المسيحيون في العراق الى اين؟
[/b]
في العراق الجديد الكل طفا على السطح والكل يريد له موطيء قدم.. لا سيما الآن والبلد بصدد كتابة الدستور.. ومرات عديدة مع الاسف، هذا الحق لا يتم أخذه عن طريق الحوار واحترام الآخر- الانسان، وانما عن طريق تغييبه وان اصر على جوده فعن طريق ازالته ..
نحن المسيحيين أقلية في وسط غالبيات دينية وقومية . علينا من هذا المنطلق كما يقول المثل الشعبي : " ان نمد رجلينا على قدر بساطنا" لان الطموحات والمشاريع التي تزيد عن طاقتنا قد لا تبقي ولا تذر.. نحن وكل العراقيين مدعوون الى العقلانية والواقعية.. كم اتمنى ان يبنى كل شيء على حقيقة واحدة هي المواطنة وكما قال أحد مسؤولي الاحزاب الاسلامية في محاضرة في قاعة كنيستنا بكركوك : بناء البلد على دولة الانسان! ، اذذاك لن يبقى اقلية وغالبية ولا مبرر للخوف.
في المرحلة الحالية الكل بحاجة الى الوحدةن لان التشتت والانفراد ضعف والوحدة والشركة قوة ومصدر رجاء وفرح.
على الصعيد الكنسي هناك كنائس وافدة لا نعرف أصلها وفصلها تعمل من أجل إضعاف الكنائس الرسولية التي تعود الى فجر المسيحية، وان استمر الوضع من دون فطنة، قد يكون يثير مصاعب لا تحمد عقباها. وعلى صعيد التسميات او الاسم الذي يجمع " الناطقين بالسريانية" ظهرت تسميات: الا! شورييون ، الكلدان والسريان أو التسمية المركبة " الكلدو اشوريين" والتيكانت قد اخذت طريقها في التعامل. هذه التسميات من المؤكد تعود الى مهد جضارت بلاد ما بين النهرين ومبررة تاريخيا حتى قبل دخول المسيحية الى هذه البلدان. وهذه الأقوام لم تنقرض، لكنها انحصرت في تسميات دينية.. قد يكون يوجد عراقيون غير مسيحيين هم أكثر اشورية وكلدانية منا!
ما نحتاجه اليوم ويقرر مصيرنا كفريق متجانس هو الاتفاق على تسمية واحدة ، حتى ولو في هذه المرحلة الهامة. هناك ضرورة على التوافق: تبني تسمية واحدة كأن تكون " كلدو اشوريين " كتسمية قومية أو " سوراي" أو " السريان" أو الاشوريويين أو الكلدان..
او تسمية دينية " التجمع المسيحي" كما الحال في تسميات مذهبية: الشيعة او السنة العرب أو ..
قبل ان يفوت الأوان، لنعطي نحن المسيحيين مثالا حضاريا ونلم شملنا بالحوار والتفاهم، حتى لو اقمنا تحالفا مع فرقاء أخرين، فلا يتم الا بالحفاظ على هويتنا وكياننا.
الكنائس تقدر ان تساعد على هذه الوحدة والسياسيون من ابناء شعبنا عليهم الوضوح ووضع القضية فوق المصالح الأخرى والحوار بين الحزاب والتجمعات ..
البناء يتم بحجارة متفرقة ومختلفة لكن تاتي مرصوصة، مصفوفة مرتبة مترابطة لتشكل بناء واحدا جميلا. من هم اذنان للسماع فليسمع.