عرض المشاركات

هنا يمكنك مشاهدة جميع المشاركات التى كتبها هذا العضو . لاحظ انه يمكنك فقط مشاهدة المشاركات التى كتبها فى الاقسام التى يسمح لك بدخولها فقط .


الرسائل - abdullah1954

صفحات: [1]
1
تحية للأب العزيز بشار
كل عام وأنتم بخير ... ميلاد سعيد لجميع الشعب المسيح وأمن وسلام لجميع العراقيين أينما كانوا
عودة للنقاط التي أثرتها في مقالتك...
موضوع سهل نينوى نحن معه كحكم ذاتي مستقل عن السلطة العربية أو الكردية وتحت الخيمة العراقية
موضوع الشهداء وتوثيق ذلك وتعويضهم أو إلى غير ذلك فإن تحت الدراسة يوجد قانون تعويض المتضررين من أعمال العنف... وسبق أن رفعنا للجهات العليا معاملات بعض من الحالات التي تعرضت لها الكنائس أو الأشخاص المحيطين بها والذين تضرروا من جراء الإرهاب الذي ضرب الكنائس وكان جواب الأمانة العامة لمجلس الوزراء هو هذا ونحن بانتظار صدور القانون، أما توثيق الحالات فإن لم يكن من وراءه نتيجة فليس ذا فائدة.
موضوع مجلس رؤساء الطوائف وأنت أدرى بالحالة وكيفية تشكيل هذا المجلس ومدى صلاحياته أو الامكانات المادية التي هي تحت يده... مواضيع كثيرة تقف حائلا بينه وبين الطموح نأمل أن يتطور هذا المجلس لكي يتولى ما ذهبت إليه، ولا ننسى أن الأوضاع تزداد سوءا وها إن العديد من كهنة بغداد ومنذ أشهر قليلة كانوا فيها واليوم تشتتوا هنا وهناك وبعضهم في الخارج لا لذنب سوى كونهم كهنة، ولم يعملوا شيئا فكيف إذا تدخلوا وحاولوا أصلاح شيئا ما؟ فإن كنت أنت الجريء ذهبت بعيدا فكيف بالآخرين، فاليوم وحسب اعتقادي هو للعمل من خلف الكواليس ودون ضوضاء أو أعلام وهكذا أعمال يتم أجرائها دون ضجة وأنت أعرف بذلك مني، فالشر محيط بنا من كل جانب.
ولا أقول نستسلم بل نعمل بهدوء لكي نحمي أنفسنا وشعبنا وأيضا قادتنا الدينيين لأننا لا نريد لهم أن يتعرضوا لأذى فوجودهم معنا فقط هو دافع معنوي لنا نحمد الله عليه وكان الرب في عون الجميع.
تقبل فائق التقدير
أخوكم عبدالله النوفلي

2
سهل نينوى
قفزت اليوم هذه المنطقة إلى واجهة الأحداث لدى شريحة معينة من العراقيين، وفجأة للبعض وبتخطيط مسبق من آخرين لغايات معينة وأهداف محددة من قبلهم، وبدأت المواقع تكتب عنه ومنهم من يريده جزءا من كردستان ومنهم من يريد أن يكون منطقة آمنة لأهله والمسيحيين منهم خاصة ومنهم من يعمل ليبقى عربيا كما هو... أو إن أصبح تحت المظلة الكردية أن يكون بحكم ذاتي مسيحي... ولكل من هؤلاء أسبابه ومبرراته.
ومنطقة آمنة قد سيكون أسما جيدا يرتاح له من يسمعه لأنه يتحدث عن الأمن وعن المنطقة التي يسودها هذا الأمن، لكن السؤال من يحدد أو يحقق هذا الأمن في هذه المنطقة؟ خاصة في هذا الوضع المعقد الذي يعيشه بلدنا وفي ظل القهر وسلب الإرادة التي يعيشها شعبنا فيها وفي هذه المنطقة، فكيف لهذا الشعب أن يحقق الأمان في منطقته ويعيش آمنا دون تضحيات، أليس أولا عليه أن يكون مستعدا للتضحية في سبيل الحرية ليكون ذلك فاتحة للأمن المنشود وفي المنطقة المنشودة؟ وإن كان شعبنا يختار الهزيمة دائما أمام أي خطر يواجهه فذلك أمر لا يبشر بالخير مطلقا لأننا سنترك الأرض لمن يضطهدنا ونبحث عن ملاذ آمن يحققه لنا غيرنا، وهذا موضوع بحاجة كبيرة للدراسة والتمحيص قبل طرح الفكرة موضع التنفيذ. وفي حالة مطالبتنا بها هكذا علينا أن لا ننسى وجود جزء مهم وحيوي من أهلنا خارج هذه المنطقة؛ منهم في كردستان ومنهم في أرض العراق الأخرى وآخرون في أرض الله الواسعة!!! فهؤلاء ماذا سيكون مصيرهم وما هو محلهم عند تطبيق الفكرة؟
أما إن تكلمنا عن حكم ذاتي للمسيحيين في الأرض التي يشكلون فيها الأغلبية... فهذا يتطلب منا أمورا أخرى كثيرة أيضا، ومفهوم الحكم الذاتي وفهمه مطلوب أيضا ليكون الجميع على علم ودراية به ويساهمون في إنجاحه ويتفاعلون من خلاله مع الإنسانية والشعوب المحيطة لتحقيق الخير الأشمل ليس للمسيحيين فقط وإنما للذين يشاركونهم الأرض أولا والآخرين المحيطين بهم لكي لا يكون هذا الحكم سَلبا لحقوق الآخرين وغبنها. والحكم الذاتي يتطلب أدوات وإرادة وأحزاب متآخية تأخذ على عاتقها العمل السياسي لكي ينجح الحكم وينطلق إلى امام، وكيف لنا أن ننجح إذا لم تكن لدينا الإرادة الصلبة في مواجهة الأحداث بل تطويقها لصالح المنطقة والحكم وشعبنا نجده يسلك طرقات الهجرة ويطرق أبواب السفارات ويؤلف الكثير من القصص منها الواقعية ومنها الخيالية بغية الفوز بفرصة اللجوء لأول بلد يقتنع بقصته ويعيش آمنا حتى لو كان ذلك بعيدا عن أرض الآباء والأجداد. أما أحزابنا التي تقع عليها المسؤولية الكبرى في إدارة مثل هكذا حكم، فنجد فيها العجب العجاب، فغالبا ما نجد لديها القصور في النظرة؛ فنجد الآشوري أو الكلداني أو السرياني، هؤلاء الذين يتخذون هذه التسمية المحددة أي أنها حددت مسبقا ميدان عملها من خلال الاسم الذي اتخذته، فالحزب الكلداني مثلا اتخذ الساحة الكلدانية هدفا لتشاطه وهكذا الآشوري والسرياني اللذان حددا الآشورية والسريانية على التوالي منطقة لعملهم رغم ما ينضح من هذا وذاك أو من الجميع هدفهم الأسمى الذي هو العمل على الساحة القومية جمعاء أي تلك التي تضم (الكلدان ... السريان ... الآثوريون) وعندما يُذكر الأسم نجدهم يحاربون حرف (الواو) الذي يفصل هذه الأسماء، كونه يشير إليهم كشعوب متعددة وليس شعبا واحد!!! إنها حقا سخرية القدر أو سخرية التسميات، فإن كانت هذه الأحزاب تنشد الوحدة؟ فما بالها تتخذ أسما مفردا لجانب معين من الشعب لنفسها؟ وإن قلنا لنضع هذه الواو فيما بين الأسماء ونحل المشكلة ونجد الأرضية العملية للتسميات التي اتخذها أحزابنا، نجد من لا يرضى ويقبل لأن الواو تفرق!!! فيا أيها الأخوة الأحباء ألسنا حقا متفرقين؟  وهل هذه الواو هي التي ستفرقنا أو رفعها سيوحدنا؟ فإن توفرت النيات لدى أحزابنا ويكون لها هدفا نبيلا فحقا هذه (الواو) لا تقدم ولا تؤخر وإلا لماذا أتخذ البعض أسما آشوريا والآخر كلدانيا والثالث سريانيا؟!!! إن كانت النيات خالصة وتحب الاتحاد، وإن كنا هكذا فكيف سننجح ونُنجح الحكم الذاتي؟ ومن سيدير هذا الحكم؟ هل نضع في كل موقع ثلاث مسؤولين لكي نحقق الوحدة (الكلدانية .. الآثورية .. السريانية) أم نعمل استفتاء في كل قرية ومدينة لنرى من هم الأغلبية فيها ليتم انتخاب حاكم لها!!! فمشكلات الحكم الذاتي أيضا ليست بالسهلة وممكن تذليلها ببساطة.
وفي الجانب الآخر نجد من يفكر أن تصبح هذه المنطقة جزءا من كردستان بغية استثمار النجاح الذي تحقق في منطقة كردستان في ترسيخ الأمن والاستقرار في المنطقة وحجرها صحيا بعيدا عن أرض العراق الملتهبة بالعنف والقتل والدمار، وهذا الجانب أيضا فيه الكثير من المساويء ودائما نتكلم عن المساويء لأن المحاسن معروفة ولا تحتاج لكتابتها لأنها تحصيل حاصل، فهنا سيتركز المسيحيون وستزداد نسبتهم في الإقليم وسيحضون بحماية كردية بمقابل أن يكونوا سببا في اقتطاع جزء من أرض عراقية يعتبرها الأغلبية جزء من أرض العرب لألحاقها بأرض أقليم كردستان، فرغم أن أرض الأقليم أيضا هي عراقية لكن للخصوصيات العرقية أمور كثيرة علينا يتوجب تحديدها ودراستها حتى لا نصل يوما لنجد أنفسنا وقد خسرنا كل شيء وحتى سهل نينوى!!! لأننا في هذا الاحتمال سنكون قد سلّمنا أرضنا ومدننا وقرانا للأكراد ولم نحصل لأي مكسب مقابله، أي علينا أن نثبت كل الأمور في دستور الأقليم وبوضوح قبل أن نقدم على مثل هكذا خطوة، وأن تكون لنا ضمانات دولية كي لا يستفرد بنا هذا الطرف أو ذاك بجعلنا شعب موقعه الأرض الحرام ما بين الأكراد والعرب، وقضية كركوك شاخصة أمامنا جليا وتدعونا للاستفادة منها قبل حزم أمرنا واتخاذ قرارنا المناسب. وهذا القرار يجب أن لا يتخذه من يجلس في أمريكا أو أوربا أو أستراليا لأن جميع هؤلاء لو كانت الأرض عزيزة عليهم لما تركوها واستقروا بعيدا عنها آلاف الكيلومترات، ويقررون مصيرنا نحن الذين نعيش في أتون النار ونراقب الأحداث عن كثب، ويجب أن لا نقارن أنفسنا مع الشعب الكردي لأن هذا ضحى كثيرا وقاتل وقدم الآلاف من الضحايا في سبيل قضيته بينما نحن نركض سريعا لكي ننال ملاذ آمن في دولة لا نسمع فيها صوت النار والمشاكل.
ويبقى هنا أن نبحث عن الأسلوب الذي سنتخذ القرار فيه ويكون قرارا مناسبا، هل بالاستفتاء العام لأبناء شعبنا؟ أم بقرار من أحزابنا السياسية التي تضع قدما واحدة للأمام وتعود قدمين إلى الخلف!!! وموقفنا من صناديق الاقتراع واضح والتلاعب بها واضح وصريح أيضا حيث لا تبشر التجربة بخير ممكن أن نأمل حصوله، إنما تأتي النتائج حسبما يشتهي أولياء الأمور والطرف الأقوى سواء بالترغيب أم بالترهيب وستكون النتيجة واحدة.
فهل سيكون المسيحي مرحب به في كردستان إن جاء إليها من بغداد ؟ وهل ستفتح الأبواب له بحرية؟ الجواب على الأغلب ليس أيجابيا وهذا ما حصل فعلا معي وللكثيرين ويبقى مرهونا بمعرفة المسيحي باللغة الكردية وبالكيفية التي يقنع بها منافذ الدخول، وإلا سيكون مصيره العودة من حيث أتى خائبا حتى لو أقسم اليمين أنه أو أهله أو أصدقاءه هم في الأقليم!!!
كل ذلك يجعلني أن أوجه الدعوة لدراسة الموضوع جيدا ونضع اختلافاتنا جانبا ونصبح شعبا واحدا ولو فقط لحل هذه المسألة كونها مصيرية وتاريخية لأن الدعوات كثيرة وكلها بحاجة لمن يتحمل المسؤولية ويقود الشعب لشاطيء الأمان ولو لمرة واحدة!!! ولا أريد أن أقول أن الأيام كفيلة بأن ترينا ما سيحدث لأنني أرغب بأن يكون من يقرر نحن وليس غيرنا ونجني ثمن هذا القرار.
عبدالله النوفلي

3
النجاح في الديمقراطية
لي علاقات كثيرة وبأطراف متعددة، خاصة من أبناء أمتنا (الكلدانية السريانية الآشورية) وأستمع للجميع وأكتب بالنهج الذي يجمع كلمة الأمة بغية نبذ التفرقة ... وحتى عندما أكتب عن وضع (الواو) في ما بين تسميات شعبنا فهدفي هو ضمان حقوق أمتنا وليس إضاعتها نتيجة إلهائنا بالإسم الموحد وعدم قدرتنا على إيجاد صيغة مشتركة أو الاتفاق على من هو أحق بالتمثيل. وعندما يطلب أحدهم وليس الجميع حتما في هذه الظروف رفع الواو من بين أسماء مكونات شعبنا فقد تكون كلمة حق يراد بها باطل؛ لأن الجميع أيقن بل توصل إلى شبه اليقين بأن التوصل إلى أسم مشترك أصبح أمنية من الخيال في الوقت الحاضر، كما ان استخدام الاسم المركب الثنائي أو الثلاثي لا يحبذه غالبية المهتمين والآراء النابعة من عقول مفكرينا وأبناء أمتنا، لذلك فإن الإصرار على الاسم الثلاثي وبدون كلمة (واو) يكون المقصود به هو أيصال شعبنا إلى مرحلة الخسارة وفقدان كل شيء.
ومع أن ما أكتبه هو رأي شخصي واجتهاد قد أصيب به أو أخيب، وأتمنى من كل قلبي أن ما أذهب إليه لا يكون صحيحا لأنني أريد لأمتي الاتحاد والوصول إلى الاهداف سريعا ولا يصبح قيادة عربتها بيد غير أبنائها أو من الأمم الأخرى وأن تتغلب على جميع العقبات المعيقة لسيرها قدما في طريق التقدم وبناء حضارتها الحديثة وتساهم في خدمة الإنسانية كما كان الأجداد. لكن ما كل ما يريده المرء ويتمناه يدركه!!! إنما للبيدر حسابات أخرى يتطلب منا أخذها بنظر الاعتبار والعمل على تذليل كل ما يصادفنا بغية أن يكون البناء مثينا وذا أساس قوي لا يتزعزع ولا يتأثر بما يوضع في طريقه من عراقيل، وهذا لا يتم إلا بالديمقراطية والاستماع إلى آراء الجميع ولأي واحد مهما كان صغيرا.
والديمقراطية التي فيها الأقلية تخضع لرأي الأكثرية وهذه الأخيرة تحترم رأي الأقلية لأن في هذا الرأي حتما جانب من الموضوعية الصحيحة وإلا لما اقتنعت هذه الأقلية به وطالبت بتحقيقه وبسلوك هذا النهج نكون قد وضعنا أول قدم في الطريق الصحيح وفي كافة مؤسساتنا وخاصة الحزبية التي تهتم بالشأن القومي وتعمل من أجل أهدافها التي في النهاية تسعد الإنسان والأمة وتحقق الخير والرفاهية لأبناء الأمة الواحدة.
ومما أسعدني هو حظوري بدعوة كريمة من قبل حزب الاتحاد الديمقراطي الكلداني جانبا من مؤتمره الأول، ورغم أن ما حظرته كان جانبا مما حدث في اليوم الثاني ولبضع الوقت إلا أنني خرجت بقناعة أن هذا الحزب يسير في الطريق الصحيح من خلال مناقشة الأمور التي تخص مسيرته ونهجه ونظامه الداخلي وغيرها من الأمور بأسلوب ديمقراطي لا يفرض أحدا رأيه على غيره إنما يتم التصويت الحر والعلني على كافة المقترحات ليتم الاقرار لما يتفق عليه رأي الأكثرية، فبهذا سيحقق الحزب خطوات ناجحة في المستقبل حتما بعد أن أصبحت قيادته منبثقة من هكذا أجواء ونبذت العمل الفردي بل نذرت نفسها لتحقيق برنامج الحزب الذي أقره وأغناه الجميع في هذا المؤتمر.
وليس دائما تقود هذه المؤتمرات إلى نتائج إيجابية خاصة عندما يوجد تيارات متصارعة ومتقاربة في القوة يتدخل الممولون بأسلوب فرض طروحاتهم وإلا يقوموا بقطع التمويل الذي يصبح الطامة الكبرى وتسحب الحزب نحو الإنهيار والاضمحلال وبعثرة كوادره وللأسف خسارة جهود أبناء أصلاء نذروا أنفسهم في سبيل الأمة.
دعوة للمخلصين في أحزابنا أن يعملوا بهدوء لكي تنجح الديمقراطية فيها لأن في ذلك صالح الأمة التي هي بأمس الحاجة لجهود جميع أبنائها.

4
الفرح والحزن
نقيضان ملازمان لنا في حياتنا ولا يمكن لأي إنسان أن يتخلص منهما بأي حال من الأحوال، فالطفل يأتي إلى الدنيا باكيا وهذا رمز أن هذه الحياة هي وادي الدموع، وفي قمة الفرح ومن شدة الضحك يتحول فجأة ذلك إلى بكاء الذي هو رمز الحزن، وفي قمة السعادة نبكي!!! فما كل هذا ولماذا؟
وأحيانا نقوم بأعمال ونخطط لأفعال بأنفسنا وبقناعتنا، لكن عند التطبيق يحزن الأخ أو الأخت أو الأب أو الأم لأن عزيزا عليهم سيتركهم حتى ولو إلى أجل مسمى ولمستقبل أفضل مما هو عليه ولحياة أكثر أمنا مما هو عليه، لكن البكاء هو عنوان لحظات الوداع التي لا يمكننا معرفة سره ولماذا يحدث وكيف، والشاعر في كلماته الشعبية البسيطة قال (شلون أوَدْعَك يَلْ الحبيب، وبيدي أحجِز للسفر؟) تساؤل مشروع يجب أن نسأل به أنفسنا ونعالج به مشاعرنا، لماذا تخوننا أعصابنا في لحظات الوداع؟ ولمذا تأتي الدموع مدرارا رغم أنف صاحبها؟ ربما الله وضع بنا هذا لكي يديم العلاقة الطيبة ما بين الأحباب ليجعلهم بحاجة بعضهم للبعض، ويذرفون الدموع لكي يجعلون منها سببا للذي يفارقهم كي لا يطيل غيبته عليهم ويتذكر الدموع في لحظة الوداع ويحن قلبه رغم أن ثمن الدموع عند الوداع غالٍ جدا ومراراتها تلهب حرارة القلب والعاطفة معا لتتحول اللحظات إلى دراما حزينة لا يمكن للناظر أن يتحملها.
فكيف للذي يكون هو الطرف الذي سيغيب في هذا الوداع؟ وكيف له أن يتحمل كل هذا الحزن البادي على وجوه أحبائه وهم لا يريدون أن يتركوه ينفصل عنهم بل أن يكون في أحضانهم أطول فترة ممكنة؟ لكن هل هذا هو العمل الصحيح؟ وهل الحياة ممكن أن تستمر دون هذا الفراق؟ كلا طبعا فبدون الافتراق والسعي للعمل والدراسة والنجاح سنبقى معطلين وستبقى الحياة تتراوح ويكون الجميع ثابتين في مكانهم حيث هم ويلفنا التخلف ونتأخر عن الركب ولا نستطيع حتى اللحاق به!!! فذهاب هذا وذاك من أفراد العائلة وكل إلى هدف قد حدده لنفسه أو حدده بالتعاون مع أهله وحسب آراء أتفق عليها الجميع، يجب أن يكون أمرا مفرحا لأنه فراق إلى حين محدد أولا وإلى سعي نحو تحسين الحالة والتبوأ لموقع أفضل ثانيا.
إن الحياة هي هكذا ولا يمكن للإنسان أن يبقى حيث هو وينال ما يريد كما تقول قصة تنابل السلطان، بل يسعى الجميع وهذا سباق شريف ومشروع بل متاح للكل كي تمشي الحياة إلى أمام ويتم تسلق المجد بخطوات محسوبة ويتم تفادي الانهيار لا سامج الله. فهكذا يكون امتزاج الفرح بالحزن أيضا أمرا طبيعيا وبذلك يكون التفاعل الإنساني والكلام العظيم الذي يدعونا للفرح مع الفرحين والحزن مع الحزانى أو البكاء مع الباكين، لكي تكون حياتنا طبيعية وتسير وفق نظام طبيعي ونعمل أن نخفف معاناتنا وشدة الألم الذي يعتصرنا لنتغلب عليه بشحنات الأمل الموجودة في دواخلنا والرجاء الذي نسعى إليه بمعونة الله.
عبدالله هرمز النوفلي

5
المنبر السياسي / تسونامي العراق
« في: 14:54 11/08/2006  »
تسونامي العراق
العديد مناعندما يطالع الصحف ومواقع الانترنيت غالبا ما يقرأ حظه الذ كتب في برجه لذلك اليوم ومعظم الذين يقرأونها يفعلون ذلك من باب الفضول ليس إلا، ومنهم من يتأمل أو يتمنى حصول ما بُكتب في برجه خاصة إذا كان فيه فسحة من الأمل، وذات الشيء يفعله البعض في جلسات الود والمحبة مع الأصدقاء عند شرب القهوة، لتنبري إحداهن وتتبرع بقراءة الفنجان وهي على علم مسبق بأوضاع واحوال من هم حواليها أو قبل ذلك تأخذ بالحديث بما سينفعها وبما ستقدم عليه فتؤملهم بمال سيتدفق أو رسالة مهمة في الطريق أو سفر على الأبواب أو عقدة في طريقها إلى الحل أو سلم صاعد إلى مجد مفقود أو .... ولمثل هؤلاء رموز يختارونها من الأشكال التي تظهر في فنجان القهوة ويصنعون خيالات يقضون خلالها وقتا من المرح والضحك يشحن الحاضرين أنفسهم بطاقة جديدة ليوم عمل مضنٍ قادم، لينفرط عقد الجالسين ومنهم من آمن بما سمع ومنهم من ضحك مبتسما ومنهم من لم يعره أهمية وخرج مرتاحا!!!!
ومع الأبراج وفناجين القهوة يوجد الأحلام وتفسيرها وجعل هذه وسيلة مثل التي سبقتها للقفز فوق الواقع الصعب والعيش وقتا من المرح والتسلية في تفسير حلم هذه أو تلك، أو حلم هذا أو ذاك... ولهذه المهنة أيضا أبطالها الذين يقسمون الأحلام لأشكال وأنواع يتفنن مفسروها في تعدادها وتفسيرها ويقولون أن أحلام اليقظة غالبا ما تتحقق، ويسوقون الروايات حول فلان أو علّان، وحتى من لا يؤمن بها يدخل إلى قلبه الشك والتردد والخوف من مغبة تحقيق حلم عابر مر في نومه ليوم سابق أو آملا بحلم وردي جميل ينهي به نومه اللاحق بغية أن يحضى بوقت من خلاله ليدخل عالم من الحب والأمن والسلام.
لكن هل تسير الأيام هكذا؟ وهل أن الأبراج ... أو فنجان القهوة... أو الأحلام، هي التي تقرر مصير أيامنا القادمة وتجد لنا الحلول لما أصبح صعب المنال في وقتنا الحالي، هذا الوقت الذي يعصف به العنف ويدمر كل شيء وكأننا في تسونامي الفوضى والعنف، إنه حقا تسونامي العراق الذي لا ينفع معه كل تحوطات الأمان وسدود الأمل وجرعات المقوي، فإنه يجرف كلما يأتي ويصادفه في طريقه، ليحقق بل يخلف الدمار، فهذا الدمار الذي يعيشه العراق هو طوفان مدمر يجرف معه سنة العراق، وشيعته، لم يسلم منه الصابئة ولا الإيزيديين ولم يكن حظ المسيحيين أوفر بل كانوا هم أول قشة جرفها دون عناء. فقط أكراد العراق أصبحو في منأى من شره بعد أن خبروا شر طوفان سابق من نوع آخر حصنهم تجاه ما يأتي من شر جديد.
فالواجب أزاء هذا أن يمد الأكراد يد المعونة لجميع شركائهم في العراق الجريح لكي تستمر الرسالة الإنسانية في معانيها الجميلة ويستمر التاريخ بكتابة رائعة لما عاشه ويعيشع هذا الوطن الذي كان منارا للعالم أجمع. ويجب أن يفهم العالم أن ما نصارعه في العراق ما هو إلا تسونامي جديد قد لا يقف عند الفاو أو زاخو أو الرطبة أو المنذرية، بل قد يتعاظم ويعصف بالكثير من الدول التي تعتبر نفسها اليوم في منأى مما يحدث، فالعالم اليوم مدعو لكي يهب هبة واحدة لإيقاف هذا المد العارم ويعمل بجدية لإنهاء معاناة العراقيين لكي لا نصل يوما ونقول معاناة دول المنطقة وعندها لا يفيد أن نعض أصبع الندم!!!!!!!!!!
عبدالله هرمز النوفلي

6
المنبر الحر / الشهيد والشهادة
« في: 11:19 07/08/2006  »
الشهيد والشهادة

ويقال للشهيد في السريانية (سَهدا) أي الذي أعطى روحه وكل ما يملك ثمنا لإيمانه بقضيته وقربانا مجانا لكي يعيش أهله من بعده أحسن مما عاش هوَ، وتُفسّر المقولة الإنجيلية (الواحد مائة أو ستون أو ثلاثون) بأن الذي يجازيه الرب مائة هو الشهيد أي أنه أعطى وضحى بكل شيء كأنه ضحى 100% وحقوقه عنها أن يجازيه الرب بمائة. والشهادة أنواع؛ منها من أجل الوطن أو الأرض أو العِرض أو المال أو الدين أو ... لكن الشائع في عراقنا المعاصر أكثر من غيره كان شهيد الوطن الذي ذهب ضحية نتيجة أوامر قادته وإخلاصه بتنفيذ الواجب وصولا إلى الشهادة، كما شهد وطننا منذ القِدَم أنواع كثيرة من الشهداء وخاصة شهداء المعتقد الذين نطلق عليهم (المعترفين) وهم تحدّوا أنواع العذابات والسيف والظلم والاضطهاد ومن أجل عقيدتهم، وشهدت القرون الأولى للمسيحية قوافل عديدة من الشهداء، وكانت للامبراطورية الفارسية نصيب كبير منها ومن خلال تسلط الحكام وبطشهم وخلو قلوبهم من أية ذرة للرحمة.

وأرض بابل وآشور أيضا اصطبغت بدماء زكية قدمها شعوبها من أجل بقاء هامة بابل وآشور مرفوعة بين الشعوب ومن أجل ازدهار وثبات مكانتها بين مختلف الأمم والأقوام، وليس بعيدا عنا مطلع القرن الماضي عندما حدثت مجازر مروعة بحق مسيحيي تركيا من الكلدان والآثوريين والسريان والأرمن حيث ذهب عشرات الألوف ضحية الحقد الأعمى لدى من كانوا يحسبونهم أعداء لهم فبطشوا بهم وشبعت أرض هكاري وطور عابدين من دمائهم وبعدها أرض سميل وغيرها من القرى المسيحية التي كان آخرها القرية المشهورة (صورية) أثناء ما يُسمى حرب الشمال حيث تم جمع أهاليها يتقدمهم كاهن رعيتهم وقتلوا جميعا رميا بالرصاص لإرضاء شهوات من يصحّ أطلاق لقب مصاصوا الدماء عليهم. ولازال مسلسل الظلم مستمرا والمسيحيين يُقتلون أو يهجّرون أو تدمر وسائل معيشتهم.

والآن ونحن نعيش زمن الديمقراطية التي ليست سوى بالإسم، والظالم طليق وحرٌّ يعمل ما يشاء دون وازع من ضمير أو مهابة قانون أو حق دولي!!! وكدليل كون شعبنا المسيحي بأطيافه المختلفة في أرض العراق هو واحد بمسميات نختلقها لنُرضي أهوائنا أو أسيادنا المتحكمين بأمرنا لغاية في نفس يعقوب، دمّ كل هؤلاء قد امتزج، ويصرخ عاليا محتجا على من يحاول تجزئة هذا الشعب وبعثرة جهوده نحو الوحدة أو محاولة بيعه لشعوب أخرى كما تم بيع يوسف، تحت ذرائع وحجج شتى لتصبح دماء الشهداء ضائعة منسية وتذهب سدى دون ان تؤدي دورها لدى سعبنا في الوقت الراهن!!

وأيضا نجد في ذات اليوم الذي هو يوم السابع من آب يحتفل جميع أطياف شعبنا؛ أحدهم بيوم الشهيد الآشوري والآخر بيوم الشهيد البابلي وربما الثالث ولا أدري بيوم الشهيد السرياني!!!! أليست هذه أحدى المفارقات المضحكة المبكية التي لا يستطيع من يمثلون شعبنا إيجاد جوابا شافيا لها، فكل عام يجتمعون ويخطبون ويزايدون على دماء الشهداء لكن لا نقبض سوى الريح الذي سرعان ما نعود فور انتهاء الاحتفالية إلى ديدننا العادي وننسى كل شيء لنهيئ أنفسنا للمناسبة القادمة، أما الاجراءات العملية لخلاص الشعب فهي مؤجلة ريثما يتم حسم الصراع على الكراسي وتحقيق أقصى المكاسب ويعرف كل واحد نصيبه من الغنائم حتى أصبحنا نطلق على هذا (قائد) وعلى الآخر (فارس) والثالث ربما (ضرورة) !!!! ولكن الشعب باقٍ مضطهد ليس له من معين أو سند .

فأين نحن الذين نطلق على أنفسنا مثقفي هذا الشعب من كل هذا؟ أليس من واجبنا تسليط حزم من النور في عالم الظلام هذا حول هذا الشعب؟ وخاصة ونحن نحتفل بيوم الشهيد مهما كان اسمه!!!!!!!!! ، إنها مناسبة لكي نأخذ من دماء أولئك الأبطال لنعمل منها دواءً لمعالجة أوجاع هذه الأمة المريضة، من واجبنا ان نصرخ بوجه من يحاول تمزيق الشعب المسيحي في العراق تحت مسميات مقيتة ونقول له كفى، أنتبه وعد إلى رشدك فهذا الشعب لا يهمه ماذا يكون اسمه بل يهمه أن يحصل على السلامة والأمان، يهمه أن يحافظ على كرامته وهويته، إن شعبنا يمقت من يحاول ابتلاع أخيه الآخر، نجد العامة وكيف تتصرف فلا نجد ميزة للآثوري على الكلداني او السرياني، يعيشون معا .. يجلسون ويتسامرون ... لكن من يُفرق هؤلاء، هو المجرم الحقيقي الذي يجعل من تضحيات هذا الشعب سُلّما يصعد بواسطته ويجني المكاسب.

ونحن في هذا المقال لا يسعنا إلا أن نمجد دماء الشهداء الأبطال ونضعها على المذبح أمام مرأى ومسمع أخوتنا مسيحيي العراق أينما هم، علّنا نرد الدين لهم آملين أن يكونوا الآن مع القديسين والأبرار يمجدون الله ويتضرعون من أجل هذا الشعب المبتلى بسياسييه!!!!
ع. هـ . ججو

صفحات: [1]