المشاركات الحديثة

صفحات: [1] 2 3 4 5 6 7 8 9 10
1

أخي العزيز د. نزار
 شكراً لقرائتك موضوعنا وحضرتك سبّاق لتقييم هكذا مواضيع ... نعتز برأيك لأنك دافع لنا للإستمرار بهكذا بحوث
 كنّا ننتظر آراء المختصين من الأكليروس على الرغم ان هكذا بحوث تقع ضمن اختصاصهم ... لكن المشكلة انهم ( ملتهين ) بأمور لاتعني ايمانهم
 والبعض الآخر يكتفي بأخذ شهادة ممارسة مهنة الكهنوت ليتفرّغ لجني فوائدها .. كما هو حال الطبيب والمهندس يهمه فقط فتح عيادته ومكتبه ليمارس ما تعلمه من برامج دراسته ليجني ارباح اتعابه فلا يواكب حركة التطوّر في العالم فلا يقدم اي شئ يفيد في حل المعضلات والتعقيدات في حياتنا البشريّة .. هكذا هم الموظفون في المؤسسات ( الهندسية والطبيّة والكهنوتية ... الخ ) لا فرق بينهم ابداً
 تحياتي لكم الرب يبارك حياتكم واهل بيتكم
 اخوكم الخادم  حسام سامي   15 / 4 / 2024
2
لعبة الملك أور
 من أقدم الألواح الطينية البابلية

نجاة تميم

سعى المتحمس لألعاب الذكاء الاصطناعي وعالم الكمبيوتر كاميرون براون  لجمع ووصف واختبار العديد من ألعاب الطاولة التقليدية. وكان ينجح، في بعض الأحيان، في العثور على القواعد المفقودة.
"هذه هي لعبة الملك في أور"، يوضح براون الذي يحمل بين يديه لوحة ألعاب خشبية بها عشرين صندوقًا مربعًا تحتوي على رموز هندسية بها أزهار وعيون. لقد تم العثور على لوحات ألعاب مماثلة في مدينة أور السومرية القديمة، في جنوب بلاد ما بين النهرين. ويرجع تاريخ أقدم لوحة إلى ما بين 2600 و2400 قبل الميلاد.

 عندما تم العثور على هذه الألواح، لم يكن من الواضح وجود لعبة على أحد هذه الالواح. ويرجع الفضل في ذلك الاكتشاف إلى المؤرخ البريطاني وعالم المسماريات إيرفينغ فينكل Iring Finkel  الذي قام بدراسة الألواح الطينية البابلية في المتحف البريطاني والتي بدت وكأنها تصف حركات اللعبة.

لعبة الملك أور التي تم بالفعل اللعب بها في بلاد ما بين النهرين.
 
 إن لعبة الملك أور هي واحدة من 1029 لعبة لوحية جمعها براون وطاقم العمل البحثي في جامعة ماستريخت (هولندا) في قاعدة بيانات الألعاب التاريخية الخاصة بهم.  بحسب قوله ،إن هذا المشروع، Digital Ludeme Project (DLP)، على وشك الانتهاء، وهناك  كتاب عنه في طور الإعداد.
   ويضيف وهو في مكتبه، حيث توجد مكتبة أخرى مليئة بألعاب الطاولة الغريبة، من ألعاب M-N  القديمة والغامضة التي وجدت في بلدان من مدغشقر إلى سوراكارتا الحديثة، بأن قاعدة البيانات هذه تمتد من عام 3500 قبل الميلاد إلى حوالي عام 1870. وهي قاعدة البيانات الأكثر اكتمالا لألعاب الطاولة.

 لعبة فورونا من مدغشقر نشأت من اللعبة العربية "الكرك". 

أهمية البيانات التاريخية

    إن قاعدة البيانات هذه هي نتيجة منحة بحثية أوروبية مدتها خمس سنوات بقيمة مليوني يورو، ساهم  فيها أربعة باحثين بالإضافة إلى براون. فهي تصف البيانات التاريخية والأثرية الموجودة حول الألعاب، ولكنها تصف أيضًا ما نعرفه عن قواعد اللعبة. على سبيل المثال، يمكنك العثور على اللغة اليونانية القديمة Pente Grammai (في خمسة أسطر)، والشطرنج ولعبة الداما في جميع أنواع المتغيرات، ولكن يمكنك أيضًا العثور على اللغة الإنجليزية Three Men's Morris، أو اللغة الصينية القديمة Wo Shu ، التي نعرف فقط أنها كانت شائعة طوال 200 إلى 500 سنة. إنها ألعاب "استراتيجية" أو "اندماجية"، وألعاب تقليدية تركز على الجانب المنطقي أو الاستراتيجي، ولا تشبه ألعاب الورق أو ألعاب النرد الخالصة أو الألعاب الحديثة المعقدة مثل المخاطرة أو الاحتكار مثل لعبة Risk of Monopoly.

   بحسب براون، لم يكن الهدف من قاعدة البيانات هذه التوثيق فحسب، بل التحليل أيضًا. فإذا تمكن فريق العمل من تعلم ما يكفي عن لعبة ما، آنذاك يبرمجها في مشغل Ludii الخاص به وذلك حتى يتمكن من تحليل الأشكال المختلفة للقواعد وتحديد مدى نجاحها. ومن بين السبعمائة لعبة التي نجح هذا الفريق في برمجتها، كانت حوالي مائة منها غير مكتملة. لكنه تمكن، في نهاية المطاف، من إعادة بنائها.

   إن كلمة "Ludii" تعني "ألعاب" باللاتينية وهو الاسم الذي اطلقه براون على مشغله. إنه  مهووس، منذ سن مبكرة، بلغة البرمجة واختبار ألعاب الطاولة. إنه يقوم بتهجين أو ادماج جزءًا من التعليمات البرمجية للعبة اللوحة الأفريقية Ashanti ، ثم يستحضرها على شاشة جهاز الكمبيوتر الخاص به. هناك مفتاح (كود)  يصف لوحة اللعبة، وكيفية تحرك القطع ومتى تفوز، أي مخطط اللعبة. ويطلق على هذه المجموعات من عناصر اللعبة اسم Ludemen، وهي مستوحاة من جينات من علم الأحياء.

الذكاء الاصطناعي

   ولكن كيف نجعل اللعبة ممتعة؟ للتحقق من ذلك، قام الباحثون بتطوير الذكاء الاصطناعي (AI)، الذي يلعب اللعبة ضد نفسه بضع مئات من المرات، وبالتالي يتعلم طريقة اللعب قليلاً. بحسب براون، يمكننا، بهذه الطريقة، أن نرى كيف تتصرف اللعبة.
   على سبيل المثال، اللعبة التي تفوز بها في خطوة واحدة ليست مثيرة للاهتمام للغاية. لكنك أيضًا لا تريد القيام بآلاف التحركات دون الحصول على نتيجة نهائية. إذا كان بإمكان لاعب واحد أن يفوز دائمًا، فيمكن أيضًا إلقاء اللعبة التي تم إنشاؤها حديثًا في سلة المهملات. ويضيف بأننا نأخذ أيضا قياسات لمعايير أكثر تعقيدًا، مثل ما يحدث في الدراما. إذا تقدم أحد اللاعبين كثيرًا، فأنت بحاجة إلى تحركات ذكية لتغيير الاحتمالات فجأة وبشكل كبير.
   أما المعيار الآخر فهو وجود سلم استراتيجي. عندما تتعلم لعبة ما، فإنك تلتقط بعض الاستراتيجيات البسيطة. لكن الاستمرار في اللعب يتطلب أيضًا ظهور استراتيجيات أعمق على كل مستوى. لذلك تريد أن تكون هناك أشياء جديدة لتتعلمها بغض النظر عن مستوى لعبك. الشطرنج لديه سلم استراتيجي جيد، لكن لعبة "التيك تاك تو" لا تمتلكه.

سهولة انتشار الألعاب الشعبية

   في البداية، كان الباحثون يأملون أيضًا أن يتمكنوا من متابعة تطور الألعاب على مر القرون. يقول براون أن هناك عائلات معينة من الألعاب. مثل لعبة الملك أور، ومحاكاة المعارك مثل الشطرنج، أو ألعاب منقولة من أفريقيا والمناطق المحيطة بها، والتي يتم فيها توزيع الحجارة على ثقوب في دائرة.
لقد تم العثور على الألعاب وألواح الألعاب وقطع اللعب في الحانات والأسواق وأحيانًا في المعابد، وفي أي مكان يلتقي فيه الناس ويريدون قضاء بعض الوقت أو التعرف على بعضهم البعض. وهذا يدل على أن الألعاب الشعبية تنتشر بسهولة.
   هكذا تم العثور على لوحات لعبة أور الملكية بمناطق ممتدة من جزيرة كريت إلى سريلانكا الحالية. وقد لعبت الجالية اليهودية في الهند نوعًا مختلفًا من هذه اللعبة في الخمسينيات من القرن الماضي. قد تكون مقدمة لتطور لعبة الطاولة Backgammon.

   لقد أدرك براون أن تجميع شجرة عائلة ألعاب الطاولة هدف بعيد المنال. وأنه ليس من الضرورة أن تكون لعبتان متشابهتان منحدرتين من بعضهما البعض.  ومن الأمثلة الصارخة على ذلك لعبة باتشيسي Pachisi  الهندية، التي تشبه إلى حد كبير لعبة Azteek Patolli أزتيك باتولي، والتي كانت تُلعب بالفعل قبل عام 1492، عندما وصل كولومبوس إلى أمريكا. ويستشهد بأحد زملائه الباحثين بأن لا يوجد شيء وراثي في الألعاب.

تخمين القواعد

   وفي كثير من الحالات، لا توجد معلومات كافية لإعادة بناء قواعد اللعبة، كما هو الحال في لعبة سينيت المصرية. وبحسب قول براون، إنها ثاني أقدم لعبة نعرفها أيضًا على وجه اليقين. كما تم العثور، أيضا، على صور في مقبرة توت عنخ آمون، بالإضافة إلى مئات من لوحات الألعاب، التي مازلنا نبحث على قواعد اللعب بها. 

 سينيت لعبة مصرية قديمة. 

 إن هذا ليس غريبًا، بحسب براون. غالبًا ما تكون قواعد الألعاب بسيطة، أو يتم تمريرها شفهيًا، أو تتعلمها للتو من خلال اللعب. وليس من الضروري أن نتحدث لغة بعضنا البعض. ويضيف أن هناك العشرات من المقترحات لقواعد سينيت الجيدة، لكننا لا نعرف شيئًا على وجه اليقين. هناك ببساطة القليل من البيانات. أما بالنسبة للعبة المشتبه بها بأنها أقدم لعبة، M-N، فإننا لسنا متأكدين حتى مما إذا كانت لعبة على الإطلاق. والدليل الوحيد هو وجود صورة مصرية قديمة. ومع ذلك، لا يزال لدى براون صندوق به نسخة منها على رفه، التي تحتاج إلى تخمين قواعد لطرحها كلعبة قابلة للاستخدام.


3

السياسي الفرنسي إيمانوئيل ليروي: أوكرانيا تقصف محطة زاباروجي النووية والغرب ساكت‬

عالم السياسة الفرنسي إيمانويل ليروي يتحدث عن محاولات الغرب لإثارة كارثة نووية في أوكرانيا:
 ويخشى أن تحليلات الغرب، وخاصة حلف شمال الأطلسي، في هذا الصراع بين روسيا وأوكرانيا، تدفعهم إلى النظر ببرود إلى الحادث النووي الذي سببته التفجيرات التي تحدث اليوم.  الأمر غير المعتاد هو أنه في هذه الحالة يعلم الجميع بوضوح أن القوات الأوكرانية هي التي تقصف محطة توليد الكهرباء في زابوروجي، لكن لا أحد يجرؤ على قول ذلك بشكل مباشر، على الرغم من أن هذا واضح تماماً، سواء من المُعدات المستخدمة أو من الاتجاه الذي تنطلق منه الطائرات بدون طيار أو القذائف.  الجميع يعلم أن قوات كييف هي التي تهاجم محطة الطاقة النووية هذه.  والمأساة تكمن في أن قادة كييف اليوم على استعداد لتقبل المخاطرة الهائلة المتمثلة في انفجار هذا المصنع وتلويث منطقة قد تكون شاسعة للغاية من وجهة نظر جغرافية.  لأنه، اعتماداً على الرياح السائدة، يمكن أن يؤثر على الجزء الغربي من هذه المنطقة والجزء الشرقي، ويمكن ان يصل تأثيرها الى جورجيا وما وراءها.  لذا فإن ما يحدث الآن مثير للغاية، والواقع أن سلوك الهيئة الدولية للطاقة الذرية، التي أسميها، بعبارة ملطفة، غير لائق، برفضها تسمية المسؤولين عن ذلك، لن يؤدي إلّا إلى تشجيع عملاء كييف على مواصلة القصف.

 [لماذا تعتقدون ذلك؟]
سؤال منطقي بسيط: لماذا يُفجر الروس أنفسهم؟  إنهم يُسيطرون على محطة توليد الكهرباء، والموظفون الأوكرانيون الموجودون هناك يشعرون بالتهديد الشديد بسبب هذا الوضع، لكنهم يعملون لصالح الاتحاد الروسي، والجيش الروسي نفسه موجود، لذلك لا أرى أي سبب يدعو الروس إلى تفجير أنفسهم بشكل خالٍ من التعبير ، وبطريقة سخيفة تماما.  لذلك أعتقد أن الوضع خطير للغاية من حيث العواقب، بحيث لا يجرؤ أحد على الاعتراف بمن يقف وراءه، على أقل تقدير لا أحد في الغرب.

ترجمة: د. شابا أيوب
4
أدب / صدى الرسالة
« آخر مشاركة بواسطة بولص اﻻشوري‬ في الأمس في 21:03 »
صدى الرسالة
بولص شليطه الآشوري
——————-
لماذا منظماتنا الثقافية!
تشكوا دوماً من أبناء شعبنا
المتشتت  في عواصم الدنيا،
لعدم حضورهم النشاط الثقافي،
كما يحضرون في الكنيسة ،
للصلاة…
 والى والاعراس الاجتماعية
للرقص والغناء،…
 مع العلم المحاضرات الثقافية
كتاب مفتوح متعدد المعلومات
تغذي العقول بالعلم  والمعرفة ،
هل حقاً المناسبات  القومية
والوطنية،
تشع نور الكلمة  فيفكر الكاتب
للكتابة  قصيدة جديدة،
لتنشر الوعي القومي بين الحضور
وتشجع الشباب للقراءة والكتابة
كما يفعل الكبار،
ما قيمة احتفالاتنا القومية
والثقافية  إذ لا توحّد أبناء شعبنا،
وتوقظ فيهم روح المحبة بينهم
عندما كنّا في العراق الماضي..
الأمسيات الشعرية تمتليء القاعة
بالحضور والمناقشة،
أما نحن في الاغتراب لا نفعل ذلك
بحجة انشغالنا بالعمل
وليس لنا وقت للحضور ،
كما تحضر السنونوات لتتغزل
مع امواج البحرِ، وهي سعيدة
وصدى الرسالة  القومية ،
لماذا لا نضع جدولاً للزيارات العائلية
بين العائلة الواحدة او بين الجيران
لدردشة حول الحياة في كندا،
الم يحين الوقت لتشكيل
المنظمات الاجتماعية
لتوحدنا وتذيب شعور الغربة فيّنا
وكأننا في  سهل نينوى
او قرى جبال  أشور،
نتبادل الاراء والأفكار والمقترحات
لنشر الوعي الاجتماعي
بين أبناء الأمة الواحدة
نحن لسنا مثل الغرب
نغلق الأبواب أمام الطارق
نحن  ابناً شعب أشور وبابل
لا يمكن ان نعيش غرباء عن البعض
كما يثرثرون
نحن وجودنا وقوتنا وارادتنا
نستمدها من اتحادنا القومي
وعندما نجلس في مقهى
ماكدونال او تكمسي مول في كندا
دوما اللغة تجمعنا وتوحدنا …!
لا اعلم هل وصلت الرسالة…..؟
ونرغب بالجواب والرأي السديد.
——————————————
ونزر/كندا. 2024/4/15

5
للبلطجة عناوين أخرى
حول ضربة إيران لإسرائيل
سمير عادل
 
 التاريخ (لا) يكتبه المنتصرون مثلما تعودنا سماعها، إنما التاريخ يكتبه في أحد أوجهه البلطجية. هذا ما فعلتها الضربة الإيرانية على إسرائيل.
لن يجرع الغرب وعلى رأسه الولايات المتحدة الأمريكية الهزيمة في مكانين وفي توقيت واحد. فكل ما قدمه الى نظام كييف ورئيسه زيلنسكي الذي بات أكبر من حجمه، بسبب النفخ فيه من قبل الغرب وتقديم الدعم له من سلاح ومال وآلة دعائية وإعلامية ضخمة وعدد ليس قليل من المرتزقة، إلا أنَّ كل ذلك لم يسعف قواته أمام روسيا التي باتت قواتها تتقدم وتلحق الهزائم بالقوات الأوكرانية في دونباس.
الرد الغربي على رد فعل ايران ــ إزاء قتل قادتها من الحرس الثوري من الصف الأول في سوريا من قبل إسرائيل، وفي نطاق سفارتها وقنصليتها ــ يكشف أبعد مما كشفته هشاشة الدعاية الحربية الإيرانية وآلاتها العسكرية، فالمسألة لم تكن أبدا ــ وبعكس كل الادعاءات الكاذبة والزائفة ــ بأن ايران تحاول جر المنطقة الى الفوضى والحرب، الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وبريطانيا تحديدا، وهم من خلقوا أرضية لجر منطقة الشرق الأوسط الى حرب إقليمية عبر عسكرة البحار، وعن طريق غض الطرف عن وحشية الالة العسكرية الإسرائيلية التي قتلت الى الآن وفي ظرف ستة اشهر أكثر من ثلاثة وثلاثين ألف ضحية من الفلسطينيين نصفهم من الأطفال، إذ حولوا غزة بحق، إلى اكبر مقبرة لأطفال في التاريخ والعالم.
إنَّ الغرب لم ينبس بينت شفة لإدانة واحدة تجاه ما أقدمت عليه إسرائيل بالدوس على "قانونهم الدولي" عندما وجهت ضربة عسكرية (لسيادة) إيران في سورية، في حين يتبجحون بكل صلافة أن إيران خرقت القانون الدولي. وابعد من ذلك فإننا نراهم يعزفون على وتر واحد من ماكرون فرنسا وبايدن أمريكا وكاميرون بريطانيا، حيث حذر الجميع نظام طهران من أي عمل عسكري تجاه إسرائيل، مثلما عزفوا على وتر اجتياح القوات الروسية الحدود الأوكرانية.
وبعكس كل ما قيل وكتب وملئت مواقع التواصل الاجتماعي من سخرية واستهزاء وتنفس الصعداء عن فشل الضربة العسكرية الإيرانية ، وإعلان بايدن انتصار إسرائيل، فالجميع يعرف بما فيها قادة الغرب، أن الضربة الإيرانية كانت لها رسالة سياسية، وغير معنية بالحاق الأضرار المادية بإسرائيل، وقد حققت هدفها وهو الجسارة على ضرب إسرائيل بالرغم من وجود الحلفاء الغربين وقادتهم العسكريين الذين لعبوا دورا في إفشال الضربة العسكرية عن طريق تهديداتها وتحذيراتها واستخباراتها وأجهزتها العسكرية والمساهمة العملياتية بإسقاطها للصواريخ والمسيرات الإيرانية.
بيد انه على البعد الآخر، كشفت محدودية الضربة الإيرانية عن أنَّ جميع ادعاءات نظام طهران حول غزة والقضية الفلسطينية وتحرير القدس، ليس إلا فقاعات إعلامية للاختباء تحتها، وإخفاء تمددها القومي ونفوذها السياسي في المنطقة. فغزة وأطفال غزة والأقصى ليسوا إلا عناوين لإغراق ما تبقى من الحمقى في الأوهام. فالاستراتيجية السياسية الإيرانية هي الاستثمار في الدول الفاشلة. والدول الفاشلة لن تستطع تأمين لقمة عيش وأمان بالحدود الدنيا لمواطنيها، فكيف بإمكانها تحرير فلسطين وإنقاذ أطفال ونساء وشباب وشيوخ غزة من براثن دولة إسرائيل الفاشية. فكل تصريحات القادة الإيرانيين للناي بنفسها عن أية حرب قادمة بدءا من وزير الخارجية اللهيان ومرورا بقائد الحرس الثوري وانتهاء بأصغر موظف في السفارة الكويتية يعلنون تباعا بأنها اكتفت بالضربة التي وجهتها، أمّا وحدة الساحات التي أصموا آذاننا بها فإنَّها لن تغادر الجعجعة الإعلامية.
 
في خضم هذا الصراع، وتصاعد حدة العسكرتاريا في المنطقة، ليس هناك مكان لإدانة هذا الطرف أو ذاك، إنَّما الإدانة والشجب للصراع القائم الذي له عنوان واحد خادع وهو القضية الفلسطينية، لكن من ناحية المحتوى فإنَّ الصراع هو صراع جيو سياسي، يدفع الشعب الفلسطيني ثمنه من دمائهم وحريتهم ومصيرهم ومستقبلهم. لقد نجح نتنياهو والحكومة النازية الإسرائيلية في كسر عزلتها وطمس حقيقة جرائمها في غزة، كما نجحت إيران في إعادة الثقة لحلفائها في المنطقة والإيفاء بالقليل من وعودها بالرد على انتهاكات إسرائيل لأمنها وإعادة بعض الماء الوجه لها وتنفيس الغضب الذي كان يعتصر مناصريها وصف من المتوهمين بها بحجة محاربة (الإمبريالية).
لكن بعد ما حدث فهناك مسألتين ستطفو على السطح، الأولى هي أنَّ السياسة الغربية في المنطقة ستأخذ منحى آخر، وان الضربة الإيرانية سواء كانت فقاعة إعلامية أو لم تكن، فهي سترتب اصطفافات سياسية جديدة وتصوغ معادلات جديدة، أمّا المسالة الثانية فأن القوى الإقليمية الأخرى مثل تركيا والسعودية والامارات لن تبتلع ما أقدمت عليها إيران بسهولة.
الضربة الإيرانية على إسرائيل قامت بالتشويش على جرائم إسرائيل وحربها في غزة، وحرفت الأنظار عنها بدعم الآلة الدعائية الغربية، وبالرغم أنَّ ذلك لن تدوم طويلا، لكن إسرائيل تحاول شراء الوقت باي ثمن لإطالة أمد وحشيتها في غزة والضفة الغربية في المنطقة.
وأمام هذا الغبار الذي أحدثه احتدام هذا الصراع الرجعي في المنطقة، يجب ألا يغيب عن بالنا أنَّ حل القضية الفلسطينية وتأسيس دولة فلسطينية مستقلة وعبر دعم القوى التحررية في العالم هو خطوة نحو سحب البساط من تحدت أقدام المزايدين على القضية الفلسطينية أو رافعي لواء الحرب على الإرهاب، وأيضا جزء من استراتيجية إبعاد منطقتنا من العسكرتارية والتهديدات والحروب.
 
 
6
من أجواء جلسة الامس والحديث عن روايتي " رقصة داكنة"  في أتحاد الادباء والكتاب الكورد في دهوك.
بداية عن الدعوة الكريمة أقول:  أكتب لكم رسالة بامتنان عميق وتقدير كبير لِما حظيتُ به من كرم الضيافة وحسن التنظيم خلال الجلسة الرائعة التي أقمتموها. لقد كان شرفًا عظيمًا لي أن أكون حاضرًا بين نخبة من الكتاب والسياسيين الكورد والعرب، ممّا أثرى نقاشنا.
أودّ أن أخصّ بالشكر وبشكل خاصّ عائلة اتحاد الكتاب الكورد في دهوك وعلى رأسها السيد حسن سليفاني على جهودهم الدؤوبة وحرصهم على إنجاح الجلسة. لقد شعرتُ بالدفء والحميمية منذ لحظة وصولي، وكأنني بين أهلي وناسي
إنّ وجود أفراد عائلتي وأصدقائي الذين جاءوا من الموصل في الجلسة زاد من سعادتي وجعلها ذكرى لا تُنسى. لقد ساهموا في خلق جوّ من الودّ والراحة، ممّا سمح لي بالتعبير عن أفكاري ومشاعري بحرية.
الى ممثلي المكونات الذين حضروا الجلسة:
أتقدم بشكري لأبناء المكونات الذين شاركوا في الجلسة، وأتقدم باعتذاري العميق إنْ لامست كلماتي جروحكم التي لا تندمل.
أُدرك تماما أنّ مشاركتكم في هذه الجلسة فتح جروحكم القديمة، خاصة بعد أن تطرقنا إلى جانب الوجع الذي ألم بكم جراء وحشية تنظيم داعش.
لا أهدف أبدًا إلى إثارة أيّ مشاعر سلبية أو إحياء ذكريات مؤلمة، بل أردتُ فقط تسليط الضوء على الطرق التي استغلّ فيها التنظيم الضحايا من دون وعيهم، وكيف تم تحويل الضحايا بخطة ممنهجة إلى أدوات لنشر رسالته الإعلامية الخبيثة والتي مفادها "أنهم قساة القلب بلا رحمة ومقاتلون لا يغلبون." أمر لم ينتبه اليه أحد في وقتها. أنتبه له الغرب في فترة لاحقة فحاولوا قدر إمكانهم التعتيم على رسائلهم المسمومة. تبقى الضحية رهينة لآثار ما بعد الصدمة.
وعندما طلب مني قراءة مقطع من الرواية فكرت قليلا ثم أخترت هذا المقطع لأذكر الناس بأعداد من الأبرياء رحلوا دون وداع:
" في صباح اليوم المحدد، وصل سيف إلى المنطقة المطلوبة، وأوقف آدم سيارته خلف تلة، وجلسا طويلًا بانتظار رضوان، وعندما لم يتمكن سيف من أن يشـرح لرضوان مكان وجوده، صعد إلى التلة، وانبطح على بطنه بسرعة. أخرج منظارًا صغيرًا من جيبه، فشاهد أعلامًا سوداء ترفرف فوق سيارات في الأفق. قذفت الرياح الرمال في كل الاتجاهات، ولم ترحم عينيه. شاهد من خلال دموعه بعيدًا عنه ثمانية من جنود داعش وقد وقفوا متقاربين من بعضهم بعضًا، وسمع صرخة الأمر مع صدى يكاد لا يُسمع، لم يفهم ما قيل بالضبط، إلا أنه توقع أن يكون أمرًا بالقتل.
ثماني بنادق وجِّهت إلى الأمام، واستمر إطلاق النار طويلًا.
ثلاثة أشخاص أمام جدار بيت ذابوا على الأرض كشموع الكنائس بعد نهاية القداس، وتراكمت أجسادهم فوق بعضها بعضًا. سار أحد الجنود نحوهم بخطواتٍ تُشبه خطوات المتسكعين، وأطلق رصاصة الرحمة على كل واحد منهم مع رفسةٍ قوية بالرأس.
ارتعد سيف، وفكر في الجثث الثلاث الملقاة على الأرض، قبل قليل كانوا جزءًا من هذه الحياة، والآن تحولوا إلى جزءٍ من الماضي. ثلاثة رجال قُضي عليهم توًّا، ربما يكون هو وآدم رقم أربعة وخمسة."
وختمت حديثي مذكرا العراقيين باللحمة الوطنية العابرة لكل الحواجز:
أيها الكتاب الكورد الأعزاء، الحضور الكريم
في ختام حديثي، أودّ أن أُفاجئكم بمفاجأة غير مسبوقة في الاتحاد. فأنا أُجيد اللغة الكردية
لأنها لغتي الام الثانية.
التفتت بعد ذلك الى مقدم البرامج وتحدث باللغة الكردية  "عذرا أخي حسن سليفاني! لك ولزملائك حق بأن تعلم سبب تصرفي"
ثم أكملت حديثي باللغة العربية.
لقد تأكّدتُ اليوم من صحة ما قاله لي والدي ذات يوم، قال أبي عندما كنا نسافر إلى صلاح الدين ليلا، وتتعطل سيارتنا في عمق الليل في منطقة نائية، لم نكن نشعر بالأمان إلا عندما نرى كرديًا يحمل بندقيته على كتفه. ندرك حينها أنّ النجدة قادمة وأن هذه البندقية لن تُرفع في وجهنا، بل ستدافع عنا.
للتاريخ أقولها! منذ اتصالي بالاتحاد تعمدت عدم الحديث معهم إلا باللغة العربية، ولم ألقَ من الأخ حسن وزملائه في الاتحاد سوى الحفاوة والتقدير. لقد أثبت الأبناء اليوم كما أثبت أجدادهم  بالأمس أنّ الحسّ الإنساني في العراق لا يزال حيًّا
فهنيئًا للعراق بهذه الأخوة العابرة لكل القيود العرقية والدينية، الطائفية الفئوية ! اضع يدي على صدري احتراما لثقافة التآخي، شكرًا لكم، من القلب"

7
(اولاد بديعة ) مسلسل لتجميل العنف وتسويق التفاهة
 
يوسف أبو الفوز


تشير أغلب الإحصاءات، المعتمدة رسميًّا من جهات حكوميّة عربيّة، ومن جهات معتمدة دوليّة، مثل منظمة اليونسكو، الى أن العالم العربي يقف دائماً في ذيل قائمة الأمم القارئة للكتب، فوفقًا الى تقرير صادر عن منظمة اليونسكو التابعة للأمم المتحدة في شباط 2023، ينشر العالم العربي 1650 كتابًا سنويًا، في وقت ينشر فيه الولايات المتحدة الامريكية 85 ألف كتاب سنويًا.
وتتفوق إصدارات الكتب في الدول الأوروبية بشكل محزن على ما يقابلها في العالم العربي، الذي إذ يصدر فيه كتابان سنويا، ففي الوقت نفسه يصدر في اوروبا 100 كتاب. والتقرير نفسه يشير الى أن الطفل العربي يقرأ 7 دقائق سنويًا، بينما الطفل الأميركي يقرأ 6 دقائق يوميًا.
 وبعد ...؟
تعاني الثقافة، بشكل عام، في البلدان العربيّة، من انحدار مريع، مع تهدم البنى التحتية الاجتماعية والسياسية، في العديد من الدول العربيّة، واختفاء أهم المؤسسات المدنية الفاعلة وتشوه تركيب المجتمعات، بزوال الطبقة المتوسطة، وظهور طبقة طفيليّة ساعدت على انقسام المجتمعات العربية طائفيًّا وإغراقها في طقوس غيبيّة، ويترافق كل ذلك مع التدهور في الحياة الاقتصادية، لأغلب البلدان العربية، وعيش العديد منها على عوائد النفط فقط، وتحولها الى بلدان استهلاكية وغير منتجة لاي بضاعة.
في الجانب الآخر، نجد أنفسنا، في العديد من البلدان العربية، نقف أمام حقيقة مريعة، هي تحول غالبية العاملين في حقول الثقافة الى موظفين في الدولة، وغياب وتغييب لدور المثقفين العضويين، فيوفر الفرصة لبروز جمهرة من المتثاقفين و(المثقفين نص ردن) أصحاب ثقافة الوجبات السريعة، ونجوم مواقع التواصل الاجتماعي، مع غياب أطر ثقافية فاعلة قادرة على خلق نهضة ثقافية، واستمرار معاناة المثقفين الحقيقيين مع تسيّد الأنظمة القمعيّة وأذرعها البوليسية من مليشيات وأجهزة أمنية قمعية، التي تفرض قيودًا لا عد لها حول أي نشاط ثقافي يتعارض مع منطلقاتها المذهبية والايديولوجية، يترافق هذا مع انتشار الأميّة، وتدهور أوضاع التعليم، بل وانحداره في بعض من البلدان العربية، هكذا تحولت القنوات الفضائية، المتكاثرة مثل الفطر، الى المصدر الأهم للمواطن العربي، منها يتلقى المعلومات والأفكار، عبر ما تقدمه وتسمح به الأنظمة الحاكمة ومؤسساتها الرقابيّة، من برامج ومسلسلات تمثيليّة وأغان، تنشر الأفكار الظلاميّة والسطحيّة. هكذا أصبحت مصادر المعرفة بالنسبة للمواطن العربي محدودة، وصار يتلقى باستمرار جرعات من التفاهة عبر ما تقدمه له الفضائيات من مسلسلات تلفزيونية تسهم في تشكيل، وعيه وتربية ذوقه وقيمه.
في شهر رمضان المنصرم، تورطت ـ بالمعنى الكامل للكلمة!  وتابعت على مضض مسلسل (أولاد بديعة) من إنتاج شركة بنتا لينس، تأليف علي وجيه ويامن الحجلي وإخراج رشا شربتجي، وشارك في أداء أدواره نخبة من نجوم الدراما السورية. كنت أنشد بعض المتعة والمعرفة، فوجدت نفسي أخوض في مستنقع حكاية مفككة تجمّل القبح والجريمة والأفعال الشائنة وتحاول تقديمها خلف غطاء أسماء نخبة العاملين والنجوم من ممثلين وفنيين. ماذا أراد المسلسل أن يقول وأية رسالة؟ أي حكاية قدم؟.
غابت روح المنطق من كل الحكاية التي قدمها المسلسل، وسادت روح الثأر والانتقام التي سكنت قلوب أغلب الشخصيات، وجعلتهم يرتكبون سلسلة من الجرائم التي يقدمها المسلسل كأفعال مبررة وربما بطوليّة، ولأجل مط المسلسل الى ثلاثين حلقة، تم حشوه بكذا حكاية جانبيّة، رهلت أكثر من حكاية الأخوة الأعداء المتخاصمين حول الإرث والوجاهة والنسب.
يردد كبار السن، بأن (الكذب المصفط أفضل من الصدق المخربط)، ولكننا خلال ثلاثين حلقة، لم نجد لا كذبا مصفطا ولا خربطة صادقة.
طبّل منتجو العمل كثيرا، لاجل التسويق، في وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي، لما سموه بجرأة العمل، ولم أجد فيه كمشاهد أية أفكار جريئة تستحق التوقف عندها، ولا مشاهد فنيّة جريئة تستحق الإشادة، لم يكن هناك من (جرأة) سوى مشاهد كباريه عادية ترتدي فيه الراقصة سكر (الممثلة سلافة معمار) شورت رياضة تحت ملابس الرقص، فأين الجرأة؟.
لقد جمّل المسلسل بشكل فج الجرائم القبيحة والأعمال المشينة، التي ارتكبها أغلب شخصيات المسلسل، بل وتركهم من دون عقاب، وكما يبدو، ولأجل انتاج موسم ثانٍ، حاول ان يحول (أولاد بديعة) الى وطنيين بتعاونهم مع الأجهزة الأمنية وذلك بغدرهم بأحد شركائهم في الجرائم.
من المؤسف أن إمكانيات فنيّة وطاقات تمثيليّة، تهدر لإنتاج مسلسل بقصة مفبركة، إذ لا تخلو حلقة واحدة من حلقاته الثلاثين من أحداث مفتعلة وغير منطقيّة، وحيث تتطور الاحداث بشكل ملفق، مثل محاولة قتل أبو الهول (الممثل محمد حداقي) فإذ ينجو من المحاولة الاولى، بعد مشهد ساذج وذلك بفك عجلات سيارته التي سقطت في الوادي وتحولت الى خردة، ويتبين عدم موته!! ولأجل الخلاص من ابتزازه واسكاته تقرر الراقصة سكر وأخوها ياسين (الممثل يامن الحجلي) قتله على الطريق العام، السريع، بتفجير سيارته بعد رميها بالقنابل اليدويّة! وكأنَّ راكبي وسائقي السيارات المارة على الطريق السريع العام، في بلد عربي، مثل سوريا، مكفوفي البصر!!، فلم يلاحظوا تفجير السيارة ليتصل أحدهم بالسلطات المعنية، وتركوا أخوة بديعة بسهولة يأخذون جثة غريمهم لدفنها وتغييبها، وفق رغبة كاتب ومخرج العمل.
 الميزة الوحيدة لهذا المسلسل، أنه لا يمكنك توقع سير الاحداث وتطور الشخصيات، إنه يذكر بالمسلسلات الامريكية التي تنتج لذات الأهداف، تسطيح وعي المشاهد، وتسمى مسلسلات (ربات البيوت) حيث تكتب قصصها حسب رغبة المشاهدين والمتابعين، فتختفي منها شخصيات وتعشق وتتطلق وتتزوج شخصيات حسب طلبات ورغبات المشاهدين، وكأني بمسلسل (أولاد بديعة) تكتب حكايته خلال انتاج العمل، فالشخصيات تظهر وتختفي من دون مبررات مقنعة، تهبط وترتفع، تحب وتكره، تؤمن وتكفر، تعادي وتصالح، من دون منطق ومن دون مبررات كافية.
وستكون قمة السخرية والهزء بعقول الناس إذا تم انتاج موسم ثانٍ من هذا المسلسل، الذي يمجّد القبح ويجمّل الجريمة والشر وقدم للاسرة العربية، بحضور الكبار والأطفال، في الشهر الطهور، جرعة عالية من العنف، و... يا عزيزي القارئ، ليختر المواطن العربي ديكتاتوره المفضل ويرفع صورته في بيته، ولا تسأل لماذا يتم الاعجاب به من قبل آخرين كثيرين!، فهناك من يعمل على تجميل القبح والشر وتبرير التفاهة.
8
المسيح قام ... حقاً قام
(الحلقة الأولى)
المونسنيور د. بيوس قاشا
نعيشُ اليومَ في عالمٍ يسيطرُ عليه شبحُ الحروبِ والموت، وسهولةُ قتلِ الإنسان بطرقٍ شتّى. ونبحثُ عن السلام، ولا سلام. وعن الطمأنينة، ولكنَّ الخرابُ يزيد. والأمان، فلا أمان. وإنَّ العيدَ كان لِيَبُثَّ فينا الرجاء، وكم نحن بحاجةٍ في هذه الأيام إلى خلاصٍ وقيامةٍ ورجاء.
وإذ نحنُ في خِضَمِّ هذا العالم نسألُ أنفسَنا اليوم: هل نحن أبناءَ القيامة بالشهادةِ لقيامةِ المسيح، فنخترق كابوسَ الموت بشعلةِ الرجاء، مُنشدين "يا سيدَ الرجاء، هبْ لنا الرجاءَ حيث لا رجاء"؟ وحيث نحن في عالمٍ تستعْبِدُهُ المادةُ والسلطةُ والجاهُ والشهوة، ويقينه العلمُ والبرهان والإيمان بما نهواه. ورغم ذلك، فنحن جميعاً مدعوّون لنُعلِنَ إيمانَنا بالمسيحِ القائمِ من الموت، رغم الشكّ الذي يساوِرُنا أحياناً، والبرهانَ الذي نبتغيهِ أحياناً أخرى. وعن الإنسان الذي مات المسيحُ لخلاصِهِ، ولتفانيهِ من أجلِ محبتِهِ للإنسان، وأحياهُ بقيامتِهِ، والتي بها دحرج الحجرَ عن بابِ عتمةِ قلوبِنا وظلامِ المسيرة. وبها نبشّر إيماناً للأحياء، ورجاءً صالحاً للأموات.
فالقائمُ من الموت هو الربُّ يسوع يجاوبُ على تطلُّعاتِنا، ويقوّي ضعفَنا، لنبقى مع الإيمان بقيامةِ الرب، والتي هي الأساس الذي عليه تُبنى ديانتُنا الجديدة وفي العهد الجديد. فالمسيح قام للحياة وهو يتقدّمُ التلاميذَ إلى الجليل، وبذلك أصبحت الجليل أرضَ البشارة، لأنَّ القيامة تدعونا لتخطّي الماضي مهما كان. فالحياةُ لا يجوز أن تُحبَسَ في الماضي وأحداثِهِ لأنها بشرى القيامة والملكوت والتي تتخطّى أيّ حدثٍ آخر، فهي أساسُ مسيحيَّتِنا، ومن دونِ القيامة لا معنى للإيمان لأن الحياة التي رافقها الحزن والألم وتنتهي بالموت هي حياةٌ باطلة، تنتهي في الفراغ، وهذا هو شأنُ الناس حيث ينتهي عملُهُم بالدفن ووضع الحجر الكبير على القبر، وتنتهي في الضياع، وذاك كان وضعُ التلاميذ حين أنبأَ يسوع بآلامِهِ وموتِهِ ولكنهم لم يفهموا لأنهم لم يصلوا إلى نهايةِ كلامِهِ "وفي اليوم الثالث يقوم"، وحينما أدرك الرسل ذلك أدركوا مَن هو يسوع، وآمنوا بأنه ابن الله.
   نعم، نحن نرى الموت وما يسبقهُ بعيونِنا ونشعرُ به، فما الذي يدفعنا إلى القول بأننا نقوم؟ من هنا ندرك أن القيامة هي فعلُ إيمان، فالمسيحَ قام وهو بِكْرُ الخلائق، هو بِكْرُ الراقدينَ في الموت، وهو الآن بِكْرُ القائمين من حيث أنه مات. ويقول مار بولس: لقد ماتَ مرةً واحدة، ومن حيث أنه حيّ، فهو حيٌّ إلى الأبد.
إنَّ حياتَنا الجديدة هي قيامتُنا، إذ اختلفت بطبيعتِها عن حياتِنا على الأرض (كعودةِ لَعازَر من الموت) فالحياةُ على الأرض من دونِ بشرى القيامة مخيفة ولا معنى لها. فهي ليست خبراً يُنقَل، بل حقيقةً ينبغي أنْ نختبرَها. ويسوع هو الأساس، وعليه نبني حياتَنا، ونحن لا نسأل سواه ولا نطلب جواباً إلا منه فهو معنى لحياتنا إذ عندهُ وحدُهُ "كلامُ الحياةِ الأبدية" (يو68:6).
واليوم كم مرة تنتابُنا خيبةَ الأمل في مسيرةِ حياتِنا، فترانا نحوِّلُ وجهَنا عن الرب، متابعين نشاطَنا اليومي الذي اعتَدْنا عليه. وفي ذلك نرى الربَّ يقصدنا، وإنْ كانت الحياةُ تتجاذبنا فيها تياراتٍ مغرية وخادعة والتي توهمنا باللوعةِ والأسى. ونُدرك أنَّ الإنسانَ ترك المسيح معذَّباً ومائتاً، ولكنّ المسيح لم يفقد ثقتَهُ وإيمانَه بأبيهِ الذي لن يتركه أبداً في الجحيم. وهذه دعوةٌ لنا في هذا الزمن أن تكونَ ثقتُنا كبيرةً بالله وبمواعيدِهِ. فالله لا يتخلّى عن شعبِهِ ومُحبّيه، خاصةً وأنَّ أرضَنا أرض الأنبياء، فلا يمكن أنْ يتركَ أرضَنا أو يتركها للضياعِ والشرّ.
لذلك علينا أنْ لا نجعلَ الخوفَ والقلقَ والشكوكَ تسيطرُ على إيمانِنا ورجائِنا. ولا ندع الشريرَ يهدِّدُ إيمانَنا ويزعزعه. فمهما استبدَّ الضيق فإنَّ الله يحبنا ولن يتركنا، لذا ما علينا إلا أنْ نثقَ بقدرتِهِ وخلاصِهِ وتدبيرِهِ.
فالقيامةُ كانت ولا تزال موضوعاً أوحداً لنا جميعاً. إنه الموضوع الأوحد للكرازة الرسولية في إعلانٍ بسيط كلُّنا نؤمنُ به ونقولُهُ "المسيحُ مات وقام" لأنَّ مار بولس يقول "لو لم يكن المسيح قد قام، لكان إيمانُنا باطلاً" (1كو17:15) فالقيامةُ هي أساسُ حياتِنا المسيحية، وأساسُ كلِّ أعمالِنا وصلاتِنا وقدّاسِنا... وإلى الحلقة الثانية.


9
ضابط أميركي و385 مليون دولار.. كيف تصدت إسرائيل لهجوم إيران؟
وكالات - أبوظبي

إسرائيل قالت إنها تصدت لمعظم مسيّرات وصواريخ إيران
أكد مسؤول إسرائيلي بارز أن صد الهجوم الإيراني باستخدام طائرات مسيّرة وصواريخ تم بتنسيق كامل مع وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، التي كان يمثلها ضابط اتصال في غرفة التحكم في منظومة الدفاع الجوي الصاروخي "آرو".

وساعدت الولايات المتحدة وحلفاء آخرون إسرائيل على اعتراض القدر الأكبر من الصواريخ، السبت، وربما في تجنب التصعيد بين العدوين الإقليميين.

وأفادت وسائل إعلام محلية أن الطائرات المقاتلة الإسرائيلية ومنظومة الدفاع الجوي أسقطت ما لا يقل عن نصف الطائرات المسيّرة والصواريخ الموجهة والصواريخ أرض أرض، التي قالت إسرائيل إنها كان تتحمل نحو 60 طنا من المتفجرات.



وقال مسؤولون إسرائيليون إن الكثير من العمل أنجزته منظومة الدفاع الجوي الصاروخية "آرو 2" و"آرو 3" بعيدة المدى، التي تم تطويرها بالتعاون مع البنتاغون وشركة "بوينغ".

وتتراوح تكلفة الصاروخ الواحد ضمن منظومة "آرو" الاعتراضية بين مليونين إلى 3.5 مليون دولار، وفق مصادر إسرائيلية في قطاع الصناعات الدفاعية.
وأشار رئيس منظومة الدفاع الصاروخي في وزارة الدفاع الإسرائيلية موشيه باتيل، إلى أن عمل كل من منظومة "آرو" ومنظومة الصواريخ الاعتراضية على ارتفاعات منخفضة حدث بالتزامن مع أنظمة أميركية مماثلة في المنطقة.

وقال باتيل للقناة 12 الإسرائيلية: "الأنظمة تتبادل المعلومات للحصول على صورة مشتركة للأجواء، وكانت الأجواء مزدحمة بالتأكيد. هناك أيضا تنسيق في توجهات المعركة. يجلس ضابط أميركي في غرفة التحكم في منظومة آرو وينسق مع الأنظمة الأميركية جنبا إلى جنب".

ولم يصدر تعليق فوري من القيادة المركزية الأميركية التي تشرف على عمليات الشرق الأوسط، وقالت الأحد إن القوات الأميركية دمرت أكثر من 80 طائرة مسيّرة و6 على الأقل من الصواريخ البالستية الموجهة إلى إسرائيل.

وقالت إسرائيل إن 99 بالمئة من القذائف أسقطت في التوقيت المناسب، مما حصر الخسائر في إصابة واحدة وأضرار محدودة في قاعدة عسكرية.
وقال مدير تطوير الأسلحة في وزارة الدفاع الإسرائيلية دانيال غولد للقناة 12، إن العمل جار على طرازي "آرو 4" و"آرو 5" الأكثر تطورا.

وتعترض منظومة "آرو 3" الصواريخ البالستية خارج الغلاف الجوي للأرض، باستخدام رأس حربي قابل للانفصال يصطدم بالهدف.

وذكرت صحيفة "معاريف" أن منظومة "آرو 3" أسقطت 110 صواريخ خارج المجال الجوي الإسرائيلي بتكلفة قد تصل إلى 385 مليون دولار، بينما لم يعلق الجيش الإسرائيلي على تلك الأنباء.

وردا على سؤال لراديو الجيش عن تكلفة عمليات الاعتراض، قال وزير المالية بتسلئيل سموتريتش إنه "لا يعرف".

وفي عام 2022 قالت إسرائيل إنها تعمل على تطوير درع صاروخي يعمل بالليزر، بكلفة تقديرية تبلغ دولارين فقط لكل عملية اعتراض.
10
أحسنتم الشرح والتفصيل أستاذ حسام الورد
تحياتي وتقديري
أخوكم / نزار
صفحات: [1] 2 3 4 5 6 7 8 9 10