هنا يمكنك مشاهدة جميع المشاركات التى كتبها هذا العضو . لاحظ انه يمكنك فقط مشاهدة المشاركات التى كتبها فى الاقسام التى يسمح لك بدخولها فقط .
مواضيع - آشور بيت شليمون
صفحات: [1]
1
[ize=18pt]]]الآشورية، خميرة البعث والبقاء لهويتنا الأصلية
آشور بيث شليمون
لم تتعرض بلادنا، أي الهلال الخصيب خطرا مثلما لاقته منذ الغزو والإحتلال العربي الغاشم منذ مطلع القرن السابع الميلادي . إذ خلال هذه 1400 سنة خلت من الإحتلال العربي الإسلامي، غدت كل شعوب الهلال الخصيب عربية اللسان، هذا ما دعا الدكتور المصري المتزمت شوقي ضيف ( 1 ) بالقول ومن دون حياء : " ... أهمها اللغة السريانية ( 2 ) التي كانت يدرس بها الطب والعلوم الطبيعية بجانب اليونانية في مدارس الرها ونصيبين ( 3 ) فيما بين النهرين ... وقد ظلت بلهجانتها المختلفة لغة حية في الشرق الأوسط الى أن جاء الإسلام فقضت عليها وعلى لهجاتها لغة القرآن الكريم وإن ظلت معروفة في بعض البيئات " .
نعم، العرب المسلمون استطاعوا خلال قرون قليلة أن يحولوا الهلال الخصيب الى عربي اللغة ومن المؤسف ان البعض من المسيحيين وخاصة من المذاهب الروم الأرثوذكس والكاثوليك تحديدا كانوا رأس الحربة لهذا المشروع الهدام حتى كان بطريرك الروم الأرثوذكس بكل فخر واعتزاز يعرف – ببطريرك العرب عدا نشاط الكتاب والمثقفين من ابناء شعبنا وخاصة في سوريا كانوا الأوائل الذين هذبوا وبعثوا اللغة العربية التي كانت في أحط درجة الى ما هي عليه اليوم في وقت هم منعوا ورفسوا لغتهم بالذات، يا للعار والشنار!!!
ليس بخاف على أحد أن شعوبنا وبعد دخولهم المسيحية لاقوا كثيرا من الإضطهاد والتنكيل من قبل الشعوب الغازية المحتلة ابتداءا باليونان، الرومان، الفرس والترك ولكن رغم ذلك فهي لا تضاحي ما فعله العرب المسلمون والى الآن يفعلونه بنا ونحن في الألفية الثالثة !
إن الحكومة البعثية في سوريا في أواسط القرن الماضي أصدرت قانونا مجحفا جدا ألا وهو في الوقت الذي في تدرس اللغات الأجنبية مثل الإنكليزية والفرنسية ولكنها منعت حتى تدريس اللغة السريانية في مدارسنا الخاصة بعد ان كانت قبل 1946 تدرس رسميا في مدارسنا الآشورية وألغتها فورا بعد الإستقلال . وهكذا تغدو اللغة العربية المفروضة لغة البلاد، بينما لغتنا القومية والأصلية في البلاد تغدو مرفوضة وممنوعة الى اليوم حيث داعش وأخواتها اكملوا المسيرة العروبية الإسلامية الجهنمية ليس فقط بمنع اللغة، بل قطع دابر هذه اللغة وفي عقر دارها بإقتلاع شعبنا من وطنه بالذات حيث كل الدارسين والباحثين هم في قناعة انتهاء الشعب المسيحي في غضون سنوات لا قرون !!!
شخصيا، أهنئ العماد ميشيل عون، الذي أثار الموضوع من جديد ضد المشاريع العروبية الإسلامية في هذه الأيام حيث يبقى لبنان اليوم آخر معقل للمسيحية وما على المسيحيين ان يدعموا ثورته هذه ضد الطغيان العروبي المسلم !!!
هذا، و كما يبدو ان العرب المسلمين في بلادنا يحاولون تشجيع بعض الفئات من شعبنا تحت راية ما يسمى _ الآراميون أو الكلديون وذلك ليس حبا بهم بل يستخدمهم كطابور خامس لإجحاض كل المحاولات القومية كونه يعلم جيدا ان الخطر الرئيس ليس فيهم، بل في الشعب الآشوري الأشم الذي قاد كل المحاولات التحريرية منذ الحرب العالمية الأولى الى اليوم . والطامة الكبرى ان معظم دعاة الحركات الآرامية والكلدية هم جهلاء باللغة القومية كونهم عروبيون اللسان واللباس حيث يبقى الشعب الآشوري حجر عثرة في وجههم وبدونه هؤلاء ليسوا إلا فقاعات الصابون سرعان ما يختفون ويضمحلون ولا يبقى لهم أثر . إذا، الشعب الآشوري الأشم يبقى فخرنا واعتزازنا والأكثر خميرة وجودنا وبدونه هي الطامة الكبرى التي لا يحمد لها عقباها وهي بحد ذاتها كارثة إنسانية قبل ان تكون لنا كشعوب الهلال الخصيب وهل هناك من يتعظ أننا في محنة اليوم أكثر من أي يوم مضى ؟! ............................
( 1 ) الدكتور شوقي ضيف، تاريخ الأدب العربي – العصر الجاهلي – دار المعارف بمصر، الطبعة الخامسة 1960 ص 25 ( 2 ) اللغة السريانية، هي لغة متطورة من اللهجات السامية في الهلال الخصيب، وعلى سبيل الذكر الآشورية البابلية، الكنعانية الفينيقية، الإبلية الامورية، الآرامية والكلدية . وهناك من يدعي انها لغة آرامية، وهذا اجحاف كبير لدى المتطفلين على التاريخ ومعظمهم حتى يجهل هذه اللغة ليكونوا الناطقين باسمها وهي أزمة العصر مع الأسف الشديد. ولو أصابوا الحقيقة، السؤال لهم وليس لغيرهم لماذا أهل معلولا، جبعدين وبخعة يبحثون عن خط/ قلم يستخدمونه لتدريس لغتهم وكان المطاف مؤخرا على الخط العبري المربع والمعروف بكتاف آشوري ؟!!!
( 3 ) إضافة من الكاتب، كون في مدينة نصيبين مدرسة شهيرة ظهرت بعد اغلاق مدرسة الرها من قبل الرومان حول القضايا المسيحية المذهبية وكانت تحت رئاسة وإدارة العلامة ماري نارساي ܡܪܝ ܢܪܣܝ قرابة 50 سنة .b][/b][/color]
2
في الفرق بين الهوية القومية والآيديولوجية القومية
الرابط أدناه :
http://alhayat.com/Details/541286
ملاحظة : لقد أثار الأخ الدكتور ليون برخو مؤخرا موضوع " الهوية " واعـتزازه بالهوية التي يمثلها كل من الآباء المسيحيين الاوائل لمجتمعاتنا السريانية * في الهلال الخصيب من أمثال ماري أفرامܡܪܝ ܐܦܪܝܡ، ماري نرساي ܡܪܝ ܢܪܣܝ وكثيرون غيرهم والذين برزوا في العصور المسيحية الاولى . ولكنه نسي او تناسى أن مثل هذا الإقتراح الذي يريد ان يطبقه في ما يسمى العراق، بعد تحرره من قبل القوى الأجنبية برئاسة الولايات المتحدة وبطلب المجتمع العراقي سيلقى رفضا قاطعا من قبل العراقيين والذين معظمهم عروبيين، اسلامويين أو حتى أكراد وأجندتهم الأولية تحويل او بالأحرى رمي العراق في مستنقع آسن من العصبية الدينية والشوفينية العربية او الكردية التي نشاهد ثمارها اليوم من الفوضى العارمة وخصوصا ضحية المنظمات الإسلاموية من داعش واخواتها في تحويل لا العراق ولكن الشرق الأدنى كله إلى جحيم لا يطاق.
بينما – هوية – الدكتور برخو في خضم هذه الأحداث لن يكتب لها النجاح، كونها مرفوضة من قبل المجتمعات – السريانية ** من جهة ومن جهة أخرى الظروف الجهنمية التي تمخضت على العراق منذ غزوه إلى اليوم لم تخدم شعب العراق كما كان من المتوقع ومن ثم الشريحة الخاسرة والتي حقوقها مهضومة ومن ثم مسلوبة ومرفوضة هي شعبنا والأقليات الاخرى مثل – الإيزيديين والمندائيين . والطامة الكيرى ان وجود شعبنا في هذا البلد غدا قاب قوسين ومن المؤكد لن يمضي وقت طويل لإسدال الستار على وجوده مع الأسف الشديد. .................. * كل المسيحيين في الهلال الخصيب يعتبرون سريانا، والتي جاءت من آشوري < آسوري، ولكن التسمية هذه هي جغرافية وليست قومية والتي جاءت من قبل الشعب اليوناني . * * إن المسيحيين وبطوائفهم المختلفة لا يقبلون، بل حتى يرفضون التسمية السريانية في الغالب لصالح العروبة . وكشعب آشوري بدورنا نرفض ذلك ما داموا هم يرفضونها ونتمسك بقوميتنا الآشورية التي هي في الحقيقة أكثر احقية من تسمية هجينة لا يزيد عمرها أكثر من 1800 سنة في وقت تاريخنا الآشوري في موطن سكنانا أي شمال بيث نهرين / بلاد آشور / ܡܬܐ ܕܐܬܘܪ يزيد على 6000 سنة حيث أنجب شعبنا 117 ملكا وفي أربع عواصم لا زالت تنبض بالحياة والمجد والعزة رغم ما جلب إلينا الطغاة والبرابرة المحتلون الغزاة !!
آشور بيث شليمون ________________________
في الفرق بين الهوية القومية والآيديولوجيا القومية
( موضوع منقول ولكنه يسلط الأضواء على كثير من القضايا الهامة ) من صحيفة النهار
الإثنين، ١٢ آب ٢٠١٣ (٢١:١٤ - بتوقيت غرينتش) الإثنين، ١٢ آب ٢٠١٣ (٢١:٣٧ - بتوقيت غرينتش) سلطان العامر في عام ١٩٧٨، أعلن فؤاد عجمي في مقالة له في الفورين آفيرز «نهاية القومية العربية»، قاصداً بذلك نهاية الآيديولوجيا القومية الوحدوية. ومنذ ذلك الوقت تقريباً، وهذه الفكرة تعيد ولادة نفسها في شكل مستمر وبأشكال مختلفة من دون أن يتوقف متداولوها ومعيدو إنتاجها - ولو لمرة واحدة - وقفة نقدية يعيدون النظر في هذا الخلط الذي يعتبر نهاية الآيديولوجيا نهاية للهوية العربية نفسها. بعد إعلان عجمي هذا بـ30 عاماً، أي في عام ٢٠٠٨، قامت جامعة ماريلاند بالتعاون مع مؤسسة زغبي بإجراء استطلاع للرأي العام العربي شمل عينة تقدر بحوالى أربعة آلاف شخص متوزعة بين مدن داخل كل من مصر والسعودية والإمارات والمغرب ولبنان والأردن. من بين أسئلة الاستطلاع كان هذا السؤال «أي من الهويات التالية هي هويتك الرئيسة؟ (سيتم دمج الخيار الأول والثاني سوية)»، قام حوالى ٦٤ في المئة من المجيبين باختيار «مسلم»، ٦٤ في المئة باختيار «عربي»، و٥٨ في المئة باختيار «الهوية القطرية»، و٩ في المئة قام باختيار «مواطن عالمي». وقبل عام قام كريستوفر فيليبس بنشر كتابه: «هوية عربية يومية: إعادة الإنتاج اليومية للعالم العربي» قام فيه بتحليل الخطاب اليومي - إذاعة، تلفزيون، صحافة، خطاباً رسمياً وغير رسمي - لدولتين عربيتين تنتميان لمعسكرين آيديولوجيين مختلفين: سورية والأردن. فالآيديولوجيا الرسمية لسورية - الجمهورية - هي الآيديولوجيا البعثية، والمعسكر الذي انتمت له هو معسكر الممانعة، في حين أن الأردن - البلد الملكي - هو أحد الدول التي وقّعت معاهدة سلام مع إسرائيل وهو أحد الفاعلين في معسكر «الاعتدال». خلاصة بحث فيليبس، أنه على رغم الاختلاف الآيديولوجي بين النظامين إلا أن إعادة إنتاج الهوية العربية داخل كل منهما يكاد يكون متكافئاً وطاغياً ومستمراً من دون توقف، منذ بداية تشكل هاتين الدولتين. في حين يطرح مارك لينش وغيره أن هناك «عروبة ثانية» تشكلت منذ التسعينات مع تخلق فضاءات عربية جديدة عابرة للحدود القطرية، كالقنوات الفضائية والإنترنت وغيرها. حسناً، إذا كانت الهوية العربية ما زالت حاضرة بقوّة في الرأي العام العربي وفي الخطاب الرسمي والغير الرسمي للدول العربية، فما الذي «انتهى» بعد هزيمة ١٩٦٧؟ في الحقيقة أن الذي انتهى هو نسخة واحدة من نسخ «الآيديولوجيا القومية»، أي انهيار مشروع يحمل إجابات متنوعة للتحديات المحيطة بالعرب في ذلك الزمان: التقسيم الاستعماري، إسرائيل، التحديث...إلخ. وكانت الأهداف التي حاول هذا المشروع تطبيقها تتمثل بالوحدة السياسية والاشتراكية الاقتصادية ومقاومة الاستعمار. إلا أن نهاية هذا المشروع، أو التخلي عن بعض أهدافه لا يعني بحال نهاية «العروبة» كهوية سياسية. الهوية السياسية ليست إجابة على التحديات السياسية المحيطة بنا، الهوية السياسية لا تحمل حلولاً اقتصادية أو أخلاقية لمشكلاتنا، مَن يحمل أجوبة على هذه التحديات هي الآيديولوجيا وليست الهوية. كل ما تفعله الهوية السياسية هي أنها تحدد لنا من هم «نحن». فنحن لا نستطيع أبداً أن نسأل «ما هي مصلحتنا؟»، «من هو عدونا؟»، من دون أن نحدد في شكل واضح من نحن، وعندما يقول أحد: «ما هي الهوية السياسية النافعة لنا؟» هو يقوم بتناقض، لأن سؤال «النفعية» يأتي بعد سؤال الهوية وليس قبلها، أي أنه عندما يقول: «ما الأنفع لنا؟» فإنه حدد سلفاً هويته وعلام تعود الـ«نا» في قوله «لنا». ولتوضيح الفرق بين الهوية والآيديولوجيا لنأخذ ألمانيا مثالاً. فهناك أحزاب كثيرة من أقصى اليسار لأقصى اليمين، كل هذه الأحزاب تختلف في برامجها الآيديولوجية، كلها تحمل إجابات مختلفة عن ما هو «الأنفع للألمان»، لكن جميعها تتفق على الهوية السياسية، أي أنهم كلهم يتفقون على أنهم ألمان. عندما تقوم حركة سياسية على هوية غير ألمانيا، فهي هنا تتحول فوراً لحركة «انفصالية». إلا أن الوضع في العالم العربي أكثر تعقيداً منه في ألمانيا، وسأوضح ذلك بمثال حول أكثر القضايا المرتبطة تقليدياً بالآيديولوجيا القومية، أي قضية الوحدة. فالعرب هم أكبر أمة معاصرة لم تنل حق تقرير مصيرها كما نالته غيرها من الأمم كالأمة الهندية والفارسية والتركية وغيرها. ما حدث هو أن بعض العرب نالوا استقلالهم داخل دول قام المستعمر بتحديد حدودها وتشكيلها بحسب مصالحه هو لا مصالح العرب، في حين أن البعض الآخر ما زال تحت الاستعمار أو أعيد استعماره مجدداً. ما هو الموقف من هذا الواقع؟ لا توجد إجابة «قومية» واحدة. فقد يجيب العرب عن هذا التحدي ببرامج آيديولوجيا متنوعة من الوحدة - أي إزالة الحدود وبناء دولة موحدة - إلى الاتحاد إلى بقاء الوضع الحالي ضمن الجامعة العربية. قد يختلف المدافعون عن هذه البرامج حول مدى فائدتها ونفعيتها، وخلافهم هنا آيديولوجي، كلهم عرب، لا توجد إجابة «قومية» وأخرى غير قومية ضمن هذا المستوى. متى تبدأ المشكلة؟ تبدأ المشكلة عندما يقوم بعض العرب بإعادة تعريف الهوية بحسب هذه الحدود المصطنعة، أو عندما يقوم بتسييس هوية طائفية ويبدأ ببناء آيديولوجيا من خلالها، في هذه الحال فقط يصبح هناك فارق بين «العروبي» وغيره، أي بين مَن يرى أن هويته عربية وإن عاش في دولة قطرية، وبين من يعتبر الحدود القطرية أو المذهبية تعبّر عن هوية. هذا التفريق بين الآيديولوجيا والهوية مهم، لأن كثيراً من الانتقادات التي تهاجم الخطاب القومي باعتباره «خطاباً قديماً» تصبح هي القديمة والغير مواكبة لأنها تفشل دوماً في ملاحظة هذا التفريق بين الهوية والآيديولوجيا، وعوضاً عن إعلان «نهاية القومية» علينا أن نعلن عن نهاية هذا الخلط الجوهري في فهم القومية.
3
شتان بين مفهومي الدين والقومية!
آشور بيث شليمون
من المؤسف حقا، ونحن في مطلع الألفية الثالثة والبعض ما يزال يتخبط بين المفهوم الديني ( العقيدة ) والقومي ( الأمة ).
إن هناك على سطح المعمورة أمم وقوميات كثيرة ولكن بين جناحيها مذاهب وأديان مختلفة، ولكن ليس هناك قومية على الوجود تحتوي مذهبا أو دينا معينا بالكامل فيما إذا وجدت حرية الكلمة – ما عدا في المجتمعات الإسلامية وحتى تلك المجتمعات اليوم موبوءة بالعقائد المختلفة ! بل هناك تجد عقائد ومذاهب متعددة، كونها ترمز على العلاقة مع خالقك أو بمن تؤمن به، وقد تكون يوما من مذهب أو دين ما وغدا تؤمن بدين ومذهب آخر كليا، أي العقائد تتبدل – رغم اننا نرثها من الأباء والأجداد – ولكن هناك من يثورون ضد تلك المفاهيم كي تدخل عليها تعديلا أو ان تتخلص منها كليا وهذا ما نعرفه من دراستنا للمجتمعات البشرية عبر العصور.
وهنا يمكن ان تختار الدين والمذهب، ولكن ليس بوسعك أن تختار القومية، إلا في حال تنكرك لها عنوة لأسباب معينة وهذا نادر جدا في المجتمعات البشرية، إذ هناك حب القومية الذي يفوق أي حب آخر حتى الفرد يضحي حياته وكل ما يملك في سبيل قوميته وفي تاريخنا الآشوري وكذلك في تاريخ القوميات الأخرى امثلة حية لا حصر لها في هذا الشان !
والخلاصة، مشكلتنا اليوم كشعب آشوري، ليست الدين أو المذهب بقدر ما هي الإثنية القومية التي تهدد وجودنا اليوم اكثر من أي يوم مضى ولمعرفة ذلك حق المعرفة علينا مراجعة ما يجري في المثلث الآشوري اليوم وخاصة بعد 2003 من تلك الإرهاصات القومية التي شعبنا لم يدرك كيفية الوقاية منها، بل بالعكس تلك الحلول التي جاءت بها بعض المنظمات السياسية وهنا لا حاجة لذكرها فهي ليست مخيبة للآمال فقط، بل مدعاة للعجز والوعي الفكري الآشوري الهزيل ليس إلا مع احترامنا لتلك المؤسسات السياسية التي لم تكن يوما ملجأ امينا لنا بل مخيبا معيبا وراضخا للعدو قبل الصديق الذي يتشبث اليوم في ارضنا الآشورية المقدسة مع الأسف الشديد.
4
عذرا، جهود غبطة البطريرك لويس روفائيل ساكو مبتورة في وحدة المسيحية مع احترامنا الكبير!!
آشور بيث شليمون
في البداية، شكرا لجهود البطريرك كلي الطوبى ماري لويس ساكو ܡܪܝ ܠܘܝܣ ܪܘܦܐܝܠ ܣܐܟܘ على هذه المبادرة في وحدة الكنيسة المسيحية والتي هي مطلب الجماهير على الدوام.
ولكن السؤال الذي يتبادر الى الأذهان لأول وهلة، هل وحدة بين كنيستين محليتين تعد وحدة الكنيسة المسيحية ؟ طبعا لا ، كون هناك كنائس محلية أخرى إذا كنا نبتغي الوحدة الحقيقية وبصورة أكبر وأشمل وكذلك كنائس عالمية مثل البروتستانتية والأرثوذكسية أيضا لماذا نتجاهلها ما دمنا نبغي وحدة مسيحية؟! والأكثر من ذلك هناك كنيسة شقيقة ألا وهي كنيسة السريان الأرثوذكس / اليعاقبة – الدعامة القوية للقومية الآشورية والتي كل مؤمن بالآشورية عليه عدم التورط بها ورميها خارجا إذ هي جريمة لا تغتفر!
ونقولها صراحة، مع احترامنا الكبير لغبطة البطريرك لويس روفائيل ساكو، ومن ثم كما قلنا ليس لنا غضاضة في وحدة الكنيسة بكل أطيافها، ولكنه اجحاف كبير في عملية التهميش لبعض من مكوناتنا الأساسية القومية حيث من المرجح أن مشكلتنا ليست من الناحية المذهبية، بل المشكلة الأساسية هي المشكلة القومية وكآشوري أقولها صراحة الوحدة المسيحية العامة ليست بين هاتين الكنيستين والتي تاريخ انقسامها في بلاد آشور لا يزيد عن 500 سنة حيث كانت موحدة قبلا، بل وحدة المذاهب المسيحية عالميا وهذا لم ولن يتحقق مع احترامي الكبير له أبدا وبدونه ليس هناك وحدة مسيحية!!!
ومن ثم، أعتقد من المستحيل تحقيق وحدة مسيحية كما جاء بها بهذه الصورة المبتورة التي قدمها غبطته مع احترامنا الكبير له حيث مهمتنا كشعب آشوري فريد بين أقرانه من الشعوب التي توحدت تحت لواء المسيحية في الهلال الخصيب من ( آشوريين بابليين، كنعانيين فينيقيين، عموريين إبليين، أدوميين، آراميين وكلدانيين ) تحت لواء السريانية *- حافظ ولا يزال يحافظ عليها بينما الآخرون مع احترامنا الكبير لهم جميعا رفسوا لغتهم ورفضوا قوميتهم وهم في سباق العروبة حتى الرمق الأخير الى درجة البعض منهم يتفاخر كون بطريركهم هو بطريرك العرب**! اللهم للبعض الذين توا وبعد 2003 – فاقوا من السبات وفي بلاد آشور كي يبعثوا قوميات وهمية مثل الآرامية والكلدية والتي ليس لهم فيها ناقة ولا جمل في الوقت هذه القوميات معدومة ومستعربة وحتى مسلمة في مكان تواجدها الحقيقي ! بينما قبلا ( 2003 ) لم يكن لهم أي نشاط يذكر كي اليوم نفرط بوجودنا الآشوري من اجل وحدة حفنة من المسيحيين ونقدم هدية ثمينة للكنيسة الكاثوليكية على طبق من ذهب كمكافأة لسجلها الأسود من مؤامراتها عبر التاريخ ضد كنائسنا المشرقية .
وأخيرا، أفضل لي أن يكون شعبي اليوم موحدا قوميا وفق قول الرب ( ما لقيصر لقيصر وما لله لله ) من أن يكون كنائسيا وعلينا عدم التورط في أي عمل مما يؤدي الى إضعاف القومية الآشورية حيث هي مطلبنا الشرعي الوحيد الموحد على هذه الأرض أي في شمال بيث نهرين / ميزوبوتاميا بلاد آشور ܡܬܐ ܕܐܫܘܪ܀
والخلاصة، نرحب بالوحدة المسيحية العامة ولا تلك المقوقعة في بلاد آشور ولكن لن نفرط بالوحدة الحقيقية التي هي الوحدة الآشورية القومية ولا غيرها من القوميات الوهمية التي يتداولها البعض هذه الأيام مع الأسف الشديد .
http://saint-adday.com/permalink/7566.html ............ * التسمية السريانية جاءت من آشور والآشورية بدون ادنى شك وإن كان البعض يرفضها، ولكن ذلك لا يعني ان تلك الشعوب هي آشورية .
** وهنا الكلام موجه تحديدا لكنيسة الروم الأرثوذكس والكاثوليك في بلاد الشام.
5
الأديب الكبير ܡܪܝ نرساي / ܡܠܦܢܐ ܪܒܐ ܡܪܝ ܢܪܣܝ !
بقلم : أبرم عما منصور *
راى ماري نرساي النور في قرية عين دولبي – إدلب – الحالية في محافظة نوهادرا الآشورية في بداية القرن الخامس ** الميلادي من أبوين آشوريين ... وإذ بلغ مرحلة الصبا أرسله ذووه الى مدرسة الرها ܐܘܪܗܝ - أورفا اليوم وفي تركيا حيث بلغ أرفع بيئة ثقافية في ذلك الزمان.
وكان – نرساي مثال الطالب المجد والمثابر على الدرس والتتبع، مما جعل له شهرة كبيرة بين اقرانه... وإذ انهى دراسته تم تعيينه معلما في نفس مدرسته حيث قام بتادية رسالته على أكمل وجه... وبرز بشكل ملفت للأنظار.
وفي ذلك الوقت بدأت بوادر الخلافات الدينية تستمر في تلك المدرسة نتيجة استفحال الإنشقاق الفكري في الكنيسة بسبب اضفاء الطابع الفلسفي للدين المسيحي حيث حلل البعض طبيعة المسيح على ضوء فلسفة أرسطو بينما نظر قسم آخر اليها من خلال فلسفة أفلاطون ... وانتشرت الخلافات بسرعة في صفوف هذه المدرسة نظرا للطابع الثقافي الذي كانت تتميز به والإتجاه الفلسفي الذي كان قد ترسخ فيها.
وقد سببت هذه الإتجاهات انقساما خطيرا في المرسة فراح يعمل كل فريق لتفنيد مزاعم غيره ... وكان من البديهي أن يدخل أديبنا نرساي هذه المشادة حيث التزم جانب الداعين الى فلسفة ارسطو.
ونظرا للزعامة الدينية لمدينة – الرها – التزمت الجانب الآخر أضف الى ذلك وقوف السلطة الرومانية الحاكمة ضد تحليلات نرساي وزملائه، مما اضطرهم – نرساي وزملاؤه – الى مغادرة الرها بعد الأذى الذي لحق بهم ناهيك عن حرق مصادرهم ومؤلفاتهم فالتجاوا الى نصيبين التي كانت داخل الحدود الحكم الفارسي، حيث وجدوا من صديقهم " برصوما " مطران نصيبين الذي يشاركهم الرأي، وكل دعم وتشجيع ، كما هيأ لهم الجو لإحياء مدرسة نصيبين لمواصلة مسيرتهم الفكرية ومنافسة مدرسة الرها في شهرتها.
وهكذا استقر أديبنا في نصيبين / ܢܨܝܒܝܢ باذلا قصارى جهده في رفع شأن مدرسته الجديدة التي امضى قرابة خمسين عاما في إدارتها ما خلا فترة قصيرة نفاه فيها – برصوما – الى منطقة جبلية إثر خلاف شخصي نشأ بينهما ... وقد أدى مهمته على احسن وجه حيث بلغت شهرة هذه المدرسة الأفاق في عهده وأصبحت قبلة طلاب العلم في جميع أرجاء العلام المعروف حينذاك.
وقد امتاز – نرساي بالتزامه جانب المضطهدين والضعفاء في مواقفه الصلبة الرصينة ... مدافعا عن قضاياهم بكل ما أوتي من قدرة وموهبة ... وإن المتتبع لشعره يجد ذلك واضحا حتى في قصائده الدينية ... ولعل قصيدته التالية خير انموذج يظهر مواقفه المشرفة في مقارعة الساسة المستبدين سواء كانوا من رجال الكنيسة أم الحكام.
من الناس من يلفه مجد العالم ومباهجه وآخر يلتمس صدقة فيبخل بها عليه ومنهم من تخرج له الخمور المعتقة في كأس فيرفضها وغيره يطلب اطفاء نار عطشه بقطرة فتمنع عنه كم هم أولئك الذين تنعموا في دنياهم وكان الأولى بهم ان لا يبصروا نور العالم كم هم أولئك الذين نالوا المجد والجاه والسلطان في حين لم يكونوا مستحقين مرتبة عبيد عبيد العبيد!
حقا انها لمرآة دقيقة تعكس ما كان عليه المجتمع الذي عايشه معلمنا – نرساي والتناقضات التي تكتنفه ... ومن العجيب أن يقف - نرساي يعارضهم بهذه الجرأة، ينبذ المتمرغ تحت أقدام المتنفذين والأغنياء، ناعتا إياهم بالطفيليين واعداء الإنسانية ... ومن لا يستحقون الحياة ومباهجها لأنهم طبول جوفاء لا رحمة فيها ... جاعلا نفسه كالشمعة المنيرة في وسط الظلام الداكن ... ولم يفكر يوما أن يطأطئ رأسه لمضطهديه. وبذلك فقد رسم المعلم – نرساي للاجيال التي أعقبته طريقا صحيحا تسير بهداه ... حيث خدمة الشعب الكادح والطبقات المسحوقة صاحبة الحق في الحياة والتقدم . ................... * المقال منشور في مجلة - ܩܠܐ ܣܘܪܝܝܐ / الصوت السرياني العدد 5 لعام 1975 ** هناك بينات مختلفة عن تاريخ الولادة وما اتينا به ليس مؤكدا مائة بالمائة، حيث مراجع أخرى تأتي بتواريخ مختلفة . [/b][/b][/i][/i][/color][/size]
6
الأخ مغترب 2 انا كتب: http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,783908.0.html
" المحترم استاذ احيقار كلامك غير مقنع ولا يتناسب ما ما تدعيعه المعلم السرياني مار نرساي الملقب قيثارة الروح القدس عاش سنة 489م ومذكور في الكتاب الذي استشهدت فيه ضمن الكتاب السريان وبالتحديدالسريان الشرقيين ولا علاقة له باسطورة الملك اليهودي وواضح اكثر من الشمس وهذه ليست المرة الاولى التي تحاول الاستشهاد خطا بالتاريخ لتبرير رايك اذا كنت كاتب ممتمكن الاشوريين انقرضوا 600 سنة قبل الميلاد واصبحوا جزء من التاريخ واذا تقول لا نرجو ان تذكر لنا من هو نرساي ملك الاشوريين الذي ورد في الاسطورة وكم سنة دام حكمه وكيف تستشهد باسطورة من هو ابو الملك نلرساي ومن هو ابنه الملك فلمعروف ان الملوك ابناء ملوك ومعروفة سنين حكمهم نتمنى ان تكون كتب موضوع ذو مصداقية والمثل الذي ذكره السيد فادي صحيح وينطبق على ما كتبت مع التقدير ."
آشور بيث شليمون يرد:
نعم هناك إشكالية حول ما كتبه الأخ أخيقر يوخنا، ولكن ما جاء به صحيح جدا والإختلاف هو فقط أنه يذكر عن ( نارساي ) الملك ولا عن نارساي قيثارة الروح والمولود في بلاد آشور ( عين دلبي / ܥܝܢ ܕܘܠܒܝ ) في اواخر القرن الخامس الميلادي. أما نارساي الملك ، وبناء لموسى الخوريني في أيام السيد المسيح إستلم رسالة من الملك ܐܒܓܪ ܐܘܟܡܐ ܚܡܝܫܝܐ / أبجر الخامس ملك الرها / أديسا وأدناه النص والرابط :
Abgar's letter to Nerseh king of Assyria ( According to the Armenian Historian Moses Chorene from the six century A.D. ) Abgar, king of the Armenians, to my son Nerseh, greeting:— I have received your letter and acknowledgments. I have released Beroze from his chains, and have pardoned his offenses: if this pleases you, give him the government of Nineveh. But as to what you write to me about sending you the physician who works miracles and preaches another God superior to fire and water, that you may see and hear him, I say to you: he was not a physician according to the art of men; he was a disciple of the Son of God, Creator of fire and water: he has been appointed and sent to the countries of Armenia. But one of his principal companions, named Simon, is sent into the countries of Persia. Seek for him, and you will hear him, you as well as your father Ardachès. He will heal all your diseases and will show you the way of life.
The link :
https://books.google.com/books?id=K-AIAQAAIAAJ&pg=RA1-PA159&lpg=RA1-PA159&dq=Abgar%27s+letter+to+Nerseh+king+of+Assyria&source=bl&ots=1VUiRF7glZ&sig=Sf9Vv0OZwC_NRbWuRzklNJDwOqU&hl=en&sa=X&ei=wpmFVcXSN4nyoASNoqmoBQ&ved=0CCAQ6AEwAA#v=onepage&q=Abgar%27s%20letter%20to%20Nerseh%20king%20of%20Assyria&f=false
7
أحداث آشورية ما بين موقعة ديره بون ومجزرة سميل من عام 1933
آشور بيث شليمون
توطئة :
بمناسبة يوم الشهيد الآشوري السابع من شهر آب أقدم كتابتي هذه والتي فيها أسلط الأضواء على مجريات الأمور خلال صيف عام 1933 وما أعقبها من أحداث مأساوية مع ما كتبته بالحرف الواحد ولأول مرة عن شهداء أمتنا الآشورية والتي تم نشرها في مجلة مهاديانا/ الهدى، لسان حال منظمة / The Assyrian National Effort العدد لشهر أذار 1969 حيث قدمت اقتراحا بإختيار يوم للشهيد الآشوري و في الإجتماع الدوري لعام 1970 للإتحاد الآشوري العالمي تم تصديق وتثبيت السابع من شهر آب كي يكون يوم الشهيد الآشوري للمزيد يرجى العودة الى مجلة كوكبا آثورايا / Assyrian Starالعدد الثاني ( صيف ) عام 2002م وآشورية 6752 . واليوم، كأن التاريخ يعود بنا الى الوراء وشعبنا يمر في محنة جديدة وداعشيو الماضي يعودون من جديد لكي يعيثوا في أرضنا الفساد والشر المستطير وأمتنا تدفع الثمن غاليا نفيسا وليس من رقيب أو حسيب مع الأسف الشديد رغم أن العالم كما يقال غدا قرية والأحداث هي بمتناول الجميع في عصرنا عصر الإنترنيت!!! ....................
لم يمض إلاّ أعوام على ما أصاب أمتنا الآشورية من مجازر ومآس خلال الحرب الكونية الأولى حيث راح ضحيتها الآلاف من القتلى مع تشريد شعبنا حتى جاءت النكبة الأخرى، مجزرة القرى الآشورية - سميل وقريناتها في شهر آب عام 1933 حيث راح ضحيتها عدد لا يستهان به من أبناء شعبنا الأعزل على أيدي قوات بكر صدقي، قائد المنطقة الشمالية للجيش العراقي من أطفال، نساء وشيوخ بعملية بشعة ترتعض لها الفرائص وتندى لها الجبين .
في وقت مرتكبي الجريمة النكراء بقيادة بكر صدقي الكردي استقبلوا في بغداد استقبال الأبطال، وهنا بالمناسبة ليس لدينا إلا مجلة واحدة التي نشرت الحادث مشكورة تحت عنوان – المسألة الآشورية - وهي مجلة المسرة، لسان حال الكنيسة الكاثوليكية في بيروت – لبنان ، في عددها الجزء التاسع والمؤرخ في تشرين الثاني 1933.
كما هناك بناء لرواية عمي المرحوم يوسف الذي مع والدي وعمي كيوركيس شاركوا مع الآخرين من عشيرة تخوما واقتحموا تحصينات وخنادق جيش بكر صدقي في وصف الحادثة وكيف أنزلوا الهزيمة في صحيفة أرمنية مفادها بالحرف الواحد:
" إن الثعلب بكر صدقي نجا من قبضة الآشوريين الأشاوس – في معركة ديربون - ليفتك بدجاج القرية الآشورية الآمنة – سميل كي يقوم بمجزرة بشعة لشعب أعزل من أطفال، نساء وشيوخ لا حول لهم ولا قوة!"
تداعيات معركة دير بون/ ܕܝܪܐ ܕܐܒܘܢܐ
بإيجاز كانت الحكومة العراقية تجري مباحثات مع البطريرك مار شمعون حول استيطان قسما من شعبنا الآشوري الذي تحت جرائم الترك والكرد أخلوا منطقتهم الجبلية في هكاري والتي غدت فيما يسمى تركيا بعد ترسيم الحدود وفق معاهدات بريطانيا التي أبرمتها كونه ليس بطريركا فحسب، بل رئيسا للأمة الآشورية .
ولكن لسوء الحظ أن تلك المباحثات تعثرت ولم تثمر بشيء والتي أدت الى خديعة استدعاء البطريرك الى بغداد ومن ثم وضعه تحت الإقامة الجبرية لكي يتسنى لحكومة بكر صدقي اتمام السيناريو الخبيث كما رواه الأستاذ عبد المجيد حسيب القيسي في كتاب حديث له (الآثوريون – مركز الموسوعات العالمية – لندن 1999 ) صفحة 79 أقتبس:
" ومن هذه المنطلقات اندفعت الحكومة وأنصارها في حملات دعائية رسمية ... فقد نشر في الصحف العراقية أكثر من 80 مقال افتتاحي تدعو الى القضاء على الآثوريين وإبادتهم وزعيمهم مار شمعون. ثم عمدت الحكومة الى اختلاق الأحداث وافتعال الوقائع وتلفيق الأقوال الخ ... ".
بنفس الوقت كانت هناك جهود حكومية وبريطانية لإقناع البطريرك الذي لم يرضخ لمطاليب الحكومة والتوقيع عليها ما لم يتم الإجابة الى بعض من الإستفسارات الضرورية التي قدمها لحكومة صاحب الجلالة ملك فيصل. لذلك طلبوا ( المسؤولون العراقيون والبريطانيون ) ا من كل المغفورين لهما ملك لوكو شليمون بدوي وملك ياقو اسماعيل وغيرهم على سبيل المثال المطران يوسف خنانيشوع وملك أندراوس من عشيرة جيلو( الأخيران رفضا الإشتراك لاسباب معينة ) للذهاب الى بغداد لإقناع البطريرك وتصفية القضية في وقت وبدون سابق انذار تم بعدها اعتقال البطريرك لأسباب لا محل لها واتهامه هو وأتباعه كان القيام بالتمرد والعصيان. وهنا، جدير بالذكر أن الشعب الآشوري كان منقسما على ذاته في مجموعتين كبيرتين *، الأولى مجموعة البطريرك التي لها شروطها ومطاليبها الخاصة لضمان حرية وسلامة شعبنا ، والمجموعة الثانية – مجموعة ملك خوشابا والموالية للحكومة العراقية .
أما عن ذهاب كل من ملك لوكو شليمون وملك ياقو اسماعيل الى بغداد، وبعد علمهما بالقبض على البطريرك ووضعه تحت الإقامة الجبرية كانت إيذانا لهما قد يكون مصيرهما نفسه في بغداد أيضا، لذلك بعد الإجتماع ببعض من قادة الأمة الآشورية العدول عن ذلك، والذهاب غربا الى سوريا بناء لأوامر البطريرك مسبقا حول نزوح شعبنا برمته الى ذلك البلد. لذلك كان نتيجة الإجتماع هذا، إذن أن يذهبا كل من ملك لوكو شليمون وملك ياقو اسماعيل الى سوريا والتشاور مع السلطات الفرنسية هناك ومن ثم بعدئذ سيكون القرار النهائي لمصير شعبنا.
ومن الجدير بالذكر، أن الملك فيصل بحكمته وبعد نظره الى كل هذه الأمور ألّح في رسائله من أوربا حيث ذهب للإستشفاء – سويسرا ، على الحكومة باطلاق سراحه ( أي للبطريك ) والسماح له العودة الى مقره في الموصل. ولكن الحكومة لم تأخذ برأي الملك لأسباب عدة منها أنها كانت كما جاء ذكره في كتاب الأستاذ – عبد المجيد حسيب القيسي المنوه عنه أعلاه كونها ترغب فعلا وقوع صدام مسلح مع الآثوريين لتستفيد منه في التغلب على المشاكل التي كانت تواجهها داخليا.
وبناء لمذكرات المغفور له ملك لوكو شليمون بداوي/ بيث داود المنشورة حديثا في كتاب ضخم له باللغة الإنكليزية Assyrian Struggle For Survival- 2012 يذكر في الصفحة 337 بما يلي:
" لقد أخبرهم البطريرك مار شمعون بأنه قد توصل الى اتفاق مع السفير الفرنسي في بغداد حول امكانية قبول هجرة الشعب الآشوري الى سوريا . والمغفور له ملك لوكو شليمون يذكر بعدم صحة الخبر لدى مقابلتهما الضابط الفرنسي ( ملازم ) ألفونزي في مقره ب- عين ديوار الحدودية مع العراق، والضابط المذكور أخبرهم ( للملك لوكو وملك ياقو ) حول اعلام الحاكم الفرنسي العام الموجود في بيروت في برقية عاجلة وجواب الحاكم الفرنسي للملازم ألفونزي في اليوم التالي كان : إن الحكومة الفرنسية لم تسمع من البطريرك مار شمعون ولا من أي شخص آشوري آخر حول الموضوع! "
والآن لنقتطف ما قالته – مجلة المسرة بهذا الخصوص حول الواقعة أي موقعة ديربون :
" على أن فريقا منهم نزحوا الى الحدود السورية حيث سلموا أسلحتهم الى الفرنسيين. وقيل أن عددهم قد ناهز 1300-1500 . فتعقبهم الجيش العراقي وطلب من الفرنسيين ارجاع النازحين الى أوطانهم ... بعد مباحثات استغرقت يومين تعهد العراقيون خطيا أنهم لا يمسون الآشوريين بأذى ... ولكن عندما خاض النازحون نهر الدجلة قاصدين الضفة العراقية ، وإذا بالجيش العراقي موقّع التعهدات يباغتهم في وسط النهر بنار حامية من البنادق والرشاشات فشعر الآشوريون عند تحقق الخيانة ... فشجع بعضهم بعضا وقطعوا النهر تحت وابل من الرصاص وهاجموا الجيش كالأسود فدحر أمامهم وانكسر شر كسرة. "
وتستطرد المجلة بالقول، أن الحكومة أعلنت الجهاد للقضاء على الآشوريين ... فكانت النتيجة أنهم لم يشفقوا على الأطفال ولا على النساء . وإن الدماء البريئة سالت في جميع القرى حيث أعملوا فيها السيف والنهب والحريق. وبالمناسبة كتب المراسل اللندني لجريدة – الطان واصفا هذه المجزرة قائلا: " على أن المدة لم تطل حتى انتقم الجيش العراقي لنفسه من الأنكسارات التي لحقت به ... فدخلوا القرى بعد أن جردوها من سلاحها وجمعوا الآشوريين وقتلوهم بالحراب والعصي والسيوف ... والمسؤول عن هذه المذابح هو رجل يدعى بكر صدقي بك الذي منحوه لقب باشا بعد " انتصار " الجيش العراقي وعودته الى بغداد ."
ليس بخاف على أحد ان هناك الكثيرين كتبوا عما حدث في مطلع آب من عام 1933ومنهم المؤرخين العراقيين من عرب وكرد، أهمهم السيد عبد الرزاق الحسني لهذه الأحداث من كتابه الوثائقي القيم ( تاريخ الوزارات العراقية ) في طبعته الأولى عام 1934. وهنا أقتبس ما قاله الأستاذ عبد المجيد حسيب القيسي عن عبد الرزاق الحسني في كتابه المذكور أعلاه ( الآثوريون ) : " ورغم أنه عاصر( أي الحسني ) الأحداث وشهدها عن كثب فإنه لم يسجل لنا منها شيئا ولم ينقل لنا إلاّ ما كانت الحكومة تردده من مزاعم وأقوال، وإلا روايتها للأحداث تبريرها للأعمال وتبرئة نفسها وجيشها من دماء الآثوريين وإتهام الإنكليز بها . "
أما عبد الرحمن البزاز – العراق من الإحتلال حتى الإستقلال – رغم أنه رجل قانون قدير نراه ينساق وراء الأوهام والكرامة ومشاعر الصداقة والعقيدة .... فيندفع الى تجاهل واقع الحال والقفز فوق الحقائق كما وصفها الأستاذ عبد المجيد القيسي الى حد الإنكار ما جرى بالآثوريين من إبادة وقال ما – سمي بمذابح الآثوريين – إنما كان نتيجة تواطؤ الصهيونية والمسيحية ضد الدولة الإسلامية العربية ويعني بها المملكة العراقية، وهي تسمية لم يقل بها أحد غيره من قبل ومن بعد. ولكن على الرغم من ذلك، كآشوريين نشكر السيد عبد الرحمن البزاز الذي عاد فإعترف في الطبعة الثالثة من كتابه الصادرة عام 1967 بدور الجيش بمذابح الآشوريين .
كما هناك كاتب آخر وهو السيد سليم طه التكريتي الى حد الخيانة العلمية كما جاءت في كتاب ( الآثوريون ) وعلى لسان الأستاذ عبد المجيد حسيب القيسي بقوله أن المذكور أخفق في ترجمته لكتاب ( العراق 1900- 1950 ) لمؤلفه المستر لونكرك حيث تم حذف خمس صفحات كاملات ومن دون الإشارة الى ذلك أو تبرير أو اعتذار وهذا ما نعنيه بالخيانة العلمية !
والجدير بالذكر، أن الحكومة العراقية دأبت مع المؤرخين العراقيين على القاء التهمة والتبعة في الأحداث المشؤومة دائما على عاتق البطريرك مار شمعون ومنهم – الحيدري، الذي جاء على حد زعمه بأحكام قاطعة ثلاثة:
الحكم الأول، إن البطريرك لعب دورا كبيرا قبل حدوث الصدام وبعده . الحكم الثاني، إنه كان أداة طيعة بأيدي البريطانيين والفرنسيين والمبشرين الأميركان. الحكم الثالث، نفذ ما أرادت منه الجهات المذكورة في الحكم الثاني علما انه لا يخدم مصالح قومه، بل يكفي بخدمة مصالحه الشخصية.
إن الأستاذ عبد المجيد حسيب القيسي جاء بخلاصة هذه في كتابه ( الآثوريون ) وكما هو معروف جيدا من انه شخصية عراقية شريفة بنفسه مدحضا ذلك وقال بالحرف الواحد:
" إن استعراض الأحداث وتحليلها بموضوعية وحياد ينفي وجود عمل ملموس أو دور محسوس للبطريرك مار شمعون في أحداث شهر اب من عام 1933."
كما هناك كاتب بريطاني آخر الذي كان في قلب الأحداث وشاهد عيان لها وهو العميد / Lt. Col R. S. Stafford الذي شغل منصب المفتش الإداري للواء الموصل الذي كتب حول الموضوع تحت عنوان The Tragedy Of The Assyrians , George Allen & Unwin Ltd , Museum Street , London 1936 ولسوء الحظ ان الحكومة العراقية منعت الكتاب من دخول البلاد.
والى جانب هؤلاء هناك من قام بكتابة لاحقا حول الموضوع ألا وهو ابن الشوفيني العربي من أصل سوري ( وفي أحدى النشرات يدعي أنه من مواليد صنعاء ) وهو ابن الأستاذ ساطع الحصري ( خلدون الحصري) والذي سار على نفس المنوال للكتاب العراقيين في إحدى المجلات المعروفة وهي The Journal of the Middle Eastern Studies هنا أقتبس ما قاله باللغة الأنكليزية عن القضية الآشورية بدون حياء: " The hero of the hour was not Faisal ( king ), but the Iraqi army and its Commander in the north, Bakr Sidqi .” بما معناه: إن البطل الحقيقي للساعة لم يكن الملك فيصل، ولكن قائد الجيش العراقي في الشمال بكر صدقي!
قبل الصدام مع الجيش العراقي
كما جاء به العميد ستافورد في كتابه – المأساة الآشورية عن قوة الجيش العراقي المرابط حول تلال جاي بخير بما يلي:
- 4 كتائب من المشاة - 4 سرايا من الخيالة - قطعة من المدفعية الجبلية - وبالإضافة الى 350 شرطي/ دركي وبهذا، يكون تعداد الجيش العراقي لا أقل ما بين 2500-3000 مقاتل، مدجج بالسلاح وكل الإحتياجات المطلوبة لجيش يقود الحرب وخصوصا الطعام وهو كما قال نابليون بونابرت- الجيوش تمشي على بطونها!
أما المقاتلون الآشوريون كان عددهم قبل الواقعة 870 رجلا ولكن بعدها انحسر الى حوالي 750 رجل، تحت قيادة كل من ملك/ شيخ لوكو شليمون وملك/ شيخ يعقو اسماعيل وفق مذكرات والدي المرحوم شليمون زومايا بينما المرحوم ملك ياقو اسماعيل يضع العدد الى 550 مقاتلا. كما هناك اختلاف في تسمية المسؤول الفرنسي على الحدود العراقية السورية في كل من مذكرات ملك لوكو شليمون بداوي وملك يعقو اسماعيل وهذا للتنويه فقط . أما حالتهم المعنوية كانت ضعيفة جدا، فهم لم يكونوا مزودين بالغذاء والماء الضروري وخاصة في عز فصل الصيف ولا من ناحية الأسلحة غير البندقية الشخصية وبضع رصاصات محدودة.
بناء لمذكرات والدي المقاتلون الآشوريون عددهم كان كالآتي:
246 مقاتلأ من عشيرة تخوما 15 مقاتلأ من عشيرة جيلو 61 مقاتلأ من عشيرة ديز 240 مقاتلأ من عشيرة تياري 24 مقاتلأ من عشيرة باز مع 164 مقاتلأ من عشائر متفرقة ويكون المجموع 750 مقاتلا .
أما مجموعة المرحوم ملك ياقو اسماعيل، ليس لدي أي معلومات تذكر، ولكن كما هو معروف ان ملك ياقو، شخصية فذة ومقاتل شجاع جدا، للأسف حصل في مجموعته نوعا من التصدع والبعض منهم عاد من حيث أتى كون هناك بعض من الأشخاص غير مؤيدين له وربما وقعوا تحت تأثير الجهة المناوئة لمار شمعون – مجموعة ملك خوشابا ! وإلى جانب ذلك ملك لوكو شليمون بداوي يذكر في كتابه الذي صدر حديثا والمنوه عنه في مقالي، ان الإتصالات انقطعت بينه وبين ملك ياقو منذ عبورهم نهر الدجلة وهو يستغرب ذلك .
المرحوم ملك لوكوشليمون بداوي، ملك/ شيخ عشيرة تخوما قسم مقاتليه (246 مقاتلا ) الى ثلاث وحدات بقيادة الأشخاص المدرجة أسماءهم أدناه :
أولا، الوحدة الأولى تحت أمرة ملك بيتو من تخوما الداخلية
ثانيا، الوحدة الثانية تحت امرة الرئيس شليمون زومايا بيث شليمون ( والد كاتب المقال ) من بناي ماثا أو كوندكثا- تخوما
ثالثا، الوحدة الثالثة تحت أمرة الرئيس هرمز يونان من مزرعة – تخوما
والآن مع سير المعركة في دير بون
قبل الولوج في الموضوع، هنا سأستعرض بإختصار مجريات الأمور خطوة خطوة:
في البداية، أريد أن نؤكد أكاذيب وزيف الحكومة العراقية، التي ادعت ان الآشوريين العائدين الى العراق عبر نهر الدجلة كانوا البادئين في مهاجمة الجيش العراقي المرابط على الهضاب والتلال المشرفة على النهر. وهنا نقول، إذا كان هذا الشعب المنهك بدون غذاء كاف ، لمن الغباء مواجهة جيش عرمرم وكثير العدد والعدة؟! فإذا صدقت إدعاءاتهم، ألم يكن الأفضل لهم منازلة الحكومة وفي عقر دارها عندما كانوا داخل العراق، حيث هناك كثير من العوامل المساعدة أكثر لتحقيق ذلك؟ ولكن لم تفعل.
- عندما توجه كل من ملك لوكو شليمون وملك ياقو الى الحدود السورية بناء لأوامر البطريرك، وانتشر الخبر في أوساط شعبنا ، سارع الجميع بالإلتحاق، رغم أن هذين الشخصين في آخر اجتماع لهما كان عليهما أولا التأكد بنفسهما من الوعود الفرنسية وعلى لسان سفيرها في بغداد كما أخبرهم البطريرك ومن ثم سيأخذون الخطوات الأخرى . - كما قلنا السلطات الفرنسية جردت جميع أفراد شعبنا من السلاح ساعة دخولهم الأراضي السورية ( تحت الإنتداب الفرنسي ) . - المسؤول الفرنسي على الحدود قام بإتصالات مهمة مع القيادة العليا الكائنة في بيروت، لبنان الذين أخبروه بعدم صدق الخبر حول ما ادعى به البطريرك. - عندها كانت هناك اتصالات حتى ضغوطات من المسؤولين العراقيين والبريطانيين بعدم قبول النازحين، بل عليهم العودة الى العراق. - كما أن الحكومة العراقية طلبت من السلطات الفرنسية بعدم إعادة السلاح الى النازحين، ولكن المسؤولين الفرنسيين لم يقدموا أي تعهد بذلك- طبعا هم يدركون جيدا مآرب الحكومة . - بعد ظهيرة يوم 4 آب الحكومة الفرنسية سلمت الأسلحة لشعبنا وتوجهوا الى الشرق لعبور نهر الدجلة. - وجدير بالذكر، أن النهر كان ضيقا وسريع الجريان وليس سهلا للعبور في وقت الأفراد مدججون بسلاحهم، ما سبب فقدان شخصين غرقا . - إن الحكومة العراقية اعطت ضمانات للمسؤولين الفرنسين على الحدود، في حال العبور لن يصيبوا بأذى للعابرين، وكان سبب إعادتهم . - إن الجيش العراقي من المؤسف – كعادة العرب – خانوا الأمانة وصاروا يطلقون نيران غزيرة على العابرين وهم في النهر. - عندها أخذ مقاتلونا الآشوريون الحيطة وسارعوا العبور بسرعة وبحالة هجومية . - إن الجيش العراقي كما هو معروف متمركز على التلال المشرفة على نهر الدجلة، بينما المهاجمين الآشوريين يتقدمون نحوهم من الأسفل . - القيادة الآشورية وخصوصا تحت اشراف ملك لوكو شليمون ، درست الوضع جيدا، وهي العمل بكل سرعة ممكنة لسحق دفاعاتهم قبل ولوج النهار والذي سيكون لصالح الجيش العراقي، كونه مشرف عليهم وثانيا الشمس ستكون في وجه المهاجمين الآشوريين. - وهكذا قبل الفجر استطاع مقاتلينا رغم كل الصعوبات أن يقتحموا الخنادق والتحصينات العراقية كلها سقطت . - وللبرهان على ذلك ان الحكومة استخدمت سلاح الطيران، وبناء للملك لوكو شليمون، أن الطيارين كانوا بريطانيين . - من المؤسف أن الحكومة، كالعادة أدعوا من أنهم هزموا المقاتلين الآشوريين، لو تم ذلك لماذا إذن يلجأون بالثأر والقيام باعمال – داعش والنصرة من تنكيل وقتل الخ في القرى الآشورية ؟! - بناء لما ذكره والدي المرحوم، الريس شليمون زومايا( بيث شليمون ) بأن السلطات الفرنسية في حال نكوص الحكومة العراقية بتعهداتها عندها يمكنكم اللجوء إلينا حيث سنقدم لكم العون والمساعدة المطلوبة، كون الفرنسيين هنا قاموا بعمل إنساني مشروع لجماعة مضطهدة مسيحية. وهكذا تم بقبول المقاتلين الآشوريين للدخول سوريا مجددا وبعدها هناك يبدأ الفصل الثاني قد نبحثه مستقبلا حول إسكانهم في منطقة الخابور من اعمال الجزيرة السورية. ......... * وهنا نضع جدولا بالأسماء لكل منهما
مجموعة البطريرك: مثلث الرحمات المطران مار يوسف خنانيشوع ملك لوكو شليمون بداوي- تخوما ملك ياقو اسماعيل - تياري القس كيوركيس - تخوما ملك اندرأوس - جيلو الريس شليمون زومايا / بيث شليمون ( والد الكاتب ) بناي ماثا/ تخوما الريس هرمز زومايا يونان – مزرعة/ تخوما الشماس كنو – جيلو ملك داود – تخوما زادوق نويا – أشيتا سيفو كينا - تياري السفلى الريس بوبو – أشيتا الشماس يوسف إليا – تياري العليا الريس عبديشوع خوشابا - رومتا الريس يوسف سورو – تياري العليا الريس يوخنا – هلمون الريس وردا أوشعنا – تياري العلي أكوما مخمور – باز هرمز طليا - باز تالو داود – باز
مجموعة ملك خوشابا: مثلث الرحمات مار سركيس - جيلو ملك خوشابا يوسف – تياري السفلى زيا ملك شمسدين – تياري السفلى ملك خمو – باز تشيكو كيوو – تياري العليا أوديشو داديشوع - تياري العليا خيو اوديبشو – أشيتا – تياري السفلى دانيال فرص – جيلو كبريال شمعون – باز شمعون برخيشوع – ليزن السفلى أوديشو لاوندو - - تياري السفلى ( هذه الأسماء مأخوذة من كتاب المرحوم ملك ياقو اسماعيل، وكما يبدو لا تطابق ما جاء به يوسف ملك خوشابا في كتابه باللغة العربية " حقيقة الأحداث الآثورية المعاصرة" بغداد – العراق 2000)
المصادر:
الآشورية -
أشوريون بين حربين عالميتين – ملك ياقو اسماعيل – طبع طهران، إيران 1964 مذكرات – الريس شليمون زومايا( بيث شليمون ) غير مطبوعة وشاهد عيان وقيادي آشوري. السنوات الصعاب، أوديشو دبرزانا 2003
العربية:
الآثوريون ، عبد المجيد حسيب القيسي – مركز الموسوعات العالمية – لندن 1999 حقيقة الأحداث الآثورية المعاصرة – يوسف ملك خوشابا ، بغداد- العراق 2000
الإنكليزية : Yusuf Malek, The British Betrayal of the Assyrians- Chicago,Illinois 1935 Lt. – Col. R. S. Stafford, LONDON 1933 Malik Loko d’Beth-Dawed / Badawi , Assyrian Struggle for National Survival 2012
8
الأستاذ دافيد برصوم برلي من دعائم القومية الآشورية الأوائل (1901- 1979 ) ( الحلقة الرابعة )
آشور بيث شليمون
إن المغفور له دافيد برصوم برلي يعتبر من رهط القوميين الآشوريين الأوائل من أمثال آشور يوسف ، سنحريب بالي ، نعوم فائق والصحافي فريد نزها وغيرهم من أبناء الكنيسة اليعقوبية الشقيقة . ولد المرحوم من أبوين آشوريين في المدينة الآشورية خربوط ( حاليا في تركيا ) وذلك عام 1901 . لقد درس قرابة سنتين في كلية الفرات ( دراسة ثانوية ) ولكن اندلاع الحرب الكونية الأولى (1915- 1918 ) لم تمكنه من اتمام تحصيله العلمي حيث أرغم مع عائلته وكثيرا آخرين من أبناء شعبنا الفرار ولكن والده مع جموع آشورية كثيرة ساقتهم القوات التركية إلى أماكن مجهولة حيث للأسف لاقوا حتفهم وكانوا ضحايا العدوان الإجرامي للسلطة التركية الكمالية وقتئذ حيث تعرف بأحداث – سيفو . المرحوم دافيد مع مرافقيه شقوا طريقهم شرقا حتى تخوم روسيا بحيث تمكنوا بعد سنتين من الوصول إلى الولايات المتحدة الأميركية كي يلتحق بإخوته وأخواته الذين كانوا قبلا في البلاد وفي ولاية ماساتسوست / Massachusetts بالذات .
في الولايات المتحدة الأميركية تمكن الشاب الآشوري بكل فخر لأن يكمل دراسته في الجامعات الأميركية التالية :
- الكلية الأكاديمية الأميركية عام 1922 - جامعة بوسطن عام 1926 - جامعة بوسطن – كلية الحقوق ، عام 1928 - جامعة نيويورك – دراسة عليا في القانون كأستاذ / Professor عام 1933 - لقد تأهل بالأنسة روز كزانجي ورزقا بنتا واحدة .
إن الإتحاد الآشوري العالمي أغدق عليه بمكافأة لجهوده في الدفاع عن قضايا شعبنا الآشوري بوسام استحقاق وهو " نجمة آشور " وذلك عام 1973 كما أن البروفيسور دافيد برصوم برلي إبان أحداث 1933 كان الناطق الرسمي والمدافع عن شعبنا الآشوري وما كان من جهوده وجهود الآخرين حيث تمخض ولادة أول منظمة قومية آشورية في الولايات المتحدة الأميركية ألا وهي " الإتحاد الآشوري " Assyrian American Federation . لقد شغل المرحوم مناصب عدة في الإتحاد المذكور ( رئيس ، نائب الرئيس وأمين السر والمرشد القانوني في اللهيئة التنفيذية للإتحاد الآشوري القومي الأميركي ) . إن مساهماته لهي عديدة جدا في الصحافة الآشورية والعالمية من خلال مقالاته ومحاضراته وكتاباته الغزيرة دفاعا عن القضية الآشورية في المحافل الدولية . كما شارك وساهم مع القومي الآشوري الآخر – المغفور له يوسف مالك – في ترجمة وتغطية كثيرا من المواضيع في كتاب " الخيانة البريطانية للآشوريين " . والجدير بالذكر أنه رد على كل من حاول الإساءة إلى أمته الآشورية وعلى سبيل المثال المؤرخ البريطاني آرنولد جي توينبي والبروفيسور اليهودي من جامعة شيكاغو " ليو آوبنهيم " حيث تحداه ( ليو أوبنهايم ) بالمواجهة الشخصية إذا لزم الأمر . وأخيرا يمكن أن يقال بحق أن جهوده وأعماله كثيرة جدا لا يمكن بهذه العجالة إلا أن نغطي على قسم يسير جدا منها . المغفور له للأسف وافته المنية في عام 1979 ، ولكنه لم يمت بل هو حي يرزق لدى شعبه الآشوري الذي حبه وستبقى ذكراه في أذهان أمته إلى الأبد الأبدين .
معلوماتي عن المغفور له
المغفور له دافيد برلي برصوم ، وأنا في سني الحداثة لي المعرفة الجيدة به حيث كان إسمه يتردد مع القومي الآشوري الآخر المرحوم جوزيف دورنا ، حيث كانت تصل إلى والدي كثيرا من الدوريات والأدبيات القومية التي كما قلت أعلاه ونظرا للمساهمات الغزيرة له وكون معظمها باللغة الإنكليزية . أول التعرف به كان من جراء استلامي رسالة شخصية منه وأنا في الولايات المتحدة الأميركية في أواخر السبعينيات ، وهذا هو النص الحرفي ومن ثم سأترجمه إلى العربية :
Dear Ashur :
December 18, 1969
On pages 60 to 62 of the Asiria , Mr. Nozha has an article in which he talks of " ASSYRIAN " and " SYRIAN " . If you know how to read the article, will you kindly tell me his meaning? I am anxious to know his version of our national name, Assyrian. Best wishes for the coming season. Sincerely yours,
David B. Perley ( Sign ) 18 كانون الأول 1969
عزيزي آشور
على الصفحات 60 إلى 62 من مجلة الجامعة السريانية / آشور ، السيد نزها في مقال له حيث يتحدث عن " الآشوري " و : السوري " . فيما إذا كان بوسعك قراءة المقال ، هل تستطيع لطفا ان تخبرني مقصده ؟ إنني أنتظر بقلق معرفة موقفه من اسمنا القومي لآشوري . مع تحياتي المخلص : دافيد برصوم برلي
إن المرحوم فريد نزها كما قلت عاود نشر المجلة وفيها إعادة لمقال حيث دافع عن تسميتنا القومية الآشورية وذلك استجابة لرسالتي له حيث " المجلة البطريركية " كانت قد نشرت في ( العدد تموز 1968 ) مذكرات نيافة الحبر الجليل مار أثانسيوس أفرام مطران لبنان عن زيارته لألمانيا الغربية ومقابلته للبروفيسور " شبولر " بحيث قال له أن اسم " السريان " الآتي من " كورش " . وقد كنت قد علقت على مثل هذا الكلام في تعقيب لي نشر على صفحات المجلة البطريكية ذاتها ( عدد آذار 1969 ص 259-260 ) وشكرا على ذلك للطيب الذكر وقتئذ الأب صليبا شمعون والآن أعتقد غدا مطرانا مدحضا ذلك – مع أسفي حيث يومها لم أكن لي دراية بنيافة المطران أثانسيوس لتدور الأيام وإذ اليوم نحن لنا صلة قرابة حيث أحد أولاد أعمامي قد تزوج لإبنة أخيه ! وهكذا ، أجبت المرحوم السيد برلي ما كان قصد المرحوم نزها في تلك المقالة في رسالتي الجوابية وبعدها بأيام معدودة استلمت رسالة ثانية منه وهذا نصها بالإنكليزية ومن ثم يليه الترجمة العربية :
Dear Ashur :
December 31, 1969
I am grateful to you for your answer of December 26th . The death of Mr. Nozha is a National tragedy in my opinion. Will there be anyone to continue his work? I understood the general meaning of Mr. Nozha's article. I wrote to you only for the purpose of confirmation. Are you a Jacobite Assyrian and where did you come from? I would like to hear from you from time to time. Yours very truly,
David B. Perley ( Sign )
31 كانون الأول 1969
عزيزي آشور :
أشكرك جدا لإجابتك المؤرخة في 26 كانون الأول . إن وفاة السيد نزها لهي مأساة قومية في نظري . هل هناك من يكمل أعماله ؟ لقد فهمت المعنى العام لمقالة السيد نزها . وكتبت لك للتأكد فقط من هدفه . هل انت " آشوري يعقوبي " ومن أين أتيت ؟ كما أحب أن أسمع منك من حين لآخر . المخلص : دافيد برصوم برلي ( التوقيع )
وفي الختام ، كنت محظوظا أن أقابل المرحوم في إحدى اجتماعات الإتحاد الآشوري الأميركي ( اللجنة التنفيذية ) المنعقد في مدينة شيكاغو وكوني في الهيئة التحريرية لمجلة " كوكبا آثورايا / Assyrian Star " حيث صرفنا ردها من الزمن معا نتجاذب الحديث حول القضايا القومية الآشورية وعبر عن فرحه بلقياي كما شكرته على ذلك بدوري . إن المرحوم كان وقتها طاعنا في السن ولم يكن نشيطا في الحضور لمثل هذه الإجتماعات الدورية ولكنه حاول ذلك كونه عرف أني مقيم في مدينة شيكاغو لغرض مشاهدتي وكم أنا محظوظ بذلك رحمه الله و أسكنه جناته الفسيحة .
9
الأخ فادي متى المحترم
بعد اطلاعي على ما كتبته مؤخرا عن مقررات الكنيسة المشرقية الآشورية وما جاء بها من تخيطات تاريخية والتي لا رابطة بينها اطلاقا والرابط أدناه، وإن دل ذلك على شيء فهي حتما تدل على عدم تفهمك مع احترامي للمسيحية الحقة ولا حتى الناحية القومية أيضا في هذا المضمار . http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,782781.0.html
أولا، نحن هنا في حديث عن إحدى الكنائس الآشورية التي اجتمعت لإنتخاب بطريرك لها بعد البطريرك المتنحي المرحوم المثلث الرحمات ماري دنخا الرابع ܡܪܝ ܕܢܚܐ ܪܒܝܥܝܐ܀
ثانيا، إن الحديث كنسيا شيء والحديث عن قومية الكنيسة شيء آخر. وهنا لا تنسى ان الامة الآشورية تضم كنسيا ومسيحيا من كل الطوائف أي هناك نساطرة، يعاقبة، كاثوليك والطوائف الأخرى الإنجيلية وليست حصرا في النسطرة او الكنيسة المشرقية القديمة كما تريد أن تروج هذه الفكرة الخاطئة مع الأسف . ومن ثم ليكن في معلومك ان أحد أساطين القومية الآشورية هو الدكتور آشور يوسف من خربوط وهو من السريان الأرثوذكس وليس نسطوريا !
ثالثا، إن المسيحية، هي بعيدة كل البعد عن القومية، بل كنيسة أممية كونها تجمع كثيرا من القوميات الموجودة في عالمنا اليوم وليست محصورة في قومية محددة والتي عندك هي آرامية . إن مثل هذا التصرف مع احترامي الكبير لك ولكل من يدور في هذا الفلك عندي يعد ممن يريدون تقزيم هذه الديانة العالمية التي تدعو جميع الشعوب للتآخي وأن تكون متماسكة معا لإزالة الأحقاد والضغائن من أجل اسعاد البشرية ( الله محبة ) وانتشالها من الخطيئة الأبدية التي جاء لها الرب يسوع المسيح برسالته السماوية الخالدة.
رابعا، إن شعوب الهلال الخصيب عندما تقبلت المسيحية لم تقبلها كونها ( آرامية ) حسب تصورك المتقوقع الضيق مع احترامي، بل كونها رسالة سماوية وليس لها علاقة من قريب أو بعيد من الآرامية التي تريد ان تحشرها في هذه الديانة النبيلة .
خامسا، كآشوريين لسنا بحاجة أن تملي علينا بأننا ( سريان ) بغض النظر عما جاء بالمرسوم الكنسي حول اجتماع أربيل، كوننا مصدرها ومبعثها واولها لأن المفردة هذه جاءت كما نوهنا عنها مرارا وتكرارا من آشور < آسور وغيرها من التكهنات لا أساس لها من الصحة .
سادسا، تقول كي تكون الكنيسة آشورية، يجب أن يكون لها مقرا تاريخيا في احدى العواصم الآشورية التي في نظرك الضيق وربما المعادي وهذا ما ينافي كل القيم التي جاءت بها هذه الديانة العظيمة كونها ديانة أممية وليس محلية وخاصة بشعب معين وهنا الشعب الآشوري.
سابعا، أنت تقول بأن ساليق وقطيسفون مدينة أسسها القائد اليوناني ولكن تنسى او تتناسى بان انطاكية ليست مدينة شيدها الآراميون أيضا ! كما إذا كان فافا الآرامي احد الذين تبوأوا على كرسيها، هذا لا يدل أن كل المنتمين اليها هم آراميون يا اخي !! وهل تعتبر أوربا المسيحية عبرانية كونها من ثمرات وجهود الرسول بطرس اليهودي؟
ثامنا، تقول بأن الشعب الآشوري لم يكن له لغة وعليه البحث او العودة الى اللغة الأكادية كون اللغة السريانية ليست لغته !! الأخ فادي، مع احترامي الكبيرلك الأفضل عدم استخدام مثل هذا الأسلوب الذي لا منطق فيه ولا صحة اطلاقا، وهل في العالم شعب بدون لغة وتبنى لغة الآخرين اي بما معناه انه وجد أبكما وهي سخرية القدر. وهنا اطلب منك التجنب باستخدام مثل هذا الكلام الذي يروجه البعض السذج اليوم ومنهم مع احترامنا الكبير الأخ الدكتور أسعد صوما ونيسكو وشركاهما كونه مضحك جدا .
تاسعا، اعلم ان اللغة السريانية ليست آرامية، فإذا كانت آرامية ففي نفس الوقت هي آشورية، كنعانية، أمورية، إيبلية، وكلدية . وما عليك ان تقرأ موضوعي والمنشور في كثير من المواقع وموقع – عنكاوا ضمنا الموسوم " من هم السريان وما أصل اللغة السريانية " .
عاشرا، والمضحك المبكي انك وغيرك تعاودون تكرار أن الإنكليز سموا النساطرة بآشوريين لتمرير مشاريعكم مع الأسف العدوانية وما هنالك. ولكن تنسى من ان الإسم الآشوري معترف به في غالبية طوائفنا المسيحية في بلاد آشور ܡܬܐ ܕܐܫܘܪ أي في شمال العراق، مثل اليعقوبية، الكاثوليكية والإنجيلية وليست حصرا بالنسطورية كما تريد تمرير مثل هذه الأفكار الوهمية .
الحادي عشر، من المؤسف إنك تطالبنا بأن نترك الإسم – السرياني والذي مصدره كما قلنا آشور والآشورية بينما تعتبر الكنيسة المسيحية الاولى في مدينة انطاكية آرامية كون احد مؤسسيها شخص آرامي، أليس من الأفضل الآن أن تغير اسم كنيستك الى آرامية عوضا عن السريانية والعودة الى مدينة دمشق العاصمة الآرامية والتي هي اليوم قلب العروبة النابض من جهة ، ومن ثم إعلم إن باني مدينة انطاكية ليس شخصا آراميا، بل أحد الجنرالات للأسكندر المقدوني وهو Selecus I Nicator في القرن الرابع قبل الميلاد وهنا الكفاية وشكرا .
آشور بيث شليمون ___________________
10
قفزة نوعية في تجديد الحركات اللغوية !
آشور بيث شليمون
إن استنباط الحركات جاء متاخرا جدا بعد ايجاد الألف باء السينائية ( 1600 ق. م. ) والتي هي نتاج الكتابة المسمارية والأخرى الهيروغليفية من جهة أخرى. إن الكتابة الألفبائية مرت بمراحل عدة حتى توصلت الى ما نحن اليه اليوم بشكليها النسطوري واليعقوبي والإسطرنكيلي . كما تطلب ردحا من الزمن أي حتى القرن الخامس الميلادي لإيجاد الحركات النسطورية ( ܙܘܥܐ ) والسابع الميلادي للحركات اليعقوبية. وهذه الحركات لا زالت قائمة الى اليوم، ولكن في الحقيقة منذ اكثر من عشرين عاما كنت قد وضعت دراسة حولها ومن ثم أتيت بشكل جديد من الحركات التي هدفي منها كان السهولة ومن ثم عدم التعقيد كما هو الشان بالحركات الحالية . وقبل الإفصاح عن شكل الحركات الجديدة علينا ان نلقي ولو نظرة مقتضبة على الحركات الحالية النسطورية واليعقوبية.
إن للنساطرة هناك سبع حركات وهي :
ܦܬܚܐ الفتاح وهي عبارة عن نقطة فوق الحرف المراد تحريكه وأخرى تحته مثال في ܦܓܪܐ ( والحركة على حرف الفاء) والحركة الجديدة هي عبارة عن V بشكل أفقي
ܙܩܦܐ الزقاف وهي تتكون من نقطتين مائلتين توضع فوق الحرف المراد تحريكه مثال في ܥܠܡܐ ( والحركة على حرف العين ) والحركة الجديدة هي عبارة عن V الأنكليزية
ܙܠܡܐ ܦܫܝܩܐ الزلام السهل وهي عبارة نقتطتين ( مزدوجتين ) توضع تحت الحرف المراد تحريكه مثال ܡܠܚܐ ( والحركة تحت حرف الميم ) والحركة الجديدة هي عبارة حرف V معكوسة وهنا يتم اختزال ܙܠܡܐ ܦܫܝܩܐ وكذلك ܙܠܡܐ ܩܫܝܐ معا
ܙܠܡܐ ܩܫܝܐ الزلام الشديد وهي تتكون من نقتطتين مائلتين توضع تحت الحرف المراد تحريكه مثال في ܪܫܐ ( والحركة هذه تكون تحت حرف الراء ) الحركة الجديدة هي نفسها كما اعلاه أي V معكوسة أيضا
ܪܒܨܐ الرباص وهي عبارة عن نقطة توضع تحت الواو ( ولا في غيرها من الحروف ) مثال ܚܘܒܐ ( والحركة توضع تحت حرف الواو كما قلنا ) الحركة الجديدة هي عبارة عن نصف V ولكن بشكل أفقي
ܪܘܚܐ الرواح وهي عبارة عن نقطة توضع فوق الواو (ولا في غيرها من الحروف ) مثال ܛܘܗܡܐ ( والحركة توضع فوق الواو كما قلنا أي الحرف الثاني من المفردة
لا يوجد هنا حركة لعدم لزومها ويكفي كما هو الأمر في اللغة الإنكليزية أن تقراها مثل حرف O أو [/b]الواو العربية[/color]
ܚܒܨܐ الحباص وهي عبارة عن نقطة توضع تحت حرف الياء ( ولا في غيرها من الحروف ) مثال ܕܝܢܐ ( والحركة توضع تحت حرف الياء كما قلنا أي الحرف الثاني من المفردة ) وهنا لا حاجة الى أي حركة أيضا ويكفي باللفظ كما هو في اللغة العربية ( ي ) او في اللغةليزية حرف E وبذلك تلغى نهائيا الحركة .
وقد ذكر النحاة وجود عند الشرقيين حركة أخرى سموها ܐܣܩܐ وهو عبارة عن الزلام الشديد الذي قبل الياء كما في المفردات التالية : ܐܝܠ - ܚܝܠ
أما الحركات عند اليعاقبة فهي خمسة وهي عبارة عن إشارات أو حروف يونانية توضع دائما فوق الحروف وهي:
ܦܬܚܐ الفتاح وهي إشارة توضع فوق المفردة مثال ܐܒܪܗܡ الإشارة هذه توضع فوق حرف الألف في أبروهوم
ܙܩܦܐ وهي إشارة مثل الضمة في اللغة العربية توضع فوق الحرف المراد تحريكه مثال ܐܕܡ وهكذا الإشارة توضع فوق حرف الألف في آدم
ܪܒܨܐ الرباص وهي إشارة توضع فوق الحرف المراد تحريكه مثال ܐܫܥܝܐ أي على حرف الألف في إشعياء
ܥܨܨܐ العصاص وهي اشارة توضع فوق حرف الياء دائما ولا غيرها من الحروف مثال ܐܘܪܝܐ ( أي تحت الحرف الثاني من المفردة )
ܚܒܨܐ الحباص وهي اشارة مثل حرف H في اللغة الإنكليزية ولكن مائلة توضع فوق الحرف ܝ الياء دائما مثال في ܐܝܣܚܩ ( أي فوق الحرف الثاني الياء )
وهنا لنا القول أن الحركات عند الأشقاء اليعاقبة هي خمسة وذلك كونهم اختزلوا كل من الحركتين الزلام السهل والشديد بحركة واحدة اسموها ܪܒܨܐ وكذلك اختزلوا الرباص والرواح بحركة واحدة وأسموها ܥܨܨܐ عذري الشديد كوني لم أستخدم الحركات لعدم وجودها في حاسوبي وشكرا سلفا! ملاحظة هامة :
إن الحركة الجديدة والتي أرشحها ان تأخذ مكانها هي عبارة عن حركة واحدة الشكل وبمثابة حرف V او رقم سبعة في اللغة العربية . وهي حركة تأخذ أشكالا مختلفة كما تراها من الجدول في حركاتنا أعلاه أي منها مثل V او نفس الحرف معكوس ومن ثم بشكل أفقي وهكذا كما دوما توضع فوق الحرف .
11
نعم، كان هناك بصيص من الأمل، ولكن !!!
آشور بيث شليمون
إبان الحرب الكونية الاولى 1915، كان هناك بصيص من الأمل حول بعث الشعب الآشوري كقومية من جديد وفي بلاده التاريخية، ولكن لمن المؤسف قوله، هناك حيكت مؤامرات عديدة لإجحاض هذا المشروع وخصوصا من الكنيسة الكاثوليكية المتمثلة فيما يسمى – كنيسة الكلدان صنيعة روما البابوية. إن الكنيسة الرومية، كان هدفها ولا يزال الى إقامة – امبراطورية كاثوليكية – على انقاض الشعوب وخصوصا تلك المسحوقة بمئات من السنين على أيدي المسلمين، عرب، إيرانيين، كرد وترك.
الكنيسة الكاثوليكية، كما هو معروف جيدا للقاصي والداني، قد لعبت دورا خطيرا وهداما لدى الترك في تمرير سياستهم على حساب شعبنا حيث حصلوا على إمتيازات لبث ونشر عقيدتهم في شعوب المنطقة وشعبنا الآشوري ضمنا. وما على القارئ الكريم مراجعة الكتب التاريخية حيث بوسعك الحصول على هذه المعلومات بكل سهولة وما هي الأدوار القذرة التي لعبتها الكنيسة الكاثوليكية في هذا المضمار.
علما أن لهذه الكنيسة سجل أسود في كثير من القضايا عالميا حتى غدت أضحوكة الشعوب وخصوصا في هذه الأيام، الى درجة انها دعيت للإستجواب من قبل الأمم المتحدة في جنيف حيث استنكفت المثول للجرائم التي إقترفها كهنتها وإكليروسها والتي تندى لها الجبين.
نحن لا ننكر، المحاولات الكبيرة التي قام بها البابوات في المدة الأخيرة وخصوصا البابا جان بول الراحل Pope John Paul II في تحسين وترميم الكنيسة من كل النواحي، ولكن رغم ذلك يتطلب منها الكثير في هذا السياق إذ ليس كاف ما تعمله في هذا المضمار.
ملكيون أكثر من ملك
إن الذين اعتنقوا الكاثوليكية منذ 1552 من أبناء شعبنا الآشوري والى اليوم ديدنهم الأوحد ليس محاربة الكنيسة المشرقية كونها نسطورية فحسب، بقدر ما هي قومية المظهر وهم يدركون فيما إذا تفهمت جماهير شعبنا الحقيقة حول مؤامرات روما الكاثوليكية، سرعان ما يفلتون من عقال الكنيسة الكاثوليكية والعودة الى الكنيسة الأم الأصلية، الكنيسة المشرقية القديمة وليس ذلك فحسب، بل الى القومية الآشورية – لهذا الأساس يحاولون دائما إملاء أكليروسهم في مقارعة ومجابهة المد الشعبي الآشوري الجارف بمؤامرات لا حصر لها كي تجحض كل هذه المحاولات والتي كما رأيتم في ذلك الكراس لأخ من – الملة الكلدانية وهو الأخ نارساي حنا حيث قال بالحرف الواحد: " والآن اعلم وتأكد وتيقن بان درجة البطريركية التي تمشط لها ذقنك وتمهد السبل، لن تفز بها أبدا، وإن جادت الظروف النحسة الملعونة وساعدتك على تنفيذ أمر عميل يوليوس ونيرون وحفيد كاترين دي مدسيس الفاجرة، وارتقيت أريكة البطريركية، فافهم وافتح سمعك جيدا والعلم أن أحضان أمنا المحبوبة – الكنيسة النسطورية – هي مفتوحة لنا على الدوام ....." الصفحة 37 من الكراس الموسوم - صراخ القلب المكلوم في رثاء المطران المظلوم بقلم حنا نارساي الموصلي الكلداني – من منشورات مطبعة السلام – سان باولو، البرازيل 1929
وخلاصة الكلام، ما نقوله ليس إلا الحقيقة الدامغة حيث نجحت هذاه الكنيسة حتى بغسل دماغ الكثيرين من أبناء شعبنا الى حينه رغم ثقافتهم وإدراكهم العاليين للسير في هذا السبيل المعوج وهم فرحون رغم ان هذه الكنيسة المسماة – الكلدانية قامت على أشلاء شعبنا الآشوري ولا الكلدي المنقرض منذ اكثر من ألف سنة ولا وجود له في الجنوب ܀
12
[size=14pt]هل اللغة الآرامية كانت لغة السيد المسيح ؟!
آشور بيث شليمون من المعروف أن شعوبنا وكل المذاهب تتفق في الهلال الخصيب وتفتخر معا بأن السيد المسيح المخلص تحدث باللغة الآرامية، وعلى هذا تعطي الأهمية الكبرى لهذه اللغة ولأنهم الناطقين بها . إنه لمن الضروري ونحن على عتبة الألفية الثالثة كي لا نقع في فخ المفاهيم الأسطورية التي مع احترامي الكبير لديانة عظيمة كالمسيحية لتقع في مستنقع مروجي هذه الأفكار الباطلة.
وليكن معلوما سواء الرب يسوع المسيح تكلم بهذه اللغة أم لا، فهذا وطبق مفاهيم وعقيدة المسيحية لن يغير شيئا منها، أي بما معناه لو كان حقا السيد المسيح اعتبر اللغة الارامية لغته، فإن الناطقين بها فيما إذا وجدوا لن تكون لهم " تأشيرة لدخول الفردوس " بل ما يؤمن للفرد به، هو إيمانه بالسيد المسيح الذي سفك دمه على خشبة الصليب لغفران خطايانا والتقيد بتعاليمه السمحاء السلمية . إن معضلة اللغة هي شغلنا الشاغل اليوم للأسف، ولكن شخصيا وبإختصار سلطت الأضواء عليها في كثير من كتاباتي بأن اللغة الآرامية، تعد اليوم لغة منقرضة كما هو مصير كل اللغات القديمة بدءا بالأكادية ( الآشورية البابلية ) والكنعانية والابلية( الأمورية ) والآرامية والكلدانية وظهرت لغة جديدة على أنقاض تلك اللهجات أو اللغات وهي السريانية والتي هي باختصار لغة تكونت من مجموع اللغات المنقرضة المذكورة أعلاه وبفعل الأبجدية الحديثة الكنعانية ، والعامل الموحد الأكبر لها كانت الديانية المسيحية التي جمعت هذه الأمم جميعا في بوتقة واحدة وشكلت معا مجتمعا كي يكون الداعية الأكبر في نشر الديانة المسيحية وهذا ما حصل وعلى أيدي أجدادنا من أبناء الكنيستين الشقيقتين النسطورية واليعقوبية. وخلاصة القول يمكننا القول أن " السريان والسريانية " لهي مدلول اللغة الحديثة والثقافة " ولم تكن كيانا قوميا سياسيا مستقلا اطلاقا وعلى هذا نجد ما قالته السيدة " نينا بيغوليسفكايا وترجمة الدكتور خلف الجراد في كتابها الموسوم " ثقافة السريان في القرون الوسطى " في الموضوع هذا وما يعنيه هذا المصطلح : " ... أما مصطلح " سريانية " فانه يستخدم في هذا المؤلف ( ثقافة السريان ) حسب التقليد المتبع منذ مدة طويلة، ويقصد به اللغة والثقافات، التي سادت في القرون الوسطى ( بدءا من القرنين الثاني والثالث للميلاد ) في أراضي الشرق الادنى ومناطقه وعلى الأخص في سوريا وشمال ما بين النهرين .... " والآن لنعود الى الموضوع الرئيسي وهو هل السيد المسيح المخلص تكلم باللغة الارامية ؟ من خلال الدراسات التي اضطلعت عليها هناك دون شك ان السيد المسيح نطق بهذه اللغة وطبقا لقائليها كونه من منطقة الجليل في فلسطين والجليل هذه حتما كانت تضم شعوبا مختلفة وبالأخص الآراميين الذين نفاهم أجدادنا الآشوريين اليها ، ومن ثم هي على مرمى حجر من دمشق القاعدة الآرامية . وكذلك أيضا كانت المنطقة قريبة من الساحل السوري الناطق باللغة الكنعانية حتى أن الكنعانية هذه كان لها على اللغة العبرية تأثيرا كبيرا حيث كما يقول الباحثون ان السيد المسيح قد استخدم اللغتين أي الآرامية والكنعانية الى جانب لغته العبرية . وهنا لأستشهد بالكتاب المقدس لعله يفي بالمراد بالنص التالي من أعمال الرسل والأصحاح السادس والعشرون والعدد 12-15 " ... ولما كنت ذاهبا في ذلك اليوم الى دمشق بسلطان ووصية من رؤساء الكهنة رأيت في نصف النهار في الطريق أيها الملك نورا من السماء أفضل من لمعان الشمس قد أبرق حولي وحول الذاهبين معي . فلما سقطنا جميعا على الأرض سمعت صوتا يكلمني ويقول باللغة العبرانية ، شاول شاول لماذا تضطهدني .... فقلت أنا من أنت يا سيد فقال أنا يسوع الذي أنت تضطهده " والخلاصة، إن السيد المسيح هو ابن الله الحي القدير بوسعه أن يتكلم أي لغة ، ومن دون شك بأن يتكلم بلغات المنطقة والحيز الجغرافي الذي فيه حيث عاشت هذه الشعوب الكنعانية، الآرامية والعبرانية جنبا الى جنب ولكن ذلك لا يعني أي امتياز لهذه الشعوب اطلاقا بمجرد استخدامه هذه اللغات ، حيث المسيح جاء للعالم أجمع، وينبغي علينا ألا نشوه هذه الرسالة المقدسة بأساطير خرافية . والخلاصة، هل بوسع أحد ممن يتحمسون لهذه اللغة بتزويدنا عن ميزات خاصة للناطقين بها ؟! طبعا لا، وليس ذلك فحسب بل كانت فيما إذا صح التعبير نقمة على جميع المتكلمين بها حيث اليوم لا يعدون إلا ببضعة آلاف، بينما اللغة العربية، لغة نبي الإسلام ينطون بها اليوم على الأقل أكثر من 400 مليون نسمة وهنام أكثر من بليون آخرون يقدسونها وحتى يعملون لتعلمها، بينما أصحاب اللغة الآرامية هم اول الرافسين الرافضين لها بإتخاذهم اللغة العربية انفسهم بكل فخر، واللبيب من الإشارة يعلم ܚܟܝܢܐ ܪܡܙܐ ܣܦܩ ܀
[/b][/color][/size]
13
[size=18pt]الآشوريون الأكثرية , الأقلية اليوم في العراق!
آشور بيث شليمون
بعد حرب الخليج الثانية ، أحداثا خطيرة تحدث في شرقنا الحبيب وديار المهجر خاصة حول بعث قوميتنا وتراثنا العريقين فمن " الآشورية , حضارة , لغة وهوية شعب " الى " الآرامية , حضارة , لغة وهوية شعب " والجدير بالذكر ان الصحافة الاشورية في المهجر وبالاخص في بلاد السويد عالجت هذه المواضيع من كل جوانبها وما اجتماعات بطاركة المشرق المكثفة ومحاضرات الدكتور عماد شمعون من لبنان الا ايذانا لما تخططه اجهزة المخابرات الغربية بالتناسق مع الدولة العبرية . اما من هذه المخططات السرية التي ترمي الى تهميش وتقزيم العراق ( بيث نهرين) وإقامة ما يسمى بالوطن الكردي على أشلاء شهداء أمتنا الأبرار. وكان من الأبدى أن تأخذ الكوادر الآشورية على عاتقها مقارعة العملية هذه التي نفذتها الحكومات الأميركية والبريطانية بالتعاون مع الموساد الاسرائيلية من الانهماك في مواضيع أقل اهمية والتي يدركها كل آشوري بذي بصيرة ومنطق سليم ، لكن الادارة الاميركية بالتعاون مع شخصيات عراقية واشورية سارت ببرنامجها الذي ملخصه الهاء شعبنا لكي تبعده بل تنسيه حقه التاريخي القومي المشروع . هذا ولا تهم الادارة الاميركية التي تطمئن شعبنا في الجيب الكردي الدخيل بمستقبل باهر له في الوقت الذي فيه الجرائم الكردية ضد شعبنا في شمال العراق تسير على قدم وساق كما يخططه الاغوات الاكراد الجدد وهذا السيد جلال الطالباني قد صرح علانية لجريدة الحياة الدولية الصادرة من لندن ( 11 كانون الثاني 1995) بان السيد مسعود البرزاني هو المسؤول الاول والاخير في عملية الاغتيال التي نفذها على الشهيد الآشوري فرنسيس شابو لكونه عضو قيادي في الحركة الآشورية الديمقراطية وذلك لادخال الرعب والذعر في قلوب الآشوريين بهدف ترك أراضيهم وممتلكاتهم كي يتم السطو عليها. أما القيادات الاشورية * سواء في الشمال المغتصب او في المهاجر للاسف قوله تتسابق بالتودد واغتنام الفرص لمقابلة واخذ الصور التذكارية مع زعماء الاكراد الذين ديدنهم الأوحد ايجاد كيانهم في أرضنا الآشورية!دون ريب هناك ظاهرة بارزة في تاريخنا القومي كشأن كل القوميات في الشرق الأوسط وهي ان نهاية القرن الماضي وبداية القرن الحالي(2000) يمكن اعتبارها فترة حاسمة في نهضتنا القومية وان كان هذا الشعور القومي في البداية مغلف دينيا ولكنه بدون منازع اخذ بالنمو ومن ثم بالتخلص من القيود البالية نحو التحرر وإظهار القومية الآشورية بجلاء. لذا رأيت نفسي ملزما حيث المصلحة القومية والوطنية تتطلب مني المساهمة قدر المستطاع في هذا المضمار الهام لسبر وكشف الحقائق الدامغة التي للأسف يحاول البعض طمسها وتشويهها.
البدايات :
في مطلع القرن الماضي ، ألف الأستاذ كيوركيس دافيد مالك وهو آشوري من ايران كتابه الموسوم " تاريخ الامة السورية ** والكنيسة الانجيلية المشرقية " والذي أكمله وطبعه باللغة الانكليزية في الولايات المتحدة الاميركية ابنه القس نسطوريس مالك في عام 1910 وهذا مما جاء في هذا الكتاب : " الاراميون , الكلدانيون , الاشوريون والسوريون ينحدرون قوميا ولغويا من أصل واحد " والامة السورية في نظر الاستاذ مالك اذا مبنية على اسس دينية مسيحية بحتة كما نجد ذلك اليوم في دعوة الدكتور عماد شمعون والفارق بين الاثنين هو ان الاول يدعوها الامة السورية والثاني اي الدكتور شمعون يدعوها ارامية واحيانا اخرى اشورية و سريانية ويجدر الاخذ بعين الاعتبار ان لا اختلاف بين السورية والسريانية نظرا لصياغة التسمية من مصدر واحد الا وهو آشور/ الآشوريون. وفي لقائي بشخص آشوري عاش في الولايات المتحدة الاميركية منذ مطلع القرن الماضي وعند الحديث عن مؤسس الحزب القومي السوري الاجتماعي السيد أنطون سعادة ، ذكر لي بانه زارهم وربما اضطلع على كتاب الاستاذ نسطورس مالك وقد تاثربما كتبه في تعديل الوطن السوري ليشمل العراق ايضا اي الهلال الخصيب في وقت كان يشمل قبلا بما يسمى سوريا الكبرى او ما يسمى بلاد الشام .
الحركة القومية السورية الاجتماعية :
في أوائل عام 1932 ظهرت شخصية أخرى وهذه المرة من لبنان ومن طائفة الروم الارثوذكس وهو الاستاذ انطون سعادة والذي لم يكتب نظريته القومية فحسب بل ترجمها قولا وفعلا كما استشهد في سبيلها ( اعدمته الحكومة اللبنانية لمحاولته اغتصاب الحكم) وهو بدوره دعا الى بعث القومية السورية ونبذ القومية العربية شكلا ومضمونا ومن شعاراته – سوريا للسوريين وسوريا امة تامة – وجاء في برنامجه الحزبي : - دعا الى تطبيق العلمانية في الحكم - دعا الى الانفتاح التام بين مختلف الاديان والمذاهب - دعا الى محاربة الاقطاع - دعا الى تاسيس جيش قوي رادع لتحقيق امال الامة السورية وما يبعث الغرابة ان السيد انطون سعاده لم يشر عن قريب او من بعيد عن ماهية لغة الأمة السورية التي دعا اليها والأنكى من ذلك كان عادة يستخدم في تاريخ رسائله أسماء الأشهر الغربية كما يفعل المصريون اليوم عوضا عن الأشهر الدارجة عندنا والتي تعود أصولها الى البابلية الآشورية .
الثورة الآشورية الفكرية :
وفي أواخر السبعينيات – كاتب هذه السطور – جاء بما اسماها " الثورة الآشورية الفكرية " وهي عبارة عن دراسة واجتهاد شخصي قدمته الى – الاتحاد الآشوري العالمي – في مؤتمره العاشر والمنعقد في لندن – بريطانيا وذلك في اواخر عام 1977 حيث بصفتي عضوا فيه ومحررا لصحيفته – الغفير الآشوري – باللغتين الآشورية والعربية وما يلي مما جاء في هذه المذكرة التاريخية:
" لقد فشل الاتحاد الآشوري العالمي حتى الآن في كثير من القضايا الآشورية الحاسمة ويكاد ينطبق عليه الوصف الذي أطلقه أحد الألمان على الاتحاد الجرماني في عام 1815 من انه : مثار أسى وألم للألمان وموضع هزء الأجانب وسخريتهم ونحن لا نلقي مسؤولية هذا الفشل على الاتحاد نفسه فالاتحاد الآشوري العالمي ما هو الا مرآة تنعكس عليها أوضاع المنظمات والجمعيات هنا وهناك في العالم ، كما أننا لا نلقي العتب على ما ينطوي دستوره من نقاط ضعف وما أكثرها ، لان النية الحسنة والارادة الحازمة كفيلتان بتجاوز العقبات وعدم الجمود عندها , ولكن المشكلة اعمق من ذلك بكثير اذ انها مشكلة الشعب الاشوري نفسه!
إذن ، فالأمة الآشورية بحاجة ماسة الى ثورة فكرية , ثورة تدك معاقل العقليات والمفاهيم الرجعية المريضة التي ما زالت تسيطر عليها الى يومنا هذا وعلى سبيل الذكر ولا الحصر انه لم نستطع ان نقدم مفهوما كاملا وشاملا على الصعيدين القومي او الوطني لأن الاتحاد الآشوري العالمى قد حصر القومية الآشورية بما أاسماهم بالطوائف المسيحية . أما جغرافية الأرض الآشورية فقد تم حصرها بما يسمى بالمثلث الآشوري ولم يتطرق الى الشؤون الاقتصادية والسياسية والاجتماعية هذا من جهة ، ومن جهة أخرى يتضح جليا اننا للأسف نغض الطرف عن أبناء جلدتنا واخوتنا المتدينين بالاسلام ، اليزيدية ، الصابئة وغيرهم من سكان العراق حيث الجميع بالحقيقة يشكلون شعبا واحدا لأمة واحدة ."
ومن النقاط ذات الأهمية في هذه الدراسة :
- دعت الى الوحدة القومية في العراق - بيث نهرين او اشور الكبير وطن واحد لشعب واحد *** - دعت الى حكم علماني تقدمي - دعت الى بعث ونشر اللغة الاشورية البابلية - دعت الى تحرير المراة العراقية ومساواتها بالرجل تماما - دعت الى منع تعدد الزوجات - دعت الى الحفاظ على البيئة - دعت الى القضاء على حياة البداوة - دعت الى الغاء الجيب الكردي الدخيل - تدعو إلى العمل لإيجاد حكومة فيدرالية أو كونفدرالية في الهلال الخصيب ، شيئا حققه اجدادنا الآشوريون
كلمة ختامية اقولها لأبناء جلدتي الآشوريين الذين للأسف ينتقدون إخوتنا الناطقين بالعربية المسلمون ويغضون الطرف عن أنفسهم حيث يعدون الآشوري المسيحي فقط ، علما أن تاريخنا الآشوري في أوج عظمته لم يكن مسيحيا على الاطلاق . فما الفرق بينها وبين الحركات الاسلامية الرجعية الموجودة في ديارنا على سبيل الذكر الحركات الاسلامية العديدة والتي غدت عبئا على المنطقة باسرها وعائقا كبيرا يمنعنا من اللحاق بالركب الحضاري المتقدم . لنضيف قائلين ان هذه الحركات المسيحية الدينية لا تختلف عن الحركات الاسلامية شكلا ومضموننا لكونهن مع احترامي الكبير اداة في أيدي الدول الأجنبية في تنفيذ مخططاتها القذرة لتمزيق وتهميش المنطقة باسرها , كما هو الحال اليوم في الجيب الكردي الدخيل في آشور شمالي العراق . وليس بخاف على أحد , ان عملية الاسلمة والاستعراب سارتا جنبا الى جنب خلال فترة زمنية طويلة , اذ يتحتم علينا نحن الشعب الاشوري ان نكون طويلي البال والصبر لان التحويل القسري هذا لن يتم بعثه وتصحيحه بين عشية وضحاها , بل يحتاج الى كثير من الوقت ولكننا واثقون بهمة الناطقين بالعربية من تحقيقه . وما كتابات الاخ سليم مطر في كتابه " الذات الجريحة " لهي اكبر برهان وصدق الاخ مطر ان ذاتنا حقا جريحة وبذلك يتطلب وقتا كافيا لشفائها ولا ننسى كتابات الاخوة قاسم سرحان والدكتور محمد البندر في رده على الدكتور عماد شمعون وغيرهم اذ تتصف بالمصداقية الانسانية اما ما كتبه لي اخي الدكتور ب . ر . من العراق بالذات يعتبر امرا مشجعا للغاية وكم جميل ان اشارك اخواتي واخواني العراقيين بهذه الكلمات في رسالته الطويلة بما قاله حرفيا: " .... فها هم العرب يشمتون فينا وفي أوضاعنا المزرية ونحن لا نعرف ليلنا من صبحنا وباعتقادي لان ما تقدم من كلام عن اوضاعنا يدعونا نحن أبناء العراق أحفاد " آشور " لأن نجد حلا غير الحل العربي وإطارها القومي الفاشل ." نعم لك ولامثالك ايها الأخ العزيز وعاش العراق وشعبه إلى الأابد . ............................................. * من المضحك والمبكي معظم المنظمات الآشورية كانت تتودد للكرد وكانوا معروفون لهم بالإخوة الكرد ܐܚܘܢܘܬܢ ܩܘܪܕܝܐ ** هناك في مقدمة هذا الكتاب نص حيث يقول: كل الشعوب الآشورية البابلة، الكنعانية الفينيقية، الأمورية الآرامية والكلدية كلهم شعب سوري واحد. علما إن التسمية جاءت من لغتنا السريانية ܣܘܪܝܝܐ والتي تم صياغتها من آشور والآشورية. *** ليس بخاف على أحد أن تاريخ بيث نهرين يكاد آشوريا نظرا لطول الحكم الآشوري الذي لا يجاريه أحد من بين شعوبه . وإذا تصفحت أي كتاب تاريخي ستجد أن آشور والآشورية يطغي على كل الصفحات وإن سلسلة ملوك الآشوريين تكاد لا تنقطع وهي سلسلة طويلة التي تبدأ قبل التاريخ المسجل بالملك " طوديا " إلى القرن السادس قبل الميلاد إبان حكم آشور أوبالت الثاني ( 611-609 ) ق. م. وبذلك يكون مجموعهم 117 ملكا . أنظر في كتاب " ميزوبوتاميا القديمة " للكاتب آ. ليو أوبنهايم صفحة 344-346 A. Leo Oppenheim, Ancient Mesopotamia, the University of Chicago Press - page
14
المغفور له الصحافي الآشوري التقدمي فريد الياس نزها (1893- 1969)
الحلقة الثالثة آشور بيث شليمون
ترجمة حياة المرحوم في سطور:
ولد المرحوم في شمال بيث نهرين – طور عابدين عام 1894 واقام فترة مع ذويه في مدينة حماة السورية، هاجر سوريا إلى دولة الأرجنتين وهو لم يتجاوز السابعة عشرة من عمره ، و السبب الرئيسي لهجرته هذه كانت إثر إحتدام النزاع بين الفريقين من أبناء الكنيسة السريانية الأرثوذكسية وانتهى بانسلاخ سبع عشرة عائلة والتحاقها بالكثلكة وذلك في الحادي عشر من حزيران 1911 .
في عام 1934 أسس مجلة " الجامعة السريانية " في بوينس أيريس ، الأرجنتين والتي كانت تسمى باللغة الإسبانية ب Asiria – ASSYRIA )) آشور . إبان الوحدة السياسية بين مصر وسوريا ( 1959 ) منعت مجلته من الدخول إلى سوريا من قبل النظام الناصري الفاشستي قرابة سبع سنوات .
نظرا لمواقفه القومية الآشورية التقدمية والتي منها دعت إلى الوحدة الكنسية ما بين شطري كنيستنا المشرقية * كما حبذ أن يكون المقر البطريركي في دير الزعفران عوضا عن مدينة حمص كل هذا جعله أن يكون محط أنظار البطريرك الذي طلب منه أن يسمي مجلته ب Syrian عوضا عن Assyrian حيث رفض ذلك ، كل هذا ما كان من البطريرك آنذاك مار أفرام الأول برصوم أن يصدر ( فتوى ) الحرمان عليه ولكن الحرمان هذا لم يدم طويلا حيث رفع من قبل قداسة البطريرك مار أغناطيوس يعقوب الثالث الذي تبوأ رئاسة الكنيسة بعد وفاة البطريرك مار أفرام الأول . وكما يذكر المرحوم بنفسه في مجلته ( الجزء الأول - ك2 وشباط وآذار لسنة 1950 ) بأنه عقد قرانه مع ( أميليا سوليداد ) من أصول إيطالية ورزق منها تسع بنات وذكر واحد ( الياس ) وللأسف أن زوجته قد وافتها المنية وهي في الخامسة والأربعين ربيعا إثر نوبة قلبية في 18 شهر آذار 1950 وكما يذكر المرحوم أن السبب كان ابنها الوحيد الذي سيق لخدمة العلم ببضع أيام قبل وفاتها حيث كان ذلك شغلها الشاغل . وفي 19 من شهر تشرين الأول 1969 لبى القومي الناشط فريد نزها نداء ربه إثر سكتة قلبية هو الآخر عن 75 عاما قضاها في الجهاد القومي والأدبي والتاريخي بدون كلل أو ملل . ترأس صلاة تجنيزه الأب الربان سليمان غرير النائب البطريركي في الأرجنتين وبكلمات رقيقة ومؤثرة من قبل إبنه الوحيد إلياس .
العلاقة الحميمة بيني والمرحوم نزها :
لم يكن لي علم بالمرحوم سوى ولأول مرة عندما كنت في زيارة لبطريركية الكنيسة الشقيقة الأرثوذكسية وذلك في أواخر 1958التي تم نقلها من " أنطاكية " إلى مدينة حمص السورية إثر تسليم فرنسا لواء الأسكندرون إلى تركيا وذلك عام 1938 . زيارتي كانت مع زميل حبيب وبمثابة أخ لي واليوم هو قسيسا لدى الكنيسة المشرقية الآشورية حيث كنا يومها طلابا في الكلية الأرثوذكسية / روم في حمص وكانت الزيارة هذه مجرد فضول لمقابلة الربان شليطا زهيا القادم من العراق والذي انضم الى الكنيسة الأرثوذكسية الشقيقة إثر خلاف حول عدم ترسيمه مطرانا ، علما أن الكنيسة الكلدانية يومذاك حيث لجأ إليها رفضته.
وفي كثير من الأحيان كنا نقوم بزيارة الربان الذي كونه غريبا عن البلدة كي نصطحبه الى قلب المدينة أما لشراء الحاجيات أو لتناول الطعام إلخ ... وفي إحدى المرات من زيارتنا له في مقر البطريركية ، قدم لنا عددا من " المجلة السريانية " والتي كانت غير معروفة من قبلنا وفيها تقرير عنه وإلى ما هنالك ، كما قرأت التعليق الذي كتبه المرحوم نزها بنفسه حول الموضوع . وأتذكر جيدا أني كتبت وعلقت بنفسي على ما كتبه ولكن حقيقة لا أتذكر يومذاك ما كتبته بالضبط بحيث كان الموضوع سياسي بعثته حتى من لبنان . إن المرحوم بعث لي أعدادا من المجلة كما أن المرحوم سنحريب بالي ( انظر في الحلقة الثانية ) كان قد زودني بأعداد منها ، إذ وجدت له تعليقا على رسالتي تلك ( العدد مفقود منه الغلاف )ولكن العودة إلى الصفحات يمكن ان يكون العدد لكانون الثاني عام 1959 وعلى الصفحة 197 إذ يقول: وردت علينا رسالة من شاب نسطوري طالب في كلية حمص الأرثوذكسية ، هو الأديب أشور شليمون .... وبعد قدومي إلى الولايات المتحدة في أواخر عام 1966 ومقابلتي المرحوم " صليبوبيث سامانو " وهو مثلي قادم من سوريا وقبلي بحوالي عشرين سنة بحيث دار الحديث بيننا عن المرحوم عندها قال لي كنت على اتصال معه ولكن في الأونة الأخيرة لم أستمع منه ولا استلمت مجلته ولكن كان بحوزته أعدادا قديمة من مجلته ، لذلك أخذت العنوان وعلى الفور أرسلت رسالة له مستفسرا عنه كما نوهت في رسالتي وقلت في حال وصول هذه الرسالة إلى شخص آخر رجاء إعلامي عن الأخ فريد نزها ومصيره ...إلخ . بعد فترة قصيرة من الزمن استلمت رسالة من المرحوم نفسه وكم كان فرحا ومسرورا باستلامه رسالتي وأردف قائلا أنه أوقف المجلة كما ذكرت أعلاه لأسباب سياسية . في حوزتي ثلاث رسائل منه وكذلك أجبته على كل رسالة وهكذا توطدت الصداقة بيننا إلى درجة أنه غضب عند مخاطبتي إياه ب " أستاذي " في رسالته المؤرخة في يوم السبت 22 من شهر آذار 1969 حيث قال بالحرف الواحد " هناك لي عليك ملاحظة ، وهي أن تبدل كلمة أستاذي ، بصديقي أو أخي ونحو ذلك ، نحن إخوة من أسرة آشورية .... " لم تمض فترة طويلة من الزمن حيث استلمت عددا جديدا من مجلته المرقم ( الجزء 4/8 ، نيسان وآب السنة 27 لعام 1968 حيث استهلها ب ( هذه الصحيفة ! ) واستطرد قائلا : هذه الصحيفة وإن كانت من حيث الأسلوب وتتابع الأرقام صلة لما انقطع من اجزائها اوائل السنة السابعة والعشرين ( 1961 ) أي منذ سبعة أعوام فهي بالحقيقة ذات صفة إستقلالية تصدر كلما سمحت الظروف أجزاء متتالية الارقام ترسل الى الخاصة وإلى من يطلبها بصورة رسمية . وبعدها تليت الأعداد ايلول / كانون الأول 1968 ومن ثم كانون 2 / نيسان 1969 وآخرها لشهري أيار وآب 1969 لقيت مجلته في حلتها الجديدة ترحيبا من كافة النشيطين الآشوريين وعلى سبيل المثال في آخر عدد قبيل موته المفاجئ في صفحته المعروفة ب ( مراسلات الأدباء ورجال الفضل ) نشر رسائل الذين شجعوه معنويا وماليا ومنهم الخوري برصوم يوسف أيوب من حلب – سوريا والقس أندراوس قسطون عساف من كردبا – الأرجنتين وكذلك رسالة المرحوم ( سنحريب بالي ) والمرحوم الآخر ( دافيد برصوم برلي ) من الولايات المتحدة الأميركية كما خصص صفحة كاملة لرسالتي له وباللغة العربية وتحت عنوان وبالكتابة السريانية ( Egarto Ashuraito ) أي الرسالة الآشورية .
وكانت الفاجعة
وفي الولايات المتحدة كنا مزمعين التعاون معه في المجال القومي الآشوري بحيث بوسعنا الآن استخدام مطبعته ذات الأحرف السريانية والعربية بطبع منشوراتنا ونشاطاتنا ولكن لسوء الحظ أن رسائله انقطعت ومر عليها وقت طويل حتى قرأت خبر وفاته لأول مرة على صفحات " المجلة البطريركية " للكنيسة السريانية الأثوذكسية حيث نشرت خبر وفاته في عددها الحادي والسبعون لشهر كانون الثاني 1970 حيث جاء فيها ما يلي : وفي الأرجنتين لبى نداء ربه في 19/ 10 / 1969 المأسوف عليه الأستاذ فريد نزها ...... علما أنني كنت قد استلمت آخر رسالة منه بتاريخ 16 إيلول 1969 أي قبل وفاته بشهر وثلاثة أيام . حقيقة كان وقع الخبر كالصاعقة علي وعلى التو كتبت رسالة عاجلة إلى عنوانه ونوهت فيها بأسفي ومتقدما بنعيي على المرحوم ولعائلته بالأخص والأمة الآشورية عموما ومن الجملة طلبت أن يزودوني بترجمة كاملة عن حياته حيث كنا مزمعين أن نطبع عددا خاصا لمجلتنا عن الفقيد وأعماله وانجازاته . بعد فترة من الزمن استلمت رسالة شكر من ابنه " الياس " وكاتبها كان النائب البطريركي في الأرجنتين يومئذ الأب سليمان غرير حيث اختتمها بهذه العبارات : " هذا وإني أتقدم بأصدق التعازي بوفاة صديقكم فريد رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته ولله الحمد اولا وآخرا . "
أعماله وأهدافه
تعتبر مجلة " الجامعة السريانية / Asiria " ثاني مجلة قومية آشورية التي بقيت أكثر من ثلاثين سنة ونيف والأولى هي " كوكبا آُثورايا /Assyrian Star " التي كان المؤسسون الأوائل لها إخوتنا من الآشوريين الأرثوذكس أيضا ويأتي في الطليعة الأساتذة جوزيف درنا ودافيد برصوم برلي في الولايات المتحدة وذلك عام 1952 – 2006 . إن المرحوم لم يكن متعصبا بل عادلا في سلوكه ونقده لمجريات الأمور وأكبر مثل على ذلك عندما للأسف هاجمت الكنيسة الشقيقة الأرثوذكسية الكنيسة المشرقية الآشورية - وهنا قد يمتعض البعض باسباغها بالإسم الآشوري – ولكن أرد عليهم قائلا ، نعم لهذه الكنيسة التي حافظت على لغتنا وتراثنا من الضياع ولا كغيرها الذين للأسف يتبجحون بانهم كذا وكذا ولكن بالحقيقة شعارات وأقوال رنانة على الورق خالية وخاوية مما يفتخرون به حيث هم في كل شئ عروبيون حتى النخاع – باتهامها بالهرطقة يافطة القرون الماضية البالية إذ رد عليهم بالقوة وندد كل هذه الإتهامات بشدة وقال بالحرف الواحد مخاطبا البطريرك وستجدونه في عدد إيلول وتشرين الأول لسنة 1947 وعلى الصفحات 293- 210 تحت عنوان " الكنيسة المسيحية بين اليعقوبية والنسطورية نقتطف بعض الفقرات منها حيث المقال طويل :
" ... ألا قل لي ما ذنب النساطرة يا سيدي البطريرك إذا إنسلخ فريق منهم واعتنق المذاهب الأخرى كالكثلكة والبروتستانتية والشيوعية وغيرها ؟ أمن الممكن أن تنسى وانت المؤرخ المحقق الخبير بأحوال وأخبار قومك أكثر من كل أحد أن مئات العيال التي هجرت الكنيسة السريانية اعتنقت الكثلكة والبروتستانتية وغيرهما ؟ وإن ما قاله " نسطور " ليس هو إلا نتيجة لما ورد في الانجيل ، ثم قول صريح ان المسيح هو الله تعالى . واستشهاد غبطته بالنص الانجيلي أن الملاك جبرائيل عندما بشر العذراء مريم صرح بقوله لها : " إن المولود منك قدوس وإبن الله العلي - يدعى – لا ينافي قول نسطور ولا ينقض بقية العقائد إلا باللفظ . والحقيقة إن قولنا " آب وابن وروح القدس " لا يعني أن العذراء هي ام الآب ولا أم الروح القدس مع أننا نقول أن الثلاثة إله واحد وهو ما يقوله النساطرة أيضا . " ثم أسألك وإن تصاممت عن صوت الحق ، أفي الشرع المسيحي ما يسيغ لك التهجم على الناس وأن تنعتهم نعوتا وضيعة مع أن الشرع المسيحي ينهي عن كل ما يشتم منه مساس شعور الناس أو تناولهم بأذى ؟ إذا كانت النسطورية في نظرك شيعة هرطوقية فاليعقوبية شيعة هرطوقية في نظر النساطرة وكل المذاهب النصرانية الأخرى . ولا أظنك تذكر من اضطهاد النساطرة لقومنا في العصور الماضية معشار ما لقيه السريان من أصحاب الكنيسة الرومية ( الكاثوليكية ) والملكية وغيرهما . ذكر الأستاذ العراقي " نعمة الله دنو " في عرض مقاله ( رد على الرسالة الكلدانية ) في الجزئين 4 و 5 السنة السادسة من الجامعة السريانية أن السريان النساطرة " حينما وافوا إلى الموصل بعد الحرب العظمى أبى عليهم - الكلدان – اعطاءهم محلا للصلاة في حين أن كل الكنائس والمدارس والأديرة واوقافها التي بأيديهم ( أي بأيدي الكلدان ) إنما هي ملك شرعي للسريان النساطرة ( الكنيسة المشرقية الآشورية ) إغتصبها منهم الكلدان . اما السريان الأرثوذكس فقدموا لهم احدى كنائسهم في الموصل بكل طيبة خاطر !
مار أغناطيوس أفرام الأول يجدد حرمان أتباع الكنيسة النسطورية
بناء لما جاء في بيان أصدرته الكنيسة السريانية الأرثوذكسية بحق النساطرة نقتطف منه ما يلي والذي جاء حرفيا في مجلة الجامعة السريانية ( العدد تموز وآب لعام 1947 )
" إن النساطرة أتباع شيعة هرطوقية تحرمها كل الملل المسيحية الشرقية والغربية وتتجنبهم وخصوصا البيعة السريانية الأرثوذكسية التي حرمت نسطور وأصحابه ديودوروس وتاودوروس وهيبا الرهاوي وبرصوما النصيبيني . وكل كاهن أو مطران يحرم نسطور في دستور الإيمان الذي يقرره يوم رسامته . فلا يجوز لأحد من المؤمنين مخالطتهم في الروحانيات أو أن يسمع كلامهم أو يشترك معهم بالصلاة أبدا . حمص في 13 حزيران 1947 بطريركية السريان الآنطاكية ( الختم ) . إذا ما كان منه أي من المغفور له قداسة البطريرك مار أفرام الأول بعد ان شارك النساطرة في المنظمات الدولية في باريس ولندن ولوزان حول القضية الآشورية في مطلع القرن الماضي إلا أن يرفس كل هذه الانجازات بل كي حرمانه هذا يشمل حتى عميد صحافتنا الآشورية المرحوم فريد إلياس نزها أيضا ، ولكن نقول نعم للمغفور له مار أغناطيوس يعقوب الثالث الذي رفع الحرمان . والجدير بالذكر في رسائلي كنت قد طلبت نبذه عن ترجمة حياته ، ولكن للأسف الأب سليمان غرير لم يكن في حوزته أية معلومات ، بل زودني بعنوان الكاتب كبرئيل ابروهوم صومي الذي يقيم في البرازيل ، وهكذا كتبت رسالة مستعجلة إليه وبعد أيام معدودة وصلتني رسالة من أربع صفحات منه حيث هو الآخر تأسف جدا على وفاته وكذلك على وفاة المطران الدولباني في طور عابدين ولكن هو الآخر لم يكن له أية معلومات عدا أنه هو الآخر تعارفا من خلال المراسلة فقط ، ولكن زودني بعنوان شخص آخر ألا وهو السيد يعقوب مارينا المقيم في لابلاتا من الأرجنتين بحيث يمكن تزويدي بالمطلوب . وهكذا كتبت له رسالة إلى الأخ يعقوب مارينا طالبا منه ان يزودني بترجمة عن حياة المرحوم ، وهو بدوره لم يستطع أن يقدم شيئا غير أنه زودني بصورته الشخصية التي صدرت غلاف مجلتنا " خيروتا " حيث كتبت باللغة السريانية ما معناه بالعربية :
" هل مات فريد نزها ، رجل العمل والأمل ؟ لا لم يمت " فريد " الأمة ، بل سبيقى نبراسا ليضيء الدرب للأجيال الآشورية المتعاقبة " هذا وقد نعيت **المغفور له بقصيدة وباللغة الفصحى المؤلفة من 24 بيتا وهذه بعضا منها :
أو بناي أومتي : تاولخون نبخي : بمريروتا عل موت سهدا: وأف ملفانا : بميتروتا فريد نزها : هو مهاديانا : داسوريايوتا عربت شمشه :بيوما هنا : دبعليوتا ................. هو دنصر : بخوب خويادا : ودخيروتا فرش من عمه: بشعتا هده : بتبتبوتا ( بتوتووتا) فريد نزها : زهيا زريزا : مار زخوتا هو ملفانا : هو كشيرا : دلا شليوتا ..................... هو مدبرنا : وسفرا مهيرا : دخدنيوتا هو بر ماتا : فلخ دلا شلوا : بكشيروتا دلا عوذرانا : بخل أولصانا : بأخسنيوتا خزق بشويلي:فرق من كبوليي: دفورشنوتا ........................ فورشنوتا : ديهبت لأومتن : كل مخيلوتا قرا لخويادا : برا لخوداتا : دمثنيوتا مثنيوتا :ديهبت لأومتن : كل نخفوتا ماثا دآشور : دصمخث شمشه : بكل فنياتا ........................ عليمي دقإم : بملفانوثخون: ها إثنهر (وا) ومن إساري: دخشكا دعبر: ها إثخرر(وا) ونسب(و) منه : كل يدعتا : ولا إثبصر (وا ) خدنيوتا : نيشا معليا :ها إشترر ( وا ) ........................... بيوما هنا : شبق لان بخشا: ورب نوخا مانا نيمر : بكدشا ربا : أوكيث كونخا هو نهيرا : دكنا بهره : ها خشوخا شكب بشلما : ليوم نوخاما : أخا مناخا
_____________________________
* إن الكنيسة المشرقية في المرحلة الأولى انقسمت إلى ثلاث كنائس وهي الملكية واليعقوبية والنسطورية ، علما أن الكنيستين النسطورية واليعقوبية أكثر قرابة وتلاحما وهن الوحيدتين اللتين حافظتا على لغتنا السريانية ، بينما الكنيسة الملكية غدت عروبية منذ أزمان سحيقة حتى في هذه الأيام بطريركهم يدعى بطريرك العرب بكل فخر ! إن الكنيسة الكاثوليكية كانت على الدوام نشطة للتغلغل بكل الطرق لتفتيت كنائسنا حتى كتب لها النجاح أخيرا حيث إنشطار الكنيسة النسطورية كان ما يسمى ب " الكلدان " والتي هي كنيسة من صنيعة روما على حساب الأمة الآشورية بعد القرن الرابع والخامس عشر الميلادي ، بحيث لم يكن للكلدان أي وجود بعد القرن العاشرفي الجنوب العراقي إذ دخلوا الإسلام عن بكرة أبيهم ، ومن الكنيسة اليعقوبية إنسلخ ما يسمى بالسريان الكاثوليك وقسم آخر يدعى الموارنة . ** إن القصيدة الرثائية أعلاه نشرت مرتين في مجلة " كوكبا آثورايا " وفي مجلة " خيروثا " وكذلك في مجلة " خويادا " في بلاد السويد .
15
ܒܪ ܥܒܪܝܐ / ابن العبري ودوره المسيحي الريادي !
آشور بيث شليمون
دون أدنى شك، أن ابن العبري ܓܪܝܓܘܪܝܘܣ ܒܪ ܐܗܪܘܢ ܒܪ ܬܐܘܡܐ ܡܠܛܝܐ ( 1226-1286 ) لاهوتي وعالم سرياني إذ يعد قامة شامخة ليس في كنيسته اليعقوبية فحسب، بل حتى في الكنيسة النسطورية أيضا. ولماذا لا ؟ حين تعد الكنيستان من رحم واحد أي أصلا من الكنيسة الانطاكية واكثر من ذلك فالكنيستان كما أشار اليهما المؤرخ اللبناني الكبير فيليب حتي بالكنيستين الشقيقتين. ففي الهلال الخصيب، المسيحية عرفت من خلال ثلاث مذاهب مشهورة وهي الملكية ( الروم الأرثوذكس ) والأخريان النسطورية واليعقوبية، كون ما يجمع بين هاتين الكنيستين الشهيرتين الكثير وذلك نظرا للعمل التبشيري الواسع والذي لم تجارهما أي من الكنائس المعروفة آنذاك لا في الشرق على حدة، بل حتى في الغرب الى درجة ان الكنيسة النسطورية سجلت فتحا مسيحيا عظيما إذ وصلت الى الهند والصين وماوراء ذلك حتى منشوريا والكوريتين من جهة ومن جهة أخرى هاتان الكنيستان حافظتا على اللغة السريانية * شيئا لم تفعله الكنيسة الملكية ( الروم الأرثوذكس ) إذ تم استعرابها وبكل فخر في القرن العاشر الميلادي وما بعده .
وهنا باقتضاب نكتب شيئا يسيرا عن ترجمة لحياته :
ولد ابن العبري عام 1226 ميلادية في ملاطية وعرف بابن العربي كون أصله كان يهوديا وآخرون ذكروا غير ذلك كونه عبر الفرات وفي طريقه مع اسرته في عام 1243 الى مدينة انطاكيا. كما ذكر في المصادر الأجنبية Barhebreius وبعد ذلك حط به الرحال في طرابلس الشام( لبنان ) حيث درس على يد علامة نسطوري المذهب الطب والبيان والمنطق. والجدير بالذكر ان ابن العبري كان يتقن لغات عدة الى جانب لغته مثل العربية والفارسية والأرمنية . كما له مؤلفات كثيرة وغزيرة في كثير من العلوم لاهوتية، تاريخية، القوانين الكنسية ، ومؤلفات شعرية الى جانب مساهماته الكبيرة في النحو والصرف السريانيين.
مفريانا على الكنيسة السريانية في المشرق
وكما تشير المراجع التاريخية انه سيم أسقفا على يد البطريرك أغناطيوس الثالث داود ومن ثم مطرانا على حلب وبعدها غدا مفريانا ܡܦܪܝܢܐ على الكنيسة السريانية في المشرق وقام إثرها بزيارات الأبرشيات الكنسية في بلاد آثور وإيران، كون الكنيسة اليعقوبية والنسطورية كانتا في كثير من الاحيان تتقاسمان الرعية بينهما الى درجة كانتا الكنيستان متداخلتان مع بعضها البعض الى درجة، قد تجد منطقة معينة يعقوبية الإيمان غدت نسطورية بعد فترة وأخرى نسطورية غدت يعقوبية .
إن العلامة ابن العبري يمثل طليعة شعبنا المثالية والتحررية واللغوية حيث قال عنه ماري توما أودو ܡܪܝ ܬܐܘܡܐ ܐܘܕܘ ܡܝܛܪܦܘܠܝܛܐ ܕܐܘܪܡܝ مطران أورميا على ما يسمى زورا وبهتانا مطران الكلدان ** في قاموسه اللغوي السرياني ما يلي: ܡܢ ܒܬܪ ܓܝܪ ܡܪܝ ܓܪܝܓܘܪܝܘܣ ܒܪܥܒܪܝܐ ܕܡܬܟܢܐ ܐܒܘ ܐܠܦܪܓ ܡܦܪܝܢܐ ܡܠܦܢܐ ܡܗܝܪܐ ܘܡܫܒܚܐ ܕܫܘܚ ܒܕܪܐ ܬܠܬܥܣܝܪܝܐ ܒܣܘܪܝܝܐ ܡܥܪܒܝܐ ܘܡܪܝ ܥܒܕܝܫܘܥ ܕܨܘܒܐ ܕܐܬܒܕܩ ܒܣܘܪܝܝܐ ܡܕܢܚܝܐ ܒܕܪܐ ܐܪܒܥܣܝܪܝܐ ܠܐ ܩܡ ܒܗܢܘܢ ܐܦܠܐ ܒܗܠܝܢ ܐܢܫ ܕܫܘܐ ܒܫܪܪܐ ܠܩܘܠܣܐ ܦܪܝܫܐܝܬ ܒܝܕܥܬܐ ܕܗܢܐ ܠܫܢܐ . ܘܐܬܝܐ ܠܢ ܠܡܐܡܪ ܐܟܡܢ ܕܐܬܥܦܝ ܘܐܬܩܒܪ ܠܫܢܐ ܗܢܐ ܥܡ ܗܢܘܢ ܬܪܝܢ ܓܒܪܝܢ ܒܚܝܪܐ ܀ تعريب النص اعلاه : بعد ماري غريغوريوس بن العبري والذي يكنى ابو الفرج المفريان والعالم النحرير الذي ظهر في القرن الثالث عشر في السريان المغارية وماري عبديشوع الصوباوي الذي انبثق بالسريان المشارقة في القرن الرابع عشر لم يقم بعدهما أناس في الحقيقة يشغلون مكانتهما المحترمة وخصوصا في معرفة هذه اللغة. ويمكننا حتى القول بأنه لقد كفنت وقبرت اللغة مع هذين الرجلين العالمين ܀
يذكر ان المغفور له ابن العبري قام بزيارة لجاثليق الكنيسة النسطورية وفي مقره في بغداد مدينة السلام حيث استقبل استقبالا حافلا من قبل البطريرك النسطوري، وليس ذلك فحسب، بل حتى زار كل النواحي في بلاد آشور وحتى بلغ المدينة الإيرانية – مراغا وأخيرا حتى توفي هناك بين النساطرة وقبر في تلك المدينة وذلك في 30 من شهر تموز 1286 عن عمر يناهز الستين ولكن بعد ذلك نقلت رفاته الى الموصل .
وقبل الختام، لقد تنبأ المغفور له عن احوال شعبنا الكارثية وفي الأخص الفوضى التي تضرب أطنابها في شعبنا حتى في هذه الأيام الحالكة عصر داعش المجرم إذ قال:
" ܣܘܪܝܝܐ ܚܣܡܐ ܠܐ ܡܛܟܣܝܢ " بما معناه – السريان *** - حسودون وغير منظمين وفي الحقيقة هي حالتنا المزرية في هذه الأيام مع الأسف الشديد . .................
* إن جهود الكنيستين اليعقوبية والنسطورية في الحفاظ على اللغة التي رفستها ورفضتها كل الكنائس المسيحية في الهلال الخصيب حيث يقال حتى الكنيسة الملكية غدت عربية اللسان قبل القرن العاشر الميلادي وإلى اليوم . ** إن المغفور له ماري توما أودو، آشوري القومية وينتمي الى عشيرة تخوما والتي أنتمي اليها شخصيا. *** السريان هنا تشمل كل الشعوب القديمة من سكان الهلال الخصيب وليست وقفا على شريحة معينة وللمزيد حول الموضوع ما على القارئ ان يستخدم الغوغل بكتابة – من هم السريان وما هو أصل اللغة السريانية بقلمي – والمقال منشور في كثير من المواقع وحتى مواقع غير شعبنا .
16
ܒܪ ܥܒܪܝܐ / ابن العبري ودوره المسيحي الريادي !
آشور بيث شليمون
دون أدنى شك، أن ابن العبري ܓܪܝܓܘܪܝܘܣ ܒܪ ܐܗܪܘܢ ܒܪ ܬܐܘܡܐ ܡܠܛܝܐ ( 1226-1286 ) لاهوتي وعالم سرياني إذ يعد قامة شامخة ليس في كنيسته اليعقوبية فحسب، بل حتى في الكنيسة النسطورية أيضا. ولماذا لا ؟ حين تعد الكنيستان من رحم واحد أي أصلا من الكنيسة الانطاكية واكثر من ذلك فالكنيستان كما أشار اليهما المؤرخ اللبناني الكبير فيليب حتي بالكنيستين الشقيقتين. ففي الهلال الخصيب، المسيحية عرفت من خلال ثلاث مذاهب مشهورة وهي الملكية ( الروم الأرثوذكس ) والأخريان النسطورية واليعقوبية، كون ما يجمع بين هاتين الكنيستين الشهيرتين الكثير وذلك نظرا للعمل التبشيري الواسع والذي لم تجاريهما أي من الكنائس المعروفة آنذاك لا في الشرق على حدة، بل حتى في الغرب الى درجة ان الكنيسة النسطورية سجلت فتحا مسيحيا عظيما إذ وصلت الى الهند والصين وماوراء ذلك حتى منشوريا والكوريتين من جهة ومن جهة أخرى هاتان الكنيستان حافظتا على اللغة السريانية * شيئا لم تفعله الكنيسة الملكية ( الروم الأرثوذكس ) إذ تم استعرابها وبكل فخر في القرن العاشر الميلادي وما بعده .
وهنا باقتضاب نكتب شيئا يسيرا عن ترجمة لحياته :
ولد ابن العبري عام 1226 ميلادية في ملاطية وعرف بابن العربي كون أصله كان يهوديا وآخرون ذكروا غير ذلك كونه عبر الفرات وفي طريقه مع اسرته في عام 1243 الى مدينة انطاكيا. كما ذكر في المصادر الأجنبية Barhebreius وبعد ذلك حط به الرحال في طرابلس الشام( لبنان ) حيث درس على يد علامة نسطوري المذهب الطب والبيان والمنطق. والجدير بالذكر ان ابن العبري كان يتقن لغات عدة الى جانب لغته مثل العربية والفارسية والأرمنية . كما له مؤلفات كثيرة وغزيرة في كثير من العلوم لاهوتية، تاريخية، القوانين الكنسية ، ومؤلفات شعرية الى جانب مساهماته الكبيرة في النحو والصرف السريانيين.
مفريانا على الكنيسة السريانية في المشرق
وكما تشير المراجع التاريخية انه سيم أسقفا على يد البطريرك أغناطيوس الثالث داود ومن ثم مطرانا على حلب وبعدها غدا مفريانا ܡܦܪܝܢܐ على الكنيسة السريانية في المشرق وقام إثرها بزيارات الأبرشيات الكنسية في بلاد آثور وإيران، كون الكنيسة اليعقوبية والنسطورية كانتا في كثير من الاحيان تتقاسمان الرعية بينهما الى درجة كانتا الكنيستان متداخلتان مع بعضها البعض الى درجة، قد تجد منطقة معينة يعقوبية الإيمان غدت نسطورية بعد فترة وأخرى نسطورية غدت يعقوبية .
إن العلامة ابن العبري يمثل طليعة شعبنا المثالية والتحررية واللغوية حيث قال عنه ماري توما أودو ܡܪܝ ܬܐܘܡܐ ܐܘܕܘ ܡܝܛܪܦܘܠܝܛܐ ܕܐܘܪܡܝ مطران أورميا على ما يسمى زورا وبهتانا مطران الكلدان ** في قاموسه اللغوي السرياني ما يلي: ܡܢ ܒܬܪ ܓܝܪ ܡܪܝ ܓܪܝܓܘܪܝܘܣ ܒܪܥܒܪܝܐ ܕܡܬܟܢܐ ܐܒܘ ܐܠܦܪܓ ܡܦܪܝܢܐ ܡܠܦܢܐ ܡܗܝܪܐ ܘܡܫܒܚܐ ܕܫܘܚ ܒܕܪܐ ܬܠܬܥܣܝܪܝܐ ܒܣܘܪܝܝܐ ܡܥܪܒܝܐ ܘܡܪܝ ܥܒܕܝܫܘܥ ܕܨܘܒܐ ܕܐܬܒܕܩ ܒܣܘܪܝܝܐ ܡܕܢܚܝܐ ܒܕܪܐ ܐܪܒܥܣܝܪܝܐ ܠܐ ܩܡ ܒܗܢܘܢ ܐܦܠܐ ܒܗܠܝܢ ܐܢܫ ܕܫܘܐ ܒܫܪܪܐ ܠܩܘܠܣܐ ܦܪܝܫܐܝܬ ܒܝܕܥܬܐ ܕܗܢܐ ܠܫܢܐ . ܘܐܬܝܐ ܠܢ ܠܡܐܡܪ ܐܟܡܢ ܕܐܬܥܦܝ ܘܐܬܩܒܪ ܠܫܢܐ ܗܢܐ ܥܡ ܗܢܘܢ ܬܪܝܢ ܓܒܪܝܢ ܒܚܝܪܐ ܀ تعريب النص اعلاه : بعد ماري غريغوريوس بن العبري والذي يكنى ابو الفرج المفريان والعالم النحرير الذي ظهر في القرن الثالث عشر في السريان المغارية وماري عبديشوع الصوباوي الذي انبثق بالسريان المشارقة في القرن الرابع عشر لم يقم بعدهما أناس في الحقيقة يشغلون مكانتهما المحترمة وخصوصا في معرفة هذه اللغة. ويمكننا حتى القول بأنه لقد كفنت وقبرت اللغة مع هذين الرجلين العالمين ܀
يذكر ان المغفور له ابن العبري قام بزيارة لجاثليق الكنيسة النسطورية وفي مقره في بغداد مدينة السلام حيث استقبل استقبالا حافلا من قبل البطريرك النسطوري، وليس ذلك فحسب، بل حتى زار كل النواحي في بلاد آشور وحتى بلغ المدينة الإيرانية – مراغا وأخيرا حتى توفي هناك بين النساطرة وقبر في تلك المدينة وذلك في 30 من شهر تموز 1286 عن عمر يناهز الستين ولكن بعد ذلك نقلت رفاته الى الموصل .
وقبل الختام، لقد تنبأ المغفور له عن احوال شعبنا الكارثية وفي الأخص الفوضى التي تضرب أطنابها في شعبنا حتى في هذه الأيام الحالكة عصر داعش المجرم إذ قال:
" ܣܘܪܝܝܐ ܚܣܡܐ ܠܐ ܡܛܟܣܝܢ " بما معناه – السريان *** - حسودون وغير منظمين وفي الحقيقة هي حالتنا المزرية في هذه الأيام مع الأسف الشديد . .................
* إن جهود الكنيستين اليعقوبية والنسطورية في الحفاظ على اللغة التي رفستها ورفضتها كل الكنائس المسيحية في الهلال الخصيب حيث ثقال حتى الكنيسة الملكية غدت عربية اللسان قبل القرن العاشر الميلادي وإلى اليوم . ** إن المغفور له ماري توما أودو، آشوري القومية وينتمي الى عشيرة تخوما والتي أنتمي اليها شخصيا. *** السريان هنا تشمل كل الشعوب القديمة من سكان الهلال الخصيب وليست وقفا على شريحة معينة وللمزيد حول الموضوع ما على القارئ ان يستخدم الغوغل بكتابة – من هم السريان وما هو أصل اللغة السريانية بقلمي – والمقال منشور في كثير من المواقع وحتى مواقع غير شعبنا . [/
17
لطفا: الأب ألبير أبونا، إن آرامييك لم ولن يكسفوا شمس آشور الأزلية!
آشور بيث شليمون توطئة- الرسالة الآشورية واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار وهي التمسك وإعتصام بقوميتنا الآشورية والتاريخ فعلا يشهد على ذلك قدر استطاعتنا، حيث هناك في شمال وادي الرافدين استطاع الآشوريون بمختلف مذاهبهم ومشاربهم الإحتفاظ بقوميتهم ولغتهم وتراثهم الى يومنا هذا.بينما، في باقي أصقاع الهلال الخصيب حيث هناك شعوب شقيقة وعلى سبيل المثال، الكنعانيون على الساحل السوري والعموريون والإبليون مع الآراميين في داخل ما يسمى اليوم سوريا أي بلاد الشام مع الكلديين في جنوب العراق الذين سرعان ما أسلموا وانصهروا في المجتمع العربي المسلم إلا جيوب صغيرة هنا وهناك في غربي الهلال الخصيب احتفظوا بمسيحيتهم كما هو الحال في سوريا ولبنان ولكن استعربوا بالكامل .
إن الروم الأرثوذكس والروم الكاثوليك هم الغالبية الذين يمثلون المسيحيين في سوريا ولبنان وهم بدون أي شك من أصول إبلية، عمورية، كنعانية، فينيقية وآرامية مع الموارنة ، الذين خضعوا ورضخوا للعروبة الى درجة أن بطريرك الروم الأرثوذكس اليوم يفتخر بكنيته كبطريرك العرب.
وحتى الذين احتفطوا بمسيحيتهم، ولكن رحبوا بالعروبة وباللغة العربية نراهم رفسوا قوميتهم مع لغتهم التي يفتخرون بها اليوم –الآرامية – كما يدعون !! وما على القارئ العزيز أن يحصل بسهولة على هذه المعلومة بمجرد استخدام الإنترنيت بوضع اسم ( المهندس باسل قس نصر الله – من الروم الكاثوليك ) الذي يفتخر بعروبته في هذه الأيام أو العودة قليلا إلى الوراء كيف ساند ودعم المثقفون اللبنانيون والسوريون المسيحيون في إحياء اللغة العربية التي كانت في مهب الريح ، بينما تخلوا عن لغتهم اليوم والتي كما يدعونها بكل فخر ” اللغة الآرامية ” !
في كتاب أعدته وزارة الدفاع الاميركية تحت عنوان ” Syria A country Study ” عن سوريا حيث يتحدث حول الشريحة المسيحية في البلاد بقوله: الجميع يفتخرون بكونهم عربا – كما هو الحال عند السيد باسل قس نصر الله – الذي ذكرنا عنه أعلاه ما عدا – الأرمن والآشوريين !
عرض الموضوع وتفنيد كتابات الأب البير ابونا
كشعب آشوري ، نرحب بإخوتنا ولو رفضوا مؤخرا هويتهم الحقيقية حيث لا ضير في ذلك وعلى سبيل المثال مسيحيو لبنان . ولكن نرفض رفضا قاطعا ممن يحاولون حذف وإلغاء القومية الآشورية كي تكون آرامية بمجرد إدعاء البعض تكلمنا واستخدامنا هذه اللغة . فإذا كان ذلك صحيحا، ففي هذه الحال هم أنفسهم – عربا – كونهم أعراب اللسان اليوم حيث لا ينطقون اللغة التي يدافعون عنها ألا وهي الآرامية بالمرة، أليس هذا نفاقا ؟!
زد على ذلك، رغم استفساري من الكثيرين فيما إذا كانت هناك كتابات باللغة الآرامية للأب البير أبونا حيث لم أستطع الحصول عليها، وكل ما وجدت كان من كتابات له كلها باللغة العربية، حتى كتابه هذا الموسوم ” أدب اللغة الآرامية ” إذ مجرد كتاب تاريخي لا أكثر ولا أقل، لأن كتاب عن أدب أية أمة يجب أن يكون أولا بلسان تلك الأمة، وإن يتصدره قصيدة باللغة السريانية المركبة من إثني عشر بيتا ربما كلفته عقود من الزمن في كتابتها ! والمحصلة، هذا الكتاب مع احترامنا للأب ألبير ابونا لا يفي بالمراد كونه باللغة العربية.
من المضحك والمبكي بين آونة وأخرى تظهر لنا شرذمة من الأشخاص والذين ينتمون الى طوائف مسيحية مختلفة كالموارنة والأرثوذكس في سوريا ولبنان الذين يحاولون إحياء وبعث الآرامية أو أولئك الذين يعرفوا بالكلديين زورا وبهتانا كي يتطفلوا على شعبنا في – العراق – بانتزاع ما حصل عليه في هذه الأيام والذي كلفنا الكثير في وقت كانوا في سبات عميق قبل سنوات وكما قلنا هم لم يجاهدوا أو يكافحوا للحصول على ما يطلبونه اليوم وكما يقال – بعد خراب البصرة – إنما يفعلون كل هذا لمجرد حسدهم وحقدهم على القومية الآشورية وهم ينفذون ما أعده لهم الصهاينة والعروبيين كي يجحظوا العمل القومي الآشوري حيث من المحتمل كاد به أن يحصل ما كان يرنو اليه منذ سنوات لولا هذه الصيحات النشاز. وإن القوى الصهيونية والعروبية هذه تدرك تماما بأن دعاة هذه القوميات المهترئة سواء كانت الآرامية أو الكلدية هي مجرد دعوات آنية وفقاعات صابون ستزول فيما إذا القومية الآشورية – لا سمح الله – لم تنجح في رأب الصدع والتخلص منها عاجلا ام آجلا.
وهكذا يظهر لنا اليوم أبطال الآرامية المنقرضة من لبنانيين الذين كان بوسعهم أن يحققوا ما يريدونه اليوم منذ اكثر من مائة عام، ولكن لم يفعلوا ذلك وما يفعلونه اليوم – البعض – مع الأسف وهو لغرض التشويش فقط وحتى إذا وجدنا هؤلاء الذين يعدون على رؤوس الأصابع بينما بالمقابل هناك الكثيرون منهم والذين لا يبالون بصيحات الدكتور عماد شمعون وأندريه كحالة وبعضا من إخوتنا أعضاء الكنيسة الأرثوذكسية الشقيقة من أمثال الدكتور أسعد صوما أسعد والآخر من الكنيسة السريانية الكاثوليكية هنري بدروس الذين ينادون بالآرامية المنقرضة لأن ( الغالبية العظمى ) منهم يرون أنفسهم عربا ومتمسكون بعرى العروبة حتى الرمق الأخير!
وهناك شرذمة أخرى من الطائفة الكاثوليكية المسماة ( الكلدانية ) في وقت لا وجود لهؤلاء منذ القرن الحادي عشر في الجنوب العراقي، بل هم في الشمال ( بلاد آشور/ ܡܬܐ ܕܐܫܘܪ) آشوريون الذين انفصلوا بإنضمامهم إلى الكنيسة الكاثوليكية بعد عام 1552 ميلادية من أمثال المطران سرهد يوسب جمو وغيره– الذي في حوزتنا فيديو يفتخر بآشوريته منذ عدة سنوات – لينقلب ويغدو اليوم كلدانيا. وكذلك قداسة البطريرك مار عمانوئيل دلي الذي يتأرجح مثل الزئبق ما بين الآشورية والكلدانية وأخيرا آخر ما تفتق ذهنه كي يرى نفسه آراميا مع المطران الآخر لويس ساكو ويأتي بعدهم الأب البير أبونا والذي هو موضوع حديثنا مع الدكتور ليون برخو الذي يفتخر بأنه حفيد وافا الآرامي.
والخلاصة، نحن لسنا ضد بعث القوميات الآنفة الذكر، من كنعانية، إبلية، عمورية، آرامية وكلدية اطلاقا. بل بالعكس من مشجعي هؤلاء، لأن بعثهم هو عينه بعث القومية الآشورية نفسها. ولكن أن يقوموا بجريمة بشعة وهي أن تكون بلادنا الآشورية مسرحا ومرتعا لهلوستهم في وقت لا نشاط ولا اجتهاد لهم في بلدهم والأنكى من ذلك كما قلنا ساروا ويسيرون مع التيار العروبي كل حياتهم حيث رفسوا لغتهم وتراثهم على الدوام جانبا كي يتحولوا اليوم الى أبطال احياء وبعث هذه القوميات المنقرضة سواء كانت آرامية أو كلدية وعلى حسابنا وأرضنا شيئا لم ولن نقبله بتاتا.
إخوتي: أتريدون بعث الآرامية ؟ سوريا ولبنان أمامكم ونحن معكم ونبارك أعمالكم . أتريدون بعث الكلدية؟ منطقة البصرة أمامكم تناديكم ونحن معكم ونبارك خطوتكم ، أما أن تحذفوا وتلغوا قوميتنا الآشورية وفي عقر دارنا – شمال بيث نهرين – فهي جريمة لا تغتفر .
جولة خاطفة مع الأب ألبير أبونا وكتابه الموسوم ” أدب اللغة الآرامية ”
دون شك أن الأب ألبير أبونا يعد واحدا من دعاة الآرامية حيث كتب عدة مقالات حول الموضوع ودورهم في الهلال الخصيب. نحن بصراحة لسنا ضد من يعتبر نفسه آراميا كما قلنا ونقولها على الدوام مثل الأب ألبير أبونا وغيره رغم أنه في الحقيقة ابن البلاد الآشورية بالولادة، بل ضد من يزور التاريخ ومن ثم التحايل بشتى الطرق مع احترامي لدعم دعوته الآرامية زورا وبهتانا وللأسف فهو يتقدم على كل المذكورين في تزوير وتحوير تاريخنا .
بعض المآخذ على كتابه – أدب اللغة الارامية – التي تدحض ما جاء فيه:
– أولا، ليس هناك بالمعنى الحقيقي وجود – لغة آرامية – اليوم، لأنها لغة منقرضة. كي يكون هناك أدب آرامي لها كما يدعي ، بل هناك لغة سريانية. – اللغة السريانية ، هي عبارة عن لغة جامعة لكافة اللغات/ اللهجات القديمة والمنقرضة والمعروفة في الهلال الخصيب والعنصران الموحدان لها كان الألفبائية الكنعانية مع الديانة المسيحية ويمكن اعتبار تاريخ نشوءها منذ القرنين الثاني والثالث الميلادي وما بعده حتى مطلع الألفية الثانية الميلادية . حيث وضعت لها الحركات مع قواعد لضبطها- شيئا لم يكن للغة الآرامية من قبل، وللمزيد حول هذه النقطة يرجى العودة الى كتاب اللغات السامية للأستاذ إسرائيل ولفنسون، مدرس هذه اللغات في الجامعات المصرية ، صفحة 108 – معظم الآباء المسيحيين يشيرون اليها ب” اللغة السريانية ” وهذا نتيجة الاسطورة الخرافية التي أدخلها البعض ربما لدخول الفردوس كونهم ينطقون لغة الرب المخلص – اللغة الآرامية – زورا وبهتانا.
– وهنا استشهد بأحد عباقرة اللغة حيث يعتبر بأمير الشعر السرياني المغفور له مار عبديشوع الصوباوي/ ܡܪܝ ܥܒܕܝܫܘܥ ܕܨܘܒܐ ( ؟ – 1318 ميلادية ) حيث قال في مقدمة كتابه فردوس عدن/ ܦܪܕܝܣܐ ܕܥܕܢ :
” ܐܢܫܝܢ ܡܢ ܗܟܝܠ ܕܒܣܩܝܠܘܬ ܡܡܠܠܐ ܦܐܘܛܝܩܘ: ܘܒܪܗܛܪܝܘܬܐ ܘܣܘܟܠܐ ܐܪܒܝܐ ܪܡܛܝܩܘ ܟܕ ܠܠܫܢܐ (ܣܘܪܝܝܐ) ܐܝܟ ܕܠܡܣܟܢܐ ܘܠܐ ܡܪܝܩܐ ܘܥܒܝܐ ܒܣܦܝܦܘܬܗܘܢ ܘܒܠܠܬܗܘܢ ܙܛܡܘ: وهو يدعوها السريانية ولا الآرامية كما يدعي البعض، وهو بالطبع ليس الوحيد بل كل القواميس الموجودة لدينا تتخذ التسمية السريانية وعلى سبيل المثال :
قاموس المطران توما اودو: ܣܝܡܬܐ ܕܠܫܢܐ ܣܘܪܝܝܐ، قاموس R.PAYNE SMITH and edited by J.PAYNE SMITH ( MRS. MARGOLIOUTH 1903) تسميه بالقاموس السرياني إذ تقول في البداية: ܒܚܝܠܐ ܕܡܪܢ ܝܫܘܥ ܣܒܪܢ ܡܫܪܝܐ ܐܢܐ ܠܡܟܬܒ ܟܬܒܐ ܗܢܐ ܕܦܣܝܩܬܐ ܕܠܫܢܐ ܣܘܪܝܝܐ وكذلك قاموس سرياني عربي/ انكليزي وفرنسي لمؤلفه لويس كوستاز 1986 من منشورات المطبعة الكاثوليكية – بيروت، لبنان. قاموس المرحوم اقليمس يوسف داود ” اللمعة الشهية في نحو اللغة السريانية ” طبعة الموصل – العراق. وهكذا نجد أن معظم هذه القواميس تحمل التسمية السريانية إلا قاموسا واحدا وهو للمغفور له المطران يعقوب اوجين منا حيث يسميه دليل الراغبين في لغة الآراميين ولكن في اللغة السريانية يضيف ” الكلدية ” عليه – ܗܕܝܐܐ ܕܠܫܢܐ ܐܪܡܝܐ ܟܠܕܝܐ – طبعة الموصل 1900
– إن اللغة السريانية، كما قلنا هي لغة مستحدثة على أنقاض اللغات السامية في الهلال الخصيب على سبيل المثال، الآشورية، والبابلية، الإبلية، والكنعانية والفينيقية ، والعمورية والآرامية . والعامل الموحد لها كانت الألفبائية السينائية والديانة المسيحية .
– إن كتابه هذا تاريخ ” أدب اللغة الآرامية ” موضوع مقالنا ، حتى لو قبلنا بأنه في لغة الآراميين، فإن ذلك لا يدل بأي شكل من الأشكال أنه يبحث في اللغة الآرامية، بل هو في الحقيقة كتاب تاريخي وباللغة العربية واكثر مواضيعه هي أحداث تاريخية آشورية وما قام به الآشوريون كقوة عظمى في حكمهم لمنطقة الهلال الخصيب.
– حتى لو صدقنا طبقا لما يرويه, الأب أبونا بهذه الدويلات/ العشائر الآرامية بأعلامها، التي تغطي كما يدعون منطقة الهلال الخصيب كافة، يبقى علينا أن نسأل لو كانت الآكثرية آرامية ، ما الذي حققه هذا الشعب بأعداده الضخمة هذه التي غطت الهلال الخصيب برمته؟ صدق المؤرخ جورج رو في كتابه الموسوم – العراق القديم – Georges Roux, Ancient Iraq, Page 275 حيث قال:
” سواء تجار، فلاحين، رعاة، جنود أو قراصنة ، الآراميون كانوا أصلا بدوا غير مصقولين/ كفؤ ولم يساهموا في حضارة الشرق الأدنى بشيء . ”
– ثم ما الغرض من سرد هذه الدويلات المنقرضة التي لم تحقق شيئا في الماضي ومن أبسطها الوحدة القومية كي يحققه دعاتها الجدد اليوم؟ حيث يحل محلها العشائر العربية البدوية ولم يبق آراميا اليوم يفتخر بآراميته بتلك المناطق غير هذه الشرذمة هنا وهناك التي تعد على رؤوس الأصابع؟!
أمثلة حية عن التزوير والتهميش من قبل الأب ألبير ابونا:
إنه ليتطلب وقتا طويلا لتغطية الكتاب الذي يقع بين دفتيه 758 صفحة، لذلك سنقوم ببعض منها وهذا دليل كاف حول عدم مصداقية الكاتب بحيث هذا العمل في الغرب يعد عملا غير مقبولا الى درجة يسقط الكاتب الذي يقوم بمثل هذه الأعمال من أعين القراء كي يبقى معزولا ومهمشا بالمرة في الوسط الثقافي وهي بحد ذاتها نكسة كبرى له. لذلك سنختار بعضا منها فقط .
ططيانس/ ܛܛܝܢܘܣ (110 – ؟ )
يعتبر ططيانس من الآباء المسيحيين الطلائعيين وله دور ريادي في هذه الديانة الجديدة لإقدامه بكتابة سيرة حياة السيد المسيح عن الأناجيل الأربعة وسبكها في رواية واحدة والتي اتخذت تسمية جديدة ” دياطاسرون ” أي إنجيل واحد باللغة اليونانية.
ولكن من المؤسف أن البير أبونا، لم يذكر عنه شيئا كان يفتخر به وهو قوميته الآشورية. وأسلوبه ونهجه هذا لم يكن وقفا على هذه الشخصية الاشورية الفذة، بل كان بالإجماع في كل مرة تذكر القومية الآشورية يعوضها بشيء بديل أو حتى لدرجة يحذفها من الوجود، وهذا ما سنراه بعد قليل في مقالنا هذا.
بينما، المغفور له، المطران أدي شير عندما كتب عن ” ططيانس ” نراه ينهج أسلوبا أكثر منطقية وانسجاما مع الحقيقة إذ استهل كتابته عن هذه الشخصية الفذة، بهذه العبارات: ” إن ططيانس يخبرنا عن نفسه أنه كان آثوريا. وكذا قال عنه تيودورس بركوني/ ܬܐܕܘܪܣ ܒܪܟܘܢܝ . ويستطرد قائلا، إذ تربى في ديانة الوثنيين ودرس العلوم اليونانية … وانطلق الى رومية وهناك اعتنق الديانة المسيحية وتتلمذ للقديس يوسطينوس .. ”
مار عبديشوع الصوباوي/ ܡܪܝ ܥܒܕܝܫܘܥ ܕܨܘܒܐ ( ؟ – 1318)
رغم ان الأب ألبير أبونا يستهل ترجمته عن هذا العلامة باستشهاده ما قاله السمعاني من إطراء له حيث يضاحي مار أفرام أو اسحق الأنطاكي، ولكن يعود ليقول بأنه يغالي في حكمه. ويمضي الأب أبونا قائلا: ” وأراد ( مار ) عبديشوع أن يحذو حذو الحريري فألف هو أيضا خمسين مقاما شعريا أسماها ( فردوس عدن/ ܦܪܕܝܣܐ ܕܥܕܢ) …. إلا ان هذه الألعاب اللغوية تتطرق الى مواضيع دينية ولا يجد فيها المؤلف مجالا للفكاهة والنكتة ولذا فقد اتت منتقصة عن مقامات الحريري. في الحقيقة اقف مشدوها بقراءة هذه الكلمات التي هي مخيبة جدا لنا أن تقوم شخصية دينية مرموقة كالأب ألبير ابونا الذي كان استاذا للغة – الآرامية – التي يحلو تسميتها باستنتاجه هذا! وهنا ما علينا إلا أن نقول مايلي : أولا، من المحتمل أنه لم يطالع كتاب المقامة لعبديشوع الصوباوي أم أنه تصفح الكتاب ولكن يبدو لم يستطع فهمه وفي كلا الأمرين كما يقال أحلاهما مر. وقبل أن أستشهد ببعض الأباء الأجلاء من أبناء شعبنا الذين يقرظون المؤلف أقول، إن الشعر عادة في لغتنا وهكذا كان في اللغة الآشورية البابلية القديمة لم يكن يستخدم القافية كما هو الحال في اللغة العربية، بل كان على طريقة ما نسميه اليوم الشعر النثري . إن لجوء مار عبديشوع الصوباوي الى هذا النهج كان كرد فعل للعرب الذين كانوا يستهزؤون بشعرنا وهذا ما قاله حرفيا في مقدمة الكتاب: ” ܐܢܫܝܢ ܡܢ ܗܟܝܠ ܐܪܒܝܐ ܕܒܣܩܝܠܘܬ ܡܡܠܠܐ ܦܐܘܛܝܩܘ: ܘܒܪܗܛܪܝܘܬ ܣܘܟܠܐ ܓܪܡܛܝܩܘ : ܟܕ ܠܠܫܢܐ ܣܘܪܝܝܐ ܐܝܟ ܕܠܡܣܟܢܐ ܘܠܐ ܡܪܝܩܐ ܘܥܒܝܐ ܒܣܦܝܦܘܬܗܘܢ ܘܒܠܠܘܬܗܘܢ ܙܛܡܘ: ”
إن المرحوم القس جبرائيل القرداحي اللبناني مدرس اللغة العربية والسريانية في روما كان من الأوائل الذين أعطوا الأهمية لهذا العلامة باختياره 25 قصيدة من كتاب المقامة إذ طبعها بالخط الغربي/ اليعقوبي ( 1889 ) استهله بما يلي:
” أما بعد، فإنه لما كان ديوان الإمام العالم الشاعر ، والهمام الكثير المعالي والمآثر، سيدي عبد يشوع الصوباوي، المسمى ( ܦܪܕܝܣܐ ܕܥܕܝܢ ) من أحسن ما يعهد من الدواوين عند السريان لفظا ومبنى، واجوده مقصدا ومعنى، وأبدعه فنا وصنعا، واجزله خيرا ونفعا …. ” اما المغفور له مار توما اودو مطران أورمية قال في مقدمة قاموسه الكبير باللغة السريانية/ ܣܝܡܬܐ ܕܠܫܢܐ ܣܘܪܝܝܐ عن هذا العلامة مار عبد يشوع الصوباوي : ” وهناك غريغوريوس ابن العبري الملقب بأبي الفرج العلامة والمفريان في القرن الثالث عشر من السريان المغاربة وعبد يشوع الصوباوي من السريان المشارقة في القرن الرابع عشر لم يظهر بعدهم أحدا بمنزلة هذين الشخصين لغويا لحينه … وبوسعنا قوله أن اللغة هذه قبرت معهما أيضا …” والشخصية الأخرى هو المرحوم القس بولس البيداري الذي قال عن العلامة في قصيدته ” أيتها الأمة الحبيبة بما يلي:
ܢܚܫܝܪܬܢܐ ܣܦܪܐ ܕܩܕܡܘ ܠܚܣܝܐ ܕܨܘܒܐ ܒܨܘܒܐ ܫܪܝܬ ܒܨܘܒܐ ܫܠܡܬ ܟܠ ܣܦܪܘܬܢ܀
حيث يقرظ العلامة بقوله أن في ( صوبا/ كرسي مطرانيته ) ابتدأ أدبنا وفي صوبا انتهى .” تنويه، بغية المزيد عن هذا العلامة يرجى النقر على الرابط التالي:
http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B9%D8%A8%D8%AF%D9%8A%D8%B4%D9%88%D8%B9_%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%88%D8%A8%D8%A7%D9%88%D9%8A المغفور له المطران أدي شير ( 1867 – 1915 )
في الحقيقة كتب عن هذا العلامة بغزارة وأعطى له الأهمية القصوى عندما ذكر عن كتابه الموسوم ( تاريخ كلدو وأثور ) و كان يجب أن يكون ” تاريخ بابل وآثور ” كونه المؤلف من الطائفة الكلدانية لذلك رجح ” كلدو ” عوضا عن بابل، وخصوصا في أواخر العهد البابلي التبس الإسمان، ولكن رغم ذلك ففي الغرب دوما استخدموا ” بابل ” أو نيوبابلون ولا كلدو وتأكيدا على ذلك نجد كثيرا من استشهاداته من كتاب الإغريق – هيرودوتس وغيره الذين ذكروا آشور وبابل دائما. والمرحوم لم يعتبر شعبنا من الشعوب الآرامية، بل كشعب كلداني وآثوري وهنا تعالوا معي لنرى كيف وصفه الأب البير أبونا كتابه الموسوم هذا :
” تاريخ كلدو وآثور بالعربية بمجلدين، طبعة بيروت، المجلد الأول سنة 1912 يتطرق الى تاريخ الأمة الكلدانية – الآثورية القديمة ويقع في 185 صفحة مع خارطة للبلدان الآرامية. ” حقيقة أستغرب جدا كيف الأب ألبير أبونا يلجأ الى تغيير ما جاء في كتاب العلامة أدي شير، أولا معظم كتابه هذا كان عن الأمة الكلدانية الآثورية، وليس هناك آرام لا من قريب أو من بعيد، ومن ثم نعم هناك خارطة وهذه الخارطة ليست عن البلدان الآرامية، بل خارطة لدولة آثور الكبرى وهي في آخر صفحات الجزء الأول من الكتاب على حدة!
جدول البطاركة للكنائس المشرقية
إن المؤرخ ألبير ابونا يذكر البطاركة في جداول لكل كنيسة منذ البدء الى يومنا هذا، ولكن للأسف نراه لا يتقيد بالأصول، فمثلا عندما يذكر بطاركة الكنيسة الأرثوذكسية الشقيقة فهو يعتبرها الرئيسية وهي الحقيقة، بينما المنشقون – الكاثوليك – عنها لهم جدول خاص يأتي بعدهم منذ تاريخ الإنقسام . بينما في جدول الكنيسة المشرقية لم يتقيد كما فعله مع الكنيسة الأرثوذكسية الشقيقة، حيث كان من الواجب اعتبار الكنيسة المشرقية/ النسطورية هي الأصل، بينما المنشقون الى الكنيسة الرومية وجب أن يكون لهم جدولا خاصا بهم منذ تاريخ الإنقسام أي بعد عام 1552 ميلادية كما فعل مع الكنيسة الأرثوذكسية. إن الأب ألبير أبونا تجاهل ذلك واعتبر الكنيسة المنشقة جدولها منذ البداية بدون انقطاع حتى يومنا هذا – علما أن الكنيسة المشرقية تعتبر ما قبل 1552 كنيسة نسطورية هرطوقية في نظر الكنيسة الرومية، والمنشقون لا يعدون مشرقيين اطلاقا! وللأسف، لم يكتف بذلك، بل عندما ذكر أسماء البطاركة وهناك بطريركان يتكنيان بالتسمية الآشورية وهما: 64 ماري بر طوبيا آثورايا/ ܡܐܪܝ ܒܪ ܛܘܒܝܐ ܐܬܘܪܝܐ 987-999 71 عبديشوع الثاني ابن العرض آثورايا / ܥܒܕܝܫܘܥ ܬܪܝܢܐ ܒܪ ܥܪܨ ܐܬܘܪܝܐ 1085- 1090 ذكر اسمهما بدون ذكر لقبهما الآشوري .
العلامة كيوركيس وردة * / ܓܝܘܪܓܝܣ ܘܪܕܐ ( ؟ – 1225 ) وحتى هذا العلامة لم ينج من تزوير الأب ألبير أبونا حيث آخر ما قاله عنه هو على الوجه الأتي: ” وقامت المطبعة الآثورية في الموصل بنشر مقالة له في البطاركة كملحق لكتاب مركانيتا/ المرجانة في حقيقة الديانة المسيحية للعلامة واميرالشعراء المغفور له مار عبد يشوع الصوباوي. ونشر الأب القرداحي شيئا من مقالته في العذراء مريم. وجاء كثير من مقالاته في الخوذرا الكلدانية. ” انتهى الإقتباس. أولا، ليس هناك كتاب الحوذرة الكلدانية ، حيث التسمية الكلدانية تسمية جديدة وأول من أوجدها هو البابا يوجين الرابع حوالي 1443 ميلادية . ثانيا، ان قصيدته في البطاركة الطويلة تحوي التسمية الآشورية كشعب وكقومية ذكرها بكل فخر في وقت لم يذكر ” الكلدانية ” المزعومة بالمرة التي يحاول البعض فرضها وكما قلنا حاول دائما نكران وجود الآشورية كشعب وحجمها من الذكر ولكن كما جاء في عنوان مقالي إن آراميي الأب ألبير أبونا لم ولن يكسفوا شمس آشور الأزلية أبدا – والحياة للأمة الآشورية / ܬܚܐ ܐܘܡܬܐ ܐܬܘܪܝܬܐ ܠܥܠܡ܀ ܫܠܡ ܐܢܐ ܡܐܡܪܝ ܗܢܐ ܒܚܝܠܐ ܘܨܒܝܢܐ ܕܐܠܗܐ ܘܡܪܢ ܝܫܘܥ ܡܫܝܚܐ ܦܪܘܩܢ ܘܡܚܝܢܢ ܘܠܗ ܫܘܒܚܐ ܘܪܘܡܪܡܐ ܠܕܪ ܕܪ ܕܪ ܕܪ ܕܪ ܕܪ ܕܪ ܕܪܝܢ܀ ܒܝܕ : ܐܫܘܪ ܕܒܝܬ ܫܠܝܡܘܢ – ܫܝܟܓܘ – ܐܘܚܕܢܐ ܡܚܝܕܐ ܕܐܡܝܪܝܟܐ
………………….
* لقد اخطأ الأب البير ابونا في كتابة اسم العلامة “كيوركيس وردة ” الاربيلي ، حيث الكنية يجب ان تكون (وردا) وليس وردة التي هي اسم مؤنث للورد، أما حرف الألف في آخر الإسم فهي للدلالة على التعريف.
18
الرسالة الآشورية الأزلية

ܚܬܘܬܝ ܘܐܚܘܢܘܬܝ ܩܪܝܢܐ ܡܝܩܪܐ/ أخواتي وإخوتي القراء المحترمون ܫܠܡܐ ܘܫܝܢܐ ܥܡܟܘܢ/ السلام والأمان معكم أعزائي: حقيقة كانت لي تجربة جميلة ومشجعة وإن تخللت مع احترامي من البعض، أكرر من البعض ولا الكل، تصرفات غير اخلاقية مقبولة، ولكن عموما لا باس بها واتطلع الى المستقبل ان تكون اكثر نجاحا وذلك باخذ بعض الخطوات الهامة وهي: - هدفي الرئيسي هو كشف الحقيقة عن أمتنا الآشورية وفي عقر دارها بلاد آشور/ ܡܬܐ ܕܐܫܘܪ ، تاريخيا ولغويا وتراثيا. - فضح وكشف مزوري تاريخنا أي كان بدون تردد، لا كرها باحد، بل لتقديم الحقيقة لشعبنا المنكوب كما هي ولا كما يشوهها البعض مع الأسف. - إن تمسكنا بآشوريتنا وفي دارنا لهي أمانة على أعناقنا، وأي تقاعس او تراجع عنها لهي خيانة عظمى في حق شعبنا الذي قاسى الكثير والغاية في نفس يعقوب ليجردنا حتى من وجودنا.
- نحن نكشف التاريخ كما هو ولن نسمح لأحد أن يشوه تاريخنا او يبدله كما يشاء. في شمال ما يسمى العراق والقومية الوحيدة هي الآشورية. وإذا كان هناك الكثير ممن لا يجدون أنفسهم آشوريون هؤلاء هم في كثير من الأحيان أما من المستعربين، المتاكردين، المتكلدنين أو من الغرباء المحتلين . ليس هناك من يحاول طردهم أو اجبارهم العودة الى جذورهم الخيار هو لهم وحدهم . تعاريف مهمة يتداولها شعبنا اليوم بمفاهيم خاطئة: من المؤسف نتيجة الظروف جيوسياسية والمذهبية ومرور شعبنا تحت ربقة المحتلين الأجانب، اليوم نجد شعبنا في بلاد آشور يعرف بهذه التسميات : الآثوريون، السريان والكلدان . الآثوريون، هم الشعب الأصلي لهذا الجزء من العراق الحالي ولا يختلفون عن إخوتهم سواء من السريان أوالكلدان، بل كلهم ينتمون الى القومية الآشورية *.
الكلدان: وما يسمى الكلدان في بلاد آشور، هم غير الكلدان القدماء، بل آشوريون بعد دخول الكثلكة عرفوا بالكلدان، هذا الإسم الذي أسبغه عليهم من قبل بابا روما، يوجين الرابع حوالي 1443-1444 ميلادية. كما والجدير بالذكر ان الكلدان وهم القلة القليلة في جنوب العراق – حيث كان هناك أراميون، فرس، عرب والخ – لقد اسلموا واستعربوا وانصهروا جميعا في المجتمع العربي في نهاية القرن العاشر او بالاكثر في أوائل القرن الحادي عشر الميلادي وبذلك لم يبق لهم أثر بعد عين .
السريان:
هنا توضيح هام جدا، وهي التسمية هذه كانت تطلق على جميع سكان الهلال الخصيب من كل القوميات المعروفة والتاريخية هناك وهنا استشهد بما قاله الاخرون لكي لا أتهم انني أزور التاريخ أو أضعه بما يناسبني كآشوري والنص مأخوذ من المجلة البطريركية، وهي مجلة دينية تاريخية أدبية وتصدرها بطريركية انطاكية وسائر المشرق للسريان الأرثوذكس في دمشق، العدد الثاني والستون، المؤرخ كانون الاول من عام 1968 – السنة السابعة والصفحة 81: ” والشعوب السريانية الاولى التي عرفت في العصور القديمة، أعني بها الأكاديين، البابليين والآشوريين، ثم الكنعانيينوالفينيقيين وفروعهم، كانت كالشعوب الآرامية مساوية لها ب ( العرق واالغة )، غيران فارقا بسيطا كان يفصل بينهما، ينحصر في لهجة كل قبيلة الخاصة والعامة . ” وهكذا في العصور الاولى للمسيحية تقريبا اختفت الأسماء القديمة كي تكون التسمية ( السريان ) كتسمية عامة للجميع والتي مصدرها شعبنا الآشوري نظرا لدوره الريادي كما قلنا مرارا في عملية توحيد الهلال الخصيب وفق طموحات الملوك السركونيين والذين نجحوا لحد ما حيث كانت تسمى هذه الحقبة التاريخية المهمة ب السلام الآشوري PAX ASSYRIACA.” الآراميون:
هم غالبا الشعب الذي كان منتشرا في قلب الهلال الخصيب والذي كان شعبا بدويا او نصف بدوي وقد أسس بعض الممالك الصغيرة هنا وهناك الذين كانوا تحت الإنتداب الآشوري، ولكن وجودهم في بلاد آشور ليس اكثر مما وصفه الأخ الفنان حنا حجار، ربما البعض ساقوا ماشيتهم للبحث عن الكلأ ليس إلا ولكن لم يكون وجودهم مهددا للأمبراطورية الآشورية. ومن المؤسف ان نجد اليوم منهم من يظن خطأ بانهم أصل البلاد، في وقت لا وجود لهم في بلادهم الحقيقية إلا ببضع آلاف – معلولا - والذين يرون انفسهم عربا رغم ان لهم لغتهم – الآرامية – القديمة والتي الى اليوم في حيص بيص يبحثون سبل تطويرها وما هو الخط المناسب لها، حيث البعض اخذ اليوم يستخدم الأحرف العبرية المربعة والتي تعرف حتى من قبل اليهود أنفسهم – كتاف آشوري أي الخط الآشوري. ملاحظة هامة للقراء الأحبة : بإذن الله لإتمام مهمتي المقدسة هذه ساقوم بحملة توعية وذلك من خلال مقالات التي سأكتبها واقدمها للقراء. وفي هذه الحالة يرجى منهم والباب مفتوح للنقاش الحضاري ومن ضمن الموضوع، أي كل القراء لهم الحق بالمناقشة ولهم الحق حتى بعدم قبول والأخذ بما أقدمه بشرط ان يقارعوا – الحجة بالحجة – أي نقاش خارج الموضوع غير مقبول ولن يلقى صاحبه أي اهتمام، كما أي شخص يخرج من الموضوع كي يحوله الى هجوم شخصي غير مسموح والافضل ان يقوم ذلك بنفسه من خلال كتابته هو في زاوية مستقلة وله الحق كي يقول ما يريده، بعد تزويد القراء بالثبوتيات وليس بالتكهنات وحتى هذا لن يلقى أي جواب إذا لم يعلن الشخص عن اسمه الصريح والكامل . ............ تنويه يرجى الإستماع الى الدكتور بهنام أبو الصوف على اليو توب أدناه: http://www.youtube.com/watch?v=rPTdBQU2VBo
* أثور – آشور، وآسور هي نفس التسمية كما تقول: العراقي، العراكي( جيم مصرية ) أو العرائي السورية. وأخيرا كلي امل ان تلقى دعوتي هذه أذنا صاغية ولكم شكري وتقديري؟ آشور بيث شليمون __________________
19
المطالبة بقوات التدخل السريع في كل من العراق وسوريا!
أيها الإخوة القراء:
كمساهمة بسيطة أحب مناشدة شعبنا ان يقوم بحملة توعية واسعة لإنقاذ شعبنا المنكوب سواء في العراق وسوريا في وقت الحكومات المحلية مع الأسف عاجزة عن تحقيق ذلك. وبما اننا قدمنا في كثير من الأحيان لبعض الدول الغربية وفي مقدمتها بريطانيا العظمى، فرنسا، وروسيا خلال الحرب الكونية الاولى والحرب العالمية الثانية خدمات كبيرة الى درجة اننا يعتبروننا سكان هذه الدول كموالين وعملاء لهم حيث اليوم ندفع هذه الفاتورة الباحظة بما يشهده شعبنا من سحق وقتل وسلب ومن ثم تجريدنا من أراضينا الشرعية . وكما اعتقد على هذه الدول نوعا من المسؤولية تجاه شعبنا وهنا يبقى السؤال لماذا يهرعون الى مساعدة كثيرا من الشعوب بينما لا يفعلون ذلك تجاهنا ؟
لذلك، علينا إيصال الرسالة لهم كونهم مسؤولون اخلاقيا لنا وادناه أضع تلفونات لسفارات هذه الدول مع تلفون البيت الأبيض حيث بوسعنا وبلغة أدبية نحث عليهم خدمتنا والتي هي بحق خدمة إنسانية نبيلة قبل كل شيء وذلك بارسال قوات التدخل السريع في كل من العراق ( سهل نينوى ) ومنطقة الخابور لتطهيرها من هذه القوى التكفيرية وتحرير أسرانا ولكم الشكر سلفا. تنويه: إن هذه الأرقام هي فقط في الولايات المتحدة الأميركية، وعلى القراء الحصول على ارقام تلفونات السفارات المذكورة وفي البلد الذي يقطنه .
The White House 1 ( 202 )456-6213 The Russian Federation 1 ( 202 ) 298-5700 Republic of France 1 ( 202 ) 944-6000 The Great Britain 1( 202) 588- 6500
20
ملاحظات متواضعة على اقتراح غبطة البطريرك لويس ساكو الكلي الطوبى !
آشور ببيث شليمون
هذا ما اقترح غبطته بالحرف الواحد :
" لذلك بكل محبة وحرص اسوق هذا الاقتراح بتبني احدى هذه التسميات أو تسمية اخرى معقولة يقترحها اخرون تحافظ على وحدتنا: 1-التسمية كما وردت في دستور الاتحادي: او توضع فارزة: من .... الكلدان، والسريان، والاشوريين. 2-الاراميون من الكلدان والسريان والاشوريين. وهذه تسمية علميّة لها جذور جغرافية ولغويّة! 3- سورايا: من الكلدان والسريان والاشوريين، وهذه تسمية شعبية انتشرت على لسان الناس؟ هذا اقتراح للنقاش، الهدف منه الاتفاق على تسمية مقبولة من الجميع.
رابط الموضوع http://saint-adday.com/permalink/7370.html " انتهى الإقتباس
تعقيبي على ما جاء به غبطة البطريرك ساكو الموقر :
في البداية، لا ألوم غبطة البطريرك لما قاله كوننا اليوم في محنة فكرية تفوق محننا الأخرى مع الأسف الشديد. وكما هو معروف، نحن نقوم بتقييم الشعب في المثلث الآشوري وليس في كل ما يسمى العراق او الهلال الخصيب. وكما هو معروف أن المثلث الآشوري والذي فيه تجد أربع عواصم آشورية لعبت دورا تاريخيا طويلا وفريدا وأنجبت 117 ملكا بدون انقطاع لا في بيث نهرين بل في غرب آسيا وشمال أفريقيا الذي لم يستطع أحد ان يجاريه إلاّ العرب وبعد أكثر من 1200 سنة !
اما تعليقي على الفقرة الأولى والتي تذكر أبناء شعبنا فيما يسمى الدستور الإتحادي بعد وضع فاصلة من ذكر أي الأسماء الثلاثة من الكلدان والسريان والآشوريين. وهنا أيضا لا الوم الحكومة الإتحادية على هذه التسمية الهجينة كونها نتيجة إنقساماتنا وتشرذماتنا المذهبية التي اوصلتنا الى هذا الدرك المنحط الذي نحن فيه اليوم . وهنا، وعلى لسان البطريرك نفسه والذي قال في احدى مقالاته ان الكنيسة لم تسم لا بالكلدانية ولا بالآشورية، كون كنيسة المشرق في العصور الأولى كانت تضم من مختلف الشعوب الى جانب الشعوب في بيث نهرين من آشوريين وبابليين ، والسومريين، الآراميين، الكلديين، اليهود، الفرس والعرب في الجنوب. كما هو معروف تاريخيا، أن الشمال وبشهادة الغرباء قبل الأصدقاء ان الآشورية كانت القومية المهيمنة، بينما في الجنوب وهذا الكلام على لسان البروفيسور أ. ولفنسون (1 ) مدرس اللغات السامية في الجامعات المصرية وهاكم النص حرفيا: " لذلك استطاع الآشوريون الذين كانوا أمة واحدة وعنصرا واحدا ..... والحق ان بابل – كما يدل عليها لفظها العبري والعربي- خليطا من امم مختلفة متبلبلة الألسن والنزعات والميول. " وخلاصة الكلام، إن الكنيسة المشرقية في القرن العاشر وما بعده تقلصت وغدا وجودها الفعلي في بلاد آشور ولم يبق من معتنقي المسيحية في الجنوب من الشعوب المذكورة اعلاه اطلاقا ومن ضمنهم الكلدان القدامى. ومعناه ان ما يسمى – الكلدان – اليوم هم عبارة عن آشوريين نساطرة تحولوا الى الكثلكة وخاصة بعد القرن الخامس عشر الميلادي. أما – السريان – فهي تسمية مذهبية وبغض النظر عن اصلها وفصلها والتي هي محرفة من آشورية < آسوريا < سوريا حيث ضمت بين جناحيها كل الشعوب القديمة في الهلال الخصيب، أي لم تكن حصرا في شعب معين او كما يدعي دعاة وغلاة الآرامية اليوم.
أما تعقيبي على الإقتراح الثاني والذي يقول:
" الآراميون من الكلدان والسريان والآشوريين. وهذه تسمية علميّة لها جذور جغرافية ولغويّة! " مع احترامي لغبطته أقول رافضا مثل هذا الكلام الذي لا أساس له من الصحة إطلاقا! وكما هو معروف وخاصة بالنسبة للشعب الآشوري الذي كما قلنا وبتاريخه الطويل والعريق في المنطقة حيث كما قلنا أعلاه لا يضاحيه أحد ، لم يعرف تاريخيا بهذا الإسم الآرامي، حيث كل من يدرس حتى تاريخ هذا الشعب يلجأ الى المصادر الآشورية وإنني لم أكن اتوقع من غبطته ان يقول مثل هذا الكلام في وقت الشعب الآرامي كان شعبا بدويا ومعظم ممالكه هنا وهناك كانت تحت الإنتداب الآشوري . وأضف الى ذلك، أن هذا الشعب لم يساهم في حضارة الشرق الأدنى قيد انملة كما جاء على لسان المؤرخ جورج رو ( 2 ) في كتاب له تحت عنوان " العراق القديم " . على كل نحن برحابة صدر نطلب من غبطته مشكورين أن ان يذكر لنا تلك الجذور الجغرافية واللغوية ، حيث من المؤكد غير موجودة. أما بالنسبة للسريان، فهي كما قلنا تسمية ضمت شعوب كل الهلال الخصيب ومن ضمنها شعبنا الآشوري، ولكن كما ذكرنا التسمية هذه لم تكن قومية أو سياسية، بل مذهبية صرفة .
وبالنسبة للإقتراح الثالث وهذا نصه : " سورايا: من الكلدان والسريان والاشوريين، وهذه تسمية شعبية انتشرت على لسان الناس؟ هذا اقتراح للنقاش، الهدف منه الاتفاق على تسمية مقبولة من الجميع. " انتهى الإقتباس
كما قلنا في سياق كلامنا كلما راودت " السريان والسريانية " ومنها جاءت " سورايا " أنها اشتقت من التسمية - آشوريا < آسوريا < سوريا < سورايا أو سورييا ( ܣܘܪܝܐ - ܣܘܪܝܝܐ ).
والخلاصة، بما اننا نتحدث عن شعب موجود في شمال بيث نهرين أي بلاد آشور، كون في باقي انحاء البلاد لا بيث نهرين فحسب، بل حتى في الهلال الخصيب، كل الشعوب من أصول: كنعانية، فينيقية، إبلية، أمورية، آرامية وكلدية قد غدت معظمها عربي اللسان والإيمان والغالبية منه إسلامية صرفة . وهنا نتحدث عن الشعب الوحيد الذي حافظ على وجوده على الأقل إثنيا ولغويا في بلاد آشور ܡܬܐ ܕܐܫܘܪ. إذن، التسمية المقبولة والمنطقية والتاريخية والجغرافية يجب ان تكون – الآشورية – وبكل فخر وشكرا . ................... ( 1 ) أ. ولفنسون، تاريخ اللغات السامية من دار الطباعة والنشر والتوزيع – بيروت لبنان ، صفحة33 2 ) Georges Roux, Ancient Iraq – New Edition , Penguin Books 1992 pp 275
21
أصداء خاطفة على ملاحظات الأخ هنري بدروس كيفا !
كتب السيد هنري بدروس كيفا:
تعليق على ملاحظات السيد اشور شليمون
لقد ورد في هديتك بعض المعلومات الخاطئة و الغامضة و التي انت تتعمد في نشرها مثل تعبير " في اللغة الآشورية السريانية اليوم."
آشور بيث شليمون:
إن الآشوريين يعتبرون الشعب الحضاري والرئيسي لا في بيث نهرين على حدة، بل في كل الهلال الخصيب والشرق الأوسط عموما وللتأكيد على ذلك ما عليك أن تقرأ ما جاء عن شعبنا الآشوري وعلى لسان أستاذين سوريين واللذين ترجما كتاب " عظمة آشور/ THE MIGHT THAT WAS ASSYRIA " وهما كل من الأساتذة خالد أسعد عيسى وأحمد غسان سبانو، للكاتب المستشرق الذائع الصيت " هاري ساغز".
ومن المعروف وبدون أي شك، أن الشعوب لها لغة وليس من المعقول أن شعبا كشعب آشوري أو أي شعب أن يولد " أبكما " كي يختار لغة الاخرين كما يحلو لك تمرير هذه النظرية الخاطئة هذا من جهة ومن جهة أخرى قد تعوض بعض الشعوب الضعيفة بلغة الغالب كما حصل أن العرب فرضوا لغتهم على معظم الشرق الاوسط ومن ضمنهم آراميوك ونفس السيناريو حصلت لشعوب قوية اخرى مثل الإنكليز والإسبان والفرنسيين وغيرهم كثيرون الذين فرضوا أو للضرورة اتخذت لغاتهم الشعوب المحكومة. كما انه قلما تجد شعبا ضعيفا الى درجة لم يستطع أن يوحد صفوفه في تاريخه الطويل رغم كثرة عدده مثل الشعب الآرامي، كي يفرض لغته على الآخرين وكأنك تقول " الأيرلنديون " فرضوا لغتهم على الإنكليز وهي فرضية خاطئة، ولكن الذي حصل هو العكس.
السيد هنري بدروس كيفا:
اولا - الشعب الأشوري القديم كان يتكلم اللغة الأكادية و كان يسميها اللغة الأكادية ، اما إخوتنا من السريان المشارقة فهم يتكلمون اللغة السريانية و إسمها العلمي كان و لا يزال " اللغة السريانية الأرامية".
آشور بيث شليمون:
من المعلوم، أن شعوب الهلال الخصيب جميعها كانت لغتهم واحدة، والتي عرفت من قبل المستشرقين ب" السامية " وبالإضافة الى ذلك كان هناك أخذ ورد بينها وعلى سبيل المثال عندما الدولة الأكادية استخدمت في الكتابة الإصطلاحات السومرية، الشعوب الأخرى والمحيطة فعلوا نفس الشيء وعلى سبيل المثال البابليون الآشوريون، الإبليون والكنعانيون/ أوغاريت.
اما بالنسبة للغة الآرامية، التي ظهرت لاحقا لقد استخدمت الكتابة السينائية أي الكنعانية وهم بدورهم عرفوها لشعوب الجوار وعلى سبيل المثال شعوبنا البابلية والآشورية والكلدانية . وبما أن هذه الثورة الكتابية أي " ألفبائية الجديدة " الكنعانية وصلت في وقت كانت الأمبراطورية الآشورية والبابلية الجديدة قد سقطتا وكل ما يمكن قوله في هذا الصدد ليس بالمستبعد كانت هناك محاولات لتعويض الكتابة المسمارية بها . كما أنه تلك الشعوب لم تتكلم بالآرامية وهنا أكبر شاهد على ذلك انه للآن لم يظهر كتابات آشورية ذات قيمة بهذه اللغة المزعومة وكل ما وجد في نينوى كان مكتوبا باللغة الآشورية والكتابة الإسفينية/ المسمارية والتي اجدادنا أسموها " ܟܬܝܒܬܐ ܟܘܡܪܝܬܐ " . وإذا كان بحوزة المدعين بكتابات آرامية للآشوريين ليتفضلوا بها للملأ وإلا رجاء عدم التشبث بها والتي لن تخدم إلا التشويش، وزد على ذلك كما قلنا حتى الآراميين أنفسهم لم يجدوا الدارسين والمستشرقين في اللغة الارامية المادة الكافية لتقييمها ووضع قواعد لها .
أما بالنسبة للغة الآرامية، أنه ظهرت هناك لهجات لا حصر لها وكل واحدة نوعا ما تختلف عن الأخرى حتى كتابيا، وبالإضافة الى ذلك ليس هناك كتابات كافية حيث بإمكان الفرد حتى أن يتعرف على قواعدها الكتابية ما عدا عدة أسطر على قبور الموتى هنا وهناك أو أشياء بسيطة ومختصرة للتمكن دراستها وهذا ما جاء به مدرس اللغات السامية في مصر الأستاذ أ. ولفنسون. أما بالنسبة للغة " السريانية " فهي لغة حديثة قامت على أنقاض اللغات السامية في الهلال الخصيب حيث كانت " المسيحية " و " الكتابة السينائية " عاملا موحدا لها . وبقدر " السريانية " تغدو لك آرامية، فهي عندي المتحدث بها تغدو " آشورية " وبذلك كمتحدث بها الى الآن لي الحق كل الحق تسميتها ما شاء وهذا ما فعلت، بل أنت من الخزي والعار تدافع عن لغة وهمية والتي تسميها " آرامية " في وقت أنت تجهلها ولا تنطقها بالمرة. أضف الى ذلك، إذا تظن اللغة السريانية هي الآرامية نفسها، بالله عليك لماذا تحشر السريانية في كل مرة تذكر الآرامية، أليس هذا مدعاة افلاسك كون اللغة الآرامية لغة غير متداولة اليوم أسوة بباقي شقيقاتها البابلية الآشورية، الكنعانية الفينيقية، الإبلية الامورية، الأرامية والكلدية!
والخلاصة، قبل هذه الوحدة اللغوية، كانت لغات الشعوب المنوه عنها في الهلال الخصيب تحتفظ بأسمائها المحلية ولكن بعد القرون الأولى للمسيحية فقدت هويتها كي تندمج في اللغة الجديدة " السريانية " وبناء على ذلك من الأفضل وأكثر دقة عندما التحدث اليوم لغويا، الأفضل لشعوبنا الإستخدام " السريانية " ولا التسميات المحلية الأخرى وأفضل تأكيد على ما أقول لو ان اللغة الآرامية هي " السريانية الآرامية " هل بوسع هؤلاء دعاة اللغة الآرامية أن يشرحوا لنا لماذا يحاول سكان معلولا البحث عن آلية الكتابة في وقت أصحاب اللغة الآرامية هذه وفي هذه الحاضرة الآرامية اليوم في حيص بيص؟ لا يعرفون ماذا يعملون أو لماذا يقف دعاة الارامية الجدد مكتوفي الايدي حيال هذه الأزمة التي تمر بها معلولا قلعة اللغة الارامية اليوم؟ على كل إذا كان بوسع البعض القول " السريانية الآرامية " إذا، ما الذي يمنع كآشوري أن أقول " السريانية الآشورية " أو " السريانية الكنعانية " الخ ...!
السيد هنري بدروس كيفا يقول:
ثانيا - إسم الشام و شمأل لا يوجد اية علاقة بين الإسمين : تسمية بلاد الشام هي تسمية عربية إنتشرت بعد دخول العرب الى سوريا و التسمية سمأل الآرامية قد إندثرت بعد إحتلال الأشوريين للممالك الآرامية في نهاية القرن الثامن قبل الميلاد . لا يجوز ان نطرح نظريات بدون نصوص تلقي الضوء على الأحداث او التسميات الجغرافية . آشور بيث شليمون:
إن هذا القول بالأصل ليس لي بل مأخوذ من مؤلف كتاب اللغات السامية ومدرسها في مصر الأستاذ " أ. ولفنسون " ولكن لست جازما كي تعني " الشمال " كما تدعي.
السيد هنري بدروس كيفا يقول:
ثالثا - اللغة و الأبجدية الآرامية في سمأل . لقد ترك لنا الآراميون نقوش عديدة في سمأل : النقوش القديمة من القرن العاشر قبل الميلاد كانت باللغة الكنعانية المتأثرة باللغة اللوفية . اما نقش بر ركب فهو باللغة الآرامية و الأبجدية الآرامية و ليس " لهجة آرامية قديمة " كما ذكرت .لقد أسس الآراميون عدة ممالك في سوريا القديمة و الجزيرة ( بيت نهرين) و كان لكل مملكة ابجدية آرامية مختلفة قليلا عن بقية الممالك و لكن اللغة الآرامية هي واحدة !
آشور بيث شليمون:
نعم، هناك من يدعي ذلك، ولكن هناك من يربط هذه المملكة بالكنعانيين ومن ثم البعض وأنت منهم يظن أن تدمر " آرامية " شيء لم يقله احد كما انهم كتبوا ابجدية مغايرة وحتى لغويا حيث مليئة بالعبارات اللغة الرومانية الخ .
السيد هنري بدروس كيفا يقول:
رابعا - سوريا كانت آرامية بسكانها و حضارتها .
لقد إشتهر الآراميون بصمودهم ضد المحتلين الأشوريين و قد أسس الآراميون عدة ممالك مستقة منذ حوالي 1200 قبل الميلاد . بعض ملوك الآراميين - مثل بر ركب - قد تحالفوا مع الملوك الأشوريين للمحافظة على ملكهم . إن تعبيرك " يتضح من هذا النقش أن أسرة بر ركب كانت تحكم منطقة شمأل التي كانت من المناطق الشمالية لسوريا الآرامية تحت السيطرة العامة لملوك آشور" بحاجة الى بعض التوضيح فإن إحتلال الأشوريين للممالك الآرامية قد تم في نهاية القرن الثامن و لم يدم إلا حوالي 120 سنة !
آشور بيث شليمون:
مع احترامي الكبير لك، شخصيا لا تستطيع تاريخيا، ومنطقيا وأخلاقيا أن تعمم " الآرامية " على سوريا، لأن التسمية السورية جاءت من التسمية اليونانية لكل الهلال الخصيب " آشوريا، أسوريا Assyria " في البداية كتسمية جغرافية نظرا للهيمنة الآشورية، ولكن سرعان ما غدت التسمية الحالية " سوريا " لسوريا المعروفة الكبرى والتي تضم لبنان، فلسطين والأردن أيضا. لذلك لا يجوز أن تطلق او تفرض الآرامية على شعوب هذه المنطقة التي كان سكانها من الكنعانيين، الفينيقيين، الإبلويين، العموريين والعمونيين والعبرانيين. بفعلك هذا تنهج الأسلوب العروبي الشوفيني لا غير !! أما إذا كانت حجتك انه هناك " آراميون " هناك الآخرون يقولون هناك " الفينيقيون، الكنعانيون، العموريون، والعبرانيون والإبليون/ إيبلا " أيضا.
والخلاصة، يمكن أن يكون ممالك عدة لهذه القبائل المبعثرة الآرامية ولكن خلاصة القول لم يكن لها دور حضاري مرموق في المنطقة وكل ما هو معروف عنهم هو من الحوليات الآشورية أنهم عناصر مخربة حتى بابل قبلت " الإنتداب الآشوري " لحمايتها من القبائل الآرامية والكلدانية . ومن ثم لا يمكن ان تفرض نظريات من العدم، حيث كل من يستشهد عن الآراميين والكلدانيين وغيرهم يعود الى حوليات ملوك الآشوريين، إذا كان الآراميون الشعب الوحيد في الهلال الخصيب، هل تدلني ما تركوه من إنجازات وما قالت حولياتهم ؟! طبعا الجواب سلفا لا شيء في وقت مع الأسف يحاولون محو وحذف وجود شعبنا الآشوري .
وأفضل تشبيه للجموع الأرامية هو حضور القبائل العربية اليوم الذي حل محلهم من الشمر، الجبور، العنزة، الطي وغيرها. فكما هذه العشائر ليس لها دورا رياديا في سوريا كذلك كان شأن الآراميين مع كل احترامي.
السيد هنري بدروس يقول:
لقد إستطاعت القبائل الكلدانية الآرامية ان تبعد الأشوريين من بلاد أكاد سنة 625 ق.م ثم القضاء عليهم بمساعدة الميديين سنة 612 ق.م لقد صبغ الآراميون سوريا القديمة بحضارتهم و لا تزال الاسماء الجغرافية للمدن و القرى تشير الى أجدادنا الآراميين . آشور بيث شليمون:
كما هو في الكتاب المقدس كل الدول مهما تكون عظيمة نهايتها السقوط، إلا مملكة الرب حيث لا يقوى عليها أحد. لذلك، نعم الأمبراطورية الآشورية سقطت ولا بد أن يكون هناك عوامل، ولكن الآراميين رغم تحايلهم دوما حيث وقفوا مرة مع الميديين والكلدانيين، سرعان ما انقلبوا عليهم كي يكونوا في حلف الفارسي الذي أسقط " بابل " هي الأخرى . ولكن المهم، أن الشعب الآرامي لم يلعب دورا هاما كما قلنا ولم يكن له حتى ذكر في عهود اليونان والرومان اطلاقا . إن الرومان إذا ذكروا " سوريا " والذي كانوا يعنون به سوريا الكبرى ولا بلاد آرام ، وأفضل مثل على ذلك أن الإحصاء الروماني كان في اقليم سوريا الذي كان يضم فلسطين . أما أسماء المدن والقرى يمكن أن تكون آرامية والنفس الشيء في بلاد آشور وبيث نهرين كانت أسماء المدن والقرى بابلية، آشورية وسومرية.
كلمة ختامية:
إنني أكتب بقدر كبير من الدقة والحفاظ والتمسك بالحقائق كما أراها، وبصدر رحب أحترم كل ناقد كي يقول ما يحلو له. ولكن أرفض الوصاية وفرض الأفكار على الآخرين، وإذا كان الأسلوب هذا يدل علي شيء فيعني عدم احترام الآخر حيث هم لهم الحرية أيضا التعبير عما يرونه مناسبا وإن كان هناك من لا يوافقهم في الرأي .
آشور بيث شليمون _______________________________
22
تاريخ الآلات الموسيقية القديمة في غرب آسيا * ودور الآشوريين الفريد فيها!
آشور بيث شليمون
في صيف عام 1977 لقد قمت بزيارة الى بريطانيا لمشاهدة بعضا من الأقرباء والوقوف على معالم بريطانيا كما يسمونها العظمى.
وفي زيارتي لبعض من الأماكن المهمة في لندن ومنها كان المتحف البريطاني حيث في هذا المتحف جناح خاص بالحضارة الآشورية وبوجود ثيران وأسود مجنحة عديدة فيه مما أدخل في نفسي العزة والفرحة بدون حدود.
وفي المتحف هذا مكتبة وجدت فيها من الكتب التي استرعت انتباهي ومنها كتاب تحت عنوان : Ancient Musical Instruments of Western Asia by Joan Rimmer الكتاب هذا هو من الورق المتوسط المصقول وعدد صفحاته 51 صفحة بالإضافة الى ملحق عدد صفحاته 13 وهو عبارة عن صور للآلات الموسيقية القديمة المتنوعة ولكن الاهم فيه هو ما تركه لنا أجدادنا الآشوريين من صور جدارية للفرق والآلات الموسيقية العديدة شيئا يبعث فينا الفخر والإعتزاز.
شخصيا، لست ملما بالموسيقا، ولكن هذه الصور رغم عدم وجود في ذلك الزمان – الحركات الموسيقية المعمولة بها اليوم والتي تسمى النوتات الموسيقية Notes وليس باستطاعتنا معرفة الألحان المستخدمة في ذلك الزمان السحيق ولكن دون شك أن تلك الألحان ورثها شعبنا الى يومنا هذا وأكثر آثار وجودها سيكون حتما في الترانيم الدينية أو في الرقصات الشعبية الآشورية التي نمارسها اليوم بكثرة .
ورغم أن تاريخ الموسيقا يبدأ من سومر كما قال Samuel Noah Kramer التاريخ يبدأ من سومر ولكن يمكننا القول أن شعبنا الآشوري لعب دورا مهما ورياديا فيها وهذا الكتاب رغم قلة صفحاته ولكن بكثرة معلوماته تبعث في أي شخص آشوري الفخر والإعتزاز حيث ينفرد الكتاب بأربعة عشر صفحة عن بلاد آشور/ Assyria لوحدها .
طبعا معظم الآلات قديمة وليست كما نشاهدها اليوم نظرا لمرورها حقبة أكثر من 4000 آلاف عام من التطور الهائل ولكن من المؤكد كانت هذه الألات رغم بساطتها إذ كانت تؤدي أدوارا مهمة في حياة شعوب المنطقة وخاصة في حياة شعبنا الآشوري.
إن الرحالة المغربي ابن بطوطة يذكر عن زيارته لبغداد حيث هناك كرسي الخليفة العربي المسلم وشاهد بأم عينه خروج موكب الخليفة إذ تتقدمه الموسيقا شيئا لم يجده في كل البلدان التي قام بزيارتها وهذا دليل للدور الهام الذي لعبه اجدادنا في الموسيقا وتفعيلها في هكذا مناسبات مهمة.
وانا أتذكر جيدا عندما كنت صغيرا في السن بمنطقة الخابور من اعمال الجزيرة السورية وكان والدي مختار القرية وازمع الجميع لفتح قناة من نهر الخابور ومحاذية له قرابة أكثر من كيلو متر لسحب المياه من النهر الذي كان امامه سد ܣܟܪܐ مرتفع اكثر من مترين وبذلك سير القناة هذه المسافة مع النهر تجعل المياه المسحوبة قادرة لإرواء أراض شاسعة والواقعة جنوب القرية . وبينما والدي يراقب اهل القرية بعدد كبير من الشغيلة وهم يحفرون ويرمون التراب الى الجهة الاخرى كل هذه العملية كان صوت الطبل والمزمار يشنف الآذان مما يجعل الناس فرحين بهكذا عمل شعبي ويزيد من همتهم ويزيل اعياءهم .
ومن الأشياء الطريفة التي ذكرها هذا الكتاب: رسالة من الملك الآشوري شمشي حدد/ أداد (1813 – 1781 ) قبل الميلاد والتي كتبهاالى ابنه ( حيث كان حاكما لولاية أخرى ) مقترحا ارسال بنات يهدوم لم/ Yahdum – Lim الى القصر في العاصمة الآشورية شباط انليل ** كي يدربوا على الموسيقا. كما هناك رسالتان أخريان أن الموسيقا الحربية قد وثقت في الحوليات والجداريات الآشورية وبمرافقة حتى ببعض المطربين في مثل هذه المناسبات . ....................... *Joan Rimmer, Ancient Musical Instruments of Western Asia in the British Museum , 1969 ** شباط انليل من العواصم الآشورية القديمة اليوم في محافظة الجزيرة السورية شرق مدينة القامشلي .
23
الأول من نيسان، يوم رجالات النهضة للقومية الآشورية / إقتراح !
بكل احترام وتقدير أقترح يوم الأول من شهر نيسان/ الشهر المبارك من كل عام أن يكون يوم خاص للإحتفاء برجالات النهضة لقوميتنا الآشورية.
طبعا، هو اقتراح شخصي على أمل أن يلقى ترحيبا وإسهابا من كافة القراء والنشطاء السياسيين والمدنيين الكرام لتخليد بإقامة نصب تذكاري بأسماء كل رجالات امتنا الآشورية عبر السنين الماضية لما قدموه من جهود ومساهمات في إعلاء شأن أمتنا الآشورية النبيلة.
وهنا أدناه أضع قائمة بأسماء أولئك الذين يستحقون هذه المكانة المرموقة من أبناء شعبنا الآشوري العظيم وفق نظري الخاص، ولكن هذه القائمة لن تكون الفيصل بذكر أولئك القوميين النشطاء حيث بإمكان القراء والمهتمين في هذا الشأن القومي إضافة اليها كل من يرتأون أنهم جديرون بهذه المكانة المرموقة والمشرفة في خدمة امتنا الآشورية ولكم شكرنا وتقديرنا على أمل أن تساهموا مساهمة فعالة في هذا المشروع القومي الحيوي النبيل.
كل من الغبطة المرحومين :
+الشهيد ماري بنيامين شمعون ماري زكا عيواص ماري روفائيل بيداويد ماري أغناطيوس يعقوب الثالث ماري سويريوس أفرام ماري يوحانون دولباني +الشهيد ماري توما اودو +الشهيد ماري أدي شير – أسقف سعرد +الشهيد يعقوب أوكين منا ماري إيشاي شمعون الثالث والعشرون الأب يوسف قليتا الأب بولص البيداري
الجنرال آغا بطرس إيليا ملك لوكو شليمون بداوي ملك ياقو اسماعيل ملك خوشابا يوسف ملك قمبر ملك وردا القومي الناشط شكري شرموكلي السيد جورج درنا السيد دافيد برلي برصوم السيد ليفون بيث مار شمعون السيد سنحاريب بالي
+الشهيد الدكتور الصحافي آشور يوسف - خربوط السيد يوسف ملك العلامة نعوم فائق الملفان حنا سلمان الملفان عبد المسيح قره باشي الملفان وشاعر العصر يوحانون قشيشو الملفان فريدون آثورايا الدكتور سعدي المالح السيد يوسف سلمون ( بيث شليمون ) +الشهيد فرنسيس شابو + يوسف توما + روبرت بنيامين + يوخنا ايشو الصحفي جميل روفائيل الصحفي والكاتب الكبير فريد إلياس نزها الكاتب الكبير أبروهوم كبرائيل صومي الملفان أبروهوم نورو ........................................
ملاحظة هامة: إنه اقتراح شخصي وقابل للإضافة أو التعديل بكل ما هو ضروري لخدمة أمتنا الآشورية مستقبلا ولكم شكرنا وتقديرنا ܀
آشور بيث شليمون __________________ [/b][/color][/size]
24
وفاء سلطان تكتب لا ادري ان كان المسيحيون في سوريا قد فشلوا في قراءة التاريخ...ربما لهذا السبب عليهم ان يعيشوه من جديد...وفاء سلطان ********************************* ليس في سوريا حيّ نظيف إلا ما يقطنه المسيحيون... ليس في سوريا خلق حميد إلا ما أورثنا إياه المسيحيون... ليس في سوريا مدارس لا تعلم الحقد والكره إلا مدارسهم... ليس في سوريا معبد جميل إلا معابدهم... ليس في سوريا درس محبة إلا ما يُتلى في بيوتهم وكنائسهم... أجمل الأعياد التي احتفلنا به وأكثرها بهجة كانت أعيادهم... هم ملحنا، وسكرنا، وطحين خبزنا، وأزهار حدائقنا.... لولاهم لكانت الحياة في سوريا قبيحة للغاية وقاحلة للغاية (من لا يجيد قراءة التاريخ عليه أن يعيده) لا أدري إن كان المسيحيون في سوريا قد فشلوا في قراءة التاريخ! ربما لهذا السبب عليهم أن يعشوه من جديد... في الشهر الرابع من هذا العام تمر الذكرى المئوية للمجزرة التي ارتكبتها جحافل العثمانين المدججين بثقافة الغزو والسبي والغنائم بحق أكثر من مليون ونصف مليون ارمني دمرت جحافل البدو تراثهم ولغتهم وتاريخهم، وحاولت أن تستبدلها بثقافة الصحراء التي تتبنى مبدأ "لا تأخذكم بهم رأفة"، لكنهم ظلوا أوفياءا لتعاليم الههم: فأحبوا من عاداهم لأنهم لا يعادون... وأحسنوا إلى مبغضيهم لأنهم لا يبغضون..... وباركوا لاعنيهم لأنهم لا يلعنون..... يصادقون ولا يغدرون... يسامحون ولا يحقدون... يعطون ولا يطالبون.. من على منابر المساجد شُتموا ولُعنوا وكُفّروا وظلوا أولياءا للوطن ولأخوتهم في الإنسانية... ليس لي عليهم محمل، باستثناء أنهم أداروا الخد الآخر... بالغوا في تسامحهم كما بالغ المسلمون في حقدهم... ظنوا أن تسامحهم سيحمي ماتبقى منهم، دون أن يدركوا أن الآخر لايفهم إلا لغة العنف لأنهم رضعوها في حليب أمهاتهم! لستُ من دُعاة الإنتقام، لكنني لست في الوقت نفسه من دعاة "الخد الآخر"! لذلك، أراهم اليوم ملزمين بالدفاع عن "الخدين"، فعدوهم جلف ولا يستحق إلا النار والحديد... أخاف عليهم لأنني أخاف على سوريا... أخاف على سريانيتهم وآشوريتهم وفينيقيتهم من الإندثار، لأنني على ثقة باندثارهم ستندثر سوريا.... أخاف عليهم لأنني أخاف على المحبة من بعدهم... أخاف عليهم لأنني أخاف على الله من بعدهم.... هم هويتي، هم وطني، وهم أهلي... هم باختصار تراثي وحاضري ومستقبلي.. سأبوح بسرّ لم أبح به من قبل... أمي من عائلة هرمز... وجذور العائلة تمتد إلى الآشوريين في تل هرمز الذي تحاصره جحافل محمد اليوم... لم أكن أعرف ذلك، حتى اعترف لي صديق آشوري بأن أحد أجداد عائلته فر يوما إلى الساحل واستوطن هناك، وصعقتني أوجه الشبه بينه وبين أخوالي... لذلك، أبكي اليوم على أهلي في الحسكة كما بكيت على أهلي في اللاذقية... ولذلك، أبكي اليوم على سوريا كلها من بابها إلى محرابها، وأتضرع إلى الله: آبانا الذي في السموات ليتقدس اسمك ليأتِ ملكوتك.. لتكن مشيئتك كما في السماء كذلك على الأرض... آبانا الذي في السموات... نجِ سوريا من الشرير
25
لن تفيدنا دموع التماسيح، عندما يستباح الدم الآشوري بغرض الإجهاز عليه ! آشور بيث شليمون
إن ما يجري في بلادنا، وخاصة في العراق وسوريا على المسيحيين عامة والشعب الآشوري خاصة ليس بجديد إطلاقا لنكون صريحين مع أنفسنا. وهنا، لن أعود الى مراجعة الماضي الأسود بغضون 1400 سنة من حكم العربي الإسلامي خلت وما أودى بشعبي الآشوري من مآس وويلات وكذلك على الآخرين من الإخوة المسيحيين كونه يتطلب لا صفحات، بل مجلدات !
الطابور الخامس:
أتذكر جيدا ما قراته في كتاب التاريخ المخصص للصف السادس والعاشر,من منهاج الدراسة السوري عن الحضارات القديمة صاحبة الأرض في الهلال الخصيب، بينما تاريخ الغزو العربي يكاد يغطي باقي الصفوف أي من الصف الرابع وحتى الصف الثاني عشر عدا الصفين المذكورين! رغم التحدث عن التاريخ القديم، فهو كان مقتضبا من جهة ومشوها من جهة أخرى. وجدير بالذكر حتى زوجات الرسول العربي تكاد عند مؤلفي كتب التاريخ اهم بكثير من تاريخ أجدادنا الآشوريين وكذلك الكنعانيين، الإيبلويين والأموريين، الآراميين والكلديين مجتمعة !
قرأت هنا في الولايات المتحدة ولا أتذكر بالضبط أين، نفس الشئ المذكور في المنهاج السوري والذي لا يمحى من ذاكرتي الا وهي الإستشهاد من التوراة لا من الأنبياء الكبار وعلى سبيل المثال- إشعياء، إرميا وحزقيال ، بل عن نبي من أنبياء صهيون الصعاليك والذي كل ما كتبه هو عبارة عن 3 اصحاحات لا غير !
إن هذا النبي الصعلوك هو – ناحوم، وبنظري حتى ليس بنبي، بل شاهد عيان لما حدث لمدينة نينوى، المدينة العظيمة عاصمة العالم من خراب ودمار إُثر سقوطها على أيدي الميديين وحلفائهم من كلديين، آراميين، عرب وغيرهم وهاكم وصفه الحي:
" ويل لمدينة الدماء. كلها ملآنة كذبا وخطفا . لا يزول الإفتراس . صوت رعشة البكر وخيل تخب ومركبات تقفز وفرسان تنهض ولهب السيف وبريق الرمح وكثرة جرحى ووفرة قتلى ولا نهاية للجثث . يعترون بجثثهم . " ( سفر ناحوم 3: 1-3 ).
" إن أحد أشكال المؤثرات الرئيسية على التاريخ العالمي كانت الأمبراطورية الآشورية، التي شكلت العمود الفقري ضد ما تنبأ به انبياء العهد القديم . إشعياء أحد أكبر العمالقة بينهم رأى الامبريالية الآشورية كادأة بيد الله لتحقيق أهدافه *..."
إن الأخطبوط الصهيوني يواكبه أخطبوط آخر لا أقل منه شرا وهو العروبة الإسلامية التي اقتفت من الصهاينة في الغرب ومن كتاباتهم كل ما يسيء ويشوه تاريخنا الآشوري الناصع كما ذكرت أعلاه ليضعوه كمادة رئيسية في منهاجهم ! وبصورة اخرى مهما هناك عداء مستحكم بين الصهيونية والعروبة الإسلامية، ولكن نراهما يلتقيان في كرههم وعداوتهم لأمتنا الآشورية .
وإن الأخطبوط الصهيوني لا يكفي بهذا القدر من تشويه، بل يتعداه الى كثير من الأعمال التي علينا فضححها قبل أن تستفحل أكاذيبهم وهي على سبيل المثال: إن الكتابة الآشوريةAssyrian Grammata كما أدلى بها المؤرخ اليوناني والتي تركها – داريوس الفارسي على عامودين في مضيق البوسفور والتي كانت كما ذكر إحداها بالخط الآشوري والثانية بالخط اليوناني، بينما يذهب معادو القومية الآشورية ان الخط الآشوري معناه الخط الآرامي . إن الدارسين والمهتمين في القضايا اللغوية وعلى رأسهم سيروس كوردن/ Cyrus H. Gordon حيث كتب أن احداها بالكتابة الآشورية ( أي المسمارية) والأخرى بالخط اليوناني. **
كما أن الشعب الآشوري استخدم اللغة الآرامية، وذهب البعض بان لوحة – بهيستون/ Behistun في إيران والمعروفة ب – نقش رستم والتي كتبت بثلاثة خطوط وإحداها كانت الآرامية. وكذلك الأمر ان الآشوريين لم يستخدموا الكتابة الآرامية أو الأصح الكتابة الكنعانية الجديدة مطلقا، وربما جرى ذلك في الممالك التي كانت تحت الإنتداب الآشوري وربما كان الآشوريون مزمعون فعل ذلك ولكن قد فاتهم الأمر كون دولتهم لم يدم لها البقاء وحصل ذلك بعد دخولهم المسيحية بحيث الكتابة المسمارية لم تدم طويلا وكان آخر وجودها ربما حوالي نهاية القرن الثاني الميلادي كونها محصورة في طبقة معينة من الكهان وكانت تعرف حتى بالكتابة ܟܬܝܒܬܐ ܟܘܡܪܝܬܐ أي بالكتابة الحبرية. وكذلك الأمر، إن لوحة بهيستون كانت بالخطوط المسمارية الفارسية القديمة والعيلامية والاكادية ( البابلية الآشورية ) .
آشوريا ما بين أنبياء صهيون العمالقة والصعاليك:
إن العداء المستحكم من قبل الصهيونية والعروبة الإسلامية يدعمه بعض من شعوبنا التي يحلو لها التسمية الآرامية والكلدية وخصوصا بعد 2003 عندما يجابهوا الآشورية، ولكن سرعان ما تتبخر في مجابهة العروبة ليغدوا أكثر عروبيين ولكن هؤلاء لم يدركوا أن العدو وهو عدو كل من هو ضد التعريب أي إذا كان هناك من يريد ان يقول هو ليس بعربي ، كل ما ينشره ويبثه هؤلاء ضد الشعب الآشوري وهم ضمنا، ولكن من جهة اخرى يعرفوا – أي العرب - مسبقا ان هؤلاء لا وجود ولا خوف عليهم كونهم لا يعادون العروبة بقدر ما يعادون إخوتهم ومن بني جلدتهم من شعبنا الآشوري الشعب الوحيد المتشبث بقوميته في الوقت الحاضر.
آشور بيث شليمون ...............
* H. W. F. Saggs, The Might that was Assyria, Sidgwick and Jackson , London .
** A. D. Godly, end, and trans ., Herodotus ( Cambridge, Mass: Harvard University Press ( The Loeb Classical Library ), vol. 2 (4:87), p. 288
26
وا أسفاه، آشوريو اليوم ليسوا آشوريو الأمس !
آشور بيث شليمون
إنها مأساة بل واكثر من ذلك نكسة في تاريخنا الحديث عما يحدث على شعبنا في الوطن. ضع جانبا الإنقسام والتقوقع في المذاهب التي في نظري هي أساس كل مشكلة نعانيها اليوم حيث الشعب الواحد منقسم على نفسه أفقيا وعموديا .
في الحقيقة آخر الحقبات التاريخية الذهبية لشعبنا رغم كل العوامل التي كانت تنهشه من كل حدب وصوب ولكن أستطاعت الأمة الآشورية ان تقف وهي فخورة وعالية الهمة في حدثين اثنين وهما عام 1933 إثر الإندحار الذي سجله مقاتلونا وبكل شرف ضد قوات المجرم بكر صدقي والآخر عام 1941 عندما كان شعبنا فريسة لقوات المجرم الاخر رشيد عالي الكيلاني ومن حوله وكان الله حليفنا مرة اخرى حيث اندحرت القوات المهاجمة أمام فلول مقاتلينا الأشاوس، التي لو نجحت لفعلت ما يفعله داعش اليوم سواء في العراق او سوريا أو ما فعلته قوات المجرم بكر صدقي على شعبنا الأعزل في سميل عام 1933 والقرى الآشورية الأخرى من جرائم ترتعض لها الفرائص !
أسمع جعجعة ولا أرى طحنا
إن عجز شعبنا ومعه يتزامن عجز مؤسساتنا القومية والإجتماعية معا في تقديم اي عون يذكر الى شعبنا الذي هجرته قوى التكفيرية والمتمثلة في داعش وغيرها في قلب البلاد الآشورية سهل نينوى يعد نكبة من النكبات التي تندى لها الجبين! السؤال هو أين أحزابنا القومية واين مؤسساتنا الإجتماعية ؟ من كل ما يحدث غير الخطب الرنانة الفارغة واكثر من ذلك أقول المتكررة والمهترئة!!
استنفار الشعراء والمطربين
كل ما يعمله هؤلاء المفلسون المهترئون وهم لا يدرون كي يلجأوا الى الشعراء ليلقوا قصائدهم البطولية الكلامية كي يخففوا ألمهم ويقوي أملهم أو أن يستنجدوا بمطربينا وما اكثرهم ربما يخفف عن أوجاعهم أو بالحري عن عجزهم من تحقيق أي شيء يذكر في الساحة الميدانية .
ليس بخاف على أحد، ان شعبنا المشرد بحاجة ماسة الى مساعدات غذائية، أدوية وألبسة الخ ، ولكن علينا أن ندرك تلك المساعدات ليست الدواء الشافي والكافي لقضيتنا الجوهرية والتي هي اكبر من ذلك بكثير وشعبنا يواجه وأنظار العالم مفتوحة عما يجري ليس في قتلنا وتشريدنا فحسب، بل حتى التطاول على آثارنا وهذا ما حصل في مدننا الآشورية هذه الأيام التي هي مبعث فخرنا وإعتزازنا نينوى والنمرود !
اليوم، شعبنا بقلة عدده وعدته يواجه عدوا شرسا وحيدا في تل تمر آخر معقل آشوري في منطقة الخابور، السؤال هو ما العمل؟ هل جماهيرنا في الشتات وظيفتها هي مراقبة الأخبار وما يحصل هناك أو التوجه الى الكنائس للصلاة وتقديم القرابين ؟! أم عليها ان تهب من كل أقطار المعمورة والذهاب الى سوريا للمشاركة في معركة الشهامة والبطولة لمؤازرة إخوتهم وهم محاصرون هناك ؟!
كما قلت، والألم يعصر قلبي إن الشهامة والبطولة الآشورية للأسف قد طواهما النسيان اليوم وغدت فريسة مع احترامي للشعراء والخطباء وما اكثرهم في هذه الأيام !!!
[/size]
28
حدياب التاريخ والحضارة موقعها، ملوكها، دياناتها باسم محمد حبيب 0 0 Blogger0 1
المقدمة
لم ينه سقوط الدولة الكلدانية في بابل عام 539 قبل الميلاد الدور الحضاري لبلاد وادي الرافدين فقد استمر هذا الدور فاعلا ومؤثرا بطريقين : أولا : بما انتقل إلى ثقافات السلالات والقوى التي هيمنت سياسيا على بلاد وادي الرافدين وثانيا : بما افرزه من تجليات ارتبطت بشكل خاص ومباشر بثقافة البلاد وسكانها الأصليين لا سيما تلك الحواضر المهمة التي قدر لها أن تديم العطاء الحضاري لبلاد الرافدين كالحضر وحدياب وميسان والحيرة . ولذلك اهتم المؤرخون كثيرا بدراسة تاريخ هذه الحواضر وبذلوا جهودا كبيرة في كشف غموض تاريخها لكنهم لم يكونوا عادلين في التعاطي مع هذه الحواضر حيث لعبت الايدولوجيا دورا أساسيا في الاهتمام بحواضر معينة وإهمال أخرى ففيما كتب الكثير عن الحضر وميسان والحيرة تم تجاهل حدياب التي اخذ ينظر لها وكأنها حاضرة غريبة لا صلة لها بحضارة وادي الرافدين مع أن المعروف أن حضارة وادي الرافدين ليست حضارة عرقية ولم يساهم في تكوينها شعب بعينه بل هي نتاج شعوب عدة جمعها المكان الجغرافي حيث شعت بنورها على عموم منطقة الشرق الأدنى القديم وأصبحت منتجاتها الحضارية جزءا من موروث الثقافات التي أعقبتها أو التي خرجت من رحمها . وبالتالي نأمل أن يكون هدف هذه الدراسة إذا كان لها من هدف محدد هو كسر القوالب الأيدلوجية المتبعة في دراسة التاريخ وإعادة الاعتبار لدور حدياب الحضاري كواحدة من المراكز الباقية للحضارة الرافدينية بكل ما يحمله هذا الدور من عمق وأصالة وعظمة . ومن اجل ذلك سنستعرض أولا الجغرافية السياسية والحضارية لمملكة حدياب أي حدودها وجذورها الحضارية وأصول سكانها واصل تسميتها ثم ننتقل لدراسة تاريخها السياسي مستعرضين الأدوار التي مر بها هذا التاريخ قبل أن ننهي بحثنا بدراسة دياناتها وإسهامها الحضاري . وختاما لابد لنا أن نشير إلى شحه المصادر التي تناولت تاريخ مملكة حدياب فقد أطبق على المنطقة ظلام دامس بدءا من سقوط الدولة الآشورية سنة 612 قبل الميلاد وكان التاريخ قد أدار وجهه بعيدا عن هذه المنطقة ولم يتسنى لهذا المنطقة أن تخرج من ذلك الظلام إلى النور إلا خلال العصور الإسلامية . إن ما نتمناه هو أن تحض هذه المنطقة بعناية مؤرخينا فهي جزء أصيل من تاريخنا حتى نكون عادلين في التعاطي مع مجمل فتراته وحواضنه الحضارية ومن الله التوفيق .
المبحث الأول ---
الجغرافية السياسية والحضارية لمملكة حدياب نشأت مملكة حدياب ضمن الإطار الجغرافي الذي كانت تحكم فيه دولة آشور أو ضمن الإطار الحضاري الذي اشتمل على الشق الشمالي من حضارة وادي الرافدين وعلى الرغم من أن مملكة حدياب لم تقف عند حدود معينة إلا أنها إجمالا لم تخرج عن المنطقة الممتدة من المنطقة الجبلية العراقية شرقا إلى نهر الفرات غربا وضمت في الغالب معظم المدن الآشورية القديمة فهي بمثابة دولة آشورية بوجه جديد لكن حدودها السياسية لم تكن ثابتة عموما بل كانت تخضع للتطورات والأحداث السياسية فتارة تتقلص حدود الدولة حتى أسوار اربل وتارة أخرى تزداد لتشمل أجزاء من سوريا الشمالية واسيا الصغرى أما اسم المملكة حدياب فهناك رأي يرى انه اسم آرامي يقابله في المصادر الكلاسيكية اسم ( ادبابيتي ) وربما هذا الاسم مشتق من لفظة زاب لان الزاب بالآرامية يلفظ بهيئة (دب ) فيكون معنى حدياب واديا بين إقليم الزابين وإقليم آشور وقد اسماه الجغرافيون العرب باسم ( حدة ) التي لعلها مجمعة مع اختزال عن حدياب فيما يرى رأي آخر أن اسم حدياب مأخوذ من لفظة ( اديابين ) التي كانت تطلق على المنطقة في فترة من الفترات لكن هناك من يرى أن معنى حدياب بلاد الأكراد ويقابلها بالسريانية ( بيت قراتواي ) وتشمل المنطقة الممتدة من الزاب الكبير إلى الزاب الصغير وسلسلة بال زاجروس الموازية لنهر دجلة لكن مما يجدر ذكره أن اسم حدياب تلاشى بعد ذلك ولم يعد يطلق على هذه المنطقة الأمر الذي يشير إلى أن هذا الاسم ذو دلالة سياسية وربما له علاقة بالسلالة الحاكمة أكثر من علاقته بالإطار الجغرافي أو الحضاري أو السكاني أما عاصمة المملكة فقد اتفقت المصادر المختلفة على أنها مدينة اربل التي تعد من المدن القليلة التي يمتد عمرها إلى عدة آلاف سنة وهي لفظة أكدية مكونة من مقطعين ( أربا ائيلو ) أي قلعة الآلهة التي حورت فيما بعد إلى لفظة ( هولير ) فيما يرى البعض أن هذه اللفظة لا علاقة لها بتسمية اربيل وقد سكنت اربل مجموعات سكانية مختلفة من الأشوريين الكوتيين واللولبيين والحوريين والميتانيين وغيرهم لكن المدينة بقيت تحمل بصمات الحضارة الرافدينية بشطرها الآشوري . إن نشوء مملكة حدياب جاء نتيجة للسياسة العامة للإمبراطورية الفرثية ( 140 قبل الميلاد إلى 226 م ) التي تعطي للأقاليم حريات واسعة في إدارة شؤونها الداخلية وتسمح لها بممارسة نوع من الاستقلال ضمن محيطها الجغرافي بما لا يتناقض مع السياسة العامة للإمبراطورية فهي بالتالي نتاج الطبيعة العامة للنظام السياسي الفرثي لكن مملكة حدياب رغم انتمائها للإمبراطورية الفرثية مثلت وبحق وريثا أصيلا لحضارة المنطقة وبالذات حضارة الآشوريين التي شكلت وعلى مدى ألفي سنة الشق الثاني في تركيبة حضارة وادي الرافدين إلا أن سقوط الإمبراطورية الآشورية سنة 612 قبل الميلاد قد خلق فراغا سياسيا لم يستطع البابليون ملئه خلال حكم سلالتهم الأخيرة لأنهم تواروا بعد ذلك بفترة قليلة إلا أن ذلك ينطبق على الجانب السياسي فقد بقيت حضارة وادي الرافدين بشقها الآشوري قائمة لقرون عديدة لاحقة بل أن نظم الدولة الاخمينية التي ألفها العنصر الفارسي هي نظم موروثة من الدولتين الأشورية والبابلية وقد تولى أفراد آشوريون مناصب رفيعة في الدولة الاخمينية وبلغ احدهم منصب أمين سر قمبيز عندما كان وليا للعهد خلال حكم أبيه كورش وبالتالي نستطيع أن نؤكد غلبة العنصر الرافديني أو الآشوري ضمن نسيج العناصر السكانية للمنطقة التي تتألف أيضا من عناصر سكانية تمثل مزيجا من أجناس بعضها جاء إلى المنطقة بفعل الغزوات الآشورية وبعضها الآخر جاء بعد سقوط الإمبراطورية الأشورية عندما تلاشت السلطة السياسية الحامية الأمر الذي قد يجعل من المنطقة الآشورية إحدى المناطق التي تمتاز بتنوع عرقي كثيف لكن بهيمنة واضحة لثقافة البلاد الأصلية أما الواقع الاقتصادي للمنطقة فلكونها وفيرة المياه وذات تربة خصبة فقد أصبحت ملائمة للإنتاج الزراعي الذي مثل الحرفة الرئيسية للسكان إلى جانب الحرف الأخرى التي تنطلق من ارثهم الحضاري وعقليتهم المدنية العريقة .
المبحث الثاني ----------- نبذة عن التاريخ السياسي يكتنف التاريخ السياسي لمملكة حدياب الكثير من الغموض بسبب ندرة الكتابات التي تتناول عصر المملكة بل وينصرف ذلك على العصر الفرثي بشكل عام الذي لا تتعدى مصادرنا عنه بعض الكتابات المسمارية التي بقي استخدامها قائما إلى القرن الأول الميلادي هذا علاوة على المعلومات التي توردها المصادر اليونانية والرومانية والمعلومات المستقاة من علم الآثار وبشكل خاص المسكوكات بالإضافة إلى المصادر العربية والفارسية التي تتسم غالبا بالسمة الأسطورية . لذلك لا نعرف الكثير عن كيفية نشوء مملكة حدياب ولا عن الكثير من فترات تاريخها وكل ما نعرفه أن فترة بروزها واكب استقرار الأمور لصالح الدولة الفرثية بعد انتصارهم الكاسح على السلوقيين خلال الفترة من 140 إلى 126 قبل الميلاد لكن يبدو أن نفوذ ملوك حدياب لم يكن قويا أو انه لم يبلغ مرتبة الاستقرار إلا في بداية العهد المسيحي عندما حكم ثلاث ملوك يحملون اسم حدياب قام أولهم بمساعدة ملك الفرثيين اردوان ( 12 – 38 م ) على استعادة عرشه بعد أن نازعه عليه بعض الأمراء المناوئين الأمر الذي دعا الملك الفرثي إلى السماح له بلبس التاج ومنحه حكم أرمينيا ونصيبين إضافة إلى حدياب أي أن نفوذ هذه مملكة حدياب قد شمل مساحات واسعة من ثلاث دول معاصرة ( العراق وسوريا واسيا الصغرى ) ثم تبع ذلك مرحلة توسع أخرى قادها احد الملوك الثلاث وقد حكم حسب بعض الآراء بين عامي ( 36 – 60 م ) إذ استهدف توسيع حكمه في شمال العراق بعد أن نافسته زعامة الحضر وقد نجح هذا الملك من الانتصار على الحضر في مدينة اراسميس التي يعتقد أنها إحدى المدن التابعة لدولة الحضر مما اضطر ملكها أبيا (ابياس) إلى الانتحار برمي نفسه من حصن المدينة حتى لا يقع في الأسر ونظرا لقوة هذا الملك أو الملوك الذين حملوا اسم أيزاد و ما حققوه من انجازات كانت غائبة في العهود السابقة فقد أصبحت لهم منزلة عالية في نفوس الناس وربما دعاهم إلى تقديسهم وهو ما سنتناوله في موضوع الديانة في المبحث الثالث ورغم قوة المملكة إلا أنها لم تخرج عن كونها إقليما تابعا لمملكة الفرثيين في بلاد الرافدين وإيران الأمر الذي دعا بعض ملوكها إلى محاولة مقاومة هذه السيطرة ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا وخير دليل على ذلك تبنيهم لديانة غير ديانة السلطة الفرثية مع أن هذا الأمر لا يتنافى مع السياسة العامة للإمبراطورية لان الإمبراطورية كانت من النمط العلماني الذي يفصل الدين عن السياسة فبحسب روايات المؤرخ اليهودي يوسفوس فلافيوس أن اليهودية قد تغلغلت في منطقة آشور القديمة وان بعض ملوك حدياب قد دخلوا في اليهودية ويبدوا أن انتشار اليهودية قد جاء نتيجة الاحتكاك بين مملكتي ميسان وحدياب ما يدل على وجود علاقات ثقافية واجتماعية واقتصادية بين المملكتين وقد وقف ملوك حدياب إلى جانب اليهود في ثوراتهم المستمرة ضد الرومان في فلسطين وقدموا لهم مساعدات مادية مختلفة كما هو الحال عندما أرسلت هيلانة والدة الأمير ايزاط كمية كبيرة من القمح إلى أورشليم لإنقاذ أهلها من المجاعة وقد عرفت هذه الأميرة الحديابية بتدينها وتعصبها لملتها إذ يرجح أنها دفنت في فلسطين ولا يعرف كيف تم ذلك بسبب العداء بين حدياب ورعاتها الفرثيين من جانب والرومان من الجانب الآخر لكن يحتمل أن الأمر حصل خلال فترة من فترات السلام القليلة بين الدولتين إذ بقي ملوك حدياب يشكلون خصما في نظر الرومان وتدخلهم في شؤون الجالية اليهودية داخل حدود الإمبراطورية الرومانية يغيض الرومان كثيرا ويلقى بلاشك استحسان الأوساط الفرثية الحاكمة وربما حصل الحيديابيون على فوائد سياسية من ذلك إلا أن اليهودية لم تستقر كديانة رئيسية في حدياب على الرغم من اعتناقها من قبل الأسرة الحاكمة وحاشيتها المقربة لان الصراع الفرثي الروماني جلب معه ديانة أخرى هي الديانة المسيحية ويبدوا أن للعامل السياسي دور في تغلغل هذه الديانة في مملكة حدياب إضافة إلى القرب الجغرافي من سوريا موطن الديانة المسيحية ويبدوا أن بعض أمراء حدياب قد دانوا بالمسيحية وهو ما لم ينكره الفرثيون لان المسيحية ما زالت ديانة مضطهدة عند الرومان وقد نظر الفرثيون إلى الطائفة المسيحية على أنها طائفة صديقة بحكم العداء الذي يجمعهم ضد روما ما يعني أن المسيحية قد حازت الارجحية خلال تلك الفترة مع أن اليهودية لم تتلاشى من الوسط الحديابي بدليل بقائها ديانة بارزة من جملة الديانات الكثيرة التي يدين بها سكان المنطقة ويبدوا أن مملكة حدياب حفظت على ولائها للحكم الفرثي عندما شن تراجان حملته الشهيرة على بلاد الرافدين سنة 117 م والتي كادت تذهب بحكم الفرثيين في العراق لولا وفاة تراجان واضطرار خلفه هادريان إلى الانسحاب تحت وطأة الضغط الفرثي لقد عانت حدياب من هذا الغزو معانات كبيرة وتعرضت للتخريب حالها حال المناطق العراقية الأخرى إلا أنها وبعد انتهاء الغزو استعادت حيويتها بسرعة لذا بقي نفوذ مملكة حدياب قائما لسنوات أخرى لاحقة ولم تبقى العلاقات على حالها بين ملوك حدياب وملوك الفرثيين إذ أن كل طرف كان ينظر إلى الأمر من منظار مصالحه السياسية وقد رأى الحديابيون في ضعف الدولة الفرثية الذي بدأت علائمه تلوح بالأفق منذ بداية القرن الثاني فرصة للخلاص من وطأة الحكم الأجنبي ونيل الاستقلال المنشود حيث استغل احد أمرائهم المتأخرين واسمه نرساي ( 170 – 200 م ) تصميم الإمبراطور ستمبيوس سفيروس على ضرب الحكم الفرثي ليضع نفسه في خدمته لكن الأمر لم يسر كما خطط له نرساي لان سفيروس الذي حقق الانتصار على الفرثيين واقتحم العاصمة طيسفون سنة 195 م هزم في النهاية مما اضطر الرومان إلى الانسحاب من بلاد الرافدين بعد أن تعرضت قواتهم لخسائر كبيرة الأمر الذي أخلى سبيل الفرثيين ليبدءوا بتصفية الحساب مع أتباعهم الذين ظاهروا الغازي الروماني وكان نرساي من جملتهم حيث هاجمه الفرثيون وأطاحوا بعرشه واستباحوا الكثير من مدنه ويبدوا أن هذه الغزوة كانت ذات نتائج سلبية على مملكة حدياب التي تعرضت للإذلال وتقلص كثير نفوذها السياسي حتى تلاشت في النهاية ويبدو أن العلاقات الفرثية الحديابية تحسنت بعض الشيء في بداية القرن الثالث حتى أنهم قاوموا الحملات الروماني التالية مستفيدين من درس الغزوة السابقة فتعرضت بلادهم للتخريب ولكن الفرثيين طردوا الرومان وعاد الحكم الحديابي مرة أخرى إلا أن قوة جديدة برزت على السطح آنذاك تمثلت ب قوة الفرس الساسانيين الذين أطاحوا بحكم الفرثيين سنة 226 م وحلوا محلهم ويبدوا أن مملكة حدياب بقيت على ولائها للفرثيين ما جعلها هدفا لانتقام الساسانيين الذين أطاحوا باستقلالها النسبي وعينوا أميرا من الأسرة الحاكمة الساسانية وهو اردشير حاكما على حدياب ما يعني بقاء أهميتها السياسية الكبيرة لدى الحكام الجدد . قائمة ترجيحية لملوك حدياب (1) Izates I (c. 15 AD) (2) Bazeus Monobazus I (20?–30?) (3) Heleni (c. 30–58) (4) Izates II bar Monobazus (c. 34–58) (5) Vologases (a Parthian rebel opposing Izates II) (c. 50) (6) Monobazus II bar Monobazus (58 – middle of the 70s) (7) Meharaspes (?–116) To the Roman Empire (116–117) ( Narsai of Adiabene (c. 170–200) (9) unknown (200 – c. 310) (10) Aphraates (c. 310) To the Sassanid Empire (226–649)
المبحث الثالث --------- ديانات حدياب وحضارتها
لم تختفي الحضارة الرافدينية ( الفرع الأشوري ) بسقوط الدولة الآشورية على يد البابليين عام 612 قبل الميلاد بل استمرت هذه الحضارة تقاوم عوامل الفناء لقرون أخرى لاحقة وخير دليل على ذلك بقاء عبادة الآلهة الرافدينية آشور وشيرو وعشتار ونانيا وبيل ونابو ونركال إلى القرن الثالث الميلادي إلا أن بقاء هذه الديانة لا يعني أنها مازالت ديانة سائدة إذ نافستها ديانات أخرى أبرزها الديانة الزرادشتية ديانة الإمبراطوريات الحاكمة في بلاد الرافدين والديانة اليهودية التي يدين بها أفراد الجالية اليهودية في شمال العراق والذين تم سبيهم من موطنهم في فلسطين خلال العهد الأشوري إلا أن أيا من هاتين الديانتين لم يشكل منافسا حقيقيا للديانة الرافدينية لان سكان المنطقة عزفوا عن الدخول في الديانة الزرادشتية كونها ديانة السلطة الأجنبية الحاكمة فيما لم تنتشر الديانة اليهودية بسبب طابعها غير التبشيري إلا أن تطورا مهما حصل خلال العقود الأولى من العهد المسيحي حينما اعتنق أمير حدياب الديانة اليهودية وقد أبان المؤرخ الروماني اليهودي الأصل فلافوس جوزيفوس عن أن هذا الأمر تم بعد التقاء ولي العهد الحديابي أيزاد بأحد تجار ميشان ومن ثم وبعد تولي هذا الأمير السلطة في حدياب جعل اليهودية دينا رسميا للإمارة ويبدوا أن هذه الديانة لم تقتصر على السلالة الحاكمة بل تعدتها إلى جزء كبيرا من شعب حدياب فقد أشير إلى أن مجموعات كبيرة من الأمراء والأهالي الأصليين لمملكة حدياب ومدينة اربل اعتنقوا الديانة اليهودية لكن سيادة الديانة اليهودية على حدياب لم تستمر إلا وقتا قصيرا مابين 50 إلى 100 سنة حيث بدأت ديانة جديدة بالانزياح إلى المجتمع الحديابي وهي الديانة المسيحية التي اختلفت الروايات حول زمن وطريقة انتشارها وبحسب المؤرخ يوسابيوس القيصري فان ( مار أدي ) هو المبادر إلى ذلك إلا أن هناك نظرية أخرى ترى أن تلميذي أدي أجاب وماري هما الذان تكلفا بذلك بعد أن بشرا بها في مدينة اربيل وفي كتاب يسمى ( تاريخ اربيل ) يعود إلى القرن السادس الميلادي يرد ذكر أن اداي نفسه قد رسم الأسقف الأول في حدياب وهو رجل اسمه ( بقيذا ) سنة 104 م بعد أن كان زرادشتيا حيث اهتدى بعد
أن رأى مار أدي القادم من الرها وهو يعمل المعجزات بإحياء الأموات وتمضي إحدى الروايات بعيدا عندما تعد انتشار المسيحية نتيجة لإيمان احد الأمراء الحديابيين وهو أيزاد الحديابي سنة 59 م ويبدوا إذا ما صحت هذه الرواية أن هذا الأمير غير الأمير الحديابي الذي اعتنق اليهودية على الرغم من تشابه الاسم إذ أن هناك أكثر من أمير حمل اسم أيزاد وقد بالغت إحدى الروايات بوصف الطريقة التي اعتنق بها الأمير المسيحية حيث نسبت ذلك إلى معجزات مار أدي الذي شفى الملك من داء الجرب ومن خلع يده اليسرى وبعد أن رأى زرادش قائد الجيش ذلك اعترته الدهشة والانذهال وطلب من مار أدي شفاء ابنه الوحيد المدعو دادي الممسوح بروح نجسة فبراه منها وبهذه المعجزات وغيرها كما تصف الرواية امن الملك وقائد جيشه والأشراف وكثير من أبناء اربيل . وعلى ما يرجح فان مصدر هذه الروايات هي الأروقة الشعبية الأمر الذي يفسر احتوائها على عنصر المبالغة وكما اشرنا في السطور الماضية فان المسيحية حققت نجاحات كثيرة في حدياب حتى بلغت مرتبة الأسقفية حيث حاز بقيذا على كرسيها من سنة 104 إلى سنة 114 م وبعد فراغ كرسي الأسقفية لستة سنوات بسبب الحرب ودخول الرومان إلى حدياب في عهد تراجان سنة 117 م عين شيشرون أسقفا سنة 120 وبقي في الأسقفية إلى سنة 123 م حيث قتل على يد طائفة المجوس فعد أول شهداء المسيحية في حدياب ثم تولى إسحاق وظيفة الأسقف فكان أهم عمل ينسب له تدريسه ل ( رقبخت ) حاكم حدياب وكذلك عمده خفية خوفا من ملك الفرثيين ولغش الثاني الأمر الذي اغضب المجوس وجعلهم يهمون بقتل الأسقف لولا أن سارع حاكم حدياب إلى إنقاذه ومن أعماله أيضا بناء كنيسة في حدياب عرفت باسمه توفي سنة 148 م بعده جاء إبراهيم وهو من مواليد بلدة حردا القريبة من الموصل حيث اخذ يجول في الجبال مبشرا بالنصرانية وذهب إلى المدائن لكسب تعاطف الفرثيين لإخوانه في العقيدة إلا أن جهوده باءت بالفشل بعد قدوم الرومان ومحاصرتهم للمدائن سنة 165 م بقيادة لوقيوس واروس ثم مات قي نفس السنة من اثر وباء داهم بلدته حيث خلفه نوح وهو من أهالي بلدة الانبار وهو من الذين حجوا إلى أورشليم حيث قام بذلك مع أبويه قبل توليه منصب الأسقفية قاس السجن خمس مرات وجلد 12 مرة من اجل عقيدته الأمر الذي جعل ذكراه حية في نفوس الناس الذين نقلوا عنه الكثير من المعجزات توفي سنة 181 م وبعد وفاته بنى الأهالي فوق ضريحه كنيسة سميت باسمه فرغ كرسي الأسقفية مرة أخرى وفي عام 185 م انتخب هابيل أسقفا على حدياب اشتهر بالوداعة ولين العريكة وفي وقته هاجم ولجش الرابع مدينة حدياب للانتقام من ملكها
نرساي الذي مالئ الروم ما أدى إلى تعرض حدياب إلى التخريب على يد ذلك الملك بعد هابيل جاء عبد المسيح الذي تنصر بعد رحلة إلى إنطاكية ودمشق وهو من أطول من تولى الأبرشية في حدياب حيث بقي في كرسيها 35 سنة وقيل 25 ومن أعماله بناءه العديد من الأديرة والكنائس جاء بعده حيران الذي سقطت في عهده دولة الفرثيين حيث عاصر بدايات العهد الساساني الذي أطاح باستقلال حدياب بعد وفاته سنة 258 م تولى شحلوفا وهو من مواليد بلدة تقع بين العمادية والموصل كرسي الأسقفية في حدياب عرف بمواقفه لنصرة أخوانه المسيحيين في تل تباحا والمدائن أما دابوري فهو ابن احد كهنة اربيل زار المدائن لنصرة مسيحييها وعين عليهم (فافا ) الذي يعد أول جاثليق مسيحي يتولى كرسي المدائن ما يعطي لحدياب أهمية كبيرة في مسار تاريخ المسيحية في العراق ويضع أساقفتها في مقدمة الأساقفة المثابرين والمضحين من اجل العقيدة ثم جاء شريعا الذي حاول الوقوف بوجه ادعاءات فافا بالزعامة على كل أساقفة المشرق وقد أيده في ذلك الاكليروس والشعب والكثير من أساقفة المشرق إلا أن فافا راسل سعد أسقف الرها ( 313 – 324 ) وأساقفة المغرب فحبذوا طلبه وساندوه الأمر الذي أحبط مساعي شريعا ثم استمر توسع الديانة المسيحية حتى عدت ابرز ديانة في شمال العراق خلال العهد الساساني كذلك ظهر دين آخر في هذه المنطقة هو الدين الايزيدي حمل عناصر من جملة الديانات التي تتواجد في منطقة حدياب ربما يمثل محاولة لإنتاج دين يجمع جميع الخلفيات الدينية للدولة ومن المحتمل أن هذا الدين قد ارتبط باسم الملك أيزاد ربما ايزاد اليهودي أو ملك أخر سبقه إذ لا نمتلك تسلسلا واضحا لملوك حدياب وفي عهد هذا الملك بلغت مملكة حدياب أقصى اتساعها الأمر الذي دفع الناس إلى تقديسه وربما عد بسب ذلك من الأولياء . أما حضارة المنطقة الآشورية في عهد مملكة حدياب فقد كانت بارزة ومؤثرة ومن ابرز ما يحسب لهذه الحضارة تأثيرها الكبير في الحضارتين اليونانية والرومانية فمن بين الكتاب الذين نقلوا التراث الرافديني ( لوقيانس السمسياطي ) الذي يعرف نفسه كأشوري غير فصيح اللسان مرتديا سترة منسوجة تقريبا على الطراز الأشوري و ( بامبليخوس ) السرياني من أهل القرن الثاني الميلادي الذي كتب رواية مدونة عن بابل أما ( طيطيانوس ) فيشير صراحة إلى أصله الآشوري عندما قال عن نفسه انه " يتفلسف بأسلوب البرابرة مولود في ارض الآشوريين حيث تثقف أولا على مبادئهم ( أي مبادئ الإغريق ) ثم اصرخ أنا الآن ارفض الحضارة الإغريقية لأنها شيء غير جدير بالاقتناء ) ومن التأثيرات التي يشار أن للاشوريون يد فيها تسلل عقيدة الثالوث المقدس إلى الديانة المسيحية حيث يشار إلى أن هذه العقيدة لم تدخل اللاهوت المسيحي قبل القرن الثالث الميلادي حيث كان البابا ديونيسيوس بابا روما مندهشا بفكرة الاقانيم الثلاثة المقترحة من قبل
اورجينس وهنا يبرز السؤال : من أين أتى اورجينس بهذه الفكرة ؟ أن معلمه كما هو معروف هو كليمنسن الاسكندري الذي بدوره تتلمذ على يد طيطيانوس انف الذكر والذي قلنا انه من أصل آشوري على أننا لا نعلم على وجه اليقين من أي بلدة من بلاد آشور جاء طيطيانوس ؟ وهل هو من أبناء منطقة آشور ؟ أم من قاطني سوريا إلا أننا نعلم انه آشوري وانه ينتمي إلى التقليد الديني الذي كانت فيه أفكار الثالوث متداولة ومعروفة لعدة قرون .
قائمة بأسماء أساقفة حدياب • Pkidha (104-114) • Semsoun (120-123) • Isaac (135-148) • Abraham (148-163) • Noh (163-179) • Habel (183-190) • Abedhmiha (190-225) • Hiran (225-258) • Saloupha (258-273) • Ahadabuhi (273-291) • Sri'a (291-317) • Iohannon (317-346) • Abraham (346-347) • Maran-zkha (347-376) • Soubhaliso (376-407) • Daniel (407-431) • Rhima (431-450) • Abbousta (450-499) • Joseph (499-511) • Huana (511-???)
الخاتمة ---
والآن وبعد أن اكتمل بحثنا عن حدياب لابد أن نعرف أهم النتائج التي خرجنا بها عن هذه المملكة ودورها الحضاري خلال فترة بروزها السياسي خلال القرنين الأول والثاني الميلاديين . إن أهم النتائج التي خرج بها البحث هي ما يلي : (1) أن المنطقة الآشورية استعادت شيئا من بريقها السياسي السابق من خلال دولة حدياب التي كانت تتمتع باستقلال ذاتي ضمن حدود الإمبراطورية الفرثية . (2) مثلت حدياب أول دولة عراقية تعتنق اليهودية وتجعلها دينها الرسمي في وقت كانت فيه اليهودية تتعرض للضغط الروماني . (3) كانت حدياب من أولى المناطق العراقية التي تستقبل التبشير المسيحي وكان لها دور في نشر الديانة المسيحية في العراق قبل العهد الإسلامي . (4) بقيت الحضارة الرافيدينية بشقها الآشوري مصدر إشعاع حضاري كبير للغرب والشرق معا . (5) لم ينتهي دور المنطقة الآشورية بسقوط حدياب على يد الساسانيون مثلما لم يحصل ذلك في العهد الآشوري الذي شهد سقوط الدولة الآشورية عام 612 قبل الميلاد .
المصادر
(1) احمد قوشجو اوغلو ، جولة في ديار التركمان ، مقالة منشورة في موسوعة تركمان العراق على الموقع الالكتروني : www.alturkmani.com (2) ريبر جعفر ، تاريخ كردستان القديم ، ص 30 ، مقالة منشورة على الموقع الالكتروني : http//ar.wikipedid.org/wiki (3) عبد العزيز عبد الأحد نباتي ، تاريخ عنكاوة ، ( اربيل : مطبعة صلاح الدين ، 2000 ) (4) آرثر كريستنسن ، إيران في عهد الساسانيين ، ترجمة يحيى الخشاب و عبد الوهاب عزام ، ( بيروت ، 1982 ) (5) سيمون بار بولا ، الآشوريون بعد سقوط آشور ، ترجمة : زكريا نينونيا ، بحث مقدم إلى المؤتمر القومي الآشوري في لوس أنجلس 4 أيلول 1999 م (6) جواد مطر الموسوي ، الأحوال العسكرية في الحضر قبل الإسلام ، مجلة الآداب الصادرة عن كلية الآداب /جامعة بغداد ، العدد (71 ) ، 2005 . (7) جواد علي ، المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام ، ج 3 ( يوسف رزق غنيمة ، نزهة المشتاق في تاريخ يهود العراق ( مع ملحق ) ، ( لندن : دار الوراق ، 1997 ) (9) نقلا عن مقالة منشورة في مجلة كلمة الراعي الصادرة عن أبرشية جبيل والبترون للروم الارذوكس ، الأحد 18 أيار 2003 ، العدد (20 ) (10) نقلا عن المصدر الالكتروني : http://en.wikipedia.org/wiki/Adiabene (11) الموقع الالكتروني : http://www.jerusalempedia.com/Tombs_of_the_Kings.html
(12) فؤاد يوسف قزانجي ، المسيحيون في العراق ، مقالة منشورة على الموقع الالكتروني التالي : www.zenit.org (13) الأب فيليس الشابي ، تاريخ كنيسة المشرق الكلدانية القرون من 1 إلى 4 ، جزء 2 ، نقلا عن موقع مجتمعنا الكلداني الالكتروني : www.keldaya.net (14) نقلا عن موقع مطرانية السريان في حلب على الموقع الالكتروني : syrcata.org / insex.php (15) نقلا عن مقالة منشورة على الموقع الالكتروني التالي : www.betnahrain.net/arabic/history/fall (16) أخذت المعلومات من الموقع الالكتروني : http://www.nestorian.org/bishops_of_adiabene.html - See more at: http://www.elaph.com/Web/opinion/2010/7/584122.html#sthash.UphYdqel.dpuf
29
لكاتب/ة : فواد الكنجي تصنيف المقال :أبحاث تاريخية تاريخ المقال : 2015-03-03
نينوى مدينة الأشوريون ، مدينة الشموخ والمجد، عانقت الشمس قبل سبعة ألاف سنة او يزيد ونهضت شامخة على الضفاف نهر دجلة، شع بريق ظهورها منذ فجر مبكر، حيث ألاف الكتب والمجلدات تتحدث انبهارا عن فنونها وعلومها ومجدها العملاق، فليس هناك على كوكب الأرض – في المطلق - من بحث عن تاريخ الا وكانت (نينوى الأشورية ) محطة تستوقف الباحثين والعلماء في الأدب والحكمة والفنون والفلسفة والتاريخ والعلوم، كونها امتلكت كل مكونات الحضارة ومقوماتها في أعظم انجاز خلد تاريخ (الأشوريين) الا وهي مكتبة ( اشور بانيبال ) والتي تعد أول مكتبة عامة في تاريخ البشرية ، حيث احتوت على كنوز المعرفة الإنسانية، ومنحت مؤسسها (آشور بانيبال) المكانة المرموقة بين رعاة العلم و المعرفة العظام بصفته ملكا مثقفا اهتم بالعلم والمعرفة، وجعل من مكتبته أول وأشهر وأغنى مكتبة عرفت في التاريخ القديم، سبقت مكتبة الإسكندرية بأكثر من ثلاثة قرون، وجاءنا منها نصوص ما لم يأتنا من أية مكتبة قديمة غيرها، لقد ضمت تلك المكتبة في أجنحتها أروع وأثمن ما تم الكشف عنه من الكنوز الأشورية خلال القرنين الماضي والحالي، قبل إن يأتوا فصيل من المجرمين والقتلة واللصوص ( دولة الإسلام – داعش) هؤلاء الأوغاد الأنجاس ليحيلوا تاريخ وحضارة وفن الدنيا إلى ركام يدمرون اثأر اعرق وأعظم مدينة على الأرض إلا وهي الحضارة الأشورية .
وبهذا الجرم الشنيع نراهم عبر ما صور من أفلام توثيقية لجريمتهم النكراء يتباهون فينشرون أفعالهم الدنيئة عبر كل مواقع الإنترنت، يوم 26-2-2015 ليبقى هذا التاريخ في ذاكرة المجتمع الدولي في اكبر انتكاسة لقيم الحضارة والإنسانية ،صورا تظهر زمر من المجرمين المسلحين وهم يدمرون الآثار الآشورية التاريخية لمدينة نينوى ، بالمطارق والحفارات اليدوية والمعاول، و يحطمون التماثيل الأثرية على سور نينوى ، وأبرزها الثور المجنح وعدة من التماثيل الحجرية والرخامية الضخمة، يعود تاريخه إلى القرن التاسع قبل الميلاد، بدعوة أنها أصنام وثنية لا يجوز الإبقاء عليها حسب عقليتهم الرعناء دون ان يعو بان هذه التماثيل لم تعبد على مدار التاريخ ولم تقام من اجل العبادة بل أقيمت لتزين قصور الملوك ومدينة نينوى ليارخو عليها انجازاتهم كما كانوا يؤرخون الإحداث على جداريات والألواح الحجرية، بكون أن ذاك لم يكتشف الورق بعد، بكون الأشوريون هم أقدم الشعوب في العالم أمنت واعتقدت بوجود الله في سماء وكانوا يسمونه ( أشور ) فأشور هو اسم( الله ) باللغة الأشورية القديمة كما هو الله اسم للرب باللغة العربية، فالأشوريون عرف وامنوا واعتقدوا بوجود الله في العلى قبل سبعمائة ألاف سنة ،أي قبل المسيحية وقبل مجيء الإسلام بدينهم وحرفوه هؤلاء الدواعش الأوغاد ليحكموا هم على أنفسهم درجة جهلهم وأميتهم وغبائهم..! فلو كانوا على قدر ضئيل من الفهم والإدراك و المسؤولية، ولا نقول أكثر، لما كانوا فعلو ما فعلوه بتاريخ أجداهم، فان كانوا عربا من الشرق فان أصولهم تعود للأشوريين، لا محال، قبل تغير ديانتهم إلى الإسلام ، ولكن ما نقول لجهلاء والسفاحين والقتلة واللصوص ...! وليدركوا وليعلموا هؤلاء المغول الدواعش، بان الإسلام حينما حطم الأصنام حطمها في( مكة والمدينة ) لأنها كانت تعبد ولكن الأشوريين لم يصنعوا أصنام بهياكل دمى صغيره كما عرف في الجزيرة العربية ووضعوها في أماكن مقدس معينة بمنازلهم ليعبدونها، وإنما صنعوا تماثيل ضخمة عملاقه ووضعوها في الطرقات وإمام قصورهم لتزين جمالية المدينة والقصور ليس الا، ولم يضعوها في معابد خاصة ليأتوا لعبادتها كما كان العرب يفعلون بأصنامهم في الجزيرة .
واليوم بمفهوم هؤلاء الأوغاد (داعش) وإتباعها يكون( الحجر الأسود ) في( مكة)" الحجر الأسود هو حجر مكون من عدة أجزاء، بيضاوي الشكل، أسود اللون مائل إلى الحمرة، وقطره 30 سم، وقد عززت بعض الأجزاء الصغيرة معا من خلال لصق سبعة أو ثمانية أجزاء مع بعضهما. الحجم الأصلي للحجر هو حوالي 20 سنتيمتر (7.9 إنش) في 16 سنتيمتر (6.3 إنش). حجمه الأصلي غير واضح نتيجة لتغير أبعاده علي مر الزمان، كما تم إعادة تشكيل الحجر في عدة مناسبات - راجع موسوعة وكيبيديا " أيضا صنما لان ملايين من المسلمين يذهبون ويقبلونه ويطوفون حوله أليس هو بمثابة صنم يعبد ..؟ فلماذا إذا يا أيها الأوغاد يا داعش ،لا تذهبون هناك وتهدمونه كما تهدمون حضارة الأشورية في موصل.. ؟ ام إنكم تضحكون على ذقونكم بشعارات كاذبة ، تحللون وتحرمون وفق أمزجتكم ، وانتم لا تفقهون شيء عن دينكم وعن الإسلام فكيف تفهمون ما قيمة الحضارة والتاريخ والكتب والمخطوطات والآثار، التي تعتبرونها محرمات فتحرقونها وتدمرونها ..؟ هل العلم والمعرفة وأدواتها في عقيدة الإسلام هي كفر ضمن رويتكم...؟ فلماذا أذا تستخدمون أدواتها، بنشر جرائمكم، عبر السلاح والرصاص والمدرعات المصنعة في الغرب وتستخدمون توينر و خرائط كوكل والاتصالات والتنقل بعربات همر وتويوتا ونيسان وتلبسون أحذية اديداس و نايك المصنعة في أمريكا أليست هذه من صناعة العلم ومنتجة من مجتمعات غربية وغير مسلمة وانتم تعتبرونهم مجتمعات كفرة ويجب إبادتهم كما تفعلون بالأشوريين المسيحيين في العراق وسوريا ومصر ..!
هذا هو دليل جهلكم يا دواعش، ناقشوا الأمور مع ذاتكم بمنطق العقل لتصلون الى حقائق ...، ولكن لا تفعلون لان غرائزكم الحيوانية تطغي على سلوككم وتصرفاتكم وهي التي تقودكم وستقودكم الى الجحيم وبائس المصير، ولا ما الذي يدفعكم الى تحطيم اثأر حضارة وهي التي نورت عقول البشرية وأوصلتهم الى هذا النور في العلم والمعرفة . ان تحطيم الآثار الأشورية لهي جريمة بحق التراث الإنساني، لان هذه الآثار هي جزء مهم من تاريخ البشرية والتراث العالمي، فضلا عن ذلك فان تلك الآثار تمثل أولى الحضارات الإنسانية، ولا يمكن كتابة تاريخ البشرية من دون هذه الآثار التي أعطت المؤرخين والعلماء الدلائل والإثباتات الأولى على بدايات تفكير الإنسان وكيف كانت أصول هذا التفكير الذي تطور ليصل إلى ما وصل إليه في هذا القرن الواحد والعشرين.
ان داعش- يوما بعد أخر- وبجرائمها ووحشيتها تكشف مدى تخلفها الفكري والعقلي في تدمير هذا التراث، تراث الأشوري، تراث امة العراق والعرب المشرق بكونهم من أصول هذه الأمة، امة الأشورية الخالدة ، وهذه جريمة مشينة ومهولة، سيسجلها التاريخ كما سبق ان سجل غيرها من الجرائم داعش التي أقدم عليها البرابرة الجدد المتوحشين الدواعش الذين شوهوا بجرائمهم تاريخ البشرية والتراث العالمي.
ان فداحة إجرام داعش تكمن أيضا في تلازم التدمير مع سفك دماء وقتل وذبح المواطنين الأشوريين الأبرياء في العراق وسوريا ومسيحي مصر وتهجيرهم وتدمير نمط حياتهم وعيشهم الضارب في عمق التاريخ في هذه المنطقة منذ ألاف السنين، وهنا تكمن الجريمة الكبرى، ان ما جرى ضد حضارة وادي الرافدين على يد داعش لا يمكن السكوت عنه وتجاوزه، بل بات جريمة موصوفة ضد الإنسانية يجب المحاسبة عليها بسبب فداحتها وعمق الضرر الذي ألحقته بتاريخ البشرية وتراثها ولا بد من المحاسبة على هذه الجرائم، فبعد أن عجزة الدولة العراقية وحكومته من فعل أي شيء طوال فترة احتلال مدينة موصل في 6-6- 2014 والى يوما هذا، وهي للأسف تتفرج على المشهد بدم بارد وكان موصل ليست مدينة عراقية، بات أمر مخجل حقا ، مما يدعو بنا أمر حماية تراث وحضارة وحماية الأشوريين من الإبادة والتدمير، من مهمة المجتمع الدولي الذي يجب ان يبادر لوقف هذا المسلسل الإجرامي من دون أي تأخير واليوم قبل الأمس، لان التأخير يرتب المزيد من الإضرار والخسائر التي لا تعوض. فأهمية الحضارة الأشورية في العراق والتي للأسف لا تبالي الحكومة العراقية بها، يكفي أن نقول لنذكرهم لعلى نسوا او تجاهلوا ،بأن مكتبة ( اشور بانيبال ) الأشورية فحسب، احتلت الصدارة في العديد من البحوث والدراسات في عوم العالم ،لما احتوته من رقم طينية تعد في الزمن الراهن من أهم ما يمتلكه المتحف البريطاني من آثار المعرفة والتي تقدر بأكثر من( خمسة وعشرين ألف ) رقيم أوقفت العالم أمام عظمة تأريخها واغتنت أشهر متاحف العالم بروائع آثارها وكنوزها، عكست منجز الإبداع لواحدة، تعد من أكثر الحضارات البشرية المعروفة عراقة وأصالة، ألا وهي الإمبراطورية الأشورية، حيث حفظ هذه المكتبة العريقة منجزات حضارات وادي الرافدين السابقة أنقذتها من البعثرة والضياع ووضعتها في مكان واحد فحفظت الكثير من الآثار الفكرية أهمها (قانون حمورابي) جمع في 282 مادة تشريعية كما حفظت الأساطير والملاحم والإعمال الأدبية التي تناولت الرثاء بشكل اناشيد، واعتبر المؤرخون بان (مكتبة آشور بانيبال) هي أقدم مخازن الرقم الطينية في وادي الرافدين و أقدم مكتبة اكتشفت حتى الآن ، وأقدم من المكتبة الإسكندرية ، فـ (الملك سرجون الثاني721- 705 ق.م) هو من سعى في جمع الرقم الطينية حيث وجدت ألواح كانت كتبت في عهده عليها ختم خزائنه، وقد توسعت هذه المكتبة في عهد (آشور بانيبال) الذي خلفه في الحكم حيث عمل على رفدها بالمزيد من الرقم الطينية وتولى توسيعها، ، فقد اهتم بفنون الكتابة وناصر الكتبة, إذ قال في أحد النصوص "استقيت المعارف الخاصة بالكتبة وحذقت آيات السماء والأرض ودرست ظواهر السماء وتمكنت من حل قضايا صعبة في القسمة والضرب وأتقنت فن الكتابة السومرية والاكدية الصعبة جداً, وكنت أحب أن أقرأ الأحجار والأنصاب المكتوبة من أزمان ما قبل الطوفان". من الجدير بالذكر أن الملك (آشور بانيبال) تعلم الكتابة منذ الصغر, وأن والده الملك (اسرحدون) اهتم برعايته والإشراف عليه بنفسه, حيث بدأ بتخصيص معلم يشرف على تربيته وتهذيبه كان اسم معلمه (نابو ـ اخِ ـ اريبَ( الذي أشرف بشكل مباشر على تهيئته وتطوير معارفه. كان آشور بانيبال ملكا حكيما ومحاربا محنكا وعالما مولعا بالآداب، وقد قال: "لقد تعلمت الحكمة عن الحكيم (آدابا)، واقتبست أسرارها، وأسرار فن الكتابة على الرقم، وخصتني السماء بالحكمة، ناقشت في مجالس العلماء، شاركت في معرفة الفأل من الكبد، أستطيع تفسير جميع الألغاز. وقد قرأت أصعب الرقم السومرية والأكدية، وتمعنت في النقوش الحجرية قبل الطوفان". والدليل الأكثر أهمية بهذا الخصوص هو اهتمام آشور بانيبال بالنشاطات العلمية والكتابية هو ما جمعه في مكتبته الشهيرة الألواح والرقم الطينية في مجموعته الخاصة لمطالعتها في المكتبة".
ومن المعروف أيضا أن الكنوز الحضارية التي شاعت شهرتها في بلاد النهرين لحق بها الإهمال والسطو ولم تنجوا الا حين انتقلت ألاف القطع إلى متاحف باريس ولندن، ورغم إننا كنا نتهم الغرب بأنهم سرقوا أثارنا وكنا نطالب باسترجاعها ولكن اليوم نكتشف حقا بأننا كنا واهمين لأننا لسنا أهل لحفظ الأمانة ،أمانة ما تركوه لنا الأجداد من علم ومعرفة وتراث وحضارة وإلا لكان كل ما حملوه من الآثار الموجودة في متاحفهم اليوم قد تم تدميره على يد تنظيم داعش الإجرامي وأتباعها ،كما يدمر اليوم اثار ملوك أشور في موصل . تلك الآثار التي تراكمت فيها تجارب في فن النحت بموطن الآشوريين منذ أقدم العصور، وتحكم موقع بلاد آشور كما يشير الباحثون في تكوين الهيئة العامة للشخصية الأشورية، وتميز هذا الفن بأسلوب موضوعاته من خلال مجاميع القطع النحتية البارزة التي أظهرت الخصائص والصفات الأشورية في تنظيم الشَعر وإشكال الملابس ونقلت ألينا موضوعات قصصية، كما في المسلة البيضاء المكتشفة في (تل قوينجق) داخل مدينة نينوى. والتي حملت ألينا من القرن الثالث عشر ق.م بوجوهها الأربعة موضوعات قصصية مختلفة.
لقد حدد النحات الأشوري خطوط مساراته في الإبداع من خلال الألواح التي جاءتنا من زمن (أشور ناصربال 824 ق.م) وكذلك من زمن (سرجون الثاني 705 ق.م ) الذي زين عماراته ومعابده وقصوره بمجاميع من الألواح المنحوتة، فيما أتاح لنا النحات الأشوري في زمن (سنحاريب 682 ق.م) التعامل مع ألواح حملت حوادث مصورة، حيث تم تطور النحت البارز في زمن (أشور بانيبال ) باتجاه المدرسة الواقعية مع ازدياد قدرة النحات على إظهار التأثير المطلوب في الحالات المختلفة وإظهار التفاصيل الكثيرة في إشكال وهيئات الإنسان والحيوان والنبات، وهذا يعني ان النحات الأشوري قد بدأ بتحسس موضوع (علم المنظور والإبعاد) وهو ما تحقق في القطع النحتية الكبيرة التي تم وضعها في مداخل المباني وقصور الملوك ومداخل المدينة و قوامها مخلوقات مركبة عرفت باسم (لاماسو، او الثور المجنح ) تتألف من مكونات قوى بشرية وحيوانية نجح النحات الأشوري بدمجها بشكل منسق، وكان لهذه المنحوتات الكبيرة والمتكونة من رأس إنسان وجسم حيوان وجناحي طائر، و(الثور المجنـّح) يمثل ذروة النحت العالي الأداء في المخلفات الآشورية، والذي مازال أسلوب النحت الأشوري يدرس في كل مدارس الفن في ارقي جامعات العالم، ويذكر بان أستاذ علم الآثار الآشورية (جون راسل) يقول :" ورَد ذكر هذا لاماسو في كتابات الملك الآشوري سنحاريب حيث جلبت رجالا أسرى من المدن التي غزوتها وبنو لي قصرا يقف على بوابته اثنان من هذا الثور المجنح ، ومن هنا نؤكد ثانية ونقول لعصابات داعش إن تهمة (عبادة الثور المجنح او بمفهومهم أصنام ) تبطل لأنه ليس من الممكن أن يكون (الإله) حارسا على بوابة قصره، لان هذه التماثيل ليست أصنام لتعبد كما يتهيأ عناصر( داعش) فيقوم بادعاءات كاذبة وفق تفسير خاطئ بأنها كانت تعبد لان (اللاماسو) قوة تجمع أربعة عناصر تكوّن الكمال (الأسد للشجاعة والثور للقوة والنسر للمجد والإنسان للحكمة)، وهذه التشكيلة كانت مرتبطة بالقصائد وهي في الوقت ذاته تعود الى أساطير عراقية عرفها العراقيون وتداولوا سرها قبل (الإغريق )بألفي سنة، ومنها كما اثبت الباحثون أسطورة (كلكامش) التي سبقت الأساطير الإغريقية، بل وكانت النواة الأساسية لبناء أساطيرهم من بعدها، واليوم نراها تتهشم بالمطارق والحفارات اليدوية ومعاول من قبل زمر (داعش) ليتحول متحف الموصل الحضاري إلى أنقاض من حجر مهشم بفعل هؤلاء الأوغاد، هذا المتحف الذي تأسس عام 1952، وقسم الى أربع قاعات تضم آثاراً من الأزمنة الآشورية والحضرية والعربية الإسلامية، فضلاً عن مكتبة عامة تعود نواتها الأولى إلى الباحث اللغوي العراقي، الأب (أنستاس الكرملي)، الذي تبرع بمكتبته الشخصية للمتحف الوطني العراقي في بغداد، والذي حولها بدوره إلى متحف الموصل الحضاري• وبحسب تقارير من المدينة فإن (داعش) جعله دارا تابع لمقراته الإجرامية بعد ان وضع يده على نفائسه التي لا تقدّر بثمن، وهذه هي المرة الثانية التي ينهب فيها المتحف منذ احتلت القوات الأميركية العراق عام 2003، حيث فقدت البلاد نحو 17 ألف قطعة أثرية لم تتمكن الجهود الحكومية العراقية والدولية من استعادة ويذكر بان في موصل اكثر من ( 1600) موقع أثري، كان قد تحدث عنها الدكتور المرحوم ( بهنام ابو الصوف ) كما تقع فيها قرية (الحضر) التي شكلت حلقة حضارية خاصة سميت بمملكة العرب (عرابايا بحسب نطقها الآرامي) في القرن الثاني قبل الميلاد، واشتهرت أيام الملك(الأبرش) الذي قُتل على يد ملكة تدمر( الزباء) ، ذائعة الصيت، وإلى جانب (الحضر)، تضم محافظة نينوى مدينة ( نمرود ) الأثرية (وتعرف أيضاً باسم كالح، أو كالخو) وهي العاصمة الآشورية الثانية التي بناها الملك (شلمنصر) عام 1273ق.م خلفا للعاصمة الأولى آشور، والجدير بالذكر في هذا المقام بان (116) ملكا أشوريا حكموا مدينة أشور في نينوى خلال فترة حكم تجاوزت على خمسة ألاف سنه وهو عدد لم يسبق لأية إمبراطورية ظهرت على مر التاريخ في العالم ان حكموا ملوكها بهذا العدد.
ومن ملاحظ هنا ان معالم الحضارة الأشورية بقيت طي النسيان التاريخي حتى عام (1808) الميلادي "حينما اكتشف القنصل البريطاني في الموصل (ديج) مدينة (نينوي) اذ كان يخرج للصيد ايام الأحد خارج الموصل وفي جولاته رأى نساء يخبزن الخبز بتنانير محلاة بقطع من (القاشان)، عرف بحسه ان هذا القاشان غير اعتيادي، سال القنصل النسوة من أين أتيتن هذا القاشان أشرن بأيديهم هناك، كان المكان مجهولا، و لما وصل المكان اكتشف (مدينة آشور) وعلى أثرها عثر على بعض الرقم الطينية المفغورة كان ذاك الحدث العظيم .
ثم جاءت بعثات تنقيبية أهمها بعثة الاثاري المعروف (هنري لايارد) يرافقه (هرمز رسام) في التنقيب عثرا على (71) غرفة وقاعة وممراً في تل كويسنجق كما عثرا أيضا على (مكتبة اشور بانيبال) التي احتوت ما يقارب من 25,000 رقيم طيني وضعت على جوانبها الثيران المجنحة التي شكلت أغنى اثأر العالم, من هذه الرقم الطينية، عثرا على قصة نوح دونت فيه (قصة الطوفان) و (ملحمة كلكامش). وعندما غادر (هنري لايارد) العراق نهائيا عام 1851 أوكل مهمة التنقيب الى صديقه (هرمز رسام) كلف بالمهمة ذاتها بإسناد من المتحف البريطاني فابدع في مهمته، حيث عثر على العديد من الكتابات بالرقم الطينية القديمة التي سجلت ثقافة وعلوم وعقائد الشعوب القديمة في (بيث نهرين)، يتحدث الاثاري المشهور (اندري بارو) عن طريقة (هرمز رسام) في التنقيب في كتابه (آثار بلاد الرافدين) قائلاً :" تولى هرمز رسام بعد مغادرة (لايارد) بالكشف والتنقيب وحده في عدة مناطق، عثر على عدة آثار ثمينة يذكر منها تمثال (عشتار- ألامرأة العارية) على مقربة من معبدها في نينوى و (المسلة البيضاء) في تل كويسنجق. تعرف على اسم (أشور ناصر بال) في هذه المسلة بين عامي 1852 ــ 1853 ثم عثر (هرمز رسام) عام 1879 في (تلا بلادات) شمال شرق مدينة كالح (نمرود) على بوابتين برونزيتين نقشت عليها تصاوير (الملك شلمنصر) يستلم الجزية من (ملك قرقميش). بعثات تنقيبية أوروبية عثرت على كنوز مهمة من آثار الحضارة الأشورية، عثروا في قرية حسونة، على معابد وكنوز النمرود، كما اكتشفوا حدود مملكة آشور، في الكثير من المواقع الأخرى، اكتشفوا موقع المكتبة الأشورية الواقعة ضمن حدود قصر ملوك آشور حدثا تاريخيا يبقى أثره جديدا إلى الأبد".واغلب ما كان يتم اكتشافه من قبل هذه البعثات كان ينقل إلى بلدانهم خارج العراق ولحين قيام الجمهورية في العراق واهتمام الدولة بالآثار.
وهنا لابد ان نذكر أهم المتاحف التي احتضنت الآثار الأشورية رغم تدمير متحف موصل للآثار ولازالت أهم الآثار الأشورية خالدة فيها هي : مديرية الآثار العراقية و متحف العراقي ببغداد و متحف دمشق و متحف حلب ومتحف اللوفر والمتحف البريطاني ومعهد الدراسات الشرقية بجامعة شيكاغو ومتحف الجامعة بفيلادلفيا ومتحف برلين ومتحف المتروبوليتان ومتحف سان لويس ومتحف اسطنبول ومتحف بروكلين و مكتبة بيربونت مورجان و متحف لي كارلزبرج بكوبنهاجن ومتحف طيبه باليونان ومتحف تورينو ومتحف تاريخ بفينا.
فالآثار هي مرايا الماضي والحاضر وأساسه ، واثأر الحضارة الأشورية تعكس الماضي الذي بناه أجدادنا في وادي الرافدين والتطور الذي كانوا فيه ، ولو عدنا الى التاريخ القديم للأشوريين ودرسنا كل ما تركوه لنا في أثارهم من الألواح الحجرية، سنكتشف بان من حضارة الأشوريين ظهرت أولى الكتابات باللغة المسمارية وتم تدوين الأساطير على الألواح الحجرية ، وسنت أولى القوانين وتم دراسة علم الفلك ورصد النجوم ، ووضعت أولى المسائل الهندسية حيث صنعوا العربة ، وبنو السدود على الأنهار ، واشتهرت حضارتهم بفن النحت والعمار وعبر ومنحوتاتهم سنكتشف قيمة حضارة ما بين النهرين التي هي الأقدم والأعرق والأكثر حضارة تأثرا على البشرية حتى يومنا هذا ، فهذه الحضارة المدنية وصلت إلى أعلى درجات الرقي والتقدم في كل المجالات و امتدت مابين النهرين الى مصر وتخوم الصين ، ونشرت المدنية والعلم والمعرفة في كل أرجاء العالم.
فأين هؤلاء الدواعش السلفيون المتطرفون من هذا التاريخ وحضارة الأشوريين..!حيث هؤلاء الدواعش المجرمين أشاعوا الفساد في الأرض من قتل وذبح وإحراق وتدمير هذا التراث لحضارة سبعة ألاف سنة، بقيم داعشية حمقاء لا تمد بأية صلة للبشرية ولا حتى بدينهم دين الإسلام الذي أضحى هاجسنا اليوم يتمثل بالخوف على المسلمين نتيجة تشرذمهم وضياعهم وابتعادهم عن حقيقة الإسلام الأصيل مما سبب الرجوع من جديد إلى موقف الدفاع في مواجهة كل أشكال الغزو الثقافي الآتي من شلة من مضللي الدين الإسلامي والذين بات يتغلغلون في المجتمعات الشرقية عبر أساليبهم الدموية الرخيصة .
..................... منقول من موقع صوت العقل
30
يرجى من القراء الأعزاء قراءة المقال - الرابط أدناه - حول حضارة حدياب الآشورية بقلم الكاتب / باسم محمد حبيب المحترم. من المؤسف،ان البعض وفي نفس يعقوب يحاولون تشويه الهوية الحقيقية عن - حدياب الآشورية بتعويضها باليهودية وتارة اخرى بآرامية، ولكن كما تلاحظون في كتاباتي دوما تمسكت ودافعت عن آشوريتها والان أترككم مع الكاتب حبيب حيث لي ولإخوتي الآشوريين عدة مداخلات عليها داعمين له ولما جاء في مقاله من أحداث صادقة وشكرا.
http://www.elaph.com/Web/opinion/2010/7/584122.html
31
His Excellency David Cameron, Prime Minister of Great Britain
An urgent appeal
February 28, 2015 ...
Dear Sir:
I kindly, ask you to take a moment from your busy schedule to read my humble appeal about the plight of my people who suffered for centuries from the Islamic occupation and these days such people are unfortunately as we are in the third millennium witnessing again the revival of those gloomy and miserable days by what happened in Assyria/ Nineveh plain of Iraq from few months back and now in the Khabur Valley, Syria where are over 26 disserted Assyrian villages.
In the last days, the ISIS forces attacked most of these villages and took captive many of them and the exact number is not known yet, but it is over 300, and with some casualties, but fortunately many of them fled to near by cities of Hassake and Qamishly.
Our people are in a dire situation and it is very ironic that the entire world is watching as the news are unfolding, and so far no action is taking unfortunately while these people are facing the cold winter as well!
Dear Sir:
I am sure you know that our Assyrian people since the WWI were allied with Great Britain and rendered good services to them. I think it is time to expect from your Excellency and Great Britain as well, any kind of assistant as we are in such tragic situation .
Finally, I pray and hope that my humble appeal will get attention from your office with my advance appreciation and God bless.
Notice: In the U.K., we have a good Assyrian community in order to learn more about the situation of our people.
Respectfully yours,
Ashur Beth-Shlimon _________________
33
أرفع قبعتي أجلالا للحكومة والشعب اللبناني الشقيقين!
إن ما أصاب منطقة الخابور من سوريا حيث هناك 35 قرية آشورية وإثر الهجوم البربري الذي قامت به هذه الشرذمة المسماة – داعش وباسم الإسلام، نعم باسم الإسلام وإياكم ان يخدعكم الإسلام والمسلمين كون الإسلام الحقيقي ينفذه هؤلاء الذين اليوم هذه القرى ليس فيها آشوري واحد، طبعا الغالبية استطاعت الفرار ولكن هناك عدد لا يستهان به القي القبض عليهم .
وبمكالمتي الهاتفية مع أقربائي في بيروت لبنان هذه الساعة وكانت هناك منتصف الليل ، إذ اخبروني عن المأساة الكبرى ان هؤلاء الأشرار وما قاموا به من أعمال شيطانية والمعلومات ليست دقيقة ولكن المهم ان الغالبية استطاعت الفرار ولجأت معظمها الى مدينة القامشلي والآخرون مدينة الحسكة ، وهناك العديد من المخطوفين. من قريتي للعلم وليت الحالة نفسها للآخرين ليس هناك مخطوف، إلا إحدى المتزوجة الى احد ابناء شعبنا في قرية أخرى وهي مخطوفة مع اولادها، هذا ووالديها هم هنا وكانوا معها هاتفيا قبل الحادث بدقائق وإذ انقطعت المكالمة من إبنتهما ومنذ ذلك اليوم هم في محنة وتبين انها مخطوفة كما قلت. كما قالوا لنا أن هؤلاء قاموا بحرق كثير من القرى ومنهم عن بكرة ابيها والوضع حقا مأساوي والعالم مع الأسف كما يبدو يقف مكتوفي الأيدي ولا يتحرك، في وقت العتب ليس على العالم، بل علينا نحن حيث النخوة القومية مع الأسف ذهبت أدراج الرياح وما نعمله وخاصة في المهاجر ليس إلا – مهزلة ، لأنه كان يجب ان يهرع شبابنا في الأقطار المهجرية الى هناك، وانا متأكد بالنسبة للحكومة السورية بوسعها تسليحهم للقيام بمهمات تحريرية ولكن كما يقال – لا حياة لمن تنادي، من المؤسف شعبنا وكل ما يعمله ليس إلا حسب قول المعهود :
وأني أسمع جعجة ولا أرى طحنا ______________________
وختاما، شخصيا، أرفع قبعتي احتراما للحكومة اللبنانية الشقيقة، التي كما علمت من أقربائي في بيروت، أن الحكومة اوعزت الى السلطات اللبنانية على الحدود مع سوريا بقبول كل نازح آشوري وبدون دفع رسومات، في وقت الحكومة اللبنانية، كانت قد اغلقت الحدود وهي في هذ الحالة لا تلام نظرا لعدد النازحين الكبير في لبنان وهو الوطن الصغير ولكن قلبه كبير لأشقائه .
34
ويل لأمة، ضحكت من جهلها الامم !
آشور بيث شليمون
من المؤسف ان البعض رغم اننا في حالة يرثى لها، اجتماعيا، قوميا وسياسيا يثيرون بعض المواضيع الساذجة والسخيفة بآن واحد والطامة الكبرى في الأمر انهم لا يستحقون حتى هذه المكانة كي يحرجوا الآخرين الذين يعملون قدر المستطاع في الحفاط على لغتهم وقوميتهم ، كونهم جاهلون بكل شيء يدافعون عنه . بل تراهم مستعدون وحاسدون وحاقدون على كل من يخالفهم برمي العصي في عجلات الذين يعملون ويكدون في المجالات القومية واللغوية. لغتهم عربية، أسماءهم عربية، اعتزازهم عربي ولكن لا يهم فهم منضمون في الطابور الخامس في الهجوم على القومية الاشورية مهما كلفهم الأمر. ومن الطريف، يستشهدون بانبياء صهيون الصعاليك، وناحوم على سبيل المثال والذي له فقط 3 أصحاحات، وحتى هذه ليست نبوة بقدر ما هي وصف المشهد كشاهد عيان وهو الصهيوني الحاقد مثله مثل ذلك الفلسطيني الذي كان يرقص ويكبر عندما كانت الصواريخ العراقية الصدامية تنهال على إسرائيل. ولا يستشهدون بأنبياء صهيون العمالقة مثل إشعياء، ارميا ودانيال الخ. وهنا احب ان أقدم نبذة من الأسئلة السخيفة التي يطرحونها من آن لآخر :
- اللغة الآشورية لا وجود لها! والآشوريون استخدموا اللغة الأكادية ! وهنا طبعا في مثل هذا السؤال لا يحققون شيء سوى أنهم العجز في الإدراك الحقيقي للامر، كونهم لا يعلمون ان الشعب الأكادي، البابلي والآشوري شعوب واحدة هل أشخاص من هؤلاء بوسعهم ضرب مثل آخر لشعوب العالم التي لم يكن لها لغتها وتنطق لغة الغير؟! إننا نريد بشوق ان نسمع منهم ردا!
- إن الاشوريين استخدموا الخط المسماري، بينما هم اليوم - خط اللغة التي يجهلونها الآرامية على سبيل المثال يختلف عن ذلك . وكما قلت هم سذج لا يدركون الأمور ان الخط الآرامي هو بالأصل كنعاني وهو تطور من الخط المسماري . - ولكي أقرب الموضوع الى الأذهان، هل التركي يفقد لغته وقوميته باستخدامه الأحرف اللاتينية بعد الثورة الإجتماعية التي قادها أتاتورك ( مصطفى أب الأتراك ) بعد الحرب العالمية الاولى؟ طبعا لا، إذن هو وضع شعبنا الآشوري اليوم أيضا. - ومن الطريف أنه يطلب ان نكتب له حروف العلة والحروف الحلقية مثل العين والهاء والحاء والغين بالاكدية القديمة التي تسميها الآشورية؟ وهنا الجواب سيكون بكل بساطة، كل اللغات السامية تتصف بنفس المواصفات وبينها أختلافات بسيطة وهو هنا يريد بالمقارنة مع اللغة ( لغته التي يجهلها ) الآرامية. طبعا هؤلاء معذورون كونهم جهلاء في كل شيء، ان للغة الآرامية لم يكن لها قواعد وهنا أشيرلهم الى ما قاله البروفيسور أ. ولفنسون مدرس اللغات السامية فيالجامعات المصرية حيث قال بالحرف الواحد: " بالرغم من وفرة تلك الآثار لم يستطع الى الآن ان يضعوا كتابا في قواعد اللهجة الآرامية القديمة "( تأمل هنا مفردة اللهجة ولا اللغة ) كون اللغات السامية وخصوصا الكتلة الشمالية قريبة جدا من بعضها البعض. ومن المعروف ان تهذيب اللغة التي نسميها السريانية لم يحدث إلا بعد القرن السابع الميلادي كما هي اليوم . إذا لدينا كل ما تطلبون وهنا نحن الشعب الآشوري نستخدم الحروف مثل بي ܦ P وكذلك ܚ الخاء والتي غير موجودة في الآرامية القديمة . -
- اللغة السريانية مكونة من 22 حرف والعربية من 28 حرف (ألف باء)، فهل ممكن أن تذكر لنا عدد حروف اللغة الآشورية؟ نعم هناك 27 حرفا كون الحروف التالية منها ملينة ܪܟܝܟܬܐ والأخرى قاسية ܩܫܝܬܐ وهذه الحروف هي ( ܒ ܓ ܕ ܦ ܬ ).
35
ا
• اللغة الآرامية لغة ضائعة والشعوب السريانية كلها ليست آرامية ! • • تقييم المستخدم: / 1 سيئ جيد المجموعة: آشور بيث شليمون تم إنشاءه بتاريخ الثلاثاء, 21 شباط/فبراير 2012 10:16 اللغة الآرامية لغة ضائعة والشعوب السريانية كلها ليست آرامية ! آشور بيث شليمون
دعاة وغلاة " الآرامية " المبطنة يحاولون دوما جعل " الآرامية " مرادفة للسريانية، ولكن في الحقيقة غير ذلك. وهم يحاولون جاهدين بدعم هذه النظرية كونهم يعلمون جيدا إفلاس الآراميين تاريخيا وسياسيا وحتى على لسان دعاتها !!! إن " السريانية " تسمية تجمع كل شعوب الهلال الخصيب السامية الأصل مثل الآشوريين البابليين، الكنعانيين الفينيقيين، الإيبليين العموريين، والآراميين الكلدانيين، و المكون الجديد هذا الذي ظهر للوجود في مطلع القرن الثاني والثالث وما بعده لم يكن سياسيا بل دينيا بحتا. ومما قاله الكاتب الكبير أبروهوم كبرئيل صوما في هذا الصدد باللغة السريانية وتم تعريبه من قبل الأب/ المطران ( الآن ) صليبا شمعون والمنشور في المجلة البطريركية – تصدرها بطريركية أنطاكية وسائر المشرق للسريان الأرثوذكس في دمشق ، العدد الثاني والستون / السنة السابعة لشهر كانون الأول 1986 هذا ما جاء به الذي لا يدحض بل يحطم ما ينشره بعضا ممن أصابهم الهذيان والهلوسة: " ... والشعوب السريانية الأولى ( لا شعب واحد- إضافة من كاتب هذا المقال) التي عرفت في العصور القديمة، أعني الأكديين، والبابليين والآشوريين، ثم الكنعانيين والفينيقيين وفروعهم .. " المؤرخ الفرنسي جورج رو/ George Roux- Ancient Iraq-New Edition1980, page 275 يقول بالحرف الواحد: “ Whether merchants, peasants, shepherds, soldiers or bandits, the Aramaeans were originally uncouth Bedouin and Contributed nothing to the civilization of the Near East.” بما معناه بالحرف الواحد وباللغة العربية: " ... سواء ( كانوا ) تجارا، فلاحين، رعاة، جنود أو عصابات لصوصية، الآراميون كانوا أصلا بدوا غير مؤهلين ولم يساهموا بشيء لحضارة الشرق الأدنى . " ومن المعروف أن موطن الآراميين الأصلي هو بادية الشام وضمنا منطقة القلمون أي منطقة دمشق التي يرى سكانها بأنهم " قلب العروبة النابض " واليوم كل السكان يعتبرون أنفسهم عربا وحتى يفتخرون بلغتهم العربية. لأسباب سياحية، بادرت الحكومة السورية في إيجاد طرق لتدريس اللغة الآرامية – وهذا شيء جميل - ولكن المشكلة كما وصفتها الكاتبة – اللغة الضائعة - يرجى النقر على الرابط ادناه للتأكد ولكن المشكلة كانت حول أي نوع من الكتابة تستخدم في هذا المجال حتى لجأوا الى استخدام الكتابة العبرية والتي تسمى تسمى " كتاف آشوري / قلم آشوري " في هذا المجال وبعضهم حتى يظن استخدام الأحرف اللاتينية أو حتى العربية. وفي كتاب أصدرته الحكومة الأميركية ( وزارة الدفاع ) عن سوريا : Syria, a country study Federal Research Division, Edited by Thomas Collelo Copyright 1988 United States Government as represented by the Secretary of the Army. في هذا الكتاب المؤلفون يتطرقون عن السكان والمسيحيين منهم ودورهم حيث جاؤوا بما يلي : With the exception of the Armenians and Assyrians, most Christians are Arabs, sharing the pride of Muslims in the Islamic-Arabic tradition and in Syria’s special role in that tradition. (Page 99 ) بما معناه : باستثناء الأرمن والآشوريين معظم المسيحيين يرون أنفسهم عربا مشتركين بالفخر مع المسلمين في التقليد العربي الإسلامي ودور سوريا الخاص في هكذا تقليد! نصيحة الى ذوي الفكر الأرامي ( الناطق بالعربية ) والذي يفضل التسمية ( السريانية ) كونهم يعلمون سلفا إفلاس الآراميين تاريخيا وسياسيا الأفضل التوجه إلى – معلولا – من الإنخراط بشؤون الشعب الآشوري والكفء في بث سموم الكراهية في بلد ( مات آشور/ شمال بيث نهرين ܡܬܐ ܕܐܬܘܪ )الذي لا يخصهم !!! أنتم وكل دعاة الآرامية مفلسون ولم يصدر أي عمل بناء منكم غير الهلوسة والكلام الفارغ، في الامس كان الهلال الخصيب كله ( آراميا ) بجرة قلم واليوم قد أصابكم الصرع والهوس كي تحولوا كل الشرق آراميا – نصيحتي أن تراجعوا طبيب نفساني قبل أن يفوت الأوان. إضافة إلى ذلك أنتم تخافون حتى الذهاب إلى معلولا التي تنتظر من أمثالكم المتشدقين الذين غدوا أعراب عن بكرة أبيهم . وماذا عن لبنان؟ حيث كان بوسع هؤلاء المفلسين الذين يريدون احياء – آرام والآرامية - بتدريس اللغة، ولكن عوضا عن ذلك فمعظم المسيحيين الذين ينحدرون من أصول – كنعانية وآرامية – كانوا السباقين في بعث اللغة والقومية العربية وهذا معروف جيدا للجميع. الدكتور أسعد صوماأسعد والذي يصف نفسه بالباحث هنري بدروس كيفا – جبناء وانتهازيون – مع الأسف كونكم تحاربون " الآشورية " التي ليست عدوكم، بينما تهادنون وتسالمون من هم أعداءكم التقليديين واللبيب من الإشارة يفهم/ ܚܟܝܡܐ ܪܡܙܐ ܣܦܩ !! المزيد عن معلولا على الرابط ادناه: http://furat.alwehda.gov.sy/_archive.asp?FileName=88028346920070501223538
36
نماذج من هلوسة السيد المتكلدن عامر فتوحي !
آشور بيث شليمون
لقد طلع علينا السيد عامر حنا فتوحي بنشر كتابه الى وزير الخارجية الاميركي وفيه يهاجم الشعب الآشوري – الرابط ادناه –في وقت تعود أصوله الى أرض آشور ܡܬܐ ܕܐܫܘܪ بينما يدعم ويساند - كلدة والتي مضى على انقراضها أكثر من 1000 عام وكان آخر من هؤلاء تحت التسمية – الكلدية ، كل من الطبري ( علي بن سهل بن ربن – 785-861 م ) طبيب نسطوري ألف " فردوس الحكمة " والذي اسلم نحو 855 م وكذلك كتب " الرد على النصارى " ، والآخر هو ابن وحشية الكلداني النبطي ( مسلم ) عاش في القرن الثالث للهجرة .
السيد عامر حنا فتوحي، كما يبدو نص الرسالة وهي معربة من اللغة الإنكليزية وذيلها باسم المركز الثقافي الكلداني الذي يرأسه.
وهنا نسأل السيد فتوحي لو يخبرنا تاريخ تأسيس مركزه هذا، الذي من المؤكد هو حديث جدا ؟ كون من المؤسف معظم هؤلاء الذين تكثلكوا وهم – قلة – نعم ينكرون هويتهم الأصلية وهم سكان بلاد آشور وليس لهم ناقة ولا جمل في بلادهم الكلدية والأصح – السومرية ، كون الكلديون القدامى انصهروا في البوتقة العربية الإسلامية كما ّذكرنا ولم يبق لهم أثر يذكر. ومعظم هؤلاء اليوم يفتخرون بأجدادهم السومريين والبعض الأخر بالآشوريين!!
الأخ فتوحي يفتخر بوطنه – العراق – وعندما يتحدث عن الشعب الآشوري، عنده فقط تلك الشريحة التي اقتلعتها الحكومة العثمانية عنوة من منطقة هكاري، ناسيا أو متناسيا ان الشعب الآشوري يغطي المنطقة الشمالية برمتها من البلاد المسماة – ميزوبوتاميا / بيث نهرين وهم من جميع الطوائف وعلى سبيل الذكر، النساطرة، اليعاقبة، الكلدان، السريان الكاثوليك والإنجيليين. كما يعتبر شعبنا الآشوري بنسبته جد ضئيلة ولكن في الوقت نفسه عندما يذكر المكونات الأخرى فهو يلغي وجودنا العارم نهائيا .
ومن الأشياء التي يذكرها أنه يعتبرنا وافدين الى – العراق ، في وقت هذا الوطن الذي يسميه العراق في الحقيقة كآشوريين لا يمثل أرضنا التاريخية اطلاقا، والتسمية العراقية هذه أول من استخدمها العرب عندما غزوا أرضنا وأطلقوها على الأجزاء الجنوبية والمحاذية للخليج العربي/ الفارسي وكانت تعرف لاحقا بالعراق العربي وهناك أيضا العراق العجمي واليوم في إيران وهو منطقة الأهواز. بينما أسرة الشريف حسين المستوردة من الحجاز، الجزيرة العربية والتي بعثت التسمية هذه ( العراق ) من جديد عندما نصب ملكا على الدولة المستحدثة وفق اتفاقيات بين الحكومة البريطانية وفرنسا بعد تقسيمها المنطقة إبان انفراط الامبراطورية العثمانية في اوائل القرن العشرين والذي جاء به الإنكليز ليحكم البلد بعد ان خلعته فرنسا من سوريا حيث كان ملكا عليها لمدة جد وجيزة. ومن هنا يدل دلالة واضحة ليس على حقده لأبناء جلدته فحسب، بل هو والشعب الآشوري لم يكن عراقيا وليس عراقيا إذ نحن من سكان بلاد بيث نهرين/ ميزوبوتاميا كما يعرفها المستشرقون وفي قسمه الشمالي، وبعد ترسيم الحدود الدولية ما بين - ميزوبوتاميا * وتركيا الجمهورية الأتاتوركية هناك أجزاء من أرضنا التاريخية ضمت اليها وبذلك الآشوريون سواء من سكان هكاري وطور عابدين أو الأصح سكان جبال آشور ܛܘܪܢܐ ܕܐܬܘܪ كما يحلو والدي المرحوم تسميتها وكذلك يشاطره الكاتب الكبير من الكنيسة الأرثوذكسية الشقيقة المرحوم كبريال صومي . والطامة الكبرى رغم أن – العراق الحالي ليس بيث نهرين المعهودة، بل ما خططه الإستعمار بعد الحرب الكونية الأولى والقسم الأعظم فيه هو وطننا رغم ان بعض النازحين منهم كانوا من سكان منطقة هكاري ولكن الغالبية العظمى من شعبنا كان ما يزال في الجزء الذي رسمه الإستعمار البريطاني بالتعاون مع الفرنسيين. وإذا كان لديه الجرأة، ومن المؤكد لا يملكها كونه هو ومن هم على شاكلته كانوا في سبات طويل under a long hibernation ليعود في نشر افكاره الطائفية المسمومة كهذه في وقت كان عروبيا أو مستعربا كما هو ظاهر في تسميته ( فتوحي ) والتي حتى ليست تسمية كلدية التي يعتز ويفتخر بها، بل عربية المعنى والإستدلال . ومن الطريف انه يذكر في رسالته هذه أن هناك من أناس يضللون ولا يقدمون البيانات الصحيحة، في وقت هو – المضلل الأوحد – ولا غيره ولسبب بسيط جدا، كونه يفتخر بكلديته المفبركة، هل بوسعه ان يدلنا من أي منطقة من – كلدة يعود؟ طبعا لا ، وهذا كاف في معرفة من هو المضلل الحقيقي هنا !! ومن المضحك، انه قال بالحرف الواحد ما يلي:
"علاوة على ذلك، لم يتم الإعتراف بهذه المجموعة (الآطوريين) كمواطنين عراقيين حتى قام نظام البعث بتأسيس كنيسة لهم في عام 1968 ومنحهم الجنسية العراقية عام 1972." انتهى الإقتباس
أولا، صحيح قد تعتبرنا الحكومة العربية الغازية – عراقيين، ولكن نحن أهل البلاد الأصلية ميزوبوتاميا/ بيث نهرين بدون ذلك، كون البلاد في بداية القرن العشرين كانت معروفة بميزوبوتاميا ولكن الشريف حسين الذي جاء به الإنكليز ونصبوه ملكا على البلاد بعد ان طرده الفرنسيون من سوريا اعاد التسمية العربية الغازية للبلاد. ثم الضحالة الفكرية والتاريخية تبدو واضحة وضوح النهار كي يلقب شعبنا بتسمية وهي جديدة ومن إختراعه، اما بسبب جهله كما نوهنا او للإستهزاء، حيث ليس هناك ( الآطوريين )، بل يمكن ان يقول – الآثوريين أو طورايي والثانية تعني – الجبليين. ……… تنويه: إن السيد عامر حنا فتوحي ذيل كتابه باللغة الإنكليزية بدون ذكر فتوحي والتي يستخدمها كنيته واستعوضها ب ( حنا للعلم) . ........ * أبان الحرب الكونية الأولى كل الكتابات والإتفاقيات لم تذكر - العراق - بل ميزوبوتاميا والتغيير حصل كما قلنا بعد تنصيب الملك فيصل على الدولة واستخدم التسمية العربية الغازية.
http://www.kaldaya.net/2015/News/02/16_E1_ChNews.html
37
وهل من حوار مع الدكتور ليون برخو هذه المرّة؟!
آشور بيث شليمون
الأخ الدكتور ليون برخو في مقال له مؤخرا ( الرابط أدناه ) كتب: " الأكاديمي لو زوّر او وضع قوله على لسان شخص اخر ونسبه إليه ظلما في احد ابحاثه وتم كشفه لصار مثار إستهجان لا بل مضحكة وتم طرده من الجامعة ورمي كل كتبه وابحاثه في المكتبات الجامعية في سلة المهملات. ولكن هذا منتدى ترى فيه اشكال واجناس مختلفة ولكنهم ابناء وبنات شعبنا علينا أحترامهم ومن هذا المنطلق اتعامل واتفاعل مع الكل بمودة ومن ضمنهم اصحاب الأسماء المستعارة. " انتهى الإقتباس
اولا، اخي الفاضل الدكتور ليون: هذه هي رسالتي الثانية والموجهة لك، والمؤسف للأمر أنك لم تعر لرسالتي الأولى أي اهتمام وليس لي في ذلك أي غضاضة. ولكن هنا مرة ثانية أطلب منك مطلب اخوي ان تقرأ ما كتبته من تعليقات بخصوص كتابات الأب ألبير ابونا في مقال خاص – والموسوم: ( لطفا، الأب البير ابونا، إن آرامييك لم ولن يكسفوا شمس آشور الأزلية !! ) والرابط أدناه:
http://www.tellskuf.com/index.php/authors/90-ah/17723-aa-sp-1513686401.html
ومن ثم أريد منك جوابا على تساؤلاتي وطبقا لما قلته أعلاه بخصوص الأكاديمي الذي يقوم بالتزوير وهنا بكل وضوح ومع احترامي للأب الوقور البير ابونا قام بمثل هذا العمل !! أم أنك لا تزال تدافع عنه وكل ما جاء في مقالي في نظرك لا ينطبق عليه ؟! ثانيا، كتبت ما يلي:
" هناك الأن مؤتمر عالمي كبير في إيران حول لغتنا السريانية يحضره المختصون من كافة انحاء العالم(لا اظن بينهم كلداني واحد) وستلقى فيه محاضرات وابحاث في لغتنا السريانية وسيكون النقاش فيه برمته بلغتنا السريانية. ولا تستغرب يا اخي العزيز إن قلت لك ان القائمين عليه هم اشقاؤنا الأشورييون حصرا وهؤلاء الأشورييون الغيارى هم كاثوليك مثلي ومثلك، أي غيروا مذهبهم في نفس الزمن الذي غيرنا نحن مذهبنا. الفرق هو الأشوري بقي محافظا لهويته حتى ضمن الكنيسة الكاثولكية وضمن اي محيط وجد نفسه فيه. نحن الكلدان ومع الأسف الشديد حاجة اخرى." انتهى الإقتباس
شخصيا كل ما يقال عن اللغة الأرامية ليس صحيحا وذلك لسببين إثنين لا ثالث لهما:
1- إن اللغة السريانية ليست اللغة الآرامية ، وبقدر ما تعتبرها آرامية اعتبرها آشورية بابلية، كنعانية فينيقية، إيبلية امورية أم آرامية كلدية، بل هي لغة تطورت بمرور الزمن من اللغات السامية مجموعة وغدت لغة شعوب الهلال الخصيب المذكورين اعلاه ومما زاد تلاحمها هناك عاملان إثنان وهما، الخط الكتابي الموحد – وهنا ليس الخط الارامي، بل الكنعاني ومن ثم الديانة المسيحية .
2- ورب قائل يقول هناك قرب دمشق بلدة معلولا مع قرى اخرى الى حد ما احتفظوا باللغة الارامية، هذا ما نرى في الحقيقة، ولكن لو كانوا يؤمنون باللغة السريانية والتي هي في نظر دعاة الأرامية من امثال، الدكتور أسعد صوما اسعد، والسيد موفق نيسكو وشخصك ضمنا السؤال لكم هناهو : لماذا الى الآن هم في حيص بيص حول كيفية كتابة وتدريس لغتهم الآرامية ؟! ومن ثم لماذا يستخدمون الخط العبري والمعروف لدى اليهود انفسهم بالخط الآشوري ( كتاف آشوريت ) . وفي الختام، قلت : " الفرق هو الأشوري بقي محافظا لهويته حتى ضمن الكنيسة الكاثولكية وضمن اي محيط وجد نفسه فيه. نحن الكلدان ومع الأسف الشديد حاجة اخرى. " شخصيا، كما قلتها واقولها على الدوام، انا لست ضد شعوب الهلال الخصيب قاطبة، بل من المؤيدين والداعمين في بعثها والإعتزاز بها، ولكن أرفض رفضا شديدا ان ما يسمى الكلدان في بلاد آشور ينتمون الى الكلدان القدامى، بل هم لا يختلفون عني وعن كل آشوري آخر، صحيح هناك من لا يقبل ذلك، ولكن الأصح بكثير أن هناك أيضا منهم ولو هم معروفون بالكلدان، ولكن قوميا هم آشوريون وهذا حقهم فهم أساسا من سكان البلاد الآشورية، بينما الآخرون مع الأسف لعوامل غريبة ومنها – المذهب – الذي لعب دورا قذرا مع احترامي هو الذي كما يقال في اللهجة السورية – ينزع الطبخة . وختاما هل تكتب باسهاب ما تعنيه ، نحن الكلدان ومع الأسف حاجة اخرى؟ وشكرا.
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,773157.0.html
39
نعم، كان هناك بصيص من الأمل، ولكن !!!
آشور بيث شليمون
إبان الحرب الكونية الاولى 1918، كان هناك بصيص من الأمل حول بعث الشعب الآشوري كقومية من جديد وفي بلاده التاريخية، ولكن هناك حيكت مؤامرات عديدة لإجحاض هذا المشروع وخصوصا من الكنيسة الكاثوليكية المتمثلة فيما يسمى – كنيسة الكلدان صنيعة روما البابوية. إن الكنيسة الرومية، كان هدفها ولا يزال الى إقامة – امبراطورية كاثوليكية – على انقاض الشعوب وخصوصا تلك المسحوقة بمئات السنين على أيدي المسلمين، عرب، إيرانيين، كرد وترك. الكنيسة الكاثوليكية، كما هو معروف جدا لعبت دورا خطيرا وهداما في تمرير سياسة الترك المسلمين على حساب شعبنا حيث حصلوا على إمتيازات لبث ونشر عقيدتهم على شعوب المنطقة وشعبنا الآشوري ضمنا. وما عليك مراجعة الكتب التاريخية بوسعك الحصول على هذه المعلومات بكل سهولة وما هو الدور الذي لعبته الكنيسة الكاثوليكية في هذا المضمار. علما ان لهذه الكنيسة سجل أسود في كثير من القضايا حتى غدت أضحوكة الشعوب وخصوصا في هذه الأيام، الى درجة انها دعيت للإستجواب من قبل الأمم المتحدة في جنيف حيث استنكفت المثول للجرائم التي إقترفها كهنتها وإكليروسها والتي تندى لها الجبين.
نحن لا ننكر، المحاولات الكبيرة التي قام بها البابوات في المدة الأخيرة وخصوصا البابا جان بول Pope John Paul II في تحسين وترميم الكنيسة من كل النواحي، ولكن رغم ذلك يتطلب منها الكثير في هذا السياق إذ ليس كاف ما تعمله في هذا المضمار.
ملكيون أكثر من ملك
إن الذين دخلوا الكاثوليكية منذ 1552 من أبناء شعبنا الآشوري والى اليوم ديدنهم الاوحد ليس محاربة الكنيسة المشرقية كونها نسطورية، بقدر ما هي قومية المظهر وهم يدركون فيما إذا تفهمت جماهير شعبنا الحقيقة حول مؤامرات روما الكاثوليكية، سرعان ما يفلتون من عقال الكنيسة الكاثوليكية والعودة الى الكنيسة الأصلية، الكنيسة الشرقية القديمة وليس ذلك فحسب، بل الى القومية الآشورية – لهذا الأساس يحاولون دائما إملاء أكليروسهم في مقارعة ومجابهة المد الشعبي الآشوري الجارف بمؤامرات لا حصر لها كي تجحض كل هذه المحاولات والتي كما رأيتم في ذلك الكراس لأخ من – الملة الكلدانية وهو الأخ نارساي حنا الموصلي حيث قال بالحرف الواحد: " والآن اعلم وتأكد وتيقن بان درجة البطريركية التي تمشط لها ذقنك وتمهد السبل، لن تفز بها أبدا، وإن جادت الظروف النحسة الملعونة وساعدتك على تنفيذ أمر عميل يوليوس ونيرون وحفيد كاترين دي مدسيس الفاجرة، وارتقيت أريكة البطريركية، فافهم وافتح سمعك جيدا والعلم أن أحضان أمنا المحبوبة – الكنيسة النسطورية – هي مفتوحة لنا على الدوام ....." الصفحة 37 من الكراس الموسوم ( صراخ القلب المكلوم في رثاء المطران المظلوم بقلم حنا نارساي الموصلي الكلداني – من منشورات مطبعة السلام – سان باولو، البرازيل 1929
وخلاصة الكلام، ما نقوله ليس إلا الحقيقة الدامغة حيث نجحت هذاه الكنيسة حتى بغسل دماغ الكثيرين من أبناء شعبنا الى حينه رغم ثقافتهم وإدراكهم العاليين للسير في هذا السبيل المعوج وهم فرحون رغم ان هذه الكنيسة المسماة – الكلدانية قامت على أشلاء شعبنا الآشوري ولا الكلدي المنقرض منذ اكثر من ألف سنة ولا وجود له في الجنوب. [/
40
كتاب مفتوح للأخ الدكتور ليون برخو المحترم
آشور بيث شليمون
لقد طلع علينا الدكتور ليون برخو مؤخرا بمقال تحت عنوان :
" كيف ولماذا ومتى تنقرض الأمم والشعوب وما هي تباشير ساعة ذوبانها ونهايتها- شعبنا العريق مثالا " الرابط أدناه: http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,773157.0.html
في البداية، إن العنوان بالنسبة لي مزعج باستخدامه التعبير التالي: وما هي تباشير ذوبانها ونهايتها – وهل هناك من تباشير في ذوبان أمة يا اخي الكريم؟! واعتقد كان الأفضل مع احترامي لمكانته العلمية والأكاديمية أن يقول: وما هي علامات أو الدلائل لذوبانها ونهايتها الخ . قبل الخروج ببعض من الملاحظات ذات الاهمية البالغة على مقاله هذ احب ان احيط القراء علما بحفنة من المعلومات عن شخصيته وأنا على يقين تام بانها معروفة لدى الكثيرين وهي:
- إن الأخ الدكتور برخو، لا شكوك في ثقافته العالية والأكاديمية، ولكن رغم ذلك هناك كثيرا من الترهات والأخطاء الجسيمة في كتاباته وقد كتبت عنها سابقا وعلى سبيل المثال – كما نوه به نفسه أنه أراد ان يجمل صورة الإسلام لدى الحكومة السويدية والى جانب ذلك له كتابات في الاوساط الإسلامية الاخرى والتي هي غير مرغوبة بنا وليس كآشوريين فحسب، بل كمسيحيين أيضا. إذ لهو من المعيب والمخجل ان يعادل المسيحية بالإسلام كما نوه عن ذلك بنفسه في إحدى كتاباته! - إن الاخ الدكتور ليون برخو، يرى وكما جاء في مقاله هذا أن للغة أهمية خاصة عنده، في وقت وإن يسميها – باللغة السريانية ، ولكنه يستخدم نفس الاسلوب الذي يسيران عليه الدكتور أسعد صوما اسعد وموفق نيسكو وشركاهما كون اللغة هي آخر المطاف – اللغة الآرامية ، في وقت اللغة السريانية كما نوهنا عنها ليست الآرامية كما يدعي غلاة ودعاة اللغة الآرامية المفلسة وافضل برهان على ذلك- الآراميون الوحيدون اليوم هم في معلولا والذين الى حينه لم يستقر أمرهم عن ماهية الخط الذي يرون أستخدامه وهو ما بين الخط العربي واللاتيني ومن ثم مؤخرا أخذوا يستخدمون الخط العبري المربع والمعروف أكاديميا بالخط الآشوري –كتاف آشوريت . - إن الأخ الدكتور ليون برخو، في كتاباته يشيد بالأب البير ابونا وكتاباته العديدة والتي هي مجرد مع احترامي الكبير معظمها باللغة العربية ولم اجد مقال او موضوع واحد له الى حينه باللغة التي يفتخر بها الأخ الدكتور برخو – اللغة السريانية !
وليس ذلك فحسب، بل عندي يعتبر ما احترامي لمكانته الدينية والأدبية – أكبر مزور للتارخ- وقد أشرت ذلك في كتاباتي السابقة والعديدة واليوم مناه محفوظ في موقع –تللسقف لصاحبه الاخ الكريم باسم روفائيل وبمجرد الكتابة – صفحة الكاتب آشور بيث شليمون وستجد كثيرا من الموضيع ذات الأهمية البالغة في شأننا القومي والكنسي. ومن المؤسف أن الاخ الدكتور ليون برخو مما كتبه كيف يسخر بابناء شعبنا الآشوري والذين على حد زعمه منقرضون ولا وجود لهم اليوم وكاننا نحن الآشوريين هبطنا من المريخ!ّ
- بل عنده الأباء المسيحيين السريان – طبعا وبعدها حتما الآراميون – هم أصحاب الحضارة والذين هم موضع فخرنا وإعتزازنا ! جاهلا ام متجاهلا أنهم ليسوا موضع فخرنا اطلاقا، بل موضع الخزي والعار لما دبّ بينهم من خلافات ومشاحنات كونهم شوهوا المسيحية بأفعالهم اللا مسيحية ومن ثم دفعوا ثمن ذلك رغم أن البعض للآن لا يدري بالزوبعة العربية التي انطلقت من الجزيرة العربية ( طبقا لما قاله جاء في سفر التكوين الأصحاح 15 والأعداد 10-12) وجرفتهم جميعا لكي يوصفوا كما جاء في كتاب المؤرخ اللبناني فيليب حتي تاريخ سوريا ولبنان وفلسطين، الجزء الثاني والصفحة 139 والمأخوذ من الكاتب البريطاني أرنولد جي توينبي Arnold J. Toynbee : " ... وإذا اجتاح الإسلام هذه الأصقاع عصف بها حتى لم يبق منها الى اليوم إلاّ صور متحجرة لمجتمع سرياني منقرض "
ܐܢܢܩܝܘܬܐ ܕܠܫܢܐ أهمية اللغة:
الاخ الدكتور ليون برخو في مقاله هذا يشيد باللغة، وهنا لا نعارضه على ذلك، ولكن هذه اللغة عندي هي السريانية، بينما عنده هي اللغة – الآرامية ، وطبعا الفارق بينهما كبير وليس كما يعوله هو وشركاه من امثال الدكتور اسعد صوما أسعد وغيره . على كل لعدم الخوض في مجادلات بيزنطية ونقبل ما يريد ، سؤالي له من هم الذين يتقيدون اليوم بهذه اللغة السريانية ؟ في وقت ليست الكنيسة المارونية وحدها التي تبنت اللغة العربية، بل الغالبية العظمى من المسيحيين في الهلال الخصيب غدوا عروبيين بامتياز واولهم الكنائس التالية: الروم الأرثوذكس، الروم الكاثوليك، الكنائس الإنجيلية وضمنا الكنيسة الآرثوذكسية/ اليعقوبية والسريان الكاثوليك والمنشقون – الكلدان . وهنا نحن، نؤمن ان للغة مكانة رائدة للحفاظ على الهوية، ولكن ليست المكانة الحتمية، إذ الصهاينة منذ أكثر من مائة سنة لم تكن لغتهم – العبرية ، تشكل عاملا موحدا لهم ومن كان يتقن اللغة – العبرية نسبتهم كانت ضئيلة جدا، ولكن بعد تاسييس الدولة العبرية / إسرائيل ، اليوم اللغة العبرية قفزت قفزة عملاقة بهذه اللغة حيث غدت لغة حية مع اختها العربية .
المؤسسة الكنسية عند الأخ الدكتور ليون برخو وكما يراها إذ يقول: " هل المؤسسىة الكنسية هوية؟ نعم. وقد يستغرب البعض من الجواب الإيجابي المباشر. المؤسسة الكنسية التي لا هوية خاصة بها معناه أنها إنقرضت او إنسلخت عن وجودها وتاريخها. وهنا ادناه يناقض ما يقوله أعلاه إذ يقول مرة اخرى: ولكن لا يجوز ربط الهوية برمتها بالدين والمذهب. إن فعلنا ذلك سنقع في خطاء ( خطأ ) كبير لأن بعض المذاهب والأديان مؤسسات شأنها شأن الدول. وهنا مع احترامي له أهو جهل ام تجاهل منه؟ كون هذه المؤسسات الدينية وما جرى ويجري بينها ما اوصلنا في الحقيقة الى الحضيض الذي اليوم نحن فيه .
يرجى الإطلاع على مقالي الموسوم ، لطفا، الأب ألبير أبونا إن آرامييك لم ولن يكسفوا شمس آشور الأزلية ! والرابط أدناه:
http://www.tellskuf.com/index.php/authors/90-ah/17723-aa-sp-1513686401.html
وهنا مقالي حول إدعاءات الدكتور ليون برخو حول القاموس الآشوري والرابط أدناه للمزيد: http://www.tellskuf.com/index.php/authors/90-ah/15283-aa-sp-930399981.html
41
ASSYRIAN NATIONALISM - PHASE II
by Ashur Beth-Shlimon » Wed Dec 26, 2007 12:23 pm
Dear Mike: Kindly, read the ' ASSYRIAN NATIONALISM - PHASE II , which will be a reply to your question : ........................................................................ PHASE II
Q: and what do you think about an administrative region in the Nineveh plain tied to Baghdad? R E P L Y >>> At outset, I have to say that our situation is very critical, and such sad and tragic situation comes from variety of reasons , to name : - As a tiny minority - We think and act as if we are in millions - We throw ourselves in the lap of others without thinking of the consequences - We allied with the Q.....s blindly, that these people are after our land in the first place and STILL DO THAT! - We ask things bigger than us - We are even with our small numbers divided , and the most ironic , the denomination divisions and wars between us on something that wecan’t control. And lastly, we don’t have a majority in any place in what is called IRAQ today! WHAT IS THE SOLUTION? I am positive as Assyrians and Christians we suffered a lot through the course of history, and our goal is and especially in the current situation to achieve two important things- - To live in peace and harmony, and - To preserve our Assyrian nationality And it is crystal clear that in the past we depended on foreign powers be that Russian, French, British or as of today the Americans. The reality was and it is that none of the above GIVE DAMN for us no matter how much we cry and beg them that we are Christians or Assyrians, for a simple reason that these powers never came around to serve us, BUT TO SERVE THEIR INTERESTS and in many occasions they stated them clearly, this is something that our people never grasped and UNFORTUNATELY never do even in the future. My advise will be that we cling in unity of the land, for a simple reason that the UNITY of the LAND is the one will guarantee our survival, but a divided IRAQ will be our enemy number one, because we can't live and flourish in a country which is divided and may be will be in Constance frictions between each other that even if we have our ENCLAVE that sooner or later they will squeeze us and even ERASE us. The Assyrians must push then for unity of the land, because when IRAQ is united I am positive Assyrians could live anywhere in safety and prosperity and meanwhile they could preserve their ethnicity too. When democracy establish itself in a UNITED IRAQ , I am sure the Assyrians in the plain of Nineveh will administrate themselves without seeking that in one hand and could enjoy life in other places in a country which is ours as a WHOLE more than any one else, because in that time will speak about its history which is dominated by us the ASSYRIANS , while if GOD forbid the country will be divided then you will not hear about our history , but the country will be transformed to speak about SHIA, SUNNI , Q...D and others . In conclusion, we should press as I said for unity of the land time being, to exhibit our patriotism where I am positive the rest will respect us EXCEPT the separatist Q.....s , that we don't give a damn for them when IRAQ a true Iraq will decide to erase that evil enclave for good.
Ashur Beth-Shlimon ____________________
42
ܒܬܪ ܚܪܒܐ ܕܒܨܪܗ بعد خراب البصرة!
آشور بيث شليمون
في البداية كشعب مؤمن بالآشورية، ديدنا الأوحد هو بعث القوميات كلها التي استعربت في الهلال الخصيب، وهنا على سبيل المثال، الكنعانيون على الساحل السوري، العموريون شمال ووسط سوريا ( منطقة حلب ) والآراميون جنوب سوريا حول دمشق، والاشوريون البابليون في وسط وشمال العراق. من المؤسف قوله، في الآونة الأخيرة ظهرت قوميات لم تكن موجودة قبلا غير انها كانت تمثل الشعوب البدوية او نصف بدوية مثل الآراميين، لكي تنافسنا وفي عقر دارنا تاركين وطنهم للأعراب وهم مستعربون أيضا كي ينافسوننا لا على بعث قوميتهم التي لم تحقق شيئا في كل تاريخهم الطويل دولة ما، بل لحذف وجودنا الآشوري . يقال أن كل الاحصائيات في مطلع القرن الماضي تدل أن الشعب المسيحي كان الأكثرية في دولة لبنان، وكان يعادل حتى أكثر من ثلث سكان سوريا. وهذه مرت أكثر من مائة عام على تلك الاحصائيات، وسؤالنا الآن ما حققته هذه الجماعات في بعث قوميتها حيث اليوم يبدو قد أصابتهم من جديد الحمى القومية؟! كما يقال بالعربي الفصيح، لم يعملوا شيئا اطلاقا سوى انهم كانوا القوة الدافعة لبعث اللغة العربية التي كانت على شفير الهاوية على حساب طمس لغتهم التي يفتخرون بها " الآرامية " اليوم والطامة الكبرى انهم قبلوا العروبة كقومية لهم بدون أي منازع! ودعاة وغلاة القومية العربية كان جلهم منهم من أمثال، ميشيل عفلق، نجيب عزوري، قسطنطين زريق، خليل القبرصي،أدمون رباط، خليل الكلاس، ايليا حريق وغيرهم كثيرون! أخي القارئ، هل تعلم أن حكومة لبنان كان بوسعها يومذاك جعل اللغة " السريانية " او الآرامية كما يحلو البعض تسميتها لغة رسمية في البلاد! ولكن لم تفعل ذلك ، بل زحفت على بطنها وقبلت كي تكون عضوة في الجامعة العربية والى اليوم. اليوم أيها الاخوة هل تعرفون ما يحصل في لبنان وعلى سبيل المثال؟ كما تعلمون في السابق أن رئيس الجمهورية كان رئيسا فعليا بينما اليوم وكنتيجة لهذه التنازلات أصبح لا شيء ، لأن رئيس الوزارة ( ܡܫܠܡܢܐ )هو كل شيء، وليت يبقى ذلك، انتظر بضع سنوات اخرى والمسيحيون سيفقدون كل شيء وحتى رئاسة الجمهورية الاسمية لهرولتهم العروبية ونكران ذاتهم.
وسوف أضع الرابط أدناه، كيف يحاول البعض احياء القومية الآرامية بأحلام يقظة التي يحلمون بها ليل نهار والتي هي بعيدة عن الواقع بعد الثرى من الثريا، وهم لا يكتفون بذلك بل حتى كل ما يعملونه ليس إلا ذر الرماد في العيون، بل يريدون أن يوجهوا أنظارهم الى شمالي العراق، بلاد آشور . ليعلموا اننا لهم بالمرصاد وكما يقال باللغة الانكليزية On my dead body
http://www.aramaic-dem.org/Arabic/0.htm
ونصيحتي الأخيرة لشعبنا في العراق - مات آشور ܡܬܐ ܕܐܫܘܪ، هي عدم الإستماع الى هؤلاء خفافيش الظلام الذين يحاولون طمس قوميتنا الآشورية في دارنا، وليعلموا جيدا بأننا في العراق نعاني نفس المشكلة من البعض الذين يسيرون على نفس المنوال ليخلقوا لنا قوميات لم تكن، لذلك حذاري من ذلك وكونوا فطنين بألا تقعوا في شبكتهم الانهزامية وشكرا.
43
أساطير وخرافات لا تتناقلها أصحاب الأديان السماوية فحسب، بل تروجها أيضٌا، الآرامية نموذجٌا !
آشور بيث شليمون
ليس بخاف ، على أحد أن كل الديانات السماوية مع إحترامي الكبير لها تتمسك ببعض التقاليد والخرافات البالية، فمثلا اليهود وفق التوراة، هم " شعب الله المختار ! " والمسيحيون يفتخرون في الهلال الخصيب بالآرامية لأن السيد المسيح تحدث ببضع مفردات منها، والاسلام يرى أن " العرب خير أمة أخرجت للناس واللغة العربية لغة الجنة ! " من كل هؤلاء، المسيحية فقط ليس هناك أي تأكيد اطلاقا أن للغة الآرامية أي أهمية في الكتاب المقدس سواء في عهديه القديم أو الجديد، بينما العبرانيون والمسلمون لهم براهينهم من كتبهم المقدسة على ما يقولونه ويروجونه . ومن الطريف أن بعض العرب ينظرون حتى بالشماتة على اليهود لأنهم شعب الله المختار !
في أحد الأيام تلقيت خبرا من أحد الإخوة بأن هناك محاضرة قيمة في أحد الأندية الآشورية وطلب مني المثول إذ قال لي سأجده هناك، والمحاضرة هذه سيديرها أستاذ / دكتور آشوري مع بروفيسور آخر أميركي . وهكذا وصلت هناك للأسف متأخرا ببضع دقائق، والمحاضران كانا قد باشرا في موضوعهما وهو عن اللغة الآرامية التي كثيرا من شعبنا يفتخرون بها عادة كونها اللغة الرسمية – على حد قول البعض بأن الأمبراطورية الآشورية اتخذتها اللغة الرسمية في البلاد وحتى في كل أرجاء أمبراطوريتهم – ومن الطريف أن المحاضرين وضعا أحد الأشرطة المصورة / فيديو كليب لجمهرة من أهالي " معلولا – وهي بلدة قرب العاصمة السورية دمشق " حيث هناك لا يزال قسما بسيطا من السكان ينطقون اللغة الآرامية القديمة هذه، ولكن الدكتور الآشوري هذا يعرف جيدا ما دمنا على حد زعمهما نحن معشر الشعب الآشوري من ناطقي هذه اللغة السماوية المقدسة ! ما كان عليه الاّ أن يجهز جمهرة كبيرة حية من شعبنا سكان العراق أوسوريا وحتى لبنان الموجودون في مدينة شيكاغو الأميركية من اللجوء الى فيديو كليب لهذه البلدة التي ليتهم كانوا بالفعل يتكلمون اللغة الآرامية، بل كل المحادثات اجمالا لها الرطانة العربية . وهنا من أدب اللباقة لم أحب أن أحرج الدكتور الآشوري أمام زميله الأميركي الذي لا يستطع حتما التمييز ما بين اللغتين الساميتين الشقيقتين – الآرامية والعربية - اللتان تتشابهان كثيرا .
وعندما شرع البروفيسور الأميركي التحدث حول الموضوع بأن السيد المسيح تحدث بها وعلى أساس أننا كآشوريين لا زلنا نستخدمها، عندها لم أستطع أن أتمالك نفسي وكما يقال " لقد بلغ السيل الزبى " بعد إنتهائه من الحديث، إستأذنت وقلت له بهدوء مع كل إحترامي، بأننا معشر الشعب الآشوري لا نتحدث باللغة الآرامية، بل لغتنا آشورية وتعرف اليوم ب " لغة آشورية حديثة “ Modern Assyrian Language حيث طرأ عليها التغييرات عبر القرون منذ سقوط الأمبراطورية الآشورية الى اليوم وهو شأن كل لغات العالم .
والشئ الطريف، كان بمقربتي آشوري آخر مع إبنته من إخوتنا طائفة السريان الأرثوذكس / يعاقبة، رد عليّ بقوله أتيت هنا مع إبنتي لكي ترى عظمة لغتنا وأنت تقول بأننا لا نتحدث بالآرامية ! أجبته بهدوء وقلت له إن السيد المسيح بوسعه أن يتحدث بأي لغة ومن الجملة حتى اللغة الصينية ! شئ يبعث اليأس والقنوط أن البعض حتى في القرن الواحد والعشرين، تصدق مثل هذه الأموروالأقاويل التي يمكن تصنيفها في خانة السخافات لا غير . إذ نرى شعبنا الآشوري المسيحي اليوم إجمالا يفتخر لأننا نتحدث اللغة التي نطق بها السيد المسيح على حساب شطب ومحو لغتنا الأصلية من الوجود . مع كل إحترامي للسيد المسيح وأي لغة يتكلم بها، إذ لا أستسغ إطلاقا قبول مثل هذه الخرافة ! وطبعا إن الهدف من ورائه ليس إلا، إذ الذين يروجونها ما هم الا من المعتقدين حتما بمجرد التحدث بهذه اللغة التي السيد المسيح إستخدمها في بعض الأحيان ربما لجلب الانتباه كما فسرها أحد اللاهوتيين، سيدخلون الجنة من بابها الواسع. وهذه خرافة أخرى يضيفونها للأسف الشديد، لأن المسيحية كما هو معروف جليا إذ أعطت مفهوما واضحا والسبل في كيفية دخول الجنة وللأسف أن نخيب ظن منتحلي هذه النظرية السخيفة إذ في كل ذلك ليس للغة الآرامية مع احترامي الكبير أي شأن أو مقام يذكر ! والجدير بالذكر ، إن الأمة الآشورية اليوم في صراع ونزاع مستديمين وخصوصا في الآونة الأخيرة مع إخوتنا من منتحلي ومتقمصي الكلدانية و الآرامية الذين يريدون حذف وشطب القومية الآشورية لا في بلاد آرام ( دمشق – سوريا ) أو في بلاد كلدو ( حول الخليج السومري ) حيث في تلك الأصقاع ليس لنا ناقة أو جمل ، بل حتى في عقر دارنا الآشورية بالذات شمالي العراق، والطامة الكبرى أن الذين وراء هذه الحملة اليائسة ليس لهم دخل بآرام أو بكلدو لا من قريب أو من بعيد، كونهم مجرد سكان ضواحي العاصمة الآشورية - نينوى - بالذات منذ أجيال سحيقة في القدم ! ليكن واضحا وضوح الشمس في رابعة النهار بأننا لسنا ضد " الكلدان أو بالأحرى الكلدان القدامى سكان الجنوب " ولا ضد " الآراميين – الآراميين القدامى سكان بادية الشام ودمشق " بل ضد إخوتنا من منتحليها وهم أبناء بلاد آشور بالذات ! إن أي حديث عن القومية الكلدانية أو حتى الآرامية لا في بلاد آشور فحسب، بل وحتى في بلادهم لهو خرافة، لأن الآراميين والكلديين على الرغم من التضخيم والتعظيم الذي يريد البعض من ترويجه في يومنا هذا، فهم لم يحققوا شيئا وما على القارئ اللبيب أن يراجع الكتب التاريخية، إذ إلى هذه اللحظة لا يوجد كتاب خاص بهم ( أي كتاب عن تاريخ الكلدان أو الآراميين) ما عدا ما ينشرونه هم للتشويش أو ما تصدره الفاتيكان بخصوص الكلدان، أو ما يعلق عليه المؤرخون في سياق كلامهم عن الأمبراطورية الآشورية البابلية والسومرية ، الاّ كتاب واحد (George Smith, Chaldean Account of Genesis ) والذي في الحقيقة يتكلم عن البابليين والآشوريين . إذا الأسرة الكلدانية التي تبوأت لفترة جد وجيزة السلطة في قسم من بيث نهرين لم تكن الا سحابة ربيع كما قالها المؤرخون عموما ! أما الآراميون ، فهم قوم من البدو الرحل رغم انتشارهم الواسع في بادية الشام ( قلب الهلال الخصيب ) لم يكونوا الاّ مشيخات صغيرة مبثوثة هنا وهناك حيث ينصبون خيامهم طلبا للكلأ و المرعى.
إن النهضة القومية الآشورية لهي قديمة جداٌ بالمقارنة مع البعض اليسير من هاتين الطائفتين الكلدانية والسريانية اللتين استفاقتا من السبات Out of hibernationحديثا ليجدن أنفسهن بين عشية وضحاها قوميات أيضا ! والجدير بالذكر أن القومية الآشورية قامت وإنبعثت في أغلب الأحيان على سواعد هاتين الطائفتين مع أبناء الكنيسة المشرقية النسطورية، بحيث كانا يريان أنفسهن ( ما يسمى الكلدان والسريان ) مجرد طوائف مذهبية.. والخلاصة، نحن لا ننكر بوجود الكلدان والآراميين كإثنيات إطلاقا، بل نستنكر ونشجب طريقة تعاملهما مع الواقع التاريخي والعلمي، وبمعنى آخر، إن وجود الكلدان القدماء ليس في بلاد آشور ، بل كما قلنا أعلاه في جنوبي بيث نهرين / العراق، وكذلك السريان ليسوا بأمة، بل مفردة السريان في الحقيقة تشمل كل الذين تنصروا في القرون الأولى للمسيحية في الهلال الخصيب من آشوريين بابليين، عموريين، آراميين، إبلويين / منطقة حلب، كنعانيين وكلديين . والجدير بالذكر هناك جمهرة منهم قد وعوا هذه الحقيقة لذلك عمدوا في الآونة الآخيرة أن يعوضوا عنها بالآرامية التي موطنها الصحيح هو مدينة دمشق ، ولكن هناك حقيقة دامغة أن الكلدان والآراميين في موطنهما الأصلي قد أسلموا واستعربوا قبل القرن الحادي عشر الميلادي بإستثناء جيوب صغيرة في وسط سوريا بين دمشق وحماه من الآراميين . . إن تاريخنا الكنسي او بالتحديد كنيسة بابل، يروي لنا انتقال مركز الكنيسة الى الشمال أي في بلاد آشور* وخصوصا بعد الإحتلال العربي الإسلامي ومنذ ذلك الحين كان هناك نوعان بارزان للمسيحية ضمن الكنيسة النسطورية الواحدة، إحداهن الكنيسة المحلية الآشورية، ككنيسة شوفينية لهوية إقليمية آشورية، والأخرى كنيسة فارس ( أنظر Hagarism , The Making of Islamic World , by Patricia crone and Michael Cook , page 57 ) والخلاصة ، لم يكن هناك يوما في تاريخنا المسيحي الكنسي ما يسمى بكنيسة الكلدان إطلاقا، إلا بعد 1443 ميلادية حيث أطلق البابا يوجين الرابع Eugene IV على جمهرة من نساطرة قبرص** المنشقين عن الكنيسة الأم النسطورية لأول مرّة بكنيسة الكلدان لانضمامهم الى الكنيسة الكاثوليكية بغرض زرع الفرقة والانقسام - حيث تمّ لهم ما كانوا يريدون تحقيقه إثر مؤامراتهم المتكررة منذ مدة طويلة بالفعل - وهكذا تم تشكيل هذه الكنيسة في بلاد آشور من الشعب الآشوري جنسا ووطنا . عندما كنت صغيرا، أتذكر قراءة قصة عن شخص في أحد الأسواق الذي كان يدعو و يشير الناس للذهاب الى مكان معين حيث هناك يوزعون الحلوى وهو بالفعل كذبة . وبعد قضاء فترة في مكانه وهو يدعو الناس لم يكن منه الاّ أن صدّق كذبته بنفسه، حيث هرع بدوره الى ذلك المكان! هذا هو مع الأسف وضع بني جلدتنا في بلاد آشور/ ܡܬܐ ܕܐܫܘܪ تماما من قبل إخوتنا الكلدان والسريان اليوم للأسف الشديد . وختاما فيما يلي أضع بعد التعاريف للتسميات المتداولة في العراق اليوم لشعبنا̤، لأن البعض للأسف يشوهون مفهومها الصحيح :
الكلدان:
يعتبر الكلدان آخر موجة دخلت بيث نهرين \بلاد الرافدين في الألف الأول قبل الميلاد حيث إستقرت في الجنوب، منطقة البصرة – فرات ميشان / ميسان - أو منطقة خليج سومر . والجدير بالذكر، ليس للكلدان القدامى أي صلة بشعبنا الآشوري والبابلي، عدا أنهم ساميون مثل باقي الشعوب السامية في الهلال الخصيب مثل الآراميين، الابلويين، الكنعانيين، العبرانيين والآشوريين البابليين حيث لهجتهم قريبة جدا لباقي اللهجات الشعوب السامية المذكورة آنفا والتي كونت معا وخصوصا في العصور الأولى للمسيحية ما يسمى باللغة السريانية لاحقا . إذن كلدان اليوم، يمكن أن يقال بأنهم لا يمثلون الكلدان القدامى، بل هم مجرد آشوريون قوميا وجغرافيا، هذا ما أكده لنا أيضا الأخ غسان حنا شذايا – وهو كلداني الطائفة بنفسه - في مقال له في مجلة " المنتدى " لصاحبها الأخ فؤاد منا في مدينة ديترويت الأميركية *** وهم من الذين دخلوا المذهب الكاثوليكي في القرن الخامس عشر وما بعده. وسميوا كلدانا من قبل روما كما ذكرنا أعلاه . ومن الطريف أن البعض يصدق ويدعم بأنهم من الكلدان القدامى ومعظمهم سكان لا بلاد آشور فحسب، بل حتى نينوى بالذات . وفي الوقت ذاته لا تجد في الجنوب حتى قرية ذات ثلاثة بيوت من الكلدان القدامى، وهنا لا أعرف السرلماذا هم الغالبية في بلاد آشور !في وقت منعدمون في بلادهم الأصلية؟! أضف الى ذلك أن كل الكلدان الموزعين في العراق اليوم ترجع أصولهم الى الشمال الآشوري بكل تأكيد .
السريان واللغة السريانية :
إن من أول الشعوب السامية التي تصادم اليونان معه في الهلال الخصيب، كان الشعب الاشوري، لذلك سموا منطقة الهلال الخصيب كله ب - آشور ASSYRIA و بعد فترة إستطاع اليونان أن يروا نوعا من الاختلاف بين شعوب منطقة الهلال الخصيب لذلك أطلقوا بلاد آشور Assyria على المنطقة الواقعة شرقي نهر الفرات بينما سموا المنطقة غربي نهر الفرات ب (سورياSyria / ) ولكن يذكر البعض أن حتى اسم سوريا غدا اسما عاما لكل منطقة الهلال الخصيب وهذا ما جاء به آشوري من إيران وهو كيواركيس نسطورس في كتابه عن " الأمة السورية " وكذلك سار عليه مؤسس الحزب القومي السوري الاجتماعي – أنطون سعادة في حديثه عن الأمة السورية . والبعض من إخوتنا السريان الأرثوذكس يحاول التشويه بأن ( سوريا / Syria تعني آرام ( الأمة الارامية ) نقول صحيح بلاد آرام هي ضمن سوريا ولكن سوريا ليست ضمن بلاد آرام، لأن سوريا سميت من قبل العرب ببلاد الشام أي اليوم تتكون من البلدان التالية – فلسطين ، لبنان ، الأردن وسوريا نفسها . وليكن واضحا في قولنا سواء سوريا أو آشور كتسمية للمنطقة ذلك لا يعني أنهم آشوريون وكذلك الشان في قولنا سوريا لا يعني كآشوريين أننا سوريون قوميا ، بل كل ما يقال أنه إسم لمنطقة جغرافية ليس الاّ كما تقول – الشرق الأوسط أو الهلال الخصيب الخ . والحديث عن اللغة السريانية الذي يحدث كثيرا من الضجيج في هذه الأيام، وخاصة من قبل إخوتنا من السريان حيث يعتبرونها اللغة الآرامية أو امتدادا للغة الارامية وبذلك يكون من الممكن إحتكار الجنة ! ولكن من الطريف رغم كل هذا فإن قسما كبيرا منهم لا يفهمونها وقد تقدر أكثر من 85% من المجموع . . إذ اللغة السريانية في الحقيقة، هي اللغة التي تكونت من مجموع اللهجات السامية في الهلال الخصيب ومن هذه الزمرة : اللغة الاشورية البابلية ، الكنعانية ، الابلوية ، الارامية والكلدانية بفعل عاملين إثنين وهما : الأبجدية الكنعانية والديانة المسيحية التي وحدت كل هذه الشعوب تحت راية الشعب السوري والأدق السرياني Syriac \وفق المؤرخ البريطاني Arnold J. Toynbee الذي إستخدم هذا التعبير لأول مرة تاريخيا. وخلاصة القول ، يريد البعض أن يؤكد شرعية وجود الكلدان حديثا باستشهاده من أن مار توما أودو – مطران الطائفة الكلدانية - في قاموسه الشهير والمطبوع في مدينة الموصل في عام 1897 صفحة 465 أعطى تفسيرا ل – الكلدان : " بأنهم من الذين لهم دراية و علم بالأفلاك والنجوم ، واسم لأمة قديمة واليوم هو اسم للسريان المشارقة ." وهنا فكر وامحص في تفسيره قليلا ! إذ لم يقل السريان المشارقة اليوم هم الكلدان، بل هذا إسم لأمة قديمة ولكن اليوم يطلق على السريان المشارقة وهم آشوريون وإن لم يقلها كونهمم سكان نينوى، وهنا ليكن واضحا أن مار توما أودو ينتمي الى العشيرة التي أنتمي اليها شخصيا – أنا آشور بيث شليمون - وإن كان كلداني المذهب أما هو نسبا ينتمي الى عشيرة تخوما الآشورية والتي ترجع أصولها الى أربيل المدينة الآشورية العريقة والتي فيها نشأت آخر مملكة آشورية باسم " خذياب / حدياب " حتى قدوم العرب .
...................................................... * إن الشعوب في الهلال الخصيب من آشوريين بابليين ، عموريين كنعانيين ، آراميين كلدانيين شملتهم التسمية السريانية وهي تسمية جغرافية وليست تسمية إثنية إطلاقا عندما دخلوا المسيحية طوعا وإختيارا وقد عرفو بهكذا تسمية ولكن بعد الإنقسام المذهبي عرفوا ببعض الحكام وعلى سبيل المثل – تحت حكم بدر الدين اللؤلؤ الأتابكي ( 1211- 1259 ميلادية ) بالنصارى أو المسيحيين وعند الرحالة ماركو بولو /Marco Polo ( من القرن الثالث عشر ) و ابن خلدون ( القرن الرابع عشر ) عرفوا بالنساطرة واليعاقبة أيضا . هنا نريد أن نثبت جليا ليس كل نسطوري ويعقوبي آشوريا حيث المذهبين جمعا من مختلف الأجناس البشرية ولكن ليس هناك أدنى شك بأن سكان شمال بيث نهرين أو بلاد آشور هم آشوريون جنسا وأرضا وتاريخا . خاب الذين يريدون أن يطبلوا ويزمروا ب" السريان والسريانية " لكي تتحول تدريجيا الى الآرامية التي كما قلنا مرارا أن الآراميين لم يحققوا شيئا في كل تاريخهم الطويل وإن دمشق حاضرتهم الأولى تعتبر اليوم - قلب العروبة النابض - يرجى من مروجيها الاكادميين من أمثال الدكاترة أسعد صوما وبيدروس كيفا أن ينقذوها من مخالب العروبة من أن يحاولا الإنقضاض على آشور والآشورية وهذا المؤرخ البريطاني Toynbee يقول : " وإذ اجتاح الاسلام هذه الأصقاع عصف بها حتى لم يبق منها اليوم إلا صور - متحجرة لمجتمع سرياني منقرض.
** إن الجالية هذه كانت شبه ارسالية نسطورية في جزيرة قبرص قوامها من شعبنا الآشوري أي من شمال ما يسمى العراق اليوم ومن منطقة أرزن/ أرزون تحديدا أي بطلان ما يدعيه بعض المتكلدنين اليوم بأنهم كانوا من الكلدان.
*** يرجى الإطلاع – مجلة المنتدى / القسم الانكليزي من العدد 3 ( 33 ) لشهر أيار لعام 1998 وعلى الصفحات 50- 55
44
[size=18pt]دحض وتفنيد لكل المناوئين والمتآمرين على قوميتنا الآشورية !
آشور بيث شليمون
الأخ هنري بدروس كيفا كتب: والرابط أدناه : http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,772624.0.html
" السيد آشور بيت شليمون يبدو إنك تردد دائما الشاعر كوركيس وردا و هذا يعني بالنسبة لك أن وردة واحدة تعني الربيع ! كم مرة وضعت اسمي في عنوانينك الفارغة ؟ كم مرة ذكرت لنا شاعرك الذي تتوهم بإنه يتكلم عن شعب أشوري معاصر ؟ هذا رد على أوهامك الأشورية المزيفة. " أنتهى الإقتباس
...................
الأخ هنري مقتبسا من حدابيا :
" كما انه يذكر بعض البطاركة المنحدرين من الموصل التي كانت مدينة مهمة. وكما هو معروف بان الموصل تسمى بالسريانية "اثور" ܐܬܘܪ، لذلك يقول عن الذي يتحدر منها "فلان الاثوري" اي "فلان الموصلي"، فاذا قلنا بالسريانية "مار ماري الاثوري" يعني اننا نقصد "مار ماري الموصلي"، وإن قلنا "عبديشوع الذي من اثور" فهذا يعني "عبديشوع الذي من الموصل". وبهذه الطريقة يذكر لنا كل من البطاركة: "مار ماري الموصلي" (987-999)، و"عبديشوع الموصلي" (1085-1090)، و "مكيخا الذي كان مسؤلا في الموصل" (1092-1110)، و"إيليّا الذي تربى بين العلماء في الموصل" (1111-1132)، و"عبديشوع من الموصل" (1139-1448) . انتهى الإقتباس
آشور بيث شليمون:
أولا، إن هذا النكرة تحت التسمية – حدابيا ، لو كان امينا على التاريخ وجب عليه أولا، الإعلان عن نفسه ولا يتنكر تحت تسمية مبهمة! ثانيا، أما غباء او تجاهل للحقيقة، وعلى القارئ أن يسأل مجرد سؤال بسيط الاتي: هل آثور في الموصل ام ان مدينة الموصل في آثور ؟! لكي يقدم مثل هذه التفسيرات الخاطئة والملتوية ! ثالثا: أدناه أضع نصا من مقدمة كتاب يشوع داد المروزي وهاك ما قاله:
يشوع داد، أفسقف الحديثة في اقليم آشور في القرن التاسع الميلادي، وتعود أصوله الى مدينة " مرو " من بلاد " تركمنستان " اليوم . ܝܫܘܥ ܕܕ ܐܦܣܩܘܦܐ ܕܚܕܬܐ ܕܒܐܬܘܪ
ܥܠ ܚܝܠܗ ܕܡܪܢ ܝܫܘܥ ܡܫܝܚܐ ܡܫܪܝܢܢ ܠܡܟܬܒ ܢܘܗܪܐ ܕܟܬܒܐ ܕܚܕܬܐ ܕܥܡܠ ܘܟܢܫ ܡܢ ܟܬܒܐ ܣܓܝܐܐ ܕܡܦܫܩܢܐ ܘܡܠܦܢܐ ܕܥܕܬܐ ܩܕܝܫܬܐ . ܠܩܕܝܫܐ ܘܪܚܡ ܝܘܠܦܢܐ ܡܪܝ ܝܫܘܥܕܐܕ ܡܪܘܙܝܐ ܐܦܣܩܘܦܐ ܕܚܕܬܐ/ الحديثة ܕܒܐܬܘܪ ܡܪܢ ܥܕܪܝܢܢ ܘܚܝܠܝܢܢ ܘܚܟܡܝܢܢ ܘܡܢܥܝܢܢ ܠܫܘܡܠܝܐ ܒܛܝܒܘܬܟ ܀ ترجمة النص أعلاه بتصرف: بقوة الرب يسوع المسيح أبدأ في كتابة تفاسير لكتاب العهد الجديد الذي عمل بجمعه من كتب كثيرة للمفسرين والمترجمين للكنيسة المقدسة. لقدسية ومحب العلم مار يشوع داد المروزي أفسقف " الحديثة " في آثور ، اللهم أسعفنا وقوينا وامنح لنا الحكمة في منتهى طيبتك. وهنا أكرر الجملة الأخيرة ، " يشوع داد المروزي أفسقف/ أسقف " الحديثة " في آثور" والآن مطلوب منك تفسير الكلام او الإستنجاد بهذا العبقري – حدابيا - كما تفعل كي يفسره. وببساطة وبدون أي جهد يذكر حيث يقول – مدينة الحديثة في آثور وهذا صحيح، ولكن ليس صحيحا ان مدينة – الحديثة في مدينة الموصل يا صاح!!!! وللمزيد حول الموضوع، عليك ان تقرا مقالي ادناه والموسوم ، " غياب القطة، الفئران يقفزون من كل حدب وصوب.
http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=499468.0
حدابيا مرة اخرى:
"ان مجرد ترجمة كلمة موصلي السريانية ܐܬܘܪܝܐ الى اشوري يعتبر إما جهلا عفوياً، وهذه خطيئة تغتفر، او تزويراً متعمداً وهذا خطأ لا مغفرة له بل يجب فضحه." انتهى الإقتباس
آشور بيث شليمون:
كلام لطيف خفيف وصادق، بحيث ليس هناك في أي من القواميس باللغة السريانية بان – آثور هي الموصل، ما عدا قاموس واحد وهو قاموس حسن بن بهلول، وهنا السيد حدابيا لم يقدم ما قاله كما هو بالكامل، بل جريمته انه إختار ما يناسب تلاعبه وتحويره للحقائق بتمسكه في تفسير واحد من تفاسير عدة وهي :
- ܐܫܘܪ ܐܝܟ ܒܪ ܣܪܘ ܦܪܬܝܐ ܘܐܬܘܪܝܐ – الموصل أي ( آشور بناء لإبن سرو الفرثيون والآثوريون – الموصل . من قاموس حسن بن بهلول الصفحة 306
- ܐܬܘܪ اسم مدينة بناها سابور الملك وهي الموصل ܀ ܐܬܘܪ ܠܒܒܝܠ ܩܪܐ ܡܠܟܘܬܐ ܕܐܬܘܪܝܐ بابل أي بابل تدعى آثور أو المملكة الآشورية.
- ܐܬܪܘܙ ܒܨ - ܣܘܪܝܐ ܫܡܐ ܕܐܬܘܪ ܐܘ ܕܐܬܪܐ ܐܝܬܘ ܐܝܟ ܕܐܫܟܚܬ ܒܝܕ ܚܘܢܝܢ ܒܡܟܬܒܢܘܬܐ ܙܒܢܐ ܀ أي آثور = سوريا الإسم الآشوري او البلد الذي وجد من قبل حنين في الكتب التاريخية.
- ܐܬܘܪܝܐ ܒܥܠܕܒܒܐ الاعداء ( وستجدون كل هذه التفاسير في الصفحة 322 من قاموس حسن بن بهلول) .
ملاحظة هامة جدا: إخوتي القراء تتذكرون جيدا ما كان يطبل ويزمر به ومن ضمنهم هذا النكرة – حدابيا مع الدكتور أسعد صوما أسعد والسيد موفق نيسكو الذي لم يكن التوفيق بجانبه أبدا، عندما اخذوا من كل التفاسير اعلاه، التفسير الأخير فقط ، وهنا الشيء الوحيد الذي قاله – حدابيا، هذا النكرة وكان صوابا مائة بالمائة : " او تزويراً متعمداً وهذا خطأ لا مغفرة له بل يجب فضحه." بكل تأكيد ونحن هنا نفضح هؤلاء خفافيش الظلام من أمثال : الدكتور أسعد صوما أسعد، موفق نيسكو، حدابيا وهنري بدروس كيفا وشركاهم أجمعين وليكن هذا مفهوما للجميع!
وحدابيا أخيرا:
" واذا خطر ببالك ان تسأل لماذا استعمل الاب يوسف بيث قليتا في مقدمته للكتاب المذكور الذي طبعه تعبير ܐܘܡܬܐ ܣܘܪܝܝܬܐ "الامة السريانية"؟ الجواب ببساطة لاننا جميعاً سريان، وأمتنا هي الامة السريانية، وان اسم "سريان" هو الاسم الذي استعمله جميع اجدادنا وجميع اباء كنسيتنا المشرقية وجميع مؤلفينا خلال التاريخ، وبينهم علامتنا عبديشوع الصوباي في جدوله عن ادبائنا حيث سماهم "سريان" بقوله: ܡܟܝܠ ܕܝܢ ܕܣܕܪܢ ܣܝ̈ܡܐ ܕܐܒܗ̈ܬܐ ܝܘ̈ܢܝܐ: ܢܫܪܐ ܠܡܣܕܪ ܠܣܝ̈ܡܐ ܕܐܒܗ̈ܬܐ ܣܘܪ̈ܝܝܐ "بعد ان سردنا مؤلفات الاباء اليونان، نبدأ في سرد مؤلفات الاباء السريان". (كتاب المرجانة، صفحة 69) . انتهى الإقتباس
آشور بيث شليمون :
نحن لا ننكر بكوننا – سريان بإمتياز ومن أوائل السريان، كون الإسم قد صيغ من أشور- آسور وهذا ما أكده القاموس الذي هؤلاء يعتمدون عليه هؤلاء الإخوة الدكاترة والباحثين والمغمورين من امثال – حدابيا وللمزيد حول الموضوع ( من هم السريان وما هو أصل اللغة السريانية )أضع الرابط الذي يدعم نظريتنا وفي هذا الموقع – عنكاوا وقراءه يفوق 3000 فرد، عدا نشر في عدة مواقع أخرى وهاكم الرابط :
http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=730440.0
[/b][/color][/size]
45
الرد على فذلكات الأخ عبد الأحد قلو!
" الاخ اشور انظر في رد آخر كيف تجاوزت على الكتاب المقدس وبوقاحة،عندما اعلمتك عن نبوة النبي ناحوم الذي ذكر بأنقراض ذرية اشور وخراب نينوى بقولك " انتهى الإقتباس
عزيزي قلو:
اولا، أنا في عراك مع هذا الموقع – أي موقع عنكاوا – مع احترامي الذي اصبح يحذف مداخلاتي وحتى مقالاتي كونها تدمر هذيانكم !!! وهنا يبدو مع الأسف لا يعامل الجميع سواسية، فإذا كانت كلماتي نابية ويقوم بحذفها ايها الأخ المحترم؟!
فإذا كانت لهجتي غير مرضية، لماذا هم يحتفظون بما تقوله انت وأكبر مثال هنا اعلاه وعلى سبيل المثال حيث تقول : " كيف تجاوزت على الكتاب المقدس وبوقاحة !" بينما أنت وفي مرات عديدة ذكرت الصنم " آشور " ونحن من عبدته أليس كذلك ؟! ما بالك عزيزي : هل نبوخذنصر كان مسيحيا وعلى المذهب الكاثوليكي ؟!
ومن ثم، نعم هناك كثيرا من أسفار ما يسمى – الكتاب العبري – غير مقبول وقد حذف من طبعات الكتاب المقدس وعلى سبيل المثال – سفر طوبيط ويهوديت، وليس ذلك فحسب، بل هناك كثيرا من الترهات والأكاذيب في الكتاب العبري ومنها على سبيل المثال، اولاد نوح وكذلك قصة الملاك الذي قتل 185 ألف * من جنود الآشوريين، وكأن الله غدا داعش والنصرة وأرسل قواته لقتل شعبنا !! ومن ثم ألم تكن انت الذي قلت أن الله سيخرب نينوى ولا يترك حجر على حجر؟! بينما قسما كبيرا من سور نينوى باق للعيان وبعد أكثر من 2500 سنة !! والخلاصة، ناحوم وكل ما قاله لم يكن فيه أي نبوة، بل كان شاهد عيان لما حصل على – نينوى – من جراء الهجوم الذي شنه كثيرا من الشعوب ولم يكن حصرا بالميديين والكلدانيين، بل ساندتهم شعوب أخرى مثل العرب والآراميين وموقفه كان مثل الشعب الفلسطيني الذي كان يصفق لصدام حسين وصواريخه التي كانت تنهال على إسرائيل والشعب اليهودي جنّ جنونه!
ولكن من الآن وصاعدا سأحتفظ بكتاباتي واعمل في نشرها في مواقع اخرى ومنها – موقع باقوفا وموقع نهلا Nahla 4 you
وختاما، كما قلت إن حظ بابل لم يكن أفضل من حظ – نينوى، بل كان الأسوأ، على الاقل الكتاب المقدس لم يصف نينوى بكلمات دنيئة مثلما وصف بابل – المدينة العاهرة !
وأختم كلمتي بما قاله إشعياء النبي : " هو ذا أرض الكلدانيين . هذا الشعب لم يكن . أسسها آشور لأهل البرية! " سفر إشعياء، 23: 13 ................... * وهي خرافة ذكرها المؤرخ اليوناني هيرودتس بشكل آخر، ان فئران الحقول التهمت معظم سلاح الآشوريين المصنوع من الجلد! Herdotus, Book II, Penguin Classics, p 185
آشور بيث شليمون ____________________
46
من نبوات الكتاب المقدس عما يجري اليوم في بلداننا!
آشور بيث شليمون
الكتاب المقدس عند المسيحيين كتاب يتألف من العهد القديم/ التوراة والعهد الجديد/ الإنجيل وهاكم تعريف الكتاب باختصار: أقسام الكتاب المقدس: - يتكون الكتاب المقدس من ستة وستين سفراً موزعة في قسمين رئيسيين.
أولاً: العهد القديم:وهو مجموعة الكتب المقدسة الموحى بها من الله قبل مجيء المسيح، وتحتوي هذه الكتب، وعددها 39 كتاباً، على عهد الله مع شعب العهد القديم. وأسفار العهد القديم مرتبة في خمسة أقسام رئيسية هي: 1. التوراة: أي الناموس أو الشريعة، وتحتوي على الأسفار الخمسة الأولى من الكتاب المقدس، وهي الكتب التي أوحى بها الله إلى كليمِهِ موسى، وهي أسفار التكوين والخروج والعدد واللاويين والتثنية. 2. كتب التاريخ: وعددها اثنا عشر سفراً وهي سفر يشوع، القضاة، راعوث، صموئيل الأول، صموئيل الثاني، الملوك الأول، الملوك الثاني، أخبار الأيام الأول، أخبار الأيام الثاني، عزرا، نحميا وأستير. 3. كتب الشعر والحكمة: وهي أيوب والمزامير وأمثال والجامعة ونشيد الأناشيد. 4. كتب الأنبياء الكبار وهم: إشعياء، وأرميا (مع المراثي ) وحزقيال ودانيال. 5. كتب الأنبياء الصغار: وهم اثنا عشر نبياً، وهم النبي هوشع، يوئيل، عاموس، عوبديا، يونان، ميخا، ناحوم، حبقوق، صفنيا، حجي، زكريا وملاخي. وهذا التقسيم الخماسي للأسفار التسعة والثلاثين يستخدمه المسيحيون، أما اليهود فقد قسموا العهد القديم إلى ثلاثة أقسام هي:- 1. التوراة ( توراة ). 2. الأنبياء ( نفيئيم ). 3. الكتابات (كتْوفيم ) وتشمل كتب التاريخ وكتب الشعر والحكمة. ومن هذه الأقسام الثلاثة، نحصل على كلمة "تناخ" وهو الاسم الشائع للعهد القديم بين اليهود.
ثانياً: العهد الجديد: ويحتوي على كتابات رسل وتلاميذ المسيح الذين كتبوا بوحي من الله تحت إرشاد وقيادة الروح القدس. وتشير كلمة العهد الجديد إلى العهد الذي قطعه المسيح بدمه مع المؤمنين، فقد قال المسيح له المجد:" هذا هو دمي الذي للعهد الجديد الذي يسفك من أجل كثيرين لمغفرة الخطايا." (متى 28:26 )، وأسفار العهد الجديد التي تبلغ 27 سفراً مرتبة في خمسة أقسام مثل العهد القديم، وهي:- 1. الإنجيل: بأقسامه أو أجزائه الأربعة: متى ومرقس ولوقا ويوحنا 2. التاريخ: ويشمل كتاب أعمال الرسل الذي يتحدث عن نشأة الكنيسة وانتشارها. 3. رسائل بولس الرسول: وعددها أربع عشرة رسالة. 4. الرسائل العامة: وعددها سبع رسائل. 5. سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي. ............................
منذ مدة جد طويلة قرأت من الكتاب المقدس، العهد القديم هذه النبوة عن مصر وما سيكون مصير نهر النيل كالتالي:
" آية (2) وأهيج مصريين على مصريين فيحاربون كل واحد أخاه وكل واحد صاحبه مدينة مدينة ومملكة مملكة.
آية (3) وتهراق روح مصر داخلها وافني مشورتها فيسالون الأوثان والعازفين وأصحاب التوابع والعرافين.
آية (4) وأغلق على المصريين في يد مولى قاس فيتسلط عليهم ملك عزيز يقول السيد رب الجنود.
آيات (5-10) وتنشف المياه من البحر ويجف النهر وييبس.و تنتن الأنهار وتضعف وتجف سواقي مصر ويتلف القصب والأسل. والرياض على النيل على حافة النيل وكل مزرعة على النيل تيبس وتتبدد ولا تكون. والصيادون يئنون وكل الذين يلقون شصا في النيل ينوحون والذين يبسطون شبكة على وجه المياه يحزنون.و يخزى الذين يعملون الكتان الممشط والذين يحيكون الأنسجة البيضاء.و تكون عمدها مسحوقة وكل العاملين بالأجرة مكتئين النفس. \ آية(12،11) أن رؤساء صوعن أغبياء حكماء مشيري فرعون مشورتهم بهيمية كيف تقولون لفرعون أنا ابن حكماء ابن ملوك قدماء فأين هم حكماؤك فليخبروك ليعرفوا ماذا قضى به رب الجنود على مصر. آيات (13-15) رؤساء صوعن صاروا أغبياء رؤساء نوف انخدعوا وأضل مصر وجوه أسباطها. مزج الرب في وسطها روح غي فاضلوا مصر في كل عملها كترنح السكران في قيئه. فلا يكون لمصر عمل يعمله رأس أو ذنب نخلة أو أسلة.
آية (16) في ذلك اليوم تكون مصر كالنساء فترتعد وترجف من هزة يد رب الجنود التي يهزها عليها.
آية (17) وتكون ارض يهوذا رعبا لمصر كل من تذكرها يرتعب من أمام قضاء رب الجنود الذي يقضي به عليها. “ انتهى الإقتباس
إن أثيوبيا تعلن اليوم بناء سد كبير على نهر النيل لتغيير مجراه وسيسبب كارثة كبرى لمصر حيث في أيام الرئيس مبارك وضعت خطط لتدمير السد هذا، واليوم الرئيس المصري الجديد مرسي يستعين بتلك الخطة نفسها وهاكم التقرير في الرابط أدناه:
http://www.elaph.com/Web/news/2013/5/81 ... ntry=Egypt اما في التكوين الأصحاح السادس عشر هذا ما نقرأه عن العرب :
" 7 فوجدها ملاك الرب على عين الماء في البرية على العين التي في طريق شور "
الآيات 8-10: " 8 وقال يا هاجر جارية ساراي من أين أتيت والى أين تذهبين فقالت أنا هاربة من وجه مولاتي ساراي 9 فقال لها ملاك الرب ارجعي إلى مولاتك واخضعي تحت يديها " 10 وقال لها ملاك الرب تكثيرا أكثر نسلك فلا يعد من الكثرة " " 11 وقال لها ملاك الرب ها أنت حبلى فتلدين ابنا وتدعين اسمه اسماعيل لأن الرب قد سمع لمذلتك " " 12 وأنه يكون إنسانًا وحشيا يده على كل واحد ويد كل واحد عليه وامام جميع إخوته يسكن " انتهى الإقتباس ................................
إن النبوة اعلاه هي عن الغزو العربي الإسلامي الذي حدث في اوائل القرن السابع الميلادي حيث استطاع بمدة جد وجيزة أن يستولي العرب المسلمون على الهلال الخصيب وشمال أفريقيا . كما والجدير بالذكر لاحظ العبارات التالية:
قال ملاك الرب: تكثيرا أكثر نسلك ولكنه سيكون انسانا وحشيا – وفي النسخة الأصلية وصف بالحمار الوحشي - وأمام إخوته يسكن ( الهلال الخصيب- الكنعانيون، الأراميون، العبريون، العموريون، الآشوريون، البابليون، الكلدانيون والمصريون ) .
لاحظ هذه العبارات: يده على كل واحد ويد كل واحد عليه – ما يجري اليوم في العالم حيث الإسلام يشن حرب شعواء في العالم والعالم أيضا يضرب بيد من حديد عليهم – واليوم نرى ( داعش ) و ( النصرة ) وغيرهما من القوى الإسلامية وتحت مسميات عديدة كلها تعمل لإقامة الخلافة الإسلامية حيث استطاعت هذه القوى التكفيرية الإسلامية الإستيلاء على أجزاء واسعة من سوريا والعراق . واليوم التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة يقوم بقصف مواقعهم كما يحاول تجنيد جيش عرمرم في العراق لمحاربة داعش مع قيام طائرات التحالف هذا في قصف مواقعهم في كل من سوريا والعراق . وهنا يكتمل السيناريو للكتاب المقدس بحذافيره – يده على كل واحد ويد كل واحد عليه ! إن ما يجري اليوم قيل منذ اكثر من ألفين وخمسمائة سنة خلت، إننا نعيشها اليوم بحذافيرها !
[/b[/siz
47
غزاة الديار – النشيد السوري الجديد
غزاة الديار عليكم حرام أبت أن تذل النفوس الكرام
وكر العروبة بيت سخام وعرش الشموس حمى لا يضام
ربوع سوريا بروج العلا تحاكي السماء بعالي السنا
فأرضنا غدت ساحات القتلى من داعش وجبهة النصرة
هدم المباني مع زهق الأجساد على علم ضم خراب البلاد
لما فيه من كل شر سواد ومن دم كل شهيد مداد
نفوس مذلولة وماض عربيد وروح الاضاحي رقيب عتيد
فمنهم الوليد ومنهم الرشيد! فلم لا نزهق ولم لا نستعبد؟!
منقول http://www.samaalkamishli.com/ma/viewtopic.php?f=7&t=21114
49
الكاتب و الشاعر الأخ صبري يوسف يرد على إجابات هنري بيدروس كيفا! ما كان بودّي أن أردَّ على إجاباتكَ على تساؤلاتي، لأنني لم أجد في ثناياها ما يحرِّضني على الردِّ، حيث جاءت مكررة وغير مقنعة، ومع هذا أردُّ على تحاليلك من منطلق أن يكوِّن المتابع والمهتم فكرة شاملة على وجهات نظرك وردودك على الأسئلة التي طرحتها عليك، ولكي يطلع على وجهات نظري وردودي أيضاً، وأترك النقاش والحوار مفتوحاً للقارئ والمتابع والمهتم والباحث المتخصص من كافة شرائح شعبنا بكافة تسمياته، كي يقدِّموا وجهات نظرهم أيضاً، لعلَّ وعسى يكون حواري معك وإجاباتك وردودي عليكَ واحة مفيدة ومثمرة ومحرّضة على الحوار البنَّاء بين كافة الأطراف، آملاً أن نصل إلى الأهداف المرجوَّة بما فيه مصلحة وخير شعبنا بكل أطيافه وتسمياته. الأستاذ هنري بيدروس كيفا أي تزوير تتحدَّث عنه يا عزيزي الباحث، هل عندما تعتبر الآشوريين بحكم المنقرضين هو تاريخ علمي وأكاديمي، هل هذا بنظرك وبحسب حيثيات دراساتكَ وبحوثك تاريخ غير قابل للردِّ عليه أو الطعن به، ومَن منّا يزوّر التاريخ أنا أم أنتَ؟! من خلال الجملة الأولى أراك تقع في تناقض يا أستاذ هنري، حيث تقول: " لا أحد يحق له إلغاء الشعوب الأخرى"، وأنتَ تلغي وجود الآشوريين، وتعتبرهم بحكم المنقرضين تارةً والذائبين في السريان الآراميين تارةً أخرى، فهل برأيك هذا الردّ مستند على التاريخ القويم والبحث السليم؟! لم أتهجّم على د. أسعد صوما، بل سألته سؤالاً يتعلَّق بمعنى كلمة آشوري كما وردت في قاموس حسن بن بهلول، وأكَّد لي تبنِّيه لما ورد في القاموس قائلاً، إنَّ كلمة آشوري تعني عدو، فقلت له هذا التصريح يدعو إلى إلإنقسام والانشقاق، وما أزال مسؤول عن كلامي، وأعتبر كل من يعتبر "الآثوري/الآشوري عدو هو عدو وعدو لدود للآراميين أولاً ثم للآشوريين والآثوريين ثانياً"، لأن هكذا طرح يدعو إلى المزيد من المشاكل والتباعد والخلاف في الوقت الذي نحن بحاجة إلى التلاحم والتواصل والتقارب وخلق علاقة سويّة وتقبُّل الآخر رغم اختلاف وجهات النظر فيما يفكر كل طرف! أية شهرة أبحث عنها وتتحدَّث عنها يا عزيزي الباحث، هل سأحقِّق شهرة ما من خلال طرح بعض الأسئلة على د. أسعد صوما، أو عليك، ما هذه الشهرة التي سأحققها من خلالك ومن خلال د. صوما؟ وهل تعتبر نفسك مع د. أسعد من أرباب علم التاريخ، ما هذا الغرور؟ دع الآخرين يتحدَّثون عنكم وعن بحوثكم لا أن تتحدث عن نفسك، وأجب عن أسئلتي بدقة ولا تتهرَّب منها، وتوقَّفْ عند حدود السؤال ولا تخرج عن جوهر السؤال وتقحم نفسك في مسارات أخرى، وما علاقتك بالرسالة المفتوحة التي وجهتها للرئيس الأمريكي الجديد باراك أوباما، وما شأنك أنت لو ردَّ عليها أو لم يرد، ثم أنني كتبت مقالا بصيغة رسالة مفتوحة تتضمن الكثير من التساؤلات ووجهات نظر أحببت أن أطرحها على الرئيس الأمريكي الجديد، ولستُ بصدد انتظار جواب منه، وكلّ ما كان يهمني هو أن أقول كلمتي وأقدِّم له وللقارئ رأيي وبعض وجهات نظري حول السياسة الأمريكية ومواقف الرؤساء الأمريكيين السابقين واللاحقين، فلماذا تقحم نفسك فيما لا يعنيك؟! كن لبقاً ومؤدّباً في آداب الحوار عندما تحاور وتتحاور مع الآخرين، ولا تقُلْ بوق آرامي أخرس، ولا تطرح نفسك وصيّاً على الأدباء والشعراء والفنانين والمثقفين على مختلف تخصصاتهم ولا تطلق عليهم صفة التطفل عندما يطرحون أسئلتهم عليك وعلى غيرك بكلِّ لباقة وإحترام، ولا تقلق يا أستاذ، لقد قرأتُ مقالك أثناء نشره ولم أرد عليكَ آنذاك لأنني لم أجد في المقال ما يستحق الرد عليه، وقد آن الآوان أن أردَّ عليكَ الآن وعلى ردودك على تساؤلاتي. اندهشتُ عندما قرأتُ أوَّل جملة من ردِّكَ على أسئلتي، قائلاً: " ليس مهمّاً أن تزور عرين الأسد، المهم أن تخرج حيّاً"، هل تطرح نفسك أسداً ولكَ عرين غير قابل للاقتراب منه؟! إني يا أستاذ لا أجد أمامي عريناً ولا أسداً، وها أنذا حي أُرْزَق، أردُّ على منازلاتكَ الطريفة، هل تعتقد أنَّ مَن يدرس التاريخ سيصبح أسداً وسيصبح سيَّد الغابة والغابات، ثم أنني لا أطرح عليكَ أسئلة لأخيفك ولا أنتظر منكَ ردَّاً مخيفاً، لأني أطرح عليك أسئلة بكلّ جدِّية وموضوعية كي تجيب عنها وتوضح للقراء والمتابعين وجهات نظرك فلا تخرج عن سياق السؤال؟! مَن هو وديع هذا الذي توجّه إليه أسفك، هل تقصدني أم تقصد شخص آخر، أم تقصدني ونسيت اسمي لانغماسك في بحوثكَ ودقّة إجاباتكَ!! أنتَ تؤكّد لنا يا أستاذ هنري من خلال اجابتك بأنك من أم أرمنية ومن أب سرياني آرامي، إذاً أنتَ من جذور حضارية هجينة، نصفكَ أرمني ونصفكَ الآخر سرياني آرامي، ومع هذا تعتبر نفسك أرامياً محضاً، ومهما كان ولاءك للسريان الآراميين قوياً، يبقى نصفك من جذور سريانية آرامية ونصفكَ الآخر من جذور أرمنية، فأنتَ والحالة هذه لستَ سريانياً أرامياً خالصاً من حيث الجذر التاريخي، مع عميق احترامي للعرق الأرمني الذي يجري في عروقك، بينما أنا من أم سريانية آرامية ومن أب سرياني آرامي، فأنا سرياني آرامي محض، ومع هذا لا تعترف بسريانيتي وآراميتي من حيث الجذر التاريخي الحقيقي، وليس مهما أن أتبنى وجهات نظرك في كل ما تذهب إليه كي أصبح سريانياً آرامياً، لأنني أتحدث هنا عن الانتماء والجذور التاريخية لكل منا ولشعبنا بكل تسمياته الذي نحن بصدده الآن. من قال لكَ يا أستاذ كيفا أن الفكر الآشوري حديث جداً بين السريان، ومَن قال لكَ أن الشعب الآشوري القديم انصهر ضمن أجدادنا الآراميين منذ مئات السنين قبل الميلاد، وهل لديك براهين وبحوث تاريخية ومصادر ووثائق واكتشافات الدِّي إنْ DN التي تثبت انصهار الشعب الآشوري مع الآراميين؟؟؟ ردُّك هذا يفتقر للموضوعية وهو كلام إنشائي وليس له أي علاقة بالبحث العلمي والتاريخي الدقيق. ما قصّتكَ مع التاريخ الأكاديمي، وكيف تقصَّيتَ بأن المدافعين عن الفكر الآشوري لا يعتمدون على التاريخ الأكاديمي، هل تظن أنك ومن يحذو حذوك فقط تعتمدون على التاريخ الأكاديمي السديد؟! وما هذا التناقض عندما تقول يرفع الآشوريون شعار الوحدة ولكنهم يقسمون ويضعفون أمتنا الآرامية، كيف سيقسِّمون الأمة الآرامية طالما دعواتهم تصب في الوحدة ؟! لا أسألكَ بهدف إحراجكَ، بل بهدف توضيح وجهات نظرك وأفكارك حول الكثير ممَّا تطرحه ويؤدِّي إلى خلخلة العلاقة بين شعبنا، وأعود مؤكِّداً على تساؤلي: "ما علاقتكَ فعلاً في اعتقاد ومبادئ الآخرين؟"، نعم هوية الشعوب لا تبنى على اعتقاد ومبادئ سياسية حديثة، ولكن الآشوريون لهم هويتهم الآشورية منذ مئات السنين قبل الميلاد وبعده، وقدموا جنبا إلى جنب مع الكلدان والسريان للبشرية حضارة ما لم تقدمها أية حضارة أخرى خلال تلك الفترة الزمنيّة، والهوية الآشورية ليست حديثة العهد ولا حديثة الطرح ولا هي مزيفة كما تزعم، هي هوية أصيلة وذات جذر ومنبع تاريخي أصيل، شأنها شأن الهوية السريانية الآرامية، وأنا ضد أن يعتبر الآشوريون أن كل السريان من جذور وأصول آشورية، ولا أحد يستطيع أن ينفي التمازج والتزاوج الذي حصل فيما بينهم عبر تاريخم الطويل، ولكن في المحصلة النهائية هناك شعب آشوري وما يزال وهناك شعب سرياني آرامي وشعب كلداني وما يزال، وكل هذه التسميات تصب في شعب واحد متعدِّد المشارب، قد يتفق أو يختلف عنها المؤرخون والباحثون ، وفي هذا السياق علينا جميعاً أن نتوقّف عند التسميات التي أدَّت مراراً وما تزال تؤدي إلى خلافات وانشقاقات غائرة في الصميم، لهذا لا بدَّ أن نجد حلولا لها لرأب الصدع الذي يعترينا في الوقت الحالي، بدلاً أن نجترَّ الماضي والتاريخ بشكل لا يتوافق ولا يليق بماضينا ولا بحاضرنا، فأنا لستُ مع الفكر والطرح الآشوري الذي يقول أن السريان هم أشوريون ولا مع الطرح السرياني الآرامي الذي يقول أن الآشوريين الحاليين هم سريان آراميون، انا مع إيجاد حل لهذه المعضلة العسيرة ولهذه الخلافات التسموية، وإن لم نعالج هذه الخلافات التسموية ستضحك علينا الأجيال القادمة، وسيضحك علينا أبناء بني جلدتنا وأبناء بني غير جلدتنا في الشرق والغرب، ونحن أبناء اليوم، علينا أن نعالج مشاكلنا التسموية بما يناسب اليوم وحضارة اليوم وليس بما يناسب الماضي وخلافاته ونزاعاته وصراعاته، أنظر إلى أوربا، ألم تمرّ في حربين عالميتين، وفي فترة قصيرة لملمَتْ جراحاتها وتجاوزت خلافاتها وصراعاتها ووحَّدت نفسها رغم اختلاف أممها وقومياتها ولغاتها ثم وحَّدت اقتصادها وها هي واقفة في وجه أقوى القوى في العالم وهي ما تزال تخطط للمزيد من القوة والتحضر والمنافسة للوصول إلى حالة أفضل وأرقى ممّا هي عليه، وأما نحن أقصد أنتم فما تزالوا تجترّون الماضي والتاريخ وتقولوا أن أصل الآشوريين هو سرياني آرامي، طيب ما الفائدة من طروحاتكم طالما الطرف الآخر لا يتبناها بل ينبذها ويقف ضدَّها فيزداد حدّة الصراع والخلاف ويصل إلى أقصاه، لهذا علينا أن نطرح طروحات تناسب كل الأطراف ونضع برامج جديدة تناسب واقع الحال حالنا وننهض مجتمعين بطريقة تلائم واقع العصر الحالي وتناسب عراقة حضارتنا، لا أن نقف ونبكي على الأطلال! لم يطلب أحدٌ منكَ أن تزوِّرَ تاريخ أجدادك، لكنكَ أنتَ تريد أن تمسح تاريخ الآشوريين وبجرة قلم تريد تحويلهم إلى سريان آراميين، وخلافي معك ومع مَن يناصر أفكارك المتشدِّدة هو أنك لا تقبل الحوار مع الآخر، كيف ستصل إلى نتائج مثمرة طالما لا تحاور الآخر المختلف معه، نحن يا سيد كيفا في عصر الحوار والتواصل مع الآخر كائنا من كان هذا الآخر، حتى ولو كان من ألد أعدائنا فكيف لو كان من بني جلدتنا، وإذا لم تكن قادراً على محاورة الآشوري والكلداني، كيف ستحاور الكردي والعربي والفارسي والتركي والغربي؟ لماذا لا تطالب بحقك المهدور من الذين ارتكبوا المجازر والإبادات بحق شعبنا من قبل الجانب التركي وغيره، وتتوقف عند بني شعبك وجلدتكَ وأقوى حليف لكَ وتعتبره عدواً بالمفهموم اللغوى والمفهوم التاريخي، أنني أرى أنكم تحملون آراءً هدّامة وضيّقة الأفق وتقود شعبنا السرياني الآرامي إلى المزيد من التفرقة والضعف والتفكك، في الوقت الذي نحتاج إلى لملمة جراحنا وصفِّنا وخلق كلمة موحدة نستطيع من خلالها أن نقول للآخرين نحن هنا! لا أن نظل نحوم ونجتر الماضي وننسى الحاضر فلا نجد أي مستقبل ينتظر أجيالنا القادمة. من هذا المنظور أرى من الضروري إعادة النظر في وجهات نظركم ومحاولة فتح باب الحوار مع الآشوري والكلداني وإيجاد حلول لمشكلة التسميات، فأنا لست ضد السرياني الآرامي ولا ضدّ الآشوري ولا ضدّ الكلداني ولكن على كافة الأطراف الاتفاق على تسمية تشمل جميعنا حتى ولو وقعَ الاختيار على الاسم السرياني الآرامي، شريطة أن يكون بموافقة كافة الأطراف، لا أن يظل كل طرف يجر اللحاف صوبه ويعتبر نفسه هو الصائب رقم واحد، إلى أن ينقطع اللحاف ونبقى مكشوفين تحت العراء ، ينتظرنا زمهرير أهوج لا يعرف سواء السبيل إلى برِّ الأمان! وبرّ الأمان هو العقل يا أستاذ، نحن نحتاج أن نحكِّم عقولنا لا عواطفنا وتسمياتنا التي خرّبت بيت بيتنا!!! فإذا كان اسمي صبري: يسبب لي خراباً ودماراً لي ولأبي وأمي وأخي وأختي وجاري وصديقي وتاريخي وحاضري ومستقبلي، سأغيِّر اسمي إلى: سلام، إلى عادل، إلى حبيب، إلى أمين، تأكيداً على نزوعي نحو السلام والعدالة والمحبة والأمانة، فأنا قادر على صناعة اسم جديد، ونحن نحتاج لرعاية شعبنا ورعاية الإنسان، ولا نحتاج أن ننطح بعضنا بعضاً أو ننطح في الصخر، مركزين على التاريخ والماضي ومعمقين هوة الخلافات بين التسميات، كفانا توغُّلاً في المتاهات. أخي الكريم، ما فائدة كل أبحاثك ودراساتك وتحاليلك، طالما تؤدّي إلى نتائج غير محمودة، بل تؤدّي إلى مزيدٍ من التنافر والتنابذ بين شعبنا، نحن لا نحتاج إلى بحوث ودراسات تاريخية وأكاديمية، كي نثبت للعالم مَن نحن وما هي جذورنا التاريخية، نحن معروفون لدى القاصي والداني، والآخر معروف مثلنا أيضاً، وتساؤلاتي إليك لا تتمحور على نفي سريانيتك وآراميتك، ولا تهدف إلى الغاء التاريخ السرياني الآرامي، كل ما أتوخّاه من حواري معك ومع مَن يطرح طرحكَ هو أن تكفّوا عن معاداة التسمية الآشورية، والبحث عن مخارج موضوعية لحل مشكلة التسمية، أيا كانت هذه التسمية، وأؤكّد لكَ ولغيرك وللجميع، انني ضد أية رؤية انشقاقية اقصائية لأي طرف، فلا أوافق نهائياً أي حزب أو تجمع آشوري آو أثوري يلغي وجود السريان الآراميين، أو الوجود الكلداني. أنا بصدد أن نقف جميعاً صفاً واحداً لحل هذه الأزمة المرعبة والخطيرة في التسميات، لأنها تحطم مستقبلنا جميعاً ، فلا يوجد أي طرف منتصر في هذا الصراع حول الإسم ، فأنا أحترم كل التسميات عندما تتحاور وتتوائم مع بعضها بعضاً ، وضد كل التسميات عندما تقودنا إلى الصراعات والخلافات اللاطائل منها! فهمنا أنك سرياني آرامي وهو آشوري أو آثوري، وآخر كلداني، فهمنا وشبعنا فهماً، أنت وهو وهم والجميع في موقع أن تتحاوروا رغم كل الصعوبات، كي نستطيع بعدئذٍ أن نتفق على تسمية معينة شاملة تضم كافة أطياف شعبنا، ولا مفرّ من الحوار ثم الحوار ثمّ الحوار، لأننا بالحوار البناء والفاعل ممكن أن نصل إلى أهدافنا المنشودة! مَن قال لكَ أنني لم أطلع على مقالاتكَ التي كتبتها في هذا الخصوص، هل تعلم بالغيب، هل تقرأ أفكاري؟ عزيزي الباحث، قرأت كل مقالاتكَ التي كتبتها بهذا الخصوص حتى تاريخ هذه اللحظة ولم تقنعي بأنكَ تسير على طريق هادف، ولو لم أقرأها لما طرحت عليك أسئلتي، وهدفي من محاورتك هو إيقاظكم من غفوتكم وكبوتكم، لأنكم تسيرون في طريق مسدود ، ولا فائدة مرجوّة من نهجكم لأي طرف من الأطراف، ونحن في هذه الفترة العصيبة من حياتنا علينا أن نركّز على الحوار مع بعضنا بعضاً وعلى محاورة من يحيط بنا ونحاور المتفقين والمختلفين معنا كي نعالج خلافنا واختلافنا وكي نحقق أهدافنا من خلال محاورة الآخر وإلا فمن المستحيل أن نحقق أي طموح عندما ينغلق كل طرف على ذاته، والمعادلة التطورية لا تكتمل إلا بالحوار مع الآخر. كيف انصهرت بقايا الآشوريين ضمن أمتنا السريانية الآرامية، هل أنتَ متخصص بعلم الجينات الوراثية، وهل أجريت فحوصات بالدي إن DN وتأكّدت بأن الآشوريين انصهروا في السريان؟ يا عزيزي هذا كلام إنشائي وضعيف وغير قابل أن تبني نظرياتكَ عليه، هذا كلام يفتقر للمنطق، وحتى لو إنصهروا بالسريان فلهم دماء تجري في دمائنا ولِمَ لا تقول من خلال انصهارهم فينا أننا انصهرنا نحن فيهم أيضاً، ولِمَ لا تقول أننا شعب واحد وانصهرنا مع بعضنا ولا بد من إيجاد حل لهذا الانصهار بشكل إيجابي؟ لا أنْ تلغي وجودهم، أنتَ وفئة قليلة جداً من السريان يطرحون طرحك، وهناك فئة قليلة من الآشوريين يطرحون طرحاً مضاداً لطرحكم فلا أنتم ولا الفئة الآشورية المضادة لكم على صواب، فهناك الأغلبية الساحقة من السريان الآراميين يرغبون في إيجاد حل لهذه المشاكل التسموية وكذلك يوجد نسبة كبيرة من الآشوريين ينزعون نحو حل لهذه المشكلة، لهذا يجب أن ينبثق رؤية جديدة انفتاحية حضارية تضع حداً لكل هذه الخلافات كي نلتفت إلى بناء ذاتنا وهويتنا وشخصيتنا وإعادة مجد حضارتنا التي أصبحت متناثرة في متاحف لندن والغرب وأصبح واقع الحال حالنا مجصصاً مثل تماثيلنا، نحن نحتاج إلى المرونة والحكمة والعقل والحوار، علينا أن نفهم أنه مطلوب منا نحن أن نحل مشاكلنا وليس من الغرب أو من المحيطين بنا، وتأكد تماماً أن هكذا خلافات وصراعات في التسميات ستجعلنا متقهقرين قروناً أخرى ونصبح لقمة سائغة لمن يحيط بنا، والمفلق في الأمر أننا كنا أصحاب أول حضارة على وجه الدنيا والآن نسير مترنحين في ذيل الحضارة، فإلى متى سنسير مترنحين يا عزيزي، بدون أن يكون لدينا برنامج ومنهج ورؤية انفراجية مفتوحة على مسارات شعبنا بكل تسمياته وعلى مسار الكون؟! أستاذ هنري، أسألك أسئلة فتتهرب منها وتطلق كلاماً لا ينم أنكَ تملك مقومات الباحث، ويبدو أنك لا تملك القدرة على التحليل والتفنيد والاقناع، ولا تستطيع الدفاع عن أرائك، فتلجأ إلى الكلام الإنشائي الهشّ، أنا في موقع الكاتب الصحافي، أحاورك، وعليك أن تتوقف عند حدود السؤال وتلتزم بأداب الحوار والاقناع، ألا ترى أنكم عندما تتبنون كلام وتفسير حسن بن بهلول في تفسير كلمة آشوري بمعنى عدو هو نوع من العداء للآشوريين، ثمَّ أن كلمة آشوري أو آثوري لا تعني عدو من الناحية اللغوية، وإن كان الآشوريون عبر مرحلة معينة على عداء وصراع مع السريان أو غيرهم فهذا لا يعني ديمومة المعنى العدائي للكملة، وما هو عدوٌ لكَ ممكن أن يكون صديقاً لغيرك، وعدو الأمس بلغة السياسة والأقتصاد هو صديق اليوم، فلا عداء دائم ولا سياسة دائمة ولا حقيقة مطلقة في الكون فكل شيء قابل للتطوير والتغيير، ولا يجوز أن تتمسكوا بهذا الأمر وكأنه آية في الكتاب المقدس ومنزلة من السماء، ناهيك عن انها تبعث النفور والاستفزاز وتخلق نوعاً من الصراع والتحدي لأهم طرف يخص شعبنا، فلماذا تعتبر طرحي كلاما فارغاً في الوقت الذي تطرح حضرتك رؤى عدائية للآشوريين، لماذا لا تفسر كلمة آشور وآشوري بمعنى حضارة وحضاري وتاريخ عريق.؟! أراك تتهرَّبُ من بعض أسئلتي وتعتبرها كلاماً فارغاً، تاركاً الإجابة عن السؤال بعيداً، هل برأيك لمجرد أن تعتبر كلامي فارغاً سيصبح فارغاً، عزيزي لماذا يضيق صدركَ أمام سؤالي، أسألك سؤالا واضحاً ومحدداً وجوهرياً، فلمَ لا تجيب على السؤال وتتوقف عن الكلام الانشائي الفارغ من أي مضمون ؟!فمن جهتي أعرف هوية أجدادي وهوية غيري من أي نبعٍ ينبعون ويصبون بطريقة أو بأخرى في معالم حضارتي وشعبي وكينونتي ! أجل، أنا أعتبر "بهلول وكل من يعتمد على بهلوليته هو عدو للآراميين والسريان والآشوريين والكلدان"، وهذا سؤال وجيه وهام، بينما ردُّك كلام انشائي غير مقنع، وطرحي موضوعي ومنطقي، وما هي البراهين العلمية التي قدمها د. أسعد صوما التي تؤكّد أن مسيحيي الشرق ينتمون إلى الشعب الآرامي، هل تستعرض نكتة، الأرمن هم من مسيحيي الشرق، هل الأرمن ينتمون إلى الشعب الآرامي، هل أقباط مصر ينتمون إلى الشعب الآرامي وهل وهل؟ يا عزيزي ما هذه البحوث والدراسات التي قدَّمها د. أسعد وتبرهن على أن مسيحيي الشرق من أصول سريانية آرامية، عجيب وغريب ردَّك وتحليلك والأغرب من هذا أن تنسب هذا التحليل إلى د. أسعد صوما! أنا أعرفه جيداً ولا يمكن أن يصرح أو يزعم هكذا مزاعم واهية؟!! فكيف استقيت هذه المعلومة وحبذا لو تذكر لنا المصدر الذي تنسبه للدكتور أسعد؟ لقد قدمتَ لنا معلومة جديدة طازجة، وقد اِزددنا معرفةً، ومنكم نستفيد!! هل تظن أن هؤلاء السريان الذين رفعوا الأعلام السريانية يتبنون آراءك ويؤيِّدونك في كل ما تذهب إليه، هؤلاء السريان يؤمنون بوجود أخوة لهم هم الاخوة الآشوريون، ولم تجد بين هؤلاء إلا نسبة قليلة ممن يوافقونك على أن الأشوريين انقرضوا وذابوا في السريان، فلا تعلق آمالاً على تلك المظاهرة على انها من مناصريك فيما أنتَ ذاهب إليه، فأنا نفسي أخرج وأسير في هكذا مظاهرات وأحمل ذلك العلم، فهل يعني أنني معك في كل ما تطرحه من أفكار وتحاليل؟! تحليلاتي يا عزيزي الباحث ليست خيالية، تحليلاتي ناجمة عن تصريحاتك الاستفزازية للشعب الآشوري ولكل مَن يناصر الشعب الآشوري والكلداني، نعم أنتَ تضر الفكر السرياني الآرامي عندما تدعو إلى معاداة الوجود الآشوري واعتباره غير آشوري، هذا اسمه تطاول على شعب له حضارة، وأنتَ ومَن يطرح طرحك في موقع تقديم الاعتذار للآشوريين والآراميين والكلدان، لأن طروحاتكم استفزازية واقصائية وعدائية ولا تحمل أية مصداقية تاريخية في مسألة ذوبان الآشوريين وانصهارهم في السريان الآراميين، وتحليلكم هذا هو رؤية طوباوية خيالية لا تمت للتاريخ والواقع بصلة. أنا لم أنطلق من أفكاري بقدر ما انطلقت من تحاليلكم ورؤاكم الغارقة في زرع الانقسام والشرذمة بين صفوف شعبنا، ولو لم أجدكَ مختصاً على حدِّ قولكَ في تاريخ السريان لما وجهت أسئلتي إليك، ولكنك لا تجيب عنها، تهرب منها، بذرائع ضعيفة وليس لها أية علاقة في تفنيد الإجابة، وما قصتكَ تتوقف عند عبارة الكلام الفارغ بين جوابٍ وآخر، وهل تعتبر نفسك مثقفاً ودقيقاً أكثر من بعض المثقفين الذين درسوا التاريخ، هناك الكثير من المختصين في تخصصٍ ما، غير متمكنين من تخصصهم في بعض جوانبه مثل غيرهم من المثقفين غير المتخصصين في هذا التخصص أو ذاك، القضية يا أستاذ تتعلق بمصداقية ودقة هذا المتخصص أو ذاك المثقف، بقدرة هذا المتخصص أو ذاك المثقف على اقناع الآخرين بأن وجهات نظره سليمة وسديدة، لا أن يردَّ بكلام انشائي فضفاض ليس له أية علاقة بجوهر الموضوع والسؤال! مَن هو هذا الذي ضحك عليك وقال لكَ أن صبري يوسف كتب قصيدة دافع بها عن الآراميين، يبدو أنَّكَ تخاطب نفسك وتجيب عنها في سياق تساؤلاتي، أسألكَ سؤالاً محدداً وأنتَ تتحدث عن الشعر، وإن كل هذه التساؤلات هي دفاع عن السريان الآراميين ورغبة مني للتواصل والتفاهم مع بقية الأطراف من شعبنا العريق. إذا لم تحاور الآشوريين فكيف ستقنعهم بإفكارك، أم أنك غير واثق من رؤاك لهذا تتحاشى محاورتهم، وإن أغلبية الآشوريين غير منظمين بأحزاب سياسية، وأما إذا كان قصدك التنظيم الآثوري الديمقراطي، فهذا التنظيم ليس منبثقاً من الآشوريين فقط بل أغلب مؤسسيه وأعضائه هم سريان أقحاح، وهو حزب سياسي يضم بين شرائحه كافة الأطياف، وليس بالضرورة أن يكون آشورياً محضاً أو الذي ينتمي إليه أن يمسح سريانيته وآراميته، هو دعوة حزبية سياسية للملمة الشمل وتشكيل موقف سياسي ما لتحقيق بعض المكاسب والأهداف التي يتوخاها التنظيم، فالتنظيم الآثوري الديمقراطي شيء والآشوريون كشعب شيء آخر بدليل هناك الكثير من الأحزاب انبثق من الشعب الآشوري، فلا يمثل حزب ما من الأحزاب التي نشأت ابتداءاً من التنظيم الآثوري ومروراً ببقية التنظيمات السياسية الآشورية، الشعب الآشوري كله فكل حزب له تطلعات وأهداف معينة وربما يوافق الآشوريون على قسم منها ولديهم تحفظات على قسم آخر، لهذا الحزب السياسي لا يعكس الفكر الآشوري ولا يمثل الشعب الآشوري فقط، وأنا مع التعددية الحزبية، وتوفير حرية الرأي والرأي الآخر، مع الديمقراطية، مع تواصل الأحزاب مع بعضها بعضاً وإيجاد اهداف مشتركة والعمل عليها للصالح العام، وضد كل من له تطلعات معادية للآخر، ضد أي حزب أو مؤسسة تقف ضد الوجود السرياني الآرامي، وضد أية مؤسسة أو حزب سرياني يقف ضد الوجود الآشوري أو الكلداني، أنا مع تنقية الأجواء وحرق الشوائب المتنافرة في صفوف شعبنا بكافة أطيافه ومذاهبه وألوانه وسياساته ومؤسساته، وإعادة صياغة كل طرف ومؤسسة وحزب رؤاه بحيث أن تصب في المصلحة المشتركة للجميع، وكل دعوة انشقاقية عدائية إلغائية للأخر هي دعوة باطلة وهدَّامة ولا فائدة منها سريانية كانت أم آشورية!!؟ فهل فهمت جوهر الفكرة والأهداف التي أتوخاها؟! إذا كان تصحيح الأخطاء التاريخية يقود إلى المواجهة والعراك والصراع والخلاف الدائم فلا خير في تصحيح الأخطاء التاريخية، مع أنك لا تصحح التاريخ كما تزعم بقدر ما تشوّه التاريخ عندما تؤكد على ذوبان وانصهار الشعب الآشوري بالشعب السرياني، وعندما تتبنّى شروحات حسن بهلول بأن كلمة آشوري تعني عدو، هذا توجّه عدائي لا طائل منه سوى الاستفزاز والصراع والخيبة المشينة. أنتَ لم تنتقد شاعرية نينوس آحو، لكنكَ أنتقدتَ على حدِّ قولكَ مفهومه الخاطئ لتاريخنا، ومَن نصّبكَ وصياً أو قاضياً لتصحيح مفاهيم الآخرين للتاريخ؟ هل تفهم التاريخ وتحلل التاريخ تاريخنا أكثر من نينوس آحو، هل تعتقد أنه لمجرَّد أن نينوس آحو قد غيَّرَ أسمه إلى نينوس قد تجرّد وتخلَّى من أصوله وتاريخه، وما علاقتك أنتَ بتغيير اسمه، وهل الاسم نينوس مقتصر على الآشوريين فقط؟ يا عزيزي أنا أعرف عشرات الطلاب من طلابي السريان يحملون اسم نينوس، وأخو د. أسعد صوما أسعد اسمه نينوس فما العيب في اسم نينوس؟ أمرك فعلاً غريب وعجيب، تتدخل حتى في اسم الشخص، والأكثر غرابةً أنكَ تقيم في باريس ودرست وقدمت بحوثك في السوربون، ألا ترى أن الأوربي له أحياناً اسمان وكل مَن لا يستهويه اسمه ولا يحبه سرعان ما يغيره في دقائق في سجلات قيده، الاسم ليس مهماً ، كما قلت لكَ سابقاً، الانسان يصنع الاسم ويصنع الفكر والحضارة، الإنسان أهم من أية تسمية على وجه الدنيا عندما يتميز بانسانيته السمحاء المتفتحة الحضارية الراقية، فما علاقتك بتغيير اسمه أو اسم غيره، طالما ينهج منهجاً حضاريا وراقياً، وأراك تخلط الحابل بالنابل، حيث تقحم الجانب السياسي بالجانب التاريخي، وتعتبر كل سرياني منتمٍ إلى التنظيم الآثوري الديمقراطي قد تخلى عن سريانيته، أنتَ موهوم في تحليلك هذا، لأن انتماء أي شخص لحزب ما شيء وأصله وجذره التاريخي شيء آخر، حيث تجد في العائلة الواحدة شخص آثوري وشقيقه شيوعي والثالث قومي سوري والرابع آرامي ديمقراطي، فهل يحق لكَ أن تعتبر كل ما هو غير منتسب لأحزاب سريانية أو آرامية هو مرتد عن سريانيته أو آراميته؟! يا سيد كيفا، الانتساب والعمل في صفوف حزب ما شيء وأصول البشر شيء آخر، وعيبكم أنتم هو أنكم تخلطون بين الجذور التاريخية والقضايا السياسية الراهنة، وأؤكّد لكَ أن هناك مئات الألوف من السريان في العالم ينتمون إلى أحزاب ومؤسسات غير سريانية في الشرق والغرب فهل يحق لباحث ما أن يعتبرهم مرتدِّين عن سريانيتهم وأصولهم وجذورهم التاريخيّة؟ الجواب لا، لأن مسألة العمل في حزب سياسي تتعلق بإيمان فلان وفلان بأفكار هذا الحزب أو ذاك وكم من المتحزبين تركوا هذا الحزب أو ذاك عندما لم يجدوا في مبادئه ضالّتهم المنشودة، فاختاروا أحزاباً أخرى، ولكنهم ظلوا على أصلهم التاريخي شاؤوا أم أبوا لأن الأصول التاريخية لأي إنسان ثابتة لا تتغير. فأنا مثلا سرياني آرامي حتى ولو لم أنتمِ لأي تجمع أو حزب آرامي أو سرياني. أي بكاء تتحدَّث عنه يا سيد كيفا، إن موقع التنظيم الآرامي الديمقراطي لا يعادل إنتشاره 5% مما أنشره في بعض المواقع، أنا بسؤالي هذا بصدد انتقاد كيفية اقصائية الموقع والغاء الرأي الآخر، مع أن الرأي الآخر رأيي كان مجرد كتابات أدبية، فما هذا الموقع الديمقراطي الذي يمارس القمع والغاء الآخر؟ هذا هو بيت القصيد، ولا أتحدث هنا على أهمية كتاباتي بقدر ما أتحدث عن جهل مَن يشرفون على الموقع، كيف لاتعرف مَن أقصد بالأميين وأنصاف الأميين، أقصد بالضبط المشرفين عن الموقع الديمقراطي الآرامي والذين حذفوا فعالياتي بالدرجة الأولى دون أن يتمعَّنوا فيها، فلا يوجد أية فعالية لها علاقة بطر ح سياسي أو نقاش بخصوص ما نحن بصدده الآن، فما هذا العداء الخنفشاري لمجرد أنني أختلف معكم أو معهم بالرأي، هذا دليل على معاداة الموقع ليس للفكر الآشوري بل معاداتهم للسريان أيضاً فأنا بالنتيجة سرياني آرامي، ليس بالاسم كما تزعم وتدّعي بل بالفعل وبالواقع وبكل جوارحي ولكني على النقيض من بعض رؤاكم حيث أتقبل الحوار مع الآخر ومع مَن يختلف معي في أي شأن كان. وضعْ في اعتبارك أنت والمشرفون عن الموقع أن الكتاب والشعراء والمساهمون في أي موقع من المواقع هم الذين يصنعون المواقع وليس المشرفون ! لم تجبْ على السؤال، ولا أخلط بتساؤلاتي بين التاريخ والتاريخ المسيس، حضرتك تقول هذا في سياق ردودك المكررة، ومهما تجرّد المؤرخ من أهوائه ومن ميوله يظل يكتبه كما يرى وكما يحس وليس بالضرورة أن تكون رؤيته وأحاسيسه مرتكزة على أسس علمية، لهذا قلت لكَ التاريخ لا يمكن مرادفته بصفة العلمية كما تقول ، نعم هناك الكثير من البحوث يتم تقديمها بطريقة علمية حديثة وعصرية ولكنها بالنتيجة هي دراسة وتحليل وتفنيد حدث تاريخي فالحدث التاريخي والواقعة التاريخية ليست علمية خالصة، والتاريخ البشري برمته ممكن محاججته بصيغة أو بأخرى فقد يكون دقيقاً في جانب ومجانباً للدقة والحقيقة في جانب آخر، وأنا لم أنفِ التاريخ السرياني الآرامي ولم أقل أنه تاريخ آشوري، ولكني قلت لكَ من خلال أسئلتي أنكَ لا يجوز الغاء الوجود الآشوري الحالي، ولا يجوز أن تزعم بأن الآشوريين الحاليين هم سريان آراميون ، لأن هذا مجانب للحقيقة ومجانب للتاريخ وكلام مشكوك فيه وغير منطقي وغير واقعي ولكنك تلف وةدور وتردد وتكرر متشدقاً بعبارة التاريخ العلمي والتاريخ الأكاديمي وكأن دراساتك ورؤاك ومعلومات التاريخية منزلة من السماء وهي نصوص مقدسة لا يمكن المساس بها، مع أنكَ تشوِّه التاريح وأصوله عندما تزعم بذوبان وانصهار الآشوريين بالعرق السرياني الآرامي، لأن تحاليلك غير مقنعة لا للباحثين ولا للعوام ولا لدى المثقفين ولا لدى الأميين، فقط أنتَ ومجموعة صغيرة من السريان الآراميين تصدقون هذا وكأنكم تخاطبون أنفسكم، عليكم أن تقنعوا الآخر كائنا من كان هذا الآخر وطالما كلامكم وتحليلكم غير مقنع لدى الكثير من السريان فكيف سيكون مقنعاً للآشوريين وبقية الأقوام والأمم والشعوب؟!! عزيزي استاذ هنري، خاطبتك عبر مداخلتي أثناء المحاضرة بلقب الدكتور، وسكتَّ على لقب الدكتور منشرح الصدر، وسألتكَ بعض الأسئلة منها أن الممالك الآرامية لم تكن فقط في الجزيرة، فأجبتَ بأنكَ تقصد أن موطن الآراميين هو في بيت نهرين التاريخية أي الجزيرة، ثم سألتك سؤالاً موجهاً لكَ وللدكتور أسعد صوما حول طروحاتكم بين الفينة والآخرى بخصوص شرح كلمة آشوري بمعنى عدو بحسب قاموس بهلول! وأكَّدت لكما أن هذا الطرح يعتبر تهجما على الشعب الآشوري الذي اعتبره جزءاً من شعبنا ككل، فأجبتم كما تجيبون مراراً أن حسن بن بهلول قال كذا وكذا، ثم بعدها قدم الدكتور يوسف متى اسحق مداخلة قائلاً لكَ يا هنري وشرح بعض وجهات نظره التي خالفك في بعض ما ذهبتَ إليه أثناء المحاضرة، والمحاضرة مع المداخلات موثّقة ومسجلة على شريط فيديو حيث كان الفنان التشكيلي كبرئيل ابراهيم يسجل المحاضرة بما فيها المداخلات، فكل شيء موثق ومحفوظ لدى آرشيف الفنان كبرئيل، وعندما أجبتَ على مداخلة الدكتور يوسف متى، قلتَ لنا في بداية الحديث، أنا لستُ حاصلاً على شهادة الدكتوراه، وقصَّرت في هذا المجال بسبب إهتمامي بشعبي وبحوثي، عندها رفعت يدي كنقطة نظام للتدخل، قائلاً لكَ إذا كنتَ غير حائز على الدكتوراه فلماذا تضع الدال قبل اسمك في بعض مقالاتك وبحوثك، ولماذا تتقبل اللقب ونحن نخاطبك بلقب الدكتور، عندها قلت لي إنه يتم وضع الدال أمام اسمي أحياناً، إشارة إلى أنها تعني دكتوراند، أي الذي يحضِّر للدكتوراه، أجيبك الآن يا عزيزي بأنَّ الدال قبل الأسم لا تعني سوى معنى واحد وحيد وهو دكتور وحاصل على الدكتوراه في تخصصٍ ما، هذا من جانب، ومن جانب آخر لماذا جلست مسترخياً عندما قدَّمك أحدهم الدكتور والباحث هنري بيدروس كيفا، لماذا لم تقاطعه وتقول له مصححاً أنا باحث وكاتب ولا أحمل لقب الدكتور، ثم أن لقب الدكتور ليس موضوع حديثنا وتحليلنا وردَّنا، ولكنك على ما يبدو تشعر وكأن شيئاً ما ينقصك لمجرد أنكَ غير حاصل على الدكتوراه ، وأتمنى أن تحصل عليها في القريب العاجل طالما تطمح الحصول عليها!!! لم أقل لكَ أن محاضرتك ما كانت هامة، بدليل أنا نفسي حضرتها واتصلت مع بعض الأصدقاء وحضروها فعلاً، وأنا لا أوحي للقارئ بأنكَ غير ضليع ولا يهمني القارئ كي أوحي له أنك غير ضليع بهذا الجانب أو ذاك، بقدر ما يهمني ردودك على تساؤلاتي وبعدها يأتي دور القارئ اللبيب، فالقارئ ليس ساذجا كما تظن، هناك قراء يفهمون ويحللون ويمحصون في هذا المجال أكثر منكَ ومني، ودوري هنا عبارة عن حوار مفتوح معك للوصول إلى الحقيقة والأهداف المرجوة لشعبنا بكل تسمياته، وليس لدي أي باعث سوى تقويم وتفنيد بعض وجهات تظرك التي لا تلقى أي ترحاب لدي ولدى الكثير من السريان الأقحاح فكيف ستلقى ترحاباً لدى الآشوريين وبقية الشعوب، لهذا أؤكد لكَ أن وظيفة ومهمة الباحث والمؤرخ والمحلل والناقد عندما يقدم وجهات نظر معيّنة، عليه أن يكون قادراً على إقناع الغير بطروحاته وأفكاره وليس مجرد عرض كلام إنشائي. عزيزي أستاذ هنري، سؤالي ليس سخيفاً، هو سؤال مشروع، خاصة لأن ما حصل في المحاضرة موثّق ومحفوظ في آرشيف الفنان كبرئيل ابراهيم، وردك هو نوع من العجز والضعف، لأن الدكتور يوسف متى اسحق خاطبك بكل ثقة: هنري، وخالفك ببعض وجهات نظرك وفيما بعد أكد لي متسائلاً هو الآخر كيف يعتبر الشعب الآشوري بحكم المنقرض وآلاف الآشوريين أحياء يُرزقون؟ وإذا كان الدكتور يوسف اسحق على تواصل حميمي معك فهذا أمر عادي، وإذا يكنُّ لكَ الاحترام هذا أمر عادي، ومن الطبيعي أن يختلف معك في بعض وجهات نظرك وهذا أيضاَ أمر عادي، أنا نفسي لو أرسل إليك رسالة على إميلك الشخصي الآن وغداً وبعد غد، سأخاطبك بود كبير، لأن الخلاف بيننا ليس خلافاً شخصياً، الخلاف هو خلاف في وجهات النظر وخلاف على قضايا هامة لا بدَّ من تصويبها والوقوف عندها مليَّاً، لا أن نخبئ رؤوسنا في الرمال ونتركها تنخر في شعبنا، فقد آن الآوان أن نتصدى لمعالجة كل ما يشوب علاقات مؤسساتنا وأحزابنا وطوائفنا، علينا أن نضع النقاط على الحروف، لا أن يتمسك ويتشبَّث كل طرف برأيه، وعلينا أن نلتقي في النقاط التي تجمعنا ونتجاوز ما لا يفيدنا وما لا يجمعنا، لأننا وصلنا إلى حالة يرثى لها لما نحن عليه من انقسامات وخلافات تقشعرُّ لها الأبدان. الفكر الآشوري موجود والهوية الآشورية موجودة يا أستاذ هنري الآن ومنذ آلاف السنين، فلا تتهرَّب من السؤال ومن الحوار مع الآخر. سؤالي ليس حشرياً كما تظن، وهناك الكثير ممن يحملون فكراً آشورياً وآثورياً، ولهم باع كبير في مجال التاريخ وبشكل عميق، هل تعتقد أنك فقط مع مجموعة من السريان الآراميين لديكم اهتمامات في التاريخ، ثم أن اهتمامك على ما يبدو، منصب على التاريخ السرياني الآرامي ولستَ متعمِّقاً بالتاريخ الآشوري العريق، وهنا أحيلكَ إلى قراءة قصة الحضارة لوول ديورانت، ستجد نفسك كم أنتَ بعيد عن الحضارة والتاريخ الآشوري، تفضل زر المتحف البريطاني والمتحف الخاص بالآشوريات في برلين ستجد هناك عرين الأسد الآشوري يتربع في صدر متاحف العالم، وهو تاريخ ناصع لهذه الإمبراطورية، والآشوريون الحاليون هم أخفاد تلكَ الحضارة. فلماذا تدّعي بانقراضهم تارةً وبذوبانهم في السريان الآراميين تارة أخرى؟! كيف لا يهمّك حل الخلافات والمشاكل الناجمة عن التسميات، ولماذا تعتبرها أمنيات سياسية لا تعنيك، ألا تعنيك خلافات شعبنا، ألا يهمك التفاهم مع بعضنا بعضاً، هل تعتقد أنه مجرد أن تعتبر أن الآشوريين انقرضوا وذابوا وأنصهروا في العرق السرياني الآرامي، ستنتهي المشكلة، هل تعلم لو هبط عليناً إلهاً منزلاً من السماء، وطرح طرحك بخصوص انقراض وذوبان الشعب الآشوري في السريان ، لما يلقى هكذا طرح آذاناً صاغية لدى السريان الآراميين أنفسهم، فكيف سيُقنِع هذا الإله المفترض، الآشوريين وغير الآشوريين؟! فكن منطقياً وموضوعياً وباحثاً مقنعاً كي يتقبلكَ المتلقي ويقتنع بتحاليلك وبحوثك ودراساتك، وكفاك تشبّثاً ببضع كلمات وجمل تحوم حولها وتدور وتلف وتتوقف عندها، وهي غير مستندة إلى أية أسس ومصادر تاريخية دامغة، فلا يوجد أي باحث يقتنع بانقراض الآشوريين ولا بذوبانهم في العرق السرياني، ولا يقبل أي إنسان يحمل آفاقاً موضوعية ومنطقية أن يرادف كلمة آشوري بمعنى عدو، حتى ولو كان الطرفان في فترة ما على خلاف وعداء وتناحر، فتلك مسألة أخرى. شكراً أيها الباحث الأكاديمي الأستاذ هنري بيدروس كيفا، على تفضلكَ بالإجابة على أسئلتي، ولكن وبكل أسف لم تضف تحليلاً أو تفنيداً جديداً على ما قلته وتقوله مراراً في عشرات الندوات والمحاضرات والمقالات والدراسات التي قدمتها، وكنت أتوخَّى أن تعبر عميقاً في تحاليلك وبحوثك في المجال، طالما أنتَ متخصص في التاريخ الآرامي، فلم تقنعني ولم تقدم للقارئ وجهات نظر معينة جديدة أكثر من بعض الجمل المكرَّرة والتي تصب في الكلام الإنشائي الفضفاض، غير المستند إلى وقائع ومصادر دامغة، وقد تمحورت إجاباتك على أسئلتي العشرين بما يلي: الآشوريون انقرضوا وذابوا في السريان الآراميين لا يحق لأحد غير متخصص بالتاريخ الآرامي والتاريخ الأكاديمي أن يتحدث ويناقش ويجتهد بهذا الخصوص. الآشوريون يعتمدون على التاريخ المسيّس ونحن نعتمد على التاريخ العلمي. كلمة آشوري تعني عدو بحسب رأي حسن بن بهلول. وقد ورد ردَّاً جديداً واحداً عما قرأته في كل مقالاتك وبحوثك وهو تأكيدك على جذرك الأرمني من جهةِ الأم، أحييك على هذا الجذر العريق والحضاري والذي حقق دولة عاصمتها ييرفان، وكل المحبة لهذا الشعب المناضل، وهكذا تبين لنا أن نصفك من جذر سرياني آرامي ونصفك الآخر أرمني، وتعتبرني أنا المتحدر من أم سريانية وأب سرياني آرامي قح، سريانياً آرامياً بالاسم، أؤكّد لكَ وللأحبة القراء والقارئات أنني لا أتوقف سم واحد عند التسميات كحالة تعصبية، ولكن فقط أقولها للتاريخ أنني سرياني آرامي، ولكني منحاز أكثر إلى كوني إنسان، وإنسانيتي تطغى على كل هذه التسميات، وتسمو فوق أي تعصُّب أو تشدُّد، فلا أتوقَّف بتعصٌّبٍ عند القوميات والمذاهب والأديان بقدر ما أتوقَّف عند الإنسان كإنسان، مدافعاً عن حق الشعوب بكل أطيافها ومذاهبها وطقوسها وعقائدها وتطلعاتها، بأن تعيش في وئام وسلام مع بعضها بعضاً، بعيداً عن التشدُّد والتعصُّب واقصاء أي طرف للآخر، لا أقبل الضيم والظلم لأحد، شعاري الحوار والتواصل مع الآخر، وقد أحببت أن أطرح عليك وعلى مَن يناصرك وجهات نظرك وتشددك، لأبين لكم كم أنتم بعيد ون عن مستجدات وحيثيات القرن الحادي والعشرين، وكم تحتاجون إلى المرونة والحوار كي تنهضوا من سباتكم العميق وتخرجوا بشكل حضاري من شرانقِ التاريخ والماضي الذي لا يقدم أية فائدة للأجيال الحالية بحسب ما تنتهجونه من رؤية انغلاقية تعصبية اِقصائية مميته، فكيف ستفيد رؤاكم الأجيال القادمة وما بعد القادمة، لقد ولّى يا عزيزي الباحث عصر التعصب وعصر التشدُّد وعصر الغاء الآخر، نحن في عصر الحرية والرأي والرأي الآخر، عصر الديمقراطية، عصر الحاضر وقراءة أعماق المستقبل، عصر التواصل والحوار مع البشر كل البشر، فهل وصل المرسال؟! صبري يوسف كاتب وشاعر سوري مقيم في ستوكهولم sabriyousef1@hotmail.com
50
حقيقة السيد هنري بدروس كيفا بدون رتوش!
آشور بيث شليمون
ملاحظة: السيد هنري بدروس كيفا كما قلت سابقا لي معه صولات وجولات وخصوصا في موقع – سما القامشلي، لصاحبه الاخ الأستاذ هشام شمعون، الذي فتح بابه لي على مصراعيه كي أضع السيد الباحث في مكانه الحقيقي مع احترامي نظرا لكرهه الشديد على امتنا الآشورية. وكذلك، صادفته في موقع – باقوفا ايضا وهنا ادناه مما كتبت ردا عليه : ................
الدكتور هنري بدروس !
إن العالم يتقدم بسرعة هائلة، ولكن المؤسف أن شعبنا بمختلف تسمياته ومكوناته لا يزال يتمرغ في مستنقع الحقد والكراهية، لهذا دفع وما يزال يدفع الثمن غاليا بوجوده وتراثه من الصعب أن يعوضها بأي شكل من الأشكال مع الأسف الشديد. شخصيا، لم اكن أعرف من هو " هنري بدروس أو الآن هنري بدروس كيفا، لكي بضيف لنفسه الشرعية المقبولة لدى مؤيديه ومعجبيه . وعن طريق الصدفة اكتشفت منذ مدة موقعا ألكترونيا " السرياني الحر أو ܣܘܪܝܝܐ ܚܐܪܐ " حيث كانت لي أول مواجهة معه. وأقول للحقيقة كانت لي أكثر من مداخلة على كتاباته والتي هي كالعادة أن هذا الشخص لا يعترف ولا يأخذ القط بما يكتبه غيره، بل يمضي قدما في تصحيح ما قاله الأسبقون بما يراه مناسبا ويصب في خانة الحقيقة التي بفرضها على الآخرين بدون منازع. وهنا سأسرد بعض المنطلقات التي عنده لا تقبل الجدال والمناقشة وأتركها للقارئ الكريم ان يقيمها بنفسه وهي:
- إن كل شعوب الهلال الخصيب منقرضون إلا الشعب الآرامي! - ولكن يعجز أن يرينا أين هم هؤلاء الذين سيبعثون الدولة الآرامية ؟ حيث لا وجود لهم إلا نوعا ما في معلولا، وحتى هذه البلدة غالبيتهم لا يعرفون اللغة وبنفس الوقت لا يعملون لبعث آرام والآرامية وفق أيديولوجية السيد هنري بدروس، بل يعتبرون لغتهم وقوميتهم العربية. - من العجيب والغريب، السيد الدكتور كما عرف نفسه يوما، وغيره من دعاة " الآرامية " لا يتقربون لهذه البلدة التي هي في أمس الحاجة إليهم في بعث لغتهم " الآرامية " المنقرضة والميتة حيث هم في حيص بيص ومحاولين استخدام الأحرف العبرية – القلم المربع – والمعروف عند اليهود بالقلم الآشوري . - الشعب الآشوري عنده منقرض، ولم يكن له لغة، بل نطق باللغة الأكادية ومن ثم لاحقا استخدم اللغة الآرامية وقد زال من الوجود ، بينما ينكر الآباء المسيحيون في بيث نهرين وآشور( بلاد ) الذين أشادوا بالآشورية وعلى سبيل المثال العلامة كيوركيس وردا الأربيلي( توفي 1225 ميلادية) قبل ان تطأ أقدام الإنكليز الشرق الوسط ، حيث وفق ادعاء مناوئي الآشورية الذين يدعون ان الإنكليز الذين اطلقوا الإسم الاشوري علينا!! - ومن المعروف في كتاباته لا يذكر الثقافة الآرامية على حده بدون إلحاقها بالسريانية ، وهي فكرة صائبة جدا لأن كل الشعوب وعلى مسمياتها المعهودة في الهلال الخصيب بعد المسيحية سميت سريانية، ولكن الخطأ يكمن ان كل السريان ليسوا آراميين، ومنهم شعبنا الآشوري. - إن السيد هنري بدروس يعتبر نفسه باحث وليس لنا غضاضة بذلك، ولكن الباحث الحقيقي من الواجب عليه أن يحترم الآخرين ولا يحاول محوهم وشطبهم من الوجود وحتى لو كانت لغة شعوب الهلال الخصيب آرامية ! حيث هناك شعوب عدة تتكلم لغات لا تخصها نظرا لوجودها الجغرافي والسياسي وعلى سبيل المثال الأمة الأميركية الحديثة التي تتكلم اللغة الأنكليزية ولكن ليست إنكليزية كما أن معظم السريان يتحدثون اللغة العربية ولكن ليسوا عربا. وهذا ما توصلت اليه حتى مختارة سد لبشيرية من ضواحي بيروت " ليلى لطي " شيئا لم يدر بخلد باحثنا الكبير هنري بدروس !
لطفا، أضع الرابط أدناه : http://www.aramaic-dem.org/Arabic/Artik ... _Latte.htm
- إن الباحث هنري بدروس يتعامل مع شعبنا كما " العروبيون " اليوم يفعلون وهو كل من ينطق العربية هو عربي أي يقومون بعملية " التعريب " ، وقد يكون لدى العرب نوعا من المصداقية ، بينما السيد هنري بدروس وحملته " الآرامية " نجد أن غالب سريانيوه أعراب اللسان وهو أولهم !!
والآن لنرى ما كتبه الأخ الشاعر اسحق قومي عن هذا الباحث الدكتور مع مداخلتي على موقع " باقوفا " بهذا الخصوص :
الأخ اسحق قومي المحترم : قبل كل شئ ، إن السيد هنري بدروس كيفا ليس في حوزته شهادة الفلسفة / الدكتوراة وذلك بشهادة منه وعلى هذا الموقع بالذات من جهة ومن جهة أخرى ليست لدينا مشكلة بتعلقه وحماسه للآرامية فهذا حق شرعي لبني البشر ، لأن الأكاديمي الصحيح هو الذي قبل كل شئ يجب ان يملك المصداقية في أعماله وسلوكه وإلى جانب ذلك كونه يفتخر بكنيسته الأرثوذكسية / اليعقوبية المسيحية الشقيقة ، يجب أن يحترم ويحب الآخرين الذين يخالفونه في الرأي حيث في يومنا هذا لا داع أن تكون أكاديميا لكي تصل إلى الحقيقة وهو كما قلت أعلاه ليس أكاديميا بنفسه ! ومن التفاهات التي يكررها مرارا ، أن الشعب الآشوري لم يكن له لغة ، حيث استخدم اللغة الأكادية ومن ثم الآرامية وليس هذا فحسب ، بل كل الشعوب في الهلال الخصيب تبنت اللغة الآرامية وبهذا كلهم آراميون . إن نظريته غير صائبة بحيث ليس هناك شعب في العالم بدون لغة وكم بالحري كشعبنا الآشوري الذي أسس أقوى وأوسع أمبراطورية في الهلال الخصيب ، ثم لنقبل نظريته - السخيفة - بالحقيقة إنه يضرب ويحطم بنفسه الآمال التي يريدها بمجرد الأخذ بنظريته وهي كل من ينطق لغة ليست بلغته يصبح منها وإليها وهنا فإن الكنيسة الأرثوذكسية بنفسها عربية اللسان وأنت أيها الأخ اسحق قومي تفتخر بأنك شاعر ولكن هذه الشاعرية هي بالعربية - حيث لم أجد أي شعر باللغة الآرامية ، تأمل ذلك جيدا !! وفي مكان آخر تقول : " وما دام هؤلاء يملكون الغيرة على حبيبنا وأخينا الشاعر نينوس آحو ( وهو شاعر بلغتنا طبعا ) فلماذا وقفوا إلى الآن دون أن يحركوا ساكنا ؟!!! " انتهى الإقتباس ، يرجى التوضيح ولك شكري سلفا .
آشور بيث شليمون - كاتب وشاعر باللغة الآشورية
والآن أترككم مع رد الأخ الشاعر اسحق قومي:
الأخ الكاتب أشور شليمون أولاً أوحييك فأنت مساحة لفضاءات عدة ، أقرأُ لكَ مرحى. أشكرك لكم تعليقكم ومروركم بعد أكثر من عام على موضوع كنا قد طرحناه وأختلفت وتباينة الردود حوله. أما عن أنني أسميتُ هنري بدروس كيفا بالدكتور؟ فأنا جميع كتابنا وشعرائنا ومفكرينا على مسافة واحدة مني.أما عن كلمة دكتور فهذا ما كان ينشره في مجلة آرام التراثية التي كانت تصدر بالسويد.وخذ مثلاً: في العدد الثالث والرابع عام 1992م.وفي الصفحة 51 وفي موضوع( حول مقدمة المطران يعقوب أوجين منّا) قد ذيل المقالة بلقب دكتور.وأتمنى ألا تكون هذه الكلمة(اللقب) موضع سوء فهم بيننا وبين الحبيب هنري بدروس لأنني أقدره كما أنتم والآخرين.... أما قولك لم أكتب أية قصيدة بلغة أمنا. فهذه ليست نقيصة كما تعلم ولا تُحسب عليَّ وتعلم أنت والقارىء العزيز الظروف التي يعيشها شعبنا. خذ مثلاً: الأشوري الذي يعيش في روسيا ولا يكتب كلمة واحدة وربما لا يجيد التحدث بلغتنا أليس هو أشوري؟ أما اللغة التي أخاطبك بها الآن (العربية) . أعتز بها لأنها وسيلة تعاملنا معاً.وأعرف عن شعبنا أنه لاينكث بالوعد والعهد وعلى هذا أعتز بها لأحافظ على أننا شعب لانتنكر للعهود.فماذا تقول؟!!! أما عن الأخ نينوس آحو فكنا قد وجهنا مجرد صوت للتذكير به.ولم نقترف لا جنحة ولا جناية رغم تعظيم الأمور من قبل بعضهم.أما كنيستنا فهي مرجعيتنا ونفخر بها ونتمنى لها أن تدرس القضايا الجوهرية وبفعالية عالية المسئولية. * أنا لستُ منتمياً إلا لواحدة وأنت تعرفها لأنها عشقي الأول والآخير ولا يوجد من يفرقني عنها إلا إذا ثبتت إدانتي وهذا لكن يكون .....رغم أنني رقصتُ في عرس غيرها(لكن لن أرقص إلا في عرس أُمي).... وفصول التكون وغيرها تثبت منذ التسعينات أنني وهبت لها كل ذاتي وإن كنت أحب أن أكون أممياً مع الحفاظ على خاصية شخصية أنتمي إليها ...وأحترم جميع الآراء إذا كانت للبناء والإزدهار وتخدم شعبنا. في الختام هذا لايفسد للود قضية أخوكم اسحق قومي ملاحظة : يمكنكم قراءة المقال والتعليقات على الرابط " باقوفا " أدناه:
http://www.baqofa.com/forum/forum_posts.asp?TID=25863
والخلاصة، إن الباحث والكاتب الناجح، يعمل جهده في اقناع قراءه بكل الطرق والأساليب المقنعة ، وكذلك ينبغي عليه إحترام القراء وإن اختلفوا معه . كما ضروري أيضا ألا يجبر أو يضغط على الآخرين بقبول ما يقوله، بل مهما يظن صحة ما يقوله يترك الخيار لهم حيث هم ليسوا بأغبياء ولا يعرفون الأمور والأحداث كما يعرفها الكاتب هذا ، وإلا لماذا يكتب لهم إذا هم ليسوا أهلا كي يعطوا او يساهموا في المواضيع المطروحة. إن الغريب في الأمر، والذي غالبا ما نجده عند الإخوة " الآراميون الجدد " والسيد هنري بدروس ضمنا أنهم يهملون موطن الآراميين الأصيل وهو دمشق – قلب العروبة النابض – ويتجهون الى العراق، ربما رائحة البترول قد تكون مغرية والجاذبة جدا لهم حيث لعابهم يسيل عليه وإلا ، لماذا يتجاهلون معلولا مثلا ولا يمدون يد العون ؟ وهذا ما نريد معرفته لو تفضلوا عمالقة قومية " الآراميين " الجدد التفضل بإيفادنا به وشكرا.
آشور بيث شليمون __________________________________
وادناه الروابط في الموضوع:
http://www.baqofa.com/forum/forum_posts.asp?TID=25863
http://www.baqofa.com/forum/forum_posts.asp?TID=45549
51
كاذيب الفكر الآرامي تكشفها حقائق آشورية - الحلقة 3
آشور بيث شليمون ( منقول من سما القامشلي ) مقدمة : نشر السيد هنري بدروس كيفا المقال التالي تحت عنوان ، " ما هي علاقة رجال الدين السريان في التأريخ؟ " هذا ما جاء فيها: " لقد طرح علي أحد الإخوة هذا السؤال المهم و رغم إنشغالي أحببت التعليق لأهمية الموضوع أولا ثم أن السؤال للوهلة الأولى قد يبدو بريئا و لكننا - إذا وضعناه في نصه الأصلي- سنكتشف أن طارح السؤال يحاول الإدعاء أن رجال الدين السريان قد حاربوا التسمية الأشورية في تاريخنا القديم لأنها كانت تدل على الوثنيين ! إليكم النص كما ورد في الفيسبوك " Nabil Anni سيد هنري انت تتكلم دائماً عن مصادرنا السريانية، وهي دائماً مصادر من الكنيسة بطريركيين او قديسين من الكنيسة السريانية الذين كتبو التاريخ. سؤالي لك سيد هنري، ما هي علاقة رجال الدين في التاريخ؟ هم رجال دين وباستطاعتهم ان يشرحو لنا الديانة وربما من واجبنا ان نتبعهم ان آمنا في ذلك. لكن ماذا عن التاريخ والواقع التاريخي! هل كانو يعرفون شيئا عنه ام أرادو فقط ان يبعدوننا عن تسمية آشورية لأنهم كانو يعرفون ان الآشوريين في التاريخ كانو يعبدون الأصنام وهذا في الدين المسيحي غير لائق." السيد نبيل يتسرع في الإجابة و يشكك في معرفتهم التاريخية و هو يروج أن معرفتهم تتعلق بالديانة و يدعي أنهم لا يعرفون شيئا عن هويتنا و أنهم أبعدونا عن الهوية/التسمية الأشورية لأن الأشوريين كانوا عباد أصنام ! " انتهى الإقتباس لا ندري من هو هذا الشخص " نبيل " وأين وضع السؤال له، كون السيد الباحث نشط فيما يسمى بموقع " النتظيم الآرامي الديمقراطي" ولكن هذا الموقع الوكر على نفس الصورة لوكر آخر " كلدايا نت " الذي يفتح الباب على مصراعيه لكل من يهاجم القومية الآشورية ولا يقبل أحد بالتعليق على المواضيع المنشورة. ثم قد تكون هذه الشخصية وهمية اصطنعها هو للتهجم على الأمة الآشورية بحيث يأتي من فوق، أي قبل فضح آرامييه الذين هم الذين تنطبق عليهم ما يدعيه ولا على شعبنا وهاك : ( ...فخصوا نفسهم بالسوريين، أو السريان تفرقة لهم عن سائر إخوتهم الآراميين، الذين بقوا على الوثنية، ولا سيما في حران، حتى ظهور الإسلام وما بعده، يطلق عليهم لفظ ܐܪܡܝܐ، أي " الوثني " ....) من مقدمة كتاب " الآداب السريانية " من منشورات الجامعة اللبنانية 1969 صفحة العاشرة . وليس بخاف على أحد، كل الشعوب في الهلال الخصيب قبل انبلاج المسيحية معظمهم كان وثنيا ما عدا اليهود أو من دخل اليهودية، إذ كما هو معلوم أن الديانة اليهودية في فترة وجيزة دخلت في بلاد آشور وخاصة في مملكة حدياب الآشورية/ ܚܕܝܒ وقاعدتها مدينة أربيل الآشورية . وبعد الإطلاع على ما كتبه السيد هنري بدروس كيفا، نرى انه لم ينف أو لم يؤكد للسائل حول الشعب الآشوري بأنه كان من عبدة الأصنام، كون السائل ربما أراد ان يوقعه في فخ ولسبب بسيط أن الشعب الآرامي كان وثنيا أيضا !! كما حاول الهروب من الموضوع الرئيسي كي يخوض في مواضيع اخرى لا علاقة لها بالسائل السيد نبيل. ولكن الحقيقة هي أن السريان ومن ضمنهم شعبا الآشوري للأسف انهمكوا في كراهية بعضهم البعض ووصفوا كل من لا يؤمن كما يؤمنون بالهرطقة وبذلك ابتعدوا عن روح ورسالة السيد الرب يسوع المسيح والتي ترتكز على المحبة. ولكن الرب طويل الصبر والأناة، إذ عندما اكتشف عورتهم وبعدهم عن الرسالة المسيحية الحقة والمبنية على المحبة حتى على الفرد أن يحب خصمه، لذلك قذف في وجههم " الحمار الوحشي " العاصفة الصحراوية التي أحرقتهم نيرانها الى هذه اللحظة التي لا يزال البعض مثل " النعامة " رأسها أكثر من قدم في الرمال - تكوين الأصحاح 16: 12 طبعا، السيد الباحث هنري بدروس كيفا يخوض ويغوص في عدة مواضيع التي عالجناها في كتاباتنا السابقة، ولكن هذه المرة جاء بشيء جديد نوعا ما وهو: " الدكتور أسعد صوما الأمين للمصادر السريانية ذكر في محاضرة له أن التسمية الأشورية في قاموس حسن بن بهلول تعني الأعداء! و بدل أن يتحقق دعاة الفكر الأشوري المزيف من صحة هذه الفكرة و معرفة لما المصادر السريانية كانت تستخدم التسمية الأشورية كلفظة غير مستحبة فإنهم فضلوا إتهام العالم حسن بن بهلول صاحب أهم قاموس سرياني من القرن العاشر الميلادي بأنه " عربي يكره الأشوريين . " انتهى الإقتباس أولا، وحتى لو قبلنا تفسير التسمية لحسم الجدل بأن التسمية الآشورية كلفظة غير مستحبة نزولا لرغبتك يا صاح أي معنى " آثور " هي العدو. ولو قبلنا بذلك، هل سيادتك ستكون مطمئنة وما هو الذي تجنيه من هذه الكلمة التي تعني " العدو " ؟! والجدير بالذكر نحن اجبنا عليها وقلنا إن تفسير حسن بن بهلول هو الوحيد وليس هناك أحدا من شعبنا ومن مختلف الطوائف جاء في القواميس العديدة التي الفوها على مثل هذا المعنى . وأكثر من ذلك قاموس هذا الشخص مليء بالأخطاء وعلى سبيل المثال تفسيره للشعوب السريانية بانها النبيط / الأنباط. وزيادة في الإيضاح، اسمنا الأصلي هو " آشور " وليس آثور، حيث التسمية هذه ظهرت في العهود الفارسية علما ان " آشور " لها أنواع مختلفة من الألفاظ – آشور، آسور، آتور، آثور حيث هذه الحروف في كثير من الأحيان تأخذ مكان بعضها البعض ولكن الجميع يصب في خانة واحدة وهذه الخانة هي آشورية صرفة . وختاما، كما قال الآشوري الصحافي النبيل المرحوم " فريد الياس نزها " عندما المذاهب المسيحية كانت تطلق وتوصف " الكنيسة النسطورية " بالهرطقة ومن ضمنها الكنيسة الشقيقة الآرثوذكسية، وما بالكم ان يوصفوكم بالهرطقة أيضا ومن يمنعهم؟! والسيد الباحث معروف جدا بمحبته المسيحية المزيفة التي لا تردعه بوصف الآشوريين بالتطرف، هنا نقول وما بالك أن نصف الآراميين هم ايضا متطرفين بامتياز يا صاح؟!
52
أكاذيب الفكر الأرامي تكشفها حقائق آشورية – الحلقة 4
آشور بيث شليمون ( الموضوع منقول من موقع سماالقامشلي )
من المؤسف جدا أن ننخرط في مثل هذه المواضيع السخيفة ، ولكن المرء عندما يجد بعضا من إخوتنا فيهم كل خصائل الحقد والتعصب الأعمى كي يستمروا في تشويه وتزوير التاريخ كما يحلو لهم ما عليه إلا أن يعمل جاهدا لدحض وتفنيد إفتراءاتهم المتكررة .
الرابط أدناه هو عبارة عن مقابلة اجراها " الدكتور الياس ... " مع الباحث هنري بدروس كيفا وعنوانها " دور اللغة الآرامية في تحديد هويتنا " في سوريويو سات. نحن لا ننكر دور الآراميين في نشر الكتابة الكنعانية كونهم في وسط الهلال الخصيب ( البادية السورية ) ومن كل جانب محاطين بشعوب سامية حيث تجمعهم اللغة التي جذورها واحدة و الفرق الوحيد كان في الخط المستخدم لكتابتها ليس إلا. كما هو معروف أن الأكاديين، البابليين والآشورين في شرقي الهلال الخصيب كانوا يتكلمون لغة جد مشابهة والفرق الوحيد بينهم كان لهجويا ليس إلا. وصحيح سرت وغطت التسمية الأكادية على اللغة البابلية والآشورية ولكن كان ذلك من باب ان الأكاديين هم الأوائل الذين استخدموا الرموز أو الإصطلاحات المسمارية الكتابية حيث تبناها البابليون والآشوريون مع بعض التعديلات والإضافات عليها وكذلك حضارة إيبلا وأوغاريت على الساحل السوري .
طبعا كان هناك محاولات الإنتقال من الكتابة المسمارية الى الألفبائية والتي قدمها الآراميون ولكن لم تصل الى نتائجها المطلوبة كون فقدان الآشوريين والبابليين السلطة السياسية حيث تم ذلك الإنتقال عندما المسيحية انتشرت في كل الهلال الخصيب ومنها شعبنا وتكللت في اللغة السريانية التي نشات وترعرعت على أنقاض اللغات القديمة سواء آشورية، بابلية، كنعانية، فينيقية، ايبلية، عمورية وآرامية. وهنا يذكر السيد هنري بدروس كيفا أن الفرس هم الذين نشروا على حد زعمه اللغة الآرامية، وهي محاولة أسخف ما تكون إذ الفرس الإيرانيين في كل العصور استخدموا الكتابة – وليس اللغة - التي أخذوها من جيرانهم الشرقيين، بدءا بالكتابة بالمسمارية السومرية ومرورا بالكتابة الألفبائية الكنعانية واستقرت أخيرا على الكتابة العربية الى يومنا هذا.
ولكن البعض وفي نفس يعقوب يحاولون دوما الى تضخيم وتعظيم دور الآراميين ولا الكتابة مستندين على أشياء وهمية كليا وأكبر مثال على ذلك، لو ان الآراميين نشروا لغتهم وكتابتهم في الشرق الادنى، أين هي الثبوتات على ذلك؟! كل ما نقرأه حتى عن الآراميين ومن دعاة الآرامية بالذات هو من مصادر آشورية بحتة وما على القارئ أن يستنتج ذلك من قراءة هذه المقالات كي يتأكد بما نقوله. وكلنا نعرف كل ما يكتب عن الشعوب القديمة الإستشهاد الرئيسي هو من حوليات الملوك الآشوريين، فالعرب وغير العرب عندما يكتبون تاريخيا مرجعهم الوحيد هو الآشوري. على سبيل المثال إقرأوا ما كتبه ويكتبه مؤرخ الآرامية الأب البير ابونا عن الآراميين وكأنه في الحقيقة يكتب تاريخ الأمة الآشورية، والطرافة في احدى مقالاته الى درجة يؤاخذ شعبنا لأنه لم يكتب باسهاب عن آرامييه في غرب الهلال الخصيب.
ومن أحد الأسئلة لجناب الباحث هنري بدروس كيفا، بعد كل هذا الشرح المستفيض علما وفق عبقريتكم حيث الشعب الآشوري انقرض كليا ، وليس هناك إلا شعبك الآرامي في كل هذه الديار، وهل بوسعكم اخبارنا أين هي ممالكك الآرامية وشعوبها ومتى ستعلن عن هذه الأمبراطورية الآرامية الكرتونية ؟! وكما هو معروف للداني والقاصي آرامييك في معلولا الذين يعدون ببضعة آلاف الى اليوم يبحثون عن الطريقة المجدية لكتابة لغتك الآرامية المنقرضة في وقت يستخدمون القلم العبري المربع والمعروف في كثير من الأحيان بالقلم الآشوري/ كتاف آشوري ! في كل هذا اللقاء لم تات بذكرهم وأحوالهم وأطماحهم بأنهم أصحاب أرض قلب العروبة النابض !
الخلاصة: - الباحث هنري بدروس في كثير من الأحيان يتعلثم ولا يملك البداهة لشرح أفكاره الى درجة الدكتور الياس ( كما يظهر في المقابلة ) يسعفه في الخروج من الورطة وعلى سبيل المثال فهو لم يستطع حتى ذكر الملك الكلداني نبوخذنصر الذي سبى اليهود. - وفي مكان آخر رغم الحاح الدكتور الياس كي يشرح له لماذا اللغة السريانية وليست الآرامية ولكن في معظم الأحيان إجابته كانت مثلما يقال " فسر الماء بالماء " إذ لم يستطع اخيرا اقناع الدكتور الياس حيث بكل براعة المضيف( الدكتور الياس) استطاع بلبق ادبي كي يؤجل الموضوع كونه الوقت ضيق ولم يحضر له ! - شيئا أضفت لمعلوماتي الذي لم اكن اعرفه أن مريم العذراء هي الأخرى لغتها كانت اللغة " الآرامية " – إذ قبلا السيد المسيح نطق بها - وهذا يكفي الآراميين فخرا حيث الطريق الى الفردوس مؤكد حتما بعد إضافة هذا الرصيد الجديد! - ومن أكثر الأشياء المضحكة، هي ذكره لمكتشفات " جزيرة الفيلة " بمصر تلك الوثائق المكتوبة على ورق – بردى - نعم ( ب ر د ى) ولا كما هو معروف لأي شخص ولو له المام بسيط بالتاريخ المعروف ب " ورق البردي " يا باحثنا المحترم وليس بردى. - وأخيرا، الى الآن لم اعرف لماذا هذا الحقد الدفين لشعبنا الآشوري ؟! وإذا كان ما يزال يعيش في شرنقته العنصرية الطائفية البغيضة حيث في كثير من الأحيان يريد احياء الفتن باعتبار كل آشوري هو نسطوري وهم شعب مغضوب عليهم وهراطقة وتفسيره المحبب من قبل حسن بن بهلول أن آثور/ آشور معناها العدو، والطريق الى الفردوس مسدود لهم، يا لها من سخرية القدر ونحن في الالفية الثالثة !!! - وكما لمسنا من كلامه انه يستخدم كثيرا " ساكون صريحا معك " وهنا أقول شخصيا أيضا سأكون صريحا معك يا أخي المحترم كي تراجع معلوماتك وتزود نفسك بمعلومات التي تفيدنا جميعا من أن تكون بوقا يزعق ويشنف الآذان باشياء لا يقبلها العقل والمنطق معا ولتكن بركة الرب معك من أخيك الهرطوقي الآشوري النسطوري.
آشور بيث شليمون ____________
http://www.aramaic-dem.org/Arabic/0.htm
53
تعالوا معا لنكشف قصة إغتيال المغفور له المطران منا ؟! آشور بيث شليمون توطئة: ليس بخاف على أحد دور الكنيسة الرومية منذ الأيام الأولى للمسيحية في مؤامراتها على الكنائس الأخرى وإلى هذه اللحظة. واليوم لا تجد كنيسة مشرقية إلا وهي كنيستين، على سبيل المثال – الروم الأرثوذكس بالمقابل الروم الكاثوليك، السريان اليعاقبة وبالمقابل السريان الكاثوليك، السريان النساطرة وبالمقابل الكلدان الكاثوليك، الأرمن الأرثوذكس بالمقابل الأرمن الكاثوليك، القبط الأرثوذكس بالمقابل القبط الكاثوليك . وهذه سلسلة من الإنقسامات بدايتها كانت حول ألوهية السيد المسيح وما رافقها من مجادلات بيزنطية حيث كل يجد نفسه هو على الطريق الصحيح – الأرثوذكسي – بينما الآخرون مهرطقون، والثانية مجرد محاولة الكنيسة الرومية بتآمرها المستمر في تدمير الكنائس المسيحية الشرقية كي تؤسس أمبراطورية كاثوليكية عالميا. واليوم، أشكر أخ آشوري غيور من الطائفة المسماة زورا وبهتانا – الكلدانية حيث أهداني نسخة من استمارة قام بكتابتها أخ وهو كلداني ايضا – حنا نرساي الموصلي الكلداني * حول قصة إغتيال هذه الشخصية الدينية الكبيرة. إن هذا الكراس طبع سنة 1929 في سان باولو، البرازيل تحت عنوان: " صراخ القلب المكلوم في رثاء المظلوم " وهو كما أشار الى استمارته – رثاء وبحث مسهب عن اغتيال الطيب الذكر والحميد الآثار المطران يعقوب اوجين منا. والكراس هذا يقع في 42 صفحة وتجد في مقدمتها صورة الكاتب مع صورة المثلث الرحمات المغفور له المطران يعقوب اوجين منا وفي مؤخرتها – صورة كبيرة لثور مجنح آشوري. وبعد تصفحي الكراس بعجالة هناك ثلاثة نقاط أثارت اهتمامي كثيرا وهي: أولا، كيف تم اغتيال المرحوم والطرق المستخدمة في تنفيذ هذه الجريمة القذرة ودون شك البطريكية الكلدانية وإكليروسها- آنذاك - في القمة في جريمة تخلصهم منه . ثانيا، يظهر بوضوح أن البطريرك لما تسمى زورا وبهتانا الكنيسة الكلدانية ليس له اي دور فعال في الكنيسة بل هناك سلطة عليا تسيّر الأمور والجميع يعمل في خدمتها وإرضائها مهما كلف الامر تسمى – دار القصادة الرسولية – وبالطبع هم أجانب. ثالثا، تبين واضحا ان الكنيسة الرومية كانت تخدق الأموال الباهظة لشراء ذمم شعبنا المقهور سواء من الإسلام او من الكنيسة الرومية والاعيبها في تحطيم وتدمير كنيستنا وقوميتنا الآشورية باعمالها الخبيثة لدى السلطات المحلية والاجنبية. هذا ما الفت النظر ان المرحوم كان يريد القيام بحركة تصحيحية في الكنيسة والتي مع الأسف كانت سببا لإرتكاب هذه الجريمة البشعة الشيطانية حيث دفع ثمنها بدمه الطاهر، بينما البطريرك يختلس معظم تلك الأموال حيث غالبيتها تعود اليه ومن هم حوله. وكما أشرنا في كتاباتنا سابقا، ان الكنيسة الرومية كان لها وربما لا يزال في استمرارية دورا هاما من برامجها في تفتيت شعبنا وكنيستنا المشرقية بالذات مع الأسف الشديد. وقبل الختام، سيكون لي مستقبلا مساهمات في هذا الشأن الهام من هذه الكراسة، كون ما حصل وما يزال يحصل مع الأسف الشديد، إذ هو مرض عضال نخر وينخر في جسم كنائسنا وشعبنا نعاني كما تشاهدون بأم أعينكم اليوم منه الكثير. وأناشد شعبنا من مختلف الطوائف ان يتقدموا الى الامام في فضح هذا السرطان الخبيث في امتنا الاشورية وكلي أمل أن هناك كثير من الشرفاء يتقدمون بكل شجاعة دفاعا عن هويتهم غير مبالين من اولئك مزورو التاريخ مما يكتبونه من اكاذيب والنصر لأمتنا الآشورية . والجدير بالذكر ان الكتب يشير الى كنيسته بالملة ( وهذا يعني الطائفة وليس كما البعض يفسرها اليوم بالكلدية) وما أدهشني وأعجبني في هذه الإستمارة انه صرح بالحرف الواحد ما يلي: " تأكد يا أيها ...... أن احلام الفقيد العظيم الذي ثكلته ملته يافعا سوف تتحقق رغم انف كل عات ومستبد ليست كأحلامك بالبطريركية التي سوف تبددها رياح شجاعة وثبات الكلدان الأبطال. والآن اعلم وتأكد وتيقن بان درجة البطريركية التي تمشط لها ذقنك وتمهد لها السبيل، لن تفز بها ابدا، وإن جادت الظروف النحسة الملعونة وساعدتك على تنفيذ أمر عميل يوليوس ونيرون وحفيد كاترين دي مسيس الفاجرة، وارتقيت أريكة البطريركية، فافهم وإفتح سمعك جيدا ةاعلم: " أن أحضان أمنا المحبوبة الكنيسة النسطورية هي مفتوحة لنا على الدوام ( لا نرضى مطلقا وسرمدا بكثلكة تستعبدنا وتصفدنا بأغلال وتطوقنا بسلاسل الإستعباد المر المذاق وتستحكم برقابنا ونحن صاغرين مستكنين، ألا ولتفهم – رومة – هذا الأمر الحيوي وهو جنة بمنة لا نرضاها ابدا وجهنم بالعز أفخر منها منزلا.." ملاحظة هامة: أعزائي القراء، هدفي من الكلام اعلاه ليس ضد هذه الكنيسة وتحت رعاية غبطة البطريرك الحالي لويس ساكو الكلي الطوبى اطلاقا، كون البطريرك الحالي ليس بطريرك هذه الكنيسة فحسب، بل هو امتداد لكنيستنا الجامعة المشرقية و له حبنا وإحترامنا الكبير في قيادة الكنيسة الى برالامان وله دعمنا بأقصى ما يمكن الى تقريب كافة مذاهب شعبنا بعضها ببعض وتجنيب شعبنا من كارثة أشد هولا من الكوارث التي تصيبنا هذه الأيام مع الأسف الشديد! كما اطلب من الموقع عدم رفع هذا الكلام من الموقع كما حصل سابقا، كونه مقال يفضح المؤامرات التي كانت ولا تزال تحاك ضد شعبنا حتى هذه اللحظة من قبل محدودي الآفاق والتي تصب في خانة واحدة وهي تمزيق وتفتيت شعبنا ليس إلاّ وشكرا للجميع. ........................ نبذة مختصرة عن ترجمة حياة المغفور له والمأخوذة مشكورا من موقع – باقوفا – من إعداد مدير الموقع الأخ سرمد شمعون النوفلي : " ولد في قرية باقوفا من أعمال الموصل سنة 1867 ونال أسم يوسف في العماذ . وفي سنة 1885 دخل المعهد الكهنوتي البطريركي في الموصل . وهناك يعد أن أنهى دروسه رسمه البطريرك ايليا عبو اليونان كاهناً في 15 آب سنة 1889 . وبعد أن علم اللغة الكلدانية مدة في المعهد البطريركي نفسه ، عين مدرساً لهذه اللغة في معهد مار يوحنا الحبيب الكهنوتي من سنة 1895 إلى سنة 1902 ، وهناك بدأ ينتج مصنفات عديدة ويراقب المطبوعات الكلدانية التي كانت مطبعة الآباء الدومنيكيين تنشرها في الموصل . وفي سنة 1902 رافق البطريرك عمانوئيل الثاني توما إلى روما ومنها إلى زيارة وان ، وقد نال الدرجة الأسقفية معه أيضاً أدي شير واسطيفان جبري ، كما قلنا سابقاً . وفي سنة 1914 حينما نشبت الحرب الكونية الأولى هرب المطران يعقوب إلى أوربا ومكث هناك سنتين ، ثم عاد إلى الموصل سنة 1919 وبقي في القلاية البطريركية مدة . وفي سنة 1921 أرسله البطريرك إلى البصرة بالوكالة . وفي حزيران سنة 1937 ترك البصرة وعاد إلى بغداد وهو ينوي السفر إلى روما إلا إن البطريرك لم يكن موافقاً على هذا السفر . فما أن وصل المطران يعقوب إلى بيروت حتى أبلغته القصادة الرسولية بوجوب العودة إلى الموصل . واعيد إليها بقوة السلطة المحلية في شهر تشرين الأول وانعزل من ثمة في القصادة الرسولية بالموصل وغاب في ليلة الخميس السابق للصوم الكبير من سنة 1928 ووجدوا في اليوم التالي على المنضدة صليبه وخاتمه وساعته أما هو فقد ظل مفقوداً مدة 29 يوماً . أخيرا طفت جثته فوق مياه دجلة عند قرية السلامية القريبة من نمرود الأثرية . وبعد أن أجريت عليها الفحوص اللازمة في المستشفى نقلت إلى كنيسة الشهيدة مسكنتة ودفنت بجانب برج الناقوس ." انتهى الإقتباس أخي القارئ، لقد انتشر خبر في الآونة الأخيرة عن كراس صغير ومطبوع باللغة العربية في أميركا اللاتينية من قبل أحد أبناء شعبنا حيث يروي ما جرى لهذا العلامة فعلا، شيئا الكنيسة المسماة الكلدانية لم تشر إليها لا من قريب أو من بعيد. دون شك هناك جملة من التساؤلات التي كما ترى هذه الترجمة لم توضحها، فمثلا لماذا هرب المطران إلى أوربا ومن ثم لماذا ترك وظيفته في البصرة كي يعاد الى العراق غصبا عنه بعد أن وجد في بيروت. إن الكراس هذا يلقي الضوء على كثير من الأشياء ومنها استخدام وسائل غير قانونية ولا إنسانية ضد هذا الشخص التي تندى لها الجبين . كلي أمل بأن أحصل على هذا الكراز قريبا حيث سيتم طبعه ونشره على الملأ ليقفوا على جرائم هذه الكنيسة التي لم تكن مع الأسف ضد الكنائس الأخرى وخاصة كنيستنا المشرقية، بل حتى ضد إكليروسها بالذات، هذا ما يدفعنا بالتساؤل أكثر حيث ينبغي علينا أن نفتح ملفات أخرى حول الإغتيالات الأخرى وعلى سبيل المثال المرحوم مطران أورميا مار توما اودو وربما رئيس أساقفة سعرد المرحوم مار أدي شير. وبصورة واضحة، وضوح الشمس في رابعة النهار أن المغفور المطران منا لم يكن موته طبيعيا، بل مخطط مع الأسف من قبل الكنيسة المذكورة، حتى في ترجمة حياته أعلاه يظهر بوضوح أن المغفور له غاب عن الكنيسة سنتين ومن ثم حاول الهروب وأعيد بالقوة وما هنالك، كل هذه مؤشرات تبعث الكثير من الشكوك في أمره وقدره. إن الكراس المشار إليه أعلاه يشير بوضوح عن الأعمال الإجرامية التي قام بها البعض في الكنيسة والتي أودت بحياة المغفور له المطران يعقوب منا . إذن، الكنيسة الكلدانية، مطلوب منها إماطة اللثام عن كل هذه التساؤلات وكما نطلب أيضا من أي شخص شريف له معلومات حول الموضوع أن يتقدم بإدلائها مشكورا. ___________________ * والجدير بالذكر أن كاتب هذا الكراس - الإستمارة في حديثه يشير الى الكنيسة بالملة الكلدانية، والملة رغم انها مفردة بلغتنا وتعني - الكلمة ܡܠܬܐ - ولكن هنا وفي مفهوم الإسلام تعني - الطائفة ولا القومية كما البعض يفسرها اليوم مع الأسف!
54
مغالطات السذج أو الماكرين في أسوأ صورها والسيد هنري بدروس كيفا مثالا !
آشور بيث شليمون
بين حين وآخر يطلع علينا المتطفل على التاريخ السيد هنري بدروس كيفا في بعض المواضيع والتي هي فعلا ليست من إستنتاجاته الشخصي، بل يأخذها أو الآخرون يزودوها له كي يكون هو كبش الفداء بينما هم لا يقحمون أنفسهم منذ ان كتبت مقالي المعنون - غياب القطة، الفئران يقفزون من كل حدب وصوب – كونهم يعرفوا أي منقلب سينقلبون - وٍأدناه الرابط :
http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=743964.0
ومن هذه الخرافات ما كتبه السيد هنري بدروس كيفا مؤخرا والرابط أدناه بالحرف الواحد :
" … لقد ذكرت مرارا أن المصادر السريانية تستخدم تسمية ܐܬܘܪܝܐ أي الشعب الأشوري عندما تتكلم عن الأشوريين القدامى . و قد أشار الباحث J. M. Fiey أن تسمية أشور لا تعني شعبنا أشوريا معاصرا و لكن تسمية جغرافية هي مدينة الموصل و ضواحيها ! و كان الدكتور أسعد صوما قد جمع عدة براهين دامغة تؤكد أن تسمية اشور في اللغة السريانية تعني الموصللي ! لقد ورد في هذا النص السرياني تعبير بلاد أشورܐܬܘܪ أنظر الصفحة ٢٠٦ السطر الثاني و لكن ترجمته في اللغة العربية ( أنظر الصفحة ٢٥٥ السطر الخامس ) سنرى بلاد الموصل !" انتهى الإقتباس
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,771612.0.html
في الحقيقة، إن الكلام أعلاه لا يدل على حنكة ومعرفة الكاتب بالأمور، بل تزودنا بانه ساذج ولا يعرف شيئا من التاريخ وذلك لأسباب عدة ومنها :
- ما هي هذه البراهين الدامغة أن آثور تعني الموصل، غير ان الموصل هي مدينة في بلاد آثور؟ اذكر لنا المصادر وعندها سيرى القارئ من هو الصادق!
- ومن ثم يستطرد و يقول الباحث J.M. Fiey– لا يذكر في أي صفحة قال الكلام- انها لا تعني الشعب الآشوري المعاصر، بل هي تسمية جغرافية لمدينة الموصل.
إن أي شخص يقرأ مثل هذا الكلام ولو كان دماغه مع احترامنا دماغ ( النملة ) سيدرك جيدا ان هذه التسمية الجغرافية ولو قبلنا جدلا وبسذاجة كاتبها، أن هذه المنطقة الجغرافية والتي فيها تقع مدينة الموصل هي بلاد آشورية، هذا من جهة ومن جهة اخرى مثل هذا الكلام لم يأت به إلا مصدر واحد وهو في قاموس حسن بن بهلول، ولكن حتى هذا المصدر قال أن ( آثور ܐܬܘܪ ) تعني بابل! وفي نفس الصفحة يقول تعني – سوريا ! ( قاموس حسن بن بهلول، الصفحة 322).
والخلاصة، إذا كان لك إذنان للسمع فاسمع، أتحداك لا أنت السيد كيفا وحدك، كونك ساذج ومغمور ولا تملك المعرفة الحقة كما وصفتك مسبقا، بل الدكتور أسعد صوما أسعد، ليتفضل ويدعم مثل هذا الكلام، عندها سيعرف القراء من يملك ناصية المعرفة الحقة ؟!
وهذا الكلام أعتبره تحدي لكل مناوئي القومية الآشورية، أينما وجدوا وأمام القراء هنا ومطلوب منك السيد هنري بدروس كيفا ان تدعم كلامك اعلاه وتدعو السيد أسعد ليتقدم شخصيا الى هذا الموقع – موقع عنكاوا – وعندها سأعطيك درسا لن تنساه في كل حياتك يا أيها الحاقد الحاسد!!!
ملاحظة: يرجى من إدارة الموقع عدم حذف أو نقل هذا الموضوع مع الشكر الجزيل.
55
أصداء خاطفة على ملاحظات الأخ هنري بدروس كيفا !
كتب السيد هنري بدروس كيفا:
تعليق على ملاحظات السيد اشور شليمون
لقد ورد في هديتك بعض المعلومات الخاطئة و الغامضة و التي انت تتعمد في نشرها مثل تعبير " في اللغة الآشورية السريانية اليوم."
آشور بيث شليمون:
إن الآشوريين يعتبرون الشعب الحضاري والرئيسي لا في بيث نهرين على حدة، بل في كل الهلال الخصيب والشرق الأوسط عموما وللتأكيد على ذلك ما عليك أن تقرأ ما جاء عن شعبنا الآشوري وعلى لسان أستاذين سوريين واللذين ترجما كتاب " عظمة آشور/ THE MIGHT THAT WAS ASSYRIA " وهما كل من الأساتذة خالد أسعد عيسى وأحمد غسان سبانو، للكاتب المستشرق الذائع الصيت " هاري ساغز".
ومن المعروف وبدون أي شك، أن الشعوب لها لغة وليس من المعقول أن شعبا كشعب آشوري أو أي شعب أن يولد " أبكما " كي يختار لغة الاخرين كما يحلو لك تمرير هذه النظرية الخاطئة هذا من جهة ومن جهة أخرى قد تعوض بعض الشعوب الضعيفة بلغة الغالب كما حصل أن العرب فرضوا لغتهم على معظم الشرق الاوسط ومن ضمنهم آراميوك ونفس السيناريو حصلت لشعوب قوية اخرى مثل الإنكليز والإسبان والفرنسيين وغيرهم كثيرون الذين فرضوا أو للضرورة اتخذت لغاتهم الشعوب المحكومة. كما انه قلما تجد شعبا ضعيفا الى درجة لم يستطع أن يوحد صفوفه في تاريخه الطويل رغم كثرة عدده مثل الشعب الآرامي، كي يفرض لغته على الآخرين وكأنك تقول " الأيرلنديون " فرضوا لغتهم على الإنكليز وهي فرضية خاطئة، ولكن الذي حصل هو العكس.
الباحث هنري بدروس كيفا:
اولا - الشعب الأشوري القديم كان يتكلم اللغة الأكادية و كان يسميها اللغة الأكادية ، اما إخوتنا من السريان المشارقة فهم يتكلمون اللغة السريانية و إسمها العلمي كان و لا يزال " اللغة السريانية الأرامية".
آشور بيث شليمون:
من المعلوم، أن شعوب الهلال الخصيب جميعها كانت لغتهم واحدة، والتي عرفت من قبل المستشرقين ب" السامية " وبالإضافة الى ذلك كان هناك أخذ ورد بينها وعلى سبيل المثال عندما الدولة الأكادية استخدمت في الكتابة الإصطلاحات السومرية، الشعوب الأخرى والمحيطة فعلوا نفس الشيء وعلى سبيل المثال البابليون الآشوريون، الإبليون والعموريون والكنعانيون/ أوغاريت.
اما بالنسبة للغة الآرامية، التي ظهرت لاحقا لقد استخدمت الكتابة السينائية أي الكنعانية وهم بدورهم عرفوها لشعوب الجوار وعلى سبيل المثال شعوبنا البابلية والآشورية والكلدانية . وبما أن هذه الثورة الكتابية أي " ألفبائية الجديدة " الكنعانية وصلت في وقت كانت الأمبراطورية الآشورية والبابلية الجديدة قد سقطتا وكل ما يمكن قوله في هذا الصدد ليس بالمستبعد كانت هناك محاولات لتعويض الكتابة المسمارية بها . كما أنه تلك الشعوب لم تتكلم بالآرامية وهنا أكبر شاهد على ذلك انه للآن لم يظهر كتابات آشورية ذات قيمة بهذه اللغة المزعومة وكل ما وجد في نينوى كان مكتوبا باللغة الآشورية والكتابة الإسفينية/ المسمارية والتي اجدادنا أسموها " ܟܬܝܒܬܐ ܟܘܡܪܝܬܐ " . وإذا كان بحوزة المدعين بكتابات آرامية للآشوريين ليتفضلوا بها للملأ وإلا رجاء عدم التشبث بها والتي لن تخدم إلا التشويش، وزد على ذلك كما قلنا حتى الآراميين أنفسهم لم يجدوا الدارسين والمستشرقين في اللغة الارامية المادة الكافية لتقييمها ووضع قواعد لها .
أما بالنسبة للغة الآرامية، أنه ظهرت هناك لهجات لا حصر لها وكل واحدة نوعا ما تختلف عن الأخرى حتى كتابيا، وبالإضافة الى ذلك ليس هناك كتابات كافية حيث بإمكان الفرد حتى أن يتعرف على قواعدها الكتابية ما عدا عدة أسطر على قبور الموتى هنا وهناك أو أشياء بسيطة ومختصرة للتمكن دراستها وهذا ما جاء به مدرس اللغات السامية في مصر الأستاذ أ. ولفنسون. أما بالنسبة للغة " السريانية " فهي لغة حديثة قامت على أنقاض اللغات السامية في الهلال الخصيب حيث كانت " المسيحية " و " الكتابة السينائية " عاملا موحدا لها .
والخلاصة، قبل هذه الوحدة اللغوية، كانت لغات الشعوب المنوه عنها في الهلال الخصيب تحتفظ بأسمائها المحلية ولكن بعد القرون الأولى للمسيحية فقدت هويتها كي تندمج في اللغة الجديدة " السريانية " وبناء على ذلك من الأفضل وأكثر دقة عندما التحدث اليوم لغويا، الأفضل لشعوبنا الإستخدام " السريانية " ولا التسميات المحلية الأخرى وأفضل تأكيد على ما أقول لو ان اللغة الآرامية هي " السريانية الآرامية " هل بوسع هؤلاء دعاة اللغة الآرامية أن يشرحوا لنا لماذا يحاول سكان معلولا البحث عن آلية الكتابة في وقت أصحاب اللغة الآرامية هذه وفي هذه الحاضرة الآرامية اليوم في حيص بيص؟ لا يعرفون ماذا يعملون أو لماذا يقف دعاة الارامية الجدد مكتوفي الايدي حيال هذه الأزمة التي تمر بها معلولا قلعة اللغة الارامية اليوم؟ على كل إذا كان بوسع البعض القول " السريانية الآرامية " إذا، ما الذي يمنع كآشوري أن أقول " السريانية الآشورية " أو " السريانية الكنعانية " الخ ...!
الباحث هنري بدروس كيفا:
ثانيا - إسم الشام و شمأل لا يوجد اية علاقة بين الإسمين : تسمية بلاد الشام هي تسمية عربية إنتشرت بعد دخول العرب الى سوريا و التسمية سمأل الآرامية قد إندثرت بعد إحتلال الأشوريين للممالك الآرامية في نهاية القرن الثامن قبل الميلاد . لا يجوز ان نطرح نظريات بدون نصوص تلقي الضوء على الأحداث او التسميات الجغرافية . آشور بيث شليمون:
إن هذا القول بالأصل ليس لي بل مأخوذ من مؤلف كتاب اللغات السامية ومدرسها في مصر الأستاذ " أ. ولفنسون " ولكن لست جازما يمكن أن تعني " الشمال " .
الباحث هنري بدروس كيفا:
ثالثا - اللغة و الأبجدية الآرامية في سمأل . لقد ترك لنا الآراميون نقوش عديدة في سمأل : النقوش القديمة من القرن العاشر قبل الميلاد كانت باللغة الكنعانية المتأثرة باللغة اللوفية . اما نقش بر ركب فهو باللغة الآرامية و الأبجدية الآرامية و ليس " لهجة آرامية قديمة " كما ذكرت .لقد أسس الآراميون عدة ممالك في سوريا القديمة و الجزيرة ( بيت نهرين) و كان لكل مملكة ابجدية آرامية مختلفة قليلا عن بقية الممالك و لكن اللغة الآرامية هي واحدة !
آشور بيث شليمون:
نعم، هناك من يدعي ذلك، ولكن هناك من يربط هذه المملكة بالكنعانيين ومن ثم البعض وأنت منهم يظن أن تدمر " آرامية " شيء لم يقله احد كما انهم كتبوا ابجدية مغايرة وحتى لغويا حيث مليئة بالعبارات اللغة الرومانية الخ .
هنري بدروس كيفا:
رابعا - سوريا كانت آرامية بسكانها و حضارتها .
لقد إشتهر الآراميون بصمودهم ضد المحتلين الأشوريين و قد أسس الآراميون عدة ممالك مستقة منذ حوالي 1200 قبل الميلاد . بعض ملوك الآراميين - مثل بر ركب - قد تحالفوا مع الملوك الأشوريين للمحافظة على ملكهم . إن تعبيرك " يتضح من هذا النقش أن أسرة بر ركب كانت تحكم منطقة شمأل التي كانت من المناطق الشمالية لسوريا الآرامية تحت السيطرة العامة لملوك آشور" بحاجة الى بعض التوضيح فإن إحتلال الأشوريين للممالك الآرامية قد تم في نهاية القرن الثامن و لم يدم إلا حوالي 120 سنة !
آشور بيث شليمون:
مع احترامي الكبير لك، شخصيا لا تستطيع تاريخيا، ومنطقيا وأخلاقيا أن تعمم " الآرامية " على سوريا، لأن التسمية السورية جاءت من التسمية اليونانية لكل الهلال الخصيب " آشوريا، أسوريا Assyria " في البداية كتسمية جغرافية نظرا للهيمنة الآشورية، ولكن سرعان ما غدت التسمية الحالية " سوريا " لسوريا المعروفة الكبرى والتي تضم لبنان، فلسطين والأردن أيضا. لذلك لا يجوز أن تطلق او تفرض الآرامية على شعوب هذه المنطقة التي كان سكانها من الكنعانيين، الفينيقيين، الإبلويين، العموريين والعمونيين والعبرانيين. بفعلك هذا تنهج الأسلوب العروبي الشوفيني لا غير !! أما إذا كانت حجتك انه هناك " آراميون " هناك الآخرون يقولون هناك " الفينيقيون، الكنعانيون، العموريون، والعبرانيون والإبليون/ إيبلا " أيضا.
والخلاصة، يمكن أن يكون ممالك عدة لهذه القبائل المبعثرة الآرامية ولكن خلاصة القول لم يكن لها دور حضاري مرموق في المنطقة وكل ما هو معروف عنهم هو من الحوليات الآشورية أنهم عناصر مخربة حتى بابل قبلت " الإنتداب الآشوري " لحمايتها من القبائل الآرامية والكلدانية . ومن ثم لا يمكن ان تفرض نظريات من العدم، حيث كل من يستشهد عن الآراميين والكلدانيين وغيرهم يعود الى حوليات ملوك الآشوريين، إذا كان الآراميون الشعب الوحيد في الهلال الخصيب، هل تدلني ما تركوه من إنجازات وما قالت حولياتهم ؟! طبعا الجواب سلفا لا شيء في وقت مع الأسف يحاولون محو وحذف وجود شعبنا الآشوري .
وأفضل تشبيه للجموع الأرامية هو حضور القبائل العربية اليوم الذي حل محلهم من الشمر، الجبور، العنزة، الطي وغيرها. فكما هذه العشائر ليس لها دورا رياديا في سوريا كذلك كان شأن الآراميين مع كل احترامي.
الباحث هنري بدروس:
لقد إستطاعت القبائل الكلدانية الآرامية ان تبعد الأشوريين من بلاد أكاد سنة 625 ق.م ثم القضاء عليهم بمساعدة الميديين سنة 612 ق.م لقد صبغ الآراميون سوريا القديمة بحضارتهم و لا تزال الاسماء الجغرافية للمدن و القرى تشير الى أجدادنا الآراميين . آشور بيث شليمون:
كما هو في الكتاب المقدس كل الدول مهما تكون عظيمة نهايتها السقوط، إلا مملكة الرب حيث لا يقوى عليها أحد. لذلك، نعم الأمبراطورية الآشورية سقطت ولا بد أن يكون هناك عوامل، ولكن الآراميين رغم تحايلهم دوما حيث وقفوا مرة مع الميديين والكلدانيين، سرعان ما انقلبوا عليهم كي يكونوا في حلف الفارسي الذي أسقط " بابل " هي الأخرى . ولكن المهم، أن الشعب الآرامي لم يلعب دورا هاما كما قلنا ولم يكن له حتى ذكر في عهود اليونان والرومان اطلاقا . إن الرومان إذا ذكروا " سوريا " والذي كانوا يعنون به سوريا الكبرى ولا بلاد آرام ، وأفضل مثل على ذلك أن الإحصاء الروماني كان في اقليم سوريا الذي كان يضم فلسطين . أما أسماء المدن والقرى يمكن أن تكون آرامية والنفس الشيء في بلاد آشور وبيث نهرين كانت أسماء المدن والقرى بابلية، آشورية وسومرية.
كلمة ختامية:
إنني أكتب بقدر كبير من الدقة والحفاظ والتمسك بالحقائق كما أراها، وبصدر رحب أحترم كل ناقد كي يقول ما يحلو له. ولكن أرفض الوصاية وفرض الأفكار على الآخرين، وإذا كان الأسلوب هذا يدل علي شيء فيعني عدم احترام الآخر حيث هم لهم الحرية أيضا التعبير عما يرونه مناسبا وإن كان هناك من لا يوافقهم في الرأي كونهم هم لا يوافقون معهم .
آشور بيث شليمون _______________________________
56
الباحث هنري بدروس كيفا، مزور للتاريخ
آشور بيث شليمون
" إن كنت أتكلم بألسنة الناس والملائكة ولكن ليس لي محبة فقد صرت نحاسا يطن وصنجا يرن . وإن كانت لي نبوة وأعلم جميع الأسرار وكل علم وإن كان لي كل الإيمان حتى أنقل الجبال ولكن ليس لي محبة فلست شيئا . " رسالة بولس الأولى الى أهل كورنثوس ، الأصحاح 23: 1-2
توطئة:
شخصيا، لا اعرف هذا الشخص إلا من خلال كتاباته التي يحاول فيها دائما تشويه تاريخ الهلال الخصيب حيث عنده ليس هناك شعب باق الى اليوم ما عدا شعبه الآرامي، وباقي الشعوب اصحاب الحضارات القديمة الرفيعة والحضارة الآشورية مثالا لا وجود لهم في رأيه إذ انصهروا في آرامييه الذين لم يكونوا يوما حتى دولة وشعبا موحدا.
نحن، لا يهمنا ما يقوله إذ هو حر، ولكن الطامة الكبرى أنه في كثير من الأحيان يحاول فرض آراءه على الآخرين وهذه ظاهرة تكاد تسود معظم كتاباته مع الأسف الشديد. وليس ذلك فحسب، بل حتى يحقد لكل ما هو آشوري بدون أن يعلل الأسباب عدا رفضهم آراميته، في وقت هو وكل الذين يرفعون رايات الآرامية يرضخون، بل مع احترامي ينبطحون للذين قضوا على آرامييه مع شعوبنا في الهلال الخصيب ܚܟܝܡܐ ܪܡܙܐ ܣܦܩالأخرى لغويا وتراثيا !!
والجدير بالذكر، لأي ملاحظ سيكشف مدى انحيازه وتعصبه للآراميين، إذ كل ما يفيده في دعم قضيتهم ولو كانت خرافة فهي عنده حقيقة، والتي تخالفه وإن كانت صحيحة فهي غير صائبة ويحاول حتى وضعها في قالب كما يناسبه.
الآشوريون لم يتكلموا الآرامية:
من المعروف أن التوراة فيها كثيرا من الأحداث التاريخية، ولكن ثبت للدارسين والباحثين معا أنه هناك أشياء غير صحيحة ومنها فيما إذا صحت نظرية التوراة على سبيل المثال الانساب البشرية، أي أولاد نوح. فالتوراة تذكر أولاد سام الذي هو ابنا لنوح ( راجع سفر التكوين والأصحاح العاشر، العدد 22 ) ، وهم : (عيلام ) وآشور وأرفكشاد و( لود ) وأرام. إذ الأسماء بين قوسين هي غير سامية أصلا وفي نفس الأصحاح، العدد 6 هذا نصه : وبنو حام كوش ومصرايم وفوط و( كنعان ) . كذلك الأمر هنا خطأ آخر في اعتبار – كنعان – من الأصل الحامي ولكن الصواب هو أن كنعان كان ساميا.
كما انه هناك كذبة أخرى يريد دعاة وغلاة الآرامية المزيفة تمريرها على شعبنا ومن الكتاب المقدس نفسه ان شعبنا الآشوري كانت لغته آرامية وهاك النص حرفيا كما جاء على لسان المغفور له البطريرك جرجس شلحت ( يرجى مراجعة كتاب لغة حلب السريانية وعلى الصفحة 20-21 ) وهذا نصه : " ... وفيما يخص مملكة آثور، فقد جاء في سفر الملوك الثاني ( ملوك 2 : 18- 26 ) أن وزراء حزقيا الملك طلبوا الى قائد سنحاريب ملك آثور، أن يخاطبهم( بلغته ) الآرامية قائلين : خاطب عبيدك بالآرامية لأننا نفهم ... ) وكذلك جاءت قبله على لسان المغفور له المطران يعقوب أوجين منا أيضا في مقدمة صاحب دليل الراغبين في لغة الآراميين ، الموصل 1900 وهنا رجاء أطلب من القراء أن يفتحوا الكتاب المقدس ويستعينوا بسفر الملوك الثاني الأصحاح الثامن عشر ويقرأوا من العدد 26 لغاية 30 حيث نعم، اليهود طلبوا التحدث معهم باللغة الآرامية ولكن القائد الآشوري ضرب مطلبهم عرض الحائط ولم يذعن لهم بل مضى متكلما باللغة اليهودية إذ قال بالحرف الواحد: ثم وقف ربشاقي ( القائد الآشوري ) ونادى بصوت عظيم باليهودي وتكلم قائلا ، اسمعوا كلام الملك العظيم ملك آشور، هكذا يقول ..... وهنا أضيف تنويها هاما، إذ في كلا النصين ذكرا انهم طلبوا من قائد سنحريب ان يخاطبهم بلغته الآرامية، والحقيقة في النص كما هو وارد في الكتاب المقدس لا يوجد مفردة ( لغته ) فهي مضافة من عندهم، وما على القارئ العزيز أن يقرأ الكتاب المقدس كي يتأكد على صحة ما أوردته.
والآن تعالوا معا في جولة لما يقوله ويردده السيد الباحث كيفا:
لما عداوة الفكر الأشوري للمصادر السريانية ؟
إخوتنا من دعاة الفكر الأشوري يتجاهلون المصادر السريانية لعدة أسباب :
* السريان المشارقة النساطرة يدعون بالهوية الأشورية بعد هربهم من جبال حكاري الى العراق حيث إستخدمهم الإنكليز و تخلوا عنهم... في عام 1935
آشور بيث شليمون:
أنت مخطيء وجاهل، إذ دعاة الفكر الاشوري يعرفون المصادر السريانية جيدا، كما رجاء لا تحصر الهوية الاشورية في السريان المشارقة، فالهوية الآشورية تمتد الى إخوتنا اليعاقبة من الكنيسة الشقيقة الأرثوذكسية.
السيد كيفا :
, صدر ليوسف مالك كتاب بالإنكليزية هو " الخيانة البريطانية للآشوريين " , جاء فيها : "
رغم أن الآشوريين يمثلون " أمـة " واحدة , وإنهم الورثة الحقيقيون للإمبراطورية العتيدة , إلا أنهم منقسمون مذهبياً إلى خمس طوائف دينية… هي النساطرة – الكلدان – السريان الكاثوليك – الموارنة – اليعاقبة " .
السريان النساطرة يعتمدون على طروحات تاريخية مسيسة تدعي زورا أنهم أشوريين .
المصادر السريانية النسطورية تثبت لنا زيف الفكر الأشوري لأن السريان النساطرة كانوا يفتخرون بجذورهم السريانية الآرامية !
آشور بيث شليمون:
بالعكس، إن المصادر السريانية والآرثوذكسية تدعم وتؤكد على آشوريتنا وما عليك – ولكن للأسف انت أمي في اللغة– ان تقرا أشعار العلامة كيوركيس وردا الأ ربيلي ( ؟ - 1225 ) كيف يذكر آشور والاشورية بكل فخر ومن ثم قم بزيارة الكنائس الأرثوذكسية حيث بواباتها مزينة بالإسم الآشوري النبيلّ، وهذا غيض من فيض. وإذا كان هناك من له طروحات تاريخية مسيسة هم من أمثالك يا صاح!!
السيد كيفا :
*السريان المغاربة يعتمدون على " رواد النهضة القومية " و ما يعرف بمدرسة نعوم فائق القومية : مع أن الأستاذ نعوم فائق لم يكتب دراسات تاريخية حول السريان و بالرغم أنه عالم لغوي خلط بين التسميتين السريانية و الأشورية فإن بعض السريان ينكرون تاريخ أجدادهم و هويتهم الآرامية بحجة أنهم أوفياء و أمينين لمدرسة فائق القومية !
آشور بيث شليمون:
إن محاولتك البائسة التعيسة والمسيسة في تقسيم أمتنا الآشورية لن تخدع أحدا إلا نفسك المريضة، فنحن شعب واحد، لا مشرقي ولا مغربي ورواد النهضة القومية الآشورية أدرى منك في كل الأمور حيث أنت لست سوى رجل حاقد وحسود لا تعرف اللغة التي تدافع عنها وحسب مواصفاتك بالذات، ونصيحتنا هي ان تذهب الى إخوتك وبني قومك الآراميين في معلولا فهم بانتظارك لتخلصهم من الحيص والبيص الذي هم فيها!!
السيد كيفا:
*كل من يطلع على المصادر السريانية يجد أن السريان المشارقة) الكنيسة الكلدانية و الأشورية اليوم) و السريان المغاربة كانوا بكل وضوح يؤمنون بالهوية السريانية الآرامية: اللؤلؤ المنثور لقداسة البطريرك افرام برصوم أو كتاب أدب اللغة الآرامية للأب المؤرخ ألبيرأبونا...
آشور بيث شليمون:
من المعروف ان سكان شمال بيث نهرين هم آشوريون جنسا وتاريخا وأرضا ومع احترامنا الكبير لقداسة البطريرك وما جاء في كتابه، إن الحقائق التاريخية مدعومة بالوثائق المصورة أنه كان عضوا بارزا في الوفد الآشوري لمؤتمر السلام عام 1919 في مدينة باريس ( صورة للمغفور له البطريرك أفرام برصوم لدى مدير سما القامشلي ) ، أما ما يرويه في كتابه لا شأن لنا فيه فنترك ذلك للتاريخ ليحسم في الأمر.
أما بخصوص ما كتبه الأب البير أبونا فهو مع احترامنا الكبير له لقد شوه التاريخ وشوه نفسه بالذات لعدم المصداقية في كتاباته وما على القارئ العزيز أن يقرأ ما كتبنا عنه بهذا الخصوص وموجود في كثير من المواقع وخاصة موقع سما القامشلي.
السيد كيفا:
*الدكتور أسعد صوما الأمين للمصادر السريانية ذكر في محاضرة له أن التسمية الأشورية في قاموس حسن بن بهلول تعني الأعداء!
و بدل أن يتحقق دعاة الفكر الأشوري المزيف من صحة هذه الفكرة و معرفة لما المصادر السريانية كانت تستخدم التسمية الأشورية كلفظة غير مستحبة فإنهم فضلوا إتهام العالم حسن بن بهلول صاحب أهم قاموس سرياني من القرن العاشر الميلادي بأنه " عربي يكره الأشوريين "
آشور بيث شليمون:
مع احترامنا للدكتور أسعد صوما أسعد، وكل ما نعرفه عن هذه العائلة الكريمة انها تحترم آشور والآشورية حيث معظم أولادهم يحملون التسمية الآشورية النبيلة وهذا يكفينا فخرا. ولا يهمنا ما تعني التسمية الآشورية في قاموس حسن بن بهلول، فالآشوريون معروفون ولا ينقصهم او يزيدهم فخرا ما يقوله حسن بن بهلول وشركاه، ولكن كل ما نعرفه – طبعا انت لا تعرف ولن تعرف كونك أمي في اللغة – انه لا يوجد قاموس بين القواميس العديدة في لغتنا التي تفسر " الآشورية " بالعدو .
كما الجدير بالذكر أني شاهدت هذا القاموس منذ أكثر من 35 سنة إذ وجدت فيه الأخطاء الجسيمة واحداها ، يعرف " السريان " بالنبط . ..............
وفي مقال آخر تحت عنوان " الفكر الآشوري المزيف – الصحافي فريد نزها والهوية الاشورية ... " وأدناه يعرض السيد كيفا الأسباب حيث ستجدون تعليقي على كل سبب بذاته - قبل التعليق احب ان أشير الى أن بعض الآراميين يتضايقون عندما ارد على اصحاب الطروحات المزيفة و مع انني غير متعمق في " فكر" الصحافي فريد نزها و لا اعرف اذا كانت له دراسات تاريخية حول هويتنا السريانية التاريخية فإنني سأصحح طروحات الصحافي نزها التاريخية و ذلك للأسباب التالية : ا - السريان لا يدافعون عن هويتهم التاريخية و يتفرجون على بعض المتطرفين الذين يحولون البطريرك افرام برصوم الى"خائن" و عربي و هو من اهم علماء الكنيسة السريانية الأرثودكسية . آشور بيث شليمون: إننا كقوميين آشوريين لا نخلط الدين والمذهب في القضايا القومية، وفي هذه الحالة " السريان " تعني مسيحيو الهلال الخصيب عموما وهم عبارة عن مجموعة الشعوب المعروفة القديمة من : كنعانيين، فينيقيين، عموريين، إيبلويين، آراميين ، آشوريين، بابليين وكلديين. هذا من جهة ومن جهة أخرى ليس هناك من يحول المغفور له بخائن وهو كان حتى عضوا في الوفد الآشوري لدى مؤتمر السلام في باريس عام 1919 كما ذكرنا. السيد كيفا: ب - " الخائن" و الناكر لهويته التاريخية هو الصحافي فريد نزها الذي تطاول على البطريرك برصوم فحرمه من الكنيسة . آشور بيث شليمون: إن الصحافي فريد الياس نزها ليس بخائن ولم يتطاول على البطريك . فحري بك أن تفحص وتدقق في الأمور قبل ان تطلق العنان ليراعك وتوصف أكبر شخصية آشورية تاريخية بالخيانة. ما هي الخلفيات لهذا الحرم من قبل غبطة المغفور له مار أغناطيوس افرام الأول؟ قبل كل شيء، كلنا نعرف أن غبطته كان من المشاركين في الوفد الآشوري لمؤتمر السلام في باريس عام 1919 ولا نعرف ما هي الأسباب بالضبط التي دفعت البطريرك بإحياء الماضي الأسود الذي كانت تسوده الأحقاد والضغائن حول المسائل التي هي فوق قدرتنا البشرية للتحكم فيها حيث أخذ كل طرف من كنيستنا المنقسمة يتهم الآخر بالهرطقة بيمنا هو الذي يقف على الإيمان المسيحي الصحيح القويم وذلك باصداره بيانا في حق الكنيسة النسطورية والبيان هذا أكثر من صفحتين كما يقال – نشر الغسيل – وهذا بعضا مما جاء تحت عنوان النتيجة: " إن النساطرة أتباع شيعة هرطوقية تحرمها كل الملل المسيحية الشرقية والغربية وتتجنبهم وخصوصا البيعة الأرثوذكسية التي حرمت وتحرم نسطور وأصحابه ......وكل كاهن أو مطران يحرم نسطور في دستور الإيمان الذي يقرره يوم رسامته. فلا يجوز لأحد من المؤمنين مخالطتهم في الروحيات أو أن يسمع كلامهم أو يشترك معهم بالصلاة أبدا. حمص في 13 حزيران سنة 1947 بطريركية السريان الأنطاكية ( الخاتم ) وعندما استلم المغفور له الصحافي فريد الياس نزها هذا البيان حيث علق عليه بكلمة تحت عنوان " أمسيحية هذه؟ وهي عبارة عن صفحتين وعبر عن استيائه وخيبة أمله حيث ستجدونه في المجلة ( الجامعة السريانية – الجزء 7، 8 لشهري تموز وآب 1947 الصفحات 179- 185) كما من المعروف أن المغفور له البطريرك اغناطيوس أفرام الأول كان قد حرم الصحافي فريد نزها نفسه، حيث يبدو أن قداسته تسعده إصدار الحرمان وذلك عام 1940 ولكن شكرا للبطريرك كلي الطوبى إبن نينوى البار مار أغناطيوس يعقوب الثالث حيث رفع الحرمان عنه استنادا للرسالة الرعوية والمؤرخة في 18 تشرين الثاني 1957 حيث أبلغ القرار الى الكنائس السريانية في الأميركيتين بتاريخ 20 كانون الثاني الذي أتلي في الكنائس. السيد كيفا: ج - اخوتنا من السريان المشارقة الذين يؤمنون بالهوية الأشورية يرددون إننا جميعا ننتمي الى شعب واحد و لكن بتسميات مختلفة. و يحاولون إقناع السريان بأن التسمية السريانية مشتقة من الأشورية و بالتالي السريان أشوريون ! آشور بيث شليمون: نعم ولكن بتسميات - مذهبية - مختلفة وجميعا آشوريون قوميا في الحيز الجغرافي الآشوري – شمال بيث نهرين. ثم نعم التسمية السريانية مشتقة من الآشورية مهما طبل وزمر البعض كي يعوضها بما في خياله من هلوسة وكذلك لا يعني أن كل سرياني آشوري. فالفينيقي ، الكنعاني، العموري، الإيبلي والآرامي ليسو بآشوريين. هنا من أهم المصادر التي تثبت أن الإسم السرياني والسوري مشتق من الآشوري حيث يتمكن الفرد من الإطلاع وهو عبارة عن أطلس للعالم اليوناني والروماني: BARRINGTON ATLAS OF THE GREEK AND ROMAN WORLD, MAP- BY MAP DIRECTORY, VOLUME II EDITED BY RICHARD J.A. TALBERT PRINCETON UNIVERSITY PRESS AND OXFORD Copyright 2000- pages 1271, 1279, 1325 السيد كيفا: د - السريان الذين يؤمنون بالهوية الآرامية عليهم أن يصححوا الطروحات التاريخية التي يرددها إخوتنا الذين يؤمنون بالتسمية الأشورية إستنادا الى براهين غير علمية . آشور بيث شليمون: الأجدر المؤمونون بالآرامية أن يصححوا طروحاتهم فيما إذا يؤمنون بالقومية الآرامية، لماذا حشك " السريانية " في الموضوع في وقت السريانية كما قلنا ونقولها على الدوام تجمع كل الشعوب القديمة في الهلال الخصيب وليست وقفا على الاراميين وحدهم، ام لأن دعاة الآرامية يدركون خطورة الأمر حيث بدون " السريانية " هم مفلسون !! تنويه هام: لنرى من هم المزيفين ، السيد كيفا اقتبس نصا مما كتبه المرحوم فريد نزها تحت عنوان، " الأمة السريانية والإصلاح ، العهد الجديد يجب ان يكون عهد تفاهم وتكاتف " وفي آخر الصفحة 21 من مقاله هذا ( 19-22 ) : وضمن هذه التسمية السريانية الأصيلة باللغة الإنكليزية ( أسيريان / ASSYRIAN ) فهذه لا ولن يمكن تبديلها.. هذه القضية لا نشك أبدا ان غبطة بطريركنا الحالي سيقضي فيها بنظره الثاقب .ونحن نرى أن غبطته في مؤلفاته التاريخية يشهد بحقيقة الأصل بارجاعه نسبتنا الى الأرومة الأشورية البابلية. اما الباحث السيد كيفا فقد طمس وغض النظر عن الآتي والموجود بين النقطتين – أي بين كلمة تبديلها وهذه : (هذه البدعة ابتدعها البطريرك الفقيد فأثارت سخط الشعب واشمئزازه واعلانه مقاطعة البطريرك) وكذلك الآشورية البابلية في نهاية النص يجب ان تكون وفق ما جاء به الصحافي فريد نزها الآشورية الآرامية .
57
الهاجرية *
Patricia Crones & Michael Cook , HAGARISM , The Making of the Islamic World- CAMBRIDGE UNIVERSITY PRESS – LONDON 1977
ملاحظة: لقد استشهدت من هذا الكتاب كثيرا في مقالاتي وخصوصا عند الدفاع عن القومية الآشورية - آشور بيث شليمون ............... نبذة من هذا الكتاب بما يخص شعبنا الآشوري وفي بلاده الآشورية.
فقد اتسع العراق ليس لهوية إقليمية واحدة، بل لهويتين، هما الآشورية والبابلية. لقد عانت الثقافتان على حد سواء، طبعاً، من تدمير عنيف عند سقوطهما قبل الغزوات العربية بألف سنة: فكما حوّل نابوبالاسر والميديون آشوريا إلى «ركام وخرائب» عام 612 ق.م(64)، كذلك فقد دكّ أحشورش أسوار بابل، جرّد مواطنيها من أملاكهم وحوّل إلهها إلى سبيكة ذهبية وذلك بعد ثورة 482 ق.م(65). مع ذلك فقد بقيت الهويتان على حد سواء، الأولى تحت حماية درع مسيحي، والثانية تحت حماية درع وثني. كان هذا التقسيم غير العادي للعمل بين المسيحية والوثنية نتيجة الأثر المختلف للحكم الأجنبي على الإقليمين. فآشور، التي لم يكن لديها الثروة الخرافية ولا الأهمية الإستراتيجية التي لبابل، تركت وشأنها فعلاً من قبل الأخمينيين والسلوقيين(66) ؛ ولأن العالم الخارجي حكم عليها بالنسيان، فقد استطاعت أن تعيد تجميع ماضيها المجيد بنوع من الهدوء(67). وهكذا فحين عادت المنطقة إلى بؤرة التاريخ في ظل حكم البارثيين، فقد عادت بتعريف آشوري للذات، وليس فارسياً، بغض النظر عن اليوناني؛ أُعيد تجديد معبد آشور، وأعيد بناء المدينة(68)، وعادت إلى الوجود دولة خلافة آشورية على هيئة مملكة أديابين التابعة(69). وضع الساسانيون حداً لاستقلال هذه المملكة(70)، لكنهم لم يستبدلوا الحكّام المحليين بطبقة بيروقراطية فارسية: مع أن مكانتهم أُنْقِصت بحيث أصبحوا خدماً مطيعين للشاهنشاه، وبالتالي استمرت موجودة طبقة أرستقراطية وطنية(71). مع ذلك، ففي هذا الصدد، كان موقعهم في الدولة الفارسية غير مريح. ففي ظل حكم البارثيين راح الشاهنشاهات يطالبون بوحدة دينية ردّاً على الأهمية السياسية(72)؛ أما في ظل حكم الساسانيين فقد فعلوا ذلك على نحو منظم، وفرضوا بالتالي حقيقة فارسية على الهوية الآشورية. وطالما كان مستوى الإندماج متدنياً أُمْكِن تغطية هذا التنافر بمحاولات توفيقية(73)؛ لكن ما أن وضع الساسانيون الطبقة الأرستقراطية المحلّية في تماس أقوى مع البلاط الفارسي، حتى أُغْلِقت عيون الشبكة(74). وهكذا فقد عملت مَلَكية فارسية من أجل إله إثني في الشرق ما عمله إله إثني من أجل ثقافة يونانية في الغرب، تمسّك الآشوريون بنسبهم، لكنهم بعكس أقاليم الغرب لم يكن باستطاعتهم أن يتهرطقوا فحسب: فحتى زرادشتية هرطوقية ظلت من منظور مفاهيمي فارسية، لذلك كان الآشوريون بحاجة مقابل الفرس إلى ديانة مختلفة بالكامل(75). من ناحية أخرى، فحتى مسيحية أرثوذكسية ظلت مجرد يونانية بالتداعي، لذلك فمقابل الإغريق تبدو هرطقة ما وكأنها تفي بالغرض. وهكذا، بعد انعطاف عبر اليهودية، تبنى الآشوريون المسيحية ووجدوا هرطقتهم في النسطورية(76).
كان هنالك بالتالي نسختان متمايزتان عن المسيحية في الكنيسة النسطورية: فمن ناحية كنيسة آشوريا المحلية، وهي تأكيد شوفيني على هوية ريفية؛ ومن ناحية أخرى كنيسة فارس الحضرية والتي كان مركزها في بابل، وهي تأكيد كوزموبوليتاني على حقيقة أممية. لكن إذا أُمْكِن مقارنة كنيسة آشوريا في هذا الصدد بالكنيسة المصرية، فشوفينيتها أخذت شكلاً مختلفاً إلى حد ما. فقد احتفظت مصر بإثنية ولغة مميزتين لها ضمن طبقتها الفلاحية، في حين كانت طبقتها الأرستقراطية تنتمي إلى العالم الهليني الأكثر اتساعاً؛ آشوريا بالمقابل امتلكت طبقة أرستقراطرية مميزة لها، في حين شاركت العالم الآرامي الأكثر اتساعاً في إثنيتها ولغتها. وهكذا ففي حين كانت الشوفينية القبطية إثنية ولغوية، استدارت شوفينية آشوريا إلى ذكريات ماض مجيد. في هذا السياق فإن اهتدائين جاءا في الوقت المناسب أفادا في تنقية الملوك الآشوريين من سوء سمعتهم حيال الكتاب المقدّس. الأول هو سردانا، ابن سنحريب، الملك الثاني والثلاثون لآشوريا بعد بيلوس وحاكم ثلث العالم المأهول، والذي أذعن لرسالة يونان التوحيدية وشرّع صوم نينوى الذي أنقذ نينوى من الدمار(86) ؛ وبما أن الصوم أنقذ الآشوريين من غضب الرب في الماضي، فقد أعاد تشريعه سابريشو من كرخا دي بيت سلوخ لإنقاذهم من الوباء بعد ألف سنة(87).و الثاني هو إعادة تحرير نسخة اعتناق إيزاتيس الثاني الذي من أديابين اليهودية في نسخة اعتناق نارساي الآشوري المسيحية(88). كان هذا يعني أن الآشوريين كانوا موحدين قبل المسيح ومسيحيين بعده، والماضي بالتالي قاد نحو الحاضر دون أي شرخ. وهكذا فتاريخ كارخا دي بيت سلوخ يبدأ بالملوك الآشوريين وينتهي بالشهداء الآشوريين: سركون أسسه(89) والشهداء جعلوه «حقلاً مباركاً للمسيحية»(90). يشبه ذلك أنه في القرن السابع قبل المسيح وقف العالم كله مرعوباً من ساردانا(91)، وفي القرن السابع بعد المسيح احتل القديسون مكانه باعتباره «شمس آثور» و «مجد نينوى»(92). بالمقابل، فالكنيسة في بابل، لم تكن تمتلك فخار مصر اللغوي والإثني ولا فخار آشوريا التاريخي. وبالمقارنة مع مصر فقد حددوا هويتهم كأغيار(93) واستخدموا الفارسية والسريانية على حد سواء(94). وبالمقارنة مع آشوريا، فقد تخلّوا للوثنيين عن الماضي البابلي: فنمرود، الذي هو في آشوريا أحد الأسلاف من الملوك والذي كانوا يحتفلون بذكراه تحت أسماء القديسين المسيحيين(95)، احتُفِظ في بابل بمماثلته مع زرادشت(96) فأضحى إما مرفوضاً كمؤسّس للوثنية الفارسية(97) أو اُدْخل في حل استرضائي باعتباره المرشد الذي يوحى إليه والذي قاد المجوس في البحث عن المسيح(98)؛ لكنه في كلا الحالتين ظل غريباً. كذلك فبقدر ما أن التقليد الذي مثله ايشوداد المسيحي الذي من مرد يبدو مفصولاً بالكامل عن الماضي البابلي، رغم ضخامة تعاليمه، بقدر ما أن التقليد الذي يمثله ابن وحشية يبدو في علاقة حب كاملة مع الماضي البابلي، رغم ضخامة أخطائه. مع ذلك فقد اختلفت الكنيستان الآشورية والبابلية على حد سواء عن كنيسة مصر في توجههما الأرستقراطي؛ الأولى لأن هويتها الآشورية أُلْبِسَت ثوب أرستقراطية وطنية، والثانية لأن الإنفصال عن هوية وطنية سمح لها بقبول كامل للقيم الأرستقراطية الفارسية. وهكذا فنبلاء الكنيسة الآشورية هم الذين كوّنوها: التسلسل اللانهائي للفلاحين في أقوال آباء الكنيسة المصريين يفسح المجال هنا إلى تسلسل لا نهائي لعلّية القوم في أعمال الشهداء الفرس، وفي حين أن عليّة القوم المصريين لم يستطيعوا افتداء مكانتهم الدنيوية إلا بالمضي نحو المونوفيزية، فالمصادر النسطورية تطفح فعلاً بالإقرار الشرعي بالطبقة الأرستقراطية(99). إن خوف آشوريا على نمروداتها أو سنحاريباتها المحليين مقترن باجلالها الحضري للسلالة الملكية لأي سابا، يوحنان، أو غوليندخت(100)، والنساطرة بالتالي كانوا متوحدين في تقديرهم العالي للسلطة، الثروة، وللشهرة الدنيوية(101). والواقع أنه من حين لآخر كان تعصّب الشاهنشاهات يحول دون العمل في البلاط الملكي(102) ؛ مع ذلك فالأقطاب المحليون استطاعوا البقاء في السلطة، كما لعب العلمانيون دوراً بارزاً في الكنيسة النسطورية، أما الشاهنشاهات المتسامحون فقد كانوا يتلقون الخدمات الطوعية لمواليهم المسيحيين(103)؛ من بين كل العلمانيين نجد يزدين الكركوكي الموظّف الأميري المسؤول عن الضرائب والجزية والغنائم لخسرو الثاني، والذي كان مبجلاً باعتباره «المدافع عن الكنيسة بطريقة قسطنطين وثيودوسيوس» (104). وهكذا فالنساطرة كانوا متشابهين في اتحاد موقفهم من الملك الفارسي: فالجميع قبلوا بالتفوق السياسي للإمبراطورية الفارسية، وحتى الآشوريين لم يكن باستطاعتهم أن يأملوا بإعادة إحياء سنحاريبية؛ لكن ما أثار حنقهم كان تعصب الزرادشتية الإثني، لذلك فقد كان هدفهم هداية الشاهنشاه إلى المسيحية وليس الإنفصال عن حكمه(105). كأعضاء في كنيسة أرستقراطية كان النساطرة يختلفون أيضاً عن الأقباط في امتلاكهم لثقافة علمانية غنية: فتقديرهم الرفيع للسلطة الدنيوية كان مقترناً بتقديرهم الرفيع للعقل البشري،وهي مسألة صادق عليها اللاهوت النسطوري. كان مرجعهم الرسمي، وهو ثيودوروس المصيصي، يعرف بالطبع عقيدة سقوط آدم التقليدية، والتي ترى حالة الخلود والمباركة الأولى قد عُطِّلت بالإثم وأفسدت على نحو تصاعدي وذلك حتى العودة الدرامية للنعمة مع الموت الخلاصي ليسوع. لكنه كان يعلّم أيضاً عن عقيدة أخرى تحكي عن حالة نقص أوّلية تقدّم الإنسان منها في ظل الهداية الإلهية حتى أُعيد اكتساب الخلود مع قيامة المسيح الأمثولية(106). وهكذا فقد أكدت العقيدة الأولى على حاجة الإنسان للنعمة، في حين أكدت الأخرى على قدرته على مساعدة ذاته: إذا كان للتوجيه الإلهي أي تأثير فالإنسان يجب أن يكون بالضرورة قادراً على التمييز بين الخير والشر وأن يعمل بما يمليه عليه عقله، ولذلك يجب أن يكون الشر فعلاً للإرادة وفعلاً ضد المعرفة الخيّرة(107). هذا الرأي الثاني هو الذي اختاره النساطرة، وإذا لم يمضوا في طريقهم نحو البيلاجية(108)، أو يختزلوا الفداء إلى مجرد رمز لخلود مستقبلي(109)، فهم حتماً عظّموا العقل على حساب النعمة(110). لقد أدى امتلاك التفكير العلماني لملاذ آمن اجتماعياً وعقائدياً إلى أمرين بالنسبة للثقافة النسطورية. أولاً، في حين كانت الكنيسة القبطية ريفية جلفة، كانت الكنيسة النسطورية أكاديمية. بل إن أكثر ما يلفت النظر في المسألة، هو أنها دشنت واحدة من مدارس اللاهوت التي لا علاقة لها بالأديرة القليلة العدد في الشرق الأدنى وذلك حين هاجرت مدرسة الرها إلى نصيبين(111)، ونصيبين بدورها أوجدت سلسلة مدارس أخرى أصغر منها حجماً؛ كذلك فقد دشنت مدرسة ثانية مع استقرار سجناء الحرب في جنديسابور(112). وبشكل عام فقد تكرّر تأسيس المدارس الواحدة تلو الأخرى في حياة وجهاء النساطرة، والقليل من الأديرة كان دون مدرسة (113). ثانياً، في حين رفضت الكنيسة القبطية الفكر اليوناني باعتباره فكراً وثنياً من الناحية الأخلاقية، فقد أضفت عليه الكنيسة النسطورية صفة شرعية باعتباره مسيحياً جاء قبل أوانه. لأنه لم تكن ثقافة آشورية تلك التي كانت تُعَلَّم في المدارس الآشورية: الإفقار الثقافي في آشوريا لم يكن أقل انتشاراً من الإفقار الثقافي في مصر، وكما كان الإرث المصري في الأدب القبطي محدداً بمقولات من القصص الشعبي، كذلك تماماً كان الإرث الآشوري في الأدب المسيحي محدداً بأحيقار، وزير الملوك الآشوريين(114). لكن بعكس الفلاحين المصريين، استطاعت النخبة الآشورية استعاضة ما فقدته بالحقائق الشاملة للفلسفة اليونانية. فهم لم يترجموا الفلاسفة فحسب بل مجّدوهم(115)، وفي الوقت المناسب صار النساطرة ماهرين في الفلسفة بما يكفي لأن يصدّروها إلى العرب من جديد(116). في الوقت ذاته فإن مصير الرهبنة عند النساطرة كان بالتالي مختلفاً عن مصير الرهبنة بين المونوفيزيين. فقد بدأت مسيحية مابين النهرين كحركة رهبانية وفق الأنموذج السوري، مع كنيسة أبرشية مكّونة من «أبناء العهد»(117) المنذورين. لكن كما وجد القبط أن باستطاعتهم أعادة بناء مصر المقدسة في الصحراء، كذلك تماماً وجد الآشوريون أن باستطاعتهم إعادة خلق صورة لنظام حُكْمهم حول طبقتهم الأرستقراطية. لذلك يبدو مفاجئاً، أن النظام النسكي قد استؤصل بالفعل، وذلك مع تبني العقيدة النسطورية: لم يبق من «أبناء العهد» إلا الاسم(118)، فألغيت عزوبة رجال الدين(119)، ولم تعد الرهبانية تحظ بالتشجيع(120). بالمقابل فحين عادت النسكية في نهاية الأمر، كانت في شكل جديد ومختلف. وكما في مصر، فقد نُظِّمت الرهبانية وفق الأنموذج الباخومي؛ مع ذلك فمقارنة بمصر كان الرهبان لا يمثّلون سوى مرحلة إعدادية في المسيرة الروحانية. وكما في سوريا، فإن النساك هم الذين حافظوا على فخار المكان؛ مع ذلك فمقارنة بسوريا كان سبب وجودهم إيفاغرياًEvagrian (121). وهكذا لم يكن لدى العراق كيبوتزيم: لم يكن النساطرة ينفرون من السكن في الصحراء، لكنهم كانوا يفعلون ذلك بسبب العزلة التي تصاحب هذا السكن، وليس كي يزرعوا الزهور في الرمال. لكن بالمقابل، لم يكن لدى العراق قديسون عموديون: فالنساطرة لم يكرهوا إماتة الجسد، لكنهم كانوا يفعلون ذلك ليعفوا أنفسهم من الخدمة الكهنوتية المرهقة بسبب متطلباتها التي لم يكن لديهم لها وقت ولا تفكير لأنهم كانوا يلاحقون الرؤيا السرانية لله، وليس لمعاقبة الجسد على خطاياه(122). بالمقارنة مع مصر وآشوريا فإن إقليم سوريا المتشظي لم يمتلك قط لا هوية ولا هويتين، وعوضاً عن ذلك كان مشكّلاً من مجموعة وحدات دقيقة سياسية، إثنية ودينية. ما من أحد كان يتذكّر في مصر تلك الأيام التي كان فيها لكل ولاية ملك، أما اللقب الفرعوني فلا يُذكّر إلا بأن البلد كانت ذات يوم مملكتين؛ بالمقابل ففي سوريا كان الجميع يعرفون أنه، قبل أيام أغسطس، كان لكل مدينة، وعملياً لكل قرية، ملكها الخاص بها(123). كذلك فقد كان لمصر اثنيتها الوحيدة والفريدة، لكن سوريا كانت مقسّمة بين الفينيقيين، الآراميين، اليهود، الكنعانيين، العرب، إلخ؛ وفي حين كان لمصر ديانتها الوحيدة والفريدة، كانت تعددية الملوك المحليين في سوريا مقترنة بتعددية بعليم (جمع بعل)محليين. إن تأثير الغزو الغريب على مجموعة الهويات ذات النطاق الصغير هذه كان مدمّراً. فمن ناحية لم يكن ثمة فرعون سوري للأنباط أو لزنوبيا كي يستردوه، أو للسلوقيين وللرومان كي يرثوه؛ وحب الهلينية بالنسبة للإثنين الأولين يقترن بفشل الإثنين الآخرين في إدامة أي بنىً سياسية محلية(124). ومن ناحية أخرى لم يستطع الغزاة ترك الريف وشأنه. وبعكس البطالمة الذين استطاعوا حكم مصر باسكندرية ضد ممفيس وبطليماس ضد طيبة، كان على السلوقيين أن يبنوا مدينة لكل ملك مدينة؛ وحين استطاعت الهوية الوطنية لمصر أن تهدّد باستيعاب اليونانيين، لم تستطع إثنيات سوريا الوطنية سوى أن تخسر كياناتها الفردية لتبزغ كإثنية آرامية مقابل اليونانيين. وهنا كما هناك، حافظ الكهنة على وجودهم. لكن بسبب السمة المتشظية للتقاليد التي كانوا يمثلونها، وتعرضهم الكامل للهلينية، فقد كانت قدرتهم على حفظ الهوية الوطنية بالضرورة محدودة جداً. فمن منظور ثقافي، لم يكن ثمة مانثو Manetho أو بيروسوس Berossus سوري: وفيلون الجبيلي، الذي دوّن التقليد الفينيقي، لم يكن كاهناً محلياً بل أنتيكياً يكن حباً هلينياً للعلوم السرية الشرقية(125)؛ في حين أن هليودوروس، الذي ربما كان كاهناً في حمص Emesa، كتب كروائي يكن حباً هلينياً للعجائب الشرقية(126). من الناحية السياسية، لم يكن لدى الكهنة السوريين ما يحاربون لأجله أو يبكون عليه: فأورانيوس انطونيوس الذي صدّ الفرس بالحمصيين المحليين، لم يكن ايزودورس الذي حارب الرومان بالبوكولوي boukoloi(127) المحليين؛ في حين أن جوليا دومنا كانت تطمح إلى صنع أباطرة رومان، وليس ملوكاً سوريين، تماماً كما أن نوستاليجيتها كانت للوثنية اليونانية عموماً، وليس لطقوس حمص المقدسة على نحو خاص(128). وهكذا اختفت أشكال الحكم الوطنية ليس فقط مادياً، بل أيضاً أخلاقياً: فكما استطاع إيونوس Eunus الذي حمسته الإلهة سيرا Dea Syra كي يحارب من أجل حريته الشخصية في صقلية الرومانية القديمة أن يعلن أنه ملك هليني ليس إلا(129)؛ كذلك تماماً فإن ثيودورتيس الذي ألهمته مسيحيته كي يدافع عن استقلاليته الثقافية في أواخر العصر الروماني في سوريا استطاع استعمال الملوك الفينيقيين ليزعم فقط عن امتلاك سابق لحقيقة يهودية(130). وحدها الرها، التي حافظت على استقلال متقلقل وفق الأنموذج الآشوري حتى عام 216، حافظت على ذكرى ملوكها المحليين(131)؛ وفي حين كانت اديابين حكومة خلافة آشورية، فإن اوسرهونة Osrhoene لم تكن مملكة متياني شاحبة(132). لكن من كان السكّان الآراميون لمدينة يونانية محكومة من سلالة ملكية عربية بين فارس وروما، حين هم بلا ماض(133)؟ لقد اختفى ملوك المدن وذكرياتهم بالضرورة من أرض البشرعلى حد سواء، ومعهم اختفت الهويات التي أُضِفيت عليهم. وظل إقليم مصر الروماني كيمه Kème، فكيمه هي التي حافظت على وجود الغزو الغريب، لكن فينيقيا كانت مجرّد إقليم روماني، فسوريا كانت النتاج لغزو أجنبي(134). ……………….. * الهاجرية كتاب من تاليف كل من الأساتذة باتريشيا كرونة ومايكل كوك وترجمة الكاتب السوري نبيل فياض. النص هذا هو من فصل السابع تحت عنوان " أقاليم الشرق الأدنى " من الصفحة ( اللغة الإنكليزية ) 55 الى آخر صفحة 61 إلا فقرة واحدة .
تعديل المشاركة
58
ܐܬܘܪ ܡܒܥܬ ܝܘܠܦܢܐ/ آثور مطلب العلوم
آشور بيث شليمون
لقد أطلق أجدادنا الآشوريين المسيحيين على الوطن الآشوري كنية خاصة ومرموقة وهي – آثورمطلب العلوم / ܐܬܘܪ ܡܒܥܬ ܝܘܠܦܢܐ.إن الكنية هذه تجدها مبثوثة هنا وهناك وعلى لسان كتابنا وملافنتنا الكنسيين من أمثال العلامة كيوركيس وردا الأربيلي ܓܝܘܪܓܝܣ ܘܪܕܐ ܐܪܒܝܠܝܐ ( ؟ - 1225 م ) حيث جاءت صريحة في قصيدته التي تنوف على المائة بيت شعري عن بطاركة كنيسة المشرق حيث يقول: ܘܐܠܝܐ ܡܠܐ ܢܨܚܢ̈ܐ : ܕܐܬܪܒܝ ܒܝܬ ܡܠܦܢܐ ܒܐܬܘܪ ܡܒܥܬ ܝܘܠܦܢ݁ܐ : ܘܐܬܡܢܝ ܒܣܝܣܪܬܐ ܕܟܐܢ݀݁ܐ܀ وما معناه: وإليا ذو الأمجاد // المتربي ببيت الملافنة. وفي آثور مطلب العلوم // والذي عد ( حسب ) في زمرة البررة ܀
كما عثرت الكنية/ التسمية هذه في كتاب المطران يشوع داد المروزي ܡܝܛܪܦܘܠܝܛܐ ܝܫܘܥ ܕܕ ܡܪܘܙܝܐ تحت عنوان: المداخلات ليشوع داد المروزي ( 850 ميلادية ) في اللغة السريانية والمترجم الى اللغة الإنكليزية بالأستاذة مرغريت دنلوب غيبسون/ Margaret Dunlop Gibson , Volume I, Cambridge At The University Press 1911, page 230 وهاكم ما جاء بالحرف الواحد: “كتاب التعليقات للأسقف يشوع داد المروزي Isho’dad was a native of the city of Merv (currently in Turkmenistan), and became bishop of Hadatha, one of the sees belonging to the Metropolitan province of Assyria, in the mid 9th century. He wrote commentaries on most of the books of both the Old and the New Testaments and is considered one of the most important representatives of the tradition biblical exegesis of the Assyrian Church of the East. This volume contains his commentaries on the Acts of the Apostles of the Epistles in Syriac. والجدير بالذكر أن المطران يشوع داد ܡܝܛܪܦܘܠܝܛܐ ܝܫܘܥ ܕܕ ، تعود أصوله الى مدينة ” مرو ” من بلاد ” تركمنستان ” اليوم . لقد كان أسقف – حديثة – أحد الكراسي لمطرانية إقليم آشور/ آثور في منتصف القرن التاسع الميلادي. لقد كتب تعليقاته عن الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد حيث يعتبر احد أهم الممثلين التقليديين والمفسرين للكتاب المقدس لدى الكنيسة المشرقية الآشورية وهذا المجلد يحوي تعليقاته على اعمال الرسل في اللغة السريانية. ܝܫܘܥ ܕܕ ܐܦܣܩܘܦܐ ܕܚܕܬܐ ܕܒ̣ܐܬܘܪ ܥܠ ܚܝܠܗ ܕܡܪܢ ܝܫܘܥ ܡܫܝܚܐ ܡܫܪܝܢܢ ܠܡܟܬܒ ܢܘܗܪܐ ܕܟܬܒܐ ܕܚܕܬܐ ܕܥܡܠ ܘܟܢܫ ܡܢ ܟܬܒܐ ܣܓܝܐܐ ܕܡܦܫܩܢܐ ܘܡܠܦܢܐ ܕܥܕܬܐ ܩܕܝܫܬܐ . ܠܩܕܝܫܐ ܘܪܚܡ ܝܘܠܦܢܐ ܡܪܝ ܝܫܘܥܕܕ ܡܪܘܙܝܐ ܐܦܣܩܘܦܐ ܕܚܕܬܐ/ الحديثة ܕܒ̣ܐܬ̣ܘܪ ܡܪܢ ܥܕܪܝܢܢ ܘܚܝܠܝܢܢ ܘܚܟܡܝܢܢ ܘܡܢܥܝܢܢ ܠܫܘܡܠܝܐ ܒܛܝܒܘܬܟ ܀ ترجمة النص أعلاه بتصرف: بقوة الرب يسوع المسيح أبدأ في كتابة تفاسير لكتاب العهد الجديد الذي عمل بجمعه من كتب كثيرة للمفسرين والمترجمين للكنيسة المقدسة. للقديس وصديق العلم مار يشوع داد المروزي أسقف الحديثة في ” آثور/ ܐܬܘܪ ” اللهم أسعفنا وقوينا وامنح لنا الحكمة بمنتهى طيبتك. ܫܠܡ ܒܝܕ ܥܘܕܪܢ ܗܘ ܕܒܪܐ ܥܠܡܐ ܗܢܐ ܥܒܘܪܐ ܟܬܒܐ ܗܢܐ ܕܢܘܗܪܐ ܕܣܒܪܬܐ ܡܠܝܬܐ ܢܘܗܪܐ܀ ܕܥܒܝܕ ܠܚܣܝܐ ܕܘܟܪܢܐ ܡܪܝ ܝܫܘܥܕܕ ܛܘܒܢܐ ܐܦܣܩܘܦܐ ܕܐܘܚܕܢܐ ܕܐܬܘܪ ܡܒܥܬ ܝܘܠܦܢܐ ܀ ܘܠܐܠܗܐ ܩܢܘܡܐ ܬܠܬܐ ܫܘܝܢ ܒܟܝܢܐ ܘܐܝܬܘܬܐ ܫܘܒܚܐ ܘܐܝܩܪܐ ܘܣܓܕܬܐ ܕܠܐ ܫܠܘܐ ܒܐܡܝܢܘܬܐ܀ ܐܫܬܠܡ ܟܬܒܐ ܗܢܐ ܒܫܢܬ ܐܠܦ ܕܐܪܝܘܢܐ ܘܬܫܥܡܐܐ ܒܝܕ ܡܢܝܢܐ ܘܨܕܐ ܘܚܝܬ ܕܠܐ ܒܘܨܪ ܀ ܐܣܬܝܟ ܒܚܝܠ ܛܝܒܘܬܐ ܒܝܪܚ ܐܒ ܣܒܝܣ ܒܚܝܠܝܘܬܐ ܝܘܕ ܘܛܝܬ ܒܗ ܝܘܡܢܐ ܒܥܪܘܒܬܐ ܕܩܝܛܐ ܐܚܪܝܬܐ ܀ ܐܫܬܪܝ ܟܬܒܐ ܗܢܐ ܒܐܬܪܐ ܕܨܦܢܐ ܘܐܘܚܕܢܐ ܒܩܪܝܬܗ ܕܐܒܘܢ ܟܐܢܐ ܡܪܝ ܥܒܕܝܫܘܥ ܛܘܒܢܐ܀ انتهى ( الجمع ) بمعونة الذي خلق هذا العالم الزائل، هذا الكتاب المضيء والأمل المليء نورا ܀ وهو عمل المغفور له مار يشوع داد الطيب الذكر أسقف اقليم آثور مطلب العلوم ܀ ولله بأقانيمه الثلاثة المتساوية في الطبيعة والكينونة السبحان والإجلال والسجود على الدوام وبدون انقطاع ܀ انتهت كتابته في سنة الألف وتسعمائة وثمانية وتسعين ( 1998 يونانية الموافقة 1687 ميلادية ) بدون نقصان ܀ ثبت بالقوة الطيبة في التاسع عشر من شهر آب والموافق ليوم الجمعة الأخيرة من فصل الصيف. وبدء العمل به في اعمال/ إقليم ” صفنا/ ܨܦܢܐ ” وفي قرية الأب البار مار عبديشوع الطيب ܀
59
الإنتداب الآشوري على بابل نتيجة خطرالقبائل الآرامية والكلدية !
آشور بيث شليمون
إن الهلال الخصيب برمته كان خزانا وموطنا للشعوب التي تتكلم لغات قريبة جدا بعضها ببعض والتي تسمى اليوم باللغات السامية وفق المستشرقين.
وإن امتدادها لم يقتصر داخل الهلال الخصيب وحده- ܩܫܬܐ ܣܗܪܢܝܬܐ ܫܡܝܢܬܐ، بل امتد حتى الى كثير من المناطق المجاورة وحتى البعيدة كإنتشار الكنعانيين والفينيقيين في حوض البحر الأبيض المتوسط أو امتداد الآشوريين شمالا حتى أورمية شمال غرب إيران اليوم وكبادوكيا في الوسط الغربي من أناتوليا أي تركيا اليوم.
أما انتقال هذه الشعوب ومنها التي تسمى بالآرامية والكلدية ( 800- 1000 ق.م. ) من داخل الهلال الخصيب إلى أطرافه الشرقية والشمالية كان طبيعيا وخصوصا كونها شعوب غير متحضرة وشبه بدوية طلبا للمرعى والكلأ.
إن حروب الآشوريين ضد الأمم الغريبة والدخيلة تعتبر من الأوليات، ولكن في نفس الوقت كان يواكبه من جهة اخرى حروب داخلية ضد هذه الشعوب السامية البدوية التي كانت تعبث بالأمن والإستقرار ومنها الارامية والكلدية التي كانت تجتاح المناطق الحضارية بمواشيها عادة .
في أوائل القرن الثامن قبل الميلاد، وأثناء التوسع الآشوري ومن الجملة نحو بابل في الجنوب حيث الحدود بين البلدين لم تكن واضحة ومرسومة الملامح بعد، ولكن في عهد الملك الآشوري – تغلات بيلاصر أخذ بالتوغل في بابل والهدف منه كان إيقاف المد والزحف الآرامي والكلداني الذي كان يتعاظم في بابل قبل ان يستشري شمالا أي في بلاد آشور نفسها، والشيء الذي دفع البابليون بالرضوخ وقبول السلطة الآشورية حيث غدت بابل تحت الإنتداب الآشوري وبرضاها هذه المرة كي تتجنب هؤلاء البدو الرحل سواء من الآراميين أو الكلديين ان يعبثوا بالأمن والإستقرار الذي كانوا يتنعمون به!
وطبعا الهدف منه أيضا، الحفاظ على الحياة الحضارية والمدنية في المنطقة إجمالا والتي كانت تنعم بها – بابل خاصة وبنفس الوقت الحفاظ على أمن وإستقرار البلاد الآشورية نفسها. ودخول هذه الجماعات في التركيب الإجتماعي البابلي الآشوري أدى الى تأقلمها وإنغماسها كليا كون الشعب الاشوري رغم تشبثه بالآشورية، لكن كان منفتحا وليبراليا حيث فسح المجال لها أسوة بالمحليين الآشوريين والبابليين ورغم هذه التطورات بقيت المنطقة معروفة بآشوريا ASSYRIA رغم وجود هذه الأقليات الكلدية أو الآرامية وأكبر برهان على ذلك لو راجعت قاموس السرياني لمرغوليوث والمعروف ب- A compound Syriac Dictionary Edited by J. Payne Smith ( Mrs. Margoliouth) حيث تجد تفسير – ܒܝܬ ܐܪܡܝܐ – ليس آراميا بل آشوريا * أي مفردة ܒܝܬ ܢܗܪܝܢ تعني بلاد آشور.
وهكذا استطاع الملك الآشوري تغلات بيلاصر الثالث ** وغيره من ملوك آشور بحملاتهم المتكررة أن يعم السلام والإطمئنان ليس في وادي الرافدين على حدة، بل حتى خارج الهلال الخصيب ككل ومن جراء ذلك سمى المؤرخون هذه الحقبة التاريخية بالسلام الآشوري Pax Assyriaca كونه امتد لفترة طويلة جدا ما يقارب اكثر من سبعين عاما! ..................... * Syriac Dictionary by J. Payne Smith (Mrs. Margoliouth ) Oxford University Press 1979 p 43 ** يرجى مراجعة كتاب التواريخ للمؤرخ البريطاني أرنولد جي توينبي، المجلد الرابع والصفحات 475-477 من الطبعة الإنكليزية. تعديل المشاركة تنبيه للمشرف 76.239.16.14 متصل عبد الاحد قلــو
عضو فعال جدا *** مشاركة: 661 مشاهدة الملف الشخصي البريد الالكتروني رسالة شخصية (متصل)
رد: الإنتداب الآشوري على بابل نتيجة خطرالقبائل الآرامية والكلدية ! « رد #1 في: 02:42 07/01/2015 »
اقتباس
الامبراطورية الاشورية القديمة سقطت بأيدي الكلدان في سنة 612 ق.م ومن بكرة ابيها لتحقيق نبوات الانبياء وكما ذكر ذلك في الكتاب المقدس.. وكما قال كبار علماء التاريخ لتلك الحقيقة.. اما من يحاول التشبث بهم فذلك مجرد وهم وخيال..تحيتي للجميع
تنبيه للمشرف سجل متصل آشور بيت شليمون
عضو فعال جدا *** مشاركة: 584 مشاهدة الملف الشخصي البريد الالكتروني رسالة شخصية (متصل)
رد: الإنتداب الآشوري على بابل نتيجة خطرالقبائل الآرامية والكلدية ! « رد #2 في: 03:30 07/01/2015 »
اقتباس تعديل حذف
وهذا ما قاله الأنبياء وموجود في الكتاب المقدس ( العهد القديم) أيضا:
" هو ذا أرض الكلدانيين، هذا الشعب لم يكن أسسها آشور لأهل البرية " إشعياء 19 والعدد 13
" في ذلك اليوم تكون سكة من مصر الى آشور فيجيء الآشوريون الى مصر والمصريون الى آشور ويعبد المصريون مع الآشوريين. في ذلك يكون اسرائيل ثلثا مصر ولآشور بركة في الأرض . بها يبارك رب الجنود قائلا مبارك شعبي مصر وعمل يدي آشور وميراثي إسرائيل . " إشعياء 23 والأعداد 23-25
أما في العهد الجديد:
" رجال نينوى سيقومون في الدين مع هذا الجيل ويدينونه لأنهم تابوا بمناداة يونان. وهوذا أعظم من يونان ههنا .. " انجيل متى 12 العدد 41
60
الإخوة القراء: يرجى التصنت الى هذا الشاب وهو يستخدم ( العود ) هذه الآلة الموسيقية التي اخترعها أجدادنا الآشوريون حيث كان لهم شهرة في فنون الموسيقا مع اختراع الآلات الموسيقية الأخرى وشكرا.
http://www.youtube.com/watch?v=Bwv-Mc-1U8I ترقبوا قريبا، مقالي حول دور الآشوريين في فن الموسيقا مستقاة من كراسة : Ancient Musical Instrument of Western Asia in the British Museum حيث معظم صفحات هذا الكراس هو مخصص للدور الآشوري الهام في الموسيقا. Ashur Beth-Shlimon _____________________
آشور بيث شليمون ______________
61
حقيقة الكلدان في آخر الزمان!آشور بيث شليمون ( الكلدان: هذا الشعب لم يكن، أسسها آشور لأهل البرية - اشعياء 13:13)لقد استرعى انتباهي مقال كتبه الاخ جاك يوسف الهوزي حول وجود الكلدان ولغتهم والى ما هنالك. إن الأخ الهوزي، في كتابته هذه عن الكلدان ، لنا ان نسأل منه أولا، عن أي – كلدان – يكتب؟! إذا كان يكتب عن الكلدان القدامى، فهذا أمر مغاير تماما، كون أولئك الكلدان مع الأسف الشديد لم يبق لهم أثرا اليوم وكان من أواخر الشخصيات التي دافعت عنهم وهو – ابن وحشية الكلداني النبطي من القرن الثالث الهجري( 1 ) كونهم انصهروا وذابوا في المجتمع العربي الإسلامي عن بكرة أبيهم. أما إذا كان يكتب عن عما يسمى – كلدان اليوم – وهم في الحقيقة آشوريون و سكان الشمال الآشوري ܡܬܐ ܕܐܫܘܪ، ومنهم البعض الذين مع الأسف يتبنون هذه الفكرة الميتة منذ الولادة، كونهم آشوريون ودخلوا الكاثوليكية بطرق مختلفة من الإبتزاز والتهويل من قبل الكنيسة الرومية الكاثوليكية، مع احترامنا لها ومنهم عائلة الأخ جاك يوسف الهوزي وغيره الذين وقعوا في شرك الكاثوليكية لتمزيق شعبنا الآشوري اليوم كي نكون لا شيء، بينما هم – كلدان البابا – الأكثرية في بلاد آشور بفضل ألاعيب البابا الروماني من خلال – القصادة الكاثوليكية ( 2 ) - في وقت لا وجود لهم البتة كما نوهنا أعلاه في ديارهم اليوم، والتي هي مهزلة العصر. والأنكى من ذلك يدعون بالكلدانية وبانقراض الآشوريين او فنائهم عن بكرة أبيهم ( طبعا بعد 1991 وتحديدا 2003 ) من قبلهم وحلفائهم الميديين، بينما هم - الكلدان القدامى - لا وجود لهم البتة في ديارهم الأصلية، في الحقيقة هي أيضا نكتة العصر بحد ذاتها ! الحقيقة الواضحة وضوح الشمس في رابعة النهار، ان في الشمال لم يوجد ذكر ما يسمى – الكلدان – قبل 400-500 سنة خلت ولكن نجد – الآشورية - موجودة لدى الشعب الاشوري رغم طغيان المفاهيم المسيحية على الفكر الآشوري ونقول على سبيل الذكر لا الحصر – طاطيان الآشوري من القرن الثاني الميلادي، ماري نارساي الملفان من القرن الخامس الميلادي والعلامة كوركيس وردا الآربيلي ( ؟ - 1225م ) وحتى ماري عبديشوع الصوباوي( ؟ - 1318 م ) ومن الكتاب حتى وصفوا شعبنا الآشوري بالشوفينية الآشورية من خلال هذه العبارات التي تؤكد وجودهم وفخرهم بآشوريتهم : " ... كان هذا يعني أن الآشوريين كانوا موحدين قبل المسيح ومسيحيين بعده، والماضي بالتالي قاد نحو الحاضر دون أي شرخ. وهكذا فتاريخ كارخا دي بيت سلوخ يبدأ بالملوك الآشوريين وينتهي بالشهداء الآشوريين: سركون أسسه(89) والشهداء جعلوه «حقلاً مباركاً للمسيحية»(90). يشبه ذلك أنه في القرن السابع قبل المسيح وقف العالم كله مرعوباً من ساردانا(91)، وفي القرن السابع بعد المسيح احتل القديسون مكانه باعتباره «شمس آثور» ܫܡܫܐ ܕܐܬܘܪ و «مجد نينوى»9 ܘܚܩܪܐ ܕܢܝܢܘܐ.." ( 3 ) ان الغريب العجيب في أمرنا اليوم كي نكون ضحية بعض الأفكار الوهمية التي يتداولها إخوة لنا ممن يتبنون القوميات الجديدة – الآرامية والكلدية - التي لم يكن لها أثرا قبل أكثر من 10-15 سنة خلت، والأنكى من ذلك كي تطمس حتى بالوجود القومي الآشوري برمته وفي عقر داره بدون هوادة الذين أسسوا أكبر حضارة وامبراطورية في الهلال الخصيب في وقت هم يعتمدون على وجودهم بالمراجع الآشورية نفسها يا لها من سخرية القدر؟! حقيقة، هم شعوب ثانوية دخلت بيث نهرين ( 800-1100 ق.م. ) بالنسبة للشعب الآشوري البابلي ووجودها فيما إذا وجد فقد كان مجرد سحابة ربيع فيما يسمى اليوم العراق/ ميزوبوتاميا/ ܒܝܬ ܢܗܪܝܢ او كما عرفها المؤرخ الإيطالي ساباتينو موسقاطي بسقوط شهب ( 4 ) . الشعوب الأولية لما يسمى لبيث نهرين في القديم إن الشعوب الأولية فيما يسمى بيث نهرين ܒܝܬ ܢܗܪܝܢ او ميزوبوتاميا هم : السومريون ( وهم شعب غير سامي ) في الجنوب والشعوب السامية مثل الأكاديين، الآشوريين والأموريين في الوسط والشمال. وقبل ذلك كانت مرتعا غير دائم لشعوب غير سامية مثل، السوباريين، الحثيين، الهوريين والميتانيين، ولكن هؤلاء بعد ظهور القوة العسكرية الآشورية التي استطاعت دحرها ومن ثم طردها كليا من المنطقة . أما حوالي ( 800- 1100 ق. م. ) كانت هناك هجرة داخلية من الهلال الخصيب ذاته لشعوب سامية بدوية اتجهت شرقا من وسط بلاد الشام/ سوريا مثل الآراميين والكلديين . إن هذه الشعوب كانت مصدر قلق لبابل وكذلك لبلاد آشور، ما دعا الملوك الآشوريين من ترويضهم إثر حملات عسكرية وبموافقة بابل ذاتها وللمزيد حول الموضوع يرجى قراءة مقالي على الرابط أدناه: http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=763851.0لغة الشعوب الأصلية في الهلال الخصيب كثر الحديث في الأونة الأخيرة حول لغة هذه الشعوب السامية التي كان موطنها الهلال الخصيب. والمستشرقون في دراساتهم وإكتشافاتهم للمنطقة واستنادا الى الكتاب المقدس – التوراة العبرية – كونهم من أبناء سام ( سفر التكوين، الأصحاح 10: 21- 24) رأوا ان تعد لغة سامية وأول من استعمل هذا الإصطلاح هو العالم شلوتسر / Schlozer في ابحاثه وتحقيقاته في تاريخ الأمم الغابرة سنة 1781 ميلادية . ولا غرو باستخدام هذه التسمية، رغم أنها في الحقيقة لا صدق فيها بتاتا بل فيها كثير من الترهات وعلى سبيل المثال، في ذكر ابناء ( سام ܫܝܡ ) يعد آشور ܐܫܘܪ جد الآشوريين الإبن الثاني لسام، بينما في الحقيقة يجب ان يكون الإبن الأول، والسبب في ذلك هو ان – عيلام، وفق التوراة هذه يعد الاول، بينما هو لا يمت بالسامية وكذلك التوراة تعد الشعب الكنعاني من الشعوب الحامية، بينما هم ساميون . كما من المعروف أن هذه الشعوب ( شعوب الهلال الخصيب ) المنضوية تحت التسمية السامية مع العرب والأحباش تعتبر لغتهم تقريبا ذات أصول واحدة ومتقاربة بعضها ببعض والقرابة الأكثر تكمن في شعوب الهلال الخصيب اي ما بين الآشوريين البابليين، الكنعانيين الفينيقيين، الإيبليين والاموريين والكلديين الآراميين. وبصورة مختصرة هؤلاء جميعا كانوا ينطقون لغة مفهومة للجميع ما عدا بعض الفروقات المحلية نظرا للتاثيرات المحيطة بهم من خلال دخول بعض المفردات الاجنبية وعلى سبيل المثال من كلمات دخلت في اللغة الأكادية البابلية الاشورية . وهناك نقطة مهمة في الموضوع، أن كثيرا من الدارسين والباحثين وخصوصا من أبناء شعبنا يعولون طغيان لهجة على لهجة أخرى، وعلى سبيل المثال – اللغة الآرامية التي تعد اللغة التي سادت في المنطقة بعد أفول الشعب الآشوري البابلي، واللغة التي تحدث بها السيد الرب. من دون شك كل هذه التكهنات لا صدق فيها أطلاقا، إن الاشوريين، البابليين ولا حتى الكلديين نطقوا بما يسمى اللغة الارامية، بل باللغة الواحدة التي توارثوها وهي اللهجة البابلية الآشورية والكلدية . كما ان هذه الشعوب لم تستخدم الخط – الآرامي – كما يزعم البعض والاراميون في كل حياتهم لم يساهموا في حضارة الشرق الأدنى بشيء ( 5 ) وفق المؤرخ جورجيوس روو في كتابه – العراق القديم. إن البابليين والآشوريين، وقبلهم الكلديين استخدموا الخط المسماري حتى ايام سقوط امبراطوريتهم ، كما والجدير بالذكر لا ننكر محاولتهم إستخدام الخط لا الآرامي، بل الخط الكنعاني ولكن في مع الاسف لقد فاتهم الزمن بافول سلطانهم، واليوم لا تجد أي وثيقة لا من قبل الآشوريين ولا حتى من البابليين والكلديين معا باللغة الارامية ( 6 ) واكبر مثل على ذلك مكتبة آشور بانيبال العملاقة لا تحوي سطراواحدا بالكتابة المزعومة الارامية رغم انها تحوي أكثر من 26000 لوحة كتابية قرميدية والتي سميت لاحقا بإبن العبري ܓܪܝܓܘܪܝܘܣ ܒܪ ܥܒܪܐ ( 7 ) بالقلم الحبري ܟܬܝܒܬܐ ܟܘܡܪܝܬܐ أي اللغة الآشورية البابلية والكتابة المسمارية . والخلاصة، كل هذه الشعوب في بيث نهرين كما ذكرنا اعلاه تكلمت ونطقت لغة سامية واحدة وقريبة جدا بعضها ببعض – إلا في بعض الأحيان – حيث حتى اللغات الواحدة تختلف من منطقة الى اخرى – والتي تعد عندها لهجة . وأود تاكيد القراء الأعزاء، ان لا يتوقعوا ان يدركوا هذه اللغات القديمة مائة بالمائة ولكن اؤكد لكم نظرا لخبرتي حيث في متناولي الكتب العديدة في الموضوع اللغوي هذا بوسعي أدراك قسما كبيرا منها. ومن المعروفن، أن اللغات تتطور وكثيرا ما تبتعد عن المصدر الأصلي حيث في كثير من الأحيان يلجأ البعض في استخدام المعاجم اللغوية، وهذا ليس عيبا لنا فيما إذا كنا امام لغة عمرها زهاء 3000 سنة وهو الامر نفسه في اللغات الأخرى وعلى سبيل المثال – اللغة الإنكليزية حيث يقول عالم لغوي Leon Bloomfield [color=red ( 8 ) [/color أن لغة القرن التاسع للغة الملك ألفرد الإنكليزية تبدو كلغة أجنبية والت تحتاج الى معجم لغوي . ختاما، بوسعنا أن نسمي لغتنا – آشورية – ما دام هناك شعب مؤمن بآشوريته وهو موجود في الشمال العراقي اليوم، وكذلك لغة –آرامية وهي موجودة في معلولا والعاصمة دمشق ، ولكن لا وجود لغة كنعانية، إبلية، امورية وكلدية، بسبب عدم وجود مثل هذه الشعوب في مناطقها الجغرافية المعهودة. واليوم إخوتنا من ابناء الطائفة التي تسمى مع احترامي زورا وبهتانا بالكلدانية، ليس لهم قضية كونهم لا وجود لهم بذوبانهم في المجتمع العربي الإسلامي في جنوبي العراق ، اما الذين يدعون – الكلدانية – في بلاد آشور هم يتحدثون اللغة الآشورية اسوة بباقي إخوتهم الآشوريين النساطرة وكذلك الامر لما يسمى السريان. إن ما يسمى – الكلدان- أرادوا ادخال التغيير في لغتهم الآشورية، بنطق الحرف الثامن وهو ( ܚ ̱/ خاء ) كالعربية – حاء ولكن فشلوا فشلا ذريعا لأن شعبنا الابي لا يزال ينطق ذلك الحرف خاء آشورية وهو امر موجود في اللغة الآشورية القديمة ( 9 ) وكذلك نشكر الإخوة اليعاقبة الذين كانوا شوطا الى الامام بإدخال اللهجة النطقية الآشورية البابلية القديمة وهي حالة الرفع – الضمة في آخر الكلمة وهنا العلامة تيودورس بركوني/ ܬܐܕܘܪܘܣ ܒܪ ܟܘܢܝ عندما نوه أن لغتنا اتجهت غربا. ........................ ( 1 ) هو أبو بكر أحمد بن علي بن قيس بن المختار المعروف بابن وحشية النبطي والكلداني والكسداني ، مجهول المولد والوفاة ، وإن كان بعضهم قدّر وفاته أنها بعد سنة 318 أو قريباً من سنة 350 هـ ، غير أن الراجح بقرائن عدّة أنه عاش في النصف الثاني من القرن الثالث الهجري . كان عالماً بالفلاحة والكيمياء والسموم والفلك والأقلام القديمة والسحر والحيل وغيرها ؛ http://www.ladeenyon.net/forum/viewtopic.php?f=176&t=25737( 2 ) القصادة الرسولية الكاثوليكية، هي بالحقيقة تمتلك أمور ما يسمى الكلدان، والبطريرك في هذه الحال ليس في يده أي سلطة أو قرار بدون موافقة هذا الجهاز الذي له ادوار قذرة مع الأسف في معاملة شعبنا الآشوري والتآمر عليه من خلال السلطات المحلية أو حتى الأجنبية والفرنسية مثالا. لكي تعرفوا المزيد عن هذا الجهاز، يمكنكم قراءة مقالي الموسوم : تعالوا معا لإكتشاف قصة إغتيال المطران منا. ( 3 ) الهاجرية كتاب باللغة الإنكليزية ومعرب من قبل الأستاذ نبيل فياض الكاتب السوري المشهور لمؤلفيه باتريشيا كرون ومايكل كوك Hagarism, the Making of the Islamic World- by Patricia Crone and Michael Cook-Cambridge University Press, London – U.K. 1980 p 57-58 ( 4 ) Sabatino Moscati , The Face of the Ancient Orient- A Doubleday Anchor Book 1962 , p 68 “ The crises of Assyria is followed by the renascence of Babylonia under the Chaldean dynasty, a brief meteoric episode.” ( 5 ) Georges Roux , Ancient Iraq – New Edition , Penguin Books 1992, p 275 “ Whether merchants, peasants, shepherds, soldiers, or bandits, the Aramaeans were originally uncouth Bedouins and contributed nothing to the civilization of the Near East-.” بما معناه: الآراميون، سواء كانوا تجار، فلاحين، رعاة، جنود، او قراصنة / قطاعي الطرق كانوا أصلا بدوا غير مؤهلين ولم يساهموا في حضارة الشرق الأدنى بشيء. ( 6 ) Samuel A.B. Mercer , Assyrian Grammar – Fredrick Ungar Publication Co, New York 1962 كتاب قواعد اللغة الآشورية ، يحوي نصوص بابلية ( لحمورابي ) وآشورية ( للملك آشور بانيبال – غزو مصر ) وكذلك ( للملك نبوخذنصر – دعاء للإله مردوخ ) كل هذه النصوص باللغة الأكادية البابلية الآشورية والكتابة المسمارية. ( 7 ) راجع تاريخ الدول لإبن العبري طبعة بيجان ص 164 ( 8 ) Leonard Bloomfield, Language – The University of Chicago 1984 , p 281 ( 9 ) البروفيسور أ. ولفنسون، مدرس اللغات السامية في الجامعات المصرية في كتابه تاريخ االغات السامية ص 235 من ملاحظات وتحقيقات . [/b][/color][/size]
62
الحقيقة الدامغة على آشوريتنا رغما عن محاولة المغامرين المزورين!
توطئة:
من آن لآخر يبث البعض مواد قديمة بالية ومنسوبة خطأ على لسان البطريرك الراحل ماري إيشاي شمعون حول آشور والآشورية، ولكن بالحقيقة ليس كذلك مطلقا .
لذلك، شمرت عن ساعدي لأستعين بما كتبه البطريرك بنفسه كملحق لكتاب ( ܡܪܓܢܝܬܐ ܥܠ ܫܪܪܐ ܕܟܪܣܛܝܢܘܐܬܐ ܕܥܒܝܕ ܠܡܪܝ ܥܒܕܝܫܘܥ ܡܝܛܪܦܘܠܝܛܐ ܕܨܘܒܐ ܘܕܐܪܡܢܝܐ - كتاب المرجانة على حقيقة المسيحية بقلم المغفور له نيافة المطران عبديشوع ، مطران نصيبين وأرمينيا ) تحت عنوان " الإسم السوري أم السرياني / The Name Syrian or Syriac" باللغة الإنكليزية كون البطريرك ترجم هذا الكتاب الى اللغة الإنكليزية .
آشور بيث شليمون _______________
..................
The Name Syrian or Syriac, by the late Patriarch Mar Eshai Shimun XXIII, Catholic Patriarch of the Assyrian Church of the East
The name Syrian and Syriac has been frequently used in the literature of the Church of the East, to denote Assyrian or Aramian *: in fact, the racial name commonly used by the ASSYRIANS to this day is “ Suraye “ spelt with letter – Alap -, but which is silent **. If pronounced it would be Assuraye or Ashuraye, namely, the decedents or followers of “ ASHUR “, which is undoubtedly the original of name ASSURE or ASHUREIN as used by the Armenians, Kurds and the Arabs to this day for our people, and the ancient Greeks Assuria, hence the European term “ Assyrian “ .
The present day Assyrians though using the name “ Suraye “ instead of the name “ Aturaye “, which is the one of literary usage, yet have always recognized their language as pure “ Aturaya “ Assyrian in its origin.
The facts in support of this thesis are many and overwhelming, though this is no place to record these. Nevertheless, throughout the Christian literature of the Church of the East, the glory that was Assyria, and their repentance by the preaching of the prophet Jonah, is hailed in history, epic poems, songs and hymns; calling upon their descendents to emulate them in the letter qualities, so real and implicit was their knowledge of their Assyrian origin that the Synod of Mar Eshuyowܝܫܘܥܝܗܒ ܐ ܐܪܙܘܢܝܐ Catholic Patriarch of the East , held in 585 A.D., among the names of the prelates present appears the following name: Representing Mar Khnana Metropolitan of “ Aturaye/ Assyrians “, Mar Awa Qashisha and his Archdeacon, hereby places his signature.
[/b][/color][/size] ................... الهوامش أدناه من كاتب السطور وليس من البطريرك المغفور له ( آشور بيث شليمون ). * هنا المقصود ان مفردة السريان ܣܘܪܝܝܐ تشمل كافة الشعوب السامية في الهلال الخصيب كما نعولها في كتاباتنا دائما. ** كما أن مفردة السريان ܐܣܘܪܝܝܐ تكتب بالف ساكنة وغير ملفوظة كون مرجعها من مفردة آشور، آسور الخ.
63
الحقيقة الدامغة على آشوريتنا رغما عن محاولة المغامرين المزورين!
توطئة:
من آن لآخر يبث البعض مواد قديمة بالية ومنسوبة خطأ على لسان البطريرك الراحل ماري إيشاي شمعون حول آشور والآشورية، ولكن بالحقيقة ليس كذلك مطلقا .
لذلك، شمرت عن ساعدي لأستعين بما كتبه البطريرك بنفسه كملحق لكتاب ( ܡܪܓܢܝܬܐ ܥܠ ܫܪܪܐ ܕܟܪܣܛܝܢܘܐܬܐ ܕܥܒܝܕ ܠܡܪܝ ܥܒܕܝܫܘܥ ܡܝܛܪܦܘܠܝܛܐ ܕܨܘܒܐ ܘܕܐܪܡܢܝܐ - كتاب المرجانة على حقيقة المسيحية بقلم المغفور له نيافة المطران عبديشوع ، مطران نصيبين وأرمينيا ) تحت عنوان " الإسم السوري أم السرياني / The Name Syrian or Syriac" باللغة الإنكليزية كون البطريرك ترجم هذا الكتاب الى اللغة الإنكليزية .
آشور بيث شليمون _______________
..................
The Name Syrian or Syriac, by the late Patriarch Mar Eshai Shimun XXIII, Catholic Patriarch of the Assyrian Church of the East
The name Syrian and Syriac has been frequently used in the literature of the Church of the East, to denote Assyrian or Aramian *: in fact, the racial name commonly used by the ASSYRIANS to this day is “ Suraye “ spelt with letter – Alap -, but which is silent **. If pronounced it would be Assuraye or Ashuraye, namely, the decedents or followers of “ ASHUR “, which is undoubtedly the original of name ASSURE or ASHUREIN as used by the Armenians, Kurds and the Arabs to this day for our people, and the ancient Greeks Assuria, hence the European term “ Assyrian “ .
The present day Assyrians though using the name “ Suraye “ instead of the name “ Aturaye “, which is the one of literary usage, yet have always recognized their language as pure “ Aturaya “ Assyrian in its origin.
The facts in support of this thesis are many and overwhelming, though this is no place to record these. Nevertheless, throughout the Christian literature of the Church of the East, the glory that was Assyria, and their repentance by the preaching of the prophet Jonah, is hailed in history, epic poems, songs and hymns; calling upon their descendents to emulate them in the letter qualities, so real and implicit was their knowledge of their Assyrian origin that the Synod of Mar Eshuyowܝܫܘܥܝܗܒ ܐ ܐܪܙܘܢܝܐ Catholic Patriarch of the East , held in 585 A.D., among the names of the prelates present appears the following name: Representing Mar Khnana Metropolitan of “ Aturaye/ Assyrians “, Mar Awa Qashisha and his Archdeacon, hereby places his signature.
64
الأخ هنري بدروس كيفا، الآرامي الشوفيني الجديد!
آشور بيث شليمون
في الوقت الذي فيه لم نتخلص بعد من المحنة العروبية الشوفينية، طلع علينا الشوفيني الآرامي الجديد، الأخ هنري بدروس كيفا ليطمس التاريخ برمته كي يجعله آراميا بجرة قلم، في الوقت الذي فيه – الآراميون – في كل تاريخهم الطويل مع احترامي الكبير لم يؤسسوا حتى دولة موحدة في الهلال الخصيب، والشعب الوحيد الذي قام بهكذا مهمة مقدسة كان الشعب الآشوري ومعترف بها تاريخيا PAX ASSYRIACA ومن الجملة الكتاب الكبار من أمثال الآثاري البريطاني – هاري ساغز H. W. F. Saggs
وهنا أقدم للقراء الأعزاء ما قالاه كل من الإخوة الأساتذة خالد أسعد عيسى وأحمد غسان سبانو، مترجمي الكتاب التاريخي للمؤلف هاري ساغز عن الآشوريين الموسوم – عظمة آشورTHE MIGHT THAT WAS ASSYRIA :
" كما للولايات المتحدة الأميركية – هذه الأيام – قوة عظمى تحاول التحكم بمصائر الشعوب والأوطان، كذلك كانت آشوريا ASSYRIA قوة عظمى تسيطر على العالم الذي كان في الألفين الثاني والثالث قبل الميلاد وتقيم في الشرق القديم وحدة طبيعية ونظاما قوميا يوحد الوطن الممتد من ذرى جبال زاغروس الى قمم جبال طوروس ومن أمواج البحر المتوسط حتى رمال الصحراء العربية في الجنوب. لقد عمل المستشرق هاري ساغز سنوات طويلة في العراق وقد كان أكثر من منقب عن سعي الآشوريين في عملهم التوحيدي فلم يقرأ – ويكتشف – قدراتهم العسكرية فحسب، بل وغاص في شؤونهم السياسية والإقتصادية والثقافية والإجتماعية واضعا هذا الكتاب المتميز الذي يقرأه المهتم فيرى العظمة التي كان اسمها آشور "
وكآشوري، أحترم السيد هنري بدروس تمسكه الشديد بآراميته، ولكن بنفس الوقت عليه عدم الإستهتار بمشاعر الآخرين وتشويه التاريخ كما يحلو له كي يحول – الهلال الخصيب – كله جيبا آراميا وهو ليس كذلك بل مجرد فكر شوفيني حاقد حاسد وكما يقال – الحسود لا يسود، ونصيحتي الوحيدة له عليه أن يتعلم اللغة الآرامية التي يعتز بها أولا – كونه أمي صرف بها ܚܟܝܡܐ ܪܡܙܐ ܣܦܩ- ومن ثم المضي قدما في بعث آرام والآرامية التي ليس لنا أية غضاضة بها أطلاقا، بل تزيدنا فخرا واعتزازا !! ( المقال نشر لأول مرة في موقع صوت العقل، وللفائدة العامة أعيد نشره من جديد في موقع عنكاوا
كما يرجى من قراء – صوت العقل – الأفاضل أن يقرأوا كثيرا من مواضيعي في هذا الموقع النبيل الجميل، إذ قمت بتغطية كاملة وشاملة لكثير من المواضيع التاريخية محاولا قدر المستطاع ألا أكون تسلطيا شوفينيا كي يكون بوسع الفرد استيعاب كثيرا من المواضيع الشائكة والضبابية بوضوح أكثر قدر استطاعتي مع شكري الجزيل للقراء الأعزاء سلفا .
تنويه، يمكنكم قراءة مقال السيد هنري بدروس بالكامل على الرابط أدناه:
http://thevoiceofreason.de/ar/article/12732
إضافة : دعاة الآرامية، يستشهدون بإبن الصليبي ( ؟ - 1171 م ) الذي قال بان الإسم السرياني ليس من الأسماء الشريفة ولكن الإسم الحقيقي هو الآرامي . ومن الغرابة أن السيد كيفا، كلما يكتب عن الآراميين يحشر المفردة السريانية بها، وقد يكون القراء الاعزاء يجهلون الهدف من ورائه رغم ان – السريانية – غير محبذة لديهم والسر في الأمر هو – يدرك تماما إفلاس الآراميين تاريخيا كما نوهنا في مقالنا لذلك يعمد الى هذا الأسلوب لكي تكون كتاباته اكثر شرعية ومقبولة لدى القراء، ولكن ليعلم أخينا المحترم ان القراء ليسوا جهلاء كي تتلاعب وتتحايل بالمفردات كما يحلو لك !
) والرابط أدناه ليؤكد ما نقوله في الموضوع من موقعه بالذات، أي موقع السيد كيفا )
http://www.aramaic-dem.org/mor.htm
65
تعالوا معا لنكشف قصة إغتيال المغفور له المطران منا ؟! آشور بيث شليمون توطئة: ليس بخاف على أحد دور الكنيسة الرومية منذ الأيام الأولى للمسيحية في مؤامراتها على الكنائس الأخرى وإلى هذه اللحظة. واليوم لا تجد كنيسة مشرقية إلا وهي كنيستين، على سبيل المثال – الروم الأرثوذكس بالمقابل الروم الكاثوليك، السريان اليعاقبة وبالمقابل السريان الكاثوليك، السريان النساطرة وبالمقابل الكلدان الكاثوليك، الأرمن الأرثوذكس بالمقابل الأرمن الكاثوليك، القبط الأرثوذكس بالمقابل القبط الكاثوليك . وهذه سلسلة من الإنقسامات بدايتها كانت حول ألوهية السيد المسيح وما رافقها من مجادلات بيزنطية حيث كل يجد نفسه هو على الطريق الصحيح – الأرثوذكسي – بينما الآخرون مهرطقون، والثانية مجرد محاولة الكنيسة الرومية بتآمرها المستمر في تدمير الكنائس المسيحية الشرقية كي تؤسس أمبراطورية كاثوليكية عالميا. واليوم، أشكر أخ آشوري غيور من الطائفة المسماة زورا وبهتانا – الكلدانية حيث أهداني نسخة من استمارة قام بكتابتها أخ وهو كلداني ايضا – حنا نرساي الموصلي الكلداني * حول قصة إغتيال هذه الشخصية الدينية الكبيرة. إن هذا الكراس طبع سنة 1929 في سان باولو، البرازيل تحت عنوان: " صراخ القلب المكلوم في رثاء المظلوم " وهو كما أشار الى استمارته – رثاء وبحث مسهب عن اغتيال الطيب الذكر والحميد الآثار المطران يعقوب اوجين منا. والكراس هذا يقع في 42 صفحة وتجد في مقدمتها صورة الكاتب مع صورة المثلث الرحمات المغفور له المطران يعقوب اوجين منا وفي مؤخرتها – صورة كبيرة لثور مجنح آشوري. وبعد تصفحي الكراس بعجالة هناك ثلاث نقاط أثارت اهتمامي كثيرا وهي: أولا، كيف تم اغتيال المرحوم والطرق المستخدمة في تنفيذ هذه الجريمة القذرة ودون شك البطريكية الكلدانية وإكليروسها- آنذاك - في القمة في جريمة تخلصهم منه . ثانيا، يظهر بوضوح أن البطريرك لما تسمى زورا وبهتانا الكنيسة الكلدانية ليس له اي دور فعال في الكنيسة بل هناك سلطة عليا تسيّر الأمور والجميع يعمل في خدمتها وإرضائها مهما كلف الامر تسمى – دار القصادة الرسولية – وبالطبع هم أجانب. ثالثا، تبين واضحا ان الكنيسة الرومية كانت تخدق الأموال الباهظة لشراء ذمم شعبنا المقهور سواء من الإسلام او من الكنيسة الرومية والاعيبها في تحطيم وتدمير كنيستنا وقوميتنا الآشورية باعمالها الخبيثة لدى السلطات المحلية والاجنبية. هذا ما الفت النظر ان المرحوم كان يريد القيام بحركة تصحيحية في الكنيسة والتي مع الأسف كانت سببا لإرتكاب هذه الجريمة البشعة الشيطانية حيث دفع ثمنها بدمه الطاهر، بينما البطريرك يختلس معظم تلك الأموال حيث غالبيتها تعود اليه ومن هم حوله. وكما أشرنا في كتاباتنا سابقا، ان الكنيسة الرومية كان لها وربما لا يزال في استمرارية دورا هاما من برامجها في تفتيت شعبنا وكنيستنا المشرقية بالذات مع الأسف الشديد. وقبل الختام، سيكون لي مستقبلا مساهمات في هذا الشأن الهام من هذه الكراسة، كون ما حصل وما يزال يحصل مع الأسف الشديد، إذ هو مرض عضال نخر وينخر في جسم كنائسنا وشعبنا نعاني كما تشاهدون بأم أعينكم اليوم منه الكثير. وأناشد شعبنا من مختلف الطوائف ان يتقدموا الى الامام في فضح هذا السرطان الخبيث في امتنا الاشورية وكلي أمل أن هناك كثيرا من الشرفاء يتقدمون بكل شجاعة دفاعا عن هويتهم غير مبالين من اولئك مزورو التاريخ مما يكتبونه من اكاذيب والنصر لأمتنا الآشورية . والجدير بالذكر ان الكاتب يشير الى كنيسته بالملة ( وهذا يعني الطائفة وليس كما البعض يفسرها اليوم بالكلدية) وما أدهشني وأعجبني في هذه الإستمارة انه صرح بالحرف الواحد ما يلي: " تأكد يا أيها ...... أن احلام الفقيد العظيم الذي ثكلته ملته يافعا سوف تتحقق رغم انف كل عات ومستبد ليست كأحلامك بالبطريركية التي سوف تبددها رياح شجاعة وثبات الكلدان الأبطال. والآن اعلم وتأكد وتيقن بان درجة البطريركية التي تمشط لها ذقنك وتمهد لها السبيل، لن تفز بها ابدا، وإن جادت الظروف النحسة الملعونة وساعدتك على تنفيذ أمر عميل يوليوس ونيرون وحفيد كاترين دي مسيس الفاجرة، وارتقيت أريكة البطريركية، فافهم وإفتح سمعك جيدا واعلم: " أن أحضان أمنا المحبوبة الكنيسة النسطورية هي مفتوحة لنا على الدوام ( لا نرضى مطلقا وسرمدا بكثلكة تستعبدنا وتصفدنا بأغلال وتطوقنا بسلاسل الإستعباد المر المذاق وتستحكم برقابنا ونحن صاغرين مستكنين، ألا ولتفهم – رومة – هذا الأمر الحيوي وهو جنة بمنة لا نرضاها ابدا وجهنم بالعز أفخر منها منزلا.." ملاحظة هامة: أعزائي القراء، هدفي من الكلام اعلاه ليس ضد هذه الكنيسة وتحت رعاية غبطة البطريرك الحالي لويس ساكو الكلي الطوبى اطلاقا، كون البطريرك الحالي ليس بطريرك هذه الكنيسة فحسب، بل هو امتداد لكنيستنا الجامعة المشرقية و له حبنا وإحترامنا الكبير في قيادة الكنيسة الى برالامان وله دعمنا بأقصى ما يمكن الى تقريب كافة مذاهب شعبنا بعضها ببعض وتجنيب شعبنا من كارثة أشد هولا من الكوارث التي تصيبنا هذه الأيام مع الأسف الشديد! كما اطلب من الموقع عدم رفع هذا الكلام من الموقع كما حصل سابقا، كونه مقال يفضح المؤامرات التي كانت ولا تزال تحاك ضد شعبنا حتى هذه اللحظة من قبل محدودي الآفاق والتي تصب في خانة واحدة وهي تمزيق وتفتيت شعبنا ليس إلاّ وشكرا للجميع. ........................ نبذة مختصرة عن ترجمة حياة المغفور له والمأخوذة مشكورا من موقع – باقوفا – من إعداد مدير الموقع الأخ سرمد شمعون النوفلي : " ولد في قرية باقوفا من أعمال الموصل سنة 1867 ونال أسم يوسف في العماذ . وفي سنة 1885 دخل المعهد الكهنوتي البطريركي في الموصل . وهناك يعد أن أنهى دروسه رسمه البطريرك ايليا عبو اليونان كاهناً في 15 آب سنة 1889 . وبعد أن علم اللغة الكلدانية مدة في المعهد البطريركي نفسه ، عين مدرساً لهذه اللغة في معهد مار يوحنا الحبيب الكهنوتي من سنة 1895 إلى سنة 1902 ، وهناك بدأ ينتج مصنفات عديدة ويراقب المطبوعات الكلدانية التي كانت مطبعة الآباء الدومنيكيين تنشرها في الموصل . وفي سنة 1902 رافق البطريرك عمانوئيل الثاني توما إلى روما ومنها إلى زيارة وان ، وقد نال الدرجة الأسقفية معه أيضاً أدي شير واسطيفان جبري ، كما قلنا سابقاً . وفي سنة 1914 حينما نشبت الحرب الكونية الأولى هرب المطران يعقوب إلى أوربا ومكث هناك سنتين ، ثم عاد إلى الموصل سنة 1919 وبقي في القلاية البطريركية مدة . وفي سنة 1921 أرسله البطريرك إلى البصرة بالوكالة . وفي حزيران سنة 1937 ترك البصرة وعاد إلى بغداد وهو ينوي السفر إلى روما إلا إن البطريرك لم يكن موافقاً على هذا السفر . فما أن وصل المطران يعقوب إلى بيروت حتى أبلغته القصادة الرسولية بوجوب العودة إلى الموصل . واعيد إليها بقوة السلطة المحلية في شهر تشرين الأول وانعزل من ثمة في القصادة الرسولية بالموصل وغاب في ليلة الخميس السابق للصوم الكبير من سنة 1928 ووجدوا في اليوم التالي على المنضدة صليبه وخاتمه وساعته أما هو فقد ظل مفقوداً مدة 29 يوماً . أخيرا طفت جثته فوق مياه دجلة عند قرية السلامية القريبة من نمرود الأثرية . وبعد أن أجريت عليها الفحوص اللازمة في المستشفى نقلت إلى كنيسة الشهيدة مسكنتة ودفنت بجانب برج الناقوس ." انتهى الإقتباس أخي القارئ، لقد انتشر خبر في الآونة الأخيرة عن كراس صغير ومطبوع باللغة العربية في أميركا اللاتينية من قبل أحد أبناء شعبنا حيث يروي ما جرى لهذا العلامة فعلا، شيئا الكنيسة المسماة الكلدانية لم تشر إليها لا من قريب أو من بعيد. دون شك هناك جملة من التساؤلات التي كما ترى هذه الترجمة لم توضحها، فمثلا لماذا هرب المطران إلى أوربا ومن ثم لماذا ترك وظيفته في البصرة كي يعاد الى العراق غصبا عنه بعد أن وجد في بيروت. إن الكراس هذا يلقي الضوء على كثير من الأشياء ومنها استخدام وسائل غير قانونية ولا إنسانية ضد هذا الشخص التي تندى لها الجبين . كلي أمل بأن أحصل على هذا الكراز قريبا حيث سيتم طبعه ونشره على الملأ ليقفوا على جرائم هذه الكنيسة التي لم تكن مع الأسف ضد الكنائس الأخرى وخاصة كنيستنا المشرقية، بل حتى ضد إكليروسها بالذات، هذا ما يدفعنا بالتساؤل أكثر حيث ينبغي علينا أن نفتح ملفات أخرى حول الإغتيالات الأخرى وعلى سبيل المثال المرحوم مطران أورميا مار توما اودو وربما رئيس أساقفة سعرد المرحوم مار أدي شير. وبصورة واضحة، وضوح الشمس في رابعة النهار أن المغفور المطران منا لم يكن موته طبيعيا، بل مخطط مع الأسف من قبل الكنيسة المذكورة، حتى في ترجمة حياته أعلاه يظهر بوضوح أن المغفور له غاب عن الكنيسة سنتين ومن ثم حاول الهروب وأعيد بالقوة وما هنالك، كل هذه مؤشرات تبعث الكثير من الشكوك في أمره وقدره. إن الكراس المشار إليه أعلاه يشير بوضوح عن الأعمال الإجرامية التي قام بها البعض في الكنيسة والتي أودت بحياة المغفور له المطران يعقوب منا . إذن، الكنيسة الكلدانية، مطلوب منها إماطة اللثام عن كل هذه التساؤلات وكما نطلب أيضا من أي شخص شريف له معلومات حول الموضوع أن يتقدم بإدلائها مشكورا. ............... * والجدير بالذكر أن كاتب هذا الكراس - الإستمارة في حديثه يشير الى الكنيسة بالملة الكلدانية، والملة رغم انها مفردة بلغتنا وتعني - الكلمة ܡܠܬܐ - ولكن هنا وفي مفهوم الإسلام تعني - الطائفة ولا القومية كما البعض يفسرها اليوم مع الأسف!
66
السيد هنري بدروس كيفا أنت مفلس ولا تملك المعرفة !
آشور بيث شليمون
لقد كتب السيد كيفا تحت عنوان، الفكر الأشوري و المنطق الأعوج ما يلي ! الرابط:
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,769975.0.html
سرجون الأول المعروف بالأكادي يصبح أشوريا عند السريان النساطرة الذين لا يرون أبعد من أنوفهم و إذا سألتهم لماذا سركون الأكادي يصبح أشوريا حسب فكركم الأعوج ؟ جوابهم ( المنطقي ) سركون الثاني كان أشوريا و هذا برهان على أشورية سرجون الأول !
آشور بيث شليمون يرد:
إن سركون أو سرغون ( وليس سرجون ) كون ليس في اللغة العربية حرف ܓ ̤، أما الحقيقة فيجب ان تكتب بالكاف حيث الإسم هو مركب من شرو ( الملك * ) ܟܐܢܐ العادل ( الملك العادل ) شرو كينا . إن الأكاديين، البابليين والآشوريين هم من أرومة الأكثر تقاربا ما بين الشعوب السامية في الهلال الخصيب وتكلموا اللغة كما هي معروفة بالسامية الأكثر تلاحما والتصاقا بعضها ببعض حيث تعرف اليوم بالأكادية لا لشيء، بل كون الأكاديين كانوا الأولين ممن استخدموا الكتابة المسمارية السومرية ومن ثم سار على منوالهم البابليين والآشوريين.
على كل جريمة الآشوريين واعتبارهم ( سركون الاول ) آشوري ليست أكثر من جريمتك الكبرى حيث تريد انت وكل الذين من أمثالك الآراميين المفلسين محو وطمس التاريخ بشعب مفلس لم يحقق حتى أبسط الأشياء ان يكون – مملكة واحدة في التاريخ! واليوم تحاولون ليس طمس الشعب الآشوري، بل تعدى الى كل الشعوب الحضارية الأخرى في الهلال الخصيب من كنعانية، إبلية، عمورية وغيرها.
السيد بدروس يقول:
" حتى نعمان الآرامي أصبح أشوريا لأنه في الترجمة السبعينية من اللغة العبرية الى اليونانية صار يعرف بنعمان السرياني - و بما أن شعوب شرقية عديدة زالت و إنقرضت و منها الشعب الأشوري - نرى السريان الذين إبتعدوا هويتهم الآرامية الحقيقية من أجل تسمية أشوية مزيفة , يحاولون بكل الطرق الإدعاء بأن التسمية السريانية تشير الى الشعب الأشوري القديم : فنعمان الآرامي هو أشوري..." انتهى الإقتباس
آشور بيث شليمون يرد:
أولا، نعمان الآرامي، هو آرامي مائة بالمائة ولم أقرا لآشوري قال بانه – آشوري ، ولكن الشيء الذي عرفته منذ مدة أن هذا الآرامي غدا – سريانيا وأنت وغيرك تؤكدون ذلك رغم ان ( السريان والسريانية ) بكل اشتقاقاتها تدل على جميع الشعوب السامية في الهلال الخصيب وضمنا شعبنا الآشوري، فإذا جنابك تصادق الترجمة السبعينية أن يكون – سرياني ، وهو ليس كذلك، هنا ما الضير لآشوري ان يقول بانه آشوري وهو ليس !! وهنا السريان بوسعنا القول لم يبتعدوا عن هويتهم الأساسية الآشورية، والقومية المزيفة الوحيدة هنا هي الآرامية التي لم تحقق في التاريخ شيئا كي تبلع الشعوب الأخرى وهم اليوم ليتهم آراميون، بل عروبيون حتى النخاع.
السيد هنري بدروس مرة أخرى :
لقد ولد الفكر الأشوري ميتا و لكن السريان الذين إنخدعوا به لا يزالون يحاولون إحيائه كي يقنعوا أنفسهم بأنهم ناضلوا في شبابهم أكثر من بعض السريان غير المبالين بهوية و تراث أجدادهم ! كم من المرات حاول هؤلاء السريان الضالين و المضللين الإدعاء بأنني "إعترفت بوجود هوية أشورية حتى أحصل على شهادة في التأريخ من الجامعة اللبنانية و إنني لما حصلت على الشهادة تنكرت للقومية الأشورية ..." الى كل سرياني لا يزال يصدق دعايات الفكر الأشوري : تحقق بنفسك و لتكن مصادر أجدادك منارة لك تدلك على هويتهم الحقيقية ! لا تنخدع بشعاراتهم الكاذبة فمن يعمل و يجاهد من أجل " هوية الأجداد " عليه أولا أن يحترمها و لا يحول سرجون الأكادي الى أشوري و نعمان الآرامي الى أشوري مستندا الى تفسيرات خاطئة ! فقط مجرد ترديدها يشير لنا الى مدى" جهلهم " لتاريخ أجدادهم ! فهل أيها السرياني تقبل من سرياني جاهل أن يحدد لك هويتك التاريخية ؟ أليس من الحكمة أن تتأكد و تطلع على مصادر أجدادك قبل أن تبتعد عن هويتهم ؟ تحية صادقة الى كل سرياني يتأكد و يهتم بمعرفة تاريخ أجداده و يعمل فعليا من أجل وحدة جميع المسيحيين المشارقة المتحدرين من أجدادنا السريان الآراميين ! " انتهى الإقتباس آشور بيث شليمون يرد :
إذا كان هناك فكر ميت، هذا الفكر ليس إلاّ الفكر الآرامي، كونه لا يستطيع الى هذه اللحظة أن يتخلص ويتحرر من – السريانية – التي وفق العلامة ابن الصليبي ( ؟ - 1171 م ) الذي قال: " إن اسم السريان الذي ليس من الأسماء الشريفة بل نحن آراميون " الرابط ادناه:
http://www.aramaic-dem.org/mor.htm مع ملاحظة : وهي الترجمة السريانية لأقوال ابن الصليبي الى العربية غير صحيحة وفيها اخطاء فادحة !
وختاما، نقول الجاهل الوحيد هنا هو السيد هنري بدروس الآرامي الذي يدافع عن لغته الآرامية وهو عربي أو أرمني اللغة ، والآراميون في معلولا في حيص بيص حول كيفية كتابة لغتهم والتي تتأرجح ما بين الخطوط اللاتينية والعربية أو العبرية أي باستخدامهم الخط – ألآشوري كما شاع بينهم في الأونة الأخيرة أي كما العبرانيون يسمونه بالحرف الواحد – كتاف آشوري اي القلم الآشوري .
................ * مفردة شرو في الآشورية القديمة تعني الملك حسب اعتقادي وهي مفردة معكوسة للرئيس ܪܝܫ- ܪܝܫܐ من لغتنا، أم انها من اللغة السومرية.
67
النهج الجديد بيان تاريخي والصدام مع الأخ المهندس حبيب حنونا !
آشور بيث شليمون
( مقال لي نشره الأخ فؤاد منا مشكورا وعلى الصفحة الأولى من مجلته – المنتدى بتاريخ أيار 2000 وهنا ادناه القسم الاول من المقال، بحيث المقال طويل ولكن سيعقبه رد على ما كتبه وعلق عليه المهندس حبيب حنونا حيث ستكون لكم المعرفة التامة لماذا كتبته آنئذ )
شاهدت الساحة الآشورية جدالا عنيفا حول إيجاد تسمية عامة ومقبولة لمختلف طوائفنا من ذوات أصول آشورية ومن أبناء الكنيستين الشقيقتين، الكنيسة المشرقية النسطورية والكنيسة المشرقية الأنطاكية اليعقوبية مع المنشقين عن جسم هاتين الكنيستين من اتباع الكنيسة الكاثوليكية نقول الكلدان والسريان الكاثوليك لكي تستخدم في الإحصاءات الاميركية المقبلة .
كما انه لا يغيب عن أذهان البعض النشاط الحثيث الذي يبذله أبناء هذه الطوائف في هذا المضمار على أمل إيجاد التسمية المقبولة وهي بدورها خطوة تقدمية لا غبار عليها بغية التخلص من المرض هذا المرض العضال الذي ساورنا منذ العصور المسيحية الأولى .
رغم أنه عقدت اجتماعات وألقيت محاضرات والتي كانت حصرا على جماعات معينة لبحث المعضلة هذه والتي هي شغلنا الشاغل مع الأسف في الوقت الراهن، نقول متأسفين أن كل تلك الجهود المبذولة ذهبت أدراج الرياح مع تقديرنا واحترامنا الكبير للسادة المشاركين.
إن أحد أسباب هذا الإخفاق إنما يعود الى المشتركين أنفسهم لأنهم بدون شك وجدوا أنهم المتضلعين الوحيدين في القضية من جهة وراضخين لضغوط خارجية من جهة اخرى.
ومن المعلوم أن شعوب بلاد الرافدين سواء كانت آشورية أو كلدية بدون منازع تعود الى أصول سامية بحتة لغويا، تاريخيا، اجتماعيا، وجغرافيا. كما ان الشعب الآشوري معروف تاريخيا والذي اوجد أكبر حضارة عرفتها البشرية انطلاقا من المدن الآشورية العريقة في شمال ما بين النهرين وعلى سبيل الذكر نينوى، آشور، دور شاروكين، شباط أنليل، كركوك وأريبل.
أما البابليون، فهم سكان العراق، أعني جنوب بلاد الرافدين والذين بدورهم لعبوا دورا تاريخيا رائدا في الثقافة والعلوم الإنسانية . حيث يقول بعض المؤرخين أن تقدم – بابل كان يقاس بقدرة الآلية العسكرية الآشورية التي كانت تحميها من غارات القبائل البدوية الآرامية والكلدية وكذلك من الشعوب الآرية التي كانت في الأهداف الآشورية لفرض السلام الآشوري في المنطقة Pax ASSYRIACA .................................
الموضوع يتبعه ردي المتواضع على خلفية ما كتبه الأخ المهندس حبيب حنونا تحت عنوان " هل حقا الكلدان اندثروا ؟! حيث ابتدأ بالقول:
الى الاخ بيث شليمون المحترم
اطلعت على مقالتك - النهج الجديد ... بيان تاريخي - والمنشور على صفحات مجلة المنتدى الغراء، العدد أيار 2000 - والمقال يقع في اربع صفحات ولكي يكون لكم علما به وبمحتوياته ما عليكم إلا قراءة تعليقي عليه الموسوم - رسالة وتعقيب المنشور في المجلة ذاتها أي المنتدى لشهر تشرين الثاني 2000
68
الكاتب/ة : آشور بيث شليمون تصنيف المقال :أبحاث تاريخية تاريخ المقال : 2014-05-10
توطئة:
تواجه الأمة الآشورية مع الأسف الشديد في هذه الأيام هجمة شرسة من البعض، نعم البعض الذين مؤخرا وبعد سقوط الحكم البعثي في العراق كي يروا أنفسهم كلدانا او آراميين. وليكن واضحا، وضوح الشمس في رابعة النهار أننا لسنا ضد آرام ولا كلدو اطلاقا. ولكن ما يزعجنا ويؤسفنا أن لهؤلاء لم يكن أي نشاط قومي يذكر، بل والأنكى من ذلك بالأمس كانوا عربا في اللسان واللباس! كما في الوقت نفسه ليس هناك كلداني أو آرامي واحد في أرض الكلدانيين ( جنوب العراق ) أو آرامي واحد في جنوبي سوريا اليوم ( منطقة دمشق ) يقف بافتخار معلنا قوميته الآرامية. ستكون فرحتنا الكبرى فيما إذا تقدموا الى الأمام كنعانيو الساحل مع إيبليو وعموريو شمال سوريا ( حلب ) وآراميو دمشق وكذلك كلدانيو جنوب العراق معلنين عن هويتهم الحقيقية. ولكن وا أسفاه، الجميع نسوا أو إذا صح التعبير نكروا أصلهم وفصلهم وغدوا عروبيين بامتياز ما عدا بعض الأفراد بين حين واخرى أعلنوا هويتهم الحقيقية بغرض ذر الرماد في العيون ليس إلا أو لإجحاض الحركة القومية الآشورية بأمر ووصاية البعث الفاشستي المقيت. في المقابل هناك الأكثرية الغالبة نكرت أصلها وفصلها تماما الى درجة حيث يقف اليوم بطريرك الروم الأرثوذكس مع غيره من المذاهب المسيحية كي يلقب نفسه ببطريرك العرب مما دعا مؤلفو كتاب سوريا من قبل جمهرة من الكتاب الأميركان وهي دراسة أصدرتها الحكومة الأميركية ( وزارة الدفاع ) عن سوريا:
Syria, a country study Federal Research Division, Edited by Thomas Collelo Copyright 1988 United States Government as represented by the Secretary of the Army.
في هذا الكتاب المؤلفون يتطرقون عن السكان والمسيحيين منهم ودورهم حيث جاؤوا بما يلي : With the exception of the Armenians and Assyrians, most Christians are Arabs, sharing the pride of Muslims in the Islamic-Arabic tradition and in Syria’s special role in that tradition. (Page 99 )
بما معناه : باستثناء الأرمن والآشوريين معظم المسيحيين يرون أنفسهم عربا مشتركين بالفخر مع المسلمين في التقليد العربي الإسلامي ودور سوريا الخاص في هكذا تقليد!
السيد كلدنايا ( كما يلقب نفسه ) كتب في موقع عنكاوا ما يلي:
" السيد اشور المحترم لم تجاوب على سؤالي مطلقا فلا تتحذلق بتعابير لا دخل لها بالسؤال ارجو لك ان تتوفق في المرة القادمة ؟؟؟
الكلدان هم والميديون من اسقط الدولة الاشورية عن بكرت ابيها وحلت مكانها الدولة الكلدانية وهي اخر حضارة حكمت وادي الرافدين ." انتهى الإقتباس آشور بيث شليمون يرد: صحيح أن الميديين والكلدان أسقطوا الأمبراطورية الآشورية، ولكن الدولة الآشورية استمرت تحت ربقة الفرس والرومان أحيانا أخرى، بينما الكلدان انقرضوا عن بكرة أبيهم منذ سقوط امبراطوريتهم على يد الفرس ومن دون رجعة. إن الميديين والكلدان صحيح تقاسموا الأمبراطورية الآشورية، في حين بقيت بلاد آشورProper Assyria تحت الإنتداب الميدي ومن ثم الروماني والفارسي حتى الغزو العربي في مطلع القرن السابع الميلادي. بعد الغزو العربي وقبيل نهاية القرن الحادي عشر كل سكان جنوب العراق، أي جنوب بغداد ومن ضمنهم الكلدان انصهروا في البوتقة الإسلامية والعربية بدون أن يتركوا أي اثر يذكر. وبنفس الوتيرة حصل انصهار الشعوب ( الكنعانية، العمورية، الإيبلية والآرامية ) فيما يسمى في بلاد الشام. أما وجود ما يسمى الكلدان في بلاد آشور اليوم، ليس إلا نتيجة دخول شعبنا الآشوري النسطوري الى المذهب الكاثوليكي حيث البابا ( يوجين الرابع 1443 ميلادية ) أطلق عليهم التسمية الكلدانية واليوم أنت واحد منهم، كما أن الكنيسة النسطورية لم تعرف تاريخيا بكنيسة الكلدان أبدا . إن الآشوريين استمروا منذ ذلك الحين بدون انقطاع والروابط ادناه دليل على بقاء الدولة الآشورية:
وهذه بلاد أشور في العهد الأخميني :
http://en.wikipedia.org/wiki/Achaemenid_Assyria
وهذه بلاد آشور في العهد الروماني :
http://en.wikipedia.org/wiki/Assyria_%28Roman_province%29
وهذه بلاد آشور في العهد الفارسي: http://encyclopedia.thefreedictionary.com/Assyria+%28Persian+province%29
وختاما، دولتك الكلدانية لم تكن إلا سحابة ربيع بالمقارنة مع الأمبراطورية الآشورية كما جاءت في كتابات المؤرخين من امثال المؤرخ الإيطالي Sabatino Moscati ساباتينو موسكاتي في كتابه - وجه المشرق القديم / The Face Of The Ancient Orient, page 68: “The crises of ASSYRIA is followed by the renascence of Babylonia under the Chaldean dynasty, a brief meteoric episode. “ ومن الرابط يمكنك الحصول على خارطة الدولة الآشورية، شيئا لا تستطيع الحصول على خارطة الدولة الكلدانية نظرا لأفولها وسقوطها الى الأبد! تنويه: يرجى أن يكون خطابك أكثر حضارية مما هو عليه وشكرا.
آشور بيث شليمون ___________________
تنويه هام: الى قرائنا الأحبة، الشعب الآشوري شعب محب، شعب يفتخر بنفسه وشعب يتعاون مع إخوته في الهلال الخصيب كي يعود الى جذوره الأصيلة. ولكن ما يزعجنا ويرثى له، البعض من صغار النفوس مع احترامنا الكبير ونتيجة الحسد والحقد لإنجازاته القومية يريد أن يجعل منه شعبا عدوا فاشستيا في صهر الآخرين في بوتقته، وهي بحد ذاتها كذبة كبيرة، بل العكس هم من يحاول ذلك . إن – الآشورية، طبعا في بلاد آشور ܡܬܐ ܕܐܫܘܪ شمال بلاد الرافدين – نقولها بافتخار ضمت بين جناحيها من مختلف الطوائف المسيحية مما يسمى اليوم بالسريان والكلدان حتى البعض من القوميين يعتبر كل من البروفيسور آشور يوسف من خربوط ( تركيا اليوم ) ويوسف مالك من أباء هذه الأمة، في وقت الأول هو من الطائفة الشقيقة الأرثوذكسية والثاني من الطائفة الكلدانية الكاثوليكية. وليكن معلوما، إن الآشوريين قوميا وكمسيحيين دينيا، لا نرى عدونا غير الذي غزانا من العرب المسلمين الذين فرضوا علينا اسلامهم وعروبتهم مع غيرهم من مختلف القوميات الإسلامية في المنطقة سواء كانت تركية، كردية وإيرانية. والمؤسف جدا، أن هناك من بعض ذوي النفوس المريضة مع احترامي يروا في الشعب الآشوري العدو اللدود الأوحد، بينما يتوددون لكل من كان سببا في اضمحلالنا، وذوباننا واليوم في قتلنا وتشردنا !
69
من هذيان الفكر الآرامي الحديث والسيد هنري بدروس كيفا انموذجا!
( الموضوع نشر لأول مرّة في موقع – صوت العقل )
• الكاتب/ة : آشور بيث شليمون • تصنيف المقال :أبحاث تاريخية • تاريخ المقال : 2014-05-27
قلنا ونقولها على الدوام نحن لسنا ضد أمم الهلال الخصيب سواء كانت آرامية، إبلية، كنعانية، عمورية أوكلدانية، بل معهم في السراء والضراء . ولكن ما يزعجنا نحن الشعب الآشوري هو كل هذه الشعوب التي انصهرت وضاعت عن بكر أبيها لغة وقومية في المجتمع العربي منذ دهور، إلا الشعب الآشوري الذي استطاع رغم هذا الإنصهار في المجتمع العربي والإسلامي إلى حد ما الإحتفاظ بقوميته الآشورية في شمال بيث نهرين، أو تدقيقا بلاد آشور/ܡܬܐ ܕܐܬܘܪ.
واليوم، مع الأسف هؤلاء دعاة وغلاة " الآرامية " من أمثال السيد هنري بدروس كيفا والدكتور أسعد صوما أسعد وغيرهما لم يجدا لهما ندا وغريما إلا الشعب الآشوري، إذ تركا شعوبهم المنصهرة جانبا وحتى عدوهما / عدونا – العرب المسلمون الغزاة ( وقد ظلت بلهجاتها المختلفة- أي اللغة السريانية – لغة حية في الشرق الأوسط الى ان جاء الإسلام فقضت عليها وعلى لهجاتها لغة القرآن الكريم ] سبحان الله على الكرم هذا [ وإن ظلت معروفة في بعض البيئات ) * - ليحاربوا القومية الآشورية العتيدة التي كانت الوحيدة التي استطاعت إلى حد ما الإحتفاظ على وجودنا القومي واللغوي في آن واحد.
إن منظري ودعاة القومية " الآرامية " والتي بحق لم تكن – الآرامية - في كل التاريخ قومية بالمعنى الحرفي يحاولون حذف وإلغاء الوجود الآشوري اليوم حتى في عقر داره ܡܬܐ ܕܐܬܘܪ،/ بلاد آشور كي تعوضها بالآرامية الوهمية. ومن المضحك والمبكي أن دعاتها من أمثال الأب ألبير أبونا يمطروننا بتاريخ الدول الآرامية التي قد لا تغيب عنها الشمس وذلك منذ اكثر من ألفي سنة كي يحل محلها القبائل والعشائر العربية بعد ان اختفت تلك الدول الآرامية العشائرية بأعلامها ولم يبق لهم أثر بعد عين.
وهنا أدناه أستشهد بشذرات من مقال كتب من قبل لارا علي – سيريا نيوز/ Syria News - حول تدريس اللغة الآرامية في معلولا وهي آخر معقل آرامي بالمعنى الصحيح. وكما يجد القارئ الكريم هناك جدالا وأكثر من ذلك احتداما وصداما حول كيفية تدريس هذه اللغة التي البعض منهم يستخدمون الخط المربع العبري مع الحركات العبرية نفسها والتي تعود الى أواخر الألف الاولى الميلادية بينما يضربون ظهر المجن على خطوطنا - السريانية – المستحدثة والمستخدمة حاليا في كنائسنا الشرقية :
" و تحدث رزق الله عن "همه" للحفاظ على اللغة الآرامية في معلولا، وعن "انقسام معلولا إلى قسمين مع و ضد الحرف الآرامي وأضاف، كنت أتمنى أن نكتب الآرامية باللغة العربية لكن ذلك صعب بسبب وجود أنصاف حركات لفظية لا يمكن لفظها من خلال العربية التي تعتمد الحركة الكاملة" عندما قلنا، ونقولها على الدوام أن اللغة السريانية ليست هي الآرامية، بل لغة متطورة وجدت على أنقاض اللغات السامية المنقرضة، كالكنعانية، الآرامية، الإبلية، الآشورية البابلية، نراهم يعارضون ذلك بشدة .
اليوم كما هو معروف للجميع أن اللغة السريانية ( تشكلت في القرون الأولى للمسيحية كما بينا أعلاه ) لها خطوطها الكتابية المتنوعة وأشهرها الإسترنجيلي، اليعقوبي والنسطوري، كما وجدت لها الحركات مع القواعد التي مرت بمراحل عديدة – في وقت كما قال البروفيسور أ. ولفنسون مدرس اللغات السامية في الجامعات المصرية ( تاريخ اللغات السامية )** : " بالرغم من وفرة تلك الآثار لم يستطع المستشرقون الى الآن ان يضعوا كتابا في قواعد اللهجة الآرامية القديمة وكيفية النطق بألفاظها وتصريف أسمائها وأفعالها لأن لا تكفي تلك الآثار لتكوين فكرة صحيحة عن تاريخ تلك القبائل وحوادثها مع من جاورها من الأمم القديمة . " ولكن المهم هناك قواعد لغوية يعترف بها وباستخدامها كل المذاهب وخاصة الشقيقة– أي الأرثوذكس/ اليعاقبة والكنيسة المشرقية/ النسطورية ( اعرف بعض الجهات لا يحبذون استخدام هذه الألقاب اليعقوبية والنسطورية) ولكن بالعكس يجب ألا تكون لنا حساسية حول ذكرها مطلقا كونها تراثنا وتاريخنا .
والقراء الأعزاء يعلمون جيدا أن معلولا وقرى أخرى في ريف دمشق هم الذين احتفظوا ب" اللغة الآرامية الأصلية " نوعا ما ولكن نجدهم اليوم في حيص بيص حول كيفية كتابة لغتهم هذه وهم يرجحون ما يسمى بالخط " العبري " كما أشرنا إليه أعلاه وآخرون يتشبث بالخط المربع المقترح لأنه خط كنعاني وآرامي وما هنالك من اقتراحات، بينما يذهب البعض الآخر حتى باستخدام الخط العربي كما أشرنا إليه أعلاه ، ناسين أو متناسين " الخط والحركات السريانية " التي تفي بالمراد على أكمل وجه!!
السؤال يبقى الآن ليس لأهل معلولا، إذ هم يعرفون أنفسهم ولغتهم، ولكن لهؤلاء دعاة " الآرامية " الجدد الذين تركوا " الحلبة – الجدل في معلولا " جانبا كي يهاجموا القومية الآشورية وحتى يذهبون أبعد من ذلك إذ فاقوا العروبيين في تحوير وتزوير التاريخ وليس ذلك فحسب، بل يريدون أن يمحوا كل الشعوب في الهلال الخصيب التي جاءت بحضارات عظيمة معترف بها دوليا، وعلى سبيل المثال الحضارات الآشورية، الاكادية، البابلية ، الإبلية، العمورية، الكنعانية والفينيقية كي يعوضوها بحضارة آرامية التي مع احترامنا الكبير تفتقر بصماتها على الهلال الخصيب.
والجدير بالذكر أن دعاة الآرامية الجدد، يستندون على فرض ( نعم فرضها وليس بإقناعهم ) نظريتهم على مجرد أوهام، وعلى سبيل المثال وحتى لو نطق كل سكان الهلال الخصيب ومن الجملة شعبنا الآشوري اللغة الآرامية التي يدافعون عنها هل يغدون آراميين ؟ طبعا لا، إن الشعب الأميركي، الأوسترالي، الكندي وحتى الأيرلندي يستخدمون اللغة الانكليزية اليوم ولكن ليسوا بانكليز، ومن ثم أليس سكان الهلال الخصيب المتكون من شعوب قديمة مثل الآشوريين البابليين، الكنعانيين الفينيقيين، الإبليين العموريين مع الآراميين اليوم يستخدمون اللغة العربية هل يغدون عربا وفق نظرية دعاة الآرامية الجدد؟ طبعا لا ! إذا بأي منطق يريدون فرض " آراميتهم " على النزر اليسير من شعبنا الآشوري لذي كلفه دمه ودموعه ، في وقت يتجاهلون سكان الهلال الخصيب الذين دخلوا الإسلام واستعربوا ودمشق الآرامية تغدو اليوم " قلب العروبة النابض " ؟!
إن العداء المستحكم على شعبنا الآشوري من قبلهم مع احترامي لهو عار عليهم وعلى كل من يدور في فلكهم، ويكفي الآشورية فخرا أنها استقطبت من كل المذاهب – أرثوذكسية، كاثوليكية، ونسطورية - في شمال بيث نهرين، شمالنا الآشوري بدون أي ضغط او اكراه، والباب مفتوح لمن يريد الدخول وحتى الخروج إذ نحن أساسا لا نحبذ الآشورية المفروضة .
من المؤسف أيضا، أن دعاة الآرامية اليوم يلجؤون الى ذر الرماد في العيون لمجرد وجود بعض الأفراد الذين يحبذون الآرامية – وهي فرحتنا ولهم تشجيعنا – ولكن بالمقابل هناك الآلاف الكثيرين الذين يرفضون دعوتهم ويدافعون عن عروبتهم حتى الرمق الآخير.
ومن المضحك والمبكي أنهم أبطال وأشاوس ضد القومية الآشورية، بينما يغضون الطرف لدعاة القومية العربية وللعربان في وقت لم نكن لهم إلا صديقا حميما حيث يجمعنا المصير المشترك كوننا في نفس القارب، وما يصيبهم يصيبنا وما يفرحهم يفرحنا. ܫܠܡܐ ܠܩܪܝܢܐ ܕܫܠܡܐ ܒܗܝ ܒܢܘܢܐ ܕܐܠܗܐ ܗܢܘܢ – ܬܐܚܐ ܐܬܘܪ – ܡܒܥܬ ܝܘܠܦܢܐ/ آثور مطلب العلم – ܒܥܝܢܢ ܘܫܐܠܝܢܢ ܡܢ ܐܝܠ ܐܠܗܐ ܕܝܨܦ ܐܘܡܬܢ ܐܬܘܪܝܬܐ ܡܢ ܟܠ ܡܚܫܘܠܐ ܕܒܝܫܬܐ ܘܥܘܠܐ، ܐܘ ܡܪܝ ܐܠܘܟ ܬܘܟܠܢܝ ܘܣܒܪܝ ܐܡܝܢܐܝܬ ܀ ܐܫܘܪ ܕܒܝܬ ܫܠܝܡܘܢ – ܐܘܚܕܢܐ ܡܚܝܕܐ ܕܐܡܝܪܟܐ ܀ .................
* الدكتور شوقي ضيف، تاريخ الأدب العربي ، العصر الجاهلي من مطبوعات دار المعارف بمصر 1960 صفحة 25
** البروفيسور أ. ولفنسون، تاريخ اللغات السامية – دار القلم للطباعة والنشر والتوزيع ، بيروت – لبنان – صفحة 108
70
الإنتداب الآشوري على بابل نتيجة خطر توغل القبائل الآرامية والكلدية !
آشور بيث شليمون
إن الهلال الخصيب برمته كان خزانا وموطنا للشعوب التي تتكلم لغات قريبة جدا بعضها ببعض والتي تسمى اليوم باللغات السامية وفق المستشرقين.
وإن امتدادها لم يقتصر داخل الهلال الخصيب وحده- ܩܫܬܐ ܣܗܪܢܝܬܐ ܫܡܝܢܬܐ، بل امتد حتى الى كثير من المناطق المجاورة وحتى البعيدة كإنتشار الكنعانيين والفينيقيين في حوض البحر الأبيض المتوسط أو امتداد الآشوريين شمالا حتى أورمية شمال غرب إيران اليوم وكبادوكيا في الوسط الغربي من أناتوليا أي تركيا اليوم.
أما انتقال هذه الشعوب ومنها التي تسمى بالآرامية والكلدية ( 800- 1000 ق.م. ) من داخل الهلال الخصيب إلى أطرافه الشرقية والشمالية كان طبيعيا وخصوصا كونها شعوب غير متحضرة وشبه بدوية طلبا للمرعى والكلأ.
إن حروب الآشوريين ضد الأمم الغريبة والدخيلة تعتبر من الأوليات، ولكن في نفس الوقت كان يواكبه من جهة اخرى حروب داخلية ضد هذه الشعوب السامية البدوية التي كانت تعبث بالأمن والإستقرار ومنها الارامية والكلدية التي كانت تجتاح المناطق الحضارية بمواشيها عادة .
في أوائل القرن الثامن قبل الميلاد، وأثناء التوسع الآشوري ومن الجملة نحو بابل في الجنوب حيث الحدود بين البلدين لم تكن واضحة ومرسومة الملامح بعد، ولكن في عهد الملك الآشوري – تغلات بيلاصر أخذ بالتوغل في بابل والهدف منه كان إيقاف المد والزحف الآرامي والكلداني الذي كان يتعاظم في بابل قبل ان يستشري شمالا أي في بلاد آشور نفسها، والشيء الذي دفع البابليون بالرضوخ وقبول السلطة الآشورية حيث غدت بابل تحت الإنتداب الآشوري وبرضاها هذه المرة كي تتجنب هؤلاء البدو الرحل سواء من الآراميين أو الكلديين ان يعبثوا بالأمن والإستقرار الذي كانوا يتنعمون به!
وطبعا الهدف منه أيضا، الحفاظ على الحياة الحضارية والمدنية في المنطقة إجمالا والتي كانت تنعم بها – بابل خاصة وبنفس الوقت الحفاظ على أمن وإستقرار البلاد الآشورية نفسها. ودخول هذه الجماعات في التركيب الإجتماعي البابلي الآشوري أدى الى تأقلمها وإنغماسها كليا كون الشعب الاشوري رغم تشبثه بالآشورية، لكن كان منفتحا وليبراليا حيث فسح المجال لها أسوة بالمحليين الآشوريين والبابليين ورغم هذه التطورات بقيت المنطقة معروفة بآشوريا ASSYRIA رغم وجود هذه الأقليات الكلدية أو الآرامية وأكبر برهان على ذلك لو راجعت قاموس السرياني لمرغوليوث والمعروف ب- A Compendious Syriac Dictionary Edited by J. Payne Smith ( Mrs. Margoliouth) حيث تجد تفسير – ܒܝܬ ܐܪܡܝܐ – ليس آراميا بل آشوريا * أي مفردة ܒܝܬ ܢܗܪܝܢ تعني بلاد آشور.
وهكذا استطاع الملك الآشوري تغلات بيلاصر الثالث ** وغيره من ملوك آشور بحملاتهم المتكررة أن يعم السلام والإطمئنان ليس في وادي الرافدين على حدة، بل حتى خارج الهلال الخصيب ككل ومن جراء ذلك سمى المؤرخون هذه الحقبة التاريخية بالسلام الآشوري Pax Assyriaca كونه امتد لفترة طويلة جدا ما يقارب اكثر من سبعين عاما! ..................... * Syriac Dictionary by J. Payne Smith (Mrs. Margoliouth ) Oxford University Press 1979 p 43 ** يرجى مراجعة كتاب التواريخ للمؤرخ البريطاني أرنولد جي توينبي، المجلد الرابع والصفحات 475-477 من الطبعة الإنكليزية.
71
الإنتداب الآشوري على بابل نتيجة خطر القبائل الآرامية والكلدية !
آشور بيث شليمون
إن الهلال الخصيب برمته كان خزانا وموطنا للشعوب التي تتكلم لغات قريبة جدا بعضها ببعض والتي تسمى اليوم باللغات السامية وفق المستشرقين.
وإن امتدادها لم يقتصر داخل الهلال الخصيب وحده- ܩܫܬܐ ܣܗܪܢܝܬܐ ܫܡܝܢܬܐ، بل امتد حتى الى كثير من المناطق المجاورة وحتى البعيدة كإنتشار الكنعانيين والفينيقيين في حوض البحر الأبيض المتوسط أو امتداد الآشوريين شمالا حتى أورمية شمال غرب إيران اليوم وكبادوكيا في الوسط الغربي من أناتوليا أي تركيا .
أما انتقال هذه الشعوب ومنها التي تسمى بالآرامية والكلدية ( 800- 1000 ق.م. ) من داخل الهلال الخصيب إلى أطرافه الشرقية والشمالية كان طبيعيا وخصوصا كونها شعوب غير متحضرة وشبه بدوية طلبا للمرعى والكلأ.
إن حروب الآشوريين ضد الأمم الغريبة والدخيلة تعتبر من الأوليات، ولكن في نفس الوقت كان يواكبه من جهة اخرى حروب داخلية ضد هذه الشعوب السامية البدوية التي كانت تعبث بالأمن والإستقرار ومنها الارامية والكلدية التي كانت تجتاح المناطق الحضارية بمواشيها عادة .
في أوائل القرن الثامن قبل الميلاد، وأثناء التوسع الآشوري ومن الجملة نحو بابل في الجنوب حيث الحدود بين البلدين لم تكن واضحة ومرسومة الملامح بعد، ولكن في عهد الملك الآشوري – تغلات بيلاصر أخذ بالتوغل في بابل والهدف منه كان إيقاف المد والزحف الآرامي والكلداني الذي كان يتعاظم في بابل قبل ان يستشري شمالا أي في بلاد آشور نفسها، والشيء الذي دفع البابليون بالرضوخ وقبول السلطة الآشورية حيث غدت بابل تحت الإنتداب الآشوري وبرضاها هذه المرة كي تتجنب هؤلاء البدو الرحل سواء من الآراميين أو الكلديين ان يعبثوا بالأمن والإستقرار الذي كانوا يتنعمون به!
وطبعا الهدف منه أيضا، الحفاظ على الحياة الحضارية والمدنية في المنطقة إجمالا والتي كانت تنعم بها – بابل خاصة وبنفس الوقت الحفاظ على أمن وإستقرار البلاد الآشورية نفسها. ودخول هذه الجماعات في التركيب الإجتماعي البابلي الآشوري أدى الى تأقلمها وإنغماسها كليا كون الشعب الاشوري رغم تشبثه بالآشورية، لكن كان منفتحا وليبراليا حيث فسح المجال لها أسوة بالمحليين الآشوريين والبابليين ورغم هذه التطورات بقيت المنطقة معروفة بآشوريا ASSYRIA رغم وجود هذه الأقليات الكلدية أو الآرامية وأكبر برهان على ذلك لو راجعت قاموس السرياني لمرغوليوث والمعروف ب- A Compendious Syriac Dictionary Edited by J. Payne Smith ( Mrs. Margoliouth) حيث تجد تفسير – ܒܝܬ ܐܪܡܝܐ – ليس آراميا بل آشوريا * أي مفردة ܒܝܬ ܢܗܪܝܢ تعني بلاد آشور.
وهكذا استطاع الملك الآشوري تغلات بيلاصر الثالث ** وغيره من ملوك آشور بحملاتهم المتكررة أن يعم السلام والإطمئنان ليس في وادي الرافدين على حدة، بل حتى خارج الهلال الخصيب ككل ومن جراء ذلك سمى المؤرخون هذه الحقبة التاريخية بالسلام الآشوري Pax Assyriaca كونه امتد لفترة طويلة جدا ما يقارب اكثر من سبعين عاما! ..................... * Syriac Dictionary by J. Payne Smith (Mrs. Margoliouth ) Oxford University Press 1979 p 43 ** يرجى مراجعة كتاب التواريخ للمؤرخ البريطاني أرنولد جي توينبي، المجلد الرابع والصفحات 475-477 من الطبعة الإنكليزية.
72
الإنتداب الآشوري على بابل نتيجة خطرالقبائل الآرامية والكلدية !
آشور بيث شليمون
إن الهلال الخصيب برمته كان خزانا وموطنا للشعوب التي تتكلم لغات قريبة جدا بعضها ببعض والتي تسمى اليوم باللغات السامية وفق المستشرقين.
وإن امتدادها لم يقتصر داخل الهلال الخصيب وحده- ܩܫܬܐ ܣܗܪܢܝܬܐ ܫܡܝܢܬܐ، بل امتد حتى الى كثير من المناطق المجاورة وحتى البعيدة كإنتشار الكنعانيين والفينيقيين في حوض البحر الأبيض المتوسط أو امتداد الآشوريين شمالا حتى أورمية شمال غرب إيران اليوم وكبادوكيا في الوسط الغربي من أناتوليا أي تركيا اليوم.
أما انتقال هذه الشعوب ومنها التي تسمى بالآرامية والكلدية ( 800- 1000 ق.م. ) من داخل الهلال الخصيب إلى أطرافه الشرقية والشمالية كان طبيعيا وخصوصا كونها شعوب غير متحضرة وشبه بدوية طلبا للمرعى والكلأ.
إن حروب الآشوريين ضد الأمم الغريبة والدخيلة تعتبر من الأوليات، ولكن في نفس الوقت كان يواكبه من جهة اخرى حروب داخلية ضد هذه الشعوب السامية البدوية التي كانت تعبث بالأمن والإستقرار ومنها الارامية والكلدية التي كانت تجتاح المناطق الحضارية بمواشيها عادة .
في أوائل القرن الثامن قبل الميلاد، وأثناء التوسع الآشوري ومن الجملة نحو بابل في الجنوب حيث الحدود بين البلدين لم تكن واضحة ومرسومة الملامح بعد، ولكن في عهد الملك الآشوري – تغلات بيلاصر أخذ بالتوغل في بابل والهدف منه كان إيقاف المد والزحف الآرامي والكلداني الذي كان يتعاظم في بابل قبل ان يستشري شمالا أي في بلاد آشور نفسها، والشيء الذي دفع البابليون بالرضوخ وقبول السلطة الآشورية حيث غدت بابل تحت الإنتداب الآشوري وبرضاها هذه المرة كي تتجنب هؤلاء البدو الرحل سواء من الآراميين أو الكلديين ان يعبثوا بالأمن والإستقرار الذي كانوا يتنعمون به!
وطبعا الهدف منه أيضا، الحفاظ على الحياة الحضارية والمدنية في المنطقة إجمالا والتي كانت تنعم بها – بابل خاصة وبنفس الوقت الحفاظ على أمن وإستقرار البلاد الآشورية نفسها. ودخول هذه الجماعات في التركيب الإجتماعي البابلي الآشوري أدى الى تأقلمها وإنغماسها كليا كون الشعب الاشوري رغم تشبثه بالآشورية، لكن كان منفتحا وليبراليا حيث فسح المجال لها أسوة بالمحليين الآشوريين والبابليين ورغم هذه التطورات بقيت المنطقة معروفة بآشوريا ASSYRIA رغم وجود هذه الأقليات الكلدية أو الآرامية وأكبر برهان على ذلك لو راجعت قاموس السرياني لمرغوليوث والمعروف ب- A compound Syriac Dictionary Edited by J. Payne Smith ( Mrs. Margoliouth) حيث تجد تفسير – ܒܝܬ ܐܪܡܝܐ – ليس آراميا بل آشوريا * أي مفردة ܒܝܬ ܢܗܪܝܢ تعني بلاد آشور.
وهكذا استطاع الملك الآشوري تغلات بيلاصر الثالث ** وغيره من ملوك آشور بحملاتهم المتكررة أن يعم السلام والإطمئنان ليس في وادي الرافدين على حدة، بل حتى خارج الهلال الخصيب ككل ومن جراء ذلك سمى المؤرخون هذه الحقبة التاريخية بالسلام الآشوري Pax Assyriaca كونه امتد لفترة طويلة جدا ما يقارب اكثر من سبعين عاما! ..................... * Syriac Dictionary by J. Payne Smith (Mrs. Margoliouth ) Oxford University Press 1979 p 43 ** يرجى مراجعة كتاب التواريخ للمؤرخ البريطاني أرنولد جي توينبي، المجلد الرابع والصفحات 475-477 من الطبعة الإنكليزية.
73
من القدس العربي :
اكتشاف مزرعة آشورية عمرها 2800 سنة في فلسطين December 15, 2014 الناصرة ـ «القدس العربي» من وديع عواودة: كشف أمس عن مزرعة ضخمة عمرها 2800 سنة من فترة الوجود الآشوري لفلسطين في منطقة رأس العين، على حدود الخط الأخضر الفاصل بين الضفة الغربية ومناطق 1948. وتشمل المزرعة الآشورية التي تمتد على مساحة 1200 متر مربع 23 غرفة كشفت عنها دائرة الآثار الإسرائيلية خلال أعمال حفر تمهيدية قبيل أعمال بناء. ويعتقد منقبو الآثار أن الغرف كانت جزءا من بلدة زراعية في المنطقة القريبة من الساحل الفلسطيني. وكشف النقاب عن معاصر عنب كثيرة، ما يدلل على أن صناعة النبيذ كانت رائجة جدا بل المرفق الأساسي هناك إضافة إلى مخازن الحنطة التي تدلل على رواج زراعة الحبوب أيضا. ويوضح الباحثون الأثريون أن المزرعة ظلت قائمة بعد العهد الفارسي أيضا في القرن السادس قبل الميلاد، وبعدها في الفترة اليونانية (الهيلينية) التي بدأت مع احتلال البلاد على يد القائد الكبير الإسكندر المقدوني. وتظهر آثار يونانية في أرضيات الغرف داخل المزرعة منها صورة فسيفسائية لعدة آلهة مثل زيوس، علاوة على العثور على عملة هيلينية نادرة. وفي الفترة العثمانية تم فتح فرن لاستخراج الجير استخدمت حجارة المزرعة كمادة خام له. وتعتبر رأس العين بجوار منبع نهر العوجا محطة على طريق البحر بين الضفة الغربية وبين الساحل. وبسبب موقعها الجغرافي الاستراتيجي كانت منطقة رأس العين هدفا للغزاة والاستيطان لأهميتها الزراعية والعسكرية. وعلى مسافة قصيرة من المكان تم اكتشاف آثار مغرقة في القدم تعود للعصرين النحاس د. حسين السلع - فيلدلفيا Posted December 16, 2014 at 8:37 AM هذه المنطقة هي بلدة مجدل الصادق والمزرعة في اراضيها الى جنوب منها حيث تم عمل معمل الكلس ما بين المجدل والمزيرعة: وأراضيها تشمل نهر العوجا ورأس العين التي استوطنها الصهاينة بعد أن انسحبت بريطانيا بعد انهاء الانتداب البريطاني. هذه بلدتي التي دمرها المحتل الصهيوني ولم يبق منها الا القلعة وبرزالدين وبعض الاثار مثل معمل او فرن الكلس (الشيد) والمحاجر) التي استعملت حجارتها في بناء تل أبيب والمستعمرات مثل روش هيا عين على ارضنا بالقرب من منبع نهر رأس العين. وللعلم فأن قرية المزيرعة التي كان يسكنها ال الرمحي الاكارم وغيرهم من العائلات تشارك المجدل في الاراضي التي تحوي هذه المزرعة الاشورية ولذلك سميت المزيرعة كتصغير لمزرعة كانت مشهورة بالحبوب والعنب والفواكه وتقع قريتنا والمزيرعة الى الشرق من مطار اللد المسمى الان مطار بن غوريون وقد اقتطع العدد من الدنمات لانشاء هذا المطار من أرضنا أيام الانجليز ولم يتم التعويض علينا بأي مبلغ. سنعود اليك يا بلدتي وسنشاهد المزرعة الاشورية والمزيرعة ويافا وكل فلسطين حرة بعد أن يتم دحر..
http://www.alquds.co.uk/?p=265680
74
ترتيلة عيد الميلاد بقلم مار نرساي الملفان!آشور بيث شليمونتوطئة:يعد الملفان العلامة مار نرساي أحد أعمدة الكنيسة المشرقية القديمة الكبار نظرا لأعماله وانجازاته الكبيرة وخصوصا في حقل التربية المسيحية الحقة حيث شغل مديرا لأقدم أكاديمية في التاريخ وهي أكاديمية نصيبين لمدة تتراوح ما بين 40-50 سنة وقبلها تلقى علومه في مدينة أورهاي والتي شغل فيها ردها من الزمن حتى أغلقها الأمبراطور الروماني. عادة يعرف مار نارساي ܡܪܝ ܢܪܣܝ ب – قيثارة الروح – نظرا لمؤلفاته الغزيرة في الديانة المسيحية، وليس ذلك فحسب كونه آشوري الولادة والجنس *، ذكر قومه الأشوري بكل شرف وعزة. لا تعرف سنة ولادته ولكن الارجح كانت بنهاية القرن الرابع ويقال انه عاش أكثر من تسعين سنة حيث وافته المنية ؟ .......................... مقتطفات من ترنيمة الميلاد:" ܥܡܡܐ ܘܢܬܒܣܡܘܢ : ܒܢܘܗܪܐ ܪܒܐ ܕܠܐܪܥܐ ܢܚܬ ܀ ܚܕ ܐܝܙܓܕܐ ܡܢ ܟܘܟܼܒܼܐ. ܪܩܝܥܐ ܫܕܪ ܕܢܟܼܪܙ ܠܗܘܢ . ܠܒܹܢܝ ܦܪܣ ܕܢܬܛܝܒܘܢ : ܘܢܚܙܘܢ ܡܠܟܐ ܘܠܗ ܢܣܓܼܕܘܢ ܀ ܩܪܬ ܠܡܓܼܘܫܐ ܘܐܡܪܬ ܠܗܘܢ : ܪܒܬܐ ܐܬܘܪ ܟܕ ܐܪܓܼܫܬ . ܕܣܒܼܘ ܩܘܪܒܢܐ ܘܙܠܘ ܝܩܪܘܗܝ - ܠܡܠܟܐ ܪܒܐ ܕܒܝܗܘܕ ܕܢܚ ܀ ܪܫܝ ܦܪܣ ܟܕ ܪܘܙܝܢ : ܫܩܠܘ ܥܠܡܐ – ܢܣܥܘܪ ܦܢܝܬܢ ܘܢܒܪܟܝܗ ܀ ܬܚܕܐ ܦܪܣ ܒܣܒܪܬܟܘܢ : ܬܪܘܙ ܐܬܘܪ ܒܡܐܙܠܬܟܼܘܢ . ܘܡܐ ܕܡܠܟܘܬܗ ܕܒܪܝ ܐܨܡܚܬ – ܢܫܪܐ ܫܝܢܗ ܒܬܚܘܡܟܼܘܢ ܀ ܬܙܡܪ ܥܕܬܐ ܟܕ ܚܕܝܐ – ܫܘܒܼܚܐ "تعريب النص:الشعوب فرحة بالضياء العظيم الذي حطّ على الأرض . ورسول من نجوم السماء بعّث ليكرس لهم. بنو فارس( بلاد ) يتلذذون، عندما رأوا الملك وسرعان خرّوا ساجدين له . لقد دعي المجوس وقيل لهم آشورالكبرى ( بلاد ) لقد تهيجّت عندما تناولوا القربان. حيث امتد صيته واحترامه الى الملك العظيم الذي أشرق في اليهودية . وفرح رؤساء فارس . الشعوب زارت كل النواحي وباركوها ، ابتهجت آشور ܐܬܘܪ بمسيرتكم . وما ملكوته التي بررّت الإستشراق هذا – ليعم السلام في ربوعكم ، ولترنم الكنيسة مسبّحة وهي فرحة . ................ *رأى النور لأول مرّة في قريته عبن دولبي ܥܝܢ ܕܘܠܒܐ إدلب من اعمال محافظة دهوك- نوهادرا . وللمزيد عن ملفاننا الكبير، يرجى النقر على الرابط أدناه: http://www.tellskuf.com/index.php/authors/90-ah/10654-2011-03-20-10-36-17.html
75
أبو العز خضيري فخر الكنيسة المسيحية المشرقية/ النسطورية
بقلم آشور بيث شليمون
توطئة:
قبل الولوج في الموضوع، أحب أن ألقي ولو نظرة خاطفة على تاريخ الكنيسة المشرقية القديمة ( ܥܕܬܐ ܥܬܝܩܬܐ ܕܡܕܢܚܐ ) والمعروفة في كثير من الأحيان بالكنيسة النسطورية أيضا. استنادا لتاريخنا الكنسي الذي يفيدنا بانتشار الديانة المسيحية في الشرق الأدنى وخصوصا في الهلال الخصيب كالنار في الهشيم، إذ في غضون قرنين وربما أقل غدت المنطقة مسيحية تقريبا . وفي القرون الاولى للديانة المسيحية وخصوصا في أوسط القرن الخامس وما بعده حيث احتدم الجدال العقائدي بين المسيحيين نتيجة المجاميع المسكونية التي عقدت من أجل تنظيم أمور الكنيسة. ولكن للأسف ونتيجة هذه المجاميع المسكونية عوضا عن التلاحم والتعاضد، حصل انقسام وانفصام كبيرين بين المجتمعين وظهرت نتيجة ذلك عدة مذاهب مسيحية ومنها المذهب النسطوري الذي ينادي أن للمسيح شخصين( إقنومين) مختلفين، واحدة إلهية والاخرى ناسوتية/ انسانية حيث تبعه جمع غفير لا سيما في بيث نهرين/ العراق وبلاد فارس وارتأى رأيه المناذرة العرب أيضا حيث يغدون بذلك جزءا مهما لا يتجزأ من جسم كنيستنا المشرقية هذه.
والجدير بالذكر، أن اللغة السريانية كانت اللغة الرسمية لهذه الكنيسة وكذلك لشقيقتها * الكنيسة الأرثوذكسية والمعروفة بالمونوفيزية /اليعقوبية والتي تؤمن بالطبيعة الواحدة. القس الربان أبو العز خضيري:
كان للكنيسة المسيحية المشرقية أتباع كثر في الحيرة والتي كانت مملكة عربية في جنوب ما يسمى العراق اليوم. ونتيجة ذلك كان لهم فيها ديرا وكنيسة حية نابضة في نشر المسيحية بين إخوتنا العرب – كنيسة مار ميخائيل رفيق الملائكة / ܥܘܡܪܐ ܕܡܪܝ ܡܝܟܐܝܠ ܚܒܪܐ ܕܡܠܐܟܐ - والتي كانت تحت رعاية وإدارة الأسقف يوحنا الأزرق وبمعاونة الراهب أبو العز خصيري . في كتاب صلوات الكنيسة والمسمى كتاب " الخوذرا ܚܘܕܪܐ" من مؤلفات جهابذة الكنيسة النسطورية، هناك صلاة جميلة ورائعة باللغة السريانية من تأليف القس أبو العز خضيري والتي تقرأ في صباح يوم الأحد في تقديس الكنيسة عادة، وهذا نص منها: " ܠܟ ܝܡܐ ܠܐ ܡܬܓܫܫܢܐ ܒܐܪܙܘܗܝ . ܢܘܗܪܐ ܡܢ ܢܘܗܪܐ. ܘܨܡܚܐ ܐܝܬܝܝܐ ܕܡܢ ܐܣܦܪܐ ܗܝ ܪܒܬܐ ܘܟܠܢܝܬܐ . ܕܒܐܝܡܡ ܓܠܝܢܗ ܚܕܬ ܫܡܝܐ ܘܐܪܥܐ ܘܟܠ ܕܒܗܘܢ . ܗܘ ܕܡܬܚ ܨܦܪܐ ܕܐܘܚܕܢ ܫܘܠܛܢܗ ܒܥܡܪܬܐ. ܘܒܢܘܗܪܐ ܕܙܠܝܩܘܗܝ ܛܠܩ ܚܫܟܐ ܟܠܗ ܡܢ ܝܬܒܬܐ: ܒܪܟܝܢܢ ܘܣܓܕܝܢܢ ܩܕܡܝܟ ܒܥܕܢܐ ܗܢܐ ܕܨܦܪܐ ܀ " تعريب النص : لك بحر الذي لا نملك أسراره، ضياء من ضياء، والشروق الناتج من الكروية العظيمة والشاملة/ الشمس، وبجلاء نهاره يجدد السماء والأرض وكل ما فيهما، الذي بسط صباح دولة سلطانه بالمعمورة، وبضياء أشعته التي بددت الظلمة من كل العالم: أجثو وأسجد أمامك في هذا الوقت من الصباح ܀ الدور الأبوي لكاهننا أبو العز خضيري له العز: إن التاريخ الكنسي يخبرنا عن زيارة الخليفة عبد الملك بن مروان ** للعراق بعد ان استطاع الحجاج بن يوسف الثقفي من اخماد ثورة عارمة وكي يتفقد الأمور والتي كانت بمثابة نصر له. وفي طريقه تفقد كنيسة مار ميخائيل رفيق الملائكة في مدينة الحيرة وشاهد بأم عينيه كيف كن العذارى من بنات الحيرة يتلون الصلوات والترانيم الدينية وباللغة السريانية بقيادة مدربهم ومعلمهم القس أبو العز خضيري. وعندما غادر المكان طلب من الأسقف يوحنا الأزرق أن يضم بعضا منهن الى قطيع حرمه . وعندما علمن العذارى بهذا الخبر المزعج الذي وقع عليهم كالصاعقة، سرعان ما تقاطرن حول أباهما الروحيان، الاسقف يوحنا الأزرق و القس ابو العز خضيري كي ينقذهما من هذا المأزق . وهكذا قاما كل من الأسقف يوحنا الازرق والقس أبو العز خضيري بطمأنتهن في الصلاة والصيام لمدة ثلاثة أيام كي يبعد الله عنهن هذا الشر المستطير. وهكذا العناية الإلهية بالفعل أخذت دورها الفعلي في إنقاذ هؤلاء الصبايا البتولات بانتشار الخبر عن وفاة الشخصية التي وكلها الخليفة بتطبيق أمره في العراق وبموته ماتت الفكرة نفسها . صدام الخليفة عبد الملك بن مروان والجاثليق النسطوري***: حدث هذا في أيام بطريرك الكنيسة المشرقية مار حنان يشوع الاول والملقب بالأعرج ( 685- 700 ميلادية ) وبالمناسبة في زيارة الخليفة حيث تقدم المواطنون بالولاء للخليفة في استقباله كالعادة ومن الجملة كان البطريرك النسطوري. وعندما تصافحا معا، فاجأه الخليفة بهذا السؤال: " ما رأيك في الإسلام ؟ " طبعا البطريرك النسطوري كان له علم تام بما جرى على رعيته وابنائه في كنيسة الحيرة حيث لم يستطع ان يكتم ما في قلبه من انزعاج وقال: " إنه دولة سياسية انشاها السيف، لا ديانة أيدتها المعجزات على نحو الديانة المسيحية ... " عندها ثار غيظ الخليفة وأمر بان يقطع لسان البطريرك . وكاد الأمر ينفذ لولا تدخل بعض المنفذين في البلاط والمصدر الكنسي هذا على لسان ابن العبري لم يذكر اسمهم، ولكن من المرجح أنه سرجون – والد يوحنا الدمشقي ܝܘܚܢܢ ܕܕܪܡܣܘܩ أو الشاعر الأخطل مرافقا الخليفة وكلاهما مسيحيان . ................... * المؤرخ اللبناني فيليب حتي كان أول من أطلق هذه التسمية – الشقيقة – على الكنيستين، ولكن شخصيا أذهب أبعد من ذلك وأضيف واقول الكنيستان التومأتان لما بينهما من أواصر القربى وفي منطقة جغرافية واحدة غالبا. ** عبد الملك بن مروان بن الحكم ( 26 – 86 هجرية/ 646 – 705 ميلادية ) وهو خامس خلفاء الأمويين الذين أخذوا مدينة دمشق مقرا لهم. [b]***[/b][/size] حنان يشوع الأول الأعرج / ܚܢܢܝܫܘܥ ܐ ܚܓܝܪܐ ( 685 – 700 ميلادية ) وهو البطريرك الأربعين من سلسلة البطاركة للكنيسة المشرقية النسطورية.
76
ܗܫܐܝܬ ܒܥܝܢܢ ܚܘܪܪܐ ܠܓܒܪܐܝܠ ܡܘܫܐ ܓܒܪܐܝܠ!
الدعوة تنطلق في العالم لإطلاق سراح الأخ كبرئيل موشي كبرئيل وخصوصا من مدينته – القامشلي – بالذات .
كلنا نامل ان تسمع السلطات المحلية النداء وتعمل لإخلاء سبيله وخصوصا بهذه المناسبة العظيمة ألا وهي ميلاد السيد المخلص الرب يسوع المسيح، ولهم شكرنا الجزيل سلفا!!!
http://www.samaalkamishli.com/ma/viewtopic.php?f=7&t=21297
آشور بيث شليمون ___________________
77
الهاجرية *
Patricia Crones & Michael Cook , HAGARISM , The Making of the Islamic World- CAMBRIDGE UNIVERSITY PRESS – LONDON 1977
ملاحظة: لقد استشهدت من هذا الكتاب كثيرا في مقالاتي وخصوصا عند الدفاع عن القومية الآشورية - آشور بيث شليمون ............... نبذة من هذا الكتاب بما يخص شعبنا الآشوري وفي بلاده الآشورية.
فقد اتسع العراق ليس لهوية إقليمية واحدة، بل لهويتين، هما الآشورية والبابلية. لقد عانت الثقافتان على حد سواء، طبعاً، من تدمير عنيف عند سقوطهما قبل الغزوات العربية بألف سنة: فكما حوّل نابوبالاسر والميديون آشوريا إلى «ركام وخرائب» عام 612 ق.م(64)، كذلك فقد دكّ أحشورش أسوار بابل، جرّد مواطنيها من أملاكهم وحوّل إلهها إلى سبيكة ذهبية وذلك بعد ثورة 482 ق.م(65). مع ذلك فقد بقيت الهويتان على حد سواء، الأولى تحت حماية درع مسيحي، والثانية تحت حماية درع وثني. كان هذا التقسيم غير العادي للعمل بين المسيحية والوثنية نتيجة الأثر المختلف للحكم الأجنبي على الإقليمين. فآشور، التي لم يكن لديها الثروة الخرافية ولا الأهمية الإستراتيجية التي لبابل، تركت وشأنها فعلاً من قبل الأخمينيين والسلوقيين(66) ؛ ولأن العالم الخارجي حكم عليها بالنسيان، فقد استطاعت أن تعيد تجميع ماضيها المجيد بنوع من الهدوء(67). وهكذا فحين عادت المنطقة إلى بؤرة التاريخ في ظل حكم البارثيين، فقد عادت بتعريف آشوري للذات، وليس فارسياً، بغض النظر عن اليوناني؛ أُعيد تجديد معبد آشور، وأعيد بناء المدينة(68)، وعادت إلى الوجود دولة خلافة آشورية على هيئة مملكة أديابين التابعة(69). وضع الساسانيون حداً لاستقلال هذه المملكة(70)، لكنهم لم يستبدلوا الحكّام المحليين بطبقة بيروقراطية فارسية: مع أن مكانتهم أُنْقِصت بحيث أصبحوا خدماً مطيعين للشاهنشاه، وبالتالي استمرت موجودة طبقة أرستقراطية وطنية(71). مع ذلك، ففي هذا الصدد، كان موقعهم في الدولة الفارسية غير مريح. ففي ظل حكم البارثيين راح الشاهنشاهات يطالبون بوحدة دينية ردّاً على الأهمية السياسية(72)؛ أما في ظل حكم الساسانيين فقد فعلوا ذلك على نحو منظم، وفرضوا بالتالي حقيقة فارسية على الهوية الآشورية. وطالما كان مستوى الإندماج متدنياً أُمْكِن تغطية هذا التنافر بمحاولات توفيقية(73)؛ لكن ما أن وضع الساسانيون الطبقة الأرستقراطية المحلّية في تماس أقوى مع البلاط الفارسي، حتى أُغْلِقت عيون الشبكة(74). وهكذا فقد عملت مَلَكية فارسية من أجل إله إثني في الشرق ما عمله إله إثني من أجل ثقافة يونانية في الغرب، تمسّك الآشوريون بنسبهم، لكنهم بعكس أقاليم الغرب لم يكن باستطاعتهم أن يتهرطقوا فحسب: فحتى زرادشتية هرطوقية ظلت من منظور مفاهيمي فارسية، لذلك كان الآشوريون بحاجة مقابل الفرس إلى ديانة مختلفة بالكامل(75). من ناحية أخرى، فحتى مسيحية أرثوذكسية ظلت مجرد يونانية بالتداعي، لذلك فمقابل الإغريق تبدو هرطقة ما وكأنها تفي بالغرض. وهكذا، بعد انعطاف عبر اليهودية، تبنى الآشوريون المسيحية ووجدوا هرطقتهم في النسطورية(76).
كان هنالك بالتالي نسختان متمايزتان عن المسيحية في الكنيسة النسطورية: فمن ناحية كنيسة آشوريا المحلية، وهي تأكيد شوفيني على هوية ريفية؛ ومن ناحية أخرى كنيسة فارس الحضرية والتي كان مركزها في بابل، وهي تأكيد كوزموبوليتاني على حقيقة أممية. لكن إذا أُمْكِن مقارنة كنيسة آشوريا في هذا الصدد بالكنيسة المصرية، فشوفينيتها أخذت شكلاً مختلفاً إلى حد ما. فقد احتفظت مصر بإثنية ولغة مميزتين لها ضمن طبقتها الفلاحية، في حين كانت طبقتها الأرستقراطية تنتمي إلى العالم الهليني الأكثر اتساعاً؛ آشوريا بالمقابل امتلكت طبقة أرستقراطرية مميزة لها، في حين شاركت العالم الآرامي الأكثر اتساعاً في إثنيتها ولغتها. وهكذا ففي حين كانت الشوفينية القبطية إثنية ولغوية، استدارت شوفينية آشوريا إلى ذكريات ماض مجيد. في هذا السياق فإن اهتدائين جاءا في الوقت المناسب أفادا في تنقية الملوك الآشوريين من سوء سمعتهم حيال الكتاب المقدّس. الأول هو سردانا، ابن سنحريب، الملك الثاني والثلاثون لآشوريا بعد بيلوس وحاكم ثلث العالم المأهول، والذي أذعن لرسالة يونان التوحيدية وشرّع صوم نينوى الذي أنقذ نينوى من الدمار(86) ؛ وبما أن الصوم أنقذ الآشوريين من غضب الرب في الماضي، فقد أعاد تشريعه سابريشو من كرخا دي بيت سلوخ لإنقاذهم من الوباء بعد ألف سنة(87).و الثاني هو إعادة تحرير نسخة اعتناق إيزاتيس الثاني الذي من أديابين اليهودية في نسخة اعتناق نارساي الآشوري المسيحية(88). كان هذا يعني أن الآشوريين كانوا موحدين قبل المسيح ومسيحيين بعده، والماضي بالتالي قاد نحو الحاضر دون أي شرخ. وهكذا فتاريخ كارخا دي بيت سلوخ يبدأ بالملوك الآشوريين وينتهي بالشهداء الآشوريين: سركون أسسه(89) والشهداء جعلوه «حقلاً مباركاً للمسيحية»(90). يشبه ذلك أنه في القرن السابع قبل المسيح وقف العالم كله مرعوباً من ساردانا(91)، وفي القرن السابع بعد المسيح احتل القديسون مكانه باعتباره «شمس آثور» و «مجد نينوى»(92). بالمقابل، فالكنيسة في بابل، لم تكن تمتلك فخار مصر اللغوي والإثني ولا فخار آشوريا التاريخي. وبالمقارنة مع مصر فقد حددوا هويتهم كأغيار(93) واستخدموا الفارسية والسريانية على حد سواء(94). وبالمقارنة مع آشوريا، فقد تخلّوا للوثنيين عن الماضي البابلي: فنمرود، الذي هو في آشوريا أحد الأسلاف من الملوك والذي كانوا يحتفلون بذكراه تحت أسماء القديسين المسيحيين(95)، احتُفِظ في بابل بمماثلته مع زرادشت(96) فأضحى إما مرفوضاً كمؤسّس للوثنية الفارسية(97) أو اُدْخل في حل استرضائي باعتباره المرشد الذي يوحى إليه والذي قاد المجوس في البحث عن المسيح(98)؛ لكنه في كلا الحالتين ظل غريباً. كذلك فبقدر ما أن التقليد الذي مثله ايشوداد المسيحي الذي من مرد يبدو مفصولاً بالكامل عن الماضي البابلي، رغم ضخامة تعاليمه، بقدر ما أن التقليد الذي يمثله ابن وحشية يبدو في علاقة حب كاملة مع الماضي البابلي، رغم ضخامة أخطائه. مع ذلك فقد اختلفت الكنيستان الآشورية والبابلية على حد سواء عن كنيسة مصر في توجههما الأرستقراطي؛ الأولى لأن هويتها الآشورية أُلْبِسَت ثوب أرستقراطية وطنية، والثانية لأن الإنفصال عن هوية وطنية سمح لها بقبول كامل للقيم الأرستقراطية الفارسية. وهكذا فنبلاء الكنيسة الآشورية هم الذين كوّنوها: التسلسل اللانهائي للفلاحين في أقوال آباء الكنيسة المصريين يفسح المجال هنا إلى تسلسل لا نهائي لعلّية القوم في أعمال الشهداء الفرس، وفي حين أن عليّة القوم المصريين لم يستطيعوا افتداء مكانتهم الدنيوية إلا بالمضي نحو المونوفيزية، فالمصادر النسطورية تطفح فعلاً بالإقرار الشرعي بالطبقة الأرستقراطية(99). إن خوف آشوريا على نمروداتها أو سنحاريباتها المحليين مقترن باجلالها الحضري للسلالة الملكية لأي سابا، يوحنان، أو غوليندخت(100)، والنساطرة بالتالي كانوا متوحدين في تقديرهم العالي للسلطة، الثروة، وللشهرة الدنيوية(101). والواقع أنه من حين لآخر كان تعصّب الشاهنشاهات يحول دون العمل في البلاط الملكي(102) ؛ مع ذلك فالأقطاب المحليون استطاعوا البقاء في السلطة، كما لعب العلمانيون دوراً بارزاً في الكنيسة النسطورية، أما الشاهنشاهات المتسامحون فقد كانوا يتلقون الخدمات الطوعية لمواليهم المسيحيين(103)؛ من بين كل العلمانيين نجد يزدين الكركوكي الموظّف الأميري المسؤول عن الضرائب والجزية والغنائم لخسرو الثاني، والذي كان مبجلاً باعتباره «المدافع عن الكنيسة بطريقة قسطنطين وثيودوسيوس» (104). وهكذا فالنساطرة كانوا متشابهين في اتحاد موقفهم من الملك الفارسي: فالجميع قبلوا بالتفوق السياسي للإمبراطورية الفارسية، وحتى الآشوريين لم يكن باستطاعتهم أن يأملوا بإعادة إحياء سنحاريبية؛ لكن ما أثار حنقهم كان تعصب الزرادشتية الإثني، لذلك فقد كان هدفهم هداية الشاهنشاه إلى المسيحية وليس الإنفصال عن حكمه(105). كأعضاء في كنيسة أرستقراطية كان النساطرة يختلفون أيضاً عن الأقباط في امتلاكهم لثقافة علمانية غنية: فتقديرهم الرفيع للسلطة الدنيوية كان مقترناً بتقديرهم الرفيع للعقل البشري،وهي مسألة صادق عليها اللاهوت النسطوري. كان مرجعهم الرسمي، وهو ثيودوروس المصيصي، يعرف بالطبع عقيدة سقوط آدم التقليدية، والتي ترى حالة الخلود والمباركة الأولى قد عُطِّلت بالإثم وأفسدت على نحو تصاعدي وذلك حتى العودة الدرامية للنعمة مع الموت الخلاصي ليسوع. لكنه كان يعلّم أيضاً عن عقيدة أخرى تحكي عن حالة نقص أوّلية تقدّم الإنسان منها في ظل الهداية الإلهية حتى أُعيد اكتساب الخلود مع قيامة المسيح الأمثولية(106). وهكذا فقد أكدت العقيدة الأولى على حاجة الإنسان للنعمة، في حين أكدت الأخرى على قدرته على مساعدة ذاته: إذا كان للتوجيه الإلهي أي تأثير فالإنسان يجب أن يكون بالضرورة قادراً على التمييز بين الخير والشر وأن يعمل بما يمليه عليه عقله، ولذلك يجب أن يكون الشر فعلاً للإرادة وفعلاً ضد المعرفة الخيّرة(107). هذا الرأي الثاني هو الذي اختاره النساطرة، وإذا لم يمضوا في طريقهم نحو البيلاجية(108)، أو يختزلوا الفداء إلى مجرد رمز لخلود مستقبلي(109)، فهم حتماً عظّموا العقل على حساب النعمة(110). لقد أدى امتلاك التفكير العلماني لملاذ آمن اجتماعياً وعقائدياً إلى أمرين بالنسبة للثقافة النسطورية. أولاً، في حين كانت الكنيسة القبطية ريفية جلفة، كانت الكنيسة النسطورية أكاديمية. بل إن أكثر ما يلفت النظر في المسألة، هو أنها دشنت واحدة من مدارس اللاهوت التي لا علاقة لها بالأديرة القليلة العدد في الشرق الأدنى وذلك حين هاجرت مدرسة الرها إلى نصيبين(111)، ونصيبين بدورها أوجدت سلسلة مدارس أخرى أصغر منها حجماً؛ كذلك فقد دشنت مدرسة ثانية مع استقرار سجناء الحرب في جنديسابور(112). وبشكل عام فقد تكرّر تأسيس المدارس الواحدة تلو الأخرى في حياة وجهاء النساطرة، والقليل من الأديرة كان دون مدرسة (113). ثانياً، في حين رفضت الكنيسة القبطية الفكر اليوناني باعتباره فكراً وثنياً من الناحية الأخلاقية، فقد أضفت عليه الكنيسة النسطورية صفة شرعية باعتباره مسيحياً جاء قبل أوانه. لأنه لم تكن ثقافة آشورية تلك التي كانت تُعَلَّم في المدارس الآشورية: الإفقار الثقافي في آشوريا لم يكن أقل انتشاراً من الإفقار الثقافي في مصر، وكما كان الإرث المصري في الأدب القبطي محدداً بمقولات من القصص الشعبي، كذلك تماماً كان الإرث الآشوري في الأدب المسيحي محدداً بأحيقار، وزير الملوك الآشوريين(114). لكن بعكس الفلاحين المصريين، استطاعت النخبة الآشورية استعاضة ما فقدته بالحقائق الشاملة للفلسفة اليونانية. فهم لم يترجموا الفلاسفة فحسب بل مجّدوهم(115)، وفي الوقت المناسب صار النساطرة ماهرين في الفلسفة بما يكفي لأن يصدّروها إلى العرب من جديد(116). في الوقت ذاته فإن مصير الرهبنة عند النساطرة كان بالتالي مختلفاً عن مصير الرهبنة بين المونوفيزيين. فقد بدأت مسيحية مابين النهرين كحركة رهبانية وفق الأنموذج السوري، مع كنيسة أبرشية مكّونة من «أبناء العهد»(117) المنذورين. لكن كما وجد القبط أن باستطاعتهم أعادة بناء مصر المقدسة في الصحراء، كذلك تماماً وجد الآشوريون أن باستطاعتهم إعادة خلق صورة لنظام حُكْمهم حول طبقتهم الأرستقراطية. لذلك يبدو مفاجئاً، أن النظام النسكي قد استؤصل بالفعل، وذلك مع تبني العقيدة النسطورية: لم يبق من «أبناء العهد» إلا الاسم(118)، فألغيت عزوبة رجال الدين(119)، ولم تعد الرهبانية تحظ بالتشجيع(120). بالمقابل فحين عادت النسكية في نهاية الأمر، كانت في شكل جديد ومختلف. وكما في مصر، فقد نُظِّمت الرهبانية وفق الأنموذج الباخومي؛ مع ذلك فمقارنة بمصر كان الرهبان لا يمثّلون سوى مرحلة إعدادية في المسيرة الروحانية. وكما في سوريا، فإن النساك هم الذين حافظوا على فخار المكان؛ مع ذلك فمقارنة بسوريا كان سبب وجودهم إيفاغرياًEvagrian (121). وهكذا لم يكن لدى العراق كيبوتزيم: لم يكن النساطرة ينفرون من السكن في الصحراء، لكنهم كانوا يفعلون ذلك بسبب العزلة التي تصاحب هذا السكن، وليس كي يزرعوا الزهور في الرمال. لكن بالمقابل، لم يكن لدى العراق قديسون عموديون: فالنساطرة لم يكرهوا إماتة الجسد، لكنهم كانوا يفعلون ذلك ليعفوا أنفسهم من الخدمة الكهنوتية المرهقة بسبب متطلباتها التي لم يكن لديهم لها وقت ولا تفكير لأنهم كانوا يلاحقون الرؤيا السرانية لله، وليس لمعاقبة الجسد على خطاياه(122). بالمقارنة مع مصر وآشوريا فإن إقليم سوريا المتشظي لم يمتلك قط لا هوية ولا هويتين، وعوضاً عن ذلك كان مشكّلاً من مجموعة وحدات دقيقة سياسية، إثنية ودينية. ما من أحد كان يتذكّر في مصر تلك الأيام التي كان فيها لكل ولاية ملك، أما اللقب الفرعوني فلا يُذكّر إلا بأن البلد كانت ذات يوم مملكتين؛ بالمقابل ففي سوريا كان الجميع يعرفون أنه، قبل أيام أغسطس، كان لكل مدينة، وعملياً لكل قرية، ملكها الخاص بها(123). كذلك فقد كان لمصر اثنيتها الوحيدة والفريدة، لكن سوريا كانت مقسّمة بين الفينيقيين، الآراميين، اليهود، الكنعانيين، العرب، إلخ؛ وفي حين كان لمصر ديانتها الوحيدة والفريدة، كانت تعددية الملوك المحليين في سوريا مقترنة بتعددية بعليم (جمع بعل)محليين. إن تأثير الغزو الغريب على مجموعة الهويات ذات النطاق الصغير هذه كان مدمّراً. فمن ناحية لم يكن ثمة فرعون سوري للأنباط أو لزنوبيا كي يستردوه، أو للسلوقيين وللرومان كي يرثوه؛ وحب الهلينية بالنسبة للإثنين الأولين يقترن بفشل الإثنين الآخرين في إدامة أي بنىً سياسية محلية(124). ومن ناحية أخرى لم يستطع الغزاة ترك الريف وشأنه. وبعكس البطالمة الذين استطاعوا حكم مصر باسكندرية ضد ممفيس وبطليماس ضد طيبة، كان على السلوقيين أن يبنوا مدينة لكل ملك مدينة؛ وحين استطاعت الهوية الوطنية لمصر أن تهدّد باستيعاب اليونانيين، لم تستطع إثنيات سوريا الوطنية سوى أن تخسر كياناتها الفردية لتبزغ كإثنية آرامية مقابل اليونانيين. وهنا كما هناك، حافظ الكهنة على وجودهم. لكن بسبب السمة المتشظية للتقاليد التي كانوا يمثلونها، وتعرضهم الكامل للهلينية، فقد كانت قدرتهم على حفظ الهوية الوطنية بالضرورة محدودة جداً. فمن منظور ثقافي، لم يكن ثمة مانثو Manetho أو بيروسوس Berossus سوري: وفيلون الجبيلي، الذي دوّن التقليد الفينيقي، لم يكن كاهناً محلياً بل أنتيكياً يكن حباً هلينياً للعلوم السرية الشرقية(125)؛ في حين أن هليودوروس، الذي ربما كان كاهناً في حمص Emesa، كتب كروائي يكن حباً هلينياً للعجائب الشرقية(126). من الناحية السياسية، لم يكن لدى الكهنة السوريين ما يحاربون لأجله أو يبكون عليه: فأورانيوس انطونيوس الذي صدّ الفرس بالحمصيين المحليين، لم يكن ايزودورس الذي حارب الرومان بالبوكولوي boukoloi(127) المحليين؛ في حين أن جوليا دومنا كانت تطمح إلى صنع أباطرة رومان، وليس ملوكاً سوريين، تماماً كما أن نوستاليجيتها كانت للوثنية اليونانية عموماً، وليس لطقوس حمص المقدسة على نحو خاص(128). وهكذا اختفت أشكال الحكم الوطنية ليس فقط مادياً، بل أيضاً أخلاقياً: فكما استطاع إيونوس Eunus الذي حمسته الإلهة سيرا Dea Syra كي يحارب من أجل حريته الشخصية في صقلية الرومانية القديمة أن يعلن أنه ملك هليني ليس إلا(129)؛ كذلك تماماً فإن ثيودورتيس الذي ألهمته مسيحيته كي يدافع عن استقلاليته الثقافية في أواخر العصر الروماني في سوريا استطاع استعمال الملوك الفينيقيين ليزعم فقط عن امتلاك سابق لحقيقة يهودية(130). وحدها الرها، التي حافظت على استقلال متقلقل وفق الأنموذج الآشوري حتى عام 216، حافظت على ذكرى ملوكها المحليين(131)؛ وفي حين كانت اديابين حكومة خلافة آشورية، فإن اوسرهونة Osrhoene لم تكن مملكة متياني شاحبة(132). لكن من كان السكّان الآراميون لمدينة يونانية محكومة من سلالة ملكية عربية بين فارس وروما، حين هم بلا ماض(133)؟ لقد اختفى ملوك المدن وذكرياتهم بالضرورة من أرض البشرعلى حد سواء، ومعهم اختفت الهويات التي أُضِفيت عليهم. وظل إقليم مصر الروماني كيمه Kème، فكيمه هي التي حافظت على وجود الغزو الغريب، لكن فينيقيا كانت مجرّد إقليم روماني، فسوريا كانت النتاج لغزو أجنبي(134). ……………….. * الهاجرية كتاب من تاليف كل من الأساتذة باتريشيا كرونة ومايكل كوك وترجمة الكاتب السوري نبيل فياض. النص هذا هو من فصل السابع تحت عنوان " أقاليم الشرق الأدنى " من الصفحة ( اللغة الإنكليزية ) 55 الى آخر صفحة 61 إلا فقرة واحدة .
78
شاعر العصر والآشوري الثائر المغفور له ملفونو يوحانون قشيشو
آشور بيث شليمون
شاعر العصر والآشوري الثائر المغفور له ملفونو يوحانون قشيشو/ ܝܘܚܢܢ ܩܫܝܫܐ المرحوم ملفونو يوحانون قشيشو رأى النور لأول مرة في مسقط رأسه ببيث زبداي/ آزخ في بلاد آشور – اليوم منطقة التقاء الحدود العراقية، السورية والتركية – وذلك في 27 كانون الاول من عام 1918 ووالده المعروف باسم القس ملكي موسى . والجدير بالذكر، أن منطقة بيث زبداي لها شهرة واسعة حيث أنجبت شاعرا آخر والذي يعد بالفعل أمير الشعر السرياني، ألا وهو العلامة والمطروبوليت مار عبديشوع الصوباوي مطران نصيبين وأرمينيا على الكنيسة المشرقية الآشورية . لقد اشتهر المغفور له مار عبديشوع الصوباوي، الذي توفي في أوائل القرن الرابع عشر بكتابه المشهور ( المقامة أو فردوس عدن ) حيث هو غاية في الاعجاز اللغوي والذي بزّ فيه العرب في شعرهم. حقيقة لا مبالغة فيها أن المرحوم ملفونو يوحانون قشيشو كان منذ نعومة أظفاره منكبا على تعلم اللغة والطقوس الكنسية وفق تعاليم الكنيسة الأرثوذكسية الشقيقة بحيث برع فيها غاية الابداع. في عام 1927 انتقل مع والديه الى مدينة الموصل/ نينوى ، ولكن بسبب الأحداث المأساوية والدموية وقتئذ لم يمكث في الموصل حيث قفلا والديه راجعين الى بيث زبداي موطنهم الأصلي . في عام 1929 نزح مع والديه من جديد الى مدينة القامشلي- بيث زالين - من أعمال الجزيرة السورية والتي كانت تحت الانتداب الفرنسي وقتئذ. وفي القامشلي التحق بمدرسة الطائفة التي كانت تحت إدارة القومي الآشوري النشيط المرحوم شكري جرموكلي، حيث تعلم اللغات السريانية، العربية والفرنسية وبعد تخرجه توجه إلى مدينة حلب حيث درس ما بين اثنتين وثلاث سنوات في الشؤون اللغوية والتاريخ. وبعدئذ غادر حلب كي يدخل الميتم الآشوري* في بيروت حيث انكب فيه تعلم اللغة السريانية، العربية ، الفرنسية والانكليزية ومن بيروت غادرها الى فلسطين مع والده الذي عينته الكنيسة قسا لكنيسة بيت لحم . في فلسطين اكمل تحصيله العلمي بحيازته على البكالوريا باللغة الانكليزية ، وبعدها غادر بيت لحم إثر وفاة والده المرحوم وذلك عام 1948 الى مدينة حلب مرة ثانية حيث كان يدرس في مدارس الطائفة . الملفونو يوحانون قشيشو لمع نجمه في تآليفه اللغوية، القومية والتاريخية الغزيرة حيث ألف قصائد كثيرة عن أمتنا الآشورية ومجدها التليد . و في كتاب أشرف على طبعه وإنجازه الأندية الآشورية في بلاد السويد عام 1993 مشكورين والذي ينوف على خمسمائة صفحة ويحوي على مائة وخمسة وثلاثين من قصائده الشعرية التي معظمها قومية في تمجيد تاريخنا الآشوري على الأخص ، وله قصيدتان ، سلام عليك يا نينوى وبيث نهرين مهد الحضارة يمكن أن تكونا من المعلقات في كل بيت آشوري بالإضافة الى قصائده الأخرى من رثاء ومديح وإجلال الشهيد الآشوري وكافة ملافنة شعبنا الميامين من أمثال نعوم فائق، فريد إليا نزها، آشور يوسف، سنحريب بالي، شكري جرموكلي، حنا سلمان وغيرهم كثيرون. ونتيجة الحالة المضطربة في سوريا غادرها الى بوخارست ليعلم اللغة العربية هناك حتى انتهاء مهمته حيث قفل راجعا الى سوريا ومدينة حلب بالذات حتى غادرها للمرة الأخيرة إلى بلاد السويد وذلك عام 1976 حتى وافته المنية وذلك في الأول من شهر نيسان عام 2001 والجدير بالذكر له مؤلفات غير شعرية حيث ألف أيضا سلسلة تدريس اللغة السريانية في سبع أجزاء على التوالي والتي كانت تدرس في مدارس الطائفة في مدينة القامشلي لسنوات طوال حتى منعت الحكومة السورية تدريسها باعتبارها لغة أجنبية في أواخر السبعينيات من القرن الماضي. وفي بلاد السويد ، لم يثن عزمه المضي في العمل القومي رغم تقدمه بالسن، حيث كان من الأوائل الذين وضعوا اللبنة الأولى في تشييد الصرح القومي لدى الأندية الآشورية في ذاك البلد. قال عنه الملفونو أوكين منوفر وهو من القامشلي على صفحات المجلة الآشورية ” كوكبو آثورويو ” بحيث كان من المقربين له : ” يصنف الفقيد الكبير الملفونو يوحانون قشيشو بين أدبائنا الأكثر عطاء في جيلنا الحاضر، وأسلوبه في الكتابة تغلب عليه البساطة والشفافية …” إن مؤلفاته الغزيرة ملأت صحفنا ومجلاتنا القومية وعلى سبيل المثال ” الجامعة السريانية ، للأستاذ المرحوم فريد نزها من الأرجنتين، مجلة حويودو لسان حال الأندية الآشورية في بلاد السويد حيث يعتبر أحد من المؤسسين لها ، ومجلة كوكبو آثورويو لسان حال الاتحاد الآشوري الأميركي والنشرة السريانية في مدينة حلب السورية وغيرها . والآن تعالوا معي لنقرأ معا ما قاله في قصيدته المشهورة ” سلام عليك يا نينوى ” : ܫܠܡܠܟܝ ܢܝܢܘܐ ܒܝܬ ܡܥܡܪܐ ܕܐܒܗܬܐ ܫܠܡܠܟܝ ܢܝܢܘܐ ܡܕܝܢܬ ܫܘܒܚܐ ܘܬܡܝܗܘܬܐ ܫܠܡܠܟܝ ܢܝܢܘܐ ܡܠܟܬܐ ܕܠܗ ܣܓܕܝ ܡܠܟܘܬܐ ܫܠܡܠܟܝ ܢܝܢܘܐ ܐܬܪܐ ܒܪܝܟܐ ܕܟܠ ܙܟܘܬܐ܀ ܫܠܡܐ ܠܗܢܘܢ ܡܠܟܐ ܪܒܐ ܢܚܫܝܪܬܢܐ ܫܠܡܐ ܠܗܢܘܢ ܪܒܝ ܚܝܠܐ ܘܩܪܒܬܢܐ ܫܠܡܐ ܠܓܝܣܐ ܕܐܫܘܪ ܒܝܘܡܐ ܨܡܘܚܬܢܐ ܫܠܡܐ ܠܐܪܥܐ ܕܡܘܥܝܐ ܥܠܝܡܐ ܚܝܠܬܢܐ܀ ܫܠܡܐ ܠܢܝܢܘܐ ܣܡܬ ܐܣܐ ܕܡܠܦܢܘܬܐ ܫܠܡܐ ܠܢܝܢܘܐ ܣܡܬ ܛܒܐ ܕܒܪܘܝܘܬܐ ܫܠܡܐ ܠܢܝܢܘܐ ܐܡܐ ܒܪܝܬ ܡܕܝܢܝܘܬܐ ܫܠܡܐ ܠܢܝܢܘܐ ܡܕܝܢܬܐ ܪܒܬܐ ܕܓܬܒܪܘܬܐ܀ وقصيدته على شهداء آشور في سبيل الحرية يقول: ܣܗܕܐ ܠܡ ܕܐܬܘܪ ܣܗܕܐ ܕܚܐܪܘܬܐ ܐܫܕܘ ܠܕܡܝܗܘܢ ܡܛܠ ܫܪܝܘܬܐ ܥܠ ܥܦܪܐ ܕܐܬܘܪ ܩܪܒܘ ܚܝܝܗܘܢ ܒܟܠ ܓܢܒܪܘܬܐ ܢܩܝܘ ܢܦܫܝܗܘܢ܀ ܨܚܚܐ ܠܡ ܚܕܬܐ ܐܟܬܒܘ ܒܕܡܝܗܘܢ ܘܐܗܦܟܘ ܠܗ ܠܫܘܒܚܐ ܗܘ ܕܐܒܗܝܗܘܢ ܫܠܡܐ ܠܟܘܢ ܣܗܕܐ ܡܢ ܟܠ ܐܚܝܟܘܢ ܡܢ ܐܒܗܝܟܘܢ ܘܡܢ ܟܠ ܚܒܪܝܟܘܢ܀ أما في قصيدته ” تاريخ الجبابرة – ܬܫܥܝܬܐ ܕܓܒܢܪܐ “ عن القومي الآشوري المرحوم فريد الياس نزها يقول: ܒܠܠܝܐ ܘܒܐܝܡܡܐ ܟܪܒ ܘܒܚܩܠܐ ܕܐܫܘܪ ܢܨܒ ܐܝܠܢܐ ܕܠܡܚܪ ܝܪܒ ܘܦܐܪܐ ܒܣܝܡܐ ܝܗܒ ܚܢܢ ܥܠܝܡܐ ܘܓܢܒܪܐ ܕܐܫܘܪ ܕܡܢ ܒܝܬ ܢܗܪܝܢ ܘܕܚܒܘܪ ܟܠܝܠ ܫܘܒܚܐ ܒܪܝܫܗ ܢܩܛܘܪ ܘܐܝܟܢܐ ܕܙܩܪ ܚܢܢ ܢܙܩܘܪ وفي الختام نتذرع الى العلي القدير أن يسكنه فسيح الجنان ، كما نطلب من شعبنا أن يحيي ذكراه مع الرهط الأول من القوميين الأشاوس نظرا للدور الريادي الذي لعبه في خدمة أمته الآشورية التليدة.
[/b][/color][/size][/right]
79
الناشط القومي الآشوري سنحاريب بالي ( 1878 – 1972 ) الحلقة الثانية
آشور بيث شليمون
أعزائي القراء كما وعدتكم عندما تحدثت في الحلقة الأولى عن المغفور له " يوسف ملك " بأنني سأعقبه عن غيره من الآشوريين الجهابذة، وهنا معذرتي لأنني لم أتحدث عن ترجمة حياة المناضل الآشوري يوسف مالك على أساس أنه أشهر من نار على علم، وبما ان موضوعي ينحصر بالأشياء التي جرت معي فقط ولكن مرة ثانية المعذرة لذلك وشكرا . وفي هذه الحلقة سوف أتحدث عن الرجل القومي الآشوري من الطائفة الأرثوذكسية في الولايات المتحدة الأميركية المغفور له سنحريب بالي .
في الحقيقة كقادم جديد الذي أم الديار الأميركية في نهاية سنة 1966 ( 19تشرين الأول ) لم أكن أعرف شيئا عن المغفور له " سنحاريب بالي " وذلك رغم أنه كان نشيطا جدا في القضايا الآشورية القومية ورغم أن والدي كان بحوزته كثيرا من المنشورات القومية والسؤال الذي يطرح نفسه وهو، إذا ما الذي حصل ؟ الجواب واضح وجلي حيث المغفورله كانت جل كتاباته ونشاطاته عامة باللغة العربية والتي كان ينشرها له صديقه المرحوم " فريد إلياس نزها " المقيم في بلاد الأرجنتين وفي العاصمة الفضية بوينس ايرس وفي مجلته الجامعة السريانية. وقد كانت هذه المجلة محصورة ومعروفة عادة بأعضاء الطائفة الأرثوذكسية في أكثر الأحيان .
وهنا قبل أن أسرد مذكراتي الشخصية عن المرحوم من الضروري أن ألقي الضوء ولو بإختصار عن ترجمة حياته الشخصية : المرحوم سنحاريب بالي كانت ولادته سنة 1878 م في مدينة " آمد / ديار بكر " من بيث نهرين وحاليا ضمن الأراضي التركية . إبان الحرب الكونية الأولى وبعد أن فقد كثيرا من أفراد عائلته بأحداث " سيفو " المعروفة على أيدي الأتراك العثمانيين هاجر إلى العالم الجديد ( الولايات المتحدة ) وذلك عام 1912
كان المرحوم نشيطا جدا في القضايا الآشورية وكان يعمل كما ذكرنا أعلاه مع المرحومين فريد الياس نزها ونعوم فائق، حيث معظم كتاباته تجد لها أثرا في مجلة " الجامعة السريانية / أو الآشورية ASIRIA " حيث باللغة اللاتينية تسمية الآشورية هي ASIRIA والتي تقابلها Assyria باللغة الانكليزية .
كان للفقيد بنون وبنات ، وبالمناسبة نجله " ريموند بالي " تبوأ رئاسة الاتحاد الآشوري القومي الأميركي وإبنته شميرام هي الآخرى كانت نشيطة جدا في القضايا الآشورية .
لقد غادر سنحريب بالي عالمنا في عام 1972 بعد عمر يناهز 96 عاما ، حيث ترك فراغا في القضية الأشورية والتي كانت ديدنه الأوحد من الصعب ملؤه، ولكن ذكراه ستبقى دون شك إلى دهر الداهرين .
إثر وفاته أسست عائلة المرحوم ما يسمى ب ( حساب مالي آشوري / Assyrian Book Fund " في جامعة هارفارد الأميركية Harvard University وفي قسم الشرق الأوسط بغية صرفه للحفاظ على الثقافة وكل ما يتعلق بالقضية الآشورية .
ومن الجدير بالذكر ، أثناء وجودي في الولايات المتحدة الأميركية انتسبت إلى منظمة قومية آشورية تدعى " Assyrian National Effort / العمل أو الجهد القومي الآشوري " والتي كانت تصدر نشرة قومية المسماة " مهادينا / ܡܗܕܝܢܐ " وكانت عادة تصدر باللغة الآشورية والانكليزية والآشورية، والكاتبين الرئيسيين في موادها كانا المرحومان الأستاذ الموسيقار والأديب " وليم دانيال " الذي كان يكتب باللغة الآشورية والانكليزية والأستاذ صليو سامانو الذي عادة كتاباته كانت محصورة باللغة الانكليزية على الغالب .
بعد فترة قصيرة جدا شاركت في نشر بعض المقالات باللغتين الآشورية والعربية ، وكانت اللغة العربية بهكذا خطوة تظهر في المجلة لآول مرة . كان هناك البعض يمانع بالكتابة باللغة العربية كوننا قاسينا الأمرين من العرب، ولكن ردي لهؤلاء كان على الوجه الآتي : إن كثيرا من أبناء شعبنا القادمين الجدد إلى أميركا لم يكونوا قادرين القراءة سواء باللغة الآشورية أوالانكليزية ، وإدخال اللغة العربية مع الإحتفاظ وخصوصا بلغتنا بكثافة لن يؤثرعلى ذلك، بل سيساعد هؤلاء على تفهم مجريات الأمور في الساحة العالمية والآشورية خاصة هذا من من جهة ومن جهة أخرى ما ذنب اللغة العربية فيما إذا العرب لم يعاملوننا كما كان يجب وبهذا نجحت في إدخال اللغة العربية في نشرتنا هذه .
لقد كانت ترسل هذه النشرة " مهاديانا " إلى شعبنا الآشوري وخصوصا في الولايات المتحدة ، ومن المؤكد أن المجلة هذه كانت تصل إلى الأخ ريموند وخصوصا شقيقته " شاميرام " التي كانت ترعى والدها الطاعن في السن وبهذا قرأ ما كنت أكتبه باللغة العربية ( حيث المرحوم لم يكن يعرف جيدا اللغة الإنكليزية ) كما أخبرتني شميرام إبنته، حيث قال لها " أريد أن أشاهد هذا الشخص بأقرب وقت ممكن حيث كان طاعنا في السن وعادة لا يفارق الفراش تقريبا " لذلك قامت إبنته الفاضلة بكتابة رسالة عاجلة باللغة الانكليزية إلى منظمتنا، حيث ذكرت مطلب والدها وذات يوم الأخ المرحوم صليو سامانو الذي كان عادة يستلم البريد للمنظمة قرأ الرسالة وأخبرني عن الأمر وقال لي ما رأيك ؟ قلت له رغم أن هناك صعوبات كشخص قادم جديد ولم يؤسس نفسه بعد ولكن وضع الحالتين على الميزان ضميري ينحاز إلى تلبية الدعوة وهي الأفضل لكي أبعث في نفس هذا الآشوري القومي الفرح والطمأنينة وهي أبسط خدمة بوسع الفرد أن يسديها لأبناء قومه وخصوصا لمثل هذا الرجل الذي كرس حياته في خدمة قوميته الآشورية ورفضها عندي لهي جريمة نكراء في وقت كما علمنا من الحلقة الأولى حيث أنا أبحث بنفسي عن رجال قوميين لأشاهدهم والآن هذا القومي يطلب مني مشاهدته، وهي فرصة ذهبية لي أن أحققها وهكذا لبيت الزيارة التي حدثت في أوائل شهر إيلول من عام 1969 .
وهكذا على التو في اليوم الثاني أخذني الآخ المرحوم صليو سامانو بسيارته مع عدد من الزملاء الذين شاركوا في توديعي في المطار ( شيكاغو ) ومنها جوا إلى مطار " نيويورك " .
بعد طيران ساعتين تقريبا وصلت مطار" كنيدي " في نيويورك حيث كانت إبنته " شميرام " بإنتظاري كما كان المتفق عليه، والمشكلة التي وجدنا لها حلا مسبقا كوني لا اعرف السيدة بالي اطلاقا ولا هي تعرفني، حقا نسيت ما عملناه ولكن من الأغلب إتفقنا حول نوعية اللباس وكذلك هي وهكذا لم تكن صعوبة حيث وجدنا أنفسنا وكم كانت فرحتها عظيمة بلقياي وأردفت وقالت لا تصدق مدى فرحة والدي عندما أعلمته بقدومك هذا وشكرا جزيلا لك ، قلت لها - لا شكر على الواجب - أختي الكريمة والدك يستحق ويستأهل أكثر من هذا .
بعد ها غادرنا المطار بسيارتها إلى منزل والدها وبعد مرور ردحة من الزمن وصلنا مكان إقامته وبدخولنا وإذ والدها طريح الفراش يستقبلني بابتسامة عريضة رغم معالم العناء والشيخوخة الظاهرتين على محياه حيث عانقنا بعضنا البعض وكانت فرحته عظيمة جدا، إذ قال حيث لم يكن لي علم بأن أحد أبنائه كان اسمه " آشور " أيضا مات وهو في ريعان الشباب والآن وكأني أرى إبني مرة ثانية، والدموع تنهمر من مقلتيه. وقلت إني متأسف جدا وهذا شئ أكيد مؤلم جدا للأباء إذ أعرف جيدا الحالة النفسية التي يعيشونها بفقدان أحد أبنائهم وهذا ما حصل لنا عندما فقدنا أخي المرحوم " يوخنا " وهو في ريعان عمره ( 21 سنة ) أيضا وأنا وقتها لم أكن أتجاوز الحادية عشرة من عمري . على كل شاركنا سوية بآلامنا وأتراهنا ومنها انتقلنا إلى مواضيع أخرى حتى كان وقت النوم لكي نكمل الحديث في اليوم التالي .
وفي اليوم الثاني تحدثنا كثيرا عن أوضاع الأمة الآشورية وقد عبر عن عدم الرضى من الكنيسة الارثوذكسية التي تحاول قدر المستطاع تعميق الهوة بيننا قوميا وخصوصا واصفة الكنيسة المشرقية / النسطورية بالهرطقة والإلحاد في وقت أننا كنيسة واحدة وشعب واحد . إن المرحوم صادق في قوله حيث وجدت جهوده القومية تتمشى مع القوميين الآخرين إذ ينتمي الى ذلك الرهط التقدمي الآشوري من أمثال المرحوم نعوم فائق ، يوسف درنا ودافيد برلي برصوم ، والإثنان الأخيران كانا من رؤساء الإتحاد الآشوري الأولين في الولايات المتحدة الأميركية وكذلك صلته الحميمة مع القومي والصحافي الآشوري الآخر والمقيم في الأرجنتين المرحوم فريد إلياس نزها وهنا من الضروري أن أستشهد ببضع فقرات من المراسلات بينهما :
" ... أقول ( المرحوم فريد نزها ) من مدة أرسل إلي صديقي الأديب سنحاريب بالي عدة تقاويم ( روزنامات ) أصدرها أدباء السريان النساطرة باللغات السريانية والفارسية والإنكليزية وهي في غاية الاتقان والفن تزدان برسوم طائفة كبرى لكبار الفضلاء من أحبارهم وعلمائهم وعدد كبير من أساتذة المدارس ورجال العلم والأدب من كتاب ومحامين وأطباء وغير ذلك . وهم بالأزياء الأوربية الحديثة حتى لتحسبهم من نوابغ أدباء الغرب زيا وأدبا وثقافة ...."
كما علمت أنه كان يملك مكتبة لا بأس بها حيث أخبرتني إبنته أنه أعطى منها ولكن أمر أبنته أن تعطي لي شيئا من المتبقي ، وبالحقيقة ما حصلت عليه ليس إلا عبارة عن كتابين وعدة مجلات وأدبيات فريدة من نوعها مثلا ، أعداد من " الجامعة السريانية / ASIRIA "وأقدم عدد منها يعود إلى سنة 1936 وعدد واحد من مجلة " بيث نهرين " أو كما سماها باللغة الإنكليزية (The Assyrian Paper ) العدد 5 لشهر حزيران 1929 للمرحوم نعوم فائق باللغة السريانية وعدد واحد من " لشانا دأومثا / لسان الأمة أو كما جاءت التسمية باللغة الفرنسية JOURNAL ASSYRIEN من أربع صفحات والمؤرخة ليوم الجمعة 15 حزيران 1928 لصاحبها " إبراهيم حقوردي وهي عبارة عن صحيفة بالأحرف السريانية ولكن اللغة المستخدمة كانت اللغة التركية ، وكذلك حصلت على عددين من مجلة " بيث نهرين أو كما جاء اسمها باللغة الإنكليزية " The New Beth-Nahreen or Mesopotamia An Assyrian Bi-Monthly والمؤرخين لشهري آذار ونيسان ، ولتشرين الثاني وكانون الأول لعام 1947 . * وبعدها حيث كان الوقت بعد الظهر أقفلت راجعا إلى شيكاغو . الحلقة الثالثة بإذن الله ستكون عن الصحافي الآشوري الكبير " فريد إلياس نزها " من الأرجنتين.
تنويه : أقدم شكري الجزيل إلى أخ آشوري نبيل من روسيا الذي قام بترجمة الحلقة الأولى عن المغفور له يوسف مالك إلى اللغة الروسية ، أدامك الله عزيزنا الأخ رولاند بيدغامون /Mr. Roland Bidgamon ودم لأمتك الآشورية سالما ومعافى ، من أخيك / آشور بيث شليمون ............... * لقد تبرعت كل هذه المواد الى الأرشيف الآشوري في دولة السويد .
80
آفاق جديدة بعد اكتشاف مكتبة الأمبراطور آشور بانيبال العملاقة !آشور بيث شليمونتوطئة:
منذ أكثر من مائة عام كانت مراجعنا التاريخية تتركز على ثلاثة مصادر رئيسية وهي: - المؤرخ البابلي برخوشا ܒܪܚܘܫܐ، - الكتاب اليونان، - والتوراة العبرية . ولكن بعد قيام المستشرقين الغربيين ببعض العمليات التنقيبية في الشرق الأوسط، وتحديدا في بيث نهرين/ ميزوبوتاميا، فلسطين ومصر حيث فتحت آفاقا جديدة التي لم يكن يحظى ويحلم بها المؤرخون والمستشرقون من ذي قبل . ..................
إن التنقيبات التي جرت في كل من ميزوبوتاميا، فلسطين ومصر واماكن اخرى من الشرق القديم يقول أليكساندر هيدل Alexander Heidel ( 1 ) قد فتحت مشهدا تاريخيا فريدا من نوعه . ويستطرد قائلا، وهي حقيقة تاريخية بالنسبة لبلاد بابل وآشور. وإن نقاط الإتصال بين التوراة العبرية/ العهد القديم وهذه النصوص التي وجدت في هذين البلدين ( بابل وآشور ) حيث معظم الكتب مكتوبة حول الموضوع. ومرة تلو المرة الحوليات الملكية الآشورية تؤكد ذلك .
مكتبة آشور بانيبال واهميتها التاريخية
كان الوقع عظيما في اكتشاف المكتبة الآشورية الضخمة في نينوى والتي تعد مفتاح لحضارة بيث نهرين / ميزوبتاميا من قبل اوستن لايارد ومساعده هرمز رسام ابن الوطن الآشوري الذي قام بتلك الحفريات المهمة جدا في مدينة الموصل عام 1849. كما يقول الدكتور باترك هانت ( 2 ) Patrick Hunt,Ph. D. من جامعة ستانفورد في كتابه الجديد الموسوم – عشر اكتشافات التي اعادت كتابة التاريخ .
لقد وجد في هذه المكتبة أكثر من 26000 لوحة والتي هي محفوظة بكاملها في بريطانيا اليوم وللمزيد حول الموضوع يرجى النقر على الرابطين أدناه:
http://www.lobabforum.com/smf_ar/index.php?topic=3227.0 أو http://ameer-saadallah.deviantart.com/art/The-very-first-Library-in-History-478677128
أهمية التوراة العبرية ولماذا إخفاق شعبنا الآشوري ؟
دون شك للتوراة العبرية شان عظيم على المستوى العالمي، ليس لكونه كتاب ملهم من قبل الله لأنبياء صهيون فحسب، بل كونه المصدر الوحيد كما قلنا منذ اكثر من مائة عام ونيف لتاريخنا الذي يغلفه الغموض الهائل من قبلنا مع الأسف نحن أصحاب تلك الحضارة العملاقة!
ورب سائل قد يسأل ما هو السبب؟ من دون شك الجواب واضح وسهل جدا لإعطائه، كون شعبنا الآشوري منذ دخوله المسيحية برمته قد نبذ كل ما كان يتعلق به من الحياة الوثنية التي عاشها من ذي قبل من جهة، ومن جهة أخرى كما نعرف اليوم كل الحوليات والسجلات الآشورية المكتشفة مكتوبة بالخط الإسفيني/ المسماري الذي كان وقفا على أناس محدودين وهم الكهنة وكان يعرف بالقلم الحبري ( 3 ) ܟܬܝܒܬܐ ܟܘܡܪܝܬܐ والمسيحية جاءت وجرفت كل هؤلاء ورمتهم في زاوية النسيان وبذلك فقدنا المصدر الرئيسي في معرفة هذه الكتابة والتي علينا ان نشكر الغرب الذي اعطى لها الأهمية الكبرى في حل تلك الرموز العويصة اليوم حيث بوسعنا معرفة الكثير من الأشياء التي كنا نجهلها ولكن للمزيد يتطلب زمنا طويلا كونها سجلات ضخمة جدا من ناحية، ومن ناحية أخرى حتى في يومنا هذا النخبة التي بوسعها قراءتها هي قلة صغيرة .
والجدير بالذكر، ان في التوراة العبرية كثيرا من المعلومات وأهمها النبوءات والتي قسما كبيرا منها قد حدث اليوم ومنها بإقتضاب وعلى سبيل المثال عودة اليهود من جديد الى أرض الميعاد، مجيء المسيا/ المسيح وإن كان اليهود معظمهم لا يؤمنون بقدومه، حيث في التوراة العبرية وخصوصا الأنبياء الكبار، اشعياء، ارميا، وحزقيال كثيرا من النصوص تشير الى ذلك بوضوح تام. ومن تلك النبوءات المهمة بوسعنا القول انها تمت ولا زالت في طور الإستمرار ما جاء في سفر التكوين، الأصحاح 15 والأعداد 8- 16 عن العاصفة العربية الإسلامية حيث يقول بالحرف الواحد: " ... يده على كل واحد ! ويد كل واحد عليه! وامام جميع إخوته يسكن ... " عزيزي القارئ، لنفحص الاحداث في شرقنا والعالم أجمع، حيث يدور اليوم على محاربة الإرهاب الذي جاء به نبي العرب – محمد – وما هي تداعياته على البشرية؟! ومن ثم إن ما يحدث اليوم من قبل هذه الجماعات الإرهابية هو بعينه النبوءة هذه بالضبط ومن ثم امحص وافحص – الكلمات، يده على كل واحد ويد كل واحد عليه ، أي الغرب اليوم يقوم بضرباته على هذه الجماعات الإرهابية بسسب ضرباتها وما تقوم به من إرهاب!!
ولكن هناك نبوءات اخرى من المعتقد جدا أنها لم تحدث ونحن على شغف لحدوثها ما جاء في سفر إشعياء النبي الأصحاح 19 والعدد 25 والذي يقول بالحرف الواحد: " في ذلك اليوم تكون سكة من مصر الى آشور( الوطن ) فيجيء الآشوريون الى مصر والمصريون الى آشور ويعبد المصريون مع الآشوريين " . من دون شك، إن التوراة العبرية مهما يتخللها من الترهات والخرافات، ولكنها تحوي كثيرا من المعلومات الصحيحة . وكذلك بوسعنا القول نظرا لقدم الكتاب والذي يعود الى الوراء أكثر من 2500 عام ، ليس من المستبعد ان يحوي بين دفاته كثيرا من الأشياء والخرافات التي استمدها من المنطقة، من بلاد الرافدين ومصر وغيرها وعلى سبيل المثال – قصة التكوين وكذلك قصة الطوفان ما هي إلا صور طبق الأصل عن المصادر البيثنهرينية / بلاد الرافدين . ومن هذه الخرافات ما جاء ذكره في التوراة العبرية عن مقتل 185 ألف من الجيش الآشوري من قبل ملاك الرب وعودة الملك سنحاريب الى عاصمته وإغتياله من قبل ولديه كما جاء في ( الملوك الثاني 19: 35-36 ). إن الحوليات الآشورية تذكر فقط قصة إغتيال الملك سنحاريب فقط من قبل ولديه ولكن العملية تمت بعد مدة وليس حالما رجع الى نينوى، ومن ثم القصة كلها مفبركة ويمكن أن يكون المصدر مصريا حيث المؤرخ اليوناني هيرودوت ( 4 ) يذكر عن قصة مشابهة تماما حول عجز الجيش الآشوري في الحرب نتيجة فئران الحقول التي التهمت الجلود التي استخدمت في الدروع والأقواس .
ومن ثم هناك علامات استفهام كبيرة، إذا كان ملاك الرب قضى على 185 ألفا من الجيش الآشوري، هنا لنا القول، من بقي من هذا الجيش العرمرم وكيف نجا ملك سنحاريب من مثل هذه الضربة الإلهية ؟! كما أنه من المستبعد جدا أن يكون الجيش الآشوري تعداده بهذه الصورة الضخمة وعلى الأرجح ان يكون أقل من 50 ألفا من المقاتلين ! كما ان الرب في الكتب العبرية ليس هناك مصدرواحد باستخدام الرب – الملائكة – في قتل البشر !! إذ أن الرب يستخدم شعوبا في ضرب شعوب أخرى ممن يخرجون عن طاعته وهذا موثوق في الكتاب المقدس إذ استخدم الشعب الآشوري في تحقيق ذلك مرارا ( إشعياء 10: 5 ): " ويل لآشور قضيب غضبي والعصا في يدهم هي سخطي / ܘܝ ܠܐܬܘܪܝܐ: ܫܒܛܐ ܗܘ ܕܪܘܓܙܝ : ܘܚܘܛܪܐ ܗܘ ܒܐܝܕܗܘܢ ܕܡܚܘܬܝ : ܥܠ ܥܡܐ ܚܠܦܐ ܐܫܕܪܝܘܗܝ . "
............
( 1 ) Alexander Heidel , The Babylonian Genesis- The University of Chicago Press ( Second Edition ) 1972 - See the Preface. ( 2 ) Dr. Patrick Hunt, Ten Discoveries that Rewrote History , A Plum Book 2007 ( 3 ) ابن العبري، تاريخ الدول طبعة بيجان
) 4 ) Herodotus, the histories ( Book two ), Penguin Classics 1972 p 185
81
ܐܬܘܪ ܡܒܥܬ ܝܘܠܦܢܐ/ آثور مطلب العلوم
آشور بيث شليمون
لقد أطلق أجدادنا الآشوريين المسيحيين على الوطن الآشوري كنية خاصة ومرموقة وهي – آثورمطلب العلوم / ܐܬܘܪ ܡܒܥܬ ܝܘܠܦܢܐ.إن الكنية هذه تجدها مبثوثة هنا وهناك وعلى لسان كتابنا وملافنتنا الكنسيين من أمثال العلامة كيوركيس وردا الأربيلي ܓܝܘܪܓܝܣ ܘܪܕܐ ܐܪܒܝܠܝܐ ( ؟ - 1225 م ) حيث جاءت صريحة في قصيدته التي تنوف على المائة بيت شعري عن بطاركة كنيسة المشرق حيث يقول: ܘܐܠܝܐ ܡܠܐ ܢܨܚܢ̈ܐ : ܕܐܬܪܒܝ ܒܝܬ ܡܠܦܢܐ ܒܐܬܘܪ ܡܒܥܬ ܝܘܠܦܢ݁ܐ : ܘܐܬܡܢܝ ܒܣܝܣܪܬܐ ܕܟܐܢ݀݁ܐ܀ وما معناه: وإليا ذو الأمجاد // المتربي ببيت الملافنة. وفي آثور مطلب العلوم // والذي عد ( حسب ) في زمرة البررة ܀
كما عثرت الكنية/ التسمية هذه في كتاب المطران يشوع داد المروزي ܡܝܛܪܦܘܠܝܛܐ ܝܫܘܥ ܕܕ ܡܪܘܙܝܐ تحت عنوان: المداخلات ليشوع داد المروزي ( 850 ميلادية ) في اللغة السريانية والمترجم الى اللغة الإنكليزية بالأستاذة مرغريت دنلوب غيبسون/ Margaret Dunlop Gibson , Volume I, Cambridge At The University Press 1911, page 230 وهاكم ما جاء بالحرف الواحد: “كتاب التعليقات للأسقف يشوع داد المروزي Isho’dad was a native of the city of Merv (currently in Turkmenistan), and became bishop of Hadatha, one of the sees belonging to the Metropolitan province of Assyria, in the mid 9th century. He wrote commentaries on most of the books of both the Old and the New Testaments and is considered one of the most important representatives of the tradition biblical exegesis of the Assyrian Church of the East. This volume contains his commentaries on the Acts of the Apostles of the Epistles in Syriac. والجدير بالذكر أن المطران يشوع داد ܡܝܛܪܦܘܠܝܛܐ ܝܫܘܥ ܕܕ ، تعود أصوله الى مدينة ” مرو ” من بلاد ” تركمنستان ” اليوم . لقد كان أسقف – حديثة – أحد الكراسي لمطرانية إقليم آشور/ آثور في منتصف القرن التاسع الميلادي. لقد كتب تعليقاته عن الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد حيث يعتبر احد أهم الممثلين التقليديين والمفسرين للكتاب المقدس لدى الكنيسة المشرقية الآشورية وهذا المجلد يحوي تعليقاته على اعمال الرسل في اللغة السريانية. ܝܫܘܥ ܕܕ ܐܦܣܩܘܦܐ ܕܚܕܬܐ ܕܒ̣ܐܬܘܪ ܥܠ ܚܝܠܗ ܕܡܪܢ ܝܫܘܥ ܡܫܝܚܐ ܡܫܪܝܢܢ ܠܡܟܬܒ ܢܘܗܪܐ ܕܟܬܒܐ ܕܚܕܬܐ ܕܥܡܠ ܘܟܢܫ ܡܢ ܟܬܒܐ ܣܓܝܐܐ ܕܡܦܫܩܢܐ ܘܡܠܦܢܐ ܕܥܕܬܐ ܩܕܝܫܬܐ . ܠܩܕܝܫܐ ܘܪܚܡ ܝܘܠܦܢܐ ܡܪܝ ܝܫܘܥܕܕ ܡܪܘܙܝܐ ܐܦܣܩܘܦܐ ܕܚܕܬܐ/ الحديثة ܕܒ̣ܐܬ̣ܘܪ ܡܪܢ ܥܕܪܝܢܢ ܘܚܝܠܝܢܢ ܘܚܟܡܝܢܢ ܘܡܢܥܝܢܢ ܠܫܘܡܠܝܐ ܒܛܝܒܘܬܟ ܀ ترجمة النص أعلاه بتصرف: بقوة الرب يسوع المسيح أبدأ في كتابة تفاسير لكتاب العهد الجديد الذي عمل بجمعه من كتب كثيرة للمفسرين والمترجمين للكنيسة المقدسة. للقديس وصديق العلم مار يشوع داد المروزي أسقف الحديثة في ” آثور/ ܐܬܘܪ ” اللهم أسعفنا وقوينا وامنح لنا الحكمة بمنتهى طيبتك. ܫܠܡ ܒܝܕ ܥܘܕܪܢ ܗܘ ܕܒܪܐ ܥܠܡܐ ܗܢܐ ܥܒܘܪܐ ܟܬܒܐ ܗܢܐ ܕܢܘܗܪܐ ܕܣܒܪܬܐ ܡܠܝܬܐ ܢܘܗܪܐ܀ ܕܥܒܝܕ ܠܚܣܝܐ ܕܘܟܪܢܐ ܡܪܝ ܝܫܘܥܕܕ ܛܘܒܢܐ ܐܦܣܩܘܦܐ ܕܐܘܚܕܢܐ ܕܐܬܘܪ ܡܒܥܬ ܝܘܠܦܢܐ ܀ ܘܠܐܠܗܐ ܩܢܘܡܐ ܬܠܬܐ ܫܘܝܢ ܒܟܝܢܐ ܘܐܝܬܘܬܐ ܫܘܒܚܐ ܘܐܝܩܪܐ ܘܣܓܕܬܐ ܕܠܐ ܫܠܘܐ ܒܐܡܝܢܘܬܐ܀ ܐܫܬܠܡ ܟܬܒܐ ܗܢܐ ܒܫܢܬ ܐܠܦ ܕܐܪܝܘܢܐ ܘܬܫܥܡܐܐ ܒܝܕ ܡܢܝܢܐ ܘܨܕܐ ܘܚܝܬ ܕܠܐ ܒܘܨܪ ܀ ܐܣܬܝܟ ܒܚܝܠ ܛܝܒܘܬܐ ܒܝܪܚ ܐܒ ܣܒܝܣ ܒܚܝܠܝܘܬܐ ܝܘܕ ܘܛܝܬ ܒܗ ܝܘܡܢܐ ܒܥܪܘܒܬܐ ܕܩܝܛܐ ܐܚܪܝܬܐ ܀ ܐܫܬܪܝ ܟܬܒܐ ܗܢܐ ܒܐܬܪܐ ܕܨܦܢܐ ܘܐܘܚܕܢܐ ܒܩܪܝܬܗ ܕܐܒܘܢ ܟܐܢܐ ܡܪܝ ܥܒܕܝܫܘܥ ܛܘܒܢܐ܀ انتهى ( الجمع ) بمعونة الذي خلق هذا العالم الزائل، هذا الكتاب المضيء والأمل المليء نورا ܀ وهو عمل المغفور له مار يشوع داد الطيب الذكر أسقف اقليم آثور مطلب العلوم ܀ ولله بأقانيمه الثلاثة المتساوية في الطبيعة والكينونة السبحان والإجلال والسجود على الدوام وبدون انقطاع ܀ انتهت كتابته في سنة الألف وتسعمائة وثمانية وتسعين ( 1998 يونانية الموافقة 1687 ميلادية ) بدون نقصان ܀ ثبت بالقوة الطيبة في التاسع عشر من شهر آب والموافق ليوم الجمعة الأخيرة من فصل الصيف. وبدء العمل به في اعمال/ إقليم ” صفنا/ ܨܦܢܐ ” وفي قرية الأب البار مار عبديشوع الطيب ܀
[/b][/color][/size]
82
تتمة لقصيدة ماري كيوركيس وردا الأربيلي بقلم آشور بيث شليمون
أولا، نثمن جهود المرحوم القس يوسف قليتا الذي ألحق هذه القصيدة المهمة والتاريخية الى كتاب المرجانة حول حقيقة المسيحية ( ܟܬܒܐܕܡܬܩܪܐ- ܡܪܓܢܝܬܐ – ܕܥܠ ܫܪܪܐ ܕܟܪܣܛܝܢܘܬܐ ) للمرحوم المطران واميرالشعراء ماري عبديشوع الصوباوي .
ܥܡ ܐܩܦܬܐ ܠܥܘܢܝܬܐ ܕܡܠܦܢܐ ܪܒܐ ܓܝܘܪܓܝܣ ܘܪܕܐ ܕܐܪܒܝܠ ( ؟ - 1225ܡ ) ܕܥܠ ܦܛܪܝܪܟܐ ܕܥܕܬܐ ܥܬܝܩܬܐ ܕܡܕܢܚܐ ܕܐܬܘܪܝܐ ܕܥܒܝܕ ܒܝܕ ܡܚܝܠܐ ܐܫܘܪ ܕܒܝܬ ܫܠܝܡܘܢ – ܐܘܚܕܢܐ ܡܚܝܕܐ ܕܐܡܝܪܟܐ 2008 ܠܡܪܢ ܀
تتمة القصيدة: ________________________
ܒܬܪ ܗܠܝܢ ܦܛܪܝܪܟܐ ܛܘܒܢܐ : ܕܙܒܢܐ ܥܣܩܐ ܕܐܘܠܨܢܐ . ܘܥܕܬܢ ܢܦܠܬ ܒܚܪܝܢܐ : ܡܢ ܦܘܠܓܐ ܘܥܨܝܢܐ ܀ ܘܡܪܝ ܒܢܝܡܝܢ ܨܡܘܚܬܢܐ : ܕܟܝܪܐ ܘܚܩܝܪܐ ܒܣܘܥܪܢܐ. ܣܡܟܘ ܠܝܛܐ ܘܕܡܢܐ : ܢܨܒ ܟܡܐܢܐ ܣܡܡܢܐ ܀ ܫܦܟ ܕܡܐ ܕܗܘ ܟܐܢܐ : ܕܡܪܝ ܒܢܝܡܝܢ ܥܠܠܢܐ . ܣܗܕܐ ܕܐܬܘܪ ܒܗܢ ܙܒܢܐ : ܠܥܠܡ ܕܟܪܗ ܘܥܘܗܕܢܐ܀ ܘܡܪܝ ܐܝܫܝ ܕܫܡܥܘܢܐ : ܟܘܡܪܐ ܪܒܐ ܒܢܨܚܢܐ . ܓܒܪܐ ܡܠܝܐ ܡܢ ܛܢܢܐ : ܚܫܝܒܐ ܒܣܕܪܐ ܕܡܠܦܢܐ܀ ܘܡܪܝ ܕܢܚܐ ܐܬܘܪܝܐ : ܟܡܐ ܚܠܐ ܘܒܣܝܡ ܟܘܢܝܐ. ܡܪܝ ܕܢܚܐ ܗܘ ܪܒܝܥܝܐ : ܕܫܡܫ ܠܟܘܪܣܝܐ ܫܠܝܚܝܐ܀ ܫܠܝܚܝܐ ܐܦ ܡܬܘܡܝܐ : ܕܥܕܬܐ ܕܝܑܫܘܥ ܢܨܪܝܐ . ܐܘ ܡܪܝ ܒܪܟ ܠܗܢ ܙܗܝܐ: ܕܢܗܘܐ ܠܐܬܘܪ ܙܟܝܐ ܀ ܘܟܠܢ ܣܒܪܐ ܘܬܘܟܠܢܐ : ܡܢ ܡܪܝܐ ܨܒܐܘܬ ܚܝܠܬܢܐ. ܐܫܪܐ ܡܪܝ ܫܠܡܐ ܘܫܝܢܐ: ܘܢܛܘܪ ܠܢ ܐܬܘܪ ܡܢ ܢܟܝܢܐ܀
ܐܫܘܪ ܕܒܝܬ ܫܠܝܡܘܢ ___________________
83
الصحافي الأميركي بيل مويرز وعبور الفرات! آشور بيث شليمون بيل مويرز، صحافي أميركي يعد واحدا من أشرف الصحافيين الذين انتجتهم الولايات المتحدة نظرا لنزاهته ونظراته الثاقبة . الصحافي مويرز عمل لدى PBS/ Public Broadcasting Service . كما كان من المنظمين لفرق السلام، والناطق الرسمي للرئيس الأميركي الراحل ليندون جونسون، ناشر ل Newsday ، المراسل الرئيسي لأخبار CBS ومنتج لعدة برامج تلفزيونية . كما أنه فاز بعدة جوائز تقديرية ومؤلف لأفضل كتاب ذي المبيعات في أميركا تحت عنوان " التسمع لأميركا " مع كتب اخرى . بيل مويرز في نظر الآخرين: " بيل مويرز يتحدث من اجل، وإلى، ضمير أمتنا. " - والتر كرونكايت/ Walter Cronkite ، كاتب أميركي مشهور. " بيل مويرز يؤمن قلبا وقالبا في تبادل الآراء، وللأفراد حق التعبير ما في خلجاتهم ... وهو، ذومنطق حقيقي، رجل الإيمان: إيمان في أميركا . - The New York Times " منطقي جدا ومقنع .... ] بيل مويرز[ صحافي ممتاز حيث نحن بحاجة ماسة لمعقوليته وملاحظاته القيمة في الوقت الحاضر. " - St. Louis Post –Dispatch لقد أصدر بيل مويرز مؤخرا كتابه الأكثر مبيعا في عام 2005 " بيل مويرز عن أميركا / BILL MOYERS ON AMERICA ". كما تسمعون أو تشاهدون اليوم الثورة الإجتماعية الاميركية منذ شهرين ونيف والتي شعارها 90% ضد 1% لهي من تأثير كتابات بيل مويرز وغيره من الكتاب الأميركيين الغيورين على أميركا وهنا نقتطف مقاطع من كتابه الصغير هذا ولكن الكبير والدسم بالمعلومات القيمة النادرة والتي تبرهن مدى اخلاصه وتفانيه وإخلاصه لأميركا والإنسانية جمعاء. " عندما ذوو المصالح من الأقوياء ينهمرون إلى واشنطن/ العاصمة بملايينهم من الدولارات كمساهمة في الحملات الإنتخابية، من المؤكد يحصلون على ما يبتغون . ولكن المواطن العادي الذي يدفع الثمن/ الفاتورة يخرجون صفر اليدين ... " أنا لا أستشهد بكارل ماركس أو بماوتسي تونغ. أنا أستشهد ( بالتايم / مجلة ) ومن قلب مؤسسة الإعلام الأميركي حيث يأتي الحكم أن أميركا الآن - حكومة القلة وعلى نفقة الأكثرية. أكثر من نصف المساعدات الحكومية تذهب الى جيوب الأغنياء الذين يشكلون 1% من الأكثرية وهم 99% واستنادا الى صحيفة " نيويورك تايمز " تقريبا 3400 من دافعي الضرائب والذين دخلهم نحو 200 ألف دولار وما فوق، لم يدفعوا أية ضرائب بالمرة على دخلهم السنوي وبزيادة 45% من العام الماضي ... حيث العجز المالي كان ضمن مخططهم ( 1% ) كما صرح به وأنذرنا السناتور المرحوم باتريك مونيهان عندما حاول الرئيس ريغان في استراتيجيته على اجبار الحكومة الفيدرالية بحذف المساعدات الإجتماعية لغرض تعجيل الإفلاس الفيدرالي ... ". " منذ سنوات في أية مناسبة ممكنة اتحدث وأركز حول روح الديمقراطية - لأن هناك شيء غير صحيح وصائب في الأمور السياسية هذه الأيام - وهذا ما قلته لمن يحب الإستماع. أنا لا أقصد المدافعين لقضية وقذف الطين ( القاذورات )، الدعاية التلفزيونية السلبية، أو الحملات الإنتخابية الفارغة. أنا أتحدث عن أشياء أساسية، عن أشياء مزعجة في قلب السياسة ... عن روح الديمقراطية التي أساسها الحكومة ل - ومع ومن أجل الشعب وروح الديمقراطية التي تكاد تموت .... لا تحسبني مخطئا، إن فييتنام لم تجعلني حمامة، بل جعلتني أن أقرأ الدستور . ومن أولى واجبات الدولة هي حماية المواطن . وليس هناك مادة في الدستور أنه مسموح لأمة عظيمة كالولايات المتحدة – أن تشن حربا بدون سابق انذار على أمة محاصرة ( يقصد العراق ). ورياضة الحرب النبيلة تغدو قتل الأبرياء ! " . وفي كتاب آخر صدر عام 2008 للكاتب عن الديمقراطية/ Bill Moyers On Democracy ذكر ما يلي: "الرئيس بوش ( الإبن ) علق على مشهد لأربعة جنود عراقيين وهم مذعورين بينما يخرجون من خنادقهم للإستسلام لجندي أميركي الذي قال لهم، لا تخافوا كل شيء على ما يرام والرئيس أردف قائلا أننا شعب طيب وشعب كريم ." أنا فكرت: نعم، ولكن ما بالك على قتل الجنود والمدنيين العراقيين – الشعب ذو التهمة الوحيدة أنه لم يستطع النجاة من ظلم صدام وتكنولوجيتنا الأميركية التي سحقتهم ؟ صدام كان مصابا بحب الذات ومستعدا استخدام أوجاع وآلام الآخرين لغايته الشخصية. نحن قمنا له بالعمل الرديء وجعلنا ( الشعب العراقي ) يدفعون الغرامة لتعديات وتجاوزات قائدهم. عبور الفرات
عنوان ذو خطوط عريضة شاهدته على النت، " مارينز يعبرون الفرات " دفعني في التفكير . هل يعلمون هؤلاء الشباب اليافعين من المارينز، هذه القوة الطليعية الأميركية المقاتلة ؟ هل يعرفوا أسكندر الكبير أنه عبر الفرات أيضا، في طريقه للحرب وبرفقة مهندسيه، وفنانيه وعلمائه وخطاطيه وبجيش عرمرم تعداده بأربعين ألفا من جنود أقوياء. وكذلك داريوس عبر الفرات وعلى بطاح هذه السهول قابل اسكندر الكبير في معركة. كسينوفون ، أخشيريش ، و سنحاريب عبره أيضا . السومريون عبروا هذا النهر، وكذلك فعل الأكاديون ، الحثيون، والعموريون . نهر الفرات هو من الأنهر الغزيرة والطويلة في غرب آسيا، وهو المكان الذي يقابل به النهر الشقيق الدجلة، مهد البشرية . وألف من الآله ظهروا من هنا – ومدن مثل قطيسفون، سلوقية، نينوى ، وبابل. في مكان بين هذين النهرين جنة عدن . حيث آدم وحواء قد نفيا وعبروا الفرات هاربين من عدن. كلكامش، الطوفان ، والنبي يونان ، برج بابل ، سارغون والحبيبة عشتار انتصروا في أربع حروب هنا ... والكلمة الأخيرة هنا، دائما مكتوبة على الرمال. مدن ودول المطمورة . والشخصيات العملاقة والذين كان في قبضتهم القوة والهيمنة هنا – آشورناصربال الثاني، تغلاث بلاصر الثالث، شمشي أداد الرابع ، نينوس والملكة سميراميس ، شاركالي شاري، والسلطان سليمان الرائع، العثمانيون ، البريطانيون والذين لفظتهم خارجا الرياح الرملية . وخمسة آلاف سنة من الآن ، السؤال يبقى، من سيعبر نهر الفرات من جديد ؟ وما الذي سيتبقى من الزمن؟ وما الذي سيبقى في الذاكرة !
84
الكورد والبحث عن الهوية !
آشور بيث شليمون
توطئة:
في المنطقة التي فيها تلتقي الدول الثلاث، الهلال الخصيب * إيران والأناضول اليوم تسمى تركيا حيث تسكن معظم الجماعات الكردية والتي يشارك معها الشعب الآشوري والأصيل وقد ترك بصمات لا تمحى وهذا ما جاء به كردي بنفسه والذي أغتيل من قبلهم المرحوم الدكتور عمرميران :
" علما ان معالم الحضارة الآشوريه(الموجودة في نفس المنطقة) ماتزال قائمه هناك وقد حمتها الطبيعة من الزوال بحكم عدةاسباب من اهمها البعد والوعوره وصعوبة الوصول اليها من قبل الغزاة وعلى مر العصور اضافة الى ان الماده الاولية المعمولة منها هي الأحجار و ليس الطين كما في بعض الحضارات القديمة. فلم يصل الى علمنا وجود اي معلم من المعالم الحضارية للشعب الكردي ( انا اتكلم هنا الى ما قبل وصول الأسلام الى المنطقة).ان البعض يحاول ان يقنع نفسه بحضارة كردية وهمية كانت في زمن من الأزمان واقصد هنا الدولة الأيوبية. وهنا اقول انها لم تكن كردية ولكنها اسلامية ولكن قادتها ومؤسسيها من الأكراد, ولكنهم عملوا كمسلمين. "
عرض الموضوع
تاريخيا، الكرد ساهموا بشكل أوسع من الترك أنفسهم في المآسي المؤلمة التي حدثت في المنطقة الحدودية العثمانية، القوقازية والفارسية في اواخر القرن التاسع عشر والربع الأول من القرن العشرين. والخاسرون الوحيدون كانا الشعبين الأرمني والآشوري ( 1 ) .
إن تاريخ الكرد يكتنفه كثيرا من الغموض، حيث كثيرا منهم يؤمن بانهم من سلالة القبائل الهند- الأوربية التي استوطنت في المنطقة منذ أربعة ألاف سنة خلت ( 2 )، ومن الشعوب التي الكورد يدعون الإنتماء اليها بدءا بالميديين، السومريين، السوباريين والهوريين ! إن مثل هذه الإدعاءات هي من جانب واحد اي من قبل الكورد، بينما مؤرخو التاريخ وخصوصا الغربيين ليس هناك من يصادق على مثل هذه الإدعاءات الوهمية على الإطلاق.
السقوط الهائل لجمهورية مهاباد
دون أدنى شك أن للكورد محاولات حثيثة في سبيل الإستقلال، ولكن كل هذه المحاولات كان يغلب عليها طابع المحاولات العشائرية ، المستقلة والفشل . فمحاولات الشيخ محمود البرزنجي في السليمانية يماثلها محاولات مصطفى البرزاني في غرب إيران، فالاول قاد بجملة من الإنتفاضات ضد الدولة العراقية الحديثة في مطلع القرن الماضي حيث كون العراق غير قادر على دحر الحركة وأعلن نفسه ملكا على ما يسمى كردستان (1931 ) في مدينة السليمانية وبذلك زج الجيش الليوي الآشوري والمكون من قبل الإنكليز والنتيجة كانت بسحق الثورة بحيث سلم نفسه للحكومة العراقية التي فرضت عليه الإقامة الجبرية في المناطق الجنوبية من العراق وظل مقيما بها حتى ثورة رشيد عالي الكيلاني عام 1941 إذ عاد من جديد يهدد الحكومة كالعادة ولكن من سوء حظه أن أصابه مرض عضال كان سببا لوفاته عام 1956 وهكذا ماتت معه دعوته التحريرية.
اما في إيران حيث الكورد أعلنوا الإستقلال بجمهورية – مهاباد – وبقيادة مصطفى البرزاني ( 1945 ) حيث بدورها لم يكتب لها النجاح وتم القضاء عليها ومن دون رجعة من قبل الحكومة الشاهنشاهية.
كما أنه تزامن لهذه الحركات في كل من العراق وإيران في تركيا أيضا ومن قبل – عثمان أوجلان – الذي هو اليوم في غياهب سجون تركيا حيث هو بدوره باءت محاولاته الفشل الذريع.
إهتمام الغرب بالحركة الكوردية
رغم كل المحاولات التي قام بها أغوات الكورد، غالبا لم تلق آذانا صاغية في المجتمع الدولي إلا حركة الزعيم الكردي مصطفى البرزاني في غرب إيران الوطن الشرعي للكورد. وقد قام لأول مرة أستاذ التاريخ في جامعة كولومبيا وهو الدكتور وليم لين ويسترمان William Lin Westermann حيث كتب عن العلاقات بين الثورة الكوردية والإتحاد السوفيتي، ولكن منذ ذلك الحين والقضية إختفت لحين ولكن لأهمية الدراسة ترى المجلة الأميركية Foreign Affairs التي نشرت المقال عام لعددها الصادر في شهر تموز من عام 1946 لنشره من جديد في المجلة ذاتها أي عدد الصيف عام 1991 على إثر حرب الخليج :
" إن الإدعاءات الكوردية لنيل الإستقلال الذاتي يبدو عليها التضخيم الى درجة أن كثيرا من القراء الليبراليين تعتبرها غريبة . إذ هناك بعض الحقائق، على كل تبقى . حيث هناك حركة الكورد الإستقلالية . ولها ثلاثة مراكز عملية سياسيا، أحدهما في سوريا، والثاني في - سوج بولاق في غرب إيران . والثالث هو الحزب " الشيوعي " في العراق الذي نشر برنامجه تحت عنوان " امتياز الشعب الكوردي " وفي مادته 17 هناك فقرة تقول حول تعاون عرب العراق الإستقلال الحقيقي للعرب والكورد في العراق عندما كان تحت الإنتداب البريطاني .... مع ذكر بعض المطالب الإصلاحية مع الإهتمام الخاص بالأقليات مثل التركمان، الإيزيديين، العرب والآشوريين المسيحيين.... "
ويختم مقاله إذ يقول:
" هناك فرصة جد صغيرة لأي دعم لكوردستان مستقلة في أروقة الأمم المتحدة . كون هذه الدولة ستقام بأخذ مساحات واسعة من دول ثلاثة ذات سيادة كاملة، تركيا، إيران والعراق.... ( وسوريا ). والكورد كما هو معروف لم يكونوا شعبا موحدا . وليس لهم تقليد قومي محدد، وليس لهم أرضية موحدة وبدون خبرة . ورغم ذلك كون الفكرة بوحدة البلاد الكوردية غير عملية . "
الحركات الإسلامية تقلب موازين القوى في المنطقة
إن ما قاله البروفيسور وليم لين ويسترمان أكثر من نصف قرن، تبدو وكانها نبوءة قابلة للتحقيق إذ الكورد رغم وجودهم الإثني الكثيف في المنطقة من الصعب جدا تحقيق أمالهم القومية، إذ ظهور القوى الإسلامية مؤخرا وهنا على سبيل المثال – داعش قلب الموازين حيث قوات البشمركة هربت وتخلت مواقعها لداعش حتى باتت – أربيل قاب قوسين ومهددة بهم ما جعل الأميركان الإنخراط في حمايتها كون داعش كان على مقربة من أربيل عاصمة ما يسمى كردستان وكما جاء في الدراسة بمباركة العرب عامة والعراقيين خاصة ومعهم شعبنا الآشوري.
من المؤسف القول، أن المنطقة تمر بمخاض عسير جدا، وشعبنا الآشوري هو الخاسر الأوحد لأن هؤلاء الكرد مع العرب ونتيجة ضغوطاتهم الاإنسانية دفعت شعبنا الى الهرب بعد القتل والسلب من الجميع وفوق هذا وذاك الإنقسام الخطير بين صفوفنا جعلنا لقمة سائغة للجميع .
وختاما، حتى الحلم الكوردي غدا صعب المنال إذ الكورد في كل قطر يعمل بدون تآزر مع شعبهم في الأقطارالأخرى ما يجعل وضعهم صعبا في تحقيق ما غنمه من العراق تنيجة الوضع في المنطقة الذي ساعدهم نوعا ما في تحقيق فيما يسمى زورا وبهتانا ب- كردستان إذ في الحقيقة هي أرض آشورية محضة . .............
* العراق وسوريا
( 1 ) Graham E. Fuller and Ian O. Lesser with Paul B. Henz e and J. F. Brown- Turkey’s New Geopolitics – West view Press 1993, p 23 ( 2 ) Michael M. Gunter , The Kurds in Turkey- westview Press 1990 , p 5 [/color][/size][/b]
85
آثور ܐܬܘܪ والترهات العشوائية التي يستخدمها السذج اليوم!آشور بيث شليمونمنذ مدة والبعض من بني شعبنا لم يأل جهدا في التشكيك في آثور/ آشور والآشورية ومثلهم ذلك اليهودي المفلس يفتشون في الكتب عن كل شيء قد يطعن بالامة الآشورية . وهكذا جاؤوا بتفسيرات غريبة وعجيبة ومنها :
- أثور تعني الموصل، - آثور تعني العدو ܒܥܠܕܒܒܐ ، ( 1 ) - آشور ذكر مرتين في الكتاب المقدس، وحتى المرة الثانية ليست إلاّ ترديدا للأولى! - وأخيرا – بعد ان وجدوا ان اسم أثور يعني العدو ، الإكتشاف الجديد هو هذه المرّة عن – آشور او أسور ( 2 ) وهنا معناه باللغة الأرمنية جبل !
وهنا سأشرح في عجالة بعضا من الأمور ولكن للمزيد حول الموضوع ما عليكم إلا النقر على الرابط أدناه :
http://109.74.15.229/forum/index.php?topic=743964.0
كما قلت، همهم ونهجهم هو الطعن بالأمة الآشورية، لذلك وجدوا ان كلمة ( آثور ) في قاموس حسن بن بهلول معناه العدو، رغم أن هذا القاموس يقدم معاني أخرى كما سنرى، ولكن يكتفون بما يشفي غليل حقدهم كي يستشهدوا بما معناه العدو وإهمال المعاني الأخرى .
وهنا أدناه أضع ما جاء به حسن بن بهلول ܚܣܢ ܒܪ ܒܗܠܘܠ بالضبط على الصفحة 322 من قاموسه :
ܐܬܘܪ آثور اسم مدينة بناها سابور الملك وهي الموصل. ܐܬܘܪ ܠܒܒܝܠ ܩܪܐ أي بابل تدعى آثور . ܐܬܘܪܝܐ ܒܨ ܡܬܪܨܢܐ ܒܪ ܣܪܘ ( 3 ) المستوى المقوم ܐܬܪܘܙ ܒܨ ܣܘܪܝܐ ܫܡܐ ܕܐܬܘܪ ܐܘ ܕܐܬܪܐ ܐܝܬܘ ܐܝܟ ܕܐܫܟܚܬ ܒܝܕ ܚܘܢܝܢ ܒܡܟܬܒܢܘܬ ܙܒܢܐ ( سوريا هو اسم آشور ذلك البلد الذي وجده حنين في التاريخ). ܐܬܘܪܝܐ ܒܥܠܙܒܒܐ الأعداء
وهنا تظهر هشاشة الكلام اعلاه بان أثور معناها الموصل والتي بناها سابور الملك، ولنسأل أنفسنا أي من هذين الإسمين قدما - الموصل أم آثور؟ طبعا آثور أقدم وهنا المعنى ربما هو مجازي أي قصده بلاد آثور حيث الموصل فيها وفي مقالي أعلاه رابطه ستجد توضيح اكثر. ثم يقول بابل تدعى آثور وهذا ما قاله آخرون ومنهم هيرودوت المؤرخ اليوناني وكذلك مار عبديشوع الصوباوي عند ذكره الكراسي البطريركية في العالم ومنها بابل عاصمة المملكة الآشورية. بالإضافة الى مؤرخ إيطالي ساباتينو موسقاطي في كتابه وجه الشرق القديم ( 4 ) وكذلك يقول استنادا الى – حنين – ان سوريا هي آثور. واخيرا يقول آثور معناه العدو، وهو آخر الكلام الذي مناوؤوا الامة الآشورية كما قلنا يشبع غليل حقدهم بان آثور أي العدو ولكن ما معناه ؟ إذ لدينا عدة قواميس والتي ينعدم مثل هذا الكلام فيهم اجمعين!! ................. ( 1 ) وما المقصود بهذا الكلام، أي آثور هو العدو طبعا للمناوئين ومن أمثالهم هؤلاء مزورو التاريخ. ( 2 ) شخصيا أجهل اللغة الأرمنية، ولكن إذا كانت – أسور تعني الجبل وقد يكون ذلك صحيحا ولكن ليس معناه أن الإسم الآشوري هو من اختراع الأرمن والأرمن هم حديثو العهد بالمقارنة مع شعبنا الآشوري . ( 3 ) وهنا يقصد ان الكلام هذا قاله ابن سارو. )4 )Sabatino Moscati- The face of the Orient page 6 8, "The crises in ASSYRIA is followed by the renaissance of Babylonia under the Chaldaean dynasty, a brief meteoric epesod. " بما معناه : إن الأزمة في بلاد آشور تبعتها نهضة بابل تحت قيادة أسرة كلدانية والتي كانت قصة شهاب مختصرة .
86
من هم السوباريون أو الشوباريون؟!
آشور بيث شليمون
توطئة:
في الآونة الأخيرة حاول البعض وفي نفس يعقوب التلاعب في التاريخ مع الأسف كي ينشروا وبسذاجتهم التاريخية أشياء خاطئة عن هذا الشعب ودوره في الشرق الادنى عامة، والهلال الخصيب خاصة. قبل كل شيء إن وجود السوباريين Subariansفي المنطقة يتزامن مع وجود شعب آخر وهم الحوريون Hurrians ، والشعبان لا ينتميان الى الآرومة السامية التي غالبا موطنها الهلال الخصيب من الآشوريين البابليين، الكنعانيين الفينيقيين، الإيبليين العموريين، العبريين، الآراميين والكلديين. الفترة الوسطى والأخيرة من المدونات الآشورية تذكر عن حروب الآشوريين مع السوباريين كشعب استوطن في منطقة واسعة في الشمال والغرب من بلاد آشور/ ܡܬܐ ܕܐܫܘܪ أي آشور الوطن / Proper Assyria ……………….
من هم السوباريون؟!
في البداية، لقد ضاع وجودهم في ظلام ما قبل التاريخ ل- بابل . وأول المعلومات عنهم جاءت في الوثائق السومرية أنهم عاشوا جنبا الى جنب الشعب السومري والآكادي ( والبابلي الآشوري ) بسلام واطمئنان تام. عرف المستشرقون * من آن لآخر في الوثائق والمدونات الآشورية لبلاد سوباري أو شوباري/ Subarii (SU-BA- RI-E ) لموقع نحو سوريا . والجدير بالذكر أن وضع الحوريين والسوباريين في إطار الشرق الأدنى القديم كما جاء به علامان خاصة وهما سبايسرSpeiser في كتابه عن أصول ميزوبزتاميا / بيث نهرين و أنغناد Ungnad في كتابه عن سوبارتو حيث سبايسر ذكر عن – الحوريين – بينما أنغاد ذكرهم ك – سوباريين اي هنا التباس في الموضوع ولكن رغم ذلك غدت التسميتان مقبولة لدى الدارسين.
هذا مرجع التسمية - سبر Subr في الفترة الوسيطة الآشورية – سوباريتو تدل على الرقيق من البنات او نوع من الدقيق يدعى سوباريو Subariu
والدراسة الاولية في المصادر السومرية والأكادية لهما نظرة مختلفة أو اتت بترجمة حتى مغايرة . إن العلامة أنغناد/ Ungnad في أطروحته الرئيسية أن السوباريين لم يكونوا الشعب الأصيل في ميزوبوتاميا / بيث نهرين فحسب، بل امتد وجودهم غربا حتى بحر الأبيض المتوسط ومن كبادوكيا شمالا حتى جبال حدود بلاد فارس واحيانا ضمنا بلاد أرمينيا.
حروب الآشوريين مع السوباريين
إن النقوش الآشورية الوسطى والأخيرة تذكر من آن لآخر عن حروبهم مع السوباريين. وفي كل هذه المصادر تذكر بوضوح ان السوباريين كانوا يقطنون منطقة واسعة في الشمال والغرب من بلاد آشور .
وإن آشور أوبالت الأول Assur-uballit I ( 1362-1327 ق. م. ) وهو الملك الآشوري الأول الذي في نقشه ذكر ( نقش حفيد آداد نيراري الأول ) : " لقد سحقت جيوش السوباريين المنتشرين ( mat Su-ba-ri-e/ i ra –pal-ti ) وكذلك سار على نهجه ملوك آشور الأخرين على سبيل المثال توقولتي نينورتا Tukulti-Ninurta I حيث أبعدهم عن بلاد آشور . _________________
* Ignage J. Gelb, Hurrians and Sbarians- The University of Chicago Press 1973
=
[/color][/size]
87
عظمة آشور السرمدية !
آشور بيث شليمون
" أنا رفيقة الآلهو الى ما شاءت الأبدية – باسم آشور / ܐܫܘܪ أحكم وحكمي جبل راسخ " *
"كان آشور/ ܐܫܘܪ أرزة في لبنان وكانت فروعه رائعة، وكانت قامته عالية تبلغ السحب. كانت ذروته ترتفع ... ولم يكن الأرز الآخر بستطيع أن يباريه في الحديقة الإلهية ... " **
توطئة: من المؤسف، أن البعض وفي نفس يعقوب في الآونة الأخيرة أطلقوا العنان لأقلامهم السوداء لمهاجمة الأمة الآشورية بشتى الطرق الملتوية ومنها أن اسم آشور، معناه العدو، وإن هذا الإسم لا معنى له في التوراة العبرية وقد ذكر مرتين فقط .
دون شك محاولات فاشلة التي تصدر من البعض وهم قلة ومعروفة بجهلها أو تجاهلها مع حقدها وحسدها أو بسبب مكرها أو كرهها – حيث كما جاء في التوراة العبرية، لم يكن في الحديقة الإلهية شجرة يمكن ان تضاحيه جمالا، نعم هذه هي أمتنا الآشورية بكل فخر ودهر.
لذلك، عزمت بكل ما اوتيت من قوة للعمل في إخراس هذه الأصوات النشاز التي تريد السوء لأمتنا الآشورية العتيدة . ولكي نؤكد لشعبنا العزيز من جديد أننا لهم بالمرصاد لإزالة هذه الشبهات وإلى الأبد وستبقى الأمة الآشورية في العلاء وببهاء دوما وأبدا .
..............
إن اسم آشور، في الكتاب المقدس ذكر عدة مرات ولكن علينا أن نعيد للأذهان ان اسم آشور ( 1 ) يشمل على – اسم علم ( شخص ملك من ملوك آشور )، اسم مدينة ( 2 )مثل إحدى عواصم الدولة الآشورية ، اسم شعب (3 ) الشعب الآشوري واسم ( 4 ) إله الآشوريين .
وفي التوراة العبرية ذكر كما قلنا تحت تسمية واحدة ( آشور ) في عدة مرات وليس مرةّ او مرتين كما يزعم الحاقدون، ومن ثم للإسم معنى وإن لم نجزم فيه بعد ولكن من المؤكد ان مكتبة – آشور بانيبال ستتسلط الضوء عليه مستقبلا بفعل جهود المستشرقين او بأبناء أمتنا الميامين بإذن الله . اما المعنى له نعتقد الإسم جاء من فعل – البداية / ܫܪܝ – ܐܫܬܪܝ – ܐܫܪܝ بما معناه ابتدأ/ البداية، أحل، اسكن. والآن مع نماذج من التوراة حول ذكر ( آشور ) والآشورية :
من سفر التكوين، الأصحاح 10، والعدد 22
( بنو سام – عيلام، وأشور، وأرفكشاد، ولود، وأرام )
22 The sons of Shem: Elam, and Asshur, and Arpachshad, and Lud, and Aram
0 ְ נֵי bni sons-of ֵ shm Shem עֵ ילָ oilm Elam וְ אַ 0ר u•ashur and•Asshur וְ אַ רְ +ַ כְ ַ ד u•arphkshd and•Arphaxad וְ לד u•lud and•Lud וַאֲרָ u•arm and•Aram : : The children of Shem; Elam, and Asshur, and Arphaxad, and Lud, and Aram. 22 :
من سفر اشعيا، الأصحاح 10 والعدد 5
( ويل لأشور قضيب غضبي والعصا في يدهم هي سخطي )
Paleo-Hebrew (Before 585 B.C.) 10:5 - .
Hebrew Transliterated 10:5 HVY 'aShVUr ShBT 'aPhY VMTH-HV'a BYDM Z'yMY.
10:5 O Assyrian, the rod of mine anger, and the staff in their hand is mine indignation. American Standard V 10:5 Ho Assyrian, the rod of mine anger, the staff in whose hand is mine indignation ersion! Bible in Basic English 10:5 Ho! Assyrian, the rod of my wrath, the instrument of my punishment! Darby's English Translation 10:5 Ah! the Assyrian! the rod of mine anger! and the staff in their hand is mine indignation. Douay Rheims Bible 10:5 Woe to the Assyrian, he is the rod and the staff of my anger, and my indignation is in their hands. Noah Webster Bible 10:5 O Assyrian, the rod of my anger, and the staff in their hand is my indignation. World English Bible 10:5 Ho Assyrian, the rod of my anger, the staff in whose hand is my indignation! Young's Literal Translation 10:5 Wo to Asshur, a rod of Mine anger, And a staff in their hand is Mine indignation. 6
من سفر أشعيا الأصحاح 19 والعدد 25
( بها يبارك رب الجنود قائلا مبارك شعبي مصر وعمل يدي أشور وميراثي إسرائيل )
אֲשֶׁר בֵּרֲכוֹ יְהוָה צְבָאוֹת לֵאמֹר בָּרוּ עַמִּי מִצְרַיִם וּמַעֲשֵׂה יָדַי אַשּׁוּר וְנַחֲלָתִי יִשְׂרָאֵל ס 19:25 ásher Bërákhô y'hwäh tz'väôt lëmor Bärûkh' aMiy mitz'rayim ûmaásëh yäday aSHûr w'nachálätiy yis'räël š 19:25 Whom x834 Yähwè יָהוֶה 3068 Xævä´ô± צְבָאוֹת 6635 shall bless, 1288 z8765 saying, 559 z8800 Blessed 1288 z8803 [be] Mixrayim מִצרַיִם 4714 my people, 5971 and ´Aššûr אַשּׁוּר 804 the work 4639 of my hands, 3027 and Yi$rä´ël יִשׂרָאֵל 3478 mine inheritance. 5159
من سفر حزقيال الأصحاح 27، العدد 23
( حران وكنة وعدن تجار شبا وأشور وكلمد تجارك
23 Modern Hebrew חרן וכנה ועדן רכלי שבא אשור כלמד רכלתך׃ Paleo-Hebrew (Before 585 B.C.) 27:23 .
Hebrew Transliterated 27:23 ChUrN VKNH V'yDN UrKLY ShB'a 'aShVUr KLMD UrKLThK
............
* من محاضرة تاريخية ألقاها الأستاذ البروفيسور أسعد رمو رئيس اكاديمية ميكال أنج للفنون الجميلة في بيروت 1971 * * أرنولد توينبي، الحرب والحضارة من ترجمة الدكتور فؤاد أيوب – دار دمشق للطباعة والنشر 1962 ص 77 والكلام مأخوذ من سفر حزقيال ، الأصحاح 31، والأعداد 2-5
88
عظمة آشور السرمدية !
آشور بيث شليمون
" أنا رفيقة الآلهة الى ما شاءت الأبدية – باسم آشور / ܐܫܘܪ أحكم وحكمي جبل راسخ " *
"كان آشور/ ܐܫܘܪ أرزة في لبنان وكانت فروعه رائعة، وكانت قامته عالية تبلغ السحب. كانت ذروته ترتفع ... ولم يكن الأرز الآخر بستطيع أن يباريه في الحديقة الإلهية ... " **
توطئة: من المؤسف، أن البعض وفي نفس يعقوب في الآونة الأخيرة أطلقوا العنان لأقلامهم السوداء لمهاجمة الأمة الآشورية بشتى الطرق الملتوية ومنها أن اسم آشور، معناه العدو، وإن هذا الإسم لا معنى له في التوراة العبرية وقد ذكر مرتين فقط .
دون شك محاولات فاشلة التي تصدر من البعض وهم قلة ومعروفة بجهلها أو تجاهلها مع حقدها وحسدها أو بسبب مكرها أو كرهها – حيث كما جاء في التوراة العبرية، لم يكن في الحديقة الإلهية شجرة يمكن ان تضاحيه جمالا، نعم هذه هي أمتنا الآشورية بكل فخر ودهر.
لذلك، عزمت بكل ما اوتيت من قوة للعمل في إخراس هذه الأصوات النشاز التي تريد السوء لأمتنا الآشورية العتيدة . ولكي نؤكد لشعبنا العزيز من جديد أننا لهم بالمرصاد لإزالة هذه الشبهات وإلى الأبد وستبقى الأمة الآشورية في العلاء وببهاء دوما وأبدا .
..............
إن اسم آشور، في الكتاب المقدس ذكر عدة مرات ولكن علينا أن نعيد للأذهان ان اسم آشور ( 1 ) يشمل على – اسم علم ( شخص ملك من ملوك آشور )، اسم مدينة ( 2 )مثل إحدى عواصم الدولة الآشورية ، اسم شعب (3 ) الشعب الآشوري واسم ( 4 ) إله الآشوريين .
وفي التوراة العبرية ذكر كما قلنا تحت تسمية واحدة ( آشور ) في عدة مرات وليس مرةّ او مرتين كما يزعم الحاقدون، ومن ثم للإسم معنى وإن لم نجزم فيه بعد ولكن من المؤكد ان مكتبة – آشور بانيبال ستتسلط الضوء عليه مستقبلا بفعل جهود المستشرقين او بأبناء أمتنا الميامين بإذن الله . اما المعنى له نعتقد الإسم جاء من فعل – البداية / ܫܪܝ – ܐܫܬܪܝ – ܐܫܪܝ بما معناه ابتدأ/ البداية، أحل، اسكن. والآن مع نماذج من التوراة حول ذكر ( آشور ) والآشورية :
من سفر التكوين، الأصحاح 10، والعدد 22
( بنو سام – عيلام، وأشور، وأرفكشاد، ولود، وأرام )
22 The sons of Shem: Elam, and Asshur, and Arpachshad, and Lud, and Aram
0 ְ נֵי bni sons-of ֵ shm Shem עֵ ילָ oilm Elam וְ אַ 0ר u•ashur and•Asshur וְ אַ רְ +ַ כְ ַ ד u•arphkshd and•Arphaxad וְ לד u•lud and•Lud וַאֲרָ u•arm and•Aram : : The children of Shem; Elam, and Asshur, and Arphaxad, and Lud, and Aram. 22 :
من سفر اشعيا، الأصحاح 10 والعدد 5
( ويل لأشور قضيب غضبي والعصا في يدهم هي سخطي )
Paleo-Hebrew (Before 585 B.C.) 10:5 - .
Hebrew Transliterated 10:5 HVY 'aShVUr ShBT 'aPhY VMTH-HV'a BYDM Z'yMY.
10:5 O Assyrian, the rod of mine anger, and the staff in their hand is mine indignation. American Standard V 10:5 Ho Assyrian, the rod of mine anger, the staff in whose hand is mine indignation ersion! Bible in Basic English 10:5 Ho! Assyrian, the rod of my wrath, the instrument of my punishment! Darby's English Translation 10:5 Ah! the Assyrian! the rod of mine anger! and the staff in their hand is mine indignation. Douay Rheims Bible 10:5 Woe to the Assyrian, he is the rod and the staff of my anger, and my indignation is in their hands. Noah Webster Bible 10:5 O Assyrian, the rod of my anger, and the staff in their hand is my indignation. World English Bible 10:5 Ho Assyrian, the rod of my anger, the staff in whose hand is my indignation! Young's Literal Translation 10:5 Wo to Asshur, a rod of Mine anger, And a staff in their hand is Mine indignation. 6
من سفر أشعيا الأصحاح 19 والعدد 25
( بها يبارك رب الجنود قائلا مبارك شعبي مصر وعمل يدي أشور وميراثي إسرائيل )
אֲשֶׁר בֵּרֲכוֹ יְהוָה צְבָאוֹת לֵאמֹר בָּרוּ עַמִּי מִצְרַיִם וּמַעֲשֵׂה יָדַי אַשּׁוּר וְנַחֲלָתִי יִשְׂרָאֵל ס 19:25 ásher Bërákhô y'hwäh tz'väôt lëmor Bärûkh' aMiy mitz'rayim ûmaásëh yäday aSHûr w'nachálätiy yis'räël š 19:25 Whom x834 Yähwè יָהוֶה 3068 Xævä´ô± צְבָאוֹת 6635 shall bless, 1288 z8765 saying, 559 z8800 Blessed 1288 z8803 [be] Mixrayim מִצרַיִם 4714 my people, 5971 and ´Aššûr אַשּׁוּר 804 the work 4639 of my hands, 3027 and Yi$rä´ël יִשׂרָאֵל 3478 mine inheritance. 5159
من سفر حزقيال الأصحاح 27، العدد 23
( حران وكنة وعدن تجار شبا وأشور وكلمد تجارك
23 Modern Hebrew חרן וכנה ועדן רכלי שבא אשור כלמד רכלתך׃ Paleo-Hebrew (Before 585 B.C.) 27:23 .
Hebrew Transliterated 27:23 ChUrN VKNH V'yDN UrKLY ShB'a 'aShVUr KLMD UrKLThK
............
* من محاضرة تاريخية ألقاها الأستاذ البروفيسور أسعد رمو رئيس اكاديمية ميكال أنج للفنون الجميلة في بيروت 1971 * * أرنولد توينبي، الحرب والحضارة من ترجمة الدكتور فؤاد أيوب – دار دمشق للطباعة والنشر 1962 ص 77 والكلام مأخوذ من سفر حزقيال ، الأصحاح 31، والأعداد 2-5 [/color][/i][/b][/size]
89
احداث آشورية ما بين موقعة ديره بون ومجزرة سميل عام 1933 - تتمة آشور بيث شليمون
كما تعلمون تحدثنا عن أحداث صيف عام 1933 المأساوية في القسم الاول، والآن سوف اغطي الفترة التي تلت تلك الاحداث. ولكن قبل البدء الحديث عما جرى بعد تلك الأحداث الإجرامية على شعبنا أود ان أؤكد للقراء ان الحديث يقتصر على شريحة آشورية صغيرة والتي اقتلعت من جذورها في منطقة سكناها – هكاري – وليس بصورة عامة عن شعبنا الآشوري بمختلف مذاهبه ومشاربه من سكان الشمال أي بلاد آشور حيث يرزخ قسما كبيرا من أراضيها اليوم في ما يسمى تركيا.
ومن المؤسف أن شعبنا الآشوري غدا وافدا في نظر الحكومة العربية الدخيلة الى ما يسمى العراق من صنيعة بريطانيا الإنتدابية، وهو لم يكن يبعد أكثر من مائة ميل من الحدود الحالية، ولكن العرب ومن الجملة أسرة الشريف الحسين من مكة يغدو العراق ملكا لهم.
هذا وإني اؤكد على ما ذكره أباؤنا المسيحيون السريان، حيث نحن قلب تلك الشريحة السريانية وكما قدمنا البراهين وليس عن لسان اعضاء الكنيسة المشرقية / النسطورية على حدة، بل من الآباء المسيحيين من الكنيسة الشقيقة الأرثوذكسية اليعقوبية أيضا وهاكم الرابط للمزيد حول الموضوع:
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,759645.0.html
ولكن بنفس الوقت، فإن شعبنا الآشوري بشقيه الأرثوذكسي والمشرقي كان له الفخر بآثور والآثورية/ ܐܬܘܪ على الدوام واليوم بوسعنا القول وبكل فخر يعتبرالشعب الوحيد في كل الهلال الخصيب / ܩܫܬܐ ܣܗܪܢܝܬܐ الذي حافظ وناضل في سبيل قوميته بينما الآخرون جميعا وبدون استثناء مع الأسف من آراميين، كلديين، كنعانيين، فينيقيين داسوا على تراثهم وعوضوه بالتراث العربي ما دفع مؤلفو كتاب Syria, a Case Study والمنشور من قبل وزارة الدفاع الأميركية القول:
" إن المسيحيين في سوريا بما معناه يؤكدون حرصهم ومشاركتهم المسلمين في عروبتهم ما عدا الأرمن والآشوريين . "
كما يرجى من القراء مطالعة مقالي الهام حول الموضوع - بعد خراب البصرة – على الرابط أدناه:
http://thevoiceofreason.de/ar/article/12819
.....................
وكما ذكرنا في القسم الأول كيف عاد المقاتلون الآشوريون الى سوريا للمرة الثانية حيث بدأت المفاوضات حول إسكانهم من جديد. ومن المعروف أنه كان هناك مشاريع عديدة لإسكانهم قبلا في دول عدة ومنها : مدغسكر، غويانة البربطانية والبرازيل واخيرا استقر الامر اسكانهم في سوريا وفي منطقة الغاب في وسط الغربي من سوريا غرب مدينة حماه، والغاب كانت عبارة عن مجرد مستنقعات وكان المشروع يرمي بالقيام في تجفيفها ولكن لم يكتب له النجاح وعوض بدلا عنه اسكانهم على نهر الخابور.
نهر الخابور، الرافد الأساسي لنهر الفرات وينبع في سوريا في بلدة رأس العين/ ܪܫ ܥܝܢܐ الحدودية مع تركيا. هذا وبعد مفاوضات مع الحكومة العراقية التي ساهمت ماليا في دعم هذا الإسكان الى جانب عدد من الدول الغربية التي بدورها ساهمت بسخاء ماليا في إسكان الآشوريين في منطقة الخابور وذلك في شراء عدد من القرى التي كان يسكنها البدو العرب 1 . وهنا يجدر بنا الإشارة الى الجرائم التي ارتكبتها حكومة رشيد عالي الكيلاني حيث كان لها أصداء كبيرة في الغرب بالرغم من محاولة الحكومة العراقية بطرق جمة العمل من تقليلها في عصبة الأمم ولكن باءت بالفشل الذريع ومن احداها في تجنيد أبناء شعبنا في العراق للتوقيع على عدد من البرقيات التي هي أملت فحواها وارسالها الى صحيفة الأهرام المصرية للنشر للرأي العام وهنا أضع نماذج منها 2 : حضرة رئيس تحرير " الأهرام " بعد التحية - اتشرف بان أرسل لحضرتكم في طيه صورة البرقيات المرفوعة لجلالة الملك المعظم وللمقامات العالية في بغداد من رؤساء الطوائف المسيحية 3 والآشورية معربين فيها عن اخلاصهم للعرش الملكي السامي وتأييدهم المقرون بالشكر ! للحكومة العراقية في خطتها الأخيرة حيال حادث الآشوريين الأخير للتكرم بنشرها في جريدتكم الغراء وتفضلوا بقبول فائق الإحترام .
قنصل العراق العام
بغداد – جلالة الملك المعظم مكرر رئيس الوزارة الجليلة نحن رؤساء الأكثرية الآشورية نتشرف ونرفع للسدة الملكية إنكارنا وبراءتنا من الفئة الآشورية الباغية التي كفرت بأنعام جلالتكم وحكوماتكم المتعاقبة والشعب العراقي النجيب ونرى واجبا علينا أن نرفع لجلالتكم وحكومتكم الموقرة شكرنا وأريحيتنا بالأعمال التأديبية 4 الباهرة التي قامت بها قوات الدولة وتطهير قطرنا العزيز من عناصر اللؤم التي تريد الفتك في بناء الوحدة العراقية. المطران يولاها ، القس اوديشو، القس هرمز، رئيس يوحنا .... الخ
برقية من دهوك في 22/ 08/ 1933
حضرة صاحب الجلالة الملك المعظم – بغداد نحن ابناء ورؤساء الأطثرية الآشورية نتشرف ونرفع للأعتاب الملوكية استنكارنا لأعمال الفئة الآشورية الباغية. ونعلن براءتنا من تلك الفئة ونرى واجبا علينا أن نرفع لسدتكم الملكية وحكوماتكم الجليلة شكرنا وارتياحنا للأعمال التأديبية التي قامت بها قوات الدولة وتطهير بلادنا العزيزة من عناصر الفساد والشر التي قصدت هدم بناء الوحدة العراقية المقدسة. صورة منه الى فخامة رئيس الوزراء – بغداد
من رؤساء عشيرة البازي الرئيس خيدو بن دانيال، حنا ميخائيل بازي الخ... الموصل في 20 آب سنة 1933 – بغداد – جلالة الملك المعظم إن إجتماعنا الآن مة رؤساء الأديان الثلاثة ومختلف الطوائف والشيوخ وأعضاء الهيئات التمثيلية والمحلية على مائدة معالي وزير الداخلية حكمت بك سليمان ليس إلاّ مظهرا صميميا من مظاهر الوئام الطائفي والتضامن الوطني وقد استدرجنا الشعور الوطني الفياض إلى عرض الإخلاص لسيد البلاد... وليست حوادث التياريين 5 المؤسفة سوى تخبط طائش منهم انتهى في مجراه القانوني إلى أخذ نصيبه العادل من الجزاء وإنما يؤلمنا أن نجد بعض ذوي الأغراض يحاول إتخاذ هذه الحوادث وتأججها ذريعة للفت في عضد التكاتف الوطني...
أحمد الجودي، يوسف عمانوئيل بطريرك الكلدان، مفتي الموصل حبيب العبيدي، آصف وفائي، أحمد البارزاني، عجيل الياور، المطران توما، النقيب عبد الغني، ضياء يونس، سعد جلميران، المطران جرجس الخ... وهكذا علقت مجلة المسرة، التي نشرت هذه البرقيات بقولها: تلك هي الحقائق الرسمية كما بسطها ممثلو العراق أمام عصبة الأمم في جنيف وكما روتها بعض الصحف ممن قد اخذوا في هذه الأقطار بهوس الجامعة العربية أو الوطن العربي . أما الحقيقة – غير الرسمية - الحقيقة الواقعية المؤلمة فهي أن الآشوريين قد ذبحوا ذبح النعاج ... الصفحات السود في سجل العراق كما جاءت على لسان عراقي شهم ألا وهو الأستاذ عبد المجيد حسيب القيسي 6 : ولكنها – وبإيعاز من قائدها – تجاوزت هذا الحد وانغمست في الأيام العشرة التالية في ما أسمته " مطاردة الآثوريين الفارين " وكانت أعمال المطاردة هذه أعمال حقد وانتقام ... فأساءت الى سمعة الجيش وفتحت له سجل تاريخ العراق أولى صفحاته السوداءّ ! ويستطرد القول، وبعد هذا فلا عجب أن تنطلق كوامن الحقد والشر في نفوس الجنود وأن يندفعوا تحت ستار مطاردة الآثوريين والتفتيش عنهم الى إشاعة الذعر والخوف ونشر الموت والدماء بين السكان ... ولم تقتصر أعمال المطاردة على قوات الجيش بقط بل اشتركت معهم جموع كبيرة من العشائر العربية والكردية وكان بكر صدقي وبحجة حماية مؤخرة الجيش قد وزع السلاح على عشائر الزيدية، والسليفانية، من العشائر الكردية، وعلى عشائر الجبور وشمر من العشائر العربية، وعلى بعض من أبناء الطائفة اليزيدية وشجعهم على الإنتقام من الآثوريين 7 .
كما شدد القيسي في كتابه – الآثوريون – بالقول:
" ومن جهة ثانية فلم يكن الآثوريون عملاء للإنكليز أو أدوات لديهم، كما تصورهم الأدبيات العراقية، وإنما كانوا قوما ينشدون تحقيق هويتهم الدينية والقومية، لكن طبيعتهم العنيفة وغرارة قياداتهم السياسية وسوء تقديرها للاحداث ثم تقلبات الحرب السياسية أودت بهم الى المصير النكد ..." وهنا أرى جدير بنا أن نختم كلامنا هذا عما جرى على شعبنا من مآس وقتل وتشريد الى هذه اللحظة بما قاله الناشرحول الموضوع - عبد المجيد حسيب القيسي :
" ... ورغم قدم الموضوع وعفاء أكثر من نصف قرن على احداثه، فإن مبرر إعادة البحث فيه ليس التذكير او التعريف فحسب، بل لأن الحدث الأثوري كان بأسبابه ودوافعه وبسير أحداثه ونتائجها، وعلى المدى القصير والمدى البعيد، أول وأخطر صدع في الكيان السياسي العراقي الناشيء وقت ذاك، ثم ظلت الصدوع والخروق تتوالى وتتسع وتتطور حتى عامنا هذا، عام 1999 ، حيث بلغت ذروتها ومداها فبلغ السيل الزبى واتسع الخرق على الواقع! http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=748485.0
....... 1- حيث كان شبه منطقة صحراوية رغم وفرة المياه العذبة ما عدا بعض من شجر الصفصاف الذي كان بدوره ضحية البدوي بقطعه واستخدامه وقودا – وهذا ما حصل في جبل عبد العزيز بالذات ( المحاذي لنهر الخابور ) حيث العرب قطعوا غابات شجر البطم حتى تقريبا لم يبق له أثر! 2- إن مصدر هذه البرقيات هو ما نشرته كما أشرنا اليه سابقا – مجلة المسرة – للكنيسة الكاثوليكية في بيروت لبنان والمؤرخ في عددها تشرين الثاني من عام 1933 3- لاحظ التعبير – من رؤساء الطوائف المسيحية والآشورية، أي يقصد بالطوائف المسيحية من إخوتنا تحت التسمية الكلدانية والسريانية ! 4- وما على القارئ اللبيب أن يرى الوقاحة بأسوأ صورها بوصفه هذه الأحداث الإجرامية – باعمال تأديبية وهنا صدق الكاتب العراقي – القيسي – في كتابه " الآثوريون بالقول: ولكن المسألة الآثورية اقترنت في أذهان العراقيين- كما سنرى – بكثير من الأفكار التي خلقتها الدعايات المضللة والفهم القاصر، فابتعدت بها عن حقيقتها وأضفت عليها مفاهيم خاطئة! 5- يقصد هنا ب" التياريين " الشعب الآشوري برمته، كون عشيرة تياري تعتبرإحدى كبريات العشائر الآشورية، وعلى نفس الغرار فإن آباءنا المسيحيين كانوا يطلقون على العرب ب ( الطيء ) كونها إحدى كبريات العشائر العربية أيضا. 6- رجاءا النظر في كتاب الأخ القيسي في آخر صفحة من كتابه وشكرا. 7- المصدر هنا هو – لونكرك من الصفحة 235 ولكن مع الأسف وهذه عادة العرب في تشويه التاريخ حيث لا يوجد في الترجمة العربية وهو من ذكر الكاتب مشكورا.
90
آشور والآشورية في أرشيف المغفور له المطران دولباني رحمه اللهآشور بيث شليمونمقدمة: أولا، أرفع قبعتي إجلالا الى روح المطران فيلوكسينوس يوحنا دولباني/ ܦܝܠܘܟܣܝܢܘܣ ܝܘܚܢܢ ܕܘܠܒܢܝ وكذلك الى الأخ العصامي برهان حنا إيليا *، لأنه لولا هذان الشخصان لكان الأمر قد طيه النسيان وبقي بدون أثر يذكر . حيث الأول عمل جاهدا للحصول على هذا المخطوط القيم وحفظه في مكتبته الشخصية، والثاني قام بتعريبه كي يكون بمتناول جميع أبناء شعبنا وخصوصا الذين يجهلون لغتنا السريانية وهم كثيرون العمل الذي يبرهن على استمرارية القومية الآشورية رغم أنف الحاقدين وما أكثرهم! إن الأمة الآشورية، مع الأسف في هذه الأيام تتلقى الهجمات وليتها من الأعداء والمناوئين وهذا أمر جائز، ولكن الطامة الكبرى أنه من شعبنا بالذات الذين عصفت بهم رياح التقمص والقومجية المزورة . من كان يتصور أن المطارنة والكهنة من مذاهبنا الذين يقومون بالتزوير والتحوير لتاريخنا كما فعل منهم وعلى سبيل المثال الأب ألبير أبونا **، في كتابه الموسوم - أدب اللغة الآرامية - إنها حقا مأساة!! ولا أدري كم له من تزوير في كتبه التي هي كما يقال عديدة وليس هناك آشوري واحد بحسب علمي أن راجعها وعلق عليها كون هؤلاء الأشخاص مع احترامي لمقامهم الكنسي الرعوي لا يملكون المصداقية فيما يكتبونه والتي هي كارثة بحد ذاتها لا للمسيحية فحسب بل حتى لشعبنا الآشوري أجمع! عرض الكتاب: في مقالنا هذا سنتعرض الى الأركان التالية لهذا الكتاب وهي: - مقدمة الناشر - نبذة موجزة عن مؤلف هذا الكتاب، - عرض بعضا من النصوص الكتابية عن دور كل من الملك زينون وألوس الآشوريين. - الخاتمة – كلمة عتاب على إكليروسنا الكلداني وتقاعسه في تقديم وتعريف هذه الأشياء والتي هي في غاية الأهمية . مقدمة الناشر: إن الكتاب الذي نتحدث عنه – تاريخ النوائب والحوادث في الرها وآمد وما بين النهرين ( 363-506 م )- يرصد التاريخ اليقين والكامل للأحداث والوقائع التي جرت في ما بين النهرين، بين الأمبراطوريتين العظميين الرومانية والفارسية حتى عام 515 ميلادية.ونظرا لمكانته التاريخية القيمة، فقد قام علماء مشهورون بترجمته ونشره وعلى سبيل المثال: ترجمة العلامة بولان مارتين/ P. Martin إلى الفرنسية عام 1876 ميلادية والعلامة وليام رايت/ W. Right إلى الإنكليزية عام 1882 ميلادية والعلامة الأب شابو ܫܒܘ إلى اللاتينية عام 1927 ميلادية. كما قامت جمعية آمد/ ܐܡܕ للعلوم في مدينة ديار بكر بترجمته الى التركية عام 1958 ميلادية. وسيرا على منوال هؤلاء، أحببنا نشره بالسريانية لغة مؤلفه، لنسدي خدمة جليلة وفائقة إلى لغتنا الآرامية الحبيبة، وتاريخ بلادنا الغالية ما بين النهرين : الرها، آمد، نصيبين، وطور عابدين وغيرها. نبذة موجزة عن المؤلف: مؤلف الكتاب، راهب سرياني أرثوذكسي من الرها، خريج الكلية الرهاوية، وأحد اساتذتها، مجهول الإسم . ألفه بناء على طلب أحد الأديرة القريبة من الرها يدعى – سركيس. نسخته الأصلية القديمة وحيدة ومحفوظة في خزانة الفاتيكان تحت رقم 162 كتب هذا السفر عام 932 ميلادية . تتضمن افتتاحية الكتاب رسالة أجاب فيها على رئيس أحد الأديرة القريبة من الرها حيث جاء فيها، " صلوا على إليشع من دير زوقنين ( آمد ) الذي ألف الكتاب لتحل عليه الرحمات .... يتناول الكتاب النوائب والحوادث التي وقعت في الرها وآمد وبلاد ما بين النهرين – حيث مواطن السريان – واسباب الحروب بين الأمبراطوريتين العظميين الرومانية والفارسية. وقد ذكر المؤلف أنه وجد ما دونه في كتب قديمة، ونقل الباقي عن سفراء ملكي الروم والفرس. أدوار كل من الملك زينون وألوس الآشوريين في الرها وما حولها: أقتطف ما جاء على صفحات 15-18 من الكتاب المذكور: في أيام فيروز اضطربت مملكة الروم أيضا، كان هناك كراهية من البلاط الملكي تجاه زينون / ܙܝܢܘܢ الملك لأنه كان آشوريا جنسا، وتمرد عليه بسليقوس وملك عوضا عنه. بعد ذلك تقوى زينون وثبت في مملكته، ولأنه ابتلي بكراهية الكثيرين من حوله، انشأ حصنا منيعا في بلده ليكون له منفذا للنجاة إذا ما فوجئ يوما بسوء يداهمه، وكان له أمين سر لهذه الغاية هو قائد انطاكية / ܐܢܛܝܘܟ يدعى ( ألوس/ ܐܠܘܣ ) وكان هو الآخر آشوريا . وكان الملك زينون يقدر بني جنسه ( الآشوري ) ويقلدهم المناصب العالية فمن أجل هذا كان ممقوتا من الروم. ولما أنشأ الحصن وكمل من كل ما يلزم، ووضع فيه ( ألوس / ܐܠܘܣ ) ذهبا كثيرا لا يحصى، جاء الى العاصمة ليعلم زينون بانه قام بتحقيق إرادته، فثبت لزينون ان ألوس خائن ويتوق الملك. لذلك أمر احد جنوده بقتله، ولأيام كثيرة، كان يترصد المأمور بالمهمة الظرف المناسب لقتله ولكن دون جدوى. ثم صادف ألوس في البلاط الملكي وجرد حسامه، ورفعه ليضربه، وإذ بأحد الجنود المرافقين لألوس يطعنه بسكين بذراعه، فسقط الحسام من يده، وجذم أذن ألوس. ولكي لا تكشف خيانة زينون تجاه ألوس، أمر حالا بان يجز رأس الجندي دون سؤال. وهذه الحادثة جعلت ألوس أن يشك بأن زينون هو الآمر بالعملية، وترك وسافر وحط الرحال في أنطاكية. وصمم أن يكون المكان أنطاكية منطلقا له للإستعداد للاخذ بالثأر والإنتقام. وزينون لخوفه من ألوس، لمعرفته بسوء نيته، أرسل إليه أناسا معروفين إلى انطاكية يخبرونه بأن يعود إليه كما يشاء ليفرج عن غمه، فيبين بان الخيانة لم تكن صادرة عنه، ولم يكن يقصد قتله. فلم يستطع أن يرخي عناد وتفكير ألوس الجامد، الذي احتقره واستخف به، ولم يشأ إطاعة امره والذهاب إليه. وفي النهاية أرسل إليه زينون قائدا آخر يدعى ( لانطيس ) مع القوات التي بإمرته، وأمره أن يجيء به إليه رغما عنه، وإذا تمرد عليه فليقتله. وعندما وصل ( لانطيس ) إلى انطاكية فسد( فاء مرفوعة) بالذهب من ألوس، وكشف له أمر القتل المعطي له. ولما وجد ألوس انه لن يخف عنه شيئا، أطلعه على ما يملكه من ذهب الكثير، والذي من أجله كان زينون يود قتله وتوسل إلى لانطيس أن يتفق ويتمرد معه، كما أظهر له كراهية الروم لزينون. ولما تم الوفاق، وجد ألوس انه بوسعه ان يكشف عن رغبته، إذ بدونه لا يستطيع التمرد وحده، ولا ان يتملك بشخصه، لان الروم كانوا يكرهونه هو الآخر بسبب جنسه، ولعناده وتشبثه برأيه الصلب. كلمة عتاب: إن المغفور له المطران فيلوكسينوس يوحنا دولباني، إكليريكي أرثوذكسي وليس له من الكاثوليكية لا ناقة ولا جمل، ولكن حبه وشغفه لخدمة شعبه، عمل للحصول على هذه المخطوطة. وكلنا نعرف من جهة أخرى، أن المنشقين من كنيستنا النسطورية والمنضمين إلى الكنيسة الكاثوليكية من أبناء بلاد آشور أبا عن جد وهم كثر، استطاع منهم وخصوصا حتى الى الربع الأول من القرن الماضي تجميع وتأليف الكثير مما يخص شعبنا والتي هي بمتناولنا هذه الأيام ومنهم على سبيل المثال: المغفور لهم المطران توما أودو، المطران أوجين يعقوب منا ورئيس أساقفة سعرد أدي شير، ولكن المؤسف من بعد ذلك التاريخ أغلبية الإكليريكيين الكاثوليك من أبناء شعبنا رموا تاريخنا وتراثنا جانبا *** وخصوصا لغتنا كي ينتحلوا حتى العروبة والقيام في خدمتها بإمتياز والأنكى من ذلك بعد 2003 كما جاء في المقدمة سلكوا طريقا مغايرا بالمرة في إعادة وكتابة تاريخنا الآشوري وحتى العمل لمحوه وطمسه من الوجود. وقد يكون هذا العمل مقبولا لو قامت به حفنة من الناس العاديين العلمانيين وعلى سبيل المثال ما يسمى أدباء – العرب – الكلدان، ولكن الطامة الكبرى لقد انخرط كثير من الإكليروس الكلداني في نفس المنحى بتزوير وتحوير التاريخ شيئا لم أكن أتصوره أن يصدر منهم بالمرة وهم من سكان بلاد آشور/ܡܬܐ ܕܐܬܘܪ أبا عن جد! وهنا نسجل للتاريخ منهم، قداسة البطريرك/ الكاردينال ، عمانوئيل دلي الثالث، ونيافة المطارنة لويس ساكو( البطريرك الحالي) والمطران سرهد جمو، والأب ألبير أبونا . ............ * للأخ برهان حنا إيليا كتاب آخر قيم جدا تحت عنوان ( آمد مدينة الفخر ) والذي تنوف صفحاته على 475 صفحة وهو بالفعل كتاب جدير بالقراءة أيضا. شخصيا، ليس لي معرفة بالأخ الكاتب، ولكن يكفي لي معرفة شخصية مع أولاد أعمامه، الأخ جورج والأخ إلياس، وهذا كاف ان أسدي شكري وتقديري لجهوده هذه التي تبعث الفخر لنا أجمعين. ** يرجى منالقراء الاحبة النقر على الرابط ادناه ليعرف المزيد حول كتابات الأب البير أبونا: http://www.tellskuf.com/index.php?option=com_content&view=article&id=17723:aa&catid=90:2010-04-10-19-29-04&Itemid=63*** كما يرجى من القراء النقر على الرابط التالي أيضا والذي يتحدث عن تلك الأجنحة في بيت المقدس المخصصة لكل المذاهب وضمنا كنيستنا المشرقية النسطورية، ولما كانت كنيستنا في حالة يرثى لها من مؤامرات الكنيسة الكاثوليكية والإنقسامات التي حلت بها إذ احتفظ المنشقون أي الذين غدوا كاثوليكيين بهذا الجناح رغم انه الصاحب الشرعي لها هي الكنيسة المشرقية النسطورية ولا المنشقين. http://www.tellskuf.com/index.php?option=com_content&view=article&id=5343:2010-09-04-22-30-08&catid=90:2010-04-10-19-29-04&Itemid=63[/b][/b][/color][/size][/right]
91
نصوص مختارة من كتاب " الهاجرية *" حول آشور والآشورية
الكتاب: الهاجرية المؤلفان: باتريشيا كرونه، مايكل كوك من منشورات جامعة كامبريج، لندن – بريطانيا 1977 ترجمة الكاتب السوري الكبير نبيل فياض
العرض :
كان هنالك بالتالي نسختان متمايزتان عن المسيحية في الكنيسة النسطورية: فمن ناحية كنيسة آشوريا المحلية، وهي تأكيد شوفيني على هوية ريفية؛ ومن ناحية أخرى كنيسة فارس الحضرية والتي كان مركزها في بابل، وهي تأكيد كوزموبوليتاني على حقيقة أممية. لكن إذا أُمْكِن مقارنة كنيسة آشوريا في هذا الصدد بالكنيسة المصرية، فشوفينيتها أخذت شكلاً مختلفاً إلى حد ما. فقد احتفظت مصر بإثنية ولغة مميزتين لها ضمن طبقتها الفلاحية، في حين كانت طبقتها الأرستقراطية تنتمي إلى العالم الهليني الأكثر اتساعاً؛ آشوريا بالمقابل امتلكت طبقة أرستقراطرية مميزة لها، في حين شاركت العالم الآرامي الأكثر اتساعاً في إثنيتها ولغتها. وهكذا ففي حين كانت الشوفينية القبطية إثنية ولغوية، استدارت شوفينية آشوريا إلى ذكريات ماض مجيد. في هذا السياق فإن اهتدائين جاءا في الوقت المناسب أفادا في تنقية الملوك الآشوريين من سوء سمعتهم حيال الكتاب المقدّس. الأول هو سردانا، ابن سنحريب، الملك الثاني والثلاثون لآشوريا بعد بيلوس وحاكم ثلث العالم المأهول، والذي أذعن لرسالة يونان التوحيدية وشرّع صوم نينوى الذي أنقذ نينوى من الدمار(86) ؛ وبما أن الصوم أنقذ الآشوريين من غضب الرب في الماضي، فقد أعاد تشريعه سابريشو من كرخا دي بيت سلوخ لإنقاذهم من الوباء بعد ألف سنة(87).و الثاني هو إعادة تحرير نسخة اعتناق إيزاتيس الثاني** الذي من أديابين اليهودية في نسخة اعتناق نارساي الآشوري المسيحية(88). كان هذا يعني أن الآشوريين كانوا موحدين قبل المسيح ومسيحيين بعده، والماضي بالتالي قاد نحو الحاضر دون أي شرخ. وهكذا فتاريخ كارخا دي بيت سلوخ يبدأ بالملوك الآشوريين وينتهي بالشهداء الآشوريين: سركون أسسه(89) والشهداء جعلوه «حقلاً مباركاً للمسيحية»(90). يشبه ذلك أنه في القرن السابع قبل المسيح وقف العالم كله مرعوباً من ساردانا(91)، وفي القرن السابع بعد المسيح احتل القديسون مكانه باعتباره «شمس آثور» و «مجد نينوى»9. ………………
* Hagarism by Patricia Crone & Michael Cook, Cambridge University Press 1977
** إن آشوريا/ ܡܬܐ ܕܐܫܘܪ قبل الدخول في المسيحية اعتنقت الديانة اليهودية، وهذا معناه بان الآشوريين دخل بعضهم هذه الديانة ولكن المملكة لم تكن من العنصر العبراني ، بل من العنصر الآشوري. لقد قمت بهذا التوضيح لان البعض وفي نفس يعقوب يريدون جعل مملكة أديابين/ ܚܕܝܒ يهودية والتي هي امتداد للإقليم الآشوري الذي حدده الأمبراطور الروماني تراجان في عام 117 ميلادية، حيث كانت تشكل جزءا من الأقاليم الرومانية الشرقية والتي منها بيث نهرين/ ميزوبوتاميا وأرمينيا.
آشور بيث شليمون
92
من هم السريان ؟!
آشور بيث شليمون
كثيرا من يتساءل البعض عن السريان والى من ترجع أصولهم، ولكن المؤسف ان هناك حركة تريد تشويه الحقيقة وهي كما قلت دائما ومرارا أن السريان – دع أصل الكلمة ومرجعها جانبا – هم الشعوب قاطبة من سكان الهلال الخصيب أي من الآشوريين والبابليين، الكنعانيين الفينيقيين، العموريين الإيبليين، الآراميين والكلديين.
وهنا أطلب من القراء الأفاضل ان يقرأوا موضوعي تحت عنوان " من هم السريان وما هو أصل اللغة السريانية " وهو منشور في معظم مواقعنا ومن الجملة – موقع عنكاوا حيث بلغ عدد قرائه ما ينوف على 8000 قارئ. ومن المؤسف أن أقول أن موقع – عنكاوا دوت كوم – كما يبدو رفعه وليس له وجود إلا من خلال مداخلة أحد القراء الكرام حيث أعاد طبعه ولكن للقراء أقول أن الموضوع لا يزال موجودا في مواقع كثيرة ومنها الموقع ادناه:
http://thevoiceofreason.de/ar/article/3470
وتأكيدا وتوثيقا لكلامي أستشهد ببعض من الجهابذة وهم جلهم من الكنيسة الشقيقة الأرثوذكسية وما قالوه حول الموضوع حيث لا يختلف القط عما قلته على الدوام وهاكم:
• اقتبس من مقال نشر في المجلة البطريركية للسريان الأرثوذكس للاخ العلامة أبروهوم كبرئيل صوما – وهو أصلا باللغة السريانية – ولكن عربه نيافة المطران صليبا شمعون ( اللقب عندما كان قسيسا ) في العدد الثاني والستون، لشهر كانون الأول 1968 السنة السابعة وعلى الصفحة 81:
" والشعوب السريانية الأولى التي عرفت في العصور القديمة، اعني الأكديين والبابليين والآشوريين، ثم الكنعانيين والفينيقيين وفروعهم، كانت كالشعوب الآرامية مساوية لها بالعرق واللغة، غير ان فارقا بسيطا كان يفصل بينهما، ينحصر في لهجة كل قبيلة الخاصة والعامة. "
وكذلك من نفس المصدر والصفحة 85:
" تنقسم اللغات السامية من حيث المكان الى قسمين كبيرين هما الجنوبي والشمالي، فالقسم الجنوبي يشمل اللغة العربية والحبشية وسائر اللغات السامية في الجزيرة العربية وأفريقيا. والقسم الشمالي يشمل اللغات السامية الخاصة بالسريان الذين تقدم ذكرهم كاللغة الاكادية وفرعيها البابلي والآشوري، فاللغتين الكنعانية والفينيقية، فاللغة الارامية وفروعها. ومن اتحاد هذه اللغات الشمالية، نشات اللغة السريانية المعروفة اليوم. "
• وكذلك أقتبس من مقال آخر بقلم مثلث الرحمات مار اغناطيوس يعقوب الثالث بطريرك انطاكية وسائر المشرق والمنشور في المجلة ذاتها أي – المجلة البطريركية، العدد 174 لشهر نيسان 1980 السنة الثامنة عشرة وعلى الصفحة 227:
" مما لا شك فيه، أن الفاتحين ( الغزاة) * العرب التقوا في العراق وسورية عدا القبائل العربية النصرانية التي كانت على مذهب السريان ، الناطقين باللغة السريانية أيضا من حفدة البابليين والآشوريين والآراميين الذين كانوا السواد الأعظم في هذه البلاد . "
وختاما، كما تشاهدون أن مصدري هذا من الإخوة السريان الأرثوذكس أنفسهم وليس من مصدر نسطوري أو كاثوليكي بحيث يدحض ويفند ما يدعيه الأخ موفق نيسكو جملة وتفصيلا.
............... * مفردة الغزاة إضافة من الكاتب.
93
رجاء، أخواتي وإخوتي المتحاورون لا تقزموا الأمة الآشورية مذهبيا وعشائريا!
آشور بيث شليمون
إن المطالع لموقع " عنكاوا " وحتى غيره من المواقع، هناك الكثيرون من الكتاب والمتحاورين مع الأسف يبحثون بعض القضايا التي بالفعل يجب أن تعد تافهة جدا ولا تخدم قضيتنا الآشورية وحتى القضايا الأخرى اطلاقا. فهناك طائفة، لا ترى القومية الآشورية إلا بمنظار ضيق ألا وهو الطائفي المذهبي، وبصورة اوضح ان الأمة الآشورية في نظرهم ما هي إلا ( كنيسة المشرق- النسطورية ) ، ولفيف آخر أخذ ينبش التاريخ عشائريا، كي يسرد لنا البطولات الكثيرة والتي ليس لنا غضاضة فيها كم قام بها الشخص الفلاني وما هنالك من أشياء التي غدت من الماضي ولن تسعفنا إطلاقا في وضعنا المأساوي الراهن بحيث القوى الإسلاموية، العروبية، العثمانية والإيرانية ( فارسية وكردية ) كادت أن تقطع دابر هذه الامة من الأساس. إن مثل هذه الأعمال الإبتزازية مع احترامي لمن يثيرونها وخاصة المساندون لها من المناوئين ما هي إلا أعمال تخريبية هدامة لأنها تفتح الباب على مصراعيه للبعض من المتطفلين الذين غذتهم الصهيونية والعروبية بكل ما هو تقزيم وتهميش وإزالة امتنا الآشورية من الوجود. إن الصهيونية الخبيثة ، أحد شعاراتها المهمة البحث عن تلك الأسباط العشرة المفقودة ووجدوا ضالتهم في البعض من النساطرة – ولا يهمهم فقدان شعبنا الآشوري حتى في موطنه بالذات، كونهم جمعوا شعبهم من كل أنحاء المعمورة بعد ان فقدها بآلاف السنوات من التشريد، وهنا حلوا اللغز الذي كان يساورهم على الدوام وبمساعدة أبناء شعبنا الأشاوس مع الأسف الشديد كي يعتبروا البقية الباقية من النساطرة يهودا !! ومن المضحك والمبكي، البعض يتجاهل أن النسطورية قبل اكثر من 500 عام كانت تشكل الغالبية المسيحية في شمال بيث نهرين، بلاد آشوريا، وقبل أكثر من ألف سنة كانت تغطي بيث نهرين بأجمعه . أما العروبة ، العروبة الإسلامية التي دمرت المنطقة جسديا وروحيا إلى هذه اللحظة، نرى لها مساندوها كما للصهيونية الخبيثة في دعم أفكارهم الإجرامية في القضاء على الوجود الآشوري حتى في مسقط رأسه بلاد آشور/ ܡܬܐ ܕܐܫܘܪ كي يطلع علينا جاسوس صهيوني يسمى أحمد سوسة ليشكك بوجود شعبنا لا في العالم، بل في موطنه الآشوري بالذات! كم يحزنني ويؤلمني جدا، ان أجد حتى أبناء شعبنا ممن مع الأسف يتلذذون ويفتخرون بالإستشهاد بما ينفثون هؤلاء من سموم في تفريقنا وتقزيمنا في وقت هذا الصهيوني لا يعترف لا بالآشوري بل وبكل تاريخ بيث نهرين الخالد السومري، البابلي والآشوري معا ! إن النسطورية مذهب مسيحي كباقي المذاهب الموجودة في المنطقة، وبصورة اخرى قد يكون النسطوري آشوريا ولكن بنفس الوقت هناك آشوري يعقوبي، كاثوليكي، بروتستاتيا و الخ. إذ الآشورية لم تكن حكرا في النسطرة. وعلى هذا المنوال النسطورية في الماضي كما في المذاهب الأخرى جمعت شعوبا وقبائلا كثيرة ولم تكن حصرا بالقومية الآشورية كما الآشورية ليس بوسع احد اختزالها بالنسطورية. وهذه معلومة للجميع، كما تعرفون أن الامة الآشورية قامت على سواعد جميع المذاهب بدون استثناء وللتذكير ولا الحصر شخصيا، أعتبر – أب القومية الآشورية - البروفيسور آشور يوسف - من بلدة خربوط حاليا في تركيا ، في بلاد آشور وهو يعقوبي المذهب- سرياني أرثوذكسي وطبعا هناك الكثير على غراره ولنا الفخر بهم اجمعين من جميع المذاهب المسيحية الذين كان ديدنهم الأوحد خدمة هذه الأمة مثل المغفور له يوسف ملك، لهذه الأمة المنكوبة والمسلوبة وللأسف اليوم حتى من أبنائها ܐܡܝܢ ܀ • < السابق
94
الخبث والحقد الآرامي الى أين؟! أ عزائي القراء:
كما تعلمون في الأونة الأخيرة اندحرت تلك القوى الخبيثة التي يقودها موقع الوكر الآرامي الحاقد – التنظيم الآرامي الديمقراطي والذي ديدنه الأوحد حذف وطمس الإسم الآشوري كليا من قبل اناس أميون لغويا ورغم ذلك يدافعون عن اللغة التي في أفكارهم المريضة طمست كل الشعوب في الهلال الخصيب وفي مقدمتها شعبنا الآشوري.
أدناه سأضع الرابط للصفحة الرئيسية لهذا التنظيم واحكموا بانفسكم مؤامراتهم وخداعهم حيث في الصفحة الأولى من أعلى اليسار تجد مقالات ضد الأمة الآشورية، والانكى من ذلك تشويه النصب الشهيد الآشوري في اوستراليا بتسويد العلم الآشوري بقلم الحاقد هنري بدروس !
ثم تقرأون لتلك الشخصية الجديدة والتي ظهرت منذ مدة مرة واحدة ثم اختفت تحت مسمى ( حذابيا ) من موقع عنكاوا وتجدون مقاله في الوسط من أعلى أيضا وهو يدافع عن كلمة ( سورييا ܣܘܪܝܝܐ وليس اسورييا ܐܣܘܪܝܝܐ) ولكن بينما هو يدافع عن هذه الكلمة السريان، هناك من أقصى اليسار والى الأسفل تجدون عن ( ابن الصليبي ܒܪ ܨܠܝܒܝ الذي لا يحبذ التسمية كونها دخيلة ) وللمزيد انقر على المقال ( علما ان الترجمة العربية لا توافق اللغة السريانية إذ فيها أخطاء !).
ملاحظة: كما يظهر – حذابيا – يطلب أيجاد موقع بديل تحت اشراف الدكتور ليون برخو* ( من دعاة السريانية ) حيث تفتح أبوابه للنقاش كون موقع – عنكاوا – لا يلبي طلباتهم وهو بدون حياء إذ ينشر مقاله في موقع شيطاني حاقد لا يسمح إلا بمن يرشق الأمة الآشورية باسوأ العبارات وهنا أَضع الموقع امامكم واحكموا بانفسكم ! ............. * من المؤكد أن هذه الشخصية هو الدكتور ليون برخو نفسه أو السيد موفق نيسكو. http://www.aramaic-dem.org/Arabic/0.htm[/b][/color][/size]
95
القصة الكاملة للأخوين أصفر ونجار ! « في: اليوم في 01:41 »
القصة الكاملة ل " أصفر ونجار
الموضوع منقول من موقع ( المحطة ) السوري مع الشكر لهذه المعلومات الهامة والغنية، من المؤكد هناك الكثيرون من ابناء شعبنا وخصوصا في العراق بالكاد سمعوا عن هاتين الشخصيتين الآشوريتين البارزتين وخصوصا بما قاما به في تثقيف شعبنا- الرحمة على أرواحهم ܀ ...............
أصفر ونجار، مزارعين، ومحبي الخير...
أصفر ونجار - إسمين لعائلة واحدة مشهورة ومعروفة لدى الشعب السرياني في سوريا. شيوخ هذه العائلة شهدوا مجازر ديار بكر عام 1895، والمعروفة باسم "سيفو دآمد". لهذا السبب، هاجر رأس هذه العائلة الجليلة، اسيا سعيد نجار، من مواليد عام 1865، إلى الولايات المتحدة في عام 1897 واستقر في ولاية نيوجيرسي. أصبح واحدا من مؤسسي "مدرسة الأيتام السريانية- Assyrian Orphanage School" (تاو-ميم-سمكت)*، التي تأسست في عام 1899. ومع ذلك، في عام 1900، قرر اسيا سعيد نجار العودة إلى بلده الأصلي ديار بكر، في بيت نهرين. ومن الجدير بالذكر أن الشخصية القومية الآشورية المعروفة، الملفان نعوم فائق، كان وحداً من الذين نجوا من مذابح 1895 ديار بكر والذي كان قد وصل إلى الولايات المتحدة في عام 1912 وانضم الى مجموعة من القوميين الآشوريين، ومعظمهم من ديار بكر، الذين كانوا قد أنشأوا بالفعل منظمة* "تاو-ميم-سمكت". أيضا، أصدر الملفان فائق العديد من المنشورات السريانية، بما في ذلك "كوكبو دمدنحو" (نجمة الشرق)، "بيت نهرين" |