عرض المشاركات

هنا يمكنك مشاهدة جميع المشاركات التى كتبها هذا العضو . لاحظ انه يمكنك فقط مشاهدة المشاركات التى كتبها فى الاقسام التى يسمح لك بدخولها فقط .


الرسائل - حسن شنگالي

صفحات: [1]
1

إنتخابات قوم عند قوم فوائد
حسن شنكالي
ما أن تعلن المفوضية المستقلة للإنتخابات موعد بدء الحملة الإنتخابية حتى ينهال المرشحين على محلات التصوير والطباعة والحدادة ويتسابقون بل يتفنون في تنظيم بوسترات الدعاية الإنتخابية التي تتزين بصورهم الشخصية وبأحجام مختلفة ويبذلون فيها امولا "طائلة في الوقت الذي كان البعض منهم يبخلون على إعالة من بمعيتهم من عوائلهم لسد الرمق ويتبارون في إطلاق الوعود التي لا يمكن تحقيقها الا بمعجزة خارقة لكن المستفيد من المشهد هم أصحاب المطابع ومحلات الحدادة والذين ينتظرون الحدث بفارغ الصبر كل أربع سنوات حتى يسترزقوا بما يجود عليهم المرشحين من مال الله ناهيك عن الهدايا والنشاطات الإجتماعية والرياضية التي كانت غائبة عنهم قبل فترة ترشيحهم.
وما أن تنتهي فترة الإقتراع والتصويت حتى يبادر أصحاب محلات الحدادة بإزالة تلك البوسترات بين ليلة وضحاها والتي صنعت بأيديهم في فترة قياسية ليستفادوا من مادة الحديد مرة أخرى تيمنا"بقول الله عزوجل (رزقكم في السماءوما توعدون ) ويبقى الناخب المسكين في دوامة من أمره ينتظر أصحاب الوعود الذين فازوا بمقاعد نيابية أو محلية وهم ينعمون بماظفروا به ليستجيبوا لمطالبهم البسيطة التي لا تتعدى الخدمات الاساسية للعيش بكرامة وللتخفيف عن كاهلهم لا سيما والنازحين يعيشون في ظروف قاهرة لا يشعر بمعاناتهم الا من عاش نفس المعاناة وهؤلاء نادرا"ما تحظى بهم والأغلبية لا يعيرون لناخبيهم اي إهتمام وكأن في آذانهم وقر وهيهات ولكن لاحياة لمن تنادي وسيبقى المشهد هكذا في كل الديمقراطيات المستوردة من خارج الحدود ليرتقي من خلالها النفعيين على اكتاف الفقراء الذين لا حول ولا قوة لهم وتستمر المعاناة والى متي يبقى البعير على التل ؟

2
المنبر الحر / وطن الغرباء
« في: 12:41 26/11/2023  »
وطن الغرباء
حسن شنكالي
بعد عشر عجاف تعفّر جبيني بذرات ترابك ياوطن الغرباء ساجدا شكرا لله والدموع في المقل على الأطلال تذرف وعانقت ذا الجدار وذاك كالمتيم الولهان والدار تروي قصص سنين الفراق فذاك هو الوطن في الخيال الذي تربينا في درابينه والشمس تلك الشمس لكن الارض مقفرة من الخضراء كأنها الغريبة بين أحضان الغرباء لا صديق يواسيها ولا قريب يؤنسها وأضحت تندب حظها العاثر كأنها تستعيد ذكريات باتت في طي النسيان وحتى الصور أبت أن تفصح عن لقطاتها من آثارعوامل التعرية فللٌه درك يا وطن كم اثقلت من هموم اهلك وباعدت بين أوصالك بعد أن فعل الأشرار فعلتهم الدنيئة مع هبوب العاصفة الصفراء ليثخنوا من الجراحات ويعيثوا في الأرض الفساد كأنهم أوصياء وأولياء الأمر بعد الخالق لكسب شرعية أفعالهم الشنيعة التي يندى لها جبين الأنسانية ' فعندما اشرح عن الوطن لا أتحدث الا عن الإنسان لان السر بالسكان لا بالمنزل .
أين كنا وأين أصبحنا وما الذنب الذي إقترفناه ليحل بأهلنا ما حل أليس الله خلقنا أحرارا" ؟ أم تنموا أن نعيش على أهواء من تسولت لهم أنفسهم من أجل غايات هم أدرى بنتائجها سلفا ونبقى ضحية مؤامرات ودسائس نسجت خيوطها من وراء الحدود لغاية في نفس يعقوب قضاها فإلى متى يبقى البعير على التل ؟
 أعذرني يا وطني إن خانني التعبير وأن تعفوا عني إن لم أعبر عن تقديري لك حقا"انا يا وطني لست الا عاشقا"حاول أن يغني لك شيئا"يليق بمقامك فيا وطني انت اجمل سمفونية عزفها أوتار الموسيقيون .




3
مرشحون .... أم برامج إنتخابية
حسن شنكالي
لا يخفى بأن العملية الإنتخابية في العراق شكلت نقطة تحول مفصلية على الساحة السياسية بعد سنوات عجاف من الحكم الشمولي وتطبيق مبدأ الديمقراطية ذلك الحلم الذي راود العراقيين نتيجة للسياسة العادلة لتوزيع الظلم على جميع شرائح المجتمع دون استثناء وعليه قبل إجراء أية عملية إنتخابية ينبغي تهيئة الظروف المناسبة للناخب بإعتباره قطب الرحى ومحور العملية الإنتخابية حيث يتم تهيئة برامج إنتخابية في الدول الديمقراطية تنتهي بانتهاء الفترة الزمنية المحددة بالدستور أو القوانين المرعية لكل دولة وتحدد فترة زمنية للحملة الإنتخابية وفق أصول وقواعد سياسية تحتم على السياسيين الإلتزام بها حسب قواعد السلوك التي تصدرها الجهات المشرفة على الإنتخابات .
لكن من المؤسف ما يحدث في العراق عندما يتم إختيار المرشحين دون برامج إنتخابية بل وفق سياقات حزبية أو عرقية أو طائفية أو قومية أو مذهبية مما يؤثر سلبا"على الناخب عند اختياره للمرشح وتأثيرها السلبي أكبر على النتائج المرتقبة مما يفرز ممثلين عن الشعب بمميزات خاصة بعيدة كل البعد عن البرامج الإنتخابية والتخطيط الإستراتيجي لفترة الدورة الإنتخابية .
أليس من حق الناخب التعرف على المرشحين ببرامجهم الإنتخابية بعيدا" عن الأسس الإعتبارية التي تضعها هذه الجهة أو تلك لمصالحها السياسية دون الأخذ برأي الناخبين وتطلعاتهم كونه سيكون مشرعا"للقوانين التي تمس حياة المواطنين وسيمثلهم مستقبلا" في السلطة التشريعية التي تعتبر أعلى سلطة في البلد .
وأثناء فترة الحملة الإنتخابية يجري إستهداف الناخبين حسب مناطقهم السكنية أو حسب مستواهم العلمي أو إنحدارهم الوظيفي أو فئاتهم العمرية أو مراعاة جنس الناخب ليتمكن المرشح من الوصول الى إقناع الناخبين ببرنامجه الإنتخابي عن طريق الهدايا والوعود الكاذبة غير القابلة للتطبيق أو عن طريق شراء الذمم بمبالغ نقدية زهيدة ومصادرة حق الناخب في الإختيار الذي يقتنع به ، وبعد الإنتهاء من عملية التصويت التي تشوبها الضبابية والتي لا تخلو من عمليات التزوير وظهور النتائج تبدأ الكتل السياسية الفائزة بالبحث عن تحالفات وإئتلافات سياسية لتشكيل الكتلة الأكبر في البرلمان لاختيار رئيس الحكومة لكن المحاصصة السياسية تحول دون ذلك وتطفو على الساحة حكومة غير مؤهلة لإدارة دفة الدولة نتيجة للتقاطعات والمناكفات السياسية .
وسيبقى الناخب المسكين يعاني على مدى الدورة الإنتخابية من تردي في مستوى الخدمات نتيجة لانهيار البنى التحتية للبلد لإستشراء الفساد في جميع مفاصل الدولة ولا وازع ولا رادع من تغيير المشهد الا بتوافقات سياسية تصب في مصلحة السياسين ولا يجني منها الناخب سوى الوعود بإصلاح المنظومة السياسية آجلا دون تنفيذ ويستمر المشهد السياسي لحين إجراء انتخابات نيابية بعد اربع سنوات وهكذا دواليك تبدأ من أول جلسة تعقد والخاسر الوحيد هو الناخب الذي يتحمل مسؤولية صعود المرشحين على أكتافهم بعيدا " عن البرامج الإنتخابية ووصولهم الى السلطة التشريعية .

4
المخدرات الرقمية الى أين ؟
حسن شنكالي
قد يثير عنوان المقالة الاستغراب بعض الشيء لكنه واقع مفروض نعيشه بكل سلبياته وباتت
من المفاهيم المعاصرة التي ارتبطت بحياة الناس ضمن العالم الافتراضي من خلال التواصل مع الشبكة العنكبوتية التي جعلت من العالم قرية صغيرة حيث برزت موضوعة المخدرات الرقمية ذلك الخطر الخفي الذي يهدد حياة أبنائنا والتي لا تحتاج الى مواد ملموسة كالمخدرات بانواعها كالهيروين  والكوكايين بل يكتفي بتوفر الانترنيت مع سماعات للاذن يستمع من خلالها الى ملفات صوتية ترافقها مواد بصرية وأشكال وألوان متحركة  تتحرك وتتغير وفق هندسة  مبرمجة لخداع الدماغ عن طريق بث أمواج صوتية مختلفة التردد في كل اذن ومن طقوسها لابد من الإنزواء في غرفة منفردة والإسترخاء وتغطية العينين حيث تصل بالمستمع لها الى احساس معين يحاكي إحساس احد انواع المخدرات التقليدية .
 وفي السنوات الاخيرة أصبحت تجارة وتعاطي المخدرات من الظواهر المدانة والتي ترفضها كل الأعراف والتقاليد الإجتماعية وبعيدة كل البعد عن أخلاقيات المجتمع المحافظ على الموروث الديني والإجتماعي والتي تؤدي بدورها  إلى تفكيك الروابط الأسرية والتي نتجت عنها مؤخرا" العشرات من حوادث القتل والإغتصاب داخل العائلة ناهيك عن تزايد حالات الطلاق غير المدروسة مع تشرد الأطفال وترك مقاعد الدراسة والتسكع في الشوارع وتزايد ظاهرة التسول من أجل لقمة العيش  .
عليه تقع المسؤولية على المشرع العراقي من خلال تشريع القوانين الصارمة للحد من تجارة المخدرات وتشديد العقوبات لمرتكبيها وملاحقتهم قانونيا" بالإضافة الى تغيير المناهج الدراسية بما يتلائم وتوعية التلاميذ والطلبة الى مخاطر تلك الآفة الخطيرة مع فتح مصحات نفسية لمعالجة المدمنين عليها ومراقبة الآباء والأمهات للأطفال والمراهقين أثناء تصفحهم للانترنيت الذي يعتبر سلاحا"ذو حدين من جراء سوء الإستخدام مع الاهتمام بالانشطة الإيجابية وممارستها كالرياضة  والرسم والبرمجة وغيرها لقتل أوقات الفراغ الذي يعتبر عاملا"مساعدا"للبحث عن بدائل للترفيه عن النفس وتعليم الابناءكيفية التعامل مع الضغط النفسي ومعالجته والابتعاد عن اصدقاء السوء وضرورة التوعية والالتزام بالقيم والمبادىء التي تربينا عليها والتي من شأنها  الحد من التصرفات غير اللائقة  حفاظا" على المجتمع برمته وهي من مسؤولية الجميع دون استثناء . 

5
الغجرية وبنت الجيران
حسن شنكالي
لأكثر من ثلاث عقود خلت نُسجت خيوط قصة حب عذري غير مخطط لها ومن باب الصدفة بين شاب طموح في مقتبل العمر مولع بالمطالعة والثقافة يحدوه الامل ليفتح آفاقا"لمستقبل منشود بعد سنوات من الدراسة ليعيل من بمعيته من افراد عائلته وبين بنت الجيران تلك الفتاة التي كانت على قدر من الجمال هيفاء معتدلة القوام لا نقص فيها و لا زيادة قدّها كأنه غصن البان أَنفها دقيق صغير كأنّها من الأميرات كان شعرها مثل سلُوك الذهب ينسدلُ فوق كتفيها خفيفة رشيقة كانها فراشة تمرحُ في حديقة ، عيناها لوزيتان بهِما كل الأَلوان كان صوتها عذبا شذيًّا كتغريد البلابل أو زقزقة العصافير وقت الربيع والأجمل ما فيها اخلاقها العالية وخفة دمها وروحها الجذابة وصاحبة كاريزما قوية قليلة الكلام سريعة البداهة .
بدأت القصة بزيارة غجرية لبيت الشاب وهي تجوب الازقة وتتسكع بين البيوتات من أجل من يمد لها يد المساعدة والتي لا تتعدى قرص خبز أو حفنة طحين حتى اقنعت الشاب بتدخين سيكارة كانت معدة سلفا"لغاية في نفس يعقوب قضاها بعد أن أنهت زيارتها لبيتها الملاصق لبيته وتؤدي ذلك الدور المشين مقابل مبلغ من المال وما أن غادرت الغجرية وبعد سويعات بدأت آثار الإعياء تلوح على محيا الشاب ويوما"بعد يوم بدأ المرض ينخر جسده في الوقت الذي بدأ الحب يسري في عروقه ولا يفارق مخيلته وكأنه لم يقابل فتاة في حياته غيرها كمن سرقت عقله وجثمت على فؤاده ودخلت قلبه دون سابق إنذار حيث كان يراها قبل هذا الوقت بنت طبيعية لا تثير فيه اي إهتمام ولا يهتم بأمرها كأي فتاة أخرى لكن القدر سباق ليعبث بمقدرات الشاب ويحيله الى عاشق ولهان هايم بحبها من طرف واحد حيث لاحت خيوط المؤامرة التي عقدت بينها وبين الغجرية من أجل الإيقاع به في شباك حبها وتم لها ذلك بخديعة ذكية لأنها كانت تراقب تحركاته اولا" بأول وعزمت على أن يكون شريك حياتها
ومرت الأيام والحب شغله الشاغل حتى تقدم لخطبتها لأكثر من مرة لكنه قوبل بالرفض من أهلها بوشاية من أحدهم من باب الحسد وتحريض أبناء عمومتها فكان وقعها كالصاعقة عليه مما أفضت الى ان يعيش في دوامة لا نهاية لها لينصرف في مواصلة أموره الحياتية لكن الفؤاد معلق بهواها حتى أثرت على تصرفاته اليومية وكانت نهاية الحب مأساوية دون تحقيق ما كان يصبو اليه وكان للقدر أن يقول كلمته وأن يفرق بين قلبين جمعهما حب عذري .
 ويقول الشاعر أبو تمام (نقٌل فؤادك حيث شئت من الهوى ... ماأحب الأ للحبيب الأول ) .



6

الجندرة ... مسخ للهوية
حسن شنكالي
تداول الإعلام في الآونة الأخيرة مفهوم لم نألفه ولم يطرق أسماعنا من قبل ويتغنى وينادي بها بصخب دون أدنى علم الا وهو موضوعة الجندرة أو النوع الإجتماعي وهو مصطلح غريب على ثقافتنا ومفاهيمنا الدينية والإجتماعية وشاع تداوله مع اجواءالدعوة الى الشذوذ الجنسي والغاءالهوية التي تحددها الولادة حيث لايسمح بتثبيت جنس المولود في بيان الولادة الا بعد سنوات من عمر المولود وله الحق في إختيار جنسه وإمكانية تغيير الجنس من ذكر الى انثى والدعوة الى المثلية وزواج الذكر من الذكروالانثى من الأنثى بعيدا"عن كل القوانين والإعراف الإجتماعية التي تربينا علينا حيث أكد عليها الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم في الآية الكريمة (سبحان الذي خلق الأزواج كلها مما تنبت الأرض ومن أنفسهم ومما لايعلمون ) فكل شي خلق من زوجين والتي هي سنة الله في الأرض واستحالة أن يكون المخلوق احادي الجنس .
ويشير مصطلح الجندر على العدالة بين الذكر والأنثى وتكافؤ الفرص سياسيا" واجتماعيا" وثقافيا" فحسب هذا المصطلح لا يصح أن يقال أن أمرا" ما يناسب الذكور ولكنه لا يناسب الإناث فالجميع له الحق بأن يقوم بأي دور وأي سلوك دون النظر لجنسه البيولوجي .
فالموضوع في الظاهر مسألة المساواة بين الذكر والأنثى في الحقوق والواجبات لكن مدياته ابعد من ذلك والتي تعمل على ميوعة الشباب واسترجال البنات وتبادل الأدوار فيما بينهم وإلغاء الفوارق بين الجنسين .
ومع الأسف هناك من يروج لهذة الفكرة ويعمل على توعية الناس عليها من لهم باع في السياسة العراقية وعليه الحذر الحذر من إنتشار هذه الأفكار بين الشباب في مجتمعنا علاوة على المشاكل اليومية التي يعاني منها المجتمع من سوء استخدام مواقع التواصل الإجتماعي في الوقت الذي نعاني ما نعانيه من نقص الخدمات في البنية التحتية واستشراء الفساد في جميع مؤسسات الدولة دون وازع وشيوع تعاطي المخدرات وارتفاع سعر الدولار وتفاقم مشكلة المياه التي باتت من أخطر المشاكل في العراق والتي ستكون يوما أغلى من النفط والغاز 
والحرب القادمة ستكون على المياه دون النفط في العالم .
عليه لابد من إيجاد الحلول للمشاكل المستعصية في البلد والالتفات الى توفير الخدمات للمواطنين الذين عانوا الامرين منذ سنوات خلت دون الترويج لأفكار دخيلة على المجتمع والتي يرفضها المواطن العراقي الغيور وكل أمريخالف الأوامر الإلاهية والفطرة الإنسانية حفاظا"على التماسك المجتمعي والعادات والتقاليد الإجتماعيةالعراقية .






7
الثالث من آب ... تأريخ أسود
حسن شنكالي
قبل عشر سنوات خلت كانت شنكال في الثالث من شهر آب المشؤوم على موعد مع القدر غير محتسبين لما سيحل بهم لإنهماكهم بمصالحهم اليومية وعلى حين غرة تعرضت لهجمة بربرية صفراء تخللتها موجة إعلامية مشبوهة لبث الإشاعات المغرضة من خلال الطابور الخامس بتوجيه من الخلايا النائمة وبالتعاون مع الذين إرتضوا لأنفسهم أن يكونوا حواضن للمجرمين حتى ساد الهرج والمرج في سويعات قليلة ودب الذعر في النفوس والقلوب الى الحناجر أقرب حيث غدت القدرات العقلية محدودة لا تتعدى لملمة ما خف من متطلبات سفرة غير معدة لها سلفا" لطريق مجهول تاركين وراءهم أموالهم وممتلكاتهم وما لذ وطاب من حطام الدنيا الذي جمعوه في سنوات شقائهم وكد أيديهم وبعرق جبينهم وغصت الشوارع والأزقة بالسيارات والمواطنين في مشهد مهيب يتسابق فيه الشيوخ والأطفال والنساء لتوديع الأهل والأقارب بعد أن توشحت المدينة بالسواد كسواد نية الظلاميين الحاقدين لتتحول الى مدينة أشباح وهاجس الخوف والجزع يعلو محياهم قاصدين مكان آمن هرباً من بطش المجرمين الذين تلطخت أياديهم بدماء الأبرياء ليحتموا في سفوح وكهوف وأودية الجبل الشامخ حيث لا طعام يغنيهم من الجوع ولا ماء يروي ظمأهم يفترشون الأرض ويلتحفون السماء وعويل النساء وبكاء الأطفال يشق عنان السماء ويتلاطم صدى نحيبهم الوديان فلا منقذ ولا ناصر لهم بعد دخول عصابات داعش الإجرامية وعاثت في الأرض الفساد وأثخنت الجراحات وبالغت في القتل الجماعي من نحر وقتل وتعذيب وسبي وإغتصاب بأبشع الطرق الوحشية وبيعت النسوة في سوق النخاسة كالعبيد في دول الجوار وتم تفخيخ وتفجير المزارات والكنائس والجوامع في سابقة خطيرة هزت ضمير الأنسانية جمعاء والتي لم تشهدها شنكال في تأريخها الحافل بالفرمانات والغزوات لتسجل وصمة عار في جبين خوارج العصر .
يقيناَ لازالت شنكال تبكي لتذرف بدل الدموع دماً على فراق أهلها الطيبين بجميع مكوناتها بعد أن تعرضت الى أقذر عملية إبادة (الجينوسايد) لترتقي الى مستوى الجرائم ضد الأنسانية لا سيما بعد العثور على عدد من المقابر الجماعية التي ضمت رفات المئات من المغدورين من نضرائنا في الخلق وإخوتنا في الإنسانية من أبناء الشمس من الديانة الإيزيدية خاصة .
ناهيك عما تشهده المدينة حالياَ وضعاً غير محسود عليه لتعدد الولاءات فيها مما شكلت عائقاً أمام عودة النازحين وسبباً في تأخر إعادة إعمار بنيتها التحتية بعد أن كانت مثلاً وأنموذجاَ رائعاً للتعايش السلمي في صورة مصغرة للعراق بمكوناته كافة على مر الأجيال .
أما آن الأوان لأهل شنكال الأصلاء أن يعودوا الى مدينتهم وقراهم ويكونوا يداً وصفاَ واحداَ كالبنيان المرصوص أمام عاديات الزمن ويتركوا للتأريخ ما سيكتبه ليكون شاهداً على جرائم الإرهابيين ولابد من محاسبة من تلطخت اياديهم القذرة بدماء أهلنا وإحالتهم للقضاء ليقول كلمة الفصل فيهم وينسوا الماضي بمرارته ويتقبلوا الواقع كما هو وبما يحدوهم الأمل لمستقبل مشرق واعد لتعود الحياة الى سابق عهدها وتشرق الشمس من جديد بعد غياب طويل على ربوع مدينتنا الحبيبة .










8
المنبر الحر / قبل أن يقرع الجرس
« في: 13:40 22/07/2023  »

قبل أن يقرع الجرس
    حسن شنكالي
بعد التحول النوعي الذي شهده العراق من النظام الشمولي ودخوله فضاء الديمقراطية من أوسع أبوابه اعتاد العراقيون على خوض الإنتخابات كل أربع سنوات تقويمية لإنتخاب من يمثلهم في السلطة التشريعية التي تعد السلطة الرسمية العليا التي تشرع وتتبنى القوانين والتي بدورها يتم تنفيذها من قبل السلطة التنفيذية ونحن على أعتاب إنتخابات مجالس المحافظات عليه ينبغي التوافق على إختيار المرشحين الذين يكونون أهلا"للقيام بتلك المهمة العسيرة وبمستوى المسؤولية الملقاة على عاتقهم ومقبولين لدى غالبية الناخبين من جميع شرائح المجتمع ومشهود لهم بالنزاهة والصراحة واضعين المصلحة العامة فوق كل إعتبار وفوق المصالح الشخصية التي خذلت بعض أعضاء مجالس المحافظات في الدورات السابقة وأن يتحلوا بالشجاعة والجرأة في إطروحاتهم من أجل أعادة تاهيل البنية التحتية وتقديم أفضل الخدمات وعلى جميع الأصعدة من خلال المصادقة على المشاريع الحيوية المهمة ومراقبة عمل الدوائر الحكومية الخدمية منها وينبغي تواصلهم مع الناس وعدم الترفع عنهم والاستماع الى مشاكلهم اليومية دون تمييز بين طائفة أو دين أو مذهب رافعين شعار خدام الشعب بشرط أن يعملوا بمضمونه نصا"وروحا" ولا يرضخوا تحت أية ضغوطات ليكونوا كبيادق الشطرنج تتحكم بهم أجندات خارجية وفقا" لمصالحهم الخاصة ويميلوا حيث ما تميل أهوائهم الدنيئة وأن يضربوا الفاسدين بيد من حديد ولا تأخذهم في الله لومة لائم من أجل تحقيق العدالة في أدنى درجاتها ليشهد لهم التأريخ خدمة للناس والوطن .

9

من عبق الماضي الى نتن الحاضر
حسن شنكالي
كلما أدرنا إتجاه البوصلة لإتجه رغما" عنه الى سالف الأيام وفاح عبق الماضي بعطره وأريجه كنسمات الربيع التي هبت على النفوس رغم الزمن الذي يحمل بين طياته ذكريات الطفولة البريئة واحلام الصبا والحنين الى موطن الآباء والأجداد الى حيث الأصالة والنزاهة والشجاعة والكرم والجود والإخاء والتعاون والإيثار وما تخللته من أنماط حياتية وعادات وتقاليد اجتماعية رائعة رغم بساطتها وعفويتها النابعة من صفاء النيات حيث كان المجتمع صمام الأمان لحفظ الأخلاق والقيم والمبادىء من الضياع وكانت الأعراف الإجتماعية بمثابة قوانين لايمكن اختراقها نتيجة لتماسك المجتمع الى حد بعيد ومن سماته النخوة
والشهامة والتسامح والعفو ووجود المصلحين من اهل الخير بين الناس وبالأمكان ان تستمد الحكمة والقوة من الماضي للتعامل مع الحاضر الذي نعيشه وصولا الى الهدف المنشود في مستقبل منظور حيث أوان الحصاد والإستمتاع بالنتائج لكن مع الأسف حاضرنا نتن مفعم بالروائح الكريهة لدرجة تزكم الأنوف بعد التطور التكنولوجي والعولمة التي جعلت من العالم كقرية صغيرة حيث أصبح الانترنيت سيد الموقف وهو سلاح ذو حدين من خلال حسن أو سوء استخدامه ولسهولة الحصول على المعلومة المبطنة بالعديد من الوسائل المشبوهة بالرغم من أثرها الأيجابي على متطلبات الحياة ومع تعدد وسائل التواصل الإجتماعي والتي افتقرنا اليها سابقا" لكن غابت العلاقات الصميمية الصادقة وأصبحت تختفي وراء الشاشات والآلات الصماء وبات التعامل مع المجهول كالانسان الآلي وبأسماء وهمية والتباهي بها مع الازدواجية الشخصية وأصبحنا نعيش في مجتمع متفكك وغيرمترابط ومنفتح على العالم الخارجي ليواكب الغرب في كل تصرفاته التي لا تمت لقيَمنا ومبادئنا بأية صلة فلكل زمان دولة ورجال ولا يفسد الزمان الا بأهله وأختم بقول الإمام الشافعي رحمه الله ( نعيب الزمان والعيب فينا وما لزماننا عيب سوانا ) .


10

نفاق الكتروني في عالم إفتراضي
حسن شنكالي
يعد النفاق آفة إجتماعية خطيرة لما لها من عواقب وخيمة وتأثيرها السلبي على العلاقات الإجتماعية لان المنافق يناقض ظاهره مع ما يبطنه من خلال تقمصه سلوكيات وخصال فاضلة من باب إزدواج الشخصية بعيدا"عن الحقيقة وسرعان ما تتلاشى هذه الحالة مع انتفاء المصلحة الشخصية من أداء ذلك الدور غير المرغوب فيه حيث باتت ظاهرة سلبية يعاني منها المجتمع من خلال تنامي حالات النفاق الإلكتروني (تحصيل حاصل من النفاق الإجتماعي ) بعد التحول الى العالم الافتراضي والتي هي تجربة العيش في عالم غير موجود من خلال تصميم بيئة مجتمعية على الانترنيت والمشاركة مع مجموعة من الأفراد والتفاعل معهم في عالم مخصص بهم لاسيما بعد تغطية الكرة الأرضية بالشبكة العنكبوتية والتطور التكنولوجي وخاصة في مواقع التواصل الإجتماعي والتعامل مع الشاشة الزرقاء بأسماء وهمية وشخصيات إفتراضية لا وجود لها في الواقع حتى أصبح الفيس بوك نافذة لتبادل المجاملات والنفاق الافتراضي والمشاعر المزيفة والنصب والإحتيال بالإضافة الى استخدام تلك التقنية من قبل بعض ضعاف النفوس باسلوب يتنافى مع العادات والتقاليد الإجتماعية للوصول الى غايات هم أدرى بنتائجها مسبقا" مما له تأثيرا" سلبيا"على المجتمع ليدفع ضريبة تلك الممارسات التي أوجدت شرخا"كبيرا" في المجتمع وبات يعاني من ظواهر مشينة غير محسوبة لها .
ومن  أسباب إنتشار النفاق الاجتماعي ضعف الوازع الديني والأخلاقي والبطالة والأمية والرغبة في الاغتناء السريع وتسلق المراتب دون وجه حق و تفشي الوساطة والمحسوبية والمنسوبية وضعف العدالة الاجتماعية والسعي إلى تحقيق مصالح ومنافع شخصية على حساب المصلحة العامة .
ولابد لنا من مواكبة التطور الحضاري في العالم حتى لا نكون في خانة المتخلفين عن ركب الحضارة المتسارعة في العالم لذا ينبغي توظيف تلك التقنيات الإلكترونية في مجالات تصب في مصلحة المواطن والمجتمع للاستفادة منها في مجالات الحياة الأخرى بشكل إيجابي والذي من أجله وجدت .


11
المنبر الحر / لا عيد بلا وطن
« في: 17:40 28/06/2023  »

لا عيد بلا وطن
حسن شنكالي
إقترب العيد وسينجلي صباحه كالعادة وقد إمتطى النازحين حزنا"على خيول الغربة ورائحة الإشتياق تزكم الأنوف بالحنين تجاه موطن الآباء والأجداد وكلما ولوا وجوههم في مكان ليسوا من أهله هز نبضهم من حقول الشوق وتجلى لهم الوطن على غير عادته مهموما"بفراق أبنائه عنوة بعد أن إستوطنه الأغراب سائلا" أما آن موعد اللقاء يا أهلي؟ فالعيد هو الوطن والأهل والاصدقاء والاحبة ولم الشمل في بيت العائلة وصلة الرحم والتزاور بين الأصدقاء والجيران لكنها ليست كأعياد الغربة والتي تتمثل بالأعمى في إحتفالية الألوان يسمع كل ما يوحي للسعادة والفرح والبهجة لكنه لا يرى سوى ستارة مظلمة يحدوه الأمل يوما" ليرى ما كان يحدث من حوله لكن هيهات ومع هذا لا أدعو أن ياخذ اليأس منا مأخذه فأروع هندسة أن تبني جسرا"من الأمل على نهر من اليأس لنكون مع الله فحتما"سيكون الله معنا .
فسلام على تلك الذكريات الجميلة المنحوتة في الذاكرة من أيام الطفولة والصبا كل حسب بيئته والتي خلفوها في أحضان وطن منكوب تذكرهم بكل خطوة في كل حارة وزقاق وشارع وقد عذبتهم أيام الغربة فما عادوا يحتملوا البعد عنه وما أضيق العيش لولا فسحة الأمل فلم يكن العيد يؤنسهم كما كانوا كسابق العهد كالطفل الذي فارق أمه فلا شعور ولا إحساس بالعيد في الغربة لأنه يوم يمر كباقي الأيام دون أن يترك بصمته التي إعتدنا عليها كباقي أيام العيد في الوطن فلاشي يعدل العيد فيه فله نكهة ومذاق لا يستذوقها الاٌ من إغترب وترك الديار .
وهنا توقف مداد قلمي لتترك أناملي باعثا" بمقدرات أفكاري ليبحث عن ذكريات طغت على همومي وما يجب أن أقوم به من واجب تجاه الأصدقاء بيوم العيد فحللت أهلا"ووطئت سهلا يا عيد .
واختم مقالتي بشعر للمتنبي يخاطب العيد سائلا" (بأي حال عدت يا عيد بما مضى أم بأمر فيك تجديد ).


12
مصطلحات دخيلة ... ولكن ؟
حسن شنكالي
من البديهي تأثر اللغات وهي قديمة قدم الإنسان ولولاها لبقي كباقي الحيوانات دون أن يحدث أي تغيير في حياته والتي تعد وسيلة التفاهم بين أفراد المجتمع في جميع ميادين الحياة على مر السنين ببعض المصطلحات الدخيلة عليها نتيجة
الاختلاط والتداول والتعامل معها دون قصد حتى غدت من اللغة الأم لا سيما بعد تأثر المجتمع بعالم التكنولوجيا وعصر العولمة والانفتاح على القرية الصغيرة (العالم ) من خلال الشبكة العنكبوتية ليتباهى البعض بإستخدامها كظاهرة حضارية أو ثقافة دون معرفة مدياتها وتأثيرها في المستقبل على لغة الأم عبر الأجيال والتي قد تكون في مهب الريح حيث تعتبر اللغة هي الهوية التي يفصح عنها الفرد تبعيته بمجرد أن ينطق بها لكن تطعيمها ببعض المصطلحات وتبديل بعضها وتداولها بشكل يومي حتى باتت تتردد على ألسنة الشباب من باب التفاخر وتناسي بعضها بقصد قد يؤدي إلى تفكيكها لتشكل بعد حين لغة ركيكة غير مفهومة لدى البعض من المحافظين على لهجتهم المحلية فلكل قوم لغته الخاصة وعلى سبيل المثال لا الحصر عندما طرق سمعي لمصطلحي (ترند وهاشتاغ ) إندهشت وتحيرت حتى بحثت عن معانيهما في القاموس ومثلها (لايك) و(بيج) و(كومينت) و(بوست)و(مسج)و(سيرج) و(كوبي بيست)وغيرها كثير فهذه معاناة البعض من المثقفين فكيف بالبسطاء من أهلنا ؟
عليه ينبغي على الآباءوالأمهات وانطلاقا"من الوازع الإخلاقي والإجتماعي الحفاظ على اللغة التي تفوهت بها ألسنتنا منذ الأيام الأولى من طفولتنا البريئة وعدم السماح بالتلاعب بها بأعتبارها من الموروث الشعبي والأصالة التي تميزنا عن غيرنا ولا تحتاج الى تحديث أو تطعيم أو إعوجاج في اللسان كما يفعله بعض الدخلاء المحسوبين وفي حالة تمازجها مع لغة أخرى فالأفضل التكلم بلغة جديدة وتعلمهاكي نأمن شر القوم كما يقال حيث نجد صعوبة وحرج بين وسط أفراد من مجموعة لغوية أخرى لا نجيدها ولا حاجة لإختلاط لغتنا بكلمات بعيدة كل البعد عن ثقافتنا وحضارتنا وأخص بالذكر اللهجة الشنكالية التي نتفرد بها ونتذوقها ولا يجيد لكنتها الاٌ الشنكالي الأصيل وما أعذبها وأجملها بين اللهجات لذا لابد من الحفاظ عليها في صيغتها وقالبها الذي تعلمناه وعدم إنصهارها في لهجات أخرى فكل أمة تفصح عن روحها في الكلمات التي تستعملها وتحافظ عليها جيلا

13
المنبر الحر / الحب ضد الإرهاب
« في: 11:24 19/06/2023  »

الحب ضد الإرهاب
حسن شنكالي
الإنسان بطبيتعه مجموعة من العواطف والأحاسيس الجياشة وتفيض تلك المشاعرعندما تتأثر إيجابيا"على أنها كيمياءمتبادلةوإستثمار عاطفي بين شخصين توظف لصالح كل منهما وتتنوع بدرجة متباينة حسب الحالة العاطفية أو العقلية ويعد الحب أساسا"للعلاقات الشخصية بين الجنس البشري ومنها على سبيل المثال لا الحصر حب الإله وحب الأم وحب الصديق وحب الذات وحب الوطن وحب العمل والحب الرومانسي وبشكل عام هو شعور الإنجذاب القوي نحو الشيء والتعلٌق به .
ومن أروع قصص الحب والغرام التي عجت بها مواقع التواصل الإجتماعي في الآونة الأخيرة هي التي نسجت خيوطها بين زوجين من أهل شنكال قبل الهجمة البربرية على المدينة لكن القدر كان بالمرصاد بإختطاف الزوجة على أيدي عناصر داعش الإرهابي على مدى سنوات من التغييب في زانزانات وسجون السفاحين القتلة لتذوق أشد أنواع العذاب الجسدي والنفسي حتى تمكنت الجهات ذات العلاقة من تحريرها من قبضتهم وتلتقي بحلمها الضائع ويلم الشمل من جديد ويقام لهما زفاف شعبي وحفل بهيج شاركت فيه العديد من الجهات الرسمية وغير الرسمية ابتهاجا"بتحريرها ودخولها العش الذهبي مرة إخرى وهكذا انتصر الحب العذري على الإرهاب الذي لا دين له والى مزبلة التاريخ بلا رجعة لما إقترفته أياديهم القذرة من جرائم بحق الإنسانية ولما خلفوه من مقابرجماعية تبقى وصمة عار في جبين خوارج العصر وستبقى المحبة والتعاون والتآلف والتعايش السلمي شعارا"يحتذى به وعابرا"للطائفية المقيتة التي لم نكن نعهدها من قبل بين مكونات المجتمع الشنكالي والذي يعدعراقا"مصغرا"بجميع ملله ونحله وستعود الحياة الى طبيعتها كسابق عهدها بهمة الغيارى والإرادة الحقيقية من كبار وعقلاء القوم وطي صفحة الماضي لتزهو شنكال بإهلها الطيبين .

14

العلاقات الإلكترونية .. أون لاين
حسن شنكالي
ليس من الغريب أن تتحول العلاقات الاجتماعية
في مجتمعنا الى علاقات إلكترونية تماشيا" مع التطورالعلمي من خلال إجتياح الثورة المعلوماتية للعالم عن طريق الشبكة العنكبوتية في عصر العولمة والتكنولوجيا الرقمية للحاجة الماسة اليها بعد أن جعلت الكرة الأرضية برمتها كقرية صغيرة لسرعة نقل الاخبار والتواصل من خلال الأجهزة الذكية التي باتت من سمات العصرنة والعولمة وأصبحت ضرورة ملحة لتسهيل متطلبات الحياة اليومية كحضارة الكترونية مثل الحكومة الالكترونية والتعليم الإلكتروني والتجارة الإلكترونية والخدمات الالكترونية وأخشى أن نشهد الزواج الإلكتروني في زمن التحديات والمفاجآت .
لذلك بدأنا نعيش في مجتمعين متناقضين الى حد ما مجتمع إفتراضي من خلال شبكات الانترنيت ووسائل التواصل التي تتجاوز كل الحدود الزمانية والمكانية باعتباره ضربا" من الخيال بعيدا" عن الواقع ومجتمع واقعي حقيقي ليصيب البعض بإنفصام في الشخصية بتولد شخصيتين متناقضتين في جسد واحد مما يؤثر سلبا"على حياته وسلوكه اليومي داخل الاسرة والمجتمع والتي كانت تتسم بالبساطة وصفو النيات وطيبة القلب وحلاوة المعشر والتزاور والتعاون والتآلف والمحبة والتكافل الإجتماعي بين العوائل والعلاقات العاطفية الودية التي باتت غريبة في العالم السيبراني الافتراضي .
ناهيك عن المشاكل الناتجة بسبب بعض المنشورات التي تحمل في طياتها رسالة يحقق من خلالها الناشر مبتغاه دون النظر الى الكم من التعليقات والإعجابات حيث يتفاعل كل متابع معها حسب قناعته وثقافته ويدلي بدلوه سلبا"أو أيجابا" وقدتوٌلد حالة من الحسد والضغينة بين المتابعين وفي حالات نادرة قد تصل الى النزاع والمحاكم في الوقت الذي لا ناقة له فيها ولاجمل والأدهى من كل ذلك موضوعة التهديد الأخلاقي والإبتزاز المادي الذي بدأ ينخر جسد الاسرة العراقية لسوء استخدام أجهزة الهاتف النقال والهدف الذي من أجله وجدت بغض النظر عن الجرائم الالكترونية التي باتت ظاهرة مشينة ما أنزل الله بها من سلطان .
فهل لنا أن نحافظ على ثقافتنا وتراثنا وحضارتنا
وعاداتنا وتقاليدنا التي ورثناها عن الآباء والأجداد وعلاقاتنا الإجتماعية التي جبلنا عليها من خلال التوازن بين الأصالة والحداثة في التعامل مع الأمور الحياتية الضرورية بكل حيادية دون أن ننزلق في متاهات ومغريات الحياة الفانية والتي أضحت في متناول الجميع صغارا"وكبارا"بلا رقيب من خلال الشاشة الزرقاء ومواقع التواصل الإجتماعي وليكون الضمير هو الفيصل في التعامل معها حفاظا"على النسيج الإجتماعي والسلم المجتمعي .

15
شنكال (سنجار) توأم للشهادة
حسن شنكالي
على مر العصور التأريخية التي تناوبت على احتلال مدينة شنكال (سنجار) منذ آلاف السنين تعرضت من خلالها لموجات من الإبادة والغزوات والكوارث الإنسانية التي لم تشهدها كسابقة في تاريخ البشرية المعاصر حيث باتت الشجاعة والمواقف البطولية التي سطرها أهلنا الشنكاليين (السنجاريين) عنوانا" لوصف رجالاتها وصناديدها الذين ذادوا عن شرفها وكرامتها وبذلوا الغالي والنفيس وكانوا مشاريع استشهاد من أجل عزتها ورفعتها منذ العهد السومري والاكدي والآشوري والروماني والفارسي والعهد الراشدي والاموي والعباسي والعثماني وختامها بالهجمة البربرية من قبل أعتى منظمة إرهابية لتفريغها من أهلها وناسها لغاية في نفس يعقوب قضاها لكنها وقفت بوجه كل المؤامرات العاتية التي نسجت خيوطها من خارج الحدود بصمود جبلها الشامخ لتتحول إلى مدينة اشباح في سويعات وتم نحر المئات من شبابها واطفالها وشيوخها واغتصاب وسبي نسائها وبناتها بلا ذنب اقترفوه عدا تكفيرهم لاختلاف في العقائد وبعد سنوات عجاف من الإبادة والفاجعة الكبرى تستفيق شنكال (سنجار) بين حين وآخرعلى استكشاف مقبرة جماعية جديدة ليصل مجموع المقابر فيها الى ٩٢ مقبرة وكوكبة من الشهداء المغدورين لتكشف عن بشاعة الجرائم التي ارتكبت بحق المواطنين العزل بدم بارد والتي تقشعر لها الأبدان حيث يسجل التاريخ مواقفهم المخزية لتبقى وصمة عار في جبين الإرهابيين المجرمين من خوارج العصر .
  فللشهداء منا سلام طاطأت الحروف رؤوسها خجلة وتنحني قامات أهلها الطيبين إجلالا" لأرواحهم وتغيب الشمس استحياء"من تلك الشموس وهم شموع إحترقت لتضيء الطريق للآجيال القادمة وجعلوا من عظامهم جسورا" ليعبروا عليها نحو الحرية فهم رموز للإيثار والتضحية فتعطر ثرى شنكال (سنجار) بدمائهم الزكية ليسموا في العلالي كقناديل تتلألأ في سماء الشجاعة والفداء ويتم تشييعهم في زفاف ملكي كأعراس للشهداء وبترانيم العزاء والاحزان وحينها تختلط الدموع بالزغاريد التي تحكي فيما بعد حكاية الشهادة التي لا تفارق توأمها شنكال (سنجار) منذ أن تعارفا عبر التأريخ .
فإلى جنة الخلد زفوا أرواح الشهداء وحيوهم بأحلى نشيد فهم شهداءالعقيدة والوطن .

16
المنبر الحر / وللصداقة غربال
« في: 16:16 02/06/2023  »
وللصداقة غربال
حسن شنكالي
الإنسان إجتماعي بطبعه الذي جبل عليه بإعتباره قيمة عليا في المجتمع وتقع عليه مسؤوليات جسيمة ليكون عضوا"نافعا"من خلال تكوين شبكة من العلاقات الإجتماعية تتماشى وفق العادات والتقاليد السائدة ولكي يتمكن من توفير متطلبات الحياة التي تحتاج الى جهد ومساندة بعض الأشخاص لتحقيق مآربه منها آنية ومنها مستقبلية وفق سياق ممنهج ومدروس بعيدا"عن مفهوم العبثية في انتقاء الأصدقاء تيمنا"بالمقولة الشائعة (الصديق عند الضيق ) لان الصديق الحقيقي كنز لا يعوض والصداقة تلاحم وتوافق بين شخصيتين وعقل واحد في شخصين بعيدا"عن مفهوم الأنانية والبخل والحسد والنفاق والكذب والغش والخداع وكل ما يسيء لسمعة الإنسان لاسيما ونحن نعيش في مجتمع جعلت الكرةالأرضية كقرية صغيرة من خلال الشبكة العنكبوتية التي تغطي العالم والتي يسٌرت من تبادل الصداقة بين الناس وأنتجت مجتمعا" متحضرا" تقنيا"عكس ما كانت عليه الحياة اليومية في الماضي والتي إمتازت بصفاء النيات وطيبة القلوب المحبة للخير لجميع الناس.
وينبغي بين فترة وأخرى تقييم وفلترة مواقف الأصدقاء وغربلتها لأن الزمن كفيل بالتغيير وفق المزاج وتغليب المصلحة الشخصية حيث تكتشف معادن الرجال ولديمومة الصداقة الحقيقية وكشف المزيفين والنفعيين منهم من خلال المواقف التي يمر بها الإنسان ليتبين الصالح من الطالح مصداقا"للمثل القائل (اذا تريد صاحبك دوم حاسبه كل يوم ) فهناك من يسقط من ذيل القائمة وهناك من تتعزز الثقة بهم ليرتقوا الى مستوى الأخوة بل أفضل كما في المثل (ربٌ أخ لك لم تلده أمك ) وهكذا هي سنة الحياة فيها من يفشل وفيها من ينجح .
وختاما"هناك حكمة تونسية مفادها (قلٌل ناسك يرتاح بالك ).



17
المنبر الحر / دار ... دور
« في: 22:56 31/05/2023  »
دار ... دور
حسن شنكالي
من هنا بدأت بواكير مسيرة الحياة التعليمية منذ نعومة الاظفار مع تلك الحروف الجميلة بأصواتها ورسومها من قبل معلم الصف الأول الإبتدائي (ا..و...ر ...ز...د...ي ) والتي كانت بمثابة طلاسم تحتاج الى فك رموزها لا غير لتتبلورمن خلالها ملامح شخصية الطفل ومستقبله وتكون فيما بعد مفتاحا" للتسلح بالعلوم والمعارف والتي أنارت بها العقول ونمت وتغذت بها الأفكار من أجل غد افضل إتسم بالقيم والمبادئ الإنسانية والتي أفضت الى فتح آفاق رحبة لغد مشرق على أيدي عمالقة العلم وبناة الأجيال معلمي جيل الطيبين والذين حفرت ذكراهم بالعقول قبل القلوب ليكونوا بحق قدوة بقوة الشخصية والاناقة والعلم والاخلاق الفاضلة التي إمتازوا بها بالرغم من قساوة المعيشة حينها وصعوبة تداركها مع تنامي معدلات الفقر وانعدام فرص العمل .
 فالحنين الى الماضي يرتبط بتلك العلاقات الإيجابية الطيبة العابرة للطائفية المقيتة التي لم نكن نألفها حينذاك وكانت تجمع كل مكونات المجتمع في بيئة مدرسية نقية ينهل الجميع منها دون تمييز خالية من خطابات الحقد والكراهية المعهودة في زماننا بعيدة عن الزيف والخداع خاصة عندما تلتقي بصديق الطفولة والبراءة وأيام الدراسة والصبا تعود بك الذاكرة الى تلك الأيام الخوالي وتعيد عقارب الساعة الى الزمن الجميل لتبقى المواقف الطريفة حاضرة كما كانت وتفتش بين ثنايا الضحكات عن السعادة الحقيقية التي إفتقدناها للظروف التي مرت بنا من سنوات عجاف من حصار وحروب ونزوح وتعود الاحاسيس الى أحلام مرت كلمح البصر ولازلنا نتذكر كراريس المدرسة الإبتدائية مملوءة برسومات طفولتنا ومقاعد صفوف دراستنا لازالت تحكي قصص حياتنا البريئة .
فاليوم لا دار ولا دور ؟! واللبيب بالإشارة يفهم
وختاما"قال امير الشعراء أحمد شوقي (قم للمعلم وفه التبجيلا .. كاد المعلم ان يكون رسولا).




18

ولنا في الغد لقاء
حسن شنكالي
الحياة بطبيعتها دروس وعبر فيها من المواقف السعيدة والحزينة وكل يوم نتعلم فيها درسا"مهما طال بنا العمر وتبقى جديرة بالاهتمام خلافا"للمثل الشعبي القائل (الدنيا ماتسوى) لكننا نهتم بها ونتصارع من أجلها فلاحزن يدوم ولا فرح يطول لكن بصيص الأمل يحدونا لتجديد الحياة بين حين وآخر ففي المدرسة كنا نتعلم الدروس ثم نُختبر بها لكن في الحياة نتعرض للامتحان الذي نتج عنه الدرس فإما نجاح أو فشل .
وماتعرضت اليه مدينتي الحبيبة شنكال (سنجار) على أيدي أعتى منظمة إرهابية عرفها التأريخ المعاصر يعد أكبر درس لأهلنا بمختلف طوائفه وملله ونحله حيث تتضح معادن الرجال في المواقف الصعبة ولنا أن نتعلم من تجارب الماضي فمهما حاول المتصيدين بالماء العكر ورعاة الإرهاب من خلط الأوراق وطمس الهوية الشنكالية (السنجارية) وضرب النسيج الإجتماعي الذي نسجته العلاقات المتينة بين جميع مكونات المجتمع الشنكالي (السنجاري) منذمئات السنين لإثارة الطائفية المقيتة والعنصرية البغيضة والتي لم نكن نألفها من قبل لكنهم خابوا وخسئوا وباءت كل مخططاتهم بالفشل ويبقى الشنكاليون (السنجاريون) أولئك الأصلاء الأوفياء المحبين لمدينتهم والمضحين من أجلها يدا"واحدة لكل من تسول له نفسه العبث بمقدرات أهلنا وستعود المياه الى مجاريها رغم أنوف العدى عدا من تلطخت أياديهم القذرة بدماء أهلنا الطيبين وسيكون القضاء هو الفيصل وستبقى مدينة شنكال (سنجار) رمزا"للتآخي والتعايش السلمي كعراق مصغر لا لفئة على حساب فئة إخرى فالكل شركاء فيه بعد أن يغادرها الغرباء وسيكون لنا في الغد القريب لقاء بعون الله على أرض الآباء والأجداد .
#أخرجوا الغرباء من مدينتنا .





19
المنبر الحر / ويمضي قطار العمر
« في: 09:43 18/05/2023  »
ويمضي قطار العمر
حسن شنكالي
حقا"للعمر محطات لابد من التوقف عندها ولكل منها خصوصيتها التي تختلف عن سابقتها ولا تشبه التي تليها حيث تتساقط أوراق التقويم وتُشطب أرقامه وتَطوي الأيام والسنين صفحاتها ليلوح النذير ببياضه ويعلو الرأس شيبا" فلابد لكل بداية نهاية ليبدأ العدٌاد عمله بإتقان وحسب العمر الافتراضي لكل مخلوق في الوجود ويمر كلمح البصر انتهاء"بالخريف بعد إنقضاء الربيع وساعاته التي لم تلتف الى الوراء فالأيام كفيلة بالتغيير وكان العمر في بدايته كالوردة الجميلة الناعمة وسرعان ما تذبل وتجف وكلما ساق بنا العمر ساعة ننتظر الغد وما تخفيه من أحلام قد تتحقق أو ترسله الى قادم الأيام فهل من سنين تشترى أم كل شيء عند الله بمقدار فالعمر والوقت حقيقة واحدة لافرق بينهما .
فمالذي تعلمناه مسيرة عمرنا فالحياة هي أكبرمدرسة نتعلم منها بشرط أن نستفيد من ألأخطاء وأن نغتنم الفرص الثمينةلإستثمار الوقت وأن نتطلع الى المستقبل لأن الطموح بلا حدود ولايقف عند حد معين لننهل من ينابيع العلم والمعرفة كل حسب إمكانياته ولا نبخل به وأن نرى عيوبنا بلا خجل ونكون مرآة للآخرين ونعمل على إصلاح أنفسنا وأن نعمل بلا كد ولا تعب لأن السعادة في العمل ونحب لغيرنا ما نحب لأنفسنا فقيمة الإنسان فيما يقدمه للناس وأن يكون عضوا"نافعا" في المجتمع وحتما"سوف يأتي يوم تكون فيه مجرد ذكرى فأحرص أن تخلٌف ذكرى جميلة تُذكر بها بعد رحيلك عن هذه الدنيا الفانية .








20
شعب نازح = وطن مستباح
حسن شنكالي
إستوقفتني عبارة (حب الوطن من الإيمان ) لتقودني أناملي الى كتابة هذه الاسطر عن حب الوطن والتي هي غريزة فطرية جُبل الانسان عليها دون إرادته ليكتسب منه هويته التعريفية منتسبا"اليه ويفتخر بماضيه وحاضره الذي عاش في كنفه إمتدادا"لمستقبله مرتبطا"به إرتباطا" تأريخيا"منذ ولادته ويزداد تعلقا"بالأرض التي ترعرع فيها وأمضى فيها حياته وإختزن منها ذكريات لا يمكن أن ينساها لتبقى نابضة بالحب تجاهه في كل خلية من خلايا جسمه فليس من السهل أن يفارق الأنسان وطنه رغما"عن أنفه.
لكن كانت لمدينتي الحبيبة شنكال حكاية مع القدر لاتنتهي من خلال العاصفة الصفراء التي إجتاحته من خارج الحدود لنكون بين ليلة وضحاها غرباءفي وطننا ولانمتلك فيها الاٌ أحلاما"وهواجس تعيدنا الى أيام الطفولة والصبا لنشفي غليلنا من فراق مقدر لم نحتسب له يوما" حسابا"ولا دار في مخيلة أي منا يوما"أن نتخلى عن وطننا حتى تحول في سويعات الى مدينة أشباح مقفرة لننفر منها بحثا"عن الأمان بعد أن خيٌم الحزن عليها وتوشحت بالسواد حيث إستوطن الأغراب في وطننا واستباحوا حرمته وأغتصبوا عذريته ودمروا كل شيء فيه وعاثوا في كل زقاق وشارع الفساد .
فقد آن الاوان للأغراب أن يرحلوا يوما"ويُلم شمل الأهل والأحبة من كل مكونات المجتمع الشنكالي (السنجاري) بجميع طوائفه وملله ونحله دون تمييز من كل حدب وصوب إغتربوا فيه ويتعفر وجوه المغتربين والنازحين بذرات تراب الوطن ساجدين شكرا" لله لتنبض به الحياة من جديد وتعود البسمة على شفاه الأمهات الثكالى والارامل واليتامى وتدور عجلة الإعمار كسابق عهدها.
فحب الوطن لا يمنع من بذل الغالي والنفيس والتضحية من أجله ولتكن تضحيتنا لوطننا بقدر محبتنا له فلابد من تظافر الجهود والتكاتف للعودة الى ديار الآباء والأجداد وهذا أقل مايمكن أن نعلن به حبنا لوطننا من أجل غد مشرق تنتظره أجيالنا ونحكي قصة وطن أستبيح بعد أن تشرد أهله بين أوطان العالم.
واختم كما قال الشاعر أبو تمام (كم منزل في الأرض يألفه الفتى .. وحنينه أبدا"لأول منزل ).






21
المنبر الحر / ماضينا أجمل !
« في: 22:51 16/05/2023  »

ماضينا أجمل !
حسن شنكالي
كثيرا"ما يطرق أسماعنا وما يتداوله الناس في مجالسهم العامة والخاصة بأن الماضي كان أجمل من الحاضر وتتحسر قلوبهم لذكرياته التي تعتبر عبارة عن أحلام مرت كالطيف لكن الواقع المرير الذي نعيشه نتيجة لسوء ادارة الدولة وتفشي بعض الظواهر السلبية التي كانت محرمة ويعاقب عليها القانون بالإضافة الى بعض العادات والتقاليد الغريبة التي فرضت على مجتمعنا من خلال الدخول في عالم الفضائيات والتكنولوجيا فمن الطبيعي أن يفرض نفسه ليكون الفيصل بين الماضي والحاضر بكل تفاصيله من الاحداث الحلوة والمرة والتي ظلت مخزونة في الذاكرة ولا توجد مقارنة بينهما فنسيان الماضي يحتاج إلى مستقبل أفضل لتجاوز آلامه وآهاته .
فعلى سبيل المثال لا الحصر نعيد الذاكرة الى مدينة شنكال (سنجار) بأسواقها التراثية والمهن والحرف التي كانت تعتبر مصانع يدوية على بساطتها وبساتين التين والزيتون والرمان ومجرى المياه الذي يمر وسط المدينة (البستي) لاسيما في فيصل الصيف وتسابق الاطفال فيها للسباحة يتخللها صوت المطحنة القديمة وصيحات حراس البساتين لمنع عبث المارة بها قبل نضوج الفواكه بالإضافة الى الكازينوهات الصيفية المزدحمة بروادها إضافة الى الخانات القديمة التي اختصت ببيع الفواكه والخضروات بالجملة وأجمل ما في مدينتي المساجد والكنائس والمزارات الدينية والتي تعتبر رمزية للأديان فيها بعيدا"عن التعصب الديني والمذهبي آنذاك ولا تنسى حاراتها وأزقتها المفعمة بالمحبة والتعاون والتآخي والتعايش السلمي بين جميع مكونات المجتمع الشنكالي (السنجاري) فلا يمكن التمييز بينهم نتيجة لعمق العلاقات التي كانت تربطهم عبورا"للطائفية المقيتة التي أصبحت دخيلة على مجتمعنا اليوم .
اين نحن من كل هذا والشنكاليون قد تفرقوا في كل بقاع العالم بعد أن نزحوا على أثر اعتى هجمة بربرية عرفها التأريخ المعاصر وباتت العلاقات محدودة بل إنعدمت اللقاءات الا ٌ ما ندر ومن خلال مواقع التواصل الإجتماعي أو تقتصر على حالات العزاء التي أصبحت المتنفس الوحيد لجمع الأصدقاء والأحبة وتبادل الاخبار لانشغال الغالبية منهم بمصالحهم وهمومهم التي فاقت الجبال وهذا غيض من فيض والأمل يحدونا للعودة الى شنكال (سنجار) كسابق عهدنا .
فالى متى يبقى البعير على التل ؟

22
المنبر الحر / أخلاقيات الاعلامي
« في: 22:49 09/05/2023  »
أخلاقيات الاعلامي
فلاح حسن خلف   
الاعلام منبر حر ووسيلة لنقل الاخبار والحوادث اليومية وعلى مدار الساعة بكل حيادية ومصداقية على أن يكون مؤتمنا"عليه دون تزييف أو تحريف أو إضافة أو نقصان لإيصال الصورة الحقيقية كما هي وللاعلام عناصر لابد من الانتباه لها وهي المرسل وتعني الوسيلة التي يمكن من خلالها إيصال رسالته والرسالة تعني مضمون رسالته التي يريد ايصالها للناس والمستقبل هو كل من يستقبل الرسالة سواءكان جاهلا"أو عالما" وخاصة بعد توسع العمل في الفضائيات وانتشار وسائل التواصل الإجتماعي والتي هي في متناول اليد بسهولة لكن للأسف لا يصل من حقيقة الحدث الأ ما ندر لغاية في نفس يعقوب قضاها او لمصلحة مفادها تشويه الحقائق نتيجة بيع الضمير أولا "مقابل حفنة من الدولارات التي لا تغني ولا تسمن من جوع ولا يحصد صناع الخبر الا الخزي والعار وتأنيب الضمير اذا كان لديه ضمير حي والا فلا عتب عليهم .
وكثيرة تلك التي نسمعها ونراها على شاشات التلفاز وعبر الفضائيات المأجورة لطمس الحقيقة وإظهار الجانب المظلم حيث لايمكن تغطية الشمس بغربال مهما حاول المندسين اخفاءها الا وظهرت جلية في جوانبها المشرقة لتفضحهم وكما يقال حبل الكذب قصير ويقال اكذب ثم اكذب حتى تصدق نفسك ثم اكذب حتى يصدقك الناس.
ومن أخلاقيات الاعلامي ان يكون صادقا"مع نفسه أولا"ومع الله والناس ثانيا"ولا يخضع للضغوطات السياسية وتحت أية مسميات كانت ولا يتاجر بقضية على حساب قضية أخرى ولا يخضع للإملاءات الخارجية ولا يرضخ لبيع ضميره الحي من أجل المادة او الشهرة التي يلهث وراءها الكثير وان يكون مستقلا" حرا"بأفكاره وطروحاته حتى يكون مقبولا"لدى الشارع ويضفي عليها جوانب من شخصيته بعيدا"عن كل المؤثرات الجانبية لكي يصل إلى ضمائر الناس ويتفاعلوا معه بإيجابية ويحقق الهدف الذي من أجله دخل مجال الإعلام الحر
 


23

دور المرأة في السياسة
فلاح حسن خلف
على مر سنوات من التعليم والدراسة ونحن تلاميذ كالخامة البيضاء يكتب عليها الاستاذ ما يشاء إنطلاقاّ من المقولة الشائعة التعليم في الصخر كالنقش على الحجر , لهذا ولأسباب أخرى نجهلها كان أساتذة اللغة العربية يصرون على أن تاء التأنيث ساكنة وأحيانا لايجدون لها محلاّ من الإعراب , واحياناّ يعتبرونها حرفاّ زائداّ , متناسين ما لها من قيمة نحوية ولها قابلية تغيير الجملة من التذكير الى التأنيث , فهل كان استخفافاّ بالجنس الآخر أو إنتقاصاّ من قيمتهم بإعتبارهم ناقصات عقل ودين وهم يعدون نصف المجتمع لأنها خلقت من ضلع آدم كما يعاب عليهم بأنهم خلقوا من ضلع أعوج , لكن العشرة والحياة لاتحلو ولا تكتمل الاّ بهم , وكما يقول الشاعر فإن تاء التأنيث مدرسة إذا أعددتها أعددت جيلاّ طيب الأعراق , فماذا دهاكم أسكنمتوها وقيدتموها وكادت تصبح صفراّ على الشمال , هل لأنكم مجتمع ذكوري متعصب متناسين ما لها من حقوق وما عليها من واجبات , أم لكم غاية في نفس يعقوب قضاها ؟ حتى إستضعفتموها وكادت تتعرض لشتى أنواع العنف بحجج واهية .
ولكن بعد أن دخلت تاء التأنيث معترك الحياة وفكت قيدوها من الأسر الذي عاشته مئات السنين تحت رحمة السجانين وفي ظل القيود والأعراف والتقاليد الإجتماعية وإنطلاقها الى الفضاء الرحب من الديمقراطية بعد أن نالت قسطاّ من الحرية المقيدة خلال تحرير العراق من براثن الدكتاتورية المقيتة بعد أن تحملن شغف العيش والظلم على يد جلاوزة النظام البائد كتفاّ الى كتف مع أخيها الرجل , وبعد تشريع الدولة لقوانين تكفل حقوق تاء التأنيث بادرت الكثير منهن وإنخرطن متطوعات للدفاع عن حقوقهن المسلوبة في منظمات إنسانية ودولية بعد أن تدرجن في سلم التعليم ونافسن الرجل في أدق الإختصاصات الطبية والهندسية والإلكترونية والتعليمية لاسيما ونحن نعيش بعصر العولمة والتكنولوجيا الرقمية لتفتح الحياة العملية أبوابها على مصراعيها وتحتضنها للإستفادة من خبراتهن وتوظف خدماتهن للمصلحة العامة دون الإقتصار على الرجل فقط .
وبعد الحراك الشعبي الذي عم غالبية محافظات العراق بعد فشل الحكومات المتوالية على أداء دورها المناط بها , كان لتاء التأنيث دوراّ بارزاّ وفعالاّ في دعم ومساندة المتظاهرين السلميين في ساحات الإحتجاج بعد أن إنتفضت وشمرت عن سواعدها لتثبت لنفسها وللعالم أجمع بأنها ليست تلك التاء التي تعلمناها في المدرسة الإبتدائية ولم تسمح لنفسها ولا لغيرها أن تكون ساكنة كما أردتم لها لتحجيم دورها في المجتمع وتكون رقماّ هامشياّ يعد مع الأعداد فقط , لكنها رفعت صوتها ليكون مسموعاّ من قبل سياسي الصدفة الذين أحكموا قبضتهم على رقاب الشعب لسنوات خلت , لتبقى شامخة في سوح التظاهر وثائرة حرة ضد الطغمة الحاكمة التي عاثت في الأرض الفساد حيث كانت لها حصة الأسد من التهميش بعدم مشاركتها الفاعلة في العملية السياسية لعدم قناعتهم بطاقاتها وإمكانياتها وقدرتها على إدارة المؤسسة الإدارية , وستبقى تاء التأنيث حرة أبية تنادي بالتغييرالشامل لتأخذ مكانتها الطبيعية في المجتمع كما أرادت لنفسها وليس كما ارادوا لها أن تبقى ساكنة ولا محل لها من الإعراب , وتكون أيقونة الثورة التشرينية .
 


24
القانون فوق الجميع
فلاح حسن خلف
لقد جعل الله سبحانه وتعالى قوانين السماء شرعة ومنهاجا"لكل رسول ونبي كل حسب حاجة قومه اليه وألزم العباد على العمل بموجبها معززا"بجملة من الحدود الدنيوية والاخروية من أجل تنظيم السلوك والعلاقات الإجتماعية  لتسود العدالة ويكون الجميع سواسية أمام القانون دون تمييز بين عبد وسيد وابيض واسود ومع انقطاع اخبار السماء مع خاتم الأنبياء ظهرت الحاجة الملحة لشرعنة القوانين الوضعية من قبل الحكومات مستمدة من تلك الشرائع وتلك الغاية .
لكن اليوم وبعد تحرير العراق توالت عدةحكومات باسم الديمقراطية المزيفة وهي براء منهم ليقودوا البلد الى الهاوية بعد أن فشلوا في إدارة الدولة من خلال ضرب القوانين عرض الحائط  وعدم احترام ارادة الشعب نتيجة لضعف الأداء الوظيفي من خلال تسلقهم على أكتاف الناس بطرق غير شرعية  وعدم مساواة المسؤولين أنفسهم مع عامة الشعب مع تفشي الفساد والرشوة  والمحسوبية والمنسوبية  وانعدام الأمن  وخرق للسيادة الوطنية من دول الجوار وتعدد القيادات وفق المحاصصة السياسية وهجرة الكفاءات وتدهور قيمة العملة العراقية وسيطرة  المجاميع المسلحة على مصادر القرار السياسي وعدم تقبل الآخر وتفشي الفقر وانعدام فرص العمل وما خفي كان أعظم كل هذا والشعب مستسلم لما تؤول اليه الأوضاع من سيئ الى أسوأ حتى باتت ظاهرة هروب المسؤولين المدانين من السجون العراقية عرفا" بالتعاون مع جهات منفذة ليجدوا انفسهم فوق القانون الذي  شرعوه من خلال استغلالهم للسلطة وهروب رئيس ديوان الوقف السني مؤخرا" خير دليل على ذلك ليبقى القانون حبرا"على ورق ويطبق على الفقير دون غيره وغير مبالين بمشاكل ما بمعيتهم وتعويضهم من الحرمان الذي لحق بهم لسنوات خلت باعتبارهم امانةفي اعناقهم نتيجة فشلهم السياسي والاداري سوا ملئ بطونهم من السحت الحرام ونهب المال العام وكأنهم في واد والشعب في واد آخر واخيرا اذكرهم بقول الله عزوجل (وقفوهم انهم مسؤولون )
 

25

فراق الوطن جرح لا يندمل
حسن شنكالي
الصمت يحكي قصة الفراق بآهاته وأوجاعه كل يوم هامسا" بحديث ذي شجون مع الروح التي تعلقت بحبه بعد ان فاضت المقل بالدموع شوقا" للديار وإعتصر الفؤاد حنينا" لذرات ترابه مخلفين في ثنايا الوطن قصص الطفولة والصبا وفي كل حارة وزقاق وشارع بصمة وحكايات لا تنتهي لتلهب في الحنين لوعة الى الماضي الجميل حتى يتحول الى خيال يدغدغ المشاعر واحلاما" مجبولة بالذكريات لزمن كان ماضيه أجمل من حاضره فالوطن هو تماماً كالأم الحنون التي تحتضن أطفالها وتمنحهم الشعور بالأمان والسكينة
لكن خفافيش الليل وخوارج العصرقطعوا صلة الرحم بين الوطن وأبنائه ليغتربوا عنه عنوة في بلدان العالم باحثين عن الامن والامان الذي إفتقدوه .
والفراق هو القاتل الصّامت والجرح الذي لا يبرأ ورغم كل هذا وذاك ما ينبغي علينا الا الصبر رغم لحظات الضعف والهوان التي تلاحقنا من حين إلى حين .
وكلما جن الليل وأسدل ذيوله عادت النفس تحاكي الروح لتصبّر إحداهما الأخرى وتُهدأ من ألم الفراق ورغم مرارة الغربة وصعوبتها فهناك من يفرز سموم الحسد على شيء هو لا يستحق الحسد كأنّما أصبح التشرّد والبعد عن الوطن مكسبا ولابد من دفع ضريبته نقدا وحقـدا .
وما أضيق العيش لولا فسحة الأمل فنحن على موعد مع القدر كما إغترب أهلنا الشنكاليون (السنجاريون) بين ليلة وضحاها ان يجمع شملنا في لحظة قد تكون غائبة على اذهانهم ليندمل الجرح وتعود المياه الى مجاريها كسابق عهدها وتتحقق الأمنيات وتحتضن شنكال (سنجار) أهلها المغتربين وتبنى المدينة بسواعد الغيارى من رجالها النشامى وهذا عهدهم في السراءوالضراء وتطوى صفحات الغربة والنزوح ليعيشوا بمحبة ووئام ويعاد السلم المجتمعي كما كان رغم انوف العدى

26
خطاب الكراهية وحرية الرأي
حسن شنكالي
لقد إهتم القانون الوضعي والمستمدة من قوانين السماء السمحاء بحقوق الإنسان ووضعه من أولوياته باعتبار الانسان أعلى قيمة في المجتمع استنادا"للآيةالكريمة (ولقد كرمنا بني آدم ) من أجل المساواة ودفع الظلم عن المظلومين وتطبيق العدالة على الجميع بعيدا"عن لغة التطرف والكراهية وأن ممارسة الحقوق هذه يتطلب واجبات ومسؤوليات خاصة ويجوز إخضاعها لبعض القيود عند الضرورة لاحترام حقوق الآخرين أو سمعتهم أوحماية الأمن الوطني أو النظام العام أو الصحة العامة أو الآداب العامة.
حيث نصت المادة 19 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان (لكلِّ شخص حقُّ التمتُّع بحرِّية الرأي والتعبير، ويشمل هذا الحقُّ حرِّيته في اعتناق الآراء دون مضايقة، وفي التماس الأنباء والأفكار وتلقِّيها ونقلها إلى الآخرين، بأيَّة وسيلة ) كذلك الحال في الاتفاقية الأمريكية لحقوق الإنسان في نصها للمادة 13/أ (لكل إنسان حرية الفكر والتعبير ويشمل هذا الحق حريته في البحث عن مختلف أنواع المعلومات والأفكار وتلقيها ونقلها إلى الآخرين، دونما اعتبار للحدود، سواء شفاهة أو كتابة أو أي وسيلة يختارها..) إضافًة إلى اتفاقية حقوق الطفل في مادتها رقم 13 حيث أعطت الحق في التعبير للطفل وحقه في جمع المعلومات، كما ضمنهُ الميثاق العربي لحقوق الإنسان في مادته 32/أ والمادة 9 من الميثاق الأفريقي لحقوق الإنسان، وأخيرا الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان.
لكن مع الاسف نرى ونسمع من على شاشات الفضائيات ومواقع التواصل الإجتماعي ولدوافع قد تكون شخصية أو سياسية أو إجتماعية أو مذهبية تظهر بين الحين والآخر خطابات الكراهية والتي لا تنم الا عن الحقد الدفين لدى البعض من أجل منافع مادية لا تغني ولا تسمن من جوع أو دفاعا "عن حقوق مسلوبة لكنهم لا يجيدون لغة الحوار فتنقلب ضدهم وتحملهم ما لا يتحملون من عواقب وخيمة ليعيثوا في الأرض الفساد ويتحملون وزرها ووزر من يناصرونهم عن جهل لكن الشمس لا تغطى بغربال والحقيقة لابد وان تظهر للعيان وحينها لا ينفع الندم مما يخلق اجواءمشحونة بالضغينة والكراهية والتي تؤول فيما بعد إلى عواقب قد لا تحمد عقباها.
عليه لابد من التحلي بلغة الحوار الجرئ والصريح بكل مصداقية وشفافية وقول الحقيقة وإن كانت مرة وصولا" إلى الغاية المنشودة وتظافر الجهود إلى إطفاء الفتن والعيش تحت يافطة السلام والوئام واعتبار الناس سواسية كأسنان المشط أمام القانون تيمنا"بقول الامام علي بن أبي طالب عليه السلام في طريقة التعامل مع الآخرين (إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق )دون تمييز بين طائفة أو معتقد حتى تعم المحبة والتآخي والتعايش السلمي بين جميع مكونات المجتمع.



27
شنكال (سنجار) ورائحة الموت
حسن شنكالي
يتجدد الجرح نزفا"ليشتدحرقة" وألما" وتهتز الضمائر وتتأجج المشاعر لسالف الأيام السود التي ما كادت لتمر حتى ضاقت الدنيا بما رحبت من هول المأساة لتستفيق شنكال(سنجار) متوشحة بالسواد على فاجعة جديدة حتى فاحت رائحة الموت في أزقة وحارات مدينتي الحبيبة لما أثخن فيها السفاحون القتلة فبمقل باكية ودموع منهمرة وأفئدة معتصرة بانت عظام بالية لأعزاء من أهلي الشنكاليين (السنجاريين)شاكية الى بارئها بأي ذنب قتلت بعد أن اختطفتهم يد الغدر والخيانة وكأنها في موسم حصاد الارواح وكما جاء في الحديث الشريف (لا تذهب الدنيا حتى يأتي على الناس يوم لايدري القاتل فيم قَتل ولايدري المقتول فيم قُتل ) .
يعد العراق من أكثر الدول التي عثر فيها على مئات المقابر الجماعية و الذي بلغ عدد ضحايا تلك المقابر أكثر من ربع مليون شخص قتلوا خلال فترة النظام البائد وتكررت بعد سيطرة تجار الموت وخوارج العصر من تنظيم داعش الارهابي على المدينة لا لجريمة إرتكبوها ولا لذنب إقترفوه سوى تكفيرهم من قبل الآخرين واختلاف في العقيدة لتكون ذريعة لأفعالهم الشنيعة وبحجج ما أنزل الله بها من سلطان وأغلب ضحاياهم من أبناء الشمس كما يحلو لهم أن نسميهم .
لا عليك يا شنكال (سنجار) كلنا على يقين ونؤمن بأن الله سبحانه تعالى بشًر القاتل بالقتل ولو بعد حين ولا مفر من يوم القصاص للمجرمين حتى تشفى بقتلهم غليل صدور الأمهات الثكالى والارامل واليتامى .
فأين نحن من مبادئ حقوق الإنسان التي باتت حبرا"على ورق حيث نصّت المادة الأولى من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان على ما يلي (يولد جميع الناس أحرارا"ومتساوين في الكرامة والحقوق ) ناهيك لما دعت اليه كل الأديان والشرائع السماوية الى نبذ التمييز العنصري والتطرف والارهاب والعيش بسلام ووئام حيث قال الله تعالى (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا"وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم ).

28
المنبر الحر / الاعلام الأصفر
« في: 15:16 25/04/2023  »
الاعلام الأصفر
حسن شنكالي
الاعلام منبر حر ووسيلة لنقل الاخبار والحوادث اليومية وعلى مدار الساعة بكل حيادية ومصداقية على أن يكون مؤتمنا"عليه دون تزييف أو تحريف أو إضافة أو نقصان لإيصال الصورة الحقيقية كما هي وللاعلام عناصر لابد من الانتباه لها وهي المرسل وتعني الوسيلة التي يمكن من خلالها إيصال رسالته والرسالة تعني مضمون رسالته التي يريد ايصالها للناس والمستقبل هو كل من يستقبل الرسالة سواءكان جاهلا"أو عالما" وخاصة بعد توسع العمل في الفضائيات وانتشار وسائل التواصل الإجتماعي والتي هي في متناول اليد بسهولة لكن للأسف لا يصل من حقيقة الحدث الأ ما ندر لغاية في نفس يعقوب قضاها او لمصلحة مفادها تشويه الحقائق نتيجة بيع الضمير أولا "مقابل حفنة من الدولارات التي لا تغني ولا تسمن من جوع ولا يحصد صناع الخبر الا الخزي والعار وتأنيب الضمير اذا كان لديه ضمير حي والا فلا عتب عليهم .
وكثيرة تلك التي نسمعها ونراها على شاشات التلفاز وعبر الفضائيات المأجورة لطمس الحقيقة وإظهار الجانب المظلم حيث لايمكن تغطية الشمس بغربال مهما حاول المندسين اخفاءها الا وظهرت جلية في جوانبها المشرقة لتفضحهم وكما يقال حبل الكذب قصير ويقال اكذب ثم اكذب حتى تصدق نفسك ثم اكذب حتى يصدقك الناس.
ومن أخلاقيات الاعلامي ان يكون صادقا"مع نفسه أولا"ومع الله والناس ثانيا"ولا يخضع للضغوطات السياسية وتحت أية مسميات كانت ولا يتاجر بقضية على حساب قضية أخرى ولا يخضع للإملاءات الخارجية ولا يرضخ لبيع ضميره الحي من أجل المادة او الشهرة التي يلهث وراءها الكثير وان يكون مستقلا" حرا"بأفكاره وطروحاته حتى يكون مقبولا"لدى الشارع ويضفي عليها جوانب من شخصيته بعيدا"عن كل المؤثرات الجانبية لكي يصل إلى ضمائر الناس ويتفاعلوا معه بإيجابية ويحقق الهدف الذي من أجله دخل مجال الإعلام الحر

29
مسؤولون فوق القانون
حسن شنكالي
لقد جعل الله سبحانه وتعالى قوانين السماء شرعة ومنهاجا"لكل رسول ونبي كل حسب حاجة قومه اليه وألزم العباد على العمل بموجبها معززا"بجملة من الحدود الدنيوية والاخروية من أجل تنظيم السلوك والعلاقات الإجتماعية لتسود العدالة ويكون الجميع سواسية أمام القانون دون تمييز بين عبد وسيد وابيض واسود ومع انقطاع اخبار السماء مع خاتم الأنبياء ظهرت الحاجة الملحة لشرعنة القوانين الوضعية من قبل الحكومات مستمدة من تلك الشرائع وتلك الغاية .
لكن اليوم وبعد تحرير العراق توالت عدةحكومات باسم الديمقراطية المزيفة وهي براء منهم ليقودوا البلد الى الهاوية بعد أن فشلوا في إدارة الدولة من خلال ضرب القوانين عرض الحائط وعدم احترام ارادة الشعب نتيجة لضعف الأداء الوظيفي من خلال تسلقهم على أكتاف الناس بطرق غير شرعية وعدم مساواة المسؤولين أنفسهم مع عامة الشعب مع تفشي الفساد والرشوة والمحسوبية والمنسوبية وانعدام الأمن وخرق للسيادة الوطنية من دول الجوار وتعدد القيادات وفق المحاصصة السياسية وهجرة الكفاءات وتدهور قيمة العملة العراقية وسيطرة المجاميع المسلحة على مصادر القرار السياسي وعدم تقبل الآخر وتفشي الفقر وانعدام فرص العمل وما خفي كان أعظم كل هذا والشعب مستسلم لما تؤول اليه الأوضاع من سيئ الى أسوأ حتى باتت ظاهرة هروب المسؤولين المدانين من السجون العراقية عرفا" بالتعاون مع جهات منفذة ليجدوا انفسهم فوق القانون الذي شرعوه من خلال استغلالهم للسلطة وهروب رئيس ديوان الوقف السني مؤخرا" خير دليل على ذلك ليبقى القانون حبرا"على ورق ويطبق على الفقير دون غيره وغير مبالين بمشاكل ما بمعيتهم وتعويضهم من الحرمان الذي لحق بهم لسنوات خلت باعتبارهم امانةفي اعناقهم نتيجة فشلهم السياسي والاداري سوا ملئ بطونهم من السحت الحرام ونهب المال العام وكأنهم في واد والشعب في واد آخر واخيرا اذكرهم بقول الله عزوجل (وقفوهم انهم مسؤولون )

30
المنبر الحر / الفيسبوكجية
« في: 22:34 18/04/2023  »
الفيسبوكجية
حسن شنگالي
لاشك ان الفيسبوكجية إنتماء لأكبر تجمع عالمي   عابر للطائفية ولكل أشكال التمييز العنصري  وأوسع انتشارا"على وجه الكرة الأرضية التي تعد قرية صغيرة من خلال الشبكة العنكبوتية بإعتبارها النافذة الوحيدة التي تطل من خلالها على العالم والمنبر المفتوح ليدلي كل بدلوه عاكسة اخلاق وتربية الفيسبوكجي .
 وهناك قواسم مشتركة بين الفيسبوكجية بغض النظر عن اللغة والموقع والدين والمعتقد منها التعامل مع عالم افتراضي مشترك ومخاطبة المجهول بلوحة مفاتيح موحدة من وراء الشاشة الزرقاء التي تخفي الكثير من  الأقنعة المزيفة بأسماء وهمية وعليهم الالتزام بالمعايير الفيسبوكية والتي قد تعرضهم للعقوبات في حال مخالفتهم لتلك الضوابط التي وافقوا عليها.
ومن أصناف الفيسبوكجية هناك من يعجب بكل ما تقع عليه عينه لكل شاردة وواردة  ويتابع بلا دراية متصفحا" الصورجاهلا بمضامينها .
ومنهم من يضع تعليقا"بعيدا عن مضمون المنشور من باب الدعاية والترويج لأمر معين  .
وهناك من يتفاعل ايجابيا"مع المنشورات من باب النفاق الاكتروني مادحا"في غير محله وبما ليس فيه متفاخرا" بما ذهب اليه والبعض يضع الحق في نصابه .
والبعض يتفاعل سلبيا"من أجل إثارة فتنة أو خلق مشكلة لغاية في نفسه دون أن يعرف مدياتها وما تؤول اليه من خلافات قد تصل إلى نزاعات تفضي الى المحاكم وما أكثرها في يومنا هذا من ما تصدر جهلاء القوم .
وهناك من يتابع دون أن يضع إعجابا "أو تعليقا"لا سلبا"ولا إيجابا"من باب الاطلاع على ما ينشر من أخبار يومية وما يطرأ من حوادث عالمية كواجهة اعلامية لا غير .
لا شك أن الفيس بوك يخبأ بين صفحاته مفكرين ومثقفين وفطاحل وشعراء وأدباء وعلماء وفقهاء ويعد أكبر سوق لعرض أفكارهم ونتاجاتهم من خلال تبادل الخبرات في جميع مجالات الحياة عن طريق مواقع التواصل الإجتماعي وينبغي التحري  والبحث عنهم للاستفادة منهم والتزود من مناهلهم باعتبارهم كنوز لا تقدر بثمن في عالم التكنولوجيا بعيدا"عن الصفحات  التي تروج لبضاعة رخيصة دون رقابة وفي متناول اليد لكن الوازع الأخلاقي والديني لدى البعض يتعارض مع تلك التوجهات المشبوهة التي جبل الانسان عليها بالفطرة ومنهم من ينزلق في متاهات وملذات الحياة منسلخا"من مبدأ الإنسانية ليقضي ساعات متنكرا" لشخصيته متمارضا"نفسيا" شاهدا"على نفسه بإنفصام الشخصية والتي ابتلي المجتمع بهكذا نماذج تافه لا تدرك خطورة تعاملهم مع الآخرين حتى يستدرج بعض المغفلين الى شباك مكرهم وخديعتهم .
لذا يبنغي التعامل مع الفيس بوك بعقلانية وحذر وبضمائر حية وبمصداقية من خلال عملية التواصل الاجتماعي والتي من اجلها وجد الفيس بوك بعيدا "عن العواطف التي قد تنساق من ورائها لغايات لا تحمد عقباها


31
المنبر الحر / ثقافة النسخ واللصق
« في: 08:53 18/04/2023  »
ثقافة النسخ واللصق
حسن شنكالي
لا يخفى على الجميع بأن تعريف الثقافة هي أن يعرف المرء من كل شيئ شيئا"ما وشيئا"ما من كل شئ حتى نطلق عليه كلمة المثقف بالحد الأدنى هذا في مفهومنا القديم من جيل الخمسينات والستينات وما قبلها ليبقى المثقف حينها يحوم في دائرة صغيرة ومساحة محدودة من تواجده في بيئته المحلية نتيجة لصعوبة التواصل ليس كما هو عليه الحال ويكون مؤتمنا"على معلوماته التي اكتسبها وبجهود فردية ولايمكن أن ينالها بين ليلة وضحاها تيمنا"بالبيت الشعري للأمام الشافعي (بـقدر الكد تكتسب المعالي.. ومن طلب العلا سهر الليالي) في وقت يصعب الحصول على المعلومة لندرة الكتب ومحدودية المكتبات آنذاك ، لكن ما يحصل الآن في عصر العولمة والتكنولوجيا الحديثة حسب زعمهم وظهور المخلوق الآلي الجديد (الكومبيوتر) يمكن لأي شخص أن يكون مثقفا"بضغطة زر واحدة من لوحة المفاتيح ولا تحتاج الى كد وتعب بقدر ما تكون خفة يد من خلال نسخ النص ولصقه في أي ملف يحتاجه وبمساحة واسعة من الانتشار وبسرعة فائقة في عالم جعلت من الكرة الأرضية قرية صغيرة بعيدا"عن مفهوم الأمانة العلمية والتي تقع تحت يافطة سرقة النصوص العلمية والادبية وتنسيبها لنفسه متباهيا"بين أقرأنه متخفيا"وراء الكيبورد بعد وابل من التعليقات وكلمات المدح والثناء التي تنهال عليه والتي ما أنزل الله بها من سلطان
وتعد جريمة بحد ذاتها من خلال ما يدعيه لنفسه ما ليس له فيه حق والاستحواذ على جهود الآخرين والتسلق على أكتافهم من باب خيانة الأمانة العلمية ونهايتها الفشل الذريع ويعتبر إعتداء"صارخا" مع سبق الإصرار والترصد بلغة أهل القانون ويمكن الكشف عن ثقافة المزيفين ببساطة من خلال التطابق بين النصوص الأصلية والمزيفة والتي تزج بها صفحات مواقع التواصل الإجتماعي بأسماء وهمية .
عليه أنصح الشباب بالابتعاد عن هذه الظاهرة المشينة في عالم الفيس بوك اللامتناهي والعمل على اكتساب المعلومات العلمية والثقافية من خلال الجد والاجتهاد والتفرغ للمطالعة من مناهل العلم والمعرفة والمتيسرة حاليا" من خلال برامج الذكاء الاصطناعي للتزود بخزين"ثقافي متسلحا" بالثقافة وحريصا" على الأمانة العلمية وعدم التجاوز على جهود الآخرين

32
هولير ... والحل السياسي
حسن شنگالي
لنعد الى التأريخ السياسي للعراق لكن ليس ببعيد وما أفرزه من تحديات وصراعات سياسية وضعته على مفترق طريق بعد تحريره من براثن دكتاتورية النظام البائد من خلال النقلة النوعية في تغيير نظام الحكم من النظام الرئاسي الدكتاتوري الى النظام الديمقراطي البرلماني الفيدرالي ومشاركة أطياف الشعب العراقي في تشكيلة الكابينة الوزارية بعد إنتخابات ديمقراطية عام  2005 ولأول مرة في تأريخه والتوافق على كتابة دستور جديد يضمن الحقوق لجميع المكونات بعد توزيع عادل للظلم عليهم دون تمييز , والدورالريادي للكورد في تشكيل الحكومات المتعاقبة ممثلة بشخص السيد الرئيس مسعود البارزاني حيث كانت هولير ولازالت قطب الرحى لإستقطاب الشخصيات السياسية ورؤساء الكتل والأحزاب وبكافة ألوان طيفها السياسي عندما تشتد الأزمات وتنقطع بهم السبل لتنطلق منها كل الحلول عن دراية وحنكة سياسية فذة والتي من شأنها تسوية المشاكل العالقة بين الأطراف السياسية ولإعادة المياه الى مجاريها كسابق عهدها .
وبالرغم من تعرض الكورد بعد أحداث السادس عشر من أكتوبر عام ٢٠١٧ الى عمليات أنفال جديدة بحجة فرض القانون في كركوك والمناطق المتنازع عليها وبإسلوب عدائي ممنهج ومدروس سلفاً حيث أزيحت الأقنعة المزيفة عن الوجوه  لتبدو الحقيقة كما هي بعد تواطىء من سولت لهم أنفسهم بالتطاول على الكورد وفضح نواياهم المبيتة حول هيكلة إقليم كوردستان وبتوجيه أجندات سياسية لها مصالحها في عدم إستقرارالمنطقة ,أعلنت  هولير على فتح الباب على مصراعيه  وعلى لسان السيد رئيس الاقليم نيجيرفان البارزاني عن مبادرته كما عودتهم سابقاً وبكل رحابة صدر لتحتضن  الفرقاء السياسيين للجلوس على طاولة الحوار في عاصمتهم الثانية  لتهدئة ما آلت اليه الأوضاع بعد اجتياح البرلمان العراقي والمنطقة الخضراء من قبل أنصار السيد مقتدىالصدر بعد أن شهدت العمليةالسياسيةإنسدادا"تاما"وعدم التوصل الى حل وسط لتشكيل الحكومة العراقية لأكثر من عشرة أشهر على إجراء الانتخابات النيابية نتيجة تعنت البعض ومعارضتهم حول تشكيل حكومة وطنية لا شرقية ولاغربية بإعتبارها الكتلة الأكبرفي البرلمان  وآخرها دعوة الصدر الى حل البرلمان والدعوة الى انتخابات مبكرة ومحاربة الفساد والمفسدين .
سيبقى الكورد على العهد أوفياء بإلتزاماتهم الدستورية كما هو ديدنهم من أجل مصلحة العراق العليا في دولة إتحادية فيدرالية بالرغم من معاناتهم من ظلم دكتاتوريات الحكومات السابقة وعدم إعترافهم بالحقوق المشروعة للكورد وإعتبارهم مواطنين من الدرجة الثانية حيث تملي عليهم مسؤوليتهم التأريخية والأخلاقية بعدم التعامل مع الآخر بالمثل حتى مع الأعداء كون الكورد قوم مسالمون ويعرفون بالتسامح والعفو عند المقدرة لأنهم شعب يحب السلام والوئام مع بقية مكونات المجتمع بمختلف شرائحه دون تمييز وخير دليل على هذا إيواء أكثر من مليون نازح من جميع أطياف الشعب العراقي هاربين من بطش عصابات داعش الإرهابية وتأمين ظروف العيش الرغيد لهم ضاربين أروع صور التعايش السلمي إنطلاقاً من إيمانهم المطلق بمبادىء حقوق الإنسان
 

33
المنبر الحر / فاجعة العصر
« في: 18:26 30/06/2022  »
فاجعة العصر
حسن شنكالي
فجأة علت الأصوات بالصراخ والعويل تارة وبالهلاهل والزغاريد تارة أخرى  فلا تشييع حصل ولا زفة عرس مرت وأنين النائحة يقطع الأكباد ويدمع  المقل لتروي قصة فاجعة أثكلت الأمهات بابنائها وافقدت الأعزة آبائها وأشقائها متزامنة مع لطم الصدور وشق الجيوب في مشهد مهيب تقشعر له الأبدان وتعصر الافئدة بمسيرة راجلة  تتقدمها أنغام سيمفونية حزينة تثير الرعب حتى بلغت القلوب الحناجر وتقطعت الأنفاس لينكشف الأمر عن مراسيم شعبية لفتح المقابر الجماعية في مدينتي الحبيبة شنكال مدينة التآخي والتعايش السلمي منذ نعومة اظفارنا وجيلا بعد جيل لتدمي بها الجراح ويبحث كل عن عزيز فقده وأنيس فارقه بأيادي الغدر والخيانة والملطخة بدماء الأبرياء من أبناء الشمس كما يحلو لهم أن ينعتوا بها أنفسهم لا لذنب أقترفوه ولا لفاحشة ارتكبوها سوى اختلاف العقائد التي اباح الله سبحانه وتعالى بها .
وهؤلاء الشرذمة براء من الدين كبراءة الذئب من دم يوسف ويقول الامام علي بن أبي طالب عليه السلام في طريقة التعامل مع الآخرين  إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق .
فأية إنسانية تبوح للقتلة والسفاحين لتلك الجرائم البشعة التي ارتكبوها بحقهم وبدم بارد لإشباع غرائزهم الشريرة حتى ضاهت افعالهم الدنيئة وارتقت الى مستوى الإبادة الجماعية .
وقد قيل قديما يأتي زمان لايعرف القاتل لماذا قتل ولا يعرف المقتول لماذا قتل .
فسلاما لتلك الأرواح التي زهقت لتلقى بارئها وتشكو بأي ذنب قتلت تلك هي المجازر الجماعية التي اقترفتها قوى الظلام والشوفينية المقيتة في كل حي وقرية من  ربوع مدينتي الجريحة شنكال وما ادراك ما شنكال ؟
فلابد للحكومة العراقية من وقفة جادة لمعالجة آثار تلك الجرائم بعد تدويلها واعادة الحق الى أهله والاعتراف بها  كجينوسايد لعرق من الاعراق البشرية
 

34
المنبر الحر / لا ولن نستسلم
« في: 17:51 28/06/2022  »
لا ولن نستسلم
حسن شنكالي
ان ما يشهده أقليم كوردستان اليوم من تقدم عجلة البناء والأعمار على جميع الاصعدة حتى بات يضاهي مصافي الدول المتقدمة ولما يتمتع به من إستقرار أمني وبيئة جاذبة للمستثمرين  وقبلة لجميع الوافدين اليه دون تمييز راغبين في الأمن والأمان والعيش بسلام ، وبالرغم من إمكانياته المحدودة التي لا تتجاوز في أغلب الأحيان اكثر من خمسة في المئة من حصته من الموازنة السنوية والتي هي حق شرعي من حقوقه التي كفلها الدستور العراقي حتى أثار حفيظة البعض من الذين لا يروق لهم ذلك  واستشاطوا غضبا لارتباط مصالحهم بأجندات خارجية تعمل بتوجيهها من أجل تقويض البنية التحتية وإيقاف عجلة التطور ومشروع الإصلاح الذي تبنته الكابينة الوزارية التاسعة بقيادة السيد مسرور البارزاني رئيس حكومة الإقليم من خلال تكرار القصف الصاروخي بطائرات مسيرة تارة وصواريخ الكاتيوشا تارة اخرى لتستهدف المدنيين العزل بحجج واهية ما أنزل الله بها من سلطان .
ولو علم أولئك الاشرار أن تأريخ الكورد حافل بالمآثر البطولية والمواقف المشرفة  من خلال مقارعة الأنظمة الدكتاتورية على مدى حكم الدولة العراقية منذ تأسيسها عام ١٩٢١  وحتى يومنا هذا من أجل الدفاع عن حقوقهم المشروعة كأمة حية بتأريخها وحضارتها كباقي دول العالم الثالث التي ناضلت من أجل الحياة لنيل الحرية والاستقلال لما أقدموا على أفعالهم الشنيعة والتي استنكرتها الكثير من دول العالم .
وفي كلمة مقتضبة للسيد مسعود البارزاني أكد فيها ان الحرب خيار سيء لكننا لن نستسلم وتأريخ كوردستان يشهد على ذلك وسندافع عن حقوقنا المكتسبة وسنحميها بدماء الشهداء من أبناء كوردستان الغيارى .
وليعلم الجميع أن إطلاق صاروخ أو صاروخين لا يثنينا عن عزمنا وايماننا المطلق بالدفاع عن أرض الآباء والاجداد الذين يشهد لهم التأريخ بصولاتهم وجولاتهم في ساحات الوغى والعدو قبل الصديق ولنا في ذلك مواقف بطولية ليست ببعيد .
ونأمل من الكتل السياسية والقوى الفاعلة على الساحة العراقية ان تعي ذلك وأن تعمل على الاسراع في تشكيل الحكومة العراقية التي طال انتظارها  من خلال مبدأ التوافق والتوازن والشراكة الحقيقية وفي اطار الدستور العراقي وعدم التفرد بالقرار السياسي واجتثاث الفساد من منابعه والتأكيد على استقلالية القضاء وتغليب المصلحة الوطنية على المصالح الفئوية الضيقة وإحترام الرأي والرأي الآخر وعدم خلط الأوراق لإعادة العملية السياسية الى المربع الأول  وإمكانية العمل بجدية وتحمل المسؤولية الوطنية الملقاة على عاتقكم  لاخراج البلد من عنق الزجاجة والعراق يمر الآن في مرحلة من الكآبة السياسية التي عصفت بالعملية السياسية والتي ستلقي بظلالها سلبآ على حياة المواطنين وعلى الشارع العراقي.
 

35
في انتظار الدخان الأبيض
حسن شنكالي
لأكثر من ثمانية أشهر على إجراء الانتخابات النيابية للدورة البرلمانية الخامسة والتي جرت في العاشر من أكتوبر عام ٢٠٢١  والعراقيين ينتظرون بفارغ الصبر تصاعد الدخان الأبيض من مداخن مراكز القرار السياسي كعلامة على الاتفاق على تشكيل الحكومة العراقية وتجاوز الازمة السياسية التي عصفت بالبلد نتيجة للتقاطعات والتجاذبات السياسية لعدم التوافق فيما بينهم  على حصصهم عند توزيع الكيكة غير مبالين بما آلت  اليه أوضاع الشعب والتي تزداد من  سيء الى أسوء .
ومن جهة اخرى تمسك التيار الصدري باعتباره الكتلة الأكبر على تشكيل حكومة أغلبية وطنية لا شرقية ولا غربية مع المتحالفين معهم من الحزب الديمقراطي الكوردستاني وتحالف السيادة مما أثار حفيظة البعض من الكتل السياسية الأخرى لعدم مشاركتهم المباشرة بالحكومة ووضعهم في خانة المعارضة السياسية ومناداتهم بمبدأ التوافق  الامر الذي رفضه التيار الصدري بزعامة السيد مقتدى الصدر رفضا قاطعا حيث أدت الى انسحابه من العملية السياسية برمتها واستقالة نوابه من البرلمان العراقي مما ادخل العراق والعملية السياسية في دوامة لا مخرج منها ،  وعزف البعض الاخر من السياسيين بعدم المشاركة في الحكومة المقبلة وتزايدت  الدعوات على اعتبار المرحلة القادمة مرحلة إنتقالية تفضي الى  حل البرلمان واجراء انتخابات مبكرة والتي تثقل كاهل الدولة ملايين الدولارات في كل عملية انتخابية ، لكن مع الاسف لازال الدخان الاسود يتصاعد من مداخن القرار السياسي والذي لايبشر بخير مما يجعل العراق في حالة من الفراغ السياسي وتواصل حكومة الطواريء بتسيير أعمالها اليومية والمجردة من كافة الصلاحيات الإدارية المعروفة والتي تعجز من تقديم اية خدمة للمواطنين من خلال تقييد صلاحيتها وكأن الشعب في واد والحكومة في واد اخر .
وتحالف وطن الذي يضم السيادة والديمقراطي الكوردستاني يدلون بشروطهم للمشاركة في الحكومة المقبلة وفق ضمانات من خلال الاعلان رسميا في وسائل الإعلام لانعدام الثقة  بين المكونات السياسية من خلال تجاربهم المريرة مع الحكومات السابقة .
فإلى متى يبقى الدخان الأسود يتصاعد من مداخن القرار السياسي في العراق نتيجة للتضاربات السياسية وتغليب المصالح الشخصية والحزبية وضرب المصلحة العامة عرض الحائط وكأن الأمر لا يعنيهم ، فلله درك يا عراق ممن تسلطوا على رقاب الشعب واعتبروا أنفسهم  أوصياء على هذا البلد الذي عانى الويلات منذ سنوات خلت.
 

36
خاطرة من ليالي المخيمات 
حسن شنكالي
تمزقت الخيمة من قوة العاصفة الهوجاء التي عصفت بالمخيم في ليلة ليلاء طويلة شديدة السواد مع انقطاع التيار الكهربائي , وكاد البرق يخطف ابصارهم والغيث ينهمر بغزارة  كأنها تصب الماء  صبا , فلا معين ينقذهم ولا ناصر يعينهم من مشهد لا يحسدون عليه  , لان الجميع منهمكون بانفسهم والحال من المحال محاولين انقاذ ما يمكن انقاذه ,  ليتمسكوا جاهدين صغارا وكبارا بأعمدة الخيمة والعاصفة آخذة مأخذها فلا تبقي ولا تذر فلا سقف يحميهم ولا فراش يأويهم ومياه الامطار تحوم في أنحاء الخيمة وتغوص فيها ممتلكاتهم التي لا تتعدى بعض الفرش والاغطية وبقايا المساعدات الانسانية التي يعتاشون عليها وينتظرونها بين الحين والاخر , وعويل النساء وصراخ الاطفال ودعاء الآباء والأمهات يشق الآفاق  ويصم الآذان  من هول المصيبة , حتى بزغ لسان الصباح وكأن على رؤوسهم الطير من الفزع ولم يبقى من حطام الدنيا الا رحمة ربي  وقلوبهم التي بلغت الحناجر حتى فزع اليهم البعض  لينقذونهم الى منطقة الامان , والأمل يحدوهم في بناء خيمة جديدة تأويهم من برد الشتاء وتقيهم من حر الصيف وقلوبهم شاخصة للعودة الى الديار التي فارقوها عنوة بعد سيطرة داعش الاجرامي على  المدينة والعبث بمقدراتها  وتحويلها الى مدينة أشباح لا حياة فيها  وأخذت الخواطر تداهم مخيلتهم وتأخذهم يمنة ويسرة بعد أن كانوا يعيشون في أمن وأمان لا يعكر صفو حياتهم الا طمعهم في  رحمة الله تعالى من العيش الرغيد حالمين بمستقبل مشرق لأبنائهم ليخدموا بلدهم كل من موقعه , لكن هيهات هيهات من حلم لم يتحقق ومستقبل غير منظور في ظل غياب مسؤولية الدولة وتركها الحبل على الغارب وكأن الامر لا يعنيهم نتيجة لفشل ادارة الدولة من خلال استشراء الفساد في جمع مفاصل مؤسسات الدولة وتفشي الرشوة وتغليب المصلحة الشخصية على المصلحة العامة وعدم اختيار الشخص المناسب في المكان المناسب وتعاطى المحسوبية والمنسوبية في اختيار المسؤولين وغياب الضمير وعدم تحمل المسؤولية الملقاة على عاتقهم وانعدام النزاهة وعدم الاكتراث بمصلحة المواطن وكأنه في واد والدولة في واد آخر . فلله درك أيها المواطن المسكين في ظل مستنقع تحيط به حيتان الفساد وكان الله في عونك من أناس لا يضعون مصلحة المواطن نصب أعينهم متناسين قول الله عزوجل ( وقفوهم أنهم مسؤولون)
                                                            واخيرا اقول  الى متى يبقى البعير على  التل ؟

37
كيف قرأ الزعيم مستقبل العراق ليصر شعبه على الاستفتاء !!!!

مهند محمود شوقي


ونحن نغوص اليوم في عالم السياسية ضمن رقعة الخلافات المسمات بالعراقية !!! فرضا .... او التي تدار من خارج الحدود وقعا ... حتما ستنساب الى ميخلتنا قراءات عديدة ... منها ماهو تحليلي للقادم ومن مبدأ اتفاقات الاحزاب او انسحابها ! ومنها ماكان قد قرأه الزعيم البارزاني قبل وقوعه !!! بسنوات ولهذا اصر على السؤال (الاستفتاء)... لنتوقف هنا ....

لو عدنا بالتاريخ البعيد قليلا وقبل عشرون عام ... واعدنا تلك الصور التي بثت في اجتماعات لندن قبيل تشكيل حكومة العراق الجديد ... لوجدنا اسماء كثيرة كانت قد شكلت أساس القادم  من المعارضة... ولو استوقفنا او اوقفنا الصورة ... سنجد ان هناك البارزاني ماسكا بقلمه ودفتره الذي لم يفارقه ليسجل ملاحظات القادم !!!

دولة كونفيدرالية ذات سيادة حقيقية ... تنصف العراق أولا وتعيد حقوق الجميع ومنهم ابناء إقليم كوردستان وابناء البصرة وبغداد والجميع....تلك العبارة التي شدد عليها الزعيم ولم يقبل ان تمرر دون ان تثبت أساسا لحقوق قادمة سيصوت عليها الشعب من مبدأ (الدستور) ....


بالعودة الى التشكيل بدوراته الاربعة ..... ومنذ ان شكلت اولى ملامح الحكومة العراقية ... بدأت الخلافات الحزبية تطغي على المشهد السياسي لتتحول لاحقا الى خلافات اثنية وعرقية فدينية ومذهبية... منها ما كان يطفو على سطح الاخبار لتتناقله وسائل الاعلام لتشكل مفهوما جديد سيأتي ويكون فيما بعد حالة !!! ومنها ماكان غير معلن او مؤجل لخلاف سيكون قادما فيما بعد ....

الكتلة الاكبر ... ماعصف بعلاوي وابعده عن الفوز المستحق عام 2010.... والتحرير المرتقب او ما اسس له ان يكون عام 2014 .... شكلية الحكومة العراقية ظاهريا ... او من يديرها عن بعد ... أمور تجعلني اتوقف قليلا عند عام 2017... ليسال الشعب في الاقليم عن (الاستفتاء).... وليجيب الشعب بنعم بلا استثناء احزابا وشخوصا ومغتربين وعائدين كورد ...

كيف قرأ الزعيم مسعود بارزاني واقع القادم !!!

منذ عام 2018 وبعد ان قرر الجميع أن ينصف الجميع !!!! عاد الكورد الى بغداد بنية بناء العراق من مبدأ الدستور او اعادة حقوق الجميع !!!! لكن مالذي تغير على أرض الواقع الهش ؟؟؟

خرجت التظاهرات التي طالبت بوطنها من قلب العاصمة بغداد !!! لتجابه بقوة السلطة العميقة .... وهو مشهد لا يختلف قطعا عن سؤال الاستفتاء في إقليم كوردستان... الجميع طالب بارضه وبمفهوم الوطن الواحد الفيدرالي من حيث التفسير للوصول للحقوق المؤجلة ..  ليجابه بذات الدبابات وفي الحالتين والتي  كانت تحاصر الجموع !!! المتسائلة عن حقوقها ؟؟؟

دخلنا عام الانتخابات المبكرة ... واجريت لتحقق الطموح للوطن بمفهوم الانقاذ... لكن مالذي تغير على أرض واقع الخلافات المؤجلة !!!
لا دستور طبق ... ولا كتلة فائزة بمفهوم الاغلبية استطاعت ان تحقق الغاية لبناء عراق  تقويه اربيل وتدعم حقوقه بغداد ... ليستمر الخلاف تلو الخلاف ... وهنا لنعيد قراءة الاستفتاء مرتين مرة في بغداد والاخرى في اربيل لنفهم التفاصيل تباعا وما سبقها

38
عێراق پێویستی بە نێچیرڤان بارزانییە

 جوتیار شنگالی

 هیچ دووانەیەک نابینڕێت کە لەسەر کەسایەتی کاک نێچیرڤان بارزانی، سەرۆکی هەرێمی کوردستان ڕای جیاوازییان هەبیت، کە بە کەسایەتییەکی بەهێز و روشنبیر و  بەحیکمەت و شارەزا لە سیاسەت و بیر فراوان و خاوەنی زەردەخەنەیەکی هەمیشەیی دەناسرێت، کە ڕووخوشی و سادەیی لەگەڵ هەموو کەسێک بەبێ جیاوازی، جیاوازییەک بە کەسایەتییەکەی دەبەخشێت، و مامەڵەکردن لەگەڵ کێشەکان بە جددییەت و سەبرەوە بۆ گەیشتن بە چارەسەری گونجاو لە سیفاتە هەر بەرزەکانییەتی.

بیرمەندی عێراقی حەسەن عەلاوی  ئاوها وەسفی دەکات، کە هەرکات ئاگری فیتنەیان هەڵگیرساند، بە شارەزایی و زیرەکی ئاگری فیتنە دەکوژێنیتەوە، چۆن ئەو  نەوەی بنەماڵەی تێکۆشەری بارزانییە کە، تێکۆشاون و قوربانیان داوە  بۆ  گەل و بنەمالەیەکی ئاشتیخوازن، و بە جددی مامەڵەی لەگەڵ قەیرانەکان کرد بە تایبەت لە کاتی ڕیفراندۆم و پێشهاتە مەترسیدارەکانی دواتر و ئەو ڕێوشوێنە زالمانە و نامروڤانەیە کە لە دژی کورد  گیرایەبەر کە ئەویش  دەرئەنجامی ئەو خیانەتە گەورەیە بوو کە لە شانزدەی ئۆکتوبەر  لەلایەن گروپی خیانەتکاری نیو کورد  ئەنجامدرا. سەرەڕای ئەو گەمارۆیەی بەغدا بەسەر فڕۆکەخانەکان و دەروازە سنوورییەکانی هەرێمی کوردستانی سەپاند، بە ئامادەبوونی لە چەندین کۆنفرانسی نێودەوڵەتی و گواستنەوەی وێنەی ڕاستەقینەی مەزلومییەتی کورد  بۆ وڵاتانی دەرەوە، دەرگاکانی بە ڕووی هەرێمی کوردستانی کردەوە و  پشتیوانییەکی بێهاوتای بەدەستهێنا بۆ گەلی کورد و هەمو  ئەو نادادپەروەرییە کە دژی گەلی كوردستان سەپێندرابوو پوچەلکردەوە. تەنانەت  بە هەول وکوششی جەنابیان  فشارێکی  نێودەوڵەتیی  خرایە سەر بەغدا بۆ شكاندنی گەمارۆی ئابووری سەر هەرێمی کوردستان و  ئەویش بە  ئاڕامی وسینگ فراوانی مامەڵەی لەگەڵ ئەم دوسییە گەرمە كرد و لە هەموو هەنگاوەكانیدا سەركەوتوو بوو.

 دوای دەستبەکاربوونی لە پۆستی سەرۆکایەتی هەرێمی کوردستان، بارەگای سەرۆکایەتی کردە چەترێک  بۆ یەکگرتنەوەی سەرجەم لایەنە کوردستانییەکان بەبێ جیاوازی، دواهەمینیان چەند ڕۆژێک لەمەوبەر بوو، دووەم کۆبوونەوەی بەسەرپەرشتی جەنابییان بەڕێوەچوو ، بەئامادەبونی نوێنەری سەرجەم لایەنە سیاسییە کوردستانییەکان و نوێنەری سکرتێری گشتی نەتەوە یەکگرتووەکان لەعێراق "پلاسخاڕت"، کە تێیدا ئەنجامێکی زۆر ئەرێنی  بۆ چارەسەرکردنی ئەو ئاستەنگانەی  لەبەردەم هەڵبژاردنی پەرلەمانی کوردستان و یەکگوتاری  کوردی لە بەغدا هاتەئاراوە.

 بۆیه دەڵێین ئه مڕۆ عێراق پێویستی به كەسێكی وا هەیە كه له كۆشكی سەلام بێت و سەركردایەتیی سەرۆكایەتی كۆمار بكات و بیكاته چەترێك بۆ یەكگرتنەوەی هەموو لایەنە سیاسییەكانی عێراق و رووناككردنەوەی ئەو تونێله تاریكەی كه ئێستا عێراق پێیدا تێدەپەڕێت و ئەم گرێیە لە نێوان لایەنە سیاسییەکاندا بکەنەوە بۆ ئەوەی بگەنە چارەسەرێکی هاوبەش و ڕاسپێری کەسێک بکەن بۆ ئەوەی وەک یەک تیم پێکەوە کار بکەن بۆ ئەوەی ڕووخساری ڕاستەقینەی عێراقی نوێ پیشان بدەن.

39
باتَ التحالفُ الكوردستاني ضَرورة

حسن شنكالي

تشكل التحالفات بين الكتل والأحزاب السياسية الفائزة في الإنتخابات البرلمانية نتيجة توافق في الرؤى المستقبلية والبرنامج السياسي للوصول الى أهداف إستراتيجية تجعل من المصلحة العليا نقطة إلتقاء بين الشركاء بالإضافة الى بعض الجزئيات المتفق عليها شرط أن تتماشى وبنود الدستور العراقي , فالكورد وبشكل عام دون التطرق الى المسميات الحزبية والسياسية ينطلقون من خط الشروع ويجمعهم أهداف مشتركة كالمصير المشترك والتأريخ المشترك والظلم المشترك الذي فرضه النظام البائد وبصورة عادلة بين الجميع دون إستثناء , وبعد تحرير العراق عام 2003 توحدت القوى السياسية الكوردية تحت مسمى التحالف الكوردستاني مما زادهم هيبة وقوة أثمرت عن مشاركتهم الفاعلة في مجلس النواب آنذاك  في كتابة الدستورالعراقي كإنجاز يحسب للكورد لتحقيق هذا الهدف الذي إنتظروه بعد سنوات من مقارعة الدكتاتورية المقيتة .
واليوم أحوج ما نكون لإعادة تشكيل التحالف الكوردستاني بعد فرط العقد الكوردي نتيجة أحداث السادس عشر من أكتوبر الماضي وما رافقها من تصدع لجدران البيت الكوردي وتفكيك أواصره على أثرهزة سياسية ضربت الواقع السياسي الكوردستاني  بمقدار سبع درجات على مقياس الخيانة العظمى بعد أن إمتدت اليه أيادي خبيثة مدعومة من قبل أجندات خارجية هدفها هيكلة إقليم كوردستان والعودة الى ما قبل عام 1991 , حيث أظهرت نتائج الإنتخابات النيابية للدورة البرلمانية الخامسة فوزاً ساحقاً للحزب الديمقراطي الكوردستاني بإعتباره القوة السياسية الأولى على مستوى إقليم كوردستان وحصول الكورد بشكل عام على ثلاث وستون مقعداً نيابياً مما يحسب لهم الف حساب  في حالة توحدهم وتشكيلهم للتحالف الكوردستاني كسابق عهده في الدورات البرلمانية السابقة , ليشكلواً صفاً منيعاً ضد الأصوات المعادية ذات النظرة الشوفينية للكورد وللدفاع عن الحقوق المشروعة ومن أبرزها تطبيق المادة 140 وإعادة المناطق المتنازع عليها وعودة قوات البيشمركة كونهم الضمان الوحيد لإعادة الحياة اليها من جديد وتأمين عودة النازحين الى مدنهم وقراهم بعد إعمار البنى التحتية وما دمرته قوى الشر المتمثلة بعصابات داعش الإجرامية .
لقد أكد الحزب الديمقراطي الكوردستاني على توحيد كلمة الكورد والعودة الى بغداد بكتلة واحدة لضمان حقوقهم الدستورية وتشكيل حكومة قوية جامعة  , من خلال زيارة وفد الحزب الى جميع الكتل الكوردستانية الفائزة في الانتخابات وغير الفائزة منهم بالإضافة الى دعوات زعماء بعض الكتل السياسية الى ضرورة مشاركة الكورد وبشكل فاعل في تشكيل الحكومة الجديدة , حيث أكد السيد نيجيرفان البارزاني على توحيد الرؤى بين الكتل الكوردستانية وتشكيل وفد مشترك للتفاوض مع الكتل الفائزة في بغداد لتشكيل الكتلة الأكبر بعد التعرف على برامجها وخططها الإستراتيجية لمستقبل العراق وإعطاء ضمانات حقيقية للكورد بعد أن تنصلوا منها ونقضوا العهود والمواثيق بمجرد وصولهم للسلطة من خلال التجربة المريرة والفاشلة مع الحكومات ذات البعد الطائفي والتي أدارت دفة الحكم وتعمدت في إفشال مشروع التوافق والتوازن والشراكة الحقيقية في العملية السياسية .
وختاماً أقول ( لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين ) ...

40

في الذكری الخامسة والاربعون لرحيل المناضل الثائر احسان نوري باشا قائد ثورة ئاگری 1930

سعيد جردو مطو
   
لم تكن ثورة آكري تمردا او حركة عسكرية محدودة ٲو انتفاضة آنية....بل كانت صرخة مقدسة بوجه الظلم والاضطهاد بعدما استخدمت تركيا الجديدة القوة المفرطة لارتكاب المزيد من القمع والتنكيل والابادة والتهجير بحق الشعب الكوردي المظلوم.....رغم الفارق الشاسع بين عدد وعدة الثوار مقارنة بالجيش الجرار لاتاتورك واسلحته الحديثة من طائرات ودبابات الا ان القائد الراحل احسان نوري باشا ورفاقه استطاعوا توجيه العديد من الضربات القاتلة لقوات العدو حتی وصل الامر بٲن يقول مصطفی كمال اتاتورك قائد تركيا الجديدة في لقاء له مع جريدة واشنطن بوست انذاك:- لو كانت الثورة قد استمرت اكثر لكنت قد ذهبت شخصيا لميدان المعارك .......رغم انتكاسة ثورة آكري بسبب عدم التكافؤ في موازين القوة وكذلك تلبية روسيا وايران لنداء اتاتورك بالتضييق علی الثوار وغلق جميع ابواب الامدادات بوجوههم فضلا عن قيام الانكليز بمنع وصول الدعم والامداد من كوردستان الجنوبية الی الثوار ونفس الشيء يقال لفرنسا فيما يتعلق بكوردستان الغربية الا ان ثورة آكري ستبقی نجمة ساطعة في سماء الحركة التحررية الكوردية وسيدون اسم قائد الثورة ورفاقه الابطال في سفر الكوردايتي بٱحرف من نور.....
الرحمة والخلود لروح القائد الراحل احسان نوري باشا وشهداء ثورة آكري والحركة التحررية الكوردية جميعا...

41
ذكرى فاجعة مدينة حلبجة  لاترتبط بالتاريخ فقط بل بالمستقبل ايضا

زينب سندي
 
في 16 مارس / آذار 1988، تعرضت مدينة حلبجة بكوردستان العراق  لهجوم بالاسلحة الكيمياوية مما أودى بحياة آلاف الابرياء من الأشخاص، من بينهم العديد من الاطفال والنساء والشيوخ ومازالت تشكل صور ضحايا هجوم حلبجة جزءًا لا يتجزأ من ذاكرتنا .
لذا ينبغي علينا إحياء الذكرى السنوية 33 ليعلم العالم ويتذكر مالذي حصل لشعبنا الذي لا ذنب له سوى انهم من القومية الكُردية في الوقت ذاته ينبغي أن لا يكون ذلك مجرد نظرة عابرة إلى الماضي، بل وتنبيه أيضا للوقت الحاضر والمستقبل. ماذا تعلمنا من ذلك؟ وهل تمكنا من غرس روح التآلف والمحبة والتسامح بين القوميات والاديان والطوائف لمنع وقوع هكذا مجازر قاسية وأليمة ضد القوميات والاديان في العراق الذي يعيش حاليا تحت رحمة المليشيات ؟
نعم سقط ورحل  النظام السابق لكن مازال العراق يعيش الازمات مازالت العقلية العنصرية الشوفينية كما هي مسيطرة على ذهنية الفرد العراقي للاسف،لذلك من الضروري ان نعترف بأن العراق يعيش اليوم أزمة حقيقية ومن الضروري ايجاد حل لها، حيث ان جميع المشاكل تعود اسبابها الى عدم الالتزام بالدستور لو كانت الاطراف العراقية ملتزمة ببنود الدستور لما بقيت اي مشكلة في البلد ماذا نستفيد من البرقيات ورسائل الاستنكار والاستذكار بالجريمة البشعة التي تعرض لها شعبنا اذا لم يكن هناك حل ولم نستطيع غرس روح الاخوة والتآخي بين ابناء الشعب اي مستقبل ينتظرنا ياترى ، اقليم كوردستان حاول ومازال يحاول جاهدا حل الازمات عن طريق الحوار والتفاهم حيث ان تحسين الوضع في العراق مرتبط بتنفيذ المباديء الثلاثة الشراكة الحقيقية والتوافق والتوازن وفي حال الايمان بهذه المبادىء والعمل بها سيتجه الوضع في العراق نحو الافضل اما اذا ظل البلد على وضعه سيتجه نحو الاسوء حيث ان اصحاب الميليشيات المنفلتة يسعون جاهدين بجر العراق نحو الهاوية والدكتاتورية لذا نحن بحاجة الى التآلف والتاخي لنعيش بسلام لنبني الوطن وانهاء جميع الازمات التي حصلت فيه .
 

42

لا تزال المرٲة الايزيدية تقدم التضحيات
لازمة الشيخ يوسف

لا شك آن المجتمع الايزيدي قدم الكثير من التضحيات خاصة بعد المٱسي التي لحق به اثناء اطالة يدالغدر في الثالث من آب/اغسطس عام ۲۰۱٤ من قبل تنظيم داعش الٳرهابي والتي راحت ضحيتها الاف من المواطنين في شنكال وخاصة النساء منهم، إن ما جرى للمرٲة في هذه المدينة تعتبر من الجرائم الٲخلاقية ضد الانسانية بكل المقايس ارتكبوها المجرمون ضد الٳبرياء .
لا يزال هناك الكثير من المخطوفين والمخطوفات من المكون الايزيدي بيد هذا التنظيم الاجرامي و مصيرهم مجهول حيث نسمع بين الحين والأخر تحرير البعض منهم عن طريق مكتب ٳنقاذ المختطفين الايزيديين التابع للسيد نيجيرفان البارزاني لكن يوجد هناك عدد كبير لم يتحرروا بعد حيث أن المجموع الكلي للمخطوفين يصل الى حوالي (2768) الاناث :1298 الذكور : 1470 عدد الباقين لحد الان .

لذا أقترح ما يلي بمناسبة اليوم العالمي للمرٲة :

* على المجتمع الدولي التدخل السريع لٳنقاذ ما تبقى من المخطوفين والمخطوفات .
* على كافة الشرائح من ٲبناء المجتمع الكوردي بشكل عام و بالاخص ٲبناء المكون الايزيدي القيام بالمطالبة لتحرير ما تبقى من المختطفين واستنكار ما يحدث لابناء شنكال من النازحين في المخيمات وما يلحق بهم من اضرار الحرق والقتل لٲي سبب كان.
* على النشطاء المدنيين والاعلامين والمثقفين الاهتمام بقضايا مجتمعهم عبر جميع وسائل الاعلام.
* على الجميع العمل مع الجهات ذات العلاقة لتحرير المحتجزات الايزيديات لدی  (p.k.k).
* يعتبر يوم الثامن من ٱذار اليوم العالمي للمرٲة على الجهات الرسمية والمعنية من المنظمات النسائية ومنظمات حقوق الانسان أن تدافع عن حقوق المرٲة الايزيدية النازحة في جميع محافلها الرسمية .
لكون ما حدث للمرأة الايزيدية من ويلات لم تشهده الانسانية من قبل حيث بشاعة التعامل تجاهها لكنها بالرغم من كل ذلك تبقى تؤمن بمبادىء الانسانية وتتحدى كافة الظروف الصعبة.
لايخفى ان جرائم داعش الٳرهابي وما ارتكبوه من الخروقات بحق المدنيين في شنكال وبالاخص ٲبناء المجتمع الايزيدي منافية من جميع الٲعراف الدولية والانسانية ، لاينكر ما تعرض لها المرٲة الايزيدية على مر التاريخ وكانت حصتها في كل مرحلة الظلم  والاضطهاد وان ما تعرضت لها اليوم في المخيمات في ظل النزوح تعد كارثة بشرية تفوق جميع التصورات والاعراف الانسانية، لذا يجب علی الحكومة محاسبة كل من تسبب في ٳيذاء النساء ويوجه له اقصى انواع العقوبة وهذا من ابسط حقوق المرأة لتعيش بأمان.

نتمنی ٲن يتم تطبيق قانون الناجيات الايزيديات بحذافيرها كي يضمن حقوقهم المشروعة من ٲجل  تخفيف المعاناة على كاهلهم ، كما نطلب في يوم العالمي للمرٲة حكومة بغداد وحكومة ٳقليم كوردستان البحث عن كافة المختطفين الايزيديين الذين لا يزال يواجهون مصير مجهول بالتنسيق مع الجهات الدولية والرسمية......

بهذه المناسبة نبارك المرٲة الايزيدية وهي تعيش ظروف غير طبيعية ونتمنى لها حياة حرة كريمة وتمارس حقوقها المشروعة.
 

43
سلوكيات حركة (رَبَع الله) تجاه الحزب الديمقراطي الكوردستاني في بغداد – قراءة قانونية ودستورية وأمنية وسياسية –

بقلم الكاتب والأكاديمي الدكتور نايف كركري

 

قبل أن نسلط الأضواء على سلوكيات حركة (ربع الله) تجاه مقر الحزب الديمقراطي الكوردستاني في بغداد التي حدثت في يوم السبت 17-10-2020 ،لابد لنا أن نرى موقف الدستور العراقي من المظاهرات  فلو نفضنا التراب عن الدستور العراقي في المادة (38)

تكفّل الدولة، بما لا يخل بالنظام العام والآداب:

أولًا:  حرية التعبير عن الرأي بكل الوسائل.

ثانيًا: حرية الصحافة والطباعة والإعلان والإعلام والنشر.

ثالثًا: حرية الاجتماع والتظاهر السلمي، وتنظم بقانون.

فهنا الإشارة واضحة كوضوح الشمس في رابعة النهار بخصوص عملية التظاهر وهو حق مشروع مكفول دستوريًا من قبل الدولة ولكن اشترط الدستور العراقي شرطًا مهمًا ألا وهو أن يكون التظاهر (سلميًا) وهو ما مثبت في طيات المادة الآنفة الذكر علاوة على ذلك المواد الثلاث مسموحة بها ولكن بما لا يخلُّ بالنظام العام والآداب

وبعد التصويت على الدستور العراقي في سنة 2005 لم يتم تشريع قانون خاص بالمظاهرات سوى طرح مشروع  قانون حرية التعبير عن الرأي والاجتماع والتظاهر السلمي في سنة 2017 ولم يصوَّت عليه إلى الآن من قبل مجلس النواب العراقي، وهذا القانون من القوانين المهمة التي تحدُّ من الفوضى في البلاد لأن هناك جملة من الضوابط والشروط القانونية يجب أن تكون موجودة لمن يقوم بالمظاهرات من حيث أخذ الموافقات من قبل الجهات الإدارية قبل التظاهر بسقف زمني محدد والغرض منه وتحديد الزمن والمكان والمسؤول عن المظاهرة وعدد القائمين بها مع قائمة بأسماء المشاركين فيها !

ونتيجة لعدم وجود قانون خاص بالمظاهرات في العراق عمت الفوضى وأعمال التخريب والدمار للممتلكات الحكومية والدوائر الرسمية وغير الرسمية والاعتداء على المقرات الحزبية ومنها الاعتداء على مقر الحزب الديمقراطي الكوردستاني ببغداد / الفرع الخامس ولو أجرينا جولة عاجلة في أزقة قانون العقوبات العراقي رقم (111) لسنة 1969 المعدّل لاسيما في المواد الآتية :

المادة (220) إذا تجمهر خمسة أشخاص فأكثر في محل عام وكان من شأن ذلك تكدير الأمن العام وأمرهم رجال السلطة العامة بالتفرق فكل من بلغه هذا الأمر ورفض طاعته أو لم يعمل به يعاقب بالحبس مدة لا تزيد على سنة ...

وهذا ما حدث تجاه مقر الحزب الديمقراطي الكوردستاني ببغداد بعدما ماقام بعض رجال الأمن بمنع بعض هؤلاء الخارجين عن القانون إلا أنهم لم يستجيبوا لهم ولكن على الرغم من وجود أكثر من خمسمئة منتسب أمني إلا أنهم لم يستطيعوا ردعهم ووضع حد لهم !

ولو انتقلنا إلى المادة (221 ) التي تنص بالآتي :يعاقب بالحبس مدة لا تزيد على سنة وبغرامة تزيد على ... أو بإحدى هاتين العقوبتين كل من دعا إلى تجمهر في محل عام أو أدار حركته أو اشترك فيه مع علمه بمنع السلطة العامة ذلك التجمهر. ويعاقب بالعقوبة ذاتها من حرض بإحدى طرق العلانية على التجمهر المشار إليه ولم تترتب على تحريضه نتيجة.

لقد حذفت المبالغ المنصوصة في القانون لأن ما فعلوه لا يمكن أن يكون له ثمن محدد!

فيجب على الحكومة العراقية أن تقدم حركة ( ربع الله ) إلى القضاء كي ينالوا جزاءهم العادل لما فعلوه ضمن هذه المادة القانونية؛ لأنهم دعوا إلى التظاهر علنًا عبر منصات التواصل الاجتماعي من خلال عباراتهم التحريضية المثبتة بالأدلة القطعية .

وننتقل إلى المادة( 222) التي تتحدث عن التأثير على السلطات في أعمالها كما في (1) إذا كان الغرض من التجمهر ارتكاب جناية أو جنحة أو منع تنفيذ القوانين أو الأنظمة أو القرارات أو التأثير على السلطات في أعمالها أو حرمان شخص من حرية العمل وكان ذلك التأثير أو هذا الحرمان بالقوة أو التهديد فكل من دعا إلى هذا التجمهر أو أدار حركته وكل من اشترك فيه مع علمه بالغرض منه أو بقي فيه ولم يبتعد عنه بعد أن علم بالغرض المذكور يعاقب بالحبس مدة لا تزيد على سنتين وبغرامة لا تزيد على ... أو بإحدى هاتين العقوبتين.
(2)إذا استعمل أحد المتجمهرين القوة أو التهديد وكان أحدهم يحمل سلاحًا ظاهرًا أو أدوات ظاهرة. قد يؤدي استعمالها إلى إحداث الموت عوقب من دعا إلى التجمهر أو أدار حركته وكل من اشترك في التجمهر مع علمه بالغرض المقصود منه بالحبس وبغرامة لا تزيد على ... أو بإحدى هاتين العقوبتين.
(3)إذا ارتكب أحد المتجمهرين جريمة تنفيذًا للغرض المقصود من التجمهر عوقب جميع من كانوا في التجمهر وقت وقوع الجريمة بالعقوبة المقررة لها في القانون متى كانوا يعلمون بالغرض من التجمهر ويعاقب كذلك من دعا إلى التجمهر أو أدار حركته بالعقوبة المقررة قانونًا لهذه الجريمة ولو لم يكن موجودًا في التجمهر وقت وقوعها.

والفقرات القانونية (1-2-3) تنطبق فعليًا على حركة (ربع الله) من حيث حرمان الحزب الديمقراطي الكوردستاني بممارسة عمله ببغداد والنية المبيتة للتجمّهر مرددين شعارات استفزازية وبعملهم الإجرامي .

وسلوكيات حركة (ربع الله) مخالفة للمادة (7):من الدستور العراقي

أولًا:  يحظر كل كيانٍ أو نهجٍ يتبنى العنصرية أو الإرهاب أو التكفير أو التطهير الطائفي، أو يحرض أو يمهد أو يمجد أو يروّج أو يبرر له، وبخاصة البعث الصدامي في العراق ورموزه، وتحت أي مسمىً كان، ولا يجوز أن يكون ذلك ضمن التعددية السياسية في العراق، وينظم ذلك بقانون. ووجود هذه الحركة مخالفة للمادة (9)أولًا :‌ب- يحظر تكوين ميليشيات عسكرية خارج إطار القوات المسلحة.

وتلك الجماعة (ربع الله )ميليشيا منفلتة خارجة عن تشكيل إطار القوات المسلحة العراقية !

كما أن دخول حركة (ربع الله) إلى مقر الحزب الديمقارطي الكوردستاني مخالف لقانون الأحزاب السياسية رقم (56) لسنة 2015 في المادة (20) "أولًا: مقرات الحزب السياسي كافة مصونة ولا يجوز دخولها أو تفتيشها إلا بقرار قضائي وفقًا للقانون".

فمقرات الأحزاب السياسية مصونة من خلال قانون الأحزاب السياسية ولا يجوز دخولها من قبل الجهات الحكومية إلا بقرار بقرار قضائي فكيف الحال بمجموعة تدّعي بأنهم ( ربع الله ) والجهات الأمنية تشاهد ما يفعلون أمام أكبر حزب سياسي كوردستاني في العراق وإقليم كوردستان من حيث تمثيله بعدد مقاعده في البرلمان العراقي ؟!

وقد قام هؤلاء الخارجون عن القانون بحرق العَلَم الكوردستاني الذي يمثل أكثر من 60 مليون مواطن كوردي من الشعب الكوردستاني على مستوى العالم أمام  مرأى الجهات الأمنية العراقية ولم يحركوا ساكنًا أو يمنعوهم من ذلك سوى موقف مخجل من أحدهم بل وصل الحال ببعض الجهات الأمنية بتصوير ما يحدث بكاميرات أجهزتهم النقالة !

وهو علم إقليم كوردستان الرسمي وإقليم كوردستان هو إقليم اتحادي وفق الدستور العراقي كما في المادة  (116)التي تنص: "يتكون النظام الاتحادي في جمهورية العراق من عاصمةٍ وأقاليم ومحافظاتٍ لا مركزيةٍ وإدارات محلي".

وفي المادة (117)إشارة واضحة حول الاعتراف الدستوري بإقليم كوردستان كما في "أولًا: يقر هذا الدستور، عند نفاذه، إقليم كوردستان وسلطاته القائمة، إقليمًا اتحاديًا".

فهو إقليم اتحادي معترف به بحسب الدستور العراقي وله عاصمته وعلمه الخاص به كما نص عليه مشروع دستور إقليم كوردستان في المادة (11) أولًا: لإقليم كوردستان عَلَم خاص يرفع إلى جانب العلم الاتحادي، وله شعار ونشيد وطني وعيده القومي (نوروز)، وينظم ذلك بقانون.

والعَلَم الكوردستاني لا يمثل شخصًا ولا حزبًا سياسيًا بعينه بل يمثل شعبًا كاملًا وقدّم الشعب الكوردستاني دماءً زكية تحت رايته من أجل حقوق الشعب الكوردستاني واليوم نرى بعض الهمج الذين لا يعرفون معاني هذا العَلَم المقدّس فيقومون بحرقه مدفوعين من قبل جهات إقليمية ومنفذين أجنداتهم  الخارجية ومستغلين ضعف الحكومة الاتحادية نتيجة المؤامرات التي تحاك ضدها ولضرب العلاقات السياسية ولاسيما اتفاقية أربيل- بغداد حول شنگال الكوردستانية المحتلة ومن أجل طرد الميليشيات الخارجية التي تهدد السلم المجتمعي فيها وتخرق نسيجه الاجتماعي ويحاول الطرفان من أجل عودة النازحين إلى أماكنهم الأصلية بعد سبع سنوات من النزوح والتشرد وتدمير دورهم عدا الشهداء والضحايا والمصابين  .

وارتكبت حركة ( ربع الله ) جريمة جنائية بحق مقر الحزب الديمقراطي الكوردستاني وذلك لضلوعهم بحرق مقر الفرع الخامس للحزب وهذه جريمة يعاقب عليها القانون كما نص على ذلك في المادة (342):
1- يعاقب بالسجن مدة لا تزيد على خمس عشرة سنة كل من أشعل نارًا عمدًا في مال منقول أو غير منقول ولو كان مملوكًا له إذا كان من شأن ذلك تعريض حياة الناس أو أموالهم للخطر.

2- وتكون العقوبة السجن المؤبد المؤقت إذا كان إشعال النار في إحدى المحلات التالية:

ز – مبنى مشغول من دائرة رسمية أو شبه رسمية أو مؤسسة عامة أو ذات نفع عام.

فإشعال النار كان عمدًا في مقر الحزب الديمقراطي الكوردستاني في المال المنقول وغير المنقول كونها دائرة شبه رسمية ومشغولة من قبل مسؤول الفرع والهيئة العاملة وأعضاء الفرع والكوادر الحزبية فجريمة هؤلاء المخربين لا تقل عن السجن بـــــــ  15 سنة أو السجن المؤبد، فهل تستطيع الحكومة تنفذ العقاب بحقهم على الرغم من اعتقال 15 من المخربين والغوغائيين والهمج  كي يكونوا عبرة لغيرهم ؟

علاوة على ذلك السب والشتم والتشهير بالشعب الكوردستاني وبرئيس الحزب الديمقراطي الكوردستاني فخامة الرئيس مسعود بارزاني مستخدمين ألفاظًا وشعارات طائفية وكأنهم فاتحي القدس وتلك السلوكيات توضح جليًا أفعالهم الهمجية والمتخلفة البعيدة عن منطق المدنية !

وما لا يعرفه هؤلاء المخربون الذين يهددون الأمن السلمي وإحداث شرخ في علاقات أربيل وبغداد لاسيما بعد حدوث التقارب الكبير بينهما من أجل حلحلة المشكلات إلا أن ذلك لم يرق لبعض الأطراف السياسية !

مما يجهله الكثيرون أنهم لا يعرفون أن الحزب الديمقراطي الكوردستاني تأسس ببغداد في 16-8-1946 من خلال مؤتمره التأسيسي الأول بدار المرحوم ( سعيد فهيم ) بشكل سري وقد اشترك فيه 70 ممثلًا، فكانت الانطلاقة من بغداد للمطالبة بحقوق شعب كوردستان ووقف بوجه الحكومات العراقية المتعاقبة التي تنكّرت لحقوق الكورد وتنصلّت منه وأرادوا صهر الشعب الكوردستاني في بودقة القومية العربية وعدم الاعتراف بحقوقهم.

 إن افتعال هذه الحادثة لم تكن بسبب تصريح القيادي الكبير في الحزب الديمقراطي الكوردستاني الأستاذ هوشيار زيباري هي السبب المباشر بل العملية برمتها كانت مدبّرة ومهيئة في ليلة ظلماء فتم استغلال تصريح السيد زيباري والتشبث به وتوظيفه لصالحهم علمًا أن ما قاله السيد الزيباري لا يختلف عما قاله رئيس الوزراء السيد مصطفى الكاظمي وكذلك السيد مقتدى الصدر الذي وصف الجماعات المنفلتة بــ ( الميلشيات الوقحة) وكذلك السيد عزت الشابندر الذي قال : (تطهير الحشد من الميليشيات المنفلتة يحتاج إلى جهاز آخر ) !

كما أن هذه الجماعات المنفلتة نعتوا حزبنا الديمقراطي الكوردستاني بالإسرائيلي والصهيوني وتسميات ما أنزل الله بها من سلطان لإبعاد شبهة اتصال بعضهم بتلك الأسماء!

فعندما كانت الاستعدادات جارية على قدم وساق لإجراء الاستفتاء من أجل الاستقلال صرّح أحد الساسة العراقيين في حينها بأن إقليم كوردستان يريد إقامة إسرائيل الثانية في شمال العراق !

وبالأمس القريب صرّح  القيادي(بهاء الأعرجي) القريب من التيار الصدري بأن الوضع مهيئ جدًا للتطبيع مع إسرائيل وستكون من النجف وليس من بغداد !

فتلك الجماعات وضعوا أصابعهم في آذانهم وأغلقوا عيونهم وفصلوا التيار الكهربائي عن التفاز ويحدثوا عنه وهم على علم ودراية بأن ربما يكون كلامه يقترب من الواقع ولكن ليس بالضرورة من النجف، فلماذا غضوا الطرف عنه ولم يتحدثوا عن هذا التصريح المثير جدًا الذي وجّه اتهامًا مباشرًا إلى مرجعية النجف المتمثلة بالسيد علي السيستاني ؟!

وهذا ما يسمى بالانتقائية والمزاجية في التعامل مع التصريحات السياسية التي يتم تكييفها في ظروف مناخية سياسية يتم العمل عليها وفق الأجندات الخارجية التي تسعى إلى نسف العملية السياسية برمتها بعد إعطاء الضوء الأخضر لتلك الجماعات المنفلتة من قبل أسيادهم في الغرف المظلمة ،فضلًا عن الماكنة الإعلامية التي تؤجج الوضع السياسي في الشارع العراقي لاسيما أن العراق الآن على بركان لا نعلم متى سينفجر بسبب قوة لهيب الفتن والجماعات المسلحة الخارجة عن أوامر القائد العام للقوات المسلحة؟!

والماكنات الإعلامية تحشّد الجماهير أطرافًا معينة ضد اتفاقية أربيل – بغداد وهي اتفاقية وقعت ما بين الحكومتين الاتحادية وإقليم كوردستان وليست بين الحكومة الاتحادية والحزب الديمقراطي الكوردستاني كما يدعي بعض السذج ومحدودي الرؤية والتفكير السطحي ،فمن أولويات حكومة إقليم كوردستان بنسختها التاسعة  تطبيق المادة 140 من الدستور العراقي وهي المناطق المستقطعة من إقليم كوردستان التي أهملت عمدًا من قبل ساسة المنطقة الخضراء .

فهذه الممارسات لا تقف أمام تقدمنا نحو المطالبة بحقوق شعب كوردستان وقد رأينا وسمعنا كثيرًا من القصص والروايات والمؤامرات التي حكيت ضد القيادة الكوردستانية منذ ثورتي أيلول وكولان فذهبوا جميعهم إلى مزبلة التأريخ ودفنوا تحت التراب وبعضهم أكلتهم الكلاب السائبة فحزب كحزب الديمقراطي الكوردستاني لا يمكن أن يتأثر بهكذا أفعال جبانة، فهو من الأحزاب العريقة في العراق وكوردستان فعندما كان يدافع عن مكتسبات كوردستان لم يكن لكثير من الأحزاب السياسية وجود على أرض الواقع أو كانوا يستجدون في بعض الدول للبحث عن لقمة العيش أو بعضهم كانوا يتسكعون في الشوارع هاربين من الخدمة العكسرية  أو مطلوبين للعدالة فبين ليلة وضحاها أصبحوا معارضين سياسيين !

الحزب الديمقراطي الكوردستاني أسمى وأعلى أن يتأثر بهكذا سلوكيات فوضوية بل يومًا بعد يوم يقوى ويتوسع في الشارع فهو من الأحزاب المعمرة في دول المنطقة أيضًا وذلك من خلال نظرته الواقعية والموضوعية إلى القوميات والديانات والمذاهب في إقليم كوردستان فالمحاولات الفاشلة لن تزيدنا إلا إصرارًا وقوة وإيمانًا بعدالة قضية شعبنا وأن نعيد النظر في حساباتنا  المستقبلية فقد حاول شراذم كثيرة النيل من مكانته ولكنهم لم يفلحوا من خلال التضليل وتشويه الحقائق والبحث عن السلبيات وجمعها في محاولة من تلك الاطراف للتغطية على فشلهم في ملف إدارة الحكومة العراقية في ظل واقع أمني منهار والسلاح المنفلت بيد الجماعات المسلحة والأزمة الاقتصادية العراقية التي يمر بها العراق والبلد يتوجه نحو الإفلاس إن لم يعد النظر حساباته وأن يبنوا جسورًا من العلاقات مع حلفائهم أيام المعارضة وأن يفتحوا صفحة جديدة للنهوض من جديد  وطي صفحة الخلافات والاعتماد على الولاء الوطني لا الأجنبي !



44
ما هكذا تورد الابل يا .......؟
حسن شنگالي
مع بدء الخليقة شرع الله سبحانه وتعالى القوانين في صورة كتب سماوية انزلت على الانبياء  للتبليغ  بها والعمل بمضمونها ولتنظيم العلاقات  بين الناس على جميع الاصعدة  والتي تصب في مصلحتهم ومع مرور الزمن تطورت الحياة وكانت بحاجة ماسة الى سن القوانين الوضعية الى جانب القوانين والتعاليم والشرائع السماوية فاجتهد المجتهدون وتباروا الى وضع ما يناسبهم وبما يتماشى مع مصالحهم الدنيوية ليتفادوا حالة الفوضى ويعم الامن والامان على مجتعماتهم ويعيشوا بسلام ووئام بعيدا عن التناحر والاقتتال والتقاضي عند حدوث المشاكل ليكون القضاء هو الفيصل في حل النزاعات الشخصية وحتى المشاكل الادارية بين جهتين متخاصمتين ليأخذ كل ذي حق حقه .
لكن ما يحدث في العراق  في ايامنا هذه  بعيدة كل البعد عن الاخلاقيات القانونية  وخلافاً لكل الاعراف والتقاليد الاجتماعية المتعارف عليها من الناحية الرسمية وحتى العشائرية وكأننا نعيش في حالة من اللادولة واللاقانون حتى افقدت الدولة هيبتها نتيجة بما يقوم به بعض الخارجين عن القانون بافعال لا تليق واحترام سيادة القانون وضبط النظام وبسط الامن والامان حتى ساد الهرج والمرج في بعض مفاصل الدولة وتناسوا واجبهم الاداري وتخلوا عن اداء دورهم الانساني والوظيفي ولم يتمكنوا من صد المخالفين امام انظارهم وردعهم و يبقوا متفرجين على حالات مخالفة للنظام وكان الامر لا يعنيهم  في سابقة خطيرة لم تحدث في تاريخ العراق 
ولا يختلف اثنان على ان المشاكل تحدث نتيجة للعمل اليومي ويمكن حلها بالاحتكام الى العقل بعيداً عن العاطفة التي تزيد في الطين بلة , ولايخفى ان العملية السياسية تدار عن طريق التمثيل النسبي بين المكونات في جميع مفاصل الدولة وعلى اساس المشاركة الحقيقية في مراكز القرار وعدم تهميش مكون او فئة على حساب فئة اخرى ليكون الجميع على مستوى المسؤولية  وفي حالة حدوث تقاطع او نزاع سياسي  يمكن الرجوع الى المراجع السياسية والتفاهم على طرق الحل دون العبث بمقدرات الشارع وشحذ همم المواطنين باشعال الفتنة والتحريض على القيام بافعال لا تليق وسمعة العملية السياسية التي قد تتعرض للانهيار وهي على شفا حفرة من النار ويشعل الاخضر واليابس ولا يفيد الندم حينذاك ويعيد بالدولة الى المربع الاول وتذهب كل ما بنته العملية السياسية ادراج الرياح لتخدم مصالح الاجندات الخارجية التي تعمل على اذلال الدولة حتى تصل سمعتها الى الحضيض والانتقاص من هيبتها وقيمتها في المحافل الدولية 
 وختاما اقول كما قيل ما هكذا تورد الابل يا شعب العراق ؟؟؟

45

16 أكتوبر ... درس لا ينسى

حسن شنگالي
جابهت كل الحركات التحررية الثورية في العالم الثالث تحديات  مصيرية في مسيرتها النضالية ضد الأنظمة الدكتاتورية كادت أن تغير من توجه البعض منها والذي من أجله ناضلت , ومنها تحديات موضوعية وأخرى ذاتية ومن أجل تصحيح المسارالنضالي لابد للقيادة من الوقوف على الأسباب الموجبة التي أدت الى ظهور تلك العقبات وينبغي إعادة النظر بجدية في كل مفصل من مفاصلها ولا يستهان بها مهما كان بسيطاً  للوصول الى الحل الأنجح من أجل ديمومة المسيرة وإكمال طريق النضال الذي رسمته لنفسها كتخطيط  مدروس وفق آلية إستراتيجية من أجل الغاية المنشودة وتحقيق ما تصبو اليه بالرغم من التضحيات الجسيمة , علماً  أن دروب النضال غير معبدة ولا تخلو من الأشواك .
لكن ما تعرض اليه الحزب الديمقراطي الكوردستاني  في السادس عشر من أكتوبر 2017يفوق كل التصورات ولم يكن بالحسبان في يوم من الأيام أن يطعن بخنجر مسموم من الخلف في خاصرته من قبل شركاء في العملية السياسية في ليلة ليلاء من وراء الكواليس وتحت جنح الظلام الدامس نسجت خيوط مؤامرة خبيثة من أجل غايات هم أدرى بنتائجها مع من لا يريدون الخير للكورد وكوردستان مستهدفين بذلك حالة التطور والتقدم في كوردستان وإيقاف عجلة البناء والإعمار والعمل على هيكلة الإقليم وإعادته الى ما قبل عام 1991 , حتى فرضت حكومة بغداد الحصار الإقتصادي المفتعل على إقليم كوردستان  خرقاً  متعمداً مع سبق الإصرار والترصد  للمادة التاسعة الفقرة (أ) من الدستور العراقي الذي يمنع استخدام القوات المسلحة في قمع الشعب وعدم تدخله في حل المشاكل السياسية كما فعل أسلافهم من قبل والتأريخ شاهد على جرائمهم  البشعة ضد الكورد  والتي يندى لها الجبين على مدى سنوات حكمهم الفاشي .
الكورد أمة حية ويمتازون بتأريخ نضالي مشرف من أجل نيل الحقوق المشروعة للشعب الكوردي ويفتخرون بماضيهم الزاخر بالثورات ضد الطغاة  والأنظمة الدكتاتورية الشوفينية بدءً من ثورة الشيخ محمود الحفيد والشيخ سعيد بيران والشيخ عبدالسلام البارزاني حتى قدموا أنفسهم قرابين من أجل أمتهم وحقوقها المشروعة كباقي حركات التحرر في العالم الثالث , لكن الخيانة إنتهاك للأمانة وزعزعة للثقة بين الأطراف المتحالفة على العهد , ويذكر التأريخ بأن الجيش الألماني لم يهزم عسكرياً  في الحرب العالمية الثانية بل تمت خيانته من الداخل , كذلك الحال لقوات البيشمركة الأشاوس الذين لقنوا العدو دروساً لن ينسوها ولم يهزموا لولا خونة السادس عشر من أكتوبر , وكانت مؤامرة أكتوبر بمثابة من يدق جرس الإنذار لإعادة النظر في ترميم البيت الكوردي من الداخل وتسوية الخلافات التي لا ناقة لأي طرف منهم فيها ولا جمل سوى إستخفاف الآخرين بموقفهم والتقليل من شأنهم وفتح المجال لهم على التعامل مع عدة أطراف منهم من أجل إمتصاص قوتهم وبأسهم والذي يشهد لهم بذلك القاصي والداني من خلال السجل الحافل لبطولات قوات البيشمركة  الأشاوس في ساحات الوغى ضد أعتى منظمة إرهابية عرفها التأريخ المعاصر بعد أن كسر شوكته في عقر داره .
فينبغي على القيادة الكوردستانية إعادة النظر بالمواقف السياسية لكل الشركاء السياسيين على الساحة الكوردستانية ودراستها  وتحليلها بواقعية وجدية وإتخاذ الإجراءات اللازمة تجاهها بما ينسجم والمصلحة القومية لعدم تكرار ما حدث حفاظاً على وحدة صف البيت الكوردي تجاه عاديات الزمن وما تخفيه من مفاجآت غير محسوبة خدمة لمصلحة الكورد وكوردستان .

46

الاتفاقية مرهونة بالتنفيذ
حسن شنكالي
على مدى ست سنوات خلت من الفراق المفروض  على اهل شنكال  عنوة  والابتعاد عن تراب مدينتنا الحبيبة وتحمل اوجاع الغربة ومآسيها في مدن وقصبات ومخيمات اقليم كوردستان حيث الامن والامان بعيدا عن تهديدات  داعش وما افرزته من تداعيات سلبية على نفسية المواطن الشنكالي لكن الامل كان يحدوهم الى العودة يوما الى ارض الاباء والاجداد واعادة ما دمره الاشرار من البنية التحتية والاهم من كل هذ وذاك اعادة تاهيل المواطن الشنكالي  لتقبل الوضع الراهن بعد الهجمة البربرية الشرسة التي تعرضت لها بعد ان تحولت شنكال الى مدينة اشباح واكوام من الرماد واعينهم ترنو الى حكومة اقليم كوردستان التي تعتبر الضمانة الوحيدة لاستباب الامن والاستقرار بعد عودة قوات البيشمركة البطلة الى مواقعها قبل عام 2014 بالتنسيق مع الجيش العراقي                                                                                       
لكن ما تم الاتفاق عليه بين حكومة الاقليم وحكومة بغداد يعد اتفاقاً تأريخياً بحق , لم تستطيع أية حكومة تنفيذها لسنوات خلت بعد مفاوضات ماراثونية متواصلة لعدة اشهر حتى تم التوقيع على بنودها المتفق عليها وبحضور ممثلة الامم المتحدة وممثل الكوتا للطائفة الايزيدية في البرلمان العراقي وممثلين عن حكومة الاقليم وبغداد وتبقى الاتفاقية حبراً على الورق ومرهونة بالتنفيذ على ارض الواقع لتاخذ مدياتها وفق الية يتفق عليها بالتنسيق مع حكومة اقليم كوردستان .                                               
وما ان تم الاعلان عن بنود الاتفاقية حتى انبرت بعض الجهات لتعلن موقفها الرافض بالضد من الاتفاقية بحجة عدم التشاور معهم مسبقاً وتهميش البعض الاخرمنطلقين بذلك  من ضرب مصالحهم  الشخصية  بعد ان اعلن  المتحدث باسم رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي إنه أشرف على اتفاق "تأريخي يعزز سلطة الحكومة الاتحادية في سنجار وفق الدستور، على المستويين الإداري والأمني، وينهي سطوة الجماعات الدخيلة                                                                                               ".
وأن الاتفاق "يمهد لإعادة إعمار المدينة وعودة أهاليها المنكوبين بالكامل، وبالتنسيق مع حكومة أقليم كردستان".                                                                                                     
ومن جانب اخر استبشر الشنكاليون خيراً بعد اعلان الاتفاقية واعتبروه قراراً في الاتجاه الصحيح وتصحيح المسارات الخاطئة والاوضاع الشاذة التي عاشتها المدينة لعدة سنوات لتنتهي بذلك عقدة النزوح وفتح آفاق المستقبل المنظور لتعود شنكال الى سابق عهدها كما كانت مدينة للتعايش السلمي ويعود الحق لاهله بعد اغتصابه من قبل اعتى منظمة ارهابية عرفها التاريخ المعاصر وما نجم عنها  من تعرض اهل شنكال عامة  واخص بالذكر اخوتنا الايزيديين لابشع انواع  القتل على الهوية والتعذيب والتشريد والاغتصاب والخطف و السبي وبيع الفتيات  العفيفات في اسواق النخاسة  وتغييب المئات منهم الى يومنا هذا بصور تقشعر لها الابدان  وخلافاً لكل التقاليد والاعراف الاجتماعية ومخالفة لكل مبادىء الاديان السماوية والمعتقدات الدينية .                                                                         
عليه ينبغي الاسراع في تنفيذ بنود الاتفاقية على ارض الواقع المرير في مدينة شنكال  .

47
المناطق المستقطعة من إقليم كوردستان بين الأمس واليوم والاتفاق التأريخي بين بغداد وأربيل لتطبيق المادة 140

الدكتور نايف گرگري


المنصفون من المؤرخين يعلمون جيدًا بأنه لا يوجد شعب على وجه الأرض مثل الشعب الكوردي تعرَّض إلى الظلم والجور والاضطهاد من قِبل الأنظمة الحاكمة من الإمبراطوريتين ( العثمانية والصفوية ) بحكم الموقع الجغرافية لوجود الشعب الكوردي بينهما ولازالت أطماعهما مستمرة بأنظمتها الحديثة ولكن العقلية لا تختلف عن سابقها فضلًا عن ظهور المملكة العراقية حديثًا وتأسيسها من قبل البريطانيين بعد استدعاء الأمير فيصل وتنصيبه ملكًا على العراق فالأطماع توزعت ما بين ثلاث قوميات ( العربية والفارسية والتركية ) تجاه ولاية الموصل ( جنوب كوردستان ) .
منذ تأسيس أول حكومة في المملكة العراقية في سنة 1921 لم تكن ولاية الموصل جزءًا جغرافيًا من العراق .
وبعد تنصيب الأمير فيصل ملكًا على العراق في سنة 1921 تبين من خلال نتائج الاستفتاء أنه حصل على نسبة 96% من أصوات العراقيين ، علمًا أن الملك فيصل لم يدخل العراق من قبل وهو ابن الحسين الهاشمي .
وصوّت الكورد ضده في لواء كركوك أما لواء السليمانية فلم يشترك في التصويت عليه ولوائا أربيل والموصل اشترطا عليه في نص البيعة ضمان حقوق الأقليات في تأسيس الإدارات التي وعدوا بها من قبل الحلفاء في معاهدة سيفر .
وبعد فشل الجانب البريطاني والعراقي في حل قضية ولاية الموصل أحيلت القضية إلى لجنة من عصبة الأمم وشكلت لجنة مختصة بذلك في 30أيلول من سنة  1924 وقدمت الحكومات ( العراقية والتركية والبريطانية) بيانات عن التركيبة القومية لولاية الموصل فكانت البيانات وفق هذه التقديرات :
1- الكورد والإيزيديون : 65% بحسب بيانات الحكومة العراقية و 56% بحسب بيانات الحكومة التركية و 57,9% بحسب البيانات الحكومة البريطانية.
2- العرب : 20,8% بحسب بيانات الحكومة العراقية و 8,6% بحسب بيانات الحكومة التركية  و 23,8% بحسب بيانات الحكومة البريطانية.
3- الترك : 4,8% بحسب بيانات الحكومة العراقية و 29,2% بحسب بيانات الحكومة التركية و 8,4% بحسب بيانات الحكومة البريطانية.
4-المسيحيون :  :7,7% بحسب بيانات الحكومة العراقية و6,2% بحسب بيانات الحكومة التركية و 7,9% بحسب بيانات الحكومة البريطانية.
وبعد الانتهاء من التحقيقات رفعت اللجنة تقريرها إلى مجلس عصبة الأمم في 16 تموز من سنة 1925 وملخص التقرير أن الكورد يشكلون خمسة أثمان سكان الولاية وأن العراق لا يمتد شمالًا إلى أبعد من منطقة حمرين !
وصدر قرار مجلس العصبة في 16 كانون الأول من سنة 1925 بضم ولاية الموصل إلى العراق.
وقد شهدت الساحة السياسية الكوردية استقرارًا أمنيًا بعد استقلال العراق إلى قيام الحرب العالمية الثانية بعد أن تنصلت الحكومة العراقية من أن تنفيذ وعودها للكورد ومنع استعمال اللغة الكوردية وتهميش حقوق الكورد فقام البارزاني الخالد بثورته من سنة 1943-1945 ضد السلطات العراقية محققًا انتصارات كبيرة على الساحة .
وطالب البارزاني الخالد بتشكيل ولاية كوردية تتضمن كركوك والسليمانيةوأربيل وأقضية الموصل الكوردية وهي : دهوك وزاخو وشنگال وكذلك قضائي خانقين ومندلي من محافظة ديالى وأن تتمتع بالاستقلال الذاتي في الجوانب الثقافية والاقتصادية وتعيين وكيل وزير كوردي في جميع الوزارات ووزير كوردي يكون مسؤولًا عن ولاية كوردستان وجعل اللغة الكوردية لغة رسمية في الولاية فوافقت الحكومة العراقية على طلبات البارزاني الخالد إلا أنها لم تبادر بذلك  فعليًا بل قامت بتحريض العشائر الكوردية ضد البارزاني الخالد وضد حركته المسلحة وقاد الجيش العراقي حملة ضد ودخلوا إلى بارزان في سنة 1945 .
من خلال تصفح صفحات من التأريخ المعاصر تجد أن الحكومات العراقية كانت تلجأ إلى منطق القوة العسكرية وليس إلى الحوار السياسي الدبلوماسي وتغليب لغة العقل والمنطق بل قمعوا الحركات الكوردية وثوراتها وذلك من خلال عقد الاتفاقيات مع دول الجوار فعلى سبيل المثال :
- ميثاق ( سعد آباد ) في سنة 1937.
- الاتفاقية التركية - العراقية في سنة 1946.
- حلف بغداد في سنة 1955.
-اتفاقية الجزائر السيئة الصيت في سنة 1975.
كل هذه الاتفاقيات والمواثيق والأحلاف من أجل تضييق الخناق على الحركة التحررية الكوردية المسلحة التي تطالب بحقوق شعب كوردستان .
ثم بعد ذلك اتجه العراق من دكتاتورية الحزب الواحد إلى دكتاتورية الشخصية الواحدة المتمثلة بشخصية المقبور ( صدام حسين ) في سنة 1979 بعد الإطاحة بأحمد حسن البكر عن السلطة فأصبح رئيسًا لجمهورية العراق ورئيسًا للوزارء والقائد العام للقوات المسلحة والأمين العام للقيادة القطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي ورئيس مجلس قيادة الثورة .
فقام صدام حسين بحملة كبيرة من التعريب للمناطق الكوردستانية وتهجير الكورد من محل سكناهم واتباع سياسة تصحيح القومية بجعل الكورد عربًا وضرب الكورد بالأسلحة الكيمياوية في جريمة حلپچة ويقدر عدد الضحايا بـ 5000 مواطن كوردي مدني وسلسلة من حملة الأنفالات التي بدأت على 8 مراحل وعدد الضحايا 182000 مواطن كوردي ودفن 8000 بارزاني وهم أحياء ومسح 4500 قرية كوردية من الأرض فضلًا عن قتل 12000 كورديًا من الفيليين .
من سياسات التعريب المتبعة في محافظة كركوك  الكوردستانية لا يسمح للتركماني أن يشتري من العربي بل يسمح له أن يشتري من الكوردي أو التركماني فقط والكوردي لا يسمح له بالشراء لا من العربي ولا من التركماني والعربي يحق له الشراء من الكوردي والتركماني في محاولة لتقليص النفوذ الكوردي وتوسيع النفوذ العربي ما عدا تسليم وتوزيع قطع الأراضي الكوردية على العرب الوافدين إليها.
كل هذه الممارسات الشوفينية مما جعل الحزب الديمقراطي الكوردستاني يشكّل الجبهة الكوردستانية في عام 1987مع الاتحاد الوطني الكوردستاني فضلًا عن الأحزاب الكوردستانية الأخرى لمواصلة مسيرة الكفاح ضد الحكومة البعثية مما جعلتهم أن يقوموا بانتفاضة شعبية واسعة بجميع المناطق الكوردستانية في عام 1991 وتحررت المناطق الكوردستانية من سيطرة البعث الصدامي وطردهم من مقراتهم  .
وسيطر الكورد على ثلاث محافظات كوردستانية وهي :& ( أربيل والسليمانية ودهوك ) وبادرت الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا في عام 1991 بتشكيل منطقة آمنة للكورد لإبعاد خطر حكومة البعث عنهم .
مما أجبر نظام البعث بسحب الوحدات العسكرية والإدارية من المحافظات الثلاثة وعلى إثرها أوجد فراغًا قانونيًا وسياسًا وإداريًا مما فسح المجال أمام الأحزاب الكوردستانية بإجراء انتخابات نيابية في 19 أيار من عام 1992 وتشكل برلمان كوردستان وحكومته في 5تموز من عام 1992.
وبقي إقليم كوردستان خارج سيطرة الحكومة العراقية حتى تحرير العراق من حكومة البعث في عام 2003.
وبعد انتهاء حقبة حزب البعث والنظام الديكتاتوري بجميع سلبياته استرجعنا ثلاث محافظات وبقيت المناطق الكوردستانية تحت سيطرة الحكومة العراقية في حينها وبدأت حقبة سياسية أخرى من خلال بقاء المناطق الكوردستانية خارج إدارة إقليم كوردستانية معلقة ما بين الحكومتين الاتحادية وإقليم كوردستان واطّرت تلك المناطق بإطار قانوني ودستوري متوزعة ما بين محافظات كركوك ونينوى وديالى وصلاح الدين وواسط وعرفت تلك المادة بالدستور العراقي بالمادة 140 وعرّفت الهيئة العامة في إقليم كوردستان للمناطق المتنازع عليها بالمناطق مصطلح ( المناطق المتنازع عليها ) وهي المناطق المستقطعة من كوردستان - العراق خلافًا للوقائع التأريخية والجغرافية والمشمولة بإجراءات التعريب وتغيير هويتها القومية من قبل نظام البعث .
ويؤسفني أن أقول بأن أغلب العراقيين والإعلاميين والكُتَّاب لا يعرفون بصورة دقيقة حدود إقليم كوردستان ويجهلون حقيقة المادة 140 من الدستور العراقي وقد جاءت مضمون هذه المادة بهذا الشكل :
أولًا : تتولى السلطة التنفيذية اتخاذ الخطوات اللازمة لاستكمال تنفيذ متطلبات المادة (58) من قانون إدارة الدولة العراقية للمرحلة الانتقالية، بكل فقراتها.
ثانيًا : المسؤولية الملقاة على السلطة التنفيذية في الحكومة الانتقالية، والمنصوص عليها في المادة (58) من قانون إدارة الدولة العراقية للمرحلة الانتقالية، تمتد وتستمر إلى السلطة التنفيذية المنتخبة بموجب هذا الدستور، على أن تنجز كاملةً (التطبيع، الإحصاء، وتنتهي باستفتاء في كركوك والمناطق الأخرى المتنازع عليها، لتحديد إرادة مواطنيها) في مدةٍ أقصاها الحادي والثلاثون من شهر كانون الأول سنة ألفين وسبعة.
وقد جاء في الدستور الكوردستاني في المادة: 2 الذي يتحدث عن حدود كوردستان :
أولًا : كوردستان العراق كيان جغرافي تأريخي يتكون من محافظة دهوك بحدودها الإدارية الحالية، ومحافظات كركوك والسليمانية وأربيل، وأقضية عقرة والشيخان وسنجار وتلكيف وقرقوش، ونواحي زمار وبعشيقة وآسكي كلك من محافظة نينوى، وقضائي خانقين ومندلي من محافظة ديالى، وذلك بحدودها الإدارية قبل عام 1968.
فهذه هي هي حدود إقليم كوردستان - العراق ومن حق قوات الپيشمرگة أن يكونوا فيها بحسب الدستور الكوردستاني .
إلا أن هذه المادة الدستورية ( المادة 140) تم تعطيلها وعرقلتها من قبل بعض الساسة المرتبطين بالأجندات الإقليمية ويعملون لصالح تلك الأجندة باعتراف منهم !
والمناطق المستقطعة من كوردستان هي : ( محافظة كركوك كاملة بحدودها الإدارية قبل سنة 1968 وجميع الأقضية والنواحي التابعة لمحافظة نينوى ما عدا أقضية الموصل والبعاج والحضر وقضائي خانقين والمقدادية - شهربان - وناحية مندلي من محافظة ديالى وقضاء بدرة وناحية جصان من محافظة واسط )
وتجدر الإشارة إلى أن مساحة المناطق المتنازع عليها تقدر بــ ( 51,4 % ) من مجموع مساحة إقليم كوردستان وهو ما يعادل 18% من مساحة العراق .
وجميع هذه المناطق المستقطعة من كوردستان والمعروفة بالمتنازع عليها كانت جزءًا من ولاية الموصل إبان العهد العثماني عدا أقضية خانقين وشهربان ومندلي وبدرة كانت تقع ضمن حدود ولاية بغداد.
ومن الضروري جدًا أن يعرف المتلقي العربي أنه كان يقصد بالعراق ( ولايتي بغداد والبصرة ) إبان الحرب العالمية الأولى .
واعتمادًا على إحدى المذكرات السرية من قبل الوزارة الخارجية البريطانية في 21-11-1918 من خلال نص واضح وصريح مبينًا فيها أن كوردستان الجنوبية تمتد إلى الشرق من نهر دجلة وإلى ما وراء جبل حمرين !
والمقصود بجنوب كوردستان هو ولاية الموصل .
وبعد تحرير العراق من سيطرة البعث وأزلامه وضع دستور جديد للبلاد في عام 2005 وصوّت عليه من قبل الشعب العراقي ومن ضمنها مواد دستورية لم يتم تطبيقها ومعالجتها وعلى رأسها المادة 140 عرقلت منذ 15 سنة بسبب الأطماع الاقتصادية والسياسية والزراعية فيها .
وفي 9 تشرين الأول من عام 2020 عقد اتفاق تأريخي ما بين الحكومتين الاتحادية وإقليم كوردستان حول قضاء شنگال من خلال جعلها قضاءً خاليًا من جميع المظاهر المسلحة سواء أكانت محلية أم خارجية ويتم إدارتها بالتنسيق المشترك ما بين بغداد وأربيل بحضور ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة في العراق جينين بلاسخارت وسط ترحيب كبير للولايات المتحدة الأمريكية .
وهي نقطة الانطلاق لتطبيق المادة 140 من الدستور العراقي كما أن من أولويات النسخة التاسعة من حكومة إقليم كوردستان هي العمل الجاد على تطبيق هذه المادة فعندما كانت قوات الپيشمرگة والجهاز الأمني( الآسايش ) موجودين في المناطق الكوردستانية خارج إدارة إقليم كوردستان كان الأمان مستتبًا ولم تحدث خروقات أمنية فيها سواء قبل سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش ) أو بعد تحرريها منهم .
وبعد أحداث 16 أكتوبر في سنة 2017 وانسحاب قوات الپيشمرگة من جميع تلك المناطق فأصبح هناك انفلات أمني واضح فضلًا عن استمرار ممارسة سياسة التعريب من قبل محافظ 16 أكتوبر راكان الجبوري في كركوك ولهذا السبب وغيره من الأسباب حدث هذا الاتفاق التأريخي ما بين بغداد وأربيل وبمباركة الأمم المتحدة ودعمها للاتفاق .
إلا أن كثيرًا من الذيول الذين يحاولون تعكير الأجواء السياسية ما بين بغداد وأربيل عبر بياناتهم الشخصية من خلال الوسائل الإعلام المرئية والمقروءة .
والجهات المعترضة على هذه الاتفاقية هم :
- نواب العرب السنة من أطراف نينوى الذين يرفضون دخول قوات الپيشمرگة إلى شنگال وهؤلاء النواب أغلبهم لديهم حشود وغالبية تلك الحشود عليهم مؤشرات أمنية وارتباطاتهم بالجهات الإرهابية فرجوع الپيشمرگة بالتنسيق مع الجيش العراقي لا يرفضان بوجود الحشود في المناطق الكوردستانية بتاتًا فضلًا عن المطلوبين للقضاء !
- الجبهة التركمانية : سبب اعتراضها معروف لارتباطها بالأجندات الإقليمية !
- الإيزيديون الموجودون في شنگال : هؤلاء منقسمون على خمسة أطراف طرفان منهما وحدات حماية شنگال المعروفة بــ YBŞ المنضوية تحت أيدلوجية حزب العمال الكوردستاني الـ PKK  والطرف الثاني من الإيزيدية التابعين لفوج لالش المنضوين تحت هيئة الحشد الشعبي !
الطرف الثالث : المدفوعون من قبل منظمة ( يزدا ) والذين يتم التلاعب بأغلب هؤلاء وغيرهم ممن يعملون معهم في الخفاء وكثير من المسؤولين متورطون معهم !
الطرف الرابع : نايف بن داود بن سليمان الذي نصّب نفسه أميرًا للإيزيدية في شنگال المعروف بالتوجه البعثي ويمكننا أن نصفه بالأمير اليتيم أو الفضائي ( توز وبا)  وليست لديه أية شعبية .
الطرف الخامس : مجموعة من الناشطين المرتزقة المرتبطين بجهات سياسية المعروفة بموقفها تجاه إقليم كوردستان .
علاوة على ذلك هناك كثير من الإيزيدية الشرفاء الموجودين في شنگال والمخيمات أيضًا مسرورون جدًا بهذه الاتفاقية كنقطة الانطلاقة لحلحلة جميع المشكلات العالقة ما بين بغداد وأربيل منذ سنوات طويلة .
وقد أبدى فخامة الرئيس مسعود بارزاني رئيس إقليم كوردستان السابق ورئيس الحزب الديمقراطي الكوردستاني ورئيس إقليم كوردستان السيد نيچيرڤان بارزاني ورئيس وزراء إقليم كوردستان السيد مسرور بارزاني ترحيبًا حول هذه الاتفاقية التي استغرقت وقتًا طويلًا من المفاوضات والمباحثات لتقريب وجهات النظر وحل جميع المشكلات عبر منصة الدستور العراقي وهي البداية لتطبيق المادة 140 لتطبيع الأوضاع فيها والإحصاء ثم الاستفتاء !
والأصوات التي بدأت ترتفع وتتعالى لا وجودها لها في الصف الوطني ولاسيما الانتهازيين والمتسلقين وسياسيي ( نص ردن ) الذين يبحثون عن مصالحهم الشخصية ولا يهمهم معاناة المواطنين وحقوقهم الضائعة والمسلوبة بدوافع شوفينية تهميشية إقصائية!

48

140  قاب قوسين أو أدنى
حسن شنكالي
حدد الدستور العراقي في مادته الأربعين بعد المئة آلية التعامل مع كركوك والمناطق المتنازع عليها منذ أن صوت عليه غالبية الشعب العراقي في إستفتاء شعبي عام في الخامس عشر من تشرين الأول عام 2005 ودخل حيز التنفيذ عام 2006 ويعد الدستور الدائم الجديد للعراق أول وثيقة قانونية تقرها جمعية منتخبة منذ عام 1924 , لكن هذا الملف الساخن لم يحسم نتيجة للخلافات والصراعات السياسية والتدخل غير المباشر من قبل أجندات خارجية لمصالحهم الخاصة بالإضافة الى التعنت الشوفيني لدى البعض من القوى السياسية المشاركة في العملية السياسية واللعب على حبل الطائفية والمذهبية والقومية بعيداً عن مصلحة العراق .
وبعد أحداث السادس عشر من أكتوبر وما رافقها من إجراءات تعسفية بحق الكورد نتيجة للممارسات اللأخلاقية واللاقانونية من قبل ما يسمى بقيادة فرض سلطة القانون في كركوك والمناطق المتنازع عليها زاد في الطين بلة وإختلط الحابل بالنابل وأفتقد الأمان بعد أنسحاب قوات البيشمركة الأبطال منها بالرغم من تواجد القوات الأمنية بعد تطبيق سياسة التعريب مع سبق الإصرار والترصد خرقاً فاضحاً لبنود الدستور العراقي , وكانت الأيام تمر ثقيلة على الكورد نتيجة لإستهتار مجموعة من المحسوبين على القوات الأمنية  والتحكم بمقدرات الشارع .
وفي الآونة الأخيرة وكخطوة اولية لتطبيع الاوضاع في المناطق المتنازع عليها إنبثقت لجان مشتركة بين وزاتي الدفاع العراقية ووزارة البيشمركة لوضع النقاط على الحروف والقيام بعملية مسح شامل للمناطق المتنازع عليها وتشكيل مراكز تنسيق بين قوات البيشمركة والقوات العراقية , حيث قامت اللجان المشتركة بزيارة الى المناطق المتنازع عليها في محافظات كركوك وصلاح الدين ونينوى وديالى , وستقوم برفع تقارير عن الاوضاع الميدانية في تلك المناطق الى اللجنة العليا للبت فيها  لتعود الحياة من جديد اليها وفي مقدمتها الأمن والأمان مما يسهل عودة النازحين الى ديارهم ومدنهم وقراهم التي تركوها خوفاً من بطش عصابات داعش الإجرامية وأمكانية تعويض ما دمرته طاحونة الحرب لسنوات خلت , ويعم السلام الحقيقي من خلال عملية التعايش السلمي بين جميع مكونات المجتمع العراقي بمختلف طوائفه وقومياته ومذاهبه وملله ونحله , وتبدأ عملية الإعمار والبناء في البنى التحتية المهدمة جراء العمليات العسكرية وتعود المياه الى مجاريها , وتنتهي عقدة المناطق المتنازع عليها  وينتهي معها ملف النزوح لتتحول الى المناطق المتفق عليها بهمة وإرادة الخيرين من الحكومة الأتحادية وحكومة إقليم كوردستان العراق .
وفيما يخص شنكال الحبيبة ستقوم الحكومة المركزية بالتنسيق مع حكومة اقليم كوردستان باختيار ادارة جديدة للمدينة تعمل على ازالة الاوضاع الشاذة وحسم الملف الامني وتسليم مسؤوليته الى الشرطة المحلية من ابناء شنكال الغيارى تمهيدا لعودة أهلها النازحين بعد سنوات من الغربة والبدء بعمليات البناء والاعمار بعد ان تعرضت لابشع هجوم بربري على مر العصور من قبل اعتى منظمة ارهابية وليعم الامن والامان وتعود شنكال مثالاً لمدينة التعايش السلمي كما عهدناها منذ مئات السنين اخوة متحابين لا يفقرهم دين ولا طائفة ولا مذهب وتشكل في جوهرها وبفسيفسائها الرائع عراقاً مصغراً بمختلف قومياته واديانه وطوائفه .

49
كفاكم لعباً بالنار 
   
حسن شنكالي 
لو تتبعنا المشهد السياسي في العراق وما آلت اليه الاوضاع من سيء الى أسوء نتيجة لفشل الحكومات المتعاقبة على ادارة دفة الحكم وافتقارها الى التخطيط الاستراتيجي المبني وفق منهجية علمية مدروسة لانقاذ البلد من الهاوية والخروج من عنق الزجاجة لفقدان هيبة الدولة وتنصل المسؤولين من مسؤولياتهم الاخلاقية المكلفين بها تجاه وطنهم وشعبهم وتفشي الفساد في عموم مؤسسات الدولة  وتنمر الميليشيات المنفلتة وتغريدها خارج السرب الوطني والتبجح بولاءها  لغير الوطن الام وتفشي ظاهرة المخدرات وانتشار المافيات العلنية في ظل اللادولة والاخفاق في تقديم الخدمات الضرورية للمواطنين مما حدا بالمواطنين بالتظاهر في عموم العراق مطالبين بحقوقهم المشروعة التي كفلها الدستور في العيش الرغيد
ولايخفى على العراقيين الوضع المالي والاقتصادي الذي يمر به البلد من ازمة مالية خانقة نتيجة للسرقات العلنية بحجج واهية من خلال مشاريع وهمية ما انزل الله بها من سلطان وخفض صادرات النفط التزاما بقرار منظمة اوبك الدولية وهبوط اسعار البترول في الاسواق العالمية وتفشي جائحة كورونا واخرها فقدان مبالغ مالية من البنك المركزي في سابقة خطيرة لم تحدث في تاريخ العراق والتوجه الى الاقتراض الخارجي والداخلي لتسديد رواتب الموظفين المتاخرة عن الدفع لاكثر من خمسين يوما كل هذا دليل على عدم وجود سياسة نقدية واضحة بالرغم من وجود الكفاءات الاقتصادية والخبراء الماليين في الوقت الذي اعلنت فيه الحكومة السيطرة على المنافذ الحدودية والمطارات والكمارك والضرائب لكن السؤال يطرح نفسه , أين واردات العراق  ؟ في بلد يعد اكبر خامس احتياطي للنفط العالمي  ويحتل المرتبة الثانية عربيا ً حيث بلغ احتياطه النفطي 140 مليار برميل , ولا غرابة  أن يعلن العراق افلاسه اذا استمرت الدولة بمنهج الاقتراض و تفشي ظاهرة الفساد المستشري في مؤسسات الدولة  وتغليب المصلحة الشخصية على المصلحة العامة , والعراق الان على شفا حفرة من النار في حالة استمرار القصف الصاروخي على السفارات والقنصليات الاجنبية  من قبل جهات مجهولة لا تحب الخير للعراق ولاسيما اذا قامت الولايات المتحدة الامريكية ودول الاتحاد الاوربي من سحب سفاراتهم من بغداد وتوقع بفرض بعض العقوبات الاقتصادية على البلد واعادتنا الى المربع الاول وايام الحصار الجائر الذي افقد العراق بنيته التحتية وعاش العراقيين في ظل العصور الحجرية ,
كفاكم لعباً بالنار , من اجل العراق  بماضيه الجميل , وعجبا ً يكون ماضي العراق اجمل من حاضره ومستقبله , ومن اجل حضارته العريقة من بابل واشور , وكونه اول بلد شرعت فيه القوانين بمسلة حمورابي الشهيرة  , واعتباره مهداً للانبياء والاولياء الصالحين وعلى ارضه نزلت الشرائع السماوية  ومن اجل شعب عانى الامرين في ظل سنوات خلت من استبداد الانظمة الدكتاتورية .

50
المنبر الحر / مستنقعات للارهاب
« في: 22:05 01/10/2020  »
مستنقعات للارهاب
حسن شنكالي
بعد احداث السادس عشر من اكتوبر عام 2017 وانسحاب قوات البيشمركة من المناطق المتنازع عليها حدثت فراغات امنية بين الحدود الفاصلة لخط التماس بين قوات البيشمركة والقوات الامنية العراقية مما جعلها بيئة حاضنة للفكر الداعشي وعاودت الخلايا النائمة نشاطها لتنفذ عملياتها الارهابية في عدد من المناطق بدا من خانقين مرورا بمرتفعات قرجوخ في مخمور وصولا الى سهل نينوى وما هذه العمليات التي تحدث بين فترة واخرى الا رسائل تحذرية للحكومة العراقية بوجود من يحملون الافكار السوداء ولازالوا يحاولون نشر عقيدتهم المظلة ويحلمون باعادة مجد دولتهم اللاسلامية حسب زعمهم ليثأروا مما فقدوه بعد أن دمرت القوات الامنية وقوات البيشمركة والحشد الشعبي اسطورتهم في عقر دارهم وباتت احلامهم من الماضي                                                                                             
لكن الذي حدث في ليلة الاول من اكتوبر عام 2020 من قصف باالصواريخ لمحيط مطار اربيل الدولي بحجة ضرب مقرحزب ايراني معارض ماهي الا فضح لنواياهم الخبيثة لزعزعة وتقويض الامن والاستقرار في اقليم كوردستان الذي بني على جماجم الاف من الشهداء وانهار من الدماء الزكية لقوات البيشمركة الاشاوس دفاعا عن تراب وطنهم المقدس الذي بات قبلة للمستثمرين العرب والاجانب والفارين من جحيم الهجمات الارهابية في حينها بعد ان احتلت داعش ثلث مساحة العراق ليجدوا ضالتهم في اقليم كوردستان حيث الامن والامان والعيش الرغيد                                                               
وجاءت ردة الفعل سريعة من حكومة اقليم كوردستان وعلى لسان السيد مسرور البارزاني رئيس الوزراء في تغريدة على منصة تويتر  "أدين بشدة الهجوم الصاروخي الليلة في أربيل , ولن تتسامح حكومة الإقليم مع أية محاولة لتقويض استقرار كردستان، وردنا سيكون قويا".                                                   
وحسب بيان للحشد الشعبي ذكر ان المنطقة التي انطلقت منها الصواريخ باتجاه أربيل تعتبر منطقة فراغ غير مسكونة، وتقع بين مثلث يحيط به الجيش وقوات الحشد الشعبي من أبناء الشبك وقوات البيشمركة، مشيرا إلى أنه "تم فتح تحقيق في الحادث".

وأوضح البيان، أنه "سيتم مراجعة سجلات كاميرات المراقبة في المكان لمعرفة من أين جاءت السيارة المحملة بالصواريخ"، كما توجهت قوة بقيادة آمر اللواء 30 في الحشد الشعبي للبحث والتعقب عن مطلقي الصواريخ، وسيتم الإعلان عن المكان الذي انطلقت منه السيارة والجهة التي تسيطر على المكان..
كل ما حدث لا يندرج في مصلحة الشعب العراقي كونه يعمل على زعزعة الثقة بالحكومة العراقية وعدم قدرتها على ضبط الامن من خلال نشاط الميليشيات المنفلتة وعدم تمكن الدولة في حصر السلاح بيدها مع تزايد امتلاك العشائرللسلاح غير المرخص به وفقدان هيبة الدولة العراقية نتيجة لقرب اجراء الانتخابات النيابية والتي لاتخدم فئة من السياسيين الذين لا يريدون الخير للعراق .

51
الكورد هم فرسان الشرق والپيشمرگة هم هوية شعب كوردستان
—بقلم الكاتب والأكاديمي السياسي الدكتور نايف گرگري ———

لنقلّب صفحات التأريخ معًا وننفضُ التراب من الكتب ونُبيِّن  الحقيقة للقُرّاء وليعلموا أن أربعة إمبراطوريات كانت تحكم العالم كله قبل الميلاد وهم : ( المصرية والحيثية والميتانبة والكيشية ) واثنتان من هذه الإمبراطوريات كوردية وهما ( الميتانية والكيشية ) فالكورد لهم أسلاف في الماضي وكانوا ذو قوة وبأس ورجال شجعان معروفون بصلابتهم في مواجهة الأعداء و كانوا يُصفون بــ (فرسان الشرق ) لأن هذا الشعب بينهم صفات مشتركة ألا وهو الاستعداد الدائم للقتال بحيث لا يكلون ولا يملون للدفاع عن حقوق شعبهم منذ الأزل ونتيجة لقوتهم وجبروتهم قسمت كوردستان  من قبل الأعداء لتفريق هذه القوة فاستغلت النزاعات العشائرية والمناطقية لضرب البيت الكوردي من الداخل وإضعافه وهدم أركانه وتحطيم بنيته .
ومنذ القرن السادس عشر برزت إمبراطوريتان في منطقة الشرق الأوسط وهما العثمانية السنية والصفوية الشيعية وكون كوردستان تقع ما بين هاتين الإمبراطوريتين فحاول كلاهما استمالة الكورد بجانبهما فمال الكورد إلى الجانب العثماني بسبب التوجه المذهبي السني إلا أن العثمانيين غدروا بالكورد من خلال القضاء على جميع الإمارات  ( بهدينان وسوران وبوتان وأردلان وبابان ) الكوردية فاستمر الرفض الكوردي للاحتلال العثماني لكوردستان وسياستهم التعسفية ضد الشعب الكوردي .
البارزانييون هم البنية الأساسية لقوات الپيشمرگة عندما حاربوا لأول مرة ضمن حركة الشيخ عبدالله النهري في عام 1880 وانتهت من العام نفسه وبعدها قام العثمانيون بنفي الشيخ عبدالله النهري وأولاده إلى الحجاز .
فاستمر الرفض الكوردي لسياسة العثمانيين تجاه الكورد فقدّم الشيخ عبدالسلام بارزاني مطالب الكورد للسلطات العثمانية في سنة 1908 موقعة من قبل شيوخ المنطقة كانت تتمحور حول جعل اللغة الكوردية لغة رسمية في المناطق الكوردية وكذلك التعليم باللغة الكوردية وتعيين الموظفين الكورد في مناصب القائممقام  ومديري النواحي ممن يتقنون اللغة الكوردية .
إلا أن السلطات العثمانية عدت تلك الوثيقة إعلانًا لدولة مستقلة فقاد الشيخ عبدالسلام بارزاني حركة مسلحة ( 1907-1914 ) ضد العثمانيين من أجل المطالب الكوردية ورفضت تلك المطالب وقمعت حركته المسلحة بإعدامه في مدينة الموصل سنة 1914 ثم انتقلت المشيخة والقيادة إلى الشيخ أحمد بارزاني فقاد حركة مسلحة ضد العثمانيين والبريطانيين مع الشيخ محمود الحفيد فكان هناك تنسيق عالٍ ما بين الاثنين في الحركة الكوردية بكوردستان الجنوبية سلم الشيخ محمود الحفيد روحه إلى ربه في سنة 1956وفي فجر يوم 11 كانون الثاني سنة 1969 فاضت روح الشيخ أحمد بارزاني إلى ربها .
فكان قواتهما من الثوار والمدافعين عن شعب كوردستان بحيث لم يفكروا بالتسمية كثيرًا .
وبعد الحرب العالمية الثانية قاد البارزاني الخالد حركته المسلحة خلال  السنوات ما بين 1943-1945 ضد الجيش العراقي وحقق انتصارات كبيرة في حينها .
ومنذ دخول البارزانيين إلى مهاباد في تشرين الثاني في عام 1945 فقام البارزاني الخالد بنقل مقاتليه إلى مهاباد والبالغ عددهم 3000 مقاتل وكان مقر قيادته في مكان يعرف بـ ( فندق جيهان آغا )  وفي 22 كانون الثاني من عام 1946أعلن القاضي محمد عن تأسيس جمهورية كوردستان بمهاباد فكان البارزانيون نواة الجيش الكوردي في جمهورية كوردستان ومنح البارزاني الخالد رتبة جنرال وعين مشرفًا على جيش كوردستان .
فكانت أول معركة للبارزانيين خاضها ضد الإيرانيين في معركة ( قاراوا ) بمواجهة الجيش الإيراني فتحقق أول نصر عسكري في تأريخ جمهورية كوردستان
فاجتمعت شخصية سياسية في جمهورية كوردستان لاختيار اسم على ( جيش كوردستان ) فبعد المشاورات تم الاتفاق على اختيار اسم ( الپيشمرگة ) فأجمعوا على ذلك المصطلح والذي يعني باللغة العربية ( الفدائي ) .
ودخلت القوات الإيرانية إلى مهاباد والقضاء على جمهورية كوردستان في 15كانون الأول في سنة 1946.
وبعد مجيء عبدالكريم قاسم إلى السلطة أصدر عفوًا عامًا عن المنفيين السياسيين وخاصة البارزاني الخالد ورفاقه الـ 500 في الاتحاد السوفيتي ومنح الإجازة للحزب الديمقراطي الكوردستاني والتدريس باللغة الكوردية وبعد فترة من الثورة بدأ يتحول عبدالكريم قاسم إلى شخصية دكتاتورية وتنصل عن مطالب الشعب الكوردي وفي أيلول  1961 قاد حملة عسكرية على كوردستان وعلى إثرها بدأت الثورة الكوردية في 11أيلول في عام 1961 وكانت من نتائجها اتفاقية 11 آذار في عام 1970 فكان لقوات الپيشمرگة دور كبير في ثورتي أيلول وگولان إلا أن النظام البعثي عقد اتفاقًا مع شاه إيران بمباركة هواري بو مدين الرئيس الجزائري للقضاء على الثورة الكوردية فتنازل صدام حسين عن نصف شط العرب لصالح شاه إيران وسرعان ما انقلب عليه ودخل في حرب مع الإيرانيين لمدة 8 سترات وفي نهاية الثمانينيات تشكلت الجبهة الكوردستانية لطرد البعثيين من كوردستان وهذا ما حدث في انتفاضة سرهلدان في عام 1991 بهمة قوات الپيشمرگة والشخصيات الوطنية في كوردستان وبقت المناطق المستقطعة من كوردستان تحت سيطرة حكومة البعث لحين سقوط نظام البعث في 9 نيسان 2003 واعترفت الحكومة العراقية الجديدة بإقليم كوردستان فكان لقوات الپيشمرگة دور كبير في استتباب الأمن في بعض المحافظات العراقية  إبان تحريرها بعد حل الجيش العراقي من قبل پول بريمر الحاكم المدني للعراق.
وبعد سقوط نظام البعث الصدامي هدد الحاكم المدني الأمريكي پول بريمر بحل قوات الپيشمرگة  على غرار قوات بدر وجيش المهدي !
فكان رد فخامة الرئيس مسعود بارزاني على بريمر : ( إن قرار حل الپيشمرگة ليس من صلاحيتك ولا من صلاحيتي أنا، لأن هذه القوات أسست من الدماء والدموع وقعت مشادة كلامية بيني وبين بريمر، وأبلغته أنه لن يحل قوات الپيشمرگة. قلت له أنا ذاهب إلى كوردستان وإذا كنت تعد نفسك رجلًا تفضل بالقدوم إلى أربيل وأصدر أمر حل قوات الپيشمرگة )
فكان هذا الجواب صفعة في وجه پول بريمر في حينها وأغلق ذلك الموضوع .
ووضع دستور جديد للعراق في سنة 2005 وذكر في المادة 121 خامسًا :
تختص حكومة الإقليم بكل ما تتطلبه إدارة الإقليم وبوجه خاص إنشاء وتنظيم قوى الأمن الداخلي للإقليم كالشرطة والأمن وحرس الإقليم .
فقوات الپيشمرگة أصبحت قوة عسكرية رسمية ضمن الدستور العراقي كونها منظومة دفاعية .
فقوات الپيشمرگة هي قوة نظامية قارعت الأنظمة الدكتاتورية من أجل حقوق شعب كوردستان وليست مافيا أو عصابة أو ميليشيا مثل كثير من الميليشيات الموجودة على الساحة العراقية اليوم فهناك مجاميع مسلحة خارجة عن سيطرة الدولة ولا تعترف بأوامر الحكومة العراقية ولا تأتمر بأوامرها كونها مرتبطة بجهات خارجية وتعمل وفق نهج طائفي وتستخدم أسلوب العصابات وتشكيلهم كان خرقًا للدستور العراقي بحسب المادة 9 أولًا (ب) يحظر تكوين ميليشيات عسكرية خارج إطار القوات المسلحة !
وبدأت كوردستان تتقدم عمرانيًا وتتطور شيئًا فشيئًا وأصبحت كوردستان وأربيل من المدن الآمنة على مستوى الشرق الأوسط والعالم  فحارب نوري المالكي كوردستان وقطع الميزانية عن الپيشمرگة ومن ثم في سنة 2014 هرب الجيش العراقي من المحافظات السنية والمناطق المستقطعة من كوردستان وسقطت تلك المدن بيد تنظيم الدولة الإسلامية الإرهابية فحققت قوات الپيشمرگة انتصارات باهرة على ذلك التنظيم الإرهابي على رغم من عدم وجود الميزانية والأسلحة المتطورة لدى قوات الپيشمرگة فأشادت دول العالم ببسالتهم وما قدموه من تضحيات كبيرة فقاتلوا نيابة عن العالم ولولا قوات الپيشمرگة لما استطاع الجيش العراقي وبقية الأجهزة الأمنية من تحرير شبر واحد من تلك المناطق المحتلة من قبل تنظيم الدولة الإسلامية وبعد هذه النجاحات والانتصارات بدأت تصاعد وتيرة بعض الأصوات بسحب السلاح من الپيشمرگة !
قوات الپيشمرگة تأسست بشكل فطري للدفاع عن حقوق شعب كوردستان وسحب السلاح منهم من المستحيلات فلن يستطيع أحد أن يسحب سلاحًا واحدًا من أحد فدائي كوردستان .
تأريخ الپيشمرگة مشرف وصفحات ناصعة من البطولة في مقارعة الأنظمة ولم تمارس الأعمال الانتقامية ضد المدنيين وحتى أيام الانتفاضة الكوردستانية فوقع الجيش العراقي أسرى بيدهم فرحبوا بهم واستقبلوهم في المساجد والبيوت وعفوا عنهم على الرغم من ارتكابهم جرائم بحق كوردستان وكل هذا كان بفضل الحنكة السياسية للقيادة الكوردستانية .
أما أصوات النشاز التي بدأت تتعالى في هذه الأيام فهي عزاء المفلسين سياسيًا الذين سقطوا أمام جماهيرهم وتسببوا بانفلات الأوضاع الأمنية والاقتصادية والصحية وانهيار البنى التحتية كل ذلك تغطية على فشلهم في إدارة الدولة !
فنقول لتلك الأصوات إذا كنتم رجالًا فتفضلوا بسحب السلاح من قوات الپيشمرگة البطلة !

52
المنبر الحر / فوق الحمل كورونا !
« في: 21:21 16/03/2020  »
فوق الحمل كورونا !
حسن شنگالي
من البديهي أن تقوم الحكومة العراقية ومؤسساتها الإدارية بواجباتها الملقاة على عاتقها تجاه مواطنيها كونها الراعية لمصالحهم العامة والخاصة طبقاً لنظامها الدستوري الذي يتحتم عليها إتخاذ ما يلزم لخدمتهم وتقديم أفضل ما يمكن لإسعادهم وإدامة زخم الحياة التي أصبحت عبئاً أثقل كاهل المواطنين بعد سنوات عجاف من الحروب والويلات منذ تأسيس الدولة العراقية والى يومنا هذا وما شهدته من إنقلابات عسكرية وثورات دامية للوصول الى دفة الحكم , ليس حباً بالشعب بل إشباعاَ لرغباتهم ومصالحهم الذاتية بعيدة عن المصلحة العامة لاسيما بعد تحرير العراق من الدكتاتورية المقيتة والنظام الشوفيني والإنطلاق نحو الفضاء الرحب من الديمقراطية المزيفة , لكنها أنحرفت عن مسارها الوطني وتخلت عن إلتزامها ببعض بنود الدستوروالتي من أجلها وجدت الحكومة نتيجة لتفشي الفساد في جميع مؤسسات الدولة .
لست هنا بصدد ذكر ما آلت اليه الأوضاع السياسية في العراق بعد عام 2003 وما أفرزته العملية السياسية من تجاذبات وتقاطعات رغم قناعة الكتل والأحزاب السياسية كافة بالمشاركة الفاعلة في إدارة الدولة  , لكن الذي يحصل هو إنعدام الثقة بالطبقة الحاكمة المتنفذة وتفردها بإتخاذ القرارت المصيرية متعمدة بتهميش بعض المكونات كونها مسنودة من جهات وأجندات سياسية خارجية لها مصالحها الخاصة وبدعم ومؤازرة بعض الميليشيات المسلحة حتى عمدت على جعل العراق ساحة لتصفية الحسابات بين أطراف النزاع الإقليمي والدولي وبمباركة بعض دول الجوار حتى ساد الهرج والمرج على مستوى الشارع العراقي وطفح الكيل وبلغ السيل الزبى ليخرج عن بكرة أبيه في بغداد ومحافظات الوسط والجنوب بتظاهرات سلمية تنادي بتغيير النظام (شلع قلع ) وإختيار شخصية قادرة وكفوءة لإخراج البلد من دوامة الفراغ السياسي والعبور به الى شاطىء الأمان , علماَ تحمل العراقيون كل ذلك على مضض حيث لا مفر من القدر المكتوب وما إبتلوا به نتيجة لتراكم السياسات الخاطئة والتدخل في شؤون الدول المجاورة دون وجه حق حتى دفع العراقيون خيرة شبابهم في أتون حرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل لسنوات خلت بعد أن خلفت وراءها جحافل من الأرامل والأيتام والشهداء والمفقودين , ولم يكتفوا بما حصل حتى حان الوقت ليبتليهم الله ىسبحانه وتعالى فوق مبتلاهم بفيروس كورونا الذي جعل قدرته في أضعف خلقه لتتوقف الحياة عندها الى حد ما , فلا مدارس ولاجامعات ولا أسواق ولامولات ولا سياحة ولامواصلات ولا جوامع ولاحسنيات ولا كنائس ولامزارات ولا وظائف ولاخدمات حتى تخلت عن روادها وغدت الأشباح تحوم حولها , عدا إعتكاف المواطنين الإجباري في المنازل والحارات , وكما يقول المثل الدارج فوق الحمل حلاوة , إضافة لآيات الله التي يخوف بها عباده من زلازل وعواصف وبراكين وفيضانات وسيول وأمطار , وفوق كل هذا قرب إنتهاء المهلة الدستورية وعدم التوافق بين الكتل السياسية التي تعتبر رئاسة الوزراء من حصتها على إختيار مرشح لرئاسة الحكومة الإنتقالية والتوجه الى إنتخابات مبكرة نزيهة وبإشراف أممي , لاسيما والتظاهرات الإحتجاجية دخلت شهرها السادس دون أي إعتبار لصيحات ساحات التظاهر وتحقيق مطالب المتظاهرين السلميين , كأنها صمّت آذانها عن سماع ما يدور من أحداث في الشارع العراقي , ناهيك عن إنتهاك للسيادة الوطنية من خلال سياسة الفعل ورد الفعل والأزمة الإقتصادية التي ستحل بالبلد بعد الإنخفاض الحاد في أسعار النفط والتوجه الى حالة اللادولة والفوضى السياسية , فالى متى سيبقى البعير على التل يا حكومة العراق ؟

53
المنبر الحر / وطن في مهب الريح
« في: 21:44 15/02/2020  »
وطن في مهب الريح

حسن شنكالي
منذ الأول من إكتوبر عام 2019 بدأت الأمواج البشرية تتلاطم كالبحر الهائج في غضب لم يسبق لها مثيل تصدح بملىء  أفواهها رافعين شعار نريد وطن ,  من خلال إنتفاضة عارمة ضمت جميع شرائح المجتمع تجوب شوارع وأزقة بغداد والتي كانت مضرب الأمثال في عصرها الذهبي وحاضرة للعلم وقبلة العلماء حتى ذاع صيتها في أصقاع العالم وأزدهرت لتتوج بدار السلام في حينها , بالإضافة الى بعض المحافظات الثائرة ضد الحكومات الفاسدة والتي توالت لحكم العراق على مدى سنوات من الإستخفاف بمقدرات الشعب بعد تحريره من براثن الدكتاتورية المقيتة وتسلقت على أكتاف البسطاء لتعتلي كرسي الحكم وتحكم قبضتها على إدارة الدولة بجميع مفاصلها عن طريق صناديق الإقتراع وتحت غطاء الديمقراطية المزيفة في ظاهرها وفي باطنها مافيات تغذي ماكنة التزوير والتلاعب بالنتائج في وضح النهار حتى تمادت وأوغلت في بحر الفساد لتسرح وتمرح بما يحلو لها وبما لم ينزل الله بها من سلطان , كل ذلك نتيجة لضعف الإرادة السياسية وتفاقم الخلافات بين أطراف العملية السياسية والتعمد بتهميش بعض الشركاء وفقدان التوازن في إدارة المؤسسات الإدارية وغياب التوافق في العديد من القرارات المصيرية والتفرد بها من قبل بعض الجهات المتنفذة والمسنودة بميليشيات مسلحة خارج إطار المؤسسة الأمنية والعسكرية مما أضفى طابعاّ من الدكتاتورية على تنفيذ البرنامج الحكومي المعلن وتقوم بتقاسم الأدوار فيما بينها إستقواء بأجندات سياسية خارجية تعمل لمصالحها الخاصة , حتى إنحرفت عن النهج التوافقي والخط المرسوم لها بتقديم أبسط الخدمات للمواطنين مقابل تخصيص أضخم الميزانيات في تأريخ العراق منذ تأسيسه ليخرج بعجز في الموازنة تجاوز الثمانين مليار دولار والبلد يترنح تحت المديونية الخارجية والداخلية والمواطن يعاني من الفقر المدقع نتيجة للبطالة المتفشية بين صفوف الشباب العاطل عن العمل بعد تدمير القطاع الصناعي والزراعي وإنعدام التعيينات الاّ لذو حظ عظيم , يقابله ذلك سنويا أفواجاَ من الخريجين حتى بدأت هجرة العقول والكفاءات العراقية وعمت ظاهرة الرشوة في جميع المؤسسات الحكومية وهدر للمال العام بصفقات وهمية وتهريب العملة الصعبة وغسيل الأموال بمشاريع على الورق حتى طفح الكيل ووصل السيل الزبى , فخرجت بغداد والمحافظات العراقية بتظاهرات سلمية عن بكرة أبيها حسب ما كفله الدستور تنادي بالتغييرالشامل وتعديل الدستور وإبعاد المشاركين في العملية السياسية وتشكيل حكومة تكنوقراط من أصحاب الكفاءات مشهودة لها بالنزاهة والحيادية وبعيدة عن إملاءات الأحزاب والكتل السياسية , لكن إستخدام العنف من قبل الطرف الثالث لتكميم الأفواه كان هوالمشهد السائد ضد المتظاهرين السلميين وسالت الدماء الزكية من أجل الوطن الذي أستبيح من قبل الطغمة الحاكمة وتم بيعه بمزاد علني في سوق العمالة وتنصل الفاسدين وإنسلخوا من وطنيتهم المزيفة والتي طالما كانوا يتبجحون بها عن طريق أبواق إعلامهم المأجور حتى بانوا على حقيقتهم وتعروا أمام الشعب المجاهد الصابر على البلاء لسنوات خلت بدءاً من الثورات والانقلابات العسكرية والأحكام العرفية مروراّ بالدكتاتورية وانتهاء باحتلال ثلث مساحة العراق من قبل أعتى منظمة إرهابية عرفها التاريخ المعاصر, فاين الشعب من وطن مستباح تسرح وتمرح فيه الأجندات الخارجية كافة حتى تمزق الوطن أشلاءَ تذروه الرياح وكاد أن يكون المواطن غريبا في وطنه الذي ضحى من أجله بالغالي والنفيس ليبقى حراّ أبياّ  , فالوطن أثمن من كل كنوز الدنيا وأغلى من كل ما يملكه المواطن , فما قيمة الإنسان بلا وطن ؟ وماذا يمكن لنا أن نسمي المواطن بلا وطن ؟

54
لماذا تفشل الحكومات المتعاقبة علی سدة الحكم في ادارة الدولة العراقية
             
سعيد جردو مطو...

بعد انهيار الدكتاتورية استبشر العراقيون وبمختلف الوانهم خيرا بمجيء عهد جديد يضمن للجميع حقوقهم الاساسية في مجالات حرية التعبير والمعيشة الكريمة والخدمات الضرورية وهي مطالب بسيطة في دولة تسبح فوق بحر من النفط والثروات الطبيعية ومما سهل الطريق امام النظام الجديد  للنجاح في البدء بعهد جديد هو الاتحاد الاختياري للكورد في دولة تتبنی الديمقراطية والفدرالية مع موافقتهم التامة علی حل جميع الاشكاليات العالقة وفقا للدستور الجديد وقد وضعوا بذلك حدا للغة السلاح واراقة الدماء .....اصبحت الارضية ممهدة تماما لادارة دولة مدنية تواكب تطور الحضارة العالمية شرط ان تلتزم بتطبيق اربعة ٲمور فقط وهي:-
اولا:- تنفيذ العدالة الاجتماعية دون فرق او تمييز...
ثانيا:- تطبيق جميع مواد الدستور دون انتقائية...
ثالثا:- الرفض القاطع للتدخلات الاقليمية في الشٲن العراقي الداخلي..
رابعا:- عدم السماح للمرجعيات الدينية  بالتدخل في امور ادارة الدولة...
كان بٳمكان القوی السياسية المشاركة في الحكم ان تتكاتف من اجل مصلحة الشعب والوطن وتعاضد الحكومة والبرلمان في سبيل صياغة واقرار القوانين التي تضمن العمل بما ذكر من نقاط ليصبح العراق دولة المواطنة والعدالة والسلام ....لكن ما يؤسف له هو الرضوخ التام للفساد وتهميش الدستور والالتزام باجندات الدول الاقليمية واستلهام برامج عمل الحكومة من توجيهات واوامر المرجعيات الدينية فاختلط الحابل بالنابل واصبح المواطن العراقي الفقير والمكونات العراقية ضحايا سياسات فاشلة في ادارة وحكم العراق.....

55
من مهاباد إلى داڤوس

الدكتور نايف گرگري
سياسي وأكاديمي كوردي

في السياسة الأمريكية لا يوجد شيء اسمه ( الصدفة ) لاسيما أننا نستذكر الذكرى الرابعة والسبعين على تأسيس أول جمهورية كوردية في العصر الحديث على يد الشهيد القاضي محمد بمهاباد في عام 1946 والتي استمرت ما يقرب من 11 شهرًا بسبب المؤامرات التي حِكيت ضدها من قبل أعداء الشعب الكوردي وعندما تأسست تلك الجمهورية أعطى القاضي محمد عَلَم كوردستان للجنرال ملا مصطفى بارزاني من أجل المحافظة عليه وظل البارزاني الخالد محافظًا عليه إلى أن توفاه الله - سبحانه وتعالى - بعد أن خاض جولات وصولات مع الحكومات العراقية المتعاقبة التي تملّصت عن حقوق الشعب الكوردي وتهرّبت منها واتّبعت سياسة التسويف والمماطلة وبعد ذلك قَادَ ثورتي أيلول وگولان التحرريتين فكانت من إنجازات ثورة أيلول المباركة التي نتجت عنها اتفاقية 11 آذار في عام 1970 إلا أن الحكومة العراقية لم تلتزم ببنود تلك الاتفاقية فاستمرت الحركة التحررية في مواصلة النضال من أجل كوردستان فانتقلت القيادة إلى السيد مسعود بارزاني بعد رحيل والده الجنرال ملا مصطفى بارزاني ثم قام صدام حسين وزبانيته بحملة الأنفال السيئة الصيت ضد شعب كوردستان والتي راح ضحيتها 182000 مواطن كوردي مدني و8000 من البارزانيين وتدمير 4500 قرية من الوجود واتّباع سياسة التعريب والتغيير الديمغرافي الممنهج والترحيل القسري للكورد وتوطين العرب في محل سكناهم فلم يكن أمام قيادة كوردستان إلا أن تقوم بانتفاضة كبيرة في عام 1991 ضد سلطة البعث الصدامي فأخرجوهم من كوردستان الجنوبية وتأسست أول حكومة كوردستانية في عام 1992 فأصبحت المحافظات الثلاث : ( أربيل والسليمانية ودهوك ) تحت سيطرة الكورد إلى سقوط نظام البعث الصدامي في 2003 .
 وفي عام 2005 ثبت اسم إقليم كوردستان في الدستور العراقي وتم الاعتراف به رسميًا وإن كان هذا المصطلح موجودًا منذ تشكيل أول حكومة في كوردستان وبدأت كوردستان تتجه نحو البناء والإعمار  فأصبحت من المناطق الآمنة على مستوى العالم مما أعطى الفرصة السانحة لإيجاد الأرضية المناسبة للاستثمار  في كوردستان من قبل الشركات العالمية للاستثمار في كوردستان .
 وكان نصيب كوردستان من الميزانية في الحكومة الاتحادية 17% فانتهزت حكومة كوردستان تلك الميزانية من أجل بناء كوردستان ومواكبة عجلة التقدّم فالواقع يشهد بذلك ولكن كل ذلك لم يُعجب بعض ساسة العراق فقطعوا تلك الميزانية مع رواتب موظفي كوردستان إلا أن إصرار شعبنا في مواجهة التحديات كان له الدور الأكبر للتغلب على تلك الأزمة الاقتصادية التي مرت بها علاوة على ذلك مجيء تنظيم الدولة الإسلامية واحتلاله للمناطق الكوردستانية خارج إدارة إقليم كوردستان وقادوا حملة بربرية تجاه الكورد الإيزيديين في شنگال في 3-8-2014 وبسبب  عدم وجود الأسلحة المتطورة بيد قوات الپيشمرگة فضلًا عن عدم تسليحهم من قبل الحكومة العراقية وتحديدًا في حقبة نوري المالكي ثم هروب الجيش العراقي من المحافظات السنية في سنة 2014 وتركوا تلك الأسلحة المتطورة للتنظيم ممّا أدّى إلى سقوط المناطق السنية بيده فسارعت الدول بتقديم الدعم العسكري واللوجستي لقوات الپيشمرگة البطلة وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا وفرنسا فكسرت شوكة تنظيم الدولة الإسلامية وحُررت مناطقنا الكوردستانية بقيادة الرئيس مسعود بارزاني علمًا أن الحكومة العراقية لم تقدم الدعم  العسكري لقوات الپيشمرگة ولكون قواتنا قاتلت عن عقيدة كوردستانية وتحملوا أصعب الظروف كي لا تسقط كوردستان بيد تنظيم الدولة الإسلامية ولهذا السبب انتصرنا على عصابات أبي بكر البغدادي .
وبعد ذلك أجرى فخامة الرئيس مسعود بارزاني سلسلة من الاجتماعات واللقاءات من أجل التوصل لحلول حول الميزانية والرواتب ومشكلة المناطق الكوردستانية خارج إدارة إقليم كوردستان والمعروفة بالمادة 140 في الدستور العراقي إلا أن المفاوضات لم تجلب أية فائدة ونتائج إيجابية وحلول ناجعة ولم يكن أمام الرئيس البارزاني سوى التوجه إلى مشروع الاستفتاء من أجل الاستقلال والذي حقّق نسبة كبيرة من المصوّتين في كوردستان والمناطق الكوردستانية خارج إدارة إقليم كوردستان فكانت النتيجة 92.73%  بــ ( نعم ) من أجل الاستقلال والذي أجري في 25-9-2017 فتعرضنا بعدها إلى خيانة داخلية قبل بعض جحوش القضية الكوردية في 16 أكتوبر 2017  فحاولت الحكومة العراقية في حقبة العبادي بفرض حصار اقتصادي وحظر للطيران ثم راهن بعض السياسيين بأن مسيرة فخامة الرئيس مسعود بارزاني انتهت سياسيًا  بعد مغادرة كرسي رئاسة إقليم كوردستان ولم يكونوا موفقين في تكهناتهم وحساباتهم السياسية لأن الرئيس مسعود بارزاني أصبح محور للعملية السياسية وبدأت الوفود تتزاحم في ( سري بلند ) بمصيف صلاح الدين فتخلصنا من تلك الأزمة الاقتصادية الخانقة بسرعة البرق من فك الحصار وحظر الطيران الجوي. ثم قامت جماهير كوردستان بتوجيه صفعة كبيرة على وجوه أعداء القضية الكوردية في الانتخابات البرلمانية العراقية والكوردستانبة فكان الحزب الديمقراطي الكوردستاني هو الأول على العراق وكوردستان من حيث حصده للأصوات والمقاعد البرلمانية ثم بعد الانتهاء من الانتخابات البرلمانية تم الاتفاق  ما بين الكتل السياسية على اختيار الدكتور عادل عبدالمهدي رئيسًا للوزراء والذي حاول تصحيح مسار العملية السياسية وتقليص الفجوة ما بين الحكومتين الاتحادية والكوردستاتبة وتقريب وجهات النظر من أجل حلحلة المشكلات المتفاقمة وقد نجح في بعض خطواته إلا أن تلك الخطوات لم ترق لبعض الساسة الذين يسكنون في البروج العاجية ويأخذون الإملاءات من بعض الدول الإقليمية فخرجت المظاهرات ضد حكومة الدكتور عادل عبد المهدي بحجة عدم وجود الخدمات وفرص التعيين علمًا أننا مع الشعب ومطالبه إلا أن الدكتور عادل عبدالمهدي لا يتحمل ذلك لأنه جاء بعد تركة ثقيلة من قبل الحكومات السابقة من الفساد في جميع مفاصل الدولة فاضطر بتقديم استقالته تلبية لرأي مرجعية النجف ومنذ تقديم استقالته وإلى هذا اليوم لم يستطيعوا أن يجدوا شخصية سياسية لاستلام دفة الحكم على مقياسهم وتنفيذ رغباتهم فيومًا بعد يوم يتفاقم الوضع في بغداد والمحافظات الجنوبية لعدم جدية الحكومة بتنفيذ مطالب المتظاهرين .
 وهل سيقوم العراق باستيراد شخصية سياسية لإدارة الحكم كما فعلوا مع الملك فيصل في سنة 1921 ؟!
وأثناء هذه الفوضى العارمة في بغداد وبقية المحافظات العراقية وجّه المنتدى الاقتصادي في داڤوس بسويسرا دعوة للسيد نيچيرڤان بارزاني رئيس إقليم كوردستان واجتمع رئيس الولايات المتحدة الأمريكية السيد دونالد ترامپ بالسيد نيچيرڤان بارزاني على هامش المنتدى في يوم الأربعاء 22-1-2020 إن الاجتماع بهذا اليوم تحديدًا لم يأتِ من فراغ ولاسيما في الحسابات الأمريكية وهذا اليوم هو من أهم الأيام التأريخية في الحركة التحررية الكوردستانية ألا وهو ولادة جمهورية مهاباد في كوردستان إيران كما أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامپ من ضمن جدوله أعماله أن يجتمع بالرئيس العراقي الدكتور برهم صالح فُقدِّم اجتماع فخامة الرئيس نيچيرڤان بارزاني على الرئيس العراقي وهذا مؤشر إيجابي بأن قادة الكورد هم محل الثقة لدى القيادة الأمريكية وقد أعلن البيت الأبيض نتائج هذا الاجتماع أن الشراكة مستمرة ما بين إقليم والولايات المتحدة الأمريكية وأنهما مستمران في القضاء على تنظيم الدولة الإسلامية ( داعش ) .
ومن خلال إلقاء نظرة خاطفة حول لغة الجسد في هذا اللقاء من قبل الرئيسين ساد جو من الفرح والسعادة  ولاسيما أن السيد البارزاني كان في موقف ثابت وصلب ومصافحته لترامپ دليل على ثقته بنفسه وأنه يمثل الكورد في العالم علاوة على ذلك وجود علم كوردستان خلف الرئيس نيچيرڤان بارزاني وقد وصف ترامپ في بداية لقائه السيد نيچيرڤان بارزاني بـ ( Great fighter ) المحارب الكبير !
 وفي سابقة من نوعها أن قناة Fox News الأمريكية نشرت عبر  الشريط الإخباري لها ( TRUMP HOLDS MEETING W/ KURDISTAN PRESIDENT )
ترامپ يجتمع مع رئيس كوردستان !
وهنا يجب أن نقف عندما هذه النقطة الحساسة فقد قامت القناة بإلغاء مصطلح ( الإقليم ) وذكرت رئيس كوردستان وأن هذا الأمر لم يكن اعتباطًا وعبثًا من تلك القناة الأمريكية التي لها جمهور كبير من المتابعين في أمريكا فالكبار يعرفون من هم الثوّار والقادة الحقيقيون لكوردستان الذين يعملون من أجل شعبهم !
وقد اجتمع رئيس كوردستان السيد نيچيرڤان بارزاني بكبار الشخصيات الدولية من رؤساء الدول  والشخصيات الدبلوماسية على هامش منتدى داڤوس في دورته الخمسين بسويسرا .
وما تمخض عن هذا الاجتماع هو نتاج ثمار الاستفتاء من أجل الاستقلال وكان فيه رسائل متعددة منها العلاقة ما بين الولايات المتحدة الأمريكية وكوردستان ستكون أقوى من قبل ورسائل إلى الداخل والدول الإقليمية ودول العالم أن كوردستان هي الحليف الاستراتيجي لأمريكا في المنطقة .
 إن ما يقوم به مهندس الدبلوماسية الكوردستانية السيد نيچیرڤان بارزاني من خلال جولاته المكوكية ولقاءاته بقادة دول العالم سيظهر نتائجه في المستقبل القريب كيف لا وهو حفيد البارزاني الخالد الذي أصبح مشرفًا على الجيش في جمهورية مهاباد أول جمهورية كوردية في العصر الحديث  وفي هذا اليوم يلتقي رئيس أعظم وأقوى دولة في العالم السيد ترامپ بالسيد نيچیرڤان بارزاني رئيس كوردستان .


56
سياستكم الواقعية سيدي الرئيس تغمر نهاية النفق بالنور

                 
سعيد جردو مطو

في كلمة لفخامته لدی استضافته من قبل ملتقی مؤسسة الشرق الاوسط للبحوث MERI تطرق السيد نيجيرفان البارزاني رئيس اقليم كوردستان الی مواضيع الساعة التي تشغل بال المواطن الكوردستاني وهي الوضع العراقي المتٲزم والعلاقات بين الاحزاب الكوردستانية ووضع الكورد في غرب كوردستان ووببصيرته الثاقبة وحنكته السياسية طرح رؤيته الواقعية للقضايا الثلاث ففي المحور العراقي اكد سيادته بٲننا جزء من الواقع العراقي وما يصيب العراق يصيبنا جميعا لذلك سنساهم في ايجاد الحلول العادلة التي تؤمن حقوقنا والعراقيين جميعا فالارث الفضيع من المشاكل التي توارثتها الحكومات المتعاقبة علی الحكم بحاجة الی تضافر جميع الجهود من اجل تٲمين حياة حرة كريمة للمواطن العراقي وتطبيق جميع مواد الدستور دون انتقائية لٲن مشاكل العراق لن تعالج بتعديل مواد دستورية انما بالتطبيق الفعلي للدستور بجميع بنوده وفقراته.....وعند الحديث عن العلاقات بين الاحزاب الكوردستانية وبالذات الحزبين الرئيسيين البارتي واليكيتي قال فخامته ليطمئن المواطن الكوردستاني فٲن جميع مشاكلنا ستحل بلغة الحوار الاخوي البناء وقد ولی والی الابد زمن لغة السلاح واقتتال الاخوة وجلوس جميع الاطراف الكوردستانية بما فيها المعارضة علی طاولة مستديرة  واحدة بين فترة واخری لمناقشة مصالح كوردستان العليا وتوحيد الموقف بشٲنها علامة مضيئة تبشر بمستقبل مشرق.....وعن الغزو التركي لغرب كوردستان تطرق فخامته عن اتصالاته المستمرة مع قيادة غرب كوردستان وضرورة الابتعاد عن كل ما يتذمر منه مراكز القرار العالمية والتركيز علی عدالة ومشروعية قضية الكورد مع العمل الجاد علی توحيد الصف الكوردي لاستحصال العطف والاسناد الدوليين بهذه الرؤی والافكار النيرة يقود الربان الحكيم كاك نيجيرفان سفينة كوردستان نحو ضفاف العز والشموخ حيث الامن والامان والاستقرار وبذلك يزيح الظلام من نهاية النفق لتغمر الآفاق بالنور والضياء

57
التحالف الكوردستاني ... وحدة الموقف
حسن شنكالي
بعد فرض سلطة القانون  في كركوك والمناطق المتنازع عليها وما نجم عن أحداث السادس عشر من أكتوبر 2017 من ظلم وإقصاء للكورد والذين يشكلون القومية الثانية في العراق حسب الإحصاءات الرسمية من خلال صفقة مشبوهة وراء الأبواب المؤصدة وبمباركة أجندات سياسية لها مصالحها في هيكلة إقليم كوردستان الدستوري حسب المادة 117 أولاً والذي ينص (يقر هذا الدستور عند نفاذه اقليم كردستان ، وسلطاته القائمة اقليماً اتحادياً  ) بعد تصويت غالبية الشعب العراقي عليه في إستفتاء شعبي في الخامس عشر من تشرين الأول من عام 2005 ليدخل حيز التنفيذ وما تبعها من أحداث ترتقي الى مستوى عمليات الأنفال سيئة الصيت وفي خرق فاضح لبنود الدستور وبعيدة عن  كل السلوكيات والأعراف والمواثيق الدولية والمحلية حيث بدأت سياسة التعريب تأخذ مدياتها غير القانونية في إطار ممنهج وفق آلية معدة سلفاً لتقليل نسبة الكورد في كركوك  والمناطق المتنازع عليها والمشمولة بالمادة 140 التي لم تحسم لحد الآن  نتيجة للسياسة الشوفينية والنظرة الأحادية  التي  يتميز بعض السياسيين كما كان يحدث أيام النظام البائد في سابقة خطيرة لم يشهدها العراق منذ تحريره من براثن الدكتاتورية المقيتة وتحوله من النظام الشمولي الى الفضاء الرحب من الديمقراطية .
وفي تجربة فريدة وناجحة للحزب الديمقراطي الكوردستاني أثناء خوضه الإنتخابات التشريعية  وحصوله على المركز الأول على مستوى العراق وكوردستان بعد أن راهن ضعاف النفوس ومن الذين لا يريدون الخير للكورد وكوردستان على إنتهاء دور الحزب نتيجة لإجراء الإستفتاء الشعبي في الخامس والعشرين من أيلول 2017 على إستقلال كوردستان وفرض الحصار الإقتصادي على الإقليم دون وجه حق لتجويع الشعب الكوردستاني وتركيعه  وطمس هويته القومية ومحو تراثه الزاخر بالبطولات التي يشهد لها القاصي والداني , بادرت الأحزاب الكوردستانية في إجتماع موسع بالإتفاق على خوض غمار إنتخابات مجالس المحافظات والتي ستجري في الأول من نيسان 2020 بقائمة واحدة تحت إسم التحالف الكوردستاني في محافظات الموصل وكركوك وديالى من أجل تمثيل الكورد في حكوماتها المحلية وتكون السند الشرعي والقانوني للدفاع عن حقوقهم المشروعة وفق بنود الدستور العراقي .
وحدة الموقف الكوردستاني باتت ضرورة ملحة في الظروف الراهنة لما يعانيه العراق من ضعف للإرادة السياسية وفشل في إدارة المؤسسات الإدارية مما ألقت بظلالها السلبية على حياة المواطنين المتمثلة في نقص الخدمات وتفشي الفساد في جميع مؤسسات الدولة نتيجة لسيطرة بعض الأحزاب المتنفذة على المشهد السياسي والتحكم بالقرارالسياسي  وتحريك الشارع العراقي لمقتضياتهم الخاصة والتوجه نحو المجهول وما تعانيه المنطقة من تحديات إقليمية ودولية بين معسكرين للشرق والغرب تحاول إحداها إشعال نار الفتنة ودق طبول الحرب والثانية تمارس دورالوسيط  والتهدئة للتوصل الى حل بين أطراف النزاع من أجل مصالحها العليا , لتصب في مصلحة الكورد وكوردستان من أجل غد أفضل وكوردستان أقوى في ظل القيادة الشابة والحكيمة بعد أن نهلت مبادىء التضحية والفداء من مدرسة النضال التي أرسى دعائمها الأب الروحي للكورد الملا مصطفى البارزاني بما يتناسب وحجم التضحيات الجسام من أجل الدفاع عن أرض الأجداد وحمايتها من كل من تسول له نفسه الدنيئة من المساس بأمن وكرامة كوردستان الحبيبة .

58
الإستفتاء محطة مضيئة في تأريخ كوردستان

حسن شنگالي
 
 تعد الإنتفاضة الكبرى في عام 1991 والتي شملت جميع مدن وقصبات كوردستان شعلة وهاجة للنصرعلى النظام  الشمولي والتحول مبدئياَ من النظام الدكتاتوري الى الفضاء الرحب من الديمقراطية بعد أن تم تشكيل أول برلمان وحكومة كوردية عن طريق إجراء الإنتخابات التشريعية حيث تمتع إقليم كوردستان العراق منذ ذلك  التأريخ بصلاحيات واسعة عززها الدستور العراقي بعد أن تم كتابة دستور دائم بأيادي عراقية وفق ما تتطلبه المرحلة السياسية بعد تحرير العراق وتم التصويت عليه من قبل غالبية الشعب العراقي , لكن حلم الدولة الكوردية ظل يراود كل كوردي نتيجة للممارسات اللاخلاقية التي مارستها الأنظمة الشمولية على مدى حكمها للعراق وتعرضهم لأبشع أنواع الظلم , حتى سنحت الفرصة الذهبية لرئيس الإقليم الزعيم مسعود البارزاني  ليعلن في الثالث من شباط عام 2016 بأن ( الوقت قد حان لكي يقرر شعب كوردستان العراق مصيرهم في إستفتاء على الإستقلال عن بغداد )  وفي السابع من حزيران 2017 حدد الزعيم البارزاني يوم الخامس والعشرين من نفس العام موعداً لإجراء الإستفتاء وتمت المصادقة على القرار في الخامس عشر من أيلول من قبل برلمان كوردستان في جلسة إستثنائية تأريخية , وفي الخامس والعشرين من أيلول 2017 تم إجراء  عملية الإستفتاء في محافظات إقليم كوردستان بالإضافة الى بعض المناطق المتنازع عليها وشملت كركوك ومناطق من الموصل وديالى وصلاح الدين والتي عرفت بالمشمولة بالمادة 140 من الدستور العراقي  وبمشاركة واسعة من قبل الناخبين الذين صوتوا بالداخل حيث بلغ عدد المصوتين  بنعم نحو أربعة ملايين بنسبة 92,73% لصالح الإستقلال بنسبة المشاركة التي أعلنتها المفوضية العليا للإستفتاء في إقليم كوردستان 72,16% ونسبة المصوتين بلا بلغت حوالي 7,27% بالإضافة الى نسبة الأصوات الباطلة بلغت 1,21% وبذلك وصفت العملية بالناجحة وفق كل المقاييس الدولية بحضور مراقبين دوليين ومحليين .
كان قرار الشعب الكوردستاني على إجراء الإستفتاء هو كحق شرعي لتقرير مصيره حسب الأعراف والمواثيق الدولية وأن يتجاوز كل المحن السابقة من أجل أن لا تتكرر مآ سي الماضي المرير ويضمد جراحاته وآلامه على أن يسقي ضمأ ما فاتهم في السنوات التي خلت بالحرية والتعايش السلمي الذي طالما عمل الأعداء على زرع الفتنة بينهم وشراء ذممهم .
وبشكل عام فان المجتمع الدولي حسب ما كان معلن  في حينه فقد وقف بالضد من الإستفتاء مع وجود أصوات هنا وهناك تؤيد و تدعو المجتمع الدولي الى قبول النتائج و التعامل على أساسها مع الشعب الكوردستاني , ولكن الشعب الكوردستاني قال كلمته  , حيث بدأت طبول الحرب تقرع ولغة الحوار إختفت ولسان حالهم يقول إن النتائج مهما كانت فإنها غير معقولة ولا مقبولة , وأن المواثيق الدولية لحقوق الانسان ومبدأ حق تقرير مصير الشعوب و الديمقراطية و إنسانية المجتمع الدولي مجرد إعلانات خالية من الروح الانساني و إنها أدوات و وسائل لتحقيق مصالحهم و حماية أمنهم و بلدانهم لا غير,  فبدأ العقاب الجماعي للشعب الكوردستاني على أنظار العالم الديمقراطي المتمدن بفرض الحصضار الإقتصادي بين غلق المنافذ الحدودية و المطارات و قطع الموازنة و الرواتب ومحاولة غلق السفارات والقنصليات العاملة في الاقليم ومنع الوفود من زيارة الاقليم ، وخاتمتها  أحداث السادس عشر من أكتوبر عام 2017  ودخول القوات العراقية و الحشد الشعبي الى مدينة كركوك وسيطرتها على مناطق شاسعة من المناطق الكوردستانية خارج الاقليم بعد انسحاب قوات البيشمركه منها وما تبعها من أحداث  ما أنزل الله بها من سلطان بدأ من تطبيق سياسة التعريب ونزوح المئات من العوائل الكوردية الى مناطق إقليم كوردستان حيث الأمن والأمان .

59
في الذكری الثانية لٳستفتاء كوردستان....وحدة الموقف ثم وحدة الموقف ثم وحدة الموقف...
           سعيد جردو مطو....

ما تمر به المنطقة من مخاض عسير  سينجم عنه عاجلا او آجلا ولادة خريطة جديدة للكيانات والتحالفات والتوازنات مما يتطلب من الجميع وبالاخص الكورد التعامل مع الاحداث بحكمة ووحدة موقف وبصيرة نافذة لٲن الاطراف المتصارعة ستحاول استخدام ٲوراق سلبية بهدف ايصال الضرر للجميع وباعتبار الكورد هم الشعب الوحيد الذي لم ينل استقلاله بعد  وباعتبار الدول المتصارعة جميعها مشاركة في هضم حقوق الشعب الكوردي فٳنها ستحاول جر الكورد الی ساحة الصراع للوقوف مع هذا الطرف او ذاك  وهنا يجب علی الاحزاب والنخب الكوردية والكوردستانية ان تكون في اعل درجات الحذر واليقظة ووحدة الصف للالتزام بموقف الحياد الايجابي والدعوة المستمرة للسلام والاستقرار وصون حرية وكرامة الشعوب وانهاء الصراعات التي تسبب في عدم استقرار المنطقة ....للكورد كيان شبه مستقل مصان بدستور فدرالي وعلينا جميعا ان ندعوا الی الاحتكام للدستور وتطبيق جميع بنوده كرزمة واحدة ودون انتقائية لنضمن الدعم الدولي لقضية الكورد العادلة ...وعلی الجميع ان يكونوا بمستوی المسؤولية التٲريخية الملقاة علی عاتقهم للحفاظ علی المصالح العلیا لشعب كوردستان وما تحقق من مكاسب ومنجزات بدماء آلاف الشهداء والابتعاد كليا عن التفكير بالمصالح الحزبية او الفئوية الضيقة وثانية اكرر وحدة الموقف كفيل بٳنقاذ كوردستان من دوامة الصراع وايصال سفينتها الی بر الٲمان وسيبقی الاستفتاء النقطة الاكثر اضاءة في سفر الحركة التحررية الكوردية....


60
مستقبل العراق مرهون بنجاح المفاوضات بين بغداد واربيل

             سعيد جردو مطو

هناك مقولة في علم الجيوبولوتيك تؤكد بٲن (کوردستان قلب آسيا من يتحكم بها يتحكم بالمنطقة برمتها) ولربما كانت هذه المقولة وراء تشبث الدول المحتلة لكوردستان بحصتها من جغرافية ذلك الوطن الذي اغتصب بحكم شريعة الغاب.....العراق من ٲولی الدول التي وضعت خارطة طريق لحل القضية الكوردية حلا سلميا وذلك في عهد النظام السابق عندما ٲقر بالحقوق المشروعة للشعب الكوردي في بيان 11 آذار التٲريخي عام 1970 لكن ما يؤسف له هو تراجع النظام العراقي عن تلك الخطوة العظيمة ولجوئه ثانية الی منطق القوة البعيد كل البعد عن الحكمة وبعد النظر والويلات التي اعقبت ذلك الموقف الخاطئ خير دليل علی فشل سياسة النظام السابق في التعامل الايجابي مع الملف الكوردي.....ولتفادي ما وقع فيه النظام ٲجرت المعارضة العراقية سلسلة اجتماعات وعقدت عدة مؤتمرات قبل استلام السلطة كانت القضية الكوردية محورا رئيسيا من محاورها وبعد ولادة العراق الجديد ترجم ساسة العراق توصيات تلك الاجتماعات والمؤتمرات الی بنود ومواد دستورية وٲوكلوا مهمة تطبيقها الی الجهات المختصة كان من بينها الحقوق المشروعة للشعب الكوردي وقد استبشر العراقيون خيرا بلغة السلام وسيادة الدستور والقانون الا ان ماكنة الدول الاخری المحتلة لكوردستان بدٲت بالعمل لاجهاض اتفاق الاطراف العراقية سيما الجزء المتعلق منه بالكورد فبدٲت المؤامرات تلوح في الافق بهدف وضع العراقيل امام تطبيق الدستور وقد حصل ما حصل......اليوم تجري مفاوضات مكثفة بين بغداد واربيل لتدارك الموقف وتفعيل الدستور لاعطاء كل ذي حق حقه وهي خطوة سليمة لتضميد جراحات العراق والنهوض بنظامه الفدرالي ليتمكن الجميع من المشاركة في تطوره وتقدمه بعيدا عن النعرات القومية والدينية والطائفية لتتهنی جميع المكونات العراقية بحياة حرة كريمة ولاشك سيكون لنجاح مفاوضات بغداد واربيل الدور المؤثر لرسم آفاق مستقبل مشرق للعراق ومكوناته ..........

 

61
دروس مستوحاة من مسيرة ثورة ايلول العظيمة

          سعيد جردو مطو

قبل ثمانية وخمسون عام اندلعت الشرارة الاولی لثورة ايلول العظيمة بقيادة الزعيم الخالد مصطفی البارزاني واستمرت الثورة اربعة عشرة عام بين انتصار وانتكاسة وتهادن لكنها لم تطاوع يوما لظلم النظام وجبروته ولم تساوم يوما علی ذرة تراب كوردستانية فتركت بذلك دروسا عظيمة في الشموخ والاباء تنهل منها الاجيال علی مدی التٲريخ كل معاني العز والكرامة منها:-
اولا:- خلقت الثورة ثقافة المواطنة بين جميع المكونات الكوردستانية مبنية عل اسس العدالة والعيش والمصير المشترك فضمنت  بذلك التٲييد المطلق للجماهير بكافة عناوينها وقد بقي قائد الثورة ملتزما بهذه الفلسفة الخالدة حتی رحيله الابدي....
ثانيا :-الابتعاد كليا عن ايذاء المدنيين وحصر المعارك بين قوات الثورة وجيش النظام وسيبقی ذلك علامة مضيئة في سفر الحركة التحررية الكوردية....
ثالثا:- المطالبة ليس فقط بالحقوق المشروعة للكورد والكوردستانيين بل بضمان حقوق جميع المكونات العراقية مما اعطی للثورة بعدا انسانيا يسطر لها في سفر نضال الشعوب بٲحرف من نور...
رابعا:- عدم المساومة او التنازل عن شبر من جغرافية كوردستان فتركت بذلك زخما معنويا للاجيال اللاحقة يعاضدها في السير علی نفس النهج حتی تحقيق كامل اهداف الثورة...
خامسا:- ايصال صوت القضية الكوردية العادلة الی الرٲي العام العالمي والاقليمي والعربي....
سادسا:- ولادة عشق مقدس بين المواطن الكوردستاني ونضال البيشمركايتي فٲصبح علی استعداد ليكون مشروع استشهاد في سبيل نيل الحقوق المغتصبة...
ماذكر نزر يسير من دروس مستوحاة تركتها لنا ثورة عظيمة طرزت صفحات نضالها بدماء آلاف الشهداء ...
المجد والخلود لٲرواح شهداء ثورة ايلول المباركة...

62
البصريون يستنجدون بالبارزاني
حسن شنكالي
تعود العلاقات الأخوية التاريخية بين البصريين والشعب الكوردي الى ما قبل ستين عاماَ  عندما خرج عشرات الألاف من البصريين في إنتظار وإستقبال حافل للأب الروحي للكورد الملا مصطفى البارزاني ورفاقه  خلال عودتهم من الإتحاد السوفيتي  بعد أن دخل العراق من ميناء البصرة عام 1959مرحبين بعودته الميمونة ولحد يومنا هذا يكن البصريون للكورد المحبة والود والإحترام ويرغبون بتعزيز تلك العلاقة الطيبة وإنطلاقاَ مما سبق إستقبل الزعيم مسعود البارزاني وفداَ بصرياَ ضم عدداَ من رؤساء العشائر ورجال الدين والشخصيات الأكاديمية  ووجهاء المحافظة .
ونتيجة للتقدم والتطور الحاصل في إقليم كوردستان العراق بسواعد رجاله وحنكة وحكمة قادته من خلال تنفيذ المشاريع الخدمية موصلين الليل بالنهار ساهرين على خدمة المواطنين من خلال المؤسسات الحكومية والدوائر الرسمية حتى بات الإقليم نقطة إشعاع ومحط أنظار العالم وقبلة المستثمرين لما يتمتع الإقليم من أرضية خصبة للإستثمار ومنطقة للملاذ الآمن وموطن للتعايش السلمي بجميع ملله ونحله  من مكونات المجتمع العراقي  كافة دون تمييز بين قومية أو طائفة أو مذهب , مما دفع بالبصريين من الإستنجاد بالزعيم مسعود البارزاني لحل مشاكل وأزمات البصرة بعد أن دعوا سيادته لزيارة البصرة الفيحاء متخطين كل المراجع الرسمية والحكومية التي فشلت في خدمة أهل البصرة نتيجة للمحاصصة الحزبية والصراعات السياسية بين المتنفذين والمتسلطين على رقابهم بالرغم من وجود 80% من نفط العراق فيها بالإضافة الى شط العرب الذي يجمع مياه نهري دجلة والفرات ويعاني البصريون من العطش ناهيك عن كون البصرة تمثل رئة العراق الإقتصادية .
وفي وعد من الزعيم مسعود البارزاني قال ( لو قسمت ميزانية إقليم كوردستان بين كوردستان والبصرة سأعمل قصارى جهدي لدعم البصرة بما أملك ) بعد أن أدى قلقه على أهل البصرة وأكد على وزراء الحزب الديمقراطي الكوردستاني في الحكومة الإتحادية للعمل فوراً على تحسين واقع ووضع البصرة بعد أن رحب سيادته  بالوفد البصري وضرورة تعزيز وتمتين العلاقات الأخوية بين شعب كوردستان وأهل البصرة  وعموم العراقيين  بالرغم من محاولات الأنظمة العراقية المتعاقبة لتحويل مشاكل الكورد مع السلطات العراقية  الى مشكلات بين الكورد والعرب الاّ أن الثورة الكوردستانية منعت من تحقيق ذلك الهدف النابع من النظرة الشوفينية التي يمتازون بها على مدى حكمهم للعراق منذ تأسيس الدولة العراقية ولحد يومنا هذا وخير دليل على ذلك عدم إعتراف غالبية النواب بالمادة 140 الخاصة بالمناطق المتنازع عليها وكما يقال يكفرون ببعض ويؤمنون ببعض فحلال لهم وحرام لغيرهم وينفذون ما يحلو لهم من الدستور الذي صوت عليه غالبية الشعب العراقي , هكذا هي أخلاق الكورد  وقادته الذين نهلوا من مدرسة النضال والفداء التي أرسى دعائمها الأب الروحي للكورد الملا مصطفى البارزاني .

63

"القيادات النسوية في مجال العمل السياسي"

لازمة الشيخ يوسف

ان تعزيز مشاركة المرأة في مجال السياسية والدخول في عمق ثقافة التنظيمات الحزبية ضرورة ملحة للغاية لدى الاحزاب العلمانية وتعتبر انضمامها في هذا المجال خطوة إيجابية نحو التقدم الحضاري والاجتماعي، كما ان مشاركتها تعد احدى اهم العوامل الايجابية لارساء اسس الديمقراطية داخل اروقة السياسة لدى المجتمعات المتحضرة في جميع انحاء العالم، لذا بامكانها ممارسة العمل السياسي بكل حرية بالرغم من الضغوطات الجانبية التي تواجهها في الكثير من الاحيان فقط لكونها امرأة لكن الواقع تتغير المجتمعات مع مرور الزمن.
تستطيع المرأة السياسية ان تفتح لنفسها قنوات مباشرة في جميع الجوانب من اجل تحقيق الاهداف السياسية عن طريق التنمية الذاتية المستدامة اثناء المواقف المطلوبة لمواجهة الصعوبات التي تواجهها اثناء مشاركتها العمل السياسي.
كما هو معلوم ان كافة الاحزاب السياسية في منطقة الشرق الاوسط لا تعتمد على معايير دستورية سليمة لتشجيع العنصر النسوي للخوض في مشاركة العملية السياسية الفعالة بالطرق المناسبة او تجعلها تقراء الافكار السياسية بالصورة الصحيحة ليتسنى لها الوصول الى اهدافها المطلوبة لتتمكن من تحمل المسؤولية الكاملة اثناء المشاركة في هذا المجال.
غالبا ما يوجد هناك جهات تحمل افكار معقدة تجاه عمل المرأة في مجال السياسة وهذا قد يشكل عائقآ كبيرا أمام وصلها إلى طموح المشاركة في مستوى القيادة داخل الأحزاب او ان تشارك في مجال صنع القرار وتقسيم المسؤوليات المطلوبة ضمن التنظيمات الحزبية، هذه العوامل السلبية تجعل فرص النجاح محدودة امامها او قد تسبب في عدم افساح المجال لها للوصول الى المستوى السيادي المطلوب داخل الهرم السياسي في منطقة الشرق الاوسط بالكامل.
واخيرآ بالرغم من اهتمام بعض الأحزاب السياسية التي تؤمن بمبادئ الحرية والديمقراطية والتي تنادي بحماية حقوق المرأة وجعل المساواة بينها وبين الرجل في كافة ميادين العمل تلاحظ بأنها ايضا تتردد في مشاركة العنصر النسوي في مجال صنع القرار النهائي وهذا ايضا احدى مكامن الخلل في المشهد السياسي لكون النتيجة هو اقصاء دور المرأة وتجعلها بعيدة عن صلب النظام السياسي.
لذا على جميع الاحزاب المؤمنة بالديمقراطية اعطاء المرأة حقوقها الكاملة في المجال السياسي والاهتمام بمهاراتها الذاتية والايمان بامكانياتها العلمية الناجحة، كي تتمكن من مواصلة حياتها السياسي بالطرق المناسبة بعيدة عن التاثيرات الفئوية والضغوطات السلطوية في هذا العصر العلمي المتحضر.

64
لماذا تستهدف سهام الاعداء قامة البارتي الشامخة دوما ؟

     سعيد جردو مطو

عندما كان جسد الانسانية مثخنا بجراحات الحرب العالمية الثانية وفي نفس الوقت الذي تجرع  فيه الكورد مرارة انهيار جمهورية مهاباد الحلم وضع القائد الخالد مصطفی البارزاني خارطة طريق لميلاد حزب قومي انساني كوردستاني لينظم فعاليات الجماهير التواقة للحرية والفوز بحق تقرير المصير ضمن منهاج ثوري حضاري يسلح الجماهير بثقافة العصر ونظريات السياسة لتكون مستعدة للتعامل مع جميع المستجدات برؤية قومية ، وطنية، وانسانية فكان ميلاد البارتي الحزب الثوري التقدمي الذي اعاد للجماهير الثقة بالنفس والاصرار علی انتزاع الحقوق مهما بلغت التضحيات.....منذ ذلك الحين وحتی يومنا هذا يتكاتف اعداء الكورد جميعا لاستهداف البارتي بسهامهم المسمومة فيحيكون المؤامرة تلو المؤامرة للايقاع بالبارتي  وقيادته الحكيمة كي تخلو لهم الساحة للاستمرار علی استعباد الشعب الكوردي وجعل اغتصاب وطنه المنقسم بين اربعة دول ٲمرا واقعا.....لكن البارتي يتحداهم جميعا ويٲبی المساومة علی حقوق الكورد والكوردستانيين المشروعة ....فيستنجد الاعداء بكل المنظمات الارهابية لترتكب في المناطق الكوردستانية المستقطعة من جغرافية كوردستان جرائم ابادة يندی لها جبين التٲريخ خجلا وابادة الايزديين في شنكال وگرعزير وكوجو وفي نفس الشهر الذي ولد فيه البارتي دليل لايقبل الشك علی ان اضعاف البارتي والقضاء عليه كان جزٲ رئيسيا من مخططهم الدنيء ......ٲلا خاب فٲل الاعداء فالبارتي لم يكن يوما من عشاق الحروب ولغة القوة بل يدعو دوما الی لغة الحوار والسلام لاعطاء كل ذي حق حقه ولكنه لن يتنازل عن حق الكورد والكوردستانيين في تقرير المصير مهما اشتدت عواصف الحقد التي تهب من خارج الحدود للنيل من عزيمته وكلمة فخامة الرئيس مسعود البارزاني الذي تفضل بها قبل عدة ايام في منطقة جومان :- ((لن يراق دم كوردي بيد كوردي بعد الآن)) خير هدية لٲرواح آلاف الشهداء وٲساس متين لبناء كوردستان قوية، مزدهرة، حرة ينعم فيها جميع المكونات بحياة كريمة .........
ليبقی نضال البارتي وكفاحه الدؤوب في سبيل بناء كوردستان قوية نجمة وهاجة في سماء الحركة التحررية الكوردية...

65
16 آب ترسيخ للديمقراطية
حسن شنكالي
كان لابد للكورد من إختيار نظاماّ للحكم بما يتناسب وحجم تضحياتهم وتطلعاتهم القومية في تقرير مصيرهم في الحرية والإستقلال نتيجة لتجاربهم المريرة على مر السنين مع الأنظمة الدكتاتورية ذات الطابع الشمولي والتي تعاقبت على حكم العراق منذ تأسيسه في عشرينيات القرن الماضي آملين الخروج من تلك الدائرة المظلمة والتمتع بنظام أكثر إنفتاحاَ وبما يتيح للشعب الكوردي حكم نفسه بنفسه بعيداَ عن مفهوم التفرد بالحكم , وبعد أن ذاق الشعب الكوردي الأمرين تحت نير تلك الحكومات الدكتاتورية وإتاحة الفرصة وتهيئة الأرضية المناسبة  تم الإعلان عن ولادة الحزب الديمقراطي الكوردستاني من رحم الأمة الكوردية التي عانت التهميش والإقصاء في خضم تلك الظروف العصيبة وتحديداَ في السادس عشر من آب عام 1946 في مدينة بغداد بمنزل السيد سعيد فهيم بمشاركة سبعين ممثلاَ عن الحزب بقيادة الأب الروحي للكورد الملا مصطفى البارزاني  , حيث يهدف الحزب الى إرساء النظام الديمقراطي البرلماني الفيدرالي , والسعي لبناء مجتمع مدني يسوده القانون ويتعايش فيه الجميع في ظل سلطة وطنية نزيهة وشفافة , والمحافظة على المكتسبات القومية بما ينسجم وتضحيات الشعب الكوردي , وتعزيز الوحدة الوطنية في إقليم كوردستان وضمان مشاركة الكورد في صنع وإتخاذ القرار السياسي وإحترام الدستور, وضمان الحقوق القومية والثقافية لجميع الأقليات والمذاهب كالتركمان والكلدان والآشوريين والأيزيديين والأرمن وممارسة طقوسهم الدينية , وترسيخ مبدأ التعايش وروح التسامح بين جميع مكونات المجتمع والدعوة الى إحترام العراق لإلتزاماته الدولية وتطبيق المواثيق والمعاهدات الدولية لا سيما ما يتعلق بحقوق الإنسان والأقليات وحق تقرير المصير, والسعي الى تدويل القضية الكوردية  في إطار المنظمات الدولية وإعادة كافة المناطق المستقطعة من إقليم كوردستان وفق المادة 140 من الدستور العراقي وتثبيت حدود الإقليم على هذا الأساس , والتمسك بأهداف الأمم المتحدة ومبادئها وأحترام المعاهدات والمواثيق الدولية التي لا تتعارض ومصلحة شعب كوردستان , وتقوية العلاقات الودية مع دول الجوارعلى أساس مبدأ المصالح المشتركة , وتقوية علاقات الصداقة والتعاون مع الشعوب والأحزاب والشخصيات والمنظمات غير الحكومية التي تقف بجانب شعب كوردستان  , والعمل على فتح ممثليات حكومة إقليم كوردستان في مختلف دول العالم بحملة دولية لحث الدول للدفاع عن الشعوب التي أرتكبت بحقها الجرائم الدولية , وأكتساب الحركة التحررية الكوردية صفة مراقب في منظمة الأمم المتحدة ووكالاتها المتخصصة لضمان حق الشعب الكوردي في العيش بسلام وعدم تعرضه للإضطهاد وحملات الأبادة الجماعية مرة أخرى .
لقد رفع الحزب الديمقراطي الكوردستاني شعار( الديمقراطية للعراق والحكم الذاتي لكوردستان ) في مرحلة المفاوضات الماراثونية مع حكومة بغداد آنذاك حتى أفضت الى صدور بيان الحادي عشر من آذار عام 1970 والتي قادها مهندس الحكم الذاتي الراحل إدريس البارزاني والذي لم يجن الحزب ثماره نتيجة لعدم إيفاء بغداد بوعودها للنظرة الشوفينية المقيتة التي يتحلى بها النظام الدكتاتوري الفاشي لتبدأ مرحلة جديدة من مراحل النضال المسلح ضد الدكتاتورية في تأريخ الحزب وإمتداداَ  لثورة أيلول التقدمية  دفاعاَ عن  الحقوق المشروعة للشعب الكوردي في آذار عام 1974 .
 ويقطف اليوم الحزب الديمقراطي الكوردستاني وعلى مدى ثلاث وسبعين عاماَ من النضال بمحطاته العسيرة ثمرة نضاله وكفاحه بما يتناسب وتضحياته بالغالي والنفيس وكممثل حقيقي للشعب الكوردستاني ليبعث للعالم أروع صورة من صور الديمقراطية والتي تعتبر أنموذجاَ حياَ يشار اليه بالبنان ويحتذى به ويشيد بتجربته الحية القاصي والداني لاسيما بعد تشكيل الكابينة الوزارية التاسعة كابينة الأئتلاف المجتمعي التي مثلت في تشكيلتها جميع أطياف المجتمع الكوردستاني بمكوناته كافة برئاسة السيد مسرور البارزاني .

66
المنبر الحر / وطن في طور التهريب
« في: 19:06 08/08/2019  »
وطن في طور التهريب
حسن شنكالي
في كافة الدول تلزم جميع القوانين والأعراف الدولية رعاياها بالالتزام بمضامينها وتننفيذها وفق السياقات الإدارية المتعارف عليها وبخلافه يتعرض للعقوبات ويتحمل وزر مخالفته لها , ويعتبر الإلتزام سلوكاَ وطنياَ  للفرد نابع من خلفية ثقافة أسرته التى تربى فيها ويعد مواطناَ صالحاَ في خدمة وطنه وبعكسه غير الملتزم الذي يضرب القوانين عرض الحائط ولا يعير للنظام أية إهتمام لأنه يشغل السلطات بمطاردته ويصرفهم عن مهامهم الأساسية ومن أكبر الآفات الإجتماعية التي أبتلينا بها بعد تحرير العراق من النظام الشمولي هو موضوع التهريب الذي هوعبارة عن  إدخال البضائع إلى البلاد أو إخراجها منها بصفة غير شرعية دون اداء الرسوم الكمركية والضرائب الأخرى والدوافع المحركة للتهريب هي في الغالب المشاركة في تجارة ببضاعة غير مشروعة كالمخدرات أو الهجرة غير الشرعية أو قد يدفعها التهرب الضريبي أو البيع في الخفاء إن كانت البضاعة مسروقة وغير مسموح بدخولها بشكل رسمي أو قد تتعرض لمخاطر في حالة دخولها عن طريق اجتياز الحدود البرية أو البحرية أو من خلال الموانىء والمطارات بشكل غير رسمي وموضوعة التهريب هي ليست وليدة الساعة بل لها إمتدادات من خارج الحدود ومن خلفها مافيات مرتبطة بأجندات سياسية تعمل وفق آلية مدروسة وممنهجة من أجل مصالحها الشخصية في ظاهرها وفي باطنها ضرب الإقتصاد الوطني وإضعاف قيمة العملة الوطنية .
وتتناقل يومياَ وعلى مدار الساعة الفضائيات والقنوات المرئية والمسموعة أخباراَ عن التهريب بمختلف أشكاله منها تهريب النفط والوقود وتهريب الآثار وتهريب سرعات الأنترنيت وتهريب العملة وتهريب الأسلحة والأعتدة وتهريب المخدرات وتهريب المواد الغذائية وتهريب الأعضاء البشرية وتهريب الماشية وتهريب البشر وتهريب السكاير وتهريب المواد الغذائية وتهريب الأدوية وتهريب أسرار الدولة والتي تعتبر من أخطر أنواع التهريب من خلال تسريب المعلومات الإدارية من الدوائر الحكومية مقابل حفنة من الدولارات التي لا تغنى ولا تسمن جوع .
أية حصانة للدولة التي تتعرض للتهريب يومياَ وعلى مرأى ومسمع الجهات الأمنية بجميع مفاصلها دون وازع ولا رادع نتيجة لتهاون الدولة في تطبيق القوانين التي وجدت على الورق دون تنفيذ أوضعف الإرادة الوطنية نتيجة للمحاباة وتفشي ظاهرة المحسوبية والمنسوبية في المجتمع حتى غدت ظاهرة إجتماعية تنخر في جسد الدولة ولا حياة لمن تنادي ويتم تطبيق الحديث النبوي الشريف (إنما أهلك الذين قبلكم ، أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد) , فأين العدالة في تطبيق القانون الذي هو فوق الجميع والناس سواسية كأسنان المشط أمام القانون .
نعم الوطن معروض للتهريب في وضح النهار لعدم وجود راع يتحمل المسؤولية في زمن ساد الظلم وغابت العدالة الإجتماعية , فإلى متى يبقى البعير على التل ؟

67
فرض القانون في الموصل
حسن شنكالي
بعد تحرير العراق من براثن الدكتاتورية والتحول من النظام الشمولي الى الفضاء الرحب من الديمقراطية برزت على الساحة السياسية بعض الأحزاب والتكتلات والتجمعات والحركات والتي لا تمتلك تأريخاَ نضالياَ بل هي وليدة الساعة تحت مسميات ما أنزل الله بها من سلطان لعدم وجود قانون للأحزاب السياسية في العراق بعد أن تم فسح المجال لكل من هب ودب بتشكيل حزب مسنود بفصيل مسلح بعيداَ عن القوات الأمنية النظامية حتى تعددت الأعلام والرايات في الشارع العراقي ورفعت من الشعارات البراقة التي تهزمشاعر المواطنين كطريقة للكسب السياسي غير المشروع  مما جعلتها تتجاوز حدودها أحياناَ على القانون في الوقت الذي كان البعض منهم سنداَ قوياَ ورديفاَ وعوناَ للقوات المسلحة لمقارعة عصابات داعش الإجرامية .
وما حدث مؤخراَ بقطع الطريق الرئيسي بين أربيل والموصل من قبل متمردين وتم الإعتداء على منتسبي القوات المسلحة العراقية وعدم الإمتثال لأوامر القائد العام للقوات المسلحة هو ما يسمى بالتمرد حسب الأعراف العسكرية مما أحدث هرجاَ ومرجاَ على مستوى المدينة وأثرت على الوضع الأمني بشكل عام لتأثير تلك الجهات وقدرتها مباشرة على تحريك الشارع حتى بادر رئيس الوزراء بتحريك قوات عسكرية من كركوك بإتجاه الموصل للسيطرة على الموقف وفرض سلطة القانون في الموصل .
عملية فرض القانون تذكرنا بما قامت به القوات العراقية في السادس عشر من أكتوبر 2017 في كركوك راح ضحيتها المئات من الأبرياء ونزوح الالاف من العوائل الكوردية بعد ممارسة سياسة  التعريب الممنهجة  كخرق  دستوري فاضح من إقتحام لإقليم كوردستان الذي يستمد شرعيته وخصوصيته من الدستور العراقي الذي صوٍّت عليه غالبية الشعب العراقي حيث تم فرض الحصار الإقتصادي على المنافذ الحدودية والمطارات وقطع رواتب الموظفين والبيشمركة بعد أن  كانت ولا زالت كوردستان مثالاَ رائعاَ للأمن والأمان بشهادة الأعداء قبل الأصدقاء بالإضافة الى مشاركة قوات البيشمركة الأبطال بتحرير الموصل وتسهيل مهمة القوات الأمنية لوجستياَ بعد تسييس الموضوع من قبل بعض الجهات السياسية المتنفذة ذات النظرة الشوفينية الضيقة والتي مارست ضغوطاَ سياسياَ على الحكومة العراقية من أجل مصالحها وإعادة الإقليم الى ما كان عليه قبل عام 1991 وعدم تنفيذ بنود الدستور وخاصة المادة 140 منها التي تخص كركوك والمناطق المتنازع عليها .
فشتان بين تلك العمليتين فصيل مسلح يتمرد على أوامر رئيس الوزراء ولا يمتثل لقراراته ويقطع الطرق المؤدية الى إقليم كوردستان ويتحدى ويعتدي على منتسبي الفرقة السادسة عشر المنتشرة هناك مع كل هذه التصرفات اللامسؤولة والخارجة عن القانون  تنبري بعض الجهات السياسية والرسمية وتطالب رئيس الوزراء بالعدول عن قراره بعدم سحب قوات الحشد من الموصل وعدم إخلاء السيطرات التي تحت سيطرتها ليزيد في الطين بلة .
وجهة ساندت القوات العراقية في حربها ضد داعش بكل ما أوتيت من قوة وشاركت فعلياَ في عمليات تحرير الموصل وضحت بالغالي والنفيس وتسابقت للدفاع عن الأرض والعرض حفاظاَ على كرامة العراق والعراقيين تعاقب بشكل جماعي وتعمل على أنهاء وجوده وطمس هويته القومية متناسين دورهم المشرف على الساحة السياسية العراقية وعدم الإعتراف بحقوقه المشروعة وفق السياقات الدستورية .

68
الثالث من آب هز ضمير الإنسانية
حسن شنكالي
كان الشنكاليون في الثالث من شهر آب المشؤوم قبل خمسة أعوام خلت على موعد مع القدرغيرمحتسبين لما سيحل بهم لإنهماكهم بمصالحهم اليومية وعلى حين غفلة تعرضت شنكال لهجمة بربرية تخللتها موجة إعلامية مشبوهة لبث الإشاعات المغرضة من خلال الطابور الخامس وبتوجيه من الخلايا النائمة وبالتعاون مع الذين إرتضوا لأنفسهم أن يكونوا حواضن للمجرمين حتى ساد الهرج والمرج في سويعات قليلة أرجاء المدينة ودب الذعر في الأفئدة والقلوب الى الحناجر أقرب حتى غدت قدراتهم العقلية محدودة لا تتعدى لملمة ما خف من متطلبات طريق مجهول تاركين وراءهم أموالهم وممتلكاتهم وما لذ وطاب من حطام الدنيا الذي جمعوه في سنوات شقائهم وكد أيديهم وبعرق جبينهم , حيث غصت الشوارع والأزقة بالسيارات والمواطنين في مشهد مهيب يتسابق فيه الشيوخ والأطفال والنساء لتودع أهلها بعد أن توشحت بالسواد كسواد نية الظلاميين الحاقدين وتحولت شنكال الى مدينة أشباح وهاجس الخوف والجزع يعلو محياهم قاصدين مكان آمن هرباً من بطش المجرمين الذين تلطخت أياديهم بدماء الأبرياء ليحتموا في سفوح وكهوف وأودية جبل شنكال الشامخ حيث لا طعام يغنيهم من الجوع ولا ماء يروي ظمأهم يفترشون الأرض ويلتحفون السماء وعويل النساء وبكاء الأطفال يشق عنان السماء ويتلاطم صدى نحيبهم الوديان فلا منقذ ولا ناصر حتى دخلت عصابات داعش شنكال وعاثت في الأرض الفساد وأثخنت الجراحات وبالغت في القتل الجماعي ونحر للرؤؤس وتعذيب وسبي وإغتصاب بأبشع الطرق الوحشية حتى بيعت النسوة في سوق النخاسة كالعبيد وتم تفخيخ وتفجير المزارات والكنائس والجوامع في سابقة خطيرة هزت ضمير الأنسانية جمعاء والتي لم تشهدها شنكال في تأريخها الحافل بالفرمانات والغزوات لتسجل وصمة عار في جبين خوارج العصر .
مرت سنوات خمس على الفاجعة المريرة و معاناة عوائل الشنكاليين لا زالت قائمة وأخص بالذكر إخوتنا من الطائفة الإيزيدية نتيجة إحتجاز وفقدان الآلاف من النساء والأطفال والشيوخ لدى عصابات داعش الإجرامية بالرغم من محاولات حكومة أقليم كوردستان المتمثلة بشخص السيد نيجيرفان البارزاني في إعادة العديد من الأسرى الى عوائلهم وذويهم وأستضافتهم في مخيمات النزوح وتقديم ما يمكن تقديمه في الوقت الذي كان الإقليم يمر بضائقة مالية حادة وحصار إقتصادي مفروض من قبل الحكومة المركزية بحجة فرض سلطة القانون , حيث أوفى الزعيم مسعود البارزاني بعهده الذي قطعه على نفسه ليشرف شخصياَ على تحريرشنكال من قبضة داعش بتأريخ 24/12/2015 على يد قوات البيشمركة الأبطال .
يقيناَ لازالت شنكال تبكي لتذرف بدل الدموع دماً على فراق أهلها الطيبين بجميع مكوناتها بعد أن تعرضت الى أقذرعملية إبادة جماعية ترتقي الى مستوى الجرائم ضد الأنسانية لا سيما بعد العثور على عدد من المقابر الجماعية التي ضمت رفات المئات من المغدورين من نضرائنا في الخلق وإخوتنا في الإنسانية كما حدث للبارزانيين على يد أعتى نظام دكتاتوري عرفه التأريخ المعاصر , ناهيك عما تشهده شنكال حالياَ وضعاً أمنياً مضطرباً غير محسود عليه لتعدد إنتماء المسلحين المنتشرين فيها مما شكلت عائقاً أمام عودة النازحين الى قراهم وسبباً  في تأخر إعادة إعمار المدينة وبنيتها التحتية الى سابق عهدها بعد أن كانت مثلاً وأنموذجاَ رائعاً للتعايش السلمي في صورة مصغرة للعراق  بمكوناته كافة على مر الأجيال .
أما آن الأوان لأهل شنكال الأصلاء أن يعودوا الى مدينتهم وقراهم ويكونوا يداً وصفاَ واحداَ كالبنيان المرصوص أمام عاديات الزمن ويتركوا للتأريخ ما سيكتبه ليكون شاهداً على جرائم الإرهابيين وينسوا الماضي بمرارته ويضمدوا جراحاتهم بما يحدوهم الأمل لمستقبل مشرق واعد مع قرب عودة  قوات البيشمركة لمواقعها السابقة بالتنسيق مع القوات المسلحة العراقية  ليعم الأمن والأمان وتطبيق المادة 140 من الدستور العراقي على أن يكون يوم الثالث من آب من كل عام يوماً  للحداد على شنكال .

69
المادة 140 مرهونة بالتنفيذ
حسن شنكالي
الحديث عن المادة 140 حديث ذو شجون تخللته نقاشات حادة ومفاوضات ماراثونية وإعتراضات لفترة طويلة  من قبل من يحملون الفكر الشمولي الشوفيني حتى تم الإتفاق على وضعها في الدستورمن قبل لجنة كتابة الدستور العراقي التي ضمت في عضويتها ممثلين من جميع مكونات المجتمع العراقي لتكون بديلاً عن المادة 58 من قانون إدارة الدولة العراقية الذي كتب في عهد الحاكم المدني للعراق بول بريمر عام 2003 نتيجة للنزاع الدائر حولها من قبل بعض مكونات كركوك ليتم ترحيلها الى الدستوربعد أن حددت الآليات الواجب تنفيذها وسميت بالمناطق المتنازع عليها بين إقليم كوردستان والمحافظات المجاورة له الموصل وديالى وصلاح الدين نتيجة لتعرض تلك المناطق الى التغيير الديموغرافي في ظل حكم النظام البائد ما بين عام 1968 ولغاية نيسان 2003  والذي تم الإستفتاء عليه في الخامس عشر من تشرين الأول عام 2005 لتدخل حيز التنفيذ , على ثلاث مراحل التطبيع ويعني علاج التغييرات التي طرأت على التركيبة السكانية في كركوك والمناطق المتنازع عليها في عهد الطاغية وبعدها الإحصاء السكاني في تلك المناطق وبما يعرف بالتعداد العام للسكان وآخرها الأستفتاء لتحديد ما يريده سكانها  .
وبسبب التعقيدات والعراقيل التي وضعها بعض الذين لا يريدون الخير للكورد وكوردستان ولهم غاية في نفس يعقوب قضاها منها أسباب سياسية وبعضها فنية وخاصة ما يتعلق بكركوك حيث تحولت هذه المادة الى جدل متواصل بين مختلف الأطراف بسبب قانونيتها ومدة نفاذها ولأسباب ما أنزل الله بها من سلطان .  حيث يعتبر الكورد أن المادة 140 هي خريطة الطريق الوحيدة لحل مشكلة كركوك والمناطق المتنازع عليها ، وظل قادة إقليم كوردستان يطالبون بتطبيقها في مختلف الأوقات وجميع المناسبات ، وإعتبرالزعيم  مسعود البارزاني في مؤتمر صحفي في أربيل في 27 حزيران 2014 أن المادة 140 من الدستور العراقي  قد "أنجزت وانتهت، ولن نتحدث عنها بعد الآن"، وذلك بعد دخول قوات البيشمركة الأبطال الى المناطق المتنازع عليها، وقال "لقد صبرنا عشر سنوات مع الحكومة الاتحادية لحل قضية المناطق المتنازع عليها  وفق المادة 140، لكنها كانت دون جدوى"
حتى جاء اليوم لتقول المحكمة الاتحادية العليا  كلمتها الفصل وتنصف العدالة في أن المادة 140 من دستور جمهورية العراق لسنة 2005 سارية المفعول  لأنها أناطت بالسلطة التنفيذية إتخاذ الخطوات اللازمة لإكمال تنفيذ متطلبات المادة 58 من قانون إدارة الدولة للمرحلة الانتقالية بكل فقراتها والتي لا زالت نافذة استناداً لأحكام المادة 143 من الدستور" وذلك لتحقيق الاهداف التي أوردتها المادة 58 من قانون ادارة الدولة العراقية للمرحلة الانتقالية الرامية إلى تحقيق العدالة في المناطق التي تعرضت إلى تغيير الوضع السكاني من خلال الترحيل والنفي والهجرة القسرية وذلك على وفق الخطوات المرسومة في المادة 58 المذكورة أنفاً"

70
هل الفساد ثقافة مجتمعية  في العراق ؟؟؟
حسن شنكالي
كثيراَ ما تتناقل وسائل الإعلام المرئية والمسموعة وتنشر على صفحات مواقع التواصل الإجتماعي موضوعة الفساد المتفشية في دوائر الدولة دون وازع ولا رادع ويمكن تعريف  الفساد على أنّه أعمال غير نزيهة يقوم بها الأشخاص الذين يشغلون مناصب في السلطة، مثل المديرين، والمسؤولين الحكوميين وغيرهم وذلك لتحقيق مكاسب خاصة ومن الأمثلة على ظواهر الفساد إعطاء وقبول الرشاوى والهدايا غير الملائمة والمعاملات السياسية غير القانونية والغش أو الخداع والتلاعب في نتائج الانتخابات وتحويل الأموال والاحتيال وغسيل الأموال

حتى باتت تضم أفعال الفساد قائمة كبيرة من الأعمال غير الأخلاقية منها الابتزاز والرشوة والمحسوبية والاختلاس التي هي دخيلة على مجتمعنا المحافظ بعد أن كان يعاقب عليها القانون , فوجود الفساد الاداري والمالي متجذر في بنية مؤسسات الدولة العراقية وتبلور هذه الظاهرة الخطيرة يجعل منها عقبة في طريق تقدم عملية التنمية بأصعدتها المختلفة والابتعاد عن الخطط والبرامج التنموية ولم يكن الفساد الاداري والمالي يشكل ظاهرة عامة في العراق قبل فرض الحصـــار عليــــه فــــي أواخر عام 1990م ، وإنما كان يمثل حالات فردية في هذه الوزارة أو تلك, أو فـي هذه الدائرة أو تلك ، ولكـن هذه الحالات الفردية سرعـان ماتحولت الى ظاهرة تتزايد وتتسع يومـاً بعد يـــوم منـــذ فرض الحصار الاقتصادي على العراق , وأصبحت هذه الحالة واضحة في العديد مـن دوائـــــر الدولة , وللأسف انها تفاقمت في السنوات الاخيرة حتى اصبحت تزكـــم الانــوف , ولهذا كان يجــب الاسراع بتشخيص حالات الفساد الاداري والمالي ووضع المعالجات للحد منه واجتثاثها .
وهناك أمثلة عديدة لرؤؤس الفساد في مؤسسات الدولة يسرحون ويمرحون بل يشرعون القوانين في أعلى مؤسسة تشريعية في العراق متناسين أنفسهم بالرغم من تشكيل مجلس أعلى لمكافحة الفساد لكنها مع الأسف هناك ضغوطات أكبرمن قبل أجندات خارجية لها مصالحها في إضعاف الإقتصاد العراقي وإبتزازه مع التستر على الشخصيات السياسية على شكل مافيات تعمل على الساحة السياسية تحت غطاء معروف ومدفوع الثمن سلفاَ , وفي آخر تغريدة لترامب الرئيس الأمريكي حول مصادرة الأموال المودعة في البنوك الأمريكية إن صح الخبر ؟
تحرص الدول على محاربة الفساد الاداري والمالي لانه يشكل آفة خطيرة في جميع ميادين الأمن والاقتصاد والتنمية ويؤدي إلى انهيارها مما يسبب اعاقة تقدم البلد ونهب ثرواته ومنع حركة العمران التقدم والرفاهية الاقتصادية . بالاضافة الى تفشي هذه ظاهرة يسبب عرقلة مسيرة تطور الدولة وعدم تحقيق الأهداف التي تتوخاها في مسيرة عملها ، ان الفساد الاداري والمالي له امتدادات طويلة في المجتمع العراقي، فهو ينتشر في البنى التحتية في الدولة والمجتمع والجهاز الوظيفي ونمط العلاقات المجتمعية فيبطيء من حركة تطور المجتمع والتقدم الاقتصادي  لذا يجب أن تعزز الحكومة العراقية من قدراتها من خلال الشفافية واصدار القوانين وتطبيقها على ارض الواقع حتى تتمكن من تحديد الفساد ومعالجته وفق القانون وبناء مجتمعاً سليماً معافى خالياً من الأمراض الاجتماعية واعادة الامور الى وضعها الصحيح ومواكبة عجلة تقدم الدول بكافة النواحي .
و يعد تشكيل هيئة النزاهة ومكاتب المفتش العام  في العراق خطوة في الطريق الصحيح لمكافحة الفساد الإداري والمالي ، وسيكون لها الدورالإيجابي في تحجيم مدى انتشار الفساد وستكون أكثر فعالية عندما يتم التنسيق بينها وبين المنظمات الدولية المهتمة في هذا المجال .

71
فرض أم خرق للقانون في كركوك ؟
حسن شنكالي
أقاموا الدنيا ولم يقعدوها في وسائل الإعلام لخلق الأعذار وإستمالة الرأي العام  للتدخل العسكري في كركوك والمناطق المتنازع عليها بحجة فرض سلطة القانون والقانون براء منهم بل خرق فاضح حسب المادة التاسعة أولاَ البند (أ) من الدستور العراقي الذي صوت عليه غالبية الشعب العراقي الذي يحرم إستخدام القوات الأمنية لحل المشاكل السياسية ولا تكون أداة لقمع الشعب العراقي ولا دور لها في تداول السلطة , ومع كل هذا تمت عمليات فرض سلطة القانون في السادس عشر من أكتوبر ونتج عنها نزوح آلاف المواطنين الكورد وترك منازلهم وممتلكاتهم عرضة للسلب والنهب بالأضافة الى القتل والتعذيب والإنفلات الأمني الذي شهدته المحافظة ناهيك عن تحرك الخلايا النائمة لعصابات داعش الإجرامية بحرية تامة وتنفيذ سياسة التعريب التي ورثوها من أزلام النظام البائد .
وبعد أتفاق الحزب الديمقراطي الكوردستاني والإتحاد الوطني الكوردستاني على تسمية محافظ جديد لكركوك وتشكيل لجنة عليا للتشاور مع باقي الكتل السياسية ومكونات المجتمع الكركوكي لجعلها نموذجاً  للتعايش والتآخي بين جميع مكوناتها , شهدت كركوك يوم الجمعة مظاهرات مدفوعة الثمن مسبقاَ رافضين المقترح والذي حدث لم يكن بالحسبان وسابقة خطيرة أعادت الأوضاع الى المربع الأول وفسحت المجال لعودة الصداميين للظهور علناً لتصدح حناجرهم بتمجيد النظام المقبور امام أنظار القوات الأمنية التي كانت تحمي المتظاهرين , فأين دور سلطة القانون والأجهزة الأمنية من كل هذا ؟ وهذا تطبيق لمضمون المثل العربي ( جنت على نفسها براقش ) وهذا ما أقترفته أياديكم الخبيثة بمساندة أجندات خارجية وبمؤامرة دولية حاك خيوطها بعض ضعاف النفوس المحسوبين على الكورد والكورد براء منهم الى يوم الدين من أجل حفنة من الدولارات لأبعاد الحزب الديمقراطي الكوردستاني عن الساحة السياسية وإخراج قوات البيشمركة والآسايش التي ضحت ودافعت عن كركوك بجميع مكوناتها دون تمييز ويشهد بدورهم القاصي والداني والعدو قبل الصديق .
ما هكذا تورد الأبل يا من جيَش العدة والعدد لهيكلة أقليم كوردستان والنية المبيتة لأعادته الى ما قبل عام 1990والتعامل معه حسب المحافظات وتغيير تسميته الى شمال العراق في سابقة خطيرة وخرق فاضح لبنود الدستور العراقي , وهاهي نتائج عملياتكم البائسة في فرض سلطة القانون في كركوك والمناطق المتنازع عليها لينقلب السحر على الساحر بدلاً من تطبيق القانون يسود الإنفلات الأمني وتنشط الخلايا النائمة لداعش ويعبث كل من هب ودب لتغيير الخارطة السياسية لكنهم خسئوا وخسرت تجارتهم التي راهنوا عليها وكثيرا َ ما حذر منها الكورد في جميع المناسبات بأن كركوك قنبلة موقوتة وهكذا أزيلت الأقنعة المزيفة وتكشفت الوجوه الكالحة على حقيقتها والتي لا تريد الخير للكورد وكوردستان .
وأكد الزعيم مسعود البارزاني مراراَ وتكراراَ وأعادها اليوم السبت في بيان رسمي أن مشكلة كركوك ليست بين حزبين سياسيين وإنما موضوع تاريخي وسياسي قديم وكبير ومتشعب ايضاَ ويجب أن تحل هذه المسألة بين بغداد واربيل مشدداَ  في الوقت ذاته على إنه لا تراجع عن الهوية الكوردستانية لكركوك .

72


قوة كوردستان بصلابة رجالها
حسن شنكالي
 شهدت كوردستان على مر تأريخها منذ عقود من الزمن مقارعة الأنظمة الدكتاتورية التي تسلطت على رقاب الشعوب من أجل كبح جماح المناضلين المتعطشين للحرية والإستقلال بعد أن مرت بمحطات مفعمة بالنضال لتنجب في تلك الظروف العصيبة قادة شجعان نهلوا من نهج المقاومة الشريفة وليكملوا المسيرة جيلاَ بعد جيل ويستمدوا قوتهم من صلابة رجالها الأشداء الملتزمين بعقيدتهم القومية بدأَ من الشيخ سعيد بيران والقاضي محمد والملا مصطفى البارزاني وعبدالرحمن قاسملوا ومسعود البارزاني وأنتهاءَ بالجيل الثاني من زعماء الكورد وقادتهم الذين برزوا على الساحة السياسية في الآونة الأخيرة كونهم يمثلون خير خلف لخير سلف وأخص بالذكر ما أفرزته السلالة البارزانية من خيرة شبابها شامخين كشموخ جبال كوردستان الشماء نيجيرفان البارزاني ومسرور البارزاني ليتصدروا  دفة الحكم في أقليم كوردستان العراق .
لا يخفى على المتتبعين بالشأن الكوردستاني ما آلت اليه الأوضاع بعد السادس عشر من أكتوبر يحجة فرض سلطة القانون في كركوك والمناطق المتنازع عليها حيث لمع نجم السيد نيجيرفان البارزاني  في معالجة الوضع السياسي الذي تراجع بعد أجراء الأستفتاء على الأستقلال بوصفه مسؤولاً تنكوقراطياً بعد ترؤسه لعدة حكومات في أقليم كوردستان وخبرته الإدارية وحنكته السياسية وسعة صدره في أدارة الدولة في الأزمات حيث تمكن خلال توليه الحكومة من الحفاظ على وحدة إقليم كوردستان ومنع محاولات تقسيمه ومد الجسور بين الأحزاب الكوردستانية كما لعب دورا كبير في الأزمة الاقتصادية التي عصفت في الاقليم في 2014 وساهم بفعالية في إعادة العلاقات الدبلوماسية مع دول الجوار خصوصا تركيا وايران بعد احداث السادس عشر من  إكتوبر, كما عرف كرجل إقتصاد حيث ساهم بفعالية في جلب الاستثمارات وإنعاش الوضع الاقتصادي في إقليم كوردستان  وإطلاق العديد من المشاريع الخدمية والتنموية.
وخلال الحملة الأنتخابية لأنتخابات أقليم كوردستان العراق رفع الحزب الديمقراطي الكوردستاني شعار من أجل كوردستان أقوى وهاهي كوردستان توفي بوعدها لمؤيديها وللكوردستانيين والعالم أجمع لتكون قوية برجالها  وقادتها الذين نهلوا من مدرسة النضال والفداء التي أرسى دعائمها الأب الروحي للكورد الملا مصطفى البارزاني الخالد بعد  أن تعهدت بتقديم أفضل الخدمات لمواطنيها دون تمييز من خلال البرنامج الحكومي الذي أطلقه  مسرور البارزاني بعد تسنمه مهام رئاسة الوزراء في الكابينة الوزارية التاسعة .
هنيئاً لكوردستان بقادتها ورجالها وهنيئاً لقادة كوردستان بشعبها الصابر المحتسب على الشدائد .

73
وا بارزانيّاه ... وابارزانيّاه ؟
حسن شنكالي
استوقفني تصرف شاذ ودخيل على مجتمعنا المتسمك بالعادات الإجتماعية والتقاليد العشائرية الموروثة أباَ عن جد وكذلك على من يحمون الديار ومن يتمسكون بزمام السلطة ويسهرون على حفظ الأمن وراحة المواطنين , بل إهتز كياني وإقشعر لها بدني في سابقة خطيرة على المجتمع وحادثة غريبة حتى قادتني أناملي لا شعورياَ  لأكتب هذه السطور المتواضعة في مقالة قد تكون غريبة نوعا ما في عنوانها لكن الحقيقة تقال .                                                         لنعود للتأريخ الى ما قبل أكثر من ألف ومئتين سنة لما حدث في السادس من شهر رمضان سنة 223 هـ الموافق لشهر آب من عام 838 م بعد أن جهز المعتصم بالله الخليفة العباسي جيشاَ لنجدة المرأة العربية التي سُحلت وسُجنت من قبل أحد الجنود الرومانيين حتى إستنجدت به في صرخة إشتهرت بها في التأريخ ( وامعتصماه ) في مدينة عمورية التي كانت من أهم مدن الإمبراطورية البيزنطينية  , حتى غدت مثلاَ لكل مظلوم يستنجد طالباَ المساعدة , والحادثة بإختصار قيام أحد الضابط برتبة رائد في مكافحة إجرام محافظة كركوك على إجبار فتاة شابه كانت تسير مع خطيبها للصعود معه في سيارة تحمل لوحات حكومية وأثناء الواجب الرسمي بالتعاون مع أفراد المفرزة التي بصحبته بعد ضرب خطيبها وتركه مرمياَ على الأرض ليقوم بإغتصابها داخل العجلة الحكومية  وكما يقول المثل الدارج حاميها حراميها .                                                                                                                              أين كنا وأين نحن الآن بعد أحداث السادس عشر من أكتوبر 2017  , هنا سؤال يفرض نفسه لو كانت قوات البيشمركة والآسايش تمسك بزمام الأمور هل تجرأ أحد للقيام بمثل تلك الأفعال المخلة بالشرف أمام أنظار المارة وبشكل علني لا سيما وأنها تصدر من جهة يمثلون السلطة المحلية في كركوك                                                أليس من حقنا   نحن الكورد أن نستنجد بالزعيم مسعود البارزاني وننادي بأعلى الأصوات كصرخة إستنجاد للمظلومين  ( وابارزانياه ) والذي كرس جل حياته وعائلته مضحياَ بالغالي والنفيس من أجل حماية أمته وشعبه كونه الحارس الأمين على مصالحهم ومستقبلهم ومن خلال نوافذ الحزب الديمقراطي الكوردستاني الذي يترأسه بإعتباره الممثل الشرعي والوحيد للشعب الكوردي مطالباً بالحقوق المشروعة لهم وفق الأعراف والمواثيق الدولية كشعب محب للحياة والسلام , ليتدخل سيادته عاجلاَ أم آجلاَ لحفظ الحرمات بعد إنتهاكها من حماتها الوهميين بعد عمليات فرض سلطة القانون , ولإنهاء الأوضاع المزرية والشاذة التي تسود الشارع الكركوكي والمناطق المتنازع عليها من الإنفلات الأمني وخير دليل على ذلك ما حدث قبل أيام من خروقات أمنية وتفجيرات متعاقبة وسط كركوك وعدم السيطرة على مجريات الأحداث اليومية لاسيما وتحركات الخلايا النائمة لعصابات داعش الإرهابية تزداد بشكل ملحوظ ناهيك عن جرائم حرق المحاصيل الزراعية وترحيل الكورد من مدنهم و قراهم نتيجة لسياسة التعريب المبطنة والتي كانت ولا تزال تمارس من قبل أزلام النظام البائد ضد الكورد لتغيير ديمغرافية المنطقة , ومراراً طالب سيادته الحكومة المركزية على حل المشاكل العالقة بين بغداد وأربيل وتطبيق المادة 140 من الدستور العراقي ليسود الأمن والأمان بعودة قوات البيشمركة الى مواقعها السابقة وتهيئة الأجواء المناسبة لعودة النازحين الى مدنهم وقراهم وتعويضهم من الدمار الذي لحق بممتلكاتهم بعد هجمات داعش الإرهابية وتدمير البنية التحيتة فيها.                                                           
 وسنبقى نحن الكورد في خارج إدارة الإقليم ننادي بملىء أفواهنا وابارزانياه في كل موقف نتعرض فيه للظلم  كونه نصيراَ للمظلومين , وأقول ما هكذا تورد الإبل يا بغداد .

74
ما زالت شنكال تنزف
حسن شنكالي
شنكال مدينة موغلة في التأريخ وزاخرة بآثارها التي تدل على عراقتها منذ آلاف السنين حيث شهدت مدينة شنكال قيام أولى المستوطنات البشرية قبل ألاف السنين ، بعد أن  وضع الإنسان الأول بواكير محطات استراحته فوق أديمها  وأرضها (ته به) و (كَرى ره ش) و (شلو) ونقش على صخورها أولى الدلائل لتؤشر للقادمين من بعده عمقها التأريخي  وهكذا دواليك تمرالأيام والسنين وجيلاَ بعد جيلاَ وزمان بعد زمان تنهض هذه المدينة وتخبولكنها تبقى على مدى ألازمان محافظة على تأريخها وهويتها بتماسك أهلها الطيبين ، ويكفي سكانها فخراَ إن إسمها شنكَال لا يزال ينطق من شفاه سكانها منذ ألاف السنين وحتى ألان .
كانت شنكال ذات يوم مملكة آرامية سقطت عام 114م على يد الرومان ، ثم أتابكية في أواخر العصر العباسي ، ثم سنجقاَ عثمانياَ ، وفيما بعد قضاء عراقي يتبع لواء الموصل ، وشنكال كانت تضم في مركزها أكثر من ثمانين إلف نسمة معظمهم من المسلمين السنة والشيعة والايزيديين والمسيحيين يمارسون طقوسهم بتعايش منقطع النظير ولهم مساجدهم وكنائسهم ومعابدهم ومزاراتهم المحترمة من الجميع , لكن ومع الأسف تعرضت شنكال الى أبشع أنواع الإبادة ضد السكان الأصليين وأشاعوا بينهم ثقافة فرق تسد لغاية في نفس يعقوب قضاها من قبل أسلاف الدواعش من أزلام النظام البائد .
لقد بدأت عمليات التعريب في مركز المدينة منذ بداية السبعينات ، ولكنها لم تكن معلنة بشكل واضح لوجود الحزب الديمقراطي الكوردستاني في السلطة ويمارس نشاطه السياسي في المدينة ، لكن سياسة التعريب أصبحت تمارس بشكل علني بعد إتفاقية السادس من آذار المشؤومة عام 1975 , وفي الثالث من  آب 2014  بدأت عصابات داعش الإرهابية بالهجوم على مدينة شنكال حيث بدأ الإرهابيين بأرتكاب أبشع المجازر ضد السكان ونهب وسرقة ممتلكات المواطنين ، وأختطاف النساء وأخذهم سبايا ، واعتبرت الانتهاكات التي ارتكبها الدواعش الأنذال تصل إلى درجة جرائم الحرب وجرائم ضد الإنسانية وبما تعرف بالإبادة الجماعية حيث نزحت السكان إلى جبل شنكال الشامخ خوفاً من التعذيب والقتل  وبعد هجوم التحالف الدولي وشنه لضربات جوية تقدمت قوات البيشمركة الأبطال في الثالث عشر من تشرين الثاني 2015 ليفي الزعيم مسعود البارزاني بوعده الذي قطعه عندما زار جبل شنكال بتحريرها من براثن المجرمين وتم تحريرها لتصبح تحت قبضتهم .
وفي مسلسل الجرائم الأخيرة وفي سابقة خطيرة تعرضت المحاصيل الزراعية  في شنكال الى حرائق لم تشهدها المدينة منذ مئات السنين بأيادي خبيثة وبتوجيه من أجندات لها مصالحها في القيام بهذه الأفعال النكراء لتخريب الإقتصاد وشل الحركة وتفتيت النسيج الإجتماعي وإثارة الفتنة الطائفية وعدم فسح المجال لعودة النازحين الى قراهم لتبقى شنكال مدينة أشباح تشتاق الى عودة أهلها الطيبين بمختلف مللهم ونحلهم وطوائفهم ومذاهبهم والتي كانت تشكل فسيفساء جميلاَ وواحة غناء بتعدد ألوان زهورها البهية كألوان الطيف الشمسي على مدى آلاف السنين لتشكل أروع صورة من صور التعايش السلمي دون تمييز .

75
القيادة تليق بالبارزانيين
حسن شنكالي
بالأمس القريب ناضل الشعب الكوردي ضد الأنظمة الدكتاتورية المتعاقبة على إدارة الدولة العراقية لعدم الإعتراف بحقهم في تقرير المصير كأي شعب من شعوب العالم الثالث خلافاً لما كفلته الأعراف والمواثيق الدولية بغض النظر عن الإنثية أوالعرق أواللون أوالإنتماء أوالدين أوالثقافة وإعتبارهم مواطنين من الدرجة الثانية مع سبق الإصرار والترصد وإتخاذهم حقل تجارب لأسلحتهم الفتاكة والمحرمة دولياً , حيث وقفوا صفاً واحداً بوجه الطغاة إيماناً منهم بعقيدتهم وحقهم الشرعي في الإستقلال والحرية من خلال فوهات بنادقهم البدائية الصنع حتى رضخت الحكومة آنذاك لمطالبهم ليبرموا إتفاق الحادي عشر من آذار عام 1970 ويمنح بموجبه الكورد حكماً ذاتياً على مدى أربع سنوات من تأريخ تنفيذ بنود الإتفاقية لكن النظرة الشوفينية المقيتة حالت دون تنفيذ الإتفاقية ووأدتها في مهدها لتبدأ مرحلة النضال المسلح .
فكوردستان اليوم ليست كوردستان الأمس برجالها وقادتها ومناضليها نتيجة للتطور والتقدم الذي حدث على جميع المستويات والنقلة النوعية لجميع مؤسسات الدولة والثورة الثقافية التي إجتاحت الإقليم بعد إجراء أول إنتخابات تشريعية وتشكيل أول برلمان وحكومة كوردية وتميز الشعب الكوردي بالتسامح وتعطشه للسلام والتعايش المجتمعي من خلال مشاركة جميع الكوردستانيين بمختلف مللهم ونحلهم في الكابينات الوزارية لتقديم أفضل الخدمات للمواطنين .
لقد خاض الحزب الديمقراطي الكوردستاني تجربتين إنتخابيتين وبنجاح ساحق على مستوى العراق والإقليم بعد أن راهن مراهقوا السياسة على فشله وإمكانية خروجه من الساحة السياسية الكوردستانية وفقدانه لثقة الشارع بعد إجراء الإستفتاء الشعبي على الإستقلال في الخامس والعشرين من أيلول 2017 ليثبتوا للتأريخ ولكل الشوفينين والمعارضين والذين لا يريدون الخير للكورد وكوردستان نظرتهم الضيقة للأحداث وفشلهم الذريع في تحليل الواقع السياسي الكوردستاني متناسين التأريخ النضالي للحزب ومدى تأثيره على الساحة السياسية من خلال تمتعه بقاعدة شعبية واسعة وبقيادات شابة متحمسة مفعمة بالعقيدة والوفاء لدماء الشهداء التي سالت على أرض الأجداد لتمسك بزمام الأموروتقود الإقليم الى بر الأمان .
حسناً فعلت قيادة الحزب الديمقراطي الكوردستاني لترشيح شابين مناضلين نهلا من مدرسة البارزاني الخالد مبادىء الفداء والتضحية والنضال لقيادة إقليم كوردستان في هذه المرحلة الحساسة من تأريخ العراق كيف لا وهما سليلا العائلة البارزانية المناضلة التي عرفت الكورد بالعالم وهما السيدان نيجيرفان ومسرور البارزاني , لينالوا ثقة برلمان كوردستان بالأغلبية المريحة وستكون كوردستان على أعتاب مرحلة جديدة من التطور والتقدم على جميع الأصعدة والإنفتاح على دول العالم الخارجي من أجل غد أفضل لشعب كوردستان الذي عانى الأمرين على يد أزلام النظام البائد , وسلفاَ سيكون النجاح حليفهما لما يتميزان بالكفاءة الإدارية والحكمة والحنكة والدهاء والفطنة السياسية من خلال التجربة الناجحة لهما في إدارة الدولة في سنوات الحرب والسلم والأمل يحدو الشعب الكوردستاني بمستقبل مشرق ينتظر الإقليم بعد أن حاول الأعداء تغيير خارطته وإمكانية هيكلته وإعادته الى ما قبل عام 1991وكسرإرادة شعبه المناضل وطمس هويته القومية خرقاَ لبنود الدستور العراقي  الذي صوّت عليه غالبية العراقيين متجاهلين إرادة شعب كامل حسب المادة (116) ما نصه (  يتكون النظام الاتحادي في جمهورية العراق من عاصمة واقاليم ومحافظات لامركزية وادارات محلية )

76
لا بديل للبارزاني الّا البارزاني
حسن شنكالي
لو تتبعنا التأريخ المشرف للعائلة البارزانية المتمثلة بالأب الروحي للكورد الملا مصطفى البارزاني ونضاله المرير ضد الأنظمة الدكتاتورية  من أجل غد مشرق لأمته التي عانت من ظلم الشوفينيين على مدى سنوات من النضال كباقي شعوب العالم الثالث المحبة للسلام  وصولاً الى تحقيق الهدف الأسمى في الحرية والإستقلال حيث لا يختلف إثنان على زعامتهم للكورد نتيجة للدور الإيجابي والقيادي الذي لعبوه منذ تأسيس الحزب الديمقراطي الكوردستاني في الأربعينيات ولحد يومنا هذا لتكون إنطلاقة جادة للعمل السياسي والممثل الشرعي والوحيد للشعب الكوردي والمطالبة بحقوقهم المشروعة  وفق المواثيق والأعراف الدولية ليتربع البارزانيين بحق على عرش الزعامة الكوردية بلا منافس لما قدموه من تضحيات جسام من أجل شعبهم وأمتهم ولمقبوليتهم لدى المجتمع الكوردي بشكل عام                                                                                     
لست الآن بصدد سرد المواقف البطولية المشرفة والثورات التي قادها البارزانيين لكني سأكتفي بالنجاح الذي حققوه في إدارة الدولة وقيادتها وإنقاذ كوردستان من الهاوية ليجعلوا منها أنموذجاَ للدولة الناجحة ومنارة وقبلة يحتذى بها ويفتخر بها الكوردستانيين كافة لما تتصف هذه العائلة من فطنة ودهاء سياسي وحنكة وحكمة في إدارة شؤون الدولة بدأً من تولي الزعيم مسعود البارزاني دفة الحكم فيها ليسجل في عهده موقفاَ بطولياً لم يجرأ قائد قبله  القيام به ويخلده التأريخ بأحرف من ذهب قراره الشجاع بإجراء الأستفتاء على الإستقلال الذي هو حلم كل كوردي شريف وحتى إتخاذه قراراً أشجع لتنازله عن رئاسة الإقليم لأن المناصب ليست بالنسبة له الّا تكليفاَ لأنه يعتز كونه أحد أفراد قوات البيشمركة البطله منذ أن كان عمره لا يتجاوز السادسة عشر من العمر وسيبقى كذلك لأنه أكبرمن جميع المناصب في حياته  ليتفرغ لزعامة أمة بأكملها دون منازع 
فلا بديل للبارزاني الَا البارزاني ليكمل الرئيس المنتخب نيجيرفان البارزاني من حيث ما إنتهى اليه سلفه الزعيم مسعود البارزاني تطبيقاَ للمقولة الرائعة خير خلف لخير سلف , ومن خلال التهاني بفوز نيجيرفان البارزاني لرئاسة الإقليم من قبل قادة ورؤساء الدول العربية والأجنبية فهي رسائل إطمئنان للكوردستانيين والعالم أجمع على نجاحه في قيادة الإقليم ونقل كوردستان الى حالة أفضل من خلال قدراته الإدارية وحنكته السياسية بعد إجتيازه وبإمتياز إدارة حكومة إقليم كوردستان لأكثر من كابينة وزارية والدور الإيجابي الذي  لعبه أثناء فرض الحصار الإقتصادي على كوردستان من قبل حكومة بغداد ظلماَ وزوراَ ليعيد كوردستان الى سابق عهدها بل وأفضل مما كانت عليه لسياسته الناعمة التي يتحلى بها مع جميع الأطراف محلية كانت أم أجنبية فهنيئاَ لإقليم كوردستان بإبنها البار ولا حاجة لنا إن أقسمت أم لم تقسم  باليمين من أجل خدمة كوردستان لأنك أهل لها لما عهدك سيدي شعبك من إخلاص وتفاني من أجلهم وجعل كوردستان تضاهي الدول المتقدمة بشهادة كل من زار كوردستان

77
رسالة من تحت الرماد
حسن شنكالي
قبل خمسة أعوام  وفي مثل هذه الأيام العصيبة هاجمت عصابات داعش الإجرامية المدن والقصبات التي كانت مهيأة سلفاَ لإستقبال الفكر المتطرف نتيجة لنشاط بعض الخلايا النائمة في تلك المناطق وأخص بالذكر مدينتي الحبيبة شنكال مهد التعايش السلمي بمختلف الملل والنحلل والقوميات والطوائف والمذاهب وكأنها تعكس صورة رائعة لعراق مصغر بتآلف مكونات المجتمع منذ آلاف السنين , لتتحول المدينة في سويعات الى مدينة أشباح بعد أن هجرها أهلها الطيبين تاركين وراءهم متاع الدنيا وملذاتها ليعيشوا في مدن وقصبات إقليم كوردستان بعد أن فتحت القلوب قبل الأبواب لتحتضن النازحين دون تمييز وتهيىء لهم كل متطلبات المعيشة الكريمة في الوقت الذي بدأت عصابات داعش تسرح وتمرح فيها بالإضافة الى كل من هب ودب ليمزقوا الجسد الشنكالي ويبثوا روح الفرقة والعداوة والبغضاء بين سكانها بحجج ما أنزل الله بها من سلطان وبسلوكيات وممارسات غريبة على المجتمع الشنكالي , وأهل شنكال لا زالوا متمسكين بعاداتهم الإجتماعية أينما حلو ومهما حصل ولم يتأثروا بما كانت داعش تدس بينهم سموم التفرقة ليتماسكوا أكثرولم ينسوا ذكريات الصبا في المدينة التي ترعرعوا فيها  ليتواصلوا مع الأخبار بشكل يومي وما حل بالمدينة حتى دنت ساعة الصفر من وعد الزعيم مسعود البارزاني بتحريرها من براثن الإرهابيين ليفي بوعده عندما زار جبل شنكال يوم الأحد 21/12/2014.
سيبقى الفكر الإرهابي يحاول النيل من شنكال وباقي المناطق الأخرى بشتى أساليب العداء وفي مسلسل لا نهاية له وفي حلقاته الأخيرة قامت عصابات داعش الإجرامية بحرق المحاصيل الزراعية في سابقة خطيرة وبطرق خبيثة لم تخطر على البال والتي آن حصادها بعد أشهر من إنتظار جنيها ليعوض الفلاحين خسائرهم وما فاتهم من سنوات الضياع والغربة والبعد عن الديار .
وخلال السنوات الخمس الماضية وما قبلها ومنذ أن صوت الشعب العراقي على بنود الدستور ليصبح ساري المفعول كان الزعيم مسعود البارزاني وحكومة إقليم كوردستان وجميع الكتل الكوردستانية في مجلس النواب يدعون الحكومة المركزية الى تطبيق المادة 140 من الدستور العراقي وحل المشاكل العالقة بالمناطق المتنازع عليها لتحقيق الأمن المفقود نتيجة سيطرة بعض الميليشيات المسلحة بعيدة عن أنظار وسيطرة الحكومة المركزية لكن للأسف لم تلق آذان صاغية نتيجة للنظرة الشوفينية الضيقة لدى البعض من مراهقي السياسة والذين وصلوا الى دفة الحكم بمحض الصدفة وهذه الأفعال الدنيئة التي تحدث في شنكال وباقي المناطق المتنازع عليها من حرق للمحاصيل الزراعية ما هي الّا رسالة صريحة الى بغداد للإسراع بتطبيق الدستور وإعادة قوات البيشمركة الى مواقعها السابقة لتأمين عودة النازحين الى مدنهم وقراهم وإعادة إعمار المناطق المحررة ليعم الأمن والأمان والسلام فيها وتعود الى سابق عهدها كما كانت وتحتفي شنكال بأهلها  الطيبين , والكرة الآن في ملعب الحكومة العراقية لتتحمل المسؤولية الملقاة على عاتقها وتغلق ملف المناطق المتنازع عليها لتنصرف الى مهامها الأساسية لبناء وإعمار البنى التحتية التي دمرتها عصابات داعش الإجرامية وتقديم أفضل الخدمات للمواطنين .

78
ماذا بعد البرمودا ؟؟؟
حسن شنكالي
منذ أن تم تشريع القوانين في عهد  حمورابي وما قبله وعلى مر العصور أخذ المشرع بنظر الإعتبارالأعراف الإجتماعية السائدة في المجتمع من أجل تقويم السلوك وتوجيه غير الصالح منه بما يتوافق مع المصلحة العامة للمواطنين دون أن يكون عبئاً ثقيلاً على كاهلهم والتي إستمدت غالبيتها من التشريع الإلهي كمصدر للتشريع , ولابد لكل دولة من سن دستور لها حفظاً للسيادة وتنظيم العلاقات بين الدولة والمجتمع لتقييد المواطنين والزامهم بما تم تشرعيه دون ترك الأمور سائبة كالحبل على الغارب لتسود بذلك الفوضى ويتخلط الحابل بالنابل وتتحكم فيها شريعة الغاب ليأكل القوي الضعيف .
لكن الغريب في الأمر ما يحدث في هذه الأيام من صدور أوامر وتعليمات لا تمت للقوانين بصلة ولا تضع مصلحة المواطن نصب أعينها وتعتبر خرقاً للحريات الشخصية ويتنافى مع أبسط الحقوق المشروعة الا هو منع لبس الشباب السراويل القصيرة وما يعرف بالبرمودا في محافظة كركوك صادرة من جهات عسكرية بعيدة عن التوجهات المدنية , فهل شرعنا كل ما يهم مصلحة المواطن ونفذنا مشاريع خدمية على مستوى البنية التحتية وفرضنا الأمن والأمان وأسعدنا المواطنين , ولم يبق الاّ تشريع قانون مخجل وهو منع لبس البرمودا ؟؟؟؟؟؟
أتساءل هنا عن مظلومية الكورد بعد أحداث السادس عشر من أكتوبر؟ أليس من الواجب الأخلاقي والإداري لمتنفذي السلطة في كركوك والمناطق المتنازع عليها من الإلتفات الى ما حدث ومعالجة المشاكل العالقة وما تعرض له  الكورد من مآسي وويلات نتج عنها نزوح الآلاف من العوائل الكوردية وتركهم لمدنهم وقراهم وكل ما لذ وطاب من ملذات الدنيا بعد كد وشقاء سنوات من العمل ليجمعوا ما يؤمن معيشتهم حتى تصبح هباءً منثوراً على أيدي عناصر ما يسمى بعملية فرض القانون في كركوك والمناطق المتنازع عليها , ولاتقل سياسية التعريب الممنهجة التي تمارس على أرض الواقع أقل من عمليات الأنفال السيئة الصيت ناهيك عن منع التعليم بلغة الأم خرقاً فاضحاً لبنود الدستور العراقي في مادته الرابعة , بالإضافة الى إسكان الوافدين من وسط وجنوب العراق في القرى الكوردية وإجبار العوائل الكوردية بالرحيل والإستيلاء على المحاصيل الزراعية بمباركة الإدارة المحلية وبمساندة القوات الأمنية والتي أسندت اليها مهمة حفظ الأمن بالدرجة الأولى بعد أن إثبتوا فشلهم في تحقيق الأمان من خلال الأحداث الأخيرة التي تطال القوات الأمنية بين فترة وأخرى , عدا الضغط على المواطنين الكورد ببيع ممتلكاتهم , مما حدا بأهالي كركوك وخانقين بتشكيل وفد لزيارة برلمان كوردستان ومناشدة القيادة السياسية وعلى رأسها الرئيس مسعود البارزاني بالتدخل للحد من هذه الممارسات اللامسؤولة وبتوجيه مباشر من قبل أجندات خارجية لها مصالحها في توتر الوضع الأمني , كل هذا الذي يحدث بعد إنسحاب قوات البيشمركة الأبطال من المنطقة لتعود الى المربع الأول ليعم الهرج والمرج وتفسح المجال لكل من هب ودب ليدلو بدلوه ويتحكم بمقدرات الكورد بعد إزدياد نشاط الخلايا النائمة من عصابات داعش الإرهابية.
ما هكذا تورد الإبل يا ناس ؟؟؟

79
المنبر الحر / شنكال في طفولتها
« في: 17:57 21/05/2019  »
شنكال في طفولتها
حسن شنكالي
تمر الأيام والسنين كلمح البصرلتخطف من ساعات العمر ما هو أجمله لتحولها الى واحة من الذكريات في لقطات صورية رائعة لتخزنها  في الذاكرة وتبقى عالقة مهما دار بنا الزمن وكأن عقارب الساعة تتوقف لتعرض مشهداً درامياً كان أو تراجيدياً تلك هي الطفولة البريئة بخصوصياتها الجميلة , وأذكر من طفولة مدينتي العزيزة حاراتها العتيقة وأسواقها القديمة والتي تزخر بشتى أنواع المهن والحرف اليدوية التي جعلت من شنكال تراثاً حضارياً وبلداً غنياً  بتنوع نسيجه الأجتماعي كحديقة غناء وارفة الظلال يستظل بفيئها جميع الملل والنحل بطوائفه ومذاهبه وقومياته , ومن أروع ما شاهدته في السوق الفوقاني كما يحلو لأهل شنكال الأصلاء تسميتها دكاكين صغيرة ذات بناء تقليدي مؤصدة بأبواب خشبية تخفي وراءها حكاية مهنة تستوقف الرائي ساعات لينبهر بما تجود به أناملهم الذهبية وعملهم اليدوي كأنها مصانع محلية تعرض بضاعتها على رفوف أكل عليها الدهر وشرب منهم على سبيل المثال لا الحصرمهنة  الكججي والقوندرجي واللحيمجي والصولبندي وصانع الخناجرالبهنامية نسبة الى بهنام الذي كان يمتهن تلك المهنة الدقيقة , لكن القدر خطف العديد منهم ليتم وأد تلك المهن في مهدها حتى توارت عن الأنظار بعيداً عن التكنولوجيا الحديثة وعصر الحداثة وجيل الآيفونات الذين أفقدوا بثقافتهم المزعومة كل ما ينتمي الى أصالة شنكال لاسيما بعد الهجمة البربرية لعصابات داعش لتغتصب طفولة مدينتي وتتحول الى مدينة أشباح تتلاطم في حاراتها صرخات النسوة وأنين الأطفال وعويل اليتامى والأرامل , هكذا نحرت مدينتي البريئة من الوريد الى الوريد على يد أعتى منظمة إرهابية عرفها التأريخ المعاصر للعراق , فسلام عليك يا شنكال يوم قتلت ويوم تنفخ فيك الروح لتعودين للحياة مع عودة أهلها الطيبين وتعود شنكال الى طفولتها

80
المادة 140  بين الأمم المتحدة ونيجيرفان البارزاني
حسن شنكالي

أكد السيد نيجيرفان البارزاني في لقاء مع الممثلة الأممية على إستعداد الأقليم التام والعمل عن قرب مع الحكومة العراقية عبر الكابينة الوزارية المقبلة لتطبيع الوضع الأمني في المناطق المتنازع عليها وحل المشكلة العالقة بين بغداد واربيل والعمل بجدية على إعادة النازحين الى مناطق سكناهم بعد أن تم تدميرها على يد عصابات داعش الإجرامية وذلك إنطلاقاً من المسؤولية الإدارية والأخلاقية التي يتحلى بها تجاه سكان المناطق المتنازع عليها وغلق هذا الملف الساخن والمطروح على الساحة السياسية بعد طلب الكتل الكوردستانية من رئاسة مجلس النواب بتشكيل لجنة لإعادة النظر بالموضوع لأهميته البالغة وتأثيره  المباشر على حياة المواطنين  في تلك المناطق التي تفتقد الى الأمن والأمان  وما يعانونه من قتل وإختطاف وتهديد الى حرق المحاصيل الزراعية  مؤخراً                                                                                   
فالحديث عن المادة 140 من الدستور العراقي حديث ذو شجون كونه واقع مفروض على الأرض ولا يمكن لأية جهة التغاضي عنها والتنصل منها  بأي حال من الأحوال كونها مادة دستورية  وصوت عليها غالبية الشعب العراقي لأنها تتعلق بحقوق ومصالح شعب يعيش بلا أمل في المناطق المتنازع عليها نتيجة الصراعات السياسية التي تظهر في الأفق بين فترة وأخرى يحول دون التوصل توافق لتطبيقها بحجج غير شرعية  منها إنتهاء المدة المقررة , حيث  حدد دستور 2005 المادة 140 كحل لمشكلة كركوك وما يسمى المناطق المتنازع عليها بين أقليم كوردستان والمحافظات المجاورة له (نينوى وديالى وصلاح الدين) .
وتعرف لجنة تنفيذ المادة 140 من دستور جمهورية العراق المناطق المتنازع عليها في العراق بأنها تلك التي تعرضت للتغيير الديمغرافي ولسياسة التعريب على يد النظام البائد ، وذلك خلال فترة حكمه من عام 1968 حتى إسقاطه خلال الغزو الأميركي في نيسان 2003.
ونصت المادة 140 على آلية تضم ثلاث مراحل : أولاها التطبيع ، ويعني علاج التغييرات التي طرأت على التركيبة السكانية في كركوك والمناطق المتنازع عليها في عهد نظام صدام وبعده ، والثانية الإحصاء السكاني في تلك المناطق ، وآخرها الاستفتاء لتحديد ما يريده سكانها ، وذلك قبل 31 كانون الأول 2007 , لكن ضعف الإرادة السياسية وعدم التوافق على القرار السياسي نتيجة لسياسة الإقصاء والتهميش التي إعتمدتها الحكومة العراقية والنظرة الشوفينية لدى البعض من سياسي المرحلة حال دون تنفيذها , واليوم أصبحت ضرورة ملحة لتنفيذ المادة 140 نتيجة لتحركات داعش في المناطق المحررة وإحياء الخلايا النائمة للقيام بأعمال استفزازية وإعتداءات شبه يومية تشهدها تلك المناطق مما ولّد حالة من الإستياء لدى سكان المنطقة أزاء صمت الحكومة المركزية وكأنها غير معنية بالموضوع .
فجاءت إستجابة الأمم المتحدة لدعوة السيد نيجيرفان البارزاني للتدخل بشكل عاجل وذلك بعقد جلسة خاصة يوم غد لبحث الموضوع وحث الأطراف المتنازعة على تنفيذ المادة الدستورية التي طال إنتظار تنفيذها من قبل الحكومة العراقية ليعم الأمن والأمان في المنطقة .

81
العراق ... وأزمة القادة
حسن شنكالي
قبل تحرير العراق من براثن الدكتاتورية التي كانت جاثمة على صدور العراقيين لثلاث عقود من الزمن والتي أحجمت دور الكفاءات من التكنوقراط ذات الإختصاص الدقيق من تطوير قابياتهم لقيادة المجتمع وإنحسار القيادة في مجموعة من الذين تمرنوا على توزيع الظلم على الشعب دون إستثناء بحجج واهية ما أنزل الله بها من سلطان , ومنعهم من مواكبة التقدم الهائل في عصر التقنيات والتكنولوجيا الحديثة مما إضطر العديد منهم للهجرة وترك الوطن الأم نتيجة للضغوطات التي كانت تمارس ضدهم لمجرد عدم إنتمائهم للعمل السياسي الموجه من قبل حزب معين , للعمل في دول أجنبية ترعى أصحاب العقول وتوظف قدراتهم العلمية لخدمة مجتمعاتهم التي وجدت لخدمة الإنسانية بشكل عام مع وضع الدولة كافة إمكانياتها تحت تصرفهم لفسح المجال لهم للإبداع في إختصاصاتهم .
ومن المسلم به أن القيادة هي فن التأثير على الآخرين وتوجيههم للعمل نحو تحقيق الأهداف المرسومة من قبل القيادة وفق آلية إستراتيجية تضع خدمة المواطن نصب عينيها وبكل أمانة وإخلاص ونزاهة بعيدة عن الصفات اللامسؤولة التي تجعل من القائد صغيراً بأعين من هم بمعيته وتفقد الثقة بينهم , لكن بدأت في الآونة الأخيرة وتحت غطاء ومسميات مقبولة من الديمقراطية وبإسلوب الإنتخابات غير النزيهة المدعومة من جهات لها مصالحها في إختيار شخصيات هزيلة لا تنسجم ومعطيات المرحلة الراهنة في الوقت الذي يعاني فيه العراق من دمار للبنى التحتية وتفشي الفساد المالي والإداري في جميع مؤسسات الدولة وفقدان الأمن والعمل وفق مبدأ المحسوبية والمنسوبية ووضع المصلحة الشخصية فوق المصلحة العامة , ومن هنا يمكن القول حقيقة بأن العراق يعاني من أزمة بروز القادة والشخصيات القوية الذين يتمكنون من إنتشال البلد من الوضع المزري الذي يمر به نتيجة للصراعات بين أطراف العملية السياسية  والعمل على خرق بنود الشراكة الحقيقية وفقدان التوازن والتوافق على القرار السياسي والتعمد في تهميش وإقصاء البعض مما زاد في الطين بلة .
في العراق والتي تعتبر الدولة الوحيدة التي تختار قادتها  بالأموال والرشاوى دون النظر الى سمات القيادة التي يجب أن تتوفر في الشخص المختار وعليه فالفشل يكون حليفهم جيلاً بعد جيل والمجتمع يعاني من أبسط الخدمات الضرورية للعيش برفاه وأمان , وتتحمل القوى السياسية كافة مسؤولية ما وصل اليه البلد من فشل الى فشل على مدى سنوات من الخلاص من النظام البائد .
أما آن لهذا الوطن أن ينعم بقائد وطني في الوقت الذي طال إنتظاره بالرغم من أن البلد يزخر بالكفاءات الوطنية ممن يتصفون بصفات القيادة وبما يؤهله لقيادة العراق الى بر الأمان ليوصل الليل بالنهار لخدمة شعبه ويطوي حقبة من الظلم والتهميش والمعاناة التي جعلت من العراق لقمة سائغة لكل من هب ودب للتحكم بمقدراته غير مراعياً لمعاناتهم وهمومهم اليومية التي أصبحت حديث الشارع العراقي , فالى متى يبقى البعير على التل ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

82
الموصل بين بورصة الصفقات والمحاصصة
حسن شنكالي
لا يخفى ما تعرضت له محافظة الموصل من مآسي وويلات بعد إحتلالها من قبل عصابات داعش الإجرامية والعبث بمقدرات المجتمع الموصلي ليخرج مثخناً بالجراحات بعد التحرير من قبل الجيش العراقي وبالتنسيق مع قوات البيشمركة فاقداً لأبسط صور العيش بعد الدمار الشامل وإنهيار البنى التحتية ليدخل في متاهة السياسيين والإدارات الفاشلة من خلال بيع وشراء المناصب السيادية في بورصة علنية وصفقات من وراء الكواليس وبدعم شخصيات معروفة لها ثقلها في الساحة السياسية والتباري من أجل الحصول على منصب المحافظ بعد إقالة محافظها السابق بتهم الفساد وسوء الإدارة حتى إشتعلت بورصة الأحزاب السياسية للوصول الى الكرسي , وقضية إختيار البديل أصبحت موضعاً للمساومات والصفقات السياسية حتى يعاود نشاطه من جديد ويعود مرة أخرى مصدراً لنهب المال العام والعبث بحياة المواطنين وأمنهم والتي كانت لها ادوار واضحة في دعم التوجهات الطائفية والتمهيد لسقوط مدينة الموصل وتهجير مئات الالاف من ابناء المحافظة.
مازال الصراع بين الكتل السياسية في العراق على منصب محافظ نينوى محتدماً , بل وصل إلى طرق متقدمة في كسب ود أعضاء مجلس المحافظة بالترغيب تارة والترهيب تارة للظفر بـالمنصب الذهبي مقابل إعطاء كل عضو في المجلس 250 ألف دولار، وسيارة موديل 2019، وقد حصل البعض من الأعضاء على نصف المبلغ كعربون مقدما سلفاً .
ما هكذا تورد الإبل ياساسة البلد ؟ أين أنتم من كل ما يحدث في أروقة الظلام وتحت جنح الليل وفي لقاءات مشبوهة وبرعاية أجندات لها أهداف بعيدة عن المصلحة العامة وتسودها المصالح الشخصية والغايات اللاشرعية خلافاً لكل الإعراف السياسية والإجتماعية المعمول بها في العراق  , وكان من الأجدرعلى الكتل السياسية المنضوية تحت مظلة مجلس المحافظة التوافق على شخصية معروفة بتاريخها النزيه ومن الكفاءات التي تزخر بها مدينة الموصل من أجل النهوض بالواقع الخدمي وإعادة المدينة الى رونقها الجميل قبل إحتلالها من داعش  .
وفي خطوة غير مسبوقة للنكث بالعهود والمواثيق التي أبرمت بين الكتل السياسية أبان تشكيل الحكومة العراقية من بنود الشراكة الحقيقية في العملية السياسية والتوازن في مؤسسات الدولة والتوافق على القرار السياسي بادرت بعض الشخصيات والكتل السياسية على إبعاد الكورد عن السلطة في محافظة نينوى كبادرة لتعزيزالدكتاتورية المقيتة  وإحياء سياسية التعريب من جديد وعدم الإعتراف بنتائج الإنتخابات المحلية والنهج الديمقراطي بعد سقوط النظام البائد من أجل لقمة سائغة تمهد لفتح الباب على مصراعيه للإضطرابات الأمنية والعودة الى المربع الأول بعد تجدد نشاط عصابات داعش الإجرامية في المنطقة والتي لا تخدم العملية السياسية برمتها .

83
لماذا نيجيرفان البارزاني ؟
حسن شنكالي
بعد مفاوضات ماراثونية لتشكيل الكابينة الوزارية التاسعة والتي قادها الحزب الديمقراطي الكوردستاني بنجاح مع الأحزاب السياسية الفائزة في الإنتخابات التشريعية لبرلمان كوردستان تم ترشيح السيد  نيجيرفان البارزاني رئيساً لإقليم كوردستان كإستحقاق إنتخابي وبإجماع في إجتماع للمكتب السياسي حيث كان الحزب الديمقراطي الكوردستاني قد فاز بـخمس وأربعون  مقعدا في الانتخابات التشريعية التي أجريت في الثلاثين من أيلول وبفارق أربع وعشرون  مقعدا عن أقرب منافسيه من حزب الاتحاد الوطني الكوردستاني بعد أن أعلن السيد مسعود البارزاني  في تشرين الأول 2017 بعدم رغبته  في تمديد فترته الرئاسية التي كان من المقرر أن تنتهي في الأول من تشرين الأول من ذلك العام قبل أن يتأجل إجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية في الإقليم وسط أزمة بين حكومة الإقليم والحكومة الاتحادية في بغداد                                                                                                                                                           
ولد رئيس وزراء إقليم كوردستان السيد نيجيرفان البارزاني عام 1966 في قرية بارزان الجبلية وهوسليل العائلة البارزانية وحفيد الأب الروحي للكورد ومؤسس الحزب الديمقراطي الكوردستاني مصطفى البارزاني والده أدريس البارزاني  الذي كان احد أبرز الزعماء في الحزب الديمقراطي الكوردستاني وقضى حياته يناضل من أجل نيل حقوق الشعب الكوردي, بدأ نيجيرفان البارزاني مهامة كرئيس لوزراء حكومة إقليم كوردستان في حزيران 2014 حيث تولى رئاسة التشكيلتين الخامسة من عام 2006 ولغاية 2009 والتشكيلة السابعة من 2012 ولغاية 2014، حيث لعب دوراً طليعياً وهاماً في العديد من التطورات الاستراتيجية في إقليم كوردستان .
في عام 1975 توجه البارزاني وعائلته  مع عشرات الآلاف من الكورد  العراقيين إلى إيران، بحثاً عن الأمان والتخلص من إضطهاد النظام الفاشي في العراق  وإقتداءاً بمسيرة والده وجده  إنخرط السيد نيجيرفان بارزاني كناشط سياسي في صفوف الحركة التحررية الكوردية منذ ريعان شبابه وشارك في الشؤون السياسية  وتقدم بسرعة في صفوف الحزب الديمقراطي الكوردستاني  حيث تم ترشيحه في المؤتمر العاشر عام 1989 لعضوية المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكوردستاني  وتم إعادة ترشيحه في المؤتمرات اللاحقة للحزب.
في عام 1996 شغل منصب نائب رئيس الوزراء في حكومة إقليم كوردستان والتي تشكلت بعد الإنتخابات العامة التي جرت في الإقليم عام 1992 وفي عام 1999 تم تكليفه رئيساً للوزراء وفي آذار عام 2006 تم تكليفه رئيساً للتشكيلة الخامسة لحكومة الإقليم كأول كابينة موحدة لحكومة إقليم كوردستان وشغل رئيس الوزراء السيد نيجيرفان البارزاني في الوقت نفسه منصب نائب رئيس الحزب الديمقراطي الكوردستاني.
ولايخفى على المتتبعين دورالسيد رئيس حكومة إقليم كوردستان  ولعب السيد نيجيرفان البارزاني دوراَ طليعياً حيث إتخذ عدد من المبادرات الاستراتيجية في إطار برنامج نشط بهدف  تحسين المستوى المعاشي ورفاهية المجتمع وإهتمامه بالقضايا الإقتصادية في إقليم كوردستان ومن ضمنها إتباع سياسة تنمية الموارد الطبيعية وتعزيز العلاقات السياسية والإقتصادية مع دول الجوار والمجتمع الدولي  وتعزيز الإقتصاد المحلي والإستمثار الأجنبي والدفاع عن حقوق المرأة وتنمية وتعزيز عملية التربية والتعليم العالي وإعادة إعمار البنى التحتية لإقليم كوردستان  وخاصة شبكة الكهرباء وإدارة الموارد المائية والإسكان والطرق والجسور ويعتبر السيد نيجيرفان البارزاني على نطاق واسع مهندساً رئيسياً في تقدم وتطور إقليم كوردستان  من خلال جهوده المتواصلة في تحقيق رؤى الحكومة الإجتماعية والسياسية والإقتصادية التي تهدف إلى تحسين المستوى المعاشي للمواطنين في الإقليم  فضلاً عن العلاقات مع تركيا وسياسة النفط والغاز لحكومة  إقليم كوردستان .

84
                                          كوردستان تخطو نحو بيئة أنظف


حسن شنكالي

لا شك من أهم مشاكل العصر هي كيفية الحصول على بيئة نظيفة نتيجة  إنتشارمصادر التلوث دون  معالجتها وفق آلية تستند الى الطرق العلمية  وضعف الرقابة  الصحية والتي جعلت من البيئة حقلاً للأمراض بسبب القمامة المنتشرة على الأرض وعدم رميها في الأماكن المخصصة لها بالإضافة الى قلة الوعي البيئي لدى العائلة والمجتمع بشكل عام , كما لعوادم للسيارات دور آخر يضاف الى ما سبق ومما يزيد في الطين بلة حرق النفايات في الأماكن العامة دون أي وازع ولا رادع وكذلك إنشاء المعامل والمصانع في المناطق السكنية وتسريب المياه الثقلية في الأنهر الجارية .

علما أن البيئة مجموعة من العوامل البيولوجية والكيماوية والطبيعية والجغرافية والمناخية المحيطة بالإنسان ، والمحيطة بالمساحة التي يقطنها والتي تحدد نشاط الإنسان واتجاهاته ، وتؤثر في سلوكه ونظام حياته ، وقد يكون لصراع الإنسان مع الطبيعة دخل كبير في حجم تأثيرات الطبيعة على حياة الإنسان ومصادر معيشته , فلقد أصبح الإنسان في عالم القرن الحادي والعشرين يعيش في وسط مملوء بالتلوث، هواؤه ملوث، ماؤه ملوث، طعامه ملوث، شرابه ملوث، وحتى سماؤه أصبحت ملوثة .

لقد إختار اقليم كوردستان العراق يوم السادس عشر من نيسان كيوم للبيئة في الاقليم ، لتزامنه مع قصف وادي باليسان وخوشناوتي ومنطقة بادينان بالاسلحة الكيمياوية من قبل النظام العراقي السابق في عام 1988,  فثقافة المحافظة على البيئة , هي ثقافة المحبة للحياة وإحترام قيم الحياة والمعالم الحضارية وتقدم الشعوب علما ً أن كوردستان تمتلك بيئة وطبيعة جميلة وخلابة وحمايتها من التلوث هو واجب وطني وإنساني على عاتق جميع أفراد المجتمع ولايخفى بأن في إقليم كوردستان قانون خاص ومؤسسات ومنظمات مختصة بالحفاظ على البيئة حيث خطت حكومة الإقليم خطوات  جادة في زرع مئات الالاف من الأشجار وأنشاء المحميات لحماية الحيوانات البرية والطيور وكذلك إلزام المشاريع الصناعية والسكنية بالحفاظ على البيئة  وزيادة المساحت الخضراء وإغلاق العديد من المصافي , بات من الضروري تعاون الحكومة والمواطنين والمؤسسات المعنية للحفاظ على البيئة وذلك لتعرض بيئة كوردستان بشكل منظم الى التخريب والتلوث والتشويه والحرق والمحو والإبادة التي تستهدف المواطنين العزل فزيادة السكان واستخدام الطاقة الذي وصل الى القمة والحروب وعدم الوعي أصبحت عوامل مخيفة للتلوث وإختلال التوازن البيئي  مما يشكل خطراً كبيرا ً على حياة الناس ,

ولأهمية الموضوع بادرت القيادة السياسية بتوجيه وزارة التربية في إقليم كوردستان بإدخال مادة دراسية كانت غائبة أيام النظام البائد وهي التربية المدنية والمواطنة في المناهج التربوية منذ عام 1996. 

    وإنطلاقاً من المسؤولية الأخلاقية تجاه شعب كوردستان وتضحياته الجسام دفاعاً عن الارض  أطلقت حكومة إقليم كوردستان العراق وعلى لسان نيجيرفان البارزاني رئيس الوزراء حملة لتنظيف البيئة لمدة إسبوع يشارك فيها جميع المؤسسات الحكومية والإدارية ومنظمات المجتمع المدني إيماناً منها لتقديم أفضل الخدمات للمواطنين وإمكانية توفير بيئة أنظف خالية من التلوث من أجل مستقبل أفضل لشعب كوردستان .

Avsnitt för bifogade filer

85
قريباً .... مناطق متفق عليها
حسن شنكالي

حدد الدستور العراقي في مادته الأربعين بعد المئة آلية التعامل مع كركوك والمناطق المتنازع عليها منذ أن صوت عليه غالبية الشعب العراقي في إستفتاء شعبي عام في الخامس عشر من تشرين الأول عام 2005 ودخل حيز التنفيذ عام 2006 ويعد الدستور الدائم الجديد للعراق أول وثيقة قانونية تقرها جمعية منتخبة منذ عام 1924 , لكن هذا الملف الساخن لم يحسم نتيجة للخلافات والصراعات السياسية والتدخل غير المباشر من قبل أجندات خارجية لمصالحهم الخاصة بالإضافة الى التعنت الشوفيني لدى البعض من القوى السياسية المشاركة في العملية السياسية واللعب على حبل الطائفية والمذهبية والقومية بعيداً عن مصلحة العراق .

وبعد أحداث السادس عشر من أكتوبر وما رافقها من إجراءات تعسفية بحق الكورد نتيجة للممارسات اللأخلاقية واللاقانونية من قبل ما يسمى بقيادة فرض سلطة القانون في كركوك والمناطق المتنازع عليها زاد في الطين بلة وإختلط الحابل بالنابل وأفتقد الأمان بعد أنسحاب قوات البيشمركة الأبطال منها بالرغم من تواجد القوات الأمنية بعد تطبيق سياسة التعريب مع سبق الإصرار والترصد خرقاً فاضحاً لبنود الدستور العراقي , وكانت الأيام تمر ثقيلة على الكورد نتيجة لإستهتار مجموعة من المحسوبين على القوات الأمنية  والتحكم بمقدرات الشارع الكوردي , لكن سرعان ما أنقلب السحر على الساحر وخاضت القوى الكوردستانية وأخص بالذكر هنا الحزب الديمقراطي الكوردستاني الأنتخابات التشريعية لتحصد غالبية أصوات الناخبين على مستوى إقليم كوردستان والعراق ليكون أول حزب سياسي بعدد مقاعده في البرلمان العراقي بعد قناعة غالبية الكوردستانيين بأنه الممثل الشرعي الوحيد للكورد منذ تأسيسه في آب عام 1946 , بالإضافة الى  معاقبة الشعب العراقي لكل من عادى الكورد من خلال صناديق الإقتراع  ليذهبوا أدراج الرياح غير مأسوف عليهم ولتعود العلاقات مع بغداد من جديد على أحسن ما يرام بعد تغيير رئاسة الوزراء .

وفي الآونة الأخيرة إنبثقت لجان مشتركة بين وزارتي الدفاع العراقية ووزارة البيشمركة لوضع النقاط على الحروف والقيام بعملية مسح شامل للمناطق المتنازع عليها وتثبيت نقاط تواجد قوات البيشمركة فيها , حيث قامت اللجان المشتركة بزيارة الى المناطق المتنازع عليها في محافظات كركوك وصلاح الدين ونينوى وديالى , وتم تحديد موعد اسبوع لانهاء عمل اللجان الميدانية ، وستقوم برفع تقارير عن الاوضاع الميدانية في تلك المناطق الى اللجنة العليا للبت فيها  لتعود الحياة من جديد الى المناطق المتفق عليها وفي مقدمتها الأمن والأمان مما يسهل عودة النازحين الى ديارهم ومدنهم وقراهم التي تركوها خوفاً من بطش عصابات داعش الإجرامية وأمكانية تعويض ما دمرته طاحونة الحرب لسنوات خلت , ويعم السلام الحقيقي من خلال عملية التعايش السلمي بين جميع مكونات المجتمع العراقي بمختلف طوائفه وقومياته ومذاهبه وملله ونحله , وتبدأ عملية الإعمار والبناء في البنى التحتية المهدمة جراء العمليات العسكرية وتعود المياه الى مجاريها , وتنتهي عقدة المناطق المتنازع عليها لتتحول الى المناطق المتفق عليها بهمة وإرادة الخيرين من الحكومة الأتحادية وحكومة إقليم كوردستان العراق .


86
الهجرة المليونية كانت صرخة بوجه الطغاة
حسن شنكالي
بعد أن تفاقمت ممارسات النظام الدكتاتوري ضد الكورد والتنكيل بهم بشتى أنواع التعذيب والتفنن بأساليب القتل والتللذ بفنون الترحيل والتهجير والتغييب والنفي والسجن لا لذنب إقترفوه سوى الإنتماء للقومية الكوردية المتعطشة للحرية  حتى طفح الكيل وبلغ السيل الزبى ولم يبق في قوس الصبر من منزع وعلى أثر قمع النظام البائد لإنتفاضة الشعب الكوردي وقبل ثمان وعشرون عاماً وفي مثل هذا اليوم الحادي والثلاثين من آذار عام  1991وفي أجواء شتوية قارصة تصحبها هطول زخات المطر والثلوج هاجرت الملايين من العوائل الكوردية تاركة مدن وقصبات كوردستان وراءها وما يمتلكون مما لذ وطاب من متاع الدنيا وملذاتها متجهة صوب مصير مجهول على الحدود التركية الإيرانية العراقية في مشهد تراجيدي مهيب لم يألفه العالم من قبل , ودوي المدافع وأزيز الطائرات تسمع على مدار الساعة لتحصد من أرواح الأبرياء ما يحلو لها  بعد أن خانهم الطقس والتضاريس فضلاً عن إنعدام الماء والطعام في أكبر عملية نزوح جماعية قدرت بمليونين شخص بين رجل وأمراة وطفل رضيع وشيخ طاعن في السن في رحلة مبهمة غير معروفة الإتجاهات رافضين العيش تحت وطأة الإحتلال والظلم حتى سقط العديد من هؤلاء النازحين ولقوا حتفهم نتيجة للظروف القاسية التي مرّوا بها ، فاختلطت دماؤهم بدماء شهداء حركة التحرر الكوردية من الذين سقطوا دفاعاً عن وطنهم وكرامتهم ، فرَوت هذه الدماء الزكية أرضهم الطاهرة ، صارخين بوجه المتغطرس الطاغي لن ندعك تسلب الكورد حريته بعد الآن مهما كان الثمن , حيث كانت الهجرة سيراً على الاقدام وقطع فيها النازحون مئات الكيلومترات في أراض جبلية وعرة  ,  فارين من بطش وقمع النظام الشوفيني وطاحونته العسكرية التي كانت سبباً في إرتكاب جرائم الأنفال والقصف الكيميائي والاعدامات بالجملة  , فلا مأوى للنازحين يحميهم ولا قضمة خبز تشبعهم ولا جرعة ماء ترويهم , يفترشون الأرض ويلتحفون السماء , منتظرين مصيرهم المجهول والى من يناصرهم في محنتهم وما تؤول اليه قضيتهم المشروعة , وعيونهم ترنو الى مستقبل قد يلوح في الأفق بإنتهاء مأساتهم العقيمة , ليتنفس الكورد الصعداء ويعيشوا بأمن وأمان وسلام في وطن سلبت فيه حقوقهم التي ناضلوا من أجلها لعقود من الزمن , بعيداً عن فوهات المدافع وأزيز الطائرات ودوي القنابل المحرمة دولياً  والأسلحة الكيمياوية بعد أن تم إختبارها في حلبجة الجريحة , ليتلذذ المجرمون بجرائمهم الشنيعة .
وفي منتصف شهر نيسان من عام 1991 صدر قرار مجلس الامن الدولي المرقم ( 688 ) بأنشاء منطقة آمنة للكورد في كوردستان العراق شمال خط العرض ( 36 ) , لتبدأ هذه الملايين البشرية الزاحفة على شكل أمواج هادرة برحلة العودة الى مساكنها وممتلكاتها والتي كانت قد تعرضت للنهب والسرقة , وبحماية قوات التحالف الدولي وبعد فرض منطقة الملاذ الآمن في كوردستان تمكنت قوات البيشمركة من السيطرة على الوضع وإنسحاب ما تبقى من فلول الجيش العراقي , ليتمتع الشعب الكوردي بكامل حريته ويتنفس الصعداء حتى بادرت القيادة السياسية آنذاك باجراء انتخابات حرة ونزيهة بعد إستتباب الوضع الأمني المسيطر عليه من قبل القوات الأمنية الكوردية ليتمخض عنها برلمان وحكومة إقليم كوردستان . 
هنيئاً  لحكومة إقليم كوردستان بشعبها الصابر المحتسب وهنيئاً لشعب كوردستان بحكومته الرشيدة لتغييرها الواقع  بنقلة نوعية على جميع الأصعدة وبفترة زمنية قياسية ولما خطته من خطوات سديدة لإعادة البنى التحتية من أجل توفير المزيد من الخدمات من خلال مواكبة العصر لتوظيف التقنيات الحديثة وما توصل اليه العلم من الحداثة والتكنولوجيا وتسخيرها في خدمة المواطنين بما يتلائم والبيئة الكوردية من أجل تطوير مدن وقصبات كوردستان بما يضاهي عواصم الدول الغربية ولتعويض ما فات الشعب الكوردي من أيام العوز والفقر ليعيش برفاه وسعادة  بعيداً عن الظلم والتهميش الذي مورس ضدهم لسنوات خلت على يد أعتى نظام دكتاتوري عرفه التأريخ المعاصر .

87
المنبر الحر / دويلة المؤسسة
« في: 21:37 28/03/2019  »
دويلة المؤسسة

ايهاب عنان سنجاري


من منطلق المسؤولية لنضوج المجتمعات للعيش ببيئة اكثر نظاماً والذي تطمح له اغلب الدول التي ترتقي الى مسمى (دولة) ، حتى الأقاليم التي يسود فيها النظام والقانون المؤسساتي ترتقي الى ان تكون دولاً قياساً بدول تحسب على العالم كعدد معين لكنهابقيمة الرقم (صفر) يعد عمل المؤسسات ركيزة اساسية لديمومة الدول والحفاظ على شعبها .
المؤسسة دويلة موظفيها ، يقودها مديرها ، فالإدارة اسمها والقيادة فعلها ، وكي يكون الفعل هذا فعال يجب ان يعمل بمبدأ خلية نحل متكاملة بدورتها الإنتاجية ، كل حسب الإختصاص .
ولنتفق هنا ان المدير يمكن ان يكون موقعه حسب درجته الوظيفية وحسب الهيكلة المؤسساتية (مسؤولا)عن وحدة او شعبة او قسم او المؤسسة كاملة ، وهنا المؤسسة كبيرة كانت ام صغيرة فالفرق في فروعها و سعة نطاق عملها ، دويلة داخل دويلة .
ثمة امور جوهرية في كيفية تعامل هذا المسؤول معموظفيه وكينونة شخصيته العملية والتي ستحدد مدى نجاحه في ادارة مؤسسته ، منها التقارير الدورية عن عمل الموظفين يساعده على ايجاد عمَّنيعمل بذكاء وليس عمَّن يعمل كثيرا ، فالآلة دون كفاءة لافائدة منها ، فيا ايها المسؤول كن اذكى منموظفيك واكتشف قدراتهم وقومها وعززها بروحالمثابرة المنبثقة منك كقائد فريق وليس كمدير مؤسسة، حافظ على حقوقهم وكافح لإستحصالها وثمن جهودهم واستفِد من الموظف الذكي ، كن بوجهكالحقيقي امام موظفيك ليفهموك بكل حالاتكالإنفعالية واحرص على ثباتها مهما كانت الظروف ،عندها سينفذوا ما تريده في العمل قبل ان تطلبههكذا تصل معهم الى مرحلة توارد الأفكار وذلك قمة التفاهم والطمأنينة فالعمل دونهما لا يُنتج ، لاضير ان تخصص في احدى العطل اجتماع ترفيهي خارج نطاق العمل ليشعروا بقربك منهم ،فالمسؤول اب ايضا يجب معرفة طباع اولاده خارج نطاق المركزية ، ثقف نفسك في مجال عملك وفي غير عملك، اقرأ عن كل شيء فمن الأشياء تولد الأفكار لتولداشياء اخرى ، نجاح المؤسسة من نجاحك و نجاحك من نجاح موظفيك ، كن مبتكرا وشارك الجميع به فتأبى الرماح اذا اجتمعن تكسراً .. واذا افترقن تكسرت آحادا.
ولابد ان نشير الى نقطة لاتخلو من الأهمية عن سابقها وهي الأناقة واختيار الألوان المناسبة الداكنةمنها ، ان كانت ذات الخطوط العمودية مع ساعة اليدالتي تترك انطباعاً جيداً بأنك حريص على الوقت ،والحذاء الكلاسيكي المناسب مع لون البدلة و ايضاًربطة العنق التي تدل على الثقة بالنفس والحضور ،ولا تنسى العطر ، والإبتسامة المناسبة وفي المحل،فهي مفتاح للأبواب النفسية المؤصدة وفيها امتصاص لغضب المقابل فكن مديرا نفسياً جيداً ،ثق بنفسك وبعملك ، واخدم المجتمع، و اترك بصمةيذكرك بها التأريخ بخير ..

88
مأساة حلبجة ... تراجيديا العصر

حسن شنكالي
تخيّل وأنت أمام مشهد من تراجيديا العصر في مجزرة لا مثيل لها في تأريخ الكورد منذ نشأتهم وهي تعزف سمفونية حزينة تترنح على أوتار معزوفتها أرواح الشهداء ثم ترفرف بأجنحة من نور تباعاً لتصعد الى عنان السماء في منظر يحبس الأنفاس ويدمع المٌقل ويعصر الأفئدة لتشتكي الى بارئها : بأي ذنب قتلنا ؟ , نعم إنها مقبرة حلبجة الشهيدة والتي دفن فيها رفات أكثر من خمسة الآف شخص بين طفل وإمرأة وشيخ طاعن في السن قضوا حتفهم  في أقل من عشرين دقيقة بالسلاح الكيمياوي الفتاك الذي إستخدمه النظام الدكتاتوري المقبور في قصف المدينة , وقتلوا دون ذنب سوى إنتمائهم للقومية الكوردية  , حيث كان الهجوم الغادرعلى مدينة حلبجة من الأحداث التأريخية التي لا يمكن أن ينساها الكورد على مر السنين , علماً حصل الهجوم الكيمياوي في آواخر أيام حرب الخليج الأولى بين العراق وإيران في السادس عشر من آذار عام 1988والكورد حينها يستعدون للإحتفال بأعياد نوروز والخلاص من الظلم , تاركاً وراءه الاف الجثث الهامدة والمرمية على الطرقات وفي شرفات المنازل وفي أوضاع مختلفة كانوا منهمكين بمزاولة أعمالهم غير محتسبين لما سيحل بهم , حيث أسفرالهجوم الجبان عن إستشهاد ما بين  3200-5000 من سكانها على الفور وأصابة ما يقارب7000 -10000 وأغلبهم من المدنيين العزل في سابقة خطيرة لخرق مبادىء حقوق الإنسان والتي باتت لا تتعدى حبراً على ورق للإستهلاك الإعلامي ويتغنى بها تجار الحروب ومن يتاجر بأرواح المواطنين الأبرياء , وبعد أكثر من ربع قرن على المذبحة لم تنقشع حالة الرعب بين السكان المحليين بعد , فما زالت بقايا غاز الخردل الذي أستخدم موجود في المخابئ التي كان يحتمي بداخلها المواطنين خلال أعمال القصف آنذاك وإكتشف ذلك من خلال أعمال الحفر والبناء مؤخراً  .
بالرغم من بشاعة منظرالقصف الكيماوي على حلبجة وخلوها من الجانب الإنساني وإنعدام الضمير إلّا أنها أحدثت التفاته في الرأي العام العالمي والرسمي بإتجاه القضية الكوردية هذا بحد ذاته يعتبر واحد من طبائع ومفارقات العصرنة اللا ديمقراطية ,  حيث عرف العالم الكورد بشكل أكبر بعد هذه المأساة اللاإنسانية وإدانة على وحشية مرتكبيها , ولكنها  لم تخدم الشعب الكوردي بالشكل المطلوب فبعد إحدى وثلاثين عاماً والجريمة المحرّمة دولياً عالقة في أذهان الكورد , ولم يستدع ذلك أن يتحرك ضمير العالم للحد من إرتكاب هكذا أعمال إجرامية والتي ترتقي الى مستوى الإبادة الجماعية  , وظل يثير سؤالاً ويردده الكثيرون , ماذا عن القوانين التي تمنع  إستخدام هذه الأسلحة لا بل وتحظرها ؟ , أم أصبح العالم المتمدن سوقاً لرواج هذا النوع من السلاح الفتاك حتى تتسابق الدول على إمتلاكه بحجة وأخرى ضاربين بحقوق الإنسان عرض الحائط .
وحسناً فعلت المحكمة الجنائية العليا بإصدار أحكامها النهائية بحق المتهمين في قضية قصف مدينة حلبجة الشهيدة بالأسلحة الكيماوية , حيث شارك وفد من اقليم كوردستان في جلسة الحكم النهائية بحضور وزير شؤون الشهداء والمؤنفلين إنصافاً بحق الشهداء الذين وقعوا ضحية الهجوم الغادر حيث لا يضيع حق وراءه مطالب  , ويذكر أن مدينة حلبجة تاتي في إحصائيات وزارة الصحة لكل عام على قمة قائمة المناطق التي أصيب أبناؤها بمرض السرطان وحتى الان هناك أعداد كبيرة من الأطفال حديثي الولادة يعانون من تشوهات ولادية.                                               
فهذا غيض من فيض المآسي التي تعرض لها الكورد على مدى سنوات من ظلم الأنظمة الدكتاتورية ذات الطابع الشوفيني المقيت ليحطم الشعب الكوردي بذلك الرقم القياسي لشعب مؤمن بالديمقراطية ويعشق السلام في تحمله لشتى أنواع الظلم عبر تأريخه المفعم بالنضال من أجل نيل حقوقه المشروعة في الأستقلال .

89
بيان 11 آذار دروس وعبر
حسن شنكالي
من المسلم به أن جميع الإتفاقيات التي تبرم بين طرفي النزاع هو من أجل تحقيق غاية وأهداف قابلة للتطبيق وفق آلية مدروسة ومعلومة بنتائجها ومعطياتها لكن الذي حدث في الحادي عشر من آذارلا يرتق الى مستوى الإتفاقيات لعدم الإلتزام بها من قبل أزلام النظام البائد لغاية في نفس يعقوب قضاها , فتأريخ الكورد حافل بالمحطات النضالية المشرفة من خلال مقارعة الأنظمة الدكتاتورية بشتى أساليب المقاومة الشريفة والتي تحمل في طياتها مواقف بطولية  تصل الى مستوى التضحية ونيل الشهادة من أجل الدفاع عن أرض الآباء والأجداد بعد أن نهل المخلصين لقضيتهم القومية من مبادىء النضال والفداء من مدرسة البارزاني الخالد وسطروا أروع صورة من صور التفاني والتضحية لشعب عانى من جور وظلم الطغاة على مر السنين من أجل حق تقرير مصيره كباقي شعوب العالم الثالث المحبة للسلام والديمقراطية والتعايش السلمي , وكان ولابد للنظام البائد من الرضوخ للمطالب الكوردية بعد سنوات من الدفاع عن حقوقهم المشروعة وعن طريق النضال المسلح لتبدأ مرحلة التفاوض ليتمخض عنها إتفاقية الحادي عشر من آذار بعد مخاض عسير ومفاوضات ماراثونية لتنهي بذلك حقبة الإقتتال الداخلي كإعتراف بالكورد لأول مرة على الساحة السياسية في ظاهرها ومنحهم بعض الحقوق بضغوط دولية لإستقرار العراق والمنطقة برمتها , وفي باطنها إنتهاز الفرصة لحياكة المؤامرات والدسائس من أجل إجهاض المشروع القومي الكوردي وإغتيال قيادته السياسية كما حدث في السابع من كانون الأول من عام 1970 إطلاق الرصاص على سيارة الشهيد إدريس البارزاني أثناء زيارته لبغداد , وفي عام 1971 قامت زمرة من الذين يمثلون علماء الدين زوراً وبهتاناً بمحاولة أغتيال الأب الروحي للكورد الملا مصطفى البارزاني في مقر إقامته بحاج عمران                                                                                                           
وفي هذه الإتفاقية إعترفت الحكومة العراقية ولاول مرة في تأريخها بالحقوق القومية للكورد مع تقديم
ضمانات لهم بالمشاركة في الحكومة واستعمال اللغة الكوردية في المؤسسات التعليمية ، ولكن مع الأسف لم يتم تحقيق أي بند منها , خاصة بعدما أعلن البارزاني الخالد رسميا حق الكورد في نفط كركوك ,حيث أعتبرت الحكومة العراقية كإعلان حرب وهذا ما دفعها في آذار 1974 م إلى إعلان الحكم الذاتي  من  جانب واحد فقط , وما أشبه اليوم بالبارحة والصراع على مدينة كركوك والتغيير الديموغرافي مستمر من خلال سياسة التعريب الممنهجة التي يمارسها المتنفذون في كركوك والمناطق المتنازع عليها بحجة فرض سلطة القانون فيها
وبعد أربع سنوات من بيان 11 آذار1970 ، إستجمعت الحكومة العراقية قواها ، وعقدت العديد من الاتفاقيات لشراء الأسلحة من دول الخارج  , وفي تلك الفترة خططت سراً لاتفاقية الجزائر، لتستطيع عبرها إفشال الثورة الكوردية المسلحة والمعروفة بثورة أيلول المباركة , الا أن ثورة أيلول لم تفشل بل إستؤنفت من جديد باستكمالها بثورة كَولان التحررية عام 1976 وهكذا ظل بيرق كوردستان خفاقاً عالياً يرفرف في سماء كوردستان بقيادة المناضل مصطفى البارزاني الخالد ورفاقه المناضلين الذين ضربوا أروع الامثلة في ملاحم البطولة والفداء التي خلدها التاريخ بعد أن تعلم الكورد دروساً قاسية من تلك التجارب المريرة مع الحكومة العراقية ذات النظرة الشوفينية لكل من يخالفهم بالرأي .

90
المنبر الحر / گۆتن و کریار
« في: 18:34 09/03/2019  »
گۆتن و کریار

حسين شنگالي

کار ب ئاخفتن و پەسنا ناهێنە پیڤان ، لێ پیڤانا کاری ب هندێ یە کا چەندی مرۆڤ بشێت خزمەتێ پێشکەش کەت کو ببن شاهدێ مەزناتی و بهێزیا کەسایەتیا مرۆڤی و پێگەهێ وی یێ جڤاکی ل ناڤ خەلکێ دا ، ئەرێ پا چەوا ئەگەر مەبەست کەسایەتیەکی سیاسی و بناڤودەنگ بیت و کارتێکرنا وی ل گۆرەپانا سیاسی هەبیت وەک نێچیرڤان بارزانی و وان ئاخفتنێن دبێژیت کو هەمیان دکەتە کریار ل خزمەتا هەمی تەخ و چینێن جڤاکێ دا بێ جوداهی ، ب تایبەت هەولێن وی یێن دوماهیێ ل بۆ لهەڤ نزیککرنا لایەنێن سیاسی ل کوردستانێ و فەراهەمکرنا سەرجەم پێدڤیێن سازانا سیاسی ژبۆ پاشەرۆژەکا گەش و ژیانەکا کامەران بۆ هەڤوەلاتیان ، هەروەها دووبارە ئاڤاکرنا ژێرخانەکا بهێز وەکی وەلاتێن پێشکەفتی ب رێکا دیبلوماسیەتا خۆ یا ئارام و لێهاتی ، بۆچی ڤێ چەندێ نەکەت و ئەو ژ خێزانەکا خەباتکەرە کو هەمی ژیانا خۆ تەرخانکرنە پێخەمەت دەستڤەئینانا مافێن گەلەکی زولم لێکری ل سەر دەستێ درەندەترین دکتاتۆریەت ل مێژوویێ دا ، ئەو ژی خێزانا بارزانیێ نەمرە کو ل بەر دەستێ وی سەدان نیشتمانپەروەر و خەباتکەر بۆ دۆزا رەوایا گەلێ کورد مەزن بووینە، و هەمیشە هەولێن سەربەخۆیی دانە وەکی هەمی گەلێن دی یێن جیهانێ ب ئاشتی و ئازدای و پێکڤەژیانەکا ئارام .

و ل ڤێ دوماهیێ و ب بریارەکا مێژویی ژ لایێ ئەنجومەنێ وەزیرانێ هەرێما کوردستانێ ڤە کو تایبەت بوو ب دوماهیکئینانا سیستەمێ پاشکەفت ژ شایستەیێن دارایی یێن فەرمانبەرێن هەرێما کوردستانێ کو ژ ئەنجامێ سیاسەتا شۆڤینی ژ لایێ حکومەتا پێشوو یا بەغدا و هاتنا تیرۆریستێن داعش ڤە هاتە پەیرەوکرن کو ئەگەرێن سەرەکی بوون بۆ کێم بوونا بەرچاڤ یا داهاتێ هەرێما کوردستانێ ، لەوا بریارا پاشکەفتکرنا موچەیێن فەرمانبەران هاتە دان .
هەورەکو دوهی سەرۆک وەزیران " نێچیرڤان بارزانی " ئاماژە پێدای کو ژ ناچاری پەنا برن بەر بریارەکا ب ڤی شێوەی داکو کاروانێ ژیانێ ل کوردستانێ نەراوەستیت و ب تایبەت ژیانا فەرمانبەران ، هەورەها بەحسکر کو سەبر و خۆراگریا گەلێ کوردستانێ و یا فەرمانبەران ب تایبەتی پالنەرەکی سەرەکی بوو داکو کارەکی زۆر ب زەحمەت بکەین بۆ رزگاربوون ژ ڤێ تەنگاڤیێ .

لەوا دبێژین کریارێن مەزن کەسێن مەزن دڤێن کو کریاران ژ گۆتنێن خۆ دروست بکەن .


91
نيجيرفان البارزاني يرسي دعائم التوافق في كوردستان
حسن شنكالي
منذ اكثر من اكثر خمسة أشهر على إجراء الإنتخابات التشريعية في إقليم كوردستان وحصول الحزب الديمقراطي الكوردستاني على أغلبية المقاعد في البرلمان والجهود الحثيثة تتواصل دون كلل أو ملل من قبل القيادة السياسية للتشاور مع الأحزاب الفائزة لتشكيل الحكومة الجديدة وتذليل العقبات من أجل المصلحة العليا لكوردستان , لكن المتشككين والظانين ظن السوء خاب أملهم  وأشرقت الشمس من جديد على ربوع كوردستان وجبالها الشماء ليسجل الحزب الديمقراطي الكوردستاني إنتصاراً جديداً يضاف الى سلسلة إنتصاراته المتوالية على الساحة السياسية والدبلوماسية بالتوقيع على نص الإتفاقية المبرمة مع الإتحاد الوطني الكوردستاني بالتوافق حول توزيع المناصب السيادية على مستوى العراق والإقليم وتطبيع الأوضاع في كركوك والمناطق المتنازع عليها وإختيار محافظاً لها .
لاينكر الدور القيادي لرئيس حكومة إقليم كوردستان العراق نيجيرفان البارزاني منذ توليه السلطة وإدارته الناجحة للملفات العالقة مع الحكومة المركزية في بغداد لا سيما بعد أحداث السادس عشر من أكتوبر, حيث بدء  مهامه كرئيس لوزراء حكومة إقليم كوردستان في حزيران 2014 , وتولى رئاسة التشكيلتين الوزاريتين الخامسة من عام 2006م ولغاية 2009م والتشكيلة السابعة من 2012م ولغاية 2014 وفي عام 2016 تم ترشيحه بالإجماع لترأس الحكومة بكابينتها الثامنة لغاية الآن , وقرر الحزب الديمقراطي الكوردستاني ترشيحه لرئاسة إقليم كوردستان في إجتماع عقده الحزب في أربيل في الثالث من شهر كانون الأول عام 2018.
 لعب نيجيرفان البارزاني دوراَ طليعياً وريادياً أثناء توليه دفة الحكم حيث إتخذ العديد من المبادرات الاستراتيجية في إطار برنامج نشط بهدف  تحسين المستوى المعاشي ورفاهية المجتمع وإهتمامه بالقضايا الإقتصادية في إقليم كوردستان ، ومن ضمنها إتباع سياسة تنمية الموارد الطبيعية وتعزيز العلاقات السياسية والإقتصادية مع دول الجوار والمجتمع الدولي ، وتعزيز الإقتصاد المحلي والإستمثار الأجنبي ، والدفاع عن حقوق المرأة ، وتنمية وتعزيز عملية التربية والتعليم العالي ، وإعادة إعمار البنية التحتية لإقليم كوردستان , وخاصة شبكة الكهرباء وإدارة الموارد المائية والإسكان والطرق والجسور, ويعتبر بحق على نطاق واسع مهندساً رئيسياً في نجاح إقليم كوردستان ، وذلك خلال جهوده المتواصلة في تحقيق رؤى الحكومة الإجتماعية والسياسية والإقتصادية التي تهدف إلى تحسين المستوى المعاشي للمواطنين في الإقليم ، فضلاً عن العلاقات مع تركيا وسياسة النفط والغاز لحكومة  إقليم كوردستان من جهة ومع الحكومة الإتحادية في بغداد من جهة أخرى .

92
كان البارزاني عنواناً لأمة
حسن شنكالي
عندما نتصفح تأريخ الكورد يتبادر للعيان نضال الملا مصطفى البارزاني الخالد الذي عرف الكورد بالعالم لإقتران إسمه ونضاله بتأريخ شعب ناضل من أجل الحرية والديمقراطية والإستقلال بعد معاناة من الظلم على أيدي الأنظمة الدكتاتورية التي تسلطت على رقاب العراقيين لسنوات خلت , حيث إقترنت الحركة التحررية الوطنية الديمقراطية الكردستانية بإسم قائد الشعب الكوردي الملا مصطفى البارزاني منذ أكثر من نصف قرن من المسـيرة النضالية الطويلة,  فهو المفكر والقائد الذي لقب بالأب الروحي للكورد ، ورمزاً لنضال الشعب الكوردي باعتباره واضعاً لأَساسيات النضال الثوري الديمقراطي الكوردستاني ، وقاد هذا النضال بحكمة ودراية وتفان وتضحية , وشكلت نضالاته وأفكاره تراثا قوميا وطنيا نيراً سمي بـ ‘‘تراث البارزاني الخالد‘‘، ليصبح نبراسا للجماهير الكوردستانية الكادحة في الدرب الطويل ، درب كوردستان العظيم.
  وسيظل البارزاني الخالد يعيش في ضمائر ووجدان كل الكورد الشرفاء الأحرار جيل بعد جيل أبد الدهر وسيظل هو أب الكورد وكوردستان ورمز نضالهم ومعلم الكوردايتى لذا علينا نحن الكورد في أرجاء كوردستان الكبرى وبالأخص أقليم كوردستان أن نسيرعلى نهج وخطى الأب الروحي البارزاني الخالد وعلينا جميعا أن نناضل ونكافح من أجل تحقيق أماني وطموحات شعبنا الكوردي الذي طالما ناضل من أجل تحقيقها وكان كل اُمنيته في الحياة هو أن يحقق لبني جلدته كيانا قوميا وسياسيا اُسوة بكل شعوب الأرض , لقد كان البارزاني الخالد يحارب الظالمين والطغاة من اجل الديمقراطية لجميع العراقيين كردا وعربا وجميع الاطياف الدينية والمذهبية وكان يحترم الجميع وكان يريد أن تزدهر الاخوة العربية الكوردية وكان يريد الخير والمحبة والالفة لاخوتنا العرب اينما كانوا وخاصة العراقيين     .   
نعم انه بحق قائد يستحق كل تقدير ، كرس حياته في خدمة شعبه والدفاع عن حقوقه المشروعة ولم يتوانى يوما في تقديم اكبر التضحيات في سبيل كوردستان ، قاد الحركة التحررية الكردية في ظروف ما كان لغيره ان يتجاوزها بحكمة وبصيرة وشجاعة نادرة ميزته عن غيره من الزعماء الذين قادوا نضال شعوبهم                                                                لم يستسلم يوماً ، لم يساوم على قضية شعبه يوماً ، و لم يعرف اليأس خلال نضاله أبداً ، كان رجلا صلباً  لا يلين أمام أعدائه ذو شخصية فذة ، يترك أثراً في نفس أي شخصٍ يلقاه قسمات وجهه توحي بالقوة ، ظل شامخاً كالجبل خلال حياته التي باتت نهجاً يحتذي  به مَن يعشق النضال  ، فالمعارك التي خاضها تشهد على ما كان يتحلى به من شجاعة ، عرفه الكورد قائداً حكيما في قراراته ، غيوراً على شعبه و محباً لهم ، و لهذا أحبه الشعب و حمل السلاح معه عندماً تستمع إلى أحد البيشمركة الذين عاشوا فترة نضاله سوف يقولون بأن الله وفق خطاه لأنه كان مع شعبه ، وكيف لا فقد نجى من مكائد و محاولات اغتيال كان الأعداء يدبرونها بمكر و خبث ، لكن الله كان ينجيه رأفة بالشعب الكوردي المظلوم.
فألف وألف تحيه على روح البارزاني الخالد في ذكرى رحيله الأربعين وعلى أرواح شهداء كوردستان الأبرار الذين قدموا أرواحهم الغالية على طريق تحرير كوردستان العراق ومنبر الحرية والديمقراطية في العراق .

93
نيجيرفان البارزاني يضع حجر الاساس لإتفاقية تأريخية

جوتيار شنگالي


في الرابع من آذار تزامن توقيع  الإتفاقية التأريخية التي أرسى دعائمها السيد نيجيرفان البارزاني بعد مفاوضات ماراثونية مع الأحزاب والكتل السياسية الكوردستانية من أجل تشكيل حكومة إقليم كوردستان مع ذكرى الإنتفاضة الكبرى التي إنطلقت في عموم مدن وقصبات كوردستان ضد النظام الدكتاتوري البائد لتزيد الى شهر آذار مناسبة أخرى بين الحزب الديمقراطي الكوردستاني والإتحاد الوطني الكوردستاني , وتضمن الإتفاق على عدة بنود منها آلية تشكيل الحكومة وإنتخاب رئاسة البرلمان والإقليم وتطبيع الأوضاع في المناطق المتنازع عليها ضمن المادة 140 من الدستور العراقي بالإضافة الى إختيار محافظ كركوك والعمل المشترك في الحكومة العراقية .
الذين كان لهم امل في عدم التوافق بين البارتي واليكتي   خاب ظنهم واشرقت الشمس من جديد على ربوع كوردستان فإن "نيجيرفان بارزاني " نائب رئيس الحزب الديمقراطي الكوردستاني اسدل الستار على ظلام الليل بسياسته المحنكة وانقذ كوردستان من الهاوية .

94
"المرأة الايزدية رمز السلام"

لازمة الشيخ يوسف

بعد الماسي التي واجهه المكون الايزدي والتضحيات التي قدمه ابنائه في مدينة شنكال اثناء اطالة يد الغدر في الثالث من (آب) اغسطس عام (٢٠١٤) من قبل تنظيم داعش الارهابي والتي كانت ضحيتها الاف مؤلفة من المواطنين العزل شرد جرائها اهالي المدينة باكمله، إن ما جري من الدمار في المدينة يعتبر من الجرائم اللاخلاقية ضد الانسانية بجميع المقايس الدولية والمعاير القانونية في العالم، هذا وبعد مرور اربعة سنوات متتالية على حدوث الكارثة لا يزال هناك الكثير من المخطوفين والمخطوفات الايزديين بيد هذا التنظيم الاجرامي نسمع بين كل حين وأخر بتحرير البعض منهم بطريقة او باخرى الا انه في الايام القليلة الماضية قام المجرمون بقتل مجموعة كبيرة من النساء الشنكاليات في قرية (داغوز ) في سوريا تهديدآ لتلك القوات المتمركزة بالقرب منهم بقتل جميع الاسرى لديهم في حال الهجوم والاقتراب من مقراتهم علمآ انهم يستخدمون المخطوفين كدروع بشرية هناك انما حدث للمرأة الايزدية من المآسي مؤخرا لم يشهده الانسانية من قبل حيث بشاعة الامور تجاهها لكنها بالرغم من كل ذلك تبقى رمزآ للسلام والانسانية.
جرائم (داعش) هذا التنظيم الارهابي مستمر وما يرتكبون به من الخروقات بحق المدنيين وبالاخص ابناء المجتمع الايزدي يهز ضمير الانسانية جميعا، لايخفي بان هذا المكون تعرض على مر التاريخ الى (٧٤) فرمانا اي كارثة بشرية وفي كل واحدة منها نال المرأة نصيبها من الويل والعذاب، لكن ما تعرضت لها في كارثة شنكال تفوق جميع التصورات والاعراف الانسانية على العالم ان لاتسكت عليه او يجعلها تمر مرور الكرام ويجب ان يحاسب مرتكبيها اقصى انواع العقوبة كي تعيش المرأة في جميع انحاء العالم بامان.
وردا على ما ارتكبه الاوغاد في قرية داغوز ضد النساء الشنكاليات أقترح ما ياتي :
* على المجتمع الدولي التدخل بانقاذ بقية المخطوفين والمخطوفات كي لا يتعرضوا هم ايضا الى المصير نفسه.
* لاستنكار هذه الجريمة وغيرها على كافة الشرائح والفئات من ابناء المجتمع الكوردي بشكل عام والايزدي على وجه الخصوص القيام بتظاهرة سلمية استنكارآ لحدوث هذه الجريمة الشنعاء.
* على النشطاء المدنيين والاعلامين والمثقفين الاهتمام بهذا الموضوع في جميع وسائل الاعلام وبكافة السبل.
* الثامن من اذار يوم المرأة العالمي على الجهات الرسمية والمعنية من المنظمات النسائية ومنظمات حقوق الانسان أن تستنكر هذه الجريمة في محافلها الرسمية ويعتبر فيها بان المرأة الايزدية هي رمز السلام.

95
الكورد وآذار الأفراح والأتراح
حسن شنكالي
لم يكن للشعب الكوردي خيار في إختيار شهر آذار الذي أصبح شهراً للكورد بإمتياز والذي يعرف بشهر الأفراح والأتراح في آن واحد ففرحته بحلول أعياد نوروز وبدء الإحتفالات وإكتساء جبال وأودية كوردستان بحلتها الخضراء دليل لإستقبال شهر الربيع حيث تستبشر كوردستان فيه بالخير والبركة مع قدوم هذا الفصل الجميل , ومبكي ومحزن لما عاناه الكورد من الظلم والتهميش  , والأمَر من كل هذا  وذاك  على نفوس الشعب الكوردي  مرور الذكرى الأربعين  ( 1آذار 1979) لرحيل الأب الروحي للكورد الملا مصطفى البارزاني الخالد في مشفى جورج تاون بأمريكا حيث دفن في قرية شنو بكوردستان إيران وفي الخامس من آذار عام 1992 تم نقل جثمانه الطاهر الى مسقط رأسه في مقبرة بارزان , ولما يحمل آذار في ثناياه المخضرة من الأحداث الأليمة التي مرت على الكورد بعد أن رضخوا تحت نير السلطات الدكتاتورية ذات النظرة الشوفينية المقيتة لسنوات خلت , فقديماً كان شهرآذار شهر الحرية للكورد والخلاص من الظلم والقهر والحرمان على يد البطل كاوة الحداد ودحر إسطورة الظلم , وحديثاً فهو شهر الظلم والمآسي والإضطهاد والقتل والتشريد والويلات والذكريات المؤلمة , آذار المآسي , آذار الويلات , آذار القهر والحرمان , آذار الاضطهاد , آذار الصراخات والمناداة ضد الطغيان والاستبداد على يد أعتى نظام دكتاتوري عرفه التأريخ المعاصر .
ويذكر بأن آذار أو آدار إشتق من هدار لما يشهده هذا الشهر من العواصف والزلازل والسيول والهدير ويطلق عليه آذار الهدار , وهكذا شاء القدر أن يكون هذا الشهر الوضاء بأيامه مفرحة ومشؤومة في وقت واحد ، ولا ننسى  ما عاناه الشعب الكوردستاني بجميع أطيافه وملله ونحله من ظروف إستثنائية وقاسية لو مرت على أي شعب كان في العالم لتوقفت الحياة فيه ولم تقم له قائمة الى يوم القيامة , ولا يخفى بأن العواصف والنكبات التي حلت بالعراق عامة وكوردستان خاصة كان سببها الرئيسي هو تسلط  فئة باغية سلبت آراء وتطلعات فئات الشعب المغلوب على أمره .
فلكل زمان رجاله , ولكل أمة أبطالها , وبيارق الشهادة ترفرف عالية بأرواح شهدائنا الأبرار في أروع صورة من صور التضحية والفداء في سماء كوردستان , فالشهادة حق في سبيل الوطن والدفاع عن الشعب المظلوم والمضطهد حيث ترخص له الأرواح والدماء أمام حفنة من هذا التراب المقدس , فبهذه المبادىء النضالية بدأت مدرسة البارزاني الخالد بنشر مفاهيم التضحية والبطولة والفداء من أجل غد أفضل لشعب مظلوم محب للسلام ومن أجل تقرير مصيره في الحرية والإستقلال كحق من حقوقه المشروعة وفق الأعراف والمواثيق الدولية , بعد أن رفع الحزب الديمقراطي الكوردستاني في مرحلة من مراحل نضاله المرير ضد الأنظمة الدكتاتورية المتعاقبة على إدارة الدولة منذ عشرينيات القرن الماضي شعار” الديمقراطية للعراق والحكم الذاتي لكوردستان  “ وبعد جولات عسيرة من المفاوضات مع الطغاة والمتمثلة بالنظام الدكتاتوري آنذاك تكللت بالنجاح وأبرمت إتفاقية الحادي عشر من آذار1970 والتي لم تر النور نتيجة لتعنت الطغمة الحاكمة وعدم إعترافها بحقوق الشعب الكوردي .
وفي آذار مناسبات جمة بين المفرح منها والمحزن حيث أوعزت حكومة إقليم كوردستان العراق بتشكيل لجنة عليا لمناسبات شهر آذار عام 1997بعد أن تحولت الى تقليد سنوي ولما لهذا الشهر من أهمية على الصعيد السياسي لدى الكورد بحلاوة أيامه  ومرارتها .

96
21  شباط يوم لغة الأم
حسن شنكالي
اليوم تاريخ قد لا يعني الشيىء الكثيرعند غالبية الناس , لكن أدعوكم لنرجع الى الوراء ونوقف عقارب الساعة   ونتمعن في دلالات وأهمية تخليد هذا اليوم  يوماً عالمياً  للغة الأم ، تلك اللغة التي رضعناها مع حليب أمهاتنا ، تلك اللغة التي نطقنا بها ونحن كائنات ضعيفة ، تلك اللغة التي كنا بها نكف عن الصياح ما أن تنطق بها صوت الأم     
فاللغة من مقومات الحياة والفكرلدى الإنسان ، وهي روح الجماعة التي تكسب حساً وإحساساً بالخصوصية والتميز، حيث لا يمكن للغة شعب ما أن تبقى حية وأن تتطور إذا لم يستخدم هذا الشعب لغته الأم كلغة للحياة اليومية.

وعليه لقد بادرت منظمة اليونسكو الدولية بعد إقتراح من بنغلاديش وافقت المنظمة عليه إلى تخليد هذا اليوم تحت عنوان "اليوم العالمي للغة الأم" بعد مرور عدة عقود على فرض اللغة الأوردية بالقوة من قبل حاكم باكستان آنذاك وذلك في 17كانون الأول عام 1999، وهذه المبادرة حظيت بدعم من ثمانية وعشرين دولة.
 
لا ننسى نحن الكورد في المناطق المتنازع عليها ما عانيناه من ممارسات النظام البائد لسنوات خلت من خلال سياسة التعريب  ذات الطابع الشوفيني المقيت من منع التحدث بلغة الأم بعد وصفها بأوصاف لا تليق بها كونها تمثل التراث والحضارة والقيم وإحدى المقومات الأساسية  للقومية , فبها يتعرف العالم على الإنتماء  القومي للفرد وبدونها يفقد الإنسان هويته القومية التي ناضل من أجل الحفاظ على ديمومتها وضحى في سبيلها بعد أن قدم قوافل من الشهداء تكريماً لها .
وبعد أحداث السادس عشر من أكتوبر عادت حليمة الى عادتها القديمة ومارست الحكومة المركزية من خلال ما يسمى بفرض سلطة القانون في كركوك والمناطق المتنازع عليها والقانون براء منهم كخرق دستوري فاضح للمادة الرابعة أولاً من الدستور العراقي الذي صوت عليه غالبية العراقيين والتي تنص على ( اللغة العربية واللغة الكوردية هما اللغتان الرسميتان للعراق , ويضمن حق العراقيين  بتعليم أبنائهم باللغة الأم  كالتركمانية  والسريانية والأرمنية  في المؤسسات التعليمية  الحكومية وفقاً للضوابط التربوية , أو بأية لغة أخرى في المؤسسات التعليمية الخاصة  ) , الى تنفيذ سساسة التعريب ومنع التحدث بلغة الأم ومنع التعليم بالإضافة الى منع المراسلات باللغة الكوردية في الدوائر والمؤسسات الرسمية ناهيك عن الممارسات غير المنظورة وما خفي كان أعظم .
نتعز نحن الكورد بلغتنا الأم كونها رمز لهويتنا القومية ودليل لتراثنا الحضاري وقيمنا الإنسانية وركيزة أساسية في الاتصال والاندماج الاجتماعي والتعليم والتنمية.
 فشكراً لحكومة كوردستان على وضع المناهج التعليمية بلغة الأم حفاظا على  ديمومتها والشكر موصول لكل من حافظ على لغتنا الجميلة والتزم بالتحدث بها رغم كل الظروف كونها لغة أمهاتنا وآبائنا وأجدادنا  من الإندثار كما هو الحال لتعرض أكثر من 7000 لغة للإندثار لعدم إعطائها أهمية في تعليم أبنائها .

97
الطلبة رأس الرمح في كل الثورات
حسن شنكالي
قبل ست وستين عاماً جاء تأسيس الاتحادين المناضلين إتحاد طلبة كوردستان وإتحاد شبيبة كوردستان امتداداً لنضال الشعب الكوردي منذ بدايات القرن الماضي بع أن خاض الشعب الكوردي العديد من الثورات والانتفاضات ضد الحكومات المستبدة والقمعية التي كانت تطارد وتعتقل كل من يطالب بحقوقه القومية والوطنية الى جانب الاجهزة القمعية التي كانت تراقب وترتعد من كلمة كوردستان او من اسم الثورة التحررية الكوردستانية او من اسم رمز امة الكورد البارزاني الخالد فقدم شعبنا من اجل ذلك الالاف من الشهداء والمغيبين.
في المؤتمر الثالث للحزب الديمقراطي الكوردستاني الذي عقد في مدينة كركوك الكوردستانية في عام 1953 وبناء على توصية من الجنرال الخالد مصطفى البارزاني بعد أن وصفهم ( الطلبة رأس الرمح في جميع المعارك والثورات ) وهو في منفاه في الاتحاد السوفيتي السابق بتأسيس منظمات جماهيرية كوردستانية كضرورة تاريخية ملحة في تلك المرحلة ليرفد الحزب الديمقراطي الكوردستاني بملاكات طلابية وشبابية مثقفة وواعية تحمل على عاتقها قيادة الحركة الطلابية الكوردستانية والدفاع عن حقوقهم القومية..
 ففي يوم الثامن عشر من شباط من عام 1953 تم تأسيس الاتحادين المناضلين لطلبة كوردستان والشبيبة الديمقراطي الكوردستاني , حيث نهض اتحاد طلبة كوردستان بواجباته الوطنية والقومية والمهنية باعداد الملاكات والقادة الاكفاء للحركة التحررية الوطنية الكوردستانية وللمجتمع المدني وخير برهان على ذلك اشتراكهم في ثورتهم العظمى ثورة ايلول الخالدة اذ التحق بها الكثير من ملاكات واعضاء الاتحادين في صفوف ثورتهم الكبرى حيث اسهموا فيها اسهامة فاعلة وقدموا من اجل ذلك حياتهم قرباناً من اجل قضية شعبهم وكان من ضمن هؤلاء الشهداء بعض قادتهم ومن الكوادر المتقدمة في ميادين الشرف للدفاع عن حقوقهم ومن هؤلاء الشهداء الشهيد (مأمون الدباغ) والشهيد (صديق البنجويني) والشهيدة (ليلى قاسم) ورفاقها الاخرون حيث حملوا ارواحهم على اكفهم من اجل شعبهم .
 لقد كانت المرحلة الممتدة بين الاعوام 1970 لغاية العام 1975 من انشط ما قام به اعضاء طلبة كوردستان من نشاطات وفعاليات ومكاسب مهمة للطلبة الكوردستانيين وغيرهم وخاصة في بغداد حيث كان حضور الطلبة الكورد واضحاً وجلياً ومبهراً حيث لعب الاتحاد دوراً فاعلاً في توفير مقاعد اضافية خاصة لطلبتنا في الجامعات والمعاهد العراقية حيث لم يكن في حينها سوى جامعة السليمانية في كوردستان وكذلك الحصول على الكثير من الزمالات الدراسية لطلبتنا في خارج العراق.
وكان للاتحاد دور مهم في نشاطات الحزب الديمقراطي الكوردستاني حيث استطاع اعضاء الاتحاد كسب جماهير الطلبة الى جانبهم وكانت قيادة الحزب قد وفرت وسهلت لاعضائها كافة السبل لانجاح مساعيها .
وعلى أبنائنا الطلبة والشباب في هذه المرحلة الحساسة من تأريخ شعبنا ان يوحدوا صفوفهم النضالية بشكل اقوى لرفع مستواهم العلمي والفكري اكثر لضمان حقوقنا العادلة والاقتداء بتجربتنا الديمقراطية ومساندة قوات البيشمركة الابطال للدفاع عن ما تم انجازه من مكتسبات لان ما تحقق الان من مكاسب لشعبنا هو ثمرة دماء الشهداء وتضحيات شعب كوردستان والسائرين على نهج البارزاني الخالد .
ومبارك لطلبتنا الاعزاء ذكرى تأسيس إتحادهم المناضل في ذكراه السادسة والستين من أجل التفوق العلمي لخدمة كوردستان وعلى القيادة الطلابية الكوردستانية اقامة اوطد العلاقات مع عموم التنظيمات الطلابية الكوردستانية وعموم التنظيمات الطلابية الاخرى التي تتفق مع توجهات الحزب الديمقراطي الكوردستاني من أجل الوصول الى الغاية المنشودة والهدف الأسمى الذي ناضل من أجله وقارع الطغاة لسنوات خلت .

98
حكومة كوردستان قاب قوسين أو أدنى
حسن شنگالي
بعد مرور أكثر من أربعة أشهر على إجراء انتخابات الدورة البرلمانية الخامسة في إقليم كوردستان والتي جرت في أجواء ديمقراطية أشاد العالم بها أجمع في الثلاثين من أيلول 2018 ليكتسح الحزب الديمقراطي الكوردستاني أصوات الناخبين ليفاجىء الجميع ويتصدر تسلسل الأحزاب السياسية على مستوى الإقليم بعد أن راهن الكثير من مراهقي السياسة على إحتضار الحزب وإنتهاء دوره على الساحة الكوردستانية  متناسين تأريخه النضالي ودوره الريادي في قيادة الشعب الكوردي والمطالبة بحقوقه المشروعة منذ تأسيسه عام 1946 كونه الممثل الشرعي والوحيد للكورد .
وعلى مدى الوقت المنصرم تواصل الحزب الديمقراطي الكوردستاني مع جميع الأحزاب السياسية الفائزة في الانتخابات لتشكيل الحكومة وتقريب وجهات النظرإنطلاقاً  من حرصها على لم شمل البيت الكوردي وتوحيد صفوفه وتقديم فضل الخدمات  للمواطنين بعد أن ذاق الأقليم الأمرين نتيجة فرض حكومة بغداد ما يسمى بسلطة القانون وغلق المطارات والمنافذ الحدودية وأمكانية هيكلة الإقليم وإعادته الى ما قبل عام 1991 , لكن حكمة وحنكة القيادة السياسية  تمكنت من إستيعاب الأزمة المفتعلة وتجاوز الصعاب وكسرالحصار الإقتصادي المفروض من قبل حكومة بغداد , وتواصلت مع دول العالم لكسب ثقتهم وتعاطفهم مع مظلومية الشعب الكوردي ليفتح الباب من جديد على مصراعيه لدعم الإقليم والوقوف الى جانبه وإستعادة عافيته السياسية وأخذ دوره الريادي مثلما كان قبل أحداث السادس عشر من أكتوبر .
ومن خلال الإجتماعات المكثفة مع الإتحاد الوطني الكوردستاني تمكن الحزب الديمقراطي الكوردستاني من الإتفاق على عقد إجتماع جلسة للبرلمان في الثامن عشر من شهر شباط الحالي وإنتخاب هيأة الرئاسة وتنصيب محافظ لكركوك ووضع النقاط على الحروف والتوافق على تشكيل الحكومة الجديدة والرئاسات الثلاث وتطبيع الأوضاع في كركوك والمناطق المتنازع عليها بالتعاون مع حكومة بغداد وحل المشكلة جذرياً لتحقيق الأمن والأمان وعودة النازحين الى أماكن سكناهم لأن الأوضاع في كوردستان حرجة جدا  وتحتاج الى الإسراع في إتخاذ القرارات بعد أن تم تشكيل لجان مشتركة لهذا الغرض , حيث تضمنت مسودة الإتفاق 18 بنداً وإتباع أكبر قدر من الشفافية في مسألة عائدات الإقليم المالية خصوصاً الثروات الطبيعية , وأنشاء صندوق لعائدات النفط والغاز المصدر للخارج لالإضافة الى إتباع الشفافية في علاقات الإقليم الخارجية وتحسين الأوضاع المعاشية لمواطني الإقليم وتعزيز مستوى الخدمات المقدمة لهم وتدعيم العلاقات مع السلطات الإتحادية و‘عادة نشر قوات البيشمركة في كركوك والمناطق المتنازع عليها والمشمولة بالمادة 140 من الدستور العراقي , وإجراء التعداد العام للسكان بالإضافة الى استمكال مشروع دستور الإقليم المعطل منذ سنوات .

99
تكريم نيجيرفان البارزاني تكريم للكورد
حسن شنكالي
في الثامن من آذار القادم سيعقد المؤتمر التكريمي لأفضل الشخصيات السياسية لعام 2018 وبرعاية مباشرة من UIG المجلس العربي الأفرو آسيوي للتعاون الدولي والعلاقات الدبلوماسية ومنظمة كتاب بلا حدود في الشرق الأوسط والجمعية المصرية الأفرو آسيوية للفنون والثقافة والآداب والمؤسسة العربية للعلاقات الدبلوماسية وحقوق الإنسان واتحاد الخليج العربي للتنمية والتدريب والإستشارات والذي إختار السيد نيجيرفان البارزاني من ضمن أفضل الشخصيات السياسية المرموقة والمتألقة في أداء دورها الريادي لما يتحلى به من خبرة ودراية وتأثيراً في المجال السياسي على الساحتين العربية والعراقية .
وللسيد نيجيرفان البارزاني مواقف بطولية ومشرفة تتسم بالحنكة والحكمة السياسية في إدارة الدولة في الأيام العصيبة التي مر بها إقليم كوردستان العراق بعد فرض الحصار الإقتصادي المفتعل من قبل حكومة بغداد على الإقليم وفق آلية مدروسة تنم عن الحقد الدفين للكورد من خلال الممارسات التي أعقبت أحداث السادس عشر من أكتوبر بحجة فرض ما يسمى بسلطة القانون في دولة اللاقانون والإنفلات الأمني وتفشي الفساد في جميع مؤسسات الدولة العراقية وسيطرة الميليشيات المنفلة على المشهد الأمني والسياسي , حيث يعتبر من أفضل المفاوضين التي أنجبتها الساحة الكوردستانية أثناء التعامل مع الأزمة والخروج من عنق الزجاجة والعبور الى ضفة البر والأمان .
ليس غريباً على السيد نيجيرفان البارزاني هذا التكريم لأنه يستحق الأكثر وبجدارة كونه سليل العائلة البارزانية وخريج مدرسة النضال والتضحية والفداء التي أرسى دعائمها الأب الروحي للكورد الملا مصطفى البارزاني الخالد , ويمثل الدبلوماسية الكوردية خير تمثيل في المحافل الدولية لما يمتاز به من هدوء وثقافة عالية وتحليل منطقي للواقع السياسي كما يمتاز بشخصية قوية وحكمة وحنكة ودهاء سياسي وسعة صدر وصاحب إبتسامة دائمة تضفي على شخصيته ميزة المرح والفكاهة والتواضع مع الجميع دون إستثناء والتعامل مع المشاكل بجدية وصبر وصولاً الى الحل الأمثل .
فتكريم السيد نيجيرفان البارزاني تكريم للكورد والكوردستانيين كونه من العائلة التي عرفت الكورد بالعالم حيث إقترن إسم الكورد بهم وحيثما ذكر الكورد ذكر البارزاني الخالد ونضاله المرير لسنوات خلت ضد الحكومات الدكتاتورية المتمثلة بالعنصرية الشوفينية والتي ذاق الكورد على أيديهم شتى أنواع الظلم والتهميش والقتل والتعذيب والتشريد والترحيل خلافاً لكل المواثيق والإعراف الدولية وبنود حقوق الإنسان لعدم الإعتراف بوجودهم الشرعي وإمكانية صهرهم في بودقة التعريب والقضاء على كيانهم وكسر إرادتهم وطمس هويتهم القومية .
مبارك للكورد هذا التكريم لأنه أفضل شهادة فخرية بحق أفضل شخصية سياسية أنجبتها الساحة الكوردستانية في خضم الإحداث التي مرت على الإقليم منذ أيام الإنتفاضة الكبرى ضد النظام البائد وتشكيل أول برلمان وحكومة كوردية حتى يومنا هذا .

100
مجزرة الأول من شباط 2004
حسن شنكالي
لم يتوقف الإرهاب الأعمى عند حد يمنعه من ممارسة أنشطته الإجرامية في أي مكان وزمان كان , فهو تطبيق لما يناسبه من وصف بأن ( الإرهاب لا دين له ) بعد أن إنتهك الحرمات من قتل على الهوية وتعذيب وإغتصاب للنساء وممارسة البيع والشراء للحرائر في سوق النخاسة بأبخس الأثمان , حيث إرتكب أعداء الإنسانية جريمتهم البشعة في الأول من شباط 2004 في أول أيام عيد الأضحى المبارك أثناء إستقبال المهنئين في مكاتب الحزبين الديمقراطي الكوردستاني والإتحاد الوطني الكوردستاني بتفجيرين متزامنين حيث لم يكن بالحسبان من حصول هذه الحادثة وبالأخص في يوم مبارك كهذا ,  بعد أراد الاصوليين تعطيل حركة الحياة المدنية ومحاولة إجهاض التجربة الكوردية والاستقرار الذي تنعم به منطقة كردستان العراق لتتحول الى ساحة أخرى للارهاب الدولي , لكن الحدث قد وقع بالفعل بتخطيط مسبق وفق آلية خبيثة بالتعاون مع أجندات خارجية لها غاياتها الدفينة , ودفع ثمنه الكثير من القياديين الكورد والأبرياء , علماً  إن مراسيم الاستقبال جرت بشكل طبيعي جدا من دون أن تكون هناك أي عراقيل تمنع دخول المواطنين الذين شاركوا الاحتفال بعيد الأضحى كتقليد ديني وشعبي إلى أن سمع دوي الانفجار وتساقط العشرات من الزوار والضيوف , ومن أبرز الشخصيات التي ذهبت ضحية التفجيرين الشهيد سامي عبد الرحمن الذي كان يشغل منصب نائب رئيس حكومة إقليم كوردستان (إدارة أربيل آنذاك) ،  والشهيد شوكت شيخ يزدين وزير شؤون مجلس الوزراء ، والشهيد أكرم منتك محافظ أربيل ، والشهيد شاخوان عباس مسؤول الفرع الثالث للاتحاد الوطني الكوردستاني , وكان هدف الأرهابيين وقف عجلة التقدم وعملية الإعمار والبناء في كوردستان والتي يقودها الحزب الديمقراطي الكوردستاني بقيادته الحكيمة والتي نهلت من مدرسة النضال والتضحية والفداء والتي أرسى دعائمها الأب الروحي للكورد الملا مصطفى البارزاني ، ولكن الدماء الزكية لشهدائنا  الأبرارالتي سالت في هذا اليوم المبارك أضحت خميرة للصمود والمقاومة والمضي نحو توفير المزيد من الأمن والإستقرار والتقدم والمضي في تطوير كوردستان في جميع المجالات. 
لكن كوردستان إزدادت أمناً وأماناً بفضل وحنكة القيادة الحكيمة وبطولات قوات البيشمركة الأشاوس وتضحياتهم في مواجهة أعتى منظمة إرهابية عرفها التأريخ المعاصر في سوح الوغى وكسروا شوكتهم في عقر دارهم بعد أن تم إحتلال ثلث مساحة العراق , وأضحى إقليم كوردستان العراق مركز إستقطاب للشركات الأجنبية للإستثمار والملاذ الآمن للنازحين واللاجئين من بطش وجرائم الإرهاب الأعمى من مختلف محافظات العراق وخارجه بمختلف طوائفه وقومياته ومذاهبه وملله ونحله , ليعكس للعالم أجمع بأن كوردستان موطن السلام والتعايش السلمي ومثالاً للمحبة والتسامح بين الجميع دون إستثناء , ويعيش أروع تجربة ديمقراطية على مستوى الشرق الأوسط بعد أن عانى الكورد من شتى أنواع الظلم والتهميش في ظل الأنظمة الدكتاتورية المتعاقبة على إدارة الدولة العراقية منذ تأسيسها في عشرينيات القرن الماضي .

101
الذكرى 32 لرحيل مهندس الحكم الذاتي
حسن شنكالي
في مثل هذا اليوم وقبل إثنين وثلاثين عاماً رحل مهندس الحكم الذاتي الشهيد إدريس البارزاني , وعندما تمر ذكراه العطرة نستذكر صفحات مشرقة لحياة مناضل خادم لمصلحة أمته وشعبه الذي ذاق الأمرين على يد الأنظمة الدكتاتورية ، ليسهم عبر مسؤولياته في ساحات النضال التي إحتضنته لصياغة إشراقة جديدة في التاريخ المعاصر للشعب الكوردي والذي تمكن بفضل نضال البيشمركة الأشاوس وتضحيات الشهداء أن ينتزع وبجدارة الموقع الذي يستحقه دولياً وإقليمياً ومحلياً .
ادريس البارزاني هو ابن الملا مصطفى البارزاني زعيم الحركة التحررية الكوردية ولد في منطقة بارزان في كوردستان العراق في عام 1944 مهد الثورات والنضال في كنف عائلة تعتز بإنتمائها الديني والقومي والنضالي وتربى على القيم الانسانية والنضالية عبر الشخصية الفذة لوالده البارزاني الخالد ، والذي كان ومازال يعتبر بحق أرقى مدرسة نضالية للكورد ، حيث تسلح بالوعي القومي والارادة التحررية والشجاعة في التضحية من أجل شعبه وقضيته المصيرية ، وتعززت في أعماقه قيم الاعتماد على الذات ومواجهة الصعاب والتصدي للتحديات المصيرية ، وإثر إندلاع ثورة أيلول التحررية عام (1961) ترك الشهيد إدريس البارزاني مقاعد الدراسة وتوجه لحمل السلاح لينخرط في صفوف قوات البيشمركة الأبطال ليتحمل المسؤولية الجسيمة التي تنتظره حيث قاد البيشمركه في العديد من المعارك ومن أبرزها ملحمة (هندرين) عام 1966، التي الحقت الهزيمة بكبار ضباط الجيش ومن دعاة الحرب وكسر إرادة  الكورد وطمس الهوية القومية لكوردستان  , وخلال المفاوضات العسيرة التي قادها عام 1970 واعلان اتفاقية 11 اذار كان العقل الراجح للتوصل الى الإتفاقية مع النظام الدكتاتوري المتعنت حيث كان بحق مهندس الحكم الذاتي في الوقت الذي رفع الحزب شعار ( الديمقراطية للعراق والحكم الذاتي لكوردستان ) , كما له الدور الفاعل في رأب الصدع بين الحركة التحررية الكوردية وحكومة بغداد من اجل تطبيق بنود الاتفاقية ووضع نهاية للحروب المأساوية المتوالية نتيجة للسياسات الخاطئة للحكومات التي تعاقبت على إدارة الدولة العراقية .
 انتخب المناضل ادريس البارزاني لاول مرة عضوا في اللجنة المركزية للحزب الديمقراطي الكوردستاني في المؤتمر الثامن للحزب عام 1970 ثم انتخب عضوا للمكتب السياسي عام 1976 وكان له الدور المشهود  في إعادة التنطيمات الحزبية بعد نكسة الجزائر التي حلت بالحزب خاصة وبالكورد عامة بعد الاتفاقية المشؤومة عام 1975.
وفي شهر ( مايس ) من عام 1976 إندلعت ثورة كولان التقدمية ، حيث وظف الشهيد ادريس مهاراته السياسية لإعادة ترتيب البيت الكوردي ، وإستطاع التقريب بين وجهات النظر المختلفة التي ظهرت على الساحة الكوردستانية في وقتها ، وكان بحق مهندساً للمصالحة الوطنية التي مهدت لإعلان الجبهة الكوردستانية التي أثبتت جدارتها في قيادة الانتفاضة الكوردستانية عام 1991 ، وما أعقبها من إدارة شؤون كوردستان وإجراء الإنتخابات الديمقراطية وتاسيس المؤسسات الدستورية .
وبعد وفاة الأب الروحي للكورد  (الملا مصطفى البارزاني) اصبح المناضل ادريس البارزاني قائدا للحركة التحررية الكوردية  , كيف لا ؟ وهو من خريجي مدرسة النضال التي أرسى دعائمها البارزاني الخالد وتحمل اعباء القيادة وسعى لتحقيق اهداف الشعب الكوردي  لأنه قدم التضحيات الجسام من اجل حياة حرة كريمة , فلقد ناضل وقاتل ولم تضعف عزائمه وبقي صامدا صابرا شامخا الى ان قدم روحه الطاهرة الزكية فداء للوطن وللشعب الكوردي الاصيل ففي يوم 1987/1/31 فاضت روحه الطاهرة الزكية وودع الحياة بعد ان افنى شبابه في خدمة الشعب الكوردي  لتبقى ذكراه خالدة على مر التاريخ ويكون عنواناً للتضحية والنضال والفداء .

102
الموازنة ... وإنتصارالإرادة الكوردستانية
حسن شنكالي
الموازنة العامة هي تقديرلإيرادات الدولة ومصروفاتها على شكل أرقام بوحدات نقدية تعكس في طياتها خطة الدولة المستقبلية لسنة مالية واحدة ويتم اعتمادها وإقرارها من قبل السلطة التشريعية , على شرط توفر مبدأ العدالة في توزيع الإيرادات على مفرداتها بين جميع الدوائر الخدمية على أن تصب في مصلحة المواطن بالدرجة الأولى والمصلحة العامة .
لكن التدخلات السياسية وحالات الشد والجذب بين أطراف العملية السياسية أحياناً تحول دون إقرار الموازنة لفترات طويلة مما تؤثر وبشكل سلبي على عمل ونشاط الدوائر الحكومية ويعكس ذلك وبشكل مباشرعلى حياة المواطنين , وأخص بالذكر ما حصل من قطع رواتب قوات البيشمركة الأبطال والموظفين في إقليم كوردستان العراق منذ عام 2014 كمكافأة لهم للدفاع عن الوطن بعد إحتلال ثلث مساحة العراق من قبل أعتى منظمة إرهابية عرفها التأريخ المعاصر بحجة عدم إدراجها في بنود الموازنة العامة للدولة في حينها وعدم التوافق على آلية تصدير النفط مع الإقليم وأعقبها بثلاث سنوات إفتعال أزمة سياسية هدفها هيكلة الإقليم وإعادته الى ما قبل عام 1991 بحجة ما يسمى بفرض سلطة القانون في كركوك والمناطق المتنازع عليها في ليلة الخيانة قبل السادس عشر من أكتوبر المشؤوم بالتعاون مع ثلة من المحسوبين على الكورد والذين باعوا أنفسهم بثمن بخس مقابل حفنة من الدولارات في سابقة خطيرة لسياسة فرض الأمر الواقع وبإنتهاك صارخ للدستورالذي صوت عليه غالبية العراقيين .
لكن اليوم وبجهود مباركة وإرادة لا تلين من ممثلي شعب كوردستان من كافة الكتل الكوردستانية إستطاعوا من إنجاز التصويت على المادة العاشرة من قانون الموازنة العامة لعام 2019 والتي تنص ( المادة-10- اولاً تتم تسوية المستحقات بين اقليم كوردستان والحكومة الاتحادية للسنوات 2004 ولغاية 2018 بعد تدقيقها من ديوان الرقابة المالية الاتحادي وذلك باحتساب حصة محافظات إقليم كُوردستان في ضوء المصاريف الفعلية للسنوات السابقة التي تظهرها الحسابات الختامية المصادق عليها من ديوان الرقابة المالية الاتحادي .
ثانيـاً-أ-تلتزم حكومة اقليم كوردستان بتصدير ما لا يقل عن (250000) برميل (مائتين وخمسين ألف برميل نفط) خام يومياً من النفط الخام المنتج من حقولها لتسويقها عن طريق شركة (سومو ) حصراً وتسلم الايرادات الى الخزينة العامة الاتحادية .
ب- تخصص نسبة من تخصيصات القوات البرية الاتحادية للجيش العراقي إلى رواتب قوات البيشمركة حسب النسب السكانية للقوات المذكورة بوصفها جزء من المنظومة الأمنية العراقية .
ج- عند عدم قيام إقليم كوردستان بتسديد الإيرادات الاتحادية المستحصلة الى الخزينة العامة الاتحادية او عدم تنفيذها لحكم الفقرتين (أ ، ب ) من هذا البند تقوم وزارة المالية الاتحادية باستقطاع الحصة المحددة بموجب البندين (أولاً ، ثانياً/ أ ، ب) من هذه المادة وتجري التسوية الحسابية لاحقاً.

د- تلتزم الحكومة الاتحادية ومحافظات اقليم كوردستان عند حصول زيادة في الكميات المصدرة المذكورة
في المادة (1- أولاً-ب ) من قانون الموازنة بتسليم الايرادات المتحققة فعلاً لحساب الخزينة العامة للدولة  ) .
هكذا إنتصرت الإرادة الكوردستانية تحت قبة البرلمان متمثلة بممثليها الحقيقين بعد النجاح الباهر للحزب الديمقراطي الكوردستاني في الإنتخابات النيابية وحصوله على المركز الأول إنتخابياً وسياسياً على مستوى العراق والإقليم ومثلما إنتصرت الدبلوماسية الكوردية للقيادة الشابة المتمثلة بشخص السيد نيجيرفان البارزاني على الساحتين الدولية والعراقية في وقت لايحسد الإقليم عليه وبما يوازي إنتصارات قوات البيشمركة الأبطال في سوح الوغى وكسر شوكة الإرهاب الأعمى في عقر داره دفاعاً عن أرض الأجداد , والذي يعد إنتصاراً لإرادة شعب كوردستان برمته .
وختاماً أقول ( ما ضاع حق وراءه مطالب ) .

103
كانت مهاباد أول جمهورية كوردية

حسن شنكالي
تمر اليوم الذكرى الثالثة والسبعين لتأسيس أول جمهورية كوردية بعد أن وضعت الحرب العالمية الثانية أوزارها ونتيجة لتقاسم النفوذ في ايران تصارعت قوتين فيما بينها بهدف السيطرة على وارداتها النفطية  وإشتد الصراع بين بريطانيا والأتحاد السوفيتي في الوقت الذي إستغل الكورد حرمانهم من التمتع  بحقوقهم القومية والسياسية أسوة بباقي الشعوب الأخرى , كون الكورد يمثلون ثالث أغلبية في ايران بعد الفرس والأذربيجانيين بما يعادل سدس السكان ومع ذلك بدأت ومنذ أوائل الثلاثينيات سياسة صهرهم في إيران من خلال منع استخدام اللغة الكوردية في المدارس والدوائر وترحيلهم وتغيير أسماء المدن الكوردية ، الأمر الذي حفز على نمو حركة قومية تحررية كوردية , وقد أدى هذا النشاط السياسي الكوردي إلى تأسيس جمهورية مهاباد كواحدة من المكاسب التي إستفاد منها الكورد من دعم سوفيتي في وقت كانت فيه القوات السوفيتية لا تزال تسيطر على أجزاء من إيران منذ دخولها إلى هناك في صيف عام 1941 بصحبة القوات البريطانية، وكان من المفروض أن تنسحب القوات السوفيتية من إيران بمجرد انتهاء الحرب العالمية الثانية حسب اتفاقية عام 1942 مع حكومة طهران لكن السوفيت رفضوا الانسحاب من إيران عشية اندلاع الحرب الباردة وقاموا بالمساعدة على تأسيس جمهوريتين في منطقة نفوذهم العسكري داخل إيران ، كانت أولاهما جمهورية أذربيجان بينما كانت الثانية جمهورية مهاباد في المنطقة الكوردية من إيران في أوائل الأربعينيات من القرن الماضي اتخذت شكل تنظيم سياسي تجلى في تشكيل الحزب الديمقراطي الكوردستاني/ إيران بزعامة قاضي محمد.
تم إعلان ولادة (جمهورية مهاباد الشعبية الديمقراطية) الكوردية بواسطة زعيم الحزب الديمقراطي الكوردستاني في إيران قاضي محمد في 22 كانون الثاني عام 1946 وعاصمتها مهاباد , وشملت مساحتها 30% من المساحة الإجمالية لكوردستان الشرقية. وجاء إعلان تأسيس الجمهورية بعد بضعة أيام من قيام الحكومة الإيرانية بتقديم شكوى إلى هيئة الأمم ضد الاتحاد السوفياتي متهمة إياه بالتدخل في شؤونها الداخلية وعدم تنفيذ بنود معاهدة 1942.
 لم يكن شعار جمهورية مهاباد الانفصال بل الحصول على حق الحكم الذاتي رسميا داخل إيران , وشهدت التجربة التي استمرت نحو عشرة أشهر تشكيلات وزارية بزعامة قاضي محمد وقوات عسكرية محلية بزعامة الملا مصطفى البارزاني , وهناك بالطبع عوامل عديدة دولية وإقليمية وداخلية أدت إلى الانهيار السريع للجمهورية الوليدة، وتمثلت أبرز العوامل الدولية في الصراع السوفيتي مع الغرب الذي استثمرته حكومة طهران، إلى جانب العوامل الداخلية المتعلقة بالمصالح الاقتصادية والاجتماعية للقبائل الكوردية وعدم استطاعة الحزب الديمقراطي الكوردستاني/إيران اعتماد سياسة دبلوماسية ناجحة في احتوائها , فضلا عن الافتقار إلى إستراتيجية قومية مع أجزاء كوردستان الأخرى (تركيا، العراق، سوريا) إضافة إلى محدودية مساحة الجمهورية إلى جانب الارتجالية والعفوية والعاطفة القومية التي كانت من سمات هذه التجربة .
وختاماً أقول ( إذا الشعب يوماً أراد الحياة ...........  فلابد للقيد أن ينكسر ) .

104
وأخيراً سيتحدث البرلمان باللغة الكوردية

حسن شنكالي
لا زلنا نتذكر معاناة الكورد أيام النظام الشمولي وسلب أبسط حقوقهم المكفولة في القوانين والأعراف الدولية واليوم أخص مقالتي حول منع التحدث باللغة الكوردية في المؤسسات الرسمية كخطوة في سياسة التعريب التي طالت جميع القوميات والأقليات الناطقة بغيراللغة العربية ضمن منهجية مدروسة وبتخطيط مسبق لتنفيذ المفاهيم الدكتاتورية التي لا تقبل بالرأي الآخر بل وتستهين بكل ما يتعارض وسياستهم الخبيثة , بل تعدت الى منع تسمية الأبناء بالأسماء الكوردية في سابقة خطيرة في مجال سلب الحريات الشخصية وحقوق الإنسان .
لكن بعد تحرير العراق من براثن الدكتاتورية المقيتة والتحول من النظام الشمولي الى الفضاء الديمقراطي الرحب ومشاركة أطياف الشعب العراقي كافة في إدارة دفة الدولة وكتابة دستور دائم للعراق بعد أن كان دستوراً مؤقتاً لسنوات خلت من الحكم الفردي لتنص المادة الرابعة ثانياً من الدستور على ( يحدد نطاق المصطلح لغة رسمية , وكيفية تطبيق أحكام هذه المادة بقانون يشمل : أ  إصدار الجريدة الرسمية باللغتين .
                                    ب التكلم والمخاطبة والتعبير في المجالات الرسمية كمجلس النواب , ومجلس الوزراء         
  والمحاكم والمؤتمرات الرسمية , بأي من اللغتين .
                                 ج الإعتراف بالوثائق الرسمية والمراسلات باللغتين وإصدار الوثائق الرسمية .
                                 د  فتح مدارس باللغتين  وفقاً للضوابط التربوية .
                                ه أية مجالات أخرى يحتمها مبدأ المساواة , مثل الأوراق النقدية , وجوازات السفر ,
                                 والطوابع .
وماحدث بعد خيانة السادس عشر من أكتوبر وما رافقتها من إجراءات تعسفية بحق الكورد وضمن سياسة التعريب وفق منهجية مدروسة وآلية إستراتيجية خبيثة وبتوجيه مباشر من ما يسمى بقيادة فرض سلطة القانون في كركوك والمناطق المتنازع عليها منها منع تحدث  قائد شرطة كركوك باللغة الكوردية في المؤتمر الصحفي على مرأى ومسمع العالم وعبر القنوات الفضائية بالإضافة الى منع التعليم بلغة الأم ومنع المراسلات في جميع الدوائر والمؤسسات الحكومية الرسمية ناهيك عن تعرض الكورد الى مضايقات متعمدة ونزوح الالاف من العوائل وترك منازلهم وفقدان السيطرة على الأمن نتيجة تواجد بعض الفصائل والميليشيات المسلحة .
لكن بعد إجراء الإنتخابات النيابية للدورة البرلمانية الرابعة وإكتساح الحزب الديمقراطي الكوردستاني غالبية الأصوات وبجدارة كونه يخوض الأنتخابات كحزب منفرد على مستوى العراق وإقليم كوردستان ويتصدر المركز الأول إنتخابياً ويدخل البرلمان بقوة لتصم الآذان وتكمم الأفواه لكل المتشككين والمناوئين والتي كانت أبواقاً مأجورة في وسائل الإعلام المغرضة ضد سياسة الحزب وقيادته التي ناضلت لسنوات خلت وقارعت النظام الدكتاتوري ليثبت للعالم أجمع بأنه الممثل الوحيد للشعب الكوردي والمطالب بحقوقه المشروعة في أحلك الظروف وأصعبها منذ أيام ثورتي أيلول وكولان التقدميتين .
وأخيراً سيتحدث البرلمان باللغة الكوردية  بعد تعطيل المواد الدستورية التي أجازت ذلك  على مدى خمس عشرة سنة من خلال تنصيب أجهزة الترجمة الفورية تحت قبة وأروقة البرلمان ليأخذ الدستور مجراه الطبيعي وتعود الأمور الى نصابها الحقيقي بعد مطالبات مستمرة من ممثلي شعب كوردستان , ناهيك عن دور السيد الرئيس مسعود البارزاني في تطبيع الأوضاع السياسية في كركوك والمناطق المتنازع عليها وإعادتها الى سابق عهدها قبل أحداث أكتوبر المشؤوم لا سيما بعد إنتشار القوات الأمريكية في العراق وأخذ مواقعها السابقة لضمان إستقرار العراقر والمنطقة برمتها .

105
كوردستان اليوم ليست كالأمس
حسن شنكالي
لايخفى على المتتبعين في الشأن الكوردستاني  ما مر به إقليم كوردستان العراق من ظلم وتهميش الأنظمة الدكتاتورية على مر السنين وأخص بالذكر بعد أحداث خيانة السادس عشر من أكتوبر نتيجة تجاهل تطبيق الدستور الذي صوت عليه غالبية العراقيين وما رافقها من تجاوزات تعسفية مع سبق الإصرار والترصد بحق الكورد في كركوك والمناطق المتنازع عليها بحجة ما يسمى عملية فرض القانون وكان الأولى بالحكومة المركزية تنفيذها في محافظات العراق التي تعاني من الإنفلات الأمني وفقد الأمن والأمان وسيطرة الميليشيات المسلحة والمدعومة من أجندات خارجية ولها اليد الطولى بعد تلاعبها بمقدرات الشارع العراقي .
فكوردستان اليوم خرجت من عنق الزجاجة وتجاوزت الأزمة المفتعلة من قبل حكومة بغداد بعد فرض الحصار الإقتصادي وغلق المطارات والمنافذ الحدودية في خطوة تعد بمستوى جرائم الأنفال السيئة الصيت بهمة وحنكة ودهاء القيادة الكوردستانية المتمثلة بشخص السيد نيجيرفان البارزاني مهندس البناء والإعمارونالت ثقة دول العالم الخارجي لما يتمتع به إقليم كوردستان من ثقل سياسي على الساحة العراقية والدولية وخاصة بعد حصول الحزب الديمقراطي الكوردستاني على أعلى عدد من المقاعد النيابية في إنتخابات برلمان العراق وإعتباره الحزب الأول سياسياً على مستوى العراق وكوردستان بعد خوض الأنتخابات بمفرده كإستحقاق إنتخابي وتشكيل الكابينة الوزارية الجديدة وفق آلية مدروسة وتخطيط إستراتيجي من أجل بناء كوردستان أقوى .
بعد أحداث السادس عشر من أكتوبر بيومين إتصل ممثل الحكومة الأمريكية بالسيد الرئيس مسعود البارزاني ليخبره بضرورة التعامل مع الوضع الحالي لكن بعد هزيمة القوات الأمنية المدججة بالدبابات الأمريكية في معركة بردى بيومين  أكد سيادته على ضرورة الإتصال بالأمريكان وتبليغهم بأن الأمس ليس كاليوم واليوم ليس كالغد , إنها الثقة المطلقة لقائد نهل من مدرسة البارزاني الخالد مبادىء التضحية والفداء بقوات البيشمركة الأبطال الذين سطروا أروع الملاحم البطولية من أجل الحفاظ على حدود إقليم كوردستان .
واليوم أصبحت هولير عاصمة كوردستان قبلة لكل السياسيين وممثلي الدول من مختلف بلدان العالم للتوافد عليها ولقاء زعيم الكورد السيد مسعود البارزاني للتشاور معه في مستقبل المنطقة بشكل عام والعراق وكوردستان بشكل خاص بعد إنسحاب القوات الأمريكية من سوريا وإنتشارها في قواعدها السابقة والتي إنسحبت منها ضمن إتفاقية إنهاء التواجد الأجنبي مع حكومة المالكي  في حينها حتى تزاحمت الطائرات في الهبوط على مطار أربيل الدولي مما يدل على إنفتاح الإقليم على العالم الخارجي والتعامل معه بشكل مباشر كونه يمثل نقطة الإنطلاق نحو الحرية والإستقلال وإعتبار الكورد أصدقاء أوفياء بعد دحر عصابات داعش الإجرامية بالتعاون مع قوات البيشمركة الأشاوس والإشادة بدورهم الريادي وتضحياتهم الجسام من أجل الحفاظ على أمن العراق وسيادته بعد إحتلال ثلث مساحة العراق والإستمرار في دعم وتدريب قوات البيشمركة في إقليم كوردستان ودعم مرشح الحزب الديمقراطي الكوردستاني في تشكيل الحكومة الجديدة وحسب الإستحقاق الأنتخابي مع الأحزاب الكوردستانية الفائزة في إنتخابات برلمان كوردستان لتقديم أفضل الخدمات الضرورية للمواطنين .

106
رسالة رئاسة مجلس قضاء شنكال &&&

  (( وقفوهم إنهم مسؤولون ))

     إلى / ألساده وألقاده ألمعنين بألملف ألأمني وألإداري لمحافظة نينوى •
ألسيد رئيس مجلس ألمحافظه ألمحترم •
ألسيد ألمحافظ ألمحترم •
ألسيد قائد عمليات نينوى ألمحترم •
ألسيد قائد ألحشد ألشعبي ألمحترم •
ألسيد قائد شرطة نينوى ألمحترم  •
 
ألسلام عليكم ورحمة الله وبركاته --:
يوم أمس ألخميس ألمصادف
27/ 12/2018
قام مجموعة من ألأشخاص بإقتحام مبنى مجلس قضاء سنجار ألموقع ألبديل في مركز ألقضاء منتهكين بذلك حرمة ألمؤسسه ألشرعيه دون سند قانوني أوغطاء شرعي  منتحلين صفة رئيس وأعضاء ألمجلس خارج ألضوابط والمواد ألدستوريه بدعم واسناد بعض الفصائل ألغير شرعيه وألأحزاب ألمتواجده 
وأمام أنظار أجهزتكم ألأمنيه دون أي رادع للحفاظ على حرمة تلك ألمؤسسه ألخدميه وألشرعيه
وهذه يعتبر سابقة خطيره في ألمشهد ألسنجاري ألمعقد
علما إننا طرقنا كل ألأبواب وحضراتكم على بينة تامه من عودة ألمؤسسات ألشرعيه لمزاولة مهامها في مركز القضاء
دون قيد أو شرط بمجرد تهيأة الأرضيه ألمناسبه وحماية دوائرهم  إلا إننا جميعا لم نتوفق بهذا ألأمر
وألسبب ألرئيسي في هذا ألإخفاق أي عودة ألدوائر هو معارضة هؤلاء الاشخاص والفصائل والاحزاب ألتي تساندهم في هذا ألإتجاه
وهنا أود أن أشير إلى نقطة هامه وبكل أمانه وانا ألمسؤول عما أتطرق إليه
حيث تواجد هؤلاء وألجهات ألسانده  لهم على ساحة سنجار جعل من 300 ألف من أبناء ألمنطقه ألعزوف عن ألعوده وألعيش في ألمخيمات وكأن ألسماء تمطر عليهم دما حين سقوط ألأمطار وعانوا ألأمرين
في ألمهجر
نعم بمجر تواجد هؤلاء في ساحة سنجار  جعل  أكثر من 100 ألف مغادرة ألعراق وأللجوء إلى ألمهجر في شتات
سادتي ألأفاضل&&&
منذ أللحظات ألأولى من وقوع ألكارثه ألبشعه بفصولها ألمروعه
وألتي يندى لها جبين ألإنسانيه
خرج من رحم سنجار ومن مكون ألإيزيدي تحديدا رجالات عاهدوا ألله أن يدافعوا عن ألعرض وألأرض بكل غالي ونفيس وقدموا أرواحهم وفلذات أكبادهم قرابينا ولاسيمى ألمحاصرين في جبل سنجار وأبلوا بلاء حسنا في ألدفاع عنهم وعن ألجبل وألمقدسات بتعاون من كل ألخيرين من طيران ألجيش ألعراقي وألدعم أللوجستي وألعسكري من ألأقليم
نعم لهم ولتضحياتهم نرفع ألقبعة وننحني بهاماتنا أمام موقفهم ألمشرف
 
وتزامنا مع هذه ألبطولات ومنذ أليوم ألأول من ألكارثه
خرج بعض ضعفاء ألنفوس ألمحسوبين على سنجار بخلط ألأوراق بارعين في ألإزدواجيه  يعمل ألواحد منهم مع أكثر من جهه  إنتهازيون متلونين يقفزون من منبر الى منبر لجني ثمار مأساة أهلهم
لم ينجوا من أصابع إتهامهم حتى أللذين وافاهم ألمنية قبل 15 عاما ولا ملائكة ألسماء
قاموا بقتل ألأبرياء أللذين هربوا من بطش داعش يوم الكارثه أي يوم 3/8/2014
ومن ثم قتل ألأبرياء على ألطرقات تباعا لإشعال نار ألفتنة
بين مكونات اهالي شنكال وأستمروا في نواياهم المقيته
لإدخال ألرعب في نفوس ألنازحين من ألعوده وبعد تحرير سنجار قاموا بألسلب وألنهب لكل ما تبقى من داعش من الممتلكات ألعامه وألخاصه وكأنهم غزاة دخلوا المدينة ومن ثم ألتجاوز على ما تبقى من منازل ألمواطنين بحرقها وهدم ألبعض منها غايتهم خلق الازمات وتدهور ألأوضاع لإعطاء ذريعة لتداخلات أقليميه وأليوم أكثر من 85 % من المنازل المتبقيه استولوا عليها وبعد ان رمموها من قبل ألمنظمات  اشغلوها من قبل مناصريهم ومؤيديهم وليسوا من اهالي سنجار وأصحاب ألدور لا يتمكنوا من ألعوده بعد كل هذه ألتصرفات والممارسات العدائيه
حيث لا يوجد في نهجهم شيئ إسمه ألتعايش ولا إعادة ألحياة الى مناطقنا ولا الاعمار
نعم إستطاعوا بنفاقهم وبإمتياز توسيع ألفجوه بين ألأجهزه ألأمنيه من الجيش العراقي والحشد الشعبي وبين إدارة  سنجار كي يستفيدوا من الفراغ ألإداري لتمرير أجنداتهم
في ألوقت ألذي نثمن عاليا كل تضحيات ألخيرين من ألأجهزه ألأمنيه بكل تسمياتها وعناوينهاألمشرفه في مقارعة ألشر وألأشرار خوارج ألعصر دواعش ألأنذال
وآخر تصرفاتهم أليوم وليس آخرا إقتحامهم للمؤسسات بهذه ألطرق ألفوضويه دون أن يعيروا لأي جهة إعتبارات
 
لذا نلتمس من حضراتكم

ألتدخل ألمباشر وممارسة دوركم ألدستوري وألقانوني والانساني للحفاظ على ما تبقى من آمال ابناء سنجار في ألعوده إلى ديارهم
وإيقاف وإبعاد ومحاسبة ألمتجاوزين وألمتاجرين بقضية شنكال ومأساتهم 
وإيعادة ألمؤسسات ألشرعيه للقضاء كخطوة اولى نحو اعادة ألحياة اليها وتهيأة ألأجواء وألأرضيه لعودة ألنازحين وفق سياقات وفلاتر أمنيه و إخلاء منازلهم ودورهم ومناطق سكناهم
ألرحمة وألغفران لشهدائنا ألأبرار
وألشفاء ألعاجل لجرحانا
وفك القيود عن أسرانا ومخطوفينا
ولعنات ألتاريخ تلاحق ألدواعش ألأنذال
ومستنقعات ألخسة وألرذيلة للمتاجرين بدماء ألشهداء ودموع ألثكالا

     وألسلام

وأاله من وراء ألقصد

ملاحظه ::
أتحمل مسؤولية ما جاء في رسالتي

 
      ويس نايف بدل
رئيس مجلس قضاء سنجار
ألجمعه  28/12/2018

107
فتايات في دائرة ظلام

شيلان ادريس

عندما نناشد بحقوق النساء بشكل عام يظهر الكثير من حولنا ويرددون، ماذا تريدون بعد ارتقائكم في  مجال التعليم والتربية و العلوم الانسانية و توظيفكن بوظيفات  و أدارات اعمال و ممارسة الاعمال الحياتية كقيادة السيارات و تمشية المحالات التجارية و مناصب مهمة، كادارة شركات والى .. الخ، نعم لقد فعلنا كل هذا ولكن كان هؤلاء من لديهم قوة وجرأة لتكلم وطلب حقوقهم   و التحدث عنه ،.او على ارجح استطعن حصول على لحقوقهن بعد خلافات و صراعات عديدة مع من حولهن لكن ماذا عن الفئه التي لا تستطيع التحدث او طلب حقوقهن؟ ماذا عن الفتيات اللاتي اصبحن ضحية " الزواج التملصي" كما اسميه وليس زواجاَ، لانه من يُزوِج بناته فقط لغاية التخلص منها كعبءِ ثقيل على قلبه او يراها مصيبة على عاتقه!! وفي ادنى فرصة يتم التخلص منها ومن دائرة ظلام تنتقل الى دائرة أظلم! تحت عنف اُسري الى عنف زوجي اصبحت الفتيات مجرد جرعه مهدئه لبعض ايام او شهور،  للذكور او ما يدعي انفسهم رجال لانه مجرد استطاع التزاوج!. كنساء نناشد حقوقَ النساء والفتيات في المستوى الاجتماعي، فقيرا من الناحيه المادية و الفكرية و الثقافيه نناشد حقوق اللواتي صرن تحت تأثير العنف النفسي و الجسدي ولا تشئن النطق، سواء كُن في بيت اهاليهن او ازواجهن، فماذا تفعلن وهل لهن ايواء بديلا تلجأن اليه ؟! ثم تاتي الكارثه الاكبر في بيوت الازواج بنية رغبة عائلة الزوج لمجرد الروتين و واجبات تقديم  الخدمات الحيايتة كألة للعمل فقط كما يقولون لكي يعقل؟!! لكي لا يتاخر برجعاته الى البيت و ان يشعر بالمسولية،، اذا لم يكن، فاهم لمؤسسة زواج و ادارة عائلة، ف كيف له ان يتزوج؟؟! اي زواجِ هذا واي تفكير واي معتقد هذا وكم من (سيوان) لدينا وكم من سيوان، الان تتعرضن للعنف و الهجمات الوحشية من ناحية ازواجهن ولا تستطعن النطق بالكلام، فقط كي لا تغدو مطلقة و يجب عليها السكوت وان تستر نفسها كما يوجهونها ممن حولها لي اسباب عاشئريه والى اخرى،.!! كم من سيوان تلهبن جسدهن بالنار و الحرق مع اطفالهن، بسبب سلوك ازواجهن الطوائش والمغفلين!؟ كم من سيوان يتعرضون للعنف و التعذيب ولا يستطعن البوح بذلك، لانهن ما لديهم قرين او خلف يأويهن لا من جهات او مؤسسات رسيمة او منظمات يضمنن حمايتهن او يدافعن عن حقوقهن، كواقع وليس فقط في مواقع التواصل الاجتماعي، كم من فتيات تحت دائرة ظلام منتظرين الامل و النور بتخلصهم من هذا الظلام  الدامس، ام ينتهي بهم المطاف كسيوان وغيرهن ولا احد يعلم عنهم شيء الا بعد فوات الاوان!!.

 

108
كركوك بين كوردستان وبغداد
حسن شنگالي
محافظة كركوك مدينة عريقة تأريخياً وثقافياً وذات أهمية إقتصادية لإشتهارها بالإنتاج النفطي حيث يوجد فيها ستة حقول نفطية يبلغ مخزونها النفطي حوالي 13 مليار برميل يصدر غالبية نفطها عن طريق إنبوب النفط الى ميناء جيهان التركي عبر أراضي كوردستان , حيث تعد من المناطق المتنازع عليها  حسب المادة 140 من الدستور العراقي و يسكنها خليط من الكورد والعرب والتركمان والآشوريين .
.وعلى مدى ثلاث سنوات وبعد تحرير العراق من براثن الدكتاتورية المقيتة وخلال إدارة كركوك من قبل حكومة كوردستان في السنوات الثلاث الأخيرة ومنذ عام 2014 وحتى خيانة أكتوبر كانت حكومة الإقليم شهرياً تصرف مبلغ عشر مليون دولار كحصة للمحافظة من البترودولار وبموجبها تم تعيين المئات من الخريجين والعاطلين عن العمل ومن هذه التخصيصات , بالإضافة الى دعم الدراسة الكوردية استناداً الى المادة الرابعة من الدستور العراقي بإعتبارها لغة رسمية الى جانب اللغة العربية مع تخصيص المبالغ اللازمة لإدامة الدراسة فيها وتواصل التلاميذ في حقهم للتعلم بلغة الأم  , كما تم إفتتاح المئات من المشاريع الخدمية الضرورية , حيث لم يتم تخصيص أية مبالغ لمدينة كركوك من واردات النفط من قبل الحكومةالمركزية منذ ذلك التأريخ .                                                                                                                         
وبعد أحداث السادس عشر من أكتوبر وإنسحاب حكومة الإقليم من إدارة محافظة كركوك وفرض ما يسمى بسلطة القانون فيها أدت الى نزوح مئات الألاف من المدنيين العزل من الكورد بعد أن تعرضوا للتهديد بالقتل والترحيل والتهجير والبدء بعمليات التعريب الممنهجة وفق آلية مدروسة ضمن إستراتيجية مخطط لها مسبقاً لطمس هويتها القومية وكسر إرادة شعبها ومنع المراسلات باللغة الكوردية في المؤسسات والدوائر الرسمية وإعادة الوافدين اليها دون سكانها الأصليين وتوزيع الأراضي الزراعية  عليهم خلافاً لكل القوانين السائدة وعدم فسح المجال لممثلي شعب كركوك المتمثل بمجلس محافظتها المنتخب بالعودة اليها  حيث بدأت الأوضاع تزداد سوءً يوماً بعد يوم نتيجة للأنفلات الأمني الذي حصل بعد إنسحاب قوات البيشمركة والآسايش البطلة وحدوث فراغ أمني وأنتشار المافيات تحت مظلة الدولة بمسميات ما أنزل الله بها من سلطان والسيطرة على مكاتب ومقرات الأحزاب السياسية ومنعها من ممارسة العمل السياسي خرقاً لبنود الدستور الذي صوت عليه غالبية الشعب العراقي , وعودة عصابات داعش الإجرامية من ممارسة نشاطها التخريبي في ضواحي كركوك والقيام بعمليات إرهابية بين فترة وأخرى مما يشكل خطراً على السلم المجتمعي فيها دون تمييزبين قومية أو طائفة أو مذهب .
لا زالت هناك مناشدات ومطالبات من قبل سكان كركوك الأصليين للحكومة المركزية بعودة قوات البيشمركة الأشاوس لمسك الأرض وتأمين حدود المحافظة وإعادة الأمن والأمان المفقود وتطبيق المادة 140 من الدستور العراقي بفقراته الثلاث بدأً من التطبيع والتعداد العام للسكان والإستفتاء على مصير كركوك لحل المشكلة دستورياً بعيداً عن المزايدات الوطنية للحصول على مكاسب شخصية  من قبل بعض المنتفعين من الوضع المزري الذي تشهده المحافظة  مما يزيد في الطين بلة .
فلابد من الإسراع في حل المشاكل العالقة حول كركوك لتعود الى وضعها الطبيعي قبل عام 2014 وتنعم بالأمن والأمان وتبقى مدينة للتآخي والتعايش السلمي والإستفادة من وارداتها النفطية في إعمار البنى التحتية وإستقرارها إستقرار  للعراق برمته .

109
حقاً كوردستان دكتاتورية !!!
حسن شنگالي
قد يكون عنوان المقال غريباً نوعاً ما لكن لابد من تعرية الحقيقة لإقناع الأطراف المتشككة بقيادة الإقليم ومسيرتها النضالية التي نهلت من مدرسة الفداء والتضحية والتي أرسى دعائمها الأب الروحي للكورد الملا مصطفى البارزاني الخالد وأن أضع النقاط على الحروف قياساً مع الديمقراطية المنفلتة التي تسود بغداد إنطلاقاً من المثل القائل ( على حس الطبل خفن يا رجلي )  عندما بدأ الإعلام  في تجميل الصورة المشوه من خلال ما يطبلون ويزمرون متربصين لكل  ما يحلو لهم لتشويه الصورة الجميلة والبراقة للإقليم أمام الرأي العام والشارع العراقي .
أليس من المضحك أن تتحدث حكومة بغداد عن الفساد في كوردستان وكأنهم من الأولياء والصالحين الذين نشروا عدالة السماء في الأرض وما خفي كان أعظم من الفساد الذي يسود  جميع مؤسسات الدولة دون إستثناء بلا وازع ولا رادع , حتى وصل الأمر الى المناصب السيادية لتباع وتشترى في وضح النهار وعلى مرأى ومسمع من السلطات الحكومية , أم أن الديمقراطية في نظرهم مجرد شعارات وكلام أجوف يوجه الى البسطاء من الشعب ومنظومة من التهديد والرعب والقتل على الهوية والعراقي المغلوب على أمره ينتظر الموت كل ثانية وينام على أنغام موسيقى الأسلحة وشم رائحة البارود وقعقعة سيوف اللصوص وإرهاب الميليشيات وعصابات المافيا التي تصول وتجول علناً في شوارع العاصمة وتحت مظلة الدولة وبمسميات ما أنزل الله بها من سلطان , فما فائدة وطن يتحدث يوميا عن الديمقراطية بالأقوال وشعبه جائع، ومدنه خربة، وأمنه منفلت، وشوارعه منتشرة بجثث المغدورين !
أليس إقليم كوردستان يعيش في دورة حياة مطمئنة بدكتاتوريته التي ينعته بها أعداء اليوم وأخوة الأمس , بعد أن تم تأسيس نظام أمني يحمي الكوردستانيين بمنظومته الأمنية الرصينة وإحكام قبضته على مقاليد الأمن والكوردستانيين ينعمون بالحرية والأمان , وتمكنت القيادة وبتضحيات قوات البيشمركة الأشاوس من إنقاذ الإقليم من شر الهجمات البربرية التي تعرض لها من قبل أعتى منظمة إرهابية عرفها الـتأريخ المعاصر , و بحكمة وحنكة قيادته السياسية  تمكن من الخروج من عنق الزجاجة بعد إفتعال الأزمة من قبل حكومة بغداد بفرض الحصار الإقتصادي على المطارات والمنافذ الحدودية لقتل شعب بأكلمه تعادل في وحشيتها جرائم الأنفال السيئة الصيت التي قام بها النظام المقبور , ناهيك عن العاصمة هولير وتألقها بجمالها ونظافتها وعمرانها لتضاهي عواصم العالم المتقدمة حتى غدت ملاذا ً آمناً للملايين من الذين هربوا من سعير الحرب وطاحونته بعد إحتلال عصابات داعش الإجرامية لثلث مساحة العراق ومن كل الوان الطيف العراقي بقومياته وطوائفه ومذاهبه وملله ونحله , ومن المعيب أيضاً أن تكون كوردستان ملاذاً آمناً لرجال الدولة العراقية وساستها بدون إستثناء من الذين يتبجحون بالديمقراطية في المؤتمرات الصحفية وفي القنوات الفضائية ولايستطيعون من توفيرالحد الأدنى من الأمن الذي جعلهم يهربون من العاصمة بغداد  والذي بات من أولويات الحياة فلا سياسة ولا إقتصاد بلا أمن .
فعن أية دكتاتورية يتحدثون ؟ كان الأولى بهم أن يلتفتوا الى معاناة شعبهم المغلوب على أمره والذي إنبرى في مظاهرات عارمة في غالبية المدن والتي باتت تجوب الشوارع لإنعدام الخدمات الضرورية للعيش ولو على هامش الحياة ويضعوا المصلحة العامة فوق مصالحهم الشخصية بعيداً عن المزايدات الوطنية والوعود الكاذبة والشعارات الرنانة أيام الحملات الأنتخابية وكأنهم يعيشون في واد والشعب في واد آخر .
ستبقى كوردستان شوكة في عيون الحاقدين وسيمضي الإقليم الى كوردستان أقوى لأن قوة الإقليم من قوة البارتي بعد تشكيل الحكومة الجديدة والأمل يحدو الكوردستانيين بالقيادة الشابة من أجل توفير أفضل الخدمات في العيش الرغيد ونسيان سنوات الضياع والتهميش الذي لحق بالكورد على أيدي الأنظمة الدكتاتورية المتعاقبة التي حكمت العراق .

110
للكورد زعامة ... أم مرجعية ؟؟؟
حسن شنكالي
ما زال المجتمع الكوردي ينظر بإجلال وإحترام وتقدير كبير إلى أحفاد رؤساء الأسرالمعروفة التي ناضلت من أجل حقوق الشعب الكوردي في القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين كأحفاد لسلالة طيبة ،  ومثل هذا ينسحب على أحفاد الأسر الدينية أو أحفاد رؤساء العشائر والوجهاء ،  فمثل هذا السلوك يمثل قمة الوفاء من الكورد إزاء قادتهم السياسيين أو الدينيين أو الاجتماعيين ,   ولا يخفى على الجميع ما عاناه الكورد من الظلم  لإمتدادات الحروب من قبل الحكومات المتعاقبة على إدارة الدولة منذ تأسيسها من أجل إبادتهم وطمس هويتهم القومية وكسر إرادتهم النضالية فكان لابد من المقاومة المسلحة حفاظاً على ديمومة العرق الكوردي , ومن أبرز الشخصيات التي أنجبتها الأمة الكوردية ولها تأثير أيجابي فعال بين صفوف الشعب الكوردي هو الأب الروحي للكورد الملا مصطفى البارزاني بعد أن أسس لمدرسة الفداء والنضال والتضحية للأجيال القادمة وحمل هموم أمته ونادى بحقوقها المشروعة وناضل لسنوات طويلة لمقارعة الحكومات الدكتاتورية التي مارست شتى أنواع الظلم والتهميش والتعذيب والتغييب والقتل والترحيل والتهجير وجعلهم ساحة لأختبار الأسلحة المحرمة دولياً .
فالزعيم في اللغة العربية , هو الكفيل الذي يكفل الناس ويرعى مصالحهم دون أن يطالبوه بذلك .
أما المرجع في اللغة العربية , بأنه الموضع أو المكان الذي يرجع إليه شيء من الأشياء أو الذي يرد إليه أمر من الأمور، مثل الكتاب مرجع لمن يريد الإطلاع والقراءة أو البحث عن المعرفة كونه مصدراً يمكن الرجوع اليه في أي وقت يشاء .
فالأولى نحن الكورد أن نتعامل مع مصطلح الزعيم كونه يتناسب ومقام السيد الرئيس مسعود البارزاني ومسيرته النضالية لانه وهب نفسه وعائلته من أجل خدمة الكورد وكوردستان وضحى من أجل مصلحتهم القومية وكان ولايزال مطالباً بحقوقهم المشروعة في حق تقرير المصير للشعب الكوردي كأي شعب من شعوب العالم الثالث التي تنادي بالحرية والإستقلال وخير دليل على ذلك إصرار سيادته على إجراء الإستفتاء الشعبي في الخامس والعشرين من أيلول 2017, وكيف لا وهو سليل العائلة البارزانية التي عرفت العالم بالكورد , فأصبحت كلمة البارزاني مرادفة لكلمة الكورد بعد أن ضحوا بالغالي والنفيس من أجل إرساء دعائم الدولة بمفهومها الحالي بصيغة إقليم كوردستان والمكتسبات التي حصل عليها  الكورد بعد تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي 688 في الخامس من نيسان عام 1991بحضر الطيران العراقي وتأمين منطقة ملاذ آمن للكورد من همجية وممارسات النظام البائد وتشكيل أول حكومة وبرلمان كوردي .
فكوردستان اليوم بنيت بأيادي نزيهة ومخلصة لدماء الشهداء التي سالت على أرض الأجداد دفاعاً عن الشرف والكرامة , وتم إعمار البنية التحتية بعد أن أراد الأعداء بالتعاون مع ثلة من بائعي الأرض الذين لا يريدون الخير للكورد وكوردستان النيل من حالة التطور والتقدم التي شهدها الأقليم مؤخراً قياساً مع الدمار الذي طال غالبية محافظات العراق نتيجة إحتلالها من عصابات داعش الإجرامية وحالة الفوضى التي تسود بعض المحافظات العراقية نتيجة لإنعدام الخدمات الضرورية .
فمبارك لكم سيدي الزعيم مسعود البارزاني زعامة الكورد على مستوى العالم لأنكم أهل لها وستبقون محل إحترام وتقدير الشعب الكوردي والأمل يحدونا بزعامتكم في بناء كوردستان قوية لأن قوة كوردستان من قوة البارتي وإجراء الإصلاحات في المؤسسات الإدارية والدستورية وإعمار كوردستان بما يضاهي عواصم الدول المتقدمة بعد تشكيل الكابينة الوزارية الجديدة .

111
البارتي ... والقرار الكوردستاني
حسن شنگالي
لو تتبعنا تأريخ المسيرة النضالية للحزب الديمقراطي الكوردستاني منذ تأسيسه في السادس عشر من آب عام 1946 ونظامه الداخلي لتبين بأنه حزب ديمقراطي وطني يؤمن بحقوق الإنسان والعدالة الإجتماعية والحرية الفردية وحق الأمة الكوردية والأمم الأخرى في تقرير مصيرها ويناضل من أجلها وفق مناهج علمية وبطرق سلمية وديمقراطية مستوحاة من تجارب الحركة التحريرية للأمة الكوردية والتراث الوطني والنضالي للبارزاني الخالد مستفيداً من تجارب الشعوب بما ينسجم مع واقع كوردستان , حيث مر الحزب بمنعطفات تأريخية وضعته على مفترق طريق لولا حالة التجديد التي إنتهجتها القيادة لتصحيح المسار النضالي وفق متطلبات المرحلة ومصلحة الكورد وكوردستان .
ومن التجارب التي خاضها الحزب مؤخراً إجتيازه مرحلة الإختبار الحقيقي وبإمتياز بعد أن وجد نفسه على المحك  في حالة من التحدي نتيجة لإجراء الإستفتاء الشعبي على الإستقلال الذي جرى في الخامس والعشرين من أيلول عام     2017وتكالب قوى الشر ذات الصبغة الشوفينية الضيقة بالتعاون مع شلة دنيئة من بائعي الأرض في أرذل موقف خياني شهده تأريخ الكورد من أجل مصالحهم الشخصية , ليثبت الحزب الديمقراطي الكوردستاني للتأريخ أولاً وللعالم أجمع ولكل المتشككين بقيادته ولكافة المعارضين لمسيرته النضالية ونهجه الوطني المستمد من المبادىء النضالية التي أرسى دعائمها الأب الروحي للكورد الملا مصطفى البارزاني الخالد ويخطف الأنظار اليه من خلال حصوله على أعلى عدد من المقاعد النيابية على مستوى العراق والإقليم ويحرز المرتبة الأولى كحزب منفرد يخوض الإنتخابات التشريعية دون الدخول في تحالف أو كتلة سياسية .
وفي تصريح نابع من ثقته العالية بالحزب للسيد الرئيس مسعود البارزاني قال سيادته  (يعلم العالم أجمع لا يتخذ قرار  على مستوى كوردستان بدون البارتي ) كونه القوة السياسية الأولى والمؤهل لتشكيل الكابينة الوزارية الجديدة حسب الأستحاق الإنتخابي بعيداً عن التوافقات السابقة لتبدأ مرحلة الإصلاحات الكبيرة والتي دعا اليها وروّج لها في حملته الإنتخابية ضمن برنامج سياسي معد وفق آلية علمية مدروسة قابلة للتطبيق على أرض الواقع والقضاء على الفساد وإعادة النظر ببناء المؤسسات الدستورية والإدارية إنطلاقاً من الشعار المرفوع ( قوة كوردستان من قوة البارتي ) من أجل تقديم أفضل الخدمات الضرورية للمواطنين والعيش برفاهية وتعويض ما فاتهم من أيام المحن والحصار الإقتصادي الذي فرض ظلماً وجوراً على سكان الإقليم من قبل حكومة بغداد بالتعاون مع بعض دول الجوار بما يتماشى ومصالحهم القومية في المنطقة وخرقاً  فاضحاً لبنود الدستور في المادة (117) منه الفقرة أولاً ( يقر هذا الدستور , عند نفاذه إقليم كوردستان وسلطاته القائمة , إقليماً إتحادياً )  والذي صوت عليه غالبية الشعب العراقي .
كان البارتي بالأمس أولاً وسيبقى اليوم مركزاً للقرار السياسي في كوردستان العراق كونه يمثل القوة السياسية الأولى على مستوى الإقليم بفضل قيادته الحكيمة ونهجه الوطني النابع من ضمير ورحم الأمة الكوردية ومتطلبات المرحلة الراهنة بإعتباره الممثل الشرعي والوحيد للكورد بالرغم من فسح المجال لكل الأحزاب السياسية للعمل بحرية تامة ضمن الفضاء الديمقراطي الرحب للتنافس من أجل مصلحة الكورد وكوردستان وصولاً الى الغاية المنشودة وتحقيق الشعار الذي رفعه الحزب ( نحو كوردستان أقوى ) .

112
شابان لقيادة كوردستان
حسن شنگالي
بالأمس القريب ناضل الشعب الكوردي ضد الأنظمة الدكتاتورية المتعاقبة على إدارة الدولة العراقية لعدم الإعتراف بحقهم في تقرير المصير كأي شعب من شعوب العالم الثالث خلافاً لما كفلته الأعراف والمواثيق الدولية بغض النظر عن الإنثية أوالعرق أواللون أوالإنتماء أوالدين أوالثقافة وإعتبارهم مواطنين من الدرجة الثانية مع سبق الإصرار والترصد وإتخاذهم حقل تجارب لأسلحتهم الفتاكة والمحرمة دولياً , حيث وقفوا صفاً واحداً بوجه الطغاة إيماناً منهم بعقيدتهم وحقهم الشرعي في الإستقلال والحرية من خلال فوهات بنادقهم البدائية الصنع حتى رضخت الحكومة آنذاك لمطالبهم ليبرموا إتفاق الحادي عشر من آذار عام 1970 ويمنح بموجبه الكورد حكماً ذاتياً على مدى أربع سنوات من تأريخ تنفيذ بنود الإتفاقية لكن النظرة الشوفينية المقيتة حالت دون تنفيذ الإتفاقية ووأدتها في مهدها لتبدأ مرحلة النضال المسلح .
فكوردستان اليوم ليست كوردستان الأمس برجالها وقادتها ومناضليها نتيجة للتطور والتقدم الذي حدث على جميع المستويات والنقلة النوعية لجميع مؤسسات الدولة والثورة الثقافية التي إجتاحت الإقليم بعد إجراء أول إنتخابات تشريعية وتشكيل أول برلمان وحكومة كوردية وتميز الشعب الكوردي بالتسامح وتعطشه للسلام والتعايش المجتمعي من خلال مشاركة جميع الكوردستانيين بمختلف مللهم ونحلهم في الكابينات الوزارية لتقديم أفضل الخدمات للمواطنين .
لقد خاض الحزب الديمقراطي الكوردستاني تجربتين إنتخابيتين وبنجاح ساحق على مستوى العراق والإقليم بعد أن راهن مراهقوا السياسة على فشله وإمكانية خروجه من الساحة السياسية الكوردستانية وفقدانه لثقة الشارع بعد إجراء الإستفتاء الشعبي على الإستقلال في الخامس والعشرين من أيلول 2017 ليثبتوا للتأريخ ولكل الشوفينين والمعارضين والذين لا يريدون الخير للكورد وكوردستان نظرتهم الضيقة للأحداث وفشلهم الذريع في تحليل الواقع السياسي الكوردستاني متناسين التأريخ النضالي للحزب ومدى تأثيره على الساحة السياسية من خلال تمتعه بقاعدة شعبية واسعة وبقيادات شابة متحمسة مفعمة بالعقيدة والوفاء لدماء الشهداء التي سالت على أرض الأجداد لتمسك بزمام الأموروتقود الإقليم الى بر الأمان .
حسناً فعلت قيادة الحزب الديمقراطي الكوردستاني لترشيح شابين مناضلين نهلا من مدرسة البارزاني الخالد مبادىء الفداء والتضحية والنضال لقيادة إقليم كوردستان في هذه المرحلة الحساسة من تأريخ العراق كيف لا وهما سليلا العائلة البارزانية المناضلة التي عرفت الكورد بالعالم وهما السيدان نيجيرفان ومسرور البارزاني , ولما يتميزان بالكفاءة الإدارية والحكمة والحنكة والدهاء والفطنة السياسية من خلال التجربة الناجحة لهما في إدارة الدولة في سنوات الحرب والسلم والأمل يحدو الشعب الكوردستاني بمستقبل مشرق ينتظر الإقليم بعد أن حاول الأعداء تغيير خارطته وإمكانية هيكلته وإعادته الى ما قبل عام 1991وكسرإرادة شعبه المناضل وطمس هويته القومية  .

 

113
العنف السياسي الى أين ؟
حسن شنگالي
لا يخفى على العراقيين ما كان يمارسه النظام البائد من ممارسات غير قانونية خارج العرف الإجتماعي حيث تصنف في طبيعتها وسلوكها من العنف السياسي على مدى سنوات حكمه الشمولي لجميع أطياف الشعب حيث كان عادلاً ومنصفاً في توزيع الظلم بالتساوي على كل من يعارض سياستهم الرعناء مما خلّف الآلاف من الأرامل والأيتام نتيجة لتحقيق أهداف سياسية بإستخدامه القوة المفرطة لإلحاق الأذى والضرر بالآخرين , فلابد من التمييز بين العنف السياسي الذي يتمثل في الإستخدام الفعلي للقوة المادية من قبل الأنظمة السياسية ضد الأفراد أو من قبل الأفراد ضد النظام السياسي .
وبعد تحرير العراق من براثن الدكتاتورية المقيتة ظهرت بعض السلوكيات المذمومة وقد تكون حالات فردية لا تشكل خطراً على السلم المجتمعي لكن الخطورة الإجتماعية والأخلاقية التي تهدد إستقرار المجتمع هي أن تتحول هذه السلوكيات الى ظاهرة إجتماعية يمارسها عدد كبير من الأفراد , حيث بدأ مفهوم العنف يأخذ مساراً خطيراً ولا يحمد عقباه في المجتمع من خلال تنامي ظاهرة التسليح بين العشائروضعف سيطرة الجهات الأمنية من أخذ دورها في تحقيق الأمن والأمان وإنعدام مفهوم المحاسبة وتطبيق القانون نتيجة للفساد المستشري في جميع مؤسسات الدولة العراقية وعليه يتم تطبيق المثل القائل ( من أمن العقاب أساء الأدب )  حيث بدأت ظاهرة إستخدام العنف السياسي تتزايد على مستوى الشارع كوسيلة لتصفية الخصوم من قبل جهات متنفذة في حالة عدم التوافق على الرؤى السياسية التي تنتهجها تلك الجهة أو تهدد مصالحها السياسية المرتبطة بإجندات سياسية , وقد تلجأ القوى السياسية المعارضة أحياناً الى العنف السياسي لتحقيق غاياتها للوصول الى السلطة .
وما يشهده العراق في الآونة الأخيرة من تصعيد سياسي وتقاطع وإختلاف في الرؤية السياسية النابعة من المصلحة الشخصية بعيداً عن المصلحة العامة وفرض سياسة الأمر الواقع بإنتهاج مفهوم لي الأذرع وإرغام المعارضين القبول والرضوخ بالرأي دون قناعة قد ترتقي في تعاملها الى نظير مبدأ الدكتاتورية المبطنة بالديمقراطية المفرطة وتؤدي في نتائجها الى عواقب وخيمة وتدفع بالعملية السياسية الى منزلق خطير لتشكيل إمبراطورية الأحزاب المتنفذة المسنودة بميليشيات مسلحة وبدعم دولي خارجي لتحقيق الأهداف التي من أجلها دفعتهم للتدخل المباشر في الأمور الداخلية للدولة والتحكم بمقدرات الشعب دون إعتبار للسيادة الوطنية التي أصبحت حبراً على ورق في البروتوكولات الرسمية والدبلوماسية فقط .
فلابد من الألتزام بالبرنامج السياسي الذي طرحته الحكومة والذي يخدم قطاعات واسعة من الشعب والإلتزام بمبدأ الشراكة السياسية الحقيقية والتوافق في القرار السياسي والتوازن في مؤسسات الدولة بين جميع الكتل والأحزاب المشاركة في العملية السياسية خدمة للعراق .

114
المنبر الحر / بلد خارج الضوابط
« في: 23:08 04/12/2018  »
بلد خارج الضوابط
حسن شنگالي
إهتم الإنسان منذ نشأته بسن القوانين والتي هي عبارة عن مجموعة من القواعد والأسس التي تنظم سلوك أفراد المجتمع وينبغي على الأفراد إتباعه وإحترامه والعمل بموجبه والمخالف يعرض نفسه للمحاسبة القانونية , وفي السياسة يمكن القول بأنها مجموعة من قواعد التصرف التي تجيز وتحدد العلاقات والحقوق بين الناس بالإضافة الى العلاقة التبادلية بين الفرد والدولة .
لكن بعد تحرير العراق والتحول النوعي في نظام الحكم من النظام الشمولي الى الفضاء الرحب من الديمقراطية والمشاركة الواسعة في الحكم من قبل أبناء الشعب وبناء دولة المؤسسات بدأ عقد القوانين بالإنفراط  شيئاً فشيئاً نتيجة لعدم إحترام الدستور الذي هو من صناعة أفكارهم البائسة بعد أن شرعوه وصوتوا عليه ليتم بعد سريان مفعوله ضربه عرض الحائط وخرق بنوده مع سبق الإصرار والترصد  لكل ما يتعارض ومصالحهم الشخصية بعيداً عن المصلحة العامة وإختيار الرجل غير المناسب في المكان غير المناسب وإبعاد الكفاءات والكتنوقراط من الشخصيات الأكاديمية وحملة الشهادات العليا وذوي الإختصاص الدقيق مما أثر وبشكل سلبي على تلكؤ العملية السياسية وتعثرها بالإضافة الى بث روح عدم الثقة والتعمد في إفشال مبدأ الشراكة السياسية وعدم الإلتزام بالتوافق والتوازن بين الشركاء في بناء المؤسسة الإدارية والذي بموجبه تم تشكيل الحكومات السابقة كحل يستوعب الطيف العراقي بجميع مكوناته وقومياته ومذاهبه .
وما تشهده الساحة السياسية الآن من تهديد صارخ لتشكيل الكابينة الوزارية وما يحصل في مجلس النواب من  تقاطعات سياسية ذات أهداف إستراتيجية مدعومة من أجندات خارجية تعد سابقة خطيرة لها مدياتها السلبية على المستقبل المنظور للعملية السياسية في العراق كونها العامل المساعد على إنهيار القاعدة السياسية برمتها ومستقبل النظام الديمقراطي حتى تعم الفوضى ويسود الهرج والمرج نتيجة لتأجيج الشارع والرأي العام من خلال إفشال عملية التصويت على مرشحي الكابينة الوزارية والتحريض للخروج في مظاهرات عارمة في حالة التوافق على مرشحي بعض الوزارات وتمسك الآخرين برفض ترشيح بعض الشخصيات المتحزبة  وعدم الإنصياع  الى رأي المرجعية الدينية ( المجرب  لا يجرب )  حتى وصل الحال الى بيع وشراء المناصب الوزارية بملايين الدولارات في مزاد علني وأمام أنظار القضاء دون وازع ولا رادع والشعب يعاني من أبسط الخدمات الضرورية في بلد يعد من أغنى الدول بمخزونه النفطي ويعيش على أرضه أفقر شعب وكأن الحكومة في واد والشعب في واد آخر نتيجة للتخبط السياسي الذي تعانيه العملية السياسية .
نعم إنها سياسة مزاجية خارج الضوابط والقوانين والأنظمة المعمول بها في أضعف بلدان العالم ديمقراطية من أجل خلط الأوراق والعودة الى المربع الأول بعد أن تم تقسيم الكعكة بين فرقاء العملية السياسية في الكابينات الوزارية السابقة ونهبت ثروات البلد وتم صرفها على ملذاتهم الشخصية بالرغم من دعوات الإصلاح التي تطلق بين فترة وأخرى من قبل بعض السياسيين الذين يرفضون اللعبة السياسية المكشوفة والتلاعب بمقدرات شعب عانى من ظلم وتهميش الأنظمة الدكتاتورية والتي لا تلقى آذاناً صاغية بل تزيدهم إصراراً على الفساد بعد تنامي شبكات من المافيا التي تعمل ضد المصلحة العامة من وراء الكواليس وخلف أبواب مؤصدة وفي غرف مظلمة وبتمويل مالي مشبوه.
هكذا يتم إغتيال القانون في وضح النهار في بلد كان مهداً للقانون وأول دولة شرعت فيها القوانين على يد أبو القانون حمورابي  بمسلته المشهورة  ليطغى على الساحة السياسية مفهوم دولة اللاقانون  ليتم تطبيق المثل القائل واقعياً   (من أمن العقاب أساء الأدب ) .

115
الموازنة تترنح بتذبذب أسعار النفط
حسن شنگالي
لا يخفى على المتتبعين للشؤون الدولية والمراقبين للأحداث السياسية بوجود لوبي على مستوى عالي يمارس عملية التحكم بأسعار النفط في الأسواق العالمية , ويمكن القول بأن اللوبي هو عبارة عن مجموعة منظمة تقوم بحث جهات قريبة من إتخاذ القرار للحصول على مآرب وأهداف تخدم مصالحها السياسية من الناحية الإقتصادية والإجتماعية والثقافية ولها أهداف بعيدة المدى وتستخدم أموالها للتأثير على السياسة العامة لبعض الدول , دون مبالاة لما تؤول اليه نتائجها ومعطياتها على مقدرات شعوب العالم الثالث التي رزخت تحت نير الإستعمار المباشر لسنوات خلت من قبل الدول العظمى , ولولا تنعم الشرق الأوسط والدول العربية بالنفط  لما توجهت الأنظار اليها وأصبحت مدار إهتمام تلك الدول , وكان للعراق حصة الأسد من التدخل الأجنبي والتحكم بمصير شعبه بصورة مباشرة أو بصورة غير مباشرة نتيجة لضعف وهوان الحكومات المتعاقبة على إدارة الدولة منذ تأسيسه بالرغم من محاولات المقاومة التي لم تتمكن من تغيير المعادلة قيد أنملة لأنهم خططوا لمستقبل العراق ضمن إستراتيجية محكمة ذات أبعاد سياسية تخدم مصالحهم القومية .
وإسكتمالاً للنهج الإستعماري غير المباشر من قبل الولايات المتحدة الأمريكية للتحكم بقوت الشعوب صدرت أوامر من الرئيس ترامب بضرورة زيادة إنتاج النفط السعودي وضخه في السوق للتحكم بأسعار النفط عالمياً ضمن مبدأ العرض والطلب والذي أدى الى إنهيار سعر برميل النفط الى أقل من ستين دولاراً دون أي إعتراض من منظمة أوبك المعنية بالأمر والتي بقيت متفرجة وكأن الأمر لا يعنيها , مما القى بظلاله على تخمين الموازنة السنوية لعام 2019  بعد أن تم إحتساب سعر برميل النفط  لأقل من ست وخمسين دولار مطروح منها سعر تكلفة الإنتاج والتصدير حيث أثرت بشكل سلبي على الواردات التي هي المصدر الرئيسي لأحتساب الدخل السنوي للعراق ولعدم وجود مصادر أخرى ترفد الميزانية العراقية بالعملة الصعبة , بالرغم من وجود نهري دجلة والفرات وعدم تشجيع الفلاح العراقي ودعمه للنهوض بالواقع الزراعي والذي كان سلة العراق الغذائية نتيجة للفساد المستشري في جميع مؤسسات الدولة , ولا وجود لصناعة محلية بالرغم من وجود أيدي عاملة ماهرة نتيجة لتهديم البنى التحتية أثناء حرب الخليج الأولى والثانية وإحتلال ثلث مساحة العراق من قبل أعتى منظمة إرهابية عرفها التأريخ المعاصر لعصابات داعش الإجرامية التي عاثت في الأرض الفساد وأحرقت الأخضر واليابس ضمن مخطط إستعماري مدروس سلفاً والعودة بالعراق الى عصور ما قبل التأريخ .
والحال يسري على الوضع في إقليم كوردستان العراق حيث تتأثر حصته من نسبة الموازنة السنوية وبشكل طردي , فلابد لحكومة الإقليم من باب الإحتياط  أخذ التدابير اللازمة والتوجه الى بدائل سريعة للحفاظ على إستقرار السوق نتيجة تدني أسعار النفط في الأسواق العالمية ومعالجة الوضع الإقتصادي بآلية لا تضر بالدخل الشهري للموظفين وتؤثر سلباً على حياة المواطنين .

116
البارزاني أمل العراقيين
حسن شنگالي
عاش العراقيون  لفترات مظلمة عبر التأريخ  نتيجة ظلم وتهميش الأنظمة الدكتاتورية المتسلطة على رقابهم رغماً عن إرادتهم الحرة دون أي إعتبار للرأي العام في الشارع العراقي من خلال الثورات المسلحة والإنقلابات العسكرية التي شهدها البلد لسنوات خلت بعيداً عن صناديق الإقتراع وحسب ما معمول به في الأنظمة الديمقراطية , ولم تسنح الفرصة لظهور شخصية سياسية تنقذ العراق من وحل الهوان والرذيلة ليكون حادي ركبهم ويمسك زمام الأمور للعبور بهم نحو الرفاهية والعيش الرغيد وخاصة بعد تحرير العراق من براثن الدكتاتورية المقيتة والتحول من النظام الشمولي الى النظام الديمقراطي .
ولا يخفى على المتتبعين لشخصية السيد مسعود البارزاني وتأريخه السياسي ومواقفه الوطنية ودبلوماسيته المتوازنة بعد تدرجه في مراحل النضال وتخرجه من مدرسة الفداء والتضحية والتي أرسى دعائمها الأب الروحي للكورد الملا مصطفى البارزاني والذي يشهد له القاصي والداني وما يحمل من هموم شعبه المظلوم الذي عانى الأمرين على يد جلاوزة النظام البائد , وبعد استفحال الوضع المتردي وغير المستقرحيث بلغ السيل الزبى وتسلط الميليشيات وإنعدام الأمن وتفشي الفساد في جميع مؤسسات الدولة , فقد شمرعن ساعديه وتوجه الى العاصمة بغداد حاملاً رسائل سلام وبرنامج عمل لحل المشاكل العالقة بين بغداد وأربيل حيث جرى له إستقبال كبير يليق بشخصيته الفذة كونه زعيم أمة حية ليسيرعلى البساط الأحمر المخصص للملوك والزعماء وفي جعبته هموم شعب العراق برمته بإعتباره رجل المرحلة  بحق دون أن يفرق بين قومية أو طائفة أو مذهب أو فئة سياسية ومن أجل المصلحة العليا ليضع وراء ظهره كل ما حصل من إيذاء للشعب الكوردي نتيجة للحصار الإقتصادي المفروض على كوردستان , حيث كانت زيارته تختلف عن كل الزيارات التي سبقتها كونه يمثل أمل العراقيين جميعاً .
وفي مناشدات عدة من العراقيين الأصلاء لسيادته وأخص بالذكر مطالبة أهالي البصرة الفيحاء أثناء التظاهرات العارمة ضد الفساد والمفسدين داعين الى أن يحكمهم السيد مسعود البارزاني ليخلصهم من الوضع المتردي وبملىء أفواههم علناً ومؤخراً مناشدة قائممقام قضاء الشرقاط التابع لمحافظة صلاح الدين عبر قناة رووداو لتدخل سيادته في إنقاذ الأهالي من الفيضانات التي عمت القضاء حيث أسرعت مؤسسة البارزاني الخيرية بالإستجابة فوراً بعد أن صمّت الحكومة المركزية آذانها دون إستجابة لمطالبهم وكأن الأمر لا يعنيهم بسبب إنشغالهم ببيع وشراء المناصب الوزارية والتي بلغت ملايين الدولارات عبر مافيات وراء الكواليس .
سيبقى البارزاني أملاً للعراق والمنقذ للعراقيين في هذه المرحلة العصيبة من تأريخه المعاصر لما آلت اليه الأوضاع من سوء الى أسوء بعد تسلط فئة من المنتفعين على مقدرات الشعب العراقي ليضعوا ثقتهم في قيادته الحكيمة من خلال مطالبة بعض القيادات السياسية بفتح مقر دائم للسيد مسعود البارزاني في بغداد ليكون قريباً من هموم العراق ومشاكلهم ولما يتوسمون فيه من الأمل  بقيادته الحكيمة وحنكته السياسية لإنقاذ ما تبقى من  الدمار الذي طال البنى التحتية في المؤسسات الحكومية  والدوائر الرسمية .

117
بحر الفساد يلتهم المليارت
حسن شنگالي
يعرف الفساد بأنه إنحراف أو تدمير للنزاهة  في أداء الوظائف  العامة  من خلال الرشوة والمحاباة وبات يواجه العراق تحديات مصيرية تكاد تنهش جسد الدولة بعد تقدمه في السلم العالمي للفساد المالي والإداري حيث إستفحلت هذه الظاهرة بشكل ملفت للنظر بعد عام 2003  بسبب ضعف القوانين  والإجراءات العقابية  حيث صنفت منظمة الشفافية  العالمية العراق من ضمن الدول الأكثر فساداً في العالم , والفساد ليس من جراء إساءة إستعمال السلطة للحصول على مزايا شخصية إنما من خلال توظيف السلطة لممارسة الفساد , ولم تعد حالة إستثنائية إنما باتت قاعدة من فعل كبار المسؤولين والساسة والنواب , فهذه سنة إتبعها اللاحقون بما فعله السابقون .
والغريب في الأمر وفي تصريح رسمي من قبل محافظ البنك المركزي العراقي يعلن فيه وأمام ممثلي الشعب وتحت قبة البرلمان عن تلف سبع مليارات بمحضر رسمي وفق السياقات القانونية المتبعة بسبب غزو مياه الأمطار لخزينة الدولة في سابقة لم يشهده البنك العراقي منذ تأسيسه ولحد يومنا هذا , حيث عزت مديرة مصرف الرافدين الى حدوث تشققات في شارع الرشيد نتيجة الأمطار الغزيرة وإرتفاع مناسيب نهر دجلة وعدم تصريف المياه مما أدى الى تسرب مياه الأمطار الى خزائن البنك المركزي , والمعروف عن أوراق العملة النقدية ينبغي أن تكون ذات مواصفات عالية وتتحمل ظروف الخزن والتدوال اليومي في السوق أثناء حالات البيع والشراء بين المواطنين وغير قالبة للتزوير بعد طبعها شرط أن تكون العملة مغطاة حتى تأخذ قيمتها النقدية مقابل الذهب في الأسواق العالمية
ما يثير الإستغراب في هذا البلد بلد العجائب والغرائب أن تطفو الأسماك وتغرق النقود في حادثة فريدة من نوعها بسبب إستشراء الفساد في مؤسسات الدولة كافة دون إستثناء وبلا وازع ولا رادع وكأن ضمائر المسؤولين في سبات شتوي أبت على نفسها أن لا تصحو وكأنهم يحسنون صنعاً ويتفانون في تقديم أفضل الخدمات لشرائح المجتمع العراقي , والأغرب من هذا كله الشعارات الرنانة التي رفعتها الحكومة السابقة بمحاربة الفساد والمفسدين والذي لايقل خطراً عن محاربة عصابات داعش الإجرامية وإطلاق مشروع الإصلاح على الورق وفي المؤتمرات الصحفية وعبر الإعلام المزيف والذي تم توظيفه بأن يكون أبواقاً لمافيات الفساد في العراق لاستمالة الرأي العام وإستجداء عطف الناخب العراقي في الإنتخابات التشريعية للحصول على أكبر عدد من الأصوات لتحقيق غاياتهم الشخصية التي من أجلها يتبارون للوصول الى السلطة .

118
حكومة بالمزاد العلني
حسن شنگالي
تعود المواطن في العراق متابعة الأخبار على الساحة السياسية على مدى عقود من الزمن عن طريق المذياع حيث لا يخلو بيت من ذلك الجهاز الناطق والعجيب آنذاك , كونه الوسيلة الوحيدة للتواصل مع مجريات الأحداث اليومية في العالم الخارجي , لا سيما  ما كان يمر به البلد من صراعات وتحديات مصيرية وتكالب الدول العظمى والتسابق فيما بينها للسيطرة على منابع آبار النفط  بإعتبار العراق لقمة سائغة لكل من هب ودب ومنطقة غنية بالذهب الأسود وملتقى لثلاث قارات مما زاد في أطماعهم للتدخل بصورة مباشرة أو بصورة غير مباشرة بالرغم من معارضة بعض الجهات التي كانت لا تشكل عائق أمام مخططاتهم الدنيئة , حيث إعتاد الشعب آنذاك بين فترة وأخرى سماع  البيان رقم واحد عبر الأثير عن قيام ثورة أو إنقلاب مدعوم بقوات مسلحة ليصار بعدها  الى إعلان حالة الطوارىء  ومنع التجوال لمدة محدودة حتى تعود الأمور الى طبيعتها بعد تصفية المناوئين وإحالتهم الى المحاكم المختصة , لكن بعد تحرير العراق من براثن الدكتاتورية المقيتة والذين عاثوا في الأرض الفساد , وتحول نظام الحكم من النظام الدكتاتوري الى فضاء رحب من الديمقراطية بمشاركة واسعة لممثلي أطياف الشعب العراقي كافة في تشكيل الحكومة الجديدة وحسب التمثيل السكاني من خلال إجراء الأنتخابات التشريعية في سابقة لم يشهدها العراق , حيث لم نعد نسمع بقيام ثورة أو إنقلاب عسكري وأصبح تداول السلطة بشكل سلمي بعيداً عن المظاهر المسلحة .
لكن الغريب في الأمر ونتيجة للديمقراطية المفرطة وغياب الدور الرقابي ووضع الرجل غير المناسب في المكان غير المناسب والتعمد في إبعاد الكفاءات من التكنوقراط  والإعتماد على العمق العشائري والطبقي عند إختيار المسؤولين في الأجهزة التنفيذية وإنتشار الفساد في جميع مفاصل الدولة وفقدان الأمن وتحكم الميليشيات بالرأي العام في الشارع العراقي , باتت المناصب السيادية تباع وتشترى بالمزاد العلني وبملايين الدولارات كأي سلعة معروضة للبيع وقابلة للتفاوض والمساومة على التسعيرة المتفق عليها عن طريق شبكة من المافيات والسماسرة التي تتاجر بمقدرات شعب عانى من ظلم وتهميش الأنظمة الدكتاتورية والتي أنهكت قواه بالممارسات اللامسؤولة وذاق الأمرين من معطيات الحروب التي خاضها لا سيما في الفترة المظلمة من الحكم الشمولي لأزلام النظام البائد وعلى مرآى ومسمع الذين يتصدرون المشهد السياسي من ممثلي الأحزاب السياسية المشاركين في الحكومة دون رادع ولا وازع من خلال عقد صفقات مشبوهة خلف الكواليس وبمباركة أجندات خارجية لها مصالحها الإستراتيجية في المنطقة .
كان العراق مصدر القوانين والتشريعات والتي أرسى دعائمها أبو القانون حمورابي حيث باتت مسلته المشهورة تدرس في جامعات العالم أجمع والآن مع الأسف في بلد القانون تخترق القوانين بإسم القانون مع سبق الإصرار والترصد غير مكترثين بما تؤول اليه النتائج إنطلاقاً من التمسك بالمصلحة الشخصية ضاربين المصلحة العامة عرض الحائط .
أين نحن من إحترام الأنظمة والتعليمات والسياقات الإدارية والقانونية ومدى الإلتزام بها  وكما متبع ومعمول به في غالبية دول العالم عند تشكيل الكابينة الوزارية بعد إعلان نتائج  الإنتخابات التشريعية ؟

119
صفحة جديدة لكوردستان أقوى
حسن شنگالي
ضمن الحملة الإنتخابية للحزب الديمقراطي الكوردستاني لإنتخابات برلمان كوردستان للدورة الخامسة تم رفع شعار لبناء كوردستان أقوى بإعتبار قوة كوردستان من قوة البارتي كونه القوة السياسية الأولى على مستوى العراق والإقليم بدون منازع كحزب خاض الإنتخابات بمفرده منذ تحريرالعراق من براثن الدكتاتورية , حيث راهن الكثير من السياسيين على إنهاء دوره على الساحة السياسية لا سيما بعد أحداث السادس عشر من أكتوبر وإجراء الإستفتاء على الإستقلال في الخامس والعشرين من أيلول 2017 , لكن جرت الرياح بما لا تشتهيه السفن , وحصد البارتي على خمس وأربعين مقعداً ليضرب كل حسابات الأعداء عرض الحائط ويثبت للعالم أجمع بأنه الممثل الشرعي الوحيد  للشعب الكوردي من خلال شعبيته ومقبوليته بين أبناء كوردستان كونهم يتميزون بتأريخ نضالي طويل حافل بالمواقف البطولية ضد الطغاة .
وبعد أداء اليمين الدستورية تحت قبة البرلمان صرح السيد هيمن هورامي رئيس كتلة الحزب الديمقراطي الكوردستاني بفتح صفحة جديدة والإنفتاح على جميع الأحزاب الكوردستانية لتشكيل الكابينة الوزارية وحسب الإستحقاق الإنتخابي ولايوجد لدى البارتي  خط أحمرعلى أية جهة أو شخصية سياسية من أجل بناء كوردستان أقوى وتقديم أفضل الخدمات والعمل على تنفيذ بنود مشروع الإصلاح الذي دعا اليه الحزب منذ وقت مبكر وعلى  لسان السيد الرئيس مسعود البارزاني بعد الإنتعاش الإقتصادي الذي حصل في الإقليم والقرارات الجريئة التي إتخذتها  القيادة الكوردستانية لمحاربة الفساد وإستئصال المفسدين من المجتمع الكوردستاني كونها آفة إجتماعية تضر بالمصلحة العامة , حيث تم تسمية السيد نيجيرفان البارزاني كمرشح الحزب الديمقراطي الكوردستاني لرئاسة الوزراء حسب تصريح السيد فاضل ميراني سكرتير الحزب لما يتمتع به من حنكة سياسية وفطنة ودهاء ويمتلك خبرة إدارية ناجحة خاصة بعد فرض الحصار الإقتصادي من قبل حكومة بغداد على الإقليم وتمكنه من العبور بكوردستان الى بر الأمان ونجاحه في إدارة الأزمة المفتعلة في حينها وإعادة كوردستان الى سابق عهدها على الساحة الدولية .
نعم سيتم تشكيل الكابينة الوزارية الجديدة وبأغلبية مريحة على أساس ديمقراطي وبآلية شفافة وإختيار العناصر الكفوءة من التكنوقراط والتخصص الدقيق في مجال عملهم وحسب التمثيل النسبي للأحزاب الفائزة في الإنتخابات البرلمانية والراغبة في المشاركة في التشكيلة الوزارية لمقارعة التحديات المصيرية التي تواجه إقليم كوردستان بعد المعاناة المريرة التي شهدها الإقليم نتيجة للسياسات الخاطئة التي مارستها الحكومات السابقة من تعمد في خرق بنود الدستور العراقي في أكثر من خمس وخمسين مادة وإمكانية تعزيز العلاقة مع الحكومة الفيدرالية في بغداد لضمان الحقوق المشروعة للشعب الكوردي وصولاً الى الغاية المنشودة التي ناضل الحزب لسنوات خلت وقدم قرابين من الشهداء من أجل قضيته القومية العادلة .

120
الكل سواسية في نظر #نيجيرفان_البارزاني

جوتيار شنگالي

عندما يتولى  شخص رئاسة الحكومة في أي بلد  كان ينبغي أن ينظر للجميع بعين واحدة ويقف على مسافة واحدة  بين كل شرائح المجتمع .

ومن العرف الدبلوماسي لدى الحكومات في الشرق الأوسط  ومنها حكومة إقليم كوردستان العراق إستقبال السياسيين و الدبلوماسيين دون أعتبار لباقي شرائح المجتمع  وعندما يتم إستقبال فنان أو رياضي أو اي شخص اخر يمثل شريحة أخرى في المجتمع يثير إهتمام  عامة الناس .

وإنطلاقاً من الحديث الشريف ( الناس سواسية كأسنان المشط ) يجب عدم التفرقة بين ممثلي مكونات المجتمع , وفي كوردستان  اليوم التي تحتضن كل القوميات والمذاهب وبدون اي تفرقة وتمنح حقوق كل الشرائح و تكن لهم كل الاحترام و التقدير من دون اي تفرقة فإن استقبال نيجيرفان بارزاني رئيس وزراء اقليم كوردستان لفنان كوردي محترف دلالة على ان الكل سواسية وبدون اي تفرقة .

121
ماذا قدم  نيجيرفان البارزاني  ؟؟؟
حسن شنگالي
لعل عنوان المقال فيه نوع من الغرابة كون رئيس وزراء إقليم كوردستان شخصية معروفة لدى القاصي والداني والإعداء قبل الأصدقاء وشخصية جذابة وقوية ويمتلك صفات القيادة الناجحة ومن أبرع ما  أفرزته الساحة السياسية على مستوى الإقليم والعراق علماً يحظى بمقبولية كبيرة على مستوى المحافل الدولية , حيث تظهر معادن الرجال عند الشدائد وفي إدارة الأزمات والمواقف الصعبة خاصة عندما يوضعون على المحك في التعامل مع الأحداث الجسيمة شرط أن يكون النجاح حليفهم في نهاية المطاف .
في السنتين الأخريتين من ولاية السيد نيجيرفان البارزاني لرئاسة الحكومة تعرض الإقليم الى أزمة مالية حادة مما حدا به للمبادرة على إعلان الإستقلال الإقتصادي عام 2015  وإمكانية بيع النفط عن طريق ميناء جيهان التركي لتوفير السيولة النقدية وتأمين الرواتب نتيجة قطع الموازنة السنوية ورواتب البيشمركة والموظفين من قبل حكام بغداد وإحكام السيطرة على آبار النفط في كركوك بعد أحداث السادس عشر من أكتوبر وفرض الحصار الإقتصادي المفتعل وغلق المطارات والمنافذ الحدودية .
للدبلوماسية الهادئة والحكمة والحنكة والدهاء دور فاعل في العمل السياسي حيث تمكن من إفشال المخطط الخبيث لهيكلة الإقليم والتعامل مع المحافظات الشمالية والذي دعا اليه مجموعة من النواب الذين لا يريدون الخير للكورد وكوردستان وكانت الغاية من إستهداف الإقليم أيقاف عجلة التقدم والتطور بحجة إجراء الأستفتاء في الخامس والعشرين من أيلول 2017 , وكذلك كسب ثقة الشركات العالمية العاملة في الإقليم بعد محاولات حكومة العبادي وإعتراضها للعمل في كوردستان بحجة عدم دستورية العقود المبرمة في قطاع النفط دون الرجوع الى الحكومة المركزية , وتم توقيع أكبر عقد لإستثمار الغاز الطبيعي في كوردستان مع شركة روسنفت الروسية العملاقة ,  بالإضافة الى تعزيز الثقة لدى الشركات التركية والإوربية العاملة في القطاع النفطي .
ولا ينكر دور السيد نيجيرفان البارزاني في إدارة ملف النازحين وإستيعاب ما يقارب ملونين نازح ولاجىء من داخل وخارج العراق وتأمين ظروف العيش وتوفير الخدمات الضرورية مما أضاف عبأ ثقيلاً على كاهل حكومة  كوردستان في ظل الأزمة المالية التي عصفت بالإقليم , بالإضافة الى إدامة زخم المعركة في سواترالعز والشرف دفاعاً عن الأرض والمكتسبات من خلال تواصل إمدادات الأسلحة والعتاد والمواد اللوجستية  لقوات البيشمركة الأشاوس خلال السنوات الأربع الماضية لمواجهة أعتى منظمة إرهابية في تأريخ  العراق المعاصر .
لابد من الإشارة الى المشروع الإصلاحي في المؤسسات الرسمية والحكومية والذي تبناه ودعا اليه السيد نيجيرفان البارزاني بدأً من العمل بمشروع النظام البايومتري لرواتب الموظفين لقطع الطريق على المتلاعبين بالمال العام وتبسيط الإجراءات في الدوائر الحكومية والتقليل من الروتين ومحاربة الفساد والقضاء على بؤر المفسدين من خلال إقرار مجموعة من القرارات الشجاعة والجريئة والتي تخص القطاع الصحي وقرار إنهاء الرواتب المدخرة لموظفي الإقليم بعد إنتعاش الوضع الإقتصادي والبدء بإكمال المشاريع الحيوية للبنى التحتية المتوفقة عن العمل وإفتتاح مجموعة من محطات  توليد الطاقة الكهربائية .
هذا  غيض من فيض مما قدمه السيد نيجيرفان البارزاني في السنوات التي خلت من عمر حكومته وكلنا أمل في برنامجه الإصلاحي في الكابينة الوزارية الجديدة بعد أن تمكن الحزب الديمقراطي الكوردستاني من الحصول على أعلى عدد من المقاعد في برلمان كوردستان في دورته الخامسة كونه القوة السياسية الأولى على مستوى العراق والأقليم وتشكيل الحكومة بأغلبية مريحة وإستلام رئاسة الوزراء وإستكمال المسيرة من حيث ما أنتهت فترة الحكومة السابقة خدمة للكورد وكوردستان .

122
رحلوا ... وكوردرستان شامخة 
حسن شنگالي
لنعد بالتأريخ لمثل هذه الأيام العصيبة من العام الماضي لا من أجل أن نستذكر الأحداث الأليمة التي مرت على الكورد وكوردستان وما رافق أحداث السادس عشر من أكتوبر من إجراءات تعسفية بحجة فرض ما يسمى بسلطة القانون والقانون براء منهم , لكن لنستذكر تصريحات العبادي غير المسؤولة والنابعة من سياسة شوفينية وحقد دفين تجاه الكورد والتي كان يؤكد مراراً على إعادة حدود الإقليم الى ما قبل عام 2003وضرورة هيكلة إقليم كوردستان والتعامل مع المحافظات الشمالية وتخفيض الموازنة السنوية وقطع رواتب البيشمركة والموظفين وفرض الحصار الإقتصادي  وغلق المطارات والمنافذ الحدودية في سابقة خطيرة لا تقل في بشاعتها عن جرائم الأنفال التي نفذها أزلام النظام البائد والتي من شأنها قتل شعب بأكمله وبدم بارد , بالتزامن مع تصريحات تيلرسون وزير الخارجية الأمريكية في حينها وجرت الأحداث سريعة بين شد وجذب بين طرف يؤمن بأحقية قضيته القومية والحقوق المشروعة لشعب عانى من ظلم الأنظمة الدكتاتورية على مدى حكمهم الفاشي للدولة العراقية , وبين حاكم متغرطس ومغرور يتحدث بلغة التهديد والوعيد مستخدماً القوة العسكرية المدججة بالدبابات والأسلحة الأمريكية لقمع شعبه مما أدى الى نزوح الالاف من العوائل الكوردية من كركوك وقتل المئات من المواطنين العزل الأبرياء لا لجريمة إقترفوها  بل لمجرد ممارستهم لحق شرعي كباقي شعوب العالم الثالث التي عانت من الظلم والتي تتطلع الى الحرية والإستقلال والذي كفله الدستور العراقي , ليتم خرق بنوده وبإنتقائية عن عمد مع سبق الإصرار والترصد في المادة التاسعة (أ) منه متمادياً بذلك في إيذاء الشعب الكوردي بالتعاون مع ثلة من المحسوبين على الكورد بعد أن أدوا دورالبطولة  في مسرحية الخيانة العظمى .
لكن جرت الرياح بما لا تشتيهه السفن , وتم إجراء الإنتخابات النيابية للدورة البرلمانية الرابعة في العراق وحصل الحزب الديمقراطي الكوردستاني على أعلى عدد من الأصوات كحزب منفرد يخوض الإنتخابات على مستوى العراق وأعاد الكرة في إنتخابات الدورة الخامسة لبرلمان كوردستان , ليعود بذلك الرئيس مسعود البارزاني وحسب الإستحاق الأنتخابي لقائمة الحزب الديمقراطي الكوردستاني كأقوى رئيس حزب سياسي على مستوى العراق والإقليم , حيث إنتصرت إرادة الشعب الكوردي ورحل الحاقدون الى مزابل التأريخ غير مأسوف عليهم بما إقترفته أياديهم الخبيثة من جرائم ضد الإنسانية قد ترقى الى الإبادة الجماعية لشعب يحب السلام والتعايش السلمي بين جميع مكونات المجتمع العراقي في دولة ديمقراطية فيدرالية بعيدة عن النظرة الشوفينية العنصرية .
لقد جرت العادة بين الأوساط السياسية العراقية وأثناء الحملات الإنتخابية معاداة الكورد في وسائل الإعلام وضمن برامجها الإنتخابية لإستمالة الرأي العام وتأجيج الشارع العراقي ضد الكورد , لكن خاب ظنهم وأخطأوا في تخمين حساباتهم وعاقبهم العراقيون بطريقتهم الخاصة من خلال ثورة الأصابع البنفسجية وأبعدتهم عن الساحة السياسية كعقوبة شعبية وتضامناً مع مظلومية الشعب الكوردي متناسين بأن الشعب مصدر العقوبات كما هو مصدر للسلطات .
نعم سيبقى الكورد بعز وشموخ وإباء , وستبقى كوردستان شامخة كشموخ جبالها الشماء , وسيبقى الحزب الديمقراطي الكوردستاني القوة السياسية الأولى بشعبيته بين أبناء كوردستان بمختلف مللهم ونحلهم  كونه الممثل الشرعي الوحيد للكوردستانيين بسجله الحافل ببطولات قوات البيشمركة الأشاوس دفاعاً عن الحقوق المشروعة للكورد وبتأريخه النضالي المشرف ضد الطغاة , وسيبقى البارزاني رمزاً وزعيماً للكورد ورقماً صعباً  في المعادلة السياسية على الساحة العراقية رغم أنوف الحاقدين .


123
إستراتيجية الإصلاح لحكومة كوردستان
حسن شنگالي
ينبغي لكل حزب سياسي أو حاكم يقود السلطة أن يضع في حسابات حكومته خطة إستراتيجية ممنهجة وفق آلية مدروسة بشكل علمي وواقعي وقابلة للتطبيق على أرض الواقع  بعيداً عن الوعود والتصريحات الإعلامية للإستهلاك المحلي  لكي تفضي في نتائجها الى تقديم أفضل الخدمات للمواطنين بإعتبارهم الركيزة الأساسية التي يعتمد عليها  في كل الأوقات وتحت أية ظروف كانت حسب مبدأ الأخذ والعطاء لكي تأخذ العملية السياسية دورها الريادي وتستكمل حلقاتها الأساسية في قيادة الدولة .
لقد بادر الحزب الديمقراطي الكوردستاني وضمن حملته الإنتخابية الى طرح مشروع الإصلاح كمبدأ سياسي وبرنامج عمل للحكومة القادمة من أجل النهوض بالواقع الخدمي وتغيير ما يمكن تغييره من خلال كشف ملفات الفساد ومحاربة المفسدين وقطع دابرهم وإستئصالهم من المجتمع الكوردستاني كونهم يشكلون بما يشبه بالمرض الخبيث الذي ينخر في جسد الدولة , حيث بدأ باكورة برنامجه الإصلاحي بحزمة من القرارات الجريئة لإصلاح الواقع الصحي بعد أن تم تشخيص الخلل ومتابعته من قبل شخص السيد نيجيرفان البارزاني راعي الإصلاح والبناء والإعمار في كوردستان , وتلاها إكتشاف مطبعة كبيرة تقوم بتزوير العناوين وطبعها على أغلفة الأدوية ومحل تصنيعها وتأريخ نفاذها كضربة قاصمة أخرى لرؤوس الفساد من قبل الأجهزة الأمنية المختصة وتم إحالتهم الى المحاكم المختصة لينالوا جزاءهم العادل حفاظاً على صحة المواطن الكوردستاني ولكل من تسول له نفسه المساس بأمن كوردستان , ومبادرة جديدة لحكومة كوردستان في تخفيض أسعار البنزين حسب تصريح المتحدث الرسمي لحكومة الإقليم  لتضرب عصفورين بحجر واحد أولها للتخفيف عن كاهل المواطنين وثانيهما سد الطريق على المتلاعبين بتجارة الوقود بعد إستحصال المبالغ المستحقة للإقليم في الموازنة السنوية لعام 2019 كإستحقاق دستوري , وهذا غيض من فيض ضمن إستراتيجية الإصلاح المطروحة  .
لقد آل الحزب الديمقراطي الكوردستاني على نفسه أن لا يدخر جهداً في خدمة الكورد وكوردستان الاّ وأن ينفذه  في برنامجه السياسي والإصلاحي في الحكومة القادمة بعد تشكيلها بأغلبية مريحة لأنه يمثل القوة السياسية الأولى على مستوى العراق والإقليم بلا منازع بعد أن راهن الكثيرين من مراهقي السياسة ومن الذين لا يريدون الخير للكورد وكوردستان على إنهاء دور الحزب بعد إجراء الإستفتاء على الإستقلال في الخامس والعشرين من أيلول 2017 , لكن  خاب ظنهم وبئس ما فعلوا , وعاد الحزب متصدراً المركز الأول وأقوى مما يظنون , وعاد السيد الرئيس مسعود البارزاني الى الواجهة السياسية كأقوى مسؤول حزب سياسي على مستوى العراق والإقليم وحسب الإستحقاق الإنتخابي  لحزبه في البرلمان الإتحادي وبرلمان كوردستان وفق عدد المقاعد التي حصل عليها كطرف سياسي قوي لتغيير موازين القوى في التنافس للحصول على الحقائب الوزارية  في حكومة بغداد المرتقبة .
ستبقى كوردستان بأيادي أمينة وتستمد قوتها من قوة الحزب الديمقراطي الكوردستاني , حيث ستفتح أمامه آفاق المستقبل المشرق لإعادة بناء وإعمار البنى التحتية لإقليم كوردستان في السنوات الأربع القادمة  , في الوقت الذي ينبغي على الأحزاب الكوردستانية المساهمة في دعم الحكومة الجديدة على أن يتم أولاً ترميم البيت الكوردي من الداخل وحل جميع المشاكل العالقة من أجل المصلحة العليا للشعب الكوردي بعد أن ذاق الأمرين من تصرفات الحكومات المتعاقبة على إدارة الدولة العراقية في نظرتها الشوفينية للكورد من  خلال خرق  متعمد وفاضح لبنود الدستور العراقي في أكثر من خمس وخمسين مادة دستورية .

124

إنتصرت الإرادة ... وفاز البارتي
حسن شنگالي
اعلنت المفوضية المستقلة للانتخابات والإستفتاء في اقليم كوردستان النتائج الرسمية لانتخابات الدورة الخامسة لبرلمان اقليم كوردستان العراق بحصول الحزب الديمقراطي الكوردستاني على 45 مقعداً من أصل 100 مقعد وبذلك يكون قد حقق أعلى نسبة تصويت من الناخبين على مستوى كوردستان سبقها تحدي أكبر عندما حقق أعلى نسبة تصويت كحزب منفرد يخوض الانتخابات البرلمانية على مستوى العراق ب 25 مقعد من خلال الثورة البنفسجية التي إنفجرت صباح يوم الإقتراع ليزحف الكورد بكامل إرادتهم عن بكرة أبيهم ليثبتوا للعالم أجمع أنهم شعب مسالم ويحب الحرية ويمارس الديمقراطية في أروع صورها  كثقافة شعب حي مؤمن بقدراته التي قارعت الظلم والطواغيت لسنوات خلت وعانت من تداعيتها التي أفرزتها من خلال القصف بالأسلحة المحرمة دولياً وترحيل وتهجير وقتل وتعذيب وتغييب الآلاف من المواطنين العزل الأبرياء , ليشكل بذلك القوة السياسية الأولى متحدياً كل الظروف التي أحاطت به من الذين لا يريدون الخير للكورد وكوردستان ويرسل برسائل إيجابية لكل الأطراف السياسية على الساحة الكوردستانية على إلتحام المواطنين مع القيادة الشرعية التي تمثل الشعب الكوردي وهذا خير شاهد على مقبولية وجماهيرية الحزب بلا منازع بين أبناء كوردستان كونه يتميز بتاريخ نضالي طويل وسجل حافل بالتضحيات دفاعاً عن الحقوق المشروعة للشعب الكوردي .
هذه النسبة التي حصل عليها الحزب الديمقراطي الكوردستاني كانت متوقعة ولم تكن مفاجأة  لثقة الحزب المطلقة بالشارع الكوردستاني حيث لم تأت من فراغ بين ليلة وضحاها بل نتيجة نضال مرير لأكثر من أثنتين وسبعين عاماً  ضد الدكتاتورية المقيتة وتقديم قوافل من القرابين الذين نذروا أرواحهم للدفاع عن تربة كوردستان وإمتداداً لنضال الحركة التحريرية الكوردية ابتداءً  من ثورة الشيخ محمود الحفيد والشيخ سعيد بيران والقاضي محمد والملا مصطفى البارزاني الخالد هؤلاء القادة الذين أسسوا مدرسة النضال والتضحية والفداء وأرسوا دعائم المقاومة وألهبوا روح الحماس في نفوس المناضلين ضد الطغاة , بالإضافة الى الدور القيادي الذي يمارسه قادة الحزب من خلال الاجهزة التنفيذية في تقديم أفضل الخدمات الضرورية وبناء البنى التحتية وإعمار كوردستان بما يضاهي عواصم الدول المتقدمة , ناهيك عن توفير الأمن والأمان الذي أصبح من أصعب متطلبات الحياة في الظروف الحالية  بهمة الغيارى من قوات الآسايش البطلة نتيجة لنشاط المجاميع المسلحة والميليشيات المنفلتة خارج إقليم كوردستان مما يشكل تحدي أكبر في حفظ الأمن والنظام وحماية المؤسسات الرسمية .
نعم فازت إرادة شعب كوردستان لبناء حكومة قوية وبقيادة أقوى لأن قوة كوردستان من قوة البارتي في المحافل الدولية والمحلية والمتمثلة بالدبلوماسية الهادئة للسيد نيجيرفان البارزاني التي قادت الأقليم الى بر الأمان بالرغم من الحصار الإقتصادي المفتعل والذي فرض من قبل حكومة بغداد في حينها خرقاً للدستور العراقي مستهدفين بذلك حالة التطور والتقدم الحاصل في الإقليم وإمكانية هيكلته , لكن هيهات هيهات , وسيرد كيد الظالمين الى نحورهم حيث إنقلب السحر على الساحر , وعادت كوردستان أقوى من ذي قبل بحكمة وحنكة المخلصين من أبناء كوردستان الحبيبة .

125
الدواء ... بين الإصلاح والشفاء
حسن شنگالي
لابد لكل حزب أو مرشح  يخوض غمار الإنتخابات أن يكون قد خطط  لبرنامج سياسي وخدمي يعول عليه أثناء الحملة الإنتخابية ليقنع به جمهوره للتصويت له على أمل أن ينفذ  فقرات برنامجه بعد الفوز شريطة أن لاتكون شعارات آنية لإستمالة الناخبين غايتها الوصول الى السلطة ثم التنصل منها حتى تكون هباءً منثوراً , لكن الحملة الإنتخابية للحزب الديمقراطي الكوردستاني للدورة الخامسة لبرلمان إقليم كوردستان كانت متميزة وأخذت مدياتها الحقيقية في التغيير المبكر من خلال دعوة السيد الرئيس مسعود البارزاني والتي من المقرر القيام بها بعد تشكيل الكابينة الوزارية بالأغلبية المريحة ومنها طرح البرنامج الإصلاحي الشامل في جميع مؤسسات الدولة والحد من ظاهرة الفساد وإستئصالها من الدوائر الحكومية بشكل خاص والمجتمع الكوردستاني  بشكل عام .
لقد بدأت الثورة الإصلاحية بقطاع الصحة تأخذ طريقها للتنفيذ بعد أن أصدرت رئاسة الوزراء مجموعة من القرارات الجريئة والشجاعة مقرونة بعقوبات صارمة للمخالفين والتي من شأنها الحد من الظواهر السلبية التي إنتشرت مؤخراً  من خلال بيع الأدوية والمتاجرة بها وتهريبها دون ترخيص ناهيك عن بعض العلاجات المزورة والمنتهية صلاحية البعض منها والتي تم رصدها من قبل الإعلام الحر والذي يتميز إقليم كوردستان بحرية للصحافة وإبداء الرأي في وسائل الإعلام الرسمية وغير الرسمية , وكوعد من الوعود التي قطعها الحزب في حملته الإنتخابية ليكون صادقاً وصريحا ً مع ناخبيه وفعلاً كانت البداية , حيث مسافة المليون ميل تبدأ بخطوة , نعم خطت القيادة الكوردستانية خطوتها الأولى بعد ظهور نتائج الإنتخابات الأولية حتى تتبعها خطوات إيجابية مدروسة وفق آلية ممنهجة بطريقة علمية للحد من ظاهرة الفساد وتعزيز الثقة بين المواطن وقيادته المنتخبة بعيداً عن المزايدات الوطنية التي يمارسها العديد من السياسيين الذين أوجدتهم الصدفة على الساحة السياسية بعد أن سنحت لهم الفرصة ومن مراهقي السياسة وممن لا يتمتعون بماض وتأريخ نضالي مشهود له  .
نعم حسناً فعلت القيادة الكوردستانية وبمتابعة شخصية من قبل السيد نيجيرفان البارزاني  رئيس حكومة الإقليم  بعد أن قامت بتشخيص العلة ووضعت إصبعها على الجرح بوقت مبكر لتقوم بإستئصال الفساد من جذوره قبل أن ينتشر كالإخطبوط الذي يعتاش على إمتصاص دماء الفقراء بلا هوادة لا سيما من شريحة المرضى الذين هم بأمس الحاجة الى مد يد المساعدة  اليهم بالرغم من الحصار الإقتصادي المفتعل الذي فرض من قبل حكومة بغداد على الأدوية وإنقاص حصة الإقليم منها مما زاد في الطين بله في حينها , لا سيما علاج الأمراض المستعصية والمزمنة وعدم تخصيص مبالغ في الموازنة السنوية لإقليم كوردستان  كخرق دستوري يرقى الى مستوى الجريمة ضد الإنسانية ,  وفي إعتراف صريح لوزير الداخلية العراقي  مؤخراً بأن هناك ميليشيات تدير تجارة الأدوية الفاسدة في العراق ولا يمكن السيطرة عليها مما لها تأثير مباشر وبشكل سلبي على مصادر تجارة الأدوية في الإقليم .
وهذا الإجراء الوقائي غيض من فيض في باكورة البرنامج الإصلاحي لسد الطريق على كل من تسول له نفسه للمتاجرة بسلامة وصحة المواطنين الأبرياء , حيث أقدمت القيادة الكوردستانية على هذه الخطوة  بعد دراسة مستفيضة ووضعت الحلول الناجعة لها والذي يبشر بالخير والقادم سيكون أفضل بهمة الغيارى من المخلصين من أبناء كوردستان الحبيبة حيث لاقى القرار قبولاً وإستحساناً وصدى واسعاً بين المواطنين وبالأخص الكوادر الصحية  خدمة للكورد وكوردستان .


126
المنبر الحر / صفحة بيضاء ... ولكن !
« في: 19:15 17/10/2018  »
صفحة بيضاء ... ولكن !
حسن شنگالي
بعد تكليف رئيس الوزراء الجديد بتشكيل الكابينة الوزارية من قبل رئيس الجمهورية حسب المادة 76 من الدستور العراقي تسابقت الكتل السياسية الفائزة من خلال أحلافها بالتوافد على الإقليم للتشاور مع السيد الرئيس مسعود البارزاني بإعتباره رمزاً للكورد وبطلب منهم حيث أكد سيادته لكل الوفود التي إستقبلها مراراً وتكراراً على المبادىء التي ينبغي تشكيل الحكومة الجديدة بموجبها وهي الشراكة الحقيقية في العملية السياسية والتوازن في المؤسسات الإدارية والتوافق في إتخاذ القرارات المفصلية وكشروط أساسية لمشاركة الحزب الديمقراطي الكوردستاني في الحكومة مؤكدين على ضرورة إلتزام حكومة بغداد بالحقوق المالية والدستورية لإقليم كوردستان , حيث طالبت كتلة الإصلاح والإعمار ومن قبلها ممثلين عن كتلة البناء بدعم جهود رئيس الوزراء المكلف وفتح صفحة بيضاء بين بغداد وأربيل وضرورة مشاركة الحزب الديمقراطي الكوردستاني بقوة في الحكومة الجديدة بإعتباره الحزب الوحيد على مستوى العراق يحصد أكبر عدد من الأصوات في الإنتخابات التشريعية للدورة البرلمانية الرابعة وإعادة العلاقات بينهما كما كانت على سابق عهدها  قبل عام 2014  متناسين ما أفرزته أحداث السادس عشر من أكتوبر من خلال مسرحية فرض سلطة القانون  من إجراءات تعسفية بحق المواطنين الأبرياء العزل وسقوط عدد من الشهداء ونزوح  الآلاف من العوائل وتحجيم دور مجلس المحافظة المنتخب والقيام بحملة تعريب شعواء في كركوك وفق آلية مدروسة في سابقة خطيرة خرقاً  متعمداً للمادة الرابعة من الدستور العراقي .
يريدون صفحة بيضاء ولا زالت الممارسات الشوفينية والإستعلائية تمارس على أرض الواقع ضد الكورد  في أروقة الحكومة العراقية من خلال مناقشة مشروع الموازنة السنوية لعام 2019 من قبل حكومة العبادي المنتهية ولايتها  لتبقى وصمة عار تلاحقهم الى مزابل التأريخ غير مأسوف عليهم لما إقترفته أياديهم الخبيثة بحق الكورد , وذلك بتخفيض حصة الإقليم الى 12,67%  بدون وجه حق أو سند قانوني لعدم إجراء التعداد العام للسكان ومعرفة النسبة الحقيقية للكورد من مجموع سكان العراق وعدم تخصيص مبالغ لقوات البيشمركة الأبطال بإعتبارهم جزء من منظومة الدفاع الوطني حسب الدستور العراقي غاضين النظر عن دورهم المتميز في كسر شوكة الإرهاب الأعمى وتحرير الأراضي المحتلة من قبل عصابات داعش الإجرامية , حيث يتعمدون عن قصد لغاية في نفس يعقوب قضاها في التعامل مع عدة أطراف سياسية من الكتل الكوردستانية لإستمالة البعض منهم من خلال أجنداتهم العاملة وبضغط من إرادات خارجية مراعاة لمصالحها القومية كنوع من سياسة فرق تسد وبث روح التفرقة بين المكون الواحد  بإغراءات مادية ومناصب سيادية .                                                                                                                             
إذا أرادوا صفحة بيضاء فلابد من تطبيق الدستور العراقي المعطل عمداً لأنهم يؤمنون ببعض ويكفرون ببعض  وحسب ما تشتهيه أمزجتهم السياسية وفقاً لمصالحهم الدنيئة حيث تم خرق بنوده في أكثر من خمس وخمسون مادة ومن أهمها المادة 140 وقانون النفط والغاز وضرورة تشكيل مجلس الإتحاد وأن تكون مشاركة الكورد في الكابينة الوزارية حسب الإستحقاق الإنتخابي في المناصب السيادية بعد توقيع وثيقة ميثاق شرف بين جميع الكتل السياسية المشاركين في العملية السياسية  وبحضور أممي وضمانات دولية وبسقف زمني محدد لعدم تكرار ما حدث في أكتوبر عام 2017 وتعزيز الثقة بين أطراف العملية السياسية دون تمييز بين قومية أو طائفة أو مذهب وتطبيق العدالة  في حدودها الدنيا  بين مكونات المجتمع العراقي من أجل إستقرار العراق لأنه مفتاح لإستقرار المنطقة برمتها

127
16 أكتوبر ... جرس الإنذار
حسن شنگالي
جابهت كل الحركات التحررية الثورية في العالم الثالث تحديات  مصيرية في مسيرتها النضالية ضد الأنظمة الدكتاتورية كادت أن تغير من توجه البعض منها والذي من أجله ناضلت , ومنها تحديات موضوعية وأخرى ذاتية ومن أجل تصحيح المسارالنضالي لابد للقيادة من الوقوف على الأسباب الموجبة التي أدت الى ظهور تلك العقبات وينبغي إعادة النظر بجدية في كل مفصل من مفاصلها ولا يستهان بها مهما كان بسيطاً  للوصول الى الحل الأنجح من أجل ديمومة المسيرة وإكمال طريق النضال الذي رسمته لنفسها كتخطيط  مدروس وفق آلية إستراتيجية من أجل الغاية المنشودة وتحقيق ما تصبو اليه بالرغم من التضحيات الجسيمة , علماً  أن دروب النضال غير معبدة ولا تخلو من الأشواك .
لكن ما تعرض اليه الحزب الديمقراطي الكوردستاني  في السادس عشر من أكتوبر 2017يفوق كل التصورات ولم يكن بالحسبان في يوم من الأيام أن يطعن بخنجر مسموم من الخلف في خاصرته من قبل شركاء في العملية السياسية في ليلة ليلاء من وراء الكواليس وتحت جنح الظلام الدامس نسجت خيوط مؤامرة خبيثة من أجل غايات هم أدرى بنتائجها مع من لا يريدون الخير للكورد وكوردستان مستهدفين بذلك حالة التطور والتقدم في كوردستان وإيقاف عجلة البناء والإعمار والعمل على هيكلة الإقليم وإعادته الى ما قبل عام 1991 , حتى فرضت حكومة بغداد الحصار الإقتصادي المفتعل على إقليم كوردستان  خرقاً  متعمداً مع سبق الإصرار والترصد  للمادة التاسعة الفقرة (أ) من الدستور العراقي الذي يمنع استخدام القوات المسلحة في قمع الشعب وعدم تدخله في حل المشاكل السياسية كما فعل أسلافهم من قبل والتأريخ شاهد على جرائمهم  البشعة ضد الكورد  والتي يندى لها الجبين على مدى سنوات حكمهم الفاشي .
الكورد أمة حية ويمتازون بتأريخ نضالي مشرف من أجل نيل الحقوق المشروعة للشعب الكوردي ويفتخرون بماضيهم الزاخر بالثورات ضد الطغاة  والأنظمة الدكتاتورية الشوفينية بدءً من ثورة الشيخ محمود الحفيد والشيخ سعيد بيران والشيخ عبدالسلام البارزاني حتى قدموا أنفسهم قرابين من أجل أمتهم وحقوقها المشروعة كباقي حركات التحرر في العالم الثالث , لكن الخيانة إنتهاك للأمانة وزعزعة للثقة بين الأطراف المتحالفة على العهد , ويذكر التأريخ بأن الجيش الألماني لم يهزم عسكرياً  في الحرب العالمية الثانية بل تمت خيانته من الداخل , كذلك الحال لقوات البيشمركة الأشاوس الذين لقنوا العدو دروساً لن ينسوها ولم يهزموا لولا خونة السادس عشر من أكتوبر , وكانت مؤامرة أكتوبر بمثابة من يدق جرس الإنذار لإعادة النظر في ترميم البيت الكوردي من الداخل وتسوية الخلافات التي لا ناقة لأي طرف منهم فيها ولا جمل سوى إستخفاف الآخرين بموقفهم والتقليل من شأنهم وفتح المجال لهم على التعامل مع عدة أطراف منهم من أجل إمتصاص قوتهم وبأسهم والذي يشهد لهم بذلك القاصي والداني من خلال السجل الحافل لبطولات قوات البيشمركة  الأشاوس في ساحات الوغى ضد أعتى منظمة إرهابية عرفها التأريخ المعاصر بعد أن كسر شوكته في عقر داره .
فينبغي على القيادة الكوردستانية إعادة النظر بالمواقف السياسية لكل الشركاء السياسيين على الساحة الكوردستانية ودراستها  وتحليلها بواقعية وجدية وإتخاذ الإجراءات اللازمة تجاهها بما ينسجم والمصلحة القومية لعدم تكرار ما حدث حفاظاً على وحدة صف البيت الكوردي تجاه عاديات الزمن وما تخفيه من مفاجآت غير محسوبة خدمة لمصلحة الكورد وكوردستان .

128
كوردستان تشع بالثقافة
حسن شنگالي
عندما يطرق مسامعنا كلمة كوردستان لأول وهلة يقفز الى الذاكرة موطن الشجعان الأشداء ,  وقصة شعب مظلوم عانى من ظلم الأنظمة الدكتاتورية لسنوات خلت ويناضل جاهداً من أجل حقوقه المشروعة كأي شعب حي من شعوب العالم الثالث , مقترنة بمواقف رجولية فاقت مفهوم الشجاعة لقوات البيشمركة الأشاوس وما سطروه من مفاخر بطولية بأحرف من ذهب في ساحات الوغى بعد أن ذاع صيتهم في أصقاع العالم أجمع , وسيرة مشرفة زاخرة بالنضال لأولئك القادة العظام الذي خلدوا في التأريخ وقدموا أرواحهم قرابين من أجل قضية  قومية يؤمنون بها وناضلوا من أجلها .
وكوردستان كانت ولا زالت تتقدم وتزدهر في شتى المجالات التي تنبض بالحياة في كل لحظة من لحظات الزمن الذي غاب عنها نتيجة للظروف التي مرت بها وفرضت سطوتها عليها من قبل أصحاب العقول المتحجرة ذات النظرة الشوفينية المقيتة الذين يستكثرون الخير لغيرهم , وعانت من ظلم وتهميش وحصار وقتل وتغييب وتعذيب وتهديد وترحيل وتهجير وتغيير ديموغرافي وتعريب للثقافة ومحو للتراث وطمس للهوية القومية كل هذا كان بالأمس القريب ليس ببعيد عن ذاكرة الأجيال , لكن الحياة إستمرت في كوردستان ولا يمكن لها أن تتوقف تحت أية ظروف كانت بهمة وحنكة القيادة الشابة المتمثلة بالسيد نيجيرفان البارزاني رئيس وزراء الإقليم حيث تمكنت من أن تخطو خطوات تحسب لها على جميع الأصعدة السياسية والثقافية والإجتماعية لتعود كوردستان الى سابق عهدها قبل فرض الحصار الأقتصادي المفتعل من قبل حكومة بغداد بعد أحداث السادس عشر من أكتوبر للعام الماضي .
فكوردستان اليوم غير الأمس حتى  أضحت مركز أستقطاب لشتى أنواع الثقافات من الشعوب الحية لتشع منها الى باقي عواصم دول العالم ومن أبرزها إفتتاح المهرجان الدولي الثالث للسينما في مدينة الثقافة مدينة السليمانية بحضور ممثلي إثنتان وخمسون دولة على مدى أسبوع بالتزامن مع إفتتاح المعرض الدولي الثالث عشر للكتاب بحضور السيد الرئيس مسعود البارزاني في مدينة التعايش السلمي هولير عاصمة الإقليم بمشاركة ثلاثون دولة وكذلك إفتتاح المعرض المصري للتسوق في محافظة دهوك بمشاركة أربعين شركة تجارية , فإن دل على شيء إنما يدل على إهتمام القيادة الكوردستانية بالجانب الثقافي والإنفتاح على العالم من نوافذه الواسعة التي تطل على ثقافات وحضارات الشعوب لينهل ويستفيد منها ويعكس ثقافة وحضارة الكورد ويبعث برسالة إيجابية مفادها أن الشعب الكوردي شعب واع  ويحب السلام والتعايش السلمي بين جميع مكونات المجتمع العراقي دون تمييز بين قومية أو طائفة أو مذهب , والثقافة سمة مميزة من سمات المجتمع الكوردي بعيداً عن ثقافة عسكرة المجتمع التي تميز بها المجتمع العراقي على مدى عقود من الزمن نتيجة لتسلط أزلام النظام المقبورعلى رقاب الشعب المغلوب على أمره  , فالثقافة ممارسة يومية وليست نظريات مكتوبة بعيدة عن الواقع ولابد لنا أن نعيش ثقافتنا في كل تفاصيل حياتنا اليومية .
فمرحى لكوردستان مركز الثقافات المتنوعة والمنبر الحر لكل المثقفين من جميع أصقاع العالم .

129
كوردستان والمستقبل المنظور
حسن شنگالي
بعد صدور قرار مجلس الأمن الدولي رقم 688 والذي أعتمد في 15 نيسان عام 1991 بمنع الطيران العراقي من التحليق فوق خط العرض 36 من شمال العراق كونها منطقة ملاذ آمن للشعب الكوردي نتيجة للممارسات الشوفينية  للنظام الشمولي المقبور لشتى أنواع الظلم , مما ساعدت القيادة الكوردستانية في تلك الأجواء المناسبة من إجراء الإنتخابات التشريعية لأول مرة في تأريخ الكورد وحصل الحزب الديمقراطي الكوردستاني على أكثر من نصف أصوات الناخبين وتم بموجبه تشكيل أول حكومة كوردية وتأسيس برلمان كوردستان عام 1992 , حيث تجرى الإنتخابات النيابية كل أربع سنوات بموجب المادة الثامنة من قانون  إنتخابات إقليم كوردستان  .
ولا يخفى ما تعرض اليه الإقليم من مؤامرة خبيثة حاك خيوطها فئة ضالة من المحسوبين على الشعب الكوردي بالتعاون مع أجندات خارجية لها مصالحها الإستراتيجية في المنطقة في السادس عشر من أكتوبر 2017 بعد أن خرقت الحكومة العراقية عن عمد المادة التاسعة الفقرة ( أ ) من الدستور العراقي والتي تمنع القوات المسلحة أن تكون أداة لقمع الشعب العراقي وعدم السماح لها بالتدخل في الشؤون السياسية  , وحدث الذي حدث بحجة فرض سلطة القانون في كركوك والمناطق المتنازع عليها مما نجم عنها تهجير وترحيل أكثر من 150 ألف كوردي وقتل وتغييب أكثر من 1500 من المواطنين العزل وحرق وسرقة العديد من مقرات الأحزاب والإستيلاء عليها والبدء بحملة تعريب شعواء سيراً على خطى أسلافهم من الأنظمة الدكتاتورية , حيث راهن الكثير من مراهقي السياسة على إنهاء دور الحزب الديمقراطي الكوردستاني لكن إنقلب السحر على الساحر بعد أن خاض الحزب الإنتخابات التشريعية للدورة الرابعة لبرلمان العراق وحصل على أكبر عدد من الأصوات على مستوى العراق كحزب منفرد يخوض الإنتخابات , وأعاد الحزب الكرة بعد أن حصد غالبية أصوات الناخبين في إنتخابات الدورة الخامسة لبرلمان كوردستان , وهكذا أثبت الحزب الديمقراطي الكوردستاني بأنه الأول سياسياً وسيبقى بهمة الغيارى من أبناء كوردستان وما يتمتع به من قاعدة جماهيرية واسعة  , وسيشارك الحزب في تشكيل الكابينة الوزارية في بغداد  بما يوازي إستحقاقه الإنتخابي ليأخذ دوره الريادي كسابق عهده والدفاع عن الحقوق المسلوبة للشعب الكوردي بعد أن خرقت الحكومة المركزية بنود الدستور العراقي في سابقة تعد الأخطر من نوعها في تأريخ الأنظمة الديمقراطية وأفشلت عن عمد مبدأ الشراكة السياسية والتوازن والتوافق كشرط لمشاركة الكتل والأحزاب في العملية السياسية .
والمرحلة القادمة شتشهد تشكيل حكومة كوردستان بأغلبية مريحة من الحزب الديمقراطي الكوردستاني وستكون مرحلة للبناء والإزدهار بعد أن زف السيد نيجيرفان البارزاني بشرى تدوير عجلة الإعمار وإنتعاش الإقتصاد وإطلاق التخصيصات المالية لإكمال المشاريع المتوقفة نتيجة الحصار المفتعل الذي فرض على الإقليم من قبل حكومة بغداد وإطلاق الرواتب المدخرة للموظفين وإمكانية إيجاد فرص عمل للخريجين من أبناء كوردستان وتوطيد العلاقلات الدبلوماسية مع مختلف دول العالم كما كانت قبل فرض الحصار الإقتصادي .
نعم المستقبل المنظور لكوردستان يبشر بالخير والرفاه نتيجة للخطوات الإيجابية الموفقة التي خطتها القيادة الكوردستانية من أجل مصلحة الكورد وكوردستان وتقديم أفضل الخدمات , بالعكس مما تشهده محافظات العراق من نقص حاد في الخدمات نتيجة للفساد المستشري في مؤسسات الدولة بلا وازع ولا رادع , حتى بات الإقليم يضاهي عواصم الدول المتقدمة وأصبح مركزاً  لإستقطاب الكفاءات التي من شأنها المساهمة الفاعلة في تطوير وبناء وإعمار البنية التحتية بما يتناسب ودور الإقليم في المنطقة .

130
المنبر الحر / الأغلبية للبارتي
« في: 19:48 02/10/2018  »
الأغلبية للبارتي
حسن شنگالي
تدوالت الأوساط السياسية العراقية في الفترة التي سبقت إجراء الأنتخابات مفهوم الأغلبية بشقيها الوطني والسياسي من خلال التحالفات السياسية ككتلة كبيرة لتشكيل الحكومة بعد المصادقة على نتائج الإنتخابات النيابية من قبل المحكمة الإتحادية العليا بعد مخاض عسير ومفاوضات مطولة ولم يتبلور المفهوم وبقيت مجرد فكرة مطروحة على الطاولة السياسية  لحد الآن لعدم قناعة غالبية الكتل السياسية كون البعض يعزوها  كغطاء لمفهوم الدكتاتورية والتفرد بالسلطة الى حد ما ودعوة الكتل الآخرى الى معارضة سياسية حسب الأعراف الديمقراطية والتدوال السلمي للسلطة بعد أربع سنوات تقويمية من كل دورة نيابية , لكن مفهوم الأغلبية تم تطبيقه من قبل الحزب الديمقراطي الكوردستاني كأول حزب سياسي يخوض الإنتخابات التشريعية للدورة البرلمانية الرابعة ويحصد أعلى عدد من الأصوات على مستوى العراق  بمفرده  دون الدخول في تحالفات مع كتل سياسية أخرى كما يحدث مع الأحزاب العراقية الأخرى .
ومرة أخرى أثبت الحزب الديمقراطي الكوردستاني في هذه المرحلة الحساسة التي يمر بها إقليم كوردستان مفهوم الأغلبية العددية من مجموع أصوات الناخبين الذين يحق لهم التصويت كواقع حال على الساحة الكوردستانية بعد أن حصد أعلى عدد من الأصوات على مستوى إقليم كوردستان العراق في عرس ديمقراطي وثورة بنفسجية في الثلاثين من أيلول 2018 ليبعث برسائل إيجابية الى الأطراف السياسية بأنه الممثل الشرعي الوحيد للكورد كونه حزب عريق بماضيه السياسي وسجله حافل بالأحداث البطولية دفاعاً عن الحقوق المشروعة للشعب الكوردي ويتمتع بقاعدة جماهيرية واسعة تعكس تأريخ الحزب النضالي ومقارعته للأنظمة الدكتاتورية المتعاقبة بدأً من ثورة أيلول وكولان والإنتفاضة الكبرى والتصدي لعاصابات داعش الإجرامية وكسر شوكة الإرهاب الأعمى في عقر داره , ناهيك عن دور الحزب بعد تشكيل أول برلمان وحكومة كوردية عام 1992 والقيام بحملة إعمار للبنى التحتية وتقديم أفضل الخدمات للمواطنين وتحويل الإقليم الى حاضرة تضاهي دول العالم المتمدن بحنكة وحكمة القيادة الشابة المتمثلة بالسيد نيجيرفان البارزاني  رئيس وزراء الإقليم والتي أثبتت حضورها المتميز في جميع المحافل الدولية .
وستكتمل صورة المشهد السياسي بعد إنتخاب مرشح الحزب الديمقراطي الكوردستاني رئيساً للجمهورية كإستحقاق إنتخابي وحصة الكورد دون  أن يكون حكراً على حزب أو كيان بعينه ليأخذ العراق دوره الريادي ويساهم في تحقيق الأمن والإستقرار لأن أستقرار العراق هو إستقرار للمنطقة برمتها .

131
نيجيرفان البارزاني يدير عجلة الإعمار
حسن شنگالي
لا يخفى ما تعرض له الشعب الكوردي من مآسي وويلات على أيدي جلاوزة النظام البائد  حتى إستمرت الحكومات المتعاقبة بعد تحرير العراق في إنتهاج ذات السياسة وعدم الإعتراف بالحقوق المشروعة للكورد وأذكر على سبيل المثال لا الحصر ما رافق أحداث السادس عشر من أكتوبر الماضي من تجاوزات تعسفية يندى لها الجبين ,  بعد أن تعمدت حكومة بغداد مع سبق الإصرار والترصد في خرق أكثر من خمسين مادة من  بنود الدستور العراقي بالرغم من كتابته بأياديهم والتصويت عليه من قبل الشعب العراقي , حيث يؤمنون ببعض ويكفرون ببعض وفقاً لأمزجتهم السياسية وإنتهاجهم سياسة التهميش والإقصاء وعدم القبول بالآخر ونسف مبدأ الشراكة السياسية والتوازن والتوافق بين الفرقاء السياسيين المشاركين في تشكيل الكابينة الوزارية ,  لكن بعد أربع سنوات عجاف ذاق فيها الشعب الكوردستاني الأمرين نتيجة للركود الإقتصادي ونقص في السيولة النقدية بسبب عدم تخصيص الموازنة السنوية كإستحقاق دستوري وقطع رواتب الموظفين وقوات البيشمركة منذ عام 2014 وإنخفاض سعر النفط في الأسواق العالمية , ومما زاد في الطين بلة بعد فرض الحصارالإقتصادي المفتعل من قبل حكومة بغداد بحجة فرض سلطة القانون في كركوك والمناطق المتنازع عليها  , حيث كان الأعداء يستهدفون التطور والتقدم والأمان  الحاصل في إقليم كوردستان .
وفي حفل وضع حجر الأساس لمشروع طريق 150 الإستراتيجي في أربيل أعلن السيد نيجيرفان البارزاني رئيس حكومة إقليم كوردستان بإستئناف عملية الإعمار وإنعاش الإقتصاد في إقليم كوردستان وأكد سيادته قائلاً ( نشكر صمودكم أربع سنوات وستعود أيام الرفاه والإعمار وشارفنا على تجاوز الأيام الصعبة وسنمضي بإتجاه مستقبل أفضل لكوردستان ) وأضاف سيادته في حفل الحملة الإنتخابية لقائمة الحزب الديمقراطي الكوردستاني قائلاً ( بعد خمس سنوات من مقارعة الإرهاب والضغوط الإقتصادية والسياسية أصبحنا على مشارف تجاوز الأيام الصعبة والعودة الى مسارنا الحقيقي ) ,  نعم إنها البشرى , لقد أخذت عجلة البناء والإعمار بالدوران بأيادي نزيهة وأمينة وحريصة على مستقبل الكورد , وبذلك ستزدهر كوردستان وستضاهي عواصم الدول المتقدمة بل ستنافسها من أجل تقديم أفضل الخدمات للمواطنين الذين تحملوا الظلم والتهميش والإقصاء لسنوات خلت تحت نير الإستبداد والدكتاتورية المقيتة , في الوقت الذي تعاني فيه غالبية محافظات العراق من الإهمال ومن نقص وسوء في الخدمات نتيجة إستشراء الفساد في مؤسسات الدولة كافة دون إستثناء  , وفي هذا السياق يمكن الإستشهاد بحديث نبوي شريف ( كلكم راع وكلكم مسؤؤول عن رعيته ) فأين الراعي وأين الرعية ؟ في دولة غنية بمواردها النفطية حيث تقدر موازنتها السنوية لبناء دولة بحالها , لكن للأسف غابت الرقابة الإدارية وتغلبت المصلحة الشخصية للمسؤول على المصلحة العامة للبلد حتى عاثوا في الأرض الفساد وعطشت البصرة الفيحاء في بلاد الرافدين والمطلة على شط العرب بالرغم من تخصيص وصرف مليارات الدولارات على مشاريع وهمية دون وازع ولا رادع .
لقد رفع الحزب الديمقراطي الكوردستاني في حملته الإنتخابية شعار من أجل بناء كوردستان قوي , لأن قوة كوردستان من قوة الحزب معتمدين بذلك على القاعدة الجماهيرية الواسعة التي يحظى بها  للحصول على أكبرعدد من المقاعد النيابية بما يتناسب وتأريخ الحزب النضالي وحجم التضحيات التي قدمها كقرابين من أجل الحرية والأستقلال  , حيث صنف كأول حزب سياسي على مستوى العراق يخوض بمفرده الإنتخابات النيابية للبرلمان العراقي وخاب ظن المفترين  بعد أن راهنوا على نهايته .   
نعم إنها القيادة الناجحة التي يتميز بها السيد نيجيرفان البارزاني والتي تمكن من خلالها تجاوز المحنة والأزمة المفتعلة من قبل الشوفينيين بفضل دبلوماسيته الذكية وحنكته السياسية كونه قد نهل من مبادىء الحزب وتخرج من المدرسة النضالية التي أرسى دعائمها الأب الروحي للكورد الملا مصطفى البارزاني ليتفانى من أجل مصلحة الكورد وكوردستان .
 

132
الإستفتاء أوقد شموع المستقبل 
حسن شنگالي
 يعرف الكورد بتأريخ حافل بالأحداث البطولية والتي طرزت بأحرف من ذهب للأجيال المتعاقبة وسجل زاخر بالتضحيات على مدى سنوات من النضال ضد الدكتاتورية والأنظمة الشمولية وما جنوه تحت نير حكوماتها شتى أنواع الظلم وإنتهاجهم سياسة التهميش والإقصاء حتى وصل الأمر ببعضهم إعتبار الكورد مواطنين من الدرجة الثانية وتحملوا ما لم يتحمله شعب من شعوب العالم الثالث التواقة للأمان والديمقراطية والتعايش السلمي , ونتيجة للخروقات الدستورية مع سبق الإصرار والترصد , وإنهاء مبدأ الشراكة السياسية والتوازن والتوافق عن عمد , وقطع رواتب الموظفين وقوات البيشمركة الأشاوس وعدم دفع المستحقات المالية من الموازنة السنوية من قبل حكومة بغداد قررت القيادة الكوردستانية إجراء الإستفتاء على الإستقلال في الخامس والعشرين من أيلول الماضي كممارسة شرعية ودستورية ضمن دولة إتحادية فيدرالية , حيث صوت الشعب الكوردستاني بنسبة 93% من أصوات الناخبين داخل إقليم كوردستان والمناطق المتنازع عليها بعد أن خرجت مدن وقرى كوردستان عن بكرة أبيها ليجعلوا من يوم الإستفتاء كرنفالاً وعيداً يضاهي الأعياد القومية للكورد لتصدح القلوب قبل الحناجر وتنادي نعم نعم للإستقلال .
لا يخفى لكل خطوة يخطوها المخلصين من أبناء كوردستان بالإتجاه الصحيح نحوبناء مستقبل الأمة الكوردية لتقرير مصيرها حتى تواجه بجهات سياسية تعمل بأجندات خارجية ضد التطلعات المشروعة وإمكانية إجهاض الوليد قبل أن يرى النور لشق وحدة الصف الكوردي والبقاء تحت مطرقة الظلم من خلال دعوة الناخبين بالتصويت ضد الأستفتاء وحدث الذي حدث بعد مآسي السادس عشر من أكتوبر 2017 وخاب ظن المتآمرين والخونة من بائعي الأرض مقابل حفنة من الدولارات ومن الوعود الكاذبة كصفقة سياسية وراء الكواليس .
وفي تصريح للسيد مسعود البارزاني رئيس الحزب الديمقراطي الكوردستاني مع قناة الجزيرة ذكر سيادته ( إستقبلت قائد فيلق القدس قاسم سليماني في أربيل وطالبني بتأجيل الإستفتاء  لكن ردي كان واضحاً للجميع لن نؤجل الإستفتاء وسنجريه وليكن ما يكن  ! ) وما يدعيه الغرب عن حقوق الإنسان لا أساس له  إنما  حبر على ورق لا قيمة له  , هكذا هي شجاعة القادة المخلصين والمتفانين من أجل مصلحة شعوبهم مهما كلفهم الأمر .
  لكن يوم الإستفتاء أوقد شموع المستقبل في دهاليز الظلم وفتح الباب على مصراعيه لنيل الكورد حقوقهم لأن الحقوق تؤخذ ولا تعطى  بعد سنوات من الضياع السياسي على يد أعتى نظام دكتاتوري وشوفيني عرفه التأريخ المعاصر وأيقض الشعور القومي لدى الكورد في جميع الدول التي يقطنونها وألهب في قلوبهم الحماس وهيأ فسحة من الأمل لقيام دولة كوردستان الكبرى وإحتفظت القيادة بنتائج الإستفتاء كورقة ضغط سياسي يمكن إستخدامها في الوقت المناسب بعد أن أدخلت الرعب في نفوس الشوفينيين لتحويل العراق من النظام الفيدرالي الى النظام الكونفيدرالي وإقامة الأقاليم المقترحة للحد من سطوة الحكومة المركزية لينعم العراقيون بأمن وأمان كباقي شعوب المنطقة لأن إستقرارها من إستقرار العراق .

 

133
الكورد بين الأمس واليوم
حسن شنگالي

من البديهي أن تتأثر العلاقات السياسية بالمواقف التي تنجم عن تدخل خارجي أو التعرض لأزمة داخلية أو ظروف قاهرة خارجة عن الإرادة , ولكي تأخذ العلاقات مسارها الطبيعي تحتاج الى إعادة تنظيم وترتيب البيت السياسي من الداخل , وللكورد مواقف لا تعد ولا تحصى مع الحكومات المتعاقبة التي لا تعترف بالحقوق القومية للشعب الكوردي منذ تأسيس الدولة العراقية والى يومنا هذا لازلنا نعاني من هذه المواقف الشوفينية المتقلبة واللامسؤولة والتنصل عن الوعود التي تقطع بمواثيق وتعهدات خطية أحياناً بمجرد الوصول الى الكرسي الذي يغير من الطباع السياسية متناسين بأن كرسي الحلاق لا يدوم الجلوس عليه , وضرب في هذا الأمر المثل القائل  ( لو دامت لغيرك ما وصلت اليك ) .
لنعد بالذاكرة ليس ببعيد الى تنصل النظام الدكتاتوري المقبورعن بيان الحادي عشر من آذار عام 1970 على سبيل المثال لا الحصر , وصولاً الى عدم تنفيذ حكومة بغداد لبنود الدستورالعراقي الذي صوت عليه غالبية الشعب العراقي ليكون نافذا ً من تأريخ نشره في جريدة الوقائع العراقية , الاّ بمزاج سياسي وإنتقاء لبعض بنوده التي تخص مصالحهم الشخصية بعيدأ عن المصلحة العامة للبلد , مما أدى الى إنعدام الثقة بين الفرقاء السياسيين الذين تعاهدوا على تشكيل الكابينة الوزارية وفق مبدأ الشراكة السياسية والتوازن في المؤسسات الإدارية والتوافق في إصدار القرارات المفصلية التي تخص العملية السياسية وإنتهاج سياسة التهميش والإقصاء لإخلاء الساحة من المعارضين للنهج الطائفي .
ولابد من التطرق الى أحداث السادس عشر من أكتوبر وما قامت به الحكومة المركزية من خروقات بحجة فرض سلطة القانون في كركوك والمناطق المتنازع عليها والتي أعادت العلاقات الى المربع الأول بعد ثلاثة عشر عاماً من تغيير النظام الدكتاتوري الى الفضاء الديمقراطي , كل هذا في الأمس القريب حيث كان الكورد ولا يزالون بيضة القبان في العملية السياسية وأثبتوا ذلك عند التصويت في إختيار هيأة الرئاسة للبرلمان العراقي في دورته الرابعة مؤخراَ بشهادة جميع الكتل السياسية .
واليوم , أين الكورد من كل هذه المواقف التي هي غيض من فيض ؟
أليس من الضروري القيام بترميم البيت الكوردي أولاً وإعادة النظر بالشخصيات السياسية التي تسببت في تعرض الكورد لتلك المواقف بالتعاون مع ثلة من الخونة والمتآمرين ليتخذوا منها الدروس والعبر ويبنوا علاقاتهم مع الكتل الفائزة والتحالفات السياسية على أساس المصلحة العليا للكورد وكوردستان بالتوافق على البرنامج الحكومي وفق سقف زمني محدد بعيداً عن التنافس على المناصب السيادية ضمن الإستحقاقات الدستورية والبحث عن الشخصية التي ترأس الكابينة الوزارية وبضمانات دولية بحضور أممي وفاءً للدماء التي سالت دفاعاً عن أرض الأجداد ومن أجل الثكالى من أمهات الشهداء الذين ضحوا بالغالي والنفيس لتبقى كوردستان شامخة كشموخ جبالها الشماء رغم أنوف الحاقدين .
 

صفحات: [1]