عرض المشاركات

هنا يمكنك مشاهدة جميع المشاركات التى كتبها هذا العضو . لاحظ انه يمكنك فقط مشاهدة المشاركات التى كتبها فى الاقسام التى يسمح لك بدخولها فقط .


مواضيع - سامر ألياس

صفحات: [1]
1
دفاعا عن الاعلام الفقير  بحسب ما وصفه الكاتب  سيزار هوزايا
سامر الياس سعيد
 كان  الكاتب  سيزار هوزايا  قد نشر مقالا  في نهاية شهر تشرين الثاني (نوفمبر ) عن ما كتبته بحق  الكاتب بينامين حداد معنونا مقالته  بالدفاع عن الاخير وواصفا اعلامنا بالفقير  دون ان يسعى للبحث عن الكتاب الذي اصدره حداد وهو اصلا ما دفعني لكتابة تلك المقالة ومن ثم قمت بتوضيح ارتايته لوضع حد ازاء جملة التعليقات التي تضاعفت حول المقالة الخاصة بهوزايا  دون ان ينبري احدهم لابراز ما تضمنه الكتاب الذي كان قد وضعه بينامين حداد وهو اصلا مساجلة  مع احد اصدقاء حداد ممن يوصفهم بالصديق التافه القديم ليقرا عليه مزاميره ويدعي تكريماته التي نالها  اضافة لريادته بالكتابة مقارنة بما انتقده فيه ذلك الصديق حول كتاب اصدره حداد في وقت سابق تحت عنوان المثلث الاشوري  ورغم ان الامر يتعلق بالقومية التي زايد فيها احد الكتاب من خلال رده الذي اشار الى شخصي وكانني دخيل على الموضوع  الا انني ارتايت التريث فوجدت الفرصة سانحة حينما اتصل بي الكاتب والاعلامي اكد مراد يدعوني  لجلسة تكريم بينامين حداد في منزله بدرع الاتحاد وفعلا حضرت الجلسة وكنت مطلعا على كل تفاصيله من خلال تقديم درع اتحاد الادباء والكتاب السريان  بمناسبة ذكرى تاسيسه  ال(50) بينما قدم الصديق ازريا  رئيس المركز الثقافي الاشوري  كتاب شكر مذيل بتوقيع وزير المكونات في اقليم كردستان وكلاهما بعيدين عما دونه حداد من استلامه كما اوضح بمنشوره على موقعه التواصلي بكونه
قدم شكره وامتنانه الى رئاسة اقليم كردستان لتفضلهم بمنحه الدرع الذهبي تقديرا لما أنجزه قلمي المتواضع من كتب ودراسات وبحوث وثقت من خلالها تاريخ تراثنا العريق ولغتنا السريانية الثرة المباركة..
  كما قدم شكره في سياق المنشور الموجود لغاية الان على الموقع التواصلي  لبينامين حداد الى الاستاذ الكبير رابي سركيس اغاجان الذي رشحه لنيل هذا التقدير وهذا التكريم والذي نهض مشكورا اتحاد الادباء والكتاب السريان ممثلا بشخص رئيس الاتحاد رابي راوند بيثون الموقر والسكرتير رابي اكد مراد الموقر واللذين حضرا الى منزله في دهوك وقدموا له الدرع الذهبي مع أيقونة مرور خمسين عاما على تأسيس الاتحاد العام للادباء والكتاب في القطر العراقي ...
-انتهى الاقتباس –
ورغم انني كنت حاضرا في تلك الجلسة فاستغربت تقديم اي درع مقدم من رئاسة الاقليم لعلمي بان الدرع المقدم  من قبل الاتحاد كان قد قدم سابقا لكتاب ومبدعين من شعبنا كلطيف بولا وبهنام عطا الله  وجبرائيل ماموكا  الى جانب الاحتفاء بالكاتب يوسف زرا قبل نحو شهر من رحيله حيث كرم بذات الدرع  المذكور  حيث بادرت بالاتصال بنائب رئيس الاتحاد السيد اكد مراد للاستعلام عن مرجعية اتحاد الادباء السريان وهل لها تواصل مع رئاسة الاقليم  او خاضعة لترشيح نخب في تقديم دروعها  لكتابنا فنفى هذا الامر جملة وتفصيلا لاعود لمقالة  السيد سيزار هوزايا الذي وصف  اعلامنا بالفقير  لاتفق معه في الوصف فبعد مسيرة حافلة مع موقع عنكاوا كوم  اضطر الموقع اخيرا للتخلي عن مراسليه  بسبب الضائقة المالية  فكنت من المشمولين بهذا الاجراء حيث اتاح لي الموقع تزويده بالاخبار بشكل مجاني وهذا الامر  لايوافق رحلة البحث والتقصي ومتابعة الاخبار  فلذلك فعلا اعلامنا فقير  بحيث نعجز عن تغطية الاخبار  بسبب هذا الامر وابراز الحقائق دون ان يرتشها البعض ويؤطرها بشكل خيالي بعيد كل البعد عن الحقيقة  فلذلك ارتايت نشر هذا التوضيح .

2
هل شارك الاعلام باذكاء فاجعة الحمدانية ؟
سامر الياس سعيد
عرضت احد فضائيات شعبنا قبل نحو يومين  تسجيلا بينت فيه احتضار احدى ضحايا فاجعة قاعة الاعراس  ببلدة بغديدا دون احترام للحظات الاخيرة التي كانت فيه تلك الشهيدة تودع الارض لتلحق بقوافل الماضين نحو الملكوت  في اقسى فاجعة شهدها العالم حينما تحول فرح وسعادة المدعوين لالم وماساة قضت على نحو اكثر من 100 مدعو فيما احرقت النيران  اجسادا اخرى لتبقى تنوء بما القت به حمم القاعة المنكوبة  ولتحمل ندوبا من حفلة العرس التي ستبقى تفاصيلها راسخة في الاذهان  ويبقى السؤال  حول مدى امكانية الاعلام  في كونه اذكى شرارة تلك الاحداث التي شهدها  العرس  ليجعلنا في خط فاصل  بين اعلاميين يملاؤن فضاء السوشيال ميديا بفيديوهات  تبين اللحظات الاولى لاحتراق القاعة فيما القسم الاخر  يسعى للتدقيق واستخراج روح المسكتشف الكامنة بداخله لينتج فيديوهات اخرى  يبرز من خلالها ان الحادث كان عرضيا او في المقابل يمكن  ان يسهم في ان يبحث عن ابرة وسط كومة قش ليؤكد ان الحادث مفتعل وليؤجج نيران القلوب التي تشتعل بفقدان الاحبة  اما الفيديوهات الاخرى التي تسعى لانتاجها قنوات فضائية  تستهدف من خلالها الحصول على كم مناسب من المشاهدات فهذه ترقص على جراح المنكوبين من اهالي الضحايا حينما يسال المذيع اسئلة  لهم تبحث عن شعور او مجرد كلمة وحينما تشتغل الماكنة الاعلامية لانتاج عشرات الفيديوهات التي  يمكن ان تضع الزيت على النار او تؤجج قلوب اخرى  فيما تبحث كاميرات اخرى عن متحدثين  فهذا  الاعلامي ذو القلب المحزون بفقدان امه يمكن ان يتحدث بما ينبئه قلبه  المحترق لابعقله فحينها يتلقف تلك الكلمات من يتصيد بالماء العكر  ليبدا رحلة ادانة اخرى  فيما صوت الحق العالي يقول لاتدينوا لكي لاتدانوا  وكم من حذاء لمصور او اعلامي قد داست على  اطراف محروقة او اجزاء من اجساد لفها الحريق فحولها لرماد دون احترام للضحايا  بل احتراما للسبق الصحفي او مزيدا من فيديوهات الالم التي يملا بها فضاء  الكون لتنتج نفسيات مهزوزة مكتئبة  تحاول الخروج من عنق الازمة دون جدوى  اما فضائية اخرى فتحاول توظيف تقنيتها باكتساب اصوات مجهولة مبهمة لتخفي ورائها اخر صور الحفلة المؤلمة ولتكتب على شاشتها بان ما يسمع من اصوات ما هو  الا اصوات الانفاس الاخيرة لشهداء قضول في القاعة في اولى ساعات الحريق  وهكذا يحصد الاعلام المبني على تلك المشاهد  معدلات قياسية  في نسب المشاهدة  ليسهم ايضا بحصد معدلات من  الاكتئاب  والالم والحيرة  التي يزرعها  نائب  لاهم له الاالصراخ مدافعا عن كتلته  الغارقة بسيل الاتهامات  فضلا عن صراخ رجل دين لايفقه الا ان يقول مرارا عيب  وعيب  وكانه امام حشد كبير من الناس  يذعنون له  ويطاطاون رؤسهم امامهم  لانه هو فقط من يفقه بالادب واللياقة والاخرون لاهم لهم بهذه الامور البروتوكولية .. فعلا نحن بحاجة لاعلام مهني  يستهدف احترام تلك القاعة  دون اقتحامها بحجة تصوير اشياء لاقيمة لها اصبحت رمادا واثرا بعد عين  فالقاعة بعد هذا الحادث يجب ان تكون بمتناول الباحثين عن الحقيقة فحسب من ذوي الاختصاص  لا ان تكون محطة الباحثين عن الشهرة وركوب الموجة  او جزء من برنامج الزيارة للبلدة بغية التخفيف عن هول المصابين وذوي الضحايا .نعم الماساة عميقة لكنها لاتجعلنا  نضع رؤوسنا فحسب كالنعامة في الارض  لكننا نبحث عن وميض النور في الحقائق  التي لو قلبناها لادركنا ان القاعة كانت مجرد قنبلة موقوتة  على وشك ان تحرق القلوب في اي وقت بسبب انقيادنا للتقليد ومحاكاة  الاخرين دون ان نملك نمطا للفرح كفيل بادراكنا لهويتنا فلا عرس يمكن ان يكون عرسا بدون تلك الشرارات  التي ينظرها العريس او صاحب الحفل فيدرك انها مثل نقوده التي تطايرن هنا وهناك  لانتاج حفلة لاترضيه هو فحسب  بل ترضي المدعوين  ممن سيتكلمون عن عرسه لايام ولاسابيع  وقد تطول لسنين .

3
المنبر الحر / قسم المهنة
« في: 11:07 29/09/2023  »
قسم المهنة
سامر الياس سعيد
يفتخر اصحاب مهنة الطب  بكونهم يرددون قسم ابقراط حالما وصولهم للمرحلة الاخيرة التي تخولهم ممارسة الطب بالحفاظ على ارواح مرضاهم  والائتمان على اسرارهم  وفيما ييحدد تلك المهنة بكونها تردد ذلك القسم كونه يشعر الاخر  بكونه في حضرة انسان مؤتمن لايمكنه ان يخون القسم  ويقترف اخطاء تؤدي الى انحراف تلك الاخلاقيات عن مداها وانسانيتها  فلذلك يساورني الشعور  بان كل مهنة من المهن التي تمارس يمكنها ان تحدد قسما  يردده الشخص المؤدي لتلك الاعمال لكي  يمضي في مسيرة رزقه وهو يؤدي عمله بكل امانة واخرص محافظا على الارواح التي لاتزهقها الاخطاء التي ترتكب سواء بقصد او بدونه ..
حادثة  قاعة الاعراس التي شغلت العالم واضاءت مسؤوليات  كانت متوارية لو مرت  تلك الليلة بسلام او  تجهزت القاعة بمجموعة من المطافيء او مواد السلامة التي كنا نلاحظها ونحن صغار في كل مؤسسة  من مجرفة ودلاء فيها رمل وماء  توضع بواجهة تلك المؤسسات لتمنح ناظريها  شعورا بالامان  لها جوانب اخرى يمكن ان نضيء عليها في سياق السطور التالية وقبل ان نوجه اصابع الاتهام  بمنطقية لصاحب القاعة الذي يتحمل جزءا يمكن ان نضع نسبة النصف  له  كونه حينما يبادر للموافقة على تاجير قاعته قد لاينشغل بالامور المصاحبة للعرس من حيث تاجير كوشة الاعراس وما تلحقه من تنظيم  مستلزمات اخرى قد ياتي في اولوياتها  الالعاب النارية او ما يطلق عليه بالصعادات  التي عادة ما ترافق  رقصة السلو  فالمعني بهذه الامور قد يكون المتسبب الاول  بهذه الحادثة كونه يكون مسؤولا  على ادواته ومدى مطابقتها للمواصفات وقدرته على التحكم بكمية  الشرارات التي يمكن ان تطلقها اجهزته  خصوصا وان هذا الحفل ليس بالاول  في قاعة يقال ان انشائها  تم في عام 2013 فضلا عن الفترة التي افرغت فيها  البلدة من سكانها ومدى تعرضها للاضرار  قبل ان تعاد على غرار ما تم اعادته من منازل  ودوائر  وغيرها من المرافق الاخرى الخاصة بالبلدة ..
فكم من قسم يمكن ان يردده  ذلك المسؤول عن تلك الملحقات الخاصة بتجهيز الاعراس  وبعيدا عن اجواء الفاجعة فكم بالاحرى ان نشعر بالامان حينما  نسعى لمدينة ترفيه  فيها العاب لايمكن مطابقتها لمعايير السلامة  فيحال فرحنا الى حزن والم  الى جانب الكثير من الامور التي تتحول في لحظة ما الى الم  دون ان نفكر بتداعيات تلك الاماكن  ومسؤولية اصحابها .

4
المعهد الثقافي الفرنسي في الموصل .. على من تلقي مزاميرك ؟
سامر الياس سعيد
 
أثارني فعلا خبر يتعلق بإقامة نشاط من جانب المعهد الثقافي الفرنسي في الموصل  تخصص بالإطلالة على اللغة السريانية بكونها  جسر للتواصل المعرفي. استقطب النشاط عدة جهات دينية اسهمت برعاية النشاط دون ان تتعب نفسها بالبحث عن متخصصين باللغة السريانية, حيث اقتصر  تنفيذها  على عدد من رجال الدين فحسب دون اشراك جهات ثقافية تعنى بنشر اللغة  المذكورة.

 تقدم المشاركين رجل السلام, كما يود اطلاق هذا اللقب على نفسه, الاب عمانوئيل والذي تحرص الجهات الموصلية على إختزال الحضور المسيحي على شخصه,  الى جانب اختيار كنيسة مار توما للسريان الكاثوليك موقعا لإقامة النشاط دون رغبة بالإطلالة على مواقع اخرى اسهمت بنشر اللغة السريانية في الموصل  خصوصا حيثكان سيكون اقامة النشاط في هذه المواقع والمعاهد سيسهم بالالتفات اليها ومد يد التأهيل لها.

  ومن المواقع التي أسهمت بنقل الكثير من لآليْ الفكر المشرقي, منزل الاب يوسف قليتا مدير المدرسة الآثورية وصاحب اول مطبعة سريانية ومنها كتاب الجوهرة للصوباوي,  ومدارس  الطائفة مثل مار توما او  شمعون الصفا او ام المعونة او  التهذيب,  وكلها تواريخها معلومة ومعروفة.

  ثم ما الغاية بإقامة هذا النشاط دون دعوة المتخصصين  مثل قسم الدراسة السريانية في تربية نينوى لإبراز تجربة التعليم السرياني التي كانت في الموصل وانتقلت لمناطق استقرارهم بعد النزوح,  فضلا عن دعوة ممثلين عن مديرية الثقافة السريانية  من اجل ابراز تجربة تلك المديرية  والنسج على منوالها لاسيما زان النشاط كان بحضور وزير الثقافة احمد فكاك البدراني..

5

نصيحة لرئيس تحرير (شاب ) !
سامر الياس سعيد
ملا فضاء السوشيال ميديا خبر تعيين كاهن شاب لمهمة رئاسة تحرير مجلتين تابعتين لمؤسسة كنسية  فادركت بحدسي الصحفي ان ثمة تغيير سينا من خلال هذا الامر  فدفعني فضولي  للوقوف على تلك التغيير في اختبار بسيط قدمته لذلك الكاهن الشاب  المزهو يشهادته الاعلامية المستقاة من روما  فلم تمض ايام معدودة حتى ادركت ان التغييرات التي ستطرا على واقع المجلتين  اضحتا سراب ومحض خيال  حيث تذرع الكاهن الشاب بعد رفض مقترحي بوجوب ابراز اهمية الادب واقرانه  بواقع الكنيسة  حينما اشار الى ان العرض الذي قدمته  عن روايتي لم يكن الا استعراضا  وفق رؤيته المحدودة  حتى اغلق الباب امام واقع التطوير الذي يتوجب على مجلاتنا الكنسية اتخاذه قبل ان تتلاشى وسط تحديات السوشيال ميديا  وغياب القراء الا ان الامر المهم كيف نقرب لاجيالنا اللاحقة التحديات التي كانت عليها الكنيسة مع التزامنا بالخط النمطي في ابراز المواعظ وتوظيفها  في سلسلة صفحات المجلة حتى الملفات التي ربما تعكس واقعا  ماخوذنا مما نعيشه من يومياتنا اضحى مغيبا بسبب التزام تلك المجلات بالنمطية الروتينية  فمع الاسف توارت مجلات كان اسمها لوحده كافيا في ابراز تجربة الثقافة المسيحية الحقيقية ورغم صدورها في حقبة نظام صدام وميلها في ان تكون كقريناتها من صحافة تلك الفترة الا انك تجتهد بقراءة ما بين سطورها التي تعكس تفكيرا محددا بما كانت تعانيه الكنيسة في ذلك الوقت وقد نوه  الاب بيوس عفاص عن تلك الاسطر المخفية التي كان يوثق فيها  اضطهادات بعض الحكومات للكنيسة وكانها يكتبها بقلم من كان يتلظى بنيران شعبه  وكنيسته التي كانت تعيش الامرين في تلك الحقبة  وتوالت  بعض المؤسسات الكنيسة على استنساخ تلك التجربة لكنها لم تفلح بابراز اعلام كنسي حقيقي  يعبر عن تحديات المسيحي وارهاصاته بل بقيت ملتزمة بابراز المواعظ ذاتها ممن كانت تقدم في الكنائس او  الخطب  التفسيرية  التي  كانت سائدة في اجواء الكنيسة وابتعدت تماما عن الاطلالة على واقع عبش الشتات المسيحي  او ابراز بصيص ضوء حول محن وتجارب مسيحيي المناطق المستهدفة او حكاياتهم التي بقيت حبيسة صدورهم   مع انها  تبدو مهمة بالنسبة لدور المعترفين الذي خصصت لهم الكنائس على مختلف طوائفها اياما محددة للتنويه مما عانوه  من تعذيب وتجارب انسانية غاية في الصعوبة دون ان يستشهدوا او يتعرضوا لسفك دمائهم ..
اذن نصيحتي  لذلك الكاهن الشاب الذي اجد تركته ثقيلة  اذا ما التزم بنمطيته ومسار المجلتين  من ان  فضائها سوف لن يتعدى السنوات القليلة بغياب  القاري  والمتابع  وبقاء تلك المطبوعات على حالها دون ان تقدم وجبة حديثة  سواء بالتصميم او الاخراج االفني الى جانب  استقطاب كتاب جدد يسعون لتحريك تلك المياه الراكدة  من الروتين الذي يقتل الاعلام ولايجعله مواكبا للتطوير المرجو  وعسى ان تكون الرسالة قد وصلت!

6
عام بدون زهير  بردى
سامر الياس سعيد
يمر عام على رحيل الشاعر زهير بهنام بردى  وذلك في 26 نيسان (ابريل ) الجاري  وتنطلق عبير الذكريات واريجها ليفوح في كل الاروقة التي التقينا فيها  اضافة لاستذكار المكالمة الاخيرة التي جمعتني  بالراحل وذلك بنحو 13 يوما سبقت رحيله المفاجيء  فقد اتصل بي  في 11 نيسان من عام 2022 ليبلغني بان نسخة مهرجان اكيتو من ذلك العام ستكون في مدينة دهوك  داعيا لي بالمشاركة والتغطية الاعلامية لفعاليات المهرجان المذكور  وخلال تلك الفترة الفاصلة  قبل الرحيل انطلق صوت بردى محيطا باغنية جميلة عن بلدته بغديدا  ليكللها بصوته المفعم بالحيوية وهو يصدح بغديدا دمي  بغديدا فغري بغديدا خترتا بغديدي بغديدي  منوها بان  بلدته ملكت على كل اعماقه واحاسيسه لتشكل جسدمه وهويته الانسانية  تلك البلدة الجميلة التي احاطها الله بنخبة من الكتاب والمبدعين ممن ضموا مشاعرهم لبلدتهم فيما كتبوه من نبض الاقلام والاعماق ..
يعود الحنين طاغيا لذكرى الراحل بردى  فتنطلق الذكريات مجددا لترصد اطلالاته الاخيرة في مهرجان اكيتو وللجلسة الشعرية التي اقيمت في قاعة المركز الثقافي الاشوري في ذلك اليوم النيساني الجميل  حيث كان  الراحل يجول في تلك القاعة موزعا ابتساماته ضحكاته التي التصقت في اروقة وثنايا ذلك المكان فزاد الق المهرجان حيوية  فاعادتني تلك الصور الى مشاهد اخرى مستقاة من  صفحات الرثاء التي حفلت بها الصحف العراقية  لتبرز بين ثناياها صورا نشرها محبي الراحل وهو يطوق بذراعيه تلك الشخصيات مع ضحكة جميلة تعبر بشفافية عن الانسان البغديدي المعجون بحب الثقافة .
رحل الشاعر زهير بردى ووصلنا لعام  اتممناه بدونه  رغم ان روحه طوقت كل الجلسات والامسيات  التي كان اتحاد الادباء السريان يقيمها  فلم نشعر بغيابه المؤلم  حتى  احسها شقيقه  القاص والروائي هيثم  حينما نشر على مدونته استغرابا من اختفاء تهنئة  شقيقه بالعيد الكبير  الذي حل قبل ايام معدودة  وكان هيثم يدرك ان زهير لم يغيب الا عن المواعيد التي كان فيها مشعا بعمقه الانساني  الذي لطالما جسده في حضوره في تلك الامسيات والفعاليات الادبية  التي دفعته ليتبوا منصب  مسؤول مكتب الثقافة السريانية  ويجعله يحلق بثقافة عمقها  الحضاري والتاريخي  يطاول عنان السماء ليسهم من خلالها  بابراز  ما يسطره احفاد تلك النخب العظيمة من رجالات الثقافة السريانية ..
وداعا  ايها المعلم الثري بعمق علاقاتك الانسانية التي  اثمرت عن بستان فواح من كلمات الرثاء والنعي  وستبقى الاعوام التي ستلي رحيلك فاقدة لنكهة حضورك في كل الانشطة الادبية  التي كنت تكللها بروحك الشفافة  وبسمتك التي لاتفارق محياك الجميل ..


7
كتاب المسيحيون في العراق لنبيل الربيعي..  مليء بالاخطاء التاريخية  والتجني على المسيحية
سامر الياس سعيد
برزت في غضون الاعوام القليلة الماضية  ظاهرة تمثلت باصدار كتب تتخصص في ابراز المحطات التاريخية للمسيحية في العراق  وجاءت هذه الظاهرة كردة فعل  اعتمدها عدد من الكتاب لابراز الحضور التاريخي للمسيحيين في البلد  خصوصا مع تزايد نزيف الهجرة التي قضمت من تواجد هذا المكون واسهمت بتناقص اعداده بشكل كبير جراء محنة الاستهدافات  والماسي التي تعرض لها المسيحيون طيلة السنوات التي اعقبت عام 2003 واستقرا كتاب مثل ما اصدره سعد سلوم عبر  كتابه الضخم الذي اعتنى بعنوان شامل هو (المسيحيون في العراق ) والذي صدر بعيد سيطرة تنظيم الدولة الاسلامية على مدينة الموصل وسهل نينوى  وما اسهمت به تلك السيطرة من طرد مسيحيي تلك المناطق واقتلاع جذورهم التي تربو لعهد المسيحية الاول قبل نحو الفي عام  اضافة للكتاب الضخم الذي وضعه الاكاديمي المعروف كاظم حبيب (رحل عن دنيانا قبل نحو عام ) تحت عنوان (مسيحيو العراق اصالة انتماء مواطنة ) والذي صدر عن دار نينوى بسوريا بنحو 1075 صفحة حيث  غاص حبيب عبر سفره بالكثير من المحطات والزوايا التي استقر فيها المسيحيون في هذا البلد ليسهم بتتبع بصماتهم وخطواتهم التي تركوها  اما الكتاب الجديد الذي دار في هذا المحور فهو كتاب ( المسيحيون في العراق بين عراقة  التاريخ  وازمات التهجير ) الذي اصدره الباحث  نبيل عبد الامير  الربيعي  في عام 2021عن دار الفرات للثقافة والاعلام  وبمراجعة  عدنان الحسيني  والذي استهله الربيعي  باهدائه الى  المسيحيين الذين اجبروا  على الهجرة والنزوح من وطنهم الام والى كل ضحايا  القهر  والاستبداد والتطرف  وقد بين الربيعي في مقدمة كتابه دوافعه في اصدار الكتاب المذكور مشيريا في سياق المقدمة الادوار التاريخية التي مر بها مسيحيو العراق اضافة للفصول التي خصصها لمناقشة هذا الحضور  ومع ذلك فقد احتوت المقدمة  تفاوتا في ابراز تلك المعلومات التي امتلكها الكاتب لابراز عمله لاسيما من خلال استخدامه مصطلح اليعاقبة في الاشارة لطائفة السريان الارثوذكس وذلك في الصفحة 7 الى جانب  انكاره لما تعرض له مسيحيو الموصل  من استهدافات خصصها لمسيحيي بغداد وكركوك خصوصا في الاشارة للعمليات الاجرامية التي تعرض لها المسيحيون في وقت متزامن  في الاول من اب من عام 2004 والتي كانت  عبارة عن هجوم بمفخخات وعبوات  لكنائس في تلك المدن  حيث حدد الكاتب  حوادث طالت اربعة من كنائس بغداد وكنيستين  في كركوك منكرا ما حدث في مدينة الموصل من هجوم طال احد كنائس الكنيسة الكلدانية في ذلك التوقيت  وفي مدخل الكتاب   اخفى الكاتب التسمية البابلية للاحتفال السنوي  براس السنة  وهو اكيتو  اضافة الى التسمية الخاطئة التي ابرزها في الدلالة على عيد الميلاد متخذا تسمية سريانية اوردها بالعربية للعيد المذكور كما تعرض بالتهكم من وجود مجموعة راقصة تصاحب  الاحتفالات الدينية كما اورد في الصفحة 14كما يورد في الصفحة 17 تحديدا وقوع مجزرة الارمن في عام 1933 دون ان يمتلك تصورا واسعا للمجزرة التي طالت اعدادا كبيرة من مسيحيي  العراق وتحيدا بمنطقة سميل واختلطت المعلومات على الكاتب  خصوصا  في الصفحة 27 ليشير الى نبوغ النصارى في تطوير  اللغة العربية  دون الاشارة الى تطورهم في ابراز لغتهم السريانية الام كما ابرز تاليا وذلك في الصفحة 28 الفرق المسيحية الرئيسية مشيرا الى انها النسطورية  واليعقوبية  والملكية كما ابرز معلومات ملتبسة في اشارته للثالوث المقدس  في ذات الصفحة كما التجا الى طبعات غير معتمدة  من الاناجيل في اقتباسه منها وذلك بايراده لبعض الايات الانجيلية وقد بدت محرفة وغير مفهومة  بالاعتماد على تلك الطبعات وذلك بحسب ما اورده في الصفحة 33و34 اما في الفصل الثاني فقد  استهله بمناقشة العبادات في المسيحية موردا في سياقه اقتباسا  عن كتاب روح الليتورجية الذي الفه البابا بندكتس حيث اورد ان الكتاب قد صدر  لشخصية تدعى جوزيف راتسنجر دون ايراد الشخصية  الخاصة بالكاتب  وذلك في الصفحة 39كما انكر رتبة مهمة معروفة بزياح الصليب دون التوقف عندها  حيث مر عنها  مشسيرا الى حضورها في رتبة تقديس الكنائس الشرقية كما بين في سياق اخر وفي الصفحة 41 ايات  انجيلية تحوي اخطاءا مثلما اورد النص الانجيلي في الصفحة  المذكورة بهذا الشكل ( حينئذ الى جاء يسوع كتبة وفريسيون ...)بدلا من النص المعروف الذي يقول (واقبل  الى يسوع ..) اضافة لاخطاء ذكرها في الاصحاحات حينما ذكر كولوس وهي كولوسي  منكرا بانه لايوجد حج اطلاقا في المسيحية  بينما  تعد الحج الى الاراضي المقدسة من اهم امنيات المسيحي  والمرور في ذات الطرق التي سلكها الرب قبل الفي عام كما  اشار في الصفحة 46 لوجود عيد تحتفل فيه القرى دون المدن وهو عيد السيدة حافظة الزروع بينما تغعيد الكنائس عموما لهذا العيد لاسيما في اطوار مختلفة مثلما هو الحال ببركة العذراء على الزرع او السنابل وفي توقيتهما التي عادة ما تكون في كانون الثاني او في ايار  اما في الصفحة 58 فيورد  الكتب الابوكريفية  بمصطلح خاطي كما يشير الى ان مجلة المنار سارعت  لاصدار نسخة من انجيل برنابا وذلك في العام 1907 دون ابراز معلومات مفصلة عن منشا تلك المجلة ودوافعها في هذا العمل كما يسعى الكاتب  وذلك في الصفحة 61 للترويج لانجيل برنابا داعيا  الى الاطلاع عليه من  خلال مؤلف مخصص لمناقشته من جانب  داعية اسلامي معروف هو محمد قطب اصدر  كتابه تحت عنوان  نظرات  في انجيل برنابا  المبشر بنبوة  محمد (ص) والكتاب مطبوع حسبما اورد في قم الايرانية كما يهمل  الكاتب مقر رئاسة الكنيسة الاشورية في ايراده لمعلومات عن الطوائف المسيحية وذلك في الصفحة 62 مع الاخذ بنظر الاعتبار ابراز عدد كنائس الطائفة المذكورة  في عموم العراق .. من جانب اخر وفي  اطار  الفصل الثالث الذي يخصصه الكاتب لابراز  الكنائس والاديرة  في العراق  فيبرز  الكاتب  بان يكون اوكين  العراقي هو من نشر  الرهبنة  في منطقة الجزيرة  وعموم العراق بالرغم من الايقان بان ابي الرهبان مار انطونيوس  هو الذي نشر الرهبنة  وذلك من براري  مصر  ويتجاوز الكاتب على ذكر  دير مار متى وما اسهم به  مؤسسه الراهب متى في ان ينشيء ذلك الاثر الباقي الى يومتا هذا  بالرغم من انه انطلق في القرن الرابع الميلادي كما يختلف موقع دير الخنافس حينما يرجعه الكاتب الى تلة  تشرف على دجلة  على تخوم نينوى  وذلك في الصفحة 66 بينما الاصح بان الدير المذكور يقع على قمة جبل الصفرة بمحاذاة بلدة برطلة كما يختلف في الصفحة 68 عما ذكرة في الصفحة 65 حينما تتباين في ابراز من تعرض للشفاء على يد القديس ماروثا من  ابنة الملك اردشير او زوجته  كما يخطيء الكاتب حينما يذكر  مار ماري بالسليح رغم انه معروف بشليحا  اي الرسول  اما الطامة الاكبر حينما يستعين الكاتب بخيالات واوهام ليربطها بمعتقدات مسيحية في الصفحة 70حينما  يشير الى احد الاعياد الغريبة والمعروفة بعيد الماشوش  ويشير الى كونها ليلة اباحية  يختلط فيها  الرجال  بالنساء لممارسة  الجنس غير المشروع رابطا اياها بليلة راس السنة  التي يحييها المسيحيون للاحتفال بانتهاء عام واستقبال عام جديد حيث  تطفا الانوار في الانتقال من عام لاخر  اما العيد الاخر الذي لايورد اسمه  فيشير  الى  خروج المسيحيين  من الشكورة  الى القبة  في احسن زي عليهم الصلبان  وبايديهم المجامر  دون ايراد ان هذا الاحتفال تعيد فيه الطوائف المسيحية  بعيد السعانين او دخول الرب يسوع لاورشليم وهو يسبق عيد القيامة بنحو اسبوع كما يصر الكاتب على التزام التسمية اليعقوبية الدخيلة في ايراد بعض التذكارات المرتبطة بالقديسيين  وذلك في الصفحة 72 اما في خانة الكنائس المسيحية التي يستعرضها الكاتب فيلتفت الى  كنيسة  الطاهرة الفوقانية وذلك في الصفحة 76 وهي المعروفة بكنيسة الدير الاعلى ونادرا ما يتم اتخاذ تسمية الطاهرة الفوقانية لتوصيف الكنيسة  اضافة لالتباسه بتسمية كنيسة شمعون الصف بكنيسة مار اشعيا  كما يختلط الامر لدى الكاتب حينما يذكر بان الشماسية  تنحدر  من اسم الشماس وهو القس النصراني  حيث لاتقارن الشماسية برتبة الكاهن وهي كلا على حدة  بينما  يورد عبارة ملتبسة حينما يدعو  الباحثين  من الخوض  في  تاريخ العمارة الخاصة بكنائس العراق  حيث يقول بان امله  بان لايكون رد فعل  بعض الاخوة  اكبر من فعل الارهابيين الشنيع  ويلصقوا  الامر بالاسلام الحنيف  وذلك في الصفحة 79كما يورد معلومات غاية في الاشكالية لاسيما حينما يذكر التسميات الدخيلة ويعتمدها وذلك في الصفحة 102 اضافة  الى ان الكاتب يبث استغرابه من عدم تاسيس كنيسة عربية بالنسبة  للعرب الذين دخلوا  المسيحية برغم ايراده بوجود اسقفيات عربية  بمعنى انه لم يعتمدوا  اللغة العربية  كلغة طقسية  خاصة بهم  مشيرا بان هذا الامر اضعف وجودهم  العربي المسيحي .. ويثير الكتاب عموما الجدل باعتماده على نصوص انجيلية مختلفة او دعوته لابراز انجيل برنابا او الاسهام باثارة الجدل بشان  الكثير من الافكار المتوارثة والتي تشير بتجني الى المسيحية او تسهم بالتجني عليها او  الطعن بممارساتها  مما يفتح دائرة الجدل في ان تسهم مثل تلك الكتابات لترسيخ الصورة النمطية ازاء   الاخر ..


8
لاتهنئونا .. انصفونا فقط
سامر الياس سعيد
تحمل  برقيات التهنئة التي  تصدر عن الرئاسات الثلاث للشعب المسيحي بمناسبة احتفاله بعيد القيامة الكثير من التعابير الجميلة التي تفصح عن عالم زاهي  يعيشه هذا المكون  ففي تغريدة على حسابه الشخصي على التويتر  افصح رئيس  الجمهورية  الدكتور برهم صالح عن ان التعايش وارساء المواطنة  والمساواة هو المرتكز لدولة مقتدرة خادمة لجميع العراقيين فيما اكد رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي في دعوته بالبقاء معا تحت سقف العراق عنواناً للتسامح والمحبة والسلام والتقدم حيذ جاء ذلك في سياق تغريدة له بمناسبة العيد .. كم حري بنا ان نشعر بالسعادة لو كانت مثل تلك التعابير واقعا معاشا  نستطيع من خلاله بناء دولتنا  بلبنات المحبة  والتعايش لاان تكون دوائرنا التي يعمل فيها المسيحي الى جانب المسلم محطات للغبن والاقصاء والظلم التي يشعر فيه المسيحي  كونه يدين بديانته التي  يعمل الاخر فيها لاقصائه عن استحقاقه  واحقيته  لابل  يحيك بحقه المؤامرات  لغرض ابعاده عن استحقاقه وعمله  الذي يبرزه لغرض هذا المشروع الوطني .. اقرا مثل تلك التعابير لكن غصة الالم التي اشعر بها جراء ما احيق بي من مؤامرة  نفذها ما يدعون التربية  في ابعادي عن استحقاقي بتسلمي لادارة مدرسة للنازحين  في مدينة دهوك  ورغم ذلك فانهم يقرون بظلمي دون ان يتمكنوا من رفع الغبن  والظلم التي حاق بي خلال السنوات القليلة الماضية  لابل يعترفون باحقيتي في تسلم تلك المهام لكنهم لايستطيعون تغيير ما  صنعوه بايديهم .. جموع كبيرة من ابناء شعبي تغادر  وفي محطات حياتها الكثير من بصمات العمل  والخدمة  المميزة في اروقة دوائرها لكنها تنتهي الى حقيقة  مريرة بكونها  تبعد عن استحقاقها في نهاية المطاف برفع شخصية تتمتع بالمحسوبية وتمييزها على الشخص الاخر الذي لايملك من مقومات المحسوبية والمنسوبية سوى خدمته الحسنة وسمعته الطيبة ..متى  نلمس في هذا البلد قانونا  يدرء التمييز الطائفي  ويبعده ويحارب من يتعامل فيه لغرض ابعاد الكفاءات المميزة عن استحقاقها تحت هذا الشعار الفارغ  تماما مثلما حورب الارهابيين بالمادة 4 ارهاب  التي  وصمت كل من تعامل لايذاء الاخرين والحاق الضرر بهم .. متى ننصف ومتى يرفع عنا الظلم لنكون اقرانا لاخوتنا في الدين  لاان نبعد ونهمش كاننا عبيد في وطننا .. لم ادخر جهدا في سبيل ابراز مظلوميتي  وتدوينها في اكثر من محفل وصحيفة لكن  لاحياة لمن تنادي   حيث فقط يكفينا الانصاف فحسب دون تلك الكلمات الرنانة التي تتكرر في كل عيد اومناسبة دون ان تجد لصداها ترجمة مناسبة ..


9
المنبر الحر / دعوة الكاظمي
« في: 16:57 16/08/2021  »
دعوة الكاظمي
سامر الياس سعيد
 توقفت وسائل الاعلام العراقية  الصادرة يوم الاحد عند الدعوة التي اطلقها رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي للمغتربين العراقيين  بالعودة الى الوطن وذلك على اثر لقائه  بوفد الكنيسة الكلدانية  الذي تراسه البطريرك مار لويس ساكو ..
وحقيقة ان تلك الدعوة التي اطلقها الكاظمي لابد ان يتوقف عندها رجال الدين او ان يبرزوا مواقفهم الجلية ازائها لاان يسعوا لتمريرها دون ان يكون للدعوة موقف مهم وبارز ازاء الالاف من ابناء شعبنا ممن اضطرتهم الظروف القاسية للبلد لاختيار خيار الهجرة على مضض ومغادرة البلد والعيش في محن وظروف قاسية دون ان  يلتفتوا مجددا للتفكير  بالعودة واستئناف حياتهم من جديد .. ولننطلق بقراءة الكثير من المواقف التي ينبغي ابرازها قبل ان تكون للدعوة التي انطلقت من جانب الكاظمي  ترجمة حقيقية  تلبي طموح المسيحيين الذي  لم يكونوا على درجة الرفاهية الواسعة باختيارهم مغادرة البلد  خصوصا في اعقاب الطامة الاكبر حينما وجدوا انفسهم خارج مدنهم  وعند اطراف تاريخهم الواسع في المدن العراقية بعد ان ابعدتهم عنها ثلة من عناصر التنظيم  الارهابي  امام مراى العالم الذي كان يتفرج على حرف النون وهو يوسم بيوتات المسيحيين  وبالتالي  ينقض عليها العناصر لافراغها من تاريخها بعد ان نجحوا اولا بافراغها من سكانها  ومن ذكرياتهم التي عطرت تلك الاماكن  فيما تم تحرير تلك المدن ليجد المسيحيين مجددا انفسهم امام  مشاهد الالم والغصة وهي تملا قلوبهم بعد ان تدمرت تلك الحواضر وتبددت حاجياتها  امام مراى اهل المدينة  فيما كان يكفي ان تستنطق احد المارة من الشهود ليقول لك بان بيتك سكنته عدد من العناصر  وفي كل مرة يخرج منها حاجياتها  ليلقيها  حتى تنقض جماعة اخرى على البيت وتسكنه  وتعبث بمحتواه .
وفيما توالت سنوات على ذلك التحرير  الا ان البيوتات بقيت على حالها  فيما  غابت اية تعويضات يمكن ان تقدم لمسيحيي الموصل  تحفزهم  للعودة او استئناف حياتهم من جديد  رغم ان تلك  السنوات التي سبقت تلك  الحملة من جانب  عناصر داعش اكتنفتها  ظروف قاسية  طالتها بعد  الاستهداف المتكرر وسقوط عشرات الشهداء  الذين امتدت اليهم يد الغدر  لتقطف ارواحهم وسط صمت مطبق  لاسيما بعد اقفال ملفات التحقيق باغتيال رئيس الكنيسة الكلدانية المطران فرج رحو  واعتبار قاتله مجهولا حتى هذه اللحظة ..
وبعيدا عن كل ما سبق  علينا ان نتفحص ونتحرى عن واقع الحياة الوظيفية للموظفين المسيحيين واليود والمعرقلات التي  تبرز امامهم  وشخصيا  تبرز نماذج من تلك  الامثولات عما عانيته شخصيا  حيث عاش الظلم معي على مدى عامين بعد مؤامرة حيكت  من قبل مدير الاشراف التربوي في ممثلية تربية دهوك (احيل للتقاعد مؤخرا ) ليبعدني عن ادارة المدرسة  الخاصة بالتلاميذ النازحين  والتي اسهمت بتاسيسها منذ مطلع عام 2015 واكملت كل سجلاتها وقيودها واستقطاب شخصية اخرى تتولى ادارتها  رغما عني .
فلذلك اي دعوة  يمكن ان تصدر من شخصية مسؤولة يتوجب ان تكون واقعية  دون ان تطلق على  اعتبار المجاملات  وذر الرماد في العيون  مثلما  ابرزت الصحف تلك الدعوة  حيث قابلتها  بتعليقات  بغياب الضمانات  المطلوبة  في حال  تفكير المسيحيين للعودة الى وطنهم والمشاركة والمساهمة الفعالة ببنائه مثلما كانت النخب  المسيحية تسهم وتشارك بدور فعال ومؤثر في  بناء وطنها  وابراز بصماتها الخالدة التي خلدتها صفحات التاريخ  العراقي وافرد لها المؤرخون صفحات واسعة للحديث عنها وعما قدمه المسيحيون في مختلف مجالات الحياة

10
سبع نصوص مسرحية  لفن الموندراما توثق الوجع الموصلي
عماد مصطفى ابراهيم يحاول ايقاف الزمان لينصت لاوجاع مدينته
الموصل -سامر الياس سعيد
مجددا يلج الكاتب المسرحي  عماد مصطفى ابراهيم  ميدان النص المسرحي الخاص بالموندراما  اثر تجربته الاولى  التي اصدرها عام 2018 تحت عنوان (على ابواب القيامة ) ليصدر هذا العام  نصوصه الموندرامية  التي حملت  عنوان ( عندما توقف الزمان ) حيث صدرت  عن دار  سنا للنشر والتوزيع ب111 صفحة من القطع المتوسط .
ولاشك ان  التجربة النصية الجديدة  للكاتب ابراهيم قد تطورت قياسا بالتجربة  الاولى التي ذكرناها  من خلال ادواته المكثفة التي استعان بها في  كتابه الثاني عبر  استحضار الوجع الموصلي  مستلهما من سبعة نصوص  ابرزت  الالام  التي اختزنتها المدينة في رحلة التخلص من قيود تنظيم داعش  وابرزها  الخلاص من شروره التي اكتنفت اعماق الموصليين .
 يجذبك في بداية الامر  العنوان المثير  الذي اختاره  الكاتب  عماد مصطفى ابراهيم ليضعك في حيرة استهلالية عن مدى تاثر ذلك الزمان  بقدرته عن تبيانه بكونه ضائعا ام كونه  زمانا مهما   ترسخ في الذاكرة الجمعية للموصليين  خصوصا لما عرف عنهم في استحضار مقومات الربح والخسارة لجرد حساباتهم المتواترة عن الزمان  حتى لايعززوا ذلك المثل الشائع في البكاء  على اللبن المسكوب  والاعوام التي انقضت  بلياليها وايامها وهم يبحثون عن مرافيء الامان للتخلص من هواجس تلك الثلة الشريرة التي احكمت مقدراتها على ثاني اكبر مدن العراق  في غفلة من الزمن لتنتج بالتالي حكايات وقصص ونصوص لو تسنى لكتاب العالم ابرازها وتدوينها لما  اتسعت لها صحائف العالم باسره  فيما بقيت تلك الاوجاع والالام حبيسة  القلوب  تنتظر كتابا يوثقون ما جرى بعين اخرى وميادين جديدة  تنصت لتلك  الاوجاع وهي تنبض  على صفحات  النصوص ومنها نصوص مسرحيات  الكاتب عماد مصطفى ابراهيم السبع التي جاءت  في متن اصداره الجديد .
لذلك حينما غابت شمس داعش واطلت على الموصليين شمس الحرية من جديد  كانت  مشاريع الكتابة ماثلة لتستانف  اخبار العالم والقراء  عن اضطرارهم  للهروب من خطر  التعرض لتلك العناصر التي ملات قلوبها حقدا وشرا  لكل ما هو نابض بالحياة  فكان هجر الحياة  والاحتماء  وراء صمت الجدران  ووحشتها  بعيدا عن الحياة الفعلية الاعتيادية للالاف الموصليين  خصوصا  في تلك الحياة التي كانت تنبض في اروقة المدارس  والدوائر واماكن العبادة  ومقرات الاعمال  فلم يكن يعوض تلك الوحشة وذلك الانزواء  الا الامنيات بفرح نجاتهم  من موت ظل يتربص بهم كل يوم  مع نفاد رصيد  الصبر الذي كان يتناقص يوما بعد اخر .
 يستهل  الكاتب نصوصه بالاهداء الذي يقدمه  الى الروح التي لم تفارقه يوما  حيث يهدي كتابه الى ابيه وامه  وفاءا وعرفانا  ثم يمهد تلك النصوص بعبارة يقول فيها (عندما تتكلم الحقيقة .. تاكد بانك انما تخلق  لنفسك اعداءا  وحسادا  لايريدون  لك الا الشر  والفشل )  فيما  تستهل النصوص الدكتورة وجدان الخشاب  بتقديم  واف  تذكر فيه استعراضا نقديا للنصوص الموندرامية التي حملها الكتاب فيما تنتهي لحقيقة  ان النص الموندرامي  يتطلب كاتبا  يتمتع بسعة الخيال  والقدرة على  نقل وجهة  نظره  في القضايا المجتمعية  من حيز الواقع  الى رحبة الدراما  وهذا ما وجدته  الاكاديمية  بتجلياته في تجربة  الكاتب عماد مصطفى ابراهيم  الذي يحقق قصب الريادة في توثيق الالام مدينته عبر نصوص الموندراما .
فيما يبين الكاتب في سياق مقدمته  اثار التجربة الاولى التي وضعها بين ايدي القراء ممثلة بالنصوص التي صدرت تحت عنوان على ابواب القيامة مشيرا بان انعكاس تلك التجربة دفعته  لمواصلة  تجربة  الكتابة المسرحية  محددا بان لمميزات هذا النوع من الكتابة  من لذة وخصوصية  وتحد كبير وتنوع معززا عبر استعراضه لسلسلة النصوص التي حملها اصداره الجديد  بكونها تحكي  الصراع والمعاناة  التي مر بها المواطن الموصلي  في سنوات يطرة تنظيم داعش على المدينة حيث وصفها بالعجاف  كونها مرت  بالناس فاكلت  الاخضر واليابس  ومحت عن  الخريطة  اناسا ومشاهد كانت تتميز بها  المدينة عن سواها فتركت  الانسان بحسب ابراهيم  حيران ليس  له قرار .
وتستهل النصوص بنص شيزفرينيا الذي يوثق هواجس رجل في خمسينيات او ستينيات عمره مستذكرا ومقارنا بين زمن جميل مر به وما الت اليه مدينته  لتحظى مشاهد تلك المسرحية بعودة  الى  اسوار الطفولة والعيش في احضان ماض ماثل في عيون الموصليين  وما عاشوه في سنوات لاحقة ادركوا من خلاله  الفارق الزمني الذي عانت ما عانته من خلاله المدينة .
في النص الثاني الذي يحمل عنوان  استفهامي ( ماذا عن السلام ؟)يحاول الكاتب تعزيز هواجس الانسان الخارج من الركام ليبحث في اسئلته المتواردة عن السبب الذي جعل من مدينته  ركاما  بسبب الحرب .
 اما النص الثالث  فيدونه الكاتب تحت  شعور بمرارة الفقدان  اثر كارثة العبارة  حينما غرق المئات من الموصليين نتيجة غرق  عبارة  تعود لاحد المتنزهات السياحية في  يوم الربيع لعام 2019 حيث كانت تلك الحادثة  مصدرا لحكايات شتى امتزجت بها مرارة الرحيل المفاجيء للاطفال  بعد ان قضوا قبل سويعات من تلك الحادثة المحزنة ساعاتهم الجميلة في رحاب الطبيعة  فكان نص (رفرفي .. ايتها  الفراشات .. رفرفي ) بمثابة  نص توثيقي  استذكاري  يقف منصتا للارواح التي غاصت في لجة النهر وهي تلوح بالوداع لاحبتها التي فارقتها وكانها ترثي للمدينة التي  حتى في يوم زهوها الربيعي  انكسرت وعاشت  مرارة الالم  والرحيل الموجع .
في النص الرابع والذي حمل عنوان الكتاب (عندما توقف الزمان ) يقف الكاتب عن حدود نصه لينصت لتاريخ  كان لها اثره في  اعماق الموصليين حينما كسروا قيود العزلة وعاودوا  عودتهم للحياة  من جديد  فكان تاريخ 9 تموز الذي  استعان  به الكاتب ليحقق رمزية  التواريخ التي  توقف عندها الموصليين كانهم يستوقفون الزمن  لابراز ما حفلت به لعبة التواريخ  والاحداث التي  مرت بها  وهنا ينصت الكاتب في  محطة ابقائه  للزمان  عما يكمن وراء  تجليات  اليوم الزمني  وقدرته ان يكون هوية يحملها الانسان بديلا عن مقومات التعريف به  مثلما هو الحال مع الاسم والكنية او انتسابه للقبيلة  او ايمانه بالمعتقد الفلاني  لذلك فالكاتب يحاول ابتكار ثيمة جديدة  عن ماهية التواريخ وعمقها في ذاكرة الانسان  حينما يوثقها في سجل الذكريات ويبقيها يقظة بعقله  وقدرته على استحضاره كلما قرب توقيت حلولها  او اطلالاتها .
اما النص الخامس فيستذكر من خلاله الكاتب  وضع الانسان الموصلي الذي يحاول اليقظة من الاحداث التي مر بها  فيشبهها الكاتب  بالسكران الذي يحاول  الصحو من  سكرته  لادراك ما يعيشه من تغييرات  تجري امامه دون ان يجد لها اجابات  او  تفسيرات  تمنحه فاصلا من  الايمان بان الحياة تجري على نحو مفهوم .
في نص ( المسرحية ) التالي يجسد الكاتب جدلية الكاتب وهو يبحث  عن فكرته التي  تتقافز من صفحات اوراقه  ليحاول الامساك بها دون ان  تعينه قدرته  على استجماع شتات افكاره  في تجسيد نص مسرحي  يدور موضوعه حول ارهاصات الشعب .
في النص الاخير  يستحضر الكاتب قيمة (خمس دقائق فقط ) في جلسة عائلية  تغيب عنها  اواصر الحنان فتبقى مرهونة بالذكريات العالقة في مخيلة سيدة فارقها اولادها واحفادها لتبقى تنصت الى ما يقوله لها قلبها الموجوع .
سبعة نصوص  تدرك من خلالها قيمة الذكرى  وقوة الزمن  حينما تغوص في اعماق تلك النصوص التي يهيء من خلالها  الكاتب كل  ادوات المسرحية الموندرامية التي تبحث عن مخرج متمكن  وممثل قدير يحاول تجسيد تلك الكلمات الى عرض مسرحي زاخر  بالسنوغرافيا  و اشعة الضوء التي  تلعب دورا محوريا في اكثر من محطة من محطات النصوص .
حينما تقرا نصوص المسرحية تدع خيالك متحفزا  وتتخذ مقعدك في صالة العرض لتدع الكاتب  عماد مصطفى ابراهيم يقودك مرشدا عن مكامن الهم الانساني الذي عاشه اقرانه من الموصليين في سنين مدينتهم العجاف  ليصلك صوت الممثل الواحد مسكونا بالقهر والالم  وليدعك عينك تبحث عن بصيص الضوء  الذي يبدو شحيحا للغاية  ليجعلك تتساءل  وتكثر من التساؤل  عن امكانية  ان تكون  الموصل يوما مدينة للنور  كباقي المدن .
بقي ان نقول ان  النصوص السبعة زينتها اسكيتشات معبرة  بانامل الفنان  التشكيلي احمد عبد الغني العزاوي  كانها  تستهل  فرصة الحلول في مقعد في صالة العرض المتخيلة امام نصوص الكاتب عماد  لتكون بمثابة بوسترات تعريفية عما يلاقيه في  متون تلك  النصوص .


11
جائزة اشور سركون للعمل الانساني
سامر الياس سعيد
عن عمر ناهز ال47 عاما رحل بالامس  المهندس اشور سركون اسخريا  محاطا بتلك السنوات المهمة التي ابرز من خلالها  العمل الانساني الخيري بكل مقوماته ومعطياته  والتي كنت قريبا  متابعا لابرز ما حفلت به وازدانت ذكرياتي بصور مهمة من هذا العمل الذي قدمه  الراحل لاسيما في بحر السنوات القليلة الماضية ..فقد اسهم  الراحل من خلال ترؤسه للجمعية الخيرية الاشورية في ارساء مقومات العمل الانساني حينما فتح  ابواب الجمعية المذكورة ومقرها بمدينة دهوك امام عشرات العوائل النازحة ممن كانت تعيش مرارة النزوح والتهجير في اشد ايام المحنة القاسية عبر صيف عام 2014  ولم يكتف بذلك بل واصل العمل لتوفير المساعدات الانسانية مع شركاء وداعمي الجمعية  وكانت اغلب الحوارات التي جمعتني مع المهندس اشور تلتفت لتلك الاعمال وتسهم باماطة اللثام عن المواقف  الانسانية التي ابرزتها منظمات وجمعيات  خففت من وطاة صدمة ابناء شعبنا وضمدت بعض جراحهم  ليبرز عمل الجمعية الخيرية الاشورية  في تخفيف المعاناة  وليس برفع الشعارات في ابقاء الامل حيا كما  ابرزته احدى المنظمات العاملة بمدينة دهوك  لتبقيني منتظرا في غرفة استعلاماتها لنحو نصف ساعة او اكثر دون جدوى من  تقديم طلبي لمشروعها  الخاص بدعم الكتب والمؤلفات والذي اشترطت فيه  ابراز جمعيتها وتكرار  شكرها في سياق اي مؤلف  تدعمه او تسهم بتكاليف طبعه او ايكال تلك المهمة لشخص لاعلاقة له بتقييم الاعمال  وتوفير الدعم لها !ماوودت قوله  في هذه الاسطر بان الوقت قد حان لتقييم جهود المنظمات الانسانية وجهودها  وابراز الجهات التي عملت بصمت دون اي ضجة اعلامية  لتسهم بدعم قرانا ومناطقنا  والاهتمام ببنيتها التحتية من خلال الهدف الاسمى بترسيخ بقائنا ووجودنا في تلك المناطق  وهذا ما يدعونا للنطالبة بان تنبري الجمعيات والمنظمات في الخارج  من الاسهام بتخصيص جائزة باسم الراحل لتخليد جهوده ومواقفه التي ابرزها  خلال سني حياته  لتسهم تلك الجائزة  باضاءةجهود وامكانيات العاملين في صمت  عن مبادراتهم وتوجهاتهم لمنح المهمشين والفقراء  فاصلا من الحياة بالاهتمام بمحنتهم وتخفيف وطاتها وتضميد جراحاتهم .هذا مايسهم بابراز الدور  الجلي للجمعيات والمنظمات  العاملة  لتسليط الضوء عليها .


12
شي من الوفاء  لمسيرة نادر موشي التربوية
سامر الياس سعيد
يمر مئات بل الوف  على ميادين الوظيفة  لكن خلال اعوام مسيرتهم الوظيفية بدءا من تاريخ المباشرة وانتهاءا بتاريخ الانفكاك لاسباب الاحالة على التقاعد  لبلوغ السن القانونية او اسباب اخرى  لايقارن  الا بكونه مرور الكرام  فحتما لايتركون في محطات اضابيرهم الشخصية في ذلك الميدان سوى وريقات منها ماهو شكر وتقدير ومنها ما هو عقوبات  او لفت نظر وغيرها من المصطلحات الوظيفية التي درجنا عليها .. الا قلائل ممن تبقى الوظيفة وميدان العمل مدين لهم بالكثير  خصوصا وان ميدان العمل  ترسخ ببصماتهم وبرز بكل ما قدموه في هذا الميدان من اعمال جليلة .. اسوق هذا المثل وانا اتابع ما حظي به المشرف التربوي للغة السريانية  التربوي  المعروف نادر موشي من كلمات الاشادة والتقدير التي لم تقتصر على الحفل الذي بلغت فيه وطاة جائحة كورونا  بصمتها على حجم الحضور  فمكانة موشي في قلوب من صادفهم والتقاهم خلال مسيرته التربوية لاتربو على عدد المحتفين في ذلك الحفل بل تتجاوز  على اقل تقدير المئات ..لقد انتهت مسيرة  التربوي نادر موشي عن حدود التقاعد من مهمته الوظيفية كمشرف تربوي لكن بصمته تبقى راسخة في مناهج اللغة السريانية التي قدمها خصوصا في مناهج الاقليم  التي انطلقت بعد عام 1992 والتي استكملها ليبرز اسمه مجددا في لجنة التاليف لمناهج المديرية العامة للدراسة السريانية في وزارة التربية في الحكومة الاتحادية ..ومن الامثلة التي ترسخ بذاكرتي ذلك الحديث الشيق الذي جمعني بالمشرف التربوي نادر موشي خلال لقاءاتنا اليومية على هامش المشاركة بمؤتمر اللغة السريانية الذي اقامته جامعة القاهرة في ربيع العام الماضي ومن ضمن ما احتواه ذلك الحديث اشارته الى المؤهلات التي يتوجب على المشرفين ان يلتزموا بها وهم يخوضون غمار التعليم والاشراف على لغتنا الجميلة  خصوصا وان احرازهم لمعدلات الامتياز تتوجب ابرازها في هذه المهمة  التي لاتتعلق بحدود الوظيفة فحسب بل تتجاوز مهمة الحفاظ على لغتنا من الاندثار ..ولايختلف اثنان على ما قدمه التربوي نادر موشي من جهود مميزة في سبيل هذا الامر  لذلك فمهمة تكريمه  لاتقتصر على حدود المديرية العامة للتعليم السرياني سواء في الاقليم او في  الحكومة الاتحادية على حد سواء  فالجهود التي قدمها موشي تستحق التكريم من مؤسسات شعبنا خصوصا في ارساء تلك التجربة وتخطيها لهذا الواقع وتحليقها في واقع انتشارها وتجسيدها  بين ابناء شعبنا ..وما يحضرني في هذه المقالة ما دونه الكاتب والصحفي  القدير مراد جقي وهو يعد كتابا لتخليد ذكرى اللغوي والعلامة فائق نعوم حينما ابرز كلمته الخالدة التي تقول  ان زهرة واحدة  تقدم  الى الاديب في حياته فهي اثمن وابرز  لانها تعبر عن تثمين الاوساط لهذه الافكار التي بلورها ذلك الاديب  لذلك لابد لنا ان نتوقف عند محطة ما قدمه  التربوي  نادر موشي  وعده من ابرز الخالدين حيث تبدو الحاجة  الى تخصيص يوم واحد في العام  لتذكير افراد مجتمعنا  شفاها وكتابة  بامثال  موشي ممن قدموا  لمجتمعهم ولاقرانهم اجل الخدمات ..


13
الوزيرة وشمعة الدير
سامر الياس سعيد
تقف خاشعة صامتة امام شمعة في الدير العتيق  وتجول بين اروقته ..هكذا ابرز منشور اخير لها زيارتها لدير الربان هرمزد في بلدة القوش  مضيفا في سياق المنشور انها التقت العوائل النازحة في البلدة لتستمع الى معاناتهم ..معاناتهم التي مازالت كالجمر الذي لايخفت وهم يكابدون رحلة النزوح المريرة ..يبدون كساعي بريد حيث يقبضون رواتبهم ليحولوها لبدلات الايجار الباهظة ومكابدات الوظائف التي بدت كشعرة معاوية تلصقهم بوطنهم  رغم ما يكابدوه ..هل تدركين كم من المرارة عانوا في اروقة تلك الدوائر والخدمات التي قدموها فيها  ليجدوا انفسهم مبعدين مهمشين ..هل تدركين مرارة جموع كبيرة من المتقاعدين الذين حل عليهم خريف العمر وهم يودوعون اقرانهم في وظائفهم ليجدوا معوقات كبيرة تعترض اكمال تلك المعاملات وبقائهم دون حلول شافية بسبب اوضاع ضغطت فيها جائحة كورونا لابعد المديات ..امام تلك الشمعة الصامتة  التي ربما ستذكرك بان مسيحيو  العراق انفسهم هم تلك الشمعة  التي بدت بالذوبان ..اذابتهم الحروب المتتالية ..اذابتهم محنة النزوح ومحنة السلب التي طالت ممتلكاتهم  والتي بقيت مقيدة ضد مجهول ..اذابتهم مرارة التهميش والاقصاء في دوائرهم ومؤسساتهم  رغم ان الكل كان يؤكد بانهم كانوا شموع تلك الدوائر والمؤسسات ..المستقبل الذي بلا هوية يذيبهم اكثر  لاسيما ما يتعلق بالنشيء الجديد متمثلا  بالاولاد ومهمتهم الجسيمة التي تلقى على عاتقهم كونهم جيل مسيحي  سينشا وبصره مازال يرنو لموطن اجداداه وابائه هناك في الموصل وحواضره المسيحية مهدمة بائسة  مهجورة  ولاثمة امل بالعودة يظهر في نهاية النفق ..سعادة الوزيرة ..شمعة مسيحيي العراق على وشك الانطفاء فهل وصلت الرسالة ؟!


14
ماذا يريد المسيحيون من الكاظمي ..؟
سامر الياس سعيد
تبدو مهمة مصطفى الكاظمي  عسيرة في ظل  تكليفه بمهام رئيس الوزراء وانهاء حقبة سلفه عادل عبد المهدي الذي  تلطخت فترته بدماء المتظاهرين  الذين انتفضوا  في عدد من المدن العراقية لغرض الاحتجاج على اوضاع البلد ..ومهام الكاظمي في ظل ما تسلمه  من ملفات  ابرزها الواقع الاقتصادي السيء الذي يمر به البلد بعد انخفاض اسعار النفط وجائحة كورونا  التي استنزفت اغلب موارد البلد الذي يعتمد بالدرجة الاساس على النفط لتدبير واقعه الاقتصادي  وفي ظل تلك الازمة ينظر مسيحييو العراق نظرات متباينة ازاء  الكاظمي  في ظل ما يحملوه من طموحات وامال يعولون عليها  ابرزها انهاء حالة التهميش والاقصاء  التي  عانوا منها في مختلف محطات البلد  وبالرغم من ان البلد تجاوز حالة الاستهدافات التي طالت مكوناته لاسيما في الاعوام السابقة والتي قلصت من تواجد المكون المسيحي في الدرجة الاساس  فان المسيحيين  الباقين بنظرون للحكومات المتعاقبة بامل  تجاوز اثار الاعوام السابقة وتضميد جراحاتهم التي نجمت من الارهاب لاسيما مسيحيي محافظة نينوى الذين دفعوا ثمن تلك الحقب غاليا  في ظل سيطرة تنظيم الدولة الاسلامية على مناطقهم  وطرده لهم ومن ثم عودة نسب ضئيلة بالمقارنة مع  الاعداد الكبيرة التي كانت تشغل تلك المناطق ..ورغم ان فترة الكاظمي  مرهونة بحل الازمات قبل الشروع باجراء انتخابات نزيهة  لتغيير  واقع البلد فان المسيحيين ياملون في تلك الفترة الانتقالية اعادة الثقة لهم ببعض الاجراءات المناسبة  كالتعويضات التي تشجعهم على العودة واستئناف حياتهم مجددا في مناطقهم والشروع بتوفير فرص عمل للعاطلين منهم  وهذه الحلول كلها مرهونة بالارتقاء بالواقع الاقتصادي الذي يعد العقبة الاكبر في مهام حكومة مضطفى الكاظمي ..

15
التهرب من الاعلام .. مستشار محافظ نينوى لشؤون المسيحيين انموذجا !
سامر الياس سعيد
ترددت كثبرا قبل ان ادع قلمي يتحدث عن حالة سلبية واجهتها  من خلال تعرفي قبل اشهر  على  الشخصية التي تبوات منصب مستشار محافظ نينوى لشؤون المسيحيين بعد ان كان المنصب محددا بمختلف المكونات  فاضحى محددا بشؤون المسيحيين فحسب ..وسر ترددي ان المتغيرات التي مرت بها محافظة نينوى  لاسيما مع تغيير  المحافظ منصور المرعيد في نوفمبر الماضي والذي اختار له  سيدة مسيحية لكي تكون مستشارته في شان شعبها  فابرزت بعض الاخبار  عن نشاط لها تمثل بزيارة لاحدى الكنائس في سهل نينوى ثم ما لبثت ان اختفت بعد  عزل المرعيد من جانب اعضاء مجلس المحافظة واختيار نجم الجبوري خلفا له  وقبلها بايام كنت قد مددت جسور التواصل مع تلك السيدة لكي اوصل لها اسئلتي بشان واقع حضور المسيحيين وما مدى  الدعم المطلوب من جانب محافظة نينوى لتسهيل امر عودة هذا المكون الذي تاثر حضوره في المدينة بسبب طرده من قبل تنظيم الدولة الاسلامية  في صيف عام 2014  ولم يحظى اي تغيير على تلك العودة برغم تحرير المدينة قبل نحو عامين ونيف من تلك الفترة ..وقبل كل هذا فان المتابع لسيرة شخصية تلك السيدة يجعلنا متفائلين بتجاوبها مع الاعلام  لكن الامر بدا مغايرا تماما ولانعلم السبب فمهمة البحث عن انشطة تلك السيدة  مكفول بمحرك البحث الذي ابرز نشاطها الملحوظ في سبيل تمكين المراة  فضلا عن حضورها سواء بمدينة البصرة حيث عاشت هنالك محنة النزوح قبل عودتها  وقبل هذا وذاك كانت من بين الاسماء التي ترشحت  من قبل قائمة ائتلاف الكلدان في الانتخابات البرلمانية التي جرت في عام 2018  الامر الذي جعلنا نبحث بجدية عن اسباب الاختيار الذي لايخرج من افق الحزبية  عن طريق ترشيح المستشارين  للمحافظ كما جرى الامر حينما تم ترشيح شخصية انتمت لاحد الاحزاب المسيحية وعملت  مع المحافظ اثيل النجيفي  طيلة فترة  تسنمه المحافظة  التي بدات منذ عام 2009  ولغاية عام 2014 والتي سقط خلال تلك الفترة نحو 40 مسيحيا بحالات استهداف  بمركز المدينة دون وجود بوادر لافكار مهمة اسهمت برفع الحيف والغبن الذي نالته تلك المكونات  في عيشها سواء بمركز المدينة او في اطراف المحافظة عبر اقضيتها ونواحيها  دون ان يكون هذا المنصب محددا  باطر بوتوكولية  تمنحك الانطباع بالتفات المحافظة للمكونات عن طريق منصب لايغني ولايسمن من (غبن )!ومع ذلك فبحثي المتسارع قبل نحو 3 اشهر لم يتكلل بالتفاتة من جانب السيدة لغرض تحديد موعد او  البحث بجدية عن منصة للتواصل  والاجابة عن اسئلة ملحة يمكن ان تسهم بشكل وباخر عن وسيلة لعودة المسيحيين او الدفاع عن حقوقهم في الدوائر  والتي لطالما كانت  تتفنن في تهميشهم واقصائهم وابعادهم عن استحقاقهم  وربما تدرك السيدة هذا الامر اكثر مني وفي مطلع هذا الشهر كنت في مدينة الموصل لاعود للاستعلام من كاهن احدى الكنائس عمن يشغل منصب المستشار فالمني انه يخبرني بانه تعرف على تلك السيدة قبل فترة وجيزة مستغربا  ابتعادها عن اطر عملها المحددفي معرفة العوائل العائدة او حتى باضعف الايمان الكنائس التي اعادت انشطتها في المدينة  لذلك بادرت بالاتصال مترجيا ان تخبرني عن اية وسيلة للتواصل معها فاقترحت ان يكون عن طريق بريدها الالكتروني حيث اخبرتني بانها سترسل عنوانها عن طريق رسالة نصية  وذلك في 3 شباط الماضي ومازلت انتظر تلك الرسالة الموعودة دون جدوى لابقى متسائلا حول اطر منصب مستشار المحافظ وما مدى اهميته لابناء شعبنا اذا كان التهرب من الاعلام  صفة باتت لصيقة بمن يحمله !

16
ماجد عزيزة ..
نعى وجود المسيحيين بمدينته الموصل على اثر طرد داعش ولم يجد من يرثيه اثر رحيله
سامر الياس سعيد
حينما تناقلت  مواقع التواصل الاجتماعي نبار رحيل الصحفي العراقي المغترب  ماجد عزيزة  في منتصف شهر كانون الاول (ديسمبر ) الماضي  سارعت الى فتح  الماسنجر  لاعادة قراءة  المراسلات التي جرت بيني وبين الراحل  خصوصا في السنوات القليلة التي سبقت خروجي من مدينة الموصل  لالمس في تلك المراسلات حنينا  خفيا من جانب عزيزة لمدينته(الموصل ) والتي لم يرغمه ابتعاده عنها سواء في سنوات عمله في العاصمة (بغداد) او خروجه القسري من العراق  بحثا عن مستقر امن  خصوصا في ظل تهديده اثر عمله في  ابرز صحف العاصمة في تسعينيات القرن المنصرم ..عزيزة  كان حريصا في السنوات القليلة الماضية على التشبث بالوطن  فابرز عبر محاولاته الاعلامية ذلك الحنين المشبوب بالعاطفة  لكل ما  يمت بصلة لوطنه ومدينته على الاخص فلم تتركه نينوى فاثر ان يرسم حروفها على صحيفته المغتربة  لتكون صدى للمدينة التي احبها فبادلته الحب  خصوصا وانه ينحدر من عائلة موصلية عريقة لها من البصمات ما تكفي لاروقة مدينة الموصل من ان تحكي اصالة تلك البصمات الجميلة التي تركها ابناء تلك العائلة المبدعة ومن بينهم الصحفي ماجد عزيزة  الذي انهكه المرض  وصراعه المزمن معه على  اثر رحيل  شريكة عمره اثر مرض عضال داهمها  ليبدا من بعدها عزيزة صراعه مع الغربة  والفراق الذي احدثه  فراق الشريكة (ام عمر )فساهم باستعادة وهجه الاعلامي عبر محاولات ومبادرات لاسيما مبادرته بزيارة بلده والتجول باروقته  لكي يسقط من اعماقه هواجس ذلك الفراق الذي عانى من جرائه ..قبل سيطرة تنظيم داعش  كانت مراسلاتي مع عزيزة  تتمحور حول تزويده بصور الحواضر المسيحية  والاجتماعية في المدينة  وكان حريصا ان يزين بعضها  صفحات جريدته  التي يصدرها في المهجر مزدانة بالكثير من بصمات العراقيين وكتاباتهم  حيث كان يحرص كتاب نينوى  ان  يوصلوا رسالة عبر اقصى  العالم  وقريبا من  القطب الشمالي المنجمد من ان يزيلوا تلك الثلوج المستقرة بقليل من سخونة العراق واحداثه التي لاتنتهي  وربما عالج عزيزة مثل ذلك الامر يمتابعته المستمرة لاحوال بلده فهي الوحيدة القادرة على اذابة تلك الثلوج التي لطالما اتسمت بها اجواء كندا حيث استقر قبل نحو عقد او مايزيد ..وعرف عن عزيزة اعتزازه بالموروث العراقي فكانت صورته بالسدارة والتي  تصدرت موقعه التواصلي بمثابة هوية تعريفية عن صحفي اشتهر  بالبحث عن الهوية العراقية من خلال كتاباته التي لم تغب عنها  المهنية والحرفية  ومازلت اذكر جزءا من تلك الكتابات التي تركها الراحل خصوصا في جريدة البعث الرياضي او عمله في منصب مرموق في  جريدة بابل التي تصدرت صحف العراق  في تسعينيات القرن الماضي برغم ان صحف النظام  كانت تصدر بوتيرة موحدة لكنها لم تكن  ذات قدرة على  اذكاء صراع اعلامي  مميز يتطلبه الميدان الصحفي في عراق كان غارقا بخطاب موحد نتيجة سطوة الحزب الاوحد على مقدرتت ذلك الميدان في تلك الفترة ..توطدت علاقتي بعزيزة بعد سيطرة تنظيم داعش على مدينة الموصل ومازلت اذكر مقاله  الراثي  للوجود المسيحي في المدينة مذاعا من على فضائية عشتار حيث حرصت الاخيرة على  اذاعة مقال رائع لعزيزة بين فيه عمق ذلك الحضور المتاصل للمسيحيين في المدينة  مطالبا نخبا موصلية بالاسهام بالتعريف بذلك الحضور وسط مشاهد محزنة  تم منتجتها  لتواكب تلك الكلمات التي انسابت من اعماق عزيزة  لتستذكر حضورا عريقا لمكون فارق المدينة في موعد غير مسبوق  لتنعى كلمات تلك المقالة الحضور المسيحي المتاصل  وتفتح الام كل من عاش تلك المحنة التي برزت في  تموز (يوليو ) من عام 2014 حينما اثر عزيزة  ان ينادي على العالم بان الموصل تخلو من مسيحييها على حين غرة والعالم صامت مذهول امام ذلك الفراغ الذي عاشته المدينة  في ضوء ذلك الطرد الظالم  والمتعسف ..كلمات يسيرة تختصر ذلك الالم الذي عاشه عزيزة اثناء حديثي له عن  محنتي التي عشته في تلك الفترة فاعترف عزيزة بان عيونه انترست بالدموع كلما تذكر تلك المحنة القاسية التي عاشها اقرانه ومازلت اتذكر شغفه بكنيسة ام المعونة  التي تتوسط منطقة الدواسة واعتزازه  بمرقد احد اقربائه من كهنة الكنيسة  وهو الاب ميخائيل عزيزة  الذي كان من اوائل من خدموا الكنيسة ابان تاسيسها منتصف اربعينيات القرن الماضي  وعبر  عن ذلك البشغف حينما دفن الكاهن  في الرواق الخارجي الملاصق للكنيسة وكتب على رخامة موصلية بيضاء  معلومات الراحل ليعود طاعون الشر ممثلا بتنظيم داعش ليشوه ذلك المرقد بعبارات مسيئة ..


17
عصمت شاهين دوسكي :
* * الرسالة الشعرية تتجاوز حدودها وقيودها .
* أشعر بالألم عدم الاهتمام بالأدب والأدباء .
* المرأة والوطن يتحدان في الموقف والصورة والواقعية .
* روايتي بشأن مأساة الموصل رسالة مهمة إلى العالم  .

لقاء أجراه الإعلامي : سامر إلياس سعيد 
 
 
من يتابع مسيرة الناقد والشاعر والروائي عصمت شاهين الدوسكي  في ميدان الأدب يلمس  مسيرا حافلا  مزدانا بالعناوين التي تنوعت اتجاهاته في شتى محاور الإبداع  ويدرك تماما أن سفينة  الدوسكي تتجه في اغلب بحور الأدب لترسو في ميناء شعري تارة أو عند نقد أدبي أو مرفأ يزدان بالرواية كعنوان ووجهة أخرى واللقاء مع شخصية أدبية بحجم الدوسكي ستفرز لقاءا مهما  يتناول اتجاهات الأدب العراقي خصوصا  بنكهة كردية لها رؤيتها  تجاه قرض الشعر باللغة المذكورة  مع أن  تعدد المحطات والأمكنة لها أيضا تأثير فاصل في رحلة عصمت شاهين  الدوسكي يتحدث عنها في سياق الحوار التالي :
* لنبدأ أولا من الاتجاهات المتنوعة التي تدور فيها بوصلتك الأدبية  ما بين  الرواية والشعر والعناوين المختلفة في  الميدان الأدبي  فأيهما يترجم أعماقك بصورة جلية ؟
– إلى جانب ما ذكرته بشأن الرواية والقصيدة فانا أيضا كتبت  النقد الأدبي لكنني أود الإشارة إلى  أنني أرى أن الشعر  هو الأكثر رواجا لدي  ويترجم أفكاري بشكل نفسي وفكري عميق  أما عن المقالة التي اكتبها  فهي عالم واسع  أجد فيها حيز من الحرية  للتعبير عن أفكاري مثلما هي الرواية  هذا الجنس الأدبي  ذو العالم الأوسع  ومع ذلك فعموم تلك الأجناس الأدبية تبدو ذو فرص متفاوتة  للتعبير عن الأفكار  والأحداث وللأديب  مطلق الحرية في بثها من خلالها ..
* لكن ألا ترى  أن القصيدة باتت تجد انحسارا في نسبة متلقيها أو من يتابعها عبر الجمهور الأدبي بالمقارنة مع ما تحظى به على سبيل المثال الرواية في هذا الزمن الراهن ؟
– ثق بان الشعر لا يموت  لكن أزاء ما ذكرته وبحسب رأيي الشخصي فانا أجد أن الشعراء هم من يسعون للارتقاء بالقصيدة  مثلما هم أيضا وراء ضعف هذا المنفذ الإبداعي  لكن إلى جانب هذا الأمر لابد من الإشارة إلى  أن ركيزة الشعر هي الكتابة بإحساس  فعندما تكتب قصيدة بإحساس  فهذا الشعور يصل للمتلقي سواء بصورة مباشرة أو غير مباشرة  وحينما يفتقد الشعر للروح أو المشاعر  فيبقى مجرد كلمات أو  صورة جامدة فحسب ، لذلك أرى أن يكون الشاعر مخلصا ووفيا للشعر ويعطي أقصى ما لديه  من فكر ورؤية  وتوجيه وإرشاد وإصلاح  لان هنا الشاعر يحمل رسالة مهمة  وليست محددة بمكان أو زمان معين  لان الرسالة الشعرية  الإنسانية تتجاوز حدودها وقيودها  ولا تنحصر  بأي لغة  في ذات الوقت ..
* إجابتك السابقة تحيلني لسؤال بشأن الفئة التي يوجه لها  الشاعر عصمت شاهين مرساته الشعرية  فهل أنت كاتب للنخبة ؟
- دائما أَسأل  حول كوني اكتب لفئة معينة  أم لجهة  أم لموقف معين؟  لكن عموما  من يقرا لي  يجدني شاعرا إنسانيا  بالدرجة الأولى لذلك احدد كلمات قصائدي في الإنسانية  وانثر بذوري اليانعة في بساتين أولهما المرآة  والأخرى الوطن فانا أرى تلك البساتين  توأمين  لكل منهما عالمه الخاص حيث يتحدان في الموقف والصورة  والواقعية ..
* انطلقت صرختك الأولى في العالم من دهوك وكتبت أولى كلماتك بالكردية قبل أن تتوارى  كلمات قصائدك بزهو اللغة العربية فهل للكتابة بأكثر من لغة فاصل إبداعي يضاف للمسيرة الأدبية الحافلة ؟
- بالتأكيد استهللت حياتي الأدبية  بالكتابة باللغة الكردية وتحديدا في بغداد  حيث نشرت جريدة العراق بملحقها  الصادر باللغة الكردية باشكو عيراق مجموعة من قصائدي فضلا عن صحف مثل هاوكاري وئه فرو وغيرها واشعر بالأسف لأنني فقدت ذلك الأرشيف الجميل الذي احتفظت به على مدى عقود بسبب احتراقها على اثر تدمير منزلي في مدينة الموصل بسبب القصف وكانت أغلب قصائدي تنشر تحت عنوان " خانم – سيدتي " ولاشك في أن للمدن والمحطات التي  عشت فيها تأثيرا على كتابة  بأكثر من لغة  ومثلما ذكرت فانا ولدت في دهوك  وبالتحديد في محلة الشيخ محمد  وقبل أن أتجاوز السادسة من عمري كنت لا أتقن العربية تماما مما جعل مدير المدرسة التي حاول ذوي تسجيلي فيها  يمانع خصوصا بعد انتقالي لمدينة الموصل  رغم انه رضخ لتسجيلي على مضض في مدرسة الوثبة  فركزت منذ نعومة أظافري على تعلم اللغة العربية  وكنت اجمع مبلغا متواضعا قدره 10 فلوس يوميا كان يخصصه لي والدي (رحمه الله ) فأجمعه أسبوعيا ليكون خميرة جولة في شارع النجفي  المعروف كونه شارع المكتبات في مدينة الموصل  لأطلق رحلتي الأولى في الغوص بمتون الكتب فبدأت اقرأ لكتاب مصريين  أمثال المنفلوطي والعقاد وطه حسين ونجيب محفوظ  ومن ثم بدأت  اتجه للأدب الغربي فقرات لكتاب عالميين  مثل آرسطو وغوتا وسارتر وفان كوخ و إجاثا كريستي ودستوفسكي  كما كنت اقرأ  من الأدب الكردي عبد الله كوران ولطيف هلمت وبدرخان سندي وغيرهم  وهذه الفترة كانت تقع في  الثمانينات وكانت وراء بلورة شخصيتي الأدبية  وأسهمت في بداياتي الكتابية قصص قصيرة وومضات فكرية و خواطر  ساهم في صقلها وإبداء الملاحظات أزاءها صديقي الفنان التشكيلي سالم كرد الذي يقيم حاليا في السويد  حتى شجعني للنشر فنشرت أولى محاولاتي في الثمانينات ومن خلال جريدة الحدباء الموصلية إضافة لجريدة الراصد البغدادية ومجلة ألف باء وواصلت مشوار الكتابة ونشرت في صحف وجرائد محلية وعربية حتى التحقت بجريدة العراق للعمل في الجريدة المذكورة بصفة مصحح لغوي هذه المهمة أسهمت  في بلورة مشواري الأدبي والولوج الحقيقي لمضمار الأدب  حيث قمت بنشر ( 3 ) كتب في هذه الفترة حيث سبقهما صدور  مجموعتي الشعرية التي حملت عنوان (وستبقى العيون تسافر ) عام 1989 ومن ثم صدر لي كتاب (عيون في الادب الكردي المعاصر) عام 2000  والتالي صدر عام 2002 بعنوان (نوارس الوفاء) عن دار الثقافة والنشر الكوردية كما صدر لي قبلهما وبالتحديد عام 1999 كتاب (بحر الغربة ) في المغرب..
* تحتل المهرجانات الخاصة باكتشاف الشعراء  لاسيما بمسميات منها شاعر المليون أو أمير الشعراء وغيرها من البرامج التي تبثها الفضائيات فهل تعتقد أن هذه المحاولات  ترمي لإبراز الشعر للواجهة ؟
- نعم اتفق معك في أن هذه المهرجانات تمثل دعما  للشعر  وترفد الديمومة  للشعراء  فهي تسلط الضوء على المواهب الشعرية في مختلف أنحاء العالم  كما أن هذه المحافل لها قدرتها على تأكيد المواجهة بين الشاعر والمتلقي  أو الناقد وهذه المواجهة لها أهميتها البارزة في إبراز نقاط القوة والضعف لدى الشاعر ،وعموما فان هذه المحافل توفر المجال الأوسع  للفكر والثقافة والآراء  ويمنح الواقعية لصور ونتاج الشاعر الشعرية والأدبية ..
* لنبتعد عن محور الشعر  ونتجه إلى  ميدان الرواية  وبالتحديد روايتك  التي عنيت بمأساة الموصل  خصوصا بمحنتها مع الإرهاب فهل تحدثنا عنها ؟
- الرواية مهمة جدا في هذا الجانب  لاسيما حينما تتوفر الفرصة بترجمة روايتي ( الإرهاب ودمار الحدباء )  أو تجسيدها لفيلم وثائقي  فهي قصة واقعية ، فلو عرضت مثل هذه الرواية على اتحاد أدباء الموصل  أو مواطنين عاشوا ذات المأساة فحتما لا أجد تأثيرها بالشكل الذي لو تعرض فيه الرواية على ناس غرباء أو بعيدين عن المأساة عالميين ذو فكر إنساني شمولي  واعتبرها وثيقة  مهمة لو تيسر للعالم أن يطلع عليها..
* وككاتب لك هذا الفاصل الأدبي في استعراض ما مرت به مدينة الموصل  فهل تعتقد أن محنة المدينة  عولجت بشكل واسع من قبل نوافذ الأدب ؟
- للأسف لم يلب الأدب هذا الأمر  فأي أدب يكون مطوقا  ولا يجد الدعم المناسب  فيبقى رهن بيئته  فلذلك كل أنواع الأدب من شعر ورواية  أو نقد إذا انطلقت  واجتازت حدودها  فحتما سيكون تأثيرها مهما وأقوى بشكل إنساني وعالمي ..
* عالج الأدب العراقي  خصوصا للأعوام التي أعقبت عام 2003  ظاهرة الالتزام بالمكونات الأخرى في البلد فما هو حضور  تلك المكونات فيما تكتبه ؟
-لاشك في أن الأديب لا يتوجب عليه التقوقع  بدائرة ضيقة  وعلى ذكر السؤال استذكر محاورة جمعتني  بأحد الكتاب  في مقر اتحاد أدباء دهوك  حينما  قال لي بأنني لست  أديبا كرديا  وإنما أديبا عربيا  يشبهني بقامات لا أحد يصل إليها مثل القامات الكبرى الجواهري واحمد شوقي  لكنني أجبته  بما معناه بأنك تعيش داخل قوقعة وفي عنق زجاجة حين أنا  أعيـــــــــــش عالما واسعا  لا حدود له فلهذا أفضل  أن أكون أديبا إنسانيا  على أن التزم فئة معينة ولغة معينة  مثلا من ضمن عناوين كتبي تجد الرؤية النقدية  الخاصة بقصائد الشاعر  إبراهيم يلدا الذي يعد شاعر القضية الآشورية  وحمل عنوان (الرؤيا الإبراهيمية  بين الموت والميلاد) الذي صدر في أمريكا وكذلك عدة مجموعات نقدية عن الأدب الكوردي منها طبعت ومنها ما زالت على الرف مثل مخطوط كتابي فرحة السلام من عيون الشعر الكلاسيكي الكوردي ، ومخطوط كتابي " الاقتراب والاغتراب " عن الأدب الكوردي المعاصر  وغيره من المخطوطات الجاهزة الشعرية والنقدية ..
* وعلى ذكر كـــــــتابك النقدي فأي  المدارس النقدية التي تميل للكتابة في حدودها ؟
– النقد الأدبي الخاص بي  يتركز بشكل كبير على الواقعية  دون أن يكون بعيدا عن الرومانسية والخيالية والرمزية  فعندما اكتب عن منجز أدبي خاص بكاتب ما  أقرا له عدة قراءات  ومن ثم احلل شخصيته الأدبية  ونصه سواء كان شعريا أو مسرحيا أو قصصيا أو تشكيليا أو أي مجال أدبي وفني آخر ومن ثم أعطي وجهة نظري الأدبية والنقدية فيما كتبه ..
* لديك إصدار أو أكثر  طبع في المغرب  مما يدفعني للتساؤل بشأن شعبيتك في هذا البلد الأفريــــــــــقي العربي  البعيد نسبيا عنا ؟
- اشعر بالألم بشأن عدم اهتمامنا  بالأدب أو الأدباء عموما  فبادرت منظمات إنسانية للإسهام بالتعريف بأدبنا من خلال ما قدمته  منظمة  التآخي لحقوق الإنسان  بالإشراف على طبع روايتي  واذكر أن  الباحث في الشؤون الشرق أوسطية " سردار علي سنجاري " ساهم مشكورا بطبع الرواية " الإرهاب ودمار الحدباء " فلذلك لابد للوزارات والجهات المعنية من أن تبادر بالاهتمام بالكتاب والأدباء فلحد الآن لم تبادر وزارة الثقافة  بطبع أي كتاب لي فيما  هنالك عدة كتب لي صدرت في أمريكا  والمغرب وتونس وسوريا إضافة للرواية التي أشرت إليها حـــيث صدرت بمدينة دهوك  وهذا ما يشعرني بان الأدب في بلدي لا أهمية له  والأدباء الحقيقيون  الأصلاء أما منفيون  أو مقيدون وهم في الأصل مبــدعين  والظاهر إن القشور أهم من الجــــواهر في هذا الزمن ..
أصدقائي كثر في المغرب وأنا على تواصل مع الجميع وقد صدر لي ديوان شعر " يحر الغربة " في طنجة عام 1999م قامت بطبعه أستاذة مغربية وقد الفت كتابا أدبيا نقديا عن أدباء المغرب عنوانه " إيقاعات وألوان " لمحبتي واعتزازي لأهل المغرب  يضم " 22 " أديبا وفنانا تشكيليا مغربيا وانتظر مؤسسة ثقافية مغربية أو شخصية مغربية عربية عالمية لطبعه لعدم إمكاني تحمل كلفة الطبع والنشر .. وأنا أعتز بجميع الأصدقاء في المغرب وفي كل دول العالم .


18
لماذا يتجاوز الاعلام العراقي ماساة مسيحيي الموصل   ويركز على امر العودة ؟
سامر الياس سعيد
بين الحين والاخر  تستاثر بعض الاخبار باهتمام  من جانب مواقعنا التي تلتفت للاكاذيب التي تمررها  بعض وسائل الاعلام العراقية  بشان عودة مسيحيي مدينة الموصل  الامر الذي يشكل محور اهتمام تلك الوسائل ممن يسعون لتغطية عودة مسيحي كمثال للجانب الايمن  واستئناف حياته فيها بغض النظر عن الاوضاع المزرية لتلك المناطق التي تقع في هذا الجانب  فضلا عن امور اخرى ينبغي الالتفات اليها وتاشيرها كمحور هام  من محاور  التركيز عليها بدلا من التمسك بامر العودة مهما كانت اشكالها او  متخذ قرارها  من جانب المسيحيين ..دعوني ابدا  من خلال انطباعات اهالي المدينة التي بقيت على حالها من خلال  عدم تجاوزها عدد اصابع اليد ممن تبغي تلك العودة او كما يؤكد بذلك العائد الوحيد من المسيحيين للجانب الايمن حينما قال بانه يشعر بكونه جزء من عائلة جاره المسلم لكن ماذا  بشان النخب الموصلية  التي يتوجب ان يكون لها موقف محدد من هذه العودة  والتي ساتناولها بشكل امثلة  مستقاة من تجربة شخصية لي  اردت من خلالها ان ارسم صورة عن انطباع الاخر حول المسيحيين لكن وجدت ومع الاسف ان هنالك ثمة واد يفصل بين المسيحي والاخر  خصوصا وان الاخر  ممن بقي في المدينة مسكون بضغط التخلي الحكومي عنه في ايام سيطرة تنظيم الدولة الاسلامية  وبقا عيشه مرهون بالاساليب الجائرة التي كانت تقع عليه فضلا عن عدم تلمس اي تغيير ملحوظ  بعد التحرير بشان واقع المدينة ..لقد سنحت لي الفرصة في ان اكون على تماس مع ادباء وصحفيي المدينة في جلستين  تخصصت بمناقشة خطابات الكراهية قمت بادارتهما لحساب مؤسسة مسارات للتنمية  الاعلامية والثقافية  في مطلع خريف العام الحالي فوجدت ان انطباعات تلك الشريحتين نفسهما لم تؤثر في ما جرى للمدينة وللمسيحيين بوجه خاص  من ان يحولوا انظارهم لما جرى من سلب ونهب لممتلكات هذا المكون وطريقة الطرد الشنيعة التي تعرضوا لها والتخريب والعبث اللتان طالتا حواضرهما الدينية  اما التجربة الاخرى فهي دعوة لادارة ملتقى المسقى الثقافي  لي في ان اخصص محاضرة في الحديث عن البصمات المسيحية في المدينة  وكان ذلك في يوم السبت الموافق 24 تشرين الثاني (نوفمبر ) حيث التقيت بالصديق جنيد الفخري  ومعه الدكتور خليل الحلاوجي واقترحت عليه ان يقام على هامش المحاضرة حفل توقيع لكتاب الصادر مؤخرا بعنوان كنائس الموصل  التاريخ والالم كوني ارغب في ان اقدم مؤلفي بالدرجة الاساس لاهالي المدينة كون الشريحة الاغلب  لاتدرك قدسية تلك الحواضر ورغم تدمير اغلب تلك الحواضر فان الاهالي مازالوا  يرمون نفاياتهم بالقرب منها او هنالك ممارسات اخرى لاتقل بشاعة من جانب اخرين بحق تلك الحواضر برغم تدميرها وتدنيسها  وفي ذلك اليوم تم تحديد الاول من كانون الاول موعدا لتلك المحاضرة  لكنني تفاجات باتصال من الصديق جنيد  يعلمني فيها بثمة مخاوف من ما ساذكره في تلك المحاضرة من جانب احد النخب الموصلية مقترحا علي ان اغير الموضوع لتناول بصمات النقارين والبنائين  المسيحيين محددا موعدا اخر وهو يوم الثامن من كانون الاول  مشيرا بانه سيقوم بنشر  الاعلان الخاص بالندوة في موقع الملتقى على موقع التواصل الاجتماعي الخاص  بالملتقى لاتفاجا قبل نحو يومين وبدون اعلامي بالاعلان عن محاضرة اخرى  تتناول انتشار المخدرات بالمدينة وبعد يوم اتصل احد القائمين ليخبرني بتاجيل محاضرتي حتى مطلع العام المقبل  وهذا الاجراء بحد ذاته يشكل  نظرة اهالي الموصل تجاه المسيحيين والتي تتمحور نحو الاقصاء والتهميش  وقبل ان اختتم مقالتي لابد ان اشير الى ان العيش في الجانب الايمن في ظل  واقعه المدمر  مغامرة غير محسوبة العواقب فهل تشجع وسائل الاعلام من خلال تمرير مثل تلك الاخبار  المواطنين على العيش في ما يشبه واقعا يفتقر لابسط مقومات العيش من نقص الخدمات والمنازل الايلة للسقوط ورائحة الموت التي  تملا اغلب تلك الحواضر ..

19
هل من رؤية محددة للغرباء في الحديث عن محنتنا ..!(كتاب اعلامية نورسات انموذجا )
سامر الياس سعيد
تابعت عدد من وسائل الاعلام الخاصة بابناء شعبنا صدور كتاب لاعلامية لبنانية (سوف لن اذكر اسمها حتى لااعطي دعاية مجانية لكتابها ) اذ تنتمي لقناة تيلي لومير (نورسات ) تسلط الضوء من خلاله على محنة التهجير التي مر بها شعبنا خلال الاوام الثقليلة السابقة ..وابرزت وسائل الاعلام ان حفلا سترعاه الفضائية الدينية للاحتفال بتوقيع الكتاب بحضور بطاركة الشرق  وهنالك الكثير من الهوامش التي اضاءت لي افكارا باتجاه مسؤولية اعلاميين ممن تناولوا تلك المحنة او اصدوا لها من خلال تقاريرهم وموادهم الاعلامية دون ان  يتعايشوا معها لشكل مباشر او يتذوقوا مرارتها كما تذوقناها حينما قطعنا عن مدننا وطردنا من متازلنا في غفلة من الزمن فيما كان الراي العام كله يتابع  في الوطن العربية  مدينة غزة وهي تتعرض لهجوم اسرائيلي  بدون ان يرف جفن فضائيات عربية للاصداء حول حرف النون الذي وسمت به المنازل  الخاصة بالمسيحيين او الارواح البرئية التي ازهقت في سخونة الصيف لتنذر الاف القاطنين ببلدات سهل نينوى للخروج بملابسهم هربا من عناصر تنظيم الدولة الاسلامية وهم يتمددون بانتقالهم بين منطقة واخرى وسط مخاوف والام كبيرة ..هل تكتفي الاعلامية اللبنانية  وهي تقضي ايفادا من فضائيتها وترافق البطاركة  والوفود الدينية الرفيعة  التي توالت على البلدات والمناطق التي استقبلت النازحين من توفير صورة مهمة قد تستحق التوثيق عن مرارة زمن قاس افضى لان يفترش مسيحيو نينوى الحدائق  والاماكن العامة في اوج صيف ساخن  ليقدموا رسائلهم التي لم تجد اي صدى  سواء من قبل الراي العام  او من الدول الكبرى التي بقيت تتفرج على اطفال يبكون ونسوة مصدومة ومسنين يحدقون بسماء غريبة عن سماء مناطقهم التي قضوا جل اعمارهم فيها ..لمن تقدم الاعلامية اللبنانية شهادتها وهي ترسخ  احقية جانب  على اخر اضطلع بمد يد العون والمساعدة  التي  توقفت لمجرد تحرير  المناطق فارغمت الاخرين على تكبد مرارة اخرى وهم يواجهون الظروف الصعبة  التي تجبرهم على مغادرة مستقراتهم التي قضوا فيها حياتهم طيلة الاعوام الاربعة الماضية  بعد ان سعت الجهات التي وفرت مثل تلك الخدمات لقطعها  ليواجه هولاء المهجرين ايامهم السوداء التي تشابه ما مروا به قبل اربعة اعوام بالتحديد ..ماهي  الجدوى التي توفرها اعلامية قضت سويعات ودقائق لتغادر كرفانا متواضعا او اقبية غير مناسبة نحو مكانها الفاخر في احد الفنادق لتوفر لاحقا شهادة قد ياخذها التاريخ على محمل الجد دون ان يتوسع باضافات اخرى يمكنها ان توفر  الصورة الحقيقية المناسبة لماجرى للمسيحيين في محنتهم القاسية ..وهل ستكون شهادة تلك الاعلامية ذات جدوى وقد تناست الام من كان قريبا منها من الاف المسيحيين العراقيين  ممن استقروا في لبنان كموطن مؤقت ريثما تبتسم لهم الاقدار  او  الاردن او تركيا  ليحصلوا على  امل  مواصلة حياتهم في مكان اخر لن يتلقوا فيه  اتصالا ينذرهم باقتراب جماعات مسلحة  ستسبيح بناتهم وتستملك موجوداتهم حالما يتمكنون منهم ..اعلامنا متعب  ولايمكن ان  نكتفي بان تكون لمحنتنا التي عشناها طابع احتفالي كمن انتصر على تلك السنوات السلبية التي عشناها بينما كانت كنائسنا ومنازلنا مباحة للغرباء ..ومن كل ما تقدم هل يمكن ان نعد مثل هذا الاصدار نموذجا للكتب التي يمكن ان نستعرضها  والتي اسهمت بانصاف ما عاشه مسيحيونا من ازمة والم !

20
رسالة مؤثرة من البروفيسور افرام عيسى .. كم اعتز بها
سامر الياس سعيد
كانت الايام الاولى لمحنة النزوح قاسية جدا حيث كان الفراغ يحيط بنا  حينما وجدنا انفسنا مجردين من ذكرياتنا ومن منازلنا في غفلة من الزمن  فبادرت  نحو الكتب لاجد فيها سلوى التعزية  عما فقدته من كتب  ناهز عددها الالاف العناوين  بقيت هناك في الموصل ..بادرت اولا بعد بضعة اشهر من تلك المحنة لان اور دار المشرق والتقي مديرها الاب شليمون  فزودني ببضعة عناوين كان الدار قد اصدرها  ومن بينها كتاب حمل عنوان(ازمنة في بلاد الرافدين –ذكريات وحوادث 1830-1976) وكان من اصدار البروفيسور افرام عيسى يوسف  وقد وضعت قراءتي للكتاب في موضوع قمت بنشرها في موقع (عنكاوا كوم ) بتاريخ 6تشرين الثاني من عام 2014 لاربط بين ما سلط الضوء عليه البروفيسور يوسف وما عشناه من ازمة ومرارة ترك مدينتنا كما ترك السناطيون مدينتهم  وقد وردتني عبر بريدي الالكتروني رسالة جوابية عن مقالي  من البروفيسور الراحل بعد نشر المقال ببضعة ايام اوردها هنا  وكان اعتزازي كبيرا بها وبمناسبة رحيله تذكرت تلك الرسالة لاعيد نشرها ادناه
 
الاخ العزيز سامر الياس سعيد المحترم
سلامي الحار
قبل ايام قليلة وجدت مقالا مكتوبا تحت قلمك، يذركرالحوادث والماسات التي حلت بقرانا الشمالة. هل كانت اشارة الى ما سياني بعذئذ من كوارث على مدن وقرى سهل نينوي لابناء شعبنا؟
اعتقد بان التهميش كان من نصيبنا منذ الدولةالعثمانية.
الف شكر على مقالك الجمبل وعلى شرحك وتفسيرك الكتاب.
لقد ترجمت لي 5 كتب اخرى الى العربية:
ملحمة دجلة والفرات
الحملات الصليبية كما رواهاالمؤرخون السيان
صلاح الدين الايوبي حسب المصادر السريانية
 المدن الزاهية في بلادالرافدين العليا
الفلاسفة والمترجمون السريان
اهتمامي ان يكشف الغرب تراثنا وان يقتنع شعبنا باهمية هذا التراث.
مع محبتي وتقديري
افرام عيسى يوسف  باريس
11تشرين 2-
اما مقالي عن كتاب البروفيسور الراحل فاعيد نشره هنا
سناط تروي حكايتها مع الزمن
الاقليات هي من تدفع ثمن  الازمنة الملتهبة
سامر الياس سعيد
ربما هي فرصة مناسبة للحديث عن مطبوع اصدرته دار المشرق الثقافية قبل ما يقارب العامين حيث كان يحمل المطبوع عنوان (ازمنة في بلاد الرافدين _ذكريات واحداث 1830-1976) واشير الى ان هذه الفرصة  سنحت لي ان اطلع على ما كتبه الكاتب المعروف افرام عيسى يوسف  المهاجر من قرية سناط في شمال العراق نحو القارة الاوربية وبالتحديد في فرنسا حيث قام بترجمة الكتاب علي نجيب ابراهيم  وراجعه  فخري العباسي ومبعث الفرصة ان كل ما تكلم به الكاتب يوسف عن قريته سناط وما تعرضت له من احداث في بحر السنوات التي حددها للحديث عن ازمنة وفي بلاد الرافدين تبدو مشابهة في سيناريوتها عما جرى لابناء المكون المسيحي  خصوصا في السنوات التي تلت عام 2003  والضربة القاصمة بتهجيرهم من مناطقهم في عام 2014  كما حدث لابناء القرية القابعة في شمال العراق حينما اجبروا على مغادرة قريتهم في مهلة قصيرة ليتركوا ارثهم وافراحهم واحزانهم وديعة الجبال المشرفة على القرية كما اودع مئات المسيحيين ذكرياتهم بل بصماتهم هناك في مدينة الموصل مودعين مئات السنين من البناء  والتقدم والبروز والريادة من نخب  لم تمحو منجزاتها صفحات التاريخ بل ابرزتها كل ما مر الحديث عن المسيحيين ودورهم في المجتمع العراقي ..
اعود لاشير الى ما احتواه هذا الكتاب المهم عبر صفحاته الـ266 من القطع المتوسط من ابواب رئيسة احتوت على ثلاثين فصلا وتضمنت حكايات مستقاة من ذاكرة غنية بالاحداث لكاتب اعتنى بتطريز تاريخ قريته بالكثير من الاسماء والاحداث لاسيما حينما عرف عن نفسه في توطئة الكتاب قائلا  بانه كان شاهدا على هذا التاريخ المضطرب في حلقته الاخيرة ليكتشف بان غالبا ما تقترن المغامرة بالماساة والحلم بالواقع ..
يطلق الناشر كلمته مستعينا في مستهلها بكلمة لسولجنستين في كتابه المعنون باللامرئيات حيث يقول الاخير بان في كل عصر يعيش اناس على الارض لايمتلكون موهبة جلب الاهتمام اليهم لكنهم يتمتعون بموهبة سرد الذكريات الى اولئك الذين يسمعونهم والى الذين سوف ياتون بعدهم بعشرات السنين ويتابع الناشر في الاشارة الى داب دار المشرق الثقافية  في تشجيع الكتاب والمهتمين بالتراث والتاريخ في الكتابة والتاليف والترجمة ايمانا من الدار  بان ظاهرة الكتابة  تشكل مقياس  مهم لرقي  الشعب وتطوره والنهوض بمستواه الحضاري والمعلوماتي ..
ويضيف الناشر ان  الكتاب الذي بين يدي القاري يمثل الخطوة الاولى  التي يخطوها الدار في سبيل ادب البلدانيات  ويستطرد بان مرد سعادته يمكن بان باكورة تلك الاعمال في هذا الادب  تختص بالكاتب البروفيسور  افرام عيسى يوسف الذي يعد واحدا من اعمدة الثقافة السريانية في اوربا وفرنسا بالتحديد كما يلقي الناشر الضوء حول صاحبة الحظوة الاولى في تدشين مسشروع البلدانيات من خلال اشارة الكاتب الى قريته سناط والتي تسمى ايضا باسنخ  وهي القرية  المعلقة  بخاصرة الجبل بين السماء والارض والتي لم يعد اليها اهلها  ثانية بعد ان هجرت قسرا وابيدت عن بكرة ابيها في منتصف سبيعينات القرن الماضي ..
في توطئة الكتاب التي يدبجها الكاتب مستندا على مجموعة من الذكريات التي لاتفارق ذكرياته عن موطن الصبا وما حملته تلك الذكريات من رموز واثار اختصت ببيت اهله في القرية  اضافة الى الريح والنهر وغيرها من الاشارات التي تعبق بها القرية ..
في الباب الاول تستند الجدة لتروي حكاياتها فيستخدمها الكاتب كنقطة الارتكاز والشروع في منح الحديث عن القرية بعدا روائيا زاخرا بالشخصيات والاسماء  ويعتمد الكاتب في تحريك جدته للشخصيات واطلاقه في سبيل السرد الروائي  الموروث من الحكاية وقيمته خصوصا في البيئة الريفية المحدودة المكسوة بالاسطورة فلذلك يتكلم الكاتب عن ذاكرة جدته التي تتشبث باحداث الماضي وانساب الناس وحياة القديسين ..
في الفصل الاول من الكتاب يتحدث الكاتب عن لغة ابائه الارامية  وقبل ان يتوسع في الحديث عن اللغة في هذا الفصل يتطرق الى لمحة تاريخية في تاريخ قريته وما جرى لها في ازمان مختلفة  ربما تنطلق من قبل الفي عام وما يزيد حينما نشات تلك القرية بما يقارب المائتي منزل ويستند في سرده على وثائق نادرة تحتفظ بها ابرشية زاخو حول هذا الامر  وبالتالي وعبر عنوان فرعي يتحدث الكاتب عن تعلق ابناء قريته باللغة  موردا مراحل مهمة  من تطور اللغة  التي كانت في عهود غابرة  اللغة الرسمية للامبراطورية الاخمينية  التي لم تنافسها  سوى اللغة الاغريقية  التي كانت مهيمنة  في العصر الهيليني وذلك حوالي سنة 539ق م..اما الفصل الثاني والذي يحمل عنوان  عبد المجيد السلطان المتنور  فيتحدث من خلاله الكاتب وعلى لسان جدته عن اشهر  سلاطين الامبراطورية العثمانية كما يتطرق خلال الفصل عن سبل الحماية التي كان يكفلها اقوام كردية تدعى الباخوية لقرية سناط ومنهم كرافان  الذي كان ياتي من قرية زرافكي في منطقة كويان الجبلية الواقعة في منطقة دجلة الاعلى اما في الفصل الثالث فيتحدث الكاتب من خلاله عن  النساطرة مشيرا الى  الكنيسة الصغيرة التي كانت تقع في القرية وفي الفصل التالي يتحدث الكاتب عن ازمة نشبت  بين رؤساء دينين عرفت فيما بعد بازمة بولا باردي كما اشار في الفصل  التالي الى راهب دومنيكي فرنسي زار سناط  ويحدد اسمه بريتوريه الذي لعب دورا سلبيا في الازمة المعروفة ببولا باردي  حيث كان يرمي الى ان يهيي المناخ خلال زيارته للقرى الجبلية  عودة الابناء المعارضين  الى الكنيسة الرومانية  ويتحدث الكاتب في الفصل السادس عن اعوام الرماد والتي حددها ما بين اعوام 1894وحتى 1896حيث شهدت تلك الاعوام مجازر شتى اقترفها السلطان عبد الحميد فسببت اندلاع نار الحرب  وسفك الدماء في كل من اسيا الصغرى وبلاد الرافدين العليا  اما في الفصل السابع فيتحدث الكاتب  عن الشعب الكلداني السرياني الاشوري وموقعه في خضم الحرب  الكونية الاولى وما افرزته من واقع مؤلم على هذا الشعب من هلع ومعركة للسناطيين تحدث عنها باسهاب في الفصل التالي كما شهد الفصل  التاسع من الكتاب تفاصيل محزنة لمقتل ضابط انكليزي من اجل احداث فتنة في تلك المنطقة الجبلية مما ساهم  بانشاء خنجر الماسي  وذلك هو عنوان الفصل  العاشر ومن خلاله تنتهي صلته بجدته وحكاياتها ..
ويبدا الكاتب في الباب الثاني تفاصيل اخرى موسعة مستقاة من الحياة التي كان يعيشها السناطيون  ليتواصل معه في سردها والده ومن هنا تبدا فصول اخرى تتحدث عن اشارات الحدود الفاصلة بينما يحمل الفصل الثاني عشر  صرخة انذار في وسائل الاعلام  اما الكلبة المسعورة التي شغلت ابناء القرية  واضرت بعدد منهم فهو عنوان لتفاصيل كلبة اخترقت الحدود لتنقل الامراض الفتاكة بعدد من السناطيين ومن واقع الامراض حتى ضفة المجازر المؤلمة التي حدثت في عام 1933 حيث يصف الكاتب  صيف ذلك العام بالدامي في اسهاب حمله الفصل الرابع عشر وفي الفصل التالي هنالك تفاصيل اوسع لزيارة الملك  غازي الى سناط وابتهاج ابنائها بتلك الزيارة اما الموصل فلها وقع خاص في احاديث الوالد حيث يسهب في الحديث عنها من خلال الفصل السادس عشر اما الفصل التالي فيحمل مجموعة من قصص القرية بينما يحتل النضال الكردي موقعا رئيسا في الفصول التالية لاسيما من خلال الحديثعن ما قام به مصطفى البارزاني  من جهود في سبيل النضال لتحقيق احلام وطموحات الشعب الكردياما الفصل التاسع عشر فيحكي قصة حزينة لشابة كانت طموحة فاخترقت اسوار الزواج من اجل تحقيق تلك الطموحات الجموحة فكانت قصة حاوا السناطية الجميلة ..
 اما في الباب الثالث فيبقى اريج الذاكرة راسخا في مخيلة ابن سناط ليتولى زمام الحديث عن احداث وتواريخ شهدها عبر تلك القريةومنها  احداث السهرات الشتائية التي هي عنوان الفصل العشرون وما عبرت عنه مغارة سهدونا من حكايات واساطير وحقائق عبر الفصل التالي بينما يحكي الفصل الثاني والعشرون تفاصيل اخرى عن مرارات عاشها ابناء القرية في مواجهة امراض فتاكة ومنها  وباء الحصبة الذي انتشر في القرية عام 1954وفي الفصل التالي كان هنالك تفاصيل اوسع عن كاهن القرية وخوري سناط متي ربان وحكاية اخرى استقاها من تصرفات القس المذكور ازاء ابناء القرية فضمها في فصل اخربينما كان الفصل الخامس والعشرون كفيلا بالتحدث عن انجاز حكومة العراق الملكية بتوفير المدارس حتى في القرى النائية فكانت مدرسة سناط ترجمة لتلك الجهود الحثيثة في سبيل انارة الاجيال بالعلم والمعرفة واطفاء ظلام الجهل الذي كان متفشيا في تلك القرى والمناطق مما اثمر عن الكثير من الازمات ومن ثم تطرق الكاتب في فصل اخر عن نشوء الجمهورية العراقية ونهاية العهد الملكي بالاضافة الى الفصل التالي الذي سلط الكاتب من خلاله الضوء حول ثورة ايلول الكردستانية وانعكاسها على واقع القرى وبالاخص قرية سناط كما لم يوفر الكاتب سبيلا للحديث في فصل اخر عن احداث وانقلابات شهدها العراق في فترات متلاحقة كما اوجز الفرحة التي انطلقت عبر  قرارات حكومية  لصالح الناطقين باللغة السريانية لكنه يصفه بالفرح العابر لاهمال تنفيذ تلك القرارات فيما بعد وفي الفصل الثلاثون تحدث الكاتب بمرارة بالغة عن افول قريته الاليم مشيرا بان موسيقى تلك السنين  الموجعة  اصبحت مثل لحن مسيرة عسكرية حزينة غزت افكاره وعكرت ذكرياتهفكان الصيف الاخير للقرية في عام 1976حينما اعلم  منادي القرية مرقص وردة ابنائها بقرار الحكومة العراقية  بمغادرة سناط وهجرها نهائيا  خلال ثلاثة ايام فقط ..
ينتهي الكتاب عند هذه المحطة لكننا مع كل كلمة احتواها الكتاب يعيدنا سيناريو الاحداث الى ما نعيشه اليوم من احداث كانه كتب على المسيحيين ان يبقوا مهجرين  بعيدا عن مواطنهم في كل دورة حياتية مؤمنين بان كلمة الاستقرار والامان باتت تحمل معان ودلالات بعيدة كل البعد عن حياتهم وواقعهم الذي يعيشونه واذ اتخذت قرية سناط المحور الرئيسي من تلك الذكريات والاحداث التي سطرها قلم ابنها الكاتب  افرام عيسى يوسف فانطلقت حياة حافلة بالافراح تارة والاحزان تارة اخرى لتنتهي سلسلة الايام المتلاحقة بحدث دراماتيكي بهجرة ابنائها ومغادرتهم القرية بناءا على تعليمات حكومية لاتقبل المناقشة وهكذا يعيدنا الزمن الى احداث مشابهة حدثت لابناء شعبنا حينما هجر من دياره ومنازله وحكم عليه بان يترك مدينته في غضون ثلاثة ايام  رغم ان المهلة انتهت قبل هذا الموعد المحدد لتشهد عشرات العوائل المغادرة لاعشاشها ومواطن صباها حوادث السلب  وسرقة مقتنايتها وممتلكاتها ..
 

21
ثقافتنا السريانية ..نقطة نظام !
سامر الياس سعيد
اختتمت مؤخرا في كلا من بلدتي عنكاوا وبغديدا فعاليات المهرجان الثالث للثقافة السريانية  والذي يقام سنويا برعاية المكتب السرياني في الاتحاد العام للادباء والكتاب في العراق وبالتعاون مع اتحاد الادباء والكتاب السريان وعن نسخة العام الحالي اثيرت الكثير من التساؤلات حول جدوى عقده والمعطيات التي خرج بها المهرجان خصوصا وانه فسحة مهمة لان يكون المهرجان جسر تواصل بين ادبائنا السريان ونظرائهم من ادباء وكتاب العراق الا ان الملاحظ ان ذات الوجوه  الخاصة بثقافتنا السريانية هي من طرزت وجودها في فعاليات يومي المهرجان مع مشاركة متواضعة من قبل ممثل المكتب السرياني واحد اعضاء اتحاد الادباء والكتاب دون ان تشهد نسخة العام الحالي كمثيلاتها مشاركة واسعة من ادباء العراق ليتوقفوا عن كثب عن انشطة وفعاليات كتابنا وادبائنا السريان وجهودهم في رسم المشهد الثقافي العراقي..وكان الامل في ان تكون فرصة المهرجان المذكور مساحة في تبديد الصورة النمطية التي ترسخت بذاكرة الاديب العراقي نحو قرينه من  الكتاب السريان فخرجت في اغلب كتاباته صورة مشوهة تصور المسيحي بمختلف الحالات البعيدة عن الطبيعة والواقع خصوصا في الاونة الاخيرة التي استفاد منها الكاتب العراقي ليوظف شخصية المسيحي ويكتب عنها لكن بشكل ممسوخ تماما تماشيا مع ما مر به هذا الانسان من مرارات العيش في بلد استهدفه وارغمه على التشتت في ارجائه فضلا عن اختياره لملاذات بديلة خارجه وهنا اتساءل عن جدوى الدراسات التي القيت والتي لم تشرلامن قريب ولامن بعيد عما عاشه المسيحيون من محنة النزوح القاسية لابل كانت هنالك دراسات القيت في بحر اليومين الخاصين بفعاليات المهرجان لم يكن لها اي داع في وسط ثقافي ادبي ومن خلال اطلاعي على الاخبار التي نشرت عن فعاليات المهرجان فعن المحاضرتين التي كانتا محور اليوم الاول والتي عنيت باكيتو وطقوسه دون ان تلتفت الى ما قدمه رئيس اتحاد الادباء والكتاب في العراق عبر العديد من كتبه من افكار مسخت اسفارا ضمها العهد القديم خصوصا تلك التي عنيت بنشيد الانشاد ومزجها بطقوس الجنس كما حملت محاضرات اليوم الثاني افكارا ليست لها علاقة بمحور المؤتمر فضلا عن تهميشها للشان الثقافي وقدرته على توصيف الحالات الانسانية التي حملتها اسفار محنة النزوح والتهجير التي ذاق مرارتها ابناء شعبنا والتي قضمت من وجوده بشكل كبير خصوصا في بحر السنوات الاربعة الماضية ..ولانكتفي بما اشرناه حول الدراسات فحسب بل حتى البيان الختامي  الذي تمخض عن المهرجان كان مثيرا للجدل فقد حملت اغلب فقراته مناشدة دون ان تتحدد للمطالبة للجهات المعنية بتجسيد تلك الطموحات الى واقع  ولعل في مقدمتها  السعي لجعل اكيتو عيدا وطنيا الامر الذي اضحى في اوساطنا مرهونا بالكثير من التحركات التي تنشاها احزاب معينة وتسعى من خلالها لتجسيد هذا الامر  بالاضافة لانشاء مؤسسات ثقافية مناظرة دون ان يكون على عاتقها ابراز الجانب التوثيقي والارشيفي لما يتمتع به الجانب الادبي من مهمة هذا الواقع واسقاطها على ابراز كل ما مر به ابناء شعبنا فقد بقيت امالنا معقودة على احد الشخصيات الثقافية ممن تبوا منصبا رفيعا ليعلن عن طموحاته بان تعقد مؤسسته ندوة او مؤتمرا معنيا بادب النزوح الذي افقرزته المحنة القاسية  لكن ما يؤلم بان جهودا متواضعة افرزت مثل هذا النوع ولم يكن لها ذلك الافق الواسع  الذي يدعوها لان تكون على نطاق يمكن ان يقف ازائه النقاد والمتابعين  لكي يحللوا ويكتبوا شهاداتهم ازائه  فحتى مثل هذا الامر كان مرهونا بنطاقات جد ضيقة ومرهونة بمحاولات قد تعد على اصابع اليد لكن كانت بمواجهتهاشخصيات ليس لها تاريخ يذكر ..



22
موقف قيادي في كيان ابناء النهرين يثير الاستغراب
سامر الياس سعيد
لطالما  كان الواقع السياسي لاحزاب وكيانات شعبنا  فرصة للمؤسسات والمنظمات الاعلامية في ابرازها  خصوصا من خلال ما تستدعيه وجهات نظر تلك الاحزاب ورؤاها للوجود المسيحي  وبالتحديد في مرحلة ما بعد هزيمة تنظيم الدولة الاسلامية وماتتركه التساؤلات وعلامات الاستفهام حول  مناطق تواجد شعبنا  والمقاربات التي يجري الاعداد لها لتهيئة الاجواء المناسبة  التي تمنح الثقة لهذا المكون وتنهي له حالة التخوف والاحباط التي تركها التنظيم الارهابي بعد سيطرته لتلك المناطق وتخريبه وتدميره لحواضرها بالشكل المعروف للجميع ..وحقيقة كانت ردود الفعل  التي اضطلعت بها تلك المؤسسات ترمي لابراز  دور الراي العام الدولي ومحاكاته للماساة التي عاش وطاتها ابناء شعبنا طيلة الثلاث اعوام السابقة  ومن ثم دوره اللاحق بابراز ما تثيره ارهاصات هذا المكون  تجاه مستقبله وواقع تواجده في الوطن بعد استنزافه نتيجة الهجرة التي قضمت من تواجده الشيء الكثير وربما كانت لادوار بعض تلك المؤسسات دور حيوي تجاه تلك القضايا ومن بينها دور مؤسسة مسارات للتنمية الاعلامية التي  بادر رئيسها الاكاديمي المعروف سعد سلوم بالعديد من النشاطات التي صبت في مصلحة الفات نظر الراي العام الدولي تجاه ما تعيشه الاقليات  واخيرا كان له توجه في تسليط الضوء حول مناطق امنة للمسيحيين  و  ما تعكسه تلك المناطق في بقائها تحت سلطة الحكومة المركزية او انضاؤها تحت سلطة الاقليم  وما الى غيرها من الاسئلة التي تدور في هذا الفلك  من اجل اعدادها تحت يافظة تحقيق استقصائي كلف باجرائه من قبل الجامعة الامريكية  وفعلا فقد وجه لي تلك الاسئلة بغية ارسالها لعدد من ممثلي احزابنا  وكان من بينها اختيار القيادي في كيان ابناء النهرين ميخائيل بينامين  الذي تذرع اولا بارهاقه نتيجة عمله في احدى المنظمات الانسانية  العاملة في مدينة دهوك ثم وعدني بعد استلام  الاسئلة  والعنوان الالكتروني عن طريق الموبايل بارسالها لي في ليلة 13 حزيران (يونيو ) الجاري  ولم يرسلها مما استدعى في داخلي الكثير من الاسئلة حول تهرب  هذا القيادي من الاجابة على بضعة اسئلة فكم بالاحرى  تبقى اسئلة ابناء شعبنا تدور في فلك حائرة باحثة عن اجوبة شافية دون ان تجد لها نصيب من الامل تجاه المستقبل الذي ينتظرها هنا ...


23
حادثة قتل تكشف مذكرات واوراق منسية
 (مقتل بائع الكتب ) تفصح عن الالم الذي يعيش وطاته المظلومين
سامر الياس سعيد
تستاثر رواية سعد محمد رحيم الجديدة  المعنونة ب(مقتل بائع الكتب ) بالكثير من الاضواء لاسيما بعد ترشيحها للقائمة القصيرة  للجائزة العالمية  للرواية العربية البوكر لهذا العام  خصوصا وانها ليست بالرواية العادية التي تمر مرور الكرام محاولة ارخنة زمن ما  او توثيق حادث معين لكن الروائي العراقي سعد محمد رحيم يكاد في روايته الجديدة ان يحيط بكل الاهوال التي مر بها العراقيون لاسيما النخبة المثقفة منهم وما عانوه من توالي الاحداث التي  همشتهم وجعلتهم يعيشون تحت وطاة الملاحقات والعوز والحرمان بالرغم من ان بطل رواية  رحيم يمتع بفاضل من الرفاهية جعلته يجوب العديد من الدول الاوربية  فضلا عن انه استفاد من بحبوحة مادية ليعيش في سرداب عمارة عمه ويحول ذلك السرداب الى متجر الكتب التي يعتاش عليها ..لقد جير الروائي سعد محمد رحيم الازمة الثقافية التي يعيش وطاتها اقرانها ليوثقها في هذه الرواية  من خلال ما يعيش البطل محمود المرزوق من ازمة جراء كساد مهنته ببيع الكتب فضلا عن تواضع التلقي بالنسبة لريادته في الفن خصوصا وانه  برز في الغربة من خلال تميزه في رسم اللوحات  لذلك ابرز  كاتب الرواية  سرده المكثف ليسعى من خلاله الى الفسحة التي تتيحها الرواية  والاستجابة  المناسبة لتلك  الحاجة  بما تحتويه من التخيل والبطولة والانكسار ومجموع الخيبات التي عاش وطاتها  بطل الرواية  رغم انه كان حالما وتواقا  الى عالم اخر جميل مع الاخذ بنظر الاعتبار الوظيفة الرئيسية للروائي  من خلال تقديمه للتجربة الاجتماعية  والنفسية للانسان وهو يخوض كبطل الرواية المرزوق صراعه الحياتي مع معوقات الحياة  ومنغصاتها  فتراه تارة حالما وتارة اخرى  كادحا متاملا  فينجح جراء تلك الامال  او يخفق ويتعذب  فيقدم  الروائي سعد محمد رحيم  خلاصة تلك التجارب لتعميق فهمنا  لحياتنا وذواتنا  وتعطينا ادوات  جديدة  وامالا  في ان نعيش غدا افضل وهي مهمة الروائي التي تبرز الفارق الجوهري بينه وبين  عمل المؤرخ الذي يهتم بحقيقة  ما حدث وتسجيله بامانة  اعتمادا على شواهد التاريخ ووثائقه دون تدخل من خياله هو ..لذلك ومن وحي ما تقدم تجد ان احداث رواية  مقتل بائع الكتب تكتظ بالكثير رغم انها ترتكز بشكل رئيسي على حقبة تتحدد ما بين نهاية الخمسينيات ومطلع الستينيات وما ابرزته تلك الفترة  المكتسية بالغرابة والملاحقات  والاضطهادات لاسيما في صفوف المثقفين من الفنانين والكتاب في العراق ..وبما ان  ماجد بغدادي وهو الصحفي الذي يكلف بتوثيق ما مر به المرزوق فانه يقوم بدور الراوي الذي ينتهي لحقيقة يبرزها في الصفحات الاخيرة من الرواية حينما يشير  الى ان افضل  ما في هذه الرحلة  رويعني بها الكتابة  عن محمود المرزوق هو اكتسابه  لصداقات  جديدة رائعة  ورؤيته للمرة الاولى  على الرغم من انها  لاتبعد عن بغداد باكثر من خمسين كيلو مترا فانها مدينة لها  جمالها المدهش الخاص قاصدا بعقوبة  الذي مكث فيها لشهرين حافلين بالاثارة ..وقد كشف الروائي فيروايته هذه عموم الحالة التي تبتغيها الرواية بكونها المنفذ الراصد لواقع المجتمع الذي انتجت فيه برغم تعدد تلك البيئات برغم ان القاسم المشترك لتلك البيئات رعايتها للظلم رغم ادانة الانسانية له بما يمثل من قضية  باتت تؤرق الانسان العربي في وقتنا الراهن ففي الثيمة الرئيسية  هنالك شبه صرخة نحو اثار التشدد الديني الذي ابتليت فيه المدن لاسيما حينما اشارت اصابه الاتهام وراء مقتل المرزوق نحو هذا الامر لتبدو رسالة  الروائي جلية نحو  العمل على ادانة كل انواع التشدد الديني بما يلعبه من دور محوري في تذكية الصراعات  حينما عصف هذا الصراع وزعزع اركان العالم العربي مفضيا لماس غائرة وتارة تجد ما يشبه الادانة  نحو الفساد الاجتماعي بما يبرزه من اشكال تظهر جليا في الاستعباد عبر استغلال الاغنياء للفقراء  وسلب  كل القيم الانسانية جراء هذا الاستغلال ولايقتصر هذا الامر على واقعنا العربي عبر محطات يوردها الروائي فحسب لكن هنالك في الغرب نماذج اخرى قد تبرزها فصول عديدة ضمن سياق السرد وبما ان  الروائي يريد تلك الرواية كبوصلة يدو عقربها نحو اتجاهات متعددة  فمن بين تلك الاتجاهات تبرز  الحالة النفسية  التي تعتبر وثيقة يمد جسورها الروائي ما بين مرحلة عيش البطل في اوربا  بالاضافة الى عودته لبعقوبة وما حظي به من راهن في تلك البلدة ويبقى ان نشير لملاحظة عبر اعتماد الروائي للكثير من المضامين الجنسية  التي ابرزها عبر اعتماد البطل لمرحلة من حياته في رسم الموديلات العارية وهذا الامر الذي باتت تعكسه الكثير من الروايات الصادرة في الاونة الاخيرة والتي تجعل علامات الاستفهام تتوارد حول التركيز الروائي حول تصوير الجسد الانساني او الاشارة الى الكثير من الاعضاء الحساسة بتصوير مرهون فيه الكثير من الاباحية اللامبررة  والتي يقحمها الكتاب في رواياتهم مما يبعد الدور المطلوب للرواية عن المعقول وما يسمح به الواقع فبهذا السبب يعجز الروائي سعد محمد رحيم عن احكام  نصه الروائي ليجعل قائه ضائعا  في تشعبات كل علاقة وقع تحت سلطانها بطله المرزوق رغم انه كان منفيا متشردا لايالوا على شي ..وانهي قراءتي باسئلة فلسفية تثيرها نهاية المرزوق بهذه الطريقة الدرامية التي  ايضا وضع كاتب الرواية اسئلته حولها لاسيما تفكيره بالرجل الهرم الغامض الذي نجا من حادثة الاغتيال التي وقع ضحية لها المرزوق ومع مثله ذلك الكتاب  الذي استعان به وهو يدور  حول دور الصدفة  والغباء  في تغيير مجرى التاريخ  لاريك دورتشميد وكان لسانه يقول كم من شخصية  سقطت في عراق ما بعد عام 2003 وهي  لم تكن المقصودة بتاتا من التناحر والاقتتال الطائفي الذي عم البلاد طيلة تلك العقود التي مر بها العراق ..


24
نكبة موصلية تحتاج تظافر الجهود لاحياء ما خربه التنظيم

سامر الياس سعيد
بالامس ودعت الموصل شخصيتين مهمتين في مجال الصحافة والفنون كانت لهما بصمات مهمة في اطار المشهد الثقافي  في عموم محافظة  نينوى التي عانت ما عانته على مدى اعوام سابقة من جمود ثثقافي وسكون على صعيد الحراك الادبي والفكري بسبب ما انتهجه  تنظيم داعش من تخريب ممنهج للمشهد الثقافي بارغامه للكثير من ابناء  المدينة على تركها وتجميد طاقات من تبقى منهم  في المدينة وحرمانهم من ممارسة قدراتهم الفكرية والادبية تماما مثلما كانوا يقومون به من اعمال مهمة في اطار الثقافة الموصلية الرائدة لذلك عاشت تلك الثقافة نكبة  كبير احتاجت معها لان تناشد في التحرك لانتشالها واعادة القها  المعهود فقد فقدت الموصل ما بين اسبوعين متتالين  فنان هو الرائد راكان دبدوب بالاضافة للصحفي الرائد فوزي القاسم  الذي كان يشغل حتى اواخر ايامه رئاسة فرع نينوى لنقابة الصحفيين العراقيين ..والفنان الرائد راكان دبدوب  الذي يمثل رمزا فنيا وقامة مهمة خصوصا لاعماله الفنية التي تصدرت العديد من الاماكن العامة  مثل فندق نينوى الدولي  وثقوبه التي اشتهر بها والتي استوحاها من خلال دراسته للفن في ايطاليا حيث اكمل دراسته العالية للفن التشكيلي في اكاديمية روما عام 1965 وتعلم في تلك المحطة الشي الكثير  وكانت اولى خطواته التشكيلية  اعداده لدراسة كاملة  لاسلوب الفنان سيروني وط ريقته في معالجة  الالوان ومن تلك الدراسة استوحى انطلاقته الفنية ليكون له اسلوبا متفردا  وساهم بتوظيف ذلك الاسلوب في اعماله اللاحقة فاقام العديد من المعارض الفنية حيث بلغ عددها 35 معرضا  خصوصا تلك التي تعنى بالفن العراقي المعاصر كما لم يكتف بتلك المعارض التي ابرزت لوحاته الفنية بل اسهمت العديد من اغلفة الكتب لاسيما دواوين الشاعر السوري الكبير نزار قباني في استلهام العديد من اللوحات التي رسمها  راكان دبدوب  حيث اشار في لقاء سابق نشرته جريدة الزمان  بطبعتها اللندنية الى تلك العلاقة التي  تجسدت بزيارات متبادلة ما بين الفنان والشاعر لتنتج العديد من اللوحات المطرزة بابيات شعرية لابل لوحات عبرت عن تلك الكلمات التي اطلقها قباني لتمتزج الكلمة باللوحة في سبيل الجماليات الفنية الرائعة ..اما  رحيل الصحفي فوزي القاسم فمر مرور الكرام رغم ريادة القاسم الصحفية وما مثله من ابوة روحية للعديد من الاقلام الصحفية الشابة فقد كان القاسم مشهورا بادارته لمكتب جريدة الثورة التي كانت تعتبر من الصحف العراقية المعروفة  لاسيما في حقبة الثمانينات  وارغام من يعمل في الجريدة بالانتماء لحزب البعث الا ان القاسم كان مستقلا  حياديا بمنهجه الصحفي معدا للكثير من التقارير والاخبار الخاصة بمدينة الموصل حتى عدت تلك التقارير التي اسهم بكتابتها مسلطا الضوء على المواقع الاثارية والحضارية للمدينة من اهم المصادر التي اعتمدها الباحثين والاكاديميين في اعدادهم لبحوثهم ودراساتهم في هذا المجال ومما يعرف عن القاسم بانه كان حريصا على قيادة دفة الصحافة الموصلية في وقت صعب وعصيب فخلال ترؤسه لفرع النقابة في مدينة الموصل تعرض الكثير من الصحفيين للتهديدات من قبل عناصر تنظيم داعش لارغامهم على ترك اعمالهم الا انه كان حريصا على الاضطلاع بمهام عمله دون ان ينثني ويرضخ لتلك التهديدات ملتزما باعماله في ادارة شؤون النقابة مقدما المسعدات المالية لشهداء الصحافة ممن سقطوا في المدينة دفاعا على حرية الكلمة وبينما كانت تتلاحق اخبار الاستهدافات كان فوزي القاسم من اوائل من يظهروا على شاشات الفضائيات لادانة تلك الاعمال  التي تستهدف رجال الكلمة بل كان مقيما للاقلام الشابة ومشجعا لها على الاستمرار بعملها ..



25
دموعك غالية ياسيدنا
سامر الياس سعيد
مرة ثانية تنبجس دموع الراعي الغيور من مقلتيه وهو يشهد اوضاع كنائس العراق وخصوصا الموصل وهي تتالم تحت سطوة تنظيم ارهابي متشدد ففي المرة الاولى  انطلقت تلك الدموع الساخنة لتكون بديلا عن حرقة اب  وهو يحرم من رفع صلوات الكنيسة وقرع نواقيسها بسبب سيطرة تنظيم داعش على مدينة الموصل ..كانت تلك الدموع لسان حال كل من ترك المدينة مرغما مهجرا لايعرف الاستقرار بعد ان حاول المتشددون اقتلاعه من جذوره التي غرسها في موطن الاباء والاجداد فجاءت تلك الدموع معبرة تماما عن ما يجول في الافئدة والقلوب ولتعبر عن ضبابية مستقبل لايعبر حتما عن الماضي الزاهي الذي رسمه وجسدة مسيحيو الموصل على صفحات التاريخ ..اما الثانية  التي اطلق فيها المطران مار نيقوديموس داؤد متي شرف دموعه فكانت في لقائه بكنيسته التي تركها في حزيران (يونيو) من العام 2014 ليعود اليها وهي تنوء بجراحات من  خربها ودمرها واستباحها طيلة فترة  استباحة المدينة من قبل داعش  فاي من الذكريات الجميلة طافت باعماق الراعي الجليل لتدفعه لنوبة بكاء مؤلمة ..هل تلك الكريات تضم  قداديس الاحاد والاعياد التي كانت تطلقها تلك الكنيسة كنوارس للسلام تحوم في ارجاء مدينةعاشت الخوف والالم مرارا  وهل لاصوات خدامها من  الاباء الكهنة والشمامسة رن في اذنيه ليكون البكاء فرصة للاستذكار واطلاق سيل من الذكريات التي لم تخبو مهما طال فراق الكنيسة  ام المحاضرات والندوات والنشاطات التي طالما كانت الكنيسة حضنا دافئا  لها لتخرج اجيالا مثقفة تعبر عن شخصيتها بثقة في وسط مجتمع ابى ان تمر من بواباته رياح الثقافة ..دموعك غالية سيدنا كلماتك رددها كل من تابع تلك الصور الخاصة بزيارة  المطران مار نيقوديموس لكنيسته المحررة  وربما  كان التعبير الاهم بان الكنيسة الحجرية  في طريقها للتعمير ونفض كل غبار المرحلة السوداء التي عاشتها  لكن الكنيسة  التي تستقر باعماق كل منا لن يقوى عليها اولاد ابليس بعد ما فك قيود الاسر والظلم كل مسيحيي الموصل  وعبروا نهر المرارة بالثقة الكاملة والايمان الوطيد ..

26
روائي عراقي يصف بلدة مسيحية باحتوائها اكبر عدد من المغفلين
سامر الياس سعيد
لطالما استاثرت موضوعة العدالة الاجتماعية على نتاجات الكتاب ولاسيما الروائيين من خلال توظيفهم لهذه الثيمة فيما يدونوه من روايات وحتى قصص حتى استحوذت على النتاج الاكبر من ما يصدر سنويا ..وتسقيطا لمقتضيات التاريخ الحديث  فقد استلهم خليط من المفكرين الية جديدة للشروع  بمسح شامل للبيئة الاجتماعية للعدالة مع ما كانت تمر به الدول والبيئات المختلفة من صراعات نتاج الطبقات المتباينة في المجتمعات العاملة فظهرت عبر  القرن التاسع عشر  انماط جديدة للتفكير  بالعدالة .. كل تلك المفاهيم المحيطة بالعدالة الاجتماعية زامنها الروائي العراقي نزار عبد الستار في عمله المهدى الى الذين حملوا الصليب وخرجوا من الموصل  في 19 تموز من العام 2014 وصدر بعنوان (يوليانا ) .في البداية يبقى اهداء الروائي ملتبسا اذا ما تاملنا في حثيثياته ففي يوم 17تموز من العام المذكور تداول الموصليون امرا شفهيا بضرورة ترك منازلهم بعد ما قاطع رؤساء الطوائف المسيحية اجتماعا دعا اليه قياديي تنظيم داعش للتداول بشان فرض الجزية على سكان المدينة من المكون المسيحي وفي اليوم التالي الذي وافق الجمعة 18 تموزفر كثير من المسيحيين لكنهم تعرضوا لعمليات سلبهم ونهبهم في السيطرات التي اقامها عناصر التنظيم لتقل الاعداد الفارة من المسيحيين في اليوم الذي اشار اليه عبد الستار باهدائه رغم انه كان يضم المهلة المحددة من داعش لفرض خياراته بارغام المسيحيين الباقين على اعتناق الاسلام وفي حال رفضهم فخيار الحد بالسيف متاحا دون ان تبرز حالات واقعية جراء هذا الاجراء المفروض ..اما في متن الرواية ذات الـ(252) صفحة والصادرة عن دار نوفل في لبنان فهنالك مغالات بالشخصيات التي يسرد تفاصيلها مستعينا بخبرة متاحة من مناخات بلدة كرمليس حيث يوظف الشخصية الرئيسية التي تحمل عنوان الرواية وهي يوليانا التي ترتبط بعلاقة صداقة مع القديسة الرئيسية للبلدة والتي تمثل شفيعة كرمليس وهي القديسة بربارة التي يحتفل بتذكارها في الرابع من كانون الاول (ديسمبر ) من كل عام .لقد حفلت شخصيات الرواية المذكورة بالكثير من التكثيف السردي في ايراد الاحداث والمواقع والتي يوظفها الروائي بشكل متسلسل حتى انه لايتحدد يمنطقة كرمليس فحسب بل يتجاوز الى بلدات مسيحية سواء في منطقة سهل نينوى او في مواقع ذات اغلبية مسيحية عاشت بمدينة الموصل ..لكن هنالك من الماخذ التي حفلت بها الرواية نتيجة هذا التكثيف والتوظيف فلايمكن ان يقع الروائي تحت طائلة وصف البلدة بانها تحتوي على اكبر عدد من المغفلين كما جاء في الصفحة 38 او في الصفحة ذاتها التي اورد فيها اسماء كنائس سواء بطريقة خاطئة او مثل مازينا او كنيسة قلب يسوع التي لاوجود لها في المناطق المحطية بالبلدة ..التعاطف  الذي ابرزه الروائي نزار عبد الستار مع ججو المعاق او مع نجله حنا تحت طائلة ابراز تعاطف الشخصيات الدينية مع ذوي الاحتياجات الخاصة في ظل ابراز حاجة المجتمع لمفهوم العدالة الاجتماعية يبدو بالامر  المناسب لكن نظرة الروائي العراقي تجاه الاخر المختلف في المكون والديانة لاتتيح تمرير ثقافة تقصي الاخر من خلال تلك النتاجات وتستدعي جهدا كبيرا من نخبة مثقفينا واداؤنا للاضطلاع بمهام التنوير ازاء الشخصية المسيحية  التي عادة ماتكون نمطية في كتابات الروائيين والقصاصين حيث لاتخرج من اطار االافراط بالسذاجة والتمسك بالتقاليد المتوارثة كما مرر نزار عبد الستار نظرته للمجتمع المسيحي لاسيما في هذه البلدة  او عبر صورا اخرى ملموسة في كتابات اخرين ..


27
انترانيك ديكريس مدرب الاستثناءات
سامر الياس سعيد
صدم الوسط الرياضي في الاسبوع الماضي خصوصا رياضيي اللجنة البارلمبية العراقية بخبر رحيل المدرب انترانيك ديكريس المفاجيء خصوصا وانه لم يمض على قيادته لمنتخب رفع الاقال لاهم الانجازات بتحقيقه الميدالية الفضية في اولمبياد ريو  المختتمة مؤخرا ..
لقد كتب الكثير من الصحفيين الرياضيين شهاداتهم حول هذا المدرب واخلاقه وقيادته للعديد من الابطال في سبيل تحقيقهم الميداليات المختلفة لاسيما تابقهم في اطار نسخ البارالمبية في اخر فعالياتها بعد ان حقق الاهم بابرازه للعديد من الابطال الذين تمكنوا من منح بلدهم (العراق ) الاوسمة الملونة  رغم ان الاصحاء عجزوا فعلا عن اعادة  الانجاز الاولمبي الوحيد والذي يرقى تاريخ تحقيقه لعام 1964 على يد الرباع عبد الواحد عزيز .
فعلا يستحق المدرب  لقب مدرب الاستثناءات بالرغم من ان الصحفيين  اطلقوا عليه الى جانب اللقب الذي اراه مناسبا عدة القاب من بينها شيخ المدربين ليضاهي ما حققه المدرب العراقي الراحل عموبابا في سبيل لعبة كرة القدم والتي بسبب شعبيتها وقاعدة جماهيرها الرياضية الواسعة استطاعت ان تغطي على  الالعاب الرياضية الاخرى فجردتهم من الاضواء والمتابعة لكن مدرب الاستثناءات استطاع بقيادته لعدد من الرباعين والرباعات من ان يسهم بسرقة بصيص من الاضواء التي تتمتع بها اللعبة الشعبية الاولى ..
وليس تفوقه وتحقيقه للاوسمة الملونة  في البارالمبياد او في مختلف البطولات العالمية والاقليمية  يبقى وحيدا في سجله الذي يوصف بالاستثنائي فهو ايضا خبيرا في اكتشاف الرياضيين النجوم وقيادتهم لمنصات التتويج فلكل بطل من الابطال الذين اسهم ديكريس بتدريبهم هنالك قصة مختلفة لكن مع تماسي مع بطلين من مدينة الموصل اسهم المدرب الراحل  بقيادتهم للتالق سواء في بارالمبياد اثينا  الذي اقيم عام 2004 او من خلال ما حققه في بارالمبياد لندن  من تحقيق الوسام الذهبي عبر البطل الموصلي فارس سعدون ومازالت تلك اللافتة العملاقة التي تبرز تحقيق ذلك الانجاز راسخة بذاكرتي حينما ارادات محافظة نينوى مشاركة الفرحة بالوسام البارالمبي للبطل سعدون فرفعت تلك اللافتة في مدخل احد الاحياء الرئيسية في المدينة قبل ان تشهد دخول داعش واسقاطها لكل اللافتات والدعايات بحجج واهية ..
كما قدم ديكريس مثالا للرياضي العراقي المتفاني فهو الى جانب ولعه الرياضي لكنه بالنسبة لتخصصه العلمي  الذي يشير الى انهائه دراسة هندسة السفن بسبب ولادته في مدينة البصرة لكن هذا المضمار لم يشهد تالقه كما تالق هو شخصيا في مجال رفع الاثقال وتميزه بمضمار تدريب ذوي الاحتياجات الخاصة  فلذلك يبدو لقب مدرب الاستثناءات مناسبا جدا ويبقى السؤال مرهونا في مدى بروز مدرب جديد يمكنه ان يواصل ما حققه المدرب الراحل ديكريس في قيادة الرياضيين  لمنصات التتويج لاسيما في البطولات البارالمبية القادمة ..


28
مدير دار المشرق الثقافية يزور عددا من المؤسسات الثقافية في استراليا
عنكاوا كوم-سامر الياس سعيد
قال الاب شليمون ايشو خوشابا مدير دار المشرق الثقافية ان زيارته الاخيرة لاستراليا شملت عددا من المؤسسات الثقافية الخاصة بابناء شعبنا ..واضاف الاب خوشابافي تصريح خاص لموقع (عنكاوا كوم) ان الزيارة كانت بناءا من دعوة لمطران كنيسة المشرق الاشورية مار ميلس زيا بصفتي عضوا في اللجنة الادبية لكنيسة  المشرق الاشورية حيث كان من ضمن برنامج الدعوة زيارة مدرسة مار نرساي بمراحلها الابتدائية حتى الثانوية وهي مدرسة تتبع النظام الاهلي ومرتبطة بالكنيسة ومناهجها باللغة الانكليزية لكنها ايضا تدرس اللغة السريانية ..واضاف مدير دار المشرق الثقافية ان المدرسة المذكورة باشرت مؤخرا بفتح دورات لتعليم الكبار اللغة الام وهي لغة السوريث الكتابية حيث تم مناقشة الاساتذة في هذا الجانب  فضلا عن تزويدهم بعدد من المناهج خصوصا تلك التي اصدرتها الدار في هذا الخصوص بالاضافة للقواميس وكتب القواعد ..وكشف الاب شليمون خوشابا عن نية الكنيسة لفتح معهد كنسي عالي يتولى تدريس الامور اللاهوتية واللغوية على غرار كلية بابل اللاهوتية الموجودة ببلدة عنكاوا بمدينة اربيل ..كما تحدث الاب خوشابا عن دعوته لالقاء محاضرة ضمن نشاطات ملتقى سدني الثقافي حول النشاطات الثقافية  السريانية في الوطن الام فضلا عن استعراض لانشطة دار المشرق الثقافية وجهودها في نشر اللغة والاهتمام بالاداب والثقافة السريانية مشيرا الى جهود منظمة (كابني ) في هذا الخصوص من خلال تبنيها لتكاليف طبع عدد من المؤلفات والمجلات الخاصة بالشان الثقافي ..


29
ابصر يا (فاضل ) ما حل ببلدتك..!
سامر الياس سعيد
امام مشاهد الدمار الذي حل ببلدة (بغديدا) وحالات الحقد الاسود الذي تركه المحتلون على بلدة وادعة حينما اغرقوا اغلب بيوتاتها بلون حقدهم الاسود حيث احرقوا منازل الذكريات وعبثوا بها ودنسوها لم تدور ببالي سوى شخصية واحدة ادرك انها ستنطفيء مجددا بعد ان داهمها الموت في لحظات ترك اهل بغديدا لديارهم ولجوئهم نحو عنكاوا وضواحيها في احد ايام صيف عام 2014..واغرق في مشهد التامل لاستحضر بعضا من مواعظ ذلك البغديدي الاصيل (فاضل ) الذي تحول اسمه للاب لويس قصاب فكان بحق بوصلة تلك البلدة وربانها نحو شواطيء الفخر والكبرياء ..
مازالت مواعظه التي اهتزت لها اروقة كنيستي الطاهرة او الشهيدين بهنام وسارة في عديد المناسبات الدينية ترسخ في ذهني وهي تخاطب ابن البلدة  ولاتخاطبه وجها لوجه بل تخاطب فيه كل العنفوان والغيرة التي يتوجب عليه التسلح بها في مواجهة من تمنى ان تستباح البلدة وان تكون بمتناول اليد ليعبث بها ويترك لونه الاسود على جدرانها وازقتها وكل ذكرياتها ..
وانا الذي احتفظ بذكريات عميقة رغم قلتها في كل شارع وزقاق من ازقة البلدة الحزينة ابقى اتامل ما تعنيه كل مناظر الخراب والدمار التي بتنا نراها كلما شاهدنا وسائل الاعلام او مواقع التواصل الاجتماعي وابناء البلدة مشتتون ومن يقدم لهم منازلها في صفحات تلك المواقع ليبادر بسؤال :هل هذا بيتكم ام لا..!؟
مالذي سيخفق به قلب (فاضل) الذي اطفاته ظروف النزوح لو عاد اليه النبض مجددا وشاهد تلك المناظر الحزينة  التي يتوجب على اهالي البلدة ان يعودوا لكل تلك الكلمات التي اطلقها لهم يوما (فاضل) ليستحضروها اليوم راغبين ببناء كل ما تدمر ملتزمين بلون الصفاء والنقاء بدلا من كل الوان السواد التي اهيلت على البلدة خلال فترة غربتها عن اهلها ..
هل سيفتح اهل البلدة اذانهم مجددا لتلك الكلمات ويعيدون لها كل الاعتبار بادئين ببلدتهم ليوجهوا للعالم رسالة  الامل  ام سيواصلون نشر صور الخراب والالتزام بانها ستكون صورة كل الاعوام بدلا من ان يطووها كصفحة غير قابلة للاستعادة والاستذكار ..واي التاريخين سيرسخ بذاكرتهم فتاريخ السادس من اب عام 2014 ثقيل الوطاة ولايحتمل وكل الاعياد التي تلت ذلك التاريخ بقيت تستحضر باحة الطاهرة بشعلتها المتوقدة واجواء الميلاد تزين اشجار البهجة ، اما القيامة  فلاتاريخ تحتفظ به سوى  يوم 22 تشرين الاول 2016 حينما انتفضت البلدة على غربتها وارتدت ثوب الحرية مجددا ..
واذا كان فاضل وهو ذاته الاب لويس قد كتب عن طريق الجلجلة الذي مشيه اقرانه من اهالي البلدة في محنة النزوح القاسية بالاضافة لتدوينه لسفرها الثقافي فمن سيكتب عن سفر اخر بحاجة لتوثيق وتدوين عن نكهة تلك الايام التي عاشها اهالي البلدة بدون بغديدا رغم انها لم تغيب عن احلامهم ويقظتهم فعاشوا اشراقة الشمس عليها مجددا فمن سيكتب عن ساعة تلك الاشراقة ..؟
 


30
وداعا ايها المعلم الشماس
سامر الياس سعيد
في احد ايام نهاية العام 1986 دلف الى صف السادس الابتدائي في مدرسة الغسانية الاستاذين صبري جرجيس الذي كان معلما للتربية المسيحية بالاضافة الى المعلم عامر اسكندر  الذي اصبح فيما بعد الاب بولس وكان غايتهما في دخول هذا الصف اختيار التلميذ الذي سيتولى قراءة المنشور كاحد الممارسات التي حرصت على احيائها مدرستنا في قداس اول ايام السنة حيث يقرا التلميذ ذلك المنشور امام صاحب النيافة مطران الابرشية في ذلك القداس الذي كان يجري في كاتدرائية مار توما اي قبل عامين او اكثر من افتتاح كاتدرائية مار افرام لتتحول تلك المناسبات الدينية في الكنيسة الجديدة ..على ما اذكر ان حوارا صامتا كان يجري بصوت هامس بين المعلمين جرجيس واسكندر وكانت عينا المعلم الاول تحيط بي وتردد سامر سامر  الا ان المعلم اسكندر كان له راي اخر باختيار تلميذ اخر يتولى قراءة المنشور في ذلك العام ..توالت الاعوام وكان الشماس صبري اكبر شمامسة كنيسة مار افرام حيث يتولى توزيع الشملايات في تلك الكنيسة بالاضافة الى انه كان قد اهدى الكنيسة بمناسبة افتتاحها قطعة خشبية ذات ارقام لتعريف المؤمنين برقم الترتيلة المقتبسة من كتاب الترنيمات  ولكنه غاب بعد الحادثة الجلل التي اودت بحياة ابنه بسام كثاني شهيد يسقط على ايدي جماعات القاعدة في عام 2004 وبالتحديد في الثالث والعشرون من ايلول (سبتمبر ) من ذلك العام فاختار المعلم الوقور والشماس الفاضل اختيار  الخروج من المدينة ومن ثم الوصول الىالمنافي حيثرقد مؤخرا في احد ولايات  امريكا..وحيث نودع هذه الشخصية  الفاضلة التي افنت عمرها ما بين التعليم والكنيسة  وباعتبارها احد الرموز الحية التي برزت في مسيرة كنيستنا لابد لنا ان نوثق مثل تلك الشخصيات ونسعى لان تكون مسيرة حياتها بمثابة تصابيح وشموع تضيء لنا حياتنا وتدعونا لان لاان نترك لها المجال لتكون فقط حكايات  بل ندعها امام الاجيال لكي تقف على ما قدمته الكنيسة من اسماء هامة في مسيرتها واحداثها ومجمل ما حفلت به خصوصا في السنوات التي عشناها ..
ملاحظة:صورة الشماس صبري في اواخر ايامه وهي مقدمة من الشماس حارث صلاح منونة


31
الشاعر انس عولو لـ(عنكاوا كوم )
افضل استخدام (السوريث ) بقصائدي كونها تكسر الحواجز بيني وبين الجمهور
عنكاوا كوم-سامر الياس سعيد
من الوجوه الشعرية الشابة  التي بدات بالظهور في المحافل والمنتديات الشعرية يبرز الشاعر (انس عولو ) الذي ينوع لغاته الشعرية للوصول الى اهم فرصة يلتقي فيها مع متابعيه ومتذوقي الشعر ومن خلال هذه اللغات لاينفك عولو على تمرير رسائله التي تحوي صورا تحكي ما مربه ابناء شعبنا خلال السنوات الاخيرة لاسيما عيشه للمحنة الاقسى ممثلة بالتهجير القسري عن مناطقه وقراه ..عنكاوا كوم التقت الشاعر واجرت معه هذا اللقاء :
*مابين السوريث واللغة العامية (الشعبية ) واللغة الفصحى تتوزع قصائدك فاي من هذه اللغات تبلور شخصية (انس عولو ) الشعرية ؟
-انا استخدم لغة السوريث في اكثر قصائدي  لان الجمهور لايجد اية حواجز من خلال تقبل الكلمات فضلا عن عدم وجود اي صعوبة من قبلي بايصال صوري الشعرية لهذا الجمهور  كما استخدم في احيان اخرى اللغة العامية وعادة ما يكون استخدامي لهذه اللغة في المحافل والمهرجانات العامة التي تجري خارج مناطقنا فاجدها فرصة مناسبة لكي امرر الفكرة لتصل لهذا الجمهور الواسع وحينها تصل المعاناة التي نعيشها بلغة مفهومة ومعاشة ..
*وهل كانت بداياتك الشعرية بهذين اللغتين ام ابتدات باللغة الفصحى ؟
-نعم بدات باللغة الفصحى كونها تاسست على تجارب معاشة حينما كنا في اعوام الدراسة على تماس مع الابيات والقصائد التي كانت تختزنها كتبنا المنهجية فشدتني عمق تلك الكلمات وجعلتني اجاول محاولات شعرية عديدة فضلا عن تاثري بالشاعر العراقي السياب ..
*الى اي مدى تمنح الملتقيات والامسيات الشعرية الدعم للشعراء الشباب ؟
-بالطبع تقدم هذه المحافل دعما لامحدود لنا كشعراء شباب فاولا ومن معطياتها انها تمنح التواصل المطلوب بين الشاعر وبين الجمهور رغم اننا نولي اهتمام بالاراء التي يطلقها النقاد والنخبة من الادباء في سبيل تلافي الثغرات  التي تجتاح بعض الكلمات كما تولي تلك المحافل اهتماما مناسبا بالتعارف والتواصل بين الشاعر واقرانه ليكونوا الجيل الذي يمكن ان يكون لسان حال جيله وزمنه ..
*وهل هنالك معوقات تعترض مشواركم الادبي ؟
-بالطبع هنالك من يواجهننا بالانتقادات لاحتواء بعض قصائدنا على مفردات عربية عادة ما تكون دخيلة لذلك نحاول ان نتلافى هذا الامر بالاستماع والاستئناس باراء النقاد واللغويين  الذين يفيدونا في هذا المجال ..
*برايك ، ما هي اهم الوسائل لدعم الشاعر السرياني الشاب ؟
-هنالك الكثير من هذه الوسائل التي تتنوع بدعم الشاعر الشاب من اجل تعريفه بالجمهور من خلال رعاية منشوراته وطبعها بمجاميع شعرية لكن الاهم من كل ذلك هو استحداث مسابقات شعرية على غرار ما يجري في دول الخليج من نسخ لمسابقات عادة ما تحمل لقب شاعر العرب او شاعر العراق فلذلك تبدو الحاجة ملحة لاستحداث مسابقة بعنوان شاعر السريانية ويتم من خلالها التنافس للحصول على هذا اللقب الذي لايكفي وقعه المعنوي بل ايضا يسهم ماديا في الدفع بالقدرة والموهبة الشعرية لدى شعرائنا الشباب الذين ومع الاسف لايجدون فرصتهم الحقيقية  الا من خلال اقامة تلك المسابقات ..
*قبل اكثر من عام كانت لديك الفرصة لان تطلق كلماتك الشعرية في قصيدة مصورة عرضتها فضائية (عشتار ) عن محنة النزوح ، ماذا عن اصدائها ؟
-اردت من خلال هذه القصيدة ان اتوجه للشباب المسيحي برسالة مهمة ملخصها التمسك بالارض وعدم التشتت بمغاور الهجرة واستخدمت اللغة العامية كونها كانت الاقرب للشاب الذي ترك الموصل ومناطقنا في سهل نينوى من اجل ان لايلتفت لدروب الهجرة الوعرة وان يبقى متحملا خيار البقاء في الوطن ..
*وما هي طموحاتك المستقبلية ؟
-اطمح بمواصلة نتاجي الشعرية وان يسهم زملائي الشعراء الشباب بمواصلة جهودهم رغم كل المعاناة التي يعيشوها في ان ينقلوا قصائدهم كنوارس تحلق بين المهجرين لتمسح دموعهم وتشعل لهم شموع الامل واقمنا امسيتين بين اخوتنا النازحين في اربيل لكي نقوم بهذا العمل زارعين بذرة الامل ..


32
لم يعد لنا ذكريات في (الشفاء )..!!
سامر الياس سعيد
لو كنا هناك ووردنا ذلك الخبر فحينها  ستكون محطاتنا اللاحقة  الاستقرار في احدى حافلات (الكوستر ) لنمضي فيها بضعة سويعات قرب نفق الجامعة قبل ان تنفث دخان انطلاقها  وتمضي متجاوزة الجسر الثالث نحو المرور بمعمل البيبسي ومستشفى ابن سينا  قبل ان تتوقف قرب نهاية الخط لتستدير تلك الحافلة نحو معاودة سيناريو الذهاب والاياب ..سنترجل حال توقف(الكوستر ) لنختار ايضا طريقا مختصرا لنمضي نحو وجهتنا ممثلة بكنيسة الطاهرة الخارجية وستتوقد ذاكرتنا بمحطات قصدنا فيها هذه الكنيسة متمتمين بصلوات نبتغي فيها الشفاء من مرض داهمنا قبل ان نلقي باجسادنا على اسرة الشفاء في المستشفى الذي لايبعد سوى كيلومترات قليلة عنها ..وقبل ان تبصر اعيننا مصابنا باختفاء تلك الكنيسة التي داهمها الغرباء اولا ليسرقوها ويحاولوا ان يعينوا  العم (حازم ) على ازالة شمع قد ذاب على جوانب جرن تم تحويره ليكون بالتالي محتضنا شموع الشفاعات والابتهالات بان يكون للموصل ومسيحييها  الامل بالامن الذي افتقدوه مرارا ..ستجول اعيننا في هذه الكنيسة قبل ان تمحيها جرافات داعش وسنحاول ان ننصت لاروقتها ففيها مازالت اصوات تلاميذ الغسانية وهم يرددون مع معلمهم (العم حازم ايضا ) والشماسة مشرق هتافاتهم للرب وهو يدخل الى اورشليم ظافرا مستعدين لحفلة سعانين ستقام قريبا ..سنبصر تلك الاغصان المتدلية وهي تحمل الزيتون لتحدثنا عن هلعها قبل ان يقلعوها من امنتها فمازال في قلب تلك الاشجار الخوف من ان تسمع ذلك الانفجار الرهيب الذي طالها قبل عيد الميلاد ببضعة ايام قبل عدة اعوام ..مرت تلك الجرافة اللعينة فحطمت اولا قبور الراقدين فمرت بقبر سجي فيه شهيدا في الحرب فلم تذعن لتلك الشهادة المكللة بالدماء ولا الى رهبة الفاو وهي تغتال تلك الوردة وتقطفها من بستان الحياة قبل الاوان وبينما هي تمضي ارادات ان تهدم صرحا لايقل رهبة عما يقابل من هيكل الكنيسة الذي احتضن رفات الخالدين بخدمتهم ووزناتهم الكهنوتية في مذبح الرب ..ارادت ان تنال من صرح المعهد الكهنوتي تلك الجرافة ولم تعد تنصت  لصرخات المطران اسحق ساكا وهو يقول  ابتعدي  ايتها الالة اللعينة فمازال تلاميذ المعهد يحيون وليمة العلم ويوقدون شموع مستقبلهم فمازال بينهم من ارتقى كرسي الابرشيات ..هكذا اغتالت تلك الجرافة التاريخ المفعم بالذكريات واسقطت ركنا من اركان الذاكرة الجميلة لعشرات الشبان  والشابات ممن ارادوا ان تكون عتبة تلك الكنيسة اولى محطات حياتهم الزوجية ..مازالت الصلوات مترسخة بتراب الارض التي اصبحت مستوية لتتذكر العم عيسى وما كان يحمل من انموذج الخدمة الرائع ..كم كانت الكنيسة تبدو كعروس في يوم الخامس عشر من اب حيث يكللها الناس بمبيتهم فيها ليشهدوا بزوغ نهار (العذرا) في بيتها وينهوا موسمها البهي بقداس مميز فهل اصبحت الايام اللاحقة سرابا ..وهل بدت مسيرة الاب الخوري (فائز الشماني ) مع هذه الكنيسة عبر ربع قرن مجرد ذكريات تستقر في صور ومشاهد بعد ان توارت الكنيسة عن الانظار ام ان المطران صليبا راعيها وبانيها سيسعى لان تظهر للعيان بهمة المؤمنين كما جرى في منتصف تسعينيات القرن الماضي فاقام بهذا التاهيل بوابة النصر قبل الحلول في فنائها الرحب الذي يحوي صندوق التبرعات الذي كان يهرع اليه الموظفين في اول ثمرهم يودعوه في ذلك الصندوق لتكون اولى غلالهم للسيدة العذراء وابنائها ..


33
ما خفي من سيرة فائق بطي
سامر الياس سعيد
رحل مؤخرا عميد الصحافة العراقية الدكتور فائق بطي ،لتبرز مع  رحيله الكثير من المقالات والاصداء التي دونها كل من جايل (بطي) في ميدان الصحافة او استمتع بما دونه يراع الراحل موثقا لمسيرة الصحافة العراقية بكل مكوناتها خصوصا ،وان هذا الميدان البحثي كان مسك ختام مسيرة قلمية للراحل فائق بطي في ميدان صاحبة الجلالة ..
وقد كتب الصحفيون العراقيون مقالاتهم بدافع توقير ذكرى الراحل واسهاما منهم ليضعوا لمسة وفاء وعرفان في مشهده الاخير ،ومع ذلك فالدرجة العلمية والمكانة الثقافية التي بلغها الراحل زرعت الاسئلة في ظل غياب الصحافة العربية والعالمية  من الاسهام باشارات منها لرحيل  الكاتب العراقي الذي زاوج بين القلم والنضال اغناءا لمسيرته في الصحافة العراقية والتي استهوته وجذبته بعد ان تشرب المهنة منذ ان كان يرافق والده الصحفي البارز روفائيل بطي حيث شق  الاخير بقلمه الطريق لتبوء  وزارة الاعلام وليكون لفرسان الكلمة الفرصة في تحقيق انجاز مهم يضاف لبصماتهم واياديهم البيضاء  في سبيل نهضة العراق في بدايات تبلوره الاولى ..
لقد تابعت من خلال الكلمات التي كتبها صحفيون مخضرمون في صحف ومواقع الكترونية عن مسيرتهم الى جانب الراحل الدكتور فائق بطي والذي واصل رئاسته للبلاد (الجريدة )بعد رحيل والده روفائيل بطي فاسهم بذلك في ارساء اهم الصحف العراقية  التي كانت تصدر منتصف الخمسينيات بكل ما كانت تشهده تلك الفترة من غليان انبتته ظروف البلد وتغيير الوعي المجتمعي للعراقيين بعد ان لامسوا اولى ملامح الثقافة العراقية التي كانت تشهد في ذلك الظرف الزمني اولى ثمارها وهذا ما دعاني لان ابحث بكل جدية عن اسهامات للصحفيين العراقيين بما كانت تعيشه البلاد العربية ،وهل اكتفت كتابات العراقيين في تلك الفترة من ان تكون صرخة الحق نحو تغيير واقع الفساد والجهل والتخلف الذي كان بلدهم يئن تحت وطاته ام يبادروا لتصويب فوهات اقلامهم لتشمل ايضا  واقعا مزريا تعيشه البلاد العربية على جانب اخر من الميدان ..
ومع ما اثارته تلك المتابعة السريعة لمواقع اعلامية عربية  غيبت من صفحاتها اية اشارة لمكانة فائق بطي واسهاماته في الميدان البحثي بما يتعلق بالصحافة العراقية جعلنا نضع ايضا علامات استفهام حول الدور المحدود للاشعاع الصحفي العراقي وقدرته على تغطية  ليس الواقع المحلي فحسب بل يضاف اليه الواقع العربي والعالمي مثلما كان الدور الذي اضطلع به صحفيون عرب من خلال ما قدموه من عصارة خبرتهم وتجاربهم ليوظفوها في سبيل نهضة دول اخرى ولم يتحددوا بما كانت تعيشه بلادهم من ظروف ومخاضات لاتقل سوءا عن نظيراتها ..
ومثلما هو معروف فان الصحافة تبقى رسالة ومراة للاجيال اللاحقة لذلك فقد كانت مهمة التوثيق والارشفة من ابرز ملامح الصحافة  حيث التفت اليها  الراحل فائق روفائيل بطي مدونا في اسفارها البدايات والملامح الاولى الخاصة بالصحافة العراقية على وجه العموم ليبدا بعدها بمتابعة سفر الصحافة الكوردية متناولا في ثنايا ما كتبه ضمن هذا الاطار كل ما تعلق بهذه الصحافة التي عالجت هموم الكورد ونادت بانصافهم وتحريرهم من براثن التهميش والاقصاء التي طالتهم خلال مراحل وادوار الدولة العراقية ولم يبتعد عن الهم الانساني للمكونات فكان اخر ما تابعه يختص بالصحافة السريانية فبلور رؤيته التوثيقية والارشيفية المختصة  لهذه الصحافة معززا دورها الاعلامي في ان تكون صوت الحق الهادر ضد كل اشكال الطمس والمحو التي رافقتا اللغة السريانية بكونها اقدم لغات العالم ومنبع الحضارات التي اقتبست اشعاعاتها من وهج حروف هذه اللغة ..
لذلك بعيدا عن رؤية الصحافة العربية لاعمدة الصحافة العراقية ونخبها فان الصحفيين العراقيين لم يجيدوا انهاء مشوارهم بين اروقة المكاتب الخاصة بالمؤسسات الاعلامية وبين مكائن الطباعة  فحسب فضلا عن متابعة الواقع والمجتمع من اجل انضاج ارائهم وابرازها للراي العام  فتابعوا تلك المسيرة الحافلة ليكونوا شهود عصر  وعصور تتابعت من خلالها بدايات  الصحف وعناوينها ليكونوا لها مؤرخين وموثقين ويتابعوا الصرخات الاولى  التي تزامنت مع ولادة الاصوات الاعلامية في الكثير من عهود العراق وبكل ما اختزنته تلك العهود من توهج وانطفاء للفكر والرسالة الاعلامية ونهجها في سبيل القضايا الانسانية ..


34
برنامج لاكتشاف نداء الله
سامر الياس سعيد
واخيرا التفتت برامج الواقع لاهم البرامج التي على ارتباط وثيق بالحياة الانسانية فالخبر الذي  طالعته من على موقع جريدة النهار اللبنانية في عددها الصادر يوم الاحد الموافق 24 كانون الثاني الجاري وسانقل رابطه وتفاصيله في السطور الاخيرة حيث تتلخص فكرة البرنامج باكتشاف نداء الله من قبل خمس شابات ينوين ان تنتهي مسيرتهم بالبرنامج لارتداء ثوب الرهبانية ..
الرهبنة التي ترسخت على فكرة دعوة الله للعاملين في بيدره او كرمه لم تجد ذلك الصدى الواسع في ظل مغريات الحياة حتى اصبح الكثيرون يقدمون على سلوك هذا اطريق لكنهم يشعرون بالندم وسرعان ما يتركوا البيدر ليواصلوا مشوار حياتهم السابقة  فضلا عن اخرين بداوا تلك البداية السليمة لكنهم مع مرور الوقت يرضخون لاكثر الحروب النفسية شراسة فيسقطون في فخ الياس ويضطرون لخلع ذلك الثب الروحي وللعودة من جديد الى نقطة البداية ..
ومع اختلاف وجهات النظر بشان النظر الى هذا الامر  فمن جهة فالدعوة الروحية تبنى على اساسيات راسخة من الاقتناع حتى لايمكن من ان تدمرها رؤى وافكار سرعان ما تحيط بالانسان الراغب في الولوج الى هذا الميدان واقول ميدان لان فيه تكثر الحروب  النفسية والمادية والاجتماعية  وعلى الراسخ في الاساس المسيحي ليكون على  قدرة كبيرة بمواجهة التحديات التي تواجهه فمازالت الذاكرة تحتفظ باناس واصلوا مشوارهم لكن التحديات لم تخفت في ظل حرفهم عن رغبتهم فاذعنوا لها وتركوا ميدان الرهبنة ليتفرغوا للحياة بعد ان كانوا في يوم ما  رعاة لقطعان من الخراف فتواروا خلف الكواليس رغبة منهم او اعلان لرفضهم لممارسات لم تكن تتباين مع رؤيتهم  وهكذا فقد الميدان اناس طموحين كانوا للاخرين بمثابة مشاعل مضيئة اخفتها تحديات الحياة وما اكثرها  ولنلتفت الى ما ابرزته وسائل الاعلام عن دخول هذا الامر لبرامج الواقع  حيث شاركت خمس شابات في اسبانيا في برنامج جديد لتلفزيون الواقع يحمل عنوان "اريد أن اصبح راهبة" يرمي بحسب معديه الى اظهار كيفية "اكتشاف نداء الله" والتعرف على الحياة الرهبنية، على ما افادت قناة خاصة اطلقت المشروع.
هذا البرنامج الجديد ينطلق في اوروبا بتمويل من قناة "كواترو" وهي احدى قنوات شبكة "ميدياسيت اسبانيا" التابعة لمجموعة اعلامية يملكها رئيس الوزراء الايطالي السابق سيلفيو برلوسكوني - بالتعاون مع شركة "وورنر" الاميركية.
وسيبدأ عرض البرنامج في نهاية شباط/فبراير، على ان يستمر ستة اسابيع، وهو مستوحى من برنامج على قناة "لايف تايم" الاميركية الشمالية بعنوان "ذي سيسترهود: بيكامينغ نانز".
وأكد مدير انتاج برامج قناة "كواترو" ماريانو بلانكو لوكالة فرانس برس "أننا لا نريد من خلال هذا البرنامج احداث جدل بل نقاش سليم جدا في شأن الدعوات الدينية".
وقال "البعثات الدينية تقر بأن هذا الامر قد ينطوي على فائدة كبرى اذا ما كانت نتيجته زيادة عدد الاشخاص الذين يعبرون عن دعوتهم الدينية"، لافتا الى ان اختيار المشاركات الخمس في البرنامج حصل على اساس "الدعوة الإلهية" التي تلقينها و"نواياهن ليصبحن راهبات".
وأضاف "جميعهن شابات عاديات يعشن في بيئتنا حتى أن احداهن هي على علاقة غرامية".
وخلال الاسابيع الستة للبرنامج، ستغوص المشاركات الخمس في صلب الحياة اليومية للراهبات في مدن مختلفة من اسبانيا وحتى من بوليفيا في قلب الادغال.

"أريد أن اصبح راهبة" ... برنامج لتلفزيون الواقع

http://static.tv.annahar.com/videos/900_71193566946_360p.mp4

35
هوزايا وكلمات لم تصافح عيناه
بناة نينوى العريقة يناضلون لاقرار حقوقهم

سامر الياس سعيد
رائحة التاريخ تنبعث من مقالات ترسخ في الذاكرة وتستقر في ثنايا الاعماق لتنطلق مع اثارتها عند رحيل الاعزاء وهاهي رائحة اخرى من روائح التاريخ تنطلق برحيل الكاتب والاديب يونان هوزايا حينما تصفحت بريدي الالكتروني لاجد مقالة كنت قد نشرتها في جريدة (بهرا ) عن اصدارللراحل ابصر النور في ربيع عام 2012 واهداني اياه الصديق شموئيل شليمون لاجدني غائصا في متونه مطلقا العنان لكلماته في قراءة واستعراض قمت بنشرها في هذه الجريدة اعتزازا بالقلم الذي دون كتاب (محطات ..ونجوم )وارى من المناسب ان اعيد نشر ذلك الاستعراض نظرا لما فيه من محطات غنية بالمعلومات اضافة للراي والتجربة التي وفرها الكاتب لقرائه  وتحت عنوان (محطات ونجوم في حياة كاتب سرياني ) كتبت قبل ما يقارب ما يزيد على الثلاثة اعوام هذا المقال مع اعترافي بان هذه الكلمات لم تصل للمحتفى به  :
يتابع الكاتب يونان هوزايا  في كتابه المعنون (محطات ..ونجوم ) سلسلة من مقالاته المنشورة التي لم يخبو بريق كلماتها بل تبقى تلمع بسيرة شخصيات مهمة احتواها التاريخ ليضع هوزايا كلماته إزاء كل شخصيةمتحدثا عما قدمته  في كتاب مهم ويحوي الكثير من الأسفار التي تتحدث بإسهاب عن قضايا راهنة وتاريخية عاشها السريان خلال حقبهم  وفي 193 صفحة من القطع المتوسط يسرد يونان هوزايا سلسلة من الاستذكارات ويقرنها برؤى وأفكار  ضمتها صفحات هذا الكتاب المهم الذي يعد وثيقة لما حدث واعتراف بجميل سلسلة من المفكرين لما قدموه عبر عشرات السنين ليتناقله الأحفاد بعرفان وحبور كبيرين  ويستهل الكاتب سفره بمقدمة يتناول فيها  مهمة إصدار  الكتاب مشيرا بأنه مجموعة مختارة  من عشرات المقالات المنشورة  في جريدة (بهرا ) أو على صفحات المواقع الالكترونية لعدد من المواقع السريانية  ويقسم هوزايا المقالات  بواقع أربع مجاميع  منها  تسع مقالات طويلة  أو أبحاث ومن خلال تلك المقالات يتطرق الكاتب لنخبة من رجالات الفكر كيوسف مالك والأب الدكتور يوسف حبي فضلا عن إثارة استهداف السريان  كما يختار في  مجموعة تالية عشرات الأعمدة التي كان يكتبها في جريدة (بهرا ) تتحدث تلك الأعمدة عن  شخصيات غادرت مسرح الحياة  واستذكارات لمناسبات مازالت تبرق بدماء ضحاياها  أما مقالات المجموعة الثالثة فتناولت شؤونا وشجونا شتى  من بينها  ما حصل على مسرح الأحداث السياسية في العراق  وتتوالى صفحات الكتاب لتنطلق من نعوم فائق  الذي يصفه الكاتب بعلم قومي شامخ حيث تتناول المقالة المختصة به  سلسلة من محطاته الحياتية كما يتابع مع يوسف مالك بمقالة معنونة نصير الاقليات  كما يسلط الكاتب الضوء في صفحة تالية على ما قدمه فريدون اثوريا  من حنكة واقتدار كاشفا عن أهم محطات حياته وما سطره مداده  كما يكتب  عن فريد نزها  القومي الغيور  والصحفي الجريء متابعا ما قدمه نزها من اثار صحافية أهمها مجلة الجامعة السريانية  حيث كان من ابرز المساهمين في المجلة  التي صدر العدد الأول منها في عاصمة الأرجنتين (بوينس ايرس ) في عام 1934 ومن أهم من كتب فيها  جبرائيل ربز وابراهيم كوركجي والياس جرجس طراد وجبرا ابراهيم جبرا وانطوان رسام ويوسف مالك  والشعراء الكبار  أمثال خليل مطران ورشيد سليم الخوري وجبران خليل جبران كما يفسح الكاتب صفحات واسعة للتطرق الى شخصية مهمة تركت بصماتها على واقع الفكر والتاريخ حيث يتابع سيرة حياة الأب  الدكتور يوسف حبي  معنونا مقالته بـ( الموسوعة ولقاء الوداع ) ومع محطة الشخصيات ينتقل الكاتب الى محطة أخرى يتابع فيها بشكل موسع ما تعرض لها الاشوريون من حملات استهداف لعل أبرزها ما تعرضوا له في مذبحة سميل حيث يصفها الكاتب بثورة 1933 ومذابح سميل ويستهل هذا الفصل بالقول  بان تفاوت الاراء  إزاء  الأحداث التاريخية  خصوصا تلك التي  تتداخل فيها  الأمور السياسية والعسكرية  والمخابراتية  لتضم بين دفتيها اخبارا  وأوامر  وتحركات في غاية السرية والكتمان  ويصف تحركات المحللين المعاصرين تجاه تلك الثورة  بالاقتراب من حقائق الأمور  من خلال تعدد مصادر المعلومات  وتسرب بعض الوثائق  الهامة  واستفادة المحللين من ذكريات ومذكرات اناس عايشوا تلك الاحداث كما ينتقل الكاتب الى محطة أخرى هامة تشغل بال  المشتغلين بالشان القومي فيما يخص قضايا الاقليات ومنها  التسميات المتعددة  بين الحقيقة والإشكالية  معربا عن فخره بان الشعب الحي الذي بنى مدينة عريقة عرفها التاريخ  بقي مناضلا  في وطنه لإقرار حقوقه والحصول على إقرار رسمي  بهوية هذا الشعب  والسعي  للبقاء  والمشاركة الإنسانية رحلة  الحياة والتطور كما تطرق الكاتب الى موضوع مهم وبارز من خلال التطرق الى  مفهوم هيمنة  الأكثرية  وديباجة الدستور نموذجا كما تحدث عن تجارب حياتية عاشتها المكونات فضلا عن التطرق لمدن تاريخية كطور عبدين منوها بان المدينة كانت عبارة عن سجل للتاريخ والشهادة  وفي محطات المدن توسع الكاتب ليتحدث عن مأساة بلدة اسمها صوريا كما واصل متابعة أسفار ذاكرته ليتوقف عند محطة هرمز شيشا كولا  وفي فصل تالي توقف عند ما تعرض له مسيحيو الموصل من حملة استهداف فكتب عنهم مسلطا الأضواء عما تعرضوا له من حملات قتل واختطاف واستهدافات منظمة شهدتها أعوام ما بعد التغيير كما تحدث في سياق مقالة أخرى عن خريف راوي وكتب في محطة أخرى  عن نصيبين واورهاي  كما توقف عند محطة تالية ليتابع سيرة الأب  اوغسطين صادق وتحدث باختصار عن تسمية كلدان واشوريون  ليتابع في سياق صفحات تالية سيرة فنان يدعى بيبا واصفا اياه بالملك  ولم يتحدد بالواقع الفني  بل بقي يتابع مشواره ليطل إطلالات على واقع الانتخابات  ويبدي رأيه بشان تكامل  الجهد القومي كما افرد صفحات للحديث عن سياسة الحياد الايجابي  وتوحيد الخطاب السياسي القومي وفكرته بشان مشروع سهل نينوى كما افرد في صفحات أخيرة فصولا للحديث عن تاريخ  الصحافة السريانية  باعتبارها فصلا من فصول تاريخ هذا الشعب واختتم الكاتب كتابه بنشر قصته الفائزة  بالمرتبة الأولى في مسابقة مجلة الفكر المسيحي  التي اقامتهاعام 1985..
 


36
الاماني والاهواء بين الدين والدنيا ..جديد الكاتب يعقوب افرام منصور
سامر الياس سعيد
بستة محاور وبـ(800) صفحة من القطع الكبير صدر مؤخرا للكاتب  يعقوب افرام منصور كتاب بعنوان ( الاماني والاهواء بين الدين والدنيا )..ويبين منصور في مقدمة الكتاب  ان لكل مخلوق بشري سوي تنطوي جوانحه على  ضروب شتى من امان واهواء ومبعث تلك الجوانح نزعات وميول ورغبات واحتياجات فيزيولوجية نفسية  وتطلعات وتشوقات وتعطش في كيانه تتحكم فيه الامزجة التي تتراوح فيها  قوة الخضوع لزواجر العقل والدين والقانون بين الشدة والاعتدال والضعف ..وتتقدم الكتاب كلمة تقديم للمطران بشار متي وردة رئيس اساقفة  ايبارشية اربيل الكلدانية يبين فيها ان خلفية  الشخص تؤسس عوامل رصيده معرفيا واخلاقيا وثقافيا وتراثيا مبرزا في سياق الكلمة معطيات واوليات مؤلف الكتاب ويبرز من خلال كلمته انموذجا من ابرز مؤلفاته السابقة والمعنون  تلميذ الناسك والغاية ..وتتمحور محاور الكتاب حول عدة مواضيع رئيسية حيث يتخصص المحور الاول حول (اماني الحياة واهواؤها )ويسلط الضوء من خلال هذا المحور على مواضيع منشورة للمؤلف في عدد ممن المجلات الدينية مثل (الافق) و(بيث عنكاوا) و(الفكر المسيحي) و(نجم المشرق) ومن هذه المواضيع ( العالم الذي نتمناه) و(البلاد المحجوبة ) و(درس في التسامح لعالم مضطرب ) و(حب الانسانية الشامل ) فيما يتمحور المحور التالي حول( شؤون وهموم )ويبرز منها عدد من المقالات  مثل (الانسان في الترف) و(العمى الروحي) و(الدين والمسيحية في منظور )اما المحور الثالث فيحمل بين طياته (ذكريات  وتراثيات وبلدانيات )ويستقي المؤلف مواده من عدد من المقالات التي نشرها ومن بينها (المكونات الفكرية  والحركة العلمية في البصرة ) و(عيد الميلاد قديما وحديثا في فنلندا) و(الاحتفال والتهاني والتاخي في الاعياد) و(ارثنا  الديني وتطلعاتنا نحو المستقبل) كما يتخصص المحور الرابع في عدد من الابحاث  والمحاضرات التي القاها المؤلف في مناسبات مختلفة ومن تلك المحاضرات  التي نشرها ايضا في عدد من الصحف والمجلات (خلاصة  اراء ارسطو في الانسان ) و(السمات الايمانية عند غاندي )و(العمى الروحي قديما وحديثا) اما المحور الخامس من الكتاب فيضم اشعار وقصص ومن هذه القصص( صورة الوداع )و(عازفة  الارغن )و(تل حنين )و(المعلمة الجديدة ) اما المحور السادس فيضم وجوه واعلام وتضم مقالات عن (الاب الكرملي في ذكرى رحيله ) و(الخوري بطرس سابا )و(الاب فرنسيس المخلصي) كما يضم  المحور لقاءا مع الكاتب اجراه الاعلامي ظافر نوح ونشر في موقع عنكاوا دوت كوم ..تجدر الاشارة الى  ان المؤلف يعقوب افرام منصور من مواليد البصرة في 5 ايار 1926 وانفق في الموصل الفترة خريف 1940-صيف1945 عاد بعدها الى البصرة  وفي شتاء 1957 انتقل للاقامة  في بغداد وهو عضو اتحاد الادباء والكتاب  العراقيين  منذ عام 1959 وعضو جمعية المترجمين العراقيين منذ عام 1979 وباشر بالكتابة منذ عام 1949في عشرات المجلات والصحف العراقية والعربية وله عدد من المؤلفات ..


37
ملابسات استهداف رجل دين  تكشف بعد قرن
لاسو ينقب عن حثيثيات قضية استشهاد مطران سعرد
سامر الياس سعيد
تتخذ الكتب المناسباتية من حلول ذكراها قيمة مهمة اذ تصدر في الوقت الذي يستذكر فيه المؤرخون ملابسات الحوادث التي جرت من خلال استذكار  كل الذكريات المحيطة بها خصوصا وان التاريخ يكشف عن ادق التفاصيل التي جرت ويقراها بموضوعية دون ان يقرن تلك الرؤية عما جرى من استقصاء لتلك الحوادث  التي جرت بفترة زمنية قصيرة فيبقى المؤرخون يبحثون عن قيمة الزمن وقدرة كل مؤرخ ان يحظى بتفاصيل بعيدة عن التشويه والتحريف ليبقي على المعلومات التي بحوزته من اجل ابرازها للعلن دون ان تشوهها حقائق غريبة احيطت بها من خلال رؤية كل شخص ازائها ومحاولته زيادة احداثها بحثيثيات لاتتعلق بها البتة ..
واليوم اذ يستذكر المسيحيون مذابح السيفو التي  ارتكبها العثمانيون بحقهم ابان الحرب العالمية الاولى فلاشك ان  كل تلك المذابح ستحظى بالكثير من التفاصيل التي سيسعى اليها المؤرخون من اجل استكشاف ما تعلق بها وابراز المناخات التي ارتكبت في ظلالها كل تلك المجازر والتي حصدت الاف الابرياء ممن بقيت السيفو مقترنة بما لاقوه منقتل وتنكيل فافضى ذلك الى تشتتهم وهجرة مناطقهم  وبقيت ذكرى الراحلين محددة بتوالي الاعوام من اجل الاستذكار وقراءة نهاية سيرتهم لاخذ العبر والدلالات منها ..
واليوم اذ تمر الذكرى المئوية الاولى على تلك المذابح فلابد لاقلام المؤرخين من ان تجد وتثابر من اجل استذكار من سقطوا في تلك المذابح وابراز النهايات التي كانت عليها سيرتهم  ومن معطيات هذا الامر الكتيب الذي اصدره الباحث والمؤرخ المثابر (ادمون لاسو ) اذ ينقب في حثيثيات استشهاد مطران سعرد ادي شير  ويحمل عنوان ( المطران الشهيد ادي شير 1867-1915 بمناسبة مئوية استشهاده ) ويذكر لاسو في مقدمة الكتاب الذي يقع بـ(63) صفحة من القطع المتوسط ان قراءته لحياة المطران الشهيد تبدا من تلك النهاية  التي هي لحظة استشهاد المطران والتي قربته من نيل الكرامة  خصوصا وان فعل الاستشهاد يوسع الباب الضيق..
ويحفل الكتاب ايضا  الى جانب لحظة الاستشهاد الدرامية  بالعودة الى نسب المطران وسيرته ومؤلفاته ومصير مكتبته ويوثق ايضا الى نماذج من الوثائق التي تركها ثم يختتم المؤلف المقدمة بالرجاء بان يبقى شهداؤنا شعلة حية  تنير لنا دروبنا التائهة وتظل دماؤهم بذارا حيا لحياتنا الترابية والابدية ..
وفي مستهل الكتاب يذكر المؤلف قصة الاستشهاد فيشير الى ابرشية (سعرد) التي تولى رئاستها المطران الشهيد فيشر الى وقوعها في (سعرد) او (سعرت) وهي من ديار( ربيعة ) قريبة من شاطيء دجلة  وهي متصرفية  خاضعة لولاية ( بتليس) وبينها وبين (ماردين)  اربعة ايام شمالا ..اما القسم الثاني من الكتاب فيخصصه المؤلف لنسب المطران شير وسيرته  ومن ثم يعدد في صفحات تالية اثاره كون المطران  الشهيد كان من اهل العلم  والنظر النقدي واحب التاريخ والتاريخ الكنسي والفهرسة واللغات كما يسلط الضوء على مكتبته ووثائقه في صفحات اخرى  ..
ويختتم فيما قبل الخاتمة بتساؤل مشروع مفاده احقية  رؤساء الكنائس الشرقية  بتقديم الشهداء من خارج الكنيسة الكاثوليكية  للتطويب والتقديس  اما في الخاتمة فيبرز المؤلف ادمون لاسو  ان مناسبة سيفو وحلولها هذا العام 2015 الحت عليه ليترك مشروعه الراهن الذي يغوص فيه باحثا عن اثار الراحل الاب الدكتور يوسف حبي وما نتج عنها من كتب قيمة ابرزها (الفلسفة السريانية)  لكن فكرة  تاليف هذا الكتاب عن المطران ادي شير الحت على لاسو  بقوة الى درجه بقائه عاملا على مواصلة التدقيق والتحري عن تفاصيل واحداث مر بها المطران المذكور وليواصل معها الليل مع النهار في سبيل انجاز هذا المؤلف بفترة قياسية  لم تتجاوز الشهر الواحد ..
ذكرنا في مستهل حديثنا عن المؤلف بان الكتب المناسباتية مهمة خصوصا وان نشرها في مركز الاحتفال بالمناسبة يتيح للمتابعين  ان يكونوا في قلب الاحداث للاستذكار وابقاء تلك الاحداث رهينة الذاكرة وعمق الاحتفال بمئوية مذابح السيفو ستجعلنا امام مؤلفات اخرى ربما يبرزها مؤلفين ساروا على خطى المؤرخ المثابر ادمون لاسو لينتجوا كتبا اخرى تحكي بالتفاصيل والاحصاءات ما شهده الكثيرون ممن سقطوا نتيجة تلك المذابح التي اقترفها العثمانيون قبل 100 عام ولتبقى الذاكرة نابضة بالكثير من مناخات افضت لارتكاب تلك الفضائع ولتجعلنا ندرك حقيقة ان يكون الانسان ماضيا نحو الانسانية لاان يعود به الزمن من اجل اقتراف فضائع اخرى لاتقل بشاعة عما تم قبل قرن من الان ولعل ما حدث من ابادات جرت على ايد عناصر تنظيم الدولة الاسلامية قبل عام  وما بعدها تعيدنا لكي ندرك ان عقارب الزمن ربما تعود مرة اخرى ولكننا في ترقبنا لتلك العودة  نترقب من يجسد حقوق الانسان ويرسخ القيمة العليا للانسان في مواجهة حقد الاخر  وتعامله بلغة الدم كوسيلة وحيدة لاقصاء الاخرين دون ان نحظى ببزوغ تلك الشمس التي بشروقها تفضح تلك الجرائم  والتي ما خفي منها كان اعظم ..


38
صحافة انطلقت بغير مناطقها وغياب الاستقرار ابرز معاناتها

سامر الياس سعيد
تقع ارومية ضمن حدود الجمهورية الايرانية ،ورغم ما تميزت به هذه المدينة من كثافة سريانية انجبت الكثير من الاحداث يضاف اليها انها كانت منطلقا لصدور اول جريدة سريانية باسم (زهريري دبهرا) في الاول من تشرين الثاني عام 1849 لكنها ايضا لاتعد من اهم المناطق التي  ترجمت حضورامميزا للناطقين باللغة السريانية لاسيما في بلاد الشام او في العراق او تركيا فكانت اولى خطوات الصحافة السريانية في هذه البقعة لتشهد معها خطوات اخرى متلاحقة اسهم باصدارها العديد من  النخب المهتمة بنشر الثقافة فضلا عن تاكيدها لقدرة الصحافة على لم الشمل المشتت وادراك الحقائق والتوثيق والارخنة المتعلقة بما مر به هذا الشعب ..
واذ كانت انطلاقة (زهريري دبهرا) في ارومية الايرانية  بمثابة ولادة للصحافة السريانية بعد مخاضات عسيرة فان تلك المخاضات لم تغب عن مراحل العديد من العناوين  الصحفية خصوصا وان من ابرز تلك المعوقات هو عدم استقرار تلك العناوين في صدورها الامر الذي جعلها رهينة واقعها ولم تستاثر بالمتابعة التي يوليها القراء والمؤرخين في ادراك الكثير مما يعنى بتلك العناوين خصوصا واهتمامات تلك الصحف وتوجهاتها كان تكون سياسية او ثقافية او جامعة لكل الشؤون والقضايا ..
قبل دخول تنظيم داعش لمدينة الموصل كانت عجلة الصحافة في مناطق سهل نينوى تدور بالكثير من العناوين خصوصا في الفترة المحصورة ما بين عامي 2003 وحتى 2014 فازدهرت تلك العجلة رغم ان المعوقات لم تغب عن اجواء بعض من تلك الصحف او المجلات  والتي اهتم بعضها بالشان السرياني فالتفت في ايلاء هذا الامر الاهمية المطلوبة من خلال افراد بعض صفحات تلك المطبوعات باللغة السريانية سواء ما تعلق بالجانب التعليمي تماما كما فعلت مجلة الابداع السرياني عبر صفحات محددة بتعليم اللغة السريانية كما  اسهمت المجلة التي كانت تصدر عن تجمع عشتار لمنظمات المجتمع المدني  بمتابعة الشان الابداعي باللغة السريانية  كما يضاف الى تلك المتابعات ماكانت عليه بعض الصحف كجريدة بهرا لسان حال الحركة الديمقراطية الاشورية من خلال افرادها لطبعة سريانية من الجريدة المذكورة وافردت صحف اخرى كجريدة سورا صفحات محدودة باللغة السريانية لتنشر من خلالها النتجات الادبية وبعض الاخبار  واعتبرت مثل تلك المبادرات بمثابة علامات تشجيعية لنشر اللغة السريانية بين اوساط المهتمين وعدت ايضا في هذا المحور بمثابة فرص تعليمية سواء للنخب التربوية من العاملين في التعليم السرياني ولم تكن تلك المحاولات مقتصرة على المطبوعات الموجهة للكبار بل كانت مجلة هباوي بمثابة البذرة الاولى التي توجهت من خلالها الجهة الناشرة لمجلة الاطفال وهي دار المشرق الثقافية للتواصل مع الاطفال من تلاميذ المدارس السريانية في سبيل تلقينهم اللغة ..
ومن تداعيات سيطرة تنظيم داعش على مناطق سهل نينوى فضلا عن مدينة الموصل هوتعطيله لسكة المنشورات التي كانت تصدر بانتظام عن المؤسسات الثقافية وفي هذا المجال كانت فرحة الاب بيوس عفاص لاتوصف في وصفه للعدد57 من مجلة ملفات الكتاب المقدس والصادر عن دار نشر بيبليا فوصفه الاب عفاص بانه عدد التحدي حيث صدر العدد الذي يحمل عنوان محطات في التاريخ المقدس مؤرخا في تموز من العام 2014 وهو الشهر التالي لسيطرة تنظيم داعش على مدينة الموصل حيث احتلها في منتصف شهر حزيران من العام المذكور ..
كما مثل توقف الصحف الصادرة في سهل نينوى ومن ضمنها جريدة صوت بخديدا التي كانت تصدر بصورة منتظمة في مطلع كل شهر اضافة لعناوين اخرى نذكر منها جريدة سورا (الامل ) التي توقفت  بعد عدة اشهر من ذلك الحدث المشؤوم  حيث مثل هذا التوقف الاضطراري بمثابة صدمة للاوساط الثقافية  بايقاف عجلة التوثيق لتلك الاحداث والتي ينبغي افراد صفحات موسعة للحديث عن النزوح الاكبر للسكان الاصليين من مناطقهم  والتحديات التي واجهوها وكلها امور ينبغي ان تسترعي انتباه المؤرخين في اعتماد مصادر كالصحف والمجلات الصادرة في سنين وقوع تلك الاحداث لاعتبارها كمصادرموثقة ومهمة تعبر عن واقع الحال المعاش ومن خلال تجربتي المتواضعة في هذا الشان فان اغلب المقالات والبحوث والدراسات التي اعتمدتها المؤسسات الاكاديمية  العراقية  في سبيل توصيف ما جرى من مذبحة بحق ابناء شعبنا في سميل عام 1933 كاتت تصف تلك المذبحة بالتمرد الاشوري وهذا ما ابرزته موسوعة الموصل الحضارية الصادرة بجزئها الخامس عن جامعة الموصل  ملقية باعباء ما حل في جانب الابرياء والضحايا مستنبطة مثل هذا الوصف من  الاخبار التي كانت تنشره الصحف الموصلية في تلك الفترة التي حصلت فيها المذبحة ومنها البلاغ الموصلية  وجريدة العمال الموصلية ..
فاذا كانت  تلك المذبحة التي جرت بحق الاف من الابرياء ممن سقطوا في بدايات نشوء الدولة العراقية  توصف بالتمرد من قبل الصحف الممولة من الحكومة دون وجود  الجانب الاخر الحيادي الذي من الممكن ان تستقى شهادته في التاريخ لتبيان التاثيرات التي انعكست تباعا على واقع هذا الشعب فلا ننكر اننا سنقع في نفس هذا الامر بعد عقود بغياب المصادر  من الصحف والمجلات  على قلتها او الصادرة في مناطق متفرقة  بعيدا عن المواكبة والتطور اللذان باتا يصبان في مسيرة الصحافة بمحاورها ومجالاتها لاسيما  المقرؤة وقدرتها في الحفظ والتوثيق بدليل اننا ما زلنا نبحث عما جرى قبل عقود زمنية لنجد في رؤية  الحقيقة وادراك صوتها الصادح ..


39
صفعة (فتاة )على وجه المجتمع المسيحي
سامر الياس سعيد
تداولت المواقع الالكترونية لابناء شعبنا قصة فتاة من ابناء شعبنا تجاوزت كل الحدود والاعراف الاجتماعية لتخطو بمفردها او بصحبة شقيقها البالغ من العمر (9) سنوات مغامرة ركوب المخاطر لترك البلد والوصول الى مرافيء الحياة السعيدة (كما يتصورها البعض) في بلاد الغرب ..
بحثت ضمن متن الخبر المنشور في العديد من المواقع مرارا عن العائلة  الخاصة بالفتاة فلم اجدها فوجدت ان تداول مثل هذه الاخبار غير محبذ فهو يشجع على اهمال العائلة والتمسك بها ولم يفلح كاتب الخبر في ان يشير الى دور العائلة في ترك الخيار للفتاة وهي تخطو مثل هذه الخطوة التي تبدو غريبة في اوساطنا لذلك وجدت مثل تلك المتابعة التي تجاوزت الالفي متابع في قراءة الخبر الخاص بالفتاة ..
صحيح ان الاف العوائل المسيحية ممن تجرعت مرارة المحنة الاقسى بارغامها على ترك مناطقها فكان دافع اغلب تلك العوائل لاجلها ان تسعى لترك هذه المناطق من اجل حماية بناتها حتى لايصبحن لقمة سائغة بيد الدواعش وحينما التجات الى المدن الامنة وارتضت ان تستقر مع اكثر من عائلة في مسكن  فانها اقتنعت بان المرارة من وراء هذا الاستقرار ستكون مناسبة بالمقارنة مع بقائها في تلك المناطق والرضى بخيارات  التنظيم المتطرف ..
لكن الكاتب وعلى لسان الفتاة اشار الى ان الوضع اصبح سوادويا ولم يكن مناسبا للاستمرار في ظروف واجواء استحالة استكمال الدراسة الجامعية  او غيرها من الخيارات المتاحة وفات الكاتب كما ان الفتاة بان الوضع الذي تعيشه تلك العائلات حتى ممن استقرت بمنازل بمفردها لكنها ارتضت بالواقع رغما عنها ولم تشعر بالارتياح فكان حل تلك العائلات موحدا بشان ترقب انجلاء الظروف الاستثنائية وعودة الامور لطبيعتها لكننا ندعو ان مثل تلك الحالات الشاذة التي تقرر فيها الفتاة  وضعها بالتحليق بعيدا عن سرب العائلة بسبب الظروف التي نعيشها غير مناسب بالمرة فحتى حينما يضطر شاب من اجل اتخاذ القرار المر بالسفر والهجرة  علينا  ان نسعى لان نبلور موقف للكنيسة بكونها لاتنفصل عن المجتمع المسيحي وهو ان يبقى هذا المجتمع بعيدا عن هذه القرارات التي من شانها ان تجعل  هذا الكيان الذي بنته حكمة الرب مفككا فما الغاية حينما يقرا الكاهن في رتبة الزواج بان الفتاة  وهو العرف السائد بان تترك اباها وامها لتلحق بزوجها وتتجدد دورة الحياة فماذا ستعلق الكنيسة ازاء هذا الامر حينما نقول بان هذه الفتاة تركت اباها وامها ووطنها لتلحق بحلمها  وهل سيكون في متناول اليد كما تقول بالرغم من ان المهاجرين ممن وصلوا تلك البلاد ومضى على  استقرارهم فيها سنوات وسنوات لم يحسنوا  الانسجام او تحسين وضعهم  وبقيت خواطرهم ترتجف كلما تجدد الامل باشراقة شمس العراق وهو ينعم بالسلام والامان وهو مبتغى الجميع ..


40
النائب (دون كيشوتة ) وطواحين الحكومة
سامر الياس سعيد
لايختلف اثنان على ان احد نوابنا لم يتبق له القليل ويحظى باسم مطرز في سجلات موسوعة (غينيس ) للارقام القياسية على عدد مداخلاته ضمن مجلس النواب العراقي  رغم ان هذه المداخلات تحمل الكثير من المطالبات التي لوتحققت لعاد اغلب المهاجرين وفضل الكثيرون منهم الاستقرار في البلد ونزعوا فكرة الهجرة من اعماقهم وخياراتهم التي احلاها بطعم العلقم ..
انحني اجلالا للكثير من الاخبار التي يجهد كاتبها وهو يعلمنا من خلالها بان لاصوت في البرلمان الا للنائب (دون كيشوت )ويعيد لاذهاننا احداث تلك الرواية التي بين احد النقاد العراقيين عدم انتمائها للكاتب دي ثربانتس ونسبها لكاتب عربي يدعى  سيدي حامد بن الجيلي رغم مرور قرون كثيرة على تلك الرواية التي نسجت تفاصيلها بخيال فارس يحارب طواحين الهواء ..وهذا ما قارب واقع نائبنا حينما اغرقنا بمداخلاته ومطالبته التي لاتختلف عن مطالبة مواطنين عاديين جذبهم كاميرات الفضائيات (وما اكثرها ) ليطالبوا ويطالبوا دون جدوى ودون (قبض ...!)..
وانحني اجلالا لهذا النائب الذي لم يقنط ولم يياس حتى وهو في مشاركة له في احد المحافل العالمية دون ان يتخلى عن اسئلته التي لو العيب لاضاف لها سؤالا عن جدوى مشاركته في المؤتمر العالمي وهو الذي اغرق المشاركين بالاسئلة الجدلية التي يعرف اجوبتها  ومعه الالاف من ابناء شعبنا ممن غرقوا في لجة المحنة وذاقوا مرارة الظروف لكنهم تجاوزوا تلك الاجوبة لعلها ستظهر بعد عقود قريبة من الحقيقة او بعيدة عنها بعد المسافة بين امريكا والعراق ..
جميل هو مبدا المطالبة الذي تميز به نائبنا الجليل لكن الاجمل ان نبدا من واقعنا فالكثير ممن وقعوا تحت مرارة ترك مناطقهم ولجاوا الى مدن الاقليم بغض النظر عمن ضاقت به السبل وارتضى ان يكون ضحية انتهاك الخصوصيات بالاستقرار في قاعات الكنائس او المدارس حتى لايتعرض لسرطان الايجار الذي بات ينهش عظامنا  واقول علينا ان نتوجه بالمطالبة من اخوتنا في عنكاوا او في دهوك وان نسعى لان نطالبهم بالكف عن الاستقرار في جانب داعش حينما جردتنا من منازلنا ودفعتنا لترك منازلنا لتستحوذ عليها فيسعى اخوتنا المستاجرين ليستكملوا هذا المسلسل بالانقضاض على مدخراتنا براس كل شهر في ظل تاخر الحصول على المستحقات المالية وغيابه كل شهرين او اكثر ..
ارجو من نائبنا الجليل ان يوجه بوصلة مداخلاته نحو هذا الامر فتمثيلك لايقتصر على محافظة بعينها لكنك تمثلنا تحت قبة البرلمان ولك شعبية استنبطها من خلال انتخابك من قبل ابناء شعبنا الذي يعيشون مرارة المحنة الاقسى  وربما سيكون لمطالبتك بتخفيض كلف الايجار الباهظة او السعي لايجاد منفذ في تسديدها بايجاد حلول او المداولة مع المنظمات الانسانية التي اكتفت بتوفير سلالها الغذائية ولم تلتفت للامر المهم وهو ايجاد السكن اللائق والمناسب لتلك العوائل دون ان تكون خصوصيتها منتهكة باستقرار عائلتين او اكثر في سكن غير مناسب او  باستغلال مؤجر لهذه المحنة برفع كلفة الايجار ببدلات باهظة لاتتناسب مع الظرف الذي نعيشه .. هل وصلت الرسالة ؟!

41
النائب (دون كيشوتة ) وطواحين الحكومة
سامر الياس سعيد
لايختلف اثنان على ان احد نوابنا لم يتبق له القليل ويحظى باسم مطرز في سجلات موسوعة (غينيس ) للارقام القياسية على عدد مداخلاته ضمن مجلس النواب العراقي  رغم ان هذه المداخلات تحمل الكثير من المطالبات التي لوتحققت لعاد اغلب المهاجرين وفضل الكثيرون منهم الاستقرار في البلد ونزعوا فكرة الهجرة من اعماقهم وخياراتهم التي احلاها بطعم العلقم ..
انحني اجلالا للكثير من الاخبار التي يجهد كاتبها وهو يعلمنا من خلالها بان لاصوت في البرلمان الا للنائب (دون كيشوت )ويعيد لاذهاننا احداث تلك الرواية التي بين احد النقاد العراقيين عدم انتمائها للكاتب دي ثربانتس ونسبها لكاتب عربي يدعى  سيدي حامد بن الجيلي رغم مرور قرون كثيرة على تلك الرواية التي نسجت تفاصيلها بخيال فارس يحارب طواحين الهواء ..وهذا ما قارب واقع نائبنا حينما اغرقنا بمداخلاته ومطالبته التي لاتختلف عن مطالبة مواطنين عاديين جذبهم كاميرات الفضائيات (وما اكثرها ) ليطالبوا ويطالبوا دون جدوى ودون (قبض ...!)..
وانحني اجلالا لهذا النائب الذي لم يقنط ولم يياس حتى وهو في مشاركة له في احد المحافل العالمية دون ان يتخلى عن اسئلته التي لو العيب لاضاف لها سؤالا عن جدوى مشاركته في المؤتمر العالمي وهو الذي اغرق المشاركين بالاسئلة الجدلية التي يعرف اجوبتها  ومعه الالاف من ابناء شعبنا ممن غرقوا في لجة المحنة وذاقوا مرارة الظروف لكنهم تجاوزوا تلك الاجوبة لعلها ستظهر بعد عقود قريبة من الحقيقة او بعيدة عنها بعد المسافة بين امريكا والعراق ..
جميل هو مبدا المطالبة الذي تميز به نائبنا الجليل لكن الاجمل ان نبدا من واقعنا فالكثير ممن وقعوا تحت مرارة ترك مناطقهم ولجاوا الى مدن الاقليم بغض النظر عمن ضاقت به السبل وارتضى ان يكون ضحية انتهاك الخصوصيات بالاستقرار في قاعات الكنائس او المدارس حتى لايتعرض لسرطان الايجار الذي بات ينهش عظامنا  واقول علينا ان نتوجه بالمطالبة من اخوتنا في عنكاوا او في دهوك وان نسعى لان نطالبهم بالكف عن الاستقرار في جانب داعش حينما جردتنا من منازلنا ودفعتنا لترك منازلنا لتستحوذ عليها فيسعى اخوتنا المستاجرين ليستكملوا هذا المسلسل بالانقضاض على مدخراتنا براس كل شهر في ظل تاخر الحصول على المستحقات المالية وغيابه كل شهرين او اكثر ..
ارجو من نائبنا الجليل ان يوجه بوصلة مداخلاته نحو هذا الامر فتمثيلك لايقتصر على محافظة بعينها لكنك تمثلنا تحت قبة البرلمان ولك شعبية استنبطها من خلال انتخابك من قبل ابناء شعبنا الذي يعيشون مرارة المحنة الاقسى  وربما سيكون لمطالبتك بتخفيض كلف الايجار الباهظة او السعي لايجاد منفذ في تسديدها بايجاد حلول او المداولة مع المنظمات الانسانية التي اكتفت بتوفير سلالها الغذائية ولم تلتفت للامر المهم وهو ايجاد السكن اللائق والمناسب لتلك العوائل دون ان تكون خصوصيتها منتهكة باستقرار عائلتين او اكثر في سكن غير مناسب او  باستغلال مؤجر لهذه المحنة برفع كلفة الايجار ببدلات باهظة لاتتناسب مع الظرف الذي نعيشه .. هل وصلت الرسالة ؟!


42
العاصمتين نمرود ودور شروكين في كتاب يتحدث عن اول معول اكتشفها حتى هدمها من قبل داعش
سامر الياس سعيد
سلسلة مهمة  اختصت بالعواصم الاشورية الاربعة  عني بتوثيقها المركز الثقافي الاشوري من خلال ثلاثة كتب اهتم الجزء الاول منها بالعاصمة اشور ثم تبعه الجزء الثاني الذي  سلط الضوء على العاصمة نينوى بينما اهتم الجزئين الثالث والرابع اللذان صدرا في كتاب واحد بالعاصمتين نمرود ودور –شروكين  وهذه الكتب التي وضعها الدكتور محمد عجاج جرجيس الجميلي كانت الكتب الاخيرة التي صدرت قبيل ما شهدته تلك الحواضر الاثارية من استهداف ادى الى تدمير اجزاء واسعة منها من قبل عناصر تنظيم الدولة الاسلامية المعروفة بداعش اختصارا بعد سيطرتهم على  اجزاء واسعة من محافظة نينوى والتي تضم في مناطقها اكثر تلك الشواهد والتي تتبع الجميلي اهم حواضرها ليضمها بتلك الكتب الموسوعية الخاصة بتبيان اهم العواصم للحضارة الاشورية العريقة ..والكتاب الجديد الذي يقع بـ186 صفحة من القطع المتوسط احتوى على جزئين اهتم الاول منها بالعاصمة كالح او (نمرود ) وابرز الجميلي في اهدائه الذي قدمه الى الدكتور  بهنام ابو الصوف وفاءا واعترافا والى من اعياهم البحث عن التصميم الاساسي للحاضرة الاشورية بينما ابرز في مقدمته ما كان لمكانة  مهمة للعاصمة اشور التي مثلت للامبرطورية الاشورية  المدينة الاولى  واولى العواصم  ومقر الاله اشور  الا ان كل تلك المعطيات  لم تمنع ملوك اشور  من اختيار حاضرة سياسية جديدة  من خلال اكتشافهم لسلبيات  وجدوها بارزة في هذه المدينة  ومنها ما يمثله نهر دجلة من عائق امام حركة الجيوش خلال تصديها للاقوام الجبلية من كونها كانت تمثل الخطر الدائم بالنسبة لبلاد اشور  فازدهرت تلك العاصمة حتى قرر الملك شلمنصر الاول (1274-1245ق.م)بشكل حازم نقل العاصمة الى شرق النهر  حيث تم اختيار  موقع كالح(نمرود) على انقاض مدينة مترامية الاطراف  فشيد عاصمته الجديدة ونقل  مقر الحكم  اليها  مع احتفاظ اشور  بالسلطة الدينية  فما ان انتهى عصر هذا الملك  حتى عاد خلفه الى اشور وهجر العاصمة الجديدة ..وكعادته في تتبع السيرة التاريخية للعاصمة فقد بحث المؤلف في مبحث الكتاب الاول عن  اصل تسمية كالح  فضلا عن الموقع والتاريخ ففي التسمية اشار المؤلف الى ان اصل  تسميتها بصيغة كلخ وهي صيغة اكدية بينما تعود اصل تسميتها بنمرود الى الملك الاسطوري  كما لايستبعد ان يكون اسم نمرود هو تصحيف لاسم الاله ننورتا المعبود في المدينة ..وفي المبحث الثاني فيحاول المؤلف  تسليط الضوء على  تخطيط المدينة من خلال المعايير التي اعتمدها المهندس او المعمر في هذا التخطيط والذي ارتكز من خلاله على الجانب الامني  واختيار المكان المرتفع وبناء القصر بمواصفات عسكرية  دفاعية قوية جدا وبعد اختيار موضع القصر والمعابد وتخطيطها ياتي دور بيوت السكن كما يشير الى اهمية التحصينات الدفاعية كالاسوار والمسناة والخندق الدفاعي  وفي المبحث الثالث الذي يتخصص بنواة المدينة (حارة المعابد والقصور )فيورد الجميلي عدة معابد وجدت في مدينة النمرود منها  المعبد العالي  البرج المدرج(الزقورة ) والمعبد الارضي معبد ننورتا ومعبد عشتار ومعبدنابو (اي-زيدا)وهنالك معابد اخرى بينما يتحدث المؤلف عن القصور  ومن ابرزها القصور الملكية وقصر الملك اشور ناصر بال الثاني كما يورد ملاحظات واستنتاجات حول بناء القصر  وتخطيطه وفي المبحث الرابع يكتب المؤلف عن بقايا  مشاريع اشورية ومنها ما يتعلق بالحصون العسكرية كحصن  شليمانصر الثالث والمدافن الملكية  والمشاريع الاروائية  اما المبحث الخامس فيشير الى التنقيبات  الاثرية التي جرت في الموقع ويستهلها بذكر الرحالة والمنقبين  الاوائل وبعثات التنقيب الاثرية العراقية واهم المكتشفات الاثرية والمعالم الشاخصة  ويصل المؤلف عند محطة الخلاصة ففيها يورد اهم  الملامح التي امتازت بها العاصمة كالح او (نمرود) لاسيما من خلال اعتبارها الحاضرة السياسية الثانية  في بلاد اشور وقد تميزت بناءا على هذا الاساس من خلال  احتوائها على القلعة  العسكرية كحصن شيلا نصر  الثالث فضلا عن ان الاشوريين في هذه العاصمة عرفوا الالواح الفنية كطراز عماري حيث غلفت قصورهم الواحا كبيرة منقوشة برسومات تمثل اعمال الملك بالكتابة  والصورة وقد تلا الخلاصة عددا من الخرائط التي بينت مخطط المدينة ورسم مقطعي للسور الشرقي وتخطيط للمعبد ننورتا ومعبد عشتار ومخططات اخرى تختص بالقصور والمعابد التي وجدت في المدينة ..
 ويبدا في الجزء الثاني للكتاب والذي يختص بالحديث عن العاصمة (دور-شروكين) او ما تعرف بخرسباد فيقول عنها الجميلي بانها تعد العاصمة الرابعة في بلاد اشور وبناها الملك سرجون الثاني(721-705ق.م)في السنة الخامسة من حكمه ودام بنائها عشر سنوات ولم يسكنها الملك سرجون سوى  سنة واحدة رغم انه لم يكن بحاجة  الى مدينة او حاضرة بوجود العواصم الاشورية الثلاث لكن اصر اصرارا على بناء مدينة تحمل اسمه وان تكون بعيدة عن تلك المدن  من خلال كونه اراد التخلص من سلطة الحواضر الثلاث فقد اثقلت كاهل الميزانية باعتبارهم مستهلكين فقط وبناء  هذه المدينة كان استجابة  للواقع العسكري حيث بناها في مدخل الاقوام المناوئة لاشور وهو الطريق الوحيد لمدخل الاوراتيين الى البلاد ..وفي مبحث الكتاب الخاص بهذه المدينة يورد عن اصل التسمية دور شروكين فيقول انها مؤلفة من مقطعين وتعني سور المدينة  او سور التحصين او السور الداخلي او القلعة ..وموقعها على نهر الخوصر على بعد12 ميلا(18كم)شمال شرق نينوى على الطريق الرئيسي المؤدي الى قضاء الشيخان ..وكما هو الحال في الكتب الاخرى فيشير المؤلف الى  تخطيط المدينة في  المبحث الثاني  وفي المبحث التالي يشير  الى قصور المدينة واهمها القصر الملكي الخاص بالملك سرجون الثاني  وقصر ولي العهد المعروف بقصر سنحاريب اما المبحث الرابع فيختص بالمباني الدينية  ومنها حارة المعابد ومعبد سيبيتي والزقورة اما عن التنقيبات  الاثرية التي شهدتها المدينة فيتوسع الجميلي في الحديث عن تاريخ التنقيبات التي جرت في المنطقة  من قبل البعثة الفرنسية من خلال القنصل الفرنسي في الموصل بوتا الذي عمل فيها للفترة من 1842-1846 وهو الذي اكتشف المدينة  وقصرها الملكي رغم انه اكتشفها بطريقة عفوية  ولم تكن حفرياته تجري بطريقة علمية  لكنها في النهاية ادت الى اكتشافات علمية مهمة ..ويورد الجميلي حقائق بخصوص  اعمال بوتا الذي لقي تشجيعا من حكومته(فرنسا) التي اوصت  بمواصلة اعمال الحفر والتنقيب وارسال المواد المكتشفة  الى فرنسا عن طريق البحر من اجل عرضها في متحف اللوفر وقد ارسل القنصل الفرنسي شحنة من تلك النفائس المكتشفة عام1846 عن طريق البحر واعقبها بشحنة ثانية في نفس السنة  وقد ارسلها على ظهور الاكلاك وقد ضمت مجموعة كبيرة من المنحوتات الجدارية وتماثيل وقطع معدنية  وصناديق من اللقى  والمكتشفات النفيسة  لكنها غرقت في شط العرب بالقرب من القرنة  اثناء مهاجمة الاعراب سكان الاهوار لها  ولاتزال تلك اللقى قابعة في قاع الشط بانتظار من ينقذها ..وينتهي الجزء الرابع بالخلاصة التي تشير الى ما امتازت به مدينة  شروكين خرسباد خصوصا من خلال ما ضمته من كثرة للثيران المجنحة المكتشفة فيها حتى اطلق عليها الاثاريون مدينة الثيران المجنحة ..كما يلي الخلاصة مجموعة من التخطيطات الخاصة بالمدينة واسوارها ومعابدها وقصورها ..الكتاب الجديد توثيق مهم وبارز لحضارة سادت و من ثم بادت لكن قوى الظلام اكملوا ابادتها بتدمير حواضرها فلم يكن من جهد مهم للدكتورمحمد عجاج جرجيس الجميلي ان يصدي لتلك الحواضر التاريخية ويحاول تخليدها وابرازها في كتاب موسع صدر قبل ان يضرب اول معول لكي يهدم تلك المدن التاريخية التي ابرزت اولى ملامح التمدن الانساني ..والتميز ايضا هو ديدن عمل المركز الثقافي الاشوري من خلال نشره لتلك المؤلفات المهمة التي تسعى لان تكون مراة للحضارة الاشورية العريقة التي نقلت للعالم اشعاعاتها الفكرية والعلمية ..


43
اجراءات البطاقة الذكية المعقدة ترهق النازحين وتحرمهم من ابسط حقوقهم
سامر الياس سعيد
عدت اجراءات البطاقة الذكية بالنسبة للنازحين وتفعليها ليتسنى لهم الحصول على مستحقاتهم لاعانتهم بتدبير ضرورياتهم بمثابة دخول في دوامة كبيرة تضاف لاجراءات ترهقهم وتثقل كاهلهم وسط الظروف المعيشية الصعبة التي يعيشوها ومنذ ان برزت المكاتب الخاصة باصدار هذه البطاقة والحديث عن الاستغلال المرافق لعملية اصدارها يترافق مع كل حديث يتناول كل نازح تجربته المريرة التي مر بها وهو يخضع لاجراءات اصدار هذه البطاقة الى الدرجة التي دفعت بالكثيرين لاختيار اسهل تلك الطرق ممثلة بدفع رشاوي للمسؤولين عن اصدارها حتى لايقفوا اسرى الطوابير الطويلة او يستنزفوا يوما في سبيل هذا الامر  وشخصيا لي تجربة مريرة مع البطاقة الذكية التي لولا حاجتى الى مستحقاتها بغية دفع الايجار الباهظ الذي بدا يثقل كاهلي ويجعلني اقضم روحي من اجل توفيره نهاية كل شهر وسط تاخر دفع الرواتب الخاصة بموظفي نينوى النازحين واستمرار الاسطوانة القائلة بفصل رواتب موظفي المدينة عن اقرانهم ممن اضطروا للبقاء وهكذا دون وجود ما يشير لبصيص ضوء في نهاية نفق الرواتب المظلم  والذي مر علينا ثلاثة اشهر دون ان نستلمها لتعيننا بتوفير الايجار المكلف ..اعود لتجربتي مستذكرا انني تلقيت اتصالا من قريب يشير الى ان عدد من الموظفين باشروا باجراءات اصدار البطاقة الذكية في احدى القرى القريبة من مركز مدينة دهوك وفعلا توجهت مع ساعات الصباح الاولى ليوم 17 حزيران نحو قرية (شيوز) ووسط الاف الاشخاص ممن انتظروا في طابور طويل متحملين ارتفاع درجات الحرارة والموقع غير الملائم  وضيقه اضافة لاجراءات قوات الشرطة المكلفين بتنظيم الطوابير ومنع اي اختراقات  وكل هذا منوط بامر واحد هو اصدارهم للبطاقة الذكية حيث  مر اليوم المذكور والذي بدا بالنسبة لي منذ الساعة السابعة والنصف صباحا ليصل دوري ضمن هذا الطابور في الساعة السادسة مساءا اي بمعدل اثنا عشر ساعة وقوفا من اجل اصدار البطاقة وهكذا حصلت عليها منتظرا اي خبر يردني ليؤكد لي بتفعيل بطاقتي من اجل الحصول على منحة المليون الموعودة..ومرت اشهر ثلاثة عن ذلك اليوم وبالتحديد في الرابع عشر من ايلول لاجد ان وجبتي الخاصة بالذين استحصلوا بطاقتهم في السابع عشر من حزيران قد تم تفعيلها لاتوجه بدوري حال علمي بالامر لاقرب مكتب دون ان اساله عن قيمة المبلغ المستقطع من قبله فاخبرني بعدم وجود سيولة لديه وسيسعى لاحضار المبالغ بعد نصف ساعة فلم انتظر لاتوجه الى مكتب اخر  ولاباشر بسؤاله عن وجود سيولة لديه فاخبرني بانه يستقطع مبلغ 25 الف دينار من منحة المليون فقبلت وسلمته بطاقتي حيث وضعها بالجهاز موجها لي بوضع اصابعي لكي تتطابق مع البصمات الموجودة وبعد دقائق قليلة اخبرني بان البطاقة تقرا اسما اخر بما معناه ان اسمي قد اصبح (سامي) بدلا من (سامر) وهو خطا يتحمله الموظف الذي قام باجراءات الاصدار في يوم 17 حزيران حيث انه استلم مستمسكاتي وقام بخزنها بالحاسوب فمن اين جاء ذلك الخطا بتحويل الراء الاخيرة في اسمي الى ياء وحتى لا اعزو ذلك لزخم العمل فالانسيابية التي كانت تجري والاعداد القليلة التي كانت تدخل القاعة الخاصة لاتدفع بذلك الموظف الشاب ان يقع بخطا يجعلني انتظر لاشهر اخرى من اجل تفعيل بطاقتي لاستلم اسوة بمن قام باصدار بطاقته في تلك الوجبة لابل تجرع مرارة التصحيح واليكم قصة اخرى عنها حيث قمت بمراجعة مقر الشركة في دهوك لاتفاجا بالاف الناس ممن وقعوا فريسة الاخطاء الخاصة ببطاقاتهم وحرمتهم من ان يستلموا تلك المنحة فمنهم من كان اسمه سعد ليتحول الى سعيد ونظير ليصبح نضير وهكذا ليتفاجاوا بذلك الشريط الخارج من جهاز البطاقة الذكية ليعبر عن فشل ويختتم بملاحظة عدم وجود مبالغ ..لم تمر اجراءات تصحيح الاسم بالانسيابية التي نت اتوقعها فمع وجود موظفات على خمسة حواسيب لم تكن تلبي الاف الطلبات التي كانت تنتظر دورها لياتي لتباشر تصحيح معلوماتها والانتظار من جديد ريثما يتم تفعيل  بطاقتها ومع مرور الوقت ازداد العدد مما حدا بالمسؤولين عن المكان الى الاضراب وتوجيه الموظفات بالانسحاب واغلاق الباب حتى يتم تنظيم الطوابير من قبل قوات الشرطة التي جاءت بعد فترة من الزمن كانت كفيلة بامتصاص نصف الزخم وبدا من جديد الخضوع لدقائق الانتظار القاتلة حتى ياتي دوري وتبادر الموظفة بالتصحيح الذي لم يكن لي ذنب باقترافه لاتفاجا بنهاية تلك الاجراءات بمطالبة الموظفة بمبلغ خمسة الاف دينار نظير تصحيحها للاسم فاستغربت الامر حقيقة كوني لم اكن سببا في ذلك ومع ذلك دفعت على مضض لابقى انتظر اشهر اخرى من اجل تفعيل بطاقتي حتى اتمكن من الحصول على المنحة الموعودة من اجل توفير بدلات الايجار في ظل تاخر الرواتب وضبابية مواعيد تسليمها ..

44
بغداد مازالت وفية لابنائها المسيحيين في مشهدهم الافل
سامر الياس سعيد
في زيارة خاطفة للعاصمة الحبيبة (بغداد )ترسخت انطباعاتي نحوها فهي من المدن التي مهما تعرضت لظروف امنية استثنائية لكنها بقيت راسخة تعيش يومياتها كانها ليست تلك المدينة التي تشهد يوميا عشرات الحوادث الامنية لتبكي المفقودين والضحايا بصمتها ولتعود بصخبها وليلها الجميل نافضة كل هم تماما كما كانت وتكون في كل يوم ..ارتايت ان ازورها لكي احظى بمقارنة عما تشهده اليوم من اراء تتباين في انها باتت تلفض مسيحييها مثلما كانت شقيقتها الموصل في سنوات سابقة تشهد في كل يوم هجرة عوائل مسيحية على هامش ما كانت تعيشه من خفوت عكسته ظروف واوضاع الامن في المدينة وما كانت يشهده المسيحيون في المدينة من اقصاء وتهميش وتعاملات تستهدف كرامتهم وبقائهم التاريخي بالموصل ..اما بغداد فواقعها غير فمازالت لافتات المتاجر تنبض باسماء مسيحية تشعرك بان الزمن الجميل الخاص بازدهار هذا الحضور مازال يتحرك في اعماق شوارع استمدت شهرتها من المسيحيين الذين انحدر اغلبهم من مدينة الموصل على وقع ثورة الشواف وقبلها ما حظي به اقرانهم من نكبة سميل الذائعة الصيت ووجدوا في ملاذ بغداد المدينة التي كانت تتوسع في فترات الثلاثينيات وبعدها بعقود الاربعينيات والخمسينيات على اساس التعايش والعيش المشترك فوجدوا فيها فرص العمل  التي سنحت لهم ليواصلوا حياتهم بعيدا عن مسقط راسهم  والواقع الجديد يفرض نفسه في اعادة مشهد النزوح بناءا على الظروف العصيبة  التيواجهها المسيحيون ففي حي زيونة وبالتحديد في مقر الحركة الديمقراطية الاشورية  تبدو غابة الكرفانات الموزعة لتحتضن عوائلا قصدوا العاصمة هربا مما كانت تعيشه مناطقهم في صيف العام الماضي فاتوها من الموصل ومن مناطق سهل نينوى ليتشتتوا في مناطق مختلفة عبر قاعات وبنايات خاصة بالكنائس والمدارس حتى التقوا اخيرا في هذه المنطقة حيث تم توفير الكرفانات لتكون بديلا مؤقتا عما كانوا يملكونه قبل عام من منازل خاصة في مناطقهم  التي نزحوا منها ..
هذه بغداد التي مازالت وجهة القاصدين بالرغم مما تعيشه من ظروف الامن المتذبذب  والتكثيف الذي يقارب للاذهان ما كانت تعيشه الموصل بالنسبة للعناصر الامنية ولكن في وسط حزمة اللافتات التي تشجع وتدعم الحشد الشعبي فان لسرايا المسيحيين المشاركة لتلك القوات حضور اخر  بين العناوين التي تسبب فوضى بصرية لصور مختلفة وعبارات تدعو للحزم ضد ما يشهده البلد في مواجهة تنظيم داعش ..
اذن فان للمسيحيين حضورا بارزا سواء في اللافتات الموجودة في  شوارع بغداد وازقتها وحتى في مؤسساتها ودوائرها لكن ما يدفعنا لان نتساءل حول مدى الحضور المسيحي في ظل نزيف الهجرة الذي انطلق من الشمال وتحديدا في الموصل ومناطق سهلها لكي يمتد للاقليم وينطلق من هذه البقعة التي مازالت تعيش بركانها بانتظار ان تهدا الظروف وثورة الهجرة الاكبر  والذي يهدد تواجدا بالاف السنين لابناء شعبنا ..


45
توفير الخدمات ام تحرير الموصل
سامر الياس سعيد
لايختلف اثنان على ان المحرك الاساسي للتظاهرات التي شهدتها مؤخرا العاصمة الحبيبة (بغداد ) فضلا عن محافظات عراقية اخرى  هو المطالبة بتوفير الخدمات لاسيما الكهرباء من خلال اشتداد درجات الحرارة ووصولها الى نصف درجة الغليان مما دفع المئات للمطالبة بتحسين توفير الطاقة الكهربائية في المناطق التي تشهد تذبذبا بتوفير المادة الرئيسية لديمومة الحياة ..
لكن الامر المؤلم ان الاستجابة لمطاليب المتظاهرين من قبل الحكومة جاءت كردة فعل باصدار عدد من القرارات الاصلاحية  التي ابرزت فسادا وتشعبا من خلال المناصب الكثيرة  التي من شانها ارهاق ميزانية الحكومة وتحميلها ما لايطاق بالنظر لسياسة التقشف التي اعلن عنها وتضرر فئات كثيرة من جراء ذلك لاسيما النازحين من شريحة الموظفين الذين باتوا  يترقبون صرف مستحقاتهم المالية من اجل سد تكاليف المعيشة في المناطق التي لجاوا اليها خصوصا في تسديد بدلات الايجار الباهظة التي باتوا يتكبدوها بعد ان طردوا من منازلهم ومناطقهم بعد سيطرة تنظيم داعش..
اقول لو ان تلك التظاهرات التي انطلقت في الاسابيع القليلة الماضية  كانت قد انطلقت بالتزامن مع سيطرة تنظيم داعش  على مدينة الموصل  هل كانت الحكومة ايضا ستسعى واستجابة لمطاليب المتظاهرين في ان تقوم بتحركات جادة في استعادة تلك الارض المغتصبة خصوصا وان سقوطها قبل عام والتحرك السريع ازاء ذلك السقوط كان سيمنع العديد من الكوارث التي وقعت بعد ان احكم عناصر داعش سيطرتهم وعبثوا بكل مقدرات المدينة واستهدفوا رجالاتها وحطموا حضارتها وطردوا مكوناتها  ولم يبق من الموبقات والغرائب  الا وقاموا به  في ظل البطء الذي شاب تحركات الحكومة من اجل استعادة المدينة وبقيت الوعود وتحديد المواعيد الخاصة بانطلاق  معركة تحرير الموصل جاثمة على صدور النازحين ممن تلظوا بحرارة الصيف اللاهبة  وبرد الشتاء القارس املا في ان يكحلوا عيونهم بقرب انطلاق تلك المعركة التي لو جاءت فستضع حدا لانهاء  اوضاعا شاذة عاشتها مدينة الانبياء منذ اكثر من عام ..
ان ما يحز في انفسنا كمكونات اصيلة في مدينة الموصل اننا لم نلمس مثل تلك المظاهرات العارمة التي شهدتها العاصمة وباقي المحافظات الجنوبية حينما وجدنا انفسنا خارج دائرة التاريخ مطرودين من  مدينتنا ولو كان انطلاق مثل تلك التظاهرات قبل عام  او مايزيد فحتما ستكون هنالك تحركات جادة وملموسة لغرض الفات نظر العالم والراي العام الدولي بما واجهه ملايين المسيحيين ومعهم مكونات عراقية من ظروف استثنائية باخراجهم قسرا من مدنهم والعبث بممتلكاتهم وسرقتها لابل تفجيرها فضلا عن العبث بدور العبادة الخاصة بتلك المكونات وتدميرها ..وهنا ينطلق سؤال يمكن ان نتوجه به الى سادتنا المتظاهرين حول اولوية التظاهر واهميته سواء من اجل  اعادة الحق لملايين النازحين ممن مروا بتجربتهم الانسانية القاسية بالخروج من دائرة التاريخ ام من اجل رفاهيتهم  وضمان استقرار التيار الكهربائي وغلق ملفات فساده المتجددة مع تولي اي وزير لحقيبة الوزارة وبقاء الوضع على ما هو عليه منذ عقدين او مايزيد..
 


46
المنبر الحر / حرائق حزن موصلية
« في: 15:11 12/08/2015  »
حرائق حزن موصلية
سامر الياس سعيد
مر اليوم ثقيلا كعادته وتحت وطاته انفاس المتعبين ممن صدمتهم اسماء لمغدورين علقت على دجدران دائرة الطب العدلي في نينوى وهي تنبيء الناس بمصير الاف من ابناء المدينة ممن طالتهم ايد الغدر كعادة الارهاب وهو يصول ويجول في ميدان نينوى دون ان تدركه يد الحق وتوقفه عن دوران الاته التي تحصد الابرياء..
لم يكن مستغربا ذلك الرقم المهول الذي حمل اسماء لاعلاميين ووجهاء ورياضيين وتربويين سقطوا بيد تنظيم الدولة الاسلامية وكان مصيرهم مجهولا بعد ان قضوا في زنزانات الاعتقال لاشهر طويلة حتى وافتهم المنية  لكن المستغرب ذلك الصمت الذي يعيش وطاته ابناء المدينة ممن بقوا صاغرين لكل طقوس وتقاليد الموت والغرابة التي باتت تصدرها في انحاء الموصل مجاميع وفدت لتمارس هوايتها وتجرد مدينة الانبياء من ابنائها ..
المستغرب ان يبقى الموصليين تحت وطاة شعارهم التقليدي (احنا شعلينة) وهم يرصدون يوميا غياب ابن من ابناء المدينة ممن قال كلمة الحق في وجه الباطل فاسماء المغدورين  لو اعلنت في اي بقعة من بقاع الارض لانشئت ثورة من الرفض  وابرزت سيفا بوجه الطغيان الذي تمدد دون ان يجد من يقف ضده ..
اسماء الابرياء التي اعلنت على جدران المدينة ليست اسماء فحسب بل كلا منها يمثل صرخة بوجه الوضع الشاذ الذي تعيشه المدينة  ورسالة للحكومة بان تتذكر الموصل وتلتفت اليها  لاان تهملها وتصم اذانها عن استغاثات الاف من ابناء العراق ممن وقعوا في قبضة الاجرام ووجدوا المدينة في كل يوم تجرد من مكوناتها فاصبحت غير مدينة كانت تقتات خبز المحبة  في يوم من الايام وتمد يدها بكاس من الماء البارد لضمان ..
هل سنكتفي بالكلمات لنرثي حال مدينة بدات معتادة على الفقدان منذ سنوات وليس منذ العاشر من حزيران فاضاعها الامنية التي كانت تتدهور كل يوم كانت تفقد من خلال تلك الحوادث ابناء نجباء غادروها على حين غرة فجاءت غيمة  التنظيم لتخيم على المدينة وتخضعها لسلسلة من الاجراءات بغية اركاع المدينة التي وقفت في زمن ما امام عنجهية قائد يدعى نادر شاه طهماسب فبقيت صامدة بفعل الوحدة التي كانت تربط المكونات كافة فولت الادبار قوات ذلك القائد دون ان تستطيع المساس بالبنيان المرصوص الذي كانت عليه  قلعة الموصل ..
اما اليوم فقد غادرها المسيحيون والشبك والاكراد فبقيت وحيدة تنتظر مصيرها المظلم بفقدان ابنائها يوما بعد اخر واصبحت حواضرها مدمرة باستمرار عمليات طمس هويتها دون ان تكون لتلك العمليات ردة فعل مؤثرة من ابنائها الذين عليهم التحرك لانقاذ ما تبقى من معالم المدينة التي مازالت تستصرخ ضمائر العالم للالتفات لها والحد من استمرار اوضاعها الشاذة التي تعيشها فلابد للقيد ان ينكسر ولابد للشعب من ان تكون له وقفة ضد الطغيان ..


47
في ظل ذكرى النون ..خيبة امل يعيشها مسيحيو الموصل

سامر الياس سعيد

عام باكمله مر على ماساة افراغ الموصل من مسيحييها دون ان يلفت ذلك الحدث الماساوي احدا لان يبادر الى وضع حلا يوازي تلك الماساة التي تجرع مرارتها الاف من المسيحيين ممن وجدوا انفسهم خارج منطقة التاريخ مجردين من كل ما يمت بصلة الى ذلك التاريخ الذي كتبه اجدادهم مساهمين بشكل مؤثر في بناء المدينة التي لفظت احفادهم في غفلة من الزمن ..ماذا اصف ما اشعر به وانا  اعيش لحظة مرور عام باكمله بعيدا عن منزلي ومنطقتي وكنيستي لابل تاريخي باكمله.. امجرد خيبة امل ام مرارة لاتفارق الحلق وانا اشهد العشرات من المسيرات التي شهدتها شوارع دهوك واربيل ومثلها في مختلف دول العالم  وارى  الاف من الناس تتضامن معي بارتدائها  لتي شيرت ابيض عليه حرف النون  ثم ينفض المولد وابقى وحيدا يقضمني الالم عما جرى في مدينتي ومنزلي وكنيستي التي عبث بها الغرباء قبل ان يقذفوا بتاريخنا ويستبدلوه بمظاهرهم التي فرضوها على مدينة وشعب يكيف نفسه حيثما جرت الرياح ..لاخيبة تشابه ما حدث لي من موقف شخصي حينما طلبت من فنان تشكيلي شاب ان يسهم بعرض ما جرى في مدينته عبر لوحات في ذكرى حرف النون فاعتذر بسبب واهي جدا متذرعا بغياب المزاج المناسب من اجل تنفيذ ذلك المعرض ورغم انني اعذره كونه يعيش في احد اروقة الملاذات العامة لكنني ارى ان موقف الثقافة فيما جرى بدا خجولا من خلال غياب المظاهر  التي تسعى لترجمة ما جرى وتجسيد وقع المحنة التي عاشها مسيحيو الموصل ممن وجدوا انفسهم بين ليلة وضحاها بعيدين عن التاريخ الذي كتبه اجدادهم في هذه المدينة ورسموا ملامحها بشكل جلي وبارز ..في ذكرى عام على محنة مسيحيي الموصل اين  هي معطيات المسيرات والخطابات التي تضمنتها تلك المسيرات سواء التي شهدتها المانيا او فرنسا  او غيرها من المدن الاوربية ..ساجيب بناءا على ما انتجته تلك الماساة من الاف العوائل النازحة التي تشتت لتبقى صور الماضي محاطة بامنيات الحاضر من ان تجتمع العائلة مجددا وتعيد رونق الاعياد والمناسبات الجماعية ..عوائل قد يقارب عددها الالف استطاعت ان تظفر بناءا على علاقاتها في ان تكون محظوظة لان تحظى بفرصة الصديقة فرنسا البروتوكولية في ان تفرد لها جناح الترحيب وتبقيها كممثلة عن الاف العوائل التي نالت نفس النصيب لكنها ظلت بعيدة عن الظفر بمثل هذه الفرصة الذهبية وعوائل اخرى تتذوق مرارة العيش في ملاذات مؤقتة ريثما يتم النظر في ملفاتها الرامية للاستقرار في السويد او في استراليا او في امريكا لكن ثمة حنين غريب يقودها للتدفا بذكرياتها في المدينة قبل ما يقارب العامين او ما يزيد  وعوائل تستقر في مدن الاقليم  لكن رحى حجر الايجارات العالية يطحنها قبل ان ترمق بنظرة مقارنة ما يعيشه اقرانها  وهم يلوذون بقاعات الكنائس والمراكز الثقافية العامة والكل هنا يتشارك في منطق الخسارة  الشامل فلا الذي استقر بمبادرة فرنسية خالصة يمكن ان يشعر بخيار قراره الصائب وهو يستقر قريبا من برج ايفل مغمورا بالعطر الفرنسي الرائج الذي لايتشابه مع عطر المدينة الاخاذ ولا الذي استقر في تلك القاعات  مشاركا لعوائل اخرى مسكونا بمرض انتهاك الخصوصية القاتل  او الذي رضخ لمرض الايجارات المزمن متكبدا  مبالغ  كبيرة  قد تعينه في مشوار قادم ..انها ماساة قد لايدرك عمقها من ترك المدينة واصغى لبضعة اقاويل غير مطمئنة بشان (الشغلة تطول ) وقد تخترق دائرة الاعوام ولاتلتفت لكرة الثلج التي بدا حجمها  بالاتساع دون ان تبرز الحلول المواجهة لما يجري ..
 
 


48
مصطلحات عرفناها قبل عام


سامر الياس سعيد
قبل عام تقريبا لم نكن نسمع بالكثير من المصطلحات التي اعتدنا عليها بعد سيطرة تنظيم الدولة الاسلامية على مدينة الموصل فبرزت للعلن الكثير من الافكار التي قام التنظيم بنشرها واعتبارها من البديهيات  رغم انها مستغربة في حاضرنا الراهن ومازلنا نضع امامها علامات استفهام كثيرة حول تبلورها وبروزها للعلن رغم اننا مع العالم نواكب تطورا ونهضة لكن  ما يبرز من مدينة الموصل من احداث وافكار يجعلنا نعيد التساؤل مرة ومرتين او اكثر ..
قبل عام برزت للعلن مصطلحات غريبة بعض الشي مثل جهاد يرتبط بالجنس رغم ان شبكة التواصل الاجتماعي والانترنت مهدت لظهور مثل هذا المصطلح وتداوله خصوصا مع الاحداث السورية التي نشبت في عام 2011وابرزت ربيعا عربيا كما تناولته وسائل الاعلام لكنه في الحقيقة لم يكن الا جحيما افرز الكثير من الدراما على سوريا والعراق بظهور الجماعات المسلحة وابرازها لايدلوجياتها  ومصطلحاتها التي لم تكن غائبة عن المشهد لكنها في ظل الاعوام التي تلت عام 2011 كانت محدودة التداول حتى منحتها الفرصة سيطرة التنظيم على مدينة الموصل لتتوالى  مثل تلك المصطلحات وتظهر لنا مع كل تقرير او فيديو ينشر على حساب تلك التنظيمات ليحمل لنا فكرا مغايرا لما اعتدنا عليه طيلة اعوام حياتنا التي عشناها على هذه البسيطة ولتجعلنا نبحث عن راس خيط اخر يعيد الصواب لنا بعد ان اصطدمنا بالكثير من هذه الاراء والافكار التي طالما شكلت تعليقا لما ينفذوه من جرائم  ومنها ازالة مظاهر الشرك التي كانوا يصفون فيها نزع صليب او تخريب معلم مسيحي من معالم مدينة الموصل ولمثل تلك المصطلحات التي كانت تعلن كانت الاسئلة تثار حول ما مدى اعتبار الموصليين  لتلك المظاهر بانها مظاهر شرك ولماذا لم يعمدوا الى مهاجمتها حتى انتظروا تبلور تلك الجماعات لتقوم هي بمثل تلك الاعمال على الرغم من ان تلك الكنائس والمعالم شهدت ايضا هجمات صغيرة  كانت بمثابة نواقيس خطر تقرع للايذان بعمليات اكبر طالما تسنح الفرصة وتكون مواتية من اجل ابراز هذه الصور وتمرير الافكار  المراد تمريرها من خلال تلك الاعمال  رغم اننا في المقابل كنا نود ان تكون لاهالي الموصل كلمة فيما يجري على مدينتهم خصوصا وانهم وقعوا بين مطرقة مؤزارة التنظيم لاعماله وسكوتهم طيلة سنوات التعايش  التي مرت على وقع ان لمثل تلك المعالم مظهر الشرك وكان الاولى بهم ان يبادروا الى نزعها لا ان ينتظروا طوال هذه السنين ليجدوا من يقوم بمثل هذه الاهمال ويطهر مدينة الموصل –حسب تفكيرهم –من اثار تلك المظاهر ..هذا السكوت المريب يجعلنا نتوجه للموصليين بكلمة حول ما كانوا يشعرون به امام تلك المعالم  التي ازالها وخربها التنظيم  واذ نبغي هذه الكلمة  ليس دفاعا عن وجودنا في المدينة طيلة  تلك السنين  فحسب بل لكن علينا ان نجسد حقيقة ما يشعر به الموصليين من مشاعر وهم يجدون ان  معالم مدينتهم باتت تختفي رويدا رويدا وما هي الافكار التي باتوا يترجموها في اعماقهم ازاء ما يجري في مدينتهم دون ان يبادروا ولو بكلمة  في ايقاف هذا النزيف التراثي  التي تشهده المدينة يوما بعد اخر رغم انها تعيش طراع مزدوج  بين المحافظة على الارث وبين اعتبار هذا الارث ليس الا مظهر من مظاهر الشرك كما بات متداول  من ضمن الافكار التي تنشر على الحساب الخاص بالتنظيم ..والبارز ان الموصل تعيش ازمة هوية فمع  كل تلك السنين التي عشناها لنلمس تقاربا وتعايشا برز في مجاورة منازل المسيحيين باخوانهم من المسلمين وكيف كانت الحياة تجري ببساطة رغم ان هنالك في الخفاء ما كان يهدد تلك البساطة المعاشة  والتي غالبا ما تبددها رغبة المسيحيين انفسهم بمواصلة الحياة متجاوزين عن هفوات يصفونها بالبسيطة  رغم انهم لو توقفوا ازائها لكانت حياتهم ايضا في اطار المدينة قد توقفت هي الاخرى فاكتفوا بحياة  بعيدة عن اثارة المشاكل ووجودا في المسامحة حلا ناجعا نابعا سواء من تعاليم الكتاب المقدس  والكنيسة وترسيخا للمجتمع الذي كان يركز على هذا الحل كسبيل لتواصل الحياة ..



49
مجرد اقتراح .. دائرة اعلامية موحدة لنوابنا تحد من تشتت شعبنا

سامر الياس سعيد
يلمس أي متابع التشتت الذي بات يطالعنا في كل متابعة او خبر خاص بممثلي ابناء شعبنا في مجلس النواب لاسيما من خلال تبني ذلك الخبر الشخصنة الخاصة بممثل واحد لاغيا الاخرين رغم ان أي اجتماع او ندوة تجمع هولاء الممثلين لمناقشتهم بكل ما يهم المكون المسيحي في البلد خصوصا وانهم اضطلعوا بتمثيله تحت قبة البرلمان واخر تلك الاخبار كانت خاصة باحد النواب ممن اجتمعوا بشخصية اممية استمعت الى مشاكل ومعاناة  ومطالب ابناء المكونات من خلال ماطرحه السادة النواب ..ورغم ان الاجتماع وحسب كاتب الخبر تطرق الى تمثيل كافة اعضاء مجلس النواب العراقي من ممثلي للمسيحيين ، الصابئة المندائيين ، الايزيديين ، التركمان ، الشبك فانه ولضرورة تتعلق بالمواقع التي نشر الخبر من خلاله الى اكتفائه بشخصية واحدة من هولاء الممثلين لاغيا طؤروحات الاخرين ومركزين على مطالبة هذا النائب دون غيره رغم ان مطالبته جاءت بامور هامة وواجبة الترجمة الى واقع خصوصا وان لمثل تلك المطاليب ضرورة قصوى في ابرازها واعلانها لبيان دور تلك المنظمات الاممية وموقفها الواجب اعلانه من محنة الالاف من العراقيين ممن اجبروا قسرا على ترك منازلهم ومناطقهم اثر سيطرة تنظيم الدولة الاسلامية ..نتفق جميعا في ان يكون لنوابنا الموقرين دور بارز ومهم في بيان كل ما تعرض له ابناء شعبنا اضافة لابناء المكونات الاخرى  لكن ما يجري حاليا من تغييب دور وابراز اخر لايدخل ضمن النشاط  الذي يوصف به ذلك النائب او زميله بقدر ان العمل الوحدوي مطلوب في هذا الوقت الراهن  لذلك يتوجب التحرك نحو تاسيس دائرة اعلامية موحدة خاصة لابناء شعبنا من اجل نقل مثل هذا النشاط  وابراز طروحات كل من شارك في هذا الاجتماع على ان يكون للقائمين على تلك الدائرة الاعلامية دور حيادي في نقل تلك الاخبار لاان يجري تضخيم عمل نائب على اخر ولدواعي كان تكون ميل للمناطق او للحزبية او لمحددات اخرى ..ان نشر مثل هكذا خبر سيوسع من التشتت الذي بات يعاني منه ابناء شعبنا فرغم ان الصور الجماعية الملتقطة تبرز نوابا اخرين شاركوا في هذا المحفل فان الخبر الغى وجودهم تماما واعتبرهم مجرد شخوص خيالية فلماذا التركيز على مشاركة هذا النائب دون ان يوسع كاتب الخبر من افق تقريره الهام ليعلن من خلاله عن مشاركة ممثلي شعبنا فقط وذكر اسمائهم دون ان يتطرق لما قدموه في سياق هذا الاجتماع حتى لايوصف بانه يقاطع جهة على حساب اخرى او يسعى لابراز دور ذلك النائب ليكون توجهه مقتثصرا على نشاطاته دون ابراز نشاطات الاخرين وهو ما يجعلنا امام محنة  التشتت التي لانبغيها خصوصا في هذا الظرف الذي يوجب غعلينا ان نعمل موحدين لامشتتين فمن خلال اخبارنا الجماعية يمكن ان نلمس الجهد الاكبر وليس بالتركيز الشخصي  نعمل على ابراز ما يمكن ابرازه لنائب على حساب اخر  ومن هنا يكون دور الدائرة الاعلامية الموحدة واجبا ويقتضي المباشرة بتجسيده ليكون على غرار موقعنا الموقر (عنكاوا كوم ) فرغم تقاطعات الاخرين فيبقى الموقع الجهة التي توحد الجميع من خلال توجههم لنشر نشاطاتهم فيه مع التقدير لكل الجهود سواء الخاصة بنوابنا الموقرين او من قبل كتابنا الافاضل ممن يعملون بصمت  رافعين شعار (الجندي المجهول )في سبيل خدمة قضايا ابناء شعبنا وهمومهم ..
 



50
الى روح علاء ادور في يوم حرية الصحافة
سامر الياس سعيد
في الخريف الذي طالما كان فصلا مميزا للموصل غادرنا علاء ادور باحثا عن لقطة افضل  ومساحة اكثر هدوئا من صخب المدينة القاتل ..في تشرين الثاني من العام 2013 حلق نورس موصلي الى اعالي السماء بعدما  عرفناه في الكثير من اروقة الاحداث يصور ويتابع ولايفارق صديقته (الكاميرا )..
هكذا ابتعد عن انظارنا ذلك الشاب المفعم بالثقة وبقيت لقاءاتنا القليلة في شارع المجموعة راسخة في ذاكرة تقترب من الصدا ..
كم كان قاسيا يوم رحيلك وانت تكابد في صمت لانك لاتعرف وجها اخر للحقيقة سوى ما تعلمته وتيقنته من اسرة حكيمة واب تخرجت من بين يديه اجيال واجيال ..
حرية الصحافة التي تجتمع تحت ظلالها كاميرات ومناشدات وكلمات خرقتها رصاصات غادرة اطاحت بقامتك الرشيقة فسقطت على شارع المحلة  ودفن اهلها رؤوسهم مثل كل مرة فالنعامات ملات المدينة حتى سقطت اخيرا ..
ماذا اكتب وانا ارى ربيعك يذوي وكاميرتك تناجي رفيقها الراحل دون جدوى والحزن ينخر اجساد احبابك ..
اذكر حينما كنت في معرضك الشخصي الفوتغرافي تبرز في البيت الثقافي في الموصل عن موهبة اخرى زادت احساسك رهافة وعمقت علاقتك مع العين الثالثة ..
واذكر موقفا اخر وانت تبحث عن كواليس لتجلي عنها صورة الحقيقة  في ساحة الاعتصامات حتى اصبحت عرضة للسب والشتم والضرب ولم تفقدك تلك الحادثة اصرارك نحو مسيرة الخلود ..واذكر موقفا ثالثا كنت تستمده من الرب يسوع حينما كنت ترد فيه على كل من طالبك بالمغادرة درءا للمحافظة على النفس فرددت انك مع الرب تقول لااخاف من الذين يقتلون الروح والجسد زائل لامحالة ..
هكذا غادرت بصمت ولم تحظى بتكريم يليق ببصماتك التي تركتها كما حظي اخرون وبقي الامل كشمعة نخشى ان تنطفيء ليعم الظلام عن ذكراك الذي مر منه عام فاحياه اقربائك وهم يعيشون مرارة  المحنة الاليم ..
كنت متيقن بانك مغادر فالتجات لاربيل قبل ايام قليلة من موعد الرحيل ولكنك اجلت قرارك ريثما تسفر الامور عن شي يبشر بخير مثلما عاش هذا الامل مئات الموصليون دون جدوى فغادروها مرغمين في صيف تالي دون ان يجدوا ذلك الامل الذي طالما بحثوا عنه فتوارى عنهم دون سبب يقين ..



51
لماذا نتحسس من كلمة (هاوي )؟!

سامر الياس سعيد

لم يكن في خاطري ان ارد على بعض المقالات التي جاءت كرد فعل على الرسالة التي دونتها على الصفحة الرئيسية لموقعنا الكريم (عنكاوا دوت كوم ) بخصوص انتشار بعض الاخبار الخاصة بممثلينا في مجلس النواب العراقي والتي لاتمثل سوى انشطة شخصية لاترجع بالفائدة على القاري والمتابع لسلسلة الاخبار التي تعني شعبنا الذي يعيش محنته المؤلمة والذي طالما بحث عن بصيص للامل  في نهاية نفقه الطويل  الصعب ..حقيقة  لم تستفزني  كلمة الهاوي التي حاول البعض الصاقها بي او من خلال الرد المباشر لاحد الزملاء والذي فيما يبدو اسقط من خلال مخاطبته لي كلمة الزميل  التي تعني الكثير في ادبيات العمل الصحفي مسقطا عنه صفة الهواية وملتزما بالاحتراف ..كتبت هذه المقالة وانا اترفع عن الكثير من الردود التي ناقشت المقال الذي كتبته مسلطا من خلاله الضوء حول مطالبتي من مسؤولينا وممثلينا الالتزام بالواقعية والابتعاد عن الاضواء الاعلامية  لكنني في هذه السطور ساناقش امرا اخر  الا وهو الفوبيا التي باتت تسيطر على البعض من كلمة هاوي او هواية  رغم انها مجال واسع من الابداع مقارنة بالاحتراف والذي يعتمد على  العمل الروتيني  طالما ان هنالك اجر  او مكافاة تطرز هذا الاحتراف ولاتتيح للمرء ان يستخدم ملكاته الفكرية  والابداعية  ولايعتد الا بالانسان وهو عبارة عن الة كما نلاحظ في ميدان الرياضة الذي يترجم مفردة الاحتراف الى جهد متواصل  لتحقيق الفوز بعيدا عن  الارهاصات التي يعيشها الانسان وما تفرضه الظروف والاجواء ..
اعتمادا على ما كتبته فما لي سوى ان اصرخ واقول لكل من يهرب من كلمة هاوي بانني هاوي صحافة  وطالما ترفعت عن الكثير من شهادات الثناء سواء بحضوري او في غيابي من شخصيات سواء كانت اكاديمية او من عامة الشعب وما لي  وليس من باب التواضع  الا ان ارد بانني هاوي ولست محترف طالما جعلت الصحافة ميدانا للاطلاع والمتابعة والاستزادة من منجم المعلومات الذي يتيحه ذلك البلاط الرحب (بلاط صاحبة الجلالة ) التي تجعلنا في بلاطها على اهبة الاستعداد لملاحقة اي خبر سيضحي في التاريخ مصدرا مهما لنوثق من خلاله ازمة شعب وماساة الاف من ابناء شعبنا  الذين  في لحظة  فقدوا صلتهم بالماضي وبدؤوا حياة جديدة لكي يترجموا من خلالها ما نادى به السيد المسيح قبل الفي عام  حينما دعانا قائلا اتركوا كل شي واتبعوني ..
ختاما لايسعني سوى الاعتذار من كل من السادة الذين كتبوا ردودهم لاسيما انهم  شعروا بالاستفزاز من خلال قراءتهم لمقالي المذكور الذي لم يكن سوى صرخة  من مهجر مسيحي  يامل  في ان يجد سياسيونا الحل لانهاء تلك الازمة بغية عودتنا السريعة لمناطقنا وكنائسنا من اجل ان لانودع التاريخ في ارض ابائنا بل سنبقى ملتصقين بها متحينين فرصة العودة  لانها ستوصلنا مع الماضي وستكون طريقنا المعبدة نحو رسم افاق المستقبل الذي نتمنى ان يكون زاهرا للجميع ..
دهوك
25 نيسان 2015
Sameralias74@yahoo.com



52
رسالة لنوابنا ..التزموا الواقعية وابتعدوا عن الاضواء
سامر الياس سعيد
صدمت كثيرا وانا اتابع نشاطات احد نوابنا في مجلس النواب حينما ابرز وعبر تواريخ سلسلة من نشاطاته حيث  عطفت عليه من خلال بذل الجهود الكبيرة من اجل تنفيذها ..هذا النائب قام بتعميم تلك الانشطة على اكثر موقع ومنتدى اعلامي متخصص بنشر اخبار ابناء شعبنا التي تضمنت جملها الاولى شارك وزار وقدم  وكلها تتمحور في نشاطاته بتقديم التهاني والمشاركة بقداديس عيد القيامة والوقوف في الصفوف الاولى ولقاء الاباء الروحيين ..هنا يطرح السؤال نفسه في امكانية اعتبار تلك الانشطة واجبات ملزمة لذلك النائب او زملائه وعلينا كمتابعين ان نطلع على تلك الاخبار  التي لااعدها اخبار او تتعلق بالاعلام الذي نبتغيه فهواة الاعلام باتوا يتحينون الفرصة للمباشرة بمثل تلك الاعمال من خلال تزويد النائب  وهو الذي يتمركز في العاصمة بغداد بزميله الهاوي الذي اتكهن انه غير مستقر في بغداد وهو مهجر سواء في اربيل او في دهوك بصوره وتعليقاته لكي يحورها هذا الهاوي وينشر النشاطات كما يحلو له وصفها في العديد من المواقع وكلها عبارة عن صور شخصية للنائب  والانكى من ذلك انه يصطحب معه شخصية اخرى من المسؤولين وقد  اظهر الاخير عدم احترام لقدسية المكان الذي فيه من خلال حضوره لاحد القداديس فرد على مكالمة كما يظهر في احد الصور ..عزيزي النائب انها وصية لااكثر ارجو ان تحصر نشاطاتك والتي تستحق النشر بالاطلاع على اوضاع النازحين من ابناء شعبك ولعل اغلبهم قد صوت على اسمك او قائمتك لكي يجعلك نائبا فالتزم الواقعية وابتعد عن الاضواء لان من الافضل ان تبحث عنك الاضواء لاا ان تبحث عنها من خلال هذه الافعال التي تصفها نشاطات ولكنها واجبات تلقى على عاتق كل مسيحي في ان يشارك بالقداس وخصوصا في ازمنة العيد ولو كانت لمثل تلك الانشطة اهمية وواجب على الجميع الاطلاع عليها فليكتب كل مسيحي في المواقع المتخصصة عن مشاركاته في القداديس ومعايدته وتقديمه للتهنئة للاباء الكهنة..واذ كانت تلك الافعال قد وجدت مسارها للنشر وجعلتنا مرغمين على الاطلاع عليها فانا اود الاشارة الى مسؤولية  تلك المواقع وواجبها عن نشر تلك الاخبار التي هي ليست باخبار ولافائدة لاي متابع او قاري في ان يطلع عليها واعتقد ان الرسالة قد وصلت !!!



53
المنبر الحر / عن اي عيد نتحدث !؟
« في: 10:12 12/04/2015  »
عن اي عيد نتحدث !؟
سامر الياس سعيد
عن اي عيد نتحدث وبحلوله تمتلكنا غصات الالم حينما تهب رياح الذكريات فتصحبنا بعيدا نحو مدينة الحلم مدينتنا الازلية التي سلبت منا في غفلة من الزمن..ومعها سلبت ذكرياتنا واشيائنا الجميلة ..عن اي عيد نتحدث وبحلوله اليوم نستذكر كنائسنا الصامتة الاسيرة وقد قيدها الغرباء واوثقوها كرهائن للزمن الاسود الذي لانهاية له ..عن اي عيد نتحدث وحلم التحرير اصبح غطاءا يتدثر به النازحين من قسوة الشتاء وامطار الزمن القاسي ..عن اي عيد نتحدث وفي حلوله كان الفرح يتالق رغم ان المدينة كانت تعاني من نفقها الذي لابصيص فيه للامل لكنه كان عيدا تجتمع فيه القلوب والامنيات لتربط اكليلا من الرجاء بغد افضل للموصل ..
 لكن في هذا العيد تشتت المجتمعون وبات عيد العام الماضي مائدة  لانضع عليها البيض الملون فحسب بل نرتب عليها صور اعزاء حملوا حقيبة الهجرة ليتشتتوا في بقاع العالم ..عن اي عيد نتحدث وهو المناسبة التي نعلق فيها الامنيات على شجرة المستقبل  بينما بدت شجرة هذا العام ذابلة صفراء لاتقوى اغصانها على حمل اي امنية من امنياتنا التي بتنا نطلقها كحمامات عاجزة عن التحليق ..عن اي عيد نتحدث ونواقيسنا مخنوقة خرساء وصلبان كنائسنا محطمة واروقتها باردة تستشعر الدفء من ذكريات زمن مضى ..عن اي عيد نتحدث والصمت يستحوذ على زمن كانت فيه تلك الكنائس عرائس تحفل بمناسبات تتوالى وكانت الحمامات ترفرف على ابراجها بامل البقاء لاللرحيل ..كانت حدائقها كالقلوب خضراء تطرزها ورود طالما ضخت عبيرها بتهنئة جار مسلم وصديق في العمل  اسقط من تفكيره حرمة تهنئة اخيه المسيحي ..كانت ازقة الموصل العتيقة لاتفرق بين هويات ابنائها فالعيد ينتشر بين تلك الحواري ورائحته تعبق المكان كما هي روائح الاكلات الموصلية التراثية ..لم تكن الكليجة تستنكر دخول اي بيت ففي العيد تبقى هوية ذلك الزقاق مشاركة الاحباء اعيادهم ومناسباتهم اما في عوجة الموصل القديمة فثمة صبيان صغار يرددون مع معلمهم هتاف اوشعنا نحو كنيسة مسكنتة ..عن اي عيد نتحدث  وباتت هويته مغيبة وشمسه تافل يوما بعد اخر ولانجوم تسطع في ليله الطويل الرهيب ..اخفى العيد مسمياته والتزم بعيد للامل ممطول دون موعد سعيد له وعيد اخر لمقابلة (اليو ان )تنقلنا من عالم الاحزان لعالم اخر فيه من الغموض اكثر من اي شي وعيد لاتتجلى فيه الا صور ايام زمان استقرت في الفيس بوك لتحاول استردادها كلما شعرت بانك مخنوق ومثقل بالالام الزمن الجديد وادركت انك تعيش ازمة نزوح لم تنطلق منذ ثمانية اشهر او تسعة او عشرة فحسب بل تتجدد بفضاءاتها كلما وخزك حنين المكان وتشابهت تفاصيل موقف عابر او لاح امامك وجه كنت قد التقتيه قبل ازمنة سابقة في احد شوارع الموصل فاعاد ذلك اللقاء تفاصيلا اخرى محيطة به ..لاعيد لنا هذا العام ..سنعتذر بل سنصمت عن تبادل التهاني وستكون تعزيتنا الوحيدة في ان نغلق اعيننا برهة ونقود ارواحنا في مسيرة صامتة نحو بلوغ شارع محلة الساعة ونتطلع نحو برج كنيسة اللاتين (الخالي من صليبه )وسنرمق منارة الجامع الكبير بنظرة فحينها سندرك وجها للموصل بات مفقودا الى الابد ..



54
البطريرك الراحل مار اغناطيوس زكا عيواص ومدينة الموصل

سامر الياس سعيد

تمر هذه الايام الذكرى الاولى لرحيل البطريرك مار اغناطيوس  زكا الاول عيواص وانتقاله للخدور العلوية بعد حفلت سيرته بالعديد من المحطات  المهمة  خصوصا تراسه للكنيسة السريانية الارثوذكسية لفترة انطلقت في عام 1980 واستمرت لحد تنيحه في 21 اذار من العام الماضي..
 اما المحطات المهمة التي برزت من سيرته  ارتباطه وصلته بمدينته الام (الموصل ) مسقط راسه حيث ولد في عام 1933وارتبط مع هذه المدينة بالكثير من المحبة التي ترسخت لدى ابناء رعيته الذين كانوا عادة ما يبداون برنامج زيارتهم لدمشق في ان تكون من تلك المفردات زيارتهم للصرح البطريركي للقاء ابيهم الروحي والاطمئنان على صحته..
 وبادلهم البطريرك زكا  تلك المحبة  لاسيما حينما زار المدينة خلال تراسه للكنيسة في فترتين متفاوتتين فكانت الاولى عام 1984 ووقتها كان اغلب ابناء الكنيسة في جبهات القتال مشاركين اخوتهم من باقي مكونات العراق في الحرب المفروضة في حقبة الثمانينات فكانت زيارته لابناء رعيته تشجيعا ومؤزارة وبركة اسبغت امنا في نفوس ابناء الموصل ..
 ووافى البطريرك الراحل المدينة بزيارة ثانية حيث كان موعدها في عام 1998ووقتها كانت المدينة كحال وطنها تعيش الم الظروف المتعاقبة من حصار وتضييق خناق لايقارن بما عاشته الموصل وخصوصا مسيحييها بعد خمسة اعوام حيث انطلقت الحرب الامريكية في عام 2003لتغيير النظام وما اعقبها من محاولات استهداف طالت المسيحيين حتى انتهى بهم المطاف مهجرين مطرودين من مدينتهم(مدينة الله ) كما اطلق عليها البطريرك زكا الاول عيواص ..
وفي خضم ماعاشته الكنيسة السريانية الارثوذكسية من حزن عميق بغياب راعيها ورئيسها فان الصلوات والقداديس كانت تتلى في الكنائس ترحما لسيرة قديس انتقل للخدور العلوية  ومن بين تلك الكنائس كاتدرائية مار افرام للسريان الارثوذكس التي طالما ابدى البطريرك اعجابه بها مشيدا بجهود الشعب السرياني لاسيما في مدينة الموصل ممن عرف عنهم التصاقهم بالكنيسة وإسهامهم ببنائها وتعميرها ..
وقد ترجمت غيرة هذا الشعب رفعه لصور البطريرك الراحل على واجهات الكنيسة ولافتات التعزية بالمصاب الاليم  ومنها الصورة الكبيرة للبطريرك  وقد كتب نهايتها عبارة (وداعا ابو السريان صلاتك تحرسنا ) لكن مايؤلم ان نهاية تلك الصورة  وما نشره عناصر التنظيم على مواقع التواصل من القائها في قارعة الطريق وقد شوهت تفاصيلها وكانت الصورة الاكثر تاثيرا في نفوس كل من استذكر تلك المحطات التي عاشها الاب الروحي وهو يعبر عن مساندته لابناء رعيته وهم يعيشون ظروف صعبة بدات من سلسلة الحروب التي خاضوها مرغمين ومرورا بفترة الحصار الجائر وانتهاءا بحقبة قدوم داعش وما افرزته من ترجمة لنظرة تجاه الاخر الخالية من صور التعايش والمحبة فانتهت بتهجيره القسري عن مناطقه وكنائسه والتي غالبا ما كان الاب الروحي يضمنها كلماته وتوجيهاته التي اكجت على محبة الاخر  وتعزيز التعايش وترسيخ المحبة في نفوس الجميع وترجمها بمواقف كثيرة حفلت بها حياته..



55
المنبر الحر / ناقوس حزين صديء
« في: 14:53 17/03/2015  »
ناقوس حزين صديء

سامر الياس سعيد
ناقوس مخنوق مهجور كما هجر الاف المسيحيين المدينة قبل اشهر ماضية بقي في مكانه يرصد الموصل وهي تختنق وفي اعماقها عبرات الالم وفيما ترك المسيحيون كنائسهم ومنازلهم وغادروا مشتتين شرقا وغربا بقي الناقوس ليروي حكايته الممزوجة بمحطات الالم والفرح وهو الذي طالما كان يطلق صوته الهاديء تعبيرا عن فرح الدعوة لحضور القداس يوم الاحد او في حال رقاد فحينها يطلق انغامه الوداعية لذلك الشخص الراحل ..هكذا كان الناقوس معتليا برجه الذي يعلو فوقه الصليب حتى اذنت تلك الساعة التي وجد فيها المسلحون الفرصة لاقتلاع الصليب من فوق البرج والاطاحة بالناقوس من موضعه نحو الارض لانهم بحثوا عن طريقة لتهجير الناقوس فلم يفلحوا..
الناقوس الذي صحى الموصليون على صوته الجميل لم يعد يطلق ذلك الاصوات المتقطعة  واختنقت بداخله العبرات وهو قد ودع مطلقه (ككي )الذي رحل في ليلة ضلماء مودعا الدير الحنون الذي طالما كان حضنا دافئا ومستقرا امنا للعوائل اللائذة من بطش الحروب بل كان متنفسا للعشرات ممن كانوا يقصدونه ليبسطوا اياديهم امام مذبحه طالبين بان تكون تلك السحابة عابرة وسرعان ما تنقشع لتطل شمس الاستقرار بين الربوع ..
وفي الدير ثمة عبارة كتبت على قطعة حلان موصلي تناشد سلطانة السلام (مريم ) لتمنح السلام للعراق في ذلك الدير الحزين كان وقعها صعبا على المسلحين فباشروا باطلاق لونهم الاسود نحوها  ليخرسوا ذلك الدعاءوليسكتوا اي صوت  يطلب السلام للعراق..
دير مار كوركيس يحمل في محطاته الكثير من الذكريات لابناء الموصل وشخصيا طالما ارتبطت معه بصداقة دائمية  حيث كانت تبرزهذه الصداقة بموعد محدد هو  ظهيرة كل يوم جمعة من الاسبوع حينما كنت احرص على السير نحوه ولمسافة تقارب الـ10 كم لادعو واناجي بان يحل السلام بين الربوع وتنقشع تلك الغيمة التي تلبد سماء مدينتي  وحينما ارى تلك الصور التي بثها المسلحون  استذكر كل مكان في الدير عشت معه ذكرياتي لاكتشف استباحته من قبل من راوا في صلبان الدير وصوره وتماثيله ما يهدد امنهم ويقض مضاجعهم ..
الناقوس مازال يروي حكايته ويقول القوا بي من فوق وانا وسط تلك المحنة وجدت الموصل تناجي وليس من مستجيب ورايت سحابة الدخان الاسود تملا افقها  وتحنقها فكيف تعيش الموصل بدون ناقوس ليطلق اصوات الحزن على ما عاشته من ايام المحنة ولااوصل  تلك الاصوات الى من بيدهم الحل والربط كي يجدوا حلا وكيف سيكون مصيري وانا بعيد عن رفيقي الصليب الذي حطموه بعد ان انزلوه من برجه العالي ..
يضيف الناقوس بعد ان مت حينما غادرني اهلي ها انا اموت ثانية  وربما رقدتي ستطول بعد ان عجز ابنائي من ان يكونوا واحدا تجاه من يستهدفهم وبقوا ينتعشون بامال اقرب الى السراب من قرب تحرير الموصل وانطلاقمعركتها التي باتت قريبة جدا كما تؤكد الاخبار ..
وانا اسقط (يضيف الناقوس )وجدت صلبان كل الكنائس ونواقيسها قد انتزعت وبدت الموصل ليست تلك الموصل التي كنا نشكل فيها كنواقيس محطة امل ورجاء للمتعبين والثقيلي الاحمال فلم نجدهم حينما دفعهم الخوف لان ينزووا في مواضعهم فلم يعد للتعب قيمة الى جانب الخوف والموت ينتشر في كل الارجاء مرافقا للون الدم الذي بدا شعار المدينة رمزها الاوحد ولم تعد الاحمال ثقيلة كما هي وطاة الحياة التي يعيشها الموصليون بحثا عن الامل المختفي والذي هو ايضا هاجر مع المهجرين واستقر في خيمة متواضعة ريثما يجد السبيل للعودة الى قلوب الامنين ..



56
مؤرخين ونقاد واصدقاء يتحدثون بلغة الوفاء عن الراحل
ماهر حربي يودع الحياة في زمن تدمير الاثار بمعاول الاشرار

سامر الياس سعيد
رحل ماهر حربي ابن الموصل  الذي ارتبط بالمدينة صميميا رغم انه  ترك المدينة بعد تدهور اوضاعها الامنية والتجا لناحية قصية تابعة لمحافظة نينوى قبل بضعة سنين  لكن رياح الهوى التي كانت تهب من مدينته كانت تشعره بهويته الابداعية التي طالما جسدها في اروقة الكنائس كلوحات او خطوط فضلا عن اغلفة ورسومات جميلة ابدعتها انامله بحركة دؤوبة لاتعرف الكلل   لكن الحزن بلغ اوجه عند الفنان وهو يرمق المدينة وقد استباحها الاشرار لتدمر معاولهم بصمات الحضارة فضلا عن استباحتهم للوحات القيمة  التي احتضنتها الكنائس وهم يحاولون طمس هويتها ..
في احدى زياراتي لكنيسة مار قرياقوس الواقعة في قرية باطنايا وجدت لوحة للفنان ماهر حربي تتصدر  المذبح الرئيسي للكنيسة حيث يجسد فيها قصة الطفل الشهيد شفيع الكنيسة (مار قرياقوس )بعمره الغض وهو يجادل الملك بجبروته وقوته معلنا ثباته على الايمان فتاثرت بها  لما تحمله من دلالات ومضامين روحية عميقة جسدها حربي بحرفيته الفنية بحركة اليد التي لوح بها الطفل الشهيد وهو يساق الى قدر الماء الساخن كعقوبة امر بها الملك لالقائه فيه نتيجة تمسكه بالايمان مستمدا تلك القوة من نظرة امه  القديسة جوليا التي تقف على مقربة منه ..
وفي سياق السيرة الذاتية للفنان وردت مهمة للفنان بالمشاركة في ترميم قصر سنحاريب الآشوري في  نينوى عام  1969 وكلا العملين  المهمين سواء تلك اللوحة التي تصدرت الكنيسة في باطنايا او غيرها من كنائس الموصل او ترميم ذلك القصر الاشوري  اصبحا اليوم تحت سيطرة تنظيم الدولة الاسلامية وقد بلغت اخبار افعاله التي استهدفت الحضارة اسماع العالم فكانت كالصدمة التي هزت الفنان المرهف الذي لم يحتمل قلبه الواهن  رغم انه يعيش عامه السبعين رغم ما يمثل هذا العام من نضج فني  لكن الفنان ماهر حربي بلغ النضج الابداعي في سنوات مبكرة عبرالكثير من  لوحاته التي ابدعها ..
كتب عن تجربته الفنية العديد من النقاد والمؤرخين ولعل من اهم من كتب عنه المؤرخ الموصلي المعروف الدكتور ابراهيم العلاف حيث قال عنه ان الفنان ماهر حربي من ابرز  الفنانين التشكيليين العراقيين والموصليين  وهو مصمم ايضاوله اعمال رئيسة في الكنائس والاديرة..ويضيف العلاف في  معرض حديثه عن الفنان الراحل مشيرا الى ان حربي اتخذ في تنفيذ لوحاته اسلوبا متميزا يلتقي في بعض مؤشراته مع المدرسة السريالية التي ظهرت في اوربا خلال سنوات العشرينات من القرن الماضي  وكان الفنان ماهر حربي يردد دائما اننا بحاجة الى وسيلة متفردة للتعبير عن طموحاتنا الانسانية وهو يصف اسلوبه بـالواقعية المتفوقة: اي التي تتجاوز السريالية..
ويقول الناقد الفني مروان ياسين عن الفنان الراحل ماهر حربي  بان تجربته الفنية تتشكل سواء في مفرداتها التقنية وفي محتوى خطابها من روافد الفن التشكيلي العراقي المعاصر بكل ارهاصاته المتجهة نحو تجديد بنية الخطاب التشكيلي..
ويضيف ياسين  بان حربي  ينتمي الى جيل جديد من الفنانين الموصليين يتميز بحساسية فنية خاصة،ظهر في مطلع سبعينات القرن الماضي وبرز منهم ( لوثر ايشو ، مزاحم الناصري ، ليث عقراوي ، عبد الستار الشيخ )وخصوصية هذا الجيل  تكمن في الخروج بالنتاج الفني من دائرة محاكاة الواقع،والذهاب بتطلعاته نحو تشكيل نص بصري منفلت من القوالب الواقعية ومن المحددات تأسره بماهو مرئي  الى ماهو خارج  حدود المرئي .
 اما الفنان التشكيلي هشام الطائي فيقول عن رحيل الفنان ماهر حربي بانه شكل صدمة لمعشر فناني الموصل لما اشتهر به الفنان الراحل من مكارم  الاخلاق ومثل قدوة باخلاقه قبل فنه خصوصا وانه نذر نفسه للفن متواصلا مع طلابه ولم يكن هذا ديدنه فحسب بل قام برعاية مشروع فني رائد تمثل بافتتاح قاعة الساعة للفنون التي تجاور كنيسة الساعة  لعرض اعمال فناني مدينة الموصل ..
 واضاف الطائي  ان جهود الفنان حربي معروفة للجميع  منها مشاركته في معرض الخريف وتنظيمه للجلسات الفنية والثقافية  واستقطابه للمحاضرين لاغناء المشهد الفني والثقافي في مدينة الموصل  كما عرف عن (ابو مبدع)عشقه للتراث الموصلي فكان دائما ما يجسده على لوحاته محاكيا في ذلك نبض الحضارة الاشورية  التي تميزت بها مدينته نينوى ومنحت تلك اللوحات الخلود لفناننا  الرائع ..
وعن مسيرته مع اول مجلة مسيحية عراقية حيث عمل الراحل في هيئة تحريرها  فتحدث الاب بيوس عفاص رئيس التحرير السابق لمجلة الفكر المسيحي عن معرفته بالفنان ماهر حربي حيث قال موجها كلامه للراحل :
عزيزي ماهر ، (ابو مبدع ).. كيف هان عليك ان تغادرنا دون استئذان.!؟انت المطبوع برقة وكياسة  في التعامل مع الازميل ، كما مع الزملاء ..ويضيف الاب عفاص فيقول  عن تلك العلاقة التي انطلقت منذ ستينيات القرن الماضي فيشير بان علاقته مع الفنان الراحل ترقى  لتلك الفترة حين كان يلجا الاب عفاص للفنان ماهر حربي من اجل تصميم بطاقة او تقويم  اوغلاف فيترك بصماته عليها لكن بصمات الفنان ماهر حربي –كما يقول الاب عفاص – الفنية فلطالما ترسخت  على اغلفة الفكر المسيحي حينما تحولت(سلسلة) الى مجلة  عام 1971 ، وخرج عددها الاول يحمل اسمها بزخرفة رائعة  جمعت  ما بين الكوفي والاسطرنجيلي وبقيت عليه  بضعة سنين  الا ان اثار الخط الحر الذي يلامس الرسم فيستوحي النحت فقد حملتها ولسنين طويلة  مقالات الفكر المسيحي حين كان علينا انذاك ان نحملها  الى الزنكوغراف لتصبح كلائش على مستوى التنضيد اليدوي والصور !
 ويتابع الاب عفاص في استذكاراته عن مسيرة عمل الفنان ماهر حربي كمدير فني لمجلة الفكر المسيحي  فيقول بعد تلك الفترة  حل زمن(ما بعد اعتماد الاوفسيت ) حيث اخذ الفنان حربي على عاتقه اعداد ماكيت العدد أي التصميم الكامل له من حيث  توزيع المواد على الصفحات واخراجها، فكان الفنان ماهر حربي بحق المخرج (الفني ) وكان اسمه ملائما لكهنة يسوع الملك !
ومع الاخراج كان للراحل كما يقول الاب عفاص مساهمات عديدة في الكتابة  وبالاخص تلك  التي تدور في فلك الفن  ولاينسى الاب عفاص في سلسلة استذكاراته  ما قام به الفنان حربي من جهود مهمة ورائدة في مهرجان المجلة  الذي اقيم بمناسبة اليوبيل الفضي (1964-1989)وابدع حربي في معرض خاص للايقونة المبتكرة التي استوحى فيها حضارة وادي الرافدين وبهذه المناسبة ايضا اسهم حربي ولكونه عضو فاعل  في هيئة تحرير المجلة باجراء مقابلة موسعة مع رواد الفكر المسيحي عكس فيها حبه وتقييمه لمن كان لهم اكثر من صديق ويختتم الاب  بيوس عفاص تلك الاستذكارات بكلمات تعبر عن الوفاء لذكرى الراحل  فيقول موجها له كلامه ..
ماهر ، ستبقى  لوحاتك التي زينت العديد من  الكنائس في كل مكان تحكي ابداعك ورقتك ولطفك وتجردك وتواضعك وحسن معشرك مع انعكاس ايمانك  العميق في ازميلك الخالد..
 



57
الالوان حينما تتحاور

سامر الياس سعيد
افضى الاحتفال بعيد الحب لدى اغلبية دول العالم من ان يحولها لدول احادية اللون بالالتزام باللون الرئيسي للعيد وهو الاحمر الذي يصبغ حاجيات العيد وهداياه باللون المميز  والذي يتخذه العشاق رمزا للحب بالاضافة الى كونه رمز القوة والرغبة  كما يرمز اللون الى  الدم علامة الحياة  والجرح والقسوة والصلافة  وقد اعتمدت الالوان فيما مضى لتكون رموزا  لمحطات الحياة حتى اعتمدتها الدول لتوجز ما تشتهر به البلدان من خلال العلم والالوان المعبرة عن ما عاشته تلك البلدان من محطات نضالية  يتخذ فيها اللون الاحمر المركز الرئيسي لاغلبها  وقد ابرز اجتماع الالوان في قوس القزح عهد الله مع شعبه وامانته وغفرانه ومصالحته من خلال قصة النبي نوح(عليه السلام )..
وقد تداولت الاساطير القديمة محاورة بين الالوان لتشكل حديثا شيقا يبرز بين طياته اهمية كل لون ورمزيته خصوصا حينما كانت علامة قوس القزح  تحمل برموزها امل ورجاء للانسانية  فقد كان اول المتحدثين من الالوان الاخضر الذي عبر عن نفسه بكونه مانح الطبيعة لونها المميز مثلما هي الوان الشجر  والعشب  والورق وبدون هذا اللون فان الحيوانات تموت ويكفيكم النظر  الى الحقل لتروا هذا اللون ..
 اما اللون الازرق فلم يرقه حديث اللون الاخضر فقاطعه قائلا انك تفكر فقط في الارض وادعوك للنظر الى السماء والبحر فهما يتخذان مني لونهما المميز فالماء هو اساس الحياة والغيوم تنتشل الماء من اعماق البحر  والافق يقدم لها المسافات والهدوء والسلام وبينما كان اللون الاصفر يتنصت لحديث اللونين الاخضر والازرق قاطعهما مقهقها وهو يقول كلكم جديون اكثر من اللزوم انا الاصفر الحامل  الضحكة والقهقهة ومع الضحكة احمل الفرح والحرارة للعالم فالشمس صفراء وبدوني لايوجد فرح ..
وامام كلمات اللون الاصفر احتج البرتقالي قائلا انا لون الصحة والقوة وربما اكون نادرا لكني ثمين جدا فانا عندي الفيتامينات ورغم انني لااتجول كثيرا لكنني املا الفضاء عند الفجر او عند غياب الشمس ويكون حينها جمالي مؤثرا الى درجة ان لااحد يفكر في بقية الالوان وحينها انفجر اللون الاحمر  بعد ان نفذ صبره فقال انا رئيس الالوان انا الدم  والحياة هي الدم انا لون الخطر  والقوة وانا على استعداد لان اجاهد في سبيل  قضية  ومثلما تعرفون فانا الاحمر لون الشوق والحب والوردة الحمراء ..
وبينما كان الاحمر يتحدث عن نفسه بكل كبرياء انتفض اللون البنفسجي ليقول انا لون السيادة والقوة والرؤساء يطلبونني لاني اشكل لهم علامة السلطة والحكمة ..
وبهذه الطريقة تجادلت الالوان جميعها لتتفاجا بلمعان بريق ووميض ساطع لتتجمع كل الالوان وهي تشعر بالخوف والرهبة حينها زمجر المطر ليتحدث بالالوان قائلا  ايتها الالوان الغبية  انكم تتجادلون وكل منكم فيه رغبة السيطرة  على الاخرين  الا تعلمون ان لكل لون غاية خاصة ومفيدة ومختلفة  ضموا ايديكم الى بعضكم واتبعوني فعملت الالوان بامر المطر وتجمعت معانقة الواحدة الاخرى ليتابع المطر كلامه قائلا  عندما امطر فكل لون منكم يتمدد على مدى الفضاء بشكل قوس كبير من الالوان كتذكار بانكم تعيشون بسلام..انتهت الحكاية وبقيت الالوان ترتكز على باليت الفنان وفي افق الطبيعة لتتحاور فيما بينها عسى ان توفر فرصة للتامل بطلب السلام واحلاله في الربوع ..



58
فلكلور كرمليس ينبض بأغاني تراثية توثق لمحطات زاخرة بالفرح والأحزان


سامر الياس سعيد
لايختلف اثنان عما حازته بلدة كرمليس من موقع حضاري من خلال ما اختزنته أسفار الحقب التاريخية عن عراقة  البلدة وجذورها التي تمتد الى العصور الحجرية  حيث اقترن اسمها بالمعارك والغزوات التي جرت وقائعها في زمن ما قبل الميلاد وما بعده ومنها ، كحملة داريوس دارا الاول (485 ق.م) وداريوس دار الثالث والاسكندر الكبير (331 ق.م)، وحملة الامبراطور الروماني طرايانوس للشرق (114م) وغزوات المغول (1236م) وغزوة القائد الفارسي نادر شاه (1743م)، وغيرها. كما ان تسميتها الحالية مرتبطة  بالحقبة الاكدية التي  أطلقت عليها ابان سيطرة الاكديين على البلاد الاشورية خلال حكم ملكهم سرجون الاكدي (2371-2316 ق.م) خصوصا خلال  خضوع الدولة الاشورية للسومريين حيث اطلقت على البلدة تسمية (كار- دنكير- نين- ليل) اي مدينة الآلهة ننليل زوجة الاله انليل ووالدة ننيورتا وهي الهة سومرية كانت لها معابد في معظم مدن العراق القديم.
فيما سبق يؤكد المعلومات التي تقتبس مصادرها من صفحات الحضارة الاشورية والتي  استوحاها الأديب قصي مصلوب في مشروعه الذي اطلقه مؤخرا  من اجل الحفاظ على الارث التراثي والفلكلوري لبلدته كرمليس فقام بإبراز هذا المشروع الذي يضم عشرات الاغاني التي كان يرددها أهالي البلدة بلغة السوريث لتصل الماضي التليد بالحاضر وترنو نحو المستقبل الذي تعيشه البلدة اليوم بعيدة عن ابنائها بعد خضوعها لسيطرة تنظيم الدولة الإسلامية  في صيف عام 2014..
يبرز مصلوب المشروع الذي يعده باطلاق أغاني تستمد كلماتها من خلال يوميات الحياة للبلدة والتي تترجم لمحطات من الفرح والحزن فهنالك أغاني كانت تنشد في زمن الحصاد كون البلدة من المناطق الزراعية الخصبة بالإضافة الى انشغال اغلب ابنائها بهذا العمل ،كما هنالك أغنيات مخصصة لمناغاة الأطفال وهي تستند على وفق أساطير مستمدة من الحضارة الاشورية القديمة ..
ويتابع مصلوب في حديثه بان للأغنية الكرمليسية خصوصية وتفرد بارز من خلال ما تستمده من بيئة البلدة الجغرافية  والتقاليد التي تفرضها الكنيسة بوجود التشفع لدى عدد من القديسين لعل أبرزهم القديسة بربارة التي ينتصب مزارها في مدخل البلدة ..
ولايجد الأديب قصي مصلوب صعوبة في جمع الموروث الغنائي الخاص بالبلدة مفيدا بان اغلب اهالي البلدة كانوا يتوارثون تلك الأغنيات على ظهر قلب من ابائهم واجدادهم لتكون كسلسلة طيبة تتناقلها الاجيال ككنز ثمين غني بالمحافظة على الاصالة التي تفخر بها البلدة لكنه في المقابل يجد بان عمله الخاص بتلقين فرقته المؤلفة من الفتيان والفتيات ممن تتراوح اعمارهم ما بين 8الى 15 سنة غني بالصعوبات من خلال المفردات عالية الطبقة الصوتية التي تلتزم بها الاغنيات التراثية وصعوبة نطق بعض كلماتها  كما تزخر تلك الاغنيات بمقام يستمد من البلدة خصوصيته وتفرده الواضح ولعله ينحو نحو مقام الحزن كون البلدة عاشت ازمنة صعبة من خلال توالي الغزوات والاضطهادات التي نالت من اغلب ابنائها ..
ومن تلك الاغنيات التي ينشدها الاطفال وقد تعلموها في فترة قياسية حيث يقول قصي مصلوب بان العمل كان يتم في مخيمات النازحين خلال فترة لاتتجاوز العشرة ايام من اجل تهيئة تلك الفواصل الفنية  التي تتحدث عن فترة الحصاد التي يعتبرها الكرمليسيون باهم الفترات التي تمر بها البلدة لارتباطها بقيمة العمل كما ترتبط اغنيات اخرى بازمة احتباس الامطار وما كان اهالي البلدة يسعون اليه من مظاهر وطقوس تناجي شفعاء البلدة من اجل انهاء تلك الازمة  واستجلاب الغيوم الزاخرة بالامطار لتقوم باخصاب الارض وابراز مكنونها من الخضرة والغذاء كما تبرز من تلك الاغنيات طقوس اخرى ترتبط باستعدادات الكرمليسيين للاحتفال بعيد القيامة لاسيما من خلال تنظيف ازقة البلدة من قبل الاطفال استعدادا لمسيرة السعانين التي تسبق العيد باسبوع ..
المشروع الذي يحمله الاديب قصي مصلوب من خلال تهيئة الاغاني واعدادهاوتدريب الاطفال على ادائها يجسد عمل بارز تتميز مشاهده بالمحافظة على الاصالة التي تزخر بها يوميات كرمليس والتي يختتمها مهرجان الاغنية التراثية الكرمليسية بنواح امراة كانت من اخر مغادري البلدة على ما تعرضت له بلدتها من تخريب لحواضرها من قبل عناصر التنظيم ويندرج هذا النواح  في باب الرثائيات التي دابت عليها النسوة وهن يذكرون مناقب عزيز رحل عنهم ..
 


59
المنبر الحر / حمى (بانينكا )
« في: 16:24 24/01/2015  »
حمى (بانينكا )

سامر الياس سعيد

اجتاحت حمى بانينكا لاعبي المنتخبات التي تخوض منافسات دور ربع النهائي في بطولة الامم الاسيوية الجارية حاليا مبارياتها في استراليا وبانينكا هو اسم اللاعب  التشيكي الذي سدد كرته ضمن ركلات الترجيح  في مرمى منتخب ألمانيا الغربية في نهائي بطولة كأس الأمم الأوروبية عام 1976 حيث سدد الكرة على شكل منحنى إلى وسط المرمى وذلك بعد التوقع الصائب باتجاه الحارس ليرتمي في أحد الجانبين.وقد ابرزت رغبة اللاعبين ممن وصلت مباريات منتخباتهم الى محطة ركلات الترجيح  من ان يسعوا لتقليد ذلك الاسلوب السبيعيني  لاثبات نجاحهم  وتفردهم بتسديد ركلات الترجيح  التي يوضح نجاحهامدى مهارة وثقة اللاعب الذي يسدد هذه الركلة ولكن الأمور قد تنقلب إلى العكس ويبدو اللاعب فاشلا إذا توقع الحارس ما سيحدث وتصدى للركلة.وبالعودة الى التاريخ الرياضي فان النجمين الايطاليين  فرانشيسكو توتي وأندريا بيرلو سبق لهما أن سدد كل منهما لمنتخب بلاده ركلة بهذه الطريقة في بطولة كأس أمم أوروبا فيما أهدر جاري لينكر ركلة لمنتخب إنجلترا سددها بنفس الطريقة ليعادل بهذا ما فعله مواطنه بوبي تشارلتون في الماضي عندما أخفق في تسجيل ركلة لفريقه في آخر مباراة دولية بمسيرته الكروية.اما من خلال ما حفلت به مباريات ربع النهائي التي جرت في نهاية الاسبوع الماضي بين منتخبات العراق وايران وفي المباراة الاخرى التي جمعت بين اليابان والامارات فان نجاح كلا من  العراقي المخضرم يونس محمود (السفاح) والإماراتي الشاب عمر عبد الرحمن (عموري) في تسديد ركلة ترجيح لفريقه بطريقة "بانينكا" حيث ساهم كل منهما في فوز فريقه والتأهل للمربع الذهبي بالبطولة.
وكان يونس محمود قائد المنتخب العراقي ، والذي لم يرتبط بأي ناد منذ نحو عام ، بحاجة لتسجيل ركلة الترجيح الخامسة لأسود الرافدين ليظل الفريق في ماراثون ركلات الرجيح أمام المنتخب العراقي والذي امتد لثماني ركلات لكل فريق وقاد السفاح فريقه للفوز فيها 7/6 .
وعن اسلوبه بتسديد ركلة الترجيح قال اللاعب يونس محمود "سددت هذه الركلة لأنني أردت توجيه رسالة لزملائي بألا يشعروا بالقلق وأن ينظروا إلى كيفية التسجيل بسهولة في مرمى المنتخب الإيراني.. وبعدها ، رأيتم كيف سجل اللاعبون ركلات الترجيح التالية بهذا الشكل الجاد والقوي.. أعتقد أنها الرسالة التي وجهتها لزملائي".
وبعد انتهاء مباراة العراق وايران  بنحو ساعتين ، سدد  الاماراتي عموري بنفس الطريقة الركلة الأولى لمنتخب بلاده في ركلات الترجيح أمام المنتخب الياباني حامل اللقب ليفوز الأبيض الإماراتي 5/4 بركلات الترجيح ويتأهل للمربع الذهبي فيما جذب عموري بالتأكيد مزيدا من أنظار كشافي الأندية الأوروبية الذين يتابعون مهارات اللاعب الرائعة في هذه البطولة القارية.
وقال مهدي علي المدير الفني للمنتخب الإماراتي "كانت ركلة ترجيح مثيرة..لكنني اتمنى من عموري عدم تكرار تسديده بهذه الطريقة لانها كانت تؤدي بي الى السكتة القلبية

60
امنيات نعلقها على شجرة العام الجديد  ونتمنى ان يكون زاخرا بتحقيقها
بعد ان كان عام 2014 عام النزوح..هل سيكون عام 2015 عام العودة ..؟
سامر الياس سعيد
ودع العالم عام 2014 ،وهو يستذكر الكثير من المحطات التي حفل بها هذا العام واوراقه التي حملت الكثير من مراحل الحزن متمثلة بما عانت منه مئات العوائل المسيحية والايزيدية من محنة التهجير، اثر سيطرة تنظيم الدولة الاسلامية على مناطقهم حتى عد تهجير العام الاشد قسوة والاكبر من حيث عدد العوائل النازحة بالمقارنة مع المحطات المماثلة التي شهدتها مناطق عديدة من العراق بعد العام 2003 ..
وبينما لفظ العام ساعاته الاخيرة تحفل الذاكرة بالكثير مما مر به المئات خصوصا حينما تعرضت مناطق الحمدانية وتلكيف وسنجار الى سيطرة التنظيم ،والتجات الاف العوائل لاقليم كردستان طلبا للملاذ الامن الذي طالما تميزت به مدن الاقليم فضلا عن افق التعايش والمحبة التي تسمو بها الحياة اليومية ..
لاشك ان تلك العوائل التي هجرت قسرا من مناطقها تترقب الاخبار وتتمنى ان تجد من بين مئات الاخبار التي تطلقها وسائل الاعلام ما يمنحها جرعات التفاؤل بان الغد يحمل لها بشرى تحرير مناطقها مما يؤمن لها العودة  الى تلك المناطق واعادة رسم ملامح الحياة للمدن التي عانت من اشهر عجاف افرغت شوارعها وقتلت مظاهر الحياة فيها وخنقت بسمة الحياة المرسومة على وجنات الاطفال وحولتها الى بكاء مستمر..
واذ اخترنا وصفا للعام الراحل فلاشك بانه سيكون عام الاقليم لما تميز به من تقديم الملاذ الامن للعوائل الهاربة من جحيم حرب الاقصاء والغاء الاخر ،فهل سيكون العام القادم حاملا لوصف عام العودة للديار خصوصا وانها امنيات تبادلها المسيحيون خلال احتفالهم بعيد الميلاد المجيد حيث كانت تلك الامنية بديلا للتهنئة التي اعتادوا  ان يتبادلونها بعد انتهاء قداس ليلة العيد او في صباح اليوم الاول  فلم تجد الالسن الا ان تجاهر بكلمة الامنيات بالعودة للمدن التي هجرتها العوائل لكن نفوسها بقيت تهفو لليوم الذي يمثل العودة من جديد الى تلك المناطق ..
واذ تيسرت العودة لتلك العوائل فلاشك في انها ستحمل ذكريات عن ايام المحنة  التي خففت من وطاتها  عوائل محبة امتلكت قلوبا عامرة بالحب قدمت بيديها البيضاء ما اعان تلك الوجوه المتعبة وخففت من الامها بترك الديار فكانت تلك الايام ترجمة حقيقية للتعايش والتاخي ..
عام يرحل واخر ياتي ، وفي حركة الاعوام لاشي يبرز سوى الامنيات حينما ترتبط بالعبارة التقليدية (كل عام وانتم بخير) لكنها سترتبط بامنية اخرى يجدها المهجرون ضرورية بان يكون العام القادم حافلا بمشاهد العودة ..
ولكن عن اي عودة نتحدث...؟! والخوف من مستقبل المدن التي عانت من غياب اهلها وتحدي المستقبل يبدو هو الاخطر في ظل ما شهدته تلك المدن ، وهل سيتجدد سيناريو الاحداث الامنية التي كان عليها واقع مدينة الموصل حتى بعد ان تنفض عنها غبار ما لحق بها من اذى ..هل ستعود تلك الحواضر التي تميزت بها المدينة منصات لانطلاقة حمامات السلام وتحليقها من جديد في اجواء المدينة وهل ستكون شجرة الزيتون قادرة على منحنا اغصانها الخضراءمن اجل ان تتحول قلوبنا ايضا لشجرة زيتون لاتعرف  اوراقها الاصفرار بل تحتفظ بلونها الاخضر الذي يلائم كل المناخات والفصول .. امنيات تدور في مخيلة كل مهجر  وحتما سيطفي النور  حينما تتلاقى عقارب الساعة الثانية عشر من ليلة 31 كانون الاول  لنودع بالظلمة عاما رحل ولنستقبل  بالانوار العام الجديد وكلنا امل بان يكون النور الذي نستقبل فيه هذا  العام مميزا بالكثير من الامنيات  التي علقناها على شجرة الميلاد وننتظر  ان تتحول الى واقع مع كل يوم يمر  علينا ..هي اسئلة تكتسي بالوان الامنيات  لانجد من بد سوى ان نستقبل بها اطلالة العام  ولانملك سوى  ان نعزز من ثقافة التسامح من اجل ان  نطفي ما شهده العام الماضي من نيران اتت على  الاخضر واليابس ..



61
هل يمكن ان نختصر محنة شعبنا بالمساعدات ..؟!
سامر الياس سعيد
اهتمت وسائل اعلام خاصة بشعبنا بما تداوله العديد من المهتمين بشؤون  شعبنا ازاء المساعدات المقدمة للكثير من النازحين مولية  اهتماما استثنائيا بالتصريحات الناقدة التي  اهتمت بنوعية تلك المساعدات وحجمها التي جاءت من قبل اطراف شتى حيث انتقدت نوعية المساعدات الواردة لهذا الشعب المسكين وجاءت تلك التصريحات متزامنة مع مقطع مسرحي قدم في اطار حفلة للاطفال  اقيمت في احدى  الكنائس في احدى مدن الاقليم حيث سخر ذلك المقطع من النازحين واصفة اياهم بالسراق الذين استطاعوا ان (يضحكوا على القس )  ليتحصل على بطانية وبهذه اللهجة التي جاءت على لسان احد الاطفال فكيف يمكن ان نكون امناء على شعبنا الذي يمر بظرف عصيب ونبقى منتقدين له وهو يمر بهذه المحنة القاسية التي لم يشهدها  البتة  ثم هنالك العديد من التساؤلات التي تبحث عن اجابة من خلال سعي بعض الكنائس اللاتقليدية في  استثمار هذه المحنة باغرائها الكثير من  النازحين من ابناء الكنائس التقليدية بالكثير من المواد الكهربائية في حين يبقى الاخرين يبحثون عما يسد رمقهم ..لايختلف اثنان عن اهمية ما يقدم من مساعدات للكثير من النازحين لكننا في الوقت ذاته نفكر حول ضرورة ما يقدم وماهية الدوافع التي تدعم تقديم بعض الكنائس لتلك المساعدات بالاضافة للمنظمات والجمعيات التي ربما اغلبها يرفع شعار الخدمة الانسانية شعارا له لكنه  في الاغلب لايترجم ما يرفعه الى منهاج عمل وبرنامج ينوي تنفيذه ..علينا ادراك حقيقة ان شعبنا  النازح بات سلعة تباع وتشترى والاغلب بات يستثمر بمعاناتنا دون ان يدرك ان ما يقدمه من مساعدات ليست بالضرورية بقدر ما نبحث عن حلول لانهاء معاناتنا  والتصريحات التي تنتسب لكل ما يقدم ما هي الا اخفات لصوت الحق الذي نريده مدويا ليقطع دابر المعاناة التي يمر بها شعب اصيل وعريق لايمكن ان نختزل محنته بالمساعدات ونوعيتها وكميتها وعلينا ادراك ما  القيم والمبادي التي ترسخ عليها هذا الشعب حتى لا نجعل من  الاخضر موازيا لليتبس الذي يبحث هنا وهناك عن مساعدات ضاربا عرض الحائط  المبادي وكرامة الانسان التي هي اثمن من كل شي ..اذن هي دعوة لكل من يقدم  ويتبارى بتقديم المساعدات من ان يجعل  من كلام الرب نبراسا له  فيد الشمال حينما تقدم لاتعلم بها يد اليمين  وهذا ما تؤبينا عليه لنقدر قيمة العطاء ولانلتفت للاجهزة الكهربائية التي باتت بمثابة اغراءات تقدمها كنائس تسعى لان تجذب لرعيتها اناسا جدد بوساطة محنتهم  التي يمرون بها او تكون تلك المساعدات المقدمة من جهة حكومية مثارا لانتقادات من هنا وهناك دون ان ندرك اننا  قادرون بالتكاتف والتعاون من ان نقطع دابر تلك المساعدات المقدمة من جهات لاتهتم بنا بقدر اهتمامها بالجانب الاعلامي  المنطلق من تلك المبادرات..



62
بأي حال عدت ياعيد..!
مسيحيو نينوى يحتفلون بعيد الميلاد وسط ظروف استثنائية
سامر الياس سعيد
يحتفل مسيحيو العالم بعيد الميلاد المجيد ،تلك المناسبة التي يتهيأ من خلالها المسيحيين لاستذكار ولادة السيد المسيح في فلسطين قبل ما يقارب الألفي عام ،ويأتي هذا العيد في غمرة ما يعيشه مسيحيو نينوى من ظروف استثنائية تتجسد باضطرارهم للعيش بعيدا عن مناطقهم ومنازلهم اثر سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية على مناطق واسعة من المحافظة ، وإذ تبزغ شمس العيد على كنائس وحواضر دينية في تلك المناطق كمدينة الموصل واقضية تلكيف والحمدانية إضافة لنواحي برطلة وقرى تللسقف وباطنايا حيث تعيش اليوم واقعها المؤلم بعد ان هجرها ابنائها خصوصا في مثل هذه الأيام التي كان ابناء تلك المناطق يترقبوها حيث  تنطلق من خلالها شعلة الميلاد لتعيد سيناريو الاحداث التي جرت في ليلة الميلاد اذ انطلق عدد من الرعاة البسطاء ممن كانوا يرعون خرافهم على أطراف المدينة التي ولد فيها يسوع ليعاينوا ما حدث في مغارة متواضعة حيث ولد فيها السيد المسيح ..
ومن مظاهر العيد التي تترافق دائما  شجرة الميلاد التي عادة ما تكون من نوعية محددة هي شجرة السرو المعروفة بخضرتها الدائمة رغم ما تحمله من أغصانها الابرية  وقد شاعت في قرون سابقة  حكايات ترتبط باختيار تلك الشجرة لتكون شجرة الميلاد حيث يروى عدد من المسيحيين ما تداوله الاسبقون حول حوار جرى بين ثلاث أشجار لتكون احدهم مهيأة لان تقدم هداياها بمناسبة مولد السيد المسيح فكانت هنالك شجرة البرتقال وشجرة الزيتون وشجرة السرو  فقالت شجرة البرتقال أنها مهيأة تماما لان تقدم ثمارها التي عادة ما تنضج في فصل الشتاء وبالتحديد في كانون الأول حيث يتزامن مع ذلك مع موعد عيد الميلاد، كما أبدت الشجرة استعدادها لان تظلله بأوراقها الوارفة وتحميه من برد الشتاء وقيظ الصيف  أما شجرة الزيتون فكان لها الدور في ان تقدم ثمرتها وزيتها لمداواة جروحه فضلا عما تقدمه ظلالها الوارفة لتحمي الطفل المولود في المغارة ، أما شجرة السرو فبقيت صامتة تبكي بصمت فسمع يسوع بكائها فأشفق عليها ليمنحها أشعة تتلالا فأصبحت  تلك الأشعة تقليدا حينما يسعى اليها المسيحيون من اجل تزيينها بالنشرات الضوئية لكي تتلالا في مثل هذه الأيام وكانت بعض الدول الأوربية قد استلهمت من تلك القصة بوادر لوضع غصنا من اشجار السرو قبل ان تتبلور الفكرة بوضع شجرة مهما كان حجمها في احد زوايا المنزل لتكون شجرة العيد اما الشخصية الأخرى والمعروفة ببابا نويل فقد كان منطلقها ايضا أوربا حيث كان هنالك قديس يسعى لرسم البسمة والبهجة على وجوه الأطفال يدعى نيكولاس فأضحى هو الأخر تقليدا يحاكي تلك الأزمنة الغابرة باختيار شخصية بابا نويل لتكون الشخصية المحببة في مثل هذه الأجواء وقد تفنن كتاب  الحكايات في استلهام الكثير من  الأجواء المرافقة لتلك الشخصية من ملابس وأجواء وأدوات لتحاكي أزمنة سابقة ويهيئوا الأطفال لكي يستقبلوا بابا نويل بالضحكات كي يمنحها هدايا العيد ..
اما عيد هذا العام فأجوائه تبدو عصيبة على مسيحيي نينوى حيث يمر عليهم هذا العيد وهم بعيدين عن ديارهم وما تعزيتهم ان اغلبهم يقضون تلك الأجواء بالتعايش الذي يبلغ مداه في مدن الإقليم حيث تظهر زينة العيد وأشجار الميلاد في الأسواق العامة بينما لم يشهدوا وهم يعيشون ظروف النزوح الصعبة مثل تلك الأجواء في مدنهم كما هو الحال مع مسيحيي مدينة الموصل حيث اختفت مثل تلك المظاهر قبل سنوات بسبب ما كانت تشهده المدينة من ظروف أمنية استثنائية اما التهاني التي سيتبادلها مسيحيي نينوى فستغلب عليها الأمنيات  بالعودة الى الديار واستقبال عيد العام القادم في مناطقهم المحررة ..



63
رواق الثقافة.. رواق الثقافة المهمشة
سامر الياس سعيد
في سعيه البارز بترجمة ما تعيشه الثقافة من ارهاصات وهواجس خصوصا مع ما عاشه  المثقفون من ابناء شعبنا فقد عكس برنامج رواق الثقافة الذي يعده ويقدمه الاعلامي الناجح مروان ياسين من خلال شاشة فضائية عشتار هذا الامر ليترجم من خلال حوارارت ولقاءات اجراها مع ادباء وشعراء عاشوا محنة النزوح ليسجلوا من خلال البرنامج ما سجلته ذاكرتهم ومدادهم ازاء هذه التجربة التي  استهدفت ثقافتنا لتجعلها مهمشة كحال اغلب النازحين الذين يعيشون ظروفا استثنائية مريرة لم يمروا بمثلها خلال سني حياتهم..
لقد سجل البرنامج حضوره المهم في ذاكرة هذه الايام مثلما سجل هذا الامر في خاطر التاريخ حينما التفت المعد والمقدم ياسين الى هذا الجانب ليوظفه في سبيل رؤية شاملة للمثقف النازح وما تسعى اليه مثل هذه الظروف في سبيل حث النخبة المثقفة الى انتهاج اسلوب جديد من شانه تسليط الضوء على ادب المحنة او ادب النزوح القسري  ذلك الذي مر به مئات من المثقفين  ليوظفوا ازاء تلك التجربة المريرة  يراعهم ليكتبوا للتاريخ  اجواء ومناخات الظرف العصيب ويحاولوا من خلاله استنطاق مدنهم القابعة تحت جنح ظلام التنظيمات المتشددة ولكي تحكي تلك المدن تجاربها المؤلمة وهي تعيش بعيدا عن اهلها وحشة توازي ظلام ليل الشتاء الذي يفتقر لضوء القمر..
اما في الحلقة الاخيرة للبرنامج  فقد خرج عن تقليده الذي يقضي باستضافة مثقف لتناول اطراف الحديث عن شجون الثقافة حيث برز من خلال الحلقة الاخيرة التي عرضت من على شاشة عشتار  استعراض لنماذج من كتابات المثقفين لازمة التهجير فكان نزيف الروح(الشعر ) منطلقا ليتحدث عن نزيف المدينة لابنائها وكانت كتابات العالم في صحف ووسائل الاعلام ضوءا عما يعيشه الاطفال والنساء  من النازحين فضلا عن استنطاق حالات تاريخية مشابهة لما حدث في صيف العام 2014 ليجد الاف من ابناء شعبنا انفسهم في مواجهة القرار الاصعب بمغادرة التاريخ والتواري عن الحواضر التي لم تكن تمثل  اديرة وكنائس فحسب بل عدت اسفارا تحكي للتاريخ بصماتهم وحضورهم المكلل بالمحبة والتاخي ..
هذا هو ديدن الثقافة التي يجدها البعض في مخاض الازمة دورا كماليا  وليس بذات قيمة اما عشتار والزميل مروان ياسين فيجدان ان للثقافة صوتا مؤثرا وحيويا ازاء ما تعيشه تلك العوائل التي  ابتعدت عن مستقرها فتحية كبيرة لهما لما يقدماه من جهود مهمة في سبيل اعلاء صوت الثقافة  وابعادها عن التهميش..



64
المنبر الحر / منتخب بلا ملامح
« في: 13:07 22/11/2014  »
منتخب بلا ملامح
سامر الياس سعيد
الوصف الذي يمكن ان يختصر واقع منتخبنا الوطني في اطار مشاركته ببطولة كاس الخليج المقامة حاليا في المملكة العربية السعودية هو انه منتخب بلا ملامح فالمتابعة التي تحيط بالمباريات الثلاثة التي خاضها منتخبنا ستفصح بلاشك عن حيرة ازاء تذبذب الاداء والمستويات  لدى اغلب اللاعبين ان لم نقل كلهم خصوصا بالمقارنة مع ما ظهر به المنتخب في مباراته الاولى امام المنتخب الكويتي والتي لم تكن مفتاحا مناسبا لبلوغ النضج الكروي لدى  اللاعبين ممن يخوضون مباراتهم الاولى مع مجموعة اللاعبين الذين استقر عليهم المدرب حكيم شاكر وعدهم اوراقه الرابحة في ترجيح كفة المنتخب في اي مشاركة سانحة ..
هل يمكن ان نعد ان المنتخب كان غير مهيا للمشاركة بمثل هكذا بطولة خصوصا وانه خاضها كفترة اعداد بغياب المباريات التجريبية السابقة لانطلاقة البطولة فكانت مباريات البطولة بمثابة فترة تامل ووقوف للمدرب على حجم وامكانية كل لاعب ولكن في الوقت ذاته علينا عدم انكار ان دخول المنتخب لهذه البطولة  وبهذه الاسماء التي اغلبها كان من ضمن التشكيلة التي احرزت مركز الوصافة في النسخة السابقة ومع استقرار المدرب وعدم  اقالته كما هو الحال في اغلب المنتخبات الخليجية الاخرى خصوصا واننا نقارن ثبات المستوى في حالة المنتخب الاماراتي الذي احرز كاس البطولة السابقة وتدعيم صفوفه من قبل المدرب الاماراتي مهدي علي بعدد من الاسماء الشابة  التي اثبتت انها عند حسن الظن من خلال ما قدمته لحد هذه اللحظة من جهود اوصلتها للمربع الذهبي ويمكن ان تمضي بعيدا باستقرار منسوبها الادائي وثبات ادائها بين مباراة واخرى ..
نعود لمنتخبنا الوطني من اجل تامل المعطيات التي خرجنا  بها من المشاركة ببطولة الخليج وخصوصا مع الاسماء الشابة التي  انضمت لصفوف المنتخب بالاضافة للاسماء المحترفة كياسر قاسم وجستن ميرام  والتي تعد مشاركتهم بالبطولة تجربة اولى ربما حققت بعض النجاح  من خلال تحقيق الانسجام والترابط مع باقي اللاعبين  في هذه المشاركة ولكن افرزت  المشاركة العراقية الكثير من الثغرات اهمها افتقار المنتخب لعدد من اللاعبين الذين يمكنهم ان يسدوا ثغرات  الاسماء التي تركت اللعب الدولي خصوصا في حالة نشات اكرم وجهوده البارزة في خط الوسط فهذا الخط الحيوي بات معطلا منذ ان ترك اكر م صفوف المنتخب ولم يحسن اي لاعب بديل مليء الفراغ الذي تركه اللاعب  المذكور فبقي المركزشاغرا يسبب الكثير من المشاكل للاعبي منتخبنا فالكرة التي ينقلها للحارس تصل للاعب المهاجم الذي يتمتع بالسرعة والتي تفقده التركيز في الاستحواذ الامثل  فلذلك يفقد الكرة بالسرعة التي يمتلكها فلذلك لم تنشيء اي خطورة تذكر على  مرمى المنتخبات الثلاثة وهم الكويت وعمان وبالاخص الامارات التي لم نشهد في دقائق مباراتنا معها اي من الخطورة الحقيقية لمرمى منتخبها في المقابل كان اللعب المفتوح والاندفاع لتحقيق الهدف من جانب منتخبنا فرصة طيبة لادراك ما تتمناه الامارات وحصلت عليه بايسر الطرق باستثمار  هذا الانفتاح الغريب من جانب المنتخب ..



65
سناط تروي حكايتها مع الزمن
الاقليات هي من تدفع ثمن  الازمنة الملتهبة
سامر الياس سعيد
ربما هي فرصة مناسبة للحديث عن مطبوع اصدرته دار المشرق الثقافية قبل ما يقارب العامين حيث كان يحمل المطبوع عنوان (ازمنة في بلاد الرافدين _ذكريات واحداث 1830-1976) واشير الى ان هذه الفرصة  سنحت لي ان اطلع على ما كتبه الكاتب المعروف افرام عيسى يوسف  المهاجر من قرية سناط في شمال العراق نحو القارة الاوربية وبالتحديد في فرنسا حيث قام بترجمة الكتاب علي نجيب ابراهيم  وراجعه  فخري العباسي ومبعث الفرصة ان كل ما تكلم به الكاتب يوسف عن قريته سناط وما تعرضت له من احداث في بحر السنوات التي حددها للحديث عن ازمنة وفي بلاد الرافدين تبدو مشابهة في سيناريوتها عما جرى لابناء المكون المسيحي  خصوصا في السنوات التي تلت عام 2003  والضربة القاصمة بتهجيرهم من مناطقهم في عام 2014  كما حدث لابناء القرية القابعة في شمال العراق حينما اجبروا على مغادرة قريتهم في مهلة قصيرة ليتركوا ارثهم وافراحهم واحزانهم وديعة الجبال المشرفة على القرية كما اودع مئات المسيحيين ذكرياتهم بل بصماتهم هناك في مدينة الموصل مودعين مئات السنين من البناء  والتقدم والبروز والريادة من نخب  لم تمحو منجزاتها صفحات التاريخ بل ابرزتها كل ما مر الحديث عن المسيحيين ودورهم في المجتمع العراقي ..
اعود لاشير الى ما احتواه هذا الكتاب المهم عبر صفحاته الـ266 من القطع المتوسط من ابواب رئيسة احتوت على ثلاثين فصلا وتضمنت حكايات مستقاة من ذاكرة غنية بالاحداث لكاتب اعتنى بتطريز تاريخ قريته بالكثير من الاسماء والاحداث لاسيما حينما عرف عن نفسه في توطئة الكتاب قائلا  بانه كان شاهدا على هذا التاريخ المضطرب في حلقته الاخيرة ليكتشف بان غالبا ما تقترن المغامرة بالماساة والحلم بالواقع ..
يطلق الناشر كلمته مستعينا في مستهلها بكلمة لسولجنستين في كتابه المعنون باللامرئيات حيث يقول الاخير بان في كل عصر يعيش اناس على الارض لايمتلكون موهبة جلب الاهتمام اليهم لكنهم يتمتعون بموهبة سرد الذكريات الى اولئك الذين يسمعونهم والى الذين سوف ياتون بعدهم بعشرات السنين ويتابع الناشر في الاشارة الى داب دار المشرق الثقافية  في تشجيع الكتاب والمهتمين بالتراث والتاريخ في الكتابة والتاليف والترجمة ايمانا من الدار  بان ظاهرة الكتابة  تشكل مقياس  مهم لرقي  الشعب وتطوره والنهوض بمستواه الحضاري والمعلوماتي ..
ويضيف الناشر ان  الكتاب الذي بين يدي القاري يمثل الخطوة الاولى  التي يخطوها الدار في سبيل ادب البلدانيات  ويستطرد بان مرد سعادته يمكن بان باكورة تلك الاعمال في هذا الادب  تختص بالكاتب البروفيسور  افرام عيسى يوسف الذي يعد واحدا من اعمدة الثقافة السريانية في اوربا وفرنسا بالتحديد كما يلقي الناشر الضوء حول صاحبة الحظوة الاولى في تدشين مسشروع البلدانيات من خلال اشارة الكاتب الى قريته سناط والتي تسمى ايضا باسنخ  وهي القرية  المعلقة  بخاصرة الجبل بين السماء والارض والتي لم يعد اليها اهلها  ثانية بعد ان هجرت قسرا وابيدت عن بكرة ابيها في منتصف سبيعينات القرن الماضي ..
في توطئة الكتاب التي يدبجها الكاتب مستندا على مجموعة من الذكريات التي لاتفارق ذكرياته عن موطن الصبا وما حملته تلك الذكريات من رموز واثار اختصت ببيت اهله في القرية  اضافة الى الريح والنهر وغيرها من الاشارات التي تعبق بها القرية ..
في الباب الاول تستند الجدة لتروي حكاياتها فيستخدمها الكاتب كنقطة الارتكاز والشروع في منح الحديث عن القرية بعدا روائيا زاخرا بالشخصيات والاسماء  ويعتمد الكاتب في تحريك جدته للشخصيات واطلاقه في سبيل السرد الروائي  الموروث من الحكاية وقيمته خصوصا في البيئة الريفية المحدودة المكسوة بالاسطورة فلذلك يتكلم الكاتب عن ذاكرة جدته التي تتشبث باحداث الماضي وانساب الناس وحياة القديسين ..
في الفصل الاول من الكتاب يتحدث الكاتب عن لغة ابائه الارامية  وقبل ان يتوسع في الحديث عن اللغة في هذا الفصل يتطرق الى لمحة تاريخية في تاريخ قريته وما جرى لها في ازمان مختلفة  ربما تنطلق من قبل الفي عام وما يزيد حينما نشات تلك القرية بما يقارب المائتي منزل ويستند في سرده على وثائق نادرة تحتفظ بها ابرشية زاخو حول هذا الامر  وبالتالي وعبر عنوان فرعي يتحدث الكاتب عن تعلق ابناء قريته باللغة  موردا مراحل مهمة  من تطور اللغة  التي كانت في عهود غابرة  اللغة الرسمية للامبراطورية الاخمينية  التي لم تنافسها  سوى اللغة الاغريقية  التي كانت مهيمنة  في العصر الهيليني وذلك حوالي سنة 539ق م..اما الفصل الثاني والذي يحمل عنوان  عبد المجيد السلطان المتنور  فيتحدث من خلاله الكاتب وعلى لسان جدته عن اشهر  سلاطين الامبراطورية العثمانية كما يتطرق خلال الفصل عن سبل الحماية التي كان يكفلها اقوام كردية تدعى الباخوية لقرية سناط ومنهم كرافان  الذي كان ياتي من قرية زرافكي في منطقة كويان الجبلية الواقعة في منطقة دجلة الاعلى اما في الفصل الثالث فيتحدث الكاتب من خلاله عن  النساطرة مشيرا الى  الكنيسة الصغيرة التي كانت تقع في القرية وفي الفصل التالي يتحدث الكاتب عن ازمة نشبت  بين رؤساء دينين عرفت فيما بعد بازمة بولا باردي كما اشار في الفصل  التالي الى راهب دومنيكي فرنسي زار سناط  ويحدد اسمه بريتوريه الذي لعب دورا سلبيا في الازمة المعروفة ببولا باردي  حيث كان يرمي الى ان يهيي المناخ خلال زيارته للقرى الجبلية  عودة الابناء المعارضين  الى الكنيسة الرومانية  ويتحدث الكاتب في الفصل السادس عن اعوام الرماد والتي حددها ما بين اعوام 1894وحتى 1896حيث شهدت تلك الاعوام مجازر شتى اقترفها السلطان عبد الحميد فسببت اندلاع نار الحرب  وسفك الدماء في كل من اسيا الصغرى وبلاد الرافدين العليا  اما في الفصل السابع فيتحدث الكاتب  عن الشعب الكلداني السرياني الاشوري وموقعه في خضم الحرب  الكونية الاولى وما افرزته من واقع مؤلم على هذا الشعب من هلع ومعركة للسناطيين تحدث عنها باسهاب في الفصل التالي كما شهد الفصل  التاسع من الكتاب تفاصيل محزنة لمقتل ضابط انكليزي من اجل احداث فتنة في تلك المنطقة الجبلية مما ساهم  بانشاء خنجر الماسي  وذلك هو عنوان الفصل  العاشر ومن خلاله تنتهي صلته بجدته وحكاياتها ..
ويبدا الكاتب في الباب الثاني تفاصيل اخرى موسعة مستقاة من الحياة التي كان يعيشها السناطيون  ليتواصل معه في سردها والده ومن هنا تبدا فصول اخرى تتحدث عن اشارات الحدود الفاصلة بينما يحمل الفصل الثاني عشر  صرخة انذار في وسائل الاعلام  اما الكلبة المسعورة التي شغلت ابناء القرية  واضرت بعدد منهم فهو عنوان لتفاصيل كلبة اخترقت الحدود لتنقل الامراض الفتاكة بعدد من السناطيين ومن واقع الامراض حتى ضفة المجازر المؤلمة التي حدثت في عام 1933 حيث يصف الكاتب  صيف ذلك العام بالدامي في اسهاب حمله الفصل الرابع عشر وفي الفصل التالي هنالك تفاصيل اوسع لزيارة الملك  غازي الى سناط وابتهاج ابنائها بتلك الزيارة اما الموصل فلها وقع خاص في احاديث الوالد حيث يسهب في الحديث عنها من خلال الفصل السادس عشر اما الفصل التالي فيحمل مجموعة من قصص القرية بينما يحتل النضال الكردي موقعا رئيسا في الفصول التالية لاسيما من خلال الحديثعن ما قام به مصطفى البارزاني  من جهود في سبيل النضال لتحقيق احلام وطموحات الشعب الكردياما الفصل التاسع عشر فيحكي قصة حزينة لشابة كانت طموحة فاخترقت اسوار الزواج من اجل تحقيق تلك الطموحات الجموحة فكانت قصة حاوا السناطية الجميلة ..
 اما في الباب الثالث فيبقى اريج الذاكرة راسخا في مخيلة ابن سناط ليتولى زمام الحديث عن احداث وتواريخ شهدها عبر تلك القريةومنها  احداث السهرات الشتائية التي هي عنوان الفصل العشرون وما عبرت عنه مغارة سهدونا من حكايات واساطير وحقائق عبر الفصل التالي بينما يحكي الفصل الثاني والعشرون تفاصيل اخرى عن مرارات عاشها ابناء القرية في مواجهة امراض فتاكة ومنها  وباء الحصبة الذي انتشر في القرية عام 1954وفي الفصل التالي كان هنالك تفاصيل اوسع عن كاهن القرية وخوري سناط متي ربان وحكاية اخرى استقاها من تصرفات القس المذكور ازاء ابناء القرية فضمها في فصل اخربينما كان الفصل الخامس والعشرون كفيلا بالتحدث عن انجاز حكومة العراق الملكية بتوفير المدارس حتى في القرى النائية فكانت مدرسة سناط ترجمة لتلك الجهود الحثيثة في سبيل انارة الاجيال بالعلم والمعرفة واطفاء ظلام الجهل الذي كان متفشيا في تلك القرى والمناطق مما اثمر عن الكثير من الازمات ومن ثم تطرق الكاتب في فصل اخر عن نشوء الجمهورية العراقية ونهاية العهد الملكي بالاضافة الى الفصل التالي الذي سلط الكاتب من خلاله الضوء حول ثورة ايلول الكردستانية وانعكاسها على واقع القرى وبالاخص قرية سناط كما لم يوفر الكاتب سبيلا للحديث في فصل اخر عن احداث وانقلابات شهدها العراق في فترات متلاحقة كما اوجز الفرحة التي انطلقت عبر  قرارات حكومية  لصالح الناطقين باللغة السريانية لكنه يصفه بالفرح العابر لاهمال تنفيذ تلك القرارات فيما بعد وفي الفصل الثلاثون تحدث الكاتب بمرارة بالغة عن افول قريته الاليم مشيرا بان موسيقى تلك السنين  الموجعة  اصبحت مثل لحن مسيرة عسكرية حزينة غزت افكاره وعكرت ذكرياتهفكان الصيف الاخير للقرية في عام 1976حينما اعلم  منادي القرية مرقص وردة ابنائها بقرار الحكومة العراقية  بمغادرة سناط وهجرها نهائيا  خلال ثلاثة ايام فقط ..
ينتهي الكتاب عند هذه المحطة لكننا مع كل كلمة احتواها الكتاب يعيدنا سيناريو الاحداث الى ما نعيشه اليوم من احداث كانه كتب على المسيحيين ان يبقوا مهجرين  بعيدا عن مواطنهم في كل دورة حياتية مؤمنين بان كلمة الاستقرار والامان باتت تحمل معان ودلالات بعيدة كل البعد عن حياتهم وواقعهم الذي يعيشونه واذ اتخذت قرية سناط المحور الرئيسي من تلك الذكريات والاحداث التي سطرها قلم ابنها الكاتب  افرام عيسى يوسف فانطلقت حياة حافلة بالافراح تارة والاحزان تارة اخرى لتنتهي سلسلة الايام المتلاحقة بحدث دراماتيكي بهجرة ابنائها ومغادرتهم القرية بناءا على تعليمات حكومية لاتقبل المناقشة وهكذا يعيدنا الزمن الى احداث مشابهة حدثت لابناء شعبنا حينما هجر من دياره ومنازله وحكم عليه بان يترك مدينته في غضون ثلاثة ايام  رغم ان المهلة انتهت قبل هذا الموعد المحدد لتشهد عشرات العوائل المغادرة لاعشاشها ومواطن صباها حوادث السلب  وسرقة مقتنايتها وممتلكاتها ..



66
هل للمسيحية مستقبل في العراق ...؟!
سامر الياس سعيد
عن هذا السؤال يجيب الراحل الاب الدكتوريوسف حبي  من خلال ثلاث دراسات  تاملية استشفافية  عميقة دبجها يراعه من خلال رؤاه للمرحلة الصعبة  التي كان الشعب العراقي يجتازها  خصوصا خلال تسعينيات القرن المنصرم وكانت تلك الدراسات تتمحور  حول موضوع رئيسي يدور حول مستقبل المسيحيين في العراق بعد ما عانوه من ويلات الحروب  العبثية  ونزيف الهجرة  الذي مازال ينخر في الجسد المسيحي المصلوب على اكثر من خشبة ..
ويعيد الكاتب والباحث  ادمون لاسو نشر تلك الدراسات التي قدمها حبي  عبر كتاب يحمل  عنوان مستقبل  المسيحية في العراق ويقع بـ141 صفحة من القطع الوسط وتاتي رغبة لاسو بنشر الكتاب في هذا الظرف من خلال الاسهام  برصد جانب  من التراث  المنسي والمتناثر  الذي تركه الاب حبي مشيرا الى ان استحقاقه بكتابة اكثر من رسالة  ماجستير  واطروحة دكتوراه مع الاخذ بنظر الاعتبار الى ان تاملات ورؤى الاب حبي مازالت رغم توالي السنين نابضة تشخص الامراض البارزة والخفية  بدقة عميقة  ورؤية استشفافية  واستبصارية عميقة  تلقي  باضوائها  الكاشفة  على المرحلة التي  يجتازها  مسيحيو العراق اليوم  وهم الاصلاء والمسالمون في هذا البلد الطارد لكل ما هو مفرح وجميل وايجابي في الحياة .. وقبل الخوض في الدراسات التي قدمها الاب حبي في هذا الاطار يتحدث المعد ادمون لاسو عن الاب يوسف حبي بكونه سندباد الفكر وكلكامش الحضارة ..
كما ينشر قصيدة للراحل بعنوان انه هو  نشرها في مجلة  بين النهرين  بعددها 111-112 والتي لاحظ فيها المعد ان حبي دونها وهو تحت وطاة الكابة  وكانه يتحسس ويتنبا بموته او قل بمقتله والذي عرف عنه من خلال لقاءاته وكتاباته بانه المتفائل دوما كما ينشر المعد في سياق  الكتاب قصائد رثائية اخرى لعدد من الشعراء القوا قصائدهم في خضم رحيل الاب حبي ومنهم الشاعر بولص شليطا وعبد المطلب محمود وامجد محمد سعيد ..
ويلي تلك القصائد الدراسات المهمة التي تركها الاب يوسف حبي  والتي سلط من خلالها الضوء على مستقبل المسيحية في العراق حيث حملت الدراسة الاولى عنوان نحو رؤية واضحة حيث نشرها الاب الراحل في مجلة الفكر المسيحي  بعددها 369-370 والصادرة  في كانون الاول 1991..
 اما الدراسة الثانية فحملت عنوان  قراءة متعمقة في مستقبل مسيحية العراق ونشرها في مجلة  بين النهرين بعددها 91-92 والصادرة في عام 1995 ..
اما موضوعة الهجرة فشكلت لدى الاب الراحل هاجسا مقلقا فقدم دراسته المتمحورة حول الموضوع حيث حملت عنوان الهجرة نعمة ام نقمة ونشرها بمجلة بين النهرين في العدد101-102 والصادرة  عام 1998..رغم السنوات السابقة التي قدم من خلالها الاب الدكتور يوسف حبي خلاصة رؤيته نحو اهم الازمات التي يعيشها المسيحيون في العراق  فقد عدت تلك الدراسات ذات نظرة استكشافية معمقة للراهن الذي يعيشه المسيحيون وقدم استناجاته ورؤاه حول الموضوع بالكثير من الدقة والموضوعية التي تلتزم من المهتمين والمتابعين الاصداء لتلك الدراسات والرؤى من اجل ابرازها وتحليلها ..
 ويحسب للمعد ادمون لاسو تقديمه مثل تلك الدراسات واعادة نشرها  في هذا الظرف كونها تشكل خارطة طريق لما يعانيه المسيحيون من حيرة ازاء ما يمروا  به من ظروف استثنائية تجعلهم امام خيارات مرة خصوصا بما يتعلق بترك الوطن والبحث عن خيارات امنة خارجه وما يشكل مثل هذا الخيار من تعريض   المسيحية المشرقية لخطر الزوال والانحسار وهي ربيبة الاصالة والحضارة المتجذرة..


67
أدب / لماذا لايضحك النازحون
« في: 20:27 29/10/2014  »


لماذا لايضحك النازحون


سامر الياس سعيد
 
لأنهم أودعوا بسماتهم وذكرياتهم هناك
في منازلهم واقفلوا عليها
أرادوا ان يطمئنوا
على تلك الضحكات فأودعوها مكانا أمينا
لم يلتفتوا للحاجيات الاخرى
أرادوا ان تكون الضحكات بمأمن
ان لا يلتفت لها الدخيل وهو يجول في المنزل
ويعبث بالتاريخ
او يعلق عليها سواده الغامض
الغريب
اودعوا ضحكاتهم في احضان التاريخ
والتفتوا لاحضان تضمهم
لكي يسجل لهم التاريخ
محطة قاسية
تركوا ضحكاتهم هناك
في اروقة تكلمت بلغات الماضي
فيما كان الحاضر قاسيا
والمستقبل يتوارى
خلف الجبال
او في اعالي السحاب
بعيدا عن الالتقاط
لم ينسوا الضحك
جموع النازحين
لكنهم لم يجدوا فرصة ليتصافحوا
مع قهقهاتهم وبسماتهم
او يلتقطوها
لايضحكون
فالضحك بعيد بعد الامنيات
التي يتشبثون بها
لتغير واقعهم
او تعيد لهم
ذلك الواقع الذي كان قبل ثلاثة اشهر او ما ينيف
انهم نسوا الضحك
واسقطوه من واقعهم
بقي البكاء كالعزاء
ينثر على الامهم
البلسم
نسوا الضحك
وبقيت الاحزان
تنثر عطرها في اروقة المدارس الخالية
تنفث همومها في البيوت المهجورة
في ساحات الاسواق التي نسيت خطوات اصحابها
بقيت دموع تنتظر اصحابها
عالقة في حقيبة مدرسية
في علبة الوان افتقدت الوانها
في مدرسة ام المعونة(1)
او على منضدة عامل ميكانيك
هناك في وادي عكاب (2)
حيث ينتظر رزق يومه
غاب الضحك
بين ثنايا اشجار الدير(3)
في حي العربي
والعاب الاطفال
لم تعد تهتز بضحكة طفل
كما كانت
بقي ذلك الطفل
يبحث عن حلوى العيد
وهو يركض في ساحة مار افرام الكنيسة(4)
يبحث عن فراشة خضراء
طالما استقرت على وردة
في مدخل الكنيسة
امه تحتضنه
تمضغ ضحكتها لتضعها في فمه الصغير
كما الحلوى
اما  في كنيسة البشارة
 فهناك في حي الزراعي(5)
كانت الضحكات
تتوارى
فقد غاب اهل الحي
واودعوا ضحكاتهم
في حقائب سفر نحو المجهول
اتساءل ...!
لو كان للضحك مصرف خاص به
فاين يودع النازحون اسهمهم فيه
الم يعودوا بحاجة اليه
ففراق الاحبة
اختفى من بينه الضحك
والوداع لايتصالح مع الضحك
وانتظار المجهول في قاعة كنيسة
أو فناء مدرسة
لايحتاج الى ضحكة
بل الى ذهول
وانصهار في غياهب التاريخ
النازحون لايحتاجون الى ضحك
فرصيدهم نفذ
مثل املهم
بقي يتذبذب
بالعودة الى الديار
واستنشاق رائحة  الوطن
واستعادة اسهم الضحك
المصادرة
مثل الوان الحياة المهزومة
ريثما تعود الفراشة من جديد
لتستقر
على وردة البستان
هناك قريبا
من قصر المطران (6)...!!
 
 
(1)مدرسة ام المعونة:من المدارس العريقة في مدينة الموصل جاورت كنيسة حملت نفس الاسم في منطقة الدواسة حيث انشأت منتصف الاربعينيات القرن الماضي وعرف عن المدرسة تخريجها لمئات من نخب المجتمع في مدينة الموصل ..
(2)وادي عكاب :اسم لمنطقة صناعية في الجانب الايمن من مدينة الموصل تميزت بالكثير من معامل الخراطة الخاصة بالمسيحيين  مع بداية انشاء تلك المنطقة بالاضافة لمهن خاصة بالفنيين من عمال الميكانيك الذين اكتسبوا شهرة ذائعة نظرا لدقة اعمالهم ونزاهتهم في العمل ..
(3)دير مار كوركيس:من الاديرة القديمة في المدينة والذي يحظى بالكثير من الذكريات لدى مسيحيي المدينة فالكثير من الاحتفالات الدينية كانت تقام في كنيسته خصوصا وانه يقع في منطقة حي العربي التي عرفت من المناطق التي شهدت كثافة من مسيحيي الموصل للاستقرار والسكن فيها خصوصا في نهاية سبيعينات القرن المنصرم ومطلع ثمانيناته ..
(4)كاتدرائية مار افرام :من احدث الكنائس التي انشأت في المدينة واضخمها اذ افتتحت في عام 1988 وغالبا ما كانت تشهد احتفالات روحية لمسيحيي المدينة ..
(5)حي الزراعي:وهو من ارقى احياء الموصل نظرا لانه سكن من قبل النخب المثقفة  حيث انشيء في السبيعينات وتميز باستقرار الكثير من العوائل المسيحية فيه لذلك فقد تم افتتاح كنيستين فيه احداهما خاصة بطائفة  السريان الكاثوليك وحملت اسم كنيسة سيدة البشارة حيث افتتحت عام 1971 الى جانب كنيسة مار بولس الكلدانية ..
(6)قصر المطران:حي من احياء الجانب الايمن من المدينة حمل هذا الاسم لبناء احد المطارنة لقصر فيه واشتهر بمزرعته الخاصة باشجار الفستق وجاورت تلك المنطقة حي الدواسة الشهير ..



68
المدارس المسيحية في الموصل.. حواضر عريقة في مواجهة المحنة
سامر الياس سعيد
المدارس المسيحية في مدينة الموصل تواجه واقعا محزنا ومؤلما خصوصا لما تمتلكه تلك المدارس، التي يطلق عليها أيضا تسمية المدارس الطائفية كون عائديتها تعود للطوائف المسيحية في المدينة من تاريخ طويل ومشرف وتستمد عراقتها من خلال توالي مئات الأعوام حتى ان بعضا من تلك المدارس تجاوزت أعمارها القرن ومازالت عتباتها محطات لتخريج الكفاءات التي ترفد المجتمع بعطائها..
 والازمة التي تعيشها تلك المدارس تتلخص بتعرضها لتشويه هويتها التي حرصت على المحافظة عليها طيلة أعوامها السابقة  فالمدينة القديمة تحتضن عددا من تلك المدارس مازالت رياح الذكريات تهب على المتخرجين من تلك الحواضر التربوية خصوصا اذا ما ورد ذكرها او صادف ان مر احدهم بالقرب من بوابتها التي تمثل صندوق الذكريات التي لاتنتهي..
في الوقت الذي تستعد فيه مدارس العالم لاستقبال تلاميذها والشروع ببداية عام دراسي جديد فقدت تلك المدارس روادها سواء من التلاميذ ام من الهيئات التعليمية.  ولكن الذاكرة تستحضر العديد من المراحل والحقب التي مرت بها تلك المدارس لتحكي قصصا وروايات عن انحسار الوجود المسيحي في المدينة، وخير من يحكي تلك القصص هو المدارس المسيحية الموجودة في المدينة..
لدى الحديث عن المدارس المسيحية فالمتابع يستحضر عددا منها ابرزها مدرسة الغسانية التي استبدل النظام السابق اسمها بعد ان كانت عبر عقود تعرف بمدرسة (مار توما) لمجاورتها لأقدم كنائس المدينة، وعادت تلك التسمية بعد العام 2003 لتتخذ من موقع قريب من مديرية تربية نينوى موقعا لها، بينما بقيت مدرسة الغسانية في موقعها المجاور لكنيسة الطاهرة بمحلة الشفاء رغم ان هذا ليس بموقعها الأصلي فالموقع القديم كان في محلة الساعة بجوار كنيسة مار توما كما ذكرنا سلفا وكانت تلك المدرسة مثارا للعديد من الذكريات والقصص التي سطرها تلاميذها بالإضافة الى انها مثلت اقدم المدارس التي استقبلت التلميذات لتشهد المدينة معها بوارد نهضة التعليم النسوي بعد ان كان مجتمع الموصل يفرض العديد من المحاذير إزاء تلك التجربة التعليمية.
 اما مدرسة (شمعون الصفا) فهي الأخرى تتميز بالعراقة حيث يتجاوز عمرها المئة عام وعرف عنها أنها حاضرة تربوية لم تكتف بتخرج الكوادر المتميزة لتخدم مجتمع المدينة والبلد بوجه العموم  بل تميزت بالكفاءات التربوية التي خدمت في هذه المدرسة وباشرت مسيرتها الى جانب مهنة التعليم  في توثيق مجريات المدينة وأحداثها ومن تلك الاسماء يبرز اسم مديرها السابق المؤرخ الموصلي المعروف بهنام سليم حبابة ..
اما الدواسة  المنطقة الموصلية المعروفة فقد عرفت الكثير من الحواضر الثقافية والعلمية  بالاضافة الى انها مثلت موقعا لمجالس الادباء والمثقفين لكن ما تميزت به تلك المنطقة الى جانب تلك الخصائص انها احتضنت مدرسة ام المعونة التي استمدت تسميتها من وجودها داخل الكنيسة التي انشئت بهذا الاسم في اربعينيات القرن الماضي ومن ابرز ما ترسخ في ذاكرة تلك المدرسة ان العديد من الاخوات الراهبات اضطلعن بادارتها بالاضافة لممارستهن التعليم فيها.
وفي منطقة الميدان القريبة من جامع النبي جرجيس(ع) تقع مدرستان، الاولى قبالة الجامع المذكور وتحمل اسم مدرسة الطاهرة ولها من التواريخ النصيب الاكبر  بالاضافة الى الاسماء اللامعة التي  كانت تلك العتبة الاولى لبروزهم الى المجتمع لينهضوا به ويرتقوا درجات العلم والمعرفة فيما تحتضن تلك الازقة القديمة من هذه المنطقة الموصلية  العريقة مدرسة اخرى باسم التهذيب وهي ملاصقة لكنيسة الطاهرة الداخلية في منطقة عرفت بوجود اكبر عدد من الكنائس القديمة فيها لهذا اطلق عليها (حوش البيعة) ..
هذه المدارس اليوم وفي ظل سيطرة التنظيم المتشدد على المدينة تبدو مهجورة وغائبة عن خصوصيتها لا سيما ميزة تعليم الدين المسيحي واللغة السريانية فيما تواجه محنة اكبر تتمثل بتغييب هويتها والعمل على تغيير عناوينها لتناسب المرحلة الراهنة الامر الذي يجعل هويتها الرئيسة في مهب الريح ويطيح بتاريخ حافل لم يواجه مثل تلك المحنة طيلة قرون خلت.
تعد  تلك المدارس ضمن الحواضر الثقافية التي طالما حرصت على المحافظة عليها الدول والشعوب كون المدارس مثلت عتبات رائدة في تقديم الكفاءات والنخب  وكل  تلك المدارس تحتفظ سجلاتها القديمة باسماء واصلت مسيرتها الحياتية لتتبوأ مناصب مهمة في الدولة كوزراء وقادة وبقوا على تواصل مع تلك المحطات الاولى لمشوارهم المعرفي يدينون لها بالفضل.  الى جانب ما تمثله تلك المدارس من محطات مهمة عبرت عن مد وجزر ازاء  اعداد مسيحيي المدينة فما بين اكتظاظ الصفوف وحكايات كثيرة التعايش والتآخي الذي شهدته سنوات  مضت وبقيت ايامها طرية بالذاكرة لم تبرحها، وما بين تناقص الحضور المسيحي في تلك المدارس حدّ عده على الاصابع في بحر السنوات القليلة الماضية  فكانت بحق تلك المدارس صفحات تؤرخ وتوثق الحضور المسيحي الذي يشهد اليوم نقطة فارقة في مدينة الموصل باختفاء هذا المكون وتناقص اعداده لدرجة كبيرة  تترجم مديات من التهميش والغاء الاخر وتشطب على مفردة التعايش والتي تنطلق بصورة ملموسة وبارزة في محافظات اقليم كوردستان من خلال ما تترجمه تلك المفردة من روابط المحبة والعيش المشترك والمحافظة على الخصوصيات الدينية واتاحة ممارسة الشعائر الدينية بكل حرية من دون تقييد..
 
 
 

69
كنيسة مارتشموني تفتقد مؤمنيها  المتباركين بشفاعة القديسة هذا العام
غياب الاجواء الاحتفاليىة عن الكنيسة العجائبية نتيجة احتلال البلدة
عنكاوا كوم–سامر الياس سعيد

في الخامس عشر من تشرين الاول من كل عام  يسعى المئات من  السريان للتوجه الى مدينة بغديدا (قرةقوش ) من اجل الاحتفال بتذكار الشهداء مار تشموني وأولادها السبعة ومعلمهم لعازر  حيث تستقبل الكنيسة العجائبية في هذا التاريخ المئات من ابناء شعبنا الا انهم اليوم يغيبون عن محيطها بسبب اوضاع البلدة  رغم ما تتمتع به الكنيسة من تاريخ عريق وتربض على ربوة تلة في  البلدة المذكورة من اجل تكريم الشهداء(مارت شموني واولادها ومعلمهم )  الذي وردت حادثتهم في سفر المكابين الثاني  الذي يعتقد في وضعه ياسون القيرواني حوالي السنة 124 ق.م بعد وفاة يهوذا المكابي بقليل.  وهو يهودي مؤمن بالرغم من ثقافته ، وكان مطلع على أحوال أورشليم.

بينما رأى آباء الكنيسة في قصة استشهاد شموني وأبنائها الذين سطروا أروع ملحمة إيمانية أنهم مسيحيين قبل أن يحملوا ذلك الاسم. فقد سالت دماؤهم فامتدت لتصل إلى قوافل شهداء العهد الجديد، خصوصا ممن روت دمائهم ارض العراق ومدينة الموصل في الخصوص نتيجة سيطرة الجماعات الاسلامية المتشددة..

 اما اليوم ونتيجة رضوخ البلدة لاحتلال من قبل تنظيم الدولة الاسلامية  وتضرر الكنيسة العجائبية نتيجة هذا الاحتلال فان الكثير من المؤمنين ينفثون حسراتهم وهم يستذكرون توجههم لهذه الكنيسة من اجل الاحتفال بالعيد من خلال  يترأس مطران الموصل وتوابعها للسريان الأرثوذكس مار نيقوديموس داؤد متي شرف القداس الإلهي في الكنيسة بمعاونة من لفيف الآباء الكهنة والشمامسة والشماسات وجمع غفير يتقاطر من البلدات التي يقطنها ابناء شعبنا ..

 ويشهد الاحتفال بالتذكار الخاص بالشهداء السبعة وأمهم  القديسة مارت شموني والمعلم لعازر تكريم ذكراهم ويجهل تاريخ تأسيس الكنيسة  إلا ان المرجح ان تأسيسها يتأرجح بين القرنين السادس او السابع كما يبرز من هيئتها والطراز الكنسي الذي بنيت بموجبه  كما تزخر الكنيسة بالعديد من النقوش والزخارف التي تحكي حقبا من الأعوام التي شهدتها ..

 ويسلط المطران مار غريغوريوس صليبا  الضوء عن تلك النقوش والزخارف من خلال كتابه الصادر عام 1984 والذي يحمل عنوان (تاريخ أبرشية الموصل للسريان الأرثوذكس ) حيث يشير  المطران صليبا حول احد الكتابات الموجودة  على باب المذبح الخاص بالكنيسة   بأنها مكتوبة  بالخط الاسطرنجيلي  وتشير الى تجديد الكنيسة  في العام 791م بالإضافة  الى تلك الكتابة هنالك الكثير من الكتابات التي تم تشويهها بالاصباغ إلا أنها تبقى آثار نفيسة تبرز العمق الزمني للكنيسة فضلا عن لوحات تصور بانوراما الاستشهاد لدى القديسة مارت شموني اذ تصورها بامرأة جالسة  تفتح ذراعيها بين أسدين متقابلين وربما رمز الفنان لهولاء الأسود الى أولاد القديسة ..
كما ان هنالك كتابات أخرى تضمها الكنيسة  منها واحدة تشير الى  وفاة القس بهنام شقيق المطران كاراس  سنة 1772 ومن خلال تلك الكتابة  يشار أيضا الى الوباء الفتاك المنتشر في تلك السنة كما تضم الكنيسة أيضا رخامات تحمل نقوشا وصلبانا مع كلمات بالسريانية ..

وتتميز الكنيسة بعجائبيتها من خلال ظهور اطياف يتزامن مع القداس الالهي الذي يقام في كل عام وتختص تلك الاطياف بابراز  الشهيدة وأولادها السبعة تتحرك جيئة وذهابا في أعلى الجدار الداخلي على يسار المذبح اما عن اكتشاف هذا الحدث العجائبي الذي ينتظره المؤمنون بعد الانتهاء من القداس الذي يقام صبيحة يوم عيدها فقد اكتشفه القس عبد الاحد القرقوشي المتوفي عام  1911 وتم إذاعة خبر الظهور في مدينة الموصل وقراها ومنذ ذلك الحين اعتاد مطران الأبرشية  الاحتفال بالقداس في هذه الكنيسة يوم عيدها الموافق 15 تشرين الاول من كل عام  اما عن الترميمات التي شهدتها الكنيسة فهي كثيرة  لعل أشهرها ما تم عام 1734 في عهد المطران كاراس كما شهدت ترميما اخر عام 1973 حيث تم صب سطح الكنيسة  بالكونكريت المسلح ..
كما شهدت ترميما أخر عام 2007شهد تأهيلها وترميمها بشكل لائق من خلال الاهتمام  بداخل الكنيسة والمذبح وتغليف اغلب الجدران بالحلان الموصلي .. اما احتفال العام الماضي الذي جرى في كنيسة مارت شموني فقد ترأس  القداس الالهي سيادة المطران مار نيقوديموس داؤد متى شرف مطران الموصل للسريان الأرثوذكس بمعية سيادة المطران مار طيماثاوس موسى الشماني راعي أبرشية دير مار متى الذي ألقى موعظة المناسبة وبحضور سيادة المطران مار غريغوريوس صليبا شمعون المستشار البطريركي، وسيادة المطران تيموثاوس ماثيو السكرتير البطريركي لشوؤن الهند(الذي كان في زيارة للبلد)، والآباء الكهنة من أبرشيات عديدة والطلبة الاكليريكيين وجمع غفير من المؤمنين من بحزاني وبعشيقة وميركي والموصل وبرطلة وعينكاوة وكركوك وبغديدا، وجرى بعد القداس، تقديم كشاف ميركي معزوفات موسيقية..
 
 

70
الدير يفتقد زواره في عيد شفيعه مار متى
الظروف الاستثنائية تحرم المئات من التقليد الروحي  السنوي بالتبرك باقدم أديرة العراق



دير مار متى
عنكاوا كوم-سامر الياس سعيد
القت الظروف الاستثنائية بظلالها على الاحتفال بشفيع دير مار متى والذي يوافق الثامن عشر من ايلول من كل عام حيث يحرص المئات من مسيحيي محافظة نينوى فضلا عن زوار من مدن أخرى للمشاركة بالاحتفال الذي تحرص على إقامته رئاسة الدير والتي تتضمن عادة الاحتفال بإيقاد الشعلة وإقامة الصلوات الطقسية بالإضافة للاحتفال صباح يوم العيد بالقداس الالهي الذي يترأسه مطران الدير بمشاركة لفيف من الآباء الكهنة والرهبان وجموع غفيرة من المؤمنين  إلا ان هذا العام بختلف عن سابقيه فالعوائل القليلة الموجودة في الدير والتي لجات اليه بعد ان ضاقت عليها سبل ايجاد ماوى اخر في كلا من مدينتي دهوك واربيل فوجدت في الدير ملاذها الامن لتشارك بعض الرهبان حياتهم اليومية وصلواتهم التي يقيموها فيما نجا الدير من محاولات عناصر التنظيم الاسلامي من محاولة الاقتراب منه او العبث بمحتوياته كما فعلوا بكنائس اخرى في مناطق سهل نينوى او مدينة الموصل ..
ويرقى تاسيس الدير  الى  غضون القرن الرابع الميلادي.حيث قام بتاسيسه القديس مار متى الناسك  وتعين أول رئيس عليه. وإنضوى إليه بضعة آلاف من الرهبان والمتوحّدين من كورة نينوى وغيرها من بلاد العراق وفارس اما سيرة رئيس الدير الاول وهو مار متى فتشير الكتابات القديمة الى ولادته   في ديار بكرفي  تركيا في الربع الأول من القرن الرابع.ودخل سلك الرهبنة في بداية حياته .
ولما أثار يوليانس الجاحد قيصر رومية إضطهاده للكنيسة المسيحية عام 361م، غادر مار متى ديار بكر مسقط رأسه إلى المشرق يرافقه أكثر من عشرين راهباً أشهرهم مار زكاي، مار إبراهيم،مار دانيال حيث  إنفرد مار متى أولاً في صومعة صخرية في جبل مقلوب لا تزال اثارها ماثلة ليومنا هذا  وقام بتاسيس الدير كما ذكرنا  وإشتهر بتقواه وقيامه بالعديد من المعجزات التي جرت على يديه . توفي في أواخر القرن الرابع أو أوائل القرن الخامس وهو شيخ طاعن في السن.
اما الدير الذي  يقع على مسافة 35كم شمال شرقي الموصل في صدر جبل الفاف بإرتفاع 2100 قدم عن سطح البحر لم يسلم من اثار الاضطهادات التي تعرضت لها المسيحية على مر الازمان فقد تعرض الدير الى حريق هائل بعد مرور مائة عام تقريباً من تأسيس الديروذلك  عام 480م. وقد تاثر الدير بهذا الحريق الذي طمس معالمه الاولى وفي نهاية القرن الخامس عاد إليه بعض الرهبان وإستأنفوا الحياة النسكية ورمموا الدير المحترق حتى برز إسمه من جديد في عام 544 فواصل مسيرته التاريخية بصورة منتظمة سيما في العهود العربية التي عقبت العهد الساساني. وفي عام 1171م هجر بسبب إعتداءات الدخلاء المجاورين. وظل مهجوراً حتى عام 1187 ثم أستؤنفت فيه النشاطات الكنسية في شتى المجالات. ولما جاء ياقوت الحموي الجغرافي العربي الشهير لزيارة الموصل في مطلع القرن الثالث عشرحيث قام بزيارة الدير وقال فيه (دير مار متى بشرقي الموصل على جبل شامخ يقال له جبل متى. من إستشرفه نظر إلى رستاق نينوى والمرج.وهو حسن البناء وأكثر بيوته منقورة في الصخر) . وبعد عام 1260 عانى الدير كثيراً من غارات المغول والتتر. ومر بظروف قاسية جداً، وصبر على إعتداءات الأعداء والعصابات طويلاً. وفي العقد الأخير من المئة الرابعة عشرة ظهر تيمورلنك الطاغية. فتاثرت احوال الدير بسبب ذلك الغزو  الذي انتهى به الأمر إلى أن أمسى مأوى لبعض المجرمين الذين إستوطنوه مدة من الزمن. ونتيجة لذلك تشرّد الرهبان وظل الدير مهجوراً منسياً مدة تنيف على المائة وخمسين سنة. ثم أخذ يلمع ذكره مرة أخرى بشكل خافت ضئيل في نهاية القرن السادس عشر وأوائل السابع عشر،ثم يتوهج بعد عام 1660 أي في العهد العثماني الثاني. فتتسلسل أخباره من ثمّ حتى يومنا هذا ويسير سيراً طبيعياً خلال الفترة الواقعة ما بين عام 1833-1846 إذ تولاه الخراب على إثر غارة محمد باشا (ميراكور) وخلا من السكان إثنتي عشرة سنة. وفي عام 1970- 1973 تجدد الدير تجدداًملحوظا . وأنعمت عليه الحكومة العراقية بإيصال القوة الكهربائية وتبليط الطريق المؤدي إليه من مفرق عقرة والبالغ 10كم، كما بلّط طريق آخر يربط الدير بالطريق العام. كما يذكر التاريخ الكنسي ان الدير شهد اتخاذه كرسياً أسقفياً ثم مطرانياً في الربع الأخير من المئة الخامسة. وقد إحتل مطرانه مقاماً رفيعاً في كنيسة المشرق إذ أصبح فيها صاحب النفوذ الأول. وإستمر كذلك حتى القرن التاسع الميلادي.كما اصبح الدير مقراً لإقامة بعض مفارنة المشرق منذ القرن الثاني عشر وما بعده منهم العلامة إبن العبري 1286+ الذي أقام فيه سبع سنين.كما  نشأ فيه ثلاثة بطاركة،وسبعة مفارنة،وعدد كبير من المطارنة ويضم الدير حاليا كنيستين  تعرف إحداهما بإسم القديس مار متى. والأخرى بإسم السيدة العذراء وهي  كنيسة قديمة جددت عام 1762 وهي بسيطة في شكلها. تحوي مذبحاً صغيراً ..
. اما كنيسة القديس مار متى فانشات على وفق  طراز كنائس المشرق وتشتمل على ،المذبح، ،والهيكل،ومدفن الرهبان ويقصد المؤمنون لدى زيارتهم للمذبح  مدفن الآباء القديسين ، وهو القسم الشمالي من المذبح. تعلوه قبة يبلغ إرتفاعها سبعة أمتار. تشبه ريازتها ريازة قبة المذبح المشار إليه. ويشمل على عدة أضرحة منها ضريح القديس مار متى مؤسس الدير وضريح العلامة إبن العبري المتوفي عام 1286
 

عوائل مسيحية تزور الدير


71
أدب / حينما تئن الذكرى
« في: 17:06 16/08/2014  »

حينما تئن الذكرى

(مهداة الى منزل في الموصل مطرز بحرف   (نون )


سامر الياس سعيد
[/
u]


تنبض الذكرى مجددا
تستفيق من غفوتها
وتتذكر
قبل شهر
كنا هناك
تصافحنا ولم نعلم اننا نتركك
وضعنا لمساتنا على جدرانك
وابقينا همساتنا
موصولة في اروقتك
لم نتركك
انت باق
في ذاكرتناحتى عندما تئن الذكرى
ونتخيل انفسنا داخلك
يامرتع الصبا
ومستودع الذكريات
لم نتركك كما تركناك هذه المرة
ولم تبتعد خطواتنا عن محيطك مثلما ابتعدت الان
يروقنا ان نكون هنا
لنلمس بوابتك المقيدة
كما يحلو لنا ان نجلس ونتصفح
تلك الكتب التي تركناها
وهي تذرف الدموع
تتقافز وهي تنتظر
اي وجع هذا
ان نتركك هناك
اسيرا
مقيدا تنتظر بلاجدوى
والشارع الذي يطل عليك
اضحى صحراء
نسى ان يلقي عليك السلام
بعد ان غاب من المدينة
ورحل مع ابناء السلام
اما ابي فقد بقيت يده تلوح
بالتحية
لم تفرق
ولم تشعر بالكراهية
حينما بنيت قبل ما يزيد على (50) عاما
هذا الصرح
او القصر او الكوخ
فكله كان دافئا
ضاجا بالمحبةحزن معناولوح بالوداع لفراق احبة
وكان فضاءا واسعا ينثر افراحنا كشلال
حينما استقبل طفلا صغير
ولاادري لماذا اتخيله الان
مملؤا بالدموع
لانه ينتظرنا
وقد مل من طول الانتظار فقد مضى شهر فقط
وشموعه
تنتظر
من يوقدها
ويمسح عن هامته الغبار
بوابتك فجرها الامريكان قبل 6 اعوام
واليوم اخرون يضعون حول مقبضها سلسلتهم


72

ورحل فارس الثقافة السريانية


سامر الياس سعيد

أية نوبة تلك التي باغتت قلبك الكبير
وداهمت ذلك الفارس المعطاء
سليل الثقافة والناطق بأقدم لغاتها
رحل الدكتور سعدي المالح
ذو القلب الذي يحتضن المثقفين والأدباء
ليسهموا  بإبراز دور مميز لمسيرة الثقافة السريانية
عبر سنوات وسنوات
لم يكن منثور الكلمات متاحا ليطوق موعد رحيلك المبكر
فمازال حبرك نابضا بالحياة
وكلماتك تتراقص على الأوراق
ومازلت تنشر إبداعك وتجوب به أروقة العالم
ومازالت المطابع تنتظر إطلالات مخطوطاتك
التي تتخذ من التاريخ
موقعا وزمانا وارث
يملاني الحبور
حينما ارقب متابعاتك
وتتوق نفسي في ان أراقبك
وأنت تمنح كل ضيوفك برهة من الزمن
تنصت لهم
وتشير الى ما قدموه
ليس هنالك من محطات جمعتني وإياك
سوى تلك الأيام التي توجت فيها الثقافة السريانية عروسا
يكللها ضيوفا حلوا في أحضان عنكاوا
وكنت أجد فيك ذلك الفارس
الذي تفتح ذراعيك لاحتضانهم
سأستعيد في الذاكرة صورا ومشاهد
قدمته من خلالها لمحات بارزة ومضيئة
عما اختزنه التاريخ نحو ثقافتنا السريانية
ومن المفارقات
ان تمنح خلال جلسة جمعتك بعميد الصحافة العراقية
في أخر محطات نشاطات المديرية العامة للثقافة السريانية
قبسا من محطات مشوارك الصحفي
كأنك تقول من خلال تلك المحطة
إنني جاورت الصحافة
وبنيت بيتي على مفترق القصة
ورسخت ذاتي في انتظار فرج الله القهار
ومادامت خاتمة روايتك عمكا  تزف تحولها
الى مدينة  زاهية
في جوهر الاسم ونواة  الحكاية
فخاتمة حياتك تزفك فارسا
له الكثير من البصمات في راهن الثقافة السريانية
 
الموصل
31 ايار 2014



73
تاريخ المجلس البلدي في الموصل يحكي محطات ازدهار وانحسار المسيحيين في المدينة


الموصل –عنكاوا كوم –سامر الياس سعيد
اصدر الباحث  المختص بالتراث والفلكلور الموصلي عبد الجبار محمد جرجيس مؤخرا كتابا بعنوان ( بلدية الموصل  رؤساؤها ومديروها  وأعضاء مجالسها الإدارية 1869-2013) بـ275 صفحة من  القطع المتوسط  والكتاب في مستهله يسلط الضوء على بدايات نشوء البلدية وهي الدائرة المختصة بتقديم الخدمات لأهالي المدينة  مشيرا الى ان تلك البدايات ارتبطت  بالعهد الأموي ومن ثم العباسي وصولا  للعهد الذي كانت فيه الدولة العثمانية تسيطر على العراق وعلى ولاياته التي منها لواء الموصل  حيث شهد العام 1869 تأسيس بلدية الموصل  وكانت من أوائل البلديات التي شكلت في العراق  في
 العهد العثماني  وكانت في بداية تأسيسها  مكونة من ملاك وظيفي  من رئيس البلدية  ومعاون رئيس البلدية  وستة أعضاء  يمثلون المجلس البلدي ثلاثة منهم مسلمون والثلاثة الاخرون كل واحد منهم  يمثل طائفة  مثل المسيحيين واليهود وكانت مدة المجلس  الذي عرف بالمجلس البلدي  سنتين  وبعد انتهائها  يجري انتخاب  ثلاثة منهم بصورة  دورية  وعضوية هذا المجلس فخرية  أي بدون ان يتقاضى العضو أي راتب  ويجتمع مرتين  في الأسبوع  برئاسة رئيس البلدية  او من ينوب عنه  عند اللزوم  وكانت من شروط عضوية المجلس  ان أكمل العضو عشرين سنة من عمره  ومعروف بالاستقامة  والخبرة
 في شؤون المدينة  ومن واجبات المجلس وضع ميزانية  عامة  للبلدية  وتقديمها  الى مجلس إدارة اللواء لإقرارها  ومن اختصاصه وضع ضرائب  على بعض المهن  او الغاؤها عند الحاجة  ومن واجباته  فتح الشوارع والإشراف العام على تبليطها  ورصفها  واستملاك الدور والعرصات  التي تمر  منها الشوارع المراد فتحها بالإضافة للعديد من الواجبات ..
 ويورد  جرجيس في سياق فصل أخر نبذة  عن المحلات التراثية  الموصلية داخل السور  والبالغ عددها 38  محلة  ويضمن تلك النبذ الخاصة بمحلات الموصل القديمة إشارات للتواجد المسيحي فيها ومنها محلة الرابعية  التي يتحدث عنها المؤلف فيقول انها  تحادي محلة السرجخانة شمالا  ومن الشرق محلة  امام عون الدين  ومن الغرب محلة الجولاق التي تعرف اليوم بمحلة الأوس  ومن الجنوب  محلة شهر سوق والمنصورية  وكان فيها  مقر القاصد الرسولي وكنيسة اللاتين  التي أسست في عام 1878 وبرج الساعة  التي عرفت بمنطقة الساعة  والساعة الدقاقة  أهدتها الحكومة الفرنسية  الى الكنيسة
 عام 1880 كمل يشير الى الوجود المسيحي في منطقة أخرى هي منطقة المياسة  التي يحدها من الشرق محلة المنصورية  ومن الغرب محلة خزرج ومن الجنوب  محلة باب البيض الغربي  وفي هذه المحلة كنيسة مسكنتة القديمة  جدا والتي جددت  عام 1853 في عهد البطريرك  عمانوئيل يقابلها  دار مطرانية الكلدان..
 كما يتحدث المؤلف عن محلة  الأوس التي يحدها  من الشمال محلة عمو البقال  ومن الشرق السرجخانة  ومن الجنوب محلة خزرج وكان فيها عدد من النصارى كما يشير المؤلف  بالإضافة لمحلة أخرى هي محلة  حوش الخان  والتي يحدها من الشمال  الميدان  ومن الشرق باب السراي  ومن الغرب امام إبراهيم  ومن الجنوب السوق الصغير  وعندما هدم الخان  الذي كان يملكه  الحاج محمد اغا بن مصطفى اغا الديوجي  سميت المحلة بحوش البيعة  لوجود بعض الكنائس فيها  وقد سكنتها عدد من العوائل المسيحية ومنها عائلة آل  عبد النور ..
 وفي  الركن المخصص للحديث عن محلة  رأس الكور يشير المؤلف الى ان سكانها كانوا من المسيحيين  قبل الفتح الإسلامي  في عام 736م حيث انشأ فيها  الراهب ايشو عياب برقسري  ديره والهيكل  الذي عرف فيما بعد  بمار اشعيا  وعرفت قبل ذلك بمحلة النصارى وسكنها فيما بعد التغالبة (الشهوان ) ويسهب المؤلف  من خلال حديثه عن محلة الشفاء بالإشارة الى  ما تحويه هذه المحلة  التي تقع ما بين محلة  سوق الصغير  من الشرق وباب النبي جرجيس  وحوش الخان  من الشمال  ومحلة الأوس من الجنوب  حيث ضمت المنطقة كنيسة الطاهرة  القديمة التي  تم تجديدها عام 1744 بأمر الوالي  حسين باشا
 الجليلي  مع عدد من الكنائس والجوامع  بعد حصار الموصل  سنة 1743 ..
ولم يحظى أي مسيحي بمنصب رئيس بلدية الموصل خلال سنواتها لكن التواجد المسيحي برز من خلال عضوية المجلس البلدي  والتي شهدت حضورا مسيحيا  منذ أعوام 1892حيث يورد العديد من تلك الأسماء مع نبذة مختصرة عن سيرة حياتهم ومنهم  السيد نعوم برصوم الذي انتخب للمجلس البلدي للفترة  من 1892حتى عام 1896 ومن مواليد الموصل دخل المدرسة الابتدائية  ثم واصل تعليمه  في مدرسة الاباء الدومنيكان  في كنيسة اللاتين  للاباء الدومنيكان في  منطقة الساعة  والآباء الدومنيكان وفدوا للموصل  سنة 1856 وعملوا في هذه الكنيسة  واسسوا أول مطبعة  في المدينة  تعلم برصوم الفرنسية
 واتقن التركية  لأنها كانت اللغة الرسمية  في الموصل  زمن الدولة العثمانية  فضلا عن إتقانه للغة العربية  وتدرج برصوم  في عمله حتى أصبح عضوا  في المجلس البلدي  لبلدية الموصل  لمدة أربعة أعوام  بعدها واصل عمله الوظيفي  كعضو  في محكمة بداءة  الموصل للفترة  من 1906 ولمدة عام واحد   بعدها أصبح  مترجما في دائرة ولاية  الموصل  من سنة 1914 وحتى سنة 1916 وهي سنوات  الحرب العالمية الأولى  ومنحته الدولة العثمانية  انذاك الوسام  العثماني من الدرجة  الثانية  وبقي يمارس  عمله في بيته حتى وافته المنية  في عام 1917 ..
كما  يشير المؤلف الى سيرة عضو أخر في المجلس البلدي هو ميخائيل  عبد النور افندي الذي ولد في  الموصل عام 1858 وانتخب  في المجلس البلدي  للفترة من عام 1907 وحتى عام 1911 وهو  من أسرة ال عبد النور  التي سكنت  محلة خوش الخان  وعرفت الأسرة بمواقفها الوطنية  ولهم حضور بارز في المدينة  ومنهم برز أيضا  عبد الأحد عبد النور  الطبيب المعروف  وعضو  الهيئة التنفيذية لجمعية الدفاع  الوطني  في الموصل سنة 1925 واشتغل ميخائيل  بالزراعة  والتجارة  وكان يشغل ايضا منصب نائب مدير شركة فارمز ليمتد الزراعية  في الموصل  لسنة 1922 و1923 وتوفي  عام 1941..
 كما يشير المؤلف في سيرة مختصرة الى عضو اخر في المجلس البلدي هو  بهنام افندي  ومن مواليد الموصل  خلال ستينيات القرن  التاسع عشر  وتعلم القراءة والكتابة  عند الكتاتيب وواصل دراسته في المدارس الرسمية  التركية  فتعلم اللغة التركية  بالإضافة الى العربية  وانتخب عضوا في  المجلس البلدي  في الربع الأول  من القرن التاسع عشر وبالتحديد في الفترة ما  بين عامي 1912-1916 ويورد المؤلف  بأنه لم يعثر على  المزيد من سيرة حياته كون اسمه ورد في السجلات مجردا  ولايشير الى الاسم الثلاثي بالكامل ..
 ومن  الأعضاء الذين تولوا عضوية المجلس البلدي من المسيحيين يورد المؤلف اسم اخر هو  شماس ايرميا شامير  ويذكر المؤلف بان شامير من مواليد الموصل  ودرس في مدارسها  واتجه الى اللاهوت  حتى وصل  الى درجة الشماس  وانتخب عضوا  في المجلس البلدي  للسنوات 1920-1924 وهو خال كامل سارة الذي  يمتلك  العيد من  دور السينما والمقاهي  وهو من انشأ  سينما الهلال  في شارع نينوى  وهي أول  سينما في الموصل  خلال عشرينات  القرن الماضي  ومن سكنة  محلة باب السراي ..
 ويورد المؤلف اسم اخر ممن تولوا عضوية المجلس البلدي في مدينة  الموصل وهو  نعوم سرسم  الذي انتخب عضوا في هذا المجلس  عام 1920 وبقي في هذا المنصب  لثلاث دورات انتخابية  حتى عام 1930 وهو من طائفة السريان الأرثوذكس  واصل العائلة من تكريت  حيث هاجر جدهم في أوائل  القرن الثامن عشر  واسمه إبراهيم  واعقبه أولاده ميخائيل  وله ولد يدعى سليمان  اشتغل في مجال البناء  وتفوق في  فن المعمار الموصلي  ويفيد المؤلف  بان لقب سرسم  جاء من خلال  عمل سليمان في البناء حيث كان يقوم ببناء احد الدور وصادف ان  اسقط شيئا بسيطا  من مواد البناء  على ضابط خلال مروره جوار
 المنزل الذي كان يقوم ببنائه سليمان  فصرخ الضابط متجها لسليمان بالقول( ايا سرسم) بمعنى(  يامختل العقل) ويضيف المؤلف الى سيرة نعوم سرسم  بأنه ابن سليمان  بن بطرس بن سرسم  من مواليد الموصل 1865 وتعلم القراءة والكتابة في مدارس الأرثوذكس ومارس العمل التجاري خلال القوافل التجارية التي كانت تعمل ما بين الموصل وحلب واستمر في هذا المجال لمدة ثماني سنين  بعدها عين  موظفا في خزينة لواء الموصل في العهد العثماني وبقي في هذه الوظيفة  من عام 1910 حتى 1918 وعرف عنه انه  موظف جيد ولديه خبرة مالية وفي عام 1930 ترك الوظيفة  حتى وافته المنية  في العام التالي ..
 ومن عائلة سرسم يورد المؤلف عضو اخر في المجلس البلدي هو  أبلحد سرسم  وقد انتخب عضوا في عام 1920 واستمر لأربعة أعوام يمارس عمله في هذا المنصب  كما يورد المؤلف اسم عبد الأحد مراد الذي انتخب  عضوا في المجلس للفترة من 1930 ولأربعة أعوام وهو من مواليد الموصل 1874 ويعد من كبار تجار المدينة  واحد أعضاء غرفة التجارة  وعمل في التعهدات الحكومية  وكان احد أعضاء الوفد الممثل لمدينة الموصل  لاستقبال أول رف  طيران عراقي  يصل الى بغداد فضلا عن عمل مراد في عضوية  جمعية الطيران  العراقية فرع الموصل  وتوفي عام ..
1949كما  يورد المؤلف اسم اخر هو  ناصر سرسم  الذي انتخب في المجلس  للفترة من عام 31-1934 وهو ابن نعوم سليمان سرسم  وهو من مواليد الموصل عام 1904 وكان يعمل صيدليا وقد عمل في هذا المجال لقرابة 27 سنة  وخدم في الجيش بهذا العنوان  وقد تم  تكليفه بانتخابه في المجلس البلدي  ولدورتين..
 كما يورد المؤلف  اسم حبيب  جرجيس الخوري  الذي انتخب في المجلس للفترة من 35 وحتى 1939 وهو من مواليد الموصل  عام 1876 وقد تلقى دروسه في مدارس الدومنيكان  بالموصل  وبدا حياته العلمية  كاتبا  في بعض المؤسسات الأهلية  وفي سنة 1902 بدا خدمته الرسمية في سلك البوليس العثماني  بوظيفة مأمور  بوليس وهي تعادل  اليوم رتبة  مفوض شرطة  وفي سنة 1911 حصل على رتبة  معاون  قومسير التي تعادل  رتبة معاون  مدير شرطة  وفي سنة 1915 دخل الى مكتب  البوليس العثماني وتخرج بعد سنة اشهر  بدرجة امتياز  وخلال الحرب العالمية الأولى  اجتاحت المدينة موجة غلاء فاحشة اختفى على أثرها
 عدد من الأطفال  بينما تمكن الخوري بعد ايكال  الحكومة  له مهمة البحث عن اختفاء الأطفال فعثر على الجاني الحقيقي من خلال تمكنه من إيجاد الجاني الحقيقي  وهما الزوجان  عبود وعمشة اللذان اختطفا  عدد من الأطفال وقاما بذبحهم  وبيع لحمهم في دكان بسوق صغير  وتم إلقاء القبض عليهما  وسيقا للقضاء الذي أمر بإيقاع عقوبة الإعدام عليهما وتم إعدامهما في ساحة باب الطوب امام العلن  كما اشرف الخوري على علاوي الحنطة في تلك الأيام من اجل توزيعها  على المعوزين  وحصل على اثر ذلك على  فرمان من السلطة العثمانية  ومعناه ميدالية  الحرب ذات الربطة البيضاء
 وعندما احتل الانكليز الموصل ترك الخدمة في سلك الشرطة  وأصبح في عام 1919 مديرا لناحية برطلة  وتم نقله في عام 1921 لناحية القوش ومنها الى ناحية الشمال في قضاء  سنجار عام 31 ومنها الى ناحية سنجار  وفي السنة ذاتها نقل الى تلكيف وأحيل الى التقاعد في العام ذاته والخوري هو والد جورج الخوري  الذي تولى رئاسة  مجلة التراث الشعبي  التي كان يصدرها  المركز الفلكوري في وزارة الثقافة خلال مرحلة الستينيات وما بعدها وهو والد جورج حبيب الخوري المهندس الأقدم في مصلحة توزيع المنتجات النفطية  وتوفي في عام 1940..
ويذكر  المؤلف  من سلسلة  الأعضاء في المجلس البلدي شخصية أخرى من المسيحيين وهو  فؤاد توما  سليمان سرسم  الذي انتخب عضوا في المجلس  للفترة من عام 1937 وحتى عام 1949 ولثلاث دورات وهو من مواليد الموصل 1902 وتلقى تعليمه في المدارس الأهلية  وعمل في  التجارة  والمقاولات والتعهدات وكان عضوا  في مجلس إدارة اللواء  في الدورة الانتخابية الثالثة  لكنه لم يكمل  المدة بعد استقالته وانصرف الى اعماله  حتى توفي عام 1952 ..
ويذكر المؤلف  الى جانب  المسيحيين من أعضاء المجلس البلدي في الموصل شخصية أخرى وهو اسكندر  عبد الأحد مراد الذي انتخب عضوا  في المجلس  للفترة من 1939 حتى عام 1955 كما اعيد انتخابه لفترة أخرى  ما بين عام 1957 وحتى  عام 1963 وهو من مواليد الموصل 1900 ودخل في بداية نشأته في الكتاتيب لتعلم القراءة والكتابة  ودخل بعدها للمدرسة الثانوية الأهلية  ومارس مهنة التجارة منذ صغره وكان عضوا  في مشروع اسالة  الماء والكهرباء  ومن ثم عضوا ورئيسا للجمعية الخيرية للفقراء  وكان يشرف  خلال عمله في الجمعية المذكورة على توزيع المبالغ المخصصة الفقراء  من قبل البلدية
 ولم يعرف تاريخ وفاته ..
ويذكر المؤلف اسم اخر  لشخصية مسيحية من أعضاء المجلس البلدي وهو  إبراهيم حداد وهو من مواليد الموصل وكان  من أوائل العاملين في الطباعة  حيث أسس مطبعة حداد عام 1939 في محلة المياسة  وحصل على موافقة تشغيل المطبعة  في 18 ايلول 1939 على ان تطبع  باللغتين  العربية والانكليزية وحصل على امتياز  لإصدار جريدة صوت  الأمة  عام 1941 والتي استمرت في الصدور حتى عام 1954 وعاودت الإصدار  بعد تعطيلها  في  عام 1955 وانتقلت ملكية الامتياز  الى أخيه ميخائيل حداد بعد وفاته وكانت  له آراء ومواقف جيدة  في  المجلس البلدي  كونه كان مثقفا وصاحب جريدة ومطبعة  وسخر ثقافته في
 سبيل خدمة عمل المجلس  وتوفي عام 1947 ..
كما يذكر المؤلف اسم اخر وهو البير  يعقوب قسطو  الذي انتخب  عضوا في المجلس البلدي  للسنوات 1950-1953 وهو من مواليد الموصل عام1923 ودرس  في مدارسها الابتدائية  والمتوسطة والثانوية  والتحق بعدها  في كلية الحقوق العراقية  في بغداد عام 1941 وتخرج منها عام 1945 وزاول مهنة المحاماة  وعين حاكما  في محكمة بداءة  بغداد ونقل الى  الموصل ومن ثم البصرة  والعمارة والناصرية  ثم الحلة وأخيرا  الى بغداد وله العديد من  البحوث في القضاء ..
 ويذكر المؤلف في سياق  أعضاء المجلس البلدي اسم اخر لشخصية مسيحية هو  حبيب سرسم الذي انتخب عضوا في المجلس البلدي  للسنوات 1953 -1955 ولدورة أخرى من 1955 حتى  العام 1959 وهو من مواليد الموصل 1899 وهو حبيب حنا سليمان  سرسم  ودرس في المدارس الأهلية  ودخل بعدها الى المدارس الحكومية ووصل الى الثانوية  واتقن اللغات الفرنسية والانكليزية  الى جانب اللغة العربية  وبدا حياته بالعمل في مجال التجارة والأعمال الحرة وخلال خبرته الطويلة في هذا المجال  تم اختياره عضوا  في مجلس إدارة معمل السكر  في الموصل  وله الكثير من الأعمال الخيرية  وتوفي عام 1966 عن عمر  ناهز
 الـ67 عاما ..
كما يذكر المؤلف  عضو اخر  انتخب  للفترة من عام 1963 وحتى عام 1966  ومن ثم لدورة أخرى  بدأت في عام 1966 ولثلاث سنوات وهو  نجيب منصور ادمو  الذي ولد في الموصل  سنة 1910 ودرس في مدارس المدينة  ودخل الى كلية الحقوق وتخرج منها في عام 1934 حاصلا على ليسانس الحقوق وأصبح رئيسا  للجمعية الخيرية الكلدانية  والرئيس الفخري  لكلية الموصل للاباء الدومنيكان التي كان يدرس فيها  أهالي المدينة  وترك المجلس  البلدي في عام 1969 وانصرف الى اعماله حتى وافته المنية  عام 1970 ويذكر المؤلف ايضا  جرجيس سرسم الذي انتخب  عضوا في المجلس  للفترة من عام 1963 ولثلاث سنوات الا انه
 استقال في العام الأول  ليكون الاسم الأخير من بين الشخصيات المسيحية التي  شغلت عضوية المجلس البلدي  في مدينة الموصل ..


74
محطات موصلية من حياة البطريرك الراحل مار اغناطيوس زكا الأول عيواص




الموصل –عنكاوا كوم –سامر الياس سعيد
بينما ستحتضن الأرض السورية جثمان قداسة البطريرك مار اغناطيوس زكا الأول عيواص  ستبقى ارض نينوى ترنو في شوق لابنها البار الذي انطلق منها  ليكون خليفة  الرسول بطرس المئة  والواحد والعشرين ..فالبطريرك زكا  ارتبط صميميا  بمدينته التي أنجبته  ولم تفارق تلك المدينة خاطره حيث خصها بزيارتين رسوليتين  كانت الأولى في عام 1982 والثانية في عام 1998 وامتدت من 4 نيسان ولغاية 2 ايار من العام المذكور  فضلا عن محطات أخرى مهمة  كانت فيها مدينة الموصل  حاضرة في  سيرة حياة البطريرك  الراحل  ويشير اليها المطران مار غريغوريوس صليبا شمعون في سياق كتابه (تاريخ
 أبرشية الموصل السريانية) الصادر عام 1984 بان البطريرك زكا  يعد من مفاخر  الأحبار الانطاكيين وصفوة  رجال الكنيسة  العاملين وولد في أسرة عيواص الموصلية الكريمة في 21 نيسان  عام 1933وتكنى بـ(سنحاريب )بن بشير  عيواص الحاذق في صناعة النجارة  ونما في النعمة  والقامة ورضع لبان التقى  والفضيلة  في رحاب الأسرة المؤمنة  وتعلم في  مدرسة التهذيب الأولية  واكمل دروسه الابتدائية  في مدرسة مار توما  وصبت نفسه الى الحياة الروحية  فانضوى تحت لواء  اكليريكية مار افرام  في الموصل  سنة 1946 واتخذ اسم زكا وعن مجايلته لزميله زكا في الاكليريكية الافرامية في
 الموصل يشير المطران صليبا  بأنه كان يلاحظ مع زملائه بحث الطالب زكا  خلال الدراسة  في الكتب والأوراق  دون ان يكتفي بما يلقن  من علوم  وكأن النعمة الإلهية  كانت تعده للرسالة العظمى  وتدرج في الرتب الكنسية  فرسم شماسا قارئا في عام 1948 ورسائليا  في عام 1953 وبعد تخرجه من الاكليريكية  اختار طريق الرهبانية مسلكا له في حياته فاتشح بالاسكيم  في 6 حزيران 1954 مع زميله (المطران صليبا ) على يد أستاذهما  المطران بولس بهنام ..
وقام  الراهب زكا بالتدريس  في الاكليريكية لكن لم يستمر في مهمته  لاستدعائه من قبل البطريركية التي كان مقرها في حمص ليقوم بأعمال مساعد لامين سرها  وفي هذه السنوات التي فارق فيها مدينته الموصل حظي بالكثير من علامات التميز من بينها التحاقه بكلية  اللاهوت العامة الأسقفية  في نيويورك  عام 1960 وقبلها بثلاثة أعوام تمت   ترقيته لدرجة الكهنوت على يد البطريرك  يعقوب الثالث وبعد انتقال  مطران الموصل بولس بهنام الى بغداد  انتخب  أبناء أبرشية الموصل  ابن الأبرشية زكا  ليكون مطرانا للأبرشية حيث  تم رسامته الأسقفية  في 17 تشرين الثاني عام 1963 ..
وعن هذه المحطة يشير الأب الخوري الدكتور يوسف البناء  عن ما حفلت به ذاكرته عن قدوم الراهب زكا لمدينة الموصل في سنوات عدت قاسية على الموصليين خصوصا بالتزامن مع اندلاع ثورة الشواف في نهاية خمسينيات القرن المنصرم وما عكسته هذه الثورة  على واقع مأساوي لمسيحيي مدينة الموصل  استهدف الكثير منهم ودفع بالاخرين لترك المدينة واختيار ملاذات آمنة بعيدا عما كانت تعيشه الموصل آنذاك  بينما يشير المطران صليبا  الى الاعمال المهمة التي قام بها المطران مار سويريوس  زكا (البطريرك ) اثناء توليه أبرشية الموصل حينما  شمر عن ساعد العمل الجدي  ونهض
 بأبرشية الموصل  روحيا وعمرانيا ومن تلك المنجزات العمرانية التي تحققت في عهده ترميم كنائس مار توما  ومار كوركيس المجاورة لكنيسة الطاهرة الخارجية  وبعض أوقاف الطاهرة  وتسوير كنائس في قرقوش وإجراء ترميمات عليهما  وخلال العمل  بترميم كنيسة مار توما تم اكتشاف ذخائر مار توما الرسول الذي تعتز أبرشية الموصل  باحتوائها على تلك الذخائر المباركة وتشير (المجلة البطريركية )بعددها 22 للسنة الثالثة  والصادر في تشرين  الأول 1964حول  هذا الحدث المهم  بالقول  ( بينما كانت  أعمال الترميم في  كنيسة مار توما  بالموصل قائمة  على قدم وساق انفتحت فجأة  امام
 العمال ثغرة  في أعلى العمود الأول  الواقع على يسار  الشخص المواجه  لمذبح الكنيسة القديمة  فظهر  فيها جرن حجري  ملفوف بقماش ابيض بلي لقدمه  فاخبروا نيافة  الحبر الجليل  مار سويريوس زكا مطران  أبرشية الموصل  الذي خف  الى الكنيسة لمشاهدة  الاكتشاف الخطير  وفي صباح  الثلاثاء 1 ايلول 1964 وبعد الانتهاء من الصلاة  فتح الجرن  للمرة الأولى امام كهنة الأبرشية  فوجد داخله  قطعا صغيرة  من عظام وبخور  ملفوفة بقماش  قد اصفر لونه وبلي هو الأخر لقدمه  فتناثرت  أجزاؤه عند لمسه)  وتضيف  المجلةبالاشارة حول حادث اكتشاف ذخائر مار توما الرسول ( انه بعد تأكد
 نيافة المطران  من الكتابة التي احتواها  الجرن  وبان ما يحتويه  هو بعض رفات  القديس مار توما  أقام المطران والكهنة  زياحا لائقا  بكرامة هذه الذخيرة  المقدسة ومن ثم تم إعادتها  الى مكانها في الجرن  الذي ختمه بالشمع الأحمر وفي الأحد الواقع في 6 ايلول  تم الاحتفال بالقداس الإلهي  وتم زياح الذخيرة الشريفة  بحضور جمهور غفير من جميع الملل والنحل) ..
 وفي عام 1969 انتقل المطران زكا  لاستلام أبرشية  بغداد بعد شغورها  اثر انتقال المطران مار بولس بهنام للاخدار السماوية وقبل ثلاثة أعوام من هذا التاريخ تولى المطران زكا  أبرشية دير مار متى  أي في عام 1966 اثر وفاة  المطران مار طيمثاوس يعقوب  وانفك من رئاسة أبرشية الدير بعد انتقاله الى بغداد في العام 69 وفي عام 1980 وبالتحديد في 11 تموز  تم انتخابه بالإجماع  بطريركا لأنطاكية  وتم تنصيبه في 14 ايلول حيث توالت بعدها بصماته في قيادة الكنيسة السريانية الأرثوذكسية  حيث حولها الى كنيسة  مجمعية بعد ان كانت الفردية تتحكم بها  وعرف عن البطريرك زكا
 اهتمامه  بتطوير سلك الرهبانية للنساء  وعرف عنه فضيلة التواضع  حيث قال عنه احد ائمة  المسلمين في سوريا  بـ(أنك ان أردت  ان تعرف معنى التواضع فعاشر  البطريرك  زكا الأول عيواص) كما كان البطريرك زكا  من أكثر  بطاركة أنطاكية الساعين  الى التقارب  والوحدة المسيحية  لذلك منحه مؤسس جمعية( برو اورينتي)  المهتمة بالوحدة المسيحية  لقب (حامي  البرو اورينتي ) وكان من ابرز الداعمين  لتوحيد عيد الفصح مبديا استعداده لقبول أي يوم احد من شهر نيسان باتفاق جميع الطوائف  وكان يقول (بان السريان لايشعرون بانهم غرباء عن أخوتهم الكاثوليك ولاهم غرباء عنا  ولئن
 سموا  كاثوليكا  وسمينا أرثوذكسا  فهم كاثوليك أرثوذكس  ونحن أرثوذكس كاثوليك)..
  واستلم البطريرك زكا مقاليد بطريركية السريان الأرثوذكس وهي تضم 18 أبرشية  بينما تبلغ عدد الأبرشيات السريانية اليوم في العالم  أكثر من خمسين أبرشية  مع الهند وقام البطريرك  بزيارة معظم هذه الأبرشيات  ومن أهم تلك الزيارات زيارته الرسولية  للأبرشيات السريانية الأرثوذكسية في العراق  خصوصا تلك التي جرت في نيسان من العام 1998 والتي خصصت لها( المجلة البطريركية) بعددها المزدوج 178 و179 والصادر في  تشرين الأول  من العام المذكور عددا خاصا حمل الكثير من التفاصيل المتعلقة بتلك الزيارة التاريخية التي  شملت محافظات نينوى وبغداد وكركوك وتركز جانب
 رئيسي فيها في  أقضية ونواحي محافظة نينوى بالإضافة لمركز مدينة الموصل ..













المطران زكا يحمل ذخائر مار توما عند اكتشافها 1964

75
دير مار يوحنا الديلمي او دير السريان في بغديدا
صفحات تحكي ازدهار وانحسار المسيحية عبر أروقة الدير



دير مار يوحنا الديلمي قرقوش

عنكاوا كوم-سامر الياس سعيد
لدير السريان او الدير المعروف بدير مار يوحنا الديلمي صفحات راسخة في ذاكرة زائريه او المتبركين بأروقته وكنيسته التي طالما احتضنت القداديس الإلهية بمناسبة عيد شفيعه القديس مار يوحنا الديلمي  التي توافق اخر جمعة من شهر آذار (مارس ) من كل عام  وفي هذا العيد تجري الكثير من الطقوس الروحية حيث تجذب المؤمنين من  مناطق سهل نينوى بالإضافة لمدينتي الموصل وعنكاوا  وغيرها من المدن حيث يقصدون الدير  الذي يبعد عن مدينة الموصل بـ30 كم بينما يبعد عن بلدة قرقوش بمسافة 2كم شمالا ويعود تاريخ إنشاء الدير الى  القرن السابع  وذكر في الكتابات الخاصة
 بالدير انه جدد في سنة 1115 بينما يشير  المؤرخ ابن العبري الى ان الدير كان  خاصا بالراهبات  في عام 1263 وتعرض الدير لتجديدات عبر السنين ومن تلك التجديدات التي أجريت عليه كانت في عام 1563 حيث يذكر التاريخ بان الدير كان يضم الكثير من الرهبان  لكنه تعرض للتدمير في عام 1743 على يد نادر شاه طهماسب  وبقي أطلالا الى ان بوشر بتعميره اثر الاهتمام الذي لقيه أبان نهاية فترة تسعينيات القرن المنصرم حيث أعيد أعماره في عام 1997 وفي العام التالي شهد زيارة بطريرك الكنيسة السريانية الأرثوذكسية  مار اغناطيوس زكا الأول عيواص وذلك  في يوم الأربعاء الموافق 8
 نيسان عام 1998 وبأمر بطريركي  تقرر ان يكون يوم الجمعة الأخيرة من شهر آذار من كل عام  عيدا موسميا  خاصا به بينما يذكر التاريخ الكنسي عن شفيع الدير مار يوحنا  الديلمي  بانه ولد سنة 660 في قرية  حديثة الموصل  وقرية حديثة هي قرية مسيحية  سريانية كانت تقع على الجانب الشرقي  لنهر دجلة  بالقرب من مصب نهر الزاب الأعلى بدجلة  وكلمة حديثة (حديتا) سريانية  تعني الفرح والبهجة وموقعها اليوم  بالقرب من ناحية القيارة  التي كانت تسمى بالسريانية ( بيث قيرا ) أي بيت القار وتحفل سيرة القديس الديلمي بالكثير من المحطات الروحية  خصوصا لدى مناداته باسم المسيح
 وأسره من قبل عسكر الديلم الذي كان يغزو المنطقة  ويقاتل العرب  في نواحي الموصل  وديار ربيعة  ونواحي الشام وقد لقي من هولاء العسكر الكثير من الهزء والسخرية بسبب لباسه الرهباني  لكن عسكر الديلم تعرضوا لمحاصرة العرب فقطعت عنهم إمدادات المياه  فتضرع القديس مار يوحنا من  اجل مدهم بالماء حينما صلى وتضرع  الى الله وأكثر من السجود  فتقدم الى حجر  ورسم عليها علامة الصليب  فانبثقت من تلك الصخرة الصوان اثنتا عشر  عينا  فشرب العسكر وارتوى ومع ذلك فالعسكر ابوا ان يطلقوا سراحه وباعوه  للرجل الذي سباه أثناء الغزو فقام الرجل  باستغلال القديس  في
 الأشغال المنزلية  وكان يتعرض للتعذيب من قبل أبناء الرجل وكان عددهم تسعة ابناء وبعد الكثير من المعاناة التي انتهت بموت  الرجل الديلمي بسبب الوباء الذي حل بتلك البلاد أطلق  سراح القديس مار يوحنا  وقام ليطوف تلك البلاد مناديا باسم الرب وقد تبنت العديد من الكنائس تحديد تذكار القديس فكما ذكرنا بان الكنيسة السريانية الأرثوذكسية كانت قد خصصت  يوم الجمعة الأخيرة من شهر آذار  عيدا موسميا له  فقد تبنت تحديد  يوم للاحتفال بتذكار القديس كلا من الكنائس  الملكية (الروم الأرثوذكس ) والكنيسة المارونية  وكنيسة الأحباش الأرثوذكسية  والأقباط
 وتعيد له هذه الكنائس  في العاشر من  تشرين الأول  من كل عام بينما تعيد له  الكنيسة الشرقية  في الأحد الثالث  بعد عيد الظهور الإلهي (الدنح )..وأول من أطلق  اسم دير السريان على الدير هم  السريان ممن نزحوا  من تكريت في القرن الحادي عشر  وسكنوا منطقة قرقوش بالإضافة الى الموصل  كما يطلق البغديديين على الدير  تسمية محلية وهي ديرا برايا  أي الدير الخارجي  لانه يقع في أطراف  البلدة  ولتمييزه عن دير الراهبات الذي كان يقع داخل البلدة  ..





فناء الدير


قبة كنيسة مار يوحنا الديلمي قرقوش


جانب من احتفال  الكنيسة بعيد مار يوحنا الديلمي في اذار2013

76
خالص يشوع عضو مجلس النواب العراقي لـ(عنكاوا كوم)
تعاملنا بمبدأ الحكمة إزاء ملابسات حادثة افتتاح ملعب (عموبابا )في الحمدانية




الموصل –عنكاوا كوم-سامر الياس سعيد
قال خالص يشوع عضو مجلس النواب العراقي  ان بعض الأطراف  أرادت ان تخلق فتنة من خلال قيامتها برعاية افتتاح ملعب (عموبابا ) في قضاء الحمدانية (قرةقوش ) إلا إننا تعاملنا مع هذا الامر بتغليب مبدأ الحكمة مشيرا خلال حديثه لموقع (عنكاوا كوم) الى المحطات المهمة التي مر بها الملعب  الذي كان مقررا له ان ينشئ في محافظات أخرى الا ان التحرك لإنشائه في  القضاء حال دون ذلك كما تحدث يشوع عن عدد من القضايا الراهنة التي تختص بواقع أبناء شعبنا خصوصا بما يتعلق بالتغيير الديموغرافي  وفيما يلي نص اللقاء :

*بداية، هل لك  ان تطلعنا على الملابسات التي  تزامنت مع خبر افتتاح ملعب عموبابا  من قبل بعض الأطراف دون دعوة وحضور الأشخاص المعنيين والقائمين على هذا المرفق الرياضي المهم  في قضاء الحمدانية ؟
-بالنسبة لملعب عموبابا فإننا كنا على تماس مباشر مع جميع المراحل والمحطات التي مر بها لاسيما مع  النية بإنشائه في هذه المنطقة  حيث كان القرار الأولي  يتجه بإنشاء  هذا الملعب في منطقة الشلالات في الساحل الأيسر من مدينة الموصل  ولكن هذه المنطقة المخصصة للملعب  كانت واقعة تحت وطأة بعض المتجاوزين  من الأهالي ممن سكنوا هذه المنطقة بسبب تهجيرهم عبر توتر الأوضاع الأمنية ومن ثم كان هنالك قرار بتحويل وجهة الملعب المذكور الى محافظات أخرى منها محافظة كركوك او صلاح الدين  ولكن قبل تجسيد هذا الامر  اتصل بي  معالي وزير الشباب والرياضة جاسم محمد
 جعفر  يعلمني  بإمكانية إنشاء الملعب في احد مناطق محافظة نينوى على ان يتم حسم الموضوع  خلال خمسة أيام  وباستحصال قطعة ارض مساحتها 50 دونم وبالفعل  وجدت ان هنالك ارض مناسبة في القضاء  وأعلمت السيد الوزير بحصول الموافقة على استملاك الارض  باستحصال الموافقات الرسمية لتحويلها ضمن عائدية وزارة الشباب والرياضة وتم هذا الامر  قبل انتهاء المدة المحددة لي بيومين ولاانكر الجهود المميزة من قبل عدد من الأطراف بشان  استحصال تلك الارض المخصصة للملعب واخص بالذكر  الهيئة الإدارية لنادي قرةقوش ومجلس قضاء الحمدانية  والسيد قائمقام قضاء الحمدانية
  بالإضافة لبلدية الحمدانية والتسجيل العقاري  وتمت المباشرة  بإجراءات تحويل وجهة الملعب للقضاء  حيث تمت المباشرة بالأعمال الأولية  في 23 شباط من العام 2009 من قبل شركة( النبأ الصادق) للمقاولات العامة  وتم توقيع عقد الشروع بالعمل  في آب من العام 2008 وبكلفة قيمتها 5مليارات و600 مليون دينار عراقي ومثلما ذكرت فإننا كنا على تماس مع كل الأعمال التي مر بها الملعب المذكور وبشكل دوري  حتى إننا أطلقنا تسمية المدرب (عموبابا )على الملعب كون هذه الشخصية لايختلف اثنان عليها  من حيث حب العراق والوطنية التي يتمتع بها  وتم إكمال المرحلة الأولى من مشروع
 الملعب وتضمنت  هذه المرحلة  المنشات الأساسية ومنها المدرجات التي تتسع لالفي متفرج والملعب الرئيسي وإعداد المضامير الجانبية  بالإضافة لاسيجة الملعب  والمباني الأخرى التي تعتبر مرافق إدارية  كما شملت المرحلة المذكورة  إضافات أساسية من الكونكريت  للحفاظ على نظافة الملعب  ومن المؤمل ان تشمل المرحلة الثانية من هذا المشروع  أكساء مادة الترتان على  مضامير الملعب الجانبية  بالإضافة لإعمال الإنارة  واسيجة الملعب  كما ان هنالك فكرة بتوسيع المدرجات من خلال إضافة مدرجات بسعة 10 الاف متفرج اما بما يتعلق بالملابسات التي تزامنت مع افتتاح
 الملعب  فأشير الى ان  أعمال المرحلة الأولى  وكما ذكرت انتهت في تشرين الأول من العام 2012 مما استدعى الى افتتاح الملعب ولكن بسبب الظروف المناخية  الغير مواتية فتم إرجاء موعد الافتتاح ولمرات عديدة كما ان هنالك شرط من شروط المقاولات الخاصة بوزارة الشباب والرياضة إكمال المقاول لاستمارة براءة الذمة والتي تسلمها في شهر شباط من العام الحالي  ومن ذلك التاريخ نفكر بموعد مناسب لافتتاح الملعب  ولأكثر من مرة لتلقى اتصالا من السيد وزير الشباب والرياضة يخولني برعاية الاحتفال المؤمل إقامتها لافتتاح هذا المرفق لكننا تفاجئنا  وبالتحديد في يوم
 الخميس  الموافق 13 شباط من العام الحالي  بافتتاح الملعب من قبل مدير شباب ورياضة نينوى ومدير منتدى شباب برطلة مع عدم إخطار أي مسؤول من المسؤولين المحليين في المنطقة قبل مدة مناسبة حيث وردت اغلب بطاقات الدعوة للمسؤولين في المنطقة في الساعة الحادية عشر  من ظهر اليوم ذاته المحدد للافتتاح وكان اغلب  هولاء المسؤولين مكلفين بالتزامات وظيفية  ومنهم السيد قائمقام القضاء  ورئيس مجلس القضاء  وهذا ما يجعلنا أمام موقف يراد به تهميش  أصحاب الارض والمشروع  والمنطقة  ومما يخلق(الفتنة )ويعزز الغليان الشعبي على مختلف الأصعدة لكننا تعاملنا مع
 الموقف وفق حكمة الحكماء التي غلبت الفتنة المذكورة وتم تهدئة الموقف عبر إصلاحه واعتباره موقفا غير مقصود رغم كل ما حصل وتم  بناءا على ما حدث الاتصال مع معالي السيد وزير الشباب والرياضة وأعضاء لجنة الشباب والرياضة في مجلس النواب  لاحتواء الموقف وتم تعديل الكثير من الأمور أبرزها تعيين مدير إدارة الملعب من أبناء شعبنا وهو السيد آرثر عماد توما وتحويل عائدية الملعب من منتدى شباب برطلة الى منتدى شباب  الحمدانية (قرقوش ) والذي كان قد حصل على موافقة السيد وزير الشباب بإنشائه في هذه المنطقة  ونقل الموظفين ممن عينوا على ملاك  الملعب في
 منتدى شباب برطلة  الى  الملعب الذي يعود أصلا لمدير شباب ورياضة نينوى ويتم التنسيق مع هذه الجهة من اجل احتضان الملعب للأنشطة والبطولات الرياضية ..
 ولم نتحدد بما حصل فحسب بل قمنا  بالتنسيق مع قائمقام قضاء الحمدانية  من اجل رعاية احتفالية كبيرة  تليق بالمنطقة  والقضاء وسمعتهما الرياضية  وحجم الانجازات التي تحققت بفضل رياضي المنطقة سواء على الصعيد العربي او المحلي فضلا عن  ما يليق باسم شيخ المدربين (عموبابا) وتم تحديد يوم 20 من الشهر الحالي لرعاية الاحتفالية الخاصة بافتتاح الملعب وتوفير كافة المستلزمات الخاصة بهذا الامرومن المؤمل ان تحظى تلك الفعالية بمشاركة جميع المكونات دون تحديد مكون على حساب أخر ..

*التقيت في وقت سابق بالسيد باسل كوركيس مدير المنتخب الوطني ، هل اطلعت من خلال هذا اللقاء على ما يمر به المنتخب الوطني من ازمات مالية خانقة خصوصا قبيل أي مشاركة دولية  تسنح له ؟
-هنالك اتصالات دائمية تجمعني بالكابتن باسل كوركيس حيث يطلعني الأخير على كل ما يختص بوضع المنتخب إضافة لأمور أخرى تختص بواقع الرياضة عموما والذي يتعلق بأبناء شعبنا  وكان هنالك اتصال سابق   يختص بالوضع المادي الذي يعيشه المنتخب  من قبل مدير المنتخب الوطني واتصلت بدوري بالسيد رئيس لجنة الشباب والرياضة في مجلس النواب الدكتور سعيد خوشناو  فضلا عن عدد من أعضاء اللجنة ممن كانوا متواجدين في العاصمة (بغداد)لإعلامهم بوضع المنتخب وطلبت إجراء اللازم  من اجل تدارك الموقف  المحرج الذي يمر به ممثل الرياضة العراقية  واكتشفت وجود مشكلة سببها
 اتحاد الكرة حسب ما أعلمني الأمين المالي للجنة الاولمبية العراقية الأستاذ سمير الموسوي الذي أكد ان اللجنة شددت بمخاطباتها للاتحادات الرياضية بضرورة مفاتحة الأمين المالي من اجل تخصيص المبالغ المطلوبة وفق مدة أمدها 15 يوما لكن اتحاد الكرة قام بمفاتحة  الأمين المالي من اجل تهيئة الجانب المالي قبل مدة قصيرة من سفر المنتخب مما يخلق مشكلة بين الطرفين والمفروض على الاتحاد المعني  مفاتحة هذه الجهة قبل فترة مناسبة من اجل تهيئة السيولة المادية لتدارك الموقف المحرج الذي مر بها المنتخب خصوصا بالتزامن مع مواجهته لمنتخب الصين  مطلع الشهر الحالي ..


*مع اقتراب الاستحقاق الانتخابي ، هل ستعيد الترشيح للدورة المقبلة ، واي من  الملفات المهمة التي ستطمح بالتزامها حال وصولكم لمجلس النواب ؟
-بالتأكيد سأعيد ترشيحي لانتخابات مجلس النواب كون هنالك عدة قوانين كنت  انا اللاعب  الأساسي في إعدادها  ومنها ما شرع ومنها ما هو قيد التشريع ولانتهاء  الدورة البرلمانية الحالية سيكون هنالك إعادة نظر  في هذه القوانين  التي لم تشرع مع الحاجة الضرورية لها  ووجود نقص واضح بالقوانين الرياضية الخاصة بتنظيم هذا المجال الحيوي  ومن هذه القوانين قانون الاحتراف الرياضي  وقانون الأندية وقانون الاتحادات الرياضية  وقانون اللجنة الاولمبية وقانون اللجنة البارالمبية  وهي قوانين مهمة جدا يجب انجازها  لتكتمل الصيغة القانونية للمؤسسات الرياضية
 من اجل التخلص من  التخبط الذي نواجهه في العمل الرياضي  اما اذا حالفني  الفوز بالانتخابات القادمة فلاشك سافكر بعدد من الاختيارات الخاصة بعضوية لجان  ومن تلك اللجان  لجنة  الشباب والرياضة  لنكمل ما بدانا ..

*لنبتعد عن محور الرياضة ولنقترب من المحور المختص بأبناء شعبنا، فقد شهدت الآونة الأخيرة بروز انتقادات من المكون الشبكي تتهم المسيحيين بما يتعلق بقضية التغيير الديموغرافي فما هو ردكم إزاء ذلك ؟
-المشكلة الأساسية التي يعاني  منها أبناء شعبنا  خصوصا ممن يقطنون  المناطق ذات الخصوصية القومية  والاثنية والمذهبية لكن كنا نشعر  أكثر من غيرنا  بان الهجرة  باتت تفقدنا مدننا  وقرانا  ولم يبقى  بناءا على هذا الواقع سوى بضع مناطق وقرى نشكل فيها أغلبية  وهي أيضا معرضة للزوال  نتيجة المحاولات الرامية لإحداث تغيير ديموغرافي  ان كانت تلك المحاولات مقصودة او  غير مقصودة  في الوقت الذي حدد الدستور العراقي  منع تلك المحاولات  عبر المادة 23 ثالثا  الفقرة (ب) والتي تنص على حظر  التملك  لإغراض التغيير السكاني  وعلى ضوء هذا الامر بات علينا وضع حد
 نهائي لموضوع التغيير الديموغرافي  للمحافظة  على أراضينا  وقرانا ومدننا فالتجأنا الى المحكمة الاتحادية  العليا  وبعد عام ونصف العام تقريبا  استطعنا الحصول  على قرار من هذه المحكمة عبر جلستها  المرقمة 23 اتحادية2013 والمنعقدة في 23 تموز من العام الماضي  والتي نص قرارها  بان الدستور العراقي حظر تملك وتمليك الأشخاص أفرادا وجماعات للعقارات بكل أجناسها  وأنواعها  في أي مكان  من إرجاء العراق سواء كان ذلك  على مستوى القرية  او الناحية  او القضاء  او المحافظة وبأي وسيلة  من وسائل التمليك والتملك هدفه وغايته التغيير السكاني وخصوصياته الدينية
 والمذهبية ) وهذا القرار يعني ان الدستور العراقي منع منعا باتا  تغيير خصوصية  أي مدينة او قرية  وان كان ذلك يتم عن طريق توزيع الأراضي  والعقارات  السكانية للمواطنين  فضلا عن البيع والشراء  ليتم الحفاظ على  خصوصية هذه المدن  وهذا ما لم يرق للأخوة  حيث اعتبروا ان  المادة 23ثالثا الفقرة (ا) تشير بإمكانية  العراقي التملك  في كافة إنحاء العراق لذلك نجدهم دائما  ما يحاولون القفز  فوق فقرات الدستور العراقي من اجل تمشية مصالحهم الشخصية ودون التفكير بضرورة  اللجوء من اجل تطوير مناطقهم  التي هي أضعاف مضاعفة  من مساحات قرانا ومدننا ..
*بناءا على قرار المحكمة الاتحادية بهذا الخصوص ، هل هنالك توجهات من اجل معاقبة ومقاضاة الجهات التي لاتذعن لتلك القرارات وتحاول الاستمرار بإحداث تغيير ديموغرافي مع الاستمرار بتوزيع الأراضي للمواطنين من غير أبناء شعبنا في مناطق تواجد هم؟
-مايؤلمنا ان هنالك تفكير لدى بعض الإداريين او جهات إدارية  في بعض من مؤسسات الدولة  مازالوا يعملون وفق التراكمات السابقة التي أفرزتها  الأنظمة السابقة ولم  يستوعبوا  الوضع العراقي الجديد من حيث الإدارة  اللامركزية مما جعلهم غير قادرين  على تفسير القانون  العراقي  وبعض مواده ويعتبر اسمى القوانين في العراق  وعليهم ان يكونوا مع التفسير الصحيح لكي يتمكنوا من مراعاة  الدستور  عند إطلاقهم للقرارات القاضية بتمليك المواطنين قطع أراض لايستحقونها  ومن اجل  هذا الامر قمنا باللجوء للمحكمة الاتحادية  وجعلنا صيغة القرار غير خاضعة  للنقض او
 الاستئناف  وفي حالة خرق هذا القانون  فهنالك إجراءات مترتبة حيث في احد ردود المحكمة الاتحادية  بان لو وجد خرق  وكان ناتجا  عن قرار إداري  فيمكن تقديم الشكوى  لدى محكمة القضاء الإداري  وإذا كان الخرق ناتج  عن سن قانون او تشريع معين  فيمكن اقامة شكوى  لدى المحكمة الاتحادية من اجل إحقاق الحق  وقد دخل هذا القرار  حيز  التطبيق في قضاء الحمدانية (قرقوش ) وتم البت في عدد من القضايا من هذا النوع كما ان هنالك دعم بهذا الخصوص من قبل مجلس محافظة نينوى  حيث طلب المجلس نسخة  مصدقة  من القرار من جهة إصداره وهي المحكمة  الاتحادية  التي زودت المجلس بهذه
 النسخة وبدوره قام المجلس بتعميمها  على مجالس الاقضية والنواحي  والدوائر ذات العلاقة من  اجل العمل بموجبها  وهذا الموقف  يحسب لمجلس المحافظة  ويدل دلالة واضحة على التطور  في إبداء المساعدة من قبل هذه الجهة في الحفاظ على  خصوصية المكونات جميعا وليس الاقتصار على المكون المسيحي فحسب كما يعمل  على  إعادة العلاقات بين المكونات في سابق عهدها  من اجل تدعيمها وزيادة التفاعل فيما بينها  والسعي لتطوير مناطقها  وتحسين سبل العيش فيها كما في هذا الامر نتمنى ان تحدث تجاوزات  من أي موظف إداري  لان تلك التجاوزات وفق نظرتنا تعتبر  اخطر التجاوزات
 وهي مخالفة للدستور  العراقي  وبالتأكيد سوف لن نبقى مكتوفي الأيدي إزائها او لعب دور المتفرج ..
*صرح محافظ نينوى مؤخرا بقيام الجهات الأمنية بتفكيك خلية كان هدفها الإخلال بالأمن في المدينة ، هل هذا التصريح يدفعكم للمطالبة بضرورة الكشف  عن الجهات التي كانت وراء  حملات استهداف المسيحيين والتي لطالما قيدت ضد مجهول ؟
-لحد الان لم نصل  الى قناعة كاملة  بالأمان في مدينة الموصل  وسواها من المدن العراقية  حيث لازالت تلك المدن تحتضن فكر التعصب الأعمى  والذي يدفع بآخرين لاستهداف الأبرياء من خلال التصفية الجسدية او الفكرية او العقائدية  هذا من جانب اما في الجانب الأخر  فان الإعلان عن  انتماءات  وأسماء الأفراد والجماعات المسلحة  التي تقوم بمثل هذه الأعمال  يفيد جدا  خصوصا وان مجتمعاتنا  في اغلبها عشائرية  واعتقد ان هذا الأمر  يفيد بتقليل وحصر  المجتمعات والعشائر على تقويض هذا الأمر  خصوصا في المناطق التي تسكنها تلك العشائر  لان سمعتها تبدو على المحك في
 هذا الخصوص كما أدعو رجال الدين الى تبني مواقف مهمة بإشاعة  قبول الاخروالتاكيد على التعايش في  الجوامع والحسينيات وإبراز  الايجابي  في هذا الخصوص..


77
(نسر الوداعة ) إصدار جديد للأب الخوري الدكتور يوسف البناء
سيرة وشهادات بحق المطران الحكيم مار غريغوريوس صليبا




الموصل عنكاوا كوم-–سامر الياس سعيد
عنى الأب الخوري الدكتور يوسف البناء بالتاريخ خاصة ذلك الذي يتعلق بالكنيسة السريانية،  وغالبا ما كان يحفظ تواريخ الأعوام  المقترنة بالأحداث ليزيد شهاداته التي يتكلم عنها واقعية مهمة ، وهكذا حملت اغلب مؤلفات الاب البناء تلك التواريخ لتحمل شهادات عن الماضي الثر الذي امتازت به الكنيسة السريانية من خلال كم كبير من ابائها ممن قدموا جهدهم الفكري والعلمي  بالإضافة لسيرتهم التي كانت بحق قنديلا استنارت به الأجيال اللاحقة، لذلك من وحي هذا الماضي نسج الأب البناء مؤلفه الجديد الذي حمل عنوان (نسر الوداعة ) ليصف به شخصية سريانية فذة من
 قديسي العصر إلا وهو المطران مار غريغوريوس صليبا شمعون الذي قاد سفينة أبرشية الموصل السريانية طيلة 42 عاما ومثلت اغلب تلك الأعوام  محطات عصيبة اجتاحت برياحها تلك السفينة لكن لم تغلبها لأنها كانت سائرة بهدي تعاليم الرب يسوع وبحكمة الإنجيل المستقاة من البشارة السارة ،فما الذي احتواه هذا الكتاب الذي ضم بين دفتيه 192 صفحة من القطع الوسط  لتضم تلك الصفحات سيرة شخصية للمطران صليبا ومحطات من حياته  ابتدأت من تاريخ رسامته في يوم 3 آب عام 1969مطرانا نائبا بطريركيا  باسم غريغوريوس  بوضع يد الطيب الذكرمار اغناطيوس   البطريرك يعقوب الثالث في
 المقر البطريركي  في دمشق ، ومن ثم توالت تلك المحطات التي حملت معظمها رسامات لآباء كهنة وشمامسة وتعمير وتأهيل الكنائس بالإضافة لرعاية الندوات والأنشطة الروحية ،كما احتوى الكتاب  على محطة  أشار اليها الاب البناء  بعنوان رئيس هو ( للذاكرة والتاريخ)  أشار من خلالها الى طلبه الى المطران مار غريغوريوس  يوحنا إبراهيم  وقبل حادثة اختطافه المعروفة للجميع وبحوالي الشهر  في ان يكتب شهادته بحق المطران مار غريغوريوس صليبا ليرصع الاب البناء  بها هذا الكتاب ..  وأكد المؤلف بان المطران المختطف لابد وان شرع بتلك المهمة  لكن الأمور  سارت باتجاه
 أخر عارضا من خلال هذه المحطة المكاتبات الخاصة بأمر  الشهادة  التي لم تجد النور للظهور من على صفحات الكتاب المذكور ..
كما عنى الاب البناء  بجمع نماذج من كتابات المطران صليبا ومنها  مقدمته لكتاب  طيب البنان  في جود البنان لمؤلفه الاب الدكتور يوسف البناء ،كما توسط صفحات الكتاب العديد من الصور الشخصية للمطران صليبا موثقة جوانب  من حياته وعدد من القداسات التي أقامها بالإضافة الى المطويات والفولدرات التي استعرضت العديد من الأنشطة الروحية التي رعاها المطران أبان توليه رئاسة أبرشية الموصل السريانية وحضوره المجامع المقدسة للكنيسة السريانية الأرثوذكسية  مع أغلفة الإصدارات التي قام المطران صليبا بتأليفها  وهي  اللغة السريانية  وآدابها وعلاقتها
 باللغة العربية  وهي نص محاضرة  ألقيت في المركز الثقافي  العربي في دمشق عام 1969 ،بالإضافة الى  محاضرة ألقيت  على طلاب الصف الرابع في قسم الفلسفة  في كلية الاداب  بجامعة دمشق  وحمل كتاب اخر عنوان ( افاق المعرفة عند ابن العبري) كما وثق من خلال كتاب ( الزيارة الرسولية  للكنيسة السريانية الهندية ) التي قام بها  قداسة الحبر الأعظم مار اغناطيوس  يعقوب الثالث، بالإضافة الى كراس عن مراحل إنشاء كاتدرائية مار افرام  السريانية في الموصل وكتاب (تاريخ أبرشية الموصل السريانية) وكتاب ( ابن العبري ذكرى وعبرة ) و(الممالك الارامية)  و(الراعي والرعية)
 وكتاب (مئة كلمة وكلمة) وكتاب( عصارة الفكر)  والكتب التي نقلها الى العربية  من اللغة السريانية وهي  كتاب( سيرة والدة  الله مريم  من ولادتها وحتى انتقالها)  و(الأيام الستة )و(تاريخ مار ديونسيوس  التلمحري بجزئه الرابع) و(تاريخ مار ميخائيل السرياني الكبير)  و(تفسير القداس الإلهي )و(التاريخ الكنسي لابن العبري )..
وفي المحطة التالية من الكتاب  ينتقل المؤلف لاستقصاء  آراء قيلت بحق المطران صليبا شمعون حيث يتحدث في هذه المحطات كلا من المطران المتقاعد اثناسيوس  افرام برصوم، ومطران جبل لبنان مار  ثاوفيلس جورج صليبا ،كما يكتب  الاب الدكتور سهيل قاشا عن محطات ترسخت في ذاكرته عن المطران صليبا موردا في سياق شهادته  فرصة اللقاء الأول الذي تيسر له بتعارفه مع المطران صليبا ، كما كتب الأديب سنحاريب ستراك عن الكثير من الأحداث التي ترسخت بذاكرته عن المطران صليبا موردا في خاتمة تلك الشهادة كلمة  حق واصفا المطران صليبا  بالمطران الغيور  السامي الأعمال
 والفريد في الافضال  وبنشاطه  الدؤوب الذي لايعرف الكلل ولاالملل ،كما كتب الشماس  الإنجيلي رافع بني الطويل وتحت عنوان ( رجل النهضة  المطران  صليبا شمعون )شهادته في ذات السياق احتوت على الكثير من المحطات المهمة  التي ابتدأها  بوصول المطران صليبا محطة  قطار الموصل ليتسلم مهمته برئاسة أبرشية الموصل  وبالتحديد في خريف العام 1969كما استعرض الكثير من الأنشطة الروحية التي اهتم  بإنشائها المطران لاسيما اهتمامه  بإقامة  الندوات والأخويات  موردا في هذا السياق عشرات الندوات والأخويات التي اهتمت بتنشئة الجامعيين  والتربويين والشباب  وغيرها من
 شرائح المجتمع وتثقيفهم ، كما كتب  عامر جميل فندقلي  في سياق الآراء التي قيلت  بحق المطران صليبا ليتحدث السيد فندقلي عن شخصية المطران المذكور  خصوصا وان العبرة الكامنة وراء  تلك الشخصية هي تميزه بالتواضع والحرص على مفهوم التواضع الذي تبناه، كما تحدث لوقا متي  يعقوب جبري عن الشخصية الفكرية  للمطران صليبا وأورد في سياق تلك الشهادة  العديد من المؤلفات التي  نشرها  والعديد من المشاركات التي تسنت له بحضور العديد من المؤتمرات  حيث مثل من خلالها الكنيسة السريانية الأرثوذكسية ،كما كتبت التربوية  منتهى  ابراهيم تنو  عن جهود المطران صليبا
 بتحويل الحلم الى حقيقة من خلال رعايته لمدرسة مار توما كأحد الصروح التربوية المهمة والعريقة في مدينة الموصل ،وفي محطة أخرى من محطات الكتاب  نشر المؤلف  الاب البناء العديد من الحوارات التي أجريت مع نيافة المطران صليبا ومنها حوار أجراه الافودياقون سامر الياس سعيد  واختص بالمؤلفات التي قدمها المطران صليبا بالإضافة الى  عمله الدؤوب والمميز في حقل الترجمة ونقل لآلي المعرفة  المكتوبة باللغة السريانية الى اللغة العربية من اجل اطلاع الشعب  على ما جادت به قريحة المؤلفين والعلماء السريان من كتابات تاريخية وفكرية مهمة، كما أورد الاب
 البناء  عدد كبير من الأحبار الإجلاء  ممن حضر المطران صليبا  مراسيم رسامتهم  الأسقفية،كما ضم الكتاب  عدد من القصائد والمقاطع النثرية  بالإضافة لتأملات وكلمات القيت في مناسبات كنسية مختلفة  لتعبر عن المحبة  والتقدير لشخص المطران صليبا شمعون،  ومن هذه القصائد قصيدة  للأديب الشاعر سنحاريب ستراك حملت عنوان ( النفح الذاكي) والقيت عام 1969 ترحيبا بنيافة المطران صليبا في ندوة  مار يعقوب السروجي بالإضافة لكلمة  الأستاذ الياس متي جدو  والتي ألقاها  بمناسبة  افتتاح مهرجان اليوبيل الأسقفي الفضي لنيافة المطران صليبا ،كما نشر الكتاب  القصيدة
 السريانية  التي كتبها  المطران  الراحل مار  سويريوس اسحق ساكا بحق اخيه المطران صليبا بذات المناسبة وهي الاحتفال باليوبيل الأسقفي الفضي  للمطران بالإضافة الى خاطرة  بنفس المناسبة ألقاها  الأستاذ صلاح منونة وقصيدة باللغة السريانية للشماس بهنام دانيال البرطلي وقصيدة باللغة العربية لهالة أديب عيواص حملت عنوان ( لو ينصف الشعر) كما أورد الاب البناء  تأملات ارتجلها  في دعوة الغذاء التي أقامها المثلث الرحمات  المطران مار سويريوس اسحق ساكا بمناسبة الزيارة الأولى  للأب عمانوئيل اسطيفان البناء  لمناسبة زيارته الأولى لمدينة الموصل بعد
 رسامته كاهنا  وذلك في صيف عام2000 ،كما أورد الاب البناء  قصيدة ألقاها بمناسبة الذكرى الخمسين  لتوشيح الاسكيم الرهباني لقداسة  البطريرك مار اغناطيوس زكا الأول عيواص ولصاحب النيافة  مار غريغوريوس صليبا  شمعون وذلك في السادس من حزيران عام  2004وخاطرة أخرى أهداها  للمطران صليبا  بمناسبة رسامة الأخ الدكتور متي البناء  كاهنا لكنيسة  أم النور في عنكاوا في عام 2008وقصيدة لسمير نعمت سليم حملت عنوان  (أب الكنيسة) وتهنئة  للمطران صليبا  من بنت السريان  سعاد اسطيفان بمناسبة تقليده وسام الصليب  الأكبر  برتبة  مار اغناطيوس النوراني ، وقصيدة شعبية
 للمطران صليبا القتها  الشماسة رشدية عزيز  كما  اختتم الكتاب بإبراز بعض ردود افعال المؤمنين  إزاء تنحي المطران صليبا  عن الخدمات الإدارية  لأبرشية الموصل وتوابعها  للسريان الأرثوذكس ومنها ما كتب  الاب  الدكتور جورج البناء كاهن كنيسة بورتلاند في الولايات المتحدة الامريكية  والدكتور سعد حازم نوري  والشماس الإنجيلي  بشير الطوري،  والطالب الاكليريكي  سنان  نبيل الفحام ، والخورية الشماسة  جوليانا  بطرس الخوري  والشماسة  ريا القس يوسف من لندن ،  وافرام جليل افريم من كنيسة بعشيقة، والصيدلاني  هاني عبد الواحد حنا شموني من الأردن .. الكتاب
 يمثل سفر مهم ومتميز  لرد بعض الدين بحق  مطران جليل اتسم بالتواضع والوداعة والحكمة في قيادته لأبرشية الموصل  ومع ان العنوان الذي اتخذه الاب  الدكتور يوسف البناء للدلالة على شخصية المطران صليبا  وهو (نسر الوداعة) قد اتخذ جانبا مثيرا من الشخصية الحكيمة التي تميز بها المطران إلا ان  القاب أخرى يمكن ان تطلق على المطران أهمها  لقب مدرسة الحكمة والتي اقتبس أبناء الكنيسة  السريانية في الموصل  من وهجها الكثير خصوصا من خلال سلسلة المواقف التي قام بها  والتي ترسخت بذاكرتهم لتضحي مواقف طالما يذكروها حينما يتصل الحديث عن هذه الشخصية  وقد وفق
 الاب البناء تماما في  متابعة كل ما  حفلت به سيرة المطران صليبا  ليمثل الكتاب ليس تاريخا محددا بشخصية بعينها فحسب بل تاريخ أبرشية الموصل والأحداث التي مرت بها  والسياسة التي رسمها المطران صليبا لتسير تلك السفينة دون ان تواجه عواصف الشر العاتية ،فكان نعم الاب الذي مثلت له الابوة أسمى غايات الحياة فصدرت عنه مواقف لم تكن مألوفة لغيره خصوصا حينما كانت مدينة الموصل تواجه اعتى الأحداث المؤلمة مستهدفة ابنائها المسيحيين فابى المطران صليبا مغادرة الكنيسة رابطا مصيره بمصير ابنائه  رافضا ان تتحول الكنيسة الى سجن  يحظر عليه  ان يتفقد
 ابنائه ويشملهم برعايته  لذلك برزت تلك المواقف لتكون قناديل للحكمة التي يبتغيها الراعي وهو  يقود قطيعه في مرج الرب وليضمها هذا السفر المهم حيث يضحي أكليل الغار الذي لم يضعه الاب البناء لوحده ليكلل به مسيرة المطران الغيور صليبا بل اشترك معه  جمع من مؤمني الكنيسة ليسهموا بهذا الإكليل  الذي زين تلك المسيرة الحافلة بحصاد الكلمة لتكون مماثلة لشباك القديس بطرس عندما كان صيادا  ممتثلا لأمر الرب  بان يدخل عمق البحر وليرمي شبكته لتمتلي بغلة وفيرة ببركة الرب يسوع ..


78
بمناسبة يوم المرأة العالمي ..
 عنكاوا كوم تستذكر بصمات مسيحية لحواء على خارطة المجتمع الموصلي
عنكاوا كوم –الموصل –سامر الياس سعيد
يحتفل نصف المجتمع في الثامن من آذار من كل عام بيوم المرأة العالمي  حيث يكون هذا اليوم فرصة لاستذكار ما قدمته نساء العالم من بصمات مهمة طبعتها على واقع الحياة لاسيما وانها ناضلت ورسخت مفهوم المساواة في العمل والحقوق مع أخيها الرجل..
 وتبدو الفرصة قائمة لكي يسلط موقع (عنكاوا كوم) الضوء على جهود المرأة المسيحية في المجتمع الموصلي باعتبار ان هذه المرأة كانت أولى حاملات مشاعل الثقافة والمعرفة في هذا المجتمع وكان لها دور الريادة التي يقف إزائها الباحثين للاستذكار والتحية فعلى صعيد الطب فقد عرفت مدينة الموصل أول دكتورة في تخصص النسائية والتوليد  وهي الطبيبة سيرانوش ريحاني المتخرجة من كلية طب بغداد عام 1944 كما عرفت المدينة ريادة لمسيحيات زاولن مهنة التجارة التي كانت مقتصرة على الرجل فعرفت من ذلك التميز أسماء  شفائي عبد الأحد رسام التي تعد أول تاجرة موصلية إذ
 مارست تلك المهنة مع مطلع خمسينيات القرن المنصرم يضاف الى شفائي  كلا من  أمينة يوسفاني ودولة فرنكول ومريم توزي وخيرية بشير متي ..
ويذكر الأب سهيل قاشا في كتابه مسيحيو العراق العديد من النساء اللاتي قدمت خدمات جليلة في المجتمع  ومنم ( البرتين  ايليا حبوش )من مواليد الموصل عام 1929 وسكنت بغداد حيث التحقت بالبعثة  العلمية لوزارة المعارف سنة 1953 وحصلت على شهادة الدكتوراه سنة 1959 في الكيمياء التحليلية  من جامعة أوهايو  في الولايات المتحدة الأمريكية  وعادت بعد ذلك للعراق  لتعين مدرسة  للكيمياء التحليلية في كلية العلوم بجامعة بغداد ورشحت من قبل رئاسة جامعة بغداد لنيل جائزة العالم الثالث في العلوم  ونشرت يحوثا عديدة في مجال عملها  كما حصلت على ثلاث براءات اختراع في
 تقدير أنواع الكبريت المختلفة  في النفط الخام ومشتقاته واعتبر  قسم من بحوثها بحوثا متميزة  من قبل مؤسسات علمية رصينة..
 كما يذكر الأب قاشا في سياق كتابه ( جانيت  حبيب توما )من مواليد الموصل 1939وتعد أول ممرضة فنية تحصل على أوسمة عديدة  من المؤسسات الطبية والاجتماعية في العراق وحاصلة على ماجستير ( الأمومة والطفولة)  من جامعة بغداد وشغلت عبر مسيرتها الوظيفية مناصب عدة من بينها رئيسة فرع تمريض النسائية  التوليد عام 1993 كما أنها تعتبر  أول ممرضة تحصل على شهادة الماجستير  في العراق ولها كتاب بعنوان ( تمريض النسائية والتوليد) صدر عام 1982..
كما يذكر الأب قاشا  خبيرة مؤسسة اليونسكو ( أمل ايليا نجار) مواليد الموصل عام 1932 وهي باحثة في مجال الاقتصاد المنزلي  وحصلت على شهادة الماجستير في الاختصاص المذكور كما يذكر الأب قاشا  الباحثة الأكاديمية( خمي بوداغ  يوخنا)  مواليد الموصل 1952 وأسهمت بالإشراف على رسائل الدكتوراه والماجستير والدبلوم العالي في مجال تخصصها بالإضافة الى إصدارها مؤلفات  حول (استخدام البدائل المحلية  ومقارنتها  مع الأجنبية ) و(استخدام  تحليل التباين  لمعيارين ) كما يذكر الأب سهيل قاشا في الفصل المخصص لنساء عراقيات مسيحيات ضمن كتابه (مسيحيو العراق)  الباحثة
 الأكاديمية( رني بشير سرسم ) التي تعد أول فتاة  عراقية تحصل  على شهادة الماجستير  بالرياضيات الصرفة من جامعة مشيغين بأمريكا  عام 1951 ورني سرسم من مواليد الموصل  عام 1923 وبلغت خدمتها الجامعية  أكثر من أربعين عاما  توزعت بين الإدارة  والتدريس  وعلمت أجيالا من  المدرسين والمهندسين ..
وبالإضافة لهذه الأسماء التي أشار اليها الاب قاشا فهنالك الكثير من البصمات النسائية  التي قدمتها المرأة المسيحية في  المجتمع الموصلي  رغم ما تكبدته من نظرة  المجتمع ومضايقاته  في الوقت الذي كان هذا المجتمع يميل الى تهميش المرأة وإقصائها وفق النظرة السائدة المعروفة عن هذا المجتمع  الا ان روح التحدي  وإزالة الفوارق كان ديدن هذه المراة التي لم تكتفي بما حققته في مجال العلوم  والمعرفة لكن يضاف اليه ما قدمته في  مضمار التربية  حيث قدمت للمجتمع العديد من رجالات المعرفة لتوقد بذلك شموع  الإنسانية التي تحدث الظلام المدلهم فهنيئا للمرأة
 يومها ولما قدمته  من بصمات انسانيةمهمة على مر الأزمان ..


79
انطلق في ستينيات القرن المنصرم وباحثي مدينة الموصل يتجاهلونه
نادي الهمومنتمن .. سفر من أسفار التميز الارمني في مدينة الموصل

الموصل –عنكاوا كوم-سامر الياس سعيد
تميز الأرمن في كل المجالات التي ولجوها ومنها المجال الرياضي  خصوصا مع سعيهم بإبراز الجوانب الثقافية والإبداعية  التي تميزوا بها وحاولوا إطلاقها في المجتمعات التي كانوا على تماس معها  ومن تلك المجالات  تأسيس الأرمن في مدينة الموصل  لنادي الهومنتمن الذي لم يكن اسمه الذي يعني مختصرا الاتحاد العام للرياضيين الأرمن  مقتصر ببروزه في هذه المدينة فحسب بل عمل الأرمن على تأسيس اندية بذات الاسم في مناطق مختلفة ومنها لبنان حيث حقق النادي الذي يحمل هذا الاسم بطولات عديدة وبرز بقوة في البطولات الآسيوية بلعبة كرة السلة وعلى مدار سنوات عديدة
 وقد ارتكز النادي في مدينة الموصل على ارث بارز أتاحته الكثير من الأسماء التي حملت اسمه من اجل التنافس في مختلف البطولات التي كانت تقام منذ سنوات تأسيسه الأولى والى يومنا الحاضر الا ان الباحثين الذين اعتنوا بالتاريخ الرياضي في مدينة الموصل ولدواعي معروفة للجميع  تجاهلوه واسقطوا تاريخ النادي من سلسلة كتاباتهم  ومنهم مؤرخ مر مرور الكرام امام اسم النادي مشيرا بان بحثه الأكاديمي والذي تحول الى كتاب فيما بعد اعتنى بفترة محددة انطلقت من القرن التاسع عشر وحتى عام 1958 ليبرر عدم ابراز الملامح الأولى لتأسيس النادي والتي انطلقت بشكل رسمي
 في العام 1962 أي بعد ثلاثة أعوام كما تعرفت مؤخرا على شخصية أكاديمية باشرت بحثها حول الأندية الرياضية في مدينة الموصل  وطلبت منها معلومات عن نادي الهومنتمن  فوعدتني خيرا  بأنها ستتصل بي خلال أيام من اجل إمدادي بالمعلومات المطلوبة ولكن مر شهر على تلك الواقعة دون ان تبادر تلك الشخصية واعتقد ان النادي المذكور لم يكن من اهتمامات تلك الشخصية فاعتبرت التناسي وسيلة لها للتواري عن منحي مات يفيد القاري حول أمر النادي  الرياضي ..
 لكنني وللأمانة لم افقد الأمل فبادرت بالاتصال بكاهن كنيسة الأرمن الأرثوذكس في مدينة الموصل الأب اراكيل كاسبريان الذي منحني معلومات قيمة  في هذا المجال  ممهدا لتعريفي بشخصية أخرى كانت من ضمن أعضاء النادي  في فترة الستينيات  حيث وافتني بمعلومات وصور توثيقية حول النادي ..
المحطة الأولى لتسليط الضوء على البدايات الأولى للنادي كانت لقاءنا مع الاب اراكيل كاسبريان الذي أشار  الى ان حضور الأرمن الى العراق وبالتحديد في مدينة الموصل انطلق عام 1918 أي بعد نهاية الحرب العالمية الأولى  حيث بلغت أعدادهم 800 عائلة او ما يزيد وفي العام 1936 تم شراء قطعة ارض  من اجل إنشاء مدرسة بالإضافة لقاعة مسرح واستمرت  هذه المدرسة تستقطب ابناء الطائفة الارمنية حتى عام 1975 حيث تم تأميمها من قبل  الدولة  وقد كانت تلك القاعة مسرحا لإقامة الكثير من الأنشطة الثقافية والفنية للارمن  وقد كان للارمن خصوصية  في المجال الثقافي والإبداعي اذ
 بادروا الى الاهتمام بكل مجالات الفن والتراث حيث كان همهم عند الحلول في اية بقعة بشراء ارض لإقامة مدرسة ومسرح عليها من اجل الإبقاء على اللغة الأم لانها بمثابة جسر التواصل مع أجيالنا كما ساهم الأرمن بتأسيس ناد رياضي  في مدينة الموصل وكان ذلك عام 1962..
اما المحطة التالية فكانت  مع السيد انترانيك كركوزيان احد أعضاء النادي  منذ تشرين  الأول عام 1960 والذي بادر بالحديث حول النادي مشيرا الى تأسيسه عام 1962 في منطقة الدواسة  وتكونت الهيئة الإدارية للنادي من الاعضاء  كيغام وميسروب ومانوئيل  وبوغوص وكانت الألعاب التي تمارس فيه  هي العاب كرة السلة  وكرة الطائرة  وكرة القدم  بالإضافة الى الفعاليات الكشفية التي  كانت  تقام في المدينة وكان هنالك فريق كشفي يمثل النادي مواظبا على المشاركة بتلك الفعاليات  وقد حمل النادي في العام 1995 اسما اخر  هو نادي الشهيد سيروب  والأخير كان يعمل حلاقا في منطقة
 الدواسة واستشهد في العام 1985 اثناء الحرب العراقية الإيرانية  ومن اعضاء هذا النادي اسادور وانترانيك وشانت  ورستم وخاجيك  ونيشان  ومازال النادي يواصل مشاركاته في مختلف البطولات الرياضية  حيث برز في النادي  في بطولة التنس  للناشئات اللاعبة  نايري انترانيك  كما حاز فريق كرة الطاولة بطولات عديدة بفضل لاعبيه  ليفون ملكون  وشيراك  وارزومان  واري ماركوس ورازميك  كما يمتلك النادي فريقا للعبة الجمناستك يتالف من اللاعبات  نايري وهوري وتالين  وماري وسونا  اما في فريق النادي بكرة السلة فالفريق يتكون من اري  وماركوس  ونيشان وكرة بيت  وكوركين
 اما بما يختص بالمشاركات الحالية فأعضاء الفريق الارمني الخاص بمدينة الموصل  أحرزوا المراتب الأولى والثانية في جميع البطولات التي كانت تقام بمشاركة الفرق الارمنية في العراق حيث تقام في بغداد والتي انطلقت منذ العام 2011 واللاعبون  هم كلا من غازار افليك وادور هاكوب  وخاجيك افيك وفاهيك ماهر  وارا فاروس ..
















الاب اراكيل كاسبريان


انترانيك كركوزيان


تاريخ الصورة عام 1962 فريق السلة يلاعب  فريق النصر وانتهت  لصالح الهومنت


تاريخ الصورة عام 1962 في مباراة النادي امام فريق عين زالة

80
ابرز البصمات المسيحية في تاريخ الحركة الرياضية والكشفية في الموصل



الموصل –عنكاوا كوم-سامر الياس سعيد

اصدر الباحث الدكتور رعد احمد امين  الطائي كتابا حمل عنوان (الحركة الرياضية  والكشفية  في الموصل  منذ أواخر  القرن 19  حتى عام 1958) وهو في الأصل رسالة دكتوراه كان قد تقدم بها  الباحث لقسم التاريخ في جامعة الموصل  وقد احتوى الكتاب الذي استهله  الأستاذ الدكتور إبراهيم خليل العلاف  أستاذ التاريخ  الحديث في جامعة الموصل بمقدمة اشار من خلالها  الى طموحه  بالتصدي  للكتابة عن تاريخ  الحركة الرياضية والكشفية في  الموصل  خصوصا في فترة أواخر السبيعينيات  لكن الفرصة المذكورة لم تتيسر إلا مع التحاق  الدكتور رعد احمد امين في الدراسات التاريخية  في
 جامعة الموصل  وقد اشار العلاف الى ان الباحث اختار ولوج هذا الموضوع كونه  احد أبطال  العراق  بالساحة والميدان  فضلا عن كونه حكم  درجة أولى بكرة القدم  بالإضافة الى دوره كإعلامي  بارز في الصحافة الرياضية وهو احد خريجي قسم التاريخ كما اكد الباحث  في سياق مقدمته الى أهمية الرياضة وبروزها في مدينة الموصل مشيرا الى  تجسيد ذلك من خلال جدران مقاهي المدينة  الى كانت أشبه  بمعارض الصور الفوتغرافية  الخاصة بالألعاب الرياضية  فضلا عن ان تلك المقاهي كانت  تعتبر مقرات للفرق الشعبية كما تحدث المؤلف الى  الكثير من الألعاب الرياضية التي اشتهرت في
 المدينة منها ركوب الخيل حيث كان الفرسان  يتباهون بفروسيتهم  وخيولهم  وأصالة نسبها  ويستهل المؤلف كتابه الذي احتوى على العديد من المحاور  التي عالجها حيث كانت البداية مع  البواكير الأولى  لنشأة الحركة الرياضية  والكشفية  في الموصل  ومن ثم الحركة الرياضية والكشفية  خلال فترة الاحتلال  البريطاني (1914-1921)كما تحدث المؤلف عن  الحركة الرياضية  والكشفية  خلال العهد الملكي (1921-1958)وعن بروز الحركة  الكشفية  وانتشارها  في العراق والموصل فقد اشار المؤلف  الى ان وزارة المعارف  وضعت  عام 1922 برنامجا إصلاحيا سمي بإصلاح التعليم في المدارس تم بموجبه
 وضع مناهج تعليمية حديثة  وتحديد الكتب المنهجية ومن ضمن تلك الفعاليات  تم التأكيد على تنمية الروح الرياضية لدى طلاب  المدارس فأنشئت فرق للكشافة في مدارس المدينة ونظمت في مدينة الموصل العديد من الفعاليات المرتبطة بالكشافة ومنها تنظيم رحلات راجلة مشيا على الأقدام  في القرى التابعة  لقضاء الموصل  كتلكيف وتل أسقف  والقوش ووصلت تلك الفرق  الى قضاء دهوك حينئذ ذهابا وايابا وقد بين المؤلف  ان بعض العوائل الموصلية امتنعت عن الحاق أبنائها في فرق الكشافة كون بعض المتزمتين وبالذات من المسلمين  زعموا ان للحركة الكشفية أصولا مسيحية وأهدافا
 دينية  ومن حججهم التي دعمت تلك الآراء  ان سلام الكشافة  يكون برفع اليد مع فتح ثلاث أصابع  وهذا حسب وجهة نظرهم  رمز صريح للتثليث الذي يعد من أركان العقيدة المسيحية  ويخالف أسس الديانة الإسلامية  التي تقوم على التوحيد وان إشارة الكشافة  المرسومة على أعلامها  هي الصليب اللاتيني الذي انتشر خلال الحروب الصليبية فضلا عن  لبس الكشافة  لبنطلون قصير تكشف الركبتين  التي لابد من سترها على مذهب  أبي حنيفة ومن ابرز فرق الكشافة التي اشتهرت في المدينة فريق كشافة مدرسة شمعون الصفا  الذي كان من ضمن الفر ق الكشفية  التي قدمت  ألعابا شيقة  وتمارين
 منظمة  مساء الاثنين  الموافق 15 ايار 1921 وكانت كشافة مدرسة شمعون الصفا قد اشتركت بهذه الفعاليات بالإضافة لفرق مدارس الموصل والعراقية  وكانوا قد اجتمعوا  في الساعة الثامنة والنصف من صباح اليوم المذكور في ساحة  مدرسة السريان القديمة  ومن هناك  سار الموكب الكشافي  الى شارع نينوى  ومن هناك  اجتاز  شارع الجسر الجديد وهو المعروف بجسر ساندرسن الخشبي  الذي حل محله جسر نينوى الحديدي قاصدا  البساتين  قرب أنقاض نينوى القديمة  وكان الجمهور قد اكتظ على الرصيف  لمتابعة المواكب الكشفية كما تم اقامة  استعراض اخر  لفرق كشافة الموصل وبالتحديد في
 6حزيران عام 1928في ساحة الثكنة العسكرية وموقعها الحالي  قرب بناية المستشفى العسكري القديم وكان من ضمن تلك الفرق  ممثلين عن مدارسنا المسيحية وهي  الطاهرة ومار توما  وشمعون الصفا والتهذيب وقد نالت فرقة كشافة مدرسة شمعون الصفا المركز الثاني فيما حلت فرقة كشافة مدرسة  الطاهرة بالمركز  الرابع في الاستعراض الذي تضمن مسيرة منتظمة لفرق الكشافة  وتقديم حركات نظامية رشيقة  وفعاليات منها بناء جسور  وتوضيح بيان العقد الكشفية كما أشار الكتاب  الى ان الفرق الكشفية كانت قد تنامت  خصوصا في سنة 1929في عموم العراق وكانت لمدينة الموصل حصة الأسد في
 زيادة إعداد تلك الفرق  بعد ان تشكلت فرق في العدنانية  وباب النبي بالإضافة الى قرةقوش  التي كانت ضمن  معارف مدينة الموصل وفي محور اخر من محاور الكتاب والذي اهتم بإبراز تاريخ الحركة الرياضية فقد اشار المؤلف  رعد احمد امين الى انه كان من بين الأسماء  التي اشتهرت بممارسة لعبة كرة القدم  في الفترة من 1925-1939اكوب المصور  وكوريون الارمني وتوما المسيحي  وقد مثلت هذه الأسماء الى جانب عدد من اللاعبين  أول منتخب  بكرة القدم في  المدينة وذلك عام 1921وفي عقد الخمسينيات  انعكس التطور  في الرياضة على المستوى  العام  في العراق وفي مدينة الموصل بالتحديد
 وكانت المهرجانات التي تقام في عقد الخمسينيات من القرن المنصرم ناجحة بشكل كبير حيث كانت تجري بإشراف مديرية  التربية البدنية  في وزارة المعارف وقد قدمت  تلك البطولات  العديد من الرياضيين المتميزين  ومنهم  هرمز بولص  الذي اعتبر من ابرز عدائي المدينة  وقد حقق بطولة العراق بركضة 3000م عام 1950 مسجلا زمنا قدره9،55،80 وكرر بولص الانجاز  في العام التالي مسجلا زمنا قدره 10،04،05كما حقق في هذا العام 1951انجازا مهما  بانتزاعه بطولة العراق  من منافسيه الذين كانوا يمثلون بغداد وديالى  والعمارة وكربلاء  وغيرها من المدن العراقية حيث جرى السباق في تلك
 الفترة في ملعب الكشافة كما شهدت حقبة الستينيات والسبيعينيات بروز كوكبة أخرى من رياضي المدينة  وكان من ضمنهم  الرياضي أسدور اوميد معلم الرياضة في مدرسة الغسانية وكان معروفا بفعالية رمي القرص كما  ابرز المؤلف نشاطات رياضية كانت تحرص على إقامتها  المدرسة الثانوية  في مدينة الموصل  التي اعتادت  على اقامة استعراض بشكل شبه سنوي وفي عام 1932 وبالتحديد في الأول من نيسان من العام المذكور  تم إقامة هذا الاستعراض في ساحة العرض المجاورة للثانوية  وحضرها جمع غفير من المتفرجين بالإضافة  الى متصرف لواء الموصل حينذاك تحسين العسكري  بالإضافة
 لكبار موظفي  اللواء  وأسفرت نتائج السباق عن فوز العديد من الرياضيين من بينهم  الرياضي بهنام جرجيس الذي احرز المركز الثاني  في سباق 100 متر  والرياضي بهنام باسيليوس الذي حقق مركز الوصافة في  سباق الميل وهو ما يعرف اليوم بسباق 1500متر  وفي عام 1936 يشير المؤلف رعد احمد امين الى إحراز فريق مدرسة مار توما بطولة كاس المدارس الابتدائية  في الموصل بكرة السلة حيث كان الداعم الأول لفريق المدرسة مديرها السيد شيت نعوم ومعلم الرياضة  ميخائيل حنا كما استطاع فريق مدرسة الطاهرة الابتدائية من  تحقيق كاس معارف لواء الموصل بالكرة الطائرة  في العام ذاته
 مقدما في البطولة مستويات  جيدة وفي محور تأسيس الأندية الموصلية  ابرز المؤلف العديد من المحطات المختصة بهذا الموضوع ومنها محاولة بعض شباب المدينة المثقف استحصال الموافقات  لإطلاق نادي رياضي خصوصا في حقبة الثلاثينيات  من خلال الفكرة التي اختمرت بذهن الرياضي والسياسي عبد الجبار الجومرد الذي استنبط هذه الفكرة من خلال تأثره بنادي بردى السوري الذي مثله خلال دراسته في الجامعات السورية وكان من ضمن الأسماء من أبناء شعبنا  التي أسست نادي الجزيرة و الذي حصل على موافقة لإطلاقه في الأول من آذار  في العام من خلال موافقة وزارة الداخلية 1936
 المحامي نوئيل رسام والذي تبوء منصب  امين الصندوق في الهيئة الإدارية التي تشكلت للنادي وتألفت من  عبد الجبار الجومرد رئيسا للنادي  وسكرتير النادي نجم الدين جلميران  ونائب الرئيس يوسف زبوني  ومدير الألعاب  عبد الرحمن امين  أغوان  وعضوية كلا من  عبد الجبار إسماعيل  وبشير حديد كما في محور الأندية التي تأسست في مدينة الموصل فيذكر المؤلف البدايات الأولى لنادي الهواة فرع الموصل  والذي جرت انتخابات هيئته الإدارية  في يوم15 كانون الثاني من العام 1954والتي تشكلت من المؤسسين وهم كلا من غانم نوري الصراف  محاسب النادي  فضلا عن مدير الإدارة  نزار
 روفائيل  بالإضافة لعضوية  ثروت سعيد جلميران وفائز عوني  وصالح احمد البنا وعبد الأحد بطرس كما يذكر المؤلف تشكيل  أول اتحاد فرعي بكرة القدم حيث  ترأسه سليم البير  كما حظي غانم  اسحق مدرس الرياضة في المركزية المتوسطة بمنصب أمين الصندوق  هذا الاتحاد وذلك في الرابع من تشرين الأول عام 1957كما يذكر المؤلف ان هنالك عدة أندية تم تشكيلها  في نهاية الخمسينيات ومطلع الستينيات  وكان من بينها نادي  الهومنتمن الارمني والنادي الاثوري حيث أسهمت تلك الأندية بتطوير الحركة الرياضية في مدينة الموصل..


81
عنكاوا كوم تزور معهد دير مار متى  اللاهوتي
مناهج روحية وعلمية تنشئ كهنة مؤهلين لرعاية المؤمنين



الموصل –عنكاوا كوم –سامر الياس سعيد
حينما تزور دير مار متى وتتجول في أروقته ستلفت انتباهك  لافتة فوق وراق  يتخذ من احد جوانب الدير موقعا له  الاوهو معهد دير مار متى اللاهوتي  ومن خلاله ستقف على مجموعة من الطلاب ممن اصغوا لدعوة الرب ولبوا تلك الدعوة بالوصول الى احد المحطات المهمة والمؤهلة من اجل تنشئة رعاة ومدبرين لسفينة الرب حيث من عتبة هذا الدير تخرج العشرات من الرهبان والآباء الكهنة ممن وجدوا وزناتهم في مناطق مختلفة من العالم لكنهم انطلقوا من عتبة  المعهد متسلحين بخبراته التي نهلوها من هذا المكان الروحي المبارك..والمعروف عن دير مار متى انه انشيء في القرن الرابع
 الميلادي على ربوة جبل الفاف لكنه عرف أيضا نشاطه الملحوظ في المدارس الدينية حيث عرفت أول مدرسة في الدير  عبر الربع الأول من القرن العشرين وكان من ابرز أساتذتها  الأب يعقوب ساكا1931+ الشاعر  السرياني الموهوب والمعروف  ومن جملة خريجيها قداسة الحبر الأعظم العلامة الملفان  مار اغناطيوس يعقوب الثالث بطريرك أنطاكية  وسائر المشرق 1980+ ونيافة  المطران العلامة  مار غريغوريوس  بولس بهنام 1969+ ومن الذين درسوا وتخرجوا  في هذه المدرسة الراهب الياس البعشيقي المتوفي عام 1941 وهو الذي ترجم  قصة القديس مار متى  من اللغة السريانية الى العربية والخوري
 سليمان داؤد البحراني 1989+ والشماس  يوسف المسعودي 1973+ ..
وهذا ما يتعلق بتاريخ المدرسة الأولى التي عرفها الدير اما  المعهد الكهنوتي الذي نقل الى الدير  في اب من العام 2005 فقد تم نقله من مدينة الموصل حيث كان أولا في كنيسة مار توما  ونقل بعدها ليستقر في حقبة التسعينيات في كنيسة الطاهرة الخارجية  وخلال تلك الفترة خرج الكثير من  الرهبان والآباء الكهنة وقد تدرج كثيرون من خريجي الدير في فترته السابقة فأصبح عدد منهم مطارنة  كما هو الحال مع المطران مار طيمثاوس موسى الشماني مطران أبرشية دير مار متى  والمطران مار نيقوديموس داؤد متي شرف مطران الموصل وإقليم كردستان وتوابعهما والمطران مار تيطس بولس
 توزة  القاصدالرسولي لكنائس الكرازة والتبشير  في البرازيل  إضافة الى عشرات الرهبان والآباء الكهنة ..
 وعن واقع المعهد الكهنوتي في دير مار متى  يقول مدير الدير المطران مار طيمثاوس موسى الشماني بأنه عبارة  عن مؤسسة  روحية علمية  أكاديمية  تابعة  للبطريركية السريان الأرثوذكس ومقرها في دمشق ويمنح الطالب شهادة البكالوريوس  في العلوم الدينية  حيث يصبح الطالب بعدها مهيأ للخدمة في حقل الكنيسة وتم  انتهاج ذات النظام المتبع في الاكليركية التابعة للبطريركية في معرة صيدنايا  خصوصا وإنني  كنت المرشد الروحي لهذه الاكليريكية في الفترة الواقعة  ما بين عام 1997 ولغاية  عام 2002 اما ما يقدم من مناهج في المعهد الكهنوتي  فهي كلها  متبعة حسب تقليد آباؤنا
 السريان  ومستوحاة من القانون الكنسي ومدة الدراسة  في المعهد محددة بأربع سنوات  يتدرج فيها الطالب عبر المراحل الأربعة وتقدم خلال المراحل الدراسية من فترة الدراسة مواد روحية وعلمية متنوعة منها تفاسير العهد الجديد من خلال الأناجيل الأربعة  بالإضافة لرسائل القديس بولس كما تقدم محاضرات خاصة باللغة العربية وقواعدها واللغة الانكليزية  مع مبادي أولية للغة السريانية  وحاليا هنالك 8طلاب يتلقون تعليمهم في المرحلة الثالثة  بعد ان كان العدد الكلي 11 طالب  تم تخريج ثلاثة منهم  حيث كان لدينا طالبين تلقوا تعليمهم في الدير الكهنوتي التابع
 للبطريركية  بالإضافة لطالب أخر تم رسامته لكاهن لحاجتنا اليه في كنيسة بعشيقة ونظام الدراسة في المعهد  محدد بالانطلاق في تشرين الأول  من كل عام  على ان عطلة نصف السنة تكون متزامنة مع  الاحتفال بعيد الميلاد وتبدأ من 23 كانون الأول  ويعود الطلبة للمعهد بعد الاحتفال بعيد الدنح الذي يوافق السادس من كانون الثاني حيث تكون عودتهم للتهيؤ لامتحانات نصف السنة  التي عادة ما تبدا في العاشر من كانون الثاني  وهنالك مواد علمية وروحية على شكل كورسات يمتحن فيها الطالب  في امتحانات النصف الأول ليعود مباشرة مع الانتهاء من هذه الامتحانات  ليبدأ مع
 مواد أخرى تمثل الكورس الثاني  ويؤدي امتحان نهاية السنة في 20 من ايار  وتستمر العطلة الصيفية لمدة أربعة أشهر  وعادة ما تتخلل هذه الفترة تطبيق عملي لدى طلاب المعهد من خلال انتدابهم في الإشراف على دورات التعليم الصيفية في أبرشيتي الموصل ودير مار متى  فضلا عن بعض الأمور التي تتعلق بالخدمة والتي عادة ما يكلفون بها من قبل  مطارنة الأبرشيتين المذكورتين ..
ويتابع المطران الشماني حول أهم المعوقات فيقول ما يعوقنا  من اجل زيادة أعداد الطلبة هو ضيق المكان  ونتأمل ان تنتهي الأعمال الخاصة بإنشاء المعهد الكهنوتي ليتم زيادة إعداد الطلبة المقبولين في المعهد وهنالك موعد أولي للإعلان عن فتح باب القبول في هذا المعهد مع بداية العام الدراسي في 2015 اما عن نظام المعهد  فيبدأ بالاستيقاظ في الساعة السادسة صباحا  تعقبها صلاة الصباح  في الساعة السابعة إلا ربعا  وبعدها فترة تناول الفطور على ان  المحاضرات تبدا منذ الساعة الثامنة والنصف  وحتى السابعة والنصف مساءا  وعلى مدار ساعتين تتخللهما نصف ساعة
 استراحة وعن المحاضرين الذين يقدمون الدروس الخاصة بالمعهد يضيف  المطران موسى الشماني فيقول  شخصيا لدي محاضرات تتعلق بتفاسير الأناجيل الأربعة  والمعتمدة من قبل الكنيسة السريانية الأرثوذكسية  وتنطلق هذه التفاسير بدءا من أنجيل متى  وانتهاءا  بسفر يوحنا اللاهوتي  وفيما يتعلق بالمناهج الخاصة لتعليم اللغة السريانية فيقول مدير المعهد ان محاضر المادة هو الأستاذ بهنام دانيال  وفي هذه المرحلة الثالثة يقدم الأستاذ المذكور  محاضراته المتعلقة  بالأسماء والصفات  والمفاعيل وتوابعها  بالإضافة الى مطالعة النصوص المكتوبة  باللغة  السريانية
 فضلا عن  الإملاء  والمحادثة وكتابة الانشاء  ويقدم الاب الربان متي حنا لطلاب المرحلة الثالثة حاليا مادة  العهد القديم وتشكل أسفار العهد من خلال دراستها  حيث تضمن الكورس الأول من العام الحالي دروس متعلقة  بسفر  التكوين واللاويين على ان تستكمل الأسفار اللاحقة في الكورس الثاني  ويقدم الأب الربان يعقوب باباوي  مادة العقيدة واللاهوت  وتشمل  محاضرات في التنشئة  المسكونية  ومقررات  المجامع المنعقدة في نيقية وافسس وفق المنحى اللاهوتي  وتبيان  الهرطقات التي أثيرت في تلك الحقب والتفاسير اللاهوتية التي  قام اباؤنا السريان وفقها بالرد على
 تلك الهرطقات  كما يقدم الأستاذ نجيب صليوا محاضراته في اللغة العربية وتشمل  الأفعال والمشتقات  وتوابعها بالإضافة الى محاضرات تشمل البلاغة  والجناس والسجع والتدريب على كتابة الانشاء  وعادة ما تتضمن أسئلة الامتحان  نماذج مأخوذة من الكتاب المقدس  اما مادة  اللاهوت الرعوي فيقدمها الاب الربان  بينامين شمعون  وتتضمن  محاضرات تتعلق بالعلاقة بين الكاهن ورعيته مع تسليط الضوء على نماذج مستنبطة من الواقع حول  هذه المادة  ويقدم الاب الربان يعقوب  إبراهيم محاضرات مختصة  بالألحان  والاشحيم  وكل ما يتعلق  بالألحان الكنسية التي تؤدي وفق طقوس
 الكنيسة وأعيادها واحتفالاتها ولعلم النفس ومحاضراته موقع خاص من بين محاضرات المعهد حيث تقدم السيدة  هالة عيواص  محاضرات في هذا الخصوص تتضمن الكثير من  المسائل المتعلقة بشخصية الإنسان والتعامل مع  السلوكيات المختلفة والمتباينة  من خلال الكاهن كمايقدم الاب الربان أدي خضر مادة التاريخ الكنسي وعنها يقول  انها تشمل الكثير من الإطلالات على  التاريخ الممتد من حياة ربنا يسوع المسيح والتي استكملها  برسالته الخلاصية  بموته على الصليب مكملا  الخلاص باختياره لاثنا عشر تلميذ حل عليهم الروح القدس  لينطلقوا في أقاصي العالم مبشرين بالمسيحية
 فنشروها ومن هذا الواقع تمخض عن الكثير من اسماء الرسل  والاباء القديسين ..
 اما الشماس الإنجيلي والقانوني  عصام كصكوص فيقدم محاضرات تتعلق بالقانون الكنسي  ويضيف بانه باشر في المعهد مقدما محاضراته التي تتلق بالقانون الكنسي كما قدم في بداية تلك المحاضرات تعريفات مهمة للقانون وكيفية استنباطه  بالإضافة لإطلالة حول القوانين  الدولية والقوانين الخاصة  كما تم التعريف بالقوانين العراقية ذات الصلة فضلا عن التعريف بالقانون الكنسي  وهنالك قوانين تتعلق بالخطبة  والزواج واشتراطاتها  كما تم خلال هذا العام تقديم  محاضرات أخرى تتعلق بدستور الكنيسة  السريانية الأرثوذكسية ومنها القانون الخاص بانتخاب  البطريرك
 وانتخاب المطران  والاختصاصات  والصلاحيات الممنوحة لهم  وصلاحيات المجمع المقدس  وفقرات عديدة خاصة بهذا الموضوع ..
هذا ما يتعلق بالواقع الحالي للمعهد اما عن المحاضرين  الذين واكبوا المعهد في دير مار متى خلال الفترات السابقة لكن استجدت ظروف حالت دون استكمالهم  تقديم المحاضرات الخاصة بهم فيذكر المطران موسى الشماني عددا منهم فيقول  منهم الاب الربان  داؤد متي شرف  الذي كان يدرس مادة الوعظ قبل ان يرتسم مطرانا لأبرشية الموصل والأب نجيب الدومنيكي  الذي قدم محاضرات لطلاب المعهد تعلقت باللاهوت الرعوي طيلة عام ونصف العام كما اذكر الاب  فادي خليل الذي كان يقدم مادة العهد القديم  لكن لحاجة كنيستنا في نيوزيلندا لخدماته  ولسفره  هناك حال دون  تقديمه
 للمادة المذكورة  والأب الربان برنابا الشماني  الذي كان يقدم مادة الألحان الكنسية  وتم نقله لدير مار يوحنا الديلمي والأب الخوري فائز الشماني وحال نقله لكنيستنا في دهوك من تقديم مادته المتعلقة بالعقيدة  فضلا عن التزامات الاب الدكتور يوسف البناء  والذي منعته من مواصلة تقديمه لمحاضرات حول التاريخ الكنسي  واذكر أيضا  المحامي منهل خليل الذي كان يدرس مادة القانون الكنسي ..اما عن الخطط المستقبلية للمعهد فيشير المطران  موسى الشماني  الى النية  بزيادة عدد الطلاب وعدم التحدد بشرط الرسامة سواء بما يتعلق بالراهب او الكاهن  بعد ان يستكمل
 الدراسة  كما هو معمول حاليا حيث ستفتح أبواب المعهد أمام الراغبين بالدراسة فيه كما سنعمل على توفير مناهج علمية مطبوعة لتيسيرها أمام الطلبة ..
اما عن طلاب السنة الأولى  من المعهد فيشير اليهم  المطران موسى الشماني  فيقول  منهم من أصبح راهبا  ومنهم من ارتسم كاهنا  ففي حقل الرهبنة  نشير الى الراهب  افرام عوزان الذي تعين  في النيابة البطريركية  في لندن عام 2010 والراهب  بشار اسحق الذي يخدم كنيستنا في إحدى الولايات الأمريكية والراهب  يعقوب إبراهيم  الذي يتواجد حاليا في دير مار متى  وهو يقوم بالتدريس في المعهد اذ يقدم مادة  الالحان الكنسية  وهنالك  الراهب توما  والراهب  متي حنا  المرشد الروحي للمعهد الكهنوتي بالإضافة لتدريسه مادة العهد القديم ومثلما أشرت مسبقا هنالك  الراهب فادي
 خليل الذي تخرج من الدير ويعمل حاليا كاهنا لكنيستنا في نيوزيلاندا والراهب يوسف فهيم  والراهب بينامين شمعون  مدرس  اللاهوت الرعوي في المعهد اماعن الاباء الكهنة ممن تخرجوا من المعهد الكهنوتي فهنالك  الاب يعقوب سعدي  كاهن كنيسة برطلة  والاب دانيال بهنام  كاهن كنيسة مارت شموني  في بعشيقة  والاب بولس  متي كريم  الذي رسم مؤخرا كاهنا  لكنيسة بعشيقة  ويضيف مدير المعهد الكهنوتي عن الزيارات التي يقوم بها عدد من مطارنة الأبرشيات للدير حيث يقدمون خلال زياراتهم خلاصة عن واقع أبرشياتهم فحاليا  يتواجد المطران مار تيطس بولس توزة  القاصد الرسولي
 لكنيستنا في البرازيل  وسبقه بالمجي قبل فترة مطران كنيستنا في الأرجنتين  مار يوحنا بالإضافة لمطران كنيستنا في لندن المطران توما دقمة  ويقدم هولاء المطارنة لطلاب المعهد صورة عن  التعاملات مع ابناء كنيستنا في تلك المناطق وإدارة الأبرشيات وبما يتعلق بالأنشطة المنبثقة عن المعهد فقد اصدر مؤخرا نشرة روحية بعنوان (فيرو) صدرت بنسخة أولى الكترونيا فيما تم إصدار العدد الثاني منها متضمنا مقالات روحية منها مقالة  بقلم المطران  مار طيمثاوس  موسى الشماني حملت عنوان صفات الله وكتبت الأستاذة هالة عيواص مقالة بعنوان مجروح ينتظر بطلا اما طلاب
 الدير فكتبوا مقالات  منهم الطالب  الاكليريكي سامر سمير  الذي كتب مقالة بعنوان فريسي متحير  وكتب  الطالب الاكليريكي ساهر قرياقوس مقالة عنونها  حول الإسراع صالح أم التباطؤ فيما كتب  الطالب الاكليريكي غدير حازم  عن الفن السرياني وكتب الطالب الاكليريكي فائز خليل  عن سيرة  البطريرك مار اغناطيوس الياس الثالث شاكر ..
وينهي المطران موسى الشماني حديثه بالإشارة الى واقع الحياة في الدير الكهنوتي  في الموصل في بداياته وتحديدا حينما كان موقعه في كنيسة مار توما كونه كان احد طلابه  بالإضافة لاثنا عشر طالبا  ويضيف كان مدرسنا في مادة اللغة العربية  رئيس قسم اللغة العربية في جامعة الموصل  الأستاذ طارق  الجنابي  واذكر مدرس اللغة الانكليزية الأستاذ ليون برخو  ومدرس الفلسفة الأستاذ كيورك ومدرس علم الاجتماع الأستاذ عبد الله مرقس  ومدرس مادة علم النفس الأستاذ الدكتور يوسف لالو  كما كان المطران صليبا شمعون  يدرسنا مادة العهد الجديد بالإضافة للمثلث الرحمات
 المطران اسحق ساكا الذي كان يدرسنا مادة اللغة السريانية اما الاب الخوري المرحوم اسحق منصور فكان يدرسنا الالحان الكنيسة  والاب الدكتور جورج البناء كان يدرسنا  مادة الوعظ ..














المطران موسى الشماني


صورة اخرى لطلاب الدير الكهنوتي في الموصل


عدد من طلاب الدير الكهنوتي في الموصل مع اساتذة الدير


عدد من طلاب الدير الكهنوتي في الموصل

82
محمد عجاج الجميلي يتحدث عن العاصمتين آشور ونينوى وفق رؤية أكاديمية موسعة




سامر الياس سعيد
مشروع مهم تبنى نشره المركز الثقافي الآشوري ضمن سلسلة منشوراته  اختص بالحديث وبشكل موسع عن العواصم الآشورية الأربعة والأولى هي (آشور)  التي تقع  في الجانب الغربي  من نهر دجلة  وتعرف اليوم باسم قلعة  الشرقاط وتبعد عن مدينة الموصل  بحدود 105 كم باتجاه الجنوب وهي تمثل عاصمة دينية  اما العاصمة الثانية فهي كالح(نمرود) وتقع الى الشرق من نهر دجلة  وتبعد عن مدينة الموصل مسافة 35كم وهي تعتبر العاصمة العسكرية  اما (نينوى) فهي العاصمة الثالثة للآشوريين  وتقع الى الشرق من نهر دجلة  وتبعد عنه مسافة 1كم عن مدينة الموصل  وتمثل هذه العاصمة العاصمة
 الإدارية  للآشوريين  اما العاصمة العسكرية الأخرى للآشوريين فتعرف باسم( دورشروكين)  وتقع شرق دجلة  أيضا حيث تبعد عن الموصل بمسافة 13 كم شمال شرق المدينة  وتعرف أطلالها  اليوم باسم خرسباد نسبة الى القرية  المجاورة للموقع  وتتناول هذه السلسلة العواصم المذكورة وفق  رؤية أكاديمية وافية وموسعة أتاحها الدكتور محمد عجاج جرجيس الجميلي   وقد صدر من هذه السلسلة جزئين كان أولهما خاصا بالحديث عن العاصمة اشور وحمل التسلسل 24 ضمن منشورات المركز الثقافي الآشوري حيث وقع بـ172 صفحة من القطع المتوسط  اما الكتاب الثاني فتحدث بشكل واسع عن  العاصمة
 نينوى وحمل التسلسل 25 من منشورات المركز المذكور ووقع بـ126 صفحة من القطع المتوسط أيضا .. والجزء الأول  من سلسلة العواصم الآشورية الأربعة والذي اختص بالحديث عن العاصمة اشور تناول في مباحثها الستة كل ما اختص بهذه العاصمة  حيث تخصص المبحث الأول من الكتاب المذكور عن التسمية  والموقع والتاريخ  بينما اختص المبحث الثاني في الحديث عن تخطيط المدينة  متناولا في هذا المبحث المبادي العامة  في تخطيط المدينة الاشورية  ومنها التحصينات التي تضم الأسوار والأبراج والشرفات والبوابات  والقناطر والخندق والسور الترابي  بينما تحدث المبحث الثالث من
 الكتاب عن  المباني الدينية وبالتحديد منازل  الالهة ومكانتها كما تناول هذا المبحث سلسلة محاور منها معبد الاله اشور  والزقورة الكبيرة ومعابد الالهة عشتار ومعبد نابو  ومعبد انو-ادد ومعبد اكيتو  اما المبحث الرابع فأضاء الحديث عن المباني  ومنها المدنية  والقصور الملكية  والقصر الاكدي و القصر القديم و القصر الجديد و قصر ولي العهد والبيوت السكنية  فيما تناول المبحث  الخامس المقابر والمدافن  مشيرا الى المقبرة الملكية  وقبور الامراء و القبر ذي الغرفتين والقبر  ذي الغرفة الواحدة وقبور مشيدة بالاجر وأخرى مشيدة باللبن بالإضافة الى القبور
 العامة  وتناول المبحث الأخير من الكتاب التنقيبات الاثرية التي شهدتها العاصمة اشور  مشيرا الى الرحالة الأجانب ممن نقبوا في هذا الموقع ومنهم من قام بوصف أطلال المدينة الى جانب  الرحالة الأجانب الذين حفروا في أطلالها  ومنهم لايارد وهرمز رسام وحورج سميث بالإضافة الى الإشارة للتنقيبات التي قامت بها  البعثة الألمانية  والمعالم الشاخصة  وتنقيبات البعثة  العراقية واختتم الكتاب بالخلاصة  والمخططات والصور التعريفية  الى جانب المصادر التي ارتكز عليها المؤلف  الذي يستهل كتابه من خلال المقدمة الى  الحديث عن صعوبة استنطاق المدن والذي
 لايختلف حسب قوله عن استنطاق اللقى الاثرية  حيث يتوجب على الباحث أن يهيئ ويستحضر  لعملية الاستنطاق مبتدءا بالقيام بجولة استطلاعية  وصفية للمدينة بأكملها  وجمع بعض شتاتها  المتناثر على السطح من كسر الفخار  الى ما تيسر من مواد البناء  وغير ذلك لتساعده على فك بعض الرموز كما تحدث عن الأثر الذي تركته العاصمة اشور  من خلال نيلها للقسط الوافر  من معاول الحفارين ومنذ زمن مبكر  وبالتحديد في منتصف القرن التاسع عشر  حيث نقب في أطلالها  لايارد البريطاني  وجورج سميث وهرمز رسام الموصلي  ونهبوا من آثارها  ما فيه الكفاية  ليؤسسوا اللبنات الأولى
 للمتحف البريطاني كما تحدث المؤلف عن التنقيبات التي قامت بها البعثة الألمانية  في مطلع القرن التاسع عشر واستمرت لمدة 11 عاما مستظهرة من خلال تلك التنقيبات  للعديد من معالم العاصمة  الحضارية  اما الكنوز الاثارية  ولكثرتها  فلم تستكمل دراستها  لحد الوقت الحاضر  بينما أهمل التنقيب  فيما بعد حتى جاءت البعثة العراقية لتواصل التنقيب وصيانة اللقى المكتشفة وكان هذا في ربيع عام 1978 ولاتزال الأعمال مستمرة  مستظهرة العديد من المباني  حيث أشار المؤلف بان  العاصمة اشور تعد مدرسة للتنقيبات الاثارية  ولاتزال بحاجة  الى المزيد من الحفريات بسبب
 التراكم الحضاري في هذه المدينة ..
وفي الحديث عن العاصمة الأولى للآشوريين  يتحدث المؤلف عن العاصمة وتعريفها مستشهدا بما أشار  اليه الجغرافيون بالإشارة الى ما تمثله العاصمة من مركز الحكم او المركز الإداري لأي وحدة سكنية او إدارية او اجتماعية  او إقليمية  او طبيعية  وهي غالبا ماتكون المدينة الرئيسية  وليست بالضرورة  ان تكون مقرا للملك  اما بالإشارة الى ما تناوله المؤرخون من  إن العاصمة حسب تعريفهم هي المدينة  الكبيرة الحافظة لغيرها من المدن من مغبة الأعداء  او السقوط اذ تقع عليها  مهمة إسناد سائر المدن التي تنضوي تحت لوائها  ويتولى  المؤلف إيضاح الفرق بين المدينة
 والعاصمة  مشيرا بان العاصمة وفي التاريخ القديم  كانت تمثل المدينة الأم  أي المركز اذ كانت المدن دويلات ولذا سميت  الدول باسم عواصمها  وكل عاصمة كانت تحوي مركزا دينيا في وسطها  وهو معبد الاله الرئيس  للمدينة لذلك فقد كانت العاصمة تسمى بالحاضرة كمصطلح مرادف اذ يشار الى  انها المدينة الكبيرة  التي تدار من خلالها  أمور الدولة  السياسية  والإدارية  والعسكرية  وتتميز بالسعة والشمول فيما  تعد المدينة  عبارة عن موقع  سكاني شهد حركة استقرار بشري في منطقة معينة  بذاتها تأثرت بنظم سياسية وإدارية  مما انعكس  على ازدهارها  كما تحدث المؤلف عن
 أبعاد اشور العاصمة  كعاصمة دينية ..
وفيما يختص بتسمية العاصمة  باسم اشور فيحدد المؤلف ذلك وفق ثلاث  مسميات رئيسية  أولها بان اشور  كان الاله القومي للآشوريين  وثانيهما  بان اشور عد العاصمة  الأولى للاشوريين  اما المسمى الثالث فتحدد من خلال البلاد والمملكة كما ينسب إليها الشعب  ويرجح المؤلف بان  تسمية الاله اشور هي من اقدم المسميات  مشيرا بان المدينة قبل ان يقطنها الاشوريين كانت تعرف بمسميات أخرى أشارت اليها النصوص المسمارية ويحدد المؤلف بان الخلاف قد حسم على  اقدم التسميات التي اختصت  فان اشور تسمية  أخذت من الاله بعد ان استولى عليها ويبقى الخلاف قائما من جهة تسمية
 الشعب  والاله وهل ان الشعب  اخذ اسمه من هذه الالهة ام يكون العكس سببا قائما  ويبقى الموضوع معلقا مرهونا  بمعاول الحفارين  ونتائج التنقيبات الكفيلة بكشف كل مجهول  اما من جهة الموقع فيقول المؤلف بان  هذا الموقع الذي يقع على الضفة اليمنى من نهر دجلة  جنوب مدينة الموصل  بمسافة 105 كم ويبعد عن مدينة الشرقاط الحالية بمسافة 10 كم باتجاه الجنوب أيضا  فهذا الموقع لم يأت مصادفة  او جاء من فراغ  فقد تم اختيار الموقع  وفق حسابات مواصفات وأسباب تأتي في مقدمتها  الجانب العسكري الدفاعي  فالاشوريون عدوا شعبا مقاتلا وكانت في مقدمة  عوامل اختيار أي موقع
 لأية مدينة يؤسسونها  تحصين الموقع طبيعيا  أي بان يكون الموقع محاذيا للنهر  من جهتي  الشرق والشمال  حيث يصعب اجتيازه  وفي تاريخ المدينة ونشأتها بالتحديد فيشير المؤلف بان أقدام الاشوريين لم تكون الأولى التي وطأت هذه المدينة  فقد ثبت من الحفريات ان الإنسان اختارها  مقرا لسكناه منذ العصور  الحجرية الأولى  -القديمة – لمناعتها  الطبيعية  وقد وجدت اثارهم المتمثلة  بكسر الفخار  من عصري حلف والعبيد وقد عثر المنقبون  على تماثيل آلهة وكهنة  يرتقي زمنها الى عصر فجر السلالات  أي قبيل  منتصف الالف الثالث قبل الميلاد..
وفي الخلاصة التي يختتم بها الكتاب يشير المؤلف الى الأهمية التي حازتها العاصمة اشور  من جهة كونها أولى المدن  التي اخذها الاشوريين  مقرا لإدارة قبيلتهم  في منتصف الالف الثالث قبل الميلاد بالإضافة لاتخاذها كحاضرة للحكم بعد تحولهم لكيان سياسي كما احتضنت كبير الهتهم  وكانت حاضرة سياسية  وإدارية ودينية وحازت تلك المكانة من خلال إقامة احتفالات تتويج ملوكها بالإضافة لاحتوائها على قبورهم  حيث ان الاله اشور مستقر فيها  ومنه يأخذ الملك الأذن بالغزوات وتحريك الجيش واليه يعود بالغنائم والأسرى  ويتابع المؤلف بان دراسة  تخطيطها يختلف عن
 دراسة تخطيط المدن الأخرى  من خلال توالي التطورات التي شهدتها خصوصا من خلالها تدرج ارتقائها من قرية صغيرة  الى ان أضحت  مدينة كبيرة  حاضرة لدولة عظيمة شهدت العديد من التوسعات والتطور العمراني على مر الزمان  وقد انفردت اشور  بعدة ميزات تخطيطية أوردها المؤلف في هذه الخلاصة وحددها بالسور المزدوج وهو عبارة عن سور داخلي وأخر خارجي ويكونان كلا السوريين متحاذين فلذلك ينتقل هذا الازدواج الى الأبواب فهنالك بوابتين الأولى داخلية والأخرى خارجية  بالإضافة الى ظاهرة الانحراف في مواقع البوابات المزدوجة حيث يضطر  الداخل  للانحراف يمينا  حتى
 يستطيع الدخول الى  البوابة الثانية وفي هذا المجال يصبح واهنا  فتسهل سيطرة المدافعين عليه كما أشار المؤلف الى ظاهرة  الزقورات المتعددة التي امتازت بهما العاصمة اشور  واعتبر هذه العاصمة  المدينة الوحيدة  التي انفردت باحتوائها على ثلاث زقورات وهم زقورتي الالهين انو وادد المتجاورتين  إضافة  الى زقورة  الاله القومي اشور كما يشير المؤلف الى الاهتمام بالناحية الدينية  الذي انعكس على الاهتمام  بالنواحي الفنية كما يضاف الى ذلك  ان البوابات  الداخلية والخارجية خلت  من تماثيل الثيران والأسود المجنحة باعتبار  ان اشور محمية بإلهها اشور
 ولاتحتاج لحماية الملاك الحارس  وهي التسمية التي كانت تطلق على الثيران  والأسود المجنحة  كما من المؤشرات التخطيطية يتضح بان  المعبد الأرضي  في اشور يبعد عن الزقورة  بينما تكون المعابد الأرضية  في غيرها من المدن عند أقدام الزقورة  كما تميزت اشور بحسب المؤلف  بكثرة معابدها  فلكل اله معبد او بيت داخل  المعبد الكبير  وتم الكشف  عن ستة معابد رئيسية  وهي معبد  اشور ومعبد عشتار ومعبد سين  وشمش ومعبد انو –ادد ومعبد نابو  ومعبد الاحتفالات الدينية المعروف بمعبد اكيتو  كما تشير النصوص الى ان اشور  تحتوي  على 36 معبدا  وتتميز اشور أيضا باحتوائها
 على المقبرة الملكية  بالإضافة الى تميز هذه العاصمة  بوقوعها في الضفة الغربية  من نهر دجلة ويعزو السبب الى ان الاشوريين لم يختاروا الموقع ليشيدوا عليه مدينتهم فقد كانت المدينة مشيدة من قبل  بالإضافة الى احتواء العاصمة اشور على شارع المسلات وهو عبارة عن شارع داخلي تصطف على جانبيه مسلات ملوك وملكات وحكام حكموا في اشور  وهذا مال لم يظهر في المدن الأخرى ..
في الجزء الثاني  من سلسلة العواصم  الاشورية  الأربعة  يتخصص المؤلف الدكتور  محمد عجاج جرجيس الجميلي بالحديث عن العاصمة نينوى في كتاب منفرد يستهله بإهداء هذا الكتاب  الى الحاضرين الرواد الذين أسسوا أول مدرسة للتنقيبات في مدينة اشور  الاثرية ويضم الكتاب المذكور أربعة مباحث يتناول أولها  التسمية  والموقع وتاريخ العاصمة فيما  يشير المبحث الثاني الى تخطيط المدينة  ومنها التحصينات والشوارع والمباني الدينية والقصور  فيما يحدد المبحث الثالث من الكتاب العمارة العسكرية  والبيوت الخاصة  والحدائق والبساتين  ومشاريع الإرواء ويختص المبحث
 الرابع بالتنقيبات الاثرية التي أجريت على الموقع ومنها الإشارة الى الرحالة والمنقبين الأوائل  والتنقيبات الاثرية العراقية  والمعالم الشاخصة  واهم المكتشفات بالإضافة الى الخلاصة  والمخططات والصور المتعلقة بالموضوع  فضلا عن المصادر  وفي مقدمة الكتاب يشير المؤلف  بان مدينة  نينوى تعد اقدم المدن الاشورية  وأكملها فهي من المدن الموغلة  بالقدم بحيث عاصرت جميع العهود التاريخية  من العصر السومري  والاكدي وكانت مدينة مكتملة  منذ عصور ما قبل التاريخ  حيث عثر المنقبون على دور من أدواره يعود تاريخه الى العصور الحجرية  او ما يعرف بالعصر
 الحجري المعدني وعلى العموم فان نهاية هذه المدينة معروف من خلال سقوط الدولة الاشورية  اما بداية تكوينها فلم يعرف لحد الان وبالنسبة لموقع المدينة فهي تقع على الضفة الشرقية لنهر دجلة قبالة مدينة الموصل وعلى بعد كيلو متر واحد عن ضفة النهر وكانت في الأزمنة القديمة  أي في أزمان ازدهارها  تطل على شاطي النهر  لذا شيد الاشوريون سور المدينة المحاذي  للنهر على شكل مسناة حجرية لمقاومة التيار  الا ان النهر  تغير مجراه عن المدينة  مسافة 1 كم  وهو ما عليه الان وتتكون خرائب المدينة من تلين كبيرين هما قوينجق والنبي يونس والسور  المحيط بهما ويخترق
 نينوى  حاليا نهر الخوصر  من جهتها الشرقية  مارا بمحاذاة قوينجق من جهة الجنوب ليصب في دجلة  بعد خروجه من نينوى اما تاريخ المدينة  فيعود لأكثر من ستة الاف سنة  كما تدل بذلك طبقات نينوى السفلى  التي عثر عليها المنقبون ومنها اثار  مستوطنات للإنسان العراقي  القديم وتمثلت  تلك الآثار  بالفخار  والالات وأدوات الزراعة ودمى الطين وفي خلاصة الكتاب يشير المؤلف الى سلسلة من المميزات التي اشتهرت بها نينوى أولهما  يختص بتميز نينوى  عن غيرها من المدن  بالأسوار الترابية العالية  من جهة الشرق والتي لازالت ماثلة مشكلة بذلك  سلسلة تلال  مرتفعة تبعد
 مئات الأمتار عن  الخندق كما نجح سكان نينوى  بتحويل مسار  الوديان والأنهار الموسمية بغية الاستفادة منها  في التحصينات الدفاعية  التي تحيط بأسوار المدينة ومن تلك الأعمال  تغيير مجرى  نهر الخوصر  كما تميزت نينوى بحسب المؤلف بالمشاريع الاروائية  التي قامت بجلب الماء  من اعالي المنطقة الجبلية  وعبر قناطر  حجرية خاصة  لازال بعضها ماثلا الى يومنا هذا  من اجل ري المدينة  وتحويل أراضيها الى  بساتين وحدائق حيث تميزت المدينة بتلك الحدائق التي دخلت ضمن تخطيط المدينة  والقصور بشكل خاص كما اشتهرت نينوى ببحيراتها الصناعية  التي جمع فيها الملوك
 أنواعا مختلفة  من الحيوانات والطيور  المائية  كما تميزت نينوى  بالسور الحجري وهو غلاف من الحجر  المهندم يغلف السور والأبراج من الخارج لتعلوه مسننات منحوتة من ذات الحجارة  كما عرفت نينوى  بمكتبتها العظيمة والتي حملت اسم مكتبة اشور  حيث تم تخصيص مبنى خاص لها بالإضافة الى مكتبة المعبد وجمع الملك في المكتبة الملكية  جميع أصناف  الكتب بالإضافة لاحتوائها  على الفهارس والمعاجم المنظمة على رفوف للحفظ وقد عثر المنقبون في هذه المكتبة على 24 الف كتاب  عبارة عن الواح  كما تميزت نينوى  بفن النحت  المركب  وهو نحت  تمثال بشكل عدد من القطع  تجمع
 وتركب  وهذا ماظهر في الثور المكتشف في تل النبي يونس  والمؤلف من 12 قطعة وعرف هذا الفن في نينوى  لأول مرة .. الكتابان هما من أهم الإصدارات التي تحتاجها مكتباتنا  لفك  الكثير من الألغاز التي أحيطت بالمدينة التي عاش فيها الاشوريين كونوا أهم الحضارات الإنسانية المعروفة فيها حيث انطلقت منها إشعاعات الثقافة والفكر  ويحسب هذا الجهد المميز للمؤلف  الدكتور محمد عجاج جرجيس الجميلي المولود عام 1951 وعرف عنه شغفه بالاثار والتراث حيث تخرج من قسم الآثار في كلية الآداب بجامعة الموصل عام1973وواصل دراساته العليا فحصل على شهادة الماجستير  في الحضارة
 العربية عام 2005 ومن ثم حصل على شهادة الدكتوراه في الآثار الاشورية  عام 2008 ولم يكتف بدراساته الأكاديمية في هذا المجال اذ عمل  في العديد من المشاريع المختصة بالاثار ومنها  مشروع الإنقاذ الأثري للمناطق المشمولة  بالغمر في  أحواض السدود والخزانات ومنها مواقع سد الموصل  وسد حمرين وسد حديثة وقلعة عقرة  وشندوخا وسميل  كما عمل في  مشروع الإحياء الأثري لمدينة اشور من خلال اعمال التنقيب والصيانة التي شملها الموقع  وللجميلي العديد من المؤلفات بالإضافة الى  عشرات البحوث والدراسات كما يعد من هواة جمع وتوثيق التراث الشعبي بكافة  أنواعه وفروعه
 الملموس والمسموع حيث نشر بحوثه المتعلقة بهذا المجال في مجلة  التراث الشعبي التي يصدرها المركز الفلكلوري وعبر الأعداد الصادرة  ما بين أعوام 1974و1986..


83
رئيس اتحاد أدباء وكتاب نينوى عبد المنعم الأمير لـ(عنكاوا كوم)
اقامة مهرجان المحبة الشعري خطوة مهمة للتواصل مع أدبائنا في الحمدانية(بغديدا)




الموصل –عنكاوا كوم -سامر الياس سعيد
اكد رئيس اتحاد ادباء وكتاب نينوى عبد المنعم الامير اهمية اقامة الانشطة الثقافية من اجل ديمومة التواصل  بين ادباء المدينة ومد جسور  مع اقرانهم من ادباء وكتاب الاقضية والنواحي القريبة  مشيرا الى ان منهجية الاتحاد للعام الحالي  تتحدد باقامة العديد من الانشطة التي  تسعى لبث الحياة في الساحة الثقافية   في محافظة نينوى،واضاف الامير في تصريح خاص لموقع (عنكاوا كوم ) ان خطتنا المنهجية في فرع نينوى لاتحاد الادباء والكتاب لاتتحدد بأدباء المدينة فحسب بل يدفعنا موقعنا لان نكون منفتحين  أيضا على أدبائنا في الاقضية والنواحي لغرض ديمومة
 التواصل من خلال اقامة أنشطة في هذه الاقضية والنواحي منها مهرجان المحبة الذي يقام سنويا في الحمدانية، والالتفات الى الأدباء الشباب من خلال إشراكهم في المهرجانات المختلفة، فضلا عن اصدار الكتب لنشر نتاج الأديب الموصلي وكذلك اصدار كتب نقدية لتسليط الضوء على التجارب الكبيرة والمهمة في محافظة نينوى وقد أعلنا عن نية الاتحاد اصدار كتابين نقديين الأول عن تجربة الشاعر الكبير معد الجبوري والثاني عن تجربة القاص الكبير أنور عبدالعزيز، وكذلك سيقوم الاتحاد بإصدار كتاب عن التجربة النقدية للناقد الكبير محمد صابر عبيد.وبالتأكيد فان هذه
 المشاريع تعتمد بالأساس على الدعم الذي سنحصل عليه من محافظة نينوى ومجلسها وجهات ثقافية وتجارية أخرى ان امكن..
كما اشار لصعوبة اصدار مجلة تكون لسان حال الاتحاد في الوقت الحاضر  كونها تثق كاهله ماديا، خصوصا مع عدم توفر أي دعم لحد الان من أي جهةكما ذكرت ، باستثناء ما نستطيع الحصول عليه من تبرعات أعضاء الاتحاد.لكن أشير الى نيتنا في هذا المجال حيث سبق وان  قدمنا طلبا رسميا الى محافظة نينوى لإصدار جريدة، لان الجريدة يمكن إدامتها من خلال الإعلانات كما هو الحال مع الصحف التي تصدر في المحافظة  اما المجلة فمسالة إصدارها وإدامتها صعبة جدا، خصوصا إننا نعمل بجهد ذاتي كما قلت.
واضاف الامير حول اقامة مهرجان ابي تمام خصوصا مع النجاح الكبير الذي حققته النسخة الماضية من مهرجان ابي تمام، فان فرع نينوى لاتحاد الادباء والكتاب كان قد فاتح في وقت سابق  محافظة نينوى لتبني أقامته عبر المواسم المقبلة ، وقدمنا بدورنا مشروع متكامل الى محافظة نينوى، ولحد هذه اللحظة  لم نستلم ردا منها على المشروع المقدم من قبلنا ، بسبب الوضع المتأزم امنيا وسياسيا الذي يعيشه العراق الان. وعلى العموم فان املنا قائم بموافقة  محافظة نينوى على تبني اقامة المهرجان من خلال تخصيص الدعم المالي المناسب الذي يمكننا من اقامة مهرجان ابي تمام
 الخامس. وكما تلاحظ فان جميع مشاريعنا بحكم المؤجلة بانتظار التفات المسؤول السياسي اليها، وهو بدوره لا يضع الجانب الثقافي ضمن أولوياته وهذه مشكلة كبيرة وعائق امام اتحاد أدباء نينوى والاضطلاع بدوره كمؤسسة تهتم بالثقافة والمثقف.
 كما اختتم رئيس اتحاد ادباء وكتاب نينوى حديثه بالاشارة للدور  الايجابي الذي يلعبه المثقف الموصلي مشيرا بان هنالك  حضور فاعل للأديب الموصلي في المحافل التي يشترك بها، اخرها مهرجان الجواهري في بغداد وقد كان وفد اتحاد نينوى لافتا بما قدمه، وقد اشرك الاتحاد اثنين من الشعراء الشباب الواعدين، استطاعا مع من اشترك من شعرائنا لفت الانظار لما قدماه من نصوص مبدعة، اما الاصداء فلا ننسى فقر الاعلام الثقافي في العراق، فادباءنا يشتركون في مهرجانات عربية وعالمية كبرى ويحصلون على جوائز كبيرة في مسابقات ومهرجانات عربية وعالمية، ولا نجد في
 الاعلام العراقي اي صدى..وانت تعلم ان اتحادنا يقيم نشاطات اعتقدها مميزة ومثمرة، لا يتم تغطيتها اعلاميا بالشكل المرضي والذي يتناسب مع اهميتها، الامر الذي دفعنا للاستعانة بشبكة التواصل الاجتماعي (الفيس بوك)من اجل توفير التغطية المناسبة لتلك الانشطة ، وتستطيع الاطلاع على صداها في صفحة اتحادنا هناك.

تجدر الاشارة الى الهيئة الادارية لاتحاد ادباء وكتاب نينوى كانت قد انتخبت في المؤتمر الانتخابي الذي اقيم في 12 ايلول من العام الماضي وتالفت الهيئة الادارية منالشاعر عبد المنعم الامير رئيسا للاتحاد وعضوية كلا من كرم الاعرجي نائبا للرئيس ونوزت شمدين  مسؤولا للجنة الاعلام والدكتور جاسم خلف الياس مسؤولا للجنة العلاقات والشعراء الدكتور جاسم محمد جاسم والدكتور هشام عبد الكريم والدكتور فيصل القصيري


84
الأوساط الثقافية تنعى مؤلف (معجم المؤلفين السريان) الدكتور صباح نوري المرزوك




الموصل –عنكاوا كوم-سامر الياس – سعيد
نعت الأوساط الأدبية والثقافية  الأستاذ الدكتور صباح نوري  المرزوك   التدريسي في  كلية التربية الأساسية بجامعة  بابل والذي اصدر (معجم المؤلفين  السريان) حيث  جمع المرزوك في  كتابه  النشاطات العلمية  والكتب والرسائل والأطروحات  التي ألفها السريان العراقيون  ومعهم الأرمن على مر التاريخ وبكل  اللغات داخل وخارج العراق وتولت  المديرية العامة للثقافة و والفنون السريانية في إقليم  كردستان  طبعه  حيث وقع  الكتاب في أكثر من (400) صفحة وارتكز  المرزوك في إعداده للمعجم على  منهج خاص بإيراد اسم المؤلف  السرياني أو الارمني وصفته التي  عرف بها مثل
 (الشماس ,   الراهب , القس , ألخوري , المطران ,  الأب , البطريرك) وتحديد مكان  ولادته ووفاته فضلا تحديد عناوين  المؤلفات مرتبة حسب الأحرف  الهجائية وعدد أجزاء الكتاب وعدد  طبعاته والمطبعة التي طبع فيها  ومكان طباعته وسنة الطبع وعدد  صفحات الكتاب وهيأة التأليف مفرد  أو مشترك ولغة التأليف .  وحظي  الإصدار المذكور بإشادات الأوساط  الأدبية حيث أشار الدكتور سعدي  المالح المدير العام للثقافة  والفنون السريانية  في إقليم  كردستان الى جهد  الدكتور  المرزوك  باتسامه بالمثابرة  والرصانة وطول أناة من أكاديمي  متخصص بالتاريخ الثقافي  والببلوغرافيا
 مضيفا  الى ان   المرزوك بذل في جمع وأعداد وترتيب  ماتيسر له من مؤلفين سريان في  العراق المعاصر و يدين له السريان  بالشكر والتقدير والعرفان.مشيرا  إلى أن المرزوك قد واجه أثناء عمله  صعوبات جمة ألا أن مواظبته في  المراجعة والتدقيق جعل الكتاب  شاملا دقيقا اخذ مكانته في  المكتبة العربية.كما تسنت للمرزوك  العديد من المشاركات في أعمال  الحلقة الدراسية  التي تمحورت  حول دور  السريان في الثقافة   العراقية والتي اضطلعت بإقامتها  المديرية العامة للثقافة والفنون  السريانية حيث القى المرزوك في  الدورة الثالثة والتي حملت اسم  المطران سليمان
 الصائغ بحثه  الموسوم   (الدكتور رزوق فرج رزوق حياته  وآثاره في مصادر دراسته) إما في  الحلقة الرابعة والتي أقيمت  تحت عنوان دورة الصحفي الرائد  روفائيل بطي فقدم المرزوك بحثه  الذي حمل عنوان( لطفي الخوري  الفلكلوري والمترجم ) وتشير سيرة  الأستاذ الدكتور  صباح نوري  المرزوك الطائي الى انه من  مواليد  محافظة بابل عام1951 حصل  على شهادة    بكالوريوس اللغة  العربية من كلية الآداب  من  جامعة بغداد في عام 1972 ونال شهادة  الماجستير في الأدب المقارن من  كلية الآداب من جامعة أنقرة  1985  اما شهادة الدكتوراه فنالها  في  الأدب المقارن من كلية الآداب من
 جامعة أنقرة 1989 والراحل   أستاذ في   قسم اللغة العربية في كلية  التربية في جامعة بابل و عمل مدرسا  للغة العربية والتربية الإسلامية  في ثانويات  ومعاهد إعداد  المعلمين العراقية وله العديد من  المشاركات في  المؤتمرات  العلمية في الجامعات العراقية  والعربية و من مؤلفاته المطبوعة  إضافة لمعجم المؤلفين السريان  الصادر في العام الماضي:  معجم المؤلفين والكتاب العراقيين  1970م _ 2000م (ثمانية أجزاء ) ، المطبوع  من ديوان الشعر العربي (ثلاثة  أجزاء) ،تكملة شعراء الحلة أو  البابليات (ثلاثة أجزاء) ، منهج  البحث الأدبي وتحقيق النصوص
 ،


85
أكلة (الكشك) وشهر يناير .. صداقة تعززها تقاليد مسيحيو الموصل

الموصل-عنكاوا كوم –سامر الياس سعيد
تحرص العوائل الموصلية وبالخصوص مسيحيو المدينة على إعداد أكلات موسمية ترتبط كلا منها بمناسبة يجتمع من خلالها أفراد الأسرة لتناولها  ولكن لأكلة الكشك الموصلية طقوس  وتقاليد ما زالت العوائل المسيحية حريصة على المحافظة عليها بالرغم من ظروف المدينة التي تعوق الحصول على إحدى عناصر إعداد الطبخة المذكورة لاسيما (الشلخ) كما يطلق عليه الموصليون بينما الاسم التقليدي له هو الشلغم الأحمر  وفي شهر يناير (كانون الثاني ) تبرز هذه الاكلة على موائد العائلات الموصلية ويتداولها أفراد الأسرة بانتظار نضجها وتجهيزها من اجل التئام شمل الأسرة بغية
 تناولها لذلك فقد برزت صداقة هذه الاكلة مع أيام أولى أشهر العام من خلال كون هذه الطبخة غنية بالسعرات الحرارية التي تعين متناولها على الاحتماء من برودة الجو  التي يتزامن مع كانون الثاني من كل عام ..(عنكاوا كوم )التقت مع احدى ربات البيوت ممن لهن خبرة في إعداد طبخة الكشك  وهي نهى سليم التي قالت انها لاتحرص على إعداد الاكلة فحسب لكنها تحرص وضمن تقاليد اجتماعية على  إرسالها بعد تجهيزها  للكثير من العوائل على من اجل إعدادها هي الأخرى  بعد ان تعذر على تلك العوائل الحصول على بعض العناصر  المهمة لإعدادها  وتضيف سليم تتلخص طريقة إعداد أكلة
 الكشك بسلق البرغل  او ما متعارف عليه بالحبية او المدقوقة  كما يطلق عليها الكشكا وقد أوردت بعض الألواح المكتشفة  في العصر الاشوري ان تلك الحبوب كانت تعد من العناصر الغذائية التي يتناولها الاشوريين القدماء وبعد سلق الحبية  توضع جانبا من اجل تبريدها  حيث يتم بعد ذلك نقع البرغل المسلوق والمبرد بمادة اللبن البقري لفترة من الزمن  وتؤخذ كمية  من سيقان الشلغم الأحمر الطازجة والتي يطلق عليها الموصليون اسم عضود الشلخ ليتم تقطيعها واضافتها الى البرغل المنقوع باللبن  وتجهز الخميرة  بأخذ قطعة عجين مختمرة تذوب بالماء لتصبح سائلة  كاللبن
 وتخلط مع العناصر التي تم ذكرها  ليترك الخليط الموضوع في صينية كبيرة  على مدى يوم كامل  من اجل اختماره وتوضع في اليوم التالي هذه المكونات في برنية او بغنية كما يشاع لدى الموصليين  حيث تغلق فتحتها ويتم كبس تلك المكونات على فترة أسبوع حتى تظهر حموضتها  وتكون صالحة للأكل  وفيما بعد تطبخ تلك المكونات مع اللحم ويضاف اليها أقراص الكبة المصنوعة من البرغل والمحشوة باللحم البقري وتكون عادة مرقة الكشك ذات لون اخضر مميز بسبب إضفاء أوراق السلق الأخضر اليها ..وتتابع نهى لتقول ان الكشك ورغم انه أكلة موصلية شائعة لكن مطاعم المدينة تعتذر عن
 إعداده بسبب تتطلبه للكثير من العمل  فضلا عن تعذر الحصول على عضود الشلغم الأحمر بسبب امتناع عدد كبير من الفلاحين على زراعته ..





86

 القس يوسف آل قليتا..من رموز الحفاظ على لغتنا ونشرها
مطالبات بترسيخ مكانته العلمية والمعرفية والإشارة لجهوده المبذولة في حقل اللغة




عنكاوا كوم /الموصل/سامر الياس سعيد
قال لي محدثي  هلم بنا نتتبع آثار ذلك الشيخ المعروف بالقس يوسف آل قليتا  فقمنا بجولة في مدينة الموصل نتتبع من خلالها خط سير هذا القس الوقور وهو ينحدر من بيته في منطقة  باب البيض للوصول الى الدواسة فهنالك كنيسته التي احب  ورعيته التي  رعاها على مدى سنوات طويلة انتهاءا برغبتنا في إن نضع أكليل من الزهر على ضريحه فاصطدمت هذه الغاية بالكثير من المعوقات التي سنأتي على ذكرها لاحقا ..
وهكذا كانت تلك الجولة التي اختفت منها تماما ملامح البصمات التي تركها القس قليتا رغم ان اسمه تكلل  من خلال الكثير من الجهود التي بذلها في سبيل الحفاظ على الجواهر  من الكتب التي تلالات بحروف من أحرف اللغة السريانية دون ان تبرز في الجانب الاخر اية بصمات يمكن ان تعيد للأذهان ما كان يبذله قليتا في سبيل هذا الامر الذي استدعى منه ان يجاهد في سبيل استقدام مطبعة ليمارس عليها ما كان يطمح اليه في سبيل إعلاء شان اللغة ..ورغم توالي الازمان خصوصا على وفاته التي حدثت قبل اكثر ما يزيد عن ستون عاما وبالتحديد في 24 شباط من العام1952 الا ان الشماس
 الفاضل بهنام حبابة  وحينما يمر ذكر الاب يوسف قليتا في اغلب الأحاديث التي تجمعني وإياه أجده وهو يعود الى ما قبل هذا العام الذي شهد رحيل القس قليتا ليستذكره وهو يجوب شوارع منطقة الدواسة في أولى بداياتها مرتديا معطفا طويلا ويتميز بلحيته البيضاء التي تنحدر لتنسدل على هذا المعطف الأسود ..ومن ابرز ما يقال في حق القس يوسف قليتا ما دبجه يراع الاب بولس بهنام (المطران)حينما كان يصدر مجلته التي تحمل اسم (لسان المشرق ) ففي العدد الذي صدر من المجلة  والخاص بشهري كانون الثاني وشباط من العام 1952 وتحت عنوان وفاة قسيس فاضل  كتب الاب بهنام :في يوم
 الاحد المصادف24 شباط الماضي لاقى ربه الاب الفاضل والرجل العامل يوسف قليتا رئيس الطائفة الاثورية في الموصل  عن ثمانين عاما قضاها بالعمل المضني والجهد المتواصل  وبناء على جهوده المشكورة في حقل اللغة الارامية السريانية  وقياما بالواجب نحو هذا الرجل العامل نطلع قراءنا الاعزاء  على شيء من تاريخ حياته المليء بالعمل  والنشاط ..
ويورد الكاتب في مجلة لسان المشرق سيرة شخصية  للأب يوسف قليتا يذكر فيها بانه من مواليد العام 1872 واسم ابيه هو ايليا ال قليتا  ويضيف الكاتب بان القس قليتا احب لغته منذ نعومة أظافره فدرسها  على يد أساتذة يجيدونها ونال منها حظا  وافيا  ويضيف بان القس قليتا درس ايضا الانكليزية  فأجادها  اما عن سيرته الدينية فيذكر الكاتب في سياق المقالة التي تناولت حياة الاب يوسف قليتا بأنه رسم شماسا  سنة 1894 بوضع يد مطران رستاق شمسدين حنان يشوع ومنذ ذلك التاريخ بدا ولع الاب قليتا  بالعمل المتواصل  في طبع الكتب السريانية ونشرها  وكان يجيد الإنشاء السرياني
 البليغ..
وفي سنة 1917 نال الشماس قليتا تفويضا  عاما من لدن الجاثليق مار بينامين  لطبع الكتب السريانية  وتصحيحها  وقد أثنى الجاثليق المذكور  على عمل القس قليتا  بالنسبة لهذا العمل ومما قاله في التفويض الممنوح والمؤرخ في 16 تموز سنة 1917:
( بناءا على همة ولدنا الشماس يوسف ال قليتا مار بهيشوع الذي يحوز غيرة كاملة بالاعمال الصالحة  وهمة ونشاطا في التقوى  ومخافة الله واطلاعا كافيا وأمانة  بالعلوم الكنسية واللغوية  منحناه تفويضا عاما  لتصحيح كتبنا السريانية وطبعها ونشرها )..
ومنذ ذلك الحين حاز قليتا على مطبعة جهزها بالاحرف السريانية في اروميا وانبرى بتصحيح الكتب ونشرها .. وفي نهاية الحرب العالمية الأولى  التي انتهت في العام 1918 نزح مع زهاء الخمسين الفا من ابناء الطائفة الاثورية  من أورميا  وساماس وحطوا رحالهم في بعقوبة ..وفي مقدمة كتاب اللؤلؤة للصوباوي الذي طبعه القس يوسف قليتا كتب الأخير عن قسوة ذلك الامر مشيرا بانه ترك في اورمي اكثر من الف مجلد أربعمائة منها قديمة جدا وكانت هنالك 14 مخطوطة مكتوبة على جلد غزال وتتراوح قدمية تلك الأسفار  بين 200سنة الى الالف قبل زمننا وقد تلفت كلها في الحرب العالمية
 الأولى .. اما في استقرارهم في منطقة بعقوبة  فقد مكثوا فيها لمدة سنتين  اما قليتا فهبط الى بلاد الهند ونال هناك مساعدات كثيرة من أخوانه هناك من اجل إنشاء مطبعة جديدة  في الموصل  وواصل قليتا نزوحه حتى استقراره في الموصل حيث وصلها برفقة 30 الف  وكان ذلك في العام 1920 حيث انتشروا  في مركز المدينة وخصوصا في منطقة الدواسة  وما جاور مدينة الموصل  من مناطق جبلية شمالية  وعاد قليتا الى الموصل  سنة 1921 عائدا من الهند بعد ان توفق في جمع مبلغ لإنشاء المطبعة التي كان يمني النفس بانشاءها للحفاظ على جواهر اللغة السريانية  حيث جهز المطبعة بأحرف هذه
 اللغة وباشر بطبع الكتب ونشرها  ولابد من الإشارة الى الكتب التي قام  القس يوسف قليتا  بنشرها في ارومية  وهي كتاب (اللؤلؤة) وهو من تأليف عبد يشوع الطوباوي حيث نشره في العام 1908 كما قام بنشر ( الكتاب المقدس) بحسب الترجمة البسيطة (فشيطتا ) ونشر الكتاب في ارومية سنة 1910 كما نشر كتاب (المجمع المختصر لقوانين السنادوست) للصوباوي سنة 1917 وكتاب الفردوس(فرديسادعذين) للصوباوي سنة 1918 اما في الموصل فقام  بإعادة طبع كتاب (اللؤلؤة) سنة 1924 ونشر معه مقالة المؤلفين السريان واسماء المؤلفين للصوباوي واسماء جثالقة المشرق كما اعاد طبع كتاب الفردوس للصوباوي
 وكان ذلك في سنة 1928.
وفي سنة 1927 زار الموصل المطران مار طيمثاوس مطران ملبار  الهند الاثوري لأمور كنسية فرسم الشماس يوسف قليتا كاهنا  في الموصل  في يوم 14 ايلول حيث تزامن ذلك مع  الاحتفال بعيد الصليب  وفوض  المطران مار طيمثاوس للقس قليتا  إدارة طائفة الاثوريين في الموصل وأطرافها  فبذل القس يوسف قليتا  كل جهد في هذا السبيل  وانشأ مدرسة أهلية  لبني قومه أدارها بنفسه عدة سنوات وتخرج منها كثيرون من المتعلمين ..كما ذكرت في بداية الموضوع  فان كل بصمات القس يوسف قليتا تبدو غائبة عن المدينة التي شهدت جهوده المتميزة  لاسيما في نشر الكتب وطبعها حفاظا على لآلي  لغتها
 السريانية بالإضافة الى  رحيل الكثير ممن يدينون لقليتا بالفضل في تعليمهم شتى العلوم والمعارف في المدرسة التي كان يديرها  فعلى سبيل المثال قمت بزيارة لموقع مسكنه في محلة باب البيض  فبدا مسكنه مغايرا بسبب حلول عائلة فيه ولم يحتفظ بالكثير من المقومات التي كان عليها ذلك المنزل لاسيما تصدره لموقع متميز في تلك المنطقة من الجانب الأيمن من المدينة وهذا فيما يختص بمسكنه الدنيوي فرغبت بان ازور قبره فكان ذلك امرا صعب المنال فالكل يعلم بان قبره مجاور لقبر القنصل البريطاني مونك الذي قضى على يد منتفضين موصليين في مركز مدينة الموصل  وسميت تلك
 المقبرة بمقبرة الانكليز  حيث تبدو التسمية شائعة لدى الموصليين القدماء الا انها اليوم تحولت الى ثكنة تستقر فيها احد أفواج طواري الشرطة لذلك فأمر زيارتها يستحيل الا باستحصال موافقات تصدر   من قيادة الشرطة في المدينة وغالبا ما تأتي تلك  الأوامر بالرفض نظرا لأوضاع المدينة التي لاتخفى على احد لذلك سأختتم مقالتي بالمطالبة بإعادة الاعتبار لهذه الشخصية المتميزة التي لم تلقى أية إشارة للجهود التي قدمتها فحاول كثيرون طمسها  والمطلوب ان نعيد الاعتبار من خلال إبراز تلك الجهود بإقامة متحف يحمل اسم هذه الشخصية اللغوية على ان تكون مدينة
 الموصل حاضنة لهذا المتحف الذي يحتضن مقتنياته وكتبه  وكل ما تعلق بآثاره التي تركها شعلة تنبض بالإشارة الى لآلي لغتنا  الأصيلة ..



87
الباحث سمير يوخنا  ينال شهادة الماجستير من كلية التربية الرياضية بجامعة الموصل

الموصل –عنكاوا كوم –سامر الياس سعيد
نال الباحث سمير يوخنا كوركيس  شهادة الماجستير من كلية التربية الرياضية  بجامعة الموصل عن أطروحته المعنونة بـ(نسبة مساهمة بعض المتغيرات الوظيفية والمؤشرات النفسية لمستوى أداء  حكام كرة القدم) حيث تم مناقشة الرسالة  يوم الخميس الموافق 26 كانون الاول  على قاعة العلوم الرياضية في كلية التربية الرياضية بجامعة الموصل  وترأس لجنة المناقشة  الأستاذ الدكتور ثيلام يونس علاوي وعضوية كلا من الأستاذ الدكتور غازي صالح محمود والاستاذ المساعد الدكتور احمد عبد الغني طه والاستاذ الدكتور ضرغام جاسم محمد عضوا ومشرفا ويعمل الرياضي و الباحث سمير
 يوخنا كوركيس كحكم كرة قدم مساعد حيث ساهم خلال مسيرته الرياضية   في المشاركة بقيادة العديد من المباريات على صعيد دوري الكرة او البطولات التي أقامها الاتحاد الفرعي للعبة في محافظة نينوى ..







88
الأديب يعقوب افرام منصور لـ(عنكاوا كوم)
البصرة حاضرة التراث وبغداد مدينة الأمجاد والذكريات ومع الموصل اقترن بذكريات بسيطة



عنكاوا كوم -سامر الياس سعيد
عبر محفل ثقافي احتضنته  مؤخرا  بلدة عنكاوابمدينة اربيل  توفرت لي الفرصة   بلقاء الأديب يعقوب افرام منصور  الذي تبدو سيرته الذاتية والإبداعية زاخرة  بالكثير من شهادات التكريم والتقدير التي استقاها من مؤسسات  إعلامية ودور نشر تقديرا لما قدمه في حقل الكتابة  وتمخضت فرصة  اللقاء عن حوار  تجمعت فيه العديد من المحاور لعل من أبرزها تخصص الكاتب بحقل النقد الأدبي  بالإضافة الى رؤيته  إزاء ما يعتري حقل الإعلام والصحافة تحديدا من عشرات العناوين  التي تنقسم  بينهما الآراء بين   فوضى تنحرف برسالة الصحافة الى مهاوي السقوط والزلل وبين رؤى تكشف
 عن أسماء شابة  تنحو في سبيلها نحو رسالة صحفية  أساسها  الارتقاء بثقافة الفرد والمجتمع  :
*لنبتدا من دوحة النقد التي تشكل الحلقة الأبرز من سلسلة  الكتابة الإنسانية في منجزك ، فما هي مرتكزات النقد الأدبي  وعلى ماذا تعتمد في هذا المحور ؟
-لااخفيك سرا بأنني أعجبت بهذا اللون الأدبي تأثرا بكتابات  الأديب مارون  عبود  والذي أعده قدوة في النقد البناء الذي يصحح ويفرز الكتابة الجيدة  من نظيرتها التي لاتؤول الى شيء  ومرتكزات هذا اللون تعتمد ثلاثة عناصر أساسية  لعلي أجدها حاضرة في  المنجز الإبداعي  من خلال حسن التركيب  وجمال الفكرة  وروعة الخيال  وهي أسس تحفزني لابل تقودني  الى الانصراف للاشتغال على نقد هذا المنجز ..
*وهل مر النقد الأدبي على مرحلة زاهرة كان فيها يعيش ربيعه كما باتت هذه المفردة تتداول على نحو واسع ؟
-اعتقد ان مرحلة الأجيال تنطبق على  ازدهار الأدب  وبرؤيتي  أجد ان  الأعوام المحصورة بين 1950 حتى مطلع سبيعينيات القرن المنصرم  هي من أزهى الأعوام التي برزت فيها الكتابات الإنسانية التي  كتبت وفق أسلوب أدبي  اقدر على  وصفه بالراقي فالأدب ارتقى منزلة كبيرة  والنحو بصورة خاصة  وانعكس هذا الارتقاء  على النقد بطبيعة الحال  وهنالك مقولة متداولة بين الأوساط الأدبية تشير  الى  النقد الجيد يصنع أدبا جيدا فهما بهذه الحالة متلازمين  ومن حظ الأدب الجيد بروز نقاد مهمين لهم إسهاماتهم  في الرقي بفنون الأدب والإبداع ..
*ينحو أسلوبك الأدبي في  السير بمقتفى الأديب اللبناني المعروف جبران خليل جبران ، هل تخشى ان يقودك هذا المسلك الى براثن التقليد والمحاكاة ؟
- استطيع القول بان أستاذي في الإنشاء هو جبران  ويأتي من بعده ميخائيل نعيمة والذي تربطني به مراسلات عديدة  ولكن لكل كاتب أسلوبه الخاص به  من حيث صياغة الجملة  والفكرة والأسلوب اللطيف والأبرز من كل ذلك هو اللغة السليمة ..
*مؤلفك الأخير  الذي يبحث في أدب الرحلات ، هو محاولة لرفد المكتبات بهذا اللون الذي لم يطرقه الكثير من الأدباء او يلتفتوا إزاء ما يزخر به من نقل الطبيعة ورسم شخوصها بأسلوبهم المتفرد فماذا تقول عن هذا الكتاب ؟
-في هذا الخصوص  أود الإشارة الى شخصيتين حفزاني بشكل كبير لطرق هذا اللون الأدبي المعروف بأدب الرحلات وهما كلا من  ناجي جواد الساعاتي والموسوعي العراقي حميد المطبعي ويمتاز أدب الرحلات  بحب الاطلاع على الثقافات التي تمتلكها الشعوب الأخرى  وهو يجمع ما بين المتعة  والثقافة  وانا  حينما ازور مدينة ما او بلد معين فان أول ما أبغيه ان اطلع على  الثقافات التي يمتلكها لكي أحاول من خلال هذا الأمر ان أكون فكرة على  ما يحويه البلد من مواصفات ومميزات فالثقافة برأيي مرآة لكل الشعوب والأمم ..
*في سيرتك الأدبية يبرز عملك كمصحح لغوي في العديد من المطبوعات لعل أبرزها في مجلة الفكر المسيحي فماذا تقول عن هذه المهنة التي تتعقب أخطاء الكتاب وتقتنص العثرات اللغوية ؟
-عملت مصححا لغويا في مجلة الفكر المسيحي في بداياتها  كما عملت أيضا بهذه المهمة في مجلة نجم  المشرق وبعد ان انتقال  مجلة الفكر المسيحي  الى  مراحل مختلفة بقيت بهذه المهمة وفق رغبات العديد من الآباء  الكهنة من الذين اشرفوا على تحرير المجلة واذكر  منهم (الأب الراحل الدكتور يوسف حبي ) و(المطران جرجس القس موسى)  وانا في هذه المهمة من العمل كمصحح لغوي  اسير وفق ما كتبه ( إبراهيم الوائلي)  من تتبع لاخطاء المثقفين في كتاب بهذا العنوان أصدره المؤلف المذكور  وأعود اليه من وقت لأخر  من اجل إجراء تصحيحات تختص باللغة  كما إنني أتتبع ما كان يكتبه
 بهذا الخصوص( الشيخ الراحل جلال الحنفي)  وربما  أشير الى اسفي إزاء ما كنت أراه  من أخطاء تعد جسيمة بحق اللغة العربية كان يرتكبها  عدد كبير من رجال الدين  وإذ مااقدمت على إجراء  مقارنة فانا أجد ان في فترة القرن العشرين وبالتحديد في بداياته بدت  أقلام الكتاب تنحرف  نحو اقتراف الأخطاء  وهذا برأيي مبني على ترسبات وتراكمات  فما بني على خطا  يستمر على هذا المنوال دون وجود محاولات للتصحيح  وهذا ما ينطبق على واقع الصحافة التي باتت تعاني من هذا الأمر  فالأخطاء  المطبعية  واللغوية باتت لاتحصى في العديد من الإصدارات  والأمر المؤسف ان هنالك
 أخطاء تصدر  من قبل  نخب لاتتوقع منهم  الوقوع بتلك الأخطاء  ولكن انا أرى ان تعدد الإصدارات هو ما يدفع نحو  استفحال هذه الظاهرة وانتشارها وهو أمر يحسب على  الجانب السلبي  من تعدد الإصدارات  والذي يؤدي الى  انتشار النتاج الرديء الذي بالتالي يشوه ثقافة البلد وليس في صالحه بتاتا ..
*وماهي رؤيتك في التخلص من هذا الأمر باستخدام المعالجات  الضرورية  في الحد من  استفحال الأخطاء اللغوية ؟
- انا اقترح ان تتمخض المحاولات بإخراج برنامج كان يكون عرضه مرة او مرتين في الأسبوع ويعرض  على الفضائيات  ويقوم البرنامج بتبيان الأخطاء اللغوية  والإنشائية حيث  يبدأ بشريحة المذيعين  ومن ثم الكتاب  ليقوم بتصحيح الشائع من تلك الأخطاء التي تقع بها هاتين الشريحتين ..
*لنسلط الضوء على محور اخر وهو مدى تأثير المدن الثلاث ( البصرة باعتبارها مسقط راسك ومكان الولادة الاول  والموصل المحطة الثانية في حياتك  وبغداد كمحطة للاستقرار  والإقامة فيها ) وإسهامات هذه المدن على واقع تجربتك الأدبية ؟
- انا أرى ان منبع ثقافتي يدين للبصرة في المقام الاول  ولأنها  كانت تمثل حركة الفكر  وتلم بجمع التراث العربي من خلال حرصها على إقامة مهرجان  المربد وما كان يمثله هذا المحفل من تجمع للرواد ومن ثم النقلة والكتاب  وفي المقام الثاني  أدين بالفضل لبغداد  التي كانت مدينة الأمجاد منذ ايام الخليفة المنصور  وحتى نهاية القرن  الرابع الهجري  حيث بلغ بغداد الأمجاد ذروتها  بإثراء الفكر العربي بالثقافة  وهذا ما تؤكده كتابات  مؤرخ  الماني عني بالأدب العربي  ويشير بان هذا الثراء الأدبي الذي عاشته بغداد كانت نتاج الاف المطبوعات التي أبدعها العشرات
 من الكتاب المشهورين  في تلك الحقبة  اما المحطة الثالثة في حياتي  وهي مدينة الموصل فذاكرتي إزاء تلك المدينة تزخر بحادثة تتحدد بين  خريف عام 1940 حتى صيف العام 1945 وهذه الحادثة ترسخت بأعماقي وهي إنني كنت  اسكن في دار قريبة من  بيعة الباتري وهو ما يعرف اليوم بكنيسة الآباء الدومنيكان في منطقة الساعة  وكنت في تلك الأعوام  طالبا أداوم  في المتوسطة الشرقية  وبين مسيري نحو المتوسطة  في كل يوم تقريبا  لابد لي ان ادخل  الى الكنيسة  وأقوم بأداء صلاة صغيرة قبل التوجه الى المتوسطة وقد راقني ربيع المدينة بشكل كبير لكن  الفترة التي قضيتها في المدينة
 كانت خمسة أعوام فقط  حيث تركتها في العام 1945وما اذكره عن تلك العودة  بأنني  كنت أصغي الى الراديو هو يعلن استسلام المانيا بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية  وعدت مجددا الى مدينتي الأولى ( البصرة ) حيث عاد أبي  الذي كان يعمل  محاسبا في المصرف العثماني ..
*تستعين من خلال  حديثك بالكثير من التواريخ والأحداث لاسيما ان مسيرتك الحياتية حفلت بالكثير من تلك الأحداث فماهي  الأحداث التي رسمت في قلبك فرحا غامرا وما هي نظيرات تلك الأحداث التي غمرتك بحزن كبير ؟
-من الأحداث التي  غمرتني فرحا وابتهاجا  هي وقوع ثورة 14 تموز في العام 1958 لكن في المقابل هنالك أحداث كثيرة أشعرتني بحزن عميم  منها ما كان العراق يمر به خصوصا في الحرب التي دارت في العام 2003 وما أعقبها من أحداث استهدفت المسيحيين  من تفجير  شمل الكنائس خصوصا في آب من العام 2004 وحدث بوقت متزامن في العاصمة بغداد وفي مدينة الموصل أيضا ومن ثم الاستهداف الذي جرى بحق مصلي كنيسة سيدة النجاة في العام 2010 وأعقبه لاستهداف مسيحيي العاصمة بغداد من خلال الاضطهادات التي طالتهم والإرهاب الذي تسلل الى منازلهم الآمنة  وهذا الأمر دفعني كما  الكثير من
 أمثالي الى ان أبارح هذه المدينة  لكن العبرات والدموع كانت وسيلتي للتعبير عما يجيش في نفسي طول الطريق الواصل ما بين بغداد واربيل حيث استقريت أخيرا ..


89
رئيس مؤسسة مسارات للتنمية الثقافية والإعلامية سعد سلوم لـ(عنكاوا كوم)
الحفاظ على  المكونات  في العراق ضرورة لأنها تمثل صمام أمان لمواجهة الطائفية




عنكاوا كوم –سامر الياس سعيد
الفرصة التي تيسرت لي في المشاركة بمحفل ثقافي مهم  كالحلقة الدراسية  التي أقامتها المديرية  العامة للثقافة السريانية مؤخرا والتي ناقشت من خلالها دور السريان في الثقافة العراقية أجدها حافلة بالكثير من المشاهد لاسيما ما جرى على هامش الحلقة من خلال التحاور  مع نخب مهمة أسهمت  في تعزيز الحوار الإسلامي المسيحي ومبادرات أخرى تمثلت بالمبادرة المدنية  للحفاظ على الدستور  ومن هذه الشخصيات يبرز رئيس مؤسسة مسارات للتنمية الثقافية  والإعلامية  الدكتور سعد سلوم   التدريسي في كلية  العلوم السياسية في جامعة المستنصرية  وعضو اللجنة العلمية
 لأكاديمية بغداد للعلوم الإنسانية  بإدارة الآباء الدومنيكيان  كما عمل للفترة ما بين عامي 2005 حتى العام 2008 مديرا لمركز المشرق للدراسات الاستراتيجية  ويترأس مؤسسة (مسارات) فضلا عن رئاسته لتحرير المجلة التي تحمل الاسم ذاته كما عمل  منسقا للمشاريع في جمعية  الدفاع عن حرية الصحافة  عام 2010 وعضو هيئة المستشارين في مرصد الحريات  الصحفية عام 2011 ورئيس تحرير جريدة  الجهات عام 2003 فضلا عن عمله كمدير تحرير  جريدة( المشرق) عامي 2004-2005 وعمل في نشرة (نقاش ويكلي) التي تصدر في  برلين عن مؤسسة mict منذ العام 2008 وتشير سيرة سلوم  الشخصية  الى عمله ضمن العديد
 من المبادرات المدنية وله العديد من المؤلفات منها  (مستقبل  العلاقات العراقية الأميركية ) الصادر  عن مركز المشرق للدراسات الاستراتيجية  بغداد 2008 و(إمبراطورية العقل الأميركي :الفوضى الشاملة اوالسلام  الدائم )وهو من منشورات  مسارات في بغداد عام 2006كما له العديد من المقالات المنشورة في  موقعه الفرعي في مؤسسة الحوار المتمدن كما نشر له اكثر  من ستة وعشرين مقالا مترجما للانكليزية والكردية  في نشرة( نقاش ويكلي )كما له اكثر  من خمسة عشر دراسة منشورة  في الدوريات الأكاديمية  والمجلات المحلية والعربية  وقد اصدر مؤخرا كتاب يحمل عنوان
 (الأقليات في العراق: الذاكرة –الهوية والتحديات )عن مؤسسة مسارات للتنمية  الثقافية والإعلامية والحوار مع سلوم يحمل الكثير من المعطيات التي تدخل ضمن أهمية الحوار  من اجل  إنهاء حالة اللاسلم التي يعيشها البلد والتي تستهدف تشتيت مكوناته  وفيما يلي نص الحوار :
*ماهي المقاربات التي تسعى اليها من اجل تدعيم أواصر الحوار بين الأديان في العراق ؟

-في هذا العام وجدت ان الفرصة من اجل تعزيز مقاربتي  لمواجهة ما يمر به البلد من أوضاع استثنائية  خصوصا في تركيز الجهود نحو الحفاظ على التعددية التي ينعم بها العراق والحفاظ عليها يشكل ضرورة مهمة فهذه التعددية  تعد صمام أمان  لمواجهة الطائفية  المستشرية وانا برأيي كلما كانت المنطقة  زاخرة بالتعددية  وفيها مناطق تقبل الاخر  فالتقسيم في حالتها صعب للغاية ومهما توالت حالات الهجرة وترك البلد من قبل أبنائه فحينئذ ستكون هنالك مناطق اثنية وطائفية  كما ان هجرة الأقليات  سوف يرسخ  لتقسيم العراق لذلك اخلص الى القول بان  بقاء هذه المكونات  صمام
 امان ضد ترجمة هذا المخطط ..
*كيف ترسخت لك فكرة الحوار كونك من مؤسسي المجلس العراقي لحوار الاديان ؟
-بدات الفكرة بالاختمار في ذهني في عام 2004 من خلال إصدار مجلة (مسارات ) التي كانت تتابع سمات معينة في المجتمع العراقي  وكان هذا المشروع عبارة عن مجلة مطبوعة  لكن بعد حادثة كنيسة سيدة النجاة التي جرت بتاريخ 31 تشرين الاول عام 2010 وجدت ان المهمة  تحتاج الى عمل اكثر من  إصدار مطبوع لذلك باشرت بإنتاج وثائقيات من خلال تأثير  الصورة الذي يبقى له الفعل الأقوى مقارنة  بالكلمة المطبوعة  وهنالك جمهور واسع يتابع تلك الوثائقيات  لذلك بدات مع رجال الدين حيث وجدت انهم يمثلون جزء من المشكلة وفي الوقت ذاته جزء من الحل  وكما تعلم بان المواطن العراقي
 يمتلك قيادات دينية  معتدلة  كما هنالك في الجانب الاخر تيارات دينية تتسم طروحاتها بالتطرف  لذلك شعرت بأهمية لعب دور الوسيط بين القيادات الدينية  فتمخض عن ذلك مبادرة الحوار الإسلامي المسيحي  وتتطلب هذا الأمر مني انا اترك الإعلام  لفترة طويلة من اجل  بناء أرضية تتعايش فوقها العلاقات بين رجال الدين المسلمين والمسيحيين  وركزت في هذا الجانب على ثلاثة عناصر  أهمها الحوار التواصلي  وهو الذي تترجمه الزيارات المتبادلة بين رجال الدين سواء المسلمين او المسيحيين  كما هنالك عنصر أخر يبرز دور  الحوار الشعائري  وهو يتلخص بإقامة  صلاة موحدة
 وفعلا تم إقامة مثل تلك الصلوات  المشتركة والتي احتضنتها دور عبادة ما بين جامع وكنيسة  حيث بدات هذه المبادرة تحديدا بمدينة النجف وانتهت في بغداد اما العنصر الأهم وهو  الحوار الفكري  وهو أمر  كان الأصعب باعتقادي ضمن سلسلة المبادرات  وتكمن صعوبة هذا الأمر بان كل صاحب عقيدة يعتقد بأنه على صواب  والأخر على خطا  والمقاربة في هذه الحالة  تكون بإجراء حوار  يسهم بإبراز المشتركات  بين الاديان  والمشترك الأساسي الذي تم التأكيد عليه  هو أهمية الحفاظ على التعددية  للحفاظ على وحدة العراق وهذا الأمر هو الذي عزز الضرورة بانبثاق المجلس العراقي
 لحوار الاديان ..
*وكيف ترى مسيرة الحوار بعد كل تلك الجهود التي تم بذلها وكيف تبلورت النظرة من قبل رجال الدين بالإسهام من اجل إنجاح هذا المشروع ؟
-تكمن أهمية الحوار  بأنه لم يسبق لرجل دين ان التقى وجلس مع رجل الدين الاخر  لذلك فمن خلال تلك الجلسات تم الانفتاح على مشتركات كثيرة  أهم من الأمور التي يختلف بشأنها  كما ان نظرة رجال الدين إزاء المبادرة عززت لفهم المبادرة بأنها فرصة لفتح النوافذ والأبواب  بين المعتدلين من رجال الدين  خصوصا بعد الذي جرى لكنيسة سيدة النجاة  والحادثة التي هزت الكيان العراقي  ووعى العديد من رجال الدين  ضرورة اتخاذ قرار  مشترك يعزز الوقوف جنبا الى جنب  ضد التفسيرات المتطرفة فأي نص هو مجرد مرآة  تعكس شخصية  كل من يقراه فإذا كان الشخص الذي يقرا هذا النص
 يتمتع ببيئة معتدلة تقبل الاخر  فحينها ستكون قراءته معتدلة لاوجود لإلغاء الاخر فيها وهنالك الكثير من الأكاديميات والمؤسسات التي تحاول دراسة تأثير الاديان في المجتمع لكن من وجهة نظري أجد ان المهم هو دراسة  تأثير الناس في الاديان ..
*الاتجد صعوبة في تعدد المرجعيات واختلاف الرؤية بين مرجعية وأخرى إزاء أهمية الحوار ؟
-برأيي  ان المرجعيات الدينية متعددة بالنسبة لكل دين لكنني أفكر  حول إمكانية  عمل تلك المرجعيات معا وربما نستطيع التحدث عن مرجعية  إنسانية  عابرة لخطوط التقسيم الديني وهذا ما يسعى اليه المجلس العراقي لحوار الاديان  والذي هو بلورة لفكرة تريد ان تتطور وأود الإشارة الى ان المجلس العراقي لحوار الاديان  لايتحدد برجال الدين فحسب  بل يدعم التعددية  في الآراء والأفكار  وهو يعزز الحوار بين مختلف الشرائح كان تكون بين رجال الدين او علمانيين ..
*وماهي الآليات التي يرتكز عليها المشروع خصوصا وان الحوار يفضي الى أمور تتطلب دعم حكومي من اجل ترجمتها الى واقع ؟
-من خلال تبني  طرح تلك الأمور  التي تمثل جزء من الاستراتيجية  والتي يدور حولها كتابي الذي أصدرته مؤخرا والذي يحمل عنوان  التنوع الخلاق فالحفاظ على الاستراتيجية  يكمن في  العمل على عدة أدوات مهمة تتلخص بالعمل  من فوق الى أسفل وهو جانب  العمل مع  الحكومة في سبيل تعزيز  الاستراتيجية  كما لانغفل ضرورة  العمل من أسفل الى فوق  وهي التعامل مع شرائح المجتمع وفي جانب العمل بالاستعانة بالدعم الحكومي لايمكن إهمال  طريق التشريعات وهي آلية التغيير  ومن دونها لايمكن  لنضالنا  ان يستطيع فرصة  تحقيق الحصول على أدوات التغيير  وفي هذا المحور تبرز
 نماذج متعددة لدول كأمريكا على سبيل المثال  وهي التي سعت في تغيير النظرة إزاء التمييز بين السود وبناءا على هذا الأمر صدرت تشريعات تم إقرارها للحصول على الحقوق المماثلة بين السود والبيض في هذه الدولة وهذا أمر مهم لكن الى جانبه  يتوجب العمل  مع رجال الدين باعتبارهم صناع قرار  ويكمن تأثيرهم في الجماهير  أقوى من تأثير أي داع مدني  لكن على عاتق هذه الشريحة  تحمل جزء  من مسؤولية تغير ما يحدث  اما الأمر الأكثر ضرورة في هذه المرحلة فهو تغيير المناهج الدراسية  لأنه لايمكن لنا ان نستطيع بناء جيل جديد دون وجود مناهج دراسية تشجع على هذا الأمر
 واعتقد ان استحداث مناهج تدريس مقارنة الاديان في العراق سوف يسهم  بجزء  من عملية نشر ثقافة  التسامح وقبول الاخر  بين أفراد جيل  المستقبل وهم الخميرة التي يتطلبها الوطن في إنضاج مستقبله ..ومادمنا في محور الاستعانة بالشباب  فانا لااغفل ضرورة العمل معهم فهذه الشريحة  تعد الشريحة الأكبر ومهما اختلفت دياناتهم  لكن نظرة المستقبل تحكم حياتهم وأنت ترى بان اغلب البلدان العربية التي شهدت ثورات تغيير قبل عامين او اكثر  لم تشهد مثل تلك المحاولات لولا إسهام الشباب بإحداث التمرد على  العالم القديم لذلك نحن بحاجة  الى الشباب للعب دورهم
 بالتغيير  وانا اعمل في الوقت الحالي  على مشروع يتألف أعضائه من الشباب  ويتمحور موضوعه الأساسي حول المواطنة حيث يحمل عنوان (كلنا مواطنون ) ويقوم على تدريب عشرين شابا  من مختلف الانتماءات الدينية في العراق ومن مختلف المحافظات يقومون بأنشطة تعزز المواطنة  ويعودون لمناطقهم كسفراء  للمواطنة  ليقوموا بالتالي بتدريب العدد نفسه في هذه المناطق وقد أصدت وكالة صحفية على هذا المشروع من خلال ما كتبه مندوبها في العراق حول هذا الموضوع وفيما يلي مقتطفات من التقرير الذي نشر :
( قام شباب عراقيون متطوعون بفتح أبواب التواصل فيما بينهم ليبنوا مشروع مواطنة حقيقة على أرض الواقع. هؤلاء الشباب ينتمون الى طوائف عراقية مختلفة تعرفوا فيما بينهم خلال فعاليات مؤسسة مسارات  الناشطة في مجال حماية الأقليات العراقية. واستمر التعارف الى إيجاد شبكة تعاون واسعة بينهم شملت مختلف مناطق العراق. وقد سموا أنفسهم "سفراء المواطنة" حيث يعتبر كل منهم نفسه ممثلاً رسمياً للمواطنة العراقية ومسؤولاً تطوعياً عن نشر ثقافة التعايش المشترك بين أطياف المجتمع العراقي.
تتكون المجموعة من: زهير الايزيدي، حسين الشبكي، التؤامان المندائيان انسجام واتفاق، احمد التركماني، منى البهائية، مروج الكردية، لارا المسيحية، سيف الأنباري، وسام ووجود من ذوات البشرة السوداء، مهند السومري واحمد الأكحل من المحافظات الجنوبية وآخرين. وهكذا مثلت المجموعة معظم الهويات المتنوعة العراقية من انتماءات قومية، دينية ومناطقية.
وتهدف المجموعة الى تصحيح الصور النمطية للآخر في المجتمع العراقي من خلال التعارف المباشر والمناقشة البناءة. يقوم كل واحد منهم بتشكيل فريق منتخب من أبناء محافظته ليقدم لهم رؤية شاملة عن التنوع العراقي وصورة موضوعية عن المكونات العراقية وأسس ومبادئ المواطنة ضمن ورشات تخصصية. ومن ثم تنتهي كل دورة بزيارة الى أماكن مقدسة للديانات الأخرى ليتم التعريف بهم مباشرة والحديث مع رجال الطوائف الأخرى. وتستغرق كل دورة فترة اسبوع ليتبعها دورات أخرى بمشاركة اعضاء جدد. وهكذا تتوسع الشبكة الاجتماعية للعلاقات بين اتباع الطوائف والاديان العراقية
 بشكل مباشر ومستمر.وقد أجرى المونيتور لقاءات مع بعض اعضاء هذه المجموعة للاطلاع على تفاصيل عملهم. فقد صرحت لارا بأنها عملت حتى الآن مع 20 شاب وشابة من مسيحيين وايزيديين وشبك؛ قامت بتقديم نبذة مختصرة عن الاقليات في العراق الموجودين حاليا والمنقرضين مثل اليهود وشرح بعض المعتقدات الخاطئة بخصوص كل ديانة. وفي المرحلة الثانية أخذت بهم الى دير الربان هرمزد في ناحية القوش للقاء مع رجل دين مسيحي تحدث لهم حول التسامح ومحبة الاخر في هذه الديانة، ومن ثم معبد لالش شمال قضاء شيخان ليلتقوا مع خبير ايزيدي تحدث لهم عن ديانته وتصحيح بعض المفاهيم
 الخاطئة عنها. وأخيراً الى أحد الجوامع الاسلامية ليتحدث لهم الشيخ بأن ما يحدث من ارهاب في العراق لا يمت بصلة الى هذا الدين وان القائمين به هم مجرمون بعيدون تماما عن جوهر الديانات كلها.وقال سيف للمونيتور بأن مشروع "سفراء المواطنة" هو عراق مصغر من وجهة نظره، والذي يسعى هو ورفاقه في توسيع دائرته ليشمل أكبر عدد ممكن من الشباب العراقيين في كل محافظات العراق ومن كل الانتماءات المختلفة. وبخصوص الظروف الأمنية الصعبة لهكذا عمل في محافظته الأنبار قال بأن رغم التحديات العصيبة استطعنا أن ننجز الورشات التحضيرية وبعد ذلك قمنا بزيارة لمرقد
 ابوحنيفه النعمان، امام المذهب الحنفي السني، وزيارة مرقد الكاظم، الامام السابع للامامية الاثنى عشرية. وكان اغلب المشاركين يحضرون في الاماكن المقدسة للاديان الاخرى لأول مرة في حياتهم ليتعرفوا على الآخر بشكل مباشر ووجها لوجه.



غلاف الاقليات في العراق



غلاف مسارات

90
كنيسة أثرية يحتفظ مسيحيو الموصل بذكرياتهم الكثيرة معها
السريان يستعدون لإحياء تذكار الشهداء مارت شموني وأولادها السبعة




عنكاوا كوم –الموصل –سامر الياس سعيد

يستعد مئات السريان للاحتفال بتذكار الشهداء مار تشموني وأولادها السبعة ومعلمهم لعازر  الذي يوافق يوم الخامس عشر من تشرين الاول من كل عام  ويتوجه المؤمنين الى الكنيسة العجائبية ذات التاريخ العريق والتي تقع على ربوة تلة في  بلدة بخديدا(قرقوش) من اجل الاحتفال بالطقوس الدينية لهذا التذكار حيث  يترأس مطران الموصل وتوابعها للسريان الأرثوذكس مار نيقوديموس داؤد متي شرف القداس الإلهي في الكنيسة بمعاونة من لفيف الآباء الكهنة والشمامسة والشماسات وجمع غفير يتقاطر من البلدات التي يقطنها ابناء شعبنا  ويشهد الاحتفال بالتذكار الخاص بالشهداء السبعة وأمهم  القديسة مارت شموني والمعلم لعازر تكريم ذكراهم حيث  ترد حادثة استشهادهم في سفر المكابيين الثاني من العهد القديم دلالة على ما كانوا يملكونه من إيمان قويم وثبات على ذلك الإيمان قادهم لنيل إكليل الشهادة مقتدين بثبات أمهم وصبرها على رؤية أولادها وهم ينالون الشهادة واحدا  بعد الأخر ..

ويجهل تاريخ تأسيس الكنيسة  إلا ان المرجح ان تاريخ تأسيسها يتأرجح بين القرنين السادس او السابع كما يبرز من هيئتها والطراز الكنسي الذي بنيت بموجبه  كما تزخر الكنيسة بالعديد من النقوش والزخارف التي تحكي حقبا من الأعوام التي شهدتها  ويتحدث المطران مار غريغوريوس صليبا عن تلك النقوش والزخارف من خلال كتابه الصادر عام 1984 والذي يحمل عنوان (تاريخ أبرشية الموصل للسريان الأرثوذكس ) ويقول المطران صليبا عن احد الكتابات الموجودة  على باب المذبح الخاص بالكنيسة   بأنها مكتوبة  بالخط الاسطرنجيلي  وتشير الى تجديد الكنيسة  في العام 791م بالإضافة  الى تلك الكتابة هنالك الكثير من الكتابات التي تم تشويهها بالاصباغ إلا أنها تبقى آثار نفيسة تبرز العمق الزمني للكنيسة فضلا عن لوحات تصور بانوراما الاستشهاد لدى القديسة مارت شموني اذ تصورها بامرأة جالسة  تفتح ذراعيها بين أسدين متقابلين وربما رمز الفنان لهولاء الأسود الى أولاد القديسة كما ان هنالك كتابات أخرى تضمها الكنيسة  منها واحدة تشير الى  وفاة القس بهنام شقيق المطران كاراس  سنة 1772 ومن خلال تلك الكتابة  يشار أيضا الى الوباء الفتاك المنتشر في تلك السنة كما تضم الكنيسة أيضا رخامات تحمل نقوشا وصلبانا مع كلمات بالسريانية ..

بالإضافة لتاريخية الكنيسة فإنها تمتاز بأمر أخر وهو ان  الكنيسة عجائبية تشهد مع الاحتفال بتذكار شفيعتها ظهور أطياف تمثل الشهيدة وأولادها السبعة تتحرك جيئة وذهابا في أعلى الجدار الداخلي على يسار المذبح اما عن اكتشاف هذا الحدث العجائبي الذي ينتظره المؤمنون بعد الانتهاء من القداس الذي يقام صبيحة يوم عيدها فقد اكتشفه القس عبد الاحد القرقوشي المتوفي عام  1911 وتم إذاعة خبر الظهور في مدينة الموصل وقراها ومنذ ذلك الحين اعتاد مطران الأبرشية  الاحتفال بالقداس في هذه الكنيسة يوم عيدها الموافق 15 تشرين الاول من كل عام  اما عن الترميمات التي شهدتها الكنيسة فهي كثيرة  لعل أشهرها ما تم عام 1734 في عهد المطران كاراس كما شهدت ترميما اخر عام 1973 حيث تم صب سطح الكنيسة  بالكونكريت المسلح كما شهدت ترميما أخر عام 2007شهد تأهيلها وترميمها بشكل لائق من خلال الاهتمام  بداخل الكنيسة والمذبح وتغليف اغلب الجدران بالحلان الموصلي ..


جانب من احتفالات الكنيسة بعيد مار تشموني

91
ممثل المسيحيين في مجلس محافظة نينوى أنور متي هداية لـ(عنكاوا كوم)
أكدت للبرلمان الأوربي بان مسيحيي العراق لايعيشون عصرهم الذهبي




الموصل –عنكاوا كوم-سامر الياس سعيد
أربعة محاور أساسية  ارتكز عليها لقائي مع السيد أنور متي هداية ممثل كوتا المسيحيين في مجلس محافظة نينوى  كان أولها  رئاسته للجنة الاقتصادية  والمالية والصناعية في المجلس المذكور وما هي المساهمات التي يضطلع بها للارتقاء بالواقع الاقتصادي المتصل بهذه اللجنة وآفاق إسهام اللجنة المذكورة  في تقديم الدعم المطلوب بغية إنقاذ  الواقع الاقتصادي الذي يعيش ركودا يرتبط بجملة معوقات أهمها الوضع الامني  حيث يتطرق إليه هداية أيضا في سياق حوارنا من خلال وضع تقييمه لهذا الوضع خصوصا خلال الفترة الحالية كما يسلط الضوء على مشاركته الأخيرة في جلسة
 الاستماع  التي أقامها البرلمان الأوربي في العاصمة البلجيكية بروكسل منتصف شهر ايلول الماضي من اجل الوقوف على أوضاع مسيحيي العراق في ضوء ما يشهدونه من حملات استهداف كما تحدث هداية  عن جلسة مجلس المحافظة والتي شهدت تصويتا لشغل المكون المسيحي احد مقاعد مجلس قضاء الموصل في المحور الأخير من اللقاء وفيما يلي نصه :
*لنبدأ أولا من مشاركتك في جلسة الاستماع للبرلمان الأوربي  وما حفلت به هذه الجلسة من اضاءات حول الواقع الذي يعيشه مسيحيو العراق وبالأخص مسيحيي مدينة الموصل من حملات استهداف تتجدد بين آونة وأخرى ؟
-أبدء أولا حديثي بالإشارة الى سبب مشاركتي في هذه الجلسة حيث كانت هذه الدعوة التي قدمت لي من قبل البرلمان الأوربي قد جاءت انعكاسا لمشاركتي  في نهاية شهر شباط (فبراير) من العام الحالي بمؤتمر أقيم في العاصمة الايطالية(روما) حيث دعت إليه وزارة الخارجية الايطالية وبالتعاون من قبل الاتحاد الأوربي حيث تمحور المؤتمر المذكور بانعكاسات الربيع العربي على واقع المكونات  وبالأخص مسيحيي الشرق وكنت احد المشاركين ممثلا عن العراق في المؤتمر المذكور  وتحدثت في هذا المحفل  عن التغيير الذي شهده العراق بعد عام 2003 وكتجربتنا كمسيحيين عاشوا هذا
 التغيير ونظرا لعمق الطروحات التي قدمتها في المؤتمر  المذكور فقد قام عدد من أعضاء البرلمان الأوربي بدعوتي لجلسة استماع تسلط الضوء على واقع مسيحيي العراق على ان تقام الجلسة في حزيران من العام المذكور وكن هذا الموعد تعارض مع عدم إمكانية مشاركتي كوني كنت مشغولا في هذه الفترة بالانتخابات التي شهدتها محافظة نينوى لانتخاب مجلس المحافظة كوني كنت مرشح التجمع الكلداني السرياني الآشوري في هذه الانتخابات فقد تم تاجيل الجلسة الى منتصف شهر ايلول حيث شاركت فيها  مع  النائب خالص ايشوع عضو مجلس النواب العراقي  وكلا  منا قدم كلمة تناولت العديد
 من المعوقات التي يعانيها ابناء شعبنا وبالنسبة لكلمتي التي القيتها في هذه الجلسة فقد تركزت على ثلاث محاور  حيث كان المحور الاول منها قد تخصص بوضع المسيحيين في العراق قبل حرب التغيير التي جرت عام 2003 حيث تناولت أوضاع هذا المكون من الجوانب الاقتصادية  والسياسية والاجتماعية وتطرقت الى ان أعداد المهاجرين من ابناء شعبنا في تلك الفترة لاتقاس إطلاقا بما بعد العام 2003 رغم وجود الكثير من المضايقات على هذا المكون في تلك الفترة والتي كانت تقع تحت وطأة التعتيم الإعلامي   اما المحور الثاني في الكلمة التي القيتها فقد اختصت  بنصوص الدستور
 العراقي  الذي اقر بعد العام 2003 والتي تعلقت بشكل خاص بوضع الأقليات حيث ذكرت ان مواد الدستور أنصفت الأقليات لكن على ارض الواقع لم تطبق تلك النصوص  الأمر الذي أدى الى تزايد أعداد المهاجرين  من المسيحيين  حيث هاجر اكثر  من نصف العدد من المتواجدين في البلد خصوصا مع عدم استقرار الوضع الامني وتزايد حالات الاستهداف التي طالت المكون خصوصا في حوادث عدت مأساوية كمجزرة كنيسة سيدة النجاة  والتي كانت مهمتها الرئيسية إفراغ العراق من المكون الكلداني السرياني الآشوري (المسيحي) وفي المحور الأخير من الكلمة  التي قدمتها في جلسة البرلمان الأوربي
 تناولت تأثيرات ما يحدث من وضع استثنائي تعيشه الشقيقة سوريا ووضع مسيحييه وانعكاس ما يجري في هذا البلد على  العراق خصوصا بما يتعلق بالوضع الامني  خصوصا تدهوره الملحوظ والذي تزامن مع وجودنا في بروكسل مع ما كان يروج له الإعلام بشكل بارز من احتمالية استخدام الحل العسكري في سوريا  وحقيقة ان الجلسة المذكورة للبرلمان الأوربي اكتفت بالاستماع الينا كممثلين عن  المكون المسيحي في العراق  كما قدم ممثل عن الحكومة العراقية في هذه الجلسة رؤية الحكومة متحدثا في الجلسة بان المسيحيين في العراق يعيشون عصرهم الذهبي  خصوصا مع إقرار الدستور الذي
 أنصفهم على حد قوله  لكنني اود لفت اهتمام هذا المسؤول الحكومي ممثل الحكومة العراقية  بان ما تعرض له المسيحيين من محاولات استهداف  هل هي ترجمة لما قاله بشان أنهم يعيشون عصرهم الذهبي  أم المجزرة التي حدثت في مساء يوم احد في كنيسة سيدة النجاة وفي منطقة حيوية من مناطق العاصمة تشهد تدابير أمنية غير مسبوقة هو عصر ذهبي كما تحدث ذلك المسؤول  ومالذي قصده بشان ان ما تعرض له المسيحيين يتناسب مع ما تعرض له باقي العراقيين من المكونات المختلفة وهنا أود الإشارة  الى ان مسيحيي العراق لم يرفعوا السلاح بوجه أي من كان  ولم تتلطخ أيديهم بدماء أخوتهم
 او حاولوا تفجير  الجوامع والحسينيات لكي تتم عمليات استهداف دور عبادتهم  وكان بالأحرى على هذا المسؤول العراقي في هذه الجلسة ان يقدم حلولا  تنهي معاناة هذا الشعب  العراقي وبالأخص مسيحييه ونحن بدورنا تعاملنا مع جلسة الاستماع هذه  بصورة وافية  وشفافة من خلال الإشارة الى كل ما يحدث للمسيحيين في العراق وهذه الجلسات عادة ما تكون مقتصرة على حضور عدد من أعضاء هذا البرلمان الذين يقدمون فيما بعد تقريرا لرئاسة البرلمان الذي يدرج على ضوء هذا التقرير منهاجا لدراسة الوضع في العراق وواقع المسيحيين في هذا البلد ليتم الخروج بعد نهاية تلك الجلسة
 بتوصيات تصب في مصلحة هذا المكون ..
*كونك عضو في مجلس محافظة نينوى، ماهو تقييمك لما تشهده المحافظة من وضع امني غير مستقر ؟
-بالتأكيد انا أرى ان الوضع الأمني في المحافظة متردي وبشكل واضح وهذا برأيي الشخصي ناتج من تردي الوضع في الشقيقة سوريا حيث هنالك تماس حدودي كبير بين سوريا وبين محافظتنا  وأي شي يجري  في سوريا من تردي للواقع الأمني فيها لاشك ينعكس بالسلب  على نطاق الأوضاع الأمنية في محافظتنا لكنني أهيب بأبناء المحافظة  ومن منطلق ثقتنا بهذه النخب  من اجل التصدي  لهذا الواقع السيء الذي باتوا يعيشونه وان يقفوا وقفة رجل واحد من اجل الحفاظ  على نسيج المحافظة الذي يعتبر عراق مصغر لتاخي جميع المكونات  وعيشها المشترك على أرضه اما فيما يتعلق في مجلس المحافظة
 فنحن في المجلس لانتقاطع مع القوات الأمنية  بمختلف مسمياتها  من قوات الجيش او الشرطة سواء المحلية او الاتحادية  وبالعكس فهنالك تواصل بيننا  من خلال لجنة الامن والدفاع في مجلس المحافظة  وبشكل مباشر مع  القيادات الأمنية ..
*ماذا عن رئاستك للجنة الاقتصادية والمالية والصناعية في مجلس المحافظة ومامدى إسهام تلك اللجنة بوضع الخطط الكفيلة بالخروج  من أزمة الركود الاقتصادي الذي تعيشه المحافظة؟
-نحن لدينا ثقة كاملة ونمتلك عزم من اجل النهوض بالواقع الاقتصادي من خلال الإسهام في هذه اللجنة ومن خلال مجلس المحافظة خصوصا وان محافظة نينوى تمتلك الكثير من المعامل الصناعية التي لها دور في الإسهام بالدفع بعجلة الصناعة والخروج من عنق أزمات الركود الاقتصادي كما اشرت في سؤالك خصوصا ونحن متفائلون بما قدمه التعديل الثاني  لقانون مجالس المحافظات  من صلاحيات واسعة منحت  لتلك المجالس  والتي تصب في مصلحة الارتقاء بالواقع الاقتصادي لكل محافظة ..
*وماذا عن جهودكم الشخصية في تشجيع ابناء المكون المسيحي من المغتربين في دول العالم على الدخول في مشاريع استثمارية لها مردود ايجابي على الواقع الاقتصادي للمحافظة ؟
-بلاشك ان الوضع الأمني وكما أشرت سلفا  لايشجع المستثمرين وأصحاب رؤوس الأموال  على الدخول في مشاريع استثمارية  خصوصا في المناطق التي تشهد وضعا امنيا يوصف بالهش  لذلك أنا أرى ان الاعتماد  لايتحدد بهذه الفئات وانما  علينا الاعتماد على الطاقات  الاقتصادية المحلية  والصناعيين ممن لديهم خبرة بما يحتاجه البلد من معامل وخطوط إنتاجية تسهم بمردودات إنتاجية وفيرة  ونحن لاننكر تلك المجهودات التي من الممكن ان تقدم في هذا المجال لما لطاقاتها  المعروفة  وحديثي لا يمنع من تشجيع  الاستثمارات التي من الممكن ان تأتينا من الخارج لكننا في مجلس
 المحافظة ومن خلال اللجنة الاقتصادية  نسعى لوضع خطط  او البحث عن تشريعات قانونية  لتقديم تسهيلات لهولاء المستثمرين  وبلاشك ستكون الأولوية للمستثمرين من ابناء البلد من المغتربين ممن ينون  اعادة البنى التحتية للبلد والمحافظة بشكل خاص ..
*للمحافظة معامل صناعية توقفت عن الإنتاج نتيجة الأوضاع الأمنية ، ماذا بصدد اعادة تأهيلها وماهي رؤاكم حولها كون لجنتكم على تماس مباشر مع آلية عملها ؟
-اعتقد بأنه بات من المعروف لدى الجميع بان ملف البطاقة التموينية أصبح من صلاحيات المحافظات بعد ان كان هذا الملف منوطا لصالح الحكومة المركزية عبر وزارة التجارة في استيراد مفرداته وهذا الأمر استنزف من وقتي الكثير  كونه يدخل في صلب عمل اللجنة الاقتصادية التي أترأسها في مجلس المحافظة وهذا  الموضوع حساس جدا لأنه يمس الأمن الغذائي للمواطن  وقد مثلت مؤخرا المحافظة في الاجتماع الذي أقيم في الأمانة العامة لمجلس الوزراء برئاسة السيد نوري المالكي رئيس مجلس الوزراء  وعدد من الوزراء ووكلاء الوزراء  والاجتماع تخصص بالوقوف على مدى قدرة
 المحافظات استلام ملف البطاقة التموينية بعد ان خرج من صلاحية الحكومة المركزية واعتماده ضمن صلاحية المحافظات كما أشرت مسبقا  وقد دار خلال الاجتماع المذكور الكثير من النقاش فهنالك محافظات أبدت تحفظا بشان الموضوع ومنها محافظة بغداد وكركوك بينما ارتأت بعض المحافظات تأجيل البت بالموضوع الى آذار  او نيسان من العام القادم  إلا محافظة نينوى  وبعض المحافظات حيث اشرنا الى موقفنا إزاء الموضوع باستعدادنا باستلام ملف البطاقة التموينية  مع بداية العام القادم ونوهنا الى عدم وجود أي معوق او إشكال نتيجة تنفيذ هذا الأمر خصوصا من الناحية
 اللوجستية باستثناء  المعوق المتمثل بالوضع الأمني  والإجراءات المتعلقة بتوفير الأمن للمخازن التي ستستقبل مفردات البطاقة التموينية  فضلا عن توفير انسيابية لنقل المواد الغذائية  الخاصة بالبطاقة التموينية  واشرنا الى إمكانية ذلك بعد التنسيق مع القطعات العسكرية  التي تتولى  توفير الأمن لعموم المحافظة ..أما بما يتعلق بإعادة تأهيل المصانع التي تدخل في صلب توفير بعض المفردات لاسيما معمل السكر في مدينة الموصل  فسوف يكون لنا خطة مدروسة في هذا المجال  من اجل أغناء  الأسواق العراقية  بالمنتوجات الغذائية  والصناعية والتي لها طلب كونها من
 المنتوج المصنع محليا وأشرت الى هذا الأمر يحتاج الى وضع خطط  فالخطط التي نضعها في اللجنة الاقتصادية  تنطلق من لقاء  مدراء الدوائر  المعنية وذات الاختصاص المتعلق بالموضوع من اجل الوقوف على رؤية واضحة  وفاعلة  ..
*المحور الأخير للقائنا سيختص بما دار في الجلسة التي شهدها مجلس المحافظة مؤخرا والتي اختصت بسد الشواغر في مجلس القضاء ومطالبتكم بمقعد يمثل المكون المسيحي في المجلس المذكور ؟
-أود توضيح  ما جرى في الجلسة التي جرت يوم الثلاثاء الموافق 1 تشرين الاول حيث هنالك في مجلس القضاء ست مقاعد شاغرة  لذلك تم في الجلسة  التي عقدت في مجلس المحافظة  التصويت على سد شاغر أربعة مقاعد من تلك المقاعد وتبقى مقعدين  وقمت بتقديم طلب لرئاسة المجلس أشرت فيه الى حاجة المكون المسيحي من تمثيل خاص به في هذا المجلس وحقيقة لاقى الطلب  الذي قدمته  تأييدا  من هيئة رئاسة المجلس  ومن كافة الكتل  عبر ممثليها في المجلس  وتم إقرار الطلب وبشكل رسمي  وسوف يتم خلال الأيام القادمة ترشيح ثلاثة  من ابناء شعبنا من ابناء مدينة الموصل للتنافس على هذا
 المقعد المذكور وشغله  ومن ثم المصادقة على هذا الترشيح في جلسة سيشهدها مجلس المحافظة  ..


92
البيت الثقافي في نينوى يقيم معرضاً فوتوغرافيا للمصور الصحفي علاء أدور

الموصل –عنكاوا كوم-سامر الياس سعيد
 احتضن البيت الثقافي/ نينوى التابع لدائرة العلاقات الثقافية في وزارة الثقافة معرضاً للصور الفوتوغرافية للمصور الصحفي  علاء أدور   و ضم المعرض أكثر من 20 صورة فوتوغرافية تناولت  مواضيعها بين تراث المدينة والطفولة والطبيعة وقام بافتتاح المعرض السيد مثنى عبد القادر مدير البيت الثقافي في نينوى بحضور جمع غفير من المثقفين والفنانين .وفي ختام المعرض تم تقديم شهادة تقديرية من مدير البيت الثقافي للمصور الصحفي علاء أدور تثمينا لجهده الفني في اختيار الصورة الفوتوغرافية خصوصا بما يتعلق بالحفاظ على ارث المدينة وتراثها .. و قال المصور
 الصحفي علاء أدور في تصريح خص به  موقعنا بأنه يثمن أولا  الدور الثقافي المهم الذي يضطلع به البيت الثقافي في محافظة نينوى لخدمة الحركة الثقافية والفنية بمدينة الموصل مشيرا  الى الدور الريادي للمؤسسة الثقافية في تطوير وتشجيع أعمال الفن والثقافة خدمةً لعراقنا العظيم والنهوض بالحركة الثقافية إلى المستوى المطلوب والذي يليق بمدينة الموصل وتاريخها المجيد في الثقافة والفنون المتنوعة






93
في الذكرى الأولى لرحيل  العالم الاثاري بهنام ابو الصوف
أكاديمي في كلية الآثار بجامعة الموصل :
ما يحز في أنفسنا إننا لم نوف حق هذا العلامة المختص بتاريخ العراق




عنكاوا كوم-الموصل-سامر الياس سعيد
عشية الذكرى الأولى لرحيل  العالم الاثاري المعروف بهنام ابو الصوف،قال الدكتور نبيل نور الدين ان ابو الصوف احب بلده العراق وعمل في مجال التنقيبات الاثارية من باعث حبه لبلده ورغبته في كشف تاريخه مشيرا الى ان ما يحز في النفس ان العالم الاثاري رحل بعيدا عن بلده  ولكننا كاثاريين لم نستطع ايفاء ما قدمه لعلم الاثار بسبب الاوضاع الأمنية التي يمر بها البلد بصورة عامة ومدينة الموصل خصوصا ..وأضاف التدريسي في كلية الاثار بجامعة الموصل ومساعد رئيس هيئة تنقيب نينوى (تل قوينجق) في اتصال هاتفي مع موقع (عنكاوا كوم) ان الكلية بادرت بعد فترة قصيرة
 من رحيل الاثاري بهنام ابو الصوف بإقامة حفل تأبيني شارك فيه عدد من الأكاديميين من مجايلي ابو الصوف وممن عملوا بمعيته في العديد من التنقيبات الاثارية وقد دفع هذا الاستذكار لذرف الدموع والتأثر من قبل عدد كبير ممن عملوا مع العلامة الاثاري  وعن مبادرة محافظة نينوى التي وجهت من خلال محافظ نينوى بعد رحيل ابو الصوف بإطلاق اسمه على احد المواقع الاثارية في المدينة استبعد الدكتور نور الدين هذه المبادرة مشيرا بان  المواقع الاثارية تسمى حسب حقبها والقائمين على بنائها في عهودها وليس بالإمكان ان نقوم بتغيير تلك المواقع  والأجدى ان نطلق اسم
 الراحل على الصروح الثقافية الموجودة في المحافظة او إطلاقه على الشارع الرئيسي المحاذي لمتحف الموصل الحضاري .. وبهنام ابو الصوف من مواليد  مدينة الموصل عام 1931. أكمل دراسته الابتدائية والإعدادية في مدينته الموصل.حصل على بكالوريوس في الآثار والحضارة من كلية الآداب جامعة بغداد في عام 1955.أكمل دراسته العليا في جامعة كمبردج بإنكلترا وحصل على درجة الدكتوراة في الآثار ونواة الحضارة وعلم الإنسان في خريف 1966. عمل لسنوات عديدة في التنقيب عن الآثار في عدد من مواقع العراق الأثرية في وسط وشمال العراق، وكان مشرفا علميا على تنقيبات إنقاذية
 واسعة في حوضي سدي حمرين (في محافظة ديالى)، وأسكي الموصل على نهر دجلة في أواخر السبعينات وحتى منتصف الثمانينات من القرن الماضي. كشف عن حضارة جديدة من مطلع العصر الحجري الحديث في وسط العراق في أواسط الستينات ألقت الكثير من الضوء على معلوماتنا من تلك الفترة الموغلة في القدم. حاضر لسنوات عديدة في مادة جذور الحضارة والآثار والتاريخ في عدد من جامعات العراق ومعهد التاريخ العربي للدراسات العليا.ورحل عن دنيانا في العاصمة الاردنية (عمان) يوم الاربعاء 19 / 9 / 2012 اثر ازمة قلبية عن عمر ناهز الثمانين عاما..


94
شارع الأب الشهيد بولس اسكندر .. أمنية بحاجة لتجسيد

سامر الياس سعيد
حسنا فعلت كوادر بلدية الموصل حينما اهتمت بتبليط الشارع الخاص بكنيسة مار افرام في حي الشرطة وفعلا إنها مجهودات تشكر للاهتمام بهذا الشارع الحيوي خصوصا لدى مسيحيي المدينة بعد ان توقف الاهتمام بهذا الشارع سنوات طويلة افتقر فيها الى من يمد إليه يد الاهتمام المطلوبة وترجمت تلك المجهودات رغبة مهمة لدى مستشار محافظ نينوى لشؤون المكونات الدكتور دريد حكمت زوما الذي كان يقف وراء الطلب من البلدية للتحرك بصورة جادة ومهتمة للالتفات الى الشارع الذي لم يكتفي بالتبليط بل سعت تلك الدائرة لإحاطة الشارع بالعلامات الفسفورية الدالة لتترجم
 رغبتها بتجميله خصوصا أمام الوفود الأجنبية التي تسعى لزيارة الكنيسة المذكورة لكن مع هذه الرغبة الجادة تبقى الأمنية قائمة في ان يحمل الشارع اسم الأب الشهيد بولس اسكندر كاهن هذه الكنيسة حيث نال السيامة الكهنوتية في نيسان من العام 1989 أي بعد أشهر قليلة من افتتاح الكنيسة حيث جرى ذلك في كانون الاول من العام 1988 والكل يعلم مدى الارتباط الروحي الذي كان يجمع اسكندر بكنيسته فتبدو مبادرة إطلاق اسمه الخالد في نفوسنا فرصة لان نطلقه على الشارع الذي يضم الكنيسة التي طالما بذل الكثير في سبيل خدمتها  كما ان ذكرى استشهاد الأب بولس تبدو قريبة حيث
 تطل علينا في منتصف شهر تشرين الاول المقبل فلنحتفل بإطلاق اسمه بالتزامن مع استذكارنا المناسبة التي غمرت قلوبنا بالألم ..إنها أمنية نتوجه بها الى كل من يهمه الأمر بغية ان ننقل صدى الشهادة التي نالها ابونا بولس في نفوس الأجيال التالية التي ستشهد هذا الشارع الذي يحمل اسمه وفي أذهانها ما قدمه هذا الأب الكاهن ..


95
المتفوقة رفيف رياض حازم داؤد تحقق المرتبة السادسة على طلاب المرحلة المتوسطة تفوقي اهديه لعائلتي واطمح في ان أكون في المستقبل دكتورة

الموصل –عنكاوا كوم-سامر الياس سعيد
على هامش الاحتفالية التي أقامتها مديرية تربية نينوى والتي كرمت من خلالها الطلبة المتفوقين على المراحل الدراسية الابتدائية والمتوسطة والإعدادية  ،اجرى موقعنا لقاءا مع الطالبة رفيف رياض حازم داؤد (تولد1999)التي حققت المرتبة السادسة ضمن الطلبة العشرة الأوائل على العراق في نتائج الدراسة المتوسطة للعام الدراسي 2012-2013كما حققت المرتبة الثالثة على محافظة نينوى واحرزت رفيف مجموعا قدره792 ومعدلا بلغ 99% وهي من طالبات ثانوية المتميزات الأولى وعن توقعاتها بتحقيق هذا المجموع استهلت الطالبة رفيف حديثها قائلة :
-توقعت ان يكون مجموعي اكبر مما حققته لكن كانت درجتي في مادة اللغة العربية  والتي حققت فيها درجة(94) هي التي أعاقتني لان اكون الطالبة الأولى على المرحلة المتوسطة  على مدارس العراق وأنا اشك في ان هذه الدرجة هي تحصيلي  لكنني لم أقدم اعتراضا لأنني اقتنعت بما حققته وجاء ملبيا لاجتهادي..
*كيف هي مشاعرك أيام الامتحانات، هل كنت تشعرين برهبة وتخوف ن بعض المواد الدراسية ؟
-حقيقة لايوجد احد لايخاف من الامتحان  لكنني بطبعي كنت مواظبة على الدراسة  وكنت ادرس لما يقارب الأربع ساعات قبل أداء الامتحان  وهنالك مواد كنت أتخوف منها خصوصا مادة الاجتماعيات لان مادتها تتطلب حفظا والوقت الذي كان قبل أداء امتحان هذه المادة لايتناسب  ومع ذلك فقد حققت علامة كاملة ..
*وهل هنالك مواد تترقبين موعد امتحانها لما لها من منزلة خاصة لديك ؟
-انا من محبي مادة اللغة الانكليزية واجدها سهلة بالنسبة لي ولااجد أي صعوبات بدراستها  واعتبر كل المواد سهلة ما عدا اللغة العربية حيث حققت فيها 94%..
*هل هنالك من تستعين به في دراستك  وهل قمت بالاستعانة بمدرسين خصوصيين ؟
-غالبا ما استعين بوالدي خصوصا بما يتعلق باللغة الانكليزية كما لاانسى جهود مدرساتي في ثانوية المتميزات حيث انسب لهم ما نسبته 90% من جهودهم في هذا النجاح الذي حققته ولم استعن بأي مدرس خصوصي نظرا للإمكانية والقدرة التي تمتلكها مدرسات الثانوية التي ادرس فيها ..
*أوقات فراغك كيف تقضيها ؟
-انا أحب الرسم لذلك فانا استثمر بعضا من وقت الفراغ في تنمية هذه الموهبة كما أحيانا  انظم بعض الأبيات الشعرية بناءا على مواضيع أمر بها وغالبا ما يكون الوطن مادة خصبة انظم فيها بعض القصائد التي اكتبها واخصص ما يقارب الساعة في متابعة الانترنيت لاسيما بمتابعة الفيس بوك وبعض المواقع الدينية ..
انتهى حواري مع الطالبة رفيف  التي لها اختا تؤام حققت هي الأخرى تفوقا ملحوظا في الدراسة المتوسطة وهي الطالبة رحيق رياض حازم داؤدوهي طالبة في ثانوية المتميزات وحققت معدلا بلغ(92،5) حيث قالت حققت علامات النجاح الكاملة في اغلب المواد لكنني حققت في مادة الفيزياء درجة بلغت 86 مما جعلني أحظى بهذا المعدل وتابعت الطالبة رحيق انها كانت تخشى من بعض المواد خشية ورود أسئلة صعبة فيها  لكنها تمكنت من أداء الامتحانات بصورة مميزة وأضافت بان تفوقها في المرحلة المتوسطة يأتي امتداد لما حققته في امتحانات الدراسة الابتدائية حيث نالت معدلا بلغ 99،5
 عندما كانت تلميذة في مدرسة يافا للبنات  كما أكدت انها كانت تخصص أربع ساعات للدراسة إذا كانت المادة  التي تدرسها من المواد الصعبة كالتاريخ والجغرافية  والوطنية اما المواد السهلة فقد كانت تخصص لها ساعتين وهي مواد الرياضيات والأحياء والكيمياء  وكانت تستعين بوالدتها او والدها في شرح بعض المواد  رغم انها تشيد بالجهود المتميزة التي بذلتها مدرساتها في ثانوية المتميزات واصفة المستوى التدريسي بالجيد جدا في هذه المدرسة  وعن شعورها إزاء ما حققته شقيقتها رفيف قالت الطالبة رحيق انها تشعر كأنها هي حققت هذا التفوق خصوصا انها كانت تتناقش مع
 رفيف في الأسئلة بعد أداء الامتحان ..




96
والدير يستعد للاحتفال بعيد قديسه متى
دير مار متى في الموصل بقعة مقدسة تبرز دلالات التعايش المشترك بين أطياف العراق
الموصل –عنكاوا كوم-سامر الياس سعيد
بينما يقترب يوم الثامن عشر من ايلول من كل عام حيث يحتفل دير مار متى احد الأديرة المشهورة في العراق بعيد شفيعه القديس مار متى لذلك يتوجه المئات  من العراقيين وبالأخص مسيحيي مدينة الموصل  الى  الدير للاحتفال بهذه المناسبة التي تحافظ على تقليدها بإيقاد شعلة فوق ربوة من ربوات جبل مقلوب وسط التضرعات والابتهالات بنشر السلام بين ربوع الوطن ، والدير الذي تأسس في القرن الرابع الميلادي يحتفظ بقصة من التقليد المسيحي تبرز حادثة تأسيسه وتشير الى تنصر ولدي احد ملوك المملكة الفارسية التي كانت تنقسم في القرن الرابع الى إمارات  وولايات وكان
 على رأس كل منها عامل  يقيمه ملك الملوك الفارسي ويسمى  ملكا  وكانت اثور  إحدى هذه الولايات وقاعدتها نمرود وفي النصف الثاني من القرن الرابع كان عامل كسرى الساساني على هذه الولاية الحاكم او الملك سنحاريب وكان لديه ابن يدعى بهنام خرج في احد الأيام في رحلة صيد بصحبة أربعين فارسا  وظهر له في لجة الليل رؤية يظهر فيها  قديس يدعى مار متى ليهديه  وفي الصباح تسلق مع جماعته الجبل ليهتدوا لمغارة  الراهب القديس الذي استقبلهم وكانت لبهنام أخت تدعى سارة كانت مصابة بمرض البرص فابراها الراهب بالصلوات  وطهر الفتاة بنبع ماء تفجر حال ضرب الراهب لتلك
 الصخرة بعصاه  وبعد ان علم  الملك سنحاريب بمال ولديه ورفاقهم الأربعين استشاط غضبا  وأمر بقتلهم وبعد مأساة قتلهم مس الشيطان الملك سنحاريب فابتلي بداء وبيل فظهر ملاك الرب  لزوجته يوعدها بشفاء زوجها وتراءى لها ابنها بهنام يشير  الى  رغبة ببناء دير لرهبان الدير وتعين الراهب مار متى أول رئيس للدير  وعبد الطريق المؤدي اليه  فعرف بالطبكي  وهي كلمة سريانية  من طبويو او طبيوثو وتعني المرتقى  وقد شهد الدير العديد من الأحداث لاسيما بعد انتهاء فترة تأسيسه بسلام حل عهد بهرام الخامس الذي كان قاسيا على الكنيسة  لكن الدير رغم ما شهدته حقبة هذا
 الملك من اضطهادات لكن الدير بقي يستقطب الرهبان  وكثرت صوامع المتنسكين في جبله  المعروف بالفاف ..
حريق هائل يفني الدير ومكتبته
وفي عام 480 أصاب الدير حريق هائل  أفنى كل آثاره ودمر مكتبته الثمينة  وافل نجم هذا الدير في تلك الحقبة  حتى عاد الرهبان للدير من جديد بعد ان خفتت كل الاضطهادات التي كانت تستهدفهم وتشير الكتابات التاريخية لعودة رهبان الدير في عام 499 ليستأنفوا نشاطهم النسكي في الدير كما قام جاثليق الأرمن مار فرسطوفورس في سنة 544 باختيار  راهب يدعى كرماي ليكون رئيسا للدير  خلفا للقديس برسهدي وعاش الدير في العهد الذي شهد الفتح الإسلامي فترة امن وطمأنينة انعكست على أحواله خصوصا في أوائل القرن السابع حيث بدا رهبان الدير نشاطات ملحوظة سواء في المجال الكنسي
 والروحي والعلمي لكن في عام 1171 عاود الدير مروره بفترة شاذة اثر هجوم بعض الأقوام إليه ورميهم بالسهام مما دمروا الكثير من مرفقات الدير وحدى برهبان الدير لاستئجار حراس له وخشية من ان يدمر من تلك الأقوام وتشتت الرهبان في نواح شتى فمنهم من قصد دير مار بهنام ودير المجدلية في القدس وآخرون الى نواح أخرى ..لكن هذا الوضع الشاذ لم يستمر فحال سماع صاحب الموصل سيف الدين بن قطب الدين مودود الاتابكي بما اتته تلك الأقوام سير اليهم قوة لقتالهم فقتلت منهم عددا فيما فر الاخرون الى الجبال  وهنالك من يعزو ظهور هذه الحالة الشاذة من عدم استتباب الامن في
 هذه المنطقة الى تردي الأوضاع السياسية في الموصل وتخبط الأمور الإدارية فيها ..
ياقوت الحموي يزور الدير
 ومن المشاهير ممن زاروا الدير وكتبوا عن انطباعاتهم عنه يبرز الرحالة ياقوت الحموي الذي كتب عن الدير عندما زاره في مطلع القرن الثالث عشر بأنه يقع شرقي الموصل على جبل شامخ يقال له جبل متى  من استشرفه نظر الى رستاق نينوى والمرج وهو حسن البناء  وأكثر بيوته منقورة في الصخر وفيه نحو مائة راهب لاياكلون الطعام الاجمعيا في بيت الشتاء  او بيت الصيف.. وتحول الدير  الى ملجأ يحتضن اللائذين به في عهد دخول المغول التتر  الى الموصل وذلك في عام 1261 وقد ارخ تلك الأحداث رئيس الدير في ذلك الوقت وكان يدعى أبو نصر البرطلي حيث كتب يقول  (ان الأشرار جردوا
 الكهنة من الإيمان ألرسولي  اما الذين لم ينكروا إيمانهم فقد ضفرت لهم أكاليل الشهادة .. اجل لقد قوضوا الكنائس ودمروا الأديار حسدا  اما في ديرنا فلم تنقطع الصلوات والقرابين إكراما للشيخ مار متى كيف لا وقد أضحى الدير ميناء بل حصنا حصينا وملجأ أمينا أصاب فيه الراحة والطمأنينة كل من حاق به العذاب والشقاء وكل من افلت من السيف )..
 وقد استغلت الأقوام التي هاجمتهم قبل هذا التاريخ تلك الظروف العصيبة فعاودوا هجمتهم مجددا لكن أهل نينوى ومعهم لفيف الرهبان قاوموهم بالسهام والحجارة فعادوا خائبين  لم يستطيعوا اقتحام الدير لكن بسبب هذه المعارك العنيفة اصيب عدد كبير من الرهبان من بينهم رئيس الدير ابي نصر البرطلي الذي قلعت عينه ..
العلامة ابن العبري يقيم في الدير
كما يبرز من تاريخ الدير اقامة  العلامة السرياني المشهور ابن العبري فيه ولمدة سبعة سنوات على اثر رسامته مفريانا  عام 1264 وشهد الدير نهاية مرة في العشر السنوات الأخيرة من القرن الرابع عشر تمثلت بظهور  تيمورلنك الذي نشر الدمار في البلاد مما انعكس بشكل كبير على أوضاع الدير  وأمسى في هذه الفترة مهجورا إلا من بعض المجرمين الذين حولوه الى مأوى لهم  نتيجة تشر الرهبان وظل الدير منسيا مدة تنيف على مئة وثلاثين سنة .. وحال دخول البلاد في حقبة العثمانيين  بدا الاستقرار يدب في ربوع البلاد فبدا بعض الرهبان يعاودون العودة للدير  ويجددون هيكله
 المتداعي وكان ذلك في عام 1609 فبدا تدريجيا بالعودة لعهده الزاهي وبالتحديد في عام 1663 حينما اتخذه المفريان باسيليوس يلدا مقرا له  لكن الدير خلا مرة أخرى من رهبانه بعد قدوم أمير يدعى ميركور أي الأمير الأعور الذي قضى على عدد كبير من الايزيدية وذلك في عام 1833 فنشر جيشه مما تسبب بزيادة الهلع بين الأهالي  وتولى الخراب الدير  مما دفع برهبان الدير ورئيسه الراهب متي بن بهنام الرسام المعروفة أسرته ببني الطويل لترك الدير فاحتلته أقوام تعرف بالكوجر حتى سنة 1846..لكن إقامة تلك الأقوام لم تدم طويلا فعم الأمن في هذا العام كما شهد دير مار بهنام ترميما
 وتم سيامة  الأسقف دنحا مطرانا للدير وذلك في عام 1858فتوجه  الى الدير مستصحبا معه عمال بناء لعمارة الهيكل المتهدم واتموا عملهم في غضون عام كما ساهم أهالي برطلة في عمارة هيكل الكنيسة  وتطوعوا بنقل أدوات العمل والمرمر على بغالهم  وقد تم التنويه بجهودهم في تاريخ العمارة الذي تم نقشه حول الباب الملوكي باللغة السريانية ..
ازدهار نسبي يعم الدير
وقد ازدهر الدير في العهود التالية  لاسيما في وقته الحاضر من خلال أعمال مهمة أسهمت بانتشار صيته بين الكثير  من المؤمنين الذين باتوا يترقبون إطلالة عيد شفيعه للاحتفال والسير على خطى من أسهموا ببلوغ الدير شهرة عظيمة لاسيما سيرة سميه مار متى الراهب الذي  حل في هذه الديار بعد الاضطهاد الذي حل في مدينته أبان عهد يوليانس في عامي 361 و363كما أضحى الدير مدرسة رهبانية مهمة ومتميزة  والرهبنة معروفة بالمسيحية منذ زمن طويل  ونشأت أولا في مصر وفي صعيدها بالتحديد وإذا اقتضى الأمر فالراهب يهجر صومعته ليؤدي خدمات روحية وكنسية  وقد عرف عن الرهبان
 نسكهم وتقشفهم وقد هرع كثيرون  من كورة نينوى الى جبل الفاف زاهدين  في العالم منقطعين الى عبادة الله صارفين حياتهم كلها بالصلاة والصوم والعمل بحسب مشيئة الله .. وقيل ان عدد الرهبان بلغ سبعة الاف في عصور الدير الذهبية  وبخاصة ما بين فترة تأسيسه في القرن الرابع الميلادي  وحتى القرن السابع وذكر الحموي لدى زيارته للدير في القرن 13 بان الدير يضم 100 راهب كما تحول الدير الى مزار حيث أضحت مناسك الرهبان مزارات وأمست الأديار مواطن مقدسة  يؤمها المؤمنون التماسا للشفاء وتبركا..
الدير في حاضره الراهن
 اليوم يستعد المئات من المسيحيين  للاحتفال بعيد الدير وتعود الذكريات لتسطر طقوس المحتفلين الذين يتقاطرون الى الدير في هذا اليوم من شهر ايلول  للاشتراك في مراسيمه التقليدية  وفي المساء  يحضرون صلاة طقس العيد التي تليها صلاة التشمشت او الخدمة  امام ضريح القديس مار متى في بيت القديسين بغرفة ملحقة بالمذبح الرئيسي لكنيسة الدير  ومن ثم يتم إضرام شعلة العيد في أعلى مكان من الدير  ليراه الكثيرون وتكون لهم مصدر بركة  اما في صباح اليوم التالي فيقام قداس احتفالي يقيمه رئيس الدير حيث يرأس  الدير بعهده الحاضر المطران مار طيمثاوس موسى الشماني
 ويعاونه لفيف من الآباء الكهنة والرهبان ..ويعقب القداس تقاطر المؤمنين أفواجا للتبرك بينما يحرص عدد منهم في تعميد أبنائهم وفق طقس العماذ حيث يتم ذلك بصورة جماعية  وقد اكتسب الدير منزلة مهمة لدى مسيحيي الموصل خصوصا وان صخور جباله  أضحت معلما يتحدث العهود التي مر بها التاريخ والتي استعان بها المؤرخون ليسجلوا الحقب المتوالية التي تباينت بين ازدهار وخفوت أصاب الدير ..






97
المطران بولس بهنام .. العلامة الذي دون قلمه عشرات الكتب
مازالت ذكراه تسكن أفئدة مسيحيي الموصل بالرغم من مرور أكثر من 40 عاما على رحيله




الموصل –عنكاوا كوم –سامر الياس سعيد
تنبض ذكرى  المثلث الرحمات المطران مار غريغوريوس بولس بهنام  وتلتمع بالكثير من الذكريات لدى مسيحيي الموصل الذين جايلوه ووقفوا على ما أبدعه من فنون العلم في مجالات الأدب  والفلسفة واللغة السريانية وآدابها حتى أضحى لقب العلامة متزامنا مع ذكر اسمه وتداول أعماله المهمة والبارزة ومع استعداد إحدى المؤسسات الثقافية المعنية بمتابعة وتقصي الجهد الأدبي السرياني  للاحتفاء بذكراه العطرة بإطلاق اسمه على الحلقات الدراسية التي تتناول جهود الأدباء السريان فإننا ننتهز هذه الفرصة لتناول محطات مهمة من سيرته التي دعت الى إطلاق مجموعة من محبيه
 قبل عدة أعوام موقع الكتروني يحمل اسم محبي المطران بولس بهنام مهمتها نشر ما أبدعه يراعه البارع الذي سخره لخدمة التراث السرياني خلال السنوات التي قضاها على هذه البسيطة حيث حدد محبي المطران بولس بهنام رغبتهم بإطلاق الموقع من اجل أرشفة كل ما خطته أنامل ملفاننا الكبير المثلث الرحمات مار غريغوريوس بولس بهنام ليبقى هذا الأرشيف مرجعاً لكل باحث ومتعطش لمنهل العلم والمعرفة والتراث العريق .بينما يصفه المطران مار غريغوريوس صليبا شمعون بأنه من أكثر الأحبار  المعاصرين علما وأغزرهم عطاء ونتاجا فيما أنتج المثلث الرحمات المطران اسحق ساكا
 كتابا عنونه بـ(صوت نينوى وآرام) عن دار المشرق الثقافية في دهوك وهو يؤرخ لحياة المطران المثلث الرحمة مار غريغوريغوس بولس بهنام، وكان دافع المطران الراحل ساكا من خلال نشره للكتاب المذكور وفاءا لأستاذه الذي وصفه بأنه  واحداً من الذين ساهموا في بناء مجد السريان العلمي والثقافي وصرح من صروح العلم والمعرفة والأدب، وصفحة مشرقة في تاريخ الأدب السرياني ومن قادة النهضة الفكرية لدى بني نينوى وآرام في القرن العشرين. كما تم إطلاق اسمه على قاعة مخصصة للتعازي ملحقة بكاتدرائية مار افرام السرياني في مدينة الموصل  تم افتتاحها أواخر تسعينيات
 القرن المنصرم ..يشير المطران صليبا في سياق كتابه المعنون (تاريخ أبرشية الموصل السريانية ) الصادر في العام 1984 الى محطات مهمة من حياة المطران بولس بهنام يستهلها بولادته في بلدة قرةقوش في 30 نيسان من العام 1914  وهو ابن بهنام كولان وتلقى علومه الأولية  في مدرسة بلدته قبل ان ينتقل الى دير مار متى  في العام 1929 للانضمام الى الاكليريكية الموجودة في الدير في ذلك الوقت ليدرس فيها اللغتين العربية والسريانية  وقد درس اللغة السريانية في الدير على يد الشاعر السرياني الموهوب القس  يعقوب ساكا  الذي لديه عشرات القصائد البليغة باللغة السريانية  وقد
 نشر بعضها في ديوان صدر بمدينة حلب السورية ..ويواصل المطران صليبا تتبعه للمحطات الحياتية والروحية التي مر بها المطران بولس بهنام فيشير الى  توشحه بالاسكيم الرهباني في عيد انتقال السيدة العذراء الى السماء نفسا وجسدا وذلك يوم 15 آب من العام 1935 حيث قام المطران يوحنا منصوراتي رئيس دير مار متى برسامته وإطلاق اسم بولس عليه بدلا من سركيس (اسمه في المعمودية )وقد توالت محطات حياته وهو منكب على تلقن العلوم الدينية والطقوس البيعية وخلال هذه الفترة أتقن اللغة الانكليزية  أيضا  وحينما أسس البطريرك افرام الاول  معهد مار افرام الاكليركي في
 مدينة زحلة اللبنانية  استقدم اليه الراهب بولس ليدرس في المعهد المذكور  الفلسفة  والمنطق كما الم خلال هذه الفترة باللغة الفرنسية  وبرز نتاجه الفكري يظهر على صفحات المجلات الصادر في ذلك الوقت  ومن المجلات التي نشرت مقالاته مجلة المجمع العربي بدمشق سنة 1958 ومجلة الضاد التي كانت تصدر في حلب ..وعندما نقل المعهد الى مدينة الموصل في العام 1945 عين الراهب بولس مديرا له فتولى الى جانب إدارة الدير الاكليركي مهمة تدريس الأدب السرياني  والفلسفة واللاهوت ومر المعهد في تلك الفترة بمحطات مهمة من خلال المعطيات التي أنتجها ومازالت ذاكرة الكثير من
 ابناء مدينة الموصل تحتفظ بمشاهد منها يتداولوها فيما بينهم وفي أحاديثهم كما اصدر الراهب بولس في هذه الفترة  مجلة المشرق وتحديدا في العام 1946 وكانت تصدر بوتيرة عددين في الشهر  ثم ما لبثت ان احتجبت عن الصدور  ليعاود الراهب بولس إصدارها  باسم لسان المشرق والتي استمرت في الصدور لمدة 3سنوات وأربعة أشهر  قبل ان تتوقف في العام 1952.. وقدم دراسة مستفيضة  عن النفس البشرية  عند ابن كيفا للبطريرك افرام الاول  الذي بدوره منحه لقب (ملفان ) وهو دكتوراه في اللاهوت .. وبعد شغور أبرشية الموصل بعد نياحة مطرانها توما قصير عين الرهب بولس نائبا بطريركيا
 للأبرشية في أيلول من العام 1951 وفي العام التالي وبالتحديد في السادس من شهر نيسان  تم رسامته مطرانا  للأبرشية بوضع يدالبطريرك  افرام الاول وجرت المراسيم الكنسية في مدينة حمص  وجرى له في مدينة الموصل استقبال مميز  وبالرغم من سيامته مطرانا إلا انه لم يتوانى عن مواصلة جهوده في التدريس في الاكليركية حتى العام 1957 قصد بعدها  دير مار مرقس في القدس وأمضى في الدير قرابة السنة وكتب خلالها مؤلفا يتحدث عن تاريخ الدير  وعاد بعد ذلك لأبرشيته مواصلا مهامه الإدارية  وإبداعه في مجال التأليف  ..في العام 1959 حصل المطران بولس بهنام  على منحة دراسية  من
 السميناري المتحد في نيويورك والتحق بهذه الدراسة للتخصص في مجال دراسة اللغة  الآرامية القديمة وحقق تقدما ملحوظا في دراسته هذه  وفي طريق العودة  الى  أبرشيته أمضى قرابة الثلاثة أشهر متابعا إصدارات أهم المكتبات الأوربية  وفي مجال الإدارة يحسب للمطران بولس بهنام تسجيل ارض كنيسة الطاهرة الخارجية  في السجل العقاري باسم الوقف وبناء الجناح الشرقي من دار المطرانية الواقع قرب كنيسة مار توما في محلة الساعة  بالإضافة لبناء أجنحة جديدة في مبنى الاكليركية  وبالنظر للأحداث التي مرت بها مدينة الموصل في عام 1959وبالتحديد أبان ثورة الشواف نقل
 المطران بولس بهنام  لأبرشية بغداد السريانية التي كانت في ذلك الوقت حديثة العهد وذلك في تشرين الثاني من العام 1960 وبذلك عد المطران بهنام أول مطران سرياني  لهذه الأبرشية بعد إعادة تشكيلها كما يشير بذلك المطران صليبا شمعون في سياق كتابه عن أبرشية الموصل السريانية حيث يضيف بان أبرشية بغداد كانت قد اندثرت منذ القرن 13 بعد ان كانت من الأبرشيات الزاهرة  منذ القرن التاسع الميلادي وتنيح المطران بولس بهنام عن 55 عاما  وذلك في 19 شباط من العام 1969 وترأس حفلة تجنيزه البطريرك يعقوب الثالث حيث دفن في كاتدرائية  الرسولين بطرس وبولس التي أنشئت في
 عهده  وبالتحديد في 3 ايار من العام 1964 حيث قام بتكريسها  البطريرك يعقوب الثالث ..فيما يتعلق بمؤلفات المطران بولس بهنام نورد عددا كمها وهي خمائل الريحان في حياة مار يعقوب السروجي وأرثوذكسيته ونفحات الخزام في حياة البطريرك افرام الاول برصوم ودراسة عن البابا ديسقورس حيث طبع بعد وفاته في مصر  كما له دراسة عن حكمة احيقار  طبعت ايضا بعد وفاته في بغداد ولديه أيضا كتب أخرى منها كتاب بعنوان ابن العبري شاعرا  وصدر في العام 1950وترجمة لكتاب تاريخ طور عبدين للبطريرك افرام الاول حيث قام بتعريبه عن اللغة السريانية كما قام بتاليف رواية تيودورة
 قصة البطولة  في العام 1956التي مثلت عدة مرات اخرها في تسعينيات القرن المنصرم في كاتدرائية مار افرام في مدينة الموصل ومسرحية عن الشهيدة مارتشموني نشرت في مدينة حلب بعد وفاته ولدى المطران بولس بهنام العديد من المؤلفات التي تختص في الفلسفة منها دراسته عن علم النفس البشري لدى ابن كيفا فضلا عن كتاب يضم مقالات ومحاضرات فلسفية يحمل عنوان الفلسفة المشائية  وكتاب الايثيقون(فلسفة الأخلاق) لابن العبري الذي قام بترجمته عن السريانية  وصدر في  القامشلي في العام 1967وفي مجال اللغة السريانية وآدابها له عدة مؤلفات منها العلاقات الجوهرية بين
 اللغتين العربية والسريانية  والمرشد في مبادي اللغة السريانية  وأدب الرسالة  عند السريان  الذي نشر في مدينة حلب ..




98
مسيحيو الموصل يلبون دعوة البابا فرنسيس بالصوم والصلاة من اجل سوريا
عنكاوا كوم -الموصل –سامر الياس سعيد
أقامت العديد من كنائس الموصل قداديس تلبية لدعوة البابا فرنسيس بابا الفاتيكان الذي نادى بتخصيص يوم امس ( السبت )يوما للصوم وإقامة الصلوات من اجل درء نيران الحرب على سوريا  وقال عدد من مسيحيي المدينة إنهم شاركوا في قداديس أقيمت في عدد من كنائس المدينة أقامها رجال دين  رفعوا طلباتهم للرب من اجل إخماد نيران الحرب المزمع اندلاعها بعد ان كانت الدول الكبرى قد رأت في الحل العسكري سبيلا لانهاء الأزمة السورية وقال احد المشاركين في تلك القداديس في كنيسة مار افرام للسريان الأرثوذكس ان الكنيسة أقامت صباح اليوم (السبت ) قداسا شارك فيه عدد من
 الآباء الكهنة ولفيف من الشمامسة حيث رفعوا صلواتهم وتضرعاتهم  تلبية لدعوة رؤساء الكنائس في العالم الذين وجهوا بتخصيص يوم السابع من ايلول يوما للصلاة والصوم من اجل إنهاء الأزمة السورية  وأضاف  منير حازم اننا ا تضرعنا من اجل تحرير المطرانين الذين اختطفوا في نهاية شهر نيسان الماضي وهما مطراني مدينة حلب السورية للسريان الأرثوذكس والروم الارذوكس  بينما قال مفيد نوئيل انه لبى دعوة رؤساء الكنيسة لاسيما بابا الفاتيكان الذي وجه بتخصيص اليوم (السبت ) بكونه يوما للصلاة والصوم من اجل إخماد نار الحرب التي ستندلع على سوريا الشقيقة مضيفا
 ليست المناطق التي فيها كثافة مسيحية نرنو إليها  ونتمنى ان تكون بعيدة عن مرمى النيران فحسب بل كل المدن السورية  نتمناها ان تكون مدن آمنة ينعم سكانها بالأمن والاستقرار مشيرا بان أهل سورية وقفوا مع العراقيين في أزمتهم أبان اندلاع الحرب الطائفية في عامي 2006 و2007 حيث قاموا باستقبال المئات من العوائل العراقية وقدموا مثالا في الإنسانية والمحبة واطلعنا على العيش المشترك الذي تتمتع به المناطق السورية لكن اندلاع الأزمة في هذه المدن أشعرنا بالقلق والخوف على مصير أهاليها متمنين ان تنتهي أزمتهم وان يعود النازحين الذين تركوا مدنهم الى
 مناطقهم بعد ان تختفي سحب الحرب والأزمات التي عاشوها منذ قرابة العامين او مايزيد  كما قال سالم غانم انه قام مع أفراد أسرته بالمشاركة بأحد القداديس المقامة بمناسبة إعلان بابا الفاتيكان  اليوم يوما للصوم والصلاة من اجل إنهاء أزمة الحرب المعلنة على سوريا مشيرا يانه يناشد الخيرين من أصحاب القرار بعدم الوقوف مكتوفي الأيدي امام ما يحل بالمواطنين السوريين الذين باتوا يعانون الامرين  من خلال انتشار  الجماعات المسلحة في مختلف المناطق حتى  المناطق المكتظة بالأديرة واماكن العبادة المسيحية كمنطقة معلولا حيث نتمنى ان تكون مثل هذه المناطق
 بمنأى عن طبول الحرب التي لاتبقي اخضرا ويابسا كما يقال  واضاف غانم كما نتمنى ان يبادر أصحاب القرار في فرض قرارات مهمة  من شانها ان تطفيء نار الأزمات التي من  الممكن ان تندلع بين لحظة وأخرى ..


99
مدرسة الطاهرة المختلطة.. مدرسة عريقة ترنو لماضيها التليد


الاب عمانوئيل كلو
عنكاوا كوم –الموصل –سامر الياس سعيد
صورة تاريخية قدمها لي المؤرخ المعروف بهنام سليم حبابة في وقت سابق  كانت منطلقا لان أتوجه لمدرسة الطاهرة  المختلطة من اجل نفض غبار السنين عن تاريخها والتأمل في حاضرها الراهن  والصورة التاريخية التي عمرها  أكثر من (60) عاما تظهر الهيئة التعليمية للمدرسة أمام بنايتها الجديدة  وتظهر حسب الأرقام الموضوعة  الهيئة التعليمية في الصورة كالأتي :
1-جميل خياط مدير المدرسة حينذاك  2-شيت أيوب برجو (معلم المدرسة ) 3- اسحق عيسكو 4- المشرف التربوي  خير  الدين عبد المطلب 5-المعلم بهنام سليم  6-مدير المعارف إبراهيم حسيب المفتي  7-المعلم إبراهيم رسام  8- المعلم القس  حنا رحماني  9-المعلم بطرس نعامة  10-المعلم عبد الأحد عزيزة 11-المعلم سفر المختار  12- المعلم فرج عبو الجلو  13- المعلم فرج فرجو  14- المعلم قاسم حمودي  الجراح ..
 أما عن تاريخ المدرسة فتعرف إنها من أوائل المدارس التي بنيت خصيصا للطائفة السريانية في  الموصل  ويتحدث الأب سهيل قاشا عن المدرسة وتاريخ تأسيسها بإسهاب في سياق كتابه المعنون تاريخ أبرشية الموصل للسريان الكاثوليك حيث يقول  ان إنشاء مدرسة استأثر  باهتمام القس  يوسف داود المطران فيما بعد عند عودته لمسقط رأسه مدينة الموصل  في العام 1855 فقام في العام التالي و بالاتفاق  مع الآباء المرسلين  الدومنيكان  بافتتاح مدرسة  في جوار بيعة  الطاهرة حيث سميت باسمها وبقيت تحمل هذا الاسم لحد يومنا هذا وتم  تعليم عدة مواد في المدرسة منها  علوم الصرف
 والنحو للغة العربية  ومباديء اللغتين الايطالية والفرنسية  والرياضيات  والجغرافية  والتاريخ والموسيقى وغيرها من العلوم اللسانية  والإنسانية والتطبيقية  وفي حين كانت كتب اللغة العربية تفتقر الى مبادي وافية لتلقينها وتعليمها بالشكل المطلوب  بادر  القس داود لتأليف كتب في هذا المجال فبادر تلاميذ المدرسة لاستنساخها والدراسة فيها  ومن ثم تم طبعها  في المطبعة التي استجلبها الآباء الدومنيكان في سنة 1856 وكان القس داود يعمل في هذه المطبعة مؤلفا ومترجما ومصححا ..
كما يشير بذلك الأب قاشا  ويستطرد في الإشارة الى الحقبات التي مرت بها المدرسة التي كانت في بدايتها خاصة بالأولاد فقامت المدرسة بتخريج العلمانيين العاملين  في الحقل  الكنسي العام او الحقل الاجتماعي الخاص بتوجيه الآباء الكهنة  المعلمين  فيها ..يذكر التاريخ أيضا عن الإدارات التي تعاقبت على إدارة المدرسة فيشير الأب سهيل قاشا  في بادئ الأمر ان  متولي إدارة المدرسة في عام 1900 هو الأب القس جرجس سفر  وبعد عشرة أعوام  استلم إدارة  المدرسة القس عبد الأحد تبوني الذي رسم بطريركا فيما بعد باسم البطريرك جبرائيل الاول  وفي عام 1912 تم تعيين القس
 يوحنا حبي مديرا للمدرسة  وكان ذلك قبل انتقال المدرسة الى دار المطرانية  ويذكر التاريخ ان المدرسة انتقلت في العديد من المواقع  ومنها  الى قرب المركز العام في منطقة باب الطوب وكان ذلك بعد الحرب العالمية الأولى  وفي عام 1920 تسلم إدارة المدرسة  القس حنا رحماني وبعد فترة وجيزة انتقلت المدرسة  ثانية  الى قرب كنيسة الطاهرة  الجديدة حيث بدأت تنتظم الدراسة فيها  وتسلم إدارتها المربي القدير جميل خياط وكان ذلك في عام 1934 واستمر في إدارة المدرسة حتى العام 1953  وفي هذه الفترة التي كان فيها المربي خياط يدير المدرسة  انتقلت فيها  الى البناية
 الجديدة  التي  أنشئت بجهود المطران جرجس دلال والتي استغرق العمل فيها  لخمس سنوات  وما بين أعوام 1937 حتى 1942ثم أعقب المربي خياط  المربي خضوري بهنام فرجو الذي تولى إدارة المدرسة من العام 54 حتى العام1961 وتولى المربي يوسف بطرس داؤد الادارة وذلك من العام 61 حتى العام65 ليأتي بعده المربي بهنام حنا مطلوب والذي دامت إدارته للمدرسة للفترة من العام 1965 حتى العام 1970 ويعد المربي سعد الله يعقوب فرجو من ابرز المربين الذين تسلموا إدارة مدرسة الطاهرة  حيث دامت إدارته لهذه المدرسة قرابة العقدين  وذلك للفترة من 1970 حتى عام 1990  وفي الفترة التي كان فيها
 فرجو مديرا  انتقلت المدرسة أيضا  الى موقع أخر ببناية وصفت بالعصرية  وكان ذلك في عهد المطران عمانوئيل بني وبالتحديد في 23 أيار  من العام 1972 حيث أقيم احتفال بالمناسبة حضره مدير تربية نينوى  عبد القادر عز الدين  بالإضافة  لراعي الأبرشية المطران بني ولفيف من الآباء الكهنة وجمع غفير من أهالي التلاميذ..
 وأعقب  المربي فرجو في إدارة المدرسة المربية فائزة بطرس داؤد التي تولت الادارة ما بين أعوام 1990 ولغاية 1994 ويذكر التاريخ ان داؤد تولت إدارة مدرسة الطاهرة للبنات في عام 1979 قبل ان تدمج المدرسة لتكون مدرسة مختلطة اذ كانت مدرسة الطاهرة عبارة عن مدرستين احدهما للبنين والأخرى للبنات  وقد برزت مدرسة البنات بشكل شبه رسمي في العام 1900 حيث كان يطلق عليها اسم مدرسة السريان الابتدائية للبنات ونقلها القس  بولس قندلا  الى موقع في فناء كنيسة الطاهرة  القديمة وذلك في عام 1902 وفي عام 1952 نقلت المدرسة الى بنايتها الجديدة وأطلق عليها اسم مدرسة الطاهرة
 الابتدائية للبنات لكنها بعد سنوات دمجت بمدرسة البنين لتصبح مدرسة مختلطة ..
 أعقب إدارة المدرسة بعد تولي الست فائزة إدارتها المربي بهنام فتوحي كزير وذلك في عام 1994 واستمر بإدارتها حتى العام 2002 أعقبه سمير فؤاد عبد الأحد الذي استمر بإدارة المدرسة للفترة من عام 2002 وحتى العام 2006 أعقبته الست امل نجم عبد الله لمدة عام واحد أعقبها بعد ذلك المربي والكاتب  غسان سالم شعبو تلاه بعد ذلك   الأستاذ نعمان إسماعيل حنا في عام 2008ومازال يدير المدرسة بكل جد وإخلاص ..
أما عن حاضرها فيتحدث عنه الأب عمانوئيل كلو  المشرف على المدرسة  فيقول ان أعداد التلاميذ المسيحيين تأثر بشكل كبير بعد ترك العوائل المسيحية المنطقة المجاورة للمدرسة  حيث لايتجاوز عددهم حاليا أكثر من 20 عائلة بالمقارنة  مع السنوات السابقة حيث كانت أعداد العوائل تناهز الـ(1500) عائلة وكل ابناء هذه العوائل كانت تنتظم في الدوام بالمدرسة  ويضيف الأب كلو حيث يشير الى ان الوضع الأمني الذي تعيشه مدينة الموصل دفعت بالكثيرين لاسيما أهالي منطقة حوش الخان  وسوق الشعارين والأحياء المجاورة من  المسيحيين لترك هذا الجانب  بالإضافة الى ان الأهالي
 الذين يقطنون الجانب الأيسر يتخوفون من تسجيل ابنائهم في مدرسة الطاهرة  وهذا التخوف ناتج من هاجس غلق الطرق وتعذر وصول ابنائهم الى المدرسة بكل يسر وسهولة كما أبدى الأب عمانوئيل كلو استعداده لدعم الأهالي ممن يرغبون بتسجيل ابنائهم في المدرسة ..انتهى حديث الأب عمانوئيل كلو ليتبقى لي الامل في ان تكون للأهالي  من ابناء شعبنا رغبة بتسجيل ابنائهم في المدرسة حتى يجدون فرصتهم سانحة بتعلم التربية المسيحية واللغة السريانية بعد ان تقلص عدد التلاميذ من المسيحيين بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة حتى انعدم في هذا العام ..



معلمي الطاهرة 1950


مدير المدرسة نعمان اسماعيل






100
عنكاوا كوم تزور  كاتدرائية (المحبول بها بلادنس ) في الموصل
أصالة معبرة تنطق بها أروقة الكنيسة وتضم رفات رؤسائها وكهنتها




الاب عمانوئيل كلو
الموصل-عنكاوا كوم-سامر الياس سعيد
بالرغم مما عاشته الموصل في السنوات السابقة  من ظروف استثنائية عصفت بتواجد أبنائها المسيحيين وتقلصت اعدادهم بشكل كبير  لكن ما زالت هنالك مناطق من المدينة تعبق ببقايا هذا الوجود وتعبر عن جهودهم وبصماتهم  ومن تلك المناطق تبرز منطقة حوش البيعة  التي تحتضن في ثناياها العديد من الحواضر الدينية  ومنها مزار سيدة الانتقال وكاتدرائية  المحبول بها بلادنس  وهذه الكاتدرائية التي احتفلت هذا العالم بمرور 150 عاما على تأسيسها مازالت تحكي فصولا من بانوراما الوجود المسيحي في مدينة الموصل ومازالت أروقتها تتحدث بإسهاب عن الكثير من الأحداث
 والتواريخ خصوصا وان بعض زواياها كانت مدفنا استقرت فيه جثامين رؤساء أبرشية الموصل للسريان الكاثوليك وكهنتها  والعديد من مؤمنيها ..(عنكاوا كوم) زارت المزار والكاتدرائية  وسجلت انطباعاتها عن الزيارة التي نستهلها بما دونه الأب سهيل قاشا في كتابه المعنون(تاريخ أبرشية  الموصل للسريان الكاثوليك ) والصادر في عام 1985 عن  الكنيستين القديمة  والجديدة فنبدأ بما كتبه عن  كنيسة الطاهرة القديمة  حيث يقول إنها  تقع في منطقة القلعة (الميدان) او محلة حوش الخان قريبا من شارع نينوى  الواقع الى جنوبها  وشارع النبي جرجيس الى غربيها  ويضيف قاشا بالنسبة
 لتاريخها فيؤكد أنها كنيسة قديمة العهد يرجع تأسيسها الى ما بين القرن الثاني عشر او الثالث عشر  بدليل عمقها عن مستوى الشارع الذي أمامها بأكثر من مترين  و60 سم خاصة ان مدخلها قد رفع الى  أعلى قبل عشرات السنين كما ان مخطط هيكلها يدل على قدمها أيضا.. ويضيف الأب سهيل قاشا في كتابه ان أول ذكر تاريخي للكنيسة القديمة  جاء في ذيل إحدى المخطوطات  التي تذكر كنيسة الطاهرة في محلة القلعة سنة 1672 من خلال كتاب الفنقيث الموجود في كنيسة الطاهرة  في قرةقوش والذي كتبه في كنيسة مار احوادمة في الموصل  القس كوركيس ابن عبد الكريم الموصلي في العام المذكور
 إلا ان الكتابة  التي على باب هيكل الكنيسة  يثبت ان آثارها  تعود للعهد الجليلي الواقع ما بين (1726-1834) كما يذكر  الأب جون فيي الدومنيكي في كتابه (الموصل المسيحية ) ان نصا كان موجودا  فوق إيقونة العذراء  الى يمين الداخل  وسط الهيكل الكبير  يشير الى ان الكنيسة في عام 1754 كانت تضم ذخائر للعذراء القديسة  والقديس بطرس  والقديس كوركيس والقديس انطونيوس  والقديس يعقوب المقطع واسم قديس أخر لم يعرف قراءته ..
أما بالنسبة للكنيسة الجديدة  والتي تقع بجوار  كنيسة الطاهرة القديمة والتي تسمى  باسم كنيسة  مريم سيدة الانتقال  فتعرف الجديدة بكاتدرائية المحبول بها بلادنس اصلي ويقول الاب سهيل قاشا في كتابه المذكور عن هذه الكنيسة إنها  تأسست بناءا على  فرمان سلطاني صدر في عام 1859حازه المطران قورلس  بهنام بني وهذا الفرمان  يأذن ببناء الكنائس لطائفة السريان الكاثوليك وشرع المطران بني  بوضع أسس الكنيسة  في موقع القلاية  المطرانية التي بناها  المطران  عيسى محفوظ والمدرسة المحاذية لها  واستمر البناء  بهمة وغيرة كبيرتين  الى يوم تكريسها من قبل المطران
 بني  باحتفال كبير جرى  في يوم 8كانون الاول من عام 1862 والذي وافق عيد المحبول بها بلادنس ..تعرضت الكنيسة للتجديد بعد 100 عام من تأسيسها وذلك في عام 1969 وبهمة المطران مار قورلس عمانوئيل بني  حيث كسيت  بحجر الحلان وتم بناء التريبين لحضور طلاب وطالبات المدارس أثناء  الاحتفالات الكبرى كما طليت من الداخل  لتكون  بيتا لائقا بسكنى الرب ..اما اليوم فان الكنيسة أيضا قد شهدت أعمارها حيث تم ذلك في عام 2007 حيث تم العثور خلال أعمال الترميم على ايقونة للعذراء منقورة على حجر فتم إبرازها بشكل جميل وتضم الكنيسة إيقونات عديدة منها لمريم العذراء وأخرى
 للقديس مار افرام السرياني  وعن حاضرها يقول كاهن الكنيسة الاب عمانوئيل كلو في حديثه للموقع  ان القداس الأخير الذي تم بعيد انتقال العذراء في الخامس عشر من شهر آب   جرى خلاله إقامة زياح  انطلق من الكاتدرائية باتجاه المزار  وفي مزار مريم سيدة الانتقال تم تلاوة الصلوات الخاصة بعيد العذراء ومنها صلاة السهرانة  والمزار بات تقصده العوائل طلبا للخروج من ضيقاتها  والصلاة لشفيعة المزار  اما هندسة المزار فترقى الى القرن الثاني عشر الميلادي  وفي أخر ترميم شهده المزار والذي جرى في العام 2007 تم جلي  المرمر و الفرش الخاص بأعمدة الكنيسة وأرضيتها
 بالإضافة لأعمال كهربائية  وكنا نقيم في سنوات التسعينيات اربعة قداديس  في أيام الاحاد ثلاثة منها تقام في الصباح بالإضافة الى  قداس يقام مساءا  وتقصد العوائل المزار للتبرك والتضرع فهو مفتوح يوميا للزيارات  وهنالك أروقة خاصة جرى فيها دفن العديد من المطارنة والآباء الكهنة واخر المطارنة الذين تم دفنهم في الكنيسة هو المطران الراحل عمانوئيل بني  بالإضافة الى الكثير من المؤمنين الراحلين الذي تضمهم .. يضيف الاب كلو فيقول  لدينا نية بمخاطبة ديوان أوقاف المسيحيين من اجل شمول الكنيسة الجديدة بعمليات الترميم والتأهيل  متابعا بان الكنيسة
 مازالت تستقبل المؤمنين في قداديس الاحاد  وفي القداديس التي تقام بمناسبة أعياد القيامة والميلاد تكتظ الكنيسة بالمؤمنين لابل حتى المؤمنين ممن تركوا مدينة الموصل ونزحوا للمناطق القريبة يقصدون الكنيسة للمشاركة في هذه المناسبات  وقد قمنا في العام السابق بفتح الشارع المؤدي للكنيسة وإقامة بارك لوقوف السيارات لكي نسهل على المؤمنين ممن يأتون للمشاركة في الصلوات والقداديس التي نقيمها كما شهد العام الحالي وبمناسبة مرور 150 عاما على تأسيس الكنيسة زيارة بطريرك الكنيسة السريانية الكاثوليكية البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان
 وعدد من المطارنة الأجلاء للكنيسة وإقامة قداس احتفالي فيها  بهذه المناسبة ..











































101
الدكتورة ايفان ناهض وديع الساعور لموقع(عنكاوا كوم)
اهدي تفوقي هذا لعائلتي لأنها قدمت لي  الدعم والتشجيع



الموصل –عنكاوا كوم-سامر الياس سعيد
الدكتورة ايفان ناهض وديع الساعور  ..طبيبة شابة أبرزت تفوقا ملحوظا في اختصاص طب الأطفال لاسيما بعد ان حققت المرتبة الأولى  في الامتحان التنافسي لقبول البورد العربي لدراسة طب الأطفال  متفوقة على ما يقارب الـ150 طبيبا تنافسوا في الامتحان المذكور للقبول وعن تفوقها تحدثت لعنكاوا كوم من خلال اللقاء التالي :
- الامتحان التنافسي لقبول البورد العربي لدراسة طب الأطفال  هو الامتحان الذي يتاح للأطباء  الأقدمين المقيمين ممن امضوا سنة كاملة  في المستشفيات التخصصية بطب الأطفال حيث يشارك في هذا الامتحان أطباء من مختلف محافظات العراق  واشترك فيه هذا العام ما يقارب الـ(150) طبيبا  حيث جرى الامتحان في شهر ايار الماضي وحقق 41 طبيبا فقط درجة النجاح و حققت انا في الامتحان المذكور المرتبة الأولى ..
*وهل الامتحان المذكور محدد بالأطباء الأقدمين ممن تم تنسيبهم في المستشفيات التخصصية بطب الأطفال ؟
بالطبع، فانا  تخرجت من كلية الطب بجامعة الموصل عام 2010 وكنت من ضمن الطلبة العشرة الأوائل  حيث تم تعييني في  الكلية المذكورة  وتم تنسيبي لاحقا في مستشفى الخنساء التخصصي بالأطفال لقضاء فترة الإقامة القدمى  والتي تتحدد بفترة أكثر من عام  وحسب النظام الطبي المتبع فطلبة المرحلة السادسة في كلية الطب  يبداون بالدوام في المستشفيات لغرض التطبيق وقمنا بالدوام في مختلف الأقسام الطبية لكنني شخصيا بدأت أجد نفسي ميالة للتخصص في طب الأطفال لسهولة التعامل معهم..
*وهل تواجهين صعوبات في التعامل مع الأطفال خصوصا إنهم يعجزون عن تأشير مواضع الألم لديهم ؟
-مثلما ذكرت أمضيت سنة كاملة هنا في مستشفى الخنساء  ووجدت ان مهنة الطب ليست دراسة فقط  بل هي اكتساب خبرات من خلال المعايشة والتطبيقات العملية  وانا حينما ابدأ بمعالجة الأطفال  فانا استعلم من خلال والدته على سبيل المثال تاريخه الطبي  وابدأ حسب هذه الفكرة  باعتماد تشخيصات  ومن خلالها  امنح العلاج لهذا الطفل ..
*ذكرت انك تستقين المعلومات  الأولية عن ما يعانيه الأطفال من والدته او من هو الأقرب منه ، هل تعانين في هذا الأمر ؟
-بلاشك انا  أعاني من غياب  الثقافة الطبية من قبل الكثير من المراجعين  ويختلف التعامل مع الأطفال حسب العمر فانا اجد التعامل مع طفل يبلغ من العمر سنة  واحدة  اكثر راحة من الطفل ذو ثلاث سنوات وهكذا ..
* وهل واجهت الكثير من المواقف الصعبة في هذه المهنة خلال العام من خلال معايشتك في المستشفى ؟
-لااجد مشكلة في التشخيص لكن المشكلة تكمن في غياب الأجهزة والمعدات اللازمة  فعلى سبيل المثال ما زلت أتذكر حالة طفل في التاسعة من عمره كان يعاني من  متلازمة قصور  في الغدة الكظرية  بالإضافة لاعتلال المادة البيضاء  في الدماغ وحسب ما يعرف طبيا بـ(odreno leukodystrophy) والحالة هنا في العراق تبدو  من الحالات الميئوس منها  وقد تأزمت حالته  بالشكل الذي عندما حضر الى المستشفى لم يكن هنالك مكان لإقامته في ردهة العناية  المركزة  ومن خلال بعض المعالجات البسيطة قمنا بأخر المحاولات حينما وضعنا تيوب في صدر الطفل المريض وبدأنا بضخ الهواء لرئتيه لكنه توقف
 بعد برهة مفارقا الحياة  وهذا الموقف من المواقف التي لاانساها..
*ماهي الأمراض الشائعة التي عادة ما تصيب الأطفال ؟
-هنالك الإسهال  والتهاب المعدة  والأمعاء  وهي من الأمراض التي عادة ما تصيب أطفال  دول العالم الثالث وهذه الأمراض تداهم الأطفال بسبب إهمال عوائلهم  فهنالك أسباب مباشرة كان يكون الماء الذي تستهلكه العائلة غير صالح للاستهلاك  بالإضافة لاعتماد الأمهات للرضاعة الاصطناعية وما يترتب عليها من إهمال التعقيمات اللازمة لأدوات الرضاعة مما يتسبب بهذه الأمراض وهذا لايقتصر على فصل الصيف فللشتاء أمراضه أيضا ومنها التهاب القصبات وهنالك  بعض المواطنين ممن يعمدون الى اعتماد خلطات شعبية لمنع أمراض الإسهال  والتهاب المعدة  وهي ذات تأثير كبير على
 حياة الأطفال  فمنها ما يؤثر على الكلى  ويؤدي الى مرض الجفاف..
*بالنسبة للفايروسات التي تنتشر وتؤدي الى الانفلونزا ، هل هنالك مضادات ولقاحات تعطى للأطفال للوقاية من هذه الفايروسات كما تم بروزه بما يتعلق بالبالغين ؟
-نعم هنالك اكتشافات لكنها محددة بالدول الأوربية  وهنا تبدو تلك الاكتشافات بظهور مثل تلك اللقاحات مكلفة لذلك لايوجد من يتجه نحوها من الاطباءوتجد ان الشريحة المتضررة هي الشريحة التي تعاني من دخلها المحدود فلذلك تبدو مثل تلك اللقاحات محددة بالدول الغربية فقط ..
*مالذي سيتيحه لك دراسة البورد العربي لدراسة طب الأطفال؟
-البورد هو عبارة عن دراسة نظرية يضاف إليها  المعايشة في مراكز طبية تخصصية في أمراض القلب بالنسبة للأطفال ومن خلال هذه الدراسة سيتاح لنا ان  نحدد التشوهات القلبية  وما يعاني منه الأطفال الخدج بالإضافة للالتهابات التي يعاني منها الأطفال وهنالك أمراض أخرى كالثلاسيميا  وغسل الكلى  وهذا الأمر يجعلنا أكثر قربا من المستشفيات التي تتعامل مع اختصاص طب الأطفال في مدينة الموصل وحال الحصول على  البورد يتخصص الطبيب في الاختصاص الذي قدم خلاله في هذا المجال  ..
*وهل تواكب هذه الدراسات ما يحدث في طب الأطفال من تحديثات مستمرة واطلاع على احدث ما يشهده هذا التخصص الطبي ؟
-بالطبع فنحن كأطباء لانعاني من هذا الأمر كوننا على اتصال دائم من خلال شبكة الانترنت التي تتيح لنا الاطلاع المستمر  لكن ما يعوق هذا الأمر غياب التواصل بما يختص بتوفير العلاج كونه يبدو مكلفا بالإضافة الى ان هنالك مختبرات ومراكز طبية متطورة موجودة في مستشفياتنا لكنها تحتاج الى ملحقات فعلى سبيل المثال هنالك مركز لغسل الكلى في  مستشفى ابن سينا لكنه يحتاج الى ملحقات من أجهزة تدعم عمله..
*هل هنالك تأثير من خلال ما تعيشه المدينة من ظروف أمنية غير مستقرة على عملكم في المستشفى ؟
-بالطبع هنالك معوقات في هذا الأمر فعلى سبيل المثال فان مستشفى الخنساء وخلال الطريق المؤدي اليها هنالك سيطرات ممكن ان تؤخر قدوم المريض وهنالك حالة لطفل مصاب بالصرع بقي لمدة ستة ساعات تحت وطأة هذا المرض خلال التأخير الحاصل من هذا الواقع ..
*هذا التفوق الذي حققتيه لمن تهديه ؟
-اكيد اهديه لعائلتي  التي ساهمت به بصورة كبيرة من خلال توفيرها لكل الأجواء المناسبة لتحقيق مثل هذا التفوق بالإضافة الى تفوقي في مختلف المراحل الدراسية فانا حققت معدل 98،8% في الصف السادس الإعدادي وكان ذلك عام 2004 بالرغم من كل الظروف الأمنية التي واجهتنا  وانا مدينة لكل من علمني في مختلف المراحل الدراسية فعلى صعيد الدراسة الابتدائية انا كنت في الصف الاول الابتدائي في مدرسة الأرمن  ومن ثم انتقلت للمدرسة الغسانية لأكمل فيها الصفوف التالية وبعدها في المرحلتين المتوسطة والإعدادية كنت في متوسطة المتميزات ومن ثم انتقلت لثانوية
 المتميزات  ولدي أشقاء متفوقين أيضا فشقيقتي في كلية الفنون الجميلة وشقيقي الأخر في كلية الآداب قسم الترجمة  اما شقيقي الأصغر فهو طالب في الصف الخامس الإعدادي ..
*وهل هنالك طموح ترغبين بتحقيقه في مجال عملك ؟
-اطمح للعمل في  مركز تخصصي يختص بأمراض الغدد الصم وأمراض الدم الخاصة بالأطفال فمثل هذا المركز تفتقر إليه مدينة الموصل باستثناء مركز صغير لايوازي الطموح موجود في مستشفى ابن الأثير لطب الأطفال  ومثل هذا المركز في حالة تأسيسه سوف لايخدم مدينة الموصل فحسب لكنه سيمتد بتوفير خدماته على صعيد المحافظات  الشمالية أيضا ..
*هل هنالك ثمة معاناة تعانينها في عملك ؟
-نحن نتعامل مع شرائح مختلفة  لكننا  نعاني كثيرا  مع بعض المراجعين حينما تأتينا أم وهي تبلغ من العمر على سبيل المثال 15 سنة او 16 سنة  وزوجها لم يكمل الثامنة عشرة من عمره  ولايمتلكون تعليما وافيا فنضطر لإعادة النصائح الطبية عليهم من اجل الاهتمام بأطفالهم ونجد صعوبة في  الاستجابة لتلك النصائح من قبلهم خصوصا وان هذه الشرائح تعاني من ظروف حياتية صعبة كما انا اعتبر ان إهمال النظافة يسهم بتفشي الأمراض لاسيما بين صفوف الأطفال ..
*ما هي الهوايات التي تمارسيها خلال أوقات فراغك ؟
-بالدرجة الأساس أميل للمطالعة وخصوصا قراءة الروايات العالمية والانكليزية على سبيل التحديد بالإضافة لقراءاتي لأدباء كبار كأجاثا كريستي وباولو كويليو كما اقرأ روايات باللغة الانكليزية لكاتب أميركي يدعى جيمس باترسون اما أوقاتي الأخرى فأمضيها بين (الفيس بوك) وبين متابعة موقع عنكاوا دوت كوم وياهو مكتوب  كما امضي بعض الوقت بكتابة قصص قصيرة  وانشر في بعض الأحيان خواطر دينية في مجلة الفكر المسيحي ..

*الكلمة الأخيرة لك ، ماذا تودين القول من خلالها ؟
-أولا اشكر موقع عنكاوا دوت كوم لإتاحته لي الفرصة في الحديث واشكر عائلتي على كل ما قدمته لي ..


102
(عنكاوا كوم )في موقع مشروع مكتبة اشور بانيبال

عميد كلية الاثار في جامعة الموصل لموقعنا:نسعى لان تكون المكتبة مصدر إشعاع ثقافي




الموصل –عنكاوا كوم-سامر الياس سعيد

مازال  ابناء نينوى يفخرون بما قدمته الحضارة الآشورية من مصادر إشعاع فكري وثقافي شهدته كل بقاع المعمورة  ومازالوا يفكرون في القيام بمحاكاة  تلك الإشعاعات التي كانت تنطلق من هنا  من مركز الحضارة الآشورية وما مشروع إنشاء مكتبة اشور بانيبال  الا محاولة  من عشرات المحاولات التي تجري في باب إعلان الوفاء من نينوى الحالية لنينوى في عهودها الغابرة  والمشروع الخاص بالمكتبة  انطلق من كلية الاثار في جامعة الموصل قبل عدة سنوات ليضحي بعد سنوات واقعا مجسدا  يسهم بتنوير  الزائرين بما كانت تقدمه رموز الحضارة الآشورية  من ملوك أسهموا
 بتطور الحياة من خلال إبداعاتهم التي شهدتها مجالات حياتية متعددة .. الدكتور علي الجبوري عميد كلية الاثار في جامعة الموصل تحدث عن مراحل إنشاء المكتبة  والمرافق الملحقة  واتفاقيات التعاون  مع المراكز الأكاديمية والبحثية من اجل رفد المكتبة بالعناوين التي تختص في مجالات البحث العلمي والثقافي  وفيما يلي نص اللقاء :

*بداية دكتور ، هل لك ان تحدثنا عن الأفكار الأولية التي اسهمت بتجسيد فكرة إنشاء مكتبة اشور بانيبال ؟


-منذ العام 2000 راودتنا فكرة إنشاء مكتبة تحاكي أقدم المكتبات المكتشفة في العالم الا وهي مكتبة اشور بانيبال وهي تسبق إنشاء مكتبة الإسكندرية المعروفة بمئات السنين  خصوصا وإننا شهدنا  الاهتمام  الذي حظيت به مكتبة الإسكندرية  من خلال  المنظمات المعنية لاسيما منظمة اليونسكو  مما شجعنا لان نخاطب رئاسة جامعة الموصل  التي بدورها فاتحت ديوان رئاسة الجمهورية في ذلك الوقت  من اجل استحصال الموافقات اللازمة للشروع بإنشاء مكتبة اشور بانيبال  وفعلا حصلت موافقة الديوان  وطلب أيضا التصاميم الخاصة بالمشروع مما جعلنا نفاتح كلية الهندسة والقسم
 المعماري في الكلية بالتحديد  فشكلت ثلاث فرق والفريق الواحد مؤلف من خمسة مهندسين  لإعداد موكيت خاص  بتصميم المكتبة  وفاز التصميم الخاص بأحد هذه الفرق الثلاثة من خلال اعتماد المخططات التي أنجزها وهو ما يصمم حاليا على ارض الواقع  وفي تلك الفترة كان كلية الاثار مجرد قسم  ساهم من خلال اكاديمييه بإبداء المشورة بما يختص بالتصميم فضلا عن اختيار موقع المكتبة  وخلفيتها مما يجعلنا  نقول  بان التصميم المنفذ في الوقت الحالي يعتمد في بعض تفاصيله على رؤية أكاديميي قسم الاثار  كما  إننا كنا نبغي ان يكون التصميم الخارجي للمكتبة على شكل ثور مجنح
 بشكل مجسم وينفذ على هذا الأساس  لكن كان هنالك بعض الاعتراضات من قبل الكادر الهندسي  الذي رغب بتنفيذ مجسم الثور المجنح بهذا الشكل التقريبي  وبما يناسب الفن التشكيلي  وبصورة غير مباشرة ..

*متى بدأت المباشرة بتنفيذ المشروع وهل واجهته المعوقات في سبيل تنفيذه ؟

- تمت المباشرة  بالمشروع في نهاية عام 2002ومع حلول العام 2003 من خلال تخصيص قطعة الأرض  الخاصة بالمشروع  وتسويتها  وإزالة الأبنية  التي كانت مشيدة في السابق على هذه القطعة  وبعد ذلك  تم المباشرة بحفر  الأسس لكن مع هذه العملية تزامن اندلاع الحرب على العراق في عام 2003مما  وضع حدا لاستكمال الأعمال الخاصة بالمشروع  حتى  استؤنف مجددا  ما بين عامي 2006 و2007 من خلال تخصيص المبالغ اللازمة  وباشرت شركة المنصور العامة بتنفيذ المشروع  لكن المدة  المحددة لتنفيذ المشروع تغيرت في ضوء هذه التطورات  حيث تم تحديد العام القادم موعدا  لتسلم المكتبة  والعمل
 يجري حاليا بإشراف دائرة المهندس المقيم وتحت إشراف المكتب الاستشاري الهندسي في جامعة الموصل ..

*هذا ما يختص بمراحل تنفيذ المشروع، فماذا عن الاتفاقيات المبرمة ما بين كليتكم والمكتبات والمراكز البحثية في سبيل رفد المكتبة بالمطبوعات والكتب ؟

-قبل شباط من العام 2012 كان هنالك مبادرات شخصية ما بين كليتنا ومكتبة الإسكندرية  من خلال تبادل وإهداء المطبوعات  لكن في التاريخ الذي ذكرته تم  زيارة المكتبة من قبلي  والمباشرة بعقد اتفاقية  للتعاون والتبادل الثقافي  والان يتزعم الدكتور خالد عزب أمين مكتبة الإسكندرية  حملة كبيرة  من اجل دعم مكتبة اشور بانيبال  من خلال جمع اكبر عدد من الكتب والمجلات  ومن كل أنحاء الوطن العربي  وقد نجح في هذه الحملة من خلال جمعه للالاف من العناوين  التي وردتنا  ونحن أيضا نسعى لان نحاكي مكتبة الإسكندرية رغم  ان عمل مكتبة اشور بانيبال لايرقى أبدا لما  ترمز
 له مكتبة الإسكندرية  التي يرقى تاريخ إنشائها الى  العهد البيزنطي فمكتبة اشور بانيبال ومما هو  مخطط لها  نسعى لان تكون في المقام الاول  صرح حضاري  لمدينة الموصل  والعراق على وجه العموم  بالإضافة الى ما تشكله المكتبة من واجهة فإننا نأمل بان تكون  مركز بحثي لايقتصر على الأكاديميين العراقيين فحسب بل تستقطب الباحثين من مختلف دول العالم  وفي هذا المقام لابد ان أشير الى كليتنا تسعى حاليا  في سبيل تنشيط العمل  الاثاري من خلال حملة للتنقيب تتركز في قصر اشور بانيبال  ونامل ان تشهد هذه الحملة  استظهار لبقايا المكتبة الأولية لاشور بانيبال
 واكتشاف جدرانها  وترميمها وصيانتها  ونحن اذ نعمل على استكمال المكتبة  في داخل أسوار الجامعة  فان استظهار المكتبة  في موقعها الأصلي في قصر اشور بانيبال  يعد من أهم ما نطمح إليه ..

*مالذي ستضمه مكتبة اشور بانيبال من مرفقات وملحقات من خلال إكمال مشروع تنفيذها في المستقبل ؟


-ستضم المكتبة عدة طوابق لاسيما ان طابق المكتبة السفلي سيكون عبارة عن مخزن او مستودعات سيعمل فيها عدد من الخبراء والفنيين  على صيانة وتأهيل اللقى الاثارية وسنحاول التنسيق من خلال  الاتفاقية التي ابرمناها مع مكتبة الإسكندرية في سبيل تأهيل هذه الكوادر خصوصا في مجال الأرشفة  والتوثيق الالكتروني  وحقيقة ابهرني العمل المنظم الذي تتمتع به مكتبة الإسكندرية وسأحاول نقل تجربة تلك المكتبة الى  مكتبة اشور بانيبال فالتوثيق الذي يختص بالحضارة في مكتبة الإسكندرية مميز وهذا ما سأسعى إليه من اجل توثيق مدينة الموصل بإبراز مصنوعاتها والبضاعة
 التي تشتهر بها بالإضافة  الى توثيق لهجاتها فنحن لانريد ان تكون المكتبة مجرد بناء  بل نسعى لان تضم المكتبة فريق عمل متكامل  يعمل على تصوير وتوثيق كل ما يختص بالعهود التي شهدتها المدينة  من خلال توثيق مهنها والحرف اليدوية   التي اشتهرت بها خصوصا تلك التي قاومت تغييرات الزمن ومازالت بارزة الى يومنا كما نحاول الاستفادة  من فسم النقوش العراقية  القديمة في كلية الاثار لربط  الأدوار الزمنية التي عاشتها المدينة بين عهودها السابقة كما بودنا تشكيل  فريق يعمل لتوثيق اللهجات العراقية القديمة والتي تختلف ما بين منطقة وأخرى وتسجيل تلك
 الاختلافات كما نسعى لتسجيل اللهجات الخاصة التي يتكلم بها ساكنو القرى والقصبات القريبة من أطراف الموصل لاسيما  ان هنالك  من بقى  يتحدث الآرامية او السريانية في تلك المناطق  الى يومنا  وبالنسبة لطوابق المكتبة  فمثلما  تحدثت فان الطابق السفلي سيضم مخازن ستضم فيها الاثار  التي من المؤمل استظهارها من خلال حملات التنقيب التي تجري حاليا  بالإضافة الى مختبرات يجري فيها تأهيل وترميم وصيانة تلك اللقى وتنظيفها  بالإضافة الى وجود مخازن وورش خاصة بالكتب  تعمل على صيانة وتجليد النسخ التالفة من الكتب القديمة التي ترد للمكتبة  اما الطابق
 التالي فسيحوي على قاعة عرض وفي الغالب ستكون أكثر من قاعة ستكون مهيئة  لعرض المنحوتات الآشورية وفي الأيام السابقة قمنا بالاتفاق  مع خبير يعمل  في المتحف البريطاني سيعمل على إعداد نسخ جبسية  لتلك المنحوتات الموجودة بنسخها الأصلية في المتحف المذكور  وستهدى للمكتبة حال اكتمالها حيث تم تحديد موعد إكمالها في خريف العام الحالي حيث سنقوم بتعليق تلك المنحوتات على جدران هذا الطابق  وإعداد بانوراما  لمنجزات الملوك الاشوريين  كما ستشهد المساحات الأخرى من الطابق المذكور  على غرف زجاجية  تعرض فيه الاثار الخاصة بالحقبة الآشورية حيث سنخصص
 جزء من القاعة لعرض منجزات وسير الملوك الاشوريين  بالإضافة الى عرض صورهم من خلال المكتشفات  وعلى غرار ما معروض في المتحف العراقي وهذا ما سنعده حال حصولنا على الموافقات اللازمة من قبل هيئة الاثار العراقية كما هنالك جزء اخر من هذا الطابق سيكون معدا لعرض المكتشفات الخاصة بعهود ما قبل التاريخ حتى فترة الفتح الإسلامي .. أما في الطابق الاول من المكتبة فسيكون خاصا بكادر المكتبة من موظفين وإداريين  بالإضافة الى  المكتبة التي ستحوي الكتب والمطبوعات المختلفة بالإضافة الى تجهيز هذا الطابق بشبكة اتصالات حديثة حيث ستكون  تلك الشبكة متاحة
 لخدمة الباحثين والأكاديميين من اجل التواصل مع أقرانهم في مختلف دول العالم بما يعزز العمل البحثي بينما سيكون الطابق الأخير من المكتبة  خاص بالمكتبة الالكترونية  التي ستضم نسخ مدمجة من الكتب  التي لم نتمكن من الحصول على نسخها الورقية وتعد من المصادر البحثية التي يتطلبها الباحثون كما أود الإشارة الى  ما تم الاتفاق حوله مع المتحف البريطاني حيث تم توقيع الاتفاقية من قبل رئيس جامعة الموصل في العام 2010 وتقضي تلك الاتفاقية  على تزويد المكتبة بما مكتشف من مكتبة اشور بانيبال الأصلية خصوصا الألواح التي كانت موجودة في تلك المكتبة حيث
 سيقوم المتحف البريطاني بتزويدنا بأعداد 200 نص من تلك الألواح والتي يربو عدد المكتشف منها والموجود في المتحف البريطاني  الى ما يقارب الـ30 الف نص حيث سيعدون القائمين على المتحف البريطاني أشهر تلك النصوص المكتشفة وضمن العدد الذي ذكرته انفا  والذي يتحدث في العديد من المجالات العلمية لاسيما  في الفلك والرياضيات بالإضافة الى نص خاص بملحمة كلكامش والكتب الملكية  وهي نصوص مختلفة  لكنها بالنسبة للعصر الاشوري فهي مهمة للغاية  وهذه النصوص التي ستكون على شكل نسخ جبسية ستقدم لنا كإهداء بالإضافة لمطبوعات المتحف البريطاني المتعلقة بالتاريخ
 العراقي القديم ..

*هل هنالك ملحقات أخرى ضمن مجمع المكتبة يجري تنفيذها حاليا بالتزامن مع مشروع انجاز المكتبة ؟

- المكتبة وضمن تصميمها تبدو كمجمع يحوي ثلاثة أقسام  والقسم الرئيسي  هو ما تكلمنا عنه وهو الخاص بالمكتبة وطوابقها المتعددة  أما القسم الأخر الذي سيلحق بالمكتبة وهو القسم الخدمي  والذي سيقع جنوب الشارع الرئيسي حيث ستكون المكتبة قريبة من المدخل الذي سيكون في المستقبل المدخل الرئيسي لجامعة الموصل وهذا ما سيتعلق بربط الماضي بالحاضر فالمدينة لاتقتصر على أنها كانت في السابق عاصمة الحضارة الآشورية فحسب  بل كانت من خلال توالي العهود ابرز المدن التي دخلت في الإسلام وحققت ريادة مهمة بين قريناتها من المدن خصوصا موقعها والخصوصية المهمة
 التي تتمتع بها فقد اخترنا حرف النون الذي سيكون بارزا على واجهة القسم الخدمي لما يحمله هذا الحرف من خصوصية إسلامية  وسيكون محاطا بأقواس ذات طابع إسلامي وهذا البناء سيكون ملحق بقاعة كبيرة ستستقبل المؤتمرات والملتقيات الثقافية الخاصة بالجامعة  من كون عدد استيعابها الكبير الذي يصل  الى ثلاثة الاف شخص  وسيكون على جانبها الأيسر قاعة كافتيريا ومسجد صغير  وفي هذا القسم سيكون هنالك غرف خاصة معدة للباحثين والأكاديميين حيث سيتركز هدفنا على ان يكون هذا الطابق  عبارة عن مركز بحثي للمشتغلين في المجال الاثاري  ونأمل ان يشهد المركز توافدا من
 قبل العاملين في المجال الاثاري من مختلف دول العالم من اجل تبادل الخبرات  وصقل المهارات الخاصة بكوادرنا  أما القسم الأخر فسيكون مخصصا لاحتضان كلية الاثار في بنايتها التي هي قيد الإنشاء  وستكون مؤلفة من العديد من الطوابق التي ستضم قاعات دراسية  ومكاتب للكوادر الإدارية والتدريسيين وستضم هذه الطوابق كل أقسام الكلية  وهي أقسام الاثار والحضارة  والنقوش واللغات العراقية  القديمة ..

*في سبيل تنفيذ مشروع المكتبة ، هل واجهتكم معوقات ومعرقلات تودون الإشارة اليها ؟

-لايوجد أي مشكلة تواجهنا لكن ما نواجهه من معرقلات يتلخص في النظرة التي يحملها الاخرون نحو مدينة الموصل وهذا التخوف النابع من عدم الاستقرار الأمني الذي تشهده هذه المدينة فنحن لدينا  الكثير من العلاقات التي تتيح لنا التنسيق مع القائمين في متحف اللوفر  او متحف اورينتال  في برلين او العديد من المتاحف الموجودة في أمريكا  لكن تذبذب الظرف الأمني يحول دون تشجع القائمين على تلك المتاحف من ان يتوجهوا للمدينة  والوقوف بشكل جلي على ما تشهده في سبيل انجاز هذا الصرح الثقافي والعلمي  ومحاولة دعمه بما يتوفر من سبل الدعم التي لمسناها من خلال
 العديد من المراكز الأكاديمية والبحثية فكل ما يحمله هولاء عن مدينة الموصل  بأنها وصلت حدا لايطاق من الدمار والخراب  لكننا في لقاءاتنا معهم وحينما نعرض لهم صورا عن ما تشهده المدينة من حالات الأعمار خصوصا بما يتعلق بإنشاء المكتبة يحصل عندهم نوع من الانبهار إزاء هذه الأعمال  العملاقة التي تسعى جامعة الموصل في سبيل تنفيذها ونحن لم نقصر في سبيل إيصال أصواتنا من اجل تغيير هذه الصورة التي يحملها الأجانب عنا لكننا نأمل ان تشهد المدينة استقرارا وتحسنا امنيا يشجعنا على ان نقيم مؤتمرا علميا يتخصص بتسليط الضوء على مكتبة اشور بانيبال وما
 كانت تمثله من مصدر إشعاع علمي وثقافي ..

*ماذا عن المبادرات الشخصية التي تجري في سبيل دعم المكتبة وإنشاء خزانات شخصية لمن يقوم بالتبرع بمكتبته ؟


-أثمرت جهودنا الشخصية وعلاقاتنا عن الكثير من المبادرات المهمة التي اسهمت بتبرع العديد من الشخصيات بمكتبتهم الشخصية لمكتبة اشور بانيبال  ومن هولاء نخص بالذكر ما قامت به عائلة المرحوم عيسى سلمان رئيس الهيئة العامة للاثار  في منتصف الستينيات حتى عام 1975 وسلمان كان يمتلك مكتبة  تعد ثروة مهمة من خلال احتوائها على العديد من المراجع والمصادر المهمة حيث قامت عائلته بالتنسيق معنا في سبيل إهداء هذه المكتبة  ضمن خزانة خاصة تحمل اسم الراحل كما خاطبتنا أستاذة أحيلت على التقاعد مؤخرا في جامعة لندن تعلن رغبتها بالتبرع بمكتبتها الشخصية لصالح
 مكتبة اشور بانيبال  ولحد الان بلغ عدد الكتب الواردة لمكتبة اشور بانيبال ما يقارب الـ12 الف عنوان  ومنها ما ورد الينا من جامعة بوسطن الأميركية ..


دعلي الجبوري



103
ممثلية الموصل لديوان أوقاف المسيحيين والديانات الأخرى تقيم دورة للإسعافات الأولية
الموصل –عنكاوا كوم –سامر الياس سعيد
أقامت ممثلية ديوان أوقاف المسيحيين والديانات الأخرى دورة للإسعافات الأولية في دير الكلمة للراهبات الدومنيكيات بمدينة الموصل .. وتلقت المشاركات في الدورة التي استمرت على مدى أسبوعين محاضرات تناولت مباديء الإسعافات الأولية للإصابات بالكسور والتنفس الاصطناعي وكيفية معالجة الجروح  فضلا عن كيفية قياس درجة الحرارة بالإضافة الى التدرب على كيفية زرق الإبر وحاضرت في الدورة الممرضة  الجامعية إخلاص صبيح ..وفي ختام الدورة أقيمت احتفالية استهلت بالوقوف دقيقة صمت إكراما لأرواح شهدائنا ثم القى المهندس أديب نجيب رزوقي مسؤول ممثلية
 الموصل لديوان اوقاف  المسيحيين والديانات الأخرى كلمة أشار فيها الى دأب الممثلية لتفعيل النشاطات التي تهم شرائح عديدة في المجتمع حيث أسهمت الممثلية في باكورة أنشطتها بإقامة بطولة رياضية حملت اسم المدرب الراحل عموبابا تنافس فيها العديد من الفرق في لعبة خماسي الكرة بينما تعد هذه الدورة النشاط الثاني للمثلية لتفعيل الثقافة الطبية وتدريب السيدات على المباديء الأولية بما يختص بالإسعافات الأولية كما ألقت مدربة الدورة السيدة( إخلاص صبيح) كلمة  أشارت فيها الى ان الدورة تضمنت منهاجا متكاملا  بما يتعلق بالإسعافات الأولية  واصفة
 التجاوب الذي لمسته من السيدات المشاركات بالدورة بالايجابي واختتمت كلمتها  بتوجيه الشكر للأخوات الراهبات لاسيما مسؤولة دير الكلمة الأخت فردوس لما قدموه من حسن الضيافة وتوفير قاعة المحاضرات الخاصة بالدير كما قدمت تقديرها لممثلية الموصل لما قدمته من خلال منتسبيها من دعم أسهم بإنجاح الدورة كما القت المتدربة (لقاء عماد) كلمة نيابة عن السيدات المتدربات عبرت من خلالها عن تقدير المشاركات لمبادرة الممثلية بإقامة مثل هذه الدورات كما شكرت مسؤولة الدورة  وشاركت الأخوات الراهبات بتقديم الشهادات التقديرية فضلا عن الهدايا للسيدات
 المتدربات كما قدم  المهندس أديب نجيب رزوقي مسؤول ممثلية الموصل للديوان دروع تقديرية للأخوات الراهبات  والسيدة إخلاص صبيح مسؤولة دورة الإسعافات الأولية كما تم تقديم درع الدورة للإعلامي سامر الياس تقديرا لجهوده في مجال الإعلام واختتمت الاحتفالية بترتيلة شارك فيها الحضور وكانت بعنوان (شكرا لله )  ..

















104
بمناسبة يوم التمريض العالمي.. تكريم احد ابناء شعبنا في مدينة الموصل
عنكاوا كوم –الموصل –سامر الياس سعيد
نال  التدريسي في المعهد الطبي  والشماس الفاضل عصام كامل كصكوص درع يوم التمريض العالمي في احتفال جرى مؤخرا في مدينة الموصل ..ونال كصكوص الدرع في حفل جرى برعاية دائرة صحة نينوى من خلال إسهام  نقابة التمريض العراقية وجمعية ذوي المهن الصحية العليا بإقامته  حيث أقيم في قاعة سرجون بفندق نينوى الدولي ..وكرم  التدريسي والشماس الفاضل عصام كصكوص ضمن كوكبة من المتميزين في مجال التمريض في مدينة الموصل حيث جاء تكريمه بمناسبة الجهود الجليلة التي قدمها من خلال تدريسه في المعهد الطبي في مدينة الموصل ورفده المستشفيات والمراكز الصحية بالكوادر
 المؤهلة لممارسة مهنة التمريض ..تجدر الإشارة الى المحتفى به نال العديد من كتب الشكر وشهادات التقدير لتميزه في مجال عمله فضلا عن جهوده المتميزة في مجال المؤلفات القانونية  إذ له العديد من الإصدارات  كما نشرت له العديد من المجلات والصحف الرصينة العديد من المقالات والبحوث في المجال القانوني كما يساهم حاليا بتدريس مادة القانون الكنسي  لطلبة المعهد الكهنوتي اللاهوتي  في دير مار متى العامر ..



105
تقرير مصور عن زيارة رئيس ديوان أوقاف المسيحيين والديانات الأخرى لمدينة الموصل
الموصل-عنكاوا كوم –سامر الياس سعيد
زار المهندس رعد جليل كجة جي رئيس ديوان أوقاف الديانات المسيحية والايزيدية والصابئة المندائية مدينة الموصل حيث شمل برنامج زيارته تفقد عدد من المشاريع التي يجري انجازها في مدينة الموصل من قبل ممثلية الموصل للديوان  كما حضر كجة جي القداس الإلهي  الذي أقيم في كاتدرائية مار افرام للسريان والذي ترأسه  رئيس أساقفة الموصل للسريان المطران مار نيقوديموس داؤد متي شرف وقام  خلاله بترقية الشماسين عصام كصكوص وحبيب ميخائيل عسكر  الى رتبة الشماس الإنجيلي ..زار بعدها رئيس ديوان أوقاف الديانات المسيحية والايزيدية والصابئة المندائية مقر
 مطرانية الموصل للكلدان حيث كان في استقباله رئيس أبرشية الموصل الكلدانية المطران مار أميل شمعون نونا  كما حضر اللقاء المطرانين مار نيقوديموس داؤد متي شرف رئيس أساقفة الموصل للسريان والمستشار البطريركي المطران مار غريغوريوس صليبا شمعون وعدد من الآباء الكهنة  بعدها قام المهندس رعد جليل كجة جي بجولة تفقدية شملت عدد من  المشاريع التي يجري انجازها في مدينة الموصل حيث اطلع على سير العمل بتأهيل مقر مطرانية الموصل للسريان الأرثوذكس كما زار دير النصر للراهبات واطلع على احتياجات الدير فضلا عن تفقد عدد من المسنات المقيمات في الدير حيث
 وجه بالاهتمام بتوفير  احتياجاتهم وواصل السيد كجة جي زياراته حيث زار مقر ممثلية الموصل لديوان أوقاف الديانات المسيحية والايزيدية والصابئة المندائية وقام باستقبال عدد من رجال الدين وعدد من الشخصيات ورافقه في زياراته الدكتور دريد حكمت زوما مستشار محافظ نينوى لشؤون المكونات والعميد فارس عبد الأحد منسق حماية الكنائس في مدينة الموصل والعقيد ماجد حنا معاون  منسق حماية الكنائس  كما شارك رئيس ديوان أوقاف الديانات المسيحية والايزيدية والصابئة المندائية  بمراسيم افتتاح كنيسة مار بولس الكلدانية بعد إعادة تأهيلها وترميها برعاية الديوان ..


106
رئيس ديوان أوقاف المسيحيين والديانات الأخرى في حديث لموقعنا:
لااتاثر بالتجاذبات التي تحاول التأثير على عملي في الديوان  وإذا اقتضت الضرورة انا مستعد لمغادرة المنصب



عنكاوا كوم –الموصل –سامر الياس سعيد
خلال تفقده للمشاريع التي يجري تنفيذها في مدينة الموصل والخاصة بتأهيل وترميم عدد من دور العبادة المسيحية في المدينة فضلا عن  افتتاح المنجز منها تسنت الفرصة لموقع (عنكاوا كوم ) ان يجري لقاءا مع المهندس رعد جليل كجة جي رئيس ديوان أوقاف الديانات المسيحية والايزيدية والصابئة المندائية وكالة وجرى خلال اللقاء التطرق الى العديد من المحاور المتعلقة بعمل الديوان في محافظة نينوى وفيما يلي نص اللقاء :
*بداية ،هل لك ان تطلعنا على المشاريع التي تم انجازها في محافظة نينوى وما هي المشاريع التي قيد الانجاز ؟
-بالنسبة  للمشاريع المنجزة من قبل الديوان نذكر كنيسة مار بولس الكلدانية  التي جرى تاهليها وترميمها كما تسنى لنا الاطلاع على حجم الانجاز الخاص بمقر مطرانية  السريان الأرثوذكس  وهي من الأعمال الكبيرة  بالإضافة الى عدد من الأعمال  التي تتعلق بعدد من الطوائف المسيحية في مدينة الموصل  ومنها  توفير مولدات كهربائية  وتقديم مساعدات ومن تلك المساعدات يجري العمل  على استملاك بعض العقارات لفائدة تلك الكنائس في  قضاء الموصل  كما يجري العمل  لإعداد تصاميم لمشاريع استثمارية  كبيرة يجري العمل عليها على أراض عائدة للطوائف بالإضافة الى  العمل
 على ثلاث قرارات  إحالة لمناقصات  كبيرة بشان مشاريع خاصة بالكنائس كما أود الإشارة الى تلك الأعمال ليست مقتصرة بقضاء الموصل فحسب بل  قمنا بإنشاء  مركز للتعليم المسيحي في تللسقف  بكلفة مليار و800 مليون دينار عراقي  كما يتم خلال الفترة القادمة البدء بحملة تشمل تطوير  وتأهيل دير مار أوراها الذي يعد من الأديرة الاثرية التي تضمها محافظة نينوى حيث يقع الدير المذكور في قرية باطنايا  وستكون كلفة هذا المشروع بمبلغ يقدر ب(650) مليون دينار  كما سيتم بناء  مقر للممثلية في قضاء الحمدانية  بكلفة تتجاوزالـ800 مليون دينار  إضافة الى مشاريع أخرى والتي وصلت نسب الانجاز فيها الى نسب متقدمة اذكر منها  إنشاء كنيسة مار يوسف في قرقوش  وكنيسة مريم العذراء في بحزاني  بالإضافة الى مشاريع تختص بإنشاء  رياض أطفال خاصة بعدد من الكنائس ..
*ماذا عن توجهاتكم المستقبلية وماهي المشاريع التي تنوون انجازها خلال الأعوام القادمة ؟
-تتجه النية  ومن خلال الخطة الخاصة بالعام 2015 وعبر جزء كبير من هذه الخطة  الى إنشاء مجمعات سكنية  يجري بنائها على أراض خاصة بالطوائف المسيحية  ويتم توزيع تلك المجمعات بعد انجازها  من خلال الكنائس حيث يكون المستفيد الاول من تلك المجمعات العوائل المتعففة  وعوائل الشهداء  وسيتم التنسيق مع المكاتب الهندسية الاستشارية للبدء بتنفيذ تلك المجمعات التي سيتم إنشائها في  محافظة نينوى وتحديدا في قضاء الحمدانية بالإضافة الى مدينة بغداد ..
*تابعنا من خلال وسائل الإعلام التصريحات الخاصة بعدد من نواب المكون الايزيدي بشان أحقية منصب رئيس الديوان من جانبهم فما هو ردك على تلك  التصريحات؟
-لااتاثر بهذه التجاذبات  وجهودنا تتركز في كيفية انجاز الأعمال المنوطة بنا  خصوصا وان جهودنا مستمرة في هذا الخصوص وبنسبة عالية  وإذا اقتضت الضرورة  فانا مستعد لترك المنصب في أي لحظة خصوصا وإنني  اعمل بكل جهدي  وإنشاء الله  سيكون عملي هذا بعيدا عن أي تقصير او إهمال ..
*ماهي ابرز المعوقات التي تعانون منها في سبيل تنفيذ الأعمال الخاصة بتأهيل وترميم دور العبادة ؟
-لايمكن ان نخفي  ما لتأثير الأوضاع التي تمر بها بعض المحافظات ومنها محافظة نينوى  خصوصا بما يتعلق بالجانب الأمني الذي ينعكس على  عمل المقاولين  وفترة انجاز الأعمال  وهي بلاشك ذات تأثير يسهم بتأخير وعرقلة بعض المشاريع ..
*هل هنالك شركات تحال إليها مناقصات التنفيذ وتلكأت في انجاز الأعمال المنوطة بها وهل  الديوان يسعى لضم تلك الشركات الى القائمة السوداء كما تفعل بعض الوزارات كإجراء يحظر التعامل مع تلك المشاريع وعدم إبرام عقود جديدة معها في سبيل تنفيذ المشاريع ؟


- الحمد لله  فان اغلب المناقصات  التي يجري الإعلان  عنها تسير بشكل انسيابي  جيد وهذا الأمر تسهم به بدرجة كبيرة  لجان تحليل  العطاءات  خصوصا وإننا لم نعتمد في  إبرام المناقصات على  العطاء الاوطا كما أود الإشارة الى ان  نسبة 40% من الأعمال التي يكلف الديوان بانجازها  والتي يجري تنفيذها بواسطة شركات او مقاولين  وأيد عاملة  هم من المسيحيين والايزيدية  كون تلك الأعمال التي أشير إليها  هي خاصة بهذين المكونين  ولدينا اعمال كبيرة  في عدد من اقضية محافظة نينوى ومناطق منها  كالشيخان  وبعشيقة وبحزاني  إضافة  الى الإعلان  عن مناقصات لتنفيذ مشاريع
 أخرى تهتم بالمكون الايزيدي  في جميع مناطق تواجدهم  حيث تبلغ مجمل كلف تلك المشاريع الى أربعة مليارات دينار عراقي ..
*وماذا عن المشاريع الأخرى التي يسهم فيها الديوان بعيدا عن أعمال التأهيل والترميم الخاصة بدور العبادة ؟
- عمل الديوان لايقتصر على  المشاريع التاهيلية  والترميمات فحسب  بل لدينا عدد من الخدمات التي تختص بمساعدة دور الأيتام  والعجزة والمسنين  بالإضافة الى تقديم مساعدات للطلبة من المكون الايزيدي  كما هنالك مساعي من اجل توفير أجهزة التكييف وتوفير الوقود للكنائس  والأعمال الطباعية ..
*وماذا تضم برامجكم للعام القادم من مشاريع يجري الإعداد إليها ؟
- هنالك عدد من المشاريع من بينها  مشاريع تختص بإنشاء كنائس  بالإضافة الى المساهمة ببناء مدارس  كما هنالك نية بإنشاء دور خاصة للمسنين  والأيتام  بالإضافة لدور رياض الأطفال  وتأهيل كنائس تتمتع بصفة أثرية وتاريخية ..
*وهل هنالك نية في إنشاء مدرسة خاصة بالمكون المسيحي في مدينة الموصل ؟
-لحد هذه اللحظة لم يردنا أي طلب ومن أي طائفة حول هذا الأمر لكننا بصدد الشروع بصيانة وتأهيل مدرسة أم المعونة حيث سيجري العمل على تأهيلها فقي صيف العام القادم ..
*ذكرت في لقاء سابق مع موقعنا إنكم تعانون من قلة التخصيصات المالية الخاصة بالديوان من اجل  تنفيذ المشاريع ، هل سيتم تلافي هذا الأمر في الموازنة التي سيجري إقرارها خلال الأيام القادمة ؟
-نعم نحن متفائلون بزيادة  التخصيصات المالية الخاصة بالديوان من خلال إقرار الموازنة  خصوصا وإننا قمنا بعمل مهم وكبير من خلال فتح آفاق لتنفيذ العديد من المشاريع التي تتطلب تخصيصات مالية كبيرة  وهذا ما وعدتنا إزائه الحكومة  بزيادة التخصيصات المالية ..


107
الباحث في التاريخ الدكتور عوديشو ملكو:
استطعت تقصي الحقائق حول أول مقبرة جماعية في تاريخ العراق المعاصر



 
سامر الياس سعيد

وسط العشرات من الآراء التي انطلقت لتؤطر  ما حدث في سميل في العام 1933 بكونه تمردا للآشوريين كما صورته العديد من الآراء والأفكار خصوصا لمؤرخين معروفين  وأكاديميين ومن تلك الآراء ما اعتمدته موسوعة الموصل  الحضارية التي شارك في إعدادها مجموعة من الأساتذة الأكاديميين في جامعة الموصل أما الرأي الأخر  في شان أحداث ما جرى في العام المذكور فيفصح عنه بأسلوب موسع وأكاديمي الدكتور عوديشو ملكو آشيثا  الذي اصدر مؤخرا كتابا بهذا الخصوص حمل عنوان (نكبة سميل 1933 أسبابها وتأثيراتها المحلية والدولية) بـ 473 صفحة من القطع الكبير وهو من منشورات (رابطة
 الكتاب والأدباء الآشوريين) والكتاب في الأصل أطروحة للدكتوراه للمؤلف اشرف عليها  الأستاذ الدكتور عماد عبد السلام رؤوف وقدمت  لرئاسة جامعة سانت كلمنتس  مكتب العراق في بغداد ونوقشت الرسالة بتاريخ 18 كانون الثاني 2013. ونالت تقديرا بدرجة الامتياز.. ويحتوي الكتاب على ثلاثة فصول حيث يقسم الفصل الاول  الذي يبحث في جذور  المسالة الاشورية  في العراق الحديث, ويقسم الى ثلاث مباحث. المبحث الاول يتحدث عن  أهم العوامل  الذاتية للاشوريين قبل النكبة: العامل الاجتماعي والديني والسياسي كما يشير الى مؤتمر لوزان الاول ومطاليب الوثيقة القومية
 الاشورية. بينما المبحث الثاني  يشير الى  أهم العوامل الخارجية  ومنها علاقة  المحتلين البريطانيين للعراق والفرنسيين لسوريا بالآشوريين فضلا عن علاقة الآشوريين بالوزارة  الكيلانية الأولى والثانية وبدايات الليفي العراقي والتدخل الفرنسي في شؤون الآشوريين.  اما المبحث الثالث  فيهتم بالعوامل الداخلية ومنها انعكاس الوضع القومي والسياسي والاجتماعي العراقي على العلاقة بين الحكومة والآشوريين كما يطلعنا هذا المبحث على نماذج مما نشرته الصحافة العراقية عن الآشوريين خلال تلك الفترة. والسلطة الزمنية للبطريرك وعقدة إساءة فهمها  واصول
 الفكر السياسي العراقي تجاه الآشوريين. كما يبحث هذا الفصل عن التسميات المتعددة للآشوريين ومنها التسمية المذكورة أم تياريون أم النساطرة غرباء. فضلا عن متابعة حالات التصعيد من قبل الحكومة العراقية  والبريطانية  تجاه الآشوريين وفي الفصل الثاني من الكتاب هنالك مباحث أخرى  تهتم بالصدامات المسلحة  التي جرت في ديرابون وفيشخابور, بالإضافة الى أحداث أخرى مهمة تنجلي عن ما حدث في سميل صبيحة يوم 11 اب من العام 1933 والموقف الرسمي للحكومة العراقية من النكبة وقتل الأسرى وبعض الشهادات التي يوردها شهود عيان عن ماجرى في سميل,  وأصداء الأحداث في
 الصحافة اللبنانية. اما الفصل الثالث فيبحث في  تأثير النكبة  على الآشوريين  في العراق والعالم, ومساعي مار شمعون  لدى عصبة الأمم. بينما المبحث الثاني من هذا الفصل يشير  الى تأثير النكبة على الموقف السياسي الدولي تجاه العراق والآشوريين. اما المبحث الثالث فيختص بتأثيرات النكبة على الوضع السياسي والاجتماعي العراقي. ويختتم الكتاب  بالإشارة الى المراجع والمصادر التي ارتكز عليها, ومنها وثائق ومقالات باللغات العربية والأجنبية, والمخطوطات المأخوذة عن المصادر العربية والمعربة.  بالإضافة الى  الصحف والجرائد والمجلات العربية والآشورية
 والأجنبية.
ليتمخض عن تصور  باعتبار ما جرى في سميل عام 1933 يناقض كل التصورات التي تتحدث عن حالة عصيان وتمرد. وتشير تلك النظرة المتعمقة  من وحي ما قام به المؤلف نحو اعتبار  الجريمة التي حدثت في سميل بوصفها تطهير عرقي  فضلا عن كونها  شكلت أول مقبرة جماعية وإبادة جماعية في التاريخ المعاصر للعراق, نتيجة حصول النكبة وإلقاء جثث قسم كبير من الضحايا بصورة عشوائية في خندق او خندقين قرب التلة الاثرية في البلدة المذكورة. وما انعكس أيضا من تأثيرات, يوردها المؤلف في سياق الخاتمة مشيرا  بوجود حملة التعريب, المتعمدة  ومحاربة الاثنية الآشورية وثقافتها الى
 درجة الإبادة الجماعية..
ومن وحي ما تجلى لنا من مطالعة عميقة في متون الكتاب المذكور تسنت لموقعنا فرصة اللقاء بالدكتور عوديشو  ملكو اشيثا  الذي استقبلنا في مدينة دهوك وبالتحديد  في مقر رابطة الكتاب والأدباء الآشوريين التي هو رئيسها. ونتج عن لقائنا  العديد من الأسئلة التي دارت في فلك الموضوع ولعل بداية الحوار اختصت بالحديث عن المرتكزات الأساسية للأطروحة التي تحولت الى كتاب  فأشار آشيثا قائلا:
ـ اختياري لموضوع البحث كان نابع من شعوري بوجود فراغ في الحلقات التاريخية للشعب الآشوري خلال القرن العشرين وإحساسنا بعدم مصداقية من كتبوا عن تاريخ العراق وتحديدا فيما يخص الوضع الآشوري منذ تأسيس العراق المعاصر بعد الحرب العالمية الأولى. ومع تقادم الأيام ونتيجة مطالعاتنا الكثيرة في هذا المجال  والوصول الى مصادر أجنبية كثيرة عنيتْ بالمسالة الآشورية او تحديدا بما يعرف بـ (المشكلة الآشورية  في العراق المعاصر) اتضحت الصورة  وترسخت حقيقة  قيام جهات المفروض ان تتوخى  الرصانة في مجال التاريخ لكنها مع الاسف قامت بتطبيق سياسة  التعتيم
 المطبق على حلقات محددة  في التاريخ الآشوري والعراقي على وجه العموم.


*وهل هنالك امتداد لتلك الجهات في ان تحدد مناقشة ما يختص بأحداث سميل في جامعة حرة ولا تناقش مثل تلك الرسائل والاطاريح الجامعية  التي تهتم بتسليط الضوء على المخفي من تاريخ العراق واهم مكوناته في جامعات رسمية؟
ـ ربما  باعتقادي ان هاجس  الحصول على  شهادة أكاديمية  عليا  وخصوصا  في تخصص التاريخ الآشوري المعاصر كان لدي  منذ زمن بعيد ولكن هنالك ظروف أخرت تجسيد هذا الأمر منها الظروف الاستثنائية التي مررنا بها. ومن أبرزها  إقحام البلد بالحروب ولعقدين من الزمن او أكثر وهذه الظروف جعلت من احتمالية دراسة هكذا مواضيع في الجامعات العراقية الرسمية  ضربا من الخيال  ولسببين: احدهما حساسية الموضوع ذاته والآخر يتعلق بشرط العمر المحدد للدخول للدراسة العليا  في الجامعات العراقية في تلك الأيام الى ان سنحت لي الفرصة  بالتسجيل في جامعة سانت كليمنتس
 العالمية, وهي من الجامعات المعترف بها عالميا  فضلا عن الاعتراف بها في جميع دول الكومنولث البريطانية. وحسب علمتا فقد تم الاعتراف  بها من قبل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي العراقية قبل ما يزيد على سنة او أكثر. وتشترط الجامعة المذكورة على طالب الدراسات العليا اجتياز مرحلة الاعداد للدكتوراة باختصاصه الدقيق بدرجة لا تقل عن 75% وحسب المنهج المقرّ في الجامعات العراقية. كما ان رئيس الجامعة  والكادر التدريسي في فرع العراق للجامعة المذكورة  هم عراقيون  يمتلكون شهادات معترف بها  فمعظمهم عمل في جامعات عراقية عريقة ذات رصانة علمية
 مميزة.  وأود الإشارة أيضا الى ان من شرط القبول والمباشرة بكتابة  الأطروحة (الدكتوراه) هو الحصول على موافقة  رئيس الجامعة  البريطاني, حيث اذكر إنني انتظرت اكثر من ستة أشهر من اجل لحصول على موافقة رئيس الجامعة المذكور بشان موضوعة رسالتي حيث طلب مني كتابة تقرير  شامل عن مصادر الرسالة والغرض او الهدف من كتابة الأطروحة والاستنتاجات المتوقعة  والغاية من التعمق ودراسة المسالة من كل جوانبها. وبعد ان قمت بتلبية هذه الشروط  تم إبلاغي بموافقة رئيس الجامعة ووجوب الشروع في كتابة الموضوع. وفي الحقيقة  وبسبب طول المدة التي أشرت إليها من اجل
 الحصول على الموافقة ومن خلال كثرة استفسارات رئاسة الجامعة بخصوص اختياري لموضوع الأطروحة.. كنت قد فقدت الأمل.
*أشرت انك كنت ملتزما بهذا الموضوع دون غيره من المواضيع  فهل شكل اختيارك او التزامك بموضوعة الدراسة ردة فعل نابعة من فعل عشت تفاصيله وتتطلب منك ان تكون شاهدا او مؤرخا في اتجاهه؟
ـ أود ان أشير الى ان طفولتنا  كانت بحدّ ذاتها كانت مدرسة (للمعاناة) بسبب ما عاناه الآشوريين  في سميل  وما قبلها.  وربما هذه الحالة  او الانطلاقة شكلت حافزا رئيسيا لدي للاندفاع من اجل الحصول على معلومات  علمية صحيحة صادقة  عما جرى  بحق هولاء الناس الأبرياء,  في عهد كانت فيه الحكومة تقاد من خلف الكواليس حسب رغبات وتوجهات بريطانية مطلقة.
*وما هي المعطيات التي تمخضت لديك عن ما جرى في تلك الحقبة  رغم ان  ما يفصلنا عنها ثمانون عاما او ما يزيد ؟
ـ تمخضت لدي العديد من المعطيات والاستنتاجات  التي تشير الى وجود ثلاثة عناصر كان لها ادوار رئيسية فيما جرى, وهي إطراف توزعت بينها المسؤولية. وتلك الأطراف احددها بالطرف الآشوري, وطرف أخر هو الحكومة العراقية, والطرف الأخير يمكنني ان أوجه اليه المسؤولية أيضا وهو طرف السلطة البريطانية. بريطانيا وبالنسبة للأخير فان بريطانيا أرادت الحفاظ على سلامة وديمومة الحكومة التي كانت آنذاك حكومة منقادة إليها وطيعة.  وكانت بريطانيا تفكر كثيرا بالمستقبل الذي من الممكن استثماره فوق جغرافية العراق وأرضه, لذلك كان دافع بريطانيا من وراء ذلك سبباً
 تهميش مطاليب الآشوريين  بمنح حقوقهم وتثبيت نوع من الحكم الذاتي لهم. اما بما يتعلق بالحكومة العراقية فكما هو معروف كانت تلك الحكومة فتية  في الإدارة, قليلة الخبرة  في التعامل مع شعب متعدد الاثنيات  العرقية والدينية والثقافية والاجتماعية وما الى ذلك. وكانت تلك الحكومة متشبعة بالأفكار العربية  القومية  ولا تقيم وزنا  او معيارا لغير العروبة  أي كان. فضلا عن تأشير نقطة مهمة في هذا الموضوع, وهي ان رجالات  الحكومة آنذاك كانوا في الأصل ضباطا او خريجي  أكاديميات  في إدارة الدولة العثمانية, فكل ما مورس بحقهم من سياسة التتريك تقمصوه بشدة
 فعكسوا تلك التجربة على الآشوريين والأكراد والتركمان, تحت فقرة إتباع سياسة التعريب. لدرجة ان التاريخ يشير الى رئيس الديوان الملكي في تلك الفترة ويدعى (رستم حيدر), وهو رجل غير عراقي تم استيراده من بعلبك ضمن حاشية الملك البالغة (250) شخص او اكثر, تم استقطابها للعراق لغرض تسلم الحكم في العراق. له (رستم) تصريح يشير فيه الى رغبته بجعل جميع الآشوريين والأكراد قرباناً على مذبح القومية العربية, وإيجاد أي وسيلة لتنفيذ ذلك اذا تطلب الأمر ..
اما فيما يتعلق بمسؤولية الآشوريين تجاه ما جرى, فانا اعتبره غير قليل, فانعدام الخبرة السياسية  بين صفوف  الآشوريين الروحانيين والمدنيين منهم على حدّ سواء,  وما كان قائم من الخلافات بين رجال الكنيسة.  فضلا عن الدور الكبير للصراعات العشائرية والمناطقية والمذهبية والتي أدت بمجملها الى نخر هذا الجسد(جسد الامة) وبشكل كبير  كما ان هنالك مؤشرات تكشف عن عدم  المحاولة او الرغبة  في تأقلم الآشوريين  مع واقع الحال الذي كان يعيشه العراق في فترة نشوء الحكومة والدولة معاً..


*في سياق الكتاب الذي أصدرته ثمة فقرات منه تشير الى الصحافة ونظرتها إزاء ما يجري من احداث ، ما هو سبب عدم حيادية الصحف خصوصا تلك الصادرة في مدينة الموصل  إزاء نكبة سميل برأيك؟
ـ كما هو معروف فان  الحكومة العراقية (الوزارة الكيلانية) قامت  بتحشيد الرأي العام خلال النصف الاول من 1933, خصوصا في مجال الإعلام  من اجل خلق عدو وهمي لتحارب من خلاله الانتداب البريطاني حسب ادعائها. لأنها أي الوزارة الكيلانية كانت متهمة بالعمالة لبريطانيا بعد قبول حزب الاخاء تشكيل الحكومة. فسعت الى لفت انتباه الشعب الى عدو (مفترض) وقامت من خلال الصحافة غير النزيهة الى تضخيم الأمور. ومن تلك الأساليب الإشارة الى ان الآشوريين يشكلون عدواً  يضر بسلامة الوطن.  وهنالك سبب آخر يضاف الى إتباع تلك السياسة يهدف تحويل الأنظار عما كان يجري  من
 اجل إشعال ثورة في الوسط المعروف بأغلبيته الشيعية  والتي كانت على وشك الاندلاع. لذلك فان بريطانيا تداركت  الأمر وبمساعدة الحكومة العراقية  من اجل صنع عدو ضعيف وسهل المعالجة, لتركيز الأنظار اليه وتحويلها عما كان يجري في محافظات الوسط.
ولكن  لم تمض فترة عامين على ما حدث في سميل حتى اندلعت  الثورات في محافظات الوسط وانطلقت من مدن مختلفة منها عفك  والرميثة  وعلي الشرقي والكفل... الخ, وقام ذات الأشخاص الذين نالوا من الآشوريين في احداث سميل بالانفضاض على هولاء الثائرين في المدن التي ذكرتها وأريافها. واعتقد ان الأمر برمته هو نابع من المخيلة السياسية التي اتبعتها بريطانيا. عندما فكرت في خلق عدو, فلا بد من بثّ التفرقة.  وكان الأمر سانحا لها من خلال ما كان يعانيه المجتمع الآشوري من الصراعات العشائرية  والمناطقية  وهذا هو الجو  الذي يمكن من خلاله ان يسعى المحتل  لتفرقة
 الصفوف  وترسيخ أفكاره وسياساته  بين جهات متباينة, منها من يوصف بالعمالة ومنها  من يتهم الآخر بالوقوف في صف بريطانيا  وكانت بريطانيا نفسها تفكر بالتخلص من هذين المعسكرين معاً.
*في سياق حديثك أشرت الى انعكاس سياسة التتريك على الواقع  العراقي في تلك الحقبة ، هل لك ان توضح مدى إسهام الدولة العثمانية فيما جرى وارتباطه أيضا بما حصل للأرمن من مذابح قد تتشابه تفاصيله في احداث سميل؟
ـ هنالك مقولة شائعة بين  الأوساط العثمانية منذ ما قبل الحرب العالمية الأولى, وهي تشير بكل صراحة  الى (خيانة الكرد والعرب) و(خيانة وتكفير الآشوريين والأرمن) لأنهم جميعاً لم يكونوا أتراكا. فضلا عن تكفير الآشوريين والأرمن كونهم رعاياً مسيحيين. بالإضافة الى حقيقة معروفة توضح بأنه لا يمكن لأي زعيم عراقي في تلك الأيام ان يصل كرسي السلطة ويستقر فيه ما لم يشتم  بريطانيا. وحتى ما يتحقق لك ذلك  لا بد لك أولا ان تجد لك موطئ قدم  وبما إنني استهللت إجابتي بالإشارة الى  نظرة الأتراك تجاه اغلب المكونات العراقية  باتهامها بالخيانة والكفر فهذا نابع
 من تعمق (الانا) الدينية والعرقية وحتى المذهبية في شخصية العراقي  الذي يمكن له ان  ينسى المنطق او الجيرة  والحالة الإنسانية, إذا ما تم استفزازه باللعب على وتر المشاعر. الدينية او بما يعرف بدغدغة تلك المشاعر وأنا أرى ذلك في موقف  زعيم لأحدى الجماعات الآشورية التي كانت تعارض سياسة  المار شمعون بعد ما حصل من احداث في عام 1933. حيث صرح ذلك الزعيم  برغبته بمغادرة العراق واستقراره في أي مكان شريطة  الابتعاد عن مكان استقرار المار شمعون بحسب قوله وهذا الموقف يدل على ماعاناه الآشوريين من هول النكبة  والمعاناة النفسية التي جنوها من الانشقاق
 والانسياق خلف هذا الطرف او ذلك. حيث فقدوا أي أمل في الحياة وتقهقر وجودهم وأملهم  القومي بعد نكبة سميل ..
*وهل في هذا الأمر صلة  بدفعك للإشارة الى التأثيرات التي عاناها الآشوريين بعد احداث العام 1933؟
ـ بالطبع فالانسحاق الذاتي الذي أصاب المجتمع الآشوري كما ان الصدمة غير المتوقعة والتي مني بها هذا المجتمع  بعد كل ما قدموه من خدمات جليلة للحلفاء  منذ عام 1915 وحتى العام 33, فضلا عما قدموه للحكومة العراقية من خلال  القوات الآشورية العاملة في صفوف الليفي, فلولاهم لما كان لشمال العراق ان ينضم لخارطة العراق  بسبب عدم اقتناع الأكراد بالانتماء للعراق, وعدم مقدرة الجيش العراقي  الفتي في تلك الفترة الوقوف بوجه ذلك التوجه. فقدم الآشوريون المناطق الكردية الى حكومة بغداد على طبق من ذهب كما يقال,  وهذا الموقف  الذي قام به الآشوريون بقى مثار حقد
 وغضب من جانب الأكراد ولسنين طوال ..
*وما هي حجم التأثيرات التي امتدت لسنين طوال على واقع الآشوريين جراء النكبة ؟
ـ من تلك التأثيرات ان الآشوريين فقدوا الخصوصية القومية بشكل كبير ومنهم ما تشتت بفعل المذهبية, والمناطقية. كما ان لسميل وتأثيراتها  في الاتيان بأول مقبرة جماعية في العراق علماً ان هذا الأمر لم يحفز أي شاعر  او كاتب  او قاص بالاهتمام بشان تأثيرات الحدث وانا اعتقد ان غياب تجسيد تلك الفصول من جريمة سميل جاءت جراء  الخوف تارة او  من خلال عيش المثقفين لواقع الانسحاق وفقدان الأمل تحت وطأة ما جرى في العام 1933 تارة أخرى.
*لكن هنالك توجه لإعادة الاعتبار لأرواح الضحايا من خلال اختيار يوم السابع من اب يوما للشهيد الآشوري, فهل تعد مثل هذه الخطوة عكسا لما تشعر بأنه ناتج من تأثيرات النكبة على اهتمامات المثقفين والمبدعين ؟
ـ ان إقرار يوم الشهيد الآشوري وكما هو معروف حديث العهد ولا يقاس بحجم السنوات الثمانون التي مرت على النكبة, فعلى ما اذكر ان دعوة إحدى التنظيمات الاشورية في خارج البلد لإقرار هذا التاريخ واعتباره يوما للشهيد منذ ثلاثين عاما, جاءت من هذا التنظيم  الذي كانت الحكومة في العراق قبل 2003 تحظر  تداول أفكاره وطروحاته  لكني لا يمكن ان اخفي التأثير الايجابي لما أنتجته من نهضة قومية من إنشاء تشكيلات سياسية  رغم قلتها والتي فعلت هذا الوازع في نفس الإنسان الآشوري  وطوال العهود السابقة ..
*إذ ما اعتبرنا كتابك ميزان تجاه المواقف المتباينة  إزاء النظرة الإنسانية تجاه ما جرى في سميل العام 33 فما هي الشخصيات التي كانت نظرتها متوازنة جراء ما حدث  وفي المقابل ما هي  الشخصيات التي لم تكن نظرتها منصفة وخلت من المصداقية ؟
ـ ان منْ وقف موقف الإنصاف والدقة كانوا قلة, اذكر منهم المرحوم جرجيس فتح الله من خلال ما كتبه عن القضية الآشورية وعن مذابح اب 1933 كما اذكر مصدر اخر لعبد المجيد حسيب القيسي والموسوم بـ (التاريخ السياسي والعسكري للآثوريين في العراق) كما لابد من الإشارة  الى كتاب  الروسي البرت منتشاشفيلي المعنون بـ (العراق في سنوات  الانتداب البريطاني) والكتاب ترجمه الدكتور هاشم صالح التكريتي. اما النظرة الأخرى  والتي تتعلق

بالكتّاب غير المنصفين لتلك الحقبة والأحداث التي جرت فيها فعلى العموم فان الكتّاب العراقيين كانوا غير منصفين  مع التاريخ ومع
 الحدث, وحتى مع آشورية  الآشوريين, فهنالك من يتهمهم بأنهم وافدون الى العراق, وآخرون يقولون عنهم إنهم مجرد نساطرة.  ولكن كل تلك الكتابات والآراء جاءت ضعيفة في طروحاتها امام المقياس التاريخي العام ونظرته للمسألة برمتها.
*ربما يعتبر كتابك بشان نكبة سميل الأوسع والملم بكل تفاصيل  الحدث المذكور, لكن لو تسنى لك ان تهتم بجانب آخر من قضايا الآشوريين فما هو المحور الذي ستلتزمه ؟
ـ تساورني الرغبة في الكتابة حول موضوع يثير اهتمامي, وهو ما جرى بعد ان تم قبول العراق في عصبة الأمم. وخروجه من تحت سلطة الانتداب البريطاني في عام1932. والموضوع جاء على خلفية  اجتماع عدد من زعماء الآشوريين في مصيف بمنطقة العمادية حيث تم الاتفاق بالإجماع على مجموعة نقاط  تم رفعها الى الحكومة العراقية وعصبة الأمم والحكومة البريطانية المنتهية فترة انتدابها على العراق. وهذه النقاط او المطاليب تلخص ما اصطلح عليه بـ(الوثيقة القومية الآشورية). وعند الوقوف لدى ما جاء في تلك الوثيقة من مطاليب  يستشف الباحث وبكل وضوح, ان في جوهرها دعوة صريحة
 لإقامة  نوع من الفيدرالية  في العراق, تسهم بخلق مجتمعات متجانسة عديدة, بدلا من ان يكون  العراق عبارة عن مجتمع متنوع واحد وغير متجانس. ورغم ان هذه الدعوة مضى عليها أكثر من ثمانين سنة إلا ان الوقائع أثبتت الحاجة إليها, بعد ان تم  الإقرار والاتفاق على النظام الفيدرالي, وإدارة الحكم الذاتي في البلد. ولكن هنالك الكثير من الإخفاق في تطبيق العمل. وأنا أرى ان هذه الوثيقة بحاجة  الى دراسة وإبراز من قبل الباحثين بالشأن العراقي من المفكرين والإعلاميين.  خصوصا  لما يحسب للآشوريين من سبق في ذلك, رغم عدم استيعاب البريطانيين وعصبة الأمم لهذا
 المشروع في حينه. ولو كان العراق قد تبنى هذه الفكرة لما كان قد خاض حروبا عديدة  او تجاوز ما يجري اليوم من احداث تسهم الطائفية بإذكائها ..
*لكن إلا تتفق معي في ان تبني هذا المشروع (الفدرالية والإدارات المحلية) يؤدي بالتالي الى تقسيم البلد وهذا الأمر يخشاه العراقيون؟
ـ من خلال الدراسات المعاصرة هنالك إجماع يؤكد بثقة عالية, الى ان إتباع النظام الفيدرالي لا يؤدي الى تقسيم البلاد أي كان, بل بالعكس تماما, فحينما تعطى وبعبارة أدق تقرّ الحقوق الى الجميع وبعدالة  وإنصاف  ودون تمييز  فلا تبقى رغبته في التقسيم إطلاقا. إلا ان هنالك آراء متطرفة تدعو لإنشاء الأقاليم بقصد الوصول الى إقامة دولة كبرى او مناطقية, وهذه الأمور تسهم بخلق سياسة التقسيم التي ينبذها الجميع..



108
فنان الكاريكاتير عماد بدر يتحدث لموقع (عنكاوا كوم)
الكاريكاتير فن التفاعل مع الحياة ويلامس ما يعيشه المواطن




عنكاوا كوم -سامر الياس سعيد
نجح الفنان عماد بدر في ترك بصمة مهمة  على واقع فن الكاريكاتير من خلال  أهم الصور التي قدمها خصوصا عبر موقع عنكاوا كوم او من خلال صفحات مجلة النواطير وغيرها من الاصدرات التي يحفل بها مشهد الإعلام في بلدة قرقوش  وموقعنا  التقى الفنان بدر في حوار استهله حول  البدايات الأولى  فتحدث قائلا :
-بدات مشواري الفني فنانا تشكيليا لكنني بعد فترة من الزمن وجدت نفسي أنحو  الى رسوم الكارتون  وكوني أميل لروح النكتة فزاوجت بين النكتة والرسم الكارتوني فأنتجت بضعة رسومات تنتمي لفن الكاريكاتير وقد وجدت ان هذا الفن بات يشق طريقه للترسخ بين اقرانه من الوان الفنون  خصوصا وانه غرد خارج سرب التقنيات  التي أحدثتها ثورة المعلوماتية  وبقي رهين الفكرة التي تومض في مخيلة الفنان فالفن التشكيلي بات رهين التأثيرات بالمقارنة مع فن الكاريكاتير الذي يتجدد بمعزل عن مواكبة تلك التقنيات  فهو فن  يعيش مع يوميات المواطن  ويتفاعل مع همومه ومعاناته
 وبلاشك فان الهدف من هذا الفن هو زرع الابتسامة  مع التعامل مع وخزات خفيفة  لان المعطيات التي يتطلبها هذا الفن هو الإصلاح وتغيير الواقع ..
*ماهي الأدوات التي يلتزمها فنان الكاريكاتير وما هي الإسهامات التي يسعى الى ترسيخها هذا الفنان ؟
-يتطلب ان يكون فنان الكاريكاتير متسلحا  بالكثير من الأدوات ولعل أولها  ان يكون متمتعا بثقافة مهمة بل عليه ان يكون موسوعيا  لكي يعرف مواقع الدغدغة الإنسانية فيلمس بذلك تلك المواقع لدى المتلقي ويحاول ان يوصل إليه ما يسعى الفنان إيصاله  كما اود ان أضيف لأدوات الفنان  ان يكون متمردا  ومنتفضا على واقعه  فيساهم بذلك في إصلاح المجتمع ومحاولة تغيير السياسات الخاطئة  وبالتالي والهدف من وراء كل ذلك هو إيصال صوت المواطن المغلوب على أمره الى من يهمه أمر هذا المواطن ..
*وهل  ماذكرته يقرب فنان الكاريكاتير  من خطوط حمراء تمنعه من المساس بالكثير  من المحظورات ؟
-ربما أجد ان للخطوط الحمر ارتباط بالأخلاقية التي يتمتع بها رسام الكاريكاتير  فنحن ننتقد الأمور الخاطئة والسلبيات ولايمكن بأي حال من الأحوال ان نوجه نقدنا لأشخاص بعينهم ففي أي مجتمع لابد لحرية التعبير  من ان  تكون هي الحرية التي لابد ان يتمتع بها هذا المجتمع بالإضافة لحريات الفكر والرأي ففي هذا الواقع تختفي الخطوط الحمراء  وتبقى المسؤولية على عاتق رسام الكاريكاتير  من ان يسعى لجعل  الحياة والمجتمع أفضل  كما هون الحال في أهداف المنظمات التي تعنى بحرية الإنسان وحرية فكره وآرائه ..
*لكن هنالك فنانون انطلقوا من فن الكاريكاتير  ودفعوا حياتهم ثمنا مثل الفنان ناجي العلي اوتعرضوا لمحاولات استهداف كما هو الحال مع  الفنان السوري فرزات ،هل يمكن ان نطلق على هولاء الفنانين إنهم ضحايا الخطوط الحمراء ؟
-إذا ما قمنا بتسقيط هذا الواقع على بلدنا العراق فالمشكلة هنا  ان رسام الكاريكاتير  حاله حال المواطن العراقي فالأخير لااحد يسمعه والحكومة التي لاتسمع لأحد لانها مشغولة بأنها تنفذ ما هو مخطط لها  وهي مشكلة خطيرة وبالتالي يضحي رسام الكاريكاتير  هو العين  التي تراقب  وتحلل وتطرح المشكلة  والهدف هو فضح الفساد المستشري  والسعي لإحقاق حقوق المظلوم ورفع مظلوميتهم ..
*وهل هنالك محطات مر بها فن الكاريكاتير في العراق يمكن الإشارة إليها في سياق حوارنا ؟
-لعلنا في هذا الموقف ان نستعرض المئات من رسومات الكاريكاتير  وصولا من أول رسم لهذا الفن تم اكتشافها في العراق  وحتى بداية الاحتلال الأمريكي وربما كان هذا الفن يعيش بعيدا  عن الحرية الواسعة التي ينبغي ان يتمتع بها الفنان العراقي حيث كان رسام الكاريكاتير خاضعا في اغلب الأحيان لاملاءات رئيس التحرير  اذ ما كان يعمل في مجلة ما او عبر بعض المتنفذين في الحكومات السابقة لذلك بدا هذا الفنان بعيدا عن دوره المؤثر قريب من دور المؤدي لأفكار الاخرين  لكننا لاننكر ان بعد الاحتلال حدثت ثمة طفرة  في المجتمع  لكن تلك الطفرة لم تكن منتظمة  بسبب
 تزامنها مع دخول ثورة المعلوماتية للبلد فضاعت في فوضى البلد الخامات الحقيقية للرسامين الحقيقيين ودخل الى ميدان الكاريكاتير الكثير ممن يدعون هذا الفن فشعر الرسام الحقيقي بصعوبة في تحديد موقعه وسط المجتمع ..
*إجابتك تقودني لمحورين ابدأ مع أولهما والمتعلق بانعكاسات الثورة المعلوماتية وايجابياتها على واقع فن الكاريكاتير ؟
-بلاشك كان دخول الانترنت  الى البلد وإتاحة استخدامه لدى اكبر عدد من المستخدمين ينعكس بالإيجاب لأنه جعل العالم مجرد قرية صغيرة فأتاح الانترنت لرسام الكاريكاتير بناءا على هذا الواقع فرصة المشاركة بالمسابقات العالمية الكبرى وتوطيد علاقاته مع اقرانه في اغلب دول العالم  والاطلاع بالتالي على تجارب المتميزين في تلك الدول  وأسهمت تلك الرؤية بتوسيع آفاق الفنانين   خصوصا من خلال تعاملهم مع ما يحدث في بلدانهم  من مشاكل واضطرابات وبالتالي تلك المشاكل انعكست بتطوير أفكار الفنانين  وأصبح الفن متداولا بشكل كبير وله صدى واسع يضاهي مقالة في
 التحليل السياسي ..


*والمحور الأخر الذي ارتبط بإجابتك السابقة تعلق بغياب النقابات والمنظمات التي تعنى بواقع حال فناني الكاريكاتير وما مدى حاجة هذه الشريحة لتلك المنظمات ؟
-بصراحة وبناءا على واقعي الشخصي فانا لااحبذ تشجيع الأشخاص ممن لايبادرون هم بتقديم شي يذكر  فالرسام عليه  ان يعمل  وبالتالي عليه ان يفرض نفسه  وبعد ذلك لابد ان يبادر  المجتمع للتجاوب مع هذا الرسام وأقرانه ولايمكن ان ننكر ان لفنان الكاريكاتير تعلقه بالمجهود الذي يبذله وبالتالي تبدو رؤية المنظمات والروابط مهمة في تسيير عمل  الرسامين  وإيصال أصواتهم  وضمان حقوقهم والدفاع عنها ..
*لاشك انك تطلع على نماذج الرسومات التي يقدمها فنانين عالميين ، هل يراودك بناءا على تلك المتابعات رغبة بالانطلاق الى العالمية ؟
-ربما ردي على سؤالك يتعلق بإجابة شائعة غالبا ما يرددها الرسامين ممن يواجهون مثل تلك الأنماط من هذه الأسئلة وأجيبك على هذا الوزن فأقول انا ارسم  والباقي  مرهون بالمتلقي  وانا  لااعتبر نفسي فنانا  ولا رساما بقدر  ما انا أسعى لأرسم فقط لأجد المتعة التي أبغيها فمتعة الرسم لدي تجلعني اشعر بدوري في الحياة من خلال شعوري بمعاناة الاخرين ..
*بما انك أفصحت عن  المتعة التي تعيشها من خلال  الرسم فما الذي اكتشفته  من خلال إنتاجك للعشرات من الرسومات خصوصا في مجال الكاريكاتير ؟
-اكتشفت بناءا على ما أشرت إليه بان الرسم بإمكانه ان يبرز ويفضح متناقضات المجتمع وبالتالي فان ما ينتج يحاول ان يبني مخيلة للمواطن البسيط لاكتشاف ما حوله  وأود الإشارة الى هذا الامر من خلال تجربة متواضعة مررت بها شخصيا حينما اخبرني احدهم بأنه تمكن من إجراء عملية جراحية لابنته المريضة بناءا على رسم كنت قد نشرته في احد إعداد مجلة (النواطير ) فأعطاني هذا الامر زخما  ودافعا  لكي أواصل رحلتي  مع الفرشاة  والقلم..
*كيف تعيش معك الفكرة لرسم محدد وهل لديك طقوس في انجاز وتنفيذ  رسومات الكاريكاتير ؟
-بالطبع فان كل مشروع يدخل في رحلة مخاض لكي يرى النور في نهايته وسط محطات من الإرهاصات والانفعالات ولايغيب ذلك عن الواقع الذي يعيشه رسام  الكاريكاتير فمشهد إنسان يستعطي او طفل يبكي  او وطأة ظلم يحيط بإنسان  تجلعني التجي للقلم  لأشحذ أفكاري بردة فعل مناسبة إزاء تلك المشاهد لأعبر عنها  وأحيانا تكتفي  بعض تلك الصور  بخطوط بسيطة للتعبير عنها  والحصول على نتائج سريعة  وهنالك مشاهد ربما تستغرق أياما  لانجازها  وفي مرات كثيرة  أسعى لكي أنجز رسما  وقد أبدله في الكثير من المرات  لكي يعطي الصورة التي أسعى لإيصالها الى المتلقي سواء كانت هذه
 الصورة بالأسود او الأبيض او تكون ملونة ..
*وهل مر الفنان عماد بدر بمحطات عديدة لكي يتبلور أسلوبك الخاص وترسخ بصمتك الفنية ؟
-لاانكر إنني بدات بدايات استطيع ان اوصفها بالبسيطة وكان ذلك في ثمانينات القرن المنصرم  في معرض اتخذ من احد أروقة كنيسة الطاهرة في قرقوش موقعا له ولكنني بالرغم من مرور الكثير من السنوات على ذلك المعرض إلا إنني مدين للكثير من الأشخاص ممن قدموا  لي الدعم والتشجيع وابدوا لي ملاحظات كان لها مفعول المواكبة والترجمة في تطوير قدراتي  ومن هولاء الأشخاص اذكر الكاتب والإعلامي المبدع نمرود قاشا وكانت لملاحظاته الدافع والتشجيع  في ان أوسع  من طاقاتي  كما لاانسى إسهامات الأصدقاء  من الشعراء  والأدباء في بلدتي ومؤازرتهم فملاحظاتهم أسهمت
 بتمتين رسوماتي من حيث الفكرة والتعبير ..
*بين التقليد والتأثر، مجرد شعرة.. هل تأثر الفنان عماد بدر بأحد فناني الكاريكاتير وهل واجهت اتهامات بتقليد احدهم ؟
-اود الإشارة الى ما يعتري بحث الفنان  من ناحية كونه مضني ومتعب  يجسد من خلاله الفنان البحث عن هويته او اسلوبه الخاص  الذي يميزه عن باقي اقرانه  وانا في هذا الخصوص مازلت في طور بناء الشخصية الخاصة بي  لكي أضحي مستقلا عن الاخرين وأصبح ذو تجربة متفردة  أما عن الفنانين الذين تأثرت بهم فعلى صعيد الفنانين العرب تستهويني رسومات  الفنان الزواوي  أما على الصعيد العراقي فانا معجب برسومات الفنانين  خضير الحميري والراحل مؤيد نعمة ..
*كثرة المواقع الالكترونية والصحف والمجلات هل تنعكس على واقع الكاريكاتير بحيث تجعل أفكاره مستهلكة ومطروقة من قبل اكثر من فنان ؟
-انا اتفق معك في ان كثرة الصحف والمواقع التي تطالب  رسام الكاريكاتير بمواد تجعله في المقابل أكثر إرهاقا ويبذل مجهود اكبر  وإضافي  لكن من ينجح في النهاية في الابتعاد عن الاستهلاك هو الفنان المثابر  والنشيط والذي يتابع المشهد اليومي  ويحاول من خلاله اقتناص  أفكار يدونها لاحقا على الورقة  البيضاء ..
*تقدم حاليا من على شاشة  فضائية (عشتار ) برنامج يعني بتقديم مباديء الرسم  للمبتدئين يحمل عنوان (باليت)، هل لك ان تطلعنا على فكرة البرنامج والهدف من تقديمه ؟
-كانت الفكرة من هذا البرنامج صنع ذائقة خاصة للمتلقين  من خلال دروس تتواصل  من خلال استمرار تقديم حلقات البرنامج لكي تصقل بعض المواهب كما ان الهدف الذي أبغيه من البرنامج هو إعادة الاعتبار للفن التشكيلي بعد ان عانى هذا الفن ما عاناه  من إهمال وتهميش  دون ان يعي المجتمع  أهمية الفن التشكيلي وقدرته على الارتقاء بهذا المجتمع  والبرنامج أولا  وأخيرا يسعى  لكي يأخذ بيد الطفل والشاب  والممارس لفن الرسم  بان يجعل تلك الشرائح على تماس مع الفن  وإذا نجحنا في ذلك فإننا بذلك ننجح في بناء مجتمع متذوق يحب الجمال والحياة بالدرجة الأساس ..
*وعلى هذا الأساس، هل لمست متابعة من قبل المتلقين للبرنامج وشعبية تحظى بالتواصل معه ؟
-من خلال تجوالي التقي بأناس يؤكدون لي بان أبنائهم  وأطفالهم يفترشون الأرض بورقتهم وأقلامهم الملونة حال عرض حلقات البرنامج لكي يقلدون ما ارسم في هذه الحلقة او تلك  وبالطبع فهذا الامر يشعرني بالسعادة  ويجعلني في أكثر الأحيان  أعيش رحلة البحث عن أساليب في التفرد من اجل إضفاء  لمسات مبتكرة  وطرق مواضيع تمس الفن الخاص بشريحة الأطفال والمبتدئين رغم ان البرنامج لايتحدد بشريحة معينة  لأنه  كما اسلفت يبحث في جمال الفن ..
*حققت شهرة مهمة من خلال الكاريكاتير لكنك أفصحت انك بدات فنانا تشكيليا ،هل تحن للعودة الى هذا الفن ؟
-فن الكاريكاتير يعتبر احد فروع الفن التشكيلي  لكنه بالدرجة الأساس من الفنون المتفردة  وأنا أرى نفسي بالدرجة  الأولى فنانا  تشكيليا  لكن الاخرون يرون في عماد بدر  رسام الكاريكاتير  لكنني أحاول الجمع بين الفنين  بهدف الاستمرارية  لكي اغني تجربتي  ويبقى على عاتق المتلقي  ان ينجح في ترجمة  عما أسعى لأعبر من خلاله عما يجول بمخيلتي .
*بين التنوع في التعبير عما يجول بخاطر الفنان  وبين التخصص في مجال محدد بحد ذاته، كيف يستقريء الفنان عماد بدر هذا التنوع ؟
-الفنان الشامل  لديه رؤية خاصة  ويمتلك عيون تختلف عن الإنسان العادي  والفنان الحقيقي يعطي قيمة لأي شي يستوقفه كان يكون وردة  او مشهد او حدث ما  لكي يستخلص الفكرة من خلاله ويجسدها عبر لوحة وذات الامر ينطبق على موسيقى او مسرحية  على سبيل المثال  وأنا أرى بان الفنان الحقيقي  هو الذي يعيش في هذا العالم  لكنه يشعر بأنه ليس من هذا العالم ..


*لنبتعد عن الكاريكاتير ونقترب من التشكيلي عماد بدر ورحلته مع عالم الألوان وكيف انعكست لتشكل محطات من مشوارك الفني ؟
- أي رسام لابد له ان يمر بمراحل عديدة لكي يبلور تجربته ففي أحيان تجد فنان يعشق الألوان الصارخة ويستخدمها للتعبير عما يجول بخاطره  وتحت وطأة مزاجية معينة تجد فنان أخر ينحو نحو استخدام الألوان الهادئة  وهذا هو الأمر الذي أؤكد عليه من جهة البحث والتجريب  والجد من قبل الفنان  والانتقالات بين مرحلة وأخرى تغني عمل الفنان  وهي تجارب  تحدد لأي فنان أسلوبه الخاص به ..
*ماهي تأثيرات البيئة  على ما ينتجه الفنان  وبمعنى أخر هل لتأثيرات الحرب او أجواء السلام على اللوحات التي ينتجها الفنان ؟
-لابد لي  ان أشير الى تجربتي الفنية ومدى تأثرها ببلدة بغديدا  التي اقطنها فلها التأثير الأكبر  في مادتي الفنية  ولكن على الفنان التأقلم  مع أي مجتمع  حتى في البلدان التي تعيش لظى الحروب فيمكن ان يقدم تجاربه في هذا الخصوص والفنان في النهاية هو من يصنع الفن وليس الاخرون..
*ومادمنا في محيط بغديدا ، لو تسنى لك ان تصفها بمجرد خطوط بسيطة فماذا سترسم لكي تعبر عنها ؟
-سأرسم تعبيرا عن بلدتي يتحدد بكتاب وقلم لان  بغديدا كانت ولازالت بلدة الكتب  والكفاءات والمثقفين ..
*تمارس مهنة التعليم حاليا وتتخصص بتعليم مادة التربية المسيحية ،هل لك ان تفيدنا في كيفية توظيف التعليم بمزاوجته مع الرسم لتوصيل المعلومة لدى التلاميذ؟
-انا اعتبر وسائل الإيضاح مصدر مهم وغنى بالنسبة للتلميذ لكن تبقى مهمة توظيف هذه الوسيلة  بالنسبة للمعلم فقد يعطي المتلقي كل الفكرة  ويستغني بذلك عن الكلام الوارد بالمنهج كما ان التلميذ من خلال استخدامي لوسائل إيضاح عبارة عن رسومات تنطلق في دواخله غريزة تعلم الرسم  حيث امزج في أحيان كثيرة بين تعليم التلميذ لمبادي الرسم الأولية  وما بين القصص التي يزخر بها كتاب التربية المسيحية ..

109
ثلاثة طالبات من ابناء شعبنا ضمن الطلبة العشرة الاوائل على محافظة نينوى في نتائج السادس الاعدادي

الموصل –عنكاوا كوم –سامر الياس سعيد
حققت ثلاثة طالبات من ابناء شعبنا تفوقا ملحوظا ضمن نتائج الدراسة الاعدادية للمرحلة المنتهية للعام الدراسي 2012-2013 والتي اعلنتها وزارة التربية  وحققت كلا من الطالبتين رفيف رياض حازم داؤد ومريم بشار اكرم جميل  من ثانوية المتميزات الاولى 99% وبمجموع792مما اهلهن للحلول في المرتبة الثالثة ضمن الطلبة العشرة الاوائل على محافظة نينوى بينما حققت الطالبة مينا عبد الاحد يوسف القس  من ثانوية سد الموصل للبنات المعدل 98،14% وبمجموع687 مما اهلها للحلول في المرتبة العاشرة ..كما حصل موقعنا على نسخة من نسب النجاح التي حققتها المدارس العشرة الاوائل
 لتربية نينوى حيث حلت متوسطة قرةقوش للبنات في المرتبة العاشرة ضمن القائمة التي اعلنتها مديرية تربية نينوى ..



110
ممثل كوتا المسيحيين في مجلس محافظة نينوى لموقعنا:
متفائل بما ستشهده المرحلة المقبلة من توافقات ومهمتي في المجلس تتوقف على أداء عمله




الموصل –عنكاوا كوم –سامر الياس سعيد
 
في ضوء النتائج التي تمخضت عنها انتخابات مجلس محافظة نينوى  التي  أجريت مؤخرا والتي انتهت بفوز مرشح ائتلاف التجمع الكلداني السرياني الاشوري ذو التسلسل (1) انور متي هدايه بمقعد الكوتا المسيحية في المجلس المذكور بعد ان حصد نسبة كبيرة من، أجرى موقعنا حوارا موسعا مع هداية تناول فيه رؤيته بشان التحالفات الجارية بين الكيانات السياسية لرسم خارطة طريق للمجلس المرتقب فضلا عن نوع التحديات التي تنتظر مرشح الكوتا المسيحية وسبل تذليلها بما يضمن حقوق ابناء شعبنا فضلا عن قضايا أخرى مهمة وفيما يلي نص الحوار :
 
*في البداية كيف تقيم التجربة الأولى لائتلاف التجمع الكلداني السرياني الاشوري بالدخول بقائمة موحدة في الانتخابات الأخيرة ؟
-بالطبع ان ائتلاف التجمع الكلداني السرياني الاشوري  والذي تنضوي فيه عدد من أحزاب شعبنا  فان هذه التجربة الانتخابية الأخيرة تمثل بالنسبة له أول تجربة لخوض الانتخابات بقائمة موحدة  وحينما قرر التجمع الدخول بهذه القائمة الموحدة كان هذا القرار يمثل استجابة  لطموحات ومطالب شعبنا بصورة عامة والكنيسة على وجه الخصوص  خصوصا وان الانتخابات السابقة  أبرزت تشتت وتعدد القوائم الخاصة بأبناء شعبنا مما وضع  هذا المكون في حيرة من أمره واستلزم من كثيرين لمقاطعة الانتخابات في ضوء هذا التشتت  والتعدد من حيث القوائم  لكن بتصوري الشخصي فان التجربة الأخيرة كانت ناجحة  رغم وجود بعض السلبيات  والتي تزامنت مع ايجابيات أخرى تم رصدها  وهذه الايجابيات أعطتنا فرصة  كبيرة  ورسخت نوعا من الثقة  لدى عدد كبير من ابناء شعبنا نحو العمل السياسي في المستقبل  ولابد ان أشير الى بعض السلبيات  من خلال بعض الكيانات التي رغم أنها داخل التجمع إلا أنها قامت بتغليب مصلحتها الحزبية  على مصلحة التجمع  وان كانت نسبة تغليبها ضئيلة  الى حد ما كما أود الإشارة أيضا الى  قضية ترشيح عدد من ابناء شعبنا ضمن الأحزاب والكيانات السياسية من خارج الكوتا واعتبر الأمر حق شرعي  ويمنح شعبنا الكلداني السرياني الاشوري  فرصة لترسيخ وطنيته بكونه شعبنا منفتح على المكونات السياسية  من خلال ما تمثله تلك التجمعات التي شاركت بانتخابات مجلس محافظة نينوى  ولكن  إذا ما عكسنا هذا الأمر  على مصلحة ابناء شعبنا  فانا أجدها ذا تأثير سلبي  من خلال تشتيت الأصوات لعدد كبير من القوائم  وهذا ما يحجم ثقلنا في محافظة نينوى  خصوصا بعد حصول هولاء المرشحين على أصوات لكنها لم تكن كافية  لحصولهم على مقعد في مجلس المحافظة  ونحن أكدنا خلال الحملة الانتخابية على هذا الموضوع بالإضافة الى مطالبتنا  لأبناء شعبنا بضرورة المشاركة الواسعة  لإثبات ثقلنا العددي وهذا الأمر يدفعنا لتوضيح مدى حاجة مكوننا المسيحي الى مقاعد أخرى في مجلس المحافظة..
 
*كيف توصف مهمتك المرتقبة  من خلال تمثيل مسيحيي محافظة نينوى في مجلس المحافظة ؟
-انا ارى  ان مهمتي المرتقبة تتوقف على  أداء وعمل  مجلس المحافظة  في مرحلته القادمة  وكلما كان هنالك توافق في هذا المجلس  فبالتأكيد سينعكس هذا التوافق على ايجابية الطروحات والاراء التي سيشهدها المجلس  وبالتالي سيصب ذلك في خدمة المحافظة من خلال إقرار المشاريع وتوفير الخدمات الخاصة بأبناء المحافظة وبالنسبة لي كممثل للمسيحيين في المجلس فانا ارى ان مهمتي لن تكون سهلة او يسيرة كون ان هنالك الكثير من التحديات التي تواجه المكون المسيحي  ومنها الاستهدافات التي تطاله بين فترة وأخرى   وكذلك القلق الذي ينتابنا حيال عدم سن قوانين  لمواد دستورية  تضمن حقوق المكونات  الصغيرة ومنها المكون المسيحي  واخطر تلك التحديات برأيي هو ما تتعرض له بلداتنا  في مناطق سهل نينوى  من تغيير ديموغرافي وتجاوزات تحاول تغيير التركيبة  السكانية  في هذه المنطقة على وجه الخصوص وفي العراق عموما  لكنني متفائل  بما ستشهده المرحلة القادمة  كون  ما يجري من تداولات  بين القوائم الانتخابية والكيانات الفائزة بمقاعد في مجلس المحافظة  وقبيل انعقاد الجلسة الأولى  يشير لوجود توافقات ورؤى مشتركة نحو بناء مستقبل أفضل للمحافظة  من خلال مطالبة الجميع بدور واقعي كبير للمجلس  نحو اقرار الخدمات والمشاريع والابتعاد عن الحركات السياسية  لان تلك الأمور تترك للنقاش والحوار واتخاذ القرارات في العاصمة (بغداد) كون جميع القوائم التي حازت ثقة ابناء نينوى لها ممثلين  في الحكومة الفيدرالية ..
 
*على ذكر التحالفات الجارية حاليا بين القوائم الفائزة لتقاسم مناصب المحافظة ،ماهي رؤيتك بشأنها كونك عضو في مجلس المحافظة ؟
-هنالك قناعات كما اسلفت  بوحدة الرأي لدى هذه القوائم نحو الاتجاه للعمل الجاد والتوجه لتقديم الخدمات ولذلك نرى  ان هنالك مفاوضات تجري حاليا  لإقامة تحالفات وتشكيل حكومة محلية  يتوافق عليها الجميع  وبأسرع وقت ممكن وهذا ما سيسهم بخلق مرحلة جديدة  تختلف عن المراحل السابقة التي كانت فيها الدورات السابقة للمجلس تنفض دون ان تقدم للمحافظة شيء يذكر والمفاوضات الحالية تتسم بالايجابية باقترانها بتقديم تنازلات  من بعض القوائم من اجل التوصل لحلول  ترضي المواطن في نطاق محافظة نينوى ..
 
*ماهي الملفات التي ستستأثر باهتمامك كونها تشكل ضرورة لأبناء شعبنا في محافظة نينوى ؟
-هنالك عدد كبير من الملفات المهمة التي تتطلب رؤية دقيقة في المرحلة القادمة  ولو تحدثنا عن محور الإدارة  في هذه المحافظة لرأينا وجود تهميش ان لم نقل إقصاء يقع على كاهل ابناء شعبنا  رغم ما يمتلكه هذا الشعب من ثقل يبرز في المجالات الفكرية  والثقافية والعلمية  وما قدمته هذه النخب من عطاء ارتقى بالمحافظة رغم محدودية أعدادها لذلك سيكون لنا كلام في هذا الملف من خلال وجوب تمثيلنا في الإدارة المحلية  في المحافظة  وكذلك ان يكون لنا دور في التحالفات الخاصة بإدارة لجان مهمة وحيوية  حيث لنا القدرة على استنباط الرؤى  بتقديم الأفضل لأبناء هذه المحافظة ..
 
*نحن نعلم بان لمجلس المحافظة لجان عديدة تسير عمله فماهي اللجان التي لها تماس مباشر بأبناء شعبنا ؟
-نحن ننظر الى اللجان التي نستطيع من خلالها  تقديم خدمات لابناء المحافظة عموما مع الأخذ بنظر الاعتبار  المحافظة على خصوصيات المكونات الأخرى ..
 
* بعد عام 2003 شهدت دورتي المجلس السابقتين تمثيلا من قبل ابناء شعبنا  ، هل لك ان تمنحنا تقييما لأداء هذا التمثيل عبر تلك السنوات المنصرمة ؟
-إذا تحدثنا عن أداء ممثلي  ابناء شعبنا في الدورتين السابقتين للمجلس فيجب علينا لتوخي الدقة في الموضوع ان نضع أداء  المجلس بصورة عامة في الميزان لغرض التقييم  فالاداء كما هو معروف لهاتين الدورتين  وكما هو معروف للجميع  كان في اقل مستوياته بانشغال أعضاء المجلس عبر تلك السنوات بالأمور السياسية  ودخولها في جدالات سياسية عقيمة نابعة من عدم التوافق فضلا عن عدم التعاون مع الأجهزة الأمنية  وبالتحديد مع قيادة عمليات نينوى وهذا ما اثر سلبا  على أداء المجلس وابتعاده الكلي عن جوهر عمله وأداء عمله الحقيقي وحسب النظام الداخلي لتلك المجالس وبحسب قانون مجالس المحافظات غير المنتظمة بإقليم  كان هذا هو سبب ضعف أداء ممثلي ابناء شعبنا في المرحلة السابقة ..
 
*الى أي مدى سينعكس ترؤسك للجنة التجاوزات على أراضي ابناء شعبنا في محافظة نينوى على واقع مهمتك في مجلس المحافظة عبر الدورة المقبلة ؟
-أكاد أقول  ان ترأسي لهذه اللجنة  كان من أهم الأسباب  التي دفعت قيادات التجمع لترشيحي للمقعد المخصص للكوتا في مجلس المحافظة كون لدي اطلاع من خلال هذه اللجنة  على مجريات ما يجري على الواقع من تجاوزات تجري ضد ابناء شعبنا تشتمل أيضا على مصادرة أراضي وتغيير سكاني  وبالتأكيد فان ترأسي للجنة سيمنحني القدرة  في عملي داخل المجلس  كوني مطلع على جميع التفاصيل  وسوف أقوم بتفعيل قرار مجلس الوزراء  القاضي باستحداث وحدات إدارية  وفتح أقسام بلدية  في مناطق من سهل نينوى بغية رفع الزخم الحاصل على مناطق تواجد ابناء شعبنا  خصوصا بعد ان منح مجلس الوزراء  مجلس محافظة نينوى صلاحية اتخاذ الإجراءات  وتطبيق القرارات الصادرة على ارض الواقع كما يحضرني في هذا الخصوص ان انوه الى وجود قانون مطروح للتصويت في مجلس النواب العراقي يقضي بإعادة  ترسيم الحدود الإدارية  للمحافظات وهذا القانون مقترح من قبل رئاسة الجمهورية  وبالتأكيد سوف يكون لنا دور  ورأي  في هذا الخصوص كون محافظة نينوى من المحافظات المشمولة بهذا الترسيم  ولابد للإشارة الى ان عمل تجمع التنظيمات السياسية  الكلدانية السريانية الاشورية  بما يخص التغيير الديموغرافي  والتجاوزات بحق ابناء شعبنا  قد أثمرت على العديد من اللقاءات مع عدد من الشخصيات السياسية  ومنها رئيس مجلس النواب  وعدد من الوزراء في الحكومة الاتحادية  وكذلك رؤساء الكتل السياسية  ومع ممثلي مكتب الأمم المتحدة  في العراق  ومع المرجعيات الدينية  وكان لتلك اللقاءات تأثير  بان تؤتي ثمارها  لوضع حد لتلك التجاوزات وكذلك لاننسى  دور رؤساء الطوائف المسيحية  الأفاضل بهذا الموضوع..
 
*تناولنا الكثير من القضايا التي باتت تمثل اكبر واكثر التحديات التي تواجه ابناء شعبنا ، ماذا بشان التحدي الأكبر الذي يقصي حضورنا في الوطن ممثلا بالهجرة وماذا بشان رؤيتكم ومعالجاتكم نحو هذا الأمر ؟
 
-لاننكر ما للهجرة من تأثير خطير نعاني منه كشعب مسيحي (كلداني سرياني اشوري ) وهذا الموضوع مثلما ذكرت موضوع كبير لايمكن لعضو مجلس محافظة  من ان يقوم بمفرده بوضع الحلول للحد منه  كون الهجرة مرتبطة  بالكثير من الملفات والتي منها الاستهدافات والأخرى تتعلق بالوضع الاقتصادي والثقافي  وهنالك  تبرز التسهيلات التي توفرها بعض الدول  باستقطابها لابناء شعبنا  وكل تلك العوامل  تحتاج الى تظافر الجهود من قبل المؤسسات السياسية  ومنظمات المجتمع المدني  بالإضافة لمنظمات دولية  تهتم بالمكونات الصغيرة للحفاظ على بقائها داخل أوطانها وبلدانها  ومن هذا الواقع يبرز دور الأمم المتحدة  الكبير من خلال  هذا الموضوع وكون لتلك المنظمة تأثير  على جميع الحكومات التي ينزح منها المهاجرين  فضلا عن الدول التي تستقبل هولاء  النازحين  إليها .
 

111
مدير تربية نينوى في تصريح خاص لموقعنا
هذه هي أسباب تدني نتائج الامتحانات العامة للمرحلة الابتدائية



الموصل -عنكاوا كوم -–سامر الياس سعيد
برر ادريس الطحان مدير تربية نينوى تدني نتائج تلاميذ الصف السادس الابتدائي في الامتحانات العامة التي جرت مؤخرا  الى توجيهات المديرية بضرورة مراعاة الدقة المتناهية في فحص الدفاتر من قبل الفاحصين مشيرا بان من بين أسباب تدني نسبة النجاح توخي الدقة من قبل الفاحصين  بعد ان كان هاجس الخوف من العام السابق بعد ان قدمت لجنة تدقيقية من وزارة التربية للتأكد من دقة فحص الدفاتر فاكتشفت اللجنة المذكورة عدد من الخروقات  التي ادت الى تشكيل لجان تحقيقية بحق عدد كبير من الفاحصين  وتم معاقبة المقصرين  حيث راعى الفاحصون هذا العام إعطاء  الدرجة الحقيقية  بدون تقديم اية تسهيلات ممكن ان تثير الشبهات  وتابع الطحان في تصريح خاص موقع (عنكاوا كوم)ان عوامل أخرى تقف وراء تدني نتائج الامتحانات من ابرزها صعوبة الأسئلة خصوصا في مادتي الجغرافية والرياضيات  بالإضافة الى عدم اعطاء الفاحصين اية تسهيلات  من اجل مساعدة التلاميذ ممن حصلوا على درجة نهائية تقدر بـ44 او 43 لم تحول الى الدرجة 45 لإنجاحهم بالقرار  كما ان هنالك العامل النفسي للتلاميذ والمتات أصلا من وضع المدينة  التي كانت مقبلة على انتخابات مجلس المحافظة وكانت شهد وضعا امنيا غير مستقر كما ان إشراك الراسبين  في الامتحانات العامة  كان له أيضا دور في تحقيق هذه النسبة المتدنية   وعن تأخير إعلان النتائج للامتحانات العامة للدراسة الابتدائية اكد مدير تربية نينوى ان مركز الفحص  اقر بإكمال التلاميذ بعد رسوبه بمادتين إلا ان وزارة التربية  وجهتنا بضرورة اعتبار الراسب بثلاثة دروس مكمل ويحق له اداء الامتحانات في الدور الثاني  فأكملنا هذا الإجراء بعد إجراء التعديلات المطلوبة وبما يختص بدور مديرية تربية نينوى  حول إجراءاتها لتطوير اداء التلاميذ والكادر التعليمي من اجل رفع نسبة النجاح في العام القادم  قال ادريس الطحان ان مديرية التربية تنوي اجراء امتحان عام على غرار الامتحانات الوزارية  لجميع مدارس المحافظة بغية تقوية اداء التلاميذ ورفع استعداداتهم لاستقبال الامتحانات الوزارية كما سنعمل على فتح دورات تقوية  لطلاب السادس الابتدائي  كما تم تخصيص ميزانية قدرها 6 مليارات دينار عراقي من اجل اعداد دورات لتطوير اداء الكوادر التعليمية حيث ستقام تلك الدورات في خارج وداخل  العراق ..وحصل موقعنا  على أسماء المدارس التي حققت نسبة نجاح 100% حيث كانت 11 مدرسة رسمية قد حققت النسبة  وهي مدارس  موصل الجديدة للبنات  ولزاكة المختلطة والكرامة الثانية  المختلطة وطيبة المشروع المختلطة والبيارق لليافعات  واعليبية الغربية المختلطة وجدالة عنق المختلطة وطاق ميكائيل المختلطة ومفتية ابو الحسن المختلطة  والريحانية للبنات والمدينة للبنات بينما احرزت سنة مدارس أهلية نسبة النجاح الكاملة وهي كلا من  الأوائل الأهلية المختلطة والفردوس الأهلية المختلطة  والمبدعون الأهلية المختلطة والفردوس الأهلية بالجانب الأيمن  واقرا الأهلية  المختلطة  والأرقم الأهلية المختلطة  بينما حقق 8 تلاميذ نسبة نجاح أهلتهم ليكون التلاميذ الأوائل في محافظة نينوى لمرحلة الابتدائية وهم كلا من امنة رباح محمود من مدرسة المثنى للبنات  وهدى بشار مؤيد من مدرسة الفردوس الأهلية وطيبة سعد جمعة من الفتوة للبنات وتقوى علي سالم من القادسية للبنات وراوية احمد سالم من مدرسة اقرأ الأهلية  ومريم سعد عبد الرزاق من مدرسة الرشيد للبنات والاء ياسر سعيد من نابلس للبنات وأخيرا رقية درويش سليمان من مدرسة تلعفر الأولى للبنات ..



112
128 عاما على صحافة الموصل ببصمات اغلبها مسيحية
عنكاوا كوم تستذكر ابرز الصحفيين المتميزين من أبناء شعبنا في صحافة الموصل




الموصل –عنكاوا كوم –سامر الياس سعيد
تمر في يوم 25 حزيران الجاري الذكرى الـ(128) على صدور أول جريدة في مدينة الموصل حملت اسم (موصل )حيث يذكر التاريخ عنها انها  صدرت في 25 حزيران من العام 1885باربع صفحات من الحجم المتوسط وصدرت باللغتين العربية والتركية وكانت إدارتها ضمن مبنى المحافظة وبإشراف مدير تحريرات الولاية  وكانت ذات طابع رصين أفضل من سابقتها رائدة الصحافة العراقية زوراء التي صدرت في 15 حزيران من العام 1869..
وشهدت مسيرة الصحافة الموصلية تميز ملحوظ من قبل نخب من أبناء شعبنا يحاول موقع (عنكاوا كوم )تسليط الضوء على منجزهم الإعلامي والصحفي من خلال السطور التالية فجريدة الموصل التي صدرت  بعد الاحتلال البريطاني للعراق عموما ولمدينة الموصل خصوصا  كانت تسهم فيها أقلام  من أبناء شعبنا يذكر التاريخ منهم  الصحفي سليم حسون  والقس سليمان الصائغ (المطران) كما ترأس تحرير الجريدة الصحفي المعروف يونان عبو اليونان وأقرتها الحكومة العراقية بعد تشكيلها في العام 1921 لتصبح جريدة شبه رسمية  ولتصدر بواقع ثلاث مرات في الأسبوع بعد ان كانت جريدة أسبوعية  ويؤرخ الباحثين بان الجريدة  أدت دورا ملحوظا في سبيل التوعية  الصحية والاجتماعية للأهالي  وذلك من خلال دائبها على ما كانت تنشره من مقالات في هذين المحورين ..
كما يتكرر اسم متي فتح الله سرسم في أكثر من موضع حينما يتصل الأمر بالصحف الموصلية حيث تولى سرسم  امتياز جريدة العهد  التي صدرت في عام 1925 ثم تولى متي سرسم امتياز جريدة فتى العراق  التي صدر العدد الاول منها في 15 اذار من العام 1930كما تراس تحرير هذه الجريدة  الصحفي عبد المجيد ججاوي  وبعد استمرار الجريدة بالصدور عرف المسؤولون انها تعارض سياسة المحتل الانكليزي فتم تعطيلها ليتولى متي سرسم اصدارجريدة حملت اسم صدى الجمهور ..
كما منح سرسم امتياز إصدار جريدة الاخلاص التي صدرت في عام 1930كما تولى  متي فتح الله سرسم ادارة جريدة أخرى يذكرها التاريخ الصحفي لمدينة الموصل حملت اسم البلاغ وصدرت في تشرين الثاني  من العام 1931 كما تولى امتيازها في فترة من فترات الإصدار..
 كما حظي سرسم بامتياز جريدة الجامعة كما تولى متي فرنكول امتياز جريدة المعرفة وهي من الجرائد الأدبية التي صدرت في مدينة الموصل  حيث صدرت الجريدة المذكورة بتاريخ 9اب 1931ومن المفارقات ان الجريدة اتسمت بطابعها الأدبي رغم ان متي فرنكول كان يمارس مهنة الطب وتوفي في عام 1951 ..
ويذكر التاريخ الصحفي لمدينة الموصل ان نوئيل رسام تولى ادارة تحرير جريدة الجزيرة  التي صدرت عام 1937وجاء في ترويستها انها جريدة عامة غير سياسية..
 كما حظي رسام بامتياز جريدة النضال التي صدرت في 27 تشرين الاول من العام المذكور بينما كان مديرها المسؤول نيازي فرنكول كما يذكر التاريخ ان جريدة صوت الأمة صدرت في مدينة الموصل عام 1941 وكان صاحب امتيازها  ابراهيم حداد ومدير التحرير ميخائيل حداد بعد ذلك تم منح الامتياز لميخائيل بعد وفاة شقيقه ابراهيم وتولى ادارة الجريدة المحامي نجيب ادمو  واهتمت الجريدة بالأخبار والحوادث المحلية..
 وفي عام 1947 وبالتحديد في 27 شباط من العام المذكور عاد يونان عبو اليونان لإصدار جريدته الموصل حيث كتب مقالة افتتاحية  في هذا العدد حملت عنوان جريدة الموصل تعود الى الخدمة الوطنية  استعرض فيها  تاريخ صدور الجريدة  منذ تأسيسها في 25 حزيران عام 1885كما تولى ادارة الجريدة  عبد المسيح مطلوب الصيدلي بعد انتقال الجريدة من مقرها في شارع نينوى الى المقر الجديد في شارع الفاروق وتوقفت الجريدة عن الصدور نهائيا بعد إصدارها عددا المرقم 1852 والذي صدر في 22 اب عام 1950كما  اصدر المحامي جليل قسطو جريدة أخبار الأسبوع والتي صدرت عام 1949 وتولى قسطو امتيازها حيث كانت باريع صفحات وجاء بترويستها انها جريدة سياسية ..
كما اصدر متي اسحق المحامي جريدة الجداول في العام ذاته وكتب في الجريدة المذكورة عدد من الكتاب من أبناء شعبنا  وهم يوسف امين قصير  والدكتور خضر فندقلي والمحامي متي اسحق وكانت تصدر بأربع صفحات وجاء في ترويستها  انها جريدة أسبوعية أدبية جامعة تصدر كل صباح ثلاثاء وتولى ادارة الجريدة عبد الاحد ابراهيم وقد شهدت الجريدة عدد من الحوادث أهمها إحالة  صاحبها متي اسحق سنة 1951 الى محكمة الجزاء في الموصل  لنشره مقالا عن رفض صلاة المغرب لدى المسلمين  وبعد ان دافع  اسحق عن نفسه في المحكمة المذكورة  تم الإفراج عنه من قبل الحاكم علاء الدين الوسواسي حسب ما جاء بقرار المحكمة المرقم86 والمؤرخ في 24نيسان من العام ..
1951وعاد جليل قسطو لإصدار جريدة جديدة  حيث صدرت باسم جريدة العزة وكان ذلك عام 1950كما شهدت جريدة الروافد التي صدرت عام 1950 إسهامات لصحفيين مسيحيين نذكر منهم عبد الاحد ابراهيم مدير إدارة الجريدة  والمدير المسؤول فرج فتح الله كما تولى عبد الاحد ابراهيم مسؤولية مدير إدارة جريدة صدى الروافد التي صدرت عام 1951 وتولى فتح الله دنو الإدارة في الجريدة ..
كما برز في جريدة الأساس التي تم إصدارها  في 12 كانون الاول من العام 1952 اسم البير قسطو  الذي تولى  إدارة الجريدة المذكورة ..
واصدر نوئيل رسام جريدة حملت اسم (ا ب ت )حيث صدر عددها الاول في 2 أيار من العام1954وكانت الجريدة تعتبر من الصحف الجامعة  إلا انها لم تعمر طويلا حيث توقفت عن الصدور في كانون الاول من العام ذاته ..
وصدرت في العام1955 جريدة حملت اسم صوت الأمة  أصدرها ميخائيل حداد وتولى رئاسة التحرير فيها نجيب منصور ادمو وكنت سياسة الجريدة مداهنة الحكومات المتعاقبة على الحكم واستمرت بالصدور حتى الستينيات حيث توقفت عن الصدورفي اب من العام 1961 واهتمت بنشر الأخبار والحوادث المحلية..
وفي باب الصحف ذات التخصص الاقتصادي فقد كانت الريادة لأحد أبناء شعبنا في مدينة الموصل بإصدار جريدة في مدينة الموصل تناولت هذا الشأن صدر العدد الاول منها في 6تشرين الثاني عام 1955وحملت الجريدة اسم جريدة الأخبار التجارية وترأس تحريرها فريد يعقوب قسطو وجاء في ترويستها انها جريدة تجارية اقتصادية أسبوعية وتناولت العديد من القضايا التجارية والصناعية واستمرت بالصدور حتى تم إلغاء امتيازها في عام1961..
وظهرت جريدة الرائد في 4حزيران من العام 1958 ونذكر العديد من إسهامات أبناء شعبنا في هذه الجريدة ومنهم مدير الإدارة عبد الأحد ابراهيم وصاحب الامتياز جرجيس فتح الله ومن كتابها يوسف الصائغ وجرجيس فتح الله ..
والأخير ايضا اصدر جريدة في العام 1959 حملت اسم جريدة الحقيقة  وتوقفت عن الصدور في العام التالي ..
ومن الغريب ان الفترة التالية التي ابتدأت منذ حقبة الستينيات وحتى مطلع الألفية لم تشهد أية اسهامة من قبل أبناء شعبنا في إصدار اية جريدة مع مراعاة بعض المساهمات التي كان يشارك بها عدد من الشعراء في بعض الصحف الصادر  ومنها جريدة الحدباء  التي صدر العدد الاول منها في 27ايار من العام 1979واستمرت بالصدور حتى 9نيسان من العام 2003..
وفي كتاب مسيحيو العراق لمؤلفه الاب سهيل قاشا يخصص جانبا من الكتاب في إضاءة سير لحياة عدد من الصحفيين يبرز منهم روفائيل بطي  المولود في مدينة الموصل عام 1901وتولى إصدار عدد من الصحف ومنها جريدة البلاد مع جبران ملكون في عام 1929 وتولى عام 1953 وزارة الدولة لشؤون الدعاية والإعلام وبالإضافة لإصداره عدد من الصحف  قام بتأليف عدد من الكتب أهمها الصحافة في العراق والذي طبع في القاهرة عام 1955كما يورد الاب قاشا اسم المطران سليمان الصائغ الذي ولد في الموصل عام 1886 واصدر منجلة النجم الموصلية المعروفة  في عام 1929وعمل على تحريرها طيلة 15 عام بالإضافة لإصداره كتاب تاريخ الموصل بأجزائه الثلاثة وعدد من الروايات والمسرحيات ..
 كما يورد الأب قاشا في باب الصحفيون المسيحيون اسم الصحفي سليم حسون الذي ولد في الموصل عام 1873وقام بإنشاء دار طباعية حديثة في بغداد  من أهم مطبوعاتها إصداره جريدة العالم العربي التي صدرت عام 1924كما اصدر عدد من الكتب التي اهتمت بالجانب الأدبي..
 ويورد الاب قاشا اسم اخر من أسماء الصحفيين المسيحيين حيث يذكر اسم توفيق السمعاني  الذي ولد في الموصل عام 1904واصدر عدد من الصحف في بغداد بعد انتقاله اليها  ومنها جريدة  الزمان المشهورة عام 1937 بالإضافة لصحف صدى العهد ومجلة الزنبقة ..

113
عنكاوا كوم تستذكر الذكرى الثانية لرحيل الفنان لوثر ايشو
أدباء يخلدون ذكرى الفنان بلوحاته التي تزين أغلفة نتاجاتهم الأدبية



الموصل –عنكاواكوم –سامر الياس سعيد
تقول ويكيبديا عن سيرة الفنان الراحل بأنه فنان تشكيلي عراقي، يعتبر أحد رواد الحركة التشكيلية في محافظة نينوى والعراق.وتضيف متحدثة عن ولادته وحياته  فتقول  بانه ولد لعائلة آشورية في قرية ديري التابعة لقضاء العمادية سنة 1955. وسرعان مع انتقل مع عائلته إلى مدينة الموصل. تخرج من معهد الفنون الجميلة بجامعة الموصل وفيها شارك في تأسيس "جماعة نينوى" للفنون الجميلة التي كانت لها دور كبير في تطوير هذا الفن في العراق.عمل مدرسا لمادة الرسم في معهد فنون الجميلة بالموصل، كما كان عضوا في جمعية الفنانين العراقيين ببغداد. كما شارك بالعديد من المعارض المحلية والعربية والعالمية... توفي في بلدة بغديدا في 18 حزيران 2010 على اثر نوبة قلبية.
أذن هاهي الذكرى الثانية لغيابك تطل بين توالي الأيام لتفصح عن غياب مؤسف لاحد فناني المحافظة ممن تركوا بصمتهم بارزة على صعيد الفن التشكيلي .. عامان مروا على غيابك فكم من اللوحات كانت قد اختمرت بهاجسك لتمنحها الترجمة وكم من معرض كنت قد ستعتزم انجازه بعد ان كان معرضك الذي عنونته بأفكار لم تكتمل قيد الانجاز إلا ان يد المنون  وضعت حدا لانجاز المعرض المذكور ..عامان مروا على الغياب لكن ذكراك مازلت مفعمة بالحضور خصوصا في هاجس الأدباء والشعراء ممن عقدوا صداقة معك ولونوا نتاجاتهم الأدبية بالكثير من لوحاتك ليمنحوها الخلود والثبات ضد  الأفول  فبرزت من قصص جوزيف حنا يشوع المعنونة بـ(صاحب الأسمال )وعلى غلافها  لوحة  تؤشر مدى يأسك الذي افصحت  بأنه ناتج عن غياب الإنسانية لدى كثيرين وهذا الهم الذي وضعته على كاهلك بينما انبثقت تخطيطاتك لتطرز هذه المجموعة القصصية ..
 وفي (أناشيد البرتقال) للشاعر وعد الله ايليا كانت لوحتك على غير العادة مفعمة برائحة الربيع وأنت تنثره بزهر وردي لكنك لم تنسى الأشواك فوضعتها في نهاية اللوحة لتؤشر إليها برمزية ذات دلالات كبيرة..
 اما في (اللون يؤدي اليه )تلك النصوص التي تحدثت عن الواقعية الوحشية  لشقيقك بولص ادم فكأنها لبت رغبتك باللون الذي طالما امتزج بفرشاتك وهي تبدع اللوحات ذلك الامتزاج بين الأبيض والأسود وهو ما منحته دلالة على الحياة ببياضها الإنساني المترع وسوادها الذي لايطاق حينما يخفت نبض الإنسانية من قلوب الكثيرين ..
 ودلالات حادثة سيدة النجاة التي حدثت قبل موتك المفجع لم تغيب عن بياض لوحاتك فكانت ملحمة ادم  الذي كتبت اسمه بالحروف السريانية وبشكل مغاير على تلك اللوحة مع بورتريه لأصغر شهداء الكنيسة الحزينة دافعا لان يستعين بها الشاعر شاكر سيفو في ملجمته الشعرية التي عنونها ( اليوم الثامن من أيام ادم )وكثير من الإصدارات التي يتوالى نشرها لتبقى لوحاتك مليء العين، فنم قرير العين ....

114
رياضيون موصليون يستغربون  تجاهل مرور الذكرى الرابعة لوفاة (عموبابا) دون استذكار
الذكرى الرابعة لرحيل شيخ المدربين تمر دون احتفاء واستذكار




الموصل –عنكاوا كوم –سامر الياس سعيد
أبدى عدد من رياضي مدينة الموصل استنكارهم لتجاهل مرور الذكرى الرابعة لوفاة شيخ المدربين العراقيين (عموبابا ) دون مبادرات من جهات حكومية بتنظيم احتفالات تأبينية لذكرى بابا وزيارات لمقبرته التي شيدت برعاية وزارة الشباب والرياضة لتخليد ذكرى هذا الرجل الذي أفنى حياته في خدمة الرياضة العراقية وقال الرياضي موفق سعدون ان الاستغراب والاستنكار هو ابرز ما ابثه اليوم إزاء تجاهل استذكار المدرب المعروف عموبابا خصوصا من قبل الجهات المهتمة بالرياضة  وأود هنا ان اتقدم بالدعوة من تلك الجهات باعتبار يوم 27 ايار من كل عام مناسبة لإقامة مهرجان رياضي يعد بمثابة فرصة لتوحيد الصفوف بين العراقيين كونهم اجتمعوا على محبة المدرب عموبابا والذي بدوره لم يفارق العراق ويغادره أسوة بعائلته رغم تعرضه لأصناف الضغوطات والمعوقات كونه كان يعيش بمفرده  وقال زاهد محمد مرت علينا أمس(الاثنين ) الذكرى الرابعة لرحيل المدرب عموبابا هذا الرمز الرياضي الذي لايمكن ان ننساه بمجرد مفارقتنا له بالجسد فروحه تنتفض كلما حقق المنتخب العراقي انتصارا في ميادين الرياضة كون عموبابا الاب الروحي لرموز الرياضة ولايوجد رياضي لم يتأثر بهذه الشخصية التي علمتنا الكثير من مبادي الرياضة ودفعتنا لحبها ..وعموبابا المعروف بعمانوئيل بابا داود ولد في 27 تشرين الثاني في العام1934 وبدا بممارسة لعبته المفضلة كرة القدم  بعمر 14 سنة  حيث لعب في ملاعب مدينة الحبانية التي نشا فيها وترعرع  وواصل مسيرة البروز حتى مثل المنتخب المدرسي في عام 1951 حيث كان المنتخب إحدى المنتخبات المشاركة بالدورة الرياضية المدرسية التي أقيمت في مصر  وكانت أول مباراة رسمية لعموبابا  امام المنتخب المصري المدرسي حيث شارك فيها لمدة 45 دقيقة ولم تشفع مشاركته في نتيجة المباراة التي خسرها المنتخب المدرسي العراقي  بنتيجة هدفين دون مقابل  كما مثل عموبابا المنتخب العسكري وذلك عام 55 حيث لعب عدة مباريات  أبرزها امام المنتخب المصري  كما كان عموبابا  قد سجل اول هدف اولمبي للمنتخب العراقي  وذلك في المباراة التي خاضها منتخبنا الاولمبي  امام لبنان وانتهت عراقية  بثلاثة أهداف للاشيء  وفي عام 1960 اقترن عموبابا بشريكة حياته جوزفين عزيز  وانجبا ولدا اسمياه (سامي ) وبنتين  هما منى ومي  وقرر بابا البقاء في العراق فيما غادرت عائلته للاستقرار  في مدينة مارسيليا جنوب فرنسا  وقاد عموبابا المنتخب العراقي عدة مرات تمكن من خلالها لقيادته للعديد من البطولات لعل من أهمها إحرازه بطولة كاس الخليج ووثق حياته عدد من الصحفيين الرياضيين لعل أهمهم ضياء المنشيء في كتاب وصف عموبابا بقيثارة الكرة العراقية ..

115
تقرير عن زيارة رئيس ديوان أوقاف المسيحيين والديانات الأخرى لمدينة الموصل
عنكاوا كوم –الموصل –سامر الياس سعيد
زار السيد رعد جليل كجةجي رئيس ديوان أوقاف المسيحيين والديانات الأخرى   مدينة الموصل  حيث استهل زيارته  بلقاء محافظ نينوى اثيل النجيفي محافظ نينوى  وتخلل اللقاء الذي استمر زهاء الساعة مناقشة عمل الديوان في محافظة نينوىوالمشاريع التي يضطلع بتنفيذها في مدينة الموصل  حيث أشار محافظ نينوى الى الجهود التي يبذلها رئيس الديوان في تطوير العمل ودعم المشاريع الحيوية للمكونات مما يعطي مؤشر واضح لتحقيق  طفرة متقدمة حيث يحظى برضا جميع المكونات.
من جانبه ثمن رعد جليل كجة جي دورمحافظ نينوى وتواصله مع جميع المكونات مضيفا بان هناك مبالغ رصدت للعمل في تطوير الكنائس ومشاريع صحية ومدارس للمكونات وفي جميع المناطق المختلفة حيث أعلن عن رصد أكثر من (5 )مليون دينار لمشاريع متنوعة لدور العبادة في محافظة نينوى  يجري تنفيذها خلال العام الجاري.كما واصل السيد رعد جليل كجة جي رئيس ديوان أوقاف المسيحيين  زيارته لمدينة الموصل بتفقد عدد من كنائس المدينة حيث زار كنيسة مار بولس الكلدانية واطلع على سيبر العمل والمراحل  التي تمر بها الكنيسة لغرض تأهيلها وترميمها  فضلا عن زيارة كنيسة سيدة البشارة ولقائه بكاهن الكنيسة الأب عمانوئيل كلو  الذي قدم  خلال اللقاء شرحا  عن تاريخ الكنيسة واهم النصب التي تضمها  كما زار  مطرانية الموصل للكلدان  حيث التقى المطران مار أميل شمعون نونا مطران الموصل للكلدان وتم خلال اللقاء بحث أهم المشاريع التي ينفذها الديوان في مدينة الموصل كما  زار مطرانية الموصل للسريان الأرثوذكس حيث كان في استقباله المطران مار نيقوديموس داؤد متي شرف رئيس أساقفة الموصل للسريان واطلعا على مراحل تأهيل واعمار دار المطرانية  .. حضر اللقاءات كلا من الدكتور دريد حكمت زوما مستشار محافظ نينوى لشؤون المكونات والعميد فارس عبد الاحد منسق حماية الكنائس ومدير شعبة الموصل لديوان اوقاف المسيحيين المهندس اديب رزوقي وعدد من المهندسين والمختصين في شعبة الموصل للديوان..







116
سفر تاريخي يتيحه بالعربية المطران صليبا شمعون
التاريخ الكنسي لابن العبري بأرشفة حاذقة للحقب  الكنسية عبر مر الأزمان




الموصل -عنكاوا كوم-–سامر الياس سعيد

سفر تاريخي مهم يرصد الحقب الكنسية الأولى  ومن وحي تميزه وجد المطران صليبا شمعون الفرصة سانحة لترجمته كديدنه في نقل الدرر السريانية من اجل إتاحتها لاكبر عدد من القراء  ليتابعون بشغف أحوال كنيستهم في بداياتها  والتميز الذي حازه من اتقن اللغة السريانية ليدبج من خلالها ميامر وتسابيح فضلا عن رصد لأحوال القرون الميلادية التي شهدت نخبا من الأسماء الروحية التي أسهمت بشكل كبير في نشر المسيحية كما هو الحال مع السفر التاريخي لابن العبري والذي رصد من خلاله أحوال القرن الثالث عشر حتى حظي بلقب دائرة معارف هذا القرن لانه كان على تماس مع كل أحوال القرن المذكور فأسهم بشكل كبير في نقل ما جرى من أحداث دارت خلال هذه الفترة الزمنية للأجيال المتتالية حتى وصل إلينا وها هو التاريخ الكنسي لابن العبري  بترجمة حاذقة للمطران صليبا شمعون المستشار البطريركي حيث يعد هذا العمل الأول له في هذا المنصب بعدطلبه  التقاعد عن مهامه كرئيس أبرشية الموصل وتوابعها للسريان الأرثوذكس ..

يستهل الكتاب الصادر عن دار المشرق الثقافية  وبـ135 صفحة من القطع الكبير بإهداء المترجم هذا المؤلف الى كل من يتمتع بروح المسكونية  والسلام ومن ينسى نفسه ويتذكر غيره ويفهم الأخر ويشعر به ويحترمه والى كل من يستحلى  بروح التواضع والوداعة بينما تبرز مقدمة المترجم  المطران صليبا عن شغف كبير بالإصغاء الى صوت ابن العبري الداعي عبر العصور  لبث روح المحبة والسلام والوفاق  ويكشف في مقدمته الى  سيرة وهوية المؤرخ السرياني المعروف فيقول انه من مواليد منطقة ملطية  بتركيا سنة 1226م وترعرع وسط عائلة مسيحية  تمتعت بمستوى ثقافي رفيع فوالده  طبيب ماهر مبدع  واخذ ابن العبري يتوقل سلم مختلف العلوم المعروفة يومذاك حتى بلغ الذرى مما دفع المفكرين  شرقيون كانوا ام غربيون لتسميته بدائرة معارف القرن الثالث عشر  كما وصفه البعض بصفات تنم عن شخصية فذة تلقي الأضواء على واقعه وباعه الطويل  في العلوم ..

 كما يشير المترجم في سياق مقدمة الكتاب الى ان التاريخ الكنسي لابن العبري  جزاءان الأول يتناول  سير بطاركة  الكنيسة السريانية الأرثوذكسية  الى عهد ابن العبري  وتم إلحاق سير البطاركة من قبل المترجم والتي تعقب ابن العبري حتى يومنا هذا والتي نقلها  المترجم عن السريانية  من تاريخ البطاركة الذي وضعه العلامة الطيب الأثر المطران يوحنا دولباني فيما الجزء الثاني من الكتاب  يتناول فيه سير مقارنة السريان الأرثوذكس في المشرق الى جانب سير جثالقة كنيسة المشرق الجاثيلقية القديمة ويقول المترجم عن هذا الأمر بأنه يرى من خلاله وحدة الأحداث بين الكنيستين الشقيقتين وأهمية التعاون بين  قادتهما لاسيما  في ظرف عصيب أثيرت فيه الاضطهادات العنيفة  على ابناء الكنيستين ويختتم المترجم مقدمته بالشكر  والثناء لنيافة المطران مار نيقوديموس داؤد شرف مطران الموصل  لجهوده فضلا عن تقديم الشكر للمطران  مار فيلكسينوس  ماتياس نايش عميد كلية  مار افرام الاكليريكية ومعاون قداسة سيدنا البطريرك لجهوده في تجهيز المترجم بالكتب الضرورية التي ساعدت على انجاز ترجمة التاريخ الكنسي  بينما يتناول المطران مار ماتياس نايش مقدمة عن الكتاب باللغة السريانية في صفحة تالية  ويبدأ الكتاب بجزئه الأول  بالمقال التاريخي الأول والمعنون برئاسة الكهنوت العبري  ومن ثم يتابع في سرد التواريخ المهنة فيشير من خلالها  الى ميلاد الرب يسوع  وتتوالى أحداث التاريخ فيحط عند محطة  رئاسة الكهنوت القديم ليتابع مع بطرس رئيس كهنة العهد الجديد وبعد بطرس  يأتي  افوديوس  ليحل بعده اغناطيوس النوراني  وبعده ايرون  وبعده يأتي  قورنيليوس  وبعده يحل اوديوس  وبعده يأتي  ثاوفيلس  وبعده يحل  ماكسيموس  وبعد ماكسيموس يأتي  سرابيون وبعده يحل  اسقلفياديس  وبعده يأتي  فيليفوس وبنسخة أخرى  يأتي فلطوس وتتوالى العديد من الأسماء التي منها اولاليوس واوفرنيوس الاريوسي و فلاقلوس الاريوسي  واسطيفانس الاريوسي لاونطيوس  واودكيوس وملاطيوس واوزيوس وفليبانوفس ورفوريوس والكسندروس وغيرها من الاسماء التي يمنحها ابن العبري سيرة موجزة عن أهم ما حفلت به حياة كل  واحد منهم  ومنهم يوحنا ابي السدرات الذي هو من دير  اوسيبونا ورسم سنة 942ي بوضع يد ابراهيم  مطران نصيبين  ويذكر عنه انه لما طلب منه أمير  العرب عمر بن سعد ترجمة الإنجيل  الى اللغة العربية  مشترطا عليه ان لايذكر في الترجمة كلمة المسيح أو المعمودية أو الصليب فقال له الطوباوي حاشا لي ان احذف ياء واحدة أو سطرا واحدامن الإنجيل ولئن صوبت إلي واخترقتني جميع نبال وحراب جيشك فلما رأى أمير العرب شجاعته قال له اذهب وافعل ما تشاء ..

كما يذكر التاريخ العديد من الاسماء التي تلت  يوحنا ابي السدرات لاسيما  ديونيسوس التلمحري  الذي قال لحظة اختياره بطريركا  في السابق كنت ادون الأخبار  بكل شجاعة دون ان امتدح واهجو او أحابي  اما الان  فاني احتاج الى كاتب يشير الى أخطائي لكي تصحح فيما إذا استوجبت التصحيح ام لا  وتنتهي سلسلة البطاركة التي أصدى لهم ابن العبري  بالكتابة والتوثيق  عن رسامة ثلاثة بطاركة في سنة واحدة  وأي منهم هو شرعي  بحسب ما جاء في الطبعة السريانية 1872 حيث يشير الى  انه بعد وفاة  فيلكسينوس  نمرود وجه غريغوريوس  مفريان المشرق رسالة الى مطارنة كرسي إنطاكية ليجتمعوا في دير القديس حنانيا  ولما عقد المجمع في الدير المذكور  وبموافقة المفريان  الذي كتب  عن لااخلاقية قسطنطين الذي يحاول خطف كرسي البطريركية بصورة غير شرعية  تحرك الروح القدس  وحث الأساقفة  القديسين  على رسامة مطران  ماردين  مار اغناطيوس بدرزخا ابن وهيب في دير مار حنانيا  بطريركا شرعيا وسبب صعوبة  الطرق والمسالك  لم ترسل  رسائل الى الغرب  بخصوص رسامة البطريرك المذكور  فبادر ابناء قيليقيا ورسموا ميخائيل برصوم رئيس دير كويخات جعلا منهم للواقع ولدى سماعه برسامة اغناطيوس في دير مار حنانيا  ندم وأرسل رسالة اعتذار  الى اغناطيوس وتذرع بعدم وصول  رسالة إليه او سماعه  برسامته ثم قام أخر غير شرعي يدعى قسطنطين وقد سمي اغناطيوس  ورسم في دير مار برصوم دون موافقة المفريان والأساقفة فقد تصرفوا غشا وحيلة متجاوزين القوانين وبعد فترة توفي ميخائيل فسيطر قسطنطين على درجة البطريركية  وبصورة غير شرعية  بل بالقوة  والرشوة  وبهذا يكون اثنان قد جلسا  على الكرسي فذاك غير شرعي  اما بطريرك ماردين  فهو شرعي..

في الصفحة التالية  من كتاب التاريخ الكنسي لابن العبري  يبرز ملحق  متضمن سير البطاركة  بعد وفاة ابن العبري وليومنا هذا  كان قد وضعه الراهب  يوحنا دولباني (المطران ) ويتضمن الملحق نوح اللبناني  ويشوع الثالث  ويعقوب الأول  المزوق وداود الثاني المعدني وعبد الله الأول من قلعة المرأة ونعمة الله وداود شاه وهداية الله من سنة 1591 ولغاية 1597 مع البطريرك بيلاطس خاصة  ويأتي بعده شمعون الطوري(1640-1653) ويشوع الرابع بن قمشا وعبد المسيح الأول الرهاوي وجرجيس الثاني من الموصل  واسحق من الموصل وشكر الله وجرجيس الثالث الرهاوي وعدد أخر من البطاركة منهم جرجس الخامس الحلبي والياس الثاني الموصلي ويعقوب الثاني وبطرس الرابع والبطريرك عبد الله الصدي  والبطريرك الياس الثالث (1917-1932)والبطريرك افرام الأول برصوم(1933-1957) والبطريرك مار اغناطيوس يعقوب الثالث (1957-1980) وأخيرا قداسة سيدنا مار اغناطيوس زكا الأول  عيواص بطريرك أنطاكية  وسائر المشرق والرئيس الاعلى للكنيسة  السريانية الارثوذكسية  في العالم وتشير سيرة حياته الى انه من مواليد الموصل في 21 نيسان 1933،درس في مدرسة  مار توما الابتدائية  وانتسب الى المعهد الكهنوتي سنة 1946 في دراسة استمرت سبع سنوات نال بعدها شهادة دبلوم بدرجة امتياز وفي مطلع حياته الاكليريكية سمي زكا ورسمه مار اثناسيوس توما قصير  مطران الموصل شماسا قارئا وفي عام 1953 رسم افودياقونا بوضع يد  المطران  غريغوريوس  بولس بهنام  وفي العام التالي  وشح بالاسكيم الرهباني  في الموصل مع رفيق تلمذته صليبا شمعون (المطران) وبامر من المثلث الرحمات البطريرك افرام الاول برصوم رسمه مطران حلب مار ديونسيوس جرجس شماسا نجيليا في عام 1955 بكنيسة ام الزنار بحمص وفي عام 1957 رسمه مار اغناطيوس  يعقوب الثالث كاهنا في كنيسة حمص  وتم تقليده الصليب المقدس في العام 1959 وتم رسامته مطرانا باسم مار سويريوس  زكا  في كنيسة مار جرجس بدمشق في العام 1963 وعلى اثر وفاة المثلث الرحمات مار اغناطيوس يعقوب الثالث عقد في تموز من العام 1980  مجمع الاباء المقدس  وانتخب  بطريركا لأنطاكية وسائر المشرق وجرت مراسيم تنصيبه في الرابع عشر من ايلول من العام ذاته في احتفالات عيد الصليب بحضور المفريان مار باسيليوس بولس الثاني  وكافة  الاباء  مطارنة المجمع المقدس العام..

 وبعد ان ينتهي ملحق سير البطاركة الذي وضعه المطران مار يوحنا دولباني يواصل  المطران صليبا شمعون ترجمة الجزء الثاني  من التاريخ الكنسي لابن العبري متضمنا سير المفارنة  والجثالقة  حين يبرز  في مقدمتهم توما الرسول  أول رئيس كهنة المشرق  وبعده يأتي  ادي احد المبشرين السبعين  وبعده يحل  تلميذ المبشر ادي وهو اجي وبعده يأتي  ماري التلميذ الثاني لادي  وبعده تتوالى أسماء  منها ابروسيوس  وابراهيم و يعقوب واحودابوي  الذي أطلق عليه هذا الاسم  لكثرة شبهه بابيه وشحلوفا وفافا وتلميذ فافا الذي هو سمعان برصباعي (ابن الصباغين ) وبعده شهدوست وبربعشمين وتاموز الذي هو اسم كلداني  يدعى باليونانية  اريس  وهو اسم  لأحد الكواكب  التائهة  وبعد تاموز يحل  قيوما وبعده يأتي اسحق وتتوالى العديد من الاسماء  ليحل اضطهاد الارثوذكسيين في المشرق ليأتي  احوادمة ليكون مطرانا  للمشرق حيث رسمه يعقوب سنة 870 ي وتتوالى الكثير من الاسماء حتى تنتهي حسب توثيق ابن العبري عند الربان نوح الفونيقي من حمص لتنتهي عنده سير العشرات من الجثالقة التي تم رصدها وتوثيقها من قبل العلامة  والمؤرخ الكبير ابن العبري الذي يحمل تجاهه التاريخ  لاسيما الكنسي بامتنان كبير نظرا لما قدمه هذا العلامة من جهد كبير ومتواصل للتاريخ والحفاظ على سلسلة النخب  البارزة ممن قادت الكنيسة في ظروف أبرزها كانت ذات امواج مضطربة فكانت حيادية ابن العبري ورؤيته تجاه تلك الاسماء منبعا لتخليده وتخليد كتبه وبصماته الفكرية التي تربكها لتبقى ماثلة أمام أعيننا وليحاول الخلف الصالح  لاسيما المطران صليبا شمعون من ان يتتبع تلك البصمات البارز لابن العبري من اجل إتاحتها للقاري باللغة العربية من اجل إماطة اللثام عن تواريخ وأسماء بارزة حفل بها هذا التاريخ الحافل  فضلا عن نفض الغبار عن أحداث اسهمت بشكل كبير ببلوغ شجرة الكنيسة قامتها السامقة  في بقاع ومناطق قاومتها بثبات لتصمد في وجه الكثير من الرياح التي أرادت لها ان تميل  فلم تنجح في ذلك كما نسجل في موقف اضائتنا للكتاب المهم انه  يوشح غلافه الأخير بصورة البطريرك  مار اغناطيوس  زكا الاول عيواص في إشارة الى انه يمثل امتدادا تاريخيا مهما للعشرات من الاسماء التي حفل بها الكتاب وتناولت صفحاته العديد من الإسهامات  الخلاقة التي تركتها أجيال مهمة من البطاركة والجثالقة على مر الازمان ..

117
حلاوة خضر الياس ..حلويات موصلية  تبرز  كل عام للمحافظة على تقليد  معروف



الموصل/عنكاوا كوم-سامر الياس سعيد
مازالت (أم حميد)رغم سنها الذي يقارب الـ(85) عاما محافظة على العديد من الطقوس التي توارثتها عن أمها وجدتها ومنها حرصها على زيارة معامل الحلويات التي تتخصص بصنع حلويات موصلية موسمية ومنها معمل ابو زهراء  المتخصص بصنع الحلويات لغرض التوصية على حلاوة خضر الياس التي  تبدو كتقليد يحافظ عليه المسيحيون في المدينة على الرغم من تناقص أعدادهم ..(ام حميد) ورغم معاناتها مع امراض مزمنة كثيرة لاتابه لما يكتنف زيارتها للمعمل الخاص بإعداد الحلويات و الواقع قرب محطة القطار بالرغم من بعد المسافة وتذبذب الوضع الامني خصوصا وان تلك المنطقة مرهونة بتدابير أمنية مكثفة كونها قريبة من ساحة الأحرار التي يعتصم فيها العشرات منذ حوالي الشهرين لغرض المطالبة بحقوق يبدو اغلبها مشروع والأخر يدفعون به للمطالبة بإسقاط النظام  في رغبة منهم بتجديد الربيع العربي الذي اكتنفه بعض الجمود .. أما صاحب المعمل ابو زهراء فيشير الى انه اعتاد في مثل هذا الوقت على استقبال عدد من مسيحيي المدينة ممن يقصدونه طلبا لحلاوة الخضر التي يطلقون عليها هذه التسمية مضيفا بان الحلوى عادة ما تكون على شكل قرص دائري كبير  ويرش عليه السمسم مع الأخذ بان الحلوى عادة ما تعجن بالهيل لإضفاء نكهة محببة عليها أما الكاتب المهتم بالتراثيات الموصلية  الراحل( عبد الوهاب النعيمي) فقد افرد في الكتاب الذي  نشره مركز دراسات الموصل مؤخرا تحت عنوان (مدينة الموصل..اضاءات تراثية وثقافية)  وضم العديد من كتابات المرحوم النعيمي  فصلا عن الحلويات الموصلية  ومنها حلاوة الخضر التي يقول عنها ( أنها صناعة خاصة بالموصل ويشير الى مصلاويتها 100% مضيفا ان لهذه الحلوى  هيئة دائرية تجعلها شبيهة  برغيف الخبز تماما بل ان البعض يسميها خبز الخضر او رغيف الخضر  وهي تتكون من مادتي السمسم والسكر بنسب خاصة  والنوع الجيد منها تضاف له مادة الدبس وتزين واجهته بقطع الجوز او الفستق مع مواد الزينة المستعملة  في عمل الكيك او بعض المعجنات)..
  ويضيف (النعيمي) في شرحه لحلاوة الخضر ومكوناتها فيقول:  روعي الشكل الدائري  فيها لكي تكون رقيقة  أما من الناحية الاجتماعية  الاعتقادية  فقد روعي في صورتها  صورة الرغيف الذي هو عنوان (الخيرات) في المعتقد الشعبي العراقي على غرار ما توزعه النساء من نذور  تعرف بخبز العباس وذلك لان أرغفة  الحلوى (حلاوة الخضر) توزع أحيانا  بالطريقة ذاتها  فهناك عيد عراقي  يصادف في وقت الربيع يدعى خضر الياس ..
ولكن (النعيمي) لاحقا يقع في خطا حين يشير بان  لدى المسيحيين  عيد يدعى  بعيد الباعوثية  يأتي بعد عيد خضر الياس  وفي هذين العيدين  توزع الحلاوة المذكورة من باب الخيرات والأصح  ان عيد الباعوثا وهي التسمية الشائعة في مدينة الموصل للصوم الذي يطلق عليه صوم نينوى الذي يصومه بعض المؤمنين بالانقطاع عن المأكل والمشرب لمدة يومين ونصف اليوم تيمنا بمحنة النبي يونان(يونس)  الذي ابتلعه الحوت لينتهي الصوم وعادة ما يكون بدء هذا الصوم من يوم الاثنين حتى منتصف يوم الأربعاء فيعقبه مباشرة عيد خضر الياس الذي يوافق يوم الخميس  والذي تحتفل فيه الكنيسة بتذكار مار سويريوس الكبير ومار اغناطيوس النوراني ..يعود (ابو زهراء) وهو منهمك بإعداد طلبيات زبائنه للإشارة بأنه مازال معتادا في كل عام على تهيئة طلبيات عديدة ترده للطلب على حلاوة الخضر مشيرا بان اغلب من هاجر من المسيحيين مازال يوفد أقرباء وأصدقاء يوكلونهم لإرسال هذه الحلاوة عن طريق اخرين مسافرين  او عن طريق البريد السريع او بواسطة سواق  يعملون على خط عمان فيما تتمنى( ام حميد) ان يمنحها الرب العافية لتعود العام القادم ولتوصي على الحلاوة التي تعدها من ابرز طقوسها  التي تحرص على إحيائها مع كل عام  رغم إنها تشعر بالألم  لابتعاد أقربائها عنها  دون الاحتفال بعيد خضر الياس الذي تحمل له في ذاكرتها صور جميلة ..
 


118
أكلات تزين المائدة الموصلية وتتصدر أيام الأعياد الخاصة بأبناء شعبنا



عنكاوا كوم- الموصل- سامر ألياس سعيد
 
تتمتع العوائل المسيحية في مدينة الموصل بالكثير من الطقوس التي تصاحب احتفالاتها الدينية  رغم أن الكثير منهم يجهل كيف بدأت تلك الطقوس ولماذا تزامنت مع الاحتفال بهذا العيد أو ذاك.
 
لكن مع توالي الأعوام، يحرص أبناء شعبنا على تهيئة تلك الأكلات التي يعرفها المطبخ "الموصلي" كونها باتت هوية تعريفية تنطلق من هذا المطبخ الذي عرف عنه ميله للكبة حتى انه اشتهر بها كثيراً لكن أشكال تلك الأقراص المحشوة باللحم والمصنعة تارة من الرز أو مدقوق البرغل تختلف ما بين عيد أو مناسبة أو أخرى وتتفنن ربات البيوت بتصنيع تلك الأكلات لا بل تختبر ربات البيوت الجديدات بقدرتهن على إنتاج تلك الأقراص ودقتهم في إضفاء (نفسهن) على المائدة من خلال تلك المناسبات التي تعد اختبار حقيقي تمنح بعده ربة البيت شهادة إدارة المطبخ الذي يحتل ركنا من أركان الحياة اليومية.
 
ومن أهم الأكلات التي تحرص العوائل المسيحية على إعدادها خصوصاً مع بداية العام الجديد وبالتحديد في اليوم الأول هو إعداد كبة القيسي التي جاءت تسميتها نظراً لاحتوائها على الطرشانة المعروفة بالمشمش المجفف.
 
وتتألف كبة القيسي من لحم مفروم بالإضافة إلى إضافة المطيبات كالملح والبهارات، فيما تتألف مرقة الكبة من عصير التمر (الدبس) والتمر المجفف المعروف بتمر الأشرسي والتين المجفف وقليل من العنب المجفف (الزبيب) بالإضافة إلى الطرشانة وهي المشمش المجفف وبذلك يكون مذاق المرقة حلوة للغاية وقد حددوا أكل تلك الطبخة مع بداية العام لكي تمر أيام العام كلها بحلاوة على العائلة.
 
أما الأكلة الأخرى، فتعرف بـ "الكشك" وتتألف من الشلغم بالإضافة إلى سيقان السلق وبالتأكيد كبة الكشك التي عادة ما تغلف بالبرغل الناعم وتحشى بلحم الغنم المفروم وهذه الأكلة عادة ما تتصدر موائد العوائل المسيحية بعيد الدنح (العماد).
 
وتحرص العوائل على إعدادها، كونها غنية بالسعرات التي يحتاجها الجسم خاصة وإن تلك الأيام تمتاز ببرودتها القارسة، فتمنح الأكلة الدفء المطلوب لمتناوليها، وتشير المصادر إلى أن اغلب العوائل المسيحية ممن هاجرت إلى الدول الأوربية مازالت حريصة على إعداد هذه الأكلات والتباهي بإعدادها مما يبرهن على تشبثهم بكل ما يقربهم من البلد رغم بعدهم عنه.
 
وتحفل مواقع التواصل الاجتماعي منها "فيس بوك"، بصور لتلك الطبخات. وقد تصدرت جلسات العوائل المسيحية في هذه المناسبات وكأنها إشارة ذات دلالات بأنهم مازالوا قريبون من الوطن وملتزمون بالمحافظة على الطقوس والتقاليد التي توارثوها رغم الابتعاد عنه.
 
ومع حرص العوائل المهاجرة على إعداد تلك الطبخات، فإن أبناء شعبنا في الموصل أيضاً يحرصون على إعداد تلك الطبخات من خلال سلسلة مهام للتبضع وتهيئة مواد إعداد تلك الطبخات المذكورة، فربة البيت إذ ما تهيأت لإعداد طبخة كبة القيسي على سبيل المثال فإن موادها تتركز في سوق باب السراي من خلال احتواء هذا السوق على محال بيع البهارات الخاصة بتلك الطبخة فضلاً عن بيع الفواكه المجففة والتي تتطلبها الطبخة والتي ذكرنا منها المشمش والزبيب والتمر الأشرسي.
 
فيما يتطلب لإعداد طبخة الكشك، أن تحرص بعض ربات البيوت لأن تتوجه إلى إحدى المزارع الموجودة في مدينة الموصل وخصوصاً تلك التي تقع على مقربة من فندق نينوى المتخصصة بزراعة الشلغم الذي يعد من أهم مواد الطبخة المذكورة.

119
عنكاوا كوم تزور دير مار كوركيس في الموصل
دير رابض على تلة يزخر بذكريات جميلة لمسيحيي الموصل




الموصل –عنكاوا كوم –سامر الياس سعيد

مهما توالت الأعوام، فإن لدير مار كوركيس حضور واسع في مخيلة مسيحيي الموصل خصوصاً وأن موقعه قريب من الأحياء السكنية ما يدفع العشرات من المسيحيين لأن يزوروه في أوقات متفرقة خاصة ما ليوم الجمعة من وقع خاص حيث تجتمع العوائل المسيحية لتلتقي في فنائه الواسع وتنعم بأجواء الخشوع والسكينة التي يتمتع بها الدير.

وكان دير مار كوركيس في السنوات السابقة، يربض على تلة تحيطها تلول واسعة كان أغلبها يعد من أملاكه، إلا أن السنوات المتتالية أفقدت للدير هذه الخصوصية بزحف الدور إليه، فأحيط بالكثير منها حتى اختفت معالم التلول الخضراء التي كانت تزخر بمئات الأشخاص الذين كانوا يقصدونه ويخرجون لافتراش تلك الربوع التي ترتدي اللون الأخضر خاصة في نيسان حيث يحتفل الدير بتذكار شفيعه القديس مار كوركيس وتكون تلك المناسبة لتوافد المئات من أبناء شعبنا للاحتفال بهذه المناسبة التي بقيت تحمل ذكريات خاصة لدى مسيحيي الموصل رغم تناقص أعدادهم بسبب الظروف التي عصفت بالمدينة خلال الأعوام السابقة.

ورغم قدمية الدير وموقعه الذي ميز به المنطقة السكنية، إلا أنها حملت عنواناً آخر عكس ما كان متوقع حيث حملت اسم حي جابر بن حيان كون هذا الاسم كان لمنشاة تابعة لهيئة التصنيع العسكري كان موقعها  بين إحدى التلال المحيطة بالدير.

ماذا يقول التاريخ عن الدير؟

ربما لا أجد أوسع مما سطره العلامة الدكتور يوسف حبي حول الدير، فقد وضع بمثابة دليل تعريفي حول الدير حمل عنوان (دير مار كوركيس) ابتغى من خلاله الأب حبي أن يكون هذا الكتيب دليلاً تعريفياً يضيء لقاصدي الدير من الزائرين والسياح أن يحصدوا اضمامات تاريخية حول بروز هذا الدير والتواريخ التي حملت أحداثاً مهمة بالنسبة إليه.

ففي بند التأسيس نقرأ ما سطره الأب يوسف حبي حول الدير الذي كان في الأصل كنيسة خاصة لقرية تدعى "بعويرة" أي المعبر وبانتقال القرية من موضعها القديم حيث يقوم الدير حالياً إلى ضفة نهر دجلة الذي غير مجراه جهة الغرب، انعزلت الكنيسة عن السكن، فأهملت رويداً رويداً وقد كان لقرية بعويرة وكنيستها في الماضي السحيق عهداً زاهراً ويجهل تاريخ تأسيس هذه الكنيسة إلا أن الموثوق بأخبار وجودها تعود إلى أواسط القرن العاشر ولعل تأسيسها يرجع إلى فترة تسبق هذا التاريخ بكثير.

بينما يكون الأب الدومنيكي برنار ماري كورماشتيك قد توصل إلى تحديد شكل الموقع في مطلع القرن السابع عشر من خلال ما استنتجه من تقارير الآباء الذين سبقوه حيث يشير إلى أن الموقع كان محاطاً بحائط مرتفع كأنه سور تتوسطه كنيسة ويقوم على حراسته شماس نسطوري يسكن فيه مع عائلته ويعتاش من العطايا التي كان المؤمنون يجودون بها عليه عندما يقومون بزيارة الموضع أما الدير الحالي فإن أول ذكر له يأتي في مخطوطة مؤرخة في العام 1691 كانت محفوظة في دير السيدة لرهبان الكلدان.

كما يشير الأب يوسف حبي إلى أن عنوان المخطوطة كان يحمل اسم (أصول المعارف المدرسية لمحبي العلم) بالسريانية وقد ألفها ورتبها الناسك إيليا شماس كنيسة فيروز شابور (الأنبار) التي هي برتبة أسقفية وقد تمت في 26 تشرين الأول سنة 1691 بيد كوركيس ولدير مار كوركيس بالقرب من الموصل كما يتجدد ذكر الدير في مخطوطة أخرى تعود لسنة 1710 من خلال مخطوطة محفوظة في مكتبة دير السيدة كما يشير الأب حبي قائلاً إن عنوانها هو (كتاب أسباب تقسيم المزامير لداود) وقد كتبت على طلب خاتون وأمها سيتي ابنة القس إيليا لدير مار كوركيس في بعويرة كما أن هنالك مخطوطة أخرى كتبت في العام 1744 يرد فيها ذكر الدير وهي محفوظة حالياً في المكتبة الوطنية بباريس ويتابع الأب حبي إلى أواسط القرن السادس عشر أو ما بعده غدت كنيسة مار كوركيس القديمة ملكاً للرهبان وأضحى الموضع مزاراً يقصده الناس ويقوم بحراسته شخص مع عائلته وقد كان الرهبان يترددون عليه وفيما بعد استقروا فيه أي في أواسط القرن التاسع عشر كما أن هنالك عدد من الآباء الدومنيكان كانوا قد قصدوه ومنهم الأب دومنيكو كوديليونجيني الايطالي الذي أوفده البابا بندكتس الرابع عشر إلى العراق للرسالة وعمل فيها منذ العام 1750 وتوفي بالحمى عن عمر 38 عاماً فدفن في كنيسة الدير وذلك في العام 1753 بإزاء الباب الكبير للكنيسة وكان الضريح قائماً حتى أزاله تجديد للدير حدث في العام 1843.

ويتكرر ذكر الدير في مخطوطة أخرى كتبت في القوش العام 1778، واحتوت على ميامر اسحق النينوي وقد قدمتها إحدى التلكفيات (نسبة إلى تلكيف) التقيات إلى كنيسة دير مار كوركيس كما يشير الأب العلامة الراحل يوسف حبي.

وبالنسبة لكونه كان مشروعاً لدير كهنوتي، فإن الدير دخل مرحلة هامة من مراحله في أواسط القرن التاسع عشر حينما قرر البطريرك نيقولاس زيا أو أشعيادي جاكوبي (آل يعقوب) باستخدام الدير مقراً لمعهد كهنوتي، فسعى من أجل تجسيد هذا الأمر إلى تعمير الكنيسة  وإضافة سبع غرف وكان هذا العمل قد تم في العام 1843 وقد تباينت الآراء فيما بعد حول تثبيت موقع الدير الكهنوتي كما أشار الأب الدكتور يوسف حبي من خلال طلب القاصد الرسولي لورنس تريوش أن يكون مقر المعهد في بغداد فيما فضل آباء آخرون أن يكون موقع الدير الكهنوتي في خوسراوا في إيران.

ومضت الأعوام دون وجود قرار يرسخ تثبيت الدير الكهنوتي حتى عادت الفكرة مجدداً مع نهاية العام 1851 حينما تسلم القصادة الرسولية الأب اليسوعي بندكتس بلانشيه فكتب إلى المجمع بأنه وجد في دير مار كوركيس موضعاً بوسعه أن يكون صالحاً جداً لجعل منه كلية للطائفة الكلدانية وأنه دير صغير على اسم مار كوركيس لا يسكنه سوى أشخاص قلائل بقصد الحفاظ عليه بينما واجه هذا المشروع فصولاً من التعقيد حينما تم تأجيل تنفيذ مشروع الدير الكهنوتي بناءً على طلب  البطريرك يوسف أودو (1847-1878) حتى تحول المشروع لأن يحل في كنيسة مار أشعيا.

وفي شهر أيلول من العام 1863، طلب البطريرك  يوسف أودو إرسال كاهن وبعض الأخوة الرهبان  إلى الدير للسكن فيه وحتى يصبح الدير من الأديرة القانونية التي يسكنها الرهبان، وقع الاختيار على الأب قرياقوس كوكا وثمانية رهبان لهذا الغرض وكان ذلك كما سجلت الأخبار اليومية التي سجلها رؤساء الرهبنة الهرمزدية الكلدانية في 17 تشرين الأول من العام المذكور ومن هذا التاريخ توالى تعاقب الرؤساء والرهبان كما سنذكر تباعاً حيث تولى رئاسة الدير الأب قرياقوس كوكا والرهبان الثمانية وهم كلاً من يونان، وطوبيا، وإيليا، وبطرس، وإسطيفان من تلكيف وجرجس زعورا من بابل، وياقو من بيوس، وموشي من أذخ.

ويعد الأب كوكا الرئيس الأول للدير، وحملت سيرته الكثير من الأعمال الجليلة ومن بينها أنه اشترى عقارات واسعة لتأمين معيشة الرهبان وذلك بمساعدة أهالي تلكيف بينما تولى رئاسة الدير من بعده الأب أندراوس من كويسنجق وقد ورد أمر رئاسته للدير في 19 آذار 1903 رغم أنه كان قد استلم الرئاسة قبل هذا التاريخ بكثير، وتسلم رئاسة الدير في أواخر سنة 1903 الأب أسطيفان أوجين، واستمر بهذه المهمة حتى العام 1906 حيث استلم تلك المهمة الأب إيليا من شرانش.

ويليه الأب بينامين إوزا الذي اختير على اثر إجراء انتخابات جرت في شباط العام 1917 وبقي حتى آذار من العام 1924 وقد قام هذا الأب بعملية تجديد للدير شملت توسيع بعض مرافقه وفي تلك الفترة التي سبقت تاريخ توليه مهمة رئاسة الدير وحل برئاسة الدير بعده الأب موشي أرميا وهو من أهالي أورمية واختير في آذار من العام 1924 لرئاسة الدير وفي العام 1936 حل الأب يوسف داد يشوع نجار (نكارا) ليكونا رئيساً للدير وقد اشترى الأب نكارا عقارات واسعة للدير وسجلها في دائرة الطابو وكانت مدة رئاسته (18) عاماً بعده حل الأب انطونيوس كوركيس الذي دبر الدير لمدة 3 سنوات ابتدأت العام 1939 حيث حل الأب ميخائيل إيشوع رئيساً للدير وبقي في هذه المهمة مدة 8 سنوات ومن العام 1962 حل الأب بولس انويا لإدارة الدير وقد عين لإدارة المدرسة الرسولية في الدير أما الأب فيليبس اسحق فقد حل بعده ودبر الدير لمدة عامين تلاه بعدها الأب عبد الأحد ربان حيث دبر الدير رئيساً عاماً منذ العام 1963 وتولى رئاسة الدير بعدها الأب هرمز شلال  الذي استلم رئاسة الدير العام 1966 وقد تجدد الدير في عهده أعقبه بعدها الأب شربيل جبرائيل  الذي تولى رئاسة الدير حتى العام 2000 حيث حل الأب فادي ايشو حنا برئاسة الدير ليستمر خمسة أعوام في هذه المهمة  الروحية حتى حل الأب أوراها قرجو قرداغ في العام 2006 وليستمر عاماً كاملاً أعقبه الأب روني اسحق واستمر في رئاسة الدير عامين حتى حل الأب دنخا حنا توما في العام 2009 ولا يزال.

الدير في حاضره الراهن

ويقول الأب دنخا في حديثه لـ "عنكاوا كوم" إن العديد من الترميمات أجريت على الدير لعل أهمها كان في العام 1968 حيث تم صب سطوح الدير بالكونكريت المسلح وتم تجديد الجناح الغربي من بيت الرهبان بعدذلك العام، إلا أن العام 1998 شهد تجديد الكنيسة الخاصة بالدير والتي تسمى كنيسة المعبد الصغيرة التي تقع في الطابق الأرضي وكتب في رخامة صغيرة بالحرف الأسطرنجيلي وضعت فوق باب الكنيسة أن تجديد الكنيسة كان لمرة ثانية في عهد البابا يوحنا بولس الثاني والبطريرك مار روفائيل بيداويد بطريرك بابل على الكلدان والأنبا قرياقوس ميخو الرئيس العام للرهبنة الأنطونية الهرمزدية  وباهتمام الأب شربيل جبرائيل رئيس هذا الدير كما تم تجديد الدير بالاهتمام بالغرف الخاصة بالدير فضلاً عن غرف جناح بيت الرهبان وذلك في العام 2005 وفي عهدي رئيسي الدير الأب شربيل والأب فادي.

ويتابع الأب دنخا قائلاً إن الدير في أيامنا الحاضرة يحتضن الكثير من الأنشطة الروحية كونه يفتح أبوابه لاستقبال المؤمنين في الصباح والمساء وفي كل الفصول حيث يقصده الكثير من المؤمنين للتبرك والصلاة، كما تقام القداديس والصلوات فيه أيام الآحاد كما يقيم قداديس بالمناسبات الروحية كالأعياد والتذكارات، ولكنه يحظى بخصوصية من قبل مؤمني الموصل في يوم الجمعة حيث يستثمرون يوم العطلة للتوافد على الدير من خلال الصلاة كما يضيف الدير في الوقت الحالي وبصورة مؤقتة روضة كنيسة مار بولس الكلدانية بسبب خضوع مقر الروضة الأصلية لأعمال تأهيل وترميم كما يستقبل تجمعات المؤمنين من خلال إقامة رياضات روحية بالإضافة إلى أن الدير يستقبل أسبوعياً "أخوية جماعة المحبة والفرح لذوي الاحتياجات الخاصة" كما تقام في جرن المعمودية الخاصة بكنيسة الدير العمادت للمواليد الجدد.

ويتحدث الأب دنخا عن ازدهار أحوال الدير في الوقت الحاضر إذ يشير إلى أن عيد شفيع الدير يشهد حضوراً غفيراً من قبل المؤمنين حيث يحتفلون بالعيد في 24 نيسان من كل عام، ويشتمل منهاج العيد على إقامة الذبيحة الإلهية بحضور مطران الأبرشية والرئيس العام للرهبنة الأنطونية الهرمزدية ولفيف من الآباء والرهبان الأفاضل.

انتهى الأب دنخا رئيس الدير، وواصلت زيارتي لأتابع أروقته التي ازدانت بالمغارة التي عدت رمزاً للميلاد وقد احتلت مؤقتاً نصب الأنبا انطونيوس رئيس الرهبان في العالم.

وفي الفناء الخارجي انتصب تمثال أخر لشفيع الدير مار كوركيس وهو يحمل رمحه ليقضي به على التنين، وقد أحيطت بالنصب حدائق جميلة هيئت فيها مقاعد تم تخصيصها للمؤمنين ليقضوا في حواضر الدير يوماً روحياً يحفل بالكثير من الذكريات الجميلة التي ترسخت في ذاكرة مسيحيي المدينة عن الدير.











120
عنكاوا كوم تواكب احتفالات أرمن الموصل بعيد الميلاد والظهور الالهي
ابتهالات تنطلق من المؤمنين بان يعم السلام والمحبة ربوع البلد
الموصل –عنكاوا كوم –سامر الياس سعيد
وسط  طرق اغلبها مقطعة شهدتها مدينة الموصل اليوم الأحد  احتفلت طائفة الأرمن الأرثوذكس بعيد الميلاد والظهور الإلهي  وعانى مؤمني الكنيسة من التدابير الأمنية التي شددتها قوات الجيش والتي بموجبها أغلقت اغلب المنافذ المؤدية الى الكنيسة التي تقع في منطقة (حوش البيعة) والتي يرقى تأسيسها الى عام 1857 وتقع في الجانب الايمن من مدينة الموصل وقال الاب  اراكيل كاسبريان كاهن الكنيسة  في تصريح للموقع ان احتفالات العام شهدت حضورا كبيرا من قبل المؤمنين  لكن كان الطموح بان الحضور يتضاعف ولكن  اغلب المؤمنين عانوا من انقطاع الطرق وغلق المنافذ المؤدية للكنيسة  واضاف كاسبريان ان هنالك قداديس ستقام للمؤمنين في كنيسة قرقوش للقاطنين من الأرمن في مناطق قرقوش وكرمليس وبرطلة  بالإضافة لإقامتنا قداس في عنكاوا بمدينة اربيل ..وعن طقوس العيد قال كاهن كنيسة الأرمن الأرثوذكس بان العادة ان يقام قداس ليلة العيد على ان يقام قداس احتفالي صباح يوم العيد كما تتخلل القداس الاحتفالي  الاحتفال بعيد عماذ الرب حيث يتم اختيار أشابين للمسيح وتم اختيار 4 اشابين هذا العام  تتراوح اعمارهم  بين 4 الى 12 عام لهذه الرتبة الاحتفالية وتابع الاب كاسبريان  ان المؤمنين يتجمعون في قاعة الكنيسة بعد نهاية القداس الذي عادة ما يتواصل خلال ساعتين ونصف الساعة  حيث يتبادلون التهاني فيما بينهم  كما يتم توزيع الهدايا على الأطفال من قبل بابا نويل لإدخال البهجة والسرور في نفوس هولاء الأحباء  واشار الاب كاسبريان الى ان صلواتنا هذا العام تركزت بالدعاء الى الله ليحفظ العراق ويحفظ وحدته ويحمي مكوناته وان تعود المحبة جامعة لابنائه لان مصير ابنائه واحد  وعن التهاني واستقبال المسؤولين اكد كاهن كنيسة الأرمن إننا كنا في السنوات السابقة نشهد زيارة محافظ المدينة بالإضافة الى المسؤولين لتقديم تهانيهم بهذه المناسبة لكن في غضون السنين القليلة بات المحافظ يكلف احد المسؤولين بزيارتنا لتقديم التهنئة بالمناسبة أما عني ككاهن  فأنني احرص على التقاليد المتوارثة عن الاباء الكهنة  الذين كانوا يقومون بزيارة المرضى من العاجزين في منازلهم لغرض تقريبهم من الأسرار المقدسة كما نحرص على زيارة العوائل التي تألمت برحيل احد أفرادها لنحرص على تعزيتهم والتخفيف من مصابهم في غمرة هذه الأيام المباركة ..
 اما احد ابناء الكنيسة ويدعى بوغوص بوغوصيان فتحدث عن طقوس الارمن في مدينة الموصل خلال الاعوام السابقة مشيرا بان العديد من المؤمنين غادروا المدينة للظروف الأليمة التي مروا بها حيث كان احتفالات الاعوام السابقة حضور اعداد غفيرة منهم بحيث يمتليء الفناء الخارجي للكنيسة باعدادهم وكان هنالك ما يقارب الـ200 بيت قبل عام 2000 وكان تجمعهم خلال الاحتفال بعيد الميلاد طقوس عديدة ابرزها اقامة حفلات ترفيهية كان يحرص على تنظيمها نادي الشهيد سيروب الذي توقف عن اقامة نشاطاته منذ عام 2005..وتابع بوغوصيان  بالإضافة للحفلات كان هنالك عدة نشاطات تضطلع باقامتها لجنة الطائفة ومنها لجنة متخصصة بزيارة العوائل المتعففة حيث كانت تحرص على زيارتهم  وتزودهم بمواد عينية بالاضافة الى مبالغ نقدية وهنالك لجنة ثقافية تقيم محاضرات كما كانت هنالك لجنة فنية تقوم بالمحافظة على الموروث  الارمني..


























121
الحقوقي يهدي مؤلفه الجديد لموقع عنكاوا كوم
المحامي عصام كصكوص يضع دراسة قانونية حول الإجهاض




الموصل –عنكاوا كوم -سامر الياس سعيد

أصدر الشماس الحقوقي عصام كامل كصكوص مؤلفه الجديد المعنون (جريمة الإجهاض..دراسة قانونية مقارنة) .. وأكد في مقدمة مؤلفه  الذي يعد الثالث بعد إصداره لمولفين اخرين في مضمار القانون هما: جريمة  التحريض على الانتحار دراسة مقارنة وجريمة تبييض الأموال   اكد ان : "المؤلف الجديد يدرس جريمة الإجهاض من خلال كونها جريمة في نظر القانون  فضلا عن عدها غير مقبولة  من الناحية الاجتماعية  والخلقية  في العديد من البلدان" كما تابع المؤلف "ان موضوع الإجهاض شغل بال الباحثين  والمختصين خصوصا وقد أصبح اليوم وسيلة لتحديد النسل وخلق مبررات لاتقبلها الشرائع الدينية  ولاالقوانين الوضعية".

وتضمن المؤلف الجديد  الذي صدر بـ(242) صفحة من القطع المتوسط والذي يدخل ضمن موسوعة قانونية تناقش قضايا باتت تستشري في الآونة الاخيرة في ثلاث فصول حيث تضمن الفصل الأول ثلاث مطالب  وهي:

التعريف بالإجهاض كجريمة والحماية الجنائية ومراحل تطور الجنين  فيما احتوى المطلب الثاني  على التكييف القانوني ل"جريمة الإجهاض" اما المطلب الثالث فتناول  أركان "جريمة الإجهاض" ومحل الجريمة  الجنين  ونطاق الحماية  الجنائية للجنين في  التشريعين الإسلامي والمسيحي ونطاق الحماية  الجنائية للجنين  في القانون الوضعي المقارن  والمطلب الرابع بحث فيه الركن  المادي والذي تكون من النشاط الجرمي  والنتيجة  وعلاقة السببية  اما الفصل الثاني فتكون من ثلاثة مطالب  حيث اختص المطلب الاول  بالركن المعنوي وعناصر القصد الجنائي وهي العلم والارادة  والمطلب الثاني تضمن  الشروع في "جريمة الإجهاض" واما المطلب الثالث فتناول  الإجهاض وفق المفهوم الطبي الحديث الإجهاض الطبيعي  وتناول ايضا  الإجهاض بين التحريم والإباحة  وحكم الإجهاض في الحالات التي اختلفت فيها التشريعات الوضعية المقارنة  حول اباحتها من عدمه  اما الفصل  الثالث فتناول اربعة مطالب  كان منها المطلب الاول  الذي تحدث عن لمحة تاريخية  عن الاجهاض.

كما سلط الضوء  على موقف الديانات  السماوية اليهودية والمسيحية والاسلامية  من الاجهاض كما تناول  مواقف الديانات الاخرى مثل  الدين الشنتوي والبوذي والهندوكي  والمطلب الثاني  اختص بتناول  اهم اختلاطات الاجهاض مثل الموت المفاجيء  والانثقاب والتنوسر  والنزف والالتهاب  كما تضمن صورا من السلوك المادي لهذه الجريمة  واهم الوسائل والادوية  المستعملة بعملية الاجهاض  اما المطلب الاخير فتناول عقوبة الاجهاض في الفقه الاسلامي والقانون الوضعي المقارن لهذه الجريمة  وتضمن المؤلف في خاتمته اهم النتائج والتوصيات بالاضافة لقائمة  المصادر ..

والمؤلف عصام كامل كصكوص من مواليد الموصل وحاصل على شهادة الماجستير  في القانون الجنائي..


122
أضواء على سير بعض شمامسة الموصل
نخب فاضلة اقترنت سيرتها بخدمة الكنيسة والمجتمع
الموصل –عنكاوا كوم –سامر الياس سعيد
بينما تستعد كنائس الموصل كقريناتها من كنائس العالم بالاحتفال بعيد الشمامسة وهو العيد الذي تستذكر من خلاله الكنيسة القديس مار استيفانوس رئيس الشمامسة وبكر الشهداء  لايسعنا الا ان نسلط الضوء على عدد من النخب الفاضلة من شمامسة الموصل ممن تركوا بصماتهم بارزة في خدمة الكنيسة ويضاف الى ذلك نورهم الذي شع في مجتمع المدينة فعرفوا بصفتهم الكنسية التي اعتزوا بها ايما اعتزاز  ومن هذه النخب  الشماس الياس جدو الخياط  الشماس الإنجيلي  الذي تميز برخامة صوته وإتقانه للألحان الكنسية  وقد حمل لنا التاريخ صورة للشماس جدو التقطت عام 1952 من قبل شخصية ايطالية  اهتمت بتعلم الألحان الشرقية الكنسية  فاستضاف الشماس جدو هذه الشخصية الايطالية في منزله في خزرج في مدينة الموصل ولمدة شهرين عمل من خلالها على تعليم الايطالي الألحان الكنسية التي تقال عادة في القداديس الالهية  ووفاءا من الشخصية الايطالية قدم هذه الصورة الفوتوغرافية لمعلمه الشماس الياس جدو  الذي ولد عام 1887 وتوفي عام 1965  كما نذكر من التاريخ القريب شخصية مهمة من شمامسة الكنيسة يتردد اسمها كلما  تصفحنا كتاب الترنيمات الروحية الا وهونعمة الله عبد الكريم دنو (مواليد الموصل 1884)الذي ترك الى جانب تحفته الشهيرة الترنيمات الروحية العديد من الاثار الأدبية ومنها  كتاب تعليم القراءة السريانية  بثلاثة أجزاء مصورة  وكتاب التحفة الاشورية  في إحكام اللغة السريانية  وكتاب الأصول الإيمانية  وكتاب الطقسيات بجزئين  وعدد من الكتب التي تناولت تاريخ المسيحية  وخلد الارخودياقون دنو بالعديد من الأعمال  والخدمات الصادقة التي قدمها دون ملل ولاكلل  حتى وافته المنية في 18 ايار عام 1951 كما نذكر من المعاصرين الشماس الفاضل بهنام حبابة  الذي تمتع بنظرة تاريخية ثاقبة وعرف عنه حرصه على المحافظة على تاريخ مسيحيي الموصل من خلال الاسهام بتدوين فصول من ماثرهم وحياتهم  وولد حبابة في الموصل عام 1927 واسهم بكتابة العشرات من المقالات  بالإضافة الى وضعه لمؤلفين مهمين  احدهما تناول  الاباء الدومنكان في الموصل  والاخر اختص  بالاسر المسيحية في  الموصل وصدر في العام الماضي  عن المديرية العامة للثقافة والفنون السريانية كما نذكر ايضا في هذا المقال  الارخودياقون سامي عبدو شمعون رئيس شمامسة أبرشية الموصل  السريانية  الذي يسهمفي زمننا الحاضر بشكل مهم وجاد في خدمة القداس الالهي الى جانب العشرات من الشمامسة في كنائس الموصل ..



الشماس بهنام حبابة


الشماس سامي عبدو


الياس جدو


نعمة الله دنو

123
ذكريات مسيحية تطرز هوامشها على صفحة الدواسة



عنكاوا كوم – الموصل – سامر الياس سعيد
 
قادتني خطواتي الى منطقة الدواسة، فهي من أجمل المناطق التي تحط على ارض مدينة الموصل رغم ما يعتريها في الوقت الحالي من ظروف تجعل استقرارها على فوهة بركان ساخن، نظرا لوقوع اكبر المؤسسات الأمنية ممثلة بدائرة الشرطة بالقرب منها  وهذا ما جعلها تشهد احداثا ماساوية، دفعت بسكانها  ان يحزموا حقائبهم ليغادروها  رغم أنها كانت من المناطق التي انبثقت في أربعينيات القرن المنصرم ولا سيما ان بصمة المسيحيين كانت فيها الأكثر تركزا واستقرارا عبر توالي السنين، خصوصا وإنها المنطقة التي نافست منطقة الساعة وكانت تعد مركز المدينة في تواريخ سابقة من حيث استقرار المسيحيين فيها.
 
فأضحت الدواسة منطقة تضم الكثير من العوائل وانبثق منهم الكثير من الأسماء المعروفة والتي تميزت بعطائها  وانطلق شعاع فكرها الى  افاق العالم.
 
وإذ كانت  الموصل من المدن العريقة  التي يعود تاريخ نشأتها الى عصور ما قبل الميلاد، فان بعد الميلاد كانت  الموصل مأهولة  من قبل المسيحيين والمجوس الوثنيين الذين كانوا يسكنونها في محلتين، إلا ان توسع المدينة  بعد الفتح العربي لها  سنة 16 هجرية -637 ميلادية  جعلها  لاتقتصر على هاتين الجماعتين، فحسب بل  سكنت فيها قبائل عديدة  كطي ووائل وتغلب وهي قبيلة مسيحية، أقام أهلها العديد من الكنائس التي ما زالت تعرف لحد الان.
 
كما عرف عن مدينة الموصل امتلاكها لعدد من الأسوار التي أنشئت لدرء الغزوات عنها واحتوت تلك الأسوار على منافذ أو أبواب، فعرف عدد من أبواب المدينة بأسماء مناطق لازالت تحمل هذا الاسم كباب سنجار وباب الجيش وباب السراي وباب الطوب وباب الجسر ومع توالي الأعوام لم تتحدد المدينة بتلك المناطق فحسب، بل توسعت لتمتد باتجاه الجنوب وأنشأت أحياء أخرى جديدة  بعد ان كانت في السابق مناطق زراعية تشتهر بزراعة الفستق وكانت مملوكة لإحدى العوائل المعروفة والتي تحمل  اسم آل الدفتردار بالإضافة الى أراضي أخرى كانت مملوكة لعائلة الصابونجي لكنها بفعل تمدد المدينة أزيلت تلك الأراضي الزراعية لتقوم عليها منطقة من مناطق المدينة، حملت اسم الدواسة التي نحن بصدد التعريف عن التواجد المسيحي فيها، حيث بدا بالتنامي مع مطلع أربعينيات القرن المنصرم، كما يشير بذلك المؤرخ المعروف بهنام سليم حبابة وهو يعد من أقدم من سكنوا المنطقة.
 
ويضيف وزاد التواجد المسيحي في منطقة الدواسة  نزوح الكثير من الاثوريين إليها نتيجة ما حدث في سميل من مذابح بحقهم خصوصا في حقبة الثلاثينيات مما دفعهم لاختيار مدينة الموصل بالحلول فيها كملاذ امن فاستقروا في احد أركان منطقة الدواسة وعززوا تواجدهم بالكثير من الأنشطة  التي اضطلع عدد كبير منهم فيها لاسيما  القس يوسف ايليا قليتا والذي كان يراس الطائفة الآشورية في الموصل وله الكثير من الاعمال الجليلة  لاسيما  من خلال حرصه على جلب مطبعة كما انشا مدرسة أهلية لتعليم  ابناء الطائفة فتخرج منها عدد كبير من المتعلمين كما افتتحت كنيسة باسم مار كوركيس خاصة بالطائفة وذلك عام 1952 اما  عن واقع المنطقة في فترة الأربعينيات فكانت عبارة  عن شارع غير مكسو بلا رصيف  لكنها مع ذلك احتوت على العديد من الدوائر  منها دائرة الطابو  واحتوت أيضا مقر لرئاسة جامعة الموصل في نشاتها الأولى حيث كان يرأسها الدكتور محمود الجليلي قبل ان تنتقل الى موقعها الحالي في نهاية ستينيات القرن المنصرم لتتحول البناية  السابقة لجامعة الموصل الى مستوصف صحي  وكانت رئاسة الجامعة في تلك الفترة  تزخر بعدد من الموظفين المسيحيين لعل منهم رئيس ملاحظين بشير داؤد سفر  ومن العوائل التي سكنت محيط الشارع  القريب من كنيسة ام المعونة والتي افتتحت عام 1944نظرا لزيادة أعداد المسيحيين في المنطقة المذكورة  ولتأسيس الكنيسة قصة تمثلت  بقيام  عزيز دنو  بشراء قطعتي ارض من عائلة الصابونجي لغرض إنشاء هذه الكنيسة عليها  حيث استقر بالقرب من الكنيسة دار بيت الساعجي  كما  هنالك بيت هنودي  الذين جاؤوا من منطقة الميدان ليسكنوا منطقة الدواسة ومنهم بشير  حنا هنودي ودارهم تحول الى محلات بعد ذلك  وبقرب بيت هنودي  هنالك بيت سليم الحيفي  وكان هذا يدير  خزينة المتصرفية  وقد اشترى دار الحيفي بعد ذلك  الموصلي المعروف عبد الجبار الجومرد  ومقابل هذا الدار هنالك ثلاث بيوت متلاصقة كانت ملكيتها تعود لرجل يدعى هادي حاوا وبجانب تلك الدور دار لقائمقام زاخو السابق  يدعى لازار بيك  اما البيوت الثلاث المتلاصقة  فأول دار منها  سكنه مالك خوشابا  كما ان البيت الثاني  سكنه احد الاثوريين يدعى قيصر وهذا كان يعمل عريف شرطة  في كلي  زاخو  اما البيت الثالث فسكنه شقيق المطران سليمان   كما سكن المنطقة عدد كبير من المسيحيين  نذكر منهم  رؤوف شماس اللوس  وكوركيس طوقاتلي  الذي اتى بمفاتيح بلدته طوقات  في تركيا أثناء نزوحهم منها  وبالقرب من الكنيسة كان يعمل ولازال حودي خليل صاحب ورشة النجارة  في محل مازالت الكنيسة تمتلكه  وبالقرب أيضا هنالك  منزل  الأستاذ فرنسيس بدرية  الذي كان من ابرز مدرسي الاعدادية المركزية  وتوفي مابين عامي 55-56 وامر مدير الاعدادية الأستاذ محمود الجومرد باجراء تشييع يليق ببدرية  حيث حمل النعش من قبل طلاب الاعدادية لتقام صلاة الجناز لراحة نفسه  في كنيسة ام المعونة  وبحضور الجومرد نفسه  وبعد بيت بدرية ياتي بيت المطران عمانوئيل ددي الذي ابتاعه عام 55 ومقابل هذا الدار يوجد بيت جبرائيل جبري  وله شقيق يدعى نوئيل وكانا يعملان موظفين  في دائرة الكمارك وهنالك بيت سكنته عائلة فروحة ولديهم دكتور يدعى صبري فروحة وليس بقليل عن هذا البيت يقع بيت لعائلة تدعى بيت يسي  كما هنالك بالقرب منه بيت  ليعقوب الوكيل وبيت لعائلة عجمايا  وهذا الاخير تم شرائه من قبل  وديع ننيس  وبعد هذه البيوت يقع بيت عم كوركيس طوقاتلي  وهو بيت مجيد طوقاتلي وكما ذكرنا بانهم نزحوا من مدينة طوقات التركية عام 1895 وفي فرع الكنيسة أيضا هنالك بيت  يوسف غزول  وبيت جروة  الذين نزحوا من ماردين  وهنالك من اطلق عليهم بيت الماردينلي  ومقابل هذه البيوتات  يقع بيت  الاستاذ سليم  وبعدها تقع دائرة الكمرك  والتي نفسها كانت عبارة عن بيت يعود ليعقوب قسطو وبشير مراد  كما سكن منطقة الدواسة ايضا وبالقرب من محيط كنيسة ام المعونة بيت بطرس عجاج وبقربه بيت سامي معمار باشي  وبيت ايرم وحيدة والاخير كان شماس  في كنيسة السريان الكاثوليك كما هنالك بيت  حميد توزي  ومقابل هذا البيت يقع بيت  بشير حبابة وهو  ابن عم  سليم حبابة والد المؤرخ المعروف والتربوي الفاضل بهنام  وبجانب بيت حبابة يقع بيت  يعقوب ددي  وقربه ايضا يقع بيت حنوشي الحداد وبجانبه يقع بيت الاب الراحل بطرس حداد وبعد هذا البيت نكون قد وصلنا  الى منطقة قصر المطران الملاصقة لمنطقة الدواسة ولازالت هذه المنطقة تحمل هذا الاسم  وكانت في السابق عبارة عن بساتين تعود لال الدفتردار  وباعته هذه العائلة  للمطران بهنام بني حيث سكن في هذه المنطقة وكان حينما يريد إقامة القداديس والصلوات في كنيسته الواقعة بحوش البيعة كان ياتي على الفرس  كما كان يقيم القداس  في احد اروقة القصر  الكائن بمنطقة قصر المطران حتى بعد رسامته لبطريرك وذلك في 13 ايلول عام 1897..بما يتعلق بالعوائل المسيحية التي سكنت  في الشارع العام للدواسة اذكر بيت غزول جبوري وبيت فدو  ومقابل تلك المنطقة  هنالك منطقة اغلبها من الاثوريين  وتقع بالقرب من مركز شرطة الدواسة  ويقول  الكاتب محسن الجبوري  وهو من سكنة منطقة الدواسة ان المركز  في خمسينيات القرن المنصرم كان يقع في (نص)الشارع  اما مقر الشركة العامة للنقل البري  فكانت تقع في موقع مصرف الرافدين فرع الدواسة الحالي وذلك في فترة السبعينيات كما  ان الأسواق المركزية والمعروفة بالاورزدي فقد كانت  تقع في منتصف شارع الدواسة وفي الفترة المذكورة ايضا  كما ان أهالي الدواسة كان يذكرون ان الباص الخاص بمصلحة نقل الركاب والذي يحمل الرقم (4) كان يمر بمنطقة الدواسة  وينتقل الى منطقة المستشفى ويضيف الجبوري لسلسلة استذكاراته عن شارع الدواسة انه كان بسايدين ويحتوي عدد من الملاهي ومحلات بيع الخمور  وبكثرة كما تم افتتاح عدد من السينمات منها حمورابي واشبيلية  والأندلس وغرناطة  وعن ابرز من سكن المنطقة يضيف الجبوري بان الأخوة المسيحيين ولاسيما الاثوريين هم ابرز من سكن منطقة الدواسة ولعل اغلبهم كان يعمل  في شركة نفط الشمال في تلك الفترة  ويستذكر عدد من زملائه والعوائل المسيحية فيقول لدي صديق يدعى عمانوئيل كان طالب معي في متوسطة المركزية وهو حاليا مقيم في كندا  كما سكن منطقة الدواسة بيت سموعي  وبيت شيما وهم حاليا مقيمون في استراليا  كما لدي أصدقاء منهم سالم اندو وسركيس اندو  وهم حاليا تركوا المنطقة ليستقروا في شمال العراق  وكانوا يملكون محلات في المنطقة ايضا كما  اعرف صديق يدعى  كيغام الارمني  وكيزاك انترانيك .. اليوم في حقبتها الراهنة تعيش الدواسة واقعا حزينا فالأسماء التي ذكرناها ممن سكنوا المنطقة  تركوها وبقيت تقتصر على عوائل مسيحية لاتتجاوز أصابع اليد الواحدة  اما الطابع السكني فمازال يتلاشى امام تنامي العديد من المهن التي حولت منطقة الدواسة الى مجمعات تعنى بالكثير من التخصصات ففي كل ركن من أركان المنطقة تتعدد المحلات التي تمتهن مهنة واحدة نذكر منها محلات الديكور والسقوف الثانوية والذين انتشروا في أكثر من منطقة  في الدواسة يضاف الى ذلك محلات تصليح المولدات الصغيرة  وبجانبهم ايضا محلات تتخصص بتصليح الدراجات البخارية  وفي فرع اخر من المنطقة تتابع محلات تتخصص في الفرق الموسيقية التي تشارك في احياء حفلات الزفاف  ويضاف الى تلك المهن العشرات من المقاهي  ولعل منها من حافظ على وجوده في المنطقة وتحفل بذاكرة أصحاب تلك المقاهي العديد من الأحداث التي شهدتها المنطقة يضاف اليها محلات  تعنى بتقديم الوجبات السريعة لاسيما محل بدر المعروف بتقديمه لسندويشات الفلافل الحارة  واطباق الفول المتبلة كما هنالك عدد كبير من المطاعم  ومنها مطعم كباب كويسنجق المعروف ومطعم الكهف.
 
 
ملاحظة
أكثر المعلومات التي تتعلق بسكن العوائل المسيحية التي وردت في الموضوع اعتمدت بالدرجة الأساس على الذاكرة الجمعية الخاصة بالمؤرخ بهنام سليم حبابه لذا اقتضى التنويه ويتوجب الاعتذار من قبل كاتب الموضوع  عن أي سهو ونسيان اغفل بعض العوائل التي قطنت هذه المنطقة .. ملاحظة أخرى أود الإشارة إليها الى إنني عندما بحثت عن أفضل صور تدعم هذا الموضوع لم أجد أجمل من الصور المرفقة والتي تحكي سنين خوالي من عمر هذه المنطقة ولعلها لاتقارن بعهد الدواسة الحالي والذي تغلبه الحواجز الكونكريتية المدعمة بالأسلاك الشائكة فضلا عن أركان أخرى للمنطقة تحوي بيوتات مهدمة بسبب أحداث أمنية شهدتها المنطقة سابقا كما ان الظروف الأمنية وانتشار العناصر الأمنية من قوات الجيش والشرطة تحولان ضد التقاط أي صورة فوتغرافية للمنطقة ..


124
 فرع نينوى للحركة الديمقراطية الاشورية يحيي يوم الشهيد
الموصل -خاص
زار وفد من فرع نينوى للحركة الديمقراطية الآشورية  ضم كلا من السادة شموئيل شليمون صومو مسؤول الفرع وأعضاء هيئة الفرع سمير يوخنا ورامز إيليا وفيانكي خوشابا ومجموعة من كوادر الفرع  المقبرة الكنسية  حيث وضع الوفد إكليلا من الورد على ضريح الشهيد كوركيس بريخا احد شهداء الفرع بالإضافة الى الشهيد يوسف نبيل  واستذكر الوفد شهداء امتنا  خصوصا الذين سقطوا في مذبحة سميل وصوريا وسيدة النجاة  وقال شموئيل شليمون صومو مسؤول فرع نينوى في تصريح  خاص إننا حضرنا اليوم لنستذكر مذبحة سميل  التي مر عليها 79 عاما  وراح ضحيتها  الالاف  من أبناء شعبنا  صغارا وكبارا نساءا وشيوخا وشبابا وشابات  حيث ارتكبت هذه المذبحة عناصر السلطة الشوفينية بقيادة بكر صدقي  واضاف مسؤول فرع نينوى للحركة  ان مناسبة  الاحتفال بيوم الشهيد فرصة مهمة  لاستذكار جميع  شهداء امتنا  الذين استشهدوا  قبل هذا التاريخ أو بعده كما  نستذكر في هذا اليوم شهداء فرع نينوى  الشهيدين يوسف نبيل وكوركيس بريخا  ونطالب الحكومة المركزية  بالاعتراف  بالمذبحة  التي جرت بحق أبناء شعبنا في سميل في السابع من اب عام 1933 ..

125
تكريم الناشطة التربوية عواطف جرجيس عيسى مديرة مدرسة التهذيب في الموصل

الموصل /عنكاوا كوم /سامر الياس سعيد

بمناسبة بلوغها سن التقاعد ولنشاطها وفعاليتها في مجال التربية والتعليم وتعاونها في إرساء تجربة التعليم السرياني في مدينة الموصل اقام فرع نينوى للحركة الديمقراطية الاشورية  احتفالية لتكريم السيدة عواطف جرجيس عيسى مديرة مدرسة التهذيب السريانية في مدينة الموصل  واستهلت الاحتفالية  بالوقوف دقيقة صمت إكراما وتخليدا لأرواح شهداء أبناء شعبنا  ومن ثم ألقى السيد شموئيل شليمون صومو مسؤول الفرع كلمة  أشار فيها  الى ان هذه المبادرة تعد رسالة مهمة  للسعي بالاعتراف  بالجهود الطيبة التي يبذلها أبناء شعبنا  في سبيل رسالة التعليم  التي تعتبر أهم المبادئ في إطار  التأكيد على جهود أبناء شعبنا وفعاليتهم داخل مجتمع مدينة الموصل ،وأضاف مسؤول فرع نينوى للحركة في كلمته  بان سعي الفرع في ان تكون مثل هذه المبادرات فرصة للالتقاء  مع نخب أخرى فاعلة  تركت بصماتها  راسخة في مجال عملها  سواء اكان في المجال الثقافي أو الاجتماعي  وفي مختلف مجالات الحياة  كما عبرت السيدة عواطف جرجيس  عن سعادتها بتكريم فرع نينوى للحركة  وقالت في كلمة لها  ان هذه المبادرة  تكلل أعوام خدمتها في سلك التربية  والتعليم مشيرة بان رسالة التعليم  أسمى رسالات  الحياة  فهي تنقل الفرد لينعم بنور  العلم مبتعدا عن ظلمة الجهل القاسية كما تحدثت ضمن سياق الاحتفالية أعضاء في الهيئة التعليمية لمدرسة التهذيب وهم كلا من  المعلمات إيمان البير وهناء اسكندر ومي كمال معربين في شهاداتهم عن نشاط المحتفى بها من خلال ادارتها الجيدة وحكمتها في إدارة المدرسة طيلة فترة عملها ..تجدر الإشارة  الى ان السيدة عواطف جرجيس عيسى أحيلت مؤخرا على التقاعد بعد خدمة دامت 39 عاما ابتدأت من تاريخ 7كانون الأول 1974في قضاء تلعفر ومن ثم تنقلت بين عدة مدراس في محافظة نينوى لتنهي خدمتها مديرة لمدرسة التهذيب ..



126
التربوي والمؤرخ بهنام حبابه... "ذاكرة تتقد بأسماء وأحداث عن مسيحيي الموصل"

 
عنكاوا كوم – الموصل - سامر الياس سعيد
 
ربما هي زيارتي الرابعة لمنزل الشماس بهنام سليم حبابه ولقائي بهذه الشخصية المميزة التي تتقد ذاكرتها بمئات الاسماء وتستعرض الاحداث والذكريات عن الموصل أيام زمان وما قدمه مسيحيو المدينة لها من عطاءات.
 
وفي كل زيارة اكتشف أشياء جديدة تلون سلسلة معارفي بمعلومات مهمة ومميزة ولعل ما يميزها انها تنطق بشهادة شاهد عيان عليها فتتكلل كل المعلومات بتاريخيتها المعطرة بالصدق والحيادية  التي هي راس مال المؤرخ الصادق. ومن ضمن تلك الزيارات الشخصية كانت مناطق الموصل الموضوع الأكثر تطرقا ولعل المناطق المهمة التي شهدت تواجد مسيحيي الموصل بالكثافة الأكبر ولعل من تلك المناطق منطقة الدواسة التي بدأت إعداد تقرير عن تاريخيتها والتواجد المسيحي فيها خلال السنوات السابقة، لكن الزيارة الأخيرة كانت محددة بالحديث عن الرجل المعروف بشهاداته عن مسيحيي الموصل ولعل من أهمها إعداده لكتاب يتحدث عن الأسر المسيحية في الموصل والذي صدر، مؤخرا، عن المديرية العامة للثقافة والفنون السريانية، حيث يشير حبابه بأن كل عائلة وردت في الكتاب المذكور تحتاج الى مؤلف يتحدث عنها باسهاب ويستعرض كل افرادها وعطاءاتهم في المجتمع الموصلي.
 
استهل حواري مع الشخصية الموصلية البارزة بهنام حبابه بالتطرق للتاريخ فاسأله أولا :
 
*مابين عملك الزاخر في مجال التربية والتعليم وولعك بمتابعة الاحداث والشخصيات عبر تقليب سجلات التاريخ أيهما الأقرب اليك؟

 
- انا شخصيا أحب التاريخ ، وأحببت التاريخ من خلال عملي كتربوي  حيث تعينت في منطقة مانكيش فمنحتني هذه المنطقة العابقة بنكهة التاريخ والتراث  الكثير لتدفعني لاستعين بمداد الكتابة في الحديث عن تاريخها  ونشرت مقالا عنها في مجلة النجم الموصلية  التي كان يرأس تحريرها الخوري سليمان الصائغ وكان هذا في عام 1954 ومازلت تواقا لأكتب عنها سلسلة من البحوث والدراسات لانها منطقة تستحق الحديث عنها كونها انجبت الكثير من رجالات الدين ..


*هذا فيما يختص في المناطق فماذا عن الشخصيات التي لم ينصفها التاريخ فيتحدث عنها باسهاب وتفصيل ؟
 
-أود الإشارة الى إنني أود الكتابة عن شخصية اعتقد ان التاريخ لم يتحدث عنها بالشكل الذي يليق بشخصية  البطريرك مار عمانوئيل الثاني  وهو الرجل الذي دامت مدة خدمته اكثر  من 47 عاما كما انه قام بخدمة أبناء الموصل دون تفرقة وعلى سبيل المثال اود الحديث عن جهوده في استحصال أمر من الباب العالي في اسطنبول باستثناء الشمامسة من قرار سفر برلك الجائر  الذي كان يقضي بمشاركة الجميع في الحرب الدائرة حينذاك  فسعى لان يكون فيس كل بيت شماس مستثنى من اللحاق بركب الحرب  كما أود الإشارة الى حياة رجل أخر كانت له بصمته البارزة في التاريخ الا وهو البطريرك  افرام برصوم  الذي شهدت زيارته لمدينة الموصل عام 1945 وكان بمعيته مطرانين هما المطران  يوحنا عبايجي والمطران قرياقوس ..
 
*ماهي السنوات التي عدت سوداء على واقع مسيحيي مدينة الموصل ؟

 
-عبر التاريخ عاش مسيحيو الموصل سنوات صعبة وقاسية حتى عدت سنوات سوداء  فبالإضافة الى ان نذكر السنوات التي مرت على مسيحيي الموصل خصوصا عبر السبع سنوات الماضية فلابد ان نذكر بحقبة أخرى كانت مرة الا وهي أيام الشواف في الموصل فقد شهدت نوع من اضطهاد المسيحيين مما دعا الى هجرة الكثير منهم  وكانت دعوة البعض لاضطهاد المسيحيين بسبب اعتقادهم ان اغلبية هذا المكون قد تحول للشيوعية  وبعد توالي الأعوام خفتت حدة الاضطهادات بسبب التأكد من عدم صحة الأفكار التي كانت تتوارد في تلك الاونة لكنها انعكست سلبيا على واقع التواجد المسيحي في مدينة الموصل لهجرة المئات منهم ..
 
*مالذي تحفل به ذاكرتك عن واقع التعليم في مدينة الموصل خصوصا وانك عملت مديرا لمدرسة شمعون الصفا ولمدة سبع سنوات؟
 
-رغم إنني كنت مديرا في تلك الحقبة من هجرة مئات المسيحيين وما نعكس ذلك على غياب الكثير من التلاميذ لكن المدرسة أيضا حوت العديد من المواهب والإمكانيات المتميزة والمعروفة عن أبناء شعبنا فخرج الكثير  لساحة الحياة متسلحا بالعلم والمعرفة ليعملوا في ميادين الطب والهندسة والكثير من مجالات المجتمع ..
 
*ومالذي تفصح عنه الذاكرة في المناطق النائية التي شهدتها معلما واليوم تتابعها وهي تتحول الى مناطق عصرية وحديثة ؟

 
-لعلك تقصد منطقة مانكيش والتي شهدتها وهي عبارة عن ناحية مغلقة  لكنها اليوم أصبحت  ناحية عصرية تفتخر بالكثير من أبنائها  وقد انتشروا في مناطق العالم ينشرون فيها علمهم وخبرتهم  واعتز بهذه المنطقة ..
 
*والموصل ،مالذي تستطيع ان تختصره من كلمات بحق هذه المدينة ؟
 
- انا ابن الموصل  واعتز بهذه المدينة كثيرا  وعندي شخصيا وعائليا  أصدقاء كثيرين سواء من المسيحيين أو المسلمين  وأتمنى من كل قلبي  ان يسود عهد الألفة والمحبة بين الجميع ..


*ربما هذا سؤال شخصي لكنه يدخل في باب الاستفسار عما يقودك لزيارة المدينة في كل عام بالرغم من ان كثير من أبنائها يفكر في مغادرتها بغير رجعة ؟
 
-ذكرت لك بأنني ابن هذه المدينة  واعتز كثيرا بتاريخها  وتعلقي بالموصل كتعلق الولد بأمه وهذا التعلق يدفعني للعودة من اجل استعادة الذكريات والتواصل مع شخصياتها  من أصدقائي  ولذلك فانا أدعو لمدينتي  بعودتها لوضعها الطبيعي  فهي  المدينة العريقة والمعروفة في التاريخ وقد قيل فيها الكثير ..
 
*لقاءاتك مع نخب الموصل والتي يتمخض عنها حديث عن المدينة فما هو المحور الأساسي في تلك الأحاديث ؟

 
-هذه النخب تتمنى من كل قلبها  ان تعود الموصل الى بريقها  الاجتماعي  والتاريخي  ومازلت الى هذا اليوم على تواصل مع الكثير من الأصدقاء رغم تقدمي في العمر ..
 
*شهدت سيرتك الإبداعية تدوينك الكثير من النبذ لشخصيات دينية فضلا عن تأليفك للكثير من المؤلفات الهامة التي يدور محورها الأساسي في متون التاريخ ،فما هو الأقرب اليك من هذه المؤلفات ؟
 
-هو كتاب  الاباء الدومنكان  في الموصل وما تعلق بأخبارهم وخدماتهم  حيث قمت بتأليفه على أساس غير التعصب لابل أردته ان يحكي حقبة من تاريخ مدينة الموصل  مدينتنا  وفضل الرهبان الذين خدموا المدينة باسم المسيح في مجالات منوعة  كالمجالات الثقافية والاجتماعية  والصحية ..
 
تسعى اليوم من خلال مقالات للحديث عن شخصيات عاشت في الموصل ومدت  أياديها البيضاء خدمة للمدينةفمن أي باب تسعى لاستذكار تلك الشخصيات ؟
 
من باب الترسيخ واثبات أحقية تلك الشخصيات في باب علمهم الذين قدموه وأفضالهم على الواقع الحياتي لمدينة الموصل ..

127
رئيس أساقفة الموصل على السريان يتفقد أبناء الكنيسة الذين تجمعوا في باطنايا


الموصل – عنكاوا كوم – سامر الياس سعيد

زار نيافة المطران مار نيقوديموس داؤد متي شرف رئيس أساقفة الموصل على السريان قرية باطنايا حيث التقى أبناء الكنيسة السريانية في مناطق تلكيف وباطنايا وتللسقف وتضمن منهاج زيارة المطران داؤد إقامته القداس الإلهي في كنيسة مار قرياقوس  بحضور المستشار البطريركي المطران مار غريغوريوس صليبا شمعون  ولفيف من الاباء الكهنة وحضور غفير من المناطق المذكورة وارتجل المطران داؤد خلال القداس موعظة روحية اشار فيها الى مسؤوليته الابوية  في تفقد أبناء الكنيسة ممن اضطرتهم الظروف الاستثنائية الى ترك منازلهم في مدينة الموصل واللجوء الى مناطق أكثر أمانا كمناطق باطنايا وتللسقف وتلكيف  مشيرا بانه تفقد أيضا مناطق مسؤوليته كراعي لأبرشية الموصل وتوابعها ومن ضمنها اربيل ودهوك وكركوك والسليمانية فضلا عن مناطق الحمدانية (قرقوش ) وسنجار وزاخو كما ثمن المطران داؤد في سياق كلمته جهود المطران مار ميخائيل مقدسي لتعاونه المثمر والجاد من خلال تهيئته للكنيسة في باطنايا لإقامة القداديس الروحية كما ثمن دور العوائل المؤمنة لتواصلها مع كهنة الأبرشية  الذين يعدون حلقة الوصل بين الكنيسة وبين المؤمنين من خلال إقامة القداديس الالهية والزيارات لتفقد خواطر العوائل  المؤمنة  وواصل المطران داؤد برنامج زيارته فاستقبل في قاعة مار بولس ممثلي الأحزاب السياسية في المنطقة  ومن ضمنهم المهندس أديب نجيب رزوقي رئيس شعبة الموصل لديوان أوقاف المسيحيين والديانات الأخرى والقيت خلال حفل الاستقبال كلمات روحية قدمها بعض أطفال العوائل المؤمنة كما قدمت تراتيل جميلة باللغة السريانية قدمها طلبة الدير الكهنوتي لدير مار متى  كما تناول الجميع الغذاء في قاعة باطنايا للاحتفالات ..


128
"عنكاوا كوم" تزور كنيسة الطاهرة الداخلية (القلعة)...
أحداث وأسماء تلون تاريخ الكنيسة بسطور المحبة والتفاني




عنكاوا كوم – الموصل - سامر الياس سعيد
 
عمرها 116 عاما، تتكلل ببهاء هذه الاعوام كنيسة الطاهرة الداخلية التي تعرف بين أوساط مسيحيي الموصل بكنيسة القلعة، وحينما تسنح الفرصة لتزورها تجد ان تلك الاعوام الطويلة زادتها بهاءا وجمالا وهي تتخذ من أروقة سوق شعبي، يعرف بسوق الشعارين مساحة تمتد عليها  لتطل من بابها الاخر على (حوش البيعة) الذي يضم كنائس لطوائف من بينها السريان الكاثوليك والأرمن الأرثوذكس.

يتحدث عن الكنيسة بتفصيل مهم المطران صليبا شمعون في كتابه المعنوّن تاريخ أبرشية  الموصل السريانية فيقول :
أنشئت الكنيسة سنة 1893 خصما للنزاع القائم آنذاك بين الطائفتين السريانيتين الأرثوذكسية  والكاثوليكية وقد وضع حجر أساسها  البطريرك بطرس الرابع ونفح المشروع  بمئة وخمسين ليرة ذهبية، وذلك لدى الزيارة التي قام بها الى الموصل لهذه الغاية، وأنجز بناؤها سنة 1896 حيث كرسها المطران بهنام سمرجي، يوم الاحد الموافق 22 كانون الأول من هذا العام.

وقد أبدى الشعب السرياني غيرة فائقة  في بناء هذه الكنيسة سواء، بالتبرعات السخية التي جاد بها المؤمنون أو بالعمل الذي تباروا فيه كل حسب اختصاصه من بنائين ونقارين ونجارين وغيرهم، كما ابدت  النساء أريحية  نادرة بتبرعهن بحليهن الذهبية والفضية، حيث قيل ان وكيل الكنيسة داؤد اللوس، تطوع لجمع التبرعات فكان يفرش عباءته لدى أي تجمع للمؤمنين  فتمتليء  على الفور بالتبرعات النقدية والحلي الذهبية.
وقد تبرعت أسرة عبد النور  الكريمة بدارين  لغرض توسيع مساحة الكنيسة  واشرف على البناء  كل من المعماريين  الشهيرين نعوم حنا الأسود وشمعون طنبورجي  وهذه الكنيسة رحبة وجميلة  وقد أجريت عليها  ترميمات جذرية  عام 1972 حيث هدم معظم  قبة الأنبوب الوسطى  وأعيد بناؤها  وصب السطح بالكونكريت  المسلح وأضيف إليها الزياح وجددت قبة  المذبح الوسطى ..

أما كاهن الكنيسة الاب نبيل بولس فيتحدث للموقع عن الكنيسة فيقول :رسمت كاهنا للكنيسة عام 1996 أي في ذكرى مرور مئة عام على افتتاح الكنيسة  وقد تعاونت مع الاب الخوري اسحق منصور في رعاية شؤون الكنيسة قبل ان يتقاعد الاب الخوري لمرضه قبل ان ينتقل للاخدار السماوية  وكان عدد المؤمنين الذين يقصدون الكنيسة في تلك الاعوام أي ما بين حقبة منتصف التسعينيات ولغاية عام 2003 اكثر من 150 شخصا اما اليوم فعدد المؤمنين ممن يحضرون قداس الاحد الذي نقيمه في قداس الصباح لايتجاوز ال25 مؤمنا  كما كان عدد المؤمنين  في  المناطق القريبة  من الكنيسة ومنها منطقة سوق الشعارين ورأس الكور اكثر من 40 عائلة لكن العدد تناقص بعد عام 2003 لمغادرة الكثيرين.

ويضيف الاب نبيل بولس  فيقول ان كنيسة القلعة تميزت بالروحانية  التي تعبق أركانها  حتى إنني اشعر حينما أقيم الذبيحة الإلهية على مذبح الكنيسة  بأنها  ممتلئة بشخوص مؤمنيها الذين غادروا المنطقة أو غادرونا على رجاء القيامة  ويقول ان تلك المشاعر ترجمتها أتعاب الكهنة الذين خدموا الكنيسة لاسيما  الاب الخوري  الراحل  اسحق منصور والذين سبقوه من كهنة ورهبان مميزين بالخدمة والتفاني  ويستطرد الاب نبيل بولس عن الأوقات الصعبة التي أدت الى غلق الكنيسة فيشير الى أنها خلال الأعوام السابقة وما كان يصدر عن القوات الأمنية من منع تجوال يعيق إقامتنا القداديس فيها نظرا لوجود إخباريات حول استهداف المنطقة.

كما يشير الى ان احد الأيام  حيث وافق إقامة طقوس الجمعة العظيمة  في عام 2010 اضطررنا الى غلق باب الكنيسة  وإقامة الصلوات بعدد من الحضور لايتجاوز الـ20مؤمنا  وعندما انتهت الطقوس خرجنا من الكنيسة لنشعر بأننا الوحيدين الذين كنا نسير في الشارع وسط خلوه من المارة وإقفال المحلات لأبوابها  ويتابع كاهن الكنيسة بأنها بنيت عام 1896 بسبب استحصال طائفة السريان الكاثوليك على فرمان عثماني يقضي بحصولهم على الكنيسة الواقعة في (حوش البيعة ) مما اضطر البطريرك  بطرس الرابع  لدعوة مؤمني الكنيسة بالتبرع لبناء كنيسة أخرى تحمل اسم الطاهرة فقام ساعور الكنيسة بجهود مميزة حيث كان يفرش عباءته ليجمع نقود وحلي ذهبية  ساهمت ببناء الكنيسة وافتتحها المطران بهنام سمرجي، ولتحمل اسم كنيسة القلعة لكونها تقع في المنطقة التي تحمل هذا الاسم، كما سميت بكنيسة الطاهرة الداخلية تمييزا عن كنيسة الطاهرة الخارجية التي تقع في محلة الشفاء وعن ابرز خدام الكنيسة ممن أصبحوا كهنة ويخدموا مذابح الرب في أصقاع العالم يشير الاب نبيل الى المطران مار اثناسيوس توما دقمة الذي كان شماسا في هذه الكنيسة قبل ان يدخل سلك الكهنوت ويرسم مطرانا للمملكة المتحدة، كما ارتسم  الراهب ملكي صاروخان وهو احد شمامسة الكنيسة.

ويختتم الاب نبيل حديثه بالإشارة الى ان الكنيسة شهدت نيل البطريرك زكا الأول عيواز الرئيس الأعلى للكنيسة السريانية الأرثوذكسية  سر المعموذية، كما نال  مطران الأبرشية  مار نيقوديموس داؤد متي شرف  سر المعموذية في هذه الكنيسة أيضا .. أما الشماس عصام كصكوص فتحدث للموقع عن ابرز السنوات التي  عاشتها الكنيسة، فقال ان  الموصل عاشت سنوات صعبة  خلال أحداث ثورة الشواف عام 1959 ونال مسيحيو المدينة كالعادة نصيبهم من عبث العصابات الإجرامية حيث كانت هنالك اغتيالات وابتزاز وتهديد، اجبر اكثر العوائل لمغادرة الموصل  حيث تركزت هجرتهم الى العاصمة بغداد وبعض المدن الأخرى.
وتأسست بناءا على ذلك مناطق في بغداد شهدت حضورا مميزا للمسيحيين مثل منطقة زيونة وبغداد الجديدة  والغدير  ويضيف كصكوص انه عايش تلك السنوات الصعبة حيث كان عمره  لايتجاوز التسع سنوات  فكان عام 1960 يحضر الصلاة في هذه الكنيسة  مع المرشد الشماس وليم مجيد الأحول (الذي رقد مؤخرا على رجاء القيامة ) وكان يرعى الكنيسة في هذه الأوقات  الاب الربان عبد المسيح شيرو  والذي اعتبره الجندي المجهول، حيث كان يحرص على إقامة الصلوات الفرضية في أوقاتها، بالرغم من حالة الغوغاء التي كانت تنتشر في المدينة  لكن ناقوس الكنيسة لم يخفت ولم يركن بل كان يقرع على الدوام  كماكنت احرص على تلبية احتياجات الكنيسة مع زميلي الشماس وليد داؤد ملكو  كما اتذكر ان المرحوم الشماس وليم الأحول كان يساعد  الاب الربان شيرو على دفن ضحايا الاغتيالات في غياب ذوو الشهيد بسبب خوفهم من تعرضهم لمكروه، كما ان الاب الربان لايالوا جهدا في تعضيد المؤمنين وتفقد أحوالهم بالرغم المخاطر .

كما اذكر ان  وكيل الكنيسة في تلك الفترة هو المعماري الغيور والمعروف عبودي الطنبورجي  كما  اذكر عدة مؤمنين كانوا يحرصون على حضور الكنيسة بالرغم  المخاوف التي كانت تحدق بهم ومنهم المرحوم عزيز الساعور والذي غادر المدينة  للاستقرار في بغداد  اثر تلقيه تهديد وذلك عام 1960 وهناك فقد نجله البكر منير  ولم يعود الى الموصل حتى عام 1963 كما اذكر مبادرة  المؤمن الغيور  المقدسي  اسحق اللوس الذي كان يجمع من بيوت المؤمنين  بطانيات وأغطية  ومدافيء  لصالح المهاجرين ممن نزحوا من مناطق الشمال اثر الحوادث التي اندلعت هناك وكان اغلبهم من الاثوريين والكلدان وحول الاباء الذين خدموا الكنيسة الى جانب الاب الربان عبد المسيح شيرو يستطرد الشماس عصام كصكوص، فيقول اذكر ان هنالك كهنة كانوا يأتون لإقامة القداديس في الكنيسة  منهم  القس بشارة كاهن كنيسة مار توما  والأب الخوري  يعقوب وكان يأتي من القرى القريبة من الموصل الاب الخوري الياس شعيا البرطلي والأب متي.

كما  كان  المطران  مار طيمثاويس يعقوب موصلية  يقيم القداس الإلهي في الكنيسة  وبالنسبة لأبرز المؤمنين من شمامسة الكنيسة ونخبها فيذكر كصكوص الشماس رافع جليل بني الطويل  والشماس نوفل الحزين والشماس زهير توزا   الذي اصبح الاب اسحق وهو يخدم  حاليا في المملكة المتحدة  والشماس عامر اسكندر والذي اقتبل الكهنوت ليصبح الاب بولس اسكندر وينال أكليل الشهادة في تشرين الأول عام 2006 والشماس عدنان كرومي  الذي يخدم حاليا كنيسة الطاهرة الخارجية  كما  يستذكر الشماس عصام كصكوص جهود المربي الفاضل متي عبد المسيح  والذي كان معلم مدرسة الطاهرة القريبة من الكنيسة حيث كان يحرص على تدريب تلاميذ المدرسة  لاستقبال  المثلث الرحمات البطريرك  يعقوب الثالث أثناء زيارته لمدينة الموصل وذلك عام 1962 ويضيف الشماس كصكوص بان الحقب السوداء مضت لتعود الكنيسة الى عهدها الزاهر  بقدوم المطران  الجليل مار سويرويوس زكا عيواز (الذي اصبح بطريرك الكنيسة السريانية فيما بعد) فاهتم بالشبيبة  واستقدم الاب الخوري اسحق منصور  ليقوم بتنشئة الشباب المسيحي  وحل بعد المطران عيواز  في عام 1969 المطران صليبا شمعون  ليحقق للكنيسة استقرارا روحيا مهما  وليواصل  النهضة الروحية التي عاشتها كنيسة القلعة والتي تأثرت فيما بعد بالحرب  الإيرانية  التي دامت قرابة الثمان سنين وما تلاها من أحداث عصيبة  لكن كنيستنا لم تتعرض للغلق بل بقيت مفتوحة دائما  بهمة الغيورين  وتوجيهات المطران الغيور مار نيقوديموس داؤد متي شرف  وتفاني الاب نبيل بولس  والشمامسة  ومن بينهم ساعور الكنيسة الاخ عمار  بطي ..
 
انتهى حديث الشماس عصام كصكوص لأواصل جولتي في الكنيسة التي تلالات بالأضواء  لاستذكر حوادث مميزة سجلتها ذاكرتي الشخصية ومنها اقتبالي للتناول المقدس في هذه الكنيسة عام 1986 كما أطلعني كاهن الكنيسة على حاجيات تراثية احتفظت بها الكنيسة على مدار أعوامها السابقة ومنها كتب طقسية تعاصر سنوات افتتاح الكنيسة وتزدان بخطوط ورسوم سريانية جميلة فضلا عن أواني المعموذية وصور  لمطارنة  فضلا عن جبة كهنوتية للاباء  الذين خدموا الكنيسة وهي بلاشك علامات تاريخية ما زالت كنيسة القلعة تحتفظ بها عرفانا لجهودهم ..تلاصق الكنيسة مدرسة عريقة هي مدرسة التهذيب افخر بأنني قمت بتدريس اللغة السريانية فيها في احد الاعوام  ولي عودة لها  لاستذكرها والكتابة عنها في مقال مفصل في وقت لاحق


 

129
"عنكاوا كوم" تحاور الإعلامي واثق الغضنفري :
"انا أول إعلامي يتحدث بإسهاب عن دير مارمتي"




عنكاوا كوم – الموصل - سامر الياس سعيد
 
حاز الإعلامي واثق الغضنفري شعبية واسعة من خلال إعداده وتقديمه لبرنامج "عالموصل دنحكي"، حيث كان يقدمه بلهجة موصلية محببة يتحدث من خلالها عن أزقة الموصل القديمة ونخبها وعائلاتها المعروفة، فضلا عن تسليطه الضوء عن اهم الحواضر التاريخية والتراثية الشاخصة في المدينة.
واكد الغضنفري من خلال حديثه لموقع "عنكاوا كوم" على انه يعتمد في إعداد البرنامج وتقديمه على مصادر عديدة يستقيها من مكتبته الضخمة التي ورثها عن والده  فضلا عن حبه للمطالعة باعتبارها هوايته  المحببة  كما إنني (والحديث للغضنفري ) أجالس كبار السن واستطيب أحاديثهم وشجونهم وهم يستذكرون مدينتهم أيام زمان  كما لمجالسهم حظوة لدي، حيث احرص على المشاركة فيها.
وتابع كما إنني كنت احرص على النشر في صحف عربية وكانت مادتي الرئيسية مدينتي الموصل، لذلك فقد قررت ان أحول تلك الكتابات الى مادة تلفازية  وساعدني كثيرا عدد من نخب المدينة حينما  قاموا بإرسال كل ما يختص بالبرنامج، حيث اعتز بان البرنامج استطاع كسب ثقة المؤرخين كونه لم يغفل المصادر التي كتبت عن المدينة  كما إنني استطعت ان استفيد من شجرة انساب العوائل الموصلية العريقة للحديث عنها، كما استضافني عدد من رجالاتها، لأصور بعض الحلقات في بيوتات موصلية تحمل نكهة التراث والفلكلور الموصلي العتيق.
تحظى الموصل باهتمام أكاديمي، حيث تحوز عدد من اهتمامات رسائل الماجستير والدكتوراه فضلا عن وجود مؤسسات أكاديمية مادتها الرئيسة تاريخ المدينة وماضيها ، كيف تجد تعاون هذه المؤسسات ورفدها للمدينة بمانشر عن ماضيها؟
-   لنكن صادقين بان للأساتذة الأكاديميين جهد واضح ومميز في هذا الشأن، فالكثير من مواضيعهم باتت وثائق أرخت تاريخ المدينة، بالإضافة الى شخصياتها من خلال رسائل الماجستير والدكتوراه، بالإضافة الى مئات البحوث التي تطرقت الى هذه المواضيع من خلال الحديث عن التاريخ والحديث عن حكايات الموصل، لكن اتأسف كثيرا حينما أجد رسائل مهمة مازالت مركونة على الرفوف تنتظر من يطالعها ويتصفح ما احتوته من معلومات ومصادر عن المدينة وهذا الأمر مرهون بافتقار المدينة لمطبعة  تختص بطبع مؤلفات خاصة بتاريخ الموصل باستثناء مطبعة جامعة الموصل.
 
لكن هنالك حركة نشر دؤوبة تزدهر حاليا من خلال رفد المكتبات بكتب  مهمة عن تاريخ الموصل؟
- اتفق معك في هذا الأمر، واجد ان هنالك بعض الأسر العريقة باشرت بطبع مؤلفات نادرة،  كما تم مؤخرا مع كتاب نادر ووثائقي لابن العمري لكنني مع ذلك اشعر بالأسى حينما أجد بعض الأسر تحرص حرصا شديدا على الارث الذي تركه أجدادها ولا تبغي ان تعلنه على الملا، ليكون بمثابة وثائق يستفاد منها الأجيال القادمة كونها تعده أرثا خاصا وشخصيا بها .
 
باشرت مؤخرا بتقديم حلقات من البرنامج تتطرق فيها الى الظواهر السلبية التي يعاني منها المجتمع الموصلي فما هو دافعك من هذه الحلقات؟
- بعد ما عاشته المدينة من أحداث وحقب وجدنا ان هنالك قصورا في بعض اليات المجتمع من خلال قيامه بدوره التربوي، كما كنا نعايش هذا الأمر في أوقات وأزمنة سابقة ووجدنا المعلم يقتصر دوره على تقديم منهجه العلمي دون ان يبادر الى دوره التربوي في تثقيف تلاميذه وحثهم التعامل بأدب ونظام كما هو الحال مع مدارسنا التي كانت تتولى إرشاد طلابها وتحرص على إعلاء منهج تربوي كان يسمى (الحياتية ) في التصرف بأدب ونظام.
 
لم تكتف بإبراز العادات والطقوس الموصلية لكنك أيضا قدمت حلقات على حواضر مسيحية ازدانت بها أروقة المدينة ؟
- نعم فانا اعتز بالحلقة التي قدمتها عن دير مار متي وكنت أول إعلامي قدم هذا المعلم المسيحي المميز في برنامج تضمن كل ما شهده هذا الدير من أحداث وقد اكتسبت الحلقة أصداء واسعة من خلال عرضها خارج العراق، كما قدمت في هذا السياق حلقات خاصة بأديرة مثل دير الربان هرمزد حيث تجولت في أروقته الضيقة وفخرت بأنني أقدم برنامجا عن دير يقع على ارتفاع شاهق  كما أسعى لان أقدم حلقة أخرى خاصة بدير مار كوركيس الذي يقع في منطقة حي العربي.
 
من خلال هذا الكم الكبير من الحلقات التي تناولت شخوصا ومعالم موصلية ، ما هي الحلقات التي استنزفت منك جهدا كبيرا لإعدادها؟
- كثيرة هي الحلقات التي أقوم بإعدادها بناءا على بحث وجهد كبيرين للإلمام بكل ما يختص بها  ومنها الحلقة التي بثت عن دير الربان هرمزد والتي استغرقت مني تصوير لمدة أسبوع كامل.
 
وماهو الحدث البارز الذي لم يحظى بالكثير من الاهتمام  على صعيد تاريخ الموصل؟
 
- حسب رأيي الشخصي أجد ان حصار الموصل  لم يحظى بالكثير من المتابعة على صعيد ما دونه المؤرخين والباحثين من شهادات بحق هذا الحدث  لكنني اسعى في قوادم الأيام لتحقيق امنية حياتي بتصوير حلقات تتضمن كل ما اتصل بهذا الحدث المهم من تاريخ المدينة  خصوصا وان لدي مصادر تسهب بالحديث عن الموضوع ولم ترى النور ليومنا هذا.
            


130
تكريم تلاميذ المدارس المسيحية في مدينة الموصل

عنكاوا كوم –الموصل –سامر الياس سعيد

أقام اتحاد الطلبة والشبيبة الكلدواشوري فرع نينوى وبرعاية اللجنة الخيرية الاشورية احتفالية لتكريم تلاميذ المدارس المسيحية في مدينة الموصل بمشاركة مدارس أم المعونة والطاهرة والتهذيب والغسانية ومار توما وشمعون الصفا  وذلك على قاعة دير مار كوركيس حيث تم تقديم الهدايا لأكثر من 150 تلميذ وتلميذة كما تم تكريم الهيئات الادارية للمدارس المشاركة مع تكريم معلمي مادتي التعليم المسيحي واللغة السريانية  وافتتح الحفل فيانكي خوشابا مسؤول فرع نينوى لاتحاد الطلبة والكلدواشوري بكلمة أشار فيها الى دعم  الاتحاد للعملية التربوية خصوصا بما يتعلق بتعليم اللغة السريانية مثمنا جهود المساهمين بإقامة الاحتفال كما القى رامز ايليا عضو هيئة فرع نينوى للحركة الديمقراطية الاشورية كلمة عبر فيها عن تثمين جهود القائمين على المدارس المسيحية ومعلمي اللغة السريانية في هذه المدارس كما قدم عدد من التلاميذ فعاليات منوعة دللت على حبهم للغة السريانية وتراتيل روحية ..


131
عنكاوا كوم تستذكر ذكرى مرورعام على رحيل الفنان لوثر ايشو





 
عنكاوا كوم – الموصل - سامر الياس سعيد
 
 
مر عام كامل على رحيل الفنان لوثر ايشو الفنان الملتزم الذي عبرت لوحاته عن الوجع العراقي بكل تفاصيله وتحدثت عن الماساة التي تعرض لها شعبنا المسيحي، حيث لم يكن يوم الثامن عشر من حزيران عام 2011 يوما عاديا، حين قطعت قناة عشتار الفضائية برامجها الاعتيادية، لتعيد بث برامج كان قد أنجزها الفنان لوثر ايشو، قدم من خلالها من خلالها خلاصة تجربته الفنية.
 
وبدأت القناة تكرر تلك البرامج في إشارة بوجود خبر حزين دفعني لانطلق الى الحاسوب لاتابع عبر شبكة الانترنت خفايا الخبر غير المعلن  وباشرت بنقر الماوس على موقع "عنكاوا كوم"،   فكان خبر رحيل الفنان ايشو يتصدر الصفحة الرئيسية للموقع المذكور.
 
وحقيقة لم أصاب بالدهشة، فالفنان حينما اثر الوداع والرحيل مبكرا لم يشأ ان يكون رحيله هذا فجائيا بل عبر عنه بلوحاته التي اكتست عبر مراحل تنقله بألوان شتى فمن قريته (ديري) العروس القابعة في أقاصي شمالنا الحبيب.
 
تعرف ايشو على اللون الأخضر ومنحه بصمته المعهودة  وبدا متفائلا يعزف ألوانا جميلة على لوحاته الأولى قبل ان ينتقل لمدينة الموصل ويباشر لونا جديدا استقاه من طبيعة المدينة، معبرا عن التعايش الذي يكسي أجواء المدينة بعبق روحي ومن ثم واصل ايشو رحلته مدرسا للرسم لينقل خبراته وتجاربه للأجيال القادمة ولم يكن يحدد بان الفن للمتعة، فحسب بل شدد على ان الفن تاريخ وحضارة  وفكر وامال  وكل ما يمت للحياة بصلة لذلك حينما وثق في معرضه قبل الأخير فاجعة كنيسة سيدة النجاة التي جرت في 31 تشرين الأول عام 2010 عبر عنها بصدق وكأنه شهد كل دراماتيكيتها ولحظاتها القاسية خصوصا حينما تابعت عدد من اللوحات التي جعلها  ايشو تنطق بالكثير خصوصا حينما مزج صوت الشر المتمثل، برشقات الرصاص العشوائي  بصوت الخير عبر دعاء المصلين وتضرعاتهم  فلم يأت من فراغ اختيار اغلب أدباء بغديدا (قرقوش) لتلك اللوحات المنبثقة من الم كنيسة سيدة النجاة لتحط على أغلفة دواوينهم وقصائدهم كما فعل الشاعر شاكر مجيد سيفو  بديوانه المعنون (اليوم الثامن من أيام ادم ) والذي أصدره عام 2011 وفي لحظات الرحيل وقف فنانو الموصل أمام لحظة وداع زميلهم لوثر ايشو وقد اكتنزت مخيلتهم بالالاف الصور عن لحظات جمعتهم  مع فنان بجلباب فيلسوف  مزج الفن بالفكر لينتهي بخميرة الحياة التي تعجن خبز اليوم وتجعله طريا متاحا للاخرين.
 
انطفأ لوثر ايشو وبقيت ريشته تشتعل بشتى الألوان منها اللون الأسود الذي كان فاصلا يستخدمه ايشو للتعبير عما جرى للمدينة  بعد الاحتلال  وبقي هذا اللون  ماثلا للعيان يحدث المشاهد بصور ابي غريب ومجازر شتى ارتكبتها يد الاحتلال ولم تطوى لتضحي طي النسيان بل بقي ذلك الشريط الاسود يتكلم عن ماساة وطن  ودمعة أنبتتها ظروف قاسية وقاهرة عاشها العراقيون طيلة الأعوام السابقة.
 
وعبر عدد من فناني مدينة الموصل لموقع "عنكاوا كوم" عن المهم ازاءؤ الرحيل المفاجيء للفنان لوثر ايشو، حيث قال  الفنان التشكيلي هشام الطائي عن ايشو  بأنه من الفنانين الذين تركوا بصمة في فنهم  حيث كان يمتلك  القدرة في التواصل  مع الحركة الفنية الحديثة  لتطوير لوحاته التي تحمل فلسفة  تقود المشاهد الى جذور المصداقية  التي يتيحها الفن الحديث  والواعي  ويضيف الطائي لقد نجح الفنان لوثر ايشو  باستمرار في طرح الفكرة  التي تحمل عمق الخفايا  الإنسانية، وكان ايشو يشدد من خلال لوحاته على انتفاضة  الروح لتحقيق أهدافه في افق اخترق جدران الصمت  وجسد الفنان  ذاته بالتعامل مع اللون والخط  ومحاكاة الطبيعة  كما كان ايشو يتعامل مع الحجر والمرمر وينحت بأسلوبه الخاص في إعطاء  القيمة التاريخية  لحضارة  لها امتدادها  وتجريدها بأساليب حديثة.
 
واستذكر الفنان هشام الطائي سلسلة من لحظاته مع الفنان الراحل قائلا : كنا نجلس  في منطقة الدواسة  وكان معنا في اغلب تلك الجلسات الفنان مزاحم الناصري  وكان الفن شريكنا حيث كنا نتحاور عن قضية تختص بتوظيف المفردة  والكتلة واللون  والحركة  وكانت الجدالات والسجالات الفنية  القاسم المشترك الذي يجمعنا بالمعارض التي كان يقيمها الفنان الراحل  والتي تدخل  ضمن نطاق الفلسفة الحديثة  بطرح مضمون اللوحة وتجريدها والعودة للمدارس القديمة في هذا الخصوص.
 
وتابع الطائي باستذكاراته مشيرا بان تلك الجلسات غالبا ما كانت تتم في مكتب الخطاط كليانا في منطقة الدواسة  حيث كنا ايضا نتطرق  لموضوع يتعلق بتوظيف اللوحة مع الإعلان  حيث كان الفنان لوثر ايشو يمتلك إدراكا  متطورا في كل المجالات الفنية  كما كان يشاركنا بتلك الحوارات  الفنانين خاجيك وسمير  وعموما فالفنان لوثر ايشو  يعد من الفنانين المجتهدين كما كان لنضوجه الفكري خاصية  أكسبته توظيف التقنية والتطوير في اللوحة الفنية  كما كان ملما بخفايا  المعالجة الفنية في طرح الفكرة.
 
اما الفنان التشكيلي ليث عقراوي، فاستهل حديثه عن الفنان الراحل بتعريفه بالقول بان لوثر ايشو عاش ومات من اجل قضية  رئيسية هي الفن  وتابع عقراوي  استذكاراته عن الراحل مشيرا  بان ايشو كان باحثا ومجربا ويمتلك معرفية عالية واكتسب من خلال قراءاته المتعددة، مخزونا معرفيا  وحساسية إزاء ابرز القضايا  اما عن تفاعله مع لوحاته فاشار الفنان التشكيلي ليث عقراوي بان الفنان الراحل لوثر ايشو كان يتحاور مع لوحاته ويتفاعل معها قبل ان يترك توقيعه عليها  مستدركا بان الفنان ايشو كان يولي عالمه الفني خصوصية لايزاحمه فيها شيء كبيته او عمله الوظيفي أو المجتمع  فقد كان يمحور كل شيء ويوظفه من اجل إنتاج فن  عده المرتكز الأساسي ليومياته وحياته بالدرجة الأساس.
 
وبينّ عقراوي بان الفن جعل لوثر ايشو يعيش صراعا كبيرا بين المثابرة والنجاح  واعتقد انه حقق ذاته بانتصاره في هذا المجال.
 
وعن المدارس التي جربها  الفنان لوثر ايشو، قال عقراوي بان الفنان الراحل  طرق اكثر  من مدرسة فنية لكنه انتهى  بالتجريبية ليجعله كمنهج معتمد في انتاج لوحاته  كما ان كل محاولات ايشو  كانت تبرز مثابرة الفنان الراحل  لكي يوجد له لغة خاصة او ما يعرف بالأسلوب  لذلك عمل على القراءة المكثفة  والمحاولات العديدة من اجل هذا الأمر وقد تمخضت تلك المحاولات عن انتاج غزير تنوع بين الرسم بالألوان الزيتية والمائية  كما استخدم رموزه الخاصة التي عبرت عن سلسلة حياته فكانت أولى ملامحها تعبير عن طفولة الفنان اما حاضره فاستخدم فيها الكثير، ليعبر عن معاناته لذلك بدت رموزه التي استعان بها تتكسر على سندان المه الممض  الذي كان يحرقه من الداخل، فكنا ننصت للوحاته وكأنها تبث ذلك الصراخ  الهامس  وبلاشك فان الألوان كانت تعبر بدقة عما يجول بأحاسيس الفنان لوثر ايشو فكان اللون المائل للترابية والرمادية رئيسيا في تلك اللوحات  ونادرا ما كنت أرى في لوحاته ثمة ألوان زاهية  وهذا ما يدفعني للقول بان الفنان لوثر ايشو عاش غربة هائلة  حتى مماته ونجح في ان يكون عبر لوحاته متجددا ومتمردا  واعتقد بان متنفسه الوحيد كان مرسمه  حيث استمر يرسم  حتى ذاب في لوحته واخترق الجدار ..اما الشاعر بهنام عطا الله فلم يجد غير كلمات القصائد واقعا ليخط على شاهد قبر الفنان لوثر ايشو كلمات نختتم بها هذا الاستذكار :
 
لوثر ايشو
 
لوحة لم تكتمل
 
ولن تكتمل
 
بل ستبقى تتماهى
 
في جرح لم يندمل
            


132
دار طفولة الرجاء تحتفل بتخرج دورة (المطران مار غريغوريوس صليبا شمعون )
الموصل –عنكاوا كوم-سامر الياس سعيد
برعاية صاحب النيافة  المطران مار نيقوديموس داؤد متي شرف رئيس أساقفة الموصل للسريان وحضور المستشار البطريركي المطران مار غريغوريوس صليبا شمعون ولفيف من الاباء الكهنة  الأفاضل أقامت دار طفولة الرجاء حفل تخرج براعمها حيث أطلقت على دورة هذا العام  اسم المطران الجليل مار غريغوريوس صليبا شمعون  وابتدا الاحتفال بكلمة لمدير الدار الست أميرة عقراوي  اشارت فيه الى ان دورة هذا العام تعد الأولى التي تقام برعاية المطران مار نيقوديموس داؤد شرف  الذي أطلق اسم المطران صليبا على هذه الدورة حبا واعتزازا له  واكدت عقراوي في سياق كلمتها  على الأطفال باعتبارهم البذرة الصالحة  التي تم غرسها  وروتها الأنامل  المخلصة التي نراها اليوم  وقد اكتمل نموها مشيرة بان رعاية دار طفولة الرجاء لأطفالها تعد امتدادا  للتربية المنزلية  ومشاركتنا تشتمل  بتربية الطفل التربية الدينية  والعلمية والثقافية كما قدمت امتنانها للرعاية التي يبديها صاحب النيافة المطران داؤد لدار الطفولة من كلماته الرقيقة  وروحه المفعمة بالإيمان  كما قدم الأطفال مجموعة من الأناشيد والتراتيل باللغات العربية والسريانية والانكليزية فضلا عن تقديم فعاليات تمثيلية واستعراضية وسط حضور غفير من المؤمنين ..



133
مقارنات ليست عابرة
سامر الياس سعيد
تحلو المقارنات في عالم الصحافة  وخصوصا في التخصص الرياضي حينما تفرض لغة الأرقام سطوتها على بيان إمكانية الفريق في تحقيق التنافس مقارنة بالفريق الخصم وتعزيز لغة التكهن اعتمادا على أفضلية الفريق الورقية قبل إعلان موعد المباراة بساعات كثيرة ولكن مقارنتنا اليوم لاتتحدد بالواقع الرياضي فحسب لكنه سيتعدى الى إلحاقه بالواقع الثقافي حينما سنتأمل بناءا على وقائع تقرير ثقافي نشرته إحدى الصحف الدولية  وعنونت مانشيته الرئيس بـ(مشهد ثقافي أوربي عالمثالثي ) مشبهة بما يجري في أروقة المؤسسات الثقافية وإهمال السلطات الحكومية للمشهد الثقافي بما يجري في العالم الثالث من إهمال متعمد بهذا المشهد وإمكانية تسييسه وإبعاده عن الغايات السامية التي يحملها ومعطياته المهمة ..ونستهل مقارنتنا الواقعية مع اقتراب موعد اطلاق النسخة المرتقبة من كاس الامم الاوربية  وحظوظ كل فريق بناءا على تاريخه المشهود بلعبة كرة القدم ولعل اسبانيا من الدول التي تحمل حظوظا كبيرة تخولها لترأس الترتيب في التكهن بمقدرتها على تحقيق المرجو من إعادة السيناريو بحمل الكأس مجددا  بعد أربع سنوات كانت فيها اسبانيا رئيسة الكرة الاوربية ومتربعة على عرش الكرة في هذه القارة  وبعيدا عن المستطيل الأخضر فان ما تشهده ذات الدولة في أروقة الثقافة يجعلها بعيدة عن لغة التفاؤل  كما أكد التقرير المذكور  فقد كان قطاع الثقافة الأكثر تضررا  من خلال مخطط تقشف كبير   عرفته اسبانيا خلال تاريخها  واسترسل التقرير ببيان خسائر القطاعات المهتمة بالثقافة مبينة ان خسارة  الصندوق الفني  لحماية السينما  الذي يهتم  بتمويل  المشاريع السينمائية  الواعدة خسر نحو( 27 )مليون يورو  فضلا عن خسارة  المتحف الوطني  الموجود بالعاصمة الاسبانية حيث  انخفضت ميزانيته  في هذا العام الى(49 )مليون يورو كما ان مسرح برشلونة الكبير كان عند حافة الإغلاق لولا هبات المتبرعين الذي أنقذته من الإفلاس  كما تطرق التقرير الى الواقع الثقافي المتذبذب الذي تشهده دول مهمة في القارة الاوربية كهولندا  واليونان  وفي توجهنا للواقع الرياضي فاننا نجد ان هنالك تفوقا ملحوظا للكرة في تلك البلدان تفوق ما تشهده المؤسسات الثقافية التي تعاني أعواما سيئة تنذرها بالإغلاق وإقفال الصفحة الثقافية الزاهرة وتعرض المئات من الفنانين والادباء الى مواقف حياتية صعبة مما يجعلنا نتساءل عما يجري في أوربا من موجة عواصف بدات تهب لتطيح بصوت الثقافة الأعلى وتجعله مخنوقا بعد ان كان صادحا بالكثير من الإبداعات التي انتشرت على صفحات متاحف مهمة ومميزة ولوحات تشكيلية رائعة وفنون أدبية انتقل إشعاعها بفضل الترجمة  الى بلداننا العربية  واذ ختم التقرير تفاصيله بالاشارة الى ان فرنسا والمانيا بوضع أكثر ارتياحا لكنه ختمه  بتشاؤم ملحوظ حول مديات بقاء هاتين الدولتين بالوضع المريح المتناسب لنقل الاشعاع الثقافي المتمثل بالاهتمام بحركة المتاحف  والفنون المختلفة  واذ يطلق حكام مباريات الامم الاوربية صافراتهم ايذانا ببدء المتعة الكروية تترقب الانظار صافرة بدء النهضة الثقافية من جديد في اوريا بعد فترة لاشك ستكون منذرة بالكثير من الازمات..

134
رئيس أساقفة الموصل وإقليم كردستان وتوابعهما للسريان يزور قضاء سنجار

 
عنكاوا كوم – سنجار - سامر الياس سعيد
 
ضمن جولاته الرعوية، زار صاحب النيافة المطران مار نيقوديموس داؤد متي شرف رئيس أساقفة الموصل  وإقليم كردستان وتوابعهما للسريان قضاء سنجار، حيث تفقد رعية الكنيسة السريانية.
واستقبل نيافته من قبل أبناء الأبرشية بالتراتيل ثم أقام الذبيحة الإلهية على مذبح كنيسة مريم العذراء،  بحضور صاحب النيافة المطران مار غريغوريوس صليبا شمعون المستشار البطريركي ولفيف من الاباء الكهنة.
 وارتجل سيادة المطران داؤد موعظة روحية اشار فيها الى معطيات زيارته لقضاء سنجار ولقائه ابناء الأبرشية مشيرا بان زيارته رسالة لمؤمني الكنيسة  بانهم في خاطر وبال رئيس الأبرشية رغم عددهم الصغير لكنهم كالخميرة التي تخمر العجين مهما بلغ حجمه.
كما قام الأب حنا راعي كنيسة مريم العذراء في سنجار بالقاء كلمة، اشار فيها الى شكره وتقديره لصاحب النيافة لزيارته وتفقده ابناء الرعية في هذه البلدة الطيبة التي عرفت بتعايشها وتآخيها مع باقي الطوائف والمكونات  وبعد ختام القداس قام سيادته باستقبال رجال الدين من الطوائف المتعايشة في القضاء فضلا عن ممثلي الاحزاب  الموجودة في المنطقة وجمهور كبير من وجهاء واعيان القضاء.



135
زيارة السفير البابوي لمدينة الموصل ..قراءة أخرى
سامر الياس سعيد
في هذا الموقع وقبل أكثر من عام كتبت مستغربا عن عدم زيارة السفير البابوي في الأردن والعراق  لمدينة الموصل ضمن سياق جولة شملت العديد من مناطق تواجد أبناء شعبنا في محافظة نينوى  ولم أتلقى أي رد يمكن ان يكون شافيا ويكشف ضباب الاستغراب الناشئ الا ان  تصريح السفير البابوي لدى زيارته لمدينة الموصل  يوم الخميس الماضي حملت ردا في هذا السياق حينما اكد انه في العراق لعام ونصف العام لكن اخيرا الظروف سنحت لزيارته للمدينة بدليل التحسن الذي طرا على أوضاعه الأمنية مشيرا بان زيارته تعد علامة على هذا التحسن .. التصريح الهام والمناسب الذي عبر عنه المطران جورجيو لينغوا بدبلوماسيته أكد بما لايقبل الشك ان الموصل عادت للعب دورها الحيوي في ان تكون مقرا للأبرشيات ومنبعا لانطلاق أبناء الكنيسة نحو أداء رسالتهم الروحية كما كانت تمارس الكنائس في المدينة من دور حيوي في ان تكون أروقتها المنبع الأول لإطلاق حمامات المسيح ممثلة برسله نحو العالم ويكفي ان العالم كله يضم سفراء مدينة الموصل نحو تلك الأقاصي فكم من مدينة  حتى في أقصى البسيطة قد شهدت موصليا وطأها ليخدم في كنائسها وليسبح الرب بفمه المعطر بعذوبة دجلة الخير في أركان تلك الصروح البهية .. التحول المهم الذي اعاد الموصل للواجهة مجددا  يمكن له أيضا ان يوقف نزيف الهجرة لأبنائها والذي انهك محبيها واتعبهم  وخصوصا مع الرسائل الروحية التي يطلقها السادة اصحاب النيافة  والغبطة  والتي يحاولون من خلالها بث ما تعيشه الكنيسة إزاء هاجس الهجرة المدمر للتاريخ والجذور في هذه الارض فلابد للشجرة ان تثبت في لجة الاعاصير وخصوصا  وان هذه الرياح قد خفتت وطأتها ولابد لتلك الاشجار  ان تطرح ثمرها اليوم لتعيد لمدينتها الالق المميز كما كان القها في الماضي يبرق بالابداع فـ(عوجات) وأزقة  منطقة  الساعة مازالت تستذكر تلك الحشود التي تحيي الأعياد الدينية بـ(فنود) الأطفال المتسربلين بقمصانهم البيضاء  ..
كما أشار السفير البابوي في سياق زيارته للاخوة التي تجمع السادة مطارنة الموصل  وما لها من دلالات مهمة  على الواقع المسيحي للمنطقة  حيث اكد ان هذا الأمر يرتبط بمقدار الصعوبات التي عانت منها المدينة ومقدرتها على ربط المصير والوحدة بين الجميع لمواجهة الاقدار المؤلمة ..

136
السفير البابوي في العراق يزور مطرانية الموصل السريانية

عنكاوا كوم – الموصل - سامر الياس سعيد
 
زار سعادة السفير البابوي في العراق والأردن المطران جورجيو لينغوا مطرانية الموصل وتوابعها للسريان، حيث كان في استقباله نيافة المطران مار نيقوديموس داؤد متي شرف رئيس أساقفة الموصل توابعها للسريان والمستشار البطريركي مار غريغوريوس صليبا ولفيف من الآباء الكهنة.
ورافقه في الزيارة  سيادة المطران مار أميل نونا مطران الموصل للكلدان ومستشار محافظ نينوى لشؤون المكونات الدكتور دريد حكمت زوما ومنسق محافظة نينوى العميد فارس عبد الاحد.
وقدم المطران داؤد  خلال الزيارة عرضا، تطرق فيه لأبرشية الموصل السريانية وعدد كنائسها  والظروف التي تمر بها مدينة الموصل خصوصا والعراق بشكل عام،  فيما تحدث السفير البابوي  عن زيارته لمدينة الموصل مشيرا بانها تعد علامة على تحسن الاوضاع في المدينة وعبرعن سعادته للاخوة التي تجمع مطارنة المدينة، مشيرا الى ان الصعوبات تجمع أكثر  وطريق الوحدة مسيرة طويلة تحتاج لخطوات اخرى.
وتمنى السفير البابوي لابناء  مدينة الموصل من المسيحيين دوام الاستقرار والراحة ومواطنة بحقوق كاملة، كما شكر الاجهزة الامنية، مشيرا لدورها في إعادة الحياة لطبيعتها.
وزار السفير البابوي  يرافقه اصحاب النيافة  والاباء الكهنة وأعضاء المجلس الملي الاستشاري  لمطرانية الموصل السريانية كاتدرائية مار افرام للسريان حيث اقاموا صلاة الشكر فيها  وفي ختام الزيارة قدم المطران داؤد لسعادة السفير البابوي هدية رمزية بمناسبة زيارته.


137
مسيحيو الموصل يحيون تذكار مار يوحنا الديلمي عبر ديره العامر ببخديدا

الموصل – عنكاوا كوم – سامر الياس سعيد

يحيي مسيحيو الموصل الجمعة الأخيرة من شهر اذار  من كل عام تذكار  مار يوحنا الديلمي حيث يقصد ديره الواقع في بلدة بغديدا مئات من مسيحيي مناطقنا المختلفة  ويقام في الساعة التاسعة من صباح هذا اليوم قداس الهي  على مذبح كنيسة الدير يترأسه رئيس أساقفة أبرشية الموصل السريانية المطران مار نيقوديموس داؤد متي شرف مع نخبة  من الاباء الكهنة الأفاضل  .. وعودة لصفحات التاريخ بخصوص الدير الذي يعرف أيضا بناقورتايا حيث يذكر  المطران مار غريغوريوس صليبا في سياق كتابه  المعنون بـ (تاريخ أبرشية  الموصل السريانية ) والصادر عام 1984 معلومات عن الدير اذ يذكر بأنها ( كانت كنيسة  مهجورة حيث تقع شمالي قرقوش على طريق برطلي وتعرف بـ(ناقورتايا ) واليوم هي مجرد انقاض ماخلا كنيسته التي مازالت قائمة  ويعتقد ان تأسيسه تم في القرن السابع او الثامن الميلادي وجدد مرتين الاولى عام 1115 والثانية  عام 1563 وكان عامرا حتى سنة 1734 إلا ان يد نادر شاه طمهاسب الاثمة  الحقت به الدمار أسوة بسائر أديرة المنطقة) ..
اما التاريخ الحديث فيشير الى اعادة ترميم وتاهيل  الدير حيث بدت أولى بوادر الاهتمام بحاضرة الدير عبر تسعينيات القرن المنصرم وبالتحديد في عام من خلال مد يد الاهتمام في عام 1996حيث تم تخصيص حافلات كبيرة لنقل مؤمني الكنيسة السريانية لغرض اقامة صلوات على اطلاله كما تم خلال شهر اذار من العام المذكور اقامة قداس الهي من قبل سيادة المطران صليبا وبمعاونة الاباء الكهنة الاب  بولس اسكندر (الذي نال اكليل الشهادة عام 2006) والاب الدكتور يوسف البناء وبوشر بأعماره فعليا عام 1997 حيث اصدر البطريرك مار اغناطيوس زكا الاول عيواص رئيس الكنيسة السريانية الارثوذكسية في العالم قرارا باعتبار  يوم الجمعة الأخيرة  من شهر اذار  من كل عام عيدا موسميا خاصا به حيث يقام فيه احتفال حافل ومهرجان كبير  وحظي الدير بزيارة البطريرك مار اغناطيوس زكا الاول  وذلك بتاريخ 8نيسان عام 1998كما  زاره البطريرك  مار اغناطيوس الثالث يونان  وذلك بتاريخ 27 تشرين الاول عام 2009 بالإضافة لزيارات عدد من الشخصيات  والوفود الكنسية للدير الذي يعتبر من الحواضر الدينية البارزة والمهمة في بلدة بغديدا والتي تعد بلدة المحبة والايمان ..



138
المنبر الحر / مايسوى شي
« في: 18:55 22/03/2012  »
مايسوى شي

سامر الياس سعيد
قد يكون الانطباع الذي اختمر في ذهن رجل وقور وهو ممدد على سرير المرض في ردهة الانعاش ليتابع حالة مريضة ثلاثينية أتوا بها ذويها لكي تتلقى رجات الصدمة الكهربائية في محاولة لإنعاشها ومدها بنسمة الحياة بعد ان تدهورت حياتها على شكل متسارع ..يتمتم الشيخ فيقول (البني ادم ما يسوى شي ) ويتابع بعين حزينة ما يجري وسط فوضى عارمة تشهدها الردهة  الواجب ان تكون واحة للهدوء والطمأنينة لاان تشهد تلك اللحظات فرصة للتشويش على  المرضى الاخرين وتقودهم لشعور ممزوج بالألم واليأس  وسط صرخات الأم الحزينة وخطوات الاب المتعثرة وجمهرة الأخوة المصدومين  وهمهمات الأطباء المكسوة بلغة انكليزية تتزاحم فيها سوائل وغازات وعقاقير ولايختفي من المشهد زي رجل الشرطة الذي لم يكتفي بنقل المريضة بسيارة النجدة في ساعة متأخرة الا انه يود الاطمئنان للنهاية الحتمية لمشهد الرعب ..

تصرخ الام ويعلو صراخها باسم المريضة كأنها تناديها كطفلة لاتمضي بعيدا  والذهول يلون ملامح الرجل الستيني الذي يبدو حزينا يتجرع مرارة انتظار اللحظات التي تمضي كشريط ملون في شاشة المتابعة الطبية ليعرض خطوط تنظم سيرة تنفس ونبض المريضة وسط أصوات تنذر باختفاء الصوت كنذير لحلول ساعة الموت  ويبدو الطبيب الشاب الذي قاده الحظ لان يكون مناوبا في تلك الليلة في فرصة لتحدي مشواره الطبي لابل يجد تلك الحالة فرصة لكي يستفيد من معطياتها فأجده قريبا من الأطباء الذين سيبقونه في التدرج والسنوات  ولكنه يبدو حلقة الوصل بين  من سبقه في المهنة الإنسانية وبين من هو أدنى وسط جمهور الممرضين الذين ينفذون اللمسات بوصاية الأطباء ..

يراقب الكل الأوضاع ومعهم عدد محدود من نزلاء ردهة الإنعاش  الذين لايروق لهم هذا المنظر فالراحة واجبة لهولاء النزلاء لكي يتجاوزوا ما مروا به  وإذ بأصوات تختلط ما بين الاستشارات وما بين لغة التأكد من الممرضين بكميات ضخ العقار ومنح المريضة جرعات الأوكسجين المنعشة والسوائل المطلوبة بينما يقترب الطبيب للتأكد من حالة المريضة وتحسسها من الأدوية كونها في لحظة فارقة بين التشبث بخيط الحياة الضعيف وافق الموت الذي تبدو ان فلوله تمضي لتجر  المريضة نحو واحتهم الواسعة  وكل ذلك يجري بمتابعة حثيثة لكي يحظى المتابعون بحسم كلا الطرفين النهاية ولمن ستكون الغلبة للموت الذي لون وجه المريضة بالزرقة وأبعدها عن تلبية نداء الأم الحزينة أو التمعن بوجه الأب  المذهول  وهل ستمضي مجددا لرحبة الحياة لتعود لأهلها ولاخواتها ممن تبعثرت الصلوات على شفاههم وهم يدارون دمعات أبت ان تسقط على بلاط المستشفى الصقيل بانتظار ما ستؤول اليه النهاية وتتسارع عقارب الساعة لتلتقي عن بزوغ نهار جديد ومازالت حالة المريضة تأبى ان تحدد موقفها بين الاستسلام للموت  أو العودة من جديد  لتنسم هواء الحياة  وبين الموقفين تبدو صرخات الوداع مكبوتة تنتظر الانفجار في أية لحظة ..

139
في عيد الام...
 
أمهات شهداءنا في الموصل يروين اللحظات العصيبة في حياتهن

 
عنكاوا كوم – الموصل - سامر الياس سعيد
 
 
تنبض الحياة وتزدهي بثوبها الربيعي مع إطلالة عيد الام. وهي التي عدت مقياسا للحنان وبحرا للعطف يتموج كبحر لاقرار له، وإذ كانت الإنسانية قد عدت منطلق الربيع يوما للاحتفاء بالأم  فان كل الإنسانية لا تتحدد بهذا اليوم بل تفيض بأيام الأعوام كلها لتهيل الى هذا الكائن الذي يخلط رحمة السماء بالق الأرض في كينونته.
 
وإذ تنظر الأمهات الى يومهن، كلفتة من الاخرين بعده رسالة محبة وئام فان أمهات الشهداء ينظرن إليه بأنه يوما يستذكرن فيه لحظاتهن الصعبة الفارقة حينما فقدن فلذة أكبادهن وقد هيأه موقع "عنكاوا كوم" لكي يفسح المجال امام ثلاثة من السيدات ممن ثكلن بفقدان أبنائهن في غمرة ما شهدته مدينة الموصل من أحداث مؤسفة ليتحدثن عن تلك اللحظات وإزاء نظرتهن للأمومة وكل تلك اللقاءات شهدت دموعا ساخنة لتمتزج مع هذه السطور التالية:


زابيل جبرائيل والدة الشهيد فادي وليد، قالت  ان الأمومة شي كبير  كون الام هي المدرسة الاولى التي يتلقى من خلالها الابن كل أبجديات الحياة  وتتحلى الام بكل الصفات الإنسانية لكي تنعكس تلك الصفات على أبنائها وأولادها  فلابد من ان تكون الام تتحلى بالتضحية  والتربية اللائقة  وتكون موجهة لفلذة كبدها نحو الحياة.
 
فقدت زابيل ابنها المهندس فادي(25سنة ) في كانون الأول من عام 2010 في محله الكائن في منطقة الزهور وتقول عن تلك اللحظات الصعبة في حياتها :
 
أنها أصعب لحظات حياتي وقد واجهتها بألم كبير وبكاء مر ولكنني توجهت للرب بدعاء لكي تمر تلك التجربة القاسية. د جربني الرب عبرها. وتحدثت عن ابنها، فقالت كان ملاكا بريئا وببرائته أصعدته الملائكة نحو السماء وتوجهت لقاتل ابنها بالتسامح، مشيرة بان تعاليم المسيح تؤكد على ان نسامح  لاعنينا ونحب مبغضينا.
 
كما تحدثت عن ظروف تربيته وما قدم فادي من مجهود كبير حتى نال شهادة الهندسة وكان ينتظر دوره لخدمة بلده فلم يمنحه القاتلون تلك الفرصة ووضعوا حدا لحياته عند عتبة  مطلع عشرينيات عمره الصغير  وقد واجهت من قتله وقلت له  هل لو قام فادي بقتلك  هل ستتركه أمك يفلت دون عقاب فأجهش القاتل بالبكاء وقال انه وقع ضحية تغرير بعض الجماعات.


اما قطر الندى سليمان والدة الشهيد لؤي غانم، فقالت لايمكن ان أوصف الأمومة فهي شي كبير تحويه الحياة.
 
وأضافت الأمومة بالرغم من أنها حروف بسيطة لكن معانيها هائلة ومهمة  ولايمكن لاحد لم يمر بهذه التجربة ان يعي تلك المعاني أو ان يفهمها.
 
قطر الندى أيضا ببكاء والم استذكرت ظروف استشهاد ابنها لؤي 39سنة، قائلة " تعرض ابني للاختطاف من محل عمله حيث كان يعمل في محل بيع الزجاج في منطقة الحمدانية (قرقوش)ومن ثم بعد عدة أيام وجدت جثته ملقاة في احد الأماكن المهجورة مشيرة بان ابنها لؤي كان متزوجا ولديه ثلاثة أبناء أكبرهم يبلغ اليوم خمس سنوات  وهو بصحبتي الان".


اما والدة الشهيد رامي خاجيك نوري، فقالت ان معاني الأمومة كبيرة ومميزة ولكنها تبقى عصية الفهم عمن لم يعيش تلك اللحظات وقد تشبع فكره وعقله بالقتل وإخافة الاخرين.
 
وأضافت ان ولدها رامي تعرض للقتل في منطقة حي التحرير فيس تشرين الثاني عام 2009 وهو لم يبلغ من العمر سوى (16سنة )، واضاف " لا ادري لماذا قتلوه وما هو السبب الذي جعلهم يضعون حدا لحياة ملاك بريء لم يقدم على شيء ولم يؤذ احدا"،  مشيرة بان الحادث وقع  في المنطقة عند المساء بعد ان سمعنا بضعة أطلاقات نارية فهرع ابوه وشقيقه للخارج ليجدا رامي ملقى على ارض مضرجا بالدماء.
 
وتابعت "تركنا المنطقة على اثر الحادث ولم يعد نهوى الذهاب الى الموصل لانها تمثل لنا ذكرى حزينة مؤلمة وقاسية ولكننا نصبر أنفسنا ببركة الرب والصلاة دائما".

140
افتتاح شاهدة ضريح شيخ الشهداء مار بولس فرج رحو ومغارة سيدة الشهداء في الموصل

الموصل /عنكاوا كوم – سامر الياس سعيد

بحفل روحي مهيب، افتتح المطران مار أميل شمعون نونا مطران الموصل للكلدان، شاهدة ضريح المطران مار بولس فرج رحو بمناسبة حلول الذكرى الرابعة لاستشهاده، بمشاركة أصحاب النيافة المطران مار غريغوريوس صليبا شمعون المستشار البطريركي للسريان الارثوذكس والمطران مار بطرس موشي مطران الموصل للسريان الكاثوليك. كما تم افتتاح مغارة سيدة الشهداء (مريم ).

استهل الحفل بكلمة روحية للمطران مار اميل نونا، اشار فيها الى ان المطران فرج يمثل لنا رمزا وشهادته حافز  نتامل فيه من خلال حياتنا  وتابع بان موضوع الشهادة الحية وشهادة الدم هي شهادة لله واثبات وجوده في الحياة  ويحتاجه الاخرين، حيث يكمن الهدف النهائي للشهادة لله  وبيان جمال محبة الله وليكشف الإنسان جمال هذه المحبة فالشهيد هو المتبحر بالله والغائص في ذاته  كما ان الشهادة في ايماننا  ليست رمزا فحسب بل هي شخصية  الشهيد وهو مكتشف الله حيث يتحول الى شهادة حية وقد عاش سيدنا المطران فرج صارخا لله بكلامه ومواقفه وخدمته ورسالته واوصل لمن لا يعرفون الله، صوته الحي  وصلابة إعلانه لله كانت مميزة في عالم يفتقر فيه الاخرين لله.

 واختتم المطران مار اميل نونا كلمته، بالقول ان " المطران رحو سيظل حيا اذا شهدنا لله مثله"، كما تلا الاباء الكهنة والشمامسة صلاة الرمش، اعقبها كلمة جماعة المحبة والفرح  القاها مؤسس الجماعة الاخ عماد حسيب، اشار فيها الى علاقته بالمطران الشهيد فرج رحو، مشيرا بأنه ارتبط  بعلاقة يومية استمرت لأكثر من 30 عاما. وابتدأت بطرح حسيب لفكرة احتضان ذوي الاحتياجات الخاصة للمطران فرج رحو، حيث كان الأخير  راعي خورنه وتطرق الى بدايات الجماعة وإسهامات المطران الراحل في تقديم الكثير للجماعة، مؤكدا على ان اللقاء الأول للجماعة عقد في غرفة المطران الشهيد وكبرت البذرة وبانه كان على الدوام يتابع الجماعة ويلاحظها بدقة وانه كان رجل ثقة وإصغاء وشهادة وإرشاد.

كما تخلل الحفل الروحي عزف منفرد بالة الكمان قدمه العازف لويس هرمز وعزف اخر على الة العود قدمه احد الكوادر العاملة في جماعة المحبة والفرح حازم ابلحد وعرض فلم وثائقي بعنوان فرح القيامة تضمن جوانب من وصية المطران الشهيد وقصائد القيت في ذكرى استشهاده بالإضافة الى صور مختلفة خلال خدمته الكنسية واقامته القداديس الروحية كما تحدث مصمم شاهد الضريح المهندس طلال مصلوب عن العمل والايات التي تضمنها والرموز التي طرزت النصب كما قدم المطران مار اميل شمعون نبذة  عن مغارة سيدة الشهداء مشيرا بأنها وضعت في الباحة الأمامية لكنيسة مار بولس.

 واضاف بان المغارة تحتوي على ثلاثة أعمدة، منها، عمود تم وضع صليب خاص لسيد الشهداء وساعة للأب رغيد كني للتذكير بأهمية  لحظات مسيرتنا بينما مثل العمود الأخر  الاحياء  ومسيرتهم نحو الماء الحي.

إما شاهدة الضريح فاعتلت قمتها الاية القائلة (تكفيك نعمتي لان القوة تكمل في الضعف) ووضعت أسفلها صورة المطران الشهيد وعلى جانبي الصورة وضعت كلماته بشان لقائه مع الاخ المعاق هو لقائه مع الرب بينما وضع في الجهة الأخرى شعار جماعة المحبة والفرح واسفلها وعلى طرفي الشاهد وضعت كلمات القاها المطران الشهيد بشان محبتنا للأخر القيت في مناسبات منها حادث استهداف كنيسة مار بولس كما تضمن الجزء الأخير من النصب سيرة حياة المطران الشهيد.




141
تفاصيل حول زيارة رئيس ديوان أوقاف المسيحيين لمدينة الموصل

عنكاوا كوم – الموصل - سامر الياس سعيد
 
زار رعد جليل كجة جي رئيس ديوان أوقاف المسيحيين والديانات الأخرى وكالة مدينة الموصل، حيث استهل زيارته بزيارة مطرانية السريان الأرثوذكس، وكان في استقباله المطران مار غريغوريوس صليبا شمعون المستشار البطريركي الذي تحدث خلال اللقاء عن احتياجات كنائس المدينة  للرعاية والاهتمام والتأهيل.

من جانبه، ابدى كجة جي استعداد الديوان للشروع بإعمال التأهيل التي تتطلبها الكنائس في مدينة الموصل ومن ثم واصل رئيس ديوان أوقاف المسيحيين سلسلة زياراته، حيث زار مطرانية الكلدان وكان في استقباله المطران مار أميل شمعون نونا وتخلل اللقاء عرض بعض احتياجات الكنائس والرغبة بدعمها حيث اشار رئيس ديوان أوقاف المسيحيين خلال اللقاء ان واجب الديوان هو تقديم الدعم للكنائس من خلال استعداده بإعداد التخطيطات اللازمة للشروع بحملة تأهيل واعمار لكنائس مدينة الموصل.

وفي سياق زيارته للمدينة، قام رئيس ديوان أوقاف المسيحيين بزيارة عدد من كنائس المدينة ومنها مطرانية الكلدان التي كانت قد تعرضت قبل أعوام عدة لحادث استهداف تسبب بتدميرها، كما زار كنيستي مار بولس الكلدانية وكنيسة الطاهرة الخارجية، حيث قام بوضع أكاليل من الزهور على ضريحي المطران الشهيد مار بولس فرج رحو الموجود في كنيسة مار بولس وضريح الأب الشهيد بولس اسكندر والموجود في كنيسة الطاهرة.
كما التقى  محافظ نينوى اثيل عبيد العزيز النجيفي في مقر المحافظة رئيس ديوان أوقاف المسيحيين  الذي قدم تقديره لمبادرة المحافظ بتوفير مقر ملائم لشعبة الديوان في مدينة الموصل، فيما ابدى محافظ نينوى سعادته بهذه الزيارة  كون محافظة نينوى تمثل نقطة ارتكاز  لمسيحيي العراق ومازالت كنائسهم القديمة  موجودة لحد الان  ونحن فخورين بحضارة الموصل وتراثها .

وأثنى محافظ نينوى على دور رجال الدين المسيحيين من خلال تقديمهم لواجب كبير، حيث صبروا وقاوموا الظروف الصعبة التي مروا بها وبقوا في وطنهم، كما وجه حديثه بالأمنيات بان يسعى الديوان من خلال شعبة الموصل للعمل من اجل تعمير وتأهيل  ومتابعة الكنائس خصوصا تلك التي تعرضت للتخريب والتدمير  كما أشاد بدور رجال الدين المسيحيين ممن لم يتعاملوا مع المحتل  ولم يقبلوا تبرعات الخارج وهذه السمات ترجح عقلية رجال الدين .
 
كما رافق محافظ نينوى رئيس ديوان أوقاف المسيحيين، ليقوما بافتتاح مقر شعبة الموصل لديوان أوقاف المسيحيين والطوائف الأخرى والكائن في منطقة حي العربي بحضور نيافة المطران مار غريغوريوس صليبا والاب دنخا رئيس الرهبانية الهرمزدية ومستشار محافظ نينوى لشؤون المكونات الدكتور دريد حكمت زوما والعميد فارس عبد الاحد منسق محافظة نينوى مع الكنائس



142
عنكاوا كوم تحاور رئيس ديوان أوقاف المسيحيين والديانات الأخرى



الموصل –عنكاوا كوم –سامر الياس سعيد
 
على هامش زيارته لمدينة الموصل، التقى موقع "عنكاوا كوم" مع رئيس ديوان أوقاف المسيحيين والديانات الأخرى المهندس رعد جليل كجة جي وكان معه الحوار ادناه :

*بداية ،يشكو الذوات ممن ظهرت أسمائهم ضمن قوائم الفائزين باختبار الديوان لغرض التعيين من بطء الإجراءات الكفيلة بمباشرتهم للعمل خصوصا في شعبة الموصل ،ماذا تقول إزاء هذا التلكؤ والبطىء الحاصل ؟
- رغم ان العمل بشعبة الموصل بدا فعليا من هذا اليوم اذ قمنا بافتتاحه  لكننا مع ذلك مازلنا نفحص شهادات المتعيينين على هذه الشعبة التي ستسهم بخدمة مسيحيي المدينة  خصوصا بعد وصول الموازنة  والتمويل  المالي  عن طريق الحكومة المركزية  كما سيسهم قسم الحمدانية بدعم هذه الشعبة والتي نتمنى مع توالي الأعوام ان نقدر على زيادة ملاكها لغرض تحويلها الى قسم كما قمنا مؤخرا في الحمدانية. ونأمل ان تتكامل كل الاختصاصات من موظفين وحتى عقود استثمارية للعمل بشكل جاد لأعمار وتأهيل  الكنائس سواء التي تعرضت لاستهداف أو تلك التي تتطلب التأهيل نظرا لقدمها  فضلا عن تقديمنا لخدمات أخرى وإزاء التلكؤ والبطىء الحاصل فهذا الامر يعود الى مخاطباتنا للجهات المعنية بصدد إصدار صحة صدور شهادات المعينين لغرض مطابقتها والمتابعين ممن يعملون في مكتب المفتش العام أعدادهم كانت قليلة، فلذلك تم تعزيزهم لغرض الإسراع بإنهاء كل المعاملات الخاصة والبدء بإصدار أوامر المباشرة للذوات ممن جرى تعيينهم  وبالنسبة لشعبة الموصل فالعمل جار فيها على قدم وساق على ان يتم تفعيلها بصورة رسمية مطلع حزيران (يونيو ) المقبل.

*وماذا بشان خلو الشعبة من تعيين مدير لها أو رئيس للشعبة ؟
- هذا الامر يجري حاليا الإعداد له من خلال انتداب بعض المهندسين ومن ثم الاطلاع على سيرهم الشخصية لغرض استخلاص الأنسب منهم وترشيحه لمنصب مدير الشعبة .

*وهل تعوقكم قلة ما هو مخصص في الموازنة التشغيلية ؟
-الموازنة التشغيلية فقيرة جدا وغير مفعلة للسنوات التي مضت وطالبنا من خلال مجلس النواب  زيادة هذه الموازنة  ولم نستحصل الموافقات اللازمة  ولكننا سنحاول عبر الأعوام القادمة من الحصول على هذه الموافقات  لغرض زيادة  الموازنة  وتعويض ما حرم منه شعبنا والاديان الأخرى من اعمار وتأهيل لدور العبادة ..

*ماذا بشان تفعيل قسم النشر والاهتمام بحركة النشر من خلال إصدار المطبوعات المختلفة كما كان يجري في السابق ؟
- المطبوعات والصيانة بالنسبة للأجهزة أو المولدات وأجور المتعاقدين، فضلا عن الخدمات فهذه كلها ضمن فقرات الموازنة التشغيلية وحاليا فما هو مخصص لنا نقوم بتوزيعه على ممثلياتنا في المحافظات ومقر الديوان رغم انه غير كاف.

*هل لديكم أولويات ضمن ما هو متاح لكم من مناقصات تعلن لغرض إعادة تأهيل أو إنشاء ملاحق أخرى بدور العبادة؟
-  ليس لدينا أولويات  فنحن نعمل ضمن سياق واحد  لكن هنالك بعض الامور التي تدخل في الجانب الأمني وتتطلب منا ان نخصص لها جانبا كبيرا من الاهتمام  مثل موضوع حمايات الكنائس على سبيل المثال، كما نفكر ايضا بوضع كاميرات مراقبة  على المداخل المؤدية لدور العبادة الخاصة بنا  والأولويات تجري الى شعب  مقر الديوان وكركوك والموصل وعملنا الحالي يلخص بالبدء بالعقود الاستشارية  وسنستثمر هذه العقود في عدد من المدن أهمها بغداد ونينوى ..

*اثير الكثير حول قضية ترشيح رئيس للأوقاف المسيحية والأديان الأخرى ، من جانبك هل يؤثر هذا على مجريات المهام التي تضطلعون بها في الديوان ؟
-من جانبي لااثير لهذا الموضوع أية أهمية وانا بطبعي سوف اعمل سواء استمررت برئاسة الديوان او كنت خارجه  لان العمل لابد ان يستمر  وفي بداية استلامي المهام  قمت بإعادة تنظيم الديوان خصوصا  في مركزه والان انا أقوم بسفرات للاطلاع على عمل ممثلياتنا  حيث  أمضيت الأيام السابقة أتفقد العمل في ممثلياتنا في المنطقة الشمالية وانا بصدد الانتقال الى المحافظات الأخرى  والموضوع لم يؤثر علي حيث باتت كل الطوائف تتعاون مع الديوان بصورة مميزة حتى  الكلدان فهم يتعاونون معنا بشكل سليم  وإذ ذكرت المعوقات فلابد لي ان أعرج على قلة الكادر  فهذا الامر يعوق انسيابية العمل  فضلا عن قلة الميزانية التشغيلية كما أسلفت سابقا ..

*من خلال جولتنا في عدد من كنائس الموصل اتضح أنها تعاني من المياه الجوفية التي تخلخل أساساتها وتهددها بالانهيار كيف تتعاملون مع هذا الامر ؟
-نحظى بعقود استشارية تربطنا مع جامعة الموصل  وهذا الامر يتعلق بكيفية المحافظة  على الاثار والكنائس التراثية بمعنى أدق  وقد اطلعت على كافة الأوليات المتعلقة ببعض هذه الكنائس  ووجدت ان تقارير ممثلي الهيئة العامة للاثار غير متكاملة بهذا الخصوص لذلك من واجبنا ان نفاتح هيئة الاثار في بغداد لغرض ابداء رايها في الموضوع  من جهة هذه الكنائس  وكيفية الترميم بالاستفادة من الخبرات الهندسية الموجودة في جامعة الموصل ..

*اثير الكثير بشان حمايات الكنائس خصوصا في محافظة نينوى ما هي اجراءتكم بشان هذا الامر ؟
-صادفتنا الكثير من المشاكل  من خلال إعلان أسماء المعينين على حمايات الكنائس  وانا اتخذت إجراء يتحدد بمخاطبة  وزارة الداخلية من اجل حلحلة الإشكالات حيث تم إصدار وجبتين من هذه الاسماء قبل تسنمي المنصب وحينما توليت المنصب فوجئت بدفع وجبة ثالثة  تم ترشيحها  ودفعها  قبل ان أتولى رئاسة الديوان  وهي بحدود 570 اسم وحسب معلوماتي فان ما تم ترشيحهم  لم تكن بصورة سليمة  لذلك سوف أحاول عادة الترشيح وفق الضوابط وبالتنسيق مع وزارة الداخلية ..

*يقال إنكم تعدون إحصائيات عن إعداد المسيحيين في العراق فهل تمتلكون تقديرات واضحة بشان العدد الحقيقي ؟
-هذا الأمر من شان الدولة خصوصا أمر التعداد والإحصاء لذلك نحن ننفي مثل هذا الأمر  وما يجري من عمليات للتأهيل والترميم تجري بواقع عمومي ولاتجري على حساب عدد معين من هذه الطائفة على حساب أخرى  فنحن أيضا الى جانب تأهيل وترميم الكنائس  نقوم بمشاريع  استثمارية من خلال  إنشاء منشات استثمارية  وخدمية  كما نسعى لتأهيل الكنائس الاثرية والمحافظة على أصالتها  وهي ليست للمسيحيين فحسب بل اننا نقوم بالإعلان عن  مشاريع خاصة للايزيديين  وبمبالغ عالية كما نهتم ايضا بالصابئة  خصوصا  في محافظة كركوك .

*على ذكر الايزيديين هل هنالك تقاطع مع ما تقومون به من مشاريع لهذا المكون مع ما تقدمه حكومة الاقليم ؟
-لايوجد تقاطع بتاتا  في تنفيذ الأعمال الخاصة بالمعابد الاثارية  فالدستور يكفل  صلاحية الحكومة المركزية  وبالتعاون مع  الأقاليم ومجالس المحافظات تفعيل الاهتمام بالمكونات الأخرى  ولدينا حاليا  مشروع لدار ضيافة  في معبد لالش تنفذه الملاكات الهندسية في الديوان وبكلفة 3مليارات دينار عراقي.
            


143
باحث موصلي يؤكد ريادة مسيحيي الموصل في بناء مدينتهم



معن عبد القادر


عنكاوا كوم –الموصل –سامر الياس سعيد

صدر مؤخرا للباحث الموصلي معن عبد القادر ال زكريا  كتاب جديد بعنوان (الوجيز الموسوعي في تاريخ أهل الموصل بجزئين ضم الجزء الأول فصولا من ريادة الموصليين في بناء مدينتهم حيث احتوى هذا الجزء 376 صفحة من القطع المتوسط ضمت معلومات مهمة ومميزة في تاريخ اهل الموصل بينما ضم الجزء الثاني 404 صفحة من الوثائق والصور والمعلومات الهامة التي وثقت جوانبا مهمة من اوائل الموصليين من خلال أعمالهم وانجازاتهم  وافرد الباحث من خلال جزئي الكتاب معلومات هامة عن مسيحيي المدينة احتوت على تفاصيل حول ريادة هذا المكون في بناء المدينة وإسهاماته الجليلة التي تركت بصمات راسخة في تاريخ مدينة الموصل  حيث لم يوفر الباحث مجالا حياتيا إلا وطرقه لتسليط الضوء على أعمال الموصليين خصوصا من خلال الفترة التي تركز فيها موضوع الكتاب وهي اول من  واقدم من 1908-1978 حيث استطاع الباحث متابعة  تاريخ اهل الموصل  ورموز أبنائها ووقائع أحداثها عبر سبعة عقود مضت  ففي حقل السياسيين.

 ذكر الباحث جهود السياسي المسيحي فتح الله افندي سرسم  ورؤوف افندي شماس اللوس  حيث جرى انتخابهم  لمجلس إدارة  لواء الموصل  في 8نيسان 1921 فضلا عن ذكر جرجيس افندي سرسم  الذي حصل على أصوات المسيحيين  لمقعد مجلس إدارة اللواء المنتخب  في 27 نيسان 1921 كما أدرج الباحث اسماء المسيحيين المدعوين  لحضور حفل تتويج الأمير فيصل  ملكا على العراق فمنهم فتح الله سرسم وسيادة المطران يعقوب نيابة  عن غبطة بطريرك الكلدان  والمونسينور يوسف غنيمة  وغبطة  البطريرك مار شمعون  وسيادة المطران  مار تيموثاوس  وسيادة  المطران توما سريان قديم  وسيادة  مطران السريان الكاثوليك  المونسينور بهنام قليان ..كما أدرج الباحث اسماء المسيحيين الفائزين  بانتخابات قضاء الموصل والتي جرت  في 28 شباط 1924 وهم فتح الله افندي سرسم  ورؤوف افندي شماس اللوس  والدكتور عبد الاحد افندي  والدكتور حنا افندي زبوني.

وفي مجالات المهن فذكر الباحث ان أقدم حوذي (سائق عربانة ) كان من بيت قسطو ممن كانوا يعيشون في منطقة الساعة وذكر أيضا ان هنالك فرع اخر يسمى بيت قسطو منهم  محامين  وأطباء ومنهم دكتور بيوس قسطو والتاجر يعقوب قسطو والمحامي البير قسطو وحداد السيارات عادل وأخيه عدنان  قسطو  كما اشتهرت عائلة قسطو بتجارة الأخشاب.


الوجيز الموسوعي

كما حاز المسيحيين في مدينة الموصل على درجة كبيرة من الريادة في مجال مهنة الطب  حيث ذكر الباحث  ان اكبر الأطباء سنا  واقدمهم في تعلم هذه المهنة  كان الطبيب  الشاعر  الأديب عبد الاحد سليمان  بن جرجيس بن يوسف بن غزالة  المولود في 21 ايلول عام 1853 وأول طبيب موصلي تخرج من اسطنبول كان  الدكتور  عبد الاحد عبد النور  وذلك سنة 1911 ومن اوائل  الطلاب الملتحقين  بالدورة الأولى  في كلية الطب الملكية  العراقية ذكر الباحث ان من بينهم  بيثون رسام ورؤوف عبو اليونان  ومنير عبد النور وفؤاد مراد والبير الياس  كما ذكر الباحث ان اول طبيب أمراض نسائية وتوليد كان الدكتور  لوثر بابا برهاد وهو من مواليد قرية سناط  التي كانت تتبع قضاء دهوك التابع للواء الموصل  عام 1880.

وذكر الباحث في سياق الجزء الأول من الكتاب ان  اول طالب موصلي  التحق بكلية طب  بغداد في دورتها الـ(11) وتخرج الأول على دفعته عام 1943 هو الدكتور غانم عقراوي  كما ان الباحث ذكر بان اول طبيب موصلي اختص بإمراض العيون  كان الدكتور متي فرنكول وبالنسبة لأول عيادة  افتتحت في شارع نينوى  فكانت من نصيب الدكتور الارمني الأصل العراقي  الجنسية كريكور استرجيان  وبالنسبة لأول طبيبة  موصلية اختصت في  أمراض النساء والتوليد فكانت الدكتورة سيرانوش ريحاني والتي تخرجت من كلية طب بغداد عام 1944.

وفي مجال من امتهن مهنة العيونياتية  فذكر الباحث عن تخصص أولاد عبد النور بهذه المهنة  وفيهم عبد النافع بشير عبد النور  ويضاف إليهم  أولاد حميد سرسم وفيهم هناء  ورياض وسعد الله سرسم حيث كانت محلاتهم ما بين سوق الشعارين والنبي جرجيس وشارع نينوى .. بالنسبة للمدارس  الابتدائية  فيذكر الباحث ان أقدمها هي مدرسة مار  توما للبنين حيث يرجع تأسيسها  الى سنة 1880 وكان اول مدير لها هو السيد جميل بابكيان  كما ذكر الباحث بشان اول إعلان نشر عن قدوم حبر أعظم  حيث نشرته جريدة (موصل ) الصادرة بتاريخ 8 اب عام 1921 وأعلنت فيه  عن قدوم نيافة المطران يعقوب اوجين  رئيس أساقفة (وان ) على الكلدان سابقا.

وذكر الباحث وبحسب المؤرخ المعروف بهنام حبابة  ان سليم حسون (1871-1947) كان اول مفتش معارف كما ذكر ان مدرسة البواتر  تعد اول مدرسة أهلية ابتدائية  تم تأسيسها في مدينة الموصل  كما ذكر ان سليم افندي قزانجي اول معلم  كشافة في الموصل يحمل وسام  الشهامة من مركز الكشافة العام.

وعن الفنون ذكر الباحث بان اول مسرحية عراقية  قام بتأليفها  قس موصلي  يدعى حنا حبش  وذلك عام1880 إما عن اول مطبعة  دخلت الموصل فذكر الباحث بأنها المطبعة الحجرية التي جلبها الاباء الدومنيكان  عام 1858 وأول صحافي موصلي كان  يونان عبو اليونان  مدرس اللغة  الفرنسية لدى مدارس الاباء الدومنيكان  وفي ثانوية الموصل  وعبو اليونان  عمل لدى صحيفة موصل  التي عادت إصدارها  سلطة الاحتلال البريطاني  حيث كانت تصدر أيضا في العهد العثماني  إما اول مجلة  في الموصل فكانت مجلة (أكليل الورد ) التي أصدرها الاباء الدومنيكان  في الأول من شهر كانون الثاني عام 1902.

بالنسبة لمن عمل في مجال البناء فذكر الباحث بان اول بنائي الموصل  هو  الملقب بـ(أبو أساس العغيض) وهو عبو  شمعون الطمبوغجي وهنالك أيضا عزيز بن بطرس ايشوع وعزيز حمامي وخليل بطي وسلوم بن حنا الأسود والبناء فرج بطي  وبطرس عبراني وبطرس البناء ومن النقارين ذكر الباحث  بني نعيشي  وغانم صوفيا  ومن البنائين أيضا ذكر  يعقوب رؤوف بطي ومن صفافي الكاشي  بهجت وصبيح بطي.. وذكر الباحث ان اول ساعة كبيرة  عرفتها الموصل هي ساعة  الاباء الدومنيكان حيث وضعوها  في أعلى برج الكنيسة التابعة لهم ..في مجال تصنيع الأغذية  وخصوصا بما يعرف بالدنك ذكر الباحث ان اول  دنك عرفتها المدينة  وكانت تصنع من خلالها  البرغل والحبية  والجريش حيث تدان الريادة في ذلك  الى بيت اسوفي  في خزرج ومن أولادهم غانم المعلم  واسوفي مدير مصنع البيبسي كولا والطبيب باسل اسوفي المقيم في المملكة المتحدة  كما ذكر الباحث  ان دنك بيت داني  أيضا يعد الأقدم  حيث تم عمل  مادة الدباغ من قشور الرمان ومن مادة العفص ويتوسع الباحث للحديث بشكل مفصل  عن عائلة داني وهو تصغير لاسم دانيال  الذي هو ابن صادق  ابن عامر  ابن ثامر  ابن زلو (كافي الموت ) وهو صاحب أقدم دنك في الموصل.

ويذكر الباحث ان عبو اليسي كان من اوائل  من قسم أراضي خارج مدينة الموصل  القديمة  وقاموا بتأسيس  حي سكني جديد دعي بـ(موصل الجديدة ) وذكر أيضا ان بيت عبو اليسي كانوا اول من ابتنى كنيسة  في هذه المنطقة .. وذكر الباحث أيضا ان أول  موصلي من منطقة الشرق الأوسط زار القارة  الأميركية في عصرنا الحديث كان القس  الياس حنا الموصلي (الكردينال فيما بعد ) ونشرت هذه الرحلة في كتاب  وضعه الأب  انطوان رباط تحت عنوان (رحلة أول سائح شرقي الى اميركا ) وبشان أول لجنة إدارية  تم انتخابها  لغرفة تجارة الموصل  ذكر الباحث بأنها تألفت من عشر أعضاء  ومن بينهم  قسطنين بيو  وحنا أفندي بطرس غزالة  وإبراهيم افندي عقراوي كما ذكر ان  أول تاجرة موصلية  هي شفائي عبد الاحد رسام  والتي زاولت مهنة التجارة  بداية الخمسينيات  من القرن التاسع عشر  وذكر أيضا  أمينة يوسفاني ودولة فرنكول ومريم توزي  ورينة حلبية ولولوا امنشي وشكرية عزيز وخيرية بشير متي.

وذكر الباحث ان خبير المحاسبة  الحكومية حنا رزوقي الصايغ هو أول موصلي مسيحي  أصبح مديرا عاما للميزانية  في وزارة المالية  العراقية ومن ثم وكيل  وزارة فيما بعد  كما يعد المهندس المعماري معن عبد الله إبراهيم سرسم  أول موصلي  مسيحي  أصبح وزيرا للإسكان والتعمير كما يعد اللواء المهندس يعقوب سرسم أول موصلي مسيحي  أصبح مديرا عاما للأشغال العسكرية  ويفرد الباحث في سياق معلوماته القيمة عبر الجزء الأول فصلا خاصا بتاريخ أبرشية  الموصل للسريان الارثوذكس .

إما الجزء الثاني والذي صدر بالتزامن مع صدور الجزء الأول من الكتاب  فاحتوى أيضا الكثير من المعلومات  ومن أبرزها أوائل المدارس  الابتدائية والمتوسطة والثانوية التي أنشئت في المدينة  أو ما كان يعرف سابقا بلواء الموصل  ومن خلال هذا الفصل يسلط الباحث الضوء على الادارات المتعاقبة التي تولت  إدارة مدرسة مار توما  الابتدائية والتي تاسست عام 1919 فضلا عن الادارات التي تعاقبت على تولي كرسي الادارة لمدرسة  شمعون الصفا  الابتدائية المختلطة والتي تاسست عام 1927 كما تحدث عن بدايات تأسيس مدرسة القديس عبد الاحد وذلك في القرن (19)..في هذا الجزء ذكر الباحث اسماء الخياطين الموصليين  وذكر ان من اوائل الخياطات اللواتي اشتغلن بعمل اللحافات  كانت الخياطة المسيحية (سوساني ) كما يذكر ان  ابن كغو كان  أقدم خياط موصلي  افتتح له محلا عاما في شارع غازي ..في مهنة الحدادة  ذكر الباحث ان من اوائل العاملين في هذه المهنة كان داود قغن وناصر مطلوب  وفي صنف حدادي الأبواب والشبابيك  برز بطرس تبوني ..

كتاب يبرز حقائق مهمة عن مدينة  الموصل وجزئي الكتاب يعدان مصدرا مهما للكثير من المعلومات  التي تفيد في الدراسات العليا ..
 


144
كنيسة عجائبية تزخر باعطر الذكريات لمسيحيي الموصل…
"عنكاوا كوم" تزور كنيسة الطاهرة الخارجية




 
عنكاوا كوم – الموصل – سامر الياس سعيد
 
تميز مسيحيو مدينة الموصل بتشفعهم وتضرعهم للسيدة العذراء خصوصا وان للسيدة العديد من شواهد إنقاذها لهم من العديد من المحن والبلايا التي واجهتهم فلذلك زخرت مدينة الموصل بالعدد الأكبر من كنائسها ممن حملت اسم السيدة العذراء وخصوصا الطاهرة تشفعا وتباركا بها ويشير الأب الدكتور يوسف حبي في كتابه المعنون (كنائس الموصل ) الصادر في بغداد عام 1980 ان كنيسة الطاهرة الخارجية  سميت تمييزا  بهذا الاسم عن الكنيسة التي حملت ذات الاسم ولكن اطلق عليها اسم الطاهرة الداخلية والتي ايضا اطلق عليها بيعة القلعة كما  تسمى ايضا بالفوقانية تمييزا لها عن كنيسة الطاهرة التي تسمى  بكنيسة الدير الأعلى  وتقع على مقربة من الكنيسة التي زرناها  اليوم .
 
الكنيسة التي طالما وصفها مسيحيو المدينة بالعجائبية وأضحت  محطة ترتاح فيها النفوس المتعبة وغالبا ما كانت مقصدا للعديد من المرضى ممن يقصدون المستشفى الجمهوري الذي يقع على مقربة من الكنيسة فيقصدون الكنيسة أولا للتضرع من اجل إمرار وطأة هذا المرض وإبراء صاحبه  فضلا عن ان موسمها يزدهر خلال صوم السيدة العذراء قبل الاحتفال بانتقالها جسدا وروحا الى السماء منتصف اب (اغسطس ) من كل عام وغالبا ما يسعى عدد من المؤمنين المبيت فيها ليلة العيد الواقع في الخامس عشر من الشهر المذكور طلبا لتحقيق  ما يرجونه. تعاقب على رعايتها الكثير من الاباء الكهنة دون وجود كاهن يتولى رعايتها بشكل دائمي باستثناء الاب الخوري فائز وديع الشماني الذي  تسلم  مسؤولية رعاية  مؤمنيها خصوصا في فترة تسعينيات القرن المنصرم .
 
وبالعودة  الى تاريخها فاهم ما ورد عن الكنيسة يذكره المطران مار غريغوريوس صليبا شمعون خلال حديثه عن الكنيسة في كتابه المعنون بـ (تاريخ أبرشية الموصل  السريانية ) الصادر عام 1984 حيث يشير الى  انها كنيسة قديمة  حيث يجهل  تاريخ انشائها  وتقع  في الجهة الغربية  من الموصل  وفي منطقة باب العمادي وعلى شارع الفاروق-محلة الشفاء  وهي صغيرة نسبيا  وكان لها نصيب من عمليات تجديد الكنائس  التي تمت بامر  حسن باشا الجليلي  على اثر اندحار  نادر شاه طهماسب  عام 1744 حيث يعتقد ان  الله نصر اهالي المدينة بشفاعة السيدة العذراء  وشهدت الكنيسة ترميما اخر  عام 1878 تزامنت معه اضافات جديدة، حيث كانت تلك الترميمات جارية بعهد المطران  بهنام سمرجي.
 
ونقش هذا التاريخ على باب الهيكل الخارجي  كما شهدت عام 1940 ترميما اخر  وخلال الترميم المذكور جرى اكتشاف  جرن رخامي  في سقف هيكلها  يضم ذخائر بعض القديسين وكل منها في علية  خاصة وهم مار قومي الناسك الذي يعد من النساك العموديين  الذين يقضون  معظم حياتهم  فوق عمود او شجرة واصل هذا الناسك من باجرمي في العراق، حيث ولد في  ميافرقين في القرن السادس وقضى حياته متنسكا فوق شجرة  كما تضم الكنيسة  ذخائر  لمار سمعان القناني  احد الرسل الاثني عشر ومار جبرائيل القرتميني الناسك الذي ينحدر اصله من قرية باقسيان  وتراس دير  قرتمين  بطور عبدين  ورسم اسقفا  لابرشية طور عبدين ويقال انه احيا ميتا  وتوفي سنة 667 م  كما توجد ذخائر لمار يوحنا (مجهول )وابن العبري.
 
ووضعت هذه الذخائر بواسطة  المفريان باسيليوس لعازر الرابع سنة 1744 في هيكل مار يعقوب  المقطع الواقع بجانب الكنيسة وعرف منذ ذلك الوقت ببيت القديسين  كما يتصل ايضا بالكنيسة هيكل اخر يسمى  باسم مار كوركيس  وقد  احتوى هذا الجانب على مدافن خاصة لبعض الاباء الكهنة ممن خدموا ابرشية الموصل السريانية  ومنهم  الاب هادي شمعون المتوفي سنة 2001 والأب الخوري اسحق منصور المتوفي سنة 2002 كما يضم المدفن رفات الاب الشهيد بولس اسكندر  الذي نال أكليل الشهادة في تشرين الاول سنة 2006 وفي الجهة المقابلة لمدفن الاباء الكهنة يوجد مدفن اخر للشمامسة الانجيلين وهم الشماس ابراهيم ميشاخ المتوفي سنة 1997 والشماس كوركيس عزيز الشماني المتوفي سنة 2004 والشماس جرجيس سليمان سيمو المتوفي سنة 2005.
 
وتعرضت الكنيسة للعديد من الترميمات لعل اخرها كان عام 1994 في عهد البطريرك مار اغناطيوس زكا الاول عيواز وفي عهد المطران مار غريغوريوس صليبا شمعون وتشير رخامة موضوعة بهذه المناسبة الى  ان اعمال الترميمات جرت بهمة الشعب السرياني في مدينة الموصل .. ومما يذكر ان الكنيسة استقبلت في احد ازمنتها المدرسة الاكليركية الافرامية  حيث استقرت المدرسة في احد اروقة الكنيسة نقلا من مدينة زحلة  اللبنانية وذلك سنة 1946 وقد اتخذت مبنى ملاصق للكنيسة.
 
وقد خطت  المدرسة خطوات مهمة  وسريعة في طريق النجاح  بهمة مديرها  الاب بولس بهنام (المطران بعدئذ) ومرشدها الروحي  الاب  عبد الاحد توما (البطريرك يعقوب  بعدئذ) وقام بمؤازرتها  الشعب السرياني في مدينة الموصل  وقد رفدت المدرسة  الكنيسة السريانية  بنخبة من خريجيها  وفي مقدمتهم  بطريرك الكنيسة الحالي  زكا الاول عيواز وتسعة  مطارنة  وعدد وافر  من الاباء  الرهبان  والقسوس  وعادت المدرسة فيما بعد الى مدينة زحلة وذلك سنة 1968 الا ان  السنوات السابقة شهدت ايضا افتتاح دير كهنوتي بالقرب من الكنيسة  وذلك في تسعينيات القرن المنصرم واوكلت الى المطران مثلث الرحمات مار سويرويوس اسحق ساكا  مهمة رعايته فيما تولى الخوري فائز وديع الشماني إدارة الدير  وقد نقل الدير فيما بعد ليستقر في دير مار متى  ولحد الان.
 
كما تجاور الكنيسة  مدرسة الغسانية  التي نقلت من موقعها السابق قرب كنيسة مار توما  وهي مدرسة معروفة  اسهمت بتخريج عدد كبير من ابناء الطائفة  وقد كانت تسمى سابقا باسم مدرسة مار توما الا ان اسمها استبدل في ستينيات القرن المنصرم  ليعود مجددا لها بعد عام 2003  وفي عام 2009انتقلت مدرسة مار توما الى الساحل الايسر من المدينة بينما ابقيت الغسانية بنفس الاسم  ومجاورة للكنيسة ..وكانت الكنيسة  تشهدحفلات الاكاليل لابناء الرعية في فترة السبيعينيات والثمانينات  قبل ان  تشيد كاتدرائية مار افرام في نهاية حقبة الثمانينات وبالتحديد في كانون الاول سنة 1988.
 
لم تسلم الكنيسة مما كان يجري في المدينة من احداث مؤسفة تمس امن المسيحيين واستقرارهم  فتعرضت لحادث استهداف مؤلم في كانون الاول من عام 2009 الا ان همة ابنائها اعادت لها ما تهدم منها وبقيت مقصدا للمؤمنين يسكبون لشفيعتها أحوالهم وهواجسهم فتخفف عنهم وتعيدهم لبيوتاتهم مطمئنين مبددين كل خوف وجل يصيبهم


145
محافظ نينوى يزور ابرشية رئاسة اساقفة الموصل وتوابعها للسريان

عنكاوا كوم – الموصل - سامر الياس سعيد
 
زار محافظ نينوى اثيل عبد العزيز النجيفي رئاسة اساقفة الموصل وتوابعها للسريان، حيث كان في استقباله رئيس اساقفة الموصل وتوابعها للسريان مار نيقوديموس داؤد متي شرف والمستشار البطريركي مار غريغوريوس صليبا شمعون والمطران مار أميل شمعون نونا مطران الموصل للكلدان والمطران مار بطرس موشي مطران الموصل للسريان الكاثوليك ولفيف من الآباء الكهنة وأعضاء المجلس الملي لكنيسة الموصل السريانية.
 
وقدم المحافظ خلال زيارته التهاني للمطران مار نيقوديموس داؤد بمناسبة تسنمه رئاسة الأبرشية بينما قدم درع المحافظة للمطران مار غريغوريوس صليبا تثمينا لجهوده في رعاية الأبرشية طيلة أكثر من أربعين عاما مضت وتقديراً لمواقفه الوطنية باعتباره شخصية دينية بارزة في المجتمع.
 
وقال المطران مار نيقوديموس داؤد ان التكريم الذي حظي به المطران صليبا هو تكريم للأبرشية وتكريم لأبناء الأبرشية ونظرتنا للمحافظ كونه الراعي حيث يتابع بعين الاهتمام المنطقة وينظر لنا نظرة محبة وعلاقة هي أكثر من أخوية وما يهمنا هو بقاء التواصل في هذه العلاقة وأضاف المطران مار نيقوديموس بان عملنا كرجال دين عمل يرتبط بالسماء اما عملكم ياسيادة المحافظ فيرتبط بالأرض وان مهمتنا هي توجيه أبناء شعبنا للاهتمام ببناء المجتمع وبالذات المجتمع الموصلي ونأمل ان تكون الاحداث التي مر بها هذا الشعب تبقى كقصص تروى ولا تعاد.
 
فيما قال محافظ نينوى اثيل النجيفي ان المطران صليبا عرفته الموصل في ظروف حرجة وأنا شخصيا عرفته في أكثر المواقف وهو رجل بطولة وطنية وكانت مهمته نشر المحبة والسلام حيث كانت الموصل في ذلك الوقت تعج بالعنف والظلم وما يسلط على اتباع هذا الرجل لكنه كان يقابل ذلك بالمحبة ولم يترك الموصل رغم كل تلك الظروف وكان مثالا للتواصل بين كل الطوائف سواء أكانت مسيحية او غيرها.
 
اما المطران صليبا شمعون فقال ان تكريمي اليوم ليس سوى تكريم لكل مسيحي سواء كان في مدينة الموصل أو في العراق عموما مشيرا الى ان مدينة الموصل تشبه روضة غناء تجمع أصناف من الزهور لكل منها رائحة وشكل لكن كل تلك الزهور يرويها دجلة الخير والسلام والوطن ومبادرة المحافظة اليوم هي ترسخ المسيحيين بالبقاء على ارض هذا الوطن ونأمل ان يبقى مثل هذا الفكر في المحافظة من اجل ان نستطيع حث أبناءنا على البقاء والعمل من اجل شراكة حقيقية في بناء هذا الوطن ضد المطامع الغريبة التي تأمل ان تهز الوطن وطالما هناك أناس تفكر بالبناء فهم أيضا مستعدين بالبذل وتثبيت دعائم وطنهم حيث البناء مسؤولية الجميع..وفي كلمة للدكتور دريد حكمت زوما مستشار محافظ نينوى ذكر فيها ان تكريم المطران صليبا اليوم ما هو اعتراف من محافظة نينوى بعمل هذا الرجل الحكيم الذي عمل في أصعب الظروف فضلا عن جهوده في سبيل التعايش السلمي.
 
ومن ثم اشترك الجميع في مأدبة غداء فاخرة اقامتها الابرشية بالمناسبة.
 
وفي ختام اللقاء ودع رئيس ابرشية الموصل وتوابعها للسريان مار نيقوديموس داؤد وبقية اصحاب النيافة المطارنة الاجلاء والاباء الكهنة و بقية المدعوين سيادة المحافظ بنفس الحفاوة التي استقبل بها.
 


 


146
كنيسة الموصل السريانية تقيم صلاة اليوم الثالث على راحة نفس الأب يوسف سعيد

 
عنكاوا كوم – الموصل - سامر الياس سعيد
 
 
أقامت كنيسة الموصل السريانية، قداسا الهيا في كاتدرائية مار افرام، تخلله إقامة صلاة جناز اليوم الثالث على راحة نفس الأب يوسف سعيد والذي رقد بالرب عن شيخوخة صالحة في السويد عن عمر يناهز الثمانين عاماً، بعد صراع مع المرض، وبعد جهاد طويل في حقل الخدمة والعطاء والفكر والأدب.
 
واشترك في رتبة الصلاة المطران مار نيقوديموس داؤد شرف رئيس أساقفة الموصل للسريان والمستشار البطريركي المطران مار غريغوريوس صليبا شمعون والخوري فائز الشماني والاباء الكهنة كلا من الأب سمعان كصكوص كاهن رعية كنيسة البصرة للسريان والأب زكريا عيواص ولفيف من الشمامسة وارتجل المطران صليبا كلمة روحية ابن فيها الراحل.\
 
واشار الى ان الأب يوسف سعيد من مواليد مدينة الموصل وتربى في دير مار متى ودخل معهد مار افرام الاكليركي في الموصل وبعد تخرجه من المعهد خدم الرب عن طريق اقتباله للكهنوت خادما لكنيستنا في كركوك وعرف بخدمته للكهنوت الرعائي، حيث كان يعرف بان خدمته لطريق الرب ليس بالطريق السهل واضعا ذلك نصب عينيه مشيرا بان الكهنوت ليس بوظيفة بل هو تكريس الذات وبذل المزيد من التضحيات والأب يوسف سعيد قدم نفسه قدوة للكاهن الذي يحمل رسالة مهمة تهم كل مؤمن.
 
وتابع المطران صليبا في استذكاراته عن العلاقة التي ربطته بالكاهن الراحل، مبينا ان الأب سعيد كان صديقا مخلصا وقل ما نجد اليوم أصدقاء مخلصين حيث كانت تنبع في دواخل الأب سعيد صداقة صدوقة حيث كسب محبة الجميع وكان نصيبه من خدمة الكهنوت انه سيم لأجل خدمة قطيع صغير في كركوك لكنه استطاع ان يتميز من خلال امتلاكه للكثير من المواهب ولعل من بينها موهبة الشعر حيث كان يعطي في هذا الاتجاه كما انه لم يتقاعس عن خدمة الكنيسة وظهر على مسرح المجتمع وأسس هو وجماعة من الشعراء جماعة كركوك المعروفة ولكنه فيما بعد ترك كركوك لظروف معينة واتجه الى بيروت، حيث كانت الكنيسة هناك بحاجة الى كاهن مثقف.
 
واوضح ان الأب سعيد برز هناك وفاز بمكانة مرموقة في المجتمع اللبناني واستطاع ان يقدم من خلال هذه المكانة ما في جعبته من التعاليم الإنجيلية الحقة وأمضى سنوات عديدة هناك حتى انتقل بعدها الى السويد حيث عمل وبشر باسم الكنيسة عن طريق فكره حتى انتقل للخدور العلوية ونحن إذ نقدم له هذه الصلاة فإنها نقدمها لابن حبيب لهذه المدينة التي تميزت بأنها أم الكهنة وأنجبت الكثير من المطارنة ولاتنسى أي من أبنائها فأبونا سعيد كان كاهنا صالحا ومدبرا وأحسن التدبير من خلاله تقدمه للخدمة بكل تواضع خادما للرب في كل حياته وكنا نجده نحن زملائه في المعهد الكهنوتي محتملا الكثير رغم انه كان مميزا من خلال كونه شاعرا وكاتبا ورساما واستخدم تلك المواهب لفائدة كنيسته ورعيته ومخلصا لرسالته وكتب الكثير لكنه لم ينشر إلا اليسير من تلك الكتابات وعاش معطاءا حيث الكاهن يعطي لأخر لحظة من حياته خصوصا صلاته وهو الأمين على وزناته.
والأب الراحل من الموصل عام 1932، أتم دراسته الأولى والتحق بالكلية اللاهوتية وخدم في رعية كركوك.وقد نشر أشعاره وكتاباته ابتداءاً من عام 1953 في الصحف والمجلات العراقية والعربية.ثم غادر العراق عام 1964 إلى بيروت وهناك التقى مع أبرز الشعراء والكتاب وعاش في بيروت حتى عام 1970.بعدها انتقل للعيش في السويد وقد تفرغ كليا للكتابة، ومن مؤلفاته المجزرة الأولى مسرحية صدرت في كركوك عام 58 وقصائد بعنوان الموت واللغة صدرت في بيروت عام 68 وكتاب بعنوان ويأتي صاحب الزمان صدر في السويد عام 86 وقصائد بعنوان طبعة ثانية للتاريخ صدرت عام 87 ودراسة شعرية بعنوان مملكة القصيدة صدرت في بغداد عام 88 وقصائد بعنوان الشموع ذات الاشتعال المتأخر صدرت في بيروت عام 88 وقصائد بعنوان السفر داخل المنافي البعيدة صدرت في ألمانيا عام 93 وقصائد بعنوان سفر الرؤيا صدر في لبنان عام 94 وكتاب فضاءات الأب يوسف سعيد، الأرض، التراب، السماء، الماء صدر عن دار نشر صبري يوسف ستوكهولم في عام 99 بالإضافة للكثير من الدواوين والقصائد ، كما كتب الكثير من القصائد باللغة السريانية .


147
" عنكاوا كوم"  تزور كنيسة ومدرسة أم المعونة الدائمة في الموصل:
صرح تربوي يعبق بعطر الإيمان والعلوم وحاضرة دينية تشرق بهمة الموصليين






عنكاوا كوم ( الموصل ) - سامر الياس سعيد
 
رغم إنني زائر شبه يومي لمنطقة الدواسة لكنني لم أضع في تخطيطي ان أقدم على زيارة كنيسة أم المعونة وجارتها الشقيقة المدرسة التي أيضا حملت هذا الاسم وبقيت تتميز به بين مدارس الموصل، لكن زيارتي اليوم لهذين الصرحين المهمين جعلتني أمام فرصة لانصت لحكاياهم، حيث قصت الكنيسة مع المدرسة تاريخا مميزا نسجته من تعايش المسيحيين وارتباطهم بالمدينة.
هذه المدينة التي حملت بين اروقتها الكثير من الحكايات التي يعتز بها الموصليون وخصوصا حكاية كيف نشات هذه الكنيسة، بعد ان نذر مسيحيو منطقة الدواسة  في عام 1944 ان يقيموا للعذراء مريم كنيسة على اسمها  فحملت الكنيسة  اسم ام المعونة الدائمة شكرا لشفاعة العذراء في إنهاء أوار الحرب العالمية  الثانية وعودة السلام الى العالم.
  يبين الأستاذ التربوي بهنام سليم حبابة ان اسم المعونة جاء من خلال البطريرك مار يوسف عمانوئيل الثاني الذي تعرض الى مرض خلال  سفره الأخير إلى روما سنة 1937 فالتجأ إلى العذراء أم المعونة طالبا شفاعتها واعدا إياها بنشر اسمها المبارك لتكريمه لدى أبناء كنيسته الكلدانية ، وبعد شفائه وعودته إلى البلاد أوعز بنشر كراس يحكي قصة وتاريخ أيقونة العذراء أم المعونة ، وقد انتشر خبرها في تلك الأيام، ولما عقدت النية على كنيسة جديدة في حي الدواسة بالموصل فقد أمر السيد البطريرك أن تكون على أسم أم العذراء ( ام المعونة) عليها السلام.
  وفي عيد الانتقال الذي صادف يوم 15 اب عام 1944 وضع غبطة البطريرك حجر أساس الكنيسة  وبوشر بالبناء   حتى انتهى بناءها في30 اذارمن العام 1946 وفي عيد السعانين الموافق ليوم 14 نيسان 1946 تم تكريس الكنيسة  باحتفال مهيب وكلف هذا الأثر الجليل ما يقرب عشرة ألاف دينار من تبرعات المحسنين  وهذا المبلغ كان في حينه يساوي أكثر من 30 ألف دولار.
  اما الحوادث التي شهدتها الكنيسة  فقد كان من بينها تشييد قاعة كبيرة للكنيسة عام 1956 وفي ايار من عام 1984 بدأت حملة صيانة  شاملة للكنيسة بصب الاسطح واكساء جدرانها  بالحلان وإضافة غرفة الغفران وتجديد الإنارة  وانتهى العمل بعد عامين  وفي عام 1990 وبهمة المثلث الرحمات المطران مار كوركيس كرمو تم تشييد مركز للدراسات اللاهوتية،  وفي عام 1991 تم اكساء الواجهة الخارجية للكنيسة  بالحلان وفي 31 ايار 1992 افتتحت مكتبة الكلمة  التابعة للكنيسة  كما بني في عام 1993دار للطفولة مع ملحقاته ويضم حاليا أكثر من عشرة أطفال يتم تهيئتهم روحيا للدخول للمرحلة الابتدائية.
قاعة جديدة للكنسية
اما في عام 1995 فقد تم تشييد قاعة جديدة للكنيسة أطلق عليها قاعة مار افراهاط الحكيم  وفي عام 2006 تم البدء بحملة تجديد للكنيسة من خلال أعمال الصبغ والإنارة  والثريات مع الطابق العلوي باكساء الأرضية بالكاشي مع تبديل الأبواب والستائر.وفي عام 2009 تم بناء مغارة للعذراء مريم بتصميم هندسي معاصر، وتم افتتاحها  في تشرين الأول عام 2010من قبل راعي الأبرشية المطران مار اميل شمعون نونا خلال زيارته الأولى للكنيسة بعد تسنمه الأبرشية.
 خدم الكنيسة العديد من الاباء الكهنة كان أولهم الخوري عمانؤيل ددي الذي خدم أم المعونة  من عام  955وحتى عام 1961وكانت داره قرب الكنيسة وخلفه في الخدمة القس الفاضل ميخائيل عزيزة نحو عشرين سنة ( 1961-1979 ) ، وكان رحمه الله العين الساهرة على الكنيسة والمدرسة ، وبعد وفاته عام 1979 دفن  في ركن يقابل واجهة المدرسة الحالية   ويذكر التاريخ القريب خدمة جليلة للاباء  لويس ساكو الذي خدم الكنيسة منذ عام 1984 وحتى 2003 حيث ترقى لدرجة الاسقفية تولى أبرشية كركوك الكلدانية حيث تعاقب بعده العديد من الاباء الكهنة منهم الأب صباح كمورا و الأب جليل منصور والاب هديل وحاليا يتولى رعايتها الأب لوسيان.
 الكنيسة تحتوي على  بيت التوبة  وعلى الرواق الجاني يعلو صليب خشبي بواجهة زجاجية حيث يضم في داخله ذخائر للقديسة تريزيا الطفل يسوع وذخائر القديسة ماريا كورتي  وذخيرة الصليب الحي وذخيرة القديس ابراهام والقديس كوركيس سانت جورج .
مدرسة أم المعونة
اما المدرسة فهي ايضا تحمل اسم ام المعونة وتلتصق بالكنيسة فقد تم افتتاحها في يوم الثلاثاء 25 أيلول 1945 بواسطة الراهبات الكلدانيات اللواتي أتين من بغداد وقد تم افتتاح المدرسة  قبل الإنتهاء من عمارة الكنيسة . وكانت المدرسة في حينها  أهلية ومختلطة للبنين والبنات مع صفين للروضة والتمهيدي للأطفال ، أما الإجازة بفتح المدرسة الأهلية فقد صدرت عن وزارة المعارف ( التربية) باسم المدير المسؤول الخوري سليمان صائغ ، وكانت الإدارة تستوفي أجورا زهيدة من التلاميذ والتلميذات لتغطية نفقات المدرسة ورواتب المعلمين والمعلمات وخدمة الراهبات مجانية . وكانت المدرسة تشارك في الفعاليات والسباقات الرياضية وفي مهرجانات الربيع السنوية ، كما تهتم بالإحتفالات الدينية ومناسباتها كالإحتفال بعيد السعانين وغسل أرجل التلاميذ ، وعيد الكنيسة ( أم المعونة) واحتفال التناول الأول ، كل ذلك باهتمام الراهبات الفاضلات.كما يشير بذلك الأستاذ التربوي والشماس بهنام سليم حبابة خلال سلسلة استذكاراته  مشيرا الى  تميز في خدمة المدرسة والكنيسة الأخوات الراهبات ، فيرجين ومباركة وأغنيسة وكذلك الأخت مجدولين شابو ، ويضيف حبابة  ان المدرسة تم تأميمها  من خلال قرار  تأميم المدارس الأهلية في العراق عام 1974  حيث حاول البعض الإستيلاء على بناية مدرسة أم المعونة بحجة التأميم فتصدى لهم القس فرج رحو ( مطران الموصل فيما بعد 2001-2008) تصديا مستميتا حتى تمكن من انقاذ المدرسة من الإستملاك بدليل وقوعها ضمن حرم الكنيسة ( أم المعونة) ولا يمكن الفصل بينهما ! كذلك بعد التأميم أبدلوا اسم المدرسة ( أم المعونة) وجعلوا اسمها ( أور).
 
عودة أسم المدرسة القديم
انما بعد سنة 2003 أعيد إلى المدرسة اسمها القديم ! أم المعونة المختلطة ، وان القس ( المطران فيما بعد) لويس ساكو كان في سنوات خدمته لأم المعونة قد أجرى اصلاحات جذرية على الكنيسة داخلا وخارجا ، وعلى بناية المدرسة باصلاح وإضافات ولا تزال ( مدرسة أم المعونة المختلطة) قائمة بواجبها التربوي والتعليمي رغم تناقص عدد التلاميذ المسيحيين الآن فيها ، اذ لا يتجاوز عددهم الأربعين كما يشير بذلك معلم اللغة السريانية بشار نايف عبد الكريم بينما كان في السنين الماضية يزيد على 300 تلميذ وتلميذة . وقد تعاقب على إدارة المدرسة بعد التأميم ( وبعد تقاعد الأخت مجدولين) المديرات :سهيلة شفيق بولس رحمها الله ، ويازي والهام يعقوب رفو الشيخ ووفاء نافع سموعي و هيام وعد الله ..كما يشار الى خدمة  المعلمين الذين خدموا في المدرسة قبل تأميمها ومنهم  سفر المختار وسعيد اسطيفان وكامل كادو وعابد اسمرو وغيرهم، وبعد التأميم قامت  تربية نينوى بتعيين المعلمات والمعلمين للمدرسة مثل المدارس الرسمية الحكومية الأخرى ، بينما بقيت عطلة المدرسة خلال يومي الجمعة والأحد.
 




148
كاهن كنيسة الأرمن الأرثوذكس في الموصل لـ "عنكاوا كوم":
"لاحتفالاتنا خصوصية تتميز بالمحافظة على التقليد المتوارثة لأجدادنا"




 
عنكاوا كوم – الموصل - سامر الياس سعيد
 
 
يحتفل أبناء الطائفة الارمنية باستقبال عيد الميلاد المجيد حسب تقويم الكنيسة الشرقية في السادس من كانون الثاني من كل عام. وتتميز تلك الاحتفالات بطابع خاص، يوضح محافظة الأرمن على التقاليد المتوارثة التي تتناقلها الأجيال لتمنح قيمة متميزة للمناسبات الروحية تجعل أبناء الطائفة ينتظرونها للمباشرة بتلك التقاليد خصوصا وان تهاني العيد تتميز بتبادل التهاني بكلمات معبرة باللغة الارمنية، حيث ينقلها الشخص للأخر وهو يقول "كريستوس زناف ييف هاي ني تساف" وترجمتها (المسيح ولد بالظهور الإلهي) فيرد الأخر ويقول (مبارك ميلاد المسيح لكم ولنا بشارة كبرى).
 
بهذه الكلمات المعبرة استهلنا حديثنا للأب اراكيل اردواس كاسباريان كاهن كنيسة الأرمن الأرثوذكس في الموصل الذي قال لموقع "عنكاوا كوم":
 
احتفالاتنا بعد عام 2003 اقتصرت على المراسيم الدينية وأداء الصلوات في الكنائس بينما تغيب كالعادة الاحتفالات الأخرى ومظاهر الفرح وتتضمن احتفالات الكنيسة إقامة القداس في صباح يوم العيد ولكن هذه السنة وبسب التحسن الذي طرا على الوضع الأمني لمدينة الموصل فقد قررنا إقامة قداس ليلة العيد على ان يقام قداس أخر صباح العيد في كنيستنا التي تقع في منطقة شعبية بمدينة الموصل تعرف بـ (حوش البيعة ).
 
ويقارن الاب كاسباريان بين احتفالات الطائفة قبل عام 2003 وبعده حيث يشير الى احتفالات السابق كانت مميزة من حيث إقامة قداس ليلة العيد يستمر لثلاث ساعات متواصلة وبعدها يخرج المؤمنين ليقيموا فيما بينهم جلسات محبة يشاركون فيها اقتسام الطعام حيث يحرصون على تقديم وجبة (سمك مسكوف ) حيث تتصدر هذه الاكلة المائدة حيث تجتمع في العادة أربع الى خمس عوائل او عشيرة على سبيل المثال على هذه المائدة ليتم الاحتفال بصورة جماعية وهذا الأمر متوارث من خلال ماتناقلته هذه العوائل عن اقرانها في أرمينيا وهذه الوجبة لها مدلولات إيمانية وتستذكر بعض الأحداث التي لها صلة بالسمك وردت في الانجيل المقدس ويضيف كاهن الأرمن الأرثوذكس فيقول ان عدد العوائل التي كانت تقطن المدينة قبل 2003 بلغ عددها 350 عائلة اما اليوم فالعدد لايتجاوز الـ (80) عائلة وبالإضافة لهذا العدد فلدينا 20 عائلة تقطن مجمعا سكنيا قريب من كرمليس ولدينا ايضا عشر عوائل تسكن قرقوش بالإضافة الى (15) عائلة تقطن مناطق مسيحية كبرطلة وتلكيف وساقوم بإقامة قداس العيد في كنيسة الأرمن في مدينة الموصل على ان اقيم قداس في ثاني أيام العيد للعوائل التي تسكن في تلك المناطق الذي ذكرتها حيث سأقيمه في كنيسة مار كوركيس للسريان الأرثوذكس في قرقوش.
 
وعن الخصوصية التي ترافق احتفالات الأرمن بعيد الميلاد يشير الاب كاسبريان الى ان قداس العيد يضم ايضا الاحتفال برتبة عيد الدنح او معمودية المسيح وتشتمل على تقليد توارثه الأرمن منذ ان كانوا يعيشون في القرى وحالتهم الاقتصادية معدمة فكانوا يضعون صليبا في قنينة تبريك الماء ويستدعى شخص غني ليصبح اشبينا لهذا الصليب حيث يبقى الصليب لدى هذا الشخص للتبرك لمدة شهر بينما يتحصل المؤمنين على الماء والذي يحتوي على الميرون فيستخدمونه للتبرك وإعطائه لشخص مريض من اجل الشفاء.
وعن الأحداث المؤلمة التي عاشها الأرمن في مدينة الموصل يشير الاب كاسبريان الى حادثة استهداف كنيسة الأرمن في حي الوحدة والتي كانت قيد الانشاء فتم استهدافها في احد أيام كانون الأول (ديسمبر ) من العام 2005.

149
أفكار من وحي الميلاد

سامر الياس سعيد
هل سيولد يسوع هنا .. ؟
هنا في مدينة تلاطمت فيها امواج الصخب  ولم تترعرع بذرة المحبة الا بأطوار بطيئة جدا .. هل سيولد يسوع بين اسوار كونكريتية ضخمة  وطرق مقفرة  واشجار يبست بعد ان غاب عنها اصحابها ..
وزهور ذبلت وأغصانها تغضنت من الحرمان  وأمالت رأسها حزينة على الفراق ..
هل سيولد يسوع في هذه المدينة بعد ان كان مولده الاول قبل الفي عام في بيت لحم ومن ثم ولد في قلوبنا وترعرع في أعماقنا ليمنحنا الحياة ..
هل سيولد يسوع هنا  في هذه المدينة التي ترعرع في أعماق كل من عاش فيها  ليعلمنا معنى المحبة والسلام  ولم تفارقنا كلمته بالطوبى وهو يدعونا دائما لان نكون صانعي سلام  حتى نظفر  بان نكون فعلا ابناء لله ..
اغذ الخطى في المدينة وافكر ..
اذا ما ولد يسوع في هذه المدينة فاين سيكون مذوده بين  انقاض بيت دمر  او حول اسوار تركت الشظايا اثارها عليها  او  تحت نوافذ لم تسلم من لغة الحرب ..
فيسوع الذي ولد  قبل الفي عام في مذود صغير بعد ان عجز يوسف عن إيجاد مأوى مناسب لمريم حتى  تضع المولود  يجب ان يولد هنا ..
في هذه المدينة التي عجزت الظلام ..
فمولد يسوع يمنحنا النور  لابل هو اسطع من شمعة نلتجا إليها كلما شعرنا بالظلام يقتحم حياتنا ..
ومولده هنا  يمنح الاشجار خضرتها ويعيد للمدينة ربيعها المفقود  بعد ان كانت تتمتع بربيع مزدوج ..
وللزهور القها وعبقها  مثلما منح شجرة السرو باغصانها القاسية موضعا في منازلنا  في كل عيد .. هل سيولد هنا ..؟
هل سيولد ليمنح من غادر المدينة املا بالعودة  الى  المستقر الاول ..
وميلاده يمنح الدفء فكيف للذين غادروا للمنافي فعاشوا تجربة  القسوة بين برودة المشاعر والغربة القسرية ..
هل سيولد هنا فميلاده إيذانا بعودة الجميع  فإذا منح بيت لحم شرف استقباله الجسدي  فهنا أيضا ستتمتع المدينة بشرف عودته لكي يولد في أعماقنا ويدعو الجميع للاستقرار والثبات ..
هل سيولد هنا ..
فيراه اطفال المدينة ويسعدوا برؤيته  فهم قد كانوا من اشد الخاسرين باوضاع المدينة الحزينة ولابد ان يتمتعوا اليوم ..
لابد للبسمة البريئة ان تعود لوجوههم الملائكية بعد ان تلطخت بغبار الخوف وتعفرت بتراب الماسي ..واليوم إذا ولد هنا سيكونون هم من سيستقبله ..لابل سيكونون مذودا يحتضنه فقلوبهم ناصعة البياض ولم تتاثر بالخراب الذي أحدثته الحرب ..
لابل لم تصلها بعد شظايا التدمير الذي عاث في كل مكان ..
الأطفال سيكونون أول المستقبلين ومعهم فقراء  معدمين كانوا ولازالوا يحظون باخوة يسوع ..سيستقبلوه وسيحيطون به حتى لايرى ما اصاب مدينتهم ..
فقط سيكونون معه وسيستقبلوه هنا ..
في مدينة لم تتكلم لغة المحبة منذ سنين
ولم تتقن لحن الهدوء
بل أدمنت صوت الرصاص ..ومنبهات سيارات الشرطة  والإسعاف
واختلط الدم البريء بطرقات المدينة  لتظهر فيما بعد شقائق نعمان حزينة لاتضحك
وقرنفل يبحث عن الق
وبيبون بري غاب عن وسطه اللون الأصفر
وبقي الأحمر عنوانا لكل شيء فحتى مذود الرب بعد الفي عام
هنا في المدينة تلطخ بهذا اللون
لكنه زال حينما قبل الرب
إن يولد هنا في قلوبنا ..


150
أقدم كنائس الموصل تتحدث عن عراقة الوجود المسيحي في المدينة
"عنكاوا كوم" تزور كنيسة مار اشعيا في الموصل





عنكاوا كوم – الموصل – سامر الياس سعيد

 
لم تكن منطقة رأس الكور الشعبية والعريقة في مدينة الموصل معروفة من قبل بل كانت كما كتب المؤرخون بأنها منطقة قفر باستثناء الدير الذي تحول الى كنيسة خورنية بفضل الربان ايشو عياب برقو سري والذي يعود له الفضل في إنشاء كنيسة باسم مار اشعيا في هذه المنطقة التي تطل على نهر دجلة في الساحل الايمن ،وقد كانت نواة لمدينة الموصل، فبعد ان كانت كنيسة للدير الذي أسسه مار ايشو عياب برقسري ،صارت الكنيسة الكاتدرائية الشرقية في الموصل بعد اضمحلال نينوى على مر الأجيال.
والحقت بها ثلاث كنائس حاليا مهملة وهي كآثار قديمة وهي:مار قرياقوس ومار كوركيس ومار يوحنا وجرت أعمال بناء وترميمات كثيرة على الكنيسة زمن الخوري افرام رسام والمطران بولس فرج رحو لعل أخرها ما تمر به اليوم كنيسة مار اشعيا والتي زرناها حيث تخضع لأعمال ترميم وتأهيل ونترقب قريبا افتتاحها ونعود للتاريخ حيث نجد ملخصا عن أحوال الكنيسة بمداد ما كتبه الأب جان موريس فييه الدومنيكي في كتابه المعنون الاثار المسيحية في الموصل والذي ترجمه نجيب قاقو وصدر بترجمته هذه في بغداد عام 2000.
حيث يشير الأب الدومنيكي الى ان الكنيسة المذكورة كانت نواة مدينة الموصل ولهذه الكنيسة شفعاء لعل أبرزهم هو الربان ايشو عياب برقسري حيث يشير عنه الكتاب الى ان أصله من نينوى وعرف بازدرائه للعالم فاضطر الى تأسيس هيكل كبير ودير صغير وذلك في عهد البطريرك حزقيال (570-581) واقبل راهبان تقيان وسكنا معه ووافت المنية ايشو عياب فدفن في الدير الذي أسسه.
كما يعرف عن ان هنالك كنيسة مجاورة لكنيسة مار اشعيا تعرف بكنيسة مار قرياقوس حيث يعرف هذا القديس في سنكسار الشهداء الرومان عندما نال أكليل الشهادة وعمره لم يتجاوز الأربعة اعوام مع أمه التي تعرف باسم يوليطي او جوليت وهنالك أسطورة موصلية تشير انه عندما تم ترميم هذه الكنيسة عام 1908 جاء طفل مجهول وساعد البنائين وكان انذاك في نحو الثامنة من عمره والى جانب الكنيستين توجد كنيسة ثالثة تعرف باسم كنيسة ماريوحنا وهنالك ذخائر باسم هذا القديس وجدت في تلك الكنيسة وتوجد شواهد تفيد بأقدم تاريخ لوجود هذه الكنائس، حيث يشير الأب فييه الى ان العام 1694قد شهد ترميم كنيسة مار كوركيس ومار اشعيا الى جانب كنيستي شمعون الصفا ومسكنتة.
وفي سجلات المطرانية الكلدانية في الموصل هنالك إشارات الى كنيسة مار اشعيا تعود اولهما الى عام 1720 والثانية من دون تاريخ لكن فيها ملاحظة بالعربية تشير الى اسم كاهن كان يخدم الكنيسة ويدعى القس باكوس وذلك في القرن الثامن عشر كما شهد عام 1796 ترميما أخر لكنيسة مار اشعيا بحسب ما ورد في كتابات بالاسطرنجيلية والعربية وجدت فوق باب قدس الأقداس وباستثناء كنيسة مار اشعيا فان الكنيستين الاخريتين تبدوان كقاعة مثل كنيسة مار قرياقوس التي تبدو كغرفة كبيرة ومستطيلة الشكل أعيد بناؤها عام 1947 اما ذخائر شفيعها فمحفوظة في كوة الى يسار المذبح مع ذخائر مار كبرئيل مؤسس الدير الأعلى اما الكنيسة الأخرى التي تدعى بكنيسة مار يوحنا فهي صورة مصغرة لكنيسة كاملة بأجنحتها الثلاثة وأقواسها.
اما الأب الدكتور يوسف حبي فيشير الى كنيسة مار اشعيا ضمن كتابه المعنون بكنائس الموصل والصادر في بغداد عام 1980 فيقول عنها ذات المعلومات الواردة بكتاب الأب جان فييه ويستطرد انه في عهد بطريرك كنيسة المشرق (الاثورية – الكلدانية ) حزقيال (570-581) أسس الراهب ايشو عياب برقو سري من أهالي نينوى ديرا وهيكلا دفن فيه وقد كان الموقع قفرا ثم غدا محلة تعرف باسم (راس الكور ) فتحول الدير الى كنيسة خورنية وأضحى كرسيا لأساقفة الموصل في القرن السابع وأضيفت الى الهيكل الأصلي ثلاث كنائس قبل سنة 1694 باسم مار كوركيس ومار يوحنان ومار قرياقوس ولم يبق من الاثار القديمة سوى قطعتين مرمريتين مطعمتين محفوظتين في هيكل مار ايشو عياب وقطع مرمرية مكتوبة ومزخرفة أصلا الى هيكل مار كوركيس ونقلت عام 1964 الى الغرفة المجاورة بعد ان ضم هيكل مار كوركيس الى الهيكل الكبير ويتمتع هيكل مار يوحنان بقيمة اثرية على الرغم من تداعيه فان بيت الشهداء يعود تاريخه الى العهد الاتابكي بينما ترجع الابواب والحنيات الأخرى الى تجديد عام 1694 وتحتفظ هذه الكنيسة بأقدم كتابا صلوات طقسية باسم (حوذرا ) من القرن العاشر كما تحتفظ بايقونة بيزنطية من القدس تعود الى القرن الثامن عشر).
كما يشير التاريخ الى ان الكنيسة كانت من ضمن المحاولات الرامية لعدها كمقر لمعهد اكليركي بعد المحاولة الأولى التي كانت ترمي الى اعتبار دير مار كوركيس قرب الموصل بعد أن تم تجديده وإعداده من قبل القاصد الرسولي بندكتس بلانشيه، ويظهر إن إدارته ُ أسندت الى القس جرجس خياط كما يفهم من رسالة كاتم اسرار مجمع إنتشار الإيمان الموجهة الى القاصد الرسولي في 4 حزيران 1859 حيث يكتب: "يطيب لي السماع بان الكلية او المعهد الجديد قد أفتتح، وبأن التلميذ خياط قد عُين مؤقتاً لإدارته حتى تعهد الإدارة الى الآباء الدومنيكان كما في نيتكم أن تفعلوا"
ولايوجد معلومات عن هذه الفترة، لكن المؤرخين يشيرون الى عدم بقاء الدير كمعهد حيث انه لم يُـكتب له النجاح والديمومة لأسباب عديدة اما المحاولة التالية فكانت في اعتبار هذه الكنيسة كمقر للمعهد حيث أجتمع البطريرك يوسف أودو بأعيان الكلدان الموصليين وشرح لهم ضرورة أن يمون للطائفة مدرسة دينية، وانه يعتمد عليهم، وعلى شهامتهم وكرمهم ومحبتهم للطائفة. فتحمسوا وتعهدوا القيام بالواجب، فقرر فتح معهد ديني في كنيسة مار إشعيا وذلك في النصف الاول من سنة 1860، وعندما ذهب الى آمد ليجتمع مع السادة الأساقفة، أيد الأباء خطوة البطريرك بفتحه المعهد وتبنوا المشروع وعهدت ادارته الى المطران برتتر. وذلك كما ورد في مجلة بين النهرين الصادر عام (1983) العدد 41/42 ص 67-96.
اما واقع الكنيسة اليوم فقد كانت زيارتنا لها متزامنة مع أعمال الصيانة والتأهيل استعدادا لافتتاحها في موعد قريب حيث زرناه وقد خلت من مقاعد المؤمنين ومازالت أدوات العمال والكهربائيين تسود المكان واستطعنا التجول بين أروقة الكنيسة حيث شهدنا ضريحا لسعيد الذكر المطران قرياقوس موسيس الذي انتخب أسقفا لابرشية العمادية وشمكان في 17/11/1967 وسيم في 3/4/1968 في كاتدرائية أم الاحزان في بغداد وتوفي في 16/4/1973. حيث دفن في هذه الكنيسة.
وفي سياق جولتنا وجدنا غرفة مجاورة جمعت فيها شواهد ورخاميات كتب عليها بخط اسطرنجيلي فضلا عن كتابات باللغة العربية تشير في سياقها الى معماريين ولم نعثر عن الموقع الذي اقتطعت منه تلك الشواهد وبعدها خرجنا لنتطلع الى جدار مجاور وقد تداعى بفعل الزمن حيث قادتنا خطواتنا للاطلاع الى ما يحيط به فوجدنا كنيسة قديمة بعتقد بانها كنيسة مار يوحنان كما أشار الأب حبي في كتابه وقد تداعت لابل قد أصبحت مكبا للنفايات بالرغم من ان بعض جدرانها تشي الى قيمتها المهمة فضلا عن صليب صغير بلون اسود يوشح احد جدرانها الرئيسة وعير سلم صغير نرتقي الى سطح الكنيسة لنجد ناقوس الكنيسة الحالية وهو يعانق السماء مطلا على نهر دجلة والمنظر من هنا رائع حيث يقدم الموصل بصورتها الرائعة.
زيارتنا لهذه الكنيسة كانت عبارة عن غوص بتاريخ مسيحي عريق للمدينة ووجدنا ان نكتب إزائها مارصدناه خلال هذه الزيارة لكنيسة مار اشعيا حيث تنسمنا من خلالها بخور الزمن الجميل والمسيحيين القدماء وشواهدهم التي ما زالت تحكي أصالتهم في هذه المدينة.


151
عنكاوا كوم تحاور المطران يوحنا إبراهيم
إعلامنا السرياني يحتاج الى تنظيم جدي ونحن مع  وطن امن مستقر مستقل  






الموصل – عنكاوا كوم – سامر الياس سعيد

أعادت زيارة المطران مار غريغوريوس يوحنا إبراهيم مطران أبرشية حلب للسريان الأرثوذكس  لمدينة الموصل  دفقا من الذكريات التي أعادت عدد من مسيحيي مدينة الموصل الى حقبة  استمرت ما بين نهاية ستينيات القرن المنصرم ومطلع سبيعينايته  حيث كان المطران مارغريغوريوس قبل سيامته مطرانا  يعمل معلما في مدارس الأرثوذكس ويعرف باسم (ملفونو  ) فضلا عن نشاطه الملحوظ حيث  تداول الموصليين كتاب صلاة الرمش  وقد  تزين باسم معده الشماس حنا إبراهيم لسنوات عديدة  امتدت حتى يومنا الحاضر  وقد كانت زيارته الأخيرة موفدا من قبل البطريرك زكا الاول عيواص لحضور حفل تنصيب المطران مار نيقوديموس داؤد متي شرف مطرانا لأبرشية الموصل حيث استثمرنا تواجده بين أحبائه لنحاوره عن الفترة التي قضاها في الموصل في تلك السنوات وما تحمله ذاكرته عنها فضلا عن محاور اخرى  عبر هذا اللقاء :

*ماذا يجول بخاطرك وأنت تزور الموصل  اليوم  وأنت كنت من ابرز العاملين في الأبرشية ومازال  حضورك فيها في تلك الحقبة يكلل ذاكرة من جايلك منهم ؟

-خدمت  هذه الأبرشية  كشماس منذ شباط عام 1967 ولغاية نيسان 1973 وكنت حينها صغيرا في السن  وكانت  الموصل من الأبرشيات  التي يتغنى بها السريان لمكانتها  الكنسية  ودور من خدم بها ولقد أنجبت  بطريركا  في بداية  القرن الـ (20) هو البطريرك مار اغناطيوس الياس الثالث وكان مطرانا على الموصل  وعرفت مطارنة كبار أمثال مار  ديونسيوس بهنام سمرجي  ومار اثناسيوس توما قصير  ومار غريغوريوس  بولس بهنام وعندما جئت الى الموصل  كان مار سويريوس زكا مطرانها  الجليل  من المطارنة اللامعين  فخدمت تحت كنفه الى نهاية 1967 وفي هذه الفترة  كنت اعلم طلاب وطالبات مدرسة  الأرثوذكس ومار توما  وهذه بداية الخبرة  في حياتي  التعليم والخدمة  مع الشباب  والخدمة مع الشباب  والخدمة في الكنيسة  وشيء أخر مهم هو العلاقة التي بنيتها  مع إخوة  من  الكهنة فضلا عن إخوتي من الكلدان والسريان الكاثوليك  ولقد امتد التعاون الى إعداد بعض الكتب في التعليم المسيحي  وكذلك برامج عن  المسيحية في  التلفزيون المحلي:

  وعندما  جاء نيافة  المطران صليبا شمعون  في عام 1969 وكنت قد سبقته في الخدمة  في الأبرشية وعرفت الناس  وتعرفت على أحوال الأبرشية  وكنت خير عون له  في بدايات الأمر  ولكنه علمني  الكثير هو الأخر  بصدقه وإخلاصه ومحبته للكنيسة  وكان له  الفضل  الكبير  ان يطلب لي  منحة دراسية لأذهب  الى روما  وأكمل دراستي العليا  في المعهد الشرقي  حيث تتلمذ الكثير من البطاركة والمطارنة  والكهنة الكاثوليك  فتركت الموصل  ولي محبة كبيرة لأهلها  ومكانة لاتوصف بكلمات لدورها  في تكوين شخصيتي  وحينما  كنت بعد  تاريخ مغادرتي  اشعر بانتمائي  الفعلي لهذه الأبرشية  واعتز كثيرا  لمن تعرفت عليهم  وبعضهم تلاميذي وأتابع نشاطات الأبرشية  من كل النواحي  فانا أحب التاريخ  واختصاصي هو في التاريخ  وارى ان أبرشية الموصل  تاريخية  وهي واحدة من أمهات  أبرشياتنا السريانية  حيث ان هنالك من البطاركة  والمفارنة والمطارنة  والكهنة ممن خرجوا  من هذه المدينة  وقد زين  الكنيسة  في هذين القرنين 20-21 قداسة سيدنا  البطريرك مار  اغناطيوس زكا  ابن الموصل  البار  ومطرانها  الهمام  رئيس  أساقفة بغداد بعد ان انتقل إليها  وحتى تاريخ انتخابه بطريركا  ومطرانية الموصل ستبقى  في قلبي وفكري ولن أنساها  لأنها علمتني  أشياء كثيرة  منها معنى الرعاية الصالحة  وخدمة الناس  من كل الأعمار والأجناس اما عن زياراتي للموصل فهي مرات  بعد مغادرتي لها  عام 1973 ولكنني اتالم للأوضاع السيئة  التي مرت ليس عليها فحسب بل على العراق عموما  وبما إنني اشعر بانتمائي  الى الموصل كجزء من هذا  الوطن الغالي  كنت دائما اذكر  العراق في صلواتنا ومناسباتنا  وفي كل المحافل الدولية  في مجلس الكنائس  العالمي  كنت اريد ان لاينسى  العالم  موطن الحضارة النهرينية  ووطن الثقافات  المتعددة واللغات الحية  مثل السريانية والآرامية  ولكن فعلا  كنت اشعر بالحزن للغيمة السوداء التي خيمت  سنوات على هذه البلاد الآمنة  والتي عاش أبنائها تحت كنف المواطنة  فليست هذه المرة الأولى  لزيارتي بعد مغادرتي لها  ولكنها المرة الخامسة او السادسة  ولكنني في هذه المرة  أتشرف  بان أكون موفد قداسة البطريرك  مار اغناطيوس زكا برتبة تجليس نيافة الحبر الجليل مار نيقوديموس داؤد شرف الذي اعرف عائلته  معرفة جيدة  واعرف جده ووالده وأفراد عائلته وانا اشهد بان هذه العائلة  ملتزمة بالكنيسة  وإيمان أبائها  ولاغرو  ان تعطي واحدا من أبنائها  ليكون خادما  للكنيسة  واليوم هو  ملاك أبرشية الموصل  خلفا  للمطران مار غريغوريوس صليبا شمعون  وهذه المرة أنا  في مهمة  وخلال الأربعين سنة ونيف  أنا شاهد على تجليس مطرانين  في الموصل هما مار  عريغوريوس صليبا ومار نيقوديموس  شرف ..

*قدمت أبرشية حلب الكثير للعوائل العراقية ممن اختارت هذه المدينة ملاذا لها تحتضنها بعد ان أجبرتهم ظروف العراق على الرحيل عنه ،مالذي قدمتموه لهذه العوائل وكم تبلغ أعدادهم اليوم ؟

- بعد المحنة  التي مر بها العراق جاءت عائلات  مسيحية  الى مدينة حلب  حيث بلغت اعدادهم في بعض الأحيان ما يقارب الـ(300) عائلة  ومنذ اللحظة الأولى  كنت اريد ان يشعر  جميع العراقيين  بان لديهم أب  وأخ كبير في حلب فأعطيت كل ما عندي من إمكانيات  في سبيل خدمة  الوافدين  من المسيحيين  بصورة عامة  وكرست وقتا مهما من أوقاتي لرعايتهم  وفتحت قلبي أولا لهم ثم دار المطرانية  المكان الوحيد الذي يلتقون  فيه وكنت اشعر  لدى مجيئهم للمطرانية  أنهم يأتون لبيتهم  وقدمت لهم مساعدات  ونظمت شؤونهم  عن طريق مكتب خاص وعينت فيه من  يدير شؤون العراقيين  وكنت أفكر بأربعة أمور  يحتاجون إليها  تأتي في أولوياتها موضوع التعليم حيث فتحنا  المدرستين السريانيتين امام جميع الطلبة العراقيين  ومجانا  لأننا اعتقدنا  ان حرمان أولادنا  العراقيين من التعليم  هو جريمة في المستقبل فعليهم ان يتابعوا دروسهم ويصلوا الى الجامعات  ليؤمنوا  المستقبل ولايعيشوا في عالم الأمية  والموضوع الثاني  كان الصحة حيث كثير منهم يحتاج الى علاج  ونحن في حلب لدينا  مستوصفان  باسم مار افرام والاخر باسم مار جرجس وقد أوصيت إدارتي المستوصفان  بالالتفات  الى كل وافد من العراق لخدمته وتقديم  كل ما يلزم وأيضا مجانا  في سبيل ان يشعروا  ان الناحية الصحية مؤمنة  في الأبرشية  بالإضافة الى  ذلك  متابعة بعض الحالات التي تحتاج لتداخل جراحي وهذا ما متوفر في مشافي حلب  الأخرى حيث نوجهها  لرعاية المرضى العراقيين  والناحية الثالثة  هي تشكيلنا مكتبا قانونيا للاستشارات  فمن كان بحاجة  لان يعرف القانون  بالنسبة لوجوده او أمور أخرى  تستدعي المشاورات كالاستئجار او الشراء  فكان عليه ان يراجع المكتب ومجانا أيضا  ليضعه المكتب  بصورة ما يلزم والناحية الأخيرة  هي تامين مواد تموينية  ومساعدة  العائلات المحتاجة  خصوصا في أيام الأعياد فكنا  في هذا الأمر ننتظر  مساعدات تأتينا  من هنا وهناك لنصرفها بأمانة  وتشارك المؤسسات  الخيرية في موضوع تامين تلك الاحتياجات كما في هذا السياق فكرنا  في تامين مقر  يومي للعراقيين الوافدين  فأعطيناهم صالة من صالات المطرانية   لاجتماعهم اليومي ومن جميع الطوائف لكي يبقوا ضمن إطار عيشهم كما في العراق وأقاموا  من خلال تلك الاجتماعات نشاطات روحية وثقافية  كما تمخض عنها تأسيس  أخوية مار توما التي تقدم مواضيع روحية  واجتماعية وتحيي مناسبات  ليكون اجتماعهم على مائدة المحبة ،

باختصار أقول  ان رعاية العراقيين  في حلب  امتازت بالرعاية الأبوية والمحبة الأخوية  وهم يذكرون ذلك  اما عن نسبة اعدادهم  فحاليا قد قلت اعدادهم عما كان في السابق  فكل  المسيحيين العراقيين اليوم في حلب تقدر اعدادهم  بـ(700-800) عائلة  وسبب تقليل العدد يعود  لدور الأمم المتحدة بتامين اقامات عدد منهم بالإضافة الى النسبة الأخرى  عادت الى العراق بينما كانت أعدادهم سابقا تفوق  الألفي عائلة  في حلب  وينتظر المئات من تلك العوائل فرص السفر الى ما وراء البحار ..

*لك يعود دور الريادة في الدعوة لإقامة ملتقى يهتم بالإعلام السرياني  عقد في حلب قبل عامين  فضلا عن إقامة مؤتمر أول عقد العام الماضي في عنكاوا  وتخلله تكريم لسيادتكم عن دوركم الفاعل في تنشيط الإعلام السرياني ..كيف ترون واقعه اليوم ..؟

- اريد ان اعترف بان إعلامنا السرياني يحتاج الى تنظيم جدي فلدينا صحف ومجلات ومواقع الكترونية وحتى قنوات تلفزيونية  ولكنني شعرت في وقت من الاوقات  ان انتمائنا  الى تسميات أبعدت  الواحد عن الأخر  وجعلت  الواحد في عزلة عن الأخر  وهذا الأمر لايخدم  وحدة الكلمة ولايتمتع برؤية إعلامية تتطلع  الى مستقبل شعبنا  المتعدد بطوائفه وانتماءاته المذهبية  ونحن في حلب  لدينا موقع مطرانية  حلب ونشعر  بأننا بحاجة  ماسة لان نأخذ ونعطي  ما لدينا  وما عند الاخرين  لنغني موقعنا ولكن عدم وجود رابط بيننا وبين المواقع الأخرى  أضحى عائق لتطوير الموقع وبقية المواقع  وهذه المنطلقات  دفعتني لأدعو لأول مؤتمر  للإعلام السرياني  في دار المطرانية  وكانت المشاركة جيدة وتخلل المؤتمر طروحات فاقت تصوراتنا  وأكدت التوصيات المنبثقة عن المؤتمر  على وحدة  الرؤية في الإعلام السرياني  فيها خدمة لشعبنا أينما كان وفي اللقاء الثاني الذي جرى في عنكاوا  برزت طروحات جديدة ولكنني أتمنى على القائمين  على موضوع وحدة الإعلام السرياني  ان يستمروا في لقاءاتهم  لان اللقاء  مهما كان نوعه له فائدة كبيرة  في ان ترى وتسمع  وتناقش  الأخر بحضوره  وهذه هي الفائدة المبتغية  من اللقاءات  والذي ارجوه ان يستمر  ويتوجب على الكنيسة  بشكل عام ان تنظر الى الإعلام غير الكنسي  بنظرة تقدير  لان إعلام الأحزاب  والمنظمات والمؤسسات  غير الكنسية  مهم لشعبنا  وعلى هذه أيضا ان لاتتجاهل  دور المواقع الكنسية  وانا اعتقد  وبشكل جازم  ان واحدنا يكمل  الأخر  فنحن بدونهم  نشعر بنقص  وهم بدوننا  يشعرون بذات الشيء  فلماذا لاتمتد اليد من كل جانب  الى اليد الأخرى  واترك الموضوع للقائمين  على الإعلام السرياني  لتفعيل دوره وتطبيق توصياته والخروج بنتائج تخدم شعبنا سواء هنا في أوطاننا  وخارج المنطقة ..

*تمر اليوم سوريا في مرحلة مهمة ،لابد للمسيحيين من دور فاعل وخطير في خضم تلك التطورات التي يشهدها هذا البلد فما هو الموقف الذي على المسيحيين خوضه إزاء تلك التطورات ؟

- ان المسيحيين بشكل عام والسريان بشكل خاص لاينكرون بان عهد الرئيسين حافظ الأسد وبشار الأسد كانا عهد استقرار وأمان في سوريا  وما جناه  المسيحيون في الأربعين سنة ونيف كان يؤكد على ان المساواة  والعدالة في الدستور  وفي الواقع متوافران  ويكفي  ان أشير الى ان الدستور  وسلوك الحكومات  كان يؤكدان على مساواة  الجامع بالكنيسة  في كل شيء  مثلا في مجانية  الكهرباء  والماء والإعفاء من الضرائب  وعدم إلزام رجال الدين  المسيحيين بالخدمة الإلزامية  وإهداء أراض في احياء جديدة  لبناء  الكنائس وغيرها  من الأمور التي لم تكن موجودة بالإضافة  الى حرية ممارسة الطقوس والتقاليد والعادات  حتى في شوارع المدن بمناسبات الأعياد وفي الوقت الحاضر  ما ناديت به ونادى به قادة الكنائس في كل الطوائف هو ان جميع المسيحيين في سوريا  يقفون مع امن وأمان واستقرار هذا الوطن  ونحن قلقون  تجاه الفراغ والمجهول والفوضى  ولهذا بالنسبة ألينا  ما وفره هذا النظام  نريده ان  يكون موفرا  دائما ونحن لانستطيع ان نجابه التطرف والجهل  الا عندما يكون  الوطن في امن وأمان  من هنا نادينا  بالحريات العامة والإصلاح في كل المجالات  واقتلاع الفساد من جذوره  ومنح مساحة اكبر للديمقراطية  وإجراء انتخابات حرة ونزيهة  وضرورة  إفساح المجال امام تعددية الأحزاب  ولكن هذه  المطالبات ليست  بالضرورة لنقف مع من يريد تشويه صفحة سوريا  ويخرب البلد ويدمره فنحن المسيحيين  نقف ضد كل من يقتل ويسلب  ويستهتر بكرامات الناس  ومن هنا ننادي بالنظام الذي هو  ضد الفوضى ومن لايفهمنا  يضعنا في خانة أخرى ليست لنا  فهو يتخيلها  ويريد الصاقها بنا  وأتساءل من من المواطنين  الشرفاء  مسلما كان أم مسيحيا  لايريد الاستقرار عنوانا لوطنه وهذه هي  منطلقاتنا  ولانقبل أبدا  ان تصنف الكنيسة  مع هذا او  ضد ذاك فنحن نريد ان ينور الله  العقول  فيعود المواطنين  الى بعضهم ويتعاونون من اجل ازدهاره وتقدمه في المجالات ونحن مع  وطن امن مستقر  مستقل  ولانقبل  بالتدخل  الاجنبي سواء كان عربيا أم غير عربي حتى يحتل عقولنا  ووطننا ويجعلنا تحت الهيمنة ..

*تحظى مدارس العراق وخصوصا  في المناطق التي تحظى بتواجد ابناء شعبنا بتجربة التعليم السرياني  فهل هنالك توجه من سيادتكم للمطالبة بتعزيز تلك التجربة ونقلها للمدارس في سوريا ؟

- تجربتنا  في سوريا  مع اللغة السريانية  هي بسماح وزارة التربية  بتعليم اللغة كلغة طقسية  وليست كلغة منهجية  مستقلة كاللغتين الانكليزية والفرنسية  ولقد طالبنا بان تكون سوريا  بالذات الوطن الرائد في تعليم  اللغة السريانية الارامية  كونها لغة سوريا الأصلية  قبل ان تأتي العربية  بعد الفتح العربي ونرجو ان تكون الأذان صاغية  لتلبية هذا النداء  حتى نحظى بتعليم لغة  ابائنا  وتراثنا  لاحفادنا  على الأقل في مدارسنا  كما ان هذا النداء موجه أيضا  لوزارة التعليم العالي  في سوريا  لنجعل من اللغة السريانية  واحدة من اللغات  التي تدرس  في كلية الآداب او التاريخ  كما هو الحال في مصر  ولااستطيع  ان أتصور  ان في مصر قسم للغة السريانية  وقسم غني جدا ولاعلاقة لمصر  باللغة ولايوجد في سوريا  مثال لهذا القسم اما عن تجربة العراق في هذا المجال حيث ادخلت  اللغة كلغة أساسية  في مناهج المدارس حيث يعيش هذا المكون(السرياني الكلداني الاشوري ) حيث تبدو الفرصة متاحة لسوريا  لتعمل على احياء  اللغة السريانية الارامية  وتسمح لنا الحكومة السورية  بفتح معاهد رسمية  مثلما هو الحال مع معاهد اللغات في هذا البلد فانا اغبط اولئك الذين كانوا  وراء  احياء اللغة السريانية  في مدارس العراق خصوصا في شماله واتمنى لهم التوفيق وان يستفيد شعبنا السرياني  الكلداني الاشوري  من هذه الفرصة  فيستعيد معلومات عن لغة ابائه وتكون فعلا  لغة محكية  ومقرؤة ومكتوبة  خاصة وان الإعلام السرياني  يعطي أهمية لذلك  من خلال نشر الكتب  السريانية  وهي تعد بوابة  لبعث اللغة  وجعلها لغة حية ..

152
إذاعة صوت السلام ..أثير المحبة والايمان والرجاء

سامر الياس سعيد
تطوي عاما جديدا ومنها تنطلق أشعة السلام لأنها صوته ولسان حاله ..أنها إذاعة صوت السلام التي مثلت منبرا إعلاميا مهما لأبناء شعبنا حيث تدخل اليوم عاما جديدا بكل ثقة لتطل على مستمعيها عبر أثير الأيمان والمحبة والرجاء ..
مازلت أتذكر تغطياتها الخاصة وحدادها الحزين على ضحايا شهداء سيدة النجاة وخلية النحل التي كانت دوؤبة لتنقل نبض الحدث في تلك الأيام ..
لم تتحدد بمنطلق اشعاعها بل سمع صوتها المحب في كل بلدات شعبنا حيث كانت تجول لتزرع نبض المحبة بين تلك الربوع المعجونة بالمحبة ..
عائلتها اسرة جميلة يحمل كل فرد منها عنوان الابداع والتميز حيث توالى عليها كل من يحمل هوية راسخة في التألق والتميز  فلذلك امتزج صوتها بابداعها فكان السلام والابداع صنوان لايتفارقان ..
مازلت أنصت لاصوات ابائنا الكهنة وهم ينقلون صلواتنا وطقوسنا عبر اثيرها الجميل في كل عيد او مناسبة او ذكرى فلابد لاصوات الاباء  من حضور وتميز يتبعهما حرص شديد على تخليد الطقوس والاحتفاظ بعبق الروحانيات وهي تحضر في ثنايا مذبح الرب..كانت الإذاعة كنيسة صادحة بصوت الرب كما كانت في الوقت ذاته مرفأ للنفوس تستظل فيها من عناء ما تلقاه من أحداث ..كان اثيرها أيضا علامة فارقة للوقوف عند نقطة الحدث وتأشيره وتسليط الضوء عنه بالاستعانة برؤية من اصحاب الشأن ..جالت الاذاعة اديرتنا وكنائسنا وكانت هناك حيث كانت القداديس الالهية تنطلق ببركة اصحاب النيافة والاباء الكهنة والشمامسة والاكليروس..
واليوم اذ تدخل عاما جديدا فهي بلاشك تخطو خطوتها هذه بكل الثقة والرسوخ والثبات على تقديم الأفضل والامتع للمستمع  ومن خلال تلك الخطوة الواثقة تسطر إذاعة صوت السلام سفرآ جديدا مع أشقائها من وسائل الإعلام الخاصة بأبناء شعبنا  تدون فيه كل ما يلاقيه هذا الشعب من فرح تحققه متميزة او متفوق او ما يتركه مبدع من لحن جميل او لوحة ناطقة  او لمحة حزن تنبثق من بين المئات من احداث الاستهداف التي يواجهها هذا الشعب ..اختم كلمتي بالتمنيات التي اعبقها بعطر الورد لاضعها حول عنق اذاعتنا الجميلة متمنيا لها عاما جديدا مكللا بعلامات النجاح والتوفيق لكادرها ..


153
التاريخ يعيد نفسه
سامر الياس سعيد
الهجمة الأخيرة التي طالت عدد من كنائس كركوك تعيدنا للشهر ذاته من العام 2004 وبالتحديد في السابع منه حيث طالت الهجمة أيضا عدد من كنائس بغداد والموصل ..لاشك ان الهجمات تطال الحجر بعد ان بقيت القلوب المؤمنة على ثباتها وإصرارها على التجذر والتمسك بأرض الوطن رغم كل ماطالها من حالات استهداف  ويبقى السؤال .. لماذا ..؟
لماذا نحن من نكون على تماس مع لهيب النار ولماذا لاتبقى نفوسنا تشعر بالاطمئنان وهي تتحد كل يوم مع الرب ليثبتها على الايمان القويم ..بقيت ذاكرتنا متمسكة بالكثير من التواريخ ومحتفظة بالكثير من الشواهد حتى أضحت تلك الاحداث أناجيل تتمسك بها لتعزز لنا الايمان أناجيل باحداث مفتوحة تشير الى نهايتها بالفرح كما حمل لنا كتاب البشارة السارة .. الأجمل ورغم كل ما يحدث يبقى الاصرار ديدن الكثيرين ولحن التفوق ما زال يعزف منسابا من أنامل هذا الشعب الذي يصر على البقاء ليسطر على ارض الأجداد الحانا طالما عزفها أجداده  وفي ظل هذا التفوق ثمة رسالة مفعمة بالكثير من العناوين تجعلنا ننصت لفحواها خاشعين في ان الوطن ومهما تكالبت عليه ايدي الاشرار سيشهد يوما جديدا تشرق فيه الشمس مرتين ففي المرة الأولى تبزغ الشمس مطلة على ابناء الأرض تبشرهم بيوم العمل والجد والمثابرة  ومرة أخرى تطل شمس التحدي لتشرق علينا وتدعونا للبقاء رغم كل شيء  ورغم الأنقاض التي تنبجس من بين بعثرتها أصوات الصلاة والغفران لكل من أساء الينا ومن بين مقاعد الكنيسة المغطاة بالزجاج المكسور سيجلس الاطفال منصتين لصوت الراعي وهو يقول لاتخافوا انا معكم وستشهد النسوة المتشحات بالسواد صوت الرب ليقول انا معكم ويطمئن الاباء  بأنه باق الى دهر الداهرين ..أصوات الاطمئنان ستعانق ناقوس كنيسة العائلة المقدسة الداعي المؤمنين لزيارتها وتضميد جراحاتها كما فعل يوسف الرامي ..سنزور العائلة المقدسة لنحمل لها ورد السلامة ومعنا ضمادات تحمي جراحات اخوتنا في كركوك وسننشد مع اخوتنا الرعاة  المجد لله في الاعالي لان اسمه يتمجد مع كل شدة وضيقة تحل علينا وتجعلنا نتمسك بعراقنا اكثر من أي وقت مضى حتى نعتاش على خبزته ومائه رغم كل شيء .. رغم كل شيء ..


154
كنيسة مار أحودامة وجامعيين في الموصل مهددان بالغرق بالمياه الجوفية

 
عنكاوا كوم – الموصل - سامر الياس سعيد
 
 
مع مطلع اب يحتفل مسيحيو الموصل بعيد القديس مار احوادمة او ما حوديني باللهجة الموصلية الشائعة ولكن عبر الاعوام السابقة هجر المؤمنين الكنيسة الواقعة في احد ازقة الموصل القديمة، وذلك لقدمها وتاثرها بالمياه الجوفية التي اغرقتها وهددت ايضا جامعين قريبين بالتصدع والانهيار وذلك وفقا لرواية مهندس يعمل في ديوان الوقف السني في مدينة الموصل.
 
كتب عن الكنيسة المرحوم الأب الدكتور يوسف حبي في كتاب حمل عنوان كنائس الموصل الذي صدر عام 1980، الذي قال "شيدت على اسم مار احوادمة  مفريان تكريت الذي استشهد سنة 575 وهي من كنائس التكريتيين القديمة  يبلغ انخفاضها حوالي سبعة أمتار ويسبق تأسيسها  القرن العاشر".
 
وكتب ايضا "تجددت الكنيسة سنة 1896 وأودى التجديد الأخير  بالكثير من معالمها  وذلك لمعالجة المياه التي تغرقها  فنقل الباب الملوكي وهو من اجل الآثار المسيحية  في الموصل الى قاعة بنيت فوق الكنيسة القديمة وفي الكنائس حنايا وصلبان مرمرية جميلة. وفي الفناء مياه معدنية  وسلسلة توضع  في أعناق المصروعين بغية شفائهم "
 
اما رواية حارس الكنيسة فتشير الى وقوع عدد من العجائب في الكنيسة المهجورة، اذ يقول "اتفاجا احيانا بوجود شمعة مشتعلة رغم ان الكنيسة مقفلة واحيانا اسمع اصوات ترتيل في اوقات الليل".



155
لوثر ايشو..فنان تنبا بموته المأساوي من خلال لوحاته
فنانون من نينوى يشهدون بجنوح الفنان خارج المألوف





 
عنكاوا كوم – الموصل - سامر الياس سعيد
 
 
طوال الطريق المؤدي لمعهد الفنون الجميلة في موقعه بمدينة الموصل كنت اسأل نفسي مرارا، هل يمكن ان يكون هذا نهاية حلم تتشابه تفاصيله مع كابوس كالذي نعيشه كل يوم وكنت اكرر هل مات حقا ذلك الذي كانت لوحاته شاهد عيان ينطق بما جرى ويجري خصوصا وان تلك اللوحات عنيت بالتنبؤ وصدق الحدس وهي تستقريء ما يجري للملايين من العراقيين في زمن مر حتى بقيت تلك اللوحات ندية بألوان غالبا ما طغت عليها صفة السواد وقتامة المشهد حتى فيما يراه الفنان من غياب لبصيص أمل يسبغ تفاؤله على ما تبقى لمشهدية اللوحة. لوثر ايشو رحل فيما كان يستعد لإقامة معرض لم تتفتق قريحته الا على عنوان غريب يضعه كعنوان لهذا المعرض الذي لم يشهد حضوره فكان عنوان لوحات أخيرة مطابقا تماما لمشهد المعرض الذي غاب عنه فنانه وبقيت اللوحات تؤكد ان من أبدعها فنان تنبأ برحيله فتطابقت توقعاته مع ما تحدث به فيما تحدث زملاء الفنان ايشو لموقع "عنكاوا كوم" ممن جايله في فترات كثيرة إبان تدريسه في معهد الفنون.
 
حيث قال الفنان والناقد التشكيلي عضيد طارق عنه بان الفن الذي لايخلق في إطار التجاوز هو صنعة عادية وهي عبارة كان قد تمثلها وهضمها الفنان الراحل لوثر ايشو حيث قام بتأسيس كيمياء تجربته بروح بحثية في أغوار ومكنونات اللوحة تاركا خطاه تذهب الى مداها في التجربة والتأسيس.
 
وتابع الفنان طارق متحدثا عن تجربة الفنان الراحل مشيرا بان الأخير نأى بنفسه بعيدا عن زخرف الحياة الزائف المفتعل مكرسا جل وقته للبحث عن رؤية جديدة لفن طليعي وملتزم حيث كنت أراه وبحكم رفقتي له أنسانا يجمع بين الفنان الساكن السطح والملامح بينما دواخله تتفجر لتختزن الكثير من مرارات الحياة.
 
واسترسل طارق مشيرا بلغة الأدب الى ان الراحل ايشو كان جرحا ليس له ساحل مسكونا برغبة الجنوح الى خارج المألوف حيث كان يبحث دوما عن التحدي والمغامرة والدهشة.
 
واختتم الفنان طارق حديثه بشهادة نقدية استعرض فيها مجمل أعمال الفنان الراحل لوثر ايشو مشيرا بان تلك اللوحات كانت قصائد غير منطوقة تجمع بين حرارة الإحساس ونقاء الرؤى حيث نفذت بألوان أحادية معبرة عن جدب الروح في زمن اللازمن من عمر وطنه الذي أحب حيث قرأت عبر تلك اللوحات حقيقة تعبر بأنه ليس من الضروري بان تكون منفيا خارج الوطن بل هنالك منفيون داخل أوطانهم حيث مثل هذا المنفى اشد وجعا من المنافي التي كانت خارج الأوطان لذلك سيبقى لوثر ايشو فنانا له إسهاماته الفاعلة على مستوى الإضافة للحركة التشكيلية ورؤيتها الحديثة بل كان علامة بديهية في المشهد الإبداعي العراقي حيث مثل بحق نهرا متدفق العطاء لم يكتمل بضفتيه الاثنتين الا بصدقه كانسان وإبداعه كفنان.


 
في لقاء اخر، تحدث النحات والفنان طلال صفاوي العبيدي بألم عن رحيل الفنان لوثر ايشو، مشيرا الى عدة مواقف جمعته بالفنان دفعته ليترجمها بذرف دموع الألم على الرحيل المفاجيء.
وتابع العبيدي بأنه عندما يفقد العنصر المبدع المتمتع بعبقرية فذة تماما كتلك التي يمتلكها الفنان لوثر ايشو حيث اختطفته يد المنون بسرعة دون ان تكتحل أنامله بالعطاء الكامل فقد ذهب مودعا إيانا دون ان يمنحنا كلمة وداع واحدة فقد كان الفنان مبدعا في حاضرة مدينته الموصل وكانت سجاياه تترجم عبر العمل الدوؤب مواصلا عمله بصمت حيث ترك اكثر من بصمة في عطائه الذي كان يترجم الحالة الاجتماعية من حيث المضمون والالوان والمساقط عبر لوحاته المعبرة عما تعانيه مدينته وبلده من إرهاصات مترجمة لواقع افضل.
 
واختتم الفنان طلال صفاوي حديثه بالاشارة لفقدان فنان يشار اليه باخلاقه وفرشاته وخلقه فألف ألف دمعة حزن على فناننا الراحل لوثر ايشو الذي لم يكن يوما أنانيا بل تجده منغمسا متفاعلا كيمائيا بفنه وفرشاته وألوانه خصوصا مع طلابه.
 
بينما استذكر الفنان طلال غانم احد تدريسي معهد الفنون الجميلة أولى المواقف التي جمعته بالفنان الراحل مشيرا بأنها كانت احد أيام مطلع الثمانينات حينما لفت انتباهه ذلك الفنان ضمن مجموعة من الفنانين ضمت الى جانبه خليف محمود ومزاحم الناصري وغانم جياد واخرين حيث كانوا يعملون سوية منفذين عدة معارض مشتركة.
 
وتابع غانم استأثرت لوحاته باهتمامي فأيقنت حينها بأنه يحمل فنا إنسانيا يقدم من خلاله معاناة الإنسان وطروحاته حتى برز من بين تلك المجموعة بأفكاره رغم ان المجموعة كانت تعمل سوية لكن كان لكل واحد من المجموعة أسلوب مميز حيث ركز الفنان لوثر ايشو على التجريب وتركز عمله على الحداثة حيث عرف عنه تطوير فنه من خلال اعتماده للاختزال وتكثيف مفردات المعمار الفني للوحة التشكيلية وأكثر بعدا عن الواقعية المباشرة وعن قوالب الأكاديمية وثوابتها الأصولية المعروفة حيث أراه مبحرا في العديد من الرؤى والمعاني الجديدة لفهم اللوحات التشكيلية المعاصرة وبالخصوص أعماله الأخيرة التي اقتصرت على تعامله مع الوان معينة دون سواها.
 
إما عن اللوحة التي شدته من أعمال الفنان لوثر ايشو قال الفنان طلال غانم أنها رؤيته إزاء ما جرى في كنيسة سيدة النجاة وخصوصا لوحة لأحد شهداء تلك المجزرة وهو الطفل ادم ذو الثلاث اعوام حيث كان طرح ايشو من خلال تلك اللوحة جريئا بأسلوب فني متقدم وعموما فقد لمست اختلافا جذريا من خلال اللوحات الأخيرة التي قدمها الفنان ايشو عما قدمه في السنوات السابقة ..



إما الفنان التشكيلي ناطق عزيز فقد تحدث عن غياب الفنان لوثر ايشو بمرارة الرحيل خصوصا وان الراحل كان فنانا وإنسانا فإنما صفته الفنية فقد تزامنت مع تمتعه بروح التسامح وشعوره بالوطن وتعاونه مع زملائه حيث عد من المجددين بطرح المواضيع والأفكار بصورة موضوعية ووطنية ومعاصرة وكان له وقع كبير على الساحة الفنية وتابع عزيز بأنه تعرف على الفنان الراحل في مطلع السبيعينيات وتحديدا في العاصمة بغداد حيث اذكر لقائنا الاول في مقر نقابة الفنانين التشكيليين حيث كنت احرص على متابعة معارضه التي كان يقيمها بالمشاركة مع زملائه واستطعت من خلال تلك اللوحات ان أقرا ما كان ينوي طرحه من أفكار خصوصا وان تسلسلية أعماله ساهمت بقراءة موسعة عما يجول في ذهنه ليسقطها على سطح اللوحة فكانت تلك اللوحة تضم طرحا معاصرا لايبتعد عن الواقع.
 
وتابع عزيز مستذكرا مواقف رسخت بذاكرته حيث جمعته مع الفنان لوثر ايشو ومن بينها ان الفنان ناطق عزيز احتاج جهاز يسهم بمساعدة الفنان لتكبير اللوحات التي يبتغيها الفنان بالتخطيط حيث يجمع الفنانون على تسمية ذلك الجهاز بـ (الفانوس السحري ) وكان هذا الجهاز ثقيل الوزن مما تعسر على عزيز حمله فساعده الفنان لوثر مترجما صدقه وتعاونه مع زملائه كما بين عزيز موقفا أخر حيث تحدث عن تنفيذه لوحة في معهد الفنون الجميلة وبالمصادفة مر الفنان الراحل متابعا ماكان يقوم به الفنان عزيز فاشار اليه بان يقوم بقلب اللوحة لانها تحمل معنى ودلالة وفعلا قمت بقلب اللوحة فوجدت المعنى الذي حملته اللوحة اكثر عمقا عما كانت عنه في السابق.


بينما استذكر الفنان اكرم الياس بكر مواقف كثيرة جمعته بالفنان الراحل مشيرا الى حقبة الثمانينات وخصوصا مطلعها حيث كان يتابع الفنان لوثر ايشو وهو يرسم لوحاته مستخدما الوانا مائية ورغم صغر تلك اللوحات الا أنها كانت كبيرة بأفكارها فرغم ان لوثر كان شابا في تلك الفترة الا انه كان مفكرا متأملا بما يحدث خلال هذه الحياة القصيرة من ظلم وطغيان ورغم ما كانت تحمله تلك اللوحات من شجن ومرارة الا ان الفنان كان يمرر رسائل من خلال تلك اللوحات باستخدامه الوانا تدعو للتفاؤل حيث كنا نتصفح لوحاته كما الكتب أما عن شخصية الفنان فقال بكر بان الراحل تمتع بإجادته لفن مداعبة الآخرين مشيعا جوا من المرح والسرور في قلوب المحيطين به حيث شكل مع زميليه مزاحم الناصري وطارق الياس ثلاثيا متميزا في الساحة الفنية بمدينة الموصل وخصوصا في شارع الدواسة المعروف باستقطابه للفن والثقافة وروادهم وحاولت ان الحق بهذه المجموعة لكن الحرب اللعينة حرمتني من اللحاق بهم الا بعد انتهاء الحرب ومرور فترة طويلة حتى اطلت فترة التسعينيات وبالتحديد في نهايتها حيث التقيت بلوثر من جديد فوجدته متعبا محاصرا مرهقا يشكو هموما جديدة لم تكن تهمه في السابق كما تابعته في غضون سنوات سابقة يقدم برنامجا يهتم بالرسم لحساب احدى الفضائيات وبعدها انتهى شريط الحياة لتظهر كلمة النهاية مزدانة بكلمة هاهو البطل لوثر ابو مارتن يموت ولم يحقق بعد سوى واحد من المليون من أحلامه العظيمة لان موهبته كانت بلاحدود لكن خانه جسده الضعيف الذي لم يكن يقوى على حمل هذه الروح السامية فانفصلت عنه رغم ان الراحل كان يحتاج لالف سنة ليظهر للناس بعضا من مواهبه التي كانت مدفونة ومات لوثر الحالم رغم ان أحلامه لم تمت.
 

156
مدرسة مارتوما من يتذكرها ..مالذي بقي منها ؟




 
عنكاوا كوم – الموصل - سامر الياس سعيد
 
أفاض الحنين لينبوع ذكرياتي المدرسية ان ازور موقع مدرستي الغسانية التي كانت تسمى سابقا بـ "مدرسة مار توما" ومرت بالعديد من المراحل والحقب وتخرج من عتبتها العديد من الكفاءات والنخب التي واصلت مشوارها العلمي متسلحة بما نهلته من معلمي هذه المدرسة لتستمر بمشوارها العلمي الى مديات ابعد وتواصل خدمة البلد بما أوتيت منه من علم ومعرفة.
 
قد يتساءل كثيرون حول ماابقاه الزمن لهذه المدرسة الحاضرة العلمية التي يدين الكثيرون لها بالفضل فيما لقنتهم مبادي العلوم المختلفة حتى باتوا يدينون لأسماء من المعلمين بما هم الان ونعود لنقلب صفحات التاريخ عن بداياتها التي يشير اليها مار غريغوريوس صليبا شمعون مطران الموصل للسريان الأرثوذكس مخصصا لها محورا ضمن كتابه الموسوم بـ (تاريخ أبرشية الموصل السريانية) حيث يقول :
 
" لايعرف بالضبط تاريخ تأسيسها لكن بعضهم يرجعه الى سنة 1880 دون ان يكون هناك وثيقة خطية وأقدم وثيقة عثرنا عليها مؤرخة في 13 ايلول 1913 حيث قامت المدرسة بتمثيل رواية (سجين الظلم ) حضرها المثقفون وكبار المسؤولين وقد عبر الشاعر الموصلي حافظ عثمان المولوي عن إعجابه بالتمثيل بقصيدة رائعة وهذا يعني أنها كانت موجودة قبل ذلك التاريخ بسنوات عديدة ومهما يكن من الامر فإنها لم تكن على المستوى المطلوب في باديء الامر الا أنها أخذت بالنمو والازدهار في عشرينيات القرن حيث تضاعف تلامذتها في أواخر تلك الحقبة فبلغ عددهم الـ (400) موزعين على 8 صفوف بثمانية معلمين ومدير وقد استأثرت المدرسة باهتمام بالغ من قبل البطريرك الياس الثالث الذي أوعز للشماس نعمة الله دنو بالقاء دروس دينية إضافية فيها أيام الاحاد وكانت السنة الدراسية تختتم بحفلة شيقة وخلال حفلة 1930 قدمت مسرحية (مصرع قيصر ) حضرها وزيرا الداخلية والعدل المتواجدان في الموصل مع أركان الحكم فيها".
 
واضاف "اشتركت بعض التلميذات في التمثيل ولعل لأول مرة في تاريخ الموصل وقد انبثقت عن المدرسة فرقة كشفية تحت إشراف إدارتها وبلغ عدد منتسبيها في أوائل العقد الرابع من هذا القرن زهاء مئتي كشاف كما الحقت بها روضة للأطفال اما مبنى المدرسة فتالف في باديء الامر من بعض بيوت مبعثرة لايجمعها فناء الا ان الغيرة دفعت ابناء الأبرشية وبتشجيع من البطريرك الياس الثالث فاشتروا خربة ملاصقة كما اوقفت عائلة بيثون الكريمة قطعة ارض أخرى وادخلوها الى المدرسة وشيدوا غرفا واجنحة جديدة مع باحة داخلية واسعة واخرى خارجية حتى غدت على ما هي عليه الان وتعاقب على ادارة المدرسة كل من السادة جميل بابكيان وداود قصير وعفيف القس متي وشيت حاوا وإبراهيم الخوري يعقوب وماثيوس الدوري ومتي عبد المسيح بهنام والشماس سامي عبدو وتخرج فيها نخبة صالحة من الشخصيات المرموقة في مقدمتهم قداسة البطريرك زكا الاول ومطارنة وكهنة ووزراء ووكلاء وزارة ورجال علم وفكر وفي الستينات استبدل اسمها بـ (الغسانية للبنين)".
 
وتابع "اما مدرسة البنات فتأسست عام 1920 كمدرسة أولية ب(15) تلميذة ومعلمتين هما فلم القس متي التي تعينت مديرة ونجمة الشماس توما ثم تطورت فغدت سنة 1930 بأربعة صفوف وخمس معلمات وناهز عدد تلميذاتها220 واستبدل اسمها بمدرسة الأرثوذكس حيث ازدهرت بشكل ملحوظ وتفوقت في عهد مديرتها دولة توما سرسم وشيد لها مبنى ملاصق لمبنى مدرسة البنين واستبدل اسمها ثانية ليصبح مدرسة الغسانية للبنات اما المديرات التي تعاقبن على إدارتها فهن فلم القس متي وخيرية خدوري ودولة توما سرسم وعواطف يوسف ونجيبة عبد المسيح.."
ثم توحدت المدرستين لتصبح مدرسة مختلطة باسم مدرسة الغسانية أبان نهاية حقبة الثمانينات وتولى الإدارة فيما بعد رمزي عبد الرحيم مقادسي وانتقلت المدرسة من موقعها المشار إليه بسطور المطران صليبا لتتخذ موقعا جديدا بالقرب من كنيسة الطاهرة الداخلية وذلك مطلع التسعينيات ليهجر موقعها الذي كان موقعا ملهما للكثير من الأجيال حيث كان مهد العلم الاول بالنسبة لهم ومنهم انا كاتب السطور حيث زرت هذا الموقع ووجدته ايلا للسقوط حيث بات ملاذا لبعض العوائل التي تفتقر لمسكن حيث يقطن المدرسة حاليا عائلتين اما بالنسبة للمدرسة فقد انقسمت من جديد في عام 2010 لتبقى مدرسة الغسانية في موقعها بالقرب من كنيسة الطاهرة –كما اشرنا – ولتتخذ مدرسة مار توما احد طوابق احدى المدارس المشيدة حديثا بالقرب من مقر مديرية تربية نينوى في الجانب الايسر من مدينة الموصل".
 
بقي ان نشير في ختام سطور الذكريات لنخبة من المعلمين الذين رغم ان اغلبهم قد انتقل للاخدار السماوية الا ان بصماتهم مازالت تحظى بالإشادة من جانب من تلقوا على ايديهم العلوم المختلفة اذ نذكر في هذا الصدد الاستاذ الفاضل عامر اسكندر الذي نال سر الكهنوت عام 1989 ليصبح الاب الفاضل بولس اسكندر حيث نال اكليل الشهادة في تشرين الاول 2006 فضلا عن معاون مدير المدرسة المرحوم جرجيس غزال ومعلم الرياضةالمرحوم اسدور اسادوريان بطل العراق برمي الجلة واخرون تطول القائمة بما أفاضوا به من تعب وجهود طيبة لكي ينيروا للأجيال طريقها.



157
كاتدرائية مار توما في الموصل... أقدم كنائس المدينة تروي اسفارا من الذكريات



عنكاوا كوم – الموصل -  سامر الياس سعيد
 
عطر من ذكريات تنسمته وانا أحث الخطى نحو كنيسة مار توما في محلة الساعة ففي طريقي إليها تزاحمت الذكريات كونها كانت أول كنيسة افتح عيناي عليها واغتذ من الألحان الكنسية وأشنف أسماعي على وقعها في حاضرة هذه الكنيسة التي يشترك مؤمنو كنيستنا في شريط الذكريات وما أجملها ولاتسقط من ذاكرة احدهم الصلوات التي كانت تقام فيها خلال أسبوع الحاش وما يعرف بأسبوع الآلام التي تسبق عيد القيامة المجيد او حينما يتجمع تلاميذ المدارس المسيحية ليحتفلوا بعيد الميلاد وقد تزينوا بأبهى ما لديهم اما نحن من تربى روحيا بقرب الكنيسة من خلال تتلمذنا في مدرسة الغسانية لن ننسى جهود الشماس عامر اسكندر والذي نال سر الكهنوت ليصبح الأب بولس وهو يقودنا الى الكنيسة لنشترك بقداس الأحد او لنحتفل بمناسبة روحية ..لاانكر إنني عشت شريط ذكريات وانا اقترب رويدا رويدا من كنيستي لاتفاجا بان الطريق الذي طالما مررت منه نحو الكنيسة أغلق لدواعي أمنية فاضطررت لأتوجه لطريق أخر كسيت جدرانه بعبارات بطلاء اسود اختلفت ما بين تحية للقوات الأمنية وأخرى تبحث عن أفق لإطلاقها من حيطان الشعارات التي تعودناه هنا في الموصل.
 
فرصة مهمة أردتها لأطل على كنيسة مار توما بينما يستعد مسيحيو الموصل للاحتفال بتذكار القديس شفيع الكنيسة والتي تفتخر بامتلاكها لذخائره في إحدى زواياها ..أعود لاستنطق التاريخ قبل ان ابتدء في التكلم عن الكنيسة من واقعها الذي تعيشه حاليا حيث يشير التاريخ حسب مصادر منها كتاب تاريخ أبرشية الموصل السريانية للمطران صليبا شمعون مطران الموصل للسريان الأرثوذكس الصادر عام 1984وكتاب كنائس الموصل للأب الدكتور يوسف حبي الصادر عام 1980 وكتاب ذخائر مار توما الرسول في كاتدرائية مار توما الاثرية في الموصل من إعداد الأب الدكتور يوسف اسطيفان البناء والصادر عام 2010 حيث اجمعوا على ان كنيسة مار توما من أقدم الكنائس الموجودة حاليا وهي أقدم ذكر تاريخي بين كنائس الموصل حيث لايعرف تاريخ تأسيسها على وجه التدقيق.
 
وهنالك تقليد قديم يشير الى ان الكنيسة شيدت في عهد الرسل ومن المؤكد أنها كانت عامرة في القرن السادس الميلادي وفي عهد الخليفة المهدي حيث استمع الى شكوى بخصوصها سنة 770 م لدى زيارته الموصل حيث حاول البعض هدمها إثناء فتنة شعبية وهنالك تقليد يفيد بأنها كانت مسكنا لأحد المجوس فلما امن حوله الى دار عبادة وان مار توما حل في هذه الدار وهو في طريقه الى الهند وقيل أيضا أنها كانت أصلا معبدا للمجوس فحولت الى كنيسة بعد اهتدائهم ومهما يكن فالكنيسة قديمة جدا وتقع تحت مستوى سطح الارض بنحو 3 أمتار وينزل إليها بدرج طولها23 م وعرضها 26 م وهي مؤلفة من كنيستين احدهما صغرى والأخرى كبرى والصغرى أقدم وأكثر انخفاضا ولما شيدت الكبرى ردمت الصغرى الى النصف لتصبح بمستوى الحديثة والكبرى التي تبدو الأحدث حيث تضم المذبح الرئيسي قدس الأقداس والى جانبه مذبحان الأيمن منه يحمل اسم مار بهنام والأبواب الرئيسية للمذابح الجانبية في الكنيسة الكبرى ومذبح الكنيسة الصغرى زينت برسوم نافرة لأشخاص يمثلون الرسل حيث كان هذا التقليد ساريا أبان القرن 13 الميلادي ..
 
وشهدت الكنيسة عمليات ترميم وتجديد عديدة وفي فترات متفاوتة حيث ان أقدم تجديد معروف لها كان عام 1744 وهو موثق بكتابة كرشونية مثبتة على الجدار الجنوبي للكنيسة اما الأخطر في سلسلة التجديد والترميم ما تم اكتشافه عام 1964 على عهد المطران مار سويريوس زكا (قداسة البطريرك اليوم )حيث تم اكتشاف ذخائرمار توما ونظرا لاهميتها التاريخية والاثرية أدرجت في دليل السياحة العالمي كما تضم الكنيسة مدفن للاباء يضم رفات بعض البطاركة والمفارنة والمطارنة فضلا عن خدامها من الاباء الكهنة ونورد هنا بعضا من الاباء المدفونين وهم البطريرك اسحق الثاني المتوفي عام 1724م والمفريان متي الثاني 1727م والمفريان باسيليوس لعازر 1759م والمفريان بهنام الرابع1859م والأسقف قورلس رزق الله المتوفي عام 1772م والأسقف قورلس عبد العزيز 1816م والمطران مار ديونسيوس بهنام سمرجي 1911م والمطران مار اثناسيوس توما قصير 1951.
 
هذا فيما يخص تاريخ الكنيسة عبر عهودها أما اليوم فهي تعاني من تسرب المياه إليها كونها على ارتفاع منخفض مما يجعلها عرضة لتسرب المياه الثقيلة إليها من البيوت المجاورة ويهددها بانهيار جدرانها التاريخية والتي نقش على اغلبها علامة الصليب وفق طراز الحقب التي مرت عليها لتؤكد تلك الجدران إننا أمام تحفة كنسية نسعى لان نناشد المختصين بالاثار الى الاهتمام إليها ومد يد العون من اجل إيقاف تسرب المياه التي بات تهددها وتجعلها على شفا الانهيار وهي درة روحية مهمة ففيها الى جانب تلك الاثار لوحات فنية جميلة بألوان زيتية لبعض المطارنة الذين ترأسوا رعية الموصل فضلا عن لوحة فنية قيمة لامنا العذراء تم اكتشافها مؤخرا كما ان الكنيسة نالت نصيبها من الهجمات التي استهدفت كنائس الموصل فتعرضت لهجوم بعبوة ناسفة في كانون الاول عام 2008 اضر بالكثير من أجزائها وبخاصة بابها الرئيسي الذي بقي عليه الصليب شاخصا يمنح المؤمنين قوة .. وإذ تعلو صلوات المؤمنين اليوم محتفلة بتذكار القدس مار توما الرسول فان الأكف تتضرع في إنقاذ الكنيسة من الانهيار كما نجت في سابق عهدها من الهدم كما ذكرنا ولنتلو مع الشماس صلاة القديس مار توما في كتاب الحوسايات ونقول :"أعطنا ربنا ان نتأمل بعيون ضمائرنا جراحك المقدسة وننظر بعين الروح الى موضع المسامير" .
 



 



 

158
لوثر ايشو لقاء لم يكتمل

سامر الياس سعيد
غيب الموت فنانا تشكيليا قدم للساحة الفنية العديد من اللوحات المهمة التي عدت ترجمات للواقع الحياتي الذي عاشه العراقيون حيث اكتست لوحات الفنان لوثر ايشو عبر مراحل شتى بالشجن الذي عاشه العراقي كما ترجمت لوحاته عددا كبيرا من الاحداث واليوميات التي لونها بلون قاتم دلالة على ما شكلته تلك اللوحات من حديث عن مراحل وحقب انعكست بالالم والحزن على عموم العراقيين ..لقدشكل الغياب المفاجيء لهذا الفنان صدمة قاسية في الاوساط الفنية حيث عد من اهم النشيطين في مجال الفن التشكيلي حيث اسهم في الكثير من الفعاليات  والمعارض بتشكيل لون جديد من الفن معبرا عن صدق وحدس الانسان المقف حيث اذكر رؤيته ازاء ما تعرض له العراق بعد عام 2003 حيث انتج لونا جديدا من اللوحات التي عادة ما كانت تسقط من بين زوايا اللون الاسود دلالة على سودواية المرحلة التي عاشها العراقيين ومازالوا يتلظون من جرائها بالكثير من الاحداث المحزنة  فضلا عن انه ايضا قدم رؤية موسعة لحادثة كنيسة سيدة النجاة حيث قدم ملخصا من جانب رؤيته الفنية لما جرى في كنيسة سيدة النجاة يوم الاحد واثناء قداس المساء حيث امتزجت الصلوات الساخنة ومناجاة الله بالماساة الدرامية التي اسقطها الفنان لوثر ايشو بمزيج فني رائع قل نظيره توازى مع انتجته يراع المفكرين والكتاب حول الحادثة المذكورة وقد سنحت لي شخصيا فرصة مهمة في لقاء  الفنان في احد ايام العام 2008 وفي مرسمه الشخصي مع مجموعة من الاصدقاء اذكر منهم الاديب المبدع هيثم بردى حيث شكلا الثنائي في السنوات السابقة مزيجا من الادب والفن ترجمته اغلفة بعض الكتب الادبية التي قام باصدارها بردى يضاف اليها اغلفة اخرى لمجموعة من الكتب والمطبوعات اسهم ايشو بوضع بصمته المميزة عليها  ونعود لمجريات اللقاء حيث بادرت بفكرتي حول اجراء لقاء لصالح احدى الصحف فاعتذر الفنان بادب جم مشيرا بانشغاله بالاعداد لاحد المعارض التي تقام خارج العراق  وقتذاك مشيرا بانه سيبادر الى تحديد موعد لاجراء اللقاء  وتوالت الايام حتى سنحت فرصة اخرى عبر عرضه لمجموعة من اللوحات التي كانت شاهد عيان عما جرى في كنيسة سيدة النجاة وبالتحديد في شباط من العام الجاري حيث ساهم احد الاصدقاء بوضع موعد لاجراء اللقاء الا ان مشغوليات الفنان حالت دون ترجمة اللقاء الى واقع فخسرت شخصيا فرصة محاورة فنان كان يردد بأنه ليتعب من  الرسم بقدر تعبه وهو يلهث وراء الفكرة التي من الممكن ان يعدها نافذة لكي يطل بها على متابعيه ومشاهدي فنه الذي اخترق الأعماق ليطلق صرخة تبدو مكبوتة حول الاهتمام بالمبدعين وايلائهم القدر الوافي لكي يجسدوا الحقب التي يمروا بها تماما كما فعل أقرانهم من الأدباء والمثقفين لذلك حينما وجدت قناة عشتار الفضائية وهي تسترجع ارث الفنان وتعرض لقاءات سابقة له في يوم وفاته ادركت أننا مازلنا بخلاء في رد  الدين لهولاء المبدعين وعلينا الا ان نبقى ننتظر لحظة رحيلهم عن هذه الدنيا لكي نقدم لهم أكاليل الوفاء ونطوق أعناقهم بعبارات الثناء  لكن علينا ان نجعلهم  بعيدين عن وطأة اللامبالاة  التي استشرت في الأوساط الثقافية فكان حنينه لمدينة الموصل  وهي التي أغفلت أبنائها وأقفلت عينيها عن مناجاتهم وأشواقهم مثيرا في النفس فكم من مبدع غادر هذه المدينة لكنها بقيت في نفسه زاهية ترفل بثوب من الالق رغم أنها مبتلية بداء النكبات والخروج عن مسار الزمن الى ما لانهاية ..

159
تكريم طلبة المدارس المسيحية المتفوقين في الموصل

عنكاوا كوم – الموصل - سامر الياس سعيد
 
تحت شعار "لغتنا السريانية رمز وحدتنا ووجودنا وانتمائنا لأرض أجدادنا"، اقامت اللجنة الخيرية الآشورية وبالتعاون مع فرع نينوى للحركة الديمقراطية الآشورية وفي قاعة دير مار كوركيس، احتفالية تكريم طلبة المدارس المسيحية في مدينة الموصل من المتفوقين بمادتي التربية المسيحية واللغة السريانية.
 
استهل الحفل الدكتور دريد حكمت زوما مسؤول فرع نينوى للحركة الديمقراطية الاشورية ومستشار محافظ نينوى لشؤون الأقليات، بكلمة اشار فيها الى ان اجتماعنا اليوم يأتي لتكريم كوكبة جميلة من ازهارنا وورودنا وهي تتفتح لتستنشق عبق اللغة السريانية وتنسم عبير التعاليم المسيحية.
 
وأشار زوما في سياق كلمته الى دور اللجنة الخيرية الاشورية في بدايات إطلاق تجربة التعليم السرياني خصوصا في خطواتها الأولى التي انطلقت عام 1991 كما استعرض المطالبات التي رفعت من قبل الجهات المختصة بشان تفعيل التعليم السرياني خصوصا مع الرغبة بفتح مديريات خاصة في محافظة نينوى او العاصمة كمثيلاتها في وزارة التربية في اقليم كردستان فضلا عن امنية تشكيل قسم اللغة السريانية في احدى كليات الجامعة التي تم تأسيسها في قضاء الحمدانية.
 
أما كلمة إدارات المدارس فالقتها عواطف جرجيس مديرة مدرسة التهذيب المختلطة حيث عبرت عن امتنانها لمبادرة اللجنة الخيرية الاشورية في دعم التعليم السرياني في مدينة الموصل كما قدمت دعوتها لاولياء أمور الطلبة بضرورة تسجيل ابنائهم في المدارس التي تحظى بتعليم اللغة السريانية والدين المسيحي لتعم الفائدة ومن ثم توالت فعاليات منوعة قبل ان تختتم الاحتفالية بتوزيع هدايا رمزية على إدارات المدارس والهيئات التعليمية المختصة بتعليم اللغة السريانية والتربية المسيحية فضلا عن كوكبة من زهرات وورود المدارس.



160
وزير البيئة والنائب عماد يوخنا يزوران عددا من دوائر ومؤسسات بغديدا

 
عنكاوا كوم – الموصل - سامر الياس سعيد
 
 
زار المهندس سركون لازار صليو وزير البيئة والنائب عماد يوخنا عضو مجلس النواب العراقي والدكتور دريد حكمت زوما مستشار محافظ نينوى لشؤون الأقليات قضاء الحمدانية – بغديدا، حيث تفقدوا عدد من الدوائر الخدمية والمؤسسات التابعة لأبناء شعبنا الكلداني الاشوري السرياني.
 
واستهل الوفد زيارته بلقاء قائمقام قضاء الحمدانية نيسان كرومي ومدير بلدية الحمدانية اللذان كانا يشرفان على حملة ميدانية تهدف لتشجير مدخل البلدة، واثنى الوفد على جهود القائمقام ومدير البلدية في اضفاء لمسات جمالية لبلدة بغديدا.
 
ومن ثم واصل الوفد جولته، حيث زار وزير البيئة يرافقه النائب عماد يوخنا مكتب بيئة الحمدانية واستمع لشرح قدمته احدى موظفات المكتب عن المعوقات التي يعانيها المكتب وهو يعد حاليا احد مرافق مستشفى الحمدانية العام حيث وعد السيد الوزير بايجاد مقر مناسب وملائم فضلا عن توفير مستلزمات يتطلبها عمل المكتب الذي تاسس حديثا.
 
كما زار الوفد ايضا مستشفى الحمدانية، اذ قدم مدير المستشفى الدكتور ليث حبابة، شرحا عن ابرز المعوقات التي تعترض عمل المستشفى وياتي في مقدمتها حاجة المستشفى لمواكبة احدث الاجهزة المتطورة التي يتطلبها وفي اولوياتها جهاز المفراس.
 
وتخلل الزيارة لقاء جمع الوفد مع المواطنين مع ابناء القضاء والاباء الكهنة، اذ تم لقائهم في مقر الحركة الديمقراطية الاشورية وجرى الحديث عن مشاكل بعض المواطنين، ووعد الوفد الزائر بتذليل تلك المعوقات من خلال مفاتحة الجهات ذات العلاقة والتنسيق مع الوزارات المختصة.
 
كما زار الوفد مركز تطوير المراة وكان في استقباله تغريد وديع يوسف رئيسة المركز التي تحدثت عن اهم الاعمال التي يضطلع باقامتها المركز من انشطة وفعاليات مهمة تسهم بالارتقاء بواقع المراة السريانية الاشورية الكلدانية.
 
وجرى خلال الزيارة الاطلاع على اهم النتاجات التي اسهمت بها منتسبات المركز من خلال معرض احتوى على اشغال يدوية ونتاجات قامت بابداعها عدد من نساء المركز.
 


161
دار طفولة الرجاء في الموصل تحتفل بتخرج دورة جديدة

 
عنكاوا كوم – الموصل - سامر الياس سعيد
 
 
أقيمت في قاعة كاتدرائية مار افرام السريانية فعاليات تخرج الدورة الـ 13 لدار طفولة الرجاء التي احتفت بتخرج 12 طفلا من مرحلة التمهيدي للمرحلة الابتدائية. حضر الأحتفالية مار غريغوريوس صليبا مطران الموصل للسريان الأرثوذكس والأب الربان داؤد متي شرف معاون مطران الموصل والأب زكريا عيواص.
 
ابتدءت حفلة التخرج بكلمة، القتها مديرة الدار أميرة عقراوي، ذكرت فيها ان احتفال الدار بالزهور المتفتحة التي نهلت حب المسيح، وتحدث عن افضل الأوقات التي تقضيها مع الأطفال.
 
وتطرقت في حديثها لما تحتاجه تربية الطفل من حكمة وخبرة وهي مكملة لما يتلقاه من تربية منزلية، حيث تغني الطفل ثقافات متعددة من دينية وعلمية وسلوكية، ليكمل رحلته للمرحلة الابتدائية.
 
اعقبت الكلمة تقديم اطفال الدار لفقرات منوعة من بينها تقديم تمثيلية تحدثت عن زيارة الرب وسط أعجاب اهالي الاطفال والحضور.
 


162
يوم للكتاب المقدس  في الموصل

عنكاوا كوم – الموصل - سامر الياس سعيد
 
تحت شعار " سيكون في فمك حلوا كالعسل ..رؤيا 10:10" أقامت رابطة  الخريجين لمركز الدراسات الكتابية في الموصل يوما للكتاب المقدس في دير مار كوركيس، بحضور جمع غفير من المؤمنين تقدمهم رؤساء الطوائف المسيحية في الموصل، المطارنة مار بطرس موشي مطران الموصل للسريان الكاثوليك،  ومار باسيليوس جرجس القس موسى، والمطران مارغريغوريوس صليبا مطران الموصل للسريان الأرثوذكس، ومار أميل شمعون مطران الموصل للكلدان.
تضمن اليوم الأول جملة من الفعاليات والأنشطة الروحية، كان من أبرزها محاضرة للأب بيوس عفاص حملت عنوان " مدخل الى قراءة جادة للكتاب المقدس " ، تم بعدها افتتاح معرض الكتاب البيبلي،  فضلا عن عرض ببرنامج (power point)  للتعريف بمنشورات مركز الدراسات الكتابية  والغفران في الكتاب المقدس، بالإضافة  لقراءات وتأملات مختارة من الكتاب المقدس.
تجدر الإشارة الى ان بدايات مركز الدراسات الكتابية ترقى الى عام 1987 عبر دورة أعمال الرسل التي سرعان ما انتظمت فيها الدراسة الأكاديمية، على مدى أربع سنوات، منها سنتان للعهد الجديد، تتضمن مقدمات: مؤلف لوقا: الإنجيل وأعمال الرسل، وسنتان للعهد القديم، تتضمن دراسة مكثفة لاسفاره وفق الترتيب التاريخي.
 وعلى مدى 8 دورات متتالية تخرج اكثر من 300 طالب عبر الدورات التي ابتدأت عام 1991  واستمرت حتى عام 1995 حيث تخرج منها (50)خريجا وحملت الدورة عنوان (كلمتك نور لخطاي )بينما تخرج من الدورة الثانية (1993-1997) والتي حملت عنوان (كلمة الحياة عندك ) 34 خريجا وتخرج من الدورة (على كلمتك القي الشبكة ) للأعوام (1995-1999) 58 خريجا والدورة الرابعة التي حملت عنوان (اذهبوا في الأرض كلها ) فتخرج منها 60   خريجا واستمرت بين اعوام (1997-2001) وفي الدورة الخامسة التي استمرت بين اعوام (1998-2002) والتي حملت عنوان (اذهب وخذ الكتاب المفتوح) تخرج منها 55 خريجا، وفي الدورة السادسة (انتم حجارة حية ) التي استمرت للاعوام (99-2004) تخرج منها 65 خريجا بينما تخرج من الدورة السابعة (وتكونون لي شهودا ) للاعوام (2001-2007)35 خريجا، وفي الدورة الثامنة  التي حملت عنوان (انتم نور العالم ) للأعوام(2005-2009) تخرج منها 20 خريجا، ويتخرج طلبة الدورة التاسعة للأعوام (2007-2011) في حزيران القادم.
ومنذ عام 1995 انطلقت دورة الدراسات المعمقة  للخريجين والتي استمرت  لتسع أعوام  حتى تعثرت في إعقاب  سقوط النظام السابق، إلا ان رابطة كتابية نشأت في كل منطقة  تواجد فيها خريجون.  وفي حزيران 2009 تم أول لقاء  عام لخريجي الدورات الثمان اسفر عن قيام رابطات كتابية  في كل من الموصل وبرطلة وقرقوش وتللسقف وعنكاوا وسان دييكو (كاليفورنيا )، واسفر اللقاء  الثاني في 1 تشرين الاول من العام المنصرم، عن مشروع يوم الكتاب المقدس الذي تنظمه كل رابطة محلية  فضلا عن مبادرة مركز الدراسات الكتابية الى اطلاق حركة نشر واسعة عبر استنساخ عدد من الكتب والدوريات البيبلية  وتمخضت عن اصدار ملفات الكتاب المقدس عام 2000 وبوتيرة فصلية  ومن ثم سلسلة  أبحاث كتابية .


 



 

163
العيد أيسر الضحايا

سامر الياس سعيد
بينما تترقب الجموع إطلالة العيد بعد فترة صوم استغرقت اكثر من أربعين يوما  فتنتظر إطلالته لينثر بين ربوعها بسمات الفرح وضحكات الأمل يأتي التوجيه باقتصاره على القداديس  والصلوات الروحية دون ان يكون للفرح متسع بين أروقة وثنايا الربوع بعد ان بقيت تنتظر تلك الربوع إطلالة لحظة التغيير لتتزامن أخيرا مع اقتراب عربات قطار العيد وهو يلج محطات البلد ..
بتوجيه سام من قبل الطوائف المسيحية في الشقيقة سوريا وجدت من الحكمة إزاء ما يجري في البلد  من أحداث بان يكون الاقتصار قائما على اقامة  القداديس الروحية خلال الاحتفال بعيد القيامة المجيد  ليبقى العيد خارج دوائر القاعات وأماكن التجمع العائلية  بينما تتعطر أروقة  الحواضر الروحية بعبق المسيرة الإيمانية المباركة والتي تجسدها حفلات  المشهد المخلصي للرب يسوع  تماما لكي تبقى وجوه المقارنة حاضرة هنا في العراق بين ما جرى عبر أزمنة ليست ببعيدة حينما بقي ناقوس الكنيسة يدعو بدون كلل مؤمنيه للمشاركة فيما ظلت قاعات الأفراح تترقب الفرحين دون طائل فمنهم من فتح بيته ليكون رواق اخر من أروقة مدينة قانا الجليل  التي احتضنت ذلك العرس ليستقبل فيه المخلص فانطلقت منها أولى المعجزات  ومنهم من  عزف لحن الرحيل مستهلا منطلق اخر لولادة أخرى بعيدة عن منبت  الولادة الأولى ..
هل بقي العيد ايسر الضحايا  وأبرزهم في خضم ما يجري  وهل بقي الفرح متذبذب الحضور في ثنايا ذكرياتنا التي بدأت بالأفول لان ما تبقى من( لمة) العائلة بدا ناقصا  ليستدعي حضور اخرين واخرين ممن انتشروا في منافي البسيطة ينتظرون امنا وملاذا غير ما يترقبونه في موطنهم الأصلي ..
لقد وصف كثيرون  ما يجري في هذا الظرف الراهن  بالبركان فهل ان انفجاره اتى على معنى الفرح ليجد ان من بين مدلولات كثيرة للفرح هو العيد الذي تسبقه فترة صوم لياتي ممزوجا ببسمة الأمل التي تنطلق من شفاه عاشت رعشة الالم  والترقب لتجد نكهة العيد ممزوجة بشهد الامل  والسعادة خصوصا إذا ما تمكنا من رسمها على شفاه الصغار ..في ظل اختفاء الفرح من باقي ربوعنا هل سيكون للعيد طعم كامل الدسم يلقي ما في جعبته من معطيات تتطلبها نسبة الدسم على ما تحتاجه نفسية انسان اليوم ..
 وفي هذا الخصوص  هل بقي الانسان  مهيء لكي يشرع نوافذ حياته لاستقبال العيد بكل ما تحمله تلك الكلمة من معان ومدلولات أبرزتها صفحات الكتاب المقدس ومنحتها سيرة الرب في ثنايا ما قدمته الاناجيل الاربعة خصوصا وان نظرتنا للعيد بدت مختلفة في الكثير من الأمور التي بتنا نعيشها فلقائنا بانسان بعد غياب  حمل معنى العيد  كما ان حصول انسان على منصب او وظيفة حمل معنى مقارب لمعنى العيد  اذا ما كان يعتبره البعض بانه العيد ذاته  فضلا الى امور اخرى كثيرة مقاربة لتلك المدلولات  ..


164
عنكاوا كوم تزور دير مار ميخائيل
دير يربض على طبيعة جميلة ينتظر رواده

الموصل –عنكاوا كوم-سامر الياس سعيد


في منطقة كانت تعد قبل بضعة أعوام من المناطق الساخنة في مدينة الموصل وبالتحديد في منطقة تعرف بـ(حاوي الكنيسة ) او كما يتداولها الموصليون بحاوي الجنيسة يقع دير مار ميخائيــل على نهر دجلـة وبمسافة ستة كم من مركز المدينةاما تسمية الدير  فهي  تعود لمؤسسه  الذي عاش في القرن الرابع للميلاد، مار ميخائيل رفيق الملائكة، كونه اتصف بسمو الاخلاق كما ان  اسمه  ورد في المصادر العربية بأسم نخايل وبانخايال أيضاً.وتذكر المصادر القديمة عن ان الدير كان يعج بالرهبان  حيث كان رهبانه  يبلغون في  أيام التأسيس نحو 300 راهب كما ان مصادر أخرى أكدت ان العدد ناهز  700. ونظرا لمساحته الواسعة وعدد الغرف التي احتواها  فقد كان الدير يضم  مدرسة تميزت علومها بالفلسفة واللاهوت.ومن أشهر من علم في الدير حسب المصادر الكنسية  عبد يشوع بن شهاري(361هـ _ 971م) إضافة إلى كونه شاعراً بليغاً، أما تلامذتها فأشهرهم إيليا برشينايا الذي أصبح مطراناً على نصيبين.كما احتوى الدير على مكتبة ضمت  مخطوطات نفيسة، وتقدر مساحة الدير الكلية بـ( 4000م²) تقريباً حيث ضمت مرافق عديدة منها  الكنيسة والتي شغلت مساحة 170م² تقريباً، ذات جناحين متصلين يؤدي إليهما مدخلان خارجيان. فيها ثلاثة أقواس كبيرة من (الفرش) المرمر المحلي بين المذبحين بينما يقابل القوسان الآخران مذبحين وإلى الجهة اليمنى من الجناح الأول ضريح القديس مار ميخائيل.
وقبو الرهبان بمساحة تقريبية مقدارها 150م² يحوي عشرة غرف، خمسة على كل جهة اما  الفناء الداخلي فمساحته  مقدارها 500م² يحيط به ومن جوانبه الأربعة غرف متعددة تتخللها ستة أواوين. والفناء الخارجي للدير بمساحة تقريبية قدرها 2000م² محاط بسياج مرتفع من الحجر والجص وفيه بابان رئيسيان، أحدهما إلى الجهة الشرقية القريبة من الزاوية الجنوبية والآخر إلى الجهة الجنوبية.وعلى الجهة الشرقية من الفناء الخارجي، وفي المنطقة المجاورة للجدار الخارجي للكنيسة من جهة المذابح غرفتان بإيوان تؤدي إحداهما إلى قبو الرهبان وكأنها المدخل الرئيسي للقبو، هذا إضافة إلى غرفتين أخريتين مجاورتين لهما.أما الطابق الأول الذي يؤدى إليه بواسطة ثلاثة سلالم مشيدة بالحجر والجص، اثنان منهما يصعد إليهما من داخل الفناء الداخلي، والآخر خارجي يقع إلى الجهة الشرقية من الفناء الخارجي في المنطقة المجاورة لجدار الكنيسة الخارجي من جهة المذابح. يحتوي هذا الطابق على سبع غرف، اثنان منهما يتوسطهما أبواب واثنتان منهما متداخلتان مع بعضهما، مادة بنائه الحجر والجص.وتعود أخر الترميمات التي أجريت على الدير الى عام  1987 فقد شملت مساحة الدير إذ توسعت لتبلغ 12000م² تقريباً، مع إجراء ترميمات داخل الكنيسة منها: قلع الأرضيات القديمة وتطبيقها بالمرمر المحلي، وقشط البياض القديم للجدران والسقوف والقباب ومعالجة الرطوبة الموجودة فيها بمشبكات فولاذية..

عنكاوا كوم أراد ان يفسح مجالا لاستذكار الدير الذي كان محجا للمؤمنين خصوصا في الأحد السابق لأحد السعانين فزاره مراسلنا في مدينة الموصل  رغم ان زيارتنا قوبلت من قبل كثيرين بالدهشة خصوصا وان منطقة الدير كانت متذبذبة امنيا وتعرضت للكثير من الأحداث التي استدعت من الكنيسة الامتناع عن احياء موسم الدير  رغم التدابير الامنية التي وضعت حيث تم تخصيص احدى سرايا قوات الشرطة العراقية  لكي تؤمن منطقة الدير المحيطة ..دخلنا الدير  الذي بدا مهجورا رغم رائحة الذكريات التي بقيت تزين جدرانه واغلبها يعود لسبيعينيات القرن المنصرم  اما الطبيعة التي رسمت لونا اخضر مميز حول البساتين المحيطة جعلتنا نرسم أفكارا لجموع تزور وتحيي موسم الدير رغم  ان اغلب الموصليين يتذكرون ان الدير وخلال عيده المعروف للجميع  لابد ان تكفهر السماء وتنطق بزخات مطر تجبر الكثيرين على رزم موائدهم ومغادرته..!
  

165
مسيحيو الموصل يحيون تذكار دير السريان (مار يوحنا الديلمي )

الموصل –عنكاوا كوم –سامر الياس سعيد

يحيي مسيحيو الموصل الجمعة الأخيرة من شهر اذار  من كل عام تذكار  دير السريان او ما يعرف بدير مار يوحنا الديلمي حيث يقصد الدير المئات من مسيحيي مناطقنا المختلفة  ويقام في الساعة التاسعة من صباح اليوم قداس الهي يترأسه مطران الموصل نيافة المطران مار غريغوريوس صليبا ومجموعة من الاباء الكهنة الافاضل  .. ويذكر المطران صليبا في سياق كتابه  المعنون بـ (تاريخ أبرشية  الموصل السريانية ) والصادر عام 1984 معلومات عن الدير اذ يذكر بانها ( كانت كنيسة  مهجورة حيث تقع شمالي قرقوش على طريق برطلي وتعرف بـ(ناقورتايا ) واليوم هي مجرد انقاض ماخلا كنيسته التي مازالت قائمة  ويعتقد ان تأسيسه تم في القرن السابع او الثامن الميلادي وجدد مرتين الاولى عام 1115 والثانية  عام 1563 وكان عامرا حتى سنة 1734 إلا ان يد نادر شاه طمهاسب الاثمة  الحقت به الدمار أسوة بسائر أديرة المنطقة) ..
وعاد السريان لتأكيد حضور الدير حيث بدت أولى بوادر الاهتمام بحاضرة الدير عبر تسعينيات القرن المنصرم وبالتحديد في عام 1996وبوشر بأعماره فعليا عام 1997 حيث بأمر بطريركي تقرر ان يكون يوم الجمعة الأخيرة  من شهر اذار  من كل عام عيدا موسميا خاصا به حيث يقام فيه احتفال حافل ومهرجان كبير  وحظي الدير بزيارة البطريرك مار اغناطيوس زكا الاول  وذلك بتاريخ 8نيسان عام 1998كما  زاره البطريرك  مار اغناطيوس الثالث يونان  وذلك بتاريخ 27 تشرين الاول عام 2009 ..
ويقع الدير الذي يعيش نهضته الروحية على بعد بضعة كيلو مترات عن كنيسة مار بهنام وسارة  حيث يفصل بينهما طريق معبد تحيط به قطعة خضراء ببصمات الطبيعة وهي تحل على ربوع بلدة الايمان والمحبة ..




166
شمعون الصفا .. مدرسة عمرها 156 عام


 
عنكاوا كوم – الموصل – سامر الياس سعيد
 
 
ما أجمل عبق الزمان وهو يداعبنا حينما وطأت أقدامنا عتبة مدرسة شمعون الصفا، هذه المدرسة التاريخية التي تستند على عمر طويل. كانت رائحة الزمان ترافقنا ونحن نخطو خطواتنا لنزور اعرق مدارس مدينة الموصل وأقدمها على الإطلاق  وخلال هذه الخطوات أدركنا كم من قامة ثقافية وعلمية سارت على نفس الطريق لتدرك  مدرستها وتنهل من ينابيعها أصول العلم  والمعرفة.
 
زيارتنا خصصت للاطلاع على التاريخ الذي تستند عليه مدرسة شمعون  الصفا او بابل، التسمية الثانية التي تحظى بها هذه المدرسة الموصلية  العريقة. في الوقت الحاضر يتناوب على الدوام بالمدرسة من خلال الدوامين الصباحي والمسائي 900 تلميذ وتلميذة، وقد أدركت المدرسة خلال أعوامها الكثيرة العديد من مراحل التعمير والتأهيل لعل أخرها ما شهدته في العام السابق، حيث شمل التأهيل الاهتمام بالصفوف وصبغها  وتأهيل مرافق المدرسة الأخرى.
 
تعاقب على ادارة المدرسة أسماء لنخب إدارية من ابناء شعبنا لعل منهم ، شكري عبد الاحد الذي تولى إدارة المدرسة عام 1927 أعقبه سعيد ججاوي  في عام 1940 وتلا ججاوي  في إدارة المدرسة الاستاذ اسحق حنا عيسكو وذلك في العام 1959  وفي العام 66 تولى إدارة المدرسة التربوي الفاضل بهنام سليم حبابة  حتى عام 1972 حيث تولى إدارة المدرسة  الاستاذ باسم سليم عجاج  وفي عام 1975 تولى الإدارة الأستاذ مؤيد داود توما  وبعده بعامين تولى مقاليد إدارة المدرسة  فخري جبرائيل عجاج وفي عام 1982 تولى إدارة المدرسة  جورج حنا الساعور  وبعده بعامين أصبح عزيز حنا مروكي مديرا للمدرسة  وفي عام 1991 تولت جليلة يوسف بهنام إدارة المدرسة وأعقبتها في عام 2006 التربوية الفاضلة  سهام نعمان لتحال على التقاعد في العام السابق وليشغل مقعد الإدارة في الوقت الراهن ..
 
يمتلك معلومات غزيرة عن المدرسة وتاريخها العريق التربوي الفاضل بهنام سليم حبابة، حيث نشر موضوعا عنها في مجلة بين النهرين  التي كانت تصدرها مطرانية الكلدان وذلك في عددها المرقم (13) والمؤرخ في عام 1976.
 
حبابة يتحدث للموقع عن المدرسة...
 
يقول حبابة عن المدرسة في حديث مفصل لموقع "عنكاوا كوم" ان ما كانت تعانيه مدينة الموصل  أبان الاحتلال العثماني من ويلات الجهل والتخلف  فضلا عن الفقر والأمية المتفشية بين الأهالي  فشعر آباء الكنيسة  بالحاجة الى حاضرة تعليمية تنتشل الناس من بحر الجهل وتنقذهم من استشراء  الأمية  فشرع  الأب جرجس (عبد يشوع ) خياط والذي ينتسب لعائلة بزوعي العريقة  بالمهمة بعد عودته من روما وذلك في عام 1853 حيث انتهى من دراسته  الجامعية ووصل الموصل في عهد البطريرك  مار يوسف اودو السادس  وخطط الاب المذكور لمهمة افتتاح المدرسة وكان ذلك في عام 1855 حيث تم افتتاح المدرسة  في كنيسة شمعون الصفا  الاثرية والتي لاتبتعد عن كاتدرائية  مسكنتة  وأطلق عليها اسم مدرسة شمعون الصفا  وباشر ابناء المنطقة بتلقي العلم من حاضرتها  كما تأسست  في المدرسة ذاتها مطبعة  وذلك في عام 1865 أسهمت بطبع كتب لمنفعة المدرسة والكنيسة   وباللغتين العربية والكلدانية.
وواصل حبابة  استذكارته بالإشارة الى ان الاب  خياط رسم مطرانا  وحمل اسم المطران ما عبد يشوع خياط فزاد اهتمامه بالمدرسة من خلال اختياره للمعلمين واسهامه بتشجيع الأهالي على تسجيل أولادهم بالمدرسة  وكان من جملة من أداروا المدرسة في تلك الحقبة الاب سليمان موسى الصباغ والأب هرمز جبري، واوضح انه خلال الأعوام التالية انتقلت المدرسة من موقعها السابق الى عدة مواقع منها  الى بيت  يقع مقابل موقعها القديم  وأصبحت فيما بعد تعرف بمدرسة الكلدان للبنات  كما انتقلت  ثانية الى  بيت انطوان الصراف الذي يقع قرب جامع الصفار الحالي.
 
 
بناء موقع المدرسة الحالي...
 
واسترسل الشماس حبابة في استعراض شريط الذكريات ليتوقف عن حدود العام 1927 حيث باشر البطريرك مار عمانوئيل  الثاني ببناء الموقع الحالي للمدرسة والذي يقع في منطقة حوش الجمال على الأرض التي كان يملكها داود يوسفاني عضو مجلس المبعوثان في استانبول  وأصبحت المدرسة فيما بعد مختلطة بعد ان الغيت مدرسة البنات  لقلة عدد التلميذات.
 
وقال ان المدرسة نالت صيغتها الرسمية  وأصبحت عائديتها لطائفة الكلدان حسب اشارة الشماس بهنام حبابة  بعد ان كانت تسمى في عهد العثمانيين بمكتب اعدادي  وكان رجال الدولة بالعهد العثماني يحضرون حفلة  توزيع الشهادات وهنالك وثائق تشير لتلك الاحتفالات التي كانت تجري لكن في عام 1927 تعين الاستاذ شكري عبد الاحد خضر  من قبل دائرة المعارف ليتولى إدارة المدرسة  حتى عام 1941 ليعقبه سعيد ججاوي  الذي بقي مديرا للمدرسة حتى عام 1959 حيث تولى في هذا العام الاستاذ اسحق عيسكو ادارة المدرسة  وللعام 66 حيث توليت  شخصيا ادارة المدرسة واستمريت الى عام1972 (بحسب قول الشماس حبابة ).
 
وقال كانت المدرسة ابتدائية  بـ12 صف ولكل صف شعبتان  وكان عدد التلاميذ فيها أكثر من 500 تلميذ ويستذكر حبابة  العديد من المعلمين الذين  تعاقبوا على المدرسة  وكان في مقدمتهم عدد من الاباء الكهنة  فيما كان من ابرز المعلمين الذين درسوا فيها  كوركيس عواد واسحق عيسكو  والاب عمانوئيل ددي ويعقوب رسام  وعبد الكريم بني  والياس زينا  وبطرس نعامة  وسفر المختار ومحمود إسماعيل الذي قضى كل سنوات خدمته البالغة 27 عاما في هذه المدرسة.
 
وقال ان من الذين قضوا اغلب سنوات خدمتهم بالمدرسة هم، سعيد اسطيفان وسنحاريب ستراك وادمون عزيز  وخليل عبد الاحد الدوري(المعاون ) ومظفر سعيد الراوي اما دروس التعليم المسيحي فقام بتعليمها عدد من النخب  لعل في مقدمتهم يبرز اسم الاب عمانوئيل ددي الذي استمر على التعليم  لمدة 34 عام  وبعده الاباء جبرائيل باكوس وجاك اسحق وجرجس القس موسى.
 
واضوح ان المدرسة شهدت خلال أعوامها  الكثيرة اقامة عدد من الحفلات المدرسية  فضلا عن اصدار نشرة مدرسية مطبوعة  وتمثيليات فضلا عن المشاركة  بمهرجانات الربيع التي كانت تقيمها محافظة نينوى  عبر فعاليات منوعة ومنها تصميم سيارات للمهرجان ومنها تصميم سيارة  تمثل بناية الجامعة العربية كما ان المدرسة شهدت خلال تلك الاعوام  ومن خلال احتفالها باقامة معارض فنية  زيارة لنخب  ادارية وروحية ولعل ارشيف المدرسة يحتفظ بصورتين تجسدان زيارة شيخ الشهداء المطران مار بولس فرج رحو  قبل نيله اكليل الشهادة بقرابة الثلاث اشهر.
 
كما احتضنت المدرسة بين أروقتها الالاف التلاميذ الذين اصبحوا فيما من ابرز الأسماء في العديد من المجالات العلمية ولم تفرق بين تلميذ على حساب اخر  فكان البطريرك مار روفائيل  بيداويد والمطران جاك اسحق واسطيفان بابكا  ولويس ساكو  وقرياقوس موسيس من ابرز من تتلمذ في المدرسة المذكورة  فضلا عن  الاب المؤرخ الراحل بطرس حداد كما  تتلمذ في المدرسة العديد من الشخصيات التي تولت  فيما بعد مقاليد الوزارات والمناصب الدبلوماسية ومنهم داود يوسفاني  (الوزير ) ونجيب الصائغ (السفير ) وداود الصائغ وعضوا المجمع العلمي العراقي كوركيس وشقيقه ميخائيل عواد  والاطباء عمانوئيل اللوس وعبد الباقي رحو فضلا عن عشرات من الصيادلة  والمحامين  والعسكريين  والتجار  واصحاب  المهن المختلفة.
 
واقع المدرسة اليوم يتناسب مع حجم الأحداث التي عانى منها ابناء شعبنا لتنعكس بالسلب على عدد التلاميذ ليبلغ عبر العام الحالي 15 تلميذا فقط يتلقون تعليم التربية المسيحية واللغة السريانية على ايدي  الست رحيق والاستاذ بشار نايف الذي تعين خلفا للاستاذ نينوس كوركيس الذي كان من اوئل كادر التعليم السرياني الذي بوشر بتعليمه بعد عام 2003..
 
 

 

167
وفاءا للراحل فرج سليم حداد

سامر الياس سعيد

أدرك ومعي كثيرون ما لمكانة المهن في تاريخ مدينة الموصل  خصوصا وان تلك المهن بفضل من ساهم بإدامتها صنعوا تاريخ المدينة وساهموا مساهمة فاعلة بإدامتها والرقي بها  مشاركين بكتابة تاريخ ثر لمدينة الموصل بفضل سواعدهم وعقولهم التي أثمرت وزنان منحت الأرض خصبها ..لم يغيب عن مشهد المهن اسم من أسماء عملاقة الساعد والفكر  كانوا في أوائل حاضرة التاريخ شهود لانطلاقة المدينة من غياهب الجهل لحاضرة التمدن والمواكبة الفعالة مع الآلة  تلك التي صنعت  حاضرا مزدهرا وأنمت الأرض بفضل تلك العقول التي منحت للأرض عطائها فكانت الآلة مع الأرض صنوان لايفترقان لان كليهما يمدان الحياة للإنسانية .. ومن تلك الأسماء التي منحت للآلة ديمومتها لكي ينطلق زفيرها وشهيقها عاليا في أجواء الموصل مانحا الماء  سر الحياة للأرض لكي تخرج وزناتها وتمنح الانسان سر ديمومته وبقائه ينطلق اسم فرج سليم نعيم حداد ..هذا الرجل المكافح الذي خرج من معمله للميكانيك مئات الأسماء التي استقطبها لكي تواصل رحلة الحياة بنفس العزيمة والاصرار الذي  كان يسير على منواله هذا الاسم ..دخلت هذا المعمل بعد إنهائي الخدمة العسكرية في عام 1996 وبالتحديد في العاشر من كانون الثاني  في ذلك العام ومن خلال هذا التاريخ دخلت مدرسة الحياة التي علمتني الكثير بفضل تجارب اسطة فرج هذا الاسم الذي كان يحلو لتلامذته من  الفعلة ان يدعوه به  واستمرت رحلتي في معمل الأخوان الميكانيكي الذي كان يملكه الاسطة فرج قرابة الأربعة أعوام لتنتهي عند حدود عام 2000 او ما بعده بعام  وخلال تلك الأعوام كنت قريبا من نمط حياة الاسطة فرج ونهلت من تجاربه الحياتية التي أغنت مسيرتي العملية وجعلتني أحقق الترتيب الاول على دفعة طلبة قسم الميكانيك بالمعهد التقني في الموصل في العام 2001.. ومازلت احتفظ بصورة تبين مدى ارتباط هذا الرجل الطيب بالكنيسة خصوصا وانه تولى  وكالة كنيسة الطاهرة الداخلية  او ما تعرف بكنيسة القلعة لأعوام كثيرة مساهما بتأهيلها  وأعمارها في أواخر تسعينيات القرن المنصرم  فقد كانت هذه الصورة تبين استعداده لتقبل رتبة غسل أرجل التلاميذ وقد منح لقب التلميذ بطرس في حفلة الغسل التي شهدتها كنيسة الطاهرة في نيسان من عام 2000 وقد أقامها المطران المتقاعد مار ديونسيوس بهنام ججاوي ..لقد عانى الاسطة فرج كثيرا خلال حياته فقدم ابنه شهيدا على مذبح الرب حينما نال نجله فواز أكليل الشهادة في أوار حرب سابقة  ثم عانى في صراع مزمن مع المرض افقده خلال سني حياته يده التي بترها الجراحون لاستشراء المرض اللعين فيها حتى أغمض عينيه تماما ونام نومته الأبدية في منتصف الأسبوع الماضي ليتألم كل من رافق الراحل وعرفه  وفي قلبه غصة الم وحزن على فراق رجل علم  ومربي من نوع خاص منح العلم للكثيرين وفتح لهم نافذة تلقي معلومات حياتية  أفادتهم في أعمالهم فالراحة الأبدية امنحه يا رب ..


 


168
بمناسبة الذكرى الـ(18) لرحيله:
كوركيس عواد ..شمعة مضيئة في تاريخ أعلام ابناء شعبنا

كوركيس عواد

عنكاوا كوم - الموصل- سامر الياس سعيد
 
فيما تعيش مدينة الموصل بما يمكن وصفه بالـ" غيبوبة" بسبب وضعها الأمني المتذبذب، لا يُستغرب أنها تغيب عن الاحتفاء بنخبة من أعلامها الذين أنجبتهم  وأضاءت بهم أفق الثقافة العراقية وحلقوا من خلال هذا التألق الى افاق العالمية بما دبجه يراعهم من كتب ومؤلفات القت بظلالها الايجابية على واقع المؤلفات المهمة التي رصدت زوايا وخفايا من أزمنة العراق  وأديرته واعلامه.
  وإذا كانت المهمة التي اضطلعت بها بعض المؤسسات الإعلامية ومنها مؤسسة (المدى) مشكورة في الاحتفاء بالذكرى الـ(18) لرحيل علامة مهمة بقامة الباحث كوركيس عواد الذي ألف وحقق ما يقارب الـ 90 كتابا  وله اكثر من 400 بحث ودراسة  ومقالة منشورة  في أمهات  المجلات العراقية والعربية  والأجنبية كما يشير بذلك الباحث والمؤرخ الدكتور ابراهيم خليل العلاف في الملحق الذي اصدرته جريدة المدى بمناسبة الاحتفاء  بذكرى عواد،  الا ان العلاف اورد في سياق معلوماته عن عواد ولادته في ناحية القوش عام 1908 وهي معلومة مبهمة لاصحة لها  اذ التقينا الشماس بهنام سليم حبابة الذي كان مديرا لمدرسة شمعون الصفا من عام 66 ولغاية 1972 وهو من مجايلي  الباحث كوركيس عواد  وشقيقه ميخائيل حيث تحدث حبابة عن الاخوين في سياق حوار خاص  عنهما فقال :
بالنسبة للاستاذ كوركيس عواد فهو موصلي الأصل  وهو ابن حنا  الياس ججي من ملة السريان الكاثوليك  تتلمذ في صغره مع أخيه ميخائيل على يد القس روفائيل حبابة  في بيعة  القديس مار يوسف للكلدان في محلة الميدان ثم انتقلا  الى مدرسة شمعون الصفا  بمحلة الساعة،  وبعد ذلك  درسا في دار المعلمين ببغداد  وتعين كوركيس  معلما في مدرسة بعشيقة،  ثم انتقل  الى مدرسة القوش مدة أربع سنوات، وانتقل بعدها معلما بمدرسة شمعون الصفا  بالموصل  وكان أخوه ميخائيل معلما أيضا  لمادة التربية الرياضية بمدرسة مار توما ..


بهنام حبابة

واضاف حبابة بان أولى مؤلفات كوركيس كانت عن  دير الربان هرمزد في القوش حيث صدر هذا الكتاب عام 1934 كما كان يرفد مجلة النجم الموصلية بمقالاته  وانتقلا الاخوين عواد الى بغداد عام 1936حيث سكنا بمنطقة الكرادة –داخل -فتعين كوركيس بمكتبة المتحف أما ميخائيل فعين معلما  بمدرسة المامونية  التي كانت تقع قرب وزارة الدفاع وكان من تلاميذ ميخائيل  الدكتور احمد عبد الستار الجواري الذي عين فيما بعد وزيرا للتربية أما عن حياة الاخوين الاجتماعية فكوركيس تزوج من كريمة فتوحي توماشي وكنيته أبو سهيل  أما زوجة الأستاذ ميخائيل فهي كريمة  بيت شنو  من كلدان مسكنتة وكنيته أبو هلال وكان لهما أخ غير شقيق يدعى افرام  أما والد الاخوين عواد فهو  حنا  الذي كان يعمل نجارا في منطقة الميدان  واختص بعمل  العود ولقب بحنا العواد تاركا لقب ججي هو وأولاده ..


ميخائيل عواد
ويستطرد الشماس بهنام حبابة  معلوماته عن الاخوين عواد فيقول: في عام 1948 أصبح  الأستاذ كوركيس عضوا بالمجمع العلمي، وقد وضع العديد من المؤلفات ومنها  معجم  المؤلفين العراقيين بثلاثة أجزاء  وتاريخ مدينة واسط  وكتاب عن  حياة ومؤلفات الأب انستاس الكرملي  ورسالة عن الأحجار الكريمة  وسيبويه في اثار الدارسين، وإحياء التراث العربي في العراق. وقد أشار الموسوعي حميد المطبعي الى ان الكتب التي وضعها العلامة كوركيس عواد بلغ عددها 74 كتابا ما عدا المؤلفات الخطية التي لاتزال غير مطبوعة ومنها تحقيقه للمعجم المساعد للأب الكرملي، أما مؤلفات شقيه ميخائيل  فاهمها هي دير قني في العراق وهو الدير الواقع قرب مدينة واسط  وأقسام ضائعة  من كتاب  تحفة الأمراء لابي هلال الصابئي، ورسوم دار الخلافة العباسية الذي نشره عام 1964 وأعيد طبع الكتاب وترجم الى اللغة الانكليزية والروسية، واعتبر من روائع الكتب وفصل من كتاب فضائل بغداد الذي نشره عام 1947 فضلا عن نشره لكتاب الديارات للشابشتي  بعد تحقيقه وكتاب أخر عن المتنبي وكتب أخرى تم وضعها مشاركة هو وشقيقه كوركيس، حيث كانا  يعدان الأبرز ضمن رواد مجلس الأب الشهير انستاس الكرملي الذي كان يعقد يوم كل جمعة بدير الاباء الكرمليين  وكان يحضره الى جانب الاخوين نخبة من النخب الثقافية أمثال  عبد الرزاق الحسني، وحارث طه الراوي، والوزير يوسف غنيمة، واحمد حامد الصراف ومنير القاضي وابراهيم الواعظ  ومير بصري  والدكتور داؤد الجلبي  وإسماعيل القاضي ومصطفى جواد وتوفيق السمعاني  وحنا رسام  قبل ان ينفض المجلس بعد  ان وافت الكرملي  المنية بتاريخ 7 كانون الثاني عام 1947..
 وتابع الشماس حبابة  ذكرياته عن العلامة كوركيس  فأشار الى ان الأخير معروف بولعه بالفهرسة وقد أحصى مئات الكتب والمقالات حتى عرف بلقب ابن النديم نسبة لشهرته بهذا المجال وبعد ان أحيل على التقاعد طلب منه العمل  بمكتبة الجامعة المستنصرية التي قدم لها الكثير من جهده ووقته وقد دبج عشرات المقالات بمجلة المجمع العلمي حيث كان عضوا بالهيئة السريانية بالمجمع ومعه شقيقه ميخائيل والذي شغل فيما بعد مدير المكتب الخاص بوزير التربية ولمدة  تزيد على الـ(30) عاما ..من المؤلفات المشتركة للاخوين عواد  كتاب الأشقاء  في التاريخ  وحياة والدهما حنا العواد الذي انفرد بصنع العود والرسائل  المتبادلة  بين تيمور باشا والأب الكرملي  وكتب عن ابي تمام  الطائي  والخليل بن احمد الفراهيدي ودراسة عن المتنبي  وادب الرسائل بين العلامين الكرملي والالوسي وقد اقيم حفل تأبيني بذكرى الأربعينية لرحيل العلامة كوركيس عواد شهدت القاء العديد من قصائد الرثاء بحق الفقيد ومنها قصيدة لاسماعيل القاضي جاء في مطلعها :

لاتخف دمعك شان الموت مدروس           فقال  والدمع يجري مات كوركيس





[/b][/center]
رسائل

169
زيارة السفير البابوي لمناطق تواجد ابناء شعبنا ..دلالات ومعطيات

سامر الياس سعيد
يركز إعلامنا في الآونة الأخيرة من خلال أضوائه على سلسلة الزيارات المكثفة التي يقوم بها السفير البابوي في العراق والأردن غبطة المطران لينغوا والتي تشمل عددا من مناطق تواجد ابناء شعبنا ولقائه بالعديد من الشخصيات والمؤسسات التي تهتم بشعبنا  رغم ان الماخذ التي  يمكن ان تنطلق من خلال تلك الزيارات عدم التركيز على مركز محافظة نينوى وشمولها بزيارة خاصة يمكن ان تكون مع ارباب السلطة المحلية في المحافظة المذكورة بغية تركيز الضوء على ما يكتنف واقع المسيحيين في هذه المنطقة بالذات ..لاينكر باي حال من الاحوال ان تكون لزيارات المسؤولين وخصوصا من ابناء شعبنا لتلك المناطق التي شهدت وتشهد حاليا العديد من الأحداث التي تهدد التواجد وتبتغي  حرف التاريخ عن مساراته بما يتعلق بالمجهودات التي بذلها ابناء شعبنا وحجم الاياد البيضاء التي قدموها خدمة للمدينة ومدى إسهاماتهم الفعالة في الارتقاء بواقع المدينة من خلال الكم الهائل من أسماء أجدادنا الذين كانوا روادا سابقين في تقدم المدينة بشكل عام ..ان شمول المدينة بزيارة من هذا النوع ستكون ذات وقع مهم على قلوب ابناء الكنيسة  الذين بقوا ثابتين أمام كل تيارات الهجرة بقوا رغم الظروف والأخبار المؤلمة يوقدون قناديل إيمانهم ويرتلون تراتيل البقاء ضد تيار الهجرة الجارف وضد كل اشكال نزوح التي باتت تهدد التواجد والبقاء بشكل لا يقاوم  وزيارة السفير البابوي كما نقل عنه شخصيا هي زيادة الزيت في قنديل الرجاء الذي بات يحمله مسيحيو الموصل  ذلك الزيت الذي يسكبه الحنان الأبوي لغبطة البابا بندكتوس  وهو لايهمل رجاء مسيحيي الموصل وتمسكهم بالأمل لرؤية بصيص الضوء في نهاية نفق الأزمات ..ياترى ماذا حملت ذاكرة السفير البابوي وهاجسه وهو يمر بدروب اضناها تعب المناشدة والالتفات  لكنها في المقابل استقبلت خوف الهلعين بقدح ماء بارد روى ظمأهم وسقف حماهم من ليال النزوح القاسية ..كم من الامل استطاع ان يستقبله السفير البابوي وهو يتابع بعين الأبوة نظرات طفل حائرة في وطن  لم يعد كما كان  ليمنح الأمل لذلك الطفل .. وكم من الأمل الذي  استطاع ان يختزنه السفير البابوي وهو يرى حشود المؤمنين تتقاطر لبركة  محمولة من روما الايمان لبلدات الايمان والمحبة بدءا من كركوك ومرورا ببغديدا  وبرطلة  واربيل وحاضرتها الرائعة عنكاوا والقوش وأديرتها المعبقة برائحة البخور والأيمان العطرتين  ولم توجد الموصل  تلك المدينة التي مازالت تغدق على دروب الايمان بأكاليل الشهادة التي ظفرها  أبنائها  وبإكليل الخدمة من رموز إيمانية أرادت ان تكرس نفسها للرب ..هل ينتظر الموصليون زيارة السفير البابوي .. هي مجرد أمنيات جاهر بها مؤمني المدينة ..

170
المنبر الحر / استراحة محارب
« في: 20:46 24/01/2011  »
استراحة محارب

سامر الياس سعيد
المصادفة وحدها  كانت بوصلتي لحضور قداس اليوبيل في كنيسة الطاهرة حاضرة كنائس بلدة بغديدا  مدينة المحبة والأيمان  وفيها أنصتت لصوت راع  يقلب أوراق أعوامه الخمسين وهي تزهر بديمومة الخدمة وبذل الذات من اجل الأخر ..
أنصت لصوت الراعي الأب لويس قصاب وهو يقلب أوراق أعوامه المزهرة  بالتفاني  ولكنه يوجهها عطرة  تتنسم غيرة الأولين وتقديرهم للأجيال القادمة ..أنصتت بكل خشوع لكلمات الأب لويس قصاب وهو يذكر غيرة الخديديين وهي تبني الكنيسة التي  اخترت إحدى زواياها لاتامل  المحبة والأيمان ينبضان فيها كجمر  مشتعل  تثيره أحداث اليوم التي تهب على الكنيسة فتزيد تلك الجمرات اشتعالا بغيرة الأيمان  وعبق المحبة ..
يرفض الكاهن لفظة التقاعد فغباره لا يحتمل من بقي في ميدان الخدمة مواظبا على الدوام ينصت لإرهاصات الاخرين وهواجسهم  فيقوم بدوره الأبوي تماما كما يفعل الأب مع أبنائه  يهديء روعهم وينفض عن ما علق بأعماقهم من غبار الخوف والرهبة ..
بقيت اتامل وأقول كم هي الأحداث التي توالت عليك يا أبتي ..كم من حدث يومي  اختزنه كتاب خدمتك طوال تلك الأعوام وكم هي راسخة ثابتة تلك الدعوة التي كانت كالهمس في أذن الصبي الذي أنهى صفه الرابع  ليدعوه الرب للالتحاق في بيدر الخدمة  تماما كتلك الدعوة التي أطلقها الرب لتلميذه بطرس ليكون صياد الناس لاصياد السمك ..
وكم  من الصفحات تدبجها خبرتك في التعامل مع الملمات  والأحداث  والتي  حتما زادتك صلابة في التعامل إزائها  وصهرت خبرتك الروحية في التعامل معها بحكمة  تجلت في بوتقة ما منحه لنا الكتاب المقدس من معطيات ..بقيت أنصت في مساء الأحد  لتتجلى أمامي  رحلة الكاهن وخبرته  كخارطة طريق للمؤمن يسلكها في طريق شديد الوعورة  فيتحول بفضل تلك المعطيات الى سبيل سالك  مؤمن من كل العثرات .. بقيت أتساءل وانا أنصت لرحلة قنديل الزيت وهو يزداد بيدك يا ابتي الفاضل  وأنت تحمله ما بين كنائس الموصل وبغداد وعمان حتى وصلت لبلدتك الطيبة  وقنديلك يتلالا بالكثير الكثير من زيت التجارب والخبرات حتى أردت ان تكون محاربا لا يتمتع باستراحته عند فاصل نهاية خدمة متلالئة  بل بفاصل حياة جديدة وما أجمل ان تبدأ تلك الحياة عند عتبة السبعين عاما او ما يزيد فحينها تكون الحياة قد انطلقت عبر أشكال غير مألوفة ولامعاشة كتلك الأعوام التي مضت ..


171
للعام الثاني على التوالي...
"عنكاوا كوم" ترعى حفل لأطفال شعبنا في الموصل

 
عنكاوا كوم – الموصل - سامر الياس سعيد
 
 
 
رعى موقع "عنكاوا كوم"، مؤخراً، حفلا خاصا لأطفال شعبنا الكلداني الاشوري السرياني في مدينة الموصل، بمناسبة أعياد الميلاد ورأس السنة الميلادية المجيدة.
 
وقدم الاطفال شكرهم للموقع على مبادرته المتميزة التي يقيمها للعام الثاني على التوالي.
 
تضمن الحفل الذي اقيم في قاعة كاتدرائية مار افرام، برنامجا حافلا، تضمن الكثير من الالعاب التي ادخلت البهجة على قلوب الصغار، فضلا عن حضور بابا نوئيل الذي وزع هداياه على الحضور جميعا
 
تجدر الاشارة الى ان الموقع وقبل حلول اعياد الميلاد المجيدة وزع ملابس العيد على عدد من تلاميذ المدارس المسيحية في الموصل.
 

172
هوامش على ضفاف الميلاد

سامر الياس سعيد
ينبلج فجر جديد تشع من خلاله أفق شمس جديدة يستمتع بدفئها كثيرون ومعهم من يراها بداية لألق أخر  وموضع أخر يضعون فيهم حقائب الهجرة ويأخذون نفسا طويلا  يستعيدون خلاله ذكريات زمن آفل  كان في سنوات مشرقا إلا ان اليوم حمل معه غيوم كثيفة حجبت رؤيتهم إزاء المستقبل ..
ينبلج فجر الميلاد هذا العام وابنائك يارب  مضطربون تجتاح نفوسهم إرهاصات شتى  ومخاوف كثيرة يقلقهم الاقتراب من زمن جديد يشعرون فيه ان بقائهم في الوطن سوف لن يستمر طالما ان الاحداث تتوالى ،حقائبهم معدة للحمل  والذهاب بعيدا  وهم بذلك يتتبعون صوتك وانت تقول لهم تعالوا الي  ياثقيلي الاحمال وانا اريحكم ..
هل اضحت راحتنا ان نغادر سنوات ذكرياتنا ونمضي بعيدا في دوامة المجهول ..ان نغادر كنائسنا التي ضمت احتفالاتنا بميلادك وقيامتك  وأعيادك وقداديس يوم الأحد البهية ..
هل تتعود تلك الاماكن غياب ابنائها وهم يمضون في سبيل اللاعودة  هل تشعر تلك الزوايا في كنائس الموصل بان من التصق بها واستنجد بسيدها ان يكونوا قد رحلوا وليس ثمة من سيعيد اليوم بعيد الميلاد بنفس مطمئنة وفكر لاتساوره شكوك البحث عن ملاذ امن ..
هل ستبحث تلك الطرقات الضيقة التي تؤدي الى مسكنتة سيدة كنائس الموصل او الى عروس الكنائس مار افرام عبر شوارع اكتضت على جنباتها قوات امنية ان الذاهبون لسماع صلاة العيد سوف يكونون بخشوع العيد وهيبته والق المكان الممتليء بأصوات الشعب لتشارك الملائكة استقبال الطفل يسوع ..
هل ستبحث تلك الطرقات عن وافدين ملوا الدوران على سطح الكرة الأرضية واقلقتهم رحلة البحث عن وطن بديل لايسمعون فيه اخبار(فلان خطف ) واخر سقط شهيدا او .. او .. وغيرها من الأخبار التي تجبر  الانسان على حمل قلبه بين راحة كفيه وهو يسير في جنبات مدينة بنى اركانها  اناس من مختلف الطوائف والاديان ..
وهل ستستقبل مقاعد كنائسنا اناس كانوا قد تركوها فيما مضى ليعودوا الى مقاعدهم وقد حركتهم مشاعر الحنين اليها والى  قداديس يقيمها كهنة ومطارنة مازال جسر الشوق يوصل بينهم رغم بعد المسافات ..
الق الميلاد بزغ بيننا  وأجراسه تبدو مكبوتة مختنقة بعبرات الحزن والألم على كثيرين غادروا دون ان يشهدوا الميلاد ودون ان يوقدوا شمعة تلك الأمسية  الجميلة بل استعاضوا عن ذلك بإيقاد شمعة نفوسهم لتكلل قدوم الرب ..
 

173
المنبر الحر / حوار من أتون نار
« في: 11:03 03/12/2010  »
حوار من أتون نار

سامر الياس سعيد

أعجبني احد الآباء الأفاضل حينما اختتم موعظة روحية بالإشارة الى نفسه كشاهد من داخل أتون نار وهو يشير الى المدينة التي تلالات بدماء الشهداء  وفيها دار الحوار التالي بين الخوف والأيمان :
الخوف :إننا مضطهدون في لجة هذا الأتون ،لانشعر بالأمان ، الرعب يتغلغل في ثنايا أعماقنا  فمتى نشعر بالأمان ؟
الايمان :لاتقل هكذا  بل ثبت قلبك على محبة الرب ، تمسك بتعاليمه فحينها لاتشعر بأي شيء ..
الخوف :متى نشعر أننا أناس عاديون لانشعر بالرهبة إذا ما تأملنا احدهم وتعمقت نظراته فينا ؟
الايمان:لاعليك فقط أغمض عينيك وتذكر آيات الرب  وردد طوبى لفاعلي السلام لأنهم أبناء الله يدعون ..
الخوف :لقد مللت من المدينة فانا اشعر بأنني سوف لااشهد شمس نهار اليوم التالي من المخاوف ..
الايمان :لاعليك ..فقط ردد مع نفسك ان كان الله معنا فمن علينا فحينها تشعر بنبضات الايمان تنطلق مع شهيقك وزفيرك فتتنفس بهما ..
الخوف :اضجر  حينما اتامل في المستقبل فلا أجده أمامي بل أجد سحبا كثيفة من الضباب  تعيقني عن الرؤية ..
الايمان:عطر الرب كفيل بإزاحة تلك السحب الكثيفة من الضباب فمع الرب نشعر أننا بأمان طالما هو أحبنا وبذل نفسه من اجلنا ..
الخوف:محلات مغلقة ،دور مهجورة ، وحقائب جاهزة هي كل ما يعبر عن واقعنا فما هي علامات الأمل التي  تستطيع ان تزيل تلك الصور الرمادية ؟
الايمان :طريق الرب مريح  ومن اتكل عليه لايخيب وبقائنا افضل تعزية  واجمل رسالة علينا ان نوصلها للعالم ..
الخوف :اذا تجولت في المدينة فالعبرات تاكلني حينما اتذكر كل زاوية فيها وقد شيدتها أنامل ابناء شعبي بعرقهم وتفانيهم ..
الايمان :نعمة الرب هي التي تغلب فمهما تكالبت علينا الخطوب فاثارنا مازالت تروي سيرتنا المعبقة بالمحبة والتفاني والالتزام ..
 

174
اختزال التاريخ..حادثة سيدة (الانتشال ) أنموذجا

سامر الياس سعيد

من طقوسي الشبه يومية عادة التصقت بتصفحي الالكتروني وأصبحت في أولويات جلوسي أمام شاشة الكومبيوتر لرحلة غوص في شباك الشبكة العنكبوتية ، ذلك التقليد المتمثل بفتح موقع الكنيسة القبطية لقراءة السنكسار الذي يحرص الموقع المذكور على تحديثه بشكل يومي ليستذكر من خلاله وعبر تذكار الكنيسة القبطية لمئات من شهداء المسيحية ممن رتبت الكنيسة تذكاراتهم على مدار أيام السنة  وهي بذلك مثلها مثل الكنائس الشرقية التي أولت اهتماما مهما بالقديسين من الشهداء الذين رووا بدمائهم الزكية درب المسيحية في عهود سابقة ناقلا هذا العنصر المؤثر والحي من عناصر حياة الإنسان شعلة الأيمان لشعوب العالم كافة حيث اضحى بذارا ليس للحياة فحسب بل للمسيحية جمعاء من خلال أسماء متميزة حفظنا على ظهر قلب شواهدها وحكاياتها التي ازدان به تاريخنا المسيحي  بدون استثناء ..هذه المحاولة اليومية  أجدها تعزية مهمة لنفس مضطربة على الدوام من خلال توالي الأحداث التي لاتستقر  ولاتمنح للنفس اطمئنانا ماديا لكنه على الجانب الاخر  المتخصص بالواقع الروحي تحمل  تماثلا مع ما لاقوه من نطالع سيرهم ضمن سنكسار الكنيسة القبطية او غيرها من الكنائس الشرقية حيث وقتها تبرز اية الرب يسوع ضمن اكليل التطويبات وهي  تقول "طوبى للحزانى لانهم يتعزون " متى اصحاح 5 حيث ذكر  الرب للحزانى بان عبق الايمان كفيل بغسل ما علق بقلوبهم من ادران الحزن واليأس التي ربما تجد لها مناخا مناسبا إذا ما فقد احدنا اخا وصديقا او صدم بمجزرة  مروعة تماما كالتي وقعت في كنيسة سيدة النجاة ببغداد نهاية شهر تشرين الماضي ..وأعود لسير القديسين والشهداء التي ضمهم سنكسار كنائسنا  لاؤكد ان ما حدث في سيدة النجاة في اليوم الأخير من تشرين الاول الماضي ما هو إلا عملية اختزال لذلك التاريخ فالمتابع للحادثة الاليمة سيجد بين ثناياها قصصا وحكايات  متقاربة مع ما سمعناه من تعليم الكنيسة او ما ضمه تاريخ الكنيسة من سير الشهداء فهذا الشهيد ادم ذو الأعوام الثلاثة يقربنا بصدق لحادثة استشهاد القديس قرياقوس ذو الأعوام الثلاثة  وهو الذي ارتبط بامه القديسة يوليطي وشهداء اخرين تبدو فرص نيلهم لاكليل الشهادة مقاربا ومتماثلا مع ما زخر به تاريخنا الكنسي  ويقوينا بربط الرجاء بأننا  لانخاف شيئا ما دام الرب يقوينا  ويقوي عزيمتنا لحمل صليبه المقدس والبلوغ لملكوته السماوي من باب الضيقات .. الضيقات التي تحمل في ثناياها محورين احدهما يجبرك على  الإيقان بما جرى هو تجربة ثقيلة الوطأة تدفعك للخيار بين مسلكين احدهما الياس الذي قد يتسرب للنفوس  ويدفعك لترك سبيل الرب وعدم السعي خلفه لان الباب الضيق دائما لايجد من يلجه فيما تجد المسلك الاخر الذي يقويك حينما تشهد  بان ما قرأته في  سير القديسين عبر تاريخ الكنيسة العامر ليس الاحالات  تبرز عبر التاريخ المعاصر لتؤكد بان  درب الحياة مفتوح للجميع  ومادام صوت الرب يدعونا لان ننال التعزية الخالصة مهما  ازداد وتيرة اضطهادنا على وجه البسيطة فلنا الطوبى والفرح في النهاية كما نال اكليل الانتشال  جمع مصلي كنيسة سيدة النجاة في قداسهم الأرضي الأخير لتنتشلهم سيدة العالم  سيدة النجاة أمنا مريم العذراء  نحو حضور قداس الملكوت ومشاركة ملائكة الرب في التسبيح والتهليل لمجد الرب الأتي ..




175
المنبر الحر / يوم من الملكوت
« في: 17:09 30/10/2010  »
يوم من الملكوت


سامر الياس سعيد
لم أفق من التأملات التي انطبعت من خلال حضوري القداس الإلهي المخصص لجماعة المحبة والفرح  برعاية المرشد الروحي لأخويتي مار افرام ومار توما الأب الفاضل زكريا عيواص بالرغم من إنني  لم أشارك كشماس في مجريات القداس لكنني التزمت هويتي الإعلامية من خلال توثيق القداس والتقاط صور خاصة بثمانية من ذوي الاحتياجات الخاصة حرص عدد من العاملين في الجماعة المذكورة على اصطحابهم لكنيسة مار افرام لحضور قداس الهي تعبق فيه رائحة الإيمان والمحبة ..بالمصادفة البحتة علمت نية الاب عيواص اقامة القداس لذلك على الفور قررت المشاركة  وعددت الساعات لغرض  ان يحين الموعد المقرر حيث كنت هناك ارقب بنظراتي عالم خاص وفيه انسالت في ذهني ايات مباركة فاه بها الرب حول المعوق او المريض وكم من الفصول التي تضمنها تعليم الرب بشان هذا الانسان الذي سوره المرض بسور  عزله عن الأسوياء لكن حنان الرب لم يفقده الامل بان إزالة تلك الأسوار هي بأيد بيضاء كريمة تقطر محبة وأمل تمنحه كما تمنح الام الروؤم حنانها وعطفها لفلذة كبدها ،انشغلت خلال القداس بنظرات توزعت بين الكادر الذي نذر وقته لرعاية هولاء الأشخاص  الذين تمتعوا بقلب يختلف فيما يحمله عما يحمله الاخرين من الأصحاء او الأسوياء قلب ابيض شفاف لايحمل نقطة سوداء تعكر الحياة ..كم أدركت وقتها حاجتي لمثل تلك القلوب الجميلة التي حملها هولاء الأشخاص راقبت افعالهم وحركاتهم ورمقت ما يشعرون به ويجسدونه على صفحة الواقع بلا تكليف ولاتزويق كما نحن نحرض على فعله في يومياتنا ..عالم جميل منحته ساعات الصباح التي تخللها القداس الإلهي شعرت خلالها انني قريب من الملكوت او بالاحرى  ان الرب قريب مني  وأدركت ان الشخص الذي ورد ذكره في مثل الرب  عن السامري والذي تعرض لهجوم قطاع طرق و عانى ما عاناه من هجوم الغرباء والأشرار كم ارتاح وهو بين أحضان السامري الذي حرص على مداواة جروحه فكم كانوا هولاء الذين عانوا من وطأة مرضهم  الذي أضحى كسور عازل يوازي وطأة الحواجز الكونكريتية التي تجثم على كاهل شوارعنا المتعبة  وكم عانوا من  شعور الاخرين إزائهم فتلقفتهم أيد الملائكة الذين أحسوا بوطأة المعاناة والألم ليزيلوها بابتسامة  وبحركة حانية تعادل مداعبة الام لوليدها ..كم شعرت خلال تلك اللحظات باتساع أفق الحياة  وكم احسست بعمقها  ومعدنها الذي لاتنتصر عليها ذرات الغبار التي لاتقوى على ان تعكر بريق هذا المعدن الأصيل ..شعرت بالفرح كما المحبة وتمنيت ان تمتد تلك الأوقات لأروي ضماي من الفرح والمحبة التي يعيشها الكادر مع  الاخرين ممن حرمهم المرض من نعمة التواصل لكن لم يفقدوه فمدوا أيديهم دون شعور بالخوف من الاخر وفتحوا أحضانهم للعناق دون ان يحملوا في عقلهم ما يضمره الاخر من مشاعر تجاههم  وابتساماتهم المتاحة للجميع رسمت على الشفاه بريشة  صادقة كيد الرب التي لاتعرف ان تلون تلك الابتسامات الرائعة بألوان  رمادية تصلح لمعان أخرى دنيوية ..الله اطلقت تلك الكلمة وانا ابتعد عن سرب  جماعة المحبة والفرح  وهي تحلق بهذين المعنيين الرائعين  وأحسست حينها بأنني عشت جزء من يومي وانا أتلذذ بجو روحي تعبق به رائحة الايمان ...
الموصل
30 تشرين الاول 2010



176
صحفييو الموصل يهنئون أقرانهم السريان بعيد الصحافة السريانية

 
 
عنكاوا كوم – الموصل – سامر الياس سعيد  
 
قدم عدد من صحفيي نينوى تهانيهم لأقرانهم الصحفيين السريان بمناسبة الذكرى 161 على صدور أول صحيفة ناطقة باللغة السريانية باسم "زهريري دبهرا" وأكدوا في أحاديث لموقع "عنكاوا كوم" ان الصحافة السريانية  شكلت رافدا مهما من روافد الصحافة في العراق.
 
حيث قال فوزي القاسم رئيس فرع نينوى لنقابة الصحفيين العراقيين ان ذكرى الصحافة السريانية  من المناسبات المهمة التي تدلل على عراقة الصحفيين السريان وشعورهم بالمسؤولية المهنية في تسليط الضوء على أحداثهم وذكرياتهم وأفكارهم.
 
واشار الى ان عراقة المناسبة تمنح المتابع شعورا بالتفاؤل من خلال توالي تجارب الصحفيين السريان حتى في أوقات الشدة لحمل شعلة الفكر والنهل من ينابيع الإبداع مشيدا بأسماء رجال الصحافة السريانية الذين ساهموا في مواصلة مشوار عملهم الإعلامي بالرغم من المعوقات والمصاعب التي واجهوها.
 
واختتم  القاسم حديثه بتوجيه التهنئة لكل صحفي سرياني ساهم في حمل قضايا أمته وتأشير مكامن الإبداع بأعرق اللغات وأقدمها على وجه البسيطة.
 
فيما بارك الصحفي المخضرم صباح الأطرش  إطلالة المناسبة مشيرا بان الصحافة السريانية  باتت تشكل رافدا من روافد صحافتنا العراقية العريقة، وقال الأطرش "بهذه المناسبة التي تتزامن مع الفاتح من تشرين الثاني نوفمبر من كل عام  لايسعني إلا ان أتقدم  لزملائي من الصحفيين السريان بأجمل التهاني والتبريكات متمنيا لهم دوام الموفقية والنجاح".
 
وعبر الكاتب والصحفي محسن الجبوري عن تقديره العالي لجهود الصحفيين السريان من خلال مواصلة مشوار الكلمة الصادقة المكتوبة بأعرق اللغات وأقدمها، مشيرا الى ان عبق المناسبة يعطر أجواء أروقة الكلمة التي حمل لواءها الكثير من الأسماء البارزة في ميادين الرأي والحقيقة.
 
وتمنى الجبوري للصحفيين السريان ان يواصلوا مشوارالألف ميل في بلاط صاحبة الجلالة وهم يحملون على أكتافهم عمق ما يكتبونه ويؤطرونه على صفحات المطبوعات والدوريات التي  اتسع مجال تداولها خصوصا بعد عام 2003 ليؤكد ما تمتع به الصحفيون السريان من اتساع الأفكار في مشوار الصحافة المتعب اللذيذ.
 
في الشأن ذاته، احتفت الصحف الموصلية بالمناسبة حيث قدمت جريدة الإصلاح التي يرأس تحريرها عصام عائد في عددها الصادر، الخميس 28 تشرين الاول، تهنئة للصحفيين السريان بمناسبة الاحتفال بصدور أول صحيفة ناطقة باللغة السريانية.

177
حتى لاتتحول أديرتنا الى استراحات


سامر الياس سعيد

معلوم بان الأماكن المقدسة لها حرمتها وطابعها الروحي المتسامي عن الامتزاج بما يرتبط بصلة بما للدنيويات  وهذا أمر  تتيحه كل الاعتبارات التي تتيحها الكنيسة لمؤمنيها وتقدمه عبر مواعظ ورسالات متواصلة فأديرتنا تتمتع بحرمة  أجازتها  الآلاف السنين التي مرت عليها لتنسج لها ذاكرة متصلة بعمق هذا التاريخ وتلاحمه كنسيج لايمكن ان تمزقه  مراحل التطور بل على العكس تمنحه دعما خالصا  تنبع من خلاله ثقافة المؤمن نفسه  ولكن مع الأسف بات الواقع الذي تعيشه تلك الأديرة وهي تشهد زيارات المؤمنين لها خصوصا في أيام العطل  مغايرا لتلك الحقائق التي سطرناها في مقدمة هذا  المقال واليكم جانبا من زيارة  أصفها بالمقضومة لدير مار متى فالكثير من الصور السلبية باتت تبرز  من خلال  الإقبال الذي يشهده هذا الدير مقابل ضعف التعامل الإيماني الذي يبديه المؤمن لدى زيارته لهذا الصرح الروحي البارز  ومن أول تلك الصور السلبية ما يصدمك وأنت تطأ  عتبة الدير فالمطابخ تتعبق برائحة الأكلات الموصلية وخصوصا (الدولمة ) التي تجبر حاسة الشم لديك على الاستنشاق في حين انك تقصد ديرا يحكي سيرة رهبان  كان لهم بصمة بارزة على صعيد التاريخ المسيحي فليس من باب احترام تلك الشواهد الدينية ان نقصد الدير ونحن نحمل في زوادتنا  من أطايب الطعام  لكي نقضي وقتا  بعيد كل البعد عن رسالة الزيارة الروحية  وهو اقرب الى ان نعد هذا الصرح محطة لاستراحة مثله مثل  ما تعج به المناطق الشمالية من مصايف  ونتناسى ان لهذه الأديرة حرمة لايمكن المساس بها على كل حال من الأحوال ..لماذا لايمكن ان نبرمج زيارتنا للأديرة على أنها سير على منوال القديسين والرهبان الأوائل فنحمل من الطعام قليله او نعتبر  تلك الزيارة محطة للصوم كبوابة للتشفع بقديس  ذلك الدير وصحبه من الرهبان لكي تكون زيارتنا غير مرتبطة بالدنيويات بل نافذة  للتقرب من العمق الروحي  وإذ كانت روائح الأطعمة هي أول ما يستقبلنا فلماذا لانعمد لكي ننعش أنفاسنا برائحة البخور وهي تستقبل زوار الدير ..مجرد أمنيات تضاف الى  معطيات أخرى كنا قد لمسناها فشعرنا إننا مازلنا نتعامل بقصور مع أماكننا المقدسة وخصوصا الكنيسة  فحالما دخلناها صدمنا  لان بعض المؤمنين  كانوا لايعلمون أنهم داخل كنيسة فباشروا  احاديثا جانبية  مؤثرين على نقاء المكان واحترام ذوات أخرى كانت قد أطرقت برأسها لتتلو صلوات الأيمان والرجاء  أما الأمر المؤلم  في الموضوع ما شهدته بأم عيني وهو حوار لشاب وشابة لم يجدوا مكانا أفضل من زاوية قصية للكنيسة لكي يتبادلوا أطراف الحديث فيما كانت الكنيسة تشهد  مراسيم لعماذطفل  فأين بوادر الاحترام وهل استنبط الشاب والشابة ما كانا يفعلانه  في تلك اللحظة ولم تفلح نظراتي إليهم في ان يقطعوا سلسلة أحاديثهم التي لم تجد مساحة أفضل من الكنيسة لكي يواصلوها ..أتمنى ان يحترم زوار الأديرة  حرمة تلك الأماكن المقدسة وان تبادر إدارة الدير لوضع جملة من الضوابط التي ترفع من حرمة الدير الى مستوى يصعب انتهاكه من قبل  بعض الزوار الذي يتمتعون بثقافة قاصرة إزاء  تلك الأماكن المقدسة والاهم ان  نرفع في زوايا تلك الأديرة لافتات تدعو لمنع التصوير بكل أشكاله تماما كما تعمد الأديرة الموجودة في سوريا  الى رفع مثل تلك اللافتات احتراما لممارسة الشعائر الدينية بعيدا عن  مزج طابع الزيارة بالطابع الشخصي البحت الذي لايتناسب تماما مع طابع الزيارة الروحي ..كلمات أردت من خلالها ان انقل واقع  واحد من الصروح المهمة التي تزخر بها مدينتي  ولكنها باتت تشكل غصات الم  حالما تكتظ  على جنبات الطريق المؤدي اليها سيارات الزوار الذي يقصدونها لأجل الاستجمام الشخصي لا  التقرب لتلك الأماكن بغية  التأمل الروحي  فلذلك تطول مدد الزيارة وتتخللها  قضاء أوقاتها بالكثير من الجوانب الترفيهية التي لايمكن ان تتقارب الى واقع المكان فضلا عن  بعض الأطفال يلجاون لممارسة العاب  دون ان يكون دور للاباء والأمهات بضرورة توعية هذا الجيل بضرورة احترام الدير وتجنب ممارسة الألعاب الرياضية ..

178
القديسة مسكنته... سيرة شهيدة وتاريخ كنيسة

 
عنكاوا كوم – الموصل – سامر الياس سعيد
 
يستعد مسيحييو الموصل للاحتفال بتذكار القديسة مسكنته الذي يصادف الـ 25 من ايلول كل عام.  ويرتبط  مسيحييو المدينة مع القديسة بروابط المحبة لتلك الشهيدة التي قدمت نفسها قربانا للرب حيث يذكر التقليد عن سيرتها أنها كانت إحدى شهداء كركوك  في عهد الوالي طهمز كرد سنة 409 حينما سمعت باضطهاد المسيحيين فتركت خبزها وأخذت ولديها وطلبت من الوالي الإسراع في تحقيق استشهادها وبعد الإلحاح  ضرب الوالي عنق ولديها بالسيف وأخيرا عنقها  ولما رأى شجاعتهم أعلن حالا مسيحيته واستشهد هو أيضا على مثالهم.
 
إما كنيسة الشهيد مسكنته في الموصل فلها حكايات  مع التاريخ، إذ أنها تعد الكنيسة الوحيدة في العراق تحمل اسم القديسة الشهيدة  ويظن أنها ترتقي في تأسيسها للجيل العاشر الميلادي  وفي حوالي 1850و1851 قام البطريرك يوسف اودو بتجديدها  فيما قام  البطريرك يوسف عمانوئيل الثاني  بتجديدها ثانية عام 1904 ورممت  في عام 1947-1948 من قبل المعاون البطريركي المطران اسطيفان كجو  وفي عام 1954 نقل المطران سليمان الصائغ برج ناقوسها الى موضعه الحالي  وشهد عام 1976 تجديدا أخر للكنيسة تم على عهد المطران عمانوئيل ددي ويبلغ طول الكنيسة من الداخل 37م فيما يبلغ عرضها16 م  وتشمل على ثلاث مذابح مع حنيات وزخارف وأعمدة رخامية  وتحتضن ذخائر الشهيدة  في بيت القديسين  وبقايا الكنيسة القديمة  وكتب عنها الأب الراحل يوسف حبي  في كتابه المعنون (كنائس الموصل ) الصادر عام 1980 مايلي :"هي كاتدرائية مطرانية  الكلدان في الموصل وقد كانت  منذ أوائل  القرن التاسع عشر  وحتى عام 1960 كاتدرائية  بابل على الكلدان  وشيدت على اسم القديسة  مسكنته (شيرين ) وابنيها  في حدود القرن العاشر  ويأتي أقدم  ذكر  لها في مخطوطة  مكتوبة سنة 1212 كما عثر  في التجديد الأخير سنة 1976 على صناديق خشبية  قديمة  وذخائر  قديسين  معروضة  حاليا  في بيت القديسين  ومن اثار  الكنيسة الأخرى  الباب الملوكي  المزخرف والمكتوب  والنقوش المرمرية التي تزين المذبحين  وما فوق الأعمدة  والحنيات  الخطية الكرشونية  وترجع كلها  الى تجديد سنة 1851 وقد جرى توسيع الكنيسة عام 1904 وتشتهر الكنيسة  باحتفالاتها  الدينية الفريدة  وفيها أضرحة مهمة كشاهدي البطريرك  ايليا عبو اليونان  والبطريرك يوسف عمانوئيل الثاني".
 
وتزامنت زيارة موقع "عنكاوا كوم" للكنيسة مع استعدادها للاحتفال بتذكار شفيعتها وكانت حافلة بالمعطيات ولعل أهمها النهضة العمرانية التي شهدت الكنيسة في الترميم الاخير الذي  شهدته نهاية عام 2004 لينتهي مع  الإيذان باحتفال  الكنيسة بتذكار القديسة مسكنته  في أيلول عام 2005 بافتتاحها من قبل المطران الشهيد مار بولس فرج رحو  حيث تعد تلك المراسيم من أواخر ما قام به المطران الشهيد قبل ان ينال أكليل الشهادة في آذار عام 2008 في مدينة الموصل.
 
في بيت القديسين الواقع خلف المذبح الرئيس للكنيسة وخلال رواق ضيق يطالعنا ضريح المطران عمانوئيل ددي المتوفي في الموصل عام 1980 فيما يحتوي المكان الذي يوجد فيه مذبح أخر  وبالقرب منه جرن للمعمودية  وفي المقابل نجد موقع يضم ذخائر القديسة فضلا عن بقايا الكنيسة القديمة  وعلى الطرفين توجد خزانات ذات  واجهة زجاجية  تضم بين ثناياها  دواة كان يستعملها  البطريرك مار يوسف اودو(1847-1878)وشمعدان كان يستعمل  في زمن البطريرك  مار ايليا عبو اليونان(1878-1894) وهدية البابا لاون الثالث عشر  الى البطريرك عبد يشوع خياط(1894-1899) وشمعدانان  قدما هدية  من أبرشية امد (ديار بكر ) الى البطريرك مار عمانوئيل الثاني (1900-1947) بمناسبة يوبيله الذهبي الكهنوتي  فضلا عن صندوق مرمري يوضع فيه الماء المبارك مكتوب  عليه من المزمور "اغسلني كثيرا من اثمي ومن خطيتي طهرني " مؤرخ في سنة 1845. كما تضم واجهة اخرى على الجهة اليسرى  صندوق خشبي  قديم من القرن العاشر الميلادي  توضع فيه الدهونات المقدسة  واخر يحتوي على عظام شهداء وقديسين  وبقايا لصناديق خشبية  كانت توضع فيها الذخائر المقدسة وكلها ترقى للعهد العاشر للميلاد  وصندوق خشبي أخر كان يوضع فيه القربان المقدس  كتب عليه بالحرف الاسطرنجيلي (ثواب مقدس ) بالإضافة لصندوق مرمري  وجدت فيه بقايا  اقمشة قديمة  ورفات قديسين ..كما  تواجهك في داخل رواق بيت القديسين ضريحين متقابلين احدهما للمطران سليمان اوسطة المعاون البطريركي  على أبرشية الموصل المتوفي  في عام 1939 واخر  للمعاون البطريركي  على أبرشية الموصل  المطران  اسطيفان كجو  المتوفي عام 1953 وقبل ان تدلف لبيت القديسين يواجهك ضريح  المطران عمانوئيل ددي المتوفي في الموصل عام 1980 إما البطاركة المدفونين  في الكنيسة فهما  البطريرك بطرس ايليا الثاني عشر  عبو اليونان  المتوفي عام 1894 والبطريرك مار يوسف عمانوئيل  الثاني توما المتوفي عام 1947..
 
إما عن تذكار القديسة والذي تحتفل به الكنيسة عادة في 25 ايلول من كل عام  فعادة يقام القداس الإلهي بهذه المناسبة عصر اليوم المذكور وفي نهاية القداس  يقام زياح ذخائر القديسة بدورة يتقدمها احد شمامسة الكنيسة بحمله الصليب  ويأتي خلفه المؤمنين فالشمامسة  وبعدها يقوم المطران او الأب الكاهن  بحمل صورة القديسة ليتم التبرك بها خلال الدورة  إما عن  مساء اليوم الذي يسبق التذكار  فكانت الكنيسة في السابق تشهد إقامة رتبة  التوبة (السجود ) ولكن خلال العامين المنصرمين ونظرا لأوضاع المدينة لم يتم إقامة هذه الرتبة ..وبالعودة للظروف الأمنية فقد نالت الكنيسة خلال الأعوام السابقة نصيبها من محاولات الاستهداف كان أحداها  عام 2004 بمحاولة تفجير باب الكنيسة  والمحاولة الثانية تزامنت مع عملية  التهجير التي جرت أحداثها خريف عام 2008 بتفجير الباب الخلفي للكنيسة ..يرتاد الكنيسة حاليا خلال قداديس يوم الأحد والأعياد الكنسية ما يقارب الـ (70-80) مؤمن حيث اعتاد الاباء الكهنة  رفع الذبيحة الإلهية  مساء يوم الأحد من كل أسبوع بالإضافة للأعياد  الكنسية  إما الدورات الدينية فيذكر نشاط الكنيسة في هذا الجانب  حيث تستقبل الكنيسة  خلال فترة الصيف ما يقارب الـ (70) تلميذ وتلميذة  من ابناء المنطقة حيث يتلقون خلال أيام العطلة الصيفية  دروسا في التعليم المسيحي  تلقيها عليهم مجموعة من الأخوات الراهبات مثل الام المربية الأخت عطور  والاخت الراهبة مسكنته والاخت الراهبة حكمة ويشارك في تقديم الدروس نخبة من معلمي  التعليم المسيحي كالاستاذ بشار نايف  والست رحيق والست نورا كما تقام خلال فصل الشتاء دورات مماثلة تقام بواقع يوم من كل أسبوع ولتلاميذ المراحل الابتدائية والمتوسطة ..





 

179
سفراء جمهورية عنكاوا كوم
سامر الياس سعيد
فرصة جميلة وفرها لنا موقع عنكاوا كوم بتوجيه الدعوة للقاء تداولي بشان الارتقاء بواقع الموقع الذي أصبح نافذة مهمة يطل عليها أبناء شعبنا سواء داخل الوطن او خارجه من المنتشرين ببقاع العالم كافة ..
لقد مضى أسبوع على ذلك التجمع لمراسلي الموقع في الوطن وهم أضحوا سفراء الخبر والرأي والأحداث التي تجري في مناطقهم  وبالرغم من مرور هذا الأسبوع على ذلك اللقاء الجميل إلا ان أحداثه لم تبارح الذاكرة وهي مزدانة بالكثير من التفاصيل الجميلة التي احتواها  اليوم  ونصف اليوم هي مدة اللقاء  الذي جرى مطلع الشهر الحالي في مدينة شقلاوة .نعم لقد كان لقاء المشرف العام للموقع الأستاذ أمير المالح بمراسلي الموقع وقد قدموا من الموصل وبغديدا وكرملش وتلسقف وكركوك وعنكاوا والقوش وبرطلة وشقلاوة   فرصة جميلة  نتمنى ان تضحي تقليدا سنويا ليجري من خلاله الارتقاء بعمل الموقع وقد استقطب الآلاف من أبناء شعبنا ليكون واحة مفضلة لهم للاطلاع على الخبر الصادق والتفاصيل الموسعة إزاء كل ما يجري ..
كما في المقابل فان اللقاء  كان نقطة مهمة للتعارف بالزملاء رغم ان اغلبهم قد ربطتنا بهم قبل هذا اللقاء أواصر الصداقة والتعارف المسبق ومع ذلك فالتجمع بجانب جمال الطبيعة التي ازدانت بها شقلاوة وهي تغفو ببراءة الأطفال بين أحضان جبالنا بلدنا الشماء أضفى جانبا من حلاوة اللقاء وزينها بمزيد من المعلومات والفائدة التي جنيناها من هذا اللقاء المهم والمكتنز برائحة المحبة  والحرص على ما يعتري واقعنا من معوقات وأحداث تزايدت خلال ظروف السنين الأخيرة ..
وكانت فرصة أخرى تلمسناها جليا ونحن نسمع ما أفاض به هولاء المراسلين وقد كانوا بحق سفراء تحلوا بديبلوماسية بيئتهم التي أنجبت مثل تلك الطاقات الشابة التي تعانقت مع الخبرة في لقاء برزت عناوينها جلية وهي تؤكد ان موقع عنكاوا كوم لم يتحدد كمنتدى الكتروني يضيف مسيحيي الداخل والخارج فحسب بل أضحى عبر سنيه المتتالية  جمهورية مترامية الأطراف تمتد بوصلتها الالكترونية لتكون نافذة تفتح بنقرة ماوس ليلتقي من خلالها على سبيل المثال  المسيحي الساكن في مدينة كركوك  مع شقيقه اوصديقه  الذي يقطن أقصى أطراف المعمورة ويبث المسيحي من الموصل بهموم مدينته التي تعيش على صفيح ساخن من الأحداث  مع زميله الذي يقطن مدينة أخرى تبعد مئات الآلاف من الأميال ..
جمهورية عنكاوا قدمت انموذجا لواقع الإعلام الالكتروني  حينما دعت لمثل هكذا لقاءات سوف تدعمها بمزيد من المبادرات التي تدعو لعدم التحدد بإطلاق الأخبار والحقائق من على صفحتها الالكترونية فحسب بل ستعمد الى ان تؤطر لعمل إعلامي من نوع أخر تدعو من خلاله لإقامة ملتقيات وندوات تدعو من خلالها للمس جرح مسيحيي العراق من بحث قضايا أهمها مرض الهجرة الذي بات كالسوسة التي تنخر جذر وجودنا في ارض الأجداد ..

180
المنبر الحر / الوسيلة والغاية
« في: 14:35 20/08/2010  »
الوسيلة والغاية
سامر الياس سعيد
تابعت في وقت سابق مقالة الأديب المعروف هيثم بهنام بردى والتي نشرها في موقع عنكاوا كوم حيث سلط من خلالها الضوء على  محاولات بعض الكتاب والأدباء نشر إبداعاتهم وكتاباتهم في أكثر من موقع أو منفذ ثقافي  مشيرا الى رغبة الدكتور بهنام عطا الله  في محاولة منه  الحد من استشراء هذه الظاهرة التي اذكى وقودها توفر خدمة  الانترنت  وتباين المواقع والمنافذ الثقافية  من حيث  النوعية  والشعبية التي تمتلكها ..
وبرأيي الشخصي المتواضع فان  ما استند عليه  بردى وقبله الشاعر عطا الله يدلان على أمانة الكاتب تجاه القاريء من خلال حرصه على عدم تعميم ما يدونه قلمه على أكثر من موقع والاكتفاء بموقع واحد يلتقي من خلاله بالقاريء ليوجه إليه بوصلة إبداعه الثقافي وخلاصة ما انتجه فكره سواء في حقول الشعر او القصة او الراوية وما الى غيرها من الفنون الإبداعية المختلفة ..
وفي هذا المقام تحضرني مقولة لأحد الكتاب  والباحثين الموصليين تناولها خلال لقاء جمعني به  فأكد أنها ليست للنشر لكنها بقيت راسخة بذهني  لتؤكد مدى تمسك هذا الكاتب بالمادية حينما  همس  لي بأنه يرفد كتاباته وحسب مكانة المجلة او الجريدة التي يراسلها حيث يحرص على  إرسال المادة التي يراها ثرية  وذات متانة بأصول الكتابة الى المجلة او الجريدة التي تتمتع بمكانة مهمة ولاضير  ان أضم الى تلك المكانة مفردة تنتمي الى  بحبوحة مادية ترفد ذلك الكاتب فيما بعد مكافأة لجهوده حوافز تختلف ما بين دراهم إماراتية وفيرة او أوراق خضراء  من فئة المئة دولار فما فوق  فيما يبقي على المادة الأقل مستوى  للمنافذ التي هي دون كما يصفها  ومن خلال هذا الحديث وقفت مستغربا آلية النشر التي يعتمدها ذلك الذي اصطبغ رأسه بالبياض مشتعلا بحرائق الزمن الآفل ..
وإذ ما عرجنا للوسيلة التي يعتمدها ذلك الأديب المتقاعد  فأنها أضحت غاية  في ان ينشر في موقع معين وبمادة لاتقل مستوى عن مستويات المواد التي يرفد بها  تلك الصحف ذات الانتشار الواسع لتجد مقالاته فيما بعد متداولة بعلمه او بدونه في صحف أخرى ..
والمحنة ان منافذ الإبداع المحلية باتت لاتطرب(على وزن (مغنية الحي لاتطرب )مبدعينا وأدبائنا فأضحت الصحف التي تصدر في الموصل تحديدا  ولااعني بالضرورة  تلك التي تصدر في سهل نينوى بمثابة واجهات تنقل ما ينشره الانترنت  وهذا الأمر لم يعد خافيا على احد وحقيقة إنني وقعت بهذا الأمر لمرات عديدة وبصورة مباشرة او غير مباشرة حتى ان بعضا من تلك الصحف  لم تعتمد الانترنت بل عمدت الى طباعة لقاء كنت شخصيا  قد نشرته في جريدة نينوى التي كانت تصدر قبل عام 2003 حيث أعادت نشره دون ان تغير حتى العناوين الرئيسية  ولكنها أجرت تغييرا طفيفا تمثل برفع اسمي  كمحاور تلك الشخصية ووضعت بدلا عنه اسم  احد الصحفيين المغمورين !!!

181
المنبر الحر / رسالة (هدير )
« في: 17:58 31/07/2010  »
رسالة (هدير )
سامر الياس سعيد
قبل يوم الأربعاء الموافق 28 تموز  الحالي لم تكن هدير سعد دانيال معروفة للجميع بل كانت مجرد طالبة إعدادية في مرحلتها المنتهية  تنتظر إعلان النتائج وسماع نتيجتها حالها حال الاف  الطلاب والطالبات من أقرانها والذين اكتووا بحرارة تموز  الأسئلة المزدانة بالأخطاء المطبعية وتشعباتها  خصوصا وان هذه التشعبات تستخلص الزمن المفروض لإنهاء الأسئلة بتوقيتها المعتاد .. وبعد التاريخ المذكور أصبحت هدير حاضرة في مواقع شعبنا من خلال صورها والأخبار التي تواردت عن تحقيقها اللقب الأغلى الذي يحلم به كل طلاب العراق وهم يخوضون أصعب واكبر اختبار في حياتهم ممثلا بامتحانات المرحلة المنتهية للدراسة الإعدادية ..حققت هدير هذا اللقب لتترك معه رسالة مهمة كانت سطورها قد كتبت بتميز  حققه قبل هذا الوقت الالاف من أبناء شعبنا وهم يلونون أجواء الحياة في الموصل ومحافظات العراق كافة  بألوان التألق والتميز  حيث حققوا الكثير من الانجازات وتركوا بصمتهم بارزة على جميع محاور الحياة فكان صعبا تخيل العراق بلا مسيحيين .. صفحة جديدة من صفحات التفوق تحققت في واحدة من بين الالاف الاعداديات المنتشرة على خارطة العراق  لتؤكد مدى التميز الذي يمكن ان يتحقق في أجواء صعبة  وفي ظروف غير مستقرة  ومن خلال امكانية  تمتع هذا التميز ببريق الأجواء التي حققتها هذه الإعدادية التي حملت اسم القديسة مارت شموني  لتتزامن مع المصاعب التي تكبدتها قديسة  نزفت أبناء بطنها  أمام أعينها في ظروف الاستهداف  لتتكرر  مثل  هذه الحالة اليوم  وما أحوجنا لنتأمل في قصة القديسة شموني لنجد أنها حاضرة في كل تفاصيل حياتنا التي نعيشها اليوم ونحن نرى استنزاف ابناء الكنيسة وإجبارهم على قطع جذور حياتهم المتصلة بالأرض  لإرغامهم الى ترك البلد . والمفارقة  ان  صفحات الأوائل من  طلبة الإعدادية لم يخرج من ثانوية المتميزين والمتميزات  والتي يبذل الموصلييون الكثير من اجل إدخال أبنائهم فيها لكي يضمنوا ان يتعبد طريق فلذات أكبادهم نحو تحقيق  معدل كبير  أو يضمنوا وجود أسماء أبنائهم ضمن العشرة الأوائل  ولكن  برزت تلك الطالبة لتنطلق من برطلة مبرزة تألق جديد يضاف الى سجلات ابناء شعبنا  ولتعيد للاذهان ان حادثة الاستهداف الذي طال طلبة قرقوش في مطلع ايار لم يكن  الدافع له سياسيا بحتا لكنه كان يحمل في طياته  فرصة لايقاف تميز هولاء النوارس الذين انطلقوا من قرقوش متوجهين لمدينة الموصل ولم يكون في بالهم أو خاطرهم سوى ان يتخرجوا من الجامعة ليكملوا مسيرة الحياة بتقديم خدماتهم للوطن الذي يضمهم الى جانب  الملايين من العراقيين على اختلاف طوائفهم ومذاهبهم  وكان الحادث الذي وقع قبل ثلاثة أشهر تقريبا فرصة لإرغام الكثير من العوائل المسيحية لاعتبار تميز المئات في مجالات منها السياسي ومنها الثقافي ومنها الفني  ومنها الرياضي  وغيرها من المجالات المتعددة ومنهم على سبيل المثال لاالحصر روفائيل بطي والأب انستاس الكرملي  والعشرات من النخب التي قدمت خدمات جليلة للعراق  بأنه بات من الماضي السحيق ولايمت للحاضر بصلة ..

182
رواد المسرح الموصلي يقدمون مسرحية في قرقوش



عنكاوا كوم – الموصل - سامر الياس سعيد

قال الرائد المسرحي المعروف شفاء العمري انه سيقدم مسرحية بعنوان "قصة حديقة الإنسان" على خشبة مسرح قرقوش، عصر الخميس القادم.
وأضاف العمري في حديث خاص لموقع "عنكاوا كوم" ان المسرحية  التي قام بتأليفها  وإخراجها سيجسدها نخبة من رواد المسرح الموصلي وفي مقدمتهم علي إحسان الجراح  ومحمد محمود العمر بالإضافة لأعضاء فرقة نينوى للتمثيل التابعة لدائرة السينما والمسرح.
ويعد المخرج شفاء العمري من ابرز رواد المسرح العراقي والموصلي بوجه الخصوص. عمل خلال سنوات عمره السبعين على اكتشاف العديد من الخامات وتقديمها للساحة الفنية ومن أبرزها الفنانة العراقية المعروفة سمر محمد والعشرات من الفنانين، ويبرز عطاء العمري من خلال إعداده وإخراجه للعشرات من الأعمال المسرحية التي نال من خلالها دروع التكريم وشهادات التقدير من مختلف المؤسسات المسرحية والإبداعية وأخرها تكريمه ضمن نخبة من فناني المسرح العراقي في احتفالية أقيمت في العاصمة العراقية بغداد بمناسبة يوم المسرح العالمي في الـ 29 آذار الماضي.



183

"سورا – الامل" صحيفة جديدة للمجلس الشعبي الكلداني السرياني الاشوري

عنكاوا كوم – خاص -  سامر الياس سعيد

من المؤمل ان تصدر خلال الأيام القليلة القادمة، صحيفة، جديدة للمجلس الشعبي تحمل اسم "الامل – سورا".
وحول ذلك تحدث المشرف العام على الصحيفة الدكتور بهنام عطا الله لموقع "عنكاوا كوم"، قائلاً ان الصحيفة ستكون " ناطقة بلسان المجلس الشعبي السرياني الكلداني الاشوري".
واضاف ان العمل بإعداد مواد الجريدة بدء منذ مطلع شهر تموز الحالي من خلال كوادر تمتلك خبرة في العمل الصحفي. وعن الغاية من إصدار الصحيفة، ذكر عطا الله أنها ستعمل لسد الفراغ الحاصل من خلال العمل على نشر أنشطة وفعاليات المجلس الشعبي  فضلا على أنها ستكون المعبر الحقيقي والناطق للمجلس المذكور بالإضافة الى مجلة "موتو عمايا" التي تصدر بواقع فصلي.
وتابع الدكتور بهنام عطا الله ان صفحات الصحيفة ستكون مهيئة للأقلام الشابة لإبراز طاقاتها  مثلما حفل العدد الأول الذي سيصدر قريبا بنخبة من تلك الأقلام  فضلا عن مقالات اخرى لكتاب شاركوا في تحرير العدد من داخل الوطن وخارجه حيث كان التجاوب مشجع للغاية.
وعن نية هيئة التحرير إصدار طبعة خاصة باللغة السريانية قال الدكتور عطا الله ان هذا الأمر مطروح أمام هيئة التحرير وقد اعددنا في العدد الأول صفحة خاصة بكتابات الأخوة الزملاء باللغة السريانية كخطوة أولى لشد اهتمام الجيل الجديد بلغتنا الأصيلة  كما إننا نسعى لإنشاء موقع خاص للجريدة على الشبكة العنكبوتية ليتيسر لأبناء شعبنا في المهجر للاطلاع على مواد الصحيفة والتجاوب معها من خلال رفدنا بكتاباتهم ومقالاتهم  بعد ان نقوم بعرض العدد الأول من الصحيفة على عدد من المواقع الالكترونية الخاصة بأبناء شعبنا ومنها موقع فضائية عشتار وعنكاوا كوم ..

184
المنبر الحر / شبابنا .. أمانة
« في: 22:40 19/07/2010  »
شبابنا .. أمانة
سامر الياس سعيد
بعيدا عن الظروف التي يعيشها شعبنا الأمن  وتداعياتها التي تبرز بين آونة وأخرى لتحمل على جناحها الكثير من العوائل التي تضطر لترك الموصل بحثا عن ملاذ امن  وتبقي في أعماق عوائل أخرى غصة الم وحزن لمفارقة أحبة رحلوا  يبدو الشباب بين مطرقة الوضع وتداعياته وسندان مداعبة خيالاتهم لفكرة الهجرة  التي طالما وجودها الحل الأمثل لمداواة مسالة بقائهم في بلد ذات مستقبل غامض  بالرغم من ان ماضي عوائلهم فيه كانت تبرق بلمعان التالق والبروز..
أسوق هذه المقدمة لاعلن عن سعادتي وأنا أطالع رغبة (أبونا داؤد ) وهو يعلن عن لقاء أبناء السلام من خلال إخطار وصلني على موقع الفيس بوك الشخصي  ولم أكن في موضع المستغرب لتلك الخطوة المباركة لأنها انطلقت من فكر رائد الشباب  وكيف لا وهو  كان كاهن الشباب في مرحلة من مراحل مشواره الإيماني المترع ببركات الرب يسوع ..
إخطار حمل الكثير من الكلمات الجميلة لكن  هنالك الكثير من الأفكار التي تنتظر الانطلاق لتؤطر مثل هكذا لقاءات تجمع شباب لاتغيب الأزمات عن واقعهم وهم يواجهون الكثير من الأحداث التي يعيشونها فيسبقون من خلال تلك الأمور  أقرانهم  الذين يعيشون في دول أخرى تتمتع بالأمان ..
والتجارب الشبابية لابد لها ان تنطلق لتفجر إمكانيات هي بحاجة ماسة لمثل تلك اللقاءات  ولايمكن لواقع المحاضرات التقليدية  ان تؤثر على انسيابية هذا الملتقى الذي نتمنى له النجاح والبروز لكي يكون تميزه موازيا للقاءات الشبابية التي كانت تضمها في مرحلة هامة من المراحل التاريخية التي تكتنزها ذاكرة كاتدرائية مار افرام  ولعل موعد الساعة العاشرة من صباح يوم الجمعة من كل أسبوع  تاريخا لايمكن ان تسقطه من الذاكرة  الكثير من النخب الشبابية التي فرقتها ما مرت به مدينة الموصل في أعوام سابقة لكنها بقيت تداعب المخيلة  كلما  مرت في الأحاديث كلمات من عيار الدورة اللاهوتية  ومحاضرات الأب الدكتور يوسف وإمكانيات الناشط الشبابي عمار وزملائه ..
شبابنا بات اليوم يترقب الخطوة الأولى في مشوار ملتقى أبناء السلام عبر موعده في عصر يوم السبت القادم ومع انطلاقة الموعد المقرر ستنطلق حمامات شبابنا لتزيد دعة المكان سلاما  ورغبة في نفض ما علق بالأذهان من غبار السنين الماضية التي أمضوها بعيدا عن أمهم الكنيسة ليقتربوا منها ويتحدثوا عما يجول بأذهانهم حول قضايا بات لزاما عليهم ان يناقشوها  وهي بالإضافة للأحداث التي  أرغمت زملائهم على مغادرة المدينة  فهنالك ملفات كثيرة منها  رغبات غامضة لمؤسسات تدعي المسيحية زورا  لتحاول استمالة الكثيرين  بفضل أدوات ترغيب لاتختفي المادة من حثيثياتها  ومن هذا الواقع فان الملتقى سيبدو  صمام امان لهذه النخبة لكي تفرض على واقعها ستارا حاجبا يقيها هجمات غير مرغوبة من تلك الفئات الضالة ..

185
المنبر الحر / المبدع والوثيقة
« في: 10:47 12/06/2010  »
المبدع والوثيقة
سامر الياس سعيد

يطيب لي ان  أتصفح الوثيقة التي نجح بإبرازها الدكتور بهنام عطا الله من خلال تصديه لكل ما ورد في خضم الأحداث الأخيرة التي طالت  أبناء شعبنا من طلبة بغديدا  مطلع أيار الماضي ..
 تلك الوثيقة المهمة ما هي إلا  العدد (75) من جريدة صوت بخديدا والذي خصص هذا الشهر تغطيته الإعلامية بالكامل للحادث وردود الافعال والاخبار المتعلقة  بكل ما ورد عن الأحزاب والمنظمات  التي دانت واستنكرت ما تعرض له هولاء الطلبة الأبرياء ..
ويحق لنا ان نفتخر بتلك القامة الإعلامية المتمثلة بالدكتور عطا الله الذي نجح في ان يكون السباق  في عرض التفاصيل المهمة  لهذا الحادث المؤلم فضلا عن مزجه لتلك التفاصيل بما نزفت به ارواح الشعراء من  كلمات  عميقة المعنى  حول الحادث  وكتابات  المتابعين لأحوال شعبنا الصابر ..
صوت بخديدا ضربت أيضا من خلال العدد الأخير مثلا في الإيثار  والتميز حينما ارجات احتفالها بالسنة  الثامنة التي دخلتها متأنقة محلاة بإعجاب المتابعين والقراء لحللها الجميلة التي تظهر فيها مع إطلالة كل شهر بالرغم من قلة الإمكانيات المتاحة  خصوصا البشرية منها والتي لايربو عددها على أصابع اليد الواحدة  ولكن خبرة المحترف بهنام عطا الله جعلت الجريدة تسير على سكة النجاحات وتحقق لنفسها سبقا مهما بين صحف  أبناء شعبنا في  مناطق تواجدهم حيث كانت الأولى عبر إصدارها في حزيران عام 2003 ليتلقفها  كتاب نينوى وأدبائها  بكل ترحيب  كونها حققت سبقا إعلاميا  في تلك المناطق التي  انتشرت منها ..
وإذا كانت تهنئتنا  للدكتور عطا الله وكادره المسؤول على إصدار الجريدة بالعدد الوثيقة  فأنها  أيضا تأتي في مناسبة حلول العالم الثامن الذي تدخله الجريدة بكل ثقة وقد صدر منها لغاية هذا العام 75 عددا  تناولت  كلها القضايا المتعلقة بشعبنا  في تغطيات تعد وثائق خصوصا وان المرحلة التي نعيشها تتطلب توثيقا لما يجري من استهدافات منظمة بالإضافة الى ما يعانيه هذا الشعب الأمر الذي يدفعه لاختيار ملاذات آمنة في مختلف أصقاع العالم ..

186
المنبر الحر / شهر على الجريمة
« في: 16:14 05/06/2010  »
شهر على الجريمة

سامر الياس سعيد

التفت  ألينا سائق الأجرة مخيرا الركاب  في اختيار الطريق المناسب لهم للوصول الى قرقوش  فقال :أيهما انسب إليكم ..؟
طريق الكوير أم  الطريق الذي نمر به من خلال برطلة وهو الطريق الذي تكون فيه منطقة الكوكجلي احد مساراته ..لم يعلق أي من الركاب الآخرين على الأمر  فيما أبديت رغبتي  للسائق باختيار الطريق الثاني  فبدا بتشغيل محرك سيارته لبدء الرحلة الى قرقوش ..لقد كانت رغبتي في اختيار طريق الكوكجلي متعمدة لغرض المرور من ذات الطريق الذي سلكوه نوارس بغديدا في طريقهم لنهل العلم فلم يجدوا امامهم الا طريق الدم  وأكاليل الشهادة التي خطفت اثنين منهم  واصابت المئات ..حينما مررنا بالطريق وجدت الكابة جاثمة على جنباته وقتامة سوداء تظلل مسالكه لكن ما يثير كان السيطرات العديدة التي اطرت الطريق فكلما كنا نجتاز مسافة قصيرة حتى واجهتنا سيطرة جديدة..
واصلنا رحلتنا الى بغديدا  فوصلناه فطالعتنا لافتة سوداء حملت اسم شهيد الطلبة في الجدارية الكبيرة التي تستقبل زوار المدينة  الجميلة وتمنينا من القائمين عليها ان تحمل تلك الجدارية بدلا من بياضها اللافت واستغلال البعض لمساحتها في تعليق لافتات النعي السوداء  تمنينا من فناني قرقوش ان يستغلوها لياطروا حادث الاحد المعجزة كما أطلقت جريدة صوت بغديدا على الاحد الدامي  الذي شهد هذا الحادث المؤسف  ويسجلوا على تلك المساحة الكونكريتية الواسعة أشبه ببانوراما تنطق بما واجهه نوارس العلم  والقلم ..
مساحة من الحزن جاثمة على النفوس تنطلق لتبرز من خلال ملابس الحداد السوداء التي اتشحت بها أكثر من امرأة ونحن نراها في طريقنا في جنبات المدينة الوادعة لكن سرعان  ما  تلاشت تلك السحب حينما اقتربنا من مركز مار بولس للخدمات الكنسية لنشهد انطلاق ينبوع العلم  ومظاهر  التحدي بارزة في نفوس طلاب وطالبات بغديدا وهم يؤدون امتحاناتهم في هذا المكان المبارك  المكتنز بالروحية ..
أنصت لأحاديثهم فرايتها مفعمة بالأمل على مواصلة المشوار  رغم ان وجوه بعضهم ما زالت تحمل اثار  احد المعجزة فضلا عن أطرافهم  ولكنهم لم يستغنوا عن الكتاب والورقة في طريق الألف ميل  ليثبتوا بأنهم سائرين على درب الأجداد متجذرين في ارض الاباء  ليزرعوا الكلمة  وليحصدوا المحبة والايمان  فراشات تنطلق فيما بينهم ..
يقول الاخرون ان الله من علينا بنعمة النسيان لننسى الأحداث المؤثرة في حياتنا  ولكن ما زالت تلك الأحداث الجسام تزرع فينا الأمل ببزوغ فجر السلام على بلداتنا ومدننا ولتمسح دمعة الغربة من وجوه من فارقوننا وقلوبهم ملتصقة برنين هاتف  يحدثهم عن أنباءنا واخبارنا .. وكلمة امل  تدور فيما بيننا لتثبت فينا جذر البقاء والتاصل  ولترفرف على كنائسنا وهي تفتح اذرعها لاستقبالنا في صباح كل احد بهي حيث يقرع ناقوسها  داعيا بالسلام للجميع ..
 
الموصل
5حزيران 2010

187
في ذكرى رحيل عموبابا
سامر الياس سعيد
مر عام على  رحيل شيخ المدربين عموبابا وإزاء انقضاء هذه المدة الزمنية بقي الحال على ما هوعليه  فيما بقي ضريحه ماثلا ينتظر الاستذكار تماما كما كان الشيخ إثناء حياته يناشد المسؤولين بايلاء الاهتمام المناسب بمدرسته الكروية  وبما تحفل به من إمكانيات رياضية تجسد صورة واقعية لما يكتنزه مستقبل الكرة العراقية من مواهب  وقابليات ..
بقي الحال على ماهو عليه ففي حياته كان الشيخ ينظر بعين تملاها دموع الاستغراب من  انحدار الكرة العراقية وانشغال مسؤوليها بالبحث عن الكراسي والمناصب فيما بقيت الانجازات والبطولات رهينة الحظ والغيرة العراقية التي يمكن ان تبرز في لحظة او لحظتين ولكنها ليست  على طول الخط مرهونة بأداء اللاعب العراقي الذي يقدم ما يعكس واقع علم التدريب الحديث المعتمد على الخطط الموضوعية والتكتيكية التي يقدمها المدرب  والذي مازال غيابه عن  قيادة منتخبنا الوطني محط التساؤلات والاستفهامات العديدة والتي تطلقها وسائل الإعلام مرارا دون جدوى ..
لقد أمضى عموبابا حياته  في سبيل الكرة العراقية مضحيا بوقته الذي يقضيه مع أفراد عائلته من اجل ان تسير كرتنا على سكة البطولات والنجاحات ولو توفر  اكثر من عموبابا في محيط تلك المسيرة الكروية  لواجه منتخبنا منتخبات العالم وظهر في اكثر من محفل كروي مهم  كالمونديال والاولمبياد وذلك بفضل الخبرة التي اكتسبها الشيخ من خلال تجربته الكروية  المكتنزة بالكثير من الشواهد  الحية والتي يقدمها تاريخنا الكروي فلذلك فقد لعب عموبابا دور المنقذ  والمسعف  للمنتخب الوطني في اكثر من بطولة فضلا عن  معلوماته الثرية بما تجود به ساحاتنا الرياضية من مواهب كروية متميزة اذ يدين  اغلب المحترفين من اللاعبين العراقيين  بالفضل لشيخ المدربين بعد ان افرز تلك العينات الكروية ليزج بها في الأندية العراقية كخطوة أولى  ضمن مشوار الألف ميل  في سبيل  الكرة ..
مر عام على الرحيل فيما بقيت  الأحداث على حالها ومضت ذكرى الشيخ دون ان تلتفت الكثير من الأندية الرياضية والاتحادات المعنية الى جعل يوم 27 ايار يوما كرويا عراقيا خالصا يجري خلاله  منح جزء من الوفاء الذي يستحقه هذا المدرب الذي اخلص لوطنه  غير مباليا بالكثير من العروض التي تقدمت بها منتخبات العالم لتستميله لقيادة  فرقها الكروية  ونتمنى ان يكون ذلك اليوم كيوم الفيفا  تجري خلاله اللقاءات الكروية بين فرقنا الرياضية خصوصا فرق الفئات العمرية التي أولاها  الشيخ جل اهتمامه من خلال  قضاء اغلب أوقاته  رغم معاناته من مداهمة المرض اللعين لكي يغرس حب الكرة في نفوس هولاء الصغار  لكي يكونوا في المستقبل نجوما كرويين يشار إليهم بالبنان  ويكفيه فخرا ان اغلب نجوم الكرة العراقية خصوصا في حقب الثمانينات والتسعينات إنها خرجت من جلباب الشيخ بعد ان كان الشاهد الأول على بريق نجوميتها التي انطلقت من ملاعب الزوراء والجوية والفرق الجماهيرية التي تولى تدريبها في فترات متباينة فضلا عن منتخباتنا الوطنية التي قادها في بطولات عديدة وقدم من خلالها الخبرة التدريبية التي قل نظيرها ..



188
المنبر الحر / استغراب
« في: 23:34 20/05/2010  »
استغراب

سامر الياس سعيد
 من المستغرب ان تتحول الإشاعات الى حقيقة تتقاذفها السنة المهتمين بما يجري في الموصل  وخصوصا حينما يحيطوها بهالات من متابعاتهم بينما هم بعيدون عن المدينة مئات وآلاف الأميال ومع ذلك فأنهم يحيطون بتلك الإشاعات وينصتون لها كأنها حقائق لاجدال فيها  والمؤلم ان من ينشر مثل تلك الشائعات ينوي من خلالها ان يفتح له منفذا للوصول الى ضفة  الوطن الاخر الذي ينظر اليه كانه الملاذ الامن .. وقفت متاملا  من  اراد ان يلبس قضية  الهجمات التي طالت طلبة قرقوش في مطلع ايار سيناريو يشابه ما حدث لاستهداف مركز التجارة العالمي في نيويورك في الحادي عشر من سبتمبر الشهيرة  وقتها  تعالت بعض الاصوات لتؤكد ان مجموعة من الموظفين اليهود غابوا عن  دوامهم يوم الهجوم على المبنى  ليفتح بوابات الشك حول هوية المستهدفين ومثلها  دارت اشرطة الشائعات لتؤكد ان  اصحاب المحال القريبة من منطقة الاستهداف التي طالت طلبة قرقوش  ابلغوا بعدم التوجه لمحلاتهم المتخصصة بالميكانيك  مثلما وردت تلك المعلومة في مقال احد الكتاب  ودلفت معلومة لم تكن بحسبان الكاتب  وهي  ان الشهيد رديف لم يكن طالبا بل صاحب محل ميكانيك في تلك المنطقة  ومرة أخرى ورد في سياق مقال  نشر في جريدة الواشنطن بوست وترجمه موقع عنكاوا كوم حيث كان بقلم احد المعتمات بالحريات الدينية  حيث اوردت فيه خبرين  لم يكونا على درجة كبيرة من  الصحة او المصداقية فالخبر الاول والذي تعلق باستهداف طفل حددته الكاتبة من الطائفة الكلدانية وحتى  سيناريو الاستهداف اذا كان  قد حدث بالفعل كما اوردت  الكاتبة  فهو خيالي الى درجة كبيرة  وورائه الكثير من  الخيالات التي انبتتها ظروف الكثير من العوائل التي تركت البلد املا في الحصول على اقامة في وطن اخر  فأرادت ان تستعين بالكثير من التوابل حتى تحصل على مبتغاها  كما ان المعلومة الثانية التي اوردتها الكاتبة في سياق المقال  لم تكن صحيحة بتاتا والمتعلقة بحدوث انتهاكات (.....) تجاه الطالبات المسيحيات في جامعة الموصل  بالتحديد  وهو الامر الذي نستهجنه حينما يتعلق الامر بتلك الشريحة التي لم تتعرض لمضايقات من هذا النوع الذي ذكرته الكاتبة  واذا ما فرضنا جدلا حدوث مثل ذلك الامر  فمن من اولياء امور  تلك الفئة يتشجع لارسال ابنته الى الجامعة  كما انني وبالمصادفة  عندما قرات المقال كان قريبا مني  والد إحدى الطالبات التي تدرس في الجامعة المذكورة فسالته  فيما اذا كان الامر قد حدث بالفعل فهل تقوى على إرسال ابنتك الى الجامعة فكانت اجابته الرفض طبعا  ومع ذلك فجامعتنا تزخر بتلك الشرائح  التي مازالت تنهل من ينبوع العلم  رغم كل الظروف المحيطة ..عنونت مقالي بكلمة استغراب وهو الشعور الذي احسه حينما يتداول البعيدون عن الموصل امورا لم تحدث فيها  وهذا ما يزيد اهالي المدينة ضيقا  يضاف الى مشاعرهم  ويضاعف همومهم  واعود لاؤكد انه كلما  حدث امر بشان ابناء شعبنا تتضاعف الشائعات حتى تتداولها الالسن بشيء من التهويل  ولاتنتهي الا بنفي  وتكذيب ..



189
المنبر الحر / اغتيال الحلم
« في: 23:45 04/05/2010  »
اغتيال الحلم
سامر الياس سعيد
لم يكن عرضا او قراءة لمسلسل او فيلم هو العنوان الذي اخترته لمقالي هذا بل هو وصف لحال طلبة قرقوش الأعزاء الذين تعرضوا لحادث اليم استهلوا به أول أيام هذا الأسبوع للوصول الى كلياتهم واقسامهم العلمية لكن الحاقدين عكسوا اتجاههم نحو المستشفيات ليتلقوا علاجا بدل علم ومعرفة ارادوا  ان يخدموا بها الوطن ويعبروا من خلالها عن رسالتهم التي تركها لهم الأجداد أمانة في اعناقهم بان اصالتهم وجذورهم لايمكن ان تقتطعها حوادث عرضية او دماء مسفوكة بل شواهد تركها الاجداد للاحفاد بان الموصل مبنية ومحروسة ببركات الجميع ..
لقد حفر الحادث بصمة في شاهد المجتمع الموصلي الذي عبر عن المه لما يحدث وابتعد عن هالات الاعلام وتغطيته المبنية على افق طائفي او سياسي كما دابت في عرضه الكثير من وسائل الاعلام التي تبغي من تاطير أي حدث بهالات حسب الرغبة  لكن بدا التعاطف مؤسس على ما تركته الروابط  التاريخية التي تاسست على افق المدينة التي لم تبنى بساعد قوم على حساب قوم اخر بل شارك الجميع في  الوقوف صفا واحدا امام الغزوات وحملات الاغارة على المدينة فيما بقي شاهد العذراء ماثلا يعيد للاذهان اعجازها بكسر طموح  القائد طهاماسب  الذي اراد يوما ان يكسر شوكة الموصل فكسرت العذراء شوكة الاعجام بازارها الذي يحتضن الجميع  كما تقول الترنيمة المشهورة التي مازالت تتناغم بترديدها في المناسبات الدينية  السن المؤمنين في كنائسنا  ..
يبقى التساؤل الذي اطلقته احدى وقفات المساندة حينما رفعت عنوانا قائلا  صليب العراق ينزف فمتى القيامة واذا كانت القيامة منطلقا لزهق ارواح ابرياء في حادثة الكوكجلي السيئة الصيت  كما هو الحال مع العريس الشاب رديف الذي حلق مع الملائكة تماما كما حلقت طموحات الكثير من الطلبة الذين فقدوا اعضائهم  بينما كانوا يمنون النفس  بمواصلة المسيرة  نحو خدمة العراق ..
ماذا عن المستقبل  فالمفارقة تبدو حاضرة حينما قالت لي احد المعلمات انها استخدمت اسلوبا قريبا من تهديد تلاميذ الصف الاول لابعادهم عن المشاكسة  التي حولت فصلها الى فصل من الضجيج المختزن بالبراءة  فقلت لها  انت استهلت  مشوارهم الاول بالتهديد بالكف عن ممارسة العابهم  المكتنزة بالمشاكسة  فمن سيقدم في قوادم الايام ليفعل فعل المعلمة  بعدما تدور فصول الحياة دورتها  الزمنية فيغدوا تلاميذ الصف الاول شبابا يافعين يمسكون باحلامهم وباوراقهم وبمساطر التي سكوير والصداري الناصعة البياض  وهم يسلكون دروبهم نحو جامعات الزمن القادم  من سيقدم على تهديدهم واخافتهم  واذا كان تهديد المعلمة لمصلحتهم كما قالت لي فلمصلحة من سيكون الدور القادم واللبيب من الاشارة يفهم .. !!!

190
دعوة لمن يهمه الأمر

سامر الياس سعيد
ما أورده موقع عنكاوا كوم عن شجار وقع في ناحية عنكاوا وأودى بحياة احد الشخصين المتشاجرين مفيدا في سياق الخبر بأنهم كانوا من الوافدين للمنطقة وخصوصا من أهالي مدينة الموصل دعاني للتامل في اصل الموضوع والاسترسال في خلفيات الامر والذي ادى الى طبيعة سكان المدينة وصعوبة التعايش من جديد او اثر الظروف الامنية التي عاشوا وطاتها في مدينتهم الأصلية دعاهم لعدم التأقلم مع الظروف الحديثة التي  يعيشون  واقعها اليوم ..
لقد ازادنت حكايات موصليي الداخل من ابناء شعبنا بالمئات من الأمور التي تناولت أوضاع من غادر المدينة قسرا هربا من ما شهدته من ظروف عصيبة وقاسية استهدفت الأخ والزوج والصديق ولم تسقط حكاية اذا شهدت تجمعا ضم اثنين او أكثر إلا وتناولوا في سياق كلامهم وضع فلان من الناس او حالة علان من ابناء شعبنا وهم يعيشون غربة قسرية سواء اختلفت تلك الغربة  في التشتت بين الدول الأوربية وأقاصي الأرض والتغرب  في نواحي واقضية المحافظة  ولكن الابتعاد عن البيت وموقع العمل له من الوطاة الكثير والشجن  الذي لايرحم ..
اعتقد ان الخبر الذي اورده الموقع سوف يمر مرور الكرام ويتوارى ما بين المئات من سوالف ابناء شعبنا سواء في الموصل او في كل مكان قصدها هذا الهارب من وضعية المدينة التي مازالت تنزف أبنائها بعدان تحولت الى غاب لايرحم صغيرا فيه ابدا فحتى الذين في الداخل يعيشون وطأة الذين لايرحمون سواء كانوا من ابناء الجلدة او من غيرهم ..
عنونت موضوعي بالدعوة وانا اوجهها لابناء شعبنا ليدرسوا الحالة النفسية للمتشتتين في أقاصي الغربة وفي أحضان المحافظة لكنهم اختاروا من مناطق معينة ملاذات امنة  ادعوهم لقراءة واقع حديث سنعيش وطاتها كجيل  واجيال قادمة ستحكي ما شهدناه من حالة تشتت واسعة ونزوح دائم وحقيبة جاهزة للرحيل دوما وتبقى منازلنا هنا في الموصل  تروي الاف الحكايات وهي تعتصر الما على الكثير من احداث الانتظار اذا ما عاد احدهم من جبهة القتال في حرب الثمانينات او في اروقة مدرسة كانت تحمل اسم مدرسة الطائفة مزدانة بالكثير من التلاميذ فتوارت اليوم الى عدد محدود لايسد رمق نصاب درس التعليم المسيحي او اللغة السريانية  واروقة اخرى في اماكن مختارة من مدينة الموصل سواء في منطقتها الصناعية التي مازالت تحمل يافطات محلاتها اسماء مسيحيين كانوا اسطوات بحق وحقيقي ..
ادعو المتخصصين لدراسة  ما تشهده الذات النفسية من هواجس ومنازعات وهي تسقط بعيدا عن مسقط الراس  فكم من الق لهذه الكلمة وكم من وقع كبير تحمله تلك المفردة وهي تتناغم مع إجابة الموصلي وهو يقول بلهجته الشائعة :انا مصلاوي !!!

191
عنكاوا كوم تحاور أستاذ الآشوريات في جامعة الموصل الدكتور نبيل نور الدين:
 "آثارنا تحتاج للاهتمام من قبل الدولة وصيانتها من اعمال التخريب"


عنكاوا كوم- الموصل - سامر الياس سعيد

لم يحظ علم الآثار بالاهتمام من قبل الدولة. لذلك بقيت الثقافة الجماهيرية إزاء هذا العلم المهم  شبه مغيبة ولا ترتقي الى المستوى الذي تحظى به آثار العالم من اهتمام من قبل الدول التي تحتضنها، بالاخص تلك الدول التي لم تحظ بما حظيت به أرضنا المعطاء من احتضان أهم الحضارات التي تعاقبت عليها.
ويؤكد استاذ علم الاثار الدكتور نبيل نور الدين التدريسي في كلية الآثار بجامعة الموصل وجود قصور في الاهتمام بحضارات ابناء شعبنا، خصوصا من قبل الشباب الذين يقودهم المعدل لا الرغبة في دراسة الآثار والتخصص بها.
وكان الدكتور نورالدين قد تبنى قبل اشهر قليلة في بحثه الخاص، مهمة الدفاع عن احد الملوك الاشوريين من حملة استهدفته، واصفة اياه بالقسوة وبانه كان سفاكا للدماء بينما كانت تلك الشخصية التاريخية في الحقيقة بعيدة كل البعد عما اتهمت به.
 ويقول الدكتور نورالدين في حديثه لموقع "عنكاوا كوم":
 - بالنسبة لبحثي الموسم بـ "اثر الجانب الديني على شخصية  الملك شرو أكن الثاني المعروف  بسرجون الآشوري" فإنني قدمت البحث ردا على ما اتهم به الملك المذكور بأنه كان سفاكا للدماء لكن ما تبين لي من خلال الأبحاث والآثار المتبقية بأن اخر ما تمناه الاشوريين كان اللجوء الى لغة الحرب، فضلا عن الحملات  العسكرية التي قام بها الملوك  من خلال ما وردنا من كتابات مسمارية بهذا الخصوص. فمن خلال تلك الكتابات وردت الكثير من المساعدات التي كان يقدمها الملك  للفقراء والمحتاجين بعد ان كان يأتمر بإمرة الآلهة التي كان الاشوريين يخضعون لعبادتها بشكل مبالغ فيه كما اقتبست  من خلال الكتابات المسمارية نصا يذكر فيه الملك ما يشير الى انه يحمل كلمات الرحمة وصاحب الكلام الطيب ويجدد المستوطنات التي أصابها الخراب ويجعل الصحراء تنتج الوفير من الغلة بما حفره من قنوات كما وفر الغذاء الأمثل واشبع الجياع، حيث ان في فترة حكمه كما يقول لم يوجد نقص في الحبوب وما الى ذلك من تعداد للمزايا التي حدثت أثناء حكمه. فيما كل المقالات التي تصف الملك من خلالها كانت تنعته بالقاسي والدموي من قبل العلماء الغربيين الذين استندوا بذلك على ما ورد في العهد القديم، واذكر (والكلام لا زال للدكتور نور الدين) من هولاء من وصفه  بشارب الدماء  لكن المنحوتات الاشورية وصفته في جانبه الإنساني كما وصفت الملك سنحاريب الذي يشير معنى اسمه باللغة الاكدية الى ان الهة القمر منحتني أخا وكما في المقاطع "سن اخي ريبا" وهو الملك  الذي عاش قبل  الميلاد  بأكثر من 600 عام ..
- وما هي معلوماتك حول هجرة الأقوام الاشورية بعد انهيار مدينة نينوى عام 612 ق.م؟
مرت خلال الأعوام التالية ما بعد العام 612 فترات عديدة مارست فيها الأقوام الاشورية العديد من الهجرات فيما سكن هذه المنطقة العديد من الممالك العربية، منها الحضر وتدمر  وبترا رغم ان المدن التي ذكرتها كانت متاثرة بالحضارة الاشورية من خلال نمط البناء  الذي امتزج بين الهلسنتي أي العمارة اليونانية والموروث المأخوذ من الحضارة الرافدينية.
- هل يُدرس علم الآثار وفق منهجية مواكبة للمكتشفات التي بدأت تظهر في الحقبة الأخيرة؟
دراسة الآثار تعتمد بالشكل الأساس على الآثار المادية من مكتشفات وبقايا يتركها النشاط الانساني في فترة ما، حيث نعتمد في ذلك على الكتابات التي تعطي تفاصيل أوسع من خلال نمط الطبيعة الاجتماعية، وما استكشفناه من نصوص مسمارية وجدنا العديد من الأنماط حياتية معاشة من خلال عقود البيع والشراء والرهن والقوانين والحياة السياسية من خلال مراسلات الملوك ومكاتباتهم.
 لقد سمى الغربييون بلادنا ببلاد "ميزوباتاميا" حيث تشمل المنطقة الجغرافية،العراق وسوريا وهي بالأخص بلاد ما بين نهري دجلة والفرات وهي تسمية خاصة ضمت بلاد الرافدين.

 


- تخصصت في دراستك العليا بالبحث في الحملات العسكرية لأحد القادة الاشوريين هل لك ان تمنحنا موجزا عن تلك الدراسة ؟
لقد وجد البعض صعوبة في فهم التاريخ المتعلق ببلدنا نتيجة الظروف غير مستقرة التي عاناها البلد، لذلك بقي الشعب، عازفا عن فهم تاريخه بشكل يتوازن مع رغبة الشعوب الأخرى بالاعتزاز والفخر بما تركه لها التاريخ  كما ان هنالك نظرة قاصرة من قبل المجتمع للعاملين في المجال الاثاري، وهذا الأمر مختلف تماما في مصر حيث هنالك الكثير من الاهتمام بالحضارة الفرعونية قياسا بما تركته حضارة وادي الرافدين، وأطروحتي كانت تتمحور حول الحملات العسكرية للآشوريين، وبالتحديد القائد اشورناصربينبال الذي كانت حقبته الملكية تستأثر بهم الدفاع عن المملكة ضد التهديدات مما دعا لإجراء ضربات استباقية تؤمن شر تلك التهديدات  لكيان المملكة الاشورية فقد ذهب هذا الملك الى مناطق عديدة بعدما كان مندوبه الذي يرسله لغرض التفاوض قد قتل او تعرضت له تلك الأقوام التي كانت مصدر تهديد للملك الاشوري فكان الأخير يجهز حملة الى تلك المنطقة، حيث يلتمسون العفو منه ويعدلون عما كانوا قد سببوه من تهديد.
كما ان التاريخ الاشوري يذكر الكثير من حملات التمرد من قبل اقوام عديدة خصوصا مع بداية حكم أي ملك اشوري فلذلك كان يسعى الملوك، لاستعراض للقوة بتثبيت دعائم المملكة عبر حملات متعددة، والكثير من تلك الأقاليم كانت تهرع لمشاهدة الملوك وهم يمرون بعرباتهم من أمامها في سياق الاستعراض الذي ذكرته، حيث واصلت الدولة الاشورية نفوذها الى أجزاء واسعة من بلاد الشام والى أجزاء من بلاد الاناضول كما وصل الملك شرواكن في حملته الثامنة الى بحيرة ارومية، وهنالك بعض المصادر التي تذكر الان ان بعض الأقوام حققت انتصارا على مماليك الحضارة الاشورية إلا ان الصحيح ان هنالك بعض الأقاليم التي كانت تخضع لنفوذ المملكة الاشورية وسرعان ما تبسط تلك المملكة  نفوذها مجددا لتخمد أي تمرد او عصيان يجري.
- مارايك بالإجراءات المتخذة حاليا بشان الاهتمام بالواقع الاثاري ؟
اعتقد أنها مازالت تحتاج الكثير فالقانون العراقي المختص بالآثار اوجب قيام أية بعثة تنقيبية على الحفاظ على ما اكتشفته من خلال طمره في حالة تعذر صيانة هذا الموقع  على ان يكون طمر تلك المواقع بصورة علمية، وما يؤلم ان هنالك مواقع تم طمرها بطريقة أدت الى تدميرها، خصوصا وان هنالك مناطق قريبة من مناطق رعي أغنام او تعرضت مواقع أخرى للتخريب وأعمال عبث، وادعو دائرة الاثار الى التزام تلك المواقع من خلال قيامها بطمرها كما إننا كأديميين نعاني صعوبة تدريس الواقع التنقيبي لطلبتنا للظروف المشارة اليها.


- وماذا عن المناهج التي تدرسونها في كلية الاثار وهل تواكب التطورات المكتشفة حاليا ؟
مناهجنا قديمة وتنسب للخمسينيات، وبالتحديد مطلع هذه الفترة لذلك تبقى مهمة البحث ملقاة على الطالب لتجديد ما اكتشف واستحدث، خصوصا ان الكثيرين من طلبة كلية الاثار قدموا للكلية بدافع الرغبة بعد ان تزداد علاقتهم بهذا العلم بعد المراحل الأولية لذلك يجدون البحث جزء من الواجب الملقى على عاتقهم في ظل شحة المصادر المختصة.
- هل لاقى علم الاثار لدينا نصيبه من الاهتمام من قبل وسائل الاعلام في ظل تزايدها وتنوعها ما بين الفضائيات والصحف ؟
 للاسف وسائل الاعلام لم تعط آثارنا قيمتها الحقيقية بالمقارنة مع ما قدمته من تغطية واسعة وسائل الاعلام العالمية، لذلك نجد النتيجة قصورا واضحا في المتلقي وهو المواطن بالدرجة الاساس، وخلال متابعتي قبل فترة لاحد المسؤولين على إحدى الفضائيات وجدته يشير بمعلومات مغلوطة وساذجة عن برج بابل مشيرا بأنه كان هدية الملك نبوخذ نصر لزوجته القادمة من منطقة جبلية ايرانية، واذا كان هذا المسؤول المعني بالآثار يتحدث بهذا الشكل عن الصرح الذي بناه الملك حمورابي ومابين الملكيين الاف السنين فما بال المواطن؟.


أي نشر، أو إعادة تحرير لهذه المادة، دون الإشارة الى " عنكاوا كوم " يترتب عليه أجراءات قانونية

192
الملكي على مفترق طرق
سامر الياس سعيد
لم تلتفت الصحف الاسبانية في معرض هجومها الصارخ على مدرب فريق نادي ريال مدريد الاسباني  بعد خسارته فرصة التأهل للدور التالي من دوري أبطال أوربا  اثر التعادل مع ليون الفرنسي  لم تلتفت الى صحوة الفريق في  الدوري الاسباني وارتفاع روح لاعبيه بعد ان استطاعوا تذليل الفارق من النقاط مع غريمهم التقليدي فريق نادي برشلونة   لذلك بدت مانشيتات الصحافة الاسبانية المتخصصة بالشأن الرياضي بمثابة أطلاقات الرحمة  مطالبة بإنهاء عقد المدرب التشيلياني بيللغريني  كما أفصحت إحدى الصحف بكلمة واحدة معنونة على صفحتها كلمة اخرج للمدرب المذكور ..
فيما كان متابعو الفريق الملكي ينتظرون مواصلة فريقهم تحقيق النتائج الجيدة  بدا التعادل أمام ليون المغمور بمثابة  إلقاء المبالغ الكبيرة  في سلة المهملات  وخصوصا حجم تلك المبالغ التي أنفقها الريال على اللاعبين الكبار لاستقطابهم  حيث كانت تلك الصفقات الخيالية خروجا عن المألوف فيما يتعلق  بالصفقات الرياضية التي جاءت متزامنة مع  الأزمة المالية التي أغرقت أوربا في نفق الخيبات  بينما كان الفريق الاسباني يغرد خارج تلك  الأزمات  وحيدا ..
ولاشك ان الأجواء التي خيمت على الخروج المخيب للريال سيضع الفريق الملكي أمام مفترق طرق فالمتفائلين سيجدونه فرصة مهمة للاعبي الريال من اجل التركيز على مهمته الممثلة بالمحافظة على التقدم الذي حققوه في غضون الأسبوعين الأخيرين للمضي قدما في رحلة استرداد لقب الدوري الاسباني من غريمهم البرشا وذلك اثر العديد من الأزمات التي تعرض لها الأخير  في ظل تذبذب مستوى ابرز لاعبيه ومنهم اللاعب الفرنسي تيري هنري  وانتقال صمام الأمان صامويل ايتو  والذي كانت لانتقالته من صفوف الفريق أثرا كبيرا لم ينجح الفريق الاسباني في استدراكه وتلافيه ..
فيما يجد الاخرين ان  استمرار الهجوم من قبل وسائل الإعلام على مدرب الريال ولعل أبرزها ما تناولته في اليوم التالي من خروج  الملكي من أجواء البطولة الأوربية  سيقلب فترة الصحوة التي حظي بها الفريق الى نتائج سلبية قد تطيح به الى المراكز التالية ودون الاستئثار بمركز الوصافة والذي بقي فيه فترة طويلة  أي منذ انطلاق الدوري الاسباني وكان في مطاردة مستمرة للمتصدر  وقد حظيت تلك المطاردة بفواصل الإثارة والندية التي وجدها متابعو البطولة الاسبانية من قبل المشجعين العراقيين فرصة بديلة  للتنفيس عما يعتريهم  من تكرار تواجد اسم واحد للاستئثار بالصدارة حيث كان هذا الفريق   عنوانا دائميا لم يبرح منافسات الدوري العراقي خلال نسخه السابقة  وعدم قدرة اغلب الفرق المشاركة بالدوري العراقي من مجاراة  بعض الفرق التي استثمرت بحبوبتها المادية  من خلال استطاعتها تحقيق رقم قياسي من خلال المحافظة على شباكها نظيفة وسجلها خاليا من الخسارة فكيف تبدو أوجه المقارنة ما بين  الدوري المحلي والدوري الاسباني  الذي  برزت  صفحات  من سجله  تحدثت عن تقهقر الأندية الممسكة بالصدارة واستطاعة أندية أخرى تجاوز أزماتها  لتحقيق الفوز والظفر باللقب ..

193
المنبر الحر / أحادان بلا كنيسة
« في: 00:09 06/03/2010  »
أحادان بلا كنيسة
سامر الياس سعيد
مضى احد واحد أخر قادم ألينا ونحن في الموصل بعيدين عن صوت الرب ونواقيس الكنيسة وهي تقرع .. الأحد الماضي كنا نترقب ان نثقب السقف وندلي  أمراضنا للرب لكي يشفيها مع المخلع الذي برا من مرضه بتعاون رفاقه وغيرتهم  لكن قول مدبرينا ومرشدينا لكي يعلو صوت احتجاجهم اجل إبراء المرض الى حين في أسابيع الصوم المقدس حسب طقس الكنائس المشرقية المقدسة  لكي نترقب  عيش القيامة مع الرب موحدين في العيد الذي سنستقبله في الرابع من نيسان القادم  . في الأحد الماضي اختفت  من كنائس الموصل أصوات الشمامسة لتعانق صوت الكاهن الطالب للرب ان ينجي مسيحيي المدينة لكنها تعانقت في بلداتنا الوادعة ذات الحضن الدافيء لمسيحيي الموصل  الراغبين  في حضنها كلما تحجرت أروقة الموصل وبدت  كآلة تحصد أرواحهم ومفرمة تفرم ذكرياتهم  ومنا حفلو به  في المدينة.. تعانقت مع الحشود الوادعة التي تقدمها مدبرينا ومرشدينا في التماس صلوات ربانية تنشد الأمان للقطيع الوديع فتابعناها في بغديدا وكرمليس وبرطلة والقوش وهي تحمل صلواتها وتضرعاتها على اكفها التي لم تخلو من الرحمة ولم تفارق قلوبها المحبة  وبينما  تدلت من ثقب السقف تلك الصلوات أمام الرب  لكي ينجي خرافه  أردنا للأحد القادم ان تكون كنائسنا جاهزة لاستقبال احد أخر ضمن سلسلة آحاد الصوم المقدس لنستذكر من خلالها معجزة أخرى بدت فيها محبة الرب مبنية على اختبار ايماني  أسس على الصخرة  راسخا  كما هو أيمان الشهداء الذين سبقونا لينالوا أكاليل الشهادة في المدينة  فنستذكر في الأحد الموافق السابع من آذار احد شفاء ابنة الكنعانية  ولكن لتزامن يوم الانتخابات مع يوم الأحد فستبقى كنائسنا بعيدة عن هذا الاستذكار الروحي  الذي لابد لنا من تأمله قبل ان ننال نعمة الرب كما نالتها ابنة  المرأة الكنعانية بحكمتها وتشبثها بخبز الكلاب الذي عرضه  لها الرب في سياق  المعجزة التي تحدثت عنها الأناجيل المقدسة .. احد أخر  سنكون فيه بعيدين عن أمنا الكنيسة لكننا  خلالها سنتضرع بان تكون مديتنا قريبة من ضفة الأمان لشعبها ومسيحييها الذين لمسوا من خلال وسائل الإعلام صلوات العالم لكي ينالوا نعمة الحياة في ظل الرب ..صلوا لأجلنا ولتبقى كنائسنا زاهية بمؤمنيها دائما ..

194
ٍ



هيثم بهنام بردى مازال يبحث عن كينونته في خضم جيل عاصف


لعبة الأجيال شماعة إخفاقاتنا النقدية


                                                                                      حوار: سامر الياس سعيد

شكل المنجز الإبداعي للقاص هيثم بهنام بردى تجربة غنية بالمشهد الثقافي الذي تنوعت محاوره بين القصة القصيرة جداً والتي أيقظ دورتها الحياتية بالبحث عن ثنايا هذا المنجز في خضم الأشكال والمحاولات الأدبية التي انطلقت في العصر الحديث لتلعب دورا محوريا هاما علي خارطة الأدب العراقي كما احتوي منجز بردى علي فصول أخري من الإبداع العراقي حيث سبر أغوار الرواية وأنجز محاولات روائية أثرت الوسط الأدبي ولكنه في مجموعته القصصية الأخيرة والتي حملت عنوان (التماهي) آثر بردى أن يزور عالماً طفولياً ليتناول من خلاله سكنات هذا العالم الثري بالمحاولات الراصدة لديمومة الحياة انطلاقا من ثغرها الباسم.. حواري مع الأديب هيثم بهنام بردى تناول اتجاهات ومسارات أدبية متشعبة حملت من محطاته الأدبية شيئا كثيرا اختزنته السطور القادمة بشيء من الموضوعية ورصد لرؤيته إزاء راهن النصوص الأدبية الحديثة :
سامر: هل تخضع نصوصك التي تنوعت بين الرواية والقصة القصيرة إلى التحولات التي يعيشها النص الحديث والتقنية التي أصابته؟
هيثم: في التوطئة الأولية للإجابة على السؤال لا بد من التوكيد أن هكذا حكم يكون خاضعاً للنقاد, وليس للمؤلف, فوظيفة النقد هو الكشف والغور واستشفاف ما وراء النص, من تفكيك الإشارة والاستدلال إلى الشفرة والدلالة, وما يخص واضع النص يمكن أن يتجلى في جهده الحثيث والدؤوب لمواكبة الطرائق الجديدة في القص الحديث, وهذا يتأتى من خلال جهده واستغواره لكينونة الكتابة الجديدة, وتأسيساً على هذا أستطيع إن أشير جهدي وتمثلي للطرائق الجديدة أو التحولات التي يعيشها النص الحديث, حسب تعبيرك, في مجموعتي الأخيرة (تليباثي) الصادرة عام 2007 عن دار النعمان للثقافة في بيروت, ففي قصص هذه المجموعة لم أقم بمحاولة إصابة تقانات النص الحديث, من ناحية الوحدات الأرسطية وما آل ألينا من تراكم قرون من الكتابة من ميراث قصصي, بل حاولت, بعد أن أطلعت على تجارب أدباء أمريكا اللاتينية وبالأخص (رولفو, بورخس, ماركيز, أليندي) فضلا عن التجربة الألمانية والفرنسية, إن اعزف, ولو على استحياء على أهم وتر يستقيم بنغمته النص القصصي الحديث, وأعني به اللغة وتشظياتها ومدلولاتها وقدرتها الفائقة على تثوير ذائقة المتلقي.
وهذا ما جلب انتباه النقاد الذين تناولوا كتاباتي أذكر منهم: د. عمر الطالب, د. محمد صابر عبيد, د. ناديه هناوي سعدون، يوسف الحيدري, محمد الأحمد, ازدهار سلمان....وغيرهم.
سامر: ما الذي تضيفه سخونة الأحداث التي تجري في البلد على النصوص التي أنتجتها ؟
هيثم:  قطعاً... شئنا هذا الأمر أم أبينا, ثمة إسقاطات وظلال وإحالات تتناوب الإنسان, أكان عادياًَ أم مبدعاً, وتؤثر على منتجه, سواء العملي والعلمي والإبداعي, ولربما يكون وقع هذه المؤثرات أكثر تعبيراً وسطوة على منتجي الإبداع, شعراء أم قصاصين أم روائيين, فنراها مبثوثة بين السطور... ولربما يكون ما تنتجه الذائقة الإبداعية عندما تكون في خضم الحالة خاضعة لسلطة الزمن الحاضر, فتراه ممسكاً بتلابيب النص ويجره إلى خانة الانفعال الآني والحماسي فيكون المنتج ذا جذوة مستعرة, ولكن بعد زمن يسير تخبو هذه الجذوة ويتحول النص إلى كائن منسي مهمل, وهذا ما حدث لأغلب النتاجات التي ظهرت في العقود الماضية, فعلى المبدع, أن ينتظر إن تتخمر الأحداث في إناء الزمن, مثلما يحدث للعجين تماماً, فحين نخبز قبل أن تفعل الخميرة فعلها يكون مذاقه حامضياً غير مستساغاً, ربما يؤكل لسخونته فقط ولرائحته أيضاً, النص.... أيّما نص, إن لم يأخذ وقته وتظهر كافة تفاصيله بجلاء يكون حاله حال ذاك الخبز,.... ومن هذا المنطلق, أحاول إن أدّون بعض الملاحظات العابرة حتى تكتمل ومن ثم لا بأس من المحاولة, وهنا فقط يكون النص متوفراً على مواصفات النتاج الذي يتجه بكليته نحو النضوج, ولنا في روايات (صمت البحر) لفيركور, و(للحب وقت وللموت وقت) لريمارك, و(وداعاً للسلاح) لهمنغواي, خير مثال.
سامر: كيف لك أن تترجم الحضور الإبداعي العربي إزاء ما تعيشه الرواية العراقية من ظهور متذبذب على الساحة الأدبية العربية ؟
هيثم: قد لا أتفق معك في هذا الطرح, صحيح أن الإصدار العراقي الروائي قليل من ناحية الكم قياساً إلى الإصدار العربي, ولكن الفيصل ليس في الكم الصادر بل في نوعه.
عربيا, لو تناولنا أي بلد, وتأملنا إصداراته نجد الكثير من الروايات ولكن أين المنجز الإبداعي المتميز منه, ولو تصفحنا القائمة قبل النهائية لجائزة البوكر العربية للرواية لعام 2008, لوجدناها تحتوي على خمس عشرة رواية بينها روايتان عراقيتان تتنافسان على حيازة الجائزة, وهما لأنعام كجه جي وعلي بدر, قد تقول أنهما يعيشان خارج العراق, هذا صحيح, ولكن الروح العراقية الصرفة ترفرف على فضائيهما.  
ولو تأملنا ملياً الخطاب الإبداعي العراقي لوجدنا أن الرواية تجد حقها الوافر, وقد تحتل نسبة الربع من الإصدار الإبداعي مع الإشارة إلى الجودة التي تحوز عليها, وعليه يمكن أن نشير, وبلا تردد, إلى القيمة النوعية المتطورة التي تسبغها الرواية العراقية على مجمل الإصدار الروائي العربي.
 سامر: ما هو موقفك إزاء النقد الأدبي والذي لك معه عدة مواقف اذكر منها (حبة الخردل) لخالص ايشوع بربر، وهل لتلك المحاولات النقدية اثر في تطوير اللمسات الأدبية؟
هيثم: (حبة الخردل) كتاب أصدره الأديب خالص إيشوع, وهو بمجمله دراسات نقدية منتخبة لنقاد وشعراء وقصاصين تناولوا تجربتي في كتابة القصة القصيرة جداً عبر ثلاثة عقود ونيّف من الكتابة وثلاثة إصدارات لي في هذا الجنس الأدبي وهي على التوالي: (حب مع وقف التنفيذ- 1989), (الليلة الثانية بعد الألف- 1996), و (عزلة أنكيدو- 2000), وكانت فكرته التي أفصح بها عبر تقديمه للكتاب, أن هذا الجنس الأدبي جديد, وكتابه اللذين تخصصوا فيه قلائل, وهيثم له بصمته واجتهاده الواضحين في الكتابة, ما جعل نقاداً مهمين لهم حضورهم المؤثر على ساحة النقد القصصي يكتبون عن كتبه الثلاثة, ورغبة منه كمعد ومقدم للكتاب في تأطير الكتابة النقدية للقصة القصيرة جداً, وحمايتها من الضياع عبر توزعها في بطون الصحف ومناكب المجلات, ولتأصيل الكتابة النقدية عن هذا الفن الواعد, وخاصة الكتابة النقدية الممنهجة التي لا تجامل ولا تماري, ودخول أسماء مهمة في المشهد النقدي العراقي خانة نقد القصة القصيرة جداً, كل هذه المؤشرات دفعت به إلى (بروزة) هذه الدراسات داخل حنايا (حبة الخردل), والحقيقة أن الذي أدهشني حقا ما أورده في تقديم الكتاب من أفكار بناءة وشيفرات يمكن أن ندخلها في خانة الدراسة النقدية الجادة, ومن الأسماء التي أدرجت في الكتاب: جاسم عاصي, سليمان البكري, ناجح المعموري, أنور عبد العزيز, صباح الأنباري, جمال نوري, ناظم السعود, وغيرهم.
ومن الطبيعي أن أية كتابة نقدية تنهج نحو تقويم النص وإضاءة الجوانب المشرقة منه, وتشخيص الثغرات والهنات, ان كانت في اللغة, أو في بنية النص, تدعو الكاتب إلى استغوار تلك الكتابات واستشراف مستقبل الكتابة, وهذا ما فعلته بالتأكيد حين انكشفت بعض الثغرات في كتابتي لهذا الجنس الصعب, وحاولت أن أنحت نصاً ينأى بالواهن ويعانق الجديد المعافى, في مجموعتي القصصية الجديدة (التماهي) التي صدرت قبل فترة وجيزة.
سامر: هل تعيش على قاعدة من الآراء بخصوص ما ينتجه يراعك وتحدد من خلالها مساراتك الأدبية ؟
هيثم: بالتأكيد, أن الكاتب الذي يصم أذنيه عن أي رأي في إبداعه, يكون أحادياً, فالتقاطع مطلوب, لأن الخطوط المتوازية بحاجة إلى أخرى متعامدة ليتشكل بالتالي المعمار الظاهري الذي يعلن عن نفسه وعن ماهيته, وعندما تتقاطع الخطوط تنتج عنها دينامية ديالكتيكية تخضع النص الإبداعي للتحليل والتفكيك وينتج عنهما مجمل مؤشرات نقدية تسجل لصالح تطوير النص, ولكن هذا التماهي ينبغي أن يصافح النص ولا يصرعه, تماما مثل المعادلة الكيماوية التي تستدعي عاملاً مساعداً يجعلها متوازنة دون التدخل في ماهيتها, وتبعا لهذا ينبغي على أي مبدع, وليس أنا فقط, إن يولي الآراء النقدية جلّ اهتمامه, دفعا للكتابة نحو آماد التطور والتقدم.

سامر: إلى أي جيل تسير خطواتك وتتحدد بالانتماء أليه ؟
هيثم:  الأجيال... شماعة علقت عليها إخفاقاتنا النقدية في الرؤيا والاستنباط والاستنتاج, أي أننا لم نمنهج أجيالنا كما فعل الغرب, فنحن لدينا الجيل الخمسيني والستيني والسبعيني والثمانيني .......الخ اعتماداً على عقد الستين, وهنا الإشكالية, إذ أن الأديب الذي ينشر نتاجه الأول في مستهل العقد , يبدأ تكوينه وصوته  الخاص به ينضج ويتبلور في نهاية العقد, ثم يتألف خلال العقد التالي, يصير رمزاً في العقد الذي بعده, نقدياً, أين نضع هذا الاسم الذي صار خلال ثلاثة عقود من السنين اسماً مؤثراً وفاعلاً، هل ينتمي إلى بدايات كتابته, أم عند نضجه, أو عند اكتماله.
في أوربا مثلاً , وعلى حد علمي, تصنف الأجيال القصصية استنادا على مفاصل حياتية تاريخية مؤثرة, ليس على بلد معين, بل على العالم بأسره, مثل جيل ما بعد حرب العالمية الثانية,... أو على ظاهرة أدبية معينة, مثل الرواية الجديدة, أو الواقعية السحرية...الخ, فما ضيرنا لو تم تصنيف أجيالنا إلى ما بعد حرب السويس, أو جيل ما بعد حرب حزيران أو الجيل الباحث عن ذاته في ما بين الحربين..... على المستوى الشخصي, لا اعترف بالتصنيفات التي تعتمد على عقد من السنيين, فمنذ نشر قصتي الأولى عام 1976 في مجلة الطليعة الأدبية, وحتى هذه السنة لا زلت ابحث, ورغم نشري لأكثر من تسعة كتب موزعة بين القصة والرواية, عن كينونتي, التي تحاول أن تجد نفسها في مسمى جيل عصف بالعراق وترك بصمته الواضحة على النتاج الإبداعي, ولم أجد نفسي في أي جيل.
سامر: هناك أدباء يصفون الوعي الروائي بأنه نحت النص وإيصاله درجة  النضوج أو سن الرشد، فما هو مفهومك إزاء الوعي الروائي وهل بلغته نصوصك الروائية التي تذيلت قائمتها رواية (قديسو حدياب).؟
هيثم: ما المقصود بالوعي الروائي, هل هو الوعي الخاضع للثيمة، أو اللغة أو طريقة السرد, أم هو تخطٍ لما هو سائد في الصنعة, والدخول إلى مناطق محرمة وبكر لم تطأها أعمال الروائيين الأسلاف, أم هو مجرد تعميم واسع يسع كل هذه المفردات والسمات والاصطلاحات.
 من المتفق عليه تأريخياً, ومنذ فجر الرواية عندما تمرد سيرفانتس على الأسس التي سبقته والتي كانت أسيرة سير وملاحم تتقصى حياة وأحداث خارقة لفرسان اقحاح شجعان ينبتون من أخيلة مسكونة بإجتراح بطولات خارقة لا يكتشف أبعادها الميتافيزيقية أكثر الناس تصديقاً للخوارق, وأسس لسرد جديد صادم للأخيلة المركونة إلى أحلام الأبطال الفرسان, يعتمد على هدم كل الأسانيد الهشة التي كانت تسند البنيان المتقوض لذاكرات شعراء الملاحم والحكواتيين الجوالين بفرسانهم الخشبية التي ما عادت بالكاد تقوي على حمل أسراجها, فكيف بالمتلقي الذي يطلب منها وصول أفقٍ جديدٍ فكانت رواية "دون كيخوته" بمثابة الهراوة  التي قضت على الجثة التي ما عادت تصلح سوى للدفن, وفتحت الآفاق واسعة رحبة أمام السرد الحديث ومنذ ذلك الزمن, مرت الرواية بمراحل عديدة وسمتها باسمها وبطريقة السرد فصرنا نقرأ الرواية الانكليزية والفرنسية والروسية والألمانية, وكل مدرسة من هذه المدارس قوّضت القديم وشّيدت جديداً سامقاً يطأ الشمس, وحتى جاءت الرواية الجديدة التي أدخلت النص الروائي في خانة خطيرة عبر مغامرة شجاعة, فكانت تنحت بدل أن تسّطر, من الآن روب غريية, ماركريت دورا, كلود سيمون .......الخ, اشارت لا يمكن نسيانها, وهكذا مدرسة تسّلم إلى أخرى حتى جاء الفتح الجديد عبر سرد يشيده روائيو أمريكا اللاتينية, عبر مصطلح لم يطلقوه هم, بل ترصده النقاد وأسموه الواقعية السحرية وربما سنقرأ في قوادم السنين نحتاً جديداً ومصطلحاً جديداً.
 وعلى المستوى الشخصي, وبكل تواضع أقول, أن الأديب العراقي والروائي تحديدا, يمكن, وبمراجعة ذاتية معمقة وصارمة, نستطيع أن نستلهم تلك الإشارة الخفية الأصيلة, واعني بها المحلية العراقية الثرة الضاربة في عمق التاريخ وصولا إلى أولى الملاحم التي تسّيدت السرد الأسطوري عبر الزمن الماضي والزمن الحاضر, ويقينا الزمن المستقبل, لو أولى العراقي هذه الإشارة اهتمامه وشّذبها مما علق بها من تقليد للوافد الذي يحمل أصالته في بيئته وليس في بيئتنا, لنحت نصه عبر أزميل أصيل يبقي عمله الروائي, مثلما منحوتاته الآتية من عمق التاريخ متأصلة متألقة تليدة, ويقينا أضع وبكل تواضع تجربتي, عبر روايتّي, "مار بهنام وأخته سارة- إصدار 2007", و"قديسو حدياب- إصدار 2008", ضمن تفاصيل هذه التجربة, رغم إدراكي لحجم جسامة مسؤولية من يتوشح بها, ضمن هذا المفهوم.  
                                          ***********



هيثم بهنام بردى
الاسم الكامل : هيثم بهنان جرجيس بردى
الاسم الأدبي : هيثم بهنام بردى

•   ولد في العراق / عام 1953.
•   عضو اتحاد الأدباء العراقيين.
•   عضو اتحاد الكتاب العرب.
•   عضو نقابة الفنانين العراقيين.
•   حضر وشارك في مهرجانات وملتقيات عديدة أبرزها :
1.   الندوة العربية الأولى للقصة الشابة التي أقامتها مجلة الطليعة الأدبية في بغداد عام 1980 .
2.   ملتقى القصة العراقية في بغداد عام 1995 .
3.   ندوة الرواية العربية في بغداد عام 2002 .
4.   الملتقى الثالث للقصة القصيرة جداً في حلب عام 2005.
5.   الملتقى الرابع للقصة العراقية (دورة د. علي جواد الطاهر) في بغداد عام 2009.
•   أصدر الكتب التالية:
1.   الغرفة 213/ رواية 1987
2.   حب مع وقف التنفيذ/ قصص قصيرة جداً 1989
3.   الليلة الثانية بعد الألف/ قصص قصيرة جداً 1995
4.   عزلة أنكيدو/ قصص قصيرة جداً 2000
5.   الوصية/ قصص قصيرة 2002 .
6.   الحكيمة والصياد/ مسرحية للفتيان 2007
7.   الذي رأى الأعماق كلها/ كتاب انثيالات 2007 .
8.   مار بهنام وأخته سارة/ رواية 2007 .
9.   قديسو حدياب/ رواية 2008.
10.   تليباثي/ قصص قصيرة 2008.
11.   التماهي/ قصص قصيرة جداً 2008.
12.   قصاصون عراقيون سريان في مسيرة القصة العراقية/ 2009.
•   كتب عن تجربته في الكتابة كل من:
د. عمر الطالب، د.نادية هناوي سعدون، د. محمد صابر عبيد، د. ثائر العذاري، يوسف الحيدري، جاسم عاصي، سليمان البكري، ناجح المعموري، عبد الستار البيضاني، موسى كريدي، ابراهيم سعدالدين، عباس خلف، امجد توفيق، صباح الأنباري، أنور عبد العزيز، محمد الأحمد، ازدهار سلمان، جاسم خلف الياس، حميد حسن جعفر، بولص آدم، إسماعيل عيسى، زهير الجبوري، جمال نوري، حمدي الحديثي، ناظم السعود، شاكر سيفو، وعدالله ايليا، سمير إسماعيل، .... وغيرهم.
•   افرد السيد إسماعيل فتحي حسين مفصلاً من مفاصل رسالته لنيل شهادة الماجستير من جامعة الموصل عام 1997 باللغة الإنكليزية برسالته الموسومة :
”For grounding in Arabic Written Discourse With Special Reference To English”
وترجم له فيها قصة (العيون) من مجموعته القصصية (حب مع وقف التنفيذ) مع دراسة عن اللغة في هذه القصة.
•   ترجمت بعض قصصه إلى اللغة الإنكليزية والهولندية والفرنسية.
•   ورد اسمه في كتاب(موسوعة أعلام العراق في القرن العشرين- الجزء الثالث- صفحة 281) الصادر عن دار الشؤون الثقافية العامة عام 1998 لمؤلفه الأستاذ حميد المطبعي.
•   أصدر الأديب خاص ايشوع بربر كتابا عنوانه ( حبة الخردل ) وهو دراسات نقدية لنقاد وقصاصين وشعراء تناولوا تجربته في كتابة القصة القصيرة جدا مع مقدمة ضافية بقلمه.
•   أفرد الباحث جاسم خلف الياس فصولاً من رسالته (شعرية القصة القصيرة جداً) عن تجربته في كتابة القصة القصيرة جداً والتي نال فيها شهادة الماجستير من كلية الآداب في جامعة الموصل عام 2007 .
•   تناول الباحث فرج ياسين أحمد بالتحليل قصته (الأقاصي) في أطروحته (أنماط الشخصية المؤسطرة في القصة العراقية – دراسة تحليلية) والتي نال بها شهادة الدكتوراه من كلية التربية – جامعة تكريت عام 2006 م .
•   حائز على جائزة ناجي نعمان الأدبية اللبنانية لعام 2006 .
•   حائز على الجائزة الأولى في مسابقة القصة القصيرة التي أقامتها دار الشؤون الثقافية في وزارة الثقافة العراقية عام 2006  عن قصته القصيرة " النبض الأبدي ".


                                                    *********




التماهي - مجموعة قصص قصيرة جدا



من اليمين... القاص والناقد عباس خلف، الأديب بطرس نباتي، االناقد الدكتو









195
بطرس حكيم..أصالة الرجال


سامر الياس سعيد

حفلت زيارتي لناحية القوش عشية  الاحتفال الذي إقامه موقع عنكاوا كوم في ربيع العام الحالي  بمناسبة ذكرى تأسيسه العاشرة بالعديد من المعطيات أهمها إنني تعرفت من خلال هذا الاحتفال على صديق عزيز هو مراسل الموقع ريفان الحكيم والذي استضافني في منزله  لابيت ليلة واحدة قبل ان أعود للموصل في اليوم الثاني  وخلال تلك الزيارة تعرفت على  المرحوم بطرس موسى حكيم وتجاذبنا أطراف الحديث لأجد ان لهذا الشخص الرائع  العديد من المباديء التي مثلت الأساس المتين ..تمحور حديثنا في يوم الثاني عشر من نيسان حول أمور عديدة لكنها تصدرها استغرابي بشان  القوش ومدى رغبة  معظم أبنائها بتركها بحثا عن الملاذات الآمنة  فرد علي بحكمة  وعبر سنين من التجارب الخالصة بان شعبنا لايهوى  البقاء  في بيئة تحيطها أجواء اللاستقرار وتحيط بها رياح الحروب  لأننا شعب مسالم .. تحدث لي عن تجربته في المدارس  وكيف كان مربيا لأجيال عديدة  وكم كنت ارغب ان يطول بي المقام لأسمع  لأنني في تلك اللحظات  عاد بي الزمان  لأشعر بنفسي وأنا في حضرة أبي الذي غادرنا الى عالم البقاء قبل ثمان أعوام وحقيقة كانت سعادة روحية تجيش في أعماقي في خضم تلك الجلسة الجميلة  التي  جمعتني بهذه العائلة المحبة رغم تعارفي بها لم يكن قد تجاوز الدقائق المعدودة ..

وفي صباح اليوم التالي لمغادرتي منزلهم خرج ريفان بصحبة والده ليودعاني  وكان اللقاء الأخير بوالد ريفان قبل ان اتفاجيء عبر اتصال هاتفي جمعني بريفان قبل ما يقارب الشهر  بخطورة حالة والده الصحية فتمنيت له الشفاء وودت خلال الأيام السابقة ان أهم باتصال لأطمئن من خلاله على حالة الوالد إلا ان تلك الأيام  اكتظت بأعمال وأعباء كثيرة أشغلتني  الى ان  هممت بفتح موقع عنكاوا  لأجد خبر الوفاة وقد تصدر الصفحة الرئيسية ..

حقيقة لقد شعرت بالصدمة إزاء الخبر لكنني في الوقت ذاته رفعت يداي الى السماء متضرعا الرحمة  لهذا المربي الفاضل ولذويه  ولأقاربه ومحبيه  الصبر والسلوان على هذا المصاب الأليم خصوصا وانه انتقل من بيننا في ثالث أيام عيد الميلاد المجيد ..

" من امن بي وان مات فسيحيا "
 

 

196
المنبر الحر / هبوط اضطراري
« في: 19:24 12/12/2009  »
هبوط اضطراري

سامر الياس سعيد
لم تنل مشاركة فريق نادي قرةقوش للسيدات بالكرة الطائرة فرصة من الحديث حول الإخفاق الذي  منيت به تلك المشاركة خصوصا وإنها تكررت في ظرف عامين تلك الفرصة المهمة التي نالها هذا الفريق من خلال  الاحتكاك وتبادل الخبرات التي افتقرت اليها الأندية النظيرة ولكن يبدو ان الرياضة النسوية العراقية بحاجة للكثير من الفرص والمشاركات حتى تحظى بفرصة من نيل  مركز مهم خلال مشاركاتها ..
فالهبوط الاضطراري الذي مرت به طائرة قرةقوش كان له من التداعيات الأثر الكبير على الساحة الرياضية خصوصا وان الفرصة التي نالها هذا الفريق لم تكن ميسرة له بدليل انه حقق المركز الثالث في بطولة دوري العراق للدرجة الممتازة أي انه افتقر الى درجة البطولة التي تمتع بها بطل الدوري وهو فريق نادي الأمانة فضلا عن الفرصة الأخرى التي كانت ميسرة لفريق نادي اوهان  الذي حظي بمركز الوصافة لكن الأسباب المادية أطلت برأسها لتدفع بفريق قرةقوش الى نيل فرصة تمثيل البلد في بطولة الأندية العربية بالكرة الطائرة ..
ورغم ان هذه المشاركة تعد الثانية في سجل الفريق المذكور بعد مشاركة أولى كانت في عام 2007 لذلك فان أسباب غياب الاحتكاك وانبهار اللاعبات وعدم تعودهن على أجواء مثل تلك البطولات غير وارد في سلسلة الأعذار حتى ان مسلسل غياب اللياقة البدنية الذي تكرر من خلال أخبار الفريق الواردة لوسائل الإعلام تعد غريبة  نظرا لان الفريق  بهذه الحالة لم يتعود على اللعب في أجواء بطولات مهمة او يدعو للنظر بجدية الى منافساتنا المحلية ففريق كان يعتبر بطلا في النسخة السابقة يعجز عن المحافظة على هذا اللقب بداعي تغيير نظام البطولة يعد أمر مثير للاستغراب  ونظرية لا تعد موجودة في حثيثيات علم التدريب او في ملاحظات المدرب الذي لايمكن بأي حال من الأحوال ان يعد هذا سبب من الأسباب الرئيسية التي تدعو لابتعاد الفريق عن ناصية التقدم  في البطولة المحلية ..
كما ان المشاركة ببطولة الأندية العربية يتطلب الاستعانة بالمحترفات  من ذوي الخبرة وهذا ما ترجمه الفريق الى واقع  ولكن  بفترة متأخرة جدا حيث تم الاستعانة بخدمات اللاعبات المصريات قبل انطلاق البطولة ولم يتم زجها بالفريق قبل فترة تعد مقبولة لغرض تحقيق الانسجام  بين اللاعبات ومعرفة  طرق اللعب المختلفة الذي  تتمتع به تلك اللاعبات من خلال فرص اللعب الكثيرة ونوعيات الفرق التي تم اللعب بمواجهتها الأمر الذي يبدو بعيدا كليا عن واقع لاعبات الفريق  الأصليات وهم يخوضون مبارياتهن أمام فرق لايمكن المقارنة   إزائهم بالقدرات والقابليات التي تتمتع به فرق الطائرة النسوية في الوطن العربي  خصوصا حينما يتعلق الأمر بالإمكانيات والتجهيزات وهما الاسطوانتان اللتان حفظنا مفرداتهما على ظهر قلب كلما أذن الوقت للحديث عن مبررات الخسارات في مثل هكذا بطولات او محافل عربية تعيد الرياضة النسوية وفي مقدمتها الكرة الطائرة الى واقع متدني جدا ..

197
حفلة موقع عنكاوا كوم لأطفال الموصل بمناسبة أعياد الميلاد ورأس السنة الجديدة

الموصل –عنكاوا كوم
يقيم موقع عنكاوا كوم  حفلة  لأطفالنا المحبوبين بمناسبة عيد الميلاد المجيد ورأس السنة الميلادية  وذلك في تمام الساعة  الحادية عشر من ظهر يوم السبت الموافق 2 كانون الثاني 2010 وعلى قاعة كاتدرائية مار افرام في حي الشرطة وسيتخلل الحفل  العديد من الفعاليات الجميلة والمسابقات المميزة فضلا عن مشاهد تمثيلية لمسرح الدمى ..


198
محاضرة لمراسل موقعنا عن الصحافة الرياضية الموصلية في البيت الثقافي




الموصل /سامر الياس سعيد
بمناسبة عيد الصحافة الرياضية العراقية  ألقى الصحفي الرياضي سامر الياس سعيد محاضرة بعنوان (أضواء على الصحافة الرياضية في الموصل بعد نيسان 2003) على قاعة البيت الثقافي في نينوى والتابع لدائرة العلاقات الثقافية في وزارة الثقافة ..
قدم المحاضرة الأستاذ أكرم توفيق مسؤول الأنشطة الثقافية في البيت مشيرا الى ان نخبة الصحافة الرياضية في العراق تحتفل اليوم بالذكرى السابعة والثمانون لصدور أول مجلة رياضية باسم الألعاب الرياضية حيث أصدرها المرحوم محمد السيد علي  مشيرا الى ان البيت الثقافي وضمن أنشطته يضيف اليوم الصحفي الزميل سامر الياس ليسلط الضوء على الصحافة الرياضية في نينوى خصوصا بعد عام 2003..
واستهل الزميل سامر الياس سعيد محاضرته بالإشارة الى التعريف الأساسي للصحافة ومستعرضا على شكل تواريخ ومحطات ابرز  ما شهدته المهنة من إصدارات عالمية واستخدامات المكائن الطباعية في إصدار تلك الصحف مشيرا ضمن تلك المحطات لتواريخ إصدار أقدم الصحف العربية عموما والصحافة العراقية بشكل خاص ..ثم تناولت المحاضرة عددا من الصحف الرياضية التي صدرت في محافظة نينوى مستعرضا أولها وهي جريدة المستقبل الرياضي التي صدرت يوم 16 حزيران عام 2003 ومن ثم توالى إصدار الصحف التي توقفت معظمها بعد إصدار أعدادا تجاوزت في بعض الأحيان محطة الـ (11) عدد كما هو الحال مع جريدة الهدف الرياضي كما أشار الى إصدار مديرية شباب ورياضة نينوى لمجلة موصل سبورت كجهد غير مسبوق في الإعلام الرياضي الموصلي ومبادرة جريدة عراقيون بإصدار ملحق رياضي بعنوان ستاديوم  يوزع مجانا وعلى شكل إصدار شهري مع الجريدة الأسبوعية ..
وفي ختام المحاضرة تناوب الحاضرين على فتح باب النقاشات  من خلال الاستفسار عن عدم ديمومة إصدار الصحف الرياضية وتوقفها عن الإصدار في الوقت الحالي  فضلا عن الخوض بالشأن الرياضي الحالي من خلال قرار الاتحاد الدولي بكرة القدم ألفيفا  تعليق النشاط الكروي في العراق ..
وقدم مسؤول الأنشطة الثقافية في البيت أكرم توفيق شهادة تقديرية للزميل سامر الياس سعيد تثمينا لدوره في إدامة الأنشطة الثقافية وجهده في خدمة الرياضة الموصلية



 

199
سلاما لمار توما شفيعا ومدرسة وفريق

سامر الياس سعيد
مقال كعادته احتوى على الأخطاء المطبعية تلك العادة التي لم تغيرها الغربة من مداد الزميل حارث منونة  لكنه في المقابل أجج شلالا من الذكريات التي  كانت على مرمى حجر لكن ظروف المدينة التي واجهتها في بحر الأعوام السبعة بددتها لتضحي ذكريات مر عليها مائة عام ..
عشرة أعوام مرت كالطيف على فريقنا الجميل مار توما .. الفريق الرياضي الذي انطلق من مخيلة شباب الكنيسة ليتجسد على ارض الواقع  حاملين على فانيلاتهم اسما يعني الكثير لمسيحيي الموصل فمار توما القديس الذي جاب الهند مبشرا  كان شفيعا لكنيسة الموصل  ومازالت ذخائره المقدسة تتصدر زاوية الكنيسة التي حملت اسمه المبارك ..
وبالإضافة تاريخ الكنيسة الحافل  فان المدرسة التي حملت اسم القديس كانت علما  من أعلام التربية والمعارف في المدينة ومازال الكثيرين سواء من أبناء الكنيسة  وخارجها يدينون بالفضل في تعليمهم للمدرسة التي كانت تحقق لأعوام كثيرة المرتبة الأولى  على مدارس المحافظة فضلا عن تخريجها لكفاءات علمية وطبية  ونخب  أخرى عرفت بتميزها على ساحة الحياة ..
إما الفريق الذي يعد أخر من تمسك بالتسمية المقدسة لشفيعنا فهو الأخر انطلق في ساحة التميز الرياضي لكن سيرته الرياضية  انطفأت بعد ابتعاد اغلب أعضاء الفريق  واختيارهم لقرار الهجرة او  أمور الحياة التي إلهتهم عن الاستمرار في مسيرة الفريق ليكونوا مثالا آخر من فريق سريانسكا او اسيرسكا  التي مازالت تحقق النتائج التي بتنا نتابعها  على موقع عنكاوا الموقر ..
نتمنى ان تكون الذكرى الحادية عشر لتأسيس الفريق فرصة لتجمع اللاعبين  الذين مثلوا هذا الفريق خصوصا في المدينة التي احتضنتهم  ونتمنى ان تكون شهادة المدرب  موضوعية للإعلامي الذي رافق الفريق وكتب عنه في صحف الموصل الصادرة قبل 2003 خصوصا جريدة الحدباء والتي يبدو  ان مدرب الفريق أسقطها من ذاكرته سهوا فضلا عن كتابته لبعض الذكريات عن الفريق خصوصا حمامة السلام الأستاذ عامر الذي قام بفض نزاع نشب قبل انطلاق إحدى مباريات الفريق على ملعب الجامعة ..


200
محاضرة عن اللغة السريانية في البيت الثقافي في نينوى

عنكاوا كوم- الموصل –سامر الياس سعيد
ضيف البيت الثقافي في نينوى والتابع لدائرة العلاقات الثقافية بوزارة الثقافة  الأستاذ فريد يعقوب رئيس تحرير مجلة نجم بيث نهرين  في محاضرة بعنوان (اللغة السريانية  المعاصرة وريثة الاكدية )..في مستهل المحاضرة قدم  أكرم توفيق  مسؤول الأنشطة الثقافية في البيت  سيرة ذاتية للمحاضر أشار فيها  ان السيد فريد يعقوب عضو في اتحاد الكتاب والأدباء في العراق فضلا عن عضويته  في اتحاد الكتاب والأدباء السريان  كما اصدر العديد من المؤلفات منها اضاءات وهي مجموعة مقالات ..فيما ابتدأ المحاضر محاضرته بالإشارة  الى ان اللغة تعد  من الابتكارات  العظيمة  التي تفرد بها العراقيون  كما ان اللغة السريانية تجتمع  بأواصر مرتبطة مع معظم اللغات الحية ومنها اللغة العربية  وأشار يعقوب في سياق محاضرته الى لمحات تاريخية عن أول لغة مدونة انطلقت في بلاد ما بين النهرين  حيث ابتكرت قبل 3200قبل الميلاد  وتناول المراحل التاريخية لتشكل اللغة بدءا  من اللغة الرمزية  والصورية التي كان فيها الإنسان القديم يستخدم الرسم على صخور الكهوف ليدون يومياته  وامتزجت اللغة الصورية بالصوتية  فيما بعد  قبل ان تضحي في شكلها الى اللغة المسمارية  التي احتوت على 2500 رمز  وكانت معقدة  حتى تتطورت الى لغة مقطعية  بتشكل حروفها لعدة مقاطع  وفي محور اخر قارن المحاضر بين اللغة السريانية  واللغة الاكدية  من حيث المفرد والجمع  وتناول ظهور اللغة العربية ومدى ارتباطها باللغة السريانية  ودور المترجمين الذين نقلوا إشعاعات الحضارات الى اللغة العربية  كحنين بن إسحاق  واسطيفان بن باسل ..ومن ثم تناول الحاضرون في باب المناقشات العديد من الأمور التي صبت في  روح المحاضرة واغنائها بالهوامش متمنين من البيت الثقافي الاهتمام بتناول الجوانب المخفية من لغات العراق ومكوناته ..



201
الإعلامي والفنان غزوان الشماني لـ "عنكاوا كوم":
"وقوفي إمام الكاميرا أصعب من الوقوف ورائها  ومحبة المشاهدين ثروة أُحسد عليها"



عنكاوا كوم - سامر الياس سعيد
غزوان عادل الياس المعروف في الوسط الإعلامي والفني بـ"غزوان الشماني " فضلا عن ألقاب عديدة منها الإعلامي النشيط والمثابر نظرا لظهوره في اغلب الأنشطة الثقافية والفنية، مصورا، ومقدما، ومخرجا كما انتخب، مؤخرا مديرا لفرقة مسرح شلومو بعد الانتخابات الاخيرة التي شهدها المركز الثقافي لكنيسة مارت شموني.
مراسل الموقع حاور الشماني وكان معه هذا الحوار:
*متى كانت الانطلاقة الأولى للإعلامي غزوان الشماني ؟
- من خلال عملي في قناة العراقية نينوى وهي إحدى القنوات الأرضية في عام 2004 حيث كنت اعمل بصفة منفذ للشريط الإعلامي المعروف بالسبتايتل، اذ طلب مني مدير القناة في ذلك العام الأستاذ غازي فيصل  الذهاب لتصوير وقائع إحدى المؤتمرات التي كانت تعقد في المدينة، وكان المؤتمر بمثابة امتحان لي، وأول مواجهة لي مع الكاميرا، ومنحني وقتها بعض التفاصيل الصغيرة المتعلقة بالتصوير واتخاذ بعض الزوايا المفضلة للتصوير الجيد  فضلا عن ملاحظات أخرى أسداها لي المصور درمان خلف، وتوكلت على الله، وفعلا كانت النتائج جيدة وأشاد بي مدير القناة مثنيا على عملي  الذي وصفه بالمحترف، وتم إدخالي في دورة مكثفة للتصوير كان عمرها يومان فقط  حيث اشرف على تعليمي الفنان محمد المهدي، ومعها بدا مشواري الحقيقي مع التصوير ..
* أيهما أصعب الوقوف أمام الكاميرا أم خلفها ؟
- بالطبع  الوقوف أمام الكاميرا أصعب لأنها مواجهة أمام الجمهور العريض، وخصوصا حينما يكون البرنامج لايف أي مباشر، والأصعب من كل هذا ان تبدء بالتقديم وأنت لاتمتلك خلفية عن الموضوع الذي تبحث فيه من خلال البرنامج، حيث ان المقدم معرض بتلقي أي اتصال من مشاهد يسأل فيه حول تفاصيل الموضوع وحثيثياته فيجب ان يكون الإعلامي  على دراية تامة بكل المواضيع ..
*بناءا على كلامك ، هل تعرضت لموقف محرج ؟
- لم أتعرض لأي موقف ولكن  أتذكر إنني كنت أقدم برنامجا فحدث وان اتصل احد المشاهدين ليبدي اعتراضه على تقديم الأغاني في القناة التي كنت اعمل بها  طالبا ان يقتصر بث القناة على تقديم البرامج الدينية فأقنعت المشاهد بان الأغاني التي نبثها محترمة ولايمكن ان تحتوي على أي مشاهد ممكن ان تخل بأذواق المشاهدين ..
*إذن هل هنالك موقف طريف مررت به ؟
- إثناء تقديمي لبرنامج مسابقات الذي عرضته الفضائية الموصلية على الهواء، اتصلت إحدى المشاهدات وعلى ما اذكر كانت تدعى أم احمد فاستمرت بالإجابة على الأسئلة وتعثرت بالرد على احد الأسئلة، فأبديت مساعدتي لها حسب الممكن لكن الطريف إنني عندما عدت الى المنزل واجهت كما كبيرا من العتاب من زوجتي التي استفسرت عن أم  احمد ومدى علاقتي معها لأساعدها ، وعرفت ان زوجتي متابعة جيدة للبرامج التي أقدمها فضلا عن ابدائها لأرائها حول الملابس التي ارتديها وطريقة التقديم ..
*هل لديك شخص تعده حكم او مقيم للبرامج التي تقدمها ؟
- نعم ، دائما ما أصغي الى الأستاذ يوسف يعقوب رئيس مجلس السريان في برطلة الذي يوجه لي ملاحظاته كمشاهد حول بعض السلبيات التي من الممكن ان تظهر كما إنني الجأ إليه في بعض الأمور الشخصية في حياتي لان الأستاذ يوسف صاحب خبرة وتجارب كثيرة  ويمتلك ثقافة عالية ..
*قدمت الكثير من البرامج فما هو الأقرب الى قلبك وتعتبره قريبا جدا منك ؟
- مسابقات موصلية، والمحيبس ولكنني أفضل المسابقات لان فيه اختبار لمعلومات المشاهد، وتردني بعض الانتقادات حول محاكاة البرنامج لبرامج مشابهة كـ "من سيربح المليون" او "وزنك ذهب" لكن برنامجي فيه اختلاف كبير عنها، اذ يقدم مباشر "لايف" وتلك البرامج تسجيلية، وفرص المشارك كبيرة في الفوز في برنامجي كما ان هذا البرنامج ولد الكثير من أعداء النجاح الذين بسبب غيرتهم، حاربوا البرنامج لما وصل اليه من نجاح.
*كيف تصف تجربتك مع فرقة مسرح شلومو ؟
- كانت بداية الفرقة متعثرة بسبب افتقارها للمادة حيث تم تقديم مسرحيات  المختار التي تعد الأولى في تاريخ الفرقة، ومن بعدها المسرحيتين الذين اشتركت بهما  كما ان الفرقة خاضت مرحلة أخرى من تاريخها في الفترة التي تلت عام 2003 حيث تم تقديم الدعم المادي لها بغية استمرارها، وفعلا تم تجهيز الفرقة بالاحتياجات الضرورية من أجهزة الصوت، والآلات الموسيقية، والأزياء والاكسسورات، وأسعى حاليا كوني أصبحت مدير الفرقة بعد انتخابي من خلال الانتخابات التي تمت قبل ستة أشهر في  قاعة المركز الثقافي لكنيسة مارت شموني للاعداد لمنهاج حافل للفرقة يتضمن الإعداد لمسرحية "الطفل والعصفور" التي ألفها عباس الحائك، وأقوم باخراجها بالاستعانة بممثلين، اذ يتم الان تهيئة ديكور المسرحية  فضلا عن تهيئتنا  لثلاث حفلات بمناسبة موسم الأعياد  تتضمن عددا من المشاهد المسرحية ..




* ماذا عن دورك في برنامج صدى القيثارة الذي تم الإعلان عن عرض حلقاته على شاشة فضائية عشتار ؟
- يتلخص دوري في البرنامج في الإعداد والتقديم  حيث اذكر إنني كنت من المبادرين بإعداد مثل هكذا برامج وسنحت الفرصة للتداول بتجسيده في مجلس عزاء لأحد الأشخاص في برطلة حيث أبدى احد أعضاء مجلس السريان إعجابه بتقديمي لبرنامج مسابقات الموصلية  وأجبته بان أمنيتي عمل برنامج مسابقات مماثل يضيف طلبة الجامعات في مناطق سهل نينوى للتباري بمدى معلوماتهم، وبعد تأسيس رابطة شباب السريان وجدت الفرصة سانحة لتجسيد البرنامج من فكرة الى حقيقة بعد ان تبناها احد الزملاء وهو روني السبتي، وتم مناقشتي في تفاصيل البرنامج من قبل مدير مكتب فضائية عشتار في سهل نينوى الأستاذ توفيق سعيد حيث قمنا بوضع تصور عن  الديكور وموقع تصوير البرنامج  وبعد تخصيص ميزانية للبرنامج، والإعداد للديكور الذي قام بتهيئته أكثر من 15 شخص من ذوي الخبرة بالإضافة للمسات الفنان التشكيلي باسل العبيدي حيث باشرنا بتسجيل أربع حلقات من مجموع عشر حلقات يجري الإعداد لها..
*كلمة أخيرة  ماذا تقول فيها ؟
- تحياتي ومحبتي لك، ولكل متابعي الموقع الجميل "عنكاوا كوم" وأمنياتي لهم بالتوفيق وأتمنى لمسرحنا السرياني دوام الازدهار، لنعبر من خلاله على مستوى الثقافة التي نمتلكها.

معلومات تعريفية بالشماني:
ولد الشماني في 20 آب 1968 وأكمل دراسته حتى تخرج من معهد الفنون الجميلة قسم الإخراج المسرحي. شارك في مسرحيات عديدة منها  مسرحية "شابا والمختار" التي عرضت باللغة السريانية على خشبة مسرح المركز الثقافي للسريان  الكاثوليك في برطلة عام 1996 وهي من إخراج الفنان فيليب سعيد، ومسرحية "برناشا ومال ديني" التي قدمت عام  2000حسب نص للمؤلف يوسف داؤد وإخراج الفنان فيليب سعيد كما اشترك في مسرحية قدمت في معهد الفنون الجميلة عام 2004 التي أخرجها احد تدريسيي المعهد في الموصل  فيما حفل سجله الإخراجي بالعديد من البرامج منها، إخراجه لبرنامج "صحافة اون لاين" الذي عرض على الفضائية الموصلية وكانت قد عرضت له أيضا برامج اخرى منها "حوار صريح" و "تعلولة" الذي كان يستضيف فيه فنان مع شاعر، وبرنامج "ضوء القمر" الذي كان يركز على مشاكل الشباب وبالاخص من هم في سن الزواج.
كما أعدّ على الشاشة المذكورة برنامجا بعنوان مسابقات موصلية، تصميم الفنان سالار بهنام، واشتهر الشماني من خلال تقديمه لبرنامج (المحيبس) الذي كان يعرض إثناء شهر رمضان، واخرج العديد من المشاهد المسرحية، منها مشهد مسرحي بعنوان "الكرسي" و "طلاب أخر وكت" التي كانت من  تأليفه أيضا

202
لننصت لصوت الواقع

سامر الياس سعيد
نشرت جريدة المدى البغدادية بعددها الصادر يوم الخميس الموافق 12 ت2 الجاري أعلانا يبين رغبة إحدى الجهات الحكومية تأهيل دير مار متى للسريان الأرثوذكس في بعشيقة  وحقيقة  اعترت ملامحي الصدمة والاستغراب إزاء الإعلان المذكور  وسبب الصدمة والاستغراب نابع عن جدوى تأهيل هذا المبنى الروحي وقد نال كل الاهتمام عبر العهود المتوالية بدءا بالاهتمام الذي ناله قبل عام 2003 ومرورا بالصورة التي بدا عليها الدير والتي يلمسها زائروه  خصوصا وان صورته الحالية لم تمنحه أصالة روحية كان يتمتع بها الدير  في فترة الثمانينات حينما كان مقصدا روحيا للمسيحيين دون ان يكون لغير هذه الفئات مجرد معلم سياحي يتعرض لإفقاد رمزه الديني المهم والمتأصل في نفوسنا  مما أدى بالرئاسة الروحية للدير الى إصدار بيانات في مناسبات متعددة تنبه فيها  لاحترام قدسية الدير وتوجه العناية الى  ضرورة إعلام  رئاسة الدير بالزيارة المسبقة لغرض توفير مستلزمات الرحلة الروحية وأؤكد على الروحية نافيا هوية الرحلة السياحية التي تتنافى جملة وتفصيلا مع تاريخ الدير وعراقته..
قد يتهمني البعض بأنني ضد فرصة الأعمار والتأهيل والاهتمام التي توليها الجهات سواء الرسمية او غيرها من الجهات التي تتولى فرصة أعمار تلك المزارات والمواقع الدينية وتأكيد وجودها في دليل الأماكن الدينية التي يزخر بها بلدنا العراق ترسيخا لموقعه المهم في استقطاب الرموز الدينية وانطلاق رسالتها الروحية من مواقع من هذا البلد  لكنني أؤكد ان التأهيل بات يستقطب مواقع  معينة ويسقط مواقع أخرى هي بحاجة لمثل تلك المشاريع  وأود الإشارة الى ان كنائس الموصل باتت هي الأولى بمثل تلك المشاريع خصوصا وان بعض الكنائس او المطرانيات كمقر مطرانية الكلدان على سبيل المثال فقد بقيت على حالها فضلا عن كنائس أخرى تصيب الموصليين بالألم والغصة كلما قادتهم أقدامهم للمرور منها واذكر ان موضوع أعمار المطرانية دخل  عرضا في  محاورة كنت قد أجريتها مع احد مسؤولي المحافظة وأبدى دعمه لمشروع التأهيل وعضده لهذا الطلب إذا تقدم به أصحاب الشأن ..
أتمنى ان يكون مقالي هذا فرصة للجهات الرسمية في ان تضم كنائس الموصل الى برنامج  التأهيل والأعمار الذي تعمل عليه ..
 

203
لم يحتمل صقيع أوربا فعاد لأحضان عراقه الغالي
ريان فريد يطلق فكرة الهجرة  ويعود لبلده




الموصل –عنكاوا كوم-سامر الياس سعيد
ريان فريد عزيز من مواليد الموصل 1980 مواطن عراقي  من مدينة الموصل قد يكون الأمر عاديا للغاية لكن حكايته لاتنتمي للواقع الذي يعيشه اغلب العراقيون وبالأخص شعبنا المسيحي حينما يصممون على قرار الهجرة ويعتبرونه خيارهم الوحيد في ظل ظروف البلد ..يروي ريان حكايته لمراسل عنكاوا كوم فيقول :
 أنا مواطن من الموصل كنا نسكن مدينة الزهور في الساحل الأيسر من المدينة  وقمنا ببيع المنزل حيث غادرت مع عائلتي  المدينة  عام 1998 ويضيف قصدنا في أول مطاف الهجرة اليونان حيث سكنا في العاصمة أثينا  وعملت فيها لمدة عامين في مسطر للعمال  ونظرا لتذبذب فرصة العمل قصدت  ألمانيا ومكثت هناك مدة عامين  ولم تكن فرص العمل متوفرة بالمرة في مقاطعة ميونخ التي سكنت فيها  وعليه توجهت  الى  دولة أخرى حيث قصدت انكلترا  وبالتحديد نيوكاسل حيث بقيت فيها خمسة أعوام  وتنوعت أعمالي هناك فما بين العمل في مطعم او مخزن ملابس  او العمل في استعلامات أحدى المنظمات الخيرية وجدت أنني أكاد اختنق  وبدأت رياح الشوق تغمرني وتدفعني لقطع رحلة الابتعاد عن الوطن  وفعلا  قررت العودة  وبالتحديد في عام 2006 ولكن  كان العراق وقتها يعيش ظروفا مأساوية وأحداثا دامية جعلت  أهلي يلحون علي لترك العراق وفعلا رضخت لأمرهم  وعدت لليونان  حيث بقيت عامين ونصف العام ولكنني كنت أتابع أخبار بلدي عن طريق موقع عنكاوا كوم  وبعض المواقع الالكترونية  وبعد ان شعرت ان ظروف البلد تغيرت بعض الشيء حزمت حقائبي للعودة نهائيا بغية الاستقرار في البلد  وقطع  فكرة الهجرة  نهائيا  ولكنني عودتي بقيت غير مستقرة نظرا لأنني  لا احمل هوية  تثبت عراقيتي باستثناء حملي لجواز سفر نوع (أس) وفعلا قمت بمراجعة دائرة الأحوال في مدينة الموصل ورفض الموظف منحي الهوية لان معاملتي تنقصها البطاقة التموينية التي فقدناها أثناء مغادرتنا البلد فضلا عن مطالبتي  لتأييد سكن  حيث أنني اسكن مؤقتا في احد الأديرة في الموصل  وأناشد المسؤولين مساعدتي للحصول على هوية الأحوال لأنها تدفعني للاستقرار والبحث عن فرصة عمل  هنا في الموصل .. انتهت حكاية ريان فريد  وبدأت مهمة موقع عنكاوا كوم بالتنسيق مع المسؤولين بغية إيجاد حل لازمة  الشاب العائد لأحضان الوطن  وتسهيل أموره لإيجاد فرصة عمل تمنحه الاستقرار بين جنبات البلد الذي انطلق منه ..


204
تبرعات قراء عنكاوا كوم تسلم لوالد الشاب المريض صابر فرنسيس



الموصل –عنكاوا كوم-سامر الياس سعيد
أعرب فرنسيس شمعون عن شكره وتقديره لموقع عنكاوا كوم وقراء الموقع الذين جادوا بتبرعات لمساعدة حالة ولده (صابر ) المصاب بشلل الأطراف مع الخرس ..جاء ذلك خلال تسليم مراسل الموقع لمبلغ التبرع والبالغ (800) دولار لوالد الشاب المريض معربا عن تثمينه لمبادرة الموقع ولكل الخيرين الذين وقفوا مع محنة ابنه وساعدوه بما جادت أياديهم البيضاء ..يذكر ان موقع عنكاوا كوم كان أطلق نداء لمساعدة الشاب المريض صابر شمعون في يوم 4 أيلول الماضي.


205
عضو مجلس محافظة نينوى نغم يعقوب في حديثها لـ "عنكاوا كوم"
"الإعلام ضخم مسالة الدير وعلاقتي جيدة مع الكهنة ورؤساء الطواف المسيحية في الموصل"



عنكاوا كوم – الموصل – سامر الياس سعيد

عبرت السيدة نغم يعقوب يوسف عن ألمها بشأن تضخيم حادثة دير مار كوركيس التي جرت مؤخرا، معتبرة ان للإعلام السلبي دور في مداولة القضية لصالح أطراف لا تريد الخير للمسيحيين في الموصل فيما اشادت بالدور المحايد والايجابي الذي كان لموقع "عنكاوا كوم" في نقل الموضوع.
كما تحدثت يعقوب عن عدد من القضايا ذات الصلة بأبناء شعبنا في الحوار الذي اجراه معها مراسل الموقع في الموصل.
* أثير مؤخراً جدلاً واسعاً حول قضية الدير، ما هي المعطيات التي  اتضحت لك من خلال هذه الحادثة ؟
- أنا من جانبي ارى ان الاعلام، وعدد من الكتاب الذين هم خارج البلد (امريكا، السويد وبلدان اخرى) ضخموا الموضوع رغم ان الحادثة اعتيادية جدا، وتحدث مع أي شخص  ولكن أرى ان الإعلام  حملّ الموضوع فوق طاقته، وأكثر من اللازم، وخصوصا ان طرح الإعلام صب في مصلحة أطراف لاتبغي الخير لمسيحيي الموصل.
*هنالك الكثير ممن أشار الى دور قائمة الحدباء، ورؤيتها الضبابية ازاء التعامل مع المسيحيين فكيف تترجمين هذا الطرح ؟- لا أقول هذا  باعتبار عضوة في القائمة لكنني أجد ان قائمة الحدباء لا تحمل تشددا فكريا او دينياً مثلما يروج البعض، ومثالي على ذلك السيد اثيل النجيفي (محافظ الموصل) حينما يزوره رؤساء الطوائف المسيحية في المدينة، وكيف يرحب بهم، وما هي منزلة تلك النُخب عند النجيفي كما ان القضايا التي باتت تبرز أخيرا كمسألة التغيير الديموغرافي قرقوش او مسالة كرمليس فإنها كانت بارزة في أزمان سابقة لكن لتمتع قائمة الحدباء برؤية ديمقراطية فالأمر بات مختلفاً حيث يروج أي طلب وفق سياقات تخضع لروح القانون وفي النهاية يحسم حسب هذه القوانين.
*كيف تعرفت على قائمة الحدباء وهل أهدافها وثوابتها هي دافعك لتمثيلها ؟
- كانت ومازالت رغبتي في خدمة أبناء شعبي هي الدافع الأساسي  وراء انضمامي للقائمة  فضلا عن عيشي وسط بيئة حفزتني لاختيار هذا الأمر، حيث إنني ابنة الشماس يعقوب يوسف الذي يُعرفه مسيحيي الموصل بلقب مختار المسيحيين، لشدة حرصه على مساعدتهم وتسهيل أمورهم، واذكر انه حينما توفى والدي خرج لوداعه مئات الناس في عام 96 ومن المبادرات التي اقترنت باسمه انه كان وراء استحصال الموافقات  لغرض بناء مقبرة موحدة  للطوائف المسيحية، وهي حاليا تقع في منطقة وادي عكاب.
*هل كنت على ثقة بفوزك بمقعد في مجلس المحافظة، وماذا بشان المبادرات والخطط التي تسعين لتجسيدها خلال عملك في المجلس ؟
- لا أنكر إنني كنت واثقة من الفوز من خلال اعتماد الانتخابات الأخيرة لكوتا النساء كما ان تشجيعي من قبل شرائح مختلفة في المجتمع منحني انطباعا بتحقيق الفوز، وبالنسبة لعملي كرئيسة للجنة السياحة والآثار في مجلس محافظة نينوى فأنني اعمل بالدرجة الأساس على الارتقاء بالواقع السياحي للمدينة من خلال جملة مخططات أهمها تأهيل فنادق الدرجة الأولى والتي كان باكورتها افتتاح فندق نينوى الدولي، وسيعقبها افتتاح  فندق اشور الواقع في مركز مدينة الموصل كما نحن بصدد استحصال موافقات أطراف لغرض الشروع بتأهيل فندق الموصل  الواقع على نهر دجلة ..
*ذكرت في لقاءات سابقة انك تعملين على استقبال شكاوي أبناء شعبنا  وتذليلها من خلال تنسيقك مع الجهات ذات العلاقة ،ما هي نوعية تلك الشكاوي، وما هي درجة تذليلها والعمل على حسمها؟
- في الواقع إنني استقبل الكثير من تلك المعاملات حيث يقصدني المئات من أبناء شعبنا  وتختلف تلك المعاملات ما بين طلب وظيفة او رفع غبن او استعادة حقوق او رفع تجاوزات  وبجهود ذاتية، وأحيانا بالتنسيق مع لجنة الشكاوي في محافظة نينوى اعمل على حسم الكثير منها ..
*ماذا عن وجهة نظر المجلس بغياب ممثل كوتا المسيحيين السيد سعد طانيوس، وهل هنالك دعوة من هذا المجلس لغرض إنهاء طانيوس لمقاطعته؟
- بالطبع هنالك ترحيب من قبل المجلس، ودعوات متكررة  للسيد سعد طانيوس، وأنا شخصيا استغرب قرار طانيوس بمقاطعة المجلس فالخلاف محصور ما بين قائمة الحدباء ونينوى المتآخية، وحسب قناعتي فأن قائمة عشتار ليست طرف في هذه الخلافات فضلا عن أنها لا تملك مطاليب كما هي مطاليب نينوى المتآخية لغرض العودة للمجلس ..




*قبل عام تعرض مسيحيو الموصل لموجة من النزوح، والتهجير بسبب احداث جرت  ومعلومة للكثيرين، أين كنت في تلك الفترة،وماذا عن إجراءاتك للحد من تجدد هذه الأزمة ؟
- لم أغادر المدينة  بالرغم من إنني كنت في بوادر الترويج للحملة الانتخابية لغرض الدخول في الاستحقاق الانتخابي كما ان الكثير من العوائل طلبت مني مغادرة الموصل حسب تهديد تم ترويجه يقول بانهاء التواجد المسيحي في الموصل، وحقيقة لم استمع لتلك التهديدات إما بالنسبة لاجراءاتي، فانا أتمنى من أبناء شعبنا التكاتف والتعاون حتى مع السلطة المحلية لغرض كشف تلك التجاوزات، وبالتالي ستنتهي كل محاولات التهجير والاستهداف التي تنال من تواجدنا في ارض الأجداد..
*خلال عملك في المجلس، ما مديات علاقاتك مع أحزابنا المسيحية،  وهل التقيت بممثلين عنها ؟
-بحكم تواجدي في مجلس المحافظة لم التق سوى بممثلي الحركة الديمقراطية الآشورية كون لدى الحركة تمثيل في المدينة من خلال فرع نينوى، ولم التق أي من الأحزاب المسيحية الأخرى اوممثليها ..
*أذن ما هي مساحة العلاقات التي تتمتعين بها مع رؤساء الطوائف المسيحية في الموصل والآباء الكهنة ؟
- أنا أكن محبة خاصة  لرؤساء الطوائف المسيحية فهم مدبرينا، وهذه المحبة نابعة من تربيتي وسط عائلة لا تفارق الكنيسة بل تحترم كهنتها، ومطارنتها فلهم منزلة خاصة في قلوبنا ..
*نعود لعملك كرئيسة لجنة السياحة والآثار في مجلس المحافظة، كيف تقيمين  ملف الآثار وما هي الإجراءات التي اتخذتيها لغرض رفع التجاوزات عنها ؟
-في الآونة الأخيرة تم بناء سور بأساليب تتنافى مع العمل الاثاري لغرض إنقاذ سور نينوى الاثاري، ولكن طبيعة العمل لم تكن بالمستوى المطلوب فضلا عن منح العمل صفة المقاولة  وهذا ما يتعارض مع قانون الآثار لذلك فقد اتخذت إجراءات منها هدم السور المبني حديثا  والبدء بمشاورات مع دائرة الآثار لغرض تأهيل السور وفق عمل آثاري قانوني ..

206
المنبر الحر / قرار لثلاثة أيام
« في: 19:59 10/10/2009  »
قرار لثلاثة أيام

سامر الياس سعيد
بالرغم من الصدمة التي شكلها قرار الهيئة الإدارية لنادي الموصل بإلغاء فعالية كرة القدم  في أوساط الشارع الرياضي في المدينة  خصوصا وان هذه الفعالية  مثلت تاريخا حافلا بالعديد من الانجازات والتواريخ والأسماء الكثيرة التي أنجبها الفريق  ووجدت طريقها سالكة الى تمثيل المنتخبات الوطنية لا بل حفرت أسمائها  عميقا من خلال تلك المشاركات الدولية ..
أقول ان الصدمة التي عززها قرار نادي الموصل وأراد من خلالها  إضافة رسالة احتجاج صارخة تشترك مع رسالات احتجاج أصدرها ومناشدات تقدم بها لتيقظ أصحاب الضمائر  لتؤكد لهم محاولات عديدة أرادت إطفاء توهج الكرة الموصلية ووضع قيود إضافية على مسيرتها تضاف الى التوترات الأمنية التي تعانيها الموصل ولم تتخلص منها حالها حال العديد من المدن العراقية التي شهدت أوضاعا أكثر مأساوية لما شهدته المدينة لكنها استطاعت الانتصار على تلك الظروف ..
لكن صدمة القرار المؤلم والذي وضع بعض وسائل الإعلام في حالة إنذار كالفضائية الموصلية والتي خصصت احد برامجها الرياضية للبحث في خفايا القرار الذي أصدرته الهيئة الإدارية يوم السبت لتضع المحكمة الاتحادية عبر قرارها الصادر يوم الثلاثاء حدا لسريان مفعوله  من خلال قرارها بأحقية نادي الموصل للمشاركة في دوري الأضواء ليتوقف مفعول القرار أوتوماتيكيا ..
 ومن وجهة نظري الشخصية فأنني وجدت نفسي مع قرار النادي بإلغاء لعبة كرة القدم من سلسلة الفعاليات التي يرعاها وتعود دعوتي للوقوف بجانب القرار لا ن يكون  ردة فعل مناسبة تحفز الأندية الأخرى في المحافظة للشروع بتأسيس فرق كروية ضمن أنديتها  ففريق نادي الموصل ومن خلال ابتعاده المبدئي عن المشاركة في دوري الكرة الممتاز أضحى محطة لرفد الأندية المشاركة الأخرى باللاعبين  فلم تقتصر أندية المحافظات المجاورة باستقطاب لاعبي الفريق حتى توزع الآخرين في مهمة مشتركة على أندية قريبة او بعيدة  تحدوهم الرغبة في ان يكون دوري الكرة فرصة مناسبة لهم لإبراز مهاراتهم وقدرتهم على الاقتراب  من محطة التمثيل الدولي ممثلة بارتداء فانيلة المنتخب الوطني ..
ومن خلال إحصائية بسيطة أجريتها  من خلال متابعتي لعدد محدود من الأندية التي استقطبت لاعبين من نادي الموصل خصوصا في الموسم الأخير من نسخة الدوري  وجدت  ان هذا الفريق تمكن من ان يكون رافدا مهما  لتلك الأندية وبما مجموعه فريقين مجتمعين  وهذا يحسب كانجاز للمدرب محمد فتحي أولا ولمدربي الفئات العمرية في النادي كالكابتن ناظم فاضل  الذي تقع على عاتقه مهمة إعداد خط الشباب لفريق النادي ومن ثم رفده للخط الأول باللاعبين ..
لذلك أجد ان إلغاء النادي للعبة كرة القدم لا يعد خسارة لفريق الموصل بالدرجة الأكبر  بقدر ما سيكون نصيب من تلك الخسارة للفرق الأخرى  وخصوصا الشمالية منها  لا بل ستكون خسارتها مضاعفة من خلال غياب مثل تلك الخامات الموصلية عن محيط فرقها الرياضية  ولكن كان لقرار المحكمة الاتحادية فعل خاص أعاد لفريق النادي استمرارية مسلسله التاريخي الحافل بالانجازات والمحطات الكروية المتميزة ..

207
المنبر الحر / قبل عام
« في: 20:54 03/10/2009  »
قبل عام

سامر الياس سعيد
قبل عام كانت الموصل تحت رياح غريبة تجري لتطيح بإحدى مكونات مجتمعها وابرز شخوصها التي رسمت  مع المكونات الأخرى تاريخا لمدينة عريقة ذو ارض خصبة ومناخ معتدل ..
قبل عام كان مسيحيي المدينة على موعد مع انعطافة جديدة للتاريخ  فكما تزامنت احداث الحادي عشر من سبتمبر مع  التقارير والتحليلات السياسية في استقراء تاريخ ما قبل هذا الموعد وما بعده  سار المسيحيين مع هذا النمط فاتسمت أحاديثهم بعبارة قبل التهجير وما بعده ..
الأحداث التي جرت قبل عام عكست جوانبا كثيرة على أنماط حياة من تبقى في المدينة فبقي يحلل ويرسم تصورات قد تكون متشابهة في سيناريوهاتها عما جرى قبل  عام فإذا ما تعرض احدهم لعارض  جرى استذكار ما تم في تشرين  واستعادت الذاكرة ما زخرت به تلك الأيام التي كانت خريفا متزامنا مع انطلاقة خريف ..
قبل عام كانوا مسيحيو المدينة يخططون ويحيون ويرسمون أفقا  غير ما حدث بعد هذا العام أطاح بتلك المخططات وحول مسار بعضهم لاختيار قرارات تتناسب مع ما حدث ..
قبل عام كانت نواقيس الكنائس  في الموصل هي ذاتها التي تقرع الان ومدارسها وحواضرها هي ذاتها فما الذي جرى لتشهد تلك الحواضر والمواقع بضعة زيادة في أعداد من يرتادوها بعد عام حيث تحمل على بادرة أخرى تمنح التفاؤل بالعودة ..
التاريخ هو ذاته فالمدينة تبقى غائبة عن الامساك بحبل التطور اللافت الذي تتشبث به المدن المجاورة  لذلك فلكل موقع في المدينة مغزى  وكل زاوية فيها تحكي عن حدث شهده كأنه بقي يتكلم ويمنح التاريخ سطور أخرى عجز عن تدوينها المؤرخين فأنابت عنهم جدران المدينة وزواياها للتحدث والإفاضة ..
تبقى تلك الأماكن يقظة تصرخ بالمارة  وتقول هنا سقط فلان  وهنا توالت شرائط من حدث اليم  وهنا وهنا وهنا  ومازالت أصوات الرصاص غير غائبة عن موقع الأحداث  ورفضت الأرض ان تشرب من اللون الأحمر  ليصبغها بتاريخ جديد قديم يحث الذاكرة على اليقظة ..
قبل عام  وستضحي بعد أعوام ذكريات لكنها في نفوس مسيحيي المدينة مازالت تلتهب بحرارة اللحظات الثقيلة  وبرنين الهواتف  وفيها تدعو العوائل نظيراتها لشد الرحال  وفيها أيضا أصوات الخيرين من البقاء حراس يقظين لحماية جار الذكريات الحزينة والسعيدة  وروح المنطقة التي  تبقى نابضة بالمحبة والسلام والوئام الدائم..قبل عام كانت علاقات مسيحيي المدينة بحاجة للاستزادة فكانت الأحداث فرصة لها فان تتعرف عائلة أبو فادي من حي السكر على عائلة أبو حنين في برطلة  وتتلاقى عائلة سمير في حي النور  مع عائلة صلاح في قرة قوش ولتنسج تلك العلاقات روابط محبة أخرى تتلاقى بوثاق التهاني في أعياد القيامة والميلاد وفي مناسبات عائلية خاصة ..

208
المنبر الحر / سلسلة مفاتيح
« في: 22:35 25/09/2009  »
سلسلة مفاتيح
سامر الياس سعيد
لا يختلف اثنان على ما تشكله الهجرة من معول هدم لحضاراتنا ووجودنا المسيحي في ارض الأجداد فنزيفها الذي مازال مفتوحا منذ أمد طويل لم تعالجه كل الحلول والمعالجات لابل زادته حدة وأصبح تواجدنا في اغلب المناطق مهددا بالكثير من الأمور ولعل أخرها مشكلة التغيير الديموغرافي والمعالجات التي وضعت من قبل السلطة المحلية في محافظة نينوى ..
ان الأمر بات يشكل خطرا وعلى الجميع التكاتف لوقفه او وضع حلول ناجعة بغية الحد منه  فهل يمكن ان تكون مسالة اكتساب الحقوق والدفاع عنها ظاهرة مهمة  تتم في المقابل في ان تكون تلك الحقوق بلا فائدة تذكر وأسراب شعبنا ترنو لمغادرة الوطن ..
أقول هذا الأمر والألم يعتصر قلبي  في ان أكون معلما للغة السريانية الحق الذي اكتسبناه بعد السنوات السبع السابقة  وما يؤلم ان هذا الحق أضحى بلا فرحة حقيقية وأنا اعلم بضعة تلاميذ لايتجاوز عددهم العشرون على اقل تقدير ولمختلف الفئات والأعمار ..
ان الأمر بات لايحتمل فالوجود المسيحي في أحدى المناطق المشهورة بكثافتها المسيحية أضحت اليوم مجرد سلسلة مفاتيح لمنازل تقع في القوش  يحملها احدهم وقد ائتمنه أصحابها  الذين قرروا مغادرة منطقة تواجدهم الى نقطة اللاعودة او الشعور باليأس من وضع البلد الضبابي ..
الهجرة سوس بات ينخر هيكل تواجدنا  والمؤلم ان العام الماضي كان المميز في سلسلة الأعوام التي شهدت مثل تلك السوسة التي بات وضع حل ناجع لها مطلب أساسي  وأعود للقوائم الانتخابية بغض النظر عن مسمياتها  بين انتخابات إقليم كردستان او مجالس المحافظات  واخص منها قوائم أحزابنا الموقرة  والبرامج التي وضعتها فهي لم تعد تذكر بخطر الهجرة والعمل على إعادة الآلاف ممن باتوا يملكون أوضاعا مأساوية في تلك البلاد التي التجئوا إليها ولفظتهم ومازالوا ينضوون فيها رغم كل الأوضاع المرزية التي يعيشوها ..
قال لي محدثي ان احدهم نال رفضا من السويد بشان طلب الهجرة الذي تقدم به فسألته وماذا فعل ؟هل عاد؟ أجابني بكلا واستطرد فقال : انه يعمل في محل لوندري  وبقيت اتامل في حال هذا الشخص الذي ترك عمارة ويضعة محلات ورزق مستمر ومؤمن بسبب عمله في احد محلات الميكانيك ..
هل سنلغي تواجدنا في ارض الأجداد وهل ستضاف لسلسة مفاتيح الالقوشي بضعة مفاتيح أخرى لعوائل تركت تواجدها وضربت بتاريخها الحافل ما بين أحزان ومسرات  لتغلق عليه في حقيبة سفر ومشوار طويل زاخر بالمصاعب والمعوقات ..
أسئلة بحاجة لتفكير طويل وتأمل أطول وما على المؤسسات الكنسية إلا للعب دور اكبر وأوسع فضلا عن مساحة الإعلام الذي عليه تقع المسؤولية الأكبر في تبصير الباقين في ارض الوطن الى المصاعب التي تنتظرهم إذا ما دار في بالهم ان يتخذوا قرار الهجرة والرحيل ..

209
رئيس لجنة التخطيط الاستراتيجي في مجلس محافظة نينوى لـ"عنكاوا كوم":
على مجلس قضاء الحمدانية تحديد ضوابط الاستملاك في القضاء المذكور




عنكاوا كوم – الموصل – سامر الياس سعيد


حاور موقع "عنكاوا كوم" عضو مجلس محافظة نينوى عصام عائد شيت الذي يشغل رئاسة لجنة التخطيط الاستراتيجي في المجلس، اذ طرحت على طاولته العديد من الأسئلة، وأجاب عليها مشكوراً في سياق اللقاء التالي :

* بداية هل لك اعطاء القراء نبذة عن آلية عمل لجنة التخطيط الاستراتيجي في مجلس المحافظة ؟
- بعد ان انتهت انتخابات مجالس المحافظة، وتسلمنا مناصبنا باشرنا بإعداد خطة خمسية للمحافظة بدءا من العام الحالي، ولكن الخطة تم تأجيلها الى العام القادم لعدة أسباب أهمها،  ان الخطط التي تقدمت بها الدوائر الخدمية في المحافظة تم إعدادها بصورة ارتجالية، وكان اغلبها غير متكامل، وغير مدروس، ولم تراع الكثافة السكانية، خصوصا المناطق المحرومة من المشاريع لذلك بعد زيارة وزير التخطيط الى المحافظة تم التداول معه على تأجيل الخطة، خصوصا وان دوائرنا لاتمتلك قاعدة بيانات، وإحصاء وفق إستراتيجية معروفة ومعلومة.
إما الأمر الآخر الذي استدعى تأجيل الخطة فهو ان البلد على أعتاب انتخابات، وبذلك فالحكومة ممكن ان تتبدل بناءا على معطيات تلك الانتخابات لذلك يجري تخصيص مبالغ للخطط الإستراتيجية التي يمكن ان تقرها الحكومة الجديدة ، وتراعي فيها التوزيع العادل  والشامل لكل المناطق بدون استثناء.

* استنادا على اجابتك السابقة، هل يمكن ان تتأثر بعض المناطق ممن أعلنت انفصالها الإداري عن المحافظة، والذي نشأ اثر الخلافات التي بدأت بعد استئثار قائمة الحدباء بمعظم مقاعد المجلس، والمحافظة، وانسحاب أعضاء قائمة نينوى المتآخية ؟
- لايؤثر أي تشكيل فنظرتنا للمحافظة نظرة واحدة، ولايوجد تفرقة بين أي قضاء او ناحية  فنحن نمثل أبناء محافظتنا جميعا وفق تمثيل حقيقي سواء عاد أعضاء قائمة نينوى المتآخية او واصلوا ابتعادهم.

* أثيرت في الآونة الأخيرة سحب الجدل حول رفض مجلس المحافظة الموافقة بحصر الاستملاك بقضاء الحمدانية (قرقوش) بسكانها المسيحيين تحديدا فما هي وجهة نظركم بشأن هذا الموضوع ؟
- لم نجابه بالرفض ولكن جاء رأينا وفق الدستور العراقي  الذي يحدد التملك لكل عراقي وفي أي مكان ونحن لسنا جهة بإمكانها تغيير مفردات الدستور  ولكن هنالك ضوابط وفق صلاحية مجلس القضاء  بتحديد التملك وفق معايير محددة كاستخدام إحصاء سكاني لعام 57 مثلا وهذا كان رأيي قبل ان يحال الموضوع للتداول ومن ثم طرحه للجنة القانونية في المجلس التي حددت رأي الدستور ..
.

* وما هي وجهة نظركم بشان العديد من الحوادث الأمنية التي شهدتها مناطق تجمعات بعض المكونات كالشبك والتركمان ؟
 - في الحقيقة ان الموضوع شائك، ورغم ان التحقيقات التي أجريت لم تسفر عن تحديد الجهة المسؤولة، لذا فان الصراع السياسي يصب في مصلحة بعض الفئات، وبذلك يذهب ضحية هذا الصراع السكان الأبرياء الذين لاحول لهم ولاقوة.

* قدم أخيرا مشروع نشر قوات مشتركة مؤلفة من القوات الأميركية والبيشمركة بالاضافة للقوات الحكومية فما هي نظرتكم بشان هذا المشروع ؟

- نحن نرفض مثل هذا المشروع حيث نعتبر قوات البيشمركة ميليشيات انتهت مهمتها في المحافظة، وتوجب مغادرتها كما هي مسؤولية القوات الأمريكية التي اقتضت الاتفاقية الأمنية على انسحابها من المدن، وبقائها في قواعدها، ونحن نطالب بان تشكل قوات أمنية على أساس مناطقي كحل مشروع في الوقت الحالي.
 
* وماذا بشأن تعامل الحكومة المركزية التي رفضت مؤخرا طلبا تقدمت به المحافظة على إنشاء فرقة عسكرية من أبناء المحافظة تحديدا ؟

- الحكومة المركزية رفضت المشروع باعتباره يعمل على الفرقة على اساس طائفي وعنصري (حسب وجهة نظرها) ولكنها وافقت فيما بعد على طلب المحافظة على ان تكون نسبة سكان المحافظة التي تمثل 14% من العراق متوافقة على النسبة التي تتطلبها القوات الأمنية من جيش وشرطة فضلا عن فتح منافذ للتطوع.

* وهل الضوابط التي تم تحديدها تشمل ضباط ومراتب الجيش العراقي السابق ؟

- الضوابط لم تحدد بشكل نهائي لكنها حددت رتب الضباط العائدين من رتبة رائد فم ادون اما بالنسبة للمراتب فقد تم تقسيمها حسب المناطق حتى تكون نسبة كل منطقة من قضاء او ناحية عادلة بإدخال أبنائها للقوات الأمنية للحماية.

* بعد عدة أشهر من تسلمكم مهامكم في مجلس المحافظة ، كيف تقييمون أداء المجلس ؟

- الكل يعلم إننا استلمنا تركة ثقيلة بدءا من مستوى الخدمات المقدمة للمواطن، والذي كان منخفضا او بالتحديد دون الصفر فالمجلس السابق قام بإرجاع كل مبالغ التعويضات، وبدأنا برفع المستوى الأدائي بالتزامن مع مفاوضات مضنية مع الحكومة المركزية لإعادة تلك المبالغ، وحصلنا على نصفها، واعتبارها كسلفة بالتشاور مع وزارة المالية، وهذا جهد يحسب للمحافظة. كما اننا بصدد إعادة العسكريين، ومن ثم تثبيت عقود الإسناد، وتحويلها الى تنمية الأقاليم، وبذلك نضمن حقوق حوالي 14 الف مواطن يستفيد من تلك المبالغ ويخفف من انعدام فرص العمل والوظائف.

* ماذا بشان الدرجات الوظيفية التي من الممكن ان تحاول المحافظة سد ثغرات البطالة التي يعاني منها شباب المحافظة ؟

- تم تشكيل لجان  مختصة مهمتها مراقبة أداء الدوائر في المحافظة  فضلا عن اتصالنا المباشر بالناس، وهذه اللجان تقدم لنا خلاصة حاجة تلك الدوائر لغرض رفع تلك النسب  التي تحتاجها للوزارات المعنية لغرض تخصيص الدرجات الوظيفية كما ان تلك اللجان تراقب أداء الدوائر، وكمثال على ذلك فقد تم استدعاء مديرة التربية بعد تردي نسب النجاح في نتائج الدراسة الإعدادية، واعفيت بتصويت مجلس المحافظة، وهي الدائرة الأولى وهنالك دوائر أخرى سيتم مناقشة أعمالها في المجلس حيث ستشهد المحافظة جملة من التغييرات في  الدوائر التي باتت أعمالها تحت المجهر.
 
* ما بين الملفات الشائكة المتعددة ما هو الملف الذي يستأثر بأولوية في عمل مجلس المحافظة؟

-  الملف الأمني له أولوية كبيرة في عملنا، ومن ثم يأتي في المرتبة الثانية ملف الفساد الإداري، ولدينا جملة من الإجراءات الرادعة لكل المتعاملين بالفساد الإداري إما فيما يخص توحيد المسيرة الأمنية فنحن نأمل ان يكون هناك تعاون ما بين مجلس المحافظة، والشرطة خصوصا في الفقرة 21 من قانون مجالس المحافظات الغير مرتبطة بإقليم خصوصا من خلال التعاون بشان الخطط الأمنية التي تعدها قوات الشرطة إما فيما يخص القوات العسكرية فنحن نثمن كثيرا الجهود الكبيرة التي يبذلونها.

* حضرت مؤخرا اجتماعا لممثلية الاولمبية حيث عرضت من خلاله العديد من الصعوبات التي تواجه هذا الكيان الرياضي فما هي إجراءات المجلس لتذليل هذه المعوقات ؟

- بداية سنضع حد للخلافات التي بين مديرية الشباب، وممثلية اولمبية نينوى، ونحاول حل تلك الخلافات، وإزالة التوتر الحاصل بينهما خصوصا ان الخلافات تعرقل عمل الحركة الرياضية في المحافظة، ومن ثم سنبادر بدعم الممثلية من خلال وضعها في ميزانية التخصيصات الواردة للمحافظة للعام القادم مع تخصيص مبالغ لغرض مساعدتها على الاضطلاع بدورها الرياضي المطلوب ..

210
بحضور محافظ نينوى ..نادي الصقور ينظم مهرجانا جويا حافلا

عنكاوا كوم -الموصل –سامر الياس سعيد
أشاد السيد اثيل عبد العزيز النجيفي محافظ نينوى بجهود الهيئة الإدارية لنادي الصقور العراقي  مثمنا تفانيهم وجهودهم التي بذلوها عبر تمثيلهم للعراق في العديد من المحافل والبطولات الرياضية والتي كان أخرها مشاركة الفريق باحتفالات الجماهيرية الليبية بثورة الفاتح من ايلول ..جاء ذلك خلال حضوره مهرجانا جويا ضم العديد من الفعاليات الجوية  عبر عروض المنطاد الجوي والتحليق بطائرة البركلايدر..  وأضاف محافظ نينوى في حديث لـ (عنكاوا كوم) ان  العروض التي قدمها نادي الصقور تبرز تفاني المواطن العراقي حيث قدم هولاء الطيارين تلك العروض بالرغم من تحملهم نفقات المشاركة بالمهرجانات الجوية وغياب العدم المادي عنهم مشيرا بان الأيام القليلة القادمة ستشهد دعم محافظة نينوى للنادي .. من جانبه ذكر الطيار صبا ياسين رئيس الهيئة الإدارية لنادي الصقور  ان العرض الجوي كان فرصة مهمة لاطلاع السيد المحافظ على أنشطة نادينا ومناشدته بتقديم الدعم المادي والمعنوي لغرض تسيير شؤون النادي وتشجيع نخبة الطيارين على تقديم الأفضل خدمة للرياضة العراقية عموما والرياضة الجوية على وجه الخصوص ..وعلى هامش العرض الجوي افتتح السيد محافظ نينوى معرضا ضم العديد من الأوسمة والكؤوس التي حظي بها فريق نادي الصقور كما اطلع على عرضا تلفزيوني بشان مشاركات النادي الخارجية ..


211


نادي الموصل يناشد الشارع الرياضي في نينوى والعراق بانقاذ مشاركته في الدوري الممتاز

عنكاوا كوم -الموصل
تلقى موقع عنكاوا كوم رسالة مناشدة اصدرها نادي الموصل  مطالبا فيها بانقاذ مشاركته في دوري الكرة العراقي للدرجة الممتازة والتي ستنطلق منافساته في تشرين الاول القادم وفيما يلي نص الرسالة :



212
لدينا 11652 ألف عائلة نازحة مقيدة ضمن سجلات المكتب"
مدير مكتب قرقوش للهجرة والمهاجرين يتحدث لـ "عنكاوا كوم"...



الموصل –سامر الياس سعيد


قال مدير مكتب قرةقوش للهجرة والمهاجرين محمد أياد قاسم ان "آلية تزويد العوائل المهجرة بكتب تؤيد نزوحها الى مناطق أخرى بهدف مشاركتها في الانتخابات القادمة غير مناطقها الاصلية"، مشيرا الى ان الانتخابات ستجرى وفق نفس الألية التي اتبعت في انتخابات كانون الثاني الماضية.
واضاف قاسم في حديثه لمراسل موقع  "عنكاوا كوم" انه تداول الموضوع مع مدير المفوضية في قضاء الحمدانية خلال زيارته الاخيرة لمكتب قره قوش.
واوضح ان مدير مفوضية الحمدانية ابلغه بوجود العديد من الأشخاص الذين لم ترد أسمائهم في القوائم الخاصة بتحديث سجل الناخبين، ومن اجل منحهم فرصة للمشاركة بالانتخابات  فقد تم الاتفاق على إرسال كتاب رسمي من دائرة الهجرة وفق نفس الآلية المتخذة في الانتخابات السابقة على ان يتم ارسال كتاب رسمي من قبل المفوضية لغرض اتخاذ الاجراء المذكور.
وتابع "نحن حالياً ننتظر الكتاب الرسمي لغرض الشروع بالإجراءات المنوه عنها".
وكشف قاسم للموقع عن اعداد العوائل المسجلة في مكتب قره قوش للهجرة والمهاجرين، موضحاً ان عددهم يبلغ 11652 الف عائلة نزحت الى المناطق التي يشرف عليها المكتب، وهي، قضاء الحمدانية، والنواحي التابعة له كبرطلة وبعشيقة والنمرود.
واضاف قاسم بان الوزارة ابلغتنا في شباط الماضي بغلق قيد العوائل النازحة بعد تاريخ 22 شباط، وبالنسبة للعوائل التي راجعتنا بعد التاريخ المذكور فقد قمنا، بإبلاغ الوزارة بشأنهم، وخاطبونا بالتعامل معهم حال فتح ملف جديد للعوائل النازحة حيث سيتم  قيدهم في هذا الملف.
واوضح ان الآلية التي يتبعها المكتب تقوم على أعداد قوائم لغرض توزيع منحة رئيس الوزراء  وقد تم تسليم ثلاث وجبات في الفترة السابقة حيث بلغ عدد العوائل في كل وجبة، 836 عائلة كما تم مؤخرا استلام قوائم خاصة بالوجبة الرابعة، اذ سيتم تسليم العوائل المدرجة أسمائها في هذه الوجبة المنحة المخصصة لها، وقريبا سيتم تسلم قوائم الوجبة الخامسة.
وبخصوص آلية توزيع المواد الغذائية فسيقوم الشخص المشمول بمراجعة مكتبنا  التأكد من وجود اسمه ضمن القوائم المعدّة ضمن قاعدة البيانات، مصطحباً معه البطاقة التموينية، وهوية الأحوال المدنية لرب العائلة "حصرا"  مع صورتين، ليتم تسجيله ضمن استمارة خاصة معدة لهذا الغرض، وستختم البطاقة التموينية بختم الدائرة، بعدها يتولى مسؤول وحدة البرامج  الميدانية في المكتب تسليم المواد العينية للمواطن، وفقاً للألية المقرّة من قبل الوزارة التي تتبدل بين الحين والأخر وفق الضوابط ..

213
تزايد حالات الخطف يقلق مسيحيي الموصل

الموصل –عنكاوا كوم
في غضون الشهر تناقلت العوائل المسيحية أخبار اختطاف اثنين من أبناء شعبنا فيما تتكتم القوات الأمنية من خلال تصريحاتها عن وجود هذه الحالات  وأعربت بعض من العوائل المسيحية القاطنة في المدينة عن قلقها من تزايد تلك الحالات خصوصا وأنها باتت تستغرق اوقاتا طويلة تتخللها مفاوضات بين الخاطفين وأهالي المختطف وغالبا ما تتنتهي بمقتل المختطف كما في حالة المواطن سالم برجو والذي عثر على جثته في الطب العدلي يوم الخميس الماضي.. وبرجو اختطف مطلع آب الماضي كما ان الأنباء الواردة بشان المختطف حكمت سعيد تشير الى طلب الخاطفين مبلغا ماليا كبيرا يتجاوز الـعشرين ألف دولار أميركي   وبمتابعة الأنباء الواردة من قبل محافظة نينوى او من القوات الأمنية يبقى الاستغراب بارزا من تجاهل تلك الجهات لحوادث الخطف  وبقاء آلاف علامات التساؤل إزائها من ان تكون فاتحة لمسلسل استهداف جديد يطال المسيحيين في الموصل يعيد للأذهان ما جرى في تشرين الأول أكتوبر الماضي ..


214
سهيل قاشا يتحدث لعنكاوا كوم عن اصول رافدينية للتوراة ...
"اطمح بمبادرة عراقية للاهتمام بتراثنا والحفاظ عليه من الإهمال والتجني"



عنكاوا كوم- الموصل - سامر الياس سعيد


لايمكن لبضعة اسطر ان تفي حق، مفكر، وباحث، وبروفيسور في الحضارة العربية بقامة سامقة  كقامة الأب الدكتور سهيل قاشا، الرجل الذي أمضى زمنا طويلا يبحث في طيات الكتب عن الحقيقة وحدها ليُسكت بها أفواه المتقولين، والأدعياء خصوصا عن الحضارة العربية التي أطلقت إشعاعاتها الفكرية لتغمر بها كل أصقاع العالم.
قاشا الذي انطلق من حاضرة التاريخ المسيحي وبلدة المفكرين السريان، بخديدا او قرةقوش لينطلق في مشوار الألف ميل نحو تأطير المشهد الفكري بالعشرات من المؤلفات والبحوث والاطاريح التي يأتي في مقدمتها أطروحته لنيل شهادة الدكتوراة من جامعة الحضارة الإسلامية في بيروت عام 2005 والتي حملت عنوان (المسيحييون في الدولة الإسلامية). يشغل قاشا حالياً منصب الأمين  العام للجامعة المذكورة، وأستاذ مادة الإسلاميات والتراث العربي المسيحي.
يمتاز الحوار معه بنكهة خاصة خصوصا في ظل رؤيته بشان الأحداث التي يشهدها العالم وربطه لها مع احداث جرت في قرون سابقة. "عنكاوا كوم" التقت قاشا وكان معه هذا الحوار:

*هل للبيئة التي نشأت فيها تأثير ملموس في ما أنجزته من مؤلفات وكتب ؟

-بالتأكيد،لقد بدا تأثري بوالدي كبيرا  خصوصا وأنا أراه يقرا، ويكتب، ويترجم خصوصا وان توجيهه لي كان بصيغة علمية بدون ان تغلب عليه لمحات التعصب او التعنصر لفئة على أخرى. لقد ترجم والدي بطرس متي قاشا أربعة عشر كتابا بقيت مخطوطة دون ان يبادر لطبعها، وأنا حاليا بصدد طبعها، اذ اكمل طبع ثلاث منها تاريخ الرهاوي المجهول  الذي يعد من أمهات الكتب السريانية، وفهرس مخطوطات قرةقوش، وأعود للنشأة  وتأثيرها التي لها دور ملحوظ، حيث نشأت في  بيت له ميزته الدينية، والعلمية، ولايتزمت بمذهب  او طائفة، منفتح على الأخر خصوصا على أخوة لنا من الدين الإسلامي كانت تربطنا معهم روابط صداقة، ومحبة واعتقد ان لتلك النشأة اثر في توجهي نحو البحث بين طيات التاريخ والتراث..

*تختزن سيرتك الأولية مبادرة إحدى قريباتك بدعمها لك وطبعها لكتابك الأول على نفقتها الشخصية فماذا يدور ببالك حول هذه الحادثة ؟

- كتابي الأول كان رد فعل على المد الشيوعي عبر عام 1960 حيث أعددته بشكل بحث حمل عنوان(أنت من أنت؟)عن مطبعة الزمان، وتكفلت عمتي بقيمة الطبع التي بلغت 170 دينار، تبع هذا الكتاب عدة مؤلفات تخصصت بالصبغة الدينية منها سير لشهداء أما كتبي التاريخية فيبرز منها كتابي الأول في هذا المضمار حيث حمل عنوان (لمحات من تاريخ نصارى العراق)، طبع في مطبعة شفيق عام 1982 وهو مجموعة من مصادر مهمة كنت قد أشرت إليها في سلسلة مقالات نشرتها في المجلة البطريركية الصادرة عن بطريركية أنطاكيا السريانية في دمشق ..

*المؤلفات التي أنجزها مدادك وفكرك عبر هذه السنوات ،هي عبارة عن رسائل لمن تضمنها ؟

- هي عبارة عن شعور بالإعجاب والتقدير للتراث العراقي القديم خصوصا ذلك الذي قام على أكتاف أجدادنا أولي الحضارات، وتوضيحا لتلك المضامين، ونشرا لها فضلا عن ان غاية أخرى تتلخص في الرد على  ما جنته التوراة على هذا التراث والطروحات التي قدمها كما ان التوراة تجنت بشكل  يتناقض مع تاريخ العراق القديم منكرا هويته الأصيلة فقصة الطوفان مثلا وردت في نص من ملحمة اكتشفت في بلاد ما بين النهرين وشريعة حمورابي كذلك لذلك أرى ان التوراة ذات أصول بابلية أكثر منها عبرانية فاغلب النصوص مستمدة  من الفكر السومري وسفر نشيد الإنشاد مأخوذ من نص الزواج المقدس الذي كان يتلى في احتفالات تنلك الطوائف، ونص الحكمة مأخوذ من حكمة احيقار فضلا عن ان هنالك جدلا مثارا حول قرابته  لطوبيا، واعتقد ان هذا الكلام غير واقعي البتة، وهو الدافع وراء  توجهي لبيان الحقائق ونقض تلك الأقاويل حيث تبين لي ان اغلب النصوص الموجودة وفق شريعة موسى قد استقيت من شريعة حمورابي.
 
*وما هي آرائك حول ما يثار من أقاويل تتعدى او تتجنى بالأحرى على تاريخ الحضارات الرافدينية ؟

- المؤلم ان اغلب أبناء شعبنا أهمل هذا التاريخ، وبتعمد أحيانا، والمفروض ان القائمين يدعون لتبني نشر هذا التاريخ والتراث كدائرة خاصة معنية تسعى لإعادة ما نهب من آثار وتحف تاريخية، وحقيقة. ان الحدث استفزني فكتبت حوله مجموعة من المقالات منها مجزرة  التراث، والصهيونية العالمية وراء حرب العراق، وأرجو من المسؤولين ان يكونوا على تواصل دائم من اجل إعادة آثار العراق المسلوبة فالمفكرين الغربيين أشادوا بهذا التاريخ الثراث، ومنهم صموئيل كريمر الذي أكد ان التاريخ بدء في سومر، والفكر سما في بلادنا، والحكمة ترعرعت في بابل كنص الأمثال الذي يعتبره البعض السابق  لكن الراسخ هو ان الحكمة السومرية هي الأسبق.
 
*هذه الآراء التي تجاهر بها الآن ، هل تعرضت بسببها  لهجومات او ردود من قبل الآخرين الذين لم يستوعبوا ما كتبته ؟

- من طبيعتي إنني لااحسن التعامل مع التقنية الحديثة مثل الانترنت التي تعتبر أرضية خصبة للتعامل مع الآراء الأخرى لكن ما يردني من تلك الردود استقيه من طلبتي وتلاميذي الذين يعلمونني بما يرد من أقاويل حول ما اكتبه وانشره حتى دفع البعض الى تشبيهي بيهوذا الاسخريوطي، وفي حالات نادرة جدا أرد عليهم وفق دلائل وإثباتات علمية، وما تجلى الان ان الأغلبية باتوا يراجعون تلك الآراء التي كتبتها ويبحثوا في أصولها ليجدوها الأنسب والأدق.

*دعوت في سياق إجابة خاصة، الى إنشاء دائرة خاصة تسعى للاهتمام بالآثار المسلوبة والحفاظ على التراث العراقي من الإهمال والتجني من خلال نسبه لبعض القوميات دون أخرى، ما هي المعايير التي تلتزم بها لإنشاء مثل تلك الدائرة ؟

- على العلماء العراقيين المختصين بالتراث القديم ان يردوا على الترهات، وارى من المعيب ان يسكتوا عليها. والكتابة بموضوعية تبرز الهوية الحقيقية التي تعد عراقية دون ان تنحاز لطرف ضد أخر، ومن الأمور التي تحز في النفس ان البعض قام بنسب حمورابي وفق تسميته الى قومية معينة او تم تنسيبه للفارسية كونه سمي بـ (همو رابي) أما اللفظة الصحيحة التي يجب ان تبرز في اغلب النصوص هي خمورابي فخمو تعني وفق الآرامية القديمة (الدفء) ورابي تعني (الكبير).

*ظهرت في غضون السنوات السابقة تسميات متعددة تصف توالي الحضارات بالصراع تارة وتارة بالحوار فإلى أين تتجه رؤيتك بشان تلك الآراء ؟

- بصراحة لااؤمن لا بصراع لحضارات والاديان ولا بتصادم لقوميات فهي اصطلاحات ماسونية، وصهيونية تسعى لتفرق بين الشعوب، وتخاصم بين الأديان وكيف ترسخ هذا الأمر والأديان، هي رسالات سماوية تدعو للمحبة والعبادة لله كما ان الحضارات تتكامل  وليس لها صفة خصوصية تحددها فالحضارة الآشورية على سبيل المثال  هي مجموعة حضارات، ولكنها تنسب للآشوريين كونها انتعشت في بلادهم، وارى ان الحضارة العباسية قد بنيت على أكتاف نخبة من المفكرين يشكل فيها المسيحيين نسبة لاباس بها، وكانوا في تلك الحضارة اللولب والمحرك فمنهم من كان طبيبا ومترجما وكاتبا، وقد نشرت في سياق هذا الأمر كتابا حمل عنوان النصارى في العصر الأموي، ولذلك فانا أرى ان الأمر يجري بتدبير لغرض تدمير الحضارات، وترسيخ العداء بين أصحابها.

*تشغل حاليا منصب الأمين العام لجامعة الحضارة الإسلامية  في بيروت، هل لك ان تطلع القراء على هذه الجامعة واختصاصاتها ؟
- الجامعة تهتم بالدراسات العليا، ويأتيها طلاب علم من كل دول العالم ليقدموا لها بحوثا علمية وفق اطاريح الماجستير، والدكتوراة، وتلقى على عاتق أساتذة الجامعة التحليل والمتابعة، والبحث، والمناقشة لغرض ترسيخ تلك البحوث، والاطاريح، ووضعها كحقائق ودلائل علمية، وفي نهاية تلك الرحلة يمنح الباحث شهادات علمية معترف بها عالميا، وفي اختصاصات إنسانية، وقانونية، وفي احتفالات كبيرة تتناقلها وسائل الإعلام.
 
*انشغل العالم الأدبي مؤخرا بغبار جدل أثارته جملة من الآراء للشاعر والمفكر السوري ادونيس قال في بعضها ان الحضارة العربية تنحو نحو الانقراض فما هو ردك بشان تلك الآراء ؟

- ردي على تلك الآراء بان ما دام هنالك عرب فالحضارة العربية قائمة إما عن رأيي في ادونيس فأراه خيالي أكثر مما هو واقعي، وقد منحه الأستاذ المشرف على أطروحته العليا وهو قس عراقي يعود أصله الى  قرية اينشكي في الشمال العراقي ويدعى بول انويا  مكانة لايستحقها إما عن العرب وحضارتهم فلا يمكن لادونيس ان يتطاول عليهم ويحاول ان يغلب الغربيين على تلك الحضارة العريقة، فالعربي، وخصوصا في منطقة  الشرق الأوسط عليه ان يفتخر بشخوص انطلقت من هذه البقعة، وكان لها تأثيرها البارز على عموم الأرض  ومنهم نوح الذي بفضل الله استطاع ان يحافظ على البشرية وإبراهيم الخليل الذي ارشد الإنسان لوحدانية الإله الذي يعبده وهو الله، وكلكامش الذي منح الخلود تاريخ والمسيح الذي أتى لخلاص البشرية.

*من ضمن الآراء التي ذكرها ادونيس انه لو قيض لعربي ان يجتمع مع أمريكي وأوربي فماذا سيقدم العربي إزاء ما قدمه الأمريكي من أنظمة علمية وتكنولوجيا متقدمة، وما قدمه الأوربي من ثقافة غربية متميزة فماذا ترد بشان هذه الافتراضات ؟

- أقول ان العرب سيبقون بحضارتهم وليس بأي شي آخر، ونحن نفتخر إننا تحت غطاء الوطن العربي بما يضمه هذا الوطن من عقول، وأفكار ستجعل هذه الحضارة خالدة مدى الدهور.

*سؤال أخير تفرضه ظروف شعبنا المسيحي فما الذي تقوله لهذا الشعب الذي بات يعاني من جملة ظروف استثنائية في مقدمتها نزيف الهجرة المؤلم ؟

- أقول ان نزعة التسميات التي باتت تشكل واقعا حاليا يتنازع تحت غطائه الكتاب والنخب المثقفة ما هي إلا ظروف آنية، وانصحهم بان لايتشبثوا بها لكي تكون أداة تصادم وينشغلون بها فيقول من يقول ان هذه التسمية اصح، وتلك خاطئة، وتبقى القضايا الأساسية معلقة ودون حلول ناجعة.
 

215
جريدة الإصلاح الموصلية تحتفي بالدكتور بهنام عطا الله





الموصل – عنكاوا كوم - سامر الياس سعيد


تناولت صحيفة الاصلاح الموصلية في عددها المرقم 134 الصادر، يوم السبت 29 آب الجاري المنجز الابداعي والثقافي للدكتور بهنام عطا الله، اذ خصصت الصحيفة مساحة من الصفحة الاخيرة للحديث الذي قدمه عطا الله حول خريطة الادب الموصلي الذي جاء بعنوان "بين جغرافيا النص وتضاريس المنجز الابداعي".
وكتبت الاصلاح حول ذلك " يقف د. بهنام عطا الله على مقربة من تحقيق ثنائية الأكاديمية التي تستند على قراءة الجغرافيا بالاقتراب من تأثيث المنجز الشعري الذي لونه عطا الله بكتابات ونزف روحي مأخوذة من بيئته التي أنجبت لخارطة الثقافة العراقية المئات من المبدعين من شعراء وقصاصين وروائيين".
وتحتل جريدة الإصلاح مقدمة بورصة الصحف الموصلية إذ يشرف على تحريرها رواد الصحافة الموصلية أمثال الزميل صباح الأطرش ومحسن الجبوري.

216
فرع نينوى للحركة الديمقراطية الاشورية  يصدر بيانا يستنكر فيه تفجيرات قرى شريخان وخزنة الأخيرين
الموصل –عنكاوا كوم
تلقى موقع عنكاوا كوم  بيان استنكار اصدره فرع نينوى للحركة الديمقراطية الآشورية بشان الأحداث المأساوية التي تعرضت لها قرىشريخان وخزنة في محافظة نينوى وأودت بحياة العشرات  من الأبرياء  وفيما يلي نص البيان : 
 
"مرة أخرى تتعرض القرى والمناطق الآمنة للاستهداف من لدن جماعات إرهابية مجهولة, إذ تعرضت  قرى شريخان و خزنة  في سهل نينوى إلى هجمات انتحارية أودت بحياة العشرات من المواطنين الأبرياء وأضعاف ذلك من الجرحى من الإخوة التركمان والشبك.
إننا في فرع نينوى للحركة الديمقراطية الآشورية إذ نستنكر هذه الجرائم الرامية لزعزعة الوضع الأمني واستهداف العملية السياسية, وتعيد للأذهان جرائم القتل والتهجير بحق أبناء شعبنا في مدينة  الموصل في خريف العام الماضي.
 فاننا ندعو الحكومة والقوات  الأمنية من الجيش والشرطة تحمل مسؤولياتها في توفير الأمن, وملاحقة المجرمين  وتقديمهم للعدالة وحماية أمن محافظتنا العزيزة وأبعادها عن دائرة العنف،والإسراع في إسعاف العوائل المنكوبة.
 وندعو بالرحمة للشهداء  والصبر والسلوان لذويهم والشفاء العاجل للجرحى ".   

217
موصليون ينتقدون أداء الحكومة المحلية ويطالبون باستقالة المحافظ

الموصل –عنكاوا كوم
بلغت مشاعر الاستياء من قبل المواطنين حول  أداء الحكومة المحلية في محافظة نينوى مديات واسعة خصوصا اثر تعرض قرية خزنة لتفجيرات  أدت الى وفاة وإصابة  المئات من الأبرياء من سكان هذه المنطقة  وقال عدد من المواطنين في أحاديث لـ (عنكاوا كوم ) ان منذ استلام المحافظ ومجلس المحافظة مهامهم بعد انتخابات مجالس المحافظة لم يتحقق أي استقرار امني في المدينة  ولم يفلح هولاء في بسط الأمان رغم انتخاب اغلب الموصليين لهم ووعودهم بتوفير الأمن والخدمات التي لم يتحقق منها شيء على حد قولهم  وقال سليمان إبراهيم نتمنى من السيد المحافظ ان يقدم استقالته لأنه لم ينجح في توفير الأمان وهو من الأمور التي عليه توفيرها ولايمكن ان يقرنها برغبة الحكومة المركزية  وتابع إبراهيم  نرصد ونتابع تحركات المحافظ ومجلس المحافظة وكل قراراتهم التي يصدروها لاتلقى ترحيب الشارع الموصلي فبالأمس تم إقالة مدير تربية محافظة نينوى  بسبب تقصيرها وإهمالها من خلال نتائج طلبة المرحلة الإعدادية فهل يمكن تصور مسؤولية مدير تربية على تقصير طلبة  او تقصير في تدقيق نتائجهم  ولماذا مديرة التربية وليس مدير المنتجات النفطية الذي يبدو هنالك تقصير كبير في عمله بدليل طوابير السيارات على محطات البنزين ولماذا مدير البلدية الذي تتراكم النفايات في أزقة المدينة وهي من مسؤولية   دائرته دون ان يتم إعفائه  وسخر نادر يعقوب من تحركات المحافظ حيث قال أول شيء فعله المحافظ حال تسلمه المحافظة هو الذهاب في رحلة طويلة الى تركيا  بداعي الاستثمار وما فائدة الاستثمار إذا ان المدينة تعيش واقعا مأساويا التجار لايعملون ولايستعدون للمواسم مثل كل السنوات وأعداد العاطلين عن العمل في تزايد وموظفي العقود المؤقتة في حيرة من أمرهم وإغلاق الشوارع مازال مستمرا رغم ان شعار السيد المحافظ في حملته الانتخابية كان لاحواجز لاازمات لابطالة  وأضاف يعقوب ان المحافظ السابق  أعلن استقالته تقريبا خلال ثلاث مرات وكان كل مرة يعلن فيها استقالته يعزيها الى عدم تعاون الحكومة المركزية بالتعاون معه او استقدام قوات إضافية وقال نعيم حنا  ان الأوضاع الحالية لاتمنح الموصلي امانا او شعورا بهذا الأمر حيث نقصد الكنائس وهي تحت حراسة أمنية مشددة والذي يتجول في المدينة يشعر انه في ميدان حرب بعدد العجلات العسكرية وسيارات الشرطة  ورغم ذلك فنحن لانشعر بالأمان  فحوادث الاختطاف موجودة والاستهداف متزايد ومع ذلك فمسؤولي المحافظة يعلنون في أخر مؤتمر صحفي بان الواقع الأمني المتحقق  فوق الطموح   وأنا استغرب تصريحاتهم ..

218
فرع نينوى للحركة الديمقراطية الآشورية تحيي يوم الشهيد

الموصل –عنكاوا كوم –سامر الياس سعيد
ضيف فرع نينوى للحركة الديمقراطية الآشورية نخبة من شعراء  رابطة الشعراء الشعبيين في محافظة نينوى حيث القوا عددا من القصائد التي تغنت بالشهيد واستذكروا ملحة سميل التي جرت قبل 76 عاما .. بدأت الجلسة التي حضرتها السيدة نغم يعقوب عضو مجلس محافظة نينوى بكلمة ألقاها مسؤول فرع نينوى للحركة الديمقراطية الآشورية شموئيل شليمون  بين فيها استذكار شهداء مجزرة سميل الذين قضوا بناءا على أوامر من سلطات متنفذة في ذلك الوقت فراح ضحية هذا العمل  أبرياء من النساء والأطفال والشيوخ  في مجزرة غابت عنها الإنسانية وعلى صوت الرصاص ليخطف أرواح هولاء الأبرياء  الذين لاذنب لهم ..وتوالت عدد من القصائد لشعراء شعبيين منهم احمد الطيب واحمد البدراني ومحمود الشاعري  وموفق الوزان  وانمار الدخيل  ومحمود أبو هاجر وعبد اللطيف الطائي ومحمود المولى وعلي وشهد طلال وأناشيد وطنية للفنانين عامر فندر وإبراهيم حمدي ..وعلى هامش الجلسة افتتحت السيدة نغم يعقوب معرضا لصور شهداء الحركة وشهدائنا في مدينة الموصل حيث تصدرتها صور المطران فرج رحو والآباء بولس اسكندر ورغيد كني ..


 

219
المنبر الحر / نور .. السرياني
« في: 20:22 19/07/2009  »
نور .. السرياني


سامر الياس سعيد

مرحى لابن الرافدين وحامي عرين أسوده نور صبري تعاقده مع نادي سيرنايسكا فقد تابعت عبر موقع عنكاوا كوم  خبر التعاقد ووقفت قبله على تفاصيل المحنة التي وقع فيها مدير أعمال حارس مرمى السابق للمنتخب العراقي نور صبري  في لقاء نشرته صحيفة المدى عبر ملحقها الرياضي  وجاء في التفاصيل مساومات لوكيل اعمال اللاعب من قبل  بعض أعضاء الاتحاد العراقي بكرة القدم في تقديم نسبة من الامتيازات المقدمة للاعب واتضح فيما بعد ان العقد لايحمل أي قيمة باستثناء الامتيازات الممنوحة لحارس المرمى والتي كانت عبارة عن راتب شهري وسيارة ومقر سكن كما ورد في المقابلة ولم يألوا أعضاء الاتحاد جهدا في المطالبة بالنسبة من تلك الامتيازات  وهي عبارة عن مبلغ كبير لم يستطيع الحارس نور صبري من الإيفاء به وسط دهشة الاتحاد السويدي بكرة القدم من تعامل الاتحاد العراقي مع العقود الاحترافية للاعبين العراقيين لكن أخيرا ابتسم الحظ لنور صبري وسط نفق ابتدأ منذ الرابع عشر من حزيران  الماضي  حينما وقع اختيار مدرب المنتخب الوطني الصربي بورا على بديل صبري وهو الحارس محمد كاصد ليتولى حماية شباك منتخبنا في مباراته الاستهلالية ببطولة القارات والتي كانت بمواجهة المنتخب المضيف جنوب أفريقيا وفعلا نجح كاصد في الذود عهن العرين ببسالة  ولم يخيب آمال العراقيين بملايينهم والذين تابعوا المباراة  ليقع بديله صبري في دوامة الأزمات والتي كان لها  فاصلا تالي بتألق آخر لكاصد أمام المنتخب المتصدر لترتيب منتخبات العالم  وهو منتخب اسبانيا وكان  كاصد على موعد مع  البسالة العراقية بتصديع لعشرات الكرات من أقدام أفضل المهاجمين لكنه في النهاية لم ينجح في إبقاء الشباك العراقية نظيفة فمنيت تلك الشباك ببصمة اللاعب فيا  ولكن في المقابل تصاعدت أسهم اللاعب كاصد  ولم يحصد صبري في تلك البطولة إلا الحسرات التي أثقلتها موافقة الجهاز التدريبي على طلب الإجازة التي تقدم بها صبري فوصف توقيتها المهاجم يونس محمود بالاسوا في تصريح لوسائل الإعلام ..

ختاما أتمنى ان يكون احتراف صبري مع سيرناسكا ذات فال حسن ليعاود هذا اللاعب العراقي مسلسل أمجاده الذي بدأه مع شيخ المدربين عموبابا حينما اختاره ليكون حارسا لمرمى منتخب الناشئين ولازلت أتذكر الموقف الذي تناقلته وسائل الإعلام في منتصف التسعينيات حينما وقف عمو بابا ليؤازر ذلك الحارس الناشئ ليقف بصلابة أمام ركلة جزاء  احتسبت لإحدى المنتخبات الخليجية في تصفيات بطولة الأمم الآسيوية لفئة الناشئين  وفعلا فقد تسلح صبري بالبسالة المطلوبة ليصد تلك الركلة وليحجز له مقعدا أساسيا مع المنتخبات التي ارتقى اليها في مشواره الكروي وليمثل بعدها منتخب الشباب والوطني ويتألق معه في اكثر من محفل كروي وأهمها تحقيقه بطولة الأمم الآسيوية في تموز عام 2007..
 

 

220
مسيحيو الموصل يستغربون غياب ممثليهم في مجلس محافظة نينوى عن التصريحات لاستهداف كنيسة في الموصل   

الموصل / عنكاوا كوم
انتقد عدد من مسيحيي الموصل غياب ممثلي أبناء شعبنا في مجلس محافظة نينوى عن التصريح والاستنكار والإدانة لما جرى في غضون الأيام السابقة من استهداف كنيسة في الموصل وقال مروان بهنام  لدينا ممثلين في المجلس ولكنني لاارى أي تصريح او حضور لأحدهم بالرغم من ان أغلبية أعضاء المجلس قامت بجهود مشكورة خلال الأيام السابقة لتدين وتستنكر  ما جرى  ونتمنى ان نحس بحضور ممثلينا لأننا  منحناهم ثقتنا وصوتنا في الانتخابات الأخيرة..
 فيما عبر أيوب جبرائيل عن استغرابه من عدم زيارة احد من أعضاء المجلس لموقع الحادث  وأضاف جبرائيل  كلما يقع حادث امني نشاهد في الفضائية الموصلية زيارة لأعضاء المجلس وآخرها زيارة عضو المجلس السيد عصام شيت وبصحبته ممثل الايزيديين وممثل الشبك لمنطقة السادة وبعويزة  التي تعرضت لانفجار مريع مع نهاية الأسبوع الماضي وأنا اسأل أين هم  لقد تعرض جدار الكنيسة الى  أضرار كبيرة فضلا عن الأضرار الكبرى التي لحقت بالحسينية  ولم يزور الموقع احد أليس هذا موقع يقع في مركز المدينة  وقال عامر بطرس نحن نريد من ممثلينا ان يمنحوننا أي إشارة بوجودهم وتفاعلهم مع القضايا خصوصا تلك التي تستهدف وجودنا وارى ان الحادث الأخير كان فرصة مناسبة لتأكيد هذا الوجود  ومع ذلك غابوا عن المشهد بصورة مثيرة للاستغراب ..
تجدر الإشارة الى مجلس محافظة نينوى يضم عضويين من أبناء شعبنا حيث يضم السيد سعد طانيوس الحائز على مقعد الكوتا المخصص للمسيحيين  والسيدة نغم يعقوب يوسف  والتي كانت ضمن مرشحي  قائمة الحدباء التي اكتسبت أعلى نسبة من الأصوات في انتخابات محافظة نينوى وحاليا تتولى رئاسة لجنة السياحة والآثار في المجلس ..



221
طفل من ابناء شعبنا يتقن فنون الرسم
البيت الثقافي في نينوى يرعى معرضا لرسوم الفنان رغيد عمار فرج
عنكاوا كوم -الموصل / سامر الياس سعيد
ضمن أنشطته  في رعاية الموهوبين  من الفنانين والمثقفين افتتح البيت الثقافي في نينوى والتابع لدائرة العلاقات الثقافية في وزارة الثقافة معرضا للفنان  رغيد عمار فرج ضم ثلاثون لوحة فنية من إبداعات الفنان الذي يبلغ من العمر أحدى عشر عاما وهو تلميذ في الصف الخامس الابتدائي في أحدى مدارس قضاء الحمدانية (قرة قوش ).. وقال مثنى عبد القادر مدير البيت لمراسل الموقع ان الفنان الصغير لفت انتباهنا لما يملك من رسوم جميلة استقاها من بيئته المحيطة به فضلا عن رسوم لشخصيات كارتونية وأخرى للطبيعة التي يتمتع بها قضاء قرةقوش ..




فولدر رغيد



222
مسيحيو الموصل يناشدون الحكومة والسلطة المحلية بوضع حد لاستهداف دور العبادة

الموصل –عنكاوا كوم
طالب عدد من مسيحيي الموصل  الحكومة والسلطة المحلية في المحافظة بوضع حد للاستهداف الذي طال  كنيسة  العذراء فاطمة يوم أمس الاثنين  وعبروا في أحاديث لمراسل عنكاوا كوم عن خشيتهم من تجدد العنف الموجه للمسيحيين في ظل حديث عن موجة نزوح مشابهة لما جرى في تشرين الأول الماضي دون ان يلمس هذا الشيء على وجه الحقيقة  وقال أيوب ميخا ان استهداف دور العبادة  الخاصة بنا في بغداد وهنا في الموصل سيتكرر دون وجود حد لإيقاف هذه الهجمات ونطالب المسؤولين بان يكونوا جادين من خلال الكشف عن الجهات التي تحاول تهجيرنا من البلد وعبر سامي  سمعان عن ألمه  من عودة الأوضاع المأساوية للظهور  عبر الأحداث الأخيرة وأضاف سمعان  مادام هنالك استهداف للكنائس فأرى ان هنالك وجود لبعض الجهات التي تحاول  العمل على ملف إفراغ البلد من المسيحيين ونطالب رجال الدين ان يكون صوتهم أكثر قوة دون وجود لعبارات  لاتخدم الجو العام  فالمسيحيين في وضع صعب وهنالك مخطط لاستهدافهم وإفراغهم من  البلاد التي كانوا في يوم ما هم الأصل فيها فلماذا السكوت عن هذه الهجمات  والى متى نبقى متفرجين على تدمير كنائسنا واستهداف أحبائنا وأقاربنا  وقال سليم نوئيل لقد عجزنا وتعبنا من التصريحات والإدانات والاستنكارات وأتساءل هل هذه كفيلة بإعادة ما تدمر من الكنائس التي طالها العنف  واسترسل نوئيل نحن بحاجة للتكاتف  أكثر من أي فترة مضت فلماذا نبقى كبش فداء كلما استهدفوا احدهم في الغرب نحن من ندفع الثمن لماذا  وأريد الجواب من المسؤولين عن الأحزاب التي يقال أنها تعمل من اجلنا  واسألهم ماذا قدموا لنا والى متى يبقى ملف البحث عن الجناة في طي الكتمان وقال سعد صبيح لقد أصبح المسيحيين في الموصل مثارا للاستهداف حتى أصبحنا نخشى ان نتوجه لأعمالنا والقيام بواجباتنا خوفا من ان يطال الاستهداف للمسيحيين فبالأمس الكنائس واليوم الأشخاص وتردنا دعوات من أقربائنا في الخارج تدعونا لترك البلد لكننا لانستطيع ان نقطع صلتنا بالبلد الذي عشنا فيه سنوات وبذلنا الكثير من اجله وذهب الكثير من عمرنا في سبيله ..

223
مشاعر متباينة لموظفي عقود إسناد أم الربيعين في الموصل ازاء تمديد عقودهم

عنكاوا كوم -الموصل / سامر الياس سعيد
أعرب عدد من موظفي عقود لجنة إسناد أم الربيعين  عن آمالهم بوضع حد لحالات التمديد من خلال تثبيتهم على الملاك الدائم وأشاروا في أحاديث لـ (عنكاوا كوم ) ان فترة العام والنصف التي قضوها كافية للوقوف على مدى إمكانياتهم في تسيير الأعمال المنوطة إليهم  وهذا ما يتعارض مع قوانين التوظيف في الدولة والتي حددت عاما لتجربة الموظف وإقرار جاهزيته للعمل في تلك الدوائر حيث قال يوسف ميخائيل   انه تعين بصفة عقد من لجنة إسناد أم الربيعين في هيئة النقل وقال لقد حصلت خلال هذه المدة على عدد من كتب الشكر والتقدير لمواظبتي على الدوام  لذلك أناشد المسؤولين بضرورة تثبيتنا لأننا  أولى من المتقدمين الجدد للتعيين لأننا أصبحنا ذات خبرة بكافة الإعمال المناطة بنا  وقال ابراهيم عبد الله إننا مللنا من التمديد ونبغي التثبيت لأننا دائما نصطدم بقرب وقت انتهاء العقد  ونترك العمل ولكن نفاجيء بالتمديد فنعود وهكذا دواليك لذلك أصبحنا نضجر من مسالة التمديد والتي أخرها  تمديد عقودنا لغاية  نهاية العام الحالي  وبذلك يصبح لنا خدمة قدرها سنة ونصف السنة في حين حددت قوانين الدولة إبقاء الموظف تحت التجربة لعام واحد فقط  وعبر سعد يوسف حنا عن أمنيته بوضع حد للتمديد من خلال مناشدة المسؤولين بالتثبيت بعد مشاورة وزارة المالية ووضعنا في الأماكن التي تليق بنا كخريجي كليات فانا اعرف  خريجي كليات نسبوا الى بعض المدارس لتعليم مواد  اختصاصهم بعيد كليا عن تلك المواد  لذلك فهذه مشكلة جديدة نأمل ان يقوم المسؤولين بحلها  وعبر سيف كوركيس عن سعادته بالتمديد وحتى نهاية العام الحالي  مشيرا في الوقت نفسه عن أمله في ان يشهد العام القادم وضع حد نهائي لمسالة عقود لجنة مساندة ام الربيعين والتي انطلقت في أيار من العام الماضي  وأضاف كوركيس اغلب المتعاقدين باشروا ببناء عائلة من خلال الاقتران بزوجة  مستفادين من نظام التشغيل الوقتي وأي إنهاء فجائي او تسريح سيجعل تلك البيوت والعوائل في مهب الريح  لذلك نأمل من المسؤولين على اللجنة وضع هذا الأمر في بالهم كما  ان التأخير في منحهم رواتبهم سينعكس بالسلب على ميزانية تلك العوائل  فضلا عن تضرر الموظف من خلال  استخدامه للمواصلات  في الوصول لدائرته وقال جميل يعقوب ان التمديد يجعلنا أمام خيارين وهي  إعطاء فترة للمسؤولين بالتشاور حول جدوى إبقاء تلك الملاكات ودراسة إمكانياتها التي قدمتها خلال العام حتى يتسنى  لمدرائها تقديم تقارير عن عمل تلك الملاكات ورفعها للجهات المسؤولة بغية إقرار إبقائها من عدمه كما ان الأمر الآخر وهو التنسيق مع وزارة المالية لتخصيص رواتب في حال تعيين تلك الملاكات على الملاك الدائم  حيث تستلم هذه الملاكات رواتبها من تخصيصات اللجنة المختصة بإسناد ام الربيعين وفي حال تصفية أمور هذه اللجنة  فان تسريح هذه الملاكات يبدو أمر وارد  وطالب مهند سليم المسؤولين  بضرورة تجربة الملاكات المعينة بصفة عقود  وإقرار جاهزيتها فهنالك في بعض الدوائر اثبت صاحب العقد أفضليته وخبرته حتى على الموظف المعين منذ سنوات  ونأمل ان تكون هذه الأمور في بال المسؤولين ..

224
يعبق بعراقته الزمان..
"عنكاوا كوم" في رحاب دير السريان..


عنكاوا كوم – الموصل – سامر الياس سعيد


لدير السريان شجون، وشؤون جميلة لايقف عندها تاريخ وكتابات. تصدت لها أنامل المؤرخين للحقب التي مر بها الدير لكنها تصطدم بالزائر الذي يقصد الدير الرابض على  بعد كيلومترين من بلدة قرقوش الجميلة، في مساحة تحدوها سنابل الخير التي تستنجد ببركة القديس، مستمطراً من شفيعه الرب أمطار الخير على تلك الربوع الجميلة، فيصبغها بالأخضر، ويزيد سلة الباخديديين، وفرة بالبركة والنعم.
لقد كانت لحظات جميلة تلك التي رافقت فيها الأب الدكتور يوسف البناء في زيارة استقصاء للأثر الذي كان البناء فيه من أوائل من أشاروا اليه، مطالبين بركة الرب في ان يتشكل كبناء متناسق ليعيد للسريان ديرا كان قد تعرض في أزمان متفرقة لهجمات واندحارات كثيرة.
طالعتنا في مستهل زيارتنا للدير، بئر تبدو جافة من الماء خلال لكن التاريخ يشير الى ان مائها كان بركة لكل المرضى الذين زال عنهم رداء المرض حال ملامسة ماء البئر لاجسادهم، ويقف الاب البناء عند محطة التسمية التي اشتهر بها الدير، ويقول ان "موقرتايا كانت اشتقاقا لكلمة مام التي كانت عنوانا للقرية فكان الاولون يطلقون عليها قرتايا، وتلازمت تسمية مام مع قرتايا، لتتحول مع مرور الأعوام الى تسمية دير موقرتايا لكنه  ملتزم بتسمية دير السريان التي كانت سائدة في القرن 13 للميلاد حيث كان عامرا بالرهبان لا بل أسس لحركة رهبانية نسائية تنعمت، بالظروف المستقرة التي كانت سائدة خلال تلك الأعوام".
ويذكر مؤلف كتاب مار يوحنا الديلمي السرياني الأستاذ موفق نيسكو الى عدة مراحل تعرض فيها الدير للتخريب، منها إشارة العلامة، والمؤرخ ابن العبري الى تعرض الدير لهجوم وتخريب عام 1261 م، اذ كان يومها سكنا لبعض الراهبات اللواتي تعرضن لمذبحة عظيمة كما يشير بذلك المؤرخ المعروف.
ويتابع الأب البناء بان مرحلة اكتشاف الدير في عصره الراهن يعود لحادثة تتحدد بأحد أيام عام 95 حيث صادف انه أقام الذبيحة الإلهية في كنيسة بقرقوش، وبعد الانتهاء من القداس  قصده احد  الشيوخ قائلا :" أبونا يوجد دير بالقرب من قرقوش هل تريد ان تشاهده ؟" فأبدى الأب يوسف رغبته في  رؤية الدير الذي كان عبارة عن بضعة إطلال  يبرز منها المذبح وغرفة مجاورة يوجد فيها ضريح.
وبعد رحلة قصيرة للاستكشاف قال الأب يوسف لمجموعة من من رافقوه بان الدير سيتعمر فقابلوا كلامه بالضحك قائلين، أنهم  طوال أعوامهم لم يجدوا من يمد للدير يد الاهتمام فهل سيترجم كلامه الى واقع، فأعاد الأب يوسف تأكيده القول "ببركة الرب سيتعمر الدير"، وفعلا أقام المطران صليبا قداسا بالقرب من تلك الأطلال في يوم الجمعة التي تلت احد شفاء بنت الكنعانية حسب الطقس السرياني المختص بالصوم الأربعيني، وذلك في احد أيام عام 1995، وبعد القداس، جاءت فكرة إعادة تعميره بجهود أبناء الكنيسة قبل ان تتكلل بجهود بطريرك انطاكيا مار اغناطيوس زكا الأول الذي قصده خلال زيارته للعراق في  نيسان 1998، واليوم يبتهج الدير بحلة جميلة.
بعد زيارتنا للدير والصلاة في رحابه، أبدى أبونا يوسف رغبته في إقامة القداس على مذبحه في اقرب فرصة.


225
ثلاثة من أبناء شعبنا ضمن المتفوقين الاوائل على المدارس الابتدائية في الموصل
 
عنكاوا كوم – الموصل – سامر الياس سعيد
حقق ثلاثة تلاميذ في المرحلة الابتدائية من ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري المرتبة الأولى بنتائج الامتحانات العامة للدراسة الابتدائية في محافظة نينوى للعام 2008 – 2009.
وقالت مديرية تربية محافظة نينوى في اعلانها ان 30 تلميذا حققوا درجة النجاح الكاملة في الامتحانات العامة للدراسة الابتدائية، محرزين مجموعا قدره 800 درجة من بينهم ثلاثة تلاميذ من ابناء شعبنا.
والتلاميذ الثلاثة هم كلاً من فادي رامز كوركيس من مدرسة ام المعونة، وريتا عزت عبد الاحد من مدرسة الكفاءات للبنات، وريتا بشار حازم من مدرس الصناديد للبنات.
وبهذه المناسبة يهنىء موقع "عنكاوا كوم" تلاميذنا وكل التلاميذ المتفوقين على نجاحهم الباهر، متمنياً للجميع دوام الموفقية والمزيد من النجاحات.

226
مسيحيو الموصل بين مرحب برحيل القوات الامريكية واخر قلق من تردي الوضع الامني
الموصل – عنكاوا كوم – سامر سعيد الياس

وفقاً للأتفاقية الامريكية – العراقية، من المقرر مغادرة القوات الامريكية المدن العراقية نهاية حزيران (يونيو) الجاري، ومن ضمن المدن التي ستشهد الانسحاب محافظة نينوى، وكان قائد القوات الامريكية اكد على الانسحاب من الموصل.
مراسل موقع "عنكاوا كوم" استطلع اراء بعض اهالي الموصل وردود افعالهم تجاه انسحاب القوات الامريكية من المدينة.
اذ قال امير بهنام ان "القوات الامريكية لم تتعامل مع شعبنا بأية حالة ايجابية بل على العكس انقلب تواجدها في مدننا كالوبال"، وتساءل " اريد ان يذكرني احد بما قدمه الامريكان لشعبنا المسيحي منذ ان وطأوا ارض العراق غير الهجرة، والاستهداف والقتل، لذا فانا متفائل خيراً من مغادرة تلك القوات عل ولعسى ان تتغير الامور ايجابا لصالح شعبنا".
وعبر سالم كوركيس عن مخاوفه من "تردي الوضع الامني لمدينة الموصل بعد انسحاب القوات الامريكية"، واضاف "اثناء وجودهم في مدننا كنا عرضة للاستهداف والقتل فما بالك وهم بعيدون وليس لهم أي واجب قتالي".
وزاد كوركيس "حقيقة اشعر بمخاوف من تردي الأوضاع الأمنية، وبقائنا دون حماية وحتى دور العبادة التي من الواجب حمايتها بصورة مستمرة".
 ويرى سنان جبرائيل ان الانسحاب له محورين "ايجابي" و "سلبي" وبشأن المحور الايجابي فالعديد من مسؤولي المحافظة أعربوا عن تفاءلهم بشان الوضع الأمني وتحسنه من خلال مغادرة القوات الأمريكية أما المحور السلبي  فالكثير من الأمور مازالت معلقة وتنتظر الحسم من قبل القوات الأمريكية، ومنها قضية المعتقلين لدى الاميركان او ظهور احد من المسؤوليين الأمنيين لطمأنة الموصليين بجاهزية القوات الأمنية فحتى ألان لم يظهر احد للتأكد من هذا الأمر.
وذكر جبرائيل عزيز ان للامريكان طريقة جديدة في استفزاز المواطنين قبيل مغادرتهم للمدينة وقال "كنت واقفاً انتظر سيارة تقلني للدار حيث قصدت منطقة الدواسة لشراء بعض الضروريات وخلال مكوثي بانتظار قدوم السيارة، شاهدت عشرة ارتال تجعل الطريق مغلقا امام طوابير من سيارات المدنيين، وفي عز الحر حتى تسير هي براحتها  وتبقي المواطن عرضة للتذمر والامتعاض من هذه التصرفات".

227
ثلاثة من أبناء شعبنا ضمن المتفوقين الاوائل على المدارس الابتدائية في الموصل
 
عنكاوا كوم – الموصل – سامر الياس سعيد
حقق ثلاثة تلاميذ في المرحلة الابتدائية من ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري المرتبة الأولى بنتائج الامتحانات العامة للدراسة الابتدائية في محافظة نينوى للعام 2008 – 2009.
وقالت مديرية تربية محافظة نينوى في اعلانها ان 30 تلميذا حققوا درجة النجاح الكاملة في الامتحانات العامة للدراسة الابتدائية، محرزين مجموعا قدره 800 درجة من بينهم ثلاثة تلاميذ من ابناء شعبنا.
والتلاميذ الثلاثة هم كلاً من فادي رامز كوركيس من مدرسة ام المعونة، وريتا عزت عبد الاحد من مدرسة الكفاءات للبنات، وريتا بشار حازم من مدرس الصناديد للبنات.
وبهذه المناسبة يهنىء موقع "عنكاوا كوم" تلاميذنا وكل التلاميذ المتفوقين على نجاحهم الباهر، متمنياً للجميع دوام الموفقية والمزيد من النجاحات.


228
احتفالية لتكريم الطلبة المتفوقين في المدارس السريانية بالموصل



عنكاوا كوم – الموصل – سامر الياس سعيد

برعاية فرع نينوى للحركة الديمقراطية الاشورية، اقيم يوم الاثنين 15 حزيران الجاري، وفي قاعة كنيسة ام المعونة في الموصل، حفل تكريمي للطلبة المتفوقين في المدارس السريانية بمادتي التعليم المسيحي واللغة السريانية.

ابتدء الحفل بالصلاة الربانية، ومن ثم قراءة لفصل من أنجيل متى من قبل المعلمة رجاء جرجيس، القى بعدها مسؤول فرع نينوى للحركة الديمقراطية الاشوري شموئيل شليمون كلمة أشار فيها الى تجربة التعليم السرياني، قائلاً ان "العملية التربوية التي انطلقت قبل عدة أعوام كانت لترسيخ أساس مهم من اساسيات تأكيد وجودنا كشعب يمتلك لغة، حروفها كانت إشعاعات فكر وعلم".
واضاف ان "إسهامات الكثيرين في هذه العملية كانت مدعاة للذكر لا بل للاعجاب بدءا من دور اللجنة الخيرية الآشورية التي اسهمت بشكل فاعل بطبع ونشر الكتب المنهجية فضلا عن اسهامات مئات من النخب التعليمية التي لم توفر جهدا في التطوع من اجل إنجاح العملية".
واختتم مسؤول فرع نينوى كلمته بالقول ان "كل حرف أولف او الب من لغتنا تنطلق من أفواه طلبتنا تزيدنا ارتباطاً بالأرض، وكل حرف بيث تترنم به شفاه هولاء الطلبة تجعلنا أكثر تمكسا بحقوقنا، لا بل كل حرف كومل او كمل هي صرخة  تنطلق لإيقاظ النائمين من الذين يصمون أذانهم عن قضايانا وحقوقنا".
 بعدها ألقى نعمان إسماعيل مدير مدرسة الطاهرة كلمة الهيئة الإدارية، اذ أشار الى المعوقات التي عانى منها المسيحييون في الموصل قبيل انطلاق العام الدراسي، والأحداث التي دفعت بالكثيرين الى النزوح مما ادى الى تعطيل الدراسة في مدارسنا السريانية".
وتابع "إلا ان انقضاء الغمة عجل بإعادة نبض الحياة لتلك المدارس بعد انقضاء مدة تقارب بضعة أسابيع".
ونصح مدير المدرسة اولياء الامور ممن لديهم ابناء في عمر المدارس بتسجيلهم في "المدارس المسيحية لكي يضمنوا تعلم مادتي اللغة السريانية والتعليم المسيحي، والذي تفتقر إليه المدارس الأخرى".
بعدها قدمت المدارس المشاركة عدد من النشاطات الفنية، والاناشيد، اذ قدمت روضة طفولة ام المعونة فعاليات جميلة فضلا عن تقديم بعض الطلبة للتراتيل باللغتين السريانية والعربية فيما وزع الأب جليل منصور الهدايا التقديرية على الهيئات الادارية لمدارس (الطاهرة، شمعون الصفا، التهذيب، ام المعونة، والارمن).
كما وزع مسؤول فرع نينوى الهدايا على معلمي اللغة السريانية، والتعليم المسيحي في المدارس المذكورة، وكانت للاطفال المتفوقين نصيب من الهدايا، اذ وزع مديرو المدارس الهدايا على 215 تلميذة وتلميذ.  


229
استياء موصلي من تكرار الاخبار الكاذبة بشان استهداف ابناء شعبنا

الموصل –عنكاوا كوم
 ابدى عدد من ابناء شعبنا الكلداني الاشوري السرياني استيائهم ونقمتهم من تاثير الاخبار الكاذبة والملفقة التي تحاول اثارتها بعض وسائل الاعلام  عبر مواقع الانترنت والفضائيات  وعبروا في احاديث لمراسل عنكاوا كوم عن مشاعرهم ازاء تلك الاخبار حيث شدد ميخائيل ابراهيم بضرورة مطالبة  السلطات  والجهات الامنية  بعدم تهاونها مع تلك المواقع والفضائيات  التي تروج لاخبار كاذبة  تهدف لزعزعة  الامن والاستقرار وتابع ابراهيم بمطالبة  مقاضاة تلك الجهات قانونيا  من قبل الجهات المختصة  اما  ادد شموئيل  فقال ان احدى القنوات الفضائية التي تختص باخبار شعبنا بثت خبر استهداف ثلاثة من افراد عائلة مسيحية في الموصل قبل يومين  ولمدة نهار كامل بالرغم من نشر موقع عنكاوا كوم لخبر نفي هذا الخبر كما قادنا الخبر الى الاتصال بجهات عديدة خصوصا اهالي المنطقة التي اشار اليها الخبر ونفوا تماما  الحادث  واكدوا انه كاذب وملفق  واتمنى ان تكون وسائل الاعلام اكثر دقة مع الاخبار خصوصا تلك التي تتعلق بابناء شعبنا في الموصل لان أي خبر  من شانه ان يؤدي بالنزوح والهجرة كما حدث في تشرين الاول اكتوبر الماضي .. وعبر مهند اسماعيل  عن رغبته  من الحكومة بتقصي تلك الجهات التي تروج للاخبار  ومنها تلك التي نشر يوم الاربعاء مشيرا الى استهداف ثلاثة من مسيحيي الموصل  واضاف ان الحكومة عليها ان تكون جادة ازاء تاثير تلك الاخبار لانها بالطبع مقلقة  وتنذر للراي العام ببقاء التهديد والإنذار لأفراد شعبنا دون ان يتمكنوا من التواصل مع يومياتهم ووصف سليمان كوركيس الإخبار الملفقة والكاذبة بمثابة تهديد تماما  مع تلك التي يتلقاها المواطن قبل ان يتعرض لعمليات الاستهداف وأضاف كوركيس على كل وسائل الإعلام ان تتأكد وتستعين بمراسلين في المدينة يمتلكون دقة وحيادية في نقل الخبر ولايكونون مجرد ناقلين للخبر وهم بالتالي يكونون ناقلين للكفر ومشاركين بتمريره كما يؤكد المثل الشائع ..وتصدر الخبر الكاذب أحاديث جلسات المسيحيين في الموصل مما أدى الى استعانتهم بمواقع الانترنت وخصوصا موقع  عنكاوا كوم لكي يتأكدوا من صحة الخبر  بعد ان تناقلته إحدى الفضائيات الخاصة بابناء شعبنا وحددت رابط للتأكد من تفاصيل الخبر واتضح انه منقول من موقع واحد هو الذي مرر الخبر .. من جهته أكد مصدر في شرطة نينوى  استعداد الجهة الامنية لمقاضاة الموقع ناقل الخبر خصوصا بعد تاكيد عدم صحة الخبر وقطع دابر الاخبار الكاذبة التي تروج لإغراض من شانها تشجيع الهجرة والنزوح من المدينة ..


230
مسؤول فرع نينوى للحركة الديمقراطية الآشورية في حديث خاص لـ "عنكاوا كوم":
"نحن مع كل شخص يأتي ليخدم المحافظة بأمانة وصدق ونزاهة ويولي اهتمام  بقضايا شعبنا".




 
عنكاوا كوم – الموصل - سامر الياس سعيد

اجرى مراسل موقع "عنكاوا كوم" لقاءً خاصاً مع مسؤول فرع نينوى للحركة الديمقراطية الاشورية شموئيل شليمون صومو، تناول فيها اهم القضايا المتعلقة بابناء شعبنا، وموقف الحركة من التجاذبات السياسية التي تشهدها المدينة في ظل التغيرات الادارية الجديدة التي افرزتها انتخابات مجالس المحافظات والتي كانت اجريت في 31 كانون الثاني (يناير) الماضي، ودور الحركة في حماية ابناء شعبنا في محافظة نينوى.
يذكر انه قبل ايام اقتيد احدى الشباب من ابناء شعبنا ضمن مجموعة مشتبه بها بتفجير منطقة المجموعة الثقافية، وكان لفرع نينوى للحركة الديمقراطية الاشورية دورا فعالاً في معرفة مصير الشاب الذي لا يزال قيد الاعتقال حتى الان.


- ماهو موقفكم مما يجري من خلال التجاذبات الحاصلة في المحافظة ؟

إذا كانت هذه التجاذبات مبنية على شعارات، وتحت عناوين  لاتخدم  المصلحة العامة فمن المؤكد سيكون موقفنا الحياد، نحن مع  المحافظة بكل مكوناتها  العرقية والدينية، ومع كل شخص يأتي ليخدم المحافظة  بأمانة  وصدق ونزاهة  ويولي اهتمام  بقضايا شعبنا.

- هل قابلتم مسؤولي المحافظة ، اقصد المحافظ الجديد  ومجلس محافظته وماذا شمل اللقاء ؟

بالطبع  قمنا بلقاء المحافظ اثيل النجيفي  بعد توليه المسؤولية، وقدمنا له تهاني الفرع  بمناسبة توليه ونوابه المناصب الجديدة، ومن خلال اللقاء اكد السيد المحافظ على رؤية السلطة المحلية بعدم التدخل بالشؤون الداخلية لأبناء شعبنا كمكون (كلداني آشوري سرياني )، وبخصوص  التسمية اوضح، بأنه سيتبنى التسمية التي يتفق عليها أبناء شعبنا، وفي سياق آخر ذكر  النجيفي مثالا عن التسمية  ففي إحدى الجلسات  استعمل النجيفي  تسمية الشعب الكلدو آشوري فاعترض  بعض الحاضرين على هذه التسمية  كونهم كانوا سريان  وبالنسبة  لرؤيتي لموقف المحافظ فانا أجده مناسبا، واثمن موقفه على ذلك، متمنياً من بقية الأطراف  الموجودة في البلد، وبشكل عام إلا تتدخل  بشؤون شعبنا الداخلية.
 
- ماذا بشان  رؤية أبناء شعبنا في الموصل تجاه فرعكم  وتواصلهم معه وقبل كل شيء كيف هو تعامل الآباء الكهنة ؟

بالرغم من ظروف المدينة الأمنية  التي مرت على المدينة  لكن هنالك تواصل  جيد حيث نقدم ما بوسعنا  لأبناء شعبنا  من خلال استعانتهم بنا لتذليل  ما يتعرضوا له من مشاكل ومعوقات  وذلك بالاستفادة  من العلاقات  التي نمدها  كجسر تواصل  مع مدراء الدوائر  في المحافظة فضلا عن  المسؤوليين الأمنيين  وهنالك تعامل  وتعاون جيد  فبالأمس  تناقلت بعض المواقع الالكترونية والفضائيات  خبر مقتل 3 من عائلة مسيحية في الموصل فلم نوفر سبيلا  في الاتصال بالجهات  الأمنية  من اجل التأكد من الخبر  فاتصلنا أولا بالعوائل التي تقطن حي الاخاء كما أشار الخبر الى موقع الحادث  فنفوا  وجود أي حادث كما اتصلنا بالمسؤوليين الأمنيين فنفوا بدورهم كما قمنا بالاتصال بالآباء الكهنة لغرض التأكد من وجود أي مراسيم تشييع  لمسيحيين فنفوا وجود أي حالة وفاة في اليوم المذكور  وأرجو بالمناسبة من وسائل الإعلام  ان تكون على قدر من المهنية العالية  في نقل الأخبار والأحداث خصوصا فيما يجري في الموصل  من اجل ان لاتحمل  تلك الأخبار أي غاية في زعزعة  امن واستقرار أبناء شعبنا  فضلا عن توقيت الخبر فقد كان مريبا  في ظل بقاء  فاعلي حوادث القتل والتهجير مجهولي الهوية بسبب عدم إعلان الحكومة  لنتائج التحقيقات التي أعلنت عن تشكيل لجان بخصوصها لمعرفة الجهة  التي أججت حوادث تشرين الأول الماضي.

- هل ستطالبون  السلطة المحلية بالسعي وراء كشف النقاب عن نتائج التحقيقات الخاصة بالتهجير  الذي نال أبناء شعبنا ؟
هذا الموضوع بالذات يتطلب عمل جماعي  ونحن بدورنا كفرع ناقشنا الموضوع مع بعض الجهات  ومنهم آباءنا الكهنة الأفاضل، وطالبنا اعداد مذكرة وجمع  تواقيع  المواطنين المطالبين من الحكومة الكشف عن نتائج التحقيقات التي أجرتها بشان الكشف عن فاعلي  عملية القتل والتهجير، ولأنه كلما كانت العملية باقية دون كشف الفاعلين فسيبقى شعبنا تحت دوامة بقاء الوضع على ما هو عليه او تكرار ما حصل  واقل شيء تأثير الخبر الذي دفع بالكثيرين لاحتمال تجدد الحملة من استهداف شعبنا.

-  ماذا عن  العلاقات التي تربطكم بالكيانات السياسية الموجودة في المحافظة ؟
تربطنا مع الجميع علاقات جيدة ومتميزة ونعززها من خلال التواصل معهم واللقاء بهم  سواء عن طريق الزيارات الدورية ولعل أخرها زيارة  قياديين من الحزب الإسلامي العراقي مركز تنظيمات الموصل  والتباحث معهم في أمور تخص المحافظة  وواقعها  الذي يخدم المواطن الموصلي  كما ان تلك العلاقات لاتتحدد مع الكيانات وممثلي الأحزاب فمؤخرا حضرنا لقاءا دعانا إليه القنصل التركي  في المحافظة مع العديد من ممثلي الأحزاب في المحافظة  وجرى من خلاله التعرف على رجال أعمال أتراك وممثلي شركات تجارية كبرى يبغون الاستثمار في المحافظة  ويهيئون لغرض إعادة الأعمار  الذي تحتاجه المحافظة.

- ماذا عن الانشطة التي تضطلعون بها ؟

كثيرة والحمد لله فنحن نتهيأ الآن لإقامة النسخة الثانية من احتفال نعده تقليدا سنويا نكرم من خلاله متفوقي التعليم المسيحي واللغة السريانية  فضلا عن تكريم ادارات المدارس السريانية والهيئات التعليمية التي تدرس المادتين المذكورتين فضلا على إننا  نهييء لإقامة جلسة استذكارية محورها الأساسي الاحتفاء بمبدعي المحافظة الرواد من أبناء شعبنا حيث سيفتتح هذا البرنامج الصحفي الرائد الراحل روفائيل بطي وسنقيم برنامجنا المذكور من خلال التعاون مع فرع نقابة الصحفيين العراقيين  في نينوى ..
 


231
مصدر في شرطة نينوى ينفي استهداف عائلة مسيحية في الموصل

الموصل –عنكاوا كوم
نفى مصدر في شرطة محافظة نينوى، الانباء التي بثها موقع وكالة كردستان للأنباء (آكانيوز) يوم امس الاربعاء الموافق 27 ايار  بشان استهداف مجهولين لعائلة مسيحية مكونة من ثلاثة افراد حيث لقوا مصرعهم اثر الهجوم المسلح ..
 واضاف المصدر  في تصريح خاص لمراسل عنكاوا كوم  ان الانباء التي تبثها هذه المواقع تهدف لزعزعة ثقة المواطن  خصوصا العوائل المسيحية واجبارها على النزوح وترك مناطقها وذلك على غرار ما جرى في تشرين الاول اكتوبر الماضي ..هذا وقد تجول مراسل عنكاوا كوم في منطقة حي الاخاء امس وشهد استقرارا امنيا ملحوظا تدعمه قطعات مكثفة من قوات الامن العراقية والدوريات الموضوعة في مداخل الحي ..


232

"عنكاوا كوم" تلتقي المتفوقين من طلبة المراحل غير المنتهية في المدارس السريانية بالموصل

عنكاوا كوم – الموصل – سامر الياس سعيد


كرمت مديرية تربية نينوى في حفل، أقيم يوم الثلاثاء 26 أيار (مايو) الجاري في قاعة النادي الاجتماعي في الدندان الطلبة المتفوقين للصفوف غير المنتهية في مدارس المحافظة.
وعلى هامش الحفل، التقى مراسل "عنكاوا كوم" الطلبة المتفوقين في المدارس السريانية، اذ قالت نور حافظ جرجيس الطالبة في الصف الخامس الابتدائي بمدرسة ام المعونة التي حصلت على معدل 99 بالمائة " انا سعيدة لتحقيق هذا النجاح وبتكريمي من قبل تربية نينوى، وأود ان أقدم شكري وتقديري للهيئة التعليمية في مدرستي العزيزة واهدي تفوقي لوالدي العزيزين".
وتحدث سيف هاني الطالب في الصف الخامس بمدرسة مار توما، والذي نجح في الحصول على معدل 98 بالمائة انه "سعيد ومسرور لهذه الالتفاتة، وسعيد أيضا بتحقيق هذا النجاح الباهر"، واهدى نجاحه لوالديه كما قدم شكره وتقديره الى معلميه الذين بذلو جهودا طيبة لحصوله على هذه النتيجة.
أما ميرنا رامز ايليا الطالبة في مدرسة الطاهرة المختلطة  فقد شكرت معلمات ومعلمي  المدرسة لجهودهم الطيبة فضلا عن جهود معلم اللغة السريانية في المدرسة المذكورة، وقدمت نجاحها هدية لوالديها، وقد تمكنت ميرنا من الحصول على معدل 97 بالمائة.
وقالت ميرنا خالص افرام الطالبة في الصف الخامس بمدرسة التهذيب أنها سعيدة بحصولها على معدل 97,4 بالمائة، مما آهلها لبلوغ الصف السادس، واهدت نجاحها الى والديها الأحباء، وشكرها للكادر التعليمي الذي قدم جهودا مميزة في ايصال المعلومات لها ولبقية زملائها من التلاميذ.
 
 

233
مسيحيو الموصل مستاؤون من أحوال المدينة في ظل عدم تلمس تغير امني ايجابي
عنكاوا كوم – الموصل - سامر الياس سعيد
 أبدى الكثير من أبناء شعبنا الكلداني الآشوري السرياني في الموصل تذمرهم، وامتعاضهم من بقاء أوضاع المدينة على حالها دون تلمس أي تغيير يمس واقعها الأمني والاقتصادي، وأضافوا في أحاديث لمراسل "عنكاوا كوم" ان البقاء الطويل للأمور على حالها سيدفع بالكثيرين لترك المدينة والهجرة بعد ان ضاقوا ذرعا بعدم تحسن الاوضاع العامة للمدينة تحت مؤشر التذبذب الأمني اللامستقر.
وقال مفيد بينامين 49 عام ان بقاء الأمر على حالها خصوصا بعد الانتخابات والتجاذبات التي تجر المدينة الى نفق مجهول سيكون بالطبع أمر مقلق ومحبط للآمال والطموحات التي عقد عليها المسيحييون آمالهم بالبقاء في الموصل، لذلك باعتقادي الشخصي سوف تزداد حركة الهجرة في غضون الأشهر القادمة من خلال المؤشرات التي لاتدفع للتفاؤل.
وأضاف بينامين لقد دفع هذا الأمر بإحدى العوائل من أقاربي لتحديد مهلة للأوضاع  بالاستقرار حتى مطلع هذا الشهر وحينما لم يجدوا جدوى من بقائهم قاموا ببيع ممتلكاتهم، واتجهوا لسوريا كمحطة أولى للهجرة الى احدى الدول الأوربية.
واوضح سمير عادل (23) عاما "حاليا أنهيت دراستي الجامعية، ولا يوجد أي تعيينات لنا بخلاف الشعارات التي نادوا بها المرشحين، وهذا أول شيء يجعلنا نعيش في مدينة لامستقبل لها".
وتابع "سوف احرص على الاتصال بابن عمي في السويد من اجل تيسير ذهابي الى هنالك لان الوضع في الموصل لايدعو للتفاؤل أبدا مادامت الأشهر التي تلت الانتخابات  لم تشير الى اية بادرة من الآمال التي عولنا عليها فالحواجز تملا الشوارع وأحيانا هنالك حظر للتجوال، وكلها بوادر تدعو للقلق كما ان هنالك مناطق كانت تتمتع بأمن نسبي  في السابق  شهدت في الأيام الأخيرة وضعا لايسر.
ويقول مهند كوركيس(33) سنة  نأمل ان تكون الموصل مستقرة، فبالاستقرار يعود أهلنا المغتربين ولكن لحد هذه اللحظة لايوجد ثمة أي بادرة تشعرنا بذلك، ومازلنا نشعر بان المدينة تحتاج للكثير من اجل عودتها بالصورة التي يتمنونها لها أبنائها.
ويعلق كمال سليم (44) سنة  على الموضوع فيقول "متى ما عدت الى محلي الكائن في صناعة وادي عكاب حينها أؤكد لك بان الوضع تمام".
ويوضح "اضطرتني الظروف وتحول المنطقة الصناعية الى منطقة مهجورة الى تأجير محل في تلكيف لممارسة عملي، والمحل عائد الى احد الأديرة، وقد وجهوا لنا إنذارا بترك المحلات التي هي مصدر رزقنا خصوصا ان المنطقة واهلها اعتادوا على  القدوم لمحلي  والاستفادة من خدماته.
وقال " المسؤولون في الموصل وعدونا بالعودة لمحلاتنا ولكن دون تأكيد موعد العودة، وبقيت حائر اترقب  الأخبار من هنا وهناك.
وتشير أم رامي (38) عاما ربة بيت  الى ارتياحها أخيرا، وتقول "ابني رامي أنهى امتحاناته وهذا ما يجعل لنا فرصة للذهاب برحلة الى سوريا عند احد الاقارب والابتعاد بصورة مؤقتة عن أجواء الموصل فربما  تستقر أحوالها ونعود اليها آمنة".


 

234
طلبة الموصل ليسوا بمعزل عن وضعها المتأرجح
الامتحانات على الأبواب والاستعدادات على اشدها

عنكاوا كوم - الموصل – سامر الياس سعيد

انه الانذار! الأمتحانات على الأبواب.
تلك هي حالة اغلب العائلات التي لديها طلبة عليهم خوض صراع الامتحانات النهائية للعام الدراسي الحالي. طلبة الموصل المغلوبين على امرهم غدوا الرقم الصعب في معادلة يصعب تحقيقها بأفضل الظروف فهم من ناحية محاصرون بظروف مدينتهم المتارجح مع العنف بمقاساته المختلفة، ومن ناحية اخرى يصارعون من اجل تحقيق حلم النجاح والمستقبل الافضل.
"عنكاوا كوم" التقت بعض الطلبة، وكان معهم هذه الحوارات:
يقول سمير ساطع  الطالب في الصف السادس الابتدائي انه "يتهيأ لأداء أول امتحان وزاري – بكالوريا في حياته، ولكنه لا يخشى الامتحان ومتمسك بالجد والمثابرة لتحقيق علامات النجاح والانتقال للمرحلة المتوسطة".
 وتضيف والدة سمير الى ان ولدها قلل خروجه من المنزل، لـ اللعب مع إقرانه كما قللنا نحن  أيضا من الزيارات العائلية لغرض التفرغ لتدريس ابننا.
ويوضح مهند سالم نوئيل الطالب في الصف الأول المتوسط ان العام الدراسي كان حافلاً بالكثير من العطل خصوصا في فترة الانتخابات التي عاشتها المحافظة كما باشرنا بالدوام في مدرستنا بعد انقضاء شهر، نتيجة تأثرنا بالإحداث التي استهدفت مسيحيي المدينة والتي تزامنت مع بدء العام الدراسي.
ويذكر انه باشر بالدوام في منتصف شهر تشرين الثاني من العام الماضي في حين ان العام الدراسي انطلق مع مطلع تشرين الأول  ولكنني اصريت على الاجتهاد واللحاق بركب زملائي في الصف رغم إنني المسيحي الوحيد في المتوسطة التي تقع في حي السكر ..
ويقول عمار إبراهيم ميخا الطالب في الصف السادس الإعدادي ان هذا العام كان صعباً فقد عزمت على تحقيق معدل جيد، واتفقت مع بعض المدرسين الذين يقيمون دورات صيفية لغرض الدخول في تلك الدورات لتقوية مستوايا في المناهج التي سوف أخذها في الصف السادس لكن الظروف التي مرت بها الموصل أثرت علي بشكل سلبي فقد هاجرت مع عائلتي الى قرقوش ومن ثم هدات الظروف وعدنا للموصل، ولكننا كنا نعاني عدم الاستقرار لذلك فقد تأثرت علاماتي التي حققتها في امتحان الفصل الأول ومن ثم امتحانات نصف السنة  وكلها ساهمت بعدم تحقيق درجات جيدة تساعدني لدخول الامتحانات العامة..
ويتمنى سيف راكان الطالب في الصف الخامس الابتدائي ان يحقق النجاح في نهاية السنة ويتحول لمرحلة جديدة في حياته.

235
الطالبة انغام ابراهيم خضر تفوز بالمركز الاول في مهرجان الخطابة باللغة السريانية



عنكاوا كوم – الموصل - سامر الياس سعيد

فازت انغام ابراهيم خضر، ذو الـ 11 ربيعاً، الطالبة في الصف الخامس الابتدائي بمدرسة اشور بانيبال في قضاء الحمدانية (بغديدا)، بالمركز الأول في مهرجان الخطابة باللغة السريانية للمدارس الابتدائية الذي اقامته لمديريات التربية، مؤخراً في مدينة كركوك.

"عنكاوا كوم" التقت الفائزة،  وكان معها هذا الحوار الشيق:

- كيف استقبلت نبأ فوزك بالمرتبة الأولى وما هي طموحاتك؟   
توقعت فوزي رغم ان المنافسة كانت قوية جدا بدليل إنني ارتقيت الى المركز الأول في التصفيات التي أقيمت بين مدارس القضاء والنواحي القريبة منه كبرطلة وكرمليس كما ان النص الذي قدمته، وحمل عنوان (الأم ) كان متميزا وحاز على أعجاب اللجنة التحكيمية المشرفة لرصانة متنه وبراعة كلماته وتوافقه مع الحركات المستخدمة باللغة السريانية ..
- هل استفدت من توجيهات والدك كونه شاعر معروف ؟
لااخفيك سرا بان تأثري بوالدي كان سرا من أسرار التفوق في الخطابة كما ان لملاحظات معلمي اثر كبير في تحقيق المركز الأول .

- هل لك وقت مخصص للمطالعة بمعزل عن مطالعة الكتب المنهجية ؟
نعم ، فانا اخصص وقتا لاباس به لمطالعة صحف شعبنا والقصص الخاصة بالأطفال، وخاصة في اللغة السريانية رغم قلتها كما إنني احرص على اقتناء مجلة الفكر المسيحي الخاصة بالصغار ..

- ماذا عن نتائجك في الدراسة ؟
الحمد لله فانا أحقق علامات نجاح كاملة في اغلب الدروس كمادتي الجغرافية، والتاريخ بالإضافة للغتين الانكليزية، والعربية .

-       ما طموحك في المستقبل ؟
 أتمنى ان أصبح معلمة لغة سريانية نظرا لما أكنه لهذه اللغة الجميلة من محبة واعتزاز خاصة أنها هويتنا ودليل أصالتنا ..

اما والد انغام، الشاعر ابراهيم خضر، فقال في حديثه لموقع "عنكاوا كوم" ان ابنته شاركت في العديد من الانشطة الادبية، والثقافية التي تقيمها عادة اللجنة الخيرية الاشورية كما انها تتقن اداء الاغاني الوطنية.
واضاف "كثيراً ما كانت انغام تلقى التشجيع والدعم من معلميها، ومني شخصياً".


236
الكنائس الشرقية في الموصل تحيى قداس عيد القيامة بمشاركة المئات من ابناء شعبنا
عنكاوا كوم – الموصل – سامر الياس سعيد
أحيت الكنائس الشرقية في الموصل، المحتفلة بعيد القيامة المجيد حسب الطقس الشرقي، قداس العيد، صباح الاحد 19 نيسان (ابريل) الجاري، بمشاركة المئات من ابناء شعبنا، قاصدين اياها من الاقضية والنواحي القريبة التي كانوا لجأوا اليها في وقت سابق جراء عمليات التهجير التي مورست ضدهم، وفي كاتدرائية مار افرام للسريان الارثوذكس تجمع عدد منهم.
قال مكرم كوركيس "اتفقت مع عائلتي لقضاء قداس العيد في الموصل خاصة،وأننا كنا نقضي الأعياد السابقة في برطلة التي لجانا إليها قبل عام بالضبط، اثر الظروف الأمنية التي تردت في المدينة، مرغمة ايانا على تركها".
وذكر سمير عبد السلام ان "التحسن الامني والظروف الجيدة نسبياً، شجعتنا على القدوم الى الكنيسة، واسعدنا الحضور الغفيرالذي قصد الكنيسة ما أعاد للأذهان الحضور السابق حيث غصت الكنيسة بالمؤمنين مما حدا بالمنظمين على السماح للمشاركين في القداس، دخول المذبح المخصص للشمامسة والكهنة فقط".
واوضحت سميرة ميخائيل "تفاؤلها" بسبب "الحضور الكبير"، وقالت "نأمل خيراً في المستقبل بالحشد الكبيرالذي قصد الكنيسة اليوم"، وارفقت كلامها بالدعاة والصلاة للجميع.
ولم تكن الكنائس الواقعة في الجانب الايمن من الموصل بمعزل عن الطقوس الاحتفالية المفرحة التي سادت كنائس الجانب الايسر، فقد شهدت هي الاخرى، حضورا متميزا شارك في القداديس التي أقامتها.
وقال سليمان داود "لا اترك كنيستي الطاهرة لذلك اصطحبت العائلة منذ الصباح الباكر ولم نواجه أي شيء من شانه ان يعكر صفو العيد  فكل شيء كان مهيأ ومنظم".
 وأضاف داؤد "اتفقت أيضا مع العائلة على تنظيم سفرة سريعة لزيارة دير مار متي وتناول وجبة الغذاء هناك"، وتابع " اود القول إن العيد اليوم يختلف عن سابقيه من حيث تمتعنا بالأمان".
 وعبرت جميلة منير عن سعادتها بالعيد، قائلة "هذا العيد جمع أبنائي وبناتي حولي وقد دعوتهم لوجبة الغذاء بعد القداس".
وأضافت منير أتمنى إن نحتفل بالعيد القادم، وان يعود جميع اهالي الموصل الذين غادروها، ويعودوا الى اعمالهم وكسب ارزاقهم، فالمدينة تنحو نحو الامان، وتقلب صفحة مظلمة من تاريخها.

237
جمعية بيث نهرين تقيم مؤتمرها الثاني للتعايش السلمي بين الطوائف في برطلة




عنكاوا كوم - الموصل - سامر الياس سعيد
نظمت جمعية بيث نهرين الانسانية في ناحية برطلة، السبت 18 نيسان (ابريل) الجاري، مؤتمرها الثاني حول التعايش السلمي بين الطوائف، حمل المؤتمر شعار (بالأخوة والمحبة يستنير طريقنا ويتوحد عراقنا).
تضمنت فعاليات المؤتمر الذي اقيم في قاعة المركز الثقافي للسريان الكاثوليك، القاء عدد من الكلمات القاها ممثلي الكيانات السياسية والأحزاب العاملة في برطلة، والتزمت لغة الحوار كطريق اساسي لتثبيت اسس التعايش السلمي.
وقدم رئيس الجمعية، وصفاً موسعاً حول البرنامج والأستبيانات التي وزعت خلال الحوارات كما تطرق فيها الى الاسباب المؤدية للعنف الطائفي، والحلول التي من المؤمل إن تقضي على المشاكل والمعوقات.
ولم تقتصر فعاليات المؤتمر على الحوارات والنقاشات بل تخللتها فقرات شعرية وقصائد، شارك في القائها عدد من شعراء الموصل الشعبيين، والقى رئيس رابطة الشعراء الشعبيين في نينوى طلال الجبوري قصيدة حملت في طياتها الأبيات التالية:
ذولة ولدك يا مسيح
اللي داعو بالسلام
ومارضو بالدم يسيح
ذولة هم أهل الرسالة  من حجينا وكلنا أخوة
والنعم منهم صحيح
وما يصح الا الصحيح ...
وانشد الشاعر موفق الوزّان  قصيدة حملت عنوان "أبوسك حبيبي "
اتمنة أبوسك حبيبي
بوسة عشق عذرية
وارشف شفافك عسل
كلك وفا وحنية
الله ترابك ياعراق
اشكد عزيز علية
وحملت قصيدة الشاعر  احمد البدراني كلمات جميلة استقينا منها الأبيات التالية:
انحنت أرضنا بحنة من الدم
ورايتنا الحزينة  أنشدت عالباب
مامرنا الفرح
من الحزن موجود
وعاشور أصبحينا  وعدنا بس مصاب



238
الأسواق الموصلية تشهد  استعدادات مسيحيي المدينة لاستقبال عيد الفصح
عنكاوا كوم –الموصل
 شهدت أسواق مدينة الموصل خلال أيام الأسبوع الحالي  كثافة  غير مسبوقة من قبل مسيحيي المدينة  للتبضع وشراء احتياجات العيد  الذي سيصادف الأحد القادم .. موقع عنكاوا كوم وكعادته في  رصد  حالات الاستعدادات  التقى بالعديد من أبناء شعبنا وهم يقومون بالتبضع والاستعداد  ففي سوق باب السراي الشعبي والمشهور ببيع حاجيات  حلوى (الكليجة ) التي يحرص مسيحيو الموصل على أعدادها  التقينا بالسيدة أمينة ميخائيل (55 سنة ) فقالت  :  استعداداتنا هذا العام تختلف عن  الأعوام السابقة  فقصدنا هذا العام للسوق  مع ابنتي لغرض شراء  المواد الخاصة بإعداد الكليجة وحال ما ننتهي من هذا السوق سنقصد  سوق السرجخانة لغرض شراء ملابس  جديدة  وعن الأوضاع الأمنية  ومقارنتها بالأعوام السابقة قالت ميخائيل  ليس هنالك تحسن بل الوضع على ما هو عليه ومازلت اسمع  توسلات من  ابني المقيم بالسويد لغرض الالتحاق به  حيث يطالبني  بمغادرة العراق  حالما يسمع عن خبر قتل مسيحي او خطف  ولكنني  أؤكد له بأنني باقية مهما كلفنا الأمر  وفي جانب آخر من السوق التقينا بالسيدة وداد  عبد الأحد 65 سنة  والتي كانت تشتري مادة الهيل  والجوز  واللذان يدخلان في مواد الإعداد لحلوى العيد  فقالت عبد الأحد : قصدت السوق  قادمة من  الجانب الأيسر وبالتحديد حي السكر ، صحيح ان الحي شهد  في السابق حملة مكثفة لاستهدافنا كمسيحيين لكننا اليوم نشهد في الحي ذاته تكثيفا امنيا وفي كل  فرع سكني هنالك تواجد لرجال الشرطة  وهذا التكثيف شجعنا لارتياد السوق والتبضع  والاستعداد للعيد رغم إن (زي ) العيد اختلف عن أيام زمان وخصوصا في الموصل فالكنائس في العيد لم تعد تمتليء بالناس لان اغلبهم هاجروا او قصدوا مناطق آمنة مثل قرقوش او برطلة او عنكاوا  وفي سوق السرجخانة الذي شهد كثافة غير مسبوقة من قبل السيدات المسيحيات وبصحبتهن بناتهن  واللذان تباينت أعمارهن  حيث قالت أميرة عابد (44 سنة ) اصطحبت بناتي ذو الأعمار (12، 10) سنة  لغرض شراء ملابس جديدة لهن  وعن المعوقات التي واجهتها لغرض ارتياد السوق قالت  أنا اسكن منطقة  حي النور  وهنالك أسواق خاصة بالأزياء لكنني  عادة اقصد السرجخانة نظرا لأسعارها المتهاودة  مقارنة بأسعار محلات منطقتنا  وبشان المعوقات لايوجد أي شيء من هذا القبيل  لاننا نرى تواجدا لرجال الشرطة والجيش في كل المناطق التي نزورها ونتمنى عيدا سعيدا للمسيحيين  إما سماح  منصور (25 سنة ) فابتدأت حديثها بالشكر والتقدير لموقع عنكاوا كوم  لما يبذله المشرفين على الموقع من خدمة جليلة لأبناء شعبنا  وأضافت منصور لدي أشقاء في الخارج وبالتحديد في استراليا وحقيقة لا نشعر بأنهم  بعيدون عنا بفضل الموقع فنرى احتفالاتهم وسفراتهم  وأضافت إن استعدادتنا للعيد  بالطبع تختلف عن العام السابق والذي كنا فيه نعيش وطأة  رحيل مطراننا البطل فرج رحو  ولكننا هذا العام أردنا إن نستقبل العيد بروحية متجددة وخصوصا  إننا لانريد إن نحمل الأطفال  ثقل الأوضاع  التي تعيشها المدينة لان فرحة الأطفال بالعيد هي غايتنا ولذلك قصدنا السوق بصحبة أولاد أخي لكي اشتري لهم ما يحتاجونه ..

239

آفاق سبيريز تحاور الشاعر بهنام عطا الله في لقاء موسع

الموصل / سامر الياس سعيد
على مدى ستة صفحات يتابع قاريء مجلة آفاق سبيريز حوارا مفصلا مع الشاعر الدكتور بهنام عطا الله حيث يغوص القاريء في كل ما يدور في العالم الأدبي الإبداعي الذي لونه عطا الله خلال مسيرة إبداعية شعرية حافلة أثمرت العديد من المؤلفات التي تنوعت نكهتها بين الشعري والنقدي وبين التصدي لتاريخية بلدته الأثيرة باخديدا بتدوين سيرة مبدعيها وأعلامها ..مجلة آفاق سبيريز  الثقافية الفصلية الفكرية والتي تصدرها دار سبيريز للنشر في دهوك  استضافت الشاعر بهنام عطا الله وسألته عن محاور متعددة نقتطف منها بعض الأجزاء التي تعد رؤية مناسبة لشاعر عراقي استطاع ان يلون صفحات العديد من المجلات والصحف العراقية بما جادت به مخيلته حتى سنحت الفرصة لنقاد عديدون من أن يوجهوا عقارب بوصلتهم النقدية لتلك المؤلفات عبر قراءات نقدية ازدانت بها مؤلفات عديدة فمن خلال اللقاء  تبدأ المجلة بسؤال الشاعر عن بداياته الشعرية  والتي يرد فيها بموضوعية عن نشأة فكرية وأدبية مبكرة كانت لها أصداء واسعة كلما توغل بهذه المخيلة الإبداعية من التفرد بمحطات مهمة لونت مسيرته الأدبية كما شمل الحوار علاقة التخصص الأكاديمي بالمنتج الشعري  للشاعر عطا الله حيث وصفها الأخير بالعلاقة الأدبية رغم البعد النسبي بين التخصص الأكاديمي للشاعر بعلم الجغرافيا والشعر نسبيا كما تحدث الشاعر عطا الله عن مؤلفاته من خلال منح القاريء صورة مختصرة لتلك المؤلفات كما أضاء الشاعر جانبا عن علاقة النقاد بما قدمه من معطيات إبداعية ذاكرا الكثير من تلك النخبة التي أصدت لناعور إبداعه الذي سفحه على ارض خصبة  ملاءت بستان الثقافة العراقية بلون اخضر زاه كما جرى في سياق المحاورة التطرق للمجموعة الشعرية الأخيرة التي أصدرها الشاعر في أثينا تحت عنوان (هوة في قمة الكلام) واختتمت المحاورة بنصائح مهمة وجهها الشاعر  الى من يتلمس خطواته الأولى في محراب الشعر ..
 

240
الموصليون يتهافتون على سترة (مهند ) في عز الصيف
مصمم أزياء عراقي يحقق شعبية واسعة من خلال سترة مهند


الموصل /سامر الياس سعيد

انتهى المسلسل التركي (نور ) محققا أعلى شعبية من خلال المتابعة في صفوف الوطن العربي  وتناقلت مختلف وسائل الإعلام ابرز الأخبار الغريبة والعجيبة التي تمخضت عن إحداث المسلسل عاكسة الشعبية  ومدياتها الواسعة التي استطاع اكتسابها المسلسل المذكور والذي حاز هذه الشعبية من خلال اعتماده بالدرجة الأساس على الممثل التركي (كوفاتش تايلوغ ) والذي لعب دور بطل المسلسل (مهند ) وقد حازت الأزياء التي ارتداها الممثل المذكور على شعبية من قبل المتابعين وصلت الى درجة تهافتهم على السترة الجلدية التي ارتداها الممثل في سياق المسلسل ولهذه السترة حكاية يرويها مصممها شليمون اشعياء اسحق  حيث يدير مشغله المتخصص بالسترات الجلدية في منطقة الدواسة  التي تقع في مركز محافظة نينوى (480)كم شمال العاصمة العراقية (بغداد) حيث يقول  اسحق :عملت في مجال تصميم الأزياء وخاصة تصميم السترات الجلدية لكلا الجنسين  منذ عام 92 وإثناء عملي في هذا المجال تلقيت دعوة لزيارة تركيا  من خلال صاحب منشغل متخصص بهذا العمل يدعى (عطا ) حيث عرض علي إعداد بعض التصاميم الحديثة ومنها السترة التي ارتداها الممثل التركي الذي لعب دور مهند في مسلسل (نور ) ويتابع اسحق أعددت عشرات التصاميم التي نالت إعجاب صاحب المشغل التركي مما حدى بالأخير الى تقديم عرض لي بالعمل في مشغله لقاء اجر عال  لكنني عانيت من مرض الغربة  وابتعادي عن وطني الأم فرفضت العرض وقفلت راجعا لمدينة الموصل حيث باشرت بفتح المشغل الذي أطلقت عليه اسم (أكد ) وهي المدينة العراقية الغائصة في جذور التاريخ.. ويضيف اسحق ان الآونة الأخيرة وهي الفترة التي تلت عرض الحلقة التي ظهر فيها مهند مرتديا ذلك التصميم الذي قدمته  شهدت تهافت العديد من الموصليين الى المشغل لغرض تقديم طلباتهم بالحصول على سترة كتلك التي ارتداها مهند وفعلا حققت السترة شعبية واسعة بالرغم من إن تباشير  فصل الشتاء لم تحل بعد ومازلنا نعاني قيض الصيف وحرارته المرتفعة برغم اننا شهدنا حلول  مطلع أيلول ..


241
 
نينوى تشهد  أوسع مؤتمر للتعايش السلمي بين الأديان والطوائف
الموصل / سامر الياس سعيد
شهد قضاء الحمدانية صباح يوم الخميس فعاليات المؤتمر العام لبرنامج التعايش السلمي بين الأديان والطوائف الذي أقيم تحت شعار (بالحوار يلتئم شملنا وتلتقي أفكارنا ويتوحد عراقنا )حيث اضطلعت بإقامته جمعية بيث نهرين الإنسانية ضمن إستراتيجيتها للعام الحالي ..حيث انطلق المؤتمر بحضور مسؤولي السلطات المحلية و رجال الدين وممثلي الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني  ونخبة كبيرة من المثقفين والشخصيات المؤثرة في المجتمع العراقي حيث ابتدأ المؤتمر بكلمة لرئيس الجمعية قرياقوس منصور كوركيس  سلط فيها الضوء على أهم الفعاليات التي شهدها برنامج التعايش منوها إن العديد من الحوارات التي أقيمت ضمن آلية تفعيل دور  الحوار وتقبل الأخر حيث شهدت تلك الحوارات التي أقيمت في أقضية ونواحي محافظة نينوى فضلا عن مركز المدينة العديد من الآراء والطروحات التي أكدت على إن  المحتل هو السبب الرئيسي في إشاعة بذور التفرقة وغرس المفاهيم الخاطئة التي تستهدف روح التعايش المتجذر في البلد منذ الآلاف السنين .
 فيما أكد الأستاذ شفاء العمري رئيس مجلس الثقافة والفنون في محافظة نينوى في كلمته على مراحل تبلور النظرة إلى التعايش مؤكدا إن الهدف من البرنامج هو  تأكيد الروح الوطنية التي لاتتحدد بالمسميات على حساب النظرة الأساسية تجاه الوطن ككل  وعبر إمام وخطيب جامع الفاروق في بعشيقة الشيخ مهند على تناول مفهوم التعايش دينيا  مؤكدا على تحمل رجال الدين  الأمانة  في خضم الظرف الراهن..
 وفي كلمة جمعية الشباب الثقافية التي ألقاها رئيس الجمعية الصحفي قحطان سامي  أشار إلى تاريخية  التعايش خصوصا في مدينة الموصل من خلال تعانق هلال الجامع بصليب الكنيسة  لكن حكومة ما بعد الاحتلال  أسست على أساس طائفي عزز نظرة المحتل من خلال تنفيذه لأجندة فرق تسد  مختتما كلمته بالتأكيد على إن العراقيين سيكونون صفا واحدا ويد واحدة  لنعمل بالحوار على سحق ورفض تلك الأجندة الغريبة من خلال الحوار والتفاعل ..
 وانشد الشاعر محمد الأنصاري قصيدة بعنوان (حب العراق ) عبرت عن روح التعايش بين مختلف  مذاهب وأطياف العراق بدون تفرقة أو تمييز..
 كما تلا احمد الجميلي  نائب رئيس مجلس نينوى لمنظمات المجتمع المدني كلمة جاء فيها ( إن المصالحة والتعايش لايعبران إلا من خلال أنموذج الفوز الذي حققه منتخب العراق بكرة القدم فلم تحتفل جهة دون أخرى  فالفوز وحد العراقيين وشتت طموحات الآخرين بتعزيز بذور التفرقة الطائفية..
كما أكد حازم يوسف اسحق ممثل حركة الوفاق الوطني العراقي في سهل نينوى  على  دور التعايش الأساسي من اجل الإسراع بجلاء المحتل عن البلد مشددا في الوقت ذاته على الدور الحيوي الذي يمكن إن تلعبه منظمات المجتمع المدني من خلال اعتماد  أنشطتها واستراتجياتها من اجل تفعيل لغة الحوار من اجل تقبل الآخر وفي كلمة ديوان تحالف العشائر في نينوى التي ألقاها الشيخ احمد اللهيبي ركز فيها على جملة من التحديات  التي تواجه العراقي مشيرا إلى إن وحدة الصف ستعجل بدحر كل المؤامرات الخائبة  وإفراغها من مضمونها الخبيث كما ألقيت كلمات من قبل ممثلي الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني دارت في فلك التعايش وأسست لدور حيوي لثقافة الحوار فيما عرض رئيس الجمعية سلسلة من النتائج النهائية للاستبيانات التي وزعت في الحوارات المقامة والتي تحولت لقاعدة بيانات وأرقام ..


242
 
فرع نينوى للحركة الديمقراطية الآشورية يكرم متفوقي التعليم المسيحي واللغة السريانية لمدارس الموصل

الموصل –سامر الياس سعيد
تحت شعار ( لغتنا السريانية  تأكيد لأصالة شعبنا وتعزيز هويتنا القومية ) أقام فرع نينوى للحركة الديمقراطية الآشورية احتفاله السنوي لتكريم المتفوقين بمادتي التعليم المسيحي واللغة السريانية بمدارسنا المسيحية في الموصل .. بدا الاحتفال  بقراءة آيات من إنجيل متى ثم تلا شموئيل شليمون مسؤول فرع نينوى وكالة  كلمة سلط من خلالها الأضواء  على تجربة التعليم  السرياني  وانطلاقتها بجهود الحركة الديمقراطية الآشورية واللجنة الخيرية الآشورية منذ إن بدأت كتجربة في محافظات دهوك واربيل  وتابع شليمون لثمرة أخرى شهدها التعليم السرياني بتخرج الدورة الأولى  لقسم اللغة السريانية في جامعة بغداد والتي حملت اسم المعلم نعوم فائق  واختتم كلمته بتوجيه التحية للمعلمين وإدارات المدارس فضلا عن أولياء أمور التلاميذ الذي  أشار إليهم بالجنود المجهولين الذين تحملوا ظروف المدينة الصعبة  ومع ذلك فقد أوصلوا أبنائهم لكي يتعلموا مباديء اللغة السريانية إلى جانب  مادة التعليم المسيحي  وفي كلمة إدارات مدارسنا المسيحية ألقى  الأستاذ غسان سالم حنا  كلمته  التي عبرت عن مكانة المدارس المسيحية في الموصل وهي مدارس شمعون الصفا والطاهرة والمنذرية ومار عبد الأحد ومار توما وأم المعونة والتهذيب  معبرا في ختام كلمته  عن تفاؤله  برغم ضبابية الموقف  مشيرا إلى مد يد واحدة وقلب واحد  منفتح على الأخر  لنبني جسور المحبة ونجدد العهد  لنكون أخوة نقتسم بيننا كل ماهو  خير لنا ولبلدنا  العراق العزيز ..فتعطي مدارسنا  ثمار امتنا  السريانية  الكلدانية الآشورية  وندون بأحرف من نور  مستقبل تلامذتنا ونكتب  كلمة شكر إلى كل من دعم  مسيرتنا  وساهم في إيصال  الحرف السرياني  إلى مدارسنا وزرع  البسمة في قلوب  تلامذتنا  الذين هم  مستقبل امتنا ووجودها .. تلا بعد ذلك توزيع هدايا الفرع لإدارات مدارس الطاهرة وأم المعونة والتهذيب  ومن ثم الهيئات التعليمية في المدارس المذكورة ومن ثم تكريم التلاميذ المتفوقين ..


صفحات: [1]