ankawa

الاخبار و الاحداث => أخبار العراق => الموضوع حرر بواسطة: Janan Kawaja في 11:04 02/09/2019

العنوان: عاشوراء.. القال والقيل في القامة والزنجيل
أرسل بواسطة: Janan Kawaja في 11:04 02/09/2019
عاشوراء.. القال والقيل في القامة والزنجيل
الشيخ محمد جواد مَغنيَّة: "عوام الشيعة ما يفعلونه في لبنان والعراق وإيران كلبس الأكفان وضرب الرؤوس والجباه بالسيوف في العاشر من محرم، إن هذه العادات المشينة بدعة في الدين والمذهب وقد أحدثها لأنفسهم أهل الجهالة".

ميدل ايست أونلاين/ عنكاوا كوم
(https://i.middle-east-online.com/styles/home_special_coverage_1920xauto/s3/2019-09/marsad.jpg?Ucdb0w5GmwibyM8DEpmCrx4qhugMqrqn&itok=N69X7yMt)
مع سلطة الأحزاب الدينية برزت مظاهر لم يألفها العراقيون من قبل
بقلم: صادق إطيمش
منذ انبثاق احزاب الإسلام السياسي واستيلاءها على مقدرات الشعب العراقي، برزت معها ظواهر لم يكن يألفها الشعب العراقي من خلال ممارسة إحياء الشعائر الحسينية التي ألفها الناس قبلاً حينما اعتبرها البعض بانها تمثل الشعائر الحسينية، في حين لم يرها البعض الآخر كذلك، خاصة من بعض فقهاء المسلمين الشيعة. لقد جرى استغلال مراسيم العزاء الحسيني لممارسة بعض الخرافات التي لم تكن مألوفة او معروفة إلا من خلال الفقهاء الجدد للإسلام السياسي الذين جعلوا من دينهم وعقيدتهم مرتعاً لممارسات (التطيين والتكليب والتزحيف) والمشي على النار وغير ذلك من الممارسات البدائية التي يصورونها وكأنها طقوساً ومراسيم يراد تسويقها تعبر عن الانتماء المذهبي الشيعي وتشكل إحدى مقوماته في نظرهم.

فأسست لتراث لا حضاري عكست من خلاله بدائية أفكارها وسطحية تعاملها مع حدث ثوري له مكانته النضالية في التاريخ الإسلامي. فتحت أي الذرائع إذن تتصرف مثل هذه المجاميع التي تريد أن توهم الناس أن ما تقوم به من مظاهر العنف ضد الذات ومن وسائل الإيذاء المتعمد هو الدين بذاته وهو الإخلاص الذي ما بعده إخلاص الذي يبرر شق الجيوب ولطم الصدور وفج الرؤوس وجلد الظهور؟ إن هذه الأعمال لا يمكن أن تكون جزءاً من دين يوصف بأن قوامه الحكمة والموعظة الحسنة والقدوة الرائدة، هذه المبادئ والقيم التي يراها علماء الدين ومراجعه الكبار ومفكروه المتنورون كجزء من التعاليم الدينية ألملزِمة لكل من يدعي انتماءه إلى الإسلام وتمسكه بتعاليمه وتوجيهات الفقهاء المتنورين.

يقول السيد محمد حسين فضل ألله: "ضرب الرأس بالسيف أو جرح الجسد أو حرقه حزنا على الإمام الحسين عليه السلام فإنه يُحرَم إيقاع النفس في أمثال ذلك الضرر حتى لو صار مألوفا أو مغلفا ببعض التقاليد الدينية التي لم يأمر بها الشرع ولم يرغب بها"(أحكام الشريعة ص 247). ويقول السيد محمد باقر الصدر: "إن ما تراه من ضرب الأجسام وإسالة الدماء هو من فعل أعوام الناس وجهالهم ولا يفعل ذلك أي واحد من العلماء، بل هم دائبون على منعه وتحريمه". من " كل الحلول عند آل الرسول " للتيجاني ص 150 , الطبعة الأولى. يقول السيد محسن ألأمين: كما أن ما يفعله جملة من الناس من جرح انفسهم بالسيوف أو أللطم المؤدي إلى إيذاء البدن إنما هو من تسويلات الشيطان وتزيينه سوء ألأعمال (كتاب المجالس ألسنية , الطبعة الثالثة , ص 7 ) يقول السيد أبو القاسم الخوئي في رد على سؤال حول إدماء الرأس وما شاكل : لم يرد نص بشرعيته فلا طريق إلى الحكم باستحبابه.(المسائل الشرعية ج2 ص337 دار الزهراء , بيروت) يقول السيد أبو الحسن الأصفهاني: إن استعمال السيوف والسلاسل والطبول والأبواق وما يجري اليوم ومن أمثالها في مواكب العزاء بيوم عاشوراء بإسم الحزن على الحسين (عليه السلام) اما هو محرم وغير شرعي. من كتاب (هكذا عرفتهم، الجزء الأول، لجعفر الخليلي) يقول العلامة محمد جواد مغنية: ما يفعله بعض عوام الشيعة في لبنان والعراق وإيران كلبس الأكفان وضرب الرؤوس والجباه بالسيوف في العاشر من محرم، إن هذه العادات المشينة بدعة في الدين والمذهب وقد أحدثها لأنفسهم أهل الجهالة دون أن يأذن بها إمام أو عالم كبير كما هو الشأن في كل دين ومذهب حيث توجد فيه عادات لا تقرها العقيدة التي ينتسبون إليها ويسكت عنها من يسكت خوف الإهانة والضرر(كتاب: تجارب محمد جواد مغنية).

هذه الأقوال مستلة من مقالة يزن النائب في موقع ناصرية نت بتاريخ 01.02.2007 والمعنونة لماذا ما زالت شعائر إيذاء النفس قائمة في محرم بعد كل هذا التحريم وعدم الشرعية. وقد ردد كل هذه الفتاوى وغيرها في هذه الأيام الشيخ ياسر عودة في خطبه المنبرية الأخيرة في لبنان، داعياً الشيعة الى اليقظة والحذر من استفحال هذه الممارسات والخرافات.

كل هذه الأقوال التي يمكن اعتبارها فتاوى لأنها لم تصدر من رجال دين بسطاء، بل من رجال دين اكتسبوا درجة متقدمة في الفقه الشيعي وضعتهم في مرتبة التقليد وأضفت عليهم ألقابا دينية لا يحظى بها أي رجل دين عادي. فأين صدى هذه النداءات الصريحة الواضحة التي تقف ضد هذه الأعمال التي يمارسها البعض من الشيعة ويصورونها على أنها طقوس وشعائر لا يقوم الدين إلا بممارستها ولا يستقيم المذهب إلا بالتأكيد عليها، بجنون أكثر كل عام.

ولنقرأ ايضاً ما يقوله أحد مشايخ الشيعة المتنورين، والذي تميزت الكثير من طروحاته بالحكمة والتعقل. في خطبة ألقاها الشيخ أحمد الوائلي وتطرق فيها إلى هذه الممارسات التي يسميها البعض شعائر حسينية قال :(مقتطفات من الخطبة ) "أنا أعيش هذه المأساة بنفسي، بمشاعري  لقد قدم لي البعض في لندن كتاباً طلبوا مني أن أعطي رأيي فيه. الكتاب يقول أن شريعة رسول ألله لا تقوم إلا باستعمال القامة، التطبير والعبور على النار، واحتفالات الشبيه، هذه الأعمال يتوقف عليها إحياء الدين، وقد حمل هذا الكتاب اسم السيد فلان والشيخ فلان. والأدهى من ذلك أن هؤلاء يخططون لشراء بعير ويضعون عليه شبيهاً للعليل ويطوفون به في حدائق الهايد بارك في لندن. هؤلاء يريدون أن يحولوا الحسين إلى مسخرة ومهزلة.