"العراقية" في لقاء موسع مع الصحفي والباحث
المـعــروف الاســتـاذ جمـيـل روفـائـــيــــــل
حاوره : موفـق ســاوا* أنـا مقتـنع بأخلاص الأستاذ سركيس أغـاجان للشـعب الذي ينتمي إليه، وهـو شـعبنا، وهـذه حقيقة تؤكدها أعماله في إعمار قـرى وبلدات شـعبنا وتوفير المأوى للمهجرين والنازحين والعائدين إلـى ديارهم مـن أبناء هـذا الشـعب
بكلمـة حـق، أقـول : شـخصيا وجـدت كلمة الاستاذ سركيس ( كلدانية سريانية آشورية) بأفضـل مـا يكـون .. وشـدد على وجـوب أن يتمسـك كـل فـرد من شـعبنا بقوميـته.
أن الحكم الذاتي يمكن تثبيته في الدستورين العراقي والكردستاني كإشارة للحق المضاع
نحـن بوضوح لا يفيدنا حكم ذاتي إذا كان في محافظة واحدة
لماذا ننظر إلـى قضية الحكم الذاتي فقط من زاوية المصلحة الكردية ونتجنب النظر إليها من زاوية مصلحة شـعبنا التي هي الأهم بالنسبة لـنـا ؟ وهـل من الحكمة أن نقول لا نريد فائدة شـعبنا مادام يستفيد غيرنا..!!
في صفحة (الثقافة الآشورية) في جريدة التـآخي التي تغيّـر أسمها إلـى (الثقافة السريانية) وكنت أشـرف على تحريرها وقد اسـتقطبت أشهر الكتاب في قضايا شـعبنا وكان من كتابها الذين كانوا يعملون معي الأخـوة مــوفــق ســــاوا ولـطـيـف بولا والمرحوم أبلحد بنيامين وسهيل قاشا (حاليا الأب وهو في لبنان) وبنيامين حداد وشميران مروكل وبولص شليطا وغيرهم
الذي يغير مبادئه، إمـا أنه ليس واثقا من نفسه أو أنه يتخذ المبادئ لمصالحه
قبل عام 1968 لم يكن العمل القومي لشعبنا واضحا بسبب عـدم توافر مقومات النهضة له
تم طردي من بلغراد بوشاية من السفارة العراقية
النادي الثقـافي الآثوري...الجمعية الثقافية واتحاد الأدباء وجمعية الفنانين للناطقين بالسريانية ... لـم تكن لهـا صفة دينيـة وإنما قومية
يجب أن نكتب بجـلاء عـن حق أمتـنا القومي أسـوة بغيـرها مـن الشـعوب ولكـن مـن دون تعصب عـرقي شـوفيني أو إنحـراف طائفي
تجميـع مناطق شـعبنا ضمن مجال عراقي واحد (الأنسـب حاليا هو إقليم كردسـتان) ....... وبضمانات دستورية واعتراف دولي واضح
... رفضـت الإنتماء إلـى البعث.رغم الإغراءات والضغوط
لا مانع فـي التسـمية المركبة للأسماء الـمتـداولـة للإستخدامات الرسمية والعلاقات العامة (كلداني سرياني آشـوري )كحـل مرحلي توفيقي .
الاستاذ جميل روفائيل في سطورــ مـواليـده التـقريـبي 15 كانـون الأول عـام 1936 (أمـا فـي سـجلات النـفوس فهـو فـقـط 1939) في قـريـة تـلازقيـبا- تللسـقف، وانهى الدراسة ابتدائية في تللسقف، والمتوسطة في الموصل، والثانوية ( دارالمعلمين الإبتدائية ) في بعقوبة، وكلية الآداب، جامعة المستنصرية ـ بغداد، والدراسات العليا في الصحافة والعلاقات الدولية : كلية العلوم السياسية من جامعة بلغراد صربيا ( يوغوسلافيا ).
ــ عمل من 1959 وحتى 1971 في التعليم الأبتدائي ، ومن 1971 حتى 1980 يعمل في الصحافة داخل العراق ، ومن 1980 وحتى 1990 مراسل وسائل الإعلام العراقية في يوغوسلافيا . ومن 1990م وحتى الآن مسـؤول مكتب جريدة الحياة ـ لندن في منطقة البلقان ومراسل راديو مونتي كارلو وخبير شؤون البلقان لإذاعة بي بي سي لندن ، إضافة إلى عمله ولفترات في العديد من الإذاعات العربية في البلدان العربية والعالم وأيضا العمل لفترات في معظم الفضائيات العربية. . وكتابات قوميـة عـن تأريخ وحضارة وشـؤون الشـعب ( الكلداني السرياني الآشـوري ) منـذ 1970 وحتى الآن .
وكاتب في جريدة العراقية في عمود ثابت ( نسائم الوطن).
ولأجل معرفة وقراءة الواقع السياسي بعد التغيرات التي جرت منذ عام 2003م في العراق وانعكاساته على الشعب الكلداني السرياني الاشوري والوضع الجديد وافرازاته وما طرأ علية من متغيرات وتداعيات .. رغبنا بان نسلط الضوء على هذه المتغيرات والاحداث من خلال هذا اللقاء الممتع مع الصحفي المخضرم والباحث العراقي المعـروف جميل روفائيل وكان لنا معه هذا الحوار الصريح والشيق:
العراقية : كان العقد السابع من القرن الماضي بمثابة العصر الذهبي، نسبيا، لمجمل المناحي، السياسية، والثقافية، والفنية في العراق وكان لكم بحثا تأريخيا في مجلة ( الثقاقة الجديدة) وكنا نعمل معكم في الصفحة السادسة من جريدة التآخي ( صفحة الثقافة السريانية) هل تعتقدون ان انطلاقكم الصحافي من هـنا يبدأ الى عالم الصحافة ..؟!
ــ : كلا اخ موفق، بل ان إنطلاقي الصحافي بـدأ عـام 1957 عـندما كنت طالبا في دار المعلمين الإبتدائية في بعقوبة، حيث كنت أراسـل جريدتي : الـبلاد والحـرية ( بأخبار طلابية ومواضيع خفيفة وقضايا محلية تخص منطقة بعقوبة وضواحيها) فجريدة البلاد كانت لورثة روفائيل بطي وذات نهج يسـاري بحسـب ما توفره ظروف ذلك الوقت وجريدة الحرية كانت لقاسم حمودي ( وهو والد جعفر وسـعد قاسم حمودي) وكانت صحيفة عربية قومية، وكنت أكتب أحيانا في الملحق الأسبوعي لجريدة الشعب ( لصاحبها يحيـى قاسم ) الذي كان المحرر الرئيسي فيه المذيع المعروف حافظ القباني، إضافة إلى برامج عـدة أقـدمها في إذاعة دار المعلمين حيث كان لدار المعلمين الإبتدائية في بعقوبة في ذلك الوقت إذاعة مدرسية محلية خاصـة تبث لسـاعات عـدة يوميا ويشـرف عليها المدرس في الدار كامل العزاوي وكان إتجاهه الفكري يميل إلى اليسار وهو مخرج الفيلم السينمائي العراقي ( نبوخذنصر ) عام 1958 الذي كان أول فيـلم ملون عراقي أنتجته شـركة شهرزاد للأفلام السينمائية التي يرأسـها حبيب الملاك الذي كان يملك العديد من دور السينما في ذلك الوقت، كما كنت أتولى رئاسـة تحرير نشـرة حائط شهرية باسـم ( الطريق) تصدرها الدار ويسـاعدني في رئاسة تحريرها طالبين أحدهما شيوعي كردي من قرية طويلة في السليمانية اسمه محي الدين سليم الهورماني والآخر بعثي طيب جدا من بلدة الرفاعي ( لواء المنتفك ـ محافظة ذي قار حاليا ) اسمه حميد عاجل الركابي إضافة إلى مشاركتي في تحرير مجلة شهرية تصدرها الدار وقد فـزت بالمرتبة الأولى في مسـابقة لـها وكانت الجائزة كتاب الأيـام لطـه حسـين ولازلت أحتفظ بـه وعـليه ختـم دار المعلمين مع العبارة التاليـة ( جائزة للطالب جميل روفائيل لفوزه بأحسن مقال في مسابقة مجلة الدار ـ ووقع هذه العبارة جواد الحسيني معاون شـؤون الطلبة في الدار وكمال الريماوي مدرس اللغة العربية ـ وهو فلسطيني ). . وكثيرا ما تأتيني رسـائل ـ بعدما برز اسمي في المجالات الصحافية ـ من زملاء طلاب كانوا معي في الدار يذكرونني بتلك الأيام الحلـوة ونشـاطاتي المتنوعة فيها حيث كنت إضافة إلى الصحافة مصورا فوتوغرافيا لطلبة الدار.
العراقية : بالتأكيد لك ذكريات لا تنسى في تلك الفترة ..؟!
ــ : طبعا لي ذكريات في تلك الفترة حيث كان مدرس الإنشـاء في دار المعلمين وكان الشاعر محمد جميل شلش طلب مـنا كتابة موضوع عن أديب عربي فكتبت 120 صفحة مـن دفتـر أبو مئـة ورقة عـن جبران خليل جبران فأعطاني درجة كاملة وكتب تقييما لـه يقـول فيـه : إن هـذا ليس موضوع إنشـاء وإنما نسـخة أولية لكتاب رائع عن أحـد مشاهير الأدب والفكر والفن الحديث جبران . . وأذكر أيضا أن مدرس النحو العربي وكان شـكور مصطفى وهو كردي معروف بفكره اليسـاري كان يقـول خلال الدروس بين وقت وآخـر : إنـني أتوسـم فيك يا جميـل الشـهرة في أحد مجالات الأدب والفكر .
العراقية : ولكل شهرة ضريبتها..هل دفعـت هذه الضريبة ..؟!
ــ : نعم دفعت هذه الضريبة، فبعد هـذه الشـهرة الإعلامية وجهت نحـوي عيون أمن ( وكان يسـمون في ذلك الوقت بموظفي الشعبة الخاصة) فكانوا يعتقدون أن كل ما ينشر في الصحف عن بعقوبة بأنني كاتبه ، وذات مرة استدعاني مدير دار المعلمين وكان اسمه محمد علي خلف ( وكان معروفا لدينا بأن ميوله قومية ) وكان يحبني كثيرا لنشاطي المتنوع، وعندما دخلت غرفته وجدته متجهما، وكان في مكتبه معاون الشعبة الخاصة في لواء ( هكذا كان الإسم في ذلك الوقت، لأن أسماء محافظات لم تكن مستعملة ) ديالى وعدد من موظفي الشعبة ، فأعطاني المدير جريدة العمل ( كان صاحبها محمد فاضل الجمالي ) كانت بيده، وقال لي : أنظر إلى هذا الموضوع، هل أنت كاتبه ؟ فنظرت إلى الموضوع مليا وكان حول الأوضاع السيئة في بعقوبة وباسم مستعار؛ أبو . . ، فقلت : لاعلاقة لي بهذا الموضوع، فأنا أولا ًلا أكتب في جريدة العمل أبدا وثانيا أنا دائما أكتب باسمي جميل روفائيل ولا أحب استخدام الأسماء المستعارة . . فوجدت المدير محمد علي خلف يتخلى عن تجهمه ويبتسم قائلا : أشكرك ابني أنت طالب نشط وعدل ولهذا لا أخاف عليك اتفضل إذهب إلى دروسك . .
العراقية : استاذ جميل لـِنـُعـرِّج قليلا على بدايات نشاطك القومي، فمتى بدأتَ وكيف..؟!
ــ : بدأت البحث والكتابة عام 1970 مع تأسيس النادي الثـقافي الآثوري ببغداد وانتمائي إلى عضويته حيث كنت أشارك في تحرير جريدته ( موردنا آتورايا ـ المثقف الآثوري ) وألقيت فيه محاضرة بعنوان ( أثر الثقافة السريانية في الحضارة الإنسانية ) أصدرتها بعد ذلك بعد توسيعها في كتاب طبعت منه ثلاثة آلاف نسخة بيعت كلها ولا توجد لي منه حاليا سـوى نسـخة واحدة . .
وفي الوقت نفسـه كنت أساهم بمواضيع متواصلة في صفحة ( الثقافة الآشورية ) في جريدة التـآخي التي تغيّـر أسمها إلى ( الثقافة السريانية ) وكنت أشـرف على تحريرها وقد اسـتقطبت أشهر الكتاب في قضايا شـعبنا وكان من كتابها الذين كانوا يعملون معي الأخـوة موفق سـاوا ولطيف بولا والمرحوم أبلحد بنيامين وسهيل قاشا ( حاليا الأب وهو في لبنان ) وبنيامين حداد وشميران مروكل وبولص شليطا وغيرهم . . وفي الوقت نفسـه انصرفت كليا إلى الصحافة حيث أصبحت محررا في جريدة الثورة ( وكان معي من شعبنا في أقسام التحرير فيها الزملاء والزميلات : رياض شابا وفريال مروكي ـ من ألقوش ـ وانعام كجه جي ـ من الموصل ـ وبيتر يوسف ومالك منصور ـ من تلكيف ـ وهمام عبد الغني المراني ـ صابئي ، وهو ابن عـم الشاعر عبدالرزاق عبدالواحد ، وكان معنا أيضا نحو عشرين آخرين من شعبنا ولكنهم في أقسام التصوير والمطبعة والأرشيف وغيرها ) ، وأكتب مواضيع تخص شـعبنا في مجلتي ( الثقافة الجديدة ) و( التراث الشـعبي ) وجريدة بغـداد أوبزرفر إضافة إلى إعداد ( المجلة الثقافية ) للقسم السرياني في تلفزيون كركوك وكان يخرجها ألأخ بهنام البازي ويقـدمها أولا الأخ شموئيل جبرائيل ثـم الأخ شموئيل إيرميا ، كما كنت أقوم بتقديم برامج في الإذاعة السريانية من بغـداد . . وكانت هـذه أول الغيـث الذي إنهمـر بصورة متواصلة بحيث يصعب تعـداده لضيق المجال في لقـاء صحافي . .
العراقية : ما قصة ( ليلة في ضيافة الآشـوريين ) ..؟!
ــ : في عام 1978م اعلنت جريدة ( الثورة ) مسـابقة لأحسـن تحقيق صحافي في الجريدة وفزت أنا بالجائزة الأولى، وكان تحقيقي بعنوان ( ليلة في ضيافة الآشـوريين ) حيث ذهبت ونـمت ليلة في مدينة آشـور التي تطل مـن مرتفع على نهر دجلة والسـهول الفسيحة وتجولت بيـن آثارها وكتبت مشـاعري وكأنـني مـع أيام أمجادها العظيمة وملوك سـلالة سـرجون . . وبالمناسبة فقـد كتبت مواضيع تحقيقات مماثلة بين عامي 1974م و1979م عـن نينوى وأديرة ماركوركيس ( قرب الموصل ) ومار متي ( جبل مقلوب ) والسيدة ( قرب ألقوش ) ودهوك ومانكيش والعمادية . . وغيرها .
العراقية : هل الفلسفة الحديثة كالفلسفة الماركسية مثلا والانسانية وحتى الدينية وغيرها اضافت او اضاءة الطريق امام رؤيـتـكـم للعالم..؟!
ــ : الحقيقة، بالنسبة للفلسفة الماركسية قـد أفادت فقط ولكنها لم تكن كل الضـوء، فالضـوء المتواضع الذي توافر لـي جاء مصادره مـن المطالعة المتنوعة، الأدبية والدينية والإنسانية والصحافية والإرث العائلي، فأنا بطبعي منـذ صغري لـم أكن أحبذ المقاهي والتسكع، إذ من الصف الخامس الإبتدائي كنت أجمع الصحف التي كان المعلمون في تللسقف يشتركون بها بصورة جماعـية من خـلال مقهــى ( عمي أيليشاع القس أيليا ) وأجمعها بعد إنتهاء المعلمين من قراءتها وآخذها للبيت وأقرأها بنهم، وكثيرا ما كان يسألني أصدقائي وغيرهم من الكبار لماذا تقرأ كل هذه الجرايد ؟ فأقول لهم : لكي أتعلم وأكتب بها في المستقبل .
العراقية : وهل هناك اسم معين ترك اثـرا في اسلوبك الكتابي..؟!
ــ : نعم، دعني اذكر لك الحكاية، ففي الأول المتوسط كنت في ثانوية كلية الموصل ( الأهلية ) وكان معي طالب من أصل ألقوشي اسمه جبران إبراهيم، وكان يشتري كتب جبران خليل جبران لأن اسمه جبران وأعطاني أحد كتب جبران لقراءته فوجدته يناسب ذوقي وذهبت في اليوم التالي إلى شارع النجفي في الموصل ( وكان شارع المكتبات ) واشتريت كتابين لجبران وهكذا كتاب بعد آخر استنادا إلى ما لديّ من فلوس حتى تجمعت عندي كل كتب جبران وقرأت قسما منها أكثر من عشر مرات وحفظت فقرات منها خصوصا الأجنحة المتكسرة وعرائس المروج والأرواح المتمردة . . ومن هنا كانت بدايتي الأدبية والإنسانية والملاحظات الدينية . . وسلكت أسلوبا كتابيا على نهج جبران ولا يزال أسلوبي الكتابي حتى اليوم متأثرا بجبران إعتمادا إلى تلك البدايات . .
العراقية : استاذ جميل، متى اتجهتَ نحـو الفكـر اليساري ولمن قرأت من الادباء والمفكـريـــن..؟!
ــ : في الحقيقة توجهي نحو الفكر اليساري بدأ بعد انتـقالي بعام إلى متوسطة المثنى بالموصل حيث كان مدرسنا للغة العربية عمر الطالب ( بعد ذلك الدكتور في الأدب العربي عمر الطالب ) وكان شـابا جديد التخرج محبا للأدب ، فأعجبه أسلوبي بالإنشاء، وأقترح علي أن يعطيني كتبا لقراءتها كتابا كتابا ، وبعد أن أقرأ كتابا وأعيده له يأتيني بآخر وهكذا.... وكانت الكتب التي يختارها لي من النوع المفيد مثل المنفلوطي وكتب انسانية عالمية مثل كوخ العم توم وكتب همنغواي وفكتور هيجو وتشارلس ديكنز وغيرهم .... وفي هذا الوقت بدأت أتجه نحو الفكر اليساري من خلال أصدقاء طلبة أذكر منهم حازم جميل يزدية وبلال علي الصبحة وسعيد حمدي وعفان حمدي جلميران وعاصم القزاز ( طبيب العيون بعد ذلك ) وعائلة جورج عبدالأحد كرندي، ونظرا لقرب المكتبة العامة بالموصل إلى متوسطة المثنى فقـد كنت أذهب مالايقـل عـن ثلاث مرات أسبوعيا إلى المكتبة العامة لقراءة الجرايد والمجلات وكانت تعجبني جريدة انتـقادية لاذعة تصدر في الموصل اسمها ( كشكول ) لصاحبها كاكا حمادي الناهي، أما قراءة الكتب الماركسية والأدب الروسي مثل مؤلفات لينين وغوركي وتولستوي ودوستويفسكي والماركسيين العراقيين والعرب فقـد توافرت لي قراءتها بعـد ثورة 14 تموز 1958 .
العراقية : انا التقيت بك في العقد السادس من القرن الماضي في ناحية الحقلانية وقد سمعت من اهلك ( جارنا لمدة طويلة) بانكم كنتم معـتقلا لاسباب سياسية، هلا انورت قراء "العراقية" بهذه الاحداث.. وما قصة كتاباتكم التي ضاعت..؟!
ــ : طبعا أدت هـذه النشاطات إلى إعتـقالي ثلاث مرات، الأولى عام 1955م في مركز شرطة تلكيف مـع مجموعة مـن أصدقائي مـن تللسقف بتهمة جمع تواقيع لأنصار السلام، والثانية مع أخي متي في عهد عبدالكريم قاسم في سجن الموصل بتهمة نقل أسلحة للشيوعيين، والثالثة بعد يومين من انقلاب رمضان المشؤوم في شباط 1963م مع العشرات من الأشخاص أذكر منهم المعلم ( المرحوم ) خوشابا شمعون ( من كاني ماصي ) والمعلم عادل عوصه جي ( من ألقوش ) والمعلم ( المرحوم ) رزوقي يوسف ( من تللسقف ) والفلاح الطيب الكبير السن رشيد حلبي ( من سنجار ) وفي الحضر كان معنا أشخاص مشهورين من شعبنا وغيره أذكر منهم : الشاعر والأديب يوسف الصائغ والصحافي والمؤرخ جرجيس فتح اللـه والمربي الطيب يحيى قـاف والمحامي إدريس علي خان ، في شرطة سنجار ثم الموصل ثم مستوصف مدينة الحضر الأثرية ( الذي كان الإنقلابيون حولوه إلى معتقل صحراوي )، ولكن في المرات الثلاث كانت المحاكم تفرج عني لعدم وجود أدلة على الإتهامات ولم يصدر حكم بسـجني أبـدا.
وأما قصة كتاباتي فالمؤلم، أيضا أن غالبية كتاباتي المبكرة فقـدتها رغما عـن إرادتي، أولا بعد اعـتقالي عام 1963 فقد أحرقت عائلتـي كـل كتاباتي وكتبي من دون أخذ رأيي بعدما راجت شائعات بأنه سيتم تفتيش بيوت المعتقلين وخافوا مـن أن يكون بين كتبي وكتاباتي أشياء تلحق الضرر بي، والمرة الثانية في شـتاء 1983م حيث كانت كتبي وكـتـاباتـي التي جمعـتـهـا وكتبتهـا بعـد الضـياع الأول ( الإحراق 1963م ) موضوعة في مكتبة بيتنا في تللسقف الواقع على الشارع العام وصدفة جاء سـيل ماء على شكل فيضان بسبب حدوث انكسار في وادي القرية وتحول مجراه ودخل كل البيوت الواقعة على الشارع العام لموقعها المنخفض ومنها بيتنا وجرف معه الكثير من أغراضه وبينها ما كان موجودا في المكتبة
العراقية : طرق سمعنا في بداية التسعينات من القرن الماضي ضياع كتبكـم، ايضا، بعـد طردكـم من بلغــراد..؟!
ــ : صحيح كلامك، ففي المرة الثالثة كانت عام 1993م عندما تم طردي من بلغراد بوشاية من السفارة العراقية ولأنني انتقلت الى سكوبيا بسيارتي حيث وضعت فيها حاجاتي الضرورية فقط، ووضعت كتبي وأوراقي التي جمعتها وكتبتها أثناء وجودي في يوغوسلافيا وحتى ذلك الوقت، في كارتونات وطلبت من صديق صربي اسمه سلافكو متزوج من عراقية مسيحية من زاخو أن يجلبها لي بالقطار، ولكن شرطة الجمارك المقدونية أخذوها أثناء التفتيش بالحدود وسلموها إلى وزارة الداخلية في سكوبيا وبقيت أراجع عليها نحو عامين وعلى رغم وساطة وزارة الإعلام المقدونية باعتباري صحافي أجنبي معتمد لديها فقد ظلوا في وزارة الداخلية يتماطلون وأخيرا قالوا لي ـ من دون أي اهتمام ـ لا تتعب نفسك بعـد لأنـها ضاعـت .
العراقية : منذ أن عرفناكَ والتقيناكَ شخصيا في بغـداد قبل ثلاثة عقود كـنتَ تعمل في الاتجاه القومي من خلال مقالاتك وبحوثـك.. هـل كان هذا نابع من ايمانكم بهذه الامة المشتته ام ان الظروف تطلبت الخوض في المضمار القومي..؟!
ــ : بصراحة ، أنه قبل عام 1968 لم يكـن العمل القومي لشعبنا واضحا بسبب عـدم توافـر مقومات النهضة له من جمعيات ونوادي ومجلات ودراسات ومعلومات كافية عن رموزه التأريخية وحركاته القيادية ولـذا فقـد كانت غالبية هذه المجالات تأخذ الصفـة الديـنـيـة أي المسيحيـة عـند تنـاولها وعـرضها، ولكن بعـد 1968م نشـطت دراسات في هذه المجالات أوضحت الفـرز بيـن الجانـبـين القومي والديني، فمثلا النادي الثقـافي الآثوري إتخـذ صفة ثقافية كانت اسـميا آثوريـة نتيجة الإجازة الرسمية ولكنها كانت واقعـيا قومية آشـورية، وكذا الجمعية الثقافية واتحاد الأدباء وجمعية الفنانين للناطقين بالسريانية ومجلاتها ومطبوعاتها، فهي لـم تكن لهـا صفة دينيـة وإنما قومية في ظـل إطار الناطقين بالسريانية الذي ألزمهـا بـه قرار منـح الحقوق الثـقافية للناطقين بالسريانية الذي تأسـست إعتمادا عليه، والأمـر نفسـه ينطبق على النوادي الإجتماعـية التي تأسست أيضا في ظل القرار وإن سلكت سبيلا خاطئا باعتـمادها التقوقع المناطقي وقـد جرت بعض الحلول لكسر هذا التقوقع قـدر الإمكان بتشكيل لجنة تنسيق بين هذه النوادي، وحتى مجمع اللغة السريانية وإن كانت السيطرة فيـه لرجال الدين إلاّ أن أبحاثـه والكتب التي تولى نشرها جاءت منسجمة مـع الخط القومي أكثر مـن التوجـه الديني . .
العراقية : هل تعتقد استاذ جميل ان التوجه او الاتجاه القومي هو نتيجة للواقع المؤلم للامة الكلدانيـة السريانيـة الاشـــوريـة ..؟!
ــ : ليس مـن شـك أن هـذا الإتجـاه القـومي جـاء نتيجة المشاعر بتشـتت الأمة ومحاولة الأقوام الأخرى ( العربية والكردية والتركمانية ) إنتزاع أوصالها القومية إضافة إلى الشعور بقصور الدراسات في إظهار حقائق هـذه الأمـة منـذ إنتـهاء سلطانها السياسي بنهاية العهد البابلي الأخير ـ الدولة الكلدانية، وأيضا لعـدم الإهتمام بأهميتها الوطنية كهوية متميـزة في الحياة العراقية المعاصرة . .
ومـن هـذا المنطلق العـام كان الدافـع لـي ـ وهـو نفسـه كمـا كنت أرى للعشـرات مـن زملائي أبنـاء شـعبنا في ذات الوقت الذيـن أدّوا أدوارا رائعة في مجـالات أمتـنا البحثية والكتابية والأدبية والإجتماعية والإعلامية والفنيـة وحتى المناظرات الكلامية والتي كانت أسـاس الفهـم القومي الذي نـراه اليوم ـ لكـي أنتمي إلى الجمعيات والإتحادات والنوادي لشـعبنا وأبحث وأكتب أبحاثا ودراسات ومواضيع صحافية ضمـن المجال المتاح مـن السلطات وأقصى درجات المـمكن في التوضيح القومي بذرائـع الأمـور الثقافية للناطقين بالسريانية، فالذي يطالع مثلا أعـداد مجلات المثقف الآثوري وقالا سـريايا واتحاد الأدباء التي كنت عضوا في هيئات تحريرها أو مساهما فيها وأيضا صفحة الثقافة الآشورية ( السريانية ) في جريدة التآخي التي كنت أشرف عليها ومئات المواضيع التي كتبتها في جريدة الثورة وغيرها من المجلات العراقية وبعد ذلـك جريدة الحياة اللندنية ( التي تحولت للعمل فيها منذ 1990م ) يجـد أنني أكتب أبحـاثا وأمورا ثقـافية وتأريخية ولكن بنفس قومي وهـدف مطالب بالحـقـوق . .
العراقية : وبعد هذا التحول في الخارط السياسية العراقية ..كيف ترى مجال العمل القومي في هذه المرحلة؟!
ــ : بعـد هذا التحول تغـيـرت الأمـور ويجب أن نكتب بجـلاء عـن حق أمتـنا القومي أسـوة بغيـرها مـن الشـعوب ولكـن مـن دون تعصب عـرقي شـوفيني أو إنحـراف طائفي، مـع الأخـذ في الإعتـبار ظروف أمتـنا ومشاكلها والعمل ضمـن المجالات التوفيقية المرحلية الراهـنة التي تتطلب أن نضع نصب أعيـننا أمورا في غايـة الأهمية تخص :
- أولا : وحـدة شعبنا واسمه الرسمي الموحد
- ثانيا : وقف نزيف الهجـرة المدمر إلى الخارج والحث على العودة المعاكسة إلى الديار بقـدر الإمكان.
- ثالثا : إعمار ديار شعبنا التي دمـرها البعث المقيت وتوفير مجالات الأمان والعمل والحياة الكريمة الدائمة فيها
- رابعا : ترسيخ وجود شـعبنا في أرض آبائه وأجداده شمال العراق
- خامسا : تجميـع مناطق شـعبنا ضمن مجال عراقي واحد ( الأنسب حاليا هو إقليم كردسـتان ) وحصولها على قـدر كاف مـن الحكم الذاتي والإدارة الذاتية الكاملة وبضمانات دستورية واعتراف دولي واضح .
العراقية : بعـد فراقنا لمدة ثلاثة عقود من الزمن فقد التقينا في عنكاوا عام 2007م ووجدت فيك نفس النبرة الصوتية في حـَـنـجرتكــم التي كانت تملكها.. هل هذا الوصف ينسحب على مبادئكــم وتصوراتـكم الى قضية الشعـب الكلداني السرياني الاشــوري الان..؟!
ــ : أنـا أكـره تغيـير المبادئ والتصورات الأساسية، لأنـي أفـرق بين المبادئ التي ينبغي أن تكون راسخة وبين المصالح التي تتبـع الظروف وميـلان الريـح، ولهـذا أعتبر أن الذي يغير مبادئه، إمـا أنه ليس واثقا من نفسه أو أنه يتخذ المبادئ لمصالحه بمعزل عن الأفكار والقناعات، وإنطلاقـا مـن هذا الفهم أعتـبر أن الإنسان الذي يغيـر مبادئه أي قناعاته فهـو يقـول بجـلاء : إنه كان على خطـأ في مـا كان عليه مـن مبادئ وقناعات، وهـذا واقعيا واجتماعيا ونفسيا وأدبيا يـقلل مـن ثقـة الشـخص بنفسـه ويؤثر سـلبا في احترامه لـدى الآخرين.
العراقية : طالما تطرقت الى مسألة القناعات، متغيراتها وثوابتها، هل الانتماء واللاإنتماء الحزبي يؤثر سلبا او ايجابا في نهج المرء وهل جميل روفائيل انتمى الى حــزب البعـث بعـد تركه الحزب الشيوعي..؟!
ــ : وجوابي لسؤالكم المهم إنـني أرى أن على الشخص الذي يختار مبدأ أو قناعة أساسية أن يبقـى ملتـزما بـها عمـلا وأخلاقا، أي يمكن أن يتوقف عـن الإنتماء الحزبي أو السبيل القومي لأسباب وظروف معيـنة وعامـة أو خاصة ولكن مـن دون الإنتـقال إلى مبـدأ أو قنـاعة أساسية مناقضة لما كان يحمله، ووفق لهـذا النهج فإنـني منـذ البداية كنت مدركا لهـذه الحقيقة، فعـندما اختـرت الفكر اليساري وأنا في بداية حياتي الشبابية بقيت أتقصى مجالات هذا الفكر على مـدى خمس سنوات وبعـدها أنـتميت إلى الحزب الشيوعي وبعـد سنوات عـدة وجدت أنـني لـم أعـد قادرا على الوفاء بالتـزاماتـي الحزبية لأسباب وظروف خاصة توقفت عـن النشاط الحزبي مع التصمـيـم لعـدم الإنتماء لأي حزب آخـر، وهكـذا كان حتى اليوم، وحتى عـندما عملت في جريدة الثورة ووسائل الإعلام العراقية على مـدى عشـرين عـاما داخل العراق وخارجه في عهد النظام البعـثي فقـد رفضـت الإنتماء إلى البعــث على رغم المغـريات والمناصب التي عـرضت لـي إذا انتميت وأيضا على رغم الضغـوط التي تعرضت لها بسبب رفضي الإنتماء، وبقيت على مـا أنا مصمم عليه من الفكر اليساري مـن دون الإنتماء الحزبي حتى اليوم، ومـن دون تغيير منـذ توقفت عـن العـمـل في الحزب الشيوعي العـراقي. .
العراقية : وهل هذا النهج ينسحب على قضية الشعـب ( الكلداني السرياني الاشوري )..؟!
ــ : الأمر نفسـه بالنسبة للمبادئ والتصورات حـول قضية شعبنا ( الكلداني السرياني الاشوري ) فأنـا سـلكت السبيل القومي بعـد دراسـات عرقية وتأريخية ومناطقية ومداولات وافية ووجـدت أن التسـمية الأسـلم شـمولا لقوميتي هي ( آشـورية ) وانـا كما اقـتنعت بهـذا لا زلت مقتـنعا وسـأبقى كذلـك في كل المجالات الخاصة والعامـة، ولكن للتوفيق المؤقتي لمصحة شـعبنا لا أمانع في التسـمية المركبة للأسماء المتداولة للإستخدامات الرسمية والعلاقات العامة ( كلداني سرياني آشـوري ) وهـو النـهج الذي سـلكته باصرار في المؤتمر القومي الشعبي في عـنكاوا عـام 2007م ....
العراقية : لم تجب عـن ســؤالي حول النبرة الصوتــيـّة في حـَـنـجـَـرتـكــــم..؟!
ــ : بالنسبة لنبـرة صوتي فهـي ذات طبقـة عاليـة وجهـورة ومسـموعة عـن بعـد وهـي نفسـها منـذ كـنت صغـيـرا وحتى اليـوم، ويبـدو أنـها هي الأخـرى تلازم ثبـات قنـاعاتي وتـأبـى التـغّـيـر والتـغـيـيـر .
العراقية : لكــنـنـا في الواقع نجد البعـض يـغـيـر قوميته كملابسه وحسب مصالحه الشخصية..!!
ــ : صحيح، فإنه يؤلمني أن أجـد بين شـعبنا مـن يغير قوميته كما يبـدل قمصانه، فمثلا، أعـرف شـخصا في تللسقف كان منتميا إلى الحركة الديمقراطية الآشورية ومتشـددا جدا في مواقفه وكتاباتـه للقومية الآشورية، ولكن بعـد فتـرة اختلف مع رفاقه في الحركة لأسباب مصلحية، فانسحب من الحركة وتوجه نحو الإتجاهات الحزبية الكلدانية وصار يدعي أن قوميته كلدانية ويروج بتشدد في كلامه مع الآخرين وكتاباته للقومية الكلدانية . . شخصيا أعتبر مثل هذه التصرفات مآسي ومهازل وجروحا خطيرة داخـل شـعبنا.
العراقية : الحكم الذاتي الذي طالب ويطالب به رابي سركيس اغاجان وتثبيته في الدستور العراقي والكوردستاني، هل برايكـم هو الحل الوحيد لأنقاذ الشعب الكلداني السرياني الاشوري من محنته ومآساته عبر حقبة تأريخية طويلة من الضياع والتشتت والاضطهادات العـديدة والمزدوجة ..؟!
ــ : شـخصيا، أنـا مقـتـنع بأخلاص الأستاذ سركيس أغـاجان للشـعب الذي ينتمي إليه، وهـو شـعبنا، وهـذه حقيقة تؤكدها أعماله في إعمار قـرى وبلدات شـعـبنا وتوفـير المأوى للمهجرين والنازحين والعائدين إلى ديارهم مـن أبناء هـذا الشـعب، وأن الحكم الذاتي يمكـن تثبيته في الدستورين العراقي والكردستاني كإشارة للحق المضاع وكفكرة عامـة فقـط يجب أن يتمتع بها شـعبنا بعـد معـاناته الصعبة والطويلة مـن صنوف الإستـغلال وسلب الحقوق والإضطهاد، ولكـن كـتـطبـيـق فإن الأمر يخـتـلف تماما لأن الإشـارة والفـكـــرة العامـة وحدها ليسـت مضمونة التطبيق بمـا يضمن تطلعات شـعبنا وذلـك لوجود تفسيــرات متباينة لنوعيـة هذا الحكم.
العراقية : كان الحكم الذاتي للكورد بعـد بيان 11 اذار شكليا.. هل هذا ممكن ان ينسحب على الحكم الذاتي الذي يطالب به الشعب الكلداني السرياني الاشوري..؟!
ــ : إن الإتفاق الذي تـم بـين القيادة الكوردية ونظام البعـث عام 1970م بخصوص الحكم الذاتي للمنطقة الكردية العراقية، وسـمي ( بيان 11 آذار ) ولكن تطبيقـه لم يتحقـق وعـاد القتال إلى المنطقة الكردية مـن جديد عام 1974، وظـل النظام البعثي يروج بتمتع المنطقة الكردية بالحكم الذاتي، ولكن الحقيقة لم يكن حكما ذاتيا كرديا وإنما كان حكما ذاتيا بعثيـا، ولهـذا ظـل منبوذا مـن قبـل غالبية المواطنين الكـرد، ونحـن لا نريـد أن نقـع في المشكلة ذاتـها، ويكون لنا حكم ذاتي ( بـإسـم من دون جسـم ).
العراقية : استاذ جميل هناك معوقات واشكالات جغرافية تعترض واقع الشعب الكلداني السرياني الاشوري من حيث التطبيق للحكم الذاتي ألا وهو تشتت قرى وبلدات هذا الشعب.. كيف ترى الحل لهذه الاشكالية وفقا لرؤيتكـم..؟!!
ــ : سؤالك مهم وذكي اخ موفق، فينبغي أن نعـلم بـأن قـرى وبلـدات شـعبنا لا تشـكل وحدة جغرافية لجمعها في منطقة حكم ذاتي واحدة معروفة الحدود والمكان، وإنـما هي متفرقة وأحيانا تفصل بينها مسافات كبيرة وهي موزعـة حاليا في محافظات نينوى ودهوك وأربيـل، ونحـن بوضوح لا يفيدنا حكم ذاتي إذا كان في محافظة واحدة ولا يشمل كل قرى وبلدات شـعبنا، ولـذا يجب تجميع هـذه القرى والبلدات في منطقة ذات نظام وسلطات واحدة لتوفير القـوة العددية لهـا، ولا يصلح لذلـك غير إقليم كردستان لأنه يمكن فصل قرى وبلدات سهل نينوى بسهولة عن محافظة نينوى وضمها إلى إقليم كردستان، ولكن لا يمكن بالسهولة نفسها فصل قرى وبلدات أقضية زاخو وعمادية وعقرة ومحافظة أربيل عـن إقليم كردستان وضمها إلى محافظة نينوى.
العراقية : طالما ما زلنا بصدد الحكم الذاتي، فما قصة ما يروج عن الحكم الذاتي في سهل نينوى..؟!
ــ : الذي نسمعه هو الحكم الذاتـي في سهل نينوى، والسؤال ماذا سيكون مصير قرى وبلدات شـعبنا خارج سهل نينوى ؟ وأيضا ما هو هـذا الحكم الذاتــي، هـل إداري وسياسي وثقافي وتنظيمي ويخضع فقط في الأمور العراقية والمالية والقانونية العامة والعسكرية للسلطات الحكومية المركزية سواء الإقليمية أو العراقية أم فقـط يـملك جـزءا محدودا مـن هذه الجوانب ؟ هـذه كلها يجب أن يتم بحثها مع ممثلين منتخبين لقرى وبلدات شـعبنا لكي تسير الأمور بمجراها الصحيح، وتثـبت كتابيا ووثائقـيا لكي يعـرف كل طرف، شعبنا وغـيره، ما هو حقـه وأين هي حدوده، وفي غيـر ذلـك أرى، بنـاء على تجارب محلية ودولية، أن الأمـور ستـعتريها المشـاكل والمصير المجهول .
العراقية : هناك من يلعب ويخلط الاوراق في اتهام رابي سركيس بانه ينفذ مشروعا كورديا..!! السؤال وماذا اسـتفاد الشعب الكلداني السرياني الاشوري من العيش مع المشروع العـربي "ان صح التعبير".. وانت كنت حاضرا في مؤتمر عنكاوا وسمعـتم خطاب رابي سركيس الذي وقف الجميع مصفقا لكلامه الذي دخل القلوب لانـه كان من القلب كما احسست انا شخصيا..؟!
ــ : هـذا كلام يفتـقر إلى إثبات، إذ بحسب ما يتـردد أن الأستاذ سـركيس هـو عـضو في ( الحزب الديمقراطي الكردستاني ) ولكن ليس عضوا في القومية الكردية، ما يعـني أن إنتماءه سياسي وليس قومي، وهـذا يمكن أن ينطبق مـن حيث المبـدأ على كل الأحـزاب وانضمام الأشخاص من قوميات مختلفة إليها وإلتزامهم السياسي بنهج تلك الأحزاب مع عـدم تخليهم عـن هويتهم القومية . . ومـا دام هـذا المبدأ عـاما فلماذا يعـزل ،هذا البعـض الذي يخلط الأوراق، الأسـتاذ سركيس عنه ويتهمه بتنفيذ مشروع كردي؟ وثـم لماذا ننظر إلى قضية الحكم الذاتي فقط من زاوية المصلحة الكردية ونتجنب النظر إليهـا من زاوية مصلحة شـعـبنا التي هـي الأهـم بالنسبة لنـا ؟
ما هـو الضرر إذا استفاد شعبنا من الحكـم الذاتي ويستفيد غيرنا منه أيضا ؟ وهـل من الحكمة أن نقول لا نريد فائدة شـعبنا ما دام يستفيد غيرنا أيضا من هـذا المكسب.. ؟!
أعـتقد هذه نظرة قاصرة وضيقة جدا وخاسـرة . .
العراقية : ما هو تقيمكم لخطاب رابي سركيس القصير والمهم في مؤتمر عنكاوا..؟!
ــ : أنـا كانسان وكإعلامي له خبرة طويلة وتجارب متنوعـة، أكره التأييد على بياض والمعارضة وفقـا للمـزاج . . وبالنسبة لخطاب الأستاذ سركيس، فإن تقيـيمي له كتبته منـذ نحو عـام في المواقع واطلع عليه القـراء، في موضـوع بعـنوان :
( يومان مع سركيس أغاجان والحقيقة ) وهـو لا زال موجودا في موقع تللسقف وغيره من المواقع لمن أراد الرجوع إليه، ومـما قلت في هـذا الموضوع بالنص : " وبكلمة حـق، أقـول : شـخصيا وجـدت كلمتـه قوميـة ( كلدانية سريانية آشورية ) بأفضـل مـا يكـون، فقـد تطـرق فيـها ـ كمـا لا أزال أتذكـر ـ إلى ضرورة أن يلتـزم الإنسـان ( الكلداني السرياني الآشوري ) ـ ومـن دون أن يضـيف كلمـة سـورايـا التـي وردت فـي البـيان الختـامي للمؤتمـر ـ بمصلحـة أمتـه ويعتـز بكـل مـا يتـعلق بـها ويضعـها في المجـال الأول لقـناعاته، لا يضحـي بمصالحهـا سـواء من أجـل التـقـرب للآخـرين أو إكتسـاب المنصـب أو الأمـور الذاتيـة... وأكـد على أهميـة وحـدة شـعبنا القوميـة وحصولـه على حقوقـه كاملة وترسـيخ مستـقبله في أرض آبـائه وأجـداده، واعتـبر العـمـل في هـذا المجـال هـو الوسـام الأسـمى لكـل فـرد من شـعبنا... وشـدد على وجـوب أن يتمسـك كـل فـرد من شـعبنا بقوميـته، وأن لا يضحي بها ويقـوم بتـغيـيرها إلى قومية أخرى من أجـل تحقيق غـايات شخصـية."
ولأنـني عندما أكتب، فإنني أعبر عن قناعاتي، ولهذا فإن قناعتي بالأستاذ سركيس هي اليوم، كما كانت عندما كـتبت هـذا الموضوع، ولم تتغير، لأنها حقيقة، إذ عندما كتبتها كنت واثـقا منها وكتـبتـها بعـد تفكيـر وتمحيـص.
العراقية : استاذ جميل، هل تخلطون بـيـن مواقفكـم الشخصية وبين قول الحقيقة..؟!
ــ : أود أن أوضح في هذا اللقاء المهم، يا اخ موفق بأنني لا أخلط بين مواقفي الشخصية من الآخرين وبـين قول الحقيقة عنهم، مثلا، لقـد طردني نظام الرئيس اليوغوسلافي الراحل سلوبودان ميلوشيفيتش عام 1993م من بلغراد شـر طردة بناء على وشـاية من السفارة العراقية في بلغراد، ولم يقبل بطلبي إجراء التحقيق للتأكد من الأمر كما رفض إعتراضي ولم يجاوبني حول هـذا الرفض لاعتـراضي، ولم يسمح لي بدخول يوغوسلافيا طيلة حكمه الذي انتهى في تشرين الأول عام 2000م، ومع هذا فإنني بقيت أدافع عنه بما هو حـق به في كتاباتي الصحافية وأعمالي التلفزيونية والإذاعية رغم الحيف الذي أصابني منه ومن نظامه، وكثيرا ما يتهمني الآخرين بالدفاع عن ميلوشيفيتش، وذلك على رغم الحقيقة بأنني آخر من يمكن أن يدافع عن ميلوشيفيتش باطلا.
العراقية : حسب علمي، لم يصرح رابي سركيس بان الحكم الذاتي سوف ينضم الى اقليم كوردستان بل هذا يعود الى قرار الشعب الكلداني السرياني الاشـوري في استفـتاء يتم الاقرار به بعد الاعتـراف دستوريا بهذه الحقوق.. ما تعليقكـــم...؟!
ــ : ليس المهم مـاذا يصرح الأستاذ سركيس أو غيره، إذ بالتأكيد أن لكل قـرار مؤيـدوه ومعارضوه، ولكن النتيجة الحاسمة تكون بمـا يـراه موقف الغالبية مـن شـعبنا داخـل العراق، لأنـه يخصه وحـده ولا عـلاقة لمـن هـم في الخارج بـه ـ باستـثـناء إبـداء الـرأي وكـفـى ـ إلاّ إذا عـادوا إلى ديار آبائهم وأجدادهـم، شـخصيا لـي موقف واضح مـن هـذه القضية.
العراقية : الان الشعب الكلداني السرياني الاشـوري منقسـم بين محافظتي دهوك ونينوى وكما تعلم ان دهوك تابعة لاقليم كوردستان ونينوى الى المركز. كيف ترى، من وجهة نظركـم، الحل الامثل..؟!!
ــ : أرى أن مصلحة شـعبنا تأتي بدرجة رئيسية إنطلاقا مـن أهمية أن يتجمع في منطقـة جغرافية واحدة وكـتبتـه مـرارا وبجلاء، ومنها في موضوع ( كفى شـعبنا شهداء وطوائف يا أهل الكلام ! ) حيث مـما قلتـه فيـه مـايلـي : " ونأتـي إلى الجانب الآخر القومي المصيري، وهو المنطقة الجغرافية، مناطق شـعبنا كانت بالأصل موحدة في محافظة الموصل إلى مـا قبل أقل مـن أربعين عـاما ، باستـثـناء تلك الموجودة في محافظة أربيل، وجرى تقسـيمها بعـد إستـحداث محافظة دهوك، وإذا أخذنا القرى الموجودة في محافظة دهوك فهي مبعثرة ومـن المستحيل إستقطاعها مـن محافظة دهوك وضمها إلى تجمع مـع قـرى محافظة نيـنوى، إذن لـم يبـق أمام شـعبنا إذا أراد التجمع غير إنضمام قراه في سـهل نينوى إلى إقليم كردستان، وهو الحل الوحيد لجعل شـعبنا قويا موحدا في منطقة جغرافية واحدة، سـواء مـن خلال محافظة أو منطقة إدارية أو حكم ذاتي أو كانتـونات، لا يهم شـكل الضـم وإنـما المضمون الذي يجمع شـعبنا المنقسـم حاليا بين محافظتي دهوك ونينوى . ".
العراقية : واين يكمن مصلحة الشعب الكلداني السرياني الاشوري برأيكــم..؟!
ــ : برأي أرى أن مصلحة شـعـبنا تأتي بدرجة رئيسية إنطلاقا مـن أهمية أن يتجمع في منطقـة جغرافية واحدة ولـذا فـإن صـوتي ـ إذا كنت عـائدا إلى ديـار آبـائي وأجدادي عـند الإستـفتـاء ـ سـيكون مبدئيـا مـع إنضمام كل مناطقه إلى إقليم كردستان، أمـا إذا كان غيـري يرى أن مصلحة شـعبنا هي بـأن يتشتـت بين مناطق ومحافظات فذاك رأيـه وأحتـرمه على رغـم عـدم قناعتـي بـه.
العراقية : المجلس الشعبي الكلداني السرياني الاشوري المنبثق عن مؤتمر عنكاوا.. كان لابد ان يصل الى خيمة يجلس الجميع تحت خيمتها للتحاور الحضاري لاجل توحيد الخطاب السياسي ومن ثم انضاج مصير هذا الشعب الذي يحتاج الى لقاء كل القوى على طاولة واحدة والاعتراف بالاخر وسماع الصوت الاخر المغاير للوصول الى نقطة للانطلاق الى المرحلة التالية .. هل تعـتـقـد ان المجلس الشعبي انسب مكان للجلوس والوصول الى حل والاتفاق بدل قذف وشتم الاخر عبر وسائل الاعلام..؟!
ــ : لا شَـكَّ أن محاولات عـدة حصلت لتوحيد الخطاب السياسي لشـعبنا والتوصـل إلى إسـم موحـد لـه على الأقـل في المجـالات الرسمية والتعامـل مع الآخرين للتخلص مـن البـؤس وحـالة الضياع التي نعـاني منها حيـن طرح قضايانا، إلى حـد أصبحنا في غـالب الأحيان كما يقـول المثـل : واحد يجـر بالطول وآخـر يجـر بالعـرض، وقـد فشـلت هـذه المحاولات لأن القائمين بـها كانوا إمـا أحـزابا تسودهم التناقضات والأهداف السياسية، أو أنهم كانوا جهـات دينيـة سـعت إلى التخلي عـن الجانب القومي مـن خلال التـرويج لتسميات ذات مدلولات دينـية بذريعـة أنها عـامة الإستـعمال مـن قبل الكـل مثـل سـورايا التي هي في حقيقتها شـاملة لكل مسيحي سـواء كان من شعبنا أو فرنسيا أو يابانيـا أو صينـيا..ألخ ما يعـنـي في النتيجة الضياع القومي لشـعبنا في متاهات تفـقده هويته القـوميـة وكل مـا يرتبط بها لتحل مكانها الصفة المسيحية العامـة الغير واضحة المعالم .
وإزاء هـذا الخضم الصعب كان لابـد من إيجاد بديـل يوفر الحل المستمد من هـذه التجارب، وهو في مؤتمر لا تهيمن عليه أحـزاب أو جهات دينية، وإنـما في خيمة غيـر تابعـة لأي جهة وتسـودها مزايا الإستـقلالية، وتحـوي الجميع مـن أجـل هـدف واضح ومحـدد ينحصـر في المجال القومي لشـعبنا واسـم موحـد توفيقي مرحلي لا يستـثـني أيـا مـن التسميات المتداولة، وكان هـذا البديل المناسب في مؤتمر عـنكاوا القومي (الكلداني السرياني الآشوري ) والمجلس الشـعبي الذي انبثـق عـنه لتـنفيذ توصياته خلال عـامين ولحين عقـد المؤتمر الثاني . .
ولأنـني واضح في آرائي وراسـخ عليها، لأنـني ألتـزمها بعـد تمحيص وتأكيـد، فإنـني ملتـزم بـرأيي الذي كـتبـه بعـنوان :
( المجلس الشعبي والنزوح والأمن ودعم أغاجان ) ونشـرته في المواقع واطلـع القـراء عليـه، ويمكن الرجوع إليه في موقـع تللسـقف وغيـره، حيث مـما جـاء فيـه، قـولـي :
" كمـا أرى، أن " المجلس الشـعبي الكلـداني السـرياني الآشـوري" هـو المنظمـة الأكثـر ملاءمة لتمثـيل كل أطراف وفصائـل شـعبنا في القضايا العـامة، لأنـه بمثابة بـرلمان، لا يشـترط على أحـد، مستـقلا أو حزبيـا، التخلي عـن شـئ مـن قـناعاته، ولا يفـرض على المشـاركين معـه في مهماتـه أي شـروط باستـثـناء مـا يؤمـن بـه كـل شـعبنا، وهـو أنـنا شـعب واحـد، وإن فرضـت الظـروف عليـه أسـماء عـدة.. ولكـن هـذه الأسـماء ليسـت عائقـا أمـام ما يملكه مـن خصائص الشـعب الموحـد التي تجـمع كـل تسـمياته في خـانة واحـدة، هـي التـي تسـمى لغـويا ( بيـن قوسـين ).. وفي هـذا الإطـار فـإن هـذا المجلس هـو أفضـل واجهـة ظهـرت حتى الآن لتمثـيل شـعبـنا قوميـا، لأنـه لا يسـتغل القومية لأغـراض سـياسية ولا يسـعى لتكريس التسـميات المذهبيـة على أسـس قوميـة ولا يوفـر المجـال لبعض رجـال الديـن المسـيحيين الذيـن يـرومون التـدخـل خارج مهماتهـم الدينيـة فـي الشـؤون السـياسية والقوميـة والحكوميـة.
العراقية : تقصد صفة المجلس..!!
ــ : أجـل، هـذه هي صفـة ( المجلس الشـعبي الكلدانـي السـرياني الآشـوري ) لأنـه انـبثـق عـن ( المؤتمـر الشـعبي الكلدانـي السـرياني الآشـوري ) الـذي كان تجمعـا اختـياريا لشـعبنا مـن دون أي شـروط أو التـزامات . . مؤتمـرا شـعبيا على رغـم الأخطـاء التـي أحاطـت بـه، وتحدثـنا عنـها في مواضيـع سـابقـة، والتـي تدخـل في مجـال ( الهفـوات غيـر المقصودة ) المصاحبـة لبدايـة كـل عمـل كبيـر ، كمـا كـان هـذا المؤتمـر، ولكـن عنـد حسـاب إيجابـيات المؤتمـر ونتائجـه الكبيـرة قياسـا بوضعـه وظروفـه، تصـبح تلـك الهفـوات أمـرا عـاديا طواهـا النسـيان بعـد المؤتمـر، لأنـها لـم تعرقـل ولـم تؤثـر سـلبا.
وفـي هـذا أرى أن المجلس الشعبي الكلداني السرياني الآشوري، هـو الأنسـب لمثـل هـذه المهمـات، خصوصا أن مؤتـمره كان مدعوما من كل الأطراف تـقريبا، حتى أن غالبية الجهات السياسية التي تحفظت عـن حضوره لـم تعارضه من حـيث المبـدأ، وإنمـا لم تشارك فيـه لأسـباب تـنظيميـة، ويبـدو أنـه توجد حاليـا بوادر لمراجعة المواقف والمشاركة في المجلس، استـنادا إلى قـرار المؤتمر بتخصيص عشـرة مـن مقاعد المجلس الأربعـين للأحزاب
العراقية : حسب علمنا ان اغلب الاحزاب تشارك المجلس الشعبي في نشاطه.
ــ : نعم هذا صحيح ولكن هـذا هـو رأيي في المجلس، وشـخصيا، باعتـباري مشـاركا في المؤتمر ومطلعـا على الوضع الذي سـاده إيجـابا أو سـلبا، ولأنني أصنف نفسي ضمـن الإطار القومي لشـعبنا، وإعـلاميا مهنيـا وصاحب تجـارب حياتية ومطالعات وأبحـاث.. فإنـني أتوسم خيرا مـن هـذا المؤتمر ومجلسـه الشـعبي، ومـن دون شـك أن أخطاء وهفوات ومصاعب وعثـرات ستواجـه عملـه وتحقيق إنجازاته ، فهـذه حـال كل عمـل جسـيم ولكـن المهم ، أن ( كـل مـن سـار على الـدرب وصـل ).
العراقية : شكـرا استاذ جميل لأننا اطلنا الحوار معـكـم واكـرر شكـري.
ــ : لا بل انا اشكرك استاذ موفق على محاورتك لي والتي من خلالها تم توضيح بعض الامور التي ،
اعتقد، كانت غامضة للبعض فشكرا لجريدتنا العراقية.
.......................................................................
* رئيس تحرير جريدة العراقية الاسترالية
سدني - استرالياal-iraqianewspaper@hotmail.com