلداني ) الى جانب بقية المسيحيين ، من تهجير وقمع واضطهاد وتفجير كنائس وشتى ضروب الإرهاب ، فامست مهمة الحفاظ على لحمة هذا الشعب من المسؤوليات الكبيرة ، وطفق الحفاظ على البيت الكلداني مهمة صعبة ، فهي مسؤولية الجميع هذا ما صرح به غبطة البطريرك مار لويس روفائيل ساكو الكلي الطوبى . راجع الرابط ادناه :
http://saint-adday.com/index.php?news=6694
وأود ان اعلق على بعض الفقرات في هذا المقال فقد ورد فيه :
اسلوبي شخصانيٌّ وتلقائيٌّ،  قد  يجد فيه البعضُ شيئاً  من القساوة، أقرّ بها، وطبعي  سريعُ  الانفعال خصوصًا  امام التركةِ الثقيلةِ التي ورثتُها، والاحداث المتسارعة التي لا تُتيح مجالاً للتفكير والتخطيط، ورغبتي الصادقة في ترتيب الكنيسة واستعادة دورها وهيبتها، وخدمة الناس بأفضل ما لديّ.  احّس انها دعوتي ورسالتي " الان وهنا". عمومًا  ألجأ الى أُسلوب الكتابة لأني  أَجدُه  اقرب  وسيلةٍ للتوجيه والتوعيّة والتنشئة، واعدّه فرصةً لي، ولمن اتوجه اليهم للتعمق والتقييم والتجديد.
تعليقي :ـ

 اقر بأن الكنيسة الكاثوليكية الجامعة استطاعت ان تصمد عبر الزمكانية  بفضل تظامها الهرمي ومركزيتها الشديدة ، وكنيستنا الكلدانية جزء من هذا التنظيم وتتبع نفس الصيغة الإدارية المركزية ، واستطاعت ان تحتفظ بكينونتها وديمومتها واسمها ولغتها وطقسها الكلداني عبر تاريخها في منطقة يكتنفها لغة العنف والأنتقام . لكن في كل الحالات ينبغي مراعاة الظروف المستجدة في كل مرحلة على نواحي الحياة الأجتماعية والسياسية والثقافية ، إذ لا يمكن للكنيسة ان تهمل او تغض النظر عن الظروف الموضوعية وما يدور حولها في البيئة الأجتماعية والسياسية وتبقى في وعائها القديم ، بل عليها ان تجاري الحياة وما يدور حولها من التطور والحداثة والأفكار ... إن عجلة الكنيسة ينبغي ان تسير مع نهر الحياة لكي لا يجرفها التيار .
وأنا شخصياً اختلف في الرأي مع سيادة البطريرك في الرأي حينما يقول :
طبعي سريع الأنفعال خصوصاً امام التركة الثقيلة التي ورثتها ، والأحداث المتسارعة التي لا تتيح مجالاً للتفكير والتخطيط ..
فحسب رأيي المتواضع يترتب على المسؤول ( الزعيم ، القائد ، الرئيس ، البطريرك ، رب الأسرة ، وزير ... الخ ) ان يتخذ قراراته بمنأى عن اي تسرع او انفعال ومهما كان الحدث جلل ، فالقرار السليم يكون نتيجة منطقية للتفكير الهادئ ، وأزيد على ذلك ان يكون ثمة مستشارين يمكن استشارتهم ، وهو يقول :
.. أرسل ما أكتبه الى اشخاص مختلفين لإبداء الرأي  وأغيّر ما يَلزم تغيرُه!
وهذه حالة صحية تندرج في باب الأستشارة والأستئناس برأي الآخرين في مجال الكتابة ، وحبذا لو يصار الى استشارة الآخرين في مجال اتخاذ القرارت المهمة ايضاً ، وينبغي ان تكون الأستشارة مع ذوي الخبرة والأختصاص ( التكنوقراط ) ، وليس مع من يجيدون لغة المدح فحسب .
ورد في مقال غبطة البطريرك ساكو هذه الفقرة :
كنيستنا كان لها دور الريادة  في الانفتاح والمثاقفة والمناداة بإيمانها  (Kerygma) علنيّة وبقوّة،  ونقلته الى شعوب عديدة في بلدان الخليج وايران وتركيا  وافغانستان والهند والفيليبين والصين!   لذا لا يمكن لكنيستنا المجيدة ان تكون قوميّة منغلقة بالمعنى الذي يسوقه البعض  الذين ينادون بـِ " كنيسة  على حدة" خارج الحدود البطريركية! هذا محضُ وهمٍ!
تعليقي :
كنيستنا الكاثوليكية الكلدانية لا يمكن ان تكون منغلقة قومياً بدليل انفتاحها ايمانياً وثقافياً نحو الشعوب الأخرى : بلدان الخليج ايران تركيا وأفغانستان والهند والصين .. الخ لكن هذا الأنفتاح لا يعني إلغاء القومية والخصوصية الكلدانية ، وبعين الوقت ان الوجود القومي الكلداني لا يمكن تفسيره بالأنغلاق ، فثمة موازنة قائمة ، بين الوجود القومي المشروع وبمنأى عن منظومة الأنغلاق والتزمت او التعالي القومي ، فالوجود ضمن الحدود حق طبيعي لكل المكونات ، على الا يشوبه التدخل او التنظير للاخرين او محاولة احتوائهم تحت اي ذريعة ،  يقول البابا الراحل يوحنا بولس الثاني بهذا الشأن :
لكل امة حق في ممارسة حياتها وفقاً لتقاليدها الخاصة ، من خلال حظر اي انتهاك للحقوق الأنسانية الأساسية وخاصة اضطهاد الأقليات . إن مشاركة الأقليات في الحياة السياسية هو ( دليل على مجتمع ناجح اخلاقياً ، وهو يكرم البلدان التي يكون فيها المواطنون جميعاً احراراً في المشاركة في الحياة الوطنية في جو من العدالة والسلام ) ـ جوزيف ياكوب ، ما بعد الأقليات ص95
بعد اندحار نابليون في معركة واترلو 1815 وسقوط امبراطوريته ونفيه ، اعيد ترتيب الخارطة السياسية لأوروبا ونشأت دول قومية ، فأعادت الشعوب اكتشاف ماضيها القومي وتقاليدها وثقافتها وعكفت على تعلم لغتها القومية وتوحيد لهجاتها ، وكتب الكرواتي لجودفيت كاج :
 ان شعباً بلا قومية مثل جسد بلا عظم .
وبعد سقوط جدار برلين سقطت المنظومة الأشتراكية ، والأتحاد السوفياتي السابق بعد اكثر من 70 تفكك الى دول ( قومية ) مستقلة ، وانطبق ذلك على جيكوسلوفاكيا ويوغسلافيا ، فالنعرة القومية كانت كالجمر تحت الرماد ، اشتعلت حين هبوب رياح الحرية .
في العراق بعد سقوط النظام في 2003 تربعت المعارضة العراقية انذاك على مقاليد الحكم ، وكانت المعارضة الفاعلة تتكون من الأحزاب الدينية والقومية ، فتأسس مجلس الحكم على اسس طائفية والى اليوم ، ومن بين المكونات العراقية الأصيلة كان الشعب الكلداني ، الذي قرر الحاكم الأمريكي السفير بول بريمر ، تهميش تمثيله للمكون المسيحي في مجلس الحكم يومذاك وإحلال محله ممثل المكون الآشوري الذي يمثل اقلية مسيحية صغيرة قياساً بالمكون الكلداني .
المكون الكلداني يفتقر الى احزاب سياسية قومية فاعلة بعكس المكون الآشوري الذي يمتاز بتوافق وانسجام الرؤية القومية بين الأحزاب السياسية والمؤسسة الكنسية ، وهذه الحالة ضرورية ومطلوبة في مكون صغير ديموغرافياً ، لكن الأمر مختلف في المكون الكلداني ، فالتعاون والتفاهم  والتنسيق مفقود في المكون الكلداني ، إذ ان الكنيسة الكاثوليكية الكلدانية في العراق ( حالياً ) ، تنأى بنفسها عن هموم شعبها الكلداني القومية ، وأرى من الضروري ان يكون ثمة رؤية مشتركة الى المسألة القومية بحيث تسود ارضية الأنسجام والتفاهم  في الرؤية بين الكنيسة واحزاب وابناء شعبها من المهتمين بالحقوق السياسية والقومية ، وربما كان تأسيس الرابطة الكلدانية على اسس راسخة يندرج في هذا الطريق ، ولحد الآن لم نجد ولادة هذه الرابطة .
 على وجه العموم ، فإن انحياز القائد لطموحات شعبه ليس اثماً ، إنما ذلك شرفاً له وهو واجبه .
كانت هناك مذكرة من البطريرك الكلداني المرحوم عمانوئيل دلي الى الحاكم الأمريكي لتثبيت الحقوق القومية الكلدانية في الدستور العراقي ، والذي افلح في تدوين اسم القومية الكلدانية في الدستور ، وكانت هناك ايضاً مذكرة من المطارنة الأجلاء في السنودس المنعقد سنة 2009 لتدوين اسم القومية الكلدانية في مسودة اقليم كوردستان ، وقد رأيت في نفس الفترة زيارة وفد كلداني قادم من اميركا وفي مقدمة الوفد كان المطران الجليل ابراهيم ابراهيم والمطران الجليل سرهد جمو وكنت انا شخصياً من ضمن الوفد حينما قابلنا الرئيس مسعود البارزاني .
 في نهاية المطاف انتصرت إرادة القوى الخفية حيث جرى رفع اسم القومية الكلدانية بشكل مجحف من مسودة الدستور الكوردستاني وهذا الأجراء المجحف لا يتناسب مع الأنفتاح الكوردستاني على المكونات العراقية كافة ، ونأمل ان تبذل البطريركية الكلدانية الموقرة اليوم جهودها الخيرة لتثبيت حقوق الشعب الكلداني في مسودة دستور اقليم كوردستان .
العمل القومي بمعزل عن العمل السياسي
ثمة إشكالية الخلط بين الحقوق القومية ومسألة التدخل بالسياسة ، فالعمل القومي هو ما يشمل الحفاظ على التراث والتاريخ واللغة والأسم والأوابد والثقافة والفولكلور .. هذه هي الخصائص القومية لأي شعب يعمل على المحافظة عليها وحينما نقول الطقس الكلداني نحن نشير الى معنى وتراث قومي كلداني ، فالقداس يمكن سماعه بكل اللغات لكن نحن نتوقى الى سماعه بلغتنا الكلدانية ، ولهذا سميناه القداس حسب الطقس الكلداني واستطاعت كنيستنا المحافظة على هذه التراث عبر الزمكانية ، فنحن في اوسلو ننتظر 4 مرات في السنة لكي يأتي الينا القس الكاثوليكي الكلداني ويقدس لنا بلغتنا الكلدانية ويعمذ اطفالنا ويبرخ شبابنا وفق الطقس الكلداني ، ورغم وجود كنيسة كاثوليكية في هذه المدينة لكن ننتظر قدوم كاهن من كنيستنا الكاثوليكية الكلدانية  لكي نصلي بلغتنا القومية الكلدانية .
إن ملابسنا القومية ومطبخنا القومي وأغانينا وأمثالنا وطقوس كنيستنا وعاداتنا وتقاليدنا في الزواج والتعازي وتراثنا العام ولغتنا واسمنا القومي كل هذه العناصر تشكل وجودنا القومي الكلداني ، وإن العمل على المحافظة عليها يعتبر جزء من العمل القومي .
هناك العمل السياسي الذي تتزعمة الأحزاب السياسية والمهتمين بالشأن السياسي من ابناء الشعب من الحزبيين ومن غير الحزبيين . العمل السياسي يهدف الى تحقيق المصلحة الوطنية والقومية ، يقول ثعلب السياسة الدولية المخضرم الدكتور هنري كيسنجر بأن الدبلوماسية أداة للسياسة الخارجية في إطار استراتيجية حماية المصلحة القومية.
فالحفاظ على السمات القومية جانب مهم من وجود الشعب وضمان عدم ذوبانه في كؤوس الآخرين ، اما العمل السياسي فهو ركوب موجة الصراع والأشتراك في الأنتخابات والتحالفات في تحقيق المصالح الذاتية والحزبية ، ولكن حتى في السياسة يمكن سلوك السبيل الأخلاقي في تحقيق المصالح المشروعة .
يجب ان لا يكون للكنيسة اي شكوك حول اسمنا القومي الكلداني التاريخي الذي اختاره ابائنا وأجدادنا ، ويجب ان نتبنى جميعاً مظلومية شعبنا الكلداني وبقية مسيحيي العراق ، وإن صفة الكلدانية ليست طائفية ، يجب ان يكون الكلدان الى جانب المكونات المسيحية الأخرى ونشكل صفحة ناصعة من التعددية الجميلة في البنية المجتمعية العراقية ، ونشكل  زهرة جميلة عطرة في الحديقة العراقية .
مع الأسف لمؤسسة كنيستنا الكلدانية اليوم ولبعض الكتاب من ابناء شعبنا الكلداني موقف سلبي من الشأن القومي الكلداني ، في حين نجد بقية المكونات إن كانوا رجال الدين او من الكتاب العلمانيين لهم مواقف ايجابية من شعبهم ويفتخرون بهوياتهم الخاصة ويجاهرون بها  ، إن كانوا من العرب او من الأكراد او التركمان او الآشوريين او غيرهم . 
إن بناء وترتيب البيت الكلداني يزدهر حينما يكون تنسيق وتناغم بين الكنيسة وشعبها ، فالمكون الكلداني وبقية مسيحيي العراق لا يفتقرون الى الحرية الدينية في وطنهم ، بل انهم يكافحون من اجل الأمان والتعايش والحقوق القومية والوطنية ، ويتشكون من المعاملة الفظة التي عوملوا بها في الآونة الأخيرة تحت ظل احكام الشريعة الإسلامية  التي تبنتها دولة الخلافة الإسلامية التي عرفت بداعش .
اناقش غبطة البطريرك في الأمور الحياتية العلمانية بروح اخوية طافحة بالأحترام والوقار ، وذلك لثقتي العالية بالثقافة السامية والروح العالية لغبطة البطريرك ساكو في قبول الرأي الآخر ، ويمكن استشفاء ذلك من المواضيع التي يطرحها غبطته عبر شبكة الأنترنيت . وهذا يشجعني ويشجع الآخرين على الكتابة والحوار البناء لما يفيد شعبنا ، وفي حالة التوافق او الأختلاف في الرأي نتمنى ان لا يفسد في الود قضية ، هدفنا الحوار الحضاري البناء مع غبطة البطريرك مار لويس روفائيل ساكو الجزيل الأحترام .
وهناك مواضيع اخرى يمكن طرحها في قادم الأيام .
د. حبيب تومي / القوش في 9 / 11 / 2014

76
الباحث والمهتم بقضايا الأقليات سليمان يوسف يوسف المحترم
تحية
يبدو انك جداً متأثر بالفكر البعثي لتتبنى افكار نازية اقصائية ، وتجعل من نفسك المدافع الأمين عن الأقليات في حين انك تتبنى الفكر الأقصائي النازي ، فعبارتك التي تقول فيها :
.. لوجود الآشوريين ( سريان وكلدان ) ..
ومن اخبرك ايها الباحث والمهتم بشؤون الأقليات بأن الكلدان هم آشوريين ، كان يجب عليك ان تقرأ التاريخ وتعرف تاريخ الشعب الكلداني قبل ان تطلق شعارك الأقصائي هذا ، فيجب ان تتعلم المبادئ الديمقراطية في احترام انتماء الآخرين قبل ان تصبح مهتماً بشؤون الأقليات . فأفكارك الأقصائية اقرب الى الأفكار البعث وأفكار داعش . فعليك ان تحترم مشاعر الآخرين لكي تُحترم .
تحياتي
حبيب

77
الأخ جاك يوسف الهوزي المحترم
تحية ومحبة
بعد 2003 كانت ثمة محاولات واضحة لتمزيق لحمة الكنيسة الكاثوليكية الكلدانية ، وهي محاولات بدأت حينما شعروا ان مؤسسة الكنيسة الكلدانية التي كان يقف على رأسها البطريرك الكردينال المرحوم عمانوئيل دلي ،، حيث كانت حملة لجمع التواقيع لأستنكار العمل القومي الذي لجأ اليه المرحوم عمانوئيل دلي حينما حاول تثبيت الأسم القومي الكلداني في الدستور العراقي وفي دستور اقليم كوردستان .
واليوم تتكرر الحالة والمحاولات في دق اسفين التفرقة والشقاق لجسم كنيستنا الكلدانية ، مستغلين بعد البطريركية الكلدانية الحالية عن الشأن القومي الذي يخص حقوق الشعب الكلداني في وطنه العراق ، وتوجيه الأتهام لكل من اهتم بالشأن القومي الكلداني لمعاقبته ، ودق اسفين التفرقة بين البطريركية وأبرشية مار بطرس في كاليفورنيا ، ما هي سوى محاولات خبيثة من المتربصين لصب الزيت وإشعال النار بغية النيل وتمزيق لحمة كنيستنا التاريخية ، وبتصوري ان البطريركية وابرشية مار بطرس في ساندييكو اذكى من ان تنطلي هذه المحاولات اليائسة عليها .
إن كنيستنا اليوم تتعرض للإرهاب في الوطن الأم ، وإن شعبنا الكلداني والشعب المسيحي بشكل عام يطرد من بيوته ومن بلداته ومدنه ، وكنيستنا الكاثوليكية الكلدانية احوج ما تكون الى توحيد الصف للصمود بوجه الرياح الصفراء ، ولا يمكن ان يكون للخلافات الجانبية مكان في هذه الظروف الدقيقة .
 املنا ان تتجاوز مؤسسة كنيستنا الكلدانية التاريخية هذه الأزمة ، وأن يعود ابناء شعبنا الى بيوته ، وأن تتحقق امنيات شعبنا الكلداني والشعب المسيحي في الأمن والأستقرار والعيش الرغيد في وطنه الأم العراق .
تحياتي
حبيب   

78
الأخ كوريا حنا المحترم
تحية ومحبة
انا مثلك لا ارى اي فروق بين الكنائس ، لأنني في الحقيقة قليل التردد الى الكنيسة ، واليوم الكنائس في اوروبا تفتقر الى الرواد ، وهي شبه فارغة إلا في المناسبات والأعياد ، ولكن يا اخ كوريا نحن في اوسلو يأتينا الكاهن من السويد 4 مرات في السنة ، وأنا شخصياً ارتاح للقداس لأنه بلغتنا وطقسنا الكلداني ، بالنسبة للموضوع الآخر حول المطران الجليل سرهد جمو سوف اتطرق الى الموضوع بشكل مستقل .
دمت بخير
حبيب
ــــــــــــــــــــــــ
الأخ الفاضل كوركيس داود الاينشكي المحترم
تحية ومحبة
انا حينما رأيت احوال شعبنا على ارض الواقع ، فهناك مناظر تمزق القلب ، ولهذا ارتأيت ان اؤجل كل الخلافات الثانوية وأضعها على الرفوف ، ورأيت ان قرار البطريركية مهما كان مناسباً فإن توقيته كان غير مناسب ، ولهذا كتبت هذا المقال ، وربما سأكتب مقال آخر بنفس السياق .
شكراً على مرورك اخي كوركيس الأينشكي
تحياتي
حبيب
ــــــــــــــــــــ
الأخ لوسيان شكراً على مرورك ، ولا مجال للاجابة على سؤالك في هذا المقال
تحياتي
حبيب
ـــــــــــــــــــــــ
الأخ عبد الاحد قلــو المحترم
تحية ومحبة
نعم اخي عبد الأحد كانت كارثة بالنسبة لأتباع الديانات غير الإسلامية ، وهم في وطنهم وقبل الإسلام ، واريد ان اقارن هذا الوضع بما يقابل به المسلمون في بلاد الغرب المسيحي ، لقد ثبت ان المشكلة تكمن في النصوص الدينية ، وإلا لماذا لا يلجأ الى العمليات الإرهابية المليارات من البشر من الصين والهند من البوذيين والكونفوشيين والهندوس وغيرهم ، ألا يوجد فقراء في هذه الدول فلماذا لا يلجأون الى العمليات الأنتحارية ؟
شعبنا وسط امواج متلاطمة والوقت يتطلب رمي طوق النجاة لهم ، وكل قضايا جانبية يعتبر التطرق اليها غير مناسب في الوقت الحالي وهذا رأيي .
دمت بخير
تحياتي
حبيب
ـــــــــــــــــــــــ
الأخ yohans المحترم
تحية ومحبة
شكراً لمرورك الجميل اتمنى لك النجاح والتوفيق .
تحياتي
حبيب
ــــــــــــــــــــ
الأخ مايكل سيبي المحترم
تحية ومحبة
شكراً لمرورك الدائم
دمت بخير
حبيب
ــــــــــــــــــــ
الأخ جورج خوشابا كوركيس المحترم
لقد عملنا في الدوائر الحكومية ، وكان هناك البريد السري ، لا يجوز الأطلاع عليه حتى من قبل موظفي الدائرة ، فكان هناك كتاب سري وكتاب آخر سري للغاية ، وبعض الكتب الرسمية تعلق بلوحة الإعلانات ، والقضية التي نحن بصددها كان يجب تداولها في دائرة ضيقة . وهذا رأي .
شكراً على مرورك
تحياتي
حبيب
ـــــــــــــــــ
الأخ غانم كني المحترم
تحية ومحبة
املي ان ارد على مداخلتك بشئ من التفصيل لاحقاً .
تقبل تحياتي
حبيب

79
اخي الطيب مؤيد هيلو
تحية ومحبة
هناك من يهلل ويطرب لما يجري في جسم الكنيسة الكاثوليكية الكلدانية ، بل ان بعضهم يصب الزيت على النار ، ونأمل ان تمضي هذه الغيمة بسلام دون ان تؤدي الى شرخ في جسم هذه الكنيسة التي تعصف بها الرياح من كل الجهات .
دمت بخير ومحبة اخي مؤيد .
تحياتي
حبيب

80
غبطة البطريرك بتقديري ان الوقت غير مناسب لإثارة الاحتراب الداخلي 
بقلم : د. حبيب تومي / القوش
habeebtomi@yahoo.no
habeebtomi71@gmail.com
من باب الحرص على تماسك لحمة  بيتنا الكلداني  ومنعه من الأنهيار اشترك بنقاش اخوي مع غبطة البطريرك مار لويس ساكو الكلي الأحترام ، والنقاش ليس في الجانب اللاهوتي ، فأنا بعيد عن من مثل هذه النقاش الذي ليس من اختصاصي ، لكنه نقاش في الجانب الوضعي من امور قومية وإنسانية وسياسية وتنظيمية بشأن مؤسسة الكنيسة وأحوال الشعب الكلداني ، فهذه ليست ايقونات ممنوع الأقتراب منها بالنقد ، بل نحن نتطرق ونناقش امور زمنية قابلة للصواب والخطأ ، ومن الحصافة ان يسود مبدأ الأحترام المتبادل في الحوار الحضاري ، وأن تبقى ارضية المودة سائدة في حالة الأختلاف في وجهات النظر .
ألمت بالعراق ظروف قاهرة منذ عام 2003  وكانت الأقليات الدينية هي المتضرر الأول من سيل الأضرار والنكبات التي طالت كل المكونات دون تمييز : الأكراد ، العرب ، الكلدان، الأرمن ، السريان ، الآشوريين ، الشبك ، الكاكائيين ، السنة الشيعة الأزيدية ، المسيحيون ، المندائيين ، كل هذه المكونات اصابها الضرر والعنف بشكل ما ، ولكن المسيحيين من كلدان وسريان وآشوريين كانوا في مقدمة من طالهم الضرر بدليل ان حوالي (%50) وربما اكثر من هذه النسبة من المسيحيين قد غادروا العراق الى دول الجوار والى دول المهجر في اوروبا وأستراليا وأميركا وكندا ، وبعد عاصفة الدولة الأسلامية داعش التي عصفت بالمنطقة ولوحت بالسيف لأتباع الديانات اللاإسلامية بوجوب التحول الى الإسلام ديناً ، فإن الهجرة باتت الخيار المفضل لدى شريحة واسعة من ابناء شعبنا ، فالوجود المسيحي بدا مستهدفاً ، حقاً إنه كثير الشبه بما حل بالمكون اليهودي الأصيل في اواسط القرن الماضي .
بقيت ايام في عنكاوا وانتقلت الى القوش ولا زلت فيها ، ورغم ما يظهر على السطح بأن الوضع طبيعي ، إلا ان الواقع غير ذلك ، فالوضع غير مطمئن ولا يوجد ضمانات لديمومته ، إنه مرشح للتبدل نحو الأسوأ في اية لحظة ، وفي مجمل لقاءاتي عند طرح سؤال الهجرة على اصدقائي ومعارفي ومن التقي معهم ، يكون خيار الهجرة يحتل مكان الصدارة في اختيارهم ، عوائل كبيرة وميسورة الحال اقتصادياً في القوش اقفلت بيوتها الحديثة وبعضهم ترك سياراتهم الفارهة عند اقاربهم وحملوا حقائبهم وهم في تركيا الآن ، وبعضهم رجع من تركيا من اجل الحصول على الفيزا للدخول الى الأردن ، وهي المحطة المفضلة حالياً بين تركيا ولبنان . عوائل بكاملها من اطفال ونساء ورجال وشباب وشيوخ يتوجهون الى بغداد بهدف الحصول على جوازات سفر للهجرة ، قد تكون الأملاك عائقاً مؤقتاً امام بعض العوائل وآخرين يلجأون الى ايجار بيوتهم ، وبعضهم يتركها فارغة ويشد الرحال . وفي إحصائية لبعض الأصدقاء فإنهم كتبوا اسماء اكثر من 150 عائلة القوشية هاجرت خلال الفترة المنصرمة ( شهرين)، وفي القوش حالياً يعيش 325 عائلة من تلسقف وباطنايا وتلكيف وأماكن اخرى حيث أجرت كل البيوت القديمة وبعض البيوت الحديثة .
غبطة البطريرك لويس ساكو الكلي الطوبى
يحيط بشعبنا وضع خطير غير مسبوق ، ويتطلب ترك او إرجاء كل الخلافات وكل المشاكل العالقة والتوجه الى الحريق المحيق بشعبنا ونعمل على إطفائه ولكي نخرج منه بأقل الخسائر ، لا ان نتركه ينتشر ويأتي على الأخضر واليابس ، ونحن نجادل إن القس الفلاني ترك كنيسته ، والراهب الفلاني ترك ديره دون موافقة رئيسه .. الخ فأتساءل : ماذا بقي من ديورتنا وكنائسنا ؟ الشعب طرد من كنائسه  ومن ديورته ومن بيوته ومن مدنه وقراه وبلداته : ماذا بقي من الكنائس ليعود الكهنة ؟ ماذا بقي من الأديرة لكي يعود الرهبان اليها ؟ إنه إنهاء وجودنا وقلع جذورنا ، فكيف نعمل بقلب واحد من اجل الخروج من هذه الكارثة بأقل الخسائر ؟ هذا هو المحور الذي نركز عليه .
لقد اصبح من الماضي قول الشاعر :
لما علمت بأن القوم قد رحلوا                 وراهب الدير بالناقوس منشغل
إذ كان احتلال الدير ولم يعد هناك راهب بالناقوس منشغل .

سيدنا البطريرك ان انتهى وجودنا من الوطن سوف لا يكون اهمية لتلك الكنائس والأديرة  وحتى المؤسسة الكنسية سوف لا يكون لها اهمية . امامنا المزارات اليهودية في العراق التي تنعدم فيها الحياة والتي اصبحت  عبارة عن اطلال من الماضي .
لا تعتقد ايها الأب الجليل انني من انصار الهجرة او ادعو الى تشجيعها ، بل العكس ، أنا امارس نوع من الهجرة المعاكسة وذلك ببناء بيت لي في القوش وقضائي معظم الوقت في بيتي الجميل ، واريد ان يكون مثواي الأخير في القوش ، لكن التيار الجارف هو في صالح الهجرة ، وهذا هو الواقع ويجب ان نشير اليه بصراحة وشجاعة .
لقد قرأت مرة تصريحك الشجاع بأننا لا نقبل ولا نريد ان نعيش كذميين إذ تقول : نعم، اننا لسنا بذمة أحد، اننا لسنا موجودين على ارضنا منية من أحد...  لكن الحقيقة المرة ايها الأب الجليل اننا عشنا ذميين في ظل الأسلام اليوم وأمس  وعلى مدى 1400 سنة ، لقد كان آبائنا في الزمن العثماني الإسلامي في الموصل يضعون على اكتافهم مناشف ، لأن المسلم حين يغسل يديه يمسح بملابس الذمي ( المسيحي او اليهودي ) فكان آبائنا وأجادنا في مدينة الموصل يضطرون على حمل تلك المناشف على اكتافهم لكي ينشف المسلم يديه ، لقد تحمل ابائنا وأجادنا الذل والهوان لأن ابواب الهجرة لم تكن متوفرة امامهم في ذلك الوقت ، إن داعش ليست وليدة اليوم غبطة البطريرك لقد كانت داعش جاثية على صدورنا ، نعم كنا نعيش ولكن نادراً ما كان منطق المواطنة من الدرجة الأولى سائداً ، وهذا يفسر الهبوط الديموغرافي الخطير في اعداد المسيحيين في العراق من دولة مسيحية سكانها اكثر من 95 بالمئة من المسيحيين الى 1 ـ 2 بالمئة .
نحن نرى حركتكم الدؤوبة مع المطارين الأجلاء ومع رؤساء الكنائس الأخرى ، من لقاءات المسؤولين المحليين والدوليين ، ومن التصريحات ومن المؤتمرات الكثيرة ، لكن بصراحة كل هذه الحركة الدؤوبة لم تثمر ما تصبون اليه من وضع الأمور في نصابها فيما يتعلق بشعبكم الكلداني وبقية المسيحيين في العراق او وضع المسيحيين في الشرق الأوسط بشكل عام ، وباستثناء المساعدات الأنسانية الأنية لم نلاحظ اي تطورات سياسية او عسكرية على بلداتهم المسيحية ، ولم نلاحظ اي خطوة لتحقيق منطقة آمنة . فتصريحات المسؤولين العرب وغيرهم الذين تجتمعون معهم ، إنها كلمات معسولة لا تغني عن جوع ، ويعطون وعود فارغة خالية من الأفعال ، فالكلام الطيب شئ ، والواقع المأساوي شئ آخر .
باعتقادي غبطة البطريرك الوقت لم يكن مناسباً لإثارة هذا الموضوع ، وسوف اكتب مقالاً تفصيلياً حسب وجهة نظري ، وأستطيع غبطة البطريرك ان اكيل المديح لكم وأبارك كل الخطوات وكل التصريحات وكل المواقف دون تحليل او تمحيص ، واعتقد ان ذلك سوف لا يكون مجدياً لمسيرة البطريركية ، فالمديح لا يشخص مواضع الخلل في العمل ، لدينا في القوش مثل يقول إذهب عند الذي يبكيك ولا تذهب عنذ الذي يضحكك ، إن الذي يكيل المديح لك في كل خطوة فهو مداح لغيرك ايضاً الذي كان قبلك والذي يأتي بعدك ، إنه يجيد صناعة المديح فحسب ، وبتصوري في هذه المرحلة نحتاج الى من يشخص الخلل ويضع اصبعه عليه  بغية معالجة الداء وتشخيص الدواء الناجح .
في قت الضيق والشدة يتعين نسيان وتهميش كل الخلافات الثانوية ، والوقوف صفاً واحداً وبقلب واحد من اجل اجتياز تلك المحنة ، فكيف إن كانت الكارثة بحجم استهداف وجود شعب اصيل وطرده من ارضه . وما قيمة المشاكل التي وردت في بيانكم بإيقاف عدداً من الكهنة والرهبان إزاء الكارثة الكبيرة المحيقة بنا ؟
نأمل التريث وحل كل المشاكل بمحبة المسيح وبروح اخوية بمنأى عن اي ثقافة انتقامية .

د. حبيب تومي / القوش في 24 / 10 / 2014

81
مقاربة بين سقوط سلالة اور الثالثة وسطوع نجم داعش
بقلم : د. حبيب تومي / اوسلو
habeebtomi@yahoo.no
habeebtomi71@gmail.com
اعترف للقارئ الكريم انه عنوان يبعث على الأستغراب ، ماذا يربط سقوط سلالة اور الثالثة بظهور وتقدم تنظيم الدولة الإسلامية ؟ داعش ، ولهذا سوف اسرع لاستيضاح العوامل التي تربط هذه بتلك . فكما هو معروف لذوي الخبرة في المجال العسكري ان الجيوش تزحف على بطونها أي ان الطعام هو العامل الأول في استمرارية الجيش ، والعوامل الأخرى مثل الأسلحة والذخيرة والتجهيزات اللوجستية ، تتوقف على توفير المال فمن يملك المال مرشح لربح الحرب ،والأموال هي الضرورة القصوى لاستمراية الحرب .
في مطاوي التسعينات من القرن الماضي اخبرني المرحوم الأب الدكتور يوسف حبي بنية صدور عدد خاص من مجلة بين النهرين حول هجرة ابونا ابراهيم من اور الكلدانيين ولمناسبة مرور الألفية الرابعة على هذه الهجرة والتي كانت باتجاه مدينة حران وبلاد الكنعانيين ومصر  .وطلب المرحوم ان يكون لي مقالة بهذا العدد وهو المرقم  103 و 104 سنة 1998 م .
لقد كان في العدد مقالات كثيرة لكن معظمها او جميعها ، كانت معتمدة على التوراة سفر التكوين ، وربما كنت الوحيد الذي تطرقت الى اسباب خارج سياق الإطار الديني ، حيث وضعت المسألة في الإطار الأقتصادي والسياسي ، فعظمة بلاد ما بين النهرين تكمن في الحياة التي يوزعها نهري دجلة والفرات وهما في طريقهما بين جبال وبراري وصحاري العراق محولاً الأراضي التي يمران فيها الى جنة ، لكن الذي حصل  عبر التاريخ ان محصول الحنطة الذي كان من  المحاصيل الرئيسية الضرورية لإطعام  الشعب والجيش أخذ يتناقص بعد تشبعت الأراضي المسقية بالأملاح ولم يتوصل الأنسان وقتذاك الى اختراع غسل التربة عن طريق البزل ، فلم يعد بمقدور محصول الحنطة النمو بتلك التربة ، فأصبح التركيز على محصول الشعير الذي يقاوم الملوحة اكثر من حبة الحنطة ولكن  بعد سنين وعقود من الزمن بدأ محصول الشعير يتناقص ايضاً بسبب الملوحة الزائدة في التربة .
 كان نقص الغذاء ، ولم يعد بالمستطاع توفير الغذاء للمقاتلين فسقطت سلالة اور الثالثة (2112 – 2006 ق.م) وبسبب الوضع الأقتصادي المتردي الناجم عن هبوط مستوى محصول الحبوب ، كان انكسار جيوش الدولة وكانت هجرة شرائح كثيرة من المجتمع ، وكانت هجرة ابونا ابراهيم بنفس الفترة ، وإن هجرة الآشوريين من سهل  شنعار هي لنفس الأسباب . وما يهمنا في هذا الأستطراد هو ان سلالة اور الثالثة بعد ان كانت امبراطورية واسعة وهنت وأفل نجمها بسبب عجزها من توفير الغذاء للجندي المحارب وبصورة  ادق فانها سقطت لأسباب اقتصادية ، فحين انقطاع شريان اقتصادها في محصول الحبوب كان سقوطها السياسي والعسكري . وفي مرثية لسقوط  اور الكلدانيين يقول الشاعر الكلداني القديم :
اور في داخلها موت وفي خارجها موت
في داخلها نموت نحن من الجوع
وفي خارجها نقتل نحن بأسلحة العيلاميين
لقد اخذ العدو اور ..
ورفع مزالج بواباتها ، وها هي ابوابها مشرعة الى اليوم
لقد داسها العيلاميون مثل سيل عرم
فتحطمت اور بفعل السلاح مثلما يتحطم اناء من فخار ...
والآن نأتي الى الشق الثاني من الموضوع وهو سطوع نجم الدولة الإسلامية ( داعش ) في القرن الواحد والعشرين وتوسعها الصارخي على حساب العراق وسورية وتهديدها  لدول المنطقة مع تهديدات اخرى للدول الغربية التي تحالفت لمحاربة داعش ، وقد تحالفت اكثر من ستين دولة بضمنها دول عربية إسلامية لمحاربة الدولة الإسلامية داعش هذه الدولة التي يشكل العامل الأقتصادي الركن الرئيسي في قوتها وديمومتها . 
نعم هنالك عوامل اخرى لهذه القوة وهذا الزخم ومنها بعث الفكر الديني الأديولوجي حيث ان الشباب متأثر ثورياً بطروحات الدولة الناشئة كبعث للدولة الإسلامية وطروحاتها الدنيوية المثيرة بسبب الغنائم وسبي النساء والمغريات في الحياة الأخروية بجنة محتشدة بحور العيون .
لكن نبقى بالعامل الأقتصادي
يبدو من المعطيات ان داعش تسلك استراتيجية مختلفة عن غيرها من التنظيمات التي كانت تقوم بعمليات ارهابية ، فقد طرحت داعش نفسها بمفهوم (الدولة ) الإسلامية ، وبالتحديد للمكون السني من الإسلام ، فتقاطر الشباب المسلم ( السنة ) من اربع جهات المعمورة ، فكان ضمان تأمين القوى البشرية المهمة والضرورية لمثل هذه الطروحات الطموحة . واهتمت بمسالة التمويل الذي يعتبر الدعامة الأساسية في محور الأستمرارية والديمومة . ويمكن الإشارة الى نقاط رئيسية وهي :
ان البداية تتلخص في تكوين نواة قوة عسكرية قادرة للحركة السريعة في الأراضي السهلة وكانت شبكة سي أن أن الأخبارية الأمريكية قد كشفت مصادر تمويل داعش بأنها من السعودية والإمارات وقطر ، وإن تركيا تقدم تسهيلات في وصول المقاتلين عبر أراضيها الى سورية ، وقد يكون اشتراك السعودية والإمارات في التحالف الدولي ضد داعش محاولة لدحض تلك المزاعم ، لكن ذلك لا يبدل القناعة بضلوع هذه الدول في تقوية الإرهاب فالخطاب الديني المتزمت للسعودية ووجود آلاف المدارس الدينية والجمعيات الخيرية التي تساهم بقوة بدعم الإرهاب مالياً وبشرياً وهي منبع الإرهاب والتطرف الإسلامي في المنطقة والعالم .
من المحتمل ان تكون الحكومات المعنية غير مساهمة  رسمياً بالتمويل المباشر ، ولكن سكوتها لا يمنع إن حركة داعش تتلقى تمويل ودعم من قبل المنظمات والأثرياء بالكويت وقطر والسعودية وغيرها .
إن تنظيم داعش يحاول تحقيق مصادر للتمويل الذاتي دون الأعتماد على الدول ، لقد كشف المحللون ووكالات الأخبار ان الدولة الإسلامية ، داعش ، تعتبر من أغنى التنظيمات الجهادية على مستوى العالم، إذ يقدر حجم اقتصاده بما يقارب حجم اقتصاد بعض الدول الصغيرة، واستطاع مراقبون أن يقدّروا ثروة داعش بحوالي  2.1 مليار دولار.
ـ إن التوسع السريع في الأراضي العراقية والسورية اتاح لداعش السيطرة على آبار لأستخراج النفط وعمدوا على تكريره بوسائل بدائية ليكون جاهزاً للبيع بأسعار مخفضة في السوق السوداء وقد انتبهت دول التحالف على هذا الجانب المهم للتمويل فبادرت الطائرات الأمريكية لقصف تلك المصافي والآبار وشلت امكانيات داعش في الأستفادة من هذا المورد المهم .
ـ الخطف والأبتزاز ، إذ يجري خطف الأفراد من من العوائل الغنية او افراد اجانب إن كانوا يعملون في منظمات إنسانية او مراسلي صحف او وكالات فكما هو معلوم فقد اختطف عشرات المواطنين الأتراك والهنود بحدود المناطق الواقعة بشمال غرب بغداد وطالبوا الحكومة والسفارات بدفع فدية لإطلاق سراحهم.، إن مهنة الخطف واحدة من الأساليب الخسيسة لأبتزاز الأموال من العوائل والمنظمات والدول .
وكما هو معروف فإن جماعة القاعدة او حضائن داعش في الموصل وقبل فتحها من قوات الدولة الإسلامية في العراق والشام ، داعش ، كانت تفرض ضرائب شهرية على التجار والشركات والمقاولين ، وبعد استيلاء داعش على الموصل فرضت المزيد من تلك الضرائب ، ليس على الموصل فحسب بل على كافة المدن التي تستولي عليها ، فهذه المبالغ تقدر بملايين الدولارات تتدفق شهرياً على ميزانية الدولة الإسلامية .
ومن اساليب الحصول على الأموال لدولة داعش الإسلامية تجارة المخدرات والسرقة وبيع الآثار المسروقة من المتاحف ، ومن والإستيلاء على ممتلكات وأموال المختلفين دينياً كالأيزيدية والمسيحيون واعتبارها من الغنائم ، هذا إضافة الأموال العامة التابعة للدولة فمثلاً يوم دخول داعش الى الموصل وضعوا ايديهم  على الأموال في البنك المركزي في المدينة وكانت السبائك الذهبية تقدر 430 مليون دولار كما تناقلته وكالات الأنباء في وقتها .
هكذا تمتلك خلافة الدولة الإسلامية مؤهلات وإمكانيات كبيرة تفوق إمكانيات بعض الدول ، ولهم تنظيم جيد وأسلحة وأعتدة ، وأموال كثيرة ، وهكذا رغم الضربات الجوية فلا زال مقاتليها يتوسعون ويهددون غير آبهين بالتحالف الدولي ضدها ، واليوم يهددون مدينة بغداد ، ويتوسعون في الحدود الشمالية في سورية يرومون الأستيلاء على مدينة كوباني الكوردية المهمة طارقين ابواب الحدود للدولة التركية .
ويبقى خطر سرطان الدولة الإسلامية ،داعش ، قائماً ما لم تتضافر الجهود العراقية والأقليمية والدولية في التصدي لهذه العلة الخطيرة  .
د. حبيب تومي / القوش في 16 / 10 / 2014
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 
http://edition.cnn.com/2014/06/22/world/meast/mme-isis-money/index.html?hpt=hp_c4#index

82
لقد كانت المنظمات الكلدانية التابعة للشعب الكلداني في ديترويت وسانتياكو ، السباقة دائماً لتقديم الدعم المادي والمعنوي لأخوانهم الكلدان او للمسيحيين بشكل عام ، ولهم مساهمات وإبداعات بهذه الشأن .
 بارك الله بجهود هذه المنظمات الكلدانية
تحياتي
حبيب

83
الأخ Eddie Beth Benyamin المحترم
تحية ومحبة
تصحيح بسيط على جملة وردت في تعليقك تقول .. الرئيس العام للرهبنة الانطونية الهرمزدية في القوش ..
 والصحيح هو :
الرئيس العام للرهبنة الأنطونية الكلدانيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــة في القوش ومن اجل التأكيد راجع غلاف كتاب الأب بطرس حداد والموسوم :
الأب الشهيد جبرائيل دنبو مؤسس الرهبانية الأنطونية الكلدانيــــــــــــــــــــــــة ، نينوى سنة 2008 منشورات مركز جبرائيل دنبو الثقافي .
فالشعب الكلداني شعب حي عليكم احترام مشاعره لكي يحترم مشاعركم ، وهذا هو ناموس الحياة علينا ان يسود الأحترام المتبادل بيننا ، وعلينا ان ننبذ الفكر الأقصائي من بيننا لكي نواكب مفاهيم العصر النيرة وليس الفكر الظلامي في إقصاء الآخر  .
كلا اخي Eddie Beth Benyamin انتم الاشوريون لستم حنطة نقية ونحن الكلدان زؤان ، فنحن الكلدان حنطة نقية وأنتم الآشوريون ايضاً حنطة نقية ، فهل انا مخطئ اخي Eddie Beth Benyamin وهل لديك اعتراض على ذلك ؟
ودمت بخير
تحياتي
حبيب

84
الأخ لوسيان lucian المحترم
تحية ومحبة
حينما تشخص الخطأ حسب اعتقادك ، وتوجه النقد لحالة معينة عليك ان تقترح البديل الذي تراه صائباً ، دون ان تبقي الموضوع معلقاً ، وفي شأن الشاعر نزار القباني الذي اقحمته في تعليقك ، ويبدو انك لم تتطلع على ما كتبه نزار القباني في شؤون اخرى غير الحب والعشق فمثلاً يكتب نزار القباني :

من ربع قرن و أنا
أمارس الركوع و السجود
أمارس القيام و القعود
أمارس التشخيص خلف حضرة الإمام
يقول : ( اللهم امحق دولة اليهود )
أقول : ( اللهم امحق دولة اليهود )
...
 
يقول : ( اللهم شتت شملهم )
أقول : ( اللهم شتت شملهم )
يقول : ( اللهم اقطع نسلهم )
أقول : ( اللهم اقطع نسلهم )
يقول : ( احرق حرثهم و زرعهم )
أقول : ( احرق حرثهم و زرعهم )

و هكذا يا سادتي الكرام
قضيت عشرين سنة ..
أعيش في حضيرة الأغنام
أعلف كالأغنام
أنام كالأغنام
أبول كالأغنام
أدور كالحبة في مسبحة الإمام
أعيد كالببغاء
كل ما يقول حضرة الإمام
لا عقل لي .. لا رأس ..لا أقدام ..
أستنشق الزكام من لحيته
و السل في العظام
قضيت عشرين سنة
مكوما ..كرزمة القش على السجادة الحمراء
أُجلد كل جمعة بخطبة غراء
أبتلع البيان ، و البديع ، و القصائد العصماء
أبتلع الهراء ..
عشرين عاما
..... الخ

85
سيد سامي البازي
لعدة ايام لم افلح في الدخول الى شبكة الأنترنيت ، وكان اصدقاء لي في القوش قد قرأوا مقالي عن القوش الحزينة كما قرأوا التعليقات عليه ومن جملة التعليقات كان تعليقك الذي تقول فيه :
 .. ثم تتجنب حقيقة وجود زوعا وعدم نزوح اعضائها اثناء اقتراب داعش .. الخ
وقد كلفوني ان اسأل لك شخصياً (سامي البازي) هذه الأسئلة :
اولاً
من هي المنظمة في القوش التي تركت ابوابها مفتوحة وتركها اصحابها حين سماعهم باقتراب داعش ؟
ثانياً
 من هي المنظمة التي ترك جهاز التبريد ( سبلت ) مفتوحاً وغادرها روادها اي حراسها وغيرهم ؟
ثالثاً
من هي المنظمة التي تركت دلة القهوة فوق الفرن وترك فرن الغاز مشعولاً ؟
السؤال الأخير
وأخيراً من قفل الأبواب ومن اطفأ فرن الغاز ومن اطفأ جهاز التبريد ، كلفوني الأصدقاء في القوش ان اطرح هذه الأسئلة الى سامي البازي تحديداً وليس لغيرة وما على الرسول إلا البلاغ يا سيد سامي البازي .
حبيب \ القوش

86
الأخ عبدالأحد قلو المحترم
تحية ومحبة
اصبح من المؤكد ان العاصفة الداعشية لا تستهدف مناطقنا فحسب بل ان طموحاتهم عابرة للحدود ، على الأقل السورية والعراقية حالياً ، ولذلك ، لا تتناسب قدراتنا مع قوة العاصفة التي نأمل بالقوى المحلية وقوات التحالف ان تتمكن من التتصدي لها ولتعود هيبة الدولة لكي نستطيع ان نعيش بسلام .
اما بالنسبة للاقلام الحاقدة فأنا شخصياً ليس لي القدرة لكيل الشتائم كما يفعلون ، فأنا اسير بطريقي ولينضح إناءهم بما يحتوي وقاموسي خال من مفردات الشتائم والحقد على الآخرين .
دمت بخير ومحبة
حبيب

87
الأخوة الأعزاء
تحية ومحبة للجميع
بسبب الصعوبات في في الدخول الى الأنترنيت فقد ارسلت المقال في الثانية والنصف صباحاً ، وأحد الأصدقاء قال لي انه قرأ المقال على الأنترنيت ، ولم افلح في الدخول إلا اليوم وقرأت التعليقات خصوصاً : العبارة التي قلت بها :  ومن بعدهم كانت مأساة ومظالم اهل الموصل المسيحيين من كلدان وسريان ، ومن ثم كانت نكبتهم يوم احتلال مدنهم  بغديدا وكرملش وبرطلي وتلكيف وباطنايا وباقوفا وتلسقف
الحقيقة انا سميت الأشياء باسمائها ، لأن هذه المدن كلدانية وسريانية فقط نسيت قرية شرفية وهي قرية آشورية وانا اعتذر عن ذلك .
هذا اولاً وثانياً يا اخوان مرة واحدة نسينا الأسم الآشوري وقلبتم الدنيا فكل يوم انكم تلغون اسمنا الكلداني والسرياني ونحن نتحمل عنصريتكم الشوفينية ، كل يوم ترددون المسيحيون الآشوريون وهذه وكالتكم الأخبارية AINA كل يوم تزور الأخبار وانتم لا تحركون ساكناً ونحن متحملين هذا الكذب والتزوير ، فانظروا الى سلوككم مرة لترون اين تقفون ؟
لكن في النهاية اقول : انا لم آتي الى القوش لكي اسجل بطولة انا جئت الى بيتي ومدينتي وكما اعمل كل سنة ولم ازور شيئاً كما فعل بعضهم بتزوير مفضوح . ومع كل ذلك اقول لكم يا اخوان :
كل شئ آيل نحو الزوال ، الأرض بناسها ، فإن غاب الناس لا يبقى معنى للارض : القوش وتلسقف وتلكيف وباطنايا وبغديدا وبرطلة وكرملش وباقوفا وشرفية وداشقوتان .. كل هذه وغيرها تفتقر الى من يسكنها فساكنيها الأصلاء قد حرموا من ممتلكاتهم وبيوتهم وحلالهم ، وها هم يبحثون عن ارض تقبلهم يعيشون فيها بكرامة ، وهذه المدن تبتعد عنا ونحن ننظر اليها ، فلا معنى لهذا الجدل الفارغ يا اخوان ، فالكارثة اكبر من حجمنا ونحن نائمين ورجلينا بالشمس كما يقال ومخمورين بقوة الماضي ومجد الآباء والأجداد ، والسيول تغطي نتوئاتنا المرجانية في هذا المحيط الممتد من كل الجهات ، فاعتقد ينبغي ان نخفف من هذا الصراع ، ومن يعيشون في احلامهم لتأسيس امبراطوريتهم لينزلوا الى الواقع المعاش وحتى لو عملوا على تأسيس هذه الأمبراطورية او الدولة المزعومة ينبغي ان لا تكون على حساب  استفزاز مشاعر الكلدان ، لأن الكلدان شعب مسالم يحب الجميع ويحترم الجميع .
تحياتي
حبيب

88
القوش الحزينة من يمسح دموعها ؟
بقلم : د. حبيب تومي ـ القوش
habeebtomi@yahoo.no
نعم ، القوش اليوم تبدو وكأنها ترتدي حلتها الحزينة ، فأتساءل اين فرحها ؟ صحيح للقادم من بعيد تبدو المدينة في حضن جبلها رابضة بحنان وهي مكللة بالأشجار الباسقة لكن حين الوصول الى القوش تشاهد ان ابتسامة اهلها المعهودة قد اختفت وراء تراكم الوقائع  المؤلمة ، صحيح كانت هناك مأساة كبيرة وحملة إبادة بالنسبة لأخواننا الإزيدية ، ومن بعدهم كانت مأساة ومظالم اهل الموصل المسيحيين من كلدان وسريان ، ومن ثم كانت نكبتهم يوم احتلال مدنهم  بغديدا وكرملش وبرطلي وتلكيف وباطنايا وباقوفا وتلسقف واضطرارهم  للنزوح من مدنهم وبلداتهم ، وبلمح البصر فقدانهم كل شئ ، والقوش لم تكن بمنأى عن تلك الأحوال حيث اضطر اهلها الى تركها والنزوح نحو كوردستان وكان ذلك يوم 5 و6 من شهر آب المنصرم  . التقيت بمجموعة كبيرة من الأصدقاء ومنهم الصديق العزيز بطرس قودا ، وقال بقي عشرة ايام مع عائلته كنازحين في إحدى القرى ويضيف ان تلك الحياة لا تطاق لأنك في كل الحوال مجبر عليها ، وكم يملؤ صدرك الألم حينما تترك بيتك وكل ما تملك وتصبح في لمح البصر نازحاً وتصبح من الذين يتلقون المساعدات الأنسانية ، كم يؤلمك ذلك اخي حبيب ؟ اجل ان ذلك مؤلم و الشئ بالشئ يذكر عن الصديق الأستاذ بطرس :
حينما كنا تلاميذ في الصفوف الأبتدائية ( في العهد الملكي ) كانت الكتب والقرطاسية توزع مجاناً للفقراء واليتامى ، وكنا نعمل شهادة فقر موقعة من المختار ، نسلمها لإدارة المدرسة ويوم توزيع الكتب ، استلمنا الكتب دون مقابل ونحن جميعاً يغمرنا الفرح  باستثناء التلميذ بطرس عيسى قودا لأنه كانت يتيم ، واستلم الكتب مجاناً ، فقد وصل الى البيت باكياً ، وتسأله امه عن سبب بكائه ، فيقول لها : هل نحن فقراء يا امي ؟ فتجيبه الأم : كلا يا ابني من قال لك نحن فقراء ، فأجاب : إذن لماذا اعطيت لي كتب مجاناً ؟ وهنا اخذت  الأم التلميذ بطرس مع الكتب الى ادارة المدرسة ودفعت ثمنها امامه للإدارة مقابل وصل استلام ، واقتنع التلميذ بطرس انه ليس من عائلة فقيرة .
ونبقى قليلاً مع الصديق الأستاذ بطرس عيسى وهو خال الوزير المسيحي الكلداني فارس يوسف ، فيقول :
قبل يومين اتصلت به ( الوزير ) تلفونياً وابلغته بمشكلة كبيرة في القوش ، وهي ان محصول حبوب الحنطة لهذه السنة لا زال مكدساً في مكانه في العراء تحت السماء والشتاء على الأبواب ، وينتظر تسويقه لكي تشتريه وزارة التجارة ، ويضيف ان الوزير فارس فعلاً اجرى اتصالاته مع ذوي الشأن بضمنهم وزير التجارة الذي وعد باتخاذ الأجراءات اللازمة بأسرع وقت ممكن ، لأن الظروف استثنائية في المنطقة .
كثير من الأصدقاء الذين يصادفوك يفاتحونك بقولهم : لماذا قدومك الى القوش يا حبيب ؟  نحن نريد المغادرة وأنت ماذا جاء بك في هذه الظروف . والجواب الروتيني : ليكن حالي من حالكم ومصيري مثل مصيركم ، ولبعضهم اضيف :
إن القوش اجمل واحب منطقة في الوجود الى قلبي ، الا يقطع العاشق الوديان والجبال والشعاب والصحاري ويتحمل الصعاب من اجل حبيبته ؟ وهل احب حبيبتي في اوقات السلام وابتعد عنها اوقات الشدة ؟
في اليوم الذي وصلت مساءً كانت شمس الغروب تستعد للدخول في خدرها هناك في الأفق البعيد لتودعنا بخيوطها الذهبية الطفيفة مخترقة الغيوم الصيفية التي ترسل امتداداتها نحو الشمال حيث جبل القوش الخالد فتحوم فوقه وكأن هناك تنافساً بين الجبل والغيوم من اجل السمو والترقي ، إنها صورة طبيعية تسحرني وتزاد سحراً حينما يمتزج التاريخ بالجغرافياً فإن وصلت الى القوش وانتقلت في ازقتها لتصل الى مدرسة مار ميخا النوهدري والى مرقد النبي ناحوم الألقوشي والى محلة سينا ومحلة قاشا ومحلي ختيثا ومحلة اودو ، فيزداد تعلقك في المكان كما قلت ويبدو ان ظلمة الليل لها خصوصيتها فحلول  الظلام لا يعني رقود الحياة ، فإن اخذنا بمقاييس شبابنا وطفولتنا حيث لا تلفزيونات ولا راديوات ولا كهرباء.. بل فوانيس ولمبات وسراريج او اسرجة ( جمع سراج= شراءا) ، وكانت على ضوئها تعقد حلقات وتحكى حكايات وتطرح حزورات وهكذا ،واليوم هناك النوادي والبارات والقهاوي ..
كل من يصادفك يجاملك بأن كل شئ على ما يرام ولكن حين مواصلة الحديث ، سوف تكتشف الحزن والوجوم بادياً في اعماقه ، وهو لا يستطيع إخفاءه . حينما تسير في ازقة القوش القديمة حيث يفوح عبق التاريخ وعطره ، او في شوارعها في القوش الحديثة حيث الحداثة والفخامة للبيوت الجديدة ، وتلتقي بناسها تقرأ في عيونهم وعلى وجوههم سيماء الحزن ، وكأن شيئاً عزيزاً قد فقد من هذه المدينة التاريخية او هو خوفهم المشروع على ماسّتهم النفيسة ، فمظاهر الترقب والخوف من المجهول وما يضمره المستقبل ، إنها عقدة ليس الى حلها سبيل في القريب العاجل .
في اليوم الأول التقيت بمعارف وأصدقاء التقيت بهم عن طريق الصدفة ، في محل للتسوق ، اسواق ( زرا) العامرة ومعظم الأسواق في القوش هي كذلك ، رأيت انها شبه خاوية وصاحبها يقول بأنه يعمل على تصفيه اسواقه ، لأنه ازمع على الهجرة ، وإن هذه الأرض لم تعد تتسع لنا ، لقد كان هذا المحل كما يقولون في القوش ( قّاطي ديوا وسيما ) وكان المثل يضرب لمن له مهنة من قبيل : نجار ، حداد ، خياط ، اسكافي ، حائك ـ مبيضجي ـ اي صفار .. الخ لأن المهنة تقطع ذهباً وفضة .
التقيت بالأستاذ جميل حيدو في قاعة مارقرداغ في القوش حيث كانت اربعينية الصديق المرحوم المهندس جرجيس حبيب حيدو ، وعزا وفاته الى تلك الظروف وقد دفن في عنكاوا لأستحالة نقله الى القوش في تلك الظروف ،وحدثني الأستاذ جميل حيدو بانهم توجهوا يوم 5 آب نحو دهوك وبعد الأتصال بأحد اصدقاء ابنه حصلوا على بيت فارغ مؤثث في شيوز ( شيزي)  فسكنوا به ليصل عددهم في البيت 35 شخص ، يقول كان بجوار البيت هياكل بيوت مسقفة وحين نزوح ايزيدية من جبل سنجار اسكنوا في تلك الهياكل ويقول تعرفت على احدهم واسمه خديدة الذي سرد لي احداثاً عجيبة من الأعتداء على اعراض الناس وقد سرد بعضها لي الأستاذ جميل لكن  من غير المناسب إدراجها في هذا المقال ..!!!
لكنه يضيف من طريف ما حدث ونحن في تلك الظروف خابرني خديدة في ساعة متأخرة من الليل يقول : بأن زوجة ابنه قد ولدت طفلاً في هذه الساعة ونحن محتاجين الى بعض الملابس لهذا الطفل الذي اقبل الى الدنيا في هذه الظروف : فيقول جميل لأبني طفل بعمر ثلاثة اشهر اخذنا مجموعة من ملابسه مع حفاظات الطفل وأخذت نسائنا تساعد الأم . ويختم استاذ جميل حديثه : رغم اننا كنا في البيت لكننا شعرنا وكأن كابوساً يخيم على صدورنا ، الى ان رجعنا الى بيوتنا .
لقد سمعت قصص كثيرة عن النزوح لكن معظمهم او جميعهم يؤكدون ان مضيفهم او جيرانهم كانوا كرماء ولطفاء معنا وحدثتني نازي شموئيل زوجة المرحوم عمي كريم تومي الذين نزلوا في اينشكي ان  اهالي القرية استقبلوهم بمودة قدموا لهم لعون اللازم ، وكنا سعداء سعداء في هذه القرية وكأننا في بيوتنا ونحن مدينين لهم بهذه الضيافة الكريمة .
هنالك موضوع الهجرة الذي يستعد له معظم ولا اقول الجميع ، عائلة كبيرة اعرفها سافروا الى بغداد للحصول على جوازات سفر ، عوائل كثيرة تعود من تركيا لأن الأنتظار طويل يصل الى سنة 2020 وهم يشدون الرحال نحو الأردن او لبنان ، العنصر المتحمس في هذه الهجرة بين افراد الأسرة هي الزوجة ، والرجل ( المسكين ) في معظم الأحوال يبقى معترضاً ، لكن في الآونة الأخيرة لم يعد اعتراضه ذي قيمة ، فيمكنه ان يمكث في البيت ( فهذه مشكلته ) فأفراد الأسرة يعرفون الطريق ، وقد وصل الأمر في بعض العوائل الى مشاكل جدية بين الزوج والزوجة .
بعض من هم مصرين على البقاء مثل الأخ نادر يشكو ويقول بأن وضع القوش سيكون ضعيفاً بعد ان يهجرها معظم ابنائها ، إنه يتكلم بحزن وألم ولا يريد مغادرتها مهما كلف الأمر وفي الحقيقة ثمة شريحة لابأس بها مثل نادر .
لقد كانت صورة الهجرة ( النزوح) في البداية شاملة وكاسحة فحينما هاجر اهل القوش وتلسقف وباطنايا وباقوفا الى دهوك مثلاً كان اهل دهوك قد سبقوهم في النزوح الى مناطق نحو الحدود او الى تركيا وهذا ينطبق على القرى والبلدات المسيحية في محافظة دهوك ، اليوم في القوش عدد من عوائل باطنايا وتلسقف قد استأجروا البيوت في القوش . ويقوم الألاقشة بالخفارت الليلية ويدير الحراسة منظمة الحزب الشيوعي في القوش ، وينبغي ان نعترف ان المنظمة الحزبية الوحيدة التي بقيت في القوش وظلت ابوابها مفتوحة ونظمت الحراسات المنتظمة والى اليوم ،  شكراً للقائمين على هذه المنظمة الشجاعة .
بقي ملاحظة مهمة اختم فيها مقالي :
أفاد بعضهم : بأن القوش لم يصادف ان توقف ناقوسها عن الضرب في يوم من الأيام ولمدة 2014 سنة ( هذا كلام مجازي ، والصحيح هو منذ دخول المسيحية الى القوش ) ولكنه لأول مرة يتوقف ولمدة عشرة ايام وبعدها عثر على مفتاح الكنيسة عند الصاعور ليستأنف ضربه والتاريخ والفضاء يرددان صدى دقات ورنات ناقوس كنيسة القوش  .
د. حبيب تومي /القوش في 8 / 10 /2014

89
الدكتور عامر ملوكا المحترم
تحية ومحبة
تمثل هذه الجائزة التقديرية من قبل حاكم ولاية فكتوريا ، هدية ثمينة ترمز الى التقدير الكبير لإبداعكم ومثابرتكم ، وبنفس الوقت هو تثمين للشعب الكلداني وللمسيحيين كافة وللعراق ، بهذه المناسبة  نقدم لك ايها الأنسان المثابر تهانينا القلبية متمنين لك وللعائلة الكريمة دوام التوفيق والنجاح .
دمت بخير ومحبة
حبيب ـ من القوش الحبيبة

90
عنوان جميل ( مهرجان الثقافة والفن للصالون الثقافي الكلداني)  ـ وندزور ـ كندا
ونخبة جميلة رائعة ( بدون ذكر الأسماء ) وكلمة شكر لكل المساهمين وكلمة شكر لمن شكر الجميع الأستاذ صباح قيا ، وبعد ذلك كلمة شكر لمن نقل هذا المهرجان وهو الأخ المبدع زيد ميشو .
تحية لكل المساهمين في هذا المهرجان ، الكلدان كانوا اصحاب حضارة راقية واليوم الكلدان يبدعون إن كانوا في ارض الكلدان العراق ، او كانوا في وندزور في كندا او في اي بقعة من بقاع العالم . تحية لكم من القلب ، والى المزيد من الإبداع .
بارك الله بجهوكم جميعاً
تحياتي
حبيب

91
الأخ العزيز نامق ناظم جرجيس المحترم
تحية ومحبة
الآن يجب ان نقرأ عن هذا الأنقلاب ولا اقول التلون ، وبعد ذلك هذا التزوير في رابعة النهار  وتحت ضوء الشمس الساطعة :
 اخ نامق والأخوة الأعزاء
يكتب السيد انطوان الصنا في معرض رده ما يلي :
 1 -احترم رأيك لكن اختلف معك تماما في الرأي والموقف والفكر لاني اومن بشكل راسخ وثابت اننا ابناء امة واحدة وشعب واحد بكل تسمياتها المذهبية الجميلة (الكلدانية - السريانية - الاشورية) وهي الامة الاشورية ..
 ويضيف السيد الصنا :
3 - اما اذا كانت مراهنتك يا اخ نامق على التسميةالكلدانية فأن التسمية الكلدانية ما هي الا اسم لقبيلة من الشعب الارامي..
 في البداية نأخذ وجه الأنقلاب ولا نقول التلون .. حيث كتب انطوان الصنا حينما كان كلدانياً للعظم ولا اريد التطرق الى كل ما كتبه بل نتطرق لإحدى مقالاته حول تأييده لأنعقاد المؤتمر الكلداني الأول وكانت هذه مبادرة مني على شكل مقال ، وكان من الذين كتبوا حول ذلك السيد انطوان الصنا : حيث كتب مقالاً في موقع عنكاوا تحت عنوان :
    (انعقاد المؤتمر القومي الكلداني العالمي الاول ؟!)
حسب الرابط ادناه :
 http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=257317.0;wap2
الجدير بالذكر ان موقع عنكاوا يتيح للكتاب تعديل المقال ، وهكذا استغربت حينما دخلت الى موقع عنكاوا ، حيث ان انطوان الصنا في وقتها لم يكتب شعبنا ( الكلداني السرياني الآشوري ، وتأكدت من النسخة التي طبعتها في وقتها ، وتبين هناك تزويرات اخرى ، وعلى سبيل المثال كتب في النسخة المنشورة والتي عدلها في موقع عنكاوا هذه العبارة :
بعد التزوير اصبحت العبارة هكذا :
منذ ان اطلق الكاتب السيد (حبيب تومي) مقترحه ، في فضاء العمل القومي ، مقترح دعوته قبل اسبوعين من الان..
ولكن في النسخة المنشورة في مواقع منها موقع كلكامش ومواقع اخرى ولم يعدلها اي لم يتاح له لكي يحرفها نلاحظ ان السيد انطوان الصنا يقول فيها :
قبل التزوير
منذ ان اطلق الكاتب القومي الكلداني الكبير الاستاذ (حبيب تومي) صرخته المدوية القومية الرائدة ، في فضاء العمل القومي الكلداني ، مقترح دعوته قبل اسبوعين من الان..
والموقع هو موقع كلكامش اورك وحسب الرابط :
http://gilgamish.org/printarticle.php?id=15581
بل حتى العنوان بدله حيث كان في الأصل : (موقف التنظيمات القومية الاشورية ...من انعقاد المؤتمر القومي الكلداني العالمي الاول ؟!).
فقبل التزوير كان :
الكاتب القومي الكلداني الكبير الاستاذ (حبيب تومي) صرخته المدوية القومية الرائدة..
وبعد التزوير اصبح :
منذ ان اطلق الكاتب السيد (حبيب تومي) مقترحه ، في فضاء العمل القومي ، مقترح دعوته قبل اسبوعين من الان..
قبل التزوير على موقع كلكامش هذه الفقرة 
وهنالك فقرات بكاملها حذفها السيد صنا على سبيل المثال هذه الفقرة :
وفي نفس الوقت ، ظهرت بعض الاصوات والاراء والطروحات النشاز ، بعد الدعوة المشار اليها اعلاه ، من هنا وهناك تعارض انعقاد المؤتمر بشدة ، وتسعى لعرقلتة وتغيبه ، بهدف تسميم وتلويث ، اجواء العمل القومي الكلداني ، بشتى الطرق والوسائل ، وابقائه خاملا وضعيفا وتابعا ومنقسما وسائبا ، ومنع تفعيله وتنشيطه ، وتوحيد خطابه واهدافه القومية المشروعة ، اسوة بالاخرين من ابناء شعبنا ، وبما يتناسب مع واقعه وتاريخه القومي العريق .... وتم توجه سيل من التهم والاساءات الملفقة ، لكل من يؤيد ويؤازر انعقاد هذا المؤتمر ، ويقولون ان من يقف مع المؤتمر ، مصاب بالجمود العقائدي والقومي والعنصري ، والتعصب وضيق الافق والجهل بحقائق التاريخ والجغرافية ، وكأن افكارهم وارائهم خالدة وسرمدية !! اما الكلدان لا يحق لهم ابداء رأيهم وارأهم معادة واصابها الصدأ !! ولا يحق لهم تأسيس كيانهم الكلداني التنظيمي القومي المستقل والقوي !! لانهم ملتصقون بلاصق الامير والسكوتين بغيرهم !! وليس بأستطاعتهم فله !!

بعد التزوير اختزلت الفقرة واصبحت على موقع عنكاوا كوم هكذا :
وفي نفس الوقت ، ظهرت بعض الاصوات والاراء والطروحات الاخرى المخالفة ، بعد الدعوة المشار اليها اعلاه ، من هنا وهناك تعارض انعقاد المؤتمر بشدة ، وتسعى لعرقلتة ، بشتى الطرق والوسائل وتوحيد خطابه واهدافه القومية المشروعة ، اسوة بالاخرين من ابناء شعبنا ....وهكذا
.. ماذا نسمي اصحاب هذه القابليات اخي نامق وأخواني المعلقين على هذا المقال ؟
بعد ان نشرت الرابطين أنشر لكم المقالين الأول عن موقع عنكاوا والثاني عن موقع كلكامش اورك . علماً انني سبق ان طبعت مقال السيد الصنا على موقع عنكا في حينه وهو محفظ لدي ، لأنني جمعت جميع المقالات التي كتبت في حينها عن الموضوع .
العم كوكل شاهد صادق
حبذا لو يقوم القارئ الكريم بطبع المقالين وسوف يرى كم حاول الكاتب تغيير البوصلة وحذف من المقال الأصلي لكي يخفي مبائه الكلدانية الرصينة  ولكن لم يفلح بذلك : لأن الحكمة تقول : تستطيع ان تخدع كل الناس بعض الوقت ، وتستطيع ان تخدع بعض الناس كل الوقت لكنك لا تستيع ان تخدع كل الناس كل الوقت .
تحياتي
حبيب


ــــــــــــــ
المقال المنشور على موقع عنكاوا :
اولاً :ـ
( انعقاد المؤتمر القومي الكلداني العالمي الاول ؟!)

(1/1)

انطوان الصنا:
             (انعقاد المؤتمر القومي الكلداني العالمي الاول ؟!)
                    -----------------------------------------------------------------------------
منذ ان اطلق الكاتب السيد (حبيب تومي) مقترحه ، في فضاء العمل القومي ، مقترح دعوته قبل اسبوعين من الان ، لعقد المؤتمر القومي الكلداني العالمي الاول في النصف الثاني من سنة (2009) في مقاله الموسوم تحت عنوان (نحو عقد مؤتمر كلداني عالمي) (للاطلاع عليه الرابط الاول ادناه) انضم وتفاعل واستجابة لدعوته ، عدد من كتاب ومثقفي ابناء الكلدان ، متطوعين لاغناء الفكرة ، وانضاجها بالرأي والمقترح والايضاح ، ومنهم في سبيل المثال لا الحصر ، الكاتبين السيدان (يوحنا بيداويد) و (سعد عليك) في مقالتين (للاطلاع عليهما الرابطين الثاني والثالث على التوالي ادناه) وحيث سبق لنا شخصيا ايضا ان اقترحنا ، مثل هذا المؤتمر في مقالنا الموسوم بتاريخ 9  - 6 - 2008 (متى يعقد الكلدان جميعا في العراق والمهجر مؤتمرهم السنوي الاول كونفيشن ؟!) (للاطلاع على المقال الربط الرابع ادناه ) ...

وفي نفس الوقت ، ظهرت بعض الاصوات والاراء والطروحات الاخرى المخالفة ، بعد الدعوة المشار اليها اعلاه ، من هنا وهناك تعارض انعقاد المؤتمر بشدة ، وتسعى لعرقلتة ، بشتى الطرق والوسائل وتوحيد خطابه واهدافه القومية المشروعة ، اسوة بالاخرين من ابناء شعبنا ....

حيث ان انعقاد هذا المؤتمر في هذه المرحلة تمليه الضرورة القومية وساحة العمل القومي الكلداني الوحدوي بشكل خاص ، حيث طال انتظاره منذ تحرير اقليم كردستان سنة (1991) وسقوط النظام السابق في (2003) لاننا شعب واحد وامة واحدة وان اختلفت التسميات وهو قوة لجميع ابناء شعبنا (الكلداني السرياني الاشوري) ، وانما لاعادة تنظيم صفوف عملنا القومي الوحدوي بما يتناسب مع العولمة وروح العصر وواقعنا الكلداني على الارض في الداخل والخارج ...

ان الحركة وبعض التنظيمات الاشورية المتشددة والمتعصبة ، استطاعت تغذية وتمرير مثل هذه الطروحات داخل كيان شعبنا الكلداني نفسه ، بسبب ضعف وتأخر الوعي القومي الوحدوي لدى ابناء الكلدان من جهة ، وتأخر ظهور التنظيمات القومية الكلدانية المعتدلة من جهة اخرى ، حيث ظهرت هذه التنظيمات متأخرة ، وهشة ومنقسمة وضعيفة ، وذو اهداف ضبابية وقاعدة جماهيرية محدودة لا يحسب لها وزن ، لعدم اقتناع الجماهير الكلدانية ببرامجها واهدافها وخطابها ومواقفها وسياساتها ، اضافة لخضوع ابناء الكلدن ، للكنيسة الكلدانية في الداخل والخارج ، بولاء شبه مطلق ، وخاصة ان الكنيسة الكلدانية كانت تفصل بين الدين والسياسة ولا زالت ، حيث ابتعد اغلب ابناء الكلدان عن الفكر القومي والتعامل بالسياسة ، في ضوء ذلك فضلوا الوعي والثقافة الدينية على على الفكر القومي ...

مما حدا بعدد غير قليل من ابناء الكلدان ، الانتماء للاحزاب القومية العربية والكردية والاممية والتظيمات القومية  ، لقناعتهم انه من خلال فكر ومبادىء واهداف هذه الاحزاب ، سوف يخدمون وطنهم وشعبهم وكيانهم القومي ، ان اهتمام التنظيمات القومية الاشورية ، بأبناء الكلدان حق طبيعي ومشروع في الكسب الحزبي والتنافس مع التنظيمات الاخرى ، خاصة في ظل غياب وفراغ التنظيمات الكلدانية المقنعة ، حيث استطاعت التنظيمات القومية الاشورية ، وبشكل خاص الحركة الديمقراطية الاشورية ، ان تضم الى صفوفها اعداد كبيرة من الكلدان ، وتسلق قسم منهم الى مواقع قيادية فيها

انه حق مشروع ، والبقاء للاصلح والاكفأ في الحياة والعمل ، خاصة ان الحركة استوعبت حقيقة ان اعداد الكلدان في الداخل والخارج ، يشكلون ثقل ورقم عددي وانتخابي حاسم مهم ومؤثر ، وان الاشوريين لا يشكلون اكثر من 20% من عدد الكلدان ، وهذه معادلة غير متوازنة لذلك ، كان اهتمام التنظيمات القومية الاشورية بالكلدان ، حيث ان الاشوريين من ناحية الوعي القومي والتنظيمي والسياسي ، افضل من الكلدان حيث سبقوهم ، في حقل العمل التنظيمي القومي بعشرات السنيين ، وخاضوا النضال والكفاح المسلح ، والعمل السري منذ سبعينيات القرن الماضي ...بينما الكلدان تأسست اغلب تنظيماتهم القومية بشكل فعلي وحقيقي ، بعد 2003 وفي اجواء العمل العلني والديمقراطي ....وبتنظيمات فتية وطرية لا زالت تحبو ...

ان ظهور تنظيم قومي كلداني وحدوي ، يضم كل الكلدان افرادا وتنظيمات قومية ومؤسساته المختلفة ، وبمباركة الكنيسة الكلدانية ، ويتسم بالنضوج والتوازن وقاعدة جماهيرية مقنعة وواسعة ، وله وعي ورؤية سياسية معتدلة ورشيقة في ساحة العمل القومي الكلداني ، ليس من مصلحة التنظيمات القومية الاشورية ، وبشكل خاص الحركة الديمقراطية الاشورية ، حيث مثل هذا التنظيم ، سيسحب البساط من تحت اقدامها ويؤثر على قاعدتها الجماهيرية ، وموقفها الانتخابي ودورها في ساحة العمل القومي في الداخل والخارج ...

وفي نفس الوقت ، نطلب ونتمى على هذه المجاميع او الاطراف المتعصبة قوميا ، ان تتفهم الدوافع والاسباب لانعقاد هذا المؤتمر ، وبالنتيجة سوف يخدم ابناء شعبنا جميعا ، وليس الكلدان فحسب ، لكسر حاجز التهميش والاقصاء والعزلة والعنصرية والتعصب ، وعقد الماضي بين تنظيمات شعبنا القومية المختلفة ، لذلك نهيب بالتنظيمات القومية الوحدوية ، للمشاركة والمساهمة الفعالة ، في فعاليات ونشاطات وافكار المؤتمر ، واغنائه بتجربتهم الغنية ، وخبراتهم في هذا المجال ، لترميم التصدعات ، والتخفيف من قروح جراحات شعبنا ، المكتوي بنار الظلم والارهاب ، والتحكم بالعقل والحكمة والمنطق ، لان مصيرنا واحد في كل الاحوال ، لذا نرجو ان يتم تأشير مكامن ، الخلل والاخطاء وانعكاساتها ، على الخطابات المتشنجة والسلبية والمتعصبة ، والبحث عن حلول بالحوار والمصارحة ، والمكاشفة والنقاش الهادىء


http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,252638.0.html

http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,255585.0.html

http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,256744.0.html

http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,197775.0.html

الحكمة :
----------
(لا تأسف على اليوم فهو راحل ... واحلم بشمس مضيئة في غدا جميل)




                                                                                               انطوان دنخا الصنا
                                                                                                   مشيكان
                                                                                    antwanprince@yahoo.com
 ثانياً :ـ المقال المنشور على كلدكامش اورك :
(موقف التنظيمات القومية الاشورية ...من انعقاد المؤتمر القومي الكلداني العالمي الاول ؟!)
انطوان دنخا الصنا
منذ ان اطلق الكاتب القومي الكلداني الكبير الاستاذ (حبيب تومي) صرخته المدوية القومية الرائدة ، في فضاء العمل القومي الكلداني ، مقترح دعوته قبل اسبوعين من الان ، لعقد المؤتمر القومي الكلداني العالمي الاول في النصف الثاني من سنة (2009) في مقاله الموسوم تحت عنوان (نحو عقد مؤتمر كلداني عالمي) (للاطلاع عليه الرابط الاول ادناه) انضم وتفاعل واستجابة لدعوته ، عدد من كتاب ومثقفي ابناء الكلدان ، متطوعين لاغناء الفكرة ، وانضاجها بالرأي والمقترح والايضاح ، ومنهم في سبيل المثال لا الحصر ، الكاتبين المعروفين السيدان (يوحنا بيداويد) و (سعد عليك) في مقالتين رصينتين (للاطلاع عليهما الرابطين الثاني والثالث على التوالي ادناه) وحيث سبق لنا شخصيا ايضا ان اقترحنا ، مثل هذا المؤتمر في مقالنا الموسوم بتاريخ 9 - 6 - 2008 (متى يعقد الكلدان جميعا في العراق والمهجر مؤتمرهم السنوي الاول كونفيشن ؟!) (للاطلاع على المقال الربط الرابع ادناه ) ...

وفي نفس الوقت ، ظهرت بعض الاصوات والاراء والطروحات النشاز ، بعد الدعوة المشار اليها اعلاه ، من هنا وهناك تعارض انعقاد المؤتمر بشدة ، وتسعى لعرقلتة وتغيبه ، بهدف تسميم وتلويث ، اجواء العمل القومي الكلداني ، بشتى الطرق والوسائل ، وابقائه خاملا وضعيفا وتابعا ومنقسما وسائبا ، ومنع تفعيله وتنشيطه ، وتوحيد خطابه واهدافه القومية المشروعة ، اسوة بالاخرين من ابناء شعبنا ، وبما يتناسب مع واقعه وتاريخه القومي العريق .... وتم توجه سيل من التهم والاساءات الملفقة ، لكل من يؤيد ويؤازر انعقاد هذا المؤتمر ، ويقولون ان من يقف مع المؤتمر ، مصاب بالجمود العقائدي والقومي والعنصري ، والتعصب وضيق الافق والجهل بحقائق التاريخ والجغرافية ، وكأن افكارهم وارائهم خالدة وسرمدية !! اما الكلدان لا يحق لهم ابداء رأيهم وارأهم معادة واصابها الصدأ !! ولا يحق لهم تأسيس كيانهم الكلداني التنظيمي القومي المستقل والقوي !! لانهم ملتصقون بلاصق الامير والسكوتين بغيرهم !! وليس بأستطاعتهم فله !!

سوف اكتب سلسلة ، من المقالات والتحليلات والايضاحات والمقترحات ، بصراحة ووضوح وموضوعية وشفافية بكل ما يحيط بأنعقاد هذا المؤتمر التأسيسي الاول ، حسب وجهة نظري الشخصية ، وبدون تعصب او تشنج او تحسس ، وتحترم كل الاراء ضمن شروط وقواعد الكتابة واصولها ، حيث ان انعقاد هذا المؤتمر في هذه المرحلة تمليه الضرورة القومية الكلدانية وساحة العمل القومي الكلداني بشكل خاص ، حيث طال انتظاره منذ تحرير اقليم كردستان سنة (1991) وسقوط النظام السابق في (2003) ولغاية اليوم ، بسبب المعاول والعوائق التي منعت انعقاده ذاتيا وموضوعيا واليوم نفس المجاميع ، سوف تحاول وضع المطبات والحواجز والمتاريس امامه ، للحيلولة دون تحقيقه وانعقاده لانهم مصابون بعقدة القومية الكلدانية ، وفي حقيقة الامر لا اريد ان ادخل مع احد منهم ، في سجالات كتابية تاريخية او سياسية عن (جنس الملائكة وقوميتها او قوميته ) اذا كان كلداني القومية ام اشوري !! ....وقد يكون المعول والعائق والمثالب والخلل من داخل البيت الكلداني نفسه !!

انه نقاش بيزنطي ، لا جدوى منه هل اصل الكلدان اشوري !! ام اصل الاشوريين كلداني !! لكم مصادركم وحقائقكم وتاريخكم وكتبكم وبحوثكم ووثائقكم ، ولنا مثلها ، لاننا شعب واحد وان اختلفت التسميات ، لكم رأيكم ولنا رأينا وكلها محترمة ...نسألكم بالله متى تدخل الكلدان ، في شؤون الاشوريين الداخلية والحزبية والقومية والتاريخية قي الداخل والخارج ؟ ومنعوا نشاطاتكم ومؤتمراتكم واعمالكم القومية ، في الداخل والخارج ، الم ينخرط اعداد كبيرة من الكلدان في صفوف تنظيماتكم القومية ، بينما لا يوجد اشوري واحد ضمن التنظيمات القومية الكلدانية الا ما ندر ، ولا اعتراض على ذلك ، لانه يدخل ضمن حرية الرأي الشخصية في الاختيار والقناعة والانتماء واستغلال الفرص ، لكن لابد البحث عن الاسباب اليس كذلك ، في ادناه ستتوضح الصورة اكثر ، لان انعقاد المؤتمر ليس موجه ضد احد ، وهو قوة لجميع ابناء شعبنا (الكلداني السرياني الاشوري) ، وانما لاعادة تنظيم صفوف عملنا القومي الكلداني في الداخل والخارج ، بما يتناسب مع العولمة وروح العصر وواقعنا الكلداني على الارض في الداخل والخارج ...

دأبت بعض التنظيمات القومية الاشورية المتشددة ، الى هضم وطمس واحتواء بل الغاء وجود القومية الكلدانية ، من قاموس القوميات ، بجرة قلم في محاولة لقلعها من جذورها ، واصولها التاريخية ، وكأنهم يملكون الحقيقة المطلقة لوحدهم !! واعتبروا القومية الكلدانية مذهب كنسي فقط !! وانهم جزء من الامة الاشورية الخالدة !! وكأن رحم امة الكلدان قد جدب وجف وتيبس !! وهذا تجسد مثلا في شعار الحركة الديمقراطية الاشورية ( ...الاقرار بالحقوق القومية الاشورية) اين موقع الكلدان من الاعراب في هذا الشعار ؟ اليس هذا اجحاف وظلم بحق امة عريقة ؟ لا تعليق !! ...

ان الحركة وبعض التنظيمات الاشورية المتشددة والمتعصبة ، استطاعت تغذية وتمرير مثل هذه الطروحات داخل كيان شعبنا الكلداني نفسه ، بسبب ضعف وتأخر الوعي القومي لدى ابناء الكلدان من جهة ، وتأخر ظهور التنظيمات القومية الكلدانية من جهة اخرى ، حيث ظهرت هذه التنظيمات متأخرة ، وهشة ومنقسمة وضعيفة ، وذو اهداف ضبابية وقاعدة جماهيرية محدودة لا يحسب لها وزن ، لعدم اقتناع الجماهير الكلدانية ببرامجها واهدافها وخطابها ومواقفها وسياساتها ، اضافة لخضوع ابناء الكلدن ، للكنيسة الكلدانية في الداخل والخارج ، بولاء شبه مطلق ، وخاصة ان الكنيسة الكلدانية كانت تفصل بين الدين والسياسة ولا زالت ، حيث ابتعد اغلب ابناء الكلدان عن الفكر القومي والتعامل بالسياسة ، في ضوء ذلك فضلوا الوعي والثقافة الدينية على على الفكر القومي ...

مما حدا بعدد غير قليل من ابناء الكلدان ، الانتماء للاحزاب القومية العربية والكردية والاممية والتظيمات القومية الاشورية ، لقناعتهم انه من خلال فكر ومبادىء واهداف هذه الاحزاب ، سوف يخدمون وطنهم وشعبهم وكيانهم القومي ، ان اهتمام التنظيمات القومية الاشورية ، بأبناء الكلدان حق طبيعي ومشروع في الكسب الحزبي والتنافس مع التنظيمات الاخرى ، خاصة في ظل غياب وفراغ التنظيمات القومية الكلدانية ، حيث استطاعت التنظيمات القومية الاشورية ، وبشكل خاص الحركة الديمقراطية الاشورية ، ان تضم الى صفوفها اعداد كبيرة من الكلدان ، وتسلق قسم منهم الى مواقع قيادية فيها ، في سياسة ذكية وحكيمة وسلخهم من قوميتهم وغسل ادمغتهم وبقناعتهم التامة ...

انه حق مشروع ، والبقاء للاصلح والاكفأ في الحياة والعمل ، خاصة ان الحركة استوعبت حقيقة ان اعداد الكلدان في الداخل والخارج ، يشكلون ثقل ورقم عددي وانتخابي حاسم مهم ومؤثر ، وان الاشوريين لا يشكلون اكثر من 20% من عدد الكلدان ، وهذه معادلة غير متوازنة لذلك ، كان اهتمام التنظيمات القومية الاشورية بالكلدان ، حيث ان الاشوريين من ناحية الوعي القومي والتنظيمي والسياسي ، افضل من الكلدان حيث سبقوهم ، في حقل العمل التنظيمي القومي بعشرات السنيين ، وخاضوا النضال والكفاح المسلح ، والعمل السري منذ سبعينيات القرن الماضي ...بينما الكلدان تأسست اغلب تنظيماتهم القومية بشكل فعلي وحقيقي ، بعد 2003 وفي اجواء العمل العلني والديمقراطي ....وبتنظيمات فتية وطرية لا زالت تحبو ...

ان ظهور تنظيم قومي كلداني موحد ، يضم كل الكلدان افرادا وتنظيمات قومية ومؤسساته المختلفة ، وبمباركة الكنيسة الكلدانية ، ويتسم بالنضوج والتوازن وقاعدة جماهيرية مقنعة وواسعة ، وله وعي ورؤية سياسية معتدلة ورشيقة في ساحة العمل القومي الكلداني ، ليس من مصلحة التنظيمات القومية الاشورية ، وبشكل خاص الحركة الديمقراطية الاشورية ، حيث مثل هذا التنظيم ، سيسحب البساط من تحت اقدامها ويؤثر على قاعدتها الجماهيرية ، وموقفها الانتخابي ودورها في ساحة العمل القومي في الداخل والخارج ....لذلك حسب اعتقادي المتواضع ، ان المؤتمر موضوع بحث هذا المقال ، والقائمين عليه سوف يواجهون المزيد من الصعوبات والمؤمرات والدسائس والعوائق ، من هذا الطرف او ذلك ، لمنع انعقاده من جهة وزرع بوادر الفرقة والانقسام والشقاق ، داخل البيت الكلداني من جهة اخرى ، حيث ليس من مصلحة المتشددين والمتعصبين ، انعقاد مثل هذا المؤتمر ونجاحه وتحقيق اهدافه ....

وفي نفس الوقت ، نطلب ونتمى على هذه المجاميع او الاطراف المتعصبة قوميا ، ان تتفهم الدوافع والاسباب لانعقاد هذا المؤتمر ، وبالنتيجة سوف يخدم ابناء شعبنا جميعا ، وليس الكلدان فحسب ، لكسر حاجز التهميش والاقصاء والعزلة والعنصرية والتعصب ، وعقد الماضي بين تنظيمات شعبنا القومية المختلفة ، لذلك نهيب بالتنظيمات القومية الاشورية ، للمشاركة والمساهمة الفعالة ، في فعاليات ونشاطات وافكار المؤتمر ، واغنائه بتجربتهم الغنية ، وخبراتهم التي تسبقنا في هذا المجال ، لترميم التصدعات ، والتخفيف من قروح جراحات شعبنا ، المكتوي بنار الظلم والارهاب ، والتحكم بالعقل والحكمة والمنطق ، لان مصيرنا واحد في كل الاحوال ، لذا نرجو ان يتم تأشير مكامن ، الخلل والاخطاء وانعكاساتها ، على الخطابات المتشنجة والسلبية والمتعصبة ، والبحث عن حلول بالحوار والمصارحة ، والمكاشفة والنقاش الهادىء ، والاحترام المتبادل للخصوصيات القومية ...

ازاء ما تقدم فأن المسوؤلية التاريخية ، الملقاة على عاتق القائمين والمسؤولين عن المؤتمر كبيرة وجسيمة وحساسة ، للاضطلاع بدورهم الرائد والقيادي ، والتحوط لكل الاحتمالات والصعوبات ، لتذليلها ومعالجتها وهي في مهدها قبل استفحالها وتفاقم تأثيراتها الجانبية ...

http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,252638.0.html

http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,255585.0.html

http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,256744.0.html

http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,197775.0.html

الحكمة :
----------
(لا تأسف على اليوم فهو راحل ... واحلم بشمس مضيئة في غدا جميل)

مشيكان
[http://gilgamish.org] GILGAMISH

92
المحترم آشور شليمون
السيد آشور بيث شليمون فقد تحققت امنيتك ورغبتك الجامحة في ان يترك الكلدان سهل نينوى لأن مدن هذا السهل هي ارض آشورية وأبشرك بأننا نحن الكلدان والسريان قد تركنا بيوتنا في مدينة الموصل وهي نينوى عاصمة الدولة الآشورية ، وإن اردت عناوين هذه البيوت  التي تركناها، فمكتوب عليها حرف نون ( ن ) كما تركنا بيوتنا في بلداتنا الكلدانية والسريانية التي تقول انها بلاد آشور ، ونهيب بك وبمن يفكر مثلك من عتاة الفكر الأشوري ان تكونوا رجال وتسكنوا هذه البيوت وهذه البلدات ، لأنها جزء من الوطن الآشوري ، وثقتنا عالية بكم بعد ان هاجرنا بيوتنا ان تسكنوا فيها وأن تكونوا رجال وأن تكون انت القائد ، فإن اصبحت مسكونة من قبلكم افضل من ان تسكنها قوات داعش . نهيب بك   ايها الآشوري الذي يذكرنا دائماً بأن هذه ارض آشور ، نهيب بك ايها القائد المحنك آشور بيت شليمون وبجماعتك من غلاة الفكر الآشوري الشوفيني العنصري  الذين يكتبون ليلاً ونهاراً عن ارض آشور وبأننا نحن الكلدان غرباء في هذه الأرض ، وان تترجموا كلامكم الى افعال وتحرروا سهل نينوى الذي اصبح إمارة نينوى .
نحن بانتظار افعالكم ( نعم افعالكم) سيد آشور بيت شليمون ، لأنه مللنا أقوالكم وكلامكم  العنصري الإقصائي المقرف .
تحياتي
حبيب

93
الصديق العزيز النائب جوزيف صليوة المحترم

تحية ومحبة
وصول الصديق جوزيف صليوة الى قبة البرلمان العراقي كان من الأخبار السارة هنا في النرويج للعائلة وأسرة نادي بابل الكلداني في النرويج ولي شخصياً باعتبارك صديق عزيز ومخلص ولك تاريخ نضالي مشهود، حيث كنت صديقاً عزيزاً لكثير من ابناء الجالية الكلدانية في النرويج وكنت شماساً رائعاً وإنساناً طيباً وصديقاً للجميع ، إنك تستحق حقاً تمثيل الشعب في البرلمان العراقي ، شمّر عن ساعديك ايها الصديق العزيز جوزيف صليوة  إنه وقت العمل  والمثابرة والدفاع عن هذا الشعب المسكين  ، إن البرلمان هو المكان المناسب للدفاع عن الشعب المسيحي من الكلدان والسريان والآشوريين وعن المضطهدين من الإزيدية والمندائين وكل المكونات العراقية التي يطالها الإرهاب .
وإنك الشخص المناسب في المكان المناسب . اتمنى لك من كل قلبي  التوفيق والنجاح في مهمتك .
دمت بخير
تحياتي
حبيب

94
الإزيدية والمسيحيون : كم انت ظالم يا وطني !!!
بقلم : د. حبيب تومي / اوسلو
habeebtomi@yahoo.no
habeebtomi71@gmail.com
سنين الحرب مع ايران اشتركت فيها كل شرائح المجتمع العراقي : العرب ، الأكراد ، التركمان ، الكلدان ، الاشوريين ، السريان ، الأرمن ، المندائيين ، الكاكائيين ، الشبك ، الأزيدية ، المسيحيين ، المسلمين من السنة والشيعة ، وكل اطياف الشعب العراقي ، لقد كانت الحرب بين الدولة العراقية والدولة الإيرانية بغض النظر عن طبيعة هذه الحرب وإشكالياتها وأهوالها التي تحملها الشعبين العراقي والإيراني .
لقد حارب الأزيديون والمندائيون والمسيحيون الى جانب المكونات الأخرى دفاعاً عن الوطن وسقوا تربة العراق بدماء شهدائهم الزكية ، ولم يقولوا هذه الحرب بين المسلمين ليس لنا فيها اي مصلحة ، بل دافعوا عن الوطن بكل شجاعة وإخلاص ، وكانت النتيجة كوكبة من الشهداء وشباب معوقين وأسرى .
 اليوم يأتي من يقول للمندائيين والإزيدية والمسيحيين ، بأن هذه الأرض ليست لكم إنها ملك الدولة الأسلامية ، ليس لكم حصة في هذه الأرض والخيار امامكم هو ان تجحدوا دينكم وتعتنقوا الإسلام ديناً لكم ، وإلا فحد السيف ينتظر رقابكم ، وكانت النتيجة معروفة في عملية الأقصاء والتطهير الديني وفي محاولة الإبادة الجماعية بحق المكون الإزيدي الأصيل .
كم انت ظالم يا وطني !!
حينما يأتي اقرب جار مسلم ويقول لك عليك ان تترك بيتك وما فيه من اثاث وان تخرج بملابسك التي تكسو جسمك ، وان تترك سيارتك ومقتنياتك للدولة الإسلامية ، وحينما تسأله عن السبب يقول لأنك مسيحي . الذي يحز بالنفس ويفطر القلب هو جارك المسلم الذي عاش بجوارك سنين وعقود ويصبح مرشداً للمسلحين من الدواعش لكي يستولوا على بيتك الذي بنيته بعرق جبينك ، فأين اصبح الوصاية بسابع جار ؟ وماذا عن اول وأقرب جار ؟ اجل إنه وطن ظالم . يقولون :
الوطن الذي لا يحمينا لا يستحقنا ، وإن ظلم ذوي  القربة اشد مضاضة وأكثر ايلاماً ، وهكذا وضع معظم النازحين امامهم الهجرة الى الأوطان التي تحترم كرامة الإنسان مهما كان دينيه ولونه ومذهبه وقوميته ، الهجرة الى البلد الذي لا يستولي على بيتك ويقول هذه غنائم حللها الله للمسلمين ..
في اربيل أعلنت المديرية العامة لجوازات السفر أن آلاف النازحين يقبلون على استصدار جوازات السفر من المديرية لغرض الهجرة إلى خارج العراق، مشيرة إلى أنها تسلمت خلال الأسابيع الثلاثة الماضية نحو 9 آلاف طلب من النازحين الموجودين في إقليم كردستان .
وهكذا اصبح الخيار الأكثر قبولاً هو شد الحقائب والهجرة الى ارض الله الواسعة ، التي لا يوجد فيها شريعة تعاقب على الدين المخالف كما هي في الدول الإسلامية والعربية . وخلال هذا العقد سوف يفرغ العراق من الكلدان وبقية المسيحيين ومن الإزيدية ومن المندائيين ما لم تتوفر منطقة آمنة تحت الحماية الدولية ، فيبدو ان الغابة العراقية تقبل الدين الواحد ولا تتسع للتعددية الدينية .



النازحون من المسيحيين يتناكفون للحصول على جواز سفر لمغادرة الوطن الظالم
نأتي الى الشق الثاني من المقال بشأن الأخوة الإزيديين ، إن الإزيدية قوم عراقي اصيل استطاع عبر التاريخ من الصمود والبقاء رغم تواتر المظالم والإضطهادات الدينية وان يحافظ على معتقداته الدينية الأصيلة وان يصمد بوجه الغزوات الإسلامية الأنتقامية التي تواترت في العصر العثماني وقبله وبعده وأخيراً كانت حملة مسلحي الدولة الإسلامية في العراق والشام ، داعش ، التي فاقت في قسوتها كل تلك الغزوات في العهد العثماني .
ربما كان نوع من التساهل نحو المسيحييين بجهة منحهم بضع ساعات للنجاة بأنفسهم من السيف المسلط على رقابهم ، لكن المكون الإزيدي لم تتاح له مثل تلك الساعات الثمينة من الوقت ، لكي ينسحب بأبنائه وبناته وأطفاله ونسائه وشيوخه من حد السيف المسلط على رقابهم .لقد طبقت بحقهم على الفور الآية :
لقد أُمرت أن أقاتل الناس ، حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله ، وإن محمداً رسول الله . ويقيموا الصلاة ، ويؤتوا الزكاة ، فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الله وحسابهم على الله تعالى    .
لقد كانت مأساة انسانية بمجزرة بحق الرجال الذين وقعوا في اسرهم ، وكان كارثة اخرى بالعودة الى الأفعال المقرفة التي كانت سائدة قبل 1400 سنة بسبي النساء ، حيث يقول نبي الإسلام لأصحابه في معركة تبوك : اغزو تبوك تغنموا بنات الأصفر ونساء الروم .
وهذا ما قامت به الخلافة الإسلامية الحديثة في القرن الواحد والعشرين

.

الدولة الإسلامية في القرن الواحد والعشرين تبيع النساء في المزاد العلني وهذا سوق الجواري بالموصل يحدد سعر اليزيدية والمسيحية بـ500 أو 1000 $ بالمزاد العلني راجع الرابط ادناه  :
http://www.tayyar.org/Tayyar/Touch/NewsDetails.aspx?_guid=%7B57123F6E-F24E-4C2D-BA93-0FB5FE21D168%7D
كما كانت المأساة الإنسانية التي طالت تلك الجموع البشرية التي تقطعت بهم السبل في شعاب ووديان وصخور جبل سنجار وهي تستنجد الضمير الإنساني لكي ينقذها من السيف ومن الإرهاب ومن الجوع ومن العطش.



                           كم انت ظالم يا وطني !!!!
لقد علق احد الأخوان على مقال سابق لي على موقع صوت كوردستان كان بنفس المعنى يقول :    
كم أخجل من نفسي ان اكون على دين داعش وعلى مذهب داعش، لكن سلواي اني لست على
ديدنهم .لم افكر يوماً ان اكون شرطياً لله او عبد جاهل وذليل لإمام مجنون أنفذ رغباته في إيذاء الاخرين.
أخذت من الاسلام ما يجعلني ان احب جاري الى سابع جار، والجار قبل الدار
وأخذت من المسيحية التسامح وتقبل الاخر والأمانة.
وحاصل ثقافتي هو ان احب جيراني من كان وعلى اي دين كان اكثر من مسلمي مكة والمدينة.جيراني يفيدوني اكثر من اهل مكة. ابناء مدينتي هم اخوتي الحقيقيين ويمتد الحلقة لتشمل جيران جيراني وجيران مدينتي لكن يبقى الأقربون بمفهوم الجغرافية لا بمفهوم الحسب والنسب هم اولى بالمعروفِ، وعلى هذا الأساس أستطيع العيش مع الجميع دون مشاكل بل هذا يساهم في بناء مدينة .
اجل هذا صوت واحد لكن ماذا عن الأصوات الأخرى ؟ الم تكن المجازر بحق الإزيدية ان تشكل حافزاً ان تقوم مظاهرات واحتجاجات غاضبة ؟ إننا لم نرى شئ من هذا القبيل بل ربما كان محاولات تبرير لما حصل .
فكما هو معلوم ان داعش هي تطور في عمل القاعدة والمنظمات الأخرى فلدينا دواعش كثيرة مثل جبهة النصرة وأحرار الشام في سورية وبوكو حرام في مالي ، وأنصار الشريعة في ليبيا ، والقاعدة في اليمن وأبو سياف في الفيلبين ، والتنظيمات المتطرفة في سيناء ومنطقة جنوب الصحراء .. الخ إنها منظمات لها حواضنها في المنطقة ، وقد رأينا كيف تحفظت بعض الدول كتركيا والقطر على ضرب داعش وكيف يغازل الإسلام السياسي داعش . إنه صمت يقترب من الأبتهاج بفتوحات داعش .
برأيي المتواضع ان الصراع ضد داعش متأتي من خوف بعض الحكام العرب على عروشهم ، لأن داعش يطبق الإسلام بشكل جذري وفكره جاذب للشباب الصغار كبعث للخلافة الإسلامية  وربما تبقى الأليات في ذبح الرقاب يصار الى عدم ترويجه وإلا هنالك ارتياح عام لصعود نجم داعش بهذه السرعة .
بقي ان نشيد بالتحالف الدولي الذي تتزعمه امريكا للتخلص من داعش ونأمل ان يتعافى العراق من هذه الآفة ويأخذ طريقه الى الأستقرار والبناء والتطور .
وفي موضوعنا إن اردنا العيش الأمن للمسيحيين والأزيدية يجب ان تكون هنالك منطقة آمنة تحت إشراف دولي دولي يضمن عيش وسلامة هذين المكونين في الغابة العراقية ، الى ان تستعيد الدولة العراقية هيبتها وتبسط الأمن والأستقرار في ربوع العراق ، حينها سوف لا نردد : كم انت ظالم  يا عراق يا وطني !
د. حبيب تومي / اوسلو في 19 / 09 / 2014






 




95
اخي الطيب خوشابا سولاقا المحترم
تحية ومحبة
نحن كمن يركب حماره ويسال اين حماري ؟ مثل الذي ليس له مشكلة ولكنه يخلق مشكلة من تحت الأرض .
اخي خوشابا هذا الجدل ليس له كل معنى ولا يحتاج الى فلسفة وليس معضلة علمية تحتاج الى تجارب في المختبرات .
المسألة وما فيها الكلداني يعرف انه كلداني والسرياني يعرف نفسه انه سرياني والآشوري يعرف نفسه انه آشوري ، وبعد ذلك سوف تستمر الأرض في كرويتها  وفي دورانها حول الشمس ، وبعد ذلك سوف لا يحدث اي خلل في المجموعة الشمسية او في النظام الكوني  .
القصة وما فيها اخي خوشابا : الأحزاب الآشورية القومية وكل غلاة الفكر الآشوري  تكتب صيغة ( المسيحيون الآشوريون ) ، وتصهر وتبتلع الكلدان والسريان ، وهم في خصام دائم مع كل من يفتخر بقوميته الكلدانية ، او قوميته السريانية ، ولكنهم لا يغضبون لمن يعتز بقوميته الآشورية
.
نحن الكلدان لا نريد سوى ان نفكر كما نريد وليس كما تفكر الأحزاب الآشورية ، نحن لا نريد تسمية الكلداني السرياني الآشوري وهي تسمية حزبية سياسية طبخت بمطابخ الأحزاب الآشورية خصيصاً للكلدان والسريان .
نحن كلدان وسريان وآشوريين ونحن سمن على عسل وأخوان من اب واحد وام واحدة ونستطيع ان نتعاون ونتآخى ، دون فرض اديولوجيات إقصائية بحق اي طرف من الأطراف ، كل يحتفظ باسمه ، وهذا شئ انساني وقانوني وأخلاقي . فكل شخص ورث من والديه انتمائه الديني والقومي واللغوي ، فلماذا البحث في الطرق عن شئ لم نفقده ،
نحن ماستنا النفيسة  في جيوبنا والجميع يحترمنا فلماذا وضع حلول لمشكلة ليست موجودة عند الشعب ؟  إنما هي حكاية محبوكة  من قبل الأحزاب الشمولية الأقصائية ، نحن كلدان وسريان وآشوريين ونفتخر بذلك ، وعلى الجميع احترامنا لأننا نقبل الجميع ونحترمهم .
فالمسألة محلولة اخي خوشابا  ، ومن يريد وضع العصي في عجلة تعاوننا ووحدتنا الحقيقية ، يبدأ بخلق نظريات ويريد ان يرجع بنا آلاف السنين ، وكل ما في الأمر اننا نحترم هويتنا ، فنحن الكلدان لنا قوميتنا ونحترم الآخرين أشد الأحترام ونطلب منهم احترام وجهة نظرنا .
المشكلة هنا اخي خوشابا هي اعتمادنا على نظريات اقصائية بالية قد لفظها التاريخ ، ولكن هنالك من يعمل على احياء هذه النظريات الإقصائية البالية  ويطبقها بحق هذا الشعب المسكين المتكون من الكلدان والسريان والآشوريين
دمت والأخوة المتحاورين بخير ومحبة
تحياتي   
حبيب

96
شكراً سيد اوشانا 47 المحترم 
تحياتي 
حبيب 

97
الأخ اخيقار يوخنا المحترم
تحية ومحبة
اقتباسك من كتاب قاضي صاعد الأندلسي فيه تحريف يا  اخي احيقار ، والكتاب الذي اقتنيه عنوانه ( التعريف بطبقات الأمم ) للقاضي صاعد الأندلسي ،طبعة طهران مؤسسة انتشارت هجرت وسعره 1300 تومان والمكان الذي اقتبست منه عبارتك وهي :
 وكانوا شعوبا وقباءل منهم النونيون والاثوريون والارمان والحرامقة ونبط العراق واصل السواد ) انتهى الاقتباس
فيا ترى هل صاعد الاندلسي  يكذب ؟
يا اخي احيقر الأندلسي لم يكذب لكن انت من اجتزأ الأقتباس بشكل فاضح .
فالأندلسي يشخص سبع امم وهذه الأمم هي :
الأمة الأولى : الفرس
الأمة الثانية : الكلدانيون
الأمة الثالثة : اليونانيون
الأمة الرابعة : القبط
 الأمة الخامسة : اجناس الترك
الأمة السادسة الهند والسند
الأمة السابعة : الصين
وهذا ما يكتبه عن الأمة الثانية الكلدانيون ص 143 وانت اجتزئت الأقتباس بما شئت فالأندلسي يكتب :
الأمة الثانية الكلدانيون : وهم السريانيون ، والبابليون ، وكانوا شعوباً ، منهم : الكربانيون ، والآثوريون ، والأرمنيون ، والجرامقة ، وهم اهل الموصل والنبط وهم اهل سواد العراق ..
فأنت حذفت من اقتباسك الأمة الثانية الكلدانيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة التي ينتمي اليها شعوب كثيرة منهم الآثوريون . ماذا تسمي ذلك يا اخيقار يوخنا ؟
.
تقبل تحياتي
حبيب

98
ميوقرا احيقر يوحنا
تحية ومحبة
_ الصفحة 8  التي ذكرتها هي مقدمة المترجم للاب يوسف حبي وليست للمؤلف . لأن المؤلف بشكل عام يشير السريان والكلدان ، اما كتاب ديفيد مكدول لايتوفر لدي لكن لدي كتب ثاني لنفس المؤلف وهو تاريخ الأكراد الحديث ويشير الى المسيحيين ، ولدي رحلة سون وهي رحلة المتنكر المشهورة ويشير هذا الرحالة الى الكلدان في جبال حكاري ويقول يلبسون نفس الملابس الكردية ويمتازون بالشجاعة ، ولا يستخدم مطلقاً الأسم الآثوري إنما يستخدم الأسم الكلداني فحسب ، وهذا ايضاً ما يشير اليه المنشئ البغدادي في رحلته الى نفس مناطقنا فيقول القوش فيها 2000 عائلة كلدانية وفي تلسقف 1500 عائلة نصارى كلدان و2000 عائلية كلدانية في تلكيف ، ولو كانت هذه العوائل أثورية لذكرها في رحلته لأنه ذكر جميع المكونات الأخرى مثل اليهود والكلدان والأرمن في السليمانية ، ومثلها في كركوك ، ولم يذكر لنا اي عائلة آثورية في هذه الأصقاع .
وهذا شئ طبيعي لأن التسمية الآشورية او الأثورية جاءت بعد الحرب العالمية الأولى ، وإن مذكرة الوجهاء التي نشرها المرحوم هرمز ابونا ( بالمناسبة المرحوم هرمز هو صديق لي في فترة البيشمركة حيث التحق لمدة محدودة ، وكان هرمز صديق الطفولة ايضاً ، ويزيدني سنتين او ثلاثة ) وهو قد انتقل قومياً الى القومية الآشورية بعد ان هجر قوميته الكلدانية كما انتقل الى الكنيسة الآشورية ( النسطورية ) بعد ان ترك الكنيسة الكاثوليكية الكلدانية . وقد نشر المذكرة باللغة الأنكليزية ومن ثم ترجمها الى العربية وفيها يقولون نحن 45 من وجهاء النساطرة ، وفي اللغة الأنكليزية ذكروا من القومية النسطورية ، بمعنى هذا القوم لم يكن يعلم بالأسم القومي الآشوري ، الذي طرح للتداول بعد الحرب العالمية الأولى لكي تعرض قضيتهم في المحافل الدولية تحت الأسم الجديد لتفريقهم عن الكلدان والسريان الذين كانوا في العراق .الذي كان محتلاً من قبل الدولة العثمانية اثناء الحرب .
تقبل تحياتي
حبيب
ــــــــــــــــــــــــ
الأخ اوشانا 47 المحترم
تحية واحترام
في الحقيقة لا ارى فائدة من مناقشتك ، وانت مخمور بيقينياتك ، كأي فكر اديولوجي ، وانا ليس امامي سوى ان احترم رؤيتك، من مبدأ احترام الرأي الآخر حتى لو كان يخالفك . ثمة كتاب يمكن مناقشتهم ولو انهم يختلفون معك ، كالأخ احيقار يوحنا والأخ زدياق ، لكن هنك البعض لا يمكن مناقشتهم فليحتفظ كل منا برأيه .
دمت بخير
 تحياتي
حبيب

 .

99
الأخ اخيقار يوحنا المحترم
تحية ومحبة
حبذا لو اشرت الى الصفحة التي تأتي كلمة الآثوريين ، فلدى مطالعتي للكتاب المذكور ( رحلة بنديه) ترجمة يوسف حبي ،  يذكر بشكل مستمر  السريان والكلدان ففي صفحة 29 يقول :
. وقــد كـان
الأدلاء يتـكلمـــون الكردية والـكلدانيـــة (الســـورث)(V(٢٦ ويوفـــان يتكلـم التــركـــيــة
والكلدانيةV وسيمـون الذي لايتكلم سوى التركيةV يت
وفي صفحة 39 يقول :
ونصل أخـيــراً (أرادن)V وهي قـرية للكلدان. نـحلّ في البـيت الذي يسـكنه الخـوري
(الكاهن)(٤١.. الخ
فأرجو ان تذكر الصفحة التي وردت تلك العبارة .
تقبل تحياتي
حبيب

100
الأخ مايكل مايكل سيبي والأخوة المتحاورون
تحية ومحبة للجميع
اريد ان اعلق على ملاحظة اوردها الأخ اخيقر يوخنا بمداخلته يقول فيها :
( وبالمناسبة عند مراجعتي لقاءمة ( لقائمة) عواءل ( عوائل ) القوش وجدت ان وزيرنا المءوقر ( الموقر) الجديد فارس يوسف ينتمى الى عاءلة ( عائلة ) قودا وهي من اصل اشيتا وكما نعلم ان اصل اشيتا هم اشوريين فهو اذن ينتمى الى اصل اشوري وهناك ايضا عاءلة ( عائلة )  دمان وحيدو ويلدكو وقودا وكجو كلهم من اشيتا ..) انتهى الأقتباس
وتعليقي على الأخ احيقر الورد هو :
من اين اتيت بهذه المعلومة بأن آشيثا قرية آشورية ، ما هي مصادرك اخ احيقر ؟ :
احيلك الى كتاب من تأليف ميشيل شفالييه ، وهو تحت عنوان :
المسيحيون في جبال حكاري وكردستان الشمالية ترجمة نافع توسا ، وهو من مراجعة وتقديم الأب ( المطران حاليا2 ) د. يوسف توما مرقس
الكتاب يشمل القرون الثامن عشر والتاسع عشر والى نهاية الحرب العالمية الأولى .
الكتاب مزود بخرائط كبيرة واضحة بين صفحات 48 ـ 49 وصفحات 160 ـ 161 وغيرها من الصفحات ، ويشير في هذه الخرائط برموز على قرى مكونات اليزيدية والأرمنية والكلددانية واليعاقبة ولا يوجد اي إشارة لقرية آشورية ، إنه يشير بدل ذلك الى قرية نسطورية ، فلم يكن قبل الحرب العالمية الأولى اي  مصطلح يشير الى الأسم الآشوري ، فمن اين اتيت يا اخ احيقار بأن اشيثا قرية آشورية في حين لم يكن الأسم الآشوري موجوداً على التداول .
تأكيداً على ذلك احيلك على الكاتب هرمز ابونا في كتابه صفحات مطوية من تاريخ الكنيسة الكلدانية ( وأكيد انت معجب بهذا الكتاب ) فيقول المرحوم هرمز ابونا ص 275
الى سعادة سفير انكلترا
نحن الموقعين ادناه خدمكم المتواضعين .. من ابناء تياري وبرور وبهتان وهكاري الذين كتبنا هذا الإلتماس ....نتوسل بسعادتكم لحمايتنا ولكي تحصلوا على فرمان باسم الأمة النسطورية او باسم ايرميا .. التوقيع 45 من وجهاء النساطرة
وقد كتب الوثيقة باللغة الأنكليزية ص273 يقول :
To His Excellency.. Ambassador of England .....
to obtain for us a Firman drown up in the name of Nestorian nation or the name ....
وكما هو واضح من الوثيقة وترجمتها ان هذا القوم لم يكن له اي معلومات حول مصطلح الآشورية الذي جرى تداوله بعد الحرب العالمية الأولى وكان على الأخ نبيل دمان ان يكون حذراً وأميناً  في إطلاق الأسماء القومية جزافاً  فالعاطفة الحزبية شئ والواقع التاريخي شئ آخر ، فإنه تجني على التاريخ إذا حاولنا تزوير الحقائق لأجل مكاسب حزبية .
تحياتي
حبيب

101
تحية من القلب  للاستاذ بطرس نباتي المحترم
إنه يستاهل الأحترم والتكريم ، ونتمنى للاخ بطرس نباتي بعد رحلة العمل الوظيفي ، ان يبادر اللشروع  برحلة اخرى في الكتابة والأبداع في شتى المواضيع .
إن هذا الأحتفاء  والتكريم يعتبر خطوة في الأتجاه الصحيح من قبل المديرية العامة للثقافة والفنون السريانية .
تحياتي
حبيب

102
الوزير فارس يوسف ججو يمثل قمة الإخلاص للوطن العراقي  ، إنه الرجل المناسب في المكان المناسب وفي الوقت المناسب ، إنه مخلص وتكنوقراط وعلماني وهو العنصر المثالي الذي لا يعمل تحت اي ضغوط او تأثير اجندة اديولوجية ، وكان الدكتور حيدر العبادي ذكياً وواثقاً من كفاءته وإخلاصه حين اختاره من بين المرشحين الآخرين .
إن تهرب الوزير السابق من مناسبة الأستلام والتسليم البروتوكولية ، سوف تعزز من مكانة الأستاذ فارس ججو .
تحية للاستاذ فارس وأملنا كبير بأن يكون متفوقاً في تنفيذ عمله الوظيفي في الوزارة ، ومدافعاً اميناً لشعبه المسيحي من الكلدان والسريان والآشوريين والأرمن .
تحية ومحبة للاستاذ فارس يوسف ججو
حبيب

103
سيد عدنان بشينا وبشلاما
ابدأ من سؤالك :  هل هناك شعبين يتكلمون نفس اللغة ؟
نعم هناك شعوب كثيرة تتكلم لغة واحدة ، فثمة شعوب كثيرة تتكلم لأسبانية ، وشعوب في اوروبا وافريقيا تتكلم الفرنسية ، وشعوب كثيرة في امريكا واستراليا والفلبين واروبا تتكلم الأنكليزية ..
بشأن الأنتماء كل إنسان يقدم نفسه ويعرف نفسه للاخرين ، فانا مثلاً اقدم نفسي باسمي الشخصي واسم عائلتي ، واعرف نفسي كعراقي وقوميتي كلدانية وديني مسيحي ، وانت تقدم نفسك بنفس الطريقة وكل الناس تعرف نفسها بنفسها ، إلا الطفل الصغير او الإنسان المعوق او المتخلف عقلياً ربما يجب مساعدته للتعريف بنفسه ، فالوصاية على الغير بهذا الشأن غير مقبولة وتتنافى مع حقوق الأنسان في حرية الأنتماء والتفكير والعقيدة . لقد جرب صدام واعتبر كل ساكن في الوطن العربي بأنه عربي ، وهذا ما خلق الفكر العروبي الإقصائي ، بحق غيره من القوميات ، وبهذا الأسلوب الإقصائي يفكر اليوم بعض الأخوة الآشوريين الذين يقولون للكلدان لا يحق لكم السكن في نينوى فهي العاصمة الآشورية وانتم كلدان اذهبوا الى بابل ، وهذا فكر عنصري شوفيني ، ولو كنا نحن الكلدان حاملي للفكر العنصري الإقصائي لقلنا لكم أرجعوا الى جبال حكاري فقد اتيتم من هناك بمعية القوات البريطانية التي تكيلون لهم الشتائم اليوم .
الحديث طويل ..
تقبل تحياتي
حبيب

104
الأخ بولس يونان المحترم 
تحية ومحبة 
في الحقيقة كتبت الرقم عن عدد الكلدان في اوروبا ما يربو على الأربعين الف دون الأعتماد على اي مصدر ، ولكن حسب مقابلة اجريت مع المونسنيور فيليب نجم سنة 2005 يقول عدد الكلدان في اوروبا يصل الى 70 الف ، ولمزيد من الأرقام حول عدد الكلدان في كل دولة راجع الرباط ادناه :
http://www.kaldaya.net/meetings/FrPhilipNajim.html
بالنسبة الى النقطة الثانية في تعليقك ، فقصدي واضح ان الكنيسة كانت امينة على التراث واللغة والطقس الكلداني عبر قرون مضت بمعنى عبر التاريخ .
اما اليوم اخ بولس ، لاشك ان تأثير البيئة الأجتماعية العربية الإسلامية كانت واضحة على لغتنا وطقوسنا وعاداتنا واسماؤنا وهلم جراً ، لكن بعد الهجرة الى البلدان التي تحترم هويتك ، اصبحت لغتنا تأخذ حيزاً جيداً من حياتنا ، وعلى سبيل المثال ، حينما كنت في ديترويت عرضت نشاطات فنية اغاني تمثيليات .. بلغتنا الكلدانية وحينما استفسرت من الأخ المسؤول ( لا يحضرني اسمه في هذه اللحظة مع الأسف ) عن هذه النشاطات ، قال : قبل حوالي 12 سنة كانت اللغة المستعملة 90 بالمئة عربية وو10 بالمئة كلدانية ، اما اليوم فإن نشاطاتنا الثقافية 90 بالمئة كلدانية و10 بالمئة باللغة العربية . 
اما ما ذكرته ان توجه الجيل الجديد للاكليروس الداعم للتحديث حيث يستنكفون من حضور صلاة الرمش .. ففي الحقيقة انا لست ملماً بهذه المعلومات حول الصلوات ، ولا اريد التدخل فيما لا افقه به .
النقطة الثالثة حول ما ذكرته بخصوص المطران فيليب نجم ، وأيضا الصديق مايكل سيبي نبهني على هذا الموضوع ، ففي الحقيقة انا اعتمد على بعض المواقع : 
المطران فيليب نجم: اقترحت على السيسي عقد مؤتمر لمناقشة تهجير مسيحيي الموصل .
وحسب الرابط :
http://www.shorouknews.com/news/view.aspx?cdate=07082014&id=eeac48c8-e9c8-4644-8e74-ece3c38bd59d
وكذلك المطران فيليب نجم: ننتظر تحرك المسلمين من أجل مسيحيي العراق
حسب الرباط :
https://www.youtube.com/watch?v=PdncwUmpz9E
وكذلك المطران فيليب نجم لـ/إم سي إن/: في انتظار التراخيص اللازمة لانطلاق قافلة المساعدة إلى العراق
وحسب الرابط :
http://www.mcndirect.com/showsubject_ar.aspx?id=56372
بالنسبة للنقطة الرابعة التي ذكرتها اخي بولس يونان من ان الكلدان في اوروبا يتبعون الكنيسة اللاتينية فيها, وهذه الكنيسة لا تقبل الكهنة المتزوجين لكي يعملوا فيها. ولهذا لا يمكن رسامة شمامسة متزوجين ككهنة للكلدان في اوروبا.
اختلف معك ، لأنه على الأقل انا اعرف اكثر من قس كان متزوجاً قبل سيامته وأحدهم الأب سعيد بلو والثاني المرحوم يوسف عبيا من القوش .
تقبل تحياتي 
حبيب 

105
الصديق شمال عادل سليم المحترم
تحية وتقدير
اثمن ما يملك الأنسان هو حياته ، وحينما يضحي الإنسان بهذه الحياة متطوعاً في سبيل قضية شعبه ، فهذه اشرف وأغلى معاني التضحية ، وانا اتذكر يوم حضورنا للمؤتمر الذي اقامته وزارة الثقافة في اربيل  لتكريم الكاتب المناضل ناجي عقراوي ، وحضرنا المعرض الذي اقمته بتلك المناسبة ، كان الدكتور كاظم حبيب حاضراً للمؤتمر وأشاد بالمناضل الشهيد والدك المرحوم عادل سليم وقال كان من اصدقائه في ساحة النضال . اجل وكما قال الشاعر ناظم حكمت : إذا انا لم احترق وانت لا تحترق فمن يضئ لنا الطريق ؟
اخي شمال اقترح عليك ، جمع المعلومات وكل ما كتب عن الشهيد عادل سليم ، معززة بالصور والحوادث التي وقعت في تلك الفترة في ساحة النضال وإصدار كتاب حول ذلك ، لكي تبقى تلك الأحداث ماثلة للأجيال القادمة ولكي لا يغطيها غبار الزمن .
تقبل خالص تحياتي 
د. حبيب تومي / اوسلو في 14 / 09 / 2014


106
الأخ عدنان المحترم
انك قد اخطأت الكثير في مطلع مداخلتك حينما تقول : بما انك معروف عن تصبك (تعصبك ) للكلدانية وتحاول محو شعب الذي يكتب عنه بطا يرك ( بطريرك) الكلدان وقالو عنت ( عنك )  وحدث بان الجميع أبناء ذالك (ذلك ) الشعب الآشوري ..
الأخ عدنان انت تقول : انا اشوري ، وأنا اقول انا كلداني ، فأين قرأت انني متعصب ؟ فهل الأفصاح عن الهوية الكلدانية تعتبره تعصب ؟ اليس من حقك ان تفصح عن هويتك فلماذا لا يحق لي الإفصاح عن هويتي القومية الكلدانية ؟
وقولك : : تحاول محو شعب .. كلامك هذا لا معنى له كان يجب ان تفكر به قبل ان تكتبه على الموقع .
المطران الجليل كرمو يواصل الآن جولته الأوروبية ليتفقد احوال شعبه الكلداني في هذه الديار ، ومن الصعوبة بمكان الأتصال به حالياً .
تقبل تحياتي اخ عدنان
حبيب
ـــــــــــــــــــــ
الأخ عبد الأحد قلو المحترم
تحية ومحبة
اجل كل من يتعرف على المطران كرمو يطيب له مقامه ، ويجعله صديقاً ، إن الأيام القليلة التي مكث بها في اوسلو كانت كافية لكي نتعرف على هذا الإنسان الرائع ونحبه ، فكيف لكم وانـتم تصادقتم معه في تلك المرحلة العمرية الجميلة وفي ذلك الزمن الجميل .
شكراً لمرورك اخي عبد الأحد قلو
تقبل تحياتي
حبيب
ــــــــــــــــــــــــــــ
مرحبا ميوقرا عزيزا رعد دكالي
رسالتك ذكّرتني بأيام نادي بابل الكلداني في بغداد ، ايام المهرجانات الثقافية والنشاطات الأجتماعية والفنية الكثيرة التي كنا نقوم بها  في هذا النادي العتيد  .
اليوم وقد توزعنا في انحاء المعمورة ، فأصبحت تلك الفترة من الأيم الجميلة في اعمارنا ، انا اتابع كتاباتك الجميلة وأشد على يدك بالمزيد من الكتابة .
اجل ان المطران الجليل رمزي كرمو إنسان فريد ورائع  بخصائله وشخصيته ، لقد احببناه ، وأنا شخصياً اعتبرته إنسان مثالي ينبغي الإقتداء به ، وواحدة من صفاته : التواضع الجم ، وهذه الصفة انا اعتبرها من خصائل الكبار .
شكراً على مرورك الجميل وانا متفائل بأننا يوماً سنلتقي في القوش الحبيبة رغم الغيوم السوداء والرياح المسمومة التي تعصف بالمنطقة في الظرف الراهن .
تقبل تحياتي اخي رعد دكالي
حبيب

107
بشينا وبشلاما المطران الجليل رمزي كرمو في اوسلو
بقلم : د. حبيب تومي / اوسلو
habeebtomi@yahoo.no
habeebtomi71@gmail.com
منذ اوائل القرن العشرين كانت طلائع من ابناء الشعب الكلداني وقد وصلت الى العالم الجديد ( امريكا ) ليشكلوا هناك جالية كلدانية ( Chaldean ) وهي اول جالية كلدانية خارج الوطن (بيثنهرين ) وفي اواخر القرن المذكور كانت الهجرة الى دول اخرى كالدول الأوروبية واستراليا وكندا إضافة الى امريكا ، وبعد عام 2003 كانت الهجرة الكبرى للكلدان وبقية مسيحيي العراق ، إلا ان الهجرة الأكبر كانت بعد سيطرة الدولة الإسلامية في العراق والشام ، داعش ، على مدينة الموصل وسهل نينوى برمته ، لنشهد فراغ مدينة الموصل وكذلك معظم المدن والقرى التابعة لشعبنا المسيحي من سكانها المسيحيين ، وأمام هذا الواقع المرير اضطرت سفينة شعبنا الى الرسو في مرفأ الهجرة الى الخارج وها هو يشد الرحال للإبحار الى ارض الله الواسعة .


الحشد البشري المسيحي للحصول على جواز سفر للهجرة من الوطن الذي لا يقبلهم ولم يعد لهم موطئ قدم فيه .

المسيحيون العراقيون بصورة عامة والكلدانيون بشكل خاص كان رأي الكنيسة مُنصب على التواصل معهم  في دول المهجر بجهة حفاظهم على تراثهم وهويتهم وتربيتهم المسيحية ولغتهم الكلدانية وطقسهم الكنسي الكلداني ، الذي ورثناه من ابائنا وأجدادنا جيلاً بعد جيل ، وكانت الكنيسة الأم الرؤوم ، امينة ووفية ، وطيلة قرون مضت ، للحفاظ على تلك اللغة وتلك الهوية ولم تقبل الذوبان في كؤوس الآخرين ، رغم محاولات الترهيب والترغيب عبر التاريخ  ، وها هي الكنيسة اليوم تنهض بواجبها في رعاية ابناء الوطن في محنتهم الإنسانية التي تعرضوا لها ، بعد هيمنة مسلحي الدولة الإسلامية على الموصل ومدن وبلدات وقرى سهل نينوى ، واليوم تشكل اوضاع المسيحيين في العراق وفي دول الشتات الشغل الشاغل لكل رجال الدين الأجلاء من مختلف الكنائس العراقية وفي مقدمتها الكنيسة الكاثوليكية الكلدانية .
 
المطران الجليل رمزي كرمو كلي الأحترام وكاتب هذه السطور على يمينه

في اوروبا لا تخلو دولة من المكون الكلداني وتنتشر الإرساليات الكنسية في الدول التي فيها جاليات كلدانية ويبلغ عدد الرعايا فيها 18 رعية مع وجود 22 كاهن ويربو عدد الكلدان في هذه الدول على 40 الف نسمة ، وهناك بعض الدول تفتقر الى كاهن رغم وجود جالية كلدانية لكن ليس فيها كاهن يدير شؤون الرعية وعلى سبيل المثال دولة فنلندا والنرويج التي فيها خورنة مار يوسف الكلدانية .
كان الخور اسقف فيليب نجم زائراً رسولياً لعموم الكلدان في اوروبا وأسس عدة خورنات منها خورنة مار يوسف الكلدانية في اوسلو واليوم هو مطران الكلدان في مصر .
وبناءً على طلب آباء السينودس الكلداني المنعقد للفترة 5-10/ 6 / 2013  في بغداد، عيّن قداسة البابا فرنسيس سيادة المطران رمزي كرمو زائرًا رسوليًا لعموم الكلدان في اوروبا مع احتفاظه بكرسيّه رئيسًا لأساقفة طهران . وبموجب هذه المسؤولية كانت زيارته لدولة النرويج ، لتفقد رعيته التي كانت متعطشة لمثل هذه الزيارة الأبوية والروحية في هذه الأوضاع الحرجة التي يمر بها وطننا وشعبنا ، وفي نفس اليوم استقبلنا الأب فادي القادم من مدينة يوتوبوري في السويد ، وكانت زيارته لمدينة اوسلو لمرافقة المطران رمزي كرمو ، إذ رافقه في زياراته وخلال إقامة القداديس وأثناء لقائاته مع ابناء الجالية الكلدانية وكافة المسيحيين الذين حضروا هذه المناسبة السعيدة .
في كرازته بعد قراءة الأنجيل المقدس في القداس الإلهي يوم الأحد الماضي ، حث سيادة المطران ابناء الجالية الكلدانية على التمسك بتراثنا وتقاليدنا الأجتماعية والدينية وعدم الأنجراف لبعض السلوكيات التي تتناقض مع ابجديات تربيتنا الدينية المسيحية والأجتماعية والثقافية ، فرغم  الإيجابيات في هذا البلد وفي غيره من البلدان الغربية ، إلا اننا يجب ان ندين بعض السلوكيات ، كعملية الأجهاض المرأة الحامل ، وعملية زواج المثليين والأنفكاك في الرابطة الأسرية التي تجعل الشاب او الشابة بعد العمر 18 سنة  ان يصبح مستقلاً عن عائلته وهذا يؤدي الى انفكاك الأسرة ، فقد ادان المطران هذا السلوك الذي يناقض قيمنا ومبادئنا وتقاليدنا الأجتماعية .
كما تطرق سيادة المطران الى موضوع آخر وهي افتقار الكنيسة الى الكهنة ، وقد اهاب بأبناء الجالية ان تعمل من الآن لكي تحث الصبيان والشباب على الأنخراط في السلك الكهنوتي ، ولا يهم إن كان ثمة شماساً متزوجاً وكان حسن السيرة ان يرسم كاهناً ، إن الكنيسة بحاجة ماسة الى الكهنة وعلى جالياتنا العمل من اجل انخراط ابناؤهم في السلك الكهنوتي .
 ويضيف انتم رسل الكنيسة المشرقية في الغرب . كما كان ابائكم رسل الكنيسة الى الصين مروراً بالهند ومدنها .
بعد إقامة القداس الإلهي يوم الأحد في اوسلو وجهت له دعوة لحضور تجمع الجالية العراقية لأشعال الشموع على أرواح شهداء العراق ، وهكذا كنا برفقته وألأب فادي في هذا التجمع ، حيث القى سيادته كلمة في جموع الجالية العراقية تطرق فيها على ما يطال المكون المسيحي من إرهاب وظلم وهو في وطنه ، والى اوضاع العراق بشكل عام وكان لهذه الكلمة صدى كبير لدى الحضور .
 وفي اليوم التالي رافقناه والأب فادي والأخ فرج اسمرو والأخ حكمت منصور وأنا الى السفارة العراقية ، والتقينا بسعادة السفيرة سندس عمر علي التي اعربت عن تضامنها مع المكون المسيحي ، وضرورة ان نبقى بجانب الهوية العراقية لسلامة العراق الواحد ، وفي اليوم التالي اقام قداساً في مدينة فريدريكستاد وتقاطر على هيكل الكنيسة جمع غفير من الجالية المسيحية هناك . وبعد القداس كان سيادة المطران والأب فادي يلتقيان مع ابناء الجالية وتؤخذ الصور التذكارية وتدور الأحاديث حول مستقبل شعبنا الكلداني بشكل خاص والمسيحي بشكل عام .
كما كان في اليوم التالي اللقاء مع مطران اوسلو للكاثوليك وموعد آخر مع مطران اوسلو للبروتستانت وفي كلا اللقائين كان الحديث عن الأحوال المأساوية التي عصفت بالأقليات العراقية وفي مقدمتها المكون المسيحي .
بقي ان نشير الى ان المطران الجليل رمزي كرمو عراقي الأصل من مدينة تلكيف الكلدانية مواليد 1945 ومن عائلة كرمو العريقة ، رسم كاهناً سنة 1975 وخدم في ايران ، وفي سنة 1996 رسم اسقفاً لطهران وابتدأ رسمياً كرئيس للابرشية سنة 1999 م . واليوم مضى على وجوده في ايران 38 سنة ،وهو يجيد عدة لغات وهي : الكلدانية والعربية والفارسية والفرنسية والأنكليزية .
  وقد افاد المطران كرمو : ان اليوم في ايران مكون مسيحي ضئيل قياساً بالمكون الإسلامي حيث تبلغ نفوس ايران حوالي 73 مليون نسمة فيهم مكون مسيحي  يبلغ تعداده حوالي مئة الف نسمة اغلبهم من الأرمن الأرثوذكس ، وحوالي عشرة آلاف كاثوليكي   فيهم الكلدان وأكثرية آثورية الى جانب كنيسة المشرق الآشورية ( النسطورية ) وثمة ابرشية للاتين ، ومراكز تواجد المسيحيين مدن طهران والأهواز ومنطقة اورميا وتبريز وأصفهان وللكنيسة الكاثوليكية الكلدانية  مطرانين : المطران كرمو والمطران توماس ميرم في اوروميا ، كما هناك مطران آثوري واحد ، وبشأن التمثيل في البرلمان فثمة ممثل واحد للمسيحيين وهو اثوري يونادم بيث كليا وبرلماني يهودي واحد ، واثنان من الأرمن .

اقول : ـ
المطران الجليل رمزي كرمو كلي الأحترام ، التقينا معه لأول مرة ورأينا انه مثال التواضع ورجل صلاة وله روحانية عميقة وخبرة اسقفية ، وأنا شخصياً رأيت الحديث معه ممتعاً وراقياً ومفيداً فهو مستمع جيد مع الآخر ليستوعبه جيداً ثم يبدي رأيه السديد المفعم بإيمانه العميق  معتمداً على ثقافته الدينية والأجتماعية ، وهو يسكب مع حديثه كؤوس الأحاسيس والمحبة ، وجالسه يحس وكأن ثالثهم السيد المسيح ، كنت اسمع حديث هذا الإنسان بإصغاء وانتباه ولا اريد ان يفوتني شيئاً من درره النفيسة .
برأيي المتواضع ان المطران كرمو أفلح في سبر اغوار الروح والضمير الإنساني عن طريق نبله  وعفويته الإنسانية ومسيحيته المفعمة بالمحبة لكل الناس ، كل هذه الخصال عكست شخصيته الشفافة والراقية ، إنه زائر محبوب مثل الطيف الرقيق والنسيم العليل ، وهذا هو الإنسان القدوة الذي لم تجد كلمة الكراهية سبيلاً الى قلبه النظيف المملوء بنعمة محبة يسوع المسيح .
د. حبيب تومي / اوسلو في 12 / 09 / 2014








108
الأخ ناصر عجمايا المحترم 
تحية ومحبة 
اجل ان الصديق الوفي يعرف في اوقات الشدة ، وها هو الأتحاد الكلداني الأسترالي في ملبورن يثبت إصالته وإنتمائه للوطن العراقي الحبيب ، وللشعب الكلداني ولكل مسيحيي الوطن في محنتهم ، ونريد من المنظمات الأخرى الأقتداء في هذا الأتحاد .
بوركت جهوكم الطيبة 
ودمتم بخير 
تحياتي 
حبيب 

109
تهنئة من القلب للأستاذ فارس يوسف ججو .
 نتمنى ان يكون له دور بارز  ملحوظ في الكابينة الوزارية لخدمة العراق وخدمة شعبه الكلداني والمسيحيين بشكل عام .
لنا الأمل خلال السنوات  الأربع المقبلة ان يطرد مسلحي الدولة الإسلامية ، داعش ، من الأراضي العراقية ، ويعود الأمان والأستقرار الى المدن العراقية ، وان ينتهي الفكر الطائفي من العراق الواحد . وأن تقتنع الطبقة السياسية في العراق بأن الحكم الديمقراطي العلماني هو الضامن الوحيد في ايجاد ارضية مجتمعية صالحة للتعايش بين المكونات الدينية والعرقية في العراق الواحد .
نتمنى لك التوفيق في مهمتك الصعبة استاذ فارس يوسف ججو المحترم
تحياتي
حبيب

110
الأخ جوسي البغدادي المحترم
تحية ومحبة 
شكراً لمرورك الجميل ، وأتفق معك بأن النائب في البرلمان ينبغي ان يكون اميناً على الثقة التي منحها له الناخب ، النائبة فيان دخيل كانت نموذج للاخلاص ، واستطاعت ان تحرك الرأي العام للمآسي التي لحقت بشعبها ، لكن نوابنا مع الأسف ، ظلوا يتراوحون في عقليتهم القديمة بتفضيل المصلحة الشخصية والحزبية ، على مصلحة شعبهم .
أملنا ان تنتهي هذه الرياح الصفراء التي عصفت بالعراق وسببت تلك المآسي للمكونات العراقية الأصيلة وفي المقدمة المكونات اللاإسلامية كالأزيدية والمسيحيين .
تقبل تجياتي 
حبيب 

111
[b] نواب شعبنا في البرلمان العراقي يغردون خارج السرب
بقلم : د. حبيب تومي / اوسلو
habeebtomi@yahoo.no
habeebtomi71@gmail.com
كان دخول مسلحي الدولة الإسلامية في العراق والشام ، داعش ، الأراضي العراقية واستيلائه على مدينة الموصل وعلى مساحات واسعة ومدن وبلدات وقرى شمال غرب العراق ومنها مدن أيزيدية ومسيحية ، وما رافقها من جرائم ومظالم ارتكبت بوحشية في هذه المدن والقرى من فظائع وقتل وتهجير ، وما اظهرته اجهزة الأعلام من صور فظيعة ، والتي فسرت بأنها جرائم ضد الإنسانية ، كل ذلك حرك الضمير العالمي من دول وحكومات وشعوب ومنظمات ، فانشغلت الأمم المتحدة ومجلس الأمن والمنظمات الإنسانية ، والولايات المتحدة والدول الغربية وحلف شمال الأطلسي وكل العالم انشغل بأخبار سفك الدماء والسرقات والأعتداء والأغتصاب والتهجير وغيرها من الشرور ، لكن الغريب ان احزابنا ونوابنا مكثوا في الظل ، بل ظلوا يغردون خارج السرب مستمرين على انانيتهم واستئثارهم على الذين انتخبوهم وأصلوهم الى قبة البرلمان .
إن هؤلاء النواب بدلاً من المشاركة بمعاناة وهموم شعبهم في هذه الأوقات العصيبة ، والتي انشغل بها كل العالم ، فإنهم لا زالوا في تنافسهم وتناكفهم للإمساك  بمنصب الوزير اليتيم المخصص للمكون المسيحي . يا له من عيب في جبين هؤلاء الممثلين لشعبنا في البرلمان العراقي . لقد نشر موقع عنكاوا خبراً جاء فيه :
مع بدأ العد التنازلي لأعلان الحكومة الجديدة المكلف بتشكيلها حيدر العبادي مرشح التحالف الوطني، يتنافس تحالفان نيابيان على وزارة واحدة من حصة الاقليات التي يرجح أن تكون للمكون المسيحي فيما لا تزال الصورة ضبابية بشأن حسمها لاي منهما.
ويضم التحالف الاول نواب قائمتي المجلس الشعبي الكلداني السرياني الاشوري والوركاء الديمقراطية بينما  شمل التحالف الثاني نواب قائمة الرافدين برئاسة يونادم كنا وممثل الايزيديين النائب حجي كندور لتصبح المعادلة ثلاثة نواب لكل تحالف.
وبهذا الصدد، أكد النائب فارس يوسف عن قائمة الوركاء في تصريح خص به "عنكاوا كوم" ترشيح تحالفه ثلاثة شخصيات معروفة بسيرة حسنة وتاريخ مشرف الى رئيس الوزراء المكلف، معربا عن أمله أن يتحلئ من يتسنم منصب الوزارة برؤية واضحة وشفافة في أدارتها.
وكشف يوسف عن أسماء مرشحي تحالف المجلس الشعبي والوركاء التي ضمت، شميران مروكل وتيريزا مروكي وعزيز عمانؤيل، مبينا أن من بين الوزارات المقترح شغل واحدة منها حسب أعتقاده ، حقوق الانسان أو شؤون المرأة أو الثقافة.
من جهته، شدد النائب يونادم كنا على أن تكون الكفاءة والمصداقية والموقف السياسي الواضح والوطني من أهم المعايير الواجب توفرها في أختيار الشخصية المناسبة لتسنم الوزارة المفترض أسنادها للمكون المسيحي.
وحسب الرابط :
http://www.ankawa.com/index.php?option=com_jfusion&Itemid=139&jfile=index.php&topic=751884.0
التعليق على التناكف العبثي هو :
المكونات العراقية استطاعت ان تكون كتلة واحدة رغم خلافاتها السياسية منها الكتلة الكوردستانية التي ضمنت لها منصب رئيس الجمهورية ، والكتلة السنية ضمنت رئاسة البرلمان ، والكتلة الشيعية التي استفردت بمنصب رئيس الوزراء ، ونواب شعبنا في البرلمان انقسموا الى كتلتين للتنافس فيما بينهما على منصب وزير واحد  .
اسئلة تطفوا على السطح : الم يكن من الأفرض الأجتماع سوية وتكوين كتلة مسيحية واحدة وتتفق على اسم او اسمين او ثلاثة من ابناء شعبنا من التكنوقراط ، بغض النظر عن صلاتهم الحزبية ، لترشيحهم لهذا الكرسي اليتيم ؟
لماذا هذا التنافس العبثي ؟
اكثر من كاتب كتب على هذا المنبر وزعم بأن الذين يفوزون في الأنتخابات هم وحدويون جداً ولهذا منح لهم شعبنا الأصوات الضامنة لفوزهم ، فيما الأحزاب الكلدانية لا تفوز لأنهم انفصاليين : واليوم يثبت كذب هذا الأدعاء ، فهؤلاء ابعد ما يكون عن وحدة شعبنا رغم الظروف القاهرة التي تحيط  بشعبهم المسكين ، فلم يفلحوا في لم شمل خمسة اشخاص من النخبة ، فلماذا يتبجحون بضرورة وحدة شعبنا  .
اتساءل حينما يتنافسون على هذا الكرسي اللعين الا يخجلون من انفسهم ؟ الا يحزنون حين النظر الى صورة كرستيان ابنة 3 سنوات حين اختطفها الوحوش من حضن امها عائدة حنا نوح ومن ابوها المنكوب خضر عزو توما ؟
والله عيب يا جماعة

                                           
 
                               ايتها الطفلة النجيبة نعتذر لأبتسامتك الملائكية البريئة  نحن لسنا رجال نحن اشباه الرجال ، فنطلب منك المعذرة يا كرستيان
               
نطلع على الموقف المشرف الذي سجله الوزير جونسون سياويش بتقديم استقالته  لحكومة اقليم كوردستان .
احتجاجا على معاناة المسيحيين واوضاع النازحين الى مدن اقليم كردستان .. عازيا اسباب تقديم استقالته " الى اوضاع المسيحين النازحين لمدن الاقليم السيئة وعدم توفير المساعدات والتعاون اللازمين لهذه الشريحة من النازحين " مشيرا الى أن "
تقديم استقالته جاءت تضامنا مع المسيحين النازحين واحتجاجا على اوضاعهم الصعبة التي يعيشوها حاليا في مدن الاقليم التي لجأو ا اليها هربا من بطش تنظيم داعش .
وشريحة اخرى المتكونة من رجال الدين الأجلاء  لمختلف الكنائس بمواقفهم الإنسانية المشرفة ، بل تعدت مواقفهم الدينية والإنسانية الى مواقف سياسية ومناشدة الحكومات والدول ذات النفوذ والتأثير على القرارت الدولية  وكان اخرها قرارهم بالتوجه الى واشنطون .
فبعد زيارتهم الى اربيل - العراق واطلاق نداء الاستغاثة الى كل حكام العرب من اجل المسيحيين في البلدان العربية يتوجه بطاركة الشرق في التاسع من الجاري الى عاصمة القرارات الدولية واشنطن للمشاركة في مؤتمر المسيحيين المشرقيين برئاسة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي وذلك بهدف نقل صورة مأساة المسيحيين الحقيقية في العالم العربي الى البيت الابيض.
وبحسب مجلة المهاجر بان المعلومات قد تاكدت بان البطريرك الراعي سوف يغادر الى واشنطن يوم الاحد المقبل على راس وفد رفيع المستوى اعلامي وكنسي لترؤس المؤتمر في التاسع من الجاري "كما علمت تيلي لوميار بان منظمة idcهي التي تقوم بتنظيم المؤتمر in defense of christians"هذا ويتساءل الجميع اليوم امام انعقاد هذا المؤتمر التاريخي الى اي مدى سيستطيع البطاركة ايقاظ ضمائر الحكام ويرشدوهم الى مواقع النزيف المسيحي في الشرق؟وهل تنبهت الولايات المتحدة اخيرا الى الخطر الذي حل بمسيحيي المشرق وفتحت اذنيها للاستماع الى هموم المسيحيين وصرخات المهجرين ؟وهل سيستمع الكونغرس الاصوات الحق والظلم المشتت في كل بقاع العالم؟
ووفقا للمهاجر ايضا بان الفريق المنظم للمؤتمر في صدد انتظار موعد رسمي للمؤتمرين مع الرئيس الاميركي اوباما ومع المسؤولين في الادارة الاميركية .
 
http://www.ankawa.com/index.php?option=com_jfusion&Itemid=139&jfile=index.php&topic=751837.0

إن هذه المواقف المشرفة وغيرها لمختلف الجهات ، تتيح لنا حق مساءلة احزاب شعبنا ونوابنا في البرلمان العراقي : ماذا قدموا لهذا الشعب وهو في محنته ؟
 وممثلينا في البرلمان الى متى التنكاف على الكرسي ؟ وشعبهم قد احتلت كنائسه وسرقت بيوته وصودرت ممتلكاته ، الشعب هاجر من مدنه وقراه وهو في طريقه الى الهجرة الى ارض الله الواسعة ، فأنتم من سوف تمثلون في البرلمان ، إن كان شعبكم قد شد رحاله وهاجر ؟
 إنكم لا تسطيعون ان تلموا شمل خمسة اشخاص في كتلة واحدة فكيف تستطيعون على تمثيل شعب ومن ثم قيادته الى بر الامان ؟
حقا نواب شعبنا في البرلمان العراقي يغردون خارج السرب ليس إلا .
د. حبيب تومي / اوسلو في 06 / 09 /2014

ً 
       



112
الأخ سامي هاويل المحترم
تحية ومحبة
لقد اوردت اسمي في مداخلتك ولهذا اسمح لي ان ارد على ما  جاء بتعليقك .
اولاً : انا اعتز بالشعب الآشوري ، وأنا حين اتكلم عن الفكر الأقصائي العنصري بحق الشعب الكلداني والسرياني انما اقصد الأحزاب العنصرية الآثورية التي تلغي القومية الكلدانيــــــــــــة العريقة والأصيلة ، وهذه الأديولوجية يزاولها البعث والداعش ، وكل شخص او جهة يحاول ان يلغي غيره ، ويضع نفسه وصياً على غيره .
 الشعب الكلداني له تاريخه ، وحينما اراد الأتحاد مذهبياً مع الكنيسة الكاثوليكية الجامعة في اواسط القرن الخامس الميلادي ، وخيرهم البابا في الأسم القومي ، حيث ان في الكنيسة الكاثوليكية امم اكثيرة فمن انتم ؟ ما هو الأسم القومي لكم ؟
 فكان اختيار الأسم القومي الكلداني للكنيسة ، ولو اختار اجدادنا الأسم الآشوري لاعترفنا اليوم به ، لكن يبدو ان الأسم الآشوري كان منسياً وغير معروف ولهذا كان اختيارهم الأسم الكلداني والسبب لأننا ببساطة  كلدانيين ولسنا غير ذلك ، ونحن نعرف اسمنا ولا نحتاج الى اية بحوث او دراسات  .
في اعقاب الحرب العالمية الأولى وعلى تداعيات النتائج الحاصلة بانحلال الأمبراطورية العثماني عقدت معاهدات ففي  سنة 1920 كان هناك وفد كلداني توجه الى فرساي بالقرب من باريس وكان الوفد يطالب بحقوق الشعب الكلداني والى جانبه كان وفد آثوري ، وفعلاً فإن معاهدة فرساي التي ابرمت سنة 1920 تضمن مواد واضحة وصريحة للحقوق القومية للأكراد والكلدان والآشوريين ، فلم يكن  هناك اي وقت غاب الكلدان عن المسرح التاريخي كا تدعي .
في الرحلات التي قام بها الرحالة في مناطقنا كانوا دائماً يشيرون الى مدن كلدانيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة ، وهذا المنشئ البغدادي يشير الى القوش ليقول فيها الفين عائلة كلدانية وتلسقف 1500 عائلة كلدانية وتلكيف 2500 عائلة كلدانية . فلماذا لم يذكر عائلة واحدة آثورية ، وهذا الرحالة المتنكر سون يقول : انه في جبال هكاري كانت قبائل مسيحية كلدانية تضاهي الأكراد في لبسها وشجاعتها ، ولم يشر الى قبيلة  آثورية .
 وهذا كتاب المسيحيون في جبال هكاري وكوردستان الشمالية تأليف السفير الفرنسي ميشيل شفالييه ، ترجمة نافع توسا  وينشر في الكتاب خرائط كبيرة واضحة يشير فيها الى ادق التفاصيل ويشير الى قرى كوردية وقرى كلدانية وأخرى ارمنية ولا يشير مطلقاً الى قرية آشورية ، إنه يشير الى قرية نسطورية لا اكثر ، فكيف علمت  بأن الآشورية كانت حاضرة دائماً .
يوم حوصرت القوش سنة 1933 قيل لهم اخرجوا جميع الأثوريين اللاجئين في القوش ولو كانت القوش آثورية لضربت مباشرة لأن الفرمان الإرهابي بحق الأثوريين كان قد صدر .
اخي سامي هاويل
 التسمية الأثورية كانت بعد الحرب العالمية الأولى لا اكثر ، وكانت بمبادرة من الأنكليز الذين كان لهم الدور المهم في إنقاذ تلك القبائل وأيصالهم الى العراق . ونشير هنا الى المبشر الأنكليزي الدكتور ويكرام ، الذي اعطاهم الأسم ألاثوري مؤخراً ( راجع مهد البشرية ترجمة جرجيس فتح الله ص249)  فأنتم تحقدون على الشعب الكلداني وعلى اي شخص كلداني يشعر بإخلاصه لقوميته الكلدانيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة وهذا غير صحيح ، وإن حجتكم في  تحقيق الوحدة لا تعني ابداً  تهميش وإلغاء القومية الكلدانية . انتم ترددون الأسم الآشوري ونحن نردد اسمنا القومي الكلداني ونحن احرار كما انتم احرار .
اسألك سؤال : ما هو الفرق بين حزب آشوري يلغي القومية الكلدانية وتنظيم حزب البعث الذي الغى قوميتنا الكلدانية وتنظيم داعش الذي يحاول إلغاء الدين المسيحي من الوجود اليست هذه جميعها افكار إقصائية بحق الآخر ، ام انت تعتبرها قبول الآخر والتعايش معه كما هو ؟
اخي سامي هاويل ان كنت تعتز بقوميتك الآشورية فنحن نعتز بقوميتنا الكلدانيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة  وهذا حق طبيعي لكل إنسان ، ونحن نقول لكم 2+ 2 = 4 وانتم تريدون ان تثبتوا لنا ان الجواب يساوي 45 ، المسالة بسيطة : احترموا مشاعرنا ولا تكونوا اوصياء علينا ونحن في الأساس محترميكم ولسنا اوصياء عليكم ، سوف لا ننظّر لكم ولا تنظّروا لنا ، هذه مسالة منطقية مقبولة  ، وهذه هي القصة بكاملها  وهي سهلة الفهم لا تحتاج الى تعقيد .
تقبل انت والأخوة المحاورين تحية وتقدير
وكم كنت اتمنى ان لا تجرونا الى هذه الجدالات البيزنطية لكنكم لا تستطيعون .
تحياتي
حبيب

113
مرحبا ميوقرا سيزار
تحية ومحبة
لحد اللحظة فإن مصلحة الوطن العراقي غائبة عن التداول الفعلي ، فكل فريق يسعى لجمع النار الى ( خبزته ) ، ومع ذلك هؤلاء افضل من مكوننا المسيحي ، فالفرقاء الآخرين نجد انهم يتوحدون فيما بينهم ( رغم خلافاتهم الحزبية ) ويتكلمون باسم فريقهم ، إلا ان ممثلي شعبنا المسيحي رغم عددهم المجهري ، ورغم خطابهم الوحدوي الممل ، لكن فعلياً كل منهم يسعى لحزبه بل لمصلحته الشخصية ، ولا يوجد كتلة مسيحية داخل البرلمان ، فنسمع هناك كتل كردية وأخرى سنية وثالثة شيعية ، والنواب المسيحيين الخمسة ، كل منهم يغرد خارج السرب على هواه . فكل المكونات اتحدت إلا المكون المسيحي لا زال متحداً بالقول قبل الأنتخابات ومتشرذماً بالفعل بعد الأنتخابات .
تحياتي
حبيب

114
الأخ العزيز بيث نهرينايا المحترم
تحية ومحبة
من رخصة الأخ جاك الهوزي المحترم
اسمح لي بيث نهرينايا ان اقتبس هذا المقطع من تعليقك :
((هم لا يستغلون الوضع كما تتوهم ويتوهم الاخوه هنا، وهم لا يستهترون بمشاعر أخوتهم كما يتهمهم البعض، بل هم يعتبرون الكلدان والسريان أشوريين مثلهم، هل تعرف ماذا يعني ذلك؟ معناه بانهم يساوونهم بانفسهم، فهل أنت مدرك عما يعنى هذا؟)) .
ما شاء الله على هذه المساواة ، اخي العزيز هذا الكلام يردده البعثيون حين إلغائهم كل القوميات باستثناء القومية العربية ، وقالوا نحن جميعاً اخوان بالعروبة لا فرق بيننا ، وفي سنة 1971 اضطروا للأعتراف بالقومية الكوردية  نظراً لنتيجة المعارك في الجبال ، وحينذاك قالوا العراق يتكون من قوميتين هما العربية والكردية ، في سنة 1973 منحت الحقوق الثقافية للناطقين بالسريانية من الكلدان والسريان والآثوريين ، وكنا دائماً نعاني من الألغاء لقوميتنا ، الى ان صدر توضيح من مجلس قيادة الثورة  بأن الحقوق الثقافية تعني الحقوق القومية.
 المهم البعثيين حاولوا تهميش قوميتنا الكلدانية بحجة اننا نعيش في الوطن العربي ، وانتم تلغون قوميتنا الكلدانية لأنكم تقولون تعيشون في آشورستان فيجب ان تكونوا آشوريين ويأتي اليوم الداعش ويجبرنا على اعتناق الدين الإسلامي ، وإن اصبحنا مسلمين سيكون لنا كل الحقوق ونتساوى مع المسلمين تماماً مثل العبارة التي اقتبستها من تعليقك : تقول
 معناه بانهم يساوونهم بانفسهم، فهل أنت مدرك عما يعنى هذا؟
يا اخي نفس الشئ يقول الداعشيون .
الداعش يلغون ديننا المسيحي ، وانتم تلغون قوميتنا الكلدانية فما هو الفرق بين هذا الإلغاء وذاك الألغاء اخي بيث نهرينايا ؟ هل تقبل احد ان يلغي قوميتك الآشورية ، فلماذا تعطي الحق لنفسك ان تلغي القومية الكلدانية ؟
يقول عالم النفس الألماني فريتز برلز :
إنني اعمل ما يخصني وأنت تعمل ما يخصك ، ولست في هذه الدنيا لكي اعيش على هواك .. ولا انت تعيش على هواي .. انت ما انت عليه .. وانا ما انا عليه.. الخ
فأنتم لستم اوصياء على الكلدان ، والكلدان ليسوا اوصياء عليكم وإن كان بعض الحزبيين في الأحزاب الآشورية  من الكلدان قد تنكروا لقوميتهم الكلدانية فهذا شأنهم ولكل قاعدة شواذ ، ولكن الشعب الكلداني شعب حي يتعرض اليوم وكل المسيحيين الى هجمة إرهابية لقلعه عن تراب وطنه ، ويجب ان تدركوا هذه الحقيقة قبل ان تلجأوا الى إلغاء الكلدان والسريان من المعادلة ، وكأنكم وحدكم في المحنة ولا يوجد كلداني او سرياني يتعرض لهذه لمحنة الإرهابية الإقصائية  .
اطلب إجابتك اخي بيث نهرينايا على ه\ا السؤال :
ما هو الفرق بينكم وبين داعش إذا كانت تلغي ديننا المسيحي وانتم تلغون قوميتنا الكلدانية  ؟ انا بانتظار الجواب
تحياتي
حبيب

115
الى قوات البيشمركة وأمريكا تحرير مدن وقرى سهل نينوى اولاً . لماذا ؟
بقلم : د. حبيب تومي / اوسلو
habeebtomi71@gmail.com
habeebtomi@yahoo.no
يوم 10 حزيران دخلت قوات الدولة الإسلامية في العراق والشام والتي اشتهرت بقوات داعش ، دخلت مدينة الموصل ويبدو انها دخلت لتبقى ، ولهذا يجب اعتبار هذا اليوم محطة انعطاف خطير في تاريخ العراق ، كما ان دخول هذه القوات الى المدينة بهذه السرعة ، بل الترحيب بقواتها من الأهالي يدل ان المدينة هي بيئة مجتمعية حاضنة لهذه القوات ، وفي الحقيقة لا يمكن ان تتجه هذه القوات إلا الى المناطق التي تقبل بها وتستقبلها ، والذين طالهم الأذى والتهجير القسري والأستيلاء على ممتلكاتهم ، وجرى إذلالهم كان المكون المسيحي في هذه المدينة وفي مواقف كثيرة كان الأصدقاء والجيران من المسلمين هم أدلاء لمسلحي الدولة الإسلامية لبيوت المسيحيين ليفرضوا عليهم شريعتهم الإسلامية .
إن المكون المسيحي الأصيل في هذه المدينة قد طاله التطهير الديني ، واضطر للهجرة الى اقليم كوردستان والعيش والمبيت في الحدائق العامة والمدارس والكنائس وهياكل المباني تحت التشييد ، وانتظار المساعدات الأنسانية من المنظمات والحكومات وأهل الخير .
والفصل الأخر من القصة كان الهجوم على المدن والقرى المسيحية في سهل نينوى ومن ثم الأتجاه نحو مكون (الداسنايي ) الإزيدية  في الهجوم على سنجار والقرى المحيطة بها وهنا تكررت المآسي الإنسانية وبرز التطهير الديني بأبشع صوره . حيث شاهد العالم الجموع البشرية وهي تفرش الأرض وتلحف السماء وتتضور جوعاً وتموت عطشاً ، وهكذا كانت مسيرة الإزيدية التي جسدتها الدموع الساخنة  للنائبة فيان دخيل عبر شاشات التلفزة ، نعم تحرك الضمير العالمي والإنساني وتناكفت الدول والمنظمات لإجلاء النساء والأطفال والشيوخ المحاصرين في منعطفات وشعاب جبل سنجار او بتقديم الماء والغذاء والدواء ، وكانت محنة الطائرة العراقية في سقوطها واستشهاد قائدها الشجاع وجرح اغلب ركابها وفي مقدمتهم النائبة  فيان دخيل نفسها .
ليس بالامر اليسير اغاثة عشرات الآلاف من العوائل ، بايجاد المأوى وتوفير الماء الصالح للشرب تحت درجات الصيف القائضة ، وتوفير المأكل والدواء والصرف الصحي والأفرشة ووو.. الخ
 وللمرء ان يتساءل ماذا بعد توفير كل تلك المتطلبات ، هل تنتهي المشكلة بتوفير المأكل والمأوى ؟ هل تستطيع ان تبقى العوائل مقيمة في صالة مقسمة بالكراسي على عدد العوائل ؟  ؟ وماذا عن مدارس اطفالهم ؟ وماذا عن وثائقهم ومستنداتهم التي صودرت ؟ وماذا عن املاكهم ؟ وماذا عن البنات اللائي جرى سبيهم ومنهم الطفلة كريستين التي استولى عليها الوحوش ، لأن والده ليس له ما يدفعه لمسلحي الدولة الأسلامية ؟
إنها اسئلة كبيرة وكثيرة لا احد يملك الجواب عليها .
من اولويات وضع الحلول لتلك المشاكل هو تحرير هذه المدن والبلدات والقرى لكي يعود اليها ساكنيها ويمارسوا حياتهم الأعتيادية في بيوتهم وممتلكاتهم ، فتحرير تلك المدن من سيطرة الخلافة الإسلامية ، داعش ، ياتي في المقدمة ، وبعد ذلك تأتي النقطة الثانية المهمة ، وهي وضع حماية دولية لمناطقهم ، فإن إرجاعهم الى الغابة دون ضمان وحماية دولية يعني العودة  الى المربع الأول من المشكلة . 
سؤال وجيه يتبادر الى الذهن : لماذا لا ندعو الى تحرير الموصل ؟
اليست محتلة من قبل قوات داعش ؟
والجواب لذلك إن الموصل جزء من داعش وداعش جزء من الموصل ، فأهل الموصل ليس لهم اي مشاكل مع مسلحي الدولة الإسلامية . لكن مشكلة هؤلاء المسلحين هي مع الشيعة من اهل تلعفر ومع الشبك ومع المسيحيين ومع الأزيدية ، وليس لهم اي مشكلة مع السنة في مدن وقرى المنطقة .
الذين هجّروا من مناطقهم وتركوا مشاكل عويصة هي المكونات التي طالهم التطهير العرقي والديني كالمكونات التي ذكرتها : التركمان لأنهم مسلمين شيعة ولنفس السبب الشبك ، والمسيحيين من كلدان وأرمن وسريان وآثوريين وكذلك الأخوة ( الدسنايي) الأزيدية إضافة المندائيين والكاكائيين . إن هذه المكونات كانت الضحية التي طالها حكم الشريعة للخلافة الإسلامية في القرن الواحد والعشرين بسبب هويتهم الدينية غير الإسلامية .
لقد سردت كل ذلك لأن التوجه الى تحرير مناطق هؤلاء في سهل نينوى سوف يحل جانب كبير من مشاكل هؤلاء العاثري الحظ الذين شملتهم الشريعة الأسلامية .
ولهذا تبقى مسألة تحرير هذه المناطق المنكوبة افضل من تحرير الموصل التي تعيش عصرها الذهبي في الحكم الإسلامي والتي اصبحت الموصل مدينة الدين الواحد والمذهب الواحد ، كما ان تحرير هذه المناطق افضل من تحرير المدن السنية الأخرى مثل تكريت والمدن التي صفقت ورحبت بقوات الداعش . فالمكونات الدينية غير الإسلامية والعرقية غير العربية قد هربت من المنطقة تحت ضغط تطبيق الشريعة لا سيما المسيحيين والإزيدية وكذلك التركمان والشبك والكاكائيين .
إن ما حل بالمدن والقرى الأزيدية والمسيحية من قتل ونهب وسبي واعتداء على الأعراض والأستحواذ على الأملاك والتهجير القسري ، فغدت الآلاف من العوائل نزيلة اماكن الهجرة في مدن وقرى اقليم كوردستان ، وها هو الشتاء على الأبواب ، وهؤلاء ينتظرون العودة الى بيوتهم ، لأنه من الصعوبة بمكان حل مشكلتهم في الهجرة بهذه السرعة ، اجل ان تحرير كل المدن والقرى مهمة لكن الأهم هو تحرير بيوت هؤلاء البشر التي حلت بهم هذه الكارثة ، وليس من المعقول ان تحتل محنتهم الأنسانية الدرجة الثانية .
تقوم الولايات المتحدة بتوجيه ضربات جوية مؤثرة على قوات داعش ، وهذه الضربات لا تكون ذي فائدة ما لم تكن قوات مشاة على الأرض تمسح المنطقة وتنظفها من الألغام وتدافع عنها ، وهذا ما تقوم به قوات البيشمركة على الوجه الأكمل ، لكن يبدو ان امريكا ليست مستعجلة من جانبها وكما يقال من يده في الماء ليس كمن يده في النار .
من جانب آخر الولايات المتحدة تريد ان تحث الدول العربية على التحرك ، إذ ان هذه الدول دائماً تعاتب الدول الغربية لأنها لم تتدخل علماً ان الدول العربية هي صاحبة المشكلة وهي وخطابها الديني هو المسبب لظاهرة داعش والقاعدة وغيرها وعليها ان تكافح وتحصد ما زرعته بيدها .

في نفس السياق ينبغي الإشارة الى الموقف المخزي والمعيب للدول العربية الإسلامية لما حل بالمسيحيين والإزيدية ، وإذا استثنينا موقف لبنان المشرف الإنساني وكذلك الأردن والسعودية ، فإن الدول العربية الأخرى يبقى عار على جبينهم لأنهم لم يبادروا ويقدموا رغيف خبز واحد للمسيحيين والأزيدية  كمساعدات إنسانية لهذين المكونين إنها وصمة عار في جبين هذه الدول التي هي وراء خلق القاعدة والدولة الإسلامية في العراق ومن ثم الدولة الإسلامية في العراق والشام داعش ، إن كان بالتمويل او الجهاديين المقاتلين او ببث الخطاب الديني المتطرف.
إننا ندعو امريكا وقوات البيشمركة الى العمل لتحرير بقية المدن والقرى الأزيدية والمسيحية ، وأن يعود هؤلاء المشردون الى بيوتم ويكون لهم حماية دولية تحافظ على ممتلكاتهم وتحميهم من الدولة الإسلامية داعش . وهذا واجب إنساني وأخلاقي وقانوني لا يقبل الجدل او التأجيل
.
د. حبيب تومي / اوسلو في 31 / 08 / 2014












116
مرحبا ميوقرا جاك يوسف الهوزي
تحية ومحبة
المقال الذي نشرته هو من ضمن مشاكل الراهن حيث ان بعضهم لا يهمهم سوى فكرهم الإديولجي الإقصائي في كل الظروف والأوضاع  ، كثير من الكتاب لا يراعون ظروف ومتطلبات اللحظة ولكي لا نخلط الأوراق ، فإن الوحيدين في الساحة الذي يزاولون هذه الصيغة من الكتابة هم تحديداً الكتاب الآثوريين ، الذي لا ينسون في هذه الظروف نظريتهم الإقصائية بحق الكلدان والسريان ، وكأنهم  ابطال الساحة في كل حين  .
في القوش مثل يقول : ( اقبرا لا أويري  بنقبح صيري كنشتا بدنويح ) اي مسكين الفأر لا يستطيع الدخول في الثقب ليختبئ فشدوّا مكنسة في ذيله ، نحن بأي حال وهؤلاء وبطولاتهم وأعلامهم لا تفارقهم ، ومقالاتهم  وتعليقاتهم على موقع عنكاوا خير دليل على هذا النهج المريض  .
اخي جاك : لا اعتقد ان مقالك سيأخذ مكاناً من تفكيرهم ، إن عقولهم مغسولة بداء التعصب وليس من السهولة الخلاص من هذا الداء
دمت والأخوة المتحاورين بخير ومحبة
تحياتي
حبيب

117
الأخ حكمت والأخ عبد الأحد قلو المحترمان
شكراً لمروركما
تقبلا تحياتي
حبيب
ـــــــــــــــــــــ
الأخ ادي بيث بنيامين المحترم
تحية ومحبة
الوكالة المذكورة للانباء (AINA) لا يجوز ان تتخذ اسم  وكالة اخبار لأنها  تحمل الفكر الإقصائي لقومية عراقية اصيلة وهي القومية الكلدانية ، والقومية الكلدانيـــــــــــــــــــــــة  مذكورة بالدستور العراقي الدائم  ، وبمسودة الدستور الكوردستاني قبل تبدليلها بالتسمية السياسية القطارية : كلداني سرياني آشوري ، وهذه تسمية مشوهة طبخت في مطابخ الأحزاب الآشورية القومية .
بالنسبة للاخوة اصحاب الوكالة المذكورة ، يجب ان يحترموا الدستور العراقي ومشاعر الناس ، إن كانت القومية الكلدانية قد ولدت قبل عشر سنوات حسب قولك في 2003  او قبل سنة او سنتين يجب ان يحترموا الذين يؤمنون بها ، وإلا ما هو الفرق بينهم وبين الفكر البعثي الإقصائي ، فكل من يقصي غيره ويصبح وصياً عليه يحمل افكار فاشية ، داعش تلغي ديننا وانتم تلغون قوميتنا ، ارجو ان تجري المقارنة بنفسك وتجيبني هل هنالك فرق بين هذه وتلك ؟ انتظر جوابك .
تحياتي
حبيب

118
مرحبا ميوقرا عبد الأحد قلو
تحية ومحبة
انت تصرف من وقتك للاخ سمعان حزقيا ( سرسنكنايا ) دون فائدة فالرجل له يقينياته ، ولا يفيد الكلام معه ، هذا اولاً وثانياً ، ان السيد سمعان يعطي لنفسه الحق في التحقيق والتشكيك في هوية الشعب الكلداني .
المعروف ان كل شخص في هذا الكون يعرّف نفسه بنفسه وهويته ولا يوجد من يعترض على هذا التعريف ، والسيد سمعان نفسه ، ليس له الشجاعة ليسأل الكردي اين كان قبل الاف السنين ولا العربي ولا الأرمني ولا الآشوري ولكن يعطي الحق لنفسه في محاسبة الكلدان ، اين كانوا قبل الف او الفين  سنة .
في اربيل في دائرة الإقامة بالجوازات سألني الموظف المسؤول : ما هي قوميتك ؟ : قلت له قوميتي كلدانية ، الى هنا انتهى دور الموظف ليس له الحق ان يسألني لماذا كلداني او اين كان الكلدان قبل الف او الفين سنة .
لكن الشئ المؤسف ان الأخ سمعان والأستاذ الفاضل كاتب هذا المقال الذي نعلق عليه  والأخ أشور بيث شليمون يعطون لأنفسهم الحق بأن يكونوا اوصياء على الشعب الكلداني ، ويعيشون بتلك العقلية التي مضى زمنها ، فزمن الأقصاء قد انتهى مع انتهاء هتلر وموسيليني وستالين وصدام وغيرهم .
هذه هي الحكاية اخي عبد الأحد قلو
تقبل تحياتي ونتمنى ان يغيب الى الأبد هذا الخطاب  العنصري الإقصائي في تعاملنا مع بعضنا ، ليسود بيننا منظومة احترام الرأي والرأي الآخر المخالف لكي نعيش بسلام وبقلب واحد
تحياتي
حبيب

119
شعبنا بحاجة الى قوة مسلحة للدفاع عن النفس والوجود وأنا متطوع رقم واحد
بقلم : د. حبيب تومي / اوسلو
habeebtomi71@gmail.com
habeebtomi@yahoo.no
مدننا وبلداتنا العامرة منها الكلدانية والأخرى السريانية تبدو موحشة خالية من سكانها وهي كالرجل المريض في غرفة الأنعاش ، وتتوافد الوفود ورجال الدين ورجال السياسة والمنظمات الإنسانية ورجال الإعلام ومسؤولي الأحزاب السياسية ورجال الدولة وغيرهم بزيارة هذا المريض ويواسوه على محنته واعدين بتقديم المساعدات وتحسين الظروف المعيشية والسكنية ، نعم شعبنا مريض ألمت به رياح مسمومة صفراء ، جعلت ابنائه يتركون جنتهم التي شهدت ولادتهم وطفولتهم وشبابهم وافرحهم وأتراحهم ، وبين ليلة وضحاها كان عليهم ترك ذلك الفردوس . حقاً انه قمة الظلم والإجحاف ان يسيطر غيرك امامك على ما تملك ، وبهذا الصدد يذهب جون لوك ابو الفكر الليبرالي في اوروبا الى القول : أما الأنسان قد يكون في مقتل ابيه اكثر تسامحاً منه في مصادرة امواله .
لقد اخذت مختلف جوانب الحياة لشعبنا المسيحي بنظر الأعتبار ، إن كانت سياسية او اجتماعية او اقتصادية ، لكن لم يصار الى الأهتمام بناحية الدفاع عن النفس في حالة تردي الظروف الأمنية للمنطقة ، ولا نحتاج الى دراية ومعرفة ببواطن الأمور في عراق مضطرب ، وفي اية لحظة قد تنجم ظروف خطيرة كالتي وقعت في اجتياح مدننا السريانية والكلدانية والآشورية قبل اسابيع . لقد اعتمدنا كلياً على قوات البيشمركة ، الذين كان لهم دور فعال في تحقيق الأمن بالمنطقة طيلة السنين الفائتة . لكن حين قدوم داعش فإن البيشمركة قد انسحبت بشكل فجائي مما افرز وضعاً مرتبكاً في خروج آلاف العوائل من بيوتها ونجم عن هذا النزوح الجماعي وضع إنساني مأسوي .
لقد كان لنا نواة تحمل السلاح في برطلة وبغديدا وكرملش تحت تسمية حراس المدينة ، وهذه القوة كانت بمؤزارة قوات البيشمركة في المنطقة ويوم انسحبت قوات البيشمركة فقد جرى جمع هذا السلاح من قبل قوات البيشمركة حسب ما سمعت ، وبعبارة اخرى ان تلك القوة المسلحة إن كانوا تحت تسمية الحراسة او الشرطة او اي اسم آخر ، فلم يكن لهم اي قرار مستقل .
حينما اقترح تكوين نواة قوة مسلحة ، بالتأكيد هذه القوة سوف لا تكون مؤهلة لمقاومة داعش ولا يكون هدفها مقاومة الجيش العراقي او مخاصمة البيشمركة ، إنما هذه القوة ستكون قوة ذاتية تحافظ على امن البلدة او المدينة في حالة غياب السلطة على الأرض كما حدث يوم انسحبت قوات البيشمركة وقوات الحكومة في وقت واحد من مدننا وبلداتنا ، كما ان مثل هذه القوة كانت ضرورية بعد انسحاب مسلحي داعش من بعض بلداتنا ربما تكون منظمة الحزب الشيوعي في القوش مثالاً ممتازاً حيث صمدت المنظمة مع مسلحين آخرين من القوش ورتبت خفارات ليلاً ونهاراً للمحافظة على ممتلكات الأهالي ، ومثل هذه القوة شكلها الدسنايي ( الإزيدية ) الشباب ولكن ليس لي التفاصيل .
ثمة مثل عراقي دارج يقول : ( لا يحكك ألا ظفرك) ، انت المسؤول الأول للدفاع عن النفس وعن المال والعرض ، وفي حالة انسحاب شعبك لأسباب قاهرة ، تكون النواة المسلحة هي الضامن والمنظم لهذا الأنسحاب ، فلو كانت مثل هذه القوة موجودة بين الأزيدية في شنكال مثلاً ، لأستطاعت هذه القوة من تنظيم الأنسحاب بحيث كان يؤدي الى اقل الخسائر الممكنة ، وهذه ينطبق على مدن وبلدات شعبنا المسيحي ، ولا اقول بلداتنا الكلدانية والسريانية ، لكي لا تزعل الأحزاب الآشورية ويقولون انت تفرق بين ابناء شعبنا .
والشئ بالشئ يذكر إذ تصلني على بريدي الألكتروني اخبار عبر وكالة  تطلق على نفسها وكالة الأنباء الآشورية مختصرها :AINA اي
Assyrian International News Agency
وهذه الوكالة التي يجدر بها ان تتميز بالحياد المطلوب ، فتعمل من كل النازحين هم نازحين اشوريين ومن بلداتنا الكلدانية والسريانية والأزيدية والشبك تطلق عليها جميعاً بلدات  أشورية وكنائسنا هي كنائس آشورية وحتى الأزيدية والشبك هم نازحين آشوريين ، وكم طلبت من هذه الوكالة إزالة عنواني من رسائلهم التي تزوّر الحقائق لكن دون جدوى . لقد مللنا من هذا الخطاب الأقصائي العنصري طيلة هذه السنين ، فالأهمال وسلة المهملات هي خير ما نواجه به هذا الخطاب العبثي الممل .
نعود الى الموضوع الذي بصدده ، فمثل هذه القوة ستكون قوة عسكرية ضابطة للامن والأستقرار في حالة غياب السلطة فمثلاً في بلدتي تلسقف وباطنايا حيث غياب اي شكل من اشكال السلطة فإن هذه القوة ستقوم بالواجب وتلعب الدور المطلوب منها على اكمل وجه .
 فنحن بخطوة تكوين تلك النواة ستؤدي الى تمكين شعبنا من اتخاذ القرارات المصيرية بمعاونة اصدقاء شعبنا في المنطقة من الأكراد وما اكثرهم ومن العرب وما اقلهم مع الأسف . إضافة الى احتساب ان هذه النواة ستكون بداية البداية لتكون منطقة آمنة بوجود قرار اممي .
بالعودة الى ستينات القرن الماضي وما بعدها ، كان لنا قوة عسكرية من ابناء شعبنا تحت قيادة المرحومين توما توماس وهرمز ملك جكو ، ولو ان هذه القوة كانت رمزية قياساً بقوة البيشمركة على طول جبال كوردستان ، إلا ان هذه القوة كانت محل احترام وتقدير من لدن القيادة الكوردية المتمثلة بالمرحوم البارزاني مصطفى ، نظراً لأن هذه القوة كانت تعمل بإخلاص وتفان ، كما انها حصن امين لأبناء شعبنا حنى بالنسبة للقوات الحكومية فلا تقدر السلطات المحلية ان تعبث ببلداتنا كما تريد لأنها تعلم وراء العبث عقاب .
وفي شأن الثورة الكردية اذكر يوماً أحدى فصائل البيشمركة استولوا على قطيع غنم من القوش على اعتبار هذه ضريبة الثورة على القوش ، وكاد ان يحدث بيننا نزاع مسلح ، لكن المرحوم توما توماس امرنا بعدم اطلاق النار وقال سنحل المشكلة بطريق آخر ، وفعلاً  توجهنا الى مقر حسو ميرخان ، وأعاد القطيع الى اصحابه دون نقصان مصرحأ ، ان القوش تزودنا بالمقاتلين والعتاد والأدوية ولا تترتب على القوش اية ضريبة ، بل الثورة تشكر موقف القوش والثورة مدينة لها . إن الذي فعلناه اواسط الستينات من القرن الماضي وما بعدها كان اثبات الوجود وإثبات الشخصية المسيحية إن كان من السريان او الكلدان او الآثوريين او الأرمن ، وإن هذه الشخصية ليست مخلصة فحسب بل شجاعة ايضاً ، وفعلاً كنا في جميع المعارك في جناح الهجوم .
                                                           
                                                                                                 ليت الشباب يوماً يعود              
اليوم شعبنا اصبح مشرداً في مدن وقرى كوردستان وفي دول الجوار املاً في الهجرة وفي الحقيقة فإن الضروريات الملحة كالمأوى والمأكل والمشرب والعلاج وغيرها من ضروريات الحياة تأتي في المقام الأول ، كما ان ضمان عودة املاكهم في الموصل ، وعودتهم الى منازلهم وأملاكهم كل ذلك يجب ان يكون من اولويات المجتمع الدولي والحكومة العراقية وحكومة اقليم كوردستان . لكن هذا الجانب الذي تكلمنا عنه ليس هنالك إلا إشارات قليلة لأهميته لهذا الشعب يحاول ان يحافظ على وجوده وكيانه وهويته كبقية شعوب الأرض .
لقد كانت ثمة دعوة للتطوع تسعى اليها منظمة الزوعا وبنظري ان هذه دعوة حزبية لا ترقى الى المستوى المطلوب ، وكانت هنالك دعوة مماثلة من  قائمة الوركاء تدعو الشباب المسيحي الى التطوع للدفاع عن نينوى : حسب الرباط :
http://www.alqurtasnews.com/news/38940/AlQurtasNews
كما كانت ثمة دعوة من لفيف من ابناء شعبنا سمت نفسها اسم غريب وهو مجموعة 2/8/2014 وأطلقت الدعوة الى التطوع باسم نداء رقم واحد ، ووردت في متنه هذه النقاط :
1.   من خلال المباشرة بوضع خطة ومنهج متكامل لإقامة منطقة آمنة لحمايتهم على ان تشمل كافة مناطق سكناهم وحيثما هم على أراضيهم التاريخية في شمال العراق.
2. توفير الخدمات الأساسية اللازمة فورياً لانقاذهم من محنتهم الإنسانية.
3. فتح باب التطوع لتسجيل أفواج من شبابهم (ذكورًا وإناث) وتدريبهم عسكريًا وتهيئتهم نفسيًا و معنوياً لكي يتمكّنوا من حماية محميتهم المرتقبة وبأشراف دولي.
راجع الرابط :
http://www.ankawa.com/index.php/ankawaforum/index.php?topic=750248.0
وفي نفس السياق وعلى ضوء لقاء الرئيس البارزاني مع وزير خارجية لبنان
أعلن الرئيس  مسعود البرزاني حين لقائه مع وزير خارجية لبنان جبران باسيل في اربيل ،بأن حكومة الإقليم جاهزة لفتح الباب أمام المسيحيين الراغبين بالتطوع ضمن القوات المسلحة الكردية، وذلك من خلال إعطائهم الفرصة للدفاع عن أنفسهم وعن قراهم في وجه الميليشيات المسلحة المنضوية تحت تنظيم دولة الإسلام في العراق والشام (داعش). http://jordanianvoice.net/web/2012-05-16-11-52-23/34892.html
إن الكنيسة تنهض بالمهمة الأنسانية ، لكن ليس من واجبها القيام بالمهمة العسكرية المطلوبة وهنا يأتي دور الشباب ، خصوصاً الشباب المستقل ويجب ان يكون لهم دور بارز في هذه المحنة ، وأنا شخصياً اعلن استعدادي للتطوع وأن اكون جندياً بسيطاً في مقدمة الشباب ، او اي مهمة تناسب عمري أكلف بها ومن اجل ذلك سوف اصل الى العراق في  الوقت المطلوب .
ينبغي ان يكون لنا وحدة الكلمة وأن نركن الخلافات العقائدية والسياسية وغيرها على جانب ، ونعمل جميعاً بنكران ذات دون ان نفكر بالمصالح الحزبية والشخصية .
دمتم جميعاً بخير
د. حبيب تومي اوسلو في 26 / 08 /2014


 

120
الأخ عدنان عيسى المحترم 
تحية ومحبة 
لماذا جرى طرح الخبر بهذه الصيغة ؟ لماذا لم يصاغ المقال على شكل خبر معززاً بالصور لكي ينشر على المواقع ، فالقائمين على النشاط كان يجب ان يرتبوا ذلك .
تقبل تحياتي اخي عدنان 
حبيب

121
شكراً للبيشمركة وشكراً لأمريكا وساستنا يكفي عبادة المناصب والكراسي
بقلم : د. حبيب تومي / اوسلو
habeebtomi71@gmail.com
habeebtomi@yahoo.no
إنها لحظات سعيدة ان ترى عدو شعبك وعدو الإنسانية يتقهقر امام ضربات الطيران الأمريكي وأمام زحف قوات البيشمركة ، هذا العدو الذي يخالف تعامله للناس مع كل المعايير الدينية والإنسانية . نتأمل ان يستمر هذا الزحف الى كل مدن وقرى شعبنا ومدن وقرى الأخوة الإزيدية الذين طالهم الظلم والقهر والفتك بشكل وحشي ، والتي نجم عنها الهجرة الجماعية لعشرات الآلاف من المسيحيين والإزيدية ، الذين كان الأنتقام والتطهير الديني قد طالهم بأبشع صوره فنأمل ان يزول الكابوس الجاثم على صدر العراق برمته  لكي يعود هذا البلد معافياً بعد السنين العجاف ولاسيما ما آل اليه وضعه بعد اجتياح حدوده من قبل خلافة الدولة الإسلامية ، داعش في الفترة الأخيرة .


لقد كان ثمة نقد لاذع موجه للمجتع الدولي وفي المقدمة الولايات المتحدة لسكوتهم عن الأنتهاكات الصارخة بحق الأقليات الدينية والعرقية في سهل نينوى بحق الشبك والتركمان والإزيدية والمسيحيين ، كما كانت هناك انتقادات موجهة الى قوات البيشمركة في المنطقة حينما تركت مواضعها وانسحبت بصورة مفاجئة وغير مدروسة ، حيث لم يتوفر وقت كافٍ لانسحاب الاف العوائل لا سيما في منطقة سنجار التي شهدت كارثة انسانية بسبب مباغته قوات داعش الإسلامية لمناطقهم المشمولة بالمادة 140 والتي عرفت بالمناطق المتنازع عليها .
ينبغي ان لا ننكر حقيقة ان هذه المناطق سادها الأستقرار والأمان طيلة السنين المنصرمة منذ سقوط النظام في عام 2003 ، إذ كانت هذه المنطقة تحت حماية قوات البيشمركة ، وكان هناك ارتياح عام لهذه القوات لما تبذله من جهود في سبيل توفير حالة الأمن والأستقرار ، في حين كانت كثير من المدن العراقية خصوصاً المختلطة ( السنة والشيعة : بغداد ، الموصل ، ديالى ، الأنبار ، صلاح الدين ، بابل  ) مسرحاً مفتوحاً لعمليات إرهابية انتقامية ، والموصل كانت تأتي في مقدمة هذه المدن التي كان الأمن فيها مفقوداً وشوارعها مسرحاً لعمليات القتل والأبتزاز . بعكس المناطق المجاورة التي نتحدث عنها والتي كانت قوات البيشمركة ضامناً اميناً لأمنها ولأستقرارها .
الصفحة الثانية بدأت بعد تدفق عشرات الآلاف من النازحين الهاربين من بطش مسلحي دولة الخلافة الإسلامية ونبوت وضع إنساني مأساوي يتطلب التدخل الأممي ، وامام تلك الصور الوحشية المفجعة إن كانت تلك التي طالت المكون الإزيدي او المسيحي والتي تعتبر من المكونات الدينية التي تسعى الدولة الأسلامية داعش الى استئصالها وإقصائها . تسابقت الدول الغربية لتقديم المعونات السخية  في المجالين العسكري والإنساني ، كما نشطت منظمات المجتمع المدني في جمع التبرعات . والى جانب ذلك كانت الدعم العسكري وفي المقدمة قرار امريكا في توجيه الضربات العسكرية الجوية على قوات داعش في المنطقة .
في هذا المجال ينبغي التطرق الى الموقف العربي والموقف الخليجي اللاإنساني المخجل فلم نسمع عن مساعدات او دعم من هؤلاء والسبب معروف لأن المنكوبين من غير دين فكيف يساعدوهم ؟ بعد ذلك هؤلاء مشغولين في دعم وتصدير الجماعات الإرهابية فمستواهم لا يرتفع الى مستوى المساعدات الإنسانية .
في العرف العسكري فإن الضربات الجوية لوحدها لا تجدي نفعاً ما لم يصار الى تعزيز الضربات بجهود قوات راجلة على الأرض ، فقوات المشاة تعتبر العامل الحاسم في احتلال الأرض والأحتفاظ بها . هكذا جاء دور قوات البيشمركة لكي تنتقل على الأرض .
فكان هذا التعاون بين قوات البيشمركة وسلاح الجوي الأمريكي ان تمخص عن تحرير سد الموصل بالكامل نظراً لخطورته وأهميته في السياق الأستراتيجي للعراق ، الى جانب تحرير بعض البلدات في سهل نينوى منها تلسقف وباقوفا وباطنايا وبعشيقة ونتطلع الى تحرير مدينة سنجار وتلكيف وبغديدة وبرطلي وكرملش وكل اصقاع سهل نينوى مع جميع المدن العراقية لتعود مدناً تزخر بالأمان والأستقرار .
كان سقوط النظام في نيسان 2003 انعطافة في تاريخ العراق لتبدأ مرحلة  يمكن ان نقول عنها اختلط الحابل بالنابل ، وكان رئيس الوزراء السابق نوري المالكي يتحمل مسؤولية كبيرة في عدم استقرار البلد ، ولعل اختراق حدود العراق ودخول مسلحي قوات الدولة الإسلامية ( داعش ) كان اخر وأخطر تلك الكوارث التي حلت بالعراق .
 عن ظاهرة داعش تنوعت التعليقات والتحليلات وقيل عنها الكثير وملخصها ان بداية التشكيل كانت في العراق على يد ابو مصعب الزرقاوي تحت اسم جماعة التوحيد والجهاد"  وكان ذلك عام 2004 وبعد ذلك اصبح اسمها "دولة العراق الاسلامية" بزعامة ابي عمر البغدادي
وبعد مقتل الأخير في نيسان 2010 اختار التنظيم ابو بكر البغدادي والذي يحمل اسماء اخرى هي : أبو دعاء أو ابراهيم عواد ابراهيم السامرائي، والأخير يتميز بقوة المناورة العسكرية والسياسية ويختار العمليات النوعية من قبيل عملية البنك المركزي، ووزارة العدل، واقتحام سجني أبو غريب والحوت والتفجير السفارة الإيرانية في بيروت ..الخ  وفي  أبريل عام 2013 وبرسالة صوتية بُثت عن طريق شبكة شموخ الإسلام، أعلن أبو بكر البغدادي دمج فرع التنظيم "جبهة النصرة" في سورية مع دولة العراق الإسلامية تحت مسمى “الدولة الإسلامية في العراق والشام”، وهنا بدأت قصة داعش.
حيث امتد وتوسع في العراق وسورية وهو يتجه نحو لبنان ، ويمتاز بمرونة العمل وتعدد اللغات ولهذا يتميز بجذبه لمختلف الجنسيات لأن له القدرة على التفاهم بلمختلف اللغات .
ما نعرفه ان الحرب بين العراق وايران كان بين دولتين بعد وقف النزاع كل جيش انسحب الى حدود بلاده ، والعراق حينما أُرغم على الخروج من الكويت عاد الى حدوده الوطنية ، ولكن التوصل الى وقف العمل العسكري مع داعش يعني التنازل عن الأرض وما فيها ، وفعلاً ان خلافة الدولة الإسلامية تتوسع عن طريق احتلال مدن وسدود لمسطحات مائية وأبار نفطية على حساب العراق وسورية ، وهي ( داعش) من جانبها ليس لها ما تخسره .
ومؤخراً كان توجهات الدولة الإسلامية في التوسع والأنتقام من مناطق المكونات غير الإسلامية من المواطنين العراقيين الأصليين من المسيحيين والإزيدية وتعمل على تهجيرهم بغية إسكان المهاجرين المسلمين بمناطقهم . إن الدولة الإسلامية قبل 14 قرن عملت على إلغاء ديننا والقضاء على لغتنا وقوميتنا وهويتنا ، وتحملنا كثيراً لكي نحافظ على تراثنا وهويتنا القومية الكلدانية وأوابدنا وكذلك فعل المكون الإزيدي الأصيل ، بقينا نحافظ على معتقداتنا الدينية واليوم تأتي الخلافة الإسلامية وتجبرنا بالقوة على اعتناق الدين الإسلامي او تهجيرنا والى الأبد من الأرض التي شهدت ولادتنا من أرحام امهاتنا منذ ألاف السنين .
انه انتهاك صارخ لكل المعايير الأنسانية إنها فاشية وعنصرية دينية في القرن الواحد والعشرين .
اقول :
ليس لهذه المحنة علاج سوى ان تتسم الطبقة السياسية برئاسة الدكتور حيدر العبادي بالنزاهة ونكرات الذات وأن تبقى ضمائرهم مستيقضة لبلورة خطاب سياسي مسؤول يتناسب وخطورة المرحلة ، وأن يستلموا ما ارادوا من الرواتب والمخصصات وكل ما نطلبه منهم ان يعملوا بإخلاص وتفان وأن يبتعدوا عن عبادة الكراسي والمناصب  وأن تكون مصلحة الشعب قبل مصالحهم الشخصية والحزبية ، فهل تبادر الطبقة السياسية مرة واحدة فقط الى تفضيل مصلحة العراق على مصالحها الشخصية ؟ سوف نرى في قادم الأيام .
د. حبيب تومي اوسلو في 21 / 08 / 2014


 
 
 












122

الى السيد سرسكنايا المحترم
انك لا يمكن ان  تقتنع لأن دماغك مغسول باليقينيات الحزبية التي تؤمن بها ولا يمكن مناقشتك لأنك لا يمكن ان تنظر لحولك لترى ماذا يجري فأنت مخمور بتلك اليقينيات ، ونحن الكلدان يا سيد سرسكنايا هبطنا الى مناطقنا من المريخ وليس لنا اي تاريخ ،  واليوم تركنا مدننا بقوة سلاح الدولة الأسلامية داعش ، وكما قلت للاخ احيقار فاقول لك : ها هي مدننا وقرانا الكلدانية والسريانية في سهل نينوى قد تركناها وتركنا بيوتنا في الموصل ، ونطلب منكم اصحاب اشورستان ان تجلب الشعب الآشوري لهذه الأرض التي اصبحت خالية من ساكنيها ونهيب بكم ان تسكنوها وتؤسسوا امبراطوريتكم الآشورية العتيدة ، فليأتي الجالسون في لبنان وكندا وشيكاغو واستراليا ويسكنوا في سهل نينوى وفي العاصمة الآشورية نينوى ( الموصل ) ونتأمل ان لا يكون حكمكم إقصائي وعنصري مثل حكم داعش . 
تحياتي
حبيب

123
الأستاذ عوديشو ملكو المحترم
تحية ومحبة
إن طرحك لهذا الموضوع المهم بهذه الصورة العنصرية الإقصائية للشعب الكلداني والسرياني لا يخدم المسألة التي تطرحها وأعيد ما كتبته في تعليقي السابق المشابه لهذا الطرح العنصري الإقصائي لشعبنا الكلداني  فاقول :
اريد ان اتطرق الى نقطة واحدة في مقالك وهو المنطقة الآمنة التي حصرتها بالمكون الآشوري ، ولا ادري إن كنت قد زرت سهل نينوى ، ففيه خمس قرى اشورية فقط وهي شرفية وهي ملك دير السيدة وقرية داشقوتان وعمبقري وبيروزافا ونصيرية ، والبقية القوش وتلكيف وباطنايا وتسقوبا وبيقوبا وكرملش هذه كلها كلدانية اي قوميتهم قومية كلدانية ، وكذلك برطلي وبغديدا هي سريانية والسريان يعتزون بهويتهم لا يريدون التنازل عنها .
إن هذا الأسلوب الأقصائي لا يخدمنا ، هناك شئ اسمه حقوق الأنسان في الحرية والأنتماء الديني والقومي والسياسي ، وانت مع احترامي لشخصيتك لست وصياً على الكلدان لكي تلغي قوميتهم الأصيلة ، وبما ان لك الحرية في الأنتماء الأشوري فنحن لنا حرية الأنتماء لقوميتنا الكلدانية ، فافتح قلبك على الآخر .
في الختام اكرر واقول :
نحن في محنة وطرح الموضوع بهذه الطريقة العنصرية الأقصائية الأستفزازية لمشاعر الآخرين يعتبر منطق غير سليم ولا يصب في مصلحة هذا الشعب المنكوب ؟
تحياتي
حبيب

124
الأستاذ عوديشو ملكو المحترم
تحية ومحبة
اريد ان اتطرق الى نقطة واحدة في مقالك وهو المنطقة الآمنة التي حصرتها بالمكون الآشوري ، ولا ادري إن كنت قد زرت سهل نينوى ، ففيه خمس قرى اشورية فقط وهي شرفية وهي ملك دير السيدة وقرية داشقوتان وعمبقري وبيروزافا ونصيرية ، والبقية القوش وتلكيف وباطنايا وتسقوبا وبيقوبا وكرملش هذه كلها كلدانية اي قوميتهم قومية كلدانية ، وكذلك برطلي وبغديدا هي سريانية والسريان يعتزون بهويتهم السريانية لا يريدون التنازل عنها .
إن هذا الأسلوب الأقصائي لا يخدمنا ، هناك شئ اسمه حقوق الأنسان في الحرية والأنتماء الديني والقومي والسياسي ، وانت مع احترامي لشخصيتك لست وصياً على الكلدان لكي تلغي قوميتهم الأصيلة ، وبما ان لك الحرية في الأنتماء الأشوري فنحن لنا حرية الأنتماء لقوميتنا الكلدانية ، فافتح قلبك على الآخر .
 أقول لصديقي احيقار يوحنا ، وبعض الأخوة الذين يدعون بان نحن الكلدانيين قدمنا من بابل وهذه أرض آشورية ، حسناً يا اخوان ، نعم نحن كلدان وها نحن خرجنا من مدننا القوش وباطنايا وتلسقف وبغديدا وبرطلي وهي فارغة وبيوتنا فارغة فاجلبوا شعبكم الآشوري من بقاع الأرض ، لأن هذه آشورستان في نينوى العاصمة الآشورية تركنا نحن الكلدان بيوتنا وهي مفتوحة لكم ، فآشورستان يجب ان يكون فيها الشعب الآشوري فأين انتم هلموا لعاصمتكم وأراضيكم ، ام انكم تشيدون امبراطوريتكم او على الأقل دولتكم على الورق فقط  ؟ فماذا تقول اخي احيقر ؟
اقول :
نحن في محنة وطرح الموضوع بهذه الطريقة الأستفزازية لمشاعر الآخرين يعتبر منطق غير صحيح ولا يصب في مصلحة هذا الشعب المنكوب ؟ ام انا مخطئ استاذ عوديشو ملكو الموقر واخي احيقار المحترم .
تحياتي
حبيب

125
البطريرك الكلداني يطلب الحد الأدنى لشعبه من المجتمع الدولي
بقلم : د. حبيب تومي / اوسلو
habeebtomi@yahoo.no
habeebtomi71@gmail.com
غبطة البطريرك مار لويس روفائيل الأول ساكو يطرق كل الأبواب عند المسؤولين في الدولة العراقية وفي اقليم كوردستان ولدى رجال الدين المسلمين ، ويجري المقابلات في الفضائيات ومع وكالات الأنباء والصحف ومع الشخصيات والوفود الأجنبية ، كل ذلك أملاً في ان يجد بارقة امل في تخفيف معانات شعبه الكلداني وبقية مسيحيي العراق ، انه وقت العمل ، وقت التضامن ، وقت نسيان الفروقات الدينية والمذهبية ، إنه وقت الشدة والمحن  يلقي بظلاله  على كاهل هذا الشعب ، وإن الصديق الصدوق هو من يمد يد العون والمساعدة اثناء الشدة .
لقد كانت قرى وبلدات ومدن كبيرة عامرة هادئة يسكنها شعبنا المسيحي من الكلدان والسريان والآشوريين ، يسكنون بمحبة في احياء ومحلات مدنهم : القوش ، شرفية ، تلسقف ، باقوفا ، باطنايا ، تلكيف ، بغديدا ، برطلي ، كرملش .. ويسكنون الى جانب جيرانهم من الإزيدية والتركمان والشبك والأكراد والعرب ، ولا يكدر صفو هذا التعايش ، إلا حوادث طفيفة بين آونة وأخرى ، وهذا طبيعي ، حيث ان افراد العائلة الواحدة معرضة الى مثل هذه الحوادث . المهم كانت الحياة تسير بنمط طبيعي مألوف ، الفلاح متجه لحقله والطالب لمدرسته او معهده او كليته ، والتاجر مشغول بتجارته والمرأة لتربية اولادها والأطفال منطلقين في عالمهم البرئ البعيد عن كل منغصات الحياة ...
ذلك الروتين كان سائداً ويمكن التعايش معه ، فبشكل عمومي ان الوضع السياسي والأمني لم يكن مرضياً ، لكن كان يمكن التعايش معه ، وربما كان العيش في هذه الأحياء افضل من العيش ببعض المدن من ناحية الأمن والأستقرار .
وإذا نظرنا ابعد سوف نلاحظ ان الخلل يكمن في العملية السياسية نفسها المبنية على قواعد البناء الطائفي ، مما قسم العراق الى احزاب وتنظيمات وتكتلات طوائف متناحرة يسودها الأحتقان والكراهية والأنتقام ، في ظل تلك الأوضاع كانت الأقليات الدينية تعاني الأمرين من دكتاتورية الأكثرية ، ورغم ان الظلم والتهميش والعنف طال جميع المكونات العراقية بشكل وبآخر ، إلا ان المكونات الدينية من المسيحيين والإزيدية والمندائيين كانت حصتهم من الضرر اكثر من غيرهم ، إذ انهم تعرضوا بمدنهم الى التغيير الديموغرافي الخطير الذي هدد ويهدد بقلع جذورهم من وطنهم ، حيث انهم السكان الأصليين بهذا البلد الذي اصبح اسمه العراق بعد الفتح الإسلامي وكان اسمه بلاد ما بين النهرين ، ميسوبوتاميا قبل ذلك .
حكم صدام حسين تميز بالعلمانية ، ولم نشعر بوجود تفرقة دينية ، إذ كان النظام يسعى الى بناء وتعزيز سلطة ، وكان صدام حسين هو الحكومة وهو السلطة وهو الدولة ، ومن يعارض السلطة يصار الى تصفيته وليس مهماً من يكون هذا المعارض إن كان مسلم او مسيحي او ايزيدي ، وتغيرت الأمور بعد الحرب مع ايران والدخول الى الكويت ، حيث ضعفت السلطة وبدأ خطاب جديد تحت يافطة الحملة الأيمانية ، ومن هناك بدأت بوادر الإقصاء الديني حيث تقرر في وقتها تدريس القران لغير المسلمين ، واستطاعت الكنيسة إبطال القرار بحق المسيحيين ، وعلى العموم لم يكن ثمة اي ضغط محدد ضد المسيحيين .
لقد فشل الفكر القومي ، وبرز بعد سقوط النظام في 2003 حكم الأحزاب الدينية ذات الصبغة الطائفية ، ومع ضعف السلطة وطغيان سيطرة الميليشيات ، وفقدان الأمن اصبح مصير المكونات الدينية على كف عفريت ، وفعلاً كان هنالك افعال إرهابية وتهديد وخطف وابتزاز بحق المندائيين والمسيحيين في مدن العراق مما سبب في الهجرة شبه الجماعية من تلك المدن إن كان الى مدن اقليم كوردستان او الى الدول المجاورة كمحطات الى دول الهجرة الدائمة .
وقع مسلسل طويل ورهيب ملخصه تفجير الكناس ، وقتل المصلين في كنيسة سيدة النجاة واغتيال المطران فرج رحو واغتيال الأب رغيد كني ورفاقه ووو...  والحديث يطول عن قصة الرعب هذه ، ليبدأ فصل جديد من هبوب إعصار تسونامي المتمثل بمسلحي المجاهدين الذين عرفوا بمسلحي الدولة الأسلامية في العراق والشام ، وعرفت اختصاراً بداعش ، وبعد ذلك تحولت الى الخلافة الإسلامية ، التي تسعى لأسلمة المسيحيين والأزيدية ، او تصفيتهم وطردهم من المنطقة لكي يأتي اليها المهاجرون المسلمون من دول العالم .
في هذا الواقع المرير وفي هذه الغابة الوحشية يرسل البطريرك الكلداني نداءه الى الضمير العالمي لنجدة نحو مائة الف شخص هم ضحية الزلزال البشري المتمثل في الهجمة الإرهابية التي سبب بهجرة عشرات الآلاف من 13 بلدة مسيحية من سهل نينوى توزعوا في مدن وقرى في اقليم كوردستان إنهم يعيشون في مجموعات في اماكن عامة ليست مخصصة للسكن . ولا يلوح في الأفق بوادر حل لمشكلتهم .
إن وضع الحكومة المركزية الحالي لا يعول عليه ، ولكنه يناشد الجهات المجتمع الدولي  فيقول :
، ننادي الولايات المتحدة الامريكية التي لا ينكر العالم نفوذها ويرى تحمـّلها الجزء الكبير من مسؤولية هذا الفراغ، ونحضّ الاتحاد الأوربي في مواقفه المتزايدة، وننتخي فروسية المواقف لدى زعماء الجامعة العربية، للتكاتف ضدّ شبح الإرهاب، والتحرك السريع لتحرير بلدات سهل نينوى من المقاتلين الجهاديين لتتمكن هذه  العائلات من  العودة  الى بيوتها  واستعادة  ممتلكاتها والمحافظة  على خصوصيتها الدينية والثقافية والتراثية  من خلال تأمين حماية دوليّة  فاعلة لحين استقرار المنطقة  وتتمكن الحكومتان المركزية  وحكومة اقليم كوردستان من فرض القانون.
ويختم نداؤه :
.  ويؤلمني ان اقول  ليفتح باب الهجرة لمن يشاء، وما لم يتغير هذا الواقع، فإننا جميعا أمام وقوع مأساة  ابادة   بطيئة لمكّون أصيل بكامله وخسارة  بلداتنا  وتاريخنا وارثنا الثقافي!
علماً ان النداء كان باتفاق مع اساقفة الموصل .
حسب الرابط :
http://ishtartv.com/viewarticle,55580.html.
اجل بعد آلاف السنين من العيش في هذا الوطن لم يطلب غبطته سوى الحد الأدنى لشعبه ، فلم يطلب الحقوق القومية او السياسية ، لقد طلب لشعبه الكلداني ولكل مسيحيي العراق حق الحياة وحق المأوى ( السكن ) اي ان الإنسان من حقه ان يعيش في بيته وأن يكون له املاكه . وأن يكون له حرية المعتقد والعبادة .
وأنا اختم هذا هذا المقال فاذا بالخبر السار عن تحرير تلسقف ، فأقول شكراً لأمريكا وشكراً للبيشمركة .
http://www.ankawa.com/index.php?option=com_jfusion&Itemid=139&jfile=index.php&topic=749761.0
تحياتي
د. حبيب تومي / اوسلو في 18/08/2014

126
الأخ فاروق يوسف المحترم
تحية ومحبة
تقول في مداخلتك :
قرأت مرة للمرحوم جميل روفائيل يقول : " أمريكا لم تدخل بلدا والا قســمته "
في الحقيقة انا لا اؤمن بنظرية المؤامرة ، فأمريكا احتلت اليابان وألمانيا الغربية التي كانت معروفة قبل التوحد بين شطري المانيا ، وذلك في الحرب العالمية الثانية ، ومع ذلك نرى الدولتين في تقدم مستمر ، وألمانيا توحدت بدل انقسامها ، فالخلل ليس في امريكا ، الخلل فينا نحن ، ولكن نريد ان نرميه برأس غيرنا .
لقد خلصتنا امريكا من نظام دكتاتوري ، وسلمت الحكم للشيعة باعتبارهم المكون الرئيس في البلاد ، وفي اليوم الثاني شكل الشيعة ميليشيات تحارب الأمريكان الذين حرروهم .من الحكم الدكتاتوري .
الغرب الأوروبي  وأمريكا انهيا حكم القذافي ، وبدلاً من توجيه الشكر لهم ، بادروا على اغتيال السفير الأمريكي المناصر للثوار في ليبيا وها هي ليبيا لحد الآن غارقة في الدماء .
فنحن نلقي اللوم دائماً على امريكا وأسرائيل في حين نحن بذاتنا اناس فاشلون ، ونريد ان نلقي الفشل على غيرنا .
عسى ان يسمح لي الوقت لمناقشة الأخ طلعت ميشو والأخ رائد سعد .
تحياتي
حبيب

127
ما أحوجنا الى منطقة آمنة يصار الى حماية الأقليات ، لا سيما الدينية منها ، وتكون تحت إشراف الأمم المتحدة ، ولكن هذه تمنيات ، وماذا عن الواقع ؟
باعتقادي ان المجتمع الدولي سوف يفضل فتح قنوات الهجرة لهذه الأقليات والتي من جانبها ايضاً ترجح وتفضل احتمال الهجرة نظراً لما تقاسيه من الجيران المسلمين .
كما ان عملية فتح قنوات الهجرة سوف تكون اسهل للجتمع الدولي من تحديد منطقة خاصة يصار الى حمايتها بقوات دولية . فمن الناحية السياسية سوف تصدم هذه الخطوة بمعارضة جيوسياسية ، لاسيما من التيار الإسلامي المتشدد ، وحتى تيار القومي العروبي المتشدد . وثمة صعوبات اخرى بشأن تكاليف فرض مثل هذه المنطقة .
لا ريب ان وجود منطقة محمية على المدى البعيد افضل لهذه الأقليات ، حيث سيكون لهم كيان شرعي خاص بهم ، وبمرور الوقت سوف يجذب هذا الكيان الكثير ممن هاجروا ، ولا زالت جذوة الوطن متعلقة بوجدانهم وضميرهم . وربما ستنمو وتتطور هذه المنطقة من الناحية الأقتصادية والثقافية والأجتماعية ، لكن ليس كل ما يتمناه يدركه .
والخلاصة ان المنطقة صعبة المنال إن لم تكن مستحيلة ، وتعتبر هذه الظروف المواتية فرصة ذهبية لصدور مثل هذا القرار ، فإن حصل تهميشه  في الوقت الحاضر ، فسيكون من المستحيل تحقيقه في المستقبل  على ضوء  واقع بقاء اقلية صغيرة بعد موجة الهجرة المستفحلة حالياً .
ففكرة تحقيق منطقة آمنة لشعبنا لا تلوح في الأفق في المستقبل المنظور رغم المناداة والتمنيات والحالة الضرورية .
تحياتي
حبيب


128
المسيحيون والإزيدية وصيحات : هاوار .. هاوار .. هاوريلا
بقلم : د. حبيب تومي / اوسلو
habeebtomi@yahoo.no
habeebtomi71@gmail.com
في اللغة الكوردية مصطلح هاوار هو لطلب النجدة والإستغاثة وقت الشدة  ، لكن في القوش نستخدم لفظة (هاور .. هاور او هاوريلا .. هاوريلا ) لحث الرجال للخروج من البيت مع سلاحهم حينما يحيق بالبلدة خطر ما ، وينبغي على الجميع الخروج للذود عن البلدة ضد الخطر المحيق . وهذه اللحظة تكون مناسبة لظهور وبروز اسماء الشجعان . لكن صيحات :هاوار .. هاوار اليوم مختلفة فهي تعني قلع الجذور من الأرض التي ولدنا فيها نحن وآبائنا واجدادنا لألاف السنين . نعم كان اليأس من الحياة بعد التعامل اللاإنساني الذي تعرض له هذا القوم من قبل الدولة الإسلامية ( داعش ) الناهضة بعد الربيع العربي الذي قطف ثماره التيار الديني الإسلامي والشعار الرئيسي الذي فرض نفسه بقوة على الساحة اليوم  ولا صوت يعلو عليه هو صوت الهجرة .. الهجرة او منطقة آمنة بحماية دولية .
لقد ادخل المالكي العراق في سلسلة من الأزمات وكأنما كانت تعوزه ازمات قاتلة اخرى حينما اخترقت قوات الدولة الإسلامية في العراق والشام ( داعش ) الحدود (وكأنها في نزهة ) لتصل الى مدينة الموصل وتستولي عليها في ساعات ثم تتجه جنوباً لتستولي على مدن مهمة اخرى ، وحينما تلكأت مسيرتها نحو بغداد ، تبدل اتجاه بوصلتها نحو اقليم كوردستان ، فكانت المناطق المتنازع عليها والتي يقطنها مكونات التنوع العراقي من الكلدان والآشوريين والسريان من المسيحيين وكذلك الإزيدية والشبك والتركمان ، وكانت هذه المكونات الضعيفة هي الضحية الأولى التي وقع عليها اختيار الدولة الإسلامية لترويعها والأنتقام منها بتطبيق الشريعة الإسلامية بحقها خاصة الإزيدية والمسيحيين ، وذلك بإجبارهم على اعتناق الدين الإسلامي او دفع الجزية او الهجرة او مواجهة السيف بالنسبة للمسيحيين باعتبار انهم اهل الكتاب ، وعليهم تنطبق احكام اهل الذمة
 .

اما بالنسبة للإزيدية فأمامهم خيار اعتناق الإسلام وإلا فعليهم مواجهة حد السيف ، فوقعت الأفعال اللاإنسانية بحق هذه المكونات ، وكانت البداية في الموصل حيث اجبر وضع المسيحيون امام اعتناق الدين الإسلامي او دفع الجزية او مواجهة السيف ، او ترك كل شئ غنيمة للدولة الإسلامية والخروج بملابسهم من الموصل التي اصبحت ديار الإسلام تحت شريعة السيف .
وبعد ذلك كان دخول قوات خلافة الدولة الإسلامية الى المدن المسيحية تمكن هؤلاء الإفلات تاركين بيوتهم وحلالهم ، وذلك حفاظاً لكرامتهم من الإهانة على يد قوات داعش ، بالأضافة الى الحفاظ على اعراضهم من اعتداء المسلحين في الدولة الإسلامية التي تجيز الأعتداء على اعراض الناس تحت احكام وتفاسير دينية .
إن الذي وقع في هذه المحنة كان المكون الإزيدي المسالم الذي وضع امامه خيار اعتناق الدين الإسلامي فقط وإلا مواجهة حد السيف ،  فكان النزوح من سنجار والقرى التابعة لها من قاطنيها الإيزيدين متجهين صوب الجبل والحماية بشعابه الوعرة ، وفضلوا الموت من الجوع والعطش وتحت رحمة الطبيعة على الإذلال وإهانة كرامتهم على يد داعش ، ومن لم يحالفة الحظ في اللجوء الى الجبل فقد كان مصير الرجال منهم القتل والنساء أخذن كسبايا يُبعن كجواري في سوق النخاسة في مدينة الموصل .
 
هكذا يبقى مسلسل العنف والدم والهجرة سارياً ما داموا يحملون هويتهم الدينية اللاإسلامية .
بل اكثر من ذلك فإن هذا الغلو الديني قد دفع مسلحي الدولة الإسلامية ، داعش ، على مهاجمة اتباع دينها الإسلامي فهدمت مقامات دينية للصوفية السنية والأضرحة الشيعية ، كما شنت داعش حرب إبادة وتهجير معلنة ضد التركمان والشبك الشيعة في منطقة نينوى وتلعفر ، فقد نزح عشرات الآلاف نحو مدن الجنوب ، وفي البرلمان عبر الجلسة المفتوحة اكد احد نواب البرلمان عن المكون التركماني ان داعش ربما امهلت المسيحيين ساعات للخروج من الموصل لكن التركمان لم يكن لهم اي إنذار مسبق .
وهكذا وقع على يد داعش شكلاً سافراً من التطهير العرقي والديني والمذهبي فكان نزوح الشيعة نحو مدن الجنوب الشيعية ( رابطة مذهبية شيعية )، ونزوح المسيحيون الى اقليم كوردستان الى المدن والقرى المسيحية ( الرابطة الدينية المسيحية ) ، ونزوح الأزيدية نحو اقليم كوردستان ( رابطة قومية الكوردية) . إن هذا النزوح السكاني الكثيف قد خلق مأساة إنسانية ، لاسيما في اقليم كوردستان ، فألاف اللاجئين من المكون الإزيدي لا زالوا عالقين بين تضاريس وشعاب جبل سنجار ينتظرون إجلائهم بسلام وقالت الامم المتحدة إن نحو 700 ألف إيزيدي شردوا منذ ان استولى مسلحو تنظيم الدولة الاسلامية على سنجار من القوات الكردية التي تدافع كانت عن المدينة، وعن بي بي سي باللغة العربية ان موظف اغاثة إيزيدي كان على متن طائرة تابعة للقوات الجوية العراقية تشارك في إجلاء اللاجئين المحاصرين، وصف الموقف بأنه "إبادة جماعية"، مع وجود ما بدا أنه مئات الجثث. .. هكذا منطقتنا تواجه مأساة إنسانية كبيرة بالنسبة لهذا المكون الأصيل .
اما بالنسبة للمسيحيين فحدث ولا حرج فهناك الآلاف الذين تقطعت بهم السبل وفرشوا ساحات الكنائس والمدارس والحدائق العامة ، ومن خلال تمرير عدسة المصور للقنوات التلفزيونية المختلفة تظهر على وجوه هؤلاء اللاجئين أمارات المعاناة محفورة على وجوههم ، ولا يعلمون ماذا يخبئ  لهم المستقبل ، والى متى يكونون في هذه الحالة المزرية .
 لقد كانت احاديث من الرجال والنساء  تدفع على الأسى والأسف من هذا الإنسان الذي يتنكر بين ليلة وضحاها معاني الوفاء والصداقة والجيرة ، فتقول إحدى النساء هذا الجار المسلم الذي قضينا العمر بصداقة ووئام ، يتنكر اليوم ويقوم بإرشاد الداعشيين لبيتنا ، ويقول هذا بيت مسيحي ، او اذهب الى الوكيل فيقول لها انتم مسيحيين ليس لكم حصة . هذا غيض من فيض من معاني اللاوفاء وثقافة الكراهية والتنكر للقيم الإنسانية :
يقول طرفة بن العبد
وظلم ذوي القربى أشد مضاضة     على المرء من وقع الحسام المهند
وعموماً نقرأ في الخطاب الإسلامي اشياء منافية للروح والأخوة الإنسانية ، فالمسلم يدعو الله الى تدمير غير المسلم ويقول ويطلب من الله .
رمّل نساءهم ، ويتم اطفالهم ، وجمد الدماء في عروقهم ، اجعلهم وأموالهم ونساءهم وذراريهم غنيمة للمسلين .
فمن تربى على هذه الخطابة وهذه الثقافة يجب ان لا نستغرب منه اي فعل منافي للمشاعر الإنسانية والتسامح والتعايش الإنساني .


الأيزيديون من حصار مسلحو داعش الى حصار الجوع والعطش على جبل سنجار الأجرد
نحن في القرن الواحد والعشرين ولا شك ان استهداف الأقليات المسالمة يعتبر جريمة بشعة ، فهذه الأقليات لم يكن لها اي مقاومة لقدوم داعش ، ولم يكن لها اي مظاهر العنف مع جيرانهم المسلمين ، فلا مبرر  للكراهية والسلوك الأنتقامي البغيض اتجاه المسيحيين او الإزيدية ، لقد دخل الجيش الأمريكي للعراق ، وزُعِم بأنه كانت هناك حالة اغتصاب واحدة في المحمودية اشارت اليها بعض وسائل الإعلام ، ولكننا نجد في مسلحي الدولة الإسلامية يعتدون على اعراض هذه المكونات ويسبون بناتهم ، ويعتبرون ان الأمر طبيعياً، فيوزعون الجميلات على امرائهم ، والبقية يصار الى بيعهن كجواري في سوق النخاسة ، هل هناك جرائم ابشع من هذه الجريمة ؟
هكذا امام الحكومة العراقية وحكومة اقليم كوردستان والمجتمع الدولي تقديم المساعدة العاجلة لوضع حد لمأساة إنسانية تجري على الأرض ، وتتمحور الإغاثة في ايصال المساعدات الحياتية لهؤلاء البؤساء ومن ثم إجلائهم الى مناطق آمنة يتوفر فيها الحد الأدنى للعيش .
وقد انفرد جوناثان كرون مراسل صحيفة ديلي تلغراف الذي صاحب طائرات الجيش العراقي لاغاثة افراد الأقلية الايزيدية الذين فروا إلى سفح جبل سنجار حيث كتب تحت عنوان "ليلة في جبل الجحيم"، تفاصيل الليلة الاولى التي قضاها وسط أفراد طائفة الايزيدية.
أمضى الايزيديون هذه الليلة في البحث اليائس عن النوم والطعام والماء على أضواء القمر ونيران صغيرة أضاءت جانباً من الجبل امتد إلى الحدود السورية على مدى النظر.
ويوضح أنهم قضوا الليلة على الجبل في محاولة لنيل قسط من الراحة التي لا يمكن ان يجدوها وسط العراء ووسط وعورة المنطقة وذلك ليستعدوا ليوم شاق جديد يبحثون فيه عن المياه التي ان لم يجدوها أو لم يتم ارسالها عبر طائرات المساعدات التي تقذف لهم زجاجات المياه بين الحين والاخر سيكونون في عداد الموتى خلال 24 ساعة وسط ارتفاع درجات الحرارة إلى 40 درجة مئوية...
وتساؤل اللحظة : الى متى تستمر هذه الحالة ؟ الى متى يبقى الأزيديون معلقين في سفوح الجبل ؟
الى متى تبقى العوائل المسيحية نزيلة المدارس والحدائق والكنائس ؟
ما مصير الأموال والبيوت التي صودرت في ليلة وضحاها عن اصحابها التي شقوا وتعبوا وكدحوا لبنائها طول العمر .
الى متى يستمر الأقصاء الديني والقومي في بلد متعدد الأديان والأعراق ؟
الى متى تستمر شريعة الغاب ؟
إنها اسئلة كثيرة لا يوجد جهة محددة نوجهها لها او تجيبنا عليها . 
اصوات الهجرة تعلو على ما عداها من الأصوات ، ثم هنالك اصوات تطالب بمنطقة آمنة برعاية اممية . لكن في كل الأحوال قبل هذه وتلك ينبغي توفير المأوى والمأكل لهذه المجاميع التي لم يعد لها إلا الملابس التي عليها . ودائماً تطفو على السطح اسئلة عديدة :
متى تنتهي المعاناة ؟ وهل ثمة امل ان تعود البسمة ؟ اليس من حق هذه المكونات اللاإسلامية ان يكون لها حريتها وتعيش حياتها الكريمة في ظل القوانين الوضعية للدولة البعيدة عن الشريعة الإسلامية ؟ متى نعيش في وطننا كبقية المواطنين وكبقية البشر في اوطانهم ؟
إنها عاصفة هوجاء نأمل نهايتها ، والأمل يجب ان يبقى قائماً لكي تستمر الحياة ، وبرأيي المتواضع ان قبس من النور يلوح في نهاية النفق الذي ادخلنا فيه نوري المالكي طيلة 8 سنوات ، وإن التشكيلة الجديدة لرئاسات الجمهورية والبرلمان والحكومة لهي بداية النهاية لتلك المرحلة الصعبة ، ونأمل ان ينهض العراق من كبوته ليحل فيه التطور والبناء والسلام في ربوعه والتعايش بين مكوناته .
د. حبيب تومي / اوسلو في 14 / 08 / 2014

129
الأخ صباح شامايا
عرفت الأخ توفيق فترة قصيرة وكنا نلتقي تلك اللقاءات القصيرة في المقر ، وأحيانا جلسة سمر في حديقة جمعية الثقافة الكلدانية  ، لقد صادقت المرحوم توفيق ، وكنت اتصرف معه وكأنه صديق حميم وبيننا معرفة وصداقة  قديمة ، وكل ذلك كان انعكاساً لروحه السامية وأخلاقه العالية ، كان الحديث معه ممتعاً ومفيداً ، ولا اعتقد انه حفظ  في قلبه مكان للحقد والكراهية  على الآخرين انه صديق للجميع بإنسانيته الشفافة الراقية فكان يحسن الظن بالجميع ، ومن عرف توفيق ابو ريبين سيفتقده في رحيله الأبدي .
رحم الله توفيق يوسف حكيم ، ونتضرع الى الرب ان يكون مثواه الجنة بين الملائكة والقديسين ، وأن يلهم عائلته وأهله وذويه نعمة الصبر والسلوان .
حبيب








130
الأخوة الأعزاء
تحية ومحبة
وعدت في مداخلتي على وضع رقم الحساب للتبرع لمسيحيي العراق : وهذا هو الرابط :
 فتحت الجمعية الخيرية الكاثوليكية  CNEWA باب التبرعات لمسيحي العراق وعلى هذا الرابط  http://www.cnewa.org/donations.aspx?ID=2401&sitecode=HQ&pageno=1
للمزيد من المعلومات راجع الخبر المنشور على موقع نادي بابل الكلداني في النرويج حسب الرابط :

http://www.nadibabil.com/%D9%81%D8%AA%D8%AD-%D8%A8%D8%A7%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%A8%D8%B1%D8%B9%D8%A7%D8%AA-%D9%84%D9%85%D8%B3%D9%8A%D8%AD%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A7%D9%82/

وطريفة التبرع راجع الرابط
http://www.cnewa.org/donations.aspx?ID=1526&sitecode=HQ&pageno=1
والرابط
http://www.asianews.it/news-en/Adopt-a-Christian-from-Mosul-to-respond-directly-to-Iraq's-emergency-31845.html
حبيب

131
الأخوة الأعزاء
تحية ومحبة
الألاقشة مثل بقية ابناء شعبنا في المدن والبلدات الأخرى ، لكن هناك عامل جغرافي ساعدهم وهو موقعها في لفح جبل الذي يحضنها ، فالوصول الى الجبل يعني الملاذ الآمن من كل خطر قادم ، وقد رأينا جبل سنجار كيف استطاع ان يحمي الأيزيدية من الأعداء لحين قدوم المساعدات ، وجبل القوش في  الروايات التاريخية كان له تلك الأهمية والقصص كثيرة .
بالنسبة الى الوضع الحالي لا احد يزعم ان ابناء القوش يستطيعون ان يصدوا قوات داعش ، التي قال عنها الرئيس بارزاني انها قوات دولة إرهابية ، لكن الذي نقوله ان ابناء القوش اليوم  يحرسونها من الحرامية واللصوص وضعاف النفوس ، وهذا عمل مشرف في الوقت الحاضر .
دمتم جميعاً بخير ومحبة
تحياتي
حبيب

132
غبطة ابينا البطريرك مار لويس روفائيل الاول ساكو الكلي الطوبى
تحية ومحبة
اجل نحن وسط محنة كبيرة ، وحلت عبر التاريخ محن كثيرة لكن لم تكن بحجم هذه المحنة التي تهدف الى قلع جذورنا من الوطن .
لا اريد ان اسهب في كلمات إنشائية ، بل لدي بعض النقاط اريد إدراجها :
1 ـ في الجانب السياسي ، يبدو ان الجو السياسي مكهرب والعراق مقبل على انقلاب عسكري يطيح بالعملية السياسية ، ويدخل في نفق مظلم من الصعوبة بمكان الخروج منه ، إن لم يتداركه العقلاء في هذا الوطن .
2 ـ امريكا لها موقف سلبي ، فالضربات الخجولة التي نفذتها لا تجدي نفعاً امام التوسع والزحف العسكري لداعش .
3 ـ اقترح على سيادتك تكثيف زياراتكم للمسؤولين في اقليم كوردستان والحكومة العراقية وطرق كل الأبواب  ، والأتصال الدائم مع وزير الهجرة والمهجرين للقيام بواجبهم حيال هؤلاء الناس الذين تقطعت بهم السبل .
4 ـ اعذرني ان اقول ان بقاءك مع شعبك في الظروف الحالية وعدم حضور اي مؤتمر خارج العراق ، لهو ضرورة قصوى لكي يكون القائد بين ابناء شعبه في اوقات المحن .
5 ـ تسليح المتطوعين من ابناء شعبنا لكي يكون لنا نواة عسكرية من المتطوعين للدفاع عن النفس لكي لا نكون لقمة سهلة لمن يستضعفنا .
6 ـ تسهيل امر من ينوي الهجرة ، وله امكانيات لتحمل المسؤولية بنفسه .
7 ـ انا شخصياً وحسب إمكانياتي المتواضعة، إن فتحت ابواب القوش لأمكانية السكن ، فأنا افتح بيتي  لسكن عائلة او عائلتين من ابناء شعبنا ودون مقابل طول مدة الأزمة .
8 ـ من خلال إتصالاتنا بالكنيسة الكاثوليكية في النرويج  وشرح لهم ما يتعرض له شعبنا ، فتحوا رقم حساب للتبرع لمسيحيي العراق ، وسوف اكتب رقم الحساب على هذه الصفحة بعد ساعات من الآن .
شكراً لطرح هذا الموضوع المهم على بساط النقاش ونحن معك ومستعدين للتضحية والتطوع فيما هو مطلوب حتى لو كلف ذلك حياتنا .
دمت وشعبنا بخير
تحياتي
حبيب


133
الأخ سمير شبلا المحترم
تحية وتقدير
برأيي الشخصي وحسب تجربة سابقة في العمل العسكري في صفوف قوات البيشمركة ، إن اعطاء مثل هذه المعلومات او اي معلومات زائدة سوف لا يكون في صالح بلدتنا وفي صالح الذين يقومون بالواجب ، والآن ليس وقت التكريم  ، ان  اعطاء اي معلومات او اسماء ، مهما كانت النيات حسنة ، سيستفيد منها العدو ، كل هذه المعلومات التي كتبتها وغيرها لدينا ونعرفها ، ولكن لا يجوز الكتابة بها ونشرها على المواقع في هذا الظرف بالذات ، إن مثل هذه الأمور يجري التداول بها عبر محيط ضيق من خلال الرسائل الخاصة لا اكثر ، اما ماذا يجب ان يعرف العدو فيصار الى الأتفاق من قبل الأخوان الذين يقومون بالمهمة انفسهم ، او نحن ماذا يجب علينا ان نسربه من معلومات مضللة .
اخي سمير هناك العاطفة وهناك الضرورة ، فيجب  ان نتحرك بأفق الضرورة وليس العاطفة لكي لا تأتي النتائج عكسية عما نريده .
دمت بخير
حبيب


134
الأخ عبد الأحد سليمان بولص المحترم
تحية ومحبة
مما لا ريب فيه ان قوات البيشمركة ومنذ سقوط النظام في 2003 استطاعت ان تفرض امن وامان في اقليم اكوردستان وفي المناطق المتنازع عليها ، وكان السفر على الطرق الواصلة بين هذه المدن اميناً سواء كان ليلاً او نهاراً ، هذه حالة لا يمكن نكرانها . اما الوضع الحالي المستجد في دخول قوات الدولة الإسلامية  الى المدن العراقية في غرب العراق وشماله ، فهي حالة عسكرية نادرة ، ومن الطبيعي انها تحتاج الى خبراء ومحللين في الشؤون العسكرية والميدانية ، وهناك فديو يشرح احد المحللين :
كيف تتحرك داعش كجيش نظامي؟.. وكيف هزمت الجيش العراقي واجتاحت مناطق البيشمرغة؟
وحسب الرابط ادناه :
http://arabic.cnn.com/videos/2014/08/08/me-080814-iraq-isis-irbil#autoplay
اما قولك :
 بصفتك من المدافعين عن كوردستان ولكونك عضوا سابقا في قوات البيشمركة وتستلم راتبا تقاعديا عن ذلك كما علمت وبعد الاستئذان من الأخ جاك يوسف الهوزي أرجو أن تبين للقراء رأيك وبصراحة عن اللغز وراء انسحاب قوات البيشمركة.. الخ
فأقول :
 انا ادافع عن تجربة كوردستان في البناء واستتباب الأمن الذي اتمنى ان تسود الحالة جميع انحاء العراق .
اما كوني عضو سابق في قوات البيشمركة فهذا صحيح ولدي صورة الى جانب الشهيد هرمز ملك جكو منشورة في الجزء الثالث من كتاب مسعود البارزاني الموسوم البارزاني والحركة التحررية الكردية ، فتلك المرحلة اعتز بها واتشرف بها .
اما قولك :
 وتستلم راتبا تقاعديا عن ذلك كما علمت..
فأقول لك ان معلوماتك خاطئة فأنا لا استلم اي راتب تقاعدي من اقليم كوردستان رغم استحقاقي للحقوق التقاعدية ، فجميع زملائي يستلمون رواتب باستثنائي انا ، لا نني في الحقيقة  لم اسعى وراء هذا الحق  ، فمن قال لك انني استلم راتب تقاعدي فهو ( كذاب وستين كذاب ) .
اما الصورة التي حدثت بانسحاب البيشمركة من هذه المناطق  فأنا مثلك ايضاً اريد ان اعرف السبب وفعلاً اتصلت واستفسرت من بعض الأصدقاء المطلعين على الأمور ، فقالوا قريباً كل الوضع سينقلب والمسألة تحتاج الى صبر .
دمت بخير
حبيب

135
المنبر الحر / رد: رثاء و شكر
« في: 15:48 09/08/2014  »
الأخ عبد الرحيم قلو المحترم
عائلة المرحوم يوسف قلو المحترمة
لقد فوجئنا برحيل المرحوم يوسف قلو ابو سهل . اعرف يوسف قلو من القوش ، لكن الأختلاط معه والتعرف عليه عن قرب كان في بغداد في محله لبيع الإطارات ، وكذلك حينما انتقلت بالسكن الى منطقة الغدير  في اواسط التسعينات من القرن الماضي ، حيث كان يوسف جاراً عزيزاً .
إن من تعرف على المرحوم يوسف قلو ، كان يجب ان يتخذه صديقاً ، لأنه نعم الصديق الوفي ، إضافة الى مجلسه الممتع وروحه المرحة وما يملكه من ثروة شفهية من حكايات وأقاصيص تراثية  ، فكنت كلما امر بالقرب من محله القريب من ساحة الأندلس في شارع النضال انزل وأشرب عنده الشاي وأسمع سوالفه الألقوشية الممتعة ، والتي كان معظمها مقتبس من التراث ومن ذكريات الآباء .
 يحضرني  من الذكريات العالقة ، انه يوماً تعطلت سيارتي في البنزينخانة القريبة من محله في شارع النضال ، فتوجهت لمحله اطلب مساعدته ، فقفل محله بسرعة ، وركبنا سيارته ليساعدني في تشغيل سيارتي . فقال انا ومحلي وسيارتي في خدمة الألقوشي الجار العزيز حبّا .
 نم قرير العين ايها الأنسان الطيب المرحوم يوسف اسحق قلو  .
رحم الله يوسف قلو ، ونتضرع الى الرب يسوع ان يتغمده بوافر رحمه ويسكنه فسيح ملكوته السماوي ، وان يلمهمكم جميعاً نعمة الصبر والسلوان .
حبيب

136
الأخ جوسي البغدادي ـ المحترم
تحية ومحبة
مشكلة الغرب انهم يعتقدون بأنهم يجعلون اصحاب الأديان الأخرى يتأقلمون وينصهرون ويعيشون بسلام مع المجتمعات الأخرى كما هي بقية الناس من اصحاب الأديان والمعتقدات الأخرى ، كالبوذيين والسيخ والهندوس وغيرهم ، غير ان المسلم ، غالباً ، لا يتجانس ويتأقلم مع البيئة الأجتماعية ، ويحاول ، ان يأقلم البيئة الأجتماعية حسب معتقداته وعاداته هو ، وهكذا نرى المسلمين في الدول الغربية يعيشون شبه منعزلين مع بني جلدتهم في ما يمكن ان نطلق عليه ( الجيتو ) ويحاولون  تغيير غيرهم وفق رؤيتهم ، كما انهم يستفيدون من الديمقراطية لنشر دينهم بين الناس ، بيما لا يقبلون في اوطانهم اي تبشير بالأديان الأخرى ، ناهيك ان الأضطهاد والظلم والأنتقام من اصحاب الأديان الأخرى وما يحدث اليوم في العراق وسورية  مثال حي على هذا السلوك .
ولهاذا اخي جوسي فإن نظرية اصحابك في الكنيسة الكاثوليكية في المانيا هي نظرية فاشلة على ارض الواقع ، وسلمنا عليهم واخبرهم برأينا ، نحن اصحاب التجربة ، قضينا حياتنا الطويلة معهم ، فكان بها القليل من الفرح والكثير من الغم والهم .
تحياتي
حبيب

137
الأخ جاك يوسف الهوزي المحترم
تحية ومحبة
من قراءتي لمداخلتك لاحظت انك اجبتك على تساؤلاتك ، وأنا متفق معك ، فالولاء حينما لا يكون للوطن ، تنشط الولاءات القبلية والمناطقية والطائفية والدينية وهلم جراً ، ومن جانب آخر فلو كان الجيش العراقي الحالي  مبنياً على اسس من الحرفية العسكرية لكان قام بواجبه ودافع عن حياض الوطن منذ الخطوة الأولى حين دخول داعش الى الحدود ، إنه امر محزن اخي جاك ان تكون كل هذه الميزانية المخصصة للجيش والأسلحة التي بيده مع التدريبات والإمكانيات اللوجستية المتطورة ، مع ذلك نلاحظه ينهار بين ليلة وضحاها ، والسبب كما قلت انت ليس في قلة الأمكانيات والأسلحة ، بل بسبب الولاء الطائفي .
إذن انا وانت متفقين بأن غياب الهوية الوطنية هي سبب دخول العراق هذه النفق المظلم ومن الصعوبة بمكان الخروج منه .
شكراً لمرورك
تحياتي
حبيب

138
الأخ ثائر thair60
تحية ومحبة
يجب ان لا ننكر ان المناطق التي تحدثت عنها والمشمولة بمادة 140 قد شهدت طيلة السنين المنصرمة ومنذ 2003 ولحد  اليوم ، قد تميزت بالأمن والأمان ، ولا شك ان ذلك كان بفضل قوات البيشمركة التي كانت تغطي المكان بسلطتها . ما يخص الظروف الأخيرة التي قلبت الموازين الأمنية بالعراق ، لاسيما منطقتنا بعد سقوط الموصل ، فإن الواقع قد تبدل على الأرض ، وإن انسحاب القوات الحكومية وبعد ذلك انسحاب قوات البيشمركة قد خلق وضعاً جديداً ومأساوياً ، ولا ريب ان القيادة مطلعة على هذا الوضع ، ومن المؤكد ان تكون هناك حلول ، ولنا الأمل ان يعود كل شئ الى مكانه ، فهذه الحالة المأسوية يمكن استيعابها لفترة قصيرة ، وليس من المعقول ان تبقى ثابتة .
تحياتي 
حبيب 

139
الأخ رائد سعد المحترم
تحية ومحبة
إن المطالب التي ذكرتها يمكن إدراجها في باب التمنيات ، فالغرب لا يقتنع إلا بما يريد ان يقتنع به ، لقد اعادوا الى العراق قبل مدة شباب مسيحيين في غاية الروعة  والصدق ومحبي العمل ، ولم تفلح كل توضيحاتنا حول وضعية المسيحيين في العراق ، ومقابل ذلك فإنهم يقبلون ، من يعرفون انهم سوف يقومون بأعمال إرهابية ، وحينما نشرح لهم الأمور يقولون ، نحن لا نفرق بين البشر ، وها هي اوروبا تخضع لما يقرره الإسلاميون ، وإن كانوا اليوم يغضعون قليلاً فغداً سوف يخضعون كلياً .
إنهم يبشرون بالدين الإسلامي بكل حرية وتبنى لهم الجوامع ، ومقابل ذلك يطرد المسيحيون من الدول الإسلامية ، علماً ان المسيحيين ليسوا لاجئين ، إنهم في اوطانهم .
شكراً لمرورك
تحياتي
حبيب

140
بعد سقوط تلكيف وبغديدا وكرملش  ..فالصلوات والمؤتمرات لا تفيد يا سادة
بقلم : د. حبيب تومي / اوسلو
habeebtomi@yahoo.no
ها هو التاريخ يكرر نفسه في هبوب عاصفة كاسحة تهدف وجودنا وقلع جذورنا من ارضنا ، الأرض التي ولدنا وترعرنا فيها ، علينا مغادرتها او نبقى فيها تحت احكام ظالمة .
 لقد تكررت مثل هذه الأهوال والأيام السوداء في التاريخ ، وكان الشعب يتلقى الضربة بالمقاومة وببعض الخسائر واحياناً تكون جسيمة لكنها لم تكن تهدف انهاء الوجود ، لكن هذه الموجة تهدف الى قلع الجذور من تربة الوطن ، فبعد الأستيلاء على بغديدا وتلكيف والتوجه الى برطلي وكرملش وباطنايا وباقوفا وتسلقف وألقوش ، يعني استهداف الوجود المسيحي والإزيدي بالمنطقة .
لقد كانت هنالك محطات عبر التاريخ تعرضنا فيها الى الضيم والقهر والتهديد ، ففي سنة 1401 م توجه تيمولنك نحو القرى والبلدات المسيحية التابعة للموصل فقتل عدد كبير من الاهالي ودمر قراهم .
وفي سنة 1743 بعد فشل نادر شاه الفارسي في احتلال الموصل يتوجه بحملة ظالمة ضد القرى والبلدات المسيحية لينتقم من كرمليس وبرطلة وبغديدا وتلكيف وباقوفة وباطنايا وتلسقف والقوش ، حيث هدم الكثير من الكنائس وأخذ النساء والأطفال سبايا الى ايران .
وفي عام 1832 كان حملة محمد باشا الراوندوزي الملقب ( ميريكور ) اي الأمير الأعور وهجم على قرانا وبلداتنا وفي القوش وحدها قتل 370 رجلاً عدا النساء والأطفال .
وفي سنة 1933 كانت مصيبة اخرى حينما احيطت القوش بالقوات الحكومية وقوات العشائر لفرهدة القوش إذا لم يسلموا الأثوريين اللاجئين المختبئين فيها ، وفي ذلك الوقت لا اتصلاات هاتفية ولا موبايلات ، تمكن سائق من القوش وهو المرحوم ( يوسف متيكا صارو الملقب ايسف سرسروكي ) من الأنفلات الحصار المفروض على القوش والوصول الى الموصل ليتجه الى كنيسة مسكينتا مقر البطريركية الكلدانية ( البطركخانة ) انذاك ، وهو في حالة انفعال ، قائلاً للبطريرك (مار يوسف عمانوئيل توما الثاني ) إن القوش مهددة وهي في خطر ، فقال له البطريرك : لا تخف يا ابني إن القوش يحميها القديسين ومريم العذراء ، فما كان من يوسف إلا ان يجيبه بعفوية قائلاً  : يا سيدنا البطريرك وانا في طريقي عبر الكنود شاهدت مريم العذراء حاملة إزارها وحذائها وهي هاربة من القوش . فبادر البطريرك بإجراء تصالاته الضرورية لوقف الأعتداء على القوش .
اليوم تعصف الموجة الكاسحة حيث لم يقف امامها القوات الحكومية المسلحة بأحدث الأسلحة ، ولم يقف امامها قوات البيشمركة التي تعتبر قوات ذات حرفية كبيرة ، وكانت تحمي المناطق المتنازع عليها التي معظم سكانها من المسيحيين من الكلدان والسريان والآشوريين ومن الإزيدية والتركمان والشبك ، ومنها مدن السنجار وتلعفر وتلكيف وبغديدا ومنطقة سد الموصل وغيرها من المدن والقرى والمناطق في سهل نينوى ، وجميع هذه المكونات مهددة لاختلافاتها الدينية والمذهبية مع قوات وتنظيم الدولة الإسلامية ( داعش ) ذات التوجه الإسلامي السني المتشدد .
وفي سرعة كبيرة سيطرت داعش على مناطق مهمة من هذه المنطقة والمناطق الأخرى مهددة هذه المكونات التي تعتبر الحلقات الضيعفة في سلسلة المجتمع ، ومسألة احتلالها هي مسألة وقت إن استمر الأتجاه على هذا المنوال . فالأنسحاب من منطقة يجري بيسر وسهولة لكن العودة اليها صعب جداً ويكلف الكثير من الخسائر والضحايا .
إن هذا الوضع قد خلق وضع إنساني مأساوي تعرضت له هذه المكونات التي تمثل الأماكن الرخوة من نسيج المجتمع العراقي .
نحن البعيدين عن الساحة في الدول الأوروبية وامريكا واستراليا تظاهرنا ورفعنا اللافتات وشعلنا الشموع ، ودبجنا الكلمات والأشعار وصلينا في الكنائس ، لكن كل ذلك لن يجد نفعاً على ارض الواقع ، فما يتطلب في الوقت الحاضر هو استخدام الحكمة ، إن لم يكن بمقدورنا استخدام القوة .
في الوقت الحاضر فإن الدول المعنية والإعلام مشغولون بفلسطين واسرائيل وغزة ، وليس لهم الوقت الفائض ليصرفوه على مآسي الأزيدية والمسيحيين والشبك والتركمان . من هم هؤلاء قياساً بغزة ؟ إن الإعلام ايضاً مركز ومسلط على احداث غزة فلا احد يهتم بما يجري لهذه الأقليات المقطوعة من شجر ، مئات الآلاف منتشرين في العراء يفرشون الأرض  ويلحفون السماء لا احد ينظر الى مأساتهم .
ونحن المسيحيون من كلدان وسريان وآشوريين ماذا امامنا لنفعله ؟ نحن نفكر في الدرجة الأولى بالهجرة وهذا شئ طبيعي ، لكن الهجرة ليست بالسهولة التي نتصورها ، وماذا عن املاكنا وحلالنا ؟ وماذا عن تراب الوطن وعن بلداتنا ومدننا ؟ نحن لنا مشاعر نفكر كبقية البشر .
واسئلة نبادر لطرحها عسى ان تجد اذان صاغية .
اولاً ـ
هل يمكن ان نتسلح وندافع عن النفس كآبائنا ؟ لقد دافعنا سنة 1963 وما بعدها عن مدننا وقرانا بوجه القوات الحكومية المدججة بالسلاح وتستخدم الطائرات والدبابات مع المشاة من الجيش والجتا ضدنا ومع ذلك استطعنا مقاومتهم ببنادقنا القديمة مستفيدين من التضاريس الجبلية ومن معنوياتنا العالية .
ثانياً ـ
هل يمكن ان نتسلح ونحارب الى جانب قوات البيشمركة الحليفة حيث ان اقليم كوردستان اصبح المكان الأمين الوحيد في المنطقة فيه الملاذ الآمن للمسيحيين وبقية المكونات اللاإسلامية .
ثالثاً ــ
هل يمكن ان نتفاوض مع داعش لترتيب سلامة مدننا وقرانا كأن ندفع لهم بعض المبالغ لقاء سلامة وجودنا في مناطقنا ؟
رابعاً ـ
هل يمكن لمرة واحدة ان يلم شمل السياسيين ورجال الدين وبعض النخب في اجتماع موسع ، لكي يتوصلوا الى قرار يخدم مصير هذا الشعب المسكين الذي نطلق عليه اسم ( الأمة ) ؟
ـ عزيزي القارئ برأيي المتواضع إن الصلوات لا تكفي بل لا تفيد لإبعاد الخطر ، كما ان الأجتماعات والمؤتمرات التي تعقد بهدف مساندة هذه المكونات ومن بينها المكون المسيحي فهي عبارة عن مؤتمرات نزهة وولائم وكلمات فارغة  ليس لها اي صدى على ارض الواقع ، إنها مضيعة للوقت وبذخ للاموال لقراءة وسماع اقوال وكلمات وخطب مملة ومكررة  دون معنى
.
تحياتي
د. حبيب تومي / اوسلو في 07 / 08 /2014




141
الأخ سمير عبد الأحد المحترم
تحية ومحبة
شكراً على مرورك الجميل  ، ولكن يا اخي انا واحد من ثلاثة من منظمي مظاهرة اوسلو ، والقيت كلمة امام البرلمان ، وحاولت مع الأخوين الآخرين ان نتخطى الحساسية الموجودة ، وقد اقترحت وضع العلم الكلداني الى جانب العلم الآشوري ، وفوقهما صليب ، ويمكن مشاهدة ذلك على الصور المنشورة على  موقع نادي بابل الكلداني في النرويج وحسب الرابط ادناه :
http://www.nadibabil.com/%D8%AA%D8%B8%D8%A7%D9%87%D8%B1%D8%A9-%D8%AD%D8%A7%D8%B4%D8%AF%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%88%D8%B3%D9%84%D9%88-%D9%84%D9%84%D8%AA%D8%B6%D8%A7%D9%85%D9%86-%D9%85%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D9%8A
ودمت بخير
حبيب


142
القوش والمنطقة والأحداث المقلقة تجري بسرعة وتحطم الأعصاب
بقلم : د. حبيب تومي / اوسلو
habbeebtomi71@gmail.com
habeebtomi@yahoo.no
قلما اجلس امام شاشة التلفزيون لمتابعة برنامج او فلم او مسلسل ، والأخبار افضّل ان استقيها من الوكالات مباشرة ومن المواقع عبر الأنترنيت ، إن كان عبر مواقع شعبنا او من المواقع الأخرى ، وفي هذه الأثناء يستقر رأيي على موضوع ما ، لكي اكتب عنه مقال وفعلاً ابدأ الموضوع وأضع له عنواناً ، ويحدث اثناء الأسترسال في الكتابة ان اجد فسحة لمتابعة اخر الأخبار، إذ بسيل الأخبار الجارف يأخذني واجعل من الموضوع الذي استقر رأيي للكتابة عليه اراه ليس بالأهمية التي تستوجب الكتابة ، فأنتقل للكتابة عن الحدث الفلاني فهو يحمل اهمية اكبر وهكذا انا في دوامة في هذا الزمن الردئ ..
بالأمس واليوم كان الحدث الخبري يجري بسرعة وكلها تبعث على الأنزعاج والقلق الذي يقبض الصدر ويحطم الأعصاب ..  نقرأ على المواقع عناوين :
ــ مسيحيو الموصل يطالبون بترحيلهم إلى الخارج والهجرة توزع 275 حصة غذائية لهم في أربيل
ــ البطريرك مار ساكو : ندعو فرنسا الى ارسال مساعدات عاجلة لنازحي الموصل لضمان معيشتهم وبناء وحدات سكنية لهم في المناطق الآمنة .
ــ ازدياد الهجرة من بلدات سهل نينوى بعد حوادث الموصل الاخيرة .
ــ أمير الايزيدية يناشد أوباما وبارزاني لإغاثة سكان سنجار:
 نحن مسالمون ونحترم كل الأديان .
ــ «داعش» يمهل الإيزيديين في سنجار 24 ساعة لإعلان إسلامهم
ــ داعش يفجر مرقدا مقدسا لدى الايزيدية بُني قبل 700 عام في سنجار
ــ نجل بارزاني يقود معركة لاستعادة السيطرة على سنجار من "داعش"
ــ ائتلاف علاوي: المالكي فشل فشلا ذريعا في حماية العراق .
 ــ شنكال.. البيشمركة تشن هجوما على عناصر "داعش" من اربعة محاور .
ــ داعش يمهل البيشمركة ساعتين للانسحاب من سد الموصل .
ــ  الامم المتحدة تدعو لتعاون عاجل بين بغداد واربيل:
 داعش فجر ازمة انسانية في سنجار
قائمة الأخبار المقلقة طويلة قبل ان ننتقل الى المحافظات العراقية الأخرى والى احداث سوريا وليبيا وغزة واسرائيل ....
في هذه الدوامة كان التلفون ايضاً واسطة الأتصال المباشر مع الأهل والأصدقاء والأقارب ، ففي اتصالي مع اقاربي من بغداد افادوا : ان الوضع طبيعي ( اليوم ) ولكن لا ندري ماذا يضم لنا الغد ، وبعد ذلك كان الأستفسار عن الصحة والأحوال وهذه لا تحمل اهمية في هذا الوقت ، الذي اصبح فيه المحافظة على الحياة يأتي في المقام الأول ، الذي من اركانه الدفاع عن العرض والمال والدين . ولذلك اصبح السؤال عن الصحة والمعيشة من الأسئلة التافهة ، وليس من الضروري صرف الوقت عليها .
في معرض استرسال الحديث مع اقاربي في بغداد افادوا بأنهم سمعوا ان نقطة السيطرة في قرية بدرية القريبة من القوش ، والمؤدية نحو دهوك وزاخو قد تركها البيشمركة ، وإن داعش قد امهلتهم لترك الشيخان .
لكن في حديثي مع اقاربي في القوش وهم اقرب الى الحدث ، افاد احدهم ان الوضع طبيعي ، وحينما حدثته عن نقطة تفتيش البدرية فكذب الخبر بدليل ان السيارات والشاحنات الناقلة تسير بشكل طبيعي ولا يوجد شئ غير طبيعي على الطريق ، وقال انا الآن اتابع لعبة كرة قدم تجري على ملعب القوش .
 ولدى اتصالي بالقريب الآخر افاد ايضاً بأن الوضع طبيعي في القوش ، وإنه خابر اقاربنا في تلكيف وأفادوا بان الوضع طبيعي هناك ايضاً ، واستطرد : وإن حدث شئ فسوف اخذ العائلة الى دهوك .
الأحداث المقلقة تتسارع ولا مجال للتفكير ، وأنا شخصياً اريد ان اكون في قلب الحدث ، ولا افكر ، ولم افكر في حياتي في شئ اسمه الخوف ، لكن هناك مثل يقول : لا حاكم ولا حكيم ، فليس لك خيار إذ يجب إطاعة الحكيم ( الطبيب ) الذي ادخلني في هذه الفترة ثلأثة مرات الى المستشفى ، وأخبرته انني في القوش رغم دخان السكائر والنركيلة في النادي ، كانت صحتي عال العال ، وهنا في اوسلو في الهواء النقي والأهتمام الصحي ، إلا انني دائم المراجعة للطبيب والمستشفى .
المهم ، حينما اجلس لوحدي وأفكر في هذا الزمن الردئ حيث القوة الجسمية في تراجع مع مرور الوقت ، وهذا ناموس الحياة لا اعتراض عليه ، لكن الأعتراض هو على احوال الوطن الذي لا نقرأ فيه خبر مفرح عن بناء مدرسة او تبليط شارع او بناء جسر او مستشفى او افتتاح مسرح او .. او .. إنما معظم او جميع اخباره ، هي : المصادمات بين الجيش والمسلحين ، تصادم بين قوة من البيشمركة والدواعش ، تهجير المسيحيين ، خطف الشبك ، تفجير مرقد الإزيدية في سنجار . قتل .. تهجير ،، تفجير ، اختطاف ،، معارك طاحنة  .. مصادمات .. قصف .. سقوط قذائف هاون .. استيلاء .. انسحاب .. إنذار .. تفخيخ ... اختفاء ... نازحون .. مأساة انسانية ...الخ
هل نقرأ عن اخبار العراق غير تلك الأخبار ؟
هل هناك خبر يسر ويفرح المواطن العراقي ؟
كل العالم لهم اخبار عن البناء والأنجازات والمخترعات والأبداعات والسياحة والمهرجانات ، ونحن لنا اخبار الفساد والعنف والتشبث بالكرسي وسرقات المال العام ، الأصطفاف الطائفي ... كل فريق هو صاحب المقاييس والحقائق المطلقة ، كل فريق يريد إقصاء الفريق الآخر ، والقضاء عليه بالضربة القاضية . إنه عراق غريب عجيب ، بل انه عراق مجنون . وبعد كل ذلك ، الا تريد عزيزي القارئ ان نصاب بالسكر والضغط  وتحطم الأعصاب والقلق النفسي وانقباض الصدر والكآبة ؟ إن كان هذا حالي انا البعيد ، فما هو حال من يعيش الحدث وسط العاصفة ؟
دمتم بخير
د. حبيب تومي / اوسلو في 04 / 08 / 14




143
مظاهرة حاشدة للجالية المسيحية وأصدقائهم  في اوسلو لمناصرة  شعبنا في الوطن


اقيم يوم  السبت 2/8/2014 في اوسلو  تظاهرة حاشدة كبيرة   امام مبنى البرلمان النرويجي  احتجاجاً على ماحدث من تهديد وتهجير للمسيحيين العراقيين من قِبل المتشددين الإسلاميين مما أدى الى هروبهم الى خارج مدينة الموصل.
ابتدات المظاهرة من محطة القطار الرئيسية في ساحة النمر ومرورا في شارع كارل يوهان  وفي النهاية  اتجه الجميع الى مقر البرلمان النرويجي  لتسليمه رسالة تعبر عن معاناة  المسيحيين في العراق وتطالبه بمساعدتهم على الحماية و الامن.
تضمنت المطالب بداية بانه في عام  1914 حدث قتل ومذبحة للمسيحين في تركيا في العهد العثماني والان  وبعد 100سنة تتكرر الماساة للمسيحين في الموصل فهم يقتلوا ويرغموا على تغيير دينهم وتم الاستحواذ على ممتلكاتهم وطردوا من مدينتهم التي عاشوا فيها مع اباءهم واجدادهم
المطالبة من الحكومات الدولية ان تخرج من سكوتها تجاه ما يحدث في الموصل و ان تدافع عن المسيحين ويقدموا خدمات لهولاء المسيحين الذين يقتلون ويغتصبون ويتركون دينهم ويتم طردهم والاستحواذ على ممتلكاتهم من قبل داعش وكما ساعدوا  الاكراد 1991 وبوسنية 1993 وللالبان في كوسفو في 1999 و لجنوب السودان في 2011 وفي العام الماضي للاجئين في مالي
واخيرا نشكر كل الذين حضروا المظاهرة تضامنا مع المسيحين في الموصل والتي تبين رفضهم للظلم من قبل داعش .
 
الهيئة الأدارية لنادي بابل الكلداني في النرويج
 بالأشتراك مع الحركة الديمقراطية الاشورية وجمعية نينوى في النرويج

144
الأخ kaldany 2014 المحترم
في الحقيقة لا اعرف الأخ ماجد عزيزة إلا من خلال كتاباته ، ويجب ان نكون دقيقين في مثل هذه الحالات ، ولا ادري على ماذا اعتمت في فرضيتك ، فأنا شخصياً استنسخت المقالين
وأجريت مقارنة ، فهناك مقالين مختلفين في الطرح ، وقد اقتبس الأخ ماجد عزيزة فقرة من مقال الكاتب محمود جمال لتعزيز مقاله وهذا حق طبيعي للكتاب لكي يقتبس ويشير الى المصدر ، وقد أشار الكاتب الى المصدر (المقال) بكل امانة وحرفية إذ كتب يقول :
... يقول الكاتب (محمود جمال في مقال له بعنوان - الشذوذ واللواط في تاريخ الخلفاء الامويين والعباسيين -) أنه بأمر خليفة المسلمين “يزيد بن معاوية” أغتصبت نساء المسلمين جهاراً نهاراً، حتي أنه في عام واحد حبلت ( 1000)  فتاة بكر في المدينة بلا زواج !..
فالكاتب ماجد عزيزة كتب مقالاً موضوعياً لا يتناسب مع العنوان الذي وضعته .
تحياتي
حبيب

145
مرحبا ميوقرا مايكل سيبي
المجتمع العربي قبل الإسلام كان مجتمعاً رعوياً يستنكف من اي مهنة بما فيها مهنة الزراعة ، إنه مجتمع يؤمن بثقافة الغزو ، وبعد الإسلام تطورت ثقافة الغزو لتشمل الدول للحصول على الغنائم ، وكانت الغنائم الإسلامية تشمل على النساء والأطفال كما قرأنا في كتب التاريخ المدرسية ، وأطلق على تلك الغزوات بمطلح الفتح ، والفتح يعني الدخول دون التفكير في الخروج ، فالغزو قبل الأسلام كان يعني تحقيق بعض المكاسب المادية ، اما بعد الإسلام فكان الهيمنة على البلاد وتبديل الدين السائد بالدين الإسلامي الفاتح وتبديل لغتهم الى العربية الذي يعني تبديل هويتهم القومية ايضاً ، فمصطلحات الغزو او الأحتلال او الفتح ليس المهم استعمالها إنما المهم نتائجها التي يتحملها من يقع على بيته او ارضه او وطنه ذلك الغزو او الفتح ، سمه ما شئت .
تقبل تحياتي
حبيب

146
حلو الفرهود لو يصير يومية
بقلم : د. حبيب تومي / اوسلو
habeebtomi@yahoo.no
habeebtomi71@gmail.com
كان عنوان المقال بالأمس الفرهود اليهودي واليوم الفرهود المسيحي والحبل على الجرار ، لكن ارتأيت ان اضع احد الأهازيج الشعبية عنواناً للمقال والذي يعني : كم هو الجميل الفرهود حبذا لو يتكرر يومياً .
في الحقيقة لا نريد الكتابة في مثل هذه المواضيع التي تدمي القلب قبل العين ، إنها نقاط معتمة من سلوك الأنسان اتجاه اخيه الإنسان ، لكن حجم الماساة والظلم الذي يتعرض له المسيحيون والمكونات الأخرى من اتباع الديانات الأخرى غير المسلمة ، تحرك المشاعر ولا تقبل السكوت ، يقول نابليون :
 العالم يعاني كثيراً ليس بسبب ظلم الأشرار ، لكن بسبب صمت الأخيار .
اجل ان اضعف الأيمان هو التعبير بشتى الطرق عن الأحتجاج واستنكار الظلم والقهر والقمع والتهجير القسري ، والفصل العنصري الديني  الذي يتعرض له شعبنا المسيحي من الكلدان والسريان والآشوريين والأرمن وبقية المكونات غير الإسلامية في بلد اسمه العراق .
في الحقيقة إن ثقافة الفرهود اي النهب والسلب كانت دائماً قائمة ، لكن اشير اليها دائماً على انها من الشرور ، وقد اعطي لهذا النهب والسلب اسماء اخرى لتصبح عمليات مقبولة شرعية ، فالعرب قبل الإسلام رغم ان جواً من حرية الفكر والمعتقد الديني كان سائداً في جزيرتهم قبل مجئ الإسلام ، حيث كان المسيحية واليهودية وعابدي الأصنام والأوثان يتعايشون جنباً الى جنب بوئام وسلام الى مجئ الإسلام ، حيث وضع حد للتعددية الدينية وفرض الدين الواحد في جزيرة العرب .
المهم ان طبيعة النهب والسلب كانت قائمة في المجتمع العربي قبل الإسلام لشن غزوات فردية وعشائرية ضد بعضهم البعض ، بغية تحقيق بعض المكاسب المادية عن طريق المباغتة والغزو . وهذا الفكرة تطورت بعد الإسلام تحت مسمى الغنائم لتتطور وتتوسع لتشمل النساء والأطفال والرجال إضافة الى النقود ومصوغات الذهب وغيره . وهذه الثقافة ظلت قائمة على مدى عصور ، كانت على شكل فتوحات إسلامية ، واليوم تحاول دولة الخلافة الإسلامية داعش تطبيق هذه النظرية بحق الناس المسالمين العزل من المسيحيين ومن غيرهم من اتباع الأديان الأخرى غير الإسلامية في الوطن العراقي .
قرأنا الكثير عن الفرهود اليهودي الذي وقعت احداثه الرهيبة يومي الأول والثاني من حزيران عام 1941 ، وكانت تلك الأحداث نتيجة احداث سياسية لا مجال لذكرها ، افرزت فراغ امني جرى استغلالها من قبل تلك المجاميع للهجوم على المكون اليهودي و( فرهدة ) ممتلكاتهم



وشن حملة تنكيل ونهب وسلب ضد المكون اليهودي الأصيل الذي يعود تاريخه العراقي 2500 سنة ومنذ سقوط الدولة الكلدانية ، حيث تعاقب على حكم بلاد ما بين النهرين عهود : الفرس واليونان والساسانيون ثم الأحتلال او الفتح الإسلامي والدولة العباسية والمغول والتركمان والصفويون والأتراك ، والأحتلال البريطاني ، والعهد الملكي حيث جرى تسفير اليهود عام 1950 وكان يبلغ تعداد اليهود منتصف القرن العشرين ( قبل التسفير ) اكثر من 180 الف نسمة معظمهم في بغداد ( مير بصري ـ يهود العراق ). وفي يومها يتغنى الشعراء بالتعايش والتسامح بين الأديان ، فيقول الشاعر جميل صدقي الزهاوي :
عاش النصارى واليهود ببقعة               والمسلمون جميهم اخوانا
لقد كتب الكثيرون عن ذلك الحدث الرهيب ونتائجه ونقتبس من إعداد مازن لطيف في :
التاريخ المنسي ليهود العراق المستدرك من ذكريات انور شاؤل ، دار ميزوبوتاميا ، سنة 2013 بغداد ص54 :
( .. تعرض المواطنون اليهود الى ملاحقات ومضايقات واعتداءات لم يسبق لها مثيل انتهت بتلك المجزرة الرهيبة في 1 و2 حزيران 1941 التي ذهب ضحيتها من اليهود ، حسب الإحصائيات التي توفرت في حينه ، 179 قتيلاً و2118 جريحاً ، وبلغ عدد ما نهب من الدور 1000 بيت ، ومن الحوانيت 2500 حانوت ... اما عدد الأشخاص الذين تضرروا نتيجة النهب فقد بلغ 40 الف متضرر .
 لقد شاعت في تلك الفترة بين العوام المستفيدين من هذه الظروف ذهنية الفرهو د وسلب اموال الناس فقد وردت اهازيج ومنها :
حلو الفرهود لو يصير يومية التي وضعها عنواناً للمقال واهزوجة اخرى بنفس المعنى :
الله اشحلو الفرهود يا إسلام       يا ريتة يعود كل سنة وكل عام .
نعم هكذا عاد الفرهود بعد 73 سنة اي 2014  في مدينة الموصل ، وكان الدور من حصة المسيحيين هذه المرة ولم يكن بتلك الفوضى التي تم في عام 1941 بل كان مدروساً هذه المرة وتم على يد قوات الدولة الإسلامية او ما عرف بداعش التي باتت تسيطر على مناطق واسعة من العراق



مدينة الموصل اليوم تعيش ايام الفرهود ، إن كانت داعش لا تفتك بالمسيحيين فإنها تجردهم من املاكهم ومقتنياتهم وكرامتهم وتفرض عليهم الهجرة القسرية كبديلاً لإبقائهم على دينهم وعدم فرض الجزية عليهم . في الموصل قصص مؤلمة مليئة بالخوف والأنكسار والعبثية والأستهتار بإنسانية الأنسان وكرامته وحقه في الحياة والتملك وحرية المعتقد .
بعد الأستيلاء على بيوت المسيحيين وكل ما داخل البيت من اثاث وملابس ومقتنيات كانت الحملات السرقة واللصوصية تكمل فصولها في في نقاط السيطرة ، وفي الوقت الذي ينبغي ان تكون تلك النقاط ( السيطرة ) مكان لحفظ امن المسافرين لكي لا يتعرضوا للاعتداء والسرقة في الطريق ، فإن افراد السيطرة نفسها يقومون بإعمال اللصوصية والسرقة تماماً كأي قاطع طريق ، ولكن هنا اللصوصية تكون مغلفة بالإطار الديني ، فكل ما يملك هؤلاء المساكين من نقود إن كانت دولارات او دنانير عراقية ومن مصوغات ذهبية حتى خاتم الزواج وموبايلات وباسيكلات اطفال وزجاجات حليب الأطفال وأدوية مرضى القلب ، وبعد كل ذلك سيارة العائلة ، اجل السيارة مهمة  فجميع هذه هي من ممتلكات الدولة الأسلامية عليهم تركها في السيطرة ، وعلى رب العائلة وبرفقة عائلته ترك كل ذلك والترجل مع افراد عائلته حيث يشاء ودون اعترض ، إنهم يطبقون شريعة الله .

 

دير مار بهنام
نحن لا نتطرق هنا الى الهيمنة على الأديرة والكنائس والعبث بمحتوياتها التاريخية وقدسيتها الدينية منها دير مار بهنام قرب بغديدا ودير ماركيوركيس في الموصل ودير مارميخائيل الكبير التاريخي في الموصل وغيرها من الأديرة والكنائس ، فكانت هناك ناحية اجتماعية تناقض ناموس الحياة في كل المذاهب والأديان والأعراف والقيم الأجتماعية في كل المجتمعات البشرية ، وهي وقوف الجار مع جاره اوقات الشدة والمحن ، ورغم سماعنا لبعض القصص بوقوف الجار المسلم مع الجار اليهودي في الفرهود الأول وفي الفرهود الثاني الذي كان مع المكون المسيحي ، إلا ان الجار المسلم بشكل عام كان الصمت المطبق يلفه حين الأعتداء على جاره المسيحي ، بل يكون هو الدليل للايقاع بجاره المسيحي . وهنا اقتبس فقرة من مقال سوسن الأبطح في الشرق الأوسط بتاريخ 27 /07 تكتب :
«داعش» ليس تنظيما أرعن، يوزع الموت والخراب في صحراء معزولة، لولا البيئات الحاضنة والسكوت المطبق، وأحيانا الدعم المحلي. أحد الفارين من الموصل يبكي قهرا أمام الكاميرا وهو يتحدث عن جيرانه الذين فرحوا بنبأ إخلاء المنزل: «أسعدهم أن يستولوا على بيتنا». كاتب من الموصل سطر رسالة مبكية يخاطب فيها المسلمين قائلا:
«نغادر الموصل مطرودين وقد أذلنا حاملو راية الإسلام الجديد، نغادرها لأول مرة في التاريخ، لا بد لنا أن نقدم شكرنا لأهلنا فيها، الذين كنا نعتقد أنهم سيحموننا كما كانوا يفعلون، وسيقفون بوجه عتاة مجرمي القرن الحادي والعشرين ويقولون لهم إن هؤلاء هم الأصلاء وهم الذين أسسوا هذه المدينة. كنا نطمئن النفس في أن لنا جارا عزيزا، وابن محلة شهما، وإخوانا تبرز أخلاقهم يوم الشدة .. لكننا خًذلنا




وهناك قصص كثيرة سمعناها لا مجال للتطرق اليها حيث تدل على معنى التفرقة الدينية بأبشع صورها ، وهذا يذكرني بالفصل العنصري الذي كان سارياً في جنوب افريقيا ، فأثناء عملي البحري حيث عطلت باخرتنا  قبالة سواحل مدينة كيبت تاون التابعة لجنوب افريقيا ، المهم في القصة اننا طاقم الباخرة نزلنا الى المدينة ونحن مجموعة اردنا دخول احد البنوك فلاحظنا اعتراض الشرطي امام الباب على احد بحارتنا واسمه حسين ، حيث كانت بشرته سمراء الى مائلة الى السواد ، فأخذت أجادله بأننا عراقيين وهذا عراقي ، وبعد إصرارنا وأخذ ورد سمح للبحار حسين بالدخول الى البنك الذي لا يسمح للسود بالدخول فيه .
ونقرأ عن حوادث مماثلة في اواخر الأربعينات من القرن الماضي بأن نلسون مانديلا كان يسافر برفقة ثلاثة من اصدقائه الهنود الملونين الذين كان يسمح لهم بالركوب في نفس الترام مع المواطنين البيض على يجلسوا في الدور الأعلى من القسم الخلفي للترام ، اما المواطنين السود فكان لهم ترام مستقل لهم يتوقف تشغيله ليلاً . لقد حاول جابي التذاكر ان يطردهم من الترام مخاطباً العمال الملونين الهنود  : القانون لا يسمح لكم باصطحاب شخص زنجي حيث لا يمكن لأي شخص ان يفعل ذلك سوى المواطنين البيض فقط .
طبعاً هذه تصرفات مشينة قد مضى زمنها ، ولكن يبدو ان الفصل العنصري الديني هو اشد قسوة وظلماً من الفصل العنصري على اساس بشرة الوجه ، والعجيب كل العالم كان يستنكر تلك التفرقة العنصرية ولا احد يستنكر ويشجب الفصل العنصري الديني الذي نعاني منه .
بقي ان نقول ما يخص موضوعنا إن فرهود الأمس كان جلياً واضحاً من يقوم به من العامة المسلحين بالسلاح الأبيض ، وإن من يقوم بفرهود اليوم هم نفس العامة لكنهم يحملون الأسلحة المتطورة الحديثة ، ويقومون بتلك الأفعال تحت برقع داعش ، ولو كشفنا عن هذا البرقع سيظهرون العامة أنفسهم فداعش ليسوا مقطوعين من شجرة وليسوا تنظيم منبوذ إنما هو تنظيم مرحب به في بيئة الموصل المجتمعية ، وإن البيوت التي صودرت من المسيحيين ستكون من الغنائم لأهل الموصل من الدواعش .
نعم المسيحيون بحاجة الى حماية دولية وإلا سيكون مصيرهم في حكم المنتهي ما دامت عقلية الفرهود ( الغنائم ) هي السائدة في هذا المجتمع .
ودمتم بخير
د. حبيب تومي / اوسلو في 28 / 07 / 2014








147
الأخوة الأفاضل في إدارة موقع عنكاوا المحترمون 
تحية ومحبة 
لا ادري ما هو السبب في إزالة مقالي من الصفحة الرئيسية ، علماً إن المقالات التي بعده في الترتيب لا زالت ظاهرة على الصفحة الرئيسية ، فلماذا غيبتم مقالي ؟ حبذا لو اعرف السبب ؟
تحياتي 
حبيب 

148
الأخ ادي بيث بنيامين المحترم 
لا يوجد على ارض الواقع  دلائل لما ورد في تلك الفضائية ، إنهم يسيرون حسب البرنامج المرسوم ، ولا يوجد قوة فاعلة تصدهم .
دمت بخير 
تحياتي 
حبيب 

149
مرحبا ميوقرا عزيزا خوشابا سولاقا
تحية ومحبة
ما يؤسف له ان تلجأ هذه المجاميع المسلحة لمحاربة الناس المسالمين ، والذين لا ناقة لهم  ولا جمل في الصراع الدائر ، إن ما يُنشر من الأخبار وما يتعرض له هؤلاء الأبرياء ، لا يمكن ان يتصوره المرء ، كيف يجيز الأنسان لنفسه وهو في كامل لياقته البدنية وعدته العسكرية ، كيف يعطي لنفسه الحق ، فالأعتداء على انسان ضعيف  مسالم ، خاصة إذا كان المقابل امرأة او رجل كبير في السن او صاحب عائلة يعيل اطفالاً ، إنه عصر التخلي عن مبادئ المروءة والكرامة والرجولة ، ولا ندري الى اين تصل الأمور  .
املنا ان تمر هذه العاصفة بخير
شكراً على مرورك اخي خوشابا سولاقا
تحياتي
حبيب

150
نعم اخي عبد الأحد نحن نعيش في غابة ، ووحوش الغابة ارحم من الوحوش البشرية ، وحوش الغابة لا تفترس إلا حينما تشعر بالجوع بينما الوحوش البشرية تفترس عند اختلاف الهوية ، واليوم شعبنا المسيحي يتعرض لهذه الغزوة الظالمة التي لا يقبل بها دين او ضمير .
شكراً لمرورك
تحياتي
حبيب

151
وأخيراً مدينة الموصل بدون مسيحيين في ظل خلافة الدولة الإسلامية
اين الصوت الإسلامي المعتدل من التفرقة العنصرية بحق المسيحيين في الموصل ؟

بقلم : د. حبيب تومي / اوسلو
habeebtomi@yahoo.no
habeebtomi71@gmail.com
بعد ان نشرت المقال في بعض المواقع تحت عنوان : اين الصوت الإسلامي المعتدل من التفرقة العنصرية بحق المسيحيين في الموصل ؟ فقد استجدت ظروف اخرى بين ليلة وضحاها ، إذ ورد خبر في CNN  يقول :
المهلة تنتهي السبت .."داعش" تخيّر مسيحيي الموصل بين الإسلام أو الجزية أو القتل وورد في الخبر :
 ( بغداد، العراق (CNN)-- أصدر المسلحون المتشددون الذين يسيطرون على مناطق واسعة في العراق وسوريا، تهديداً للمسيحيين العراقيين في مدينة الموصل، فإما أن يدخلوا في الإسلام، أو أن يدفعوا الجزية وفق أحكام الشريعة ، أو يواجهون الموت بحد السيف .




   الرسالة موجهة من الدولة الإسلامية في العراق والشام، المعروفة باسم "داعش"، وتم توزيعها على قيادات الأقلية المسيحية ، التي بدأت بالتناقص في الأيام الأخيرة.
 وتقول الرسالة بأن زعيم الدولة الإسلامية "الخليفة" أبو بكر البغدادي، وافق على السماح للذين لا يريدون الدخول في الإسلام ، أو دفع الجزية، بأن يخرجوا من المدينة بأنفسهم فقط ، خارج دولة الخلافة،  وذلك بحلول ظهر يوم السبت،  وبعدها بحسب التحذير الوارد في الرسالة فإن "السيف هو الخيار الواحيد.") .
حسب الرابط : http://arabic.cnn.com/middleeast/2014/07/18/isis-mawsil-christians-mesaage
هكذا يكون مصير اهل المدينة الأصليين يوضعون امام خيارات عسيرة ونحن في القرن الواحد والعشرين ، ويكون مصيرهم الهجرة وترك بيوتهم العامرة بعد ان كدحوا وعملوا طول العمر بعرق جبينهم جاءت الدولة الإسلامية لتصدرها بجرة قلم والسبب انهم مسيحيون ، وقرأنا ان خمس عوائل مسيحية بعد خروجهم من مدينة الموصل متجهين نحو اربيل ، خرج مجاهدو الدولة الإسلامية في العراق في نقطة سيطرة الشلالات عليهم وصادرت مبالغهم المالية مع مقتنياتهم الذهبية وأجهزة الموبايل التي بحوزتهم وحسب الرابط :
http://www.ankawa.com/index.php?option=com_jfusion&Itemid=139&jfile=index.php&topic=745887.0
افادت مصادر موقع عنكاوا كوم  في الموصل بأن مسلحو الدولة الاسلامية في العراق و الشام – داعش قاموا بسلب خمس عوائل مسيحية و هي في طريقها الى اربيل.
واضافت المصادر بأنه تم سلب ثلاث عوائل منهم  مساء امس الخميس عند سيطرة الشلالات وهم في طريقهم الى اربيل و عائلتين  اخريتين صباح اليوم الجمعة وفي نفس المنطقة.
وقالت المصادر بان عناصر داعش قامت بمصادرة المبالغ المالية التي بحوزة العوائل و مقتنياتهم الذهبية و اجهزة الموبايلات.
وهكذا اعتُبرت اموال هؤلاء الفقراء بأنها غنائم حرب ينبغي مصادرتها .
والآن اعود الى المقال الأصلي الذي كتبته :
في العراق اختلط الحابل بالنابل على خلفية الصراع الطائفي وانقسم العراق جغرافياً وسياسياً وعسكرياً وقومياً ومذهبياً ، وليس هناك خلاف ونقاش وحوار هادئ ومنطقي بين المناطق الشيعية والسنية ، بل هنالك حوار بلغة قعقعة السلاح بمختلف انواعه من طائرات مقاتلة ومن طائرات الهيلوكبتر وقوات المحمولة جواً ومن مضادات الطائرات ومن دبابات ومدرعات وصواريخ ومدافع هاون وجميع انواع الأسلحة الخفيفة والثقيلة ، هذا هو الوضع بكثير من مدن العراق المقسم ، والذي يفترض انه دولة واحدة تعيش فيها المكونات الدينية والعرقية والمذهبية العراقية من : عرب وأكراد وتركمان وكلدان وسريان وأرمن وآشوريين وشبك وأيزيدية وكاكائيين ومندائيين وسنة وشيعة وغيرهم على اساس ان هذه مكونات متآخية تحمل الهوية العراقية ، وفي الحقيقة هي مكونات متآخية لولا الصراع الدموي بين السنة والشيعة ، ونحن نذهب ضحية هذا الصراع الذي لا ناقة لنا فيه ولا جمل .
في الموصل بتاريخ 10 حزيران الماضي دخلت قوات الدولة الإسلامية في العراق والشام ( داعش ) واحتلت المدينة بزمن قياسي ،  وبعد ذلك تبدل اسم داعش الى دولة الخلافة الإسلامية ، ونحن المسيحيون ليس امامنا سوى الترحيب بهذه الدولة ، لأن الجيش العراقي بجبروته تقهقر امام هذه القوات ، وأهالي الموصل رحبوا بهم ، فنحن نرحب بهم ايضاً على ان يكونوا عادلين في حكمهم وان يعاملوا جميع العراقيين بمساواة وعدالة وليس بتفرقة دينية عنصرية .
ان ما قامت به هذه القوة انصب في قالب الأنتقام من المكون الشيعي في المنطقة مما حدا بهذا المكون العراقي بهجر بيوتهم واللجوء الى الأماكن الآمنة ، وهذا ينطبق كثيراً على اتباع الأديان غير المسلمة كالمسيحيين والأزيدية والشبك ، وما يخص هذا المقال ، فإن العوائل المسيحية القليلة المتبقية في الموصل رغم ابتعادها عن الصراع الدائر بين السنة والشيعة ، ورغم دعوتهم المستمرة الى الإخاء والمحبة ، إلا ان نصيبهم لم يكن قليلاً من عمليات الخطف واالتهجير والفصل العنصري ، ومنذ دخول قوات داعش الى الموصل زادت معاناتهم واحوالهم سوءاً ، فهذه القوات تفرض الشريعة الإسلامية على المسلمين وعلى غير المسلمين ، وليس هذا فحسب ، فقد تعرضت راهبتان مع 3 ايتام الى عملية خطف واطلق سراحهم بعد 17 يوم ، ويمكن ان نحسب عملية إطلاق سراحهم بسلام على انها نقطة ايجابية تغطي على عملية الأختطاف .
وليس هذا فحسب فكانت هناك عمليات الفصل العنصري الديني في كثير من المواقف ، ففي إجراء حرمت داعش على ابناء شعبنا العمل  في الملاكات الصحية والطبية في الموصل فقد ورد خبر من الموصل مفاده :
»إن تنظيم الدولة الاسلامية – داعش قد امر ادارات المؤسسات الصحية في مدينة الموصل بأيقاف عمل المئات من المسيحيين ممن يعملون كأطباء وممرضين .
واضافت المصادر بان العديد من الموظفين في الملاكات الطبية و الصحية تلقوا توجيهات شفوية من مدراء المستشفيات والمراكزالصحية في المدينة بعدم الدوام والى إشعار اخر.
وتأتي هذه الاجراءات ضمن سلسلة من المضايقات على ابناء شعبنا في الموصل بعد استيلاء داعش على المدينة.
حسب الرابط ادناه   :                                                                                 
http://www.ankawa.com/index.php/ankawaforum/index.php?topic=745377.0
كما كان ثمة اجراء آخر يدل على التفرقة العنصرية بسبب الهوية الدينية مفاده ان الجوامع توفر اسطوانات الغاز لأهالي الموصل وتستثنى من ذلك المسيحيين ، علماً ان الكنائس حينما توزع المساعدات وتكون مخصصة للعوائل المسيحية فتمنح قسم منها للعوائل المسلمة المتعففة دون تفرقة .
اكثر من ذلك فتفيد الأنباء ان عناصر الدولة الأسلامية ابلغوا وكلاء الحصة التموينية بقطع مفردات الحصة التموينية عن العوائل المسيحية والشيعية .
هذا بالإضافة الى الإستيلاء على مقر المطرانية والأستيلاء على بيوت عائدة لمواطنين مسيحيين ، وغيرها من المعاملات المنافية لأبسط حقوق الأنسان والمواطنة ولعل اكثرها ايلاماً تلك التفرقة العنصرية التي يشيرون الى بيت المسيحي بحرف (ن ) اي نصراني والى عبارة تقول (عقارات الدولة الإسلامية ) فقد اكد عدد من مسيحيي الموصل الساكنين
 في منطقة حي العربي شمال شرقي مدينة الموصل ان عناصر ما يسمى بتنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام داعش  قاموا بوضع عبارة (عقارات الدولة الاسلامية ) على منازلهم مع حرف (ن) في اشارة الى ان مالك هذا الدار هو (نصراني ) أي مسيحي واضاف عدد من ابناء شعبنا ان هذا الاجراء يعزز اجراءات عناصر داعش في الأستلاء
 على منازل المسيحيين ومحاولة طردهم منها مع عدم تمكنهم من التصرف بها من خلال بيعها للاخرين.

 كما اكد اخرون انهم رغم اشغالهم تلك الدور فان عناصر داعش قامت بوضع علامة دائرة وفي داخلها حرف (ن) .. كما تم تزويدهم باستمارة معلومات تتضمن استفسارات عن عدد افراد الاسرة واعمارهم.. وحسب الرابط
بط : http://www.ankawa.com/index.php?option=com_jfusion&Itemid=139&jfile=index.php&topic=745701.0
 
 
إن هذه الإجراءات منافية لحقوق الأنسان وهذا يذكرنا بإجراءات المانيا النازية التي اتخذت بحق اليهود في اثناء الحرب العالمية الثانية حيث كان يفرض على اليهود في المانيا  وفي الدول التي تحتلها المانيا
تفرض عليهم وضع علامة نجمة داود على ملابسهم الخارجية لتفريقهم عن المواطنين الآخرين كما يظهر في الصورة 

From 19th September, 1941 Jews in Germany and occupied countries were required to wear the Star of David in public as the Nazi racial laws had produced much hardship
لقد درسنا وصادقنا وتعاملنا مع مسلمين بأعمال تجارية وعلاقات صداقة اجتماعية إن كانت علاقت شخصية او عائلية ، وجرت بيننا معاملات تجارية وبيع وشراء بيوت وعقارات مع مسلمين ولم نسمع يوماً ، بأن بيوت المسيحيين هي ملك الدولة او هي حلال للمسلمين ، علماً ان الدولة العراقية في كل مراحلها تشير في المادة الأولى للدستور انها دولة إسلامية .
وهنا يتبادر الى الذهن سؤال : يا ترى من هو المسلم الحقيقي ؟ هل هو المسلم الذي يعالمنا كمواطن وكصديق ولا يطمع ولا يستولي على املاكنا واموالنا ؟ ام المسلم الذي يستولي ويغتصب اموالنا وبيوتنا وحلالنا ؟
في الموصل وفي المدن العراقية هناك مسلمون معتدلون ، يعاملون غيرهم من اتباع الأديان الأخرى غير الأسلامية يعاملونهم كبشر مثلهم ، والمسلمون يجب ان يكونوا كبقية البشر ليسوا افضل من الآخرين ولا الآخرين افضل منهم ، الناس سواسية كأسنان المشط .
الا ينبغي بهذه الحالة ان يرفع المسلمون المعتدلون من السنة والشيعة ، أن يرفعوا اصواتهم لمناصرة المظلومين من الأديان الأخرى ؟ إن لم يكن بالتظاهر والأحتجاج فعلى الأقل بأساليب اخرى ، فمتى نقرأ مقالة لكاتب ؟ ومتى نسمع خطبة من رجل دين مسلم يرفع صوته ضد الظلم بحق الأقليات الدينية في الوطن العراقي وفي بقية الدول الأسلامية ؟ إننا لم نلمس شئ من هذا القبيل من المسلمين المعتدلين لحد الساعة .
المسلمون يهربون من الظلم في اوطانهم ويلجأون الى الدول الغربية المسيحية وهناكك يزاولون حريتهم بحرية افضل ويأخذون حقوقهم افضل من اواطنهم ، بينما ابن الوطن المسيحي او غيره من اتباع الأديان الأخرى يلاقي معاملة بعيدة التعامل الإنساني من الإنسان المسلم وهو ابن الوطن قبل المسلم وليس لاجئاً .
اليوم مدينة الموصل تعيش حالة فصل عنصري كامل ، فأين المفر ، اين يهرب الإنسان من ظلم اخيه الأنسان ؟ إن الحقد الديني والكراهية يؤديان الى ظلم البشر للبشر وهو يؤدي الى المزيد من الحقد ، حقد الإنسان ضد اخيه الأنسان ، وانا لا اتكلم فقد بين المسلم والمسيحي او الإيزيدي او المندائي بل حتى بين المسلم والمسلم كما هو الحال اليوم بين السنة والشيعة ، وعلى المسلمين المعتدلين ان يكون لهم كلمة وصوت في هذه المأساة التي يتعرض لها العراق اليوم .
د. حبيب تومي اوسلو في 19 / 07 / 2014

152
توفيق البطل ، توفيق الإنسان ، توفيق المحبوب
اجل إن توفيق يحمل تواصيف النبل والشجاعة والكرامة والصداقة .. حاولت ان ان اكذب عيني حينما لمحت صورة الصديق توفيق في مقال الأخ اكرم نوري حكيم الموسوم : توفيق البطل رحل مبكراً ، وقلت في نفسي ان توفيق بصحة جيدة وانا اعرفه بالملابس الأعتيادية ، ولم اره قط مرتدياً الزي الشعبي في عنكاوا ، فاستحسنت فكرة تكذيب عيني ، خاصة وان الأخ الكاتب لم يكتب تفاصيل عن عائلة المرحوم توفيق ، الصدف ان تلفوني عاطل ولا يمكن الأتصال بعنكاوا ، وبعد تصليحه اتصلت بصديقي وعديلي غانم في عنكاوا ، وكان هو حلقة وصل للتعرف بالأنسان الطيب توفيق حكيم الذي كنا نلتقي معه في مقر الحزب الشيوعي في عنكاوا .
المهم بعد الأتصال الهاتفي عرفت ان المتوفي هو توفيق حكيم ومن تأثير الرابطة الأنسانية وقدسية الصداقة انحدرت الدموع الساخنة من مقلتيّ دون ان استطيع ان احبس الدموع ، وهكذا رحل البطل الأنسان النزيه المحب للصداقة توفيق ، لقد تعرفت على توفيق لفترة قصيرة ، وكأنما اعرفه طول عمري . هذا هو الأنسان المناضل الذي رحل من بيننا بفعل المرض الذي لم يمهله طويلاً ، وهذا هو مصير الأنسان في بلوغ النهاية بطريقة من الطرق .
نتضرع الى الرب يسوع ان يتغمده بوافر رحمته ويسكنه فسيح ملكوته السماوي بين الشهداء والقديسين  ، وأن يلهم عائلته ومحبيه نعمة الصبر والسلون .
ارجو قبول مواساتنا وتعازينا القلبية لأهله وعائلته الكريمة .
د. حبيب تومي / اوسلو

153
الأستاذ بدري نوئيل يوسف المحترم
تحية ومحبة
شكراً على مواصلة النقاش حول الموضوع وأيراد المصادر التي اشارت الى المكونات في السليمانية يومئذ ، ويستشفى من ايراد الأرقام المتطابقة تقريباً ان جميعها مستقاة من مصدر واحد وهو رحلة المستر رج المقيم البريطاني والذي قام بهذه الرحلة ، وكانت الرحلة في زمن داود باشا ، والمنشئ البغدادي هو ايراني سمى نفسه محمد بن احمد الحسيني المنشئ البغدادي من موظفي المقيمية البريطانية ببغداد ، وعرف بالسيد محمد أغا الفارسي ، وهو كان مرافقاً لكلاديوس جيمس رج ، فيبدو ان مصادر كثيرة حديثة بعد رحلة رج استندت على ما جاء في رحلته ، والمنشئ البغدادي كتب ارقامه بشكل مستقل فيقول : من تبه رش الى السليمانية ثلاثة فراسخ . والسليمانية بلدة فيها نحو 6 آلاف بيت ، كلهم كرد شافعية المذهب ، وفيهم نحو ثلثمائة بيت لليهود وخمسون بيتاً للنصارى الكلدان ، والكتاب هذا كان باللغة الفارسية قام بتعريبه عباس العزاوي المحامي .
 ولدي مصدر آخر يتكلم عن السليمانية وهو كتاب رحلة متنكر الى بلاد ما بين النهرين وكردستان تأليف شون والسفرة كانت سنة 1909 ، ولكن الشئ المؤسف ان الكاتب حينما يتكلم عن السليمانية ص209 فقد سقطت الأوراق التي وراءها .
ومصدر آخر هو الدكتور شاكر خصباك في دراسته الجغرافية الأثنوغرافية عن الأكراد إذ يذكر الكلدان في هذه المنطقة لكنه لا يتطرق الى التفاصيل . ويبقى الموضوع هكذا الى ان يسعفنا احد القراء بما لديه من معلومات جديدة حول الموضوع
تحياتي
حبيب

154
الأب الفاضل نويل فرمان السناطي المحترم
تحية ومحبة
اجل كانت مبادرة والتفاتة كريمة من غبطة البطريرك مار لويس ساكو الجزيل الأحترام بطرح فكرة الرابطة الكلدانية ومهما كانت الصيغة التي طرحها فهي معرضة للتحليل والنقاش ، وكل بداية تحتاج الى المزيد من الأفكار والآراء والصدق والصراحة ، ومن الطبيعي ان تتفاوت وتختلف الآراء وهذه حالة صحية مطلوبة ليكتمل البناء على اسس رصينة من الدراسة والتمحيص .
سبق لي ان طرحت رأيي في موضوع الرابطة الكلدانية وذلك في شهر آذار المنصرم وكان ذلك من خلال مقال حمل عنوان : الرابطة الكلدانية خطوة مباركة في الأتجاه الصحيح .. كيف ؟ ولماذا ؟
وكان محل استغربي حينما عكف موقع البطريركية (سانت ادي ) على أهمال الموضوع وعدم نشره وقتئذِ ولحد الآن اجهل السبب .
 والمقال منشور ادناه .
دمت بخير ومحبة ابونا نويل فرمان السناطي المحترم
تحياتي
حبيب
ــــــــــــــــــــــــ
الرابطة الكلدانية خطوة مباركة في الأتجاه الصحيح .. كيف ؟ ولماذا ؟
بقلم : د. حبيب تومي / اوسلو
habeebtomi@yahoo.no
كل ولادة يعتريها المعاناة والمخاض ، وإن كان اليوم باستطاعة العلم التكهن بجنس الوليد ذكر ام انثى ، لكنه لا يستطيع التنبؤ بمستقبل هذا الوليد هل يكون صالحاً ام شريراً، عالماً ام غبياً ..الخ هكذا كل وليد يراد به غايات نبيلة ، وفي عالم الأجتماع والسياسية والأقتصاد والفن .. يراد بالكيان الوليد غايات مجتمعية او سياسية ، وفي موضوعنا الرابطة الكلدانية تعتبر غاية وهدف يراد به خدمة المجتمع في سياقات ومجالات معينة ، لا سيما وإن مبادرة التأسيس نابعة من البطريركية الكلدانية المعنية بمصير الشعب الكلداني في العراق والعالم .
إن العاصفة الهوجاء التي عصفت بالعراق ، طال الشعب الكلداني قدر كبير منها ، فكانت هجرتهم وتشتتهم في ارجاء المعمورة ، وكانت هذه الهجرة التي شملت نسبة كبيرة من المسيحيين  ، لاسيما بعد سقوط النظام عام 2003 كانت بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير ، حيث دقت نواقيس الخطر ، واعلن عن انباء ان العراق في طريقه الى التخلص من مسيحييه ، واعلنت نسبة مخيفة عن هذه الهجرة وعن عدد العوائل التي تهاجر يومياً ، وكان البطريرك الكلداني اكثرهم خوفاً وتوجساً من هذا الخطر المحيق بشعبه ، وفي الآونة الأخيرة عقدت ندوة في بغداد عن تحديات الهجرة ، وقال فيها غبطة البطريرك مار لويس روفائيل ساكو الكلي الطوبى : ترك البلاد بمثابة بيع الهوية وخيانة للوطن .. وأضاف :
وأعتبر البطريرك ساكو ظاهرة ترك المسيحيين لبلدهم والهجرة نحو المجهول "بألاستئصال عن الجذور والتقاليد الموروثة من حضارة بلاد الرافدين وشكل من أشكال الموت لمن يجهل طبيعة المجتمعات والعقلية الغربية ويجد صعوبة في التأقلم مع اللغة والاعراف المختلفة عن ثقافتنا ولغتنا ومبادئنا". ولكن مع ذلك يضيف غبطته :
رغم أن مستقبل المسيحية والكنيسة الكلدانية يكمن في العراق حيث اللغة والتراث والطقس وليس في بلاد الانتشار ، أكد البطريرك ساكو أن حضورنا لا يخضع للعدد سواء كنا أقلية أو أكثرية  بقدر ما هو مرهون بالتزامنا المعطاء وتأثيرنا في المجتمع العراقي.
وكلمته حسب الرابط :
http://splashurl.com/l287qdf
ومهما كان فإنه لا بد من مراعاة الأمر الواقع ، فإن المسيحيين بشكل عام والكلدان بشكل خاص اليوم نلقاهم منتشرين في بلدان المهجر ، والأسباب متعددة ولكن النتيجة واحدة ، ، ولهذا ينبغي ايجاد آصرة تربط هذا المكون وتجعله قوماً واحداً إن كان في وطنه او في حله وترحاله ، وهذه الآصرة هي القومية التي تربط هذا المكون وتمنعه من التشتت ونسيان الهوية . إن فكرة تأسيس الرابطة الكلدانية تعتبر حلقة مهمة في تلك السلسة التي تشكل مقومات القوم الواحد . ومن قراءة اوليات تأسيس الرابطة الكلدانية نقرأ ان :
حشد طاقات الكلدان في الداخل والخارج وتعزيز العلاقات داخل البيت الكلداني.
كما نقرأ
الرابطة ليست جبهة منغلقة ضد أحد، بل منفتحة على الكل.  هدفها  مدني وانساني ومسيحي وكلداني،  تسعى لخدمة الكلدان والمسيحيين والدفاع عنهم بأسلوب حضاري هادئ  وتمد  الجسور بين العراقيين في سبيل عيش مشترك متناغم  وتسعى لنشر تراثنا المشرقي وتأوينه وتفعيله .
كما ورد ان :
الرابطة عالمية لا تقتصر على بلد معين أو جماعة محددة، لكنها تتشكل أساسًا من النخبة الفكرية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية .
وورد ايضاً :
العمل على الحفاظ والدفاع عن حقوق الكلدان والمسيحيين الاجتماعية والثقافية والسياسية وتشكيل قوة ضغط لاستمرار وجودهم في البلد الأم بطريقة متساوية راجع الرابط :
http://splashurl.com/klhhzwv
والرابط :
http://splashurl.com/mo4ynyh
إن هذه المعطيات وغيرها تعطينا الخطوط العريضة لعمل هذه المنظمة المهمة . وكما يقال ان تصل متأخراً خير من ان لا تصل ابداً ، فهذه المنظمة كان يجب ان يسبق تأسيسها هذا الوقت . واليوم كانت المبادرة من اعلى المصادر ، وإن تأسيس مثل هذه المنظمة يعتبر وضع حجر الزاوية في بناء البيت الكلداني . وهذه المنظمة ليست من باب الترف ، إنما هي ضرورة موضوعية خلقتها الظروف التي تحيط بشعبنا الكلداني وببقية مسيحيي العراق بشكل عام .
إذا اهملنا التعاريف الكلاسيكية لمفهوم القومية ، من اقتصاد مشترك وجغرافية مشتركة ، ولغة مشتركة الى آخره من المشتركات ، ونحاول التقرب من المصالح والمصير المشترك سوف نجد تفسير مفهوم لمعنى القومية ومعطيات نموها ، وسوف نشير الى واقع عشناه في القوش ، إذ كان هنالك بين الأهالي خلافات واختلافات في الحياة اليومية لأهل القوش ، ولكن حينما يصدر نداء النجدة ( هاوار ) كأن يجري الأستيلاء على قطيع غنم او ابقار القوش ، فيهب الجميع ، ليس اصحاب الغنم او اصحاب البقر فحسب ، بل جميع الرجال يلجأون لحمل السلاح  ، وتذوب كل الخلافات القديمة في بودقة مصلحة البلدة ومصيرها .
 هذه هي المشاعر القومية التي تحرك الشعوب ، لدينا تجربة الأكراد حيث ان التقسيم العشائري كان شديداً بينهم ، كما ان الجغرافية الجبيلة قد ساهمت بهذا التقسيم ، ولكن حينما وجدت هذه العشائر ان شعوب المنطقة قد كونت دولها بعد تفكك الأمبراطورية العثمانية مثل العرب والأرمن واليونان والأتراك ، فدأبت المشاعر القومية تدب بين مواطنها لتعلن وتكافح من اجل تحقيق اهدافها القومية العابرة للروابط القبلية والمناطقية وغيرها ، هذا ما لمسناه ايضاً في القبائل الآثورية ايضاً التي كانت متمركزة في جبال حكاري ، حيث بقيت هذه العشائر محافظة على ولاءاتها العشائرية ، مع رابطة دينية مبنية على المقدس بولاء كبير للرئيس الديني ، والذي كان بمثابة الرئيس الدينيوي ايضاً ، لكن بقي الرابط القومي غامضاً ومتخفياً لحين تعرض تلك القبائل ( مجتمعة ) الى هجمة استهدفت مصيرهم ( جميعاً ) فكانت ولادة الشعور القومي الأثوري  ومن ثم تطور الى آشوري بعد الحرب العالمية الأولى ولحد اليوم .
الشعب الكلداني تعرض في وطنه الى هجمة إرهابية استهدفت وجوده ومصيره في وطنه ، كما تعرض الى حملة اخرى استهدفت الى إلغاء اسمه القومي التاريخي الكلداني في وطنه العراقي . هنا اود ان اشير الى تاريخ قريب ينبغي الأستفادة منه ، فغايتنا من قراءة التاريخ هي للاستفادة من تجاربه ، وإلا ما فائدة قراءة وقائع واحداث قد مرت وطواها الزمن ؟
وهنا اشير الى تجربة الأتحاد السوفياتي السابق التي عايشنا ظروفها عن كثب ، لقد كان الأتحاد السوفياتي السابق قد وحدته الآيديولوجيا ، ورغم نظام الجمهوريات وكيانات الحكم الذاتي ، فإن الأتحاد السوفياتي السابق كان يرتكز على حكم مركزي ، وبقيت مسألة المشاعر القومية كامنة كالجمر تحت الرماد ، وحينما تراخت القبضة المركزية الصارمة بعد 75 سنة من الحكم  انبعثت تلك الجمهوريات المستقلة المبنية على معطيات قومية بالدرجة الأولى . وهذه تجربة يمكن الأستفادة منها بأنه لا يمكن دفن المشاعر القومية لدى الشعب الكلداني مهما كانت المزاعم والمبررات ، إن كان بعضها يدعي بأننا شعب ضعيف منقرض ، وإن الوحدة بيننا تقضي بعدم الدعوة لتنمية المشاعر القومية الكلدانية كل هذه المزاعم ليس لها اساس من الصحة لأنها تصب في خانة الفكر الإقصائي لمكون عراقي كلداني اصيل .
إن المنطلقات القومية لا تعني العمل القومي فحسب بل ان التمسك بالأسم القومي وباللغة القومية ، وبالأناشيد والأغاني والموسيقى والغذاء والأزياء القومية والتقاليد والعادات والأوابد والأعياد والأهازيج والقصص والحكايات والفولكلور .. كل هذه عناصر مهمة لبقاء القومية .
اليوم يبادر البطريرك الكلداني الموقر مار لويس روفائيل ساكو على طرح مقترحه لتأسيس رابطة كلدانية ، إنها حقاً لبنة مباركة في عمارة المصير والوجود الكلداني . برأيي المتواضع ان منظمات المجتمع المدني لها دور كبير في رفد الفكر والثقافة والفن ، إضافة الى كونها مراصد لمراقبة الإداء الحكومي ، وإبراز مكامن الخطأ لمعالجتها ووضع الحلول الصائبة لحلها ، هنالك من يقف بالضد من هذه المنظمات باعتبارها لا تؤدي المهمات الملقاة على عاتقها ، وعلى سبيل المثال لا الحصر ، ثمة من يرى ان هذه المنظمات تحمل الأسم الكلداني فحسب ، وكمثل غير حصري جمعية الثقافة الكلدانية ، التي ليس بمقدورها تجسيد الأسم الذي تحمله في نشاطاتها ، وهنا يأتي دور التمويل ، فإن من يمول ويدعم هذه الجمعية وغيرها ، يعمل على سحب الجمعية نحو خطابه السياسي والثقافي .
اريد هنا ان اكون صريحاُ فنحن الناشطون في العمل القومي الكلداني ، نتحمل جزء من المسؤولية ففرع هذه الجمعية في القوش او عنكاوا ، لم تمنع يوماً نشاط كلداني ، فالتقصير من جانبنا ايضاً ، ولهذا نشاط كل منظمة متوقف على نشاط اعضائها ومؤازريها وأصدقائها ، ونشاطها وحراكها من نشاطهم وحراكهم .
في الحقيقة ان العمل السياسي والقومي والأجتماعي كل ذلك يتطلب قدر كبير من التضحية والتفاني ، وانطلاقنا يكون بأيماننا بقضية شعبنا العادلة ، وهذه المسؤولية جسيمة يتحملها السياسي والناشط في المجال القومي والفنان ورجل الدين والمرأة والعامل والفلاح والطالب ، وكل فرد مثقف واعي من هذا الشعب ، فالمسألة هنا تتعلق بمجمل العمل الجماعي والتنسيق بين الجميع وبرأيي الشخصي ان الرابطة الكلدانية ستشكل القاسم المشترك الذي يمكنه التنسيق بين كل تلك الجهات لوضع قضية الشعب الكلداني وقضية المسيحيين عموماً في المحافل الوطنية والأقلمية والدولية ، ويبرزونها كقضية عادلة في وسائل الأعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة .
وفق الله كل الخيرين لغرس هذه الشتلة المباركة ( الرابطة الكلدانية ) ورعايتها لتنمو وتزدهر لما هو خير بيتنا الكلداني وعموم المسيحيين والوطن العراقي برمته .
د. حبيب تومي / اوسلو في 02 / 03 / 2014

155
الأستاذ بدري نوئيل يوسف المحترم
تحية ومحبة
قرأت المقال بشغف حيث ان المقال عبارة عن قصة واقعية فيها سرد تاريخي جميل مع وصف جميل لعادات اجتماعية في طريقة الزواج ، ولا شك ان عائلة العلكة الكلدانية مشهورة بمواقفها الوطنية والإنسانية ، واليوم نطلع على صهر العائلة وهو المرحوم فتوحي ومن بعده الدكتور نوري ، إضافة الى العلاقة مع ملا مصطفى البارزاني في فترة نفيه الى السليمانية ، ويحضرني انني قرات عن قيام البارزاني بالتردد على احدى الصيدليات المملوكة لأحد اصدقائه من الأرمن . اما عن المكونات في السليمانية فقد كتب المنشئ البغدادي في رحلته التي كانت سنة 1820 الذي كان برفقة كلاديوس جيمس رج Cloudius james Rich فيكتب :
.. والسليمانية بلدة فيها نحو ستة آلاف بيت ، كلهم كرد شافعية المذهب وفيهم نحو ثلاثمائة بيت لليهود وخمسون بيتاً للنصارى الكلدان ص59
مرة اخرى شكراً على الموضوع الشيق الذي يسلط الأضواء على عائلة كلدانية عريقة ونأمل ان نقرا لك المزيد .
ودمت بخير
حبيب

156
المنبر الحر / رد: زوعا تطور نوعي
« في: 14:30 12/07/2014  »
لا ادري ما هي المناسبة لإرجاع هذا الموضوع الى الصفحة الرئيسية لموقع عنكاوا ؟
تحياتي 
حبيب

157
العقلانية في احترام بغداد لإرادة الشعب الكوردستاني بعد الأستفتاء الشعبي
بقلم : د. حبيب تومي / اوسلو
habeebtomi@yahoo.no
habeebtomi71@gmail.com
قبل ايام طرح الرئيس مسعود البارزاني دعوة للاستعداد لإجراء استفتاء على حق تقرير المصير ، ففي خطاب له في البرلمان الكوردستاني قال :
إن كوردستان لا تتحمل مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع بأي شكل من الأشكال، وان المتسببين هم من يجب أن يتحملوا المسؤولية، وانه اليوم أتيحت فرصة سانحة للشعب الكوردستاني ليقرر مصيره بنفسه، وهذا حق دستوري ويكفله الدستور العراقي حيث جاء فيه إن الالتزام بهذا الدستور يضمن وحدة العراق.
وقد طالب الرئيس بارزاني خلال كلمته الإسراع في المصادقة على مشروع قانون المفوضية العامة المستقلة للانتخابات في كوردستان وتشكيل الهيئة وأن يستعد البرلمان الكوردستاني لمستلزمات إجراء الاستفتاء حول تقرير المصير.
راجع الرابط ادناه : ـ
http://www.krg.org/a/d.aspx?s=040000&l=14&a=51814
بعد هذه المقدمة يتعين ان نقول ان الأكراد مثل باقي شعوب المنطقة والعالم لهم حق تقرير المصير ، ولهم حق تكوين دولة او دولهم القومية على امتداد وطنهم التاريخي إن كان في العراق او تركيا او ايران او حتى سورية ، وإن كان العرب يعتقدون بأنهم ضحية اتفاقيات سايكس ـ بيكو المبرمة عام 1916 فإن باقي المكونات يشعرون بهذا التهميش ومنهم الأكراد الذين انقسموا في الكيانات السياسية الناجمة عن تلك الأتفاقيات .
ان الحرب التي اندلعت عام 1914 اطلق عليها الحرب العالمية الأولى لتوسع مساحة الحرب ولكثرة عدد الدول المتورطة فيها حيث بلغ عدد الدول المشاركة في الحرب من مختلف القارات 30 دولة صغيرة وكبيرة ، وكان من نتائجها سقوط امم وقيام امم  ،فمثلاً انهارت الأمبراطورية العثمانية ( الرجل المريض ) ، وظهرت فكرة القومية العربية ذات النزعة الأستقلالية لتحل محل الرابطة الإسلامية في زمن سلاطين الدولة العثمانية ، ومن المعطيات الأخرى اكتشاف النفط في المنطقة ومعرفة اهميته في الثورة الصناعية ، فرسمت ملامح جديدة للمنطقة ، وكان ذلك جلياً في معاهدة سايكس بيكو الآنفة الذكر ، حيث جرى تقسيم المنطقة بمقياس مصالح الدول المنتصرة وفي مقدمتها بريطانيا العظمى وفرنسا .
القوميات الأخرى شعرت بالغبن والتهميش وفي المقدمة الشعب الكوردي ، حيث ضغط ليكون له موطئ قدم بعد الحرب وفي عام 1920 كانت هنالك معاهدة ابرمت في ضاحية سيفر القريبة من باريس عرفت بمعاهدة سيفر ومن بين مواد هذه المعاهدة كانت مواد 62 و63 و64 على حقوق الشعب الكوردي وحقوق الأقليات القومية الأخرى ومنها حقوق شعبنا الكلداني ، حيث ورد في المادة 62 :
تتولى هيئة تتخذ مقرها في استنبول مكونة من ثلاثة اعضاء تعينهم حكومات كل من بريطانيا وفرنسا وأيطاليا للتحضير اثناء الأشهر الستة الأولى التي تعقب تنفيذ هذه الأتفاقية ، لوضع خطة لمنح حكم ذاتي على المناطق التي تسكنها غالبية من الأكراد والتي تقع في شرق الفرات والى جنوب الحدود الأرمنية التي تحدد فيما بعد ... وينبغي ان توفر الخطة ضمانة كاملة لحماية الآشوريين والكلدانيين والجماعات العراقية او او الدينية الأخرى في المنطقة ..الخ .
بعد سقوط النظام في نيسان 2003 استجدت ظروف بجهة التقسيم الطائفي وتردي الأوضاع الأمنية ، ورغم ما خصص لهذا الجانب من مليارات الدولارات من ميزانية الدولة العراقية بهدف إنشاء جيش عراقي وقوات امن تحافظ على كيان العراق خارجياً وداخلياً ، لكن يبدو ان البناء شيد على اسس طائفية ولهذا لم تثمر كل تلك المبالغ في تأسيس مؤسسة عسكرية مهنية مخلصة لمفهوم الوطن العراقي ، وقد شاهدنا كيف انهارت دفاعات الجيش العراقي في الموصل المدينة العراقية الثانية بعد العاصمة ، كيف انهارت وسلمت لقوات داعش دون إطلاق طلقة واحدة .
المهم في الظروف المستجدة بعد سقوط الموصل ومدن اخرى ، طفت على السطح وبشكل جدي مسألة الأستفتاء الشعبي في اقليم كوردستان . الملاحظ ان الأكراد متعلقين جداً بالرابطة القومية الكوردية ، وبنظري فإن حدث استفتاء حول الأستقلال ستكون ثمة نتيجة كاسحة في صالح تقرير المصير ، وإن الأرتهان على اختراق الأكراد وإن تعددت وجهات النظر لديهم ووجود بعض الفروقات في المواقف  بين اربيل والسليمانية ، ففي المسألة المصيرية القومية لا خلاف حولها .
من المؤكد ان القيادة الكوردية لها تصورات واقعية على حجم الصعوبات التي تعتري طريق تأسيس مثل هذا الكيان ، ومن زمن القائد الكوردي المعاصر ملا مصطفى البارزاني كانت المنطقة تسير وفق مصالح وألاعيب الأمم ، فجمهورية مهاباد التي كان البارزاني الأب احد ابطالها سنة 1946 فقد افل نجمها بسرعة بسبب لعبة الأمم يومذاك .
لا شك ان القيادة الكردية تقدر حجم العقبات والمصاعب التي تعتري سبيل اعلان الدولة الكوردية ، فالرغبة الجامحة للشعب الكوردي في الأستقلال ربما لا توازي الصعوبات الناجمة عن هذا الأعلان ، فاليوم كما في الأمس كانت الولايات المتحدة وتركيا وإيران والعراق هي العوامل المؤثرة في المنطقة وفي المسألة الكوردية على وجه الخصوص . ويمكن الإشارة الى بعض العوامل المؤثرة ولاشك ان القيادة الكوردستانية لها تصور لحجم تلك المؤثرات . ويمكن ملاحظة هذه الجوانب المؤثرة بشكل مباشر :
اولاً : ـ
موقف تركيا الرافض بشكل دائم لأي توجهات في إعلان الأستقلال عن الحكومة المركزية في بغداد ، لأن نزعة الأستقلال هذه لو تمت في اقليم كوردستان سوف تشكل حافز لنقل العدوى الى 20 مليون كوردي في الدولة التركية الذين يسعون بشكل دائم لنيل حقوقهم ، وإقامة دولتهم القومية المنشودة كبقية شعوب المنطقة .
ومع ان تركيا شريك اقتصادي كبير والمستفيد الأول من اقليم كوردستان ، ورغم انها ( تركيا) ساعدت في تصدير بعض نفطهم ، لكن مع كل ذلك تعارض الأستقلال لانه يسبب تأجيج مشاعر الأستقلال لدى اكراد تركيا .
ثانياً : ـ
موقف أيران لا يقل اعتراضاً للعملية عن الأتراك ، فأكراد ايران يشكلون القومية الثالثة بعد الفرس والتركمان الأذاريين ، وكان للاكراد تجربة مريرة مع الفرس يوم قمعت جمهورية مهاباد الكوردية وعمرها 11 شهر وذلك سنة 1946 .
ثالثاً :ـ
 انكماش الأقتصاد الكوردستاني في الآونة الأخيرة بسبب التلكؤ في دفع رواتب موظفي الخدمات المدنية بعد توقف بغداد عن صرف المدفوعات الى حكومة الأقليم ، مع صعوبات بيع النفط في الأسواق الدولية بسبب ضغوطات الولايات المتحدة وتهديدات بغداد بمقاضاة اي مشتري يشتري النفط دون تصريح من الحكومة العراقية .
اليوم تعاني كوردستان من ازمة في مخزون البنزين واقتضى ذلك ترشيد الأستهلاك فكان الوقوف لساعات طويلة للتزود بالوقود والسبب الرئيسي يعود الى العجز في تكرير النفط في الداخل للاستخدام المحلي ، وكان يجب الأنتباه لهذه الناحية ، حيث ان الأنتاج الصناعي لا سيما في مجال مشتقات النفط وفي الصناعات البتروكيمائية المهمة ، وهذا الجانب هو اهم من الأهتمام بالبناء العمراني الذي لا يشكل اهمية كبيرة في مسالة الأكتفاء الذاتي .
رابعاً :ـ
 العلاقة مع المركز : ويمكن اختصار هذه العراق بأن اقليم كوردستان هو جزء من العراق الأتحادي ، ولهذا يترتب ان تكون هنالك حقوق وواجبات ، وللأقليم علاقات مع المركز يحددها الدستور ، ولكن في محطات كثيرة اعترى هذه العلاقات توترات ومشاكل ، اليوم ينبغي على الأقليم ان يختار رئيس جمهورية للعراق كوردي وهي حصة الأقليم من المناصب السيادية حيث جرى الأتفاق غير المكتوب ، ان يكون رئيس الوزراء شيعي ورئيس البرلمان سني ورئيس الجمهورية كوردي ، وعليه ان يساهم في العملية العراقية .. الخ
لكن نلاحظ ان العراق ممزق ومقسم تحت شريعة القوة والسلاح ، ها هي خلافة الدولة الإسلامية تدخل بقوة على الخط وتفرض واقعاً ليس من السهل إزالته ، وكوردستان تحت ضغط الشعب الكوردستاني مطلوب لإجراء استفتاء شعبي يقرر مصير اقليم كوردستان . ويبدو ان هذا واقع تفرضه الظروف الموضوعية السائدة . وعليه من الحكمة اللجوء الى الخطوات السلمية ، بحيث تكون عملية الأستفتاء ونتائجها مقبولة من كافة الأطراف لا سيما جانب حكومة العراق الأتحادي .
لقد جرى في كانون الثاني ( يناير ) 2011 استفتاء لشعب جنوب السودان ، بهدف الأنفصال بدولة مستقلة عن السودان ، وكان تصويت الأغلبية لصالح الأنفصال ، وفعلاً جرى في وقتها احتفال كبير بهذه المناسبة بحضور ممثلين عن المؤسسات الدولية والأقليمية والأفريقية ، بالأضافة  الى بان كي مون الأمين العام للامم المتحدة والرئيس السوداني عمر حسن البشير . وفي الحقيقة كان هذا القرار عين العقل ، فمن الأفضل ان يتم الأنفصال عن طريق التفاهم وبالطرق السلمية ، وأن تكون هناك علاقات وثيقة بعد الأنفصال ، فلماذا تسود علاقات المخاصمة والعداوة إن كان هذا قرار وإرادة الشعب الكوردي فينبغي ان تحترم هذه الإرادة ، اما وضع الأسقلال على اسس من العداوة لا شك ان الأستنزاف سيكون سيد الموقف للعراق ولإقليم كوردستان المستقل .
برأيي المتواضع انه يترتب على الحكومة العراقية ان تحل المسألة بندية وعدالة وتراعي رغبة الشعب الكوردستاني ، وان يتم الأستفتاء بموافقتها وتقبل بالنتيجة ، وأن يجري الأستقلال بالطرق الدبلوماسية دون إثارة اي خصومات او مواقف عدائية ، وأن تسود علاقة التعاون والأخوة بين الشعبين إن كان في حالة استقلال الأقليم او في ظل دولة عراقية مستقرة وديمقراطية وموحدة .
د. حبيب تومي / اوسلو في 09 / 07 / 2014

158
الأخ موفق نيسكو المحترم
تحية ومحبة
شكراً على الأجابة المسهبة والشرح الوافي عن كل ما يتعلق بالموضوع ، وبالمناسبة اخي موفق ، قد يكون من المفيد التطرق الى ما في لغة القوش المحكية  في الفاض ( كعبة ، مكة ، بكة )، وكانت متداولة في العقود الماضية وبالضبط الى حد الخمسينات من القرن الماضي .
اولاً مكة ، نستعلمها كقولنا : ( رخشلي مكة مكة دطورا ) او (مكة مكة درأولا ) اي سرت بمحاذاة الجبل او بمحاذاة الوادي ، ولهذا في لغة القوش المحكية ، استخدمت لفظة مكة ، بمعنى محاذاة او موازاة او بجانب .
ثانياً ، استخدم ( مكة) كاسم لمكوك الحائك الذي يعبى بخيوط اللحمة التي تتشابك مع خيوط  السداة في نسيج الملابس الصوفية الرجالية بشكل رئيسي ، ومكة اداة دقيقة الصنع تنساب بين خيوط السداة بسهولة ، وفي بيتنا كان لنا جومة حياكة يعمل عليها والدي .
ثالثاً : لفظة بكة بتسكين الباء وتشديد الكاف ، وسمعت هذه اللفظة تطلق على وجه من اوجه العظم يدعى ( كعبة ) ، والعظم هو محور لمفصل الكعب للشاة ، وفي القوش كان يستخدم زوج من عظم ( الكعب) للعب القمار بين الرجال ايام العيد ، حيث يجري اللعب على شكل حلقة ، والشرح عن اللعبة طويل لا مجال للتطرق اليه ، لكني رأيت ( في اواسط الخمسينات من القرن الماضي ) في باطنايا ، ان هذه اللعبة يمارسها بشكل مختلط بين الرجال والنساء في حلقة واحدة .
المهم ان ( الكعبة ) فيه اربعة وجود يمكن ان يستند عليها ، احد هذه الأوجه يدعى ( جكا : Chekka) وهو محفور قليلاً ، والوجه المقابل له يدعى ( تفّا ) وهو سطح شبه مستوي ، والوجه الثالث هو ( خْرّا ) وهذا الوجه فيه حفرة اعمق من وجه جكا ، وألوجه المقابل له  يدعى ( بْكّة ) وهو وجه محدب ، وللعبة قواعدها يلتزم بها اللاعبون .
دمت بخير اخي موفق نيسكو وكل الأخوة المشاركين في هذا النقاش الجميل
تحياتي
حبيب

159
الأخ آشور بيث شليمون المحترم
لقد ورد في ردك هذه الفقرة :
خدمة هذه الأمة مثل المغفور له يوسف ملك وهو كلداني المذهب .
انا يا اخ آشور حينما كنت في الصف السادس الأبتدائي  درّسنا معلم  الدين، بأن المذاهب الكنسية هي :
 المذهب البروتستانتي
 والمذهب الأرثوذكسي
والمذهب الكاثوليكي
والمذهب الأنكليكاني
والمذهب النسطوري
ولم اسمع او اقرأ عن وجود مذهب كنسي كلداني ، فما قرأت في التاريخ ان الكلدان اسم شعب ، وكان ابونا ابراهيم خرج من اور الكلدانيين ، وإن ذلك قبل مجئ المسيح له المجد ، فأرجو ان تدلني على الكتب التي تشرح المذهب الكلداني الذي تشير اليه لكي استفيد من معلوماتك ودررك وفلسفتك في المذاهب الكنسية .
 يا اخ آشور : لدي سؤال لك ارجو ان تكون صريحاً في الإجابة عليه والسؤال هو  :
على من تحقد اكثر على الأرهابيين ام على الشعب الكلداني والقوميـــــــــــــــة الكلدانيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة  ؟ ارجو ان تكون صريحاً في الإجابة  نحن اخوان لا غريب بيننا .
تحياتي
حبيب

160
تأثرت لقراءة قصة الأخ كانو بنيامين كيوركيس ، فمن ناحية القانون هو القانون ، ولكن في حالات ومواقف كثيرة ، تفرض الحالة الإنسانية نفسها على القانون ، فيصار الى التوجه للحالة الإنسانية رغم معارضتها مع القانون ، وفي حالة الأخ كانو ، ينبغي النظر في قضيته من جانبها الإنساني اكثر من النظر اليها من الجانب القانوني ، خاصة وإن المسألة متعلقة بين الكنيسة وأحد رعاياها  ، فمن المستغرب ان تلجأ الكنيسة الى الأجراءات القانونية للتعامل مع احد ابنائها ، ويبدو من حيثيات الرسالة ان الرجل ( كانو) يعمل ما بوسعه لإعالة اسرته لتحقيق عيش شريف وكريم لأفرادها وفي الحد الأدنى ، وفي هذه الحالة  ينبغي  على الكنيسة ان تراعي وضعية العائلة المعاشية ، وسوف لا تخسر الكنيسة في مساعدة احد ابناءها .
 الطبيعي ان تتفاوت وضعية ابناء الكنيسة ، ففيهم من الميسورين الذين يتبرعون للكنيسة ، وفيهم من المحتاجين على الكنيسة ان تساعدهم  ، ومن هنا يتعين على الكنيسة الا تستقوي بالجهات الرسمية للإقتصاص من احد ابنائها قضت ظروف الحياة ان يكون محتاجاً . هذا الذي نفهمه من روح الأخوة  والتعاون والمحبة المسيحية .
تحياتي
حبيب

161
الأخ موفق نيسكو المحترم
تحية ومحبة
شكراً لهذا الجهد الكبير في التطرق لهذا الموضوع المهم ، وأشير هنا الى نقطة وردت في قسم ( بعض الأدلة الأثرية لانتشار المسيحية في مكة) ، وفي السيرة النبوية لأبن هشام التي اقتنيها ، الناشر : مؤسسة المعارف للطباعة والنشر ـ بيروت ط1 سنة 2004 م ، وجاءت الفقرة :
الله ذو بكة خلقتها يوم خلقت ... الخ
 وفي الطبعة التي اقتنيها هي :
انا الله ذو بكّة ، خلقتها يوم خلقت .. الخ
وبالإضافة الى الكتاب الذي وجد في الركن والذي كانت إشارتك اليه ، وكذلك حجر الكعبة المكتوب عليه العظة ، والتي اشرت اليه ايضاً ، فقد ورد في الطبعة التي اقتنيها ، لأبن هشام ص 101هناك  كتاباً وجد في المقام . قال ابن اسحاق : ـ وحدثت انهم وجدوا في المقام كتاباً فيه : مكة بيت الله الحرام ، يأتيها رزقها من ثلاثة سبل ، لا يحلها أول من اهلها .
دمت بخير اخي موفق نيسكو بخير وبارك الله بجهودك الكبيرة في البحث في المصادر والمصنفات لوضع الحقائق التاريخية امام قارئنا العزيز .
تحياتي
حبيب
ـــــــــــــــــــــــــــ
الأخ اخيقر يوخنا المحترم
تحية ومحبة
قرأت مداخلتك وكانت عبارتك  وهي للمجاملة كما تقول :
 تعود الينا اشوريا نقيا ..
وعلمت الآن ان هناك اشوري نقي وآشوري غير نقي ..
كما كانت عبارتك المغلوطة حينما تقول :
واتذكر ان في مضامين بعض  تلك الكتب ايحاءات بان النسطوريون الاشوريون كان لهم علاقة قوية بالرسول العربي
لماذا تريد ان تلصق الأسم الآشوري بالنساطرة في القرن السابع ، وأنت وانا والكل يعلم ان التسمية الآشورية جرى ترويجها اثناء وبعيد الحرب العالمية الأولى ، وقبل ذلك كان الرائج والمعروف هو النساطرة الكلدان ،                                                                                                                                 
وبالمختصر احيلك الى كتاب رحلة متنكر الى بلاد ما بين النهرين وكوردستان ت : سون سنة 1909 يكتب صفحة 188 :
لقد كان المطارنة الشرقيون طوال امد الخلاف الذي اسفر عنه ( مجمع افسس العام ) المنعقد سنة 431 م يمدون يد العون الى نسطور ، ومن الطبيعي ان يصبح الكلـــــــــــــــــــــدان ، الذين اوفدوهم بعد الأنقسام ، في صفوف النساطرة ، او ان يصبحوا هم النساطرة انفسهم .. الخ
فلا يجوز تزوير التاريخ اخي اخيقر وفق تعليمات او إملاءات حزبية .
تقبل تحياتي
حبيب

162
الأخ عدنان عيسى المحترم
والأخوة المشتركين في الحوار المحترمين
تحية ومحبة للجميع
اخي عدنان ان موضوع الدولة الآشورية وعاصمتها نينوى مؤجل لدى الأحزاب القومية الآشورية ولغلاة الفكر الآشوري الى عام 2050 حيث تأسيس الدولة الآشورية ، وهؤلاء يضعون هذه الخطط من مفكريهم في لبنان وفي كندا وأمريكا وأستراليا .
وما يثير الإستغراب الشديد في هذا الموضوع اخي عدنان نقطتان هما :
الأولى
 لا احد من هؤلاء المتعصبين  يتطرق يوماً الى اراضيهم التي فقدوها في جبال حكاري في تركيا وفي منطقة اورمية في ايران ، بل نسوا او تناسوا ذلك ويريدون مرة واحدة إعادة امجاد الأمبراطورية الآشورية في سهل نينوى .
النقطة الثانية
هي ان الأحزاب الآشورية القومية وغلاة الفكر الآشوري جام غضبهم منصب على المكون الكلداني من ابناء القومية الكلدانيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة الأصيلة ، وهم يريدون إجراء تطهير قومي ضدهم ونفيهم الى بابل والناصرية باعتبار هذه ارض آشور حرام علينا نحن الكلدان ، واغرب من ذلك فهؤلاء يسكتون ويبقون صامتين على كل المكونات في المنطقة كالعرب والأكراد والشبك والأيزيدية وغيرهم ، إن استئسادهم  هو برأس  الشعب الكلداني فقط وأمام غيرهم من المكونات الأخرى حملان وديعين  ، وصدق المثل الألقوشي : ( ككي ليبي ألاّ ليمّي ) .ابي لا يقدر إلا على امي المسكينة .
دمتم جميعاً بخير
حبيب

163
لا لدولة إسلامية هدفها هدم الكنائس وظلم اتباع الديانات الأخرى
بقلم د. حبيب تومي / اوسلو
habeebtomi@yahoo.no
habeebtomi@gmail.com
ونحن نلوج في العشرية الثانية من القون 21 تتعالى الدعاوي والأصوات بضرورة إعادة المجد الإسلامي عن طريق تأسيس دولة إسلامية في العصر الحديث وذلك على غرار الدولة الإسلامية القديمة قبل 1400 عام ، وبدأت المظاهر العملية لهذا التأسيس في الربيع العربي ، الذي ترجم على انه ربيع إسلامي وكاد ان يولد دولة إسلامية في مصر على يد الإخوان المسلمون ، إلا ان انفاسها اخمدت وهي في المهد من قبل الجيش والشعب المصري ، فلم يثمر لحد اليوم اي دولة اسلامية من التي قرأنا عنها في التاريخ .
ومن قراءتنا للتاريخ عرفنا ان الإسلام نشأ على يد نبي الإسلام محمد بن عبدالله بن عبد المطلب من عشيرة قريش ، وكان ذلك في صحراء الجزيرة العربية في المجتمع البدوي الذي كان يمتهن الرعي وطبقة صغيرة منه تزاول التجارة ، ولا يتقن الزراعة او الصناعة ، وفي اواسط القرن السابع الميلادي كان نبي الإسلام محمد قد اثبت حكمه في ارجاء جزيرة العرب ، وكانت الثقافة المنتشرة في جزيرة العرب ، الفقيرة في مياهها ومواردها ، هي ثقافة بدو الصحراء في الغزو بين العرب انفسهم لكسب بعض المغانم البسيطة المتوفرة لديهم يومذاك ، ولكن بعد الإسلام توسعت تلك  الأحلام للاتجاه لأصحاب الحضارات المتقدمة ( الرومان والفرس ) ، فكان بدو الجزيرة غير مصدقين ان يخرجوا من فقرهم الى الأرض المليئة بالكنوز والخيرات الوفيرة .
 لقد كان كسب الأموال والمغانم وسبي النساء هي الدافع الأكبر في الأندفاع العربي الإسلامي  نحو الغزوات وكان الدين غطاءً لهذه المكاسب ، لقد قال نبي الإسلام صلى الله عليه وسلم قولته المشهورة : ( أغزوا تبوك تغنموا بنات الأصفر ونساء الروم ) .
هكذا كان سبي النساء والبنات الروميات الشقراوات والأسلاب من الأسباب  الرئيسية في التوسع الإسلامي ، وهكذا دأبت الدولة الإسلامية على  غزواتها وفتوحاتها ، واستطاعوا في وقت قصير نسبياً من بناء امبراطورية عربية إسلامية لتغطي نصف العالم ولينشروا دين الإسلام وأن يملؤا مخازن بيت المال من اموال الشعوب المحتلة ، وكان من نصيب الشعوب التي لم تترك دينها وتدخل في الدين الجديد ان فرضت عليهم ضريبة الجزية مع احكام عرفت بأحكام اهل الذمة التي تدني من قدر الإنسان ولا تحترم كرامته الإنسانية . وهذا هو سر الأنضمام الى الدين الجديد عبر الأجيال ، فكانت الزيادة في عدد السكان المسلمين وانخفاض في عدد السكان من الأديان الأخرى : اليهودية والمسيحية والمندائية والإيزيدية لحد اليوم .
الإسلام الآن

اليوم يختلف وضع العالم الإسلامي ، إنهم ليسوا في جزيرة مقفرة وليسوا بدو رحل وليسوا اصحاب قطيع صغير من الأغنام ، ولا يمتهنون الصيد البحري لكسب رزقهم ، اليوم للعرب ورادات هائلة من النفط الذي يستخرج من البلاد العربية ومن المملكة العربية السعودية بشكل خاص ، فالعربي لم يعد بحاجة الى الغنائم والأسلاب من العالم ، ومن ناحية الدين فإنهم ينشرون الدين الإسلامي في الدول المسيحية ، ومقابل ذلك هم لا يسمحون للمسيحيين بالتبشير بديانتهم المسيحية في الدول العربية والإسلامية ، وبينما نجد الآف الجوامع والحسينيات قد بنيت في اوربا وامريكا بينما الدول العربية لا يقبلون ببناء كنيسة واحدة على اراضيهم ، وأجد مئات الآلاف من النسخ من القران تطبع في اوروبا وتوزع بكل حرية بينما لا يجوز ترويج الأنجيل في الدول الإسلامية ، بل ان حمل الأنجيل من الجرائم الكبيرة التي تصل عقوبة حاملها الى الإعدام .
نحن نقرأ عن حوار الأديان والحضارات ، ولا ادري كيف يكون هذه الحوار ، في الوقت الذي يأخذ المسلمون حريتهم الدينية والأجتماعية في الدول الغربية المسيحية ، بينما الدول العربية والإسلامية لا توفر واحد بالمئة من الحرية الدينية  لأصحاب الأديان الأخرى ، فالسعودية تبني مئات الجوامع في الدول الأوروبية ، بينما هي لا تسمح ببناء كنيسة واحدة على اراضها لمليون ونصف المليون مسيحي اجنبي يعملون على اراضيها ، والسعودية تدعي دائماً على انها دولة معتدلة تدعوا لحوار الأديان ، فأي نوع من الحوار تدعو اليه لست أدري ، وعلى  الأرجح هو من نوع : تريد ارنب خذ ارنب تريد غزال خذ  ارنب .
الصحوة الإسلامية اليوم
 
بعد سقوط النظام في عام 2003 شعر السنة بغبن كبير في وطنهم العراقي ، فإنهم كانوا هم السادة في العراق ، لكن يبدو بعد سقوط النظام كان يعني سقوط لتلك السيادة ، وأصبح السنة مواطنون عاديون اي ليس من درجة (السوبر) إن صح التعبير ، كما ان الشيعة الذين منح الحكم لهم على طبق من ذهب من قبل الأمريكان ، فإنهم لم يكونوا اهلاً للمسؤولية ، تماماً كما فعل الأخوان المسلمون في مصر حينما استلموا الحكم ، سارعوا على ( اخونة ) كل شئ ، فمصر يجب ان تخدم اجندة الأخوان وليس العكس ، فكانت نكستهم التي كانوا السبب الأول فيها ، هكذا الشيعة في العراق ، رغم موقفهم المعتدل نوعاً ما بالنسبة لعلاقاتهم مع المكونات الدينية غير الإسلامية كالمسيحيين والمندائيين والإيزيدية ، لكن كان لهم موقف حدي بالنسبة لمكونات الشعب العراقي ، ونفخوا في الرماد ليظهر جمر العداوة التاريخية بين السنة والشيعة ، لقد اختزلوا الوطن في مكون الشيعة ، وأصبحت المظاهر الدينية الشيعية وكأنها المظاهر الدينية لكل العراقيين .
 لقد قادت الطبقة السياسية الشيعية ، عملية سياسية عراقية فاشلة ، ورغم مرور 11 سنة عليها فقد فشلت في جمع اللحمة العراقية بل وسعت في الهوة الطائفية ، وفشلت في بناء بنية تحتية ، وفشلت في تقديم الخدمات من النوع الجيد للمواطن العراقي ، كما اخفقت في ردم هوة الخلاف مع اقليم كوردستان ، ولم يكن للحكومة العراقية اي قراءة صائبة للواقع العراقي ، بل كانت قراءة حزبية طائفية لا اكثر وكانت النتيجة ، أيصال العراق الى حالة التقسيم ومن الصعوبة بمكان العودة الى ما قبل غزوة داعش للموصل في العاشر من الشهر الحالي ، حيث انقسم العراق عسكرياً الى المنطقة الكوردية المعروفة باقليم كوردستان ومعها المناطق المتنازع عليها بما فيها مدينة كركوك .
ومنطقة ثانية وهي منطقة السنة التي تمركزت في الموصل وصلاح الدين والأنبار وكل منطقة ومدن حوض الفرات ، ومنطقة الشيعة المرتكزة في المحافظات الوسطى والجنوبية .
من الواضح للعيان ان هناك عدة جهات دولية ضاغطة ولها مصالحها ونفوذ في العراق ، وفي الوضع الجديد في الموصل والمناطق القريبة من مدننا وقرانا فهناك فرض واقع جديد للحياة يتعلق بحياة المرأة والأقليات والفن وأسلوب العيش والعبادة ، فهم ( دولة الإسلام في العراق والشام : داعش ) معنيون بهدم المعالم الفنية والثقافية باعتبارها رموزاً شركية ، ولتفرض على غير المسلمين نمطاً معيناً من اللبس والعيش .
 إن الذي يساعدهم على ذلك هو البيئة الدينية المحيطة ، فبعد اكتسابهم لأرضية او موطئ قدم في الموصل كان الترحيب بهم ، وزيادة على ذلك كان  خطباء جوامع يباركون لداعش سيطرتها على الموصل و يدعونها لطرد المسيحيين  والمكونات الاخرى من المدينة ، وقد تناقل موقع عنكاوا خبراً مفاده :
أن عددا  من خطباء الجوامع في الجانبين الايمن و الايسر من مدينة الموصل يوم امس الجمعة باركت ما قامت به المجاميع المسلحة التابعة للدولة الاسلامية في العراق و سوريا – داعش من احتلال المدينة. و اضافت المصادر بان الخطباء طالبوا داعش  بتطبيق الشريعة الاسلامية وطرد "الكفرة و النصارى و المكونات الاخرى من المدينة"
حسب الرابط ادناه :
http://www.ankawa.com/index.php?option=com_jfusion&Itemid=139&jfile=index.php&topic=743252.0
كيف نفسر هذا الموقف من رجال الدين في الموصل ؟ المسيحيون من الكلدان والسريان  والآشوريين ، ابناء هذا الوطن الأصليين ؟ أقل ما نقول عنه انه موقف غير واقعي وغير منطقي وغير وطني ، وإلا كيف يوصف ابن الوطن بهذا التوصيف لسبب عنصري واحد وهو انه يختلف عنه في الهوية الدينية .
نحن الكلدان وبقية مسيحيي العراق نقف بين سندان الشيعة ومطرقة السنة ، وليس لنا اي مصلحة في الخلاف المذهبي بين الطرفين ، نحن نريد ان يسود السلم بين الطرفين لكي ينعم العراق بالسلم والأمان ولكي يتفرغ للبناء والتعمير كما هو اقليم كوردستان . نحن نقف بين نارين وغالباً ما يصلنا الكثير من ذلك النار .
نحن نتساءل دائماً اليس الأفضل للسنة والشيعة في العراق ان يتفاهما ؟ وينهيا العداء التاريخي ولغة الثأر والأنتقام السائدة بين الطرفين على مدى عقود عشناها ، ومن المؤكد ان جذورها ممتدة الى قرون ..
إذا خرجنا من الموصل ونتوجه الى المناطق المتنازع عليها المشمولة في المادة 140 من الدستور نلاحظ ان هذه المناطق هي اخطر المناطق في العراق إذ يقول المحللون ودبلوماسيون بأن مشكلة هذه المناطق هي من اخطر التهديدات لأستقرار العراق على الأمد البعيد ومن الناحية الدينية وفي مجال التطهير الديني نلاحظ ان الأنظار توجهت الى نحو مدينة مسيحية كبيرة وهي مدينة قرقوش الآمنة حيث استهدفت بالقصف المدفعي العشوائي  من قبل مسلحي الدولة الإسلامية في العراق والشام ( داعش ) وتصدت لهذه الهجمة قوات البيشمركة ، لكن ذلك لم يمنع الألاف من سكان المدينة بالرحيل منها والتوجه الى اربيل حيث خصصت حكومة الإقليم بالتعاون مع الكنيسة الكاثوليكية الكلدانية مركزا لإيواء هذه العوائل في منطقة عينكاوا التي تسكنها غالبية مسيحية .
نحن مع دولة مدنية ديمقراطية عراقية تراعي مصالح ومصائر الجميع دون تفرقة ، وبنفس الوقت إذا فرضت دولة دينية فنحن لسنا مع او ضد تأسيس دولة إسلامية معاصرة على ان لا تكون على حساب المكون المسيحي وبقية المكونات الدينية غير الإسلامية .
د. حبيب تومي / اوسلو في 29 / 06 / 2014

164
السيد ابن سرسنك المحترم
بالرغم من اني لا احبذ الردود في هذا الظرف بالذات وحول هذه الموضوع المكرر  بالذات ، فلا بأس ان ارد على تعليقك ببعض النقاط ، ولا اعتقد انك تستفيد منها لأنك لا تريد ان تفهم سوى يقينياتك الأديولوجية الحزبية .
اولاً : شكراً للاخ عدنان عيسى على رده وإن لا تقتنع برده لأن  دماغك مغسول بنظرية إلغاء الآخرين ولا تريد ان تعترف بالواقع المعاش إنما تريد ان تعيش في يقينياتك .
ثانياً : يا ابن سرسنك اشك بأنك ابن سرسنك لأنه كان معنا من ابناء سرسنك  الشجعان ، ومنهم شعيا ويوخنا وغيرهم ولا يهابون الموت ، ولكنك تخاف حتى ان تكشف عن اسمك فلا يمكن ان تكون ابن سرسنك .
ثالثاً : اشير لك الى الفترة التي ذكرتها اين كان الكلدان عبر التاريخ ، فأقول: ان الكلدان كانوا  ضمن العراق ودخلوا المسيحية ، ويمكنك ان تراجع كتاب الحضرة الترتيلة التاسعة للطقس الكنسي بشقيه الشرقي والغربي ، وقدر الفترة بأنها فترة الأضطهاد الأربعيني : 360 ـ 379م والقائل مار ماروثا ميافرفرقيني ،  ولعلمك فرقين تقع شرق دياربكر :
( .. اعظمك سيدي الملك ، ملك السماء مع حاشيته المؤيدة لجماعة المؤمنين ، صدر امر بقتل شهداء ابرار بالسيف ، إنذهل الكلـــــــــــــــــــــدان مستغربين ورفعوا اصبعهم نحو السماء فائلين : إن رب ارباب المؤمنين الذي لا يرى يخصلهم .
وهنا كما ترى ذكر اسم الكلدان وليس الآثوريين يا سيد سرسنكنايا .
رابعاً : ـ
حينما تسأل الكوردي او العربي او  للتركماني عن قوميتهم ، هل تستطيع ان تسال الكوردي لماذا انت كوردي وأثبت انك قبل الف سنة انك كوردي ؟ فهل تستطيع ان تسأل بمثل الأسئلة التي تسألها للكلداني القومية ، وهل تسأل غيره نفس الأسئلة ام ان رجولتك هي فقط برأس الكلدان ، وانت حمل وديع امام الآخرين اليس الأمر كذلك يا من تدعي  انك ابن سرسنك ؟
تحياتي
حبيب

165
لقد عُرف الأخوة في ديترويت كما عهدناهم في حسن تدبيرهم ونظامهم ، وها هم ينظمون لقاءً مفيداً وصريحاً مع غبطة البطريرك مار لويس ساكو وبقية المطارنة الأجلاء المرافقين له ، مع ابناء شعبنا من الكلدان في مشيغان ، وها هو الأخ فوزي دلي يتألق كعادته ، والأخ زيد ميشو والدكتور نوري منصور وبقية الأسماء المعروفة الذين يعملون كفريق واحد منسجم  ، والمسألة تتلخص في وجود تفاهم وتنسيق جميل بين ابناء الجالية الكلدانية هناك ، اعتباراً من المطران الجليل ابراهيم ابراهيم  الى جميع المتطوعين في مثل هذه النشاطات الأجتماعية والدينية والقومية المفيدة ، بارك  الله بجهودكم جميعاً .
اخوكم
حبيب

166
أخي العزيز تيري بطرس
لا ادري من اين استقيت هذه النظرية الحديثة ، فبعد ألاف السنين من تاريخنا ، تقول للاخ مايكل سيبي :
الاسم القومي الذي يحعلنا نحافظ على هويتنا القومية، هو اي اسم نتفق عليه، سؤا كان كلدانيا او اشوريا او سوراي ، عن اي اتفاق تتكلم يا اخي ، هذه نظرية مطبوخة في مطابخ الأحزاب السياسية القومية ، نحن قوميتنا كلدانية ولسنا بحاجة الى اختيار اي اسم آخر ، ولا يوجد اي شخصية مخول بتغيير اسم قوميته ، مسعود البارزاني لا يستطيع تبديل الأسم القومي الكوردي ، ولا رئيس وزراء العراق يستطيع تبديل اسم القومية العربية ، فعن اي اتفاق تتكلم يا اخي ، انت اشوري ، وكما نقول في القوش ، لو التصقت الأرض بالسماء لا تغير اسمك القومي ، فلماذا هذه المناورات ، اصحابك عتاة الفكر الآشوري يقول صراحة :
سيظل الاسم الاشوري الوحيد والجامع لكل مذاهب مؤمنيه الكنسية من ( الكلدان الكاثوليك والسريان بشطريهم والاثوريين بشطريهم)..، وهذه النظرية مستنبطة من نظرية البعث في احتواء الجميع تحت اسم العروبة ، وانتم تريدون ان تجمعوا الجميع تحت الأسم الآشورية فلكي نحترم  بعضنا البعض ينبغي ان لا تتحولون الى بعثيين  ، وكما قال المرحوم توما توما س لا يمكن شطب التاريخ الكلداني من قبل القوميين الأشوريين بجرة قلم .
فعن اي اتفاق تتكلم يا اخي يا تيري بطرس .
انت آشوري وانا كلداني والآخر سرياني وينبغي ان ان يسود الأحترام المتبادل بيننا ويكون مبدأؤنا قبول الآخر ، هذه هي النظرية الصائبة المقبولة  وليس النظرية الأقصائية التي تروجها احزابكم .
تقبل تحياتي
حبيب

167
اخي الطيب يوحنا بيداويد المحترم
تحية ومحبة
احترم رأيك واقدر كتاباتك الهادئة ولكن هذه المرة اسمح لي ان اختلف معك في طرحك هذا ، نحن لا نستطيع ان نكون بمنزلة البابا فرنسيس ، نحن اناس علمانيون نكتب عما يعرض عبر الإعلام ونكتب عما هو صحيح وعما نراه خطاً ، وإذا امتنعنا عن الإشارة الى موقعى الخطأ والصواب ، كيف نعرف اننا اخطأننا ونحن بشر غير معصومين من الخطأ مهما بلغت درجة علومنا او مراكزنا الوظيفية .
الأخ تيري بطرس كتب اشياء منها نتفق عليها معه ومنها نختلف ، وأبدينا وجهة نظرنا ، وكان نقاشنا بأسلوب حضاري ، وإن كان الأمر كما تقول لنكسر اقلامنا ، ولنكتب عبارة واحدة ، وهي سمعة وطاعة لكل ما يكتب وكل ما يجري امامنا ، ، نحن وانأ شخصياً لا اتدخل في الأمور الكنسية الدينة والروحانية وهذا ليس اختصاصي ، اما ما هو خارج النطاق الروحاني فمن حقنا ان نشير بالنقد الى مواضع الخطأ والتي تضر بمصلحة شعبنا الكلداني ولغتنا الكلدانية وقوميتنا الكلدانية الأصيلة ..
دمت بخير
حبيب

168
الأخ تيري بطرس المحترم
تحية ومحبة
اولاً : ان سلوك طريق الوحدة شئ جميل ، ولكن برأيي ، ان ما يصرف من الجهود في سبيل هذه الوحدة اكثر من اهمية الوحدة نفسها ، ماذا يعني ان تتحد الكنيستان الآشورية والكلدانية ، ماذا يستفيد الشعب من تلك الوحدة ؟ ربما سيكون لنا بطريرك واحد بدل اثنان او ثلاثة إذا ما حسبنا بطريرك الكنيسة المشرقية القديمة ، التي لا ارى اي اهتمام من قبل اي طرف للتقرب منها . فهل الوحدة هي بين كنيسة الآشورية والكلدانية فقط ؟ المهم برأيي ان الكنيستين إذا اتحدتا او بقيتا كما هما الآن فالأمر سيان ، ومع ذلك نقف مع اي جهود وحدوية سواء كانت كنسية  او سياسية او قومية ..
لقد رأينا الوحدة التي حدثت بين احزابكم الوحدوية جداً التي آمنت بالتسمية ( ك ـ س ـ  ا ) وكيف تهشمت هذه الوحدة فوق صخرة المصالح الخاصة لكل حزب في ذلك التجمع ، فلم يبقى منه سوى الأسم ، ثم ماذا حققت تلك الوحدة لهذا الشعب المظلوم ، وماذا سوف تقدم الوحدة الكنسية ، ارجو ان تكتب لي المكتسبات .. واحد اثنين ثلاثة ..
ثانياً : ذكرت مسألة المطران الجليل مار باوي سورو ، تحديداً ، وبالمقابل لم تشير ابداً الى الكهنة الذين فصلوا من الكنيسة الكاثوليكية الكلدانية وكرموا في الكنيسة الآشورية ، وبعضهم يعمل على تخريب وتمزيق الكنيسة الكلدانية وبمباركة الكنيسة الآشورية .
ثالثاً : جاء في الفقرة الأخيرة من مقالك :
 والافضل باعتقادنا ان تكون عملية الوحدة، بالاضافة الى تشكيل اللجنة المذكورة اعلاه، ايضا وبشكل مباشر بين كنيسة المشرق الاشورية وكنيسة روما. وهذا ما اراد ان يوصله فديو الاستقبال الذي نشرته كنيسة المشرق، اي ان الطرفين المستقلين والمتساويين بالمكانة والدرجة، مار دنخا الرابع وبابا روما يمكنهما التحدث بهذا الشأن. .
افهم من هذه العبارة ان غبطة البطريرك ساكو ليس مؤهلاً للتحادث والتفاوض مع قداسة البطريرك دنخا الرابع ، وهنا احيطك بمعلومتين :
الأولى تصنيف كنيسة المشرق الآشورية غالباً ما تصنف بالكنيسة المجهرية ، ولا يظهر اسمها إلا حينما تكون الخارطة من القياس الكبير .
 وثانياً : ان درجة البابا الكهنوتية هي بمثابة المطران ليس إلا . وبهذه الدرجة ربما البابا ايضاً ليس مؤهلاً للتفاوض مع قداسة البطريرك مار دنخا الرابع .
تقبل تحياتي
حبيب

169
الأخ بزنايا المحترم
 المحترمopdito الأخ
 المحترمEddie Beth Benyaminالأخ

 المحترمSarsiknaya الأخ

الأخوة الأعزاء شكراً على التعليقات الهادثة ، وهذا طريق جميل للنقاش الحضاري المؤدب .
بالنسبة لعشيرة بزنايي ، (وزوجة عمي وزوجة اخي بزناييلي) ، وما اعرفه ان هذه العشيرة تحولت الى الكاثوليكية ، ولهذا كان هنالك حقد من منطلقات مذهبية ضد آغا بطرس ، وكما هو جاري اليوم .
 الجدير بالذكر ان النساطرة الذين توحدوا مع الكنيسة الكاثوليكية الجامعة في اواسط الخامس عشر ، كان هنالك سؤال موجه للنساطرة المتحدين : وهو ماهي هويتكم ؟ الكاثوليك هناك امم وشعوب مختلفة كثيرة جميعم كاثوليك /، فما هي هويتكم انتم ؟ هل انتم ارمن ام اثوريين ام هنود ام انكليز ام ..؟، فما هي هويتكم القومية ، فقالوا نحن كلدان ، وتركنا الأسم الكلداني بسبب مسيحيتنا ، وهكذا رجع الأسم الكلداني الى الشعب الكلداني ، ولو قال اباؤنا نحن اثوريين ، لأتخذنا الأسم الآثوري لقوميتنا ، ولكنهم قالوا نحن كلدان ، وهكذا رجع الأسم التاريخي الكلداني .، اما بالنسبة للاخ الذي يقول لا يوجد حجر مكتوب عليه اسم كلداني ، وهذه مقولة للسيد يوندام كنا في معرض إلغائه للقوم الكلداني ، فإن المخلفات الحضارية ، كافية ، فإن الجنائن المعلقة ، وانقسام الوقت الى اليوم والسنة والشهر والساعة والثانية ، كذلك تعيين الأبراج السماوية ، وكثيرة هي الوقائع الحضارية من العهد البابلي الكلداني ، وانا لا اريد هنا ان اشير الى الحضارية الآشورية التي تميزت بالقسوة من سلخ جلود البشر ومن قطع السنتهم ومن تقطيعيهم الى اشلاء ، وكل ذلك مذكور في مختلف المصادر .
برأيي المتواضع ان نكون نحن ابناء اليوم ، وان نعترف بحرية الرأي الأخر ونحترمه كما يريد هو وليس كما نريده ، اي كل فرد من ابناء شعبنا ان يكون حرية الأنتماء والمعتقد دون ان نفرض عليه ، رأينا الأديولوجي ، مثل 
Mediator السيد
الذي يبدو ان دماغه مغسول وذلك بتخوين كل من يخالفه رأياً ، فلا فائدة من مخاطبته .
بالنسبة لآغا بطرس انا متأكد من رفعه شعار كلدوآثور في وقتها ، للاشارة الى الكلدانيين والآثوريين .
اما حملته فقد كان فيها خمسة آلاف متطوع والحديث طويل عن الموضوع وذكرته في مناسبات اخرى .
اما بالنسبة لأسم سرمي خانم او سرما خانم ، ففي القوش الأسماء النسائية القديمة تنتهي بالياء او واو ، مثل : حبي ، كتي ، مكو ، ببي ، بخّي ، سرمي ، نازي ، حيّو ، ريجو .. الخ فلم يكن ثمة اي قصد بالموضوع .
تحياتي للجميع
حبيب

170
الأخ اخيقر يوخنا المحترم
اجل نتمنى ان تمر هذه العاصفة الهوجاء بسلام على مدننا وقرانا وعلى ابناء شعبنا من الكلدان والسريان والآشوريين وكل المواطنين من الأطياف العراقية في هذه المنطقة وفي العراق عموماً .
شكراً على مرورك
تحياتي
حبيب
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الأخ العزيز فاروق يوسف المحترم
إن الفترة التي اشرت اليها كانت في الحقيقة فترة الحكم العلماني ، وكل حكم علماني لا يهتم بالأنتماء الديني والمذهبي ، لكل حريته في الأيمان والأنتماء ، ويكون الحكم العلماني افضل حينما يتسم بالديموقراطية كما هو في الدول الغربية التي يتمتع فيها الجميع بالحرية بما فيها المسلمون الذين ينهزمون من استبداد حكوماتهم الدينية الإسلامية ، ويستفدون من اجواء الحرية في هذه البلاد . ونحن تحت ظل الحكم الإسلامي لمدة 1400 سنة ، فإن لجأ الحاكم الى تطبيق الشريعة الإسلامية بحق المواطنين من اتباع الديانات الأخرى غير الإسلامية ، يكون الله في عونهم او يتركون دينهم ويتحولون الى الإسلام ، وهذا ما حصل خلال 1400 سنة حيث اصبح العراق المسيحي بنسبة 90 الى 95 بالمئة في القرن السابع الميلادي اي قبل دخول الإسلام  الى الى نسبة 2 ــ 3 بالمئة حالياً .
اخي فاروق اليوم هناك طريق الهجرة المفتوح ، فيهرب الناس لكي لا تطبق بحقهم احكام اهل الذمة المهينة لكرامة الإنسان .
دمت بخير
حبيب
ــــــــــــــــــــــــــــ
الأخ نوخاما / تحية وبعد
انت خاطبت الأخ فاروق ، وليعذرني الأخ فاروق لأقول ، انك مخطئ ، فآغا بطرس كان كلداني ، وهو اول دعى الى ترويج مصطلح كلدوآشوري ، وكانت نقمة سرمي خانم عليه لأنه كلداني  ولهذا عملت على إفشال حملته العسكرية في العودة الى الأراضي  في جبال حكاري .
تحياتي
حبيب

171
سقوط نينوى ونهاية العراق الواحد ومصير شعبنا الكلداني وبقية المسيحيين
بقلم : د. حبيب تومي / اوسلو
habeebtomi@yahoo.no
habeebtomi71@gmail.com
دولة العراق التاريخية المعروفة ببلاد الرافدين او بين النهرين (  Mesopotamia ) ميزوبوتاميا ويقول عنها ادي شير ص1: ان ارض ما بين النهرين هي البقعة الكبيرة التي يكتنفها الدجلة والفرات وتسمى في سفر الخليقة بأرض شنعار ويدعوها الكلدان بيت (نهراواثا) او بيث نهرين والعرب الجزيرة واليونان والروم ميزوبوتاميا .. تأسست دولة العراق قبل آلاف السنين نجدها اليوم تترنح لتواجه انقساماً خطيراً ، فبعد ان كانت هذه البلاد موحدة ، بل وتضم تحت سيطرتها اراض وأمم كثيرة في عهد الأمبراطوريات القديمة ، نجدها اليوم مقبلة على الأنقسام ، وفي السياق التاريخي ايضاً فإن كلمة العراق التي يقول عنها هنري فوستر في كتابه : نشأة العراق الحديث ص17 انها كلمة عربية دخلت في الأستعمال بعد الفتح العربي في القرن السابع الميلادي، وكانت هذه الكلمة قد اطلقت في ذلك الوقت على جزء من الوادي الذي عرف لدى القدماء باسم بابل او كلديا ويقول المترجم في حاشية في نفس الصفحة بأن تسمية كلديا في التوراة وقد قصد بها بلاد سومر في الدرجة الأولى ولذلك عرفت مدينة اور عاصمة السومريين باسم ( اور الكلدان حيث تشبث بها المسيحيون فيما بعد بهذه التسمية فاعتبروا ان الكلدان هم سكان العراق القدماء .
لقد بقي العراق موحداً في العصور التاريخية في عهد السومريين والأكديين والعيلاميين والأموريين وفي عهد الدولة البابلية , والدولة الآشورية ، و في عهد الدولة البابلية الحديثة الدولة الكلدانية والتي انتهى فيها العهد الوطني البينهريني العراقي ، حيث دخل العراق تحت حكم القادمين من خلف الحدود ، فكان تحت حكم اليونانيون والفرثيون والساسانيون ، ثم العرب تحت حكم الخلفاء الراشدين ثم الدولة الأموية والعباسية ، ثم الدولة العثمانية وبعدها الحكم الملكي، الى ثورة تموز 1958 ، حيث حكم العراق شخصية عراقية المتمثلة بعبد الكريم قاسم .
اليوم كانت الصدمة الكبرى بما حل بالعراق باستيلاء تنظيم دولة الإسلام في العراق والشام (داعش ) على مدينة الموصل ومدن عراقية اخرى . من المؤكد ان هذا الفعل لم يأت اعتباطاً دون مقدمات ، وبالعودة الى عقود انصرمت فنلاحظ ان العراق شهد تقلبات السياسة والمبادئ ، فالفكر الطبقي شهد نكسة كبيرة بعد انهيار الأتحاد السوفياتي وسقوط جدار برلين وتفكك المنظومة الأشتراكية ، وفي العراق لم ينجح الفكر الطبقي بتطبيق واقع معيشي تلتف حوله الجماهير ويكتب له الديمومة ، ولهذا لم يجد هذا الفكر التطبيق الملموس على ارض الواقع .
وبدلاً من ذلك نهض الفكر القومي العروبي في مد وزخم ثوري سيطر على الساحة العربية كما استطاع استقطاب الشارع العراقي ، وهذا الفكر ( الفكر القومي العروبي ) ، ادخلنا في دوامة الفكر الشمولي ، ليصار الى إقصاء القوميات الأخرى في البلد ، ولندخل في متاهات الحروب الداخلية والخارجية وتحت قيادة دكتاتورية فردية .


في هذا الواقع المرير الذي هيمن على الساحة العراقية ، كان فقدان البوصلة امام الجماهير التي لم يبق امامها سوى الملاذ الديني والمذهبي الطائفي لتشكل بديلاً لتلك الأنتماءات القومية والطبقية . فكان نهوض الأحزاب السياسية المتسربلة برداء الدين والمذهب ، وبذلك جرى تقسيم واضح وصريح للشعب بين السنة والشيعة ، ولتظهر الخلافات المدفونة وكأنها الجمر تحت الرماد الى ان اتيح لها للخروج الى العلن لتشكل سبباً لنشوب الحرائق الكبيرة  في المجتمع وفي نهاية المطاف كان تطورها الى عمليات العنف في الأنتقام والثأر والأرهاب على تربة العراق وفي المنطقة .
وهكذا لم يفلح اي حكم بأيجاد لغة مشتركة بين التنوع العراقي في إطارها الوطني لبناء مشروع دولة عراقية مؤسساتية علمانية ديمقراطية تراعي مصلحة كل الأطياف العراقية بصرف النظر عن الأنتماء الديني او المذهبي او العرقي .
خلال 35 سنة من عمر حكم حزب البعث ( وبالعربي الفصيح ، حكم السنة ) ادخل العراق في حروب داخلية وخارجية ، وأسس حكم مركزي استبدادي ، لا حرية لمن يختلف عن يقينياتهم المطلقة ، والديمقراطية كانت تعني عندهم انفراد الحزب القائد والأوحد في الحكم ، ولا اعتراض ولا معارضين على حكمهم هكذا مرت عقود صعبة على العراق .
وبعد 2003 اي بعد سقوط النظام توهمنا بتصورنا ، اننا مقبلون على تأسيس دولة الحرية والعدالة والكرامة الإنسانية والى التحول الى يابان في البناء والى سويسرة في الديمقراطية ، لكن اسقط في ايدينا إذ خيمت على الساحة السياسية خطابات الأحزاب الدينية والمذهبية ذات الطابع الطائفي ، وهيمنت بفضل الديمقراطية ، على الساحة السياسية الأحزاب الشيعية ، والغريب ، ان حكم الشيعة بدلاً من تطوير البلد والأستفادة من اجواء الديمقراطية ، إضافة الى الثروة الهائلة من إيرادات تصدير النفط ، فإن ( الطبقة السياسية الشيعية ) مع الأسف ، انخرطوا في مشاكل مع الآخرين لا اول لها ولا اخر ، وقد كانت كثير من هذه المشاكل من صنع ايديهم كالمشاكل مع اقليم كوردستان ، ومع المتظاهرين في الأنبار وغيرها من المشاكل التي كانت تحتاج شئ من الأعتدال والعقلانية لحلها .
بكل صراحة اقول :ـ
 إن الطبقة الشيعية الحاكمة قد فشلت في حكم البلد وفي تعزيز وحدة المجتمع العراقي ، لقد حولوا العراق الى ساحات مآتم للبكاء واللطم ، مع احترامي لكل الشعائر الدينية فالعبادة من الشؤون الخاصة للانسان ولا يجوز ان توقف عجلة التقدم والأنعتاق من الدوران .
 هكذا اليوم نلاحظ تقسيم حقيقي للعراق :
اولاً : الى عراق شيعي ، يتمثل في الحافظات الجنوبية والوسط ، التي فيها اكثرية شيعية وتتزعمها احزاب سياسية دينية شيعية . وثانياً : عراق سني ، الذي يسعى الى تشكيله بالقوة العسكرية تنظيم الدولة الأسلامية في العراق والشام ( داعش ) المتمثل في المحافظات السنية وبعض المحافظات المختلطة وهي محافظات الأنبار كبرى المحافظات العراقية وديالى وصلاح الدين والموصل ، وكركوك المتنازع عليها والتي تحتفظ بأكثرية كردية  . وثالثاً :اقليم كوردستان في المحافظات الكوردستانية ، بالإضافة الى المناطق المتنازع عليها والتي يحافظ على امنها وأستقرارها اقليم كوردستان .

 ويبقى السؤال الذي يطرح نفسه : ماذا إذا طلب شعبنا الكلداني وبقية مسيحيي العراق بأقليم او كيان ذاتي كلداني باعتبار القومية الكلدانية هي القومية الثالثة بعد العربية والكردية  في خارطة القوميات العراقية ؟ اليس من حقنا نحن السكان الأصليين ان يكون لنا مساحة من الأرض نعيش عليها كما نشاء ؟ ام ان ذلك حلال على غيرنا وحرام علينا نحن الشعب الكلداني وبقية مسيحيي العراق . لماذا يستكثر علينا مثل هذا المطلب ، مع انه مطلب مشروع  وأ
خلاقي .

إن الذي يجري على ارض العراق ان الكثير من العراقيين باتوا يدينون بالولاء لجماعات ومرجعيات وميليشيات وعشائر وليس لدولة العراق ، واصبح الولاء للعراق بالمرتبة الثانية او الثالثة بعد الولاءات الأخرى .
لقد كتبت جريدة الشرق الأوسط يوم 11 / 06 / 2014 ان تمدد داعش من شرق سوريا الى غرب العراق يسهل مهمتها في تكوين دولة اسلامية :
ويبدو أن توسع نفوذ التنظيم المعروف بتسمية «داعش» من سوريا إلى العراق لم يكن ممكنا «لولا توطيد تحالفاته مع زعماء العشائر في المنطقة والاستفادة من مصادر التمويل، لا سيما آبار النفط، التي سبق وسيطر عليها في مناطق شرق سوريا لتحصين مواقعه في العراق»، وفق ما يؤكده الخبير في الحركات الجهادية وعضو الائتلاف السوري المعارض عبد الرحمن الحاج لـ«الشرق الأوسط»، مرجحا وجود «عدد من الضباط داخل الجيش العراقي يتعاونون مع التنظيم المتشدد على المستوى الاستخباراتي لتزويده بالمعلومات لتسهيل تحرك قواته ومنع استهدافها»، لافتا إلى أن «سرعة الانهيار العسكري في الموصل أمام هجوم (داعش) يدل على أن جزءا من الجيش العراقي يساعد التنظيم».
ملخص الكلام ان تغيراً كبيراً حصل في معادلة التوازن بين الشيعة والسنة العرب والأكراد ، حيث ان السنة العرب ، من خلال داعش ، بصدد تشكيل دولة الخلافة الأسلامية في المدن السنية التي يسيطرون عليها في العراق وسورية ، خاصة وإن هذا التنظيم قد استولى مؤخراً على سلاح نوعي من الطائرات وكميات كبيرة من الأسلحة والذخائر ، فالمعادلة اصبح لها ابعاد اخرى ينبغي ان يحسب لها حساب . في ظل هذه الظروف يمكن الرجوع الى ما قاله جو بايدن نائب الرئيس الأمريكي :( انه من الأساليب التي تسمح بالحفاظ على وحدة العراق هو منح كل جماعة عرقية او تجمعها روابط دينية او طائفية مجالاً لإدارة نفسها بنفسها ).
نأمل ان لا نجد كارثة تقسيم العراق في حياتنا ، وإذا انقسم العراق فلابد لشعبنا الكلداني وبقية مسيحيي العراق ان يكون لهم موطئ قدم اسوة ببقية المكونات .
د. حبيب تومي / اوسلو في 13 / 06[/color] / 2014
[/b]

172
العقوبة الجماعية بحق موظفي اقليم كوردستان اين الخلل ؟
بقلم : د. حبيب تومي / اوسلو
habeebtomi@yahoo.no
habeebtomi71@gmail.com
الأرض التي اتخذت اسمها من شهرة نهريها ، هي بلاد ما بين النهرين دجلة والفرات ، وأخذت هذه الكلمة كترجمة للمصطلح اليوناني ( Mesopotamia ) بين النهرين وفي العربية بلاد الرافدين وفي اللغة الكلدانية بيثنهرين ، وهي جميعها تدل على بلد يعرف حالياً بالعراق ، والعراق كان بلداً غنياً بمياهه وتربته الخصبة ، ولهذا كان هدفاً لهجرات بشرية في مختلف العصور ، ونتيجة تجارب وتفاعل تلك الشعوب على هذه الأرض نشأت حضارات باهرة يذكرها التاريخ كنجوم ساطعة في تاريخ البشرية ، وما يهمنا في هذا الموضوع ان العراق منذ القدم كان ارض التنوع البشري على ارضه ، لكن اليوم يبدو ان العراق قد طلق ثقافة تعددية المجتمع وقبول تنوعه ، ولهذا هو مرشح للتمزق ، إن لم يكن قد تمزق فعلاً تحت وطأة الأزمات التي تنهال عليه بفعل سوء إدارة الطبقة الحاكمة للقادة السياسيين الغارقين في مستنقع المصالح الخاصة اولاً والتغليب للمصالح الفئوية والطائفية ثانياً .
لقد صبّحنا في مرحلة الشباب ولحد اليوم على العيش في ظل حروب خارجية وداخلية عبثية وقودها من الناس الأبرياء وحصيلتها المزيد من الدمار والتأخر وتفكك النسيج المجتمعي ، وبدلاً من الأستفادة من دروس الماضي ، والأبتعاد عن عقلية الثأر والانتقام ، وذلك بالنزوع الى بناء الوطن وتعميره وبناء الإنسان وغرس بذور حب الوطن ، لكن الذي يحدث اننا استنسخنا الماضي لنطبق بنوده على واقع الآن ، فعودة الى عنوان المقال بتكريس عقوبة جماعية بحق موظفي اقليم كوردستان ، نلاحظ ان الشريحة الكبيرة المتضررة من عدم دفع الرواتب او تأخيرها هم من ابناء الشعب من العرب والكلدان والآشوريين والتركمان والسريان وكل المكونات العراقية وفي مقدمتهم الموظفين الأكراد .
إن هذه الحالة تذكرنا بالحصار الأقتصادي الذي كان يفرض على المنطقة في عقود الحروب الداخلية ، فحينما يجدون في السيارة كيلو سكر او كيس رز او دقيق ونحن مقبلين الى المنطقة المشمولة بالحصار مثل القوش ، كان التعامل معنا من قبل السيطرات الحكومية وكأننا نهرب اسلحة فتاكة ، وربما كان الحصار الأقتصادي فقرة من فقرات الحرب المعلنة على المنطقة ، لكن اليوم نتعامل تحت مظلة الدستور الذي ينبغي على الجميع احترام مواده وفقراته ، كما يجب ان تكون الحلول السياسية الإطار الذي تجري التفاهمات من خلالها .
 إن الأستقطاب السياسي المبني على الأستقطاب الطائفي المقيت يصنف من الشرور التي خيمت على اجواء البلد ، فالخلافات السياسية يجري حلها عبر المفخخات والأسلحة كاتمة للصوت والأغتيال السياسي والعمليات ذات الطابع الإرهابي على مختلف صوره .
اليوم نجد طريقة اخرى وهي محاربة الرزق ، يقولون قطع الأعناق ولا قطع الأرزاق ، لقد ادى الخلاف السياسي بين بغداد وأربيل ، الى محاولة كسر العظم ، بمحاربة الرزق ، لقد كانت هنالك مشكلة المصادقة على الميزانية من قبل البرلمان ، ، لكن يبدو ان المشكلة احاطت باقليم كوردستان فقط ، إذ يقول نيجيرفان البارزاني خلال مؤتمر صحافي عقده في برلمان كردستان الأسبوع الماضي، إنهم عندما ذهبوا إلى بغداد كانوا يظنون أن الأزمة المالية تشمل العراق كله إلا أنهم تفاجأوا بقول وزير المالية العراقي، إن «ميزانية الإقليم قطعت بأمر من رئيس الوزراء العراق والقائد العام للقوات المسلحة نوري المالكي».
اي ان قطع الراتب او تأخيره شمل موظفي اقليم كوردستان فحسب ، وتعود المسألة الى الخلاف السياسي بين قيادة اقليم كوردستان والحكومة العراقية ، فما ذنب الموظف في اقليم كوردستان لكي يصار الى محاربته في لقمة العيش فيمنع عنه وعن عائلته الراتب الشهري الذي نظم حياته المعيشية على اساس هذا الراتب ومقداره .
لقد لجأ الأقليم الى بيع النفط مباشرة حينما امتنعت الحكومة عن منح حصة الأقليم من الميزانية ، وكانت هنالك محاولات حكومية بمنع بيع هذا النفط وذلك عبر تفويض  شركة قانونية لملاحقة أي جهة أخرى تبيع النفط خارج مظلة مؤسسة سومو العراقية المخولة ببيع النفط العراقي ، إذ اخفقت لحد الآن الناقلة يونايتد ليدرشيب المحملة بشحنة من النفط الخام المستخرج من حقول النفط في اقليم كوردستان من ايجاد مشتري لتلك الشحنة . يستنتج من ذلك ان الحكومة تريد ان تمسك بكل الخيوط لكي تجبر الآخرين للامتثال للحلول التي تضعها الحكومة دون اعتراض . ومن الواضح ان هذه الحلول هي من المستجدات الطارئة فطيلة السنين المنصرمة ، كانت حصة الأقليم ،رغم بعض العثرات ، إلا انها لم تصل الى حد ايقاف الرواتب المستحقة لموظفي الأقليم الذين هم بالتالي موظفي العراق .
المراقب المحايد لسياسة بيع النفط العراقي يلاحظ منذ حوالي عشر سنوات ان الشعب العراقي لم يحصل الى منفعة من واردات النفط ، إذ لم تحقق هذه الواردات الضخمة اي تحسن في الخدمات العامة سواء من ناحية الكمية او النوعية ، ولم تحصل اي تنمية او ازدهار في حقول التقدم من زراعة او صناعة ، كما ان الوضع الأمني لا زال متردياً ولا يوجد علائم تحسن الوضع في المستقبل المنظور ، لا اثر لهذه الثروة الكبيرة في حياة العراقيين . وإذا قارنا هذا الواقع بأقليم كوردستان وما يستلمه من حصته بعد الأستقطاعات ، فإن الأقليم قطع شوطاً كبيراً في مضمار التقدم والتنمية والأمن والأمان ، ولهذا نلاحظ إقبال المستثمرين والشركات للعمل والأستثمار في اقليم كوردستان .
 لقد افاد فلاح مصطفى وهو مسؤول دائرة العلاقات الخارجية في حكومة الإقليم في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» في2014-06-08 إن «هناك تقدما ملحوظا في علاقاتنا مع الدول العربية، فالوضع السياسي المستقر في الإقليم واستتباب الأمن فيه وسياسة الانفتاح التي تبنتها حكومة الإقليم والتقدم الذي تشهده كردستان، كل هذا دليل للتواصل مع الدول العربية». وأضاف «هناك في إقليم كردستان حاليا 31 قنصلية وممثلية أجنبية، إلى جانب وجود الكثير من الشركات ومكاتب الخطوط الجوية العربية والعالمية، وهناك دول تنوي افتتاح قنصليات لها في الإقليم، وهذا يساهم في تعميق العلاقة بين إقليم كردستان والعالم».
يتعين على الحكومة العراقية ان تجد الحلول الناجحة لمختلف المشاكل التي تعصف بالبلد ، إن كان التصعيد مع اقليم كوردستان او فقدان الأمن والأمان في المدن العراقية وفي المقدمة العاصمة بغداد  ، إضافة الى ذلك  فإن كثير من المدن العراقية اصبحت مفتوحة امام إرهاب داعش والقاعدة ، وأصبحت المبادرة بيد هذا التنظيم ، واصبح موقف القوات الحكومية عبارة عن ردة فعل فيلجأ الى موقف دفاعي ، وبدا ان التنظيم بدأ يستنزف قدرات الجيش والشرطة العراقية ، كل ذلك بسبب قرارات الحكومة الأرتجالية ، وبالتالي ان الشعب هو من يتحمل نتيجة هذه السياسية غير الحكيمة . انهم يفرطون بهيبة الدولة نتيجة هذه السياسة الفاشلة ، والكثير من الساسة العراقيين مع الأسف يجدون بأن الدولة والوطن ليست اكثر من ساحة للمكاسب والمغانم الشخصية وفرصة للنفوذ والسيطرة .
اكرر ان الحكومة يجب ان تضع الحلول لمشاكلها وهي ليست محتاجة لخلق مشاكل جديدة مع الأطراف السياسية وبضمنها اقليم كوردستان .
اوسلو في 11 / 06 / 2014

173
الأخ الدكتور صباح قيا المحترم
تحية ومحبة
شكراً على مرورك الجميل ، إن الأعتزاز بالأنتماء في حدود المعقول لا يعتبر تعصباً ومن حق الأنسان ان يعتز بانتمائه ويحافظ على خصوصياته ، وهنالك قول مأثور ، يقول الأنحياز للوطن ليس اثماً ، ونحن ننحاز الى وطننا الصغير ( القوش ) فلا يعتبر ذلك خطيئة مميتة نرتكبها ، انه المحافظة على البيت من الأنتهاك ليس إلا .
تقبل تحياتي
حبيب
ــــــــــــــــــــــــــ
الأخ George_Christian المحترم
تحية وبعد
شكراً على المداخلة المفيدة وأعجبتني الفقرة التي تقول فيها :

 اتمنى حقيقة من كل قلبي ان تبقى القوش مدينة مسيحية تتكلم بلغتها الاصلية ولا يدخلها الغزاة الطامعين وان لا يتسبب احد خاصة من بعض المسيحيين الضعاف النفوس بجلب اشخاص غرباء الى هذه المدينة الجميلة .
بهذه الملاحظة فقد وضعت اصبعك على الجرح ، اجل يا أخ نحن نخاف من بعض المسيحيين الضعاف النفوس بجلب اشخاص غرباء ، بهدف تحقيق الربح او منفعة معينة ولا يهمهم خصوصية المدينة وكرامتها ومصيرها المستقبلي .
تقبل تحياتي
حبيب
ــــــــــــــــــــــــ
الأخ نوئيل رزق الله المحترم
تحية ومحبة
تستهل تعليقك بعبارة :
قرأت مقالك اعلاه محتواه هو عبارة عن معلومات تاريخية متكررة اكثر من مرة ..
هناك 11 فقرة في المقال فمتى كررتها اكثر مرة ، ولم تذكر لنا اين قرأتها ومتى كررتها ؟
المهم انا لم اتطرق الى موضوع الجبهة الوطنية بين الشيوعي والبعث في المقال ، ولكن سبق ان تطرقت الى الموضوع الذي تتكلم عنه في عام 1974 وعام 1975 وراجعت مذكرات توما توماس ولكن لكي يكون الموضوع مستوفياً ومتسماً بالموضوعية والحيادية فقد اتصلت بأشخاص آخرين من الأنتماءات الأخرى حول نفس الموضوع ومن جملتهم الأخ عابد جبرائيل رزوقي .
اما مسألة اخلاء بيندوايا من العرب الحديديين فقد كان واضحاً ما قام به القس مفيد توما رئيس الدير يومذاك ، وبالنسبة لمبالغ التعويضات اعتقد هناك عدة جهات ساهمت بالأمر ، ولا ادري ان كان اهل بيندوايا انفسهم قد تحملوا العبئ جميعه ، فهذه معلومات جديدة اسمعها لأول مرة .
المهم بالموضوع ان القرية عادت الى اصحابها .
تقبل تحياتي
حبيب

174
الأخ الصديق كفاح محمود كريم المحترم
تحية وبعد
لقد مضى على سقوط النظام حوالي 11سنة ولم نلمس دوران عجلة التطور في العراق ، لقد بقيت الأوضاع الأمنية متردية في المدن العراقية المختلطة في مكوناتها وفي المقدمة تأتي بغداد العاصمة ، إن استفحال العمليات الإرهابية في العراق الأتحادي قد ابعد عنه الأستثمار والمستثمرين والشركات ، وكانت المعادلة معاكسة في مدن اقليم كوردستان الذي شهد في هذه الفترة تطورات ملموسة في كافة الميادين وفي المقدمة الوضع الأمني المستقر ،
اخي كفاح كريم ، نحن بحاجة الى ترويج ثقافة التعايش بين التنوع العراقي ، لكي يسود بيننا مبدأ قبول الآخر المختلف عناً فكرياً ودينياً وسياسياً وقومياً .. الخ ، الشعب الكوردي وبقية المكونات هي جزء من الشعب العراقي ، وينبغي ان تسود بيننا عقلية المواطنة العراقية ، وكمواطنين من الدرجة الأولى وليس خلافها .
لقد نجح اقليم كوردستان في ميادين التنمية والتطور والتعايش ، واصبح الأقليم تجربة ناجحة يحتذى به ، وإن العراق الأتحادي ينبغي ان يتشرف ويفتخر بهذا التقدم ، لا ان يحاول كبح جماحه .
لقد كانت إجابات موفقة على الأسئلة الذكية للكاتبة والصحفية شيرين سباهي . ودمت بخير ودام قلمك الحر لخدمة الحقيقة
تحياتي
حبيب

175
الأخوة المحترمون في إدارة موقع عنكاوا كوم
تحية ومحبة
بعد ان طلبت الدخول بكتابة اسمي ومن ثم كلمة المرور ، وكتابة ثلاث ردود للاخوة المعلقين على المقال وبعد ان تعبت عيوني في الكتابة ، وضغطت على (إرسال ) لغرض نشر تعليقي ، وإذا بكتابتي تضيع ، ويخرج بدلها عبارة تقول لا يسمح لك بالدخول ، وعليك من اجل ذلك تسجيل الدخول بكتابة الأسم وكلمة المرور ، وهكذا ذهبت ادراج الرياح جهود حوالي ساعة من الوقت مع تعب العيون .
تحياتي
حبيب

176
الأخ العزيز مايكل سيبي المحترم
تحية ومحبة
شكراً على مرورك الجميل وفي الحقيقة حينما اكتب عن القوش اخي مايكل  تنفتح شهيتي للكتابة وكنت اريد الأسترسال ، لكن حدود المقال لا تتحمل إطالة اكثر .
تقبل تحياتي
حبيب
ــــــــــــــــــــ
الأخ عبد الأحد سليمان بولص المحترم
تحية ومحبة
تقول حين مناقشة الأخ مايكل سيبي :
أن الفقرة (5) المشار اليها نصت على كلام كثير والجمل التي سبقت الفقرة التي تم التركيز عليها توضح بشكل قاطع بأن المقصود  ب(اخوتكم ) ليس الغرباء الذين يريدون احداث تغيير ديموغرافي في قرانا كما حاول الأخ كاتب المقال الايحاء بذلك.. الخ .
اخي العزيز عبد الأحد العبارة مفهومة لا لبس فيها ، والمقصود اخوة لنا لا غيرهم ، لكن انا تكلمت عن الثغرة التي يمكن الدخول منها لإحداث التغيير الديمغرافي حين نفتح الباب ( لأخوة لنا ) فعلى سبيل المثال : إن بعت بيتي في القوش لأحد الأخوان من غير الألاقشة ، والأخ الذي بعته البيت عزم على الهجرة او احتاج الى ثمن البيت ، حتماً سوف يعرضه للبيع ، وسوف لا يلتزم بالعرف الموجود في القوش ، وإنما سوف يبيعه للذي يدفع اكثر ، وما هو المانع من بيعه للغريب في هذه الحالة ؟ علماً لا يوجد مادة تمنعه من هذا البيع . اليست هذه النقطة خلق ثغرة شرعية قانونية لإحداث التغيير الديموغرافي ؟
اما عن الأيجار ( لأخوة لنا ) ، فأنا شخصياً مستعد ان اضّيف ( اخ لي ) (وقت الشدة) وهذا واجبي ، ولكن بعد انتهاء (وقت الشدة) كل منا جالس في مكانه في حدود بيته فليس لي بيت للايجار ، وإن عزمت على ايجاره سوف التزم بالعرف السائد اي تأجيره الى عائلة القوشية . كما اشرت الى حالات اخرى في النقطة ثامناً من المقال ، فلا يوجد في المسألة تعصب يذكر .
دمت بخير اخي عبدالأحد
حبيب


177

الأخ العزيز امير المالح المحترم
تحية ومحبة
في البداية اقدم لكم مواساتنا وتعازينا القلبية لرحيل الأخ سعدي الى الأخدار السماوية راجين الرب يسوع ان يسكنه فسيح ملكوته السماوي  ، وأن يلهمكم نعمة الصبر والسلوان بهذا المصاب الأليم .
اخي امير حاولت نشر المقال المرفق بالمنبر الحر لكني لم افلح بذلك ولهذا اضطررت ان ارسله ،
 دمتم بخير ومحبة
حبيب

178
معذرة غبطة البطريرك .. القوش ليست عنصرية بل تحافظ على وجودها وهويتها
بقلم : د.حبيب تومي ـ اوسلو
habeebtomi@yahoo.no
Habeebtomi71@gmail.com
القوش ـ وتكتب باللغة الكلدانية (ܐܠܩܘܫ ) ـ موقعها الى شمال مدينة الموصل بحوالي 50 كم ، وهي رابضة في سفح جبلها المعروف باسمها ( جبل القوش ) ، ويرجع تاريخها الى ما قبل الميلاد حيث ورد ذكرها في سفر النبي ناحوم الألقوشي ، وهي تحتفظ لحد اليوم بأطلال لمرقده مع بناية هيكل وكنيس ملحقة به ، وكان اليهود من انحاء العراق يحجون اليه الى عام 1950 حيث كانت هجرتهم الى اسرائيل .
 في القوش معالم دينية تاريخية ومنها دير الربان هرمز الذي يعود تاريخه الى القرن السابع الميلادي وهناك العديد من المدارس والكنائس والأديرة لعل اهمها هو دير السيدة حافظة الزروع الذي يعود تاريخ انشائه الى عام 1848 في عهد البطريرك مار يوسف اودو ، ومن المعالم التاريخية البارزة في تراث القوش دير ومن ثم كنيسة وأخيراً مدرسة مار ميخا النوهدري ، وأخيرا وليس آخراً كنيسة مار كيوركيس في محلة قاشا في القوش القديمة .
ادارياً كانت القوش ناحية منذ سنة 1918 أي قبل تأسيس الدولة العراقية ، ويقول التقليد ان الألاقشة لم يرغبو في تحويلها الى قضاء ، السبب الرئيسي كان خشية ابنائها على فقدان خصوصيتها وحفاظاً على هويتها .
 وكنسيا كانت القوش خورنة تابعة لأبرشية الموصل ، وفي عام 1961 تحولت الى ابرشية وكان اول مطران لها المرحوم ابلحد صنا ، اما اليوم فيرعى ابرشية القوش المطران الجليل مار ميخا مقدسي وتشمل ابرشية القوش : (خورنة ألقوش وعين سفني وجمبور وبيندوايا وتللسقف وباقوفا  وباطنايا ) .
ما يمكن الإشارة اليه اليوم من الناحية الأقتصادية ، يلاحظ المتابع نمو وازدهار طبقة متوسطة ميسورة الحال تشق طريقها في المدينة لتتوسع افقياً  وعمودياً ، ومن مظاهر هذه النهضة التوسع العمراني لبيوت راقية جميلة في احياء المدينة لا سيما الحي المتجه نحو الشرق ليلامس حدود دير السيدة ، ومن المظاهر الأخرى لهذه الرفاهية الأعداد الكبيرة للسيارات الحديثة الخاصة التي يمتلكها ابناء القوش وغيرها من المظاهر التي تدل على النمو والرخاء الأقتصادي للعائلة الألقوشية بشكل عام ، فإضافة الى الأعمال الحرة ، ثمة طبقة من واسعة من الموظفين في دوائر الدولة وفي حكومة اقليم كوردستان في القوش نفسها او في القرى المجاورة او في دهوك او الموصل ، كما يمكن الإشارة الى منظومة خدمات عامة لا بأس بها من ناحية الطاقة الكهربائية والمياه العذبة والخدمات الصحية وغيرها من الخدمات .
لكن باعتقادي اهم من كل ذلك هو استتباب الأمن والأمان في القوش والمنطقة بشكل عام ، فهذا عامل مهم للعيش والأستقرار .
مع كل هذه الأسباب التي اعتبرها ايجابية يمكن ملاحظة ندوب غائرة على وجه القوش المتمثلة في نزيف الهجرة القاتل المتمثل في استهداف الوجود المسيحي في القوش وفي غيرها من المدن والقرى المسيحية .
في اهم معضلة تواجه المسيحيين في العراق وفي الشرق الأوسط عموماً ، هو الوجود المسيحي المهدد ، وهذا الهاجس ( هاجس الهجرة ) دفعت غبطة البطريرك مار لويس  روفائيل الأول ساكو، بإعلان الكنيسة الكاثوليكية الكلدانية بأنها كنيسة منكوبة ، نعم انها في طريقها الى الزوال والأندثار إن استمرت اوضاعها على هذا المنوال في نزيف الهجرة التي مادتها الأنسان يغادر بلده نهائياً دون رجعة  .
مناقشة المشكلة مع غبطة البطريرك
في اثناء زيارة غبطة البطريرك مار لويس  روفائيل الأول ساكو الى القوش :  اوصل الى اهالي القوش رسالة كلها امل ومحبة ، وفيما جاء في فقرة من فقراتها يقول :
5((. إنكم تنتظرون وضعاً أفضل: إن شاء الله. قراكم مهملة تفتقر إلى مشاريع خدمية وصحية وسكن، والكثير من أراضيها تم إطفاؤها؟؟ هذا غير مقبول! التقينا بالمسؤولين: سيادة محافظة نينوى، ورئيس مجلس المحافظة ومسؤولي إقليم كردستان في المنطقة ووعدونا خيراً. شكراً لهم. ننتظر الأفعال لتطمين شبابكم الذين يتطلعون إلى سكن وفرص عمل وتعيينات. لكن عليكم تقع مسؤولية المتابعة، فسارعوا إلى تشكيل مجلس أعيان في القوش وكل البلدات، لمتابعة تحقيق مشاريع على ارض الواقع وتسهيل الأمور. كما اطلب منكم الانفتاح على إخوتكم الراغبين في السكن في قراكم. سهلوا أمرهم. إنهم فائدة لكم وعامل قوة وتطور. لقد كنتم سباقين في استقبال المهجرين واحتضانهم عبر تاريخكم الطويل. فلا يليق بكم الانغلاق والعنصرية .)) انتهى الأقتباس .
حسب الرباط ادناه :
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,739391.msg6256675.html#msg6256675
في الحقيقة مناشدة غبطة البطريرك في الأنفتاح للراغبين في السكن في قرانا اعتقد المسالة محلولة ، لكن فتح الأبواب امام الراغبين للسكن في مدينة القوش تحتاج الى مناقشة جدية . ففي الفقرة الاخيرة ورد في الرسالة :
لقد كنتم سباقين في استقبال المهجرين واحتضانهم عبر تاريخكم الطويل. فلا يليق بكم الانغلاق والعنصرية .
نناقش هذه الفقرة بالعودة الى الوراء لما سمعناه من آبائنا ، وأنا شخصيا كمتابع لتاريخ بلدتي القوش ولدي كتاب منشور عنها سنة 2003 تحت عنوان : القوش دراسة انثروبولوجية اجتماعية ثقافية  يقع في 400 صفحة . ومن خلال التقليد ان القوش حفاظاً على هويتها ووجودها لم تقبل المهاجرين اليها للسكن ونشير الى المحطات :
اولاً : ـ
 ويفيد هذا التقليد المتوارث ( سوف نستخدم التقليد المتوارث في عدة فقرات من هذا المقال ) ان عائلة حكيم حينما دخلت القوش اقنعت اهلها ، بأنهم يجيدون مهنة الطبابة ( الطب الشعبي ) السائد في تلك المرحلة من جبس الكسور وتطبيب الجروح بالحشاش وشفاء بعض الأمراض السائدة ، وعلى هذا الأساس قبل الأب الأول او الآباء الأوائل لبيت الحكيم ، وهم عائلة كبيرة اليوم وكان منهم البطريرك يوسف اودو (1790- 1878) .
ثانياً : ـ
عائلة اخرى قدمت الى القوش وهي عائلة الصفار ، وعرضت مهنتها وهي إزالة الصدأ عن الأواني المنزلية النحاسية ( صفر) التي كانت مستعملة في ذلك الوقت، وفي لغة القوش الكلدانية المحكية فالصنعة تعرف بـ ( مبيضانا)   صفار ، واليوم عائلة صفار عائلة كبيرة في القوش وفيها مختلف المهن والأختصاصات ، والتقليد يقول انه سمح لهم بالسكن قرب كور ( اتونات ) صناعة الجص التي كان موقعها يومذاك جنوب مدينة القوش ، واليوم هي الأماكن القريبة من كنيسة ماركيوركيس في القوش القديمة ، في محلة قاشا الحالية .
ثالثاً : ـ
في صفحة اخرى حينما كنا في الجبل بصفة بيشمركة في الستينات من القرن الماضي وكان مقرنا في دير الربان هرمز ، وكان المقر  يجمع خليط منوع  لكل المكونات العراقية : فبالأضافة الى الكلداني كان معنا العربي والكوردي والتركماني والآشوري والإيزيدي والشبكي والأرمني ومن مختلف المدن العراقية ، ولكن الأكثرية في هذه القاعدة كانوا ابناء القوش الكلدانية ، وحاول بعضهم شق صفوفنا ، على اساس ان الألاقشة في القاعدة متكتلين ومتعصبين لألقوش ، ولا يقبلون بالتضحية بألقوش من اجل الحزب والثورة ، وفي الحقيقة كانت القوش تقدم المواد الغذائية والسلاح والعتاد والأدوية بالإضافة الى ابنائها المقاتلين والذين استشهدوا في المعارك ، ونضيف الى ذلك تعرض عوائلنا لمختلف انواع القمع والملاحقة ومنهم من دخل السجن ، مما سبب في هروب وهجرة عوائلنا الى بغداد والمدن العراقية الأخرى .
وتحت تلك الحجة نهضنا في احد الأيام وإذا بمجموعة كبيرة قد تركت القاعدة مع اسلحتها التي كانت تعود لقاعدتنا وبعضها كان امانة من اهالي القوش عندنا  وعسكر هؤلاء في كلي قيصرية في جيل باعذري ، وكانت حجتهم انهم مبدأيين ونحن عنصريين لأننا نحب القوش وندافع عنها ، اجل وقفنا الى جانب القوش ولم نسمح بالعبث بأمنها وأمانها عبر القيام بعمليات استفزازية فيها ، ولم نعطي حجة للحكومة لكي تقوم بعمليات انتقامية ضدها .
فالتساؤل هنا هل نحن متعصبين بهذا الموقف ؟ لقد جرى اتهامنا في وقتها بأننا عنصريين .
رابعاً : ـ
في اواخر عام 1963 انسحبنا من جبل القوش ومن كل المنطقة حينما استولت عليها القوات الحكومية ، وبعد مدة من الأنسحاب كان قرار القيادة بضرورة العودة الى المنطقة لكي لا تبقى مفتوحة للقوات الحكومية تحديداً ، ووقع الأختيار في حينها على هرمز ملك جكو وتوما توماس للعودة الى المنطقة  ، وفعلاً رجعنا ، ولظروف العودة هذه قصة طويلة لا مجال للتطرق اليها في هذا المقال القصير ، وكان الرأي بعد وصولنا ان نقوم بعملية عسكرية مهمة لكي يكون لها صدى في المنقطة ، وكان اقتراح المرحوم هرمز ملك جكو الهجوم على مركز شرطة القوش بغية الأستيلاء عليه .
 لقد وقفنا نحن ابناء القوش ضد هذا الأقتراح ، لكن وقف عدد قليل جداً من الألاقشة مع مقترح الهجوم ، وأخيراً كان قرار الهجوم الذي كتب له الفشل ، ولو قدر له النجاح بالأستيلاء على المركز ، لتعرضت القوش لعملية انتقامية من القصف الجوي والبري ، ولهذا وقفنا ضد اجتياح المركز . وبعد ان فشلت العملية وقفنا نحن الألاقشة ضد محاولات كسر اقفال الدكاكين بغية نهبها وفي وقتها اتهمنا ايضاً بأننا عنصريين لأننا لم نفرط بأمن واستقرار القوش ، وحافظنا على وجودها في تلك الظروف العصيبة .إذ كان همنا الأول المحافظة وجود وديمومة القوش ونجحنا في  ذلك .
خامساً : ـ
لا ادري من هو قائل هذا الكلام :
من جاور السعيد يسعد به        ومن جاور الحداد اكتوى بناره
وفي القوش نقول : ( اشواوا قريوا بشطوء مأخونا رحوقا ) اي الجار القريب افضل من الأخ البعيد . فحينما تبني بيتاً تسأل عن الجار قبل كل شئ ، وكم من المعارف باعوا بيوتهم هرباً من جيرانهم . وحينما نتكلم عن الجار والجيران يمتد الحديث الى محاولات التغيير الديمقوغرافي الذي يكون نتيجة فرض جيران عليك انت لا ترغب فيهم ، بسبب رغبتك المحافظة على هويتك وخصوصيتك . لا نقول عنهم انهم سيئين او خيّرين .
امامنا تجارب مريرة غبطة البطريرك ، فتجربة تلكيف ماثلة امامنا ، وقد انتهت الى ماهي عليه اليوم ، وهنالك محاولات لإلحاق مدن اخرى بتلكيف ليكون لها نفس المصير ومنها برطلة وبغديدا وكرملش وباطنايا ، وبقية المدن والقرى وبضمنها القوش .
سادساً :ـ
بداية النار الكبيرة تكون بمستصغر الشرارة ، في تسعينات القرن الماضي خيمت عائلة عربية لهم اغنام في قرية بيندوايا وتبعتها عائلة اخرى ثم عوائل وأخذ هؤلاء ببناء البيوت من البلوك والسمنت بعد ان ازالوا الخيم ، وفي الأخير اعترف الدير بالأمر الواقع وهو مالك قرية بيندوايا ، وبعد جهود مضنية من قبل رئيس الدير انذاك القس مفيد استطاع اخراجهم بعد دفع مبالغ كبيرة لهم ، كانوا معتدين وتم تعويضهم ثمن اعتادهم .
في نفس الفترة حاولت عائلة القوشية استخدام عائلة عربية كرعاة لأغنامهم ، ونصبوا لهم خيمة بالقرب من القوش ، والذي بادرنا في وقتها ( زمن صدام ، زمن تعريب كل انسان وكل شئ ) ، استطعنا ان نرسل وفداً من نادي بابل الكلداني في بغداد يحثون ،الألقوشي ، مالك قطيع الغنم بالعدول عن استخدام الراعي العربي ، وفعلاً استجاب الرجل . وبقيت القوش بمنأى عن اية بذور لغرسها في تربة القوش ، وحينما وزعت قطع اراض في القوش على موظفي الدولة دون النظر على هويتهم ، لجأ الألاقشة الى شراء جميع تلك الأراضي ، ولم يجري تسريب اي قطعة للغريب .
سابعاً : ـ
في باطنايا عدة عوائل عربية ، وهؤلاء يقولون انهم رعاة غنم ، أفاد احد اصدقائي عاش في باطنايا لفترة ، يقول : في احد الأيام جاء احدا الشباب العرب واشترى مربى محفوظة في علبة زجاجية فسلمها للشاب واراد الشاب دفع ثمنها البالغ 1500 دينار ، وفي هذه الاثناء سقطت العلبة الزجاجية من يده وانكسرت ، فطلب علبة ثانية من البقال البطناوي ، فسلمه البقال علبة اخرى، فأخرج الشاب ثمن علبة واحدة ودفعها للبقال ،فقال له البقال اريد ثمن علبتين لأن الأولى انكسرت من يدك ولست انا السبب في كسرها وعليك دفع ثمن علبتين ، فأصر الشاب على دفع ثمن علبة واحدة مع ارتفاع نغمة الغلط والتهديد من قبل الشاب على صاحب الدكان وصدفة حضر شاب بطناوي وحينما رأي العربي يكيل الغلط على صاحب المحل ، فكان من هذا الشاب ان لقن درساً للمعتدي الشاب العربي ، والذي حدث على اثر هذا الحادث ، خطفوا احد ابناء باطنايا ولم يطلقوا سراحه إلا بعد دفعه لآلاف الدولارات للخاطفين .
ثامناً : ـ
قدم احد اصدقائي من السويد ، وهو القوشي توظف في عنكاوا لأكثر من عقدين من السنين وبقي في السويد اكثر من عقد ، وفي معرض زيارته لعنكاوا مؤخراً يقول : سألت عشرة اشخاص بلغتنا الكلدانية ، اجابني اثنان فقط ، وثمانية ردوا على بالكردي او بالعربي ، هذا يعكس ان اهالي عنكاوا الكلدانية اصبحوا اقلية في مدينتهم عنكاوا والسبب طبعاً لأن ابوابها مفتوحة .
هنا سوف نربط هذا الحادث بألقوش وموقفها الحدي من بيع او تأجير البيوت للغرباء ، ويقصد بالغريب كل من ليس القوشي ، والفقرة هنا تحتوي على مسألتين الأولى البيع والثانية التأجير ، وفي الأولى إن وافق الأهالي للبيع للغريب ، فالغريب حينما يبغي البيع يهمه الربح ويبيع البيت لمن يدفع اكثر ، فهو يغادر المدينة دون رجعة ، وليس له اقارب فيها ، ولا يوجد قانون رسمي يمنعه من هذا البيع .
 إذاً نحن الألاقشة سوف نقع في مشكلة نحن في غنى عنها ، ويقال درهم وقاية خير من قنطار علاج ، وهكذا قطع دابر هذه المشكلة والكل متفقون على هذا الحل : عدم بيع للغريب ، بالرغم من وجود بعض الشذوذ ، ولكل قاعدة شذوذ .
اما الشق الثاني من المسالة وهي حالة التأجير للغريب ، فالحكمة في عدم التأجير هي ان الأيجارات سوف ترتفع نار إذا فتح باب التأجير للغريب ، وهنا سوف يتضرر ابن القوش الذي لا يملك داراً سكنية ، وسيدفع اضعاف الأيجار الذي يدفعه حالياً ، ومن هذا المنطلق قفل باب التأجير للغريب ، لكي تبقى اسعار الأيجارات على حالها إذ يكون الطلب قليل مقتصراً على ابناء القوش فحسب .
تاسعاً :ـ
غبطة البطريرك مار لويس روفائيل الأول ساكو الكلي الطوبى . إن موقف القوش هذا لا يدل على الأنغلاق والعنصرية ، إن مواقف القوش معروفة ، ففي عام 1933 حينما لجأ اليها الأخوة الأثوريون هرباً من تنفيذ الفرمان الفاشي القاضي بإبادة الأثوريين ، كانت ابواب اهالي القوش مفتوحة لهم واستعدوا لتحمل الكارثة التي تحل بهم جراء موقفهم هذا ، فلم يأبهوا للمخاطر المحيقة بهم من قبل السلطات الحكومية ومن قبل العشائر التي كانت تتربص للانقضاض على القوش ، فإنهم لم يكتفوا بفتح ابوابهم للاثوريين بل استعدوا لتحمل النتائج مهما جسمت وكبرت . وكان هناك موقف مشابه حينما لجأ اليها ابناء شعبنا هاربين من التهديدات والعمليات الإرهابية في الموصل ومدن العراق ، ولهذا لا يمكن اتهام القوش بالأنغلاق والعنصرية .
عاشراً : ـ
إن السبب الرئيسي للهجرة هو المحاولات المستميتة في تغيير التركيبة السكانية لمدننا وقرانا الكلدانية والسريانية والآشورية ، وامام هذه المحاولات كانت القوش المدينة الوحيدة التي انطلقت فيها مظاهرة ضد محاولات التغيير الديموغرافي هذه ، وقد وقفت كل القوى في القوش للتصدي لهذه الظاهرة الخطيرة ، والحزب الوحيد الذي امتنع عن الأشتراك في هذه المظاهرة كان حزب الزوعا ( الحركة الديمقراطية الآشورية ) الذي تغيب بشكل مخجل ومريب عن الأشتراك في هذه التظاهرة المهمة ، وهناك علامات استفهام حول الموقف الغريب العجيب للحركة الديمقراطية الآشورية من القوش ، وهذا المقال ليس مكان مناسب لشرح للإجابة على تلك الأسئلة التي تسبق علامات الأستفهام .
وكانت هنالك مواقف وأشياء لتمزيق لحمة القوش ووحدتها ولا يمكن التطرق اليها عبر هذا المقال ، ولما لم يفلحوا نقلوا نشاطهم الى ديترويت في امريكا .
احد عشر :ـ
غبطة البطريرك كما تعلمون نحن مهددون بوجودنا ، وقد ثبت من خلال تجربتنا التي صاغها الزمن الطويل والمحن المتواترة عبر الزمن الطويل ايضاً ، ان طريقة غلق الأبواب هي الوسيلة الناجعة للحفاظ على وجودنا وهويتنا وخصوصيتنا ، انه استمرارية لديمومة شخصيتنا ، ليس من باب تفوق عرقي او تاريخي ، بل من باب الحفاظ على صيرورتنا وهويتنا على ارضنا ، ونعيش على ترابها كما عاش آبائنا وأجدادنا ، ولا نريد امجاد مالية او وظيفية ، لقد جربنا هذه الطريقة عبر مختلف الظروف وثبت لدينا انها ناجحة في الحفاظ على وجودنا ، وغيرنا لم يستعمل هذا هذه الطريقة ففتح ابوابه للغريب وحقق امجاداً مالية ووظيفية ، ولكنه تفاجأ بأن وجوده قد اصبح في مهب الريح ومدينة تلكيف خير دليل على كلامنا .
إن صواب اي فكرة نابع من حصيلة نتائجها ، ونحن قبلنا بنتيجة ان تبقى القوش فقيرة خير من تكون غنية ومع الغنى نفقد خصوصيتنا وشخصيتنا بل وكرامتنا .
دمتم بخير ومحبة سيدنا البطريرك لويس روفائيل الأول ساكو الجزيل الأحترام
 
د. حبيب تومي
[/font]
[/size] / اوسلو في 04 / 06 / 2014
 
 


179
الى الصديق امير المالح
الى ذوي المرحوم وكل آل مالح الكرام
نشاركم الأحزان في مصابكم الأليم ونقدم لكم تعازينا القلبية ، ونتضرع الى الرب يسوع ان يتغمد المرحوم بوافر رحمته وأن يسكنه فسيح ملكوته السماوي ، وأن يلهمكم جميعاً نعمة الصبر والسلوان .
حبيب تومي / عن اسرة نادي بابل الكلداني في النرويج

180
مرحبا ميوقرا ابو سنحاريب الورد

تحياتي
حبيب

181
السيد آشور كيوركيس
كفاية تمرير افكارك القومية العنصرية الإقصائية ، القومية الكلدانية هي القومية العراقية الأصيلة الثالثة في خارطة القوميات العراقية ، وعليك ان تقرأ التاريخ اولاً وتحترم مشاعر الناس ثانياً الذين يؤمنون بقوميتهم الكلدانية العراقية الأصيلة ، إن كان بعضهم قد تنكروا لقوميتهم بسبب التزامهم بولائهم الحزبي  فهذا شأنهم ، فهنالك الكثير ممن ينكرون قوميتهم الأصيلة او دينهم ويتحولون الى الدين الآخر ، فأقول لك : كما تعتز بقوميتك الآشورية فهناك من يعتز بقوميته الكلدانية ، وإن افكارك الأقصائية بحق الكلدان ليست بعيدة عن الفكر البعثي الإقصائي بحق القوميات العراقية الأخرى  ، ومن هذا المنبر ادعوك لأحترام حقوق الأخرين وحريتهم في الأنتماء ، فأنت لست وصياً على غيرك ، نحن نؤمن بالرأي الآخر ونحترمه ، ليس خوفاً منه ، بل ايماناً بحقوق كل الناس في الحرية وفي المعتقد الديني والقومي والمذهبي والوطني ، فيترتب عليك ان تؤمن بحرية الآخر ، كما يريد هو وليس كما تريد انت وفكرك الأقصائي ، وليس من حقك ان تستهين بحق المواطن العراقي وأن تصبح وصياً عليه .
تحياتي
حبيب

182
الأخ  ميوقرا نامق ناظ جرجيس المحترم
تحية ومحبة
شكراً على مرورك ، ونحن نؤكد بأنه لا يمكن إلغاء تاريخ شعب بقرار سياسي او حزبي ، لكن يغرهم موالاة وطاعة بعض المستفيدين ، فيعتقدون ان الشعب قد اقتنع بحججهم وقراراتهم ، إن جهودنا ستبقى مستمرة ما دام شعبنا مهمشاً في وطنه .
دمت بخير اخي نامق
تحياتي
حبيب

183
الأخ نبيل دمان
تحية ومحبة
انا كاتب مستقل لست ملزماً بأية رؤية اديولوجية لأي حزب ، شخصياً متأثر بالفكر الليبرالي في هذه المرحلة من عمري ، وحينما ارى حالة تستحق النقد  فلا اتأخر عن توجيه النقد ، كما اني اثمن الحالة الموجبة لأي طرف او حزب ، والأخ يونادم كنا قلت عنه سابقاً انه سياسي محنك ، وفي مسألة الأنتخابات  كان له حراك دؤوب ، الى ان حقق النتائج التي ارادها او اقل من التي أرادها قليلاً ، ومن جانب آخر أقول ان الأخ يونادم كنا يحمل فكر اديولوجي إقصائي ، هو وحزبه ، الذي اراد ان يكون توسيع قواعد حزبه على اسس شوفينية إقصائية بحق الكلدان وتاريخهم وقوميتهم العراقية الأصيلة ، وهو يعتقد انه بقرار حزبي يستطيع ان يلغي ثالث قومية عراقية وهي القومية الكلدانية  العراقية ، من الخارطة القومية العراقية .
وهكذا كما ترى نثمن الحالات الموجبة ، اما الفكر الشوفيني العنصري نتصدى له إن كان لدى السيد يونادم كنا او عند غيره ، فتاريخ الشعب الكلداني تاريخ عريق وأصيل ولا يمكن للأخ يونادم وحزبه ان يزيلوا هذا التاريخ العريق برغبتهم او بقرار من حزبهم ، وقد حاول البعث قبلهم بإلغاء قوميات عراقية اصيلة ، ورغم امكانيات البعث الهائلة لم يستطيع هذا الحزب تحقيق اهدافه الإقصائية ، وأعتقد ان الزوعا ليست اقوى من البعث ،لقد اشار المرحوم توما توماس في رسالته لك : بأنه لا يمكن إلغاء تاريخ الشعب الكلداني بجرة قلم ، ولكن الأخ يونادم وحزبه يصران على النهج ، وسوف يلفهم الفشل الذريع في نهاية المطاف ، ويقول المثل العراقي :لو دامت لغيرك لما وصلت اليك .
تحياتي
حبيب
ـــــــــــــــــــــــ
الأخ الصديق غالي غزالة
تحية ومحبة
شكراً على مرورك ،ونحن دائماً يحدونا الأمل في ان تستقر الأمور في وطننا العزيز ، وإن ساد الأمن والأمان في ربوعه ،فإنه يملك كل مقومات البناء والتقدم ، ولهذا نكتب ونكتب الى ان تعود المياه الى مجاريها في وطننا العزيز .
تقبل تحياتي
حبيب

184
الأخ كلدوآشوريا المحترم
الذي اعرفه ان الناخب الذي يمنح صوته للقائمة دون وضع الأشارة على تسلسل اي مرشح ، فإن الصوت اوتوماتيكياً يذهب لرصيد الرقم واحد في القائمة وهذه هي ميزة التسلسل الأول ، ولهذا تجري المعركة من اجل احتلال التسلسل الأول ، ولهذا استنتج ان تلك الأرقام محسوبة في القوائم المنشورة كمحصلة نهائية .
تحياتي
حبيب

185
الأخ كلدوآشوريا المحترم
تحية ومحبة
الأرقام اقتبستها من موقع عنكاوا من الجدول المنشور ، ولجأت الى جمع اصوات كل قائمة لوحدها ، ويمكنك التأكيد من الجمع ، وهي حسب الرابط ادناه :
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,739801.0.html
تحياتي
حبيب

186
الأخ العزيز عبدالأحد قلو
تحية ومحبة
اخي عبد سابقاً كنا نردد مقولة على هامش انعقاد مؤتمرات القمة العربية ، ونسأل على الأتفاقيات التي تمخض عنها المؤتمر فنقول : لقد اتفق العرب على ان لا يتفقوا . ونحن الكلدان كلما تقترب الأنتخابات ، نتفق على ان لا نتفق في الأنتخابات ، وتكررت النتيجة مرتين ، ولو ان هذه المرة كانت مختلفة عن سابقتها ، ورغم عدم اتفاق القائمتين ( اور الوطنية ، والبابليون ) لأختلاف الرؤية بين الطرفين ، وقد حدثت امور اخرى لا مجال للتطرق اليها في هذا المكان .
اعتقد ان عدم الخروج بقائمة واحدة ليس السبب الوحيد بعدم فوزنا ، فثمة سبب وجيه آخر  لهذا الإخفاق ، وهذا السبب يكمن في عزوف شعبنا الكلداني في الأشتراك بشكل فعال في عملية الأنتخابات او في المسألة القومية الكلدانية بشكل رئيسي ، وهذا ناجم عن الضعف القومي الكلداني ، ونحن القوميين الكلدان نحاول منذ 2003 بالتركيز على هذا الجانب ورغم عملنا الدؤوب ،فإننا اخي عبد لا زلنا بحاجة الى المثابرة والأستمرارية في مجال العمل القومي الكلداني .
دمت بخير وشكراً على مرورك الدائم
تحياتي
حبيب
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مرحبا ميوقرا مايكل سيبي
تحية ومحبة
ليست المسألة كذلك اخي مايكل ، نتطرق الى الماضي ليس من اجل تكراره ، بل من اجل الإستفادة من تجاربه ، فقضية شعب لا تنتهي بنجاح او كبوة في مسألة معينة ، فالأستمرارية والعمل الدؤوب كفيلان بالوصول الى الهدف ، وتجارب الشعوب أمامنا ينبغي الأستفادة منها ، لاسيما نحن النخبة القومية الكلدانية .
دمت بخير اخي مايكل وشكراً على مرورك الدائم .
تحياتي
حبيب

187
مبروك للفائزين.. وهل جرى هندسة النتائج ؟
بقلم : د. حبيب تومي ـ القوش
Habeebtomi71@gmail.com
الحدث الأنتخابي في العراق بنهاية نيسان المنصرم جسد بشكل كبير التعددية السياسية ، واسبغت على العملية تواصيف تستحق التقدير ، حيث تنافس في هذه الانتخابات 9039 مرشحا للفوز باصوات أكثر من 20 مليون عراقي، أملا بدخول البرلمان المؤلف من 328 مقعدا ، اي بمعدل حوالي 28 مرشح لكل مقعد ، وبالنسبة للكوتا المسيحية فإن 90 مرشح يتنافسون على الفوز بـ 5 مقاعد اي بمعدل 18 مرشح لكل مقعد وبعد ظهور النتائج ، كان من يصرح بأن النتائج مطبوخة في دهاليز التزوير ، او على الأقل جرى هندستها لتكون على صيغة تركيز نفس الواقع المعاش ،وفي كل الأحوال ينبغي التهيؤ لأنتشال العراق من واقعه المزري ، ويجب تكريس الجهود لبناء عملية سياسية بمنأى عن تقسيم حصص الطوائف .
 اما ما يتعلق بالكوتا المسيحية ، فكانت هنالك بعض المفاجئات ، لكنها لم تكن حاسمة ، هذا وكانت النتيجة النهائية للكوتا فوز المجلس الشعبي بمقعدين ، وقائمة الرافدين التابعة للحركة الديمقراطية الآشورية بمقعدين ، وقائمة الوركاء التابعة للحزب الشيوعي العراقي بمقعد واحد ، وادناه الأصوات التي حصلت عليها قوائم الكوتا المسيحية وحسب القوائم المنشورة على موقع عنكاوا كوم . وندرجها حسب اعلى الأصوات فأدنى :
1 ـ قائمة المجلس الشعبي : 19371
2 ـ قائمة الرافدين ( الزوعا ) : 18382
3 ـ قائمة الوركاء الديمقراطية : 7602
4 ـ ابناء النهرين  : 5821
5 ـ ائتلاف بلاد النهرين : 5318
6 ـ قائمة البابليون  : 4790
7 ـ تحالف سواريي الوطني : 3877
8 ـ اور الوطنية  : 3706
9 ـ كيان شلاما  : 3403
المجموع = 72270 صوت ،وتكون عتبة الفوز بحدود 14500 صوت
إنه تقريباً نفس عدد الأصوات الذي حصلت عليها الكوتا المسيحية في انتخابات عام 2010 م .
والملاحظات هنا ان قاعدة احتكار مقاعد البرلمانين العراق الأتحادي والكوردستاني من قبل الزوعا والمجلس الشعبي قد جرى تجاوزها ،وهكذا كان المقعد الخامس من نصيب قائمة الوركاء المدعومة من قبل الحزب الشيوعي العراقي .
وهذه بعض الملاحظات .
1 ـ المقعد الذي حصلت عليه قائمة الوركاء على حساب قائمة الرافدين التابعة للحركة الديمقراطية الاشورية ، وهكذا رغم احتفال الزوعا بالفوز في الأنتخابات الاخيرة ، فإنها لا يمكن إخفاء امتعاضها من خسارتها لمقعد واحد وبقي لديها مقعدين فحسب ، والمآخذ على الحركة ان المقعدين قسمت بين سكرتير الحركة وابن اخته ، ورغم الجدل الحاصل حول الفوز بمقعد كركوك من قبل وزير البيئة السيد سركون لازار صليوا ، ولكي نكون مهنيين وصادقين في منظومة النقد نقول : ان المقعد الذي حصل عليه السيد يونادم كنا ، كان عن استحقاق وجدارة فقد فاز الرجل رغم زخم الدعاية المناوئة له من عدة جهات فقد أبلى بلاءً حسناً في مسألة الدعاية الأنتخابية ، والذين منحوا له اصواتهم كانت عن قناعة وعن مبدأ .  ومع هذا الفوز فإن الحركة الديمقراطية الآشورية تأكد لديها في هذه الأنتخابات بأنها لم تعد اللاعب الوحيد في الساحة .
2 ـ شهدت هذه الدورة تدخل كبيرمن قبل الأحزاب الكبيرة للتأثير على النتيجة بغية مجئ اناس موالين لتلك الأحزاب الممولة والداعمة حتى بأصوات الناخبين ، وقد اكدنا ان يكون لنواب الكوتا المسيحية خطاب مستقل بمنأى عن تأثير الأحزاب الكبيرة ، وأن يكون لهم خطاب موحد فيما يتعلق بمصير شعبنا ، لكن النتيجة كانت عكسية حيث ازداد تدخل تلك الأحزاب واصبحت الكوتا مقسمة حسب موالات اعضائها لأولياء نعمتهم وداعميهم .
3 ـ قياساً بنتائج انتخابات عام 2010  لقد فقدت القوائم التي اشتركت في تلك الدورة الأنتخابية وهذه ، الكثير من الأصوات ، وما بقي عالقاً في ذهني ، فإن الزوعا كانت اصواتها بحدود 28 الف صوت واليوم مجموع اصواتها بحدود 18 الف صوت اي بخسارة حوالي 10 الآف صوت ، وهذه النتيجة مخيبة لآمال الحركة ، وهي نتيجة حتمية لما آل اليه حال الحركة من انشقاقات في صفوفها . والمجلس الشعبي خسر حوالي 2000 صوت وقائمة اور الوطنية فقدت حوالي 2000 صوت .
4 ـ طريقة وآلية منح المقاعد للقوائم الفائزة قد اوقع تلك القوائم في حالة من الحيص بيص ، كل طرف له قراءته لتوزيع المقاعد الفائزة ، فمثلاً السيد خالص ايشوع الذي حصد آلاف الأصوات لم يتاح له الفوز بالمقعد بذريعة شموله بإجراءات المساءلة والعدالة ، وإن كان الأمر كذلك كيف سمح له بالأشتراك في الأنتخابات ؟ وكيف كان عضواً في البرلمان في الدورة السابقة ؟
5 ـ بنظري ينبغي على الكيانات الفائزة ان تبتعد عن اسلوب إرسال عبارة التشفي بالخاسرين والأبتعاد عن مظاهر الغرور والتبجح ، لأن هذا الأسلوب جزء من الثقافة البعثية المتأصلة في نفوس بعض ابناء شعبنا والذين تحولوا اليوم لمولاة الأحزاب القومية الإقصائية العاملة في ساحة شعبنا .
6 ـ في الحقيقة ان البرلمان الجديد تنتظره مهمات كبيرة وصعبة ، فهناك قضايا متعلقة ، إذ عجز البرلمان الماضي وضع الحلول لها منها مسألة الميزانية التي جرى تحويلها الى هذه الدورة  ، والقضايا والمشاكل المتعلقة مع اقليم كوردستان والتي لم نلاحظ اي خطوات مهمة لوضع الحلول الناجعة لها طيلة الأربع سنوات . وهنالك تحديات كثيرة تنتظر البرلمان الجديد ، لعل اهمها هو هاجس الوضع الأمني ، فالعاصمة العراقية ، قلب العراق ومدن اخرى لا زالت ساحة مفتوحة للإرهابين والعصابات والميليشيات ، وعجزت الحكومة بخططها وأساليبها التقليدية من وضع الحواجز وقطع الطرق ونشر نقاط التفتيش التي باتت نفسها عرضة للإستهداف ، وبات وأصبح وامسى الأمن والأمان والأستقرار صعب الوصول اليه .
وهنالك امام البرلمان العراقي من اعقد المشاكل وهي تعيين رئيس مجلس النواب ومن ثم تعيين رئيس الجمهورية الذي يكلف رئيس الوزراء من القوائم الفائزة بتشكيل الوزارة ، وبعد ذلك توزيع الحقائب الوزارية ، وما أدراك ماذا يعني توزيع الحقائب الوزارية والمناصب الرفيعة ، إنها مشكلة المشاكل بين اناس هدفهم الأول تحقيق المنافع الشخصية والحزبية ، والشعب ينتظر تشكيل الحكومة لجعل دولاب عجلة البناء والتطور يتحرك نحو الأمام في العراق ، فيا ترى كم يستغرق ذلك ؟
في مسألة نواب الكوتا المسيحية ، ماذا يكون موقعهم في البرلمان الجديد ؟ هل يسعى كل منهم الى جمع النار ( لخبزتة ) ويكتفون بحذف الواو بين تسميات شعبنا ، فيكون سعيهم بعد عناء كبير بتفسير الماء بالماء ، لحد اليوم لم نلمس موقف قومي جاد من نواب الكوتا المسيحية سوى تبادل الأتهامات فيما بينهم رغم ارتباطهم بالمرحوم تجمع احزاب ( كـ ـ س ـ ا ) الذي دفن اسمه في  مقبرة المنظمات الفاشلة لأن اساسه كان مبني على الرمال المتحركة حسب المصالح وبهدف واحد هو محاربة الأسم القومي الكلداني لا غير .
اليوم نأمل ان يكون هنالك نوع من التنسيق بينهم فيما يخص مصلحة شعبهم الذي اوكلهم لتمثيله في البرلمان العراقي .
بشأن النتائج العامة للانتخابات فلم يكن هناك فوز حاسم لأي طرف يمكنه من تشكيل الحكومة منفرداً ، فدولة القانون التي حصدت  95 مقعداً والتيار الصدري احرز 34 مقعداً والمجلس الأعلى الإسلامي 31 مقعداً وهي تشكل التحالف الوطني الشيعي ويضاف اليها منظمة بدر وحزب الفضيلة والأصلاح ويكون لهؤلاء ما يزيد على 165 مقعد الذي يؤهلهم لتشكيل حكومة ، لكن حكومة الأغلبية هذه سوف تكون حكومة طائفية بامتياز وبعيدة عن منطق الأغلبية السياسية التي يدعو اليها المالكي ، والرأي المتكون عن الأنتخابات فإن التزوير كان بعيداً عنها لكنها لم تكن بعيدة عن محاولات هندسة نتائجها وفق النمط المطلوب بعد سقوط النظام في 2003 . ومن المظاهر الأخرى التي نخشاها بأن الأخبار تتحدث عن سعي كتل برلمانية كبيرة لتقديم مغريات مالية لنواب جدد من أجل الانضمام إليها ، فالكتل الكبيرة تحاول استمالة الكيانات الصغيرة بغية تشكيل كتل اكبر ونأمل ان لا يكون برلمانيو الكوتا المسيحية جزءاً من تلك اللعبة .
د. حبيب تومي ـ القوش في 25 ـ 05 ـ 2014

189
الأخوة الأفاضل المعلقين على المقال .
المقال لم يكن حول التسمية وما دمتم قد عرجتم في هذا المنعطف، فأقتبس هذا المقطع من كتاب المرحوم هرمز ابونا : صفحات مطوية من تاريخ الكنيسة الكلدانية ، وكنتقد قدمت قراءة نقدية في الكتاب المذكور ، وجاء في الحلقة الثالثة هذا المقطع :
المفارقة الغريبة : ان الكاتب هرمز ابونا يلقب ابناء تياري بالآشوريين ، بينما هم انفسهم لا يدّعون هذه التسمية ، ففي ص 273 يطلعنا الكاتب الجليل هرمز ابونا على المذكرة  التي قدمها 45 من وجهائهم الى السفير البريطاني يلتمسون الحماية فيقولون في مذكرتهم  :

Mousil August 8 .1857. From Rassam to Canning

To His Exallency the most exalted Lord ,the Ambassador of England .

We the  the undersigned , you servants and humble petitionersare (…)  oppressed ( …) native of Tiary , Berwary , Buhtan , Hakkary who have drawn up this petition to solicit Your lordship,s gracious ?? assistance  in this time of our need , to save us from the oppression and injustice put upon us by our rules both Turks and Kurds…

…We therefore ,implore your Excellency ,s protection and earnestly entreat Your Lordship to optain for us a Firman drown up in the name of the Nestorian nation …

ويترجمها الكاتب ص 275 فيقول فيما يلي نص رسالة الأسترحام :

الى .. سعادة سفير انكلترا

 نحن الموقعين ادناه خدمكم المتواضعين نعرض لك بأننا .. المظلومين من ابناء تياري وبرور وبهتنان وحكاري الذين كتبنا هذا الألتماس متوسلين لمساعدة سيادتكم الكريمة في وقت شدتنا لكي تنقذونا من الظلم واللآعدالة المفروضة علينا من قبل حكامنا الأتراك والأكراد ...ويختمون مذكرتهم بقولهم :

... وعليه فإننا نتوسل بسعادتكم لحمايتنا ولكي تحصلوا لنا على فرمان باسم (( ألأمة  النســـطورية )) او باسم ايرميا ...

 التوقيع 45 من وجهاء النسـاطرة .

 وهكذا كانت هذه المذكرة المقدمة سنة 1857 لم يكن معلوما اسم الأمة الآشورية لهذا القوم .

تحياتي
حبيب

190
الأخوة الأعزاء
هذا اقتباس من كتاب وول ديورانت قصة الحضارة عن العلاقة التاريخية بين الكلدان والآشوريين ويكتب عن الطابع العسكري الدموي الآشوري فيقول :

سجل كاتب سنحاريب  : .. ثم غضب ( سنحاريب )  على بابل لنزعتها الى الحرية فحاصرها واستولى عليها واشعل النار فيها ... ولم يكد يبقي على احد من اهلها رجلا كان ام امرأة صغيراً او كبيراً بل قتلهم عن آخرهم تقريباً ، حتى سدت جثثهم مسالك المدينة ...
وفي مكان اخر نقرأ ان اشور بانيبال يحاصر ويهاجم بابل ايضاً ولنفس الأسباب :
كان للمدينة [ بابل ] منظر رهيب تتقزز منه نفوس الآشوريين انفسهم .. فقد كان معظم من قضت عليهم الأوبئة ملقين في الشوارع .. فريسة للكلاب والخنازير ... ولم يبق في المدينة الا من كان ضعيفاً .. وطارد اشور بانيبال هؤلاء المشردين ولما قبض عليهم صب عليهم جام غضبه فأمر بأن تقتلع السنة الجنود ، وان يضربوا بعد ذلك بالهراوات حتى يموتوا ، اما الأهالي فقد امر بذبحهم امام العجول المجنحة العظيمة .
 ونقرأ في نقش لاشور بانيبال قوله :
 لقد سلخت جلود كل من خرج علي من الزعماء .. وسمرت بعضهم من وسطهم في الجدران واعدمت بعضهم حزقاً ..
 ويفتخر اشور بانيبال بأنه حرق بالنار 3000 اسير ولم يبق على واحد منهم ليتخذه رهينة ، وفي نقش اخر يقول : اما اولئك الذين اذنبوا بحق اشور .. فقد انتزعت السنتهم من افواههم المعادية واهلكتهم ، ومن بقي منهم على قيد الحياة قدمتهم قرابين جنائزية وأطعمت بأشلائهم المقطعة الكلاب والخنازير والذئاب ... وبهذه الأعمال ادخلت السرور على قلوب الآلهة العظام ( قصة الحضارة لمؤلفه ول ديورانت م2 ص268 وص282
ولهذه الأسباب لا يشرفنا ان نكون ورثة هذه الحضارة المصبوغة بالدم .
نحن الكلدانيون أصحاب حضارة عراقية عريقة تقدمت في معارج العلوم  والعمران انهم بنوا الجنائن المعلقة وهي من عجائب الدنيا السبعة  وتقدموا في العلوم الهندسية والفلكية والحساب والطب والرياضيات ، وهذه حضارة عراقية كتب عنها القاصي والداني ، ويشرفنا ان نكون ورثة هذه الحضارة الإنسانية النبيلة التي اهتمت بالعلوم والبناء .
تحياتي للجميع
حبيب

191
ألاخ مايكل سيبي المحترم
تحية ومحبة
شكراً على مروركم الدائم،
هنالك من يفضل عدم التعليق على مقاله ، وينبغي احترام رؤية الكاتب .وربما الأخ الدكتور عبدالله رابي يفضل عدم التعليق على مقاله وينبغي احترام رأيه .
تحياتي
حبيب
ــــــــــــــــــــــــــ
الأخ سيزار ميخا هرمز المحترم
تحية ومحبة
نحن نقدر ما تضطلع به الكنيسة والبطريركية الكاثوليكية الكلدانية بالذات ، ولا نريد ابدأً اخنصار الكنيسة بالأطار القومي فحسب ، فهنالك مكان لكل جوانب المسألة بما فيها الجانب القومي ، نحن لا نريد التعصب القومي من جانب الكنيسة ، كما هي المسألة في الكنيسة الآشورية ، ولا نريد الأهمال التام للشأن القومي ، هنالك موازنة معقولة لكل جوانب الحياة بما فيها المسألة القومية ، هذا الذي نتأمله ، وانا اتفق معك بأن غبطة البطريرك مار لويس ساكو يفكر بمعاناة المسيحيين اجمعين ، فالكنيسة الكاثوليكية الكلدانية هي اكبر الكنائس الأخرى وتتخمل مسؤولية مضاعفة  
والبطريرك الكلداني هو بطريرك الجميع ، لكن باعتقادي المتواضع ان الجانب القومي يقوي كنيستنا ، اي سيكون الشأن القومي عامل قوة للكنيسة وللبطريركية ، وضوح الهوية شأن مهم لأي شعب له تاريخ .
تقبل تحياتي
حبيب

192
القوميون الكلدان الإخلاص للوطن  وللكنيسة وخطاب قومي كلداني معتدل
بقلم : د. حبيب تومي ـ القوش
habeebtomi71@gmail.com
الشعب الكلداني باعتباره من المكونات العراقية العريقة يكون قد ساهم في بناء الحضارات البينهرينية القديمة ، وفي العراق المعاصر ساهم ويساهم الشعب الكلداني ببناء العراق الحديث ، والكلدانون هم ملح المجتمع العراقي إنهم يرتبطون بعلاقات ثقافية واجتماعية مع مختلف الطبقات المجتمعية وعلى مديات التعددية الثقافية والدينية والعرقية وعلى امتداد المسافة الزمنية والجغرافية العراقية  . ومقابل ذلك نلاحظ آيات التقدير والأحترام من كافة المكونات العراقية لهذا الشعب المسالم العريق في وطنه ، فالمكونات العراقية من الأكراد والعرب والتركمان والمندائيون والأيزيدية والشبك والأرمن والسريان والمعتدلين من الآشوريين كل هؤلاء يحترمون تاريخ وثقافة وقومية الشعب الكلداني .
 لكن من المفارقات الغريبة العجيبة هنالك من الكلدان انفسهم يبخسون تاريخ هذا الشعب ويستكثرون على ابنائه افتخاره بتاريخه وهويته القومية الكلدانيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة ، ويصبون حمم غضبهم على كل من يدافع عن هذا الشعب ، كل ذلك استجابة ومجاملة للاحزاب القومية الإقصائية المتنفذة والتي تنشط في ساحة شعبنا القومية والسياسية والتي تدعو علانية الى سياسة التطهير القومي ضد الكلدان وصهرهم في البودقة الآشورية بحجة المحافظة على وحدة شعبنا المسيحي .
 إن القوميين الكلدان وفي مقدمتهم الكتاب الأعضاء في الأتحاد العالمي للكتاب والأدباء الكلدان لا يمكن ان يقبلوا بهذه السياسة العنصرية ، فأين الخطأ ان يقفوا الى جانب شعبهم الكلداني ضد محاولات التطهير القومي هذا ؟
الغريب والعجيب ايضاً هناك من الكتاب الكلدان انفسهم من يقفون بوجه المدافعين عن حقوق شعبهم الكلداني ويوصمون بمن يفتخر بقوميته الكلدانية بأنه انقسامي ومفرق ، وربما هذا الموقف الغريب له اسبابه فحينما يكون شعب ما ، واقعاً تحت ظلم واضطهاد يحاول بعض ابنائه مجاملة الطرف القوي المتنفذ على حساب شعبهم .  هنالك صوركثيرة مشابهة لحال الشعب الكلداني وكمثل غير حصري صورة الشعب الكردي حينما طاله القمع والأضطهاد  في اواسط القرن الماضي ، وكان كل من يدافع ويقف الى جانب شعبه الكوردي يصار الى اتهامه بأنه من المتمردين والعصاة ، وقد وقفت شريحة كبيرة من الأكراد الى جانب الحكام قامعي شعبهم الكوردي .
والشئ بالشئ يذكر فثمة حالة اخرى تشبه التي جسدها دريد لحام في شخصية ( غوار الطوشي) حينما يريد اللجوء الى دولة عربية مجاورة فكان عليه كيل الشتائم للنظام والحكام في بلده لكي يكسب ودّ الدولة التي يرغب اللجوء اليها  ، فثمة كتاب من ابناء شعبنا يسلكون هذا السلوك ، فيتوددون لمن له المال والنفوذ ،
فثمة قول :
رأيت الناس قد ذهبوا الى من عنده ذهب ، اما من ليس عنده ذهب فعنه الناس قد ذهبوا
وثمة وتر آخر ، وأتى العزف  عليه بنتائج جيدة ، وهي التهجم على القومية الكلدانية ومخاصمة ومهاجمة من يدعو لها ويفتخر بها ، فالذي يتهجم عليها ينال الحظوة لدى الأحزاب والجهات المتنفذة والقريبة من دائرة صنع القرار . وقد رأينا كيف يتسابق من يريد التقرب من تلك الجهات ( المجلس الشعبي والزوعا ) كيف يجري التسابق في التهجم على حبيب تومي وغيره من الكتاب الكلدان والأتحاد العالي للكتاب والأدباء الكلدان وكل ما اسمه كلداني . وقد أثبتت هذه الطريقة جدواها في حالات كثيرة فهناك اسماء احزاب وشخصيات تسلقت جدار التقرب وهي تحظى بمنافع مادية كبيرة خاصة من المجلس الشعبي .
القوميون الكلدان والكنيسة والبطريركية .
بالرغم ان الكنيسة الكاثوليكية في العراق هويتها محدودة بشكل رئيسي بالشعب الكلداني فالبطريرك مار لويس ساكو الكلي الطوبى هو بطريرك على الكلدان في العراق والعالم ، وهو المعني بالأهتمام بمعاناتهم ومشاكلهم ، وله منزلة رفيعة في الأوساط السياسية والشعبية العراقية ، والحالة تمتد جذورها الى يوم تأسيس الدولة العراقية الحديثة ، إذ وقف بطريرك الشعب الكلداني مار عمانوئيل الثاني توما ( 1900 ـ 1947 ) الى جانب تشكيل الدولة العراقية الحديثة وكان له مواقف عراقية وطنية مشهودة في ضم ولاية الموصل الى العراق وغيرها من المواقف الوطنية المشرفة ، فكان له ولشعبه الكلداني المكانة السامية لدى الحكومة العراقية يومذاك فكوفئ بتعينه عضواً في مجلس الأعيان كما كوفئ شعبه الكلداني بكوتا محددة بأربعة مقاعد في البرلمان ، اليوم يجلس سعيداً غبطة البطريرك مار لويس ساكو ، وله مكانة سامية في الدولة العراقية ، كيف لا وهو بطريرك شعب نبيل وأصيل وهو الشعب الكلداني ذو المواقف الوطنية والمكانة الأجتماعية في المجتمع العراقي .
القوميون الكلدان يكنون جزيل الأحترام للبطريرك ولمؤسسة البطريركية برمتها ، فهناك ارتباط روحي بين الكنيسة وشعبها ، ونحن في هذا اليوم ضعفاء محتاجين الى التضامن والتكاتف بين الكنيسة وشعبها ، وقد رأينا اب الكنيسة يدق ناقوس الخطر ، ويعلن ان كنيسته منكوبة ، من يقف الى جانب البطريركية في هذا الوقت العصيب إن لم يقف ابنائها والنخبة المثقفة بشكل خاص .
نحن الذين نفتخر بتاريخنا وأسمنا الكلداني من رأينا ان تشكل رابطة القومية الكلدانية هي الخيمة التي تحتوينا جميعاً ومن توحيد خطابنا ( الأكليروس والعلمانيين ، كما في الكنيسة الآشورية على سبيل المثال ) وبعد ذلك يصار الى توحيد الخطاب المسيحي بين الكلدان والسريان والآشوريين . ونحن ندعو البطريركية ان تلعب دورها في توحيد الكلمة وفي المحافظة على الإصالة ، لقد كان لكنيستنا الدور الكبير في حفظ الهوية الكلدانية وذلك منذ عام 1445 حينما اعادت الأسم القومي الكلداني بعد نبذها المبادئ النسطورية وعودتها واتحادها مع الكنيسة الكاثوليكية الجامعة ، لتعيد اسمها القومي الكلداني .
لقد تطوع بعضهم لدق اسفين التفرقة بين البطريرك وشريحة مثقفة من ابناء شعبه وقد كتبت في وقتها مقال تحت عنوان :
محاولات إذكاء الخلاف بين البطريركية والعاملين في الشأن القومي الكلداني
حسب الرابط ادناه :
http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=668411.0;wap2
في هذا السياق نُشر في الآونة الأخيرة مقال تحت عنوان :
ماذا يريد القوميون الكلدان من البطريرك وكنيسته ؟ وهناك مقلات اخرى بهذا الأتجاه .
في الحقيقة نحن نقف الى جانب البطريركية في همومها المتعلقة بنزيف الهجرة والتغيير الديموغرافي ، نحن مع البطريركية والكنيسة والشعب الكلداني برمته نشكل وحدة واحدة ، ونحن الكلدان والسريان والآشوريين والأرمن نشكل شعباً مسيحياً واحداً يطاله التفرقة الدينية ولهذا يكون العراق دولة مرشحة لتفريغه من مسيحييه ، وهذه مهمة ثقيلة يحاول البطريرك الكلداني النهوض بها باعتباره يمثل اكبر كنيسة مسيحية في العراق ، ونحن نقف الى جانبه بكل محبة ، واعتقادنا ان الرابطة القومية هي خير وشاج يتماهى به هذا الشعب وهو مقسم بين قارات الأرض ، وأين الضرر ان يكون مثل هذا الطرح من القوميين الكلدان ؟
نحن القوميون الكلدان لنا فكر مستقل ونحترم كل الأطراف التي تحترم توجهاتنا ولهذا نرتبط بعلاقات طيبة مع كل المكونات في إطار التعددية ، ونتيجة هذا الخطاب القومي المستقل لم نجد اي طرف قوي يلزم ظهرنا ، فليس لنا مناصب نوزعها لأننا بعيدين عن مصادر صنع القرار إضافة الى عدم وجود  دعم مالي لنا من اي طرف متنفذ في العملية السياسية إن كان في اقليم كوردستان ام في العراق الأتحادي .
ولهذا ليس لنا مقرات وحراس وسيارات دفع رباعي ، الذي نملكه هو قلمنا وفكرنا ونحن نعمل على نشر الوعي القومي بين ابناء شعبنا الكلداني هذا الذي نستطيع فعله ونطمح اليه في الوقت الراهن ، نحن نغرس الشتلة والأجيال القادمة سوف تستظل بظلالها الوارفة ، هذا واجبنا الإنساني والقومي ونحن سعداء بالقيام به .

قناعتنا ان شعبنا الكلداني منتشر في دول المهجر وفي المدن العراقية ، وشريحة كبيرة منه تسكن اقليم كوردستان ، ونحن نؤمن بأن الرابطة القومية الكلدانية هي ضرورة قومية تربط هذا الشعب ليدافع في إطارها عن حقوقه المشروعة ، ونؤمن ايضاً بضرورة وحتمية التعاون بين مؤسسة الكنيسة وشعبها في الإطار القومي ، والأقتداء بالكنائس الشقيقة الأخرى ، مثل الكنيسة الأرمنية والكنيسة الآشورية ، وفي الأخيرة ( الكنيسة الآشورية ) ثمة تماهي منقطع النظير بالقومية الاشورية ، وعلى كنيستنا الكلدانية ان يكون لها نفس المستوى من الدفاع عن القومية الكلدانيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة ، هذا هو الطبيعي والمألوف والمطلوب . وهذا ما ندعو اليه نحن القوميين الكلدان .
نحن نتساءل هل ثمة خطأ في توحيد الخطاب القومي بين الكنيسة وشعبها ؟  لنقتدي بالكنيسة الآشورية في هذا الصدد ، والتي نعمل جاهدين بالتقرب منها على فرض ان هذاالتقرب هو الوسيلة لتحقيق الوحدة ، فلماذا لا نستفيد من تجاربها بالشأن القومي ؟ وأنا معجب بشجاعة وصراحة البطريرك الآشوري بوقوفه مع هموم شعبه القومية بل هو من الداعين الأوائل للفكر القومي الآشوري ، فلماذا لا تكون بطريركيتنا الكلدانيــة بهذا المستوى من الأعتزاز بالفكر القومي الكلداني ؟
وختاماً اقول : ان انحياز الزعيم لشعبه ليس إثماُ

د. حبيب تومي ـ القوش في 17 ـ 05 ـ 2014

193
الأخ نوزت طلعت الدهوكي المحترم
شكراً على هذا المقال الذي أشار الى شخصية سياسية عراقية مهمة ، وانا شخصياً اشير الى بعض مواقفه الوطنية بشأن الدفاع عن حقوق الأقليات في الدولة العراقية ، والمصدر هو كتاب عن حياته من تأليف ابنه ، وكان للمرحوم يوسف غنيمة دور كبير في وضع الدستور العراقي وفي تأسيس الدولة العراقية عموماً ، وبالأضافة الى تسنمه منصب وزير الداخلية ، فإنه في خريف عمره عين عضواً في مجلس الأعيان الذي كان فيه كلداني واحد  بشكل دائم .
شكراً لمقالك هذا اخ نوزت فقط لي ملاحظة صغيرة على عبارة تقول فيها :
 . وكان يوسف غنيمة (1885 – 1950) المنحدر من أسرة نصرانية في بغداد
 وملاحظتي اننا لانحبذ مصطلح النصراني ، بل نفضل تسمية المسيحي بدل النصراني .
لا ادري اين اعثر على مصادر تشير الى هذه الشخصية العراقية المسيحية الكلدانية .
تحياتي
حبيب

194
الأخ نزار الديراني المحترم
نقدم لكم مواساتنا وتعازينا القلبية برحيل شريكة حياتكم المرحومة ساهرة عبد المسيح ، تغمدها الرب بوافر رحمته وأسكنها فسيح ملكوته السماوي .
اخي نزار
حقاً انها قصة مؤسفة ومحزنة ، الطبيب يجب ان يقوم بواجبه على اكمل وجه ، إن كان هنالك رقيب او سلطة عليه ، او دون وجود مثل هذه السلطة ، إنه قد اقسم على الإخلاص في العمل ، مهما كانت الظروف ، ولا يهم من هو المريض وما هي هويته الدينية او المذهبية او العرقية ، إنه يعالج إنسان ، وهذا يكفي ان يؤدي واجبه بكل امانة وإخلاص ، الرقيب الوحيد عليه هو ضميره وقسمه بمقدساته للاخلاص في العمل . وهنالك قصص كثيرة عن هذا الإخلاص والتفاني في العمل ، وانا شخصياً حينما رقدت في مستشفى في اوسلو لإجراء عملية جراحية ، كان الأهتمام المنقطع النظير من الطاقم الطبي برمته ، ويوم خروجي من المستشفى شكرت الطبيبة التي قابلتني وأعطتني التعليمات ، وقالت لي لا داعي لتوجيه الشكر ، لقد كان واجباً علينا ونحن ادينا هذا الواجب فحسب .
الذي اريد ان اقوله ان الأجهزة الطبية هي نفسها ، إن كنت في مستشفى في العراق او كوردستان او  في اوسلو ، لكن الفرق هو في الإنسان ، حينما يعرف واجبه ويؤدي هذا الواجب بإخلاص ، فالعبرة اخي نزار الديراني ليست في بناء عمارة او مستشفى ، إنما هي في بناء الإنسان قبل كل شئ وهذا ما اؤكد عليه في لقاءاتي وكتاباتي .

ارجو قبول مواساتنا وتعازينا القلبية
تحياتي
حبيب

195
الأخ بطرس نباتي المحترم
اتفق معك بما آلت اليه السياسة من مطبات الطائفية ومنعطفات الدجل والخداع وهلم جراً ، لكن في العصر الحديث كان من حاول تبديل هذه النظرة وكمثل غير حصري فاتسلاف هافيل ، الذي اجاب بنعم انه يمكن للمرء ان يعمل في السياسة دون لن يفقد مبادئه الأخلاقية . وليس بالضرورة ان يصبح المفكر كاذباً من الطراز الأول إن هو اصبح سياسياً . وكان فاتسلاف نفسه مفكراً وكاتباً مسرحياً قبل ان يصبح رئيس جمهورية التشيك .
تحياتي
حبيب
ـــــــــــــــــــــــــــ
الأخ عوديشو يوخنا المحترم
تحية ومحبة
اجل كل مظاهر الحياة تبدلت وربما كانت هنالك طفرات في هذا التطور ،لاسيما مجال التكنولوجيا ، وكما ذكرت حتى مجال الأيمان ، وفي الحقيقة ، أن الأيمان الديني في اوروبا قد تقلل والكنائس الكثيرة تبدو خالية اليوم ،لكن الديانة لا زالت راسخة في الشرق ، والإسلام خير مثال على ذلك بل يسعون الى العودة الى الإسلام الأصولي ولا يقبلون بإسلام يواكب العصر .
دمت بخير اخ عوديشو يوخنا
تحياتي
حبيب

196
الأخ بطرس نباتي المحترم
تحية ومحبة
انا مع الكتابة عن التراث والتاريخ وعن كل ما هو جميل في قرانا وبلداتنا ، إنها تسير نحو الحداثة لكنها تأبى ان تقطع جذورها وإصالتها ، ففي الأزقة الضيقة والبيوت القديمة المبنية من الحجر والجص ترى هذا الإنسان معطراً بعبق التاريخ إن كان بلباسه ولغته وإخلاصه وإيمانه وغذائه . اجل إنها فسحة فكرية جميلة حين الكتابة عن هذه المدن وهذه المعالم التاريخية ، لكننا اخي بطرس نعيش في الواقع السياسي والأجتماعي والأقتصادي فعلينا ان لا نغفل الواقع الذي يحيط بنا ، انا شخصياً بالأساس كاتب سياسي اريد ان اكتب في الشأن العراقي بشكل عام ، لكن اوضاع بيتي تحتل المكانة الأولى من اهتماماتي ، وأنا منحاز للبيت المسيحي لأنه مقموع ومظلوم ، وفي المقدمة يأتي الكلدان الذين زادت من محنتهم مسألة اهمالهم وتهميشهم ، فالأنحياز للمظلوم ليس إثماً .
دمت بخير اخي بطرس نباتي وترددت قبل ايام الى جمعية الثقافة الكلدانية ولم اجدك هناك .
شكراً على مرورك الجميل
دمت صديقاً عزيزاً
تحياتي
حبيب

197
الأخ ظافر شانو المحترم
 شكراً لمرورك الجميل خاصة وقد وضعت تلك الصور الرائعة التي تعكس الطبيعة الخلابة الممزوجة مع عبق التاريخ وهيبة هيكل الكنيسة في صدر كلي ـ وهدة ربان هرمز . في الحقيقة كان بودي نشر بعض الصور مع المقال لكن ذلك يشكل صعوبة ، عليه ارتأيت نشر المقال بدون صور ، وقد بادرت بنشر الصورتين ،وهي تبدو كافية لأنها معبرة عن ماهية هذا المعلم التارخي .
بالنسبة لوجود المغتربين في الدير ، في الحقيقة انا ادعو بشكل دائم من خلال مقالاتي او خلال اللقاءات ان تكون زيارات سياحية لمناطقنا خاصة الأماكن التاريخية مثل دير الربان هرمز ، فمثل هذه السياحة لأبناء شعبنا ، وحتى اصدقائهم ، يخلق نوع من الأنتعاش الأقتصادي في البلدة ، كما ان وشيجة الأرتباط بالوطن والجذور تبقى قائمة وتتوطد ،خاصة بين جيل الشباب لكي يعرفوا كم هي عميقة إصالة جذورهم في وطنهم .
دمت بخير  اخي يوسف  ابو يوسف
تحياتي
حبيب
ـــــــــــــــــــــــ
مرحبا ميقرا مايكل سيبي
تحية ومحبة
اجل ان الوهدة كانت غنية بأشجارها وشجيراتها  منهاما كان مثمراً مثل : الطّاوكي والبربطمي ، والتين الصغير الحلو الذي نطلق عليه اسم ( طبسي ) والباسورة الذي نحصل عليه من شجيرة ( الشكتي ) بالإضافة الى نبتة الصفري التي ذكرتها وغيرها  ، لقد زالت تلك الأشجار والشجيرات وكان من ضحايا الحرب التي اشتعلت في هذه الأصقاع في مطاوي الستينات من القرن الماضي .
تقبل تحياتي
حبّا

198
شيرا دربان هرمز في القوش بين حمير الأمس وسيارت اليوم
بقلم : د. حبيب تومي ـ القوش
habeebtomi71@gmail.com
ما هو الفرق بين الحمار والسيارة الحديثة ؟ هذا هو الفرق بين شيرا دربان هرمز في الماضي والحاضر وعلى مدى ذكرياتنا عبر المسافة الزمنية البالغة نصف قرن ونيف من السنين ، اي في اواسط الخمسينات من القرن الماضي إنه الزمن الجميل هذا هو التوصيف الذي اسبغه على تلك السنين ، وهل افلح في إعطاء صورة تطابق ذلك العصر ؟ هذا ما احاول نقله للقارئ الكريم عبر هذه السطور ،فالذكريات تتدفق وتفرض حضورها في الحاضر لتدق اجراساً بأن القوش لم تتغير فهي شامخة وراسخة في الأرض كما جبلها وديرها العتيد ، وإن الذي تغير فيها هو الوسائل المتوفرة عبر التطور في الزمكانية ، فالشيرا نفسه هو هو ، لكن القدوم الى الدير في ذلك الزمن كان بمساعدة الحمير واليوم هو بواسطة السيارة ناهيك عن الأدوات والوسائل الأخرى التي تطورت وتغيرت .
في الزمن الجميل يشترك الفقراء والأغنياء بالسير مشياً على الأقدام الى الدير ، مع حمل الأكل والشرب والأمتعة الضرورية للسفرة على الأكتاف ، والميسورين لهم حمير ينقلون على ظهورها بضائعهم من متطلبات السفرة ، كان الطريق مع سفح الجبل وقبل الألتفاف والولوج في وهدة الدير  وليس كما هو حالياً بالذهاب الى دير السيدة ثم الأستدارة نحو الشمال ، لقد اختاروا قديماً اقصر الطرق بمحاذاة سفح لجبل ، فكانت ساحة او ميدان الشمامسة المعروف بالكلدانية ( جًري دشماشي:  Churra D Shamashi) المشرف على وادي المهود ( دركوشياثا : Dargoshyatha) وهو مكان مناسب لألتقاط الأنفاس والأستراحة قليلاً للاستمرار في قطع الطريق الوعر نحو الدير .
من مدخل الكلي تبدأ العوائل بفرش البسط والأفرشة ثم تتوزع  في منعطفات وكهوف الدير ويرتكز معظمهم قرب ( الكافا سموقا ) والجهة الشرقية اليمنى لوهدة الدير ، وفي مدخل الكلي كان ( صهريج صغير يعرف محلياً بـ ( سارجتا : Sarechta ) تستقطب عددا مهماً من العوائل لتوفر الماء العذب في هذا الصهريج<1> الصغير نسبياً .
من المناطق المهمة في الطريق الى الدير وفي وسط الكلي تقريباً هنالك الكهف الأحمر ( كافا سموقا ) ، حيث يفترش اصحاب البنادق وينصبون الهدف  ( عَمَنج : نيشان ) في الجانب المقابل من الوادي ، حيث يثبت احدهم قطعة حجر مسطحة او قنينة فارغة على صخرة ويبدأ حاملي البنادق بالرمي على الهدف ، وإمعاناً في التحدي يقوم احدهم بتثبيت سيكارة في فوهة القنينة ، والشرط يكون بالتصويب نحو السيكارة دون ان تنكسر القنينة الزجاجية في اسفلها .
الجدير بالملاحظة ان حمل البندقية يعتبر من اسباب الوجاهة والهيبة ، وهناك انواع من البنادق ( تَفكتا جمعها تفنكي : Tafengi ) وهناك انواع منها ( سيتيرا ) و ( انكليزية ) و ( جاردا خور ) و ( كجكجابي : Kichkchapi) و ( برنو) التي تعتبرافضلها وغيرها ، اليوم اختفت هذه الظاهرة ، لم يعد حمل السلاح مسموحاً به ، ولم يعد امتلاك البندقية من مظاهر الوجاهة .
بالأمس كان الألاقشة ينتشرون في انحاء الكلي ويستظلون بظلال الأشجار الوارفة ، اليوم  اختفت تلك الأشجار ، وتلجأ كل عائلة الى نصب خيمة ولا يسمح بنصب الخيام داخل الكلي ، بل ينصبون خيامهم في السهل الممتد بين دير السيدة وفتحة الكلي ، ومن الفروقات ايضاً ، ان الجلوس سابقاً يكون على الحشيش مباشرة ، واليوم اصبحت الكراسي من الضروريات للسفرة .
في مطاوي الخمسينات لا تزيد السيارات القادمة من تلكيف وتلسقف وباطنايا لا تزيد على عدد اصابع اليد الواحدة ، وهي عبارة عن باصات خشبية ( باس : Pas ) اليوم لم يعد مهرجان الشيرة يستوعب الكم الهائل من السيارات القادمة من تلك المدن الكلدانية وألقوش ، فاضطر القائمون على هذه المناسبة على تخصيص يومين لأقامة المهرجان ، يوم لغير الألاقشة ( نخرايي) ويوم آخر لأهل الفوش . نعم انه فرق شاسع بين ما كان عليه الناس وما هم عليه اليوم ، ومن هذه الفروقات السيارات الحديثة التي يسوقها اولاد اليوم ، إنها تدل الى الرخاء والرفاهية .
ما يمكن وضعه في باب المقارنة ، ان الدير يفتقر اليوم الى ساكنيه الأصلين من الرهبان والقسس بل من المطارنة والبطاركة ، ففي احصائية اوردتها في كتابي حول القوش : ان الرهبنة الهرمزية الكلدانية انجبت  منذ تجديدها عام 1808 وحتى عام 1977  ( 354 ) راهباً منهم تخرج 143 كاهناً و19 مطراناً وبطريركاً واحداً هو البطريرك يوسف اودو . اليوم لم يعد في الدير سوى افراد الشرطة الذين مهمتهم تقتصر على حراسة الدير ومعالمه التاريخية . بقي ان اشير الى ملاحظة او مقارنة اخرى ، وهي ان الزوار في الزمن الماضي الجميل لم يتركو هذا الكم الكبير من القمامة والمخلفات ، اما اليوم في عصر السيارة الحديثة ، فإن العوائل الزائرة تترك كماً كبيراً من القناني الزجاجية والعلب المعدنية وأكياس البلاستك وغيرها من المخلفات التي ينبغي على العائلة ان تجمع هذه المخلفات وتترك المكان نظيفاً ، ويبدو انه في اليوم الأول وهو المخصص لغير الألاقشة ، اكثر تلويثاً للمكان فليس اي اهتمام من قبل هؤلاء الزوار الأعزاء بنظافة المكان .
الدير والتحديث
الطبيعة كانت تكتسي معالم الدير ، وكان في وضعه هذا يحمل في طياته سمات الهيبة والرهبة وعبق التاريخ ، فالهدوء والسكينة والصمت المطبق لا يعكر صفوها سوى زقزقة العصافير ورقصهم ومرحهم وهبوب النسيم العليل وحفيف الأشجار ، ومن المناطق الأثرية كانت في صدر الكلي اثر لنضوح ماء عذب نطلق عليه عين القديس( اينا دقيشا ) ، ويرجح ان يكون هذا المصدر للماء هو الذي اغرى الربان هرمز لاختيار هذا المكان للاستقرار والصوم والصلاة والتعبد والأعتكاف بعيداً عن البشر ، وكان في تلك الفترة ( اواسط الخمسينات ) يتوسط المكان جرن ( كارنا : Garna ) حجري كبير ، وكان المكان مظلماً ينبغي التريث والتوقف قليلاً لكي تستطيع العين تمييز معالم المكان ، وهذه الحالة تنطبق الى حد كبير ممرات المغارة الكبيرة المعروفة بـ ( بخشوكي ) اي بيت الظلام او المظلم ، وكان الولوج الى هذا الموضع  يتم عن طريق الأضاءة بالشموع فالذي يسير في المقدمة يحمل بيدة شمعة لإضاءة الممر الذي يتطلب خفض الرأس والأنحناء قليلاً . وهناك مقبرة البطاركة وهيكل الكنيسة القديمة والرواق الواسع تحت ساحة الكنيسة الأمامية ، وثمة الى الشرق من بناية الدير كهف البارود ( كوبا دباروت : Guppa d Baroot)  حيث ينضح من بين الصخور مياه معدنية صالحة لبعص الأمراض الجلدية ، هذا وهناك الكثير من المغارات والكهوف والمعالم التاريخية في هذا الدير العتيد .
اليوم تمتد الى الدير شبكة المياه لتزود الدير بكمية المياه المطلوبة وبذلك تنتفي الحاجة الى الصهاريج المتعددة المنتشرة في زوايا الدير ، كما ان الدير مزود بالطاقة الكهربائية المطلوبة ، وهنا ينبغي الإشارة الى ما فعلته الكهرباء بهذا الدير ، فبالرغم من اهمية الطاقة الكهربائية للحياة المعاصرة ، لكن انتشار الإضاءة في ثنايا وزوايا الكهوف ، قد افقد تلك الأماكن هيبتها وعبقها التاريخي ، اليوم اصبحت ( بخشوكي ) اي بين الظلام او المظلم اصبح البيت المضاء ، وعين القديس اصبح مضاءً وواضحاً غاب جرن الماء في الوسط  ، وأصبح عبارة عن مغارة رطبة فيها قليل من الماء مسكوب على ارضها ، انا ارى ان الكهرباء او طريقة اضاءتها قد افقدها منظرها المهيب وربما كان من الأفضل تزويدها بمصابيح وإضاءة خافتة مناسبة لكي تلائم المكان الأثري ، وربما هذا ينطبق على الترميمات والصيانة الجارية فينبغي اختيار المواد المناسبة ، فليس من اللائق تزويقها بالسيراميك والمواد المستخدمة في ديكورات المطاعم وقاعات الأحتفال ، إنها اماكن اثرية تاريخية ينبغي حين إجراء اعمال الترميمات والصيانة مراعاة هذه السمة للحفاظ على طرازها الأثري .
مقتطفات من كتابي القوش دراسة انثروبولوجية .. حول دير الربان هرمزد
حينما يصل القادم الى القوش الى قرية شرفية تتراءى امامه الى الشرق من القوش وهدة عميقة يرتفع من صدرها بناية الدير والكنيسة ويخيل للقادم ان نسراً عملاقاً يفرش جناحيه متأهباً للانطلاق والتحليق في السماء العالية ، هكذا يتراءى الدير للقادم من بعيد وكلما دنونا منه برزت معالمه وتوضحت تفاصيله .
وإن كان الطريق الى الدير سهلاً ومعبداً الى مكان قريب من بناية الدير ، ففي السابق لم يكن كذلك فيكتب في اواخر القرن التاسع عشر السير وليس بدج حينما  زار الدير يقول :
قام الرهبان بشق طريق في الصخر في بعض الأمكنة ، كما عبد الطريق هذا في بعض اقسامه بالحصباء ، وأخذنا نرقي منحدراً ولحسن الحظ كان قصيراً ، فبلغنا المنصة التي التي يقوم عليها الدير شامخاً باذخاً متجبراً ، وبتحري الدقة فإن بنايته لا تشبه بناية دير من النوع المألوف .
في تاريخ الدير نقرأ  ان الربان هرمز قدم الى هذه الأصقاع حوالي سنة 640 ميلادية برفقة الربان ابراهيم الذي بقي في موضع قريب من باطنايا ليؤسس دير مار اوراها المعروف ، ولجأ الربان هرمز الى وهدة في جبل القوش بالقرب من ينبوع صغير للماء ، أرجح ان يكون المقصود (اينا دقديشا ) عين القديس الذي مر ذكره قبل قليل . وتوفي الربان هرمز في ديره وعمره 87 سنة قضى منها 20 سنة في البيت وفي الدراسة و39 سنة في دير الربان برعيثا و6 سنوات في دير الرأس و22 سنة ديره .
ومن المفيد ان نختم هذا المقال بمقاطع من المقام الذي كتبه المرحوم الأب يوحنا جولاغ يقول :
هذا الشموخ من واديك صوب العلى
آية ملؤها بهاء وجمال
وهذه الأطياف الجاثمة فوق آثارها
بطولات وعبر تخلدها الأجيال
لكن الطود الصامد باق مهما نطح به الغزال ..
....
 يا دير يا مثوى السكينة تشفها شوقاً الى الذرى تسابيح وأقوال
القلب فيك طائر ولهان وأعقل خواطره موجات طوال
صخورك الصماء خاشعة ناطقة بخير ما قاله الحكماء والعقال <2 > .
د. حبيب تومي ـ القوش في 12 ـ 05 ـ 2014
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
<1> ـ سارجتا تصغير سارج ( صهريج ) وهو عبارة عن حفرة في الأرض الصخرية لخزن مياه المطر ، ويصار الى جمع هذه المياه عبر قنوات صغيرة ينزل عبرها الماء من قمة الجبل ومنحدراته ليستقر في الصهريج ، الذي يمتاز بفتحته الصغيرة في الأعلى وتتوسع القاعدة كلما نزلنا الى باطن الأرض .
 الجدير بالملاحظة ان راهب الدير كان ينذر على نفسه نقر قلاية لسكنه ولأعتكافه فيها والى جوارها ينقر في الأرض صهريج يجمع فيه الماء ، وإن نماذج لهذه القلايات والصهاريج محفورة في الجزء الغربي من الدير .
<2> ـ كتابي الموسوم القوش دراسة انثروبولوجية اجتماعية ثقافية ص200  ـ 205

199
الأخ ناحوم شاؤول المحترم
تحية وبعد
شكراً على رسالتك الجميلة والتهنئة بالشفاء ، في الحقيقة كان لي افكار جديدة لو فزت في الأنتخابات إن كان ما يخص منها خدمة العراق ، أو ما يخص خدمة المكون المسيحي من الكلدان والسريان والآثوريين والأرمن وكل الأقليات الدينية ، حيث ان هذه المكونات غير الإسلامية قد لحق بها ضرر كبير بعد سقوط النظام في 2003 ، واليوم العراق مرشح ان يكون بلد الدين الواحد إذا هاجرت تلك المكونات الدينية الصغيرة من وطنها الأصلي بلاد ما بين النهرين ، وقد رأينا كيف فرغ العراق من المكون اليهودي بعد ان عاشوا على تربته آلاف السنين ، هذا ما سيحل بالمكونات الأخرى إن سارت الأمور على هذا المنوال .
شكراً لمرورك الجميل اخي ناحوم ،وإن أيميلي القديم  yahoo
ضاع واستخدم حالياً  gamil المثبت في بداية المقال
تحياتي
حبيب

200
الأخ جورج خوشابا كوركيس المحترم
لا ريب ان انضمامي الى قائمة بابليون كان عن قناعة ، ولم أسأل في وقتها ما  هو تسلسلي في القائمة ، على اعتبار ا القائمة مفتوحة وليست مغلقة ، أي بإمكان الناخب ان يمنح صوته لمن يشاء في القائمة ، لكن الترشيح المحدود عن المحافظة الفلانية لم احسب له حساب ، عموماً انا عملت بإخلاص وهذه تربيتي ان اكون مخلصاً في المجال الذي أعمل به وله ، ولكي اكون صريحاً كانت ثمة ضغوطات هائلة من شخصيات كبيرة وأصدقاء ، لكي انسحب من القائمة ، لكن رأيت ادبياً وأخلاقياً ان استمر بما بدأت به ،وليس من المنطق ان انسحب بنصف الطريق .
انا شخصياً احترم كل الأطراف ، واحترم النتيجة مهما كانت ، إذا تمت المنافسة على اسس من النزاهة والشفافية بمنأى عن اللف والدوران . فهل يسير كل شئ بهذا الطريق السوي ؟ الجواب يكمن في ما يصبح جلياً في قادم الأيام .
تحياتي
حبيب

201
الأخ Masehi Iraqi  المحترم
الأخ نزار عيسى المحترم
شكراً على مروركما ولا تعليق على مداخلتكما
تحياتي
حبيب
ـــــــــــــــــــــــ
الأخ عبدالاحد سليمان بولص المحترم
تحية ومحبة
لم يكن لي اي كلمات مدح وإطراء للاخ ريان الكلداني وإنما كتبت عنه كما هو دون مدح او ذم ، ولم انقلب عليه بل شخصت الأمور السلبية التي طرأت على الموقف ، وسواء كانت هذه السلبيات عن قصد او دون قصد فكان علي تشخيصها كمراقب ومتابع سياسي .هذا كل ما في الأمر اخي عبد الأحد سليمان بولص .
تحياتي
حبيب
ـــــــــــــــــــــــ
الأخ  thair60 المحترم
تحية ومحبة
انا شخص واقعي لا اسبح في الخيال ولا اؤمن بالمعجزات ، وافكر بصوت عال ، وهذا هو رأيي وقد كتبته كما افكر ، ولا اعتقد هنالك اشياء تحدث خارج تقديراتي ، وغداً سيكون كل شئ جلياً
تحياتي
حبيب
ـــــــــــــــــــ
الأخ مايكل سيبي المحترم
انت تتكلم عن تجربة شعب عريق  في التجربة الديمقراطية ، ورغم ان الشعب العراقي شعب عريق في التاريخ والحضارة إلا ان تجربته في مزاولته الديمقراطية هي تجربة حديثة ، ويمكن الزعم ان الأنتخابات الأخيرة  تمثل خطوة الى الأمام في هذه التجربة الحديثة .
أشكر مرورك الدائم
تحياتي
حبيب
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
السيد يوخنا البرواري المحترم
انا لست سعادة ولا نائب ، انا اسمي حبيب ولقبي في القوش هو (حُبّا ) واعتز بهذا الأسم وهذا اللقب ، وتقديراتك لا تستند على اساس ، فحسب تقديراتي ، انا ليس لي نصيب في البرلمان وإن ذلك سوف لا يشكل كارثة بالنسبة لي ، وإنني في الحقيقة لست مهتم بالنتيجة .
شكراً على مرورك
تحياتي
حبيب الملقب في القوش ( حبا)
ــــــــــــــــــــــــــ


202
الأخ جاك يوسف الهوزي المحترم
تحية ومحبة
شكراً على مرورك ، وامنيتي كانت نابعة من الرغبة في تقديم افكار ومقترحات في مجال الساحة العراقية ،وتفعيل الكوتا المسيحية ليكون لها شأن وصوت في اروقة البرلمان ، وإن تعذر ذلك ، فعلى الأقل في المجال الإعلامي ، ليكون هنالك اعلام موحد ،وأتمنى من كل قلبي بأن يقوم الفائزون بالمهمة على اكمل وجه .
تقبل تحياتي
حبيب

203
الأخ العزيز نامق ناظم جرجيس المحترم
تحية ومحبة
انا حسب علمي مرشح في قائمة بابليون عن محافظة نينوى ، وفي الأيام الأخيرة علمت انني في مرشح عن محافظة بغداد ، وجرى هذا الترتيب الأخير دون علمي ، لقد عملت في قائمة بابليون بكل إخلاص ونزاهة لكن يبدو ان الطرف الأخر كان له حساباته ، وهذا شئ مؤسف ان تعمل بشفافية ونزاهة ، والآخر يستغل طيبتك ، والأيام القادمة كفيلة بكشف الأمور على حقيقتها .
تحياتي
حبيب

204
سيدنا المطران مار يوسف توما المحترم
تحية ومحبة
الهجرة موضوع شائك تدخل فيه عدة عوامل منها سياسية وأخرى اقتصادية وخلافها امنية ، فأمامنا الهجرة والتهجير والنتيجة واحدة وهي تفريغ البلد من مواطنيه ، من المكونات الصغيرة في العدد او من المكونات الكبيرة التي تشكل الأغلبية .
غبطة البطريرك مار لويس ساكو وضع موضوع الهجرة في مقدمة اهتماماته ، وباعتقادي المتواضع ان موضوع الهجرة اكبر من قدرات البطريرك ساكو وأكبر من قدرات الحكومة والدولة العراقية نفسها .
سيدنا المطران الجليل : قراءتي لمقالك انك تناولت الموضوع من جانب ، او على الأقل ركزت على جانب واحد من المعادلة ، فاحد جانبي المعادلة هو الشعب المهاجر او المهجر ، والطرف الثاني في هذه المعادلة هو  الذي يسبب الهجرة ، فكان تركيزك على الضحية ، ولم تتطرق الى الجلاد وذلك من منطلقات دينية مسيحية ، العراق غابة  لا سيما المدن الساخنة ، والأنسان له قدرة معينة ومحدودة على التحمل ، فليس كل الناس بمستوى السيد المسيح له المجد ،
الهجرة تتوقف وربما تصبح هجرة معاكسة نحو الوطن إذا تحول العراق من غابة الى واحة تعايش بين المكونات الدينية والعرقية ، ان الهجرة ( وليس التهجيرالقسري) مشكلة اجتماعية لا يمكن علاجها بقرار سياسي حكومي او باللجوء الى حل عسكري ، فاعتقد ان دق نواقيس الخطر من قبل البطريركية الكاثوليكية للشعب الكلداني سوف لا يوقف الهجرة ، إنما الهجرة تتوقف ذاتياً حينما تزول وتختفي اسبابها .
دمت بخير سيدنا المطران مار يوسف توما
تحياتي
حبيب


205
الأخ   akad zadiq المحترم
انا اختلف معك بشأن الأخ ريان وقائمة بابليون ، فالأخ ريان مواطن عراقي مسيحي كلداني من حقه ان يمارس حقوقه الوطنية كبقية المواطنين العراقيين ، اما إن يكون لك او لغيرك رأيك فيه فهذا شأن آخر ، فمثلاً هنالك اتهامات للاخ يونادم كنا بعمله المخابراتي في وقت البعث وقد نشرت عدة وثائق حول ذلك على المواقع وتناولت بعض الصحف هذا الموضوع ، ومع ذلك نلاحظ الأخ يونادم وصل الى عضوية البرلمان العراقي لأكثر من دورة برلمانية . فلماذا تريد ان تفرض رأياً معيناً على الأخ ريان ؟ اما موضوع قائمة بابليون فقد اتخذت الطابع القانوني ، لأنها قائمة عراقية تتوفر فيها الشروط المحددة من قبل الجهات المختصة .
انا اتخذت قراري بقناعتي ، وإن كتبت هذا المقال كجانب نقدي ، فإنني امارس حق النقد من اجل البناء ، فالجهات والأشخاص الذين تناولتهم بالنقد فإنهم جميعاً اصدقائي وأكن لهم جزيل الأحترام .
تقبل تحياتي
حبيب

206
لا اتوقع الفوز في الأنتخابات .. كيف؟ ولماذا ؟
بقلم : د. حبيب تومي ـ القوش
habeebtomi71@gmail.com
اجل لا اتوقع الفوز في الأنتخابات المقبلة لاعتبارت بعيدة من منطق الخبرة والأخلاص والتجربة ، فلعبة الأنتخابات يدخل فيها الكثير من العوامل وأسطيع تشخيص بعض العوامل التي كان لها الدور المؤثر في الحصول على الأصوات ، وأنا مع كل ذلك اهنئ من يفوز في الأنتخابات و احترم رأي الناخب مهما كانت التأثيرات ، وهنا أورد بعض العوامل التي أثرت في النتيجة وبشكل صريح ودون مجاملة لأي طرف وهي :
اولاً : ـ
 عملية الأنتخابات حالة مهمة كان يجب إيلاء الأهتمام لها ، انها الخطوة الأولى في طريق الديمقراطية التي نحن بأمس الحاجة لانتهاجها والتمسك بها ، ويوم توجه المواطن نحو صناديق الأقتراع هو الحد الفاصل لوضع اللبنة الأساسية للنهج السياسي لأربع سنوات قادمة ، وكان لي من الأفكار ما يفيد المجتمع العراقي بشكل عام والمجتمع  المسيحي من الكلدان والسريان والآشوريين بشكل خاص . لكني اهملت هذه اللعبة المهمة ، وكان لذلك اسباب منها صحية ، حيث كان لي برنامج طموح للدعاية الأنتخابية بالسفر الى بعض الدول الأوروبية مثل السويد والدنمارك وهولندا وألمانيا وبعد ذلك السفر الى امريكا  ، ديترويت وساندييكو ، وربما الى استراليا ، وأخيراً مدن العراق مثل بغداد والبصرة والناصرية ، وذلك لعقد ندوات تخص الأنتخابات لكن العملية الجراحية التي تزامن وقتها قريباً من موعد الأنتخابات قد سبب في إلغاء هذا البرنامج الطموح ، فكان تأخري عن قافلة الدعاية الضرورية في اللعبة الأنتخابية .
ثانياً : ـ
اثناء سفري الى عنكاوا وألقوش تفاجئت بهذا الكم الهائل من الصور والمصلقات والبوسترات لكيانات وأحزاب شعبنا ، وكانت دعايتي الأنتخابية بعيدة عن التأثير على الناخب من ابناء شعبنا ، حيث كانت بعض الصور بمثابة قطرة في بحر ، لم تجذب انتباه الناخب . جهودي المتواضعة تضمنت طبع ولصق بعض الصور إضافة الى عقد ندوة انتخابية واحدة في القوش ، وكلفتني هذه الدعاية على بساطتها وتواضعها حوالي مليون دينار ، وأنا اتساءل كم يا ترى صرفت الكيانات الأخرى للكوتا المسيحية ناهيك عن الكيانات والأحزاب الكبيرة ؟  فلو كان في مناطقنا ( عتاّكة ) وهم الذين يتاجرون بالسكراب المستخرج من أطر اللوحات الإعلانية المصنوعة من الحديد والألومنيوم والخشب ، لما استفادوا من دعاية حبيب تومي شئ يذكر، بل كانت استفادتهم من الكيانات الغنية المعروفة من احزاب شعبنا الذين صرفوا ملايين الدولارات على الدعاية الأنتخابية .
ثالثاً :ـ
انا شخصياً وأفراد عائلتي معي لم يسمح لنا الأشتراك في عملية الأقتراع في المركز الأنتخابي المرقم 131401 في مدرسة القوش الأبتدائية الأولى للبنين ، وقد ابرزت لهم هوية الأحوال المدنية وشهادة الجنسية العراقية وبطاقة السكن في القوش ، إضافة الى جواز سفر نرويجي وبطاقة السفر ، وإنني غادرت العراق منذ زمن صدام حسين ، كل الحجج والوثائق لم تجدي نفعاً ولم تقنع المراقبين ، ابلغوني ان اتوجه الى بغداد وأراجع المركز الأنتخابي في المدرسة الفلانية في الغدير ،  لقد حرمت المفوضية العليا للانتخابات قطاع كبير من المواطنين العراقيين وأنا وافراد عائلتي حرمنا من هذا الحق من الإدلاء بأصواتهم لأسباب تافهة ولم يكن اي دراسة مستفيضة للحالات الخاصة للمواطنين  .
رابعاً :ـ
في القوش وغيرها من مدننا وقرانا ترددت أقاويل وأحاديث تفاوتت بين العتاب والنقد والأستنكار حول تدخل الحزب الشيوعي العراقي والحزب الديمقراطي الكوردستاني بالكوتا المسيحية ، عن طريق خلق كيان شلاما من قبل الحزب الديمقرطي الكوردستاني وكيان الوركاء الديمقراطي من قبل الحزب الشيوعي العراقي ، مما يشار اليه ان الحزبين لهما ماض عريق في النضال السياسي فلا يليق بهما التدخل والطمع في 5 كراسي يتيمة للكوتا المسيحية ، فجند الحزبان امكانياتهما البشرية والمادية للاستيلاء على مقاعد في هذه الكوتا ، هذا ما اشار اليه المهتمون بالأمور السياسية لشعبنا المسيحي .
خامساً : ـ
اسلوب الدعاية الأنتخابية ، إذ تميزت بعض القوائم بالقيام بالدعاية الأنتخابية بشكل جماعي وكفريق واحد ، كما حصل لقائمة المجلس الشعبي وقائمة الرافدين وقائمة ابناء النهرين ، لكن ثمة قوائم اخرى سلكت في الدعاية الأنتخابية وكأن من فيها مرشحين مستقلين وكل شخص يسعى الى ابراز نفسه بشكل مستقل، وكمثال على ذلك قائمة اور الوطنية التي سعى فيها رئيس القائمة الأخ ابلحد افرام الى ابراز نفسه وشخصيته تحديداً فيما عرض من ملصقات وصور ، وبنفس السياق كانت قائمة بابليون ، إذ تميزت بالتفكك وعدم التناسق بين المرشحين ورئيس القائمة وهو الأخ ريان الكلداني ، فقد كان تركيز الأخ ريان على اخيه اسوان بشكل كبير في الوقت الذي كان ينبغي على رئيس القائمة اكثر حيادية وأن يقف على مسافة واحدة من جميع المرشحين في قائمته .
انا شخصياً حينما وصلت الى القوش تعجبت لهذه الكثافة لصور الأخ ريان وأخيه اسوان ، وكان وجودنا فقط حينما لجأنا الى لصق بعض الصور التي طبعتها في شرفية وأخرى التي ارسلها الأخ ريان من بغداد فكان هناك بون شاسع بين تلك الملصقات .
 اكثر من واحد صادفني بعد الأنتخابات وهو يقول لقد انتخبتك في الأنتخابات لقد طلبت بابليون وأسوان ، وهو يقول اليست هذه قائمتك ؟ إذاً الدعاية كانت لأسوان تحديداً ، وأتمنى من كل قلبي الفوز لأسوان ، فهو شاب كلداني يستحق الفوز . اتمنى ان اكون مخطئاً في قراءتي لهذه الحالة من الدعاية الأنتخابية .
سادساً :ـ
ان لموقع القوش نت موقف اخوي ودي حينما بادر الى وضع البوستر الذي يخصني لمدة شهر كامل دون مقابل ، وهذا موقف اخوي من الصديق عادل زوري وكذلك كان موقف موقع نادي بابل الكلداني في النرويج ،وشبيه بهذا الموقف كان من موقع صوت العراق ، وكذلك كان الموقف المحايد لموقع عنكاوا كوم ، وكان الموقف الرائع الودي من كثيرمن الأصدقاء والأقارب على موقع التواصل الأجتماعي لفيسبوك ، في الحقيقة لم يعد موضوع الفوز يشغلني ، فالمهم ما بعد فرز الأصوات وموقف الذين يفوزون في الأنتخابات ومستقبل العملية السياسية في العراق ، وموقف نوابنا ( الكوتا المسيحية ) داخل قبة البرلمان ، هل يكونون اوفياء لمن اوصلهم الى البرلمان ؟
لقد تعب الشعب العراقي من طبقة سياسية همها الأول والأخير خدمة مصالحها ونحن نتطلع ان تفرز الأنتخابات الجديدة طبقة سياسية تضع مصلحة شعبها ووطنها في المقدمة ، وأن تكون الحكومة القادمة مبنية على عاتق طبقة سياسية من التكنوقراط لكي تنأى بعيداً عن الصرعات السياسية والطائفية التي مزقت هذا الوطن .
كما نتطلع الى تغيير في ذهنية نواب الكوتا المسيحية ، فالنواب في السابق كانوا يغردون خارج سرب شعبهم ، إذ كانت الهجرة والتغيير الديموغرافي والإرهاب يطال هذا الشعب المسكين وهم لا يحركون ساكناً ، بل كان جل اهتمامهم منصب على التعصب الطائفي والقومي ، فلم يهتموا بالمواضيع المصيرية المهمة بقدر اهتمامهم بمحاربة الكلدان قومياً وتاريخياً وسياسياً وفكرياً ، فاجتهدوا في تقسيم شعبنا الكلداني والسريان الى وحدويين وانقساميين ، مما جعل هذا الشعب المسكين منقسماً على نفسه بسبب تلك السياسة الأقصائية المرفوضة إنسانياً ووطنياً . نتطلع الى فتح صفحة جديدة في العلاقات بين مكونات شعبنا من الكلدان والسريان والآشورين بمنأى عن تلك الأفكار العنصرية .
د. حبيب تومي ـ القوش في 04 ـ 05 ـ 2014

207
الأخ نبيل دمان المحترم
تحية ومحبة
اطلعت على ردك على الموضوع الذي تقول فيه :
(.. كل تلك الصفات تؤهله ان يكون من مؤرخي شعبنا، ومن ينتقده او يقلل من شأنه عليه ان يؤلف كتبا توازي ما أنجزه هرمز ابونا، القاء الكلام على عواهنه هكذا سهل وبإمكان كل مستطرق ان يفعل كذا ولكن ليأت باعمال ملموسة ليؤلف كتبا تعادل في الميزان انجازات ابونا، هيهات ان كان بإستطاعته ذلك. خلودا للكاتب والمؤرخ الراحل هرمز ابونا والف تحية لكل من قيّم اعماله، انا لا اطلب تأليهه بل نقده بمنظار علمي ثاقب وليس تبخيس انجازاته،.. الخ ) .
يا صديقي نبيل إن الذي يؤلف كتاب يعرف مقدماً بأن للقراء آراء مختلفة ، فهناك من يقدم قراءة نقدية للكتاب او لبعض فصوله او لفقرات فيه ، وإن طرحك غريب وعجيب حينما تقول : ومن ينتقده او يقلل من شأنه عليه ان يؤلف كتباً توازي ما أنجزه هرمز ابونا .. وتضيف .. ليؤلف كتباً تعادل في الميزان انجازات ابونا .. الخ
المسالة ليست المعادلة في الميزان والكيلوغرامات والأوقيات  ، المرحوم هرمزابونا الف ما الفه ، ومن حق القارئ ان يبدي رأيه في الكتاب سلباً او ايجاباً .
انا شخصياً قرات في الكتاب الثامن المعنون : صفحات مطوية من تاريخ الكنيسة الكلدانية"
قرأت فيه وكأنه بيان حزبي سياسي حيث اعتمد المؤلف على جانب واحد من الوثائق ، وتدخل في سير الأحداث فالمؤرخ يجب ان لا يتدخل ، بل عليه ان يتسم بالحيادية إذا كان عليه التدخل ، ونحن قرأنا كتب تاريخية كثيرة لمؤرخين كبار وكمثل غير حصري كتاب وول ديورانت قصة الحضارة والمؤرخ توينبي في مختصره للتاريخ ، فأين هذا الكتاب الذي صب المؤلف الكريم جام غضبه على تاريخ الكنيسة الكلدانية ومن منطلقات مذهبية عاطفية بحتة ، حيث خرج من الكنيسة الكاثوليكية الكلدانية وانخرط في الكنيسة النسطورية الآشورية ، وترجمة لذلك الأنخراط الجديد كان توجهه في الكتاب المذكور ، فرغم ان الكاتب قد اعتمد في بعض ما كتبه على الوثائق البريطانية ،فإن تدخله الغريب في مجريات الأحداث كان كبيراً مما افقد البحث رصانته وقيمته التاريخية . وقد كتبت في وقتها 4 مقالات نقداً للكتاب ويمكن الأستعانة بالأخ كوكل للاطلاع عليها . فيا اخي وصديقي نبيل المسألة ليست في الوزن ،بل هي مسألة فكرية قابلة للنقاش والأخذ والرد ، فليس كل ما كتبه المرحوم هرمز ابونا مقدساً لا يجوز مناقشته او نقده ، انا اعتقد ينبغي الخروج من دائرة اليقينيات الحزبية ، وعلى الأقل في المجال الفكري .
تحياتي للجميع
حبيب

208
ايليا خيرو بلّو رحلة عمر حافلة .. تتوقف
بقلم : د. حبيب تومي ـ القوش
haeebtomi71@gmail.com
 رحل من بيننا بهدوء المرحوم ايليا خيرو بلو عن عمر يناهز التسعين سنة ، وهذا الرحيل قد حفزني للكتابة عن هذا الإنسان الألقوشي الرائع والذي مثلت حياته تجسيداً حياً لمراحل مرت بها مدينته الجميلة القوش .
المرحوم ايليا خيرو بلو من مواليد 1923 وهو زوج شكري كريش ، وشقيق كل من عابد ، اسطيفوا ، ودي ، حبوبة والمرحومين كريم ، شمعون ، شمّي ، وبغية الوصول الى هدفنا لا بد من العودة الى الوراء نحو تخوم اواخر الأربعينات وأوائل الخمسينات من القرن الماضي ، وسنصادف الفقر يلف الجميع باستثناء بعض العوائل التي تعتبر ميسورة في ذلك الوقت لامتلاكها قليل من المال ، والى جانب هذا الفقر سنصادف القناعة لدى الجميع والحياة تسير بهدوء وبساطة . ونموذج لذلك نأخذ حياة الراحل ايليا خيرو بلو حيث كان في ريعان وقوة شبابه في تلك المرحلة ، واليوم  رحل من بيننا الى الحياة الأبدية يوم 28 نيسان الجاري في مدينة سانديكو بكاليفورنيا بأميركا .
حلقة الوصل لمواكبة واطلاع على حياة المرحوم كانت المرحومة الوالدة شكري ( باجي) صادق بلو والتي دأبت على زرع حب الناس واحترامهم في قلوبنا ، ومن رابطة قرابة الخؤولة فإن أي شخص كبير في عائلة بلو هو خالي ينبغي احترامه ، وهكذا فإن المرحوم ايليا هو ابن خالي خيرو ، وكانت امي تحرص على زيارة اولاد عمها ( خوالي ) لأنها كانت يتيمة من الأب الذي كان احد ضحايا الحرب العالمية الأولى ، وأمها تزوجت تخلصاً  من آفة الفقر والجوع ، وبقيت امي وعمرها ستة اشهر في كنف ابن عمها كنا بلو الى ان تزوجت عام 1940 .
 اتذكرا ان المرحوم ايليا مع زوجته المرحومة شكري كريش في البيت الملاصق لبيت خالي كنا بلو الذي يقع خلف كنيسة مار كيوركيس في محلة قاشا ، والبيت الذي اتكلم عنه هو عبارة عن غرفة واحدة يمكن الصعود ( التسلق ) اليه فيما يشبه الدرج .
عرفت المرحوم ايليا وأنا طفل صغير وهو يحمل المنجل على كتفه مع عمي كيكا وغيره من العمال ، وهم ينتظرون في سوق القوش من يأخذهم الى حقل الحنطة لحصد  المحصول الناضج، إن الحصاد من الأعمال الشاقة في ايام تموز الحارة ، وإن انتهى موسم الحصاد ينتقل المرحوم ايليا الى تعزيق تربة مزرعة البطيخ ( خبارا د وًرزا ) ، الأجور هنا اقل من حصاد محصول الحنطة ، لكن المهم هنا الأستمرارية في العمل ، لقد رأيت المرحوم ايليا يعمل خبّاطاً او عجاناً ( كًوالا) الجص الى جانب متي ابونا في بيت بيبو حلبي المجاور لبيتنا ، كما عمل المرحوم ايليا في حفر وتعزيق وتقليم  الكروم ، ( مخايا مّارا ) وعمل في الكور ( اتونا ) لحرق الصخور الكلسية بغية الحصول على مادة الجص ، وما ادراك ماهو العمل في اتونا ؟  إنه من الأعمال الشاقة من الفه الى يائه والعمل مهم لتحضيرمادة الجص المستخدم كملاط في بناء البيوت قبل ظهور وانتشار مادة السمنت ، كما عمل في منطقة الكنود في استخراج الصخور الكلسية .
في مسيرة العمل الكادح عمل ايليا خيرو بلو لمدة ثلاثة اشهر بشكل متواصل في الميتم الملاصق لدير السيدة الذي شيّد في اواسط الخمسينات من القرن الماضي وكان عمله المضني يتلخص في ملئ كيس كبير ( مر جبطا سموقا ) بالجص وحمله ونقله الى السطح مع كل متطلبات البناء ، والعمل المضني هذا كان بأجور يومية قدرها ( 4 ) دراهم لليوم الواحد ، وكانت امرأة من الجيران قد حسدت المرحوم ايليا وأخذت تحسب المحصول الكبير لأيليا لثلاثة اشهر مضروبة بأربعة دراهم كم اصبح غنياً هذا الرجل ؟
الأوضاع غير المستقرة في الشمال كانت وراء هبوب رياح الهجرة في الستينات من القرن الماضي ، فكانت استراحة محارب بالنسبة للمرحوم ايليا إذ شد الرحال ليستقر في بغداد ليبدأ مشوار جديد لمواصلة الكفاح والعمل ، وهنا كان عليه ان يعمل في حقل البيع والشراء ، فهنالك شريحة كبيرة من ابناء شعبنا آثروا الاستقرار في بغداد قادمين من المحافظات الشمالية بسبب اوضاع الحرب في تلك المناطق ، وهؤلاء يحبذون المأكولات التي تعلموا عليها ، كالبرغل ( كركور ) والحبية ( بقّوتا ) والجريش ( سمذي كريسي) والجبن الأبيض وجرزات الشمال والراشي ، فكان خيار المرحوم ايليا العمل في تجارة هذه المواد ، واشترك مع ابن عمله جميل بلو وذلك بوضع المواد في عربة الدفع اليدوية ، ودفعها في الشوارع والأزقة التي بها ابناء شعبنا .واستطاع بهذا العمل التجاري المتواضع مع الإستمرارية والتواصل والإرادة ان يحقق نجاحات اقتصادية وتماشياً مع العمل التجاري هذا دأب الأولاء على الأنخراط  في العمل التجاري ، ولكن ليس عن طريق التجول في الأزقة والدرابين بل في محلات وأسواق تجارية .
قد يتساءل احدهم ويقول ان هذا الرجل لم يذق طعم السعادة في حياته ، لأنه كان متواصلاً في العمل ، ولكن انا اختلف مع هذا الرأي ، فالتعريف الحديث للسعادة هو السعي لتحقيق هدف ، إن شئت ان تصل قمة فسعادك هي في التعب والشقاء في محاولة لبلوغ تلك القمة ، يقول الفيلسوف ارسطو : ان السعادة هي في العمل والمقصود بالفكرة ان الناس في نهاية المطاف يبتغون السعادة او الشعور بالسعادة في اي عمل يؤدونه .
إن كان المرحوم ايليا قد ترك القوش الى بغداد هرباً من الأوضاع وسعياً لأسباب المعيشة ، فإن الأولاد كان طموحهم ابعد ، فقد عزموا امرهم للهجرة الى اميركا ، العالم الجديد ، بلاد الفرص ، وكانت تربية العائلة في الكدح والإخلاص بالعمل متأصلة في اعماقهم ، هكذا تقدم هؤلاء الأولاد النجباء في المجال التجاري والأقتصادي محققين نجاحات مهمة في اميركا ، لقد اثبت هؤلاء الأولاد بأنهم خير خلف لخير سلف .
لقد تقاعد المرحوم ايليا خيرو بلو من مشقات العمل والكدح ، وبقي مع زوجته شكري كريش يعيش سعيداً الى ان خطفت يد المنون شريكة العمر شكري ، ولم يقبل المرحوم ايليا ان ينتقل الى بيت اولاده بل تشبث ساكناً في البيت الذي يحمل ذكرياته السعيدة مع الزوجة الوفية .
لقد زرت المرحوم ايليا في بيته المتواضع الجميل في سانديكو ، وحين جلست مع هذا الإنسان انساب نهر الذكريات في مخيلتي ، وعلمت ان هذا الرجل يحمل في اعماقه فيضاً كبيراً من توصيفات الأنسان العظيم .
بعد ان مضت قافلة سنين العمر بعقودها التسعة يرحل ايليا خيرو بلو الى الحياة الأبدية ، ونتضرع الى الرب يسوع ان يتغمد المرحوم بوافر رحمته وأن يسكنه فسيح ملكوته السماوي مع الأبرار والقديسين ، وأن يلهمهم جميعاً نعمة الصبر والسلوان .
وبهذه المناسبة الأليمة نعبر عن حزننا ، فنقدم تعازينا القلبية لأولاده الطيبين : يونس ، خالد ، جلال ، فاضل ، ريمون ، فؤاد ، صبرية والى اخوانه وأخواته والى كل آل بلو الكرام .
د. حبيب تومي ـ القوش في 02 ـ 05 ـ 2014

209
الأخ ابو سنحاريب المحترم
المرحوم هرمز ابونا صديق الطفولة ، وبعد 2003 كان بيننا بعض المكالمات التلفونية .
المرحوم هرمز ابونا ترك كنيسته الكلدانية ، واصبح من اتباع الكنيسة الآثورية ، ليس هذا فحسب بل عكف على محاربة الكنيسة الكلدانية ورموزها معتمداً على الوثائق البريطانية تحديداً ، والأبتعاد كلياً عن الوثائق الفرنسية والفاتيكانية   المخالفة لها في الرأي ، فالمرحوم رغم دفاعه المستميت عن الآشوريين إلا ان بعض النقاط كانت تفوته في الدفاع ، فقد اعترف بكتابه الجزء الثامن بأن الآشورية لفظة حديثة كانت من وضع الأنكليز ، ففي رسالة الوجهاء الى السفير البريطاني يصفون انفسهم بأنهم من القومية النسطورية ، والسبب بسيط ، لأن التسمية الآشورية لم تلصق بهم إلا في مطاوي الحرب العالمية الآولى ، وقد وضحت ذلك في سلسلة من المقالات النقدية ، وهنا انشر ثالث حلقة من تلك المقالات التي تشير الى هذا الشأن .
رحم الله صديقنا هرمز ابونا ولكنه لم يكن مؤرخ شعبنا ، فقد كان يكتب للاشوريين فحسب ، بينما كان مشوهاً للتاريخ الكلداني بتعمد وإصرار  ،فكفاية خلط الأوراق وتشويه الحقائق يا سيد ابو سنحاريب المحترم .
تحياتي
حبيب
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
قراءة نقدية في كتاب هرمز ابونا :
صفحات مطوية من تاريخ الكنيسة الكلدانية (3 )

***********************************
 بقلم:  حبيب تومي / أوسلو                   القسم الثالث                              

في الحلقة السابقة توقفنا عند يوحنا سولاقا وهنا يضيف الكاتب هرمز ابونا حول هذا الموضوع فيورد ص77 قوله :

فحين استهل المبشرون تنفيذ خطتهم ، وأقنعوا الراهب يوحنان سولاقا للذهاب معهم الى روما لأكمال مشروع ( تقسيم كنيسة ) المشرق تكفلوا بإجراءات تأهيله للمهمة ..

بقراءة المصادر يتضح ان الراهب يوحنا سولاقا آل بلو كان بعيداً عن مفهوم احراز منصب وكذلك لم تكن غايته في يوم من الأيام تمزيق الكنيسة . من اجل الأحاطة بمجمل القضية بعيداً عن اجواء شحن التهم نقرأ  :

ان الخطأ في حصر منصب البطريرك في عائلة واحدة وجعله حصرياً بهذه العائلة قد نجم عنه استياء عام .

في مطاوي سنة 1551 م حيث لم يبق من تلك العشيرة سوى مطران واحد ،  كان ثمة تصميماً  عاماً على وضع حد لما طرأ على الكنيسة .   لقد اقبل على  مدينة الموصل وفود من بغداد وكركوك وأربيل والجزيرة وتوريز ونصيبين وماردين وحصن كيفا وغير ذلك منهم اساقفة وقسوساً وعلمانيين من الوجوه العامة وانتخبوا بطريركاً عليهم وهو الربان سولاقا الراهب في دير الربان هرمزد( 9 ) .

لقد وصل وفد الى دير الربان هرمز لابلاغه قرار المجمع ،  فشعر سولاقا بخطورة الموقف وخاف من المسؤولية الجسيمة .. وهو الذي لم يفكر سوى بالحياة الرهبانية فقرر رفض المهمة ، لكن المجمع اصر على اختيارة فأرسل وفداً ثانياً الى دير الربان هرمز لاقناع سولاقا بتلبية ارادة الشعب المسيحي ، وللمرة الثانية رفض سولاقا ، ثم كان ارسال وفد ثالث اليه ، وإذ رفض هذه المرة ، اضطره الوفد الى المجئ قسراً ، ولدى وصوله ، عقد الأساقفة والشعب جلسة اخرى للمجمع وأحضروا سولاقا ، وعلت الهتافات بتأييده فلم يسع سولاقا الا الأذعان لمشيئة الله ، وكان ذلك مطلع 1552 وبانتخاب راهب بسيط لدرجة البطريركية ، برهن الأساقفة والشعب عن صدق نواياهم وعن نزاهة الحركة التي تتوخى .. خير الكنيسة وانتعشها ( 10 ) . ان هذه الحوادث تدل ان الحركة كانت بإرادة الشعب المسيحي والكنيسة الشرقية نفسها  ، وروما كانت ترحب بتوحيد اوصال الكنيسة المبعثرة من حيث هي كنيسة جامعة واحدة .

 في ص93 نقرأ عنوان بارز يقول :

مؤمنوا كنيسة المشرق بين فكي كماشة .

ويستطرد الكاتب : ان مأساة كنيسة المشرق تكمن في تعرضهم الى موجتي غزو من الشرق والغرب حيث تصارع الأتراك والفرس والأكراد في احتلال ارضهم ، في حين زادت مشكلتهم المعقدة تعقيداً عامل ظهور القوى الغربية الطامعة بذات الأرض التي كانت العناصر الغربية المشار اليها تتصارع فيما بينها للأستحواذ عليها ...

 لا ادري كيف يستطيع الكاتب اقناع القارئ بهذه الأشكالية البعيدة عن الواقع .  إن الأكراد والأتراك والفرس يريدون احتلال ارضيهم ، حسناً ، لكن كيف يقنعنا الكاتب ان الكنيسة الكاثوليكية  او روما او حتى فرنسا يطمعون في الأستحواذ على اراضيهم ؟ انها فرضية خيالية لا تقترب  من الواقع . في ص108 امامنا عنوان يقول :

أبناء تياري احفاد قدماء الاشوريين

ان يكون ابناء تياري احفاد قدماء الآشوريين امر لسنا معه او ضده ، لكن اثباته ليس بالأمر الهيّن ، وينبغي على المؤرخ ان لا يجامل احداً على حساب التاريخ ، ويعتمد الأستاذ هرمز ابونا على بطرس نصري على ان ابناء تياري المعاصرين هم احفاء قدماء الآشوريين ، وهو يعتمد على كسوتهم او هيئة لبسهم وكذلك لغتهم تبين بنوع أجلى كونهم من سلالة الآثوريين القدماء ...

أقول : رغم ان الملابس ليست دليلا قاطعاً يعتد به لتأسيس هذا الأمر الخطير ، ومع هذا فإن الملابس التي يرتديها ابناء التياري المعاصرين ، انها تختلف كلياً عما كان يرتديه الآشوريون القدماء وملابسهم ظاهرة على نقوشهم ، ولا تمت بصلة الى الملابس التي يظهر بها الآشوريون المعاصرون ، ولغتهم اليوم هي اللغة السريانية وهي وريثة اللغة الآرامية ، وعلاقتها باللغة الآشورية البابلية القديمة لا تختلف كثيراً عن اللغات السامية الأخرى . فالكلمات العربية :

أب ، أخ ، اسم ، انسان ، ثور ، بيت .. هي في اللغة الآشورية البابلية القديمة على التوالي :

أبو ، أخو ، شومو ، نِشو ، شورو ، بِتو .. وفي الآرامية تصبح على التوالي :

أبا ، أحا ، شما ، ناشا ، تورا ، بيثا ( 11 )  وهذه الأخيرة لا تختلف عن اللهجة المحكية في القوش وفي  بلداتنا الكلدانية ، والآثورية لا تختلف عنها كثيراً حيث المفردات اعلاه تلفظ :

بابا ، خونا  او اخونا ، شمّا ، تورا ، بيثا .

 ان علماء الأنثروبولوجيا ودارسي الشعوب ينتقدون نظرية ارنست رنان التي تدعي نقاء العنصر الآري وتفوقه ، وان العلماء هؤلاء برهنوا على انه لا يوجد شعب يمكن ان يبرهن على نقاوة دمه بسبب الهجرات والتزاوج التي تؤدي الى اختلاط الشعوب ( 12 ) .

المفارقة الغريبة : ان الكاتب هرمز ابونا يلقب ابناء تياري بالآشوريين ، بينما هم انفسهم لا يدّعون هذه التسمية ، ففي ص 273 يطلعنا الكاتب الجليل هرمز ابونا على المذكرة  التي قدمها 45 من وجهائهم الى السفير البريطاني يلتمسون الحماية فيقولون في مذكرتهم  :

Mousil August 8 .1857. From Rassam to Canning

To His Exallency the most exalted Lord ,the Ambassador of England .

We the  the undersigned , you servants and humble petitionersare (…)  oppressed ( …) native of Tiary , Berwary , Buhtan , Hakkary who have drawn up this petition to solicit Your lordship,s gracious ?? assistance  in this time of our need , to save us from the oppression and injustice put upon us by our rules both Turks and Kurds…

…We therefore ,implore your Excellency ,s protection and earnestly entreat Your Lordship to optain for us a Firman drown up in the name of the Nestorian nation …

ويترجمها الكاتب ص 275 فيقول فيما يلي نص رسالة الأسترحام :

الى .. سعادة سفير انكلترا

 نحن الموقعين ادناه خدمكم المتواضعين نعرض لك بأننا .. المظلومين من ابناء تياري وبرور وبهتنان وحكاري الذين كتبنا هذا الألتماس متوسلين لمساعدة سيادتكم الكريمة في وقت شدتنا لكي تنقذونا من الظلم واللآعدالة المفروضة علينا من قبل حكامنا الأتراك والأكراد ...ويختمون مذكرتهم بقولهم :

... وعليه فإننا نتوسل بسعادتكم لحمايتنا ولكي تحصلوا لنا على فرمان باسم (( ألأمة  النســـطورية )) او باسم ايرميا ...

 التوقيع 45 من وجهاء النسـاطرة .

 وهكذا كانت هذه المذكرة المقدمة سنة 1857 لم يكن معلوما اسم الأمة الآشورية لهذا القوم .

في ملاحظة للكاتب 142 ــ 143 عن موقف الفرنسيين والمبشرين من يوحنان هرمز ابونا يقول :

 نجح الجهد الكاثوليكي وبواسطة النفوذ الفرنسي في الحصول على براءة سلطانية تعترف به بطريركاً . ولكن روما ظلت تناور معه حاجبة عنه تثبيته كبطريرك لكي تضفي عليه الشرعية . على العكس عملت على ترويضه فلقد تعرض الى حملة اضطهاد من قبل المبشرين الكاثوليك الذين قاموا ( بسجنه ) رغم انه لم يرتكب اي جرم يستوجب ذلك [ انتهى الأقتباس ] .

في الحقيقة اقرأ في هذه الأسطر تناقض وارتباك فمن ناحية يسعى الجهد الكاثوليكي وبواسطة النفوذ الفرنسي في الحصول على براءة سلطانية تعترف به بطريركاً ، ثم لا تلبث هذه الكنيسة ان تضطهده ثم يقوم المبشرين الكاثوليك ( بسجنه ) . وسؤال مشروع  : هل كان للمبشرين سجون ؟ وأين موقع هذه السجون ؟

في عنوان بارز ص 144 يكتب المؤلف :

استخدام روما للرهبنة الهرمزية لتنفيذ مآربها

ويستطرد بعد هذا العنوان ، فيقول :

كان ظهور المدعو جبرائيل دنبو الذي كان مرتبطاً بمصالح تجارية على مسرح الأحداث في الفترة العاصفة والذي كان مدعوماً من قبل المبشرين الفرنسيسكان .... ويضيف في ص145 ولقد اطلقت روما يد دنبو في التصرف بشؤون الرهبنة الهرمزية وقام بالتعاون مع المبشرين والقنصل الفرنسي بالتنكيل بالعائلة البطريركية لكنيسة المشرق حيث صودرت املاك العشيرة بأكملها وسجن المئات منهم كما افاد القنصل البريطاني في الموصل في تقرير له سنة 1944 م [ انتهى الأقتباس ] .

أقول : لقد كانت الحياة الرهبانية مقطوعة في دير الربان هرمزد لمدة 80 سنة تقريباً ، وقام الأب جبرائيل دنبو بتجديد الحياة الرهبانية في هذا الدير العتيد ، ويحدثنا المطران يوسف بابانا في القوش عبر التاريخ عن الأب جبرائيل دنبو فيخلص الى القول :

 انه [ جبرائيل دنبو ] ولد في ماردين عام 1775 م في شبابه عمل في التجارة ، ولقد رغب في الحياة الرهبانية فكرس نفسه لذلك . سافر الى الموصل وتداول مع البطريرك يوحنان هرمز ومكث عنده فترة تقارب السنتين وبعدها سافر الى القوش ، وفيها تعلم مهنة الحياكة ، وفي القوش كانت المراسلات مع حنانيشوع مطران العمادية ، حيث ان الدير كان تابعاً لهذه الولاية وبعد الحاح اهالي القوش ، سمح بإعادة فتح الدير  وتم ذلك فعلا سنة 1808 م . ولقد تطور الدير رغم النكبات التي حلت به ووصل عدد رهبانه الى حولي خمسين راهباً قدم منهم الى الدرجة الكهنوتية ومن هؤلاء الكهنة قدم اربعة منهم الى الدرجة الأسقفية (13 ) .

 بعد رحلته الى روما عاد جبرائيل دنبو الى بغداد ثم الى القوش في اوائل سنة 1932 حيث صادف قدومه اليها مع هجوم مير كور الأمير الراوندوزي ، وكان الشهيد جبرائيل دنبو  ضحية من ضحايا حملته ،  حيث وجد مع ثلاثة من زملائه مقتولين قتلة شنيعة الى الغرب من دير الربان هرمزد . في سنة 1931 اقيم في دير السيدة احتفالاً مهيباً في ذكرى مرور قرن على استشهاد الأب جبرائيل دنبو الذي خضب تلك الأرض المباركة بدمائه .

 وبرأيي كان يستوجب على الكاتب هرمز ابونا وهو يكتب التاريخ ان يتسم بشئ من الأنصاف او الحيادية فكان يجدر به ان يمنحه لقبه الكنسي ( الأب دنبو  او الشهيد دنبو ) بدلا من التسمية التي اوردها ص 144 [ المدعو دنبو ] وفي ص 145 [ دنبو] .

 اما عن مصادرة املاك العائلة الأبوية فيمكننا القول :

 لقد كانت لمسألة ثروة الدير تداعيات سياسية  في المنطقة إذ كانت تتبع الدير اوقاف غنية واسعة من الأراضي والأملاك ، وكانت تدير شؤونها العائلة الأبوية ، وكان الدير بأملاكه تابعاً لادارة امارة بهدنان في عمادية ، وكان انتقال الدير الى ابرشية الموصل يعني انتقال هذه الممتلكات من امارة عمادية الى امارة الموصل ، ومن المؤكد ان هذه الأملاك ستنتقل الى الأدارة الجديدة ، فحرض بعضهم امير بهدينان اسماعيل باشا على استرجاع تلك الأوقاف وطرد رهبان الدير ، وفي عام 1842 م هاجم اسماعيل باشا بجنده الدير ، وطردوا رهبانه ، وأتلفوا كثيراً من أثاثه ، ثم هاجموا القوش القريبة فسعى وجوهها بنفي أعيان بيت الأب من البلدة تخلصاً من مشاكلهم وارتباطاتهم بإمارة العمادية وبهذا ضم الدير بأملاكه الى ولاية الموصل نهائياً (14 ) .

برأيي : ان أمور مادية وسياسية كان لها حضور كبير في مجرى الأحداث الدينية ، وعندما ننظر الى حدث معين لابد من تسليط الضوء على كل جوانبه من اجل تكوين رؤية واضحة عن تلك الأحداث .

حبيب تومي / اوسلو

 

                                يتبعها القسم الرابع              

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

9 ــ المعلم لومون الفرنساوي : مختصر تواريخ الكنيسة ، ترجمة الخوري يوسف داود ص603

10 ــ الأب البير ابونا :  تاريخ الكنيسة السريانية الشرقية ج3 ص135

11ــ ا. ولفنسون : تاريخ اللغات السامية ص283

12ــ د . صالح احمد العلي : محاضرات في تاريخ العرب ص 8

13 ــ المطران يوسف بابانا : القوش عبر التاريخ ص91 ــ 93

14ــ عماد عبدالسلام رؤوف : الموصل في العهد العثماني ص171 ـ 172


210
الأخ Ninwaia08  المحترم
لا ادري بأي حق تستخدمون وضعية هذه العائلة الكريمة كمادة او وسيلة للتسقيط السياسي ، او توظيفها  في الخلافات السياسية ، إن لهذه العائلة كرامتها وشرفها ، وانتم تستغلون فقرها وعوزها وتتصرفون بسمعتها كما يحلو لكم ، إن لهذه العائلة حرمتها وكرامتها ، ولا يجوز المتاجرة بها للاغراض السياسية ، إنه استغلال معيب لكرامة هذه العائلة دون وازع او ضمير ، وإن لم يكن لهذه العائلة القدرة على المحاسبة القانونية ، ليكن لنا الوازع الأخلاقي في احترام كرامة هذه العائلة المسيحية ، وإن اراد اي حزب مساعدة هذه العائلة ليكن لكن دون الصخب الإعلامي ، من المعيب ، استتغلال هذه العائلة لتحقيق اهداف سياسية . بأي حق تسجلون فيديو وتروجوه لتحقيق اهداف سياسة ، قليلاً من الرجولة والمروءة .
تحياتي للجميع
حبيب

211
الأخ حكيم البغدادي المحترم
قرأت سرد جميل وتشخيص صحيح ، رغم اختلافي ببعض النقاط ، لكن التشخيص لا يكفي اخي حكيم ، فلا يكفي ان تشخيص الطبيب للمرض بل عليه اختيار الدواء الشافي ، وأنت شخصت الخلل لكنك لم تعطي او تقترح الحلول . هذه قراءتي لكلمتك ودمت بخير
تحياتي
حبيب

212
الأخت العزيزة سوريثا
تحية ومحبة
شكراً لجهودك الطيبة ايتها الأنسانة الرائعة
انا مسرور بيقظة الوعي القومي الكلداني لدى شريحة كبيرة من ابناء شعبنا الكلداني ، إن الوعي القومي لدى ابناء شعبنا الكلداني مطلوب اكثر من اي وقت آخر لا سيما بعد ان انتشر هذا الشعب في ارجاء قارات الأرض ، وينبغي ان يجد وشيجة تربطهم فكانت الرابطة القومية الكلدانية ، التي يمكن ان تعكس اللغة الكلدانية والتاريخ والمآثر والأوابد والفولكلور والمشاعر .
بوركت جهودكم جميعاً
دمت بخير ومحبة
تحياتي
حبيب

213
الأخ جلال برنو المحترم
تحية ومحبة
اولاً : ـ
دعم الحركة الديمقراطية الآشورية بدأ منذ سقوط النظام على يد الجيش الأمريكي حيث ازيح الكلدان عن الساحة السياسية وأنيطت مسؤولية تمثيل المسيحيين بالحزب الآشوري المعروف بالحركة الديمقراطية الآشورية ، اما حزب المجلس الشعبي الكلداني السرياني الآشوري ،فقد طرحوا انفسهم كممثلين للمسيحيين في اقليم كوردستان ، وخصصت فضائية عشتار لتكون لكل المسيحيين لكن حزب المجلس الشعبي ابقى هذه الفضائية المسيحية كواجهة دعاية محصورة بقائمة هذا الحزب ، فلا ادري ماذا تريد اكثر من هذا الدعم .
ثانياً : ـ
اخي جلال برنو لماذا تتبرع للدفاع عن هذين الحزبين الآشوريين وهما اقوى الحزبين وقريبين من دوائر صنع القرار ، ولهما افضل الإمكانيات بين احزاب شعبنا ،  فانت كلداني وقوميتك كلدانية ، وللحزبين ماشاءالله من المدافعين ، فلماذا لا تدافع عن حقوق شعبك الكلداني المهضومة في العراق الأتحادي وفي اقليم كوردستان .
 اما قائمة بابليون ،فإنني لحد هذه اللحظة لم اجد ما يثبت دعم هذه القائمة من اية جهة ،فانأ شخصياً قمت بطبع بعض البوسترات في شرفية  وأرسل لي الأخ ريان الكلداني بوسترات اخرى علقت بعضها  وكان هنالك فرق هائل بين ما علقته من صور وبين تلك الصور العملاقة وتلك الكمية الهائلة للقوائم الأخرى ، فكما ترى لو كان دعم لكان لنا مثل تلك الأمكانيات للقوائم المدعومة
تقبل تحياتي
حبيب
ـــــــــــ
الأخ الدكتور صباح قيّا المحترم
تحية ومحبة
اعبر عن شكري وتقديري لك ولأصدقائك الذين يقدرون منظومة الشخص المناسب في المكان المناسب بمنأى عن اية اعتبارات حزبية ضيقة ، اما مسألة الفوز والخسارة ، فأنا اتقبل النتيجة مهما كانت بروح رياضية وأحترم رأي الناخب ، كما اني قمت بالحد الأدنى من الدعاية الأنتخابية وربما دون الحد الأدنى .
من جانب آخر فإنك اخي العزيز الدكتور صباح قد اغضبت بعض الأخوة ممن يحملون الحقد الدفين في قلوبهم دون مبرر ، فكان الأجدر بك بان تقول : بعض اصدقائك منحوا اصواتهم لأحمد ومحمد او لداعش وليس لحبيب تومي ، إنك قد اغضبتهم يا اخي .
دمت بخير ومحبة اخي الدكتور صباح
تحياتي لجميع أصحاب المداخلات  وأقول لمن يضمرون الحقد والكراهية بأن لقبي في القوش هو ( حًبّا ) وآحب الكلدان والسريان والآشوريين بنفس المقدار ، ولهذا آمنت ان المحبة هي الدواء الشافي لعلاقتنا وليس خلافها .
تحياتي
حبيب


214
الأخ عبدالأحد قلو المحترم
تحية ومحبة
إن انتشار الوعي القومي والسياسي بين ابناء شعبنا مسالة نسبية ، فهنالك الأعلام الذي يلعب دوره ، إذ ترى فضائية مخصصة للمكون المسيحي ، لكنها قد خصصت وقتها على مدار الساعة للدعاية لقائمة واحدة لا غيرها ، هذا ناهيك عن الإمكانيات الأعلامية والدعائية الأخرى ، إضافة الى ذلك ثمة الأرتباطات الحزبية ايضاً ، فيكون الحزبي ملزماً لأختيار ابن حزبه ، إن كان قانعاً بإدائه او غير قانع ، كما هناك رابطة القرابة والأرتباط العشائري ، ومن يتجاوز كل هذه الأرتباطات يعتبر واعياً سياسياً ، ويمكن الأستشهاد بالناخب في الدول المتقدمة الذي تجاوز كل تلك الأرتباطات ، ليضع مصلحة بلاده وشعبه في المقام الأول ، وأتمنى ان تكون شريحة كبيرة من ابناء شعبنا قد وصلت الى ذلك المستوى من الوعي السياسي .
شكراً لمرورك اخي عبدالأحد قلو
تحياتي
حبيب
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
السيد يوسف شكوانا المحترم
شكراً على مرورك ولكني استغربت انك اتيت بعبارة من عندك وعلقت عليها ونسبتها لي وكأنني قائلها ، فتقول في تعليقك :
(( .. وإنما على العكس تركت كل النقاط وذكرت ما لم اقله لا الان ولا سابقا وهو محاربة الكلدان!!!)).
لا ادري اين قرأت في المقال ان يوسف شكوانا يحارب الكلدان ؟
في المقال اعلاه فقرتان كانت تخصك ،  الأولى انك تضع اسمي عنوان لمقالك فيبادر اصحاب الأسماء المستعارة للتهجم والتهكم والشخصنة ، والفقرة الثانية التي تناولت فيها كتاباتك بأنك تشخص للقشة الصغيرة في عين غيرك ولا تشير الى العود الذي في عينك ، واوردت  الواقع الذي وصلت اليه الحركة الديمقراطية الآشورية كمثال على ذلك . وكما هو  واضح فإن الفقرتين لم ترد الجملة التي ذكرها وعلقت عليها ، فأنا بدوري اسألك اخي يوسف شكوانا لماذا تقولني ما لم اقوله ؟
اما ما يخص الكلدان فأنا شخصياً لست من المتعصبين قومياً ، لكن إن سئلت عن هويتي فأقول :
اسمي حبيب تومي ، من القوش
 اسم هويتي الوطنية عراقية ، وانتمائي الديني فأنا مسيحي كاثوليكي ، وقوميتي هي القومية الكلدانية ، فلا ادري ان شئت ان تعتبرني انقسامي فهذا شأنك ، فانا مؤمن بأن في العراق شعب اسمه الشعب الكلداني ساهم ببناء العراق قديماً وحديثاً ، ومن حق هذا الشعب ان يكون له حقوقه الوطنية والقومية والسياسية في وطنه ، إن وجود الشعب الكلداني قبل وجود الأحزاب السياسية الآشورية وقبل طبخها التسميات السياسية الجديدة فلا يمكن إلغاء تاريخ واسم شعب بقرار حزبي ، هذا هو رأيي بصراحة ، ولا ادري إن كنت تعتبر ذلك اثم او خطيئة ،فأنا شخصياً اؤمن بذلك  
دمت بخير
تحياتي
حبيب

215
صورتي الصغيرة تصارع من اجل البقاء بين الصور الكبيرة وردود وهوامش متفرقة
 بقلم : د. حبيب تومي مرشح قائمة بابليون تسلسل رقم 2 ـ القوش
habeebtomi71@gmail.com
نحن في الهزيع الأخير من ليل الدعاية الأنتخابية التي  كانت عبارة عن معركة محورها تعليق الصور الكبيرة  والصغيرة التي  ترتفع فوق المباني والدور السكنية وعلى امتداد ارصفة الشوارع بالإضافة الى نشر الإعلانات المدفوعة الثمن في بعض الفضائيات ، وغيرهم  من القوائم والشخصيات الحزبية من الذين يملكون فضائيات تابعة لهم ، فإن دعايتهم الأنتخابية تجري على قدم وساق على مدار الساعة ، وفضائية عشتار المسيحية مثال حي لتفرغها كلياً للدعاية الأنتخابية لقائمة المجلس الشعبي حصرياً .
في الأول من نيسان بدأت الحملة الأنتخابية ، وفي القوش صادفت بعض الزملاء وهم يعلقون تصاوير رئيس احد الأحزاب لشعبنا ، وكانت صور جميلة ومثبتة تثبيتاً جيداً على لوائح من الخشب بحيث لا تؤثر عليها هبوب الرياح ، واعتقدت انها صور معدودة ، لكن اكتشفت ان اعداداً هائلة من تلك الصور منتشرة ومثبتة في مدننا وقرانا حيث رأيت نفس الكثافة من تلك الصورة في مدينة عنكاوا وغيرها ، وفي الحقيقة لم اعثر على صور المرشحين الآخرين في نفس القائمة معلقة إلا ما ندر ، ثم ظهر بمرور الأيام ان الصور الضخمة للمرشحين في الأحزاب والكيانات الأخرى بدأت تتسابق فيما بينها لتكون اكثر بروزاً ووضوحاً امام المواطن .
بعد ان اصبحت منعطفات وشوراع القوش مليئة بتلك الصور بادرت متأخراً ان اطبع بوستر واحد وتوجهت الى مطبعة في شرفية عملاً بالمثل الروسي : ان تصل متأخراً افضل من ان لا تصل ابداً ، وبعد ان طبعت تلك البوسترات وصلتني  كمية من البوسترات من الأخ ريان الكلداني ، وقام بعض المؤيدين لقائمة بابليون بلصق بعضها في شوارع القوش ، كما دفعت اجور تعليق بعضها الآخر في القوش وفي عنكاوا ، كلفني ذلك مبلغاً مهماً بالنسبة لي وتساءلت كم صرف اصحاب تلك الصور الكبيرة الجميلة والمثبتة تثبيتاً جيداً انه امر يدفع على التعجب ، لأنني شاركت في عملية انتخابية في النرويج ، ولم اشاهد اي صورة لأي مرشح معلقة في الشوارع . ولا ادري كيف سيتصرف الناخب العراقي المسكين امام هذا السيل الجارف من الدعاية ، وهل سينجذب ويختار اصحاب الصور الكبيرة والكثيرة المعلقة في اعلى المباني وعلى طول ارصفة الشوارع ام سوف يختار الشخص المناسب في المكان المناسب ليغدو عضواً في البرلمان بمنأى عن كبر صورة المرشح المعلقة او صغرها .
عودة الى لغة التسقيط السياسي
السيد يوسف شكوانا المحترم دأب كل مرة على انتقاء بعض الجمل او فكرة من المقال الذي انشره ثم يعلق عليها ليصبح منبراً حراً لمجموعة من المقنعين ليفرغوا جام حقدهم وغضبهم على حبيب تومي وعلى كل من يفتخر بقوميته الكلدانية ، فهؤلاء اتخذوا قراراً في حزبهم بأن يوصم كل من يعتز بانتمائه الكلداني بأنه انقسامي ، وهكذا كتب السيد يوسف شكوانا قبل ايام مقالاً بعنوان : هل يجوز ان يمثل شعبنا انقسامي ؟ وفي المفهوم الزوعاوي ان الأنقسامي هو من يعتز بانتمائه الكلداني ، والوحدوي هو من يتعصب لأنتمائه الآشوري ، ووزعوا التهم وخوّنوا من يخالفهم رأياً ومن لا يرضى بفكرهم الأقصائي ، وإن الأقلام المقنعة على اهبة الأستعداد للنيل من هؤلاء تماماً كالخطاب البعثي الأقصائي : الذي كان يقول البعث نور لمن يهتدي ونار لمن يعتدي ، ومن يعتدي كان يقصد به كل من يعارض ولا يقبل بالخطاب البعثي ، فكل من يعيش في الوطن العربي هو عربي ، والويل لمن يعترض او لا يقبل بهذا الطرح .
السيد يوسف شكوانا همومه هي حبيب تومي فهو يفتح الطريق امام الطاقم ليسجل كلمات الحقد ولغة التسقيط . فهو يرى القشة في عين صاحبه دون ان ينتبه الى العود الذي في عينه ، فهو لا يرى ان حركته ( الحركة الديمقراطية الآشورية ) قد اصابها الهرم والتفكك وتشهد عمليات انشقاق وتمزق كبيرة ، ودون ان يرى ان اهتمام وانتماء الأخ يونادم  كنا العائلي اقوى من اهتمامه وانتمائه القومي ، ودون ان يرى ايضاً حملات النقد اللاذعة حينما أيد السيد وزير الزوعا للقانون الجعفري الذي كان محط استنكار من الشيعة انفسهم ، ودون ان يرى ان الزوعا تتسلح بفكر قومي إقصائي بحق الكلدان والسريان .
كلام في قوائم شعبنا المسيحي من الكلدان والسريان والآشوريين
 بعد سقوط النظام في 2003 بدأ يتبلور منحى جديد في العملية السياسية ، إذ بدأ الولاء السياسي ينحو منحى الخطاب الطائفي ، ونحن الكلدان بدأت تظهر يقظة قومية مفادها اننا شعب اصيل ينبغي ان يكون لنا مكان في في الطبقة السياسية والخارطة القومية العراقية ، لكن الأحزاب الآشورية طرحت نفسها كممثل للمسيحيين كافة وعاونهم بذلك الحاكم الأمريكي بول برائمر ، وفي انتخابات الدورة الأولى عام 2005 كان هنالك قائمة مسيحية واحدة تابعة لحزب اشوري ، وفي الحقيقة وضعنا ثقلنا وثقتنا في هذا الحزب قبل ان يتبين انه حزب قومي عنصري يعمل على إذابة المكون الكلداني وتفريغه من تكوينه القومي .
المهم في هذا الصدد ان المعادلة مختلفة كلياً فالحركة الديمقراطية الآشورية تشهد انشقاقاً وتمرداً في صفوفها فلم تعد اللاعب الوحيد على الساحة ، والمنافسة على مقاعد الكوتا تشهد منافسة قوية بين 9 قوائم لها اجندة مختلفة . فهنالك قائمة المجلس الشعبي القوية التي تملك المال الوفير ويخدمها اقوى إعلام ، وهنالك قائمة ابناء النهرين المنشقة من الزوعا التي تتميز بالحراك السياسي ويبدو انها تتلقى الدعم ..
وثمة قوائم اخرى من الكوتا تتلقى الدعم المعنوي او المادي من جهات اخرى وهي معروفة لا داعي لذكرها . نستنتج من ذلك ان الكوتا المسيحية لم تعد مسيحية صرفة ، فهي تحت تأثير الكبار ، وكل قائمة من القوائم المسيحية تتنافس بكفاءة وندية ومن موقع قوة ، هكذا قائمتي الزوعا والمجلس الشعبي عليهما التهيؤ للمنافسة الشديدة مع القوائم التي لم تعد قوائم ضعيفة .
إن الحصول على اي مقعد في البرلمان العراقي من حصة الكوتا المسيحية من قبل القوائم الأخرى سيشكل خسارة للمجلس الشعبي والزوعا ، لأن قائمة البابليون مثلاً  إن لم تحصل على اي مقعد سوف لا يشكل ذلك خسارة لها ،لأنها ببساطة لم يكن لها مقعد وخسرته في الأنتخابات ، وهذا ينطبق على القوائم الستة الأخرى باستثناء الزوعا والمجلس الشعبي ، فإن خرجت إحدى القوائم بمقعد سيكون على حساب المجلس الشعبي والزوعا تحديداً ، فكم تكون خسارة الحزبين ( الزوعا والمجلس الشعبي ) يا ترى لو حصلت اكثر من قائمة على مقعد ؟
الايام القليلة القادمة حبلى بالمفاجئات السارة او المحبطة ، وفي الحقيقة يجب ان نحترم رغبة الناخب ونقبل باختياره بروح رياضية ، ونقبل بالنتيجة إن كنا نؤمن بالديمقراطية التي تعني حكم الشعب .
د. حبيب تومي مرشح قائمة بابليون المرقمة 303 تسلسل رقم 2 ـ القوش في 26 ـ 04 ـ 2014

216
الأستاذ ظافر شانو المحترم
تحية ومحبة
اسمح لي ان اعرب عن ارتياحي لطريقة عرض الموضوع بشكل واقعي متوازن  ، فمع الأسف هناك من يملك قدر كبير من الحساسية والتشنج لأي فكرة او موقف يحمل في طياته روح الأستقلالية وعدم الخضوع لهم ، فالأحزاب الأديولجية تعتبر من لا يؤيد فكرها ، إنه عدو وخائن ، وإنهم يحتكرون اليقينيات ومن هذا المنطلق يسعون الى إقصاء وتسقيط كل من لا يقول لهم : سمعة وطاعة .


ومن خلال هذا التعليق اناشد إدراة موقع عنكاوا الموقر على نشر المقال على الصفحة الرئيسية ، لأنني لاحظت ان إدارة الموقع قد نشروا مقال السيد كامل زومايا الذي يتألف من خمسة اسطر ، ويحمل عنوان استفزازي تسقيطي  وهو : بابليون قائمة  كلدانية للكشر أم شيعية بأمتياز ولا يحمل اي مقومات المقال ، وأناشد إدارة موقع عنكاوا نشر هذا المقال المتوازن على الصفحة الرئيسية على موقع عنكاوا عملاً بحرية الرأي ومنظومة الحيادية التي تعني الوقوف على مسافة واحدة من كل الأطراف ، والمقال هو بقلم الأستاذ ظافر شانو  والموسوم : قائمة بابليون بعبع الكبار .
مع التحية
حبيب

217
الأخوة الأعزاء
تحية ومحبة للجميع
قائمة بابليون قائمة عراقية مسجلة ، والمرشحين فيها ورئيسها عراقيين مسيحيين ، فيهم الكلداني والسرياني ، والديانة المسيحية مكتوبة بهوية الأحوال المدنية ولهم شهادة الجنسية العراقية ، ولو كان لأي منهم علاقة مع حزب البعث السابق ، فما حصلت الموافقة على القائمة وعلى مرشحيها بسبب قانون اجتثاث البعث . فالمحاولات التسقيطية بحق القائمة ومرشحيها ، منطلقة من توجهات إديولجية إقصائية ، باعتبار ان رئيس القائمة يحمل اللقب الكلداني ، كما ان فيها اسم حبيب تومي المستهدف بشكل دائم من قبل الأخوة حاملي الفكر الأيديولوجي الإقصائي ، ولهذا شنت هذه الحملة ضد القائمة .
بنظري ان معطيات الأحترام المتبادل وقبول الأخر تشكل الإطار الطبيعي المقبول لكي نبني علاقات طيبة ونخوض انتخابات بتنافس شريف دون تسقيط او إقصاء اي طرف تحت حجج واهية غير مقنعة .
نحن نستطيع ان نكيل التهم ولدينا وثائق دامغة عنهم ، ولكن لا نلجأ الى هذا الأسلوب ، ان غايتنا خوض انتخابات نزيهة بتنافس شريف ، وسوف نهني كل الفائزين من ابناء شعبنا ، وذلك انطلاقاً من مبدأ الأحترام لحرية الناخب وقناعته . فحبذا لو نترك اسلوب جعل كل الناس متهمين لحين اثباتهم انهم ابرياء ، إن هذا الأسلوب استخدمه حزب البعث في معرض علاقاته مع ابناء الشعب ، فليس من الحكمة الأقتداء بالأفكار الأقصائية من قبل  مثقفي او كتاب من ابناء شعبنا  .
تحياتي
حبيب

218
من يقف وراء الحملة الظالمة ضد قائمة بابليون ؟
بقلم : د. حبيب تومي ، مرشح رقم 2 في قائمة بابليون رقم 303 ـ القوش
habeebtomi@yahoo.no
المساهمة في العملية السياسية حق مشروع لكل مواطن عراقي ، وفي العراق المدني الديمقراطي الذي ننشده ، تشكل نتائج صناديق الأقتراع هي المحك الذي تنطلق منه العملية السياسية ، ويتبلور من خلالها وجه الحكومة المقبلة واتجاهها ، وانطلاقاً من روح العملية الديمقراطية ومن مبدأ شرعية الأختلاف في الآراء والمواقف السياسية سيفضي بنا الرأي الى الأقرار بشرعية لا بل بضرورة وأهمية المعارضة السياسية والتي لها الشرعية والحق في السعي نحو استلام الحكم ، ولهذا تشكل عملية الأنتخابات خطوة مهمة وجوهرية في سير العملية السياسية  وبعد ذلك هي الصراط الأسلم  نحو تقدم البلد وتطوره ، او في تراوحه في مكانه بل ربما في الرجوع الى الوراء ، ومن هنا ايضاً ينبغي الألتزام بقواعد اللعبة الديمقراطية لكي يفوز في الأنتخابات أشخاص يملكون الخبرة والتجربة اولاً ويتميزون بالنزاهة والإخلاص ثانياً .
لا نكشف سراً او نأتي بجديد إذا قلنا ان العراق يراوح مكانه في عملية البناء والتنمية ، وهذا التلكؤ هو نتيجة حتمية للاوضاع الأستثنائية في ظل انعدام الأمن والأمان وتسيد الفوضى والعنف على مفاصل الحياة ، مع تلكؤ وعرقلة العملية السياسية وهيمنة الأزمات وشيوع الفكر الطائفي الأقصائي بين الفرقاء ، لقد ضربت صورة الدولة العراقية واصبح من السهل اختراق هيبتها ، رغم امكانياتها الهائلة في مختلف المجالات ، لقد اضحت دولة العراق دولة المكونات اي الطوائف بدل ان تكون دولة المواطنة ، لقد كتبت سلسلة من المقالات تحت عنوان : ماذا لو اصبح حبيب تومي رئيساً لوزراء العراق ( يمكن العودة اليها عن طريق العم كوكل ) ، لخصت في تلك المقالات وجهة نظري عن مشاكل العراق والسبيل لوضع الحلول لها .
قائمة بابليون
انطلاقاً من مبدأ واجبات وحقوق المواطن المدرجة في دستور الدولة العراقية ، فقد تكونت كيانات وأحزاب وانبثقت القوائم الأنتخابية التي سوف تتنافس للفوز بمقاعد البرلمان ، وفي شأن المكونات الصغيرة العرقية والدينية كان هناك استخدام نظام الحصص المعروف بالكوتا ، حيث تكون عدد من المقاعد البرلمانية محجوزة للفئات المهمشة . هكذا كان إقرار الكوتا المسيحية المتكونة من خمسة مقاعد مخصصة  للكلدان والسريان والآشوريين إضافة الى مقعد واحد للمكون الأرمني . وانطلاقاً من حقوق المواطنة كانت المبادرة لتشكيل قائمة باسم البابليون لخوض المنافسة على المقاعد الخمسة المحجوزة للمكون المسيحي في العراق ، علماً ان الأخ ريان سالم الكلداني وهو رئيس القائمة يعيش في بغداد وله علاقات طيبة مع مختلف الأوساط القريبة من دائرة صنع القرار في بغداد .
قائمة بابليون لها طموحات كبيرة لخدمة العراق وخدمة شعبنا ويتجلى ذلك في اهدافها ، وهي نقاط كثيرة تتطرق الى مختلف نواحي الحياة السياسية والأقتصادية والأمنية ، ولا تبغي القائمة حصاد او تحقيق اهداف مكاسب حزبية اديولوجية ، بل تريد تخفيف من الهموم اليومية للمواطن ، إن دخول نائب او اكثر من هذه القائمة تحت قبة البرلمان سوف يغير الوجه النمطي للكوتا المسيحية المحصورة  بين الحركة الديمقراطية الآشورية والمجلس الشعبي فيفضي الى تغيير مهم في الوجه التقليدي للكوتا المسيحية .
من يقف وراء الحملة على قائمة بابليون وعلى اعضائها ؟
حينما انبثقت قائمة البابليون بدأت حملة منظمة للنيل من رئيسها ومن اعضائها المرشحين ، وأنا شخصياً تعرضت لمثل هذه الحملة ولو ان الحملة ضدي دائمية بسبب معتقداتي الفكرية الليبرالية حيث لا اقبل بالفكر الإيدولوجي الأقصائي ، من ناحية اخرى فأنا مقتنع ان كل من يعمل في الشأن العام معرض لشتى الأحتمالات ربما الى المديح او الأنتقاد او ربما الى الشتيمة والتجريح ، وثمة اسباب لكل تلك الأحتمالات ، وبشأن قائمة البابليون فهي كيان جديد على الساحة انبثقت من قلب الوطن العراقي من العاصمة بغداد ، ومهما كانت نتائج الأنتخابات في حسابات الربح والخسارة سوف لا تكون القائمة خاسرة حتى لو لم تحصل على اي مقعد ، لأنها ببساطة لم يكن لها مقاعد في البرلمان وخسرتها في هذه الأنتخابات ، وإن حصلت على مقعد، فسيكون على حساب الحركة الديمقراطية الآشورية او المجلس الشعبي ، لان الحزبان يحتكران المقاعد الخمسة للدورتين الأنتخابيتين السابقتين ، إن كان في برلمان العراق الأتحادي او في برلمان كوردستان .
هذا ما يفسر انزعاج الكيانين ( المجلس الشعبي والزوعا ) من الضيف الجديد او الوليد الطارئ على الساحة وهكذا بدأت الحملة الظالمة المنظمة ، ويبدو ذلك جلياً من كتابات وتعليقات الكتاب الذي يشتركون بهذه الحملة وهم المعروفين بموالاتهم  إما للمجلس الشعبي او الزوعا ، إن الصورة واضحة لا تنطلي على ذي نظر . وبتصوري ان الأخوة كتاب الزوعا اكثر تفوقاً بهذا المضمار فإنهم يحملون فكر اديولوجي إقصائي لكل من يخالفهم الرأي ويشنون عليه حملة شعواء ، على اعتبار انهم وحدهم يحتكرون الحقيقة وهم على صواب ومخالفيهم او المعترضين عليهم يدرجون في خانة مقسمي الشعب او الخونة او مفرقي الأمة الى آخره من المصطلحات التي يتسلح بها اي حزب اديولوجي شمولي إقصائي . ونحن على اطلاع دائم على زخم المقالات والتعليقات التي تحمل مختلف العناوين لكنها تحمل مضمون واحد وهو التسقيط السياسي بحق قائمة  البابليون ككيان او بحق المرشحين فيها .
ثمة تصورات تذهب الى ان هذه الأنتخابات ستتمخض عن مفاجئات ، على اعتبار ان الناخب اصبح اكثر وعياً لمصلحته وسوف يدير ظهره لمن اوكله سابقاً ولم يفي بوعوده ، وسوف يتوجه نحو الوجوه الجديدة ، وفي ما يخص الكوتا المسيحية فثمة دلائل قوية تشير الى انبثاق قوائم جديدة مسنودة من الكبار وتتسلح بإمكانيات مادية وإعلامية كبيرة، وهي منافسة ندية للقوائم التقليدية المحتكرة للكوتا ( الزوعا والمجلس الشعبي  ) ،  وبنظري ان الكوتا المسيحية في هذه المرة سوف لا تكون مقتصرة على الكيانين بل سيكون فيها شركاء انداد ، ولا يفصلنا من يوم الحسم في 30 نيسان سوى ثلاثة اسابيع سوف يقرر الناخب قراره الحاسم ، في ان يبقي نفس الوجوه او يختار وجوهاً ودماء جديدة
.
دولة العراق حبلى وهي مقبلة على الولادة وفي شهرها الأخير وقريباً يكون المخاض والولادة في 30 نيسان الجاري
 وفي الحقيقة لا يمكن التكهن بنوعية الوليد ، ووفق المعطيات المتوفرة لا يمكن توصيف الصورة النهاية للمرحلة المقبلة ما بعد الأنتخابات ، وإن كان لابد من اعطاء الجواب ، فباعتقادي المتواضع ان الكيانات الرئيسية ستبقى تحتل اماكنها للمرحلة السابقة ، وإن تكررت المعادلة او صورة مقاربة لها ، ستكون مسيرة عسيرة على المواطن العراقي ، إذ تبقى المشكلات عالقة ، وإن قرر الناخب عكس ذلك فبإمكانه تغيير الصورة بأن يضع الحصان امام العجلة وليس العكس .
د. حبيب تومي ، قائمة بابليون رقم 303 مرشح رقم 2 ـ القوش في 06 ـ 04 ـ 2014

219
الشعب الكلداني كان مستمراً مع الوطن البينهريني ولم يختفي اسمه من التداول ابداً ، وفي سنة 1444 حين اتحاد كنيستنا النسطورية مع مع الكنيسة الكاثوليكية الجامعة ، ارادوا ان يكون لهذا القوم هوية وطنية قومية ، لأن الكاثوليكية تحتوي مختلف الشعوب والأمم فكان الأسم الكلداني يعود لهذا الشعب لتمييزه عن الشعوب الأخرى ، ما تبقى من شعبنا الكلداني يحتفظ بلغته الكلدانية وطقسه الكلداني ، ولكن يبدو في الأفق ان هنالك رياح تحاول قلع جذور هذا الشعب تحت حجج واهية ، لكن ليس باستطاعتهم قلع تلك الجذور لأن الشعوب حية لا تموت .
إذا اردنا ان نوثق علاقاتنا ونوحد صفوفنا علينا مواكبة روح العصر في احترام حقوق الأنسان ونبذ الأفكار الأقصائية بحق الكلدان وقوميتهم الكلدانية الأصيلة ، وبذلك نحقق وحدة حقيقية بين ابناء شعبنا المسيحي الواحد .
إن مطالبة الكلدان بالعودة الى أراضيهم ينسجم مع روح العصر ، فإنهم تركوا بيوتهم وأراضيهم تحت التهديد والتطهير العرقي ، فنحن اليوم بزمن الديقرطية وحقوق الأنسان وحريته ، وهكذا ينبغي ان تستجيب الحكومة التركية لأبناء الشعب الكلداني وإعادة ما سلب منهم وكذلك منحهم حقوقهم القومية والوطنية ورد الأعتبار لما لحق بهم من اضرار .
تحياتي
حبيب

220
الأخ عبدالأحد سليمان المحترم
تحية ومحبة
الأخ ريان سالم الكلداني هو رئيس قائمة بابليون ، وليس مرشحاً فيها ، اخوه اسوان سالم الكلداني هو مرشح رقم واحد في القائمة ، والأخ ريان يعمل من اجل ان تفوز قائمته ، وهو يسلك طريق الدعاية التي يسلكها بقية القوائم ، والقائمة ( بابليون ) معرضة للفوز او للخسارة كبقية القوائم ، ولا يوجد اي جهة تمنحم اصواتها كما يشاع في الحملة الدعائية المناهضة لهذه القائمة ولمرشحيها ، ومن المخجل ان يلجأ هؤلاء على اسلوب التسقيط السياسي هذا ، وهو اسلوب ممنوع حسب قوانين وتعليمات المفوضية العليا المستقلة . إنه اسلوب الأحزاب الأديولجية الأقصائية بحق من يخالفها رأياً ، وقد تعودنا قراءة هذا الأسلوب الأقصائي التسقيطي المفضوح  خصوصاً من الأخوة الذين ربما نعرفهم حق المعرفة ، فيتوارون تحت اسماء مستعارة .
تحياتي
حبيب

221
قائمة بابليون عراقية اصيلة ، جميع مرشحيها مسيحيين من ابناء شعبنا معظمهم لا يقبلون المظلة القومية الأقصائية التي تنتهجها الأحزاب المسيطرة على الشارع المسيحي حالياً بفضل إمكانيتها المادية.
 ، مرشحي قائمة بابليون هم ابناء شعبنا المسيحي ، وأنا متعجب من بعض التعليقات خصوصاً تعليق الأخ شيرزاد شير حيث يبدو انة يتفق مع الأخ كاتب المقال في ما ذهب اليه ومحاولته الواضحة في التسقيط السياسي لشريحة من ابناء شعبنا تحت حجج واهية ، وكل ما في الأمر ان لهم افكار ومواقف مستقلة عن هيمنة الأحزاب الكبيرة في ساحة شعبنا ، وهما الحركة الديمقراطية الآشورية والمجلس الشعبي ، ومع الأسف ونحن نعتبر انفسنا اناس مثقفين نؤمن بالديمقراطية وأن نلجأ الى هذا الأسلوب  المبسط  في الإقصاء والتسقيط السياسي والبعيدعن روح الديمقراطية ، وفي منظومة قبول الآخر المختلف عنا فكرياً .
تحياتي
حبيب

222
الأخ ظافر شانو المحترم
تحية ومحبة
شكراً لمرورك الجميل ، اجل ان اي فرد من شعبنا له الحق في الأشتراك بهذه اللعبة الديمقراطية ، إن كان مرشحاً او ناخباً ، فالمهم ان تجري انتخابات نزيهة ، وأن تتوفر الفرصة بشكل متساو لكافة القوائم ، ولو ان الواقع يظهر ان الفرصة غير متكافئة للجميع ، فالأمكانيات متفاوتة ، بعضهم يملك وسائل اعلام مرعية وسمعية ومكتوبة يستطيع ان يوصل صوته للجميع وآخرين امكانياتهم متواضعة بجانب الإعلام ، لكن مع ذلك تبقى نتائج صناديق الأقتراع هي المحك .
اكرر شكري لمرورك اخي ظافر شانو
تحياتي
حبيب
ــــــــــــــــــــــــــ
اخي الطيب مايكل سيبي
تحية ومحبة
شكراً على مرورك الدائم ، نعم نحن في ميدان الدعاية الأنتخابية ، ونحن لدينا هذه الكلمات المتواضعة عبر المواقع ، وليس لنا فضائيات او صحف ، إنها دعاية متواضعة ومن يمنحنا صوته فنحن نشكره ونعمل لكي نكون اوفياء لما ورد في منهاج قائمتنا ، كما ان ماضينا السياسي وخبرتنا وتجاربنا نضعها لخدمة الوطن العراقي برمته .
تقبل تحياتي
حبيب
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
اخي وزميلي المرشح في قائمة بابليون وسام موميكا المحترم
تحية ومحبة
اجل انا معك سنتعرض لحملة التسقيط السياسي في هذه المرحلة ، لكن نحن انا وانت وبقية المرشحين في قائمة بابليون ، سوف لا تثنينا تلك المحاولات عن هدفنا وعزمنا على خدمة شعبنا ان حالفنا الحظ في الفوز او لم يحالفنا ، نحن في كل الأحوال سوف نؤدي واجبنا اتجاه شعبنا من الكلدان والسريان والآشوريين ، بكل شفافية وأخلاص ، وهذه تربيتنا السياسية والأجتماعية . فطريقنا واضح ونحن مصممون على السير فيه مهما كانت العراقيل .
دمت بخير
حبيب

223
السيد برديصان المحترم
تحية ومحبة
المعنى واضح فقائمة بابليون غير مرتبطة بحزب معين او اجندة حزبية تعيقها عن الأنطلاق في الساحة العراقية فاسقلاليتها وتنوع مرشحيها يؤهلها لتكون علاقاتها طيبة مع كل المكونات الدينية والمذهبية والسياسية ، اما ان يكون للقائمة فوز وأي كان من مرشحيها فإنه يملك بعد ووعي سياسي ، فليس من المعقول ان تقتصر علاقته لمن يحمل علاقات مودة سابقة ، إنه يعمل في السياسة ، وانت سياسي وتعيش في بغداد ، والسياسية لا يوجد فيها اصدقاء او اعداء ثابتين ، وهذا مبدأ سياسي معروف ، إلا ما ندر .
شكراً لمرورك
تحياتي
حبيب

224
قائمة بابليون المستقلة برئاسة الأخ ريان الكلداني المعبر الحقيقي عن طموحات شعبنا كيف ؟ولماذا ؟
بلقم : د. حبيب تومي / القوش
habeebtomi@yahoo.no
قبل بداية موسم المباريات في ماراثون الدعاية الأنتخابية ، يحاول كل فريق ان يعكس صورة مثالية عن وحرصه على مصالح الشعب بشكل عام وعن تفانيه بالذود عن عناوين انتمائه الحزبي او المذهبي او القروي او العشائري او القومي ...الخ وعن ابناء شعبنا في الكوتا المسيحية من الكلدان والسريان والآشوريين ، فإنهم ايضاً يسلكون نفس الطريق وليس عليهم اي عتب او نقد لأنه عمل مشروع ، لكن بشكل عام كان هناك نقد لاذع تناول الإداء السيئ  لمعظم او جميع اعضاء البرلمان في الدورتين السابقتين ، وهذا النقد اللاذع شمل نواب شعبنا من الكلدان والسريان والآشوريين في الدورتين السابقتين .
إن الراصد لإداء نواب شعبنا يلاحظ بجلاء تشرذمهم داخل اروقة البرلمان ، ولم يجسدو اي موقف موحد كممثلين للمكون الواحد ، وهو المكون المسيحي في البرلمان ، في حين نلاحظ الموقف الموحد ( رغم الأختلاف السياسي والمصلحي في المواقف لدى المكونات الأخرى ) لاسيما إن كانت ثمة قضية مصيرية تخص ذلك المكون ، والموقف الموحد للمكون الكوردي في القضايا المصيرية خير دليل على كلامنا ، فيجب ان يدرك ممثلي اطياف شعبنا المسيحي ، اننا مثل اختلاف التضاريس الجغرافية ، لايمكن لأحد مهما اوتي من قوة او نفوذ سياسي ان يزيل تلك التضاريس من الوجود ، فإقصاء الآخر ليست ارضية صالحة للتعامل بين ابناء شعبنا لا سيما القوى والأحزاب السياسية القومية التي تتمترس بالأفكار الأقصائية في نظرياتها .
الغريب انه رغم  الظلم والإرهاب والتشريد الذي يطالنا فإننا نبقى متفرقين منقسمين على انفسنا بعكس المكونات الأخرى التي توحد صفوفها حين وقوع الظلم عليها او في حالة سلب حقوقها ، ولذلك نحن المسيحيون نشكل حالة فريدة من نوعها ويمكن ان نشبهها بحالة القبج الكوردي الذي يكون سجين القفص ومع ذلك يبقى ( يتناقر) مع قرينه الآخر نزيل نفس القفص .
نأتي الى المهم في هذا المقال وهو قائمة البابليون التي يرأسها الأخ الشيخ ريان سالم الكلداني . إنها قائمة مستقلة غير مرتبطة بأي حزب سياسي فالقائمة ( البابليون ) تعتبر كيان مستقل ليست تابعة لحزب سياسي ولا ترتبط بأجندة سياسية ، وليس لها فكر اديولوجي تريد تمريره على المواطن بغية تحقيق هدف شمولي .
ان قائمة بابليون تقف على مسافة واحدة من جميع المكونات ، فمن ناحية يرتبط رئيسها بعلاقات طيبة مع المكون الشيعي من الشعب العراقي ، وثمة اعضاء مرشحين في القائمة يرتبطون بعلاقات طيبة مع المكون الكوردي ، وغيرهم يرتبطون بعلاقات طيبة مع المكون السني ، ووسط هذه العلاقات الطيبة مع تلك المكونات فإن القائمة تريد ان تكون المدافع الحقيقي لحقوق جميع المسيحيين دون تفرقة ، وإن كان بينهم من له حقوق مهضومة كحقوق الشعب الكلداني فإن القائمة ( البابليون) تقف الى جانب منح تلك الحقوق .
من هذا المنطلق فإن قائمة بابليون برئاسة الأخ ريان الكلداني ، والذي ليس ضمن المرشحين في قائمته ، وهذه حالة فريدة ، فرئيس القائمة يقف على مسافة واحدة بين مرشحي قائمته .
إننا ننظر الى احوال شعبنا المسيحي وما يجري من محاولات تغيير ديموغرافي  لمناطقنا ، كما ان نزيف الهجرة ينخر كيان وجود شعبنا المسيحي في وطنه العراقي ، إضافة الى مظاهر التفرقة الدينية التي يجري تمريرها في مختلف نواحي الحياة على المواطن المسيحي ، كل ذلك من اهدف قائمة البابليون ، مختصر مفيد ليس للقائمة اي اهداف سياسية ترمي الى تحقيقها ، إنها قائمة تريد ان تعبر عن الحياة اليومية للانسان المسيحي من الكلدان والسريان والآشوريين في وطنه وأن تخفف من همومه وقلقه اليومي في ظل الظروف الأمنية المتردية في المدن العراقية لا سيما مدينة بغداد العاصمة .
الأخ الشيخ ريان الكلداني الشاب المثابر مواطن عراقي مسيحي من القوش قوميته كلدانية ، يعمل بهمة وإخلاص وتفان لخدمة العراق اولاً وشعبه المسيحي دون تفرقة ثانياً ، إنه يقوم بزيارات ميدانية متبادلة مع مختلف الشخصيات العراقية الدينية والعشائرية والطلابية والشبابية .. الخ دون تعب او كلل ، ويحاول ما يستطيعه من الحصول على المساعدات للعوائل المتعففة ، كما يحاول ان يخفف من وطأة المظالم التي تطال ابناء شعبنا ، ووفق حدود امكانياته ومعارفه ، انه يعيش في عين العاصفة في قلب مدينة بغداد التي تعتبر اخطرعاصمة بالعالم .
إن قائمة (بابليون) تسعى لأن يكون لها علاقات طيبة مع كافة الأطراف ، لاسيما تنوع المكون المسيحي ، ورئيسها  يقوم بزيارات تفقدية للكنائس والأديرة ، ونأمل ان تكون هنالك علاقات طيبة مع مؤسسة البطريركية الكاثوليكية الكلدانية الموقرة  وجميع الكنائس الأخرى . هذا إضافة فتح قنوات اتصال مع الأحزاب السياسية لكل المكونات بما فيهم الأحزاب المسيحية . إننا نقف على مسافة واحدة من الجميع ونحترم الجميع ونطلب من الآخرين احترام وجهة نظرنا .
نحن في قائمة بابليون ليس لنا اجندة او طموحات سياسية او نفعية ، فانا شخصياً ، كاتب هذه السطور ، والمرشح الثاني في قائمة بابليون ، ليس لي اي طموح لتحقيق هدف سياسي او إشغال وظيفة حكومية ، وأنا شخصياً لست محتاجاً الى مادة فلدي ما يكفيني للعيش المحترم ، ولدي سكن مع عائلتي في مدينة اوسلو في النرويج ، كما لدي بيت عزيز على قلبي في القوش الحبيبة ، وأسعد لحظات حياتي هي تلك التي اعيشها في بيتي الجميل في القوش العزيزة على قلبي ، ولهذا اقول ان ترشيحي لمجلس النواب العراقي وأنا في هذه المرحلة العمرية هو  مكرس لخدمة شعبي وخدمة العراق ، فليس لي اهداف مادية او وظيفية شخصية لأنني لست محتاجاً لها البتة .

العراق دولة غنية بموارده الطبيعية والبشرية ، ولكن مع ذلك نجد العراق يقف في مؤخرة الدول الناهضة ، ومن المؤكد ان النخبة السياسية تتحمل المسؤولية الأولى ، وتأتي مسؤولية البرلمان في المقام الأول في إداء الحكومة ، باعتبار العراق دولة برلمانية .
وهموم العراقي كثيرة ومتشعبة ومعقدة ، فثمة مسألة العنف والإرهاب التي تخيم على مدن العراق الرئيسية وفي مقدمتها العاصمة بغداد ، وهنالك مسالة انعدام او رداءة الخدمات المقدمة للمواطن ، وانتشار البطالة والبطالة المقنعة ، وامامنا العلاقات المتازمة بشكل مستمر مع اقليم كوردستان ، وبعد ذلك هنالك العملية السياسية المتعثرة والأزمات السياسية المستمرة وبعد كل ذلك هنالك العلاقات المتوترة مع بعض المحافظات وانتعاش وتدخل الإسلام الأصولي في بعض مدن ومحافظات العراق غيرها من المشاكل العويصة ، كل تلك المشاكل تقع على عاتق البرلمان القادم ، فعلى الناخب ان يحسن الأختيار .
نحن في قائمة بابليون سوف نحاول إصلاح ذات البين بين كافة الأطراف ونكون واسطة خير لما نملكه من خبرة وتجارب واعتماداً على موقفنا المحايد بين كل الفرقاء ، إن حداثة قائمة البابليون واستقلاليتها ، وعدم ارتباطها بأي حزب سياسي او اديولوجية إقصائية لأي طرف يضعها في موقع قوة بين ابناء شعبنا المسيحي الذي ملّ من الخطب السياسية الرنانة المملوءة بالشعارت التي لا تغني ولا تشبع .
الناخب العراقي مطلوب منه ان يسجل حضوراً كثيفاً في مراكز الأقتراع لكي لا يترك الساحة مفتوحة للاحزاب الموجهة فتتكرر نفس الحالة . على الناخب ان يكون ذكياً ويستفيد من تجاربه السابقة ويتوجه نحو الوجوه الجديدة لتنشأ حالة سياسية صحيحة بعيدة عن التصورات الطائفية ، لقد آن الأوان ليقول العراقي كلمته ، وإن اللحظة الحاسمة ستكون يوم 30 نيسان الجاري ليقول الشعب كلمته الفاصلة لوضع اسس جديدة لتطور وبناء العراق .
د. حبيب تومي ـ القوش في 01 ـ 04 ـ 2014

225
البداية الشكر الجزيل للكاتب كمال يلدو فيما يبذله من جهود للتعريف بالنخبة الكلدانية من ساسة وفنانين ومؤرخين وكتاب من ابناء شعبنا الكلداني . اليوم يقدم لنا الأستاذ حبيب حنونا ، الصديق العزيز الذي التقيته في ديترويت ايام انعقاد المؤتمر القومي الكلداني .
، والبداية مع حبيب حنونا ، كانت مع انتاجه وما خطه قلمه في التاريخ ، حيث استعرت من احد اقاربه في عمان ـ الأردن ـ كتابه الموسوم كنيسة المشرق في سهل نينيوى ، وكان احد مصادري حينما كتبت كتابي الموسوم : القوش دراسة انثروبولوجية اجتماعية ثقافية ، كما اطلعت على بحثه الموسوم : سفر الخروج الكلداني ، وهو بحث مهم يسلط الأضواء على تاريخ الشعب الكلداني العريق ، وكنت قد ازمعت بكتابة قراءة في كتابه هذا لكن ضيق الوقت قد حال دون ذلك وآمل في المستقبل ان اسلط الأضواء على ذلك الكتابالمهم  ( سفر الخروج الكلداني ) .
تحية للاستاذ المهندس حنونا ، وأملنا ان نقرأ المزيد مما يسطره قلمه الكلداني الحر .
تحياتي
حبيب

226
مرحبا ميوقرا عصام
تحية ومحبة
انا احب الحكايات التراثية ، وهذه قصة جميلة ، ورغم صياغتك الجميلة ، إلا ان السرد شابه بعض الثغرات ، كان يكون الطفل ( الأخ الصغير ) قد شب ، ولكن الأخ الأوسط لا زال خطيباً ، وكان يمكن وضع نهاية سعيدة للقصة بدل العثور عليهما ميتين محتضنين بعضهما البعض ، على كل  سردك للقصة كان مشوقاً  ، شكراً لجهودك في جعل هذه القصص حية تتداولها الأجيال .
تحياتي
حبيب

227
اجل اخي حكيم البغدادي ، ينبغي سماع الآراء المختلفة بالموضوع المطروح لكي تتبلور لدينا صورة شاملة عن الموضوع ، لكن ضيق الوقت دائماً يشكل حجر عثرة امامي ، خاصة وانا مقبل على السفر الى العراق ، وإنشاءالله نلتقي في المسقبل .
دمت بخير
تحياتي
حبيب

228
الأخ العزيز حكيم البغدادي المحترم
شكراً على مرورك وعلى تمنياتك بالشفاء .
في الحقيقة من خلال هذا المقال اردت نقطة ، وهي ان يكون لنا قرار مستقل ، وانا اعرف ان ذلك يشكل صعوبة ، لكنها خميرة  نضعهافي العجين او بذرة نغرسها علها تنبت وتثمر  ، وفي حالة يكون لشعبنا قراره المستقل على الآخر ان يحترم هذه الإرادة ، لكن حسب رأيي ان العلة تكمن فينا لا سيما الأحزاب السياسية حيث يتكلمون كثيراً عن وحدة شعبنا ولكن كل منهم يبكي على ليلاه ،
لقد سمعت جزء من اليوتوب الذي ارفقت رابطه ، ولي بعض التحفظات على ما ورد فيه ، عموماً لكل فرد رأيه الخاص وأنا شخصياً احترم كل الآراء حتى التي اختلف معها .
دمت بخير اخي حكيم البغدادي
تحياتي
حبيب


229
شكراً للاستاذ كمال يلدو بهذا التحقيق المهم مع شخصية عراقية كلدانية هو الأستاذ السناتور وديع دده ، وكنت قد التقيت مع هذا الإنسان الرائع وديع ددة في سانديكو على هامش لقاءات واحتفالات مؤتمر النهضة الكلدانية ، وهو اول مؤتمر قومي كلداني شامل عقد في مدينة ساندييكو .
وبالعودة الى الوراء في طموح بني البشر الى الهجرة وحب الأستطلاع والأطلاع وحب المغامرة ، كل هذا دفع اباءنا لخوض هذه المغامرة الخطرة في تلك الأيام .
لقد كان اول شرقي خاض تلك المغامرة وعبر المحيط الأطلسي ( بحر الظلمات )  هو الكلداني الياس ابن القس حنا الموصلي الكلداني من عائلة عمون ( ابونا) وكانت رحلته عام ( 1668 ـ 1683 ) .
وفي اوائل القرن العشرين كان التلاكفة اول من خاض تلك المغامرة للوصول الى العالم الجديد ، والسناتور وديع دده من الرواد الكلدان الناجحين في حياتهم ،
تحية للاستاذ وديع دده نتمنى له  الصحة والعمر الطويل ، ولكل الأباء الكلدان الأوائل الذين حافظوا على وشائجهم الوطنية العراقية الأصيلة ، وحافظوا على لغتهم الكلدانية ، وكانوا ولا زالوا امناء مخلصون لتاريخهم واسمهم القومي الكلداني ، وفي مقدمتهم الكلداني الأصيل وديع دده .
تحياتي
حبيب
[/color][/size]

230
مـاذا عـن مصـير الأقليـات فـي الدولـة الكورديـة المنتظـرة ؟
بقلم : د. حبيب تومي / اوسلو
habeebtomi@yahoo.no
في شهر آذار من كل سنة تلبس مدن اقليم كوردستان حلتها الربيعية ، وفي مقدمتها اليوم تزهو وتتألق مدينة اربيل  كونها عاصمة السياحة العربية عام 2014 حيث الفعاليات الفنية والثقافية والفولكلورية  الجميلة ، وهذا يعكس صفحة التعايش والأستقرار والأمان في اقليم كوردستان ، وينبغي الإشارة الى ان ولادة ملا مصطفى البارزاني القائد المعاصر للثورة التحررية الكوردية هي في شهر آذار عام 1903 كما ان هذا الشهر اضافة الى حوادث مؤسفة تعرض لها الشعب الكوردي كضرب حلبجة بالغازات السامة وكذلك ايام من عمليات الأنفال السيئة الصيت قد ارتكبت جرائمها في آذار عام 1988 . وهنالك حوادث اخرى كان تاريخها شهر آذار الذي بقي ثابتاً لاستقبالها كذكرى سنوية كرمز للتحرر ولتجدد الحياة في عيد نورز الربيعي السنوي .
بعد هذه المقدمة نعود الى عنوان المقال . إذ لا ريب ان المسألة  لا تحتاج الى فطنة وبعد نظر سياسي ليجد المراقب امامه على أرض الواقع دولة كوردية قائمة ، لكنها غير معلنة ، وفي الحقيقة ، إن امر الدولة الكوردية بات مقبولاً ،  الى حد ما اليوم ، من اطراف عراقية وعربية وأقليمية ودولية . ويبدو ان القبول هو نتيجة منطقية امام حجم التضحيات والنضالات التي قدمها الشعب الكوردي خلال العقود الأخيرة من القرن الماضي .
من جانب آخر فإن حجم الملفات العالقة بين بغداد وأربيل تدفع على الأعتقاد ان مفهوم الدولة الكوردية لا يمكن ان يكون إلا خطوة استراتيجية قد حان أوان قطافها ، لاسيما إن اتسمت الخطوة الأستراتيجية باعتبارها خياراً مدروساً وستكون في صالح اقليم كوردستان وصالح العراق ، فالعراق الحديث اثبت انه ليس كالأتحاد السويسري الذي طبعت في مخيلة شعبه وفي قوانين حكومته ودستوره ثقافة التعدد والتنوع . فالدولة العراقية الحديثة غلبت عليها ، منذ التأسيس ، ثقافة التوجهات الأديولجية الشمولية ، فكل من يصل الى الحكم يكون هو على حق وعلى الآخرين الخضوع له ، كما ان عقلية الدولة المركزية الصارمة مسيطرة على العراق ، ولا يمكن تصور العراق بدون حكم مركزي ، وثمة هاجس شائع بأن العراق آيل نحو السقوط والأنفكاك في ظل فقدان او ضعف الحكم المركزي ، اي ان العراق لكي تبقى وحدته قائمة هو بحاجة دائماً الى عصا غليظة .
 وبموجب هذه المعطيات وطغيان تلك الثقافة يلوح في الأفق عدم تماسك العراق ، فالقضايا المعلقة بين الأقليم والمركز كثيرة ، وهي في تفريخ وازدياد ، كان آخرها مشكلة  موازنة الدولة ، ومسألة رواتب موظفي اقليم كوردستان ، حيث ان المشكلة طفرت من جانبها الحكومي الى طابعها الشعبي ، فهناك الآلاف في اقليم كوردستان  لم يستلموا رواتبهم .
وتيرة الأزمات بين المركز والأقليم بين مد وجزر ، وغالباً ما يصار الى ترديد شعار تقرير المصير مع كل ازمة ، وفي الحقيقة ان تقرير المصير هو حق طبيعي للشعب الكوردي الذي نادى وكافح لعقود طويلة ، وليس منوطاً بطبيعة العلاقات بين الأقليم والمركز .
في هذا السياق نشرت جريدة الشرق الأوسط اللندنية بتاريخ 14 / 03 / 2014  حيث ورد ان الرئيس مسعود بارزاني، يعتزم إعلان استقلال الإقليم بعد سنتين. وكانت وكالة «باسنيوز» الكردية نقلت عن شخصية لم تسمها حضرت لقاء مع نوشيروان مصطفى في المقر الرئيسي لحركة التغيير بالسليمانية أنهم خلال اللقاء تحدثوا عن موضوع الدولة الكردية المستقلة، فأبلغهم مصطفى بأن بارزاني ينوي إعلان الدولة المستقلة بعد سنتين من الآن وأنه بصدد الإعداد لذلك حاليا. وفي اتصال لـ«الشرق الأوسط» مع أحد المشاركين في الاجتماع أكد أن موضوع الدولة الكردية «نوقش كاحتمال». وأضاف المصدر، طالبا عدم نشر اسمه، أن حركة التغيير «ستدعم إعلان الدولة إذا جرى التحضير لها جيدا وفي حال تهيئة الأرضية الاقتصادية والمؤسساتية اللازمة لها وما إذا كان مشروع الدولة سيتحقق عبر الحرب أو بدعم إقليمي».
وعليه ينبغي بحث كيفية تحقيق هذا الحق ( حق تقرير المصير) ، والأفضل ان يصار الى تحقيقه بالطريق الدستوري ، بحيث يجري استفتاء الشعب الكوردي وبأسلوب ديمقراطي وبإشراف دولي ، وبرضى وقبول من الحكومة الأتحادية والشعب العراقي عموماً ، بحيث ان الأنفصال لا يعني إنشاء دولة معادية ، بل يعني إنشاء دولة لشعب صديق اختار ان يعيش حياته ويكون اقرب جيرانه وأصدقاءه في العراق .
 ويكون العراق اول المعترفين بجمهورية كوردستان ، وبهذا سنكون قد وضعنا ركائز متينة للعلاقات المستقبلية بين  العراق والدولة الناشئة على اسس دستورية ، وثانياً سوف لا تبقى هذه الجمهورية حبيسة اعتراف دولة او دولتين كما حصل حين انفصال قبرص التركية عن قبرص حيث لم يعترف بها سوى تركيا التي صنعتها . وفي الحقيقة ان الطريقة الوحيدة في الوقت الحاضر هو نشوء الدولة الكوردية على الأسس التي نشأت عليها دولة جنوب السودان .
حينما نتكلم عن التجربة السودانية لا يعني اننا قد وضعنا حدا لما ينجم بعد الأستقلال ، فالشيطان يكمن في التفاصيل والتفسيرات كما يقال وكل فريق يفسر المواد المتفق عليها وفق رؤيته .
هنالك متعلقات متراكمة خلال السنين السابقة بين الطرفين ، الأقليم والمركز ومنذ سقوط النظام في نيسان 2003 فإن كان هنالك اتفاق على حدود الأقليم ، لكن هنالك المناطق المتنازع عليها وفي المقدمة تأتي مدينة كركوك ، كيف يصار الى حل تلك المشاكل ؟ هل يؤخذ مبدأ الأستفتاء وأخذ رأي المواطن في تلك المناطق ؟ كأن يكون السؤال للمواطن في المناطق المتنازع عليها :
هل تفضل الأنتماء الى جمهورية كوردستان الوليدة ام تفضل البقاء مع العراق الأتحادي ؟
((( وهنا سؤال يفرض نفسه بقوة وهو : ماذا لو صوّت المواطن في المناطق المتنازع عليها ، بأنه يريد الأستقلال وليس له رغبة في الأنتماء الى جمهورية كوردستان الوليدة ولا الى جمهورية العراق الأتحادي ، إنه يريد الأستقلال في ارضه ))) .
هل بحثت هذه الفرضية بين اصحاب القرار ؟ لا سيما بأن ثمة مساحة كافية من الحرية ليبدي المواطن برغبته ، كما سيكون هنالك اطرافاً دولية تراقب عملية الأستفتاء .
لا يوجد في الأفق اي علائم تشير الى تطبيق المادة 140 الواردة في الدستور العراقي في المستقبل المنظور ، وإن استقلت كوردستان حينئذ يصار الى الأحتكام الدولي باللجوء الى منظمات الأمم المتحدة التي لها خبرة وتجربة في وضع الحلول لقضايا مماثلة في مختلف مناطق العالم ، ولكن هذا الأحتكام ينبغي ان يُتفق عليه قبل اي خطوة لكي لا تكون محل نزاعات وعنف دموي .
الدولة الكوردية المنتظرة ستبنى على ارضية الحكم في اقليم كوردستان حالياً الذي يتمتع بمساحة جيدة من الديمقراطية فهنالك اكثر من خمس احزاب متواجدة في برلمان الأقليم بالأضافة الى المقاعد الممنوحة للاقليات الدينية والقومية في برلمان الأقليم ، اي ان الديمقراطية سوف لا تكون حالة جديدة في الدولة المنتظرة .
هنا يتبادر الى الذهن بعض الأسئلة حول مستقبل الأقليات الدينية في الأقليم وفي المناطق المتنازع عليها لا سيما المكون المسيحي ، حيث انه بعد موجة الإرهاب التي طالت هذا المكون في المدن العراقية ، وجد الملاذ الآمن في اقليم كوردستان او في المناطق المتنازع عليها ،ويتكون اكثريته من الكلدان ، وهؤلاء مهمشون كلياً لا يجد من يدافع عنهم سياسياً وقومياً حتى كنيستهم الكلدانية تخلت عن مسؤوليتها القومية والسياسية عن شعبها على اعتبار ان الكنيسة لا تتدخل بالسياسة ، فبقي هذا الشعب (الشعب الكلداني ) كأنه مقطوع من شجرة لا يوجد من يدافع عنه ، واصبحت حقوقه محصورة في حق ممارسة الشعائر الدينية ، ولا شئ عن حقوقه القومية والوطنية السياسية .
ـ في حالة تأسيس الدولة الكوردية هل سيبقى التعامل مع الشعب الكلداني كتابع للأحزاب الآشورية المتنفذة كما هو حاصل حالياً في اقليم كوردستان ام سيكون التعامل معه بشكل مستقل كما هي الحالة مع التركمان والأرمن والاشوريين ، ام ستبقى وصاية الأحزاب الأخرى غير الكلدانية  قائمة ؟ وهذا ينطبق على الأخوة السريان ايضاً ، حيث مصيرهم غامض كمصير الكلدانيين .
ـ وسؤال آخر يفرض نفسه : كيف سيذكر اسم القومية الكلدانيــــــــــــة في دستور الدولة الكوردية المنتظرة ، هل سيكون مذكوراً بوضوح واحترام كما هو في الدستور العراقي ؟ ام يبقى ذكره غامضاً ومشوها  وغير منطقي كما هو مذكور حالياً في مسودة الدستور الكوردستاني ؟
ثمة امور كثيرة تخص الموضوع لكن اختم المقال لنعود اليه بمناسبات قادمة
.
د. حبيب تومي / اوسلو في 22 / 03 / 2014

231
انت جميل يا باسل يا شامايا ، وكلماتك الربيعية يفوح عطرها مع اريج الأزهار وزقزقة العصافير وخفة رقصاتها المرحة ، على انغام النسائم في الصباحات الجميلة ، مع الفراشات العاشقة لشقائق النعمان وزهور الربيع ( بيبوند آذر ) ، وانت يا باسل شامايا تعانق عبق التاريخ في ازقة ودروب القوش القديمة .
واجمل من كل ذلك تسحرنا لننطلق معك في اللقطات الجميلة للوجوه الطافحة بالحب والحنان ، وملابس امهاتنا ، اجل انهن يمثلن الخير والبركة .
دمت بخير ايها الصديق باسل وبارك الله بعدستك التي تصور لنا الوجوده التي تبعث الذكريات والدفئ والحنان في النفس ،
تحياتي
حبيب

232
مواساتنا وتعازينا القلبية برحيل قداسة الحبر الأعظم مار أغناطيوس زكا الأول عيواص
 بطريرك الكرسي البطرسي الانطاكي والرئيس الأعلى للكنيسة السريانية الأرثوذكسية في العالم أجمع ، وبهذه المناسبة الحزينة نرجو قبول
   تعازينا الحارة والى كل الأخوة السريان الارثودكس للمصاب الأليم الذي لحق بهم كشعب كريم،   نتضرع الى الرب يسوع ان يتغمده بوافر رحمته ويسكنه فسيح ملكوته السماوي مع الشهداء والقديسين .

233
مواساتنا وتعازينا القلبية برحيل قداسة الحبر الأعظم مار أغناطيوس زكا الأول عيواص
 بطريرك الكرسي البطرسي الانطاكي والرئيس الأعلى للكنيسة السريانية الأرثوذكسية في العالم أجمع ، وبهذه المناسبة الحزينة نرجو قبول
   تعازينا الحارة والى كل الأخوة السريان الارثودكس للمصاب الأليم الذي لحق بهم كشعب كريم،   نتضرع الى الرب يسوع ان يتغمده بوافر رحمته ويسكنه فسيح ملكوته السماوي مع الشهداء والقديسين .
د. حبيب تومي / اوسلو

234
الأخ عبدالأحد قلو المحترم
تحية ومحبة
شكراً لمرورك الدائم وشكراً  لتمنياتك بالشفاء .
اخي عبدالأحد اعتقد بعد الكم الكبير من الأنتقادات لنواب البرلمان بشكل عام ، ولنواب شعبنا بشكل خاص ، قد وضعنا النقاط على الحروف ، لا سيما إقرار الأمتيازات لأعضاء البرلمان ، وكأنهم فصيل فوق مستوى الشعب الذي انتخبهم ، إن عضو البرلمان عليه المسؤولية الأخلاقية قبل المسؤوليات الأخرى ، فعندما يقر البرلمان بالأجماع تلك الأمتيازات ،اجل يسلك الطرق القانونية في إقرارها ، لكن هنا تأتي المسؤولية الأخلاقية ، فلا يوجد مبرر اخلاقي تجيز تلك الأمتيازات في حين يجيزون الفتات لعموم الشعب ، ينبغي ان تكون هناك طروحات معقولة وواقعية ومقبولة  .
اما نواب شعبنا فكان يمكن ان يسجلو موقف كان يشار اليه بالبنان لو انهم اعترضوا على ذلك القانون ، حتى لو كان اعتراضهم دون تأثير ، هذا ما تكلمت عنه اخي العزيز عبدالاحد في متن مقالي .
دمت بخير
تحياتي
حبيب

235
لمن امنح صوتي الثمين في الأنتخابات القادمة ؟
بقلم : د. حبيب تومي / اوسلو
habeebtomi@yahoo.no
في الأنتخابات السابقة في شباط او آذار 2010 لم يتوفر مركز انتخابي في النرويج ، وهكذا اضطررنا نحن المشدوهين بحب السياسة ان نقطع حدود دولة اخرى وهي ، السويد ، للإدلاء بأصواتنا ، لقد اتفقت مع احد الأصدقاء للذهاب من اوسلو الى مدينة يوتوبري في السويد التي تبعد 350 كم اي قطعنا 700 ذهاباً وأياباً يوم الأنتخابات . كان امامنا خياران ، إما ان نركب في باص مؤجر من قبل الحركة الديمقراطية الآشورية ، وفي الحقيقة عرضوا علينا الفكرة دون ان ندفع اجور السفر ، والأختيار الثاني كان الباص التابع لمنظمة الحزب الشيوعي ، وعلينا دفع اجور السفر ، فهنا لا يوجد صداقة بل ( كلمن قهوتو من كيسو ) ، المهم ركبنا انا وصديقي الباص المؤجر من قبل منظمة الحزب الشيوعي في اوسلو ، وكان الجو بارداً جداً وبقينا واقفين ساعات ننتظر الى ان دخلنا المركز الأنتخابي ومنحت صوتي الثمين للسيد ضياء بطرس حيث كنت قد وعدته بأن  امنح له صوتي في الأنتخابات ووفيت بوعدي ، فوعد الحر دين عليه كما يقال ، بعد تلك المعاناة اليس صوتي ثمين ؟
اجل ان صوت اي مواطن عراقي ثمين لانه عن طريق صناديق الأقتراع يستطيع ان يغير المعادلة السياسية في العراق ، يقول جون لوك ، إن الشعب لا يحكم بل يقوم بتفويض الأشخاص الذين يأتمنهم ويعهد اليهم بمهمة تحقيق السلم والأمن من خلال النظام الديمقراطي ، اي الشعب ينتخب البرلمان ، ومن البرلمان وحسب قوة الكتل السياسية فيه يصار الى اختيار رئيس الحكومة الذي بدوره يتشاور مع القوى السياسية لتشكيل حكومة تخدم الشعب ، وعادة ما يكون الصراع السياسي محصوراً بين قوى يسارية وأخرى محافظة وتكون هنالك قوى وسط ، ولكن الخلل عندنا حدث حينما بنيت المعادلة السياسية على اسس طائفية .
لقد جرى تسويق شعب العراق على انه عبارة عن طوائف دينية ومذهبية وعرقية وكل طائفة لها حصة في الكعكة حسب اصواتها وثقلها السياسي ، ومن ليس له ثقل سياسي او لم ينظم نفسه في حزب سياسي فعال ، فليس له حصة في الوليمة وعلى هذا الأساس خرج شعبنا الكلداني من المعادلة السياسية في العراق الأتحادي وفي اقليم كوردستان إذ خرج من المولد بلا حمص .
 لم يثبت البرلمان العراقي ، ولا الحكومة المنبثقة منه ، وخلال دورتين انتخابيتين لم يثبتا الجدارة ، فالمشاكل لا زالت تعصف بالعراق من كل جانب ، إن كان على نطاق الأرهاب الذي يصول ويجول في المدن العراقية ، وإن كان في عمليات الفساد المستشرية ، او في تعثر العملية السياسية وتوالي الأزمات دون ان توضع لها حلول جذرية ، هذا بالإضافة الى توتر العلاقات مع اقليم كوردستان . امام هذه الأوضاع المتأزمة على مختلف المستويات تيقن الناخب العراقي انه قد اخطأ في الأختيار ، وإن كان اكتشافه قد جاء متأخراً فإنه افضل من لا يأتي ابداً ، والمسالة ، لا تنتهي حين اكتشاف الخطأ ، فتشخيص الطبيب للداء ليس كافياً ما لم يعالجه بالدواء المطلوب للحالة .
 اليوم في الحالة المرضية العراقية قد تم تشخيصها من قبل الشعب العراقي ، وتبقى المعضلة كيف يستطيع الشعب وضع علاج شاف لهذه الحالة المستعصية ، جميعاً نحث الناخب العراقي ان لا يمنح صوته الثمين للفاسدين واللصوص والمجرمين ، لكن تبقى مشكلة امام الناخب كيف يستطيع التمييز بين المرشح المخلص والآخر الفاسد ، هل له جهاز فلتر لا يدخل فيه الفاسدون ؟ في المطارات نولج جهاز الفحص ، وإن كنا نحمل اي قطعة معدنية فإن الجهاز يؤشر بضوء احمر ، ولكن في معادلتنا تختلف القضية ، فإنه يأتي متلبساً بشعارت جميلة براقة ووعود ما بعدها وعود ، وفي النهاية يدير المرشح ظهره للناخب حال فوزه في الأنتخابات .
إذن هنا يجب ان يكون الناخب العراقي ( مفتح باللبن) لكي يستطيع مقارعة هؤلاء ، هنالك تجربة حية امامه ، ولابد انه يختار جماعة من منطقته او يكون على معرفة تامة بهم وبحقيقتهم وتاريخهم ، لابد ان تتوفر لديه معلومات عن خلفيتهم الأجتماعية والسياسية ، فعلى الناخب ان يكون يقظاً وحذراً .
 في المقدمة يتحتم ، على الناخب ( غير الملتزم الحزبي) ان يساهم بالحضور والإدلاء بصوته ، وإن غيابه سيخلي الساحة للناخبين الحزبيين الملتزمين بأجندة احزابهم ، وبغيابه ستخلو الساحة للؤدلجين حزبياً ، اما حضوره والمساهمة الفعالة من قبل المستقلين ( اي الأغلبية الصامتة ) في الأنتخابات سيأخذ مساحة كبيرة ، وبذلك يستطيع ان يخرج العراق من قعر الهاوية ، ويصل به الى القمة ليلتحق بالركب الحضاري ، ويعيد امجاده التاريخية كمهد للحضارات .
النائب المسيحي في البرلمان العراقي
احترامي الشخصي لأعضاء البرلمان العراقي من المكون المسيحي ، وسوف لا اقول من الكلدان والسريان والآشوريين ، لأنهم يمثلون المكون المسيحي فحسب ، لكن اثيرت الكثير من الأقاويل حول خلافاتهم وانقسامهم داخل قبة البرلمان حول مختلف القضايا ، فلم يسجلوا يوماً موقفاً قومياً نشير اليه بالبنان ، فالأكراد رغم وجود بينهم خلافات سياسية ومصلحية لكن حينما تأتي المصلحة القومية يتحدون مع بعضهم لمصلحة كوردستان ، وهذا ينطبق على المكون الشيعي ومكونات عراقية أخرى .
قبل يوم قرأنا على موقع عنكاوا مواقف مثيرة مثلاً وقوف وزير مسيحي الى جانب تشريع قانون الأحوال الشخصية الجعفري ، في حين ان وزراء شيعة عارضوه ، وانا لست مع او ضد التوقيع ، لكن على المسيحي يجب ان يسجل موقف ، وكذلك قرأنا عن نواب من شعبنا قاطعوا جلسات المؤتمر حول الميزانية تضامناً مع القوائم او القائمة التي قاطعته .
في الحقيقة نحن المسيحيون في العراق من الكلدان والسريان والآشوريين والأرمن ، نعاني في الوقت الحاضر من مشكلة مستعصية وهي الهبوط الكبير في اعداد المسيحيين في المدن العراقية  ، لكن نعوض هذا النقص في العدد بما يمكن ان نطلق عليه بالنوعية ، فلنا شخصيتنا وثقافتنا ولغتنا ومكانتنا في المجتمع ، ولنا دورنا المميز في شتى مجالات الحياة الأجتماعية والأقتصادية والثقافية والسياسية , واعتقد افضل مكان نبرز وجودنا وشخصيتنا هي ساحة البرلمان العراقي .
ما بقي عالقاً بالذاكرة هو الموقف النائب الأيزيدي ( لا يحضرني اسمه ) قبل سنين في البرلمان العراقي ، وكان ذلك عبر مقال قرأته للكتاب السعودي عبدالرحمن الراشد ، حيث افاد ان السيد ابراهيم الجعفري واعتقد كان رئيس وزراء العراق وقتئذِ ، ابتدأ كلامه بقوله : بسم الله الرحمن الرحمن عودة من الشيطان الرجيم ، وهنا وقف له النائب الأزيدي قائلاً : هنا مبنى البرلمان وليس  مسجداً للصلاة .
 لقد تكلمت عن هذا الأعتراض الشجاع في وسائل الأعلام الى درجة ان الكاتب السعودي الكبير عبد الرحمن الراشد كتب مقالاً حول الموضوع في جريدة الشرق الأوسط اللندية . هذا يسمى تسجيل موقف شجاع وجرئ ، حتى وإن لم يثمر نتائج .
نتمى في الدورة القادمة ان يكون لأعضاء برلماننا من الكوتا المسيحية ان يكونوا متوحدين ومخلصين للشعب الذي وثق بهم وإن يسجلوا مواقف مستقلة ومشهودة ، فالذيلية تفيدهم شخصياً وتفيد عوائلهم وربما أحزابهم ، ولكنها تخذل الشعب الذي وثق بهم وأرسلهم الى مبنى البرلمان ليخدموه ، ولكي يكونوا امناء ومخلصين له  .
د. حبيب تومي اوسلو في 17 / 03 / 2014


236
الأخ العزيز تيري بطرس
تحية ومحبة
انكم يا اخي ترجعونا الى المربع الأول ، كل إنسان حر بقناعاته ، انت تفتخر بأنك آشوري ، وأنا اشد على يدك واحترمك ، واقدر رؤيتك ، ولا اريد ان تبديل قناعاتك القومية او الدينية او المذهبية ، وان ترى ان الآشورية تلائمنا جميعاً فهذه رؤيتك ، ونحن لا نؤمن بها فنحن لنا قوميتنا الكلدانية وعليك احترامها واحترام رؤيتنا كما احترمناك .
هذا هو اساس العمل المشترك هذا هو اساس العمل الأخوي ليس بفرض اجنداتك على غيرك من الكلدان والسريان ، انت جالس بيتك الآشوري وما اجمله ، وانا جالس في بيتي الكلداتي ، وعليك عدم التجاوز على حدوده والسرياني جالس في بيته السرياني ، وعليك تقديم جزيل الأحترام له ، نخرج من بيوتنا الثلاثة ونتفق على وحدة العمل والتعاون والتآزر ، وفي الليل كل يعود الى بيته ، وحبذا لو تكفوا عن التنظير الأديولجي في المسألة القومية ، ومن هو على خطأ ومن هو على الصواب . كل منا مؤمن بمعتقداته السياسية والدينية والقومية ، ولا يحتاج الى معلمين لكي يعلمون التاريخ والجغرافية .
العمل المشترك يبنى على اسس من الديمقراطية في احترام الرأي والرأي المخالف له . لقد تعبنا كثيراً بهذا الموضوع الواضح وضوح الشمس ، مفاده ان كل إنسان حر في معتقده ودينه وانتمائه ، فلماذا اللف والدوران في نفس االنقطة يا اخي تيري  ، لماذا لا ننتقل الى الخطوة التالية بدلاً من لوك نفس العلكة التي اصبحت مملة .
تقبل تحياتي
حبيب

237
الأخ العزيز lucian
تحية ومحبة
اسمح ان اقول ان سطرت كلاماً واقعياً ، وانا متفق مع طرحك مئة بالمئة . اشكرك على طرحك الموضوعي .
دمت بخير
حبيب

238
اخي العزيز Jack Yousif Alhozi المحترم
تحية ومحبة
اسمح ان اختلف معك في قولك :
 ((اهدف الى امر واحد فقط هو ان نفكر معا في طريقة عملية لأيجاد مخرج من المأزق الذي وضعنا انفسنا فيه وجعلنا نبدو صغارا جدا في نظر الآخرين )) . نحن لسنا في مأزق يا اخي ، الكلداني يعرف انه اسمه الكلداني وليسفي حيرة من امره  ، والسرياني يعرف انه سرياني والآشوري يعرف ان آشوري ، وإن تسيد مبدأ احترام الرأي الآخر فيجب ان نحترم الكلداني والآشوري والسرياني ، وهنا كما ترى لا يوجد اي مأزق .
المأزق الوحيد الذي نعاني منه هو وضعنا تحت مطرقة احزاب قومية إقصائية ، وعلينا رفع العلم الأبيض وعلينا اعلان السمع والطاعة لهم  ، فالمسألة هنا تنحصر في اشياء واضحة وضوح الشمس ، ثمة احزاب مسيحية قومية تعمل على إلغاء التاريخ الكلداني والسرياني ، وعلى الأنسان السرياني والكلداني تقديم الولاء والطاعة ، فإن اعترضوا وجة لهم التهم الجاهزة . هنا تكمن المشكلة ، المشكلة محصورة في طرف واحد لا يقبل ان يعترف بالآخر ، فلماذا ينبغي علينا الخضوع والولاء؟
 . الآ يجدر بنا التفاهم والأحترام المتبادل بدل توجيه التهم والإقصاء ، السنا شعب واحد ؟ هل الشعب الواحد يعني دفن التاريخ والأسم الكلداني والسرياني والإبقاء على الأسم الآشوري ؟ اليس هذا الشعب الواحد الذي تريدونه ، ام تريدون اسم مطبوخ في مطابخ الأحزاب السياسية مثل اسم كلدو اشور سريان ، وآخر يقول سوراي وآخر يقول بيث نهرينايي الخ ، يا اخي نحن كلدان وسريان وآشوريين ، وأي طرف يقصي الأطراف الأخرى يمثل حزب قومي إقصائي لا يختلف  عن حزب البعث الأقصائي او اي حزب يحاول إلغاء انتماء ومعتقدات الآخرين .
اعتذر عن الإطالة اخي Jack Yousif Alhozi
تحياتي
حبيب

239
الأخوة الأفاضل
تحية ومحبة للجميع
يبدو المطلوب منا نحن الكلدان اي الذين نفتخر بقويتنا الكلدانية (  ونحترم الجميع العرب والأكراد والآشوريين والسريان والأرمن .. ) يبدو ان المطلوب منا هو القول الوحيد وهو : سمعة وطاعة ، وإن اعترضنا فنحن انفصاليون وانقساميون ، والتهمة مفصلة حاضرة لألباسها لنا نحن الكلدان والسريان تحديداً ، وإلا ارجو منكم ان تفسروا هذه الطروحات :
الآشوري يجاهر بقوميته الآشورية فهو امثوي ووحدوي
الكلداني يصرح بقوميته الكلدانية فهو انقسامي ومتآمر
السرياني المسكين يجاهر بقوميته الكلدانية ، إنه متآمر يقسمنا الى ثلاث قوميات .
الكلداني له حدود ان يقول انا كلداني سرياني آشوري
والسرياني حدوده محصورة ايضاً بالكلداني السرياني الآشوري
الآشوري خلقه الله طليقاً وله مطلق الحرية ولا يجرؤ احد ان يتقرب اليه  ويصرح بأعلى صوته بأنه آشوري ، ولا يوجد من يقف بوجهه ويوجه له تهمة الأنقسامي إذا جاهر باسمه الآشورية .
لقد اوردت في تعليقي السابق رابط تهنئة قداسة البطريرك الآشوري :
http://splashurl.com/pabux2e
هل هو معتدل ووحدوي ، هل يجرأ احد منكم على نقده ؟
يا جماعة انكم تكيلون بمكيالين ، وتوجهون سياطكم على الفريق الأضعف وهم الكلدان ، أنكم تحاولون جلد الضحية ياجماعة . وإلا رجاء جاوبوا على اسئلتي ولا تتهروا منها او تكتفون بتوجيه التهم كالأخakad zadiq فله اطقم من التهم الجاهزة لأي كلداني او سرياني له فكر متحرر عن اغلاله القومية  .
تحياتي مع المودة
حبيب


240
اخي العزيز Jack Yousif Alhozi المحترم
تحية ومحبة
من منا يلغي الآخر يجب ان تكون شجاعاً وصريحاً ، ام ان ابي لا يقدر إلا على امي . كفاكم خلط الأوراق ، اقعد اعوج واحكي عدل ،كما يقولون .
ماذا لو كتب البطريرك الكلداني ارسل هذا النموذج من المعايدة . وارجو ان تقرأها ملياً قبل توزيع التهم بحق الكلدان جزافاً ، يجب ان نضع النقاط على الحروف من منا يلغي الآخر ، ونتكلم بصدق وصراحة ، فالمجاملات لا تحل المشكلة .
تمنياتي لك بالموفقية
حبيب
ــــــــــــــــــ
نص رسالة قداسة أبينا البطريرك مار دنخا الرابع جاثاليق كنيسة المشرق الآشورية في العالم باللغة الآشورية مترجمة للغة العربية مهنئاً بها أبناء الأمة الآشورية في العالم  بمناسبة رأس السنة الآشورية الجديدة 6764
حسب الرابط

http://splashurl.com/pabux2e

241
الأخ عبدالأحد سليمان المحترم
تحية ومحبة
سؤالك
من نحن وما هي لغتنا ؟ ( علامة الأستفهام من عندي )
لا ادري هل تسأل مثل هذا السؤال للانسان الكوردي او العربي حينما يقول لك انا كردي او عربي ؟ هل كنت تسأل مثل هذا السؤال قبل ثلاثين او اربعين سنة حينما لم يكن هناك افكار إقصائية بحق الكلدان او السريان ؟
اخي العزيز عبدالأحد ، ثمة لائحة حقوق الأنسان تجيز لكل انسان ان يجاهر بدينه او مذهبه او قوميته او عرقه دون ان يكون لأي قوة حق في التأثير على ذلك الأنسان ، لقد وصفنا حكم صدام بأنه حكم إقصائي للاقليات القومية بسبب تزمته القومي العروبي ، وكان يقول ان كل من يسكن الوطن العربي هو عربي ، وقسيمة الأحصاء كان فيها مكان للقومية العربية والكوردية فقط .
وإن الأفكار الإقصائية اليوم لا يسمح بترويجها في الدول الأوروبية نظراً لما عانته تلك الشعوب من ويلات نتيجة تلك الأفكار ، واليوم ثمة احزاب قومية مسيحية تحاول فرض افكار إقصائية بحق الكلدان والسريان ، كأن يفرض عليهم التسمية الآشورية ، وفي حالة عدم قبولهم بالأسم الآشوري ، فعيلهم ( الكلدان والسريان ) بالتحديد قبول التسمية القطارية (كلدان سريان آشوريين ) ومن لا يقبل من الكلدان والسريان بتلك التسمية القطارية فيوصم بأنه انقسامي وانعزالي ومتآمر .. الخ
تسال الآشوري عن قوميته فيقول انا اشوري ، فيقولون هذا امثوي  ووحدوي .
تسال الكلداني عن قوميته فيقول انا كلداني ، فيقولون عنه هذا انقسامي يفرق شعبنا .
تسأل السرياني عن قوميته يقول قوميتي سريانية ، فيوصم انه انقسامي يقسم شعبنا الى قوميات .
حسناً ما هذا الكيل بمكيالين؟، لماذا الآشوري حلال عليه التصريح بقوميته ، ولماذا السرياني والكلداني حرام عليهما التصريح بقوميتهما؟ اجيبوني يا من تدعون الوحدة وتوسمون القومييين الكلدان بأنهم متعصبون ، فأين التعصب ؟ انه الكيل بمكيالين من قبلكم ايها السادة  ، ولا اريد ان اضيف تعابير اخرى ، نطلب بالصدقية في التحكيم وليس خلط الأوراق كما هي في بعض الردود على هذا المقال والتي وردت بعد نشر تعليقي هذا .
، إن هذه التسمية القطارية المفرضة علينا هي تسمية سياسية من اختراع الأحزاب الآشورية ، فلا يوجد اي مصدر تاريخي يؤيد استخدام هذه التسمية في فترة من فترة التاريخ ولا يوجد في اثنوغرافية الشعوب ، شعب يحمل مثل هذا الأسم القطاري .
لقد استخدم حزب الزوعا تسمية كلدوآشوري ، وجاء المجلس الشعبي ، ليخترع كلدان سريان آشوريين، وكأننا كنا في حيرة من امرنا لكي تخترع لنا هذه الأحزاب اسماء لنا  ،
اخي عبد الأحد سليمان لا تجعلنا كراكب الحمار ويصيح اين حماري ؟ نحن نعلم ما هو اسمنا ولسنا في حيرة من امرنا ، الكلداني يعرف انه كلداني ، والسرياني يعرف انه سرياني والآشوري يعرف انه آشوري ، كما يعرف الكردي انه كردي والعربي انه عربي والأرمني انه أرمني ؟ لقد ادخلتنا الأحزاب الآشورية القومية المتعصبة في متاهات ليس لها اول وليس لها آخر ، انا كلداني لأن والدي كان كلداني وكتب ذلك في الأحصاء السكاني ، فلماذا احتار في امري انا اعرف اسمي  وأعرف  اصلي وفصلي ، انا اعرف اسمي واسم قوميتي وأسم ديني واسم عشيرتي ، ولست بحاجة الى تنظير  او نصيحة من الأحزاب الأديولوجية الإقصائية ، وان كنت اعرف اسمي واسم عشيرتي واسم قوميتي فإن الآخر ايضاً يعرف تلك المعلومات ، ولا يحتاج الى نصيحتي ونظرياتي في القومية والأنتماء .
إذن بقي شئ واحد يوحدنا بشكل جذري مدروس ، وهو ان نحترم بعضنا البعض ، في المقدمة يحترم الآشوري كل من الكلداني والسرياني دون تنظيرات وإقصاء ، وكذلك يحترم الكلداني والسرياني اخوهم الاشوري  ، وفي الحقيقة ، المعضلة تنحصر في جانب واحد فقط ، وهو الحزب الآشوري المتزمت ، والبقية منفتحون ليس بينهم اي فكر متزمت اقصائي للاخر . نحن شعب مسيحي واحد ينبغي ان يسود الأحترام المتبادل بيننا ، هكذا نكون شعب واحد وليس بفرض التسمية القطارية علينا شئنا ام ابينا ، فهذه افكار هتلرية مضى زمنها .
تحياتي لك اخي عبدالأحد ولك المحاورين ومعذرة على الإطالة
تحياتي
حبيب

242
هل يصبح العراق واحة تعايش بين العرب والأكراد والسنة والشيعة والكلدان و.. بعد الأنتخابات ؟
بقلم : د. حبيب تومي ـ اوسلو
habeebtomi@yahoo.no
مصادفة ان يكون مائة عام قد مضى على رسم حدود وخرائط المنطقة وقيام كيانات سياسية على انقاض الأمبراطورية العثمانية حيث كانت بداية الحرب العالمية الأولى سنة 1914 بمثابة المسمار الأخير في نعش الأمبراطورية العثمانية  ، فهذه الأمبراطورية المترامية الأطراف كانت تضم الكثير من المجموعات الدينية والأثنية والعرقية : الفرس والعرب والقوقاز والبلقان والكلدان والأكراد والأرمن .. وبعد انهيارها خيّم التداعي والأنقسام في الأرض والهوية والجذور العرقية والثقافية .. وجزء من ذلك المخاض كان ولادة الدولة العراقية الحديثة في سنة 1921 والتي تكونت من ثلاث ولايات : بغداد والموصل والبصرة ، وكانت هذه الولايات سابقاً تابعة بشكل مستقل للباب العالي في استنبول ، فكان تأسيس دولة العراق منذ بدايته مبنياً على منظومة من التناقضات ، لكن إرادة الكبار شاءت ان تكون بتلك الصورة فكانت كما ارادوا .
في كتاب " فيصل الأول.. أفضل زعيم في تاريخ العراق الحديث " من تأليف على العلاوي قدمه امير طاهري في جريدة الشرق الأوسط اللندنية بتاريخ 26 ـ 02 ـ 2014 ، ورد فيه ان البريطانيين ارادوا في البداية إقامة دولتين في العراق واحدة في الشمال يحكمها (زيد ) وأخرى في الجنوب  يحكمها (عبدالله ) وهما من ابناء حسين بن علي الهاشمي، شريف مكة.
 بعد ذلك كان الراي بتحويل العراق الى جمهورية لكن إصرار ونستون تشرشل وزير المستعمرات على بقاء العراق دولة ملكية كان الأرجح ، وبعد ذلك وقع الأختيار على الملك فيصل  ليصار تسويقه ملكاً للعراق ، ولا يتسع المجال في الإسهاب بهذا الشأن .والغاية هنا ايراد ما قاله فيصل الأول في بداية التأسيس ، وسوف نقتبس من كتاب على علاوي يقول :
((( مرة كتب الملك فيصل قائلا «رحل الأتراك وأصبحنا الآن مثل الأيتام، فليس لدينا حكومة أو جيش أو نظام تعليمي. وعلاوة على ذلك، لا يتفهم السواد الأعظم من شعبنا مسألة حب الوطن أو الحرية أو معنى الاستقلال». ويضيف :
كتب الملك فيصل ليقول إن العراق «تفتقد للأمور الأساسية للوحدة الاجتماعية المتماسكة، وتحديدا وجود الشعب المتحد من خلال السمات العرقية المشتركة ومجموعة المعتقدات والديانة». ويختم قوله :
وكتب أيضا «يتمثل اعتقادي في عدم وجود شعب عراقي. لا يوجد سوى جماعات كثيرة متنوعة ليس لديها عاطفة وطنية. ولدى تلك الجماعات شعور قوي وأحاسيس بالخرافات والعادات الدينية المغلوطة. ولا توجد أسس وقواسم مشتركة فيما بينها))) .
ويرى علاوي سخافة هذه الرؤية ، ولكن اثبتت الوقائع التاريخية  ان رأي الملك فيصل اتسم بالواقعية لما كان عليه المجتمع العراقي وقتذاك والى اليوم .
المتابع للوقائع في العراق بعد الحرب العالمية الأولى وتكوين الدولة العراقية الى 2003 من حكم العراق ، سيصادف حكم ثلاثة ملوك وخمسة رؤساء جمهورية ، لكن يمكن تقسيم هذه المدة الى مرحلتين : ملكية وجمهوية ، في المرحلة الملكية كان الملك فيصل الأول ابرز ملوكها ، خطا خطوات مهمة لتفعيل مكونات المجتمع العراقي في العملية السياسية ، رغم خلفيته السنية ، ، فأدخل اتباع الديانات الأخرى غير المسلمة في التركيبة الحكومية من يهود وكلدان وسريان وسعى الى مزيد من الحقوق للاكراد والشيعة وعموماً حاول بالأتفاق مع الأنكليز تثبيت اقدام دولة برلمانية عراقية ، شبيهة بالملكية البرلمانية البريطانية وعلى نمط الحكم في الهند والتي ما زالت تمثل تجربة فذة في الحكم الديمقراطي  في العالم الثالث .
في العصر الجمهوري والذي بدأ بسقوط الملكية في تموز 1958 كان بمثابة انتهاء الأستقرار والهدوء وبداية عصر الأنقلابات وانتشار مظاهر العنف ، في البداية كان هنالك تأييد شعبي جارف لمولد الجمهورية ، لكن بعد تبخر السكرة واستقرار الفكرة تبين ان النظام الجمهوري عمل على تكريس الحكم الدكتاتوري متسربلاً بشعارات ثورية قومية ، ولم نجني من ذلك سوى الحروب الداخلية والخارجية .
بعد نيسان 2003
بسقوط النظام عام 2003 استبشرنا خيراً من ان العراق سيتحول الى اليابان في مجال الصناعة والتكنولوجيا، والى سويسرا في الحكم الديمقراطي وسيكون واحة خضراء تنتعش في ظلالها كل المكونات على قدم المساواة .  لكن ظهر ان مفعول خطاب الملك فيصل الأول بقي سارياً لحد الساعة ، والعراق لم ينفك من عقدة هيمنة احد الطراف على مقاليد الأمور وعقدة تسيده وسيطرته على الآخرين . فخيم ظلام الفوضى  وهيمنت روح الأنتقام من رجال الماضي ، فتبلورت مظاهر العداء بين السنة والشيعة ، وتمخضت عن عمليات القتل المفتوحة عبر شتى صنوف الأنفجارات والقتل في المناطق المزدحمة بالسنة وبعد ذلك المناطق المزدحمة بالشيعة ، وفي حالات اخرى قيام المتطرفين من السنة والشيعة بالأنتقام من اصحاب الأديان الأخرى غير المسلمة لحملها على الهجرة ، وهكذا اصبح العراق مرشحاً لكي يصبح فارغاً من المسيحيين والمندائيين والأيزيدية في في المستقبل المنظور .
ثمة حالات فريدة في العراق ، وربما في ما يعرف بالوطن العربي برمته . لقد كان هنالك مشاعر قومية عربية حماسية وكان هذا الاندفاع القومي يعطي نوع من الشرعية بالتفوق على الآخرين غير العرب ، بل ابعد من ذلك يذهبون الى نكران وجود غير العرب ، فلا مكان لغير العرب في ما يطلق عليه بالوطن العربي ونجم عن هذا التصور غياب المشاعر القومية بالروح الأنسانية التعايشية مع القوميات الأخرى غدت محملة بالأفكار الفاشية الأقصائية بحق الآخرين ، ونتج عن ذلك الويلات الكثيرة التي نجمت عن الصراع العربي الكوردي ثم كان في وقع الظلم في العهد السابق على الشيعة ، واليوم انعكست الآية ليشمل الظلم السنة  .
بعد سقوط النظام في 2003 وتثبيت مفهوم العراق الأتحادي في الدستور والأعتراف بأقليم كوردستان ، اقليماً يحمل الكثير من الأستقلالية في ظل الدولة العراقية ، إلا ان تفاصيل كثيرة بقيت معلقة بين بغداد وأربيل لتظل حجر عثرة في طريق المسيرة السياسية العراقية .
ومن الأسباب التي جعلت العراق يراوح مكانه ، هو العملية السياسية الفاشلة المبنية على اساس طائفي ، ومهما حاولنا تجميل الصراع المحتدم حالياً ، إن كان بين الأقليم والعراق الأتحادي او بين السلطة النفيذية الممثلة بالحكومة والسلطة التشريعية الممثلة بالبرلمان ، وكذلك الصراع الدائر في بعض المحافظات  وفي مقدمتها محافظة الأنبار ، كل هذه الصرعات التي نعطيها مختلف الأسماء السياسية والحزبية والكتلية والشخصية ، فهي في نهاية المطاف صراعات طائفية ، إن كان لها جذور قومية كما هي بين العرب والأكراد ، او كان لها جذور مذهبية كما هي بين السنة والشيعة .
المواطن العراقي الذي نقول عنه انه ، مفتح باللبن ، للاشارة الى نباهته ، فقد تبين ان اختياره لدروتين انتخابيتين قد اخطأ في الأختيار والتقدير ، واليوم المواطن العراقي مقبل على خوض نفس التجربة الأنتخابية . فهل سوف يقع بنفس المطب ، ام انه سيحسن الأختيار ...؟
العالم اليوم قرية صغيرة والأستفادة من تجارب الآخرين ليس عيباً ، فالعرب يأخذون كل شئ من الغرب من ابرة الخياطة الى الدبابة والطيارة ، وهم لا يفكرون بالمخترعات ، فلهم قول مأثور يؤمنون يقول :
لا تفكر فلها مدبر ، فلماذأ يستنكفون من الأستفادة من ديمقراطية الغرب ؟
ثمة دول قطعت اشواطاً مهمة في مضمار التقدم الحضاري ، ولم يكن لها الثروات والقدرات المادية والثروات الطبيعية التي تملكها الدول العربية ، والعراق بشكل خاص ، وقد يكون من المفيد التطرق الى تجربة سويسرا حيث اتسم مجتمعها بالتعدد والتنوع اللغوي والأثني ، ولكن الفرق بينها وبين العراق انها عرفت اصول الحكم في الدول التعددية وذلك بدخولها في صيغة اتحادية ناجحة ، فتعاملت مع مكوناتها بالعدل والأنصاف ، بدل اسلوب النزاعات والصراعات والغالب والمغلوب ، وإن كان العراق فيه اقليم واحد فإن سويسرا تتكون من 26 اقليماً ( كاتونات) ، وتتكلم اربع لغات وهي الألمانية والفرنسية والإيطالية والرومانيش ، وتعاملت سويسرا مع هذه المكونات بالعدل والإنصاف رغم ان المتكلمين بالألمانية يشكلون اكثر نصف عدد السكان ، ولكن شعوب هذه الدولة تعتز بهويتها الوطنية المشتركة بالدرجة الأولى .
لقد فشل العراق في التعامل العادل مع المكونات ، فهيمنت الفكرة الأستبدادية المركزية للدولة ، واستخدمت الجانب الأمني لفرض (هيبة) الدولة واعتبر منح اي حقوق للادارة الذاتية في الأقليم او المحافظات وكأنه يعني الأنتقاص من سيادة الدولة العراقية  .
الواقع العراقي اليوم يمر بأزمة سياسية ، وتسود شوارع كثير من مدنه عمليات إرهابية ، وأخرى طائفية ، إن كان ضد السنة او الشيعة ، وعلاقات متوترة مع اقليم كوردستان ، وثمة عمليات كر وفر عسكرية مع المجموعات الإرهابية في الأنبار وبعض المدن الأخرى ، ناهيك عن حالة الأقليات الدينية كالمسيحيين من الكلدان والسريان والآشوريين واالمندائيين والإزيدية ، ولا نستطيع هنا التحدث عن الحقوق القومية والسياسية ، فالعراق ليس سويسرا ، حيث المواطن له حقوقه ، بينما في العراق من يتظاهر ويناضل ويرفع صوته ويحمل السلاح له حقوق ، اما في غير ذلك فليس حقوق ولا هم يحزنون .
فالشعب الكلداني من المكونات العراقية الأصيلة ، لكن هُضمت حقوقه في العراق الأتحادي وأقليم كوردستان على السواء ، لأنه لا يرفع صوته ، لقد كانت له حقوق كاملة في العهد الملكي الذي تميز بالتعامل العادل مع كل المكونات ، لكن بعد 2003 مسحت ورقة الشعب الكلداني وقد برر   السيد بريمر الحاكم الأمريكي ذلك بأن الكلدان ليسوا فعالين بما فيه الكفاية لذلك ينبغي نفيهم خارج العملية السياسية  ، ولم يعد له ( الشعب الكلداني ) اي ذكر في المحافل السياسية والقومية بل اصبح من الممنوعات ترديد اسم الشعب الكلداني والقومية الكلدانية واللغة الكلدانية  ،
فكان عزلهم عن الدور السياسي الوطني الذي لعبوه في تاريخ العراق القديم والحديث ، ونحن نتطلع الى الأنتخابات القادمة لعل الشعب الكلداني ينجح في ايصال ممثليته الحقيقيين الذي يفتخرون باسمه الكلداني وبتاريخه ، كما نتأمل في الأنتخابات القادمة ان توضع اسس جديدة لخدمة العراق وللهوية العراقية التي تشمل جميع المكونات العراقية وفي المقدمة الشعب الكلداني الأصيل .

د. حبيب تومي / اوسلو في 10 / 03 / 2014

243
الى الأخوة في إدارة موقع عنكاوا المحترمون
تحية ومحبة
كتب السيد  ilbron خبراً في اخبار شعبنا تحت عنوان :
الكلدانيون في العراق يتشبثون بالوطن والعيش المشترك
ولكن رأينا ان الأسطر الأتية بالحروف اللاتينية اقحمت في الخبر ، ما هذا الخلط في الأوراق ايها الأخوة في إدارة موقع عنكاوا ؟
تحياتي
حبيب 


kha Amma khda Omta  shmsha le atya al shyapa Omtan pesha shmshanta  khaya Omtan Ashureta

ha Amo hddo Omtho  i shmsho lekotyo lslogo i Omtheydan kol naqla ked feysho mbahronitho tihe li Omteydan Ashureyto

         Mota al kol sanyane o saqoblaye d Omtan Ashureta               

                            Tihe al Omtan Ashureta
                         Tihe li Omteydan Ashureyto

244
الى ذوي المرحوم  جونسون آغاجان
فوجئت برحيل الصديق جونسون آغاجان حيث كانت بيننا رسائل اخوية ولكنها توقفت اثناء دخولي المستشفى ، اقدم التعازي القلبية لأهله وذويه متضرعاً الى الرب يسوع المسيح ان يتغمده بوافر رحمته وأن يسكنه فسيح ملكوته السماوي ، وأن يلهم اهله وذويه نعمة الصبر والسلوان .
د. حبيب تومي ـ اوسلو

245
الأخ العزيز كوركيس اوراها منصور المحترم
تحية ومحبة
شكراً على مرورك وعلى تمنياتك بالصحة والسلامة ، انا معك اخي كوركيس بأن الإرهاب والظلم والتشريد يطالنا نحن المسيحيين جميعاً ، دون تمييز ، وقد اطلعنا على الخبر المفزع في ليبيا قبل ايام ، حيث كان استهداف والإجهاز على العمال المصريين تحديداً وجريرتهم ، ان هويتهم الدينية مسيحية ، ومرت المسالة مر الكرام ، وكان شيئاً لم يكن ، فالضمير الإنساني لم يرف له جفن .
وفي مسألة وحدتنا اخي كوركيس ، يبدو ان الخطيئة المميتة التي يبدو اننا نرتكبها أننا نجاهر بأن قوميتنا كلدانية ، فهل تحتاج المسالة الى تكفير ؟ علماً ان الأخ الآشوري يجاهر بقوميته الآشورية ، ولا احد يتهمه بتقسيم شعبنا ، فلماذا الكلداني والسرياني حينما يفصحان عن هويتهما القومية هما انقساميين ، وألآخر لا احد يتجرأ بتوجيه التهمة له ؟
ولهذا اقول نحن وحدويين للعظم ، لكن قوميتنا كلدانية .
دمت بخير ومحبة
اخوك
حبيب
ــــــــــــــــــــ
الأخ العزيز نوئيل يوانيس المحترم
تحية ومحبة
المسالة اخي نوئيل لا تدخل في باب الدعاية الأنتخابية ، فالصحة اثمن ثروة ، كان لنا مقولة نحن البحريين حينما نغادر الميناء الى عرض البحر وتسوء الأحوال الجوية ، فتترنح الباخرة امام الرياح العاتية ، فنقول : إن الذي على الساحل لا يقدر اهمية ذلك الساحل الطيب المريح ، فالشئ لا تشعر بأهميته إلا حينما تفقده ، فالصحة الجيدة ، تشعر بأهميتها حينما تتعرض الى ( وعكة ) صحية ، فتشتاق لصحتك الجيدة لتتمتع بالحياة بشكل طبيعي ، تماماً كما تشتاق الى الساحل وأنت في عرض البحر تلعب بمصيرك الأمواج والرياح .
دمت بصحة وسلامة بمنأى عن الأمواج العالية اخي نوئيل
تحياتي
حبيب


246
الرابطة الكلدانية خطوة مباركة في الأتجاه الصحيح .. كيف ؟ ولماذا ؟
بقلم : د. حبيب تومي / اوسلو
habeebtomi@yahoo.no
كل ولادة يعتريها المعاناة والمخاض ، وإن كان اليوم باستطاعة العلم التكهن بجنس الوليد ذكر ام انثى ، لكنه لا يستطيع التنبؤ بمستقبل هذا الوليد هل يكون صالحاً ام شريراً، عالماً ام غبياً ..الخ هكذا كل وليد يراد به غايات نبيلة ، وفي عالم الأجتماع والسياسية والأقتصاد والفن .. يراد بالكيان الوليد غايات مجتمعية او سياسية ، وفي موضوعنا الرابطة الكلدانية تعتبر غاية وهدف يراد به خدمة المجتمع في سياقات ومجالات معينة ، لا سيما وإن مبادرة التأسيس نابعة من البطريركية الكلدانية المعنية بمصير الشعب الكلداني في العراق والعالم .
إن العاصفة الهوجاء التي عصفت بالعراق ، طال الشعب الكلداني قدر كبير منها ، فكانت هجرتهم وتشتتهم في ارجاء المعمورة ، وكانت هذه الهجرة التي شملت نسبة كبيرة من المسيحيين  ، لاسيما بعد سقوط النظام عام 2003 كانت بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير ، حيث دقت نواقيس الخطر ، واعلن عن انباء ان العراق في طريقه الى التخلص من مسيحييه ، واعلنت نسبة مخيفة عن هذه الهجرة وعن عدد العوائل التي تهاجر يومياً ، وكان البطريرك الكلداني اكثرهم خوفاً وتوجساً من هذا الخطر المحيق بشعبه ، وفي الآونة الأخيرة عقدت ندوة في بغداد عن تحديات الهجرة ، وقال فيها غبطة البطريرك مار لويس روفائيل ساكو الكلي الطوبى : ترك البلاد بمثابة بيع الهوية وخيانة للوطن .. وأضاف :
وأعتبر البطريرك ساكو ظاهرة ترك المسيحيين لبلدهم والهجرة نحو المجهول "بألاستئصال عن الجذور والتقاليد الموروثة من حضارة بلاد الرافدين وشكل من أشكال الموت لمن يجهل طبيعة المجتمعات والعقلية الغربية ويجد صعوبة في التأقلم مع اللغة والاعراف المختلفة عن ثقافتنا ولغتنا ومبادئنا". ولكن مع ذلك يضيف غبطته :
رغم أن مستقبل المسيحية والكنيسة الكلدانية يكمن في العراق حيث اللغة والتراث والطقس وليس في بلاد الانتشار ، أكد البطريرك ساكو أن حضورنا لا يخضع للعدد سواء كنا أقلية أو أكثرية  بقدر ما هو مرهون بالتزامنا المعطاء وتأثيرنا في المجتمع العراقي.
وكلمته حسب الرابط :
http://splashurl.com/l287qdf
ومهما كان فإنه لا بد من مراعاة الأمر الواقع ، فإن المسيحيين بشكل عام والكلدان بشكل خاص اليوم نلقاهم منتشرين في بلدان المهجر ، والأسباب متعددة ولكن النتيجة واحدة ، ، ولهذا ينبغي ايجاد آصرة تربط هذا المكون وتجعله قوماً واحداً إن كان في وطنه او في حله وترحاله ، وهذه الآصرة هي القومية التي تربط هذا المكون وتمنعه من التشتت ونسيان الهوية . إن فكرة تأسيس الرابطة الكلدانية تعتبر حلقة مهمة في تلك السلسة التي تشكل مقومات القوم الواحد . ومن قراءة اوليات تأسيس الرابطة الكلدانية نقرأ ان :
حشد طاقات الكلدان في الداخل والخارج وتعزيز العلاقات داخل البيت الكلداني.
كما نقرأ
الرابطة ليست جبهة منغلقة ضد أحد، بل منفتحة على الكل.  هدفها  مدني وانساني ومسيحي وكلداني،  تسعى لخدمة الكلدان والمسيحيين والدفاع عنهم بأسلوب حضاري هادئ  وتمد  الجسور بين العراقيين في سبيل عيش مشترك متناغم  وتسعى لنشر تراثنا المشرقي وتأوينه وتفعيله .
كما ورد ان :
الرابطة عالمية لا تقتصر على بلد معين أو جماعة محددة، لكنها تتشكل أساسًا من النخبة الفكرية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية .
وورد ايضاً :
العمل على الحفاظ والدفاع عن حقوق الكلدان والمسيحيين الاجتماعية والثقافية والسياسية وتشكيل قوة ضغط لاستمرار وجودهم في البلد الأم بطريقة متساوية راجع الرابط :
http://splashurl.com/klhhzwv
والرابط :
http://splashurl.com/mo4ynyh
إن هذه المعطيات وغيرها تعطينا الخطوط العريضة لعمل هذه المنظمة المهمة . وكما يقال ان تصل متأخراً خير من ان لا تصل ابداً ، فهذه المنظمة كان يجب ان يسبق تأسيسها هذا الوقت . واليوم كانت المبادرة من اعلى المصادر ، وإن تأسيس مثل هذه المنظمة يعتبر وضع حجر الزاوية في بناء البيت الكلداني . وهذه المنظمة ليست من باب الترف ، إنما هي ضرورة موضوعية خلقتها الظروف التي تحيط بشعبنا الكلداني وببقية مسيحيي العراق بشكل عام .
إذا اهملنا التعاريف الكلاسيكية لمفهوم القومية ، من اقتصاد مشترك وجغرافية مشتركة ، ولغة مشتركة الى آخره من المشتركات ، ونحاول التقرب من المصالح والمصير المشترك سوف نجد تفسير مفهوم لمعنى القومية ومعطيات نموها ، وسوف نشير الى واقع عشناه في القوش ، إذ كان هنالك بين الأهالي خلافات واختلافات في الحياة اليومية لأهل القوش ، ولكن حينما يصدر نداء النجدة ( هاوار ) كأن يجري الأستيلاء على قطيع غنم او ابقار القوش ، فيهب الجميع ، ليس اصحاب الغنم او اصحاب البقر فحسب ، بل جميع الرجال يلجأون لحمل السلاح  ، وتذوب كل الخلافات القديمة في بودقة مصلحة البلدة ومصيرها .
 هذه هي المشاعر القومية التي تحرك الشعوب ، لدينا تجربة الأكراد حيث ان التقسيم العشائري كان شديداً بينهم ، كما ان الجغرافية الجبيلة قد ساهمت بهذا التقسيم ، ولكن حينما وجدت هذه العشائر ان شعوب المنطقة قد كونت دولها بعد تفكك الأمبراطورية العثمانية مثل العرب والأرمن واليونان والأتراك ، فدأبت المشاعر القومية تدب بين مواطنها لتعلن وتكافح من اجل تحقيق اهدافها القومية العابرة للروابط القبلية والمناطقية وغيرها ، هذا ما لمسناه ايضاً في القبائل الآثورية ايضاً التي كانت متمركزة في جبال حكاري ، حيث بقيت هذه العشائر محافظة على ولاءاتها العشائرية ، مع رابطة دينية مبنية على المقدس بولاء كبير للرئيس الديني ، والذي كان بمثابة الرئيس الدينيوي ايضاً ، لكن بقي الرابط القومي غامضاً ومتخفياً لحين تعرض تلك القبائل ( مجتمعة ) الى هجمة استهدفت مصيرهم ( جميعاً ) فكانت ولادة الشعور القومي الأثوري  ومن ثم تطور الى آشوري بعد الحرب العالمية الأولى ولحد اليوم .
الشعب الكلداني تعرض في وطنه الى هجمة إرهابية استهدفت وجوده ومصيره في وطنه ، كما تعرض الى حملة اخرى استهدفت الى إلغاء اسمه القومي التاريخي الكلداني في وطنه العراقي . هنا اود ان اشير الى تاريخ قريب ينبغي الأستفادة منه ، فغايتنا من قراءة التاريخ هي للاستفادة من تجاربه ، وإلا ما فائدة قراءة وقائع واحداث قد مرت وطواها الزمن ؟
وهنا اشير الى تجربة الأتحاد السوفياتي السابق التي عايشنا ظروفها عن كثب ، لقد كان الأتحاد السوفياتي السابق قد وحدته الآيديولوجيا ، ورغم نظام الجمهوريات وكيانات الحكم الذاتي ، فإن الأتحاد السوفياتي السابق كان يرتكز على حكم مركزي ، وبقيت مسألة المشاعر القومية كامنة كالجمر تحت الرماد ، وحينما تراخت القبضة المركزية الصارمة بعد 75 سنة من الحكم  انبعثت تلك الجمهوريات المستقلة المبنية على معطيات قومية بالدرجة الأولى . وهذه تجربة يمكن الأستفادة منها بأنه لا يمكن دفن المشاعر القومية لدى الشعب الكلداني مهما كانت المزاعم والمبررات ، إن كان بعضها يدعي بأننا شعب ضعيف منقرض ، وإن الوحدة بيننا تقضي بعدم الدعوة لتنمية المشاعر القومية الكلدانية كل هذه المزاعم ليس لها اساس من الصحة لأنها تصب في خانة الفكر الإقصائي لمكون عراقي كلداني اصيل .
إن المنطلقات القومية لا تعني العمل القومي فحسب بل ان التمسك بالأسم القومي وباللغة القومية ، وبالأناشيد والأغاني والموسيقى والغذاء والأزياء القومية والتقاليد والعادات والأوابد والأعياد والأهازيج والقصص والحكايات والفولكلور .. كل هذه عناصر مهمة لبقاء القومية .
اليوم يبادر البطريرك الكلداني الموقر مار لويس روفائيل ساكو على طرح مقترحه لتأسيس رابطة كلدانية ، إنها حقاً لبنة مباركة في عمارة المصير والوجود الكلداني . برأيي المتواضع ان منظمات المجتمع المدني لها دور كبير في رفد الفكر والثقافة والفن ، إضافة الى كونها مراصد لمراقبة الإداء الحكومي ، وإبراز مكامن الخطأ لمعالجتها ووضع الحلول الصائبة لحلها ، هنالك من يقف بالضد من هذه المنظمات باعتبارها لا تؤدي المهمات الملقاة على عاتقها ، وعلى سبيل المثال لا الحصر ، ثمة من يرى ان هذه المنظمات تحمل الأسم الكلداني فحسب ، وكمثل غير حصري جمعية الثقافة الكلدانية ، التي ليس بمقدورها تجسيد الأسم الذي تحمله في نشاطاتها ، وهنا يأتي دور التمويل ، فإن من يمول ويدعم هذه الجمعية وغيرها ، يعمل على سحب الجمعية نحو خطابه السياسي والثقافي .
اريد هنا ان اكون صريحاُ فنحن الناشطون في العمل القومي الكلداني ، نتحمل جزء من المسؤولية ففرع هذه الجمعية في القوش او عنكاوا ، لم تمنع يوماً نشاط كلداني ، فالتقصير من جانبنا ايضاً ، ولهذا نشاط كل منظمة متوقف على نشاط اعضائها ومؤازريها وأصدقائها ، ونشاطها وحراكها من نشاطهم وحراكهم .
في الحقيقة ان العمل السياسي والقومي والأجتماعي كل ذلك يتطلب قدر كبير من التضحية والتفاني ، وانطلاقنا يكون بأيماننا بقضية شعبنا العادلة ، وهذه المسؤولية جسيمة يتحملها السياسي والناشط في المجال القومي والفنان ورجل الدين والمرأة والعامل والفلاح والطالب ، وكل فرد مثقف واعي من هذا الشعب ، فالمسألة هنا تتعلق بمجمل العمل الجماعي والتنسيق بين الجميع وبرأيي الشخصي ان الرابطة الكلدانية ستشكل القاسم المشترك الذي يمكنه التنسيق بين كل تلك الجهات لوضع قضية الشعب الكلداني وقضية المسيحيين عموماً في المحافل الوطنية والأقلمية والدولية ، ويبرزونها كقضية عادلة في وسائل الأعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة .
وفق الله كل الخيرين لغرس هذه الشتلة المباركة ( الرابطة الكلدانية ) ورعايتها لتنمو وتزدهر لما هو خير بيتنا الكلداني وعموم المسيحيين والوطن العراقي برمته .
د. حبيب تومي / اوسلو في 02 / 03 / 2014

247
الأخ العزيز فريد قرياقوس داود المحترم
تحية ومحبة
اكيد كان خطأ غير مقصود ، شكراً على مرورك .
تحياتي
حبيب
ـــــــــــــــــــــــ
الأخ العزيز الياس منصور المحترم
تحية ومحبة
شكراً على تحيتك ومرورك الجميل ، متمنياً لك دوام التوفيق والصحة والسعادة .
تقبل خالص تحياتي
حبيب
ـــــــــــــــــ
الأخ العزيز shamoun.n المحترم
تحية ومحبة
شكراً لمرورك الجميل وتمنياتك بالشفاء .
دمت بخير ومحبة
حبيب
ــــــــــــــــــــ
الأخ العزيز يوحنا بيداويد المحترم
تحية ومحبة
شكراً لتمنياتك بالصحة والسلامة ، والتفاؤل يملؤ قلوبنا للعودة للعمل وتقديم ما يمكننا تقديمة .
دمت بخير اخي يوحنا بيداويد
تحياتي
حبيب

248
الأخ قيصر شهباز المحترم
تحية ومحبة
شكراً على التهنئة لنجاح العملية الجراحية ، وانا اتشرف بمعرفتك وصداقتك ، متنياً لكم دوام التوفيق والصحة والسلام
تحياتي
حبيب
ـــــــــــــــــــ
 الأخ نيسان سمو Nissan.Samo المحترم
تحية ومحبة
شكراً على التهنئة بمناسبة الشفاء وبشأن دور العلم جميعاً نؤمن بدوره لاسيما في مجال الطب ، ولكن تبقى الحياة الأجتماعية والعادات والتقاليد جزءاً مهماً في معطيات الحياة ، ومنها قولنا الحمدلله على السلامة وغيره من التعابير المتداولة لا سيما لدى شعوب الشرق الأوسط ، فقلما نجد مثل هذه التعابير في الغرب او حتى في الشرق كاليابان مثلاً ، على كل ، كل إنسان حر في تصوره وفي تفكيره . ودمت بخير
تحياتي
حبيب
ــــــــــــــــــــــــ
الأخ العزيز حبيب شابو يوسف المحترم
تحية ومحبة
شكراً مرورك والتهنئة بالسلامة دمت بخير
اخوكم حبيب
ــــــــــــــ
الأخ العزيز المهندس غيث موسيس المحترم
تحية ومحبة
شكراً لمرورك ولكمات التهنئة بالشفاء ، واتمنى ان اكون عند حسن ظنكم في ما يسطره قلمي المتواضع .
دمت بخير
اخوكم حبيب
ـــــــــــــــــــــ
الصديق العزيز روند بولص المحترم
تحية ومحبة
شكراً لكلماتك ومرورك الجميل واملي ان نلتقي قريباً في عنكاوا الجميلة
تحياتي
حبيب
ـــــــــــــــــــــ
الأخت العزيزة جوليت فرنسيس المحترمة
تحية ومحبة
شكراً على التهنئة بالشفاء وعلى مرورك الجميل وانا شخصياً من متابعي ما يسطره قلمك على موقع عنكاوا  وآمل ان استمر في كتاباتي المتواضعة في خدمة الشعب الكلداني وكل مسيحيي العراق المظلومين وعموم الشعب العراقي الذي تعرض لهذه النكبة في وطنه ونحن في القرن الواحد والعشرين .
دمت بخير اخت جوليت فرنسيس
تحياتي
حبيب

249
الأخ فريد قرياقوس داود المحترم
تحية ومحبة
شكراً على تحيتك ، نعم التقينا في الجمعية الثقافية في عنكاوا ، وإنني الآن بعد العملية بصحة جيدة والحمدلله . وأتمنى ان نلتقي مرة اخرى في عنكاوا ، وإن نبيل تومي هو ابن عمي .
شكراً لمرورك
تحياتي
حبيب
ــــــــــــــــــــــــــــــ
أخي ناصر عجمايا المحترم
تحية ومحبة
شكراً على تحيتك ، وصلت رسالتك
دمت بخير
اخوك
حبيب
ــــــــــــــــــــــــــت
ـــــــــــــــــــــــــ
الأخ العزيز  نبيل قرياقوس المحترم
تحية ومحبة
شكراً على تمنياتك وعلى تحيتك ومرورك الجميل
تقبل خالص تحياتي
حبيب
ـــــــــــــــــــــ
الأخ العزيز سيزار هرمز المحترم
تحية ومحبة
شكراً لمرورك وسؤالك عن صحتي ، تحياتي للوالد العزيز .
اتمنى لك وللعائلة الكريمة دوام الصحة والسعادة
تحياتي
حبيب
ـــــــــــــــــــــــ
الأخ العزيز غالي غزالة المحترم
تحية ومحبة
ها هي قافلة السنين تسير ، ولم يبق منها سوى ما علق في صفحة الذكريات ، لقد كانت طفولتنا جميلة في القوش ، اخي غالي غزالة ، كانت محلة تحتاني حدودنا ، وتملاء دنيانا ، ونحن نتمتع بشئ من الوسطية بين محلة سينا ومحلة قاشا ، الفقر يعم الأكثرية من سكان القوش ، لكن امل الطفولة بالمستقبل ، ظل متقداً في وجوهنا وأفئدتنا ، لقد مرت القافلة ، ونحن نحرص على ان نحتفظ بمحلتنا ببلدتنا القوش  ، لكن يبدو اخي غالي ان الوطن برمته مقبل على الغرق والضياع في لجة العاصفة التي تجتاح المنطقة .
اجل كانت ايام في طفولتنا في القوش ليس الى نسيانها سبيل .
دمت بخير اخي غالي
حبيب

250
الأخ العزيز عبدالأحد قلو المحترم
تحية ومحبة
شكراً على تحيتك واستفسارك الدائم عن صحتي . اجل هنالك مصطلحات علمية يتداولها الأطباء ، لكن اثناء عملية القسطرة التي كان يجريها طبيب سويدي ، استعمل اثناء حديثه معي كلمة ( بمب ) للاشارة الى القلب ، إذ قال ما معناه : Your  pump worked very active للاشارة الى القلب ،ولكن ينبغي معالجة الشرايين المسدودة او الضيقة لكي لا تؤثر على القلب في المستقبل .
شكراً لمرورك الدائم اخي عبدالأحد قلو
تحياتي
حبيب
ـــــــــــــــــــــــــــ
الأخ العزيز وسام موميكا المحترم
تحية ومحبة
شكراً على تمنياتك لي بالشفاء ، وشكراً على مرورك الدائم ،وسنلتقي في عنكاوا قريباً انشاءالله ، تمنياتي لك بالتوفيق والنجاح في الأنتخابات المقبلة .
تحياتي
حبيب


251
الأخ العزيز مازن منصور المحترم
تحية ومحبة
شكراً على مرورك وعلى تمنياتك بالشفاء ، وسوف ابقى ذلك الـ حبيب تومي الذي تعرفه ، كمدافع امين عن القومية الكلدانية .
تقبل تحياتي
اخوك حبيب

252
الأخ الدكتور صباح قيا المحترم
شكراً على مرورك وتمنياتك بالشفاء ، وبصدد الأستعانة بالشريان او الوريد من الرجل ، نعم كلامك صحيح ، الجدير بالذكر ، انني سألت سؤال للطبيب الجراح وهو : ما مصير المكان الذي تأخذون الوريد منه ؟ كيف يجري الدم في ذلك الموضع ، فقال الطبيب ، هذا السؤال لأول مرة يسأله مريض  ، وإن وظيفة هذا الشريان هي ضعيفة جداً ولا يشكل استئصاله اي خطر على الرجل ، ويبدو ان الطبيعة قد زودت الجسم بمثل هذه الأوردة ، بمثابة الأحتياط يمكن استعمالها عند الحاجة ، على كل اخي الدكتور صباح معلوماتي الطبية عامة وليست اختصاصية ، شكراً على ملاحظاتك .
  تمنياتي لك بالصحة والسعادة
اخوكم
حبيب

253
مرحبا ميوقرا كمال لازار بطرس
تحية ومحبة
نعم حدثت مسالة العملية الجراحية بصورة فجائية ، وكان يجب ان اكون حالياً في العراق ، لكن تأجلت سفرتي بسبب تلك العملية التي كان لا بد منها .
شكراً لك وتحياتي لجميع الأصدقاء في جمعية الثقافة الكلدانية في عنكاوا العزيزة .
دمتم جميعاً بخير
اخوك
حبيب

254
شكراً لكل المهنئين بالشفاء شكراً للنرويج شكراً للأطباء الملائكة
بقلم : د. حبيب تومي / اوسلو
Habeebtomi@yahoo.no
لقد كان الجبل صديقاً حميماً ايام الطفولة والشباب وتعلمنا من هذا الجبل تسلق الذرى في الجبال العاصية وسلوك المنحدرات والشعاب الوعرة ، ونادراً ما كنا نسير في الطريق السوي السهل بل نسلك المسالك التي فيها صعوبات التسلق لانها اقرب واسرع الى الهدف ، وهكذا في الأونة الأخيرة وأنا في اوسلو حيث طبيعتها الطبوغرافية جبلية ، وأنا اقطع الطريق اشعر بوخزة وربما الم في منطقة الصدر ، وتمشياً مع روح التحدي ، فأقوم بترك الطريق المبلط للمشاة واسلك المسالك المستقيمة اي المزيد من الصعود ، ولكن في نهاية الأمر كان علي الرضوخ لمتطلبات الصحة ومراجعة الطبيب ، الذي بينت اجهزته ان هنالك شرايين شبه مسدودة ينبغي معالجتها بعملية جراحية .
ولم يكن في الحسبان دخولي الى المستشفى ، ولكن يقولون ( لاحاكم ولا حكيم ) فهؤلاء اوامرهم مطاعة لا محالة ، كانت هنالك توضيحات مستفيضة عن العملية قبل ايام من دخولي المستشفى لكن كان إعجابي اكثر بالطبيب الجراح وهو نرويجي الذي جاء قبل يوم من اجراء العملية ، وقال لي بالحرف الواحد  : انا سوف اجري لك العملية الجراحية وسوف افتح صدرك ، وإن نسبة الوفاة في مثل هذه العملية 2 بالألف ،  وفيها ايضاً 4 بالمئة احتمال الجلطة الدماغية ، وقال سوف ننقل شرايين من رجلك لصدرك ، وهنا رأيت هذا الطبيب جلس القرفصاء على ارض الغرفة وانا جالس على الكرسي وأخذ يتحسس شرايين رجليّ وقال سوف نأخذ من هذه الرجل ..
اجريت العملية بنجاح وأنا لا ادري ، فحين استيقظت من تأثير المخدر سالت الممرضة الواقفة فوق رأسي ، متى تجرى لي العملية الجراحية ؟ فقالت إن العملية قد اجريت وأنت لا تدري . نعم هكذا سارت الأيام التالية للعملية الجراحية بطيئة ، لكنها مفيدة لعملية الشفاء فقبل نهاية الأسبوع الأول نقلت الى مستشفى قريب من بيتنا ، وفي هذا المستشفى توالت زيارات الأهل والأصدقاء ، وفي الحقيقة ، هذه الحالة شبه غريبة في النرويج ، فالزيارت للمريض النرويجي تقتصر على شخص او شخصين ربما ثلاثة اشخاص ، اما ان نحتل  معظم مقاعد الصالون الصغير المخصص لذلك الجناح فإنه امر غريب ، والطريف في الأمر ان احد الأصدقاء جاء مع زوجته لزيارتي وهو يضحك ويقول : قبل ان ابادر بالسؤال من الأستعلامات ، قالت الموظفة تريد حبيب تومي هو من هنا وأشارت الى الجناح الذي كنت فيه .
دولة النرويج وخدمة المواطن
ثمة دول تتباهى بقواتها وجيشها وتهمل مصلحة شعبها ، وأخرى تتسابق وتتألق في تقديم الخدمات المختلفة لشعبها كاسترليا وكندا وبعض الدول الأوروبية ، لقد اشتهرت في العقود السابقة دولة سويسرا على انها جنة الله على الأرض إن كان بطبيعتها الخلابة او بسبب المنظومة الأقتصادية والأجتماعية الموزونة والتي توفر مستوى رفيعاً من العدالة الأجتماعية والأمن والأمان والعدل والرفاهية لمواطنيها ، وكانت سويسرا مضرب الأمثال في هذا السياق ، لكن في السنين الأخيرة تنحت جانباً ، وأفل نجمها لصالح دولة اوروبية اسكندانافية هي مملكة النرويج . هذه الدولة الدولة الصغيرة سكانياً ، إذ لا يتجاوز عدد سكانها 6 ملايين نسمة تشق طريقها لتتبوأ المركز الأول بين الدول التي تمنح مواطنيها امتيازات بدرجة عالية من الجودة ، إن كان في مجالات الصحة او التعليم او الرعاية الأجتماعية ، او مجالات الخدمات العامة من من مطارات وسكك حديدية ومرافئ وملاعب ومتنزهات وكهرباء وطرق وجسور وغير ذلك من الخدمات ..
اعتمدت النرويج في اقتصادها على صيد الأسماء في سواحلها الطويلة ومياهها الداخلية ، كذلك اهتمت بالزراعة واشتهرت بجودتها وقيمتها الأستثنائية . لكن الطفرة الأقتصادية كانت عام 1969 حينما اكتشف النفط بكميات تجارية فيها في المياه الأقليمة المتآخمة لها في بحر الشمال ، هكذا دأبت النرويج على استثمار الثروة النفطية بطرق غير تقليدية ، وأرادت ان تكون هذه الثروة من حصة هذا الجيل والأجيال القادمة .لقد اورد الكاتب حسين شبكشي في  في الشرق الأوسط بتاريخ  24 يناير 2014 يقول :
(.. ووسط ارتفاع في الأسعار لسلعة النفط بسبب الطلب المتعاظم عليها، ولدت فكرة استحداث صندوق استثماري سيادي توضع فيه كافة إيرادات الدولة، ومن عوائده يوزع على ميزانيات الدولة، وللصندوق كيان أشبه بالجمعية العمومية المتعلقة بملاك الشركات المساهمة، وفي حالة الصندوق هذا فإن الكيان هو أعضاء البرلمان «المنتخب» للنرويج، ويدير الصندوق بحسب الوصف المهني وزير المالية. ويقدم هذا الصندوق منذ أكثر من عشرين سنة وإلى الآن عوائد بمتوسط 5 في المائة على ما يجري استثماره والذي ينحصر في 60 في المائة في أسهم وسندات، و40 في المائة في سندات وقروض حكومية وشركات عملاقة. ولقد أثبتت هذه السياسة نجاحها وتألقها وجدارتها في تأمين عوائد محترمة مستقرة للنرويج ) انتهى الأقتباس .
لو قارنا هذه الدولة مع ليبيا حيث اكتشف النفط فيها في نفس السنة التي اكتشف النفط  في النرويج ، والنرويج كما هو معلوم من قراءة تاريخها ، بأنها الدولة التي انطلق منها الفايكنغ ، وعن ويكبيديا فإن «الفايكنغ»، هم مجاميع عسكرية مقاتلة عرفت برباطة الجأش والقدرة القتالية العالية وقيادتها لقوى بحرية سابقة لوقتها تمكنت من احتلال دول مختلفة في أوروبا وخارجها.
.أشتهر الفايكيج ببراعة ملاحتهم وسفنهم الطويلة، واستطاعوا في بضعة مئات من السنين السيطرة واستعمار سواحل أوروبا وأنهارها وجزرها، حيث احرقوا وقتلوا ونهبوا مستحقين بذلك اسمهم الفايكنغ الذي يعني القرصان في اللغات الإسكندنافية القديمة.
لم تحاول النرويج إعادة امجادها التاريخية بل اكتفت ببناء بلدها على اسس متينة من التقدم والتطور ، بعكس حكام ليبيا فالأخ الأكبر معمر القذافي ، لقب نفسه بملك الملوك ،  وأصبح وريثا شرعياً لثروة النفط الليبية ، واراد بهذه الأموال اسلمة قارة اروبا المسيحية ، حيث دعا اوروبا الى اعتناق الدين الإسلامي ، وبعثر ثروة بلاده في نشر الفوضى وفي حبك المؤامرات وبدلاً  من ان تغدو ليبيا لؤلؤة متوسطية مزدهرة ، اصبحت مع تلك المداخيل دولة ممزقة فاشلة تسودها الفوضى والعنف ، اما النرويج  فلم تسعى الى بعث مجدها التاريخي والديني ، بل ساعدت الشعوب الفقيرة واهتمت  بمسالة تلوث البيئة وحقوق الأنسان وتطبيق القانون على الجميع دون تفرقة وتقديم الخدمات الممتازة لمواطنيها الحاليين وفي المستقبل ، فأخذت تنعكس عوائد النفط الهائلة على حياة المواطن ، وتقدم تلك الخدمات بلا  ضجيج او دعاية للحكام ، فاصبحت النرويج نموذج ينظر اليه بإعجاب ، حيث حولت الأموال هذه البلاد الى جنة جديدة على الأرض . وما يتعلق بعراقنا الحبيب من حقنا ان نتساءل :
هل نرى عراقاً يسترشد بالنرويج ام عراقاً ممزقاً يسترشد بليبيا ؟
الشكر والأمتنان لكل المهنئين بالشفاء
وصلت رسائل كثيرة عبر بريدي الألكتروني وكذلك مكالمات هاتفية لي او لأخي جلال او لأحد أفراد العائلة ، اما الرسائل التي وصلت عبر الفيسبوك فهي كثيرة جداً  ومن المتعذر الإشارة اليها ، فسوف اكتفي بالزيارات والمكالمات والرسائل الأخرى :
من ديترويت : الأخوة : الدكتور نوري منصور ، والأخ سام يونو ، والأخ فوزي دلي ، والأخ الشماس كوركيس مردو ، والأخت سولاف شاجا والاخ اثير سلومي ،والأخ العديل يوسف ميخائيل يوحانا واسيت تومي ، وسنور يوسف يوحانا ، والأخ جرجيس بوتاني والأخ فريد دمان والاخت سندس وسراب يوسف يوحانا ..  والاخ هلال نونا والاخ كاك اوميد ، والاخ نبيل مقدسي وزوجته والاخ نجيب يلدكو والاخ ماجد حكيم والاخ مسعود ميخائيل ، والاخ داود ابو سرمد .
ومن ديترويت ايضاً وصل اخي جلال وكانت عائلته على اتصال دائم ، وكذلك اختي ماري وأنيتا جلال والن جلال وميعاد تومي  وسلوى عزيز اسمرو ، وابنة العم سلطانا تومي ، وابنتي اشواق تومي وزوجها بركات زوما .  وأمجد تومي ، وليث يعقوب شمو تاتا .
ومن كندا الأخ الدكتور عبدالله رابي ، والأخ سامي اسمرو وعوني اسمرو والأخ بطرس آدم والأخ عبدالأحد قلو والأخ سرمد دمان وسورية منصور تومي وسعيدة تومي .
ومن سانديكو : الأب الراهب نوئيل كوركيس ، والأخوة في الأتحاد العالمي للكتاب والأدباء الكلدان ممثلاً بسكرتيره الأخ مؤيد هيلو ، والأخ الدكتور نوري بركة والأخ صباح دمان والأخوة طارق وزهير ورائد ورافد اولاد المرحوم جرجيس الياس جيقا ، وأمهم شكري يوسف بولا ، وكذلك الأخ يونس بلو وفؤاد بلو ، وكان والدهم ايليا بلو قد نشر تهنئة بالشفاء على موقع القوش نت ، وعلى موقع عنكاوا كوم ، وكانت عليه الكثير من التهاني بالشفاء من قبل الأصدقاء وشكراً للاخ الكبير ايليا بلو ، والأخوة الذين سجلوا تمنياتهم وتهانيهم بالشفاء على موقع عنكاوا .
ومن نيوزيلاندا  الاخ صباح اسمرو ، ومن استراليا الأخ ناصر عجمايا والأخ سعد توما عليبك والأخ مايكل سيبي . ومن تركيا الأخ رامز شاجا والعائلة . ومن فرنسا الأخ سالم كوريال .
ومن هولندا الصديق كامل وزي ومن الدانمارك الأخ نزار ملاخا والأخ ضياء ملاخا والأخ موسى ابشارة وعائلته ، وكذلك الأخ امير ككا وزوجته  هيلدا ، والأخ صباح بجوري ، والأخ لهيب بجوري ، ومن السويد الأخ وديع زورا ، والآخ قرداغ كندلان والأخ سركون يلدا ، والأخ حميد بحو بوداغ ، والأخ حازم كتو والأخ حكمت ججو يونان والأخ رحيم بلو ، وكذلك الأخ نبيل تومي ، والأخت سهام تومي والأخ عمانوئيل تومي والأخ صباح ميخائيل .
ومن سوريا حفيديّ العزيزين رامي وروماريو
ومن بغداد العراق ، الأخ الشيخ ريان الكلداني ، ومن عنكاوا الأخ خليل برواري والأخ آنو جوهر عبدوكا والأخ سولاقا بولص يوسف ، والأخ وسام موميكا ، والأخ غانم بلو والأخت اخلاص تومي والأخ عدنان وزوجته يازي تومي ومن بغداد الأخت سلمى تومي ، والأخ حميد روئيل تومي والأخ اياد تومي ، ومن القوش الأخ باسم اسمرو والأخ ثائر قاشا ، والأخ ابو غزوان ، والأخت كافي دنو قس يونان والأخ صباح رحيم بتوزا واخوانه ، والأخ زهير بتوزا، والأخ لهيب زرا . وكذلك ابن العم هاني تومي وفائز تومي ، وابن العم عامر تومي . ورواء يعقوب شمو تاتا وزوجها لؤي جما .
ومن اوسلو كانت زيارات كثيرة للمستشفى وكان اولادي رياض ورائد ونورس وعوائلهم ، وزوجتي الوفية بتول ، وابنتي انجيلة وزوجها فرج ،وعبد اسمرو ( اودا) وهو اخ بالرضاعة ودخل المستشفى لأجراء نفس العملية وهو بصحة جيدة حالياً ، وكان كذلك الأخ خالد جيقا وعائلته ، وأولاد اختي مار كل من لؤي وريفا ، وكذلك رفاء وزوجها ثامر خوركا ، وألأخ هاني شلينكي وزوجته عائدة بطرس ، والأخ سلوان وعائلته ، والأخ كمال وزوجته ابتسام ، والأخ فخري بطرس ابو عمار ، وابنه عمار وعائلته ، وابنه ياسر ، والدكتور عزيز اودو وزوجته الدكتور انجيلة اسمرو ، وكذلك الدكتور عيسى بطرس ، والأخوة في الحركة الديمقراطية الآشورية في اوسلو ، وهم الأخ حكمت كاكوز وعائلته سوزان ، والأخ روفائيل والأخ هارون والأخ يوبرت ( يوبي ) وعائلته بشرى، كما حضر الأخ هندرين نعمان من منظمة البيئة الكوردستانية الأوروربية والتي مقرها اوسلو ، كما حضر الأخ هيمن نعمان ، والأخ عدنان وزوجته ماركريت ، والأخ كاميران يونس اودو وعائلته ، والأخ الشماس نزار بطرس وعائلته والأخ فرج مروكي وعائلته ، والأخ صلاح نوري ، والأخ غريب ساكا وعائلته ، والأخت رجاء ساكا ، والأخ شماشا وزوجته مادلينوالأخ نينوس خوشابا ،والصديق امجد صحب وعائلته والأخ عوني صحب ، والأخ ليث الصفار وعائلته والأخ امير الصفار وعائلته ، والأخ فراس وزوجته زينة . والأخ ثائر ساكو والعائلة .
اعتذر لكل الذين فاتني ذكر اسماءهم ، وأقدم اعتذاري لمئات الأصدقاء الذين عبرو عن مشاعرهم عن طريق التواصل الأجتماعي على فيسبوك ، إذ من المتعذر التطريق اليهم جميعاً  شكراً للجميع . حقاً إن الكلمة الطيبة هي عامل مهم في مسيرة الشفاء .
اكرر شكري وامتناني للجميع
د. حبيب تومي ـ اوسلو في 26 ـ 02 ـ 2014
  

255
الأخ يوسف شكوانا المحترم
انا في الحقيقة مستغرب من ردودك، فأنا في هذا الرد معتمد على ما الأستفتاء الذي اجراه موقع عنكاوا حول إداء ممثلينا في برلمان العراق الأتحادي وبرلمان كوردستان ، كذلك ما يكتب على المواقع من مقالات وتعليقات ، لكنك تريد مني الآتي :
ومن هذا المنطلق اطالبك بذكر اللحية او اللحى التي باسها كل منهم وان كان لديك صورهم وهم يبوسون اللحى يكون من الافضل نشرها،
الاتريد الوقت الذي تم تبويس اللحى ؟ والشهود على ذلك ؟ يا اخي هذه تعابير مجازية ، فلماذا تضعها في فلتر القواميس ؟
سوف اسألك سؤالاً : بماذا تفسر طلب السيد يونادم كنا بإعدام طارق عزيز حال خروجه من اجتماع في النجف مع المرجعية الدينية ، لا تسألني متى كانت المقابلة وكم كانت الساعة ؟ وليس لي صور للمقابلة ومع اي وكالة كانت المقابلة  ؟ لكن الذي اتذكره انني كتبت مقالاً تحت عنوان :
كيف نفسر تحمس يونادم كنا لتنفيذ حكم الأعدام بطارق عزيز ؟
حسب الرابط : http://iraqiaramichouse.yoo7.com/t17539-topic
وقد كتبت المقال بتلك المناسبة . ولا يتوفر لي دقائق الأمور حول المناسبة والساعة والصور لتلك المناسبة ، كما لا املك صور تبويس اللحى ، ولا املك كل تلك التصريحات ،فانا بشر مثل باقي البشر ليس لي امكانيات خارقة لأذكر لك كل التفاصيل في الدقيقة والساعة .. الخ
بالنسبة للاكراد ارتبط بعلاقات جيدة مع بعض المسؤولين ، وانا شخصياً انسان عراقي احترم كل مكونات الشعب العراقي ، مهما اختلفت اديانهم او مذاهبهم ، وأسعى لأن نعامل نحن المسيحيين في وطننا بمنطق المواطنة الحقيقية بمنأى عن تصور اهل الذمة او اهل الكتاب ، وهذا ما اعرضه  على المقابل إن كان سني او شيعي او كردي او عربي . نحن نحترم الجميع والجميع يجب ان يحترمونا بنفس المقدار . فأين الخلل ان يكون لي او يكون لك علاقات طيبة مع اصدقاء من السنة او الشيعة او من العرب او من الأكراد ؟
إكرر بأن ما كتبته ليس جديداً إنما ورد في المواقع الخاصة بشعبنا وخاصة ما يكتب على موقع عنكاوا .
تحياتي
حبيب

256
الأخ العزيز عدنان عيسى المحترم
تحية ومحبة
لقد رد الأخ ناصر عجمايا على تساؤلك اخي عدنان ، وأضيف عليه بأن من مقررات المؤتمر الكلداني في ديترويت ، كانت تشكيل وفد لزيارة البطريرك في بغداد ، وفعلاً تم تشكيل وفد كلداني كبير بهذا المعنى وزرنا غبطته في مقره بالمنصور  في بغداد ، واليوم نحن مقبلون على الأنتخابات المهمة ، لا بد من تكرار مثل تلك الزيارة ، لتعزيز وتفعيل العمل بين الكنيسة وشعبها ، وفي الحقيقة اخي عدنان لدينا افكار كثيرة للعمل سوية داخل اروقة البرلمان ، إن حالفنا الحظ في الفوز في الأنتخابات المقبلة .
اكرر شكري لطرحك الموضوع المهم في هذه المرحلة .
تحياتي
حبيب

257
الأخ عدنان عيسى المحترم
تحية ومحبة
شكراً على هذا المقال وفي الحقيقة فإني كتبت بداية عام 2011 مقالاً تحت عنوان : اجل يمكن ان يخطئ الشعب فينتخب الحرامية والفاسدين وحتى الفاشست . وقد ورد فيه :
الديمقراطية ليست غاية بقدر ما هي وسيلة لبلوغ غاية تمثيل الشعب وتحقيق إرادته ، وصناديق الأقتراع هي المؤشر لاشتراك المواطن وإدلائه بصوته للافراد او للأحزاب التي يفترض انها جديرة بأن تحقق له الحرية والكرامة والتقدم والعيش الكريم ، من هذا المنطلق اقبل الناخب العراقي على صناديق الأقتراع وأدلى بصوته .
وورد ايضاً :
لقد جرى استعباط الناس والضحك على الذقون في ان الديمقراطية تحقق لهم الأهداف وما عليهم سوى التوجه نحو صناديق الأقتراع والإدلاء بأصواتهم ، لكن اسقط في ايدي الناخب العراقي وأصيب بخيبة أمل حينما تبين ان الأشتراك في اللعبة الديمقراطية ليست كافية ما لم يحسن الأختيار .
لكن إدراكه هذا جاء بعد فوات الأوان وبعد ان وقع الفأس بالرأس كما يقال ، ولهذا بقي الشعب في وادٍ والبرلمان والحكومة في واد آخر وكل يغني على ليلاه ، فالشعب يتظاهر في الشوارع من اجل لقمة العيش وتوفير الكهرباء والماء والعلاج والتعليم ، وتوفير الأمن ومعالجة البطالة ، بينما الحكومة المنتخبة منهمكة في عملية إرضاء الشركاء في الوليمة ، فهي تراوغ وتقوم ببعض الأصلاحات الترقيعية لكي تمتص زخم المظاهرات والأحتجاجات ليس إلا .
ولحد الآن اخي عدنان عيسى لم نسمع عن سؤال النزاهة والشفافية الذي يقول :
من اين لك هذا يا هذا ؟
نسمع عن قصص وروايات عن شراء فلل وشقق وفنادق في سورية والأردن ولبنان وإن العقارات في هذه الدول قد طفرت اسعارها الى اضعاف ، بسبب ما يدفعه العراقيون ذوي السلطة والنفوذ في العراق ، ونقرأ عن اختفاء الملايين من الدولارات من اموال الدولة ، إن اخبار الفساد المالي قد اصبحت من الأخبار الروتينية المملة ولم يعد التطرق اليها من الأسرار ، بينما المواطن العراقي الذي منحهم ثقته ، يعاني من الفقر والبطالة وانعدام الأمن والأستقرار .
إن من يفوز في الأنتخابات القادمة  ومن ثم يولي ظهره لمن انتخبوه وأوصلوه الى قبة البرلمان يعتبر خيانة الأمانة ، ومع الأسف الشديد فإن نواب شعبنا في الدورتين الأنتخابيتين ، لم نسمع عن انجاز مهم حققوه على الأرض لشعبهم ، إذ كان جل نشاطاتهم تنحصر في السفرات والأيفادات وتبويس اللحى والمجاملات والولائم ، ولم نسمع عن موقف حازم من نواب شعبنا تجاه قضايا الشعب الذي انتخبهم .
شكراً اخي عدنان لموضوعك حول قائمة بابليون ، ونأمل بأن تكون هذه القائمة الجديدة عند حسن ظن الناخب المسيحي من الكلدان والسريان والآشوريين ، إنها المعبر الحقيقي عن طموحات وآمال شعبنا المسيحي والشعب العراقي برمته .
تحياتي
حبيب

258
شكراً لتنمياتك وكلماتك الطيبة اخي سامي
تحياتي
حبيب

259
شكراً على تمنياتك وكلماتك الجميلة ، اتمنى لك اخي جيفارا دوام الصحة والسعادة
دمت بخير ومحبة
اخوك
حبيب

260
عزيزي فؤاد ايليا بلو
تحية ومحبة
وافر الشكر والأمتنان لك وللوالد ايليا وللاخ يونس ولكل الأخوة في عائلة ايليا بلو ولكل آل بلو الكرام ، لقد كانت كلماتكم وتمنياتكم بالشفاء خير معين لي للشفاء واستئناف الحياة ، اكرر شكري للوالد العزيز ايليا وأتمنى له الصحة والعمر الطويل فهو يمثل الإصالة والمحبة ، دمتم جميعاً بخير متمنياً لكم الصحة والسعادة والتوفيق في اعمالكم
ومن خلالك اخي فؤاد اقدم الشكر والأمتنان لكل ( الخوال) آل بلو الكرام
تحياتي
حبيب
ــــــــــــــــــــــــ
السيدات والسادة المحترمون :
الأخ رعد دكالي ـ هولندا
الأخ انطوان الصنا
الأخ وسام موميكا _ بغديدا السريانية
الأخ  ابو سنحاريب
الأخ عبد الأحد قلو
 الأخ ايشو شليمون
الأخ فريد وردة
الأخ يوسف شكوانا
الأخت سوريثا
الأخ ليون برخو
الأخ صباح ميخائيل برخو
الأخ  روئيل داؤد
الأخ تيري بطرس
الأخ عبدالاحد سليمان بولص
الأخ سامي هاويل
الأخ نبيل دمان
الأخ يوسف الو
الأخ بيث نهرينايا
 الأخ قشو إبراهيم نيروا
الأخ سامي الياس مدالو
الأخ حكيم البغدادي
الأخ حكمت يونان ججو / يونشوبينك
الأخ برديصان
الأخ بطرس آدم
تحية ومحبة للجميع
شكراً على كلماتكم وتمنياتكم بالشفاء العاجل ، متمنياً لكم ولعوائلكم الكريمة موفور الصحة والسلامة .
اجل كانت اوقات صعبة ، لكن وقوف الأصدقاء والمحبين والأقارب كان له التأثير الأيجابي على سيرورة العلاج والشفاء ، وهذه اول رسالة اسطرها على المواقع بعد الأجازة المرضية التي تراوحت 3ـ 4 اسابيع ،
اكرر شكري الجزيل لكم جميعاً وهذا يفسر اننا نؤمن بالرأي الآخر المختلف وإن الأختلاف في الرأي لا يفسد في الود قضية .
تقبلوا جميعاً فائق شكري وامتناني .
اخوكم
حبيب


261
الكلدان في العراق والعالم والوعي القومي المطلوب ودور المثقف الكلداني  
بقلم : د. حبيب تومي / اوسلو
habeebtomi@yahoo.no
كنت قد باشرت بكتابة مقال عن ظاهرة التناكف لتأسيس محافظات : محافظة سهل نينوى ، تلعفر ، طوزخورماتو ، حلبجة ، فلوجة ، الزبير ، خانقين ، وأقاليم مثل سهل نينوى ، البصرة ، العمارة ، الرمادي .. لكني ارجأت المقال المذكور بسبب جاهزية هذا المقال .
الكلمة التي يسطرها الكاتب والمفكر تخاطب العقل وتسلط النور على دياجير الظلمات ليطارد علامات الجهل في مكامنها ، وينشر نور المعرفة والحقيقة في متاهات تلك الكهوف ، كما ان المفكر ينبغي ان يتجنب تخوم التعصب وأن يناصر الحرية ويقف الى جانب الضحية .
 لقد وقف فولتير ( الكاثوليكي ) بقوة الى جانب عدوه جان كالاس ( البروتستانتي ) حينما شعر انه مظلوم في محكوميته وإنه ضحية التعصب المذهبي الأعمى ، فاستنفر فولتير كل طاقاته وعلاقاته الواسعه لإعادة تفحص القضية من قبل قضاة محايدين ، وهذا ما حصل وأدى في نهاية المطاف الى كشف الحقيقة وتبرئة هذا البروتستانتي الأقلوي المغدور . لقد اثبت فولتير ان التعصب مدان من اي جهة جاء ، والمفكر الحقيقي ينبغي ان يقف لصالح الضحية اياً تكن . وهكذا فتح فولتير صفحة جديدة في تاريخ الثقافة والمثقفين ، وأسس ما يدعى بالفكر الملتزم بقضايا الحق والعدل . ( هاشم صالح ، الشرق الأوسط 20 /12 / 13 ) .
إن الوعي القومي المطلوب ينبغي ان يكون سور منيع بوجه محاولات الصهر والذوبان في كؤوس الآخرين ، لقد كتب الكرواتي لجودفيت كاج عام 1834 يقول :
((( إن شعباً بلا قومية مثل جسد بلا عظم ))) (جوزيف ياكوب ، ما بعد الأقليات 30) .
أجل انها مقاربة موفقة ، فالقومية هي مكون اساسي لنهوض اي شعب انها العمود الفقري للجسم ، وإنها بمثابة الشبكة الفولاذية في قالب الأسمنت المستخدم في البنيان . لقد لاحظنا كيف ان القبائل في جبال حكاري التي كان يطلق عليها ( التيارية ) كيف ان هذه القبائل تخندقت في إطار القومية الآشورية بعد الحرب العالمية الأولى ، وتمكنت ان تجسد لها هوية قومية لتعرض نفسها في المحافل الدولية كوجود قومي متماسك بدلاً من التقسيم القبلي الموروث ، فحملات الاضطهاد والظلم تؤسس على حالة من التماسك بين من يطالهم الظلم من الأسر والقبائل والقرى والمدن .. وهذه الحالة انطبقت على الشعب الكوردي الذي تمحور حول مفهوم القومية الكردية لكي يخوض نضاله التحرري ، وقد اثمر هذا التوجه ( القومي ) اكثر من التوجهات القبلية والجغرافية والدينية والمذهبية ..
ومن هذه الحالة وغيرها من الحالات المتشابهة يمكن استخلاص ان النزعة القومية تزداد وتنمو مع استمرار الظلم ومع حالات الأقصاء والإلغاء والصهر .
إن الأتحاد السوفياتي السابق الذي اراد تجاوز وعبور المفهوم القومي ، فإنه في نهاية الأمر تفكك ( الأتحاد السوفياتي ) الى دول قومية مستقلة ، اجل بقي الشعور القومي كالنار تحت الرماد الى ان هبت الريح لتظهر القومية على السطح .
إن الوعي القومي والمشاعر القومية الجياشة كما مر ، تكون في حالة التعرض الى الأضطهاد والأقصاء والقمع والصهر ، لكن يبقى الوعي القومي حالة ضرورية في كل الحالات بين ابناء القوم الواحد ، وهنا يأتي دور المثقف المبدع ، الذي يعمل على تحريك الماء الراكد فيخلق الحراك داخل الركود الفكري ، فالماء الآسن الراكد بيئة ملائمة لنمو الطفيليات والفطريات وتحريكها يمنع نمو تلك الكائنات المتطفلة .
الكلدان مع بقية مسيحيي العراق تعرضوا مع مكونات الشعب الأخرى الى العمليات الإرهابية وعمليات التهجير والتهديد ، والى جانب ذلك تعرضوا ( الكلدان ) من الناحية السياسية الى تهميش قومي وسياسي في العراق الأتحادي وفي اقليم كوردستان ، وهكذا وجد الكلدان طريقهم الى الأنتشار في دول الشتات ، فالعائلة الواحدة وجدت نفسها منقسمة في عدة دول وفي مختلف القارات ، وناهيك عن ابناء العشيرة الواحدة والقرية الواحدة والبلدة الواحدة .. من هنا كان وسيكون امام المثقف والكاتب والمفكر الكلداني طريق طويل وصعب ، وتتمحور هذه المهمة بإنارة الطريق امام الإنسان الكلداني الذي يتوزع اليوم في دول الشتات .
يساعد المفكر الكلداني في مهمته الصعبة بنشر الوعي بين ابناء قومه ، بأنه يستفيد من الكم الهائل لما كتب عن الماضي الكلداني من قبل المؤرخين والرحالة الأجانب إضافة الى ما كتبه المؤرخون العرب ، وما سطره المؤرخون الكلدان انفسهم .
ويكون من المفيد السرد التاريخي ونستعين بكتاب يعتبر مصدر تاريخي مهم وهو كتاب "التعريف بطبقات الأمم " لمؤلفه : القاضي ابو القاسم بن صاعد الأندلسي حيث انتهى من تأليفه عام 1068 م اي قبل حوالي عشرة قرون فيكتب عن الأمم السائدة في وقته فيقول ص143 :
والأمة الثانية : الكلدانيون ، وهم السريانيون ، والبابليون ، وكانوا شعوباً منهم : الكربانيون ، والآثوريون ، والأرمنيون ، والجرامقة ، وهم اهل الموصل ، والنبط ، وهم اهل سواد العراق ، وكانت بلادهم وسط المعمور ايضاً ، وهي العراق والجزيرة التي ما بين دجلة والفرات ....
وبشأن الأمم التي عنيت بالعلوم فيكتب الأندلسي ص163 يقول :
إن الأمة الثالثة التي اعتنت بالعلوم فهم الكلدانيون ، فكانت أمة قديمة الرئاسة نبيهة الملوك كان منهم النماردة الجبابرة الذين كان اولهم النمرود بن كوش بن حام باني المجدّل .. ويضيف ص164 : كان من الكلدانييــن علماء جلة وحكماء وفضلاء يتوسعون في فنون المعارف من المهن التعليمية والعلوم الرياضية والإلهية.. وكانت لهم عناية بأرصاد الكواكب وتحقق بأسرار الفلك... وكان اشهر علمائهم هرمس البابلي الذي كان في عهد سقراط الفيلسوف اليوناني ..
هكذا يتوفر اليوم تحت يد الكاتب الكلداني معطيات كثيرة وثروة نفيسة من التاريخ واللغة والفولكلور والأوابد والتقاليد .. تمكنه ان يغرف من ذلك الكنز لبناء حجته العلمية والتاريخية والمنطقية .
في القرون القليلة الماضية كانت معطيات القراءة والكتابة والثقافة متوفرة لطبقة محدودة ، وفي مقدمتهم رجال الدين ، وفي ما يخص موضوعنا فإن رجل الدين اثبت دوره في الحفاظ على الأسم القومي الكلداني ، فحينما ابرم المطران  طيمثاوس، أسقف نساطرة قبرص، وثيقة الإتحاد مع روما سنة 1445 م ومعه مطران الموارنة فيها، كان عليه أن يستبدل لقبه النسطوري المرتبط بالمذهب الذي هجره، بلقب آخر تتبين منه هويته. فوقّع وثيقة الإتحاد هكذا :
" أنا طيمثاوس رئيس اساقفة ترشيش على الكلدان ومطران الذين هم في قبرص منهم، اصالة عن ذاتي وبإسم كافة الجموع الموجودة في قبرص، أعلن وأقر وأعِد أمام اللـه الخالد الآب والإبن والروح القدس وأمامك أيها الأب الأقدس والطوباوي البابا أوجين الرابع وأمام هذا المجمع (اللاتراني) المقدس، بأنني سأبقى دوماً تحت طاعتك وطاعة خلفائك وطاعة الكنيسة الرومانية المقدسة على أنها الأم والرأس لكافة الكنائس (عند شموئيل جميل، كتاب العلاقات، روما 1902، ص 10).
ويعلّق المرسوم البابوي الذي أصدره أوجين الرابع في 7 آب 1445 م على ذلك بقوله : " وطيمثاوس ذاته، أمامنا في المجمع اللاتراني المسكوني وفي جلسته العامة، أعلن بإحترام وتقوى صيغة إيمانه وتعليمه أولاً بلغته الكلدانية، ثم ترجمت إلى اليونانية ومنها إلى اللاتينية ". وبناء على هذا الإعلان الوحدوي، فإن أوجين الرابع يمنع في مرسومه الآنف ذكره أن يسمّى أحد الكلدان فيما بعد نساطرة، كما يمنع في الموضوع عينه أن يسمّى الموارنة هراطقة، ومن ثمة يساوي الكلدان والموارنة بالحقوق والإمتيازات الدينية مع كافة الكاثوليك. (عند شموئيل جميل، ص 11).
( للمزيد راجع مقال المطران د. سرهد يوسف جمو تحت عنوان الهوية الكلدانية في الوثائق التاريخية <رابط 5> .
في الزمن الراهن ثمة ساسة وأحزاب تعمل على النهوض القومي ، وبالنسبة الى شعبنا الكلداني نلاحظ بعض السياسيين وإن كانوا بمنأى عن الأحزاب القومية الكلدانية نلاحظ حرصهم واعتزازهم بتاريخهم واسمهم القومي ويأتي في مقدمتهم المناضل المعروف توما توماس الذي كتب يقول :
إن من هم كلدان لا يمكن تبديلهم بجرة قلم الى اشوريين كما يحلو للاخوة الآشوريين ذلك، إنها تعقيد للعمل القومي والوحدة وإنها آمال البعض بإحداث إنقلاب في التاريخ...
ونحن بصدد الإشارة الى الجهود القومية فنلاحظ ان للمرأة دور ايضاً ، وهنا نشير الى مقال السيدة جوليت فرنسيس ( ام نادين ) من السويد تكتب مقالاً تحت عنوان :
الاساقفة الجدد والبيت الكلداني القومي وتطرقت الكاتبة الجليلة في فقرة من المقال تقول :
  ليخرج من هذا البيت الكلداني المنظم  الكنسي  اذن كل ماهو خيّر ومفيد وكل وظيفة تبني وكل شخص علماني يعمل بنفس الخطة والنهج ومنهم المعلم والطبيب والمهندس والعامل  والكاتب والناشط والسياسي والخ ..لنتوقف عند الاخير وتاثيره على القومية  والحقوق والدين  كما يتمناه الكلدان للحصول على  المكاسب  في العراق وطن الجميع, الكل مدعوون  للدخول في الانتخابات القادمة لانتخاب النواب المخلصين الوطنيين والامناء لخدمة المسيحيين اولا ثم الكلدان, والكلدان اذا نهضوا  فان نهضتهم  ستكون عظيمة او الانتظار  الى مئات اخرى من السنين الى ان يفوزوا دعاة القومية ويرتبوننا .(رابط رقم 6 ) .

لا ريب في حالة شعبنا الكلداني اليوم نحن بحاجة الى كل الجهود إن كانت من قبل رجل السياسة او من قبل رجل الدين او اي شخصية من النخبة المثقفة والأكاديمية ، ونحن الكلدان بأمس الحاجة الى موقف صريح ومشجع من قبل البطريركية الكاثوليكية الكلدانية بحيث يكون موقفها مشابهاً للموقف الصريح والشجاع للبطريكية الآشورية ، ونتمنى ان تتوصل بطريركيتنا الموقرة الى هذا الموقف الشجاع لتجسد شراكتها في الهموم القومية والوطنية لشعبها الكلداني .
نعود الى عنوان المقال لنضع النقاط التالية امام المثقف الكلداني :
اولاً : ـ
 زرع مبادئ الحرية والقيم النبيلة في الإنسان الكلداني ، قبل قيامه بمسؤوليته القومية ، وعليه تقع مسؤولية صناعة الوعي القومي بالأعتماد على المعطيات التاريخية والحضارية والأنسانية لقومه الكلداني عبر التاريخ والى اليوم .
ثانياً : ـ
زرع الأمل في شخصية الأنسان الكلداني بوجه محاولات زرع اليأس والقنوط والأستسلام ومحاولة التعتيم على الهوية القومية الكلدانية ، فواجب المثقف الكلداني الذي يفتخر بتاريخه وبقوميته ، ان يتحمل عناء المسؤولية ، وينفض عنه الرماد ليتوهج ويغدو مصدر إشعاع قومي ينير الدرب لبني قومه .
ثالثاً :ـ
في عالم السياسة ثمة خلافات واختلافات وتحالفات وتناقضات ومصالح وصراعات بين الكيانات السياسية ( الكلدانية ) على المثقف الكلداني ان لا يورط نفسه في تلك الصراعات وأن لا يجعل من نفسه طرفاً فيها بل عليه ان يجسد دور المثقف الملتزم المحايد، ليكون جزء من الحل وليس جزء من المشكلة ، فالمصلحة القومية اسمى من التورط والخوض في وحل السياسة .
رابعاً : ـ
مطلوب من المثقف الكلداني ان يتصدى لحملات التضليل والمكر التي تسعى لتجفيف منابع الفكر القومي الكلداني تحت حجج وافتراضات واهية ، بجهة اننا ضعفاء ويطالنا التهجير والأرهاب فليس ثمة ضرورة بالمناداة القومية ، إن هذه الحجة تستخدم ضد الكلدان والسريان تحديداً ، وعلى المثقف ان يتصدى لمثل هذه الحملات التي لا تستند على منطق ، لأن تلك الدعوات لا تخاطب الأطراف الأخرى بالأمتناع عن المناداة القومية .
خامساً : ـ
الشعب الكلداني مكون عراقي ضعيف ومخترق ، ولا يملك مؤسسات ثقافية وتربوية ولغوية واقتصادية مستلقة نحن قوم مخترق ، ليس لنا إعلام او فضائيات او وكالات اخبار ، ومنظماتنا الأجتماعية والثقافية ليست كفوءة لرعاية شؤوننا ، وهذا ينطبق الى حد ما على احزابنا السياسية الكلدانية ، خلاصة القول : نحن الكلدان ضعفاء والكل يحد سكينه للنيل من ضعفنا . وعلى المثقف الكلداني ان يعلم بأنه ينطلق من تلك الأرضية الصحراوية وعليه ان يتحمل مسؤولية تعبيد الطريق امام الآخرين .
إن انفتاحنا على الآخر لا يعني إلغاء هويتنا والأنصهار في كؤوس الآخرين ، يقول مهاتما غاندي : لتهب الرياح في داري من كل الأتجاهات ، ولكني لا سامح ان تقلعني من جذوري .
سادساً : ـ
مطلوب من المثقف الكلداني التسلح والتعمق بدراساته الثقافية واللغوية ( خاصة لغة الأم الكلدانية : تكلماً وقراءة وكتابة ) والأدبية والفنية ، عليه الأنفتاح على الثقافات الأخرى مع اعتزازه بثقافته ولغته وقوميته مع تجنب النعرة القومية العنصرية الأستعلائية ، فالكلداني ليس افضل من الآخر ، والآخر بعين الوقت ليس افضل من الكلداني . على المثقف الكلداني ان لا ينجرف في مستنقع التزمت والإقصاء والعنصرية كرد فعل لتزمت وعنصرية الآخر ، فطريق المحبة هو السبيل الأمثل للكلداني ليواجه خطاب الأستخفاف والكراهية من قبل الآخر .
على المثقف الكلداني تعميم القيم النبيلة والتسامح والإخاء والمحبة ومبادئ الحرية واحترام الرأي الآخر والتعددية في مختلف حقول الحياة .
إن انتشار الكلدان في ارجاء المعمورة تحتم عليهم ايجاد محور هوياتي يجمع هذا القوم الأصيل ، إن المثقف الكلداني هو الذي يتحمل ثقل هذه السؤولية التاريخية الكبيرة .
سابعاً : ـ
وهذا هو المهم ، بأن المثقف الكلداني ليس بالضرورة ان يحصد الثمار بيده اليوم ، لكن الأجيال القادمة حتماً ستجني الثمار ، فالمثقف الكلداني ينبغي عليه ان لا يتذمر ويتأفف لأنه يشقى ويتعب دون ان يقطف الثمار ، وكثير من الزملاء يعتريهم الفتور وربما يتملكهم اليأس ، بسبب استعجالهم ورغبتهم في الوصول الى نتيجة بأسرع وقت . لكن برأيي المتواضع بأننا نحن الكلدان في بداية الطريق ، وأمامنا مشاكل وعراقيل ومطبات كثيرة وعلينا تجاوز تلك المعضلات برؤية ثاقبة وبعقلانية سياسية مدروسة مع وضع امامنا ، حقيقة ، انه لاشئ يتحقق دون تضحيات .
إن ما تحصده اوروبا اليوم هو بسبب الفكر التنويري الذي غرسه المفكرون الأوروبيون : جون لوك ، فولتير ، روسو ، فرنسيس بيكون ، سبينوزا ، كانت ، سبنسر ، ماركس ، برتراند رسل ، وغيرهم . هذه الكوكبة من المفكرين الأفذاذ ، شتلوا في تربة الوطن الفكر التنويري ، ليقطف الأبناء والأحفاد ثمار تلك الشتلات .

د. حبيب تومي / اوسلو في 25 / 01 / 14
ــــــــــــــــــ
المصادر
1 ـ هاشم صالح " متى سيظهر فولتير العرب ؟" الشرق الأوسط اللندنية  20 /12 / 13
2 ـ جوزيف ياكوب ، ما بعد الأقليات بديل عن تكاثر الدول ،ترجمة حسين عمر ط1 المركز الثقافي العربي ، الدار البيضاء المغرب 2004
3 ـ قاضي صاعد الأندلسي " التعريف بطبقات الأمم " مؤسسة انتشارت هجرت ، طهران .
4 ـ اوراق توما توماس .
5 ـ http://splashurl.com/o2j7gua
6 : ـ http://splashurl.com/pofydzc




262
الأخ نويل يوانيس المحترم
تحية ومحبة
نحن نقول نحن شعب مسيحي واحد إن كنا كلدان ام سريان ام آشوريين ،فإن الإرهاب يطالنا دون تمييز او تفرقة ، لكن في المسألة القومية يا اخي نوئيل تصبح على هذه الشاكلة :
الآشوري يقول انا قوميتي آشورية فتكون النتيجة انه وحدوي .
 الكلداني يقول قوميتي كلدانية فتكون النتيجة انه انقسامي فهو يقسمنا الى ثلاث قوميات .
 السرياني يقول قوميتي سريانية ، فتكون النتيجة انه انقسامي ايضاً ، لأنه قسمنا الى ثلاث قوميات . فلماذا تسكتون عن الحالة الأولى وتهاجمون الحالة الثانية والثالثة ، ماذا عن حقوق الأنسان ، اليس من حق اي انسان ان يجاهر بانتمائه القومي والديني والمذهبي ؟ لماذا تلصقون التهمة بالكلداني والسرياني وتسكتون عن الآشوري . هذا هو الحق الذي ندافع عنه ، وأنتم تلصقون بمن ينادي بحقه تهمة الأنقسامي والأنفصالي والخائن والى آخره .
اما المعاداة للاخوة الآشوريين فهذا ايضاً زعم باطل لا اساس له من الصحة ، نحن ضد الفكر الآشوري الإقصائي ، وضد الفكر العروبي الإقصائي ، وضد اي فكر إقصائي بحق الآخر ، نحن بشر ، لا يوجد قوم اسمى واعلى درجة من الأقوام الأخرى ، لا يوجد شعب الله المختار ، ولا خير امة اخرجت للناس ، نحن بشر خلقنا الله جميعاً فأنا لست افضل منك ،وانت لست افضل مني .
تقبل تحياتي
حبيب

263
مرحبا ميوقرا ارثم حنا شدا
تحية ومحبة
اجل التقيت بالوالد حنا في القوش ، وأنا شخصياً ارتبط بعلاقات طيبة مع كثير من آل شدّا ومنهم المرحوم حبيب ( حبو) شداً وصديقي العزيز حميد شدّا في اميركا وصباح شدا في القوش وورمز شدا والمرحوم يوسب داود شدا وغيرهم ، كما اني ارتبط بعلاقات طيبة مع خالك الصديق نوئيل شكوانا ابو عادل ، حيث تجشم عناء مراجعة كتابي : ( القوش دراسة انثروببولوجية اجتماعية ثقافية) ،بالأشتراك مع الأستاذ بنيامين حداد وذلك قبل طبعه عام 2003 ولا ادري حالياً ما هي اخباره ؟
 عموماً ميوقرا ارثم اشكرك على رسالتك ، ولكن بالنسبة الى اشورية القوش ، فانا اتفق معك بأن القوش كانت آشورية قبل حوالي 2700 سنة في زمن الدولة الآشورية ، وكذلك كانت موصل آشورية وأربيل آشورية وشرقاط كانت العاصمة المقدسة للاشوريين ودهوك آشورية وتلعفر آشورية ، وسنجار آشورية .. الخ
لكن اليوم بعد حوالي 27 قرن من السنين ، فإن القوش كلدانية ، وهذا واضح من الرحالة الذين مروا عليها في القرون الخوالي ، والموصل عربية ، وشرقاط عربية ، وأربيل كوردية ودهوك كردية وتلعفر تركمانية وسنجار أيزيدية ، وفي سهل نينوى اليوم خمس قرى آشورية وهي عمبقري وشرفية وبيروسافا وداشقتان وماكنان . وإنك حر في اعتقادك وجعل كل هذه المدن اشورية ، لأنها في زمن الدولة الآشورية (كانت) آشورية . وكل إنسان حر في تفكيره ، لكن عليه ان يحترم آراء ومعتقدات الناس الآخرين .
تقبل تحياتي
حبيب  

264
الأخ العزيز جاك  Jack Yousif Alhozi المحترم
تحية ومحبة
انا اتفق مع رد الأخ مايكل سيبي بشأن المطالبة بالحقوق على اساس قومي بمنأى عن الدين ، وأنا شخصياً لا احبذ التقسيم الديني في مسألة منح الحقوق ، فإن قبلنا بمنح الحقوق على اساس ديني سيكون هنالك إطار المسلم والمسيحي ، ونحن نعرف كم هي مهينة النظرة على اهل الذمة ، التي تعتبر الأطار الذي يمنح المسلمون الحقوق لأهل الكتاب ، ولا ادري إن كنت اخي جاك قد اطلعت على كتاب بعنوان : احكام اهل الذمة ، ستقرأ فيه إهانة كبيرة للكرامة الإنسانية للفرد الذي يحمل هوية دينية مسيحية او يهودية او مندائية ، انا شخصياً اخي جاك امقت اللجوء الى الإطار الديني للحصول على الحقوق .
في الحقيقة نحن المسيحيون وغيرنا من الأديان في العراق نمارس الشعائر الدينية بحرية وأمان ولا يوجد ضغط حكومي للتدخل بهذا الجانب ، ولكن الحقوق الوطنية تبدأ بحقوق المواطنة والحقوق القومية والثقافية والأجتماعية والأقتصادية . هنالك من ينادي ويطالب بالحرية الدينية للمارسة الشعائر ، وهذه المسؤولية يقوم بها الرئيس الديني كالبطريرك او الذي ينوب عنه في المدينة والبلدة والقرية . وبتقديري ، جميع المكونات الدينية تنال قدر كبير من حرية ممارسة الشعائر الدينية ولا يوجد اي ضغوط حكومية على اي مكون إن كانوا مسيحيين او ايزيدية او مندائيين ، وصحيح ان الإرهاب يطالهم بسبب الأنتماء الديني ، لكن المسلمين ايضاً يطالهم نفس المقدار من الأرهاب، فلا يوجد هنالك من هو محصن ضد العمليات الإرهابية .
علينا اخي جاك ان نطالب بحقوقنا القومية لا سيما نحن الكلدان الذي اصابهم الإقصاء والتهميش بعد سقوط النظام في نيسان 2003 م .
وهذه وجهة نظري اكتبها بكل صراحة .
شكراً لكل الأخوان على مرورهم ، وشكراً على مرورك الجميل اخي جاك الهوزي
تحياتي
حبيب

265
السيد brd alqosh ashoretha المحترم
لا ادري ما هو سبب تحاملك على ابناء قومك ، والدك الطيب صديقي وقد زرته في الأونة الأخيرة في القوش حينما كان في زيارته لها قادماً من استراليا مع والدتك الطيبة ، والوالد الطيب لم يذكر شيئاً عن انتمائه الآشوري ، مع احترامي للاشوريين فليس لنا اي تحفظ على اي شخص يعتبر نفسه آشوري فحرية الأنتماء مكفولة للجميع ، وأنت بالنسبة لك من حقك ان تجاهر بانتمائك العربي او الكوردي او الآشوري فهذا شأن يخصك ، لكن ليس من حقك ان تتهكم وتتهجم على غيرك الذين يفتخرون بقوميتهم الكلدانية .
بلغ تحياتي للوالدين في استراليا .
تحياتي
حبيب

266
خريطة طريق واضحة امام سفينة الكنيسة الكاثوليكية للشعب الكلداني
بقلم : د. حبيب تومي / اوسلو
habeebtomi@yahoo.no
العلوم البحرية تتألف من مختلف الفروع المتعلقة بالعمل البحري ، منها هندسية وأخرى ملاحية وثالثة بيولوجية وأخرى جغرافية وبيئية وهلم جراً ، وبالنسبة للملاحة في اعالي البحار تتطلب دراسة وخبرة وممارسة وأدوات وأجهزة لكي تساعد الربان على الإبحار في البحار والمحيطات والوصول الى هدفه بسلام ،. إن السفينة وطاقمها مهددان في كل لحظة بهبوب عواصف عاتية تجعل من السفينة ريشة في مهب الريح .
يفتح ربان السفينة امامه خريطة الطريق الذي يسلكه وعليه ان يرسم خط  يمر بالمواقع التي يسلكها من موضعه الى المرفأ المنشود للرحلة ، وهكذا ينبغي ان تكون امامه خريطة واضحة ، وبهكذا خارطة وبتوجيه بوصلته نحو الهدف إضافة الى خبرته وحكمته ، سوف يضمن سلامة وصول السفينة بقيادتها وبملاحيها ومهندسيها وكل طاقم القيادة مع ركابها الى شاطئ السلامة .
الكنيسة هي السفينة التي يمسك دفتها البطريرك الكلداني والمساعدين والملاحين هم من الأكليروس من مطارنة والآباء الروحانين والرهبان والراهبات والشمامسة .. والركاب هم مؤمني الكنيسة الكاثوليكية من ابناء الشعب الكلداني ومن بقية مسيحيي العراق .
اللافت على ضوء المعطيات الناجمة عن الأوضاع السياسية بعد ما يطلق عليه الربيع العربي ،  ان المسيحية في الشرق الأوسط تتقلص مساحتها تدريجياً وعلى مدى التاريخ تحت تأثير وتوسع مساحة الإسلام كدين ودولة ، فبالرغم ان المسيحية ديانة شرقية المنبت ، فالسيد المسيح ولد في فلسطين وتحدث بالآرامية ، وعن طريق التلاميذ والرسل انتشرت المسيحية ووجدت طريقها نحو اوروبا لتصبح ديانة اممية ، وعلى مدى قرون وفي زمن الدولة الرومانية تفاعلت الحضارة الثقافة الأوروبية مع اللاهوت والتعاليم المسيحية ، وكما قال البابا الراحل يوحنا بولس الثاني :
ان الأرث الثقافي الأوروبي في الوقت الحاضر مبني على النسيج الثقافي للمسيحية .
الملاحظ اليوم في القارة الأروبية التأثير الدور الكبير للثقافة المسيحية روحياً وسياسياً على حد سواء ، ومن يتجول في عواصم والمدن الأوروبية سيلاحظ بجلاء تأثير الثقافة المسيحية ، إن كان بكنائسها ومعالمها العمرانية او بثقافة النسيج المجتمعي المسالم لهذه الدول .
 لكن في منبعها الأصلي في الشرق ، تقلصت المسيحية بمرور الأجيال على مدى 1400 عام ، واليوم يجابه الشرق الأوسط واقع مأساوي في تسلط التيار الأسلامي السياسي على زمام الأمور ، وقد مرت على العراقيين المسيحيين من كلدان وسريان وآشوريين وأرمن وبقية المكونات الدينية كالمندائيين والإزيدية ، مرت على هؤلاء سنين عجاف لا سيما بعد سقوط النظام في عام 2003  ، إذ لاحظنا كيف تفجر الكنائس وكيف يصار الى قتل المصلين داخل الكنيسة في كنيسة سيدة النجاة في قلب بغداد والقائمة تطول لا مجال للاسهاب . واليوم انتقلت العدوى الى سوريا وبوتيرة اشد مما حصل في العراق .
مع كل تلك الأجواء الغابوية ( من الغابة ) نحن نروج لكلمة اسمها (التعايش) وإذا ما علمنا ان التعايش يعني امكانية الشراكة في حقوق المواطنة والعيش والمصير المشترك ، فمقارنة اولية تبين اننا في حالة تعايش كاذب ، لا اكثر .  
وسط تلبد السماء بالغيوم السوداء وهبوب الرياح العاتية ، يحرص البطريرك الكلداني ان يمسك دفة قيادة السفينة لكي تبقى سالمة لحين بلوغها مرافئ السلامة والتعايش والتسامح في الوطن العراقي .
كان البطريرك الكاثوليكي الكلداني مار لويس روفائل الأول ساكو الكلي الطوبى ، يدرك حجم المسؤولية وخطورتها ، لكن عمق ايمانه المسيحي وتجربته الحياتية وإخلاصه ، ومحبته لتقديم الخدمة لشعبه ولوطنه ، تجشم ثقل المسؤولية ووضع امامه خريطة الطريق التي شملت خطوطها العريضة : الإصالة والتجدد والوحدة .
لقد مرت سنة وتبين ان عجلة البطريركية تدور بخطواتها المدروسة ، لتسير في الأتجاه الصحيح ، قبل ايام كان انعقاد السينودس الكلداني في بغداد والذي انتخب ثلاثة أساقفة للابرشيات الشاغرة ومعاوناً بطريركياً ، والأساقفة هم :  هم: الأب د. يوسف توما مرقس الدومنيكي، رئيس أساقفة أبرشية كركوك والسليمانية (التي تمّ دمجها قانونيًا وإداريًا بأبرشية كركوك)، والأب حبيب هرمز ججو النوفلي، رئيس أساقفة أبرشية البصرة والجنوب، والأب د. سعد سيروب حنّا أسقفاً فخريًا للحيرة ومعاونًا للبطريرك ، كما وضع الحل النهائي لمشكلة المطران الجليل مار باوي سورو ، ليصار الى قبوله في الكنيسة الكاثوليكية الكلدانية .
بالعودة الى خارطة الطريق في معنى التجدد بمواكبة روح العصر والمضئ في عملية التحديث مع عدم إغفال او نسيان الإصالة والجذور فنحن لنا تاريخ راسخ في هذه الأرض ، ولنا اسم قومي كلداني وحضارة مشرقة فلا يمكن الأنقطاع ومعاداة الماضي امام زخم التجدد والتحديث . ويمكن وضع موازنة عقلانية حكيمة بين الماضي والحاضر ، وفي شأن الوحدة كان انفتاح وتحرك غبطة البطريرك مار لويس روفائيل ساكو لتجسير اواصر التفاهم والتعاون مع كل الكنائس وفي المقدمة كانت الكنيسة الآشورية ، ولم يدخر جهداً في سبيل ذلك .
مصير الكنيسة وشعبها منوطان باستعادة الدولة العراقية لمكانتها وهيبتها ، وإرجاع الأوضاع الطبيعة للمجتمع في كل المدن العراقية ، وهكذا عملت البطريركية الكاثوليكية الكلدانية على تقريب وجهات النظر لمختلف أقطاب القوى السياسية العراقية ، ونالت باطريركية بابل على الكلدان في العراق والعالم مكانة سامية ومحترمة بين اوساط القيادة العراقية وهي محل تقدير واحترام كل الأطراف في هذه القيادة وذلك لموقفها الوطني الحكيم النابع من اخلاصها لمفهوم الوطن .
إن هذا الموقف المعتدل المقبول من جميع الأطراف ، يعتبر موقف مبدأي ومنذ تأسيس الدولة العراقية الحديثة في اوائل العشرينات من القرن الماضي ، والتي اسست على انقاض الأمبراطورية العثمانية المنهارة ، لقد كانت الدولة العثمانية تعامل الأقليات بمبدأ نظام الملل الذي يعني منح مساحة من الحكم الذاتي للملة مقابل دفع الضرائب المترتبة عليها للباب العالي ، ويكون الرئيس الديني ( البطريرك ) للملة هو الحاكم الدينيوي لملته ايضاً .
في الدولة العراقية بات الرئيس الديني ( البطريرك ) هو الرئيس الديني فقط ، والمسائل الدينوية تعود مرجعيتها الى قوانين الدولة التي تسري على الجميع ، لكن هذا الوضع لم يمنع الدولة العراقية من وضع صيغ للمساواة بالجوانب السياسية ، فقد كان مجلس الأعيان يتكون من 20 عين يصار الى اختيارهم من قبل الملك مباشرة ، وكان البطريرك الكاثوليكي الكلداني عضواً في هذا المجلس ، إضافة الى كوتا مسيحية مؤلفة من 4 نواب وبعد هجرة اليهود كانت الكوتا المسيحية عام 1952 تتألف من 8 نواب .
إن مسيرة مؤسسة الكنيسة الكاثوليكية الكلدانية في المجال السياسي كان مناصراً للدولة بجهة تطبيقها حكم القانون ، وكانت مع استقرار الأوضاع ، لأن الأوضاع المستقرة تضمن الظروف الملائمة للعيش المشترك ، وهي تسعى لضمان حقوق شعبها الكلداني والمسيحيين بشكل عام ، ليس في ضمان حقوقهم الدينية في العبادة والشعائر فحسب ، بل السعي لمساواة شعبها الكلداني في الحقوق القومية والوطنية كما هي لبقية المكونات .
لقد كان واضحاً لكل ذي نظر ، بأن هنالك محاولات مفضوحة لدق اسفين التفرقة بين الكنيسة وشعبها الكلداني ناسين او متناسين انهم جميعاً في سفينة واحدة تمخر عباب البحر وينتظرها مصير واحد ، ويقودها ربانها الحكيم وعلى متنها طاقم القيادة مع الركاب ، وإن الجميع ينتظرهم مصير واحد ، وإن مصلحتهم جميعاً ومصلحة الوطن تكمن في رسو السفينة على شاطئ السلام والأمان ، كما ان تلاحم الكنيسة مع شعبها ضمان لهذا الأمان والأستقرار  .
إن مؤسسة الكنيسة الكاثوليكية الكلدانية في العام المنصرم ، إضافة الى نشاطها الكنسي ، وعلى مستوى الإداري والإعلامي ، فقد كان زاخراً بنشاط وحراك على مستوى المؤتمرات للدفاع عن المسيحيين في العراق وفي الشرق الأوسط  عموماً ، كما كان ثمة حراك على مستوى الوطن لرأب الصدع بين اقطاب الساسة في العراق بهدف تحقيق عملية سياسية ناجحة ، لنقع على حالة من الأمان والأستقرار لوطننا العراقي . وهي امنية الجميع إذ إن الأمان والأستقرار حالة مطلوبة وتصب في مصلحة النسيج المجتمعي العراقي برمته .

د. حبيب تومي / اوسلو في 16 / 01 / 14





267
السيد يوسف شكوانا
لقد تطرقت في الرد السابق الى حالة الأختلاف في الرأي وتداعياته على العلاقات الشخصية وأوردت مثال احد اصدقائي ، بجهة عدم احترام الرأي الآخر وهذا كان  ضمن نقاشاتنا وليس خارجاً عنه .
وعندما قلت ان قوميتي كلدانية وليس لي شأن بالآخر ، وإن رأيي هذا ينطلق من مبدأ الحرية ،  فأنا لست وصياً على غيري لأحدد انتماءه ، ليس من حقي ان اقول له اسم قوميتك كذا او كذا ، من باب ان له مطلق الحرية وهو يعرف اسم قوميته وليس بحاجة الى وصية او إرشاد او نصيحة مني او من غيري . فهنا ينبغي احترام حرية المعتقد وحرية الأنتماء دون وضع اجتهادات وإملاءات .
لقد وجهت سؤالك المحدد بالخط العريض وباللون الأحمر فتسأل : هل تعتبر سكان القوش والشرفية وبغديدا قومية واحدة أم ثلاث قوميات؟
فإن اجبت بأن ابن القوش سيقول انا كلداني ، وابن شرفية سيقول انا آشوري وابن بغديدا سيقول انا سرياني ، فماذا ستكون النتيجة ، إن قلت نحن ثلاث قوميات ستقول حبيب تومي يقسم شعبنا الى ثلاث قوميات ، إذن هو انفصالي ، اما جوابك حسب تقديري بأننا قومية واحدة بثلاث تسميات ( وهذه فرضية رومانسية خيالية اكثر منها واقعية ، بدليل عدم وجود هكذا قومية في اثنوغرافية شعوب الأرض ) .
اسمح لي ان اتطرق الى معايدة  قداسة البطريرك مار دنحا الرابع وهي حول نفس الموضوع الذي يدور نقاشنا حوله ، إذ يقول قداسته بالحرف الواحد :
 لا يوجد اي ضرر حول اي اسم يكون لكنيستنا كمسيحيين نحن نعمل كأمة واحدة لسنا ثلاث أمم ، بل امة واحدة وشعب واحد بالدم والتاريخ واللغة وكلنا امة آشورية واحدة ، لكي نحافظ على سلامة ابناء امتنا كشعب آشوري واحد .
فأين اصبحت فرضيتك بأننا ثلاث تسميات لقومية واحدة ، فما هي هذه القومية ؟ يجب ان تكون صريحاً مثل قداسة البطريرك ، الذي يصرح بأعلى صوته ويعبر عن فكره بأننا امة آشورية واحدة ، ونحن من جانبنا نحترم الرأي الآخر ، ولا يمكن ان نلجأ الى احتواء الآخر ، لكن ماذا كانت إن كان لنا ردة فعل مقابل ذلك ، ونعلن ايضاً ونقول إننا جميعاً امة واحدة وهي الأمة الكلدانية وشعب واحد وهو الشعب الكلداني ، فمن بيننا المقسم ومن بينا الموحد ؟
تقبل خالص تحياتي
حبيب

268
الأخ العزيز مايكل سيبي
تحية ومحبة
اشكرك على مرورك الدائم .
تقبل تحياتي
حبيب
ـــــــــــــــــــــــــــــ
اخي العزيز مازن منصور
تحية ومحبة
اتمنى لك وللعائلة الكريمة كل الخير والسعادة في العام الميلادي الجديد ، وكل عام وانتم بألف خير .
لقد كان تشخيصك للعبة صائباً ، وفي الحقيقة هناك اشكالية في الموضوع ، فأولاً انا اخاطب الآخر بشفافية وأضع صورتي وعنواني البريدي وأسمي على المقال ، فيما الآخر المقنع لا سيما من يتخذ من هذا المنبر ، مكاناً للإساءة والتهكم ، فيدخل تحت اسم وربما تحت اسماء مستعارة ليصب ما جعبته من احقاد وكراهية ، وهو لا يتجرأ مقارعة الحجة بالحجة والفكرة بالفكرة فيلجأ الى اسلوب ملتو بعيداً عن الحوار الحضاري المعروفة قواعده ومتطلباته .
وأنا في الحقيقة اخي مازن منصور ، كنت بمنأى عن المخاطبة بواسطة Pall Talk لهذا السبب ، رغم الدعوات التي كانت توجه لي لحضور مثل تلك الحلقات ، فانا افصح عن اسمي وعن لقبي ، وهو يخاطبني من وراء الأكمة كما يقال .
اقدم لك شكري الجزيل على مرورك الجميل اخي الطيب مازن منصور
تحياتي
حبيب

269
سيد بيثنهرينايا bet nahrenaya
تقول ان الدعوة لا غبار عليها .. وتضيف سؤالك : هل تعتقد بأن مطلب مثل هذا ليس في بال وتفكير كل شخص من أبناء شعبنا؟
حسناً اخي بيث نهرينايا ، لماذا لم يطرح  احدهم مثل المقترح سابقاً ؟
 وبهذه المناسبة دعني اورد لك قصة تاريخية ممتعة ، ربما قرأتها انت لكن هناك غيرك من القراء ربما لم يسبق لهم ان اطلعوا عليها . وملخص القصة :
ان كروستوف كولومبوس حينما اكشف امريكا في العقد الأخير من القرن 15 وحينما عاد احتج اعضاء برلمان بلاده ، بأنه لم يفعل شيئاً مميزاً ، وكان بإمكان اي بحار الوصول الى الأرض المكتشفة فليس له اي فضل على الدولة  ، ورغم نقاش كولومبوس لكن لم يفلح في اقناعهم على دوره الرائد ، وهنا اتى ببيضة مسلوقة وطلب من اعضاء البرلمان إيقاف البيضة على رأسها المدبب ( بالمناسبة فإن سطح البيضة في القوش مقسم الى ثلاثة اقسام : المدبب هو " ريشا " والمقابل له هو " شتّا " وبقية الجوانب هي "بْربَنا ) ، حاول الجميع ايقافها ولم يستطيعو ، فبادر كولومبوس الى كسر البيضة من الجانب المدبب ، وتركزت البيضة بكل بساطة على ذلك الجانب ، هنا صاح اعضاء البرلمان ، وأين العلم بذلك جميعنا نستطيع ان نثبت البيضة بعد كسرها  ، فأفحمهم كولومبو بقوله  : ولماذا  لم تبادروا ايها السادة ؟
وهكذا عرف هذا الجدال ببيضة كولومبوس المشهورة .
 المهم يا اخي بعض المبادرات تبدو بسيطة بعد طرحها وليس قبل طرحها ، وأرجو ان لا تستعجل وتهاجمي وتقول انك تشبه نفسك بكولومبوس ، يا اخي انا انسان بسيط ، وأسمي حبيب تومي فأرجو ان لا تأخذ المثال قميص عثمان لتحاربني به  .
انا مؤمن بشئ يسمى استقلالية القرار ، نعم انه صعب في ظل هيمنة الحيتان الكبيرة ، لكن حينما تكون الوحدة صلدة ، والإرادة قوية  سيكون امام الكتل الكبيرة احترام هذه الكتلة ( التي تحترم قرارها السياسي الواحد ) وعلى سبيل المثال :
 لو كان هنالك قرار ليس في صالح شعب الكتلة المسيحية واتخذ القرار بأغلبية كبيرة في البرلمان ، ولا تلعب اصوات الكتلة المسيحية اي دور في رفضها للقرار ، عندئذِ سيكون في متسع الكتلة المسيحية الأحتجاج والخروج من الأجتماع والأتصال بالأعلام لشرح وجهة نظرهم ويعبرون عن احتجاجهم واستيائهم من القرار ، هذا كله ممكن إن شكل اعضاء البرلمان المسيحيين كتلة واحدة يكون لها رئيس من بينهم ويكون لهم مكتب تنسيق  . هذا رأيي وهناك افكار اخرى لا يتسع هذا المجال لشرحها .
اعتذر عن الإطالة وشكراً على تمنياتك
تقبل تحياتي
حبيب

 

270
السيد يوسف شكوانا
ورد في رك انني اكتب عن السلبيات فقط كقولك : ... ، فلو كانت نصف اعمالهم خطأ فاين النصف الثاني في كتاباتك؟..
في الحقيقة نحن نشخص السلبيات فحسب ونكتب عنها اما الأيجابيات فهي جزء من الواجب ، وعلى سبيل المثال : الدولة تدفع الرواتب للموظفين ، وإن تلكأت في احد الأشهر في الدفع ، فسوف نكتب عن ذلك الشهر وذلك التلكؤ ولا نكتب عن الأشهر التي تسير الأمور بشكل طبيعي ، هذا هو التشخيص وهذا هو عمل الكاتب تسليط الضوء على مناطق الخلل  .
من جانب آخر نعم هنالك خلاف في الرأي بيننا ، وانا شخصياً لا اقبل ان يسبب هذا الأختلاف في الود قضية ، لكن مع الأسف الجانب الآخر يخلط الأختلاف في الراي ليضعه سبباً للخلاف الشخصي ، وكمثل غير حصري ، حدث في احد اللقاءات في احد النوادي في ديترويت حضور بعض الأصدقاء وأحدهم صديقي من الدراسة الأبتدائية وهو الصديق عابد ملاخا ، وقال احد الجالسين في صفي هل تريد ان تسلم على عابد ملاخا ؟ في الحقيقة استغربت ، لماذا لم يكلف نفسه عابد بالسلام علي وأنا الضيف القادم الى مدينته  وأنا قريب منه على خطوات ؟ وأنا ايضاً استصعبت الأمر فأبديت عدم استعدادي ، حينما رأيت ان هذا الصديق لا يكترث بصدقاتنا القديمة . هذه هي المسألة .
فيما يخص موضوع اسم القومية ، بأننا ثلاث قوميات او قومية واحدة ، فالذي اقوله نصاً هو :
 ان قوميتي هي كلدانية ،
 وليس لي شأن بالآخر ، وأنا لست وصياً عليه لأحدد هويته ، وهو يعرف اسم قوميته ، فيقول ان قوميتي هي آشورية والآخر يقول ان قوميتي سريانية ،
 وهنا كما ترى انقسمنا الى ثلاث قوميات ، فهذا التقسيم لست انا طرفاً فيه ولم احدد كم قومية نحن ؟ انا من حقي ان احدد هويتي وهذا ضمن حقوقي الإنسانية .
اما من يقول : نحن قومية واحدة هي كلدانية سريانية آشورية ، وآخر يقول قوميتي هي سورايي ، وآخر يقول انا كلدوآشوري ... والى آخره ، فالحقيقة التي اعرفها انا وانت بشكل واضح وصريح انه لا يوجد آشوري واحد في الكون يكتب في استمارة الإحصاء ان قوميته هي كلدانية سريانية آشورية ، بل يكتب في حقل القومية : القومية آشورية فقط ، لأنه يدرك تماماً بعدم  وجود قومية باسم ثلاثي الأبعاد ، وأنا كان لي كتاب في بغداد عن اثنوغرافية شعوب الأرض ، لا يوجد اسم شعب مركب من ثلاث اسماء ، هذا اولاً
وثانياً يجب ان نعترف بأن هذا التسمية ( الكلداني السرياني الآشوري ) طبخت في مطابخ الأحزاب الآشورية ( المجلس الشعبي ) يوم انقاد مؤتمره اعتقد عام 2007  وبعد ذلك تبنتها الحركة الديمقراطية الآشورية مؤخراً وكانت الحركة  تروج في وقتها للكلدوآشوري فقط .
ونحن متأكدون بأن الآشوري لا يؤمن بغير الأسم الآشوري فقط لا غيره ، ويمكنك الرجوع الى صيغة معايدة بطريرك الكنيسة الآشورية الذي يؤكد على التسمية الآشورية ويقصي السميات السريانية والكلدانية  ليعطف عليهما كتسميات مذهبية تاربعة للقومية ألاشورية ،
كما ان النظام الداخلي للحركة الديمقراطية الآشورية ينص على الإقرار بالقومية الآشورية فقط لا غيرها ، وحينما اسست الحركة قناة فضائية سمتها قناة آشور وليس قناة كلدوآشو ر ، وهي وسيلة إعلامية مهمة كان يجب استغلالها لهذه التسمية إن كانت الحركة مؤمنة بالوحدة الحقيقية .
باعتقادي ان التسمية الثلاثية وغيرها من التسميات هي مخصصة للكلدان والسريان فحسب اما الآشوريين  لا احد يقترح عليهم الألتزام بالتسميات الأخرى غير الآشورية ، وانتم يتعتون كل كلداني ملتزم بقوميته الكلدانية بأنهم انقسامي ومثل هذا النعت ( الأنقسامي ) ليس لكم جرأة وشجاعة  لإلصاقه بالآشوري .
اما ما سمعت عن استخدام المال السياسي لاستمالة الناخب فقد كتبت عنه الصحف والمواقع وفي الفضائيات ، فالخبر لم يكن على نطاق ضيق إن كان على نطاق الأنتخابات العامة او على نطاق شعبنا ، وما سمعته باّذني وما رأيته بعيني كان عن كارتات الموبايل مقابل منح الصوت .
شكراً على مرورك وتقبل خالص تحياتي
حبيب


271
تحية للفنان المبدع العراقي المسيحي الكلداني الألقوشي الشاب سيمور جلال تومكا .
لقد كنت مبدعاً  ومتألقاً ايها الشاب في ظهورك في برنامج
  The Voice ، وهكذا كان اختيارك من قبل جميع الفنانين الأربعة الكبار ، وتمنياتنا لك بالنجاح والتوفيق ليكون لك مكانة متقدمة بين المتسابقين لترفع عالياً اسم العراق واسم هويتك ومدينتك .
تمنياتنا لك بالتوفيق والنجاح ولعائلتك بلوغ الهدف الذين تسعون للوصول اليه .
تحياتي
حبيب تومي مع لفيف من مشجعيك في اوسلو / النرويج

 

272
غبطة البطريرك مار لويس روفائيل ساكو الكلي الطوبى
تحية واحترام
كان انتخاب ثلاثة اساقفة جدد في السينودس الكلداني المنعقد في بغداد في شهر حزيران 2013 وهم : الأب د. يوسف توما مرقس الدومنيكي
، والأب حبيب هرمز ججو النوفلي والأب د. سعد سيروب حنّا ومصادقة قداسة الحبر الأعظم فرنسيس على هذا القرار مع  الموافقة  على قبول الأسقف مار باوي سورو في الكنيسة الكلدانية لخدمة الرعية  في ابرشية القديس بطرس في ساندييكو في كاليفورنيا بأمريكا .
إنها مبادرة مثمرة لتواصل العمل في ديمومة مؤسسة الكنيسة وانسجاماً مع ما تتطلبه الظروف الموضوعية المحيطة بشعبنا الكلداني فيما يتعلق بالكنيسة التي هي كيان اساسي في مسيرته التاريخية عبر مختلف العصور التي مرت على البلد .
إن ما يثار بشأن قبول الأسقف الموقر مار باوي سورو في الكنيسة الكاثوليكية الكلدانية هو قرار صائب بدليل موافقة قداسة البابا فرنسيس عليه ، وبنظري تعتبر هذه شؤون كنسية داخلية . فعلى مدى سنين ماضية وما ترشح من الأخبار وما نعرفه حق المعرفة : هنالك كهنة من الكنيسة الكاثوليكية الكلدانية وقسماً منهم عليهم عقوبات كنسية ، نجد هؤلاء يجدون القبول والترحيب بالكنيسة النسطورية الآشورية ، وبنفس الوقت نحن لا نتدخل بذلك .
تحية للبطريركية الكاثوليكية الكلدانية الموقرة في هذا القرار ، ونتمنى ان يصار الى بنيان كنيسة كاثوليكية قوية ، وبعد ذلك يصار الى بناء البيت الكلداني القوي ، ومن ثم يعمل الجميع بقلب واحد لبناء وحدة صلدة للمسيحيين المقموعين في وطنهم ، وتكون هذه الوحدة شاملة لكنائسهم وأحزابهم ومنظماتهم ومنطلقاتهم القومية على مبدأ احترام الرأي والرأي الآخر المختلف .
تحية وتقدير للأساقفة الأربعة وتحية لغبطة البطريرك مار لويس روفائيل ساكو ، والى المؤسسة الكنسية التي تقف مع شعبها في السراء والضراء .
د. حبيب تومي / عن اسرة نادي بابل الكلداني في النرويج  / اوسلو في 12 / 01 / 2014


273
السيد يوسف شكوانا
مهما كان العنوان جميلاً والمقال مخلصاً في هدفه ، تبقى هنالك قراءتك للمقال ، فحسب تصوري ، ان لك رأي مسبق عن المقال باعتبار كاتبه فلان  الفلاني ، وهنالك ازمة ثقة فتفسر كل دعوة أيجابية بأنها دعوة سلبية : الأكمة وما وراءها كما يقال . النص واضح وكامل ويطرح فكرة محدودة ، وانت تنظر الى كتاباتي السابقة وتفسرها بأنها سد منيع يقف في وجه اي تعاون ، في حين انا ارى في كتاباتي بأنني امارس دور اي مثقف او كاتب يحاول تسليط الضوء الكاشف عن الثغرات والفجوات ، محاولاً ان يستخدم منظومة النقد لتلك الحالات التي ينبغي معالجتها ، فالنقد هو محاولة للاصلاح ، في حين انت تفسرها على انها حالة من الأنتقام او الإسقاط .
انا اتكلم مع الناس وأقرأ الكتب والمواضيع وأكوّن رأي معين لكي اصيغة على شكل مقال ، حينما تكلمت عن البطانيات والصوبات وكرتات الموبايل ، انا لم اكن حاضرً بتسليمها لكن هذا ما كان يتردد على السنة الناس ، ولكن الذي رأيته امامي وسمعته بأذني كان عن كرتات الموبايل الممنحونة لمن يمنح صوته للقائمة الفلانية .
اما ان النواب السابقين كانوا يعملون بالدرجة الأولى لمصالحهم الخاصة ، فهذا كلام متداول بقوة ، والذي يدعم هذا الزعم هو عزوف الناخب المسيحي عن الإدلاء بصوته في الأنتخابات الأخيرة لبرلمان اقليم كوردستان ، فكانت النتيجة هذا العدد المتواضع جداً للمقترعين للكوتا المسيحية . لا ادري إن كان لك تفسير آخر للمسألة ؟
الدعوة لتوقيع تعهد شرف لنبذ اسلوب التسقيط السياسي ، تعني فيما تعنيه فتح صفحة جديدة من التعاون الأخوي ، ولتكن هذه الصفحة ، اولى الصفحات في سلسلة نقاط التعاون ، وكل شئ يكون في بدايته صغيراً ومتواضعاً ، لكن في بناء جسور التواصل يصبح التفاهم اكثر سهولة ، من المقاطعة وتبادل التهم .
إن دعوتي مخلصة في وضع ( الحلوي رش خموصي ) ، لكن اسمح ان اكون صريحاً معك ، وكما كتبت للاخ يوحنا بيداويد : ان الذين بيدهم الحل والربط لا يكلفون انفسهم قرأءة هذه المقالات والأطلاع على هذه الأفكار ومناقشتها ، كلا انهم يمضون في طريقهم لإيمانهم بيقينياتهم ، وهم يمثلون الحقيقة والصواب ، وهذا هو رأيي وأتمنى ان اكون مخطئاً .
تحياتي
حبيب

274
السيد akoza المحترم
قرأت كل المواد في القانون المذكور والمادة التاسعة لا تتعارض مع المادة السابعة التي تستوعب كل المكونات وهي اكثر شمولاً ، وعليها اعتمدت بأن القرار هو وطني يخص جميع اللغات العراقية بما فيها اللغة السريانية المدرجة ، فهل تعتقد بأني حورت في الأقتباس ؟
حبيب
ــــــــــــــــ
اخي العزيز يوحنا بيداويد المحترم
تحية ومحبة
خابرتك قبل ايام على رقم هاتفك الأرضي والمحمول ، ولم افلح في الحصول على المكالمة ولا ادري اين يكمن السبب ؟
بالنسبة لطرح الأقتراح قبل فترة مناسبة لدرساته والأخذ به او رفضه ، فانا اعتقد اخي يوحنا ، لا احد من ( القادة ) يكلف نفسه بقراءة المقالات والبحث عن مقترحات ، برأيي انهم يعيشون في عالمهم ولا اقول في ( ابراجهم ) ، إنهم اصحاب مسؤوليات رفيعة يا اخي فكيف تريدهم ان ينزلوا الى مستوى ما يكتبه حبيب تومي ويوحنا بيداويد وغيرهم في مواقع الأنترنيت ، إنهم يطلقون علينا مصطلح مناضلي الأنترنيت ، فكيف تريدهم يناقشون مقترح مهما كان مجدياً ؟
اما موضوع اختراق الكوتا المسيحية من قبل القوائم الكبيرة فهذه حقيقة واضحة وليست سراً ، ومن هذا الواقع انا طرحت مقترحي لكي يحاول نواب الكوتا بأن يكون لهم كتلة موحدة في الخطاب ومستقلة في القرار ، وتضع مصلحة شعبها المسيحي من الكلدان والسريان والآشوريين والارمن بالمقام الأول ، وانا ارى ان المكونات الكبيرة سوف يزيد احترامها لهذه الكتلة حينما تجد عندها القرار المستقل . وعسى ان يكون لهم وقت لقراءة ما تسطره اقلامنا من افكار ومقترحات .
 تقبل خالص التحية اخي يوحنا بيدوايد وكل عام وانت والعائلة بخير
تحياتي
حبيب


275
الأخ مايكل
تحية ومحبة
وجود النائب في البرلمان ليس تكليف وظيفي حكومي ، إنما هو تطوع للعمل بعد نيل ثقة الناخب ، فمدئياً ينبغي ان يكون اهلاً للثقة ، لا سيما ما يتعلق الأمر بإخلاصه ونزاهته ، فمحور الموضوع ان يضع هذه المعطيات امامه لكي يسعى مع زملائه للعمل في سبيل المصحلة العامة .
شكراً لمرورك الدائم اخي مايكل
تحياتي
حبيب
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الأخ العزيز منصور ( ناصر ) عجمايا المحترم
العراق فيه حكم برلماني وليس رئاسي ولهذا يعتبر البرلمان اعلى سلطة في الدولة ، والمشكلة هنا تكمن ان يكون اعضاء البرلمان يفتقرون الى الكفاءة والى عنصر الأخلاص ، انا وانت وغيرنا نتفق ان عضو البرلمان منتخب من قبل الشعب وبانتخابات نزيهة ، لكن هذا لا يمنع وصول اللصوص والسراق والفاسدين الى عضوية البرلمان ، لقد فاز هتلر وحزبه في انتخابات ديمقراطية ، وفي العراق كان هنالك فاسدين وجدوا طريقهم الى مبنى البرلمان عن طريق الأنتخابات ، فالأمل هنا يكون متعلق في الناخب ، لكي لا يكرر الخطأ الذي ارتكبه . هذا ما يتطلع اليه اليوم المواطن العراقي الذي انهكته عوامل العنف والإرهاب والتشريد والفساد .
شكراً على مرورك اخي ناصر عجمايا
تحياتي
حبيب

276
كيف نشكل من الكوتا المسيحية كتلة برلمانية مؤثرة في القرار السياسي؟
بقلم : د. حبيب تومي / اوسلو
habeebtomi@yahoo.no
كان قدرنا ان ننحني ونسلم للقرارات المفروضة علينا ، فقد نزع عنا الأنتماء القومي الكلداني والسرياني والآشوري ليصار الى شرعنة الإطار الديني تحت مسمى الكوتا المسيحية ، وكانت كل المكونات قد حددت باسمها القومي : الأكراد التركمان الأرمن .. لكن نصيبنا كان التقسيم الديني ، فكان التجاوز على تسمياتنا القومية التاريخية ، وكان لأحزابنا المتنفذة دورها الكبير بقبولها لهذه للتسمية الدينية لتمشية مصالحها ولإحراز مكاسب سياسية تحت اسم المكون الديني المسيحي . فأنا شخصياً انفر من التقسيم الديني للمجتمع : مسيحي ومسلم .. ولنا نحن المسيحيون تجربة مريرة عبر العلاقة التي كانت تترجم بمنطق اهل الذمة او اهل الكتاب . نحن في القرن الواحد والعشرين ونحن لسنا اهل الذمة بل مواطنون عراقيون في الدولة العراقية الحديثة . ولهذا اقول سوف نقبل بهذه التسمية بمرارة لعلنا نفلح في تغيير الواقع مع الخيرين من ذوي النفوذ والسلطة في المستقبل .
كل الدلائل تشير الى شيوع حالة فريدة في نفور وابتعاد  الناخب المسيحي من الكلدان والسريان والآشوريين من الأشتراك في عملية الأنتخابات ، وهذه اللامبالاة ، بل النفور والأبتعاد عن المساهمة في اللعبة الأنتخابية ناجم عن التجربة المريرة في السنين الخوالي وعبر عدة دورات برلمانية ، والكل يصل الى قناعة بأن نوابنا في هذه الدورة والدورة السابقة لها ، كانوا نواب يعملون بالدرجة الأولى لمصالحهم الخاصة ، ولم نلمس بينهم من برز في الدفاع عن حقوق شعبه ، لقد خلق ذلك نفوراً واستياءً لدى ابناء هذه الشعب من الكلدان والسريان والآشوريين ، وهكذا كان الإحجام الكبير عن الاشتراك في عملية الأنتخاب .
من العبث التشدق بأن اعضاء برلمان الكوتا المسيحية حققوا نصراً بإصدار الحكومة العراقية  "قانون اللغات الرسمية 7 كانون الثاني 2014 " الذي صدر مؤخراً فجعلت السريانية لغة رسمية ، فالواقع يدحض هذا الزعم حيث ورد في المادة السابعة من هذا القانون :
المادة -7- يجوز فتح مدارس لجميع المراحل للتدريس باللغة العربية أو الكردية أو التركمانية أو السريانية أو الأرمنية أو المندائية في المؤسسات التعليمية الحكومية أو بأي لغة أخرى في المؤسسات التعليمية الخاصة وفقاً للضوابط التربوية. راجع الرابط ادناه :
http://splashurl.com/p5ndxzw
فالقانون قانون وطني عام يشمل اللغات العراقية قاطبة ، ولا فضل لنواب شعبنا في إصدار هذا القانون ، وليس من الأصول تسويقه لحساب حزب مسيحي او نائب مسيحي .
لقد كانت اعداد المقترعين لقوائم الكوتا المسيحية في اقليم كوردستان في الأنتخابات الأخيرة لا يتجاوز العشرة آلاف صوت ، وهذا عدد متواضع جداً ، وماذا يبقى منه إن طرحنا الأصوات التي وصلت قائمتا الحركة الديمقراطية الآشورية والمجلس الشعبي من القوائم الكردية ؟
 وهي بحدود 2000 صوت اي ان المقترعين لا يتجاوز عددهم الى 8 آلاف صوت ، ونحن نقول ان اغلب ابناء شعبنا من الكلدان والسريان والآشوريين هم في اقليم كوردستان ، في حين ناهزت الأصوات للكوتا المسيحية في الأنتخابات السابقة السبعين ألف صوت . وبالقسمة على خمسة نواب في البرلمان الكوردستاني ستكون حصة كل منهم حوالي 1600 صوت وهذا رقم متواضع جداً جداً إذا ما قورن ما يحتاجه المرشح في القوائم الأخرى المنافسة والتي  بشق الأنفس تحصل على مقعد في البرلمان ، وهنالك احزاب صغيرة وعريقة اخفقت بالوصول الى مبنى البرلمان بسبب العتبة الأنتخابية العالية التي ينبغي الوصول اليها .
إن إخفاق نواب الكوتا المسيحية في تحقيق إي انجاز ملحوظ لشعبهم ، ناجم ، حسب رأيي المتواضع ، عن الخلافات التي تمزق وحدة كلمتهم داخل مبنى البرلمان ، وبذلك يفقدون اهمية عددهم حتى إن كان متواضعاً .
الراصد لسير الأمور في البرلمان العراقي يلاحظ بجلاء : كيف ان الشيعة رغم الخلافات بينهم تمكنوا من ايجاد صيغة توافقية لتكوين اكبر كتلة برلمانية داخل البرلمان ، ليصبح من نصيبهم تشكيل الوزارة ، وهذا ينطبق على الكيانات الكوردية المؤتلفة داخل البرلمان وتعمل مجتمعة بخطاب واحد للدفاع عن حقوق الشعب الكوردي ، وهذا ينطبق على المكون السني ، باستثناء المكون المسيحي الذين احدهم ( يجر بالطول والآخر يجر بالعرض ) كما يقال .
فهل يمكن ان نستفيد من تجربة هذه المكونات ؟
وهل نستطيع ان نأخذ العبرة من السنين الماضية ؟
وهل يمكن ان تشكل كتلة الكوتا المسيحية ورقة ضغط في البرلمان ؟
وهل يمكن ان تشكل الكوتا المسيحية كتلة واحدة يكون لها تأثير ودور في القرار السياسي؟
هذا ما اريد ان اجيب عنه في هذا المقال .
حينما اتحدث ان كتلة الكوتا المسيحية ، إنما اطرحها كفكرة عامة ، فالكوتا المسيحية يتنافس عليها 13 قائمة وإن كان في كل قائمة 10 مرشحين سيكون هنالك 130 مرشح يتنافسون للفوز بخمس مقاعد ، أي سيكون هنالك خمسة من الفائزين مع 125 من الخاسرين ، ومن المؤكد سوف يفوز من يمتلك مقومات الفوز ، وفي كثير من الأحيان لا تكون الكفاءة من مقومات الفوز بل الإمكانية المادية المعروفة بالمال السياسي ، والدعاية الأنتخابية ، وهذا واقع حال في الأنتخابات السابقة ، وعلى الأرجح اللاحقة ، لكن لا نريد ان نعطي توقعات متشائمة عن الأنتخابات المقبلة ، فنـامل ان تجري انتخابات نزيهة ، وان يكون الناخب اكثر ذكاءً وان لا يقع بنفس المطب السابق .
 اعود الى موضوع تشكيل كتلة برلمانية مؤثرة من العدد المتواضع للكوتا المسيحية .
فإن كان كل نائب مسيحي يسير منفرداً ، فإن هذا النائب سوف يشكل (1) على (325 ) من مجموع النواب في البرلمان ، وسوف لا يكون له اي قيمة عددية ، بينما لو اتفق 5 اعضاء وبالأتفاق مع النائب الأرمني ستكون هناك كتلة برلمانية متكونة من 6 اعضاء ، وسوف تكون هذه الكتلة البرلمانية واحدة من الكتل البرلمانية العشر ، اي يكون صوتها عددياً (1) على (10) وحسب الكتل البرلمانية الصغيرة والكبيرة ، ونحن نعرف اهمية هذه الأصوات اثناء التصويت على قرار معين .
بهذه الصيغة سوف تحاول الكتل الكبيرة بالأتصال بهذه الكتلة ( المتراصة والموحدة في قرارها ) لاستمالتها وكسب اصواتها الستة الى جانبها ، وحينئذِ سوف تعرض الكتلة المسيحية شروطها ، فهي كبقية الكتل تريد ان تقدم مكاسب لشعبها ولناخبها الذي انتخبها .
إن احترام وتقدير الكتل الأخرى للكتلة المسيحية سوف يزداد حينما تتميز هذه الكتلة ( المسيحية ) ( مجتمعة ) باستقلالية قرارها ، وعدم خضوعها لأية جهة ، وتجري المساومة على المكاسب ، أن اي كتلة تحترمنا وتعطينا مكاسب اكثر نحققها لشعبنا سوف نصوت لجانبها ، وستة اصوات لها قيمتها وسط الكتل المتعددة .
إن تشرذم وتشظي النواب المسيحيين في البرلمان وتقسيم ولاءاتهم لهذا الطرف او ذاك ، سوف لا يكون في صالح المسيحيين من الكلدان والسريان والاشوريين والأرمن وسوف يفقدهم الكثير من عناصر المناورة السياسية المطلوبة في هذه المواقف المهمة . ،سوف تغدو هذه الكتلة ضعيفة ومشلولة وغير قادرة على تحقيق اي مكسب مهم لشعبها وتكتفي بالرواتب والمخصصات التي يتقاضاها البرلمانيون ، ويا لها من خديعة بحق الشعب الذي انتخبهم وأوصلهم الى مبنى البرلمان .
ربما لا نسطيع تحقيق تضامن او تعاون في الجانب القومي فلكل طرف نظرته القومية يعتز بها ، وعلينا احترام مشاعر كل طرف : الكلداني والسرياني والآشوري . لكن هذا ( العدم التعاون بالشأن القومي ) لا يمنع من ان يسود التضامن والتعاون سياسياً فنشكل كتلة برلمانية مؤثرة في القرار السياسي لنحقق مكاسب للناخب المخلص الذي انتخبهم ومنحهم صوته الثمين .
إنه طريق واضح اضعة امام النائب المسيحي العراقي في الكوتا المسيحية وليس المهم من يحظى بالفوز ، إنها مهمة النائب المسيحي ليكون وفياً وأميناً للامانة التي منحها له الناخب المسيحي إن كان داخل العراق او خارجه .
الطريق واضح امام نوابنا اليوم وغداً ، فإما كل منهم يعمل بشكل شخصي مستقل ويميل نحو الجهة التي تحتضنه ، وكما جرى في الدورات السابقة ، وإما ان يكون لهم مصداقية وأمانة لشعبهم ويشكلون كتلة برلمانية واحدة ، فيكون لهم استقلالية القرار وشخصية يحترمها الجميع ، بفضل ميزة تميزهم بعملهم المؤسساتي في اتخاذ المواقف الموحدة عن القضايا المطروحة ، بعد العمل التشاوري المستمر بينهم وليشعر كل عضو منهم بأنه المسؤول عن اي فشل امام شعبه .
 
تحياتي
د. حبيب تومي / اوسلو في 10 / 01 / 14


277
المرحوم باسم يوسف دخوكا رحل من بيننا ، لكن روحه الطيبة وذكراه العطرة ، وأبداعاته الكتابية ومواقفه النضالية لخدمة العراق ، وحبه العميق لمدينته الحبيبة عنكاوا ، تبقى هذه الذكريات عالقة في اذهان كل الطيبين وكل محبي باسم دخوكا .
 تحية لموقع عنكاوا لموقف الوفاء لمن خدم هذا الموقع المتميز .
الراحة الأبدية لصديقنا الوفي باسم دخوكا ، ونقف متضرعين الى الرب ان يتغمد المرحوم باسم  بوافر رحمته ويسكنه فسيح ملكوته السماوي بين الشهداء والقديسين ،
وفي هذه الذكرى نقدم مواساتنا وتعازينا القلبية لأهله وذويه وعائلته الكريمة .
اخوكم
حبيب

278
السيد آشور توني ASHUR TONY
بعد ان علمنا انكم دائماً على حق ونحن دائماً على باطل ، وانتم تمثلون الوحدة ونحن نمثل الأنقسام ، وانتم تمثلون العدالة ونحن نمثل الظلم ، وانتم لكم تاريخ ونحن بدون تاريخ ، وانتم السادة ونحن العبيد في بيوتكم ، اليوم عرفنا معلومة جديدة انكم تمثلون جماعة الأسود ونحن نمثل جماعة النعاج ، شكراً على المعلومة الجديدة ، وشكراً على الحوار الحضاري المثمر الذي تلتزمون به .
تحياتي
حبيب

279
الأخ Ninwaia08 المحترم
دعوتي دعوة اخوية مخلصة لتعزيز الأواصر التي تربطنا ونضعف الجوانب التي تفرقنا .
اما موضوع الأعتذار : الذي تقول فيه :
..  ادعوك دعوة صادقة الى الاعتذار الى الحركة الديمقراطية الاشورية عما مارسته ضدها وضد الاستاذ يونادم كنا وقيادتها من محاولات التسقيط منذ اعوام طويلة من خلال مقالاتك الهجومية التعسفية،..
انا لم امارس التسقيط السياسي يا اخ نينوايا ، انا امارس منظومة النقد ، وتوجيه النقد حالة ضرورية ومطلوبة في مجالات الحياة ، ومن لا يخطأ بمعنى انه لا يعمل ، يقول لاوتزو الحكيم الصيني وهو مؤسس الفكر الطاوي يقول :
من يرى نفسه محقاً دائماً لا مجد له ، ومن يتباهى بنجاحاته ليس اهلاً للبقاء .
اخي نينوايا
 الحركة الديمقراطية الآشورية وأمينها العام السيد يونادم كنا يعملان في الحقل السياسي ، ليس لي انا شخصياً اي تحفظات حيث ان يكون له اجتهادته ورأيه السياسي في الموضوع او المسألة الفلانية المطروحة ، لكن تحفظي وانتقاداتي المتكررة هي للفكر الأديولوجي للحركة حيث تحاول ان تقصي اسم القومية الكلدانية العريقة من الخارطة القومية العراقية ، والى درجة ان السيد يونادم كنا يصرح لإحدى الفضائيات ان اي آشوري يتبع كنيسة روما يصبح كلدانياً .
اخي نينوايا هل تريد ان نسكت عن هذه الطرح الذي يجسد التبسيط والسذاجة بكل معنى الكلمة ، ما معنى هذا الكلام ؟ هذا هو جوهر النقد الذي اتمسك به ، فأنا لا استطيع ان انكر ان الحركة لها تاريخها ولها جمهورها الواسع اكثر من اي حزب سياسي مسيحي  آخر ، والسيد يونادم كنا سياسي قدير ويستطيع المناورة ، لكن الفكر القومي ليونادم كنا والحركة الديمقراطية فكر اديولجي إقصائي بحق الكلدان والسريان ، واثبت لي العكس لكي اقوم بعملية الأعتذار ، لكن لا اعتقد بمقدورك ان تثبت ذلك ، لأن الحركة خطابها القومي مبني على الفكر المستوحي من نظرية الكاتب ابرم شبيرا ( وهو المنظر للحركة الديمقراطية الآشورية ) الذي يقول في كتيب له تحت عنوان : الآشوريون في الفكر العراقي المعاصر ص15 يقول :
يعد من نافلة القول والإطناب تكرار التأكيد في كون الآشوريين هم من الناحية القومية ، تقريباً ، معظم ابناء الطوائف الكلدانية والسريانية والمشرقية النسطورية في العراق .. الخ
ماذا تقول عن هذا الخطاب يا سيد نينوايا اليس خطاب إقصائي بامتياز ؟ وما هو الفرق بينه وبين الفكر البعثي الذي يقول كل من هو في جغرافية الوطن العربي هو عربي ، فعمل على منع الآشورين والكلدان والسريان والأرمن وحتى الأكراد والأمازيغ وغيرهم من الإقرار بقومياتهم ، هذا هو الفكر القومي الإقصائي للاخرين الذي نتكلم عنه ، وهذا ما ناضلت الحركة ضده ، فلماذا تسلك الحركة نفس السلوك الذي كانت تستنكره وتناضل ضده ؟ هذا هو سؤالي لك ولكل الأخوة المتمسكين بهذا الفكر ، والجواب إن كان لك جواب ليكن بأسلوب حضاري بعيداً عن التشنج والأستهجان والتهكم والأستخفاف بالآخر .
إن الخطاب الإقصائي مهما تنوع واتخذ اشكالاً مختلفة فإنه يعتبر ممارسة فعلية للهدم ، وتصفية مقنعة للحسابات السياسية والأجتماعية ..
تحياتي
حبيب


280
السيد اكد زادق ججو المحترم
اجل نحن الكلدان والسريان والآشوريين متساوون في الظلم والإرهاب الذي يطالنا ، لكن يا اخي اسم قوميتنا هي القومية الكلدانية التي لها تاريخ اصيل في الأرض العراقية ، وهي مذكورة في الدستور العراقي وسوف تذكر بالدستور الكوردستاني ، وهي ثالث قومية عراقية ، وكل من يحاول إلغاء القومية الكلدانيـــــــــــــــــــــــــــة فإنه سوف لا يختلف عن البعثي الذي لم يقبل اي قومية اخرى غير القومية العربية ، أما تقسيمنا الى قوميات فنحن اسم قوميتنا هو القومية الكلدانية ، وانت حر ان يكون لك اسم القومية الآشورية او القومية الكلدانية ، نحن نحترم مشاعرك مهما كانت وعليك ان تحترم مشاعرنا والمسالة واضحة لا تحتاج الى اللف والدوران :
2+2 = 4
فالمسألة لا تحتاج الى فلسفة او تفسيبر آخر .
تحياتي
حبيب

281
الأخ ASHUR TONY آشور توني المحترم
تحية ومحبة
تمنياتي ان يكون العام الجديد عام الخير والسلام والوئام في ربوع الوطن العراقي .
انا شخصياً اقبل النقد لكن لا اقبل الإساءة ، وانا شخصياً ألاحظ ان اغللبية الردود التي تقبل المناقشة هي من الكتاب والمعلقين الآشوريين وأغلب التعليقات المتشنجة والمسيئة هي من الكلدان الذين نبذوا قوميتهم الكلدانية ، وما يطلق عليهم بعض زملائي انهم متأشوريين  ويدخلون تحت اسماء وهمية وبعضهم يدخل بأكثر من اسم . وسوف اجيب على اسئلتك قدر الأمكان .
بالنسبة للسؤال الأول والثاني : اجل كانت قرارات المؤتمر وكذلك مصلحة الكلدان تقتضي النزول بقائمة واحدة ، لكن السياسية وتفرعاتها حالت دون ذلك ، العمل القومي يختلف عن العمل السياسي ، أما لماذا رشحت بقائمة البابليون وبشأن تأثيري بشخصية الأخ ريان فأنا احترم شخصية الأخ الشيخ ريان لكن دخولي في قائمة بابليون كان قراري السياسي .
السؤال الثالث حول موقفي من الأحزاب الآشورية ، لأن هذه الأحزاب مع الأسف لها اديويوجية إقصائية بحق القومية الكلدانية وهي ثالث قومية في خارطة القوميات العراقية ، وهذه الأحزاب تعتبر الكلدان والسريان مجرد مذاهب مذهبية كنسية وهذا يخالف الواقع ويتناقض معه ، فليس هنالك مذهب كنسي كلداني .
الفكر الشمولي الأقصائي يجب ان نقف ضده اي كان مصدره .
 اما وجود الكلدان في الأحزاب الآشورية فهذا ليس بالمستغرب فهنالك كلدانيون في الحزب الشيوعي ، وهنالك كلدانيون في الحزب الديمقراطي الكوردستاني وفي الحزب الوطني الكودستاني وكان لنا اعضاء في حزب البعث ، فأين الخلل بذلك ، لكن الأخوة الكلدان في الأحزاب الآشورية ، الكثير منهم لا يخدم القومية الكلدانية وبعضهم يحاربها ومنهم السيد انطوان الصنا الذي كان كلدانياً للعظم اليوم يشتم الذين يفتخرون بقوميتهعم الكلدانية .
بالنسبة للنقطة الرابعة حول الشعور القومي الكلداني او الشعور القومي الاشوري ، انا اعترف بضعف الشعور القومي الكلداني والسبب في الفرق برأيي المتواضع  هو :
ان الأخوة الآشوريين حينما شردوا من اراضيهم وأصبحوا  بحكم المهاجرين واللاجئين ، كانوا بحاجة الى رابطة ونزعة قومية تربطهم وتقرر مصيرهم ، فكان الإناء القومي المقترح الذي يعبر الرابطة العشائرية ، فتعززت الروحية القومية بمرور الزمن .
 بالنسبة للشعب الكلداني كان مستقراً في وطنه ، وحين تأسيس الدولة العراقية الحديثة ، انخرط في العملية السياسية العراقية ، إن كان مع احزاب المعارضة لا سيما الحزب الشيوعي ، ومؤسسه هو الكلداني يوسف سلمان يوسف ( فهد ) كما ان بعضهم انخرط في الأحزاب الحكومية ومنهم السياسي يوسف غنيمة ، فكانت الروح الوطنية اكثر قرباً من النزعة القومية ، وقبل وبعد سقوط النظام في 2003 كانت نهضة كلدانية . رغم انها بطيئة إلا انها تسير نحو الأمام .
بالنسبة الى نقطتك الخامسة كان يجب ان لا تردد هذه النغمة كنت شيوعياً وكنت كردياً ، هذه التعابير لا معنى لها ، لقد سقط الأتحاد السوفياتي وتفتت الكتلة الأشتراكية ، وانت تطلب من حبيب تومي ان يبقى على المبدأ الشيوعي ، يا اخي الأتحاد السوفياتي السابق تفتت الى دول قومية مستقلة ، فلماذا مطالبتكم لحبيب تومي تحديداً ان يبقى على مبادئه السابقة  ، ما هذا الألتزام الكبير من قبلكم ؟ ولماذا التشبث المستمر بهذه الأوهام التي ليس الى تصديقها سبيل .
اما بالنسبة لحبيب تومي كان كوردياً ، فهذا قول يجب ان لا تردده إن كنت مجداً في نقاشك ، حبيب تومي كلداني وقوميته الكلدانية واشتركت بقوات البيشمركة التي كان فيها الأشوريون والعرب والتركمان والأرمن فهل هؤلاء اصبحوا اكراد ؟
قائمة بابليون لها برنامج عمل سيعلن في حينه ، اما بخصوص البرلمان فهذا حديث سابق لأوانه
اما النقطة  الثامنة حول اصوات الناخبين ، فإننا نعتمد على اصوات الناخب العراقي من النسيج المجتمعي العراقي الجميل .
وسؤالك حول المرشحين في قائمة بابليون ، فسوف تعلن الأسماء في حينها .


بالنسبة للتسمية الثلاثية الأبعاد ( ك . س. ا )  انا اعتبرها تسمية سياسية وليست قومية ، انا لا اعترف بها وغير مقتنع بها لتكون اسماً لشعب اصيل ، لكن انا احترم من يعجبه ان يرددها من منطق احترام الرأي الآخر  بها ولي اصدقاء كثيرين يرددونها احياناً ، ويرددوها في المحاضرات فلماذا يستوجب علي الأنسحاب ، انا اجلس وأناقش واتفاهم مع الجميع .
الأخ آشور توني ، حينما نطور علاقاتنا الى مرحلة انتاج وصنع شكل مثالي متوازن للتعاون والأحترام المتبادل وقبول الآخر حتى لو كان هذا الآخر كلداني او سرياني حينئذِ سيكون بيننا تعاون وشراكة حقيقية اخوية ، هذا هو رأيي
دمت بخير وكل عام وانتم بخير
حبيب

282
اخي الطيب مايكل سيبي
تحية ومحبة
جملتك المفيدة :
 يريـدوكم تـتـركـون كـلمة (( كـلـدان )) تـشـوفـوهم يجـوكم رُكــُـض
إنه تشخيص حكيم للداء ووصفة طبية ناجعة للدواء .
دمت بخير
حبيب

283
شكراً اخي الطيب عبدالأحد قلو على مرورك الجميل
نحن ندعو بكل إخلاص ومحبة لخلق تفاهم وشراكة حقيقية ، لكنهم يقابلون هذه الدعوة الكريمة بهذا السيل من التعصب وضيق الأفق والسياقات المتشنجة ونزعة الإقصاء والكلمات الجارحة ، إنهم ببساطة يتحركون خارج سياقات الزمن المتسم بمعطيات الحرية للجميع ، إنهم يتهربون من مبدأ التعاون الأخوي المبني على التكافؤ ، إنهم  يريدون ان نرفع العلم الأبيض ، ونقر  لهم بالسمع والطاعة لخطابهم الإقصائي فحسب . وهذا لا يمكن ان ننحني له .
اكرر شكري لمرورك الجميل اخي عبدالأحد
تحياتي
حبيب

284
الأخ العزيز عبدالأحد سليمان بولص المحترم
تحية ومحبة
رغم ان رسالتك تخاطب بها الأخ الدكتور صباح قيا ، لكن حول القوشية الأخ ريان ، اسمح ان اعلق : بأن الشيخ ريان هو القوش ومن عائلة معروفة ، لكن قبل ذلك هو عراقي ، وهو كلداني وهو مسيحي كاثوليكي ، ورغم ان الروح العشائرية لا زالت متغلغة ومتأصلة في مفاصل المجتمع العراقي  وفي دول الشرق الأوسط عموماً وعلى الأخص الدول العربية ، فإن المكون المسيحي ، قد خرج الى حد ما عن الخيمة العشائرية ، وفي القوش لنا مصطلحات ( بيت ، بي ، اوجاغ ، اصل ) للاشارة الى الأنتماء العشائري فنقول : ـ
منديما بيثا ايلي ؟ او من ديما اوجاغ ايلي ؟ او من ديما اصل ايلي ؟ وكل ذلك للاستفسار عن الأنتماء العشائري لدى المكونات الأخرى كالعرب والأكراد والى حد ما الأخوة الآشوريون فلا زالت النعرة العشائرية تضرب جذورها ، وإن مصطلحات ( الملك او ملكّي او مالك ) كقولنا هرمز ملك جكو  وبعضهم يقول هرمز مالك جكو ، فبتصوري ان الملك يعني هنا رئيس العشيرة الذي يقابل شيخ العشيرة لدى العرب والأغا عند الأكراد ، والجدير بالذكر نحن لنا لحد الآن لقب الأغا في احدى العوائل المسيحية في فيشخابور وهي عائلة عزيز آغا ياقو ( راجع كتاب الاب البير ابونا " فيشخابور " دار المشرق ، بغداد 2004 ، حاشية ص210 وحاشية ص214 ) .
فالمسألة هنا ابعد من التصور القروي ، المسألة متصلة بالحرية والحقوق ونحن الكلدان من حقنا ان ندخل العملية السياسية بالطريق الذي نراه صائباً ، وعملية التسقيط السياسي كما قلت تتاخم اللاأخلاقية السياسية .

اما قولك :

(الشيء الثاني الذي أراه مؤكدا هو أن الأخ الشيخ سوف يفوز في الانتخابات من دون الحاجة الى أصوات الكلدان أو الألقوشيين.)
فأقول لك اخي عبدالأحد سليمان حسب معلوماتي لحد هذه اللحظة ، ان اسم الأخ ريان سالم الكلداني ليس مدرجاً ضمن المرشحين في القائمة ، لكنه رئيس القائمة ، وهذا شئ مؤكد .
تقبل تحياتي اخي عبدالأحد
 وكل عام وانتم بخير
حبيب

285
الدكتور صباح قيا المحترم
تحية ومحبة
شكراً على مرورك الهادئ الجميل ، وكما جاء في ردك للاخ مايكل سيبي : إرضاء ألناس غاية لا تدرك , فكيف إذا كان " ألناس " لا يرغب بالتجديد ؟
اجل وأنا اضيف فكيف إذا كانت هذه الجماعة كان لها قرار مسبق على الأسم ، بالرغم عما يعرضه من آراء ، فإن ادمغة هذه الجماعة قد تحجرت مع الأسف بالفكر القومي السلفي ، كما هو الدين السلفي الذي لا يقبل بالتطور والتنوير والحرية للاخرين المختلفين ، فهؤلاء يحتكرون الحقيقة المطلقة والصواب دائماً بجانبهم والمخالفين لهم ، يجب ان لا تقوم لهم قائمة ، هذا هو مجمل الفكر الأقصائي ، الذي انتهى في الدول الأخرى مع انتهاء حقبة ستالين ومع هتلر وموسليني ومع كل فكر إقصائي إن كان ديني او قومي او طبقي او مذهبي .
الشيخ ريان الكلداني مقره في قلب بغداد بالقرب من ساحة الواثق وتحرسة سيارة همر تابعة لوزارة الدفاع العراقية ، وهو مواطن عراقي يعمل في الساحة السياسية العراقية ، فلماذا كل هذا الغلط بحق هذا الشاب ، ويبدو ان جريرته انه يحمل ويتشرف ويفتخر بالأسم القومي الكلداني . هذه القصة من اولها الى اخرها .
تقبل خالص التحية والمحبة اخي الدكتور صباح قيا
حبيب

286
السيد لوسيان
شكراً على النصيحة ، نحن بدور التعلم وهذا شرف لنا ان نتعلم ،  وبارك بالفطاحل امثالك .
تحياتي
حبيب

287
السيد لوسيان

اعترف بأنك استطعت ان تخدعني  لفترة ، فلبست مسوح الرهبان ،وثوب الجدل والحوار البناء ، وتبين انك احد الطبالين في الفرقة التابعة للأحزاب الإقصائية للكلدان والسريان . اخي لوسيان يمكن ان تخدع كل الناس بعض الوقت ، وأن تخدع بعض الناس كل الوقت ، لكنك لا تستطيع ان تخدع كل الناس كل الوقت .
تحياتي
حبيب

288
الى akad zadiq
اريد ان ارد على بعض فقرات وردت في مداخلتك .
تقول : لانه سيكون من الصعب ان يصوت لك الاشوريين لمعرفتهم بك وبكرهك المستميت لهم . ..
ما هذا الكلام يا رجل ؟ ولماذا تضع نفسك مكاني من قال لك انني أكره الآشوريين ، انا احترم الشعب الآشوري ونضاله وبطولته ومقاومته ، لكن انا ضد الفكر الآشوري الإقصائي الذي يتباه احزاب آشورية قومية متعصبة يعلمون على اقصاء القومية الكلدانية من الخارطة القومية العراقية ، فأين هذا وأين ذالك ياسيد أكد .
اما قولك :
من هم الممولين لقائمتك مثلا: نوري المالكي؟ او التيار الصدري؟ او السستاني؟ لانني اظن بان (الكلدان) الشرفاء سوف لن يعطونك اموالهم ..
إن قولك هذا يبين ان الكلدان غير الشرفاء سوف يتبرعون بأموالهم لقوائمتنا والشرفاء منهم سوف يتبرعون لكم ، هذا منطق البعث ، يا اخي كل من هو معكم هو شريف وعادل ومع الحق ، ومن ليس معكم هو غير شريف وغير عادل وهو باطل . إنه منطق الخطاب الإسلامي الأصولي ، والقومي الإقصائي ، وخطابكم الإقصائي بحق الكلدان والسريان لا يختلف عن ذلك فلا تخلط بيت شعب مكافح وبين احزاب إقصائية .
أما بشأن الفضائية فإن فضائية عشتار هي لكل المسيحيين وليس لحزب معين فلا تخلط الأمور
حبيب
ـــــــــــــــــــــــــــــ
السيد لوسيان المحترم
اعترف بأنك استطعت ان تخدعني  لفترة ، فلبست مسوح الرهبان ،وثوب الجدل والحوار البناء ، وتبين انك احد الطبالين في الفرقة التابعة للأحزاب الإقصائية للكلدان والسريان . اخي لوسيان يمكن تخدع كل الناس بعض الوقت ، وبعض الناس كل الوقت ، لكنك لا تستطيع خدع كل الناس كل الوقت .
تحياتي
حبيب
ـــــــــــــــــــــــ
الأخ  bet nahrenaya المحترم
تقول في مداخلتك

لحد الان لا نعرف ما هو شعار وبرنامج قائمة بابليون (بالمناسبه مصطلح بابليون على قائمه له مدلول ضيق وغير شامل ولا أريد أن أقول عنصري)، أليس من المفروض أن تطالب بمثل هكذا عهد بعد أن تتضح أهداف وبرامج وميول قائمة بابليون؟
اجل لحد الآن لم يظهر برنامج القائمة ولا برنامج اي قائمة اخرى فلماذا هذا التهجم الأعمى من قبل الفرق المجندة لهذا الكيان الذي لم تظهر معالمه لحد الآن ؟
 التهجم الأعمى على الشيخ ريان الكلداني لماذا لم يكن هنالك اي كلمة بحق الشيخ اياد الآشوري ؟ حقاً إنه فكر انتقامي اصولي نتعرض له نحن الكلدان في وطننا ،والله يكون في عوننا .
تحياتي للجميع
حبيب

289
الأخ فاروق يوسف
تحية ومحبة
التوضيح منشور بنفس الصيغة وتحت صورة الشيخ ريان الكلداني على موقع القوش نت حسب الرابط :

http://alqosh.net/article_000/Sheikh_Ryan/sr_1.htm
تحياتي
حبيب

290
السيد لوسيان
كنت وعدت ان اجيبك على سؤالك ، حول تحمل مسؤولية الخسارة لقائمة البابليون او غيرها ، انه سؤال جميل من يتحمل المسؤولية ؟ تقول ان السيد يونادم كنا يقر :  بانه سيتحمل مسؤولية الفشل بنفسه، ، يجب ان تعلم ان السيد يونادم كنا هو رئيس القائمة ، حتى حينما لم يرشح نفسه في انتخابات اقليم كوردستان ، فإنه كان رئيس القائمة ، ومن الطبيعي ان يتحمل المسؤولية وأنا شخصياً لا اخشى تحمل السؤولية ، لكن قائمة البابليون هي برئاسة الأخ الشيخ ريان الكلداني ، وهو سوف لن يرشح نفسه . فمن رأيي ان تكون المسؤولية تضامنية في الفوز او الخسارة .
 واعتقد اخ لوسيان لم يكن هنالك اي تهرب من سؤالك هذا .
تقبل تحياتي
حبيب
ـــــــــــــــــــــــــــــ
السيد يوسف شكوانا
اجل قلت : (وبعد الاتفاق يصار الى وقف الحملات الاعلامية) ، وأين وجه الغرابة في ذلك ، بعد الأتفاق يصار الى وقف الحملة الإعلامية المحسوبة على التسقيط السياسي وطيلة فترة الدعاية الأنتخابية ، وستكون هذه ارضية جيدة للعمل داخل مبنى البرلمان الذي سوف اتطرق اليه في المقال القادم .
اما ما يتعلق بقائمتين كلدانيتين ، اجل كان ذلك خطاً ارتكبه مسؤولي القائمتين الكلدانيتين يومذاك وذلك بسبب عدم اتفاقهم ، واليوم حاولت انا شخصياً وكان زملاء آخرين عملوا ايضاً لتوحيد القائمتين لكن لم تفلح هذه الجهود بلم شمل القائمتين ، وربما في القانون الحالي ( سانت ليغو المعدل ) فيه مرونة اكثر لصالح القوائم الصغيرة ، فلو طبق في الأنتخابات السابقة لكان لقائمة المرحوم حكمت حكيم نصيب في مقعد واحد .
هذه هي السياسة ويجب ان نفرق بين العمل السياسي والعمل القومي .
حبيب

291
مرحبا ميوقرا مايكل سيبي
تحية ومحبة
أجل هنالك حرية كبيرة في الأختيار : ( إذا تريد ارنب خذ ارنب ، وإذا تريد غزال فخذ ارنب ) فلك مطلق الحرية في الأختيار ، ان امر الأخوان عجيب ، الحرية التي تعطي معنى للحياة يريدون ان يمنحوها لنا بقطرات ، ولهم خطوط حمراء ، وما اكثرها ، لا يجوز تجاوزها ، فحدودنا تقف في اخيار الأرنب . لا غير .
تحياتي
حبيب
ــــــــــــــــــــــــــ
الأخ العزيز سيزار ميخا هرمز / تحية ومحبة
اجل ان هذه المبادرات لا تعجبهم ، لأن مبادراتي تشير الى الشراكة الحقيقية المبنية على التكافؤ والمساواة وهم يريدون شراكة الخضوع لهم بحجة الوحدة ، ويريدون شراكة : سمعة وطاعة التي مضى زمنها . أنهم يختلفون فيما بينهم ويرتفع التراشق على المواقع وتبادل التهم ، لكن حينما يصل الكلام علينا نحن الكلدان فإنهم جميعاً وحدويون ، ونحن الكلدان انفصاليين ، وثمة محاولات التسقيط المفضوحة ، وأهمها ما يروج من وجودنا خارج العراق ، علماً ان اكثرية اشهر السنة انا شخصياً في العراق وفي القوش بالذات ، وإن الكثير من قادة الأحزاب القومية الكبيرة فإن عوائلهم خارج العراق ، لكن لا احد يتكلم عن ذلك .
انها سياسة الكيل بمكيالين ومحاولات التسقيط السياسي المبكر قبل الأنتخابات .
شكراً لمرورك الدائم اخي العزيز سيزار ميخا هرمز
تحياتي
حبيب
ــــــــــــــــــــــ
السيد نزار عيسى المحترم
اولاً شكراً للاخ عبدالأحد قلو بالإجابة الواقعية المقنعة على تعليقك ، وأضيف بأنك لم تسأل مثل هذه الأسئلة للقوائم الأخرى حول المال وما الى ذلك ، وثانياً اراك تريد حصري في زاوية ، وهي إن رشحت نفسي فإني اركض وراء الكعكة ، ولدفع التهمة عني ينبغي علي الأنسحاب من الترشيح ، وربما سوف ترتاح نفسياً .
هذا استنتجته من تعليقك ومن تعليق بعض الأخوة ، الذي يستكثرون علينا حرية العمل السياسي وحرية الفكر ، وأرجو ان تقنعني كنت كنت مخطئاً في تقديراتي
تحياتي
حبيب

292
السيد نزار عيسى ( ابو تمارا ) المحترم

تحية ومحبة
تقول في تعليقك :
(اليس الأمر يتطلب وقفة لفهمه على حقيقته فإذا لم تكن الفائدة أضعاف مضاعفة من النعيم والترشيح لعضوية مجلس النواب فلن يجروأ احداً للعودة من اجل لا شيء او من اجل عيون ابناء شعبه ، اذن الحقيقة هي من اجل مصالح شخصية وليس من اجل الكلدان وغيرهم وهذا اصبح واضحاً من خلال المقالات والردود وحتى افعال البعض من مرشحينا الأكارم الذين لم نرى منهم سابقاً غير الكلام الذي يتفنون به من ابراجهم العاجية في المهجر ولن يفعلوا اكثر من هذا مستقبلاً.. )انتهى الأقتباس
اقول اولاً :
إن العمل في البرلمان ليس وظيفة حكومية بل انه التطوع للعمل ولخدمة الشعب الذي انتخبهم وأوصلهم الى البرلمان ، ومن يعمل لمصلحته الخاصة في البرلمان يكون قد خان الأمانة ، وتحايل على الذين اوصلوهم الى البرلمان ، وقد ابدع ( جميع) نوابنا المسيحيين في هذا التحايل .
اخي نزار عيسى ، لماذا كل هذه التصورات والتهم التي لا معنى له  ، انا نعم في الخارج وفي نعيم لكن انا مواطن عراقي ولي جذوري العراقية الأصيلة ، ثم لماذا تفسر كل شئ بالفائدة  المادية ؟
ماذا استفدت حينما تطوعت اكثر من خمس سنوات في صفوف الثوار مع الثورة الكوردية ؟
ماذا استفدت حينما تعرضت عائلتي الى الملاحقة والتشرد ؟
ماذا استفدت حينما فقدت 4 شهداء من عائلتي في عهد صدام ؟
ماذا استفدت حينما اسافر وأحضر المؤتمرات وأدفع اجور السفر وتكاليفه ؟
إن حقدكم يا سيد نزار عيسى ليس له مثيل ، إنكم تتكلمون عن الكعكة ، وتهملون من يسافرون السفرات السياحية على حساب المال العام وينزلون بأحسن الفنادق باسم حضور المؤتمر لهذا الحزب او ذاك ، ويفتحون دكاكين استرزاقية تحت هذا الأسم او ذاك ويلفكم الصمت المطبق .
 إنكم يا رجل تكيلون بمكيالين ، تسكتون عن الذين ( يلهفون ) وتتوجهون لمن يضحون باوقاتهم وراحتهم ونقودهم . انكم تعملون من الأسود ابيض ومن الأبيض اسود .
اكتبوا ما يميله عليكم ضميركم وليس ما يمليه عليكم حزبكم او فكرم الأديولوجي .
تحياتي
حبيب

293
السيد يوسف شكوانا
إن الحركة الديمقراطية الآشورية ( الزوعا ) حزب سياسي يعمل في الساحة ، وأثناء مسيرته السياسية هنالك امور ايجابية  وأخرى سلبية ، وكل حزب يعمل في الساحة يجب ان يتوقع اللغة النقدية ولا يستبعدها ، فالحزب الذي لا يقبل النقد هو حزب دكتاتوري ، إن المثقف من جانبه مهمته ممارسة النقد عن الظواهر السلبية في الجوانب السياسية والأجتماعية والأقتصادية . فأنا او غيري حينما نكتب هذا من حقنا الطبيعي في إطار ممارسة حرية الفكر المكفولة لكل مواطن . إن ما علمته من بعض الأخوة إن السيد يونادم كنا شخصياً ليس غاضباً او مستاءً من انتقادات حبيب تومي ، بل يتقبلها برحابة صدر ويقول انها مفيدة للحركة ،
اما قولك ان الحركة لا ترد على انتقاداتي ، اجل انا معك ، لكن هنالك الجنود المجهولين للحركة من يرد على تلك المقالات بسيل من الشتائم والمسبات ، وإن ما يصلني عبر بريدي الألكتروني من كلام اولاد الشوارع فيه الغريب والعجيب ، وأنا اعرف ان هؤلاء يفتقرون وعاجزين عن مقارعة الحجة بالحجة ، فليجأون الى الأسلوب الواطئ .
 انا شخصياً ليس لي حقد شخصي على اي فرد في هذه الحركة ولا على الحركة نفسها كحزب سياسي له تاريخ ، إنما انا بالضد من الفكر الإقصائي للحركة ، وأياً كان مصدره ، لأن الأقصاء برأيي المتواضع هو ممارسة للهدم وتصفية للحسابات السياسية او الدينية او القومية . نحن اجمعين كنا ضد سياسة البعث الأقصائية بحق القوميات الأخرى ، إذ كان خطابه مع تعريب كل ما هو داخل الوطن العربي من المحيط الى الخليج ، فكل ما يتحرك في هذه الأرض هو عربي ، والآشوريين والزوعا نفسها اكثر من  غيرها كانت تعاني من تلك السياسة الأقصائية ، واليوم الزوعا تريد تطبيق نفس الأفكار .
إن دعوتي لوقف التسقيط السياسي بين قوائمنا هو لإعطاء مثال جميل عن المكون المسيحي ، وفي السياسة لا يوجد اعداء او اصدقاء دائمين ، بالأمس كان المجلس الشعبي والحركة الديمقراطية الآشورية ، يجمعهما ( تجمع كـ ـ س ـ آ ) اليوم كل طرف اختار طريقه منفصلاً . هذه هي السياسة ، إن دعوتي دعوة مخلصة لا شائبة عليها ، وبعد الأتفاق يصار الى وقف الحملات الأعلامية . وكل فريق يعمل دعاية لنفسه دون النيل من الآخرين ، إنها خطوة اولى ليعقبها خطوات اخرى للتعاون .
حبيب


294
السيد انطوان الصنا : قراءتي لرسالتك المتشنجة اللامسؤولة ، انها رسالة إنشائية عبثية فارغة المضمون باستثناء انها مشحونة بالحقد الأسود والكراهية ، ولا تستحق إضاعة الوقت للرد عليها  .

حبيب

295

أدعو لتوقيع عهد شرف بين قوائم الكوتا المسيحية بعدم اللجوء الى التسقيط السياسي
بقلم : د. حبيب تومي / اوسلو
habeebtomi@.no
نحن شعب مسيحي واحد كما يزعم الجميع إن كنا كلداناً او آشوريين او سريان او ارمن فلا فرق بيننا والدليل على ذلك هو (المساواة) بيننا في عمليات التهجير القسري من الوطن وظلم وقهر وإرهاب يطالنا جميعاً دون تفرقة والسبب هو هويتنا الدينية المسيحية فهذه الهوية يمكن ان توحدنا في السراء والضراء ، لاسيما اوقات المحن .
بالإضافة الى كل ذلك هنالك من العقلاء والكتاب ورجال الدين المعتدلين من المسلمين في وطننا يضربون بنا المثل نحن المسيحيون  بأننا مثال التعايش والوعي وقبول الآخر ، والكل يشهد ان المكون المسيحي يمثل نخبة عراقية وطنية واعية في النسيج المجتمعي العراقي  . ومع كل هذه الأسباب ينبغي ان نشكل مثالاً جيداً يقتدى به في التجربة الديمقراطية العراقية ، ولهذا اقول :
علينا ان نوقع وثيقة شرف بين كل الكيانات المتمثلة في قوائم الكوتا المسيحية لكي لا نلجأ الى اسلوب التسقيط السياسي للاخر او استخدام المال السياسي في عملية الأنتخابات وحري بنا ان نبتعد عن هذا الأسلوب المعتبر اسلوب يتاخم اللاأخلاقية السياسية . فمهما كان بيننا من التنافس فلا يمكن ان نصل الى حدود العداوة والأنتقام  .
من المؤسف ان نلمح في الأفق اسلوب التسقيط السياسي يلجأ اليه الآخرون ونحن في مرحلة مبكرة من الدعاية الأنتخابية ، فقد كتب السيد انطوان صنا في تعليق له على مقالي السابق الموسوم : لماذا رشحت نفسي في قائمة بابليون التي يرأسها الأخ ريان الكلداني ؟
وكان رد السيد انطوان صنا الذي تنكر لأنتمائه الكلداني وانتقل الى الأنتماء الآشوري ، وهذا امر يخصه لا نتدخل فيه ، لكن هو اول من استخدم اسلوب التسقيط السياسي باعتباره ، محسوب وموالي لقائمة المجلس الشعبي تحديداً . وقد كتب تعليقه على المقال المذكور بتعليق غريب عجيب وبمنأى عن اي رأي حصيف ولائق ومسؤول ، ويبدو ان اناء هذا الرجل ينضح بما هو فيه ، إذ يقول في الفقرة الرابعة وحسب الرابط اسفل المقال . يقول :
 - حسب رأي الشخصي ان السيد حبيب تومي فقد مركز توازنه السياسي ويتخبط ويشعر بنوع من الافلاس السياسي والتهميش والشعور المسبق بفشل التنظيمات السياسية الكلدانية لذلك ارتمى في احضان قائمة (بابليـون) بشكل غير لائق بعمره وبتاريخه ومواقفه وادعاءاته ومزايداته من اجل الكرسي خاصة ان قائمة بابليون غير متجانسة فكريا وسياسيا وطارئة على شارع شعبنا وليس لها علاقة بفكر شعبنا وبحقوق شعبنا الوطنية والقومية والتاريخية المشروعة في الوطن واني مسؤول عن كلامي . انتهى الأقتباس .
في الحقيقة انا مستغرب من هذا الأسلوب التسقيطي ، فأنا شخصياً كانت علاقتي طيبة مع هذا الرجل العجيب الغريب في مواقفه ، والدليل على ذلك ما يسطره هذا الرجل من كلمات التقدير والأحترام لشخصي ، ففي رسائل سابقة كنت استلمتها من السيد انطوان الصنا وعلى سبيل المثال هذه رسالة بتاريخ 12 / 3 / 2009 يقول فيها :
استاذي العزيز حبيب تومي المحترم
تحية طيبة
استلمت رسالتك التاريخية واني عن نفسي سوف التزم بكل ماورد فيها من اسس وقواعد حرصا على وحدة الكلمة والصف القومي الكلداني مع
تقديري


                                                                اخوكم ومحبكم
                                                                  انطوان الصنا
                                                                    مشيكان

 ورسالة اخرى وهي بتاريخ 17 / 5 / 2009 يقول السيد انطوان الصنا في بعض ما ورد فيها :
استاذي الفاضل حبيب تومي جزيل الاحترام
تحية اخوية واعتذار
اعتذر كثيرا لتأخري في الرد لانشغالي ...  

استاذي العزيز
ان مفاهيم الزعل والتشنج ليس ضمن قاموس تعملنا الحياتي اليومي والثقافي لثقتنا بأنفسنا ومبادئنا اولا ... فكيف ذلك ونحن تلاميذ مدرستك ثانيا ......

مرة اخرى اكرر اعتذاري واسفي الشديد على تأخري الرد وستبقى علما ومفكرا واستاذا لنا وتذكره الاجيال الحالية والقادمة بكل شموخ واباء بعد عمر طويل وبفخر واعتزاز وثقة مع تقديري واعتزازي ...

                                                    تلميذكم ومحبكم
                                                      انطوان الصنا
                                                        مشيكان

يستنتج من هذه الرسالة وغيرها بأنه لا يوجد خلاف شخصي  مع السيد صنا ، ولكن حينما بدل السيد صنا ولائه القومي والسياسي بات يسلك سلوك التسقيط السياسي للاخرين ..
انا شخصياً كنت ثائراً في الجبال وبعد ذلك درست خارج العراق ، ثم عملت مهندساً بحرياً في اعالي البحار ، وخالطت مجتمعات كثيرة ولم اصادف في حياتي شخص بهذه القابليات ، فأنا شديد التعجب بهذه القابلية للتلون او التحول ، وهنا اسأل السيد انطوان الصنا : اي من النصين عن حبيب تومي فيه المصداقية وأي منهم فيه عدم المصداقية ولا اقول ( الكذب ) . والجواب متروك للسيد الصنا .

اقول :
لا يليق بنا نحن المسيحيون ان يسود بيننا اسلوب التسقيط السياسي ، من حق اي كيان وقائمة ان يشرح برنامجه للمواطن ويظهر تاريخه النضالي ، ومن حقه ان يقنع المواطن ويكسبه الى جانبه ، لكن ليس من حقه اللجوء الى إسقاط الآخر ، لأن الاخر سيقوم بعملية رد فعل فيلجأ الى اسقاطه ايضاً ، وهكذا تبرز المشاكل لتصل احياناً الى عمليات الأنتقام والقتل بين بعض القوى المتنفذة ، ونحن الكلدان والسريان والآشوريين في غنى عن هذا التسقيط الذي يصنف مع اللاأخلاقية السياسية .

المال السياسي
من المعروف ان المال السياسي للدعاية الأنتخابية يأتي من المتبرعين ، وخاصة من اعضاء الكيان او اصدقائهم ، لكن في العراق اعتقد الحكومة تساهم في هذا الجانب ، وعلى نطاق قوائمنا المشتركة في الكوتا المسيحية ، فما ترشح من الأخبار في الأنتخابات السابقة فإن القائمتين التابعتين للمجلس الشعبي الكلداني السرياني الآشوري والزوعا قد أغرت الناخبين ببعض الحاجيات المنزلية كالصوبات ، والبطانيات ، وكرتات الموبايل وربما مبلغ من المال .. الخ
ليس من حق الكيان ان يصرف المبالغ التي تجمع باسم الجمعيات الخيرية ، كجمعية آشور الخيرية ، والمبالغ المخصصة للعوائل المتعففة او المخصصة للبنية التحتية للقرى المسيحية والتي هي بحوزة المجلس الشعبي الكلداني السرياني الآشوري ، ليس من حق هذين الكيانين صرف هذه المبالغ للدعاية الأنتخابية ، او لشراء اصوات الناخبين .

الدعاية والإعلام
يحضرني ما اقدم عليه موقع عنكاوا في الأنتخابات البرلمانية العراقية السابقة ، حيث منح مساحة إعلامية متساوية لجميع القوائم ، لكن هذا السلوك لم يكن سارياً في قنواتنا الفضائية . ففي فضائية اشور ومواقع الزوعا الألكترونية كانت مخصصة للدعاية لقائمة الزوعا وهذا مفهوم . باعتبار زوعا حزب قومي متشدد معروف بأديولوجيته الأقصائية بحق الكلدان والسريان على  فرضية خلق مكون مسيحي متجانس قومياً وهي القومية الآشورية . لكن هذه الأفكار باتت منبوذة ومنكرة في العالم المتقدم ، وفي وطننا العراقي في طريقها الى الزوال امام الفكر الليبرالي الديمقراطي الحر .
وفي نفس السياق عكفت فضائية عشتار المخصصة للمكون المسيحي من قبل اقليم كوردستان ، فإن هذه الفضائية تستغل من قبل مكون مسيحي معين ، دون ان يستفيد منها السريان والكلدان فيما يخص المسألة القومية ، بل ان فضائية عشتار تتخصص وقت الأنتخابات          ( حصرياً ) للدعاية الأنتخابية لحزب المجلس الشعبي الكلداني السرياني الآشوري  الذي يتنافس مع الأحزاب الأخرى على مقاعد الكوتا المسيحية . فيتوفر حظ اوفر من الدعاية الأنتخابية للزوعا وللمجلس الشعبي ، وهذا واضح من هيمنة الحزبين على الكوتا المسيحية في اقليم كوردستان وفي برلمان العراق الأتحادي في الدورات السابقة .

نعود الى المهم
 وهو الكف وإيقاف اسلوب التسقيط السياسي ، وكذلك عدم اللجوء الى تسخير المال السياسي في شراء الأصوات بين الفرقاء في الكوتا المسيحية ، بغية خوض عملية انتخابية شفافة شريفة ، ونترك للناخب حرية الأختيار بمنأى عن الأساليب الملتوية . وربما تكون هذه الطريقة غريبة في مجتمعاتنا ، لأننا تعلمنا على الأسلوب الميكافيللي في الوصول الى الهدف السياسي ، إذ اصبحت الميكافيلية تعتمد كصفة للخبث والدهاء والغدر والفساد في السلوك والأخلاق .
ولكن حتى ( ميكافيللي يقر بوجود سبيلان للوصول الى الإمارة ، ففي الفصل الثامن من كتابه الأمير يقول ص96 في عنوان : أولئك الذين يصلون الى الإمارة عن طريق النذالة ، ويضيف ان احد السبيلين يتلخص في وصول المرء الى مرتبة الإمارة عن طريق وسائل النذالة والقبح . اما السبيل الآخر فعن ارتقاء أحد ابناء الشعب سدة الإمارة في بلاده بتأييد مواطنيه) . انتهى الأقتباس
 وفي الحقيقة ان ميكافيللي يورد ذلك منطلقاً من ظروفه ولا يمكن التطرق اليها لأسباب يطول شرحها .
المهم إذا اتفقنا على نبذ الأساليب المنافية للعملية الديمقراطية السليمة  ولأخلاقيات السياسة ، فيمكن ان يشكل ذلك ارضية سليمة للتعاون داخل مبنى البرلمان والذي سوف نتطرق اليه في مقال قادم .
ولهذا ادعو كافة الكيانات السياسية المسيحية العراقية المتمثلة بالقوائم المسجلة ان نلجأ الى الدعاية الأنتخابية الشريفة لكي نمثل نموذج حي مثالي لخوض اللعبة الديمقراطية بطرق نزيهة ، فهل نستطيع ذلك ؟ فلنوقع وثيقة شرف على انتهاج هذا الأسلوب المثالي .

تحياتي
د. حبيب تومي / اوسلو في 04 / 01 / 14
 

://.ankawa.com/forum/index./,718951.0.


296
الأخ العزيز ظافر شانو المحترم
تحية ومحبة
انا معك فيما ورد بمداخلتك الواقعية وهذا ما يقره معظم ابناء شعبنا من الكلدان والسريان والآشوريين من ان النواب المسيحيين في الدورات السابقة علموا لمصالحهم الشخصية في المقام الأول ، وهذا يفسر عزوفهم عن الأشتراك في عملية الأنتخابات ، وهذا ما يؤكده  تدني اعداد المقترعين في الأنخابات الأخيرة لبرلمان اقليم كوردستان . واحب هنا ان اعلق على عبارة وردت في المداخلة تقول فيها :
 .وان كنا نحن ابناء البلد الاصليين  من السريان والاشوريين والكلدان الذين تجمعنا الارض واللغه والدين لا نعرف كيف نتوحد ونوصل اصواتنا لنيل حقوقنا فلا عتب على الشيعه والسنه والاكراد ان اقتتلوا على السلطه
اعتقد اخي ظافر لو كان بيد بعض الأخوة شئ من تلك الأمكانيات ، كأن يكون سلطة وشرطة وسجون ، اعتقد لأودعونا السجون والمعتقلات على ما نقترفه من الذنوب من الدفاع عن قوميتنا الكلدانية .
اخي ظافر شانو في الحقيقة لدي بعض الأفكار حول العمل داخل البرلمان وسوف اعرضها في مقالين قادمين .
شكراً على مرورك ، وسوف اعلق على مداخلات وأسئلة الأخ لوسيان والأخ جورج خوشابا كوركيس في المقال القادم حيث ان هذا المقال قد ترهل بالمداخلات الكثيرة .
شكراً لكل الأخوة الذين كان لهم مداخلات على الموضوع ،  الذين كانوا مع رأيي او الذين اختلفوا معي في الرأي  .
دمتم جميعاً بخير ومحبة وكل عام وأنتم بخير
تحياتي
حبيب


297
الأخ العزيز مايكل سيبي المحترم
الأخ العزيز عبد الأحد قلو المحترم
الأخ العزيز ناصر عجمايا المحترم
تحية ومحبة
شكراً لمروركم الدائم ، وفي الحقيقة نحن الكلدان نتعرض لحملة انتقامية من قبل من يحملون فكر إقصائي بحق الكلدان والسريان ، نحن نتعامل بمنطق احترام الآخر ، نحترم الآشوري حينما يعتز بقوميته الآشورية رغم مآخذنا على ذلك ، لكن نحترم مشاعره ورغبته ، لكن في المقابل الآخر الموالي للخطاب الآشوري لا يحترم مشاعرنا القومية الكلدانية وهذه معادلة غير صحيحة ، فالمنطق ولوائح حقوق الأنسان في العصر الحديث تحتم احترام كل الأنتماءات والعقائد والأديان . لكن الأخوة يضربون عرض الحائط ذلك المنطق ولوائح حقوق الأنسان ، لأنهم دائماً على حق والآخرين على باطل ، وهذا ما استمات من اجله هتلر وموسيليني وستالين وكتب التاريخ الفشل الذريع لأفكارهم ، ,وصدام حسين جربها مع المكونات العراقية غير العربية ، ليصهر تلك المكونات في بودقة العروبة ، بحجة انه وطن عربي وكل قوم داخل حدوده يجب ان يكون عربي ، لكن نظريته لازمها الفشل الذريع ايضاً  ، واليوم يحاول الإسلام السياسي تطبيق نفس الأفكار الإقصائية بحق الآخر وفشل في مصر وهو في طريقه للفشل في الأماكن التي صعد بها ، والأخوة الآثوريين رغم قلتهم يحاولون تطبيق نفس الأفكار الأقصائية بحق الكلدان والسريان تحت مختلف الحجج ، وسيكون الفشل الذريع حليفهم ، كما كان حليف كل فكر إقصائي .
وكل عام وانتم بخير
تحياتي
حبيب
سوف احاول إكمال بعض الردود قريباً جداً

298
مرحبا ميوقرا عزيزا زهير زورا كولا
تحية ومحبة
بداية اهنئك والعائلة الكريمة بعيدي الميلاد ورأس السنة المجيدين ، ومن خلالك ازف التهاني لكل اعضاء وأصدقاء نادي العائلة الأجتماعي في القوش ، وبعد ذلك تحياتي ومحبتي لأصدقائي الأعزاء من آل بتوزا وفي مقدمتهم الأخ الكبير كليانا ، حيث كنا نلتقي في النادي يومياً في المساء وفي الصباح نلتقي في المجلس الأخوي لقيس حيدو الأنسان المحبوب في القوش .
اقول : يبدو ان الحاقدين والمتربصين بالكلدان لا يريدون ان تشرق الشمس على الكلدان ، ويريدون ان يخمدوا انفاسهم لكي لا تقوم للكلدان قائمة ، هذا هو الفكر الأديولوجي الأقصائي . فحينما كانت بارقة امل للكلدان مع الأخ الشيخ المستشار ريان الكلداني ، ثارت ثائرتهم ، وبدأت حملات التشهير والتلفيق ضد الرجل ، قد يستطيع هذا الرهط حجب الحقيقة بعض الوقت ، وقد يستطيعون حجب بعض الحقيقة كل الوقت ، للكنهم لا يستطيعون حجب كل الحقيقة كل الوقت . الشعب الكلداني سيبقى حياً وحراً ابياً .
شكراً على مرورك صديقي العزيز زهير
تحياتي
حبيب
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الأخ والصديق العزيز حكمت يونان ججو المحترم
تحية ومحبة
شكراً لمرورك الجميل وثقتي عالية بك ان تبقى ذلك الصديق الوفي للصداقة المقدسة وللشعب الكلداني .
اتمنى لك الموفقية والنجاح وأن يكون العام الجديد عام الخير والسعادة لك ولعائلتك الكريمة ولجميع اهل شيوز الكرام .
 ودمت اخاً وصديقاً عزيزاً وكل عام وانتم بخير
تحياتي
حبيب
ــــــــــــــــــــــــــــــ

السيد برديصان المحترم
تحية ومحبة
شكراً على المداخلة وسوف اجيب على التساؤلات الواردة فيها عبر مقالين قادمين .
شكراً على مرورك
تحياتي
حبيب
ـــــــــــــــــــــ
الأخ العزيز نيسان سمو المحترم
تحية ومحبة
شكراً على مرورك الدائم ، وسوف اجيب على كثير من التساؤلات من خلال المقالين القادمين ، كما سوف اطلع على مقالك القادم لطرح افكارك حول الموضوع .
تقبل مني خالص التحية وكل عام وانت بخير وصحة وسعادة
تحياتي
حبيب
ــــــــــــــــــــــــــ
الأخ العزيز bet nahrenaya بيث نهرينايا المحترم
تحية ومحبة
شكراً على تمنياتك وتحياتك .
نحن سنخوض هذه التجربة أنطلاقاً من رغبتنا في تقديم خدمة لشعبنا في المقام الأول ، وهذا هو المهم ، وفي نفس الوقت انا شخصياً اقبل اي نقد إن كان خارج إطار الأستخفاف والطعن ، إن كان حالياً او مستقبلاً ، ويحدونا الأمل اننا نستطيع ان نقدم خدمة مميزة للشعب المسيحي من كلدان وسريان وآشوريين وأرمن دون ، تمييز او تفضيل مكون على مكون آخر .
كل عام وانت بخير
تحياتي
حبيب

299
الأخ العزيز ChaldeanAndProud المحترم
تحية ومحبة
شكراً على ثقتك العالية وأتمنى ان نستطيع ان نكون اهل لتك الثقة التي يمنحنا شعبنا .
دمت صديقاً عزيزا
تحياتي
حبيب
ــــــــــــــــــــــــــ
الأخ العزيز هنري بدروس كيفا المحترم
تحية ومحبة
شكراً لمرورك الجميل ، وحتماً سوف ارد بالوقت المناسب على الكلام الطافح بالتسقيط السياسي ، وانا من المتابعين لكتاباتك التاريخية الرصينة . اتمنى لك التوفيق والسعادة في العام الميلادي الجديد ز
تقبل تحياتي
حبيب
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الأخ عبدالاحد سليمان بولص المحترم
تحية ومحبة
انا معك فيما سطره قلمك ، وإن استنتاجك مبني على التجربة المريرة في السنين الماضية ، وأعتقد هنالك افكار جديدة يمكن ان تخرجنا الى حد ما من ذلك القوقع ، صحيح ما يقال انه عملنا بالممكن ، للكن يا ترى الم يكن هنالك من مبادرات تضيف شيئاً الى ذلك الممكن ؟
برأيي ان الشخص الواصل الى مبنى البرلمان سيكون مخادعاً لمن اوصله الى ذلك المكان حينما يكون همه الأول استلام الراتب ، ويكون عمله الدفاع عن مصالحه ومكاسبه فحسب ، إن هذا برأيي تحايل على الناخب .
شكراً على مرورك الصريح اخي عبد الأحد
تحياتي
حبيب

300
الأخ لوسيان المحترم
تحية ومحبة
رغم وجود اصدقاء معلقين قبلك ، وينبغي علي التعليق على مداخلاتهم ، لكن حسب سؤالك فأنا اجيب عنه حسب رؤيتي :
اولاً : ـ انها المرة الأولى نخوض مثل هذه التجربة إن كان على نطاق الأشخاص المرشحين او ما يتعلق بالقائمة ( البابليون ) ، فكثير من القوائم لها تجارب سابقة إذ خاضوا غمار هذه المنافسة وبعضهم احرزوا نجاحاً وآخرين لا زمهم الإخفاق .
ثانياً : ـ من المؤكد تتفاوت إمكانيات الدعاية الأنتخابية ، وللبعض مال سياسي سوف يستخدم لهذه العملية ، وبهذا سوف لا تكون الفرص متساوية للجميع ، فالذي له فضائية تتكلم باسم المسيحيين وتخصص تلك الفضائية بشكل دائم للدعاية لقائمة واحدة ، فمن المؤكد مثل هذه القائمة سيكون لها فرصة الوصول الى الناخب اكثر من غيرها .
ثالثاً : ـ انا شخصياً اخوض هذه المنافسة بالأشتراك مع زملائي في هذه القائمة ويرأسها الأخ الشيخ ريان سالم الكلداني ، وألاحظ في هذه القائمة مشاركة شفافة اساسها التعاون ، ولا يوجد اي صراع داخلها على المراكز ، وبهذه الروح الأخوية سوف نخوض هذه التجربة وحسب الأمكانيات المتوفرة ، وسوف نقبل النتائج بروح رياضية ، رغم التسقيط السياسي الذي بدأه بعضهم والذي تزعمه كما يبدو السيد انطوان الصنا في هذا الموقع .
ومداخلته المنشورة على مقالي يبين روح الحقد الذي يضمره هذا الرجل في قلبه ، وفي الحقيقة لا مبرر لهذا الحقد .
 المهم : إن مباراة كرة القدم فيها ثلاث نتائج : الربح والخسارة والتعادل : لكن لعبة الأنتخابات فيها نتيجتين : إما خسارة او ربح ، ونحن نقبل النتيجة برحابة صدر خاصة إن توفرت الظروف التي تكلمت عنها .
اعتذر للاخوة الذين عبرتهم للاجابة على مداخلاتهم الجميلة .
تقبل خالص التحية وكل عام وانتم بخير

حبيب

301
الصديق العزيز عصام شابا فلفل ( عصام الكلداني ) المحترم
تحية ومحبة
شكراً لمرورك الجميل .
اخي عصام الكل يرشح نفسه ويشترك في العملية السياسية دون اعتراض اي من المعارضين في هذا المنبر ، واليوم نلاحظ هؤلاء قد امتشقوا سيوفهم بوجه حبيب تومي ووسام موميكا ، وأصبحوا من اشد المدافعين عن القوانين والأنظمة . لا ندري لماذا كل هذه الصحوة للدفاع عن القوانين ، ولماذا لم يحركوا ساكناً امام ترشيح الآخرين في القوائم الأخرى .
اخي عصام نحن مواطنون عراقيون علينا الواجبات ولنا الحقوق التي يكفلها الدستور العراقي ، وإن خالفنا القوانين فثمة جهات مختصة للدفاع عن تلك القوانين والأنظمة  ، وهذه الجهات لا تحتاج الى محامين او مدافعين عنها ، إنهم يعرفون واجبهم حق المعرفة ، ولا يحتاجون الى محامين يحملون هذا الكم الكبير من  الحقد الشخصي والطائفي في قلوبهم .
أكرر شكري لمرورك اخي الطيب عصام الكلداني
وكل عام وانت والعائلة الكريمة بخير وسعادة
تحياتي
حبيب

302
الأخ العزيز إحسان حميكا
تحية ومحبة
شكراً على التوضيح ، إذ ان القول :( إن لم تستطع قول الحق فلا تؤيد الباطل ) قد اعجبني وسجلته ، لكن فاتني اسم قائله وهو 

الشيخ الشعراوي
شكراً على التوضيح ، وكل عام انت والعائلة الكريمة بخير وسعادة .
تحياتي
حبيب

303
الأخت سوريثا / تحية ومحبة
شكراً على المداخلة ، وفي الحقيقة ان القوائم الأخرى معروفة ونحن بحاجة الى التعريف بقائمتنا ، وسوف نوضح برنامج عمل القائمة لكي يطلع عليها الناخب ، وفي كل الأحوال الأخت سوريثا سوف لا نتجه الى اسلوب التسقيط السياسي للأخرين في القوائم الأخرى لا سيما تلك التي تخص ابناء شعبنا ، وإنت قرأت كيف لجأ السيد انطوان صنا الى اسلوب التسقيط السياسي من اول تعليق ، فنحن سوف لا ندخل في هذه المتاهات ونريد ان تكون المنافسة شريفة وليفوز اي كان فالذي يفوز ليس عدونا ، وبكل الأحوال سوف لا نلجأ الى اسلوب التسقيط السياسي المقرف .
تحياتي
حبيب

304
الأخ جاك يوسف طليا الهوزي المحترم
تحية ومحبة
المسألة واضحة الأخ الشيخ ريان الكلداني بالإضافة الى عمله السياسي يؤدي بعض الأعمال غير السياسية كما اشرت اليها ، من قبيل ان يعمل على إرجاع بيت لأصحابه المسيحيين وهو يعيش وسط بغداد ومكتبه مفتوح امام اي مواطن .
من جانب آخر البطريرك الكاثوليكي الكلداني يعيش نفس الظروف في بغداد ، إضافة الى ذلك نلاحظ ان غبطة البطريرك قد حقق انجازاً جيداً حينما افلح في دفع الحكومة العراقية على اتخاذ قرار بجعل عيد الميلاد عيداً عراقياً ، هكذا كل يعمل في مجال اختصاصه .
لقد رأينا المتصيدين بالمياه العكرة انهم تسرعوا في نشر توضيح البطريركية في موقع عنكاوا كوم في المنبر الحر ، ولم يصبروا لتقوم البطريركية بإرساله للنشر ، هكذا هؤلاء يريدون دق اسفين التفرقة والتخريب بين المؤسسة الكنسية وشعبها ، والمشهد واضح .
شكراً لمرورك اخي جاك الهوزي وكل عام وانتم بخير
تحياتي
حبيب

305
أخي الطيب وسام موميكا
تحية ومحبة
شكراً على مرورك الجميل ، وإن قبولك الدخول في هذه القائمة يدل على انفتاحك وثقافتك الراقية في قبول الآخر ، وبرغبتك الحقيقية في وحدة شعبنا المبنية على اسس من التكافؤ والتعاون والمصالح المشتركة .
اجل نحن رشحنا انفسنا وسنقبل النتيجة بروح رياضية ، ونحن نريد ان نفوز بالطريقة  الثانية التي يقول عنها نيقول ميكافيللي في كتابه الأمير ص96: إن الطريق الآخر ( الثاني ) وهو السبيل لارتقاء احد ابناء الشعب سدة الإمارة في بلاده بتأييد مواطنيه ، اما السبيل الأول المذكور ، لا نريد ان نتطرق اليه .
اخي العزيز وسام موميكا دعني ان اعبر عن إعجابي بكتاباتك ، إنك تكتب بجرأة وشجاعة ، وأنك في الوطن ، وبعد ذلك تكتب باسمك الصريح . إنهم قليلين من يمتازون بهذه الجرأة والشجاعة ، وأنا شخصياً اتصور وضعك وما تعانيه جراء جرأتك وقلمك الصريح ، كتب احد القضاة الكبار العادلين في احكامه لوحة وثبتها امامه مكتوب عليها :
لم يترك الحق لي صديقاً .
لك مني اجمل التحيات وكل عام وأنتم بخير
تحياتي
حبيب

306
قريباً سوف تنشر اسماء المرشحين في قائمة البابليون ( الصيغة النهائية ) وكما هو معروف تحدث تغييرات في الأسماء الى ان تأخذ القائمة صيغتها النهائية فأين التناقض في ذلك ، وماذا يهمك انت يا سيد انور إن كان هذا الأسم الأول او غيره ، وكما قلت الصيغة النهائية سوف تعلن قريباً ، وهذه مسألة طبيعية في كل القوائم ، فلا تناقض ولا هم يحزنون .
تحياتي
حبيب

307
الجواب :
سوف تعلن اسماء المرشحين في القائمة قريباً ولا تناقض بيني وبين الأخ وسام موميكا
تحياتي
حبيب

308
شكراً لمرورك الجميل اخي الطيب سيزار ميخا هرمز
تحية ومحبة
إيذوخون بريخا وشتوخون برختا ، وكود شاتا معيدوتون بّصخوثا آيت وناشد بيثا ميوقري .
بالنسبة للترشيح سوف اكون صادقاً وأميناً لكل كلمة اقولها ، أما يخص الأخ ريان الكلداني فالمسالة ليست في لقب الشيخ اخي سيزار إنما المسألة هي في لقب الكلداني ، وهنا تكمن الكارثة بالنسبة للبعض .
انا شخصياً رشحت نفسي وأدعو الناخب الكريم ، خاصة من ابناء شعبنا المسيحي ، ان يتوجه لصناديق الأقتراع وأن يدلي بصوته بما يمليه عليه ضميره ، وأن لا يترك الساحة مفتوحة للحزبيين فقط ، وفي الحقيقة انا شخصياً يهمني دور وصوت الناخب المستقل لأنه يدلي بصوته بمنأى عن اي تأثيرات حزبية .
اكرر شكري لمرورك الجميل
وكل عام وانت والعائلة الكريمة بخير
تحياتي
حبيب

309

لماذا رشحت نفسي في قائمة بابليون التي يرأسها الأخ ريان الكلداني ؟
بقلم : د. حبيب تومي / اوسلو
habeebtomi@yahoo.no
كانت المخاضات المعقدة التي طرأت على الساحة العراقية منذ 2003 بعد سقوط النظام كانت عسيرة ، وتولد منها عملية سياسية يمكن اعتبارها فاشلة في ضوء ما آلت اليه الأوضاع بعد مضئ عقد من السنين على السقوط ، وإذا كانت جميع مكونات الشعب العراقي قد طالهم الظلم او الأرهاب او التهجير القسري او شكل من اشكال التعسف ، فلا جدال حول ذلك ، لكن زيادة على ذلك سيكون المكون المسيحي ومعه المكونات الدينية الأخرى قد اصابها الإرهاب في مقتل ، حيث ان هذه المكونات في طريقها الى الأندثار من عموم المدن العراقية .
وإذا مضينا ابعد سنجد ان المكون الكلداني هو الأكثر ضرراً من بين كل هذه المكونات ، فما اصاب الآخرين قد طاله ايضاً ، زائداً حالة واحدة وهي تهميشه وإهمال شأنه سياسياً وقومياً على الساحة العراقية والكوردستانية .
لقد وجد الشعب الكلداني نفسه بعد سقوط النظام عام 2003 انه قد أقصي من العملية السياسية ، وأصبح كأنه لا جئ غير مرغوب فيه في هذا الوطن لا حقوق قومية ولا سياسية .
نحن العاملين في المسالة القومية الكلدانية ، إن كنا من المستقلين او من الأحزاب القومية او من منظمات المجتمع المدني ليس لنا اي دعم مالي او إعلامي من اي جهة ، الحكومة الكوردية لا تساعدنا والحكومة المركزية لا تساعدنا ، وأصبحنا نسبح ضد التيار مع هذا أقران لنا ، ولهم الكم الهائل من الدعم ومثال ذلك ما  يتلقاه اخواننا في الأحزاب الأخرى كالمجلس الشعبي والحركة الديمقراطية الآشورية ، فهؤلاء لهم الإسناد والدعم ونحن نسبح وكأننا مقطوعين من شجرة ، وهكذا يبقى الغريق يرحب بأي يد منقذة تمد اليه .
هكذا وجدنا بشخص الأخ الشيخ المستشار ريان الكلداني الذي مد يده للتعاون معنا ، وأنا مندهش من هذه الحملة غير المبررة على هذا الشاب الألقوشي الكلداني ، لكي اكون صريحاً هنالك كلام سلبي على الأخ ريان ، لكن هنالك كلام ايجابي كثير يذكر به ، وهذه حالة اعتيادية عن اي شخص ينشط ويتحرك في الساحة السياسية .
الأخ ريان الكلداني شاب في مقتبل العمر يتمتع بعلاقات جيدة مع اوساط شيعية ، إضافة الى علاقات طيبة مع اوساط كردية ، وإنه يساعد المسيحيين بطريقته الخاصة ، وكمثل غير حصري : كان لأحدهم بيت قد اغتصبه جاره المسلم ، فإن الشيخ ريان يتدخل فيتفاوض ويتدخل ويهدد لإرجاع البيت الى صاحبه المسيحي .
وهنالك امثلة كثيرة على هذا الدور ، كما ان الأخ ريان يعيش في وسط بغداد ومقره بالقرب من ساحة الواثق ، وأبوابه مفتوحة للجميع ، وهو مستعد لأبداء اي مساعدة يستطيعها لأي مسيحي يطلب منه المساعدة وهو بصدد الحصول على مساعدات من الحكومة العراقية للعوائل المسيحية المتعففة .
في مسألة لقب الشيخ ، فلا ادري لماذا كل هذه الضجة المفتعلة حول هذا اللقب ، المسألة وما فيها هنالك مجلس العشائر وهذا المجلس مهمته المصالحة الوطنية ، وإن الأخ ريان منح هذا اللقب ليكون عضواً في هذا المجلس ، ويأخذ وظيفة المستشار في مجلس الوزراء ، فأين الخلل ؟
وما هو الخطأ الذي ارتكبه هذا الشاب لقيامه بهذا الدور ؟
 فأولاً الأخ ريان لم ينصب نفسه شيخاً على احد ، كما انه ليس بديلاً للبطريركية ، وليس مسؤولاً عنها ، انه تابع للكنيسة الكاثوليكية الكلدانية كما نحن اتباع ورعايا هذه الكنيسة .
من جانب آخر انه ليس بديلاً عن الأحزاب السياسية ، إنه شخص يمثل نفسه ويمثل من يقف وراءه ، فأنا شخصياً احد مرشحي قائمة ( البابليون ) وإن الأخ ريان رئيسها ، وهو شخصياً سوف لا يرشح نفسه ، فلماذا كل هذه الضجة على شاب كلداني مسيحي القوشي يريد ان يخدم المسيحيين قاطبة ، وهو كان صاحب اقتراح بأن تكون قائمة بابليون شاملة ليس للكلدان فحسب بل لكل المسيحيين من الكلدان والسريان والآشوريين ، وأنا شخصياً فاتحت الأخ وسام موميكا للانضمام الى قائمة البابليون ، ولحد اليوم انا شخصياً لم أسال من هو الأول ومن هو الثاني ومن هو الخامس .. الخ في القائمة ، نحن نعمل في هذه القائمة كمكون اخوي واحد .
في مسالة ترشيح نفسي تعتبر تجربة جديدة بالنسبة لي ، ورغم انني انشد النجاح ، لكن مهما كانت النتيجة سوف اتقبلها بروح رياضية ، فالأنتخابات مسابقة يخوض غمارها المرشحون ، ولا بد من فائزين وخاسرين ، وفي كل الأحوال سوف اتلقى النتيجة بروح رياضية .
لكن إن فزت سوف اكون اميناً لكلامي ولبرنامج القائمة ، ولي افكاري الخاصة فيما يخص اتباع الديانات الأخرى غير الإسلامية وما يخص التقاعد لجميع العراقيين ، ومن الطبيعي اني لا استطيع ان اعمل المستحيل ، لكن في كل الأحوال سوف لا اكون متفرجاً  او مستمعاً فقط في البرلمان ، بل سوف اكون معارضاً لكل ما يتناقض مع مبادئي في الحياة ، وسوف اتصرف كانتماء عراقي اصيل بالدرجة الأولى ، وسوف افرض شخصيتي مهما كانت النتائج إذ ليس لي ما اخسره تحت قبة البرلمان ، هذا ما صممت عليه إن فزت في الأنتخابات ، وإن لم يحالفني الحظ سوف اتفرغ للكتابة وإكمال مشاريعي الكتابية .
وأخيراً وليس أخراً اقول :
جميل ان نتعلم كيف نختلف ، وأجمل من ذلك ان نتعلم كيف نتحاور لكي نتفق ،  فالطبيعة البشرية مبنية على الأختلاف ، وإن التوجهات والأفكار الشمولية منها المذهبية والقومية والدينية والطبقية وجدت نفسها في مربع الفشل والسقوط ، وكمثال على ذلك الفكر القومي العربي الذي فشل في تحقيق الوحدة العربية ، والفكر الطبقي المتمثل في انحلال الأتحاد السوفياتي وانهيار جدار برلين ، وبعد ذلك كان فشل حكم الأخوان المسلمين في مصر ، وبقيت الأفكار العلمانية الديمقراطية الليبرالية هي خميرة المجتمعات التي تتطور وتزدهر .
وأخيراً أقول :
إن هذا التهجم على شخصية الأخ ريان الكلداني هي بسبب لقبه الكلداني ، وهذا واضح من خلال الردود ، وهذا يدخل في مستنقع التسقيط السياسي ، وإلا اي ذنب ارتكبه الشيخ المستشار ريان الكلداني وهو يقف الى جانب ابناء شعبه ؟ ويوظف علاقته السياسية والشخصية لحصول حقوق شعبه وحقوق مواطنيه المسيحيين في قلب بغداد ، هل هذه اعمال يستحق عليها محاربته ؟ ام علينا مساندته .
 برأيي المتواضع إنها محاربة طائفية عنصرية إقصائية  ضد المكون الكلداني في بلده ، بل اكثر من ذلك ان بعض الطروحات والردود تظهر بشكل جلي فاضح محاولات دق اسفين التفرقة بين مؤسسة البطريركية الموقرة وبين ابنائها من المخلصين لقوميتهم الكلدانية . إن هذا السلوك وتلك الأفكار الشمولية قد مضى زمنها ، ولا يجوز ان يكون لها فسحة بيننا .
واختم هذا المقال بقول لا اعرف قائله :
 إن لم تستطع قول الحق فلا تؤيد الباطل .
د. حبيب تومي / اوسلو في 29 / 12 / 2013

310
الأخ ناحوم شاؤول المحترم
شكراً على مرورك الجميل وأتمنى ان يكون عام 2014 عام السلام والوئام للعراق ولكافة شعوب المنطقة ، وان تنتهي محنة المسيحيين في هذه المنطقة المضطربة ، اكرر شكري لمرورك .
وكل عام وانتم بخير
تحياتي
حبيب
ـــــــــــــــــــــ
الأخ عبدالأحد قلو المحترم
شكراً لمرورك الجميل ، اجل انا متفق معك بشأن من يمثلون شعبنا في البرلمان ، وأضيف هنا ايضاً رؤساء ومسؤولي الأحزاب ، إنهم قد خيبوا امال شعبنا ، حينما وضعوا مصلحة الشعب وراءهم ، وانصرفوا لرعاية مصالحهم الشخصية والحزبية ، ونتمنى في الأنتخابات القادمة ان يكون الشعب المسيحي من الكلدان والسريان والآشوريين ، بشكل خاص ، والشعب العراقي عموماً بشكل عام ان يكون اكثر وعياً لأنتخاب اناس اكفاء يراعون مصلحة الإنسان العراقي المظلوم بغض النظر عن خلفيته الدينية والقومية والعرقية والمذهبية .
وكل عام وانتم بخير
تحياتي
حبيب
ــــــــــــــــــ
الأخ لوسيان سوف ارد على مداخلتك لاحقاً
تحياتي
حبيب

311
امنياتي وطموحاتي الوطنية والسياسية والقومية عام 2014
بقلم : د. حبيب تومي  / اوسلو
habeebtomi@yahoo.no
عام 2013 يلفظ انفاسه الأخيرة ليودعنا ، وقافلة الأيام سائرة في قانونها الأزلي غير مكترثة بادعاءاتنا ، بوجود وقت جميل ووقت تعيس ، إن وقتنا هو انتاج صناعتنا نحن نصنع الزمن الردئ ونحن نصنع الزمن الجميل ، الوقت من شروق الشمس الى غروبه ، شئ محايد لا يزرع الحروب والبغضاء والأحقاد ، أنما نحن نزرعها ، فالكينونة ماضية عبر الزمن لتغدو صيرورة يخلد ما يكتب عنها في التاريخ وما يبقى فوق الخرائب والأطلال بعد القرون في قادم الأزمنة .
قبل سنين وصلت الى بريدي مجلة باللغة النرويجية وزينت على كامل غلافها الأول رقم   60 سنة (60år. year) ومعها بطاقة دعوة لحضور احتفال في أحدى القاعات الكبيرة في مركز مدينة اوسلو ، حضرت الأحتفال ورأيت الحضور يتكون من الأعمار 60 سنة فما فوق من رجال ونساء . وتكلم بعضهم عن مراحل العمر . وقال احدهم :
ان العمر بعد الستين يكون المرء قد تخلص من مسؤولياته ، إن كان بالشأن الدراسي فقد حقق آماله الدراسية ، وإن كان في المجال الأسري فقد انتهت مسؤوليته بتربية الأولاد وتخرجهم واعتمادهم على انفسهم ، وإن كان في المجال التجاري  فقد حقق طموحاته المالية وبنى له مسكناً ملائماً .. هكذا ينبغي بعد الستين ان يعيش المرء حياته دون قيود او مسؤولية وكما كان طفلاً حيث يعيش ليومه دون هموم او تعقيدات الحياة .
في الحقيقة ان الحياة لا تقف عند حد معين مادام الفكر فاعلاً ونشيطاً ، وليس هنالك حدود او حالة معينة تمثل السعادة والفرح ، انها اشياء نسبية ، إن السعادة برأيي المتواضع ان يبقى الإنسان حاملاً لهدف يسعى الى تحقيقه ، فبعد بلوغة قمة عليه ان يسعى لغيرها ، وكما يقول الفيلسوف الألماني شوبنهاور : الدنيا ليست محلاً للسعادة بل للانجاز ، هكذا هي الحياة .
بعد ايام سوف نودع عاماً ونستقبل عاماً جديداً ، والأيام تنتظر ما يضاف اليها من جهود ومنجزات لتضاف الى التراكمات المنجزة عبر الأجيال ، الحياة لا تتوقف ، وكما يقول  فولتير ( 1694 ـ 1778) (ول ديورانت "قصة الفلسفة " ص249) :
من لا يعمل لا قيمة لحياته ، وكل الناس أخيار إلا الكسالى . لقد ذكرت سكرتيرته عنه انه لم يكن بخيلاً بشئ سوى بوقته . وهو يكتب :
كلما تقدمت في العمر اكثر شعرت بضرورة العمل اكثر ، واصبح العمل لذتي الكبرى ، وحل في مكان اوهام الحياة ، إذا اردت ألا ترتكب جريمة الأنتحار ، أوجد لنفسك عملاً .. وفي مكان آخر يقول فولتير عن نفسه : إنني اعبر عن آرائي بوضوح كاف ، وأنا كالجدول الصغير الشفاف ترى ما في قاعه لقلة عمقه ..
اجل ان الحياة عمل ومثابرة وفرح ومحبة وإنجاز .. علينا ان نقتدي بهؤلاء الفلاسفة العظماء ، إنهم قد اعطوا معنى حقيقياً للحياة وكانت إبداعاتهم التي تفتق عنها الذهن البشري وبأفكارهم النيرة توصلت الشعوب والأمم المتقدمة الى ما هي عليه اليوم من تقدم ورقي .
 بعد هذه المقدمة التي لم تكن مملة بالنسبة لي ، لأنني استمتعت بتصفح كتاب عزيز الى قلبي وهو وول ديورانت  " قصة الفلسفة من افلاطون الى جون ديوي " الذي اغيب بين صفحاته اللذيذة في احيان كثيرة .
اعود الى عنوان المقال امنياتي وطموحاتي للعام المقبل .
اولاً : ـ
ـ الشأن القومي لشعبنا المسيحي من الكلدان والسريان والآشوريين

من المؤسف ان اقول اننا لا زلنا في نفق أُدخًلنا به عنوة من قبل الأخوة في الأحزاب الآشورية التي استطاعت ان تأخذ بيدها مسؤولية المكون المسيحي من الكلدان والسريان والآثوريين ، في العملية السياسية ، بعد سقوط النظام في 2003 . هذه الأحزاب ، مجتمعة ودون استثناء ، بدلاً من تبني صيغة وحدوية اخوية تحترم كل الأطراف ، عوضاً عن ذلك تبنت نظرية إقصائية مكروهة بحق الكلدان والسريان ، في البداية جربت التسمية الآشورية فقط لاحتواء الجميع ، وحينما لاقت تلك التسمية الرفض القاطع من قبل الكلدان والسريان لجأت تلك الأحزاب على إعداد طبخة سقيمة في مطابخهم السياسية الحزبية ، وهي التسمية الهجينة ( كلدان سريان آشوريين ) لتكون بديلاً لوحدة حقيقية بين هذه المكونات .
كان تسخير المال والإعلام والإغراء بالمناصب لكي يصار الى تشويه المفهوم القومي الكلداني ، وفعلاً ثمة طبقة من الكلدان تأثرت بتلك المغريات وبتلك المناصب وبذلك الإعلام ، فأنا اعرف اشد المنافحين عن القومية الكلدانية ينتقلون بين ليلة وضحاها الى الضفة الأخرى لإحراز بعض المكاسب الشخصية على حساب المسالة القومية ، بل الأنكى من ذلك تطوع بعض هؤلاء ، الملقبين بالمتأشورين ، تبرع هؤلاء بمناوئة اي شخص او تنظيم يفتخر بقوميته الكلدانية ، وانا شديد الذهول من هؤلاء ، كيف يدعون بأحقية تمثيلهم للشعب الكلداني في حين يستهزئون ويستهجنون طموحاته القومية الكلدانية ، وتاريخه ، وأسمه ، وحتى تعبير لغته الكلدانية يعملون على محوها من الوجود ، فهل مثل هؤلاء مدافعين عن حقوق الشعب الكلداني ام مناوئين له ؟ حقاً إن من له مثل هؤلاء المدافعين لا يحتاج الى اعداء .
أقول :
أملي في العام المقبل 2014 ان نجد صيغة واقعية مقبولة لتعاوننا نحن الكلدان والسريان والآشوريين وأن نطور علاقاتنا لكي نستطيع صنع شكل مثالي ، ليس للعيش المشترك فحسب بل لأيجاد اسس راسخة من التفاهم وقبول الآخر لنتمكن من بناء علاقات اخوية حقيقية مع نبذ وإجهاض اي افكار إقصائية بحق اي مكون من مكونات شعبنا المسيحي من الكلدان والسريان والآشوريين والأرمن ومع كل مكونات الشعب العراقي .
يقول نلسون ماندلا :
لثلاثة قرون، حاول البيض أن يقولوا للرجل الأسود أن لا تاريخ له ولا أي حضارة ولا هوية يمكن له أن يعتز بها، وإن البيض فقط لهم تاريخ وتراث وشعور برسالة في الحياة .
وهنا اهمس بأذن الأخوة الذين يتبنون تلك النظريات التي مضى زمنها ، علينا ان نفتح صفحة جديدة من الأحترام المتبادل وقبول الآخر ، هذا هو الفكر الليبرالي المعاصر ونحن اولاد اليوم علينا الأقتداء بتلك الأفكار النيرة .

ثانياً :ـ
ـ الشأن الوطني

ثمة المسألة الملحة وهي استتباب الأمن والأستقرار في المدن العراقية التي يلفها العنف والصراع الدموي ، حصاد السنين العشرة الماضية كان له نتائج مؤلمة وكارثية لا سيما على الأقليات الدينية وفي المقدمة يأتي المسيحون من الكلدان والسريان والآشوريين والأرمن وكذلك الأخوة المندائيين وبعد ذلك الإيزيدية ، وبات الأنسان يتعامل بفرضية إما قاتل او مقتول ، وهنالك الأكثرية الساحقة من الشعب العراقي التي تريد ان تنتهي هذه الحالة المأساوية ، لكن يبقى القرار بيد الطبقة السياسية التي يبدو بالظاهر انها تتحاور وتتفاوض وحينما لا تتوصل الى قرار تنقل صراعها الى الشارع وتتحاور بلغة المفخخات والأحزمة الناسفة والأسلحة الكاتمة للصوت .. الخ ، والى جانب ذلك ثمة القاعدة التي لا تريد ان تقبل ان يسود القانون والنظام ولا تقبل ان تبسط الدولة سلطتها وهيبتها في المدن العراقية ، فتعمل على إفشال مفهوم الدولة ليكون لها السطوة في الشارع العراقي .
إن اقليم كوردستان قد عالج هذه المسالة وإن الحكومة هناك قد بسطت معالم الأمن والأستقرار في مدن اقليم كوردستان ولهذا يشهد الأقليم نهضة في البناء والتقدم .
وفي الشأن الوطني هموم كثيرة ، لكن جميعها تبقى معلقة دون توفير الأمن والأستقرار ،الركن الأساسي لبناء مقومات دولة ناجحة وفاعلة في كل مفاصل الحياة .
فهل سيكون عام 2014 عام عودة الأمن والأمان على المدن العراقية ؟ وإن استقرت الأمور سوف يصبح بالأمكان وتأسيس مشاريع استثمارية للقضاء على البطالة ويكون بالإمكان الأهتمام بالبنية التحتية وبالخدمات العامة وبالتعليم وبالزراعة والصناعة والسياحة والثقافة والفن والموسيقى ...  كل ذلك سيكون ممكناً حينما تخرج مدن العراق عنق الزجاجة ومن دائرة العنف الدموي .
ثالثاً : ـ
ـ اما الشأن السياسي

برأيي المتواضع ان العراق اليوم ، حكومة وشعباً مثقلان بتبعات صراعات اقليمية وطائفية ، وإن هذه التركة تنعكس كلياً على الوضع السياسي ، فالعملية السياسية لا تشبه العملية السياسية المألوفة في البلدان المتقدمة بل وحتى في دول العالم الثالث ، فالعملية السياسية عندنا هي محاصصة طائفية مفضوحة ، وهي متأثرة بشكل كبير بضغوطات الجيران ، إن هذه الحالة تنعكس سلبياً على الشارع ، فليس من المعقول هذا الكم الهائل من العمليات الأرهابية اليومية ، وكأنها عمل روتيني وهي تطال تجمعات السكان في الأسواق والمطاعم والمناسبات الدينية والمآتم ومجالس العزاء وغيرها كالتي تقع في مدينة او منطقة ذات طابع سكاني سني ويعقبها تفجيرات مماثلة بمدن ومناطق ذات طابع شيعي .
إن الغطاء الطائفي للعملية السياسية قد افرز الفسادة المالي والإداري وتفشت المحسوبية والقبلية والمناطقية والمذهبية والتفرقة الدينية كل ذلك نتيجة العملية السياسية العرجاء فلم يعد مكان لمفاهيم : الشخص المناسب في المكان المناسب ، ولم يعد مكان لسؤال المسؤول : من اين لك هذا ؟ يا هذا ؟
نأمل ان ان يكون الشعب العراقي قد استفاد من خبرته وتجربته لمدة 10 سنوات وأن يقبل على الأشتراك بالأنتخابات القادمة بشكل كثيف وجدّي ، وأن يتمعن في اختيار الناس المؤهلين لكي تفرز الأنتخابات القادمة طبقة سياسية مهنية ، وربما من المناسب ان نستفيد من العملية السياسية في اقليم كوردستان ، وحسب رأيي انه قد تجاوز مسالة التوزيع الطائفي للمناصب والمسؤوليات فأمامنا طبقة سياسية تمثل الأحزاب السياسية وليس احزاب طائفية .
نتمنى ان يكون عام 2014 عام خير وسلام ووئام للعراقيين قاطبة .
د. حبيب تومي / اوسلو في 22 / 12 / 2013  

312
الأخ بولص يوسف ملك خوشابا المحترم
تحية وبعد
حول إسقاط الجنسية عن البطريرك مار شمعون وبعض افراد عائلته فهنالك آراء بهذا الخصوص ، وانا شخصياً ادخل الى الخط من باب توضيح المعلومة ، ومن اعتقادي بأن مسألة الإبعاد وإسقاط الجنسية ينبغي ان نأخذها من عدة مصادر ، وإن تعذر اللجوء الى جانب محايد قدر الإمكان .
في المسألة التي اوردتها بمقالك ، فأنا في الحقيقة اقدر كتاباتك الموثقة ، لكن في الساحة وثائق اخرى فمثلاً تحت يدي كتاب عبد المجيد حسيب القيسي المعنون : هامش على تاريخ العراق السياسي الحديث : الآثوريون وهو يتكلم عن العلاقة بين مار شمعون وبين وزير الداخلية انذاك حكمت سليمان  ، ويرى الكاتب ان المسألة كان يمكن حلها بشئ من التعقل والتروي . فيقول الكاتب ص 111
لبى المارشمعون طلب وزير الداخلية ووصل بغداد نهاية شهر مايس 1933 واجتمع الى وزير الداخلية . وكان يمكن لهذا الأجتماع ان يزيل اسباب التوتر والشكوك ويعيد الثقة وينتهي الى نتائج طيبة .. ولو تذرع الوزير بالصبر والأناة وفاه الى شئ من المرونة والدبلوماسية وتجنب الغطرسة والأستعلاء .. ويضيف الكاتب ص112
.. فالوزير يتكلم من موقع السلطة وبغطرسة الوالي العثماني القديم الذي يملي الأوامر ، ويطلب الطاعة العمياء دون مراجعة او نقاش ، وكان المار شمعون يتكلم من مركز الأعتداد بكرامته ومركزه ، والمدافع عما يعتقده انها حقوقه وحقوق بني قومه .
ونلاحظ هنا ان الوزير عرض رسالته الى مار شمعون يريد منه التوقيع على صيغة تعهد بعدم القيام بأي عمليات وفي مستهل التعهد ورد في المصدر السابق ص114 يقول :
إني المارشمعون اطلعت على كتاب معاليكم المرقم س1104 في 28 مايس 1933 وقبلت بجميع ما ورد فيه ... الخ
ونبقى مع وجهة نظر الكاتب ، الذي يرى بأن صيغة التعهد التي عرضها الوزير للمارشمعون كانت رسالة تهديد ووعيد وإنذار . إذ جعل هدفها اخذ توقيع المارشمعون بدلاً من صيغة التفاوض والتفاهم .
في ص115 يقول الكاتب ان المارشمعون ادرك ابعاد الخطة التي رسمها الوزير وحكومته من اجل استدراجه الى بغداد ليبلغ بإنذار الحكومة . فأرسل المارشمعون من جانبه رسالة الى الملك شكا فيها ما يلقاه قومه .. وأنهى خطابه للملك بما اعتبرته المصادر الحكومية وتبعها المؤرخ الحسني ، بأنه تهديداً لمقام صاحب الجلالة وما كان ذلك قط إذ كل ما قال انه ( المارشمعون ) : لا يكون مسؤولاً عن حركات اتباعه ما دام هو في بغداد .
 هذا من ناحية ومن جانب آخر كان ثمة خلاف حول السلطة الزمنية التي كان يطلبها البطريرك مار شمعون ، وذلك تمشياً ما كان سائداً في عهد الدولة العثمانية حسب نظام الملل . لكن الحكومة العراقية وفي مقدمتها وزير الداخلية ، كان لا يقبل بمثل هذا الحق ، وأراد تسمية ان تكون حقوق البطريرك النسطوري مساوية لحقوق البطريرك الكاثوليكي ، بشأن صلاحيات الدينية ( فقط ) الممنوحة له .
 وبرأيي المتواضع ان الأمر لم يكن يقتضي كل تلك الشدة ، وانا مع الكاتب ( عبد المجيد القيسي ) ان ما نسب للاثوريين للقيام برمي الحجارة وعدم تسجيل السلاح ورعي اغنامهم في الأماكن الغير مخصصة لهم ، فهذه مخالفات بسيطة لا ترقى الى مرتبه الجناية والجريمة ، ويمكن لمراكز الشرطة ان تبت في هذه القضايا .
برأيي المتواضع اخي بولص يوسف ملك خوشابا ان تلك الظروف المشحونة بالأفكار القومية الهتلرية ، والضباط العراقيين المتأثرين بتلك الأفكار ، ومن الملك الشاب غازي ، كل تلك التراكمات كانت وراء تلك الأحداث المروعة ، ولو نظرنا اليها بمنظور الزمن الحالي ، كان يمكن حلها بالمرونة السياسية والتفاهم .
اتمنى لكم اعياداً سعيدة ونتمنى ان يكون العام المقبل عام الخير والمحبة وعام الوئام والأستقرار للوطن العراقي .
تحياتي
حبيب

313
الأخ العزيز صباح ميخائيل المحترم
تحية ومحبة
في الحقيقة انا كنت متصور ان الأخ كامل زومايا يعيش في بلد اوروبي وسيكون له رؤية منفتحة على الآخر المختلف عنه فكرياً ، لكن في الحقيقة تفاجئت بهذه الروح الأستعلائية والنرجسية من الأخ كامل زومايا ومن الأخوة الآخرين الذي كانوا في دائرة صنع القرار لهذا المؤتمر .
لا ريب ان محاولات إحداث الخلل في التركيبة السكانية لمدننا وبلداتنا وقرانا  تشكل معضلة خطيرة تخصنا جميعاً ولا تخص حزب او منظمة ، وكتبنا عن الموضوع ، لكن يبدو ان الأخوة في المجلس الشعبي ارادوا تسييس هذه المشكلة لتسويقها لأهدافهم ووضعها امام المنظار الحزبي الضيق .
المجلس الشعبي إن كان يتصرف في الإنتخابات كحزب سياسي منافس للاحزاب الأخرى ، رغم ان ذلك يتناقض مع اهداف تأسيسه ،  ربما مسالة فيها نظر ، لكن في هذه المسالة التي تخص جميع المسيحيين وتخص مصيرهم كان على المجلس الشعبي ان يتصرف بعقلانية وحكمة وبفكر واسع منفتح ، دون اقصاء اي طرف .
اخي صباح : إنك استلمت الدعوة من المجلس الشعبي لحضور المؤتمر وبرأيي المتواضع ، وأسمح لي ان اكون صريحاً معك ايضاً ، لأنك تردد وحدة شعبنا على الصيغة السياسية التي طبخت في المطابخ الحزبية الآشورية في السنين الأخيرة  ، واقرتها تلك الأحزاب وهي المجلس الشعبي الآشوري والحركة الديمقراطية الآشورية والحزب الوطني الآشوري ، فهذه تسمية سياسية وانت ترددها ، واعتقد لهذا كانت دعوتك للمؤتمر .
لكن نحن الكلدان ، الذين نعتز ونفتخر بقوميتنا الكلدانية وبوحدة شعبنا المسيحي من الكلدان والسريان والآشوريين ، كنا (خارج نطاق الخدمة) ، فقد اتخذوا قرارهم : إنهم وحدويون ، ونحن انفصاليين ، إنهم على حق ونحن على باطل ، إنهم قادة الأمة ونحن اعداء الأمة ، انهم مخلصون ونحن خونة ، انهم رهبان ويمقتون المادة ويصرفون من جيوبهم ، ونحن نركض وراء الكعكة ، ونستلم الملايين من المجلس الشعبي   ، ولهذا لم يوجهوا اي دعوة للرأي الآخر ، ببساطة الرأي رأيهم وهم يمثلون الصواب على طول ، والآخر المختلف يمثل الخطأ المميت على طول ، إنهم لا يريدون ان يسمعوا الآخر ، فالحقيقة المطلقة عندهم فلماذا يسمعون الآخر ؟ هذا ( ألأخر ) ربما سوف لا يقول لهم : سمعة وطاعة ، فلماذا ( وجعان الرأس ) ؟
كان لي معلومات مهمة عن احدى بلداتنا وعن الطريقة المدروسة التي يجري الهيمنة على اراضيها ، لكن لا احد فسح لنا المجال لننطق كلمة في هذا المؤتمر .
هذا هو الواقع الذي يسود بيننا اخي صباح فلماذا تتعب نفسك ؟

314
نصف قرن على استشهاد هرمز ملك جكّو ذكريات البطولة والتضحيات

بقلم : د. حبيب تومي / اوسلو
habeebtomi@yahoo.no
في مدخل كلي دهوك من الشمال وباتجاه زاويتة وقرية كوري كافانا ينتصب تمثال للشهيد هرمز ملك جكو ( 1930 ـ 1963 ) ، الذي كُرم من قبل قيادة اقليم كوردستان وفاءً لما قدمه من تضحيات لثورة ايلول التحررية بقيادة القائد الكوردي المعاصر ملا مصطفى البارزاني ( 1903 ـ 1979 ) . ان هذه الشخوص والرموز ترجعنا الى لحظة من الزمن تركت بصماتها في سجل التاريخ المسجل في عقول البشر في تلك المرحلة العصيبة .

صورة منشورة في كتاب الأستاذ مسعود البارزاني " البارزاني والحركة التحررية الكردية " الجزء الثالث مع مجموعة الصور المنشورة بين ص160 ـ 161 ، ويعود تاريخها  الى شهر تشرين الأول من عام 1963 في منطقة النهلة ، والذين اعرفهم في هذه الصورة من الجالسين الثاني من اليسار هو صديقي صبحي بطرس من عنكاوا ، والواقفين الثاني من اليسار هو هرمز ملك جكو ( استشهد ليلة 30ـ 01 / 11/ 1963 )  والواقف الى يمينه كاتب هذه السطور
مهما طالت سيرورة الزمن وانسابت قافلة السنين من تضاعيف العمر فلا يمكن ان تفارقني اللحظات الحالمة والسعيدة في تراكم المحن ولحظات الأستعداد للقتال لمقاومة العدو المتربص وراء الأكمة ، فثمة لحظات ، رغم الضائقة ، يمكن فيها امتاع النظر في السماء الصافية المرصعة بآلاف النجوم ، ومع نسائم الصباح  تدغدغ مسامعك زقزقة العصافير المرحة فتنتشي الروح ببصيص من الأمل بالمستقبل ..
إذا تصفحنا اوراق سجل الزمن السرمدي نلقاها تنطوي برتابة وسيرورة وفق قوانين النظام الكوني الأزلي وليس امام المرء سوى التسليم بما يحيط به من البيئة الجغرافية والأجتماعية والثقافية ، وقبل حوالي نصف قرن من الأن تكون قافلة الأيام قد مضت بهذا الكم الكبير من الأيام في القياس الشخصي للعمر ، وما يساوي لحظة واحدة من الزمن الكلي الأبدي ، هكذا هي الحياة ، وفي حدث كبير في  وقته وهو استشهاد احد المقاتلين الأشداء وهو هرمز ملك جكو وغيابه عن ساحة المعركة ، نحاول الولوج في غمرة الذكريات ، ورغم  ما وقع قبل شهر او ربما ايام يكون قد غاب عن سجل الذاكرة لكن ذلك الحدث البعيد لا زال مطبوعاً بوضوح على صفحات كتاب الذاكرة .

صباح ياقو  ( ابو ليلى ) من اليمين كاتب هذه السطور من اليسار والصورة اواسط الستينات من القرن الماضي
إن تراكم  الذكريات العارمة بالمواقف والمفاجئات ، احياناً ، تتداعى كأحجار الدومينو  فتتراءى امامك الممرات الضيقة الوعرة تتلوى كالثعبان عبر الشعاب والوهاد والتي مهدتها الأقدام البشرية والحيوانات عبر آلاف السنين .. وفي اللحظة الزمنية التي نتكلم عنها ( اواسط الستينات من القرن الماضي )  شهدت تلك الممرات والشعب زخم كبير من المقاتلين تركوا بصماتهم على مسار الأحداث ، وأتساءل حينما اكتب عن هرمز ملك جكو هل من السهل نقل مناخات تلك السنين وأشخاصها ومفرداتها وزمنها  ووضعها في ميزان اليوم وفق المعايير الآنية في حاضر الأيام ؟
من الأحداث التي قلما يرد ذكرها كانت عملية مهمة قمنا بها بمعية المرحوم هرمز ملك جكو وانا شخصياً اشتركت بها ، وهي التوجه الى تللسقف وتفريغ محتويات مستوصف تللسقف لأننا كنا بأمس الحاجة الى مادة الكنين المضادة لمرض الملاريا الذي كان متفشياً بين المقاتلين ، ويبدو ان عدم الإشارة الى العملية ناجم عن عدم حدوث اي معركة ولم نطلق فيها طلقة واحدة ، وتم معالجة اصابات كثيرة بمرض الملاريا بين المقاتلين وبين الأهالي .
اما موقع هرمز ملك جكو في تلك الفترة اي منذ عام 1962 حيث تم تحرير كل منطقة بهدينان وجرى تنظيم الإدارة والإشراف العسكري في تلك المنطقة وما يهمنا في هذا المقال ، هو قرار البارزاني مصطفى بإجراء بعض التعينات ومنها تعيين حسو ميرخان دولومري قائداً لمنطقة الشيخان ، ويكون غازي حجي ملو وهرمز ملك جكو وعمر آغا دولمري وشكر عبدال شيخي معاونين له ( مسعود البارزاني : البارزاني والحركة التحررية الكوردية ج3 ص54 ). اي ان هرمز ملك جكو كان موضع ثقة من لدن القيادة الكوردية .
الأنسحاب من منطقة القوش والعودة اليها
لكي يكون القارئ الكريم ملماً بتطور الأحداث في منطقة بهدينان في تلك المرحلة  ، نعود القهقري الى تخوم احداث ثورة ايلول ، اوائل الستينات من القرن الماضي ، حيث استطاعت الحكومة العراقية ان تكسب ود معظم عشيرة المزوري الكبيرة ، فجرى تسليم المنطقة للقوات الحكومية دون مقاومة ، ولم يبق في المنطقة سوى قوتنا التي كانت متمركزة  في دير الربان هرمز وقوة كاكا احمد( مصلح الجلالي )  التي كانت في كلي قيصرية قرب قرية كافارا ، وهذا الكلي فيه مغارات منحوتة يدل على انها دير سابق ، اما هرمز ملك جكو فقد كان في هذه الفترة في قرية شرمن في جبل عقرة .
وكان تسليم المنطقة من قبل المزوريين يعني بقائنا وحيدين محاطين من جميع الجهات بالقوات المعادية ، وهكذا ارسلنا الخبر لجماعة كاكا احمد بالأنسحاب بأسرع وقت ممكن ، ومع ذلك فإن عملية الأنسحاب جاءت بعض الوقت متأخرة فكان يجب الأنتباه جيداً اثناء الأنسحاب لاحتمالات نصب الكمائن على الطريق . ولم نستطع المرور بخوركي وهو طريقنا المعتاد فاتجهنا نحو بالاتن ( بالطة ) ثم الى بريفكا ، الى ان وصلنا في الليل الى بيبوزي التي كانت مزدحمة بالبيشمركة ، فاتجهنا منها الى حسنكة وفي خضم الوضع العسكري المعقد بتسليم المنطقة ومضاعفاتها وقع الأنقلاب الذي تزعمه عبد السلام محمد عارف ضد البعث يوم 18 / 11 / 1963 م .
الوضع العسكري الذي استجد بعد تسليم المنطقة كان يتطلب ايجاد صيغة مستحكمة للعودة الى اليها وذلك عن طريق إرسال قوة عسكرية اليها لأثبات وجود نفوذ للثورة في هذه المنطقة المهمة ، ويقول المرحوم توما توماس في مذكراته :
لم يكن الرجوع الى المنطقة ، امرا سهلا ، اذ يحتاج لمقاتلين اشداء لهم كامل الاستعداد للتواجد الدائم فيها والدفاع عنها في وضع معاشي بائس لا تتوفر فيه الارزاق لعدم وجود الفلاحين في قرى المنطقة ، وتدبير الارزاق يتطلب تضحيات كبيرة لصعوبة نقلها من مناطق بعيدة.
ووقع الأختيار على قوة توما توماس وهرمز ملك جكو إضافة الى قوة من المزوريين ظلت مخلصة للثورة ويقدرون بحوالي 50 مقاتلاً . واهم من ذلك فإن إثبات الوجود في المنطقة يتطلب قيام بعملية عسكرية تكون بمثابة رسالة للحكومة وقواتها المرابطة في المنطقة ولذلك كان يجب القيام بعملية عسكرية .
وقع الأختيار على مركز القوش بالرغم من اعتراض معظم المقاتلين الألاقشة ، وفعلاً تم الهجوم ليلة 26 – 27 / 11 / 1963 لكن الهجوم لم يسفر عن نتيجة ، وهنا ايضاً نعبر هذه المحطة دون توقف لكي لا يشغلنا عن موضوعنا الرئيسي وهو استشهاد هرمز ملك جكو .
بعد الهجوم الفاشل على مركز شرطة القوش انسحبنا الى قرية سينا الإزيدية بالقرب من قرية شيخ خدر في سفح جبل دهوك المقابل للسهل الفاصل عن جبل القوش ، القرية مهجورة إلا من بعض الرعاة فكان يجب تدبير بعض المؤن ، وهنا تجدر الإشارة بأنه كان لنا حملين من العدس والطحين مخزونة في كهوف قرية سيدايي لاستخدامها للحاجة القصوى ، وفعلاً  تم نقل الحملين الى قرية سينان بعد ان وصلنا ونحن نعاني التعب والجوع .

استشهاد هرمز ملك جكو
في يوم 30 تشرين الثاني 2013 يكون قد مرّ على استشهاد هرمز ملك جكو نصف قرن من السنين بالتمام والكمال . وكما سبق ذكره لم يسفر الهجوم على مركز شرطة القوش عن نتيجة ، واعتبر المرحوم هرمز تلك النتيجة وكأنها خسارة ، وأراد تعويضها ، واتفق مع المرحوم توما توماس على القيام بعملية على طريق دهوك بعد القيام باستطلاعات كافية على المنطقة ، لكن المرحوم هرمز قبل موعد القيام بتلك العملية والأستطلاعات اللازمة لها ، طلب تشكيل مفرزة للقيام بالأستطلاع من سفح الجبل فقط دون النزول الى السهل وهكذا شكلت المفرزة، وكانت تتكون من 15 مقاتل اضافة الى المرحوم هرمز ملك جكو ، وكان بينهم 8 مقاتلين من جماعة توما توماس ، وقد اعترض توما على المهمة لكن  هرمز طمأنه بأن المهمة سوف تقتصر على الأستطلاع عن طريق جبل دهوك ليس إلا .
 وهكذا كان من جماعة توما توماس 8 مقاتلين مع هرمز وهم : سعيد موقا وجميل بولص وعابد شمعون كردي ، وكامل مرقس ، ودنخا بوداغ وحنا عوديش العقراوي وعزيز ياقو وحسن تركي مع مجموعة من 7 مقاتلين من جماعة هرمز ملك جكو .
لقد ظهر ان هرمز ملك جكو لم يذهب بمحاذات الجبل ، إنما توجه نحو السهل المنبسط والشمس لا زالت ترسل اشعتها لتنير الدروب ، اي ان الظلام لم يخيم ، وهذا كان خطأ عسكري كبير ، إذ ان العتمة هي سلاح البيشمركة في الأرض المستوية ، وهكذا اندفع هرمز وقوته باتجاه الشارع العام الرابط بين  موصل ودهوك ( علماً ان الشارع زمنذاك كان ممر واحد للاتجاهين ) ، وبالضبط الى الغرب من قرية زاون حيث نصب كميناً على الشارع العام وعلى مبعدة 4 – 5 كم جنوب جسر الوكا الذي كان يتمركز فيه معسكر للجيش السوري المعروف بلواء اليرموك .
وقعت في الكمين ثلاث سيارات زيل عسكرية كبيرة قادمة من الموصل باتجاه دهوك وكان فيها 40 عسكري عائدين من اجازاتهم ، وإثر الهجوم المباغب وقعوا جميعاً في الأسر ، والمفاجئة التي طرأت في هذه المعركة ، ان واحدة من السيارات الأهلية اخترقت موضع الكمين دون توقف ، ويشك بأنها سربت خبر المعركة للمعسكر في جسر آلوكا ، حيث جرى على وجه السرعة إرسال مدرعات عسكرية حسمت المعركة لصالح الجيش بأنزال الخسارة الكبيرة بالثوار البيشمركة بمعركة غير متكافئة بين المدرعت وبين مقاتلين يحملون اسلحة خفيفة ، وبعد ان خيم الظلام اكتفت القوة المدرعة بتخليص اسراهم من قبضة الثوار ولم يبقى منهم سوى نائب ضابط وجنديين . ولم تتحرى القوة العسكرية هذه عن هوية المقتولين ، فكان امامها الأنسحاب السريع ، لكن بالنسبة للثورة كانت خسارة كبيرة بفقدان هرمز ملك جكو وعدد من المقاتلين الأشداء .
الجدير بالملاحظة لم يكن في المعركة اي مجروح ، فإما النجاة ، وإما الأستشهاد ، ومن خلال الأطلاع على طبيعة ساحة المعركة  كان هنالك وادي صغير بالقرب من ساحة المعركة ويمتد لمسافة بعيدة باتجاه جبل دهوك ، فكل من وصل هذا الوادي نجا من رصاص المدرعات ، وكل من لم يحالفه الحظ في الوصول اليه كان هدفاً سهلاً لذلك السلاح الفتاك
فكانت جميع الإصابات مميتة من رشاش المدرعة ، وأقرب واحد الى الشارع العام كانت جثة الشهيد حنا عوديش عقراوي ، وأبعدهم كان الشهيد هرمز ملك جكو ، ولا صحة للمزاعم القائلة ان هرمز انهى حياته بطلقة من مسدسه ، لأنه كما لاحظنا ونحن نحمله بأن إصاباته بليغة في صدره من رشاش المدرعة .
كان لنا بعض بعض الدواب لحمل جثامين شهدائنا وقد استعرناها من بعض الإزيدية في المنطقة كانوا يلجأون الى حراثة اراضيهم الزراعية في الليل خوفاً من القصف .
لقد كتبت قبل سنين مقالاً تحت عنوان : هرمز ملك جكو عنوان الشجاعة ، استهلته بمقدمة تقول :
 اسم هرمز ملك جكّو ، كان في اواسط الستينات على مسرح الثورة الكردية وفي منطقة بهدينان بالذات ، اشهر من نار على علم ، كانت عشائر المنطقة منها الكردية    والإزيدية والعربية تكن لهذا الرجل وافر التقدير والأعجاب والأحترام ، ان شجاعته النادرة ومواقفه الجريئة ، يتناقلها العدو قبل الصديق ، والحكومة العراقية تأخذ احتياطات كبيرة لدى سماعها بوجود هرمز في منطقة ما ، وفوق هذا كله فان هرمز ملك جكّو يحتل مكانة محترمة خاصة من قبل قائد الثورة الكردية مصطفى البرزاني وكذلك من قبل قائد منطقة بهدينان حسو ميرخان ، ليس لكونه عضواً نشيطاً في الحزب البارتي فحسب ، بل لكونه قوة عسكرية ضاربة بيد هذه القيادة .  
هكذا كانت خسارة كبيرة للثورة لم تكن تدري به القوات الحكومية في المنطقة  إلا بعد انتشار وشيوع الخبر .
بالأضافة الى الشهيدين هرمز وحنا، وقع في الأسر حسن تركي من جماعة توما توماس ، ولجأت القوات الحكومية الى إعدامه بنفس منطقة الكمين ، وكان من الشهداء ايضاً الاخوين بنيامين شابو وهرمز شابو إضافة كوركيس ايشو وفيليب أيشايا ،والشهداء الأربعة من قرية ارادن ، نقلت رفاة الشهيد هرمز ملك جكو الى مسقط رأسه في قرية كوري كافانا  ، اما الشهداء الآخرين فقد ووريت جثامينهم في مقبرة الشهداء في دير الربان هرمز فيما بعد ، وجرى تشويه هذه المقبرة في العهد البعثي السابق ، لكن اليوم هذه المقابر لها مكانتها من التقدير والأحترام .

العلاقات بين المرحومين توما توماس وهرمز ملك جكو
كان التقدير والأحترام والتفاهم الأرضية التي يتعامل بها الرجلان ، لقد توطدت العلاقات بين هرمز ملك جكو وتوما توماس وأن العمل المشترك بينهما كان منوطاً بقيادة الثورة الكوردية التي تراعي مصلحة الثورة بالدرجة الأولى ، فحينما رجعنا الى المنطقة كانت بأوامر من قيادة الثورة ، وكذلك حينما انفصل هرمز ملك جكو عنا متوجهاً الى منطقة عقرة كان بأمر القيادة وفق ما تتطلبه مصلحة الثورة .
 لكن عموماً كان هنالك تعاون بين الرجلين وبين رجالهما ، فنحن كنا نرتبط بعلاقات اخوية بيننا ، باستثناء بعض المواقف التي يحتمل حدوثها حتى بين الأخوان في العائلة الواحدة ، وعلى سبيل المثال ، يوم خروجنا من القوش بعد الهجوم الفاشل على مركز الشرطة ، كانت هنالك محاولات لكسر ابواب الدكاكين في السوق لكن نحن الألاقشة كنا بالمرصاد لتلك المحاولات وحدثت بعض الملاسنات الطارئة ، والمرحوم هرمز ملك جكو لم يقبل بها مطلقا .

[mg width=223 height=357]http://upload.ankawa.com//files/1/ankawa3/hn55%20%281%29.jpg[/img] ]
المرحوم توما توماس
 لكن الشئ الذي اود الإشارة اليه أنه لم يكن بيننا اي جدل حول التسميات ولم يكن اي إشارات لإلغاء الآخر ، هرمز ملك جكو آثوري وجماعته آثوريين ، وتوما توماس كلداني ومعظم جماعته كلدانيين باستثناء العرب والأكراد الذين معه ، لكن المحصلة النهائية كانت الأحترام المتبادل لكل الأطراف وقبول الآخر بأبهى صوره .
 لم يكن اي اعلان قومي لوجودنا في الثورة ، كان هنالك بوصلة موجهة لإسقاط حكم ، والكل كان يسترشد بتلك البوصلة هذا على الصعيد السياسي ، لكن ينبغي ان لا ننسى ان لكل طرف انتماءاته الدينية والقومية والمذهبية والوطنية والإنسانية ويسعى لتحقيق حقوقه وطموحاته تلك .
لقد كان تعاون المرحومين توماس توماس وهرمز ملك جكو ، تعاون اخوي مثالي غير مسيّس وبمنأى عن اي اهداف حزبية ضيقة ، وبعد ان استشهد هرمز ملك جكو خلفه شاب اسمه ابرم فانقطعت العلاقات بينا ، لكن بمجئ طليا شينو عوديشو ابو فكتوريا بعد ابرم تحسنت العلاقات كالسابق وهذا الرجل الوقور جسد ذلك التعاون بأسمى صوره ، وكان رجلاً مخلصاً وشجاعاً ، وأستشهد في أحدى المعارك .
إن ما نستطيع الأستفادة منه اليوم هو الأسترشاد بتلك العلاقات الأخوية وإن كنا نستطيع ان نطور علاقاتنا لأنتاج صورة مثالية ومتوازنة للتعاون والعيش المشترك بين ابناء شعبنا من الكلدان والسريان والآشوريين من ناحية ومع بقية مكونات الشعب العراقي على مساحة الوطن . بحق كان زمن البطولات والتضحيات دون ان يخطر ببالنا ان نسأل عن ثمن لتلك التضحيات .
د. حبيب تومي في 16 / 12 / 2013
ـــــــــــــــــــ
مصادر واستفادة
1 ـ مسعود البارزاني " البارزاني والحركة التحررية الكردية " ج3 اربيل 2002
2 ـ حبيب تومي " البارزاني مصطفى قائد من هذا العصر " دار آراس للطباعة والنشر ، اربيل 2012
3 ـ مذكرات توما توماس
4 ـ استفادة من البشمركة السابقين في ثورة ايلول : جميل بولص وسعيد موقا وجليل زلفا .

315
الأخ العزيز عبدالأحد قلو المحترم
تحية ومحبة
المرحوم باسم دخوكا كان له طموحات واسعة ومتشعبة ، انطلاقاً من مدينته عنكاوا العزيزة على قلبه الى همومه القومية الكلدانية ، الى متابعاته اليومية فيما يخص الوطن والدرك الذي وصل اليه ، في الوقت ذاته كان يسعى لأسعاد عائلته ، وفي الوقت عينه كان يقاوم مرض عضال ألمّ به  ، هكذا بقيت قامة باسم دخوكا سامقة ، ولم يستسلم للتشاؤم ، بل بقي متفائلاً في الحياة وبديمومتها ، هكذا إن غاب عنا باسم دخوكا بجسده ، فإنه معنا بروحه ووجدانه .
شكراً على مرورك اخي ابلحد قلو
تحياتي
حبيب

316
باسم دخوكا فارس يترجل
بقلم : د. حبيب تومي / اوسلو
habeebtomi@yahoo.no
الموت هذا الزائر المقدام لا ينسى احداً ، ويعاودنا بإطلالته دائماً ليذكرنا بوجوده وبعدالته وبحقيقته ويبقى ( الموت ) هو الحقيقة الوحيدة التي تبقى قائمة ومستمرة الى ابد الآبدين .
لا ريب ان لرحيل الكبار وقعاً خاصاً في النفس لتستثير المشاعر والعواطف وتفتح الطريق امامك على نثر الحروف وفاءً للصداقة او تأثراً بالفاجعة او بكليهما . وكيف إذا كان الراحل بمكانة وبقامة الفقيد باسم دخوكا ، حيث تتشابك العواطف مع المعاني السامية النبيلة التي جبلت روح الفقيد باسم دخوكا
.[]
                    مداخلة باسم دخوكا في المؤتمر القومي الكلداني بمدينة ديترويت ايار عام 2013   

لا ريب ان المرحوم باسم يوسف دخوكا كان ينطلق من حالته الصحية ومن واقعه المَرضي لكن إصراره وإرادته ووجدانه يأبى ان يستسلم للمرض ، فلم يرضى  بالصمت ، بل يحبر بياض الورقة بكلماته المنثورة نثراً المتألقة بصدى الكلمات النابعة من اعماق دواخله الفائضة بالمشاعر والإرهاصات ، وسوف يجد القارئ وراء جدران تلك الكلمات احزان رجل أصر ان يجمع الزهور ويبتسم للحياة رغم ما يعانيه من ألم  وتفاقم المرض ، فكانت كلماته المنثورة اقرب الى الشعر إذ يقول في بعضها  :

سقطت مني الكلمات , كما تسقط أوراق الشجر في فصل الخريف ..
لم أعد أجمع بين الحروف  أو أتهجى الكلمات .
كالبحر الذي غادرته الرياح والأمواج , فلم تعد تبحر فيه السفن ...  
لا يبارحني الألم إلا ليشتد ألم أخر , والدمعة لا تغادرني إلا لتنزل اخرى.. .
 عيون حائرة تتأمل في السماء و الطبيعة و الوجوه ...
فالسماء لا تزال صافية والطبيعة تحدثني عن الحياة والوجوه تتأملني ...!!
كتابات كثيرة تنتظرني وأنا أنتظرها بشغف و شوق و ترقب ...
لا زلتُ لم أكتب عن الوطن كثيرا ً ....
 وعن أطفال الوطن ...
حقاً إنه كلام كبير ايها الفارس باسم دخوكا .
كلمات تنبعث من اعماق الوعي .. من مشاعر الشجاعة والإقدام ، اجل لا معنى للاستسلام ، إنها عاصفة ترنو ، ولتكن المجابهة حتمية  ، إنها رياح عاتية يخمد اوراها حيناً .. لكن سرعان ما تنشأ رياح عاصفة اخرى اقوى من الأولى ، إنها معركة غير متكافئة ، لكن لا مناص من خوضها ، اجل إنها إرادة الشباب إنها الشجاعة ، لكن المرض العضال اقوى سلاحاً وعتاداً وحيلة .
هكذا في هذه المعركة غير المتكافئة كان انطفأء شمعة باسم دخوكا ، وترجله من فرسه ،  لقد بقيت قامته سامقة الى ان ضعفت قواه تحت تأثير المرض الخبيث ..  
إن باسم يوسف دخوكا لم يكن فقيد عائلته وأهله وذويه فحسب ، بل كان فقيد وطنه العراقي وقوميته الكلدانية وفقيد مدينته الجميلة العزيزة عنكاوا ، عنكاوا كان بعيداً عنها الاف الأميال لكن قلبه كان قريباً منها ، إنها في مرمى بصره لا يمكن ان تغيب عن مخيلته . اجل ان عنكاوا يجب ان تبقى عذراء نقية لا ينالها ضيم او سوء او ظلم ، يجب ان تبقى تلك الماسة الصافية الصلدة ابد الدهر .
لقد كتب سلسلة مقالات عن عنكاوا :
الأبراج الأربعة ( خنجر ) مسموم في خاصرة عنكاوا / عنكاوا لا تزال تعشق المطر/ ألا تستحق عنكاوا أن ندافع عنها ؟ / شبابنا في عنكاوا والدرس الكبير الذي نتعلمه منهم / هل نحتاج لثورة بيضاء في عنكاوا ؟ / رسالة مفتوحة من مغترب ... لعنكاوا الحبيبة   / عنكاوا بين الماضي والحاضر /  صور مختلفة من الواقع في عنكاوا الحبيبة . يقول في كلمات الغزل الجميل لمعشوقته عنكاوا :  
عنكاوا .. لا تشبه أي مدينة في العالم , لا تزال تلك السمراء الجميلة ذات الشعر الأسود والعينين السوداوين والقوام النحيل والذي يشبه سنابل الحنطة والشعير ، التي كانت تحتضن عنكاوا فيما مضى من الزمن .. انها تسكن القلب والقلب لا يهوى سواها , فلابد أن  يستمر عشقنا و لهفتنا و حلمنا مهما حدث و يحدث ..
نجم عن التوافق الفكري بيني وبين المرحوم باسم يوسف دخوكا صداقة جميلة وكانت بيننا رسائل كثيرة وفي واحدة منها يقول : أخي الفاضل د. حبيب تومي المحترم .
لا يسعني إلا أن أشكرك من كل قلبي على السؤال عن صحتي .
و كم تمنيت أن ألتقيك في ديترويت و لكن ( لعنة الله ) على المرض اللعين والذي حرمني من هذا الشرف وذلك لأسباب صحية حيث كنت في المستشفى في تلك الايام .. وأدعوك لتصلي من أجلي . وانا كلي ثقة باننا سوف نلتقي يوما ما .. وانني على ثقة تامة بإن الغد هو لنا و علينا يا سيدي أن نتذكر المقولة الرائعة في الكتاب المقدس :
 ( بوم الحصاد يسهل عليك الفصل بين ما ينفع ليكون ثمر وما يجب أن نرميه أو نحرقه لكونه لا ينفع ) تقبل مني فائق التقدير و الاحترام .
أخوك
باسم دخوكا
اجل كان على ثقة بلقائنا ، وكان لقاؤنا بعد حين في اروقة المؤتمر القومي الكلداني في ديترويت ، لقد تحمل متاعب السفر واشترك في جوانب عديدة منه وكان لقائنا الأول والقدر قرر ان يكون اللقاء الأخير .
كانت ترافقه في المؤتمر شريكة حياته بيداء لقد كانت هذه المرأة الطيبة الوفية الى جانبه وهي ترافقه كظله لا تفارقه في كل تحركاته ، لقد كان المرحوم باسم مع بيداء صنوان لا يفترقان ، وهذا ما يعترف به باسم حينما إهداء كتابه ليستهله بقوله :
 الى رفيقة دربي وحبيبة عمري بيداء التي لولاها معي لما قدر لهذا الجهد ان يرى النور .
 لقد وضع حصيلة فكره وخميره وجدانه في مؤلفه الذي كان يفتخر ويعتز به ، كيف لا وهو عصاره فكره وثمرة جهوده ، كما انه يضفي اليه مسحة حزينة التي كانت تعكس آلامه  فيقول في مقدمته :
إنه صوت صدى قادم من بعيد . صوت حزين ينادي منذ سنين طوال ، إنه ألم وجرح عميق وأنين ..
وهو يدعوا القارئ الى التمعن في قصته ، فهي ليست كقش في مهب الريح ، إنها ليست إبداع اللغة في عالم الكتابة .. إنها انفاس وارواح تئن .. إنها نزف جرح غائر . إنها صرخة من الواقع المرير الذي حول الأمل الى الألم والحب الى الكراهية والحرية الى العبودية . إنهم أناس يعانون ويتألمون لسبب بسيط جداً ألا وهو انهم احياء .
ترجل الفارس باسم دخوكا عن فرسه ، ورحل عنا بعيداً ، لكن تبقى ذكراه الجميلة العطرة في وجدان وذاكرة محبيه . لقد كان مهموماً بأوضاع شعبه ووطنه وعائلته الوافية وقوميته الكلدانية ومعشوقته عنكاوا .
 نتضرع الى الرب ان يتغمد فقيدنا المرحوم باسم دخوكا بوافر رحمته وأن يسكنه فسيح ملكوته السماوي ، وأن يلهم اهله وذويه وعائلته الكريمة نعمة الصبر والسلوان .
د. حبيب تومي / اوسلو في 10 / 12 / 2013-12-10[
/b]

317
الأخ العزيز صباح برخو المحترم
تحية وبعد
نادراً ما اعلق على المقالات المنشورة ، ولكن بسبب ورود اسمي في مقالك فارجو ان تسمح لي بهذه المداخلة :
حينما كنا في قوات البيشمركة اثناء ثورة ايلول في اواسط الستينات من القرن الماضي ، كان بعضهم يترك صفوفنا ويذهب الى بيته ويعود الى حياته الطبيعية في بغداد او في مدينة أخرى دون ان يثير مشاكل لنا ، لكن هنالك آخرين كانوا يتركون صفوفنا ويسلمون للقوات الحكومية وبعض هؤلاء لا يكتفي بالعودة للحياة الطبيعية بل يعكف على التطوع لخدمة الحكومة كأن ينخرط في قوات الأمن ويصبح العين الساهرة لهم ، ويصبح ملكي اكثر من الملك لكي يبيض صفحته امام الدولة ولكي يرفعون من مركزه .
 وهؤلاء انفضحوا امام الشعب ، ولحد اليوم مكانتهم الأجتماعية واطئة امام الناس في القوش .
وفي مثل آخر اخي صباح قرأت عن الذين كانوا يجحدون دينهم المسيحي ليشهروا إسلامهم الدين الحاكم ، ومنهم كهنة ورجال الدين ، وهؤلاء يصبحون متعصبين اكثر من الإسلام انفسهم بل ويقسون على بني دينهم القديم بغية نيل بركة اسيادهم الجدد ، وفي مثال آخر ، سوف اتعبك بأمثالي اخي صباح ، قرأت عن كوردي اسمه سليمان نظيف تدرج في المناصب في زمن الدولة العثمانية ، فأنكر قوميته الكوردية واستنكف من لغته الكوردية وأستترك في لغته وعاداته ، ولكي يثبت للاتراك اخلاصه وتفانية عمد على انزال قصاص الأعدام بالمرحوم عبد السلام البارزاني سنة 1914 ، كل ذلك من اجل تبييض صفحته امام الأتراك ، وليثبت لهم انه تركي وإنه مخلص لهم لكي ينال رضاهم ويحصل المناصب .
هذه طبيعة البشر حينما تخيم الدوافع الميكافيلية التي تحمل إنساناً له قلب ينبض وعقل ناضج فيبيع مبادئه في المزاد العلني نظير مال او منصب او حظوة عند رئيس او زعيم .. الخ
في الأونة الأخيرة ترتب على اي كلداني  يرغب بالأقتراب من المجلس الشعبي والفوز بنعمه عليه ان يعلن ولاءه اولاً بترديد القسم وهو : ان يقول انه  لايوجد قومية كلدانية ، بل هنالك : كلداني سرياني آشوري ، وأن يسب ويشتم حبيب تومي والأتحاد العالمي للكتاب والأدباء الكلدان  إنه الطريق الأسهل للتقرب من المجلس الشعبي الكلداني السرياني الآشوري ، الذي بدأ يوزع الملايين لأصحاب الدكاكين .. وهذه الفلوس هي من حصة المسيحيين الفقراء . لكن وحسب تعبيرك الجميل بأن المجلس الشعبي اصبح مورد تلك الشركات ، وأنا اقول إنها دكاكين استرزاق لا اكثر ، تمنح لكل من يجيد فن المديح والمداهنة .
هكذا اخي صباح انهم لا يقرأون ما يكتبه حبيب تومي بل المهم التهجم عليه وكيل الشتائم وتلفيق التهم لتبليط الطريق نحو المجلس الشعبي صاحب النعم على الشركات الأسترزاقية والأشخاص الذين يتقنون فن المداهنة ، ويعرفون من اين تؤكل الكتف ، لقد اثبتت هذه الطريقة انها فعالة ومثمرة وهي اسهل الطرق للوصول الى ...
اعتذر عن الإطالة اخي الطيب صباح ميخائيل برخو
تحياتي
حبيب

318
الأخ توما زيا المحترم
تحية وبعد
الموضوع الرئيسي في المقال كان لجوء المجلس الشعبي بتهميش ممثلي الكلدان والسريان ، والأكتفاء بالأشخاص وبالمنظمات التابعة او الموالية للمجلس الشعبي ، وهذا كان محور النقد للمؤتمر ، فكما قلت ان مسألة التغيير الديموغرافي مركزية وتخص الجميع وليس الذين انتقاهم الأخ كامل زومايا فحسب ، اما مسالة تجييره كدعاية انتخابية ، فقد كان ذلك في سطر واحد جاء في آخر المقال ، فأين قرأت الدعاية الأنتخابية  المضادة ؟
اما موضوع الأخوة في كيان ابناء النهرين فمن جملة ما قلته ، اننا لسنا بحاجة الى كنائس ، نحن بحاجة الى بشر ، فما فائدة الأبنية الجميلة ، إن غاب عنها البشر . فالمقال لم يحتوي ما ذهبت اليه اخي توما زيا .
تحياتي
حبيب
ـــــــــــــــــــــــ
الأخ كريم عدنان المحترم
تحية وبعد
حبذا لو اقتبست شيئاً من مقالاتي الكثيرة التي تقول انها تدعو الى التفرقة بين ابناء شعبنا المسيحي الواحد ، لا يجوز إطلاق التهم كيفما اتفق أخي كريم ، انا ادعو الى وحدة حقيقية شفافة مبنية على التفاهم والتعاون ، وليس بطريقة الأقصاء والإلغاء او التذويب ، هذه وحدة مبنية على الرمل لا يمكن ان تنجح .
ما رأيك بالوحدة التي فرضها صدام حسين على الكويت ، وضمها الى العراق وقال هذه وحدة ؟ ما رأيك بالوحدة بين مصر  وسوريا التي بنيت على الأحتواء ، وكان الفشل حليفها . ثم ما هو رأيك بالوحدة الأوروبية المبنية على التفاهم والشفافية ورضى وقبول الشعوب الأوروبية والتي تحتفظ كل دولة بخصوصياتها  القومية ولغاتها ؟ ، تحقيق الوحدة ليس بإلغاء الواو من بين التسميات فحسب ، إنما الوحدة تكون بقبول الآخر واحترام مشاعره .
 لاحظ كيف فشل ما يسمى تجمع احزاب شعبنا (ك .س . ا ) ، لقد اصبح هذا التجمع هزيلاً لم يبقى منه سوى الهيكل العظمي .
وقولك بأنني انتقل هنا وهناك فهذا كلام غير واقعي ، انا انتمي الى العراق ومن جانب آخر احترم إرادة الشعب الكوردي ، واقدر تقدم اقليم كوردستان في مختلف الميادين .
بشأن  الأخ ريان الكلداني ، نعم هو القوشي وهو مواطن عراقي ، من حقه ان يلعب اي دور في الساحة السياسية العراقية كأي مواطن عراقي .
اكتفي بهذا القدر من التعليق على مداخلتك ، وأتمنى ان تكون هذه المناقشات تصب في مجرى التفاهم والأحترام وقبول الآخر كما هو وليس كما نريده ، هذا هو المعنى الحقيقي لقبول الآخر .
تحياتي
حبيب

319

تحية ومحبة للجميع
اولاً خالص التحية للاستاذ كمال يلدو لهذه الإلتفاتة في ابراز فنان عراقي كلداني القوشي اصيل هو الأخ صباح وزي جاري وابن محلتي ( محلّي ختيثا ) في القوش ، ومن خلال صور الأشخاص احيي الفنان المبدع والكلداني الغيور الأستاذ عامر فتوحي ، والأخ الآخر الذي لا يحضرني اسمه .
لقد زرت المعرض الفني لأعمال الفنان المبدع صباح وزّي اثناء انعقاد المؤتمر القومي الكلداني في ديترويت في ايار الماضي ، حقاً كانت اعمال فنية باهرة تلك المرسومة بريشته او المنحوتة بإزميله .
يظهر من اعمال الفنان صباح وزي بأنه يسكب كؤوس من نفحات من مشاعره ووجدانه مع مواده وأدواته ورشاقة خطوطه ومزج الوانه ، إنه عالم يجذبك ويغريك لتحلق في سمائه بين نجومه العالية المتألقة في سماء وطنه الغالي ومع جذور طفولته في القوشه الحبيبة .
وفي هذا السياق لا ننسى تعلقه بمديات مشاعره القومية الكلدانية المؤطرة بأيقونة الوطن البينهريني .
 تحية من القلب للرسام والنحات والفنان المبدع صباح وزي .
 تحية وتمنيات للمزيد من النجاح لـ (جمعية الفنانين التشكيلين الكلدان) .
تحية للاصدقاء الفنانين المبدعين في الصورة .
تحية للاستاذ كمال يلدو لهذه البادرة الجميلة
تحياتي للجميع
حبيب

320
الأخوة الأفاضل : وسام موميكا / هنري بدروس كيفا / عبدالأحد قلو / مايكل سيبي / كريم عدنان / توما زيا / برديصان / المحترمون
تحية ومحبة للجميع
الأخ هنري بدروس كيفا والأخ عبدالأحد قلو والأخ مايكل سيبي  والأخ وسام موميكا :
 سوف نطرح برنامجنا للناخب المسيحي ، وفي البرنامج المطروح من الطبيعي ان يتضمن مسائل متعلقة بشعبنا ، بأسمائه الجميلة الكلدان والسريان والآشوريين ، إضافة ما هو متعلق بالوطن العراقي عموماً وهموم الشعب العراقي .
برأيي الشخصي ان الأنتخابات هي عبارة عن لعبة ، وهذه اللعبة لخوضها ينبغي توفر شئ من المال ووسائل إعلام ،،لأجراء بعض النشاطات الدعائية ، للتعريف بالقائمة وبالمرشحين وبالبرنامج المطروح ، لكن هنالك من يستخدم المال السياسي لشراء الذمم والأصوات ، ونحن الكلدان والسريان كنا نفتقر الى تلك الوسائل : المال والإعلام ، وسوف نخوض الأنتخابات القادمة بالأمكانيات المحدودة التي لدينا ، كما ان عنصر التعاون بين السريان والكلدان هو عنصر جديد في هذه الأنتخابات ،
في الحقيقة انا شخصياً لا يهمني من يمثلني في البرلمان من المسيحيين ما دام ذلك الممثل اي النائب ان يتسم بالعدالة وعدم التفرقة بين ابناء الشعب الواحد ، لقد اثبت نواب الكوتا المسيحية لحد اليوم انهم لم يتسموا بالعدالة والمساواة بين ابناء الشعب الواحد ، كان انجرارهم لأحزابهم اكثر وضوحاً بين وقوفهم على مسافة واحدة بين الجميع .
نتمنى ان يثمر تعاوننا  لإيجاد تمثيل مناسب للكل في البرلمان ، من الآشوريين ومن الكلدان والسريان الذي يعتزون وبفتخرون بهويتهم القومية .
إذا كان الكوردي ناكراً لقوميته الكوردية كيف يدعي بتمثيله للاكراد ؟ وهذا التمثل ينطبق على العربي والكلداني والسرياني والآثوري ، فالذي لا يفتخر بتاريخه واسمه وقوميته ، لا يحق له الإدعاء بتمثيل ذلك الشعب الذي يتنكر لأوابده وتاريخه وينكره في المحافل وفي الإعلام وفي المناسبات . الذي نتطلع اليه هو تمثيل هذا الشعب دون اديوجيات حزبية إقصائية ، ولهذا نحن نطالب على طول بتطبيق الكوتا القومية التي تتسم بالمساواة والعدالة .
تحياتي للجميع ، وفي مداخلة قادمة سوف ارد على الأخوة الآخرين
تحياتي
حبيب

321
الأخ العزيز وسام موميكا المحترم
تحية ومحبة
شكراً لمرورك الجميل ، وأنا شخصياً معجب بجرأتك وتفانيك في الدفاع عن هويتك السريانية الأصيلة ، انا اعتقد ان الأفكار الأقصائية هي التي سببت هذا الشرخ الكبير بين الآشوريين من جهة والسريان والكلدان من جهة اخرى . والغريب انهم يحملون القوميين الكلدان والسريان مغبة تفريق شعبنا المسيحي .
مع الأسف ان الفكر الأقصائي للاحزاب الآشورية خلق كل هذا الخلاف والحقد والضغينة بين ابناء الشعب الواحد وجميعهم يطالهم الظلم .
اخي وسام موميكا انا ارى قائمة بابليون تشكل نقطة لقاء بين الكلدان والسريان والآشوريين ، حيث لا افكار إقصائية ولا هم يحزنون ، احترام الآخر وقبوله ، هذه هي صيغة العمل الحقيقية .
بالنسبة الى المجلس الشعبي ، كان يستطيع ان يقدم اكثر للمسيحيين بالأمكانيات التي يمتلكها ، لكنه حينما تحول الى حزب منافس في العملية الأنتخابية ، واحتكر فضائية عشتار لطرف واحد ولثقافة واحدة ولهجة واحدة ، وهمش الآخرين ، كانت تلك الأمكانيات وتلك الفضائية عامل تفريق وليس عامل توحيد .
 بالنسبة الى المال السياسي واستخدامه في الأنتخابات لكسب الأصوات فهذه عملية مستهجنة ، فلا يجوز لي ان استغل حاجة انسان واستخدمة لأهداف سياسية حزبية ، لو كان الأمر كذلك لكانت المنظمات الأنسانية تستغل حاجة الفقراء لأهداف دينية او حزبية او مذهبية ، إن استغلال حاجة الأنسان بهذا الأسلوب تعتبر عملية غير اخلاقية .
دمت صديقاً عزيزاً
تحياتي
حبيب

322
قائمة بابليون وزحمة القوائم في الكوتا المسيحية للانتخابات القادمة
بقلم : د. حبيب تومي / اوسلو
habeebtomi@yahoo.no
العملية السياسية في العراق تمر بمرحلة عصيبة بجهة عدم استقرار الأوضاع الأمنية والأقتصادية للمواطن رغم مرور عشرة أعوام على سقوط النظام وبدء العملية الديمقراطية ، فالواقع الداخلي مهشم ومتأثر بتفاعلات اقليمية ، وهذا ما خلق مساحة كبيرة من اللامبالاة  من قبل المواطن العراقي وعدم اهتمامه بأمر الأنتخابات ، ولم تعد تنطلي عليه الوعود والأوهام بتصليح الأوضاع العامة نحو الأحسن ، هكذا انعكست هذه الحالة من القنوط واليأس  الى حد كبير على مجمل عملية الأنتخابات البرلمانية في العراق الأتحادي ، على خلفية وعود الأحزاب والكيانات وحتى الأشخاص الذين فازوا في الأنتخابات وفشلوا في تحقيق وعودهم ، بل انهم اداروا ظهورهم لمن اوصلوهم الى قبة البرلمان ، فكانت برامجهم وعوداً هوائية لم نلمس شيئاً من تلك الوعود على ارض الواقع . ولهذا السبب نجد الناخب اليوم ينأى بنفسه عن عملية الأنتخابات المهمة ، التي يمكن من خلالها قلب الموازين السياسية . لكن كما قلنا فإن التجربة المريرة قد ابعدت الناخب نفسياً من هذه العملية الديمقراطية المهمة .
رغم هذه الحالة من اليأس وخيبة الأمل ، لكن شخصياً ارى في ركن من الوجدان يكمن الأمل الذي نرى من خلاله بصيص من النور مرسوم على ملامح متجددة لمستقبل عراقي افضل ، إذ لا يصح إلا الصحيح في نهاية المطاف .
إن انعدام الثقة بأعضاء البرلمان قد انعكس بشكل كبير على الناخب المسيحي من الكلدان والسريان والآشوريين وحتى الأرمن ، فنواب الكوتا المسيحية قد خيبوأ الآمال ايضاً .
إن الذين كانوا يدعون للوحدة بين ابناء الشعب المسيحي ، إنهم انفسهم كانوا منقسمين داخل قبة البرلمان ، ولم يمثلوا كتلة واحدة كما ينظر اليهم من الآخر المختلف عنهم دينياً وقومياً ، بعد ذلك فإن اعضاء البرلمان من الكوتا المسيحية لم يقدموا شيئاً ملموساً للمسيحيين من الكلدان والسريان والآشوريين ، اما برامجهم الأنتخابية فكانت حبراً على ورق لا اكثر .
 من هذا كله نستنتج سبب عدم حماس الناخب العراقي عموماً والمسيحي خصوصاً من الأشتراك في هذه العملية الديمقراطية المهمة .
وفي نطاق الأنتخابات القادمة المزمع إجراؤها نهاية نيسان 2014  نلاحظ  زحمة في القوائم المسيحية المتنافسة والمتكونة من 13 قائمة وهي :-  
1 ـ  قائمة بابليون ( ريان سالم صادق ) 25

2-  مجلس اعيان قرقوش ( اسطيفو حبش ) 36

3-  حزب الاتحاد الديمقراطي الكلداني ( ابلحد افرام ) 70

4-  تحالف سورايي الوطني ( وليم خمو وردا ) 139

5-   قائمة الرافدين التابعة للحركة الديمقراطية الاشورية ( يونادم كنا ) 176

6-  قائمة بابل واشور ( عماد سالم ججو ميخا ) 183

7-  قائمة الوركاء الوطنية ( شميران مروكل ) 195

8- الحزب الوطني الاشوري ( عمانوئيل خوشابا ) 199

9-  حزب بيت نهرين الديمقراطي ( روميو هكاري ) 238

10- المجلس الشعبي الكلداني السرياني الاشوري ( فهمي يوسف )253

11-  ابناء النهرين ( كلاويز شابا ) 257

12-  شلاما ( انو جوهر ) 258

13-  قائمة السالم والمحبة لمسيحيي العراق ( فادية سيده الياس دنحا )276
إن هذه القوائم هي من اصل 277 قائمة لكيانات سجلوا اسمائهم للتنافس على 328 مقعد في البرلمان العراقي ، ومن هذه المقاعد ثمة ستة مقاعد للمسيحيين ، احد هذه المقاعد مخصص للارمن ، وخمسة مقاعد مخصصة للمكون المسيحي على اعتبارات دينية وليست قومية .
اكثر من نصف القوائم المسيحية المدرجة اعلاه تخوض المنافسة للمرة الأولى ، ولكن من بينها قوائم سبق لها خوض الأنتخابات منها من فاز في الأنتخابات ولأكثر من دورة ، وأخرى جربت حظها لكنها اخفقت في الحصول على مقعد . ويمكن تشخيص بعض الملاحظات على هذه الكيانات .
اولاً : ـ
ثمة رغبة اكيدة من الكيانات الكبيرة بكسب ود اطراف في الكوتا المسيحية لتكون مع خطابها في مبنى البرلمان ، وقد رأينا اطراف الكوتا المسيحية في انتخابات برلمان اقليم كوردستان وبشكل خاص المجلس الشعبي والحركة الديمقراطية الآشورية ، إذ كانت إشارات واضحة لمنح الأصوات لهذين الكيانين من قبل قوى سياسية كوردية .
 اليوم في انتخابات البرلمان العراقي الأتحادي تتراءى جلياً نفس الحالة ، فالحصول على مقعد في برلمان العراق من قبل الكيانات المتنافسة يكلفها عشرات الآلاف من الأصوات بينما الحصول على مقعد عبر الكوتا المسيحية يكون عبر اصوات متواضعة إذا ما قورن العدد الكبير مع القوائم العامة ، هكذا كل كيان كبير يضع في الحسبان دعم هذه القائمة او تلك من القوائم المتنافسة في الكوتا المسيحية ليضمن اشخاص او كيان مؤيد لرؤيته من خارج كيانه السياسي .
ثانياً : ـ
 ثمة بوادر للقيام بدعاية انتخابية من قبل الكتل الكبيرة ، كما ان قوائم الكوتا المسيحية ليست بمنأى عن تلك البوادر للقيام بدعاية انتخابية مبكرة وبشكل غير مباشر ، وعلى سبيل المثال فقد رأينا في توقيت عقد مؤتمر اصدقاء برطلة من قبل المجلس الشعبي ..  في هذا الظرف بالذات والتحشيد الإعلامي والدعم المالي الذي رصده المجلس الشعبي ... كان بمثابة الدعاية الأنتخابية ، فمن المعلوم إن مسألة التغير الديموغرافي ليست مسألة خاصة بحزب معين ، وليست وليدة اليوم ، هكذا توخى المجلس الشعبي إصابة اكثر من عصفور بحجر واحد حين عقد مؤتمر اصدقاء برطلة ، فكان تجيير المسألة القومية الكبيرة لحسابه ، وبنفس الوقت تعمد على  إبعاد كل الأصوات السريانية  والكلدانية الأصيلة عن المؤتمر ، كما عمل بشكل ما على إبعاد الحركة الديمقراطية الآشورية عن الحدث .
ثالثاً : ـ
هنالك إشارات انتخابية اخرى في بعض المواضيع الى درجة غير معقولة ، فكما هو معروف هنالك حالة غير مقبولة في عنكاوا ، وهي انتشار البارات ومحلات اللهو  بشكل غير معقول ، وهذه الحالة مدانة من قبل اهل عنكاوا وأصدقائهم وكل طرف يعبر عن هذه الإدانة بصورة ما ، لكن مع جزيل احترامي للاخوة في كيان ابناء النهرين حين تحركهم حول المسألة كان مطلبهم غير معقول وذلك  بتحويل المطاعم الكبيرة في عنكاوا والتي تقدم الغناء والطرب.. إلى كنائس
ان نطلب بغلقها ونقلها الى مكان آخر معد خصيصاً لذلك كأن يخصص قرية او موضع سياحي امر معقول  . اما تحويل اماكنها الى كنائس فهذا مجافي للحقيقة والواقع . ماذا نعمل بهذا القدر من الكنائس ؟
ومن الذي يؤمها ؟
وأين الكهنة للصلاة وإدارة تلك الكنائس ؟
وهل لنا مشكلة نقص الكنائس ؟
ام لنا مشكلة نقص البشر ؟
 ولهذا انا اعتبر المطلب كان يندرج في الدعاية الأنتخابية لكنه غير موفق .
وأعتقد نفس الكيان طلب حصر الأقتراع للكوتا بالمسيحيين فحسب ، وهذا ايضاً مطلب غير معقول ، فنحن نزاول لعبة سياسية بحتة ، فمن يمنع إنسان متعاطف مع المسيحيين ان يمنح صوته لقائمة كلدانية مثلاً ، ومن يمنع المسيحي لأدلاء بصوته لحزب كوردي او الحزب الشيوعي مثلاً ، إنه مطلب بعيد عن الموضوعية لا نقول اكثر .
رابعاً : ـ
 كان المؤمل ان تكون هنالك قائمة كلدانية واحدة على خلفية الأخفاق الذي منيت به القائمتين الكلدانيتين في الأنتخابات السابقة بل كان هذا واحداً من القرارات المهمة للمؤتمر القومي الكلداني المنعقد في ديترويت برعاية المنبر الديمقراطي الكلداني الموحد  ، إذ ان وجود قائمتين كلدانيتين في الأنتخابات السابقة  ، سبب غياب نواب الشعب الكلداني عن البرلمان العراقي ، واليوم رغم تلك الرغبة في الخروج بقائمة كلدانية واحدة ، لكن في السياسة في الغالب لا تطابق حسابات البيدر مع حسابات الحقل ، هكذا خرج الكلدانيون بقائمتين ، الأولى وهي البابليون ورقمها 25 ويترأسها الشاب الكلداني ريان سالم صادق وسوف نتكلم بالتفصيل عن هذه القائمة في قادم كتاباتنا ، والثانية هي قائمة الحزب الديمقراطي الكلداني ويترأسها الأخ ابلحد افرام . ويرى المهتمون بالشأن القومي الكلداني ان تمنح الأصوات للشخصيات الكلدانية التي يقتنعون بها بغض النظر عن وجودهم في هذه القائمة الكلدانية او تلك .
الجدير بالذكر نحن في الساحة السياسية قد  يتمخض الوضع في اية لحظة عن ولادة تحالفات جديدة ناجمة عن اتفاق او دمج قوائم .
يمكن إضافة ملاحظة اخرى وهي العمل في الأنتخابات القادمة بموجب نظام سانت ليغو المعدل ، حيث ان الشعب الكلداني خسر مقعداً لتكسبه الحركة الديمقراطية الآشورية بسبب تطبيق نفس النظام لكنه لم يكن معدل ، وفي القانون الجديد ستتوفر فرصة اكبر للكيانات الصغيرة للحصول على مقعد او اكثر .
 في العموم انا شخصياً انظر الى الأنتخابات بمنظور الروح الرياضية ، ونتمنى ان لا تسود الضغائن والأحقاد بين ابناء الشعب الواحد المظلوم ، فالأنتخابات لعبة ديمقراطية جميلة ينبغي ان نمارسها بروح رياضية ، فلسنا على حلبة مصارعة . والشعب يدلي بصوته بمنتهى الحرية ، ولهذا نستهجن اسلوب شراء الذمم وشراء الأصوات ، لتكن عملية الأنتخابات عملية نقية لا سيما ما هو متعلق بالكوتا المسيحية ، رغم اعتراضنا على صيغتها الدينية . ، ولهذا المهم هو المساهمة في الأنتخابات عبر الإدلاء بصوت حسب قناعة الناخب ، وهو الطريق الأصوب للتأثير على العملية السياسية ووضعها في مسارها الطبيعي السليم .
د. حبيب تومي : اوسلو في 05 / 12 / 2013


323
اقليم كوردستان والسباحة ضد التيار .. كيف ؟ ولماذا ؟
بقلم : د. حبيب تومي / اوسلو
habeebtomi@yahoo.no
لا يمكن الركون الى واقع الحال اليوم بمعزل عن توجيه البوصلة نحو الآفاق التاريخية وبالذات الى ما حصل لخارطة المنطقة اثناء وبعد الحرب العالمية الأولى ، وبشكل خاص الإشارات التي وردت في معاهدة المستر سايكس ـ والمسيو بيكو  والتي ابرمت عام 1916 بين انكلترا وفرنسا ، الغريب انها سميت باسم الدبلوماسيين المستر والمسيو ، حيث تم الأتفاق على تفتيت اجزاء الأمبراطورية العثمانية التي عرفت بالرجل المريض ، وتقسيمها بين الدول المنتصرة ، فتأسست على انقاض تلك الأمبراطورية  دول قومية ، لكن بعض القوميات التي اعتبرت صغيرة قد لحقها الغبن والإجحاف كالقومية الكوردية والقومية الكلدانية وبعض القوميات الأخرى .
بالنسبة الى الأكراد رغم كونهم قومية كبيرة إلا ان التقسيم كان من نصيبهم ، حيث وجدوا انفسهم مقسمين بين دول متاخمة ، هي أيران وتركيا والعراق وسورية ، ورغم ان معاهدة سيفر 1920 كان فيها بعض الضمانات لتأسيس كيان كوردي في المناطق ذات الأغلبية السكانية الكوردية ، إلا ان انتصار التيار القومي التركي الأتاتوركي المتشدد قد قوض تلك الأتفاقية وأصبحت في خبر كان ، ليبدأ الشعب الكوردي في مسلسل نضالي دام  قرابة قرن من الزمان .
إن الدول التي قسمت كوردستان وهي تركيا ، ايران ، العراق ، سورية ـ لا ندخل في تفاصيل ذلك التقسيم وأسبابه ـ عملت تلك الدول على الحفاظ على الأمر الواقع ، وخلافاتها كانت تتبدد وتذوب في بودقة المصلحة المشتركة في رسم الخطوط الحمراء امام اي توجهات كوردية تحررية ، وهكذا بقيت القضية الكوردية في دهاليز السياسة ووفق ما تمليه مصلحة الكبار ، دون ان يسمح لها ان ترى النور في المحافل والمنظمالت الدولية .
إلا ان القائد الكوردي المعاصر ملا مصطفى البارزاني ( 1903 ـ 1979 ) استطاع ان يجد لشعبه موطئ قدم بين حركات التحرر العالمية ، ورغم الحملات العسكرية والحصار الأقتصادي ، والتعتيم الإعلامي التي فرضته الحكومات المتوالية على اخبار الثورة الكوردية  ، فقد استطاع هذا القائد التاريخي ان يضع قضية شعبه امام وسائل الإعلام ، وان يبرز قضيته في المحافل الدولية كحركة تحررية لأي شعب يتوقى نحو الأستقلال والتحرر والبناء . لقد كانت تلك الظروف مأساوية وشاقة ، ولكن القيادة كانت متكئة على طبقات الشعب الفقيرة من العمال والفلاحين والطلبة  ...
لقد نهجت الثورة منذ البداية وبالتحديد منذ ثورة ايلول بخلق اجواء تعايشية بين المكونات الكوردستانية دون تفرقة مما اكسب هذه الثورة تأييداً ودعماً من مختلف المكونات من الكلدان والتركمان والآشوريين والسريان والأرمن والمندائيين ، لقد كانت ثورة شعبية بكل معنى الكلمة .
اليوم اختلفت آلية العمل ، فالبندقية ، اصبحت من تراث الماضي ، وينتعش العمل السياسي المبني على اسس من الديمقراطية ، يتحكم فيها آلية الأنتخابات وصناديق الأقتراع ، وينبغي التعامل مع الجميع بمنطق التفاهم وبناء جسور التواصل لبناء علاقات تضمن المصالح المشتركة لكل الفرقاء .
لا ريب ان العملية السياسية ليست سهلة كما يبدو لأول وهلة فهي من التشابك والتعقيد بما يتناسب ومصالح الفرقاء والحكمة والعقلانية تتطلب المزيد من المرونة والخبرة والحنكة السياسية لمسيرة سياسية متوازنة في خضم الجيوبولتيك المحيط .
لقد استطاع الرئيس مسعود البارزاني من ان يمسك بيده قبان توازن للعملية السياسية العراقية بشكل عام في مواقف ومناسبات عدة ، كما استطاع ان يؤسس علاقات متوازنة مع الجيران تركيا وأيران والقوى الدولية عموماً .
لقد قام الرئيس مسعود البارزاني بزيارة رسمية وشعبية الى دياربكر ( آمد ) جنوبي تركيا يوم 16 تشرين الثاني نوفمبر للاجتماع برئيس الحكومة التركية رجب طيب اردوغان والبحث معه العقبات التي تكتنف عملية السلام بين حزب العمال التركي والحكومة التركية ، الجدير بالملاحظة ان الآلاف من سكان دياربكر اشتركوا في استقبال الرئيس البارزاني ملوحين بالأعلام الكوردية ، وكان هذا مهرجان تاريخي للهوية الكوردية في تركيا ، إذ بعد سنين من التهميش والإقصاء للهوية الكردية ، واعتبار الأكراد عبارة عن اتراك الجبال وحظر التحدث باللغة الكوردية ، كل ذلك واليوم ترفع الأعلام الكوردية في تركيا وبحضور رئيس الوزراء ، ورغم انه عمل رمزي إلا انه يعتبر حدث تاريخي بالنسبة للشعب الكوردي والهوية الكوردية في الدولة التركية الحديثة ، ومن اجل تعزيز الثقة المتبادلة لا بد من الأعتراف الحكومي والدستوري بحقوق الشعب الكوردي وبقية الأقليات في تركيا ، لأن تركيا لها سجل ملطخ بالعنف وسفك الدماء في مسألة التعامل مع الأقليات الدينية والعرقية كمذبحة الأرمن والكلدان والسريان والآشوريون واليونانيون اثناء وبعيد احداث الحرب الكونية الأولى .
لنأخذ جانب آخر من المعادلة وهو ضغط الحكومة العراقية على الحكومة التركية للحد من العلاقات المتطورة بين اقليم كوردستان وتركيا ، لا سيما مجال المشاريع النفطية وبألأخص ما هو مطروح اليوم بشأن تصدير النفط من كوردستان الى تركيا عبر انبوب مشترك يمتد من الأقليم الى تركيا ، وكان رئيس وزراء اقليم كوردستان الأستاذ نيجيرفان البارزاني قد قام بزيارة الى تركيا لتوقيع العقد ، لكن يبدو ان الضغوط على تركيا قد حالت دون توقيعه او على الأقل تأجيل عملية التوقيع ،  
لقد ورد في جريدة الشرق الأوسط اللندنية بتاريخ 29 / 11 / 2013 بأن الولايات المتحدة تعترض على مثل هذه العقود إذ ورد :
أعلنت وزارة الخارجية الأميركية على لسان المتحدثة الرسمية باسم الوزارة جين ساكي أن الولايات المتحدة الأميركية تؤكد على أنها «لا تؤيد أي خطوة في مجال تصدير النفط من أي جزء من أرض العراق دون موافقة الحكومة العراقية». وأكدت خلال مؤتمر صحافي في واشنطن أمس على ضرورة «موافقة الحكومة العراقية على مشروع تصدير النفط من الإقليم لتركيا لأن هذه المسائل هي من الاختصاصات الدستورية للحكومة المركزية»، داعية بغداد وأربيل إلى «الاحتكام للدستور في حل هذه المسألة».
أجل إن امريكا لها علاقات تاريخية واقتصادية وسياسية مهمة مع الدولة العراقية ومع تركيا ، كما انها ترتبط بعلاقات جيدة مع اقليم كوردستان ، ولا تريد ان تفرط بعلاقاتها ومصالحها مع اي طرف من هذه الأطراف . وبالنظر الى جوانب المعادلة نرى ان اقليم كوردستان هو الجانب الأحدث في المعادلة وإن الألتزمات الأخلاقية تقضي بالوقوف معه ، لكن تبقى المصالح هي المحركة .
 هكذا يترتب على القيادة الكوردية ان تتميز بالحكمة والنضوج ، لقد اثبتت هذه القيادة كفاءتها بإدارة العملية السياسية في اقليم كوردستان ، ونستطيع ان نجزم بوجود عملية سياسية ناجحة في الأقليم بعيدة عن الميول الطائفية التي تمزق العراق . كما ان هنالك علاقات متوازنة مع دول المنطقة والعالم . لكن تأتي اللحظات الحرجة التي تتطلب الخبرة والتجارب السياسية ، والظاهر الى اليوم إن قيادة الأقليم تقود شعبها في الطريق الصحيح مع خلق علاقات متوازنة مع المركز . في الحقيقة ينبغي الأعتراف ان الطريق طويل وشائك امام القادة في الأقليم بغية  خلق علاقات متوازنة لكي تصب في مصلحة كوردستان والعراق عموماً ، في الحقيقة هذه تحديات لا يمكن لأقليم كوردستان ان يبحر وحده في هذا الخضم ، فكل يوم هناك معطيات جديدة ينبغي التعامل والتكيف معها ، باختصار إن المسألة بالنسبة لكوردستان ليست مصالح سياسية او اقتصادية ، إنما تعني الوجود . حقاً إنها السباحة ضد التيار والقيادة الكوردية مؤهلة لخوض هذه التجربة .
تحياتي
د . حبيب تومي / اوسلو في 02/ 12 / 2013

324
الأخ الفاضل هنري بدروس كيفا المحترم
شكراً على مرورك الجميل
في الحقيقة إن العمل السياسي سوية يجسد حالة من التعاون كما انه يغيب حالة الأحتواء والإلغاء التي يسعى اليها الأخوة في الأحزاب القومية الآشورية ، الذين يتبنون نظرية إقصائية للاخرين لاسيما الكلدان والسريان ، وبالدرجة الأولى الكلدان ، وأنا شخصياً اخي هنري بدروس كيفا رغم تجربتي بالحياة لا استطيع ان افهم هذه الحالة من كل هذا الحقد على الكلدان وتاريخهم .
إن الشعب الكلداني وقف الى جانب اخوانهم الآثوريين في محنتهم يوم نزوحهم ( لا نقول لجوئهم ) لأن بعض الأخوة يزعلون من كلمة لجوئهم ، الى العراق بمعية القوات البريطانية ، ولا يوجد اي تفسير للحقد الدفين الذي يكنه القوميون الآثورين للكلدان .
 المهم في موضوعنا ستكون هنالك حالة تعاون بين الكلدان والسريان وهذه حالة صحية وتجربة مفيدة ، حتى إن لم تكن هنالك نتائج ايجابية لنا ، فهنالك قوائم كثيرة منافسة ، وهي مسندة ولها إمكانيات كبيرة ، المهم اننا نخوض تجربة جديدة بروح من التعاون والأخوة ، دون إقصاء اي طرف .
تقبل تحياتي
حبيب

325
الأخ نبيل دمان المحترم
اولاً اشكرك على المثابرة لجمع المعلومات لغرض الكتابة ، لكن مع الأسف احياناً تقع في اخطاء ربما تكون غير مقصودة ، ولكنها بمرور الزمن تصبح من الحقائق لكنها اكاذيب من نسج خيال بعض الناس .
إن مسألة إصابة المرحوم هرمز ملك جكو ، بقدمه ومن ثم انتحاره إنه مجرد كذبة غير صحيحة ، لقد كنت انا وصباح ابو ليلى من رفعناه ووضعناه على البغل ، ولم يكن اي اثر للطلقات في رأسه او صدغه سوى على صدره ، فمن اين استقيت معلوماتك يا اخي نبيل ؟ فعدما نموت نحن شهود عيان تستطيعون الكتابة ما تشاؤون ، لكننا لا زلنا احياء وصور الحادث المروع امامنا ليس الى نسيانه سبيل ، فأرجو ان تصحح معلوماتك يا اخي نبيل .
ثم ان سبب الهجوم على مركز القوش لم يكن الذي ذكرته ، إنما كان مجرد اثبات وجود قوة الثورة في المنطقة فحسب وبعد ان تم تسليمها للقوات الحكومية  ، كما ان المساهمة في الثورة الكوردية لم يكن له جوانب قومية كما يظهر انك تريد اسباغ الطابع القومي الآشوري على تلك التحركات ، وأنا عموماً لست ضد ذلك ، لكن يجب ان نسمي الأشياء بأسمائها ونعطيها حجمها الحقيقي .
قريباً سوف اكتب على نفس الموضوع ، ولكن الموضوع واسع جداً سأحاول اختصاره قدر الإمكان .
 الصورة التي نشرتها في مقالك فإن الواقف الى يمين هرمز ملك جكو  هي صورتي ، وإن الجالسين الثاني من اليسار هو صديقي صبحي بطرس من عنكاوا .
تحياتي
حبيب

326
مرحبا ميوقرا وسام موميكا
تحية ومحبة
شكراً على مرورك الجميل والمفيد ، وباعتقادي انه في المستقبل لا يصح إلا الصحيح ، فلا يمكن خداع كل الناس كل الوقت . بالنسبة الى المجلس الشعبي ، برأيي ان بدايته كانت جيدة ، لكن بعد ان سيّس وأصبح حزباً منافساً للاحزاب ، وأصبحت له فضائية عشتار التي كان ينبغي ان تكون لكل المسيحيين ، لكنها مع الأسف تروج لثقافة وللهجة واحدة ، وكأن الكلدان والسريان يأتون بالدرجة الثانية .
إن اي مراقب محايد يلاحظ بجلاء تحيز فضائية عشتار ، وعلى سبيل المثال إنها تجري مقابلات وتغطي كل تحركات اي شخصية آشورية قادمة من الخارج ،  وبهذا الموقف المرحب لأي قادم ينطبق على المتأشورين منهم فهؤلاء ايضاً تفتح الأبواب لهم، لكن لنا الكلدان والسريان ، الأبواب موصدة ، بفرضية ان اي شخص يدعي ويعتز بقوميته الكلدانية او السريانية فهو انقسامي وانفصالي ، ولكن هذه التهمة لا توجه لمن يعتز بقوميته الآشورية ، وقد اخترعوا التسمية المركبة خصيصاً للكلدان والسريان ، وأن تبقى تلك حدودهم ولا يجوز تجاوزها ، إن فضائية عشتار منحازة بشكل مخجل  وتكيل بمكيالين ، وكذلك المجلس الشعبي الذي كان ينبغي ان يقف على مسافة واحدة من جميع المسيحيين لكنه مع الأسف ، بقي منحازاً لجهة واحدة فقط .
اكرر شكري على مرورك اخي وسام موميكا
تحياتي
حبيب

327
لكي تنال حظوة وقبول في المجلس الشعبي ويرحب بك وتنزل عليك نعمه ما عليك سوى ان تصف الكتاب الكلدان وكل من يعتز بقوميته الكلدانية بالأنفصالي والأنقسامي ، ومن ثم كيل بعض الشتائم لحبيب تومي ولحرف الواو اللعينة  ، فسيكون لك مكان الصدارة في المجلس الشعبي وتنزل عليك النعم ،
 فقد جُربت هذه الطريقة الفعالة من قبل بعض الأصدقاء الكلدان القدامى وفتحت لهم ابواب الفضائية وأبواب السماء ، وكان لها مفعولها الجيد ، إذ نزلت عليهم النعم ، وأنت جربها ايضاً يا اخي وسترى النتيجة  .
سترى ان الأبواب تفتح امامك ، وفضائية عشتار تهتم وترحب بك وتغطي كل اخبارك وترتب مقابلة معك ، وستنفتح كل الأبواب امامك ، فماذا تنتظر ؟ ان بداياتك جيدة وعليك إكمالها .
تحياتي
حبيب

328
الأخ برديصان
شكراً على مرورك الواقعي السليم ، لكن ربما اختلف معك في مسألة ضرورة التحمل والصبر على التهديدات التي تصل لأبناء شعبنا في مدن العراق  بشتى الصور ، وفي الحقيقة ، فإن العامل الأقتصادي ليس السبب في الهجرة ، فقد رأيت ماشاءالله ان الطبقة المتوسطة من المتمكنين في توسع دائم ، وكم من ابناء شعبنا لديهم السيارات الفارهة ، ولديهم معيشة راقية من الناحية المعيشية ، طبعاً مع عدم إغفال وجود طبقة من الفقراء مسحوقة . لكن يا اخ برديصان تبقى مسألة التعامل الأنساني غائبة عن ذهنية الإنسان المسلم .
لقد قرأنا قبل يوم او يومين عن دعوة البابا فرنسيس للدول العربية والإسلامية على التعامل مع المسيحيين ، كما تتعامل الدول الغربية مع المسلمين في اوروبا والغرب عموماً ، علماً ان المسيحيين في الدول الإسلامية هم من السكان الأصليين في البلد قبل وجود الأسلام في حين ان المسلمين في الغرب هم مهاجرين اليها . هذا هو الواقع اخي برديصان ، المشكلة جذرية لا تنتهي بمؤتمرات او ندوات .
تحياتي
حبيب
ـــــــــــــــــــ
من خلال تعليق السيد وليد حنا بيداويد الذي يقول فيه :
 الا ينبغى ان نكف عن اطلاق التهم جزافا ؟ الا ينبغى ان نكف عن نقد الاخرين ، الا ينبغى ان نشجع القائمين عليه وعلى كل المؤتمرات التى تهتم بقضايا شعبنا حتى وان كانت اعلاميا؟ و الا يجب ان نثنى على جهودهم كما اثنى السيد يوسف الو مشكورا؟
يا سيد وليد سوف نكسر اقلامنا ، وكل ما يقومون به نباركهم عليه ، ونقول لهم سمعة وطاعة ، ورحم الله النقد والنقد الذاتي ، فكل اعمالهم واقوالهم  مقدسة لا يجب الأعتراض عليها ولا نقدها ، اليس هذا الذي تدعو اليه ؟
وبموجب نظريتك هذه سوف نتحول الى كتاب مداحين لكل ما يقوم به المجلس الشعبي وغيره .
تحياتي
حبيب

329
الأخ مايكل سيبي
الأخوة المشتركين في النقاش حول موضوع القوش وغيرها
هذه مقتطفات من رحلة جون فيليب نيومان حققها الأستاذ صلاح سليم علي ، عسى ان ينزل الأخوة من عليائهم ويعترفون بالواقع ، ويتركون النظرة النرجسية عن الكلدان وعن الآخرين ، لكي نستطيع ان نخلق جواً متكافئاً للتعاون ، وهذه الرحلة التي كتب عنها في موقع عنكاوا وهي :
رحلة جون فيليب نيومان الى الموصل عام 1875
بقلم الأستاذ : صلاح سليم علي
 ونقتبس بعض الفقرات التي تتكلم عن تكوينة السكان في الموصل فيقول :
( .. ومنذ ان توالى على حكم الموصل الباشوات الذين عرفوا بجشعهم واستبدادهم..ويتالف سكانها الحاليين من خمسين الف يضمون الكلدان والسريان والعرب، فضلا عن الأتراك والكرد وأقليات أخرى..وسور الموصل الدائري...) اي لا يوجد اي ذكر للاشوريين او للاثوريين .
وفي الجزء الثاني من هذا المقال يؤكد ما جاء في الجزء الأول فيقول :
( .. ويتألف سكان الموصل من خليط متنوع فبالأضافة الى السكان الكلدان وهم سكان المدينة الاصليين،هنالك العرب والاكراد والفرس والترك الذين توالوا على حكم الكلدان على نحو متعاقب [العبارة غير دقيقة لأن الفرس والكرد لم يحكموا كلدان الموصل ولاتؤيد المصادر وجود اسر فارسية في الموصل].. واللغة التي يتحدث بها اهل  الموصل العربية..
هنا لا يوجد اي ذكر للاشوريين ايضاً وهو يذكر الكلدان والأكراد والفرس والعرب والترك . وسيقول الأخوة المعلقين الأثوريين بأن هؤلاء جميعاً قوميات ما عدا الكلدان مذهب كنسي ، مسكين السيد المسيح لم يكن يعلم بأن قبل مجيئه كان هنالك مذهب كنسي كلداني . وكما نعلم ان المذاهب الكنسية هي :
هي الأرثوذكسية والبروتستانتية والكاثوليكية والنسطورية ،والكلدانية هي قبل المسيح لكن الأخوة يريدون ان يثبتوا ان الأسود هو ابيض وإن الأبيض هو اسود .
تحياتي
حبيب

330
الأخ مايكل سيبي المحترم
الأخوة الأفاضل اصحاب المداخلات المحترمون
اقتبس هذه الأقوال من الرحالة المعروف بالسيد محمد بن احمد الحسيني المنشئ البغدادي . الذي مر بألقوش والمدن الأخرى في سهل نينيوى عام 1820 يقول في كتابه المعروف باسم : رحلة المنشئ البغدادي كتبها عام 1922 نقلها عن الفارسية عباس العزاوي المحامي يقول صفحة 85 انه قطعوا من قرية الزنكنة قرب جبل مقلوب الى دير الربان هرمز خمسة فراسخ ، ومن دير الربان هرمز الى القوش فرسخ واحد ، وهذه قرية نفوسها نحو الالفي (2000)  بيت كلهم من الكلــــــــــــــــــــــدان ، وجبلهم هذا في حكم باشوات العمادية ، وإن القوش نصف منها يعد من الموصل .. الخ .
 وفي ص 86 يقول : سرنا من القوش الى تللسقف أربعة فراسخ ، وبيوتها ( تللسقف ) نحو الف بيت كلهم كلــــــــــــــــــــدان وفيها معبدان قديمان .. الخ
ومن تللسقف الى تلكيف فرسخان وهذه تبلغ الفي بيت كلهم كلـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــدان وفيها ثلاثة معابد كبيرة .. الخ
فللو كان هؤلاء اثوريون لقال انهم اثوريون فإن المنشئ البغدادي لا ينتمي الى حزب كلداني كما هو معلوم .
 اما القوش كانت في التاريخ ارض اشورية فهذا صحيح إذ ان الموصل كانت ارض اشورية ايضاً وأربيل وشرقاط ودهوك ، فهل نعتبر اليوم اربيل آشورية وأهلها اشوريون او موصل آشورية او شرقاط التي كانت العاصمة المقدسة للاشوريين هل هي اليوم آشورية  ام عربية ؟ ، فلماذا هذه الملحة في ان القوش تبقى لوحدها اشورية ، إن هذا التعصب ليس في محله ، فلماذا لا تحاولون مع اكراد دهوك او اربيل او عرب الموصل تركمان كركوك ، بأنهم جميعاً اشوريون لأن ارضهم آشورية ، لماذا تسكتون عن ذلك ؟  ، لماذا تظهرون بطولاتكم برأس القوش بالذات ؟ القوش مدينة  كلدانيــــــــــــــــــــــــــة ، وليس هنالك رحالة واحد لم يشر الى كلدانيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة القوش . إنكم تحاولون لوي ذراع الحقيقة ليس اكثر .
تحياتي
حبيب

331
مرحبا ميوقرا سيزار ميخا هرمز
تحية ومحبة
شكراً على مرورك الجميل .
في البداية اعتذر لكل الأخوة الذين كان لهم مداخلات على حلقات مقالي السابق الموسوم : لو اصبح حبيب تومي رئيساً لوزراء العراق ، ولم يكن بمقدوري التعليق على مداخلاتهم ، لضعف شبكة الأنترنيت في القوش ، كما ان الألتزامات الأجتماعية في القوش تؤثر على الوقت المخصص للقراءة والكتابة ، فأقدم اعتذاري لهؤلاء الأخوة جميعاً ، وأشكرهم جزيل الشكر على مداخلاتهم ، إن كانت مع او ضد توجهاتي السياسية والقومية .
اخي الطيب سيزار
اجل ان مؤتمر اصدقاء برطلة كان مؤتمراً ناجحا من جوانب كثيرة ، كما ان معضلة الزحف على مناطقنا تعتبر مشكلة مركزية مصيرية ، ولا يجوز لحزب ما ان يجيرها لصالحة ، إنها مشكلة الجميع وليس مشكلة المجلس الشعبي فحسب ، وكان يجب على قيادة المجلس الشعبي ان تتصرف من هذا المنظور وليس من منظور حزبي ضيق ، وكان يجب ان يكون في اللجنة التحضيرية اناس متفتحين بل كان يجب ان يكون هنالك اعضاء من خارج المجلس الشعبي ، لأن المشكلة هي مشكلة الأحزاب الكلدانية والسريانية والآشورية وهي مشكلة تتعلق بمصير شعب .
اخي الطيب سيزار
لقد كتبت عن اشياء عمومية في هذا المقال ، وهنالك فساد مستفحل داخل المجلس الشعبي ، وكل طرف يسعى لنهش اكبر كمية من الكعكة ، ويخبر الآخرين بالجملة المفيدة ( خلي نستفيد ) ، هكذا حال هذه المنظمة ( المجلس الشعبي ) التي يجب ان تتبوأ المكانة الأولى لأحترام شعبنا ، لكنها استخدمت لتكون في خدمة فئة معينة بل اشخاص معينين من المداهنين والمداحين ، وهذا شئ مؤسف ان تصل هذه المنظمة الى هذا الدرك .
في الحقيقة اخي سيزار اعترف لك وللقراء في هذا الموقع ، بان الأخ سركيس آغاجان هو إنسان مسيحي مخلص ويريد ان يخدم المسيحيين دون تفرقة ، لكن المستفيدين وقفوا حجر عثرة امامه ، ويلهثون للاستفادة بأكبر كمية من المنفعة .

 اجل هنالك سفرات وحضور المؤتمرات دون دراسة مسبقة ، بل تكون بأسلوب المناكفة بين هذا وذاك وكل طرف يطرح ما بجعبته من المصطلحات  والشعارات التي ترضي اصحاب القرار ، للفوز بشئ من النعم التي تنزل عليهم من السماء ، عفواً من المجلس الشعبي .
اعتقد انه قد حان الوقت للاخ سركيس اغاجان ان ينقذ مؤسسته من ركام الفساد وأن يضعها في مسارها الصحيح ، ليقف المجلس الشعبي ، على مسافة واحدة من الأحزاب الكلدانية والآشورية والسريانية ، وأن تكون هنالك صيغة اخرى لتعاون هذه الأحزاب بدلاً من صيغة ما يسمى تجمع ( كـ ـ  س ـ ا ) ، الذي اثبت فشله في كل المواقف .
اكرر شكري لمرورك المفيد اخي سيزار
تحياتي
حبيب

332
مؤتمر اصدقاء برطلة إبعاد الكلدان والسريان وتجييره كدعاية انتخابية للمجلس الشعبي
بقلم : د. حبيب تومي / اوسلو
Habeebtomi@yahoo.no
اموال طائلة خصصت لتمويل مؤتمر اصدقاء برطلة ، وبُدأ قبل مدة كافية للتحضير له ، كما كانت هنالك حملة إعلامية سبقت عقد المؤتمر وظلت مرافقة له والحملة لا زالت مستمرة حتى بعد انقضائه ، وكان هنالك حضور رسمي على مستوى رفيع من قبل اقليم كوردستان يناسب اهمية الموضوع المطروح ، وذلك بحضور السيدة الأولى هيروخان احمد ورئيس ديوان رئاسة اقليم كوردستان الأستاذ الدكتور فؤاد حسين ، إضافة الى عدد من المسؤولين والشخصيات الحكومية والسياسية والثقافية ولفيف من رجال الدين المسيحيين .
كل ذلك كان بمستوى القضية المهمة والتي هي بحجم خطورة محاولات التغيير الديموغرافي في المناطق المسيحية ، التي تشهد خللاً ديموغرافياً خطيراً والذي استفحل وتوسع بعد سقوط النظام في عام 2003 م .
لا ريب ان مسألة التغيير الديموغرافي ، هي مسألة مركزية تخص الدولة العراقية الأتحادية وأقليم كوردستان على حد سواء ، كما انها مسالة تخص مصير المسيحيين من الكلدان والسريان والآشوريين ، وفي سهل نينوى بالذات تخص الكلدان والسريان على وجه التحديد ، وكان يجب ان يكون لهما حضوراً واضحاً ومساهمة فعالة في هذا المؤتمر الذي كان يخص مناطقهم بشكل رئيسي في مدنهم : بغديدا ، برطلة ، كرملش ، القوش ، باطنايا ، تللسقف ، تلكيف ، باقوفة ،  والقرى التابعة لهذه البلدات والمدن .
لكن المؤتمر مع الأسف سيّس من قبل المجلس الشعبي ، وأراد تجيير المسألة وكأنه يحمل الحمل الثقيل ويحمل هموم الشعب ومشاكله هو وحده ولا غيره بالساحة ، وقد استغل المجلس الشعبي او على الأقل اللجنة التحضيرية المكلفة بهذه المهمة وفي المقدمة رئيس اللجنة السيد كامل زومايا ، فكان يجب ان يكلف بهذه المهمة اناس معتدلين ولا يحملون اي افكار متزمتة اقصائية ضد الكلدان والسريان كالتي يحملها السيد كامل زومايا الذي اثبت تحيزه الكامل وإقصائه اي عنصر كلداني او سرياني من المؤتمر .
كنت قبيل انعقاد المؤتمر في عنكاوا وقد التقيت السيد زومايا ، وقد سألني بعض الأصدقاء ، إن كان لي اي مداخلة في مؤتمر اصدقاء برطلة ، فقلت لهؤلاء الأصدقاء :
 أنا لست مدعواً يا اخي ، فنحن اميين في القراءة والكتابة وليس لنا اي هموم حيال شعبنا ، بالإضافة الى ذلك نحن انقساميون ، وهؤلاء المدعوين من ابناء شعبنا مستواهم راقي ونحن لسنا ( قد المقام ) فكيف تريدون  ان يسمح لنا بدخول المؤتمر ؟
أجل لم توجه دعوة اقل ما نقول لبعض الكتاب من ابناء شعبنا ، وكمثل غير حصري نذكر اسم وسام موميكا السرياني الأصيل وحبيب تومي الكاتب الكلداني الذي يعتز بقوميته الكلدانية وكان الرجلان في عنكاوا  وقتئذِ ، بل رأيت قسم من وجهت لهم الدعوات ليس لهم اي باع لا في السياسة ولا في الكتابة ولا شان لهم لا في العير ولا في النفير ، بل كل ما يجيدونه هو التصفيق والموافقة ، ولا مناقشة ولا هم يحزنون .
لقد وجهت دعوات الى رؤساء وأعضاء منظمات المجتمع المدني التابعة للمجلس الشعبي  والتي فتحت لها مقرات بمثابة دكاكين استرزاقية وتأخذ ملايين الدنانير من المجلس الشعبي وهذه المبالغ هي فلوس الفقراء المسيحيين لكنها تمنح وتغدق لمن يصفقون للمجلس الشعبي .
 إذا نحينا جانباً اسماء المسؤولين من اقليم كوردستان وخارجها ، وبعض الكتاب من غير المسيحيين ، فإن المسيحيين المدعوين هم اعضاء المجلس الشعبي أو من الذين اعلنوا ولائهم له او ركبوا موجته . وبعضهم  فتحوا دكاكين استرزاقية تحت يافطات لمنظمات مجتمع مدني وبأسماء براقة  فهؤلاء كانوا جميعاً لهم حضور ، وحسب تقديرات اللجنة التحضيرية التي يرأسها السيد كامل زومايا ، فإن هؤلاء وحدويون لهم الحق في حضور المؤتمر ، وهم وحدهم يهمهم مسألة التغيير الديمغرافي ، فالمسألة لا تخص حبيب تومي ، ولا تخص وسام موميكا ولا تخص اي حزب سرياني او كلداني او اتحاد القوى السياسية الكلدانية ، بل حتى الحركة الديمقراطية الآشورية أبعدت بشكل ما عن حضور المؤتمر .
وسؤال للقائمين على المؤتمر ، وهنا اخص بهم السيد كامل زومايا الذي كان لولب المؤتمر . هل يعلم الأخ زومايا لمن تذهب اراضي تلكيف ، وكيف ترتب امور بيع تلك الأراضي ؟ ومن يمتلكها في نهاية الأمر ؟ إن الأخ زومايا لا يدري ولا يدري انه لا يدري ، والمصيبة انه لا يريد ان يدري  .
لو تكرمتم بدعوتنا لحضور المؤتمر لم نرغبه لو كان فضلاً او إحساناً او معروفاً منكم ، بل كان لدينا ما نقوله من الأمور المهمة التي تخص هذا الجانب المهم ، فهنيئاً للقائمين على المؤتمر يبحثون التغيير الديوغرافي وتغيب عنهم امور اساسية في صلب عملهم .
اقول :
لقد عقد المؤتمر تحت شعار قومي شامل ومهم ، وخصصت له مبالغ جيدة ، ورسم له إعلام واسع ، لكن برأيي المتواضع انه اريد تجيير المؤتمر لحساب المجلس الشعبي الكلداني السرياني الآشوري ، وأريد به دعاية انتخابية استباقية قبيل انتخابات البرلمان العراقي .  
لأنه كما هو معلوم سوف تكون هنالك منافسة قوية على مقاعد الكوتا ، واراد المجلس الشعبي بهذا الحدث ان يسبق الآخرين ويكسب دعاية انتخابية ، من جانب آخر افلح في إبعاد اي قوى سياسية كلدانية او سريانية مستقلة عن المؤتمر ، لمواصلة تهميشهم قدر الإمكان .
هكذا استطاع المجلس الشعبي من صيد عدة عصافير بحجر واحد .
د. حبيب تومي / اوسلو في 26 / 11 / 2013

333
لو اصبح حبيب تومي رئيساً لوزراء العراق ..!!(3 ) القسم الأخير
بقلم : د. حبيب تومي / عنكاوا
habeebtomi@yahoo.no
عزيزي القارئ اقتبس هذه الفقرة من القسم الأول :
( لو : زُرعت وما حصدت ، ولغوياً هي اداة شرط تستعمل في الأمتناع او في غير الإمكان ، مثلاً : لو كنت غنياً لساعدت الفقراء ، وهي ايضاً حرف للتمني ، لو تحضر فتفرحني .. الخ ، هنا نستخدم لو في الأمتناع وغير الإمكان ، فرغم استحالة هذه الـ ( لو )، لكن الكاتب ينبغي ان يكون له حرية مطلقة في التعبير عن رأيه وأن يكون له حق التعبير عن الأفكار بصوت عال ، وهذه نعمة نتمتع بها في دنيا الخيال ونعلن عنها عبر المواقع وهذا جل ما نستطيع فعله ، وربما يحقق هذا المقال فائدة لأصحاب القرار الذين يؤهلهم انتماؤهم الديني تبوأ هذا المنصب ، فسوف لن يخسروا شيئاً إن صرفوا دقائق معدودة لقراءة الموضوع .) انتهى الأقتباس .
ثامناً:ـ
إقرار قانون : من اين لك هذا ؟ يا هذا !!

قد يكون عضو البرلمان او الوزير او اي مسؤول في منصب سيادي في الدولة له املاك وعقارات وشركات ، ولكن قد لا يملك ذلك المسؤول سوى الراتب الذي يتقاضاه ، في كل الأحوال فإن الشفافية والنزاهة والإخلاص في العمل تقضي تقديم كشف حسابي بما يملك المسؤول من ارصدة ومبالغ وعقارات قبيل استلامه الوظيفة او المسؤولية ، وعليه تقديم كشف حسابي بما يملك قبيل خروجه من الوظيفة ، إن المسؤول ليس من حقه تلقي الهدايا من شركة او حكومة اجنبية يعقد معها اتفاقاً اقتصادياً ، إن الهدايا التي يتلقاها المسؤول في هذه الحالة ينبغي ان تعود الى الدولة ، ان الوزير او اي مسؤول في الحكومة البريطانية مثلاً ، لا يحق له الأحتفاظ بهدية تزيد قيمتها عن 75 دولار ، وإذا بلغت قيمتها اكثر من ذلك فعليه تسليمها لوزارته او دائرته ،إنها  حصة خزينة الدولة.
إن اي مسؤول كبير في الدولة ينبغي ان يتسم بالإخلاص والشفافية ليكون بمقدوره محاسبة الموظف الأقل مركزاً حينما يلجأ الى الأختلاس او تلقي الرشوة او حين التقصير بواجبه ، وأنا اتساءل كيف يستطيع المسؤول الكبير محاسبة الأدنى منه ان كان هو نفسه مختلساً او راشياً او مرتشياً ، كيف يستطيع منع الفساد وهو فاسد . اعيد وأكرر اهمية تشريع قانون من اين لك هذا يا هذا ؟
تاسعاً : ـ
التربية والتعليم

إنه العمود الفقري لتقدم البلد وذلك بإيلاء الأهتمام نحو منظومة التربية والتعليم ، وبرأيي ان التربية قبل التعليم ، لأن التربية هي قوام التقدم وبناء الأنسان وهي مسيرة مستمرة من الطفولة وتستمر مع العمر ، إن تربية الأنسان ، تعني شعوره بالمصلحة العامة وحفاظه على المال العام ويعني غرس عنصر الإخلاص في كيان الإنسان العراقي لتربيته الوطنية والإنسانية ، اجل ان التعليم مهم جداً ، لكن لابد ان تسبقه عملية التربية .
إذن نحن ملزمون بتخصيصات مالية مهمة للاهتمام بالطفل والتلميذ والطالب في كل مراحل دراسته . إنه امر عجيب ان تكون المليارات من الدولات متراكمة في ميزانية الدولة العراقية ، ويضطر الطالب للدوام في مدرسة تفتقر الى ابسط متطلبات المدارس ، وكذلك الطالب في الكلية وهو بأمس الحاجة الى المصادر العلمية والأجهزة الحديثة ، انها مأساة ان تكون بناية واحدة تستقبل اثنان او ثلاث وجبات تعليم ، المرء من حقه ان يتساءل : لماذا لا تبنى مدارس حديثة ؟ مالذي ينقص العراق ؟ القوى البشرية متوفرة والأموال متوفرة ، فأين يكمن الخلل في التلكؤ في بناء المدارس الضرورية ؟
ما هو الباب الأهم الذي تخصص له الأموال وتحرم من تلك الأموال رياض الأطفال والمدارس ، إن حصة الأطفال من التربية والتعليم والمراحل الدراسية المختلفة إن كانت مهنية او نظرية او علمية يجب ان يخصص لها حصة الأسد من الميزانية العامة ، إن التربية والتعليم والبحث العلمي ينبغي ان يكون لها الحصة الكبيرة من التمويل ، أنه المحور الأهم في تقدم البلد .
ثمة حالة يرثى لها ولا يمكن هضمها من قبل مجايليني ، ماذا يعني التدريس الخصوصي ، لماذا يرسب الطالب بدرس الفيزياء مثلاً حينما يتلقى درسه في المدرسة ؟ بينما يحالفه النجاح ان تلقى دروس خصوصية من نفس المدرس . إن المدرس يجب ان يبذل قصارى جهده في الصف كما يبذلها اثناء التدريس الخصوصي ، إن هذا الجانب هو جزء من الفساد ، وهو نتيجة منطقية لغياب عنصر الإخلاص من قبل المدرس ، الذي يهمل واجبه في المدرسة حيث يستلم راتباً حكومياً ، إلا انه يعمل بتفان وإخلاص فقط حينما يعطي دروس خصوصية .
ثمة جانب آخر في المسألة يبعث على الأستغراب وهو ان يصار الى الأستثمار في مختلف الجوانب الإستهلاكية والعمرانية مع عدم المبالاة للإستثمار بموضوع تطور وتنمية التعليم العالي العلمي ، فثمة مبالغ طائلة تستثمر في شتى المجالات ، ولكن ليس هنالك اي استثمارات مهمة لشراكة حقيقية مع جامعات عالمية عملاقة معروفة . كجامعة سوربون وجامعة هارفارد وواشنطن وغيرها من الجامعات العالمية المعروفة ، إن الإستثمار في مجال العلم اهم من الأستثمار في مجال الأتصالات والبناء والعقارات والسيارات والمواد الغذائية وغيرها من المجالات المتسمة بالربح السريع ، إن هذا المجال سيكون اهم المنجزات الأستثمارية إضافته الى فائدته الجمة في خدمة المسيرة العلمية للبلد .
عاشراً : ـ
ترك جزء من واردات باطن الأرض للاجيال القادمة او بإقامة المشاريع الأستراتيجية .

الثروات الطبيعية لا سيما النفط مخزون في باطن الأرض منذ ملايين السنين ، ولهذا لا يحق لجيل واحد ان يهيمن على تلك الثروة بل ينبغي ان يشترك في الأستفادة منها الأجيال اللاحقة . وثمة من البلدان من يستخدم هذه الثروة لبناء مشاريع تطورية عملاقة في تنمية البلد ، وهنالك من يدخر تلك الأموال لتكون تحت تصرف الأجيال القادمة ، لكن في وطننا العراقي لا يحدث ادخار تلك الأموال ولا استثمارها في مشاريع استراتيجية ، كما ان العدالة مفقودة في توزيع ثروة العراق ، بل إنها معرضة الى عمليات الفساد وللسرقة وأنا برأيي ان اكبر جناية هي تبديد ثروات العراق .
إن ابناء هذه اليوم يستفيدون من المشاريع الأستراتيجية التي وضعت في العهد الملكي منها كمثل غير حصري ، سد دوكان ، مشروع الثرثار ، سدة الكوت ، سد دربندخان ، سد اسكي موصل وغيرها ، كل هذه المشاريع وغيرها خططت ورسمت خرائطها في العهود السابقة . ونحن اليوم لا نبادر الى تنفيذ مشروع سابق ولا نخطط لمشروع جديد ، إننا نستخرج النفط ونبيعه ونستهلك تلك الأموال في استيراد المواد الإستهلاكية فوصلنا الى استيراد القمح والرز والطماطة والخيار والملابس .. وكل شئ . لقد تعلمنا وتعودنا على تناول وجبة الغذاء والأنزواء تحت ظل شجرة للتمتمع بقيلولة مريحة ، هكذا اصبحت حياتنا في عراق الحضارات ، عراق النفط والزرع وعراق النهرين العظيمين ، عراق 35 مليون نسمة .
اصبحت عبارة عن حياة استهلاكية غير مثمرة نستورد كل شئ من الذين يعملون ويكدون ، ونحن لا زلنا نعتمد على ثقافة الغنائم ، دون نفكر بالأنتاج والعمل والإبداع .
نحن نعيش في دولة العراق التي مضى على تأسيسها قرابة قرن من الزمن ، لكن هذه الدولة لا زالت عاجزة ان تصريف مياه الأمطار في شوارع عاصمتها وأهم مدنها ، فتدخل المياه الأمطار معها المياه الآسنة الى بيوت الناس ، لا يوجد اي ذرايع تبرر هذه الحالة المأسوية في دولة العراق المعاصرة .
حادي عشر : ـ
الخدمات الصحية

ـ تقديم الخدمات الصحية المتطورة وبمستوى راقي لكل العراقيين ، دعم المستشفيات والأطباء واستيراد الأجهزة المتطورة ومواكبة العالم في هذا المجال المهم ، إن الزخم على العيادات الخاصة والمستشفيات الأهلية رغم ارتفاع اسعارها ، يؤشر بصورة جلية الى مدى الأهمال الذي يسود المستشفيات الحكومية ، وشأنها شأن المدارس الحكومية التي يتهرب الطالب للتدريس الخصوصي ، إن غياب عنصر الأخلاص للوطن يقف وراء هذه الحالة المؤسفة التي تغطي مساحة العراق وأصبحت جزءاً من ثقافة اليوم .
اثنا عشر : ـ
قضاء مستقل

ــ فصل السلطات الثلاث : التنفيذية والقضائية والتشريعية وعدم التدخل في الشؤون القضائية لضمان قضاء مستقل وعادل .
اثناء الحرب العالمية الثانية ، اوصى تشرشل على تحديد مكان خاص آمن للقضاة لكي لا تصلهم قذائف العدو وقال :
إن الخسارة في القضاة لا يمكن تعويضها ، وفقدانهم يعني فقدان العدالة فيغرق البلد في فوضى عارمة . إن كل سلطة لها حدود وينبغي احترام تلك الحدود .
ثلاثة عشر : ـ
دولة مؤسسات

ينبغي احترام حرمة مؤسسات الدولة وأن يكون العراق دولة مؤسسات ، العراق ليس ميدان للسباق لأعتلاء الكراسي والمناصب ، المناصب يحتلها من يكون مؤهلاً لإشغالها من منطق الرجل المناسب في المكان المناسب ، فلا يجوز ان تكون المناصب جوائز ترضية وكسب ولاءات ، او شراء سكوت جهة منافسة الى آخره ، فيضيع الخيط والعصفور كما يقول المثل العراقي .
أربعة عشر : ـ
حكومة واقعية موضوعية لا تبيع الأوهام لشعبها

ــ الحكومة يجب ان تكون صادقة وواقعية مع شعبها ، لا تبيع الأوهام والوعود ، وتحاول شراء الوقت الى ما لا نهاية ، في علم الفيزياء الضغط الزائد  يولد الأنفجار وهذا ينطبق على الحالة السياسية وما ثورات الربيع العربي ، رغم المآخذ عليها ، سوى حالة تمثل جزءاً من ذلك الأنفجار ، بوجه الحكومات التي كانت تبيع وتسوق الأوهام لشعوبها .
وأخيراً وليس آخراً أقول
ثمة امور كثيرة في هذا الجانب تسبب تأخر البلد وتبطئ تطوره ، فهنالك نقاط مهمة ينبغي الأنتباه عليها لتسير العملية السياسية بالطريق الصحيح ، لكن مع الأسف فإني ارى ان العقل في العراق قد منح إجازة مفتوحة ، لقد قفلت الموضوعية والعقلانية ابوابها الى اجل غير مسمى .
لقد بات طبيعياً في الواقع اليومي مصادفة خلطة عجيبة من خلط الدين بالسياسة ، ولا احد يعلم هل ان العراق اصبح معبداً للعبادة ام دولة سياسية عضوة في الأمم المتحدة ، لقد اصبح كل شئ خليط غير متجانس وغير معقول : الميزانية تشهد تراكم المليارات والخدمات معدومة والبنية التحتية متدهورة والبطالة مستشرية .
مختلف القوات الحكومية منتشرة في كل الشواع والزويا والمنعطفات لكن الأمن معدوم ، بغداد تعتبر من اخطر العواصم للعيش فيها .
الأهمال في كل شئ ، الأرصفة المخصصة لسير المواطن يسيطر عليها ويحتلها باعة الجملة والمفرد .
الإهمال في الشوارع وتركها دون صيانة والقاذورات والقمامة لا يوجد من يرفعها .
 ننتظر الأمطار لكي تغسل الشوارع وتزيل الأوساخ ، لكن في بغداد والمدن العراقية تشكل هذه الأمطار نقمة ، في كل مدن العالم اثناء المطر يرفعون المظلات تقيهم من زخات المطر لكن في مدن العراق ، المواطن قد اهمل شأن المظلة ليرفع بيديه سرواله لأن الشوارع قد تحولت الى بحيرات وممرات مائية .
هكذا يبدو الأنسان في بلد الحضارات قد اصبح كئيباً خائفاً مرتعداً ، يحلم في الليل او في احلام اليقظة ان ينهض ويجد بلده اميناً مستقراً نظيفاً ، لكن سرعان ما يصطدم بالواقع المزري ، تتراكم في ميزانية العراق مليارات الدولارات ، ومع ذلك نجد الفقر قد دق ركائزه ، والأمية في تفشي مستمر ، والبطالة اصبحت جزء من مشاكل الحياة اليومية فجيش الخريجين من المعاهد والجامعات في تزايد وتراكم مستمر والعمل وأيجاد العمل المناسب اصبح من الأحلام فقط ، كل ذلك بسبب سوء التخطيط وغياب المشاريع الأستثمارية التي تمتص البطالة ، وغياب الأمن والأستقرار .
إن انعدام الخدمات وفقدان الأمن والأستقرار اصبح العراق يحتل المراكز الأولى في الأحصاءات المحايدة . شئ واحد معلوم ومزدهر وهو الفساد الإداري والمالي ، المليارات في الميزانية تنتظر المشاريع الوهمية وتنتظر الشاطر لمن يسرقها ، المناصب اصبحت جزء من المكافئات السياسية لهذا الحزب او لذاك المكون ، ألاف منظمات المدني تستهلك مليارات الدنانير من ميزانية ، وفي النتيجة تكون هذه المنظمات عبارة عن دكاكين استرزاق ليس اكثر .
دولة العراق ليست دولة مؤسسات ، إنها ساحة للسباق على الكراسي ، والفوز بالأنتخابات يعني الفوز بالغنيمة ، للفائز ولأقاربه وذويه وأبناء عشيرته ، والوطن العراقي ، كان هنالك وطناً اسمه الوطن العراقي ، واليوم فقد رحل وحل محله الأنتماءات الطائفية الدينية والعراقية والمذهبية والسياسية ...الخ .
رجائي من القارئ الكريم ، هل استطيع بعد كل ذلك ان احلم ؟ هل استطيع ان احلم بحقول خضراء على امتداد البصر ؟ هل يمكن ان يعم الأمن والأستقرار مدن العراق جميعها دون استثناء ؟
هل استطيع ان احلم ان يكون العراق دولة ديمقراطية بحق وحقيقة ؟
هل نحلم بدولة عراقية صناعية وزراعية وسياحية ؟
هل نخرج من قوقعة الطائفية الى فضاء الوطن الواحد ؟ هل يخرج الشعب العراقي من الإستلاب العقلي الذي يهيمن على معظم فئاته ؟
وفيض من الأسئلة تنبجس من المخيلة ،وتختفي ، ولكن سؤال سؤال مهم يبقى قائماً : هل يمكن ان نجنب سفينة الوطن من مصير الغرق وهي تتمائل مع الأمواج العاتية ؟
لقد وضعت تلك التمنيات في هذا المقال ، ويقول هذا المدعو (( أنـا )) ، تحت شرط ( لو ) اصبح حبيب تومي رئيساً لوزراء العراق . وهذا من مستحيلات التحقيق فكل ما ورد في هذا المقال من تمنيات يدرج ضمن مستحيلات التحقيق على الأقل في المستقبل المنظور .
 لكن مع كل ذلك الأمل يبقى قائماً في ضمير ووجدان كل عراقي مخلص اصيل .
د. حبيب تومي / عنكاوا في 21 / 11 / 2013

334
لو اصبح حبيب تومي رئيساً لوزراء العراق ..!!(2) الجزء الثاني
بقلم : د. حبيب تومي / عنكاوا
habeebtomi@yahoo.no
عزيزي القارئ نقتبس هذه الفقرة من الجزء الأول :
( عزيزي القارئ
لو : زُرعت وما حصدت ، ولغوياً هي اداة شرط تستعمل في الأمتناع او في غير الإمكان ، مثلاً : لو كنت غنياً لساعدت الفقراء ، وهي ايضاً حرف للتمني ، لو تحضر فتفرحني .. الخ رغم استحالة هذه الـ ( لو ) لكن الكاتب ينبغي ان يكون له حرية مطلقة في التعبير عن رأيه وأن يكون له حق التعبير عن الأفكار بصوت عال ، وهذه نعمة نتمتع بها في دنيا الخيال ونعلن عنها عبر المواقع وهذا جل ما نستطيع فعله ، وربما يحقق هذا المقال فائدة لأصحاب القرار الذين يؤهلهم انتماؤهم الديني تبوأ هذا المنصب ، فسوف لن يخسروا شيئاً إن صرفوا دقائق معدودة لقراءة الموضوع .) انتهى الأقتباس
لكي لا نخرج من موضوع الإرهاب فينبغي وضع الحلول الناجعة للقضاء على الإرهاب وتجفيف جذوره ومصادره .
من الناحية السياسية ينبغي على الشركاء في العملية السياسية ، إن يكون تنافسهم بوسائل وأدوات سياسية وليس بأساليب انتقامية او إرهابية ، وهناك من يذهب الى القول :
بأن جانب كبير من الإرهاب اليوم هو نتيجة الصراع السياسي بين الأطراف المتصارعة او المتنافسة ، وفي كل الأحوال لا يمكن ان يكون الإرهاب او العمليات الإرهابية وسيلة بديلة للصراع السياسي ، إن الخلافات السياسية يجب ان تكون بين القوى السياسية تحت مظلة البرلمان ومقر الحكومة او على نطاق وسائل الإعلام المرئي والسمعي والمكتوب ، وفي حالات يكون الصراع بالخروج الى الشوارع عبر مظاهرات سلمية ، وفي كل الأحوال لا يمكن ان يكون الأنتقام عبر المفخخات والأحزمة الناسفة والأغتيالات بالأسلحة الكاتمة للصوت ، لا يمكن ان تكون هذه الوسائل الإرهابية الإجرامية وسيلة للصراع السياسي بين القوى السياسية العاملة في الساحة ، ويمكن الإشارة هنا الى العملية السياسية في كوردستان ، التي لا يمكن ان تكون العمليات الإرهابية ادوات للتعامل بين مختلف القوى السياسية المتنافسة ، إن كانت في الحكم او في موقع المعارضة .
ثم ننتقل الى الوسيلة المباشرة الأعتيادية للقضاء على الإرهاب عن طريق قوى الأمن والشرطة والأستخبارات والمخابرات ، هذه تكون الوسيلة الأمنية . لكنها في كل الأحوال ومهما بلغت التكنولوجيا المستخدمة لا يمكن القضاء على الإرهاب كلياً ما لم تجفف منابع ومصادر الإرهاب ، كما يجب ان تكون القوات الأمنية المستخدمة ان تكون مهنية ويكون ولائها للوطن ، وتكون عصية على الأختراق من قبل القوى الإرهابية .
والنقطة الأخيرة في هذه الفقرة هي حل مشكلة الأرهاب فكرياً ، ويكون ذلك عبر تنشئة الطفل ، فتريبة الطفل هي الضمانة الأساسية لخلق مجتمع متكافئ متعايش ، ومصداق هذا القول يتضح في تأثير التربية على الأنسان ، فالتعليم هو مهمة المدرسة والجامعة ، اما التربية فتبدأ بالمدرسة والعائلة وتستمر مع الشخص طول عمره .
في الآن معظم المجتمع العراقي مهيأ فكرياً ونفسياً لقبول الصراع مع الآخر والأنتقام منه ، كما هي بالتنشئة الدينية الإسلامية ، التي تعتبر اصحاب الديانات الأخرى كفار وفي احسن الأحوال انهم اهل الذمة ينبغي العطف عليهم ، والأسلام هو دين الحق ، والأديان الأخرى هي اديان الباطل ، والطفل في هكذا ثقافة وتربية سينشأ على حمل الحقد والكراهية اتجاه الآخرين ، وهذا ما يفسر صعوبة عيش اتباع الأديان الأخرى مع الإسلام ، وهذا ليس موضوعنا ، انما إن شئنا ان نربي مجتمع عراقي متسامح متعايش علينا وضع البرامج المدرسية التي تدعو الى التآخي بين كل البشر ، ويجب تشر ثقافة بين العراقيين بكل معتقداتهم وأديانهم وقومياتهم وإن الأنتماء العراقي هو فوق الأنتماءات الأخرى .
ينبغي التخطيط والعمل على تدريس مادة الأديان للاطفال إن كانوا مسلمين او مسيحيين او إيزيدية او صائبة ، فمادة الأديان تعني تدريس كل الأديان ، وليس كما هو معمول به الآن حيث يدرس الدين المسيحيي للمسيحيين والإسلامي للمسلمين ، فيجب ان نحرص على ان يتلقى التعليم بكل الأديان لكي لا تنشأ عنده نعرة الدين الواحد . إن كثير من الحروب في التاريخ كانت بسبب اختلاف الأديان والتعصب الديني .
هكذا سوف تكون بداية جيدة وصحيحة لتنشئة الطفل وتربيته ، وتكون هذه خطوة هامة لقطع الطريق عن الفكر الإرهابي امام الأنسان العراقي حينما يبلغ سن المراهقة وسن الرشد والشباب لكي لا يكون لقمة سائغة بيد الإرهاب فيصدق اسطورة منحه اربعين حورية في جنة وكأن الجنة عبارة عن بيت للدعارة ، وليس هنالك عمل سوى النوم والتمتع بالحوريات ..
الدول الأوروبية تكبدت وعانت كان من صراعات طائفية وتم القضاء عليها جذرياً وذلك بالتوجه الفكري السليم ، لأن القائم بالعمل الإنتقامي الأرهابي لا يعتبر نفسه مجرماً ، إنه يحمل فكر وهو بصدد تحقيق ما يصبو اليه ، لقد عانت اوروبا من الصراع المذهبي الطائفي ، وقضت على تلك الآفة بالعمل المضني بتوجيه البرامج التربوية الصحيحة للمجتمع ابتداءاً من الطفل ، فعملت على القضاء على ذلك الصراع فكرياً ، وخير مثال ألمانيا التي قضت على الفكر الطائفي بواسطة مفكرين افذاذ امثال كانط وفيختة وهيكل وغيرهم من مفكرين ومن قادة سياسيين .
الحديث عن الإرهاب طويل وأريد الأنتقال الى النقاط الأخرى في هذا المقال .
ثانياً : ـ
التقاعد لجميع العراقيين
العراق بلد غني بثرواته وهذه الثروات قيل الكثير عن تبديدها وسرقتها من قبل فاسدين يعملون في مختلف مفاصل الدولة العراقية ، لاسيما ما يتعلق بالفساد الإداري والمالي . إن تلك الثروات يجب ان تكون من حصة الشعب العراقي وليس من حصة الفاسدين ، فيجب تخصيص راتب تقاعدي لأي عراقي ، ذكر او انثى حينما يبلغ سن التقاعد كأن يكون يحدد بعمر 65 سنة ، ويتقاضى الراتب التقاعدي ، حتى لو لم يكن قد خدم فى مؤسسات حكومية او غيرها ، فيمنح لأي عراقي راتب تقاعدي يبلغ الحد الأدنى ( وهذا الحد الأدنى ) يحدد بدراسة من قبل الخبراء ، ليكون مقداره يتيح لصاحبه العيش بكرامة بقية حياته دون ان يطلب مساعدة من أقاربه وذويه ، او يضطر الى طلب المساعدة وربما التسول ليعيش بقية حياته .
إن منح راتب تقاعدي لجميع العراقيين في العمر التقاعدي هو عمل وطني وإنساني ، يحافظ على كرامة العراقي ليكون مرفوع الرأس في وطنه . وهنالك دول متقدمة لها خبرة جيدة في هذا المجال ينبغي الأستفادة من تجربتها . وعلى سبيل المثال دولة النرويج تعتبر من الدولة المهتمة بهذا الجانب ولا يوجد متسول واحد في هذا البلد إن كان يعيش حياته الأعتيادية .
ثالثاً : ـ
عملية الإحصاء لوضع الخطط التنموية
يصار الى تخصيص رقم شخصي لكل فرد عراقي ، دون ان يكون لهذا الرقم علاقة بالعائلة او بالمدينة او بالعشيرة او غير ذلك ، وهنالك تجارب ناجحة للدول المتقدمة بهذا الخصوص ، كأن تكون الـ 6 أرقام الأولى هي عبارة عن يوم الميلاد باليوم والشهر والسنة ، تضاف الى هذه الأرقام اخرى تحددها دائرة الإحصاء او اي جهة معنية ، إن مثل هذه العملية تفتح امام الدولة افاق التطور والتقدم ، وتعمل على اعطاء معنى عميق للانسان لكي تصان حقوقه الشخصية ، فإضافة الى المعلومات الوافية عن كل شخص ، منها المعاشية والصحية ، فتعطي معنى آخر للانسان بجهة تساويه مع بقية افراد الشعب ومهما كان مركزه الوظيفي ، فرئيس الوزراء ومنظف الشوارع وسائق التكسي كل منهم مواطن له رقمه الشخصي ولهم نفس المقدار من الحقوق وعليهم نفس المقدار من الواجبات كل في مجال عمله ، ولكنهم جميعاً متساوون امام القانون ، إنها الخطوة الأولى لتحقيق التقدم . فالخطط التنموية الموضوعية تكون مبنية على نتائج إحصاءات دقيقة للسكان وللقوى البشرية العاملة ولفئات الشعب التي تحتاج الى معونة او الرعاية الأجتماعية ... الخ
رابعاً : ـ
إلغاء الميليشيات من الساحة العراقية
إنهاء إشكاليات الميليشيات بكل أشكالها وأسمائها ، فبعد ان استقرت الدولة وأصبح لها جيش وشرطة وقوات امن .. فمن الضروري ان يصبح العراق دولة مؤسسات ، وان لا يكون هنالك مكان لتنظيمات مسلحة خارج إطار السلطة ، فالأحزاب السياسية مشتركة في العملية الديمقراطية وهي جزء من كيان السلطة فلا يجوز ان تمتلك هذه الكيانات قوات خاصة ، إن وجود الميليشيات الى جانب القوات الحكومية يعطي دلالة قوية ان الدولة فاشلة ، وإنها فقدت هيبتها بعد ان تعددت مراكز القوى داخل حدودها .
وهنالك خطأ آخر يرتكب بهذا الشأن فعند حل هذه الميلشيات وضمها الى القوات الحكومية تبقى على ولائها لحزبها ، فتصبح القوات الحكومية إن كانت من الجيش او من الشرطة تبقى سهلة الأختراق ، لأنها فقدت مهنيتها بضم هذه الميليشيات ، فعند حل الميليشيات ينبغي تفريقها وتوزيعها الى وظائف وأعمال مدنية وليس عسكرية .
خامساً : ـ
بناء جيش مهني
إلحاقاً بالنقطة رابعاً ينبغي إعادة هيكلة وبناء الجيش العراقي لترسيخ منظومة الحياة العسكرية المهنية والحرفية للجيش لكي لا يكون جيش الحزب الحاكم او جيش الأكثرية او الأقلية ، او يكون عبارة عن ميليشيات تبدي ولائها لهذا الحزب او ذاك ، ينبغي إرساء قواعد لتشكيل قوات عسكرية من الشرطة والجيش وجهاز الأمن والمخابرات على اسس وطنية مهنية ، لا يكون لها اي ولاء سياسي لأية جهة سياسية بل يكون ولائها للوطن ، إن مثل هذه الأجهزة الحرفية المهنية كفيلة بالقضاء على كل اشكال الإرهاب والجريمة والحفاظ على امن المواطن وأستقراره في بلده ، وكذلك تكون مستعدة ومؤهلة للدفاع عن حياض الوطن في حالة وجود اعتداء خارجي ، قد تكون تجربة اقليم كوردستان مثالاً قريباً يحتذى به .
سادساً : ـ
اقرار قوانين مدنية علمانية
العمل على تعديل الدستور بما يناسب ببناء الدولة المدنية الديمقراطية بالدرجة الأولى ، ,ان تكون حرية المعتقد والدين مكفولة لكل المواطنين .وأن لا يشكل الدستور وثيقة تخدم فصيل او طائفة ميعنة حتى لو شكل ذلك الفصيل او تلك الطائفة الأكثرية ، فينبغي ان يكون الدستور عقد اجتماعي وسياسي ووطني بخدمة جميع العراقيين دون استثناء .
واحدة من تصريحات البطريرك الكاثوليكي الكلداني مار لويس روفائيل الأول ساكو يقول : إننا نريد وثيقة رسمية من الجامعة العربية والدول الإسلامية وفتوى من المرجعيات الدينية تعترف بوجودنا ومساواتنا ومنح حقوقنا اسوة بالمسلمين على اساس المواطنة الواحدة ، وأن لا يشكل ذلك منة .
اجل ينبغي ان ينص الدستور العراقي بأن العراقيين جميعهم مواطنين من الدرجة الأولى ولا يوجد فيه اهل الذمة . هكذا دستور يحفظ كرامة العراقيين جميعهم من كل الأطياف ومن النسيج المجتمعي العراقي دون استثناء .
الحكمة تقضي بأن يكون ثمة توازن بين الدين والسياسة والعلوم والفلسفة ، وأن يفسح مجال لهذه المفاهيم دون تطرف لأي مفهوم من هذه المفاهيم ، كل مواطن يفكر كما يريد ، إنها الحرية الشخصية للانسان يجب مراعاتها وتعزيزها ، ليكون بمقدور الأنسان التفكير والإبداع .
سابعاً : ـ
العلاقة مع اقليم كوردستان
العراق دولة اتحادية فيدرالية وينبغي تعزيز هذه السمة ليكون دولة اتحادية قوية اسوة بالدول التي لها نظام مشابه ، ولهذا يجب إنهاء كل المشاكل المتعلقة مع اقليم كوردستان ، مع إنهاء المشاكل مع المحافظات المضطربة والتركيز على المصلحة الوطنية العراقية العليا ، ليكون الجميع مع العراق ويساهم الجميع ببنائه وتطوره . إن حل هذه المشاكل بأسس من الديمقراطية ومفاهيم التسامح ، والأستفادة هنا من المبادئ الأنسانية لمهاتما غاندي في الهند ونلسون مانديلا في جنوب افريقيا .يجب ان تنتصر مبادئ التسامح على عقلية الأنتقام والثأر . وربما نستفيد من تجربة اقليم كوردستان بهذا الصدد ، حيث عمل الرئيس مسعود البارزاني منذ البداية على طي صفحة الماضي المليئة بالأحقاد والمآسي وفتح صفحة جديدة ، يعمل فيها الجميع من اجل مصاحة كوردستان مما اتاح الفرصة للسير قدماً نحو الأمام في مجتمع مدني متصالح متعايش ، فنأى بالأقليم من الوقوع في مستنقع الإرهاب .
د. حبيب تومي ـ عنكاوا في 14 ـ 11 ـ 2013
يليه الجزء الثالث

335
لو اصبح حبيب تومي رئيساً لوزراء العراق ..!!(1)
بقلم : د. حبيب تومي / اوسلو
habeebtomi@yahoo.no
عزيزي القارئ
 لو : زُرعت وما حصدت ، ولغوياً هي اداة شرط تستعمل في الأمتناع او في غير الإمكان ، مثلاً : لو كنت غنياً لساعدت الفقراء ، وهي ايضاً حرف للتمني ، لو تحضر فتفرحني .. الخ ، هنا نستخدم لو في الأمتناع وغير الإمكان ، فرغم استحالة هذه الـ ( لو )، لكن الكاتب ينبغي ان يكون له حرية مطلقة في التعبير عن رأيه وأن يكون له حق التعبير عن الأفكار بصوت عال ، وهذه نعمة نتمتع بها في دنيا الخيال ونعلن عنها عبر المواقع وهذا جل ما نستطيع فعله ، وربما يحقق هذا  المقال فائدة لأصحاب القرار الذين يؤهلهم انتماؤهم الديني تبوأ هذا المنصب ، فسوف لن يخسروا شيئاً إن صرفوا دقائق معدودة  لقراءة الموضوع .
وهكذا عزيزي القارئ رغم قناعتي وقناعتك باستحالة ذلك ، لكن ماذا يضرك لو امهلتني قليلاً لأعرب لك عمّا يجول في خاطري من  امنيات لو تحققت هذه الـ ( الو ) المستحيلة  ، وإن خلت المسألة من الضرر ، فما هو المانع من تسجيل هذه الأفكار على هذا الورق الأبيض ، وقد يستفيد منه او من بعضه من هو مؤهل لنيل هذه الوظيفة السامية ، في بلدنا العزيز الذي تحولنا فيه الى مواطنين من الدرجة الثانية او الثالثة ، وهذا البلد الذي نحمل جنسيته يبدو اليوم ممزقاً ، وعلى مدار زمني يقارب قرن من السنين لم يتطور ، فقد نشأ ممزقاً واستمر على حاله الى اليوم ، إن لم يكن أسوأ حالاً .
 في بداية تكوين الدولة العراقية الحديثة وتوحيده بعد ان كان يشكل  ثلاث ولايات مستقلة تابعة الى الباب العالي في الدولة العثمانية ، وبعد ان ساعدنا الأنكليز في توحيد الولايات الثلاث ، الموصل وبغداد والبصرة ، وفي تأسيس هذه الدولة العراقية الحديثة ، فقد كتب المرحوم الملك فيصل الأول الذي حكم في سنين ( 1921 ـ 1933 ) عن معاناته والصعوبات التي اعترت سبيل تكوين تلك الدولة ، لا سيما في تخطي الصعوبات الناجمة عن العوامل الذاتية ، فكتب في مذكرة سرية له يقول فيها <حنا بطاطو " العراق " ج1 ، ص44 ، ط1 ، ترجمة د. عفيف الرزاز ، ايران ، منشورات فرصاد ، قم 2005 م > .
يكتب :
أقول وقلبي ملآن أسى ، إنه في اعتقادي لا يوجد في العراق شعب عراقي بعد ، بل توجد كتلات بشرية خيالية خالية من اي فكرة وطنية ، متشبعة بتقاليد وأباطيل دينية لا تجمع بينهم جامعة ، سماعون للسوء ، ميالون للفوضى ، مستعدون دائماً للإنتفاض على اي حكومة كانت ، نحن نريد والحالة هذه ان نشكل من هذه الكتل شعباً نهذبه ، وندربه ، ونعلمه ، ومن يعلم صعوبة تشكيل وتكوين شعب في مثل هذه الظروف ، يجب ان يعلم ايضاً عظم الجهود التي يجب صرفها لإتمام هذا التكوين وهذا التشكيل .  
اجل كتب ذلك في وقت تأسيس الدولة العراقية حيث كانت الحكومة ضعيفة ففي سنة 1933 إذ كانت الحكومة تملك 15 ألف بندقية بينما كان الشعب يملك اكثر من 100 الف بندقية ، ولهذا سعى الملك فيصل الأول الى تأسيس جيش قوي يتمكن من بسط الأمن والأستقرار في ربوع الوطن كما انتبه الى مشكلتين رئيسيتين وهي وضع الشيعة ووضع الأكراد ، ففي شأن المكون الشيعي ، كان يجري تداول مقولة مفادها ( المصدر السابق نفسه ) :
الضرائب للشيعة ، والموت للشيعة ، والمناصب للسنة ، فقد بادر الملك فيصل الأول على فتح الأبواب  امام الشيعة لتسلم المناصب ويشغلوا الوظائف ، كما حرص على ان يتسلم الأكراد على حصة ملائمة من التعيينات ، ولا ننسى ان اول وزير مالية في الدولة العراقية كان يهودي ، وكان هنالك ايضاً وزير مسيحي ، وبشكل عام كان هنالك صفحة واضحة لأنصاف كل المكونات العراقية بقدر كبير من العدالة والمساواة .
اليوم ونحن نقترب من عتبة القرن الكامل من السنين على ذلك التأسيس الصعب ، وننظر الى اليوم بأدوات اليوم ، فنتعمد النظر من الأعلى الى الأسفل ،سنجد قاعدة شعبية اكثر تمزقاً ، في هذه القاعدة الشعبية جميعها تتكلم عن وحدة الصف ، لكن في الواقع لا احد يلتزم بتلك الوحدة ، الخلافات القائمة هي خلافات طائفية ودينية ثأرية ، انها صراعات دموية بكل المقاييس ، يجري على ارض الواقع فصل طائفي وعنصري ، الكل ينأى بنفسه من هذا الواقع ، لكن الكل يساهم بهذا الصراع ، في عراق اليوم إما انت قاتل او مقتول وفي حالة افضل إما مشرد او مهاجر او خائف مرتعد لا تنام ليلاً لأنك لا تؤمن على حياتك في الوصول الى عملك او في العودة منه سالماً . وأنت في هذا الطريق ترتفع امامك الأسوار الكونكريتية  لتعزل هذه المنطقة في هذه المدينة العراقية عن المنطقة المجاورة لها المنطقة ، او لكي تحمي هذه الدائرة الحكومية من القصف ، وكأننا في ساحة المعركة حيث المواضع والأسوار الأسمنتية للحماية من العدو المتربص .
هذا هو الواقع حين النظر من الأعلى نحو الأسفل ، ولكن ماذا لو نظرنا من الأسفل نحو الأعلى ، اي من قاع الوطن ومن واقع اليومي للمواطن ويمعن النظر نحو الأعلى حيث الطبقة السياسية الحاكمة ، وهذه الطبقة كانت قد افرزتها الطبقة المعارضة لحكم صدام ، التي استطاعت ان تقنع اميركا بضرورة إسقاط حكم صدام ، ولتشكل  هي ( المعارضة العراقية ) بديلاً  ديمقراطياً لنظامه الدكتاتوري ، وفعلاً اسقطت اميركا وحلفائها حكم صدام وسلمت الحكم بطبق من ذهب الى المعارضة التي كان قد خيم عليها في نهاية الأمر النوازع الطائفية والمذهبية والقومية والدينية ، وأصبح الوطن العراقي في خبر كان ، وفي احسن الأحوال في المرتبة الثانية ، بعد الأنتماءات الطائفية .
قد يكون من البديهي ان تحدث هذه الحالة ، فإذا طرحنا من المعادلة المعارضة من المكون الكوردي التي كانت في اقليم كوردستان ، فإن فصائل المعارضة الأخرى ، قبل سقوط حكم صدام حسين ، كانت بحماية الدول المجاورة ، وديمومتها كانت بتمويل من هذه الدول والتي يمكن تشخيصها بدون عناء وهي سورية وأيران والسعودية وتركيا ودول الخليج ، هذا اضافة الى اميركا والدول الأوروبية التي كان دعمها لكل الجهات دون تمييز ، فمثلاً ايران كانت تدعم المعارضة من المكون الشيعي ، والسعودية والخليج يدعمون التوجه العروبي مع الوقوف مع المعارضة من المكون السني ، وهكذا يمكن الزعم ان معارضة الأمس اي حكام اليوم طفقوا يوفون او يدفعون جزء من الدين الذي بذمتهم .
 استمر ولاء كل فئة الى الجهة او الدولة الداعمة لها ايام المعارضة ، واصبحت الطبقة السياسية الحاكمة في العراق تتحرك في الساحة السياسية العراقية وفق من تمليه عليها واجب الإخلاص للدولة صاحبة الفضل ايام المعارضة ، هكذا اصبحت الساحة العراقية ساحة الصراع بين مصلحة الأجانب ، ولا تمليها مصلحة العراق العليا ، فكان الترااشق السياسي بين التيارات بإيعاز من دول الجوار ، وتكون هذه التيارات بمثابة بيادق الشطرنج يحركها الجيران حسب مصالحهم ،هكذا اصبح العراق بمنأى عن النجاح والتقدم واكتسب مناعة ضد الآستقرار والتعايش والرخاء والهدوء والسلم المجتمعي .
وبعد السرد الممل لهذا الواقع المزري علينا التفكير ملياً للخروج منه ، ويبدو لأولة وهلة انه من المستحيل تخطيه ، لقد مرت الشعوب بتجارب مريرة مماثلة لكنها في نهاية المطاف استطاعت تخطي تلك المصاعب والعبور نحو مرافي السلام والتقدم ويمكن بهذا الصدد ان نتصدى لمختلف النواحي التي تسبب هذا الواقع المرير وفيما يلي من السطور نحاول ان نسلط الأضواء على تلك النقاط مع وضع المعالجات لتلك الأمراض وحسب رأينا المتواضع .
اولاً : ـ
لا شك ان الأرهاب يعتبر المعضلة الأولى التي تحول دون استقرار الأوضاع في العراق وفي دول عديدة اخرى . وفي الحقيقة فإن العمليات الإرهابية ، ولا نقول الإرهاب ، لأن العمليات الأرهابية في العراق توجه اصابع الأتهام نحو القوى الأسلامية السلفية وضد البعثيين وضد قوى سياسية مشتركة في العملية السياسية ، وحينما تتشابك وتتراشق التيارات السياسية في العراق نلاحظ اشتداد وتيرة العمليات الإرهابية منها تفجير السيارات المفخخة او بواسطة الأحزمة الناسفة او بزرع عبوات ناسفة او الأغتيال بواسطة الأسلحة المكتومة الصوت ، هكذا تتغير الأساليب والنتيجة واحدة . كل ذلك ناجم من تفاقم الخلافات السياسية بين القوى التي تعتبر نفسها ممثلة للشعب لأنها تعتلي الكرسي عن طريق الأنتخابات الديمقراطية ، ونحن نتساءل هنا هل ان اللجوء الى العمليات الأرهابية هو جزء من تلك الديمقراطية ؟
الواضح على الساحة العراقية عمليات الأنتقام الطائفي ، منه الأنتقام من اتباع الأديان غير الإسلامية كالمسيحيين والصابئة المندائيين والإزيدية ، وثمة صراع طائفي محتدم آخر بين الإسلام انفسهم وهو بين السنة والشيعة ، ويصل هذا الصراع الى درجة تفجير مجالس العزاء لهذا الطرف او ذاك وتفجير الأماكن المكتضة بالسكان للسنة او للشيعة بغض النظر عمن يكون هؤلاء الضحايا .
وهنالك العمل الإرهابي الذي يكفر الجميع ولا يميز بين دين او مذهب .
 إذن هنا نحن امام معضلة كبيرة ينبغي وضع الحلول المناسبة لها ، لكي نخلق اوضاعاً طبيعية يعيش المواطنون بشكل آمن وسليم ، وهذا ما يحث العراقيين المغتربين الى العودة كما ينعش السياحة الى العراق ، وأهم ن كل ذلك فإن الأوضاع المستقرة تجذب أصحاب رؤوس الأموال والشركات للقدوم والمنافسة لإقامة مشاريع إعمارية واستثمارية في العراق وكما هو حاصل في اقليم كوردستان الذي تتنافس الشركات للعمل في ربوعه ويشهد حركة متميزة من التنمية والبناء والتعمير .
د. حبيب تومي ـ القوش في 10 ـ 11 ـ 2013
يليها الجزء الثاني

336
اروع تجربة لتضامن الشعب الكلداني وكنيسته في ساندييكو بأمريكا
بقلم : د. حبيب تومي
habeebtomi@yahoo.no
تكاد اميركا تمثل الوطن الثاني للشعب الكلداني بعد رحيله من وطنه الأصلي بلاد ما بين النهرين ، ففي هذا البلد اكبر تجمع كلداني بعد الوطن العراقي ، وأصل الوجود الكلداني في امريكا ليس وليد الهجرة الحالية التي جاءت بعد نهوض الأصولية الإسلامية في العقود الأخيرة ، بل ان الوجود الكلداني كان قبل ذلك بعقود بل بقرون ، فقد كان اول شرقي وصل الى العالم الجديد هو الكلداني : إلياس الموصلي الكاثوليكي الكلداني وهو قسيس ورحالة يعتبر أول عراقي ومشرقي ومن العالم العربي وصل إلى قارة أميركا وكان ذلك عام 1668 م حيث ان اكتشاف اميركا من قبل كريستوف كولومبوس كان في العقد الأخير من القرن 15 الميلادي .
وفي مطلع القرن العشرين كان الكلــــــــــــــــــــدان التلاكفة هم السباقون بمغامرة السفر  الى اميركا حيث ان السفر في تلك العقود كان يحمل الكثير من المخاطر والأهوال منها ما يرتبط بقطاع الطرق وغياب سلطة الدولة وانتشار مناطق النفوذ لهذه القبيلة او تلك ، إضافة الى مخاطر الإبحار عبر الأطلسي بتلك المراكب التي غالباً ما تكون لقمة سائغة للبحر تحت تأثير العواصف والرياح والأمواج العاتية .
اجل لقد وصل هذا القوم الى اميركا ، وكانت هنالك شعوب قادمة من شتى انحاء الأرض الى العالم الجديد ، واستطاع هذا القوم ان يحتفظ بهويته وقوميته الكلدانية مع ذلك الخليط من شعوب الأرض التي استوطنت العالم الجديد  ( امريكا اليوم )، لقد كتب هذا القوم اسمه ( CHALDEAN) بأحرف من نور لكي يبقى على مدار تاريخ هذه الدولة ، وهكذا بقي الشعب الكلداني مخلصاً لأسمه (CHALDEAN ) ولم يشجل اسمه كلدوآشوري ، او ، كلدان سريان آشور ، أو سورايي ،  أنما سجل اسمه بسجل القوميات باسم القومية الكلدانية(CHALDEAN) لا غير .
قد يكون من المفيد ان نعود الى مقال منشور حالياً على موقع عنكاوا بقلم الأستاذ صلاح سليم علي تحت عنوان :
رحلة رئيس اركان الجيش الالماني المارشال هلموت فون مولتكة الاكبر الى الموصل عام 1838 يقول فيه عن اهل الموصل  :
ويتألف سكان الموصل من خليط متنوع فبالأضافة الى السكان الكلدان وهم سكان المدينة الاصليين،هنالك العرب والاكراد والفرس والترك الذين توالوا على حكم الكلدان على نحو متعاقب [العبارة غير دقيقة لأن الفرس والكرد لم يحكموا كلدان الموصل ولاتؤيد المصادر وجود اسر فارسية في الموصل].. واللغة التي يتحدث بها اهل  الموصل العربية...
وعن رحلة فيليب جون يكتب الأستاذ صلاح سليم علي عن المكونات في الموصل وتلكيف ليست بعيدة عن هذا التكوين السكاني حيث ان المسافة بين الموصل وتلكيف هي بحدود 8 كم يقول :
ومنذئذ توالى على حكم الموصل الباشوات الذين عرفوا بجشعهم واستبدادهم..ويتالف سكانها الحاليين من خمسين الف يضمون الكلدان والسريان والعرب، فضلا عن الأتراك والكرد وأقليات أخرى .
ويضيف :
..ثم غادرت روما الى كالديا وحضرت طقوس النسطوريين الذين يعدون كلدانا بالولادة.. الخ
هكذا اليوم فإن محاولات طمس الأسم الكلداني او تشويهه او ايجاد البديل للاسم الكلداني العريق وتحت شتى الحجج لا يمكن ان تقلع اسم الشعب الكلداني من التاريخ او من الخارطة القومية العراقية .
لأسباب سياسية يحاول بعضهم دق اسفين التفرقة والفصل بين الكنيسة وشعبها الكلداني ، ويفسرون وقوف الكنيسة الكاثوليكية الكلدانية مع شعبها على انه تدخل في السياسية ، وهؤلاء الفطاحل انفسهم لا يفسرون مثل هذا الموقف من الكنيسة الآشورية بأنه تدخل بالسياسة ، بل يمتدحونه ويثنون عليه .
اليوم كانت تجربة فذة اثبتت قوتها ، وهي تضامن الكنيسة مع شعبها الكلداني ، وخلفية المشكلة هي قيام عمدة بلدية الكهون في سانتييكو بكاليفورنيا بإطلاق تصريح مسئ للشعب الكلداني ، وفي البداية طالب الشعب الكلداني في سان دييكو رئيس بلدية الكهون بتقديم إعتذار علني حسب الرابط (1)
الرابط رقم (1)  
http://www.kaldaya.net/2013/News/10/Oct23_A1_ChaldeanNews.html
حيث ورد فيه :
قام مجموعة من أبناء شعبنا الكلداني بمواجهة مدير بلدية الكاهون (سان دييكو) مارك لويس خلال الاجتماع الشهري للمدينة يوم الثلاثاء الماضي (22/10/2013) وطلبوا منه ان يعتذر للكلدان عن تصريحات عنصرية ضد الكلدان قالها لإحدى المجلات المحلية.
وقد حضر في مقدمة هذا الاجتماع سيادة المطران سرهد راعي ابرشية مار بطرس الكلدانية الكاثوليكية والسيد مارك عرابو مدير جمعية المخازن والسانتور الكلداني وديع ددة والكثير من أبناءنا الكلدان الذين عبروا عن غضبهم عن هذه التصريحات الاستفزازية.
في البداية لم يستجب مارك لويس لمطالب أبناء شعبنا ولكنه اضطر هذا اليوم الخميس الى تقديم استقالته تحت الضغط الجماهيري وردود الفعل من مختلف الشخصيات الرسمية في مدينة سان دييكو.
وحسب الرابط (2)
http://www.kaldaya.net/2013/News/10/Oct25_A1_ChaldeanNews.html
وكذلك موقع عنكاوا الذي نشر الخبر تحت عنوان استقالة مدير بلدية في سان دييغو الامريكية بعد تصريحات ضد الكلدان وحسب الرابط :
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,707043.0.html
وفي نفس السياق كتب الأستاذ مؤيد هيلو مقالاً تحت عنوان :دروس وعبر من إستقالة عمدة مدينة الكهون ،وحسب الرابط :
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,707603.0.html
يقول عن العبر والدروس التي يمكن الأستفادة منها :
أن المجتمع الكلداني أو (أي مجتمع) إذا تكاتف وتعاون أثمرت جهوده في أي مجال ومهما كانت الصعوبات.
كما ان إلتفاف الشعب الكلداني وتعلقه المصيري بكنيسته الكلدانية الكاثوليكية المشرقية علامة الرجاء والخلاص لهذا الشعب المؤمن ... ويضيف :
بأننا نحن الكلدان احوج ما يكون اليوم الى توحيد صفوفنا سواء في المهجر أو في الوطن الأم ونحن على أعتاب إنتخابات برلمانية مطلع العام القادم لنتمكن من إيصال صوتنا الوطني الأصيل الى من يهمه الأمر ونوقف التداعي والتهميش بحق كلدان الوطن .  
اجل ينبغي على الشعب الكلداني ان ينهض ، إنه يتعرض الى هجمة شرسة من قبل قوى الإرهاب على خلفيته الدينية وبعد ذلك يتعرض ال هجمة شرسة اخرى على خلفيته القومية الكلدانية ، وهذا الوضع يحتم عليه ان يوحد صفوفه ، وتوحيد الصفوف نعني به الكنيسة والعلمانيون على حد سواء ، وعلينا ان نقتدي بمواقف مماثلة لمكونات مسيحية تتعرض لحالة الإقصاء والتهميش مثل الأقباط في مصر والسريان في سورية والموارنة في لبنان والآشوريون في العراق وأيران ، حيث ان جميع هذه الكنائس تقف مع شعوبها دون تحفظ  لأن شعوبها معرضة للأستئصال والأندثار وهي ملزمة للوقوف معها .
على كنيستنا الكاثوليكية الكلدانية ان لا تنطلي عليها إدعاءات بعض الأحزاب القومية المتزمتة ومن الموالين لها من بعض الكتاب من ان الكنيسة الكاثوليكية الكلدانية ينبغي عليها ان تنأى بنفسها عن هموم شعبها القومية بحجة عدم التدخل بالسياسة ، إنه شرف كبير للكنيسة ان تقف مع شعبها قومياً ووطنياً ، بل انه من صلب واجبها حينما يكون شعبها مضطهداً ومهمشاً وطنياً وقومياً .
وأخيراً وليس آخراً عسى ان لا يصيب الكلدان ما سماه هاملتون الموت التاريخي ، فنحن الكلدان نحتاج مراجعة النفس وتوحيد الصفوف لكي تبقى جذوة الأمل متوقدة مع وجود الضوء الأخضر لكل من ينشد الحياة والمستقبل وإن طال زمنه الى حين .

د. حبيب تومي القوش في 03 ـ 11 ـ 2013

337
الأستاذ صلاح سليم علي المحترم
تحية وتقدير
حقاً انها جهود كبيرة تبذلها في الكتابة عن هؤلاء الرحالة ورحالتهم وما دونوه من ملاحظات ، حقاً إنها مادة تاريخية رائعة ، ولا ادري كيف استطيع الوصول الى المزيد من هذه المقالات التي يسطرها قلمك الجميل .
بارك الله بجهودك ، وارجو قبول خالص تحياتي
حبيب

338
الأخ العزيز نبيل دمان
تحية ومحبة
انها التفاتة كريمة ان ترثي الراحل حنا زلفا ، في اخر سفرتي الى اميركا حرصت ان التقي بالأنسان الطيب حنا زلفاً ، الذي لم تكن الأبتسامة تفارقة ، وروحه المرحة . في عقود النصف الثاني من القرن الماضي ، طبقت شهرة الدكتور حنا زلفا الأفاق وكل كوردستان في تلك الفترة تعرف الدكتور حنا زلفا .
قبل التحاقه بالثورة الكوردية كان المرحوم حنا زلفا قد كسب خبرة وتجربة كبيرة في مجال الجراحة في مستشفيات بغداد ، وحينما التحق مع الثوار في جبال كوردستان ، اخذ يزاول معالجة الأمراض المختلفة التي كانت منتشرة في تلك الفترة وبتلك الظروف لا سيما مرض الملاريا .
 لقد جلبنا له ادوية مستوصف تللسقف في بداية الثورة وأقصد فترة ثورة ايلول وبالتحديد  في مطاوي عام 1963 وما بعدها ، وقام هو بتصنيف الأدوية التي جلبناها للأستفادة منها لا سيما  الدواء المعروف بـ ( كنين ) لمعالجة الملايا التي كانت تفتك بالمقاتلين وأنا كنت احدهم وأعترف بأن الدكتور حنا زلفا كان من عالجني بكفاءة ، رغم خطورة حالتي ، وكان مقرنا في وقتها ببناية مار قرداغ .

لقد كان المرحوم حنا زلفا معروفاً للقيادة الكوردية وبالذات من قبل قائد الثورة الكوردية المرحوم ملا مصطفى البارزاني الذي كان يكن له احتراماً وتقديراً .
ذكريات كثيرة لنا مع المرحوم حنا زلفا ، وحينما التقيته في اميركا ، سردت له إحدى الوقائع فكانت نفسه تنشرح ويسترسل بالضحك والتعليق .
حيث كانت منطقتنا خالية بسبب تسليم اغلبية عشيرة المزوريين للحكومة ، وفي قرية بالقرب من جبل كارا  كنت في مراجعة مع الدكتور حنا ، وفي وقتها كان ينبغي الأنسحاب من تلك القرية لكن ، كانت هنالك مجموعة كبيرة من الأدوية الضرورية للعلاجات ، وكلفني المرحوم حنا ان ابقى في القرية الى ان يرسل لي دواب لكي ننقل الأدوية الى الخطوط الخلفية .
سألته في حالة بقائي ومغادرة كل اهل القرية ماذا يمكن لي ان اكل من الطعام ، فقال ربما بحدود نصف نهار سوف يرسل الدواب ، لكن من باب الأحتياط دلني على قارورة فيها عسل صاف ، يمكنني تناوله لكي اسد رمقي . لكن الذي حدث ان الدواب تأخر إرسالها الى اليوم التالي مساءً فكان علي تناول الغذاء من ذلك العسل فقط ولا يوجد غيره ، فمللت  من طعم العسل ولم استطع بعد ذلك بالنظر اليه إذ كان وجبة الغذاء 6 مرات متتالية من العسل فقط . لقد سردت الحاذثة له وتذكرها وذكر لي اسم القرية والمناسبة .
كل من يعرف حنا زلفا احبه وأحترمه فعلمه الأنساني اولاً وجماله الروحي وإنسانيته الجميلة العذبة وخبرته الكبيرة
 
 قد يسأل سائل كيف كان حنا زلفا يحصل على بعض الأدوية المتعذر حصولها في تلك الظروف ، فإن كان المريض يستطيع الحصول على الأدوية من المدن العراقية ، فكان حنا يكتب له ادوية إضافة الى التي يحتاجها اوربما يكون مريض آخر بأمس الحاجة اليها لكن ليس له القدرة الحصور عليها ، هكذا كان حنا يملك جموعة كبيرة من الأدوية المهمة بهذه الطريقة الذكية التي تفيد الجميع .
الحديث عن المرحوم حنا زلفا لا يتوقف ، ولكن ينبغي علينا ان نتوقف ونقول :  وداعاً حنا زلفا الأنسان .. وداع الجسد، وبقاء الروح والفكر وبقاء الذكريات التي هي كالسنابل .. في كل سنبلة مائة حديث وحديث عن الأنسان الطيب حنا زلفا .
تحياتي
حبيب

339
صديقي العزيز سولاقا بولص المحترم
تحية ومحبة
 قلما اعلق على المقالات ، لكنك كصديق اتجشم فيك الواقعية والديمقراطية واحترام الرأي الآخر علقت على مقالك ، والسبب في عدم تعليقي ، هو  وجود متربصين ينعدم عندهم اسلوب مقارعة الحجة بالحجة ، فيلجأون الى اسلوب سخيف في التطرق الى الأمور الشخصية ، ولهذا لا اريد مواصلة الحوار، لكي لا اعطي الفرصة لمثل هذه النماذج .
 تحياتي
حبيب

340
صديقي العزيز سولاقا بولص المحترم
تحية ومحبة
انت تعرف رأيي بالموضوع جيداً ، واستطيع ان اقول ان مقالك كان يجب ان يكون فيه تشخيص محدد ، فالكلدان لا يلغون الآخرين ولا يلغون الآثوريين ، إنما هذه السمة سمة إلغاء الآخر هي سمة محصورة بالأحزاب القومية الآشورية فقط ، فنحن في الأحزاب الكلدانية وفي اتحاد القوى السياسية الكلدانية نحترم توجهات الجميع بما فيها توجهات اخوتنا الآشوريين ، فإلغاء الآخر هو من جانب واحد فقط ، فلماذا تخلط الكلدان مع تلك الأحزاب الأقصائية .
من ناجية اخرى هنالك شئ اسمه حرية الأنتماء وحرية الرأي وحرية المعتقد ، فلماذا نريد ان نحرم شعبنا من هذه الحرية بحجة اننا ضعفاء ، فهل نحن ضعافاء يجب ان لا يكون لنا اسم قومي ؟ انا لا افهم هذه المعادلة .

مع خالص التحية
ــــــــــــــــــــــــــــــ
الأخ وليد  حنا بيداويد من كوبناهكن
في الحقيقة انا استغرب مما كتبته في تعليقك الذي تقول فيه :
 فمن وصفتهم بالمثقفين يتاجرون باسم القومية الكلدانية وانا ساوجه بكلامى المباشر اولئك المحسوبين علينا نحن الكلدان الذين مسخوا اسمنا وسط المجتمع وبين اطرافنا الذين يكتبون وينادون من وراء البحار والمحيطات باقامة دولة كلدانية نعم دولة كلدانية وهم لا يتجاوز عددهم ركاب باص ذات 18 نفر يا للمهزلة ويا للعيب ان يقعوا اولئك فريسة لاحلامهم المريضة ولاحلام اليقظة ولم يدعوا احدا والا تهجموا عليه بشتى الافاظ متهمين اياهم باللاقومى وكنت انا احد ضحاياهم عندما كتبت التسمية الثلاثية القطارية كما يصفونها وها مرة اخرى على دعوة البطريرك بعودة ابناء الكنيسة الى بلدهم حرصا من الكنيسة من التشتت وتشتت ابنائها .. اقول لكم سنترك لكم الكلدانية لكى تقرروا اقامة دولة كلدانية فى استراليا او فى القارة القطبية الجنوبية وسنجد لكم سرجونا اخر
يا رجل اين قرأت عن الدولة الكلدانية في برنامج اي حزب كلداني عسى ان تخبرنا عنه ، ثم انت الست وراء البحار ام انك في قلب بغداد ؟ اليس لك الحرية فيما تكتب وتقول ؟  فلماذا لا تعطي مثل هذه الحرية للاخرين ، ولماذا لم تعاتب الآشوريين أيضاً  ؟بل ان حقدك واستتهجانك واستصغارك  واستخفافك كان بحق من يفتخرون بقوميتهم الكلدانية فقط ، يار رجل اقعد اعوج وأحكي عدل .
تحياتي
حبيب ـ  من القوش وليس من من عبر المحيطات

341
الأخ العزيز بطرس آدم
تحية ومحبة
اجل هناك من لا يسعده ان تتوحد مؤسسة الكنيسة الكاثوليكية الكلدانية مع طموحات شعبها الكلداني ، وهنالك من يضع العصي في عجلة هذه العلاقات ، وييستخدمون حجة حرصهم على الكنيسة من التدخل بالسياسة ، حقاً إنها حجة لمن لا حجة له ، فأين هؤلاء من انخراط الكنيسة بمراحل كبيرة في السياسة ، كالكنيسة القبطية والكنيسة المارونية في لبنان والكنيسة الآشورية في العراق وأيران ، فحرصهم الجماعة هو فقط محصور بالكنيسة الكاثوليكية الكلدانية ، انا اعتبر ذلك استجابة لتوجهات حزبية آشورية ليس إلا .
تحياتي
حبيب
ـــــــــــــــــ
الأخ لوسيان     
تحية ومحبة
انا اوردت مثال الوصاية البريطانية على العراق ، كانت لشرح  وتوضيح فكرة محددة ، وأنا متفق معك مبدئياً ان العراق لم يكن مؤهلاً ان يحكم نفسه ، نعم صحيح ، لقد اثبت العراق الى تاريخ اليوم انه غير مؤهل لحكم نفسه بنفسه ، فالحكم الملكي كان ينعت بأنه حكم عميل لبريطانيا         ، والملك رغم تفانيه وأخلاصه لم يكن عراقياً ، ,استطيع ان اقول ان اخلاصه للعراق ، قد فاق على جميع الحكام الذين تبعوه بعد سقوط النظام الملكي                 
باستثناء الفترة القصيرة التي حكم فيها عبدالكريم قاسم ، رغم كونها لم تكن مستقرة كلياً .
 شكراً على مرورك اخ لوسيان
تحياتي
حبيب
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
 الأخ جورج خوشابا
تحية ومحبة
شكراً لمرورك ، واتمنى ان استطيع التعليق على مداخلتك في قادم الأيام
تحياتي
حبيب

342
أخي الطيب سيزار هرمز
تحية ومحبة
 شكراً على مرورك المفيد ، وفي الحقيقة نحن نعاني من مسألة اسمها الوصاية ، كان العراق في العشرينات من القرن الماضي تحت الوصاية البريطانية بحجة ان العراق ليس متأهلاً ليكون دولة مستقلة تعتمد على نفسها ، ونحن نعرف كيف كانت نهاية تلك الوصاية .
 اليوم هنالك من يفرض وصياته على الشعب الكلداني ، ويصبح منظراً له ليبين له ما هي قوميته وما هو تاريخه .؟
في الحقيقة نحن النخبة الكلدانية المثقفة التي تفتخر بقوميتنا الكلدانيــــــــــــــــــــــــــــة نستنكر ونستهجن مثل هذه الوصاية التعبانة ، فالشعب الكلداني له تاريخه وشخصيته وكرامته ، ولا يحتاج وصاية اي حزب مسيحي او غير مسيحي ، لكن يبدو ان بعضهم يريد ان يفرض هذه الوصاية بحجة اننا شعب واحد ، وإن هذه الوحدة لا يمكن تحقيقها إلا بإلغاء القومية الكلدانية العراقية الأصيلة ، وترسيخ اسم القومية الآشورية التي جاءت بعد مجئ القبائل النسطورية مع القوات البريطانية التي اتخذت فيما بعد الأسم الآثوري ومن الآشوري .
ورد في رحلة جون فيليب نيومان الى الموصل عام 1875 التي نشرها على موقع عنكاوا الأستاذ صلاح سليم علي هذه الفقرة عن المكونات العراقية في مدينة الموصل يوم الرحلة اي في القرن التاسع عشر يقول :
(.. ..ومنذئذ توالى على حكم الموصل الباشوات الذين عرفوا بجشعهم واستبدادهم..ويتالف سكانها الحاليين من خمسين الف يضمون الكلدان والسريان والعرب، فضلا عن الأتراك والكرد وأقليات أخرى..)
اي لا يوجد شئ اسمه آشوري في تلك الفترة .
وفي فقرة اخرى يقول الكاتب صلاح سليم علي :
( .. ثم غادرت روما الى كالديا [ متهكما بالإشارة الى الكنيسة الكاثوليكية الى كنيسة الكلدان] وحضرت طقوس النسطوريين الذين يعدون كلدانا بالولادة..) .
 اي ان مذهبنا الكنسي كان نساطرة ولكن قوميتنا كانت القومية الكلدانية لا غيرها ، فالأجتهادات الحالية هي هي نظريات اديولوجية عنصرية إقصائية .
اجل اخي سيزار هنالك محاولات لطمس اسم الشعب الكلداني وتاريخه وهويته ، لكن هل تجدي هذه المحاولات الإقصائية ؟
 فانا شخصياً لا اعتقد ذلك ، لأن قبل هؤلاء كان هتلر وموسيليني وستالين وصدام وقذافي وحاولوا تغيير التاريخ وتغيير اثنية او تاريخ الشعوب وحسب مل ترضيه اديولوجيتهم المريضة ، فهل باستطاعة عنصريي اليوم الصغار إلغاء تاريخ وهوية الشعب الكلداني ؟
 إنه من المستحيل في هذا الزمن الذي يفترض انه زمن حقوق الأنسان وزمن حريات المعتقد السياسي والديني والمذهبي والأنتماء والفكر  . لكن ربما يستطيع هؤلاء تأخير مسيرة الشعب الكلداني بعض الوقت لكنهم لا يستطيعون ايقافها كل الوقت .
تحياتي ـ
 حبيب
ــــــــــــ
 الأخ العزيز بطرس آدم شكراً لمرورك الجميل وسوف ارد على تعليقك لا حقاً .
 الأخ لوسيان شكراً على مرورك ، وسوف احاول الرد على مداخلتك لاحقاً .
تحياتي للجميع
حبيب

343
محاولات يائسة للإيقاع بين مؤسسة البطريركية والنخبة القومية الكلدانية
بقلم : د. حبيب تومي
habeebtomi@yahoo.no
المقدمة
نستخدم مصطلح الناس التي يكون همها الأول العيش الرغيد بأجواء الحرية والأستقرار والأمان والسلام الأجتماعي ، وإذا حولنا مصطلح الناس الى مصطلح الشعب او مصطلح الجماهير ، سوف نخطو خطوة نحو تخوم السياسية والحقوق القومية والسياسية  والمدنية ، وفي كل الأحوال فإن الطبقة المهتمة بالحقوق السياسية والقومية تتكون من اقلية ضئيلة قياساً بالأكثرية الساحقة المهتمة بالهموم الحياتية اليومية الروتينية من اسباب المعيشة والعلاقات الأجتماعية والدينية ، ويمكن وضع المثقفين مع الطبقة المهتمة بالشؤون السياسية والقومية ، فالمثقف المبدع يرى ما لا يراه غيره من نواقص وسلبيات الإداء وهو يسخّر قلمه لتشخيصها وتسليط الضوء عليها وعلى منظومة الحقوق والواجبات ، فيعمل على بث ونشر الوعي بين طبقات الشعب من اجل النهوض بالمطالبة بتلك الحقوق .
 الثورات لا تتولد نتيجة وجود الظلم ، إنما الثورات تنشب حين الشعور بوجود ظلم ، كانت طبقة العبيد في العصور القديمة راضية بمصيرها ، ولم يكن ثمة مشاعر بوجود ظلم ، فكانوا مؤمنين بقدرهم وبمصيرهم ، فلم يكن عبر التاريخ ثورات كثيرة للعبيد ضد اسيادهم ، وربما الكثير من القراء قد اطلع على قصة السيد والعبد ، في الأدب العراقي القديم ، وكيف ان العبد يغير رأيه مع رأي السيد بين لحظة وأخرى ويكاد يكون العبد كظل ملازم للسيد حتى بطريقة تفكيره وتبدل مزاجه ، ولا يسمح المجال لإيراد القصة . هنا على الكاتب الكلداني ان ينهض بمسؤولية في التوعية فيحث شعبه على المطالبة بحقوقه القومية والسياسية في الوطن العراقي وفي اقليم كوردستان .
بعد هذه المقدمة المملة ، أقول :
هنالك نخبة كلدانية مثقفة ، لا تطمح ان يكون للشعب الكلداني حياته الأجتماعية المستقرة فحسب ، بل تعمل ان يكون لهذا الشعب حقوقه القومية والوطنية والسياسية في وطنه العراقي وفي اقليم كوردستان ، وهذه الطليعة او النخبة المثقفة بدأت قليلة العدد في البداية لكن بمرور الوقت توسعت وهي تعمل من اجل النهوض بحقوق الشعب الكلداني .
ثمة حاجة ماسة ان يكون تفاهم وتفاعل بين الشعب وكنيسته الكاثوليكة الكلدانية اسوة بما هو وارد بين مؤسسة الكنيسة الآثورية وشعبها ، ولكن في حالة الكنيسة الكاثوليكية الكلدانية وشعبها نلاحظ  من يتسارع لزرع العصي في دولاب عربة العلاقات بين مؤسسة الكنيسة والنخبة القومية الكلدانية ، وهؤلاء يروّجون لاعلام مفاده :
ان الكنيسة الكاثوليكية الكلدانية ينبغي ان تنأى بنفسها عن تخوم السياسة ، والغريب العجيب ان هؤلاء انفسهم يباركون تورط الكنيسة الآشورية بالسياسة والمسائل القومية بل ان الكنيسة الآشورية تظهر بصورة جلية انها مهتمة بالشأن القومي الآشوري اكثر من الأحزاب القومية الآشورية نفسها ، وهؤلاء الكتاب لا يحركون ساكناً إزاء هذا التدخل بل يكيلون المديح له ، وهذه مفارقة غريبة لقابلية هؤلاء  بالكيل بمكيالين.

وبرأيي المتواضع اقول لمؤسسة البطريركية الكاثوليكة الكلدانية الموقرة :
 إن وقوفها مع الطموحات القومية لشعبها الكلداني لا يعني مطلقاً التورط  في دروب السياسة الشائكة ، إنه موقف إنساني ووطني ان تقف مع شعبك .
لقد استغل هؤلاء المتربصين لكل توجه قومي كلداني ، استغلوا الخطاب المحدود لغبطة البطريرك بأن للكنيسة توجهاتها الدينية ، وفاتهم ان الكنيسة يجب ان تبقى مع هموم شعبها إن كانت اقتصادية او اجتماعية او ثقافية او سياسية ، والكنيسة وشعبها جسم واحد وكيان واحد ، وإن غرقت السفينة سوف يغرق الربان والطاقم والشعب ، وهكذا دأب هؤلاء الكتاب المعادين لطموحات الشعب الكلداني دأبوا على العزف على وتيرة فصل الكنيسة عن السياسة ، ونحن مع هذا الفصل ، لكن المسألة هنا تأخذ ابعاد اخرى حينما يحاول هؤلاء الحريصين على فصل الكنيسة الكاثوليكية الكلدانية ، بينما يلفهم صمت القبور حينما يتعلق الأمر بتدخل الكنيسة الآشورية بالسياسية من اوسع ابوابها فنلاحظ  هؤلاء (الحريصين جداً ، والذين يذرفون دموع التماسيح على مصلحة الكنيسة ) نراهم لا يحركون ساكناً إزاء التدخل الكنيسة الآشورية الصارخ بالسياسة ، فأين انتم ايها السادة ؟ لماذا حرصكم هو للكنيسة الكاثوليكية الكلدانية فحسب ؟
أجيبونا رجاءً إن كان لكم جواب حقاً .
لقد اصدر البطريرك الكاثاوليكي الكلداني غبطة البطريرك مار لويس روفائيل ساكو الكلي الطوبى نداءه بدعوته الكريمة لوضع حدود للهجرة في ندائه للعودة الى الوطن ، وكانت هنالك مناقشات موضوعية وواقعية باسلوب حضاري ، ولكن كان من يحاول التصيد بالمياه العكرة ، آملين في دق اسفين التفرقة بين الكنيسة وشعبها الكلداني .
 لقد كانت مناقشات هادئة رصينة لموضوع محدود وفات هؤلاء المتصيدين ، بأننا نناقش على محورين الأول ن الجانب الكنسي اللاهوتي المقدس وهذا لا شأن لنا به ، لكن نحن نناقش الجانب العلماني لمؤسسة الكنيسة وليس لنا اي تدخل بالجانب الديني اللاهوتي فهذه ليست مهمتنا ، ومن هذا المنطلق فأمامنا فضاء ديمقراطي وأقصد الديقراطية الشخصية المتجسدة برحابة صدر غبطة البطريرك مار لويس روفائيل ساكو الكلي الطوبى وأستعداده لسماع الرأي الآخر وفتح المجال له ، الذي ربما يكون مخالفاً لرؤيته، فهذه هي الكتابة وهذه الديمقراطية ، وفات هؤلاء المتربصين ان البطريرك يحمل مع فكره السامي اللاهوتي الديني ، يحمل فكر ديمقراطي متفتح لسماع الرأي الآخر .  
 وفي توضيح لندائه الخاص بالحد من الهجرة وعودة المهاجرين يقول :
اود ان اعرّب عن شكري لكل من ردّ او عقّب أو علّق على ندائي،  ولا ضيرّ ان تجاوز أحدٌ في ما كتب.. اني اب و اخ ولا يمكن ان احقد على احد ... إنني لست حالماً ولا واهماً ولا سياسيًّا ولا قوميًّا متطرفًا ولا مسيحيًّا منغلقاً ولا أمسك بعصا سحرية .. ويضيف :
 لم يكن في نيتي بأي شكلٍ من الاشكال احراج احد او اهانة احد او تجريح احد، لكنني من منطلق مسؤوليتي وحرصي  شددتُ على التعلق بالوطن والارض والاهل والجيران وعلى لعب دورنا كمسيحيين " ساعين للسلام".. هذه تقاليدنا وقيمنا، يقينا ان الارض ليست ملكوتا – فردوسا ولا منفى ولا صحراء ولا ذاكرة محنطة  لشكل الوطن والناس!
وفي الختام يقول غبطته :
الفسحة امامنا واسعة، وبمقدورنا  الان وليس غداً عمل شيء كبير ان تكاتفنا و تعاونا بمحبة وسخاء. عندها يقوم البناء رويدا رويدا باختلاط عملنا ومهاراتا واسمائنا وباختلاف وجوهنا،  وستتدفق الحياة وما أجملها!
ليتحول كل واحد من الكلام الى الفعل!
والتوضيح منشور حسب الرابط ادناه :
http://www.saint-adday.com/index.php/permalink/5143.html
في الختام ككاتب متابع لأمور شعبنا المسيحي من الكلدان والسريان والآشوريين الذين نشترك بوشائج تاريخية وثقافية ولغوية ، يطفو على السطح سؤال مفاده :
إن كان هذا النداء موجه لكل مسيحيي العراق ، فمن المنطقي ان يكون موجه بالدرجة الأولى لقداسة البطريرك مار دنخا الرابع بطريرك الكنيسة الآشورية ، ليكون قدوة لشعبه الآشوري في العودة الى العراق ، وعسى ان نقرأ عن جواب لهذه الكنيسة لنداء غبطة البطريرك مار لويس روفائيل ساكو الكلي الطوبى . كما قرأنا جواب الكنيسة الآشورية على دعوته الكريمة للوحدة بين كنائسنا .
 الملاحظة الأخرى التي اراها ضرورية ان يكون للمطارنة الكلدان الأجلاء ، ان يكون لهم رأي واحد صريح وشجاع وأن يقفوا مع شعبهم الكلداني وطموحاته القومية الكلدانية بكل شجاعة وإخلاص ، لنكون جميعاً يداً واحدة وقلب واحد لترسو سفينة شعبنا الكلداني على بر الأمان .

دمتم جميعاً بخير
د. حبيب تومي في 25 ـ 10 ـ 2013

344
أخي الطيب مايكل سيبي
تحية ومحبة
الغريب في الوقت الراهن ان نلاحظ من ينصب نفسه وصياً على قوم آخر ، فمن يتوهم اليوم ويعتقد انه ووريئاً لآشور بانيبال ، فينصب نفسه وصياً على الشعب الكلداني ، وهو يجد نفسه قريباً من السلطة ، فيراها مناسبة لفرض اقكاره الإقصائية بحق غيره ، طبعاً هو لا يستطيع التحرش بالعرب او الأكراد بل بل رجولته مقتصرة على المسيحيين من الكلدان والسريان ، لا ادري من نصب هذا القوم وأحزابهم اوصياء علينا نحن الكلدان ، بل يتسابقون في إخراج النظريات من نكون نحن الكلدان وما هو تاريخنا؟ في الوقت الذي نحن مستغنين عن خدماتهم وعن تنظيراتهم ، نحن نعرف تاريخنا ونعتز بقوميتنا الكلدانية ولا نقبل وصاية من كائن ما ، ولسنا بحاجة الى نظرياتهم ، فمتى يعي هؤلاء الناس ان تدخلهم في شؤون الكلدان ، هو تدخل غير مرغوب فيه .
شكراً لمروك اخي مايكل
تحياتي
حبيب

345
الأخوة الافاضل اصحاب المداخلات :
الأخ مايكل سيبي
الأخ اوشانا 47
الأخ نوئيل رزق الله
الأخ assurier
الأخ عبدالاحد سليمان بولص
تحية ومحبة للجميع
شكراً لمروركم جميعاً  احترم رأي الجميع ، ولدي بعض الملاحظات .

الأخ عبدالأحد سليمان بولص المحترم
السؤال حول عنوان المقال ، بوجود بطريرك آخر للشعب الكلداني ، اعتقد ان  العنوان واضح استاذ عبدالأحد ، فالكاثوليك منتشرين بجميع انحاء العالم وهنالك امم وشعوب وقوميات مختلفة ينتمون الى الكنيسة الكاثوليكية ، وفي سنة 1445 حينما اندمجت الكنيسة النسطورية مع الكنيسة الكاثوليكية ، وكان ذلك في قبرص ، كان هنالك اشكالية وهي ان الأنتماء الكنسي الكاثوليكي فيه مختلف الشعوب والأمم ، وعلى المنتمين من النساطرة ان يحددوا انتمائهم الوطني والقومي ، لتمييزهم عن كاثوليك العالم ، فهنالك من الكاثوليك الأرمن والهنود والفرنسيين ... الخ ، فما هي هوية النساطرة المنتمين عام 1445 ؟ وهكذا كان تحديد هويتهم بأنها قوم كلداني ، وهذه هويتهم ، ولو كانت هويتهم اثورية او عربية او كردية ، لقالوا : نحن اثوريين او عرب او اكراد على التوالي ، وهكذا كانت هويتهم كلدانيـــــــــــــة فصرحوا بأنهم كلدان ، فهذه الهوية ليست مذهب كنسي كما هو معلوم ، وإن مسألة المذهب الكلداني هي نظرية حزبية ضيقة لا تحمل شئ من الواقع والمنطق .
وعندما كتبت العنوان كنت اقصد البطريرك الكاثوليكي ، للشعب الكلداني ، لأن هنالك كاثوليك سريان وأرمن وغيرهم ...
 شكراً لمرورك استاذ عبدالأحد
تحياتي
حبيب
ـــــــــــــــــــ
الأخ اوشانا 47
احيلك الى قاموس يعقوب اوجين منا : كلداني ــ عربي المطبوع عام 2013 في اربيل ج1ص238 يقول عن مادة كلدانيون : هم علماء وأرباب الدولة من اهل بابل وأطرافها ، او جيل من الشعوب القديمة كانوا اشهر اهل زمانهم في سطوة الملك والعلوم وخاصة علم الفلك ، ولغتهم كانت الفصحى بين اللغات الآرامية ، وبلادهم الأصيلة كانت بابل وأثور والجزيرة ، اي ما بين نهري دجلة والفرات ، وهم جدود السريان المشارقة الذين يسمون اليوم بكل صواب كلداناً .
اعتقد سوف لا تقتنع بقاموس المطران اوجين منا ، لأن الأديولوجية الحزبية لا تسمح لك سوى ان تقول ( سمعة وطاعة ) ولا تستطيع الأعتراض ، لأن الأحزاب الشمولية تقوم بغسل دماغ منتسبيها .
ملاحظة اخرى ادونها لك اخ اوشانا ، بأن لكل انسان حرية الرأي والمعتقد والأنتماء ، اي لا يمكن لأي حزب آشوري او غيره ان ينظر لنا نحن الكلدان من نكون وما هي هويتنا ؟ فكل إنسان يعرف انتماؤه وقوميته ودينه ، ونحن الكلدانيين : ديننا مسيحي ، ومذهبنا كاثوليكي ، وقوميتنا كلدانيــــــــــــة
تحياتي
حبيب
ــــــــــــــــــــــــــ

346

المقال واضح والعنوان اكثر وضوحاً ولا اعتقد ثمة حاجة لتوضيح الأمور للقارئ اللبيب .
الشعب الكلداني ، شعب عريق وأصيل وتاريخه يمتد الى ما قبل الديانة المسيحية وهنالك محاولات ذات توجهات قومية اقصائية متزمة ، تحاول اختزال الشعب الكلداني وتاريخه القديم والحديث ، بمكون طائفي مذهبي تابع للقومية الآشورية ، ويتزعم هذا الفكر الأقصائي للشعب الكلداني والسرياني الحركة الديمقراطية الآشورية ذات التوجهات الأقصائية بحق الشعب الكلداني والقومية الكلدانية العراقية الأصيلة ويروج لهذا الفكر اعضاء الزوعا والموالين لها ، فكل فكر قومي متزمت إقصائي سيكون مصيره الفشل كما فشل الفكر القومي العروبي الذي كان يتزعمه حزب البعث العربي الأشتراكي .
فالفكر القومي الأقصائي مكتوب عليه الفشل الذريع ودفن مع هتلر وموسليني وستالين لأنه ضد منطق التاريخ وحقوق الأنسان وغير ملائم لروح العصر في الحرية والتحرر .
تحياتي
حبيب

347
البطريرك الكاثوليكي للشعب الكلداني من قلب العاصفة ينادي : يا مهاجرين ارجعوا
بقلم : د. حبيب تومي
habeebtomi@yahoo.no
الشعب الكلداني العريق والبطريركية الكاثوليكية الكلدانية كان لهما حضور ناجز في الساحة السياسية العراقية منذ تأسيس الدولة العراقية الحديثة في اوائل العشرينات من القرن الماضي ، وكان موقف البطريرك الكاثوليكي الكلداني مار عمانوئيل الثاني توما ( ت 1947 ) مشهوداً له في دوره الفعال في تأسيس الدولة العراقية الحديثة ومن ثم كان لهما الدور المميز في بناء الدولة العراقية الحديثة ، كمواطنين عراقيين مكانتهم المواطنة من الدرجة الأولى من ناحية التمثيل في مجلسي النواب والأعيان وفي التركيب الوزاري الحكومي إضافة الى التعامل المجتمعي المعتدل .
كان للبطريرك الكاثوليكي الكلداني مار عمانوئيل الثاني توما الدور الكبير والحاسم في انهاء الأزمة التي المت بألقوش نتيجة قدوم ( لا نقول لجوء لكي لا يزعل المتربصون لاستعمال مصطلح اللاجئين الى القوش ) من الأخوة الآثوريين وتطويقها من قبل القوات الحكومية المدعومة من قبل عشائر المنطقة للانقضاض على القوش ومن فيها ، فكان وقوف الشعب الكلداني في القوش الى جانب اخوانهم المسيحيين الآثوريين ، مع ما رافق ذلك من اتصالات مهمة مع اصحاب الشأن من قبل البطريرك الكاثوليكي الكلداني ، فكان حل المشكلة ( فايدوس ) بالطرق الدبلوماسية السلمية ، لقد استمرت البطريكية الكاثوليكية للشعب الكلداني بنهجها المتميز المعتدل هذا في العقود اللاحقة بعد تبدل الأوضاع السياسية وسقوط النظام الملكي وتوالي الأحداث والحروب الداخلية والخارجية التي كان العراق متورطاً فيها .
بعد سقوط النظام في عام 2003 تغيرت الأوضاع بشكل جذري إذ خيمت اجواء الإرهاب والعنف الدموي على الساحة العراقية وكانت النتيجة المنطقية لتلك الأوضاع الهجرة شبه الجماعية من بغداد والمدن العراقية ، وكان للكلدان وبقية مسيحيي العراق والمندائيين حصة الأسد من تلك الهجرة قياساً الى حجمهم الديموغرافي الضعيف في المدن العراقية ، إضافة الى ذلك فقد تعرض شعبنا الكلداني الى تهميش متعمد في الساحة السياسية والقومية العراقية .
ونعود الى موقف البطريركية الكاثوليكية الكلدانية المتميز رغم كل تلك الظروف ، فقد كان الكاردينال البطريرك المستقيل مار عمانوئيل دلي يصرح بأنه آخر مسيحي يترك بغداد . اليوم يجلس سعيداً غبطة البطريرك مار لويس روفائيل ساكو الكلي الطوبى في قلب العاصمة العراقية ، مع المطارين والآباء والراهبات والشمامسة ورواد الكنيسة من العلمانيين . ولا ريب ان بغداد تشهد منذ فترة ليست بالقصيرة الكثير من العمليات الإرهابية والعنف الدموي ، إن ذلك يتجلى في مدى الأحترازات والأحتياطات الأمنية من قبيل انتشار نقاط التفتيش في المدينة وارتفاع الحواجز والسواتر امام الدوائر الحكومية وقد لاحظنا مثل هذه الأجراءات ونحن نقترب من مقر البطريركية الكاثوليكية الكلدانية في منطقة المنصور ببغداد ، وأنا اتذكر حينما كنت اقابل المرحوم البطريرك مار روفائيل بيداويد ، في مطاوي التسعينات من القرن الماضي ، حيث لم يكن هنالك حارساً واحداً امام البطريركية .
لا ريب ان الأجراءات الأمنية المشددة اليوم هي النتيجة الحتمية للوضع الأمني المتردي في مدينة بغداد .
لكن يبدو لأول وهلة ان كل شئ طبيعي وعادي إذ لاحظت امامي انا القادم الى بغداد ومن خلال تجوالي في شوارعها ومراجعتي لبعض دوائرها ومعالمها ، بأن الحياة تسير بمجراها الطبيعي لا شئ استثنائي ، الوضع طبيعي وهادئ ولم اجد ما يعكر صفو هذا الهدوء لحد الآن ، هذا على الأقل إذا ما اهملنا امر الأخبار التي تتسرب عبر الاعلام المرئي والسمعي والمقروء عن العمليات الأرهابية التي تستهدف الأسواق الشعبية ومجالس التعازي للسنة او الشيعة او التي تستهدف المسيحيين وغيرهم ، ولكن إذا احجمنا عن سماع تلك الأخبار ، وقمنا بجولة في مدينة بغداد العاصمة وشوارعها ومعالمها سوف نجد ان الحياة تسير بمجراها الطبيعي ولا شئ استثنائي في الوضع الأمني ، لكن سرعان ما يطفر تساؤل مفاده : إن كان كل شئ طبيعي واعتيادي فلماذا نصبت كل هذه الحواجز والكتل الأسمنتية وعزلت الدوائر الحكومية وغيرها بأسوار عالية ؟ ولهذا الكثير من يقول : ان الهدوء هذا مرشح لأن يكون يسبق العاصفة المتوقع وقوعها في اية لحظة .
إن صدى العمليات الأرهابية يتجلى في سلوك ونفسية العوائل التي اخالطها وأعيش في ضيافتها ، حيث لا يخرجون من البيت الا من اجل الألتحاق بالعمل او من اجل التسوق ، والأطفال حبيسي اسوار البيت او ربما في حديقة البيت فلا مجال للعب امام البيت في الشارع كما يتوق اليه الأطفال ، اما الليل فهو طويل وكئيب ، وإن طرق احدهم الباب ليلاً فهذا يعني كارثة ، فالخوف والهلع يحيط بالعائلة ، سمعت لدى حضوري واحدة من التعازي ، ان مسلحين استطاعوا دخول البيت بعد ان كسروا ( كتيبة = ستار حديدي يحمي الشباك من الخارج ) وأدخلوا طفلاً ، الذي فتح الباب من الداخل لتجد العائلة نفسها انها تحت تهديد السلاح والمطلوب تفريغ ما عندهم من ذهب ونقود لتسليمها لهؤلاء اللصوص ، والسلطات الحكومية ملتهية في حماية نفسها .
أجل انها اجواء ارهابية ، وكل يفكر في كيفية الأفلات والتخلص من هذه الحالة التي هي فوق تحمل البشر في هذه الأجواء المحفوفة بالمخاطر .
من جملة طموحات البطريرك الكاثوليكي للشعب الكلداني وضع حد للهجرة التي تعتبر نزيف خطر يهدد الوجود الكلداني وبقية المسيحيين ، وإفراغ العراق منهم بعد ان شكلوا القسم الأصيل من المجتمع العراقي لآلاف السنين.
فلماذا لم يفرغ العراق عبر القرون الماضية رغم وجود مختلف انواع الظلم والتفرقة الدينية ؟ الجواب يتلخص في انهم كانوا يتحولون الى الدين الإسلامي للخلاص من تلك التفرقة ، وهذا ما يثبته الواقع حيث لم يبقى من المكون المسيحي بعد 14 قرن من الحكم الإسلامي سوى نسبة ضئيلة بعد ان كان العراق دولة مسيحية قبل دخول الإسلام .
السبب الثاني في الهجرة هو وجود دول لها نظرة إنسانية تمنح اللجوء الأنساني للمضظهد في بلده ، وفي دول المهجر يحترمون كرامته ويمنح حقوق مساوية لحقوق المواطن في تلك البلدان ، وهكذا يخاطر الآلاف من من الشباب معظمهم من الدول الإسلامية ويحاولون الهجرة الى تلك الدول ، والمكون المسيحي يأتي في مقدمة من يطلبون اللجوء .
اليوم يطلق البطريرك الكاثوليكي الكلداني نداءة للعودة الى الوطن وادناه نصه :
((يا مهاجرين ارجعوا أليس البلد كالولد.
أرضنا مهدُ الحضارات، عانقتنا وعانقناها.
عظيمة قرانا في سهل نينوى والعمادية وزاخو والعقرة، قائمة طويلة.
قرانا وبلداتنا ومدنُنا قامةٌ تاريخيّة عظيمةٌ، نتلهف عليها حبًّا وشوقا.ّ.
أنتم مشتون في الأرض (حتى العائلة الواحدة مشتتة) وفي الغربة والاغتراب، ماذا سيبقى منكم بعد 100 سنة أو 200؟ ماذا سيبقى من أسمائكم: إيشو ويلدا وشمعون وسركون وزيا وميخو.. ؟ ما هي النتيجة؟ النتيجة هي أنكم ستندمجون لا محالة في محيطاتكم وتذوب أسماؤكم وهويتكم وقوميتكم ولغتكم !! معظمكم يعيش الآن على المساعدات ونحن نعيش بعرق جبيننا؟! تتكلمون عن بابل العظيمة وآشور الجبارة؟ وما فائدة الكلام! أليس مجرد شعور؟ صراحة أحياناً كثيرة وجودكم في الخارج يضرنا نحن الصامدين في الداخل.
نحن لن نرحل من هنا، نبقى. صحيح لا نعرف المستقبل، بل نعرف من نحن وما تاريخُنا وهويتُنا ولغتُنا وطقوسنا وتقاليدنا وجيراننا. لذلك نبقى ملتصقين بأرضنا وناسنا وبمبادئنا وحقوقنا.
عودوا يا مهاجرين لكي نقوى ونبقى ونعمل ونتعاون في بناء الحاضر والمستقبل.. لو عدتم لصار لنا شأن ومكانة ودور. عودوا ونستفيد من مهاراتكم.. لو عدتم لغدونا القوميّة الثالثة والديانة الثانية! وإن لم تعودوا فسنبقى أقلية لا شأن لها، لكننا مع هذا نبقى ولن نرحل، نقبل أن نأكل الخبز والبصل من اجل تواصل تراثنا وشهادتنا المسيحية.
"حتى لو غابت عن السماء زرقتها فلا تغلقن النافذة أمام شعاع الأمل"
مع تحياتي الخالصة
البطريرك لويس ساكو".)) .
النداء فيه المحبة والطموح والكثير من الأمل لكن من اجل ان نستكمل الصورة من خلال بعض التفاصيل نقول ان الأمال والتمنيات والنيات الصافية والأخلاص كلها لا تشكل ارضية صالحة لاستكمال حل المشكلة العويصة الكامنة في تعقيدات الهجرة .
إن هذه المشكلة اعقد من ان تحل بنداء مهما بلغت اهدافه الإنسانية ، إنها مسالة متشعبة ترتكز على عدة ركائز اجتماعية وسياسية ودينية ، ومثل هذه المسائل لا تحل بقرارات حكومية او بنداءات ذات توجهات وطنية او إنسانية قد يكون من المنطقي ان تبحث المسألة على مراحل :
المرحلة الأولى : تقضي بتوفير الأجواء والظروف ( الأمان ، توفير العمل ، توفير السكن .. الخ ) التي هي مسببات رئيسية للهجرة ، فيصار الى الحد منها كمرحلة اولى .
المرحلة الثانية : إذا لم تنجح المرحلة الأولى ، محاولة العمل على جعل الهجرة متوازنة مع الهجرة المعاكسة ، اي يكون عدد المهاجرين مساوياً او قريباً من عدد العائدين .
المرحلة الثالثة : تفرضها ظروف العراق ، إن توفر الأمن والأمان والظروف الطبيعية للمعيشة مع توجهات لخلق دولة علمانية ديمقراطية ، يتساوى فيها جميع المواطنين وتنتهي عقلية اهل الذمة .
ثمة اعداد كبيرة من الأكراد عادوا من دول المهجر الى كوردستان بسبب ظروف الأمان والأستقرار وتوفر فرص العمل ، فيمكن الزعم بوجود هجرة معاكسة لدى الأكراد ، ولا تتوفر مثل تلك الظروف للكلدان ولبقية مسيحيي العراق .
رغم الأهداف النبيلة للنداء سيبقى حبيس الإعلام إذا لم يقترن بدراسات معمقة وجادة مع اصحاب صنع القرار في الحكومة الأتحاية وفي اقليم كوردستان .
د. حبيب تومي ـ القوش في 16 ـ 10 ـ 2013          

348
الأخوة اصحاب المداخلات المحترمون
شكراً للجميع واحترم الجميع وسوف احاول الرد على بعض المداخلات وحسب ما يسمح الوقت .
ـــــــــــــــــــــــ
الأخ خوشابا سولاقا المحترم
تحية ومحبة
لكي يكون نقاشنا مثمراً ينبغي ان يكون مبنياً على اسس احترام الأختلاف في وحهات النظر ، كما ينبغي قبول الآخر كما هو وليس كما نريده ان يكون ، ومسألة اخرى يكون الحوار على ارضية من الأحترام المتبادل والحوار المؤدب الحضاري . هذه اسس مهمة للاستفادة من الحوار والنقاش . بالنسبة الى مسألة إقصاء المقابل ، وتبادل التهم. فأقول لك اخي خوشابا سولاقا ، هنالك جانب واحد يقصي الآخرين وهو جانب الآشوري الذي يعتقد انه متفوق على الجميع ، وهذا الأقصاء هو بحق الكلدان بالدرجة الأولى وبحق السريان بالمرتبة الثانية ، وهم ( معظم الآشورييين ) يعتقدون انهم حاملي شعلة التحرر وغيرهم جنود ورائهم ، ولا يحترمون المشاعر القومية للكلدان والسريان ويدخل مفكريهم في متاهات نظرية لا اساس لهامن الصحة إلا في عقولهم ومعتقداتهم التي تصل عندهم تخوم المقدس .
 وإن حدث بعض التعصب احياناً لدى الكلدان او السريان فهو رد فعل لذلك الفعل الإقصائي ، ولهذا اخي خوشابا يجب ان نضع النقاط على الحروف : بالإجابة على سؤال : من يقصي الآخر ومن يدافع عن نفسه؟
اما مسالة الأنتخابات والأشتراك بثلاث قوائم كلدانية وسريانية وآشورية وبتمويل ذاتي ، فأعتقد ان هذا الأقتراح هو نظري اكثر من يطبق على ارض الواقع ، فالطرف الآشوري قد اسند نفسه ولا يمكن ان يتنازل لغيره مهما كانت الرابطة الدينية او القومية ، وله تمويل جيد من جهات عراقية : سنة وشيعة ، والمجلس الشعبي قد هيمن على كل التمويل المخصص للمسيحيين ويتصرف به لمنفعته الحزبية ، وكما قلت كان المجلس الشعبي خيمة للجميع ثم اصبحت هذه الخيمة خاصة لحزب معنين والموالين له ، بقي السريان والكلدان خارج مسرح اللعبة ، فعلى السريان والكلدان التضامن والأعتماد على امكانيتهما الذاتية ما دام كل طرف قد حقق لنفسه جدار يسند ظهره اليه .
هذا هو الواقع اخي خوشابا سولاقا ، ويجب ان نسمي الأشياء بأسمائها لكي نتسم بالمصداقية والواقعية .
 ودمت بخير
حبيب

349
الأخ عبدالأحد قلو المحترم
تحية ومحبة
شكراً على المداخلة ، ومضمونها واضح انها تدخل ضمن النص الوارد في المقال ، وليس مثل التعليقات الأخرى التي ناقشت اسم حبيب تومي من هو ؟ وماذا كان ؟ هل كان ماركسياً ام لينينياً ام بروليتارياً ام تروتسكياً .. الخ  وتركت النص دون قراءة او بعد قراءته كانوا عاجزين عن الرد الموضوعي ومقارعة الحجة بالحجة ،فلجأوا الى دروب الأمور الشخصية  ، وكان الأبتعاد التام عن مضمون المقال ، فليس ثمة مجال لمناقشة مثل هذه الردود ، التي يبدو ان اصحابها عاجزين عن مناقشة مضمون المقال فيلجأون الى شؤون شخصية لا علاقة لها بموضوع المناقشة .
 انا متفق معك بشأن التفاهم والتقارب بين المكونين الكلداني والسرياني ، إنه ضرورة مرحلية وأستراتيجية ، فهنالك قبول للاخرين بين الطرفين ولا يوجد اي طرف منهما يتسم بالتعصب والأستعلاء والتكبر ، ولهذا يشكل مبدأ قبول واحترام الأخر بين الطرفين ارضية طيبة للتفاهم والتعاون .
اكرر شكري لمرورك .
تحياتي
حبيب
ـــــــــــــــــــــــ
السيد oshana47
تحية ومحبة
 كان بودي ان ارد بحقائق تاريخية على ما ورد في مداخلتك الطويلة والتي بدأتها بقولك :
( امكن توضيح أن المذهبية الكلدية نسبتها بين مسيحي العراق هي 80% وهو تقديركم لها وهي المذهبية الثالثة في العراق.. الخ
فيبدو من هذه العبارة انك ترتكب خطأ فادح بوجود مذهب كنسي كلداني ، وسوف لا اناقشك لأن دماغك مغسول بهذه المقولة ، ولا يفيد المنطق والحوار معك ، فأنت مع الأوامر الحزبية التي يكون الجواب عليها بمصطلح : ( سمعة وطاعةً ) اي لا يوجد اعتراض او نقاش ، وتشبه حالة الأنسان المسير من قبل حزبه او الجماعة التي ينتمي اليها حالة الشخص المنوم مغناطيسياً ، وبهذا الصدد يقول غوستاف لوبون في كتابه سيكولوجية الجماهير ص59 يكتب :
.. إن الفرد المنضوي منذ بعض الوقت في وسط جمهور هائج سرعان ما يسقط في حالة خاصة تشبه كثيراً حالة الأنجذاب الشديد الذي يشعر به المنوم مغناطيسياً تجاه منوّمه . وبما ان حياة الدماغ تصبح مشلولة لى الأنسان المنوم مغناطيسياً ، فإنه يصبح عبداً لكل فعالياته اللاواعية ، ويصبح منومه قادراً على توجيهه الوجهة التي يشاء ، وهكذا تصبح الشخصية الواعية مغمياً عليها ، وتصبح إرادة التمييز والفهم ملغاة ، وهكذا تصبح عواطف وشخصية المنوم وأفكاره موجهة في الأتجاه الذي يحدده المنوم ..
ارجو ان تكون قد فهمت اخي اوشانا المسالة ، فأنت قال لك الحزب (المنوم المغناطيسي ) ، بأن الكلدانية هي مذهب فلم تقدر على مناقشة بأن الكلدانية كانت قبل المسيح بالاف السنين فكيف تصبح مذهب كنسي ، ولهذا من العبث النقاش معك ومع من غسلت ادمغتم . فقط اقول لك :
 بأن الكلدانيين او الكلديين كما يحلو لك ان تنعتهم ، إنهم بشر مثلك ، وتنطبق عليهم مبادئ ولوائح حقوق الأنسان ولهم مطلق الحرية في التفكير وفي الأنتماء السياسي والديني والقومي ، ولا يريدون منظرين او فقهاء ، اي ليسوا بحاجة لخدماتك الفكرية او لخدمات احزابك الشمولية  .
ارجو ان يسود الأحترام المتبادل بيننا لنجد لغة مشتركة للحوار والتفاهم بيننا .
تحياتي
حبيب

350
الأخ الفاضل وسام موميكا المحترم
تحية ومحبة
شكراً لمرورك ايها الأخ وسام موميكا المخلص لهويته السريانية الآرامية الأصيلة ، وفي الحقيقة نحن الكلدان والسريان ينبغي علينا مراجعة مواقفنا ، ويجب الأنطلاق من الأمكانيات الذاتية دون الأعتماد على اي طرف ، ورغم صعوبة الموقف في هذه الحالة إلا ان جمع القدرات الذاتية وتوحيدها بمحبة وإخلاص سوف نأتي بنتيجة ، ونبارك لكم تأسيس حزب سرياني له توجهات مستقلة ، وفي الحقيقة هذه خطوة في الأتجاه الصحيح وبعد ذلك يمكن التوجه للتعاون مع مختلف القوى .
اكرر شكري لمداخلتك المفيدة
دمت صديقاً عزيزاً
حبيب
ـــــــــــــــــــــ
الى  Assyria4ever
يستطيع السيد ادي ان يسألني ما يريد ، وانا سأجيب رسالتك حينما اصبح افندي
ــــــــــــــــــــــــ
الى R.ISAAC
هذه هي امكانياتنا المتواضعة كما ترى ، فمقالاتنا هي لا مقالات ، وننتظر ان تشمر عن ساعديك وتتحلى بالشجاعة فتضع اسمك الصريح وصورتك وتكتب لنا مقالات وتحليلات ونتعلم ونستفيد من دررك وعلومك وفسلفتك .

351
مبروك الفوز الساحق للأحزاب الآشورية (بجميع) مقاعد الكوتا المسيحية .. ولكن !!
بقلم : د. حبيب تومي
habeebtomi@yahoo.no
الحركة الديمقراطية الآشورية ( الزوعا ) كان تأسيسها حسب ادبياتها عام 1979 وتوسعت في اقليم كوردستان وكانت على اسس عسكرية رغم عدم اشتراكها بأي عمل عسكري حسب معلوماتي ، ولهذا سميت بالحركة ، ثم اتخذت قالب الحزب السياسي بعد ان جرى تحديد منطقة الحكم الذاتي في كوردستان عام 1991 وذلك تمشياً مع المحيط الجيوسياسي الكوردستاني المحيط بها . وفي نظامها الداخلي تحدد هويتها وتوجهاتها الآشورية مع فكرها الإقصائي بحق القومية الكلدانية المعروفة .
ثم كان في عام 2007 ولادة المجلس الشعبي ، الذي كان تأسيسه على هيئة مجلس يحتوي كل المكونات من الكلدان والسريان والآشوريين  ، لكن بمرور الوقت تمحور المجلس واتخذ صيغة الحزب السياسي وانحاز للفكر القومي  الآشوري في خطابه ثم عكف على خوض الأنتخابات البرلمانية فتورط في العمل السياسي ليصبح طرفاً سياسياً عنيداً بدلاً من بقائه كياناً مستقلاً يقف على مسافة واحدة من المكونات ففقد سمة الحياد بمرور الوقت . وهنالك احزاب آشورية أخرى في الساحة لكن الزوعا والمجلس الشعبي قد هيمنا على الساحة السياسية للمكون المسيحي برمته ، بسبب الدعم المادي والمعنوي لكلا الحزبين من قبل الحكومة المركزية  وجهات اخرى للزوعا ، والحزب الديمقراطي الكوردستاني للمجلس الشعبي .
في اللعبة الأنتخابية خصصت مقاعد للمكون الديني المسيحي على اسس دينية وليس على اسس قومية فمررت بجدارة الخدعة السياسية  في وضح النهار والتي عرفت بـ ( الكوتا المسيحية ) تمرر نتائجها هذه دون ضجة اعلامية فقد جرت بهدوء ودون منافسة لا من الكلدان ولا من السريان كل شئ سار كما كان مخططاً له ، الأحزاب الآشورية تهيمن على الموقف بسهولة دون جهد او تعب فكل شئ في مكانه والحمد لله لم يكن هنالك اي وجع رأس ، ولم يشترك اي من الذين يركضون وراء الكعكة ويريدون الكراسي من الأنقساميين من الكلدان او السريان  ، وبقي في الساحة الناس النزيهين الوحدويين جداً والذين يكرهون طعم الكعكة وينفرون من الكراسي ، وفازوا بشبه تزكية بجدارة بكل المقاعد ومبروك لهم ويستحقون خمس مقاعد اخرى.
هنالك من ينظر الى الجبل الجليدي العائم ، ويخمن حجمه على ما يظهر منه على سطح البحر في حين ان الحقيقة ان تسعة اعشار حجم الجبل تكمن اسفل الماء ولا يظهر للعيان إلا الشئ اليسير منه  ، فاليوم ينظر الى العُشر البارز من الجبل على ان هنالك كوتا مسيحية مخصصة للكلدان والسريان والآشوريين ، ويجري التنافس الشريف بين هذه المكونات الثلاثة ويفوز من يحصل على اكثر الأصوات ، هذا هو الجزء الظاهر الذي يمثل واحد على عشرة من الحقيقة ، لكن الحقيقة الكاملة اي التي تكمن تحت طبقات مياه البحر وتمثل معظم اجزاء الحقيقة ، هي وجود احزاب اشورية خالصة تهيمن على الساحة االسياسية والإعلامية والمالية للمكون المسيحي ، وتحتكر قنوات الأتصال بمصادر صنع القرار وتمرر ما تريد تمريره على ان احزابهم هي احزاب وحدوية وتمثل المسيحيين جميعهم ، وإن الأحزاب الأخرى خصوصاً الكلدانية منها ، هي عبارة عن احزاب انقسامية لا تمثل المسيحيين ، وهكذا فازت الأحزاب ( الآشورية ) دون وجود منافس حقيقي لها ، لا من المكون الكلداني ولا من المكون السرياني كانت وحدها في الساحة ، وادعت تمثيلها لكل المسيحيين من الكلدان والسريان والآشوريين وهذا يجانب الحقيقة الواقع ، فالحقيقة ان هذه الأحزاب تمثل نفسها فقط وإن كانت تمثل جهة مسيحية فهي تمثل المكون الآشوري لا غيره ، لقد جرى الألتفاف على المكون الكلداني والمكون السرياني بخديعة اسمها اسمها :
                                           ((((( كوتا مسيحية )))))
 وبخديعة اكبر حينما يتغنون بادعاء فارغ بترديد مصطلح شعبنا الكلداني السرياني الاشوري ، في حين امامنا في الساحة  احزاب اشورية فقط والكلدان والسريان خارجين من المولد بلا حمص ، فإلى متى يجري تمرير هذه ( الحقيقة ) ؟ وكما يقول نيشة : يا ايتها الحقيقة يا اكبر كذبة في الدنيا . نعم نحن نتعامل مع اكبر كذبة في الدنيا .

وكان يجب ان يطلق عليها كوتا آشورية فقط لكي تكتسب صفة المصداقية . فهذه الكوتا ابعد ما تكون عن تمثيل الكلدان او السريان .
مبدئياً لسنا ضد ان تكون هناك كوتا آشورية ، ومبروك عليهم تلك المقاعد ، لكن الذي ننشده دائماً ان يكون للكلدان والسريان نفس العدد من المقاعد في برلماني كوردستان وبرلمان العراق الأتحادي ، ويكون لنا سقف من الحقوق مساوياً للاخرين بما فيهم المكون الآثوري .
انا متأكد بوجود من يستعجل الأمور من الأخوة من الكلدان والسريان الراكبين موجة الأحزاب الآشورية ، وربما ينتفعون من ركوب تلك الموجة ، فيدعون ان الأحزاب الآشورية تضم بين صفوفها الكثير من الكلدان والسريان وإن من بين القوائم التابعة للمجلس الشعبي والحركة الديمقراطية الآشورية بينهم مرشحين من الكلدان والسريان  ، وإن جوابي لهؤلاء هو :
اجل هنالك كلدان وسريان يرشحون انفسهم في احزاب آشورية  لكن ايضاً ثمة من الكلدان والسريان من يرشحون انفسهم في قوائم كوردية وعربية وإسلامية والأحزاب الشيوعية  كما في الأحزاب الآشورية ، لكن ما اهمية هذا الترشيح كمكون قومي كلداني ؟ وربما المرشح الكلداني في الأحزاب الإسلامية او الكوردية او العربية او في الحزب الشيوعي يستطيع الكلداني ان يجاهر بقوميته الكلدانية ، ويطالب ببعض حقوق قومه الكلداني ، لكن المرشح الكلداني حتى الفائز من خلال الأحزاب الآشورية في الأنتخابات ، هل يستطيع ان يجاهر بقوميته الكلدانية ؟ ام يبقى تابعاً لأوامر حزبه القومي الآشوري لكي ينفذ ودون اي اعتراض ، فهل مثل هذا الشخص نستطيع ان نعتبره كلداني ، ويمثل قومه الكلداني ؟
الجواب واضح ان مثل هذا الشخص يكتفي بمنافعه الشخصية التي يستلمها ، ورحم الله حقوق شعبه الكلداني ، ولهذا ان الكلدان الفائزين ( مع احترامي لشخصياتهم ) في صفوف الأحزاب الآشورية خاصة في حركة الزوعا فإن الكلداني الفائز عليه ان يتنازل عن قوميته الكلدانية ويثبت انه موالي للقومية الآشورية اكثر من الآثوريين انفسهم وبعد ذلك يسمح له بالعبور .
بعض الكتاب الكلدان الذين يطالبون بحقوق الشعب الكلداني بإخلاص ، يُنعتون بمختلف النعوت ويقولون عنهم انقساميين ومفرقي اوصال الأمة ، وهم يركضون وراء الكعكة والكراسي اي المصالح الذاتية لهم شخصياً ، وتطلق هذه النعوت بحق الكتاب الكلدان وبحق الأحزاب الكلدانية التي لم تركب موجة الأحزاب الآشورية الوحدوية جداً جداً . ويظهر ان الأحزاب الآشورية خاصة حزبي الزوعا والمجلس الشعبي ، والذين قد فازا بجدارة ، ويبدو ان الحزبين لا يركضان وراء الكعكة ويمقتان الكرسي بشدة ، إلا ان الشعب يفرض على الحزبين الأشتراك في العملية السياسية والترشيح للمنافسة في الأنتخابات ، ولولا هذه الملحة من المسيحيين ، لما خاضا الأنتخابات لأن الحزبان بريئين من الركض وراء الكعكة ، هم رهبان متعبدين وناس مجردين من المصالح الذاتية ، ودائماً يعملون من اجل المصالح العامة ، الشعب اليوم انتخبهم وفازوا فوز ساحق لأنهم حققوا خلال السنين المنصرمة مكاسب مهمة للشعب المسيحي :
ــ  لقد تمكنوا من ايقاف الهجرة كلياً
ــ وتمكنوا من إرجاع كل الأراضي المتجاوز عليها
ــ ولم تحدث اي محاولات للتغيير الديموغرافي
ــ  لقد كان الشعب المسيحي سعيداً مرفهاً بظل الحزبين ( الزوعا والمجلس الشعبي ) ولهذا الح عليهم الشعب للترشيح لأنتخابات اقليم كوردستلن وبما انهم لا يريدون الكعكة ، لكن خجلهم وملحة الشعب اضطروا للترشيح والفوز بشبه تزكية من الشعب المسيحي .
الآن نأتي الى الشق الثاني من عنوان المقال وهو ولكن ..
سؤال يطرح نفسه  :ـ
ــ  خوض الأنتخابات يحتاج الى اموال كثيرة : 50 مليون دينار تأمينات مع 50 مليون دينار دعاية انتخابية مع 50 مليون دينار للمراقبين على مراكز الأقتراع ، هذا هو الحد الأدنى للمصاريف ، وما هو معلوم هنالك عدة جهات داعمة للزوعا في المركز وفي السليمانية من اقليم كوردستان ، اما الحزب الديمقراطي الكوردستاني يدعم المجلس الشعبي ، لكن من اين حصلت قائمة ابناء النهرين المنشقة من حزب الزوعا ، من اين حصلت على التمويل اللازم لخوض الأنتخابات ؟ التساؤلات طرحت كيف استطاع هذا الكيان من الخروج من زوعا وعلى عجل تمكن من خوض الأنتخابات والفوز بمقعد واحد في برلمان كوردستان ، من يقف وراءهم ؟ هل هي الزوعا نفسها ؟ ام هنالك جهات اخرى ؟ السؤال يبقى مطروحاً .
 ــ التساؤل الأخر هو : عن موقع عنكاوا كوم وحسب الرابط ادناه :
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,703422.msg6120650.html#msg6120650
يقول : أن أي من المرشحين الخمسة عشر "لم يتمكن من تحقيق القاسم الانتخابي بل الجميع من فازوا بمقعد الكوتا من خلال أصوات قوائمهم".
 ويضيف الموقع :
والملفت أيضاً هو أن قائمة الرافدين (126)، حصلت على أكثر من ثلاثة آلاف صوت، دون التصويت إلى أي مرشح أي ما يقارب نصف مجموع الأصوات.
فما هو مصدر الـ3000 صوت التي لم يشخص بها اسم اي من المرشحين ؟
ــ نقطة اخرى فيها غموض : جميع الأصوات التي حصلت عليها الأحزاب الآشورية الثلاثة المتنافسة قد بلغت 12968 صوت وإن الفائزين الخمسة قد نالوا 6464 صوت فقط اي حوالي نصف الأصوات الذاهبة للقوائم .وهل هذا الرقم المتواضع يمثل كل المسيحيين في اقليم كوردستان ؟ حقاً انها حالة يرثى لها .
ــ بعد ان راحت السكرة جاءت الفكرة ، فبعد ركود غبار معركة الأنتخابات ، ها هي الأتهامات المتبادلة يتعالى ضجيجها .
 في البداية الزوعا تتهم المجلس الشعبي بقيامه بمخالفات انتخابية ، واليوم حزب بيث نهرين الديمقراطي  يتهم زوعا بحصولها على اصوات غريبة في السليمانية  وباتفاق مع احد الأطراف ( لم يسميها ) حصلت قائمة الزوعا على 3000 صوت وجاء في الأيضاح المنشور على موقع عنكاوا وحسب الرابط في اسفل المقال :
 منذ اللحظة الأولى لشروع الحملة الدعائية الانتخابية، دأبت الحركة الديمقراطية الآشورية، وكما هو ديدنها، ومرشحي قائمتها بإطلاق التهم الكاذبة تجاه القوائم الأخرى لشعبنا...
وبشان حصولها على الأصوات يمضي الأيضاح الى القول :
فالمعروف للجميع أن الحركة الديمقراطية الآشورية في أوجه تقدمها لم تحصل في أي انتخابات على آلاف الأصوات في محافظة السليمانية، فكيف وأن تحصل عليها الآن وفي خضم المشاكل الداخلية التي تعاني منها وفي مناطق لا يتواجد فيها أبناء شعبنا!.
عزيزي القارئ هكذا تسقط الأقنعة ويسقط ما يسمى التجمع الكلداني السرياني الآشوري في امتحان آخر كما سقط من قبل ، لأن التجمع المذكور مهماته محصورة في محاربة اي توجه قومي للكلدان او السريان ليس اكثر والواقع المعاش يثبت ذلك .
اخيراً أقول :
 إذا ارادت الحكومتان  المركزية واقليم كوردستان إن ارادتا تطبيق العدالة والمساواة وأنصاف كل المكونات العراقية فيجب ان تكون هنالك كوتا للكلدان وأخرى للسريان وثالثة للاثوريين ، فالموافقة على مبدأ الكوتا المسيحية يعني سيطرة الطرف القوي عليها وهذا ما حصل في معظم دورات الأنتخابات المركزية وفي اقليم كوردستان ، في السياسة لا يوجد الأخوة المسيحية ، هنالك مصالح فوق كل الأرتباطات الأخرى هذه هي السياسة . ومن هذا المنطلق ينطلق الأخوة في الأحزاب الآشورية .
ويظهر من التعقيبات والبيانات المختلفة ان المعركة حامية الوطيس حتى بين الأحزاب الآشورية نفسها لقضم اكبر كمية من الكعكة التي يتنافس عليها الأحزاب الآشورية فقط وبغياب تام لأي حزب كلداني او سرياني ، فنقول مبروك الكوتا المسيحية للأخوة الآشوريون .

http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,703581.msg6121482.html#msg6121482

د. حبيب تومي في 07 ـ 10 ـ 2013

352
الأخ العزيز عدنان عيسى المحترم
تحية ومحبة
شكراً على مرورك الدائم والجميل
في الحقيقة اخي عدنان نحن نعمل في المسألة القومية الكلدانية مبتدئين من الصفر ، فشعبنا رغم انتمائه القومي الكلداني ، إلا ان العمل القومي يحتاج الى مثابرة ووعي وحراك سياسي واجتماعي وفني .. وإن مبادرة الأخ علي وبعض زملائه هي مبادرة عراقية جميلة ، فالكلدانية هي قومية عراقية اصيلة ، وليست محصورة بالمكون المسيحي الكاثوليكي ، وتوضيح المسالة تحتاج الى كتابة مستفيضة ، وانا شخصياً بدأت بالعمل القومي الكلداني ، بعد 2003 ، وهذا لا يعني تنكرنا لقوميتنا الكلدانية قبل ذلك ، فاعتزازنا وافتخارنا القومي الكلداني كان معنا والدليل على ذلك ، موقفنا اثناء عمليات الأحصاء التي كنا نجبر فيها على كتابة القومية العربية بالقوة ، وأصرارنا على كتابة  اسمنا القومي .
اكرر لك شكري وتقديري اخي الطيب عدنان عيسى
دمت اخاً عزيزاً
حبيب
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
 الأخ لوسيان المحترم
تحية ومحبة
شكراً لمرورك
انا معك هنالك من يتنكر لقوميته لظروف معينة تحيط به ، وربما لتحقيق غاية او منفعة ، والأمثلة كثيرة لأكراد استعربوا او استتركوا ، وعرب استتركوا في الزمن العثماني ، واليوم هنالك من الكلدان ممن استعربوا او استشوروا  ( من الآشورية ) . وهنالك كما قلت اسباب لهذا التنكر للقومية الأصيلة فمن الكلدان من كان بالأمس عربياً ثم اصبح كلدانياً قحاً واليوم يدعي الآشورية . قرأنا في المدرسة بيت شعر يقول :
لا خير في ودّ امرءٍ متلونٍ     إذا الريح مالت مال حيث تميل
تقبل تحياتي
حبيب

353
الأخ لوسيان المحترم
تحية ومحبة
شكراً لمرورك الدائم والمفيد ، وهدفنا نحن الكتاب الكلدان او بالأحرى الذين يحترمون ويفتخرون بقوميتهم الكلدانية ، لأن هناك من الكلدان من تنكر لقوميته الكلدانية ، وهذه رؤيته ، لا نتدخل ، فلكل إنسان حرية الأنتماء وحرية المعتقد ، ولهذا نحن الكلدان نريد ان نضع المكون الكلداني بإطاره القومي والوطني ، خارج عباءة الدين التي تحمل حساسية كبيرة في التعامل الإنساني المبني على الندية والتكافؤ  والذي كانت لنا معاناة كبيرة عبر التاريخ والى اليوم .
تقبل تحياتي
حبيب
ـــــــــــــــــــــــــ
الأخ ناصر عجمايا المحترم
تحية ومحبة
نريد ان نثبت هنا بطلان النظريات الاديولوجية الحزبية التي تربط المكون الكلداني الأصيل بالأنتماء الديني او المذهبي ، إن تلك المزاعم العارية عن الصحة والمتناقضة مع المنطق  يحاولون تمريرها اليوم بطريقة : اكذب ثم اكذب ثم اكذب الى ان يصدقوك ،
شكراً لمرورك اخي ناصر
تقبل تحياتي
حبيب

354
لقائي مع الأخ علي الكلداني في بغداد
بقلم : د. حبيب تومي ـ بغداد
habeebtomi@yahoo.no
وضعت امامي برنامج لزيارة بغداد ، ومن هناك رأيت ان ازور الأخ علي الكلداني في الناصرية ، وبعد ذلك تولدت فكرة السفر الى البصرة حيث قضيت فيها 13 سنة وفعلاً اتصلت ببعض الأصدقاء ، لكن فوجئت بدعوة الأخ علي الكلداني التي يقول فيها :
تتشرف التجمعات الكلدانية في اور المقدسة الناصرية
بدعوتكم
لحضور المنتدي الثقافي العالمي والذي سوف يقام في بغداد شارع المتنبي المركز الثقافي البغدادي صباحا ومساء يوم غد الجمعة 2013،9،27
وسوف تشارك التجمعات بنشاطين .. الخ
وهكذا رأيت ان البّي الدعوة وأختصر الطريق بالسفر الى الناصرية ومن ثم الى البصرة ، لقد كان يوم الجمعة موعداً تقليدياً لزيارة شارع المتنبي الذي تتخلله نكهة تاريخية وثقافية وتراثية ، وهكذا خرجت من البيت في منطقة الأمين الثانية وانا انتظر سيارة تاكسي تقلني الى شارع المتنبي وطال انتظاري بكونه يوم جمعة ، الى ان قدمت سيارة خصوصي لاحظت عليها علامة سيارة الأجرة كما ان السيارة كانت تبدو عليها علامات التعب والإستهلاك  تماماً كالشاب الذي كان يسوقها الذي حاول ايقافها امامي لكن ضعف الفرامل ( البريكات ) جعلها تقف بعيداً عني ، فقلت للسائق الشاب ، إن هدفي هو شارع المتنبي وكما ارى ان سيارتك تبدو تعبانة ، فقال اركب يا استاذ وأنا مستعد ان اوصلك الى الموصل او الى البصرة ، فيبدو  واثقاً من سيارته ، وانا من جانبي ارتأيت ان اخوض المغامرة .
في البداية شرع السائق يشرح مميزات سيارته ثم اشار الى نوع العطل البسيط ، ولكن في الطريق كانت تتقطع وتحاول ان تقف وهو بدوره يضخ لها الوقود لكي تستمر في السير ، وأراد الأنعطاف نحو شارع الجمهورية فتبين انه مقفل امام السيارات القادمة فكان عليه الدخول نحو  شارع الرشيد وازدادت مصاعب تواصل السير ، وأخيراً توقفت بعد وصولنا الى بناية البريد وأبت السيارة ان تتواصل إذ انطفأ محركها  وانقطع السير وراءنا وتعالت ابواق ( هورنات ) السيارات وراءنا ، فعرضت على السائق ان يأخذ الأجرة وأن اساهم في دفع سيارة لنركنها الى جانب الشارع لكي نسمح للاخرين بالمرور ، وهكذا كان علي ان اقطع شارع الرشيد سيراً على الأقدام الى شارع المتنبي ، لكن بعد تقاطع حافظ القاضي كان شارع الرشيد مخصصاً للمشاة فحسب ، إذ ليس صالحاً لمرور المركبات وربما لدوافع امنية ، وعلى العموم فإن ما آل اليه حال شارع الرشيد اليوم يبعث على الألم والبكاء ، انه مكب لرمي القمامة تنتشر فيه المطبات والحفر ويبعث الكآبة في النفس بدل  انبعاث عبق التاريخ الذي اشتهر به .
في شارع المتنبي كان كما الفيته ايام زمان من المعارض الأرضية للكتب وتزاحم الرواد واصوات الباعة وانتشار المصوريين والإعلاميين ، ولفت نظري وجود الكثير من الشابات السافرات في الشارع وفي المركز الثقافي البغدادي في مبنى القشلة والساعة البغدادية القريبة ، وفي تلك الساحات تواعدت مع الأخ علي ايليا الكلداني في المركز الثقافي البغدادي وكان قد حجز خيمة لنشاطه الذي يشمل معرض صور لنشطات جمعيات المجتمع المدني المرتبطة معه وهي :

1 ـ جمعية اور
2 ـ رابطة أطفال محبة فرج رحو
3 ـ رابطة نساء الكلدان
4 ـ فرقة عينكاوا الجنوب للتمثيل
5 ـ جماعة اللاعنف الطلابية .
وكان الأخ علي الكلداني يرحب بالزائرين ويشرح لهم منظمات المجتمع المدني هذه تعمل على وضع المحبة والوئام بقلوب المكونات العراقية ، وهي تقوم بزيارات لكل المكونات في مناسباتها وأفراحها وأتراحها ، ان كان هذه المكونات من الأسلام او من المسيحيين او من المندائيين المهم هو إعلاء شأن الهوية العراقية وخلق اجواء القبول والتعايش بين تلك المكونات العراقية .وقد ورد في فولدر الجمعية :  بأن الجمعية هي نواة فكرية تؤسس لثقافة وطنية داخل المجتمع العراقي من خلال استراتيجية فكرية وعملية متكاملة تهدف تحقيق التواصل والقترب في وجهات النظر الوطنية المختلفة .. وإعادة صياغة مفهوم التعايش السلمي وفق المبادئ الإنسانية وحقوق الإنسان والقيم والأعراف الدولية بإطار الوطن الواحد بعيداً عن كل الأعتبارات الضيقة والفئوية .
هذا ورحب الأخ علي الكلداني بزيارتي كما كنت سعيداً بلقائه ، وقد اختصر سفرتي الى الجنوب بلقائي معه في بغداد ، وأهدى لي مجسم لزقورة اور الكلدانية  التاريخية ، كما اخذنا صور كثيرة مع الزوار وكان جلهم من الشباب والمهتمين بالثقافة وكانت اجواء جميلة للحوار والتفاهم تتخللها اجواء الموسيقى العراقية وقرءة أشعار وقصائد الشعر وعرض الأعمال الفنية ...
وقد علق احدهم على لافتة مكتوب عليها ( ابناء اور المقدسة ) واقترح علينا التفكير في إسباغ لفظة المقدسة على مدينة اور ، فاقترحت على الأخ علي ايليا الكلداني ان تبدل العبارة المذكورة بعبارة ( ابناء اور الكلدانيــــــــة بدلاً من اور المقدسة ) وهي اقرب الى الواقع حيث ان ابونا ابراهيم الخليل قد خرج من اور الكلدانيين .


الأخ علي الكلداني له طموحات مشروعة ، وبين حاجته للترويج الإعلامي لنشاط جمعياته ، كما انه من الضروري دعوته الى مؤتمرات ونشاطات كلدانية ، ويجب ان لا نهمل المسألة المادية التي تكون ضرورية للقيام بأي نشاط .
الأخ علي الكلداني يرتأي ان المشاعر القومية هي مشاعر وجدانية وليست بالضرورة متعلقة بالدين ، فالدين الواحد قد يتضمن ابناء عدة قوميات ، او اصحاب القومية الواحدة يمكن ان يتضمن ابناء عدة اديان ، ويضيف بأن لهم مشاعر قومية كلدانية .
وحسناً فعلت البطريركية الكاثوليكية الكلدانية حينما وجهت الدعوة لأبناء اور الكلدانية من الأخوة المسلمين بحضورهم  مؤتمر التعليم المسيحي ، فقد كتب الأخ علي الكلداني :
 




 
بالالتفاتة الرائعة والأبوية الطيبة من قبل غبطة سيدنا مار لويس روفائيل الأول ساكو  شارك وفد من كلدان الناصرية  بالمؤتمر التعليم المسيحي حيث التقى الوفد بداية بسيدنا شليمون وردوني  ، تم الترحيب بهم اشد الترحيب وأيضا تم إلقاء كلمة من قبل الوفد الكلداني الناصري وقد تحدث السيد علي إيليا الكلداني قائلا :
بداية اشكر الرب علي إتاحة هذه الفرصة لي بان التقي مع أبناء عمي وأيضا الشكر الكبير لغبطة البطريرك مار لويس روفائيل الأول ساكو علي أتاحه الفرصة لنا بالمشاركة بهذا المؤتمر  الذي تعلمنا به أشياء كثيرة وقرب بيننا وبين أبناء عمنا حيث تم اطلاع الجميع على أعمال ونشاطات التجمعات الكلدانية في أور المقدسة الناصرية وما قدمناه خلال ثمانية سنوات سابقة من عمل وجهد وعزيمة واعتزاز باصوالنا ومنبعنا الأصلي الكلداني حيث صفق الجميع بكل حرارة لنا فبارك الله للجميع وحفظ أبناء شعبي أينما كانوا .
اجل انها خطوات مهمة للتفاهم والتعايش المجتمعي لكي يرفل وطننا في ثياب الأمن والأستقرار  بين مكوناته الجميلة .
د. حبيب تومي ـ بغداد في 02 ـ 10 ـ 13


355
الأخ يوسف شكوانا المحترم
نداء البطريركية كان بمناسبة زيارة البطريرك لأبرشية دهوك وزاخو المشتركة ، وورد رقم حوالي 40 قرية في المنطقة ، اما مصطلح اقليم كوردستان فهو متداول من قبل المسؤولين العراقيين وذلك تمشياً مع مواد الدستور العراقي الأتحادي ، وأنا حينما ذكرت المعلومة لم تكن بصورة انتقاد ، ويمكنك الرجوع الى المقال ، وإنما قلت ان مصطلح شمال العراق قديم واليوم يجري تداول اقليم كوردستان ، وهذا كل ما في الأمر ، والمقال كان نقد واضح لنوابنا في البرلمان ، وعنوان المقال صريح حوال ذلك .
من ناحية اخرى فإن غبطة البطريرك مار لويس روفائيل ساكو الكلي الطوبى كان يكتب مقالات وكنا نناقشها وننتقدها احياناً وكان يقبل ذلك بروح رياضية ، فالنقد هو حالة صحية يقبل بها اي مثقف .
شكراً لمرورك .
تقبل خالص التحية
حبيب
ـــــــــــــــــــــــ
الأخ سامي هاويل المحترم
يا اخي انا كتبت : إن كنت تعتبر الكلدان اعدائك ...
هنا (إن) هي شرطية غير جازمة ، فإن تعتبرهم اعداؤك فهم يعتبروك اخاً لهم ، وإن لا تعتبرهم اعدائك فكما نقول : ما طاوا وما شبيرا
لكن بالمناسبة اسألك سؤال اخي سامي : هل تعترف انت كآشوري بالقومية الكلدانيــــــــــــــــــــــــــــة العراقية الأصيلة ، وكما يعترف الكلدان بالقومية الآشورية ؟
حبذاً لو نقرا لك جواباً محدداً
تحياتي
حبيب

356
الأخ يوسف شكوانا المحترم
تحية ومحبة
اولاً
قبل سقوط النظام في عام 2003 كنت اكتب في بعض الصحف بما فيها جريدة المؤتمر المعارضة التي كانت تصدر في لندن ، وكنت اكتب تحت اسم مستعار وكانت الجريدة تابعة لحزب المؤتمر المعارض ، وبعد السقوط بدأت اكتب في المواقع الألكترونية مبدتئاً بموقع عنكاوا ، وبعد ذلك توسعت حلقة المواقع التي اكتب بها فكانت ولا زالت تربو على 50 موقع ، من بينها مواقع كردية مثل موقع الحكومة الكوردية الذي كان ينشر المقالات وحالياً  توقف الموقع عن نشر المقالات وموقع بيامنير وصوت كوردستان وغيرها ، وأخرى ازيدية مثل موقع لالش وايزيدية وبحزاني وغيرها ، ومواقع سريانية وأخرى شيعية مثل موقع الشيعة الأسترالي واخرى تعود للحزب الشيوعي مثل الحوار المتمدن والينابيع ، وأخرى تمثل المدن مثل تلسقف وباقوفا وعنكاوا وألقوش وغيرها ، ومواقع اخرى آشورية مثل نركال كيت المتوقف حالياً وموقع زهريرا نت وعشتار تي في ، وأرسل مقالاتي دون تمييز لهذه المواقع وغيرها ، المواقع الوحيدة التي تمتنع عن نشر مقالاتي هي المواقع الآشورية مثل زهريرا نت التابع للزوعا وموقع عشتار تي في التابع للمجلس الشعبي ، أرجو ان لا تقول ان الموقعين لا يشران لي لأن في مقالاتي نقد موجه للحزبين ، كلا انهما لا ينشران لي حتى لو اكتب عن معونة الشتاء او عن مكافحة الأمية ، إنهما ينظران الى اسم حبيب تومي وليس الى نص المقال .
ثانياً
موقع صوت كوردستان انا اكتب به منذ سنين وهو موقع معارض للحكومة الكوردية ، وأنا لا اكتب به لأنه معارض ، بل أنشر به لأنه موقع فيه قراء كثيرين وإدارة الموقع تحترم وتقبل الراي الآخر .
والخلاصة ان الموقعين العائدين للحزبين الآشوريين ، الوحيدان اللذان لا يقبلان ولا يحترمان الرأي الآخر وكونت هذا الرأي نتيجة تجربتي المريرة مع الموقعين خصوصاً مع موقع زهريرا التابع للحركة الديمقراطية الآشورية والحديث طويل ولا مجال هنا للأسترسال .
تقبل تحياتي
 حبيب

357
الأخ لوسيان المحترم
تحية ومحبة
في البداية ارجو ان لا تقولنا ما لم نقوله ولا تقررنا ما لم نقرره في المؤتمر الكلداني او على النطاق الفردي بما نكتبه او نصرح به .
اولاً انا انتقد الكورد بل اصرح لهم في لقاءاتي بأن حقوق الكلدان مهضومة في اقليم كوردستان ، وهنالك جوانب اخرى انتقدها ، وحتى مسالة التجاوز على قرانا كنت قد نشرت مقالاً خاصاً حول اراضي كوري كافانا وهي قرية آشورية ، لأنني لا افرق بين قرية آشورية او كلدانية او سريانية ، وقد اخذ مقالي بنظر الأعتبار ، ولا مجال هنا لشرح الأجراءات التي اتخذت بصدد ذلك ، فكلامك اخي لوسيان مرفوض لأن ليس له اساس من الصحة . نأتي الى النقطة الثانية التي اثرتها تقول :
(( وفي نفس الوقت يسمون الحركات الاشورية بالبعثية الاقصائية الاجرامية اللذين يجب تنفيذ حكم الاعدام بحقهم...))
اخي لوسيان : الم اقل لك لا تقولني ما لم اقوله ، فنحن لسنا من يطالب بإعدام من يختلف معنا في الرأي ، وهذه كلمات اقحمتها انت ، اما الصحيح  فهو الآتي :
اقول  : ان خطاب الزوعا الأقصائي لا يختلف عن خطاب البعث الأقصائي وعن خطاب اي حزب اديولوجي شمولي يؤمن بالحزب القائد او الحزب الواحد او الأوحد ، في سنة 1977 في عملية الأحصاء لم يسمح لي ولغيري ان نكتب في حقل القومية القومية الكلدانية ، وكانت التعليمات تسمح بكتابة القومية العربية او الكوردية فحسب ، اي كانت عملية اقصاء واضحة لبقية القوميات وبضمنها القومية الكلدانيــــــــــــــــــــــــــة وهي القومية الثالثة في الخارطة القومية العراقية ، واليوم رئيس حزب الزوعا يقول لا يوجد قومية كلدانية ، فما هو الفرق بين البعثي الذي يلغي القومية الكلدانية وبين الزوعاوي الذي يلغي ايضاً القومية الكلدانية ؟
 هل البعثي هو إقصائي والزوعاوي هو ديمقراطي يؤمن بحرية الأخر ويحترم مشاعره ، ماذا تسميه انت بالله عليك ؟ احب ان اقرأ منك جواب منصف .
 تقبل اجمل تحياتي
حبيب

358
اخي العزيز عبدالأحد قلو
تحية ومحبة
حقاً انها ملاحظة ذكية ينبغي بالدرجة الأولى النظر الى البيت الكلداني ، وتعزيز اواصر التعاون والمحبة بين الأحزاب والقوى السياسية والأجتماعية الكلدانية من جهة ومؤسسة الكنيسة الكاثوليكية الكلدانية من جهة ثانية ، وبعد تمتين وترسيخ قواعد وأسس ذلك البيت يكون من السهل التفاهم والحوار مع الآخر ، أجل ان البيت الكلداني بحاجة لمثل هذا التفاهم والتعاون .
تحياتي
حبيب

359
هل تبادر البطريركية الكاثوليكية الكلدانية لجمع سياسيي شعبنا من الكلدان والسريان والآشوريين حول مائدة مستديرة ؟
بقلم : د. حبيب تومي
habeebtomi@yahoo.no
الكثير يعزون اسباب الضعف الذي يعتري اوصال الشعب المسيحي من الكلدان والسريان والآثوريين ، وما حل بهم من مآسي وتهجير وإرهاب ، يعزون تلك النتائج الى سبب واحد وهو تشرذمنا الى قوميات او طوائف وأحزاب ، وهم يرون انه لو كاان بيننا وحدة متراصة لما حل بنا هذا الواقع المزري ولبقي الشعب المسيحي صامداً في مدنه وقراه ، ولما تفشت ظاهرة الهجرة بين تلك الأوساط ، وإن هذا الحديث يتكرر بشكل دائم ، الى درجة انه اصبح مملاً ، لكن يبقى موضوع الوحدة بين مكونات الشعب المسيحي شعاراً يتسم بالجاذبية لدى اوساط  واسعة من المسيحيين ، وذلك نظراً لما يطال هذا المكون من ظلم وتشريد واستهداف في وطنه العراقي . ونحن نقف مع هذا الجانب الوحدوي على ان لا يكون مسيّراً او إقصائياً لأي طرف من الأطراف .
بعد هذه المقدمة اعود الى عنوان المقال ، حيث شكل انتخاب البطريرك لويس روفائيل ساكو الكلي الطوبى انعطافة جديدة في مسيرة البطريركية الكاثوليكية للشعب الكلداني ، إن كان على مستوى المؤسسة الكنسية الكاثوليكية الكلدانية او على نطاق توحيد الصف والكلمة للكنائس المسيحية في العراق ، كما كانت هنالك تحركات وخطوات ملحوظة لغبطة البطريرك مار لويس روفائيل ساكو الكلي الطوبى للتقارب مع الكنيسة الآشورية . لكن تبقى مسألة الهجرة وتفريغ الوطن العراقي من المكون المسيحي من الكلدان والسريان والآشوريين من التحديات الكبيرة التي تواجه البطريركية ، وفي الحقيقة ان البطريركية ادركت ان هذه المعضلة منوطة بالوضع العام في العراق لا سيما الوضع الأمني ، حيث ان فلتان الأمن وشيوع العنف ، الذي يستهدف الحلقات الضعيفة في المجتمع فيكون في مقدمة ضحاياه ابناء الأقليات الدينية والقومية والتي تعتبر الحلقات الأضعف في نسيج المجتمع العراقي .
هكذا أدرك غبطة البطريرك الى الناحية المهمة وهو يعلم إن مسألة الهجرة متعلقة بالوضع العام والوضع الأمني في العراق ، وهذه بدورها منوطة بشكل كبير في العملية السياسية المتعثرة في العراق وهي نتيجة حتمية للخلاف السياسي بين اقطاب الأحزاب والكيانات المشتركة في تلك العملية ، هكذا استطاع غبطة البطريرك من جمع هؤلاء الأقطاب حول طاولة واحدة ، كما قدم المكون المسيحي مبادرة لحلحلة الأوضاع السياسية في العراق ، لكن جرى التعتيم عليها ولم ترى تلك المباردة النور لكي يطلع عليها افراد الشعب .
بهذا الكلام اريد ان اصل الى نتيجة ان البطريركية تستطيع ان تعمل الكثير بما يصب في مصلحة شعبنا ، وقد تكون هذه المبادرة خطوة في الأتجاه الصحيح لرأب الصدع المستشري حالياً بين سياسيي وقادة شعبنا .
وإذا نظرنا الى الخلف سنلاحظ ثقافة مشتركة تشكل الأرث الحضاري لتلك المكونات ، الكلدان والسريان والآثوريين وينبغي ان تكون المجال الطبيعي الذي يجمعهم ويجمع اهدافهم ورغباتهم ، لأنها الصلات التي تربطهم اجمعين بالعالم من حولهم فالمجال الديني واللغوي من السمات المهمة لتكوين الثقافة المشتركة .
هذا من ناحية اما إذا نظرنا الى الجانب الآخر من المعادلة وهو الجانب السياسي ، سنلاحظ على صفحتها انعكاسات التناقضات في المواقف وتضارب المصالح وتطفو على السطح الصراعات والمصالح المكبوتة .وهي المحك الذي تختبر عليه الخطابات السياسية المختلفة لكل فريق ، والسؤال هنا هل نستطيع مغالبة ما يجمعنا على ما يفرقنا ؟ هنا تكمن اهمية أوجه ومجالات التعاون . برأيي المتواضع ان الجانب الآثوري سوف يمتنع عن الدخول في المعادلة كونه يحتكر كل الأمتيازات لنفسه إن كان المركز او في اقليم كوردستان فلا يريد ان يتنازل من ذلك الموقع المتميز ، وإذا ذهبنا ابعد في تحليل الواقع سوف نلاحظ بعض الأخوة من الكتاب الكلدان او من الموالين لتلك الأحزاب نلاحظ استقوائهم على بني جلدتهم بتلك الأحزاب المتنفذة مركزين على ما يسمى الشرعية الأنتخابية ، فجرى الأستئثار بكل الأمتيازات بشكل مستفز وغير حصيف ، وجرى إهمال وتهميش اي اشتراك جدي او تمثيل متوازن لبقية القوى السياسية إن كانت كلدانية او سريانية والتي لها خطاب سياسي وقومي مستقل بمنأى عن هيمنة الأحزاب الآشورية المتنفذة  .

ان الجانب السرياني  منقسم على نفسه ، منهم من ربط مصيره مع المجلس الشعبي ، ويستفيد من امتيازاته وقدراته المالية والجانب الذي له رأي مستقل لا زال يحبو في المعادلة السياسية . وهذا ينطبق الى حد ما على المكون الكلداني الذي طاله الغبن من الناحية السياسية بعد سقوط النظام عام 2003 م .
العبرة هنا تكمن في الدور الذي تستطيع البطريركية الكاثوليكية الكلدانية ان تلعبه في هذا المضمار ، لا ريب ان اي تقارب في المواقف وفي وجهات النظر سيكون له صداه الأيجابي بين ابناء شعبنا وعلى نطاق الساحة السياسية العراقية وفي اقليم كوردستان ، ويمكن ان نشكل كتلة متراصة مهمة على المسرح السياسي . وبنظري ان البطريركية حينما افلحت في جمع اقطاب السياسة العراقية رغم التناقضات والتناحرات بينهم ، فسوف لا يكون عسيراً عليها ان تجمع القادة السياسيين لشعبنا حول مائدة مستديرة واحدة ، لوضع اسس من التعاون والتفاهم ، وبمنأى عن اي توجهات إقصائية لأي طرف من الأطراف . الكلداني يحضر محتفظاً بهويته الكلدانية والسرياني والآشوري كذلك كل منهما يعتز ويفتخر بهويته ، بهذه العقلية الحكيمة وبفضيلة قبول الآخر كما هو ، نستطيع ان نبني اسس راسخة للتعاون الثقافي والسياسي .
إن ما يطلق عليه اليوم تجمع الكلداني السرياني الآشوري ، لا يشكل ارضية صالحة للتعاون الندي المتكافئ ، ولهذا يجب ان نبحث عن آفاق جديدة للتعاون والعمل سوية ومن منطق التساوي بين الكلدان والسريان والآثوريين ، وبعيداً عن تسلط الأقوياء الذين يمسكون بيدهم المال والأعلام . هذه الأرضية الصالحة للعمل يمكن العثور عليها تحت رعاية البطريركية الكاثوليكية الكلدانية الموقرة وبمباركة بقية الكنائس ، لأن البطريركية الكاثوليكية الكلدانية وبقية الكنائس يهمها جداً وحدة الشعب المسيحي على ارضه ، وأن يكون متحداً قوياً وإن قوة هذه الكنائس هي بقوة شعبها ، اما إذا هاجر هذا الشعب فماذا يكون مصير كنائسه وأديرته ومدارسه ؟ ومن المؤكد ان الجميع يدرك ان خطراً هائلاً يهدد وجودنا على هذه الأرض التي هي ارض آبائنا وأجدادنا ، ويستهدف العصف بكياننا اجميعن دون تمييز .
ولهذا انا اقترح على البطريركية الكاثوليكية الموقرة ، وهي تسير بتعجيل وزخم قوي ، ارتأي ان تتوجه الكنيسة الى هذا الجانب وتضع ثقلها به ، لكي يكتسب اهمية كبيرة ويصبح الجميع امام مسؤولياتهم التاريخية ، فتجتمعم تحت سقف واحد وحول مائدة مستديرة ، واضعة الخطوط العريضة للحوار البناء والتعاون الأخوي وعلى اسس راسخة يقبل ويعمل بها الجميع .
د. حبيب تومي في 15 ـ 09 ـ 2013

360
شكراً لمرورك اخي الطيب مايكل سيبي ،وشكراً لمرورك الدائم اخي العزيز عبدالأحد قلو ، لكما تحياتي ومحبتي
حبيب
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الأخ سامي هاويل المحترم
نحن نحترم كل المكونات إن كانوا عرباً  او كورداً  او أثوريين او سريان او غيرهم ، وأن كنت انت تعتبر الكلدان اعدائك فنحن نعتبرك اخاً وصديقاً ، والأثوريون ليسوا اعدائنا ، فلا يجوز ان تطلق مثل هذه الأحكام التي لا تنطبق على الواقع ، نحن نحترم الآثوريين او الآشوريين ، لكن لسنا تابعين لهم ، وهذا هو الفرق ، انا شخصياً ضد اي افكار إقصائية ، إن كانت اثورية او عربية او غيرها ، فالفكر الأقصائي كان يجب ان يدفن مع هتلر وموسليني ،لكن اليوم هنالك من يعمل على إحياء تلك الأفكار . فشتان بين ما تدعيه وما نحن عليه ، تحية ومحبة لكل الأخوة الآثوريين ، ولا وألف لا .. للفكر العنصري الأقصائي الذي يعمل على إلغاء القومية الكلدانية العريقة من خارطة القوميات العراقية .
تحياتي
حبيب

361
الأخ عبد الأحد سليمان المحترم
تحية ومحبة
اؤكد لك بأنني لم استلم اي منحة مالية من اي طرف ولو كنت قد استلمتها لجاهرت بها ، فأنا لم استلم مثل هذه المنحة  ومن نقل اليك الخبر فهو يكذب .
تحياتي
حبيب

362

الأخ عبدالأحد قلو المحترم
تحية ومحبة
شكراً على المداخلة القيمة ، هنالك من يقف عاجزاً للحوار ولمبدأ مقارعة الحجة بالحجة والفكرة بالفكرة ، فيبدأ بالدخول في منعطفات ودروب ثانوية لا علاقة لها بالموضوع ، ومن باب الحقد لا اكثر يلجأ الى المسائل الشخصية وما يتصيده في المياه العكرة بهذه الشائعة او تلك لكي ينال من كاتب المقال ، وأنا شخصياً لا اخاف من هذا الأسلوب ، لأن رأسمالي في الحياة هو سمعتي ومكانتي المجتمعية ومن ثم سمعتي السياسية ، فليس لي ماض اخجل منه والحمد لله .
أكرر شكري لمرورك الدائم اخي عبدالأحد قلو
تحياتي
حبيب
ــــــــــــــــــــــــ   
الأخ عبدالأحد سليمان بولص المحترم
تحية ومحبة
شكراً على تواصلك ، ولكن كان املي ان لا تكون متطوعاً  باسمك الصريح عن الأسماء المستعارة المعروفة  والتي تضمر الحقد الأسود لكل ما هو كلداني ، وإنك تطوعت رغم انه لا يليق بك ذلك لتسأل نفس الأسئلة التي لم اجبهم عليها ، ومع ذلك لا بأس سوف اجيب على تساؤلاتك في السطور التالية .
تقول في ردك :
يبدو ان ردي المختصر قد اثارك كثيرا وجعلك تتحاشى النقاط الأساسية وتركز على الهامشية منها  واجيب باختصار بما يلي:
أقول :

انا لم اتحاشى اي نقطة اساسية في ردك لأنه اجبت على كل تساؤلاتك ، ولا ادري ما هي قراءتك لها فهذه مسالة تخصك ، وقد اجبت رغم وجوب الإجابة على كل الأستفسارات فالكاتب قد اوضح رايه في نص المقال وليس مطلوباً منه الإجابة على كل التساؤلات لا سيما الأستفزازية منها والخارجة عن الموضوع والمتعلقة بالأمور الشحصية .
وتضيف في نقطة رقم 1
1)   لست متشوقا لمعرفة امورك الشخصية او امور غيرك على الاطلاق.
اقول :
حسناً اخي عبد الأحد سليمان ، كل هذا وتقول لست متشوقاً  لمعرفة او التدخل في الأمور الشخصية ، عجيب امور غريب قضية ، اسمح لي ان اسألك كيف يكون التدخل في الأمور الشخصية إذن ؟  من مقال عن بيان البطريركية الى حقوق البيشمركة واللجوء السياسي وملك النرويج .. الخ الا تحسب كل ذلك  التدخل في الأمور الشخصية ؟ وإلا ما علاقة هذه بتلك ؟ يا اخي عبد الأحد ( ايتو بلايما ومحكي عدولا ).
وفي نقطة 2 تقول :
2)   لم يغضبني ابدا موضوع اللجوء السياسي لأحد ، وان كانت قصص اللاجئين حسبما هو متداول لدى الجميع مفبركة بنسبة لا تقل عن 90%  وتحايلهم على قوانين الدول الراعية أزكم النفوس.
فجوابي لك يا اخ عبد الأحد سليمان هو :
لا ادري اين تعيش انت في امريكا ام استراليا ام في دولة اوروبية ، وسؤالي لك هل كانت قصتك مفبركة ؟ اي من النسبة 90 بالمئة ام كانت قصتك غير مفبركة  اي مع 10 بالمئة ، لا تسألني عن قصتي لأنني لم اكتب قصة بل جئت عن طريق لم الشمل العائلي .
اما إن كنت تعيش داخل العراق في بغداد او اربيل او دهوك او البصرة ، فلكي ترتاح نفسياً ، يمكنك الأتصال بسفارات وقننصليات الدول المعنية باللجوء السياسي والأنساني وتقول لهم ان 90 بالمئة من القصص مفبركة ونحن المسيحيون نعيش في بحيوحة من العيش وفي سلام وأمان ولا يوجد اي إرهاب ضد المسيحيين او غيرهم ولا تقبلوهم ، لأن قصصهم مفبركة ، وبذلك تكون صادقاً مع نفسك لكي لا يكون هنالك تحايل على قوانين اللجوء ، وبذلك تمنع الأخرين من الهجرة . فحبذا لو نعرف الى اي فصيل انت تنتمي ، اللاجئين المفبركين للقصص ام الصامدين في الوطن ؟
النقطة الأخرى تقول :
3)   الموضوع الذي اثرته هو اعتراضك على تسمية الباطريركية للاقليم بشمال العراق وقولك بأن ملك النرويج خصص لك راتبا مجزيا ولم تشر الى اي من النقطتين.
وجوابي لك اخي عبدالأحد سليمان وهو :
انا اثرت موضوع تسمية اقليم كوردستان وكما هو منصوص عليه في الددستور والبطريركية كجهة عراقية رسمية لها مركزها ومكانتها في الدولة العراقية وحرصي ان يكون خطابها يتماشى مع سياق  الدولة العراقية والدستور العراقي ، هذا كل ما اردته من تلك النقطة التوضيحية في المقال ، اما موضوع ملك النرويج فحبذا لو تذكر لي في اي سطر من المقال تطرقت الى هذا الموضوع ، نص المقال امامك فما هي المناسبة التي اوردها عن الملك النرويجي وأقول قد منحني جائزة اومنحة او راتب ،جائزة السلام او جائزة الحرب اين قرأت هذا الموضوع بالله عليك ؟  لماذا تلتصق بالقشور وتترك الجوهر ، كان يجب ان لا تساير التيار الذي يسلكه حزب قومي عنصري .
في نقطة رابعة تقول :
4)   لا اضن ( أظن ) بأن المنحة موضوع البحث لها علاقة برواتب البيشمركه حسب المعلومات المتوفرة لدي ولا اريد الدخول في التفاصيل.
اخي عبد الأحد سليمان بشأن المنحة وحسب المعلومات المتوفرة لديك فهي ادعاءات كاذبة نعم إنها كاذبة فليس هنالك اي منحة لا من اقليم كوردستان ولا من الحكومة العراقية ، وليس لي راتب تقاعدي لا من الحكومة العراقية ولا من اقليم كوردستان ، علماً ان معظم زملائي يستلمون رواتب تقاعدية من كوردستان ، وهنالك اسماء من بيشمركة ايلول ينتظرون الراتب التقاعدي وأنا واحد منهم وإن استلمت سوف اعطيك التفاصيل لكي تشبع فضولك وفضول الآخرين الذين يتدخلون بأمور الحياة الشخصية لغيرهم ويبدو انك واحد منهم مع الأسف . وبالنسبة لك فيبدو ان لك رغبة شديدة في التعرف على المسائل الشخصية وأنا استطيع ان اقول لك ماذا اتعشى في الليل ؟ وما هو لون قميصي ؟ وما هي الأغاني التي احبها ؟ وكم اصرف باليوم ؟ ومن هم الأصدقاء الذين اجلس معهم ؟ أن اي اسئلة شخصية لا اخاف منها ، فإن كانت الأجابة على مثل هذه الأسئلة تسعدك وتشبع فضولك ، فأنا مستعد  لها ، فقط اريد ان تكون اسئلتك وليس اسئلة الآخرين .
النقطة الخامسة التي تقول فيها :
5)   في جميع كتاباتك حول الكلدان انت تسيء اليهم من حيث لا تدري وتظهرهم وكأنهم يلهثون وراء المادة كما لا اضن ( أظن ) ان احد الكلدان قد عينك ناطقا باسمهم . كوني واحدا من الكلدان أرجو  ان تتوقف عن الكلام باسمهم  وأن تكتب عن نفسك فقط.
اجل بهذه النقطة قد نقلت حرفياً الى ما يكتبه الأخوة الموالين للزوعا ، ربما بإيعاز منهم او بتطوع من عندك ، وأنا سوف اجيبك بالتفصيل اخي الطيب عبدالأحد سليمان بولص :
انت كاتب كلداني ينبغي عليك ان تدافع عن حقوق الكلدان ، وبعد ذلك انا سوف اكتب عن حقوق الشعب الموزنبيقي ، لأنني انا كلداني لا يحق لي الدفاع عن حقوق شعبي ، فسوف ادافع عن حقوق الشعب الباكستاني او البنغالي او الموزنبيقي لأنه شعب مظلوم .
فهل سوف تكون انت اميناً للدفاع عن حقوق الشعب الكلداني ، ام سوف تشكر الزوعا على ما تسبغه على شعبك من انه اقلية مذهبية تابعة للامة الآشورية ، فهل تعرف ما هي حقوق الشعب الكلداني ؟
اقول لك هذا المثل وهو على شكل سؤال وأرجو ان لا تنزعج :
كان في جبال كوردستان مقاتلين قليلين منتشرين بين القمم والمغاور وعندهم بنادق قديمة وملابس متهرئة ، يقاتلون الحكومة العراقية ، والى جانب هؤلاء المقاتلين الأكراد ، كان هنالك الآلاف المؤلفة من الأكراد ايضاً ملتحقين بالحكومة العراقية ولهم بنادق وأسلحة حديثة ولهم سيارات ورواتب ويقولون نحن نمثل الشعب الكوردي وليس من حق هؤلاء المقاتلين في الجبال ان يمثلوا الشعب الكوردي ، وسؤالي لك اخي عبد الأحد هو : من كان يمثل الشعب الكوردي ومن كان يدافع عن حقوقه المقاتلين في الجبال ؟ ام الآلاف الملتحقين بالحكومة والذين يتمتعون بالرواتب والمزايا ؟ ارجو ان تجيبني بصراحة .
ودمت بخير
حبيب    

363
مرحبا ميوقرا صباح بلندر
تحية ومحبة
اجل ان عائلتك الشهيدة ترمز الى كوكبة  متلألأ في سماء الوطن ، إن الشتلة التي تغرسها في تربة الوطن تحتاج الى العمل والسعي والتضحية لكي تنمو وتزهو ، وهكذا كان شهدائنا رمز للكرامة الأنسانية والتضحية في سبيل الوطن ، وتبقى ارواح هؤلاء الشهداء البررة ترفرف في سماء الوطن ، وتبقى جذورهم راسخة في اعماق تربة هذا الوطن .
تغمدهم الرب بواسع رحمته وأسكنهم فسيح ملكوته السماوي ، وألهمكم الصبر والسلوان .
حبيب

364
الأ عبد الأحد سليمان المحترم
تحية واحترام
يبدو انك متشوق لمعرفة الأمور الشخصية لغيرك ومنهم حبيب تومي ، فها انت تخرج من سياق المقال وتتحول الى امور شخصية ، فأولاً يا اخي انا واحد من الملايين الذين طلبوا اللجوء السياسي او الأنساني في الدول الأوروبية وأميركا واستراليا فلماذا  اغضبك ان يكون واحداً من هؤلاء الملايين شخصاً اسمه حبيب تومي ؟ لماذا لم يثر حفيظتك سوى اسم حبيب تومي ؟ ، اما ما حصل عليه مئات الآلاف من البيشمركة القدامى في كوردستان فهذا حديث اخر وأثار حفيظتك ايضاً ، وأنا لست خائف ان اقول لك ما املك شخصياً إن كان ذلك يسعدك ويفرحك ، وإن اردت استطيع تزويدك بمعلومات عن كل فلس املكه وأستطيع ان ارسله الى ايميلك او زودني برقم هاتفك سوف اخابرك وأعلمك بالتفاصيل المملة ، إن كان يهمك امر حياتي الشخصية ، وإن كان هذا الأمر يثير فضولك اكثر من مناقشة نصوص المقالات والأفكار التي اكتب عنها .
اما لماذا لم ارد على فلان وعلان في بعض الأمور الشخصية فأنا اولاً لا ارد على التخرصات الشخصية الرخيصة وليس لي وقت لمثل هذه المهاترات ومن يريد ان يناقشني فليناقشني على النص الذي اكتبه .
فأنا لا أتدخل بالشؤون الشخصية لمن اختلف معه فكرياً ، ولست مستعد ان افتح هويتي الشخصية لمن يريد التصيد في المياه العكرة .
فإن كنت تريد ان نستمر ونتواصل  في النقاش فالنص امامك ، اما إن تريد (انت ) شخصياً ان تعرف عن حياتي الشخصية او المالية فمتى تشاء اخابرك وأعطيك كل المعلومات التي تطلبها فليس لي في حياتي ما اخجل منه .
تحياتي
حبيب

365
الأخ عبد الأحد سليمان المحترم
تحية ومحبة
لقد ورد في تعليقم هذه الفقرة :
3)الأستاذ حبيب تومي يضع عناوين براقة لمقالاته لا تتطابق مع المحتوى اذ ما ان يبدا بالكتابة حتى يتحول الى القاء اللوم على الآخرين سواء كانوا من الاخوة الآشوريين ام غيرهم والهم الأكبر لديه هو توزيع الكعكة وحصة الكلدان منها. من اراد كعكة وجب عليه الحصول عليها بكده وليس استجداءها. هنا اؤيد قول الأخ لوسيان باننا شعب فاشل والا لما كان هذا وضعنا وينطق بأسمنا كل من هب ودب. انتهى الأقتباس
في الحقيقة انا استغربت من الأخ عبد الأحد هذا الرد الذي ليس له مبرر .
اولاً ان العنوان كان متلائماً مع النص ولا يوجد اي تناقض أما الصيغة التي اصوغ بها العنوان فلكل كاتب طريقته وأسلوبه .
ثانياً : اما بصدد إلقاء اللوم على الآخرين ، فأنا اعاتب على مصادر صنع القرار لتهميش المكون الكلداني ، ولا شك ان الأحزاب الآشورية ، وليس الآشوريين ، يتحملون جزء من المسؤولية لأنهم قريبين من دوائر صنع القرار ، وهذا واقع موجود على الأرض منذ سقوط النظام في عام 2003 ، وأصبحوا يمثلون المكون المسيحي امام السلطة وأمام الأعلام ، ولكن هذه الأحزاب تميزت بالشوفينية والتعصب لقوميتهم الأشورية مع إلغائهم بوضوح ودون وجل لأي توجهات قومية كلدانية علماً ان القومية الكلدانية هي ثالث قومية عراقية ، ولكنهم يحاولون طمس هذه الحقيقة بعقلية وأفكار لا تختلف بشئ عن الأفكار الفاشية الإقصائية .
ثالثاً
لماذا تفسر االسعي للحصول على الحقوق بأنه البحث عن الكعكة ، فهل الذي يطالب بحقوق شعبه بمعنى ان يركض وراء الكعكة ؟
 ولماذا لا تقول هذا الكلام للمكونات الأخرى التي تطالب بحقوقها ؟
رابعاً : اما قولك اننا نستجدي ، فهذا ايضاً كلام لا اساس له من الصحة ، فلو كان ديدنا الأستجداء كما تقول لكنا قد حصلنا كثيراً ، لكن الذي نسعى اليه هو الحصول على حقوقنا بكرامة ودون ان نخضع لكائن ما ، يهمنا بالدرجة الأولى ان يكون لنا استقلاليتنا وشخصيتنا وكرامتنا ، فتعليقك اخي عبد الأحد سليمان مرفوض من اساسه لأنه لا يستند على المنطق والواقع .
تقبل خالص تحياتي
حبيب

366
             الأخ نيسان سمو المحترم
انا اتفق مع معظم ما ورد في تعليقك الذي بدأته بقولك :
سيد حبيب تومي المحترم : لقد قلت في تعليق سابق لأحد الاخوة والذي دعا الى تأيد الفكرة وتفعيلها وها انا اكرر ما قلته مرة اخرى : المسألة ليست بتبرعات هنا او هناك او مساعدة وقتية من هنا او هناك وليست بالدعوات او الصلاة او الصوم فلا معجزات ستهبط من الفوق ، المسألة تتعلق بالمواطنة والشراكة الحقيقية في ذلك التراب والهجرة ليست بسبب الظروف الاقتصادية لا بل تلك الظروف هي وكما نسمع ونرى افضل الآن بكثير عن عهود سابقة ، فالوطن مسؤول عن رعاياه ...الخ
شكراً لمرورك
تحياتي
حبيب
ــــــــــــــــــــــــــــــ
الصديق العزيز غالي غزالة المحترم
شكراً على مرورك ، وفي الحقيقة هنالك من يحكم على المقال من اسم الكاتب ، حيث يباشر بالتهجم وبالنيل من الكاتب فيضع المسألة في قالبها الشخصي ، وينسى امر المقال ،وبعض الردود في هذا المقال ينطبق على اصحابها هذا الأتجاه . اكرر شكري لمرورك اخي العزيز غالي غزالة
تحياتي
حبيب
ــــــــــــــــ
الأخ Tony De baz المحترم
اجل للكنيسة دور كبير ولها مكانة مهمة من وجهة نظر السلطة ، باعتبارها ممثل تقليدي للمسيحيين فغالباً ما يتجه المسؤولين لمقابلتهم ، وفي الحقيقة هذه ثقافة سائدة في مجتمعاتنا باحترام رجال الدين إن كانوا من المسيحيين او المسلمين ، اما رأيك بشأن ساستنا العاملين في الساحة ففي الحقيقة ان كل جانب له دوره ورأيه في المسألة وينبغي ان يعمل السياسي والديني كل في مجاله مع إبداء اوجه التعاون بينهما في مسألة مصير شعبهم .
شكراً لمرورك
تحياتي
حبيب
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الأخ نبيل دمان المحترم
شكراً لمرورك ولكن قراءتي لتعليقك القصير الذي يقول :
تفاوت العناوين مع المضامين يتناسب مع سلّم العمر.
الصمت في اخر العمر وقار.
في الحقيقة لم اتوصل الى ما تريد ان تقوله ما علاقة العناوين والمضامين مع سلم العمر ، هل هذا قولك ام قول احد الكتاب ، كما ان قولك في آخر العمر وقار ليس له اساس منطقي ، لقد دعي حازم الببلاوي الى رئاسة الوزارة في مصر مؤخراً وهو مواليد 1936 اي ان عمره 77 سنة فهل ان صمته وسكوته وقار . لقد ناهز عمر الكاتب انيس منصور حوالي 90 سنة ةكان له مقال يومي في جريدة الشرق الأوسط الدولية وله مقالات اخرى في جرائد اخرى وكتب اخره مقاله قبل يوم من وفاته ، فهل ان سكوته كان وقار وهو الذي الف 200 كتاب ، فمن اين استقيت هذه المعلومات اخي الطيب نبيل دمان ؟
تقبل تحياتي
حبيب
ـــــــــــــــــــــــ
الأخ زهير كولا المحترم
شكراً لمرورك
وأنا اتفق في معظم ما جاء في مداخلتك
تحياتي
حبيب
ـــــــــــــــــــــ
الأخ روني جيلو المحترم
انا لا اقول ممثلينا يستطيعون إنجاز المستحيل ، لكن ليس من المعقول ان يظلوا متفرجين على كل يحدث امامهم ، انهم اعضاء مجلس النواب وقريبين من دوائر صنع القرار وبمقدورهم الرفض والأحتجاج او الأعتصام او الخروج من قاعة الأجتماعات احتجاجاً الى آخره امامه الكثير يستطيعون  فعله ، وأنا لا ازعم ان كل ما يعتضرون سوف تلبى طلباتهم ، لكن سوف نعرف ان هؤلاء يقفون مع هموم شعبهم ، سواء تتحق مطالبهم او لا تتحقق ، فعليهم تأدية الواجب المطلوب عليهم كممثلي للشعب وليس أكثر
تحياتي
حبيب
ـــــــــــــــــــ
تحياتي لبقية الأخوة ، وسوف احاول الإجابة على بعض المداخلات لبعض الأخوة الكرام الذين لم اعلق على مداخلاتهم ، شكراً لكم جميعاً
تحياتي
حبيب

367
الأخ وسام موميكا المحترم
ارجو ان تراسلني على بريدي الألكتروني
habeebtomi@yahoo.no
تحياتي
حبيب

368
الأخ لوسيان المحترم
تحية ومحبة
إن لفظ مصطلح كوردستان في العقود السابقة كان مصيبة ، فمن يتدوال هذا المصطلح مصيره الأعتقال وما وراء الأعتقال ، وكما قلت في تعليقي السابق فإنه لفظه من قبل الوفد الكوردي المفاوض كان يعني الدعوة الى الأنفصال ، وهكذا جرى تداول مصطلح الشمال ، وكان هنالك وزارة باسم وزارة شؤون الشمال . ولا اريد الأسترسال في هذا الموضوع .
انتقل الى موضوع التبرعات للمحتاجين ، اجل اخي لوسيان انا لا اؤيد فكرة الصدقة والحسنات ، انا اؤمن بالواجبات والحقوق ، كل شخص عراقي ينبغي ان يكون له ضمان اجتماعي تضمنه الدولة رغماً عنها وليس صدقة او حسنة منها ، لدينا البلد العراقي ميزانيته اكثر من مئة مليار دولار ونناشد المنظمات الأنسانية ان تجود وترحم ابناء شعبنا  .
 لماذا ؟ وكيف ؟  اين المليارات ؟  لماذا نطلب الصدقات لشعبنا ؟ نحن لسنا فقراء لكي نطلب المعونة ، الدولة معنية بتوفير فرص عمل للعاطلين ، الدولة معنية ببناء المدارس وتوفير الخدمات وبناء المستشفيات ووو ... فلماذا نطلب صدقات لشعبنا ؟ اجل انا مع نيل حقوق شعبنا كاملة ولست مع جمع تبرعات ، وكما قلت في مقالي عن المثل الصيني : يقول علمه كيف يصيد السمكة بدل ان تعطيه سمكة .
اما بالنسبة الى قولك اخي لوسيان بأننا فاشلون ، فهذا حكم قاس ، فعليك حينما تصدر مثل هذا الحكم عليك ان تنظر الى الموضوع من جميع الجوانب ، وسؤالي لك :
ما هو موقفك وانت وقومك منتشرون في نتوءات مرجانية وسط محيط هائل مترامي الأطراف ، وماذا يمكن لتلك النتوءات او الجزر الصغيرة ان تفعله وسط ذلك المحيط المترامي ؟
تحياتي
حبيب

369
الأخ سيزار هرمز والأخ مايكل سيبي
تحية ومحبة لكما وشكراً لمروركما الجميل .
 في مسألة الأسماء للبلدان او المناطق او اسماء الشخصيات ، فثمة بروتوكول عالمي متفق عليه ، مثلاً سيريلانكا كان كان اسمها جزيرة سيلان ، حتى ان اسم الشاي كانت ماركة شاي سيلاني من الماركات العالمية الجيدة ، وبعد ذلك بدل الأسم الى سيريلانكا ، ويكتب بالحروف اللاتينية ، لكي يصار الى تداوله ، وهكذا اسماء الرؤساء ورؤساء الحكومات ووزراء الخارجية ، وكذلك اسماء البلدان . اما مسالة كوردستان فالمسألة كانت انطلاقاتها قومية بحتة ، إذا لفظ كوردي اسم كوردستان في المفاوضات مع الحكومات العراقية ، كان يترجم الكلام على انه محاولة للانفصال ، وهكذا جرى تداول شمال العراق او الشمال او الأقليم الشمالي كما يقول الأخ مايكل سيبي .
في الحقيقة ان القوة هي التي تتكلم وتفرض المصطلحات فحينما اصبح الأكراد في موقع قوة ، ارادوا هويتهم بشكل كامل غير منقوصة ، لا شمال العراق ولا اقليم الشمال بل كوردستان  او اقليم كوردستان للاشارة الى كوردستان العراق . وجرى تداول المصطلح في النطاق الرسمي في الدولة العراقية وفي المحافل الدولية ، وإن استخدمت البطريركية مصطلح اقليم كوردستان فهي تطبق القوانين العراقية وما هو مدون في الدستور العراقي ، ولهذا كان تعليقي في النقطة الاولى من المقال اعلاه ، دمتما بخير ومحبة اخي مايكل وسيزار
حبيب

371
نداء البطريركية الكاثوليكية الكلدانية لمساعدة قرانا ونوم العافية لنواب شعبنا
بقلم : د. حبيب تومي
habeebtomi@yahoo.no
بدءاً يعتبر نداء البطريركية  عملاً إنسانياً لا غبار عليه ، فطلب المساعدة من ميسوري الحال وأهل الغيرة والشهامة لإسعاف المحتاجين ، او لتقديم الإغاثة والمعونة في حالات الكوارث الطبيعية او الإنسانية ، كل هذه الحالات وغيرها من الحالات تعتبر حالة إنسانية ضرورية ينبغي دعمها ، ولا ريب ان زيارة غبطة البطريرك مار لويس روفائيل ساكو الكلي الطوبى للمنطقة قد اتاح له الأطلاع عن كثب على احوال شعبه الكلداني وبقية المسيحيين القاطنين في القرى المسيحية المنتشرة في قرى ومدن الأبرشية الموحدة في زاخو وعمادية . وانطلاقاً من ثقتي بأن غبطة البطريرك مار لويس روفائيل ساكو الكلي الطوبى يحترم ويقبل الرأي الآخر ، ولهذا اكتب رأيي الصريح عسى ان يكون له صدى لدى اصحاب القرار .
اولاً
ورد في نداء طلب المساعدة هذه الفقرة :
( وجهت البطريركية الكلدانية، ومقرها بغداد، نداءً لمساعدة القرى المسيحية في شمال العراق، مادياً، لحثهم على البقاء في مناطقهم.) انتهى الأقتباس .
في الحقيقة ان مصطلح ( شمال العراق ) قد أبطل تداوله ، وكانت في العهود السابقة وزارة باسم وزارة شؤون الشمال إذ كانت لفظة كوردستان ممنوعة من التداول ، وكان يشار الى منطقة كوردستان بمصطلح شمال العراق او الشمال فحسب ، لكن بعد ان اصبحت دولة العراق دولة اتحادية تضم اقليم كوردستان ، ولم يعد من يستخدم مصطلح شمال العراق بل اقليم كوردستان ، وإن المسؤولين العراقيين في بغداد ومن اعلى المستويات يتداولون مصطلح اقليم كوردستان في خطاباتهم وتصريحاتهم ولا ادري سبب عودة البطريركية الموقرة الى المصطلح القديم .
ثانياً
مد يد المساعدة ، مادياً ، لحثهم على البقاء في مناطقهم ، وأعتقد انه يراد في هذه الفقرة بحثهم على عدم الهجرة والبقاء في الوطن .
في الحقيقة إن مسألة الهجرة تعتبر من المعضلات الشائكة والمعقدة التي لا يمكن أيقافها بتقديم الدعم المادي للعوائل او للافراد فحسب . في سنة 2009  قابلت الأستاذ سركيس اغا جان وكان وزيراً للمالية في حكومة اقليم كوردستان وجرى الحديث عن الهجرة ، وقلت في وقتها : ان المبالغ الشهرية التي تعطى للعوائل ليست الحل الأمثل ولا يمكن التعويل عليها في الحد من ظاهرة الهجرة  ، هنالك مثل صيني يقول : (لا تعطيه سمكة بل اعطيه العدة وعلمه كيف يصيد سمكة ) ، اجل ان تقديم المساعدات لشاب يستطيع ان يعمل ويكدح ، فإننا نزرع فيه روح التسول وزعزعة الثقة في النفس ، ودعوت حينذاك لإنشاء المصانع الأنتاجية وحقول دواجن وتسمين العجول وغيرها من المشاريع بدلاً من تشييد الكنائس الفخمة او الأديرة او بنايات ، إن هذه الأبنية تغدو هياكل صماء  إن هجرها الأنسان ، إنها لا تشكل سبباً  وجيهاً ومقنعاً لتشد الإنسان على البقاء والأرتباط بالأرض ، إن الذي يشده هو مصدر رزقه ، فمعمل تعليب الفواكه مثلاً في مدينة من مدننا ، يعمل فيه مدير المعمل والسواق والموظفين ومسوقي الأنتاج والعمال واكثر من ذلك تطرح الأسهم لشرائها من قبل الأفراد فيكون حافز العمل والمساهمة ، اجل يأتي بعد الوضع الأمني والسياسي يأتي العامل الأقتصادي ، فالعاطل عن العمل ، يستعد لقطع آلاف الأميال بغية ايجاد وظيفة او عمل يكفل معيشة عائلته واطفاله .
هكذا تكون مدننا وقرانا بأمس الحاجة الى إنشاء مشاريع انتاجية لكي نساهم في ( تعليم الشباب كيف يصيدون سمكة ، بدل اعطائهم سمكة ) .
ثالثاً
قرأنا على المواقع وفي وسائل الإعلام قبل حوالي سنة او اكثر بأن الحكومة الأيطالية قدمت مساعدة للقرى والأرياف في جنوب العراق قدرها 400 مليون دولار ، وسؤالنا لماذا لم يخصص جزء من ذلك المبلغ الكبير لدعم قرانا المسيحية في اقليم كوردستان ، ولمن ذهبت تلك الملايين ؟ ولماذا لم يكن للمسيحيين اي حصة من ذلك المبلغ الضخم ؟  لقد كان المسيحيون اولى بتلك المساعدات ، وهم بأمس الحاجة الى اي مساعدة ، حيث قطعت ارزاقهم وجرى الأستيلاء على دورهم او بيعت بأبخس الأثمان ، فلماذا لم ينصف المسيحيين  بشئ من تلك الملايين ؟ اسئلة لمن يهمه الأمر حبذا لو نجد جواباً لها .
رابعاً
علمنا ان القرى التي زارها غبطة البطريرك هي بحاجة الى خدمات ومطالب اخرى وحسب ما جاء في بيان البطريركية ، وفي بيان لاحق وحسب الرابط الأول والثاني في نهاية المقال إذ ورد :
(ان البطريركية الكلدانية تتابع "من كثب مطاليب أبناء شعبنا مع الحكومة المركزية وحكومة الإقليم. وأبدت الحكومتان النية الصادقة في تلبية المطاليب، ولكنها بحاجة إلى الوقت. فمثلاً أبناء القرى المهجورة في السابق وأتى آخرون وبنوا على أراضيها بيوتهم وزرعوا فيها، يحتاجون إلى تعويض وبيوت لينتقلوا إليها. وهناك وعود وإجراءات حقيقية لمعالجة هذا الملف) وعن المطالب البسيطة ورد :
(أما المساعدات الآنية فهي تعبير عن الشراكة والتشجيع في سبيل معالجة المطاليب البسيطة. عالجت البطريركية بعضها من خزانتها، ولكنها غير قادرة على تلبية جميع الاحتياجات. نذكر بعضها: باص صغير لنقل الطلاب، إصلاح بعض البيوت، اثاث لروضة الاطفال، تكييف، مستوصف، مساعدة مرضى واشخاص وحدانيين، ارامل، ايتام، اصلاح بساتين، شراء شتلات...) .
حسناً كل هذه المطالب شخصها غبطة البطريرك اثناء زيارته القصيرة للمنطقة ، ونحن من حقنا ان نسأل : اين ممثلي شعبنا الذين انتخبهم الشعب الكلداني وبقية المسيحيين ومنحوهم الثقة لتمثيلهم في البرلمان الكوردستاني ، لماذا لم يحركوا ساكناً الى اليوم .
اقول :
لقد أُصبنا بالصمم من من صياح وتبجح احد الكتاب من شعبنا وهو لا ينفك يردد مقولته بمناسبة وبدون مناسبة فيقول : بأن ( شعبنا الكلداني السرياني الآشوري ) قد انتخب ديمقراطياً ممثليه ولم ينتخب الكلدانيين لأنهم انقساميين والى خره من المصطلحات التخوينية ، فنحن نهمس بأذن هذا الكاتب المعروف بتنقلاته من هذه الضفة الى تلك ، نقول له ولمن يردد هذه الأحجية المملة :
 لماذا لم يحرك هؤلاء الممثلون (الشرعيون) ، المنتخبين ديموقاطياً ولم يحركو ساكناً في برلمان اقليم كوردستان ؟ الم يمنحهم الشعب الكلداني وبقية مسيحيي العراق ثقتهم ؟ لماذا هم غارقين في سباتهم ؟ لماذا لم يكلفوا انفسهم بزيارة المنطقة والأطلاع على مشاكلها لعرضها على المسؤولين في البرلمان وفي حكومة اقليم كوردستان ؟
لماذا شخص البطريرك النواقص خلال زيارته القصيرة في حين ممثليه غارقين في نوم العافية ، هل انتهى دورهم بعد الأستحواذ على اصوات الناخبين من ابناء شعبنا الكلداني ومعهم الآشوريون والسريان ؟ ولحد الآن لم نسمع منهم اي تصريح بما صرحت به البطريركية فالذي نقوله لممثلي شعبنا في اقليم كوردستان ومعظم ممثلينا في برلمان العراق نقول لهم : صح النوم ، بعد ( غفوة القيلولة ) .

د. حبيب تومي ـ في 06 ـ 09 ـ 2013
   

372
تحية للمبدع في المجال العمراني الأستاذ عماد رمو
لقد ابدع الأخ عماد في نقده الأكاديمي لهذا العمل ، وتطرق الى كل زواياه ولم يدع لنا مجالاً لنكتب عنه فقد افاض في تحليل العمل من كل جوانبه الجمالية والعمرانية والبيئية والمرورية ... الخ . كنت اسير قرب النافورة المستقبلية وأمامي يسير شابان ، قال احدهما للاخر : ها قد وصلنا الى قبة الصخرة . في الحقيقة إن العمل هذا هو اشبه ما يكون بقبة ترمز الى الجانب الديني اكثر من اي جانب آخر  والتفاصيل التي كتبها الأخ رمو تعتبر اصدق وصف لهذا العمل الفني ، اجل انه عمل لا يناسب المكان ، إنه جسم غريب في مكان لا يستوعبه .
لقد رأينا النافورات التي تأخذ الشكل الدائري فجميع هذه النافورات في مختلف الدول الأوروبية ، تأخذ شكل الكرة الكاملة التي تدور حول محورها او تكون ثابتة ينساب عليها الماء برشاقة .
على العموم انا لست مهندس معماري او فنان تشكيلي لكني كمشاهد مثقف لدي بعض التصورات على الأعمال الفنية ، فإن نافورة القوش لا تعبر عن الهدف الجمالي الذي اقيمت من اجله .
 الى الأمام لجعل القوش اجمل فهنالك مساعي من شباب يطلقون على انفسهم يداً بيد من اجل القوش انظف وأجمل ، كما هنالك مساعي حميدة من بلدية القوش ، لتنظيف القوش وتشجير شوارعها وبوركت كل الجهود المخلصة لخلق القوش اجمل وأنظف وتعيش في اجواء الأمن والأستقرار .
 تحياتي
حبيب

373
الأخ عدنان عيس المحترم
تحية ومحبة
شكراً على مرورك الجميل ،هناك يا اخي عدنان من لا يقرأ النص ، إنما يقرأ اسم الكاتب وهو هنا يبدأ تعليقه فكل ما يكتبه حبيب تومي هو تقسيمي  وضدالوحدة ومن هنا يبدأ تعليقه ، وهذه علة فيمن تعرض لغسل الدماغ بالفكر القومي المتزمت ، الذي لايرى اكثر من توجيهات حزبه ولا يريد  او  لا يستطيع ان ينظر الى المقال بفكر مستقل وعقل متفتح .
 اكرر شكري لمرورك الجميل اخي عدنان عيسى
تحياتي
حبيب

374
حقوق الكلدان ليست ضد حقوق الآثوريين او السريان او ..
بقلم : د. حبيب تومي ـ القوش
habeebtomi@yahoo.no
يستخلص من الردود وبعض التعليقات بأنه ثمة هواجس مفادها ، بأن حقوق الكلدان إن تحققت ستكون على حساب المكون الآشوري التي تمنح في الوقت الحاضر لأحزابه كل الأمتيازات ويحرم الكلدان والسريان من تلك الأمتيازات ، إن هذه الهواجس لا اساس لها من الصحة ، فالدولة تستطيع ان تمنح الحقوق والأمتيازات لكل المكونات وبحسب ما يقرره الدستور ، وبالذات حينما تقف الدولة على مسافة واحدة من كل المكونات المجتمعية ، وربما هذه الهواجس والمخاوف لا تعتري المكون السرياني ، كما هي المسالة لدى المكون الآشوري لا سيما الأحزاب القومية منها . فهنالك القبول والأحترام المتبادل بين السريان والكلدان وكذلك بين الكلدان مع بقية المكونات باستثناء الأحزاب الآشورية التي تسترشد بنظريات قومية متزمتة ، ولا تقبل الأنفتاح على الشعب الكلداني المعتدل والمقبول في المجتمع العراقي برمته .
 العراق بلد واسع تتسع ارضه لكل المكونات ، وخيراته الوفيرة تكفيه ليتبوأ مكانة ومصاف الدول الغنية كدول الخليج العربي وغيرها من الدول التي يسودها الرخاء والطمأنينة ، ولو توفرت الأيادي الأمينة ، ومبادئ العدالة والشفافية والنزاهة ، لبلغ المواطن العراقي مكانة راقية من النعيم والرخاء على النطاق الفردي وعلى مستوى الخدمات المقدمة له من قبل الدولة .
وكما هو معلوم ان العراق كان على مر التاريخ كان موطناً ومرتعاً خصباً للتنوع الثقافي والديني والأثني ، واليوم لم يتغير شئ في تلك المعادلة المجتمعية المبنية على التنوع على مختلف الأصعدة ، ومن حق كل فئة في هذا التنوع ان يكون لها حقوق المواطنة ، من الحقوق الأساسية كحق الحياة والتدين والثقافة الى الحقوق السياسية والوطنية والقومية ، ومن هذه المكونات العراقية الأصيلة يمثل الشعب الكلداني من الناحية القومية ، القومية الثالثة في الخارطة القومية العراقية وفي اقليم كوردستان ، وما نكتب به بشكل مستمر ان يتمتع هذا الشعب ( الكلداني ) بحياة حرة كريمة في وطنه ومن حقه ان يجاهر ويفتخر بهويته الكلدانية دون مضايقات او منغصات من هذا الطرف او ذاك ، وأن يتمتع هذا الشعب المهمش الى حد الإقصاء ، ان يتمتع بهوية سياسية وقومية معترف بها ، وأن تمنح له الحقوق اسوة بالمكونات الأخرى فنعيش في بلدنا كسائر عباد الله تمنح لنا حقوقنا ولا يفسد احد ما حياتنا .
 فأين هو ذلك الملاذ التي لكي نشخص نحوه الأبصار ، هل هي الحكومة العراقية التي تتحمل المسؤولية الأولى ام اقليم كوردستان الذي يعيش في مدنه وريفه الشق الأعظم من شعبنا الكلداني وبقية مسيحيي العراق بعد الهجمة الإرهابية التي تعرض ويتعرض لها هذا المكون العراقي الأصيل منذ سقوط النظام في نيسان عام 2003 م .
ثمة لفيف من الأخوة الكلدان من يستكثر علينا حتى حق الكتابة عن حقوق الكلدان المالية والقومية والسياسية ويزعمون ، اننا غير مخولين بالتحدث او بالمطالبة او بالكتابة عن الشأن الكلداني وكأن الشعب المظلوم  والمهمش مؤهل لكي ينتخب من يتحدث باسمه او توكيل من يدافع عن حقوقه ، وإذا كان الكاتب الكلداني يحجم عن الدفاع عن حقوق شعبه فما هو واجبه إذن ؟ هل ينبغي عليه ان ينضم الى فريق الساكتين ؟ ام الى الذين يدعون ان الأحزاب الحالية التي تدعي تمثيل المسيحيين بأنهم يتسمون بالعدل والمساواة وإنه مضيعة للجهود والوقت بطلب الحقوق ، وما علينا سوى التسليم وقبول الأمر الواقع ، وتقديم آيات الشكر والأمتنان للمسؤولين على مصائر شعبنا من الأحزاب السياسية القومية المسيحية المتنفذة والقريبة من من دوائر صنع القرار في العراق الأتحادي وفي اقليم كوردستان . ويتزعم هذا السياق في الرؤية لفيف من المثقفين الكلدان الذين ركبوا موجة الأحزاب الآشورية القومية ، لاسيما الأخوة الملتحقين بسفينة الحركة الديمقراطية الآشورية الزوعا او الموالين لخطابها لسبب وآخر . وإن انتمائهم او موالاتهم لتك الأحزاب لا يقلقنا ، لأن ذلك يدخل ضمن حرية الرأي وحرية الأنتماء والعقيدة ، لكن الذي لا نقبل به هو وقوفهم ضد توجهاتنا ومطالبتنا بتلك الحقوق . وتفسيري الشخصي لذلك ربما يعود لخوفهم من فشل خطابهم القومي في حال تحقيق الكلدان لمطالبهم القومية والسياسية في العراق الأتحادي وفي اقليم كوردستان .
 نحن الكلدان لا نطلب اكثر من الذي نستحقه ولا مبرر لمن يقوم ضد الحقوق او يسكت عن دعمها ، في البداية لا نقبل بالإقصاء مهما تنوعت ابوابه إن كان إقصاء قومي او سياسي او وطني او ديني او مذهبي ، فنحن الكلدان قوم عراقي اصيل ومعتدل في كل مواقفه السياسية والدينية والقومية ، ونؤمن بالتنوع المجتمعي العراقي الجميل . فكل الذي نطمح اليه هو ان نكون مثل الآخرين ليس اكثر او اقل ، فنحن مواطنون عراقيون ، علينا واجبات المواطنة ولنا حقوق كالتي يمكلها الأخرون من المكونات العراقية . فإن كان للاخرين حضور وتمثيل في العملية السياسية والقومية فنحن نطالب ان يكون لنا نفس التمثيل والحضور ، وإن كان للاخرين حصة في الثروة الوطنية فنحن الكلدان نطالب ان يكون لنا حصة من الثروة الوطنية العراقية ، ولا نقبل بفرض وصاية على شعبنا الكلداني مهما كانت الذرائع . وقد مضى على سلب حقوق شعبنا الكلداني زهاء عشر سنوات اي منذ سقوط النظام .
المثير هنا ان الجميع يتحدث عن مظلوميته وإن كان له خمسة كراسي في الحكم فإنه يدعي ان حقه هو  8 كراسي وهو يتشكى المظلومية لفقدانه ثلاثة كراسي ، والآخر له حق المنصب الفلاني لكنه يمنح بمنصب ادنى مما يستحقه هكذا كل المكونات : السنة ، الأكراد ، الشيعة التركمان ، الآشوريون ..  الكل يبعث بشكواه لمن يهمه الأمر ، ونحن الكلدان نرضى بالحد الأدنى والحد الأدنى غير متوفر ايضاً ، بل اكثر من ذلك حيث المطالبة بحقوقنا فإن بعض الأخوة يستكثروها علينا ويوسمون تلك المطالبة بأنها نوع من التطرف ، فعلينا ان نرضى بما تتكرم به الأحزاب الآشورية القريبة من مصادر صنع القرار في الدولة العراقية الأتحادية او في اقليم كوردستان .
 بقي ان اقول لأبناء الشعب الكلداني ، بأن مطالبنا سوف لن تلبى من اي طرف ما لم نتحرك ونكتب ونتظاهر ونرفع اصواتنا لكي يسمعها المسؤولون ، هذه هي الطريقة لأخذ مطالبنا نحن الكلدان ، نعم ان حقوقنا مهضومة ومهمشة لكن علينا ان نتحرك لكي يشعر الآخر بوجودنا على المسرح السياسي العراقي .
 وأكرر هنا ان ما يتعلق بحقوق الشعب الكلداني ليس له اي تأثير على اي مكون عراقي نحن لا نريد ان تكون حقوقنا على حساب الآخرين نريد ان نأخذ حقوقنا مع الآخرين بما فيهم السريان والآشورين والأرمن وكل المكونات العراقية الأخرى . فحينما تكون هنالك مساواة في المواطنة والحقوق على اعتبار اننا جميعاً عراقيون بنفس الدرجة ، حيث لا وجود للعراقي درجة اولى او ثانية او ثالثة فستكون الوحدة العراقية راسخة كرسوخ الجبال على الأرض .
د. حبيب تومي ـ القوش في 28 ـ 08 ـ 2013

375
ملاحظة : هذا الرد دونته على تعليقك على مقالي المعنون : لماذا احجمت الأحزاب الكلدانية عن الأشتراك في انتخابات برلمان اقليم كوردستان

السيد انطوان الصنا المحترم
اجل إن القوائم الكلدانية أخفقت  في الأنتخابات السابقة ، ولكن اين يكمن السبب ؟ الم تكن انت احد المنافحين عن القومية الكلدانية وعن الوجود القومي الكلداني وعن حقوق الكلدان فلماذا ، تبرأت من شعبك الكلداني ومن حقوقه ؟ لماذا بدأت تصف كل من يدافع عن حقوق الشعب الكلداني بأنه انقسامي ؟
هذا احد اسباب إخفاق القوائم الكلدانية ، لأنك كنت من النخبة الكلدانية ثم انتقلت الى رجل معارض ومعادي لحقوق الكلدان ، فحينما رأيت ان العمل مع الكلدان يتطلب العمل والمثابرة والتضحية ونكران الذات  انتقلت الى معسكر المجلس الشعبي حيث المغريات اكثر ، فنحن الكلدان ليس لنا مغريات بل لدينا تضحيات ، وهنالك الكثيرين ذهبوا حيث يوجد ذهب ، كما يقولون ، فانت كنت من المثقفين حينما خرجت من العراق ، واخذت تدافع هن حقوق شعبك الكلداني المهضومة ، وإن كنت المثقف الكلداني ((( اعتمد على الرسائل التي كانت بيني وبينك وما كنت تنشره في المواقع وما كان يطالك من العنف اللفظي حينما كنت تدافع عن حقوق الكلدان ))) لقد خرجت عن الطريق ، فلا عتب على الأخرين الذين يحتاجون الى المعيشة فينتقلون من هذه الضفة الى تلك الضفة من اجل المكاسب المعاشية ،وهذه حالة يرثى لها ان يصار الى استغلال حاجة الأنسان لتحقيق مكاسب حزبية وسياسية ، وأنت كنت قد انتقلت فلا بأس فلك الحرية بذلك ، لكن غير المقبول منك ان تشن كل هذه الحملة على الذين بقوا على طريقهم ولم ينتقلوا الى تلك الضفة الأخرى التي انتقلت انت اليها ، لاحظ تهجمك الى الأتحاد العالمي للكتاب والأدباء الكلدان ، إنهم مثقفون ليس لهم رواتب اوامتيازات مثل اتحاد الأدباء السريان ومع ذلك لا يسلمون من تهجمك ، لا يمكن ان اقول يسلمون من نقدك لكن ذلك ليس نقد بل هو حقد وحقدك هذا لا مبرر له .
 لنلقي نظرة على مقالك الحاقد حول رسالة الأتحاد العالمي للكتاب والأدباء الكلدان للرئيس مسعود البارزاني ، ومقالك الناقد للسيد سركون داديشو لاحظ الأسلوب القاسي الحاد حينما تتكلم عن الأتحاد ثم لاحظ الأسلوب الودي الناعم الذي توجهه للسيد داديشو  لاحظ كم انت حاقد يا رجل . راجع ما كتبته في المقالين الذين هما حول نفس الموضوع وستلاحظ كم انت تكيل بمكيالين لقد انتقدت داديشو نقد مخملي ناعم ، بينما تهجمت بعنف وتهكم وغضب على الأتحاد العالمي للكتاب والأدباء الكلدان .
 ثم هنالك مسألة اخرى ترددها بشكل دائم ومقرف وهي مسالة  فوز قائمة الزوعا والمجلس الشعبي وتصب جام غضبك على شعبك الكلداني الذي كنت تدافع عنه ، وإن رائحة التشفي والتكبر والتبجح تفوح من كلامك .
يا رجل ان من يفوز بالأنتخابات يجب ان يكون كبيراً ومتواضعاً ولا يتكبر او يقلل من اهمية المقابل ، إنها الأنتخابات الديمقراطية يجب ان تكون مباراة رياضية شريفة ، وإن اسلوب التشفي والنيل من الخاسر في الأنتخابات كانت من اساليب البعث ، فمن الذي فزت عليهم اليسوا ابناء شعبك ؟ هل هم كفرة ؟
الا تتفق معي ان اسلوب التبجح والغطرسة هو من اساليب الضعفاء ومن يشعرون بالنقص ، هل لديك تفسير آخر للمسالة ؟
ثم التطرق الى المسائل الشخصية اليس اسلوب من تنقصه الحجة حول النص ؟
 اكتفي بهذا القدر يا اخ انطوان الصنا الكلداني ثم الكلداني السرياني الآشوري واخيراً الآشوري فقط كما يحلو لك ان تسمي انتماؤك في الأونة الآخيرة . واتمنى التوفيق
تحياتي
حبيب

376
السيد انطوان الصنا المحترم
اجل إن القوائم الكلدانية أخفقت  في الأنتخابات السابقة ، ولكن اين يكمن السبب ؟ الم تكن انت احد المنافحين عن القومية الكلدانية وعن الوجود القومي الكلداني وعن حقوق الكلدان فلماذا ، تبرأت من شعبك الكلداني ومن حقوقه ؟ لماذا بدأت تصف كل من يدافع عن حقوق الشعب الكلداني بأنه انقسامي ؟
هذا احد اسباب إخفاق القوائم الكلدانية ، لأنك كنت من النخبة الكلدانية ثم انتقلت الى رجل معارض ومعادي لحقوق الكلدان ، فحينما رأيت ان العمل مع الكلدان يتطلب العمل والمثابرة والتضحية ونكران الذات  انتقلت الى معسكر المجلس الشعبي حيث المغريات اكثر ، فنحن الكلدان ليس لنا مغريات بل لدينا تضحيات ، وهنالك الكثيرين ذهبوا حيث يوجد ذهب ، كما يقولون ، فانت كنت من المثقفين حينما خرجت من العراق ، واخذت تدافع هن حقوق شعبك الكلداني المهضومة ، وإن كنت المثقف الكلداني ((( اعتمد على الرسائل التي كانت بيني وبينك وما كنت تنشره في المواقع وما كان يطالك من العنف اللفظي حينما كنت تدافع عن حقوق الكلدان ))) لقد خرجت عن الطريق ، فلا عتب على الأخرين الذين يحتاجون الى المعيشة فينتقلون من هذه الضفة الى تلك الضفة من اجل المكاسب المعاشية ،وهذه حالة يرثى لها ان يصار الى استغلال حاجة الأنسان لتحقيق مكاسب حزبية وسياسية ، وأنت كنت قد انتقلت فلا بأس فلك الحرية بذلك ، لكن غير المقبول منك ان تشن كل هذه الحملة على الذين بقوا على طريقهم ولم ينتقلوا الى تلك الضفة الأخرى التي انتقلت انت اليها ، لاحظ تهجمك الى الأتحاد العالمي للكتاب والأدباء الكلدان ، إنهم مثقفون ليس لهم رواتب اوامتيازات مثل اتحاد الأدباء السريان ومع ذلك لا يسلمون من تهجمك ، لا يمكن ان اقول يسلمون من نقدك لكن ذلك ليس نقد بل هو حقد وحقدك هذا لا مبرر له .
 لنلقي نظرة على مقالك الحاقد حول رسالة الأتحاد العالمي للكتاب والأدباء الكلدان للرئيس مسعود البارزاني ، ومقالك الناقد للسيد سركون داديشو لاحظ الأسلوب القاسي الحاد حينما تتكلم عن الأتحاد ثم لاحظ الأسلوب الودي الناعم الذي توجهه للسيد داديشو  لاحظ كم انت حاقد يا رجل . راجع ما كتبته في المقالين الذين هما حول نفس الموضوع وستلاحظ كم انت تكيل بمكيالين لقد انتقدت داديشو نقد مخملي ناعم ، بينما تهجمت بعنف وتهكم وغضب على الأتحاد العالمي للكتاب والأدباء الكلدان .
 ثم هنالك مسألة اخرى ترددها بشكل دائم ومقرف وهي مسالة  فوز قائمة الزوعا والمجلس الشعبي وتصب جام غضبك على شعبك الكلداني الذي كنت تدافع عنه ، وإن رائحة التشفي والتكبر والتبجح تفوح من كلامك .
يا رجل ان من يفوز بالأنتخابات يجب ان يكون كبيراً ومتواضعاً ولا يتكبر او يقلل من اهمية المقابل ، إنها الأنتخابات الديمقراطية يجب ان تكون مباراة رياضية شريفة ، وإن اسلوب التشفي والنيل من الخاسر في الأنتخابات كانت من اساليب البعث ، فمن الذي فزت عليهم اليسوا ابناء شعبك ؟ هل هم كفرة ؟
الا تتفق معي ان اسلوب التبجح والغطرسة هو من اساليب الضعفاء ومن يشعرون بالنقص ، هل لديك تفسير آخر للمسالة ؟
ثم التطرق الى المسائل الشخصية اليس اسلوب من تنقصه الحجة حول النص ؟
 اكتفي بهذا القدر يا اخ انطوان الصنا الكلداني ثم الكلداني السرياني الآشوري واخيراً الآشوري فقط كما يحلو لك ان تسمي انتماؤك في الأونة الآخيرة .
تحياتي
حبيب
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الأخ عبدالأحد قلو المحترم
 اجل انا متفق معك بعدم الرد على التعليقات الرخيصة والحاقدة والتهكمية ، لكن من يختلف معي في الرأي ويحاورني بشكل حضاري فبودي ان اناقشه بكل احترام مهما كانت مسافة الأختلاف في الرأي ، شكراً على مرورك اخي عبد الأحد قلو
تحياتي
حبيب
ـــــــــــــا
الأخ العزيز ناصر عجمايا
إن ما يقدمه سركون داديشو يعتبره البعض بأنه وحدوي ، وما يقدمه اي جانب كلداني هو انقسامي ، المقالين الذين كتبهما السيد انطوان الصنا في التعليق على الأتحاد العالمي والى سركون داديشوا ، لاحظ الأسلوب الناعم الودي مع داديشو وكلماته التي تصل تخوم الشتيمة الى الأتحاد وهو يريد ان يقول لنا انه حيادي ، ، ولكن اسلوبه والبون الشاسع بين الأسلوبين يبين مدى تحيزه المفضوح الى كل ما هو كلداني لا تخفي على ذي نظر .  
شكراً على مرورك
تحياتي
حبيب
ـــــــــــــــــــــــــــ
الأخ ظافر شانو المحترم
تحية ومحبة
شكراً لمرورك ، هنالك مثل روسي ترجمته ، ان تصل متأخراً خير من ان لا تصل ابداً ، وهكذا في في موضوعنا فإننا تأخرنا في النهوض خير من عدم النهوض ، كل شئ يسير نحو الأمام حتى لو كان السير ببطء المهم ان لا نتوقف .
اكرر شكري وتقديري
حبيب
ـــــــــــــــــــــــــــ
الأخ ChaldeanAndProud
شكراً لمروروك ، وأتمنى لكم انتم الشباب ان تستلموا العلم الكلداني ، فأنتم الجيل الصاعد . أكرر شكري
تحياتي
حبيب

377
الأخ العزيز وليد شماس ساوا المحترم
تحية ومحبة
احيي فيك الروح والمشاعر الكلدانيـــــــــــــــــــة الأصيلة وبمنأى عن تخوم التعصب والتعالي ، فاعتزازك بقوميتك الكلدانيــــــــــــة جزء من حقك الطبيعي والإنساني ، ونحن الرواد الكلدان نتأمل فيكم انتم شباب الكلدان ان ترفعوا الراية الكلدانية عالياً  فنحن بعد ان يدركنا التعب ، يجدر بكم انتم الشباب ان تحملوا تلك الراية . بارك الله بجهودكم برفع العلم الكلداني في مهرجانات واحتفالات الشباب في ربوع الأرض .
دمت صديقاً عزيزاً  ايها الكلداني الأصيل وليد شماس ساوا
د. حبيب تومي : القوش

378
الأخ برديصان المحترم
الكلدان ينتشرون اليوم في انحاء المعمورة ، ولا حرج ان ينعقد المؤتمر في العراق او في اوروبا او امريكا او استراليا ، وكان هنالك مندوبين من العراق ومن انحاء اخرى من العالم ، فأمريكا لم تملي علينا قراراتنا ، القرارات كانت تتخذ بعد دراسة ومناقشة من قبل المؤتمرين ، ومسالة الأشتراك في الأنتخابات كانت واحدة من تلك المناقشات ، فأين الخلل في ذلك ؟ المؤتمر الآشوري العالمي انعقد خارج العراق وقرر ان يكون يوم الشهيد   الآشوري يوم احداث سميل فماذا  يؤثر مكان انعقاد المؤتمر ونحن في عصر الأتصالات والعالم اصبح قرية صغيرة ، ولهذا نحن الكلدان لم نات بشئ غير مألوف .
تقبل تحياتي
حبيب

379
لماذا أحجمت الأحزاب الكلدانية عن الأشتراك في انتخابات برلمان اقليم كوردستان ؟
بقلم : د. حبيب تومي / اوسلو
habeebtomi@yahoo.no
الشعب الكلداني هو مكون عراقي اصيل ويشكل تعداده السكاني الأكثرية من مسيحيي العراق ، وقومياً الكلدانية هي القومية الثالثة في خارطة القوميات العراقية ، ووطنياً يشكل الشعب الكلداني جزءاً  مهماً من الشعب العراقي المعروف بتعدده القومي والأثني والديني ، ويشتهر الشعب الكلداني بطيبته واعتداله وبوزنه الثقافي في المجتمع العراقي ، وهو من الداعمين  الأوائل لقيام الدولة العراقية الحديثة ، هذا هو الشعب الكلداني الذي تهضم وتهمش حقوقه الوطنية والسياسية والقومية في وطنه العراقي .
إن اي كاتب او محلل عادل ومنصف لتاريخ العراق المعاصر سوف يشير الى حقبة العهد الملكي على انها كانت تمثل العصر الذهبي قياساً  بما آل اليها العراق من مآسي وكوارث وحروب بعد سقوط النظام الملكي ، لقد افلح الملك فيصل الأول وبدعم من بريطانيا من تأسيس الدولة العراقية الحديثة ، كما افلح الملك بتوحيد اوصال المجتمع العراقي ، الذي كان مبنياً على المفهوم القبلي ولم يكن هنالك قبولاً لمفهوم الدولة ، ثم كان هنالك ايضاً مشاعر المظلومية التي كان الشيعة والأكراد تساورهم بجهة تهميش حقوقهم . فعمل الملك فيصل الأول لتأسيس عراق معاصر يعمل على تهيئة الأوضاع الملائمة للحاجات الحياتية اليومية لمواطنيها وكذلك تمكن من إرساء  نظام سياسي يعمل على رفع مستوى المعيشة وتوفير الوظائف والأشغال لتحقيق الرخاء في ظل حكم مدني ديمقراطي يحمي الحرية للجميع دون تفرقة ويسمح بالتعددية ، وهكذا يشعر المواطن بمكانته المهمة في وطنه وهي المواطنة من الدرجة الأولى وليس خلافها .
المواطن اي كان موقعه في النسيج المجتمعي العراقي ينبغي ان يكون له حقوقه القومية والسياسية ، بحيث لا تقتصر حقوقه على حرية ممارسة الشعائر الدينية فحسب ، فالمواطن الكلداني ليست حقوقه الوطنية محصورة على حرية ممارسة الشعائر الدينية بالدخول الى الكنيسة او الحقوق الوطنية الحياتية ، كحقه في التعليم او او العلاج او السفر .. الخ ، إنما له حقوق قومية وسياسية وله حقوقه في حصته من الثروة الوطنية .
هنالك من يتوهم او يحاول خلط الأوراق ، فحينما نطالب بمواقع وظيفية لأبناء شعبنا الكلداني ، كأن يكون لنا وزير كلداني في الحكومة العراقية او في حكومة اقليم كوردستان ، فسرعان ما يصدرون فتاويهم بأن حبيب تومي يطلب منصباً لنفسه ، وحينما نطالب ان يكون للشعب الكلداني حصة من الثروة الوطنية ، فإنهم متهيئون مرة اخرى لأصدار فتاويهم المملة الرخيصة بأن حبيب تومي يريد الحصول على الكعكة ، وهؤلاء الذين يطلقون مثل هذه الأراجيف الرخيصة هم انفسهم يسلكون اسوأ طرق التملق والمداهنة للحصول على تلك المكتسبات لأنفسهم وليس لشعبهم .
أجل من حق الشعب الكلداني ان يكون له حصة من ثروة العراق ، وحصة من المناصب السيادية ، إنه يمثل القومية الثالثة في خارطة الوطن العراقي . انا لا اطلب شئ لنفسي إنني اطالب بشكل دائم بحقوق الشعب الكلداني الوطنيةالمشروعة ، منذ ان بدأت الكتابة بالشأن القومي والسياسي بعد سقوط النظام في نيسان 2003 م .
اليوم ونحن مقبلون على انتخابات البرلمان الكوردستاني في ايلول القادم، وهي انتخابات مهمة في كل المقاييس ، وأهمية ذلك تكمن في الوجود الكثيف لشعبنا الكلداني ، إن كان في داخل الأقليم نفسه او في المناطق المتنازع عليها . فالأكثرية الساحقة من الكلدانيين او من بقية مسيحيي العراق يتركز تواجدها في اقليم كوردستان ولهذا فإن تفعيل الدور السياسي للأحزاب الكلدانية ومساهمتها في عملية الأنتخابات كانت تحمل اهمية كبيرة .
لقد بُحثت هذه المسألة في المؤتمر القومي الكلداني الذي عقد في اواسط ايار الماضي في ديترويت  ، لكن شكلت مسالة الدعم المالي حجر عثرة امام هذه الرغبة في المساهمة في تلك الأنتخابات المهمة ، إذ لا يوجد جهة حكومية إن كان في العراق الأتحادي او في اقليم كوردستان تدعم الأحزاب القومية الكلدانية للنهوض بواجباتها ، إنما الدعم مقتصر على الأحزاب الآشورية ومن يسير في ركابها من الأحزاب الكلدانية والسريانية .
المنافسة على 6 مقاعد مخصصة للمسيحيين ، واحداً منها محسوم للارمن، وخمسة مقاعد هي للكلدان والسريان والآشوريين في اقليم كوردستان ، وهي من اصل 106 مقاعد يتكون منها برلمان الأقليم ، وهنالك ثلاثة قوائم مسيحية تتنافس على المقاعد الخمسة ، وهذه القوائم تمثل الأحزاب الآشورية ، وهي ابناء النهرين تحمل رقم 125 وهي تتكون من الأعضاء المنشقين من الزوعا ، ولا ندري إن كانت هذه مناورة سياسية الحركة الديمقراطية الآشورية فتكون هذه القائمة تعود لها وتدعمها  ، لكنها تحمل اسم آخر لسحب البساط من تحت قائمة المجلس الشعبي ، الذي تغلب عليها بشكل ساحق في مجلس محافظة الموصل . وإن لم تكن تابعة للحركة فمن يدعم هذه القائمة ومن اين لها تلك الأموال لخوض تلك الأنتخابات ؟
والقائمة الثانية هي الرافدين 126 التابعة للزوعا ثم هنالك قائمة التجمع الكلداني السرياني الآشوري 127 وهكذا يتغيب عن التنافس اي حزب كلداني .
وفي الحقيقة هنالك اسباب تكمن وراء عدم اشتراك الأحزاب الكلدانية التي اجتمعت في ديترويت على هامش المؤتمر المنعقد هناك في ايار الماضي ، واتفقت على الدخول في اتحاد القوى السياسية الكلدانية ،وهي الحزب الديمقراطي الكلداني والحزب الوطني الكلداني ،والمنبر الديمقراطي الكلداني الموحد ،والتجمع الوطني الكلداني ، ورغم هذه الرغبة في العمل الجماعي ، إلا ان توفير المال اللازم للانخراط  في العملية قد حال دون اشتراك تلك الأحزاب في انتخابات برلمان كوردستان وفي انتخابات مجالس المحافظات .
وإذا طرحنا سؤالاً : يا ترى من يتحمل مسؤولية تعثر هذه الأحزاب وعجزها عن القيام بواجبها القومي والسياسي على الساحة السياسية العراقية ؟
برأيي  المتواضع ثمة عوامل لعبت دورها لكي نصل الى هذه الحالة من الضعف او من التهميش وهذه العوامل هي :
اولاً : ـ
سيتبادر الى الذهن مباشرة ما قامت به الأحزاب القومية الآشورية المتنفذة والتي طرحت نفسها ممثلة للمكون المسيحي ، وتناكفها في سباق ماراثوني لمحاربة اي نوازع قومية كلدانية ، مهما كانت صفتها ،وتريد تلك الأحزاب ( الآشورية ) ان تكون وحدها في الساحة وتحتفظ  لنفسها بكل المكتسبات الممنوحة للمكون المسيحي وتستخدم تلك الأمتيازات لأهدافها الحزبية اولاً ، ولمحاربة التوجه القومي الكلداني ثانياً .
ثانياً : ـ
العامل الآخر هو موقف الكنيسة الكاثوليكية الكلدانية ، لاريب ان لكلمة الكنيسة الأهمية القصوى بين ابناء الشعب الكلداني وعلى نطاق المسؤولين ، فإن كنيستنا الكاثوليكية الكلدانية ليس لها ذلك الموقف الواضح  بالوقوف بصراحة ووضوح الى جانب الأماني السياسية والقومية لشعبها الكلداني ، وإن اردنا المقارنة بين الكنيسة الآشورية والكنيسة الكلدانية  بما يتصل بالأماني السياسية والقومية ، فالكنيسة الآشورية تعلن صراحة وبوضوح كامل وقوفها الى جانب شعبها الآشوري في طموحاته القومية والسياسية ، بينما كنيستنا على مختلف المستويات تنأى بنفسها عن تلك الطموحات وغالباً ما يتسم موقفها بالسلبية مع تلك الطموحات وكغطاء لذلك الموقف هو عدم تدخل الكنيسة بالسياسة .
نحن السياسيين الكلدانيون نحترم هذه الرؤية ، رغم ان الحاجة تتطلب من الكنيسة ان تقف مع حقوق شعبها إن كانت سياسية او قومية او انسانية، فالكنيسة وشعبها في مركب واحد وعليهما التعاون لكي يصل المركب الى بر الأمان . فالكنيسة تكون قوية حينما يكون شعبها قوياً والعكس صحيح ايضاً .
ثالثاً : ـ
موقف اقليم كوردستان لم يكن منصفاً للكلدان بشكل عام . نعم كان لأقليم كوردستان موقف إنساني مشرف من المسيحيين القادمين الى اقليم كوردستان هاربين من العمليات الأرهابية ، ولكن تبقى مسألة الحقوق القومية والسياسية موضوعاً آخر فالشعب الكلداني وقف الى جانب الشعب الكوردي في كفاحه المسلح ، وينبغي ان يكون للشعب الكلداني حقوقه كاملة في الأقليم بعد ان تمتع الأقليم بمساحة كبيرة من الأستقلالية ، فلماذا تكون كل المكونات متمتعة بحقوقها القومية والسياسية من تركمان وآشوريين وأيزيدية وأرمن باستثناء الكلدان ، فأين يكمن الخلل ؟  لماذا نشتكي ونقول ان حقوق الكلدان القومية مهمشمة في اقليم كوردستان ؟  فهذه الحالة لا تليق بأقليم كوردستان ، ينبغي ان يعامل الكلدان باحترام وأخوة  وصداقة بمنأى عن اي وصاية من اي قوى اخرى ، فنحن الكلدان مستقلين لنا قوميتنا الكلدانية ولنا ذاتيتنا وكرامتنا لسنا تابعين لأي قوى اخرى .
رابعاً : ـ
لقد اوردت الأسباب المحيطة بنا، لكن ماذا عن ظروفنا الذانية ، نحن نلوم الآخرين ، لكن هل نحن الكلدان والقوى السياسية الكلدانية هل كنا على اكمل وجه ؟ ألم يكن لنا اي شطحات او أخطاء ؟
 الا ينبغي ان ننظر الى المرآة لكي نرى انفسنا ونمارس بشفافية وصراحة منظومة النقد والنقد الذاتي ؟
رغم هذه الظروف المحيطة ، الم يكن بالمستطاع العمل اكثر ، الم يكن بالمستطاع الحصول على المبالغ لو تخطينا خطوات نحو نكران الذات والتضحية ؟ الم يكن من المستطاع ان نجمع مئات الآلاف من الدولارات لو احسننا طريقة الجمع وآليتها ؟
الا نفكر يوماً بأن نتوجه الى الوطن ونعمل فيه ونقوي ونعاضد من يعمل فيه ؟ إنها افكار جميلة لكن جميعها تحتاج الى تطبيق ، نعم كان يجب ان ندخل في الأنتخابات السابقة بقائمة وأحدة ، نعم لنا اخطاء كثيرة وبحثناها في المؤتمر لكن كل تلك المقررات الجميلة تحتاج الى تطبيق على ارض الواقع وليس خلافه .
بيني وبين نفسي افكر وأقول :
 لا يمكن إغفال متغيرات الأزمنة ، ومتطلبات العصر التي تقضي باستحالة التهميش فقد ولت الأزمنة  المظلمة الى غير رجعة ، ولهذا انا متفائل بمستقبل الشعب الكلداني لكي يتبوأ مكانته اللائقة في عموم العراق وفي اقليم كوردستان .

د. حبيب تومي : القوش في 11 : 08 ؛ 2013

380
الراحل فلك الدين كاكائي الإنسان.. التواضع من خصال الكبار
بقلم : د. حبيب تومي : عنكاوا
habeebtomi@yahoo.no
الراحل فلك الدين كاكائي ( 1943ـ 2013) اسم لأنسان معروف على الساحة السياسية والأدبية والفكرية في اقليم كوردستان ،وعلى الساحة العراقية ،ومن الصعوبة بمكان خلق توازن بين متطلبات العمل بين تلك النواحي ، لا سيما  العمل السياسي الذي يتطلب ، في كثير من المنعطفات ، الخوض في  متاهات المصالح  وتبرير الوسيلة مهما كانت لتحقيق تلك المصالح . لقد كانت هنالك تجارب تاريخية قليلة استطاع اصحابها التوفيق بين تلك المسائل والخوض في العمل السياسي . لقد استطاع الزعيم الهندي مهاتما غاندي من اتباع اسلوب النضال المدني السلمي من اجل تحقيق اهداف سياسية في استقلال بلده ، كما استطاع الزعيم التشيكي فاتسلاف هافيل ( 1936 ـ 2011 ) من تحقيق ثورة مخملية لبلده وهو كاتب مسرحي ونصير للسلام ، وان يتبوأ منصب الرئاسة في تشيكوسلوفاكيا ومن ثم رئاسة جمهورية التشيك في عام 1993 وحتى عام 2003 ، وحاز على جائزة غاندي للسلام لأسهاماته حيال السلام العالمي .
 المهم هنا ان شخصية الراحل المرحوم فلك الدين كاكائي كان يحمل كثيراً من افكار مهاتما غاندي  السلمية ، إذ استطاع ان يوفق بين عمله النضالي ووظيفته السياسية مع بقائه مساهماً في عالم الثقافة والأدب والفكر والأعلام  ، بل استطاع ان يحقق بعض طموحاته الثقافية والأدبية حينما كان وزيراً للثقافة فكان له المجال الواسع للوقوف الى جانب الثقافة والمثقفين وتعضيدهم وتقديم الدعم لهم ولنشاطاتهم .
لقد تعرفت على الأستاذ فلك الدين كاكائي يوم كان لنا دعوة لحضور مؤتمر في اربيل كرس لتكريم الراحل ناجي عقراوي ، وتمت لقاءات اخرى خارج قاعة المؤتمر ، كان دائماً يتخاطب معنا بمنطق المثقف وليس بصفته كوزير مسؤول . بعد اكثر من سنة التقيت مع الأستاذ فلك الدين كاكائي في احد فنادق اربيل ، وسلمته نسخة مستنسخة من مسودة كتابي الموسوم " البارزاني مصطفى قائد من هذا العصر " وطلبت منه ان يراجع الكتاب قبل طبعه ، وأن يكتب مقدمة للكتاب ، وحينما سلمت له الأوراق وكانت حوالي 1500 ورقة لأنه مطبوع على جانب واحد من الورقة ، ونظر المرحوم الى كمية الأوراق وقال :
 يا رجل انه عمل كبير ويتطلب جهداً فائقاً ، وأنا صحتي ليست على ما يرام ، ولكن مع ذلك سوف استلم النسخة وأبذل جهودي وقدر الإمكان . وهكذا بعد اشهر وصلتني الملاحظات القيمة للاستاذ كاكائي  ومرفقة بنص المقدمة للكتاب وهي مكتوبة بخط يده، وهكذا افتتحت الكتاب حين طبعه بتقديم الأستاذ كاكائي وكان تقديمه تحت عنوان : عودة البارزاني ، وقد استهلها بقوله :
وكأني بالفيلسوف الألماني فردريك نيتشة المتوفي سنة 1900 م. وهو يستنبط من تراث الحكيم زرادشت فكرة لصورة السرمدية التي كشف عنها في كتابه ( هكذا تكلم زرادشت ) .. اقول : ان نيتشة إنما يعبر ايضاً عن مسيرة مصطفى البارزاني الذي كلما حاول خصومه إخفاء وطمر حقيقة كفاحه وأهدافها الإنسانية ، إذا به يتجلى من حيث لا يتوقعون ولا يريدون ، سواء في كتاب او حديث مهم او تذكير بالماضي القريب .. ( كتابي " البارزاني مصطفى قائد من  هذا العصر" دار ئاراز ص11 ) .
أجل تحمل الرجل جهوداً كبيرة لمراجعة الكتاب وتقديمه ، وهو سعيد بهذا التعب ما دام يخدم قضية وتاريخ الشعب الكوردي ويخدم الثقافة .
 من خصائل الكاكائي انه مثقف وإنسان متواضع ومناضل من اجل تحقيق اماني شعبه ، فلقد انضم كاكائي وهو  في سن مبكرة إلى صفوف الحزب الشيوعي العراقي، وبعد انقسام اتحاد الطلبة إلى قسمين الأول تابع للحزب الديمقراطي الكردستاني، والآخر إلى الحزب الشيوعي، أصبح فلك الدين عضوا في الحزب الديمقراطي الكردستاني بشكل طبيعي، حيث كان الحزبان يتقبلان ذلك الأمر دون إشكالات. وظل في الحزب إلى حين انهيار ثورة التحررية التي قادها الزعيم الراحل مصطفى بارزاني، ثم عاد مرة أخرى للالتحاق بالثورة التي أعلنها نجلا بارزاني، إدريس ومسعود، وظل معهما حتى آخر لحظة في حياته(جريدة الشرق الأوسط  في 4: 8 : 13).
كان للراحل فلك الدين كاكائي مكانة محترمة ومتميزة في كوردستان ، إن كان على نطاق الوسط الشعبي او على مستوى المسؤولين في اقليم كوردستان فقد كتب الرئيس مسعود البارزاني الى عائلة الفقيد أكد فيها أن :
«الراحل كرس جل حياته من أجل النضال للدفاع عن شعبه، وكان له دور متميز وكبير في ثورة كأحد أفراد البيشمركة ثم سياسيا ومثقفا وإعلاميا، وسطر لنفسه مجدا في وقت كانت الأنظمة الديكتاتورية تواجه شعبنا بالحديد والنار، لكن كاكائي لم يبال بمصاعب وقسوة ظروف النضال وكان دائما موجودا بخنادق النضال، سواء كبيشمركة، أو كادر إعلامي، أو رجل سياسي .
كما كان هنالك اشتراك متميز من قبل الاستاذ نيجرفان البارزاني رئيس وزراء حكومة اقليم كوردستان حيث كان في مقدمة مشيعيي الراحل ومن اشترك في حمل نعشه الى مثواه الأخير . وقال في رسالة حزينة وجهها إلى شعبه بهذه المناسبة وقال فيها:
 «أكتب اليوم هذه الرسالة وقلبي يعتصره ألم كبير بسبب رحيل أحد أقرب المقربين إلي، وهو فلك الدين كاكائي الذي أعتبره معلما لي». ويستطرد بارزاني: «بعد نكسة ثورة سبتمبر (أيلول) كنت أرى كاك فلك الدين دائما في بيتنا وفي مقرات البيشمركة، وكان المرحوم يلازم والدي الراحل إدريس بارزاني خلال تلك الفترة العصيبة من تاريخ شعبي، وكانت الأواصر النضالية تقربهما، لذلك كانت جهودهما المشتركة تثمر دائما عن توحيد الموقف الكردي، ولذلك أرى أنه من الطبيعي اليوم أن يحضر تشييع جنازته ممثلون عن كل أجزاء كردستان الأربعة ..
كان فلك الدين كاكائي يجد نفسه في حقل الثقافة اكثر من السياسة ، فلم ينقطع عن الثقافة مهما كانت الظروف ورغم مشاغل الحياة فقد استطاع كتابة مؤلفات مهمة  ومنها بالعربية «العلويون»، و«موطن النور»، و«احتفالا بالوجود» و«حلاجيات»، و«البيت الزجاجي للشرق الأوسط»، و«انقلاب روحي». أما مؤلفاته باللغة الكردية فهي «بيدارى» و«روناهي زردشت»، إلى جانب مئات المقالات والدراسات والبحوث التي ساهم بها ، وحتى وظيفته كانت في وزارة الثقافة حيث تولى حقيبتها لمرتين .
وعن انطباعاته الشخصية يقول عبد الوهاب علي ، وهو احد رفاقه في دروب النضال يقول :
«كان سرعان ما يمل تلك الوظائف الحكومية والحزبية، ويهجرها ليعود إلى عشه الأصلي، وهو الوسط الثقافي، الذي كان أحد فرسانه الأساسيين». ويضيف :
 إن «آخر تكريم لهذا المفكر الكبير كان من عندنا بالسليمانية، فقد دعوناه أخيرا لعقد ندوة ثقافية بالمدينة، وعلى الرغم من اعتلال صحته، والذي بدا عليه بشكل واضح أثناء حضوره إلى السليمانية وتقطع أنفاسه أثناء الحديث، لكنه كما بين لي، فإنه جاء إلى السليمانية ليلتقي بشبابها وشاباتها ولكي لا يحرمهم من لقائه ومن ثقافته، وكان ذلك آخر نشاط ثقافي للمرحوم، وكرمناه خلال الندوة، وكان هو التكريم الأخير أيضا».
كان للقامة السامقة للراحل فلك الدين كاكائي حضوراً كبير في الساحة السياسية والفكرية والثقافية وسوف يترك فراغاً كبيراً ، كما سيبقى ما سطره قلمه وذكريات شخصيته الإنسانية سوف تبقى خالدة مع الأجيال القادمة . رحم الله الفقيد وأسكنه فسيح ملكوته السماوي والصبر والسلوان لأهله ومحبه وذويه .
د. حبيب تومي : عنكاوا في : 06 : 08 : 2913







381
الصديق العزيز يوسف حنا شبلا المحترم
تحية ومحبة
ها هي قافلة السنين تمر مسرعة ايها الصديق العزيز ، وكلما اوشكت شمس الغروب تشق طريقها نحو خدرها ، كلما اسرعت الأيام كأنما في عجلة من امرها وتريد ان تضع بصمات مسك الختام لمسرحية الحياة التي بدايتها الولادة ، ومتنها معارك وصراعات دراماتيكية ونهايتها الرحيل الأبدي .
اجل ايها الصديق العزيز يوسف انها الحياة ، ها نحن الذين كانت تجمعنا غرفة واحدة في الصف الخامس العلمي ها هي مصائر الحياة تقذف بنا نحو اصقاع الأرض الواسعة لكي نتوزع الى قارات امريكا واستراليا وأوروبا وآسيا ، اجل كان من نسيج الخيال في وقتها لو تطرقنا الى اين يصفى بنا الدهر ، كنا نفكر في مدن العراق الموصل والبصرة وبغداد وكركوك.. ولم نفكر قط بكندا وأستراليا والنرويج والسويد وامريكا ...
وهكذا ونحن في اربع جهات الأرض ( أربي بنياثا دعلما ) نتخاطب ونتناقش وكأننا جالسون على رحلات الصف الرابع العلمي في مدرسة شيشا .
أنها الحياة وتقلبها وتطورها .
قرأت بحثك على موقع عنكاوا كوم ، وهو امتداد لبحثك الموسوم قراءة جديدة لأسماء رافدينية قديمة المنشور في النشرة الصادرة عن مؤتمر بحوث مؤتمر الأدب السرياني الخامس في السليمانية عام 2008 . فأهلاً بك ايها الصديق العزيز وبكتاباتك العلمية الرصينة .
 ودمت صديقاً عزيزاً
حبيب

382
الأخ العزيز نيسان سمو المحترم
تحية ومحبة
 المسيحية دين يستوعب كثير من القوميات وحتى المذهب المسيحي الواحد يستوعب كثير من القوميات ، ولكل من هذه المفردات خصائصها ، وفي العراق المسيحيون فيهم من العرب والأكراد والأرمن والكلدان والاشوريين والسريان وعلى نطاق الدول العربية هناك الموارنة والأقباط وكل هؤلاء يشتركون في الديانة المسيحية ، وهؤلاء المسيحيين منقسمين بين كاثوليك وبروتستانت وأرثوذوكس ونساطرة . هذا التقسيم واقع ولم يخلقه احد من الكتاب او الفلاسفة او المؤرخين إنه موجود على ارض الواقع وينبغي انة نعترف بهذا الواقع .
اما إحراج الأخ الكاتب فلا اعتقد بوجود اي احراج انه سؤال طبيعي ومألوف وكل إنسان يعرف انتمائه القومي ونحن في زمن الحرية فكل مواطن من حقه المجاهرة بدينه او قوميته او مذهبه فليس هناك اي تحفظات في الموضوع ، ونحن نتناقش ونتحاور وتطرح اسئلة واجوبة وهذا هو مبدأ الحوار الحضاري البناء .
فقولك الذي ورد في تعليقك :
((هذا ما فكرتُ فيه وخاصة جاء من شخص ذو سمعة واسم كبير فلو كان قد جاء من شخص مختص في مثل هذه المسائل فلا لوم عليه ولكنني رأيت بأنك اكبر من تحرج الكاتب بمثل هذا السؤال والذي لم تستطع لا حضرتك ولا كل الرؤساء المسيحيين ولا الكنيسة ولا البطريركية ولا كل الاحزاب المعنية بإيجاد الحل المناسب له .. ) .
اقول : اجل الرؤساء المسيحيين ولا البطاركة ولا كل الأحزاب المعنية بايجاد الحل المناسب له ...
اجل ليس هنالك حلول بسبب بسيط لعدم وجود مشكلة اصلاً ، والسبب لأن الكلداني الواثق من نفسه يعرف انه قوميته كلدانية والآشوري كذلك والسرياني والأرمني ، فكل إنسان يعرف انتمائه القومي .
لكن هنالك من المتذبذبين ممن تنطلي عليهم أضاليل الأحزاب الآشورية القومية المتزمتة التي تريد إلغاء القومية الكلدانية والسريانية وحل الآشورية محلها جميعاً ، وهؤلاء المتأثرين بهذا الخطاب اصبحوا يفقدون الثقة بأنفسهم فتاره يقولون نحن كلدوآثوريين ، وآخرى يقولون نحن كلدان سريان آشوريين ، وأخرين يقولون نحن سورايي ، علماً ان قوميتهم كلدانية اصيلة عريقة ويتنكرون لقوميتهم تحت مختلف الحجج إنهم اخي العزيز نيسان كمن هو راكب حماره ويقول اين حماري ؟ فنحن الكلدان الواثقين من اسمنا وقوميتنا وتاريخنا الأصيل ليس لنا مثل هذه المشكلة ، قوميتنا كلدانية وليس خلافها مع احترامنا للاراء والقوميات الأخرى
تحياتي
حبيب

383
الأخ نيسان سمو المحترم
تحية
لا اردي ما هو وجه الأستغراب عند طرح السؤال الذي سألت الأخ الكاتب عما يذكره في حقل القومية ، والأخ منصور تهرب من الإجابة الصريحة  والمحددة ، وأنت اخي نيسان ماذا ستكتب في استمارة الأحصاء في حقل القومية ؟ هل ستترك الحقل فارغ ام سوف تكتب إنتمائك القومي بكل وضوح ، وهل في الجهر والتصريح في الأنتماء ما يعاب عليه ؟
 انا اقول ديني مسيحي وقوميتي كلدانيــــــــــــــــــــــــة وانتمائي الوطني عراقي ، فهل انا اخجل من هذه الأنتماءات ام اتشرف وافتخر بها ؟ ولهذا اخي نيسان لم اجد تفسيراً لما اعتبرته سؤالاً غريباً ، فأين وجه الغرابة في ذلك ؟
 انا اسألك سؤال وانت حر في الأجابة عليه او الأمتناع عن الأجابة فأين يكمن وجه الغرابة هنا ؟
تحياتي
حبيب  

384
الأخ العزيز عصام شابا فلفل المحترم
كان خبراً مؤلماً حقاً ويصعب الحديث عنه وتصاب الكلمات بالحيرة بالموت المفاجئ للمأسوف على شبابها المرحومة لينا عادل ، اجل الموت هو ذلك الزائر الطارئ الذي لا يطلب السماح ، إنه قدرنا وهذا هو ناموس الحياة في البداية والنهاية التي نجهل موعدها  .
تقبلوا تعازينا القلبية لكم ولذوي المرحومة لينا عادل والى ولدكم زوج الفقيدة .
نتضرع الى الرب يسوع المسيح ان يتغمدها بوافر رحمته ويسكنها فسيح ملكوته السماوي وأن يلهمكم جميعاً نعمة الصبر والسلوان .
د. حبيب تومي / اوسلو


385
الأخ الفاضل منصور زندو المحترم
تحية ومحبة
في الحقيقة انا لا اشترك في الردود إلا نادراً لكن في ختام موضوعك ثمة فقرة قد حفزتني على توجيه هذا السؤال .
تقول :
 .. وعن نفسي أقول أحب قومي ،وشعبي ،كلداني أنا ،أشوري أنا،سرياني أنا ،أسماء عرف بها أجدادي ..
وسؤالي هو : في حقل القومية في استمارة الأحصاء ، على اي انتماء قومي سوف تؤشر ؟ الآشورية ام السريانية ام الكلدانية ؟
تقبل تحياتي
حبيب

386
الأخ العزيز كلدنايا الى الأزل المحترم
تحية ومحبة
بشكل متواصل اتابع ما يسطره قلمك الحر على موقع عنكاوا ، ، وما اعجبني أكثر اليوم هو وضوحك ونقدك الصريح لي .
أخي العزيز كلدنايا الى الأزل : بالنسبة الى فرض قومية قطارية في اقليم كوردستان كان نتيجة استماتة ممثلينا في البرلمان والأحزاب المسيحية الآشورية المتنفذة هي التي قامت بتبديل صيغة التسمية في مسودة الدستور الكوردستاني ، وهم يحاولون اليوم تبديلها في الدستور العراقي ايضاَ ، والهدف الرئيسي هو إلغاء القومية الكلدانية الأصيلة من الخارطة القومية العراقية . فأعتقد نحن ( المسيحيين ) نتحمل مسؤولية ذلك بالدرجة الأولى . وإلا ماذا يهم الكوردي او العربي ما تكتبه في حقل القومية .
بشأن العلاقات مع العرب او الأكراد ، وإن العرب اكثر تسامحاً ، فأقول هنا ، ينبغي ان نميز العلاقة في إطار المسلم والمسيحي وليس خلاف ذلك .
العرب حينما فتحوا بلاد الرافدين كان العراق دولة مسيحية ، ووزعت اراضيهم لقادة الجيش العربي الإسلامي ، وبات العراقيون يعملون لدى القادة الجدد ، وبمرور الزمن وفي ظل احكام اهل الذمة لجأ المسيحيون الى ترك دينهم للانخراط في الدين الجديد ، الى ان وصلت الأمور بنا  الى ما نحن به اليوم .
 العرب والأكراد والفرس والأتراك كل هؤلاء ارتكبوا المظالم ضد المسيحيين وكان السبب اختلاف الدين ، فالمسلون لا يستطيعون ان يعيشوا بسلام مع الأخر المختلف دينياً والمسألة هنا طويلة لا يمكن الكتابة عنها بالتفصيل .
انا شخصياً بكتاباتي ولقاءاتي اثني على الجانب الديقراطي الليبرالي العلماني في اقليم كوردستان لكي لا يتجه انحو الأسلام السياسي ، الذي هو كارثة بحق الأقليات الدينية غير الإسلامية .
أخي كلدانايا الى الأزل ، اسال إن كان هذا وضعنا لماذا يجب ان نخلق لنا المزيد من الأعداء ، لماذا لا نشير الى الجوانب الأيجابية في اقليم كوردستان ، وإن كانت هنالك جوانب سلبية نشير اليها ايضاً ، كإشارتي الى حقوق الكلدان المهمشة في الأقليم .
فأنا هذا نهجي بالكتابة ، ولم اغيره الى اليوم ، ولا يمكن ان اغيره ما دمت استطيع الكتابة
انا اعتز بقوميتي الكلدانية الأصيلة ، وأحترم الآخرين ، ولست في كل الأحوال  مستعداً لكي ابيع نفسي او قلمي لأي سبب كان ، فأنا لست محتاجاً الى المال او الوظيفة ، ولدي اثمن رأسمال هو قراري الشخصي المستقل وكرامتي وعزة النفس التي هي فوق كل شئ .
فحبيب تومي يا اخي كلدانايا الى الأزل هو نفسه حبيب تومي الذي تعرفه وسيبقى كذلك الى الأزل .
تحياتي
حبيب

387
الأخ عبدالأحد قلو المحترم
تحية ومحبة
شكراً على مرورك ، وحينما نكتب عن الأيجابيات علينا ان لا ننسى حقوق شعبنا الكلداني ، نعم ان تجربة اقليم كوردستان افضل بكثير من فشل هذه التجربة في عموم العراق ، لكن هذا لا يمنعنا للاشارة الى المطالب المشروعة لشعبنا الكلداني في اقليم كوردستان .
تحياتي
حبيب
ـــــــــــــــــــــــــــــ
الأخ mikemaik المحترم
تحية ومحبة
شكراً على مرورك ، وما اوردته هو  اقتباس من كتب كتبها الرحالة والمبشرين في هذه المنطقة ، وهؤلاء في اغلب الأحيان يشيرون الى السلبيات والأيجابيات التي صادفتهم اثناء رحلاتهم لهذه المنطقة . اما اليوم كا تقول ، فأريد هنا ان ننتبه الى حالة اشرت اليها في كثير من مقالاتي ، وهو علينا التفريق بين ظلم السلطات ، وظلم المجتمعات ، نعم الحكومة الكردية لا تقبل بالظلم ضد اي مكون في كوردستان ان كان مسيحي او ايزيدي او غيرهم ، لكن ثقافة المجتمع المتراكمة خلال العقود والأجيال ، وما غرسته الثقافة الإسلامية بتفوق المسلم على غيره من البشر ، قد اوقع ضدنا العنف المجتمعي .
إن عملية فرهود ذات الطابع العنف الدموي ضد اليهود ، لم تقرره الدولة العراقية ولا كان قراراً من الحكومة ، إنما عامة الشعب هم الذين ارتكبوا تلك الجرائم بحق مواطنين عراقيين جريرتهم انهم يحملون الهوية الدينية اليهودية .
هكذا نحن نحث قيادة اقليم كوردستان بانتهاج الأسلوب الديمقراطي الليبرالي العلماني بمنأى عن الفكر الديني المتعصب ، وندعو دائماً الى تربية الأطفال على محبة الآخر إن كان مسلماً او غير مسلم ، نحن نسعى الى ترسيخ فكرة المواطنة ودولة القانون ، لكي يكون لنا حقوق المواطنة من الدرجة الأولى وليس خلافها في دولة القانون .
تحياتي
حبيب

388
أجل إنه حفل تأبين ولحظة استذكار للمرحومة انتصار يونو ، الإنسانة التي اخلصت لشعبها الكلداني ، وقد ابدعت كشاعرة واعلامية تدافع عن حقوق شعبها فكانت متميزة  في عملها كمذيعة في إذاعة صوت الكلدان وفي كتابة الكلمة النابعة من احاسيسها الإنسانية وفي تفانيها وإخلاصها لعائلتها . فحققت النجاح في كل مجالات الحياة .
نتضرع الى الرب يسوع ان يتغمد المرحومة انتصار يونو بوافر رحمته ، وان يسكنها فسيح ملكوته السماوي بين القديسين والملائكة . والعزاء والصبر والسلوان لعائلتها وذويها ومحبيها .
حبيب تومي والعائلة / اوسلو

389
إشكالية رئاسة اقليم كوردستان والموقف المسيحي العام حول ذلك
بقلم د. حبيب تومي / اوسلو
habeebtomi@yahoo.no
لا نأتي بجديد إذا قلنا ثمة حالة صحية في تداول السلطة في اقليم كوردستان ، واستطاع هذا الأقليم بعد ان تمتع بمساحة كبيرة من الأستقلالية السياسية والأقتصادية والأجتماعية ان يقطع اشواطاً كبيرة في دروب الأستقرار والتعايش المدني السلمي ، ورغم عدم استقرار المدن العراقية بما فيها العاصمة العراقية بغداد فقد استطاع الأقليم ان ينتهج سياسة مختلفة عن السياق السياسي في عموم العراق الأتحادي . إن المناخ التعايشي واختيار المنهج الديمقراطي في الأنتخابات وفي عملية التداول السلمي السلس للسلطة وفقاً لما تفرزه صناديق الأقتراع ، كل ذلك اوجد مناخات ملائمة لقدوم وتنافس الشركات والمستثمرون والتجار واصحاب الأعمال للعمل والأستثمار في الأقليم إن كان في مساهمة بناء الخدمات والبنية التحتية للمواطن ، او في المشاريع الأنمائية والخدمية وفي شتى المجالات العمرانية والزراعية والتجارية والسياحية والصحية وغيرها ، وهكذا انتعش الأقليم اقتصادياً وثقافياً واجتماعياً في ظل تلك الحركة الدؤوبة من اجل بناء الوطن ، والإنسان يشعر هنا بأهمية الحياة وعظمتها ، ونتمنى ان يكون العراق برمته كما هي كوردستان .
لقد وقعت في السنين الأخيرة حالات التصعيد وتعطيل الحياة العملية السياسية ومعها تعطيل الحياة المدنية والأقتصادية  بتحريك الشارع بالمظاهرات والأعتصامات اي بالعودة الى الشعب وهذا ما اقدم العسكر في مصر الى إزاحة رئيس منتخب ديمقراطياً حينما توجه الملايين من ابناء الشعب الى الشوارع ، ورغم عدم اهلية خطوات العسكر إلا ان الخطوة جاءت ملبية ومعبرة عن آمال الشعب ، وقد عبر الشعب عن استيائه من الرئيس مرسي المعزول ومباركته لخطوة الجيش بخروجه بمظاهرات جماهيرية لا سابقة لها ، في سنة واحدة من حكم الرئيس الدكتور محمد مرسي انزلقت البلاد الى مختلف الأزمات الأقتصادية والأمنية ، إذ فشل فشلاً ذريعاً في ادارة شؤون البلاد وكان هذا اكبر استفتاء لعزل الرئيس ونظامه ، وتعيين رئيس محكمة العليا كرئيس مؤقت للبلاد .
هذا هو قرار الشعب ولا إرادة فوق إرادة الشعب وفي مسألة تمديد ولاية الرئيس مسعود البارزاني لمدة سنتين حسب مقترح الاتحاد الوطني الكوردستاني الذي جرى الأتفاق عليه في البرلمان الكوردستاني ، لكن الأحتمال الآخر يقضي بالعودة الى استفتاء الشعب وهو يستطيع ان يدلي بصوته بكل حرية ، فكردستان اليوم لا زالت بحاجة الى مكانة وكارزمية الرئيس مسعود البارزاني .
وفي الحقيقة فإن النظام الرئاسي في كوردستان فيه بعض الخصوصية التي تعتبر ضرورية في الظرف الراهن . ونستطيع إجراء مقارنة بين النظام الرئاسي في اقليم كوردستان والنظام الرئاسي في مصر وايران .
في كوردستان تتمتع السلطة التنفيذية ( الحكومة )  بمساحة كبيرة من الصلاحيات ، ورئيس الأقليم لا يتدخل في شؤونها ، وهو يتدخل في حالات تفاقم خلافات بين الحكومة والمعارضة خاصة حينما تصل الأمور الى طريق مسدود ، وفي الحقيقة ان الرئيس مسعود البارزاني حسب رأيي المتواضع هو زعيم اكثر مما هو رئيس ، خاصة حينما يعرب عن افتخاره بلقب ( البيشمركة ) اكثر من افتخاره بلقب الرئيس .
اما الحكومة في مصر فليس لها اي تأثير في المجرى السياسي في الدولة ، لقد بقي هشام قنديل رئيس وزراء مصر لمدة سنة منذ مجئ الأخوان لحكم مصر عن طريق الأنتخابات وبعد ذلك عزلهم عن طريق قرار جماعي من الشعب الذي عبرت الملايين منه ، بضرورة تنحيتهم من الحكم لأساءتهم استخدام السلطة . المهم بقي الدكتور هشام قنديل بلا صلاحيات ولا يستطيع تمرير قرار يفيد الشعب بل كان الأهم تمرير قرارات تخدم توجهات الأخوان المسلمين تحديداً ، وهو الحزب الحاكم في مصر . لقد كان رئيس الوزراء في مصر موظفاً تابعاً للرئاسة وليس رئيس الوزراء يحكم وفق اجتهاده والذي كان يترتب ان يكون الرجل الثاني في الدولة المصرية .
اما في ايران فرغم انه نظام رئاسي وله شبه كبير بالنظام الرئاسي الأمريكي ، إلا انه حكم ثيوقراطي بامتياز إذ ان المرشد الأعلى يمسك بيده زمام الأمور ، وحتى رئيس الجمهورية الذي من المفترض ان يكون الشخص الأول في الدولة عليه ان يفوز بمباركة المرشد الأعلى قبل الموافقة على ترشيحه ، فالمرشد الأعلى له حق الفيتو على اي شخص حتى لو كان رئيس الجمهورية الذي يصار الى انتخابه مباشرة من قبل الشعب ، عموماً إنه يقف على رأس الهرم التنظيمي للنظام السياسي في الدولة الأيرانية .
 وحين المقارنة في بتوزيع السلطات في اقليم كوردستان نلاحظ وجود توافق ووضوح وتوازن بين مختلف الأجهزة والسلطات ، وكل يعرف حدوده ويعمل ضمنها .
وتفيد آخر الأخبار عن قبول الرئيس البارزاني في تمديد ولايته لمدة سنتين والذي جاء بناء على مقترح تقدم به الحزب الحليف الأتحاد الوطني الكوردستاني بزعامة الرئيس العراقي جلال الطالباني وهنا يقول البارزاني :
«لم أكن أبدا عاشقا للسلطة والمناصب، واليوم لا أريد أن أبدل تاريخي النضالي من أجل تحرير كردستان بأي شيء آخر، فالإنسان يعرف بنضاله وتضحياته من أجل شعبه ووطنه، وليس بالمناصب والعناوين الوظيفية والإدارية، وقد وقعت قانون تمديد ولاية البرلمان حتى لا يحدث أي فراغ قانوني ودستوري بالإقليم>> .
ويختم البارزاني قوله :
«احتراما مني لأصوات معظم الكتل البرلمانية ولعدم إحراجهم، أعلن لشعب كردستان أنني سأحمل هذه الأمانة إلى حين انعقاد الدورة الرابعة للبرلمان، ومن الآن أطالب رئاسة البرلمان القادم بالعمل خلال فترة لا تتجاوز سنة واحدة لتحقيق التوافق حول مشروع الدستور وتحديد آليات انتخاب رئيس الإقليم، وأن تنظم الانتخابات الرئاسية حينذاك لكي نسلم هذه الأمانة لمن يحصل على ثقة الشعب».
أجل ان البارزاني أراد انهاء الجدل الدائر حول هذا الموضوع ، لكن يبدو للمراقب ان علاج هذا الموضوع كان بمنأى عن الأسترشاد بمصالح الشعب الكوردي بل كان يصب في خانة المعارضة السلبية بدلاً من المعارضة الأيجابية التي تكون مصلحة الوطن هي المنارة التي تسترشد بها بدلاً من المصالح الحزبية .
البارزانيون والمكون المسيحي
هنالك من يسأل عن الأسباب التي تجعلني ادعو لمزيد من التقدير والأحترام للبارزانيين ، فأقول للقارئ الكريم اجل ثمة اسباب تدعوني الى ذلك وأرجو ان تمهلني قليلاً لأشرح ذلك وأقول : في الماضي القريب هنالك محطات تاريخية تجمع بين المسيحيين والبارزانيين ، واعتقد ان هذه المكانة هي نفسها بالعلاقة الطيبة مع الأيزيدية والمندائيين والأرمن ، وبشان المسيحيين نورد بعض المواقف التي ورد ذكرها في كتاب مهد البشرية<1 > وكان ذلك في في زمن عبد السلام البارزاني ( 1876 ـ 1914 ) وفي ص130 نقرأ :
كان ( عبد السلام البارزاني ) يؤمن بالمساواة التامة بين الكردي المسلم والمسيحي على حد سواء ، لكننا نخشى ان الموظفين الأتراك على العموم لا يستحسنون منه هذا السلوك .
 وبسبب عدالة هذا الرجل كان محبوب من قبل القرويين ولم يقبل اي منهم بإفشاء سره حينما اختفى بين ظهرانيهم فيقول المؤلف ويكرام وشريكه في التأليف لكتاب مهد البشرية  ص 132 :
وهنا جنى الشيخ ( عبد السلام البارزاني ) ثمرة معالمته الكريمة للقرويين فلم يخطر ببال احد من رعيته مسيحيين كانوا ام مسلمين ان يخونه ويسلمه الى اعدائه . وفي هذا الوقت بالذات لقيناه لأول مرة وهو متنكر في ثياب خلقة وليس معه غير تابع واحد وهو مختف في إحدى القرى المسيحية فيما يلي إمارته .
وفي ص144 نقرأ :
.. مسكينة قرية ( أردل ) فهي منسية منعزلة تسبح في ظلام الفقر والجهل وهي اصدق مثل للحياة البشرية السائدة في القرى المسيحية التي يملكها الكورد في الجبال . .. لكن والحق يقال ان ( اردل ) تستحق التهنئة من عدة نواح ، فأهلها يقرون انهم لا يجدون للشكوى من الناحية السياسية لأن صاحب القرية وهو آغا ( سورايي ) فيكون سيدهم الأعلى والحالة هذه شيخ بارزان الذي عرف بلقب ( شيخ النصارى ) لأنه يعامل النصارى وأتباعه المسلمين على قدم المساواة . وتسامحه هذا جعلهم ينعمون بالأمن والحصانة من الأضطهاد من النهب والسلب .
 وهذا السلوك استمر في عهد الشيخ احمد البارزاني ، ومن ثم في عهد القائد الكوردي المعروف ملا مصطفى البارزاني ، الذي ازال الفوارق بين المسلم والمسيحي في مسألة الأستشهاد . ولا شك ان الرئيس مسعود البارزاني يسير في نفس الطريق في موقفه العادل من مسألة الأقليات الدينية بشكل عام ومن المسيحيين بشكل خاص .
من هذا المنطلق التاريخي ومن معطيات موضوعية في الوقت الحاضر في الجانب السياسي والأجتماعي فإن الأقليات الدينية بشكل عام تقف مع القيادة البارزانية ، وهذا ليس سراً بل نمارسه بشكل علني صريح وموقف اعضاء البرلمان المسيحيين في برلمان كوردستان يبين بشكل واضح وقوف هؤلاء الأعضاء مع الحكومة ومع الخطاب العام للرئيس مسعود البارزاني . لكن يجدر بي ان اكرر هنا بأن الحقوق القومية والسياسية للكلدان في اقليم كوردستان ليست على ما يرام . ويطالهم الغبن والتهميش في مجال الحقوق القومية والسياسية .
د. حبيب تومي / اوسلو في 18 / 07 / 2013
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر <1> دبليو . أي . ويكرام وهو دكتور في اللاهوت . مع  أدكار . تي . اي . ويكرام " مهد البشرية ، الحياة في شرق كوردستان " نقله الى العربية جرجيس فتح الله المحامي . من منشورات التآخي .بغداد ، سنة 1971



390
الأخ يوسف شكوانا المحترم
تحية ومحبة
 وأنا سبق لي ان اجبت على رسالتك واعيد نشرها .
تحياتي
ـــــــــــــــــــــــــــ
لأخ يوسف شكوانا المحترم
تحية ومحبة
بدءاً اشكر الأستاذ عبد الأحد قلو على الأجابة المستفيضة لما ورد في رسالتك  لكن لدي بعض الإضافات على ما سطره الأستاذ عبد الأحد .
في البداية اخي يوسف شكونا اشكر مرورك الهادئ المعتدل ، وانا بدوري اضيف بعض الملاحظات على تساؤلاتك .
اولاً : ـ سؤالك الأول في الأنقسام السياسي يمكن صياغته بهذه الصورة وهي وجود احزاب سياسية ذات صبغة قومية وغالباً ما يكون اعضائها من تلك القومية التي يعنيها الحزب كأن يكون الحزب عربي او كوردي .. الخ لكن من ينتمي الى ذلك الحزب القومي من غير القوميات ، قد يكون بقصد الأنصهار ، فما نعرفه هنالك اكراد مستتركين ، وأكراد مستعربين والى آخره  ، وربما يكون الأنتماء الى الحزب القومي من غير قومية من باب الصداقة  والمناصرة لقضيته ليس إلا .
وهنالك احزاب اخرى كالحزب الشيوعي وكثير من الأحزاب الليبرالية ففيها تنوع قومي في صفوفها .
ثانياً : الكوتا هي تحت يافطة الكوتا المسيحية لكن سيطر على ثمارها الأحزاب المتنفذة القريبة من مصادر صنع القرار ، كالحركة الديمقراطية الآشورية في المركز ، والمجلس الشعبي في اقليم كوردستان ، والحزبين هما حزبان آشوريان قلباً وقالباً .
ثالثاً بصدد تكرر عبارة نحن الكلدان ، ولا ادري لماذا لا تروق لك هذه العبارة اخي يوسف شكوانا : الكاتب عبد الرحمن الراشد ( عربي )  يقول نحن العرب متأخرين في سلم الحضارة ، والكاتب خدر خلات ( ايزيدي ) يقول نحن الأيزيدية ... والكاتب جلال جرمكا ( كوردي ) يقول حقوقنا نحن الأكراد  والكاتب اشور بيث شموئيل ( آشوري )  يقول نحن الآشوريين ويقول كل الحجارة في بلادنا هي آشورية .. فمن خول هؤلاء جميعاً ؟ لكن الحقيقة تقضي ان كل كاتب يخاطب الناس باسم انتماؤه ، فهل هؤلاء لهم تخويل حينما يتكلموا باسم شعبهم ويطالبون بحقوقه  ، فإن كان الكاتب الكوردي لا يحق له ان يتكلم باسم شعبه الكوردي فبأسم من له الحق ان يتكلم هذا الكاتب ؟ ومن هو  احق منه لكي يتكلم باسم الشعب الكوردي اكثر منه .
فأنا كلداني ، ادافع عن حقوق الشعب الكلداني وهذا انتمائي القومي ، ألا يحق لي الدفاع عن حقوق الشعب الذي انتمي اليه ؟ وإن لم يكن لي الحق فمن يملك مثل هذا الحق حسب تصورك اخي يوسف شكوانا ؟
هل الذي يتنكر لقوميته الكلدانية يحق له ان يتكلم او يدافع عن حق الشعب الكلداني ؟
رابعاً : ارتباطنا بالملبار كان ارتباط ديني ومذهبي وليس له علاقة بالأنتماء القومي ، انهم من قومية هندية لكن نشترك معهم دينياً اي مسيحيين مثلنا ، ومذهبياً اي كاثوليك مثلنا ، وبكون مبشريهم كانوا من الشعب الكلداني فتأثروا بطقوسهم الكنسية . فليس للقومية اي دخل في هذا الموضوع ولا حتى الجانب السياسي .
خامساً ، التسمية الأخيرة التي يراد لها ان تدخل معترك التسميات ( السورايي ) ، هي تسمية يشار بها الى الجانب الديني ، كما نقول في القوش : ( كولان سورايي دغذاذيوخ ) وحينما يقع حادث ، نقول : سورايي ويوا يان مشلماني ؟  اي مسيحيين كانوا ام مسلمين ؟ فهذا المصطلح سوراي هو إشارة الى الدين المسيحي ، اما ترويجه كمطلح قومي فهي عملية خاطئة من قبلكم  اخي يوسف شكوانا ، وهذا رأيي طبعاً .
 فنحن لدينا من يعتزون بقوميتهم الآشورية ولا يعترفون باية تسمية اخرى حتى لو انقلبت الكرة الأرضية وأعتقد انت تتفق معي .
وهنالك من يعتز بقوميته الكلدانية ، وهذا من حق اي انسان ان يحدد معتقده وانتماؤه بكل حرية ، وهنالك من يعتز ويفتخر بقوميته الآرامية او السريانية ، مبنياً حججه على اللغة الآرامية او السريانية  التي يتكلم بها ، وهنالك أحزاب ومنه الزوعا اطلقت كلمة كلدوآشوري ، وهنالك حزب المجلس الشعبي اطلق تسمية كلداني سرياني آشوري ( كـ ـ س ـ ا ) .
 واليوم في امريكا اطلقتم لفظة سورايي ، و:اننا في حيرة من امرنا ، بهذا الكم الكبير من الأسماء ، اي ( جئتم تكحلوها عميتوها )كما يقول المثل العربي ، فزيدتم الأسماء اسماً آخراً  .
يا اخي يوسف كل منا يعرف انتماؤه فلا يوجد حيرة او تذبذب في الأسم إلا في الذي هو محتار ومتذبذب وله شكوك في انتمائه .
 الآشوري يعرف ويعترف بكل فخر انه اشوري ، والسرياني يعرف انه سرياني ، والكلداني يفتخر بانتمائه القومي الكلداني . لكن المشكلة تكمن فيمن ليس واثقاً من نفسه ، إذ يبدأ في ايجاد وترهيم اسماء على بعضها ، وانا لا افهم لماذا كل هذه الجدالات ، كل شخص له مطلق الحرية في اختيار وتحديد انتماؤه الديني والقومي والسياسي ، فلماذا تقوم الأحزاب الأديولوجية بالأجتهاد والتنظير بدل الناس ، لماذا لا يمنحوا الحرية لكل إنسان ليختار بحريته ، وبمنأى عن دوائر اطلاق تهم التآمر والتخوين .. الخ
واعتذر عن الأطالة اخي يوسف شكوانا ، وكم كان بودي ان لا يفسد الأختلاف في الأراء في الود قضية .  لكن الواقع ان اقل اختلاف معكم تضعونا في خانة الخونة والأعداء والمتآمرين .. وهذا شئ مؤسف ان نصل الى هذه الدرجة ونحن في نعيش في زمن الحرية وحقوق الأنسان الكاملة .
تقبل تحياتي
حبيب

391
الأخ يوسف شكوانا المحترم
تحية ومحبة
بدءاً اشكر الأستاذ عبد الأحد قلو على الأجابة المستفيضة لما ورد في رسالتك  لكن لدي بعض الإضافات على ما سطره الأستاذ عبد الأحد .
في البداية اخي يوسف شكونا اشكر مرورك الهادئ المعتدل ، وانا بدوري اضيف بعض الملاحظات على تساؤلاتك .
اولاً : ـ سؤالك الأول في الأنقسام السياسي يمكن صياغته بهذه الصورة وهي وجود احزاب سياسية ذات صبغة قومية وغالباً ما يكون اعضائها من تلك القومية التي يعنيها الحزب كأن يكون الحزب عربي او كوردي .. الخ لكن من ينتمي الى ذلك الحزب القومي من غير القوميات ، قد يكون بقصد الأنصهار ، فما نعرفه هنالك اكراد مستتركين ، وأكراد مستعربين والى آخره  ، وربما يكون الأنتماء الى الحزب القومي من غير قومية من باب الصداقة  والمناصرة لقضيته ليس إلا .
وهنالك احزاب اخرى كالحزب الشيوعي وكثير من الأحزاب الليبرالية ففيها تنوع قومي في صفوفها .
ثانياً : الكوتا هي تحت يافطة الكوتا المسيحية لكن سيطر على ثمارها الأحزاب المتنفذة القريبة من مصادر صنع القرار ، كالحركة الديمقراطية الآشورية في المركز ، والمجلس الشعبي في اقليم كوردستان ، والحزبين هما حزبان آشوريان قلباً وقالباً .
ثالثاً بصدد تكرر عبارة نحن الكلدان ، ولا ادري لماذا لا تروق لك هذه العبارة اخي يوسف شكوانا : الكاتب عبد الرحمن الراشد ( عربي )  يقول نحن العرب متأخرين في سلم الحضارة ، والكاتب خدر خلات ( ايزيدي ) يقول نحن الأيزيدية ... والكاتب جلال جرمكا ( كوردي ) يقول حقوقنا نحن الأكراد  والكاتب اشور بيث شموئيل ( آشوري )  يقول نحن الآشوريين ويقول كل الحجارة في بلادنا هي آشورية .. فمن خول هؤلاء جميعاً ؟ لكن الحقيقة تقضي ان كل كاتب يخاطب الناس باسم انتماؤه ، فهل هؤلاء لهم تخويل حينما يتكلموا باسم شعبهم ويطالبون بحقوقه  ، فإن كان الكاتب الكوردي لا يحق له ان يتكلم باسم شعبه الكوردي فبأسم من له الحق ان يتكلم هذا الكاتب ؟ ومن هو  احق منه لكي يتكلم باسم الشعب الكوردي اكثر منه .
فأنا كلداني ، ادافع عن حقوق الشعب الكلداني وهذا انتمائي القومي ، ألا يحق لي الدفاع عن حقوق الشعب الذي انتمي اليه ؟ وإن لم يكن لي الحق فمن يملك مثل هذا الحق حسب تصورك اخي يوسف شكوانا ؟
هل الذي يتنكر لقوميته الكلدانية يحق له ان يتكلم او يدافع عن حق الشعب الكلداني ؟
رابعاً : ارتباطنا بالملبار كان ارتباط ديني ومذهبي وليس له علاقة بالأنتماء القومي ، انهم من قومية هندية لكن نشترك معهم دينياً اي مسيحيين مثلنا ، ومذهبياً اي كاثوليك مثلنا ، وبكون مبشريهم كانوا من الشعب الكلداني فتأثروا بطقوسهم الكنسية . فليس للقومية اي دخل في هذا الموضوع ولا حتى الجانب السياسي .
خامساً ، التسمية الأخيرة التي يراد لها ان تدخل معترك التسميات ( السورايي ) ، هي تسمية يشار بها الى الجانب الديني ، كما نقول في القوش : ( كولان سورايي دغذاذيوخ ) وحينما يقع حادث ، نقول : سورايي ويوا يان مشلماني ؟  اي مسيحيين كانوا ام مسلمين ؟ فهذا المصطلح سوراي هو إشارة الى الدين المسيحي ، اما ترويجه كمطلح قومي فهي عملية خاطئة من قبلكم  اخي يوسف شكوانا ، وهذا رأيي طبعاً .
 فنحن لدينا من يعتزون بقوميتهم الآشورية ولا يعترفون باية تسمية اخرى حتى لو انقلبت الكرة الأرضية وأعتقد انت تتفق معي .
وهنالك من يعتز بقوميته الكلدانية ، وهذا من حق اي انسان ان يحدد معتقده وانتماؤه بكل حرية ، وهنالك من يعتز ويفتخر بقوميته الآرامية او السريانية ، مبنياً حججه على اللغة الآرامية او السريانية  التي يتكلم بها ، وهنالك أحزاب ومنه الزوعا اطلقت كلمة كلدوآشوري ، وهنالك حزب المجلس الشعبي اطلق تسمية كلداني سرياني آشوري ( كـ ـ س ـ ا ) .
 واليوم في امريكا اطلقتم لفظة سورايي ، و:اننا في حيرة من امرنا ، بهذا الكم الكبير من الأسماء ، اي ( جئتم تكحلوها عميتوها )كما يقول المثل العربي ، فزيدتم الأسماء اسماً آخراً  .
يا اخي يوسف كل منا يعرف انتماؤه فلا يوجد حيرة او تذبذب في الأسم إلا في الذي هو محتار ومتذبذب وله شكوك في انتمائه .
 الآشوري يعرف ويعترف بكل فخر انه اشوري ، والسرياني يعرف انه سرياني ، والكلداني يفتخر بانتمائه القومي الكلداني . لكن المشكلة تكمن فيمن ليس واثقاً من نفسه ، إذ يبدأ في ايجاد وترهيم اسماء على بعضها ، وانا لا افهم لماذا كل هذه الجدالات ، كل شخص له مطلق الحرية في اختيار وتحديد انتماؤه الديني والقومي والسياسي ، فلماذا تقوم الأحزاب الأديولوجية بالأجتهاد والتنظير بدل الناس ، لماذا لا يمنحوا الحرية لكل إنسان ليختار بحريته ، وبمنأى عن دوائر اطلاق تهم التآمر والتخوين .. الخ
واعتذر عن الأطالة اخي يوسف شكوانا ، وكم كان بودي ان لا يفسد الأختلاف في الأراء في الود قضية .  لكن الواقع ان اقل اختلاف معكم تضعونا في خانة الخونة والأعداء والمتآمرين .. وهذا شئ مؤسف ان نصل الى هذه الدرجة ونحن في نعيش في زمن الحرية وحقوق الأنسان الكاملة .
تقبل تحياتي
حبيب

392
الأخ العزيز آنو عبدوكا المحترم
الأصدقاء الأعزاء اصحاب المداخلات المحترمون
عموماً انا لا ارد على المقالات لكن محبتي لهذه المدينة ارغمتني بل رأيت من  واجبي ان اعلق بما اراه مناسباً .
انا اقدر حرص  وغيرة الأخوة انو عبدوكا وجوزيف صليوا وباسم دخوكا و hanna hanna وكثير من ابناء عنكاوا . لكن باعتقادي ان التكلم عن جمالية مدينة عنكاوا بات متأخراً مع الأسف ، ورغم وجود بعض التماثيل التراثية ومنها تمثال الدنك ، الذي يحتاج الى صيانة جذرية وكذلك يحتاج الى لوحة توضيحية للزائر وبنفس الوقت للأجيال الجديدة التي لا تعرف معنى هذا التمثال والى ماذا يرمز ، إنهم لا يعرفون ان هذه الآلة البدائية الحجرية كانت تشكل جزءاً مهما من حياة  الأنسان في تحضير غذائه من الحبوب .
لكن مقابل ذلك اخي العزيز آنو هنالك صرح مهم وكبير كان يجب ان تشير اليه وهو متحف عنكاوا التراثي ، الذي اعتقد هو من المتاحف النموذجية في رموزه وترتبيه ، وإذا توخينا المهنية في تقييمنا فلا بد من تقييم دور مديرية الثقافية السريانية ، وبشكل مباشر لدور طاقم المتحف وفي المقدمة الأستاذ فاروق مدير المتحف وبقية الموظفين والموظفات العاملين في هذا المتحف الذي عكس معظم جوانب الحياة التقليدية  في هذه المدينة وفي غيرها من مدننا وقرانا الجميلة .
اما قولي بأن التحدث عن جمالية مدينة عنكاوا قد فات اوانه ، فأنا اعتمد في حكمي هذا على الزخم السكاني الذي تتحمله هذه المدينة من اختلاط الجنسيات الى مصالح اهل البارات والملاهي الى الوافدين للعمل في هذه المحلات ، الى الشركات الأجنبية والعراقية والدوائر الحكومية ، الى العمارات الشاهقة التي تكون في الغالب من سمة المدن الكبيرة وليس من سمات كمدينة متواضعة كمدينة عنكاوا .
اخي انو والأخوة الأعزاء : انا دائم التواجد في عنكاوا ، واحاول دائماً السير على الأقدام وهي هوايتي بدل ركوب السيارة  ، لكن العجيب في عنكاوا ان اضطر للسير في نهر الشارع بدلاً من السير على الرصيف المخصص للمشاة الذي تحتله بالكامل السيارات الواقفة على الرصيف ، وانا هنا اتكلم عن الشارع الذي هو باتجاه واحد نحو جمعية الثقافة الكلدانية من مطعم هبي تايمز ، هذا هو  اسم المطعم المشهور على ما اعتقد ، لقد قلت مرة للاخ مدير الناحية في بداية تعيينه في وظيفته ، ولا ادري ان كان هذا من واجبه ، ام من واجب شرطة المرور .
 عموماً ينبغي المحافظة على ما تبقى من جمالية عنكاوة بأن تبقى المناطق الخضراء كالحدائق العامة والمتنزهات ، ويحافظ على الأرصفة من التجاوز عليها ، وغيرها من الأجراءات التي تبقي على جمالية المدينة التي يصار الى عصرها  ، اي الضغط عليها من كل جانب .
تحياتي
حبيب

393
الأخ سرياني ارامي قوميتي المحترم
شكراً على مرورك ولكنك تقول :
سيد لوسيان شعب المسيح متوحد باسم المسيح (مسيحي) ،والقومية فرقت شعبنا بالقوميات الثلاثة التاريخية سرياني ارامي وكلداني واشوري وكيف السبيل الى الوحدة .
فلا ادري لماذا تكون القومية مفرقة : الأسلام كدين فيه كثير من القوميات : الفارسية والتركية والعربية والكردية .. الخ ، والدين المسيحي يحتوي عدة قوميات ، بل حتى المذهب الديني الواحد فيها الكثير من القوميات ، كما هي الحالة الأرثوذكسية فيها من الروس واليونان والبلغار والعرب واليوغسلاف .. وشعبنا المسيحي في العراق فيه الكلدان والسريان والآشوريين والأرمن والأكراد والعرب ، فأين الخلل في ذلك ؟ كل من هؤلاء يعتز بدينه الى جانب اعتزازه بانتمائه القومي . فإن توفر الأحترام المتبادل ، فليس هنالك اي خشية من ذلك ؟
تحياتي
ــــــــــــــــــــــ
 الأخ لوسيان المحترم
تقول في ردك :
السؤال هو : كيف يعني سيقومون بفرض اراءهم وتسميتهم علي؟ هم مهما قاموا بالاعادة والتكرار ومهما علا صوتهم ومهما ارتفعت عصبيتهم ومهما ازدادت مقالاتهم ومداخلاتهم ففي الاخير فان قيمة كل محاولاتهم هي عبارة عن صفر, لانني في الاخير ساقرر بنفسي ولوحدي التسمية التي ساختارها بنفسي.
وتقول ايضاً :
ولهذا انا لحد الان متعجب ومندهش بشدة من استعمال البعض لكلمات مثل "فرض تسمية" و "فرض تفرقة". ...
اجل انا معك في حالة توفر مساحة معقولة من العدالة والديمقراطية والشفافية في التعامل ؟ لكن ماذا إن غابت العدالة والأسلوب الديمقراطي في التعامل ؟ ما هو مصير الفرد الذي تقول انه يستطيع ان يقرر ما يشاء .
في القرن السابع الميلادي حينما دخل الأسلام العراق كان هنالك ثلاثة خيارات امامهم : إما الدخول في الدين الجديد او دفع الجزية او الحرب . فماذا إن كنت انا او انت ولا نريد اي من الخيارات ؟ وكان ولا يزال هذا منطق الأقوياء والذي يعتبر هو منطق الحقيقة ، لأنه كما يقول المثل الأفريقي : إن احداث الصيد يكتبها الصيادون وليس الضحايا ، وكذلك في نهاية الحروب في الأحداث يكتبها المنتصرون .
 وفي مسالة شعبنا المسيحي في العراق ، فإن ما يصل الى للمكون المسيحي من مساعدات ، تستلمه الأحزاب الآشورية المتنفذة القريبة من مصادر صنع القرار ، وهذه الأحزاب لا تعترف بشئ اسمه العدالة او الشفافية ، فكل شئ لهم ولا شئ لغيرهم إلا لمن يستجيب لنظرياتهم ، فالأعلام لهم والتمويل لهم ، والآخرين هم اعداء الأمة .
 ودمت سالماً يا اخ لوسيان
تحياتي
حبيب
 

394

 الأخ  ChaldeanAndProud المحترم
تحية ومحبة
شكراً على المرور
لا ريب ان المرحوم آغا بطرس كان كلداني ، وهو  قائد مشهود له بحسن تدبيره وبشجاعته ، وفشلت حملته للعودة الى ارض الآباء لاسباب يطول ذكرها . وحتى حينما فر او نفي الى باريس ظل يعمل لقضية شعبه الى ان وافته المنية بعد عشر سنوات من وصوله الى باريس .
تحياتي
حبيب
ــــــــــــــــــــــــ
الأخ العزيز قشو إبراهيم نيروا المحترم
تحية ومحبة
شكراً على المداخلة ، وما فهمته من مداخلتك بمساعدة احد الأصدقاء ، إنك مع الأسف تعيد نفس الفكرة بأننا كلنا اشوريين سواء كنا كلدان او سريان او آشوريين ، فنحن أشوريين وهذه فكرتك ونحترم رأيك الذي لا نؤمن به ، فنحن نؤمن ونحترم قوميتنا الكلدانية ، ونحترم الآخرين ، ونحترم انتماءاتهم الدينية والقومية والمذهبية ، ونحن نحترم انتمائك القومي الآشوري ويجدر بك ان تحترم انتماءنا القومي الكلداني .
تحياتي
حبيب
ــــــــــــــــــــ
 الأخ العزيز مايكل سيبي
تحية ومحبة
إن الأخ سام البرواري سوف لا يجاوبك ، إلا بما يسمعه وما يمليه عليه حزبه ، فإن قال له حزبه : الكلدانية مذهب كنسي قال : الكلدانية مذهب كنسي  ولا يستطيع مخالفة التعليمات حتى لو لم يكن متأكداً من صدقيتها ، فلا تحاول رجاءً ولا تضيع وقتك . فهنالك مقولة في الأحزاب الشمولية تقول :
 نفذ ثم ناقش ، وبعض احزابنا القومية تقول ، نفذ دون مناقشة .
الموضوع الأخر الذي تكلمت عنه وهو مثال الضفدعة ورؤيتها ، فإن مصدرها هو الحكيم الصيني تشوانغ تسي الذي يقول :
لا يمكن الحديث عن البحر مع ضفدعة تعيش في اسفل البئر .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
الأخ سام برواري المحترم
بموجب سياق اسلوب ردك الأخير سوف ارد عليك لاحقاً .
كتبت هذا الرد يوم امس لكن فاتني نشره
تحياتي
حبيب

395
الأخ سام البرواري المحترم
تحية
في جوابك الأخير تقول :
وانني عندما قلت الشهيد اغا بطرس ( الله يرحمه ) كان كلداني المذهب ...
إذن انت تصر بوجود مذهب كنسي اسمه المذهب الكلداني ، وهنا كما قلت لا استطيع التواصل معك لأن لك تعليمات حزبية ، لا تستطيع مخالفتها ، حتى لو كانت مخالفة للحقيقة والمنطق ، حتى بمعرفتك الواعية بوجود المذاهب الكنسية المحدودة وهي :
الأرثوذكسية والبروتستانتية والكاثوليكية والأنكليكانية ، والنسطورية ، ولكن لا تستطيع مخالفة تعليمات حزبك الذي يقول بوجود مذهب كنسي كلداني ، ولهذا سوف نضع حد لمناقشاتنا بهذا الخصوص .
اما اسلوبك  محاولة النيل والأسقاط الشخصي والإساءة لمن يعترضكم او يخالفكم الرأي فهو اسلوب حزب البعث بحق من يخالفه او يعترضه ، وها انت تستعمل نفس الأسلوب بكل جدارة فتتعامل  معي بعودتك الى المسائل الشخصية ، فهنيئاً لكم باستعمال هذا الأسلوب الذي هو من اختصاص العاجزين عن الحوار ، فيحاولون بكيل المسبات والشتائم والأساءة الشخصية والى آخره فمبروك لك هذا الأسلوب ، وسوف لا ارد عليك وأنت حر فيما تكتب بصفحتك ، ومهما ملئتها بالشتائم والأساءة الشخصية ، سوف لا ارد عليك ، لكن في الحقيقة كان بودي ان تستفيدوا من الأحزاب الليبرالية في دول المهجر ، لكنكم متأثرين بألأفكار البعثية اكثر من غيرها وهذه مشكلتكم .
تحياتي
حبيب

396
الأخ سام برواري المحترم
تحية
تقول في بداية تعليقك : ـ
(( الشهيد اغا بطرس ( الله يرحمه ) كان كلداني المذهب .. )) .
هنا تتوقف مناقشاتنا ، فإنك تقول لي 2 + 2 = 5
فكيف احاورك اخي سام ، حزبك وهي الحركة الديمقراطية الآشورية ( الزوعا ) قال لك : لا يوجد قومية كلدانية بل يوجد مذهب كلداني : وأنت اجبت حزبك بقولك سمعةً وطاعةً ، وانا بعكسك لا اقول لكائن من كان سمعةً وطاعة ، بل اخالفه عندما يخالف الحقيقة . هذا هو الفرق بيني وبينك انك مغسول الدماغ بالطاعة لحزبك وأنا ليس لي التزام ، بل انا اناقش واختلف . فأبق انت في مكانك وانا اسير في طريقي ، فسوف لا اقبل ان تقول :
2 + 2 = 5
كما سوف لا اقبل ان تقول مذهب مسيحي كلداني .، لأن هذا الأدعاء مخالف للمنطق ، فالكلدانية قبل المسيحية بآلاف السنين فمن اين اتيت بمذهب مسيحي كلداني ، فرجاءً راجع حزبك ، لكي يصحح الخطأ الفضحية . وإلا سوف يصار الى اتهامه بالأمية .
تقبل تحياتي
حبيب
ـــــــــــــــــــــــــ
ـ الأخ عبدالأحد قلو المحترم
الأخ مايكل سيبي المحترم
تحية ومحبة
سؤالي لكما هو : كيف تستطيع اقناع ضفدعة داخل بئر ترى امامها رقعة السماء التي تظهر لها من خلال فتحة البئر فقط ، فهل تستطيع ان تقنعها بوجود سماء ممتدة نحو الآفاق ؟ وهل تستطيع اقناعها بوجود البحار والمحيطات ، وهي تطوف في مياه البئر  وترى الكون من فتحة البئر فقط ؟
تقبلا تحياتي  
حبيب

397
الأخ العزيز عبدالأحد قلو المحترم
الأخ  العزيز مايكل سيبي المحترم
تحية ومحبة
انا مع رأي الأخ عبد قلو بأن للكنيسة مكانة سياسية في العراق ، وإن قدوم غبطة البطريرك مار لويس الأول روفائيل ساكو ومراسيم تنصيبه التي حضرها اقطاب السياسة العراقية ، فإن هذا الزخم يكسب البطريرك الكاثوليكي الكلداني قدرة لكي يحقق الكثير لشعبه الكلداني المهمشة حقوقه في وطنه العراقي ، وكم هو مفيد وجيد للكنيسة الكاثوليكية الكلدانية ان يكون ثلاثة او اكثر من ابناء شعبها الكلداني ممثلين في البرلمان العراقي ومثلهم في البرلمان الكوردستاني ، ونتمنى ان تستطيع كنيستنا الموقرة ان تعبر عقدة التدخل بالسياسة فانحياز الكنيسة لشعبها ليس اثماً بل شرفاً لها بل هو من واجبها الوطني والأخلاقي .
الأخ مايكل سيبي
اجل ينبغي ان يكون الشعب الكلداني هو المحور في العمل الأجتماعي والديني ، وكل شئ واضح وجلي ، ولا يمكن خلط الأمور فكل محور له حدوده ، وإن محاولة الخلط بين تلك المحاور يكون لغايات سياسية وبغية خلط الأوراق ، ولكن الزمن كفيل بكشف الحقائق مع بذل جهودنا جميعاً لأشعال شمعة لإضاءة تلك الدروب التي يريدون لها ان تكون مظلمة دائماً

 شكراً لكما اخي عبدالأحد واخي مايكل على مروركما المفيد
تحياتي
حبيب

398
إشكالية الخلط بين المحاور الثلاثة لوحدتنا : القومية والسياسية والكنسية المذهبية
 بقلم : د. حبيب تومي / اوسلو
habeebtomi@yahoo.no
من اكثر المصطلحات إثارة للعواطف والأحاسيس هو ما يطلق عليه مصطلح ( وحدة شعبنا ) وهنا يكون المطلوب هو وحدة المسيحيين الذين ينقسمون على انفسهم سياسياً ومذهبياً وقومياً ، وهنالك من يطلق شعار الوحدة جزافاً ، ولا يذكر الجانب الذي يطلب فيه تحقيق هذه الوحدة  هل هي وحدة قومية . ام سياسية ام كنسية مذهبية ؟ ام جميعها ؟
إنه يطلق شعار الوحدة في الفضاء ، ولا يكلف نفسه ان يشرح لنا اي وحدة يقصد الكاتب ، إنه يقرر بقرار وتوجيه حزبي بأن كل من يحذف الواوات بين اسمائنا هو وحدوي ، ومن يبقيها فهو انقسامي ومتآمر ، وما علينا إلا السمع والطاعة والويل والثبور لم يعارض ، كما اصبح موضوع الوحدة مادة للكتابة لمن ليس له ما يكتب عنه ، فاصبح الحديث عن الوحدة حديث ديماغوجي اي لغة سهلة وشعارت فارغة ومزايدات ليس اكثر  .
نأتي الى هذه الجوانب محاولين تفكيك هذه المصطلحات وتشريحها لتسليط قبس من الضوء على كل منها .
اولاً : ـ  الوحدة السياسية :
السياسة عالم متقلب مبني على المصالح ويتبرقع بشتى الشعارات حسب ما تتطلبه المرحلة ، وليس للوحدة السياسية وجود على نطاق شعبنا المسيحي في العراق ، وإن ما اصطلح عليه فيما سمي ، تجمع احزاب شعبنا الذي كان يتمثل بكيانات كلدانية وسريانية وآشورية  بأنه يمثل وحدة شعبنا يعتبر خطأ فاضح ، فمجرد تأليف تجمع معين لأهداف سياسية آنية ، وحذف الواوات بين اسماء شعبنا على صيغة كلداني سرياني آشوري ( ك ـ س ـ ا) لم تكون سوى وحدة شعاراتية شكلية ، خالية من المضمون والجوهر وحينما خرج الحزب الديمقراطي الكلداني من هذا التجمع لا يعني ذلك انه اصبح حزب لا وحدوي . وقد اثبتت الوقائع ان ما يسمى تجمع احزاب شعبنا ( ك ـ س ـ ا) ، ليس سوى كيان مهزوز ، لم يكن له  اي تأثير على مجريات المخاطر المحيقة بشعبنا ، فعند المنعطفات المهمة كل حزب مضى في طريقه وأصبح التجمع في حالة من الأهمال يرثى لها ، وهو حالياً يشهد حالة من التمزق لانه كان مبني على اساس من الرمال ، فالظروف اجبرت كيانات متناقضة في الرؤية السياسية الى الجلوس معاً بعد الأحداث الدامية التي طالت كنيسة سيدة النجاة .
يمكن ان نعطي توصيف لمثل هذه الوحدة بأنها اتفاق مرحلي كأن يكون اشتراك في الأنتخابات بقائمة واحدة ، او الأتفاق بشأن مسألة ما ، وقد اثبت ما يسمى ( تجمع احزابنا شعبنا ) فشله الذريع في اول امتحان له وهو الأشتراك في انتخابات برلمان اقليم كوردستان في قوائم مختلفة ، وحتى حينما اشتركوا في قائمة واحدة في انتخابات مجالس المحافظات كان كل طرف يحشد الدعاية لأبن حزيه بل اكثر من ذلك يعمل على تسقيط الآخر في نفس القائمة  ، فالحزبية لم تقبل ان تضحي او تتنازل بشئ لما يسمى تجمع احزاب شعبنا ، وحتى اعضاء البرلمان من داخل ما يسمى تجمع احزاب شعبنا الكلداني السرياني الآشوري ( ك ـ س ـ ا ) فإنهم منقسمون على بعضهم داخل البرلمان ولا يشكلون قائمة واحدة بعكس القوائم الأخرى التي تتلاحم داخل قبة البرلمان ، إن كان برلمان كوردستان او برلمان العراق . فما يسمى تجمع احزاب شعبنا هو اسم بلا جسم اي حسب المثل العراقي : اسمه بالحصاد ومنجله مكسور . وإن الدعاية التي تحاط بهذا التنظيم هي اكبر من حجمه الحقيقي .
بمعنى آخر ان الوحدة السياسية هو قول فيه الكثير من الغلو وكل من يزعم بإمكانية تحقيق مثل هذه الوحدة فإنه يعيش في الخيال ، فالمكون الواحد كالمكون الآشوري ، كم هي الهوة عميقة بين الأحزاب الآشورية نفسها ، بل حتى الحزب الواحد كالحركة الديمقراطية الآشورية زوعا نشهد صراعاً سياسياً وتنظيمياً من داخلها بحيث انها سوف تنزل في الأنتخابات البرلمانية الكوردستانية القادمة بقائمتين ، فعن اي وحدة تتكلمون ؟ وإن اعترضنا نحن الكلدان على صيغة تجمع احزاب شعبنا ( ك ـ س ـ ا) قيل لنا انتم انفصاليون ، يا اخي انتم حزب واحد تنزلون في قائمتين فلماذا تلصقون تهمة الأنفصال بنا نحن الكلدان ؟
هذه هي السياسة وهذا ينطبق على الأحزاب السياسية في المكونات الأخرى ولو بدرجات متفاوتة .
ثانياً : ـ الوحدة القومية
الأتحاد السوفياتي السابق كان مبنياً على المعادلة الأجتماعية الطبقية اي تفعيل آصرة العلاقات البروليتارية العابرة لحدود الدين والقومية وبقيت تلك المشاعر متقدة ولكنها راقدة تحت رماد القمع او الإهمال في احسن الأحوال ، لتنطلق في اول فرصة سانحة ولنشاهد انهيار وتفكك الأتحاد السوفياتي دون إطلاق رصاصة واحدة ، وعلى انقاضه كانت ولادة دول قومية مستقلة ولم يوقف او يسعف تفكك تلك الدولة العظيمة بما تملكه من عناصر التقدم التكنولوجي ، او ما كان في ترسانته العسكرية الحربية من اسلحة . وهذا ينطبق الى حد كبير في تفكك دول يوغوسلافيا وجيكيوسلوفاكيا والأمبراطورية العثمانية التي تولدت على انقاضها دول  قومية مستقلة .
هنالك خطأ شائع يقع فيه الكثير ، مع الأسف ، وهو خلط بين المفهومين القومي والسياسي والمذهبي ، فحينما نقول على الكنيسة ان تقوم بواجها القومي تجاه شعبنا يفسر قولنا وكأننا نعني ان تنخرط وتتورط الكنيسة في مستنقع السياسة ، ويقع في هذا الخطأ مع الأسف كثير من رجال الدين ، والذي يخلط الأوراق هو الأحزاب السياسية الذين يحذرون الكنيسة الكلدانية (فقط ) بالأبتعاد عن الهموم القومية لشعبهم ، لأن ذلك  يعتبر مجال التورط في العمل السياسي . وهذا خطأ لأن محاور القومية هي في المشاعر وفي الثقافة وفي اللغة وفي الفولكلور والأسماء والملابس القومية والأعياد والى آخره فالمظاهر القومية نستخدمها عن وجدان ووعي كامن داخل النفس وذلك حينما يكون لنا مراسيم زواج محددة او ازياء قومية او رقصات او اغاني او موسيقى كل تلك المظاهر تمثل الجانب القومي للانسان اذ يتحرك فيها ضمن مجموعته القومية من ابناء قومه المشتركين معه بتلك الرموز والخصائص الثقافية التي ترمز الى قومه ، ومجموعها نطلق عليها الخصائص القومية لتلك الشريحة من البشر .
 لكن لا يمكن الأنكار بوجود من يسعى لاستخدام المشاعر القومية لأغراض سياسية ، فيعمل على شحن العواطف وإلهاب المشاعر القومية للتحشيد السياسي ، لقد استطاع  جمال عبد الناصر من إلهاب مشاعر الجماهير في الدول العربية حينما رفع شعار القومية العربية في خطاباته النارية واستخدمها في اهدافه السياسية ، وفعلاً نجح في كسب ود ومشاعر الملايين من البشر في الدول العربية  تحت اليافطة القومية العربية .
وبشأن شعبنا المسيحي في العراق فهنالك القومية الكلدانية التي تعتبر القومية الثالثة في الخارطة القومية العراقية ، وفي سنة 1920 حينما انعقد مؤتمر سيفر قرب باريس ، كان هنالك وفد كلداني يطالب بضمان حقوق الشعب الكلداني في المعاهدة التي ابرمت ، وفعلاً كان في المواد 62 و63 و64  من تلك المعاهدة إشارة واضحة لحقوق الكلدانيين والآشوريين والكورد .
 اليوم في ظل الأصطفافات القومية والدينية والمذهبية فهنالك نزعة قومية نامية لدى شعبنا المسيحي من الكلدان والسريان والآشوريين إضافة الى الأرمن ولدى جميع المكونات العراقية .وإن كان هنالك من يخلط القومية بالسياسة فهنالك ايضاً من يخلط بين المشاعر القومية والتوجهات المذهبية الدينية والتي سوف نتطرق اليها في النقطة التالية .
لقد تضمن الدستور العراقي إشارة واضحة الى الحقوق القومية للكلدان والآشوريين والأرمن لكنه همش السريان ، والدستور الكوردستاني لم يكن بمثل هذا الوضوح للاشارة الى القوميات العرااقية الأصيلة كالقومية الكلدانية كمثال غير حصري .
على الساحة العراقية فإن الأرمن قد حسموا امورهم ولهم لغتهم وقوميتهم فلا مجال لأحتوائهم قومياً ، وسياسياً استطاعوا ان يعززوا مركزهم في اقليم كوردستان حينما حصلوا على كوتا قومية . والى جانب ذلك يسعى الكلدانيون والسريان الى حد ما ليكون لهم كوتا قومية اسوة بالتركمان والأرمن والآشوريين ، إن كان في اقليم كوردستان او في البرلمان العراقي .
وقبل الأنتقال الى النقطة الأخرى نشير الى بعض المواقف القومية لكنيستنا الكلدانية عبر التاريخ المعاصر
لنأخذ موقف البطريركية في زمن البطريرك يوسف اودو ( 1793 ـ 1878 ) : حيث استمات في الدفاع عن لغته الكلدانية وعن الكنيسة في ملبار وعن تاريخه ، اليست هذه مواقف قومية ؟ هل كانت هذه شؤون دينية او لاهوتية بحتة ؟ لماذا يدافع عن طقسه ولغته في حين ان مخاطبة المسيح يمكن ان تكون بأية لغة إن كانت لاتيينية او كلدانية لماذا الأصرار على الكلدانية ؟ اليس هذا موقف قومي ؟ وهل يعتبر البطريرك يوسف اودو متدخلاً في السياسية حينما دافع عن حقوق شعبه الكلداني ؟  
ثالثاً : ـ الوحدة الكنسية ( المذهبية )
المذاهب الكنيسة معروفة وهي : الأرثوذكسية والبروتستانتية والكاثوليكية والأنكليكانية ، والنسطورية . وفي الحقيقة هنالك تنافس ، بل صراعات بين هذه الطوائف المذهبية خصوصاً فيما مضى من الزمن ، ولا مساحة للتطرق لتلك الصراعات في مجال هذا المقال ، لكن نلخص قصة واحدة اوردها الكاتب هاشم صالح في جريدة الشرق الأوسط اللندنية في مقاله : هل يمكن تجاوز الطائفية في المدى المنظور ؟ وهي تشير الى جانب واحد من ذلك الصراع .
فعن الصراع الكاثوليكي البروتستانتي يتحدث عن كتاب من تأليف كاتبة بروتستانتية اسمها فريدريك هيبرار ، وهي ابنة أحد كبار المفكرين البروتستانتيين في فرنسا ويتحدث الكتاب عن قصة زواجها بشاب كاثوليكي تعرفت عليه بالصدفة في الجامعة. وعندما أرادت تقديمه إلى عائلتها كان من الأسهل عليها أن تقول إنه يهودي أو حتى عربي مسلم وليس كاثوليكيا! وقد شعر والدها وكأن الطامة الكبرى قد نزلت على رأسه عندما عرف أنه ينتمي إلى المذهب المضاد: أي مذهب الأغلبية الكاثوليكية.
 ماذا يا ابنتي: أتأتيننا بواحد كاثوليكي إلى البيت؟ العدو التاريخي! هل تعرفين كم اضطهدونا وعذبونا واحتقرونا على مدار التاريخ؟ ومع ذلك فقد أنجبا الأولاد وعاشا أجمل حياة ولا  يزالان ...
الواقع الذي نحن فيه هو اننا مقسمون كنسياً وهنالك جهود تبذل بين آونة وأخرى في سبيل توحيد كنيسة المشرق ، لا سيما الكنيسة الكاثوليكية الكلدانية مع الكنيسة النسطورية التي اتخذت اسم كنيسة المشرق الآشورية ( النسطورية ) ، والكنيسة الشرقية القديمة ( النسطورية ) ، وقد بذل المرحوم البطريرك مار روفائيل بيداويد جهوداً كبيرة لخلق وحدة كنسية لكنائسنا ، الكنيسة الكاثوليكية الكلدانية ، والمشرق الاشورية والشرقية القديمة ، لكن يبدو ان المحادثات في نهاية المطاف وصلت الى طريق مسدود .
اليوم كانت باكورة ومنهجية غبطة البطريرك مار لويس الأول روفائيل ساكو كانت مبادرته الرائعة بالقيام  بزيارة الكنائس الآشورية في استراليا  مستحثاً  السير نحو خطوات وحدوية مهمة للتقارب ولتضييق الهوة بين الكنيسة الكاثوليكية الكلدانية وكنيسة المشرق الآشورية ، وفي الحقيقة ليس في ألأفق ما يشير الى تحقيق تقدم يذكر كثمار لتك الجهود المباركة . وما يترشح من الأخبار أن كنيسة المشرق الآشورية تشترط للتقرب بأن تعمل الكنيسة الكاثوليكية الكلدانية على الأبتعاد عن تلاحمها مع كنيسة روما ، لكن الكنيسة الكاثوليكية لشعبنا الكلداني متمسكة بتلاحمها مع الكنيسة الكاثوليكية الجامعة .
أقول :
المفروض ان تكون اجواء التقارب والوحدة بين كنائسنا اسهل من تحقيق الوحدة القومية او الوحدة السياسية فما هو معروف في كنائسنا ، انها متقاربة في الطقس وفي اللغة وفي اللاهوت . هذا ما يبدو للعيان لنا نحن العلمانيون ، لكن من المؤكد ثمة خلافات اخرى ليست طافية على السطح ، وفي الحقيقة ينبغي ان يكون الأساقفة الأجلاء والآباء الروحانيين والبطاركة الموقرين ، يجب ان يكونوا اكبر من تلك الخلافات لكي يكونوا مثال وقدوة لشعبهم ، فهم يمثلون نخبة اكاديمية ومثقفة  ومتسلحة بروح الأيمان والمحبة ، وهم رجال الدين ينبغي ان يسود بينهم روح التضحية ونكران الذات ، ليكونوا لنا قدوة نقتدي بها . فوحدتهم من المؤكد سوف تؤثر ايجابياً على نواحي الحياة الأخرى بما فيها النواحي القومية والسياسية .
ونحن بانتظار المبادرات الأخوية المبنية على الشفافية والصدقية ، لكي نؤسس وحدة حقيقية في كل مجالات الحياة ، فنحن نشكل اقلية صغيرة في وطننا وأعدادنا آيلة نحو النقصان بسبب مرض الهجرة الخطير ، ويتحتم علينا التفاهم والتضامن والتكاتف وتحقيق وحدة حقيقية مدروسة من كافة جوانبها ، لكي لا تفشل في اول امتحان لها .

د. حبيب تومي / اوسلو في 10 / 07 / 2014

399
الأخ وسام موميكا المحترم
تحية ومحبة
اقتني في مكتبتي كتاب من تأليف الأب الدكتور بهنام سوني وهو بعنوان :
بغديدا في نصوص سريانية وكرشونية وعربية وأجنبية من بداية القرن 7 الى نهاية القرن 19 . ويقع في 768 صفحة .
وفي الفصل الثالث ص 37 يكتب عن : قومية سكان بغديدا فيقول :
 يصعب جداً الحديث عن القومية والعرق في بغديدا تماماً كما يصعب مثل هذا الحديث بالنسبة لغيرها ، بسبب امتزاج الدماء واختلاط الأقوام .
إن سكان بغديدا القديمة هم مزيج من قوميات مختلفة عديدة لكونها جسراً مرت عليه عبر الأجيال شعوب عديدة .
ويضيف :
يقول البعض ان بغديدا هي آرامية الأصل . فعلاً بعد نصرانيتها حافظت بغديدا على القومية الآرامية التي كانت تشكل في حينه اغلبية السكان فيها ، ثم بفضل تزاوج سكانها الآراميين المسيحيين دون سواهم من القوميات والأديان الأخرى حافظت على طابع القومية الآرامية ، كما تحافظ اليوم على لهجة السورث التي ليست سوى لهجة الأقوام الآراميين .
ويمضي الكاتب الى القول :
هنالك من يقول انها عربية الأصل ، إذ تنتسب الى قبائل بني تغلب او الحمدانيين ,اياد والنمر ، هنالك قبائل عربية مسلمة لها صلات القربى الدموية مع نفس العوائل المسيحية الساكنة في بغديدا او تلكيف او الموصل مثلاً تويني وعيساوي .. والمؤلف يشير في نفس الصفحة هامش يقول فيه ان الأب جان موريس فييه يشك في عروبة سكان بغديدا ويشير الى صفحة 443 ويبدو ان المؤلف قد فاته  ان يذكر اسم الكتاب  .
اما عن لغة سكان بغديدا فيقول الأب الدكتور بهنام سوني في نفس الصفحة ( 37) :
لغة بغديدا الرسمية هي الآرامية السريانية السوادية ( السورث ) هذه اللهجة هي اللهجة المشتركة بين السريان الشرقيين والسريان الغربيين ، إن هذه اللهجة قديمة وهي اقرب لهجة الى الآرامية التي تكلم بها السيد المسيج ..
تقبل خالص التحية اخي وسام موميكا
حبيب

400
الأخ العزيز باسم دخوكا / تحية ومحبة
شكراً لمرورك الجميل ، اما بالنسبة الى التعبير عن شكرهم وامتنانهم من بعض معارفك من اهل عنكاوا ، من المؤكد هنالك ما يشغلهم وكل له ظروفه وكما يقال ( الغائب حجته معاه ) .
 ولكن انا صادفتني حالة قد تكون مشابهة ، وفي عنكاوا حينما وضعت مجموعة نسخ من كتابي الأخير المطبوع لدى احد الأصدقاء ، إذ اخذ احدهم نسخة منه وأنا واقف بصفه ولم يكلف نفسه حتى بكلمة شكراً ، وهذه هي الحياة وليس كل الناس من طينة واحدة .
اعيد كلمات الشكر والتقدير لك واحيي جهودك في كتابة هذا العمل ، ونتمنى لك التوفيق والصحة والسعادة في حياتك اخي الطيب باسم دخوكا
تحياتي
حبيب
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
الأخ مايل سيبي المحترم
تحية ومحبة
شكراً لمرورك ونحن جميعاً نقف مع الأخ باسم دخوكا في عمله متمنين له كتابات واشتغالات جديدة .
تحياتي
حبيب
ـــــــــــــــــــــــ
الأخ ابو سنحاريب المحترم
تحية ومحبة
 انا مستغرب جداً من ردك الذي يبدأ بالسطر الأول الذي يقول :
انا  لا اجد هناك اخر في شعبنا....
 لكن نزولاً عند رغبة الأخ باسم دخوكا ، بعدم تحويل المداخلات الى مسائل ومناقشات جانبية ، واحتراماً لرغبته سوف لا اعلق على مداخلتك ذات الطابع الإقصائي الواضح .
تحياتي
حبيب

401
اخي ابو سنحاريب
تحية ومحبة
تقول :
ام انها دعوة لفتح صفحة جديدة للحوار الاخوي
اقول :
أيادينا ممدودة دائماً لمصافحة الجميع ودون إقصاء اي طرف ، قلوبنا وصدورنا مفتوحة للجميع ، دون استثناء وفي المقدمة منهم الآشوريون ، كنيسة وأحزاباً ومنظمات ، لقد كانت تجربة البطريرك الكاثوليكي للشعب الكلداني مار لويس روفائيل ساكو خير مبادرة اخوية لزيارة الكنائس الشرقية الآشورية ، ولا اقول ( النسطورية لكي لا تزعل ، وهي في الحقيقة نسطورية ) في استراليا ، ونحن العلمانيون  نمد ايدينا للأخوة السريان والآشوريين ، لكن العلة يا اخي تمكن في الأحزاب الآشورية تحديداً ، التي تحمل فكر اقصائي وهي تعيش  في القرن الواحد والعشرين ، لقد مضى زمن الفكر الأقصائي القومي العروبي والأسلام السياسي ها هو يتراجع بسرعة ، وثورة مصر على حكم الأخوان هو خير دليل لتراجع الفكر الأقصائي بكل اشكاله .
نحن نعتبركم اخوانا لنا وانتم تنظرون بنظرة دونية لغيركم ومنهم الكلدان والسريان . ينبغي ان تفكروا بقبول الآخر كما هو وليس كما تريدون انتم .
انكم تعيشون في دول ديمقراطية ، وتحملون فكر اديولوجي إقصائي ، لماذا لاتستفيدون من الفكر الديمقراطي الليبرالي من المجتمعات التي تعيشون بين ظهرانيها ، إن امركم عجيب يا اخي ابو سنحاريب الوردة  .
 
الأسماء التي وضعها الكاتب باسم دخوكا لأبطال قصته هي اسماء علم يتسمى بها معظم اطياف المجتمع العراقي ، فأين الخلل في ذلك  .؟
تقبل تحياتي
حبيب

402
باسم دخوكا وحبه في الأزمنة الصعبة / قراءة في كتاب
 
بقلم : د. حبيب تومي / اوسلو
habeebtomi@yahoo.no

(الحب في الزمن الصعب) قصة اغرتني للكتابة عن قراءتي لها وأقول :
 باسم يوسف دخوكا غني عن التعريف بين ابناء شعبنا إنه كاتب كلداني معروف ، يكتب في مختلف المواضيع ويركز بشكل خاص على هموم ومشاكل عنكاوا ، وأنا اعرف باسم دخوكا من خلال كتاباته ، لكن هذه المعرفة توطدت يوم لقائنا في المؤتمر القومي الكلداني العام الذي انعقد في ديترويت اواسط ايار المنصرم . ومن خلال لقاءاتنا تعرفنا على عائلته الكريمة بيداء التي يفتتح قصته " الحب في الزمن الصعب " في صفحة الإهداء يقول :
الى رفيقة دربي وحبيبة عمري بيداء التي لولاها معي لما قدر لهذا الجهد ان يرى النور ... اجل انها باكورة اعماله الأدبية ، وأشكر الصديق باسم على هديته التي اتاحت لي الفرصة لقراءتها الشيقة والتي جذبتني من الصفحات الأولى للاستمرار بقراءتها ، وأردت تصفحها والمرور عليها مرور الكرام في البداية ، لكن حينما بدأت في اولى صفحاتها شدتني الرواية ليس في الأحداث الدرامية التي سادت معظم فصولها بل الأحاسيس الأنسانية التي أفراغها المؤلف من دواخله ومن وجدانه ، فكان علي ان ابقى مع الكلمات وأن اذرف دموع الحزن الدافئة مع شخصيات القصة وكأنني اعيش واقع تلك القصة وأحداثها تقع امامي .
 لقد كان الكاتب صادقاً مع نفسه ومع القارئ ، ولم يحاول إضافة رتوش او جمل إنشائيئة تجميلية ، لقد جسد الواقع بما هو ، ممزوجاً بأحاسيسه فجعل من القارئ مشاركاً له وجدانياً وبما تختلج به الكلمات المعبرة التي حبرها الكاتب . لقد تناول القضايا السياسية ومسائل الحرية لا سيما حرية الفكر وحرية الصحافة والقيود التي تكبل هذه الحرية بل وتصل الى إخماد انفاس من لا يتجاوب مع السياق العام للسلطة او بعض الاطراف المتنفذين .
يقودنا الكاتب بأسلوب ذكي الى نهاية الحدث ثم يعود بنا برشاقة الى تفاصيل الحدث ومن الصفحة الأولى في القصة نقرأ :
رن الجرس الهاتف وأستمر بالرنين في منتصف الليل ليقطع السكون المخيم في الغرفة . استفاق دريد ليمد يده ببطء نحو سماعة الهاتف .. ليصله صوت مرتبك من صديقه الحميم نديم وهو يلفظ الكلمات بصعوبة : النجدة يا دريد ارجوك بسرعة يا دريد ..
وهنا ينتفض دريد مسرعاً لنجدة صديقه المغدور الصحفي نديم يوسف ويعمل المستحيل لأيصاله الى المستشفى وإدخاله غرفة العمليات ليخرج الطبيب بعد قليل ويقول بصوت حزين : لقد بذلت كل ما في وسعي ويؤسفني ان اقول ...
هكذا نبقى مع دريد ليتيه في المدينه دون هدف لكن مكامن اللاوعي تقوده نحو منزل صديقه نديم ويمد جسمه المنهار على سرير صديقه وهنا يشعر بشئ صلب تحت الوسادة وإذا بمجلد جميل على غلافه عبارة : مذكراتي في الصحافة ..
وهنا دون تعب نعثر على تفاصيل دقيقة ومجريات الأمور الى ان توصلنا الى حافات الجريمة التي ستقع في اية لحظة وها هي اللحظة قد وقعت .
علمنا ان نديم يوسف قد وجد في مفاصل الحياة محطات داكنة ومظلمة ، واراد ان يشعل الشموع لأضاءة تلك الأماكن ، لكن هنالك قوى ترى في إضاءة تلك المحطات ما يهدد مصالحها ، ووضع امامه بإرادته الشبابية الطموحة ان يتصدى لتلك النواحي وان يفضحها بقلمه الجرئ ، وهو يتوقع ما سيؤول اليه إصراره هذا ، وهو يعرف ان الحيتان يمكن ان تبتلعه يوماً ، وها هو ذلك اليوم قد حان وارتكبت الجريمة وسجلت ضد مجهول ...
لقد تبين ذلك من مذكراته (نديم ) حينما يتجنب التقرب من الفتاة ( سماء) التي تحاول التعبير عن حبها له فنقرأ حواراً جميلاً :
سماء : عليك ان تنظر من حولك لا بد ان تجد شيئاً جميلاً يستحق ان تعيش من اجله .
نديم ـ وإن لم يجد شيئاً كهذا ؟
........
سماء : لماذا هذا الشعور ؟ هل لكونك وحيداً ؟ ...
نديم ــ بل لدي اصدقاء اعتبرهم اخوتي .
سماء : أحقاً ما تقول ؟
نديم ــ لمَ لا ؟
...............
نديم ــ الحقيقة لا اتصور نفسي ابداً اعيش في حالة حب يوماً ما .
سماء : وهل استطيع ان أسال لماذا ؟
نديم ـ لأنني لا اود العذاب لأمراة اختارها لتكون حبيبتي .
سماء : ولمَ العذاب ؟
نديم ـ لأنني اجهل غدي ..
وبعدها كان الحديث عن تراكم الأحزان عند نديم بسبب اعدام والده وأخيه ثم وفاة والدته بنوبة قلبية وهو في العاشرة من عمره ، ليهتم بتربيته صديق حميم لوالده . ليس هنالك سبيل لالتئام الجرح بعد هذه المآسي وهكذا كانت نهايته هو ايضاً .
وتداعيات حياته سوف يكون لها تأثير على مجرى حياة صديقه دريد الذي يعاني من صدمة نفسية لما حصل لصديقه ، ويصبح في حالة يرثى لها ، وتسعى خطيبته واخيه هشام لمساعدته ، وهنا بطريقة ذكية ينقلنا الكاتب الى دنيا خطيبته التي تتذكر او لقاء لها معه .
دريد : أظن انك حديثة التوظيف في البنك اليس كذلك ؟
شروق ـ هذا صحيح فلم يمض على تعييني سوى بضعة ايام .
دريد : انا اعمل مدرساً في المدرسة المجاورة ، عليك ان تعتادي على رؤيتي كثيراً ، لكن لا تظني سوء فأنا لست غنياً .
فابتسمت وقالت اسمي شروق
 ــ انه اسم جميل .
وبعد تفاهمات الشباب الممزوجة بمصاعب الحياة لا سيما ما ترتبت على حياة دريد من مشاكل ومن اليأس الذي انتابه ، غير ان شروق بعد ان اصبحت خطيبته ، دأبت مع اخيه هشام على مساعدته لمعاودة الحياة الطبيعية والعيش بسلام مع كل ما صادفها من مصاعب ومشاكل ، ولكن هل حقاً اصبح الطريق سالكاً للمرور وللعيش الطبيعي المألوف ليعيش الأنسان حياته كلها ؟ وهل كان هناك المزيد مما يخفيه الزمن لهذا الأنسان ؟
وللاجابة نبقى مع كاتبنا باسم دخوكا وأبطال قصته التي استوحاها من واقع الحياة .
هشام مع مصاعب الحياة يضع امامه خطة للهجرة الى الخارج ، ويعمل على اقناع اخيه دريد وخطيبته ان طريق الهجرة هو اصلح طريق ، وكان من العبث مقاومة تصميمه ، فكان سفره الى دهوك وهو يحمل رسالة من صديق له الى شخص اسمه سردار وهو الذي يقوم بمهمة عبوره الى تركيا .
وفي الطريق الى دهوك يتأمل هشام المناظر الجميلة على جانبي الطريق من الجبال الشاهقة والتي تفرشها اشجار السرو والجوز ويقول هشام في قرارة نفسه :
كم انت جميل يا وطن ولكن ماذا اقول لمن حول هذا الجمال الى خراب ودمار ...
وفي النهاية يصل هشام الى سردار الذي يحمل له الرسالة ويرحب به الرجل وفي المختصر المفيد ، ان هشام يصاب بطلقة في كتفه من قبل حراس الحدود الأتراك ، ويحمله سردار لكي يصل الى قرية امنة له فيها معارف ، وهنا يدرك هشام مصيره ويطلب من سردار ان يقف ليكتب رسالة لأخيه ويطلب من سردار أيصالها ، ويكتب بأنه أصيب بطلقة من حراس الحدود وهي إصابة مميتة ، ويريد من اخيه دريد ان يستمر في الحياة ومع شروق فالحياة يجب ان تستمر ولا تتوقف حين فقدان عزيز علينا .
وهكذا يقوم سردار بإيصال الرسالة الى دريد بعد ان دفن اخاه قبل ايام على الحدود .
لقد كان الحادث المؤلم صدمة قوية لدريد فخرج تائهاً في الشوارع دون هدف سوى الأدمان على المشروب والنوم على قارعة الطريق فأصبح كل شئ عنده سيان ، الموت والحياة والحب والكراهية والوجود واللاوجود الليل والنهار ..  وهكذا اخذ يستعطي رواد الحانات ليشتروا له كاساً من المشروب .
وذات يوم وهو يسير في شارع دون هدف لمح شروق تسير بنفس الممر من الأتجاه المقابل ، وحينما لمحته تسمرت في مكانها وهو ايضاً توقف ليتأمل كل منهما الآخر ، وبعد اخذ  ورد تقول له : عد الي ارجوك ويكفي ما حل بنا .
تراجع دريد الى الخلف ليقول : لم اعد انفع لك يا شروق وأرجوك انسيني وابحثي عن مستقبلك .
وترد عليه شروق : ماذا تقول انسيت حبنا ؟ اين مضت احلامنا ؟
ويرد بصوت خافت : قتلها الزمن .
 ومن جانبها تحاول ام شروق ان تعيد لابنتها حياتها الأعتيادية وان تسعد بها ، وان تمسح الحزن من حياتها بأن تفتح صفحة جديدة ، فتبلغها بأن مخلص يحبها وان أمه اتصلت اكثر من مرة تريد زيارتهم لتطلب يدها . وفي نهاية المطاف توافق شروق على الخطوبة وتستمر الترتيبات لعقد الزواج ولم تبق سوى ايام للحفلة ، وبينما كانت تسير مع خطيبها مخلص إذا بها تلمح رجلاً بهيئة متسول جالس على قارعة الطريق ، وامام دهشة خطيبها اتجهت نحو المتسول الذي كان هو دريد بعينه وركعت امامه وخطيبها ينظر اليها وهي تبكي .. وبعد ان سحبها اردف قائلاً . في اوروبا سوف لا تجدين مثل هؤلاء المتسولين في الشوارع ، وهنا توقفت : وهي تقول :
ارجو ان تغفر لي يا مخلص  لا استطيع الأستمرار معك .. فالرجل الذي ظننته متسولاً هو دريد خطيبي .. وانا لا استطيع ان اتركه على هذه الحال ..
وأردفت : سامحني ارجوك
ومخلص بروح رياضية قال لها ايضاً : انا لا اود الأرتباط بفتاة يشغل قلبها رجل آخر ، وأخرجت خاتم الخطوبة من اصبعها وناولته له .. وعادت الى حبيبها وخطيبها دريد ولكي تنقذه من واقعه المأساوي الذي وقع فيه .
 برأيي ان الكاتب هنا انتصر للحب وانتصر للمشاعر الأنسانية ، وإن الحب هو المنتصر حتى في الأزمنة الصعبة . وقبل الختام لا بد من المرور على الكلمات االمعبرة التي خطها باسم دخوكا على غلاف الصفحة الأخيرة لكي يودعنا وهي كلمات رائعة نابعة من قلبه النقي النابض بحب الحياة والأنسان يقول :
تمعنوا جيداً في كل كلمة بقصتي هذه ، إنها ليست كقش في مهب الريح ، إنها ليست إبداع اللغة في عالم الكتابة ، لربما افتقرت لمفردات لغوية رنانة ، إنها انفاس أرواح تئـن ، إنها نزف جرح غائر ، انها صرخة من الواقع المرير الذي حول الأمل الى الألم والحب الى كراهية والحرية الى العبودية . إنهم أناس يعانون ويتألمون لسبب بسيط جداً ألا وهو انهم أحياء .
 تحية للصديق العزيز باسم يوسف دخوكا والى اشتغالات ادبية وثقافية .. اخرى
د. حبيب تومي / اوسلو في 04 / 07 / 2013




403
الأخ كمال يلدو المحترم
تحية ومحبة
إن مبادرتك لنشر هذا المقال ، قد حفزنا للتجوال في كهوف الذكريات للعقود الماضية ، وما دمت تتذكر شهداء تلكيف ، فلا بد من الإشارة الى صديقي العزيز  ايام الشباب الشهيد موفق الياس الذي اعدم غدراً بتلفيق التهم الباطلة بحقه ، لقد كان معنا في مطاوي الستينات ملتحقاً بقوات البيشمركة مع توما توماس ، ويوم استولينا على مركز الشرطة في تللسقف كان معنا في العملية .
وعمل والده ، الذي يبدو انه كان ميسور الحال ، على نزوله وتسليمه للقوات الحكومية ، وقبل عملية التسليم كان قد ابلغني شخصياً  بأنه عازم على العودة للحياة الطبيعية نزولاً عند رغبة والده وعائلته ، وكان عربون صداقتنا ولتبقى للذكرى بيننا ،  اننا تبادلنا في الساعات اليدوية التي نحملها لتبقى عربون ذكرى صداقتنا ، وبعد سنين علمت انه من ضمن المعدومين بتهمة التجسس في الباب الشرقي عام 1968 او 1969 ، هكذا ضاع  هذا الشاب ومعه الكثير من شباب شعبنا بتهم ظالمة .
 نكرر دعائنا بالرحمة لهؤلاء الشهداء الشباب ولكل شهداء العراق .
تحياتي
حبيب

404
الأخ كمال يلدو المحترم
في الحقيقة ان تلك الفترة من تاريخ العراق بعد سقوط النظام الملكي ، وباستثناء السنين الأولى للثورة شكلت نقطة مظلمة من تاريخ العراق ، حيث اللجوء الى العنف والأنتقام ، والى اليوم هي مستمرة تداعيات تلك الفترة ، فنخرج من نفق مظلم لندخل في نفق ثاني وهكذا ، لقد اتسمت تلك الفترة بروح الأنتقام من الأبرياء دون تمييز ، وتغيب العقل والحكمة امام الفكر الثوري على مختلف مستوياته ، وتربعت عقلية الثأر مزيحة عقلية التعقل والتفاهم بين كل الأطراف العراقية ، كما كانت القومية تفضل مصلحة الوطن العربي الكبير على مصلحة الوطن العراقي . كل تلك الأرهاصات ولدت اعمال العنف والأنتقام وهي مستمرة بصورة وأخرى الى اليوم مع الأسف .
رحم الله هؤلاء الشهداء وكل شهداء العراق ليكونوا عبرة لنا لكي نتفاهم ونتحاور في بيتنا العراقي الكبير وبين ابناء شعبنا المسيحي من الكلدان والسريان والأشوريين .
تحياتي
حبيب

405
جميل روفائيل اسم كبير في عالم الصحافة والكتابة في العراق
كان لقاؤنا عبر الكلمة وعبر اتفاقنا على مبدأ حرية الرأي ، كل منا له رأيه وإن اختلفنا في وجهات النظر ، لكن ما كان يجمعنا هو الأتفاق على مبدأ الحرية ، وعلى احترام الرأي الأخر المختلف ، وهكذا كان ينشر مقالاتي التي اختلف فيها معه في الرأي ، وانا انشر مقالاته التي اختلف مع ما ورد فيها .
التقينا لاول مرة في القوش في جمعية الثقافة الكلدانية ، ويبدو انها كانت آخر مرة ، وكان هذا اللقاء مجال للتفاهم والحوار الودي وجهاً لوجه . وكانت امامنا سفرة لبغديدة وكرملش وبعشيقة وبحزاني سوية وبرقفة الأستاذ جميل زيتو والأستاذ جونسون سياويش .
وهكذا تمضي قافلة السنين والأيام تتوالى بسرعة هائلة  والحياة تسير بطريقها وهذا هو ناموس الحياة .
تحية عطرة لذكرى المرحوم جميل روفائيل .
حبيب

406
الأخ دشتور الريكاني المحترم
لا زال السؤال قائماً لك وهو :
 وسوف اكون شاكراً لك لو ارشدتني الى مؤسس (((( المذهب الكنسي الكلداني))))  ومن هم مبتدعوة وما هو موقفهم من السيد المسيح ومن اللاهوت ؟
تحياتي
ــــــــــــــــــــــــــ
 الأخ العزيز نوئيل رزق الله المحترم
لا ادري لماذا تفسر الكلمات بغير موضعها ، انا وانت هاجرنا  وطننا وطلبنا اللجوء في بلدان أخرى من دول المهجر . القوش هاجرت اليها عوائل كثيرة ومنهم عشيرتك وعشيرتي ، وكذلك منها هاجرت عوائل ايضاً الى كرملش ومنكيش ومدن العراق ، وماذا سيغير الأمر ؟ عائلة صفار ( مبيضانا ) هاجروا الى القوش ، ولم تقبل بهم القوش ، ولكن في نهاية المطاف اقنعوهم انهم يمتهنون صنعة تلميع الأواني النحاسية وتبييضها ، وفعلاً سمح لهم بأسفل قرية القوش التي كانت محلة قاشا ، وحسب ما عرفت  من الآباء ان ( كوري او اتونا = لصناعة الجص ) كانت بالقرب من موقع كنيسة ماركوركيس الحالية ، وسمح لهم بالسكن في تلك المنطقة واليوم آل صفار بينهم رجال علم وصناعة وتعليم وهم من الآلاقشة الأصلاء  ، وبيت حكيم قبل لجوئهم او لنقل هجرتهم الى القوش  كونهم يمتهنون صناعة الطب الشعبي كان الترحيب بهم ، ولقبوا بيت الحكيم وخرج منهم البطاركة والمطارنة الأفذاذ والمعلمين والمهندسين والأطباء وهم من الألاقشة الأصلاء ايضاً .
فانا لم اسئ او اشتفي بأي إنسان بهذه الفرضية .
ربما تريد ان تقول ان العوائل المهاجرة من جبال حكاري الى القوش هم آشوريون ، فهذه الفرضية باطلة من الأساس ، لانه ببساطة لم يكون هنالك لفظة آشوريون تطلق على هؤلاء السكان إلا بعد هجرتهم الى العراق ، وكان الهدف عرض قضيتهم في المحافل الدولية لتمييزهم عن المسيحيين الكلدان في العراق .
 اما قولك كانت جميع هذه المناطق  بلاد الرافدين  ، فهذا المصطلح اخي نوئيل رزق  الله هو مصطلح جغرافي وتدخل فيه تركيا وأرمينيا وجبال كوردستان وسورية وعراق اليوم وقسم من بلاد فارس ، فمصطلح بلاد الرافدين يشمل ما بين النهرين والحافات الخارجية للنهرين دجلة والفرات .
تقبل تحياتي
سأحاول ان ارد على معظم التعليقات في قابل الأيام .
تحياتي
حبيب

407
الأخوة الأفاضل مايكل سيبي / نوئيل رزق الله / توني دي باز Tony De baz المحترمون
كان بودي مواصلة الحديث عن الموضوع الذي ابتدات به ، لكن تعليق الأخ دشتو الريكاني العجيب قد اعادنا الى المربع الأول ، يقول الأخ الريكاني بالحرف الواحد :
.. وقليل من أهل قرى زاخو كونهم اثوريين ومذهبهم كلداني ..
ويقول في مكان آخر من رده :
... فكيف يسمون نفسهم بالنسطوريين؟ إلا إذا احدا سألهم ماهو مذهبكم ؟ يقولون نسطوري في ذلك الزمان . انتم مذهبكم كلداني ...
يا رجل حفيدتي قبل سنتين حينما كانت في المدرسة الأبتدائية قالت انهم يدرسون في المدرسة مادة الأديان ، وحينما سألتها عن المذاهب الكنسية وهي في الصف السادس الأبتدائي طبعاً ، قالت المذاهب الكنيسة هي :
1 ـ المذهب الكنسي البروتستانتي في اوروبا الغربية والشمالية ومناطق اخرى من العالم .
2 ـ المذهب الكنسي الكاثوليكي ويتبع كنيسة روما وفي مقدمة الدول الكاثوليكية فرنسا وأيطاليا واسبانيا .
3 ـ المذهب الكنسي الأرثوذكسي ، وهو في روسيا وبلاد البلقان واليونان وبعض الدول الأخرى .
4 ـ المذهب النسطوري ، وحجمه مجهري قياساً بالمذاهب الكنسية الأخرى ، وفيه كنسيتان معروفتان ، الكنيسة الآشورية والبطريرك فيها مستقر في الولايات المتحدة ، والكنيسة المشرق القديمة التي يستقر فيها البطريرك في بغداد .
 5 ـ هنالك الكنيسة الأنكليكانية ، وهي في حدود المملكة المتحدة ، ثم هنالك الكنيسة الأنجيلية .
هذه هي المذاهب التي قالت عنهم حفيدتي وهي في الصف السادس الأبتدائي ، وسوف اكون شاكراً لك لو ارشدتني الى مؤسس (((( المذهب الكنسي الكلداني))))  ومن هم مبتدعوة وما هو موقفهم من السيد المسيح ومن اللاهوت ؟
إنه اختراع جديد لم يشر اليه في الموسوعات العلمية والدينية ولا في موسوعة ويكيبيديا .
 هل المذهب الكلداني الجديد هو سري لا يعلم به سواك والمتشددين من الأخوة الآثوريين امثال السيد آشور بيث شليمون والسيد آشور كيوركيس ، فقط ام هنالك نظريات لاهوتية كلدانية لا نعرف بها .
فحسب معلوماتنا نحن البسطاء ان الكلدانية والآشورية والارامية هي قبل المسيح بآلاف السنين فكيف اصبحت الكلدانية تحديداً مذهب كنسي؟ اعلمونا رجاءاً لكي نواصل الحوار المفيد ؟ انا بانتظار معلوماتك لكي نستفيد منها ، كما اريد الإشارة الى المصادر التي استقيتم تلك المعلومات رجاءً لكي نراجعها ونستفيد منها ، وانا شخصياً بانتظار الجواب .
تحياتي الكلدانيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة
حبيب

408
الأخوة الأفاضل اصحاب المداخلات شكراً على الكلمات التي سطرتموها إن كانت مع او بالضد مع المقال ، وكان بودي ان يكون حديثكم جميعاً عن موضوع المقال بمنأى عن الأمور الشخصية للكاتب ، فالمقال ليس حول الملف الشخصي ، إنه حول فكر معين انا اعتبره فكر  إقصائي ، وكان يجب مناقشة هذا الموضوع ، واطلب سماحكم لأكتفي بالرد على الأخ دشتو ادم الريكاني ، وإن سمحت الظروف ( ضيق الوقت الذي يركض بسرعة ) سوف ارد على الجميع شكراً ايها الأخوة الأفاضل :
عبدالاحد قلو / ادي بيث بنيامين  / ناصر عجمايا / سامي هاويل / مايكل سيبي / يوسف شكوانا / رمزي بحو .
 تحية ومحبة للجميع
حبيب
ــــــــــــــــــــــ
الأخ دشتو ادم الريكاني المحترم
  السيد دشتو آدم الركاني ، اسألك اولاً : ما هي المناسبة التي تذكر فيها ماذا كنت وأي حزب كنت انتمي وهل انا مؤمن او غير مؤمن .. الخ ما دخل هذه المواضع الشخصية بالنص الذي امامك ؟ لماذا لا تقارع الحجة بالحجة والفكرة بالفكرة بدل ، سردك معلومات قديمة عن تاريخي ، اليس النص امامك فلماذا تتهرب منه انت وغيرك من المناقشين ؟
مع ذلك سوف اناقش النقاط الأخرى ولو ان قسم منها خارج الموضوع :
اولاً :
قولك : ..  هل الذي يهجر من منطقة إلى اخرى بسبب القتال والحروب في نفس موطنه  يعتبر لاجئ ؟ أم يعتبر مهاجر ؟ .. الخ
يبدو انك هنا تحتج على لفظة لاجئ ، وصحيح ان الذي يترك قريته او مدينته الى قرية او مدينة اخرى في وطنه لا يمكن اعتباره لاجئاً بمفهوم اليوم ، حسب المصطلح  المعروف بدول التي تقبل اللجوء السياسي او الأنساني ولكن ..
اقول اخي الريكاني ، في عشية الحرب العالمية الأولى التي وقعت تلك الحوادث ، لا انا ولا والدي المرحوم كنا على وجه الأرض ، لذلك المعلومات التي اكتبها مستقاة من بطون الكتب التي كتبت عن تلك الحوادث ، وأدعوك لقراءة كتاب " قوات الليفي العراقية 1915 ـ 1932 ) تاليف العميد جي . كلبرت براون ، وهو مسؤول معسكر بعقوبة للاجئين ، ويقول ص29 :
هنالك تقرير مهم كتبه الملازم جارجي عام 1919 تحت عنوان ( (اللاجئون ) الأرمن والآثوريون الموجدون حالياً في معسكر بعقوبة ... وتمكن من توثيق تفاصيل دقيقة عن هؤلاء (اللاجئين) ..
في ص 70 يقول المؤلف :
في شهر ايلول عام 1919 عندما تم مهاجمة معسكر (اللاجئين) الآثوريين في مندان على مسافة 30 ميل شمال شرقي الموصل من قبل الأكراد فإن الآثوريين ... الخ
وعن العودة الى اراضي الأجداد ورد في ص84 هامش يقول :
.. إن الغالبية وافقوا وغادر بطرس نحو هدفه ومعه 4000 مقاتل منطلقاً من عقرة .. بدأت الحركة اواسط ت1 سنة 1920... لم يكن الزحف سهلاً وبرغم نجاح بطرس (كذا) بطرد الأكراد الى جهة الزاب اليسرى  إلا ان الزيباريين تمكنوا من ايقاف الزحف .. ويمضي الكاتب الى القول :
لم تكن المسيرة سهلة بسبب مصاعب الطريق وهطول الأمطار وشدة المعارك مع الأكراد ونفاذ المؤن وتمرد بعض الآثوريين بتشجيع من بيت مار شمعون والبريطانيين على اوامر بطرس وشريكه في الحملة ملك خوشابا وفي النهاية باءت بالفشل وضاعت الاحلام وعاد بطرس ومن معه الى مندان ليتم استيطانهم لها كلاجئين في مندان .. الخ
وهنالك مصادر كثيرة تكتب في نفس السياق ، ولهذا انا استعمل نفس المصطلح الذي يكتب في هذه المصادر ( لاجئين ) .فليست المسألة متعلقة في ضغينة او حقد وليس لذلك مكان في قلبي .  
ثانياً : تقول في ردك :
.... لأنك درست التاريخ تعرف أن هكاري منطقة آشورية وسكنها الاشوريين وكانت تابعة للامبراطورية الاشورية..
 اعتقد ان كانت منطقة محتلة فهذه لا تعتبر من ضمن الدولة المحتلة ، فأمريكا حينما احتلت العراق لم يصبح جزء من اراضيها ، اما ان كانت حكاري آشورية فهذا شئ غير دقيق ، تستطيع اخي دشتو الريكاني ان تراجع كتاب ( قوة آشور)  لهاري ساكز ص 13 يقول :
كانت بلاد آشور تتمثل اساساً بالأراضي على طول اواسط نهر دجلة ، وكانت حدودها الشمالية شمال الموصل بقليل حيث تلتقي السفوح الجبلية بالسهل وفي الجنوب .... الخ
 وهنا كما ترى نتكلم عن الأراضي الأصلية في تكوين آشور وليس في الفتوحات التي امتدت بعيداً ..
السيد دشتو الريكاني المحترم ورد في ردك هذه الفقرة تقول :
.. سيد حبيب الجيش الاثوري في الحرب العالمية وقبلها كان بالالاف مقاتلين لا يهابون الموت  هم امتداد للجيش الآشوري القديم . والسؤال اين الجيش الكلداني ليكون امتداد لجيش نبوخذ نصر ؟؟
اخي العزيز انا مبدأي في الحياة هو اعجابي الشديد بألأنسان الشجاع ، وأنا اشيد بشجاعة القبائل الآثورية وإنها ابدت شجاعة فائقة في المعارك وكان مثال هذه الشجاعة يمثلها اليوم الشهيد هرمز ملك جكو ، حيث انتقدته في كتاباتي لشجاعته المفرطة كجندي مقاتل ، وكان يجب ان يمثل دور القائد في المعارك . فأنا احترم شجاعة هذا القوم ولا اعتقد هنالك من ينكر ذلك .
لكن قولك ان الجيش الآثوري كان امتداداً للجيش الآثوري القديم فهذا ادعاء ليس له اساس ، لأن حتى القبائل التي كانت تقطن جبال هكاري لم يصبح اسمها اثوري إلا بعد الحرب العالمية الأولى ، وكانت تلقب نفسها بالقبائل النسطورية ، وحتى القرى في المنطقة حسب الخرائط المنشورة ـ تشير الى قرى كردية وأرمنية وكلدانية وأيزيدية وتركية ، اما الآثورية حالياً فكان يطلق عليها في تلك الخرائط بالقرى النسطورية والمصادر متوفرة عندي ان كنت استطيع ان اشير الى رقم الصفحة ومؤلف هذه الكتب .
لكن قولك وتساؤلك  اين الجيش الكلداني ... الخ فأقول ان قيادة الحملة كانت بيد الكلداني الشهم آغا بطرس ، وهو الذي وضع اولاً مصطلح كلدووأثور ، ولهذا كانت سورمي خانم لا تريد قيادته للحملة وبالتالي باءت الحملة بالفشل وكان هذا هو السبب المهم في فشلها، لقد كانت ضغائن الفكر الطائفي قائمة ضد الكلدان في وقتها وهي مستمرة الى اليوم مع الأسف .
الأخ دشتو الريكاني سوف اكمل الرد على مقالك في اقرب فرصة
تحياتي
حبيب

409
المنبر الحر / رد: في رثاءِ أبي
« في: 02:15 30/06/2013  »
الأخ العزيز وديع بتي حنا
 ببالغ الأسى والحزن تلقينا نبأ وفاة الوالد العزيز ، وبهذه المناسبة الأليمة نقدم لكم مواساتنا وتعازينا القلبية ، متضرعين الى الرب ان يتغمده بوافر رحمته وان يسكنه فسيح ملكوته السماوي مع الملائكة والقديسين ، وأن يلهمكم جميعاً نعمة الصبر والسلوان .
 أخوكم د. حبيب تومي  


410
السيد آشور بيث شليمون يعود الينا بفكره العنصري الإقصائي
بقلم : د. حبيب تومي / اوسلو
يعود الينا السيد آشور بيت شليمون بمقاله الملئ بالحقد العنصري وأفكار التطهير العرقي المقيتة وينفثها عبر مقاله المعنون :
كتاب مفتوح الى الاخ مايكل سيبي وشركاه ممن يسمون بأدباء الكلدان المحترمين . حسب الرابط اسفل المقال .
أقول :
بالجهود الحثيثة المباركة التي يبذلها البطريرك الكاثوليكي الكلداني مار لويس الأول روفائيل ساكو بفتح صفحة جديدة لتقريب وجهات النظر والعمل على وحدة كنيسة المشرق وتوحيد ابنائها ، تنهض الأصوات التقليدية النشاز التي تعلن بدون خجل عن افكارها الهتلرية الإقصائية بإلغاء تاريخ الشعب الكلداني المكون العراقي الأصيل ، ويدعو الى التطهير العرقي بحجة ان الكلدان ينبغي ان يرحلوا الى وطنهم اور الكلدانيين ، وإن هذه المنطقة هي بلاد أشور التي يملك السيد آشور شليمون وربعه من المتعصبين سند طابو بامتلاكها ، ناسياً انه جاء لاجئاً من تركيا برفقة القوات البريطانية ، ودخل العراق لاجئاً لحين وجود له مسكن يسكن به ، وبعد ان فتح الكلدانيون بيوتهم لأيوائهم في القوش وغيرها من البلدات الكلدانية ، وهذه ليست منّة منهم ، بل يمليه عليهم واجبهم الأنساني والديني والرجولي ، إنهم اليوم ينقلبون على هؤلاء الكلدان ويطلبون منهم مغادرة ارض آشور ، ولكن هذا البطل المغوار آشور بيث شليمون لا يستطيع تحريك ساكن اتجاه العرب او الأكراد او التركمان او الأيزيدية او الشبك بل بطولته الخارقة هي بحق الكلدان فقط .
كم نحاول ان نلبي الدعوة الكريمة لغبطة البطريرك مار لويس روفائل ساكو بتنقية الأجواء بيننا ، وكم نحاول ضبط النفس لعدم الرد على اصحاب تلك الأفكار الأقصائية ، إلا ان الكيل يطفح احياناً ، وها هو السيد آشور يعود الينا بعد غياب ويستعمل نفس الأسطوانة المملة المليئة بالحقد والكراهية وبث المكنونات الطائفية التي نعتبرها من جانبنا ان اوانها قد زال دون رجعة .
اقول :
ياسيد آشور بيت شليمون نحن يشرفنا تاريخنا الكلداني ، تاريخ العلم والمعرفة والثقافة ولا يشرفنا تاريخ القتل والوحشية اتدري لماذا ، اقرأ ما كتبه المؤرخون العلماء :
أرنولد توينبي ص104 من كتابه : مختصر دراسة للتاريخ ج2يكتب :
كانت الكارثة التي اودت بالقوة الحربية ألاشورية عام 614 ـ 610 ق. م إحدى الكوراث العارمة المعروفة في التاريخ . فإنها لم تتضمن فحسب دمار أداة الحرب الآشورية ، ولكنها تضمنت كذلك محو الدولة الآشورية من الوجود واستئصال لاشعب الاشوري .
 والسبب يذكره وول ديورانت في قصة الحضارة م1ج2 يقول ص 281ـ 282
يبدو ان الآشوريين كانوا يجدون متعة او ـ تدريب لأبنائهم ـ في تعذيب الأسرى وسمل عيون الأبناء امام ابائهم ، وسلخ جلود الناس احياء ، وشي اجسادهم في ألأفران .. ويحدثنا آشوربانيبال بقوله :
سلخت جلود كل من خرج علي من الزعماء ، وغطيت بجلودهم العمود ، وسمت بعضهم من وسطهم على الجدران وأعدمت بعضهم خزقاً .. اما الزعماء والضباط الذين ثاروا فقطعت اطرافهم .. ويضيف المؤلف :
ويفتخر آشور بانيبال بأنه حرق بالنار ثلاثة آلاف أسير ، ولم يبق على واحد منهم حياً ليتخذه رهينة ، وفي نقش آخر يقول :
إن المحاربين الذين اذنبوا في حق آشور .. فقد انتزعت ألسنتهم من افواههم المعادية وأهلكتهم ، ومن بقي منهم على قيد الحياة قدمتهم قرابين جنائزية ، وأطعمت بأشلائهم المقطعة الكلاب والخنازير والذئاب .. وبهذه الأعمال أدخلت السرور على قلوب الآلهة العظام .
ويضيف وول ديورانت ص270 يقول :
ولم يخطر ببال آشور بانيبال أنه ورجاله وحوش كاسرة او اشد قسوة من الوحوش ، بل كانت جرائم التقتيل والتعذيب هذه في نظرهم عمليات جراحية لابد منه لمنع الثورات وتثبيت دعائم الأمن والنظام بين الشعوب المشاكسة ... لقد كانت هذه الوحشية برأيه واجباً يفرضه عليه حرصه على ان يبقى التراث سليماً..
يا اخي آشور بيت شليمون مبروك على ابائك سلخ جلود البشر وانتزاع الألسنة وقطع الأطراف ، لا يشرفنا ان يكون هؤلاء آبائنا وأجدادنا .
ثانياً ياسيد آشور بيث شموئيل انت لست وصياً على غيرك ، وليس مطلوباً منك ان تنظّر لنا نحن الكلدان ، فكفاك عنصرية ودع الناس تفكر كما تريد ، لأن الفكر الهتلري مكانه في مزبلة التاريخ فلا يمكن لك ان تحيه يا مفكر زمانك آشور بيت شليمون .
انظر يا سيد آشور بيث شليمون كيف يتمزق العالم العربي امامك والسبب هو التحشيد والتأجيج لروح الطائفية بين السنة والشيعة ، إنك قابع في دهاليزك المكيفة الوثيرة وترسل لنا رسائلك العنصرية الطائفية بعدم وجود الكلدان وغيرهم ، يا رجل احترم مشاعر الناس ، انت لست عبقري زمانك لكي ترسل لنا نظرياتك الطائفية المتعصبة التعبانة ، لقد مضى زمن هذه الأفكار الإقصائية الى مزبلة التاريخ فلماذا تريد احيائها ؟

د. http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,675990.0.html
حبيب تومي / اوسلو في 29 / 06 / 2013

411
الأخ العزيز بولص يوسف ملك خوشابا المحترم
تحية ومحبة
انا في الحقيقة مقتني الكثير من المصادر المتعلقة بالشأن الآثوري ومنها ما هو متعصب للقضية الآثورية وأخرى تتناولها بالضد منها ، لكن بعضها يحمل جانب المهنية والحيادية ، وبنفس الوقت اسال الناس الكبار بالعمر عن تلك المراحل ، ولدي اصدقاء أكراد يطرحون الموضوع بمهنية عالية ، بمنأى عن اي احقاد تاريخية او دينية ، لكن مع الأسف بعض الأخوة من الآثوريين انفسهم يتناولون الموضوع بضيق افقي متعصب جداً ، وانا مطلع على البدايات حينما كان بعضهم مؤيداً للاستقرار في العراق والعمل تحت العلم العراقي المتمثل في الدولة الملكية العراقية  الناشئة حديثاً ، والتيار الأخر المتمثل بالتيار الديني الذي كان مؤيداً بتعصب للانكليز ، ومطالبته بحكم ذاتي آثوري مرتبطاً بالجانب البريطاني ، وليس العراقي ، وقد نجمت الكثير من المشاكل جراء هذا  الخطاب والموضوع طويل لا يمكن سرده عبر هذا الحيز الضيق .
 شكراً على مرورك الجميل اخي الطيب بولص يوسف ملك خوشابا
تحياتي
حبيب

412
الأخوة الأعزاء سام البرواري / مسيحي عراقي / برديصان / خوشابا سولاقا / عبد الأحد قلو المحترمون
شكراً للمداخلات الحضارية الجميلة وهي تشكل ارضية طيبة لمواصلة النقاش والحوار ، وإذا لم نتفق بشكل جماعي على مسألة معينة ، فعلى القل قد تبادلنا الآراء ، وإن الأختلاف في الرأي هو حالة صحية ، وهذا من طبيعة البشر ، لكن بعض الأخوة لديهم يقينياتهم ، ولا يقبلون بأي معارضة لخطابهم .
ـــــــــــــــــــــــ
 الأخ العزيز عبد الأحد قلو المحترم
إن ممثلينا في البرلمانين لا يمثلان كتلة واحدة ، فرغم انهما يمثلان كوتا للمسيحيين وينبغي ان يكون لهم توجه واحد ، لكن ثقل المصالح الحزبية هو اقوى من المصلحة العامة المسيحية ، أجل اخي العزيز عبد الأحد  لو كانوا جميعاً برأي واحد لكان لهم وزن سياسي في البرلمان العراقي او البرلمان الكوردستاني .
ولو كان لهم رأي واحد حول قضية مهمة معينة تخص شعبهم لوقف الشعب الى جانبهم ، ولأصبحوا بصدق ممثلين للمسيحيين . ولكن .. ونبقى في كلمة ولكن ..
تحياتي
ـــــــــــــــــ
 الأخ العزيز خوشابا سولاقا المحترم
تحية ومحبة
ينبغي ان يكون الحكم والتقييم على متن النص وليس مبنياً على النوايا او على رأي مسبق ، فمثلاً اخي خوشابا هنالك من يقرأ اسم الكاتب وسرعان من يحكم على المقال قبل قراءته ، وأقول لك صراحة اخي خوشابا ، انه وراء كل مقال كنت اكتبه نقد للزوعا او للسيد  يونادم كنا كانت تصلني رسائل الى ايملي الخاص ، لا اعتقد ان اولاد الشوارع يستطيعون الأتيان بمثل تلك الألفاظ الساقطة ، وانا ارد على اصحابها احياناً وأقول لهم : شكراً على كلماتك وعلى تربيتك وارجو تزويدي بعنوان والديك لأستفسر كيف استطاعوا تلقينك هذه التربية كما اطلب منه اسم مسؤوله الحزبي لكي استفسر عن التربية التي تعطى لهؤلاء من قبل مسؤوليهم في الحزب .
المهم في الأمر ان زوعا خسرت الكثير بخطابها اللفظي العنيف ضد منتقديها او معارضيها ، ومن المؤكد ان مثل هذا الخطاب يسري على المعارضين من الداخل ، وهكذا نقرأ عن قياديين في الزوعا ، بعد ان طفح الكيل ، يلجأون الى نشر الغسيل على المواقع ، كما فقدت الكثير من مؤيديها ممن كان يتعاطف معها لدافع الرابط الديني .
بالنسبة للسيد يونادم كنا انا لا احمل حقد شخصي ضده ، لكن برأيي انه كان له الدور الكبير في إذكاء النعرة الطائفية بين ابناء شعبنا حينما تصدر منه تصريحات استفزازية ضد الشعب الكلداني ، و:ان الكلدان والسريان ممنوع عليهم المشاعر القومية ، وأنا لا اتكلم عن مجريات الأمور في العلاقات الحزبية الداخلية فإنكم ادرى بذلك اخي خوشابا .
اخي العزيز خوشابا سولاقا : انا شخصياً كنت عضو في نادي بال الكلداني في بغداد وعضو جمعية آشور بانيبال المجاورة ولم نفكر يوماً بأن هذا آثوري وهذا كلداني ، لكن حينما يصرح السيد يونادم كنا بتصريحات استفزازية ضد الكلدان ، فأقول له انا اعتز بقوميتي الكلدانية ، وهذه ابسط حقوق الأنسان ان يكون له حرية الأنتماء وحرية العقيدة .
 حينما تختفي الأفكار الأقصائية بحق الكلدان والسريان ، فيمكن ان نتفاهم ونتحاور بندية واخوية وتكافؤ ، نحن نعتز بقوميتنا الكلدانية وأنتم تعتزون بقوميتكم الآشورية وألاخر يعتز بقوميته السريانية .  نحن ثلاثة اسماء ، هل تريدون ان يكون لنا اسم واحد ؟ حسنا لنجلس سوية دون إبطاء ونتفاهم .
 اما العمل على إقصاء الآخر وإلغائه من الخارطة القومية الوطنية فهذا مستحيل لأن صدام وجبروته حاول ولم يستطيع وقبله حاول هتلر وموسليني ، ألأتحاد السوفياتي السابق ، لم تجدي قوته النووية في منع تفكيكه الى دول قومية  ودون إطلاق رصاصة واحدة ؟ هذه هي الحقيقة ينبغي ان تفهما ألأحزاب الآشورية الغارقة في احلامها .
 تقبل تحياتي اخي خوشابا واعتذر عن الإطالة
وتحياتي لجميع الأخوة الطيبين الذين علقوا على الموضوع .
حبيب

413
الأخ برديصان
شكراً على مرورك وانا متفق بأن بأن من كان يمثل المسيحيين في الدورة السابقة لم يفعل شيئاً ، وكذلك كان حال من مثلنا في برلمان العراق او اقليم كوردستان ، فلم نلمس منهم حالة من الوقوف الجدي مع شعبهم كأن ينسحبوا من جلسة ما احتجاجاً او يدعون الى اعتصام او اي شكل من اشكال النضال يدل على الأحتجاج .
إن من يفوز بالأنتخابات ويجلس هناك منتظراً استلام راتبه الشهري ، فهذ يعتبر خداع وتحايل ، فانا اقول للناخب انتخبني وسوف احقق لك كذا وكذا ، وحينما افوز ، اتهرب مما قطعته على نفسي فهذا يعتبر عين  الأحتيال ، لأن الناخب وثق بالوعد الذي قطعته ، وانا هنا خدعته وكذبت عليه ، في الحقيقة هذا هو حال ممثلينا في البرلمان لحد الساعة .
بالنسبة الى التأثيرات من جيراننا العرب والأكراد ، اجل هنالك تسابق لاكتساب تأييدنا ، ولا يمكن انكار هذا الواقع ، بل لا يمكن تجاوزه والعبور عليه ، لكن برأيي المتواضع يجب ان يكون لنا رأي مستقل ، وحينذاك سيكون لنا احترام اكثر لدى الجانبين ، ولكن هذا يتطلب التفاهم والتعاون بيننا ، لكن في الوقت الحاضر لا يوجد اي نوع من التفاهم والتعاون بيننا بل كل طرف يحاول جمع النار لرغيف خبزه في التنور ، وهكذا غاب عنصر الأخلاص والتعاون بيننا . وهذا حديث طويل ذو شجون .
تحياتي
 حبيب

414
الأخ العزيز يوسف ألو المحترم
تحية ومحبة
مرحلة الشباب ومساهمتي لما يقارب الست سنوات مع قوات الأنصار او البيشمركة لا يمكن ان اتنصل عنها بالأضافة الى الأنتماء السياسي الذي افتخر به ، فعملي لم يكن في قوات الأمن او المخابرات ، مع احترامي لكل من يعمل بهذه القوات ، كانت فترة الشباب وأفتخر بها بكل توجهاتي السياسية في تلك الفترة ، وقد التقيت بالمرحوم توما توماس في موسكو اعتقد عام 1971، وقال انت الوحيد او من القلائل الذين حافظوا على العلاقات الطبيعية معنا ، وحينما اجبرتك الظروف لترك صفوف الكفاح المسلح ، لم تنجرف مثل الكثيرين الذين كانوا يعملون لحساب اجهزة حكومية بغية تلميع صفحتهم امام السلطات ، وحتى حينما قدمت طلباً الى التربية لمواصلة الدراسة الثانوية بعد ترك خمس سنوات للمدرسة بموجب قرار العفو العام عن الطلبة المشتركين بحواث الشمال للعودة الى الدراسة ، قيل لي ليس لك اي اوراق ثبوتية انك سلمت نفسك للقوات الحكومية ، اجل لم اسلم نفسي ، والى اليوم .
اخي يوسف ألو ،لكل مرحلة عمرية اهتماماتها وتطلعاتها ، فليس هنالك تبدل في الأفكار لكن امامنا وقائع ، والحديث طويل ..
تقبل تحياتي
حبيب

415
زوعا خسرت الكثير من شعبيتها بسبب غرورها وقصور افقها السياسي
بقلم : د. حبيب تومي / اوسلو
Habeebtomi@yahoo.no
 المقدمة
عمر الحركات والأحزاب السياسية يمكن مقارنته مع أعمار البشر ، فألإنسان يبدأ بالطفولة ومراهقة الشباب ثم الشباب المتكامل الذي يتمتع بالقوة الفكرية الى جانب القوة العضلية ، وتستمر المسيرة لتبدأ مرحلة الرجولة المحتفظة بالقوة الجسمانية مع النضوج الفكري واكتساب المزيد من تجارب الحياة ، وبعدها الكهولة التي تبدأ مرحلة الضعف في القوة العضلية لكن تصحبها زيادة نضوج فكري كامل بعد تراكم تجارب الحياة عقب مرور غالبية عقود العمر .
الحركة الديمقراطية الاشورية يمكن النظر اليها بهذا المنظار حينما بدات بفترة الطفولة عند التأسيس بإمكانيات متواضعة وبعدها فترة المراهقة الصعبة ثم كانت فترة الشباب حيث خدمتها الظروف السياسية بعد سقوط النظام عام 2003 لتنزل الى الشارع في كامل قوتها واندفاعها وزخمها ، وتعاطفت معها مختلف مكونات الشعب المسيحي دون ان تكون اية حساسيات بل كان ثمة ترحيب وقبول مسيحي ، فتمكنت من فتح مقرات في البلدات المسيحية الكلدانية والسريانية في سهل نينوى ، إضافة الى فتح فتح مقرات لمنظمات مكملة لخطابها للطلبة والنساء والشباب .. وكانت الحركة اللاعب الوحيد البارز في الساحة السياسية لشعبنا المسيحي ، ولم يكن هنالك اي اعتراض ظاهر على ذلك الدور .
والزوعا حزب مهم على الساحة السياسية لشعبنا المسيحي ويمكن الأشارة الى بعض مكامن الخطا لهذا الكيان السياسي ببعض النقاط وهي :
اولاً :
كان خطأ الحركة بدلاً من مواصلة اتصالها بالجماهير ومراجعة الأنتقادات التي تصلها ، كانت تستهجن تلك الأنتقادات وتضعها في دائرة المؤامرة على الحركة ، فجماهير الشعب مع الحركة ، اما الناقدين والمعارضين عبارة عن انفار قلائل على عدد اصابع اليد وهم في خانة الأعداء فليكتبوا او يعارضوا ما استطاعوا .
 ألم تحقق الحركة الفوز والسيطرة على معظم مقاعد الكوتا المسيحية في اقليم كوردستان وفي البرلمان العراقي ؟ فلماذا الأهتمام بما يكتبه منتقديها وخصومها ، لقد اصابها الغرور والنرجسية في خطابها إزاء مخالفيها في الرؤية .
ثانياً :
الخطأ الآخر الذي ارتكبته الحركة هو التركيز على الجانب القومي على حساب الجانب السياسي ، فأسرعت على الدعوة القومية الآشورية دون اي ذكر للمكونات القومية الأخرى كالكلدان والسريان ، وأهملت واجبها السياسي فأوجدت حولها حلقة من الكلدان والسريان من  الموالين لخطابها الحزبي القومي الآشوري ، واهملت بل جابهت كل دعوة قومية كلدانية او سريانية بالرفض القاطع ، ووضعت اي دعوة من هذا القبيل خيانة لمبادئ الأمة التي تحددها (هي ) دون مراعاة مشاعر الآخرين ودون الأهتمام بالأكثرية الصامتة من الكلدان والسريان ، ووضع كل من لا يؤيد الخطاب القومي او حتى من يقف موقف محايد وضعته في خانة الخصوم . وهذا خطأ فاضح إذ خلقت لها جيش من الأعداء او من المستائين من سلوكها وهي كانت تستطيع اجتياز هذه الحالة لو تصرفت بذكاء وعقلانية وشفافية مع الآخرين المختلفين معها إن كان سياسياً او مذهبياً او قومياً .
 ويمكن ملاحظة هذه الحالة حينما اقدمت على اشورة اسماء الأماكن في بغديدا كالتي بينها الأخ وسام موميكا في احدى مقالاته ، فالحركة ذات النفوذ في تربية الموصل لم تحاول ان تطعم هذه الأسماء الآشورية ببعض الأسماء السريانية التاريخية بل تعمدت على اشورتها ، وهذا يعكس التعصب القومي للحركة .
الحركة الديمقراطية الآشورية كحزب مسيحي كان يجب ان تستفيد من تجربة الأحزاب الليبرالية الأوروبية ولا تقتدي بحزب البعث او الأحزاب الأديولجية في المنطقة ، فالأحزاب الأوربية لها برنامج عمل سياسي ، ومن يؤازرها هو صديقها ومن لا يؤازرها بل حتى من يحاربها لا تجعل منه عدواً او خصماً ، لكن احزابنا السياسية برمتهم لهم انصار ولهم خصوم ولا يعترفون بالوسط ، وهذا الطريق سلكته الحركة بتفوق .
وفي مجمل سير الحركة يمكن ملاحظة ان خطأ الحركة بدأ حينما  بدأت تحاول بلع فريسة اكبر من حجمها ، فعرض إطار مسيحي وان تكون ممثلة للمسيحيين كان مقبولاً الى حد ما ، او بالأحرى لم يكن هنالك اعتراض ظاهر كما قلت لكي تلعب هذا الدور ، فنحن جميعاً مسيحيون وليس بيننا فرق إن كنا كلدان او سريان او اشوريين ، لكن هذا القبول قد اوقع الحركة في هوة الغرور والغطرسة كما قلت ، فلم تولي اهتماماً لمعارضيها ولم تحترم الأصوات التي تحترم وتفتخر بكلدانيتها او سريانيتها ، فكان انصار الحركة يعاملون اي معارض وكأنه خائن لوحدة الأمة ومتآمر ، وتعاملت معه معاملة الخصم او العدو ، فازادات دائرة الأعداء ، إما صديق وإما عدو فلا مكان للوسطية ، وليس اي قبول او احترام لمن يقف في مربع الوسط .
وهكذا كان للحركة أما اعداء او اصدقاء ولا يوجد محايدين .  الحركة دأبت على التواصل بتمثيل دور الممثل القومي ، وتسعى الى صهر الجميع ببودقها وتفرض عليه الدخول في إطارها القومي الآشوري وربما كان هذا الشئ مقبول في البداية . لكن بعد الأستقطاب الطائفي والديني والقومي بعد 2003 ، قد ايقظ الآخرين من سكرتهم ،  فجاءت الفكرة ، فالنظام الداخلي للحركة يدعو الى حقوق الاشوريين ، ولا مجال لوجود مشاعر  قومية كلدانية او سريانية  وهكذا بدأ النهوض القومي الكلداني ثم السرياني .  
إذن الحركة اخطأت سياسياً لمزج الأهداف القومية مع نظيرتها السياسية ، القومية تتناولها في تثقيف اعضاء حزبك ، وليست مسموعة من الأخرين او بالأحرى ليسوا ملزمين بسماعها او القبول بها ، فهذه قضايا اديولويجية ، وإن اردت ان تتعامل معنا فخاطبنا بالمنطق السياسي وليس بنظرياتك القومية التي تبني عليها اديولوجيتك .
ثالثاً :
بتصوري ان السيد يونادم كنا هو سياسي محنك ويجيد اللعبة السياسية ويعرف دوربها ومن اين تؤكل الكتف ، لكن الخطأ الذي وقع فيه هو إحاطة نفسه بحلقة من المؤيدين والمصفقين ، وعدم سماعه للأصوات المعارضة او التي توجه له شئ من النقد ، واحاط نفسه بمؤيدين وموالين دون اعتراض ، وكانت مكافئات وجوائز هؤلاء المصفقين كانت ترضيتهم بمناصب على حساب الكفاءة ، فتمكن من التحرك والمناورة بغية الأستفراد بالسلطة في حزبه وإقصاء الآخرين المعارضين فأتيحت له إمكانية الأنفراد في القرار داخل قيادة حركته او حزبه ، وبالتالي نشهد ترهلاً في هيكل هذه الحركة والتي ظهرت فيه بعض مظاهر الفساد التي تسربت من خلال الإعلام ومن القياديين المنشقين من الحركة .
رابعاً :
ثمة جانب آخر قد اثر على شعبية الحركة لا سيما في صناديق الأقتراع ، إذ ينبغي النظر الى المشاعر والنعرة القومية المتنامية للكلدان والسريان ، وقد قرأت مقال في موقع عنكاوا عنوانه : زوعا تخسر مقعد نينوى للكوتا المسيحية .. لماذا ؟ ويحاول الكاتب الجليل ان يقلل من شأن تنامي المشاعر القومية للكلدان والسريان ، وحجته بذلك هو فوز مرشح الزوعا في بغداد والمقترعين هم في الغالب من الكلدان والسريان ، لكن هذه المقارنة ليست واقعية بسبب ان التركيز القومي السرياني هو في برطلة وبخديدة وهكذا كان السرياني ابن المنطقة السيد انور هدايا يحصد الأكثرية الساحقة من اصوات ابناء قومه ، بينما في بغداد لم تكن مثل هذه الكثافة في المكون السرياني ، وهذه النتيجة تعكس جانب من المشاعر القومية ليس إلا .
 وهذا يعكس ايضاً جانب مهم من تفكير الزوعا بالمحاولة لتحييد الكلدان والسريان والعمل على إبقائهم خارج ساحة اللعبة في العملية السياسية العراقية وفي اقليم كوردستان .
 خامساً :
ثمة عامل آخر وهو وجود المجلس الشعبي كقوة مؤثرة في المنطقة ، وهو يطرح شعار الكلدان والسريان والآشوريين بأكثر من القوة التي تطرحها الحركة الديمقراطية ( الآشورية تحديداً) ، كما ان للمجلس سند مادي قوي وهو مدعوم من قبل الحزب الديمقراطي الكوردستاني كحليف سياسي ثابت .
وهكذا كل هذه العوامل لعبت دورها في هبوط شعبية الحركة الديمقراطية الاشورية في المنطقة ،  وإذا ما حصل نهوض قوي للقوى الكلدانية بعد المؤتمر القومي الكلداني العام في ديترويت وإن توفرت لهم  شئ من الأمكانيات المادية فحتماً سوف يكون له المزيد من التأثير على شعبية الحركة ، فمعظم جماهير الحركة هم من الكلدان والسريان .
 انتشت الحركة الديمقراطية الآشورية بمكانتها السامية في بداية السقوط وقعدت متربعة على عرشها في السنين التالية بعد السقوط  حيث استلمت السلطة والنفوذ على طبق من ذهب بعد سقوط النظام عام 2003 ، دون ان تفكر في ابداع افكار جديدة بعد ذلك ولحد الساعة ، بل استهوت الفكر الأديولوجي القومي ولم تحرك قيد انملة من فكرها التقليدي ، فكل شئ يتحرك حولها وأمامها وهي باقية تلوك مجدها وتلوح بالويل والثبور لكل من تسول له نفسه في المعارضة او في نقد خطابها القويم .
هكذا بقيت الزوعا اسيرة هذا الفكر المتعالي الى اليوم ، ولكن برأيي يجدر بالحركة ان تتواضع قليلاً وتلامس ارض الواقع بعد نتائج انتخابات مجلس محافظة نينوى إذ استطاعت ان تحصل على 20 بالمئة فقط من الأصوات في نينوى وربما اقل من ذلك ، وهذه كارثة للحركة التي كانت تحصد حصة الأسد من الأصوات في كل الأنتخابات .
لا ادري كيف سوف تنظر الحركة على هذا المقال هل ستضعه في خانة خصوم الحركة أم سوف تفكر ملياً قبل التسرع بإصدار الحكم على هذا الكلام وغيره من الأفكار والأحاديث التي توجه لها عبر منظومة النقد والأنتقاد .
 في الحقيقة لا يوجد جدول ضرب للأرقام او كتالوك في السياسة يرشدك الى كيفية الأستعمال لكن هنالك تجارب وعبر وهنالك متغيرات ينبغي مراعاتها وهنا يقول ميكافيللي : على الأمير ان يغيّر طريقته عندما تتغير الظروف ، فالحركة الديمقراطية الآشورية لم تراع المستجدات والمتغيرات حينما تبدلت الظروف ، بل تشبثت بتكبرها وغرورها ولهذا فقدت الكثير من شعبيتها ناهيك عن خروج الكثير من اعضائها البارزين من صفوفها
.
حبيب تومي / اوسلو في 28 / 06 / 2013

416
شكراً للاخ بهنام شابا على هذا المرور على حياة المرحوم بتي حنا حيث تمثل مثل هذه الشخصيات جزء من التراث ، لاسيما المعلمين منهم ، حيث تبقى ذكراهم ماثلة في مخيلة طلابهم ، وبالفعل كان للمعلم في المرحلة الأبتدائية مكانة عالية من الأحترام بين تلاميذه وفي المجتمع في تلك الأيام وكان المعلم يبذل قصارى جهوده لتعليم التلميذ وتهذيبه ، ونحن نلاحظ خريجي الصفوف الأبتدائية القدامى كم كانت معرفتهم وإمكانياتهم في القراءة والبحث ، وكان فرق شاسع بين خريج الأبتدائية في هذه الأيام وخريج حتى الصف الرابع الأبتدائي في ذلك الوقت .
من هذا المنبر نقدم تعازينا القلبية للصديق السفير وديع بتي حنا متضرعين الى الرب ان يتغمد المرحوم  بوافر رحمته ويسكنه  فسيح ملكوته السماوي وان يلهم اهله وذويه الصبر والسلوان .
د. حبيب تومي / اوسلو

417
شكراً للعزيزين جوزيف صليوة سبي وناصر عجمايا على المداخلة ولهما تحياتي ومحبتي .
في الحقيقة ان الذكريات تأتي حينما تفتح كوة للتأمل في الزمن الماضي ، فيجري تدفق الذكريات التي ركنت في كهوف النسيان ،لكن حينما يصار للتطرق الى جانب منها ، فيعمل المرء على إزالة غبار السنين التي غطت ذلك الحدث .
كانت هنالك حوادث كثيرة لكن ينبغي المسك برأس الخيط كما يقال للولوج الى ذلك العالم المنسي في اوراق الزمن .
تحياتي
حبيب

418
الأخ نوئيل رزق الله / تحية ومحبة
ورد في ردك :
مرة اخرى اخي العزيز حبيب اقولها لك ولبعض الاخوة المتحاورين لماذاِ تتهربون من تحميل حكومة الاقليم على ما يجري من تغيير ديموغرافي..
انا لم اتهرب يوماً في حياتي من مسالة ما ، وفي مسالة اراضي شعبنا في الأقليم سبق لي ان ناشدت القيادة الكوردية بمسألة كوري كافانا ، وفي وقتها وصلت مقالتي الى مبتغاها واتخذت الأجراءات اللازمة بعد تشكيل لجنة لعلاج تلك المسالة ، اما بالنسبة الى قرية جمي ربتكي فأنا اخي العزيز مقالي كان بالعودة الى الذكريات التي مرت لي قبل نصف قرن في تلك المنطقة ، واستثمرت الفرصة في نهاية المقال لأدعو الى تطبيق القانون وعدم ترك الأمور سائبة او بهذا المعنى ، فالمقال واضح من عنوانه كما ترى .
اما بالنسبة عدم تأسيس مدارس نموذجية مختلطة في المناطق الأسلامية الكردية، فانا في الحقيقة لا ادري بهذا الموضوع وليس لي معلومات وافية بهذا الخصوص حتى مدرسة القوش الذي اعرفه ان بعض الأصدقاء لهم اولاد يداومون  في هذه المدرسة ولا ادري ان كانت مختلطة للبنين والبنات ، بهذه المناسبة في اربيل كان لنا موعد قرب مدرسة او كلية امريكية رأيت الساحة زاخرة بالطلبة والطالبات سوية ، عموماً ليس لي معلومات وافية حول هذا الموضوع . ولا اعتقد بوجود حالة من التمييز او التفرقة بهذا الخصوص  .
 شكراً لك اخي نوئيل رزق الله / تحياتي
حبيب

419
الأخ مايكل سيبي / تحية ومحبة
 شكراً على المداخلة الصائبة
تقبل تحياتي
حبيب
ـــــــــــــــــــــ
الأخ لوسيان / تحية ومحبة
انا تفق مع الأخ مايكل سيبي بأن السيد كنا لا يملك السلطة التي كانت لصدام وإلا لفعل مثله او اكثر منه .
اخي لوسيان تقول في ردك :
الحركة الاشورية عندما جاءت قالت بان الاشورية تضم الكلدان والسريان ..
 وأنا أقول لك ، وهل قال البعث حينما جاء اكثر من ذلك ؟
البعث قال العروبة تضم الكلدان والسريان والأكراد والتركمان وكل من يعيش في الوطن العربي ، وهكذا اهل الحركة الديمقراطية الاشورية ، يقولون كل من يعيش في اثور التاريخية هو اثوري ، وبطولتهم تسري على الكلدان والسريان فقط ، لأن هذا الكلام لا يستطيعون نطقه اما العرب والأكراد والتركمان ، فكما نقول في القوش ، ككّي ليبي إلا لدادي .
وبعد ذلك ايها الأخ لوسيان خذ الخطاب الذي يتحدث به الزوعاويون مع مخالفيهم في الرأي : هل يختلف من اسلوب البعث ؟ إنهم دائماً على حق ومن يخالفهم دائماً هو على باطل ، وفوق ذلك هؤلاء الذين يخالفونهم هم خونة ومتآمرين على القومية ومقسمي الأمة ، والبعث كان يقول : انه ( البعث) نور لمن يهتدي ونار لمن يعتدي على المبادئ .
 أليس كل ذلك فكر اقصائي يا اخ لوسيان ؟
تحياتي
حبيب

420
قبس من ذكرياتي في دشتة د نهلا وقرية جمي ربتكي قبل نصف قرن

بقلم : د. حبيب تومي / اوسلو
habeebtomi@yahoo.no
في هذه الأيام يطوف على السطح الحديث عن جمربتكي وعن دشتا دنهلا ، وهكذا تسلقت جدار الذكريات لأنظر من كوة صغيرة الى ماض يبتعد عن حاضرنا قرابة نصف قرن الزمن .
من منطقتنا في جبل القوش كان علينا قطع مسافة طويلة في كلي طويل يعرف بـ (كلي رمان ) الذي كان يفتقر الى ينابيع الماء في الطريق ، ولكن في نهاية المطاف نصل الى اول قرية في سهل ( دشتة د نهلة ) أعتقد ان اول قرية نصل اليها من جهة الغرب هي جمي ربتكي وما علق في ذهني من اسماء تلك القرى : جمه سني وبلمند وجولي وخليلاني وكشكاوا وهيزاني ، وميروكي .. وتقع هذه القرى في سهل منبسط يعرف بدشتة دنهلة لكن نلفظه ( دشت د نالا ) ، وكان الى الشمال الشرقي من السهل ثمة قرية في وادِ ( كلي او وهدة ) ذي شعب وممرات وعرة عاصية كانت قرية دفريي التي كانت مقراً لحسو ميرخان قائد منطقة بهدينان . في قرى سهل نهلة لم يستطع الأهالي المكوث فيها لأنها سهل مستوي لا كهوف ولا تشققات في صخور عاصية فالطيران الحربي كان يستهدف تلك القرى بكل سهولة ويسر . ، ولهذا كان معظم ساكنيها قد هجروها .
من ذكرياتي عن ( دشته دنالا) في اواسط 1963 ذهبنا مجموعة من الشباب بحدود 20 شخص من جماعة توما توماس للالتحاق بهرمز ملك جكو بهدف تسليحنا بالبنادق ، وكان دليلنا في الطريق رجل اسمه باكوس . وما بقي عالقاً في ذهني ، اننا وصلنا قرية اسمها جمه ربتكي وهي اول قرية نصل اليها ، وفي هذه القرية نزلنا في بيت المختار ، وكانت القرية جميلة ، حيث ان لكل مسكن مزرعة ( وهي حديقته ) ملحقة به يزرع فيها كل انواع الخضروات التي يحتاجها الفلاح من طماطة وخيار وفاصوليا ... اي ان الفلاح في هذه القرى مكتفي ذاتياً . بالأضافة الى ذلك كان في ضواحي القرية حمام على ضفة النهر ، وأن القرية بشكل عام تمتاز بالنظافة والأناقة فالبيوت هنا تتخللها الشبابيك والتي يظهر من الخارج منظر الستائر الجميلة وهذا كان غير متوفر في القرى الكوردية في ذلك الوقت .
في البيت الذي ضيّفنا اتذكر ان السقف المسنود على اعمدة خشبية كانت تتخلله  كنائر حديدية كالتي يستخدمها القصابون في محلاتهم لتعليق قطع اللحم حيث يصار الى ذبح الربيط ، وتقطيع وتجفيف وتمليح لحومها لفصل الشتاء الطويل ، وقد كتبت في كتابي الموسوم ( البارزاني مصطفى قائد من هذا العصر) الذي طبع مؤخراً في اربيل ص703 عن دشتة دنهلة ، وكنت احاول ان يكون وقت حراستي في ساعات الصباح الجميل حيث كان يسحرني المنظر والطبيعة الجميلة فكتبت :

الى اليمين صباح توماس (ابو ليلى) والى اليسار كاتب هذه السطور حبيب تومي الملقب ( حُبّــا ) والصورة التقطت والأرض مغطاة بالثلوج والصورة تعود الى عام 1965م .
" دشتة د نالا " التي كنت كنت استمتع بجوها الجميل وكانت تباشير الربيع تملاْ الجو والأرض ، فالسماء مجلوة كالمرآة الصافية والهواء نسيمات نقية تنساب بهدوء وتداعب الأغصان المتمايلة ، وتترنم الطيور ألحانها الأزلية مع وقع الحياة في تلك الأصقاع ، كم كانت رائعة تلك الصباحات الجميلة في منطقة نهلة ، حيث النسيم العليل مع زقزقة العصافير المتراقصة على انغام خرير الماء ومعها تنتشر بشكل أخاذ تجمعات الضباب لتختفي متوارية مع الخيوط الأولى لأشراقة الشمس المنسابة من بين قمم الجبال . فتترامى الأرض المنبسطة وكانها واحة خضراء تتكلها مختلف الأوراد والأزهار ومن شتى الأشكال والألوان ، فتنبثق برشاقة وحنان بين بساط الحشيش الأخضر المترامي بين الصخور ، ومن هذه الزهور الزنبق والسوسن والبنفسج وشقائق النعمان ، وفي الأماكن العالية تتربع مجموعات من ازهار النرجس الجميلة وتبدو وكأنها قطعة ثلج ناصعة البياض ، وكان الهدوء يخيم على المنطقة ما خلا خرير الماء المنبثق من اختراق نهر الخازر لهذه المنطقة .
الجدير بالذكر ان منطقة نهلة كانت قبل ان يسكنها المسيحيون الآثورين كانت منطقة موحشة غير ملائمة لسكن البشر حيث تسرح فيها الوحوش من نمور وذئاب ودببة ، وقد اعطيت هذه المنطقة للاثوريين يوم هاجروا من تركيا وأيران في اعقاب الأضطهاد والتنكيل والتهجير التي طالت الأقوام المسيحية من الكلدان والسريان والآثوريون والأرمن في مطاوي واعقاب الحرب العالمية الأولى .
اثناء تنقلاتنا في قرى كوردستان ابان ثورة ايلول وصلنا إحدى القرى الكوردية مساءً ، وإن كانت ذاكرتي لا تخونني فإن القرية كانت بيبوزي ، وكالعادة انا وصباح توماس ابو ليلى كنا سوية إن كان في السراء او الضراء ، إن كنا برقة توما توماس او بالقيام بمهمة ما او في وقت الراحة فكنا سوية لا نفترق ، وفي تلك الليلة كنا في بيت من القرية بتنا ليلتنا فيه كان هنالك رجل عجوز تبرع ان يسرد لنا بعض الحوادث القديمة حينما علم اننا مسيحيون قال وهو يتربع في فراشه المفروش على الأرض :
كانت منطقة دشتة نهلة تسكنها الوحوش وتربتها صعبة على الأستصلاح ، لكن القوم الذي نزل بها كانوا فلاحين مجربين وهم قوم محاربين ايضاً ــ  وقد علمت من المقالات المنشورة ومن الأخ خوشابا سولاقا بالذات ان هذه القرى ( دشت نالا)  سكنها عشيرة تياري السفلى ــ  . ويضيف وهو يتحدث الينا وهذه المرة تمدد في فراشه متكئاً على مرفق يده ونحن جالسون على الأرض قبالته فيضيف :
كما هو معروف فإن قرى قبيلة الزيبار تنتشر بجوار هذه المنطقة ، وبعد فترة من استقرارهم في تلك الربوع اغار عليهم رجال من قبيلة الزيبار وأخذوا منهم (5 ) رؤوس غنم ، وما فعله الأثوريون مقابل ذلك ، انهم بعد ايام اغاروا على الزيباريين وأخذوا منهم ( 10) رؤوس غنم ، فاغتاظ الزيبارون من هم هؤلاء المسيحيين لكي ينهبوا منهم وضعف ما نهبوه؟
وهكذا اعدوا لهم غارة أخرى ناهبين قطيعاً من 15 رأس غنم وكالعادة اغارت عليهم القبيلة الأثورية ونهبت من حلالهم 30 رأس غنم ، وفي هذه المرة اشتدت العداوة ، وهيأت القبيلة الزيبارية نفسها وأخذت قطيع من الغنم وقتلت احد الرعاة ، اما القبيلة الأثورية فقد ردت الصاع صاعين حينما نهبت في قابل الأيام قطيعين غنم وقتلت اثنان من رعاتهم .
 حين ذاك ادرك عقلاء القبيلة الزيبارية ان هؤلاء ليسوا من المسيحيين الذين يعطون الخد الأيسر بعد صفع الخد الأيمن ، وكان عليهم تشكيل وفد للمفاوضات والتفاهم ، فهم جيران ويجب احترام قواعد الجيرة ، وفعلاً تمت الأتفاقية بضرورة احترام الجيرة وذلك بإنهاء مظاهر الأعتداء بين الطرفين ، وبدلاً من ذلك يصار الى التبادل التجاري حيث ان منطقة النهلة كانت مشهورة بإنتاجها من الرز الممتاز ، ومنطقة الزيبر مشهورة بإنتاجها من العدس وهو افضل عدس في العراق .
 الحديث كله سمعته من الرجل العجوز المسلم الكوردي وهو يفرغ ما علق في ذهنه من ذكريات ، في الحقيقة لم اشعر بأهمية ذلك الحديث في وقتها لأن المرحلة العمرية وقتذاك لم يكن يهمنا كثيراً احداث الحرب العالمية الأولى بقدر ما نحن مقبلون عليه يوم غد .
جدول الذكريات يتدفق احياناً وسيكون لنا عودة الى هذا الموضوع وغيره حينما تحين الفرصة ، وذكريات مرحلة الشباب جميلة ليس الى نسيانها سبيل .
اليوم في اقليم كوردستان كما في عموم العراق ، من المفروض ان لا يكون مكان لعمليات الثأر والعداوات ، كما ينبغي ان لا يضطر الناس لحماية انفسهم وممتلكاتهم ، وينبغي ان يكون سلطان القانون فوق الجميع دون تفرقة او تمييز ، وإن مبادئ المواطنة تقتضي ان يعيش كل مواطن حياته ، وإن واجب الحكومة ان تحمي ممتلكاته وأن تضمن حريته وتحترم خصوصياته في بيته او قريته او ميدنته .
د. حبيب تومي / اوسلو في 23 / 06 / 13
[/b]


421
الأخ العزيز نوئيل رزق الله
نقول في القوش ( أن هيلانا أن لا هويا إيذح منح ليبوخ دقيصتي ) أي لا تستطيع ان تقطع شجرة ما لم يد الفأس من خشب الشجرة ، هكذا اهل تلكيف يتحملون كثيراً من المسؤولية في ما حل بمدينتهم وكذلك الأمر ينطبق على عنكاوا .
في مسألة القوش كانت هنالك محاولات حثيثة لتعريبها ، ومسألة إسكان قبائل عربية في بيندوايا كان ضمن هذا المخطط ، وفي القوش في اواخر التسعينات من القرن الماضي كنا في نادي بابل الكلداني ، حينما استقدمت إحدى العوائل الألقوشية عائلتين عربيتين كرعاة لأغنامهم ، فشكلنا وفد من النادي ( شخصين ) وتوجه الى القوش واتصل بالعائلة الألقوشية وهي من محلة سينا ، واقنعوه ان عمله لا ينسجم مع مصلحة القوش ، وهما يتكلمان باسم اعضاء النادي الذين لا يقبلون بهذا التصرف ، وفعلاً اقتنع الرجل وانتهى الأمر .
 آخر سفراتي الى القوش علمت بوجود عائلة اخرى وقد استقدمها هذه المرة دير السيدة لأغنامه ولا ادري مدى صحة ذلك وظروف استقدام العائلة . المهم في سفرتي القادمة اتأكد من الأمر .
بالنسبة الى المدارس صحيح هنالك في القوش مدارس منها حكومية وأخرى تمويل اقليم كوردستان ، وفي الحقيقة ان اقليم كوردستان اقام عدة مشاريع في القوش منها مشروع المدرسة .
الأخ نوئيل : في الحقيقة من خلال تواجدي الطويل في القوش لمست بوجود رأي موحد حول هذا الموضوع ، نعم هنالك من يريد ان تفتح القوش على مصراعيها للقادمين الساكنين ، ومن هؤلاء من له منطلقات مادية لزيادة ارباح تجارته ، وآخرين لهم أهداف سياسية كالحركة الديمقراطية الآشورية ، التي كانت الوحيدة التي امتنعت عن حضور مظاهرة القوش ضد التغيير الديموغرافي ، إذ اشترك الجميع باستثناء هذه الحركة ، ولا اريد الكتابة المزيد عن الموضوع ، ويجب ان تفكر بمبدأ انك انت وأنا القوشيان قبل ولاءاتنا السياسية .
بالنسبة الى دوام الطلبة الغرباء في القوش فقد اجاب عليه الأخ نبيل دمان
تحياتي
حبيب

422
الأخت جنان بولص المحترمة
تحية ومحبة
دائماً الحرائق الكبيرة تبدأ بشرارة صغيرة ، واليوم بعد ان وقع الفأس بالرأس تحاولين ان تجدي الحلول . هنالك مثل يقول الوقاية خير علاج ، وإن عنكاوا العزيزة اليوم داهمها المرض لأنها برأيي المتواضع ، انها لم تتحصن منذ اليوم الأول فغدت مريضة ومرضها صعب العلاج .
انا اعتز وأفتخر بعنكاوا كما افتخر بألقوش وبكل مدننا وقرانا الكلدانية والسريانية والآشورية ، وأنا في تنقل دائم بين القوش وعنكاوا .
 الذي قامت به القوش رغم اختلاف اهل القوش وانتماءاتهم السياسية المختلفة فإنهم متفقون بجانب واحد وهو غلق ابواب القوش بوجه اي قادم اليها ، أنه ضيف محترم ، لكن القوش ليست بيته . نحترم اي غريب لكن هذه حدودي وتلك حدودك وبيننا احترام متبادل . وفشلت المحاولات الكثيرة لخلق ثغرة بهذا البنيان ، وهذه المحاولات كانت من قبل قوى سياسية قومية مسيحية . لكن القوش  بقيت صافية قابلة بحدودها وإمكانياتها المتواضعة ، وراضية بفقرها .
 لكن في عنكاوا مع الأسف بلعوا الطعم ووقعوا في الفخ ، فلهم النقود والبيوت والسيارات الفارهة ، ومقابل ذلك فقدوا خصوصيتهم وذاتيتهم ، واصبح اهل عنكاوا يمثلون اقلية في مدينتهم الكلدانية . بتصوري ان تللسقف وباقوفا  قد استفادتا من تجربة القوش والى حد ما باطنايا وإلا كانت هذه المدن قد غرقت كما غرقت تلكيف .
فهل تستطيع يا ترى مدينة عنكاوا ان تعالج نفسها؟ وأقول تعالج نفسها لأن علاجها هو بيد اهلها وأبنائها .
تحية لك جنان بولص على هذه الألتفاتة المهة
حبيب


423
الأخ مسيحي عراقي  Masehi Iraqi
تحية ومحبة
شكراً لمداخلتك
تحياتي
حبيب
-----------------
الأخ برديصان / تحية وبعد
شكراً على مرورك
تحياتي
حبيب
--------------------
الى عوديشو آشورايا اقول : ـ
إن الحكومة تتحمل الجزء الكبير في فرض الأمن والأستقرار وفي السلام الأجتماعي ، وفي حالة ركوبها موجة الدين ، فإن قراراتها ستكون في حكم المقدس ، وهي تتدخل في كل صغيرة وكبيرة في حياة الناس ، حتى لو كانوا من الأديان الأخرى ، وهذا ما يحدث مثلاً في مصر الذي اعتلى فيها عرش السلطة الأخوان المسلمون ، ونحن نكتب عن اقليم كوردستان نمدح ونشجع فيه الجانب الديمقراطي العلماني ، وإن اي حكومة تلتزم الجانب العلماني الديمقراطي ستكون في مصلحة الجميع ، والحكومات الأوروبية الديمقراطية العلمانية هي خير دليل على ذلك ، إذ يتمتع الجميع بحقوق المواطنة في هذه الدول دون الرجوع الى الدين او القومية او المذهب ، وهذا ما ندعو اليه في اقليم كوردستان . لآنه يا عوديشو آشورايا في الحقيقة قد فقدنا الأمل في العراق ولا يمكن ان يعود الى الماضي المجيد ، فالحكم الثيوقراطي من الصعب إزالته ، وهذا هو رأيي .
نحن نعيش في هذا الوسط ، إننا جزر مرجانية ناتئة في محيط واسع هذا واقعنا وينبغي ان ننطلق من هذا الواقع وليس من التمنيات والأحلام .
حبيب

424
الأخ عبدالأحد قلو المحترم
تحية ومحبة
اجل كان هنالك تجسيد للوحدة الحقيقية في كاليفورنيا بين الكنيستين الكاثوليكية الكلدانية والنسطورية الآثورية ، فكان ترجمة حقيقية للوحدة الكنسية ، باحتفاظ كل جانب بانتمائه القومي مع الأشتراك في مفهوم الكنيسة الجامعة الواحدة وهي الكنيسة الكاثوليكية .
نحن الكتاب نستخدم حقنا التشخيص والنقد للجوانب السلبية ، وبنفس الوقت نتمسك بحقنا بالمطالبة بحقوق شعبنا الكلداني ، والآخر له رأيه . وسوف نستمر في هذا الطريق ، وهو المتبع في كل الدول التي تعترف بالديمقراطية وبحقوق الأنسان .
تحياتي
حبيب
ـــــــــــــــــــــــــــ
الأخ لوسيان المحترم
 تحية وبعد
انا شخصياً دائماً اكتب بأن المقصود في انتقاداتي هو الأحزاب الآشورية وليس الأخوة الآشوريين ، أنا انتقد الفكر الإقصائي مهما كان مصدره ، نحن نعيش في عصر نبذ الفكر القومي الفاشي ، وفي اوروبا وأمريكا هذا الفكر ( الفكر الفاشي ) محذور من التداول والترويج له ، فالمسيرة الأنسانية الآن تجاوزت هذا الفكر بالقضاء على رموزه : هتلر وموسليني وستالين وصدام والقذافي وغيرهم ، لكن مع الأسف هنالك من بين ابناء شعبنا المسيحي من يتغنى بالفكر الأقصائي ويروج له وكأنه فكر مقدس ويأتي في طليعة هؤلاء الأحزاب الآشورية التي تلغي وجود الكلدان والسريان وهذا هو فكر إقصائي بعينه .
تقبل تحياتي
حبيب

425
الاخت سوريثا المحترمة
تحية ومحبة
إن الجيش الأمريكي الذي فتح بغداد يتكون من مختلف الأقوام ، القاطنة في اميركا فيه العربي واليهودي والأيطالي والألماني والمكسيكي والعراقي ... وفي الحقيقة ثمة حالة مختلفة بين اوروبا وأمريكا ، ففي اوروبا في كل دولة هنالك سكان اصليين وبينهم مهاجرين قاطنين في البلد، لكن في اميركا الكل مهاجرين ، وأمريكا هي بلد المهاجرين ، فاليهود الذين في الصورة هم جزء من الجيش الأمريكي الذي تتكون معظم بنيته من المهاجرين من مختلف اقطار العالم الى اميركا ، فالحالة المبينة في الصورة تختلف عن حالة الفرهود وظروف الحياة وقتذاك في العراق عام 1941 م .
تحياتي
شكراً على مرورك
حبيب

426
مرحبا ميوقرا لوسيان lucian
تحية ومحبة
إن كل انسان ينطلق في اهدافه  من انتمائه ، فأنا مثلاً مسيحي كاثوليكي من القوش كلداني القومية عراقي الجنسية ، وحينما اتحدث او اكتب فأنا اتحدث من تلك الأطر للانتماءات او للهويات التي احملها ، وهذا شئ طبيعي ، فأنا لا استطيع ان ادافع عن حقوق الشعب البنغالي وأترك الشعب العراقي ، ربما في حالة معينة ادافع عن الشعب المظلوم في منطقة ما من الكرة الأرضية ، لكن هويتي تبقى هويتي وتكون في المقام الأول حين عرض افكاري او توجهاتي .
 اما مسألة الخلاف مع السيد يونادم  كنا مثلاً ، فالخلاف هنا ليس شخصي ، بل انه اختلاف فكري وسياسي ، فأنا لا يمكن ان اؤمن بالفكر الأقصائي للاخر مهما كان لي اختلاف في رؤيته الدينية او القومية او المذهبية ، فلا يمكن ان الغيه وأجعل من نفسي وصياً عليه ، هذا هو خلافنا مع الأخوة الذين يحاولون إلغاء قوميتنا الكلدانية من الخارطة القومية العراقية . فهل يحق لي ان اتكلم باسم الكلدانيين في هذه الحالة ، ام لا يحق ؟
 شكراً على مرورك اخي لوسيان
تحياتي
حبيب

427
الرئيس البارزاني لا يمكن ان يسمح بالأعتداء او التجاوز على القرى المسيحية لكن اين يكمن الخلل ؟
بقلم : د. حبيب تومي / اوسلو
habeebtomi@yahoo.no
انا هنا اعبر عن رأيي الشخصي ، واكتب بصراحة ، ومن خلال تجربتي على ارض الواقع فمن خلال تنقلنا في مناطق اقليم كوردستان او في المناطق المتنازع عليها ، او اثناء الدخول الى اربيل او دهوك او غيرها من المناطق فتكفي الهوية المسيحية ، او صليب معلق في مقدمة السيارة لكي تستمر في سيرك نحو المدينة دون عائق ، ولا يمكن لرئاسة الأقليم او لرئاسة الحكومة او الأحزاب الكردية  ان تقبل بأي تعدي او تجاوز على المسيحيين إن كانوا من الكلدان او السريان او الآشوريين او الأرمن او من الأديان الأخرى من الشبك او المندائيين او الأيزيدية ، ولا شك ان القيادة تحترم هذه المكونات وتعتبر الأقليم هو ملك لكل المكونات الدينية والأثنية الكوردستانية وليس للاكراد وحدهم .
القيادة الكوردية إن كان في الحكومة او الحزب او الرئاسة هي قريبة من هموم الأقليات وتحاول ان يسود الأمن والأستقرار والطمأنينة في قلوب هذه الأقليات لكي تنعم في الأجواء التعايشية المستقرة وتعمل مجتمعة وتساهم في عملية التطوير والبناء لهذا الأقليم . ومن هنا نلاحظ اقتراب القيادة من هموم الأقليات .
 لكن الخلل يكمن في الضفة الأخرى فهنالك ثقافة المجتمع وخلفياته المعتقدية والثقافية والتاريخية المتراكمة ، فخلال قرون كانت والى اليوم تروج ثقافة اسلامية رائجة في كوردستان وفي مناطق وبلدان أسلامية كثيرة وهي وصف غير المسلم بأنه كافر ، ولا مجال هنا للتطرق الى احكام اهل الذمة ، وهي احكام اقل ما نقول عنها انها ليست ملائمة ومناسبة مع احترام حرية البشر وكرامتها ، المهم كان المصطلح الرائج في كوردستان هو مصطلح ( فلاه) وهي مأخوذة من لفظة فلاح العربية ، إذ كان يطلق في الموصل على الأقلية المسيحية اسم (فليحي ) نظراً لتسمية لغته بهذا الأسم ( فلّيحي ) ، وهي منحوتة من لفظة ( الفلاح ) ، فالفلاح حينما يتوجه الى الموصل يتكلم بلغته الكلدانية ، ولا يفهما الموصلاوي ، فيقول عن لغتهم انها لغة الفلاحين ( فلّيحي) ، ثم حورت الكلمة الى الكردية باسم ( فلاه = Falah ) .
وهذه التسمية لا بأس بها مقارنة بمصطلح ( كاور او كافر ) تطلق على المسيحي ، ولعل الحديقة في كركوك المعروفة باسم (كاور باغي) ، وهي تسمية تركية تعني ( حديقة الكفار) ، وكاور هي كافر ، وباغي هي الحديقة . وهنالك أمور اخرى قد لا يعرفها القارئ ، وهي قبل اندلاع الثورة الكوردية في ايلول 1961 كان ممنوعاً على المسيحي الذي يستشهد في معارك بأن يطلق عليه لفظة الشهيد وبعد ذلك بدّل المرحوم البارزاني مصطفى بأن من يقتل في المعارك من المسيحيين هو شهيد بكل معنى الكلمة .
بعد عام 1991 حينما تمتع اقليم كوردستان بمساحة كبيرة من الحكم الذاتي ، عكفت القيادة الكوردية بقيادة البارزاني مسعود الى تحريم استعمال لفظتي ( فلاه ، وكافر او كاور ) وطفقت لفظة المسيحي تروج في الدوائر الحكومية وبين افراد الشعب ، ونحن نلمس ذلك في نقاط التفتيش ( السيطرات على الطرق ) ومدى التقدير والأحترام الذي يخاطب به الأنسان المسيحي ( مسيحي سه ر جافا = masihe sar chava ) اي مسيحي على عيني . وفي الأمثلة الشعبية هنالك مقولة يرددها المسلمون وهي : تعشّى في بيت اليهودي ، ونام في بيت المسيحي . دلالة على ائتمان الجانب المسيحي وإنه لا يمكن ان يخون الأمانة .
وهذا المثال هو جانب واحد من الأمثلة الشعبية لكن في الضفة الأخرى نقرأ خطاباً مختلفاً كلياً  وهو العمل على إذكاء روح الضغينة والكراهية ضد الآخر غير المسلم ، والتي يروج لها رجال الدين المسلمون مع الأسف في منابرهم الدينية ، وهذه الخطب هي التي تشحن وتؤجج المشاعر العاطفية للمواطن البسيط بأن عدوه امامه ، وعليه الأنتقام منه .
في الحقيقة سمة الأمانة والأخلاص للاقليات بشكل عام والمسيحيون بشكل خاص جعل من هذه الأقليات قريبة من القيادة في الحكومات والدول لا سيما في العراق ، والشواهد التاريخية كثيرة ، ولكن ربما يجادلني احدهم ويقول :
لكن ما هذا الظلم والأضطهاد ؟ ولماذا تتشرد هذه الأقليات وتترك اوطانها إن كانت بهذه الدرجة قريبة من من مراكز صنع القرار وكانت بحماية الحكومات ؟
 اجل ان الأقليات تكون بحماية الحكومات لكن ، يحدث احياناً ان تكون تلك الحكومات مخترقة او فاشلة ، وهذا الذي كان واقعاً بعد سقوط النظام في نيسان عام 2003 فكانت الحكومة لا تستطيع حماية نفسها ، فكيف تستطيع ان تحمي الأقليات ؟ وهكذا كان تفجير الكنائس وتشريد الأقليات الدينية والأستحواذ على املاكهم او منع ارزاقهم تحت شتى الحجج الواهية . وقد اوردت مثلاً في إحدى المناسبات من ان احد اصدقائي قد ائتمن جانب صديقه المسلم في بغداد على ان يجلس في البيت دون بدل ايجار او ببدل ايجار رمزي ، فكان ما قام به هذا الصديق العزيز ان لجأ الى بيع الأثاث ، ثم كتب قطعة على الدار يقول فيها : الدار معروضة للبيع . واعتبر ان البيت هو من الغنائم .
إنه يدل على فشل الحكومة التي لا تستطيع ان تحمي شعبها ، لا سيما الأقليات التي تعتبر اضعف الحلقات في النسيج المجتمعي العراقي .
 في عام 1941 وقع ما عرف بالفرهود ضد المكون اليهودي ، واليهود من الأقوام العراقية الأصيلة ، ومن قام بعمليات النهب والسلب والقتل في هذا الفرهود كانوا من عوام الشعب ، وحاولت الحكومة حمياتهم لكنها لم تستطيع الى ذلك سبيلاً إلا بعد اضرار جسيمة طالت الأرواح والممتلكات لهذا القوم العراقي المسالم .
الحكومة الكردية فتحت ابوابها لاستقبال المشردين من المدن العراقية بسبب عمليات الترهيب والقتل والتهديد المترتب على خلفية الهوية الدينية ، لقد تمتع المسيحيون والمندائيون في كوردستان بحقوقهم الكاملة كمواطنين من الدرجة الأولى ، لكن هذا لم يمنع من وقوع بعض الخروقات منها حدوث بعض الأعتداءات على المحلات والمتاجر التي تخص الأيزيدية والمسيحيون في مدن زاخو وغيرها  ، واتخذت الحكومة في وقتها الأجراءات الفورية لكي لا تتطور الأمور نحو الأسوأ ، ونحن نعلم ان اقليم كوردستان ينعم باستقرار امني وسلام مدني ، لكن الذي يحدث بين الفينة والأخرى هو انطلاق تلك التراكمات الثقافية في مسألة المسلم والمسيحي .
إن محاولات التأثير على البنية الديموغرافية لقرانا وبلداتنا المسيحية من قبل اخواننا المسلمين محصور في الثقافة الدينية ، وعلى الحكومة ان لا تقوم  بواجبها الأمني فحسب ، وفي اعتقادي المتواضع ان الحل الأمني ليس كافياً ، فمطلوب من قيادة الأقليم ان يكون لها توجه وبرنامج متطور لبناء الأنسان في كوردستان ، قبل ان يكون لها توجه في بناء البنية التحتية ، فبناء الأنسان هو من اصعب المهام وتبدأً ببناء الطفل بتلقينه التربية الأنسانية المسامحة ( التعلم في الصغر كالنقش على الحجر ) .
 على الإنسان الكوردي ان يعلم بأنه قبل ان يكون مسلم هو إنسان ، وعليه ان يتعلم شيئاً عن  الأديان الأخرى ، فالدين الأسلامي ليس وحده على الكرة الأرضية فحسب ، فثمة معتقدات وأديان اخرى يعتز معتنقيها بأديانهم  ومعتقداتهم وكما يعتز المسلم بمعتقده ودينه .
 إن البداية تبدأ في الطفل ، ولهذا نؤكد على اقليم كوردستان ان يخصص اهم المبالغ من الميزانية في مشاريع لتربية وتعليم الأطفال واجيال الشباب ، وحينها سوف لا تضطر الحكومة لمزيد من القوات الأمنية للمحافظة  على الأمن ولحماية المواطنين . إن محاولات التجاوز على دشت النهلة وقراها او غيرها من الأماكن في كوردستان بقصد تغيير تركيبتها السكانية ، هي نتيجة طبيعية لتلك الثقافة التي تدعو لكراهية الآخر وعدم القبول به .
من المؤكد ان القيادة الكوردية وفي مقدمتها الأستاذ مسعود اليارزاني وكل ألأقطاب في هذه القيادة لا يمكن ان توافق على سياسة التغيير الديموغرافي ولا تقبل بالتأثير على الخصوصيات الثقافية واللغوية والأثنية والدينية للمكونات غير الكوردية وغير الأسلامية ، ولنا الثقة ان يصار الى معالجة هذه الأشكالية بشكل آني وجذري ، لكي لا تتكرر في المستقبل وأن يصار الى معالجة التراكمات القديمة وإزالة آثارها لينعم الجميع في اجواء الأمن والأستقرار والتعايش المدني السلمي للجميع دون تفرقة او تمييز .
د. حبيب تومي / اوسلو في 17 / 06 / 2013

428
الأخ العزيز مايكل سيبي / تحية
شكراً على مرورك الدائم وبالمختصر المفيد .
 خالص تحياتي
حبيب
ــــــــــــــــــــــــ
الأخ عبد الأحد قلو / تحية
أجل ان اساسيات الوحدة موجودة لكن من يجمع هذا الشتات في بودقة الأحترام والتكافؤ ؟ لقد جمعوا الشتات في بودقة المصالح ، فحذفت الواوات وشكل ما يسمى التجمع الكلداني السرياني الآشوري ، فانفرط عقده امام اول امتحان ، يتطلب نكران الذات والتضحية فكان التهالك على الترشيح المنفرد لكل تنظيم في الأنتخابات القادمة  ، فأمام المصالح تبخر بريق الشعارت الرنانة لأنها مبنية على اساس من الرمل .
تقبل تحياتي
حبيب

429

الأخ كامل كوندا المحترم
في الحقيقة انا مستغرب منك هذا الخطاب وهذه الظنون التي ليس لها اساس من الصحة ، فلماذا تقرر انني او زملائي ضد الوحدة ؟ وأسألك ، هل الوحدة هي بحذف الواوات ؟ وانتهت كل كل المشاكل وكل التركمات ؟ أسالك لمذا لنا ثلاثة اسماء ؟ لماذا ليس لنا اسم واحد كالأكراد والعرب وبقية خلق الله ، إن كنا ثلاثة اسماء بمعنى نحن ثلاث خصوصيات لا اقول اكثر من ذلك .
 لقد حذفنا الواوات ، وشكل ما يسمى تجمع احزاب شعبنا ، وامام اول امتحان انفرط عقدهم ليعمل كل نحو مصلحته وهدف حزبه ، هل تقصد هذه الوحدة السطحية يا اخ كامل كوندا ؟ الوحدة التي ننشدها وأنا شخصياً اكتب عنها ، ان تكون مبنية على التكافؤ والأحترام المتبادل ، وأن تكون في كل المجالات وليس في الشأن السياسي فقط ، وسيكون مقالي القادم حول محاور هذه الوحدة .
 شكراً على مرورك
تحياتي
حبيب
ــــــــــــــــــــــــــــ
الأخ ChaldeanAndProud المحترم
شكراً على مرورك وعلى مشاعرك الطيبة
تحياتي
حبيب
ــــــــــــــــــ
الأخ hanaalsawa المحترم
إن اسلوب التهكم والأستخفاف بالآخرين ليس اسلوب مناسب للنقاش والحوار خصوصاً بيننا الذين نكتب في المواقع ، يمكنك ان تناقش الأخ ابلحد قلو  او اي شخص آخر بشكل موضوعي وبأسلوب حضاري .
شكراً على مرورك  / تحياتي
حبيب
ــــــــــــــــــ
الأخ سام برواري المحترم
يا اخي العزيز النص هو امامك ، فلمذا تحاول التهرب والخروج الى مواضيع شخصية . ما علاقة ما ذكرته من استلامي سيارة ودراجة وطيارة وقطعة ارض وقصر ووو ما علاقة ذلك بالموضوع الذي امامك ، يا اخي لكي ترتاح نفسياً وجسدياً وقومياً ودينياً ومذهباً وعاطفياً وفكرياً وذهنياً، فانا لم استلم اي حقوق لفترة البيشمركة رغم استلامها من قبل جميع زملائي ، وثانياً انا فقدت مبالغ مهمة من ثمن البيت الذي بعته في بغداد حينما اودعتها في احد البنوك في كوردستان . ومع ذلك انا لست محتاجاً ولا اطلب مساعدة او معونة من كائن من كان ، فالحمد لله لدي املاكي وثروتي الحقيقية هي اولادي وعزة النفس التي اعتز بها . فلا تشغل بالك بأموري الشخصية ، يمكنك ان تنام قرير العين ، امامك نص يمكنك مناقشته ، وخارج ذلك يدل على افلاسك في النقاش وعدم استطاعتك بمقارعة الحجة بالحجة والفكرة بالفكرة .
تحياتي
حبيب
ــــــــــــــــــــــــ
 الأخ العزيز مايكل سيبي المحترم
اجل كلنا مع الوحدة ، وفي الحقيقة اصبحت الوحدة شعاراً يتسربلون به اكثر مما تشكل هدفاً حقيقياً مفيداً للجميع .
شكراً على مرورك السريع
تحياتي
حبيب

430
الأخ العزيز عبد الأحد قلو المحترم
في الحقيقة هنالك حالات تستوجب على الكنيسة التدخل في الشؤون القومية والسياسية والأمثلة التاريخية كثيرة ، منها الموقف القومي المعروف حينما كافح البطريرك يوسف اودو (1848 ـ 1878 ) بحيوية ونشاط بالدفاع عن حقوق بطاركة المشرق وعن حقوق الشعب الكلداني الثقافية واللغوية والطقسية ، وكذلك كانت مواقف البطريرك مار يوسف عمانوئيل الثاني (1900 ـ 1947 ) منها الموقف الأنساني في الحرب العالمية الأولى بوقفه مع الفقراء والمحتاجين والمشردين وتوزيعه المساعدات بيده ، وكذلك الموقف السياسي عام 1933 حينما تدخل بقوة لدى الساسة أصحاب القرار لأيقاف الأعمال الانتقامية ضد الأخوة الأثوريين اللاجئين الى القوش وضد اهالي القوش ، كما ان الجهود التي يبذلها اليوم البطريرك الكلداني مار لويس روفائيل ساكو لجمع شمل القيادة السياسية العراقية حول مائدة واحدة تصب في ذلك المجرى . فالتدخل في الشأن القومي والسياسي في الأمور المصيرية مطلوب من الكنيسة ان تتدخل ، لكن هذا لا يعني تورطهم في العمل اليومي السياسي والقومي الذي هو من اختصاص العلمانيين كما ورد في البيان الختامي للسينودس .
اما مسألة عدم تمكننا من دخول الأنتخابات بسبب التمويل فأعتقد الكنيسة ليست معنية بذلك بل ان المسالة تقع على عاتق الحكومة العراقية وحكومة اقليم كوردستان اللتان تفرطان في حصة المكون الكلداني من الثروة الوطنية في العراق الأتحادي وفي اقليم كوردستان هنا تكمن الإشكالية اخي عبدالأحد قلو
تحياتي
حبيب

431
اعتدال وشمولية البيان الختامي لسينودس الكنيسة الكلدانية ونسجل بعض المداخلات
بقلم : د. حبيب تومي / اوسلو
habeebtomi@yahoo.no
علينا ان نعترف ان مؤسسة الكنيسة الكلدانية قد اعتراها بعض مظاهر الضعف والهوان في العقد المنصرم ، وكان  ذلك نتيجة طبيعية لحالات العنف الدموي الذي خيم على الشارع العراقي ، وكانت مظاهر العنف وعمليات الأرهاب والأبتزاز والتشريد والتهديد تطال الكنيسة وأبناء شعبها الكلداني وكل المسيحيين في المدن العراقية لاسيما الموصل والبصرة وبغداد  ، فحينما كان يشرد ابناء هذا الشعب من بيوتهم وتصلهم التهديدات وعمليات الخطف والأبتزاز ، كانت في الوقت ذاته تفجر الكنائس بمصليها وقساوستها وكانت عمليات الخطف والأبتزاز والأغتيال تطال رجال الدين المسيحيين ، لتصل في ذروتها الى عملية اختطاف المطران الجليل فرج رحو في 29 شباط 2008 واغتياله حيث عثر على جثته الطاهرة في في يوم 31 آذار 2008 ، إن هذه الأوضاع المأساوية ومسائل اخرى اشتركت في تشريد الشعب الكلداني وإجباره على الهجرة القسرية ,الى تفريغ الكنائس من مصليها والى تشريد رجال الدين منها ، هكذا بقيت الأعداد القليلة وكان في مقدمة هؤلاء البطريرك الكاردينال مار عمانوئيل دلي الذي ربط مصيره مع ابناء شعبه الكلداني ومع بقية المسيحيين وهم في محنتهم الشديدة .
وفي هذه الظروف العسيرة كانت ثمة عامل حاسم آخر يساهم في إضعاف مؤسسة الكنيسة تنظيمياً وهيكلياً ، حيث كانت تنهال المساعدات للأبرشيات من المجلس الشعبي دون ان تراعى هرمية التنظيم لمؤسسة الكنيسة وضرورة ان تصل تلك الأموال الى المركز ومنها توزع للابرشيات حسب الحاجة ، فتولدت مصطلحات غريبة من قِبل مطارنة الشمال ومطارنة الجنوب ومطارنة الخارج ...
 وهنا لست متأكداً هل ان كل ابرشية لها صلاحيات واسعة تصل الى درجة الإدارة الذاتية وفي استقلالية التصرف بالأموال اما ثمة ميزانية مركزية يتولى صرفها وتوزيعها المركز اي مقر البطيريكية في بغداد وفق اسس وضابط معينة ؟
المهم كل هذه العوامل عملت على ضعف وهوان الكنيسة الكلدانية وأضحت بمثابة الجسم المريض الذي تفتك به الأمراض دون ان يستطيع مقاومتها في ظروف تعذر العثور على الأدوية الناجعة ، فتركت الكلدانية الكلدانية تعاني من ذلك الضعف الى جانب ما تعرض له شعبها الكلداني وبقية مسيحيي العراق من ظلم وعنف وإرهاب ..
اليوم ..
اليوم ما اجمله تشرق الشمس وتنير الدروب وتتصافى القلوب في محبة المسيح ،
فيلتئم شمل المطارنة الأجلاء والآباء الكهنة في العاصمة العراقية بغداد ، باستثناء من لم تسمح ظروفهم بالمجئ ، فكان السينودس المنعقد في الفترة 05 ـ 11 من شهر حزيران الجاري وتوصل الى نتائج مهمه في مشواره الطويل وترشح بعض التوصيات والمقررات في البيان الختامي ( طالع الرابط اسفل المقال ) .
 لقد ورد في البيان الختامي في الفقرة اولاً :
( .. خلال إعادة هيكلية تنظيم البطريركية والأبرشيات والرهبانيات والمؤسسات الكنسية باحترام القوانين الكنسية. لقد كان هذا السينودس فرصةً مميزة للقاءاتٍ مهمة خصوصاً وأن  انعقاده  جاء بعد خمسة أشهر من انتخاب البطريرك الجديد. ورأى الآباء الأساقفة أن الكنيسة الكلدانية بتنوّع أعضائها أينما وجدت في الوطن وفي الشرق أم في بلاد الشتات، تمثل جسداً واحداً .. ) انتهى الأقتباس .
وكما اوردت في بداية المثال التقسيم القسري الجغرافي الذي طال مؤسسة الكنيسة فإن هذه النقطة تعالج تلك الحالة فهي كنيسة واحدة وجسد واحد وكل عضو في ذلك الجسد الكنسي يعمل على وحدتها وقوتها وتطورها ويعينها لتقوم بواجبها الكنسي اللاهوتي والأنساني في المجتمع ، وأين ما كانت في الشمال او الجنوب او في دول الشتات إنها كنيسة واحدة وجسد واحد يضمن ديمومتها القلب النابض ، ويضبط مسيرتها الفكر الديني المسيحي الواحد والكنيسة المقدسة الواحدة الجامعة .
وفي الفقرة ثانياً نقرأ :
( .. وذلك  بوضع آليات حوار وتواصل لكي لا تتبعثر قوانا خصوصًا وأننا في تناقص مستمر. كما أنهم أكدوا على رغبتهم في فتح حوار صريح وشجاع مع كنيسة المشرق الآشورية لاسترجاع وحدة كنيسة المشرق ومكانتها وهيبتها ومجدها. ) انتهى ...
إنها توجهات وحدوية نبيلة لإعادة لحمة كنيسة المشرق كخطوة اولى لأعادة مجدها التليد عبر التاريخ ومداخلتنا على هذه الفقرة هي : ان تتوفر منظومة الوسطية الذهبية ، فالوحدة تتحقق حينما يتوفر الأستعداد لدى جميع اطراف المعادلة وليس الكنيسة الكلدانية فقط :
ـ كنيسة المشرق الآشورية .
ـ الكنيسة الشرقية القديمة . أضافة الى الكنيسة الكلدانية المنفتحة نحو الوحدة في كنيسة المشرق .
 وذلك بأن يخطو كل منهم خطوة نحو الطرف الآخر وفي نهاية المطاف يلتقي الجميع في الحلقة الوسطية الذهبية الجميلة ، وهذه الحالة تتطلب من جميع اطراف المعادلة يتطلب التضحية ونكران الذات ، وفي جانب الأخوة الأثوريون هنالك إشكالية أخرى حيث هي منقسمة على نفسها الى كنيسة المشرق الآشورية والكنيسة الشرقية القديمة ، وفي نفس المربع ثمة اشكالية المطران مار باوي سورو والكهنة والعلمانيين من الأخوة الآثوريين الذين معه . إنها حقاً مهمة عسيرة ، ولكنها ليست مستحيلة التحقيق ان تصافت القلوب وهيمنت الثقة المتبادلة وإن كان التوجه نحو فتح صفحة جديدة في العلاقات لكي يصار الى تذليل الصعوبات الجمة .

وفي الفقرة ثالثاً نقرأ :
( .. وأيد آباء السينودس هذه الخطوات من أجل استقرار بلدنا وتنعمه بسلام عادل وشامل، فنعيش تحت ظلِ نعمة الرب وكان مسك الختام عشاء المحبة الذي دعا إليه غبطته بمناسبة انعقاد السينودس الكلداني، مساء الأثنين 10/6/2013 في فندق الرشيد، وقد اشترك فيه المسؤولون الحكوميون والكتل السياسية وعلماء الدين وروؤساء الطوائف المسيحية وجاء اللقاء حقا لقاء مصالحة. ) انتهى ..
ونرفق هذه الفقرة مع الفقرة ثامناً التي ورد فيها :
(يؤكد الآباء أن ما جاء في رسالة غبطة البطريرك بخصوص العمل القوميّ والسياسي هو للعلمانيين المقتدرين. ونحنُ نشجعهم على بناء مدارس لتعليم لغتنا وإنشاء مراكز ثقافيّة واجتماعية تعنى بالتراث والفن والثقافة، وتشكيل أحزاب سياسيّة تدافع عن كرامة الناس وحقوقهم، لكن لا يمكن لأفراد الأكليروس بجميع درجاتهم الانخراط فيها أو التحول إلى دعاة لها. على أعضاء الاكليروس الالتزام  الكامل بدعوتهم الكهنوتية وخدمة كلِّ الناس من دون تفريق. ) انتهى الأقتباس .
 وفي الفقرتين نلاحظ على ارض الواقع في الفقرة ثالثاً هنالك ممارسة سياسية بحتة ، بدعوة رجال الدولة الى الجلوس سوية بغية تقريب وجهات النظر وحلحلة الأوضاع السياسية والأمنية في العراق ، وهنا نقول ان المصلحة الوطنية العليا تدعو البطريرك الى التدخل في الوقت المناسب لوقف عمليات العنف المجتمعي وسفك الدماء ومطلوب منه الوقوف مع شعبه الكلداني ومع المسيحيين عموماً في حالة تعرضهم لمخاطر التطهير العرقي او العلميات الأرهابية ، وحسناً فعل المطارنة الأجلاء بدعم غبطة البطريرك مار لويس الأول روفائيل ساكو في جهوده الوطنية لجمع القادة حول مائدة محبة .
وفي كل الأحوال فإن الكنيسة حينما يكون لها هذه الموقف الإيجابي الشجاع من هموم العراقيين عامة ، فلا بد ان يكون لها نفس الموقف وأكثر من حقوق وهموم شعبها الكلداني ، فالكنيسة الكاثوليكية الكلدانية وشعبها الكلداني في سفينة واحدة تمخر عباب اليم ، ومصير جميعم منوط في سلامة هذه السفينة وبلوغها بر الأمان .
فثمة ظروف إنسانية وكارثية قاهرة تجبر اي انسان على ركوب موجة السياسية لأنقاذ قوم من الكارثة . وبعد ذلك كل يذهب الى حال سبيله إن كان الواجب الكنسي اللاهوتي أو كان العمل العلماني الأقتصادي او السياسي او القومي والتاريخ الكنسي زاخر بمثل تلك المواقف القومية والسياسية الشجاعة .

في الفقرة رابعاً ورد :
(رفع الآباء الأساقفة المجتمعون رسالة بواسطة سيادة السفير البابوي إلى قداسة البابا فرنسيس مؤكدين له محبتهم وتقديرهم لمواقفه المشجعة على الانفتاح والتقارب بين الناس، وأكدوا على أهمية انتماء الكنيسة الكلدانية إلى الكنيسة الكاثوليكية.) . انتهى
 أنه تأكيد لثبات موقف الكنيسة الكلدانية من الكنيسة الكاثوليكية وعلى ديمومة هذه العلاقة الروحية والتنظيمية .
وفي الفقرة خامساً ورد :
( تداول الآباء أوضاع الأبرشية البطريركية في بغداد وتنظيم الدائرة البطريركية وأيضاً الدوائر الأسقفية وخصوصاً الدوائر المالية حسب نظم حسابية دقيقة وشفافة.. ) انتهى الأقتباس .
وهذه الفقرة تغريني ان اقول كان من الضروري حضور بعض العلمانينن من الملمين بالشأن السياسي والأقتصادي والمالي لربما كان لهؤلاء افكار تصب في مصلحة الكنيسة لاسيما في الجانب المالي الذي يحتاج لادارته خبرة وممارسة وتخصص .
قرأت في النقطة سادساً هذه الفقرة :
(.. وضمان عيش كريم لهم. وناقشوا موضوع انتقال بعض الكهنة من أبرشية إلى أخرى من دون موافقة مطرانهم مما يؤدي إلى ضعف في الخدمة الكهنوتية. ودعوا كل الأبرشيات إلى عدم قبول أي كاهنٍ من دون رخصةِ مطرانه... ) .انتهى الأقتباس
انها خطوة سليمة ومهمة لضمان انسيابية العمل الكنسي في الأبرشيات إذ ينبغي ان يكون التنقل وفق ضوابط كنسية وما تمليه المصلحة العامة التي من اجلها انخرط ذلك الكاهن او الراهب وتطوع في ذلك السلك .
لكن ثمة قضية مهمة لم اقرأ لها خبراً يخص نفس الموضوع وهو انتقال الكهنة والرهبان ، من الكنيسة الكلدانية الى الكنيسة الآشورية ، وقد يكون هذا الكاهن مطروداً من كنيسته لأسباب وجيهة ، ثم نلاحظ ان هذا الكاهن يأخذ موقعه وأفضل منه في الكنيسة الاشورية ، فإن كان لنا جذور كنسية واحدة وكان لنا لغة واحدة وطقس كنسي واحد وهي كنيسة واحدة ، فكيف يطرد من كنيسة لمخالفته القوانين الكنيسة ، ثم لا يلبث ان يجد له موقعاً في الكنيسة الأشورية افضل مما كان له في كنيسته الكلدانية ؟ وهذه الحالة شملت باعتقادي 10 كهنة ، فهنا سيكون الألتزام قليلاً بأوامر الكنيسة الكلدانية فكل من لا تناسبه تلك الأوامر فمكانه محجوز في الكنيسة الأخرى التي ربما تفوق امتيازاتها ومغرياتها عن الكنيسة الكلدانية ، لا سيما في مسألة الحالة الأجتماعية للكهنة في الكنيسة الآثورية .
 ومن المؤكد ان هذه الحالة قد نوقشت في اجتماعت السينودس لكن لم يكن إشارة اليها في البيان الختامي الذي ايضاً خلا من التطرق الى مشكلة المطران الجليل مار باوي سورو .

في الفقرة سابعاً نقرأ :
(.. وطلب الآباء تأسيس لجنة مكونة من إكليروس وعلمانيين لدراسة شاملة ووافية عن هذا الموضوع من خلال جمع معلومات لوضع الأسس الاقتصادية والاجتماعية ... ) انتهى
حقاً ان مسألة الهجرة هي مشكلة مستعصية وينبغي ان تتظافر جهود الأفراد والمؤسسات ، فهي مشكلة شائكة لها جذور وأسباب اقتصادية وسياسية ودينية وامنية ، فهي مشكلة معقدة وتتطلب حلول مستفيضة مستقبلية ، وإلا أن استمرت الهجرة بهذه الوتيرة سوف يكون العقد القادم عقد خلو العراق من المسيحيين ومن المكونات الدينية غير الإسلامية الأخرى .
وفي نفس النقطة سابعاً قرأت هذه الفقرة :
( تفتخر كنيستنا بهويتها الكلدانية بأنها تعود بتاريخها إلى زمن الرسل، إلى توما وأدي وماري، هؤلاء الذين جاءوا من بعيد ليشهدوا للمسيح ويحملوا بواسطتنا البشرى إلى أقطار العالم البعيد حتى الهند والتبت والصين .. ) انتهى
في الحقيقة انها أشارة جديرة بالأهتمام التي تشير الى هويتنا الكلدانية ، وبرأيي المتواضع كان ايضاً من الضروري الإشارة الى حقوق الشعب الكلداني السياسية والمالية حيث انه المكون الوحيد الذي لا يتمتع بحصته من الثروة الوطنية وهذا اجحاف بحق الشعب الكلداني وكان يترتب على السينودس الموقر ان يكون له إشارة الى حقوق شعبه في عموم العراق وفي
 اقليم كوردستان .
تحيتنا ومحبتنا لغبطة البطريرك مار لويس الأول روفائيل ساكو الكلي الطوبى ، والأساقفة الأجلاء والأباء الروحانيين الكرام والأخوات الراهبات ، نتمنى لهم جميعاً ومع شعبهم الكلداني وكل مسحيي العراق المظلومين ، نتمنى ان نشهد الأنفراج والأمن والأستقرار في الحالة العراقية ليعود المسلم والمسيحي والمندائي الصابئى والأيزيدي والكاكائي والشبكي والعربي والكردي والتركماني والأرمني والآشوري والسرياني وكل إنسان عراقي  ان يتمتع بنعمة الأستقرار والمواطنة المدنية الآمنة في ظل مجتمع عراقي يسوده التسامح والتعايش والتعاون والمحبة .

د. حبيب تومي / اوسلو في 12 / 06 / 2013
ـــــــــــ
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,671210.msg6025890.html#msg6025890

432
الأخ سامي الياس مدالو  / تحية ومحبة 
لقد كان لعدستك ابلغ تعبير عن الأماكن الجميلة التي يختلط فيها عبق التاريخ مع روعة الحاضر ، للانتقال الى المستقبل الذي نجهل دواخله وماهياته .
أغرتني كلماتك والمناظر التي صورتها واسمك وأسم المرحوم الوالد الياس مدالو ، الى التأمل والتحلق في آفاق الذكريات لأعود الى فترة مقاعد الدراسة الأبتدائية ، وأنا في الصف الأول الأبتدائي في مدرسة شيشا ، والتي تحولت الى اطلال اليوم ، إذ كنت جالساً في الرحلة الأولى ، وجاء الوالد الياس مدالو حيث كان مدير المدرسة وكانت مدرستنا تابعة لأدارته في مدرسة مار ميخا ، وإن من  ينجح من الصف الثاني الأبتدائي ينتقل بعدها في الصف الثالث الى مدرسة مارميخا .
 المهم دخل الوالد الى صفنا ، وقال معلمنا المرحوم حنا بتي صفار ( قيام ) : ونهضنا جميعاً ، وبعدها ( جلوس ) جلسنا جميعاً .
 كانت بيد الوالد الياس قائمة اسماء ، قال بلغتنا الكلدانية ( ايمد قارن شمّح قايم وآمر نعم = اي كل من أقرأ اسمه يقوم ويقول : نعم ) وهكذا قرأ الأسماء ، وحينما وصل الى اسمي ( حبيب يوسف تومي ) ، وقفت وهو قبالتي تماماً ، وصحت بأعلى صوتي : ( نعم ) ، فما كان منه إلا صفعني صفعة خفيفة على خدي قائلاً : ( كمبقتّا بردت ناثي ) اي مزقت طبلة أذني . وأضاف : قلنا قول نعم لكن لم نقل اصرخ بأعلى صوتك .
في أحدى التعازي في بغداد صادف جلوسي الى جانبه ، ورويت له هذه القصة ، فشكرني ، وقال انا ادون كل الملاحظات التي تصلني من طلابي في تلك المرحلة .
نتمنى لألقوش العزيزة على قلوبنا جميعاً ان تكون جميلة ومزهوة وعامرة على مر العصور كما كانت في السابق ، إنه وفاء لألقوش ان يكتب كل منا حرفاً عن هذه المدينة التاريخية العريقة .
اجمل تحياتي
حبيب 

433
الأخت العزيزة فيان جلال / تحية وتقدير
الزيارة لمثل هذه الأماكن يعتبر  نشاط انساني جيد ، ولكن يبدو ان الأخ نوزاد أراد ان يسجل السبق الصحفي فنشر الموضوع على هذا المنبر معززاً بصورة لك حسب الرابط :
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,670417.0.html
لكن نشرك للموضوع مع الصور  المعززة للموضوع هو اكثر تعبيراً .
مرحباً بك فيان جنان في حقل الكتابة متمنياً لك التوفيق والنجاح
حبيب

434
الرئيس البارزاني والدستور وكلمة الفصل تكمن في أستفتاء الشعب الكوردي
 بقلم : د. حبيب تومي / اوسلو
habeebtomi@yahoo.no
قطعاً إن اقليم كوردستان ليس سنغافورة في الصناعة وليس النرويج او سويسرا في الديمقراطية وليس دبي في البناء العمراني ، ونستطيع ان نوصف كوردستان بأنها تخطو الخطوات الأولى نحو تلك الآفاق الديمقراطية والبرامج العمرانية والصناعية والخدمية .
ثمة قصة حقيقية دارت احداثها في العرأق منذ عام 2003  والفصل الأول في هذه القصة يفيد ان العراق في نيسان 2003 تخلص من نظام حكم دكتاتوري ، وكان من المنتظر ان يشهد العراق بعد ذلك استقراراً امنياً وأن ينعم بالحكم الديمقراطي بعد عقود الحكم الدكتاتوري ، وأن يتفوق في البناء والتعمير والصناعة والزراعة والسياحة والخدمات ، لكن الذي حدث كان عكس تلك التوقعات تماماً ، فلم يصار الى إرساء قواعد حكم ديمقراطي ولم نشاهد مظاهر البناء والتعمير ولم ينعم العراقيون بالأستقرار والأمان . والى اليوم المدن العراقية غارقة في برك الدم وساستنا غارقين في مستنقع الخلاف الدموي الطائفي .
لكن في فصل آخر من هذه القصة الحقيقية ، تدور احداثها في منطقة من الوطن العراقي المعروفة بكوردستان او أقليم كوردستان ، إذ استفاد هذا الجزء من غياب الدكتاتورية فأفلح في إرساء دعائم حكم ديمقراطي ، وتمكن من ترسيخ النظام والأستقرار والقانون وخلق اجواء التعايش المجتمعي للنسيج الكوردستاني الجميل وفي هذه الأجواء كان تسابق وتناكف المؤسسات والشركات الأستثمارية للعمل في كوردستان التي اكتسبت سمعة دولية واقليمية متميزة ، فأخذت تدور عجلة التقدم في كوردستان ، والسؤال الذي يتبادر الى الذهن هو :
 من كان وراء كل النهضة في كوردستان ؟ من كان مهندسها ؟ وهنا تتجلى شخصية البارزاني كرائد لهذه المسيرة انه رجل عركته سنوات النضال منذ ستينات القرن الماضي ليغدو سياسياً ماهراً في كوردستان وعموم العراق والمنطقة ولذلك فإن شخصية مسعود البارزاني لا تحتاج الى من يمتدحها .أن المسيرة التي قطعها اقليم كوردستان في معارج العلم والتقدم الحضاري ، ووضع ركائز قواعد ثابتة للعملية السياسية بالأنتقال الديمقراطي السلس للسلطة السياسية .
لكن برأيي الشخصي ان اهم انجازات الرئيس مسعود البارزاني أنه لم يتأثر ولم يقتدي بالنهج السياسي الذي سلكه القادة السياسيون العراقيون وهو اسلوب الأنتقام والثار والثار المضاد والأصطفاف الطائفي ، بل ادخل الأنسان الكوردي في اقليم  كوردستان في واحة التسامح والتعايش فأعلن عن ولادة كوردستان جديدة ، لا مجال لثقافة الثأر والأنتقام ولا مكانة لعداوات سابقة ، لقد طويت صفحة الصراعات الدموية والمعارك ، إنها ساحة البناء والتعمير وبناء الأنسان لخلق مجتمع متفاهم متسامح متعايش ، في ظل الأمن والأستقرار للجميع . هذا هو الأنجاز التاريخي الكبير الذي يُسجل لمسعود البارزاني .
إن الرئيس مسعود البارزاني ليس بحاجة الى منصب رئيس الأقليم او اي منصب آخر ، إن كوردستان احوج ما تكون اليوم الى شخصية مسعود البارزاني الكارزمية والتي يحترمها كل الأطراف في عموم العراق وفي المحافل الدولية والأقليمية . لكن الأستاذ مسعود البارزاني يملؤه الأعتزاز والفخر حينما يلقب بالبيشمركة اكثر من اي لقب آخر حتى لو كان رئيس الأقليم .
 قبل سنين رفض مسعود البارزاني ان يكون رئيساً للاقليم على اعتبار ان حزبه قد فاز في الأنتخابات ، وأراد ان يكون تفويضه من الشعب مباشرة ، وهكذا كان ترتيب انتخابات رئاسية ويكون الأقتراع من الشعب مباشرة ، ونافسه على المقعد عشرة مرشحين وكان بينهم من نافسه بشكل جدي فكانت نسبة حصوله من الأصوات تقترب من 70%  وبقية الأصوات ذهبت لمنافسيه في العملية الديمقراطية .
إن ترشيح البارزاني لنفسه للمرة الثالثة سيفتح الأفاق للتنافس الحر والشعب حر في منح صوته لمن يشاء عبر صناديق الأقتراع ، أما ان كانت نصوص الدستور ، الذي لم يصار الى تصديقه لحد الآن ، إن كانت تناقض المصلحة العامة فتلك النصوص ليست مقدسة ، وكما قال شارل ديغول وأشرت الى قوله في المقال السابق يقول: لن اضحي بفرنسا من اجل نص ، اي بنص مكتوب في الدستور الفرنسي ، فالدستور وضع ليكون خدمة للوطن والشعب وليس نقيض ذلك ، من المؤكد ستكون هنالك منافسة قوية على إشغال هذا الموقع المهم .
طبيعة النظام في اقليم كوردستان
في الحقيقة رغم وصف النظام في كوردستان بأنه رئاسي ، ومطلب المعارضة الكوردية بأنها تسعى الى استبدال النظام الرئاسي بالبرلماني ، فإن هذه المعادلة لا تنطبق كلياً على اقليم كوردستان ، فالنظام الرئاسي الذي يتجسد بشكل واضح في النظام الأمريكي وفي دستوره ، إذ ينتخب رئيس الجمهورية بالأقتراع المباشر من قبل الشعب ، وتناط بالرئيس المنتخب السلطة التنفيذية ويصبح مسؤولاً عنها كلياً لعدم وجود رئيس وزراء ، كما هو معمول به في النظام البرلماني الذي تناط برئيس ومجلس الوزراء السلطة التنفيذية مباشرة .
وهنالك موقف يردد ذكره عن ابراهام لنكولن وهو الرئيس 16 لأمريكا حيث تمكن من ايقاف الحرب الأهلية ووحد الولايات وألغى نظام الرق في امريكا عام 1863 وهو الذي دعا مجلس وزرائه المتكون من 7 وزراء فقط ، للاجتماع  ، فاجتمعوا في موقف على رأي  مخالف له فقال : سبعة تقول : لا ، وواحد يقول : نعم ، وواحد هو الذي يغلب لأنه الصحيح .
في الحقيقة لا يمكن توصيف الحكم في اقليم كوردستان بأنه رئاسي بحت ، بل يمكن ان نقول انه نصف رئاسي او نصف برلماني ، او هو يأخذ من النظامين ، فمطلب المعارضة بتبديل النظام الرئاسي بالبرلماني غير واقعي ، ففي كوردستان مجلس وزراء منبثق من النتائج التي تفرزها صناديق الأقتراع ، وثمة مجلس الوزراء يملك بيده صلاحيات السلطة التنفيذية . وفي حالة اختيار الرئيس من قبل البرلمان كما تريد المعارضة ، فإن المنصب سيكون حتماً من نصيب الحزب الحاكم ، بينما حينما يكون الرئيس منتخب من قبل الشعب مباشرة قد يكون هنالك شخصية محترمة تفوز بثقة الشعب من خارج نطاق الحزب الحاكم .
  برأيي المتواضع ان اقليم كوردستان بحاجة ماسة الى وجود شخصية الرئيس مسعود البارزاني في هذه المرحلة المهمة ، انه يمثل قبان توازن في محصلة العملية السياسية العراقية وفي المنطقة اما في أقليم كوردستان فإن الرئيس ( البيشمركة ) مسعود البارزاني يجسد الشخصية الكارزمية التي يلتف حولها قاعدة عريضة من ابناء الشعب الكوردي ، وهو الذي يتميز بالمواقف المعتدلة في حل الخلافات الناشئة على الأرض نتيجة الأختلاف في المواقف السياسية .
لم يمض على ممارسة الأقليم السلطات السياسية والأقتصادية الذاتية سوى عقدين من الزمن ، وقد مارس تلك السلطات بشكل اوضح منذ عام 2003 فحسب ، وهذه المدة القصيرة من عمر الزمن لا يمكن ان نعتبر الأقليم قد بلغ نقاط التكامل في عمره القصير وتجربته الفتية في ممارسة السلطات الذاتية ، ورغم قطعه اشواطاً مهمة في هذا الطريق .
نعود الى مسألة مهمة اخرى وهي مسألة إعادة مسودة الدستور الكوردستاني الى البرلمان لأعادة مناقشة تفاصيل مواد الدستور وتعديلها ، إذ كان هنالك مناقشات مستفيضة في البرلمان حول مواد الدستور واتخذت مواده الصيغة النهائية ، ولم يبقى سوى ان يصدر الشعب حكمه بالإقرار عليه او بعدم الموافقة عليه عبر عملية الأستفتاء الشعبي مباشرة ، الجدير بالملاحظة حتى بالنسبة الى ما يخص معارضتنا نحن الكلدان للدستور والتي تتركز على نقطة واحدة وهي ذكر اسم قوميتنا الكلدانية بشكل مستقل في  مسودة الدستور الكوردستاني ، وكما هو منصوص عليه في دستور العراق الأتحادي ، وكانت المناقشات المستفيضة في البرلمان قد اقرت صيغة ذكر اسم القومية الكلداني بشكل مستقل ، لكن ان الصيغة بدلت الى التسمية المختلطة ( كلداني سرياني آشوري ) بعد انهاء كل المناقشات ، وهكذا جرى سلب حقوق الشعب الكلداني دون ان تكون هنالك موافقة عليها في البرلمان الكوردستاني ، ولهذا ينبغي إعادة الأسم الكلداني الى الدستور ، ولا يحتاج ذلك اي تأويلات او مناقشات .
لكي يتقدم اقليم كوردستان في معارج العلم والحضارة ينبغي بناء الأنسان قبل كل شئ ، وهذا يحتاج الى برامج  طموحة في التربية والتعليم منذ سنوات الطفولة ، بأن يتمسك الطفل بالنظام والقانون وحثه على البحث والدراسة في مستقبل حياته ، والمعارضة والحكومة ينبغي ان يكون همهما الأول في هذه الناحية المهمة وهي الضمانة الأكيدة لمستقبل كوردستان . وإن التناكفات الأخرى سوف تزيد في الطين بللة ، وهذا ما يحصل في العراق حيث قد اهملت كل القضايا المهمة في تطور البلد ، واصبح الهم الوحيد هو التناكف السياسي ، والأصطفاف الطائفي الدموي ، والعراق الى اليوم يخوض في مستنقع العنف والأرهاب ، وهذا شئ مؤسف حقاً ان ينحدر العراق الى هذه الهاوية ، ولذلك اقول دائماً علينا ان نبني الأنسان قبل نبني المباني ونشيد الجسور .
د. حبيب تومي / اوسلو في 06 / 06 / 13

435
الأخ محمود الوندي المحترم
قيس قره داغي صديق عزيز ، وارجو ان تكتب رقم هاتفه لأوافيه على الأقل بالأستفسار عن صحته وهو راقد في المستشفى ، وعنواني البريدي هو :
habeebtomi@yahoo.no
تقبل تحياتي
حبيب تومي

436
الأخ عبدالأحد قلو المحترم
نحن لا نطلب سوى تحقيق العدالة والمساواة ، والتعامل معنا بمنطق المواطنة من الدرجة الأولى إن كان في عموم العراق او في اقليم كوردستان ، كما اننا لا نريد ان تكون حقوقنا على حساب الآخرين ، إنما نطالب بحقوقنا بحيث لا يكون علينا وصاية ، وحسناً فعل الأخوة الأرمن ان يخرجوا من عباءة التجمع المسيحي ، وحصلوا على مقعد كوتا في اقليم كوردستان ، فلماذا يجري التعامل معنا نحن الكلدان وكأننا اتباع ، إنه إجحاف لا نقبل به ، ويقول المثل المعراقي : لا يضيع حق وراءه طلابة
شكراً لمرورك اخي عبدالأحد قلو

437
لا يليق بأقليم كوردستان إهمال وتهميش حقوق الشعب الكلداني والدستور مثالاً
بقلم : د. حبيب تومي / اوسلو
habeebtomi@yahoo.no
الشعب الكلداني يعتبر مكوناً اساسياً من الشعب المسيحي في العراق وفي اقليم كوردستان الى جانب اخوانه من السريان والآشوريين والأرمن ، ويشترك مع السريان والآشوريين بمقومات لغوية وثقافية واجتماعية . لقد علمتنا اجواء الحرية في اقليم كوردستان على الصراحة والمكاشفة والكتابة بحرية  ، فإن لاحظنا عملاً ايجابياً او إنجازاً عمرانياً  قيمناه وأشرنا اليه بالبنان وهذا ينطبق على رأينا في العلمية السياسية والتداول الديمقراطي السلس للسلطة السياسية والتي تنجم عن العملية الأنتخابات الديمقراطية في اقليم كوردستان ، والى جانب هذه الحالة فإن ملاحظة مسألة او حالة سلبية فنحن نزاول منظومة النقد البناء وبشكل صريح وهدفنا هو التصحيح والبناء ليس إلا .
ومن هذه الأرضية نكتب ونقول ان حقوق الكلدان ليست على ما يرام في اقليم كوردستان وهذا الغبن لا يلائم مع ما يساهم به الشعب الكلداني في علمليات البناء ، وما قدمه من تضحيات الى جانب شقيقه الشعب الكوردي في سنين الكفاح المسلح الذي تبلور بشكل واضح بعد ثورة ايلول سنة 1961 وما بعدها ومحطات القتال والتضحية كثيرة وقد أشرت اليها في الفصل السابع عشر من كتابي الموسوم : " البارزاني مصطفى قائد من هذا العصر " والذي طبع مؤخراً في اربيل من قبل دار آراس للطباعة والنشر .
ينبغي ان نعترف بأن اقليم كوردستان قد استقبل المكونات الدينية غير الإسلامية ( المسيحيين والمندائيين ) التي طالتها العمليات الإرهابية من تشريد وقتل وتهديد في مدن العراق ، وقد وجدت هذه المكونات الملاذ الآمن في اقليم كوردستان ، بل كان التعامل معهم بلغة المواطن من الدرجة الأولى ، ولكن من ناحية الحقوق السياسية والقومية كان هنالك غبن وإجحاف واضح بحق الكلدان ، وقد أشرنا الى ذلك خلال مقالاتنا كما اشرنا الى الحقوق المهضومة للكلدان من خلال مقابلاتنا للمسؤولين في اقليم كوردستان كوفود او كأفراد .
في سنة 2009 اشتركت بوفد كلداني كبير قادماً من اميركا ، وقابلنا الرئيس مسعود البارزاني وكان الوفد متكون من عشرة اعضاء في مقدمتهم المطرانين الجليلين مار ابراهيم ابراهيم ومار سرهد جمو . ومع نفس الوفد قابلنا الأستاذ فاضل الميراني ، وفي كل المقابلات كان الثناء على العلاقات الأخوية الكوردية مع المسيحيين بشكل عام ومع الشعب الكلداني بشكل خاص . في المقابلة مع الرئيس مسعود البارزاني اكد سيادته للوفد ان ذكر القومية الكلدانية في الدستور الكوردستاني سوف يكون واضحاً وصريحاً وكما هو مدرج في مواد دستور العراق الأتحادي وليس خلافاً له .
 لكن الذي حدث ان الأمور تغيرت بين ليلة وضحاها ، فبدلاً من الألتزام بمواد دستور العراق الأتحادي وكذلك بما وعد به الرئيس مسعود البارزاني للوفد الكلداني خلال مقابلتنا له ، وكذلك حسب المذكرة التي رفعها الأساقفة الكلدان والبطريرك الكلداني مار عما نوئيل دلي في وقتها وعلى هامش السنودس الكلداني المنعقد في عنكاوا في اوائل أيار عام 2009 ، والمطالبة بإدراج التسمية الكلدانية بشكل مستقل وكما هو مدرج في الدستور العراقي ، برغم كل ذلك فقد جرى تغيير المادة ورفعت التسمية الكلدانية  لشعب عريق وبدلت بتسمية سياسية كانت من إخراج الأحزاب السياسية القومية ، وهي تسمية مركبة لا تدل على شعب يحترم نفسه وتاريخه وليس لها مثيل في اثنوغرافية شعوب الأرض قاطبة .
اليوم يدور الحديث حول الدستور الكوردستاني بين الحكومة والمعارضة وحول الأستفتاء المزمع إجراؤه وذلك بعرض مسودة الدستور الى الشعب مباشرة للمصادقة عليه . ورغم تاييدنا لقرار العودة الى الشعب في شأن مهم كوثيقة الدستور ، فإن عرضه بهذا الشكل على الأستفتاء سيشكل غبناً وإجحافاً بحق الكلدان ، وعليه نرى تعديل المادة الخاصة بذكر القوميات ووضع اسم القومية الكلدانية بشكل لائق وكما هو مدرج في الدستور العراقي وبعد ذلك عرضه على عموم الشعب للأستفتاء عليه ، فلا يليق كما قلت في بداية المقال ان يطال الغبن والأجحاف الشعب الكلداني وهو شريك الشعب الكردي في سنوات وعقود النضال المسلح .
إن حقوق الكلدان ليست على ما يرام في اقليم كوردستان ، والدليل ان القوى السياسية الكلدانية التي لها مقرات في كوردستان سوف لا تتمكن من الأشتراك  في الأنتخابات القادمة في كوردستان إن كانت انتخابات برلمانية او انتخابات مجالس المحافظات ،  والسبب هو افتقار الأحزاب والمنظمات الكلدانية الى المال ، فإن كنا جميعاً مسيحيين ، وإن كان الأقليم يعطي حصة للمسيحيين ، لماذا لا يصل شيئاً للاحزاب والمنظمات الكلدانية ؟
لماذا تبقى عاجزة اليوم عن الأشتراك في الأنتخابات بسبب اافتقارها الى المال ؟ بينما الأحزاب الآشورية متخمة بالمال وتشترك في الأنتخابات وتصرف على الدعاية الأنتخابية ولهم باع طويل في الأعلام وفي مقدمة ذلك تأتي فضائية عشتار ، وهكذا إن أرادت قيادة الأقليم ان تنصف الشعب الكلداني كبقية المكونات فأنها مطالبة :
 اولاً : إدراج اسم القومية الكلدانية في مسودة الدستور الكوردستاني وكما هو مدون في دستور العراق الأتحادي الذي جرى التصويت عليه عبر استفتاء شعبي عام ، وإن يكون هذا الأدراج قبل عملية طرح الدستور للاستفتاء .
ثانياً : منح الكلدان كوتا قومية ، اسوة بما منحت للاخوة الأرمن ، فنحن الكلدان قد جردنا في اقليم كوردستان من اية امكانيات إعلامية او مالية ولا نستطيع منافسة من يملكون بأيديهم كل تلك الأمكانيات فذهبت مقاعد الكوتا لأصحاب تلك الأمكانيات وهذا غبن حقيقي بحق الكلدان .
ثالثاً : منح الكلدان حصتهم من الثورة العراقية ، إنهم عراقيون مثل العرب والأكراد والتركمان والآشورين والسريان والأرمن وغيرهم فلماذا يحرم الكلدان من حصتهم من الثروة العراقية ؟ لماذا يعاملون وكأنهم اتباع لمكونات أخرى ؟ ولتحقيق العدالة والمساواة في اقليم كوردستان يترتب على قيادة الأقليم ان تقف على مسافة واحدة من هذه المكونات .
 نحن الكلدان لسنا ضد منح كافة الحقوق للاشوريين والسريان والأرمن والتركمان والشبك والأيزيدية وكل المكونات الدينية والقومية في أقليم كوردستان ، لكن نحن نطالب بحقوقنا كشعب كلداني ومكون عراقي أصيل . فالعدالة والمساواة ينبغي ان تشملنا كما تشمل بقية المكونات .  نحن أبناء هذا الوطن وينبغي النظر الينا بمفاهيم المواطن من الدرجة الأولى ، نحن الكلدان لنا شخصيتنا وكرامتنا وخصوصيتنا وينبغي على الجميع احترام هذه الخصوصية إن كان في اقليم كوردستان او في عموم العراق .
د. حبيب تومي / اوسلو في 31 / 06 / 13

438
الأخ العزيز توما خوشابا المحترم
ليس من طبيعتي التعليق على المقالات ، ولكن رأيت ان اكتب اليوم هذه المداخلة على ما دونته في مقالك :
انا اتفق مع الأخ تيري بطرس ان نشر غسيلكم على المواقع حدث بسبب الخلافات على المناصب ، وقد نشر الكثير من هذا الغسيل على المواقع وأنا شخصياً لم اعلق لا من قريب ولا من بعيد ، لكي لا يقولون انهم يتصيدون في المياه العكرة ، فأنا اعتبر هذه مسائل داخلية ولا شأن لي بها .
مهما كانت خلافاتنا العقائدية مع الزوعا ، فأنها تعتبر حزب رئيسي بين ابناء شعبنا من الآشوريين  ومن السريان ومن الكلدان خاصة من الألاقشة ، إذ هنالك الكثيرين من الألاقشة ممن انخرطوا في هذه الحركة ، وقلت مرة إن خرج الألاقشة من الزوعا فإنها ستفشل وتتحول الى حزب صغير .
المهم في هذا الرد ، نتمنى لأعضاء الزوعا ان ينبذوا ويبتعدوا عن الأسلوب البعثي في التعامل مع مخالفيهم ومعارضيهم ، فمنطق المسبات والشتائم  ، واساليب التهكم والأستخفاف بمنتقديهم ومعارضيهم هو اسلوب حزب البعث والأحزاب القومية العنصرية ، فليس كل معارضيكم خونة ومتآمرين وانقساميين ، ولستم  في الحركة الديمقراطية الآشورية ( دائماً ) على حق ومعترضيكم (دائماً ) على باطل ، إنها خرافة الأحزاب الشمولية .
انا اشهد بأن لكم قاعدة جماهيرية واسعة قياساً باحزاب شعبنا الأخرى ، ولكن هذا لا يعني انكم دائماً على حق ، فحزب البعث العربي الأشتراكي  كان له ايضاً قواعد واسعة ، فالغرور ينبغي ان لا يملاء وقتكم وعليكم بسماع الآخرين ، فهم إن لم يكونوا من المؤيدين لخطابكم لا يعني انهم اعدائكم فلا تعاملونم معاملة الأعداء ، نحن الكتاب الكلدان عانينا الكثير من شتائمكم ومسباتكم ، إن كانت عبر ايميلاتنا الخاصة او عبر المواقع ، فهذا الأسلوب لا يليق بأحزاب شعبنا ، إن كنتم تعتبرون اننا شعب واحد . ولدي طلب شخصي من قيادة الحركة الديمقراطية الآشورية ومن القيادات الفرعية والمحلية ان يستخدموا مرة واحدة في السنة منظومة النقد والنقد الذاتي ، وأن ينظروا الى المرآة ليشاهدوا اين وصل غرورهم وأين وصل استخفافهم بأبناء شعبهم من الكلدان والسريان ؟ إن النقد الذاتي انتم بأمس الحاجة اليه ما دمتم لا تقبلون النقد من غيركم .
أما بالنسبة للسيد يونادم كنا فرأيي الشخصي اكتبه بحيادية وأدون ما له وما عليه :
من ناحية يحمل أفكار إقصائية بحق الكلدان والسريان وأراد ان يلتف على الأرمن لكنهم استطاعوا الإفلات من قبضته الحديدية التي يستخدمها وهي الرابطة المسيحية المزعومة ، فحصلوا على كوتا ارمنية في اقليم كوردستان بعيداً عن سطوته ، وانا معك انه يعمل لصالح مقربيه وأقربائه  .
 لكن
من جانب آخر اقول بصراحة :
ان السيد يونادم كنا سياسي محنك يجيد اللعبة السياسية ، وله شخصية قوية وهو متكلم جيد وسريع البديهية ويجيد عدة لغات ، ولقد حصل هو شخصياً في الأنتخابات الأخيرة على اكثر من 14 ألف صوت وهذا يساوي اكثر من نصف ما حصلت مجموع قائمته ، وأستطاع ان يضع حركته في مصاف الكبار وأن يتعامل معهم معاملة الند للند . وهذا رأي الشخصي والمثل الألقوشي يقول : ( ايتو بليما ومَحكي عدولا ) .
تحياتي
 د. حبيب تومي / اوسلو

439
ألأخ العزيز خوشابا سولاقا المحترم
شكراً على اسلوبك الحضاري في المخاطبة ، ودعني اقول انها المرة الأولى التي اصادف كاتباً او مفكراً من الأخوة في الحركة الآشورية الذين يخاطبون من يخالفونهم في الرأي بهذا الأسلوب المؤدب الأخوي ، فقد تعودنا على المسبات والشتائم ،  او اسلوب التهكم والأستهجان وبعد ذلك ثمة تهم التخوين وتقسيم الأمة الى آخره من التهم الجاهزة لكل من يعترض على خطابهم وأسلوبهم في الحركة الديمقراطية الآشورية ، فالمسألة عندهم محصورة بأنك قومي متعاطف ومؤيد   لأفكارهم ، والويل كل الويل إن ابديت اعتراضك  لأفكارهم او قراراتهم ، فأنت خائن وانقسامي وانفصالي .. الخ
ولا استغرب من حزب قومي شمولي ان يكون له مثل هذه الظروحات فكل الأحزاب القومية العنصرية ذات الفكر القويم المقدس الواحد لها نفس النظرة ، لكن في الدول الديمقراطية في اوروبا وامريكا وبلدان ديموقراطية اخرى قد حرموا او نبذوا مثل هذه الأفكار الأقصائية وجرى دفنها مع هتلر موسوليني وستالين ، وإنهم يخجلون من ترويج تلك الأفكار ،  لكن مع الأسف على نطاق شعبنا المسيحي من الكلدان والسريان والآشوريين ، لا بل والأرمن لا زالت تلك الأفكار سائدة ويجري تنفيذها ويجري اقصاء الأخر وكأنه نكرة بسبب عدم موافقته على الأفكار الحزبية لتلك الأحزاب التي تدعي القومية وتعطي لنفسها الحق في اتخاذ القرار بحق من يعارضها . فهي (((( على حق دائماً والمعارضين لها هم على باطل دائما )))) .
المهم في معرض ردك اخي خوشابا سولاقا تقول :
رابعاً : لو كانت هذه الصحوة نحو الكلدنة بشكلها الذي هي عليه الآن قد ظهرت في صفوف الأخوة الكلدان منذ نهاية الحرب العالمية الأولى أي بعد دخول آشوريين هيكاري الى العراق لكان لشعبتا شأن آخر من حيث الوجود القومي في العراق غير الذي نحن عليه اليوم ، ولكن جاءت صحوتكم مع شديد الأسف متاخرة جداً بعد فوات الآوان .
وقد رد الأخ جاك  الهوزي مشكوراً على هذه النقطة ونقاط اخرى ، بقوله :

أتفق معك بأن الصحوة القومية الكلدانية جاءت متأخرة ولكن ليس بعد فوات الأوان، فالصحوة أن تأتي أفضل من أن لا تأتي مطلقاً، وإذا كان الأوان قد فات كما ذكرت، فإن ما نقوم به جميعا ومانكتبه ما هو إلا عبث، وعلينا أن نستسلم للأمر الواقع ونكف عن تضييع الوقت في هذه المناقشات العقيمة.
وأنا اضيف الى ما اورده الأخ جاك الهوزي : بأن الصحوة لم تكن متأخرة بل كانت منذ الحرب العالمية الأولى ، اي منذ نشأة البذرة القومية في اوروبا والشرق ، فبعد تفكك الأمبراطورية العثمانية كان التوجه نحو إنشاء دول قومية على انقاضها منها : العربية والأرمنية واليونانية  والكردية ، وعن الأقليات في المنطقة مثل الكلدان والآشوريين فقد توجهت وفود الى فرنسا لعرض قضايا شعبها الى الدول المنتصرة والتي تقرر مصير الشعوب في اجتماعها في سيفر قرب باريس .
لقد حضر وفد كلداني  للمطالبة بحقوق الشعب الكلداني الى جانب الوفود الآشورية التي كان عددها ثلاثة ووفقد كوردي واحد ، عموماً في نهاية الأجتماع كان ثمة اتفاقية عرفت بمعاهدة سيفر وكان ذلك عام 1920 وقد نصت المواد 62 , 63 ,64 على قرارات تضمن حقوق الأكراد والأقليات الأخرى وقد ورد في المادة 62 من المعاهدة المذكورة بشكل صريح على ضمان حقوق الأكراد والأقليات الأخرى مثل الآشوريين والكلدانيين .
 والمادة صريحة لا تحتاج الى تأويل . ومن هنا يتضح ان للكلدان صحوة قومية مثل الآخرين ، لكن الذي حدث فيما بعد بتأسيس الدولة العراقية ، كان للكلدان وضعاً سياسياً مرموقاً إذ كان لهم عضو ثابت في مجلس الأعيان الذي يمثل مجلس اللوردات في بريطانيا ومجلس الشيوخ في اميركاً ، هذا إضافة الى 4 نواب في البرلمان على شكل كوتا ، وكان لهم باستمرار وزير كلداني والوزير يوسف غنيمة غني عن التعريف ودوره في وضع الدستور العراقي وكوزير للمالية في عدة وزارات .
أما ظهور الآشوريين القادمين من جبال هكاري ، وأنت تصور هذا القوم وكأنهم حينما قدمو الى العراق وكأنهم قدموا من اجل النضال القومي ، وينبغي ان نذكر الحقيقة كما هي ، وهي ان اراضيهم قد اغتصبت لأسباب لا مجال لذكرها في الرد السريع ، وكان يراد ان يكون لهم ارض يعيشون عليها ، وكانت القوات البريطانية متكفلة بأيجاد لهم ارض يستقرون عليها ، وفي البداية اي في سنة 1920 نظمت حملة عسكرية متكونة من 5000 مقاتل من بينهم وبالمساعدة المادية البريطانية وبقيادة آغا بطرس والغاية من الحملة العسكرية كانت العودة الى اراضيهم المحصورة في المثلث الحدودي بين العراق وأيران وتركيا ، والحملة فشلت .. لأسباب نعرفها جميعاً . وبعد ذلك كان هنالك  مشروع اسكان هذا القوم في البرازيل ولاسباب لا نعرفها رفضت برازيل استقبالهم ، وبعد ذلك كان توطينهم في العراق وفي سورية ، وقسم كبير هاجر الى اميركا وأستراليا .
 فأنا اسألك اخي خوشابا سولاقا : ما علاقة الصحوة الكلدانية بهذا الموضوع ، لماذا كان يترتب على الكلدان وهم في بيوتهم وأراضيهم وأعمالهم لماذا كان ينبغي عليهم ان يثوروا على الحكومة ؟
لقد قام الكلدان بإداء الواجب الأنساني وما ترتب عليهم وحسب إمكانياتهم ، ولعل موقف القوش عام 1933 من القرار القاضي بإبادة الآثوريين هو مثال للموقف المشرف لكل الكلدان من اخوانهم الآثوريين .
بالنسبة للفقرة ثالثاً تقول : ثالثاً : بصراحة أقول لك أنت في مقالك هذا تكلمت بلغة جديدة غير اللغة التي .... الخ
 في الحقيقة اخي خوشابا لم ابدل لغتي ، انا بدأت بنفس اللغة منذ شروعي في الكتابة عن المسألة القومية ، فأنا مع الفكر الليبرالي الديمقراطي وضد اي فكر يقصي الآخر من المعادلة ، لقد حاربنا البعث ، لأنه كان يصهر الجميع في بودقة الأمة العربية ، وحاربنا الفكر القومي لكمال اتاتورك رغم ان كان يحمل افكار علمانية رائعة ، والسبب انه دعى الى قومية تركية متجانسة واحدة ، والى لغة تركية واحدة للجميع ، واعتبر الأكراد عبارة عن أتراك الجبال ، وحتى الأتحاد السوفياتي لم يفلح في صهر تلك الشعوب في بودقة ( الأتحاد السوفياتي ) فكان انشطاره الى دول قومية مستقلة ، لا يمكن كبت الأنفاس الى ما لانهاية . هذه هي الحقيقة وهذه تجارب الشعوب إن كانت صغيرة او كبيرة .
 انا احترم الأنسان الآشوري او السرياني وأي إنسان آخر ولكني اتقاطع مع الفكر القومي المتزمت الأقصائي إن كان آشوري او عروبي او كوردي او غيره ، وحينما ابدي امتعاضي من الفكر الآشوري او غيره لا يعني ذلك انني ضد الأنسان الآشوري وغيره ، فالمؤسف انه غالباً ما تخلط الأوراق .
 وفي نقطة خامساً  تقول : إن عملية فصل الكنيسة أية كنيسة كانت لشعبنا عن السياسة اليوم شئ جيد وعمل مطلوب وعليه أنا اثني على موقف غبطة البطريرك مار لويس روفائيل ساكو الأول  ..الخ
وكنت اتمنى منك ومن بقية الأخوة الذين يثنون على موقف البطريرك الكلداني ان يناشدوا بقية البطاركة بعدم التدخل بالشأن السياسي اسوة بما يناشدون البطريرك الكلداني ، فالصمت الرهيب يلفهم إزاء تدخل الكنائس الأخرى بالسياسية ، وهذا معناه الكيل بمكيالين .
تقبل خالص التحية اخي خوشابا سولاقا ولكل السادة الطيبين الذين كانت لهم مداخلات .
حبيب تومي ـ اوسلو

440
الأخوة الأكارم أصحاب المداخلات
جاك يوسف الهوزي ـ خوشابا سولاقا  ـ كامل عيسى كوندا ـ انطوان الصنا ـ عبد الأحد قلو ـ مايكل سيبي ـ وسام موميكا ـ مرقس دندو ـ نيسان سمو ـ عصام المالح ـ برديصان ـ آسيريان فويس ـ يوسف الألقوشي ـ لوسيان ـ جلال الألقوشي ـ كلدايا شاريرا ـ سام البرواري ـ المحترمون جميعاً وأتمنى ان لا اكون قد فاتني اسماً .
تحية ومحبة للجميع
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الأخ نيسان سمو  المحترم
أكدنا في المؤتمر على ان تكون التوصيات والبيان الختامي منسجمة مع إمكانياتنا المتواضعة ، وكما يقال إذا اردت ان تطاع اطلب المستطاع .
تقبل تحياتي
ــــــــــــــــــ
الأخ عبد الأحد قلو المحترم  
سيبقى شعبنا الكلداني محباً وصديقاً للجميع وكما رأيت ان المؤتمر كان ينطلق من هذه الأرضية ، وإن من زعم خلاف ذلك فإنه يناقض الحقيقة  .
 تقبل تحياتي
ــــــــــــــــــــــــــــ
 الأخ سام البرواري المحترم
شكراً للاخ عبد الأحد قلو والاخ مايكل سيبي والأخ مرقس دندو لردهم على مداخلتك ولكني اضيف هنا :
نحن نحترم موقف غبطة البطريرك ولا نريد مطلقاً ان تنجرف الكنيسة الى مستنقفع السياسية ، وقد دعونا المطارنة الأجلاء في جلسة الأفتتاح احتراماً لهم كما دعونا شخصيات اخرى مهتمة بقضايانا ، فأين الضرر في ان يحضر المطارنة الأجلاء في المناسبات التي تخص شعبهم كضيوف شرف .
أما لماذا لا نوافق على التسمية القطارية فالسبب واضح ، لأنها تسمية سياسية اخترعها حزبا الزوعا والمجلس الشعبي ، فالزوعا هي حركة آشورية وفضائيتها هي فضائية آشور وهذه خطوطها الحمراء ونظامها الداخلي يشير الى ذلك بوضوح وصراحة ، ولو كان لهذه الحركة نوايا وحدوية صادقة لبدلت اسمها الى الحركة الديمقراطية الكلدوآشورية ولقلبت اسم فضائيتها الى فضائية كلدوآشور ، وطبعاً ليس لها اي ذكر للسريان ، تعاملهم وكأنهم نكرة ، والمجلس الشعبي بدوره مع الأسف يعمل على تبجيل وتعظيم كل ما هو آشوري ويعمل على تقزيم  ودفن كل ما هو كلداني او سرياني ، وفضائية عشتار ودار نشر المشرق خير مثال على ما اكتبه .
نحن نمد يدنا لمصافحة كل من يحترمنا ويقدر مشاعرنا .
تقبل تحياتي
ـــــــــــــــــــــــــ
الأخ لوسيان المحترم
انا ارسل مقالاتي لكثير من المواقع ، ولبعضهم اكتب إنشروا مقالي إن كان يناسب سياسة موقعكم ، وإن كان المقال غير صالح لنشره فيمكن إهماله والمسألة طبيعية ، فعلي احترام وجهة نظركم وسياسة موقعكم ، اما بالنسبة لموقع الحوار المتمدن فأنا اكثب به من أواخر سنة 2005 على ما اعتقد ولدي حالياً في الموقع 400 مقال منشور ولدي اكثر من نصف مليون قارئ .
تقبل تحياتي
ــــــــــــــــــــــــ
الأخ وسام موميكا المحترم
شكراً على مرورك ، ودعني اعبر عن إعجابي بصراحتك وبأسلوبك الجميل للتعبير عن رأيك ، وعن موقفك الصريح من اي فكر اقصائي ، اجل ينبغي ان يسود التعامل الأخوي بيننا نحن الكلدان والسريان والآشوريين   ، وينبغي ترويج اسلوب الأحترام المتبادل وقبول الآخر كما هو وليس بفرض اليقينيات مسبقاً ، لأن هذا يناقض لوائح حقوق الأنسان في الأنتماء والمعتقد .
تحياتي
ــــــــــــــــ
الأخ العزيز كامل عيسى كوندا المحترم
شكراً على مرورك ولكن لا حاجة لمناقشتك انت وبعض الأخوة اصحاب الردود ، لأنكم تطيعون التعليمات التي تصلكم وهذه التعليمات تقول : كل من ينادي بالهوية الكلدانية هو انفصالي ، وهكذا لا يجدي اي نقاش معكم مع احترامي لكم جميعاً ، فحينما تقرأون اسم حبيب تومي ، دون قراءة النص ، فقد اتخذتم قراركم بموجب تعليمات الحزب الذي يقول من يؤيد فكرتنا هو وحدوي ومن يعارض فكرنا ، فهو انفصالي وعدو وخائن ، لهذا اقدم لك ولكل الأخوة الذين يحكمون على النص من اسم الكاتب ، واعتذر عن الدخول في المناقشة معكم . والى جانب ذلك حينما تنعدم الحجة لمقارعة الحجة بالحجة او الفكرة بالفكرة سرعان ما تتنقلون الى النواحي الشخصية وتستطيع ان تقرأ مداخلات من هذا النواع فليس هنالك اي تطرق للنص ، إنما هنالك مناقشة لأمور شخصية ليست ضمن الموضوع لا من قريب ولا من بعيد فأنا لست مستعد ان اخوض هكذا مهاترات فليشتموا ما ارادوا ، وليكيلوا التهم ما استطاعوا فهذا شأن الذي يسلك هكذا السلوك  .
تقبل تحياتي
ـــــــــــــــــــــــــ
الأخوة خوشابا سولاقا والأخ جاك يوسف الهوزي  والأخ عصام المالح والأخ برديصان سوف احاول ترتيب رد آخر بأسرع وقت ممكن .
 اجمل تحياتي
 د. حبيب تومي ـ اوسلو

441
محاولات إذكاء الخلاف بين البطريركية والعاملين في الشأن القومي الكلداني
بقلم : د. حبيب تومي / ديترويت
habeebtomi@yahoo.no
خيط الذكريات يمتد الى فترة الطفولة حيث العبثية والمشاكسات والشقاوة ، عندما كان ينشب شجار بين اثنين يحاول الآخر إذكاء الشجار ، وعلامة هذا الإذكاء هي بحك اظافر اليد اليمنى مع اظافر اليد اليسرى والغاية الساذجة كانت من اجل تأجيج الصراع وإدامته ، وإن كانت تلك العبثية فيها نوازع بريئة فإن مثل هذه النزعة بين الكبار ليست بريئة وتمتد الى الاحزاب والدول  فتأجيج الصراع له غايات وأهداف ، إذ كان هناك دائماً من يصب الزيت على النار لأذكاء ولأستمرار الحرب العراقية الأيرانية التي دامت 8 سنوات بالتمام والكمال حتى وصفت في وقتها بانها الحرب المنسية وإلا كيف تدوم تلك المآسي كل هذه السنين لو كان اهتمام دولي بإيقافها ؟ لقد كانت حرب بدون اهداف وبدون نتائج فهي حرب من اجل الحرب ومن اجل استنزاف الطرفين ليس إلا .
اليوم هنالك من يحاول دق اسفين التفرقة وخلق فجوة بين غبطة البطريرك وأبناء شعبه إن كانوا من المستقلين من الذين يفتخرون بقوميتهم الكلدانية ، او من الذين يشكلون احزاب قومية كلدانية ويسعون للانخراط في العملية السياسية العراقية او في اقليم كوردستان ، بل يذهب بعضهم الى  محاولات دق أسافين التفرقة والأيقاع بين غبطة البطريرك وبعض من المطارنة الأجلاء ، ويستمرون في مواقفهم المناوئة لأي توجه قومي كلداني شريف . ويعملون على تأويلها وإظهارها وكأن امامنا معركة طاحنة بين غبطة البطريرك وبين القوميين الكلدان او بين مؤسسة البطريركية وبعض المطارنة ،  الى درجة ان احدهم يتطاول على المطران الجليل ما سرهد جمو فيضع عنواناً لمقاله يقول : نيافة المطران سرهد جمو يتمرد ويتحدى البطريركية الكلدانية ويستفز شعبنا في الوطن ..
وآخر يقول او ينقل بأن البطريرك سيقوم بطرد الكهنة الداعين الى قيام الدولة الكلدانية .
 إن هؤلاء حينما شاهدوا صحوة الكنيسة الكلدانية وشعبها الكلداني ونزولهم بقلب واحد الى الساحة الوطنية العراقية والزخم الإعلامي الداخلي والخارجي الذي رافق هذه الحالة ، وأصداء هذا الزخم الذي رافقه بتمثيل رسمي عراقي وكوردستاني على اعلى المستويات ، كل ذلك وضع شعبنا الكلداني وكنيسته تحت الأضواء ، ولكن يبدو ان هنالك من لا يريد لهذا الشعب وهذه الكنيسة لا يريدون لهم الأزدهار والتقدم ، فأخذت بعض الأقلام تحاول دق اسفين التفرقة لتفريق صفوف هذه الكنيسة وشعبها المظلوم ، فأثيرت مزاعم لا اساس لها من الصحة ومخاوف لا تستند على المنطق وعلى أرض الواقع  مفادها :
ان هنالك اصوات قومية كلدانية تنادي بالقومية الكلدانية وتلغي السريان والآشوريين والأرمن في العراق.
حقاً انه كلام فارغ وساذج ويفتقر الى المصداقية والموضوعية ، فالكلدان كما هو معروف هم القوم الوحيد الذي ينبذ الطائفية وهو المنفتح على جميع الأقوام العراقية ويعتبر الكلدان ملح المجتمع العراقي عموماً ، فكيف يمكن ان نصدق ان الكلدان يطرحون مثل هذه الأفكار التي تصب في خانة الفكر القومي الإقصائي ؟ إن القوميين الكلدان يقفون بشدة مع منظومة الأحترام المتبادل ، وهم يحترمون المشاعر القومية لأي مكون عراقي وفي مقدمتهم السريان والآشوريين والأرمن . فكيف يمكن ان نصدق هذه الأحجية الركيكة التي لا تستند على حقيقة او منطق مقبول .
إن مفبركي هذه الأفكار ومطلقي مثل هذه الشائعات ليسوا ابرياء من الدوافع ، إنهم يريدون السوء للكنيسة وشعبها الكلداني ، إن هؤلاء مهنتهم التخريب وليس التعمير ، ولا يريدون الخير لكنيستنا وشعبها ، بل يسعون الى تمزيقها بأي شكل .
 ومن المزاعم الساذجة الطفولية الأخرى إن غبطة البطريرك الكلداني سوف يعمل على إنذار وطرد الكهنة الداعين الى الدولة الكلدانية .. يا لها من مزاعم افترائية كاذبة .
 عن اي دولة كلدانيـــــة يتحدثون ؟ من اين لكم هذه المزاعم ؟ إنها افتراءات ومزاعم لا اساس لها من الصحة .
لقد اشتركنا في مؤتمر قومي كلداني  طيلة خمسة ايام في ديترويت بدعوى من المنبر الديمقراطي الكلداني الموحد ، وحضر المؤتمر كل المهتمين بالشأن القومي الكلداني من الوطن ومن انحاء المعمورة ، من ممثلي احزاب سياسية ومنظمات مجتمع مدني وكتاب ومؤرخين ومفكرين ومستقلين ، ويعتبر المؤتمر اعلى هيئة كلدانية ، وجرى التطرق الى ضرورة توحيد الصفوف وانبثقت هيئة باسم :
                        (اتحاد القوى السياسية الكلدانية )
كما جرى التطرق الى مسائل التمويل والأعلام والتغيير الديموغرافي والعلاقات مع القوى السياسية لشعبنا ، والى تعزيز العلاقة من مؤسسة كنيستنا الكاثوليكية الكلدانية .. وغيرها من الأمور ، ولم يجري التطرق مطلقاً لمسألة تكوين كيان كلداني إن كان محافظة او دولة او حكم ذاتي ، او منطقة آمنة او إدارة محلية  في منطقة ما . لقد اكد الحضور الى الأنتماء العراقي ، لا اكثر . فكيف جرى استنباط واختراع فكرة الدولة الكلدانية وإلصاقها برجال الدين منهم ؟ إنها اكاذيب وافتراءات هدفها شق الصف الكلداني وحفر هوة بين الكنيسة وأبنائها من المهتمين بالشأن السياسي والقومي  وتمزيق مؤسسة البطريركية الكلدانية نفسها .
نحن المهتمون بالشأن السياسي والقومي الكلداني نبارك خطوات غبطة البطريرك مار لويس روفائيل ساكو الكلي الطوبى ، ونثني على توجهاته بالانفتاح على كنائسنا وبشكل خاص الكنيسة الآشورية ، نحن نؤمن ان اي تعاون يحتاج الى الصدق : الذي يقول إنني من كنيسة مختلفة ومستعد للتعاون على اسس من الندية والتكافؤ ، إن البطريرك الكلداني حريص على بناء جسور الثقة ونحن نقف مع غبطته ونشد على يده في هذا التوجه الذي يصب في نهر الوحدة الحقيقية المبنية على اسس متينة من التفاهم والحوار الحضاري البناء .
وكما يقول احد الزملاء في رسالة داخلية بيننا ، بأن هنالك من يهدف بإشاعة هذه المزاعم بتأليب الحكومة المركزية وأقليم كوردستان ضد الكلدان بدعوتهم لإقامة كيان يصل الى تخوم  دولة كلدانية ، كما تهدف مثل هذه الحملات تأليب مشاعر طأئفية ضد شعبنا الكلداني وكأننا نريد تحقيق مصالح ذاتية على حساب المكونات الأخرى خصوصاً الأخوة الآشوريين .
ولكن اهم من كل ذلك يعملون على تعميق الخلافات بين سيادة البطريرك مار لويس ساكو وبين ابناء شعبنا وإستغلال التوتر الحالي لعزل شعبنا الكلداني نهائياً عن قيادته الكنسية .
إن اكثر ما يخشون هو التعاون والتنسيق بين مؤسسة البطريركية  وبين المنظمات الكلدانية الثقافية والأجتماعية والسياسية والقومية . وأنا ارى ان خشيتهم هذه لا معنى لها .
هنالك من يبني رؤيته على وجود قتال وصراع حول احقية هذا الأسم او ذاك فهذه نظرية لا اساس لها من الصحة نحن الكلدان نعرف اسمنا واسم قوميتنا الكلدانية ومن يقف في الدائرة الضبابية من هذا الوضوح ، فهي مشكلته وليست مشكلتنا كما انها ليست مشكلة الآشوري او  السرياني او الأرمني ، كل منا يعرف تاريخه واسمه ويدرك بجلاء موقعه ، ونحن ليس لنا استعداد للوقوف في دائرة التردد والتذبذب فكل منا يعرف اسمه وهويته وتاريخه .
القوميون الكلدان وقفوا برسوخ وثبات مع الوطن العراقي ومع وحدته ومع النهج العلماني الديمقراطي ، إن هذا النهج هو الطريق الأمثل لوضع العراق في المسار الصحيح ، وهو يضمن الحقوق المدنية والقومية والسياسية لجميع المكونات ولهذا بقينا مع هذا النهج الذي يصب في مصلحة الجميع دون استثناء .
 نحن القوميون الكلدان لم يكن للتعصب والتزمت القومي مكاناً في قلوبنا ووجداننا ، ولم نحاول يوماً ان نستهجن او نستهين بالآخر ، ولم نحاول إقصاء اي مكون ، فنحن يطالنا الأقصاء ونتشكى منه فكيف ننهي عن سلوك سئ ونأتي مثله ؟ فهذا غير ممكن ، فنحن الكلدان لنا تصور واضح لأسمنا الكلداني ونحترم جميع المكونات ومعتقداتهم ، ونطلب منهم دائماً ان يعاملوننا بالمثل ولا نطلب اكثر من ذلك .
لقد تعلمنا على ان البطريكية تدافع وتقف وتدعم شعبها وتدافع عن حقوقه وكرامته ، لقد حاول غبطة البطريرك الكردينال المستقيل مار عمانوئيل دلي مع الأساقفة الأجلاء ان يترجموا وقوفهم مع شعبهم حينما قدموا مذكرة الى الحاكم المدني الأمريكي وذلك عام 2004 وكذلك كانت هنالك مذكرة اخرى بنفس المعنى عام 2009 وكانت على هامش السينودس الكلداني مرفوعة الى الرئيس مسعود البارزاني تحمل المطالبة بإثبات حقوق الشعب الكلداني القومية في مسودة الدستور الكوردستاني .
 فنحن هنا نحاول اثبات حقوق لشعب اصيل في وطنه ، ومن العسير ان نتصور شعباً لا يحمل هوية ، والأنسان ذلك الكائن الفريد يستمد شعوره وإحساسه بالهوية والأنتماء فهو يشترك مع عدد كبير من افراد الجماعة في عناصر مشتركة كالثقافة والرموز والمعايير والمصير المشترك وغيرها من عناصر القومية .
في الختام اقول :
نحن الكلدان نقف مع جميع المكونات العراقية ولا ينتابنا اي تعصب او تعالي على غيرنا ، وفي الشأن القومي فنحن نعتز بهويتنا الكلدانية ، وفي الشأن الكنسي نقف مع كنيستنا ومع التوجهات الجديدة بالأنفتاح على كل الكنائس وفي مقدمتها الكنيسة الآشورية ، ونحن نقف بقوة مع غبطة البطريرك مار لويس روفائيل الكلي الطوبى ونطلب من غبطته ومن المؤسسة البطريركية الموقرة أن :
               ((( تعطي ما لله لله وما لقيصر لقيصر ))) .
د. حبيب تومي ـ ديترويت في 25 ـ 05 ـ 2013

442
لحظات الأفتتاح الكبير للمؤتمر القومي الكلداني في ديترويت وبعض الملاحظات
بقلم : د. حبيب تومي ـ ديترويت
habeebtomi@yahoo.no
أجل انه الأفتتاح الكبير بكل المقاييس ، ففي يوم الأربعاء الموافق 15 ـ 05 ـ 2013 مساءً كانت قاعة نادي شنندوا الكبيرة مكتضة بالحضور من الكلدان واصدقائهم ، لم اجد سابقاً تجمع كلداني بهذا الحجم ، كانت البداية في وقوف الحاضرين دقيقة واحدة على ارواح شهداء الكلدان وشهداء العراق ، ثم كان النشيد الوطني الأمريكي ليعقبه بعد ذلك نشيد موطني العراقي ، ثم تلاه النشيد الوطني الكلداني الذي جاء فيه :
 قومون يا جونقي وأختون خماثا
كول يالي دعمّن من بنوني وبناثا
زاريرا شمشا دعمّا كلدايا  
مبصيري أثرا وكل دوكثا مخايا ...
اجل كانت الأجواء في تلك القاعة مفعمة بالوقار والمهابة والحماس للمناسبة ،فإضافة الى المدعوين القادمين لحضور المؤتمر من الوطن ومن اوروبا ومن استراليا ومن انحاء اميركا ، كان هنالك من الضيوف الذين يعتزون ويحترمون الكلدان هذا المكون العراقي الأصيل . لقد حضر ممثل السيد السيستاني في ولاية مشيغان متمثلاً بالسيد باقر الكشميري إضافة الى السيد مهدي الأمين والأستاذ سمير صولاغ،
وحضر القنصل العراقي في مشيكان الأستاذ المنهل الصافي ، كما حضر السيد داسكو شيرواني ممثل حكومة اقليم كوردستان في واشنطن إضافة الى عدد  من المسؤولين الأمريكان ، وكان يتصدر القاعة المطران الجليل مار ابراهيم ابراهيم والأسقف الجليل ـ صديق الشعب الكلداني مار باوي سوروـ هذا إضافة الى عدد من الآباء ومنهم الأب نؤيل كوركيس الذي قدم من ساندييكو ممثلاً للمطران الجليل مار سرهد جمو .
كانت اللغات المحكية في المؤتمر : الكلدانية والعربية والأنكليزية ، وقد القى سكرتير المنبر الديمقراطي الكلداني الموحد الدكتور نوري منصور الذي كان راعياً مبادراً وراعياً للمؤتمر الذي انعقد تحت شعار :  
" وحدتنا ضمان لنيل حقوقنا القومية والوطنية "
في البداية تطرق الدكتور نوري منصور في حديثه الى إنطلاقة المنبر الديمقراطي الكلداني الموحد في 30 ـ 8 ـ 2003 والأهداف التي من اجلها اسس ، حيث عمل منذ تأسيسه على خدمة القضايا القومية والوطنية ، والحرص على المشاركة الفعالة في دعم مسيرة شعبنا على اسس ديموقراطية مستوحاة من الأرث الثقافي والحضاري لشعبنا الكلداني ، ثم شكر الحضور على تجشمهم عناء السفر لحضور المؤتمر وقدم شكره للجنة التحضيرية التي عملت بشكل متواصل للتهيئة للمؤتمر ، وفي الحقيقة كان يمكن ملاحظة النشاط والمثابرة من قبل الجميع وفي الحقيقة لا اريد ان اذكر الأسماء ، لكن اقول : كان ثمة عمل جماعي يتسابق الجميع لأداء اي خدمة مناطة بهم .
في البداية كانت كلمة المطران الجليل ابراهيم ابراهيم والتي استخدم فيها اللغات الكلدانية والعربية والأنكليزية وقد افاد في مجمل حديثه : ان الحقوق القومية والوطنية هي حقوق أساسية لكل البشر وإن الكلدان ينبغي ان يكون لهم تلك الحقوق ، وأفاد : ان حقوقنا الوطنية ليست في أيجاد وطن للكلدان ، فنحن الكلدان لنا الوطن العراقي ولنا ايضاً الوطن الأمريكي .
وأضاف ان غاية المؤتمر هي توحيد كلمة الكلدان ولا تحمل في طياتها اي اهداف مضادة لأي شخص او منظمة او حزب ، هدفنا في المقام الأول يقتصر في توحيد جهودنا  لنتكلم بلغة واحدة وبهدف واحد وخطاب واحد .
 وفي الشأن التاريخي ، تطرق المطران الجليل ابراهيم ابراهيم الى ان سقوط الحكم العراقي كان بسقوط الأمبرطورية الكلدانية عام 539 قبل الميلاد ، إذ بعد افول الأمبراطورية الكلدانية تناولت مقاليد الحكم في بلاد ما بين النهرين قوى اجنبية من الفرس والمقدونيين والعرب والمغول والعثمانيين وأضيف من عندي ان الحكم العراقي بدأ في ثورة تموز عام 1958 م .
بعد ذلك تساءل سيادته ( المطران ابراهيم ابارهيم ) : ما هو موقف الكنيسة من المسألة القومية ؟
وأجاب على التساؤل : كلنا نعلم ان للكنيسة رسالة التبشير والدفاع عن المظلومين والفقراء ، وحيث يكون الظلم ينبغي على الكنيسة ان تتدخل ، لقد دافع البطريرك يوسف اودو ( توفي 1878 ) عن حقوق الكلدان حينما كانت هنالك قرارات تهمش ذاتية الكلدان وتذيب لغتهم وطقوسهم وثقافتهم ، أي كان يراد بتلك القرارات صهر الهوية الكلدانية . وبعد وفاة البطريرك اودو ، تجمع مطارنة الأمة الكلدانية لأنتخاب بطريرك جديد وأسفر الأجتماع على انتخاب البطريرك  الكلداني مار ايليا الثاني عشر عبو اليونان ( 1878 ـ 1894 ) .
واستمر سيادته في الحديث عن مسيرة الدفاع عن الهوية الكلدانية في عهد البطريرك مار يوسف الثاني توما ( توفي 1947 ) الذي دعم تأسيس الدولة العراقية الحديثة مع التأكيد على ضمان حقوق الأقليات العراقية في تلك الدولة وفي مقدمتهم الشعب الكلداني الذي كان يملك كوتا في مجلس الأعيان وأخرى في البرلمان العراقي ، واستمرت الأمتيازات سائرة في عهد مار يوسف السابع غنيمة (ت 1958 ) .
 بعد سقوط النظام في نيسان عام 2003 كانت هنالك محاولة لأهمال وتهميش الدور الكلداني التاريخي في وطنهم العراقي ، وهكذا بادر 18 اسقف عراقي ( لم يكن ثمة بطريرك ) بتوجيه مذكرة الى الحاكم المدني الأمريكي وذلك بتاريخ 25 ـ 06 ـ 2009 ورد فيها :
إن الكلدان بحسب عددهم ونسبتهم السكانية يشكلون اليوم ثالث قومية في العراق فهم يأتون مباشرة بعد العرب والأكراد .ومنذ تأسيس العراق كان للكلدان دور بارز في تكوين الدولة العراقية ، إننا نطالب إدارتكم الجليلة احترام القومية الكلدانية وموقعها وثقلها بين قوميات العراق وإشراك ابنائها في الوقت المعاصر ونخص بالذكر المشاركة في اجهزة الدولة ...
وعلى هامش انعقاد السنودس في 05 ـ 05 ـ 2009 قدم البطريرك الكردينال الكلداني مار عمانوئيل دلي الثالث مذكرة الى الرئيس مسعود البارزاني بتاريخ 25 ـ 06 ـ 2009 تضمت المطالبة في إدراج القومية الكلدانية الى جانب القوميات الأخرى في مسودة الدستور الكوردستاني وكما هو مدون في في الدستور العراق الأتحادي . وفي نهاية حديثه اوضح ان موضوع  التسمية نحن لا نحتاج اي دراسات بهذا الصدد فهذا موضوع في حكم المنتهي فنحن نعرف ان قوميتنا كلدانية .
وما ان ذكر أسم المطران باوي سورو لألقاء كلمته حتى وقف الجميع مصفقاً بحرارة لما يكنه كلدان مشيغان من حب واحترام لهذه الشخصية الدينية الرائعة. حيث بدأ كلمته تعقيباً على كلمة المطران أبراهيم أبراهيم قائلاً: أنا واحد من أبناء تلك الأمة الكلدانية، أنا لي حلماً وقد تحقق اليوم وأحس بحضور الله معنا وذلك بحضور محبتكم وانا كآشوري أحضر هنا كأخ ومن كل قلبي أنا فخور ككلداني... إن اللذين درسوا التاريخ يعرفون ما هي الحقيقة. أنا اعرف بأنني صلبت بسبب ما اقوله...
وبعد ذلك ارتجل الأب نويل كوركيس الراهب ، ممثلاً للمطران الجليل مار سرهد يوسب جمو كلمة هنأ فيها المؤتمرين ، وهنأ الأمة الكلدانية بهذا الحدث ، وقد أشار الى المؤتمر الكلداني الأول ، مؤتمر النهضة الكلدانية عام 2011 وأشار الى ان من بين قرارته تعليم اللغة الكلدانية إذ هيئنا ونشرنا كتباً وبرامج مسجلة لتعليمها. وذكر أيضا أن الانسان الكلداني يطمح إلى الحرية منذ خلقه ويتحدى مساويء الزمن ليحيا حياة حرة أينما عاش وحتى في الغربة .. وأضاف : هنا في مشيغان اكبر تجمع للكلدان في العالم وحان الوقت لنرفع علمنا الكلداني في كل بيت ومحل عمل وكنيسة فهو رمزنا الذي يجمعنا وفخر لنا الى الابد .
كما تليت رسالة غبطة البطريرك لويس روفائيل الأول ساكو الكلي الطوبى للمؤتمر والتي قدم فيها التهاني والتبريكات وتمنياته بنجاح المؤتمر وتحقيق اهدافه النبيلة . وقد ورد في الرسالة : باعتزازوتقدير ابارك محبتكم وسخاءكم ، واهتمامكم بالبيت الكلداني وسعيكم لتقويته من دون ان تنغلقوا على ذاتكم ، وهذا يتطلب منهجية علمية وموضوعية دقيقة ومتجددة ، بعيداً عن الأنتقادات التي لا تليق والتجاذبات التي تعيق التقدم .. وفي الختام ورد : بهذه المناسبة أحيي راعي المؤتمر سيادة الأخ المطران ابراهيم ابراهيم كما احيي الأستاذ د. نوري منصور سكرتير المنبر الديمقراطي الكلداني الموحد .
وبعد ذلك كانت رسالة المكتب السياسي للحزب الديموقراطي الكوردستاني التي ورد فيها :
نشيد بالعلاقات التاريخية بين شعبنا الكردي والشعب الكلداني ومشتركاتنا الوطنية والنضالية ومساهمة الكلدان ومشتركاتنا الوطنية والنضالية ومساهمة الكلدان في النضال الوطني على صعيد العراق وكردستان وتضحياته مشاهد متجسدة في ذاكرة الجميع . ويضيف :
إن ما يؤسف له ان تكون ثمرة هذا النضال وتلك التضحيات ان يتعرض الكلدان شعباً وكنائساً وروحانيون الى هجمات إرهابية شرسة في العديد من مناطق العراق ، وما كان كردستان الوطن الأم إلا الملاذ الآمن لأبنائها من الكلدان لتأمين الأمن والعيش الكريم للمهجرين . هذا وقد اعتذر في الرسالة الأستاذ فاضل ميراني سكرتير الحزب الديمقراطي الكوردستاني عن الحضور بسبب الأوضاع السياسية الحساسة في المنطقة والعراق والأقليم ، وفي الختام كان تمنياتهم لنجاح المؤتمر الكلداني .
وفي الختام اسجل بعض الملاحظات عن المؤتمر .
ـ المؤتمر ركز على المشاكل الكلدانية وبناء البيت الكلداني .
1 ـ كانت هنالك قناعة بين الأحزاب الكلدانية لتوحيد الخطاب وضرورة الخروج بقائمة واحدة في الأنتخابات القادمة .
2 ـ كان للمؤتمرين توجهات للانفتاح على القوى السياسية القومية للاخوة الآشوريين والسريان ، لفتح قنوات اتصال لبناء جسور التواصل والتفاهم .
3 ــ ثمة من يعاتب المؤتمر لخروجه من المظلة الدينية الى الفضاء القومي الكلداني البحت ، وفي المؤتمر السابق ( مؤتمر النهضة الكلدانية) كان ثمة عتاباً لتسربل المؤتمر بالغطاء الديني ، واليوم يجري العكس . وفي الحقيقة فإن المؤتمر يحترم موقف الكنيسة ولا يريد لها التدخل في شؤون المؤتمر ، والكنيسة تقدر هذه الخصوصية ، فهذا مؤتمر قومي سياسي ، وهكذا كِلا الطرفين يحترم حدود الآخر .
4 ـ بصراحة كان يشغلني هاجس مفاده : ان المنادين بالكلدانية هم على عدد اصابع اليد ،وثبت لدي في لحظات الأفتتاح ، ان هذه الفرضية ليس لها اساس من الصحة على ارض الواقع فثمة مشاعر قومية جياشة لدى مجموعة بشرية تفتخر بأن قوميتها كلدانية ، وإن تلك المشاعر هي في نمو واتساع مع سيرورة الزمن .
5 ـ الكلدان مع الحقوق القومية والوطنية لجميع المكونات الصغيرة الدينية والعرقية العراقية منهم : المندائيون ، السريان ، الآشوريون ، الأرمن ، الأيزيدية ، الشبك ، الكاكائية .. لكن نحن الشعب الكلداني ايضاً نشكل واحداً من تلك المكونات الأصيلة ، وينبغي ان تُحترم هوية وكرامة الكلدان ، إنه مكون عراقي اصيل .
6 ـ برأيي المتواضع كان ينبغي ان يكون للبطريركية الكلدانية الموقرة تمثيلا في هذا المؤتمر ، إذ ان وقوف مؤسسة البطريركية الكلدانية مع شعبها الكلداني والوقوف مع همومه ودعمها لنيله حقوقه ، لا يعني الأنغلاق على الذات او الحد من الأنفتاح على الكنائس الشقيقة او تجسير الروابط مع المكونات الأخرى .  فانحياز القائد لشعبه ليس إثماً .
لقد تأخر نشر المقال بسبب الأنشغال المتواصل في اعمال المؤتمر .
د. حبيب تومي ـ ديترويت في 21 ـ 05 ـ 2013
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
http://www.kaldaya.net/2013/Articles/04/Apr27_KaldayaNet.html


 :(

443
السيد سام البرواري والسيد سام البازي
كنت اود مخاطبتكما ومناقشتكما ، لكن حقدكما ودرجة غسل ادمغتكما لا يمكن ان تفهموا اي كلمة طيبة او مناقشة اخوية ندية ، إنكما تريدان ان نرفع العلم الأبيض ، لحزبكما وهذا غير ممكون ، وأنا شخصياً امتنع عن مناقشة يسطره قلمكما .
تحياتي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
الأخ توني دي باز المحترم
أجل ان معظم الأحزاب القومية الآشورية تملك نفس الفكر الأقصائي الذي يملكه البعث وغيره من الأحزاب القومية المتزمتة ، لكن يا اخي توني لا يمكن ان اضع الشعب الآشوري بنفس المستوى ، نحن نحترم الشعب الآشوري كبقية الشعوب ، وحتى نحترم الأحزاب الآشورية لكننا مختلفين معها فكراً فنحن مع حرية الأنسان في انتمائه ولا نقبل بالفكر الأقصائي من اي حزب إن كان آشوري او عربي او كوردي او تركماني ، لقد ولى زمن الفكر الأديولوجي الأقصائي ، وينبغي على احزاب شعبنا ان يتجنبوا الفكر العنصري مهما كان ادعاء مطلقي تلك الأفكار من شعارات وحدة الشعب والتجانس القومي الى أخره
تحياتي
ـــــــــــــــــــــــت
الأخ جورج خوشابا المحترم
اجل ان قرى برواري الآثورية كانت منذ العهد العثماني ، وإن تمركز القبائل الأثورية كان في جبال حكاري إضافة الى منطقة بروار ، والتاريخ لا يمكن نكرانه ، كما اننا يجب ان لا نلغي مسالة هجرة تلك القبائل من جبال هكاري ومنطقة اورمية  بمعية القوات البريطانية وإسكانها في معسكر قرب بعقوبة ، وهذه المعلومات ليس من اختراع حبيب تومي ، إنما انا استقيتها من مصادر أثورية وعربية وغيرها ، والأستاد حسيب القيسي ، في كتابه عن االمسالة الآثورية ، وكذلك كتاب :  آغا بطرس سنحاريب القرن العشرين وغيرها من المصادر التي تتحدث عن محاولة عودتهم الى اراضيهم المغتصبة في المثلث الجبلي الحدودي بين العراق وأيران وتركيا  وكان ذلك عام 1920 ، ولكن يبدو ان بعض الأخوة لا يقرأون سوى البيانات والنشرات الحزبية .
إن مسالة التسمية اخي جورج خوشابا ، ليست كما تقول : إن التسمية الآثورية او الآشورية طفت على السطح سنة 1919 وذلك من اجل وضع هوية للمهاجرين  الى العراق لكي تعرض قضيتهم في المحافل الدولية . يمكنك اخي جورج ان تراجع كتاب : المسيحية في جبال حكاري ، وثمة خرائط واضحة في هذا الكتاب يشير الى قرى أرمنية وكردية وكلدانية وغيرها ولا يوجد فيها إشارة واحدة الى قرية آثورية او آشورية ، إنما هنالك اشارة بديلاً عنها وهي قرية نسطورية ،
 أخي جورج رغم حداثة التسمية الآثورية ، فنحن نحترم من يعتز بهذا الأسم ونبارك له مشاعره القومية فنحن لسنا ضد الأخوة الآثوريين بل ضد الفكر الأقصائي لأحزابهم ، فنحن وانا شخصياً استنكر بشدة وضعي بزاوية معاداة الشعب الآشوري او الوقوف ضد تطلعاته فهذه تهمة سخيفة وباطلة لا اقبل بها .
تحياتي


444
اجل الشعب الكوردي بحاجة الى الرئيس (البيشمركة ) مسعود البارزاني
بقلم : د. حبيب تومي / ديترويت
habeebtomi@yahoo.no
في عالم السياسة والثورات ليس المهم ان تحقق نجاحاً فحسب ، بل اهم من ذلك ان تحافظ عليه ، وتبادر للأنطلاق نحو آفاق أخرى من النجاحات، وإلا سوف تركد مظاهر ذلك النصر ويتلاشى مع مرور الزمن ، وتبقى الأهداف البعيدة الأستراتيجية دون انجاز . لنأخذ التجربة العراقية ، فقد حققت اميركا بالتعاون مع دول اخرى وبتأييد من المعارضة العراقية حققت نجاحاً باهراً في القضاء على الحكم الدكتاتوري ، ولكن حينما لم يجري الأحتفاظ بالنصر ولم تحقق نجاحات اخرى تصب في مصلحة الشعب ، كان أجهاض تلك التجربة ، والمتضرر الأول والأخير كان الشعب العراقي المغلوب على امره ، فأمست الساحة السياسية العراقية مسرحاً لعمليات ارهابية وساحة مفتوحة للانتقام والثأر ، عوظاً ان تغدو ساحة للبناء والتعمير والتعايش والتعددية .
 لقد استطاع مسعود البارزاني بحكمة ودراية ان يتجنب تلك الأخطار التي احاطت بالعراق ، واستطاع ان يحافظ على لم شمل الشعب الكوردي والمكونات الكوردسانية الأخرى ، فحافظ على تلاحم الشعب من التمزق ، داعياً الى فتح صفحة جديدة لبناء اقليم كوردي يسود في مجتمعه التعددية والتعايش والتفاهم ، بمنأى عن سلوك الأنتقام والثأر التي خيمت على الساحة العراقية بعد سقوط النظام في 2003 ، ورأى ان  تجربة الداحس والغبراء في أخذ الثأر والأنتقام هي تجربة فاشلة وسوف تمزق لحمة المجتمع الكوردستاني فليس من الحكمة الأقتاداء بها .
 هكذا  عكف الرئيس البيشمركة مسعود البارزاني على فتح ابواب الحديقة الكوردستانية لكل من يريد المحافظة على كوردستان ، بغض النظر عن ماضيه وما اقترفه من مواقف عدائية اتجاه شعبه والثورة الكوردية . وفتح صفحة جديدة تبدأ الكتابة بها اعتباراً من تاريخ سقوط النظام وليس قبله ، وبهذه السياسة الحكيمة انقذ اقليم كوردستان من مغبة الوقوع في مستنقع العنف والفوضى ، وجعل الأبواب مشرعة امام آليات التعمير والتعايش المجتمعي والأستثمار الأقتصادي  ، فلو سار البارزاني على نفس النهج العراقي لكانت كوردستان اليوم متأخرة في البناء والخدمات وتمزقها الأختلاف الدموية كما يحدث في العراق .
 اعتقد ان دور القائد مطلوب في هذه اللحظات الحاسمة من التاريخ ، لقد استطاع البارزاني العمل بإخلاص لكوردستان ، وينبغي على المعارضة وعلى الشعب الكوردي اخذ هذه الناحية بنظر الأعتبار ، إذ ان آثار بصمات البارزاني ظاهرة في صنع التاريخ الكوردستاني خلال الربع الأخير من القرن الماضي والى اليوم .
باعتقادي ان البارزاني لا يحتاج الى رئاسة الأقليم ، لكن الأقليم يحتاج الى الرئيس البيشمركة مسعود البارزاني ، إذ ان الحياة قد عركته ، فمدرسة الحياة ابتدأت عنده في سوح النضال والمعارك في صفوف قوات البيشمركة للثورة الكوردية ، ومن ثم بالعمل مع قوى المعارضة العراقية وبعدئذٍ الأنخراط والعمل مجال السياسة العراقية والأقليمية والدولية . كما ان لشخصية البارزاني اهمية كبيرة في السياسية العراقية ، وكانت اتفاقية اربيل وغيرها من المبادرات خير دليل على تقدير واحترام كل الأطراف السياسية لمكانة البارزاني ودوره الكبير في الموازنة السياسية العراقية .
إن مكانة البارزاني تكون اكثر اهمية خاصة بعد غياب الرئيس جلال الطالباني بسبب مرضه ، الذي كان يشكل صمام امان للعملية السياسية العراقية المتأزمة بشكل مستمر ، ولهذا يبقى تواجد البارزاني على الساحة السياسية العراقية يحمل اهمية كبيرة  في اقليم كوردستان اولاً وفي عموم الوطن العراقي ثانياً .
ونقلاً عن موقع رئاسة الأقليم نشرت جريدة الشرق الأوسط اللندنية بتاريخ 6 مايو ( ايار )  الجاري رسالة البارزاني التي يقول فيها :
إن هدفه ليس موقعاً او منصباً ، بل إن هذا الموقع هو مجرد وسيلة لخدمة الشعب ، وليس المهم من الذي سيتولى هذا المنصب ، لأن المنصب لم يصنع لشخص معين بحد ذاته .
ويضيف :
 وفيما يتعلق بي، أرى أن هذا الموضوع ليس محصورا بشخصي؛ لأني منذ اليوم الأول أعلنت بصراحة أني لست رئيسا للإقليم فحسب، بل أنا أحد أفراد البيشمركة وسأبقى كذلك، وليس هناك أي منصب أو موقع أهم عندي من تشرفي بحمل هذا الاسم الكبير».
أجل ان البارزاني تبدأ قصته منذ انخراطه في صفوف البيشمركة وووقف مع تحقيق الديمقراطية في العراق والأستقلال الذاتي لكوردستان ، واستمراره مع المعارضة العراقية ، الى ان سقط النظام حيث بدأت عملية بناء اقليم كوردستان ، واستطاع البارزاني من تحييد الدول الأقليمية التي كان هاجسها العمل على وضع العراقيل امام قيام اي كيان كوردي في المنطقة ، إلا ان البارزاني استطاع من تبدبد تلك المخاوف وعكف على إعادة الثقة بين الفرقاء ومد جسور المصالح بينهم  ،لقد استطاع من تحييد مواقف تلك الدول وبشكل خاص تركيا التي كان لها موقف متصلب إزاء المسألة الكردية ، بحق ان الرئيس مسعود البارزاني استطاع من حلحلة كثير من المواقف المتشددة في المحيط الأقليمي ، إضافة الى الساحة السياسية العراقية التي تغلب عليها المصالح والاصطفافات الطائفية ، وتغمرها الأزمات السياسية بشكل متواصل منذ سقوط النظام في نيسان عام 2003 .
لقد تحدث الرئيس البيشمركة مسعود البارزاني عن الدستور وضرورة عرضه للاستفتاء إذ يقول :
... واليوم من حق الشعب أن يقرر ما إذا كان يقبل بهذا الدستور أم لا .
في الحقيقة نحن الكلدان نعترض على مسودة الدستور الكوردستاني وينبغي ان تؤخد مصلحة الشعب الكلداني بنظر الأعتبار فمسودة الدستور الكوردستاني تتناقض مع دستور العراق الأتحادي الذي يذكر اسم القومية الكلدانية بشكل واضح وصريح ، بينما مسودة الدستور الكوردستاني قد جرى تعديلها بتسمية سياسية ( كلداني سرياني آشوري ) وهذه التسمية الهجينة لا يمكن ان تطلق على شعب له تاريخ ويحترم نفسه ، فعلى قيادة اقليم كوردستان ان تبادر الى تعديل مسودة الدستور الكوردستاني بما يناسب ويحترم كل المكونات ، فالشعب الكوردي حينما كان مظلوماً لا يليق به ان يكون اليوم ظالماً ، فالقومية الكلدانية هي ثالث قومية عراقية على الأكراد احترام ابناء هذه القومية وتلية مطالبهم العادلة .
ونعود الى رسالة البارزاني التي يقول فيها :
«أن النظام السياسي في كردستان ليس رئاسيا، وبرغم الجوانب السلبية الإيجابية لهذا النظام السياسي، فإنه لم يؤسس لمصلحة شخص واحد، المهم هو أن يحترم هذا النظام رأي الشعب، وأن يكون مصيره بيد الشعب، وأن لا يسمح للصفقات السياسية بأن تكون بديلا عن إرادة الشعب».
اجل ان الصفقات السياسية غالباً ما تكون نتيجتها هي إرضاء الأطراف على حساب مصلحة الشعب ، فالمسألة هنا هي عدم مصادرة رغبة الشعب ، فالشعب هو الذي يقرر اولاً وأخيراً من يكون رئيسه ، وهذه هي المعادلة التي تصب في مجرى مصلحة كوردستان والعراق عموماً .
د. حبيب تومي ـ ديتوريت في 13 ـ 05 ـ 2013

445
الأخ الدكتور نوري بركة المحترم
الشعب الكلداني مكون اصيل في الوطن العراقي ، ويعتبر ملح المجتمع العراقي حيث يتعايش وينسجم مع الجميع ، وليس له اي سلوك عنصري اتجاه الآخرين يحترم كل المكونات المسيحية ، من السريان والآشوريين والأرمن وكل المكونات الدينية والأثنية الأخرى .
 حينما هاجر الأثوريين الى العراق في اعقاب الحرب العالمية الأولى ، كان لشعبنا الكلداني الموقف الأخوي من هذا المكون ، وقد وقف معهم في محنتهم بقدر إمكانياته في ذلك الوقت وكان موقف القوش الكلدانية من هذا القوم خير دليل على الموقف المشرف لشعبنا الكلداني من اخوانه ، لكن الغريب ان الأحزاب الآشورية بعد تسنمها مصائر المسيحيين العراقيين بعد عام 2003 كان لها موقفها العنصري من المكون الكلداني حينما تضمنت اديولوجيتهم افكار اقصائية بحق القومية الكلدانية ، ونحن ضد اي افكار قومية عنصرية مهما كان مصدرها . والملاحظ ان بعض ابناء شعبنا الكلداني انخرط في تلك الأحزاب لمنافع شخصية ، وهم يعمدون الى إلغاء القومية الكلدانية بحجة اننا شعب واحد .
لقد تشكل ما يسمى بتجمع احزاب شعبنا الكلداني السرياني الآشوري ، ويزعم هذا التجمع انهم يمثلون كل المسيحيين ، فهم قريبين من مصادر صنع القرار في الحكومة الأتحادية وفي اقليم كوردستان ، لكن هذا التجمع يعمل بشكل صريح لإلغاءاسم القومية الكلدانية ، وطمس ودفن كل ما اسمه كلداني ، وما تطرحه فضائية عشتار الآشورية هي خير دليل على ذلك .
إن ما يسمى تجمع احزاب شعبنا الكلداني السرياني الآشوري ، الذي يستحوذ على مصائر المسيحيين لم يقدم شيئاً للمسيحيين .
 لم يحد من هجرة المسيحيين .
 لم يقف يوماً ضد التغيير الديموغرافي .
 وكان لموقف الزوعا المخجل من مظاهرة القوش ضد التغيير الديموغرافي ، وكان لهذا التجمع موقف هزيل ومنافق في مسألة بناء الأبراج الأربعة في عنكاوا .
 لكن يا اخي الدكتور نوري بركة ، إن ما يسمى تجمع احزاب شعبنا الكلداني السرياني الآشوري ، له  منجزات كثيرة في الوطن في عدد الزيارات وتبويس اللحايا والمجاملات الفارغة والسفر الى الدول الأروبية واميركا واستراليا والظهور في الفضائيات ، وعقد مؤتمرات في الوطن والنزول في ارقى الفنادق ، وإقامة حفلات السهر والأغداق على الفنانين والفنانات ، وطبع النشرات التي التي تمجد الجانب الواحد والممنوعة منعاً باتاً إدراج القومية الكلدانية والتكلم عن العلم الكلداني . ومن ثم القيام بالسفرات وتنظيم الولائم وهكذا كل هذه المنجزات هي لما يسمى التجمع الكلداني السرياني الآشوري .
ماذا يريد شعبنا اكثر من هذه المنجزات ؟
 بينما مؤتمراتنا الكلدانية نحن الحاضرين نسافر على حسابنا الخاص ، وننزل عند اقاربنا او اصدقائنا او نختار الفناق الرخيصة ونأكل في المطاعم الشعبية ، لكن نحن الكلدان لنا قرارنا المستقل .
ليس لنا دعم من اي طرف ، الأحزاب الآشورية التي لها وصاية على المسيحيين تشترط على الكلدانيين التنكر لقوميتهم الكلدانية لكي تمنح لهم المساعدات ولكي يسمح لهم بتظيم مؤتمرات في الوطن ونحن الكلدان لا نقبل هذا التنازل ، ولنا الشرف الكبير ان يكون لنا قرارنا المستقل ونحن راضون بهذا الوضع .
لكن هنالك من اختار طريق التنكر لقوميته الكلدانية وحصل على مكاسب مادية وغيرها ونزل هؤلاء بفناق راقية وفتحت لهم قناة عشار وقنوات الأعلام الأخرى فهنيئاً لهؤلاء ، فما نطلبه منهم ان يتركونا بحالنا فقط .
تقبل تحياتي اخي الدكتور نوري بركة
د. حبيب تومي  

446
الأخوة الأعزاء
شكراً لكم جميعاً ولكي يستمر الحوار البناء علينا جميعاً التمسك بالحوار الحضاري المتسم بالأحترام المتبادل ، وبعسكه لا يمكن مواصلة الحوار ، ورغم حالة الأختفاء وراء اسماء وهمية ، فإننا نستطيع مواصلة الحوار مع تلك الأسماء إن كان اصحابها يتمسكون بالأسلوب المؤدب في الحوار .
تحياتي للجميع
الأخ يعقوب اوراها المحترم
 كل ما اوردته في مداخلتك هي نقاط واقعية موضوعية ، اما بالنسبة للنقطة الرابعة المتعلقة برجال الدين انا معك ، لكن المطلوب منهم ان لا يقفوا بالضد من المصالح الحيوية لشعبهم ، وهذا اضعف الأيمان ، فالواقع ينبغي ان يقفوا مع مصالح شعوبهم بشكل صريح دون وجل او خوف ، وهذا هو الصواب، لكن نحن نريد الحد الأدنى فحسب .
 بالنسبة لربط مسالة المقال حول روبسبير ، وبين المؤتمر فالمسألة انني قرأت هذا المقال بطريقي الى المؤتمر ، ولا يوجد اي رابط جدلي ديالكتيكي بين الموضوعين ، شكراً على مرورك اخي يعقوب اوراها .
تحياتي
ح. تومي
ـــــــــــــــــــــــــ
الأخ سام البرواري
تحية ومحبة
المؤتمر المزمع عقده في ديترويت هو مؤتمر قومي كلداني ، وإن الذين يحضرون يهمهم الشأن القومي الكلداني وليس في اجندتهم استهجان القومية الكلدانية او التهكم على الذين يفتخرون بانتمائهم القومي الكلداني ، والحاضرين إما ينتمون الى احزاب كلدانية او هم مستقلون او ينتمون الى احزاب ليس في اجندتها افكار إقصائية بحق الكلدان ، ولهذا نرحب بكل إنسان معتدل ليس له افكار عنصرية متزمتة .
 اخي سام برواري لقد مضى زمن الفكر القومي الإقصائي وكان آخر مراحله مرحلة فكر البعث الذي كتب له السقوط بسبب افكار الأقصائية ، ونتمنى ان تختفي تلك الأفكار من بين ابناء شعبنا .
تقبل تحياتي
ح. تومي
ـــــــــــــــــــــ


الأخ حنا  لويس الساوة
تحية ومحبة
شكراً على التمنيات وعلى المقترحات الوجيهة لتطوير العمل الكلداني ، لكن مسألة وجهة نظرك بحق الأخ مايكل سيبي ليست واقعية ، لأن كل كاتب له طريقته ورؤيته في الكتابة ، وإن مايكل سيبي يؤمن بحرية الكتابة ولا يسئ الى الآخرين مهما اختلفوا معه ، وبالنسبة لرجال الدين هو يكن لهم الأحترام ، ولكنه يؤمن بالمنظومة النقدية وهو يمارسها بأسلوب حضاري بناء ، وحينما تقول انه يكتب عن دقائق الأمور فإن هذه طريقة الكاتب فكل كاتب وأديب له نمطه في الكتابة .
اتمنى لك التوفيق اخي حنا لويس
تحياتي
ح. تومي
ـــــــــــــــــــــــ
 شكراً لك اخي مايكل سيبي لمرورك بشكل متواصل .
 تحياتي
ح. تومي
ـــــــــــــــــــــت
شكراً اخي ابو فادي لمرورك ، وما تبديه من ملاحظات واقعية على شتى المواضيع
تحياتي
ح. تومي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــتت
شكراً اخي جورج خوشابا كوركيس على مرورك وعلى تمنياتك بنجاح المؤتمر
تحياتي
ح. تومي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــت
الأخ اوشانا 47
الإنسان هو قبل الأرض ، فالأرض تحدد بالأنسان الذي يقطنها، فحينما هاجرت القبائل الآشورية من سهل شنعار الى الأرض التي كان يسكنها السوباريون ، سميت بأسم الآشوريين المنتصر ين الذين استوطنوا المنطقة، وبعد اندحار الأمبراطورية الآشورية عام 612 قبل الميلاد ، وتقلبت الشعوب والأمم في هذه الأرض فسميت باسم الشعوب الساكنة الى الوقت الحاضر ، فبلاد آشور اليوم يقطنها الأكراد والعرب والتركمان والأزيدية والكلدان والسريان والشبك ، وثمة خمس قرى آشورية في سهل نينوى فقط ، فلا تستطيع ان تهجر كل هذه الأقوام وتبقي على خمس قرى فحسب ، لكن يبدو ان بطولتك وشجاعتك تصل الى الشعب الكلداني فقط ، فأنت لا تستطيع ان تنبس ببنت شفة مع الأقوام الأخرى لكل رجولتك الفذة هي ضد الشعب الكلداني فحسب .
تحياتي
ح. تومي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــت
سأرد على بقية الآراء للاخ كامل عيسى كوندا والأخوة الآخرين  في وقت لاحق
تحياتي للجميع
ح. تومي


447
في الطريق الى المؤتمر القومي الكلداني ومناقشة بعض المزاعم الخاطئة عنه  
بقلم : د. حبيب تومي ـ سماء المحيط الأطلسي
habeebtomi@yahoo.no
كان يوماً ربيعياً مشمساً في اوسلو يوم حزمت حقائبي ، برفقة الزوجة ام رياض ، ونحن نتوجه الى مطار اوسلو للانطلاق في رحلة لقطع المحيط الأطلسي ، وذلك بغية حضور المؤتمر الكلداني المزمع عقده في مدينة ديترويت والتي اصفها بأنها قلعة الكلـــــــــدان ، وليس هنالك مجال للاستغراب من هذا الوصف بعد علمنا انها اكبر مدينة في العالم فيها تجمع سكاني من الكلدان ويربو على 120 الف كلداني والذي يفوق تعداده اكثر من اي مدينة اخرى إن كان في الوطن العراقي والذي وصف بأنه بلاد الكلدان او في خارج هذا الوطن .
في كل رحلة احاول ان اقرأ كتاباً وأعلق عليه في مقال ، لكن في هذه الرحلة رغم الساعات الطويلة التي تستغرقها الرحلة إلا ان الأمر اختلف عزيزي القارئ هذه المرة وقبل معرفة السبب  اليك هذا السؤال المحرج :  
هل تستطيع ان تقرأ كتاباً وزوجتك تجلس الى جوارك ؟ لنترك جواب هذا السؤال معلقاً في الفضاء ، كما انا معلق بين الأرض والسماء .
لكن مع ذلك توفر لي بعض الوقت ، كان كافياً لقراءة مقال طويل كان قد اعجبني كثيراً ولهذا طبعته واحتفظت به كملزمة ، والمقال يتناول شخصية ماكسميليان روبسبير الذي كنا ندرسه في التاريخ المدرسي  بكونه خطيب الثورة الفرنسية وهو كذلك فعلاً ولكن اكثر من ذلك فإن روبسبير كان درس القانون وفقهه وفلسفته وتاريخه ، وعاش في مجتمع منقسم بشكل حاد الى ثلاث طبقات : رجال الدين والنبلاء والطبقة العامة التي تشكل 98 بالمئة من الشعب .
تخرج روبسبير محامياً وتوجه عام 1789 من مدينته ( اراس ) الى باريس وفي نفسه طموح بتغيير العالم ، إذ كان يؤمن بحرية جميع البشر ، وكانت باريس في تلك الفترة تعيش المخاض العسير الذي نجم عنه ولادة الثورة الفرنسية ، وفي هذه المرحلة يتألق نجم روبسبير ويصبح رجلاً قيادياً ومتنفذاً في تلك الأيام التي اختلط فيها الحابل بالنابل ، وفي الأجواء الثورية تصبح الأعدامات هي الشغل الشاغل لقادة الثورة التي يقف على راس هرمها روبسبير ، الذي كانت مهنته قاضياً ويدافع عن القانون وعن المظلومين ، لكنه يتحول مع الفكر الثوري الى اكبر مجرم مهمته تصفية كل من يشك بأنه يعادي للثورة ، إن كاتبة هذا المقال هي ميسون البياتي التي تقول :
ان روبسبير جسد شخصية  رجل القانون الذي يتحول الى مجرم ، وكان الروائي العظيم دوستويفسكي في روايته الرائعة ( الجريمة والعقاب ) الذي حلل النفس البشرية قد نجح في اثبات بإمكانية تحول الرجل المدافع عن القانون الى مجرم ، وهذا ما حل بروبسبير الذي قدم الآلاف من الأبرياء لتقطع رؤوسهم بالمقصلة وهي عبارة عن شفرة ثقيلة يحملها عمودان تهوي على منطقة الرقبة لتفصل الرأس عن الجذع ونفس المقصلة هوت على روبسبير لتفصل رأسه عن جسمه ، ومعنى ذلك ان الثورة تأكل ابناءها . ، إن روبسبير هوى بنفس السرعة التي حلق بها .
اعود الى عنوان المقال الذي يدور حول المؤتمر الكلداني الذي يعتبر تظاهرة قومية والذي تصدر بحقه وحق المؤتمرات الأخرى بعض المزاعم الخاطئة ، لكن بالرغم من ذلك فنحن الكلدان احوج ما نكون الى مثل هذه النشاطات ، فثمة تعتيم إعلامي مبرمج لدفن كل ما اسمه كلداني ، وهكذا تبقى مثل هذه المؤتمرات متنفساً إعلامياً لأثبات الوجود .
كل ما يكتب عن الكلدان في هذه المرحلة له اهميته إن كان مقال او بحث تاريخي او أكاديمي او مقترحات سياسية للعمل القومي ، لأننا ببساطة نفتقر الى فضائية كلدانية والى نوافذ إعلامية فاعلة ، كما نفتقر الى تمثيل سياسي في الدولة العراقية وفي اقليم كوردستان فلم يعد امامنا إلا قول الكلمة وهي النافذة الوحيدة المتاحة لنا في هذه المرحلة .
افكر بالمؤتمر القومي الكلدناي وماذا يمكن ان يقدم هذا المؤتمر ؟ اجل نحن نعلق امالاً كبيرة ، لكن في الحقيقة ان المنجزات تبقى رهن اروقة المؤتمر ما لم يصار الى جعل المؤتمر نقطة الأنطلاق نحو العمل الجاد في بغداد وفي اربيل وفي واشنطن ومع الدول والمنظمات المعنية بحقوق الأقليات .
إن المؤتمر ينبغي ان ترسم فيه خارطة الطريق ، فهندسة الخارطة تكون بالجهود المشتركة لجميع الحاضرين ودراسة  وملاحظة المقترحات والأفكار والدراسات الواردة لهذا المؤتمر ، وبعد ذلك يصار الى متابعة كافة المحاور التي قررت في هذا المؤتمر .
 هكذا نقطع الاف الأميال وتملؤنا الآمال في بداية انطلاقة جديدة مستفيدين من التجارب والعبر السالفة
 فنحن الكلدان لا نطلب اكثر مما نستحقه ، ولسنا ضد من حقق له مكاسب من الدولة العراقية ومن اقليم كوردستان ، ونحن بدورنا نطمح ان نحقق لنا مكاسب اسوة بغيرنا من المكونات ، لا نغالي إذا قلنا بأننا مع الحقوق المشروعة للاشوريين والسريان والتركمان والأرمن والأكراد والسنة والشيعة والشبك والأيزيدية وغيرهم من المكونات نحن مع حقوق هذه المكونات ، لكن نحن (الكلــــــــــــــــــــــــــــــــــــــدان ) ايضاً خلقنا الله على هذه الأرض قبل آلاف السنين ونريد ان يكون لنا حقوق مثل بقية البشر في وطنهم . نطمح ان يكون لنا وجود وكرامة وشخصية وهوية في وطننا ، العلم السوسيولوجي يفيد بعدم وجود شعب بدون هوية ، ونحن الشعب الكلداني ما يتعلق بهويتنا تفيد بأن ديننا مسيحي وهويتنا الوطنية عراقية وهوية قوميتنا كلدانية نحن نحترم الجميع دون استثنتاء ونريد من الجميع احترام هويتنا وكرامتنا  بنفس المستوى .
المطالبة بحقوقنا لا تعني انا ضد حقوق الآخرين ولا نريد ان تكون على حسابهم  ولسنا اوصياء على اي مكون عراقي او مسيحي ولا نقبل بنفوذ ووصاية اي مكون عراقي او مسيحي علينا نحن الكلدان لنا خصوصيتنا ونعتز بها وهذا ما نسعى اليه في مؤتمرنا الكلداني العام في ديترويت الذي اتخذا شعاًراً يقول :
"وحدتنا ضمان لنيل حقوقنا القومية والوطنية"  ومع هذا الشعار الضامن لوحدتنا ، لكن مع الأسف نلاحظ ان بعض الأخوة المنتمين والموالين الداعمين لخطاب الاحزاب الآشورية يروجون لمزاعم بأن المطالبة بحقوق الكلدان يعمل على تقسيم او تمزيق الأمة المزعومة ، فمؤتمراتنا الكلدانية توسم بأنها مؤتمرات انقسامية ، ولكن نفس المجموعة توسم المؤتمرات الآشورية بأنها مؤتمرات قومية وحدوية ، فنحن نلاحظ  بأن هؤلاء يكيلون بمكيالين ، فنحن الكلدان جزء من الوطن العراقي وجزء من المجتمع الأنساني ، لنا حقوق كبقية البشر ، وفي الحقيقة لا يمكن الفصل بين لوائح حقوق الأنسان ولوائح حقوق الأقليات وإن من يقول انه يناصر حقوق الأنسان ويقف ضد حقوق الكلدان فهو فاقد للصدقية والموضوعية،  إذ لا يمكن فصل حقوق البشر وتجزئتها ، إن كانوا من الكلدان او غيرهم .
حينما نناشد كنيستنا الكلدانية بالوقوف  مع شعبها ، يتطوع بعضهم ( من الكتاب الكلدان الموالين للاحزاب الآشورية ) بان هذه الدعوات هي لأجل إقحام الكنيسة الكاثوليكية الكلدانية بالشؤون السياسية . علماً ان هؤلاء الكتاب لا ينبسون ببنت شفة حينما تتدخل الكنيسة الآشورية بالسياسة من اوسع ابوابها ، وتختفي شجاعة هؤلاء الكتاب وتتحول الى صمت عجيب ( ولدينا تطرق لهذا الموضوع في مقالات قادمة ) .
إن المؤتمر يدعو كل الأطراف للمساهمة في هذا المؤتمر بما فيها مؤسسة الكنيسة الكلدانية التي بدأت تمارس دوورها التاريخي النشيط والفاعل في المسائل الوطنية وبدأت في توحيد الخطاب المسيحي ، كما بادرت الى خطوات جدية بإعادة الثقة مع الكنيسة الآشورية ، وهكذا لم يبق امام غبطة البطريرك مار لويس روفائيل ساكو الكلي الطوبى  إلا ان يلتفت لشعبه الكلداني ، وأن يقف مع حقوق شعبه الكلداني الوطنية المشروعة في وطنه العراقي وفي اقليم كوردستان ، إن انحياز البطريرك الكلداني لشعبه الكلداني ليس إثماً .
نتمنى نبذ الفكر الإقصائي بين ابناء الشعب الواحد ، لأن مثل هذا الفكر لا يكتب له النجاح في القرن 21 ، ولأجل ، إن الترويج لمبادئ وأفكار ومفاهيم الوحدة والتآلف بين ابناء شعبنا ، وتسويق افكار الأحترام المتبادل وقبول الآخر هي الطريق الأسلم لإزالة الاحقاد والكراهية بين ابناء الشعب الواحد ، وإن رغبة وعمل غبطة البطريرك الكلداني وزياراته للكنائس الآشورية لا تجدي نفعاً في توحيد القلوب ما لم يسود بيننا خطاب ملؤه المحبة ونبذ الكراهية وافكار الأقصاء التي مزقت صفوف هذا الشعب المسكين بعد سقوط النظام في نيسان 2003 .
في هذا المؤتمر نفتح قلوبنا ونمد ايدينا لمصافحة كل الأطراف التي تعاملنا بمحبة واحترام .
د. حبيب تومي ـ ديترويت في 09 ـ 05 ـ 2013

 

448
الأخوة الأعزاء
الأخ زيد ميشو المحترم
لا ارى ضرورة مناقشة الذين عقولهم متحجرة بالفكر الحزبي الأديولجي الشمولي ، فإن اصحاب هذا الفكر لا مجال لمناقشتهم ، لأن لهم ادمغة مغسولة ، وهم يعتقدون انهم اصحاب اليقينيات ، وهم على حق وغيرهم على باطل وكل فكر قومي إقصائي يسير وفق هذه الأديولجية وهذا الأسلوب ويثقف أعضاءه بهذا الأتجاه وأسطع مثال على ذلك حزب البعث العربي الأشتراكي ، ومن هؤلاء من لا يستطيع مقارعتك الحجة بالحجة فيلجأ  الى أسلوب التهكم والأستخفاف ، وإن كان يستطيع اكثر فإنه يصفي كل معارضيه ، إن مثل هذا الفكر قد ولى زمانه في اوروبا وأمريكا ، ويخجل هؤلاء في هذه الدول من ترويج مثل هذه الأفكار الأقصائية بحق غيرهم لأنها مضت مع هتلر وموسليني وستالين وكمال اتاتورك ، لكن يبدو ان الأخوان يريدون إعادة ترويج هذه الأفكار وتطبيقها بحقنا نحن المساكين الفقراء .
 ولهذا انا لا احاجج اي منهم إلا ما ندر . لانه حينما يخسر في النقاش يبدأ بالأسلوب التهكمي والأسقاط الشخصي ، وانت ترى اخي زيد ميشو   مجموعة من الأسماء التي تختفي وراء اسماء وهمية عملها النيل الشخصي والأستفزاز والتهكم والأستخفاف بمن لا يؤيد خطابهم الأقصائي .
 اعود الى موضوع حركة الزوعا وموقفها وهي في كوردستان ، لقد زرت مقر هذه الحركة في اربيل انا وأحد الأصدقاء وكان ذلك سنة 1997 وقد ضيفونا وأكرمونا في هذا المقر ، لكن لا حظت حينما اراد صديقي التفوه ببعض العبارات اسكته احدهم وقال انتبه ترى بين الموجودين جواسيس ، فحافظوا على كلامكم وعودوا الى بيوتكم بسلام ، وانا عاتبت صديقي على ذلك الخطأ .
في هذا السياق يكتب بصريح العبارة الأخ خوشابا سولاقا ففي مقاله الموسوم : الحركة الديمقراطية الآشورية الى اين ؟ إذ يقول :
عند استعراض تاريخ الحركة منذ تأسيسها سنة 1979 الى اليوم سنجد القادة التاريخيين والمؤسسين قد اختفوا من الساحة السياسية بين شهيد معدوم بغدر وخيانة الآخرين له وشهيد بسبب مكر وخسة الرفاق .. .. الا يؤيد هذا الأعتراف بما  ذهبنا اليه ؟
بقي ان اقول ان الحركة الديمقراطية الآشورية كما قلت في مناسبات اخرى لم تشترك في معركة واحدة ولم تطلق طلقة واحدة في معركة ما ، وانا مستعد ان اعرض وبالتواريخ وان اذكر المعارك الشرسة التي اشتركنا بها وباسماء الشهداء والمجروحين الذين خسرناهم ، بصريح العبارة ان الحركة الديمقراطية الآشورية كانت بحماية الأكراد تحمي نفسها ولم تبادر الى الهجوم في اي معركة ، وإن كان هنالك معركة واحدة فاذكروها لنا رجاءً .
إن من يريد ان يتحاور ويتناقش ينبغي ان يكون مؤدباً ويحترم الآخر  حتى لو اختلف معه فكرياً وأن يقارع الحجة بالحجة والفكرة بالفكرة وليس بأسوب التهجم الشخصي او التهكم او الأستخفاف ، إن هذا يعتبر إرهاب فكري ليس إلا .
تحياتي للجميع
ح. تومي

449
الأخ العزيز وسام موميكا المحترم
شكراً على طرحك للامور بشكل موضوعي وواقعي دون انحياز او تعصب حيث عرضت اليوم حريق كرمليس وهي قرية كلدانية وهذا عين العقل في تناول الأمور . وأريد ان اضيف بعض الملاحظات على ما اوردته من حقائق .
 حينما شب حريق هائل في بيادر كرمليس القرية الزراعية طلب البطريرك عمانوئيل الثاني من يوسف غنيمة وهو عضر مجلس النواب ان يتحرك لدى الحكومة لمد يد المساعدة  لما اصابت الكرمليسيين وبدوره لجأ النائب الكلداني وهو يوسف غنيمة الى إطلاق النداء التالي والذي نشرته جريدة العالم العربي يوم 6 ـ 7 ـ 1927 يقول النداء :
النار تلتهب البيادر ـ اهالي كرمليس في ذعر ـ المشهد المبكي المفجع ، خسارة نصف مليون ربية .. استغاثة الكرمليسسن بالحكومة ـ استنداء أكف العراقيين لمساعدة اخوانهم المنكوبين الكرمليسسن ..
اخي موميكا : اعتمدت في هذه الملاحظات على حارث يوسف غنيمة ، في كتابه الموسوم : السياسي الأديب يوسف غنيمة ( ت 1950 ) المطبوع في بغداد 1990 ويورد هذا الخبر ص75 وما يليها وورد عن اهل كرمليس : انهم من ارباب الجود والكرم معروفون بوطنيتهم الحقة وتفانيهم في خدمة البلاد ، كما انهم مشهورون بالرجولة والفروسية هذه هي القرية الزراعية العظيمة التي شبت النار في بيادرها .....
ومن واجب الحكومة الموقرة ان تغيث هؤلاء المنكوبين بمبلغ مستعجل لسد رمقهم وأن تسلفهم سلفة زراعية تؤهلهم لاستئناف زراعتهم في السنة المقبلة ..
هذا بالأضافة الى ذلك فقد سعى غنيمة لدى جعفر العسكري رئيس الوزراء وياسين الهاشمي وزير المالية ، وتألفت جمعية او لجنة لمساعدة المنكوبين وكما ذكرت في مقالك اخي وسام موميكا .
هذا وقد استلم يوسف غنيمة رسائل شكر من الخوري يوسف بابكة راعي الكنيسة الكلدانية في كرمليس ومن رؤساء ومختاري القرية وأهاليها تقديراً لجهوده المخلصة .
اخي وسام موميكا هؤلاء كان نواب الشعب وقد وصلوا الى البرلمان عن طريق الأنتخابات وكانوا يدافعون عن الشعب بكل اخلاص وليس مثل نواب اليوم فنحن ننتخب يونادم كنا كنائب عن المسيحيين فسرعان ما يسعى هذا النائب الى نكران قومية وتراث الذين انتخبوه من الكلدان والسريان .
تقبل خالص تحياتي ايها الكاتب السرياني الأصيل
ح. تومي

450
مسألة ترشيح الرئيس مسعود البارزاني لولاية ثالثة ما لها وما عليها
بقلم : د . حبيب تومي / اوسلو
habeebtomi@yahoo.no
يدور الحديث ، ساخناً ، في اروقة السياسة في كوردستان حول تمديد ولاية الرئيس مسعود البارزاني او السماح للترشيح لولاية ثالثة التي تبلغ مدتها اربع سنوات ، الجدير بالملاحظة ان مسودة الدستور الكوردستاني ، والتي لم يجري إقرارها لحد الآن تنص المادة 61 على أن : «ينتخب رئيس إقليم كردستان عن طريق الاقتراع العام السري المباشر من قبل مواطني إقليم كردستان بالطريقة التي يحددها القانون».
وهي الطريقة المتبعة في الولايات المتحدة لانتخاب الرئيس الأمريكي حيث يقوم المواطن بانتخاب رئيسه مباشرة ، كما نصت المادة 64 من مسودة الدستور ان «مدة ولاية رئيس إقليم كردستان أربع سنوات تبدأ من تاريخ أدائه اليمين الدستورية، ويجوز إعادة انتخابه لولاية ثانية اعتبارا من تاريخ نفاذ هذا الدستور»، بينما ينص قانون رئاسة الإقليم بالمادة الثالثة على أن «تكون ولاية رئيس الإقليم أربع سنوات ويجوز إعادة انتخابه لولايتين».
كل شئ واضح امام الشعب الكوردي وأمام الحكومة في اقليم كوردستان ، وأمام المعارضة الكوردية التي تتكون من حركة التغيير والأتحاد الأسلامي والجماعة الإسلامية , وحينما تطرح المعارضة اعتراضها على التمديد او الترشيح لولاية ثالثة فهي محقة وتستند على مواد في مسودة الدستور الكوردستاني .
الآن نأتي الى الجانب الآخر من المعادلة فحسب اعتقادي المتواضع ان مسعود البارزاني يقوم ببناء دولة ، اي لم تكن هنالك دولة ورشح البارزاني نفسه لرئاستها وانتهت ولايته وينبغي عليه فسح المجال لغيره لاستلام المنصب بعد اجراء الأنتخابات ، المسألة هنا فيها بعض الأستثناءات ، لقد كانت بدايات متواضعة في إقامة كيان كوردي على ارض كوردستان التي كانت بدايتها السنة الأولى من العقد الأخير من القرن الماضي ، حيث كانت الطموحات تقف عند حدود الحكم الذاتي او الأدارة الذاتية ضمن دولة العراق ( قبل إقرار الدولة العراقية الأتحادية بعد 2003 ) ، اليوم الساحة تتسع وسقف الطموحات يرتفع الى تأسيس الدولة الكوردية ، وقد باشر الرئيس مسعود البارزاني مع شعبه المبدع في العمل وهو بصدد إكمال بنائه ، إن البنّاء الذي يباشر في بناء البيت يعمل على انجازه لكي يسلمه الى صاحبه كاملاً .
من المؤكد أنها المرة الأولى في تاريخ كوردستان ان يحكمها رئيس فائز في انتخابات ديمقراطية وفق الأقتراع السري ، كان القائد او الزعيم في كوردستان سابقاً يتبوأ مركزه بكفائته ومقدرته القتالية وشجاعته وحكمة تدبيره ، وقد برز في العصر الحديث الكثير من القادة الأكراد ومنهم من لهم تاريخ قريب مثل القائد الكوردي المعروف محمود الحفيد البرزنجي الذي استطاع بالتفاف الشعب حولة وبإمكانيات متواضعة ان يدوخ الحكومات العراقية والقوات البريطانية العاملة في العراق ، وذلك بشجاعته وبحكمته ومساندة الشعب له ، إلا ان تفوق الآلة الحربية البريطانية والطيران الحربي بشكل خاص ، قلبت موازين القوى إذ ان المعادلة العسكرية لم تكن متكافئة فكان رجحان كفة الميزان لصالح القوات المعادية .
 كما كان هنالك قادة أكراد آخرين برزوا في مطاوي القرن العشرين ولعله من الأنصاف ان نشير الى القائد الكوردي المعاصر ملا مصطفى البارزاني الذي افلح في وضع الحركة الكوردية بمصاف ومستوى الثورات التحررية للشعوب المقهورة .
هكذا خرج مسعود البارزاني من رحم الثورة الكوردية ، وعاش ايامها واستمر في اوقات الأنتصارات والأفراح وأوقات والأنكسارات والنكسات فأصبح رجلاً مجرباً عركته المعارك وتجارب الحياة وتقلباتها ، واستمر على مسرح الأحداث وهو يواكب العملية السياسية العراقية وفي المنطقة .. ومن مصلحة الشعب الكوردي ان يكمل هذا الرجل ما بدأه  .
لا ريب ان المعارضة على حق وتستند على القانون ، ولكن قبل ذلك فإن المعارضة والحكومة والرئاسة في كوردستان يهمهم جميعاً مصلحة الشعب الكوردي وتحقيق الأهداف الأستراتيجية لهذا الشعب ، فإن مواد الدستور لا يمكن ان تقف حجر عثرة في ما يصب في مصلحة الشعب .
يقول الجنرال شارل ديغول : لن اضحي بفرنسا من اجل نص ، اي بنص مكتوب في الدستور الفرنسي ، فالدستور وضع ليكون خدمة للوطن والشعب وليس نقيض ذلك ، فإن تناقضت بعض مواده في مرحلة معينة  فمن الممكن تعديله ، فمسودة الدستور الكوردستاني لا زالت مسودة غير مصادق عليها من قبل الشعب ، وهنالك مواد تخالف مصلحة بعض المكونات في اقليم كوردستان ومنها شعبنا الكلداني ، الذي مسحت اسم قوميته الكلدانية من مسودة الدستور الكوردستاني ووضع بدلها تسمية حزبية سياسية هجينة ( كلداني سرياني آشوري ) وهي تسمية مشوهة لا تدل على شعب يعتز ويفتخر بتاريخه وله شخصيته وكرامته ، وعلى القيادة الكوردية الموقرة ان تزيل هذا الغبن بحق الشعب الكلداني وعليها ان تذكر الأسم الكلداني كما هو منصوص عليه في دستور العراق الأتحادي وليس خلافه ، فكوردستان لا يجوز ان تقبل بتهميش حقوق شعب اصيل وهو الشعب الكلداني .
أقول :
إن الرئيس مسعود البارزاني ، إنسان معتدل وحكيم وله تجربة فذة في الساحة السياسية العراقية ، كما انه شخصية عراقية لها وزنها في المعادلة السياسية العراقية وقد كان الى جانب الرئيس جلال طالباني يشكلان محوراً مهماً وصمام امان للسياسة العر اقية ومنع الأوضاع من التدهور نحو التصادم والحرب الأهلية بين مختلف الكتل والأحزاب والميلشيات ، واليوم بتغيب الرئيس جلال الطالباني ، بسبب مرضه ، عن الساحة العراقية والكوردستانية ، ولهذا ستكون الحاجة الملحة الى شخصية مرمووقة بقامة وحكمة مسعود البارزاني ، إنه الشخص المناسب في المكان المناسب وفي الوقت المناسب ، وإن غيابه عن الساحة الكوردستانية والعراقية سوف يترك فراغاً كبيراً ، فالعراق لا زال يحبو ببطء شديد نحو الأستقرار السياسي والأمني ، وكوردستان بحاجة ماسة الى مسعود البارزاني في هذه المرحلة .
قرأت في جريدة الشرق الأوسط قول الاستاذ يوسف محمد مدير غرفة البحوث السياسية بحركة التغيير الكردية التي يقودها رئيس جبهة المعارضة نوشيروان مصطفى  بأن :
«لا الحلول الترقيعية تنفع، ولا حتى الحيل الشرعية، لأن القانون صريح في عدم إعطاء الفرصة لرئيس الإقليم بالترشح لدورة ثالثة. فقانون رئاسة الإقليم حدد مدة ولاية رئيس الإقليم بدورتين فقط، وحتى مشروع دستور الإقليم المقترح نص بدوره على ولايتين بغير قبول للتجديد، ولذلك مهما حاول الخبراء إيجاد منافذ أو التحايل على القانون فلن ينفع ذلك بترشيح بارزاني لولاية ثالثة لأنه يتعارض تماما وصراحة مع النصوص القانونية .
اقول :
 لا اعتقد بضرورة ايجاد طرق للتحايل على القانون ولا الحلول الترقيعية بل تكون هنالك الصراحة والمكاشفة ووضع مصلحة الشعب الكوردي ومصلحة الشعب العراقي عموماً في المقام الأول وينبغي وضع هذه المصلحة في المقدمة قبل البحث عن اي حلول ترقيعية كأن يكون هنالك تمديد لسنة او سنتين ، اجل هذه حلول ترقيعية لا تجدي نفعاً ، وليس مطلوباً ان يكون هنالك تحايلاً على النصوص ، بل يكون هنالك قرار وطني شجاع من الأحزاب الحاكمة ومن احزاب المعارضة ، بأن تجري انتخابات الرئاسة يوم 8 سبتيمبر ( ايلول) القادم ، وإن كان الشعب الكوردي والمكونات الأخرى في اقليم كوردستان إن كانت تريد تجديد انتخاب الرئيس مسعود البارزاني لولاية ثالثة سوف تقوم بذلك ، وإلا سوف تنتخب منافسه ، والشعب الكوردستاني هو الذي يقرر ما هو في مصلحة كوردستان فأعتقد يجب تسليم الأمور بيد الناخب الكوردستاني وهو سيحسم الأمور .

د. حبيب تومي ـ اوسلو في 02 ـ 05 ـ 2013

451
الأخ برديصان / تحية ومحبة
لا شك ان الكنيسة في روما بالأضافة الى واجابها الروحاني الديني كانت لها رؤيتها للامور الدنيوية ما يخص حياة الشعوب المنضوية تحت لواء الكنيسة الجامعة ، ولاشك ان الكنيسة في العصور الوسطى كانت تراعي المشاعر الروحانية والأيمانية وفي  ضوء تلك المعتقدات قاومت الكنيسة الأكتشافات العلمية ومنها كروية الأرض ودورانها حول الشمس ، إذ كان المعتقد ان الأرض مركز الكون بينما العلم اثبت خلاف ذلك ، وفي النهاية استسلمت الكنيسة للنظريات العلمية . وفي مسألة الهوية كانت الكنيسة في روما تعترف بالهويات الوطنية لأتباع الكنيسة الكاثوليكية التي تجمع لحد اليوم اكبر تجمع بشري مسيحي ، لقد اعترف البابا بالهوية القومية الكلدانية للنساطرة المتحدين في اواسط القرن الخامس عشر ، لكن قد تكون هنالك نظرات متفاوتة من بابا الى آخر وفي المرحلة التي كتب عنها الكتاب كان البابا بيوس التاسع متزمتاً لفرض الطقس اللاتيني على المتحدين مع الكنيسة الجامعة ، لكن البابا الذي خلفه وهو قداسة البابا لاون 13ِ الذي كان يراعي مشاعر الشعوب والأمم خاصة شعوب الكنيسة الشرقية حيث منح لهم حرية اختيار الطقوس ومزاولة السلطة الذاتية على رعاياهم .
 اما من يصف الكنيسة الكاثوليكية بأنها كنيسة استعمارية ، فهذه فرضية لا تعتمد على الواقع ، فالأستعمار له جيوشه وقواته العسكرية وأسلحته ويحاول احتلال الأراضي والشعوب فالكنيسة بعيدة عن هذا المنطق . ولا يمكن ان تكون كذلك .
تحياتي

452
الأخ العزيز مرقس اسكندر المحترم
تحية ومحبة
لقد استعرت منك كتاب مختصر تواريخ الكنيسة وهو من تأليف المعلم لومون الفرنساوي وترجمة الخوري يوسف داود وقد طبع في الموصل بمطبعة الآباء الدومنيكان عام 1873 حسب ما هو مدون على الغلاف الداخلي ، كما ان الغلاف الداخلي الذي استنسخته لم يسجل عليه الجزء الأول ، واعتقد الكتاب هو عبارة عن جزء واحد فقط ،  لقد استنسخت الكتاب في وقتها وهو محفوظ عندي في اوسلو وهو كتاب نفيس يحتوي على معلومات غزيرة عن تاريخ الكنيسة ، وفيه فصل كامل عن تاريخ الكنيسة الكلدانية النسطورية ومن ثم اتحادها مع الكنيسة الكاثوليكية الجامعة منذ اواسط القرن السادس عشر .
 لا ادري ما هو مصير مكتبتك ؟ ولم يتسنى لي في وقتها الأطلاع عليها حيث كانت مركونة في الكواني والكراتين حينما زرتك في بغداد ، فما  هو مصيرها الآن ؟
تحياتي
ح. تومي

453
أزمة الندايي واليباسي عكست تمسك الشعب الكلداني بتراثه وتاريخه .. قراءة في كتاب
 بقلم : د. حبيب تومي ـ اوسلو

habeebtomi@yahoo.no
وهكذا اعود اليوم لكتابة مقال وأنا على متن الطائرة في طريق العودة من القوش الى اوسلو مستفيداً من قراءتي لكتاب الأب المرحوم الدكتور بطرس حداد ، وهو تحت عنوان : الندايي واليباسي ، ازمة هزت الكنيسة الكلدانية ( 1869 ـ 1889 ) ويقع الكتاب في 112 صفحة من منشورات مركز جبرائيل دنبو الثقافي ، نينوى 2009 ، والكتاب يتعرض لمشكلة عصفت بالكنيسة الكلدانية ،وقسمت شعبها الى قسمين ، هذا وقد تعرضت في كتابي غير المطبوع لهذه المشكلة تحت عنوان ضجة في صف الكنيسة .
والقراءة المقارنة لهذا الكتاب رغم انه صغير الحجم لكنه غزير بالأحداث والوقائع ويمكن ملاحظة تشابه بما يحدث اليوم من اختلاف في وجهات نظر على نطاق كنيستنا الكاثوليكية وشعبها الكلداني .
في مدخله للكتاب يقول المؤلف ص5: يطيب لي ان اتطرق الى البحث في حقبة تاريخية مهمة عاشها شعبنا الكلداني في النصف الثاني من القرن التاسع عشر ، وكانت هذه الحقبة بمثابة مخاص عسير وصعب لكنها انتهت بخير ..
ومن قراءة الكتاب يبدو ان بداية تلك الأحداث كانت بين قطبيها قداسة البابا بيوس التاسع (1846 ـ 1878 ) وبين البطريرك الكلداني يوسف السادس اودو ( 1847 ـ 1878 ) . وكانت نهايتها على يد قداسة البابا لاون الثالث عشر ( 1878 ـ 1903 ) والبطريرك  الكلداني مار ايليا الثاني عشر عبو اليونان ( 1878 ـ 1894 ) . ونبدأ بقرءاة فقرات متناثرة من هذا الكتاب مع إبداء بعض الملاحظات .
يقول الكاتب عن البطريرك يوسف اودو ص9 :
كان له نظرة ابوية عليا على كل ابناء رعيته وكان له التفاتة خاصة الى ابناء الكنيسة الكلدانيـــــــــــة المهملين في الملبار ( الهند) الذين كانوا يطلبون من وقت الى آخر من بطاركة الكلدان إرسال أساقفة لهم من طقسهم وإدراتهم وتعليمهم ، لأنهم ملّوا إدارة المرسلين الغرباء عنهم .انتهى
في الحقيقة كان البابا بيوس التاسع يريد من البطريرك الكلداني تقديم مظاهر الطاعة فحسب ، فحينما كلف البطريرك الكلداني المطران توما ـ روكس خنجريان بالرحيل الى الملبار كزائر باسم بطريرك بابل وأساقفة الكلدان ، فيهرع القاصد الرسولي دون اي تفويض رسمي ويهدد بالحرم كل من يسافر الى الهند ، ويأمر بالخضوع التام لتعليمات روما على يده .
وفي طريقه ( البطريرك الكلداني يوسف اودو ) الى مجمع مسكوني يدعو اليه البابا ، وفي بيروت يستلم البطيريرك وثيقة بابوية عرفت باسم ( البوللة ) ، وتحتوي هذه الوثيقة تعليمات تعلق كل التعيينات وانتخاب البطريرك والأساقفة وإدارة اوقاف الكنيسة الكلدانية تجعلها جميعاً من صلاحية روما ، وقد امهل البطريرك الكلداني 40 يوماً لكي يتراجع عن كل قرارات التعيين وغيرها وإلا فإن قداسته سيرشقه بالحرم الكبير وفي النهاية يكتب البطريرك الكلداني عن خضوعه التام لا بل استسلامه الكلي كأبن بار للكنيسة .
وهنا كان رفض قسم من الشعب الكلداني لهذا التنازل واعتبروه خضوعاً فنشأ جراء ذلك حزب اليباسي ، والذي ادعى انه يدافع عن الأصالة الشرقية ، والحزب الآخر المعاكس سمي حزب ( الندايي) الذي انطلق من مبدأ الوقوف مع الشرعية .
حضر الباطريرك الكلداني المجمع المسكوني الفاتيكاني الأول وكان في 8 كانون الاول 1869 وأراد ان يقنع خلال هذه الجلسات الحاضرين بشرعية موقفه حيث يرى الفروقات الكبيرة بين الحقوق والأمتيازات والعادات ليست المدنية فحسب بل الكنسية ايضاً .. الموجودة في كنائس الطرفين وقوله : اليست بعيدة عن بعضها كبعد المشرق عن المغرب ؟ وقد قاوم لتينة ( من اللاتين ) طقوسه الكلدانية الشرقية ، وقد ورد ص23 ان الشعب الكلداني كان يتابع اخبار البطريرك ومواقفه إذ كان يرى فيه انه رجل الساعة الذي يعمل من اجل المحافظة على كرامة الطائفة ، وكان الشعب المسحوق والمضطهد في محيطه من قبل السلطة العثمانية الغاشمة يرى في الرئاسة الكنسية ملجأً له ..
كانت ثمة معضلة اخرى وهي امتناع البطريرك الكلداني التوقيع على ( عصمة البابا) فقد قبلتها الكنيسة واصبحت عقيدة ايمانية على كل كاثوليكي ، وقد وقعها كل بطاركة الكنائس الشرقية ، لكن في نهاية المطاف يقنعه القنصل الفرنسي على التوقيع على الوثيقة ووعده بأن يجد حلاً مرضياً لأمتيازات وصلاحيات البطريرك الكلداني مع روما عندئذ وجه غبطته رسالة بخط يده بالكلدانية الى قداسة البابا وذلك بتاريخ  29 تموز سنة 1872 جاء فيها :
أعلن بوضوح عن إرادتي لقبول .. رسوم وتحديدات المجمع الفاتيكاني المسكوني وبصورة خاصة قانون حفظ الحبر الأعظم قداسة بابا روما وتعليمه الذي يتطرق فيه الى مسائل الأيمان ..
كان موقف البطريرك الكلداني صعباً ويحتاج الى حكمة وتعقل ليوازن بين واجبه الديني بالخضوع التام لروما وتطبيق تعليمات وثيقة ( البوللة = مؤيديها عرفوا بالندايي كالنبتة الطرية التي تتأقلم مع الظروف المناخية اي يكون فيها مرونة للتكيف مع الوضع : Flexibility ) وهو يريد ان يبقى مع عقيدته الأيمانية  وبين شخصية وكرامة شعبه الكلداني الذي لا يريد الأفراط بحقوقه الثقافية وامتيازات رؤسائه التي اكتسبوها عبر الزمن . فيقول الكاتب ص31 : بينما كان الشعب الكلداني في غليان فهذا يؤيد البطريرك ويصفق لتصرفاته ومواقفه الشجاعة ، كان آخرون يعلنون الويل والثبور ويهددون بعظائم الأمور ضد هذا الشيخ العنيد .
وفعلاً لم يتراجع هذا الشيخ العنيد عن قناعاته بضرورة ممارسة صلاحياته المكتسبة فعلى خلاف تعليمات البوللة رسم اسقفين جديدين الواحد لزاخو وهو كوركيس كوكا والآخر للملبار وهو مار يعقوب اوراها ورأت الدوائر الرومانية ان هذا التصرف مخالف للتعليمات وهكذا طلبت من البابا التدخل بسلطته العليا فيقول كلمته الفصل بخصوص ما يجري في بلاد الكلدان ، فأصدر " رسالة عامة : وهي اعظم وثيقة تصدر عن قداسته موجهة الى المطارين والأكليروس والرهبان ولفيف المؤمنين الكلدان وكانت الرسالة مفتوحة ومترجمة الى اللغة العربية ,وزعت نسخ منها الى الأكليروس الكلداني والسرياني وعلى عامة الناس ، وهكذا كانت فئة ( البوللة ) تدعو الى التعقل والأصغاء الى تعليمات سيدنا البابا ، لكن كثير من الكلدان يصرخون منادين بالتخلص من التأثير اللاتيني والتمسك بالعادات الشرقية وهؤلاء عرفوا بـ (اليباسي : لكونهم محافطين على تقاليدهم اللغوية والطقسية لا يقبلون التغيير ) وكانوا يستندون الى دعم الدولة في ولاية الموصل والباب العالي في اسطنبول .
وهكذا كما مر فقد وجه البطريرك في الاول من آذار عام 1877 كتاباً بخط يده يعلن فيه موافقته وخضوعه لأوامر الكرسي وطاعته الكاملة للاب الأقدس . وقد انتشرت انباء خضوع البطريرك وقد صورها البعض بتأثير الآباء المرسلين في العراق بأنهم استطاعوا ان (يكسروا رأس الكلدان العنيدين ابتداءاً من بطريكهم ) هكذا ورد ص 41 وهكذا تحرك الحزب اليباسي بسرعة وبقوة وبجسارة ، وانتشرت المسألة كالنار في الهشيم ، وكان قوة السلطة الحكومية العثمانية متعاطفة مع هذا الحزب .
ما يجدر ذكره في هذا الكتاب هو ما آلت اليه حياة البطريرك الكلداني مار يوسف اودو إذ كان قد تجاوز الثمانين من عمره وقد انهكته الأتعاب واحتمل بصبر إهانات لحقت بشخصه وبإرادته وكرامته وتحمل الكثير وأملى وصيته على الحاضرين قائلاً : اريد ان اموت بالأيمان الكاثوليكي متحداً مع الكرسي الرسولي .. وإن مقاومتي للكرسي الرسولي لم تكن بنية العصيان لا بل رغبة بخير طائفتي ..
توفي يوم 29 آذار عام 1878 وحمل جثمانه الى دير السيدة في القوش ودفن بإكرام واحترام كبيرين وضريحه يزار الى اليوم من قبل المؤمنين .
في دير السيدة جرى انتخاب بطريرك جديد وهو مار ايليا عبو اليونان وكان مطران الجزيرة ، وقد اقتبل البراءة الشاهانية من قبل الباب العالي ووصلت القوش في 30 كانون الأول عام 1878 ويقول الكاتب ص 62 انه صار اقتبال البراءة احتفال عظيم وضرب بندقيات ( الألقوشيون كدها في مثل هذه المناسبة ) .
من الأحداث الأخرى المدونة في هذا الكتاب : سنة الليرة المشؤومة ، إذ امحلت الأرض وبخلت بثمارها وذلك من شتاء 1879 ـ 1880 فارتفعت الأسعار وقد وصل سعر وزنة الحنطة الى ليرة ذهبية فعرفت تلك السنة بسنة الليرة ، فانتشرت المجاعة ويكتب غبطة البطريرك ايليا عبو اليونان في 21 ـ 01 ـ 1880 :
 الجوع في كل مكان والفقراء يتكاثرون ، الأيتام متروكون ، الدار البطريركية ملجأ يحتمي به الفقراء المعذبون من الجوع وهم يصرخون صراخاً يفتت الأكباد ويلين القلوب مهما قست ..
في تلك الظروف اسست شركة الرحمة غايتها جمع التبرعات لتوزيعها على مستحقيها من المعوزين وحسب سجلات خاصة وبعد ذلك اصبحت هذه الشركة تعرف باسم " الجمعية الخيرية الكلدانية " .
 على نطاق الصراع المحتدم بين اصحاب البوللة والبردي ، او الندايي واليباسي ظل مستمراً بين المد والجزر والشعب الكلداني منقسم على نفسه ، وبعض المطارين والكهنة والعلمانيين مع هذا الجانب وآخرين مع الطرف الآخر . وأبرز من وقف في طرف الحزب اليباسي المعارض للبطريرك كان المطران ملوس العائد من الملبار ، وقد شيّع هذا الحزب بأن براءة سلطانية سوف تصدر قريباً باسم ملّوس بطريركاً . علماً ان هذا الحزب كان مدعوماً من قبل والي الموصل خفياً ، ولكن قبل صدور البراءة السلطانية كان يجب اختيار اسم لهذه الجماعة بدلاً من لفظة المنشقين ، فكان الأقتراح إطلاق لفظة " كلدان قديم او كلدان شرقي " او حزب ملّوس ، وكانت هذه الفئة اي اليباسي تدعي انها تمثل معظم الشعب المسيحي الكلداني وكانوا نشطاء في عملهم ، لكن مع ذلك لم يفلحوا في الحصول على البراءة السلطانية ، وكل فريق يدعي الأكثرية وامام هذا الأدعاء شكلت لجنة فيها اثنين اعضاء من كل طرف يرأسها ( مكتوبجي الولاية = مدير القلم ) لأحصاء الكلدان المنتمين الى كل طرف ، وقبل عيد الميلاد سنة 1877 اصدرت اللجنة هذه النتائج وهي : مجموع جماعة المطيعين ( البوللة) في الموصل وتلكيف = 19 كاهن و 1537 شخص ، وجماعة المخالفين ( اليباسي ) = 9 كهنة 1132 شخص ، لكن وزير المذاهب تحيز للمخالفين ودافع عن قضيتهم وادعى بأنهم الكلدان الحقيقيون وإن الوالي السابق تحيز الى جانب البطريرك .
وفي خضم هذه الدوامة توصل البطريرك الكلداني الى ضرورة معالجة المسألة بشكل جذري بين المؤيدين والمخالفين له ، وإنهم جميعاً ابناء شعب كلداني واحد ولا بد من حل المسألة جذرياً ، وهكذا كتب في نهاية 1888 الى الكردينال رئيس المجمع يطلب منه ان يسأل قداسة البابا لاون 13 ان يتنازل عن مقررات البوللة ويعيد للكلدان حقوقهم لوضع نهاية لتلك الصراعات ، وفعلاً تجاوب قداسة البابا وتنازل وابطل على الدوام البوللة وارجاع الأمور في انتخاب البطريرك الكلداني وغيرها الى ما قبل صدور ( البوللة ) . وجاء ص87 من الكتاب : وهنا نصل الى النهاية السعيدة بالمصالحة بين الحزبين المتناحرين اللذين عرفا بالموصل باسم الندايي واليباسي وبين المتكلمين بالسورث باسم " بُللا وبردي " ، الجدير بالذكر ان نظرة البابا لاون 13 كانت منفتحة جداً نحو الكنائس الشرقية وقد اصدر رسالة عامة عن كرامة الكنائس الشرقية ( Orientalium dignitas Ecclesiarum) والتي صدرت في 30 ـ 11 ـ 1894 فبنود هذه الرسالة تعيد للشرقيين كرامتهم وتأمر باحترام طقوسهم تقاليدهم .. وكانت هذه القرارات مفتاح لحل المشاكل العالقة بين الفريقين الكلدانيين المتخاصمين وجاءت هذه القرارات تلبية لرغبات الشعب الكلداني بالتمسك باسمه وتراثه وطقوسه .
في مسك الختام يقول الكاتب ص 105 :
 لايجوز لنا دراسة التاريخ دراسة سطحية والأكتفاء بذكر الزلات اوصب اللعنات . إني ارى ازمة اليباسي هزت الكنيسة الكلدانية ، وأطلقت العفريت من القمقم فبحجة رفض البوللة دافع اليباسي عن هوية الكلدان وأصالتهم لأنهم منذ دخولهم في حضن الكنيسة الكاثوليكية اهملوا عادات شرقية وتقاليد محلية حميدة ...
اقول : ان تفسير الحالة هذه التي تعود لتلك الفترة الزمنية ( اواخر القرن التاسع عشر ) يمكن ادراجها بمفاهيم اليوم على انها حركة او انتفاضة وطنية او قومية كلدانية مردها المحافظة على الأسم وعلى التاريخ والتراث واللغة والطقوس ، ويقول الكاتب ان الآباء كانوا يتذكرون اليباسي وكأنهم يتكلمون عن عن ملاحم بطولية عاشها اباؤهم بينما لم يكن ثمة من يفتخر بانتماء آبائه الى البوللة .
في ص107 من الكتاب ابيات من الزجل الشعبي لجماعة اليباسي والتي جاء فيها :
الردة :
كلدان لا تمهرون يطلع عليكم قانون
البوللة يا ما اصعبا عميت عيون الكتبا
                     كلدان لا تمهرون
قس يعقوب الحق دوابك والزبيلين اربابك
وحفو الكرش استادك وعلى المطاغب تجلسون
                   كلدان لا تمهرون
لما وصلو ا تلكيف جواعي وما لهم كيف
طلعوا يأخذون الحيف لحنقنقات+ يدقون
                    كلدان لا تمهرون
من قراءتي للكتاب المذكور تبين ما يعانيه البطريرك الكلداني يوسف اودو من تناقض المواقف إذ من ناحية يريد العمل بما آمن به اي الطاعة للمسيح ومحبة الله ومحبة الكنيسة الكاثوليكية ، كما انه كان يريد ان يؤمن على حقوق شعبه ورعيته وحقوق كنيسته التاريخية ، ولا ريب ان خلق مثل هذا التوازن يتطلب الحنكة والذكاء ، واليوم البطريكية الكلدانية الموقرة تحاول ان توازن بين واجباتها الكنسية وبين موقفها من الحقوق المشروعة للشعب الكلداني  ولنا الثقة الكبيرة بأن تفلح البطريركية بهذا الجانب فالشعب الكلداني هو ملاذها الأول والأخير في الوطن العراقي وفي ارجاء المعمورة .
د. حبيب تومي اوسلو في 01 ـ 05 ـ 2013
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
+ الحنقنقة ، هو عظم الكتف ، يتشائمون منه ولا يدخلونه مطابخهم


 
[/b]

454
الأخوة الأعزاء :
قشو ابراهيم / مايكل سيبي / زيد ميشو / عصام المالح / سام البرواري / اوشانا 47 / نيسان سمو / لوسيان / سيزار ميخا هرمز / المحترمون
تحية ومحبة للجميع
 شكراً لمداخلاتكم ، وأملي ان يتسم النقاش بيننا بالأسلوب الحضاري ، اما الأختلاف بيننا في وجهات النظر فهذه مسألة طبيعية .
كنت قد وعدت الأخ سام البرواري بالرد على تعليقه ولكن قبل ذلك اقول شكراً للاخ قشو ابراهيم على مداخلته ، لكن تبقى اللغة المشتركة المفهومة بين الطرفين هل المطلوبة في التداول لسهولة التخاطب والتفاهم ، فرغم اعتزازي باللغة الأصيلة الجميلة التي كتبت فيها ، فأنا شخصياً ومعي كثير من القراء ليس باستطاعتنا التفاهم الكتابي بهذه اللغة الجميلة فانا اعتذر إذ لا استطيع الأجابة على ما سطره قلمك الجميل .
الأخ سام برواري :
هنالك كما يقولون من يتصيد بالمياه العكرة ويضعون حبيب تومي وزملاؤه وكأنهم في عداوة مع اخوانهم الآشوريين ، وهذا ليس صحيحاً ، فالمسألة تتخلص في اختلاف وجهات النظر بيننا وبين الفكر الأديولوجي للاحزاب الآشورية القومية ، انا حينما انتقد الفكر القومي لزوعا أنا لست ضد هذا الحزب او الحركة ، أنا شخصياً أؤمن بحرية الفكر والأنتماء ، وحينما تفرض هذه الحركة فكراً قومياً معيناً على الجميع بحجة التجانس القومي ، فأنا أشبه هذه الفرضية مع الفكر القومي الأتاتوركي الذي اراد خلق مجتمع تركي متجانس قومياً ، وهذا الفكر ينطبق على ما اتى به البعث الذي يريد خلق مجتمع عربي واحد من المحيط الى الخليج وكل من هو في هذه الجغرافية هو عربي ، وانت اخي سام البرواري والقراء يعرفون كيف فرضت على الجميع تسمية العروبة في جميع انحاء العراق ، ومن ثم ارغمت الحكومة على الأعتراف بالأكراد كقومية ثانية .
فأنا ضد الفكر الشمولي مهما كانت الحجة ، ونحن المسيحيين في العراق من كلدان وسريان وآشوريين ، يجمعنا مصير واحد ، وهو الأرهاب التي يصيبنا ، والتفرقة والعنف المجتمعي الذي ارغمنا على الهجرة ، ومن هذا الباب نستطيع ان نتوحد ، وليس من باب جعل الكلدان والسريان مذاهب كنسية تابعين للقومية الآشورية ، نحن لا نقبل بهذه الفرضية اخي سام البرواري ، وكما انت تعتز بقوميتك الآشورية فنحن نعتز بقوميتنا الكلدانية ، فلماذا انت تكون وحدوي ، وانا اكون انقسامي ، أي معادلة هذه يا اخي سام ؟
اما النظرية التي يرددها الأخوة القوميين المتزمتين بأننا الكلدان ما داموا يعيشون في سهل نينوى اي آشور القديمة فيجب ان يكونوا آشوريين ، اليست هذه نظرية تعبانة اخي سام البرواري ؟
في سهل نينوى اليوم يعيش العرب والأكراد والشبك والكلدان والتركمان ، لماذا لا توجهون دعوتكم لهؤلاء وتقولون لهم هذه ارض آشورية وينبغي عليكم ان تكونوا آشوريين ، إنكم لا تستطيعون ذلك لكنكم تجربون ذلك مع الكلدان والسريان فحسب .
 لماذا لا تنظرون الى الأمور بمنظار الواقع المعاش  ، ألا ترون اماكم ان شرقاط وهي العاصمة المقدسة للدولة الآشورية هي اليوم مدينة عربية ، ألا ترون امامكم ان مدينة الموصل ( نينوى القديمة ) هي عربية اليوم الى النخاع ، ألا ترون امامكم ان اربيل هي مدينة كوردية ؟ الا ترون ان القوش وباطنايا وتلكيف وتللسقف وباقوفا هي قصبات ومدن كلدانية ألا ترون ان بغديدا وبرطلة هي مدن سريانية ؟ في سهل نينوى خمس قرى آشورية ، وهي شرفية وكيرانجو وداشقتان وعمبقري وبيروزافا ، لمذا لا ترون هذا الواقع وهو امام اعينكم .
اخي سام البرواري لننطلق من الواقع المعاش ونضع يداً بيد بأخوة ومحبة وكل منا يحترم رأي الآخر المقابل إن كان بالمسألة القومية او المذهبية ، نحن لنا ثلاثة اسماء ينبغي ان يسود الأحترام بيننا على هذا الأساس وليس على اساس التقليل من شأن احد هذه الأسماء وترتيبها كما نريد ، والمشكلة اخي سام البرواري لا تنحصر بوضع الواوات او إلغائها إنه هذه الأشياء هي فرضيات شكلية لا تصل الى جوهر المسألة المطلوب .
وأخيراً أقول لك اخي سام اقول لك مخلصاً : ان الدنيا دوارة ولو دامت لغيركم لما وصلت اليكم / اليوم الأحزاب الآشورية قريبة من مراكز صناعة القرار ، وغداً سوف تنقلب الآية ويصبح الكلدان هم القريبين من مراكز السلطة حينئذ سوف تشكون المظلومية ، كما نشكو المظلومية نحن الكلدان اليوم ، ولهذا اقول يجب ان يكون التعاون بيننا بقلوب صافية وعلى مبدأ الندية والعدالة وتكافؤ الفرص ، وليس على مبدأ إلغاء الآخر وإقصائه واللجوء الى حذف الواوات بشكل قسري وكأن المسألة محصورة بحذف بعض الحروف . إنه حل شكلي لا يمتد الى جوهر المسالة وتراكماتها اخي سام البرواري .
تحياتي لك وللجميع
د. حبيب تومي

455
العزيز نيسان  سمو المحترم
تحية ومحبة
إن عدم ردي على ما تطرحه من آراء لم يكن مقصوداً البتة ، أنت اخ عزيز وزميل في الكتابة ، والأختلاف في الرأي شئ طبيعي بيننا ، ولكن كما تعلم هنالك من يقحم الأختلاف الفكري بالعلاقات الشخصية لكي يتحول ذلك الأختلاف الى عداء وانتقام شخصي ، وأنت قريب من ساحة النقاش بيننا  ، فالشخصنة مزدهرة بيننا ، وإن اختلف احدهم مع حبيب تومي فكرياً فلا يناقشه على فكره بل تتطور المسالة الى نبش ما يمكن ان يستخدم ضد حبيب تومي ، وهي حالة تصاحب من لا يستطيع مقارعة الحجة بالحجة او الفكرة بالفكرة . على كل انت اخ عزيز اكن لك ولأرائك خالص التقدير والأحترام .
 لقد ورد في رك هذه العبارة :
(.. في البدأ الطلبات كثيرة ولا اعتقد سيادته لديه عصى سحرية واغلب المشاكل العالقة هي سياسية اكثر من دينية فلماذا نطالبه بكل هذه الامور ؟؟)
اتفق معك بتعقيد الملفات والمشاكل اما مؤسسة الكنيسة وليس لغبطة البطريرك العصا السحرية لحلها بين ليلة وضحاها ، لكن على العموم ، فإن البطريرك هو بطريرك كلداني وهو مسؤول عن الكلدان في العراق والعالم ، وهو يتكلم باسمهم ، وحينما استقبل بتلك الحفاوة البالغة ، فالأحترام كان بسبب مركزه السامي وفي مقدمة ذلك هي مسؤوليته كبطريرك على جميع ابناء الشعب الكلداني في العراق والمنتشرين في حول العالم ، ولهذا اولى مهام البطريرك ان يضع مصحلة شعبه ( الكلداني ) الذي يتكلم باسمه في المقام الأول من اهتماماته ، اي ان يبدأ بالبيت الكلداني اولاً ، كنيسته ثم حقوق شعبه الكلداني وبعد ان يكون بيته راسخاً يتوجه نحو الأخر المشترك معنا في الدين والوطن ، وهذا هو سياق المنطق والموضوعية .
اما قولك :
(..  ألا ترى بأن العالم حاول وجاهد من اجل ترك القومية وان في كل بطاقات العالم الحر والمتقدم لا ذكر لكمة القومية او حتى المذهب وسؤالي هو : ألا يمكن لنا في حل القضايا العالقة والوصول الى تفاهمات تكون سياسية او علمية او فلسفية او ما شابه ذلك دون إقحام معضلة القومية في الوسط ؟؟) .
اخي الطيب نيسان ، العالم مقسم الى دول متقدمة وأخرى إما فاشلة او لا زالت تحبو او تراوح  مكانها ، وربما في الدول المتقدمة قد تجاوزوا مفهوم القومية الى حد ما ، والأتحاد الأوروبي مثال على ذلك لكن الولايات المتحدة الأمريكية اقرب الى وجهة نظرك ، لكن اقول :
 إن الأتحاد السوفياتي السابق قد تفكك على اسس قومية ، وليس دينية او بروليتارية ، لقد انقسم الى دول اسلامية طاجكستان اوزبكستان اذربيجان .. وأخرى مسيحية بيلروسيا ( روسيا البضاء ) اوكرانيا ، لاتيفيا ، ليتوانيا جورجيا .. فالنزعة القومية لا زالت قائمة ، وتشتد المشاعر القومية حين الشعور بالظلم على قوم ما . نحن الكلدان كنا كلدانيي القومية ،  لكن النعرة القومية لم تكن ضرورية في العهد الملكي مثلاً ، لكن بعد 2003 واستلام كل المكونات لحقوقها بقينا نحن الكلدان ، الذين نفكر بالهوية العراقية فحسب بقينا صفر على الشمال في الحقوق القومية والسياسية والأقتصادية ايضاً  ، ونحن نعمل لإزالة هذا الظلم والتهميش ، فأين الخلل بذلك ؟ بل ينبغي على كل منصف بحق الأنسانية ان يقف مع شعبنا الكلداني ، وفي مقدمتهم غبطة البطريرك الكلداني ومؤسسة الكنيسة الكلدانية .
تستطرد في تعليقك اخي نيسان فتتساءل :
(..واقول ألا يمكن ان تتفقوا انتم الثلاثة على اسم واحد لا يكون فيه القومية ؟ ألا يمكن ان تكون القسم الاكثر ثقافة ووعي ودراية في العراق وتبدأ من عندكم مرحلة إلغاء تلك الكلمة ؟؟ ووعي ودراية في العراق وتبدأ من عندكم مرحلة إلغاء تلك الكلمة ؟؟واخيراً سيدي الكريم فأنت سيد العارفين بأن تلك الكلمة سيكون مصيرها في النهاية الزوال فلماذا لا نبدأ نحن بها ؟ لماذا لا نكون السباقيين ؟؟ لنفكر في الموضوع علمياً ونظرياً الآن ..
اخي الطيب نيسان سمو : لا ادري ما الفائدة من أيجاد اسم واحد لنا جميعاً ,اين الضرورة القصوى بذلك ، لماذا يجب ان يكون لنا اسم واحد ؟ وكل واحد منا يعتز باسمه ، اين الخلل ان يكون لنا ثلاثة اسماء ، الهند فيها عشرات القوميات ومئات اللغات وهي جميعها متفاهمة والنظام الديمقراطي يجمعها كلها ، لماذا ينبغي ان نستسلم للفكر القومي الأقصائي ،في ان يجمعنا اسم آشوري واحد ؟ اعتقد ان الأرض ستبقى كروية تدور حول الشمس حينما نقول نحن كلدان وسريان وآشوريين .
 من متطلبات لوائح حقوق الأنسان ان كل فرد في المجتمع له الحق الكامل ان يجاهر بمعتقده ودينه وانتماؤه  السياسي والقومي ، لماذا تحاول الأحزاب الآشورية ابتزازنا وتعكير صفو شعبنا المسيحي المسكين ؟ نحن كلدان وقوميتنا كلدانية ، فليس لنا اي تحفظ على انتماء الآخرين ، وحتى الكلداني الذي ينكر قوميته الكلدانية فهو حر وهذه رغبته ليس لنا اي تحفظ عليه ، لكن عليه ان لا يحاربنا لكي يجبرنا على تغيير انتماؤنا القومي .
إن المسألة اخي نيسان تتلخص في فرض وصاية فكرية وقومية على الشعب الكلداني ، وهذا مرفوض في ضوء لوائح حقوق الأنسان ،
نحن نستطيع ان نجلس مع الأخوة الآشوريين والسريان حول مائدة مستديرة ، ونتفاهم حول شراكة اخوية تحترم كل الأطراف ، بحيث يكون للعلم الكلداني المكان المناسب المعادل للعلم الاشوري وليس أقل منه ، بهذه الأفكار المبنية على العدالة والمساواة نستطيع التفاهم وعقد شراكة اخوية متكافئة بين مكونات شعبنا وليس في إلغاء القومية الكلدانية وتشويهها بمسميات ليس لها وجود تاريخي او منطقي .
دمت صديقاً عزيزاً
ح. تومي
ــــــــــــــــــــــت
الأخ العزيز سيزار هرمز
تحية ومحبة
لقد ذكرت في تعليقك :
اعذرني غبطة ابي البطريرك لست بحاجة لمؤتمر يحدد لي تسمية او قومية او مختصين او .. فانا كلداني ولن اتنازل عن هذا الاسم القومي لانه ليس ملكي بل امانة ابائي واجدادي ومن يعده تعصبا او يدخله في باب الروحانيات اقول له ان هذا الذي تعده تعصبا هو اعتزاز و افتخار وعلاقتي الروحية و ايماني المسيحي لا اقبل اي احد ان يزاد عليه مهما كانت رتبه الدينية .
اخي سيزار إنك تنطلق من الواقع وتمتاز كتاباتك بمهنية عالية بعيداً عن التعصب ، وإن الوثائق الدامغة التي اوردتها تثبت هذا السياق الموضوعي في كتاباتك .
 اجل نحن لسنا بحاجة الى مؤتمر علمي او تاريخي يبين لنا ما هي قوميتنا ، فنحن قوميتنا نعرفها ونعتز بها ، وإن عقد مؤتمر قومي لتبيان الأسم القومي لنا او استنباط اسم جديد فليست افتراضية واقعية ، لقد سألني قبل مدة ضابط كوردي في دائرة الإقامة ما هي قوميتك ؟
فكان جوابي له بأن اسم قوميتي هي كلدانية ، فهل اقول له اخي الضابط انتظر الى ان نعقد مؤتمراً علمياً حول الأسم القومي ، إنها طروحات ، لا تستند على الواقع ، اسم قوميتي هي كلدانية ولست بحاجة الى مؤتمر ليقرر من اكون ؟
تقبل خالص المودة
ح. تومي
ـــــــ
الأخ سام البرواري
سوف اجيب على تعليقك لاحقاً تقبل تحياتي
ح. تومي

456
قلوبنا معكم غبطة البطريرك وشكراَ على التوضيح حول القومية وهذا رأينا
بقلم : د. حبيب تومي ـ القوش
habeebtomi@yahoo.no
 في توضيح مقتضب صدر حول المسالة القومية والسياسية من قبل إعلام البطريركية الكاثوليكية للشعب الكلداني والذي ورد في إحدى فقراته :
" هناك تمييز بين العمل القومي والعمل الكنسي. وإن كان هناك من يدمج المجالين فهو المسؤول عنه. لكن لا يمكن لمؤسسة كنسية بحجم الكنيسة الكلدانية و مسؤولياتها ان تزج نفسها في العمل القومي والسياسي على حساب رسالتها. هذان المجالان هما من اختصاص العلمانيين." انتهى الأقتباس ، وحسب الرابط (1 ) .
وفي اعقاب ذلك ورد توضيح آخر حول المسالة القومية اكثر تفصيلاً من قبل غبطة البطريرك لويس روفائيل ساكو الكلي الوقار وحسب الرابط رقم ( 2) والذي ورد في بعض فقراته :
(..إن دور الكنيسة في مجال القومية هو الحفاظ على التاريخ والتراث واللغة والطقوس والوجود والتواصل والتطور ، لكن ليس على حساب رسالتها الأولى المركزية اي التبشير .
ونقتبس فقرة أخرى تقول :
التسميات موضوع شائك ومتشعب ويحتاج الى دراسات علمية وافية لنتركها للمتخصصين وسيحصل هذا لا محالة .. ويمضي التوضيح الى القول ان التحديات والمخاوف كبيرة في الوقت الراهن ، تهدد وجودنا وبقاءنا ، فالمطلوب منا ان نتحد ونوحد قوانا وإمكانياتا لأن في الوحدة قوة ، وتعطينا الحرية للانطلاق ... ) نكتفي بهذا الأقتباس ، لأن التوضيح منشور حسب الرابط أعلاه . والتعليق عليه في النقطة 11 من المقال .
أقول :
ان الأمل والتفاؤل يغمرنا وقد تبوأ المطران لويس ساكو مسؤولية ومكانة البطريرك على الشعب الكلداني في العراق والعالم تحت اسم غبطة البطريرك لويس روفائيل الأول ساكو الكلي الطوبة بطريرك بابل على الكلدان في العراق والعالم ، واقترن هذا الأختيار بفرح كبير من قبل المسيحيين بشكل عام ومن قبل شعبنا الكلداني بشكل خاص ، وهو يحدوه الأمل في ان يكون لهذا التبدل الجوهري في رأس الكنيسة الكاثوليكية الكلدانية في العراق منعطف تاريخي بأن يعيد شعبنا الكلداني مكانته المجيدة في وطنه العراقي وفي اقليم كوردستان على حد سواء . وقد غمرنا شرفاً وفخراً ان يُستقبل البطريرك الكلداني بهذه الحفاوة البالغة من قبل الساسة والمسؤولين في الدولة العراقية وفي اقليم كوردستان وما رافق ذلك من زخم إعلامي مكثف ، كل ذلك كان فخراً لنا نحن الكلدان ، إذ يستقبل بطريرك بابل على الكلدان في العراق والعالم بهذه الحفاوة والتقدير والأحترام .
تجدر الإشارة الى إن الإرهاب قد طال جميع المكونات العراقية دون تمييز ، لكن كان نصيب المسيحيين والمكونات الدينية غير الإسلامية  كان ثقيلاً ومرهقاً وكانت نتائجه على هذه المكونات اكثر ايلاماً من اخوانهم المسلمين وهكذا يكون العراق مرشح بعد عقد او عقدين من السنين ( إذا سارت الأمور على هذا المنوال ) ان يغدو خالياً من المكون المسيحي والمندائي والإيزيدي بعد ان فرغ كلياً من المكون اليهودي في اواسط القرن الماضي .
وإن كان الإرهاب والتهجير القسري قد طال اتباع هذه الديانات ، وإن الحكومة تبذل جهوداً في الحفاظ على ما تبقى منهم وعلى ممتلكاتهم ومعابدهم وتحميهم من العنف المجتمعي والإرهاب فتمنح لهم بعض الحقوق القومية والسياسية ، لكن شعبنا الكلداني محروم من تلك الأمتيازات ، لقد بدأ بول بريمر بتطبيق لعبة سياسية كانت لا تخلو من اعتبارات طائفية مقيتة قسمت العراق الواحد الى طوائف دينية ومذهبية وقومية ، وما ارتكبه من حماقة بحق شعبنا الكلداني ، إذ ابعده بشكل قسري عن التمثيل بمجلس الحكم المبني على تمثيل كل الطوائف ، وكان ذلك يتنافى مع ما كان وارداً في العقود الماضية من ضمان لحقوق شعبنا الكلداني حينما تبوأ مكانته السياسية والقومية في العهد الملكي وما تلاه من حكومات متعاقبة .
 اليوم الجميع يتكلم عن الغبن الذي اصابه ، لكن في الحقيقة فإن شعبنا الكلداني هو اشد المتضررين بعد سقوط النظام في نيسان 2003 وكان ذلك ناجماً منذ البداية بسبب تصرف الحاكم المدني الأمريكي بول بريمر كما مر ذكره ، وثمة اسباب ذاتية متعلقة بضعف الشعور القومي الكلداني وبسبب الهوة المتسعة  بين الكنيسة الكلدانية وشعبها ، فالكنيسة تنأى بنفسها ، في اكثر الأوقات ، من تعضيد حقوق شعبها الكلداني في المسألة القومية والسياسية تحت فرضية ان الكنيسة مؤسسة دينية لا تتدخل في الشان السياسي والمسائل القومية على حساب رسالتها الدينية السماوية ، لكن من الأنصاف الاشارة الى بعض الأستثناءات لهذا الموقف العام وكمثل غير حصري ، حينما انعقد السينودس في عنكاوا في اواخر نيسان عام 2009 حيث قدم المطارنة الأجلاء مذكرة للقيادة الكوردية يطالبونها إدارج اسم القومية الكلدانية بشكل مستقل وواضح في مسودة الدستور الكوردستاني وذلك اسوة بما هو مدرج في دستور العراق الأتحادي ، وهذا موقف يعبر عن حالة الوقوف مع حقوق الشعب الكلداني لا يمكن إنكارها .
لقد عملت في اعالي البحار ، والقانون الدولي يقضي بأن يقوم اي ربان سفينة بإبداء المساعدة لأي باخرة مجاورة منكوبة ، إذ ينبغي على اي باخرة متواجدة في منطقة الحادث ان تقدم المساعدة الممكنة وهذا جزء من واجب الربان ، لكن قبل كل ذلك ينبغي على الربان المحافظة على سلامة سفينته وطاقمه ، اي ان الربان يحافظ على طاقمه وركاب سفينته في المقام الأول وبعد ذلك يستطيع ان يتوجه لأنقاذ  الباخرة المنكوبة ، وهنا اشبه غبطة البطريرك بأنه ربان السفينة ، والأكليروس هم طاقم السفينة  ، وابناء الشعب الكلداني هم ركاب السفينة ، والربان مسؤول عن مركبه لإصاله الى بر الأمان قبل اي مساعدة يبديها للاخرين هذا هو المنطق وناموس الحياة .
اقول :
لقد كانت إرادة المطارنة الكلدان الأجلاء المفعمة بالمحبة المسيحية ان يتبوأ غبطة البطريرك مار لويس روفائيل الأول ساكو الكلي الطوبى هذه المكانة وأن يتسلم هذه المسؤولية الجسيمة ، وهو يحمل فيضاً كبيراً من تجارب الحياة المقرونة بدراسات اكاديمية معمقة وكل هذه المزايا والخصال تؤهله ليقود البطريركية وشعبنا الكلداني والمسيحيين في العراق بشكل عام نحو خلق اوضاع اكثر ملائمة وإنسانية في هذا المجتمع وهو يعتمد على تجاربه وذكائه الكبير في قراءة الأحداث واتخاذ الموقف المناسب في الوقت المناسب وفي المكان المناسب . هنا اسجل بعض الملاحظات :
اولاً :
لقد كانت البداية في إطلاق شعار : الإصالة ، الوحدة ، التجديد ، ونحن الشعب الفقير نؤيد بشدة هذه الشعارات فنحن مع وحدة كنيسة المشرق بكل فروعها ، وليس ثمة اي سبب لنقف ضد الوحدة الكنسية ، إنه هدف مطلوب ،لكن كما يقال الشيطان يكمن في التفاصيل ، ورغم ذلك إن توفرت نوايا طيبة وثقة متبادلة على ارض الواقع  فلا يمكن ان يكون تحقيق هذه الوحدة من المستحيلات بل من الممكنات .
اما مسالة الإصالة المرافقة للتجديد او بالأحرى التجديد المقارن مع الأصالة ، فإن المعنى الذي افهمه من هذا الشعار : إننا نمضي قدماً نحو التجديد مع ما يلائم متطلبات العصر مع عدم طي صفحة الجذور ووضعها فوق الرفوف العالية ، بل نحافظ على وشيجة التواصل بين التراث والماضي من جهة والتجدد والعصرنة من جهة اخرى ، وهذه حالة نادرة ، لكن يمكن تطبيقها بكفاءة كما يحدث في اليابان مثلاً حيث تتجدد الحياة مع تكنولوجية العصر ، مع بقاء الأصول الثقافية التاريخية للأنسان الياباني ، في حين فشلت امم اخرى بتطبيق هذه المعادلة ، فانجرفت مع التيار او تقوقعت في ماضيها ولم تحرك ساكناً .
ثانياً :
يزمع سيدنا البطريرك التصدي لمشكلة كبيرة وهي ظاهرة الهجرة المستفحلة بين ابناء شعبنا المسيحي من الكلدان والسريان والاشوريين على حد سواء ، وهذه المشكلة كبيرة لها اسبابها وجذورها ودوافعها ، وهي متعلقة بالأوضاع السياسية والأقتصادية والأمنية للبلد ، ومن العسير التصدي لهذه المشكلة برمتها في خطوة واحدة ، فمن الضروري تجزئة المشكلة الى مراحل ، كأن يكون الهدف الأول ايقافها ، ومن ثم التوجه الى الخطوة الثانية وهي عودة المهاجرين ، على كل هذا طموح كبير يصب في مصلحة الوطن العراقي وفي مصلحة الوجود التاريخي لشعبنا المسيحي في هذه الديار منذ سحيق الأزمنة . ونحن نشد على يد غبطة البطريرك بهذا الهدف النبيل .
ثالثاً :
تمكن غبطة البطريرك مار لويس روفائيل الأول ساكو الكلي الوقار من لم الشمل لرؤساء كافة الكنائس المسيحية في العراق والتوجه بقوة الى المسؤولين في قيادة الدولة العراقية ودعوتهم لتوحيد الخطاب العراقي ونبذ العنف وتوحيد الصفوف لبناء عراق ديمقراطي موحد ، وهكذا تمكن من ايصال رسالة المكون المسيحي برمته الى رئيس الوزراء نوري المالكي ورئيس البرلمان اثيل النجيفي مباشرة والى كل المسؤولين العراقيين ، بأن رسالة المسيحيين بالشأن السياسي هي توحيد الكلمة ، والمضئ بالوطن العراقي نحو التقدم والأزدهار .
 نحن الكلدان نبارك هذ الخطوة الجريئة من قبل غبطته ومن قبل بقية البطاركة والمطارين والآباء الجزيلي الأحترام .
رابعاً :
 امام هذه التوجهات والخطوات الطموحة بقينا نحن ابناء الشعب الكلداني ، ننتظر من غبطة البطريرك الذي يقود سفينتنا في عباب المحيط ويتكلم باسمنا نحن الكلدان في العراق والعالم ، انتظرنا ان يصغي الى الى صوتنا لسماع همومنا ومشاكلنا ، لأنه بصراحة نحن الكلدان نستشعر تغييباً لوجودنا وتهميشاً لحقوقنا القومية والسياسية في اقليم كردستان وفي العراق الأتحادي على حد سواء . إن وقوف البطريكية الكلدانية مع شعبها ليس اثماً بل هذا من صميم واجبها ، الشعب الكلداني يقف مع كنيسته وتحت مظلة مؤسسته البطريركية ، ومطلوب من هذه المؤسسة ان تقف مع طموحات شعبها بشجاعة وبقوة ودون خوف او خجل .
نحن لا نريد ولا نقبل ان نزج كنيستنا الموقرة في مستنقع السياسة ، لأنها اسمى من ذلك ، ولكن هذا لا يعني ان تتخلى الكنيسة عن القضايا الوطنية لوطنها العراقي وعن هموم شعبها الكلداني والمسيحي بشكل عام .
خامساً :
 لقد اطلعت على توضيح الجهة الإعلامية التابعة للبطريركية الكلدانية ، والذي كان مقتضباً بشدة حيث تناول موضوع المسائل السياسية والقومية لشعبه بجملة مقتضبة بأن هذا الجانب  من اختصاص العلمانيين ، وهنا ينبثق سؤال دون إبطاء :
اليس توجه الوفد الكنسي الكبير الى الساسة العراقيين يدعونهم لتوحيد الخطاب السياسي اليست هذه الدعوة قمة التدخل بالسياسة ؟ لكننا باركنا هذه الخطوة لأنها تصب في مصلحة الوطن العراقي ، ونحن نطلب من كنيستنا ان تقف الى جانب حقوق شعبها ليس اكثر ، الكنيسة الاشورية بشقيها تقف بشدة الى جانب شعبها الآشوري في طموحاته القومية والسياسية ، وكذلك الكنيسة الأرمنية والمرجعية الشيعية وهيئة علماء المسلمين ( السنية )  ، هؤلاء جميعاً يقفون مع طموحا شعوبهم ، ونحن الكلدان بدورنا نتأمل من كنيستنا ان تأخذ بيد شعبها الكلداني لكي لا تكون ثمة اي هوة تفصل بين الكنيسة وشعبها .
سادساً :
العجيب ان بعض الأخوة الكتاب من ابناء شعبنا الكلداني ، يتناكفون في دعوة مؤسسة كنيستنا الكلدانية الى التوحد مع الكنائس الأخرى ويدعونها الى عدم الأهتمام بشؤون شعبنا السياسية والقومية على اعتبار ان ذلك يعد تدخلاً في السياسية ، لكن الغريب في امر  هؤلاء الكتاب ، إنهم لا يخطون حرفاً واحداً يناشدون فيه الكنائس الأخرى بالمثل ، كأن يدعونها للتوحد مع الكنيسة الكاثوليكية الكلدانية ، وأن يدعون تلك الكنائس بعدم التدخل بالسياسية بل العجيب انهم يباركون كل الخطوات القومية والسياسية للكنائس الأخرى وكما يقال : عجيب امور غريب قضية .
لماذا تكيلون بمكيالين يا اخوان ؟ لماذا حرصكم على الوحدة وعدم التدخل بالسياسية يتناول الطرف الكلداني فحسب بينما يلفكم الصمت المطبق إزاء الكنائس الأخرى .
حقوق شعبنا الكلداني هي حقوق مشروعة وكبقية المكونات العراقية ، فينبغي ان يكون لشعبنا الكلداني ومؤسساته الدينية والسياسية والثقافية ومنظمات المجتمع المدني ان يكون لهم حصة في الثروة العراقية ، وأن يكون لهم قناة فضائية تعبر عن ثقافتهم وتاريخهم وامجادهم . وأن يكون لنا تمثيل في البرلمانين الكوردستاني والعراقي . وأن يتبوأ ابناء شعبنا الكلداني مناصب مهمة في الدولة العراقية وفي اقليم كوردستان . اليس من حقنا التمتع بهذه الحقوق بكوننا مواطنين عراقيين من الدرجة الاولى في وطننا ؟ وتشملنا  نفس لوائح حقوق الأنسان التي تسري على كل البشر في المعمورة ؟

سابعاً :
اقترح لغبطة البطريرك مار لويس روفائيل ساكو الكلي الأحترام حضور المؤتمر الكلداني الذي يرعاه المنبر الديمقراطي الكلداني الموحد والمزمع عقده في مشيكان ( ديترويت ) من 15 ـ 19 ايار القادم وفي حالة تعذر الحضور من قبل غبطته فيجدر إرسال ممثل عن البطريركية لحضور المؤتمر للاطلاع على مشاكل وهموم شعبه الكلداني .
ثامناً :
مؤسسة كنيستنا الكاثوليكية تتوجه بخطوات نحو تحقيق الشفافية في المسائل المالية ، راجع الرابط ادناه : (2) .
وقد شكلت لجنة من اعلى المستويات في الكنيسة لكي تضع الأمور المالية بطريقها الصحيح وينبغي في هذا المجال ان تتسم هذه الناحية المهمة والحساسة بآلية المؤسساتية المركزية وان يقوم بذلك اناس من ابنا شعبنا الكلداني يمتازون بالمهنية والنزاهة . إنها نقطة مهمة ينبغي معالجتها بحرفية ومهنية ، إنها خطوة رائعة ومباركة لوضع الأسس المتينة لبناء مؤسسة كنسية مركزية مالية ملؤها النزاهة والشفافية  .
تاسعاً :
اقترح على غبطة البطريرك مار لويس روفائيل ساكو الكلي الأحترام ان يشكل وفداً (كنسياً ـ علمانياً ) يضم نخبة من الكلدان لزيارة لمسؤولين في الدولة العراقية الأتحادية وفي اقليم كوردستان ، إن تضامن الكنيسة مع شعبها والدفاع عن حقوقه امامهم يزيدها قوة ومتانه .
عاشراً :
 ان تحقيق الأهداف المشروعة لشعبنا الكلداني لا يتنافى مع عقد شراكة حقيقية اخوية مع اخواننا الآثوريين والسريان ، وإن توحيد كنائسنا ضرورة ملحة ونحن نقف بقوة مع هذه الوحدة ، خاصة وإن هنالك قواسم مشتركة مهمة بيننا منها الطقس الكنسي واللغة الواحدة . كما اننا نحن العلمانيون اهل لمثل هذه الشراكة بين منظماتنا واحزبنا السياسية ، على ان تكون هذه الشراكة مبنية على اسس من الأحترام المتبادل والندية والتكافؤ بين كل الأطراف ، فالشراكة والتعاون وحتى الوحدة لا تعني إلغاء الكلدان من الوجود ، يقول مهاتما غاندي :
لتهب الرياح في داري من كل الأتجاهات لكني لا اسمح لها ان تقعلني من جذوري ، هذه هي نظرتنا لتوحد شعبنا .

حادي عشر :
تعليقاً على ما ورد في الأيضاح الأخير حول القومية اقول :
إن توضيح الكنيسة حول مفهوم القومية يكتنفه الغموض والضبابية ، إذ لا يمكن الأخذ به من الناحية العملية ولا يمكن تطبيقه على ارض الواقع ، وهنا يتبادر الى الذهن هذا السؤال : ماذا لو طرح علينا سؤال : ما هي قوميتك ؟ او إذا حصل إحصاء وكان في استمارة الإحصاء حقل القومية ماذا نكتب ؟
الجواب معروف سلفاً :
الكلداني وأنا اولهم سوف اكتب كلداني ، والأخ يونادم كنا سوف يكتب آشوري ، والأخ وسام موميكا سوف يكتب سرياني ، إذن المسألة محلولة ومحسومة ، فلماذا نحاول تعقيد المسألة وهي محلولة امامنا ؟ كل منا يعرف اسمه ولا يوجد اي تعقيد وليست المسألة متشعبة وباعتقادي المتواضع لا تحتاج المسالة الى دراسات علمية ، الراعي الكردي في الجبل يعرف قوميته الكردية دون تقديم اي دراسات ، والفلاح العربي يعرف اسمه القومي بشكل عفوي ، وهذا ينطبق على الأرمني والكلداني والسرياني والآشوري والتركماني .. .
 سيادة غبطة البطريرك مار لويس روفائيل ساكو الكلي الوقار : إن موضوع إشكالية التسمية وتعقيداتها هي من صنع أحزاب مسيحية قومية متطرفة قومياً تريد إلغاء الأسماء التاريخية لشعبنا ووضع بدلها التسمية التي تؤمن بها تلك الأحزاب وهي معروفة ، ونحن غبطة البطريرك لا يمكن ان نخضع للأفكار الإقصائية لتلك الأحزاب المتزمتة .
الثاني عشر :
 اتفق مع غبطة البطريرك في تفسيرة لمعنى القومية ، حيث تجاوز فيه للمعنى الكلاسيكي المعلب بتحديدات قسرية ، والقومية مشتقة من القوم الذي يرتبط بروابط ثقافية وله مصالح مشتركة ، وينبغي ان تتوفر النزعة القومية لكي يصار الى تحقيق الحقوق المشروعة لذلك القوم .
كما ان الثلاثة اشهر الماضية هي فترة وجيزة وقد خطت البطريركية الكاثوليكية الكلدانية في هذه الفترة خطوات رائعة وشجاعة ، ولا بد من فسح المجال لتحقيق المزيد وكنت قد كتبت بهذا المعنى مقالاً تحت عنوان :
لنكن كرماء مع غبطة البطريرك لويس روفائيل ساكو وهو يحمل هموم بحجم الوطن وحسب الرابط (3) .
 وفي الختام اقول : محبتنا عظيمة لغبطة البطريرك مار لويس روفائيل الأول ساكو ولمؤسسة كنيسة بابل على الكلدان في العراق والعالم ، ولكل خطواته الجريئة في المجال الوطني والكنسي والوحدوي مع الأخوة في الكنائس الأخرى ، وفي مجال الهجرة وشفافية المؤسسة الكنسية المالية ، ونحن المدافعين عن المعنى القومي الكلداني  نريد ان نضع يداً بيد ، الكنيسة الكاثوليكية وشعبها لنشكل قوة ضاغطة في اقليم كورستان والدولة العراقية الأتحادية هذا هو منطق الترابط بين اجزاء قمة الهرم الكنسي وقاعدته .ونعمل جميعاً بمحبة المسيح الذي استطاع بتواضعه ومحبته ان يغرس فسائل الخير والمحبة والسلام بين البشر في اصقاع هذا الكون الفسيح .

1   ـ http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,656247.msg5974641.html#msg5974641
2   ـ
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,656728.msg5977666.html
3 ـ http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,641283.msg5912813.html#msg5912813
د. حبيب تومي ـ القوش في 21 ـ 04 ـ 2013
ــــــــــــــــــ

457
الأخ ابو سنحاريب المحترم
تحية ومحبة
اعترف بأني قرات في ردك كلمات طيبة معبرة ومتوازنة ، وهذه خطوة جيدة نحو إذابة تراكمات الماضي التي اوجدها مفكروا الأحزاب القومية المتعصبة ، ان كلامك الجميل يعتبر خطوة واحدة في طريق الألف ميل ، ولكن هل الأخوة الآخرون يتفقون مع كلماتك ، هل الأخوة في الأحزاب الآشورية يباركون انعقاد مؤتمر كلداني ؟
 بنظري ان اول المباركين ينبغي ان يكونوا من السريان والآشوريين ، باعتبار اننا شعب مسيحي واحد ، لكن مع الأسف ان مرآة الأمور على ارض الواقع تعكس غير ذلك ، وعموماً اتمنى ان تكون كلماتك الجميلة فاتحة خير لخلق وأيجاد علاقات اخوية بين مكونات شعبنا من الكلدان والسريان والآشوريين .
 شكراً لكلماتك المعبرة الجميلة
د. حبيب تومي

458
شكراً لك ايها الأخ الكريم شه مال عادل سليم لدعوتك ومبادرتك الأنسانية بضرورة الألتفات والأهتمام بالحالة الصحية للانسان المناضل قيس قرداغي الذي كرس حياته من اجل كوردستان ومن اجل الوطن العراقي ومن اجل الأسانية ، بوركت جهودك ، ومن خلال هذا المنبر نقدم للاخ قيس باقة ورد معطرة بالمحبة والصداقة متمنين له الشفاء العاجل والعودة ومزاولة حياته بين افراد اسرته الكريمة وبين اصدقائه وأبناء شعبه .
تحية لك ايها الصديق شه مال عادل سليم
د. حبب تومي ـ اربيل ـ عنكاوا

459
المنبر الديمقراطي الكلداني الموحد مهندس المؤتمر القومي الكلداني القادم
بقلم : د. حبيب تومي ـ القوش
habeebtomi@yahoo.no
نتطلع جميعاً الى انعقاد المؤتمر الكلداني في مشيكان وهو بمباردة من المنبر الديمقراطي الكلداني الموحد وهو مهندسه ، والذي عكف منذ البداية على تشكيل لجنة من جميع القوى الكلدانية ومن المستقلين الكلدان للتهيئة بصورة مستوفية لأنعقاد المؤتمر ، ونحن الكلدان نؤمن بأننا جزء من الشعب العراقي وجزء مهم من المكون المسيحي ، وليس لنا نحن الكلدان اي تحفظ  للتعامل والتعاون مع اي شريحة من ابناء شعبنا ، لكن الى جانب ذلك نؤمن ، اولاً ، بأنه من المهم بناء البيت الكلداني على اسس متينة راسخة ، ونحن بعد ذلك نمد يدنا بأخوة ومحبة للتعامل مع الجميع بمفهومية التعامل الندي الذي يعتمد على مبدأ احترام كل الأطراف دون تمييز .
نحن الكلدان إن كنا مواطنين من الدرجة الأولى في العراق وفي اقليم كوردستان وإن كنا شركاء في هذا الوطن ، وإن كان يتحتم علينا إداء واجبات الوطن ، فمقابل ذلك وبمبدأ العدالة والمساواة ينبغي ان يجري التعامل معنا على مبدأ الشراكة في الوطن ويترتب ان يكون لنا حقوق اي نكون شركاء في المكسب بكوننا شركاء في الخسارة . وكما هو معلوم في الوطن العراقي فإن الجميع يتشكى من الأهمال والتهميش ، وبعضهم قد احرز تقدماً في مجال الحصول على الحقوق القومية  والسياسية ، لكنه يتشكى ويريد المزيد من الحقوق .
 لكن في الحقيقة فإن شعبنا الكلداني هو الشعب الأصيل الوحيد الذي همشت حقوقه القومية والسياسية ، بشكل مجحف في وطنه منذ سقوط الحكم في نيسان عام 2003 م . وإذا كان لا بد من المقارنة فإن الواقع يقول :
 ان الكلدان كانوا افضل حالاً في العقود التي سبقت سقوط النظام في عام 2003 ، فالكلدان يمثلون القوم الوحيد الذي تراجع وضعه ، حتى بالمقارنة مع بقية المكونات الدينية فالسريان والآشوريين والأرمن والمندائيون والأيزيدية افضل حالاً من الكلدان من الناحية القومية والسياسية ، ولا يصار الى إهمال حقوقهم بل ثمة محاولات ظالمة متعمدة لإلغاء وإقصاء تاريخهم وثقافتهم وقوميتهم الكلدانية .
امام هذه الحقيقة ترتب على النخب الكلدانية من المهتمين بحقوق الأنسان وبحقوق شعبهم الكلداني في داخل العراق وخارجه الى التفكير ملياً بضرورة النهوض بحقوق هذا الشعب  . ولا ريب ان نسبة كبيرة من ابناء شعبنا الكلداني كان مصيرهم مغاردة الوطن الى بلاد المهجر وكانت نسبة عالية منهم قد اختار طريق الهجرة والأستقرار في مختلف الدول الأوروبية وأستراليا وأميركا، وتحتل الجالية الكلدانية في اميركا المركز الأول من ناحية العدد بين كل جالياتنا الكلدانية في العالم ، وتقدم ابناء شعبنا الكلداني في معارج العلم والوظائف والتجارة وتبوأوا مراكز مرموقة ، فقد اصبحت كلمة (Chaldean) من المصطلحات المعروفة والتي يحسب لها الساسة في هذه الدولة اهمية كبيرة ، وثمة شخصيات كلدانية لها علاقات جيدة مع شخصيات مهمة في دائرة صنع القرار في واشنطون .
اميركا بلاد المهاجرين والأندماج في المجتمع الأمريكي بالنسبة للمهاجر الجديد ليس مشكلة عويصة ، وهكذا دأب الكلدان في هذه البلاد ،لا سيما في مشيكان ، بالعمل والدراسة والمثابرة بغية الأندماج والأنسجام مع المجتمع الأمريكي ، ولكن الى جانب ذلك كانت عوامل الأرتباط  بالوطن تفرض وجودها وكان في مقدمة هذه الوشائج هو الأسم القومي الكلداني والأحتفاظ بلغة الاباء ( الكلدانية ) إن كان في البيت او عبر الطقوس الكنسية او في الأحتفالات والأجتماعات ، إضافة الى تشكيل نوادي وجمعيات اجتماعية وثقافية ورياضية تحمل الأسم الكلداني .
وهنا ينبغي ان نعترف الى ان الكلدان في اميركا وأوروبا لم يبادروا الى تشكيل احزاب سياسية ذات طابع قومي كلداني ، إنما كانوا ينقسمون في انتمائهم السياسي بين الحزب الشيوعي وحزب البعث ، وبعد انهيار جدار برلين وتفكك الأتحاد السوفياتي كان شعورهم بالفراغ السياسي ، وأنخرط قسم منهم في الحركة الديمقراطية الآشورية لا سيما الألاقشة منهم . غير ان سقوط النظام عام 2003 قد حفز بعضهم على تشكيل منظمات وأحزاب كلدانية ذات طابع قومي ، وكان تأسيس المنبر الديمقراطي الكلداني عام 2004 من قبل نخبة من ابناء شعبنا الكلداني منهم الدكتور نوري منصور وقيس ساكو وفوزي دلي وعادل بقال وشوقي قونجا وغيرهم ، وبعد فترة ولأسباب تنظيمية اضطر التنظيم المذكور الى تغيير اسمه الى المنبر الديمقراطي الكلداني الموحد . والتنظيم المذكور الى جانب الحزب الديمقراطي الكلداني والحزب الوطني الكلداني شكلوا في عام 2012 الهيئة العليا للتنظيمات السياسية الكلدانية ، وفي النية توسيع هذه الهيئة مستقبلاً .
إن المنبر الديمقراطي الكلداني الموحد قد بادر للاعلان عن عقد مؤتمر قومي كلداني في ديترويت بتاريخ 15 ـ 05 ـ 2013 ولمدة اربعة ايام ، الجدير بالذكر ان هذا المؤتمر يأتي في اعقاب مؤتمر قومي كلداني سابق عقد سنة 2010 في ساندييكو تحت اسم مؤتمر النهضة الكلدانية ، وقبل ذلك في عام 2009 عقد المجلس القومي الكلداني مؤتمراً كلدانياً ، وكان ذلك قبل ان يتخذ المجلس المذكور قراره بالألتحاق بالمجلس الشعبي وتبني تسميته القطارية بدلاً من التسمية القومية الكلدانية .
من كل ذلك يتبين نمو المشاعر القومية الكلدانية بشكل ملحوظ ، واتذكر في بداية كتاباتي عن المسالة القومية كنت مع عدد قليل جداً نكتب في الشأن القومي الكلداني ، لكن نلاحظ اليوم زخم كبير ، لا سيما من خارج الوطن ، لنهوض قومي كلداني ، ومن باب الصراحة ، فإن العمل القومي الكلداني متعثر داخل الوطن رغم وجود الحزب الديموقراطي الكلداني في الساحة ، وكذلك ينزل الى الساحة التجمع الوطني الكلداني ، لكن الكلدان بحاجة الى ترسيخ تواجدهم السياسي والقومي بشكل اعمق لكي يكون لهم موطئ قدم في وطنهم الى جانب الأحزاب الأخرى لا سيما احزاب شعبنا منها الآشورية والسريانية ، وإن كان ثمة تصميم وإرادة وصفاء القلوب ونبذ الأنانية بيننا نحن الكلدان نستطيع ان يكون لنا كلمة مسموعة بين الموجودين على الساحة العراقية ، فلدينا نحن الكلدان كثافة سكانية مسيحية نسبياً وما نحتاجه هو امكانيات متواضعة للعمل بين ابناء شعبنا لبناء بيتنا الكلداني وبعد ذلك التوجه للاخوة في الأحزاب الأخرى الآشورية والسريانية لخلق صيغة مشاركة اخوية شفافة مبنية على التكافؤ بين هذه الأحزاب .
قريباً سوف نتوجه الى اميركا لحضور المؤتمر الذي جرى تحضير مكثف لعقده ونأمل ان نتوصل الى اتخاذ قرارات عملية لتفعيل العمل داخل الوطن ، ولتميتن اواصر التعاون بين تنظيماتنا القومية الكلدانية .
الى اللقاء في ديترويت
د. حبيب تومي ـ القوش في 11 ـ 05 ـ 2013


460
تحية لك ايها الأخ محمود الوندي المحترم
لقد فوجئت بمرض الأخ الصديق قيس قره داغي ، وهو الأنسان الطيب ، ان قلبه النقي ملئ بمحبة الناس ، وهو المدافع عن خير الوطن العراقي وكوردستان الجميلة ، باقة ورد معطرة بأريج المحبة والصداقة ابعثها للاخ قيس ، متمنياً له الشفاء العاجل والعودة الى ساحة العمل والكتابة من اجل كوردستان والعراق والأنسانية .
تحياتي
د. حبيب تومي ـ اربيل في 08 ـ04 ° 2013

461
العزيز ثائر هرمز قاشا المحترم
شكراً على التحية والسلام الحار ، وفي الحقيقة ان الأخوة الآشوريين في سهل نينوى يملكون خمس قرى وهي داشقتان وشرفية وبيروزافا وعين بقري وكيرانجو ، وبقية المدن والقرى المسيحية في سهل نينوى هي إما كلدانية او سريانية ، وخلال التاريخ الحديث استفاد الأخوة الآثوريون  من بريطانيا لتوطينهم في العراق ، وتكررت استفادتهم اكثر  بعد الأحتلال الأمريكي في نيسان 2003، وقد رشحهم بول بريمر ليكونوا ممثلين للمكون المسيحي بدلاً من الكلدان ، لكن مع الأسف لم تتسم احزابهم بمبادئ العدالة المساواة ، إنما عاملوا الكلدان والسريان بنفس مفاهيم حزب البعث التي تلغي كل المكونات وتبقي العنصر العربي ، كعنصر متفوق ، وهكذا وقع الأخوان الآشوريين بنفس المطب الأديولوجي ، وانا اعتبر ذلك خطأ جسيم وسيثبت المستقبل ذلك .
شكراً على مرورك اخي الطيب ثائر قاشا .

الأخ غالي غزالة اجل انا معك ثمة بعض الأخوان يصدرون حكمهم على المقال من قراءة اسم كاتبه فيكون رأيه وكأن المقال لا يجد فيه فقرة او فكرة واحدة ايجابية ، وطبعاً هذا لا يعتبرالطريق الصحيح لخلق اجواء للحوار والنقاش البناء ، وفي الحقيقة هذه هي طبيعة الفكر الأديولوجي الأقصائي الذي يقول :
نحن على حق ومخالفينا على خطأ ولا مكان للفكر المخالف .
تقبل تحياتي أخي غالي غزالة .
ـــــــــــــــــــــــــــ
الأخ العزيز شمعون ـ تحية ومحبة
اتفق على طرحك الواقعي ، وفي الحقيقة ليس لنا نحن الكلدان مكان للتفرقة خاصة بالنسبة للاخوة الآشوريين ، وقد وقفنا الى جانبهم وقت  محنتهم الأنسانية لكن الأحزاب القومية المنبثقة عندهم تميزت بالفكر الأديويولجي الأقصائي لا سيما مع اخوانهم المظلومين من الكلدان والسريان ، وكان ينبغي على هذه الأحزاب ( الآشورية ) ان لا تسترشد بالفكر القومي الأقصائي فقد مضى زمن هذه الأفكار المقيتة ، لكن هذه الأحزاب لا زالت تمارس نفس اللعبة المستهجنة .
تقبل تحياتي
ــــــــــــــــــــ
الأخ عصام المالح المحترم
لقد شخصت جانب من المشكلة بأننا تخلينا عن بيوتنا وأرضينا بسهولة ، اجل فضلنا الهجرة ، وفي الحقيقة كل من غادر وطنه له اسبابه الخاصة، ومسألة القيام بنضال مسلح اعتقد ان ذلك بعيد عن الموضوعية والواقعية ، فاليوم في بلدنا حكومة وبرلمان منتخب ويمكن ان نحصل على بعض الحقوق او كثير من الحقوق بالنضال السلمي :
اولاً بتوحيد الكلمة
ثانياً بالقيام بمظاهرات او اعتصامات
 ثالثاً ياخي العزيز عصام المالح كيف نوحد كلمتنا ونحن نحاول اقصاء جزء مهم من شعبنا وهو الشعب الكلداني والشعب السرياني ، إلا يجدر بنا ان نصفي الأجواء بيننا قبل الأتفاق على اي مشروع مشترك ؟
 بالنسبة الى القائد اغا بطرس الكلداني ، لقد كانت ثورته غايتها العودة الى الأراضي في جبال حكاري ، وأورميا ، ولم تكن غايتهم الأستقرار في العراق ، فكان توجههم نحو  المرتفعات والقمم الجبلية  المحصورة بين جبال العراق وتركيا وأيران ، لكن حملته العسكرية فشلت بسبب الخلافات العقادية المعروفة .وتطرقت الى الموضوع في كثير من كتاباتي
أعتذر للاخوة الباقين وسوف ارد على مداخلاتهم بأقرب فرصة ولهم جميعاً تحياتي وتقديري
ح. تومي

462
الصديق العزيز نبيل دمان
كلماتك مؤثرة حقاً هذه هي سنة الحياة البداية لتعقبها سيرورة الحياة ثم النهاية الحتمية ، وهكذا سوف تستمر الحياة . في القوش كان الأخ جمال والأخوة الآخرين وحضرنا مراسيم التعزية ، ومن القوش خابرتك كما خابرت الأخ فريد دمان لكني لم افلح في التحدث اليكما .
اقدم لكم جميعاً لكل آل دمان وآل اودو ، اقدم لكم صادق المواساة والتعازي القلبية ، ونتضرع الى الرب يسوع المسيح ان يسكنها فسيح ملكوته السماوي وأن يلهمكم جميعاً نعمة الصبر والسلوان
حبيب تومي والعائلة من القوش

463
دولة كوردستان قادمة لا محالة .. كيف ولماذا ؟
بقلم : د. حبيب تومي
habeebtomi@yahoo.no
دولة العراق تأسست عام 1921 من الولايات الثلاث بغداد والبصرة والموصل التابعة للدولة العثمانية ، وكان هنالك جدل كبير حول عائدية ولاية الموصل التي تميزت بزخرفتها المجتمعية الأثنية والدينية والعرقية ، وكانت قبل ذلك معاهدة سيفر (1) التي أُبرمت في 10 آب عام 1920 والتي عالجت وضع الأقليات التي كانت ضمن الدولة العثمانية ومنهم الأكراد ، إذ أشارت تلك المعاهدة على استقلال كوردستان حسب البنود  62 و 63 و64 من الفقرة الثالثة والسماح لولاية الموصل بالانضمام إلى كردستان استنادا إلى البند 62 ونصه "إذا حدث، خلال سنة من تصديق هذه الاتفاقية أن تقدم الكرد القاطنون في المنطقة التي حددتها المادة (62) إلى عصبة الأمم قائلين أن غالبية سكان هذه المنطقة ينشدون الاستقلال عن تركيا، وفي حالة اعتراف عصبة الأمم أن هؤلاء السكان أكفاء للعيش في حياة مستقلة وتوصيتها بمنح هذا الاستقلال، فإن تركيا تتعهد بقبول هذه التوصية وتتخلى عن كل حق في هذه المنطقة.
وستكون الإجراءات التفصيلية لتخلي تركيا عن هذه الحقوق موضوعا لإتفاقية منفصلة تعقد بين كبار الحلفاء وبين تركيا".كما نصت المادة 62 على منح الحقوق القومية للكلدانيين والآشوريين بسبب وجود وفد كلداني مستقل يطالب بالحقوق القومية للكلدانيين الى جانب أكثر من وفد آشوري يطالب بحقوق الاشوريين ( وهمسة بآذان من يجعل المطالبة بحقوق الشعب الكلداني بأنه عمل انقسامي ، فهل كان آباؤنا سنة 1920 انقساميين ايضاً ، ولماذا حلال على الوفد الآشوري ان يسعى للحصول على حقوقه فيما هذا محرم على الكلداني ان يسعى لتحقيق حقوقه المشروعة ؟ إنها همسة خافتة ليس إلا ) .
من هنا كان تأسيس الدولة العراقية منذ البداية يحمل سمات التعددية ، بل ، ربما بذور التشظي والأنقسام ، لكن بالرغم من ذلك ، تولدت ونمت بمرور السنين ، مشاعر وطنية عراقية فياضة مخلصة للدولة العراقية الجديدة ، وقد عمل الملك فيصل الأول من اجل لملمة المكونات العراقية لبناء دولة عراقية ديمقراطية تعددية حديثة على نمط نظام الحكم البرلماني البريطاني .
بعد انتشار الفكر القومي الهتلري المتعصب في اواخر العشرينات وبداية الثلاثينات من القرن الماضي كان له صداه المقبول في العراق بجهة مقاومة الأستعمار البريطاني ، ومع رواج تلك الأفكار القومية الإقصائية في المجتمع بدأت مظاهر الظلم والأضطهاد والعنف بحق الأقليات القومية والدينية ، فقد شنت حملات ضد الأكراد في اواخر العشرينات واوائل الثلاثينات كما شنت حملة تصفية بحق المسيحيين من الأثوريين اللاجئين الى العراق وذلك عام 1933 وفي اوائل الأربعينات وقعت اعمال عنف دموية وتخريبية ضد المكون اليهودي والذي عرف بالفرهود .
 في سنة 1945 شنت حملة عسكرية ضد الأكراد لا سيما البارزانيين منهم حيث نزح الالاف منهم الى ايران ليستقروا ويساهموا في تأسيس جمهورية كوردستان في مهاباد .. وفي سنة 1948 كانت هجرة اليهود من العراق ، وفي مطاوي الستينات من القرن الماضي وما بعدها اشتدت هجرة المسيحيين من العراق الى دول الشتات وهي مستمرة الى اليوم ، واليوم ونحن نولج العشرية الثانية من القرن الـ21 تلوح في الأفق رياح تقسيم العراق ، فأقليم كوردستان يتمتع بسقف كبير من الأستقلالية ، ويمكن ان نطلق عليه انه دولة مستقلة غير معلنة ، وبمتابعة مجريات الأمور نلاحظ ضغط كبير على المكونات التي تختلف عن الأكثرية فالأكراد يمثلون القومية الثانية في العراق وهم شركاء في هذا الوطن مع ذلك كانوا يعاملون بمنزلة المواطن من الدرجة الثانية وكانت الوتيرة السائدة على مدى عقود القرن الماضي هي قمع اي انطلاقة تحررية كوردية .
 اما المكونات الأخرى كاليهود والصابئة المندائيين والمسيحيين من الكلدان والسريان والآشوريين والأيزيدية فقد لاح لهم طريق الخلاص في الهجرة وترك الوطن لأخوانهم من المسلمين قبل عام 2003 لأخوانهم السنة وبعد سقوط النظام في 2003 لاخوانهم الشيعة ، هكذا في نهاية المطاف وكنتيجة للفكر الأقصائي الأنتقامي سيكون نصيب العراق التقسيم للسنة والشيعة الى جانب اقليم كوردستان .والسبب هو سياسة الأنتقام والثأر التي مر بها العراق ، فحينما كان الحكم بيد السنة كان الأقصاء بحق الشيعة والأكراد واليوم اصبحت السلطة بيد الشيعة يعملون على الأستئثار بالسلطة ويسعون الى إخضاع الأخرين بوتيرة مركزية مشددة بمنأى عن النفس الديمقراطي والشراكة الحقيقية في إدارة البلاد .
 لقد كانت تجربة فذة تلك التي اعلنها الرئيس مسعود البارزاني بعد سقوط النظام ودعى جميع الأفراد (الجتا ) ( الأكراد ) السابقين الذين دعموا الحكومات العراقية المتعاقبة ورفعوا السلاح بوجه الثورة الكوردية ، دعاهم جميعاً الى نسيان الماضي وفتح صفحة جديدة مبنية على توحيد الكلمة وخدمة كوردستان ، ونجم عن  تلك السياسة المتسمة بالتسامح والحكمة ان تميز اقليم كوردستان بمساحة كبيرة من البناء والتعمير والتعايش بين كل مكوناته وكان يعمه الأمان والأسقرار . وفي مقابل ذلك عمت الفوضى المدن العراقية الأخرى فغابت نعمة الأمان والأستقرار وتلكأت الخدمات العامة والبنية التحتية وانتشر الفساد المالي والإداري وتعثرت العملية السياسية والى اليوم ، والملاحظ ان توتر العلاقة بين اقليم كوردستان والمركز هو نتيجة السياسة غير الحكيمة  للحكومة العراقية التي تعيش وسط ازمات مستمرة لا اول  لها ولا آخر ويستمر الوضع الأمني المتدهور .
قبل سقوط النظام كان قطبي المعارضة يتكون من الأكراد ومن الشيعة ، وبعد سقوط النظام كان ثمة توافق وتجانس بينهما على امل تحقيق دولة ديمقراطية تعددية ، ومن جانبهم الأكراد الذين كان لهم سقف كبير من الأستقلالية منذ عام 1991 فإنهم دخلوا في شراكة وطنية لتحقيق دولة عراقية اتحادية ( فيدرالية ) ديمقراطية تنصف جميع المكونات العراقية دون تفرقة او تمييز . لكن بصعود الأحزاب الدينية على مقاليد الحكم ، لم تستطع الطبقة الحاكمة ان تهضم معنى الديمقراطية والشراكة في الوطن فقد طرأ ضعف على مشروع الدولة المدنية العلمانية الديمقراطية مقابل نهوض تيار الإسلام السياسي نتيجة فوزه في الأنتخابات ، وهكذا نبت الفكر الأديولوجي مجدداً لكن هذه المرة تحت يافطة الدين فكان احياء الثقافة القديمة وإقصاء الآخر والأنتقام منه لجعله تابعاً ، فكان الأنتقام من السنة ، وتهميش الشعب الكلداني من العملية السياسية ، ثم مؤخراً كان الألتفاف على الأكراد لأخضاعهم وتوجيه تهمة الأنفصال ضدهم .
إن العلاقة بين العرب والأكراد ينبغي ان تكون علاقة شراكة في الوطن ، وتفسير الشراكة ان تكون هنالك الشفافية والمهنية في العلاقات ، وحينما نقول الدولة العراقية الأتحادية ، بمعنى ان هذه الدولة تتكون من اتحاد الشركاء المساهمون ، والمكونات العراقية الصغيرة والكبيرة يشكلون الجمعية العمومية للشركة الوطنية في الدولة العراقية ، وعلى الجميع احترام بنود وقوانين الوطن لكي نخرج من الغابة ونعيش في نعيم الدولة المستقرة . وبهذا الصدد يتطرق الرئيس مسعود البارزاني في كلمته التي القاها بالمؤتمر الدولي الأول حول جرائم الأبادة البشرية في اربيل يقول (2) :
 «الذي يحصل الآن ليست شراكة، وإذا كانت تبعية، فإننا لن نقبل التبعية والوصاية من أحد. لذا، نحن شعب كردستان نريد جوابا عن هذا السؤال، إذا كان الجواب بنعم، فإننا لن نقبل عهودا من غير عمل، بل نريد عملا لأننا تعبنا ومللنا سماع وعود دون عمل. وإلا؛ فكل يدرك الطريق الذي سيسلكه».
الجدير بالذكر ان المتابع للأعلام ولتطور الأحداث والعلاقة بين اربيل وبغداد يلاحظ الموقف الواضح للقيادة الكوردية الرامي الى تحسين العلاقات ووضع الحلول الناجعة لكل المشكلات بالحوار والنقاش للوصول الى نقطة الوسط الذهبية ، وإن توتر العلاقات واستفحال الأزمات تؤدي الى عرقلة تطور العراق وبنائه ، وفي نفس السياق من اجل تلطيف الأجواء وخلق ارضية ملائمة للحوار الوطني نقرأ تصريح الأستاذ نيجيرفان البارزاني بهذا الصدد يقول(3) :
 ان لدى الكرد رغبة جدية في التفاوض مع بغداد لحل المشاكل العالقة وانهاء الازمة “الحقيقية” التي تعاني منها البلاد بسبب عدم الالتزام بالشراكة والتوافق والفيدرالية، وفيما حذر من ان العقلية الفردية والتهميش ستعيد “الخراب الى العراقيين” .ويضيف :
بأنه إجحاف بحق الكرد في الميزانية العامة للبلاد والتي أقرّت مؤخراً”، مبيناً ان “ميزانية العراق هي تعبير عن تقسيم الثروة وفقا لمبادئ الشراكة”. ونبّه الى ان “ميزانية البيشمركة وتعويضات المادة 140 وحقوق الشركات النفطية، جميعها امور عالقة لم تنفذها بغداد ..
 وتمشياً مع نفس السياق يضيف الأستاذ فاضل الميراني ، وهو سكرتير الحزب الديمقراطي الكوردستاني الى فضائية السومرية (4) قوله :
- ليست هناك طرق مسدودة مازلنا نعيش كعراقيين سوية بأختلاف أنتماءاتنا القومية والدينية والسياسية، العراق هو السقف الشامل للجميع نختلف ونلتقي، والاختلاف لا يعني عدم الألتقاء من جهة ومن جهة آخرى أتمنى كحزبي وكفرد عراقي أيضاً أن نحتكم ونمتلك هذا الكم من تبني الديمقراطية وأستيعابها وممارستها ..
إن القيادة الكوردية مع نخبة من المثقفين والسياسيين يجدون الصواب في التعايش في الخيمة العراقية والعمل بآلية الشراكة الوطنية مع سيادة دولة القانون في الدولة العراقية الأتحادية ، ويأتي هذا التأكيد  رغم استراتيجيتهم الفكرية بهدف تأسيس دولة كوردية في نهاية المطاف ، فإنهم يرون ان الظروف الحالية غير ملائمة لإعلان مثل هذه الدولة وينبغي التريث فالمسالة لا تقبل الخطأ والفشل لجسامتها وخطورتها .
لكن مقابل ذلك نلاحظ ان طبقة الشباب الذين يشكلون نصف السكان في اقليم كوردستان الذي تقدر نفوسه بحوالي خمسة ملايين ونصف المليون ، نجد ان هؤلاء الشباب ليس لهم اي إلمام باللغة العربية وربما لأنتفاء الحاجة الى هذه اللغة بين هؤلاء الشباب، ويمكن القول ان هؤلاء هم اولاد كوردستان اكثر من قولنا انهم اولاد العراق ، وينجلي ذلك واضحاً في العواطف والمشاعر القومية وشدة الأنتماء الكوردستاني وهو طاغ على مشاعر اوساط  واسعة من الشباب ولو حدث استفتاء باستقلال كوردستان فإن معظم هؤلاء الشباب إن لم يكن جميعهم هم مع الأستقلال الفوري لكوردستان ، لأنه كما ورد في إحدى الصحف البريطانية إن هؤلاء الشباب ليسوا احرار فحسب بل اثرياء ايضاً .
وإذا اخذنا العامل الذي يشير الى علاقة الكورد بالدولة العراقية فإننا نلاحط نهج غريب لا يعمل على توطيد العلاقة بين المكونات العراقية ، فرجل الدولة الحقيقي لا يمكن ان يحمل قاموسه عقلية الثأر والغلبة ، ومهما كانت شهيته السياسية للاحتفاظ بالحكم، فيترتب عليه ان يضع مصلحة وطنه في استراتيجيته السياسية قبل كل شئ ، سواء كان تعامله مع الأكراد او مع السنة او مع الكلدان اومع اي مكون آخر .
ثمة مشاكل عالقة بين بغداد واربيل وهي مركزة في ثلاثة محاور :
ــ أهمها مسالة الأرض التي تطرق الدستور الى حلها حسب المادة 140 والتي تقضي بإجراء استفتاء شعبي عام  في مدينة كركوك وفي المناطق المتنازع عليها لكي يقرر السكان عائدية مناطقهم بين اقليم كوردستان والمركز لكن جرى تلكؤ في تطبيق المادة اعلاه لأسباب سياسية فأبقى المشكلة قائمة .
ــ بعد ذلك هنالك استثمار الثروة النفطية والخلافات حول قيام اقليم كوردستان بتوقيع عقود نفطية مع شركات عالمية ، وتصدير كميات كبيرة من نفط كوردستان الى الخارج عبر تركيا ، إن وضع الحلول الناجعة لهذه المعضلات ليس مستحيلاً ان توفرت النيات الصافية ، وإن تغلبت مصلحة الوطن العراقي ، لكن مع الأسف فإن حكومتنا الموقرة غارقة في ازمات سياسية مع مختلف المكونات ولا تلوح في الأفق علامات انتهاء تلك الأزمات .
ــ ومحور الأختلاف الثالث هو قوات البيشمركة ، إذ تنص الفقرة الخامسة من المادة 121 من الدستور العراقي الذي ينص على أن قوات البيشمركة الكردية هي قوات خاصة بحماية إقليم كردستان، وتسمى بقيادة قوات حرس الإقليم، وستكون جزءا من المنظومة الدفاعية في العراق ، اي ان هذه القوات هي جزء من القوات العراقية ، فاقليم كوردستان هو جزء من العراق وبالتالي فإن سلامة اراضيه هي جزء من سلامة الأراضي العراقية ، وبؤرة الخلاف تتركز في ان الحكومة العراقية لا تصرف ميزانية لقوات البيشمركة التي هي جزء من القوات العراقية فلو كانت قوات البيشمركة غائبة لا شك ان الجيش العراقي كان يقوم بالواجب التي تقوم به قوات البيشمركة ، ومن المنطقي ان تصرف الدولة على القوات التي تقوم بهذا الواجب إن كانت من الجيش العراقي او قوات البيشمركة .
أقول : إن المكونات الدينية من يهود ومسيحيين وصابئة قد تركوا مناطقهم في مدن الوسط والجنوب بسبب الأضطهاد والظلم الحكومي والمجتمعي ، وهكذا ترك هؤلاء وطنهم العراقي من غير رجعة ولا يوجد من يترك وطنه دون سبب وجيه ، وإن الأسباب التي كانت وراء هجرة هذه المكونات للوطن العراقي هي نفسها سوف تجبر الاكراد على الأستقلال في مناطقهم ، إنها ضغوطات وأسباب لقيام الأكراد بإعلان دولتهم الكوردية المستقلة ، وربما سيكون ذلك حافزاً للسنة ان يعلنون اقليمهم وربما دولتهم . والسبب يعود الى السياسة الخاطئة التي يسلكها الحكام واستخفافهم بالمكونات الصغيرة او المختلفة عنهم دينياً او قومياً وتكون النهاية اللجوء والسعي الى تقرير المصير . وأملنا ان يصار الى بحث كل المشاكل بروح اخوية ديمقراطية لكي لا يضطر الأكراد الى اتخاذ قرارهم الحاسم ، وأن يصار الى التعامل مع شعبنا الكلداني وبقية المكونات الدينية والأثنية بمنطق المواطنة العراقية ، وأن يبقى العراق الواحد ديمقراطياً بنسيجه المجتمعي الجميل .
د. حبيب تومي ـ القوش في 23 ـ 03 ـ 2013
ـــــــــــــــــــــــ

الموسوعة الحرة ـ ويكيبيديا حسب الرابط : (1)http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%B9%D8%A7%D9%87%D8%AF%D8%A9_%D8%B3%D9%8A%D9%81%D8%B1
(2) ـ جريدة الشرق الأوسط اللندنية بتاريخ 19 ـ 03 ـ 13
(3) ـ المستقلة نيوز حسب الرابط ادناه :
http://almustaqbalnews.net/index.php?option=com_k2&view=item&id
(4) ـ http://www.doxata.com/meqabelat/8980.html

464
الأخوة الأفاضل المعلقين على هذا المقال
تحية ومحبة
في الحقيقة اريد الأشتراك بالمزيد من المناقشات ، لكن الأخوة في ادارة موقع عنكاوا يثبطون العزائم ، فأنا شخصياً الاحظ حينما نكتب نحن الكلدان مقال يخص شعبنا المسيحي ونتطرق الى المسألة القومية فإن مقالاتنا ومقالاتي بالذات توضع تحت المجهر لكي يصار الى نشرها ، وكثير من مقالاتي بهذا الخصوص وضعت في سلة المهملات ومنع عنها الهواء الطلق في الصفحة الرئيسية ، وقد هجر كتابنا الكلدان موقع عنكاوا لأننا نشعر بتقليص مساحة الحرية الممنوحة للكتاب الكلدان وانا احدهم ، بينما الموقع يعطي مساحة اوسع من الحرية للكتاب الآشوريين وعلى سبيل المثال االكاتب ابرم شبيرا وغيره من الكتاب الآشوريين ، ونحن لسنا ضد منح هذه المساحة من الحرية لهم ، لكن ينبغي ان تمنح لنا نفس المساحة ، ولهذا كان بودي التعليق على المداخلات لكن في اجواء حجب الحرية هذه لا استطيع التعبير عن رأيي ، ولهذا اقدم لكم جميعاً شكري وتقديري ، وتقديري للاخوة في موقع عنكاوا ، وأتمنى ان يعيدوا النظر في تعاملهم معنا  نحن الكتاب الكلدان ، لأننا نشعر بوجود تفرقة واضحة على هذا الموقع الذي ينبغي ان لا تكون فيه هذه التفرقة ، وعسى ان اكون مخطئاً في تصوري .
 تحياتي للجميع
د. حبيب تومي ــ القوش

465
ثـلاث قـراءات لوحـدة شـعبنا المسـيحي مـن الكلـدان والسـريان والآشـوريين  
بقلم :   د. حبيب تومي ـ القوش
habeebtomi@yahoo.no
الدارج والظاهر للعيان ان اي مسؤول سياسي او رجل ديني او اي شخص مهتم بمصير شعبنا المسيحي من الكلدان والسريان والاشوريين والأرمن ، إنه يبدأ حديثه انطلاقاً من ضرورة الوحدة بين ابناء هذا الشعب المظلوم ولا يوجد من لا يؤمن بضرورة الوحدة ، لكن حينما نأتي الى التفاصيل نلاحظ ان لكل فريق قراءته ورؤيته لتلك الوحدة التي تترنح لحد اللحظة في إطار التمنيات ليس اكثر .
في الحقيقة ان المكون المسيحي يختلف شأنه عن الصابئة المندائيين او الإزيدية ، فهذه المكونات الدينية الوطنية يطالها الظلم والإضطهاد بسبب الهوية الدينية ايضاً، لكن الصابئة المندائيين على سبيل المثال يجمعهم الدين الواحد ولا يفرق صفوفهم  الأنتماء المذهبي او اللغوي وهذا ينطبق على الأزيدية الى حد ما ، اما مسألة المكون المسيحي ،  فمصطلح وحدة شعبنا ينم عن اختلاف في بعض صوره ، كتباين لغاته او لهجاته واختلاف في تسمياته وبعض الخصائص الثقافية ، ولهذا نلاحظ مفهوم وحدة شعبنا وكأنه مصطلح فضفاض يفتقر الى شفافية الوضوح وحدودية الأطر ، وغالباً ما يغلف  بضبابية الشعارت التي تستخدمها الأحزاب القومية المتزمتة لتمرير اجندتها الحزبية .
ويمكن للمراقب الدقيق ان يرصد عدة قراءات لمصطلح وحدة شعبنا القومية او السياسية او المذهبية ، وفي النقطة الأخيرة أي الوحدة المذهبية وهي نتيجة تشظي كنيستنا المشرقية بين المذهب النسطوري المتمثل في الكنيستين : المشرق الآشورية ، والكنيسة الشرقية القديمة الى جانب الكنيسة الكاثوليكية للشعب الكلداني ، وإن إلتحام ووحدة هذه المذاهب متوقفة بشكل رئيسي على مواقف رجال الدين ، وإن كانت في هذه الكنائس في السابق تحت تأثيرات السلطات السياسية لكنها اليوم تتمتع بمساحة كبيرة من الحرية تؤهلها لاتخاذها قراراتها المستقلة .
إن هذه الكنائس يجمعها الطقس الواحد واللغة الآرامية الواحدة ، لكن استطيع ان اقول : بأن مسالة المناصب هي السبب الرئيسي في تشظي الكنيسة بعد ان ضعفت التأثيرات السياسية من قبل الدوائر السياسة في المنطقة وكذلك التأثيرات اللاهوتية على المؤمنين فالسبيل مفتوح امام رؤساء الكنائس وهم اهل لخلق وحدة حقيقية لكنائسهم ، ونحن العلمانيون نبارك لهم تلك الخطوات ، لكن بنظري ان هذه الوحدة بعيدة المنال على الأقل في المستقبل المنظور .
الوحدة القومية التي ترتبط بشكل كبير في الرؤية والمصالح السياسية تباينت القراءات ، وكل طرف ينظر اليها من زاويته الخاصة وفقاً لرؤيته :
اولاً :
قراءة للوحدة مبنية على اسس من التفاهم والحوار واحترام الخصوصيات والتسميات لكل ابناء شعبنا دون تهميش اي طرف ، وتجري اللقاءات والأجتماعات والمؤتمرات بين النخب السياسية والقومية لكل الأطراف ، مع مراعات الرموز والشعارات القومية لكل الأطراف ، كأن يكون العلم الكلداني مجاوراً للعلم الآشوري في الأجتماعات والمناسبات ، وبأن يصار الى احترام من يفتخر بقوميته السريانية كالذي يفتخر بقومية الآشورية والكلدانية والأرمنية فاسلوب تكميم الأفواه ليس بالحل السليم فحينما يفتخر وسام موميكا بقوميته السريانية ينبغي ان نحترم رؤيته وان لا  نلجا الى إسكاته فهذا ليس اسلوب ديمقراطي ، ويتنافى مع حرية الرأي ومبادئ حقوق الأنسان .
فكما يحق ليونادم كنا ان يفتخر بقوميته الآشورية وحبيب تومي يفتخر بقوميته الكلدانية فمن حق وسام موميكا ان يفتخر بقوميته السريانية .
هذه القراءة الأولى المبنية على المبادئ الديمقراطية والمنسجمة مع لوائح حقوق الأنسان وتكون الأساس المتين لعقد اتفاق بين كل الأطراف لتحقيق وحدة حقيقية راسخة تضمن حقوق الجميع دون وصاية طرف على طرف آخر .
ثانياً :
 القراءة الثانية للوحدة السياسية والقومية ( لقد اهملنا الوحدة الكنسية لأنها ضمن جدران كنائسنا كما مر في بدائة المقال ) بين ابناء شعبنا تكون على اساس إلغاء الآخر والأبقاء على الطرف القوي في المعادلة وهو ما يطلق عليه خلق مجتمع متجانس : لغة واحدة ، شعب واحد ، زعيم واحد ، حزب واحد ، لقد تبنى هذه النظرية كمال اتاتورك بعد تأسيس الدولة التركية على انقاض الأمبراطورية العثمانية المفككة في اعقاب الحرب العالمية الأولى ، فأراد اتاتورك تأسيس تركيا علمانية فيها قومية واحدة هي القومية التركية ولها لغة واحدة هي اللغة التركية ، وفرض حظر على اي نهوض قومي يخالف تلك النظرية ، ورغم ان القومية الكوردية تأتي بالمرتبة الثانية في تركياً فلم يسمح لأبنائها بالنهوض والتعبير عن ثقافتهم ولغتهم وقوميتهم الكوردية ، واعطي للاكراد مصطلح اسمه اتراك الجبال لا اكثر ، في هذا السياق عمل صدام حسين وحزب البعث على خلق امة عربية واحدة ذات رسالة واحدة من المحيط الى الخليج . وكل من يعيش في هذا الحيز الجغرافي فهو عربي القومية .
في مجال شعبنا المسيحي يروج السيد يونادم كنا وحزبه القومي الآشورية( الزوعا) لنفس الأديولوجية بدعوة خلق مجتمع مسيحي متجانس لا تفرقه القوميات والثقافات والأسماء ، وبغية تمرير هذه الأديولوجية يطرح هذا الحزب وغيره من الأحزاب الآشورية الفرضية الجغرافية القائلة بأن كل من يسكن الأقليم الأشوري القديم هو آشوري ، تماماً كالفرضية العروبية القاضية بجعل كل من يقطن الوطن العربي عربي . والغريب هو توافق الكنيسة الآشورية مع غلو الأحزاب القومية الآشورية بصهر جميع مسيحيي العراق تحت مظلة القومية الآشورية ، واعتبار الآخرين : الكلدان عبارة عن مذهب كنسي ، والسريان عبارة عن مصطلح ثقافي لغوي ليس إلا ، ويجري تمرير هذ الأديولوجية المتسمة بالمغالاة ، وتستفيد الأقلية الآشورية من قربها من مراكز صنع القرار منذ سقوط النظام عام 2003 ويملك هذا التيار امكانيات مالية وسلطوية وإعلامية كبيرة .
لكن هذا التيار تعرض الى مقاومة شديدة من القوميين الكلدان الذين يعتزون ويفتخرون بقوميتهم الكلدانية ، وتخفيفاً لردة الفعل هذه تعمدت الأحزاب الآشورية الى فبركة تسمية سياسية وهي كلداني سرياني آشوري وجرى ألصاقها بالكلدانيين والسريان وبقي الآشوريون على آشوريتهم .
ثالثاً :
القراءة الثالثة وهي المتمثلة في اللامبالاة وعدم الأهتمام بما يدور حوله الحديث ، والكثير من الكلدان يقولون نحن انتماؤنا كلداني لكنهم لا يهتمون بالعمل القومي ، وبعضهم ينطلق من مفاهيم دينية لا يكترث بالمفاهيم القومية ، حيث يركزون على الرابطة الدينية لكي تكون بديلاً للرابطة القومية ، وخير مثال لهذه القراءة ما كتبة الأستاذ لويس أقليمس في مقاله المعنون : " عندما يصير الشعور القومي بديلاً للهوية المسيحية " ومن المآخذ على الطرح ان اللجوء الى الرابطة الدينية المسيحية سيقابلها الرابطة الإسلامية ، اي سنعود الى القهقري الى وعاء المسلم والمسيحي ، لنقع في مطب اهل الذمة  الذي نحاول تجنبه ونسيانه الى غير رجعة .
واستكمالاً لهذه الفريق نصادف اشخاص يبحثون عن المنافع المادية او الوظيفية ولا يهتمون من يقدم لهم تلك المنافع فيعلنون ولائهم له .
رغم ضعف الأنتماء القومي لهذا الفريق إلا انهم يمثلون الأكثرية او كما يقال الأكثرية الصامتة ويكون لهم دور كبير في الأنتخابات إذ يكون لأصواتهم التأثير الكبير في نتائج الأنتخابات ويسعى كل فريق الى التقرب من هذه الطبقة لكسب ودها .
اقول :
ثمة سؤال يطرح : هل نريد رأب الصدع بين مكونات شعبنا ؟ من المؤكد ان الجواب هو بالأيجاب ، ويترتب علينا في هذه الحالة النظر في مراة الذات التي تمور بكل انواع الأجندة الفكرية الأقصائية ، فلا يجوز النظر الى الآخر منظور ( انا ومن بعدي الطوفان ) ، وأن يسود شعوراً بالتعالي والنرجسية فالأحزاب التي تؤمن بهذه الأفكار ليس لها مكان للمخالف عنها فكرياً او اديولوجياً ، نحن اكثر من واحد وحينما يراد ان نكون واحد علينا التفكير بشكل سليم وبفكر منفتح حواري بمنأى عن النرجسية القومية ، وحينئذِ تتوفر مساحة كبيرة من التفاهم وتزول ازمة الثقة التي تخيم على الأجواء بيننا ، فهل نفلح في يوم من الأيام من خلق اجواء حوارية آخوية ؟
 لكني اقول بكل اسف حسب تجربتي بأنه :
غالباً ما نكتب ونقترح ونخاطب من يعنيهم الأمر ونطرح افكار حول الوحدة لكن يبدو اننا نخاطب انفسنا لا اكثر ، ويبدو اننا ننفخ في قراب مثقوبة ، وعسى هذه المرة إن يكون هنالك من ينزل من برجه العاجي ويصغي الى ما نقوله .
د. حبيب تومي ـ القوش في 13 ـ 03 ـ 13

466
ألأحبة المعلقين على هذا المقال
الأخوة : مايكل سيبي ، مؤيد هيلو ، ابو سنحاريب ، زيد ميشو ، نيسان صامو ، كلدايا الى الأزل ، جورج اوراها ، سامي هاول ، عصام المالح ، اوديشو الآشوتي ، جورج خوشابا كوركيس ، وبقية الأخوة المحترمين .
 في الحقيقة انا اتفق مع الأخ نيسان صامو بأن المقال هو مقال اعتيادي ، إذ كتبت فقراته الرئيسية وأنا في الطائرة ، لكن انا لا اتفق مع الأخ نيسان بأن يضع الكتاب الكلدان والكتاب الآشوريين بنفس المعادلة ، فهذا يعتبر خلط للاوراق ، فالأخوة الأثوريون يلغون وجود القومية الكلدانية بينما الكتاب الكلدان لا يلغون القومية الآشورية حتى إن لم يأمنوا بذلك لكن احتراماً لمشاعر من يعتقد انه اثوري ، فإنهم يحترمون هذه المشاعر بعكس الكتاب او المفكرين الآثوريين الذين يعملون ويسعون على إقصاء السريان والكلدان من الخارطة القومية العراقية ويعلمون على إبقاء القومية الآشورية ، وهذا يعتبر فكر عنصري اقصائي ، وإنك يا اخي نيسان تخلط بين الضحية والجلاد ، وكان يجب ان يكون لك حكم عادل بهذه المسالة .
تقبل تحياتي .
ـــــــــــــــــــــــ
الأخ جورج خوشابا كوركيس
بالنسبة الى ما اوردته  بأن اول دولة قامت قبل وبعد الطوفان وعدد الملوك وسنين حكمهم .. فهذه الفقرة مقتبسة من كتاب كلدو وآثور للمطران الكلداني الشهيد ادي شير وأشرت الى الصفحة ، وكما قلت في تعليق سابق ، فأنا لا اجتهد في المعلومات التاريخية ، وهكذا دائماً اشير الى المصدر والى الصفحة ، ويمكن لأي زميل ان يراجع هذا الكتاب وهو متوفر وقد وزعت الطبعة الأخيرة من الكتاب مجاناً .
اما مسألة اللغة التي تستخدم في نقل الأخبار على فضائية عشتار وعدم فهمي لها هو قصور ثقافي ، لا ادري من اين استوحيت حكمك هذا ؟ فهل انت تفهم النشرة الأخبارية من فضائية سوريويو سات او تيفي ، ومن يقول ان اللغة المستخدمة هي لغة فصحى ؟ إنها يا اخي لهجة الشخص الذي هو معد النشرة الأخبارية لا اكثر ، وثانياً ، ألا ينبغي ان تكون نشرة الأخبار بلغة يفهمها الأكثرية فهل هنالك نشرة اخبار تكون عبارة عن طلاسم .
 يا أخي جورج خوشابا نشرة اخبار ينبغي ان تكون سلسلة يفهمها الأكثرية ، نشرة الأخبار ليست بحث علمي يحتاج الى قواميس ومراجع لفك طلاسمها ، إن للمشرفين على هذه الفضائيات افكار من المغالاة والتزمت ولهذا لا يريدون ان ينزلوا من ابراجهم وينسجموا مع الأكثرية ، ثم انا اعيد نفس السؤال لك : اليس هو الضحك على الذقون بعينه حينما يخرج شاب بزي القوشي او بغديدي ويتكلم باللغة الأشورية ، هل يستنكف هذا الشاب من لغة القوش او بغديدا الجميلة ؟
لو كان المشرفون على فضائية عشتار او آشور قليل من الفكر الديمقراطي والأعتراف بالأخر وقبول التعددية لكانت نشرتهم بلغة القوش وبلغة بغديدا وباللغة الآثورية اما حصرها في اللغة الآثورية هو عين التعصب والنرجسية ليس إلا .
 تقبل تحياتي
ح. تومي 


467
الأخوة الأعزاء
شكراً لكل المداخلات وسوف اضيف في القريب العاجل بعض الردود ، لكن الآن اريد ان ارد على الأخ ابو سنحاريب والأخ عصام المالح لشكوكهم بأني اوردت ان الدولة الكلدانية كانت اول مملكة بعد الطوفان ، ويريدون مني ان ابين المصدر ، وإلا فإن الأدعاء لا اساس له ، واحيطهم علماً بأني لا اجازف وأكتب قضايا تاريخية دون الأعتماد على مصادر رصينة . واعتقد ان الأخ ابو سنحاريب يثق بكتاب كلدو وآثور ، وانا سوف اقتبس من من هذا الكتاب وبالذات الفقرة التي اوردتها :
وسوف اقتبس فقرات من النسخة التي وزعت مجاناً من مكتب السيد سركيس اغاجان ، عام 2007  والكتاب كما هو معروف هو من تأليف الشهيد الكلداني المطران  ادي شير . يقول ص21 :
إن العلم الذي فاق به الكلدان على سائر الأمم فهو علم الفلك .. ويستطرد : وكانت سنتهم 360 يوماً والسنة مقسومة الى 12 شهر والنهار الى 24 ساعة ، وهم الذين استنبطوا لقياس الزمان الساعة المائية والساعة الشمسية ..
اما ص29 فيقول المؤلف :
من اخبار الكلدان الشبيهة بأخبار التوراة انه صار لهم قبل الطوفان عشرة ملوك ... ويمضي  الى القول ص 41 بأن اول دولة قامت في العالم من بعد الطوفان وتبلبل الألسنة كانت كلدانيـــــــــــــــــــــــــــة وقال المؤرخ بيروس الكلداني انها قامت بستة وثمانين ملكاً ...
 وهكذا اخي ابو سنحاريب انا لا اقبل على نفسي ان اكتب مسائل تاريخية من عندياتي ، فالأمانة في الأقتباس يعتبر رمز المصداقية في الكتابة .
تحياتي
ح . تومي

468
ميوقرا عزيزا نبيل دمان
تحية
ثمة جدل كبير بين مفهومي اللهجة واللغة ، فكما هو معروف ان اللغة الفرنسية والأسبانية والإيطالية لها اصل واحد وهي لهجات للغة اللاتينية ، وبمرور الزمن اطلق على هذه اللهجات اسم لغات وبات الفرنسيون مثلاً يتعصبون من اجل لغتهم الفرنسية ، وهكذا فإن مركز اللغة يتبع القوة ايضاً ، لو كان لنا نحن الكلدان قوة ونفوذ لعقدت المؤتمرات من اجل اللغة الكلدانية ، وهكذا اليوم والقوة والنفوذ هو بجانب الأقلية الآشورية فغدا كل شئ يتسم بالآشورية ويصار الى دفن الأسماء الأخرى ، وكثير من الناس يذهبون حيث يوجد الذهب .
 ومثال آخر اسرد لك فمثلاً لهجة قريش كانت لهجة لقبيلة قريش ، وحينما هيمنت هذه القبيلة على مصائر العرب بأسباب دينية ، اصبحت لهجة قريش اللغة العربية الفصحى ، وأصبحت مقياس تقاس بها القواعد .
انا اخي نبيل حينما اسمع أخبار من فضائية سوريويو سات لا افهم إلا القليل ، وبنفس المقياس اسمع اللهجة او اللغة الآثورية ، فحينما اسمع اخبار باللهجة الآثورية احتاج الى قاموس او الى مترجم .
وهنالك عمل ساذج طفولي يجري تمريره على الكلدان والسريان ، إذ نجد مذيع في فضائية عشتار يرتدي زي القوشي او بغديدي وحينما يقرأ الأخبار يبدأ القراءة باللهجة الآثورية ، طيب لماذا يرتدي ملابس القوش ، هل يوجد اجمل من اللهجة الألقوشية ، الا يعني هذا اخي نبيل الضحك على الذقون ؟ ام انك تعتقد خلاف ذلك ، بماذا تصف هذا الأستخفاف بعقول الناس ؟ هل لك جواب على ذلك اخي نبيل ؟ حبذاً لو نطلع عليه .
عن اي وحدة تتكلمون ، اخي نبيل لغتنا لغة كلدانية وقوميتنا قومية كلدانية ، ونحترم بقية القوميات والأسماء والهويات ، وثمة حرية لكل انسان يعتقد ويؤمن كما يريد وهذه الحرية مضمونة للجميع بما فيها شعبنا الكلداني الأصيل .
تقبل تحياتي
ــــــــــــــــــــــــــــــ
اخي العزيز جورج اوراها ( ابو فادي 1 )
تحية وتقدير
نحن نفهم الحياة على ان مبادئ الحرية في المعتقد والأنتماء هي حق مضمون للجميع بما فيهم الشعب الكلداني ، ومن حقنا ان نصرح ونجاهر بانتمائنا ، وانحياز المرء لشعبه ليس اثماً .
ان كلماتك المعبرة تشجعني على الأستمرار على نفس المبادئ ، فثمة كلمات كثيرة جميلة تصلني من اخوة واخوات مخلصين لشعبنا الكلداني .
 تقبل تحياتي
ـــــــــــــــــــــــــــ
مرحبا ميوقرا مايكل سيبي
تحية ومحبة
كما قلتَ إن كل إنسان من حقه ان يدافع عن شعبه ، لأن هذا هو انتماؤه ، اما من يقبل بهذا بما نكتبه فهذه مسألة اخرى ، نحن نلمس ان شعبنا الكلداني شعب مظلوم وحقوقه مهضومة في وطنه ، ونحن ندافع عن حقوق هذا الشعب ، وهنالك من يغضب حينما ندافع  عن حقوق هذا الشعب ، فنحن نرضي ضمائرنا ، وليس لنا اي مكاسب فيما نكتبه ، ومجمل القول نحن نؤمن بحرية الرأي والرأي المضاد .
تقبل تحياتي
ـــــــــــــــــــــ
الأخوة الذين كتبوا بأسماء مستعارة انا متأسف لا احبذ الرد عليهم .
ــــــــــــــ
الأخ العزيز ابو سنحاريب سوف ارد على مداخلتك في قابل الأيام
تحياتي

469
[b] أنـا وكتـاب الأمـم والقوميـة والسـيدة الأثيـوبيـة فـي الطـائـرة
 بقلم : د. حبيب تومي ـ عنكاوا
habeebtomi@yahoo.no
احتفظ بمودة واحترام لصديق عزيز دائم يرافقني في حلي وترحالي ونحن متفاهمان ومنسجمان ، وهو لا يكلفني اي مصاريف او متاعب ، وهذا الصديق هو الكتاب وهو خير جليس اوقات السفر ، إذ تتوفر لي فرصة للقراءة التي انا في شوق دائم اليها . وفي طريقي من اوسلو الى ستوكهولم بالقطار بدأت بقراءة كتاب مهم وهو (الأمم والقومية ) لمؤلفه ايرنست غيلنر ، وأكملت مشوار القراءة في الطائرة ، من ستوكهولم الى اسطنبول ، كانت بجانبي سيدة مكتنزة الجسم ذات سحنة سمراء مائلة الى الصفرة الغامقة وكما يقولون في البصرة ( وجه أملح ) ، ويجلس الى جانبها شاب ابيض في مقتبل العمر ، وكان بينهما حديث متواصل، وانا مندمج مع كتابي وأدون بعض الملاحظات وبعض الخواطر .
 في هذه الأثناء اقبلت المضيفة تدفع عربة توزع وجبة عشاء على الركاب ، ومع الأكل طلبتُ قنينة صغيرة من النبيذ الأحمر ، ولاحظت السيدة السمراء بجانبي طلبت قنينة من النبيذ الأبيض . بعد الأنتهاء من وجبة العشاء عثرت يدها بقدح الشراب الأبيض وانسكب بعضه على بنطالي ، واعربت  عن اسفها لما حدث . فقلت لها لا تهتمي المسألة بسيطة ، ولكنها علقت وقالت ان بنطلونك اصبح الآن اجمل ، ولكن من حسن الحظ ان الشراب كان ابيض ولذلك زال كل اثر بعد جفافه .
بعد ذلك بدأت السيدة السمراء تفتح معي حديثاً وتسألني عن هويتي ، وقالت قبل ان اجيبها بأنها تعرف شئ عن هويتي ، وهي انني مسيحي ، فقلت لها اجل لكن كيف عرفت ؟ قالت لأنك طلبت مع وجبة العشاء شئ من الكحول بمعنى انك لست مسلماً ، فقلت لها : بأني اعرف مسلمين يحتسون الخمور ولي اصدقاء مسيحيين لا يتناولون اي كحول مطلقاً فهذا ليس قياس .
وعن لغتي قلت لها ان لغة الكتاب الذي اقرأه هي العربية لكن لغة الأم لي هي اللغة الكلدانية وأن وطني هو العراق ، وقوميتي كلدانية ، وانا مقيم في النرويج .
 وبعد ذلك علمت انها اثيوبية  متجنسة في السويد منذ 25 سنة ونيف ، وحينما قلت لها انك مسيحية باعتبارها من اثيوبيا ، وهي دولة مسيحية منذ القدم ، أجابت :  
كلا انا لست مسيحية وليس لي دين ولا اؤمن بأي دين سماوي . اما اثيوبيا أجل انها دولة مسيحية لكنها تتحول الى الدين الإسلامي بسبب الفقر الذي يجتاحها ، وهنالك منظمات اسلامية تقدم الطعام للطبقات الفقيرة وتستغل حاجتهم الى الغذاء لتحويلهم الى الدين الإسلامي ، وهكذا ينتشر الدين الأسلامي بسرعة كبيرة بين هؤلاء الفقراء ، وحينما سألتها : هل يجوز استغلال حاجة الأنسان لتبديل دينه او مبدأه السياسي او المذهبي او القومي ، فقالت كلا لا يجوز استغلال حاجة الأنسان ، ولهذا انا لا اريد ان انتمي الى اي دين سماوي ، فأنا اعمل ما يمليه علي ضميري ، لا اكثر . وأنا راضية ومرتاحة في بعدي عن الدين .
وبعد ذلك تحول حديثنا عن استفسارها عن اسم القومية الكلدانية ومن هم اصحاب هذه القومية ؟ فقلت لها انهم مجموعة بشرية عراقية اصيلة وقد تشتت هذا القوم وغادر العراق ولم يبقى منهم سوى 50 بالمئة بعد سقوط النظام عام 2003 .
اما الكلدان تاريخياً فيكفي ان اقول انهم بناة حضارات عراقية وكانت اول دولة بعد الطوفان هي الدولة الكلدانية ، ومن آثارهم المشهورة الجنائن المعلقة التي تعتبر من عجائب الدنيا السبعة ، وهم ايضاً أصحاب تقسيم وقت الى سنة وأشهر وأسابيع وأيام وكل يوم الى 24 ساعة وكل ساعة الى 60 دقيقة والدقيقة 60 ثانية ، هذا التقويم المستعمل في انحاء المعمورة الى اليوم هو من اختراع الكلدانيون .
وبعد ذلك قالت السيدة لم تسألني عن الشاب الذي بصفي قلت لها ليس من حقي ان اسألك : قالت ، كلا يجب ان تعلم ان هذا الشاب هو احد طلابي وأشارت الى شابين آخرين وقالت هؤلاء جميعم من طلابي وأنا استاذة جامعة في ستوكهولم .
اعود الى موضوع الكتاب "الأمم والقومية " والذي يفيد بأن القومية كانت في سبات في عصر قبل الصناعي ، وقد عرفت القومية باعتبارها السعي لجعل الثقافة والدولة منسجمتين ، اي جعل من القومية أداة سياسية ، وهذا ما حصل للدول الأوروبية في عصر دولة القومية بعد تفكك الأمبراطوريات .
 وأنا اقرأ هذا الكتاب تذكرت بعض الطروحات في هذا الشأن من قبل بعض كتابنا خاصة الأخ ليون برخو الذي يضع اللغة كعلامة رئيسية من علامات القومية وحدث بيني  وبينه بعض الجدل حول ذلك ، وحول الأعتراض على تسمية لغتنا بالكلدانية ، لا ادري لماذا يستكثرون علينا هذه التسمية اللغوية في حين يحق لأي شعب ان يسمي لغته باسمه فنحن الكلدان لنا لغتنا الكلدانية والآثوريون لهم لغتهم الآثورية والسريان لهم لغتهم السريانية التي نسمعها من فضائية سوريو سات ، وبهذا الصدد اشير الى ما يقول ايرنست غيلنر في الأمم والقومية ص91 :
(إن اللغات السلوفانية والتيوتونية والرومانية هي في الحقيقة لا تختلف فيما بينها كثيراً في الأغلب ، اكثر من اختلاف اللهجات داخل لغات تعتبر تقليدياً لغات موحدة ، فاللغات السلافية ، مثلاً ، ربما كانت اقرب الواحدة منها الى الأخرى مما هي عليه الأشكال المختلفة من العاميات العربية التي يُزعم انها لغة واحدة .) انتهى الأقتباس .
ثمة زعم يقول ان القومية تتبع اللغة فالأكراد لأن لغتهم كوردية فسوف تكون قوميتهم كوردية والعربي سيتخذ اسم لغته العربية كعنوان لهويته القومية وهكذا بالنسبة الى اللغات الأخرى ، وأنا اختلف مع هذا الطرح وقد بينت ذلك في تعليق سابق حول هذا الموضوع ، فثمة من يتكلم الأنكليزية بل لغة الأم هي انكليزية لكن قوميته ليست انكليزية ، والذين يتحدثون الأنكليزية في استراليا وأميركا مثال على ذلك ، وكذلك من يتكلمون الأسبانية والبرتغالية  فشعوب امريكا الجنوبية ليسوا اسبان او برتغاليين رغم ان لغتهم الأصلية هى برتغالية او اسبانية .
إذا تتبعنا موضوع اللغة فسيكون الاف القوميات حسب حجم اللغات والتي يقدر عددها الثقات بـحوالي 8000 لغة ، ونحن نعلم ان عدد الدول في الوقت الحاضر هو 200 دولة فقط ، ويمكن ان نضيف الى هذا العدد جميع الحركات القومية التحررية التي تسعى للاستقلال وتأسيس دولة خاصة بها ، ومع كل الأحتمالات مهما كانت كبيرة لا يمكن ان يصل عدد الدول القومية الى جزء قليل مع العدد الكبير للغات البشرية .
وهنا نعود الى ايرنست غيلنر 92 الذي يحاول ان يزيد من القوميات الفعالة فيقول :
( دعونا نتظاهر على سبيل الإحسان ، ان لدينا اربع مرات قدر العدد (200 ) من القوميات الفعالة بشكل معقول على الارض ، وبكلمات اخرى لدينا الرقم ( 800) ، إن هذا العدد اكبر من تبرره الوقائع ولكن دعونا نسلم به .. لا يزال الرقم التقريبي يعطينا قومية فعالة واحدة فقط لقاء كل عشر قوميات كامنة وهذه النسبة المثيرة للدهشة ،فالمفترض انها مثبطة لعزيمة اي قومي توحيدي  Pan-nationalist. متحمس ان وجد مثل هذا الشخص .. ) .
بقي ان نقول ان الفكر القومي إن تميز بالتحرر والأعتدال والتسامح فهو قابل للتعايش وبعكسه سيتحول هذا الفكر الى سيطرة اديولوجية إقصائية بحق الآخرين ففي زمن الدولة العثمانية مثلاً كانت الدولة تكتفي بجباية الضرائب وتسامحت مع التنوع الديني والأثني والثقافي ، وعندما جاء خلفاؤهم الأتاتوركيين القوميين ، إذ فرضوا المبدأ القومي القائل بمنطقة واحدة وقومية واحدة ولغة واحدة ، إي انهم لم يكتفوا بالحصول على الضرائب بل عملوا على الأستيلاء على الروح الثقافية واللغوية والتعددية الأثنية لمواطنيهم .
هذا هو الفرق بين الفكر القومي الأقصائي والفكر القومي المتسامح المتعايش الذي يعترف بحرية الآخر .
والى سفرة اخرى ومقال آخر
د. حبيب تومي ـ عنكاوا في 02 ـ 03 ـ 13


470
مقام النبي ناحوم الألقوشي من يعمره ؟ كوردستان ام الحكومة المركزية ؟
بقلم : د. حبيب تومي / اوسلو
في الليالي القمراء وأنا اتماهل بخطواتي في القوش العتيقة بأزقتها ودروبها، بتاريخها وبحكاياتها وقصصها القديمة ، ببيوتها المتداعية المتهالكة في الحي القديم  توشك ان تختفي وتتوارى كشعاع الضوء ، وفي شريط الذكريات البعيدة تنتصب أمامنا اطلال من الماضي الذي عشنا فصوله الأخيرة ، كانت تلك الأزقة منذ فجر العالمين الى ليل الكادحين تمور بالحركة والنشاط لمعركة الركض حول لقمة العيش ، الفلاح يحث دوابه للاسراع نحو البيدر ، والحصادون يسرعون للسوق للفوز بيوم عمل والأسكافي والنجار والحداد والبزاز والبقال والراعي ينهض مبكراً ويهش بعصاه غنمه متجهاً صوب الجبل ، كل منهم يحدوه الأمل بيوم جديد ورزق وفير ، وهكذا يمضي اليوم الصيفي بساعاته الطوال وحرارته اللاهبة ، وجلهم حينما ينطفئ النهار ينكفئ في حلقات تسامر في ساحة الحي ثم يخلدون الى اسطح الدور وفناءاتها ليستقبلوا السماء بنجومها اللامتناهية حيث يحدقون في الفراغ الهائل ليغرقوا في نوم عميق لكي يستفيقوا مبكراً ، لشروع في رحلة جديدة من رحلات الحياة اليومية .
 

كاتب هذه السطور امام الباب الرئيسي  لمرقد النبي ناحوم الألقوشي
تبدأ رحلة الحياة في هذه المدينة الرابضة في سفح جبلها وتتوالى الأجيال ، واليوم نحن ندلف نحو العشرية الثانية من القرن 21 وتكون هذه المدينة توالت عليها الأقوام إن كان في العصور الحجرية ، وهذا ما توحي به ملامح هذه المدينة بكونها في سفح جبل تكثر فيها المراعي والحيونات البرية وينابيع الماء والكهوف الطبيعية وهذا ما يرشحها لتكون مستعمرة بشرية منذ اقدم العصور ،  ومن ثم توالت عليها العصور التاريخية والاقوام المختلفة منهم السوباريون والآشوريون ثم الكلدان ، وبتهاوي اركان الأمبراطورية البابلية الكلدانية الحديثة سقطت بابل وسقط حكم العراقيين لتقع بلاد ما بين النهرين تحت حكم الأجانب لفترة 26 قرناً ونيف  والى ثورة تموز 1958 م .
 في البداية كان العصر الفارسي الاخميني وبعده العهد السلوقي ثم العصر الفارسي الفرثي والفارسي الساساني ليأتي الأحتلال او الفتح الإسلامي في القرن السابع الميلادي في عهد الخلفاء الراشدين ثم الدولة الأموية وبعدها الدولة العباسية وأخيراً العصر العثماني ، لتؤسس الدولة العراقية الملكية الحديثة عام 1921 ثم كانت ثورة تموز التي قضت على الملكية في العراق ليبدأ الحكم الجمهوري .
بالعودة الى عنوان المقال بعد هذه المقدمة التاريخية لنقول ان العبرانيين يعود تاريخهم الأول الى بلاد ما بين النهرين إذا تتبعنا هجرة ابونا ابراهيم الخليل في حوالي 2000 قبل الميلاد حيث كان احفاده من بني اسرائيل الذين تم اسرهم في العصر الآشوري ثم في عهد الدولة الكلدانية والتي كانت بحدود سبعة قرون قبل الميلاد .
أزعم ان قليلين يعلمون ان عاصمة اسرائيل اليوم ( تل ابيت ) سميت على اسم قرية عراقية تقع في ضواحي بابل التاريخية ، إذ عمد الكلدانيون الى إسكان اليهود في قرى زراعية  ذات أراضي خصبة وكانت طوبوغرافية الأرض وجغرافية الأنهر ومدن منطقة بابل في عهد السبي البابلي ،وبالذات بين دجلة وفرات ، تكتنفها انهار وقنوات وتفرعات مائية تتفرع من الفرات عبر السهول بين النهرين وتصب في دجلة وذلك بين مدينتي بغداد والكوت ، وفي هذه الأنحاء يكون مستوى الفرات اعلى من مستوى دجلة ولهذا تتفرع من الفرات لتصب بالجهة اليمنى لنهر دجلة ، أما من مدينة الكوت والى الجنوب نشهد حالة معاكسة لتفرع الأنهر من دجلة نحو نهر الفرات وهذه الحالة ايضاً ناجمة من طبيعة طبوغرافية الأرض في هذا المنطقة  .
 من جانب آخر لنهر الفرات نفسه فروع تتفرع وتلتقي بالمجرى الرئيسي له الذي  كان يمر حينذاك بمدينة بابل باتجاه شط الحلة الحالي ويقول الدكتور احمد سوسة في ملامح من التاريخ القديم ليهود العراق 162 :
( ورد في التوراة ذكر نهر باسم نهر الخابور في منطقة بابل كان قد اسكن اليهود المسبيون على ضفتيه وبينهم النبي حزقيال .. وهو غير نهر خابور الذي يجري على مقربة من نصيبين في اعالي بلاد ما بين النهرين ويصب في نهر الفرات .. كما ورد في التوراة ذكر بلدة عند نهر خابور باسم ( تل ابيب ) سكنها النبي حزقيال مع اليهود المسبيين في بابل .. اما بلدة تل ابيب فاسم بابلي معناه تل سنابل القمح .. ومن الغريب ان اليهود اتخذوا اسم تل ابيب لمدينتهم الجديدة في اسرائيل على اعتبار انها مدينة يهودية في حين انها مدينة بابلية كانت موجودة بهذا الأسم قبل نقل الأسرى اليهود الى بابل .

تغطية مؤقتة للأطلال المتبقة من المقام
الشئ باشئ يذكر وما دمنا نتناول تلك الرقعة الجغرافية الجميلة في تلك العهود الموغلة في القدم ، ولنعرج قليلاً نحو سفر المزامير حيث التعابير الأدبية الراقية والكلمات المعبرة وفي المزمور 137 لكاتب غير معروف على لسان شخص يبكي مرارة السبي يقول :
على ضفاف انهار بابل جلسنا ،
وبكينا عندما تذكرنا اورشليم .
هناك علّقنا اعوادَنا على اشجار الصفصاف .
هناك طلب منا الذين سبونا ان نشدو بترنيمة ،
والذين عذبونا ان نطربهم قائلين :
<انشدوا لنا من ترانيم صهيون> .
كيف نشدو بترنيمة الرب في ارض غريبة ؟
إن نسيتك يا اروشليم ، فلتنسى يميني مهارتها .
 ليلتصق لساني بحنكي إن لم اذكرك
ولم افضلك على ذروة افراحي .( المزامير 137 : 1،2 ، 3 ، 4 ، 5 ) .  
البداية كانت في القوش وسرحنا مع مكون تاريخي عراقي وهم اليهود ونعود مرة اخرى الى النبي ناحوم الألقوشي والبناية التاريخة لمرقده الآيلة نحو السقوط في اية لحظة . ونعود نبوته بحدود ( 663 ـ 654 ق . م ) والذي تنبأ على دولة آشور ، وهي اقوى دولة في العالم في ذلك ، تنبأ لها بالدمار الشامل ، وفي الحقيقة ثمة وصف دقيق للمعارك والمواقف والبيوت والطرق ..

الفناء ( الحوش ) الخلفي لبناية مرقد النبي ناحوم الألقوشي
ويستشفى من ذلك ان الكاتب كان قريب من مركز الحدث وهو يصف الحوادث كشاهد عيان عن كثب ، ولنقتبس شئ من سفر ناحوم الألقوشي :
(يستدعي الملك ضباطه فيسرعون اليه متعثرين في خطاهم ، يهرولون الى سور المدينة وقد اقيمت المتاريس . قد انفتحت بوابات الأنهار وانهار القصر امام جحافل الأعداء . اصبحت سيدة القصر عارية مسوّقة الى الأسر .. نينوى كبركة ماء نضبت مياهها ، إذ فر اهلها ، وتعلو الصرخة ، قفوا ، قفوا ، ولا مجيب يلتفت < نا 2 : 5 ، 6 ، 7 ، 8 > ) .
( ويل للمدينة السافكة للدماء الممتلئة كذباً ، المكتضة بالغنائم المنهوبة .. هذه قرقعة السياط وقعقة العجلات وجلبة حوافر الخيول وصلصلة المركبات ، وفرسان واثبة ، وسيوف لامعة ورماح بارقة وكثرة قتلى وأكوام جثث لا نهاية لها بها يتعثرون < 3 : 1 ، 2 ، 3 > ) .
(.. وتتساقط جميع حصونك كتساقط بواكير اثمار أشجار التين الناضجة في افواه من يهزونها . انظري الى جنودك مرتعبين كالنساء في سوطك . صارت ابواب ارضك مفتوحة امام أعدائك ، وشرعت النيران تلتهم مزاليجك ..<3 : 12 ، 13 >) .
اجل ان هذا الوصف التفصيلي الدقيق يدل على ان الكاتب قريب وملم بطبيعة  وظروف ارض المعركة ، وما يمكن استخلاصه من هذه الأقتباسات  ان ناحوم

                نأوس من الرخام مغطى بقماش اخضر
الألقوشي كان في هذه المنطقة ، وهي في او قريب من موضع مثواه الأخير في القوش ، اي انه ولد وتنبأ ومات فيها ، وقد تناقلت الأجيال عبر التاريخ هذه الواقعة لتبني له مرقداً ، وأصبح هذا المرقد بمرور الزمن مزاراً يؤمه الزوار من كل المناطق وعن لايرد يقول يوسف غنيمة  بكتابه نزهة المشتاق في تاريخ يهود العراق 245 :
ان في القوش بموجب تقليد عام . قبر ناحوم الألقوشي كما يلقب في فاتحة نبوته . ويحترم هذا المكان المسلمون والمسيحيون ولاسيما اليهود الذين يحافظون على البناء ويأتون لزيارته زرافات في بعض مواسم السنة .. .
وعن كتابي القوش دراسة انثروبولوجية ..ص208 عن رحلة بنيامين ، فقد تم تجديد البناء عبر العصور وفي البناية الحالية كتابة بالعبرية تفيد بأن بناءه الحالي جدده سنة 5556 من التقويم العبري المصادف 1796 م ساسون صالح داود وعبد الله يوسف ووقف على بنائه يعقوب موشي كباي وداود برزاني من الموصل ، اما ساسون صالح هذا فهو الجد الأكبر لبيت داود ساسون المعروف في انكلترا والهند .

الباب الرئيسي من اليمين ومقابله الى اليسار دار السيد ساسون صيمح
وبالأشارة الى اخر ترميم لهذا المقام يمكن الأستعانة بكتاب المؤلف عزرا لنيادو (the  jews  of  mosul from samarian  exile  (  galuth)  to  operation  ezra and nehemia
by  ezra  laniado , 1981.) ويفيد المؤلف الذي كان معلماً ومديراً لمدرسة اليانس في الموصل حول موضوع تعمير المرقد :
ان   المقام   والمبنى  من  حوله  في   تخطيطه النهائي   شيد وبني  بواسطة  ساسون   رحميم  صيمح الذي  كرس  سنوات  طويلة لتخطيطه  من جديد   ولتوقيف الأموال  لتشييده  فكان البناء الجديد الماثل امامنا اليوم وقد تحول جزء كبير منه الى اطلال ، وكانت الأبنية الملحقة  مع المقام من الأبنية والغرف والخدمات تخصص لاستقبال الزائرين وخدمتهم  .
كان هذا بمثابة  المشروع  الكبير  لساسون   صيمح ، واستغرقت عملية التجديد والبناء حوالي 12 سنة  من 1932 الى 1944 ، وساسون رحميم صيمح هو الذي أوكل  رجلاً  اسمه   "موشه   المقيم" ليبقى  هناك  طيلة  السنة  ليقوم  باعمال  السدنة   ويسكن  في بيته  الكائن مقابل  المقام  .  
وما يجدر ملاحظته ايضاً ان ساسون رحميم صيمح هو نائب في البرلمان العراقي لثلاث دورات الى عام 1951 حيث هاجر الى اسرائيل ، إذ خصصت  في العهد الملكي كوتا للمكون المسيحي وأخرى للمكون اليهودي ، ويفيد حارث يوسف غنيمة ( السياسي والأديب يوسف غنيمة ص103 ) أن قانون انتخاب مجلس النواب لسنة 1924 حدد عدد نواب الأقليات كما أقره المجلس التأسيسي وظل هذا القانون ساري المفعول حتى الغي بقانون انتخاب النواب رقم 11 لسنة 1946 وحل محله فأصبح عدد نواب الأقليات كما يلي :
في قضاء مركز لواء بغداد ــ مسيحيان وثلاثة اسرائيليين .
في قضاء مركز لواء البصرة ــ مسيحي واحد وإسرائليان .
في قضاء مركز لواء الموصل ــ ثلاثة مسيحيين وأسرائيلي واحد
وبعد هجرة اليهود الى اسرائيل اصبح للاقلية المسيحية ثمانية نواب موزعين على اقضية ومراكز ألوية بغداد (3) والبصرة (1) والموصل (3) وكركوك (1) .  
اي ان مرقد النبي ناحوم كان معلم من معالم تاريخ العراق ، وهو يدل على ركن عميق من ذاكرة القوش وذاكرة العراق وذاكرة اليهود ويدل على التعايش المجتمعي ، واليوم نشاهد ان هذا البناء التاريخي في طريقه الى السقوط في اية لحظة ومطلوب من الجهات المعنية الألتفات لإعادة بنائه على يد خبراء ومحترفين لبناء وتجديد المعالم التاريخية ، وسبق لي ان كتبت مقالين حول الموضوع قبل سنوات وناشدت فيها الحكومة العراقية لإعادة بنائه واليوم اناشد اقليم كوردستان ايضاً حيث ان كوردستان قد قامت ببناء مشاريع خدمية رائعة لمدينة القوش الكلدانية فقد كان هنالك إكساء وتغطية مجرى مياه الأمطار في الوادي القادم من الجبل في محلة قاشا الى مصبه في الأراضي الزراعية ، إذ كان هذا الوادي مصدراً للرياح الكريهة والحشرات والأفاعي .
 كما تم تنفيذ تبليط الطريق الرابط بين القوش ودير السيدة بشكل جميل حيثاصبح متنزهاً مريحاً لأهالي القوش وضيوفهم عندما يأتي المساء وتنحدر الشمس نحو الغروب . وهنالك الطريق الذي يربط بين دير الربان هرمز ودير السيدة والطريق بين القوش وبيندوايا الذي يتصل بطريق دهوك في المستقبل ، إضافة الى تزويد القوش بالتيار الكهرائي على مدار الساعة ، وهذا المشروع انتقد في الآونة الأخيرة بسبب ارتفاع سعر الأستهلاك .
 إن هذه المشاريع الكبيرة وغيرها تحفزني على مطالبة اقليم كوردستان بالألتفات الى مرقد النبي ناحوم الألقوشي في القوش ليصار الى بنائه وتجديد وجوده .

الى الطابق الثاني من المبنى
في الختام نقول : ان اليهود كانوا منتشرين في قرى ومدن كوردستان وفي المدن العراقية وكان عددهم وفق بعض المصادر المتوفرة :
في الأزمنة الأولى للخلافة العربية يقدر عدد اليهود في بلاد الرافدين بـ 91 الف نسمة .
في عهد المغول والتتتر كان عدد اليهود الذين يدفعون الجزية 36 الف وكان لهم 16 كنيس .
في سنة 1947 اي قبل الهجرة الى اسرائيل بلغ عددهم في العراق 120 الف نسمة وفي سنة 1979 بقي منهم 900 شخص فقط .
سنة 2003 تقلص عددهم الى 20 شخص وفي سنة 2009 اصبح عددهم 8 أشخاص فقط  .
لقد كان العراق متشبعاً بالتقاليد الحضارية المبنية على مبادئ التسامح والتعايش والوئام بين مختلف المكونات ، ولكن يبدو ان تلك التقاليد قد اصبحت من ذكريات الماضي ، فالعراق اليوم اصبح مسرحاً مفتوحاً لشتى الصراعات ، فهنالك صراعات بين السني والشيعي والكوردي والعربي والكلداني والآشوري ، والعراقي مع نفسه . ونحن الكلدانيون وبقية  مسيحيي العراق والمندائيون والأزيدية نخشى ان يكون مصيرنا شبيهاً بمصير اليهود إذ ان بوصلة المحصلة النهائية تتجه نحو تفريغ العراق من مكوناته الأساسية من اتباع الديانات غير الإسلامية ، وإن كان لليهود دولة تحضنهم وتجمعهم وترعاهم ، فيجتمع في اسرائيل اليهود من اصل عراقي ، وآخرين من اصل روسي ، وغيرهم من اصل مصري وو...  فهذه تجمعات ثقافية تجد نفسها في تلك التجمعات .
لكن مصيرنا نحن الكلدان وبقية مسيحيي العراق ، فإن العائلة الواحدة تتوزع بين دول المهجر ، الأب والأم في اميركا ، والأبن الكبير في استراليا والبنت الكبيرة تزوجت في السويد والأبن الصغير في العائلة التحق معها في السويد وهلم جراً ، هكذا نقرأ عن وفاة فرد في عائلة القوشية مثلاً ، ان تقام له التعازي في القوش وفرنسا وأميركا واستراليا والسويد ووو والمريخ .
 لكن لا احد يريد ان تصل بنا الأمور الى تلك الحدود فمهما كانت الأمور فإن دفئ الوطن افضل من صقيع الهجرة ، وهذا رأيي الشخصي فحسب .


مرقد صارة اخت النبي ناحوم الألقوشي بموجب التقليد المتوارث

                       امام باب المرقد
ملاحظة : كتبت مقالاً قبل سنين على شكل حلقتين تحت عنوان : مرقد النبي ناحوم في القوش من ينقذه ؟ حسب الرابطين ادناه :
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=155397
والحلقة الثانية حسب الرابط ادناه :
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=156101
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصادر :
ــ الكتاب المقدس ، العهد القديم
ــ د. احمد سوسة " ملامح من التاريخ القديم ليهود العراق " المؤسسة العربية للدراسات والنشر ، بغداد ط2 سنة 2001 .
ــ  يوسف رزق الله غنيمة " نزهة المشتاق في تاريخ يهود العراق " دار الوراق ، لندن ،ط2 1997 .
ــ حبيب تومي " القوش دراسة انثروبولوجية اجتماعية ثقافية " مطبعة الديوان ، بغداد سنة 2003 .
ـ فيليب فارج ويوسف كرباج " المسيحيون واليهود في التاريخ الإسلامي العربي والتركي " ترجمة : بشير السباعي ، سينا للنشر ، القاهرة ، ط1 سنة 1994 .
ــ عزرا لا نيادو the  jews  of  mosul from samarian  exile  (  galuth)  to  operation  ezra and nehemia
by  ezra  laniado , 1981.

ــ حارث يوسف غنيمة " السياسي والأديب يوسف غنيمة " دار الحرية للطباعة والنشر ، بغداد 1990 .
ــ جريدة الشرق الأوسط اللندنية في 03 / 09 / 2011 عن موقع ويكيليكس .

[/b][/b]

471
والله اخي مايكل سيبي كلامك صحيح ، لأن الأخوة المنافحين عن الأحزاب الآشورية خصوصاً الكلدان منهم ، يقرون ويعترفون بحقوق الأنسان التي تمنحه حرية المعتقد وحرية الأنتماء وحرية التعبير ، لكن كل لوائح حقوق الأنسان لا تنطبق على الكلدان خصوصاً ، الذين يعبرون عن رأيهم بصراحة ، والكتاب الذين يفتخرون بنزعتهم القومية الكلدانية ، مثلاً إنهم يعترفون بحرية التعبير وحرية الرأي للجميع باستثناء الكلدان ، فهؤلاء إما انقساميين او انفصاليين او متآمرين .
نحن كلنا وقفنا مع الأخ خوشابا سولاقا ، لأنه كان يعبر عن رأيه بصراحة ، وقد وقف القانون الى جانبه اي ان القانون ناصر حرية الرأي ، وبعض الذين وقفوا معه ومع الرأي الحر ، يكيلون بمكيالين ، انهم مع حرية التعبير لسولاقا ولكن حينما يصل الأمر الى حرية التعبير للكلدان سرعان ما يتبدلون ويصدرون احكامهم بأن هؤلاء انقساميين وانفصالين وهلم جراً .
 اجل من الأفضل ان ندافع عن القومية الأرمنية او الأمازيغية او اي قومية اخرى باستثناء الكلدانية ، فهؤلاء البشر ( الكلدانيون ) لا تشملهم لوائح حقوق الأنسان في حرية الأنتماء والمعتقد .
اعتقد اخي مايكل لا بد من مبادئ الحرية والعدالة ان تنتصر في آخر المطاف فلا يمكن للظلم ان يدوم مدى الدهر .
تقبل تحياتي
ح. تومي

472
الأخوة الأفاضل
السيدة الفاضلة سونيا الميزي
تحية ومحبة للجميع
اشكر كل الأخوة الذين كانت لهم مداخلات على الموضوع ، وشكراً للاخت سونيا الميزي على واقعية ما يسطره قلمها ، دون إصدار اي احكام مسبقة كما يعمل بعض الأخوة ، حيث يقرأون الأسم حبيب تومي ، فيصدرون حكم مسبق دون قراءة النص .
في الحقيقة إن كنا ننشد بالسير نحو الأمام لكي نواكب الفكر الديمقراطي الليبرالي ، لكن واقعنا مع الأسف يسير بخطى حثيثة  نحو الوراء ، فالواقع المعاش يلاحظ  فيه ان الأحزاب الآشورية القومية المتحكمة بعد عام 2003  تراهن على الفكر القومي الإقصائي بجهة انهم يمثلون الحقيقة المطلقة ، وانطلاقاً من نرجسيتهم فلا مجال للنقاش على المقدسات وليس لهذه الأحزاب مكان للمخالف ، إن لهذه الأحزاب كوادر متمرسة في إرهاب الأخر فكرياً والتشويه عليه شخصياً إنهم يتخذون اسماء مستعارة ويشنون حملاتهم بغية الأنتقاص من الآخر المخالف وتركيعه ، إنهم يقبلون منا شئ واحد وهو الطاعة اما النقاش فهو غير مقبول .
وحينما نتكلم عن حرية الرأي وحرية التعبير وحرية الأنتماء يبدأ الكيل بمكيالين ، فالأخ كامل زومايا مثلاً يثني على المحكمة التي انصفت وأصدرت حكمها لصالح السيد خوشابا سولاقا حيث قضت بأنه كان يمارس حرية التعبير وحرية الرأي حينما كتب عن السيد يونادم كنا . وفي الوقت الذي يثنون على قرار المحكمة الذي يناصر حرية التعبير ، فإنه يهاجمون اي كلداني يدعي ويعبر عن فكره القومي الكلداني ، وتلصق به تهم التخوين والألقاب والمثالب من قبيل انقساميين وانفصاليين ومتآمرين وهلم جراً ، فهل حرية التعبير تتغير بتغير الأشخاص وبتغيير المواقع ؟ اليست الحرية مكفولة للجميع ؟ فلماذا هي مكفولة للاخ خوشابا سولاقا ؟ بينما تحجب حرية الرأي وحرية التعبير عن الكتاب الكلدان ؟ اليس ذلك نهجاً صارخاً من الأنتقائية ومن الكيل بمكيالين ؟
 اليوم نحن نكتب وبنفس السياق الذي كان يكتب بعض الأخوة بالأمس يكتبون في المواقع الألكترونية مثلاً وفي جريدة المؤتمر اللندنية على سبيل المثال في العدد 336 بتاريخ 6 شباط 2003 ويكتب احد الأخوة  ويدافع عن القومية الكلدانية اثناء مؤتمرات المعارضة العراقية ، إنه يقول  في معرض اجابته على بعض الأسئلة :
( .. ومن المعروف ان شهيد العراق ومؤسس الحزب الشيوعي العراقي يوسف سلمان يوسف كان كلداني القومية ... ) ويضيف الأخ الكاتب في معرض اجابته على بعض الأسئلة في نفس الجريدة يقول :
( .. من المؤسف ان بعض القوى السياسية الحاضرة في المؤتمر ، حاولت بل نجحت في تهميش الدور الكلداني وبالتالي خرج البيان الختامي لمؤتمر مبتوراً وناقصاً من وجهة النظر الكلدانية ، إذ لم يخصص فقرة حول ضمان حقوق ثالث اكبر قومية عراقية ، وهي الكلدان ... ) .ويضيف الكاتب :
نحن ككلدان وكعراقيين ندعو الأخوة في المعارضة العراقية الى تصحيح ذلك الخطأ ونطالب بأن يحتوي البيان الختامي للاجتماع القادم على فقرة خاصة وواضحة تخصص لضمان الحقوق القومية والسياسية والثقافية لكلدان العراق اسوة بباقي مكونات الشعب العرقي ... ) .
اقول :

نحن يا اخت سونيا نكتب اليوم بنفس السياق ونفس الجماعة الذين كانوا يطالبون بالحقوق القومية الكلدانية ، واليوم يقولون عنا انفصاليين وانقساميين وعلينا ان نفحص الجينات لكي نثبت نسبنا الكلداني ، ، وهي المطالبة بالحقوق القومية والثقافية والسياسية للكلدان , علماً ان الكلدان الذين نطالب بحقوقهم هم نفس الكلدان الذين طالبوا هم بحقوقهم في السابق ، اليست هذه امور غريبة عجيبة ؟
من ناحية ثانية ثمة لوائح حقوق الأنسان الضامنة لحرية الأنسان الكلداني وغير الكلداني  في المعتقد والأنتماء السياسي والديني والمذهبي ، وله حق المجاهرة بذلك دون ان يطالب بتحقيقات في فصيلة الدم والجينات الواراثية وفي تأثيل الأنتماء الى الينابيع القديمة ، فالعربي يقول انه عربي دون إضافة سؤال آخر والكردي يجاهر بقوميته دون ان يتعرض للمسائلة والآشوري والأرمني . باستثناء الكلداني المظلوم الذي يطلب منه التأكيد على نقاوة الدماء ومن اثباتات تاريخية وايكولوجية والقسم بالله وبالأنبياء ليثبت بعد ذلك انه كلداني .
شكراً لك اخت سونيا الميزي وكلماتك وكلمات الكثير من الأصدقاء تشجعني وتحفزني على الأستمرارية والكتابة .
 شكراً للجميع
تحياتي
ح. تومي

473
الأخ العزيز ليون برخو
تحية ومحبة
في الحقيقة ان جوابك قد جرني الى امور اخرى كالهوية والقومية واللغة والأنتماء ، وحبذا لو تم بيننا لقاء ، لأن هذا الموضوع متشعب ويحتاج الى وقت كبير بغية كتابته ، فالحديث ليس مثل الكتابة ، ولكن نستطيع بالمختصر المفيد ، قدر الأمكان أيصال الفكرة .
 الهوية مأخوذة من إضافة اداة التعريف ( ألـ ) الى (هو) مع إضافة أداة التأنيث اليها لنحصل على لفظة (الهوية ) ، وتشير الهوية الى مختلف انتماءات الشخص ، كالهوية الدينية التي تشير الى الأنتماء الديني ، والهوية القومية التي تشير الى الأنتماء القومي ، والمذهبية الى المذهب واللغوية الى اللغة ، والهوية القبلية الى الأنتماء القبلي وهكذا الى انتماءات كثيرة مهنية وجغرافية ومناطقية وأسرية .. وهلم جراً ، وهوية الأنسان الفرد ( الشخصية ) هي الهوية التي يقول عنها امين معلوف :
إن هويتي هي ما يجعلني لا اشبه أي انسان آخر .
والقومية مشتقة من القوم وانا اركز ، وحسب اعتقادي المتواضع ، انها مشاعر الأنسان ، التي تجعله يتوائم مع مجموعة من افراد القوم في خواص ومصالح وثقافة وتجانس مجتمعي لتنشأ النزعة القومية لهذه المجموعة .
 إن القومية اختراع اوروبي دون شك كبقية المخترعات الأخرى التي قبلنا بها كالشيوعية والديمقراطية والفاشية وحقوق الأنسان ، والبنسلين ، وكروية الأرض وقوة البخار ، والمصباح الكهربائي والتلفون والطيارة والسيارة وكل اصناف التكنولوجيا ، والبروليتاريا والأشتراكية والدكتاتورية ... والقائمة تطول .
ان القومية ظهرت في اوروبا كما مر ، لقد كانت ثمة امبراطوريات تحكم العالم ، من الأمبراطوريات القديمة في بلاد ما بين النهرين مروراً بالأمبراطورية الرومانية واليونانية والفارسية والعثمانية .. المهم في هذا السرد ان الدول القومية قامت على انقاض الأمبراطوريات المذكورة ، إن القرون 17 ـ 18 ـ 19 كان عصر قيام الثورات القومية وتكوين الدول القومية وفي القرن العشرين تأسست هيئة الأمم المتحدة سنة 1945 من 51 دولة وفي سنة 2004 بلغ عددها 188 دولة واليوم اعتقد يصل الى  191 دولة ، لقد تكاثرت هذه الدول من انشطار الأمبراطورية العثمانية والأتحاد السوفياتي ومن اقلوة الدول القومية ، فالقرن العشرين شهد نهاية امبراطوريات مثل النمساوية والعثمانية والبلغارية والروسية وشهدنا تفكك الأتحاد السوفياتي ويوغسلافيا وتشيكوسلوفاكيا والسودان ويقول جوزيف ياكوب في " ما بعد الأقليات 18 :
( سيكون القرن 21 من جهته قرن تحطيم الدول ـ الأمم وتحولها المؤسسي والبنيوي ، وأقلمتها ، وأثننتها ، والأعتراف بالتمايزات ، بما فيها الطائفية والفئوية . كانت الدولة الى عهد قريب تمارس التمثيل القومي ، اما اليوم فهي تمارس التطهير القومي ، بالأمس كانت تبتلع ، هي اليوم تُقصي ) انتهى الأقتباس  
لقد رأينا الاتحاد السوفياتي الجامع للقوميات بقوة شعارات الأممية البروليتارية ، لكنه تفكك الى دول قومية مستقلة بسبب المشاعر القومية المتنامية لدى تلك الشعوب ، وهذه الدول دخلت في تحالفات كدول مستقلة كلياً .
المهم في هذا الحديث ما للقومية من اهمية في مرحلة تاريخية من تاريخ اوروبا وإن كان قد خفّت اثاره قليلاً في اوروبا ، فالفكر القومي والتوجهات القومية لا زالت تحمل نفس القوة عندنا في الشرق ، وفي العراق لا يستثنى من ذلك .
في مسألة اللغة ثمة حديث طويل عن الموضوع ، ولم يتطرق الأخ ليون برخو الى لغات في اميركا اللاتينية وأفريقيا كاللغات البرتغالية والأسبانية والفرنسية رغم ان تلك الشعوب لا يحملون النزعة القومية البرتغالية او الأسبانية او الفرنسية ، والسبب يعود الى نزعتهم القومية الوطنية المختلفة عن لغة الأم التي يتكلمون بها .
بالنسبة لليهود فإن الدين ملئ ساحتهم القومية ، والدعوة الصهيونية لتأسيس وطن قومي يهودي تعتبر فكرة قومية اساسها الرابطة الدينية ، وجرى جمع شتات اللغة العبرية الشبه مندثرة ، وجرى بعثها من جديد بفضل إمكانيات اسرائيل الكبيرة .
بالنسبة الى اللغات الأوروبية ، تنتمي الى عائلة اللغات الهندوـ اوروبية ، ولغات جنوب اوربا مثل الأسبانية والفرنسية والبرتغالية والأيطالية والرومانية ، ان هذه اللغات تسمى اللغات الرومانسية وهي بالأساس لهجات اوربية منحدرة من اللغة اللاتينية ، وبعد ذلك اصبحت هذه اللهجات لغات قومية فصحى لتلك الشعوب . لنأخذ لهجة قبيلة قريش التي كانت لهجة قبيلة من قبائل العرب المتناثرة في الجزيرة العربية ، فقد اصبحت هذه اللهجة ، اللغة الفصحى واللغة القومية للعرب بعد نزول القرآن بها حسب المعتقد الإسلامي  . وهذا يجرنا الى موضوع اللهجات ، والتي يرى القوامون على اللغة بأن هذه اللهجات هي قشور لا يمكن الأعتماد عليها امام صلابة اللغة الفصحى ...
 الأخ ليون برخو أسمح لي ان استرسل بالفرع الأخر للغات الهندوـ اوروبية وهي عائلة اللغات الجرمانية ومنها الألمانية والأنكليزية والهولندية ولغات دول اسكندنافيا مثل السويدية والنرويجية والدانماركية .. وإذا اخذنا مثالاً لنا اللغة النرويجية التي يتكلم بها زهاء خمسة ملايين نسمة في حدود الدولة النرويجية ، نلاحظ ان هذه اللغة في طريقها الى الأضمحلال امام جبروت اللغة الأنكليزية ، فهي ( الأنكليزية ) اللغة الرسمية للدراسة الى جانب النرويجية ، وتصرف الدولة مليارات الكرونات في سبيل إبقاء لغتهم على قيد الحياة لكن المحصلة النهائية هي في صالح منافستها اللغة الأنكليزية . وبشأن اللغة الكردية يقول الأخ برخو :
(ولماذا نذهب بعيدا. ها هم الأكراد. جغرافيتهم هي العراق وهويتهم وقوميتهم وثقافتهم وإرثهم وأدبهم هو لغتهم التي تميزهم هويةً عن الأخرين في العراق  وجغرافية تجمعهم معهم - وإلى حين طبعا .)  انتهى الأقتباس
اقول :
 صحيح ان الكورد يجمعهم الى حد ما عامل اللغة ، لكن من جانب آخر فإن واقع ومستقبل اللغة الكوردية ليس في منأى عن الأندثار والزوال مع مرور السنين والعقود ، والسبب يعود الى ان كثير من الأكراد ليس لهم اهتمام كبير باللغة بسبب اختلاطهم المجتمعي الفاعل في ايران وتركيا وسوريا ، واللغة الكوردية نفسها تعاني من انقسامها الى لهجات تكاد تكون متباعدة كالسورانية والبهدينانية ... وحتى في حرفها ، الذي يعتبر من ركائز أي لغة ـ هي مقسمة بين الحرف اللاتيني والعربي ، وتحتاج الى جهود جبارة وإمكانيات هائلة لتوحيدها ومن ثم القبول بها من جميع الأطراف وهذا شئ صعب المنال على الأقل في المستقبل المنظور .
 اليوم اخي ليون تنتشر المدارس الأنكليزية في انحاء اقليم كوردستان ، وإن هذه المدارس لا يرتادها اولاد الأغنياء والمسؤولين فحسب بل اولاد الفقراء ومتوسطي الدخل ايضاً ، وملاحظتي الشخصية عن الأنسان الكوردي ـ في اقليم كوردستان على الأقل ـ شدة الأنتماء القومي الكوردي ، مع عدم الحماس بنفس القوة للغة . ولهذا اقول مستقبل هذه اللغة مربوط بمستقبل اللغات المعرضة للانقراض في العقود القادمة .
اخيراً اقول : الأنسان له انتماءات متعددة ، وإن تعرض واحداً من هذه الأنتماءات الى الأضطهاد او الألغاء والأنصهار فإن الأنسان سوف يترك الأنتماءات الأخرى ويكافح من اجل ابقاء ذلك الأنتماء ، فإن حاول احدهم الأنتقاص من الدين الذي اتبعه سوف اتعصب لديني المهدد ، وهذا ينطبق على القمع القومي والأثني واللغوي والمذهبي .. وهلم جراً
في الختام اقول : انا لا اتفق مع رؤيتك بأن تسمياتنا صنيعة الأستعمار وقد علقت على كلمة غبطة البطريرك بهذا الصدد ، فالتسمية الكلدانية موجود قبل وجود ما نطلق عليه اليوم الأستعمار .
تحياتي لك ولكل الأخوة المناقشين
ح. تومي

474
الأخ العزيز زاهر دودا
تحية ومحبة
انا مع طروحاتك ، وفي كل مقالاتي عن القوش اؤكد على ناحية مهمة وهي تشجيع السياحة الى القوش من قبل ابنائها المغتربين ، وهذا جانب واحد لأبقاء مدينتنا الكلدانية القوش تتمتع بزهوها وألقها ، وإن كانت هنالك مشاريع صناعية او سياحية او زراعية ، من قبل ابنائها المغتربين سيكون ذلك خدمة جوهرية ، لقد قرأت مقال الأخ منذر كلة ، وسبق لنا اان تطرقنا في مختلف اللقاءات بموضوع القوش القديمة وجعلها معلم سياحي .
اجل ثمة افكار كثيرة تحافظ على مدينتنا العزيزة من الزوال .
من جانبي ، فقد بنيت بيتاً حديثاً في القوش وشجعت اولادي للسفر اليها ، وحينما زارها ابني الكبير فإنه تعلق بها ، وهو سيكرر زيارته برفقة عائلته  هذه المرة، ويشجع اخوانه والآخرين على زيارة القوش .
لقد اسعدني خبر تشكيل فرقة من شباب القوش لتنظيف المدينة هذه خطوة جيدة تشجع النزعة القومية للأعتزاز بالهوية ، وأنا شخصياً رغم عدم اهتمامي الكبير بانتماءاتنا المذهبية والمناطقية ، فإنني احترم الدعوة التي تقول بعدم فتح ابواب السكن لغير الألاقشة ، لأن اي تسهيل بهذا الأمر ستكون نتيجته تبدل ديموغرافي غير مقبول .
انا شخصياً احيي واقبل وأشجع اي مقترحات او افكار تصب في نهر المحافظة على ديمومة القوش وبقائها ، وعلى الصعيد العملي كان قيامي ببناء بيت في القوش ، واحداً من مساهماتي المتواضعة في هذا الشأن .
تقبل تحياتي
د. حبيب تومي / اوسلو

475
الأخ ليون برخو
تحية
اريد فقط التعليق على موضوع اللغة ، اجل انها احد اركان القومية ، لكنها ليست كذلك في كل الحالات ، وقد اقتبست فقرة من تعليقي على احد الزملاء الذي جادل في نفس الموضوع وأراد ان تكون اللغة العامل الرئيسي للفكر القومي او للنزعة القومية  ، وانا اعتبر مشاعر الأنسان هي الركن الأساسي في القومية ، وهذه الفقرة وردت في ردي وعلى نفس الموضوع ، اقول :
القومية هي عبارة عن عاطفة تقوم على المشاعر والأيمان  ، ورغم ان اللغة تلعب دورها في بعض الأحوال لكن ليست الدعامة الأساسية ، فالمسلم الذي يتكلم العربية في الناصرية ربما يكون له مشاعر كلدانية ولنا بعض الزملاء المسلمين في الناصرية يعتزون بالقومية الكلدانية ، وقرأت لبعض الكتاب من الجنوب بأنهم يعتزون بانتمائهم السومري ، وربما ابن شرقاط المسلم الذي يتكلم العربية يقول انا آشوري ، خذ الأمريكي كمثال يتكلم الأنكليزية ولكن لا يدعي بالقومية الأنكليزية لأنه ببساطة ليست له تلك المشاعر ، اليهود يقولون انت يهودي بغض النظر عن بلدك او اللغة التي تتحدث بها .
 السويسري الألماني ، يعتز بقوميته السويسرية ولم تجعل منه لغته الألمانية المانياً ، الأسكوتلنديون ، يستعملون اللغة الأنكليزية وتخلوا عن لغتهم الكلتية مع ذلك يعتبرون من المتعصبين لهويتهم القومية الأسكتلندية ، وفي البرازيل مثلاً لغتهم  البرتغالية والأرجنتين الأسبانية لكن لآ احد من هؤلاء يقول قوميتي برتغالية او اسبانية
تحياتي
ح. تومي

476
لنكن كرماء مع غبطة البطريرك لويس روفائيل ساكو وهو يحمل هموم بحجم الوطن
بقلم : د. حبيب تومي / اوسلو
habeebtomi@yahoo.no
إنه قبس من الضياء يلوح في آخر النفق هذا ما يمكن ملاحظته في ضوء توجهات البطريرك الكلداني مار لويس روفائيل الأول ساكو ، ومع طروحات برنامجه الواضح للعمل " إصالة ووحدة وتجدد " وفي كل الطروحات يكون لنا الحق في ان يكون لنا رأي مطابق او مخالف ، ومن حقنا ان يكون لنا مساحة من حرية التعبير وحرية الرأي وكما يقول كارل ياسبرز :
إن الوجود الأنساني ، يتحدد بمقدار درجة الحرية الموجودة فيه ، اي بمقدار ان يكون الوجود الإنساني حراً ، بمقدار ما يكون اكثر قدرة على تحديد جوهريته .  فلا يمكن ان نفقد حريتنا ، ومن حقنا ايضاً ان نناقش كل الطروحات ونتفق ونختلف ، وغبطة البطريرك الكلداني مار لويس روفائيل ساكو يؤكد بأن :
 الاختلافات ايجابية وعامل إثراء وتحريك.
 ويقول ايضاً في رسالته المفتوحة والمنشورة على موقع عنكاوا حسب الرابط ادناه :
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,641074.msg5911457.html#msg5911457
أريد أن أقول للجميع:
 لا تخافوا مني، فإني أؤكد لكم أن أبقى أسير على خطى المسيح، وأؤكد لكم أنه ليس لي حسابات مع أشخاص أقوم بتصفيتها، ولا صفقات، كما ليس لي طمع في حطام الدنيا. إني أب وأخ للجميع أقُرِّب ولا أقصي، أوحد ولا أقُسِّم وأعمل مع الكل وأحترم الكل ..
وهو يفتتح رسالته المفتوحة بالتوجه الى كل المكونات العراقية ، فبعد ابناء وبنات كنيسته الكلدانية ورؤساء الكنائس المسيحية الشقيقة في العراق ، يمد جسور التواصل والتفاهم مع كل المكونات الدينية العراقية : المسلمون والصابئة المندائيون والإزيدية وكل العراقيين ، ومن هنا اقول : انها هموم كبيرة بحجم الوطن .
 لا ريب ان غبطة البطريرك لم ينطلق في توجهه الوطني الواسع والعسير من ارض رخوة ، إنما انطلق من ارضية صلدة تمثلت في معطيات تاريخية وحضارية وثقافية ، اولاً ، وثانياً على الزخم الأعلامي الذي رافق عملية انتخاب البطريرك ، وعلى الحفاوة البالغة الشعبية والرسمية التي استقبل بها على تراب الوطن ، إذ كان على رأس مستقبيله في كوردستان بمدينة عنكاوا الأستاذ فاضل الميراني ممثلاً للرئيس مسعود البارزاني .
 وبعد ذلك الضرورة القصوى التي تتطلبها المرحلة في وجود شخصية كارزمية قوية تعمل على انتشال الكنيسة الكلدانية من مظاهر التبلبل والتفكك التي كانت تهددها منذ سقوط النظام عام 2003.
وفي الحقيقة ان دور الفرد له اهمية كبيرة في حياة الشعوب ويحدثنا ياسبرز عن دور الفرد في سير الأحداث والوقائع ويصل الى درجة للقول : ان الثورة الفرنسية لم يقررها الشعب الفرنسي ولا العوامل الخارجية والداخلية .. إنما الذي احدث تلك الثورة كانت البطولات الفردية لقادة الثورة الفرنسية تحديداً فالدراسة للتاريخ بأحداثه ، ليس اكثر من محاولة لتبيان ما هو فردي ـ بطولي ـ في هذه الأحداث .
 ومهما كان رأينا إن كان يتفق مع هذه الرؤية او مخالفاً لهاً فلا يمكن ان نغض الطرف عن دور الفرد الفاعل في مختلف الأحداث التاريخية .
نحن جميعاً نقدر ثقل وتعقيدات المشاكل التي تعتري سبيل البطريرك الجديد ، فالطريق ليس مفروشاً بالورود ، وهنالك تعقيدات وتشعبات سياسية واجتماعية وثقافية واقتصادية ، كلها عوامل مؤثرة في وجود المكون المسيحي على ارضه وفي الدول العربية ايضاً .
لا يمكن للبطريرك مار لويس روفائيل ساكو إلا ان يتسم بالواقعية والموضوعية ، في شان هجرة المسيحيين التي اولاها البطريرك شديد اهتمامه وفي تصريحه المنشور في جريدة الشرق الأوسط اللندنية بتاريخ 10 فبراﯾر 2013 العدد 12493 يقول :
«سأعمل من أجل عودة المسيحيين الذين ھاجروا إلى دول الجوار من العراق من خلال الحوارات مع الحكومة ﻷنھم ثروة، فالتعددﯾة بالعراق ھي عامل قوة وتوحد ». وأضاف:
 أن «تحقيق اﻷمن وتأمﯿن فرص العمل والوظائف والمدارس والخدمات والثقة والخطاب المعزز بالثقة والسلام جميعھا عوامل سنعمل عليھا ﻹعادة المسيحيين المھاجرﯾن إلى منازلھم فالغربة صعبة جدا وﻻ تطاق».
اجل انها مهمة صعبة وتتطلب تعاون وتضافر كل الجهود وبشكل خاص الجانب الحكومي ، ولا شك ان الحكومة لها مشاكلها المعقدة المتشعبة ، وما يخص اسباب الهجرة فهي كثيرة وعميقة ، ومن اهمها فقدان الأمن والأسقرار لكل مكونات الشعب العراقي بشكل عام ، واتباع الأديان غير الإسلامية بشكل خاص ومنها المكون المسيحي ، الذي يرجح ان تعداده بعد 2003 قد تقلص بسبب عوامل التهجير والهجرة الى اقل من النصف .
ولا شك ان الهجرة المسيحية من الدول العربية لها نفس الأسباب لمثيلتها في العراق ، وإن ثورات الربيع العربي قد افرزت المزيد من عوامل الهجرة بسبب هيمنة الأسلام السياسي وفرض الكثير من جوانب الشريعة الأسلامية على المسيحيين .
وفي مسألة توحيد الصف المسيحي يطالب البطريرك مار لويس في كلمته "أن يكف كتابنا عن كتابة مقالات قومية أو كنسية تفتقر إلى العلمية والمنهجية. لنحافظ على هويتنا ونفتخر بها من دون الطعن بهوية الآخر أو نبذه سوف يساعدنا البحث العلمي الرصين على الاكتشاف"، وذلك في إشارة إلى قضية تسميات  شعبنا القومية التي تثير جدلاً بين في حال مناقشتها.
اجل من حقنا ان نفتخر بهويتنا لكن دون الطعن بهوية الآخر او نبذه .. وحينما نصل الى هذه المرحلة وهي عدم نبذ الآخر او الطعن به سوف نصل الى المرحلة المتسمة بالتفاهم والحوار الحضاري ، وهذه حالة مطلوبة من كل الأطراف واحسب ان هذه دعوة مباركة لوقف الحملات الأعلامية بيننا نحن الكتاب ومطلوب من فضائياتنا ان تكون اكثر حيادية في خطابها حين التحدث عن مكونات شعبنا .
وفي رسالة غبطته تتوضح ملامح منهجية العمل بشأن :
ـ تقوية وترسيخ البنيان المؤسساتي للكنيسة الكلدانية .
ــ  مد يد التعاون والأنفتاح على الكنائس الشقيقة .
ــ مد جسور الحوار الأسلامي المسيحي ، لأن الجغرافيا مفروضة ، وعلينا ان نكيف نفسنا مع الواقع وذلك بمد جسور التفاهم بغية أيجاد مناخ للتعايش في الوطن الواحد وبمنطق المواطنة التي تحفظ  لكل المكونات الكرامة الوطنية والإنسانية .
ــ وهو يتوجه الى القوى السياسية الفاعلة على الساحة العراقية وبمنطلق كون البطريرك  مواطن ورجل دين " روحاني" ويناشد كل الأطراف ان يبقوا كباراً ويتجاوزوا الخلافات من أجل الوطن ووحدته وسيادته ..
هذه طموحات كبيرة ولائحة متشابكة من هموم الكنيسة والوطن والمنطقة .. وهي تتطلب مثابرة الجهود والعمل والجهود المضنية هذا من جانب البطريرك ، واعتقد نحن من جانبنا ينبغي ان نتضامن مع هذا الأنسان لكي يقود السفينة الى بر الأمان ونقف الى جانبه ، فينبغي ان نكون كرماء في اتاحة الفرصة ، فغبطته ليس له حزب سياسي او سلطة زمنية تنفيذية يحقق ما يراه مناسباً عن طريق قوة السلطة والسلاح ، فغبطته رجل ديني سلاحه تربوي وإرشادي روحاني ونشر مبادئ السلام والمحبة بين المكونات .
علينا ان نمنح الفرصة لغبطته لكي يباشر العمل ويخطو الخطوة الأولى في طريق الألف ميل . نحن ابناء الشعب الكلداني متضررين اكثر من كل المكونات العراقية من الأوضاع بعد سقوط النظام في عام 2003 ونتأمل ان نأخذ دورنا في المواطنة الحقيقية في مسألة الحقوق والواجبات في العراق الأتحادي وفي اقليم كوردستان لكي يكون لنا دورنا الفاعل في التطور الحضاري وفي بناء الوطن .
د. حبيب تومي / اوسلو في 11 / 02 / 13

477
السيد اوشانا 47
ليكن لكم قليل من مظاهر احترام مشاعر الآخر ، تقول : القوم الكلدي القديم / الجرعائي ..
ماذا تقصد بقولك الجرعائي ؟ هذا مناقض لكل اخلاقية الحوار ، إنكم دون خجل تريدون طردنا من بيوتنا في القوش وتللسقف وباطنايا.. ونعود الى بابل لأن هذه ارضكم ، يا رجل نحن إذا كان لنا فكر إقصائي مثلك ولا اقول مثلكم ، اقول ينبغي عليك ان تعود الى اراضيك في مرتفعات جبال حكاري في تركيا والى اورمية في ايران ، نحن في بيوتنا وقرانا ومدننا الكلدانية ، استقبلناكم وانتم لا جئين مع القوات البريطانية الذين كان يسعون لإيجاد اراضي لكم لكي تسكنون فيها ، وكان لكم مصادمات دموية مع العرب ومع الأكراد ومع التركمان في العراق ، ونحن الكلدانيين الوحيدين الذين وقفنا الى جانبكم وحميناكم في القوش وغيرها  ، واليوم تقول لنا اذهبوا الى بابل هذه ارضنا ، اليوم تأتي انت وتعلمني التاريخ .
 يار رجل هنالك شئ اسمه حقوق الأنسان ونحن الكلدان احرار نفكر كما نريد ، وننتمي كما نريد ، ونعتقد كما نريد ، ونؤمن كما نريد فأنت وأمثالك ليس وصياً علينا . لا نريد تنظيراتكم ولا تعليماتكم نحن في غنى عنها .
سوف لا اجيب على ما تكتبه
تحياتي
ح. تومي

478
الأخوة الأفاضل شكراً على كل المداخلات
 لدي انطباع مشوب بالتعجب والذهول من مزاحمة وتضييق لشعب اسمه الشعب الكلداني .
 العجيب إنه إذا قال الراعي او الفلاح الكوردي انا قوميتي كوردية ولغتي كوردية لا يوجد من يجادله ولا يوجد من يسأل كيف يثبت ان جذوره كوردية وهذا ينطبق على العربي ، فنحن نعرف انه قبل الأسلام كانت العروبة منتشرة في جزيرة العرب فقط ، وإن سوريا والعراق ومصر وشمال افريقيا  لم تكن عربية ولم يكن لسانها عربي ، وإن زعم مصري اليوم او سوري او شمالي افريقي وقال انه عربي لا احد يجادله ، او يفند زعمه بفرضية ان هنالك حقوق للأنسان ينبغي احترام مشاعر الناس مهما كانت حتى لو تأكدنا من خطأهم ، وما داموا يؤمنون بفكرتهم فعلينا احترامهم ، ولكن العجيب العجيب حينما يتعلق الأمر بالكلدان ولغتهم الكلدانية سرعان ما تنبري اصوات ومزيد من الأسئلة ، كيف تأصلون جذوركم الى الكلدان ؟ لماذا لغتكم كلدانية ؟علينا بمراجعة الفلاسفة والمؤرخين في العالم وعلينا مراجعة الجامعات والمتاحف العالمية لكي نثبت لهم اننا كلدان ، هكذا اصبح مصيرنا ، وأن النرجسية في الأحزاب القومية المسيحية المتنفذة ، لا مكان للمخالف لها فكرياً او اديولوجياً خصوصاً إذا كان هذا المخالف كلداني . ومن الآن فصاعداً علينا ان نحمل معنا المصادر والكتب لكي نثبت اسم لغتنا الكلدانية واسم قوميتنا الكلدانية . والله يكون في عون هذا القوم المظلوم في وطنه .
تحياتي للجميع
ح. تومي

479
الأخ منذر كلة / تحية
حقاً إنه موضوع في غاية الأهمية ، على الأقل ، لمن يعشقون القوش ومن يحرص على مصالحها ويحافظ على تاريخها ، اجل حينما اسير في تلك الأزقة التي كان يوماً حافة بالحركة والنشاط بينما اليوم ، نلاحظ فيها العزلة والسكون الأبدي ، وهذا امر مؤسف ، وانا معك يجب ان تتضافر الجهود الرسمية والشعبية للنهوض بهذه المنطقة التي يفوح منها عبق التاريخ .
 لقد رأيت في الدول الأوروبية وكمثل غير حصري ما رأيته في البرتغال حيث يصار الى تجديد تلك البيوت بل يحفظ بأدواتها القديمة من فوانيس إضاءة قديمة ومناضد وكراسي ، ويفتح فيها مطاعم وأسواق تبيع المنتوجات الشعبية وهي دائماً زاخرة بالسياح .
اجل اضع يدي في يدك ومع كل الخيرين لأحياء المناطق القديمة من القوش حيث تربينا فيها وعشنا الحياة البسيطة والفقيرة لكنها كانت مترفة بالسعادة والأمل والمحبة .
تقبل خالص تحياتي
عاشق القوش / د. حبيب تومي

480
الأخ ابو سنحاريب المحترم
ورد هذا المقطع في تعليقك تقول :
( للامانة التاريحية ليست هناك لغة كلدانية  حسب كتاب تاريح اللغات السامية بل هناك لغة الاكدية البابلية الاشورية
اما لغة الكلدان فترمز الى لغة الكهنة في بابل
واجد انك ما زلت تكرر نفس الكلمات بان بول برايمر  وكانه قد اعطى مفاتيح الجنة لاشوريين  وهم اقفلوا الابواب امامك
يا سيدي الكريم
انت تعترف باصول الديمقراطية
والفائز بالانتخابات هو الفائز  والفاشل يجب ان يحترم الفائز
ومن 2003 جرت عدة انتخابات وبدون بريمر وكان النتيجة لصالح احزاب وشخصيات لها دورها التاريخي الحالي ) انتهى الأقتباس
اولاً انا احسدك ليكون لك وافر الوقت لتسهب في الردود على المقالات وهذا شئ جيد ، الفقرة التي تقول فيها للامانة التاريخية ليست هنالك لغة كلدانية ..
اقول يا اخي العزيز رغم ان اللغة ليست عنصراً مهماً في كل الحالات من اجل النزعة القومية ، وهذا ما سوف اتطرق اليه  بعد قليل او في تعليق قادم ، فنحن شعب كلداني ونقول لغتنا كلدانية والآشوري يقول لغتي آشورية والسرياني يقول لغتي سريانية فأين المشكلة في ذلك ، اما بشأن اللغة الكلدانية فأقتبس مقطع من كتاب الفلسفة اللغوية لجرجي زيدان والطبعة الاولى لهذا الكتاب كانت عام 1886 يقول المؤلف ص27 ـ 31 عن فروع طائفة اللغات السامية :
( ..الفرع الأول ـــ الآرامية وفرعاها السريانية والكلدانية ، فالآرامية لغة بابل القديمة آثارها مكتوبة على بقايا بابل وآشور بالأحرف الأسفينية والأنبارية . والكلدانية هي هذه بعد ان لعبت بها ايدي الزمن فغيرت بعض الفاظها .  وقد كتبت بعض اسفار العد القديم كسفر دانيال وغيره ، وقد دعيت بالآرامية تساهلاً ـ على ما أرى ـ لأن بينها وبين الآرامية الأصلية فرقاً واضحاً لفظاً ومعنى ، ولغة آشور ابعد عن هذه من لغة بابل ، اما من دعي بين السريانيين في هذه الأيام باللغة الكلدانية ، ليس إلا السريانية نفسها مع بعض التغيير في الحركات ، والسريانية هي الكلدانية المشار اليها من تغيير في الفاظها ودلالاتها لما اقتضته الأحوال .
ويضيف المؤلف جورجي زيدان فيقول :
فكأن اللغة البابلية القديمة دعيت اول أمرها آرامية ثم تغيرت قليلاً فدعيت الكلدانية ، ثم وقع فيها تغيير آخر فدعيت سريانية وحصل في هذه بعض التنوع في حركاتها فحسبت لغتين : سريانية غربية وسريانية شرقية وقد حفظت اللغة الآرامية الأصلية بعض التواريخ القديمة منقوشة على بقايا بابل وآشور .. ) انتهى الأقتباس
اخي ابو سنحاريب فإن رفض وجود الكلدانية ليس له علاقة بالأمانة التاريخية التي ادرجتها في بداية تعليقك .
نأتي الى الفقرة الأخرى التي تقول : وكأن بول بريمر قد اعطى مفاتيح الجنة ..
اجل ان بول بريمر اعطى مفاتيح العملية السياسية للاشوريين ( المسيحيين ) وغيّب الكلدانيين ( المسيحيين ) ، وهذا اجحاف بحق الكلدان ، ولا ادري ان كنت انت ترى غير ذلك ، وربما بحساباتك الأقصائية بأن الكلدان هو عبارة عن مذهب كنسي تابع للقومية الآشورية ويكفيهم تبعيتهم للاشوريين ، فانتم قمة الهرم ونحن في قاعدته والواقع وإعلامكم يعكس ذلك بشكل واضح .
الفقرة الأخرى التي تقول فيها :
ان تعترف بأصول الديمقراطية والفائز بالانتخابات هو الفائز  والفاشل يجب ان يحترم الفائز ..
 اقول : نحن نحترم الفائز برغم آلية الأنتخابات الجائرة فنحن نحترم نتائجها :
لكن الشئ الذي لا نقبل به ونرفضه كلياً ونستنكره بشدة يا سيد ابو سنحاريب ، ان الفائزين يتطاولون على التاريخ وعلى مشاعر الشعب الكلداني ، ويسعون ويجاهرون دون خجل الى إلغاء قومية الشعب الذي انتخبهم وأوصلهم الى مبنى البرلمان ، فهل يحق لهم إلغاء اسم القومية الكلدانية من الدستور العراقي ؟
سؤالي لك ولمن يفكر بحقد عنصري على الكلدان والسريان  :
هل يحق لجميع اعضاء ( جميعم ) في برلمان كوردستان مثلاً ، ان يصوت لإلغاء اسم القومية الكوردية من الدستور ؟
اليس هؤلاء نواب ممثلين للشعب ؟
 وحسب منطقك اليست هذه الديمقراطية ؟
فلماذا لا نحترم نتائجها ؟ لماذا لا يحق لهؤلاء إالغاء اسم القومية الكوردية وإحلال محلها تسمية بديلة ؟ ما داموا هم ممثلي الشعب وهو الذي انتخبهم .
اليس هذا هراء اخي ابو سنحاريب ؟ هل نقبل بهؤلاء النواب ان يلغون حقوق الأنسان  ويتجاوزون على حقوق المرأة او على حقوق الأقليات او على منع الحرية عن الآخرين ؟
نوابنا يا اخي العزيز ابو سنحاريب  يتعين عليهم  ان يعبروا عن مشاعر الشعب الكلداني والسرياني الذي انتخبهم وليس العمل على تهميش تاريخ الذي انتخبوهم ويقبلون بل يعملون لوضع تسميات تافهة وسطحية مكان اسماء لها عمقها التاريخي والحضاري ؟ فهل هؤلاء نواب ام لعبة بيد احزاب لها اجندات سياسية عنصرية اقصائية بحق الكلدان والسريان؟
هذا هو الواقع فكلماتك وتعابريك الناعمة لا تجمل الواقع المؤلم الذي افرزته الأحزاب القومية الأقصائية المعروفة . والتي قسمت شعبنا الى متعصبين كل منهم يتخندق في معقله .

وسوف احاول الرد على الأخوة المعلقين قدر الإمكان .
اجمل تحياتي
ح. تومي

481
سيدنا البطريرك مار لويس روفائيل الأول ساكو الجزيل الأحترام
قرأت هذه العبارة  التي تقول فيها :
( .. كنيستنا هي محلية وعالمية في ذات الوقت ومفردات مثل الكلدانية والآشورية هي وليدة الاستعمار الذي يرمي إلى تقسيم المكونات ذات الأصل الواحد ) . وفي اللغة الأنكليزية كما وضعها بواسطة Romtaia)
(  ( Our Church is local and universal at the same time and terms such as “Chaldean” or “Assyrian” are the legacy of a colonialism that aimed to divide communities of the same origin..)
في الحقيقة لا ادري كيف نفسر هذه المقولة ، ومهما كان تاريخ الأسمين فالأول الأسم الكلداني كان في اواسط القرن الخامس عشر حينما توحدت الكنيسة النسطورية الكلدانية مع الكنيسة الكاثوليكية الجامعة ، فتسمت بالكنيسة الكاثوليكية ، ولأعطائها هوية وطنية لتفريقها عن الكنائس الكاثوليكية الأخرى كالأرمنية ، والهندية ، والفرنسية والأسبانية .. الخ اعطي لها الأسم القومي الكلداني وكان الأتفاق على الأسم القومي بالكلداني بموافقة روما  ، اي ان الأسم الكلداني ليس ميراث استعماري ولم يكن ثمة اي غايات لتفرقة الصفوف .
وهكذا بالنسبة للاخوة الآشوريين الذين لقبوا بالأسم الآشوري بعد الحرب العالمية الأولى من قبل البريطانيين لكي تعرض قضية شعبهم على عصبة الأمم ، ولهذا لا يمكن ان يكون الأسم من صنع استعماري بغية تفرقتهما ، فليس للاستعمار اي مصلحة في تفرقة هذين الشعبين إذ ليس لهما أرض او ثرورة نفطية لكي يسعى ليستعمرها ويستثمرها .
في معاهدة سيفر عام 1920 كان ثمة مادة 62 والتي نصت على حماية الأقليات العرقية والدينية بعد سقوط الدولة العثمانية ، وكانت هذه المادة ( 62 ) صريحة في منح حقوق الأكراد والقوميات الأخرى  مثل الكلدانيين والآشوريين  .
في الحقيقة  إنهما شعبين مغلوبين على امرهما وينبغي تصفية النوايا لتقريب وجهات النظر ، وبنفس الوقت ينبغي ان نحترم مشاعر الشعب الذي يعتبر نفسه آشوري او الشعب الذي يعتبر نفسه كلداني او الذي يعتبر نفسه سرياني وهكذا الأرمني  فاللجوء الى إلغاء التسميات والأكتفاء بالأسم المسيحي ليس الحل الأمثل بل يتناقض مع الظروف الموضوعية ومع الدستور العراقي ومع مشاعر الناس ، إن الأحترام المتبادل واحترام حرية الراي والرأي الآخر ، والجلوس على مائدة مستديرة هو الحل المقبول من قبل الجميع ، فلا يجوز  ان نتجاوز مشاعر الناس ونقول هذه مخلفات استعمارية في الوقت الذي يتجمع شعبنا في منظمات وأحزاب كلدانية وآشورية وسريانية ، علينا ان نحترم وجهات النظر  لهؤلاء الناس .
غبطة البطريرك مار لويس روفائيل الأول ساكو الكلي الطوبى ، برأيي المتواضع  علينا نحن الكلدان العمل على ترسيخ دعائم البيت الكلداني اولاً وهو  يشمل الكنيسة والشعب على حد سواء ، وبعد ذلك نتوجه نحو اخواننا في الدين في الوطن العراقي ، ثم ننطلق نحو فضاء مسيحيي الشرق الأوسط  ، حيث هنالك هجمة شرسة لتفريغ العراق والشرق الأوسط  عموماً من مسيحييه  ولا ريب ان سيادتكم مطلع اكثر على مجريات الأمور بهذا الصدد ، وعلينا ان نتعاون جميعاً بهذا الأتجاه ونوحد الكلمة من اجل هذا الهدف .
نتمنى الموفقية والنجاح لغبطة البطريرك الكلداني مار لويس روفائيل الأول ساكو في مهمته الشاقة وكان الله في عونه  .
د. حبيب تومي / اوسلو في 07 / 02 / 13

482
يداً بيد مع البطريرك الجديد لأنتشال كنيسة الكلدان من التشتت والأنهيار
بقلم : د. حبيب تومي / اوسلو
habeebtomi@yahoo.no
بنظري ان غبطة البطريرك مار لويس ساكو روفائيل الكلي الطوبى ، دارس ومدرك بشكل عميق وناضج لكل ما تعانيه الكنيسة الكلدانية من مشاكل ومصاعب ، ولا شك ان تشخيص مكامن الداء يعتبر السبيل الأمثل لوصف الدواء الشافي ، لكن من المؤكد ان حجم المشاكل المتراكمة لا يمكن النهوض بها بين ليلة وضحاها ، ولهذا خير ما يمكن القيام به في الوقت الحاضر هو الحؤول دون وقوع المزيد من الضعف والتدهور والبلبلة بجسم الكنيسة ، ولهذا يترتب على الكنيسة وشعبها الكلداني تكثيف الجهود المشتركة لإيقاف انحدار الكنيسة نحو الهاوية ومن ثم الشروع في تناول المعضلات لوضع الحلول الناجعة لكل منها ، وبعد ذلك تبدأ عجلة الكنيسة بالدوران والتحرك نحو الأمام لكي تعيد الكنيسة هيبتها ومنزلتها التاريخية ، ومن اجل ذلك يمكن متابعة النقاط ادناه :
اولاً :
 ما يتعلق منها بالشأن الداخلي لمؤسسة الكنيسة والضعف الذي خيم على هيكلها التنظيمي  بجهة ضعف المركزية بين ذروة الهرم وقاعدته والتي كانت عنوان قوتها في الصمود والديمومة لموجهة وتجاوز تلك المحن والإضطهادات الشرسة التي تواترت عبر قرون طويلة من تاريخها ومكنت الكنيسة وشعبها الكلداني من الأستمرارية والأحتفاظ بالدين والتراث واللغة الكلدانية والطقس الكلداني ، لكن بعد 2003 اعتراها الضعف والهوان بسبب الظروف المحيطة والتي لم تكن في صالح الكنيسة الكلدانية وشعبها الكلداني .
ثانياً :
كان مبادرة حكيمة من لدن حضرة بابا الفاتيكان بأن يصار الى عقد سنهودس كلداني في الفاتيكان بروما ، وان تجري الأنتخابات هناك ، إن هذه العملية قد ابعدت المجتمعين من اي ضغوط او تأثيرات جانبية، وهكذا منحت لهم مساحة كبيرة من الأستقلالية في القرار ، بعد رياضة روحية لصفاء القلوب والمحبة المسيحية ، فكان في تلك الأجواء المفعمة بالحرية والمحبة ان يجري انتخاب البطريرك مار لويس روفائيل الأول ساكو ، وقد توطدت تلك النتائج بعد نيلها موافقة قداسة البابا على اختيار المطارنة الأجلاء .
ثالثاً
الأوضاع التي انبثقت بعد سقوط النظام في نيسان عام 2003 ولجوء الحاكم المدني الأمريكي بول بريمر الى ازاحة المكون الكلداني المسيحي من المعادلة السياسية ، وإحلال المكون الآشوري المسيحي بدلاً عنه بجهة ان الأقلية الآشورية اكثر فعالية ، وينبغي الاعتراف  بالحقيقة التي تقول :
 ان الأحزاب القومية الآشورية تميزت ببراعة التنظيم وقدسية الشعارات مما اكسبها الغلبة رغم قلة عددهم بالقياس بالمكونات المسيحية الأخرى ، وبصراحة نحن لسنا غاضبين على منح الأخوة الآشوريين تلك المكانة بل الذي اغضبنا هو إزاحة المكون الكلداني من العملية السياسية وهذا نحسبه ظلم وإجحاف بحق الكلدان .
رابعاً :
كانت العمليات الإرهابية بعد عام 2004 والتي طالت الكنائس المسيحية دون تمييز ، لكن الشعب الكلداني تحمل العبئ الأكبر من تلك العمليات بفضل تفوقه العددي على بقية المكونات المسيحية مما خلف حالة من التطهير العرقي ضد المكون الكلداني وبقية مسيحيي العراق ، فقد طالت عمليات تفجير الكنائس وعمليات القتل والخطف والأبتزار والتشريد حتى توسعت دائرة القتل والأغتيال الى رجال الدين ومنهم الأب الشهيد رغيد كني ومعه ثلاثة شمامسة اغتيلوا في وضح النهار في مدينة الموصل يوم 3 حزيران عام 2007 وفي ذروة عمليات الإرهاب امتدت لتشمل المطران الشهيد مار بولص فرج رحو بعد اطلاق النار على سيارته وقتل سائقه واثنان من مرافقيه ، وخطفه يوم 29 / 02 / 2008 واستشهد على يد خاطفيه المسلحين في مدينة الموصل يوم 13 / 03 / 2008 م .
هكذا شكلت تلك العمليات الأرهابية الدينية الإقصائية عامل حاسم في شبه تفريغ المدن العراقية الرئيسية مثل بغداد والبصرة والموصل من المكون المسيحي الكلداني وبقية مسيحيي العراق ومن المندائيين والأرمن .
خامساً :
إن إقصاء المكون المسيحي الكلداني من العملية السياسية قد الحق اضرارا كبيرة بالكنيسة الكلدانية ، حيث ضعفت مكانتها امام المسؤولين العراقيين إن كان في المركز او في اقليم كوردستان ، وأثر هذا على هيبتها ، إذ لم يعد لها اي كلام مسموع لدى المسؤولين ، وكانت مسألة تعيين مدير الوقف المسيحي والأديان الأخرى وتهميش دورها ، وتفضيل رأي حزب آشوري عليها يشكل ضربة قاصمة لمكانة الكنيسة وهيبتها في وطنها العراقي فكان ذلك علامة فارقة لفقدانها الكثير من نفوذها التقليدي في القرار السياسي العراقي .والذي كان مسموعاً ومؤثراً في عهد البطاركة السابقين الذين نقرأ لهم بل نتذكر عهودهم وهم :
 البطريرك عمانوئيل الثاني توما ( ت 1947 ) ، ومار يوسف السابع غنيمة ( ت 1958 ) ، ومار بولس الثاني شيخو ( ت 1989 ) ، ومار روفائيل الأول بيداويد ( ت 2003 ) .
 ونلاحظ ان التراجع بدأ عام 2003 وما بعده ، وكان البطريرك مار عمانوئيل دلي الثالث متفانياً ومتحملاً الظروف القاسية من القهر والعنف والإرهاب ، وبقي الى جانب شعبه في تلك السنين السوداء ، رغم كونه مكبلاً لا يستطيع ان يقدم اي خدمة لأبناء شعبه ، بسبب عدم امكانية الوصول الى مصادر صنع القرار لرفع وتقديم معاناة شعبه لهم .
لقد كانت مبادرة حكيمة من لدن غبطة البطريرك الكاردينال عمانويل دلي حينما استقال من منصبه فاسحاً الطريق لمن يكمل المسيرة ويقود الكنيسة نحو مرافئ السلام والأستقرار.
سادساً :
رافقت انتخاب البطريرك الجديد للشعب الكلداني دفقة إعلامية مشهودة من قبل الإعلام العراقي والأقليمي والعالمي ، وكان الترحيب والإشادة بشخصية ومكانة البطريرك مار لويس روفائيل الأول ساكو وما ينتظره من مهمات إن كان بشأن بناء البيت الكلداني على نطاق الكنيسة وعلى نطاق الشعب ، او ما كان يتعلق بالعلاقات مع المكونات الأخرى لا سيما المكون الإسلامي أو ما هو مرتبط بالعلاقة مع الكنائس الأخرى في العراق ، او ما يحمل من هموم المتعلقة بمصير مسيحيي الشرق الأوسط عموماً ، نعم هذه ملفات ستكون امام البطريرك الجديد ، وهذا الإعلام المكثف يعطي جرعة قوية لمنزلة وهيبة غبطة البطريرك مار لويس روفائيل ساكو الكلي الطوبى لمقابلة المسؤولين الكبار في الحكومة المركزية او في حكومة اقليم كوردستان .
سابعاً :
نتابع آخر آخر تصريحات البطريرك لوكالة انباء (فيدس) الفاتيكانية الأربعاء، إذ يشير البطريرك ساكو أنه :
 "يجب علينا ككهنة أن نكون مثالا يحتذى به، لا أن نسعى الى سلامتنا"، وبشكل خاص "في لحظة حرجة كالتي يعيشها العراق"، مشيرا الى أن "السينودس القادم للكنيسة الكلدانية سيُعقد في بغداد ويضيف : لقد طلبت شخصيا من جميع الأساقفة الآخرين، بمن فيهم أولئك الموجودين في الشتات، ألا يغيبوا" فمن "شأن هذا أيضا أن يكون دعما للمسيحيين، وللحكومة ولجميع العراقيين"، فـ"رؤية أن الأساقفة الكلدان يمكنهم عقد السينودس، والذهاب لتحية رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء، سيكون إشارة لحضور الكنيسة ولعدم الإضطرار الى الرحيل" .
اجل ينبغي ترسيخ الوجود في الوطن ، وينبغي الأهتمام بالبيت الكلداني وبعد ان يغدو هذا البيت متين البنيان يمكن ان نمد أيدينا لمساعدة الجيران في المحلة والقرية والمدينة والوطن .
 نحن العلمانيين سنكون السند القوي لكنيستنا ، ونأمل ان تتبوأ الكنيسة مكانتها التاريخية ، وحينما يكون شعبها الكلداني قوي وممثل في الحكومة المركزية وفي حكومة اقليم كوردستان سيكون للكنيسة صوت مسموع لدى الدوائر المتنفذة .
ان الهجرة المسيحية التي يهتم بها البطريرك الجديد متعلقة بشكل كبير بالحقوق المهمشة لهذا الشعب ، فالوظائف محصورة للاحزاب المتنفذة ، والأوساط القريبة من مصادر القرار ، فبقي ابناء شعبنا الكلداني والمسيحيين وكل اتباع الديانات غير الإسلامية شبه مهملة في وطنها العراقي بل تفرض عليهم احكام شريعة اسلامية بشأن الملبس والمأكل والحريات الشخصية والأجتماعية ، ويصل بهم القرار الى جعلهم مواطنين من الدرجة الثانية وهذا ما يجعل هذه الأقليات تهاجر الى الأوطان التي تحترم كرامتها الإنسانية وتجعل منهم مواطنون درجة اولى وليس غيرها .
بنفس الوقت نطلب من البطريرك لويس روفائيل الأول ساكو ان يعمل على فتح قنوات الحوار مع الكنائس المشرقية ، ولكي نكون واقعيين ومنصفين في طلبنا نطلب من الكنائس المشرقية الأخرى ان تخطو بدورها خطوات نحو الوسطية ، وحينما يخطو كل طرف خطوة نحو الآخر يكون قد وضعنا الحلول الصحيحة الناجحة لتضييق الهوة وردمها في آخر المطاف . وليس من الموضوعية ان نطلب من طرف واحد فقط ان يعمل من اجل الوحدة ونترك الآخرين متشبثين بمواقعم لا يتحركون قيد انملة . فيترتب علينا دعوة الجميع للوسطية والتقارب وليس الكنيسة الكاثوليكية الكلدانية فقط ونترك الكنائس الأخرى تتشبث بمواقعها ومواقفها المتصلبة .
إن شعبنا الكلداني يضع يده بيد غبطة البطريرك لويس روفائيل الأول ساكو الكلي الطوبى لأنتشال كنيستنا الكلدانية من واقعها المرير وقيادة مركبها نحو بر الأمان والسلام والأزدهار لتتبوأ منزلتها التاريخية في وطنها العراقي .
د. حبيب تومي / اوسلو في 07 / 02 / 13


483
الأخ الصديق يوسف شمس الدين المحترم
تحية ومحبة
إن كلماتك هذه تعبر عن مشاعرك الطيبة واسمح لي ان اثني على كلماتك الجميلة وعلى قلبك النقي الطاهر المحب للاخوة الإنسانية ، نحن جميعاً نضع يدنا بيد غبطة البطريرك مار لويس روفائيل الأول ساكو وتعضيده لإنجاز مهمته العسيرة في إرجاع مكانة وهيبة كنيستنا الكاثوليكية الكلدانية الى مكانها الطبيعي في وطننا العراقي ، كما ونأمل ان تترسخ لحمة التفاهم والتضامن بين الكنيسة وشعبها الكلداني ، لكي نضع حداً لحالة الإهمال والتهميش الذي يعانيه شعبنا الكلداني والذي نجم عنه ايضاً ضعف مؤسسة الكنيسة وإهمال امرها في وطنها .
 دمت صديقاً عزيزاً
د. حبيب تومي  

484
غبطـة البطريرك مار لويس روفائيل الأول ساكو الجزيل الإحترام
تتقدم الهيئة العليا للتنظيمات السياسية الكلدانية بخالص التهاني والتبريكات لغبطتكم بمناسبة إنتخابكم بطريك بابل على الكلدان الكاثوليك في العراق والعالم .
إننا إذ نبعث الى غبطتكم هذه التهاني الصادقة نعلم بأن أمامكم طريق شاق ومهام كبيرة تتطلب جهودا جسام في مجال توحيد كلمة ومواقف رعاة الأبرشيات وتطويرالمؤسسة الكنسية من جميع الجوانب لتستعيد كنيستنا مآثرها وأمجادها التاريخية وتلعب دورها المبارك كما كانت في القرون السالفة . نحن على ثقـة بأن غبطتكم ستكون قادرا على تحمل هذه المسؤولية على أتم وجه وفي توثيق العلاقة بين الأكليروس والعلمانيين وتفعيل دورهم في خدمة الكنيسة وشعبها الكلداني المسيحي ، وكذلك ستتمكن من إعادة هيبتها التي كانت تتمتع بها منذ القرون الأولى للمسيحية في بلاد النهرين ، وفي فتح قنوات التعاون بين الكنيسة والمؤسسات الكلدانية السياسية منها والثقافية والإجتماعية ، إذ نحن اليوم بأمس الحاجة الى التنسيق في العديد من المجالات لحماية وجودنا والمحافظة على حقوقنا وبناء البيت الكلداني على أسس متينة راسخة . كما ونرجو أن تتوفق في توحيد أوتقوية العلاقات مع الكنائس الأخرى خدمة لكلمة الرب ولصالح شعبنا المسيحي عامة ، مع بذل الجهود من أجل وقف نزيف الهجرة وإزالة اسبابها ودوافعها .
إننا نعاهد بأن نعمل مع غبطتكم يدا بيد لتحقق المهام التي تنتظركم في المجالات الكنسية والشعبية والوطنية ونساعدكم في إعادة الثقة الى نفوس أبناء شعبنا في الوطن ليستقروا فيه وليصمدوا بشموخ كما صمد اجدادنا أمام أهوال الزمن الماضي .
أخيرا نتضرع الى الرب يسوع والى روح القدس ليساعدانك ويحميانك ويلهمانك المزيد من القوة والقدرة والحكمة في إدارة الكنيسة وتعزيز وحدة شعبها وفي إنجاز المهام الموكلة اليك وغيرها بنجاح وموفقية.
 أدامكم الرب ذخرا وحبرا حليما ومثالا عظيما نقتدي به في جميع المجالات والأصعدة ودمت تحت حماية الرب خير راعي لرعيتك بأمان وسلام .
الهيئة العليا للتنظيمات السياسية الكلدانية المتمثلة بالأحزاب :
الحزب الديمقراطي الكلداني
المنبر الديمقراطي الكلداني الموحد
 الحزب الوطني الكلداني
                              
                                                                حبيب تومي
                                                       الناطق الرسمي بإسم الهيئة
                                                         03 / 02 / 13

485
مقتـرح للأخـوة فـي إدارة موقـع عنـكاوا بشـأن الـردود وتعليقـات القـراء
تحية ومحبة للجميع
لا شك ان عملية التعليقات والردود على المقالات والأخبار تتداولها الكثير من وكالات الأنباء العالمية والصحف والمواقع الألكترونية المشهورة  وهي مساحة رائعة لنشر الرأي والرأي الآخر المعاكس ، وهذه ظاهرة حضارية ، لا يمكن الأستغناء عنها بسبب انتشار فضاءات الحرية التي لم يعد بالأمكان حجبها بعد شيوع وانتشار وسائل النشر والأتصال ، وهكذا فسحت هذه النافذة لأبداء الرأي لكل الأطراف بمساحة متساوية من الحرية ، وحسناً فعل موقع عنكاوا حينما اعاد مسالة التعليقات والردود على النصوص المنشورة في المنبر الحر وغيره .
 لكن لكل تجربة سلبياتها وايجابياتها ، فهنالك دائماً المسيئين الذين يتحركون في المياه العكرة للاجهاض على التجربة ، فالسيارة صنعت لراحة الأنسان لكن ثمة من يسوق برعونة ويسبب الحوادث ، وغيره من يفخخ تلك السيارة ويفجرها وسط الأسواق ..
 وفي مجال التعليقات والردود على موقع عنكاوا ،  اقترح ان تذهب الردود قبل نشرها الى إدراة عنكاوا ، وبعد ساعة او ساعتين او اكثر تنشر التعليقات المناسبة وتهمل التعليقات الجارحة والمسيئة ، وحتى لو كانت هذه المناقشات حول التاريخ او اسماء شعبنا التاريخية ، على ان تطرح بأسلوب حضاري ، سوف لا يشكل خطراً على العملية باعتبارها مساحة لتبادل الآراء والأفكار ، وهذا ما تقوم بهذه بعض الصحف والمواقع التي نتعامل معها فحينما نرسل التعليق تبرز عبارة : شكراً وصل تعليقك للإدارة وهو قيد المراجعة .
لا شك ان المسالة تشكل في البداية صعوبة للادارة ، لكن بمرور الوقت سوف تصبح سهلة بعد معرفة الذين يسيئون ، وفرز اصحاب الردود الحضارية .
 شكراً لموقع عنكاوا وللاخوة الكتاب والقراء الذين يلتزمون بقواعد وأخلاقية الكتابة والنشر .
د. حبيب تومي / اوسلو في 03 / 02 / 13

486
السـيد انطـوان الصـنا انصـحك ان  تضـع ما تكتبـه في ميـزان المصـداقيـة قبـل نشـره
بقلم : د. حبيب تومي / اوسلو
habeebtomi@yahoo.no
اهمية الكتابة تكمن في مضمونها ودقة إيصال الفكرة الى القارئ ، وليست العبرة في الكمية بل في النوعية ، وربما يكون ثمة اسلوب تعبيري إنشائي فارغ من المعنى بل يكون الهدف فيه جمالية اللغة او ربما إملاء الصفحة . وفي كل الأحوال حينما يكون ضرورة  للأستشهاد بالارقام يترتب على الكاتب ان يكون دقيقاً معتمداً على مصادر موثوقة  لأن تزييف الأرقام يظهر جلياً ولا يقبل الأجتهاد والتفسيرات كما هي الحالة في حشو التعابير القابلة للتأويل والمرواغة .
 في مقال سابق كتبت مقالاً هو عبارة عن الرد على تعليقك على مقالي في موقع عنكاوا .
واستخلص مما يسطره قلم السيد انطوان الصنا بأنه غاضب وحاقد على كل من يدافع عن  حقوق الشعب الكلداني  او عن القومية الكلدانية ، وانا اعرف انه سابقاً كان هو نفسه مهتماً ومدافعاً عن حقوق الشعب الكلداني ، واستشفيت ذلك من رسائلك الشخصية لي ، وأنا اقدس الصداقة ، ولهذا لا انشر الرسائل الخاصة بيني وبينك .
 وحسب تقديراتي وتقديرات القراء انك انتقلت بفترة زمنية وجيزة من ضفة العروبة الى الأمة الكلدانية ومن ثم الى ضفة ( الكلدان السريان الآشوريين ) وأخيراً كان استقرارك  على ضفة الأمة الآشورية ، وأنا شخصياً ليس لي اي تحفظ على ذلك فهذا شأنك وكل إنسان بالغ يستطيع ان يختار مذهبه وقوميته ودينيه وان يغيره متى شاء ، باستثناء فترة الطفولة فإنه يكسب هذه الأنتماءات من والديه وأسرته ومجتمعه ، وبعد ان يصبح راشداً يستطيع تغيير دينه وقوميته ومذهبه ، ما عدا الأخوة المسلمين ، فلا يحق لهم تغيير الدين لأن احكام الردة تنطبق على من يغير دينه ونحن نعرف ماذا  تعني هذه الأحكام  .
وقبل الرد على مقالك الأخير : أذكرك ببعض ما كتبته على موقع عنكاوا وغيره بمناسبة الدعوة الى انعقاد مؤتمر كلداني عالمي في العراق ، حيث حفظت في ارشيفي كل ما كتب عن المؤتمر :
مقالك كان بعنوان : موقف التنظيمات الآشورية .. من انعقاد المؤتمر القومي الكلداني العالمي الأول ،  يقول السيد انطوان الصنا في بداية المقال :
(( منذ ان اطلق الكاتب القومي الكلداني الكبير الاستاذ (حبيب تومي) صرخته المدوية القومية الرائدة ، في فضاء العمل القومي الكلداني ، مقترح دعوته قبل اسبوعين من الان ، لعقد المؤتمر القومي الكلداني العالمي الاول في النصف الثاني من سنة (2009) في مقاله الموسوم تحت عنوان (نحو عقد مؤتمر كلداني عالمي) ... الخ ))
ويستطرد السيد انطوان الصنا في نفس المقال يقول :
(( .. دأبت بعض التنظيمات القومية الاشورية المتشددة ، الى هضم وطمس واحتواء بل الغاء وجود القومية الكلدانية ، من قاموس القوميات ، بجرة قلم في محاولة لقلعها من جذورها ، واصولها التاريخية ، وكأنهم يملكون الحقيقة المطلقة لوحدهم !! واعتبروا القومية الكلدانية مذهب كنسي فقط !! وانهم جزء من الامة الاشورية الخالدة !! وكأن رحم امة الكلدان قد جدب وجف وتيبس !! وهذا تجسد مثلا في شعار الحركة الديمقراطية الاشورية ( ...الاقرار بالحقوق القومية الاشورية) اين موقع الكلدان من الاعراب في هذا الشعار ؟ اليس هذا اجحاف وظلم بحق امة عريقة ؟ لا تعليق !! ... .. ) انتهى الأقتباس وللمزيد راجع الرابط ادناه :
http://gilgamish.org/printarticle.php?id=15581
وفي مقال آخر للسيد الصنا حول المؤتمر ذاته كان عنوانه :
موقف الكنيسة الكلدانية .. من المؤتمر القومي الكلداني العالمي المقترح ،  وهو حسب الرابط ادناه :
http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=259103.0;wap2
لكن يبدو ان الكاتب انطوان الصنا قد دخل الى المقال وحذف منه فقرات كثيرة ، وهو محفوظ  لدي منقول من موقع عنكاوا مستعد ان اصوره كما هو في الأصل ، إذ سبق لي ان طبعت المقال من موقع عنكاوا بالذات ، ومن الفقرات المحذوفة من المقال هذه الفقرة :
( .. اما محاولات البعض المسكونين بالحقد والكراهية والضغينة ، لمسخ وإلغاء واحتواء القومية الكلدانية ، والذين يدعون بأنهم مالكي الحقيقة والتاريخ ، ولديهم نصوص تاريخية مقدسة ، حسمت الأمور مسبقاً وبدون مناقشة وتفاهم ، لقلب وتزييف حقائق التاريخ كما يحلو لهم ، هو تجاوز على حقوقنا وخصوصيتنا القومية ، ولا يتناسب مع روح العصر وحقوق المكونات الدينية الصغيرة التي اقرتها الأمم المتحدة .. والكلدان لا يقبلون بوصاية وأبوة وولاية أحد ، على قوميتهم من خارج بيتهم ... ) ..
وانا هنا اقول للسيد انطوان الصنا ، إن بقينا نحن ثابتين على الكلام الذي كنا نردده انا وأنت وغيرنا من الكلدان ، لماذا اصبحنا اليوم بنظرك انقساميين وانفصاليين ؟ فنحن بقينا على كلمتنا ولم نسعى لتغيير قوميتنا ، وما هي جريرتنا نحن ان كنت ( انت)  قد انتقلت الى الضفة الأخرى بمحض إرادتك ؟
 ولماذا تتهجم علينا بكل صغيرة وكبيرة بسبب ثباتنا على مواقفنا ومبادئنا ؟ ارجو ان لا تكون مثل سليمان نظيف الكوردي الذي استترك ونكر قوميته الكوردية ، ولإرضاء اسياده الأتراك عمل المستحيل لألقاء القبض على عدوهم  المرحوم عبد السلام البارزاني ، وعمل المستحيل ايضاً للحكم عليه بالأعدام وتنفيذ حكم الأعدام به من قبل السلطات التركية سنة 1914 ، فانت صديقنا ونحن لا نريد ان تصل الضغائن والأحقاد الى هذا المستوى ، وماذا تحصل من وراء ذلك ؟
كانت هذه مقدمة طويلة لكن كان لابد منها لمقالي الموسوم :
السيد انطوان الصنا انصحك ان  تضع ما تكتبه في ميزان المصداقية قبل نشره .
وهذه مناقشتي لمقالك المعنون :
رئيس ما يسمى الأتحاد العالمي للكتاب والأدباء الكلدان لن يرشح نفسه للمرة الثالثة لماذا ؟!!
اولاً : ـ
انها الدورة الثانية للانتخابات يا سيد انطوان الصنا وليست الثالثة ، إلا إذا انت ملم بشؤون الأتحاد اكثر من رئيس وأعضاء الأتحاد لتكون الدورة الثالثة بدلاً من الثانية ، فكان يجب ان تتأكد من المسألة وفي القوش لدينا مثل يقول : ( لا اخلت  بوشالا  خَميما  دلا  ياقذ  لشانوخ ) اي لا تأكل الطبيخ الحار لكي لا يحترق لسانك .
ثانياً : ـ
تقول في مقالك العتيد :
 ( وجاءت هذه الولادة المشوهه وغير الحميدة كرد فعل انفعالي ومتشنج وانتهازي .. )
كانت ولادة الأتحاد العالمي للكتاب والأدباء الكلدان بعد مناقشات مستفيضة من قبل المخلصين للقومية الكلدانية ، وإن الأتحاد كان ثابتاً على نهجه ولم ينتقل بين ليلة وضحاها  من  المولاة لهذه الجهة وانتقل بعد ذلك لمولاة جهات اخرى لمنافع مادية ، فأقوالك يجب ان تضعها في الميزان قبل نشرها ، لأن الأنتهازي هو كما ورد في منجد اللغة العربية المعاصرة في مادة ( نَهَزَ) .. انتهاز استغلال ، اغتنام ، إفادة ، انتهاز وقت ، انتهاز ظرف .
انتهازي من يتبع الأنتهازية ويتصرف بموجبها " كان حكمه قاسياً على الأنتهازيين " سياسي انتهازي ..
 انتهازية : خطة او سياسة تقوم على استغلال الظروف واغتنام الفرص للكسب والمنفعة ولو اقتضى ذلك التساهل في المبادئ . ) انتهى الأقتباس .
 فمن هو انتهازي يا سيد انطوان الصنا ؟ ونحيل هذا السؤال للقارئ الكريم عسى ان يسعفنا من يكون الأنتهازي الثابت على مبادئه ام المتقلب وراء منافعه ؟
 ثالثاً : ـ
في عبارة اخرى تتساءل وتقول :
..  السؤال الذي يطرح نفسه لماذا لم يتم تأسس مثل هذا الاتحاد ؟ كحالة طبيعية وموضوعية لممارسه عمله المهني قبل هذا التاريخ ؟
الجواب ، لانه لم يكن هدفنا المساعدات الحكومية ولا نريد ان يكون اتحادنا حكومي رسمي فحينما نتلقى مساعدات من جهة معينة لا نستطيع المحافظة على خطابنا المستقل .
رابعاً : ـ
تقول : -( السيد حبيب تومي نشر خبر عدم ترشيحه لرئاسة الاتحاد المذكور في منتدى المنبر السياسي في موقع عنكاوا الموقر لاغراض خاصة ودعايئة وهو يعلم جيدا ان الردود والمداخلات والرأي الاخر ) . انتهى الأقتباس
انا انشر معظم مقالاتي في المنبر السياسي ونادراً ما انشر في المنبر الحر ، وإن كان لي تحفظ فهذه مسألة تخصني ، وها انت تكتب تعقيباً على مقالي المنشور في المنبر السياسي ونشر مقالك على الصفحة الرئيسة فأين الأشكالية في ذلك ؟ فأين هي الأغراض الخاصة والدعائية ؟
خامساً : ـ
 تقول : ( .. هذا من جهة ومن جهة اخرى ان قانونية نشر قراره او مقترحه في الاعلام بعدم رغبته للترشيح لرئاسة الاتحاد للمرة الثالثة يعد مخالفة للنظام الداخلي.. ) .
اقول نحن نعرف نظامنا الداخلي ونحن نعرف نظام الأتحاد ولسنا بحاجة الى تأويلات وتفسيرات المحامين .
سادساً : ـ
تقول في إحدى فقرات الأنشائية المليئة بتصفيف الكلمات والعبارات التهكمية والأستخفافية والمليئة بالحقد والكراهية وقتقول : في واحدة منها :
( .. - السؤال الذي يطرح نفسه كيف يجوز قانونا تأسيس مثل هذا الاتحاد ؟ بدون ان يكون له هيئة عامة (بالاستناد الى القانون العراقي او الاجنبي) لتتولى انتخاب هيئة ادارية او تنفيذية قيادية كل عدة سنوات لنقل سنتان ؟ ثم كيف يتم انتخاب واختيار هيئة تنفيذية قيادية له من دون قاعدة عامة جماهيرية المتمثلة بالهيئة العامة ؟ هذا يعني ان الاتحاد المذكور مثل الهرم الذي نرى رأسه من دون قاعدة يستند اليها !! ) .. انتهى الأقتباس
 الم اقل انك تصلي الكلمات بسرعة المدفع الرشاش دون وضعها في الميزان :
 لدينا في الأتحاد هيئة تأسيسية وهيئة عامة وهيئة تنفيذية منتخبة من الهيئة العامة ، وان وزراء الخارجية لدولة معينة اليوم يجتمعون عبر غرف البالتاك وغيرها ، ونحن هذه الوسيلة الحديثة نستخدمها فبماذا نؤثر عليك ، وعلى قوانينك وقواعدك التي تريد ان تطبق علينا ؟
 نحن نخبة كلدانية لا نبيع أنفسنا ولدينا قرارنا المستقل وهذا شرف لنا ونفتخر به .
سابعاً : ـ
في فقرة اخرى يقول السيد انطوان الصنا :
( ..  حيث فشلت التنظيمات القومية الكلدانية المتعصبة قوميا بشكل ذريع وغير مسبوق فلم تحصل الا على 4% من اصوات ابناء شعبنا .. ) .
اولاً اقول لك : ان من يفوز في الأنتخابات لا يتبجح ويتباهى بفوزه ، بل يتسم بالتواضع ويحترم خصمه  هذه  هي جمالية اللعبة الديمقراطية ، لأن الدنيا دوارة ، فلو دامت لغيرك ما وصلت اليك ، ولذلك يكون فوز الكبار عبارة عن تواضع واحترام جم للاخر ، وبعكس بما تكرره انت دائماً وتستصغر المقابل وكأن الذي فزت عليه هو ارهابي . من المعيب ان تستهجن وتستصغر الأخر وتشمت به ، لأنك فزت عليه في الأنتخابات . إنها عقلية عشائرية متأخرة بمنأى عن الفكر الديمقراطي المتنور .
 وثانياً : يا اخي العزيز اكرر قولي : ضع ما تكتبه في ميزان المصداقية قبل نشره لا سيما حينما تستشهد بالأرقام فلا يجوز ان تأتي بالأرقام من مخيلتك او من جيبك ، انت تستطيع ان تأتي بقدر كبير من كلمات الحقد والكراهية لأبناء شعبك الكلداني ، لكن حينما تأتي بالأرقام ينبغي ان تفكر بالصدق وليس بابن عمه ..
وقد فندت في مقال سابق وهو منشور في آخر هذا المقال عن عدم صدقية الأرقام التي أوردتها ، وانت تصر اليوم على الأستشهاد بأرقام يتمناها قلبك الحاقد على الشعب الكلداني ومنظماته وأحزابه ، فنسبة 4%  التي ارودتها مغلوطة لا تمت الى الحقيقة بصلة ، إن الأنتخابات الأخيرة للبرلمان العراقي سنة 2010 ، إذ كان مجموع المصوتين من ابناء شعبنا 73315: وهي كالآتي :
قائمة الزوعا ( الرافدين ) حصلت على = 28095
المجلس الشعبي                           = 21882
مجلس قومي كلداني                      = 6608
حزب الديمقراطي الكلداني ( اور)      = 5547
قوائم مستقلة وعشتار ما مجموعه       = 11183
اي ان مجموع اصوات المجلس الشعبي والزوعا كان = 49977 اي بنسبة حوالي 68 بالمئة ،
وبقية الكيانات التي لم تحصل على مقعد حصلت على ما مجموعه من الأصوات = 23338 اي حوالي 32 بالمئة . والنسبة للقوائم الكلدانية المجلس القومي الكلداني والحزب الديمقراطي الكلداني ( اور) مجموع اصواتهم = 12155 صوت اي بنسبة تزيد عن 16,5%
فاين نسبة 4%   ونسبة 16,5% الا ترى هنالك فرق كبير بين ما اوردته في مغالاة وعدم صدقية  في أرقام مقالك وما هو واقعي صحيح ، ألا تفكر بمصداقية الكتابة ؟ انصحك ان تتريث قليلاً وتتأكد مما تسطره من ارقام قبل إدراجها في مقالاتك .
ثامناً : ـ  
قرأت في مقالك هذه الفقرة وغالباً ما تردد مثلها  في مقالاتك تقول :
( .. واشكر الرب ان ما جاء في متن المقال من ملاحظات وايضاحات واستنتاجات ورؤية مستقبلية قد تحققت بالفعل لكن المؤسف في وقتها اعترت وانتابت حالة هستيرية شديدة اتسمت بالانفعال والغضب والعصبية والمغالطات المكشوفة والمغرضة والتناقضات الفاضحة والادعاءات الفارغة ومجانبة الواقع والحقائق واللف والدوران للتهرب .. ) .
 يا اخي ما هذه السفسطائية ؟ اكتب جملة مفيدة من نصف سطر بدل هذا الأسترسال الأنشائي الممل .
تاسعاً : ـ
تقول في إحدى فقرات مقالك الناري :
( .. عدم ترشيح نفسه لرئاسته هو الاعتراف بالفشل والشلل وهنا نؤكد ان عدم اعتراف الحكومة العراقية وحكومة اقليم كوردستان بالاتحاد المذكور كانت احد الاسباب التي حدت برئيسه لعدم تجديد رغبته لزعامة الاتحاد علما ان الحكومتين لم تقدم اي دعوة رسمية للاتحاد المذكور لحضور اي مهرجان ثقافي او ادبي او حضاري طيلة السنوات الثلاثة ونيف الماضية من عمر الاتحاد ماذا يسمى ذلك ؟ ... ) . انتهى الأقتباس
وهنا ايضاً كان يجب عليك ان تتأكد من صحة كتابتك قبل نشرها لأنك كالعادة كنت مخطئاً .
 لأن هنالك دعوة من وزارة الثقافة العراقية معنونة بهذه الصيغة :
( الى رئيس الأتحاد العالمي للكتاب والأدباء الكلدان الأستاذ حبيب تومي المحترم )  دعوة لحضور مؤتمر في بغداد حول المنظمات الثقافية غير الحكومية في العراق والخارج ، ووردت الدعوة على  هذه الصورة :
             دعوة وزارة الثقافة الى رئيس الأتحاد العالمي للكتاب والأدباء الكلدان
 تهديكم وزارة الثقافة تحياتها
ستقيم وزارتنا مؤتمر المنظمات الثقافية غير الحكومية من داخل الوطن وخارجه  للفترة من 18 ـ 22 / 10 / 2010 ويسعدنا دعوتكم وستتحمل الوزارة النفقات كافة ( تذكرة سفر والإقامة وتنقل داخلي ) .. وصورة الرسالة منشورة في المقال المنشور على صفحة موقع عنكاوا وحسب الرابط  :
http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=477268.0
أما بالنسبة لوزارة الثقافة الكوردية كانت ثمة دعوة لي لحضور مؤتمر تكريم الكاتب الكوردي الراحل ناجي عقراواي ، وكان المؤتمر في اربيل بحضور شخصيات وكتاب عراقيين وحضر المؤتمر وزير الثقافة السابق الأستاذ فلك الدين كاكائي والأستاذ كاوة محمود وزير الثقافة الحالي .
كما كانت لي دائماً دعوات من الأخ روند بولص لحضور نشاطات اتحاد الكتاب السريان ودعواته دائماً يعنونها : الأستاذ حبيب تومي رئيس الأتحاد العالمي للكتاب والأدباء الكلدان ، كما احب ان اشير هنا ، ودحضاً لمزاعمك التي ليس لها اساس من الموضوعية  ، بأنني التقيت في القوش بالأخ نزار الديراني حينما كان رئيس اتحاد كتاب السريان ومع الأخ يوسف زرا اعتقد سكرتير اتحاد الكتاب السريان ، لكي نجد في وقتها السبل الكفيلة لتوحيد الخطاب وتقريب وجها النظر . ارجو ان تضع ما تكتبه في ميزان الواقعية والمصداقية قبل التسرع في الكتابة ، وانا اعتبرك صديق قديم وانا كما قلت اقدس الصداقة ولا ابيعها بمال الدنيا .  
عاشراً :
يكتب السيد انطوان الصنا هذه الفقرة :
نسأل ما يسمى رئيس واعضاء الهيئة التنفذية للاتحاد المذكور ما هي المحصولات والثمرات والمنافع والفوائد والخدمات والاعمال التي قدمتموها لشعبنا وحقوقه المشروعة في الوطن ؟
اكرر إن إطلاق الألفاظ والكلمات برشاش سريع غير جائز في الكتابة ، نحن اتحاد كتاب وأدباء ، لا نقدم منافع وثمرات وفوائد وخدمات وأعمال ووو . نحن نكتب بقلمنا ونضئ الطريق امام شعبنا ، فليس تحت تصرفنا وظائف او اموال نمنحها لمن يحتاجها فلسنا حزب سياسي او جمعية خيرية .
 بهذه المناسبة  يا سيد انطوان الصنا ارجو منك ان تستعرض لي ما قدمته كل الأحزاب المنضوية تحت ما يسمى تجمع احزاب شعبنا الكلداني السرياني الآشوري وانت دائماً تكيل الإطراء والمديح لهذا التجمع وسؤالي هو :
ماذا قدمت هذه الأحزاب مجتمعة عبر إمكانياتها الهائلة ؟
هل ساهمت بعرض قضية اراضي شعبنا على المسؤولين في كوردستان والحكومة الأتحادية ؟
 ماذا فعلوا من اجل وقف عملية التغيير الديموغرافي في مدننا وقرانا الكلدانية والسريانية ؟ هل حركوا ساكناً ؟
 ماذا فعلوا بشأن الأبراج الأربعة في عنكاوا ؟ الم يكن موقفهم مخجلاً ومعيباً ؟
 ماذا فعلوا بكل ما يجري لشعبنا في مدن العراق ؟
الا يجدر بهم وهم يتمتعون بخمس نواب ، الا يجدر بهؤلاء ان يقيموا الأحتجاجات كأن يخرجوا من اجتماع البرلمان احتجاجاً على مسألة معينة ؟
ـ هل حشدوا الجمااهير يوماً لقيام بمظاهرة ؟
ـ هل طلبوا من شعبنا القيام بعملية اعتصام حول مسألة ما ؟
ـ هل اشتركوا يوماً في حملة لجمع التواقيع لمسالة ما ؟
 ــ هل شعبنا يعيش في بحبوحة من العيش لم تنشأ لديه مسالة مهمة تقتضي تحرك هؤلاء النواب واقطاب هذه الأحزاب ؟
يا اخي انطوان  ( اقعد اعوج واحكي عدل ) ماذا فعل تجمع تنظيمات شعبنا سوى :
 تبادل الزيارات ، واستقبل بحفاوة وودع بنفس الحفاوة التي استقبل بها .
والسفر الى الخارج وإقامة الندوات لشرح منجزاتهم العظيمة في إقامة الحفلات والمهرجانات والدعايات السياسية لأحزابهم ، كم من الثروات تصرف لإقامة تلك الأحتفالات وتلك المهرجانات وتلك السفرات ؟
 إن قلمك يا سيد انطوان الصنا ساكت لا يحرك ساكناً سوى انك تحده على ابناء جلدتك من الشعب الكلداني ، وانت نفسك تعرف ان اياديهم مكبلة لا يسمح لهم بالسباحة في التيار الجارف ، ولا تعاتب تلك القوى التي تلعب بمصير شعبنا وتبيعنا الخطب والشعارات الرنانة لا اكثر يا اخي انك تعاقب وتعاتب الضحية وتترك الجلاد ، اي منطق هذا ؟

ثم ما هو دور الفضائيات ووسائل الأعلام المملوكة لشعبنا  والتي يهيمن على توجيهها ما تسميه تجمع احزاب شعبنا ( والذي يتبعه التسمية الكوكتيلية ) ، هل قدمت هذه الوسائل الإعلامية غير تمجيد مكون واحد على حساب استخفاف وصهر الأخرين ، هل يدعو ذلك الأعلام يوماً الى الألفة والمحبة والنقاش الأخوي بين مكونات شعبنا ؟
 يا اخي إنه إعلام مسيس يدعو الى الكراهية والضغينة والتعالي على الأخر وسلب حقه في الحرية والوجود .
في الختام اقول للاخ انطوان الصنا ، ليس في قلبي مكان للحقد على غيري ، لكني اقول الوحدة بين ابناء شعبنا لا تبنى بهكذا اساليب ، اسلوب زرع الضغائن والأحقاد والكراهية والعنصرية والأساليب الأقصائية ، وكيل تهم التآمر والتخوين ولصق المثالب والعنف والإرهاب اللفظي  ، كفاية من هذا الأسلوب إن كنتم حقاً تعملون وتسعون من اجل جمع شمل المكون المسيحي في العراق ، اسوبلكم هذا يفرق ويشتت ولا يجمع ولا يوحد .
ملاحظة : سوف لا ارد على ما تكتبه فيما يخص هذا الموضوع .
تحياتي
ح. تومي / اوسلو في 01 / 02 / 13  

487
التهاني والتبريكات لغبطة البطريرك مار لويس روفائيل الأول ساكو
نهني شعبنا الكلداني وعموم المسيحيين في العراق وفي الشرق الأوسط والعالم بخبر انتخاب المطران الجليل لويس ساكو باطريركاً لكنيستنا الكلدانية في العراق والعالم باسم مار لويس روفائيل الأول ساكو .
تهانينا القلبية لكنيستنا وشعبنا ، ونتمنى ان تشرع الكنيسة الكلدانية بإشغال دورها الطبيعي في وطنها العراقي ، وإعادة أمجاد الكنيسة ، وان تضع يدها بيد شعبها الكلداني وكل مسيحيي العراق ، ليكون لها الصوت المسموع في عموم العراق وفي اقليم كوردستان .
 تهانينا القلبية لغبطة البطريرك مار لويس روفائيل الأول ساكو ، ونشد جميعاً على يده علمانيين وأكليروس على السير بقافلة الكلدان وكنيستهم الكلدانية التاريخية نحو مرافئ السلام والمحبة .
د. حبيب تومي / اوسلو

488
المنبر الحر / رد: نحن الى اين؟
« في: 01:40 31/01/2013  »
الأخ خوشابا سولاقا
لقد خاطبت الأخ كوركيس اوراها وفي فقرة من معرض ردك تقول :
( أطلب من الدكتور حبيب أن ياتيني بثلاثة قوميات في العالم ولبس بثلاثة أمم و شعوب تتكلم بلغة واحدة كما هو حال الكلدان والسريان والآشورين لكي أتفق معه بأن الكلدان والسربان والآشوريين هم ثلاثة قوميات وليسوا قومية واحدة بثلاثة مذاهب دينية زز ؟) .
اخي العزيز خوشابا : القومية هي عبارة عن عاطفة تقوم على المشاعر والأيمان  ، ورغم ان اللغة تلعب دورها في بعض الأحوال لكن ليست الدعامة الأساسية ، فالمسلم الذي يتكلم العربية في الناصرية ربما يكون له مشاعر كلدانية ولنا بعض الزملاء المسلمين في الناصرية يعتزون بالقومية الكلدانية ، وقرأت لبعض الكتاب من الجنوب بأنهم يعتزون بانتمائهم السومري ، وربما ابن شرقاط المسلم الذي يتكلم العربية يقول انا آشوري ، خذ الأمريكي كمثال يتكلم الأنكليزية ولكن لا يدعي بالقومية الأنكليزية لأنه ببساطة ليست له تلك المشاعر ، اليهود يقولون انت يهودي بغض النظر عن بلدك او اللغة التي تتحدث بها .
 السويسري الألماني ، يعتز بقوميته السويسرية ولم تجعل منه لغته الألمانية المانياً ، الأسكوتلنديون ، يستعملون اللغة الأنكليزية وتخلوا عن لغتهم الكلتية مع ذلك يعتبرون من المتعصبين لهويتهم القومية الأسكتلندية ، وفي البرزايل مثلاً لغتهم  البرتغالية والأرجنتين الأسبانية لكن لآ احد من هؤلاء يقول قوميتي برتغالية او اسبانية ، وان اردت المزيد من الأمثلة فهي متوفرة عندي .
اخي العزيز خوشابا ، بالنسبة للاحزاب الآشورية ، فأنا ضد الفكر الإقصائي إن كان من قبل الأحزاب العربية الكوردية او التركية او غيرها ، فأنا ضد الفكر الأقصائي ، والأحزاب الآشورية فكرها وأديولجتها اقصائية بحق الكلدان والسريان .
 ثانياً هذه الأحزاب ( ألاشورية ) مزقت هذا الشعب المسكين ، فلم تكن سابقاً بيننا مثل هذه النعرة ، انا عضو في نادي بابل الكلداني ، وبنفس الوقت انا عضو في جمعية آشور بانيبال وربما انت ايضاً عضو في تلك الجمعية ، وللعلم فإن رقم هويتي في جمعية ىشور بانيبال هو 557 وتاريخ الأنتساب 31 / 10 / 1998 ، وأقمت عدة محاضرات ايام الثلاثاء في الجمعية ، ويوم كتبت وانتجت مسرحية (الخمار) عرضتها في نادي بابل الكلداني لمدة يومين وفي جمعية أشور بانيبال ثلاثة ايام ، ملخص الكلام لم يكن بيننا اي حساسية ولكن حينما سافرت الى الخارج فاندهشت لهذا الكم الكبير من الدعاية ضد الكلدان ومعتقداتهم وقوميتهم الكلدانية الأصيلة .
كما اني حينما اقول قوميتي الكلدانية فأنت اكيد تقول قوميتي الآشورية والأخ السرياني يقول قوميتي السريانية والأرمني كذلك فما هو المجموع يا اخي العزيز خوشابا ؟
 اما كيف نتفق ونتعاون ، وكما اقول دائماً ينبغي ان نتحاور بأخوة وشفافية وليس بمنطق الغالب والمغلوب او بمنطق الراعي والقطيع .
 شكراً لك اخي خوشابا سولاقا
ـــــــــــــــــــــــــ
 الأخ العزيز وسام موميكا
تحية ومحبة
اقرأ في تعليقاتك الصراحة والتوجه نحو الهدف دون لف ودوران ودون تمرير لفكر اديولوجي حزبي ، لكن قرأت في تعليقك الأخير تقول :
( .. ومناطقكم الوعرة خدمتكم لمحاربة النظام البائد والمطالبة بحقوق قوميتكم ..)
وتعليق على كلامك اقول :
إن تنظيم زوعا في جبال كوردستان كان عبارة عن عدة مسلحين ساعدهم المرحوم توما توماس ، وهؤلاء لم يشتركوا يوماً في معركة واحدة ، نعم كانوا حاملين السلاح لكن لم يطلقوا بسلاحهم طلقة واحدة ضد النظام البائد وكانوا بحماية الأكراد ، وسبق لي ان تحديتهم ، بأن يؤشروا لي  على تاريخ ومكان  معركة واحدة اشتركوا  فيها ،  في حين استطيع ان اسرد لك المعارك التي اشتركنا فيها تحت قيادة توما توماس وهرمز ملك جكو ، وتاريخ تلك المعارك واسماء شهدائنا في تلك المعارك . الزوعا كانت بحماية الأكراد اثناء المعارك وبعد سقوط النظام نزلوا الى مدننا وقرانا الكلدانية والسريانية وكأنهم ابطال محررين ، وهم لم يضربوا طلقة واحدة  .
 تقبلوا جميعاً تحياتي
اخوكم ح. تومي

489
المنبر الحر / رد: نحن الى اين؟
« في: 13:32 29/01/2013  »
الأخ الياس متي منصور المحترم
في الحقيقة انا متعجب كيف تنطلي عليكم دعاية الأحزاب الأشورية القومية الإقصائية لشعبنا الكلداني والسرياني .
عزيزي الياس ، لا يوجد آشوري واحد يقول انا كلدوآشوري او كلدوآشوري سرياني ، يقول انا آشوري فقط ، وإن التسمية القطارية طبخت خصيصاً للكلدان والسريان في مطابخ الأحزاب الآشورية الذين يدعون بتمثيلهم لمسيحيي العراق ، ولا ادري كيف انطلت هذه اللعبة العنصرية عليكم ؟
تقول في خلاصة ردك :
(انا أؤمن باننا شعب واحد  له هوية ثقافية واحدة، يتكون من (الكلدان السريان الاشوريين) وانا انتمي لهذه الامة من خلال انتمائي الى الكلدان، واعتز وافتخر بهذا الانتماء، افضل استخدام اسم (سورايي )، في أحاديثي، احترم واعمل تحت اي تسمية تجمعنا) انتهى الأقتباس
اقول اخي العزيز الياس منصور : لدي كتاب اسمه اثنوغرافية شعوب الأرض ، ولم اعثر فيه على اسم هذه الأمة التي تقول تنتمي اليها ، وبنفس الوقت لم يذكر فيه اي شعب يملك ثلاثة اسماء ، وبعد ذلك تنتقل الى تسمية سوريايي وتقول تفضلها على غيرها من التسميات ، والأخ خوشابا سولاقا في معرض رده يقول :
 ( أما بخصوص التسمية الفطارية كما يسميها البعض فهي ليست تسمية قومية بل هي مجرد مصطلح سياسي مرحلي كما أفهمه ..)
فهل هي هذه التسمية الهجينة هي مصلح سياسي مرحلي ام تسمية قومية ؟
انتم محتارين في امركم اخي العزيز الياس ، نحن لسنا في حيرة من امرنا نحن نعرف تاريخنا ونعرف هويتنا ونعرف اسم قوميتنا الكلدانية ولسنا بحاجة الى تنظيرات الآحزاب الآشورية ، الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد يذكر اسم الشعب الكلداني 90 مرة وكتب التاريخ موجودة والدولة الكلدانية هي اول دولة بعد الطوفان ، إنكم ياخي الطيب الياس متي ، كالشخص الراكب على ظهر حماره ويفتش عن حماره ، يا اخي لنا تاريخنا واسمنا ، فلماذا نذهب الى دكان البقال ونختار مرة كلدو آشوري وأخرى كلدان سريان آشوريين وثالثة سورايي ، وهلم جراً
  نحن كلدان وهذا اسمنا القومي ، لقد سئمنا من الفتاوي والتنظيرات الحزبية الآشورية ، وينبغي ان يكون لهذه الأحزاب قليلاً من الأعتراف بحقوق الأنسان فنحن نعيش في عصر الحداثة والحرية وذهب زمن إقصاء او صهر الآخرين في البودقات الدينية والقومية وكل إنسان في عصرنا الراهن ، ومنهم الكلدانيين لهم حرية الفكر وحرية المعتقد وحرية الأنتماء ، وما استشفيته من رد الأخ خوشابا سولاقا بقوله :
( .. وأقول لك يا أستاذ حبيب تومي إن وحدتنا القومية بتسمية واحدة قدرنا لا بد أن تتحقق طالما هناك من يسغى إليها من أمثالنا ) .
 وأفهم من رسالة الأخ خوشابا سولاقا يقول لي : تريد ارنب خذ ارنب تريد غزال خذ ارنب . وهو يشبه الى حد كبير منطق اخواننا المسلمون اثناء فتوحاتهم والى اليوم ، إما قبول الأسلام او دفع الجزية ونحن صاغرون وإما الحرب ، انا هكذا افهم خطاب الأحزاب الآشورية التي تتعامل معنا نحن الكلدان والسريان بمنطقها المتعالي التفوقي ، فهم اسياد ونحن القطيع علينا بطاعتهم بدعوتهم للوحدة التي يتمشدقون بها .
إنها اخي العزيز الياس متي شعارات رنانة فارغة ان مصطلح الكلداني السرياني الآشوري الذي تسربل به حزب المجلس الشعبي ، هو شعار لألغاء القومية الكلدانية من الوجود ، أنك تلاحظ هذا الحزب او هذا المجلس يرفع العلم الآشوري فقط ، وفضائية عشتار هي مخصصة لتمجيد ورفع شأن التاريخ الآشوري والهوية الآشورية واللهجة الآشورية ودفن وقمع ما غيرها من التسميات ومن الأعلام ومن اللهجات ، عن اي وحدة تتحدث اخي الياس ؟ إن خطاب الآحزاب الآشورية مع شعبنا الكلداني ومع السريان ايضاً بل حتى مع الأرمن لا يختلف عن خطاب حزب قومي إديولوجي إقصائي .
وسؤالك في المقال من نحن :
الجواب له نحن كلدان وقوميتنا كلدانية ، وهذا جوابي لسؤالك من نحن ؟ واعتقد السرياني يعرف انه سرياني ، والآشوري يعرف ان آشوري .
 لكن بدوري اطرح سؤالاً :
 كيف نجتمع ؟وكيف نتعاون ؟ وكيف نتحد ؟ هذه مسألة أخرى ينبغي مراعاة حرية الرأي والأعتراف بحقوق الأخر واحترام الرأي والرأي المضاد له ، وليس بقيادة الكلدان والسريان بمفهوم القطيع التابع للاحزاب الآشورية .
 تقبل تحياتي
ح. تومي

490
المنبر الحر / رد: نحن الى اين؟
« في: 21:26 28/01/2013  »
الأخوة الأعزاء في هذا الحوار
اسمحوا لي ان اخاطب بشكل مباشر الأخوين خوشابا سولاقا والياس منصور
الأخ خوشابا سولاقا المحترم / والأخ الياس متي منصور المحترم
لا ادري لماذا تريدان  ان نتجاوز الحقائق البديهية لنعبر الى الخيالات والتخمينات والفرضيات .
 لدي ثلاثة اولاد وكل منهم له اسمه وله كيانه وعائلته وشخصيته وهم يحترمون بعضهم بعضاً ويتفانون فيما بينهم ،فلماذا يجب ان يكونوا واحد ؟ رغم وجود المشتركات كثيرة بينهم ، نحن لدينا ثلاثة اسماء فنحن ثلاثة ، ولو كنا واحد كالعرب والأكراد لكان لنا اسم واحد لا اكثر فنحن ثلاثة اسماء إذن نحن ثلاث هويات او ثلاث مكونات او ثلاث قوميات وأين الخطورة بذلك ؟
 انت آشوري وتعتز بآشوريتك ، وأنا كلداني ، واعتز وأفتخر بكوني كلداني، لماذا لا يكون بيننا الأحترام  بدلاً من الدخول في متاهات التفسيرات والنقاشات المارثونية ، وايهما السابق البيضة ام الدجاجة ؟
لماذا نعتمد حوار الطرشان بدلاً من الحداثة والأساليب الديمقراطية وقبول الآخر كما هو به في المجتمعات المتمدنة  ، اين يكمن الضرر  ان اعتز باسمي الكلداني فقط وليس في الكلدو اشوري او كلدواشوري سرياني  ؟
اخي العزيز خوشابا سولاقا ، حينما تحاول التنظير لغيرك بمعنى تصبح وصياً عليهم ، وهذا لا نقبله منك او من غيرك وانت يجب ان لا تقبله على نفسك .
صدام حسين اصبح منظّراً للعراقيين لاجل خلق مجتمع عراقي عربي واحد متجانس فقال : كلنا عرب اقحاح ما دمنا نعيش في الوطن العربي الواحد ، وبعد ان نجم من تلك السياسة الأقصائية  الآف القتلى اعترف بالوجود القومي الكوردي ، واعترف بوجود قوميتان في العراق وهي القومية الكوردية والقومية العربية فقط ، (وزعلنا ) انا الكلداني وانت الآشوري ، ولم نسجل اسمنا كعرب او اكراد لكن كان هنالك شطب لما نكتبه ليسجل مكانه إما عربي او كردي .
 لقد سلك كمال اتاتورك نفس السلوك بغية خلق مجتمع تركي متجانس فسجل الجميع ، رغماً عن إرادتهم ، بأنهم جميعاً اتراك ، ونحن نرى نتيجة ذلك الفكر القومي الإقصائي الذي لا زالت تداعيته المأسوية ماثلة امامنا في تركيا الى اليوم  .
 الأتحاد السوفياتي السابق أهمل المسألة القومية ، وفي النهاية ثارت القوميات لتتفكك تلك الدولة العظيمة بين ليلة وضحايا الى دول قومية مستقلة على انقاض الأتحاد السوفياتي .
 اسمح لي ان اقول انتم الآشوريون ولكي لا اعمم على الجميع فاقول : انتم في الأحزاب الآشورية تسلكون نفس سلوك البعث والكماليين والستاليين في التعامل معنا نحن الكلدان ، من اجل خلق قومية واحدة تريدون ان تلغون التاريخ وتهمشون وجود الشعب الكلداني بحجة نحن قومية واحدة .
 ومثلاً يقول الأخ الياس متي منصور ، ولا ادري إن كان آشوري او كان كلداني وتبرأ من قوميته الكلدانية ، بأن تعدادنا كان الملايين في زمن العباسيين واليوم عددنا بمئات الآف ، ولا ادري ما هي علاقة الكلدان بذلك ولماذا يجب ان نلغي القومية الكلدانية من اجل ان لا يهاجر المسيحيين من اوطانهم ؟وما علاقة اسم القومية الكلدانية بالظلم الواقع على المسيحيين ؟
 ولو فرضنا اننا جميعاً من الكلدان والسريان والآشوريين اتخذنا جميعاً التسمية الآشورية هل سوف يرفع عنا الظلم والعنف وتتوقف الهجرة ؟ إنه منطق لا يستند على الواقع ويفتقر الى الموضوعية وهذه جدلية عبثية لا توصلنا  لحل عقلاني لمشاكلنا .
نحن نسير في متاهات ليس لها علاقة بموضوعنا .
 في اواخر نيسان سنة 2009 وعلى هامش انعقاد السنهودس ، قدم المطارنة الكاثوليك لشعبنا الكلداني بعد انتهاء اعمالهم  في عنكاوا مذكرة الى القيادة الكوردية طالبوا فيها القيادة بإدراج الأسم القومي الكلداني في مسودة الدستور الكوردستاني بشكل مستقل ، ووعدنا الرئيس مسعود البارزاني حينما زرناه بعد ايام من تقديم المذكرة ، بأن التسمية الكلدانية ستدرج مستقلة في الدستور الكوردستاني بشكل مستقل وكما هي مدونة في الدستور العراق الفيدرالي ، إذ لا يجوز مخالفة الدستور العراقي في هذه المسالة ، والبقية كما هي معروفة كانت الأنقلاب على رأي المطارنة الكلدانيين  والتجاوز على تاريخ الشعب الكلداني وفرض الوصاية الآشورية عليهم وجعلهم قطيع تابع لما تقرره هذه الأحزاب القومية الإقصائية .
 اخواني الأعزاء نحن نتكلم عن حقوق شعب اصبحت حقوقه مهضومة في وطنه ، وانتم وتدورون وتدورن في حلقة فارغة لا توصلنا الى نتيجة ، إنكم تتركون الجوهر .
الجوهر ان يكون لنا نحن الكلدان حريتنا في اختيار اسمنا وأن يكون لنا حقوقنا في وطننا العراقي وهذه الحقوق هي سياسية وقومية ومالية كمواطنين عراقيين من الدرجة الأولى ، والأحزاب الآشورية تفرض نفسها وصية على هذا الشعب باسم الدين وباسم نحن شعب واحد ، وبهذا تلغي اسمنا وقوميتنا  وتهيمن على  مصائرنا وتستحوذ على حصتنا من الثروة والأعلام  وتصادر قرارنا المستقل ، اي تمنع عنا نسيم الحرية .
هل رأيتم وسمعتم في برلمانات العالم قاطبة ان هنالك نائب ينكر قومية القوم الذي انتخبه وأوصله الى قبة البرلمان ، اوأنا اقول اجل هنالك نائب آشوري واحد هو النائب يونادم كنا الذي ينكر وجو القومية الكلدانية ، وهو الشعب الذي اوصله الى البرلمان ، واتمنى ان يدخل اسم الأستاذ يونادم كنا في موسوعة غينيس للغرائب والعجائب والأرقام القياسية في هذا العصر ، لأن في الحقيقة لا مثيل له .
يا اخي العزيز خوشابا سولاقا إنكم ترجون وتبثون افكار إقصائية عنصرية مضى زمنها ، وانتم تقولون نحن مكون واحد ولا فرق بيننا فنحن شعب واحد وقومية واحدة ، وأسالكم بربكم :
انتم الأحزاب الآشورية هل قمتم بعمل ودي واحد يدل على اننا شعب واحد ؟
 اللهم المسألة الشكلية الساذجة الوحيدة هي إلغائكم الواوات بين تسميات شعبنا ، وبعد ذلك كفى المؤمنون شر القتال ، فقد قضيم على كل الخلافات بجرة قلم وحذف الواوات وهذا هو إنجازكم الوحيد ، اسمح لي ان اقول هذا اجراء سطحي وطفولي لا يرقى الى مستوى المعضلات التي بيننا . وإن كان ثمة انجاز واحد يدل على اننا شعب واحد اذكروه لي رجاءً .
 تقبلو جميعاً تحياتي ومحبتي
ح. تومي

491
لن ارشح نفسي لرئاسة الأتحاد العالمي للكتاب والأدباء الكلدان وعميق شكري وامتناني
 بقلم : د. حبيب تومي / اوسلو
habeebtomi@yahoo.no
بعد حوالي اربع سنوات من رئاسة الأتحاد العالمي للكتاب والأدباء الكلدان العزيز على قلبي ، قررت ان لا ارشح نفسي لرئاسة الأتحاد ، ولتحقيق هذا القرار كان علي ان لا ارشح نفسي للهيئة التنفيذية للاتحاد ايضاً ، لكي لا يصار الى ترشيحي ثانية ، إنه قرار عن قناعتي وكامل إرادتي وإيماناً مني بتطبيق مبدأ اليدمقراطية ، فلا يجوز احتكار المنصب الى اجل غير مسمى ، بحجة الديمقراطية ، ولهذا ارتأيت ان اسلم الأمانة الى غيري من الزملاء في الأتحاد ، انا مقتنع وسعيد بقرار الترجل بنفسي وعن قراري الخاص ، لقد سجلت اسمي من المؤسسين للاتحاد العالمي للكتاب والأدباء الكلدان ، كما سجلت اسمي كأول رئيس لهذا الأتحاد وهذا يزيدني شرفاً وفخراً .
لقد مرت السنون الصعبة امام الأتحاد ، إذ كانت مرحلة التكوين والتأسيس ، فقد عكفت نخبة من مثقفي وكتاب شعبنا الكلداني على تأسيس اتحاد يجمعهم ويضمهم لتنسيق العمل بينهم ، فالبداية شهدت  مخاضاً  عسيراً . بعد سلسلة الأتصالات والمشاورات والمقترحات والمناقشات والأختلافات في وجهات النظر والتوافقات على الأسم وعلى الترجمة الى الأنكليزية والكلدانية ، وحول فقرات ومواد  النظام الداخلي وعن التعديلات والى شروط الأنتماء والى الأشتراكات...الخ  هكذا بعد سلسلة مارثونية من المناقشات المستفيضة نجم عن تلك الإرهاصات الولادة الطبيعية لكيان ثقافي اتفقنا ان يكون اسمه :
" الأتحاد العالمي للكتاب والأدباء الكلدان " وحمل من حيث المبدأ ثقافة تطبيق مبادئ الحداثة والحرية والديمقراطية ، والنأي عن الفكر الأديولوجي مهما كان نوعه .
لقد كان المؤسسون ، من مختلف دول العالم التي استقر بها ابناء شعبنا الكلداني ، يقودون مسيرة مركب الأتحاد .. وسط الأمواج العاتية ، لكنهم كانوا سعداء ومتعاونون لأن بوصلتهم واحدة تتجه دوماً نحو قطب القومية الكلدانية ، وهذه البؤرة كانت تجمع الأتجاهات السياسية والدينية والأجتماعية والثقافية لكل من يحترم ويفتخر بقوميته الكلدانية ، ويسعى الى استحصال حقوق هذا الشعب في وطنه العراقي .
 لقد حدثت اثناء مسيرة الأتحاد خلال هذه السنين الصعبة ، اختلافات في وجهات النظر ، ورؤى مختلفة لقضية واحدة لكن المودة والتآلف والأنسجام ووحدة الهدف كان سيد الموقف ،  في هذه السنين اثناء العمل وجدت كرئيس للاتحاد دعماً كاملاً ، ربما لا اكون مغالياً إن قلت من جميع اعضاء الأتحاد ، لكن سأكتفي بالقول بأن الدعم كان من معظم اعضاء الأتحاد إن كانوا في الهيئة التنفيذية او في الهيئة العامة ، ولا احبذ ان اشخص او اذكر اسم واحد او اكثر من الزملاء الأوفياء في الأتحاد ، لكي لا يشكل ذلك  غبن بحق الآخرين ، فانا على العموم مدين لهم شخصياً جميعاً في تمشية مركب الأتحاد وفق البوصلة التي اخترناها لأنفسنا متطوعين . وكما قلت نسترشد بالمنارة المضيئة التي تمثل حقوق ومصلحة شعبنا الكلداني . لقد كان عملنا جماعياً وبقلب واحد ، وهذا سر الديمومة والأستمرارية رغم الحملات الظالمة على هذا الأتحاد ووضع العصي بين عجلاته لإقاف مسيرته فكان الهجوم على الأتحاد ككيان او على رئيسه او على اعضائه بشكل فردي .
وفي هذا المقال المختصر لابد من الإشارة والإشادة بالهيئة التأسيسية التي كانت النواة الأولى لتشكيل هذا الأتحاد وتغرس الشتلة وتعتني بها وتسقيها الى ان اينعت وأثمرت ، فكانت بعد ذلك الطلبات للانضمام الى الأتحاد بعد وضوح اهدافه وتبيان استقلاليته ، ، فلم يرقص اعضاؤه على كل الإيقاعات ولم يغيروا كل يوم اقنعتهم من اجل المنصب او المادة ، وهكذا لم يقبل الأتحاد عبر مسيرته وصاية من اية جهة او حزب ، وكان تمويله من اشتراكات وتبرعات اعضاء الأتحاد انفسهم ، إن كانوا في الهيئة العامة او في الهيئة التنفيذية .
حوالي اربع سنوات مليئة بالأحداث والتقلبات السياسية ، من فترة تخمر فكرة تأسيس الأتحاد الى المراسلات والمشاورات الى مرحلة الولادة وبعد ذلك الأعتناء بالوليد الى ان شب واصبح يافعاً يستطيع الصمود امام المحن ، في هذه السنين كان زملائي الكتاب في الأتحاد يقفون خلف كل عمل ناجح للاتحاد ، وثمة بعض الأعمال كانت موجهة ومبرمجة على سبيل المثال الحملة التي كتبنا فيها بشكل جماعي وبوقت واحد عن مذبحة صوريا ، ووضعنا تلك المذبحة المروعة المنسية امام الإعلام وأمام المسؤولين بعد ان ظلت مدفونة في غياهب النسيان قرابة 40 سنة من وقوعها .
وبعض هذه الحملات كانت عفوية وكمثل غير حصري مجموعة المقالات حول انتخاب بطريرك جديد للكنيسة الكاثوليكية للشعب الكلداني ، حيث اغنينا الموضوع كتابة وتحليلاً  إن كان عن طريق المقالات او الردود والتعليقات والمناقشات على المواقع الألكتورنية .
هذه وسيلتنا الوحيدة في النشر حيث لا تفتح امامنا قنوات الإعلام المخصص للمكون المسيحي ، إذ ان الإعلام المهم للمكون المسيحي كالفضائيات والصحف والإذاعات  تقع جميع هذه الوسائل تحت هيمنة  الأحزاب القومية الآشورية التي تصادر كل وسائل الإعلام لحساب دعايتها وأجندتها الحزبية القومية المتسمة بالمغالاة وإقصاء الآخر .
إن هذا النمط الإعلامي الأديولوجي المتعصب قد خلق مناخ طائفي ذو صبغة مذهبية ملؤه الضغينة والكراهية والحقد ، وكأننا اعداء وليس ابناء شعب مسيحي واحد ، ويصار الى تشجيع هذا الحقد والكراهية بين ابناء الشعب الواحد رغم ما يطال هذا الشعب من ظلم وجور وتشريد ، وهكذا اصبح هذا الشعب مقسم نتيجة ذلك النهج الأقصائي السيئ الصيت لتلك الأحزاب القومية ذات التوجهات الأديولوجية الإقصائية وهي معروفة .
إن موقف زملائي المشّرف في الأتحاد لم يكن شخصياً إنما كان موقف مبدأي ، وانا اعتبر نفسي مدين لهم بالكثير ، وإزاء هذا الموقف المبدأي بدأت حملة للنيل من الأتحاد من قبل الذين يحدقون بالسماء الواسعة ولا يجدون سوى صفحة محدودة السماء حينما ينظرون بمنظار الفكر الأديولوجي المتحجر ، فبدأت التعامل بسياسة الجزرة والعصا مع الأتحاد كمجموع او مع اعضائه فرادى إن كان بسياسة تكميم الأفواه او نشر حملات ظالمة تحت اسماء وهمية او بكيل سيل التهم والتخوين بحق رئيس الأتحاد او الأخوة الآخرين في الأتحاد . ولما لم تثمر هذه الوسيلة عكفوا على استخدام سياسة الجزرة ، والتي افلحت في استمالة بعض الأخوة ، لكن في كل الأحوال بقي الأتحاد مواكباً يشق طريقه ، نحو هدفه بتوجيه البوصلة نحو قطب القومية الكلدانية وحقوق الشعب الكلداني بشكل ثابت .
 اليوم وأنا اترجل وأقف جانباً ، اعرب عن تمنياتي ان يحافظ الأتحاد العالمي للكتاب والأدباء الكلدان على نفس النهج وبنفس الإرادة والعزيمة واستقلالية القرار وان لا يتسربل بجلباب المجلس الشعبي او غيره ، وأنا واثق بأن المغريات  لا يمكن ان تحيده عن نهجه الذي وضعناه نحن المؤسسون بحيث لم يكن اي وثيقة شرف مكتوبة بيننا إنما كان بيننا كلام شرف وهذا يعادل كل الوثائق المكتوبة .
وانا اترجل ايضاً امنيتي ان يصار الى انتخاب رئيس للاتحاد من داخل الوطن ليكون لنا وجود فعلي وواقعي داخل الوطن العراقي بلاد ما بين النهرين بلاد الكلدان البينهرينيين الأصلاء .    
 لقد وجدت الدعم من عائلتي حيث كان الأجتماع احياناً بعد منتصف الليل ويستمر لساعات متأخرة من الليل  ، وانا سالب لراحتهم وابني يريد في اليوم التالي النهوض مبكراً للالتحاق بعمله ، وأقدم لهم جزيل شكري ، ولا شك ان زملائي في الأتحاد كانوا يتحملوون ما شابه ذلك وفي الأقل التضحية بوقتهم . وأقدم شكري للجميع وسأبقى معهم وانا مرتاح لأن الأتحاد اصبحت جذوره راسخة وهويته معلومة ، وارى انني مترجل في الوقت المناسب ، حيث ان قافلة الأتحاد دؤوبة ومثابرة في الديمومة والسيرورة نحو هدف تحقيق حقوق الشعب الكلداني في وطنه العراقي وفي اقليم كوردستان .
د. حبيب تومي / اوسلو في 28 / 01 / 13

492
المنبر الحر / رد: نحن الى اين؟
« في: 17:45 27/01/2013  »
شكراً لكل الأخوة في هذا الحوار الحضاري الهادي البعيد عن التعابير الجارحة والهابطة التي يستخدمها بعض المقنعين في هذا المنبر لتفريغ جام تعصبهم وحقدهم اللامبرر لكل ما اسمه كلداني .
الأخ الياس متي والأخ خوشابا سولاقا
 اقول حينما نكتب او نقول ينبغي ان نسمي الأشياء بأسمائها ، اولاً : لا خلاف مذهبي بيننا وليس هنالك اي تعصب مذهبي بين ابناء شعبنا المسيحي خصوصاً من الكلدان ، نحن ندخل الكنيسة الآثورية ولا نهتم بالخلافات المذهبية في هذا الجانب ، انا على سبيل المثال زوجة ابني الكبير هي آثورية واعتز بها واحترمها مثل ابنتي وهي تعاملني بمنزلة والدها ، فأعتقد ان قولكما بوجود تعصب مذهبي لا اساس له ، إلا إذا كان بين الآشوريين من المذهب النسطوري فقط وليس غيرهم .
اما ان بالنسبة للاخ الياس متي بأن المقال ليس حول التسمية ، بل اقول انه حول التسمية ، وهو حينما يذكر مصطلح الكلدوآشور بمعنى انك تعود بنا الى التسمية السياسية التي اخترعتها لنا حركة الزوعا . وانت هنا تطرح الأسم وكأننا قد وصلنا الى قرار بالأتفاق عليه .
انت اخي العزيز خوشابا سولاقا كنت قيادي في حزب الزوعا ، وهذه الحركة تدعو الى القومية الآشورية وتحسب الآخرين مذاهب كنسية  اليس الأمر كذلك ؟  وانت تقول نحن قومية واحدة ، حسناً وبنفس الوقت تعترف بأن  قوميتك آشورية ،  وأنا اقول قوميتي كلدانية والأخ وسام موميكا يقول قوميتي سريانية ، فكيف تقول اننا قومية واحدة ؟ ثم تستطرد فتقول هنا :
 ( .. وبقلوب عامرة بالمحبة والشوق الى تحقيق الوحدة القومية تحت أي تسمية كانت تأتي برغبة وإرادة الجميع وليس بالفرض كما يريدها البعض .. ) .
 هل حقاً ما تقول ؟ ام انه خيال لا اساس له من الواقعية ؟
 هل يوجد آشوري واحد ، يقبل ان يكون اسمه القومي كلداني ؟ ارجو ان تذكر اسم آثوري واحد يقبل بغير الأسم الآثوري ، فكلامك اخي الطيب خوشابا سولاقا غير منطقي ولا يستند على الواقع .
سوف نكون قريبين من الواقع حسب ما ذكر الأخ ليون برخو في رده يقول :
( الأسماء والمذاهب والمكونات التي يتألف منها شعبنا يجب أن تكون متساوية في كل شيء. إن لم يصل الكلداني والأشوري والسرياني إلى هذه المعادلة سنخسر الفرصة الضيقة والأمل الطفيف الذي نحمله اليوم لإنقاذ شعبنا.)
اجل ينبغي ان تكون ندية ومصداقية وعدالة بيننا ، وإن اخذنا مبدأ المسيحية الذي يوحدنا فعلى الأقل ينبغي ان تكون العدالة المسيحية بيننا ، فالأحزاب الآشورية اليوم تهيمن على مصائر شعبنا وتلعب بنا نحن الكلدان والسريان وكأننا رعايا وخدم عندهم .
 اخي العزيز خوشابا سولاقا والأخ الياس متي والأخوة الأفاضل المتحاورين اقول :
 إن قوميتنا كلدانية ونفتخر بها ، ولا نؤمن بالتسمية القطارية السياسية ولا بالكلدوشورية التي اوجدتها الأحزاب الآشورية وهي نفسها لا تؤمن بها ، ولا تعمل بها ، لو كان مثلاً للحركة الديمقراطية الآشورية مصداقية بتسمية كلدوآشوري لكانت سمت اسمها الحركة الدمقراطية الكلدوآشورية ،  أو على الأقل تسمي فضائيتها الآشورية، فضائية كلدوآشور  ، فأقول لكما :
إن دعوتكما للوحدة هي للاستهلاك المحلي لا اكثر ، وإن اردتم الوحدة بشكل صحيح ، ينبغي  ان تحترموا مشاعر الكلدانيين والسريان القومية ولا تعاملوهم معاملة القطيع وهذا هو الواقع مع الأسف ، وهذا الأستخفاف بالآخر الكلداني والسرياني هو الذي دمر شعبنا ومزقه ، إذن التشرذم ليس مذهبي ، إنما هو السياسة الحزبية المتسمة بالمغالاة والأقصاء من قبل الأحزاب القريبة من مصدر صناعة القرار كالزوعا والمجلس الشعبي .
إن اردتم ان تسود مبادئ الوحدة الحقيقية بيننا  ينبغي ان يسود بيننا الأحترام المتبادل واحترام مشاعر الآخر الذي هو الكلداني والسرياني وحتى الأرمني ، الذي يطالب بحقوقه بمنأى عن مظلة الأحزاب الآشورية ، بالأحترام المتبادل تسود مبادئ الحوار الأخوي والأمتناع عن تكميم افواه المدافعين عن الشعب الكلداني ، وعدم الأساءة اليهم ، والجلوس سوية حول مائدة مستديرة ، بمنأى عن منطق الغالب والمغلوب ، لقد مللنا شعاراتكم للوحدة الفارغة المملة وحذف الواو وما الى ذلك من شعارات لا تغني ولا تسمن عن جوع .
تحياتي
 اعتذر عن الإطالة
اخوكم
حبيب تومي / اوسلو

493
المنبر الحر / رد: نحن الى اين؟
« في: 13:08 25/01/2013  »
أخي العزيز الياس متي منصور
لا احبذ الأشتراك في التعليقات والردود ، لكن مقالك هذا حفزني لأجيب على تساؤلاتك :
1 ـ السؤال الأول حول وحدة كنائسنا هذا متعلق بشكل كبير في الجانب اللاهوتي ، ونحن العلمانيين من جانبنا نسعى لمثل هذا الأتحاد ، لكن الحل والربط هو بيد الأكليروس أولاً وأخيراً .
2 ـ السؤال الآخر لماذا فشلت الحركة القومية في تحقيق اهدافها النبيلة ؟
 السبب يعود اولاً لأنه تغلب عليها الجانب الديني المذهبي الطائفي ، وثانياً لأنها كانت حركة قومية تغلب عليها الأفكار الشوفينية الإقصائية بحق الكلدان ، وهذا موقف يخالف مع التوجه الإنساني ولوائح حقوق الإنسان نحو حرية التعبير وحرية المعتقد وحرية الفكر والأنتماء ، وإن الغرب يخجل اليوم من ترويج الأفكار الأقصائية لكن نحن نمجدها ونطبل لها ولا نخجل منها لنشرها بين ابناء شعبنا المسكين ، فنكمم الأفواه التي تنادي بحرية الفكر والمعتقد والأنتماء .
يقول المناضل المرحوم توما توماس في اوراقه :
(((( إن من هم كلدان اليوم لا يمكن تبديلهم بجرة قلم الى آشوريين كما يحلو للاخوة الآشوريين ذلك ، إن تعقيد العمل القومي والوحدة ، وإنها آمال البعض بإحداث انقلاب في التاريخ ، إن إصرار الأخوة الآشوريين على التسمية كما قلنا هي استحالة العمل ووحدة الشعب ، ألا يمكن ان يعمل الآشوريين في اتحاد اختياري لفترة حتى نضوج موضوع التسمية من اجل التوحيد الجذري .. الخ ))))) .
اقول :
نحن نسير في اتجاه خاطئ ، إن اردنا الوحدة الحقيقية لا تبنى على صهر القومية الكلدانية الأصيلة ، وإن قريحة الأحزاب الآشورية باختراع لفظة سياسية من كوكتيل عجيب غريب اسمه - كلداني سرياني اشوري ،لا يوجد مثيل له في قاموس اثنوغرافية الشعوب في الكرة الأرضية  مثل هذا اللفظ القطاري ، فهذه لفظة (((سياسية  ، وهو اسم للمجلس الشعبي الكلداني السرياني الآشوري ))) وليس اسم لشعب يحترم نفسه ويفتخر  بامجاده التاريخية إن كان الأسم الكلداني او السرياني  او الآشوري ، فلا يجوز ان تعمم هذه التسمية بطريق القوة على الكلدان والسريان ، في حين الأحزاب الآشورية التي اوجدتها لا تعترف ولا تقبل بها  ، فلا يجوز تكميم افواه من لا يقبلون بها من الكلدان والسريان وحتى الآشوريين .
شعبنا الكلداني غير ملزم بقبول اسم منظمة او حزب ليكون اسماً قومياً له وهذا ينطبق على المكون الآشوري والسرياني . إنه يصلح اسم حزب او منظمة وليس اسم شعب عريق .
 الطريق القويم لوحدة هذا الشعب المظلوم ان يُحترم تاريخه وشعائره ، وكما نحترم الأسم الآشوري يترتب على الأحزاب الآشورية احترام التسمية الكلدانية والسريانية بنفس المقدار وليس بجعل الآشورية تسمية قومية والبقية تسميات كنسية مذهبية ، إن كان ثمة  ترويج للعلم الآشوري يتحتم احترام وترويج العلم الكلداني وبنفس المقدار ، يترتب علينا احترام كل وجهات النظر وليس القريبة من مصادر صنع القرار فقط والتي هي حالياً الأحزاب الآشورية التي تمسك بيدها السلطة والثروات والإعلام .
 ينبغي ان يكون بيننا الأحترام المتبادل وقبول الأخر المختلف معنا فكرياً وسياسياً وقومياً ، هذا هو الطريق السليم للوحدة القومية ، نحن قوميتنا كلدانية ، والآشوري يقول قوميته آشورية  والسرياني يقول قوميته سريانية والأرمني يقول قوميته ارمنية ، وحينما يكون قبول بعضنا للبعض سوف نتقارب بمنطق الحوار والأتفاق على التعاون في شتى المجالات وربما نتوصل الى صيغة نهائية للتسمية ، والى ذلك اليوم نحن كلدان وسريان وآشوريين وأرمن .
أجل يمكن ان نثور على واقعنا المرير ، بوعينا وانفتاحنا واحترام لمشاعر بعضنا البعض ، والأقتداء بالفكر الديمقراطي قولاً وفعلاً ، والخروج من قوقعة الفكر الأديولجي المتحجر الذي مضى زمنه دون رجعة .
 تحياتي
د. حبيب تومي

494
الأخ كلدانيا الى الأزل المحترم
شكراً على مرورك ، اجل اصبح محظوراً على الكلدان ، في وطنهم العراقي المطالبة ، بحقوقهم  ، وأقول لو دامت لغيركم لما وصلت اليكم ، وعلينا نحن الكلدان توحيد خطابنا ، ليكون لنا وجود مشهود على الساحة العراقية
 تحياتي
ـــــــــــــــــــــ
 الأخ سامي البازي المحترم
انك تقرأ ما تريد قراءته ، حتى لو لم يكن مكتوباً ، المقال هو حول المكون الأيزيدي والمكونات الدينية غير الإسلامية الأخرى ، والعبارة التي كتبتها بالخط الأحمر هي نقد للجانب الكوردي ، الذي همش حقوق الشعب الكلداني في اقليم كوردستان ، فأين قرأت عن آشور ، لقد ذكرت مصطلح ( الأحزاب الآشورية ) ، وما علاثة هذه الأحزاب بالمكون الآشوري ؟
 إن الأحزاب الآشورية احزاب إقصائية متزمتة ، لها فكر اقصائي للاخر كأي فكر إقصائي عنصري ، فلماذا تحاول خلط الأوراق  ؟ ولماذا تقولني ما لم اقوله ؟
 إن سيادة المطران الجليل مار باوي سورو ايضاً إنسان إشوري القومية لكنه يحترم القومية الكلدانية ، فهذا هو الفرق الشاسع بين الفكر الآشوري المتزمت والفكر الآشوري المنفتح ، فلا تخلط الأوراق وأنا لم اعمم ، بل كتبت عن الأحزاب الآشورية فحسب .
تحياتي
ــــــــــــــــــــــــــــ
 الأخ يوسف الو المحترم
كما ذكرت في تعليقي السابق ، إن الفقرة هي مخصصة لتوجيه النقد للجانب الكوردي بشأن حقوق الشعب الكلداني ، ورفضنا لوصاية الأحزاب الآشورية ، والمعنى واضح ، لكنك مع الأسف تحاول وضع المسالة في غير إطارها ، وفي الحقيقة اخي يوسف ألو ان متعجب حيث اعرف انك انسان تقدمي ، لكن الغريب انك تؤيد الفكر الأقصائي بحق شعبنا الكلداني ، وإن تعليقك هذا يؤيد تصوري وارجو ان اكون مخطئاً .
تحياتي

495
العنف المجتمعي ضد الإيزيدية والمكونات الدينية غير الإسلامية الأخرى الى متى ؟
بقلم : د. حبيب تومي / اوسلو
Habeebtomi@yahoo.no
الأيزيدية قوم عراقي اصيل  سكنوا هذه الديار منذ الأزمنة القديمة ويحفظون في ثقافتهم  وتراثهم الديني والأجتماعي ليس قليل من الملامح التاريخية والأسطورية والحضارية  لبلاد ما بين النهرين الأصيلة ، وبسبب سرية  وانغلاق الدين الإيزيدي وعدم انفتاحه على الآخرين ، ومثله مثل الدين اليهودي والمندائي ، وهذه مسالة تخص اصحاب هذه الأديان وما علينا سوى احترام عقديتهم ورؤيتهم . نتيجة هذا الأنغلاق كانت هنالك اجتهادات وتكهنات وتصورات نحو هذا القوم ، وكانت اكثر الآراء والكتابات تعتمد على التخمينات والمرويات ، التي يغلب عليها  نوع من التضخيم او تلبيس القضايا عليهم وهم منها أبرياء .
نحن في القوش لدينا علاقات اجتماعية واقتصادية وثقافية مع المكون الإيزيدي ونطلق عليهم في القوش لفظة( Dasnaye: دَسنايي ) ولدى بحثي وتقصي عن اصل هذه التسمية لاحظت ان لفظة دسنايي ليست بدون اساس ، فقد قرأت في رحلة نيبور الى العراق في القرن الثامن عشر*يقول :
 .. في قرية على ضفة نهر الزاب قرية اسمها قرية عبد العزيز وهي مسكونة من اناس يعرفون باليزيدية او الدواسن ، وهؤلاء اليزيدية لا يستطيعون إقامة شعائرهم الدينية علانية لأن الأتراك لا يسمحون بحرية الأديان لمن ليس من اهل الكتاب كالمسلمين والنصارى واليهود ، لذا فإنهم مضطرون على مزاولة شعائرهم الدينية سراً .
وفي نفس الصفحة حاشية بقلم المترجم يقول :
 ان الدواسن نسبة الى جبل داسن ، الذي يكتب عنه ياقوت الحموي في معجم البلدان ج2 ص432 طبعة بيروت : ان داسن جبل عظيم في شمالي الموصل من جانب دجلة الشرقي فيه خلق كثير من طوائف الأكراد يقال لهم الداسنية .
إن هذا يؤكد لقومية الإيزيدية الكوردية ، لكن كورديتهم لم تجذب الأنظار بقدر ما جذب الجانب الديني الذي تميز كما قلت بالأنغلاق والسرية ، مما شحذ قريحة اصحاب حب الأطلاع لمعرفة المزيد عن هذا القوم الذي يحتفظ بعاداته وشعائره الدينية لنفسه .
ونرجع الى ما دونه الرحالة نيبور ص92 فيقول :
 لدى الدواسن تماثيل بهيئة الأفاعي والكبوش وحيوانات اخرى ، واعتقادهم في هذا ان الأفعى تذكرهم بإغراء حواء آدم وإن الكبش يذكرهم بإطاعة ابراهيم لأوامر الله حين وافق ان يقرب ولده قرباناً لله .. وهم يقولون انه ليس من شأن البشر ان يتحزبوا او يتدخلوا في خصام وقع بين الله وأحد ملائكته المغضوب عليهم ، كمثل الفلاح الذي غضب عليه الباشا وأخذ الناس يشتمونه ويلعنونه ويسخرون منه .... الخ
لا شك ان هذه معتقدات رافدينية قديمة استفادت منها الأديان السماوية ولسنا بصدد ايراد وتوضيح هذه المسالة بل نبقى بموضوع العنف المجتمعي ( الإسلامي ) الموجه ضد الأزيدية والمسيحيين والمندائيين ، ونبقى في الساحة العراقية ، فالحكومات تعمل على منح حرية الأديان وحرية إداء الطقوس الدينية ، لكن المجتمع هو الذي يتزعم مناهج العنف ضد تلك المكونات الدينية غير الإسلامية ، لقد مر علينا كيف فجرت الكنائس ، وكيف اغتيل رجال الدين المسيحيين ، وكيف استخدم العنف ضد الصابئة المندائيين مما حدا بهم الى الهجرة من وطنهم العراقي الى بلدان المهجر حيث يجدون هناك احترام لمعتقداتهم الدينية وكرامتهم الإنسانية ، والإيزيدية لم يسلموا من ذلك العنف ، رغم انعزالهم نسبياً في مناطقهم بعيداً عن المدن .
إنها ثقافة مجتمعية لها ابعاد دينية تراكمية ، وسنلاحظ ان ثقافة الإساءة الى اصحاب الأديان الأخرى كانت سائدة وهي مستمرة الى اليوم بأنماط وأشكال مختلفة فمثلاً في رحلة نيبور كما مر وهي القرن 18 وتفيدنا في إلقاء نظرة الى التصرف المجتمعي  قبل اكثر من قرنين والتي لا يمكن ان تكون قد تغيرت في وقتنا الراهن إن لم يكون قد تطورت نحو الأسوأ ، فيقول نيبور في رحلته :
 إذا قدم اليزيدية الى الموصل فلا يتعرضهم ولاة الأمور ووجهاء البلدة حتى وإن عرفوا انهم يزيدية ، ولكن العامة يتحرشون بهم ويؤذونهم ، فإذا أراد اليزيدي بيع بضاعته فإن المشتري يحاول اخذ البضاعة من يد اليزيدي ليتفحصها .. ويتخذ من التعامل على السعر وسيلة لأن ينزل على ... كل ما يستطيع من اللعنات ، وكثيراً ما يكون الداسني مؤدباً وخلوقاً فيفضل ترك البضاعة والتخلي عنها وعن الثمن ايضاً ..
في اقليم كوردستان تعاطفت القيادة الكوردية مع المكون الإيزيدي ومنحت لهم حزمة كبيرة من الحقوق السياسية والدينية والثقافية والأقتصادية ، وهي لم تمنح مثل هذه الحقوق للمكون الكلداني مثلاً الذي وقف الى جانب الثورة الكوردية والى اليوم يعمل المكون الكلداني بإخلاص لبناء وتقدم وازدهار كوردستان لكن مع ذلك يجري التعامل معم من خلال الأحزاب الآشورية التي تدعي الوصاية والنيابة عن كل المسيحيين في عموم العراق واقليم كوردستان .
 اعود وأقول رغم هذا الدعم من القيادة الكوردية للإيزيدية ، إلا ان هذا المكون لم يكن بمنأى عن الهجوم في مدينة زاخو وبعض مدن كوردستان على محلات ومطاعم عائدة للمسيحيين والأيزيدية في العام المنصرم  ، وهكذا يعود العنف المجتمعي حينما يجد منفذ ينساب منه ، او حينما يجد ثغرة امنية .
وقد تجلت هذه الحالة في بغداد ومدن عراقية ، لا سيما في سنوات 2006 ـ 2008 حيث كانت الحكومة ضعيفة وكانت موجة عارمة لهجرة المكونات الدينية غير الأسلامية كالمسيحيين والصابئة المندائيين من المدن العراقية  الى اقليم كوردستان او الى دول الجوار كمحطة للانظلاق نحو امريكا وأوروبا واستراليا لكي تستقر هنالك وترتاح من سياسية التفرقة الدينية السائدة في العراق ، وبالإضافة الى العنف المجتمعي الذي يتجلى في مظاهر اجتماعية كثيرة .
نأتي الى الشأن الإيزيدي ومن قراءة التاريخ سوف تتواتر الهجومات ومظاهر القمع الديني لهذا المكون العراقي توازياً مع الفتاوي التي يفتي بها رجال الدين على مر العصور .
 في القرن السادس عشر شهدت إمارة شيخان الإيزيدية عصرها الذهبي في ظل حكم سليمان القانوني الذي امتدت ولايته من 1520 الى سنة وفاته 1566 ومنح هذا السلطان احد امراء الأزيدية منطقتي اربيل والموصل في آن واحد ، لكن هذا العصر الذهبي لم يدم طويلاً فقد بدأت الفتاوي بتكفير هذا القوم وخروجهم عن الإسلام ، وقد  اصدر شيخ الأسلام ابو السعود بن محمد العمادي ، وهو صاحب التفسير المشهور بإرشاد الفعل السليم ، فتوى بتحليل قتل الأيزيديين وبأمر من السلطان سليمان القانوني نفسه للمزيد راجع كتابي : القوش دراسة انثروبولوجية اجتماعية ثقافية ** ومنذ ذلك الوقت كانت الحملات العسكرية تتوالى على مناطقهم ، وبهذه المناسبة ينبغي الأعتراف بأن الأيزيدية قوم شجعان ولا يعترفون بمنطق من ضربك على خدك الأيسر اعطه خدك الأيمن ، إنهم يتفانون في الدفاع عن مناطقهم لكن في بعض الأحيان تكون القوى غير متكافئة في العدة والعدد ، وكان لهذه الحملات اسباب مختلفة ليس هنا مجال الأشارة اليها لكن يمكن مراجعة كتابي المذكور صفحة 222 للاطلاع على المزيد .
في هذا المقال نبقى في العنف المجتمعي ضد الإيزيدية والمكونات الدينية الأخرى فبعد تأسيس الحكم الملكي العراقي ، كانت هنالك قوانين وانظمة ودستور ينظم ويضمن حق المواطنة لجميع المكونات العراقية الدينية والعرقية دون تفرقة ، ونأت الحكومات العراقية بنفسها من  مستنقع اضطهاد الأقليات الدينية بل عملت على حماية هذه الأقليات على اعتبار ان هذه الأقليات تعتبر من الحلقات الضعيفة في المجتمع ، لكن الذي حدث هو بقاء وتراكم ثقافة الكراهية ضد الإيزيدية وغيرهم من اتباع الديانات غير الإسلامية وثمة نقاط سوداء كثيرة في ذلك المسلسل الإرهابي ، ونشير الى العمل الرهيب بتاريخ 14 آب 2007 حيث فجرت قريتان ايزيديتان تابعتان لقضاء بعاج  حيث بلغت الضحايا اكثر من 500 بين شهيد وجريح ، وثمة حوادث متواترة تتمحور حول زواج ايزيدية من مسلم ، واليوم في هذا السياق تتجيش المشاعر والعواطف حول خطف طفلة ايزيدية بريئة ( سيمان ) من قبل شاب مسلم .
إن هذه المسألة تحمل بعداً إنسانياً إضافة الى بعدها الأجتماعي والديني ، فهذه الطفلة ينبغي ان تحترم طفولتها وهذا مبدأ إنساني يحترمه كل البشر ، وربما الدين الدين الإسلامي هو الدين الوحيد الذي يسمح بزواج رجل مسلم من فتاة قاصر اي انها في عمر الطفولة .
كما ان هنالك مسالة اخرى وهي زواج المسلم او المسلمة من اتباع الأديان الأخرى ، الأجانب يقولون لنا : وماذا في ذلك ؟ يمكن ان تتم الزيجات بين اتباع الأديان ؟ اجل يمكن ان يتم الزواج بين مسلم ويزيدية او مسيحية او مندائية وبالعكس ، لكن التفرقة العنصرية والدينية تتجلى حينما يترتب على اصحاب تلك الديانات على تغير ديانتهم الى الديانة الإسلامية ، سواء كان رجل او امرأة ، فالمسيحي إن تزوج مسلمة عليه ان يترك دينه ويتحول الى الإسلام وكذلك المسيحية إن تزوجت بمسلم عليها ان تترك دينها وتصبح مسلمة ، وهنا تتجلى فكرة التفوق الديني ، فالمسألة هنا ليست اجتماعية بحتة ، إنما لها وجه تفرقة دينية ، اي يتغيب هنا مبدأ العدالة والمساواة .
إن وضع الأقليات الدينية غير الإسلامية في العراق لا يمكن وصفه انه على مايرام ، وإلا لماذا تهاجر هذه الأقليات من وطنها العزيز ؟ والسبب بالتأكيد يعود الى التفرقة في القوانين ، وهي قوانين غير منصفة وغير عادلة لأنها تقف الى جانب القوي ولا تنصف الضعيف ، إضافة الى العنف المجتمعي الذي يتجلى في صور كثيرة على ارض الواقع .
في حالة الطفلة الإيزيدية التي يترتب على اقليم كوردستان ان يحلها بسرعة ، لأنها كما قلنا مسألة إنسانية قبل ان تكون اجتماعية ، لكن في هذا الصدد نقول :
إن معالجة هذه المشكلة الأجتماعية ، ومسائل التطرف الديني والأرهاب والأكتفاء بالعلاج الأمني ، فنحن نرى : رغم اهمية الجانب الأمني في معالجة هذه الأمور . لكن ثمة اهم من ذلك هو إدراك طبيعة المشكلة والعمل على حلها جذرياً فنحن حينما نقضي على الإرهابي ، ولا نعمل على محاربة الفكر الذي يوجهه ، فسيكون عملنا كمثل من يعالج قشور المسالة ويترك الجوهر ، فالقضاء على إرهابي او على مجموعة ارهابيين امنياً هو عمل يسير امام قوة الحكومة ، لكن الحل الأمني لوحده لا يضع حلول جذرية للمسألة لا سيما إن كانت المدارس والتربية والثقافة تعمل على تفريخ جيوش من الإرهابين في المدارس الدينية التي تدعو الى الكراهية وتبخيس الآخر .
من واجب الدولة التي تطمح لإرساء قواعد مجتمع متسامح متعايش ، عليها ان تمنع الفكر الداعي للكراهية وذلك بتلقين الدروس التربوية الهادفة الى الإخاء والتعايش بين البشر ، وعليها ان تدرس مادة الأديان وليس مادة الدين الواحد . وفي مجتمعنا العراقي ينبغي إفهام المجتمع المسلم ان الشريعة الإسلامية لا تطبق بحق اصحاب الأديان الأخرى ، الشريعة الإسلامية تطبق على المسلمين ولا يجوز تطبيقها على الآخرين بالقوة ، بل حتى المسلمين العلمانيين لا يسعدهم تطبيق الشريعة الإسلامية ، التي مر على تشريعها حوالي 1400 سنة ، فنحن نعيش في عالم آخر يختلف كلياً عن تلك العصور التي اصبحت جزء من الماضي البعيد .
في العراق اديان واثنيات وأعراق مختلفة وكل مواطن عراقي يتعين ان يكون له الحرية في  معتقداته الدينية وهو ملتزم بها . وينبغي احترام كل المعتقدات والأديان ، ومن هنا يبدأ مبدأ التعايش المجتمعي السلمي ، والجانب الذي يتحمل المسؤولية الكبيرة هم الأخوة المسلمون ، لأنهم هم المعتدين دائماً على ابناء الأقليات الدينية وبسبب ظلمهم الأجتماعي يتشرد اتباع هذه الديانات من المسيحيين والمندائيين والإيزيدية ويغادرون وطنهم العراقي العزيز من غير رجعة .
من اجل تقوية لحمة المجتمع العراقي ينبغي معالجة الموضوع تربوياً وثقافياً وذلك بموازاة مع العمليات الأمنية .
د. حبيب تومي / اوسلو في 22 / 01 / 13
ـــــــــــــــــــــــ
*رحلة نيبور الى العراق في القرن 18 ترجمه عن الألمانية محمود حسين الأمين ، مراجعة وتعليق سالم الآلوسي ، وزارة الثقافة الإرشاد ، بغداد ، ج1 ص91 ـ 92
** انظر كتابي " القوش دراسة انثروبولوجية اجتماعية ثقافية " ص 220  وما بعدها



496
[b]نيجيرفان البارزاني : نحن لا نتسول من بغداد
 بقلم : د. حبيب تومي اوسلو
habeebtomi@yahoo.no
في معرض رده على تصريحات للمقربين من  دولة رئيس الوزراء العراقي بنية الحكومة على تخفيض حصة اقليم كوردستان من الميزانية العراقية العامة وليس غريباً ان يكون لهذه التصريحات صدى وردود افعال عنيفة في اقليم كوردستان ، فرداً على تلك التصريحات قال رئيس الوزراء في اقليم كوردستان الأستاذ نيجيرفان البارزاني :
إن أي إجراء من ھذا القبيل سواجهه برد عنيف ، وعلى الحكومة العراقية ان تدرك جيداً بأن إقليم كردستان لن ﯾقف مكتوف اﻷﯾدي في حال حصل ذلك، مشﯿرا إلى أن كردستان شرﯾك أساسي في العراق، وأن حكومتھ لن تستجدي كتلة دولة القانون أو تنتظر رحمتھا لكي ترسل لھا حصتھا من الميزانية العامة للدولة.
قبل فترة كتبت مقالاً بشأن حصة الأقليم من الموازنة العراقية وكان المقال تحت عنوان : تقليص حصة كوردستان من موازنة الدولة العراقية ازمة خطيرة تلوح في الأفق .
 وها هي المشاكل تتدحرج ككرة الثلج التي تكبر باستمرارها على التدحرج . وهكذا اشرت في المقال المذكور : رغم مضئ حوالي عشر سنوات على إسقاط النظام ، لا يلوح في الأفق مظاهر عودة الحياة الطبيعية الهادئة والآمنة المبنية على اسس من الديمقراطية ، وما نجده على ارض الواقع ، هو تواتر الأزمات بشكل مستمر ، وكمحصلة لذلك  تتوقف عملية البناء والتصنيع والعمران ، وتوضع العصي في عجلة التقدم العراقية ، فبقي العراق خلال العقد المنصرم يراوح مكانه رغم إمكانياته المالية الهائلة وقدراته البشرية الفائقة ، وفي المقدمة نلاحظ تعثر العملية السياسية العراقية ، والعراق باستمرار يخرج من ازمة ليدلف نحو أزمة اخرى ، وقد نسي المسؤولون في هذه الدولة ان الشعب العراقي انتخبهم ليكون ديدنهم الإخلاص في العمل وخدمة العراق والسعي على تطوره وتقدمه ، وليس خلق الأزمات والتناكف على المناصب ، والسكوت على الفساد ، وجعل البلد وكأنه غابة سائبة ليس فيها امان .
في الأسابيع الأخيرة من العام المنصرم طرأت حالات من التوتر الشديد بين اقليم كوردستان والمركز كادت تتطور الى نزاع مسلح بين قوات البيشمركة وقوات الجيش العراقي ، وفي بداية العام الجديد انطلقت المظاهرات ومظاهر العصيان المدني في محافظات نينوى والأنبار وصلاح الدين وديالى وكركوك ، وفي الحقيقة في مثل هذه الأوضاع يترتب على الحاكم ان يكون له القوة والفطنة على إدراك المتغير ورؤية الشياء كما هي وليس كما يتمناها .
في هذا الصدد فإن لكل مظهر من  مظاهر الحياة  سلسلة من الخيارات ومن والاحتمالات والبدائل ، إن كان في العمل الثقافي او الأجتماعي او السياسي ، وفي الأختيار السياسي تظهر مهارة الحاكم وذكائه  حينما ينجح في اختيار افضل السبل لوضع الحلول الناجعة لمختلف المعضلات المعقدة والمتشعبة في وطنه ، وهنا ينبغي التوقف قليلاً فلكل حاكم مجموعة من المستشارين ، فإن كان الحكم فردي دكتاتوري ، فإن مستشاريه سيكونون عبارة عن نخبة من المنافقين والأنتهازيين لا يتحملون تبعات الأعتراض والأستقلاية في القرار ، وهنا تكمن اهمية الحكم الديمقراطي الذي يكون مع الحاكم هيئة من المستشارين المستقلين الذين لهم رأي حر مستقل يصب في خانة مصلحة البلد وليس في مصلحة الحكم والحاكم .
وفي الوقت الراهن لا ارى ان الحكومة تنهج السبيل الصحيح لحلحلة المشاكل ، فمقابل المظاهرات ( بالعربي الفصيح في المحافظات السنية ) ، تطلق الحكومة المظاهرات في محافظات الوسط والجنوب ( المحافظات الشيعية ) ، ، كما لجأت الحكومة الى غلق منفذ طريبيل المؤدي الى الأردن وهذا يؤثر سلبياً على الجانب الأقتصادي للمنطقة ولأهل الأنبار بشكل خاص ، ولقد ثبت ان هذا الأسلوب فاشل في معالجة المشاكل مع المتظاهرين ، إنما يجب الأستماع اليهم والتفاهم مع ممثليهم ، وتلبية مطالبهم المشروعة ، والتحفظ على المطالب التي تضر بمصلحة البلد .
 وفي شأن اقليم كوردستان فيترتب على الحكومة العراقية ان تستوعب الوضع وكما قلت الوضع كما هو على ارض الواقع وليس كما تتنماه الحكومة ، فاقليم كوردستان له وضعه الخاص .
المعلوم ان الكورد شركاء في الوطن وليسوا اقلية ضعيفة مثل الكلدان إذ تلعب الحكومة بهم كما تريد وتسلب حقوقهم القومية وتجعلهم وكأنهم دخلاء في وطنهم العراقي ، دون ان يكون ثمة من يحاسبهم لأن الكلدان مقطوعين من شجرة ، فلا حقوق ولا هم يحزنون ، ولا يوجد من يدعمهم ، اما الأكراد فلهم كيانهم في اقليم كوردستان ، وعندهم 26 قنصلية اجنبية ، ولهم عَلَمهم وجيشهم وميزانيتهم ودستورهم وكيانهم ، وإنهم شبه دولة لا ينقصهم سوى التمثيل في الأمم المتحدة ، ويجب على الحكومة ان تعي هذا الواقع .
إن اسلوب العقوبات للتعامل مع معضلات الجماهير اثبتت الوقائع انها ليست مجدية ووربما تكون نتائجها عكسية ، ومع اقليم كوردستان يحاول معاقبتهم بتخفيض حصتهم من ميزانية العراق ومنعهم من انتاج بترولهم ، وهكذا تدهورت العلاقات ، فكان الأستنفار الأمني والعسكري بين الطرفين ، في وقت كانت العلاقت جيدة جداً حيث كانت كوردستان اكبر معين للمالكي حينما منحت اصوات نوابها في البرلمان العراقي لكي يحرز العدد الكافي من الأصوات لكي يصبح رئيس الوزراء .
إن الأكراد ليسوا الجانب الضعيف ، كما هم الكلدانيون ، لقد لجأ اقليم كوردستان الى تصدير اول شحنة من النفط وحسب جريدة الشرق الأوسط اللندنية في 09 0/ 13 ورد فيها :
عن مصادر دولة القانون بزعامة رئﯿس الوزراء العراقي نوري المالكي، أكدت مصادر نفطﯿة أمس أن حكومة اﻹقلﯿم بدأت بتصدﯾر النفط الخام مباشرة إلى تركﯿا متجاوزة الخطوط الناقلة العراقﯿة ما ﯾشكل أكبر تحد حتى اﻵن ﻻدعاء بغداد بأنھا تسﯿطر تماما على النفط العراقي.
وأضافت المصادر أن تصدﯾر الخام إلى جانب كمﯿات صغﯿرة من المكثفات ﯾظھر تزاﯾد شعور اﻹقلﯿم شبھ المستقل بخﯿبة اﻷمل تجاه بغداد مع سعيه نحو تعزﯾز استلاله اﻻقتصادي. وكمﯿة الخام المصدرة قليلة لكن المصادر قالت، حسب وكالة «روﯾترز»، إن التصدﯾر المباشر له أھمية  رمزﯾة كبيرة مع سعي كردستان لمزﯾد من اﻻستقلال المالي عن بغداد.
المثل الشعبي يقول : لكي تُطاع اطلب المستطاع ، ربما كان هذا في الجانب الأجتماعي وفي الجانب السياسي يقول ونستون تشرشل : الشيء الوحيد الذي أرفضه بشكل دائم ھو أن أرفض بشكل دائم. فالرفض ليس الدواء الناجح لكل داء ، إنما ان يكون الحاكم مستعداً لسماع الرأي الآخر كما هو وليس كما يقتنع به الحاكم ، فالحقيقة ليس لها شكل واحد وليست حكراً على الحاكم .
وكما قلت في المقال السابق ان رئيس الوزراء ليس ملك حزبه او قائمته ، إنه رئيس وزراء كل العراقيين وكما يسمع اعضاء حزبه ومستشاريه فعليه ان يسمع الأخرين بما فيهم المعارضين لأجندته ، وعليه سماعها ومناقشتها واستمزاجها للخروج بالقرار الصائب .
 وهذه إحدى دعائم الحكم الديمقراطي الذي لا يفرق بين المواطنين في اكثريتهم او اقليتهم ، في قويهم وضعيفهم فمثلاً لو كان العراق ديمقراطياً بشكل صحيح لمنح حقوق شعبنا الكلداني لأنه إحدى المكونات الأصيلة في هذا البلد ، لكن في بلد مثل العراق كان يترتب على شعبنا الكلداني ، لكي لا تسلب حقوقه ، ان يلجأ الى التظاهر والأعتصام كما يفعل السنة ، وكما انتفض الشعب الكوردي في ثورته المسلحة ضد الأنظمة السابقة ، وإن أراد شعبنا الكلداني الحصول على حقوقه عليه ان يطالب بقوة بحقوقه ، فالأقوياء لهم حقوق ومن ليس قوياً ليست له حقوق في الغابة العراقية .
إن ممثلي المسيحيين في البرلمان لا يمثلون الشعب الكلداني طالما يتناكفون ويعملون ليل نهار الى طمس اسم القومية الكلدانية من الدستور العراقي ، فأي ممثلين هم هلاء الذين ينكرون اسم وتاريخ الشعب الذي اوصلهم الى قبة البرلمان ، هؤلاء النواب وفي مقدمتهم السيد يونادم كنا سوف يدخلون  في موسوعة غينيس للارقام القياسية حيث هم الوحيدين في العالم الذين يتنكرون لتاريخ الشعب الذي انتخبهم فمبروك للاخ يونادم كنا والأخوة الأخرين في هذه القائمة هذه المكانة في موسوعة غينيس للارقام القياسية والغريبة .
د. حبيب تومي / اوسلو في 16 / 01 / 13
[/b]

497
الأخ العزيز فادي دندو
 تحية ومحبة لك ولتللسقف الكلدانية العزيزة ولكل آل تللسقف الكرام ، شكراً على مرورك .
تقبل تحياتي
ــــــــــــــــ
الأخ العزيز مايكل سيبي
شكراً على مرورك الدائم ونريد من الأخوة ان يتحاوروا معنا بشكل دائم على ان يقارعوا الحجة بالحجة ، وليس مقارعة الحجة بالشتيمة او بكيل التهم .
تقبل تحياتي
ــــــــــــــــــــ
الأخ العزيز عبد الأحد قلو
ان ما تذكره هو التاريخ بعينه وهذا ما تؤكده كل المصادر ، لكن الأخوان لا يريدون النظر الى الواقع إنما يريدون ان يفرضوا واقعاً يتوهمونه او يتمنونه .
تقبل تحياتي
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
الأخ العزيز ابو فادي1
إن الأخوة في المجلس الشعبي يتصرفون في الثروة المخصصة للمسيحيين ، وبدلاً من صرفها بشكل مهني وشفاف ، فإنهم يوظفون تلك الأموال لتحقيق اهداف سياسية ، فثمة حزبان يتقاسمان ويهيمنان على مصائر شعبنا الكلداني وبقية ومسحيي العراق ، وهذان الحزبان هما حزب الحركة الديمقراطية الآشورية ( الزوعا ) ، وحزب المجلس الشعبي الكلداني السرياني الآشوري ، الأول يمسك بيده الوظائف الحكومية في المركز ويتصرف بها لتحقيق مآرب سياسية والثاني يمسك بمصير الأموال المخصصة للمسيحيين ويوظف توزيعها لتحقيق مآرب وأهداف سياسية أيضاً ، هذان الحزبان متفقان على دفن ومحاربة كل ما اسمه كلداني ، ولذا نرى كيف يحتضنان ويدعمان اي حزب كلداني يتخلى عن قوميته الكلدانية . وهذه اساليب تستخدمها الأحزاب القومية ذات التوجهات الاديولوجية الإقصائية  .
تقبل تحياتي
ـــــــــــــــــــــــ
الأخ العزيز كلدانايا الى الأزل
شكراً على مرورك الدائم  وكما قلت ، إن إسكات وتكميم افواه ليس من صفاتنا ، نحن نحترم الجميع ونؤمن بالحوار البناء ، ولكن الآخر يريد منا ان نرفع الأعلام البيضاء وإعلان الخضوع والخنوع له وهذا لا نقبل به .
تحياتي
ــــــــــــــــــ
الأخ العزيز فرنسيس دنخا
نحن لا نكمم الأفواه وانت وغيرك حر بأن تعتز بأمتك الآشورية ، ونحن ايضاً احرار من حقنا ان نعتز ونفتخر بأمتنا وقوميتنا الكلدانية .
 اما قولك :
انت ليش تنصب نفسك محامي وحاكم وكأنه تفتهم كل شىء للدفاع عن كل شىء اسمه كلداني او تنظيمات كلدانية او كنيسة كلدانية منو نصبك وشنو مصلحتك في ذلك ؟ ..
اولاً يشرفني ان أدافع عن كل شئ اسمه كلداني لأن انتمائي اخي العزيز كلداني ، والأنحياز الى قومك وشعبك ليس إثماً .
 اما إذا انت ( زعلان ) فسوف ادافع من الآن فصاعداً عن كل شعب اسمه باكستاني او بنغالي او صومالي او بوركينا فاسو لكي ترتاح ، لأن حسب نظريتك لا يحق لي الدفاع عن قومي الكلداني .
تحياتي


498
الأخ انطوان دنخا الصنا المحترم
اولاً اعياد ميلاد سعيدة لشعبنا الكلداني ولكل مسيحيي العراق .
 سوف احاول مناقشة فقرات الأخ انطوان الصنا ، لكن قبل ذلك اشير للاخ انطوان دنخا الصنا بأنه كانت هنالك رسائل شخصية بيني وبينه نحمل هموم شعبنا الكلداني وكيف يمكن النهوض به ومن  جملة ما كتبه الأخ انطوان الصنا  في وقتها اتذكر مقال رائع حول عقد مؤتمر كلداني في الوطن ولدي نسخة مطبوعة منه ، وبعد ذلك بدأ الأخ انطوان الصنا يكتب باستمرار عن مصطلح " كلداني سرياني آشوري " وفي الآونة الآخيرة دأب يشير الى امتنا الآشورية ، شخصياً ليس لي اعتراض على الأخ انطوان الصنا وهو حر في ما يكتب وما يقول ، وكل إنسان بالغ له حرية اختيار انتمائه الديني او المذهبي او القومي  . لكن عتبي على الأخ انطوان الصنا ليس تغيير الإنتماء إنما على الأضطلاع  بمهمة لصق مصطلحات من قبيل الأنقساميين والمفرقين والأنفصاليين .. لكل من بقي على اعتزازه على انتمائه الكلداني ولم يغيره الى كلداني سرياني آشوري او الى آشوري ، فهذا هو عتبي على الأخ انطوان الصنا ، فنحن اصدقاء ولا يجوز إطلاق النعوت والمثالب بحقنا بسبب ثباتنا على انتمائنا الكلداني وعدم تغيير بوصلتنا .
نأتي الى ما يطرحه الأخ انطوان الصنا يقول في فقرة من تعليقه :
 ( .. ازاء ما تقدم فأن اغلب طروحات السيد حبيب في مقاله اعلاه يحمل في طياته الطلب من الكنيسة الكلدانية التدخل في القضايا السياسية رغم انها ليست بديلا عن التنظيمات السياسية الكلدانية لذلك ادعو رجال الكنيسة الكلدانية ..) انتهى الأقتباس .
فهل حقاً كانت اغلب طروحاتي في المقال دعوة الكنيسة للتدخل في السياسة ؟ لنراجع المقال والذي جاءت المقترحات على شكل فقرات وهي 11 فقرة وهي :
في الفقرة اولاً : تكلمت عن هجرة شعبنا في اكثر من 20 دولة في العالم .
في الفقرة ثانياً : قلت على الكنيسة بحث المشاكل الخاصة بالهيكلية الداخلية للكنيسة .
في الفقرة ثالثاً :  كتبت عن تهيئة الأمور بغية عقد سنهودس لحل كل المشاكل الداخلية في الكنيسة .
في الفقرة رابعاً : تكلمت عن المسالة المادية والتمويل للكنيسة .
في الفقرة خامساً : طلبت ان يقف البطريرك الى جانب حقوق شعبه الكلداني ، وان انحياز البطريرك لشعبه ليس أثماً .
في الفقرة سادساً : طلبت تمثيل العلمانيين في السنهودس .
في الفقرة سابعاً : قلت ينبغي إعادة الشخصية والهيبة للكنيسة الكلدانية .
 الفقرة ثامناً : قلت ان تقف الكنيسة مع شعبها الكلداني ، ليحصل على حقوقه كبقية المكونات العراقية .
في الفقرة تاسعاً : علقت على الأب باليوس ان يكون البطريرك رجل دين فحسب لأن الأوضاع تجبره على ان لا يكون رجل دين فقط .
 في الفقرة عاشراً : ان تكون هنالك شفافية في الجهاز الإداري والمالي للكنيسة .
الفقرة الأخيرة محصورة بمشكلة اجتماعية حوال زواج الكهنة ، حيث يترك بعضهم كنيستنا الى الكنيسة النسطورية التي تسمح لهم بالزواج .
  من هنا كما ترى اخي انطوان لم اطلب وليس مناسب ان اطلب من الكنيسة ان تقحم نفسها في احابيل السياسة ، لكن الوقوف مع شعبها ضد المظالم والأضطهاد وهضم الحقوق هو من صلب واجبها ، وتاريخ الكنيسة الكلدانية الطويل يبرز كثير من المواقف المشرفة للكنيسة حينما وقفت الى جانب شعبها وتحملت الى جانبه شتى صنوف الأضطهاد على مر التاريخ .
 فأين طلبت التدخل بالسياسة يا اخي ، هل وقوف البطريرك مع معاناة شعبه تعتبره تدخلاً في السياسية ؟ وما هو رأيك برسالة البطريرك ما دنخا الرابع بمناسبة عيد الميلاد حينما يقول :
في الكنيسة التي أسسها سيدنا المسيح كلنا نُعرف بالمسيحيين، نحتاج إلى الوحدة والسلام ليكون بيننا، خاصةً للمسيحيين الذين يعيشون في بلاد الشرق والذين يؤمنون بأنهم من الجنس الآشوري، بالرغم من أنهم معروفون بأسماء ثلاث كنائس: وهي الكنيسة الكلدانية، الكنيسة السريانية، وكنيسة المشرق الآشورية: كمسيحيين مؤمنين يجب أن نحب ونحترم ونعمل معاً كأعضاء قطيع مسيحي واحد، وكأمةٌ واحدة، لسنا ثلاث أُممٍ، لكن أمةٌ واحدة وشعبٌ واحد، بالدم، بالتاريخ، باللغة. وكلنا كأمةٌ آشوريةٌ مسؤولين لكي نُحافظ على سلامة أبناءُ أمتنا كشعبٌ واحد، لكي نكون معروفين ومقبولين في القوانين التشريعية لبلدان الشرق الأوسط كأمة واحدة.
 بلا شك في المجال السياسي لأمتنا نحنُ الرعاة والكهنة لن نتدخل ولن نعمل كمسؤولين، حيث لدينا أحزاب سياسية ومجالس شعبية ومؤسسات قومية هم من تقع على عاتقهم مسؤولية المحافظة والمطالبة بالحقوق المدنية لأمتنا الآشورية.

ألا تعتبر ذلك تدخلاً بالسياسة من اوسع ابوابه اولاً ، وثانياً مثل هذه الرسالة الأستفزازية للشعب الكلداني الذي يعتز ويفتخر بالقومية الكلدانية ، او بالذي يفتخر بقوميته السريانية ، اليست هذه افكار إقصائية ؟ الا ينبغي ان يحترم قداسته مشاعر الآخرين ، أم ان هؤلاء هم عبارة عن قطيع ليس لهم مشاعر ، ولا ينبغي ان يكون لهم حرية المعتقد وحرية الأنتماء وحرية التفكير ، لماذا لم تحرك ساكناً لترويج مثل هذه الأفكار الأقصائية بحق الآخرين الذين لهم فكر ورأي مختلف ؟
وفي هذه النقطة ايضاً ، ينبغي ان نميز بين كنيستنا الكلدانية المهمشة والتي طالها الإرهاب والتهميش ، وبين موقف الكنيسة في اوربا حيث تم فصل الدين عن الدولة ، ولا يوجد وجه مقاربة بين وضعية الكنيستين ، ولهذا لا يمكن تطبيق ما هو سائد في اوروبا على كنيستنا في العراق .
في فقرة اخرى عن التظيمات الكلدانية تقول فيها  :
(.. حيث ان اغلب هذه التنظيمات حديثة التأسيس وقليلة الخبرة وتعاني من انحسار وضعف في القاعدة الجماهيرية وضبابية في الاهداف وتعصب قومي وارباك في الخطوط التظيمية وخلل في المواقف والتحالفات .. ) .
هذه الفقرة فيها شئ قليل من الصحة ، ولكن تفتقر عموماً على الدقة  : تقول انها حديثة التأسيس هذا صحيح وهذا ليس عيباً في الحزب ان يتأسس اليوم او بعد عشر سنوات او قبل عشر سنوات ، اما قلة الخبرة فهذه مسالة نسبية ، ما هو معيارك للخبرة ؟ وكيف علمت انها قليلة الخبرة ؟
اما انحسارها وضعف القاعدة الجماهيرية ، فهذا منوط بإمكانيات الحزب المادية والإعلامية ، ونحن ابناء هذا البلد ونعرف كم هي مهمة مسالة التمويل لديمومة واستمرارية اي حزب او منظمة ، فهنالك الأشياء الروتينية للعمل ، كالمقر والأثاث ووسائل الأتصال والنقل والحراسة وغير ذلك من متطلبات العمل السياسي والجماهيري ، وهكذا يكون للحد الأدنى من الأمكانيات المادية تأثيرها لخلق ارضية للعمل بين الجماهير . ( وانت تعرف ان المجلس الشعبي الذي يستلم ثروة المكون المسيحي ، ويعطي بسخاء للتنظيمات الآشورية ، ويمسكها عن المنظمات الكلدانية ما لم يطيعوا ويخضعوا لأوامره لا سيما مسألة التسمية الثلاثية التي تعتبر من المقررات السياسية للاحزاب الآشورية المهيمنة على مصائر شعبنا المسيحي من الكلدان والسريان والآشوريين والأرمن ) .
اما قولك ضبابية الأهداف ، فلا اعتقد ثمة اي ضبابية في الأهداف كل حزب كلداني او غيره ، له رؤيته ونظامه الداخلي واهدافه وبيانه السياسي ، فلا ضبابية في الأهداف ، ولا يوجد إرباك في الخطوط التنظيمية وخلل في المواقف والتحالفات ، انا اعتبر هذه الجمل إنشائية اكثر من كونها وقائع .
اما ان هذه الأحزاب لها تعصب قومي ، فأسمح لي ان اقول انك مخطي ، التعصب ليس من يعتز بقوميته وبانتمائه ، بل التعصب من يلغي الآخر ويحاول صهره في بودقه انتمائه القومي او الديني او المذهبي ، والفكر البعثي والفاشي والستاليني ، كل هذه افكار شوفينية إقصائية لغيرهم ، والفكر القومي الآشوري الإقصائي لا يختلف عن تلك الأفكار ، فالشعب الكلداني هو شعب وديع يقبل الآخر والأنسان الكلداني ينتمي الى مختلف الأحزاب العراقية دون تعصب ، والأحزاب والمنظمات الكلدانية ليس لها اي تحفظات للتعاون مع اية جهة ، لكن هنالك من يلغي قوميتهم فعليهم الدفاع عن انفسهم ، وانت يا اخي في هذا المجال تحاول معاقبة او على الأقل معاتبة الضحية وتترك الجلاد .
وفي فقرة اخرى تقول :
( .. لكن يبدو ان بعض رجال السياسة الكلدانيين وتنظيماتها اليوم يلعبون على الوتر الحساس الذي يجمع بين الكنيسة الكلدانية والسياسة وهو التسمية القومية الكلدانية لتأجيج لغة المشاعر والعاطفة الفطرية والشاعرية الرومانسية لدى ابناء شعبنا الكلداني ... ) .
في الحقيقة اخي انطوان لم اتوصل ما هو المقصود بهذه الفقرة ما علاقة تنظيماتنا الكلدانية بتأجيج لغة المشاعر والعاطفة الفطرية والشاعرية الرومانسية لدى ابناء شعبنا الكلداني ، ما علاقة احزابنا السياسية الكلدانية  بالشاعرية الرومانسية .. ؟

في فقرة اخرى تتساءل اخي انطوان :
( .. وهل تستطيع هذه التنظيمات التعبير عن مصالح وهموم وحقوق واهداف شعبنا الكلداني ؟ ثم ماذا قدمت هذه التنظيمات فعليا لشعبنا على الارض في الوطن غير الشعارات والخطابات ؟ ) .
في الحقيقة انت محق ربما ان هذه الأحزاب لم تستطيع ان تقدم شيئاً ملموساً في المسائل المهمة لشعبنا ، لأنها ببساطة ليست قريبة من مصادر صنع القرار إن كان في اقليم كوردستان او في الحكومة المركزية ، وسؤالي لك هو :
ماذا  قدمت الأحزاب الآشورية والأحزاب الموالية لها التي تدعي نفسها كلدانية سريانية آشورية ، وهي قريبة من مصادر صنع القرار ؟
علماً ان هذه الأحزاب تمتلك امكانيات مالية كبيرة ، ولها ماكنة إعلامية هائلة من فضائتين ومواقع وصحف ومجلات ودار نشر وغيرها ، والسؤال لك هو  :
 ماذا قدمت هذه الأحزاب لشعبنا؟
 هل استطاعت ان تضع حد او تقلل من الهجرة ؟
هل وحدت شعبنا ووضعت برنامجاً للتفاهم والحوار بدلاً من عقلية الأقصاء المتحجرة لدى هذه الأحزاب ؟
ماذا فعلت غير السفرات (السياحية لأعضاء قيادة هذا التجمع ) لأمريكا وأستراليا وأوروبا ،لشرح ما حققه ما يسمى تجمع احزاب شعبنا الكلدانية السريانية الآشورية من إنجازات على الورق وليس على الأرض ؟ هل فعلوا غير السفرات السياحية والكلام ( الفاضي ) الذي لا يشبع جائع .
 رجاءً اشرح لي ما قدمته الأحزاب فيما يسمى تجمع احزاب شعبنا ، وسأكون شاكراً لو ذكرت لي منجزات تلك الأحزاب على ارض الواقع .

هل حاولت عرض مسألة اراضي شعبنا مع دوائر صنع القرار في الأقليم او مع الحكومة المركزية ؟
ماذا فعلت هذه الأحزاب ( الوحدوية ) في مسألة التغيير الديموغرافي ، الم يكن لحركة الزوعا ولها موقع قيادي في التجمع المذكور ألم يكن لهذه الحركة موقف مخجل من مسألة التغيير الديموغرافي في القوش ( والسبب معروف للمطلعين على الأمور في هذه المنطقة ) ؟
ما هو موقف هذه الأحزاب ( الوحدوية ) من إقامة الأبراج الأربعة في عنكاوا ؟  لماذا كان موقفهم مخجل وتركوا الشباب العنكاوي دون مساندة ، اليسوا ممثلين لشعبنا كما تقول ؟
 لماذا تركوا شباب عنكاوا دون تأييد صريح وشجاع من عندهم ؟
ماذا يفعل ممثلي هؤلاء الأحزاب غير إقامة المهرجانات وحضور الأحتفالات وتقديم التهاني والزيارات المتبادلة  والمجاملات والظهور في فضائية عشتار وآشور ؟  والتصريح للجرائد والمجلات التي تطبع صورهم وتصريحاتهم المملة المكررة عن وحدة شعبنا ولا يتقنون غير  تكرار تلك التصريحات التي لا تقدم ولا تؤخر من مسيرة شعبنا .
أنا اقول :
نعم كانت اهم انجازاتهم وأعمالهم الباهرة هو تناكفهم ولهاثهم من اجل إلغاء اسم القومية الكلدانية من الدستور العراقي ، ووضع بدلها اسم مشوه لا يدل لا على شعب ولا على قومية ولا يدل على امة ، إنما اسم يعمل فقط على تشويه وطمس تاريخ شعب اسمه الشعب الكلداني ، هذا هو هدفهم وتقاتلهم ولهاثهم ليل نهار لتحقيقه .
كذلك انجاز آخر نشهد لهم ، وهو استقدامهم للمطربين والمطربات في الأعياد والمناسبات وإكرامهم ببذخ من الأموال المخصصة للمسيحيين ومنحهم قطع اراضي ، لأن هؤلاء المطربين يتغنون ويرفعون العلم الآشوري ، وهو قمة العطاء فماذا نستفيد من الإنسان الفقير المشرد ؟ ( طبعاً انا اعتز بكل مطربينا وفنانينا ، لكن اعتراضي هو على الآلية ، وعلى ترجيح حالة مهمة على أخرى اهم منها .
هنالك أشياء كثيرة اردت مناقشتها على هذا المنبر ، لكن لا اريد الإطالة اولاً وهي دون فائدة ثانياً .
الأخ انطوان الصنا
ثمة ملاحظة يجدر الأشارة اليها حيث قرأت لك تعليق على مقال الأخ ابرم شبيرا تقول فيه :
(بدليل فوز عضوين من التجمع وهما المجلس الشعبي وزوعا بعشرة مقاعد برلمانية في المركز والاقليم وحصل نوابهم على اكثر من 70000 سبعون الف صوت في المركز  و 50000 خمسون الف صوت في الاقليم.. ) .
في الحقيقة لا تتوفر لدي احصائيات النتائج في الأقليم لكن لدي احصائيات دقيقة عن انتخابات المركز وهي كالآتي :
اصوات الكوتا المسيحية داخل وخارج العراق 73315 صوت وحسب قولك ان المجلس الشعبي والزوعا حصلوا على اكثر من سبعين الف اي انهم فازوا بمئة بالمئة من الأصوات ، لكن الحقيقة والصحيح فإن الأصوات توزعت كالآتي :
قائمة الزوعا ( الرافدين ) حصلت على = 28095
المجلس الشعبي                           = 21882
مجلس قومي كلداني                      = 6608
حزب الديمقراطي الكلداني ( اور)      = 5547
قوائم مستقلة وعشتار ما مجموعه       = 11183
اي ان مجموع اصوات المجلس الشعبي والزوعا كان = 49977 صوت وليس اكثر من 70 الف صوت كما ذكرت في تعليقك اي بنسبة حوالي 68 بالمئة ، والفرق كبير كما ترى .
وبقية الكيانات التي لم تحصل على مقعد حصلت على ما مجموعه من الأصوات = 23383 اي حوالي 32 بالمئة ، وهكذا كما ترى الفرق اكثر من 20 الف صوت الفرق بين ما اوردته في مقالك وبين ما هو الواقع والصحيح .
لهذا اقول حينما نتكلم بلغة الأرقام ينبغي ان يكون كلامنا دقيق ، لأن لغة الأرقام لا تقبل غير الدقة وليس فيها مجال للاجتهاد العفوي .
وبنفس السياق اقول لك اخي العزيز انطوان الصنا ما يأتي :
((( غالباً ما تسوق للقارئ في مقالاتك  مَثَل الفوز في الأنتخابات ، وكأنك قد حققت فوزاً على الإرهاب والإرهابيين ، وليس الذين فزت عليهم من أبناء شعبك ، واقول ذلك لأنك دائماً تصف هذا الفوز بصيغة التشفي والأنتقام  ، وأرجو ان تعلم ان الفائزين دائماً يتسمون بالواقعية  والتواضع واحترام الند الذي فازوا عليه  ، ولا يتكبرون على الذين فازوا عليهم وهذه اخلاقية اللعبة الديمقراطية ، فلو دامت لغيرك لما وصلت اليك ، فلا يجوز التبجح والتكبر بشكل متواصل على ابناء شعبك الذين فازوا بـ 32% اي حوالي اكثر من 23 ألف صوت ويستحقون نائبين ، لكن آلية الأنتخابات حالت دون ذلك وهذه هي اللعبة الديمقراطية التي نؤمن بها ونحترم نتائجها ، فنحن اخي انطوان ابناء شعب وأحد  وكلنا مظلومين في هذا الوطن فلا يجوز التكبر والتشفي ، او التهكم والأستهزاء بحق شريحة كبيرة من ابناء شعبنا بسبب عدم نجاحهم في حجز مقعد لهم في هذه الأنتخابات )))،
في فقرة اخرى تقول :
( ان قداسة بابا الفاتيكان رأس الكنيسة الكاثوليكية لا يمارس السياسة اطلاقا وان اغلب كلماته واحاديثه تقتصر على الصلاة والسلام والمحبة والتسامح والمساواة والعدل والعيش المشترك والاحترام .. الخ).
 فاقول ان بابا الفاتيكان إضافة الى منصبه الديني فهو رئيس دولة الفاتيكان وهي عضو في هيئة الأمم المتحدة وله سفراء في الدول الأخرى فلا يمكن القول ان البابا لا يمارس السياسة ( إطلاقاً ) .
الشئ الذي اطلبه من الأخ انطوان الصنا إن يبتعد عن اسلوب التكبر والتشفي بأبناء شعبه من الكلدان الذين لم يفلحوا بالفوز في الأنتخابات ، وأن ينبذ اسلوب إلصاق التهم او النعوت والمثالب من قبيل انفصاليين وانقساميين .. وغيرها لأخوانه من ابناء الشعب الكلداني الذين يحترمون ويفتخرون بتاريخهم الكلداني ويعتزون بقوميتهم الكلدانية ولا يخضعون لقرارات الأحزاب الآشورية السياسية . فنحن لسنا تابعين لتك الأحزاب التي تصدر ما تريده من قرارات بشأن التسمية وغيرها .
نحن الكلدان نحترم الجميع ولكن نحتفظ بقرارنا المستقل ونفتخر بقوميتنا الكلدانية .
اما وحدة الكنائس التي طلبتها في المداخلة فحبذا لو تطلبها من الكنائس الأخرى ايضاً وليس فقط من كنيستنا الكاثوليكية للشعب الكلداني في العراق .
تقبل اخي انطوان الصنا اجمل تحياتي وكل عام وانت بخير
ـــــــــــــــ
 ادناه مداخلة الأخ انطوان دنخا الصنا وهي حسب الرابط :
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,633940.0.html
اولا عيد ميلاد سعيد للجميع وكل عام وشعبنا الكلداني السرياني الاشوري المسيحي في الوطن والمهجر بألف خير بشكل خاص وكل مسيحي العالم بشكل عام .. الاخ حبيب تومي في مقاله اعلاه حسب رأي يحاول الطلب واقحام الكنيسة الكلدانية للتدخل في السياسة لحشد الدعم الجماهيري للتنظيمات السياسية الكلدانية حيث ان اغلب هذه التنظيمات حديثة التأسيس وقليلة الخبرة وتعاني من انحسار وضعف في القاعدة الجماهيرية وضبابية في الاهداف وتعصب قومي وارباك في الخطوط التظيمية وخلل في المواقف والتحالفات للاطلاع الرابط الثاني ادناه ..  

الاخ حبيب ومعه اغلب المتحاوريين يعرفون جيدا ان الكنيسة في الوطن بكل مذاهبها هي مؤسسة دينية لاعلاقة لها بالسياسة وعلى مستوى بعض تجارب العالم خلط بعض السياسيين ورجال الدين من الاديان المختلفة الدين بالسياسة والسياسة بالدين لتحقيق مصالح خاصة وضمان الوصول الى مطامعها وطموحاتها وغاياتها وقد استخدم هولاء السياسيين الدين وسيلة للوصول الى اغراضهم السياسية من سلطان وثروة ونفوذ وجماهير بأضفاء الصبغة الدينية على توجهاتهم وقراراتهم وتصرفاتهم السياسية للحصول على تأييد الجماهير بالشعارات والخطابات والمشاعر والعواطف الدينية ورسم هالة من الرهبة والتبجيل على الشخصيات القيادية والزعامات المشتركة السياسية الدينية ...

كما حصل في ايران والعراق وفي ضوء النتائج السلبية التي اسفرت عنها تجربة تدخل الكنيسة الكاثوليكية في السياسة في القرون الوسطى في اوربا حيث كانت الكنيسة تعتبر نفسها قوامة على شؤون الدين والدنيا وسلطاتها في آن واحد وكانت صلاحياتها تفوق سلطة الملوك والامراء وبسبب ذلك قررت الكنيسة الكاثوليكية الامتناع من الخوض في غمار ومعمعة السياسة ودهاليزها واسرارها منذ ذلك التاريخ ولغاية اليوم .. علما ان رأس الكنيسة الكاثوليكية قداسة بابا الفاتيكان اعتذر علنا عن اخطاء تلك الحقبة واصبحت الكنيسة تتسامى فوق الحزازات والحزبيات والانتماءات التي لاعلاقة لها بالدين ...

وتأسيسا عل ذلك كانت الكنيسة الكلدانية في العراق لاتدخل في القضايا السياسية والتزمت دائما جانب الحياد والاستقلالية بعيدا عن السياسة في كل تاريخها وفي اصعب الظروف التي مرت على شعبنا الكلداني لكن يبدو ان بعض رجال السياسة الكلدانيين وتنظيماتها اليوم يلعبون على الوتر الحساس الذي يجمع بين الكنيسة الكلدانية والسياسة وهو التسمية القومية الكلدانية لتأجيج لغة المشاعر والعاطفة الفطرية والشاعرية الرومانسية لدى ابناء شعبنا الكلداني ...

يا اخ حبيب وكل الاخوة المتحاوريين ان تدخل الكنيسة الكلدانية في السياسة ومهما تكن المبررات والذرائع فأن مخاطرها وانعكاساتها السلبية عن كيانها كبيرة وكثيرة لانه سوف تؤدي الى خلق جو من الصراع الخفي والعلني داخل اقطاب الكنيسة نفسها اولا وثانيا اصبحت مهمتها مثار شك وجدل وصعوبة حيث قد تتحول من قوة ايجابية للخير والسلام والمحبة والصلاة وخدمة المجتمع برمته الى جزء من الصراع السياسي وهي في غنى عنه للمحافظة عن مكانتها وهيبتها وألقها ان المزايدة على الدين والقومية يؤدي بالنتيجة الى التعصب والتشدد وحتى التطرف وقد تقود الاديان لتصبح ملاذا وملجأ للمتدينين والقوميين المتعصبين والمتطرفين لان الصراعات السياسية والقومية في حالة تدخل رجال الدين فيها تتحول الى صراعات دينية ومذهبية وقومية طالما اصطبغت السياسة بالدين وتلون الدين بالسياسة وان فصل الدين عن السياسة في الدين المسيحي واضح وصريح ولا يحتمل التأويل والمواربة ...

الاسئلة التي تطرح نفسها بخصوص ما تقدم هي لماذا تتدخل الكنيسة الكلدانية في الشوؤن السياسية ؟ وماذا ستجني من ذلك ؟ وماهي خطتها المستقبلية ؟ وماهو موقف الشارع الكلداني من ذلك ؟ وكيف لها ان توفق بين واجباتها الروحانية ومسوؤلياتها الدينية تجاه رعاياها وبين متاهات وافتراءات السياسة وفنونها ودسائسها ؟ وهل الكنيسة الكلدانية مقتنعة بكفاءة واهداف وشفافية ومقدرة وجماهيرية التنظيمات الكلدانية في الوطن والمهجر ؟ وهل تستطيع هذه التنظيمات التعبير عن مصالح وهموم وحقوق واهداف شعبنا الكلداني ؟ ثم ماذا قدمت هذه التنظيمات فعليا لشعبنا على الارض في الوطن غير الشعارات والخطابات ؟ ...

ان قداسة بابا الفاتيكان رأس الكنيسة الكاثوليكية لا يمارس السياسة اطلاقا وان اغلب كلماته واحاديثه تقتصر على الصلاة والسلام والمحبة والتسامح والمساواة والعدل والعيش المشترك والاحترام وحسب رأينا ان وظيفة وواجب ومسؤولية رجال الاكليروس وعلى رأسهم قداسة البابوات وغبطة البطاركة ونيافة المطارنة والاساقفة الاجلاء والاباء الافاضل تتمحور وتنحصر في رفع الصلوات وتفسير النصوص الدينية والتواصل مع المؤمنين في الامور الروحية اما الامور المتعلقة بالشوؤن والحقوق القومية والسياسية والديمقراطية والاقتصادية والاجتماعية تعد من اختصاص السياسة والمؤسسات المدنية  ....

ان تدخل رجال الدين في السياسة والشوؤن العامة للمجتمع يفسد علمانية المجتمع وديمقراطيته وشفافيته لذلك فأن فصل الدين عن السياسة هو القرار الصائب والسليم الذي اتخذته اوروبا وحققت نجاحات كبيرة في ضمان الحريات والحقوق الاساسية لكافة شعوبها دون تمييز ورغم ان اوربا 90% منها تدين بالمسيحية لكن دساتيرها غير مثبت فيها ان دين الدولة مسيحي بهدف فصل الدين عن الدولة واليوم اوربا مشهود لها بالتقدم والرقي في اغلب مجالات الحياة المختلفة ...

ازاء ما تقدم فأن اغلب طروحات السيد حبيب في مقاله اعلاه يحمل في طياته الطلب من الكنيسة الكلدانية التدخل في القضايا السياسية رغم انها ليست بديلا عن التنظيمات السياسية الكلدانية لذلك ادعو رجال الكنيسة الكلدانية بكل مستوياتهم بعدم التدخل في السياسة في ظروف شعبنا المعقدة والصعبة الحالية لتكون لهم الريادة في تماسك وحدة وتقدم ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري وتحقيق اهدافهم واحلامهم وليتفرغ رجال الاكليروس للصلوات داخل كنائسهم ومؤسساتهم الدينية وبدون اغراض سياسية لان الدين يجني على السياسة والسياسة تفسد الدين تماشيا مع سياسة وتوجهات قداسة بابا الفاتيكان المرجع الاعلى للكنيسة الكلدانية و كذلك بما ينسجم مع تاريخ الكنيسة الكلدانية المحايد والشفاف على امتداد تاريخها ...

وهنا لا بد من القول فبدلا من تدخل الكنيسة الكلدانية في السياسة عليها المساهمة بفعالية وجدية في توحيد كنائسنا بكل المذاهب بكنيسة واحدة جامعة وتحت سقف واحد وهذه هي مهمة الكنيسة الاساسية وهي مهمة مباركة وليس السياسة واعتقد ان ذلك من الصعوبة تحقيقه حاليا لان بعض رجال كنائسنا المتشددين والمتطرفين من كل المذاهب يسعون للمحافظة على مكاسب الزعامات والكراسي والابراج العاجية والسلطات والنفوذ والمال والمصالح الضيقة وغيرها معذرة لا استطيع التعليق على مداخلات كافة الاخوة المتحاوريين في اعلاه وكلها محترمة حتى في حالة الاختلاف مع تقديري ...

http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,630251.msg5857148.html#msg5857148


499
الأنكليز اسسوا لنا الدولة العراقية الحديثة ونحن ( العراقيون ) نمزقها
بقلم : د. حبيب تومي / اوسلو
habeebtomi@yahoo.no
الأنكليز قرأوا التاريخ العراقي وحفروا واكتشفوا اثاره وتبين لهم ان في هذه الأرض قامت حضارات راقية مزدهرة ، وأردوا إحياء شئ من ذلك التاريخ بتأسيس دولة عراقية ديمقراطية حضارية ، وبالطبع كان تكوين الدولة العراقية الموحدة التي تضمنت ولاية الموصل الغنية بالنفظ يخدم مصالحهم الأقتصادية وبنفس الوقت يخدم مصلحة الوطن العراقي ، وبعد ذلك تصدى للانكليز القوميون العرب بغية إرجاع امجاد الأمة العربية بتوحيدها من المحيط الى الخليج ، وهكذا كانت الأديولوجية العربية هي التي هيمنت على مخيلة الجماهير العربية ، بإعادة امجاد الأمة العربية الإسلامية التي اشتهرت بفتوحاتها ، وبقوافل غنائمها من الشعوب المقهورة .
المهم تحرر العراق من الهيمنة البريطانية والدول التي كنا نطلق عليها الدول الأستعمارية وخرجنا من حلف بغداد ، واصبحنا احرار ، وبعد ان تحرر وطننا لم نبادر الى الوحدة العربية التي رفعنا شعاراتها ، بل اكتفينا بالسعي الى القصر الجمهوري والهيمنة على كرسي الحكم املاً في السيطرة على السلطة التي اصبحت من نصيب الضباط المحنكين المغامرين المتآمرين الغادرين بحلفاء الأمس ، والروايات كثيرة في التاريخ العراقي منذ ثورة 14 تموز عام 1958 حينما اطاح عبد الكريم برؤسائه الذين ائتمنوه على حياتهم ، ثم جاء دوره لتدور عليه الدوائر ليغدر به حلفائه كما غدر برؤسائه . عموماً ان المسلمين قرأوا الفاتحة ونحن المسيحيون صلينا ابانا الذي على الديمقراطية الغربية وبدأنا نتغنى بالثوريات والشعارات الرنانة ، اجل كنا مخمورين بتلك الشعارات وصدقناها وعملنا من اجلها  .
 ، قد اتعبتنا الأوضاع المتواترة في العراق منذ اواسط الخمسينات من القرن الماضي  حيث توالت الحكومات ، وكلما جاء حاكم اردنا رحيلة لأنه ربما ياتي بعده من هو افضل منه ، وسرعان ما تتبدد توقعاتنا فيأتي حاكم نستحيف على رحيل الحاكم قبله ، وربما كان ثمة بعض الأستثناءات لهذه القاعدة ، لكن السبب كان يعزى الى ان هؤلاء الحكام وصلوا الى سدة الحكم عن طريق الأنقلابات العسكرية ، وليس عن طريق صناديق الأقتراع .
بعد سقوط النظام في نيسان 2003 كان يغمرنا التفاؤل بأن سفينة العراق هذه المرة سوف ترسو على بر الأمان لكي نستفيد من التجارب الماضية ولا نقع بنفس الأخطاء ، ولكي يصار الى تدشين عملية البناء والتطور والتقدم ، خاصة وان العراق يملك جملة اسباب مشجعة تؤهله لكي يشغل مكانة رفيعة من التقدم والرقي بين الأمم ، بفضل ما يمكله من الثروات الطبيعية والبشرية والثقافية والتاريخ الحضاري ..
ليس لنا اي تحفظ على من يحكم العراق ، مهما كان دينه او مذهبه او عشيرته او اسمه او قريته ، إنما الذي يهمنا بالذي يقود العراق هو ان يكون عراقياً مخلصاً وموالياً لوطنه العراقي ، قبل ولائه لمذهبه او عشيرته او حزبه او قبيلته .. شرطنا الوحيد على الذي انتخبناه ان يعمل على استتباب الأمن والسلام المجتمعي وأن يعمل على بناء البلد ويخدم شعبه بكل اخلاص، ودون تفرقة او تمييز .
 لقد افرزت صناديق الأقتراع ان القائمة العراقية حصلت على اعلى نسبة من الأصوات لكن في نهاية المطاف ، وبعد تحالفات تسنم المالكي من دولة القانون مقاليد السلطة ، ومع ذلك اردنا ان تستمر العملية الديمقراطية والبناء ، وبعد اشهر من المحادثات الماراثونية المضنية تشكلت حكومة التراضي بين كل الفرقاء ، ما عدا شعبنا الكلداني ، لأنه لا يرتبط بأي دولة مجاورة ، ولم يأت على الدبابة الأمريكية فقد ظلت حقوقة مهمشة في وطن الكلدان ( العراق ) ومع ذلك كنا ننتظر تجربة عراقية نموذجية ، لكن الذي حدث ، ان العملية السياسية تراوحت مكانها :
 ـ البلد بقي مسرحاً مفتوحاً للعمليات الإرهابية .
ـ الفساد بقي مستشرياً في اوصال الدولة ، رغم ان الجميع يرفع شعار محاربة الفساد .
ـ انعدام او ضعف الخدمات العامة المقدمة للمواطن ، من قبيل الكهرباء والماء الصافي والخدمات الصحية ، ورفع القمامة ، وتصريف المياه الثقيلة ومياه الأمطار ، وقد رأينا كيف طافت شوارع بغداد بمياه الأمطار بعد زخة شديدة من المطر وتحولت الشوارع الى ممرات مائية ، وكانت خدمات امانة العاصمة مصدر تندر للمواطنين رغم ما حصل من صعاب ومشاكل للناس .
ـ التلكؤ في العمل بالقضاء على البطالة بجدية ، وتم تعويض ذلك بخلق وظائف غير مجدية بهدف امتصاص نقمة الشعب ، وهذه تعتبر بطالة مقنعة إن لم يكن ثمة انتاج .
ـ المظاهرات الأخيرة في في بعض المحافظات العراقية والتي يصار الى إطلاق لفظة ( المحافظات السنية ) عليها ، وهذه مشكلة تضاف الى المشاكل العراقية المستعصية .
ـ وأخيراً نشير الى الملف المتأزم بين أقليم كوردستان والحكومة العراقية المركزية ، منها ما يخص إنتاج النفط وتصديره من الأقليم ومستحقات الشركات الأجنبية المنتجة له . وملفات تخصيصات البيشمركة وحصة اقليم كوردستان من الميزانية العراقية ، وأخيراً كانت التوتر حول المناطق المتنازع عليها .
نحن هنا ليس عملنا التهجم على الحكومة ، لكن لا يمكن السكوت ايضاً عن الأخطاء المرتكبة ، نعم تشكل صناديق الأقتراع الخطوة الأولى نحو الديمقراطية ، وتأملنا في الخطوة الثانية من الديمقراطية تحقيق العدالة والمساواة والكرامة الأنسانية ، ولم يتحقق شئ من ذلك وفي الحقيقة لا يلوح في الأفق ما يشير الى تحقيق تلك التمنيات ، وهي مشروعة وواقعية ، وقد مرت عشر سنوات دون ان ننتقل نحو الخطوة الثانية من الديمقراطية ، وهذه هي الكابينة الثانية  لرئيس الوزراء الأستاذ نوري المالكي دون ان نشهد اي تحسن في الأوضاع ، بل ما نراه هو الأنتقال من ازمة الى ازمة اخرى مرة مع اقليم كوردستان وأخرى مع غيرهم  .
إن العراق اليوم مهدد بالأنقسام ، فإن الضغط على الأكراد بشكل مستمر ، قد يدفعم الى الأستقلال اكثر فأكثر . ومع السنة نشاهد ان وتيرة التوتر تزداد يوماً بعد آخر ، والمظاهرات تتصاعد ، والهوة تتسع مع الحكومة التي لها طابع شيعي ، وحين التمعن في الموقف يظهر جلياً ليس قليلاً من التماهي في عنصر الجغرافيا بين المكونات الرئيسية ، الشيعة العرب والسنة العرب ، والكورد . وكل مكون من هؤلاء متحصن في موقعه الجغرافي وإن التقسيم الجغرافي سوف يتكرس بمرور الزمن ليسحب اليه العنصر السياسي ثم الأقتصادي وهلم جراً . وهكذا نجد ان الدولة العراقية الحديثة التي اسسها الأنكليز آيلة نحو الأنقسام والتفكك .
 باستطاعة دولة رئيس الوزراء وكتلته الواسعة انهاء هذه الأزمات بالطرق الأصولية بما يحقق مصالح الجميع بمسك العصا من وسطها دون خلق توترات مع هذا الجانب او ذاك ، كما ان المالكي يملك مقومات هذا الضبط حيث له علاقات جيدة مع الدول المهتمة جداً بالشأن العراقي مثل أميركا وايران ، وكذلك يملك بيده صلاحيات واسعة كموقع رئيس الوزراء ووزير الدفاع ووزير الداخلية والقائد العام للقوات المسلحة ، وغيرها من المسؤوليات المهمة .
 إن الدولة العراقية الحديثة التي تأسست على يد الأنكليز عام 1921 ، تصل اليوم الى مرحلة الشيخوخة ، إذ ان العقلية الثأرية الأنتقامية ، قد اوصلت العراق الى هذه المرحلة ، وعلاج المشكلة العويصة هو بأن ننظر الى المسألة بعيون عراقية اصيلة ، وبمفهوم ديمقراطي تعايشي ، فبلدنا فيه كل مقومات التقدم والأزدهار ، فلماذا نعمل على تدميره وتفكيكه ؟
 فهل تلتفت حكومتنا وتتحمل مسؤوليتها التاريخية ، وهي تمسك بيدها مفاتيح حل الأزمات ، أم انها سوف تستمر بعقلية هزيمة الآخر والتغلب عليه ؟  ولينقسم العراق وبمفهوم عليّ وعلى اعدائي .
وباعتقادي المتواضع ان من يعمل بأجندة اجنبية سوف يعمل على تفكيك العراق ، ومن يعمل باجندة وطنية عراقية سوف يضع مصلحة وطنه العراقي امام حدقي عينيه ويعمل المستحيل لصيانه وحدته وديمومته نحو التقدم والأزدهار .
د . حبيب تومي / اوسلو في 09 / 01 / 13

500
الأخ الفاضل رفائيل بول كوبلي المحترم
تحية ومحبة
اسمح لي ان اقدم لك شكري وتقديري لهذا النقد الموضوعي ، طبعاً انا من يتحمل الخطأ الذي هو على شكل اهمال لغبطة البطريرك الكلداني المرحوم روفائيل بيداويد .
 وهذه مناسبة لأشير بأن البطريرك الراحل مار روفائيل بيدوايد كانت تربطني معه علاقة صداقة ، وحينما اشتريت بيت في منطقة الغدير وتحولت اليه ، حضر البطريرك مار روفائيل بيدوايد ومعه المطران ( البطريرك فيما بعد ) مار عمانوئيل الثالث دلي الى البيت وبارك البيت وساكنيه .
 لقد كان للبطريرك الراحل دور مشهود في الدفاع عن المسيحيين اثناء ظروف الحرب والحصار ، وقد حدثني مرة ، بأن بعض الصبيان او بعض الأشخاص ، ضربوا حجرة على كنيسة في منطقة الحبيبية ، وتسبب في كسر زجاج إحدى النوافذ ، وحُسب ان الحادث كان متقصد ، فوصل الخبر الى غبطة البطريرك بيداويد وأخبر السلطات المعنية ، وختم حديثه بقوله : ثق اخي حبيب ، بان الحكومة خصصت سيارة نجدة ثابتة تحوم حول الكنيسة  والمنطقة ولمدة 24 ساعة في اليوم ولمدة شهر كامل والسبب لأن للبطريرك صوت مسموع لدى اعلى المستويات في السلطة العراقية وقتذاك . وكان المرحوم يعتز بألقوش والألاقشة ، وحينما اذهب لزيارته ، يقول لأحد اصدقائه : هذا هو ابن القوش الحقيقي  ، وليس مثلك تدعي بألقوشيتك دون ان تثبت ذلك ، وبعد ان تعرفت على صديقه عرفته واثبت للبطريرك  بأن ذلك الشخص هو من اصل القوشي ايضاً .

اما عبارتك التي تقول فيها :
(( بداية ابدي تعجبي لكون موقع الكنيسة الرسمي اصبح موقع سياسي لدعاة ما اسموه "الامة الكلدانية" وهذا ان دل على شيء فليس التقدم ... )) .
 اسمح لي اخي العزيز رفائيل ان اختلف معك ، اجل نحن امة اكلدانية لنا تاريخنا ، وما الذي يمنعنا ان نفتخر ونتشرف بأسمنا وبقوميتنا الكلدانية وبتاريخنا المجيد .
عن كلدو وآثور لأدي شير ص21 ورد :
ان اول دولة قامت في العالم  بعد الطوفان وتبلبل الألسنة كانت كلدانية ، وقال المؤرخ بيروس الكلداني انها قامت بستة وثمانين ملكاً ... وفي كتاب التعريف بطبقات الأمم لقاضي صاعد الأندلسي ص143ورد :
 ان الأمة الثانيـــة هم الكلدانيـيون ، وهم السريانيون ، والبابليون وكانوا شعوباً ، منهم الكربانيو ن والآثوريــــــــــــون والأرمنيون والجرامقة وهم اهل الموصل والنبط وهم اهل سواد العراق وكانت بلادهم في وسط المعمور ...
 لقد ذكر اسم الكلدان في الكتاب المقدس في العهدين القديم والجديد حوالي 90 مرة فلما يا اخي رفائيل نستكثر على انفسنا ان نكون امة ؟
اما عبارتك الأخيرة التي تقول فيها :
رجاء من الاخوة كتاب وابواق تلك "الامة الكلدانية" المزعومة ... احترموا مقامات الاموات جميعا كما نحن نحترم مقامات احياءكم ..
إنها عبارة  لا تنسجم مع تعليقك المتوازن ، لأنك فيها لا تحترم مشاعر الآخرين ، فالأمة الكلدانية يشهد لها التاريخ العريق لهذه الأمة وليست بحاجة الى من لا يفتخر بتاريخه .
ودمت بخير ومحبة
د. حبيب تومي / اوسلو في 09 / 01 / 13

صفحات: [1] 2 3