عرض المشاركات

هنا يمكنك مشاهدة جميع المشاركات التى كتبها هذا العضو . لاحظ انه يمكنك فقط مشاهدة المشاركات التى كتبها فى الاقسام التى يسمح لك بدخولها فقط .


مواضيع - صلاح بدرالدين

صفحات: [1] 2
1
هديتنا " لقائدهم " في يوم ميلاده
صلاح بدرالدين

  التقيت السيد – عبد الله اوجلان – للمرة الأولى والأخيرة في خريف ١٩٨٢ ، بمنزل صديق مشترك في دمشق ، بعد مغادرة لبنان اثر الاحتلال الإسرائيلي لبيروت ، وتمحور حديثنا الذي دام اكثر من ثلاث ساعات حول مختلف القضايا السياسية ذات الصلة بالقضية الكردية عامة وفي سوريا وتركيا على وجه الخصوص ، وقد نشرت تفاصيل النقاش ، وانطباعاتي حوله في مذكراتي ، وبعد ذلك بسنوات وقبل طرده من سوريا باشهر قليلة وجهت اليه رسالة من أربيل عبر – فاكسه الشخصي – بعيد المصالحة بين كل من السيدين مسعود بارزاني ، وجلال الطالباني بوساطة – مادلين اولبرايت – وزيرة خارجية الولايات المتحدة الامريكية بواشنطن ، مبينا له مدى أهمية هذا التطور الجديد ونتائجه المرتقبة ، ووانعكاساته على كردستان العراق والملف الكردي عامة ، ومقترحا عليه بالوقت ذاته مغادرة دمشق والتوجه الى كردستان العراق ، وسلوك احد خيارين : اما قبول وساطة الرئيس مسعود بارزاني للحوار مع الحكومة التركية لتحقيق السلام ، او الصعود للالتحاق برفاقه في – قنديل – ولكنه لم يرد علي إيجابا بعد ان عمم رسالتي على مسؤوليه العسكريين ( ومعظمهم مخترقون من المخابرات الإقليمية ) عبر أجهزة الارسال حيث التقطها جهاز رصد قوات البيشمةركة ، والحزب الديموقراطي الكردستاني – العراق ، وصار معلوما مرة أخرى ان الرجل ليس مستقلا في اتخاذ القرارات الصائبة وماض في  دربه الخاطئ .
           وفي مشاركتنا بهذه المناسبة نقدم  الحقائق التالية كهدية متواضعة لزعيم ب ك ك
  أولا – ظهور – ب ك ك – كان إيذانا بولادة حزب باسم الكرد خرج من رحم الأنظمة الغاصبة للكرد ووطنهم للمرة الأولى بتاريخ الحركة التحررية الكردية ، شكل طابورا خامسا ، واداة ، وذراعا للنظم الشوفينية في حربها العسكرية والسياسية على الشعب الكردي .
  ثانيا –  شكل – ب ك ك – بكل تاريخه عنصرا نشطا في خدمة اجندات العسكر ، والقوى العميقة ، وضد الحركات الديموقراطية ، والثورات المناهضة للاستبداد ، والدكتاتورية في بلدان المنطقة خصوصا في تركيا ، وسوريا ، والعراق ، وايران .
  ثالثا – كان ب ك ك ومازال عائقا امام مساعي التفاهم ، والعلاقات الحسنة بين اطراف الحركة الكردية في كل مكان .
  رابعا – ب ك ك كان مصدر أساسي ، وسبب رئيسي في القاء صفة الإرهاب على الحركة الكردية .
  خامسا – ب ك ك ابتكر طريقة بديلة للحوار ، والمنافسة السلمية في الساحة الكردستانية ، وهي احتلال مناطق من أجزاء كردستان الأخرى بقوة السلاح .
  سادسا – ب ك ك اول حزب باسم الكرد يضرب رقما قياسيا في الانتقال من شعار ( تحرير وتوحيد كردستان الكبرى ) الى شعار ( الامة الديموقراطية ) .
  سابعا – ب ك ك اول حزب باسم الكرد تتحكم فيه قوانين عسكرية ، بعيدا عن المفاهيم المدنية ، والقيادة الجماعية ، وتسري عليه عبادة الفرد .
  ثامنا – ب ك ك اول حزب باسم الكرد يتم  بداخله  اغتيال وتصفية الالاف من أعضائه ، وكوادره لاسباب غير معلنة .
  تاسعا – ب ك ك اول حزب باسم الكرد تتحكم فيه الاعتبارات المذهبية في راس الهرم .
  عاشرا – ب ك ك اول حزب باسم الكرد يفرض الخوة على افراد الشعب بالداخل والخارج ، ويجبر الناس بالتهديد والوعيد لتقديم الأموال ، ويسيئ الى علاقات الكرد مع الشعوب الأخرى .
     وختاما أقول : هناك العديد من الأطراف ، والاحزاب الكردية لاتبدي الجدية تجاه مساوئ ، ومخاطر ب ك ك ، فكريا ، وسياسيا على حاضر ومستقبل الحركة الكردية ، وقد يكون بعضها مستفيدا من هذا المشهد المظلم .
 

2
نوروز عيد الحرية والسلام
                                                                     
صلاح بدرالدين

  هناك عدد من شعوب الشرق يحتفل كل واحد منهم بنوروز حسب طريقته ، وفهمه ، وتاريخه ، فمن يحتفي به كمناسبة تاريخية ، او كتعبير عن قدوم الربيع ، والمصرييون يسمونه – شم النسيم – ويرمز للبعض كمنسبة دينية ، والكرد في كل مكان يجمعون على ان نوروز او اليوم الجديد هو عيدهم القومي ، انتصر فيه كاوا الحداد على الحاكم المستبد الظالم قبل الميلاد ، بعد قيادته ثورة شعبية منتصرة ، ويصادف أيضا قدوم فصل الربيع بكردستان ، ويرتبط – نوروز – ومنذ عقود بالنضال الوطني الكردستاني من اجل الحرية ، وحق تقرير المصير ، وتحقيق السلام .
شمس عيدنا القومي " نوروز " تشرق على شعبنا ،  وسائر شعوب المنطقة ، في مثل هذا اليوم منذ ماقبل الميلاد ، لتجدد فينا الاصرار على البقاء سعداءا أحرارا ، وقد مرت على نوروزنا الأفراح والأتراح ، الانتصارات والانتكاسات والخيانات ، والأحلاف المعادية ، واتفاقيات التقسيم الظالمة ، وحروب الإبادة ، ومخططات التهجير والحرمان من ابسط الحقوق المدنية الإنسانية ، والطعن باالظهر من القريب والبعيد ،  وبقي الشعب  متمسكا بارض الآباء والأجداد ، بالرغم من انه في كثير من المراحل مكسور الجناح ، يعاني الخذلان ، وخيبة الامل من القريب المتصدر للأحزاب والجماعات ، والبعيد من المتاجرين بحقوق الشعوب الباحثين عن المصالح الخاصة ،  فنوروز برمزيته التاريخية ، وتعبيره القومي ، هو الوحيد الذي يجمعنا رغما عنا شئنا ام ابينا ،  والذي تعود ملكيته للشعب فقط ولايحتاج الاحتفاء به وتكريمه الى اذن أنظمة الاستبداد ، او اشراف مسؤولي الأحزاب الكردية المهزومة والفاشلة.
  فيا بنات وأبناء شعبنا العظيم في الوطن ، والمهاجر ،  والشتات ، في المنزل ،  أو في أحضان الطبيعة ، فلتتخلل طقوس نوروزكم مناقشات حول أحداث عفرين الجريحة ، ومكائد نظام الاستبداد ، والمحتلين بكل اطيافهم ، واجناسهم ، والميليشيات العابرة للقوميات ، والدول ، والقارات ، العسكرية المرتزقة  منها ، والارهابية ، والدينية ، والمذهبية ، والعنصرية ،  ومسؤولية جماعات – ب ك ك – في اثارة الفتن الكردية الكردية ، والعنصرية ، وتحمل مسؤولية اهراق دماء آلاف القتلى واضعافهم من الجرحى ، وموجات الهجرة من الوطن الى الخارج بسب القمع وانتهاكات الحقوق الديموقراطية ، وكذلك مسؤولية احتلال عفرين ، والمناطق الأخرى المرشحة للاحتلال ، ومشاركة أحزاب – الانكسي في تحمل مسؤولية كل ذلك ولو بشكل غير مباشر، ومدى صلاحية الأحزاب الكردية بالأساس في طرفي الاستقطاب ، في العمل القومي والوطني وطرح التساؤل التاريخي : مالعمل ؟ ومالحل ، وأين يكمن سبيل الإنقاذ ،  وكيف يمكن حل الازمة المتفاقمة ، والوصول الى عقد المؤتمر الكردي السوري من اجل إعادة بناء وتوحيد الحركة الكردية ، وتحقيق المصالحة على قاعدة التسامح ، بعد المراجعة النقدية الصريحة والشفافة ، وبهذه المناسبة نعيد التأكيد على المسلمات التالية :
   ١ – قضية الإنقاذ فوق كل الاعتبارات ، انقاذ الشعب والوطن ، باستكمال اهداف الثورة السورية المغدورة بالوسائل السلمية ، والاستفادة من تجربة الأعوام السابقة ، بعد توفير أسباب عقد المؤتمر الوطني السوري الجامع ، واجراء المراجعة النقدية العميقة ، والعمل موحدين من اجل اجراء التغيير الديموقراطي  واسقاط الاستبداد ، وإيجاد النظام السياسي الديموقراطي العلماني ، على قاعدة الشراكة المتساوية بين المكونات الوطنية القومية ، والاجتماعية ، وحل كافة القضايا العالقة وفي المقدمة القضية الكردية حسب إرادة الكرد ، وحقهم في تقرير مصيرهم السياسي ، والإداري ضمن سوريا التعددية التشاركية الموحدة .
   ٢ – مسالة إعادة بناء الحركة الكردية السورية ذات الأولوية في نضال شعبنا السياسي ، والتي لن تتم بالانشقاقات ، وردود الفعل الانتقامية ، وتكاثر المجموعات المناطقية ، والاستقطابات الفئوية .
   ٣ – الحوار من اجل المصالحة الكردية الكردية فوق الاعتبارات الحزبية الضيقة ، وهو ما يضع مسؤولو الأحزاب العوائق امامه ، ويتهربون من مواجهة هذا الاستحقاق بذرائع مختلف مصطنعة ، ويستهدفون الوطنيين المستقلين الداعين الى الحوار ، محاولين الإساءة اليهم عبر – البروبكندا – بدلا من الاستجابة لدعوتهم النزيهة  الى الحوار والتكاتف ، وحل الازمة .
   ٤ – ترسيخ استقلالية الحركة الكردية ، وإعادة الاعتبار للشخصية الكردية السورية من المهام الأساسية ، وبدون ذلك لن تكون هناك حركة كردية سورية مناضلة تحقق اهداف وطموحات شعبنا .
   ٥ – تحقيق المصالحة بين الثقافي والسياسي على قاعدة الالتزام بقضايا الشعب ، والوطن ، وان كان هناك قلة تؤدي واجباتها الوطنية ، فانني ادعو جميع المثقفين الى المساهمة الفكرية النقدية الشجاعة لجوانب الازمة المتفاقمة ، باستقلالية تامة ، بمعزل عن الولاءات المصلحية لهذا الحزب او ذاك ، وهذا الطرف او ذاك ، والاختباء تحت اجنحة أحزاب المحاور المتصارعة حول المنافع ، والنفوذ .
   ٦ – تعزيز الدور الوطني ، والتفاعل مع الحراك الثوري العام بسوريا وخصوصا حراك السويداء من  الواجبات الأساسية لحركتنا الكردية  .
  ٧ – إعادة بناء العلاقات القومية الكردستانية وخاصة مع الاشقاء في إقليم كردستان العراق . وحزب الزعيم الراحل البارزاني ، على الأسس السليمة ، وعلى قاعدة الاحترام المتبادل للخصوصيات ، وعدم التدخل بشؤون البعض الاخر ، والتنسيق ، والعمل المشترك .
  ٨ – نوروز يرمز الى الحرية ، والسلام ، والشراكة والتعايش بين الشعوب ، والاحتفاء به يجب ان يستحوذ على تلك الصفات النبيلة ، فالاحتفاء به في الوطن المجزء يتخذ معاني مواجهة الاستبداد ، ومن اجل الحرية والكرامة ، اما في بلاد الشتات فسيكون الاحتفاء به من اجل اظهار الوجه الحقيقي المسالم لشعبنا ، الداعي الى الوئام ، واحترام قوانين امكنة الإقامة ، والحفاظ على الامن والسكينة ، وعدم الاضرار بمسار الحياة في تلك الأماكن ،  والحذر من أي سوء فهم من جانب شعوب الدول المضيفة ، فالهدف هو كسب دعم وتضامن الاخرين مع قضايا شعبنا .
   ٩ – فلتكن مناسبة عيدنا القومي عيد الحرية والسلام – نوروز – نبراسا لنا جميعا لارساء المحبة ، واحترام البعض الاخر ، والمكاشفة ، الى جانب تعميق وسائل النقد البناء الصريح حول قضايانا المصيرية المتعلقة  بقضايا شعبنا ووطننا ، وأزمة حركتنا السياسية  بعيدا عن الشخصنة ، والمجاملات .
١٠ - وكل التقدير للمراة السورية عامة والكردية على وجه الخصوص على صمودهن ، وأداء دورهن التربوي ، والاجتماعي ، والسياسي ، والابداعي ، والتحية للشابات والشباب ضمان مستقبلنا ، وللمؤسسات الإعلامية الفردية ، والجماعية  الملتزمة بمصالح الشعب والوطن ، ولحراك السويداء السلمي الثوري ،  ولجميع الجنود المجهولين البناة المضحين من اجلنا .
  وكل نوروز وانتم بسلام



3
اللقاء الثاني والثمانون في دنكي " بزاف "

  عقدت لجان تنسيق مشروع حراك " بزاف " لاعادة بناء الحركة الكردية السورية لقاءها الافتراضي الثاني والثمانون بحسب البرنامج المحدد ، وتوصلت الى الاستخلاصات التالية :
     أولا – مازالت الحالة الكردية السورية في ظل إدارة ، ووصاية أحزاب طرفي الاستقطاب ( ب ي د – انكسي ) تستمر في معاناة  الانقسام ، والتمزق ، والحرمان ، والقلق ، والهجرة الانتحارية الى الخارج ، ومازال المصير مجهولا ، والتبعية الفكرية والسياسية مستمرة ، والقرار الكردي السوري مصادر ، ومحاولات تصفية القضية الكردية السورية على قدم وساق وتحويلها من قضية قومية عادلة ، ووطنية وديموقراطية الى مسالة مناطقية ، إدارية ، حزبية ، ومن عمل نضالي تاريخي الى مجرد ورقة في خدمة الاجندات الخارجية ، وصراعات المحاور الكردستانية غير المفهومة ، او تجييرها لمصالح نفوذ قوى الاحتلال المتعددة الجنسيات التي ترزح بلادنا تحت تسلطها ، والأخطر من كل ذلك استمرار أحزاب طرفي الاستقطاب باغلاق أبواب الحوار الكردي الكردي ، وسد كل المنافذ امام المشاريع ، والمبادرات الصادقة الرامية الى التفاهم ، والتصالح ، وإعادة بناء الحركة الكردية على أسس سليمة ، وعبر وسائل مدنية ديموقراطية ، وعرقلة أي مسعى يرمي الى تنظيم صفوف ، وطاقات الوطنيين المستقلين ، وخصوصا الشباب والمراة ، والمؤسسات الإعلامية ، ونشطاء المجتمع المدني ، والاتحادات ، والروابط العاملة باسم الكتاب والمثقفين في الداخل والخارج ، حيث محاولات الاختراق ، وشراء الذمم ، مستمرة من جانب متنفذي أحزاب الطرفين .
  ان أصحاب المصالح ، في أحزاب طرفي الاستقطاب الذين يتمسكون بماهو سائد وقائم ، يعلمون جيدا ان مجرد نجاح الوطنيين المستقلين في تنظيم طاقاتهم ، ونجاحهم في عقد مؤتمراتهم من اجل إعادة البناء ، واستعادة الشرعية ، وتوحيد الأداة النضالية المتجسدة في الحركة السياسية الوطنية الكردية ، وصياغة المشروع الكردي الديموقراطي للسلام بجانبيه القومي والوطني ، ستؤدي الى استعادة  الدور الطبيعي للكرد السوريين ليقوموا عبر حركتهم الديموقراطية الموحدة ، والشرعية ، بواجباتهم النضالية على الأصعدة الكردية ، والوطنية ، والكردستانية ، على اكمل وجه ، وباستقلالية تحفظ الشخصية الكردية السورية ، ومصالح الشعب والوطن .
     ثانيا – ان الدور المرجو لحراك " بزاف " في مساعي إعادة البناء ، وتفعيل المشروع السياسي المطروح منذ نحو عقد من الزمن ، يتاصل ، ويتعاظم ، فالمشهد الكردي السوري الان ولدى مختلف الطبقات والفئات الاجتماعية الوطنية ، والاطياف ، والتعبيرات ، وخصوصا شريحة الشباب يعبر عن نفسه بكل مايتضمنه مشروع " بزاف " : القلق على المصير ، عدم قبول الانقسام في الحركة الكردية ، افتقار أحزاب طرفي الاستقطاب الى الشرعيتين القومية والوطنية ،  رفض الامر الواقع سلطة كانت ام وصايات ، رفض التبعية للخارج واستقلالية القرار ، المصالحة ، والتسامح ، تعميق الدور القومي ، والوطني ، والكردستاني للكرد السوريين ، إزالة الوصاية السياسية ، والفكرية ، والثقافية ، ووضع حد لعسكرة المجتمع ، ورفض تشويه تاريخ الحركة الكردية السورية الاصيلة ، وإعادة تصحيح مسار الحركة الكردية السورية ، لذلك نقول باعتزاز ان حراك " بزاف " يمضي في الطريق الصحيح ، ويحقق أهدافه من دون عنف وسلاح ، وتهديد ، وبدون وسائل حزبية ، او عمليات الانشقاق ، او النزعات الانتقامية ، وبالكلمة الحسنى ، هذه هي اهداف " بزاف " ورسالته ، فالبزافييون لايبحثون في هذه المرحلة عن تنظيم افراد في قوالب حزبية ، وزيادة أعضاء ، لانه يعبر عن اهداف وطموحات  غالبية الشعب الكردي .
     ثالثا – نظام الاستبداد يتراجع يوما بعد يوم ، ويتآكل من الداخل ، ويفقد مكانته العربية ، والإقليمية ، والدولية ، بالرغم من كل الدعم الذي يلاقيه من الطغمتين الحاكمتين في كل من روسيا ، وايران ، والضعف الذي يسود في الصف المعارض مصدر ، واحد عوامل استمرارية النظام ، فالعقلية الانتهازية مازالت سائدة ، ولم تجتمع بعد كلمة المعارضين السوريين بشان مراجعة الماضي ، ومشروع الحاضر ، وبقعة الضوء الوحيدة في الظلام السوري هي حراك أهلنا بالسويداء الذي يطرح بإلحاح ضرورة توفير التضامن معه على المستوى الوطني ، والتفاعل الإيجابي مع أهدافه الوطنية الصادقة ، وشعاراته المعبرة عن طموحات جميع المكونات ، والتعبيرات الوطنية السورية .
     رابعا – على المجتمع الدولي وكل القوى المحبة للسلام المضي في دعم واسناد مقاومة الشعب الاوكراني ضد الغزاة الروس ، ومن اجل سيادة أوكرانيا ، ووحدة أراضيها ، وتحقيق السلام ، وكذلك العمل الجاد من اجل وقف الحرب الدائرة بين إسرائيل وحركة حماس ، وإقرار الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني في تقرير المصير بقيادة منظمة التحرير الفلسطينية ، ووضع حد للدور الإيراني العدواني المثير للفتن ، ومخططاته المعادية للسلم ، والاستقرار التي ينفذها عبر اذرعه ، وتوابعه من ارهابيي تنظيمات وميليشيات الإسلام السياسي في المنطقة .
   سنظل على نهجنا الوطني المستقل ، ومع الحوار ، معبرون عن إرادة الغالبية من شعبنا ، متمسكون بمشروعنا من اجل إعادة البناء .

          لجان تنسيق مشروع حراك " بزاف "

             ٢٠ – ٢ – ٢٠٢٤


4
لماذا  الرهان على حراك السويداء ؟
                                                                       
صلاح بدرالدين
 
      اندلعت الانتفاضة السلمية السورية العفوية في ربيع العام ٢٠١١ ،  بعد تراكمات نضالية لم تخلو من التضحيات الجسام من جانب مختلف المكونات ، والاطياف الوطنية  ، ومعارضة سياسية للاستبداد لعقود خلت وبينهم مناضلو الحركة الكردية ، كان الثمن باهظا تجلى في استشهاد العديد في اقبية التعذيب ، وقضاء الالاف زهرة شبابهم  ولعشرات الأعوام في الزنازين نتيجة الاحكام الجائرة من المحاكم العسكرية ، ومحكمة امن الدولة  ، وفي معتقلات فروع المخابرات لكل ميزانيته ، وهيكليته ، ومرجعيته ، ومافياته ، والتي بلغت الثمانية منذ تسلط حزب البعث على مقاليد الحكم عبر انقلابه المشؤوم . 
    بمرور الوقت تحولت الانتفاضة الى ثورة دفاعية مقاومة خصوصا بعد تلاقي ، وتلاحم الحراك الوطني الثوري العفوي ويتصدره الشباب ، مع أولى موجات الضباط والجنود الذين التحقوا بصفوف الشعب ، وانشقوا عن مؤسسات النظام ، وباتت اهداف الثورة اكثر شفافية ووضوحا في الشعارات المرفوعة في التظاهرات الاحتجاجية ، ووسائل الاعلام  واجمعت على : اسقاط النظام ، واستعادة الحرية والكرامة ، واجراء التغيير الديموقراطي .
   لم يكد ينقضي العام الأول من الثورة وبعد استيلاء الأحزاب ( الآيديولوجية ) الكلاسيكية بتحكم جماعات الإسلام السياسي وذراعه المنظم – الاخوان المسلمون – على مقاليد الثورة ، والمعارضة حتى حصل التراجع ، والارتداد عن الأهداف من خلال مشروع اسلمة ، واخونة ليس الثورة السورية فحسب بل معظم ثورات الربيع بالمنطقة ، ذلك المشروع الذي رعاه ، وموله النظام العربي ، والإقليمي الرسمي ، كوسيلة لحرفها ، واجهاضها ، ثم الانقضاض عليها ، وهذا ماحصل .
   استراتيجية اسقاط النظام التي استندت اليها الثورة السورية في بداية نشوبها كانت بمثابة التهديد الوجودي للسلطات الحاكمة التي كانت تتعامل بسهولة بالسابق مع أنواع – المعارضات – الإصلاحية التي كانت معروفة بالمدجنة ، والرسمية ، وكانت أساسا مايحتاج اليها النظام السوري للاستهلاك – الديموقراطي – امام الراي العام ، ومنذ أواخر عام ٢٠١٢ لم يعد هذا التهديد قائما ، خاصة وان الصراع في سوريا تحول الى الصراع على سوريا ، وتدخلت فيه القوى الإقليمية ، والدولية ، كمحتلين ، او عبر الوكلاء من الميليشيات المحلية   حول المصالح ، والنفوذ .
          من شعار اسقاط النظام الى عملية التفاوض ومد الخيوط
   اذا كان المقياس الحقيقي الوحيد لجدية ، وصدقية ، ووطنية أية " معارضة " كيانا ، او مؤسسة ، او حزبا ، او مجموعة ، او فردا هو مدى الالتزام قولا ، وعملا بالهدف الرئيسي للثورة المغدورة وهو اسقاط نظام الاستبداد بكل مؤسساته ، وقواعده ، ومرتكزاته الأمنية ، والاقتصادية ، والإدارية ، واجراء التغيير الديموقراطي ، ولكن من هو الطرف السياسي السوري ( المعارض )  الذي تنطبق عليه تلك المواصفات في الحالة الراهنة ؟ .
       أولا -   الائتلاف وهو الامتداد الطبيعي للمجلس الوطني السوري الذي سبقه بقبول قرارات جنيف واحد ، وفيننا  ، لم يعد يطالب باسقاط النظام ، بل لديه هيئة تفاوضية معلنة للاتفاق مع النظام القائم ، ويعلن التزامه بالشراكة معه في الحكم هذا اذا قبل الطرف الحاكم ذلك .
      ثانيا – الفصائل المسلحة المنضوية باطار الجيش الوطني ، والحكومة المؤقتة المحسوبة على الائتلاف تسير على نفس المنوال ، ولم تعد مواجهة جيش النظام من مهامها .
     ثالثا – القاعدة او هيئة تحرير الشام وحكومة الإنقاذ بقيادة – الجولاني الذي يبسط سيطرته على منطقة ادلب وبالرغم من تعرضها لقصف المحتل الروسي ، والنظام ، الا ان المعلومات تشير الى وجود صلات ، وتفاهمات بين الجولاني والنظام السوري ، وهو يشكل بالاساس عبئا على المعارضة الوطنية لكونه بقائمة الإرهاب ، ولايشكل خطرا على نظام الأسد . 
     رابعا – في الحالة الكردية : ١ - نجد ان احزاب ( المجلس الوطني الكردي ) تلتزم بسياسة الائتلاف على صعيد الموقف من النظام ومشاركتها في معظم اللجان ، والهيئات بما فيها التفاوضية ، بل لدى بعضها صلات خاصة مع أجهزة السلطة الحاكمة منذ عقود وحتى الان ، والتركيبة الأخيرة لمسؤوليه  منذ نحو شهر تؤكد ذلك ، حيث تجد فيها الكثيرين من ايتام الضابط الأمني الشهير في محافظة الحسكة  – محمد منصورة – ،  ٢ – اما – ب ي د – وسلطته ، وادارته ، وقسد ، ومسد ، فهم شركاء النظام في محاربة الثورة السورية ، وصلاتهم التفاوضية مستمرة ولم تنقطع يوما بحسب اعترافهم هم ، ولم ولن يكون اسقاط النظام من ضمن مشروعهم لا الان ولا في قادم الأيام ، ٣ – اما الأحزاب ، والمجموعات الخارجة عن اطار أحزاب طرفي الاستقطاب شكليا ، فاما ان تكون اقرب الى النظام تاريخيا او لا تاثير لها في مسار الاحداث ، بقي ان نقول ان المجموعات التي أبعدت عن – الحزب الديمقراطي الكردستاني  – بعد مؤتمره الأخير لاسباب عديدة ليس من بينها الخلاف حول موقف اسقاط النظام من عدمه ، ٤ – والاهم والأخطر في كل ذلك فان مرجعيات الأطراف السالفة الذكر ومانحوها  ( تركيا – مركز ب ك ك في قنديل – أربيل ) ليسوا من دعاة اسقاط نظام الأسد ، وبعضهم على وفاق معه ، والبعض الاخر يسعى الى التفاهم والتصالح بين المعارضة والنظام .
٥ -  هناك تيارات سياسية ، وفكرية ، وثقافية خارج الأطر الحزبية الكردية ، مثل حراك " بزاف " ، وكذلك مجموعات وطنية مستقلة ، وافراد من الناشطين الشباب ، والكتاب ، والمثقفين  ، يلتزمون باهداف الثورة السورية المغدورة ، ويتبنون شعار اسقاط النظام ، ويعملون من اجل تحقيقه بوسائلهم المتوفرة .
     خامسا – حراك السويداء : هو الطرف الشعبي الأبرز وقد يكون الأوحد كقوة منظمة الصفوف على الصعيد الوطني ينادي باسقاط نظام الاستبداد ، وينطلق من المفهوم الوطني الجامع والقابل با التعددية القومية ، والاجتماعية ، والثقافية ، في اطار الوطن الواحد   ، ويطمح في احياء الثورة بشكل سلمي ، وفي تصحيح مسارها ، وتقويم الإشكالية الدينية المذهبية التي  كان من ورائها الإسلام السياسي ، وذلك بالالتزام بالنظام السياسي العلماني .
  ليس امام الوطنيين السوريين المؤمنين باهداف ثورتهم المغدورة ، الا دعم واسناد حراك أهلنا بالسويداء الذي أعاد الامل من جديد ، والعمل على تنظيم الحراك السلمي المناسب في كل محافظة ، ومنطقة ، وصولا الى توحيد العمل النضالي على مستوى الوطن .
     



5
"عقد اجتماعي " ام احكام سيطرة
                                                                     
صلاح بدرالدين

   الحركة السياسية الكردية السورية ، او الحركة الوطنية الكردية بالمفهوم العام ، ومنذ انبثاق تشكيلات العمل المنظم عام ١٩٥٧ تحت اسم ( الحزب الديموقراطي الكردستاني ثم الكردي ) كانت تطمح لنيل الحقوق القومية في اطار قانوني ، ورسمي ، وبعد التحول الجذري الذي حصل من خلال الكونفرانس الخامس عام ١٩٦٥ ، وبعد إعادة تعريف الكرد ، وقضيتهم ، وحقوقهم ، ووسائل نضالهم ، وطرح البرنامج السياسي ، كانت مسالة النضال من اجل تغيير الدستور السوري ليشمل إقرار ضمان وجود الكرد ، وحقوقهم  وكذلك التغيير ، وصولا الى نظام سياسي ديموقراطي تعددي ، عادل من  الاولويات الأساسية التي اندرجت في الوثائق ، وبمعنى آخر ابرام عقد جديد بين الشعب السوري ومن ضمنه الكرد من جهة ، وبين السلطة الحاكمة في الدولة السورية ، ليضاف ذلك العقد كبند رئيسي الى الدستور السوري الجديد ، وكان ( البارتي اليساري – الاتحاد الشعبي ) اول من تبنى مصطلح العقد الاجتماعي على صعيد الحركة الكردية.
  وفي بلدان الشرق الأوسط التي نشكل جزء منها لم تتوقف محاولات شعوبها منذ العقود الغابرة وحتى الان في سبيل تحقيق طموحاتها المشروعة الوطنية ، والاجتماعية ، والاقتصادية ، عبر اجراء التغيير في الدساتير ، والقوانين ، المتجسد في تحقيق توافقات حول علاقات جديدة ، وابرام العقود مع السلطات الحاكمة التي تلبي المطامح ، وتصب في مصلحة تقدم البلاد ، والسلم الأهلي ، والعيش المشترك ، " اما مفهوم العقد الاجتماعي  فان المصطلح  (بالإنجليزية: Social Contract)  يشير إلى ذلك العقد المبرم بشكل فعلي أو افتراضي بين طرفين؛ كالحكومة والشعب، أو الحاكم والمحكوم، بحيث تحدّد بموجبه الحقوق الخاصة بكل فئة والواجبات المفروضة عليها، وظهر ذلك منذ القدم عندما بدأت الحياة البشرية بصورة من العشوائية والفوضى، فوضع العقل البشري اتفاقاً وعقداً لتنظيمها على هيئة مجتمع وحكومة، علماً بأنّ هذا المجتمع يندرج تحت خانة المصطلحات الخاصة بالفلسفة السياسية " .
  يعيد المؤرخون مصطلح – العقد الاجتماعي – الى الفلسفة الاغريقية ، والقانون الروماني ، والتقاليد الكنسية ، واكثر الأحيان في ظروف غياب النظم السياسية ، " حتى بلوغ القرن السابع عشر ، والثامن عشر ، عندما برز منظرون لتوصيف – العقد الاجتماعي – من أمثال : هوبز ، وجان جاك روسو ، وكانط ، " وفي عصرهم – عصر التنوير – تم تفسير هذا العقد بان الافراد يقبلون بشكل ضمني او صريح ان يتخلوا عن بعض حرياتهم مقابل حماية بقية حقوقهم ، وتجسيد واقع العلاقة بين الحقوق الطبيعية ، والشرعية ، او الغالبية الشعبية والسلطة .
  وقد تبنت ثورات الربيع التي اندلعت في عدة بلدان قبل نحو عقد بينها تونس ، ومصر ، وسوريا ، واليمن ، وليبيا ، ونسختها الثانية في لبنان ، والعراق مطلب التغيير الديموقراطي ، وابرام عقود اجتماعية تضاف الى بنود الدساتير الجديدة من جانب الشعوب الثائرة .
  ماذا عن ( العقد الاجتماعي  لشمال وشرق سوريا )؟
  من حيث الشكل وبالرغم من انني لست اختصاصيا بعلوم الفقه الدستوري ولكن  يتوضح لاي متابع من النظرة الأولى ان النص الكامل المنشور من الديباجة الى البنود الواردة فيه ، ليس من وضع مختصين في القانون الدستوري ، بل من صنع – هواة – ماهرين في لصق ، ونشر جزئيات من الوثائق التاريخية من شبكة ( الكوكل ) وتحويرها ، وفرضها قسرا على كيان مصطنع سموه  ( شمال وشرق سوريا ) ، وتمريرها رغم كل الثغرات الفاضحة باوامر حزبية من دون حرج .
  اما من حيث المضمون فالمصيبة اكبر بكثير ، فهذا ( العقد الاجتماعي ) المنشور بخلاف كل المسلمات المبدئية أولا - ليس بين الشعب السوري ، اوالغالبية الشعبية من جهة ، والسلطة الحاكمة الشرعية كما يجب ان تكون ، كما انه ثانيا -  ليس بين الغالبية الكردية الشعبية على مستوى البلاد ، وبين حكومة مركزية شرعية ، وثالثا - حتى على المستوى المناطقي وأجزاء من ثلاث محافظات ( الحسكة – دير الزور – الرقة او الرشيد ) ، فانه بعيد كل البعد عن حقيقة العقود الاجتماعية المتعارف عليها عبر مراحل التاريخ ، فاذا كان ( قسد او مسد ، او الإدارة الذاتية ، او  المسميات الأخرى ) رابعا - هو الطرف السلطوي المرجعي مقابل مكونات أخرى نيابة عن سلطة الدولة السورية الوطنية ، فسيكون العقد باطلا من اوله ، لانه سلطة الامر الواقع في مناطق محددة غير معترف بها وطنيا ، وإقليميا ، ودوليا ، ، الى جانب سلطات – امر واقعية – أخرى في مناطق من البلاد لاتمتلك الشرعية الوطنية ، والسياسية ، والاهم الشعبية .
  ثم ماذا خامسا  - عن تعبير ( كونفدرالية الشعوب في شمال وشرق سوريا ) ؟ هل هناك دول مستقلة ولم نعلم بها ؟ هل هناك دول كردية ، وعربية ، وتركمانية ، واشورية ، سريانية ، وارمنية ، وشركسية ؟ وأين عواصمها ، ومن هم رؤساءها ، وأين حكوماتها ؟ .
  من جهة أخرى وسادسا  – اذا كان الكرد السورييون بغالبيتهم  ليسو طرفا في هذا العقد ، فان العرب أيضا وفي نفس المنطقة لم يجمعوا ، وهم بالأساس جزء من القومية السائدة الحاكمة ذات الغالبية لتي يجب ان تكون الطرف الاخر في أي عقد اجتماعي ، اما بقية المكونات الواردة اسماءها بالعقد سابعا  – كاالتركمان ، والاشوريين ، والارمن ، والشركس قد تكون لها حركات سياسية ، وجمعيات ، ولكن ليس واضحا ماذا تطالب من حقوق الا بالشكل العام مثل الديموقراطية والمساواة ، فلاتتوفر وثائق مثل المشاريع القومية ، والصيغ المطروحة للحلول ،  والأرض التاريخية  وغير ذلك ، ثم ثامنا فان أي تجاهل لحراك أهلنا بالسويداء دليل سوء النية قوميا ووطنيا ، وانسانيا .
  مشكلة الكرد المزمنة مع – ب ك ك – كتنظيم عسكري مغامر خرج من رحم الأنظمة الإقليمية المستبدة ، وتوابعه في الأجزاء الأخرى وفي المقدمة سوريا ، انهم لطخوا – سمعة -  المصطلحات النظرية العلمية ، والمبادئ السامية ، واستخدموها في غير محلها ، واستثمروها لمصالح حزبية آيديولوجية ، وافرغوها من مضامينها ( حق تقرير المصير – العقد الاجتماعي - حقوق المرأة – العيش المشترك – السلم الأهلي – حركة التحرر- العلاقات القومية – الثورة – الكفاح المسلح ، التحالفات الوطنية .....) .
  قسد ، ومسد والإدارة الذاتية ، و ب ي د وكل هذه التسميات التي تتبع  لمركز واحد ، سبق وان هيمنت على مناطق محددة، ومن يعيش فيها ، اسوة بسلطات الحزب الواحد المستبد التي تقصي عادة الاخر المختلف ، اما الخطوة الأخيرة في الرقة فماهي الا محاولة يائسة لارضاء او تضليل من  يضغط عليها  لاشراك السكان العرب في ( السلطة والثروة ) ، حتى تبقى مناطق نفوذ التحالف هادئة الى حين ، وبهذا الخصوص فان الكرد السوريين في قلق وحيرة من الموقف الأمريكي كما هو حال سوريي المعارضة في مختلف ارجاء الوطن ، بسب الخذلان والامعان في اقتراف الخطايا وبينها الموقف من الحالة الكردية السورية .
  الكثير من المراقبين  يعتقدون ان صاحب القرار في ( قسد ومسد ، والإدارة الذاتية وباقي التسميات ) يخلط بين – العقد الاجتماعي – كمصطلح ، دستوري ، قانوي ، سياسي ،  حافظ على قيمته التاريخية ، والفلسفية في حياة الشعوب منذ القرون الغابرة ، وحتى الان ، وبين العقود التجارية التي ابرمت بين جماعات – ب ك ك – وبين سلطات النظام الحاكم حول حراسة المنشآت النفطية في الجزيرة والمناطق الأخرى ، وشاهدنا نصوصها على مواقع التواصل الاجتماعي لقاء حصص معلومة ومحددة .





6
من " ذكي الارسوزي " الى " محمد بركة "
قرن من بؤس وفشل الآيديولوجية الشوفينية
                                                                                 
صلاح بدرالدين

  سلسلة طويلة من حلقات التضليل ، والفتن العنصرية البغيضة ، والمعاول الهدامة لبنية الوحدة الوطنية في سوريا ، تلخص الجانب  الأكثر سوء في تاريخ سوريا المعاصر في المائة سنة الأخيرة ، وتكشف عن أدوار بعض الافراد في تعميق الازمة الوطنية ، وعرقلة التطور الطبيعي المستقل لبناء سوريا الديموقراطية التعددية الجميلة التي لن ترى النور الا بالتحام عناصرها الأساسية ، ومحاولة تزييف تاريخ البناة الأوائل من مكونات الوطن المبني على اكتافها ، وبفضل تفانيها ، وتضحياتها الجسام للوصول الى وضع يتحقق فيه العيش المشترك بسلام ووئام ، والكرد السورييون الى جانب العناصر الأساسية الأخرى من عرب ، وتركمان ، وارمن ، ومسيحيين ، ومسلمين سنة ، ودروز ، وعلويين ، وغيرهم يشكلون القاعدة ، والمنطلق ، واي مساس ، او انكار ، او اقصاء لاي عنصر في هذه المعادلة المعبرة عن خصوصية البنية الوطنية السورية ، سيكون بمثابة الغاء للمعالم الحضارية ، والعوامل المكونة لهذا الوطن الجميل بالوانه ، والغني  بثرواته البشرية المتنوعة المعطاء .
  لاشك ان لكل فرد دور ولو محدود في التاريخ ، وانه يستمد نظرته للامور الحياتية ، وممارساته العملية من عقيدة ، ومنهج ، وفكر تلقفه ، ويلتزم به خاصة في المجال السياسي المتعلق بقضايا الشعب ، والوطن ، والحاضر ، والمستقبل ، وفي مايتعلق باالموقف من الكرد السوريين كمكون وطني اصيل من مجموع الشعب السوري واذا ما جمعنا عينات من مواقف شوفينية ناكرة للكرد وجودا وحقوقا في عدة مراحل منذ الاستقلال وحتى الان نرى الغالبية الساحقة تتبع لايديولوجية حزب البعث او تتاثر بها ، يليها الإسلام السياسي وتوابعه الطائفية  .
          تسلسل العينات كنماذج
  ١ – زكي الارسوزي وهو الداعي الأول لفكرة البعث : ( لايوجد شيئ اسمه كردستان ، او الكرد ، والاكراد مثل الحشرات يجب دعسها ، وسحقها ) كماورد في مؤلفاته الكاملة التي اوعز حافظ الأسد شخصيا بجمعها وطبعها ، وتوزيعها ، لانه من احد طلابه النجباء .
  ٢ – ميشيل عفلق وهو مؤسس ، ومنظر حزب البعث : ( ليس هناك وجود للاكراد ، وغير الاكراد بالوطن العربي ، وكل من يتكلم العربية فهو عربي ) كما ورد في مؤلفاته .
  ٣ – سعيد السيد احد أعمدة حزب البعث ، وأول من زعم بخطورة ( التسلل ) الكردي الممنهج الى منطقة الجزيرة ، داعيا الى استئصاله قبل فوات الأوان بكل السبل .
  ٤ – مصطفى حمدون ، قوموي ، ووزير الإصلاح الزراعي في عهد الوحدة السورية المصرية ، كان شعاره وعقيدته في توزيع الأراضي على الفلاحين بمناطق الجزيرة ( كردي ما الو شي عندي ) .
  ٥ – حافظ الأسد ، امين عام حزب البعث ، نفذ في عهده جميع بنود مخططي الإحصاء الاستثنائي وحرمان الكرد من حق المواطنة ، والحزام العربي ، وتغيير التركيب الديموغرافي ، والتهجير ، واختراق الحركة الكردية ، وتكريد الصراع ، وتشجيع – علونة – الكرد عبر جمعية أخيه الأكبر جميل الأسد .
  ٦ – محمد طلب هلال ، ملازم اول رئيس شعبة الامن السياسي بالقامشلي ، واضع مخطط الحزام العربي لتهجير الكرد ، عضو قيادة قطرية ، وزير تموين ، سفير في بولونيا .
  ٧ – يوسف طحطوح ، ضابط بالامن السياسي بعهد البعث ، مدير ناحية عامودا ، معروف بتطرفه العنصري الاعمى ، وشدة كرهه للكرد ، وممارسة السادية في تعذيب المناضلين السياسيين الكرد .
  بعد الثورة السورية
  ٨ – علي صدر الدين البيانوني ، المرشد العام للاخوان المسلمين ، من مواقفه البارزة : ليس هناك شعب كردي سوري ، الاكراد في سوريا متسللون ولاحقوق لهم .
  ٩ – ميشيل كيلو – تخلى عن انتمائه الشيوعي بتشجيع من أوساط نظام حافظ الأسد ، تحول قوميا متعصبا ، ناصب الكرد العداء ، وانكر وجودهم التاريخي بسوريا .
  ١٠ – هيثم المالح ، من الإسلام السياسي ، ينكر وجود الكرد ، ولايعترف بحقوقهم ، ويدعو الى عدم التعامل معهم كقومية او شعب .
  ١١ – كمال اللبواني ، شيوعي سبق ، عانى السجن والاعتقال من جانب نظام الأسد ، مواقفه الوطنية والسياسية العامة غير ثابتة ، شخصية غير مستقرة ، مواقفه الكردية متبدلة بشكل دوري ، آخر مزاعمه انه لاوجود لقومية كردية بسوريا ولقضية كردية ، وهم متسللون ، ولايحق لهم اية مطالب قومية ، كنت قد حاورته قبل عدة أعوام بشان القضية الكردية عبر المقالات والردود المتبادلة واظهر نفسه انه تفهم الموضوع الكردي ، ولكن لم يدم ذلك طويلا وانقلب على خلاصات سابقة حتى اعلان موقفه العنصري المتزمت الأخير .
  ١٢ – محمد بركة ، رئيس ( تجمع القوى الوطنية بالسويداء )، والمحسوب على حراك السويداء من اخر كتاباته قبل أيام حول الكرد السوريين ( لاوجود تاريخي للكرد في سوريا ، نزحوا من تركيا حديثا ..) .
          وقفة في وجه صاحب العينة الأخيرة
  لاشك لم نكن نتمنى ان يكون احد المحسوبين على حراك أهلنا بالسويداء الذي يهدف الى احياء الثورة السورية المغدورة ، وتطوير ، وإعادة بناء وسائلها ، وأهدافها ، والذي نحترم مناضليه ، وناشطيه ، ومرجعيته الوطنية الاصيلة سماحة الشيخ حكمت الهجري ، نعم لم نكن نرغب ان يكون السيد محمد بركة العينة الأخيرة في تلك القائمة السوداء ، ولكن نتفهم من جانب اخر الظروف الخاصة الدقيقة شديدة الحساسية  للحراك ، والافق الواسع الذي يتميز به في استيعاب كل الألوان ، والاطياف السياسية ، كنوع من الممارسة الديموقراطية ، الى جانب ذلك يحق لنا ان ننتظر تفسيرا لقادة الحراك .
  لن ادخل بالتفاصيل حيث لايستحق صاحبنا الجاهل لتاريخ البلاد ، ان نبذل من وقتنا ، وجهدنا اكثر من اللازم ، فقط اسجل مايلي :
  أولا – وجود الكرد التاريخي في سوريا يبدا قبل ثمانمائة عام خلال الحكم الايوبي لبلاد الشام ومصر ، وكان من ضمن جيش صلاح الدين محاربون من مختلف المناطق الكردية حسب شهادة كاتب صلاح الدين العربي ابن شداد .
  ثانيا – يتذرع السيد بركة لدى انكاره للوجود الكردي بمشاريع جماعات – ب ك ك – ( الانفصالية التقسيمية ) حسب وصفه ، وهو يتجاهل امرين بغاية الأهمية ، الأول هو ان – ب ك ك – ومسمياته ظهر منذ اندلاع الثورة السورية ، ولايمثلون الحركة الكردية السورية التي يتجاوز عمرها قرابة المائة عام ، ثم انه لايحمل أي مشروع لاقامة دولة كردية ، بل يبحث عن حكم الحزب ، ومعروف ان مشروع الحركة الكردية السورية هو جزء من المشروع الوطني العام ، من اجل اسقاط الاستبداد ، واجراء التغيير الديموقراطي ، وإقامة سوريا الجديدة التعددية بنظام علماني ، يتم في ظله حل القضية الكردية بالتوافق وعبر الحوار وحسب إرادة الكرد ضمن اطار سوريا الموحدة .
  ان انكار وجود نحو ثلاثة مليون  كردي ( حسب تقديرات ماقبل الثورة والهجرة والتهجير ) امر خطير ، فالذي ينكر وجود شعب آخر نظريا ، يمكن ان يقدم على ابادته اذا استلم الحكم يوما ما ، وهذا النوع يعتبر من الجرائم ضد الإنسانية ، ولايمكن لمثل هؤلاء ان يكونوا دعاة الثورة والتغيير ، لانهم رسل الفتنة ، والعنصرية ، والاقتتال ، وتهديم الوحدة الوطنية ، وعوامل العيش المشترك .
  وفي معرض استشهاد الموما اليه بالشخصية الوطنية الشهيد كمال جنبلاط ، والزعم بالسير على دربه نقول : الشهيد كان يتقبل الوجود التاريخي لكرد سوريا ، وكانت منظمة حزبنا في لبنان  آنذاك ( حزب الاتحاد الشعبي الكردي في سوريا ) الذي كنت اتراسه عضوا مؤسسا مشاركا حزبه التقدمي الاشتراكي في تأسيس ( الحركة الوطنية اللبنانية ) ومساهما في جميع مؤسساتها ، كما ان الشهيد استجاب لطلبنا في ان يكون بلجنة عربية منه ومن ( ياسر عرفات ، ود جورج حبش ، والرئيس اليمني الجنوبي سالم ربيع علي )  تتوسط بين حكومة بغداد والزعيم الراحل مصطفى بارزاني لقطع الطريق على وقوع الحرب ، وتوجه باسم اللجنة الى العراق في خريف ١٩٧٤ ، واجتمع بالرئيس العراقي – صدام حسين – وانتقل الى كردستان للقاء البارزاني ، وبعد عودته التقينا فيه واخبرنا ان صدام رفض الوساطة من اجل الحوار والسلام ، والبارزاني قبلها برحابة صدر ، هكذا كان الشهيد مع وجود الشعوب وحقوقها ، ومع الحوار ، وقبول الاخر المختلف .
 
 
   

 


7
اللقاء السابع والسبعون في دنكي " بزاف "

  التأم اللقاء الافتراضي السابع والسبعون للجان متابعة مشروع حراك " بزاف " لاعادة بناء الحركة الكردية السورية ، وناقشت المواضيع المدرجة في البرنامج ، واستخلصت التالي :
           مقترح هيئة أزمة
  أولا – قيم اللقاء بإيجابية الاستجابة الواسعة لمقترح " بزاف " بين الأوساط الوطنية ، والمشاركة النوعية ، والمتنوعة في الندوة التشاورية التي دعا الى عقدها يوم الثاني من تشرين الثاني / نوفمبر المنصرم من اجل عقد لقاء افتراضي موسع بمشاركة ممثلين عن التعبيرات المجتمعية الكردية السورية، السياسية منها، والثقافية، ومن مختلف الاطياف والتيارات الوطنية المستقلة، والحزبية، والمدنية لاختيار " هيئة أزمة " تتابع تطورات الاحداث الوطنية، والإقليمية، والاحتمالات المتوقعة في نتائج ، وكذلك آفاق توسع نطاق الحرب الدائرة بين إسرائيل وحركة حماس، لتشمل بلادنا ومناطقنا المأزومة أصلا، حيث الانتشار الواسع لمختلف أنواع الاحتلالات الأجنبية، وسلطات الامر الواقع الموزعة بين الميليشيات المتعددة الارتباطات، والاهداف، والتي توالي هذا الطرف وذاك، ومحاولة اتخاذ موقف متقارب او موحد من تلك الاحداث وذلك من خلال اختيار هيئة أزمة مرحلية لمتابعة الوضع العام ، بالإضافة الى تعزيز المساهمة الكردية الموحدة في النضال الوطني العام ضد الاستبداد، ودعم الحراك الثوري لشركائنا بالوطن في السويداء، وباقي المناطق السورية.
  من جهة أخرى ومن خلال التواصل ، وتوجيه الدعوات ، وعملية التحضير للندوة الحوارية المقترحة ، لم يخلو الامر من تكشف الحقيقة المزيفة مجددا للبعض من أصحاب الوجوه المتعددة الولاءات ، والألوان ، وتبيان ليس انحرافهم السياسي ، بل فسادهم الأخلاقي ، ولحسن الحظ ان مثل هؤلاء لايشكلون الا القلة القليلة ، ونعاهد شعبنا على استمرارنا في الدعوة تلو الأخرى الى الحوار لتحقيق مصالح شعبنا ، وإنقاذ قضيتنا من براثن المتاجرين بها ، وتوحيد حركتنا ، بغض النظر عن مواقف المعترضين ، والمترددين .
          التواصل التلفوني مع الشيخ حكمت الهجري
  ثانيا - جرت مساء  السبت التاسع من تشرين الثاني \ نوفمبر ، مكالمة تلفونية مطولة بين الشخصية الوطنية الكردية السورية الأستاذ صلاح بدرالدين، والمرجعية الروحية والوطنية لحراك أهلنا في محافظة السويداء، سماحة الشيخ حكمت الهجري، وتم فيها تبادل وجهات النظر حول المصير الوطني ، والعمل المشترك مستقبلا لتحقيق اهداف الثورة السورية المغدورة ، التي اجهضها الإسلام السياسي .
  لاشك ان هذا التواصل الذي سبقه حوار مكثف بين نشطاء حراك " بزاف " والحراك السلمي في السويداء ، سيشكل محطة بارزة في تاريخ الحركتين الوطنتين السورية عموما والكردية خصوصا ، ونقلة نوعية لارتقاء النضال الوطني الى مستويات جديدة في إرساء التلاحم بين مكونات الوطن السوري في سبيل تحقيق الأهداف المشتركة ، في إزالة الاستبداد ، واجراء التغيير ، وإرساء النظام السياسي الديموقراطي العلماني التعددي التشاركي ، ووضع دستور جديد يضمن حاضر ومستقبل وحقوق كل المكونات الوطنية .
  ان تحركنا في هذا المجال ، وإعادة اللحمة بين الكرد والعمق الوطني وخاصة حراك أهلنا بجبل العرب على أسس سليمة وبمعزل عن المصالح الحزبية ، وسياسة المحاور ، والوصاية الخارجية ، سيصب بمجرى الكفاح الوطني الثوري العام ، ويدعم تعزيز الدور الكردي الوطني والمؤثر في القضية السورية ، ويساهم بتجديد الثورة واستمراريتها سلميا حتى اسقاط نظام الاستبداد .
  ثالثا – الحالة الكردية السورية تزداد بؤسا في ظل وصاية أحزاب طرفي الاستقطاب ، فالظروف المعيشية في فقر مدقع ، وكم الافواه ، والاستبداد الحزبي على اشده تحت سلطة ب ي د ، والهجرة ( الانتحارية ) مستمرة ، وأحزاب – الانكسي – نحو التردي السياسي ، والكل ضد الحوار الديموقراطي ، ومحاولات الإصلاح ، والتصالح ، وإعادة البناء ، والتبعية المطلقة تخيم على الجميع ، ومانقوله ليس تجنيا على احد بل مجرد قراءة سريعة للواقع المعاش .
 رابعا  – لم يكد يمر وقت طويل على انفتاح النظام العربي الرسمي المشروط على دكتاتور سوريا الذي اجرم ومازال بحق السوريين ، حتى عاد مجددا الى عزلته ، وبدأت المحاكم الأوروبية تلاحقه قضائيا الى جانب زبانيته ، كما تقدمت الولايات المتحدة الامريكية خطوات أخرى باتجاه تشديد الضغط عليه ، ولكن من المؤسف حقا ، ان الذين ادعوا المعارضة من مخلفات ( المجلس الوطني السوري ، والائتلاف ، والفصائل المسلحة ) تحولوا اما الى لامبالين او منشغلين بجمع الأموال لمصالح ذاتية ، او جلادين على سكان المناطق المشمولين بحكوماتهم ، وسلطاتهم الامر واقعية  ، لذلك فان الواجب الوطني يقضي بدعم ، وحماية حراك أهلنا السلمي في السويداء السائر نحو تجديد الثورة السورية لتشمل المناطق الأخرى من البلاد .
  خامسا – موقف شعبنا المبدئي تجاه قضية الشعب الفلسطيني العادلة ، وحقه في تقرير المصير ، ووقوفه الى جانب ممثليه الشرعيين من منظمة التحرير ، والسلطة الوطنية ، والمجلس الوطني ، لايعني في أي حال من الأحوال تاييد تيارات الإسلام السياسي المرتبطة بالمشروع الإيراني ، والمصنفة مثل نظام طهران في قوائم الإرهاب على شاكلة حركتي حماس والجهاد ، التي جلبت الخراب ، والدمار ، وتسببت في استحضار العدوان الاسرائلي الهمجي ضد مواطني قطاع غزة ،  الذي امعن في الإبادة وحول غزة الى محرقة على مرأى ومسمع المجتمع الدولي ، وخذلان الأنظمة العربية المزدوجة المواقف ، ونفاق الاعلام العربي الرسمي اللفظي الذي يدفع الفلسطينيين نحو الانتحار ، نحن نطالب بوقف الحرب ، وحل القضية الفلسطينية بشكل سلمي على قاعدة حل الدولتين .
  وعلى ضوء حرب إسرائيل – حماس في غزة لايسعنا الا استهجان الموقف الروسي الانتهازي الذي يقف الى جانب نظام الأسد الاستبدادي ، وضد تطلعات الشعب السوري ، ويعلن حرب الإبادة على الشعب الاوكراني ، ويذرف دموع التماسيح على كارثة غزة ، انه منتهى الانحطاط .
  هذا وقد ناقش المشتركون باللقاء جملة من المسائل الإجرائية التي تتعلق بمشروع حراك " بزاف " .
                لجان تنسيق مشروع حراك " بزاف "
                        ١٥ – ١٢ - ٢٠٢٣

8
من دفتر يومياتي :
 عندما رفضت  المواقع القيادية في كردستان العراق
                                                                                     
صلاح بدرالدين

   تم تنظيم مؤتمر توحيدي ( لليسار واليمين ) في الحركة الكردية السورية كما اعلن من جانب الاشقاء في صيف ١٩٧٠ ، او ما اطلق عليه مؤتمر – ناوبردان – ( وهو مجمع لمراكز حزبية وإدارية يقع على تقاطع نهري بالقرب من بلدة كلالة – منطقة بالك ) وعلى الطريق الرئيسي الى– حاجي عمران – الواصل الى ايران ، ويقع ضمنه أيضا قصر السلام الذي تم التوقيع فيه على اتفاقية الحكم الذاتي من جانب الزعيم الراحل البارزاني ، وصدام حسين .
  بعد المؤتمر بعدة اشهر الذي كان من قراراته استبعادي مع ثلاثة آخرين كما هو معروف ( محمد نيو – حميد درويش ، رشيد حمو عليهم الرحمة ) ، التقيت بالمرحوم ادريس بارزاني المشرف على ملف العلاقات القومية والذي كان صديقا مقربا ، ومتفهما ، وودودا ، واقترحت عليه ان يحدد لي موعدا مع الزعيم الراحل لاستئذانه بالمغادرة الى أوروبا لاستكمال دراستي الجامعية فاجابني : انت لاتحتاج الى موعد وتفضل معي لمقابلة الوالد ، ودخلنا عليه سوية فرحب ، واستفسر عن الصحة والاحوال ، ثم اخبرته عن رغبتي باستكمال الدراسة بالخارج ، وبعد برهة اجابني : لماذا لاتبقى بيننا وبامكانك تحمل مسؤوليات اما بالمكتب السياسي للحزب الديموقراطي الكردستاني ، او بالمكتب التنفيذي ( وكان بمثابة مؤسسة سياسية ،عسكرية ، إدارية ، واسعة تضم ممثلي مختلف المكونات ، والشخصيات الوطنية والاجتماعية المشاركة في الثورة ) ، فاجبته : اذا كنت لااصلح للحركة الكردية السورية ، فلن افيد الحركة هنا أيضا ، شعرت انه تاثر من كلامي ونظر الي بتقدير وتفهم ، وبتعاطف واضح من موقع مسؤولية ، وحرص كبير العائلة قائلا : اذا كانت هذه رغبتك فلن امانع وتوجه الى – ادريس – بالقول : جهزوا رسالة باسمي الى سيدا ( الشهيد ) صالح اليوسفي الذي كان عضو مكتب سياسي بالبارتي ، وزيرا بحكومة بغداد باسم الكرد ، ليقدم مايلزم من ترتيبات ( جواز سفر عراقي ، ومنحة دراسية في المانيا الديموقراطية ) ، واستودعته ، وانتقلت الى مكتب – ادريس – حيث جهز الرسالة المطلوبة ، وتحدثنا مطولا حول ماجرى في مؤتمر – ناوبردان – الذي لم يكن راضيا عن نتائجه ، ومجرياته المفاجئة ، واخبرني تفاصيل حصلت من وراء الكواليس لم اكن اعلمها  ، ونشرت بعضها في مذكراتي ، واحتفظ بالباقي حيث لاارى مصلحة في الكشف عنها .
     لماذا رفضت عرض الزعيم الراحل ؟
  قد يقول البعض ان أي واحد كان يتمنى تبوؤ موقع قيادي هناك وهذا صحيح اذا اخذنا الامر حسب المصلحة الشخصية ، وبالنسبة لي لم يكن وضعي الخاص في اولوياتي على الاطلاق ، ثم ان انتسابي الى مؤسسات الاشقاء هناك من عدمه لم يكن يؤثر على مصير الثورة والحركة هناك ، وكنت ملتزما بمبادئ ، واهداف الحزب الذي شاركت في تجديده منذ عام ١٩٦٥ ، والمشاركة في قيادته ، وتطويره ، كما كنت وفيا لشعبي الكردي السوري الذي انجبني ، ومناضلا من اجل نصرة الثورة الكردستانية في العراق وقائدها الشرعي الزعيم البارزاني ، ومؤمنا بالتعاون والتنسيق بين اطراف وأحزاب الحركة القومية الكردية في الأجزاء الأربعة على قاعدة الاحترام المتبادل ، وتفهم خصوصية كل جزء ، وقبول الاخر حتى لو كان مختلفا سياسيا ، وكنت حريصا على صيانة ، واستقلالية الشخصية الكردية السورية ، لذلك لم يكن واردا في كل حياتي السياسية ان اتخلى عن اولوياتي القومية ، والوطنية ، وعن موقعي ومكانتي في حركتي الكردية السورية التي ابقى اعتز بها مهما لاقيت من صعوبات ، ومخاطر ، وتهديدات .
  لقد واصلت طريقي بحسب قناعاتي السالفة ذكرها حتى يومنا هذا ودفعت ثمنا باهظا على حساب مصالحي الشخصية والمقربون مني يعلمون ذلك ، وان كنت رفضت الانضمام التنظيمي الى مؤسسات الاشقاء في كردستان العراق  في ظروف الثورة التي كانت تتطلب التضحية والفداء ، فقد واصلت النهج ذاته في ظروف السلطة الفيدرالية ، وزمن الرخاء الاقتصادي والسلام ، حيث بقيت قريبا من قيادة الإقليم ، ومساعدا منذ نحو ( ٢٥ ) عاما ، وقدمت كل امكانياتي الفكرية ، والسياسية في سبيل صيانة وتطوير الوضع القائم هناك ، ولم افكر يوما ولو للحظة بموقع رسمي ، بالحزب والحكومة ، ومختلف المؤسسات ، لانه كماذكرت يعلم الاشقاء منذ عقود وخلال التعامل معي ان اولوياتي لن تتغير ، وان قضيتي الكردية السورية ستبقى في سلم الأولويات أينما كنت ، وحيث ماحللت ، وهذا مبعث فخري واعتزازي ، رغم ان البعض لم يكن يروق لهم ذلك .
  وليعلم الجميع انني عندما ارفع شعار صيانة الشخصية الكردية السورية ، وتعزيز وتوحيد الحركة الكردية السورية وإعادة بنائها ، واستقلالية قرارنا ، ورفض التبعية فقد بدات من نفسي أولا ، وطبقته على نهجي الفكري ، وسلوكي السياسي منذ عقود وحتى الان .
 

9
المسكوت عنه في حرب إسرائيل – حماس
                                                               
صلاح بدرالدين

  دخلت حرب إسرائيل – حماس في قطاع غزة يومها الرابع والأربعين ، وهي حسب كل التوقعات لن تتوقف الى حين تحقيق الأهداف التي  حددتها  الأوساط الاسرائلية الحاكمة وفي المقدمة استعادة الاسرى ، والمختطفين ، والقضاء على القدرات العسكرية ، والإدارية لحركة حماس ، والتي قد تطول الى ثلاثة اشهر بحسب  التقديرات العسكرية ، مهما كان ثمن خسائرها من الجنود ، والمعدات ، ومواقف الراي العام والمجتمع الدولي ، ومهما بلغت درجات الدمار وزيادة اعداد ضحايا المدنيين الفلسطنيين من النساء والاطفال وكبار السن التي ارتقت الى مصاف جرائم الحرب ، بتشابه ومن حيث المبدأ مع جريمة مسلحي حماس بحق المدنيين العزل يوم السابع من أكتوبر المنصرم .
  ولابد هنا من التذكير مجددا ان المشكلة لم تبدأ منذ اندلاع هذه الحرب ، بل انها قائمة منذ حرمان الشعب الفلسطيني تماما مثل الشعب الكردي من الالتزامات الدولية ، وضمانات حق تقرير المصير ، والاستقلال في جميع الاتفاقيات المبرمة منذ اتفاقية سايكس – بيكو ، مرورا بمؤتمر لوزان ، ومعاهدات السلام ، وحتى الان ، وستستمر المشكلة الفلسطينية الى حين اعتراف المجتمع الدولي ، وهيئة الأمم المتحدة بحق تقرير مصيرالفلسطينيين وإقامة دولتهم المستقلة الى جانب دولة إسرائيل  .
       جوانب مخفية في خضم الصراع
  أولا – بخصوص الموقف الإيراني من الحرب ، هناك من يرى ان نظام طهران لم يشارك في الحرب حتى الان ، ويعتبر ذلك  مذمة ونكوصا في تعهدات ( محور المقاومة او الممانعة ) بزعامة طهران ، في حين ان الحقيقة بعكس ذلك تماما للأسباب التالية : ١ – المنظومة العسكرية الأمنية الحاكمة في طهران ومن خلال – الحرس الثوري – والاذرع الأخرى ، تعمل منذ عقود على بناء تشكيلات عسكرية في المنطقة  تابعة لها ، وفي خدمة اجندتها ، ولم تبني يوما مؤسسات ( ديموقراطية ! ) او محور يكون فيه سلطة القرار مشتركة ، وهذا ينطبق على مايسمى بمحور المقاومة ( نظام الأسد + حزب الله + الحوثييون + حركتا حماس والجهاد + الحشد الشعبي العراقي مع مجموعة ميليشيات عابرة للقومية ) وذلك باشراف النظام الإيراني ، ٢ – كل طرف في هذا المحور له دور محدد في حدود جغرافية معينة ، وحول قضية معينة ، فدور حزب الله يقتصر على اضعاف الدولة اللبنانية ، وتعميق الصراعات الطائفية ، وإقامة دويلة موازية ، ودعم النظام السوري في محاربة معارضيه ، وتوسيع النفوذ الطائفي ، ودور نظام الأسد هو تصفية المعارضة وتعميق الهوة الطائفية ، ووقف أي تطور في بناء الدولة الوطنية المدنية ، وتسخير الجغرافيا السورية للنفوذ الإيراني الاقتصادي والعسكري ، والمذهبي ، اما دور حركتي حماس والجهاد فهو مواجهة الشرعية الفلسطينية ، ومنظمة التحرير ، وعرقلة عملية السلام ، ورفض حل القضية الفلسطينية من خلال الحوار والحلول السلمية ، اما الحشد الشعبي فدوره معروف بتعميق تبعية العراق لإيران ، واثارة الخلافات مع إقليم كردستان ، والاعتداء على قوى التحالف وقت اللزوم ، ودعم النظام السوري ، وهكذا الحال مع الميليشيات الأخرى ، ومن الملاحظ ان أدوار جميع الأطراف تتشارك في ضرب مؤسسات الدولة المدنية ، ومواجهة إرادة التغيير الديموقراطي ، واثارة الفوضى ، والنعرات المذهبية والعنصرية ، ٣ – ايران تشارك في الحرب عمليا ليس من اجل نصرة حماس او كسر التوازن العسكري ، اوحل القضية الفلسطينية : فهي من مدت حماس والجهاد بالمال والسلاح ، ودربت مقاتليهما منذ عقود وحتى الان ، وتمدهما الان بالتوجيهات ، والمعلومات الاستخباراتية ، وهي من امرتهما باشعال الحرب ، اما ان ايران لاتشارك بجنودها صحيح ففي المرحلة الراهنة ، وامام تطور التقنيات الحربية ، وظهور الطائرات المسيرة - الدرون -، والصواريخ ، لاحاجة الى القتال البري او عبور المشاة نحو إسرائيل ، بل هناك وسائل أخرى اكثر تاثيرا ، من جهة أخرى فان اذرع ايران وتوابعها في ( الممانعة ) مثل حزب الله اصبح طرفا بالحرب منذ اليوم الثاني ، وحتى الان وجهت اكثر من الف صاروخ نحو إسرائيل إضافة الى الصواريخ الحوثية ، ويتم ذلك باوامر من طهران مباشرة ، كل ذلك يتم بشكل مدروس وفي خدمة الاجندات الإيرانية ، والحفاظ على مصالح ايران الاستراتيجية ، وحل الإشكاليات مع الغرب .
       الموقف العربي الرسمي
دعكم من البيانات الإعلامية فان موقف النظام العربي الرسمي مدان منذ ان ظهرت القضية الفلسطينية ، فلو قدم هذا النظام الدعم والاسناد للشعب الفلسطيني لكان هناك دولة فلسطينية مستقلة ، ولو وقف هذا النظام مع منظمة التحرير الفلسطينية والمؤسسات المنبثقة عنها لحل السلام عبر الحوار ، لقد خذل هذا النظام فلسطين منذ عقود ، لااقصد نظام الدكتاتور حافظ الأسد فقط الذي حارب منظمة التحرير ، وعمل على شقها ، ولكن جميع الأنظمة بدون استثناء ، فالازدواجية المفضوحة لهذا النظام بادية للعيان : عدم دعم الشرعية ، وتواطؤ مع حماس عند الحاجة ، والتمني سرا بزوال حماس والجهاد وكل الشعب الفلسطيني ، انظروا بعد أربعة وأربعين يوما ، وبعد هذا الدمار ، والمذابح ، وبعد سيطرة إسرائيل على اكثر من نصف قطاع غزة ، يتوجه وفد النظام العربي الرسمي الى عواصم الدول الأعضاء في مجلس الامن وليس معلوما مايحمله من موقف سوى الإعلان عن رفض انتقال الفلسطينيين الى مصر والأردن ؟! .
  قرات البارحة مقالة لواحد من  منظري النظام العربي الرسمي وهو د عزمي بشارة ، يكتب فيها : ( ان حماس مازالت قوية ولم تستخدم الا عشرة بالمائة من قواها ؟؟!! ) من الواضح ان هذا الاستنتاج مشكوك فيه ، ولكن أتساءل هل يريد – المفكر – اشعار إسرائيل بان تأخذ احتياطاتها ، وتضاعف من جرائمها حتى تنال من حماس ؟ .
  صدق أبو عمار
  في هذه الأيام أتذكر الرئيس الراحل الصديق ياسر عرفات الذي ابلغني في اخر زيارة له في – غزة – وعندما ودعته للعودة الى – أربيل - : ( تحذروا من جماعات الإسلام السياسي ، فان إسرائيل تدعم حركة حماس لمواجهتي  والانقلاب على الشرعية ، وضرب حركة فتح ، وابلغ الأخ الرئيس مسعود بارزاني ان الإسلام السياسي من اخطر الافات التي تواجه شعوبنا ) .
 
         

10



       
تجاوب غير مسبوق مع مقترح تشكيل – مجلس ازمة – للكرد السوريين

  قبل نحو أسبوع دعت لجان تنسيق مشروع حراك " بزاف " لعقد لقاء افتراضي لمناقشة مقترح تشكيل " مجلس او هيئة او مؤسسة أزمة " وفي مايلي نص المقترح :

       
                     مقترح من حراك " بزاف " لتشكيل ( مجلس أزمة )

 (  امام احتمالات توسع نطاق الحرب الدائرة الان بين إسرائيل وحركة حماس ، ودخول اطراف أخرى في المواجهات الحربية ، وتحول الأراضي السورية الى منطلق لحروب الاخرين خصوصا ايران وميليشياتها المنتشرة في مختلف المناطق في بلادنا بما فيها بعض مناطقنا ، وكذلك مناطق من إقليم كردستان العراق المهددة أيضا .
  ان الأطراف الخارجية المحتلة لسوريا تتوزع في تحالفاتها بين طرفي الصراع ، وكذلك الامر بالنسبة للفصائل ، والقوى المسلحة السورية ، والوافدة المرتبطة بالقوى الأكبر ، لذلك فان مخاطر اندلاع الحروب الأكثر شراسة متوقعة ومحتملة في بلادنا ، ومناطقنا المازومة أصلا منذ أعوام ، مما ستخلق أزمات حقيقية تهدد حياة الناس ومعيشتهم ، ومصائرهم .
  من جهة أخرى فان الساحة الوطنية تتطلب المساهمة الكردية الإيجابية الفاعلة في محاولات إعادة الاعتبار لاهداف الثورة السورية المغدورة ، ودعم واسناد الحراك الثوري لشركائنا بالوطن في السويداء وباقي المناطق السورية .
  إزاء خطورة الوضع فاننا في حراك " بزاف " نقترح لقاء افتراضيا موسعا يشارك فيه ممثلون عن التعبيرات المجتمعية الكردية السياسية ، والثقافية ، من مختلف الاطياف الوطنية المستقلة ، والحزبية ، بهدف بحث ومناقشة الوضع الراهن ، والاحتمالات القادمة ، والتوصل الى انتخاب ( مجلس ازمة ) يعبر عن  الارادة الوطنية الكردية السورية ، ويرسم الموقف الكردي من الاحداث والتطورات ، ويتواصل مع مختلف الأطراف المعنية الوطنية السورية ، والخارجية للتنسيق بالمواقف ودرء مخاطر الحروب ، ومن اجل السلام . )
  وقد تمت دعوة رمزية لتعبيرات جميع الاطياف ، والفعاليات ، والتيارات السياسية ، ومسؤولي الأحزاب ، والطاقات الثقافية ، والمنظمات الشبابية ، والإعلاميين ، والشخصيات النضالية ، ونشطاء المجتمع المدني من النساء والرجال ، ولم يتم استثناء احد ، وكنا نسعى الى دعوة آخرين لولا مسالة الوقت ومتطلباته ، وناسف لعدم تمكن البعض من الدخول الى رابط الندوة لاسباب فنية ، كما كنا حريصون على مساهمة الجميع في إضافة الآراء والمواقف ، والمشاركة بالحوار  .
  وقد حصل تجاوب غير مسبوق من الغالبية الساحقة من المدعوين مما يدل على مدى تعلق شعبنا بقضاياه المصيرية ، وبحث عناصره الفاعلة عن الحقيقة ، والشعور بالمسؤولية القومية ، والوطنية .
  لقد قدم هذا العمل الناجز دليلا جديدا على إمكانية لقاء المختلفين للتحاور حول المصير المشترك اذا ما طويت صفحة الصراعات الحزبية ، والأيديولوجية ، وتم التركيز على المشتركات ، وتناول قضايا نا الخاصة بالكرد السوريين ووطننا السوري ، ومستقبل حركتنا السياسية على قاعدة الاستقلالية ، وصيانة وتطوير الشخصية الوطنية الكردية السورية ، والوصول الى تحقيق مانصبو اليه جميعا في إعادة بناء ، وتوحيد ، حركتنا على أسس ديموقراطية مدنية .
  شارك في الندوة الافتراضية التي انعقدت البارحة ( ٢ – ١١ ) ودامت قرابة الساعتين نحو أربعين شخصية تمثل جميع الاطياف المستقلة ، والحزبية ، من النساء والرجال ، وهذا يحصل للمرة الأولى منذ نحو اثني عشر عاما ، وكان هناك توافق بالاراء حول ضرورة تشكيل هيئة – مرحلية – لتمثيل إرادة الكرد السوريين في هذه المرحلة المحفوفة بالمخاطر ، وايصال صوتهم  الى شركاء الوطن ، وكل القوى والأطراف الإقليمية والكردستانية ، والدولية ، ذات العلاقة بالملف السوري ، والكردي ، والقيام بمحاولة مواجهة التحديات الماثلة ، وإنقاذ مايمكن إنقاذه امام السيناريوهات المحتملة القادمة .
  هذا وفي نهاية النقاشات المسؤولة تم انتخاب ( ١٧ ) فردا للقيام بالمهام المندرجة بالمقترح في المرحلة الانتقالية الراهنة ، والذين سيتابعون توزيع المسؤوليات ، ووضع برنامج عمل في الأيام القادمة ، ومن الواضح ان هذه الهيئة لها مهام محددة ، وليست مرجعية قومية او حزبية ، وليست منظمة بديلة جديدة تضاف الى عشرات المنظمات ، ولاشك ان نجاحها سيفتح امامها افاقا واسعة لامكانية تطوير عملها حسب الظروف المستجدة .
          لجان تنسيق مشروع حراك " بزاف "
   ٣ – ١١ – ٢٠٢٣
 
 
       




11
عودة الى حرب إسرائيل – حماس
                                                               
صلاح بدرالدين

  ليس معلوما بعد الى متى ستتواصل هذه الحرب الوحشية ، وهل ستبقى في نطاق قطاع غزة ام تتوسع ، وأين ستنتهي ، وماهي نتائجها .
                جذور المشكلة
        مايحصل الان ومنذ احدى عشر يوما من المواجهات العنيفة ليس الا فصلا متكررا من ماساة الشعب الفلسطيني منذ عام ١٩٤٨ ، واحتلال وطنه التاريخي ، وتهجيره ،  وحرمانه من حقه المشروع في العودة وتقرير المصير ، وامتناع إسرائيل عن قبول كل القرارات الدولية وخاصة المتعلقة بحل الدولتين ، وبعد مؤتمر – مدريد – عام ١٩٩١ الذي دشن السلام العربي الإسرائيلي بدات إسرائيل باالاكتفاء  بالالتزام – المبتور - ببنود اتفاقية أوسلو المبرمة بين القيادة الفلسطينية بزعامة الراحل ياسر عرفات ، ومشاركة الرئيس – أبو مازن – عام ١٩٩٣ التي تمخضت عنها نوعا من الحكم الذاتي المنقوص المتجسد في قيام السلطة الوطنية الفلسطينية بقيادة منظمة التحرير الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني ، والتي تلتزم بالسلام وبمبدأ حل القضية الفلسطينية عبر الحوار ، والنضال السلمي ، وليس عن طريق العنف والمواجهات المسلحة .
               حركة حماس
  هذه الحركة او – حزب الاخوان المسلمين الفلسطيني – وتوأمها – حركة الجهاد الإسلامي – الأكثر تطرفا ، موضوعة في قوائم الإرهاب الغربية ، ولم تكن جزء من منظمة التحرير ، بل ناصبتها العداء ، وانقلبت على الشرعية الفلسطينية في قطاع غزة منذ عام ٢٠٠٥ ، واستفردت بالتسلط على اهل غزة بقوة السلاح ، والترهيب ، ونسجت علاقات تبعية وموالاة مع نظامي طهران ودمشق وميليشيا حزب الله ، وأصبحت جزء من محور – الممانعة – وذراعا عسكريا لحكام طهران ، واداة في خدمة مشروعهم القومي – المذهبي بالمنطقة ، كما انها ناصبت الثورة السورية العداء ، واتخذت مواقف سلبية تجاه القضية الكردية بالمنطقة .
              هذه الحرب الدائرة بين من ومن ؟
  الجانب الإسرائيلي يقول انها حرب مع حركة حماس ، ولن نتوقف الا بعد القضاء على مؤسساتها العسكرية ، والأمنية ، والإدارية المنتشرة بعضها في الانفاق ويطلق عليها ( مترو غزة !!)   وفي المدينة المكتظة بالسكان الذين قد يبلغون نحو مليونين وهم سيتحولون بكل اسف الى وقود هذه الحرب ، والرئيس الفلسطيني المنتخب ، والقيادة الشرعية الفلسطينية ، ملتزمون بحق فلسطين بالاستقلال الناجز وإقامة الدولة ، ويؤكدون انهم ملتزمون بمبدأ الحل السلمي ، والمقاومة المدنية ، ويدينون قتل المدنيين من الجانبين ، كما يؤكد على نفس المواقف بشكل واخر جميع الأطراف الخارجية المؤيدة لإسرائيل على طول الخط مثل الولايات المتحدة الامريكية ، وبلدان الاتحاد الأوروبي ، ويعلنون ان حركة حماس لاتمثل الشعب الفلسطيني وتطلعاته المشروعة .
               سيناريوهات محتملة
  الأول – وضع ترتيبات لمابعد – حماس – وذلك بمضي الجيش الاسرائلي في مخططه العسكري حتى تحقيق الهدف الرئيسي وهو القضاء على حماس ، ثم الانتقال الى الجانب السياسي باستكمال المشروع الابراهيمي الذي دشن العلاقات الإسرائيلية مع مجموعة من الدول العربية الخليجية ، وإرساء حل متوافق عليه من ضمنه مبادرة حل الدولتين أي إقامة دولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية ، وتحقيق نوع من السلام بين إسرائيل من جهة ، والفلسطينيين والدول العربية من الجهة الأخرى ، وقد عمل على ذلك وزير الخارجية الأمريكي خلال تنقلاته المكوكية بين دول المنطقة ، وكان المفترض ان تستكمل الخطوات التمهيدية خلال زيارة الرئيس الأمريكي واجتماعه مع بعض الزعماء العرب والرئيس الفلسطيني ، ولكن بروز عاملان مفاجئان اديا الى تأجيل المضي بالمبادرة من دون  الغائها وهما : الانفجار ( الغامض ) الذي حصل في باحة مستشفى الأهلي المعمداني وسط غزة ، وكذلك مسالة النزوح الفلسطيني الى مصر والأردن .
  هناك معلومات متداولة تشير الى ضلوع ايران في تفجير باحة المعمداني عبر ذراعها الأقرب – حركة الجهاد الإسلامي – وذلك لقطع الطريق على المبادرة السالفة الذكر ، ومضاعفة التعقيدات امام أي مشروع غربي عربي لإنقاذ الوضع ، ومما يعزز هذا الاعتقاد فان الذي يقوم بجريمة تفجير الكلية الحربية في حمص لاسباب سياسية مصلحية بامكانه تفجير باحة المعمداني بل اكثر من ذلك .
  الثاني – توسيع جبهات الحرب ضد إسرائيل من جهة لبنان ، وسوريا ، وايران ، وهو احتمال ضئيل بنظر المراقبين  بسبب الموقف الأمريكي الرادع خصوصا ، والغربي عموما ، والاستعدادات القتالية الجارية في البحار ، وتقديم المساعدات العسكرية السخية لإسرائيل وبينها احدث واخطر أنواع الأسلحة ، ولان النظام الإيراني يتحاشى هذا السيناريو المرعب الذي قد يتم فيه تغيير الخارطة الجيوسياسية في كل من لبنان ، وسوريا والى حد ما بالعراق ، وهو لن ينتقل من الدعاية الإعلامية المزايدة الى الواقع العملي على الارض حفاظا على مصالحه وامنه القومي ، والرغبة في استعادة أمواله المجمدة ، خصوصا وانه عودنا منذ عقود على استخدام اذرعه ، واتباعه ، في لبنان ، وفلسطين ، والعراق ، واليمن ، وسوريا  .
  الثالث - كشفت هذه الحرب التي مازالت مستمرة عن مفارقات عديدة من ابرزها ان حالة الحرب في إسرائيل لم تمنع المعارضة من انتقاد الحكومة والجيش على التقصير ، الى درجة اتهام احد ضباط الاحتياط رئيس الحكومة بالكذب خلال جولة في محيط غلاف غزة ، وكذلك اعلان رئيس المخابرات الإسرائيلية الاعتراف بالفشل ، وتحمل المسؤولية ، وضرورة المحاسبة ، في حين لم يسمع احد ولو ملاحظة عابرة من أهالي غزة حول أداء وممارسات سلطة حماس ، ومعاناتهم جراء تواجد مراكزها العسكرية في بعض المناطق الاهلة بالسكان ، او طرح تساؤلات حول مدى تصور عواقب هجوم السابع من أكتوبر ، والنتائج المترتبة ، والاحتمالات الأسوأ خصوصا بفقدان الماء ، والكهرباء ، والمواد التموينية التي تشكل أساسا عوامل الصمود واستمرارية الحياة .
               ستبقى القضية الفلسطينية عادلة
  ازدهرت علاقات التضامن ، والتفاعل ، والنضال المشترك بين حركتي الشعبين الكردي والفلسطيني في بدايات ظهور منظمة التحرير ببرنامجها الذي جسدت موقعها كجزء فاعل في حركات الشعوب التحررية ، ووجدت حلفاء وأصدقاء من سائر ارجاء المعمورة ، وبكل اعتزاز أقول اننا كحزب آنذاك وعلى الصعيد الشخصي كنا من أوائل الحركات الكردية التي نسجت معها العلاقات الأخوية النضالية ، وعززت علاقات الصداقة المتينة مع قادتها الأوائل : ياسر عرفات ، وأبو اياد ، وأبو جهاد ، وجورج حبش ، ونايف حواتمة ، وغيرهم بالعشرات ، ولكن وبعد ظهور – حماس – والتغلغل الإيراني في صفوف بعض الفصائل ، ومحاولة حرف الحركة الوطنية الفلسطينية عن دربها التحرري السليم ، واستبدال طابعها النضالي بصراعات دينية تتكامل مع التيارات المماثلة بالجانب الإسرائيلي ، نقول بعد ذلك وبكل اسف تراجع الكثيرون من مؤيدي القضية الفلسطينية ، وانني شخصيا جاهرت أصدقاء من القيادة الفلسطينية حول هذا الامر ، ولكن كل ذلك لن يحول دون الدعم الكامل لنضال الشعب الفلسطيني الصديق في حقه بتقرير المصير ، ورفض كل اعمال الإبادة العنصرية والتطرف ، وايذاء المدنيين من أي طرف كان .
               
 

12
عودة الى تشريح ازمة الحركة الكردية السورية
                                                                                 
صلاح بدرالدين

    تتكشف يوما بعد يوم الجذور الحقيقية لبعض الأحزاب الكردية السورية ، ومواقفها المبنية على ارضاء نظام الاستبداد البعثي الحاكم منذ عهد الدكتاتور حافظ الأسد ، وانتهاء بخلفه الموغل بالاجرام تجاه الشعب السوري بكل مكوناته الوطنية ، واذا كان البعض من مسؤولي تلك الأحزاب تزل السنتهم بين الحين والأخر بالاعتراف بتلك المواقف ، فما نامله ان تتحول تلك ( اللزات ) في يوم من الأيام الى مراجعة نقدية صريحة ، وصولا الى حوار عميق بين كل الوطنيين الكرد ، يقود الى مصالحة ، وفتح صفحة جديدة للتعاون ، عبر مؤتمر كردي سوري جامع .
    فقد استلمت رسالة الصديق د حكيم بشار – عضو مكتب سياسي في ب د ك س واحد نواب رئيس الائتلاف – يعترض فيها على مااوردت من معلومات حول ملابسات قيام – المجلس الوطني الكردي – الواردة بالجزء الأول من مقالتي ( قيادة كردستان العراق والنظام السوري والكرد والثورة ( قراءة تحليلية من يومياتي  ) المنشورة في ولاتي مة  – في٢٠ - ٩ – ٢٠٢٣ ، بالقول : " ان معلوماتي عن كيفية تشكل المجلس الوطني الكردي غير صحيحة ، وان مجموعة من النشطاء تعاطت مع الفكرة ولكن لم تكن متبلورة وانا الذي ( د حكيم ) طرحت فكرة تأسيس المجلس في ١٨ تموز ٢٠١١ ، وان السيد حميد درويش كان مترددا في المشاركة ، ولكن بسبب مشاركة جميع الأحزاب شارك فيها السيد حميد ، وانسحب اكثر من مرة من قاعة المجلس في مؤتمر الانعقاد ، اما فيما يتعلق بفكرة عدم اسقاط النظام انا أيضا صغت الفكرة ،وكان حجتي في عدم رفع شعار اسقاط النظام هو التالي : اننا حركة سلمية أولا ونعيش في منطقة يسيطر عليها النظام حيث لم يكن لدينا منطقة محررة . .. فقط ال ب ي د انسحبت من الحوارات لانها حاولت فرض الشرط التالي ان يقر المؤتمر اننا نشكل خطا ثالثا لامع النظام ولا مع المعارضة وقد رفضنا شرطهم لذلك انسحبوا من الحوارات " الى هنا ينتهي تعقيب بشار وقد نقلته حرفيا دون التصحيح اللغوي .
  وكان ردي السريع : " ليتك انتظرت نشر الجزء الثاني من المقالة فهي جزءان ، ويسرني بعد ذلك فتح حوار حول موضوع المجلس وسأؤجل الإجابة على تعقيبك بعد نشر الجزء الثاني " والان سافي بوعدي .
  أولا – ما ذكرته في المقالة المنشورة حول المجلس وهي عبارة عن قراءة تحليلية دونت في دفتر يومياتي بتاريخ ١٥ – ١٢ – ٢٠١١ ، أي بعد شهرين من اعلان تشكيل المجلس واعدت نشرها على جزئين :
  ( وجاءت المبادرة من جانب الطالباني لتشكيل – المجلس الوطني الكردي – من خلال عقد اجتماع علني بعلم السلطات ورضاهم في مدينة القامشلي ( أكتوبر ٢٠١١ ) من عشرة أحزاب كردية سورية بتنسيق مباشر مع السلطات السورية ( مكتبي الجنرالين آصف شوكت ومحمد ناصيف تحديدا ) أساسا كاستجابة لطلب ايراني ملح مشوب بالتهديد للقيادة الكردستانية لتقديم أوجه من المساعدة المالية والدعم السياسي لنظام الأسد من ضمنها عبور شحنات أسلحة وذخيرة واستخدام نفوذها  لتهدئة الكرد
السوريين باتجاه اما تاييد النظام او التحييد والابتعاد عن الثورة السورية وقد حققت مبادرة
  الطالباني تنفيذ وعد قديم كان قدمها للرئيس الأسد خلال زيارته الى سوريا في بداية العام الفائت ( زيارة القرداحة ) عشية نشوب الانتفاضة السورية بالعمل على تامين دعم واسناد الكرد السوريين للنظام الحاكم كما قدم الطالباني بنفس السياق خدمة أخرى لنظام الأسد عندما اقترح على دمشق باعادة فتح القنوات مع حزب العمال الكردستاني ومهد للقاءات في السليمانية بين مسؤولين أمنيين سوريين كبار من جهة ( احدهم آصف شوكت )  وبين قيادة العمال الكردستاني من جهة أخرى نتج عنها اتفاقا جديدا من بين بنوده عودة قيادة التنظيم السوري ل ب ك ك الذين تزايدت أعدادهم ووصلت حتى تسجيل هذه الملاحظة الى الألفين ووجهتهم الأساسية جبل الأكراد في محافظة حلب بمحاذاة الحدود السورية التركية المشتركة )
  ثانيا – بخصوص موقف المرحوم حميد درويش ، من الجائز انه كان مترددا بالبداية كما تفضلت ولكن تغير موقفه واصبح من دعاة المشروع الأوائل بعد ان تم استدعاؤه من جانب الرئيس جلال الطالباني حيث الكل يعلم انه سافر حينها الى دمشق وتوجه الى السليمانية عبر خط الطيران بغداد – السليمانية علما ان السفر حينها لم يكن متاحا للعامة ، ثم عاد بعد ان تزود بالتعليمات والمعونة المالية ، وقيل له ان السلطات السورية  ستؤمن الحماية عن بعد لمؤتمر المجلس .
  ثالثا – اما موقف ب ي د وحسب علمنا كان الى جانب النظام ، وضد الثورة والمعارضة وملتزما باالاتفاقية المبرمة مع النظام كما ذكرت أعلاه ، على ان يغلف لارضاء من يؤيد الثورة بالخط الثالث ، وهو لم يكن مستعدا أساسا للعمل مع أي طرف كردي في اية تحالفات ، حيث كان له مشروعه الخاص المستمد من آيديولوجية ب ك ك ، والتبعية المطلقة لقرار مركز – قنديل - .
  رابعا – تقول انك صغت بنفسك المادة التي تتعلق بالنظام وان موقفك الذي اصبح موقفا للمجلس كان ضد العمل على اسقاط النظام ، وهذا اعتراف بمنتهى الصراحة والوضوح تشكر عليه ، ( وهذا هو موقف حزبكم أيضا حيث لم يعد سرا توجه اعداد من رفاقكم في باصات الى القرداحة لتقديم التعازي بوفاة الدكتاتور حافظ الأسد ، كما تضمنت الصفحة الأولى من جريدة حزبكم نعوة لغياب " القائد ؟!!"  )   متحججا باسباب واهية جدا كالقول اننا حركة سلمية ، او لم تكن الثورة ببدايتها سلمية ؟ وانه لم تكن هناك مناطق محررة في المناطق الكردية وهل كانت مناطق الثورة محررة قبل انطلاقتها ؟ او اننا نعيش في منطقة يسيطر عليها النظام او لم تكن مناطق الثوار المحررة تحت سلطة النظام قبل تحريرها  ؟ في جميع الأحوال ومن حيث الجوهر موقفك وحزبك ثم مجلسكم  من النظام لم يكن مختلفا كثيرا عن – ب ي د – ، وهل انكم كمجلس جاهرتم ( المعارضة السورية بهذا الموقف عندما انتسبتم الى مؤسساتها ؟ واعترافك هذا الفريد من نوعه من الجائز انه ظهر استجابة لمتطلبات المستجدات ( المحيطة ،،،،) مؤخرا  .
  رابعا – رؤى ، ومبادرات ، واطروحات متعددة بشان الحالة الكردية السورية ابان انطلاقة الثورة ، وكانت النخبة الوطنية الكردية عموما في حالة مراجعة وبحث عن جديد وبكلمة أوضح بدا ذلك منذ عام ٢٠٠٤ بعد ان أخفقت الأحزاب في أداء مهامها القومية والوطنية ، وتخلت عن المهام النضالية ،
  فبالإضافة الى مواقف النظام ، والوسيط الطالباني ، و ب ي د ، وحزبكم – البارتي -  وحزب المرحوم حميد درويش وبعض الأحزاب الاخرى التي جئنا على ذكرها وهي تكاد تكون متوافقة بين الحيادية والوقوف الى جانب النظام ( اعتقد الموقف المحايد حينها عند انطلاقة الثورة كان لمصلحة النظام ) ، كانت الساحة الكردية السورية تعج بالحركة وتشهد مواقف أخرى مختلفة ، فتنسيقيات الشباب في جميع المناطق الكردية مضافا اليها مدينتا حلب ودمشق ، التي كانت تتصدر المشهد الثوري ، وتعبر عن طموحات الغالبية الكردية كانت مشاركة بالثورة ، وتدعو الى توحيد الصف الكردي باتجاه دعم الثورة ، وتجاوز الأحزاب التقليدية الفاشلة ، لذلك حوربت من جميع الأطراف المذكورة أعلاه مضافا اليها النظام طبعا  .
  خامسا – في تلك الآونة وقبل الإعلان عن المجلس تواصلت مع رئاسة اقليم كردستان والمسؤولين الاخرين في حوار معمق واسع ، وابديت موقفي تجاه الوضع الكردي السوري وبناء على طلب الاشقاء على الشكل التالي : ( الثورة السورية اطلقها الشباب والوطنييون المستقلون بشكل سلمي عفوي بعيدا عن الأحزاب وهي جزء من ثورات الربيع بالمنطقة ، والحالة نفسها تنعكس على الساحة الكردية السورية ، ومن اجل دعم الشباب وتثبيت الموقف الكردي ، وتنظيم العمل ، هناك حاجة لعقد مؤتمر كردي سوري جامع يشارك فيه ثلثان من الشباب والوطنيين المستقلين ، وثلث من ممثلي الأحزاب ، وطالبت بتوفير الدعم اللازم لذلك ، حتى ان موقفي الشخصي هذا الذي ظهر على شكل مذكرات ، ورسائل ، ونداءات ، ثم توسع ليشمل نخبة من المستقلين باسم مشروع حراك " بزاف " لاعادة بناء الحركة الكردية السورية ، وكل ماذكرته موثق وجزء كبير منه منشور في أجزاء كتاب مذكراتي السبعة وخاصة الجزء الثالث ، ولان الاشقاء لم ياخذوا بموقفنا فقد رفضت المشاركة بمؤتمر أربيل للكرد السوريين   ) .
  سادسا – لاشك كانت الأطراف كلها ، وأصحاب جميع هذه المواقف المتناقضة على سباق مع الزمن كل يبحث عن تحقيق مايريده ، وبالاخير قام المجلس بالشكل الذي نراه الان ضعيفا ، غير ممثل للغالبية الكردية ، تابعا ، ذليلا امام سلطة الامر الواقع بقيادة ب ي د ، واتساءل الان ماذا لوتحقق ماطالب به الشباب وكذلك حراك " بزاف " من المؤكد لكان كرد سوريا اليوم في وضع افضل ، وكانت الحركة الكردية السورية تستند الى الشرعية ، ولديها مشروعها القومي والوطني ، وبافضل العلاقات الاخوية مع العمق الكردستاني بمعزل عن التبعية ، واضاعة الشخصية المستقلة .
  وأخيرا فان المرحوم الطالباني في كل مساعيه  لم يكن بوارد محاولة السيطرة على المجلس الوليد لان ذلك من باب المستحيل حيث كرد سوريا في حدود مشتركة مع مناطق نفوذ الحزب الديموقراطي الكردستاني – العراقي أولا ، وان كرد سوريا قد حسموا امرهم منذ ثورة أيلول الى جانب قائدها الزعيم الراحل مصطفى البارزاني ، كما انهم يعتبرون الطالباني اقرب الى نظام البعث في دمشق ، ولكن كان هدفه الأول والأخير الإيفاء بوعده وتقديم خدمة لنظام حليفه  بشار الأسد ، لذلك راينا كيف انه سلم ذلك البناء المبني على أساس هش  نهائيا الى رئاسة الإقليم بعد أداء مهمته ، وكما أرى فان السبب نفسه دفع حزب حميد درويش الى الانكفاء فيما بعد .
  من المفيد جدا سرد الحقائق كماهي ، واستذكار الماضي بشفافية حتى يتسنى لجيلنا الراهن الاستفادة من دروسه ، وعدم الوقوع في الأخطاء التي اقترفناها نحن ،وسيكون من شان ذلك أيضا تراجع الاشقاء الكردستانيين عن مواقف لم تكن لا لمصلحتهم ، ولا لمصلحة شعبنا ، وحركته السياسية ، وقضيته القومية . 

13
مشروع – ب ك ك – لن يكون نموذجا لا للكرد ، ولا للسوريين
                                                                           
صلاح بدرالدين

  " هناك بعض الأصوات التي تروّج لاستنساخ تجربة الإدارة الذاتية  من الذين يتعاملون مع قسد، وهم مقتنعون من خلال علاقتهم بقسد، ومن خلال الأموال التي تدفع لإقناع السوريين بالكامل أنّ تجربة قسد كانت ناجحة. هذا الأمر لن، ولم ينجح في المحافظة "
   ناشط في حراك السويداء

  بالتزامن مع احداث – دير الزور – الدامية ، والحملة العسكرية – التاديبية – بكافة أنواع الأسلحة من جانب قوات – قسد – ضد المتمردين في صفوفها ومن والاهم من عشائر تلك المنطقة ، قيل الكثير حولها من الطرفين ( صراع كردي – عربي ، مؤامرة عشائرية مع نظام الأسد ضد قسد ، مخطط عشائري – تركي  لزعزعة الاستقرار ، محاولة كردية لاحتلال المناطق العربية وما الى هنالك من الاتهامات المتبادلة ) وهذه المفردات ، والحملات المسعورة ، تعود على سماعها السورييون خلال جولات المواجهات العسكرية بين الميليشيات ، والفصائل المسلحة منذ ٢٠١١ وحتى الان .
  الجديد الأبرز في اتون الحرب الإعلامية المتبادلة المتواصلة هو ماكتب ، ونشر ، وقيل في مواقع التواصل الاجتماعي ، وعلى شاشات الفضائيات من جانب بعض الكرد السوريين المقربين من جماعات – ب ك ك – وبنوع من العنجهية القوموية شبيهة بنزعة شوفينية القوميات السائدة التي ظهرت عبر التاريخ ، عن ان الصراع الدائر هو بين التقدم ، والرجعية ، وبين الحداثة والتخلف العشائري ، وبين التمدن والقرووسطية ، وان تجربة – قسد - والإدارة الذاتية و ب ي د ، وكل المسميات الأخرى التي بدات من قنديل وتنتهي بقنديل ، هي النموذج الأمثل سياسيا ، واداريا ، واقتصاديا ، وامنيا ، وثقافيا ليس لدير الزور والرقة ، والحسكة والقامشلي بل لكل المناطق السورية ؟! .
  على الصعيد القومي العام ومن دون الدخول بالتفاصيل اخفق – ب ك ك – كمنبع ومرجعية لكل المسميات الراهنة الأخرى على الساحة السورية ، فقد فشل في تحقيق أي شيئ في ساحته الرئيسية في كردستان تركيا ، وتخلى عن مبدأ حق تقرير مصير الشعب الكردي ، واصبح جزء من اجندة الأنظمة المقسمة للكرد في ايران ، وسوريا ، والعراق ، وعائقا امام إنجازات شعب كردستان العراق التي تعتبر المكسب الكردي الوحيد في العصر الحديث ، ومواجهة السلطة الفيدرالية الشرعية في الإقليم ، وعجز عن تحقيق كل مانادى به ، واصبح عاملا في الفرقة والانقسام بين الكرد وحركتهم القومية ، كما شوه سمعة الكرد وحركتهم امام المجتمع الدولي ، وجلب تهمة الإرهاب ، واستخدام السلاح ضد الكرد المخالفين له لتطبيق مايصبو اليه لمصالحه الحزبية ، خلاصة الامر لم يترك تراثا جاذبا للجيل الكردي الناشئ ، او مشروعا سياسيا واضحا ومتكاملا حتى بالجانب النظري يعتد به ، ويؤخذ به في أوساط الحركة القومية الكردية .
  اما على الصعيد الكردي السوري فان تاريخ هذه المسميات التابعة ل – ب ك ك – ليس بعريق ، وبدأ بعد اكثر من خمسين عاما من قيام ونضال الحركة الوطنية الكردية السورية ، وتزامن أساسا مع سلطة آل الأسد الذين احتضنوا – عبد الله اوجلان – صاحب المقولة الشهيرة : ( لايوجد شعب كردي في سوريا ويجب ان يعودوا الى وطنهم بالشمال ) ، واذا سلمنا جدلا بوجود تجربة لهؤلاء فانها  تجسدت بالانخراط العلني في مشروع نظام حافظ الأسد ، ثم وريثه بشار بمرحلة تالية بعد اندلاع الثورة السورية ، وجلب مسلحيهم من قنديل بعد محادثات شارك فيها – اللواء آصف شوكت ، واللواء قاسم سليماني ، والرئيس العراقي الراحل جلال الطالباني ، ومراد قرايلان ، في السليمانية ، وتم الاتفاق على مبدأ مواجهة الثورة السورية ، وتحويل الصراع ضد تركيا ، وتقزيم القضية الكردية السورية وحتى القضية الوطنية برمتها الى مسالة ( تركية ) وليست قضية النضال ضد نظام الاستبداد من اجل الحقوق القومية والديموقراطية ، والتغيير عبر المشاركة الكردية الفعالة في الثورة ، هذا ماتحمله ( التجربة – النموذج !!) على الصعيد الوطني .
  وللتذكير فقط فانه وقبل قدوم هذا الوافد الجديد الطارئ كانت الحركة الكردية تتوزع فكريا وسياسيا بين اتجاهات قليلة ( يسار ويمين ووسط ) أي قبل تناسل الأحزاب بالعشرات ، وكانت غالبية تعبيرات الحركة الكردية السورية تقف ضد نظام الاستبداد ، وتواجه مواقفه المعادية للديموقراطية ، وممارساته الشوفينية ضد الكرد ، خصوصا الاتحاد الشعبي الذي ازعج النظام ببرنامجه الواضح ، واطروحاته السليمة ، وعلاقاته الواسعة الكردية والوطنية ، والعربية ، والكردستانية ، والاممية ، لذلك تمسك النظام بهذا الوافد كان حاجة سياسية ، وامنية ملحة فتح له الطريق بتنفيذ مخططه – تكريد الصراع – واستخدام الوافد كذراع ضد معارضيه من الكرد .
  على الصعيد الكردي والمناطق الخاضعة لنفوذ هذه الجماعات : فمنذ سيطرتها ازداد الانقسام الكردي – الكردي ، وتمت عسكرة المجتمع ، وتجنيد القصر من الفتيات والذكور ، وتردت الأوضاع المعيشية ، وبدات الأجهزة الأمنية بكم الافواه ، واسكات المعارضين ، ومنع حرية الراي ، والنشر ، والعمل السياسي والإعلامي المخالف لايديولوجية سلطة الامر الواقع ، وكذلك اثارة الفتن العنصرية ، ثم توالت موجات الهجرة والنزوح ، وافرغت المناطق من سكانها ، وخصوصا من الجيل الشاب المنتج ، فلو امتلكت هذه الجماعات تجربة مفيدة لما هرب الناس عبر الحدود وبواسطة المهربين نحو قوارب الموت .
  ومن ابرز تقديمات ( تجربتهم النموذجية !) الخسائر البشرية بعشرات الالاف من سكان المنطقة ، واحتلال عفرين والمناطق الأخرى ، واهدار الثروة الوطنية من نفط ، وغاز ، من دون حسيب او رقيب ، في حين يعيش السكان بالفقر المدقع ، وضياع البقية الباقية من المواطنين الكرد الذين صمدوا وتمسكوا بمنازلهم وممتلكاتهم ، حيث لايدرون ماذا يخبئ لهم ولعائلاتهم المستقبل ، ومن هم أصدقاء الكرد ومن هم اعداؤهم : النظام – روسيا – أمريكا – تركيا – ايران ؟ .
  بالرغم من وسائل الضغط والاكراه لم يحظ حزب – ب ي د – الحاكم الفعلي لمناطق نفوذ هذه الجماعات بقبول شعبي كردي ، كما ان كل المحاولات المبذولة ، وعروض الاغراءات المالية ، لم تنجح في اختراق الصف الوطني على مستوى البلاد ، واستمالة اية قوة وطنية معتبرة للتحالف معها في جبهات ، ومحاور سياسية .
  وبمقارنة سريعة بين ماحصل هنا من جهة ، وماتم بإقليم بكردستان العراق ، حيث تحول الإقليم منذ ثمانينات القرن الماضي الى بؤرة ثورية لمعارضة الدكتاتورية الحاكمة ، والذي انجز قبل ذلك – الجبهة الكردستانية – وترتيب البيت الكردستاني الداخلي ، ثم الى مركز للمعارضة العراقية خلال حكم الدكتاتور المقبور صدام حسين ، ومنطلقا لتحرير العراق استوعب مختلف الاطياف ، والتيارات السياسية ، وكان لمؤتمر – صلاح الدين – عشية التحرير - للمعارضة العراقية الدور الأكبر في دحر الاستبداد بدعم التحالف الدولي ، وفي تثبيت الموقف تجاه القضية الكردية هناك على أساس الفيدرالية
  وفي المرحلة الراهنة فان جميع الأحزاب الكردية السورية ومن كلا طرفي الاستقطاب ( ب ي د – ب د ك – س ) باتت في موقع الشك والاتهام من جانب الغالبية الساحقة من الوطنيين الكرد السوريين بعد عقود من الفشل والاخفاقات ، والعجز عن تحقيق أي انجاز يذكر ، تماما كما هو الحال بالنسبة للأحزاب ، والحركات التي عجزت عن الحفاظ على الثورة الى درجة الانقلاب عليها على المستوى الوطني العام .
  من المؤكد ان كل كردي سوري يتمنى ان تتوحد الحركة السياسية الكردية ، وتستعيد شرعيتها ، ووحدتها ، وتحمل المشروع الكردي للسلام ، وتكون قدوة لكل المناضلين من الكرد والعرب والمكونات الأخرى ، ولكن الحقيقة المرة هي ان الحركة في اوج ازمتها ، ومفككة ، ومنقسمة ، والبقية الحزبية الباقية منها تابعة للخارج ، وغير مستقلة ، ومسؤولوها غارقون في اقتراف الخطايا ، والعبث بمصائر الشعب والوطن .
  قد يقول قائل : قسد ، والإدارة الذاتية ، وب ي د ، وغيرها من أحزاب الانكسي حقيقة قائمة ، ولايجوز تجاهلها ، والجواب نعم فلولا انها موجودة لما كتبنا عنها ، ولم نكن نطلق عبارة – سلطة الامر الواقع – على إدارة ب ي د ، وانني شخصيا لست مع عزل أي طرف ، او تجاهل وجوده ، ولست في موقع المعاداة ، ولااملك قوى عسكرية  – لاسمح الله – للتحارب مع احد ، من الواجب علينا مناقشة قضايانا القومية والوطنية وكل من له علاقة بها عبر الحوار الهادئ ، والبحث عن سبل العلاج وحل الازمة ، اما مسالة وجود تلك الأطراف على الأرض ، وكذلك وجود نظام الاستبداد ، والاحتلالات ، وداعش ، والفصائل المسلحة والميليشيات ، فذلك لايعني وقوف الشعب السوري مكتوف الايدي ، او انتظار الوطنيين الكرد السوريين المستقلين دون حراك ، هناك امر واقع ولكنه ليس ابديا ، وبالامكان تغييره اذا توفرت الشروط ، ونحن سائرون لتوفيرها .





14
هل ستنجح الصفقة الامريكية الإيرانية ؟
                                                               
صلاح بدرالدين

  منذ نحو شهر تزداد توقعات الحرب والمواجهة في المنطقة ، ليس بالوكالة ، او بالشكل المحدود الحاصل منذ أعوام ، بل بشكل مباشر بين الطرفين الأمريكي – الإسرائيلي من جهة ، والإيراني وميليشياته المنتشرة على طول وعرض بلدان الشرق الأوسط من الجهة الأخرى .
  فقد جاء في احدث تقرير سري مسرب من دون تحديد المصدر "  ان الصفقة الجزئية التي توصلت إليها إيران والولايات المتحدة حول تبادل السجناء وتجميد رفع تخصيب اليورانيوم من الممكن أن تنقذ ⁧‫إيران‬⁩ من حرب مدمرة كانت تتوقعها في سبتمبر المقبل، حيث حصلت طهران على معلومات استخبارية بأن هناك استعدادات أميركية وإسرائيلية لتوجيه ضربة عسكرية إلى منشآتها النووية، وهو ما دفعها على ما يبدو إلى تقديم تنازلات وقبول الصفقة، وإبداء إشارات حسن نية كانت إدارة بايدن تطلبها منها منذ أشهر "  .  ‬‬
ولم يتضح إذا كانت الصفقة ألغت تماماً خطط توجيه ضربة إسرائيلية واسعة النطاق لإيران بالموافقة والتنسيق مع الجيش الأميركي، الذي نقل بالفعل تعزيزات عسكرية شملت آلاف الجنود ومئات البوارج والطائرات الفائقة التطور إلى منطقة الخليج العربي.
وبحسب مصدر ايراني، ‏الحرس الثوري الإيراني دعا قبل نحو 10 أيام الميليشيات الموالية له في كل من العراق وسورية ولبنان وفلسطين، إلى التأهب لاحتمال كبير للتعرض لهجوم إسرائيلي - أميركي في سبتمبر خلال ذكرى وفاة مهسا أميني، التي أثارت اضطرابات غير مسبوقة العام الماضي، و‏الأجهزة رصدت تحضيرات واستعدادات للجيش الإسرائيلي للقيام بشيء ما ضد إيران أو أحد حلفائها في المنطقة، مبيناً أنها طلبت دعم واشنطن، وبالفعل بدأت قواتها تحضيرات غير عادية، كما ان ‏إيران تتوقع تعرضها لضربة تدمر البنى التحتية لبرنامجها النووي والصاروخي والمسيرات، وعليه بدأت إرسال كميات كبيرة من الأسلحة النوعية، خصوصاً الصواريخ والطائرات والقوارب المسيرة إلى سورية، وطلبت منها فتح الجبهة من كل مكان على إسرائيل وقصف أكبر عدد من الأهداف بمجرد قيام تل أبيب بمهاجمة إيران دون الحاجة إلى الرجوع إلى أي تعليمات من طهران.
قاآني سافر شخصياً إلى سورية ولبنان و ⁧العراق‬⁩ الأسبوع الماضي لتحضير الحلفاء للمعركة المرتقبة، حيث أبلغهم أن يهاجموا كل الأهداف الأميركية الواقعة في مرمى نيرانهم بمجرد تعرض إيران للضربة وبدء الحرب بينها وبين الولايات المتحدة، و‏الحرس الثوري والجيش الإيراني أيضاً يعدان أنفسهما لاستهداف القواعد والسفن والبارجات الأميركية، وتلك التحضيرات الجارية غير مسبوقة على مستوى درجة الاستنفار، ما يعني أن هناك تخوفاً جدياً من أن يقوم نتنياهو بعمل متهور لحرف الأنظار عن الوضع الداخلي.
إيران أبلغت جميع الدول التي تستضيف قواعد أميركية بأن طهران ستعتبر هذه القواعد أهدافاً مشروعة في حال استخدمها الأميركيون أو الإسرائيليون في الهجوم عليها، وبعثت برسائل إلى هذه الدول بضرورة عدم استخدام  أجوائها أو مياهها في تحرك معادٍ، كما أن تل أبيب تحضر لهذه الضربة المرتقبة تزامناً مع ذكرى وفاة مهسا أميني في سبتمبر المقبل، حيث هناك محاولات لإشعال الجبهة الداخلية الإيرانية.
روسيا قامت للمرة الأولى منذ 2011 بفتح المجال أمام الإيرانيين لإرسال التعزيزات إلى سورية ولبنان دون تسريب أي معلومات إلى الإسرائيليين لقصف الشحنات، كما ‏تبين للأميركيين أن المفاوضات التي عملوا عليها منذ عام ونصف العام سوف تتوقف بشكل كامل إذا لم يتم تنفيذ أولى خطواتها، وبعد إبلاغ إيران الجانب الأميركي، عبر الوسيط العماني، بأنها لن تدخل مفاوضات على كل شيء وإذا لم يقم بتنفيذ التعهدات فإن المفاوضات تعتبر منتهية، في وقت اتصل الكوريون بالإيرانيين مقترحين تحويل 6 مليارات دولار من الأموال إلى الدوحة، مع بيع إيران بضائع كورية تحتاج إليها بباقي المبالغ المجمدة في كوريا، وتم إعلام الإيرانيين أن العرض الكوري جاء بموافقة أميركية " .
  حتى الان ليس معلوما هل ستنفذ الصفقة ام لا امام احتمالات عدة وعلى ضوء توازن القوى الراهنة وتناقضاتها على الجانبين ،  فاذا كان الجانب الأمريكي والمقصود إدارة الرئيس بايدن تسعى الى تسريع الخطى بحذر شديد من دون خسائر على الجبهة الداخلية عشية الانتخابات الرئاسية ، واحتدام الصراع ( الديموقراطي – الجمهوري ) ، والرغبة الشديدة ولأسباب داخلية  لرئيس الحكومة الإسرائيلية – نتانياهو – في توجيه الضربة للمواقع الحساسة بايران ، ففي الجانب الإيراني التعقيدات اعمق ، بسبب تعدد القوى الحاكمة المتصارعة  ، واختلاف التوجهات بين مصادر القرار المختلفة : الولي الفقيه ، وميليشيا الحرس الثوري ، والجيش النظامي ، بالإضافة الى التاثيرات المباشرة للشارع المعارض في أي قرار يتخذ بشان الحرب والسلام .
  وعلى ضوء هذا المشهد المتعدد السيناريوهات هناك انتظار ، وقلق على المصير وسيولة في التوقعات المغالية منها ، والواقعية من جانب شعوب المنطقة ، وتعبيراتها السياسية ، والإعلامية ،  وهناك أيضا استعدادات ميدانية من جانب وكلاء الطرفين من  المييليشيات المسلحة المعتمدة بانتظار الإشارات ، والاوامر  .
  في سوريا تخيم الاشاعات على الأجواء بخصوص مصير نظام الأسد وراسه ، وبينها احتمال حدوث انقلاب عسكري بمباركة المحتلين الروس فقط بهدف تبديل الوجوه وليس تغيير نظام الاستبداد ،  وحدوث واستمرار تحركات شعبية في السويداء وبعض مدن الساحل ، التي يكتنفها الغموض ، مع غياب أي دور للمعارضة – الرسمية – ناهيك عن انعدام حظوظ صعود قوى ثورية جديدة منظمة بعد اجراء المراجعات اللازمة ،، وإعادة بناء الحركة الوطنية السورية العربية منها والكردية وتوحيدهما لقيادة المرحلة الراهنة الشديدة الدقة والخطورة .





15
العراق ممر ، ومقر ، وسمسارممول لمحور الشر
                                                                             
صلاح بدرالدين

 
    منذ سقوط الدكتاتورية وبعبارة اصح بعد ترك الأمريكيين العراق لقمة سائغة لنظام طهران ، تحول الى بلد ملحق لنظام الولي الفقيه الذي اعتمد كليا على موارد البلد النفطية الهائلة خاصة بعد تعرضه للعقوبات والحصار الاقتصادي ، من جانب االمجتمع الدولي ، وبدا الحرس الثوري الإيراني بالتغلغل ، والسيطرة على المؤسستين العسكرية ، والأمنية ، وفي مرحلة لاحقة تم مصادرة المؤسسة القضائية ، والتحكم بمصير البرلمان كسلطة تشريعية ، واصبح التقليد المتبع لدى العراقيين انتظار قرار طهران في تعيين الرئاسات الثلاث : االحكومة ، والبرلمان ، والجمهورية ، وقد سار ذلك بالتزامن مع اقدام  الحرس الثوري الإيراني ، والأجهزة الأمنية على تشكيل العشرات من الميليشيات المسلحة  بأسماء ذات صفات مذهبية ، والتي انضوى معظمها في ميليشيات – الحشد الشعبي – السيئ السمعة الذي اصبح الذراع الضارب في الداخل العراقي من الجنوب الى كردستان ومن الغرب الى الشرق لكل من يبدي موقفا مغايرا لسياسات النظام الإيراني .
  يقف نظام طهران وراء كل المواقف والممارسات ، والقرارات المعادية لشعب كردستان العراق ولفدرالية كردستان ، التي تصدر من الحكومات العراقية المتعاقبة ، ومختلف المؤسسات الفدرالية ، وفي مسالة عرقلة حل القضايا المتنازع عليها ، ومسالة النفط والغاز ، وميزانية الإقليم ، وقضية كركوك ، إضافة الى ان نظام طهران له ضلع مباشر ومن خلال حكومات المركز ، حتى في الخلافات الكردية الكردية في إقليم كردستان العراق
  وفي ظل السيطرة الإيرانية الكاملة تحول العراق من دون اعلان وضجيج الى العضو الأهم في ماسمي " بمحور المقاومة " فكان ومازال الداعم المالي الأول ، وخزانا بشريا لتشكيلات ميليشياوية ، ومكانا مناسبا لتجميع وتنظيم مرتزقة من ايران ، وأفغانستان ، وباكستان وارسالهم الى سوريا ، ولبنان ، واليمن لتنفيذ مهام قتالية ، وعمليات تدريب ، واغتيالات ، وتخريب لمصلحة طهران ومن خلال حرسه الثوري الذي تكفل بمهام نشر العقيدة الخمينية التي ظاهرها ديني مذهبي ، وجوهرها قومي شوفيني عنصري ،وتنفيذ مهمة التصدي لمشاريع بناء الدول الحديثة ، ولاهداف ثورات الربيع في التغيير الديموقراطي ، واثارة النعرات المذهبية ، والقومية .
  منذ اندلاع الثورة السورية كانت الحكومات العراقية المتعاقبة على صلات ، وعلاقات مع نظام الأسد ، وقدمت له الدعم المادي ، والقتالي ، بل زودته بالمعلومات عن المعارضة السورية ، وخرقت قرارات الجامعة العربية ، ومجلس الامن ، بهذا الشأن ، كما ساهمت هذه الحكومات في حروب ايران بالمنطقة ، والاعتداء على الدول العربية الى درجة ان الكثير من الصواريخ الموجهة الى المنشآت السعودية كانت تنطلق من الأراضي العراقية .
  يجمع المراقبون ان الحكومة العراقية الحالية هي الأكثر تبعية لنظام طهران في تاريخ مابعد اسقاط الدكتاتورية ، ولايمكن للإقليم التفاهم والتعاون معها الا باشراف ورضى حكام طهران ، وقد لفت التصريح الأخير لوزير خارجية العراق انتباه المراقبين عندما اعلن "  ان هناك تعاون امني عراقي إيراني حول وجود المعارضة الكردية الإيرانية بكردستان العراق ، ومسالة نزع أسلحتها ، وابعادها عن مناطق الحدود ..." كما اعلن عن " إقامة اكثر من ٧٠ مركز عسكري على الحدود المشتركة مع كردستان ايران لتنفيذ ذلك الاتفاق " وهناك اخبار تتردد بان الحكومة العراقية وبامر من طهران ابطلت اكثر من ( ١٥٠٠٠ ) جنسية منحت لكرد من ايران وسوريا وتركيا من جانب حكومة الإقليم قبل نحو عشرين عاما ، ولاشك ان تنفيذ الامر سيخلق مشاكل إنسانية ، واجتماعية ، واقتصادية لاكثر من ( ١٠٠٠٠٠ ) انسان على اقل تقدير .
    مقابل ذلك فان الحكومة العراقية تتواطأ مع الحشد الشعبي في دعم واسناد وجود عسكري لقوات ب ك ك في سنجار ، وتتراجع عن الاتفاقية المبرمة مع حكومة إقليم كردستان بشان اخراج المسلحين الاجانب من سنجار ، أي تتغنى بالسيادة عندما تطلب ايران ، وتسكت على خرق السيادة عندما ترضى ايران .
   ويقول موقع “بلومبيرغ   في تقرير له الأسبوع الماضي، " إن الأسواق النفطية خسرت 47 مليون برميل منذ أنصفت محكمة تجارية دولية في باريس، بغداد في آذار/مارس الماضي، بالاعتراض على شحنات النفط المباعة من الحقول في اقليم كردستان، وخاصة من كركوك الى تركيا لتصديرها عبر ميناء جيهان التركي، ما أجبر أنقرة على وقف تدفق النفط فوراً عبر شمال العراق، فيما لا توجد مؤشرات على امكانية استئناف التدفقات النفطية في وقت قريب، وهو ما يجلب خسارة للعراق تقدر بنحو 33 مليون دولار يومياً، ما يطرح تساؤلاً عما إذا كانت عملية إعادة إحياء خط كركوك-بانياس، ستكون بمثابة البديل الطبيعي والملح أمام بغداد، في حين أنه من المؤكد أن دمشق ستجني مكاسب بديهية من رسوم العبور والخدمات والتصدير. ماذا أيضاً بين بغداد ودمشق؟ هناك مشروع السكك الحديدية بين شلمجة في إيران والبصرة في العراق المتوقع استكماله خلال أقل من عامين، والمقدّرة كلفته بحوالي 10 مليارات دولار. التصورات القائمة بين الطرفين الإيراني والعراقي أن الخط سيمتد تدريجياً باتجاه مدينة القائم على الحدود، ومنها إلى محافظة حمص ثم دمشق، وربطاً بمدينة اللاذقية على البحر الأبيض المتوسط أيضاً.."
   من الملفت مدى الازدواجية التي تمارسها الحكومة العراقية الراهنة عندما تزعم انها وسيط محايد لراب الصدع بين السعودية وايران في حين انها تقوم بذلك الدور كطرف في صف الإيرانيين .
وقد جاءت الزيارة الأخيرة لرئيس الحكومة العراقية لدمشق لتدشن مرحلة متقدمة في العلاقات بعد الانفتاح العربي على نظام الأسد ، ( حيث لعب العراق دورا بهذا الصدد ) وعلى ضوء امتناع الاخير عن تنفيذ الشروط المطلوبة وخصوصا الحد من النفوذ الإيراني ، واغلاق مصانع – الكبتاغون – واطلاق سراح السجناء ، والاتفاق مع المعارضة لتشكيل حكومة مشتركة ، وإعادة النظر في الموضوع العسكري الأمني .
   ومن غير المستبعد ان تكون للزيارة علاقة بالتطورات الأخيرة في المنطقة بتكليف من ايران لتوفير عوامل جديدة لحماية نظام الأسد ، بعد قرار الدول الخليجية بمغادرة مواطنيها من لبنان ، وازدياد حدة التوتر في المخميات الفلسطينية ، وقيام حزب الله بتسريع عملية التسلح تحضيرا لامر ما ، يضاف الى كل ذلك ازدياد الصراع الدولي حول دول افريقيا ، واسيا والشرق الأوسط ، وإعلان طهران عن حصوله على أسلحة متطورة استراتيجية .
  شعوب الشرق الأوسط ودولها في قلب الازمة ،و وتعاني من المشاكل المستعصية ، وضمن قوس الحروب والمواجهات المحدودة عبر الوكلاء المحليين ، فهل ستتطور الأمور الى مفاجآت لم تكن بالحسبان بعد استمرار العدوان الروسي على أوكرانيا ؟ .


16
اللقاء التاسع والستون للجان متابعة مشروع حراك " بزاف "

   
   معاناة الكرد السوريين تتضاعف في ظل معادلة أحزاب طرفي الاستقطاب ( ب ي د – ب د ك – س ) .
   إعادة تأكيد موقف – بزاف – حول ملابسات مؤتمر ( ب د ك – س ) وهي ليست ازمة تنظيمية فحسب بل تأكيد على سقوط الحزب الكردي السوري شكلا ومضمونا
  نداء من اجل الحوار حول حاضر ومستقبل الحركة الكردية السورية   
  استمرار التوتر ، والمواجهات على الصعد الدولي
    اصطدام مخطط الطغمة الحاكمة بموسكو بصمود الشعب الاوكراني
    منطقة الشرق الأوسط والمرحلة الانتقالية
    نظام طهران يسجل نقاط الفوز
   فشل الانفتاح العربي على نظام الأسد


   عقدت لجان متابعة مشروع حراك " بزاف " لاعادة بناء الحركة الكردية السورية لقاءها الافتراضي التاسع والستون ، وسجلت التالي :
  معاناة الكرد السوريين مستمرة في مناطقهم ، ان كانت المحتلة منها من القوى الأجنبية ، او الخاضعة لسيطرة النظام ،  او المدارة من جانب الميليشيات المسلحة ، وسلطات الامر الواقع ، وفي ظل معادلة تحكم أحزاب طرفي الاستقطاب ( ب ي د – ب د ك – س ) منذ نحو عقد تم افراغ المناطق الكردية ، مع استمرارية ( الهجرة الانتحاريية ) ، وانتشار الفقر ، والقلق على الحاضر والمستقبل ، بالإضافة الى تغييب العمل القومي والوطني ، ووضع العراقيل امام المشاريع ، والمبادرات المطروحة من جانب الوطنيين المستقلين من اجل استعادة الدور الكردي السوري المغيب .
مازالت مسالة فشل مؤتمر ( ب د ك – س ) تثير الجدل ، وسبق ان ابدينا رؤيتنا ، ونؤكد من جديد على مايلي :
  أولا -     ابلغنا الاشقاء في الحزب الديموقراطي الكردستاني – العراق ، ان الشعب الكردي السوري يستحق   توضيحا من جانبهم حول مجريات ونتائج وتبعات مؤتمر ( ب د ك – س ) الذي عقد باشرافهم باربيل ، ان سكوتهم يزيد من التساؤلات حول مسائل عديدة تتعلق باستقلالية القرار ، ومضار التبعية ، وبمضمون العلاقات الكردستانية حاضرا ومستقبلا .
  ثانيا – تاكد للجميع ماذهبنا اليه سابقا ، واعلناه ، من انه يجب الفصل القاطع بين تقديرنا الكبير لنهج الزعيم الراحل مصطفى بارزاني وانجازاته العظيمة على الأرض في كردستان العراق ، وتاثيره الكبير في تعاظم الوعي القومي الكردي في كل مكان ، واحترامنا لنضال وتجربة الاشقاء في إقليم كردستان العراق من جهة ، وبين مواقفنا النقدية ، وتقييماتنا لادوار ومستقبل الأحزاب الكردية السورية الفاشلة بطرفيها المرتبط بقنديل ، او المتاجرة بنهج البارزاني ، بما في ذلك تشخيصنا الموضوعي لتوزع المسؤوليات في انهيار الحركة الكردية السورية ، ونصيب الاشقاء باربيل في جزء منها .
  ثالثا – فشل أحزاب طرفي الاستقطاب في إدارة العمل القومي والوطني للكرد السوريين بالطريقة التي تتبعها من خلال ( الهروب الى الامام او الى الخلف ) والتبعية للعامل الكردستاني شمالا وشرقا ، وذلك يستدعي بشكل عاجل البحث عن مخرج عملي مشرف ، وهو كما نراه انتخاب لجنة تحضيرية من النخب الوطنية المستقلة من كافة المناطق الكردية واعتماد نهج توفير شروط عقد مؤتمر كردي سوري جامع لاعادة بناء حركتنا ، وتوحيدها ، واستعادة شرعيتها ، وصياغة مشروعها السياسي بجانبيه القومي ، والوطني  .
 رابعا – مجمل ردود الفعل المختلفة من جانب أعضاء هذا الحزب ، من الذين لم توضع أسماءهم في قائمة الفائزين ! بالمؤتمر ، او الذين استقالوا ولم يكونوا بالمؤتمر ، او المحتجين على الأساليب المتبعة ، او الذين فقدوا الامل بجدوى العمل التنظيمي في هذا الحزب ( وكلهم خاسرون بالنهاية ) ، وحتى لو اتفقنا او اختلفنا مع الوسائل المتبعة. تعتبر من حيث الجوهر محاولة ولو قاصرة ، ودعوة خجولة غير مكتملة لإعادة النظر في العمل الحزبي السائد ، هذا من حيث المبدأ العام ، وفي التفاصيل هناك ثغرات ، ومآخذ ، وعدم وضوح الرؤيا لدى الغالبية الساحقة من أولئك " المتضررين " .
  نقول ذلك لأننا وحسب متابعتنا فان ردود الفعل الغاضبة ، والاستقالات صدرت فقط من " المتضررين " ، وتكاد تقتصر على شكوى ( تنظيمية ) من خلو قائمة الفائزين من أسمائهم ، والغالبية من هؤلاء تركت مجالا للعودة ، والبعض يعترف انه مازال ينتظر استجابة ما على المظلومية من مقامات عليا في الإقليم .
  خامسا -  نعم يحاول الجميع ( الفائزون والمتضررون ) تغييب الأسباب الفكرية ، و السياسية عن المشهد ، والتعامل – المجاملاتي السطحي – مع الامر ، وبالإضافة الى ذلك فان معظم " المتضررين " مازال متعلقا بقشة العمل الحزبي بالعقلية السائدة كاطار ،  والذي اثبت فشله منذ اكثر من عشرين عاما .
   سادسا - نحن في حراك " بزاف " تاكدنا من  سقوط الحزب الكردي السوري مضمونا وشكلا ، وتوقعنا منذ أعوام ان يحصل لحزب – ب د ك -س ، ماحصل الان ، ونتوقع حدوث ذلك للأحزاب الأخرى في طرفي الاستقطاب عاجلا ام آجلا ، وعلى ضوء ذلك طرحنا مشروعنا و كذلك الوسيلة التي يمكن استخدامه لصيانة حركتنا وهي توفير شروط عقد المؤتمر الكردي السوري الجامع ، لوحدة الحركة ، واستعادة شرعيتها ، وهو السبيل الوحيد للانقاذ هذه الحقيقة علىى الجميع معرفتها .
  سابعا – نتوجه الى كل من يعز عليه هدف إعادة بناء حركتنا وبعد كل هذه التجارب الحزبية الفاشلة ، الانخراط في لقاءاتنا التشاورية المستمرة منذ أعوام ، للتوصل معا الى سبيل الإنقاذ من خلال الحوار الهادف والجاد .
   مازالت إنجازات الاشقاء في إقليم كردستان العراق الفيدرالي تتعرض للمزيد من التحديات من جانب المركز ، والجوار ، وكذلك في مجال الترتيب الداخلي للبيت الكوردستاني ، وكان قرار رئاسة الإقليم في تحديد تاريخ اجراء الانتخابات البرلمانية خطوة جيدة ويحتاج الامر الى اكثر من خطوة في اطار حل الخلافات ، واجراء الإصلاحات ، والتوافق حول قضايا الحاضر والمستقبل .
     مازال التوتر يسود العلاقات الدولية ، والذي ينذر بمواجهات حربية بأكثر من مكان ، وبالرغم من فشل مخطط طغمة – بوتين – الحاكمة في موسكو امام صمود الشعب الاوكراني ، والعزلة الدولية التي تعانيها ، فانها مازالت تكابر ، وتغامر ، وتمضي في تضليل شعوب روسيا والعالم .
  وفي منطقة الشرق الأوسط التي تعيش مرحلة انتقالية غير مستقرة خصوصا بعد مواجهة النظام الإقليمي والعربي الرسمي لموجات الثورات الشعبية الربيعية ، وتصفيتها ، واختراقها من الداخل ، حيث افسح ذلك المجال لصعود نظام الجمهورية الإسلامية الايرانية ، وتعزيز نفوذها اكثر بدول المنطقة وذلك امام عجز النظام العربي الرسمي المستبد وتواطئه ، اما ما يتردد حول مصالحات بين دول المنطقة فانها تسير في وتيرة بالضد من مصالح شعوبها .
  ماقيل عن الانفتاح العربي على نظام الأسد لم يتحقق ، ولم يتنازل النظام قيد انملة ، ولم ينفذ أي مطلب من دول الجامعة العربية ، وكان منذ البداية يماطل قبل وخلال وبعد مؤتمر القمة بالرياض ، وهو يستند في ذلك على دعم لامحدود من الطغمة الروسية ، ونظام طهران الدكتاتوري ، وبالمقابل لم يطرأ جديدا بكل اسف على سلوك ( المعارضة ) ، كما لم يحقق الحريصون على استمرارية النضال ضد الاستبداد أي تقدم بشان إعادة بناء معارضة جادة تتوفر فيها شروط الانتصار ، ومازالت العقلية القديمة العاجزة سائدة التي تفرق ولاتوحد ، ولكن الشعب السوري سيواصل التصدي للاستبداد ، وسيحقق عاجلا ام آجلا ارادته في توحيد صفوف كل المكونات الوطنية ، القومية ، والثقافية ، والتيارات السياسية المؤمنة باهداف ثورة التغيير الديموقراطي .

            لجان تنسيق مشروع حراك " بزاف "
                     ٧ – ٨ – ٢٠٢٣



17
كونفرانس الخامس من آب
 اضاءات جديدة بمناسبة الذكرى الثامنة والخمسين 
                                                                 
صلاح بدرالدين

   وفاء لذكرى هذا التحول العميق في مسار الحركة الكردية السورية ، التي كان الحزب – الديموقراطي الكردي في سوريا - يشكل التعبير السياسي المنظم الوحيد عنها ، ووصل بعد خلافات القيادة المؤسسة ، والرعيل الأول وهم في  السجن  ابان حملة الاعتقالات الأولى بداية الستينات ، الى وضع مفكك تنظيميا ، وضياع في الرؤيا ، وتناقضات لامست تنظيمات الحزب بكل المناطق ، على شكل تكتلات ، وجمود في العمل التنظيمي ، وغياب المركزية في الاشراف ، والقيادة ، وتقصير المختلفين في توضيح أسباب الخلاف ، او اصدار وثائق بهذا الشأن ، والأخطر من كل ذلك تحرك رموز يمينية التي لم تطالها الاعتقالات باتجاه تفريغ الحزب من أي محتوى نضالي ثوري ، وتحويله الى جمعية موالية للسلطات الحاكمة .
  كانت بوادر الخلاف قد ظهرت قبل الاعتقالات ، ووقفت غالبية القيادة حينها ضد التوجه اليميني الانتهازي ، ولهذا السبب قرر الكونفرانس الرابع المنعقد عام ١٩٦٤ في قرية جمعاية تجميد عضوية المرحوم – عبد الحميد درويش – الذي كان يجاهر بتوجهه المناقض لنهج الحزب .
  ولكن وبعد صدور القرار وكما اسلفنا فقد جرت حملة الاعتقالات ، وتحرك التيار اليميني لتحقيق أهدافه ، وازداد  وضع الحزب سوءا ، بل لم يبق له وجود يذكر ، وكان لابد من عملية انقاذ بالطرق التنظيمية الشرعية ، التي تجسدت في كونفرانس الخامس من آب ١٩٦٥ .
            اضاءات جديدة
  أولا – كونفرانس الخامس من آب الذي عقد في قرية جمعاية ايضا ، لم يؤسس حزبا جديدا ، بل أعاد الحزب الام الى دربه الأصيل مع تطوير وتعزيز البنية الفكرية ، وإعادة تعريف الحزب ، والشعب ، والقضية الكردية ، وتوضيح المواقف والسياسات ، وفرز الأصدقاء ، وتشخيص الخصوم على الصعد الكردية ، والوطنية ، والكردستانية ،  والاممية .
  ثانيا – المجتمعون بالكونفرانس بمختلف أعمارهم ، واطيافهم الاجتماعية ، ومناطقهم هم من قاموا مجتمعين بهذا التحول العميق في مسيرة الحزب والحركة ويعود فضل الاسبقية لهم وليس لافراد معينين وهم : ( ١ - صلاح بدرالدين. 2- محمد نيو. 3- هلال خلف. 4- محمد بوطي. 5- عزيز أومري. 6- عبد الحليم قجو. 7- يوسف اسماعيل. 8- محمد حسن. 9- نوري حاجي. 10- أحمد بدري. 11- فخري هيبت. 12- شمو ملكي. 13- محمد قادو. 14- ملا محمد أمين ديواني. 15- غربي عباس. 16- محمد خليل. 17- ملا شريف. 18- عبد الرزاق ملا أحمد. 19- ملا داود. 20- نوري حجي حميد. 21- محمد علي حسو. 22- ملا هادي. 23- عيسى حصاف. 24- ملا أحمد قوب. 25- ابراهيم عثمان. 26- سيد ملا رمضان. 27- رشيد سمو ).




ثالثا – المجتمعون حاولوا دعوة معظم أعضاء القيادة الذين كانوا خارج السجن ، ولكنهم رفضوا الحضور ، ثم غادر التيار اليميني صفوف الحزب ، وانشق عنه واتخذ لنفسه طريقا آخر مغايرا لنهج الحزب الشرعي ، وبعد ختام الكونفرانس الذي قرر تشكيل قيادة مرحلية مدتها عام الى حين عقد المؤتمر الأول ، ثم تم الاتصال بغالبية افراد القيادة الذين كانوا بسجن القلعة بحلب ، وسجون أخرى ، او متوارين عن الأنظار ، خلال عقد الكونفرانس الخامس ، ومنهم ( رشيد حمو ، كمال عبدي ، محمد ملا احمد – توز – خالد مشايخ – اوصمان صبري ) ، والوحيدان اللذان قبلا العودة الى مواقعهم في المسؤولية هما ( اوصمان صبري ، ومحمد ملا احمد ) وكنا نعتبر القياديين السابقيين ( عبد الله ملا علي و محمدي مصطو ، ومحمد فخري ) من القريبين لنهجنا ولكن ظروفهم الخاصة حالت دون الانخراط في العمل التنظيمي .
رابعا – قضايا الخلاف التي أدت بالتيار اليميني الى الانشقاق هي : ١ – حزب قومي وطني يناضل ضد نظام الاستبداد ، ومن اجل الديموقراطية ، الى جانب القوى الديموقراطية السورية ، ام جمعية موالية للنظام ، ٢ – وجود شعب كردي سوري من السكان الأصليين يستحق تقرير مصيره ضمن سوريا ديموقراطية موحدة ، ام اقلية كردية بحقوق ثقافة ، ٣ – اعتبار الزعيم الراحل مصطفى بارزاني قائدا شرعيا لثورة أيلول ام الجماعة المنشقة عن الثورة والحزب .
  خامسا – انعقد المؤتمر الأول مابعد الكونفرانس الخامس في موعده وحسب وعد القيادة المرحلية وذلك في احدى ضواحي القامشلي – الهلالية – آب ١٩٦٦ بحضور ( اعضاء القيادة المرحلية ) ومشاركة الشاعر الكبير جكرخوين الذي اعتذر عن الاستمرار في صفوف الحزب لانه غير قادر على العمل مع آبو اوصمان ، ومن بعده اعتذر محمد ملا احمد للسبب المعلن ذاته وهو ان آبو متشبث بآرائه ولايركن الى الحوار حسب وصفهما .
  سادسا – اتسم نهج الحزب بالحرص الشديد على وحدة الصف الكردي الوطني ضد الاستبداد ومن اجل انتزاع الحقوق ، من خلال وثائقه البرنامجية الجبهوية المطروحه ، كما ان قيادة الحزب طرحت مشروع الوحدة مع ( البارتي ) خلال فترة سكرتارية  – كمال احمد - وسارت المناقشات الى الشوط الأخير ، ولكن ظهرت عقبات امام الاشقاء حالت دون تحقيق ذلك اتيت على ذكرها تفصيلا في مذكراتي ، ومنذ عام ١٩٩٩ طرح حزبنا مهمة إعادة بناء الحركة عبر مشروعه المنشور آنذاك حيث كان مع التجديد ، والتطوير .
  سابعا – من جملة المهام التي انجزها الحزب تحقيق عملية التصالح بين السياسي والثقافي ، وإصدار الدراسات الفكرية ،وايلاء الاهمية القصوى للثقافة والاعلام ، وتاسيس رابطة كاوا للثقافة الكردية المستمرة بالعطاء حتى الان ، ومواجهة مخططات الاضطهاد القومي ، والتعريب باحياء الفولكلور الكردي ، وتشجيع الفنانين ، وارسال اكثر من ثلاثمائة طالب الى الدول الاشتراكية سابقا لتلقي العلوم .
  ثامنا – شيد ورسخ الحزب علاقات الاخوة والصداقة والعمل المشترك ، وللمرة الأولى في تاريخ حركتنا مع قائد ثورة أيلول ، والحزب الديموقراطي الكردستاني – العراق ، ومع التيار القومي الديموقراطي في الحركة الكردية بتركيا بزعامة الدكتور – شفان – ومع حزبي ديموقراطي كوردستان – ايران ، والوثائق بهذا الشأن متوفرة في الأجزاء السبعة من مذكراتي .
  تاسعا – لكل تلك الأسباب كان حزبنا مستهدفا من جانب نظام الأسد والابن ، فبالاضافة الى عدة محاولات فاشلة لاغتيال قياديين لحزبنا في سوريا ولبنان وأماكن أخرى ، وتجريد عدد اخر من الحقوق المدنية ، والاعتقالات ، والملاحقات المستمرة ، وتقديم البعض الى محكمةامن الدولة العليا بدمشق  للمرة الاولىى ،  فقد اقدم النظام على اختراق الحزب عبر الضابط الأمني – محمد منصورة – وشق الحزب بداية التسعينات عبر عدد من ضعاف النفوس .
  عاشرا – كنت من المعجبين بشخصية آبو اوصمان قبل التعرف عليه ، وأول من اقترحت على رفاقي ان نعيده الىى موقع السكرتير بعد خروجه من سجن القلعة – حلب ، وكان يحظى باحترامي الشديد ، وقد دافعت عنه بقوة امام الزعيم الراحل مصطفى بارزاني عندما ابدى امتعاضه من كونه سكرتيرا لحزبنا وذلك خلال لقائي الأول به عام ١٩٦٧ ، وتاكيدا للحقيقة مرة أخرى لم تكن لدينا نية الاستغناء عنه مطلقا بالرغم من عدم انسجامه مع النهج الفكري اليساري العام للقيادة المرحلية ، وخلال مشاركته معنا القيادة نحو ثلاثة أعوام لم يساهم يوما في المناقشات بشكل جاد ، ولم يقدم اية مبادرات ، ولم يشارك في كتابة أي بحث اومنشور سياسي ، حتى جريدة الحزب لم ينشر فيها مقالة ، وبالاخير هو من ترك الحزب ، وتوجه الى كردستان تركيا بهدف اشعال ثورة هناك ، ثم عاد بعد مقتل ولده – ولاتو – على ايدي اقاربه ، وتقرب الى – ب ك ك – بل جاهر بتبني نهجه الى ان رحل ، وحتى بعد رحيله حاولنا المشاركة في واجب العزاء وتكريم جنازته حسب الأصول الا ان جماعة – ب ك ك – التي كانت تتعاون مع نظام الأسد تولت ذلك ، ومنعتنا من الاقتراب .
حادي عشر – على الصعييد الشخصي اعتبر نفسي واحدا من المشاركين النشيطين في كونفرانس الخامس من اب ، واعتز بتحملي مسؤوليات جسام ، وانجازي للكثير من المهام الفكرية ، والثقافية ، والإعلامية ، والسياسية ، والتنظيمية ، واتحمل كامل المسؤولية مع رفاقي السابقين في القيادة عن نهج  ، ومواقف ، وسياسات ،( البارتي الديموقراطي الكردي اليساري – الاتحاد الشعبي الكردي ) حتى تاريخ انسحابي الطوعي من العمل الحزبي عام ٢٠٠٣ ، وانا على يقين ان هذا الحزب الذي ناضلت من خلاله نحو ستين عاما قد حقق الكثير وتخرجت منها كوكبة من المناضلين الشجعان ، والمثقفين الملتزمين ، وهو الأول والوحيد الذي دمج السياسة بالثقافة تاثرا بتجربة البدرخانيين ، بل ان كونفرانس آب شكل مدرسة نضالية فكرية  ، ليس لجيلنا فحسب بل للجيل الناشئ الان أيضا ، ولكن تبقى الأحزاب كتنظيمات سياسية وسائل فقط وليست أهدافا ، كما اتعهد بانني سابقى امينا لمبادئ مدرسة آب ، وابذل قصارى جهدي للتصدي لكل من يحاول تشويه ، وتزييف الحقائق التاريخية حول إنجازات هذا النهج ومساره .
     ثاني عشر – لم ينجز حزبنا – سابقا – كل المهام التي تم طرحها لاسباب ذاتية ، وموضوعية ، وبعضها مازال قيد الإنجاز مثل مهمة إعادة بناء الحركة وتوحيدها ، وعلى العموم نواجه اليوم ظروفا عصيبة تتشابه في بعض اوجهها أوضاع ماقبل كونفرانس آب ، أي قبل ثمانية وخمسين عاما ، ويحتاج الامر الىى تحول عميق عنوانه إعادة بناء ، وتعريف ، وترسيخ ، وتنظيم ، حركتنا من جديد ، بطرق جديدة ، عبر عقد المؤتمر الجامع .
  كل الوفاء للبناة الأوائل لأول حزب سياسي كردي عام ١٩٥٧ .
  كل التحية والتقدير للمشاركين بكونفرانس الخامس من آب عام ١٩٦٥ الاحياء منهم والراحلين ، ولكل الذين ظلوا امناء لمبادئ هذه المدرسة , والساعين الى التغيير والتجديد ، وإعادة البناء ..

18



                         

على هامش فعاليات التنديد بمعاهدة لوزان



صلاح بدرالدين


أولا -  قبل التنديد بمعاهدة لوزان " ١٩٢٣ " التي ابطلت سيفر " ١٩٢٠ " علينا التدقيق ببنود الأخيرة، التي لم تصدر من عصبة الأمم التي قامت قبل عام منها، لتكون وثيقة ذات شان وفي مصاف القرارات الملزمة لكل دول العالم، حيث صدرت من دول معدودة، ولم توقع عليها لا الولايات المتحدة الامريكية، ولا الاتحاد السوفييتي، ولم تكن خاصة بالقضية الكردية بل موجهة أساسا ضد المانيا والامبراطورية العثمانية بعد هزيمتهما بالحرب العالمية الأولى من اجل تقطيع اوصالها، وتم طرح موضوعي الأرمن، وكردستان بشكل عرضي كقوميتين مميزتين تعيشان تحت النير العثماني .

   ثانيا - بمايتعلق بكردستان فان بنود معاهدة سيفر تكاد تقتصر على الجزء الأكبر من كردستان العراق وليس كلها، ولاتشمل  كردستان ايران، فانها لاتشمل أيضا  كل المناطق الكردية السورية بل يمكن ان تضم ماسميت حينها بمنقار البطة، أي - ديريك، وعين ديوار - حتى خارطة الجنرال شريف باشا ( المحرك الأساسي في اصدار معاهدة سيفر ) التي رفضت حينها من الموقعين على المعاهدة لاتضم كردستان التاريخية بالكامل .
  ثالثا - يروج البعض معلومة خاطئة من ان مفعول معاهدة لوزان سينتهي بعد انقضاء مائة عام، وهذا ليس صحيحا حيث لم تتضمن المعاهدة أي بند حول مدة سريان مفعولها مثل معظم المعاهدات الأخرى .
   رابعا - ويروج البعض الاخر ان معاهدة لوزان قسمت كردستان التاريخية ومنطقة الشرق الأوسط والصحيح ان اتفاقية سايكس – بيكو عام ١٩١٦ هي من دشنت التقسيم، وحولت كردستان التاريخية الى أربعة اجزاء .
   خامسا – معظم الفعاليات التي أقيمت مؤخرا في الأماكن التي تم التوقيع فيها على المعاهدتين في كل من - سويسرا وفرنسا – تحت عنوان التنديد بلوزان التي قضت على الحلم الكردي بإقامة دولة كردستان الكبرى حسب ادعائها !؟ نظمتها اطراف، وجماعات حزبية لاتتضمن برامجها إقامة دولة كردستان الموحدة ، بل ان جماعات – ب ك ك – التي رفعت صور – اوجلان – في احدى تظاهراتها بالمناسبة تخلت منذ أعوام عن مبدا حق تقرير المصير والدعوة الى إقامة كيان قومي، متمسكة عوضا عنها بمقولة – بدعة ( الامة الديموقراطية ) طبعا الكثيرون من بنات وأبناء شعبنا، ومثقفينا كتبوا، واستذكروا المناسبة بدوافع قومية ووطنية صادقة .



19
المنبر الحر / كلنا مع ساكو
« في: 08:57 16/07/2023  »
كلنا مع ساكو
                                                           
صلاح بدرالدين

  نيافة - الكاردينال لويس روفائيل ساكو - بطريرك الكنيسة الكلدانية في العراق والعالم يتعرض منذ فترة لاستهداف منظم مخطط له ، من جانب معظم اركان النظام العراقي بدء من رئيس الجمهورية عضو ( الاتحاد الوطني الكردستاني ، وعديل الرئيس الأسبق جلال طالباني ) ، وميليشيات – بابيلون – المسيحة التي انشأها ، ويرعاها – الحشد الشعبي - ، والحكومة العراقية الحالية المعروفة بتبعيتها المطلقة لنظام طهران ، والقضاء العراقي المعروف كمؤسسة تابعة للولي الفقيه ، وبعبارة بسيطة فان مايجري بقرار مركزي إيراني مهما تعددت التسميات .
  بدات الخطة بإلغاء رئيس الجمهورية المرسوم المتعلق بمكانة ، ومسؤولية ، وموقع هذا الرمز الديني الذي يتمتع باجماع كلداني ، واعتراف فاتيكاني ،تلاها التهجم المحموم من جانب الميليشيا الإشكالية – بابيلون - ، وبعد ان اعلن الكاردينال رده المنطقي الموثق على قرار رئيس الجمهورية الظالم بحق المسيحيين ، وتعالت أصوات المقامات ، والشخصيات الكلدانية والمسيحية بشكل عام ، وادانت مااقدم عليه رئيس الجمهورية ، مفندة اتهامات الميليشيات ، وفبركات ادعاءات القضاء المنحاز الذي اعتبر الكاردينال متهما لانه اعترض على القرارات والاتهامات المنشورة بحقه ،  ثم استدعائه للمثول امام التحقيق بتهمة التشهير با ( المقامات ) تماما كما في عهد النظام السابق ، والذي رفض ذلك وقرر مغادرة مقره في بغداد ، والإقامة في احدى الاديرة باقليم كردستان العراق .
  بحكم اقامتي الطويلة في كردستان العراق ، تعرفت عن كثب على معظم المثقفين ، والناشطين المسيحيين وخصوصا من الكلدان الذين يشكلون الغالبية الساحقة من مسيحيي العراق واقلييم كردستان ، وقامت ( رابطة كاوا للثقافة الكردية ) بالمشاركة مع ( جمعية الثقافة الكلدانية ) في عين كاوا ،بتنظيم العديد من الندوات حول أحوال ودور ومستقبل المسيحيين في الشرق الأوسط والعراق وكردستان ، وشارك فيها بفاعلية الصديق المطران – ربان – الذي كان في صفوف البيشمركة بثورة ايلول ، كما اقامت الرابطة ندوة خاصة للشخصية الثقافية – لويس ساكو -قبل ان يصبح كاردينالا ، وظهر حينها مايتمتع هذا الرجل من ثقافة واسعة ، والمام بتاريخ وموقع الكلدان في الإقليم ، ومشاركتهم مختلف أنواع الكفاح الوطني ، بمافيه ثورة أيلول .
  وكنت قد التقيت عام ١٩٦٧ ببطريرك الكلدان بكردستان العر اق – بولص بيداري في حدييث مطول – في – كاني سماق – بصحبة الشهيد – سامي عبدالرحمن –حيث ادلى بتصريحات لعدد من الصحافيين الأجانب حول ثورة أيلول ، والبارزاني ، والعيش المشترك ، ومشاركة المسيحيين بالثورة .
  خلاصة القول ان المكون الكلداني وكنيستهم ، ورموزهم الدينية ، ومثقفوهم ، ونشطاؤهم ، وفي المقدمة نيافة الكاردينال ( المتهم او المشكو منه ) يعتبرون انفسهم تاريخيا وحتى الان مكونا قوميا مسيحيا كردستانيا اصيلا ، وينبذون العمل العسكري الميليشياوي ، وهم مسالمون يؤمنون بالعمل المدني الثقافي السياسي ، ويعملون من اجل رفع الاضطهاد عن كاهل المسحيين في كل العراق ، وتوحيد صفوفهم ، وانتزاع حقوقهم ، ومشاركون بفاعلية في جميع المؤسسات التشريعية ، والتنفيذية باقليم كردستان ، وعلى مايبدو هذه الأسباب كافية لما يحصل اليوم من تعسف ، وتطاول ، ومعاداة تجاه وضد هذا المكون الكريم .
    كلنا مع ساكو


20
سؤال الهوية من جديد
                                                         
صلاح بدرالدين


  هناك خطأ منهجي فادح مازال البعض من الباحثين يقترفونه في معظم الدول المتعددة القوميات خصوصا لدى النخب الثقافية في البلدان التي يتوزع فيها الكرد بوطنهم المجزأ،وبصورة أوضح بين مثقفي القومية السائدة في سوريا ، وهو الخلط – ومعظمه متعمد - خلال  تعريف الهوية بين القومي ، والديني ، والمذهبي ، فالهوية القومية كما هو معروف هي الأساس والثابت ، اما  الانتماءات الدينية ، والمذهبية ، فيمكن ان تكون قابلة للتغيير في كل لحظة ، وهي الصفة للاولى وتابعة لها ،  فقد يكون العربي مسلما اومسيحيا او سنيا ، او شيعيا ، وعلويا ، ولكن تبقى هويته القومية ثابتة ، وقد يكون الكردي من حيث المعتقد مسلما اومسيحيا ، او ازيديا ، او سنيا او علويا او شيعيا ولكنه كردي من حيث الهوية والجذور التاريخية .
  على صعيد البلدان العربية عموما هناك اشباه مثقفين وينعتون انفسهم بصحف خليجية وشمال افريقية با ( المفكرين ! ) وهم في حقيقة الامر يخدمون – مرجعيات شوفينية ومذهبية – في المنطقة ، اخترعوا تعريفات مزيفة حول الهوية بمايخدم الأنظمة المتورطة في سحق الهويات القومية الاخرىى ( سوريا – العراق – ايران ) وخصوصا الهوية القومية الكردية ، واالهوية القومية الامازيغية ، فامام هاتين الهويتين تراهم ( صم بكم عمي ) تارة باسم الاندماج الوطني ، وأخرى باطلاق ( هويات فرعية ) أي الاقلال من قيمتها في ما يشكل الامازيغ اكثر من النصف في معظم بلدان شمال افريقيا ، والهوية القومية الأولى في تلك البلدان ، والكرد غالبية في مناطقهم ويشكلون الهوية القومية الرابعة بالشرق الأوسط بعد الهويات القومية العربية ، والتركية ، والفارسية ، وقد وصل الامر ببعض هؤلاء حجب مبدأ حق قرير المصير عن هاتين الهويتين الاصيلتين ، الاصليتين ، العريقتين .
  هذه الحقيقة لاتنفي حصول متغيرات استثنائية عابرة وغير ثابتة في مراحل تاريخية معينة بحياة الشعوب وبينها الشعب الكردي ،بمعنى منح الأولوية للانتماء المذهبي على حساب الهوية القومية من جانب فئات وفي مناطق معينة ، وفي ظروف محيطة غير اعتيادية ، ففي بد اية ماسميت بثورة الخميني في ايران ، ولدى اعلان الحرب على شعب كردستان الإيرانية انحازت جماعات من أصول كردية تنتمي الى المذهب الشيعي الى النظام وضد بني قومها ، وحصل امر مشابه بدرجة اقل في العراق ، كما ان الكرد العلويين بتركيا واجهوا الإشكالية نفسها .
  أقول قد يكون الخلط متعمدا او ذريعة للتهرب في اتخاذ الموقف السليم من القضية الكردية ،  استنادا الى تجربتي الطويلة في العمل السياسي ، فغالبا وخلال العقود الستة الأخيرة كنا نسمع من محاورينا السوريين من اليسار ، واليمين ، والقومي ، والليبرالي ، خلال طرح ومناقشة الوضع الكردي ، كشعب محروم من الحقوق ، وحتى الاعتراف بوجوده ، ومايعانيه من اضطهاد يومي ممنهج  ، ان ( سوريا فسيفساء من الاقوام ، والديانات ، والمذاهب ، والطوائف ) وان تمت الاستجابة للكرد فيجب تحقيق مطالب الجميع من مسلمين ومسيحيين ، وعلويين ، ودروز ، وسنة ، وشيعة ، وبعد ذلك ستنتهي سوريا كدولة ، هذه السردية حفظناها على ظهر قلب ، ومازلنا نسمع صداها حتى اليوم بطريقة – ناعمة – ( الحل يكمن في حقوق المواطنة ؟!) .
   نعم لايمكن الاستهانة بدور الدين ، والمذهب في الحياة الاجتماعية كانتماء ، واحيانا كمرجعية لدى البعض خصوصا لدى تراجع وافول نجم الحركات الديموقراطية ،وعندما يفتقد الناس دولة مدنية ،عصرية ، ديموقراطية تحترم حق الفرد ،والجماعة ، وحقوق الانسان ، كماشهد تاريخ الشعوب والمجتمعات في مراحل عديدة صدامات ، وحروبا دموية باسم الدين والمذهب ، والشيع ، والاتباع منذ الخلافة الإسلامية ، والحروب الصليبية في القرن الثالث عشر.،  وكذلك المواجهات العثمانية الصفوية في القرن السادس عشر وحروب جماعات وفرق الإسلام السياسي الدعاوية، والآيديولوجية ، والعنفية الإرهابية بالمنطقة والعالم في المراحل الأخيرة .
  ولكن منذ بلوغ عصر التمدن والتطور البشري وظهور وتبلور  الطبقات الاجتماعية ، واندلاع الثورة الفرنسية ، وانحسار سلطة ونفوذ الكنيسة ، وإقامة الدولة القومية ، وانتشار أفكار الحقوق المدنية ، والحريات العامة ، وحق الشعوب في تقرير المصير القومي ، اجمع علماء النهضة وفلاسفتها على اعتبار الهوية القومية هي القاعدة في بناء الدول والنظام السياسي ، والمنطلق نحو الحرية ، وإقامة النظام الديموقراطي ، وترسيخ. التعايش السلمي بين الشعوب ، والاقوام ، والاثنيات ، ومالبثت النخب الثقافية في بلداننا ان استوعبت تجربة العالم الأوروبي المتمدن ، وحاولت  الاقتداء بها في تنظيم الحركات القومية ، والعودة الى احياء وتعريف واستكمال عوامل تشكل القومية والشعب ، والأمة .
   وما تم ترسيمه من حدود مابعد سايكس – بيكو وضع على أساس قومي وليس ديني او مذهببي فهناك حدود تركيا ، وهناك حدود سوريا ، والعراق وووو وحتى في رسم تلك الحدود مورس التضليل ، والظلم والتجاهل تجاه – الهوية القومية الكردية حيث وضعت دساتيرها الاولى على قاعدة وجود القوم الواحد ( ترك عرب فرس ) كهويات قومية تحكم دولا قومية وتسحق هويات قومية غير معترف بها  .
  والهوياتي العنصري الحاكم في هذه البلدان  الذي يشاراليه من جانب  باحثين ، والذي يتجسد في أحزاب عنصرية معروفة لها جيوش وأجهزة امن تحميها وتنفذ آديولوجيتها الشوفينية ، اما الضحايا من الهوية القومية الكردية ففي موقع الدفاع عن النفس امام حروب الإبادة ، والتمثلية القومية ومخططات تغيير التركيب الديموغرافي .
   فالهوية الحاكمة السائدة في هذه الحالة تمارس السلطة  بلغتها وثقافتها وتبني دولتها القومية ، والهوية الضحية ممنوع عليها بالدستور والقوانين والإجراءات ممارسة حتى لغتها.كوسيلة تفاهم وهنا المفارقة والبون الشاسع بين هويتين واحدة   ( مستقلة ) افتراضيا حاكمة قطعت اشواطا في التطور القومي الثقافي الاجتماعي وأخرى مازالت محرومة حتى من الالف والباء ، وليس من العدل هنا التساوي بين الحالتين او اعتبار الهوياتي الكردي المتاخر عن ركب التطور القومي قسرا وظلما حوالي القرن مثل الهوياتي في القومية السائدة الذي اقام دولته القومية ويمارس الشوفينية تجاه الهوياتي في القومية المغلوبة على امرها ، في الأول نزعة تجاهل الاخر وانكار وجوده وفي الثاني الدفاع عن شرعية  الوجود ، والمساواة ، والعيش المشترك والنظام الديموقراطي .
  نجد في هذا االعالم المترامية. الأطراف مئات الدول المستقلة في اطر هويات قومية ، وحتى الان تشكل الكثير من تلك الدول وخصوصا الغربية الديموقراطية نموذجا في تعايش الهويات بالرغم من الصعاب ، والعراقيل ، وفي شرقنا ، ومنطقتنا نجد دولا قومية تحكمها انظمة مستبدة تحاول الاستمرار باستحواذ السلطة والحكم عبر لبوس الهوية القومية او الوان دينية ومذهبية وتمارس  االشوفينية - العنصرية تجاه الهويات الأخرى باسم الامن القومي كوسيلة للبقاء .
  من جهة اخرى فان الهويات الأخرى المستهدفة تتصدى سياسيا بالإضافة الى تحقيق الحل لقضيتها المشروعة الخاصة ، وانتزاع ماتصبو اليه في الاطار الوطني التوافقي ، حمل راية الخلاص من الاستبداد ، والدعوة لبناء التحالفات ، والجبهات الوطنية لتحرير الأوطان ، واجراء التغيير الديموقراطي ، وهنا يظهر الفرق الكبير بين طبيعة وجوهر ( هويتين قوميتين ) القومية السائدة الحاكمة الشوفينية ، المستبدة ، والقومية المحرومة ، المضطهدة .الباحثة عن الخلاص ، والتي تحمل في سلوكها ومفاهيمها كل عوامل التقدم ، والصمود ، وهي وبالرغم من ظهور تيارات ، ومجموعات حزبية قد توصف بالتطرف ، وتنفيذ اجندة خارجية في صفوفها بين حين واخر الا انها عابرة وغير اصيلة ، وبصورة عامة فان الهوية القومية المظلومة، مرشحة لحمل لواء الخلاص بالتضامن ، والتكاتف مع جماهير القومية السائدة التي بدورها تعاني الاضطهاد الاجتماعي والسياسي ، وسائر أنواع القمع .






21
اللقاء الثامن والستون للجان متابعة حراك " بزاف "

  معاناة الكرد السوريين من النظام ، والميلشيات ، والاحتلالات تتفاقم .
  سلطة  ب ي د تتحمل المسؤولية الرئيسية في مناطق سيطرتها ، الى جانب مسؤولية أحزاب الانكسي السياسية .
  مؤتمر ب د ك – س الأخير باربيل  اماط اللثام عن حقيقة كنا نشير اليها بحذر منذ أعوام وهي انحراف القيمين على أمور هذا الحزب عن خط الكردايتي ، ورفض التعايش ، والتحالف ، مع التيارات الأخرى المختلفة ، والجنوح نحو التعصب الحزبوي المؤدلج الضيق .
  كشف هذا المؤتمر للعلن مدى جهل او تجاهل وقائع تاريخ الحركة السياسية الكردية السورية ، والاستناد الى الأوهام المزيفة .
  باعترافات أعضائه انعدام الاستقلالية ، والتبعية المطلقة للخارج .
  انهيار هذا الحزب لن يتوقف عند حدوده  بل سيشمل كل أحزاب – الانكسي .
  كرد سوريا عموما ، ومناضلو الحركة الكردية ، وأصدقاء إقليم كردستان العراق على وجه الخصوص  يستحقون توضيحا سريعا وصريحا من الاشقاء في الحزب الديموقراطي الكردستاني – العراق حول مجمل التساؤلات .
  التشرذم ، والافتراق ، والشللية مازال عنوان المرحلة  في الساحة الوطنية السورية .
  مازال العدوان الروسي الغاشم على أوكرانيا يشغل العالم .
 
 
 
  عقدت لجان متابعة مشروع حراك " بزاف " لاعادة بناء الحركة الكردية السورية لقاءها الافتراضي الثامن والستون وناقشت البنود الواردة في البرنامج ، وخرج المشاركون باالاستنتاجات التالية :
  أولا – تتضاعف معاناة الكرد السوريين يوما بعد يوم  في ظل تحكم مختلف الأطراف : نظام الاستبداد ، الاحتلالات الأجنبية ، سلطات الامر الواقع ، وعلى جميع الأصعدة الاقتصادية المعيشية ، والأمنية ، مما يشكل جميعها أنواعا مختلفة من الضغوط والأسباب لافراغ المناطق ، والتوجه نحو المجهول عبر طرق التهريب والتي تقع أيضا تحت نفوذ القوى السالفة الذكر وتشكل مصدرا ماليا لامراء الحروب والصراعات .
  في الجانب السياسي  وبالممارسة العملية  ، تتحمل سلطة الامر الواقع لحزب – ب ي د – الفرع السوري لمنظومة – ب ك ك – المسؤولية  الأساسية في مناطق سيطرته عن الحالة القائمة ، وذلك بسبب سياساته الإشكالية العامة ، وتحالفااته المريبة ، وموقفه ( اللاموقف ) حيال القضية الكردية السورية ، وحمله لاجندات خارجية لاتخدم مصالح الكرد السوريين ، ولاتساعد على ترتيب البيت الكردي ورفضه لاي دور للوطنيين المستقلين ، للمساهمة الفاعلة في النضال الوطني الد يموقراطي ، وإيجاد الحلول للقضايا الوطنية ومن ضمنها القضية الكردية ، اما طرف الاستقطاب الحزبي الاخر المعروف بأحزاب  ( الانكسي ) فمسؤوليته لاتقل عن مسؤولية الطرف الأول ، وهو السبب المباشر بسبب تقاعسه ، وتواطئه ، وتقمصه مصالح محاور خارجية وليس مصالح الكرد السوريين ، وسعيه للشراكة كيفما كان ، وفي نهاية الامر يشكل طرفا الاستقطاب سببا في انعدام وجود محاور كردي سوري يمثل الشعب والشرعية القومية وغياب أي دور وطني فاعل للكرد في الساحة الوطنية والكردستانية ، والإقليمية .
  ثانيا – امام االجدل المستمر حتى الان حول نتائج مؤتمر ( ح د ك – س ) المنعقد في أربيل في العاشر من الشهر الجاري ، وبعيدا عن القراءات – الشخصانية – السطحية العابرة التي رددها البعض فاننا ومن منطلق المسؤولية القومية والوطنية ، ومن دافع مصارحة شعبنا بالحقيقة بكل مايتعلق باي جزء من الحركة الكردية السورية ، خدمة للبناء المستقبلي ، وتفاديا لتكرار الاخطاء والوقوع في المنزلقات ، ومساهمة في معالجة كل جوانب الازمة المتفاقمة في حركتنا نرى : ١ – ان هذا – المؤتمر – قد اماط اللثام عن حقيقة كنا نشير اليها بحذر منذ أعوام وهي انحراف القيمين على أمور هذا الحزب عن خط الكردايتي ، بمعنى الاستمرار في رفض المختلف فكريا ، وعدم قبول العمل التحالفي بين التيارات السياسية ، واللجوء الى العصبية الحزبوية الضيقة سبيلا لاستمرارية المصالح الذاتية لمجموعات معينة ، ومعلوم ان هذا النهج الحزبوي – الأيديولوجي التدميري معمول به لدى – ب ك ك – ومجموعاته المرتبطة به في سوريا ، والعراق ، وايران ، وكذلك هناك تيارات ، ومجموعات تسير على نفس النهج في صفوف الأحزاب الأخرى القائمة في مختلف الساحات االكردستانية من جانب أصحاب المصالح . ٢ – كشف هذا المؤتمر للعلن مدى جهل او تجاهل وقائع تاريخ الحركة السياسية الكردية السورية ، وكيف يطيب للبعض – التعايش – مع معلومات مستندة على الأوهام ، وتزييف وقائع الأصول ، وتاريخ الميلاد . ٣ – ماتم الكشف عنه من اعترافات أعضاء المؤتمر بالذات لن يترك مجالا لاي شك بعد الان حول تبعية هذا الحزب المطلقة ، وبعده عن متطلبات نضال الكرد السوريين من دون الدخول الان بتفاصيل دقيقة . ٤ – شعر شعبنا عبر نخبه الفكرية المناضلة وتنبا منذ عام ٢٠٠٤ عن دنو انتهاء دور ( الحزب الكردي السوري ) بتكوينه الراهن ، والان اكدت مجريات ، ونتائج هذا المؤتمر عن السقوط المدوي ، وهذا الانهيار لن يتوقف عند حدود هذا الحزب الذي  كان يعول عليه على انه النواة  ، بل سيشمل كل أحزاب – الانكسي – مما يستدعي الامر بقوة البحث عن بديل لاعادة بناء ماتهدم ، وإعادة التوازن الى هذا الاختلال الذي سيطيل  الوضع الكردي برمته . ٥ – كرد سوريا ، ومناضلو الحركة الكردية ، وأصدقاء إقليم كردستان العراق يستحقون توضيحا سريعا من الاشقاء في الحزب الديموقراطي الكردستاني – العراق  حول جميع التساؤلات المطروحة .
  ثالثا – التشرذم ، والافتراق ، والشللية مازال يسود الساحة الوطنية السورية ، والمحاولات الفردية المزاجية غير المدروسة وبعضها يعيد انتاج ماسبق بدفع خارجي التي تتكاثر هذه الأيام  بهدف الإنقاذ تلحق الضرر البالغ بمساعي الوطنيين في اجراء المراجعة النقدية بشان سقوط الثورة ، وانحرافات المعارضة ، والعمل على لم الشمل من جديد من خلال مؤتمر وطني سوري جامع ، وبهذه المناسبة نعيد الى اذهان البعض من الكرد الذي يتراكض تجاه هذا وذاك ، ويبدل المسار بين حين وآخر ، انه لن يكون للكرد كافراد أي دور او قيمة مالم يتم التكاتف ، ويجري ترتيب البيت الكردي عبر الطرق المدنية الديموقراطية ، ويصاغ المشروع الكردي للسلام ، ويعاد بناء الحركة الكردية ، وتستعاد الشرعية ، والمصالحة ، ثم ينبثق المحاور الكردي الذي يمثل إرادة الكرد السوريين .
  رابعا – ماذا بعد استانا ٢٠ ؟ وهل ستتواصل هذه اللقاءات الثلاثية والرباعية ، وهل هناك أي جدوى منها لفائدة تحقيق السلام في سوريا ؟ كل الدلائل تشير الى انها مجرد ادامة لسياسة إدارة الازمة ، وتقديم خدمات للمحتلين وخصوصا المحتل الروسي الذي يعمل جاهدا للحفاظ على سلامة نظام الاستبداد ، وتوسيع تحالفاته بمافي ذلك تحقيق اختراق في مجال علاقاته مع تركيا ، ويبدو ان ذلك ممكن الحدوث بحسب تصريحات مندوب النظام .
  رابعا – مازال العدوان الروسي الظالم على أوكرانيا يشغل العالم كله ، ويرخي بظلاله على مختلف اطراف الصراع الدولي حول النفوذ ، والمصالح الاقتصادية ، والاستراتيجية ، ومايجري في منطقتنا يشكل نتائج لتداعيات تلك الحربب العدوانية الظالمة .

     لجان متابعة مشروع " بزاف "

     26 - 06 – 2023   

22
اللقاء السادس والستون في دنكي " بزاف "

عقدت لجان متابعة مشروع حراك " بزاف " لاعادة بناء الحركة الكردية السورية لقاءها الافتراضي السادس والستون ،وناقشت   البنود الواردة في برنامج اللقاء ، وتوصل المجتمعون الى الاستنتاجات، والرؤا التالية :
  أولا – ثمن المجتمعون عاليا زيارة الأستاذ صلاح بدرالدين الى كردستان العراق بدعوة خاصة من السيد الرئيس مسعود باراني للمشاركة في افتتاح متحف مصطفى بارزاني الوطني ، وماتخللتها من لقاءات ، ونشاطات ، هدفت جميعها الى بلورة ومناقشة المشروع القومي والوطني الانقاذي للكرد السوريين ، وسبل إعادة بناء الحركة الكردية السورية ، واستعادة شرعيتها ، ووحدتها .
  ثانيا – لاحظ المجتمعون انسداد الافاق امام أحزاب طرفي الاستقطاب ( ب ي د – ب د ك – س ) وعجزها عن أداء ابسط المهام تجاه الشعب ، والوطن، والقضية ، ومضيها في طريق تعميق الاستقطاب ، وتوسيع دائرة الصراعات ، والخلافات البينية ، على حساب مصالح الشعب الكردي ، وقضيته المشروعة ، كما لاحظوا حصول انفجارات تنظيمية داخلية ، وتنامي التكتلات داخل كل حزب على حدة وذلك بسبب الفساد المالي ، والسياسي ، والأخلاقي ، وعدم القدرة على حل الخلافات قديمها ، وجديدها ، والعزلة عن الاوساط الشعبية ، والخروج على الاجماع القومي والوطني ، ورفض الحوار الكردي الكردي وكل المبادرات الانقاذية الصادرة عن الوطنيين المستقلين .
من جهة أخرى توقف المجتمعون على مخططات التغييير الديموغرافي ، وافراغ المناطق الجارية الان في معظم المناطق الكردية السورية وخصوصا في عفرين والجزيرة ، ولاشك ان الحل الأفضل ، والواقعي ، والسريع هو عودة اللاجئين الى ديارهم بدعم واسناد المجتمع الدولي ، وكل المعنيين بهذا الملف من الدول المجاورة وبينها إقليم كردستان العراق .
   ثالثا – استذكر المجتمعون مئوية التوقيع على معاهدة لوزان التي ابطلت كل ماصدر عن سابقتها معاهدة سيفر في عشرينات القرن الماضي ، ودعوا المثقفين الكرد في كل مكان الى تناول تلك الاحداث بموضوعية ، وقراءة نقدية ، واستخلاص العبر منها بدلا من استثمار بعض الأحزاب للمناسبة سياسيا بإقامة احتفاليات والتركيز على القشور ،والقفز على المضمون الجوهري للمقدمات ، والنتائج .
  ثالثا – بخصوص واقع – كرد الدياسبورا –  المهجر في قارات العالم عموما وأوروبا على وجه الخصوص ، ودورهمم في مساندة شعبهم وقضاياه ، والذين مازالوا يعانون التشتت ، والانقسامات كانعكاس طبييعي لتعدد أجزاء كردستان ، وانقسامات ، وصراعات الأطراف ، والأحزاب الكردية ، فان المصلحة تقضي بضرورة تنظيم الصفوف على أسس ديموقراطية سليمة ،ومشاركة جامعة ، وافساح المجال للوطنيين ، والمثقفين المستقلين بدلا من مداخلات ، وهيمنة الأحزاب التي تتحمل جزء من مسؤؤلية الانقسام الراهن أصلا  بين صفوف الشعب الكردي ، فلاشك ان افتقار الحركات الكردية بالوطن الى الحد الأدنى من الاتفاق ، والتعاون يجعلها عاجزة عن تحقيق توحيد صفوف وجهود كرد الخارج أيضا ، بل ان تدخلات الأحزاب الكردية بهذه الحالة في شؤون كرد المهاجر انطلاقا من المصالح الضيقة سيزيد الانقسامات اكثر .
  رابعا – في التطورات السورية لاحظ المجتمعون ان انفتاح النظام العربي الرسمي على نظام الأسد الاستبدادي ، ودعوته الى قمة جدة في السعودية لن يحل القضية السورية ، كما يريده السورييون ، ومهما قيل من وجود شروط فان النظام لن ينفذ أي شيئ منها ، وتنتهي اللعبة لمصلحة المحور الإيراني ، وماحصل بمثابة اسدال الستار على ثورات الربيع وفي مقدمتها الثورة السورية المغدورة ، وعلينا ان لاننسى هنا ان المسؤولية الكبرى على هذه النتيجة الماساوية تقع على عاتق جماعات الإسلام السياسي ومن سار في ركابها منذ قيام- المجلس الوطني السوري – مرورا بالائتلاف وتسليم مصير الشعب السوري للنظام العربي والإقليمي الرسمي .
  خامسا – تواجه التجربة الفيدرالية وانجازاتها الكبيرة في كردستان العراق التي تحققت بفضل التضحيات الجسام تحديات كبرى على الصعيدين الداخلي ، والعراقي ، والإقليمي ، وتعتبر صيانة هذه التجربة ، وتطويرها ، وترسيخها من أولويات النضال الكردستاني في هذه المرحلة ، ونحن على ثقة بان المؤسسات الإدارية والتشريعية ، والتنفيذية ، والقيادية المنتخبة في الإقليم ستكون على مستوى المسؤولية التاريخية في اجتياز كل الصعاب ، وتحقيق اماني وطموحات شعب كردستان العراق .
سادسا  – وفي استطلاع سريع للوضعين الاقليمي والدولي ظهر للمجتمعين مدى النتائج الكارثية للعدوان الروسي على أوكرانيا التي تنعكس على المجتمع الدولي بصورة سلبية ، تزيد من التوترات ، والمواجهات ، واشعال الحروب ، وتعميق الازمات الاقتصادية في مختلف القارات ، ويقع على عاتق المجتمع الدولي مسؤولية تقديم الدعم للشعب الاوكراني لصد العدوان الروسي ووقف الطغمة الفاشية الروسية الحاكمة عند حدها ، وحل القضايا سلميا وبالحوار .
   هذا وقد اكد المجتمعون من جديد على ضرورة تفعيل العمل من اجل تحقيق مشروع حراك " بزاف " ، ومواصلة المحاولات من اجل عقد الحوارات بين كل الأطراف ، والتيارات السياسية الكردية ، والسورية .
              لجان تنسيق مشروع " بزاف "

  ٢٩ – ٥ – ٢٠٢٣


23
" سيفر " و " لوزان " مالهما وماعليهما
                                                                       
صلاح بدرالدين

   تعتبر  معاهدة " لوزان " المبرمة قبل اكثر من مائة عام ، في سياق سلسلة من الاتفاقيات الدولية التي ابرمتها وفرضتها قوى التحالف المنتصرة في الحرب العالمية الأولى على المانيا ، وحليفتها الإمبراطورية العثمانية ، التي دفعت الأخيرة أيضا الثمن الباهظ بقبول التخلي عن جميع الأراضي العثمانية التي يتواجد فيها غير الاتراك ، حيث اخضعت فلسطين والعراق للانتداب البريطاني ، ولبنان وسوريا للانتداب الفرنسي ، وقبل ذلك تم التوقيع على معاهدة – فرساي – مع الإمبراطورية الألمانية ، وإلغاء كل امتيازاتها في المجال العثماني ، كما ابرم اتفاق سري بين كل من ( بريطانيا وفرنسا ، وإيطاليا ) ، تم بموجبه توزيع مناطق النفوذ ، والمصالح التجارية في تركة – الرجل المريض - بينها .
والى جانب فصل الولايات العربية عن الدولة العثمانية، حيث كما ذكرنا أخذت بريطانيا وفرنسا كلا من العراق والشام لتصبح خاضعة للانتداب، كما نصت الاتفاقية على وضع البوسفور والدردنيل تحت إدارة دولية، وعلى إعطاء جزر - دوديكانيسيا - لإيطاليا والتي كانت تحتلها بالفعل قبل الحرب العالمية الأولى .
  اما بخصوص ( كردستان ) فقد اقتصر بشكل رئيسي على العراق،  فقد جاء بالبنود ( ٦٢ – ٦٣ – ٦٤ ) من الفقرة الثالثة بوجوب اجراء استفتاء لتقرير مصير إقليم كردستان العراق أو ولاية الموصل كما سميت  ، ولم يحصل حينها اتفاق بين كرد العراق بهذا الصدد ولم يجري الاسفتاء ، وطويت الصفحة ، ولكن ممثل الكرد في مؤتمر السلام الجنرال شريف باشا  طرح تصوره لتقرير مصير كردستان ، ونشر خريطة أيضا ، تظهر فيها كردستان تركيا ، وقسما كبيرا من كردستان العراق ، وجزء صغيرا جدا من كردستان سوريا ، وغياب كردستان ايران بالكامل .   
   ولم تجري الأمور كما نصت عليها المعاهدة حتى بخصوص اقليم كردستان العراق ،  كما رفضت خارطة شريف باشا أيضا ، قبل ان ترفض القوى القومية بزعامة كمال اتاتورك كل المعاهدة بشدة ، وبدات حرب ( الاستقلال ) واستولت على مقاليد السلطة على انقاض الإمبراطورية وأعلنت – الجمهورية التركية – ونقلت العاصمة الى – انقرة – بدلا من القسطنطينية – استانبول -  وادت التطورات الى الغاء معاهدة سيفر ، وابرام معاهدة لوزان حيث تم التوقيع عليها واعتمادها ( ١٩٢٣ – ١٩٢٤ ) الى جانب سعي – الجمهورية – في تحسين العلاقات مع – الاتحاد السوفييتي – السابق ، وإيطاليا ، والدول الأوروبية الأخرى  .
  لماذا يتباكى بعض الكرد على معاهدة سيفر ؟
  ١ – لااعلم هل ان المتباكين على اطلالها على دراية تامة ببنودها المتشعبة ؟ ولنفترض مجازا ان الامر كذلك ونتساءل : فاذا كان بين  هؤلاء من دعاة تشكيل كردستان التاريخية الكبرى ، فان بنود المعاهدة ، تقتصر على كردستان العراق فقط ، حتى خارطة الجنرال شريف باشا التي رفضت حينها من الموقعين على المعاهدة  لاتشمل كل الأجزاء ، والمناطق ، واذا كانوا من كرد سوريا فان المعاهدة لاتشمل كل المناطق الكردية السورية بل يمكن ان تضم ماسميت حينها بمنقار البطة ، أي - ديريك ، وعين ديوار -  والمنطقة الملاصقة لكردستان العراق .
  ٢ – من الغرابة بمكان العودة مائة عام الى الوراء ، والتمسك بمعاهدة الغيت بعد عامين من ابرامها ، ولم تطبق بكل مايتعلق بالكرد ، في حين يمكن المطالبة الان بما هو اكثر من بنود المعاهدة الملغية على أساس مبادئ هيئة الأمم المتحدة ، وخصوصا مبدا حق تقرير المصير التي لم تكن حينها متوفرة او معتمدة .
  ٣ – الدول المتنفذة حينها ( فرنسا – إنكلترا – إيطاليا ) والموقعة على معاهدة سيفر ، إضافة الى انها نفسها متواطئة ضد الكرد منذ معاهدة سايكس بيكو ( ١٩١٦ )  فانها لاتشكل الان قوى عظمى في ترتيب القوى الدولية حتى يركن اليها ، صحيح ان أنظمتها ديموقراطية لشعوبها ولكنها مازالت تتاجر بقضايا الشعوب ، وتبحث لها عن أسواق ، ومقاتلين للايجار ، وتتعامل مع مبدأ حق تقرير المصير ببراغماتية سياسية مصلحية     .
  ٤ – قد تكون المرة الأولى التي ذكرت فيها عبارة كردستان في معاهدة بين دول أوروبية  التي انعشت المشاعر وهو امر بغاية الأهمية ولكن لم ينتج عن ذلك شيئا على ارض الواقع ، وفي هذا السياق يمكن القول ان مسالة كردستان لم تغب يوما من تداولات القوى الفاعلة على المسرحين الإقليمي ، والدولي حتى لو باشكال غير مباشرة ، منذ معركة – جالديران – بالقرن السادس عشر وحتى الان ،  وعلى الاغلب ماطرح في مداولات معاهدة – سيفر - كان بجهود فردية من جانب الشخصية القومية المرموقة الجنرال – شريف باشا – الذي حورب ، وحوصر ، واهمل بعد ذلك من اكثر من طرف وجهة ، ( وقد سمعت من احد المطلعين انه توفي مشردا في احدى محطات المترو بباريس ) ، ومكان دفنه مازال مجهولا   ومن الجدير ذكره وإزاء موضوعة الاستقلال الذي رفع لواءه الراحل شريف باشا ، فقد كان هناك في ذلك الوقت تيارا قوميا  من متعلمين ، ووجهاء ، ورجال دين من بين النخبة المتنورة الكردية الموزعة بين استانبول والمدن الكبرى في كردستان تنادي با الحفاظ على الخلافة العثمانية ، والعيش ضمنها وسمي هؤلاء با ( الاوتونوميين ) ، وقد ظهر مايماثله لدى العرب آيضا  . 
 ٥– اذا كان البعض يولي الأهمية الزائدة لمعاهدة – سيفر – واعتبارها في عداد المعاهدات الدولية النافذة ، فانها لم تصدر من ( عصبة الأمم ) مثلا  كهيئة دولية معتبرة قامت عام ( ١٩١٩ ) قبل عام من المعاهدة ،  حتى تكون وثيقة ذات شان في مصاف القرارات الملزمة ، والواجبة التنفيذ مهما طال الزمن ، ولكنها صدرت من دول رغم انها كانت قوية حينذاك ، كما لم توقع عليها لا الولايات المتحدة الامريكية ، ولا الاتحاد السوفييتي ،  والهدف الأساسي للمعاهدة  لم يكن خاصا بالقضية الكردية ، بل موجها بالأساس لألمانيا ، وللامبراطورية العثمانية من اجل تقطيع اوصالها ، والحد من وجود جنودها ، واداراتها في البلدان الأوروبية ، وكان لابد من بحث موضوعي الأرمن ، والكرد كقوميات مميزة تعيش تحت النير العثماني .     
  ٦ – من المستبعد جدا ونحن في بداية القرن الجديد ، وتعقيدات ، وتداخل القضايا الاقليمية ، والدولية ، واشتداد الصراع بين الأقطاب الى درجة المواجهات الحربية المحدودة المرشحة للتصعيد ، ان يحصل توافق دولي حول ( كردستان التاريخية الكبرى ) كسلة واحدة ، خاصة ونحن في مرحلة تتعزز العوامل الوطنية على حساب العوامل القومية ، وانشغال الحركات السياسية ( الأحزاب )  في كل جزء بامورها الخاصة او بعبارة أوضح بالصراعات البينية لمصالح الاجندات الخارجية حيث اضاعت البوصلة ، وتفتقر الى وضوح الرؤيا بشأن القضية القومية ، وسبل حل القضية الكردية  ، هذا بالإضافة أيضا الى تفكك تلك الحركات ، وانقساماتها التي لاتؤهل غالبيتها بتحقيق أي انجاز قومي مهما كان طفيفا .
  ٧ -   هؤلاء يعتمدون في تباكيهم على – سيفر – على مقولة خاطئة يتم الترويج لها من مصادر غير معروفة ، وهي أن مفعول معاهدة لوزان التي ابطلت – سيفر - سينتهي بعد بلوغ مائة عام من تاريخ التوقيع عليها أي بعد عام من الان ، في حين أن نص المعاهدة بموادها كاملة وملاحقها لم يأت على ذكر سقف زمني لانتهائها ، ويتجاهلون حقيقة مثبتة في العلاقات الدولية، وهي أن معاهدة لوزان كأي معاهدة بين الدول تبقى سارية المفعول ما لم يُذكر فيها تاريخ انتهاء صلاحيتها .
  ٨ – من المفارقات الملفتة ان الأحزاب الكردية  دون استثناء ( ومن يلف لفها )  هي من تقف وراء تحويل مناسبة معاهدة لوزان الى – بكائيات – لعدم تشكل دولة كردستان ، وفي الوقت ذاته برامجها تخلو من الالتزام بحق تقرير المصير والاستقلال وغارقة في الانتماءات القطرية حتى الاذنين ، وترفض أي تعاون او تنسيق اخوي بين سائر الحركات الكردية في الاجزاء الأربعة بل انها متورطة في حروب الاخوة ، والمواجهات العدائية ، والبعض منها يسعى الى إعادة الاعتبار لمن كرسوا معاهدة لوزان ، والارتماء في أحضان احفادهم .
  من المفيد انكباب المفكرين الكرد على إعادة قراءة وفهم وتقيييم كل مايتعلق بتاريخ الحركة الكردية منذ القرن التاسع عشر وحتى الان ، من معاهدات ، واتفاقيات ، ومخططات ، وقراءة الوثائق المتوفرة بصورة معمقة ونقدية ، وعقد المؤتمرات العلمية بشانها ، واستخلاص العبر والدروس لفائدة الجيل الناشئ بدلا من " الاحتفاليات " ، و " البكائيات " التي لاتقدم ولاتؤخر .

24

السبيل الى الحل الشامل للقضية السورية 
( رؤية حراك " بزاف " )

      قرر معظم بلدان النظام العربي الرسمي وقبل ذلك تركيا في الآونة الأخيرة  بالانفتاح على النظام السوري ، وتبادل الزيارات الدبلوماسية ، والأمنية سرا وعلنا ، من دون اعلان جميع الشروط والاسس التي يستند اليها القرار ، والخطوات الواجبة اتخاذها من جانب نظام دمشق ، مع تدني الامال الى درجة الانتفاء على احتمالات فرض شروط لمصلحة السوريين ، وتحقيق حتى جزء من أهدافهم التي قدموا في سبيلها ملايين الضحايا ، والمهجرين ، والنازحين فقط في العقد الأخير .
  وعلى اثر ذلك وفي سياق متصل نشرت اطراف بالداخل السوري مواقف ومبادرات مختلفة حول الموضوع من بينها مجموعة من معارضي النظام القريبين من – الائتلاف - ، وكذلك الإدارة الذاتية بالقامشلي ، والتي تفتقر بمجملها الى وضوح الرؤيا ، والتعبير عن مصالح ومطامح الغالبية الشعبية ، فاعلان المجموعة كان بمثابة رد فعل اعلامي على خطوات الانفتاح العربي ، وليس برنامجا متكاملا مدروسا لحل القضية السورية ، اما موقف الإدارة الذاتية فجاء لخدمة مصالح فئة محددة ، ومحاولة استغفال السوريين باالقفز فوق حقائق تدينها بموالاة النظام ، وإيجاد موقع لها في أي استحقاق قادم ،ولم يستند لا الى رؤية وطنية عامة ولا الى تمثيل المطامح الكردية الى درجة انها اعتبرت القضية السورية بكل ثقلها الوطني وجوانبها الثورية ، والديموقراطية ، والحقوقية مجرد أزمة ! .
        طريقان لايجاد الحلول لاثالث لهما
  منذ انهيار الثورة ، على ايدي جماعات الإسلام السياسي ، وتوابعها ، وبتواطئ من عواصم النظام الإقليمي الرسمي ، وغض النظر من جانب المجتمع الدولي ، وارتداد المعارضة وتشتتها ، وتوزعها في مولاة الدول الإقليمية المانحة ،  تراجعت حظوظ حل القضية السورية كما كان يتمناها الشعب السوري ، عبر اسقاط نظام الاستبداد ، واجراء التغيير الديموقراطي ، حيث كان الطريق الاصح لبلوغ ذلك اجراء مراجعة شاملة في اطار مؤتمر وطني سوري بمشاركة مختلف المكونات ، والتيارات السياسية المؤمنة بالتغيير ، وقد يكون مازال هناك ولو بصيصا من الامل لتحقيق ذلك اذا توفرت الشروط اللازمة المطلوبة .
  اما الطريق الاخر فهو هرولة الجماعات الحزبية والمجموعات المسلحة ، وسلطات الامر الواقع ، وكل على حدة باتجاه دمشق كما تظهر بوادرها الان ، وحصول كل طرف على حصته من الصفقة في ظل النظام القائم اصل البلاء ، لان غالبيتها لم تؤمن يوما باهداف الثورة السورية ، هذا اذا لم تكن معادية لها أصلا .
  هناك شروط لابد من توفرها من اجل إيجاد الحل العادل والمستدام للقضية السورية ( وليست المعالجات الترقيعية الوقتية ) ومن ابرزها :
   أولا – أي حل قادم يجب وبالضرورة ان يكون وطنيا – سوريا موحدا ، يشمل جميع المناطق ، والمحافظات بحزمة متكاملة واحدة ، وان يحظى بموافقة غالبية السوريين على قاعدة تغيير نظام الاستبداد وليس راس النظام فحسب ، واجراء التغيير الديموقراطي ، وحل جميع  المسائل بمافي ذلك تطبيق العدالة وتحرير كل السجناء ، والمعتقلين ، والمخطوفين ، وعودة المهجرين ، والنازحين ، وإعادة اعمار ماتهدم ، واجراء انتخابات ديموقراطية في البلاد ، واطلاق الحريات العامة ، وتحسين الوضع الاقتصادي والمعيشي ، والاجتماعي ، وتحقيق مصالحة عامة بعد ذلك على أساس التسامح ، والعيش المشترك بين مكونات الشعب السوري ، وإزالة كل أنواع الاضطهاد القومي ، وحل القضية الكردية حسب إرادة الكرد في تقرير مصيرهم في اطار سوريا الجديدة الموحدة .
  ثانيا – الحل المرجو لن يتحقق الا اذا توفرت شروط إعادة توحيد الحركة الوطنية الديموقراطية السورية في مؤتمر وطني شامل ، وانتخاب مجلس يمثل إرادة السوريين ، ويحاور ، ويتفاوض باسمهم مع جميع الاطراف الداخلية ، والخارجية المعنية بالقضية السورية .
  ثالثا – على الصعيد الكردي الخاص ليس هناك طرف بعينه في المرحلة الراهنة  يمثل إرادة الكرد السوريين او يحاور باسمهم ، في ظل تفكك الحركة الوطنية السياسية الكوردية ، وانقسامها ، وتبعية البقية الحزبية الباقية منها للمحاور الخارجية على حساب القرار الكردي الوطني المستقل ، لذلك فان اية محاولة من جانب أي طرف حزبي او عسكري في الساحة الكردية في الادعاء بتمثيل الكرد تبقى باطلة ، بل ستؤزم الوضع اكثر ، وتعمق الانقسام ، والطريق الوحيد لإزالة هذه العقبة الكاداء هو اللجوء الى مؤتمر كردي سوري جامع لتوحيد الحركة ، واستعادة الشرعية ، وصياغة المشروع الكردي للسلام القومي والوطني ، وتوفير محاور كردي واحد مخول لتمثيل الكرد ضمن صفوف الحركة الديموقراطية السورية والمشاركة في القرار الوطني ، وفي مختلف المحافل .
  صحيح ان هذه الحلول الجذرية العامة والخاصة ليست سهلة التحقيق ، وستعترضها عقبات وعوائق كثيرة ، ولكن ليست مستحيلة اذا توفرت الشروط اللازمة الذاتية أولا ، والموضوعية تاليا ، وحتى لو طال زمن تحقيقها فذلك افضل من إعادة تجارب سابقة تكلف المزيد من الخسائر ، والدمار ، خصوصا ونحن نجتاز ظروفا محلية ، وإقليمية ، ودولية شديدة التعقيد والخطورة ، وقابلة للانفجارات ، والسورييون مجبرون على التريث مع مواصلة البحث عن طرق الخلاص حتى تنقشع الغيوم ، وتظهر نتائج عمليات – خلط الأوراق – والاصطفافات الجديدة بالمنطقة ، وظهور ملامح  النظام العالمي الجديد .
  رابعا – من اهم المخاطر المحدقة بالقضية السورية مستقبلا هو إعادة تسليم المصير الوطني السوري الى النظام الإقليمي والعربي الرسمي ، او الاعتماد الكلي على الوعود الخارجية ، والعودة الى حضن نظام مجرم قبل اسقاطه ومحاكمة رؤوسه المتورطة ، واتخاذ طريق العنف والعسكرة وسيلة لتحقيق الأهداف ، والائتمان الى جماعات الإسلام السياسي التي غدرت بالثورة ، والمعارضة ، والقضية ، واحلال الفردية ، ومراكز القوى الحزبية ، والفئوية محل القيادة الجماعية  .
         لجان تنسيق مشروع حراك " بزاف "
        لاعادة بناء الحركة الكردية السورية
   
    مخرجات اللقاء الخامس والستون



         
                      اللقاء الخامس والستون في دنكي " بزاف "

  عقدت لجان متابعة مشروع حراك " بزاف " لاعادة بناء الحركة الكردية السورية لقاءها الافتراضي الخامس والستون ، واستخلصت  التالي :
     أولا – إزاء المعاناة المستمرة لشعبنا الكردي على الصعد المعيشية ، والأمنية ، في كافة مناطقه الخاضعة منها لسيطرة النظام ، او نفوذ القوى المحتلة ، او هيمنة المستوطنين المسلحين ، او تحكم الميليشيات الأجنبية والسورية ، وفي ظل مضي النظام العربي – الإقليمي الرسمي في تطبيق مشروعه بإعادة الاعتبار لنظام الاستبداد الحاكم الذي يجرم بحق السوريين منذ عقود ومن دون أي اعتبار لتطلعات  واهداف السوريين نحو الخلاص ، والتغيير الديموقراطي ، تستمر أحزاب طرفي الاستقطاب ( الكردي ) في سباتها العميق ومن دون أي تحرك في سبيل تهيئة الساحة الكردية لتكون مشاركة في الاستحقاقات القادمة من خلال الأداة النضالية الوحيدة ( الحركة الكردية )  وتجاهل واجبات انجاز إعادة بناء ، وتوحيد ، ماهدمته هي ، وتسببت في تفكيكها ، ليس ذلك فحسب بل استمرار هذه الأحزاب التي نصبت نفسها الوصي على الكرد بطرق ملتوية غير شرعية – قسرية ، ومعنوية – في تجاهل نداءات الإنقاذ ، والتحاور من اجل التوافق على المشروع القومي – الوطني الذي يحمي الكرد ويوحد صفوفهم ، ويجسد طموحاتهم المشروعة ويعيد للكرد السوريين دورهم الفاعل الوطني ، والكردستاني ، ويرسخ الشخصية الكردية السورية المستقلة .
  مقابل ذلك فان الغالبية من بنات وأبناء شعبنا  من الوطنيين المستقلين ، وسائر شرائحهم الشبابية ، والنشطاء الإعلاميين ، والمثقفين الملتزمين ، وبينهم العديد من انصار الأحزاب ، وفي الوسط القاعدي ، فقدوا الثقة بجدوى اداء المنظومات الحزبية القائمة ، وينتظرون بفارغ الصبر تحقيق مايصبون اليه في إعادة بناء وتوحيد الحركة ، من خلال المؤتمر الكردي السوري الجامع .
     ثانيا – هناك تطورات متسارعة على الصعيد العالمي  منذ الحرب الروسية العدوانية على أوكرانيا ، تتجه نحو التوسع ، حاملة في ثناياها رغبات متنوعة ، ومصالح متناقضة من بينها محاولة فرض نظام عالمي جديد بابراز قطبين جديدين – الصين وروسيا - ، وتغيير الحدود الدولية التي ارستها المنظمة الأممية ، وثبتتها موازين القوى لدى انتهاء الحرب الباردة وسقوط الاتحاد السوفييتي السابق ، وقد انعكس ذلك على منطقة الشرق الأوسط بوقائع جديدة من تجلياتها المصالحة السعودية – الإيرانية بوساطة صينية مع استبعاد أي دور ظاهري للولايات المتحدة الامريكية الحليف التاريخي الأول للسعودية ودول الخليج مع احتمال تفاقم تبعات مستقبلية اذا كان هناك فعلا تجاهل القوة الأعظم ، وتتجه الاحداث نحو خلط الأوراق بالمنطقة ( تطورات السودان ) ( الانفتاح على النظام السوري ) ، وإعادة تجميعها بشكل مغاير ، بحيث يتم اسدال الستار نهائيا على قضايا الشعوب في الحرية والديموقراطية التي احيتها ثورات الربيع منذ عقد من الزمن ، كما ان كل المؤشرات تدل على ان نظام ايران سيكون المنتصر بنهاية المطاف خاصة وان انفراج علاقاتها مع السعودية والمحيط كان على حساب الانتفاضة الشعبية  الداخلية ، وسيكون نظام الأسد من المستفيدين أيضا في هذا الانفتاح الإقليمي عليه من دون مقابل ثمن مكلف ، كما تدل الوقائع – كرديا - ان أحزاب طرفي الاستقطاب وخاصة – ب ي د – وادارته الذاتية من أوائل المهللين للالتحاق به .
     ثالثا – لقد استلم مكتب جةنابي سروك مسعود بارزاني ، وكل من السيدين رئيسي إقليم وحكومة كردستان العراق ، نص المذكرة المرفوعة اليهم من حراك " بزاف " حول مقترحنا بشان كرد سوريا وحركتهم السياسية ، والتي نشرت بوسائل الاعلام ، وكلنا امل ان يستجيب اشقاؤنا الكبار نداءنا الصادق في سبيل دعم مشروع توحيد الحركة الكردية السورية ، والمؤتمر الجامع ، وسنتابع هذا الموضوع الحيوي في الحاضر والمستقبل بالسبل المتوفرة .
     رابعا – نؤكد مجددا توجهنا بقلوب مفتوحة ، وايادي ممدودة الى  اهلنا الكرد السوريين بكل تياراتهم السياسية ، وانتماءاتهم الحزبية ، وشرائحهم الاجتماعية ، باننا جميعا في مركب واحد ، ولسنا أعداء لبعضنا البعض رغم اختلاف المواقف حول حاضر ومستقبل الحركة بيننا وبين قيادات الأحزاب ، ونؤكد لهم اننا نسعى الى الحوار من اجل توحيد اداتنا النضالية الوحيدة بالطرق السلمية ، ولسنا بصدد إزالة احد او الحلول محله ، كما لسنا في حرب مسلحة مع احد ، وسلاحنا الوحيد هو مشروعنا السياسي من اجل إعادة بناء حركتنا جميعا ، لذلك فلنتحاور بشكل حضاري ومن دون شروط وتشنجات ، ومواقف مسبقة ، وشخصنة ، وتعبئة للتخندق الأيديولوجي والحزبوي ، وتجاهل للبعض الاخر ، خاصة في الظروف الدقيقة الراهنة حيث المنطقة مقبلة على تحولات بنيوية عميقة لن يكون مصير الكرد السوريين والقضية الكردية عامة بمعزل عنها ، ومن دروس التاريخ ان القوي المنتصر هو من يتقبل الحوار ويلتزم بقرار الغالبية حول مصائر الشعوب والاوطان .
  نحن في حراك " بزاف " لسنا طارؤون بل أصحاب القضية ، نستمد جذورنا ودعوتنا من نضالات  حركتنا منذ البدايات وفي اصعب الظروف ، ونربط حاضر الحركة الكردية بتجارب الماضي بكل محطاتها وتحولاتها ، وننطلق منه لبناء المستقبل ، ونتمسك بجوهر الحركة الحقيقي ، ونصون مسارها  ، ولنا تاريخنا ولسنا بحاجة الى الاستيلاء على تراث الاخرين ( كما يفعل البعض ) بقوة السلاح او بالاستقواء بالغير ، رصيدنا ليس الأموال ولا القوى المسلحة بل وقوف الغالبية الشعبية الى جانب مشروعنا الانقاذي التوحيدي ، مباشرة وغير مباشر  وبمختلف التعبيرات .
     خامسا  – نؤكد لمن يهمه الامر من شركائنا الوطنيين والديموقراطيين السوريين من العرب والمكونات الاخرىى ، ان مساعينا المتواصلة من اجل إعادة بناء حركتنا لاتتناقض مع المساعي التي تبذل لتحقيق المؤتمر الوطني السوري العام من اجل المراجعة ، وتوحيد الجهود ، وإعادة تفعيل اهداف الثورة السورية ، وأدوات تحقيقها بطرق ووسائل جديدة ، بل ان مانقوم به هو تسهيل ، واستكمال للإرادة الوطنية العامة من اجل التغيير الديموقراطي في بلادنا على قاعدة الشراكة الكردية العربية الحقة بضمانة الدستور ، في اطار سوريا الجديدة التعددية الموحدة ، لذلك لابد من التعاون ، والتنسيق ، والتحاور .
     سادسا – توقف المشاركون باللقاء على مسالة تطوير وتوسيع لجان المتابعة ، وتفعيل اعلام مشروع " بزاف " والمضي قدما في تنظيم النشاطات بمختلف اشكالها .

             لجان متابعة مشروع " بزاف "
         لاعادة بناء الحركة الكردية السورية

   ٢٥ – ٤ – ٢٠٢٣




25
اللقاء الرابع والستون للجان متابعة " بزاف "
                                                             
صلاح بدرالدين

  عقدت لجان متابعة مشروع " بزاف " لاعادة بناء الحركة الكردية السورية ، لقاءها الافتراضي الرابع والستون بعد إجازة – نوروز -  ، وخرجت بالتصورات التالية :
  أولا –جريمة – جنديرس – بحق أربعة من سكانها الكرد خلال قيامهم بواجب الاحتفاء بالعيد القومي ، وشعلة – نوروز – وفي سياق الزمان ، والمكان ، والمناسبة ، واهداف الجناة العنصرية ، شكلت نقلة نوعية في تشخيص طبيعة الفصائل المسلحة المنتشرة في مناطق عفرين ، وتل ابيض ، وراس العين ، والتي لاتخضع لاية إرادة سورية وطنية معارضة لنظام الاستبداد ، ولاتخدم اهداف السوريين بمختلف مكوناتهم ، باعتبارها من المستوطنين المسلحين الذين لايكتفون بمصادرة أملاك واراضي ، وخيرات سكانها الأصليين من الكرد وسواهم ، بل تورطت بممارسة العنصرية تجاه مكون وطني اصيل ، والتقت بذللك مع نهج نظام دمشق الشوفيني الاستبدادي ، وستظل هذه العلامة الفارقة السوداء مطبوعة في الاذهان وعلى ارض الواقع ، الا ان يحصل العكس في النهج ، والموقف ، قولا وعملا ، وتتحقق مطالب أهالي تلك المناطق  .
  من جانب آخر نؤكد مرة أخرى ان مأساة أهلنا في – جنديرس – صورة عن معاناة كل منطقة عفرين ، والمناطق الأخرى المحتلة – المباحة للمستوطنين المسلحين ، وهي بمجملها جزء لايتجزأ عن قضية الشعب الكردي السوري القومية الديموقراطية ، والقضية السورية عموما بماهي مسألة الحرية والكرامة ، والخلاص من الاستبداد ، والتغيير الديموقراطي ، فتخفيف الالام في اية منطقة وبوسائل مختلفة امر جائز ومطلوب ، ولكن الحل النهائي لن يتحقق الا عبر حزمة موحدة في ظل ظروف ذاتية ، وموضوعية مواتية تتناسب وعملية إعادة بناء الحركة الكردية ، وهنا يجب الحذر من ذوي النوايا السيئة الذين يدعون الى الانعزالية المناطقية ، وتفريق الصفوف .
  ثانيا – تميزت احتفالات نوروز هذاالعام في داخل الوطن وخارجه ، بالطابع الشعبي المستقل عن محاولات استغلال الأحزاب الفاشلة للمناسبة القومية ، وهذا ان دل على شيئ فانه يدل على عمق الصحوة لدى الفئات الشعبية ، والبحث لاكتشاف الذات ، وعدم الانجرار وراء الدعايات والمصالح الحزبية الضيقة ،  وبتوسع صفوف الوطنيين المستقلين  ستتعزز الدعوات  الى إعادة بناء الحركة الكردية السورية بالطرق المدنية الشرعية من خلال المؤتمر الكردي السوري الجامع .
  ثالثا – تم مناقشة وإقرار المذكرة المزمع تقديمها باسم حراك " بزاف " للاشقاء في قيادة إقليم كردستان العراق ، والمتعلقة بالوضع الكردي السوري ، وسيتم نشرها قريبا عبر وسائل الاعلام .
رابعا  – على الصعيد الدولي وبالرغم من التهديدات المتكررة من جانب رؤوس الطغمة الحاكمة المعتدية بموسكو باستخدام السلاح النووي ، والتي تظهر بعد كل انتصار ، وصمود للجيش الاوكراني المقاوم في جبهات القتال ، الا ان الدلائل تشير الى احتمالات حصول اختراقات نحو مفاوضات باتجاه تحقيق السلام بالمستقبل بمايصون وحدة ، وسيادة اوكرانيا ، وذلك ضمن حزمة من الانفراجات على الصعيد الدولي بينها الحوار السعودي الإيراني ، ، وتذليل العقبات بين أربيل وبغداد ، ولاشك ان ذلك التوجه لايعني ابدا انه يشمل حل جميع القضايا الإقليمية لمصلحة شعوبها خصوصا مايتعلق بالقضية السورية ، بل يمكنه وفي اغلب الحالات ان يصب لصالح القوى السائدة اللاديموقراطية ، ، خاصة في ظل احتدام الصراعات الداخلية بشأن الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المرتقبة في عدد من البلدان المفصلية كالولايات المتحدة الامريكية ، وتركيا ، وكذلك الضغط العسكري الاسرائلي على الوجود الإيراني فيي سوريا ، والمناوشات – الصاروخية - المستجدة .
  وفي هذا السياق ومن باب اخذ مصلحة الكرد السوريين بعين الاعتبار ، اعتبرنا تحركات معتمد – ب ك ك – في سوريا ، وقائد ( قسد ) ، وافتضاح امر ملابسات زيارته للسليمانية ، وتدخلاته في شؤون إقليم كردستان العراق  بمثابة طعنة في ظهر شعبنا الكردي السوري ، واخفاء الحقيقة عنه ، وهو نهج تسير عليه أحزاب طرفي الاستقطاب ، بتبعيتها للخارج ، وتنفيذ اجندات الاخرين .
         لجان متابعة مشروع " بزاف "
     لاعادة بناء الحركة الكردية السورية


26
في ذكرى ميلاد الزعيم الراحل بارزاني
 ( 14 - 3 - 1903 ) ( 1 - 3 - 1979 )
                                                               
صلاح بدرالدين

                " كان الملا مصطفى البارزاني قائدا عظيما ، وقد ظلموه "
                                                  ياسر عرفات

   ( بداية لابد من توضيح ان شهادة الرئيس الراحل ياسر عرفات تجاه الراحل بارزاني التي سمعتها منه شخصيا عام ١٩٧٢ في بيروت ، جاءت بعد لقائي التعارفي الأول به ، وبعد ان ودعته استوقفني قائلا : هل التقيت بالملا مصطفى بارزاني ؟ فأجبته بنعم ، ثم تابع هل يمكن ان تسرد لي انطباعاتك عنه مفصلا في لقاءاتنا القادمة ، فاجبته بكل سرور ، وتكررت اللقاءات لثلاث مرات متتالية والموضوع الأساسي كان الراحل بارزاني ، وفي اللقاء الأخير حول موضوعنا شعرت انه اقتنع بكل ما صدر مني ، ثم اطلعني على رسالة من ( مسؤول كردي عراقي معروف ) وفيها تهجم شديد على شخص البارزاني ، واتهامه بموالاة الصهيونية ، وإسرائيل ، ومعاداة العرب ، ثم توجه الي قائلا : لو كنت في موقعه وامام الظلم الذي يعاني شعبه من أنظمة وحكام المنطقة لاستنجدت بإسرائيل ، لقد كان رجلا عظيما ، وظلمه القريب ، والبعيد . ) .
         عودة الى الوطن ، وقدر استمرارية الثورة
  عاش منذ طفولته في كنف عائلة تشربت برحيق الكردايةتي ، ونشأ في ظل نهج الشيخ عبد السلام بارزاني ، الذي واءم  بمهارة بين عوامل التوازن بين كونه مسؤول عن واجبات مشيخة بارزان تجاه أمور الدين ، والدنيا ، وتقديم الخدمات الاجتماعية لكل السكان دون تفريق من مسلمين ، ومسيحيين ، ويهود من جهة ، وبين واجباته الاوسع تجاه شعبه ، وبني قومه الكرد ، كما يشهد بذلك المستتشرق ، والقس الانكليكاني الذي زار بارزان في نهاية القرن الثامن عشر .
  بإرادة إقليمية ، وتواطؤ دولي غادر كردستان العراق مجبرا مع عشرات البيشمةركة ، فماكان منه الا ان توجه لنصرة الأشقاء في كردستان ايران ، ودعم جمهورية مهاباد الكردستانية ١٩٤٦ كأول مظهر لاستقلال جزء من ارض الوطن التاريخي ، الذي لم يدم طويلا ، ثم انتهى به وصحبه المطاف في الاتحاد السوفييتي السابق ، وبعد نحو احدى عشر عاما ، عاد الى الوطن بعد ثورة تموز وتحديدا عام ١٩٥٩ ، ولم يلبث ان اعلن ثورة أيلول عام ١٩٦١ بعد انحراف الحكام عن مبادئ الثورة .
  لاشك ان رمزية ثورة أيلول القومية – الوطنية – الديموقراطية ، تجاوزت شعارها الرئيسي ( الديموقراطية للعراق والحكم الذاتي لكردستان ) لتعبر عن الثأر لاخفاقات ماضية في كردستان العراق ، وتصفية جمهورية مهاباد ، وخذلان الاتحاد السوفييتي ، وسكوت المجتمع الدولي ، ثم محاولة بث الروح الثورية من جديد في مجتمع كردستان العراق الذي عاش طويلا تحت الحرمان ، والاذلال .
   وبالوقت نفسه وبصورة غير مباشرة كان إضافة جرعة ثورية لانتعاش آمال الوطنيين الكرد في الجوار الكردستاني ، واستنهاض الهمم من جديد بعد ركود طويل امتد عقودا ، و اسماع العالم من جديد بالكرد كشعب اصبح منسيا منذ ان تجاهله الغرب الاستعماري  في سايكس بيكو ، ولوزان ، وكل القرارات الأممية في ترتيب أوضاع الشعوب والقوميات بآسيا ، وافريقيا ، وامريكا اللاتينية .
   في قيادته بالمرحلة لاخيرة من حياته للنضال التحرري ، والديموقراطي لشعب كردستانن العراق ، وفي مشروعه السياسي المتجسد في برنامج حزبه الذي ترأسه ، واهداف ثورة أيلول التي قادها ابتكر وسائل جديدة في الكفاح بجانبيه القومي والوطني ، كما جسد مبادئ ومسلمات كانت صالحة ليس في تطبيقات إقليم كردستان العراق فحسب بل مناسبة ومفيدة في تجارب الأجزاء الأخرى بالرغم من انها لم تكن ملزمة لها ، ولاشك ان بعض تلك المبادئ  مازالت صالحة بعد مر العقود مثل :
  التمسك بالثوابت كمبدأ حق تقرير المصير ، والتسامح والصمود أمام الشدائد ،  ونبذ العنف والارهاب والتقاتل ، ومناصرة المرأة وسائر المظلومين ، والاعتراف بالآخر المختلف ،  والحرص على علاقات الصداقة والعيش المشترك مع العرب ،  وكل المكونات القومية ،والدينية ، والمذهبية ، وانتهاج الحل السلمي الديموقراطي للقضية الكردية ، الى جانب عدم اطلاق الشعارات السياسية المزايدة بشأنه ،  أو استثمار اسمه لمصلحة التحزب الفئوي الأعمى ،  فاالراحل البارزاني الكبير ونهجه ملك لكل الكرد أينما كانوا وحيث ماوجدوا ، وبامكانهم الاستفادة من تجربته الكفاحية .
     خصوصيات تجربة بارزاني
  ظهر في الشرق عموما وفي منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا على وجه الخصوص شخصيات ، ورموزا ، وقادة ، لعبوا أدوارا مؤثرة في أوساط حركات التحرر القومي ، والوطني ، لشعوب المنطقة ، ومنهم من كانوا معاصرين لتجربة بارزاني الكفاحية ، ولكن معظمهم انطلقوا من واقع دول مستقلة ، لتحقيق أهدافهم في وحدة الأمم ، وإنجاز مهام التنمية الاقتصادية ، والاجتماعية ، والثقافية ، او استفادوا من دعم الاشقاء .
    وقد ظهرالاختلاف واضحا بين تجربة بارزاني وزعماء  شرق اوسطيين ، فهمم ظهروا وقادوا شعوبهم في ظل دولهم المستقلة وعملوا على توحيد شعوبهم عبر دمج دولهم القائمة وبدعم مباشر من احدى الكتلتين ( الشرقية والغربية ) اما بارزاني فقد جسد النضال الثوري التحرري من اجل الحرية ، وتعزيز البنية التحتية للكفاح الثوري ، ومواجهة الأعداء من كل حدب وصوب بالاعتماد على الذات ، وتقديم التضحيات  والافتقار الى حليف دولي ثابت .والتعامل مع اطراف إقليمية غير صادقة بل غادرة ، فقط بارزاني المتفاني من اجل شعبه ، لم ينل الرضا لامن الشرق السوفييتي ، ولامن الغرب الأمريكي ، الأول اعتبره قريبا من الغرب ، والثاني سماه بالملا الأحمر .
      نظرية  دور " الإقليم – القاعدة " في تجربة البارزاني
  كما أسلفنا سابقا اقتصر برنامج الحزب الديموقراطي الكردستاني برئاسة الراحل بارزاني كمرجعية فكرية سياسية ، وأهداف ثورة أيلول التي قادها بارزاني كحركة ثورية تغييرية منفذة ، على جغرافية كردستان العراق فقط ، بخلاف بعض الاحزاب الكردية في ذلك الزمن او من بعده ، التي نادت ( بتوحيد وتحرير كردستان التاريخية الكبرى ) ثم أخفقت ، وتراجعت لاسباب ذاتية ، وموضوعية ، وقد كانت المراهنة الحقيقية لكرد المنطقة من خارج العراق ، على نجاح تجربة بارزاني التي توفرت فيها عوامل النجاح منذ الوهلة الأولى ، وتقديم كل أوجه الدعم من اجل نشوء قاعدة صلبة ، تشكل نموذجا اصيلا ، وحافزا ملهما ، ومنطلقا لاستمرارية الكفاح الكردي من اجل الحرية ، وتقرير المصير ، ولهذا السبب بالذات اتخذ الوطنييون الكرد في كل مكان ، موقف الحرص الشديد على هذه التجربة الواعدة ، منذ ثورة أيلول ، وحتى الان مابعد تكريس الفيدرالية ، اما أعداء الكرد ، وحقهم بتقرير المصير بالداخل والخارج ، فاتخذوا الموقف المناوئ لضرب التجربة منذ اليوم الأول وحتى الان .
  وفي هذا السياق أتذكر انني وفي لقائي مع الزعيم الراحل ( حزيران ١٩٦٧ ) في المناطق المحررة من كردستان العراق ، ولدىى طرحي لتساؤلات حول مسألة توحيد الحركة القومية الكردية ، وانشاء مركز قيادي لها ، كان جوابه واضحا بالقول : ( نحن محكومون بإرادة الجغرافيا ، وواقع التقسيم ، والدول العظمى من الشرق ، والغرب ، التي لاتناصر قضيتنا ، لذلك لكل جزء قدره وظروفه ، وعلى الكرد ان يحبوا بعضهم بعضا ، ويقدموا المساعدة لبعضهم ، فعندما دعت الحاجة لبينا الدعوة لنصرة جمهورية مهاباد ، والان هناك واجب على عاتق الكرد بكل مكان لمساعدة ثورة أيلول في كردستان العراق ..) .
  الآن وفي المرحلة الراهنة ، يفتخر الكرد خارج العراق بنجاح تجربة البارزاني الخالد في ترسيخ قاعدة صلبة ، مع شعورهم بانهم ساهموا أيضا بغالبيتهم الحزبية ، والمدنية ، والفردية ، في تقديم الدعم المادي ، والمعنوي ، والبشري ، والإعلامي ، والثقافي ، خلال العقود الستة الأخيرة لصيانة تلك التجربة ، وتعزيزها ، وهم على أمل أن الأشقاء في ظل الفيدرالية ، والبناء الدولتي ، والمؤسسات الديموقراطية القائمة ، والموارد الذاتية من خيرات كردستان الطبيعية ، لن يتوانوا في تقديم الدعم السياسي من اجل إعادة بناء الحركة الكردية السورية ، وتوحيدها عبر المؤتمر الكردي السوري الجامع ،  بعد أن  فتكت بها مخالب أحزاب طرفي الاستقطاب ، وخصوصا جماعات – ب ك ك – بمسمياتها المختلفة التي تحولت من دور ( الشقيق الداعم ) الى أداة للهدم ، والتقسيم .
 
..


27
للكرد السوريين شخصيتهم المميزة ومناسباتهم ايضا
                                                                         
صلاح بدرالدين

  مازال الكرد السورييون يعانون التجاهل ، والتهميش ، وعدم الأعتراف بهويتهم القومية ، والوطنية كشعب من سكان سوريا الأصليين ، ليس من جانب نظام الاستبداد الشوفيني الحاكم فحسب بل من القريب والبعيد ، والشريك والشقيق أيضا .
  فنحن اليوم في الثالث عشر من آذار أي بعد يوم من أحدى أهم المناسبات القومية ، والوطنية للشعب الكردي السوري ، الذي يعتز ، ويحتفي بها ، ومستمر في الاستفادة من دروسها ، كمحطة نضالية رئيسية في تاريخه ، وقد تابعت المنابر الإعلامية ، ومواقع التواصل الاجتماعي ، فلم أجد أية إشارة اليها لامن قريب اومن بعيد من جانب التعبيرات السياسية ، والاعلامية ، والثقافية لكل من : ١ - الشركاء في ( المعارضة السورية ) ، ٢ - و( الاشقاء ) في الأجزاء الثلاثة من كردستان ( تركيا وايران ، والعراق ) .
  بالنسبة للطرف الأول كان عليه تبني المناسبة كجزء من كفاح الشعب السوري ضد الدكتاتورية ، بل كخطوة متقدمة سبقت اندلاع الثورة السورية بنحو سبعة أعوام ، ورفعت شعار اسقاط النظام ، وأطيح فيها تمثال الدكتاتور حافظ الأسد ، وطالبت بالتغيير الديموقراطي ، والمساواة وإعادة الحقوق لاصحابها ، وحل القضية الكردية حسب إرادة الكرد السوريين ، وعلى قاعدة التوافق الوطني .
  اما الطرف الآخر الذي ننتمي واياه الى قومية واحدة ، وكنا سوية قبل التقسيمات ، وسايكس – بيكو ، وشركاء الكفاح من اجل الحرية ، وقدم الكرد السورييون – ومازالوا - الكثير من التضحيات من أجل نصرة قضاياهم خصوصا في كل من كردستان العراق ، وكردستان تركيا ، وأكثر من ذلك هناك البعض من – كردنا الفيسبوكيين – يذهبون بعيدا جدا في كيل المدائح لشخصيات عامة وخاصة في تلك الأجزاء من دون اية معرفة بهم ، ويحتفون بجميع مناسباتهم ، ويكرمون زعماءهم ،  ، حتى ان الحركة الكردية السورية في بدايات ظهورها ، ثبتت بنودا في برامجها تقضي بالنضال من اجل ( تحرير ) الاجزاء الأخرى ، في حين ان تعبيرات هذا الطرف السياسية منها والإعلامية لاتلتزم في وثائقها بقضية الكرد السوريين وتتجاهل بصورة كاملة هذه المناسبة العزيزة التي لم تخلو في جانب منها الدفاع عن الفيدرالية ورموزها بالاقليم الكردستاني العراقي  ، وغيرها من المناسبات الخاصة بنضال الكرد السوريين .
  نحن ندرك ان عدم مشاركة الطرفين مشاعر الكرد السوريين تجاه هذه المناسبة ، يرتبط من حيث المبدأ ، والجوهر بموقف لايخلو من التقصير أشمل ، واوسع حول كرد سوريا وجودا ، وحقوقا ، وقضية ، وتفاصيل أخرى متشعبة .
         ولكن ماذا عن دور أحزاب طرفي الاستقطاب ؟
  في حقيقة الامر وللتاريخ كما يعلم معاصرو تلك الواقعة الثورية ، والهبة الدفاعية التي لم تكتمل شروط تحولها الى انتفاضة كردية ، ووطنية ديموقراطية سورية لاسباب ذكرناها في مناسبات عدة ، فان ( مجموع الأحزاب الكردية ) لم تكن لها علاقة لا بتعبئة ، ولابتنظيم ماحصل ، بالعكس تماما فقد شارك هذا المجموع ( وهم من أحزاب طرفي الاستقطاب في الوقت الراهن ) في اجهاضها بالتعاون مع جنرالات النظام ، واطلاق التسميات غير المناسبة عليها ، ولذلك ليس مطلوبا من هذه الأحزاب الاحتفاء بمناسبة غير معنية بها ، اما ما لاحظناه من مبادرات حزبية خجولة جانبية ، وفرعية ، هنا وهناك ، فاما انها جاءت مدروسة للحفاظ على ماء الوجه ، أو عفوية بحتة من أناس حزبيين غير مرتبطين باجندات مسؤوليهم .
  من جهة أخرى فان هذه الأحزاب تتحمل جزء كبيرا من تقصير الطرفين ( الشركاء والاشقاء ) أولا لانها تطرح نفسها ولو زورا انها تمثل الكرد السوريين ، وتعقد تحالفات ، وترتبط باجندات  مع الطرفين ، وساهمت منذ اكثر من عشرة أعوام في اذابة الشخصية القومية والوطنية الكردية السورية ، وتحمل مواقف ، وتتبع سياسات على أساس التبعية ، وبالتالي لاتنتمي الى تاريخ حركتنا الكردية السورية ، ولم تعد تتشارك بمشاعر الكرد السوريين .
  ماحصل يوم الثاني عشر من آذار ٢٠٠٤ ليس في القامشلي وحدها بل في باقي المناطق ، والمدن ، والبلدات ، كان بمثابة الخطوة الأولى لتوحيد إرادة الوطنيين المستقلين الكرد ، وتعبيرا عن انتهاء الدور القيادي للأحزاب ، واذا كان هؤلاء قد أنجزوا المهمة الدفاعية الثورية قبل اكتمال تنظيم صفوفهم ، فماذا لو توحدت الجهود الآن لتنظيم صفوف ، وطاقات هذا الكم النوعي الهائل ، فلاشك ان ذلك سيحقق طموحاتنا المشروعة في تفعيل الكتلة التاريخية المنقذة وإعادة بناء حركتنا ، وتوحيدها ، واستعادة شرعيتها عبر المؤتمر الكردي السوري الجامع .
 
 
 
 

28
انعزالية القومية الأصغر وشوفينية القومية الأكبر متكاملتان
                                                                             
صلاح بدرالدين

                                           ( ١ )
  تؤكد التجربة التاريخية الطويلة للحركة الكردية السورية ، استحالة حل القضية الكردية بشكل عادل ونهائي ومستدام ، الا في ظل النظام السياسي الديموقراطي ، وهذه الحقيقة باتت من المسلمات ،لأن  الأنظمة والحكومات المستبدة ، ومنظوماتها الأمنية ، لم تعمل يوما ، بل عجزت عن تقديم أي حل ، فقط وظيفتها الأساسية هي إدارة الازمات ، واختلاق المشاكل ، واثارة الفتن بين مكونات ، وفئات الشعب السوري خصوصا ضرب العرب بالكرد ، ووضع المخططات التي تفرق ولاتوحد مثل التجاهل ، والاقصاء ، والاحصاء ، والحزام ، واشعال النعرات العنصرية ، ولدينا أمثلة ، وقرائن لاتعد ولاتحصى في هذا المجال ، منذ عهد الانتداب ، مرورا بحكومات الاستقلال  ، وانتهاء ، بحكومات الوحدة السورية المصرية ، والانفصال ، وحزب البعث ، وآل الأسد ، منذ بداية الستينات وحتى الآن .
                                        ( ٢ )
  الشرط الثاني الذي يجب توفره بحسب دروس تلك التجربة  هو تحقيق  التفاهم والتوافق مع شركاء الوطن ، وحركتهم الديموقراطية ( مهما كانت ضعيفة ) التي تمثل موضوعيا إرادة الغالبية من الشعب السوري ، وذلك على جملة من المبادئ المتعلقة بالمصير الوطني ، والدستور ، والنظام السياسي المنشود الذي يحقق طموحات الجميع ، والحوار هنا يستند الى عملية الأخذ والعطاء ،  خاصة اذا علمنا الطبيعة التعددية للمجتمع السوري قوميا ، وثقافيا ، و،دينيا ، ومذهبيا ، وضرورة مراعاة ، واحترام خصوصياتها ، وصولا الى توافقات حول القضية الكردية وسبل واشكال حلها ، أي ان أمام المحاور الكردي الشرعي المخول مهام معقدة ، ووظيفة في غاية الصعوبة ، لايجوز استسهالها .
                                        ( ٣ )
  أما الشرط الثالث الذي لابد منه ، فهو ان يكون المحاور الكردي على شكل ( الهيئة ، أو اللجنة ) مستندا الى نوع من ( الإجماع الكردي ) ، المتجسد في حركة كردية سياسية سورية موحدة ، منبثقة عن مؤتمر جامع يضم كل التيارات ، والأطراف الوطنية الديموقراطية في اطار ( الاتحاد على قاعدة التنوع ) ، ويستعيد الشرعية القومية ، والوطنية ، وفقط بهذه الحالة يمكن تمثيل إرادة الكرد ، وابرام الاتفاقيات مع شركاء الوطن ، والمشاركة عن جدارة في تقرير مصير البلاد ، أما مايروج له الآن من مزاعم أن ( الانكسي ) بتحالفه مع الائتلاف كفيل بحل القضية الكردية فمجرد – مزحة – عابرة ، أو أن جماعات – ب ك ك – ستحقق ذلك عبر تقلباتها بين – قنديل – والمحور الإيراني الروسي ، وتعاملها المصلحي مع التحالف الدولي ، وتفاهماتها مع نظام الأسد فمحض تضليل .
  هذه الشروط الثلاثة المستقاة من تجربة عمرها يقارب القرن من الزمن تقريبا ، في مسار طويل ، واستثنائي شديد الوعورة ، مثقل بالآلام ، والتضحيات الجماعية ، والفردية ، ترتبط مع بعضها بصورة تكاملية ، ولايمكن فصلها عن بعضها في أي مكان أو زمان ، في عهود الاستبداد ، وحتى في ظل الديموقراطية ، في ظروف الثورات ، والانتفاضات ، او في أوقات السلام ، تحت وطأة الكوارث الطبيعية – كما هي الحالة عليها الآن جراء الزلزال المدمر – و في أجواء الامن والاستقرار ، وبايجاز شديد لاتخضع هذه الشروط للحالات الطارئة ، ولاتذعن لمزاعم الإجراءات الاستثنائية ، والحالات الخاصة ، والمشاعر ، والأهواء ، والأمزجة الصادقة منها أو المزيفة.
            نزعات انعزالية مغالية تهدد وحدة المصير الكردي السوري
  يجتاز الكرد السورييون منذ العقود الثلاثة الأخيرة ، وبشكل خاص في العامين الأخيرين المرحلة الأخطر في تاريخهم ( أزمة وجود )  ، وتعاني مابقيت من حركتهم السياسية الأزمة الأعمق منذ ظهورها قبل عقود ، والتي كما نعلم اخترقتها أجهزة نظام الدكتاتور حافظ الأسد في ( عهد محمد منصورة ) بداية التسعينات بعد تجنيد حفنة من مسؤولي الاحزاب الكردية الضعاف النفوس ، والمسألة لاتتعلق ( بحزب الاتحاد االشعبي ) كتنظيم كان له دور ومكانة مرموقة ، بل ( بكسر عيون ) مناضلين واجهوا النظام بشجاعة ، وحملوا مشروع حق تقرير المصير الكردي ، وللمرة الأولى يحصل اصطفاف علني بمشهده المشين تحت خيمة العار بالقامشلي ، يجمع أجهزة النظام بصف واحد مع مواليه من التيارات السياسية الكردية في مواجهة أصحاب المشروع القومي – الوطني ، وتطبيق معادلة – تكريد الصراع – الذي شمل فيما بعد أيضا  جماعات – ب ك ك – ومحاولة تصفية انجازات شعب كردستان العراق ، وماتلا ذلك من تراجعات ، وردات ، وانقسامات نعيش نتائجها المدمرة الآن ، على شكل ظواهر مرضية سلبية ، ونزعات انعزالية – ماقبل قومية – تهدد التطور الطبيعي للحياة السياسية ، والاجتماعية الكردية ، وتضع العوائق أمام توفير شروط تحقيق المشروع الكردي بشقيه القومي ، والوطني .
          النزعة الانعزالية السياسية – المناطقية
  التي ظهرت ، وتوسعت بعد تردي الحركة السياسية الكردية ، وانحراف مسؤولي غالبية الأحزاب عن الخط النضالي ، والتبعية للمال السياسي بمصادره الداخلية والخارجية ، والتراجع عن الدعوة القومية الديموقراطية الجامعة بين كل المناطق نحو التقوقع في أماكن جغرافية محددة ، وتكتل مجموعات متجانسة ومن منطقة واحدة على شكل شلل تستبعد مشاركة الآخرين .
   وللأسف لم تشكل ردة الفعل المتجسدة الان في هذه النزعة الانعزالية المناطقية المبالغة لعدد من الافراد من لون واحد البديل الأفضل لا في النظرية ، ولافي التطبيق ، بل أساءت أكثر في مجال اثارة الحساسيات بين صفوف الكرد ، وبينهم وبين المكونات الأخرى ، وزيادة الانقسامات ( العامودية ) ، حتى بتنا نسمع عبارات نافرة مثل ( إقليم المنطقة الفلانية وتقسيم الجغرافيا الكردية الى عدة أقاليم ) في حين لم ينجح الكرد السورييون جميعا في جلب الاعتراف الوطني لإقليم كردي واحد منذ عقود وحتى الان .
  وفي ظروف الزلزال المدمر الأخير ساهم أصحاب هذه النزعة في الإساءة الى – مسلمات – النضال الكردي ، واثارة الأحقاد ، واستفزاز الآخر المختلف ، وعلى سبيل المثال كلنا يعلم أن المناطق الكردية في جبل الاكراد ( جياي كرمينج ) التي تعرضت للزلزال ، قد تعرضت قبل ذلك الى عملية التغيير الديموغرافي ، والتهجير لاسباب عديدة ( ليس المجال هنا للتوسع فيها ) ، ولم يعد الكرد يشكلون الغالبية في مناطقهم ، ويسيطر عليها مسلحون فاسدون من غير اهل المنطقة ، وبدلا من مراعاة أحوال البقية الباقية من أهلنا ، نرى أن أصحاب النزعة الانعزالية ، وبدعواتهم اللفظية المتطرفة غير الواقعية ، يضعون أهلنا في دائرة الخطر من جديد ، بل يتمادون في اعتبار أأنفسهم أوصياء ولايجوز لغيرهم من الوطنيين الكرد حتى بحث أوضاعهم ، أو ابداء مواقفهم !! .
  وفي سيرة النزعات الانعزالية هناك اشكال عديدة بدأت تظهر خصوصا بعد حدوث فراغ في الساحة الوطنية الكردية ، وتفكك وانقسام الحركة الكردية ، وفي ظل حكم ، وسيطرة الأحزاب ، التي تغذي الى جانب النظام المستبد هذه النزعات مباشرة وغير مباشر ، ومنها الانعزالية العشائرية – القبلية ، والانعزالية الإنسانية في ظروف االزلازل ، والنزعة الانعزالية الحزبوية الضيقة ، وكذلك الانعزالية الآيديولوجية ، ولاننسى هنا شرور الانعزالية " الثقافية " عندما يعزف " كتاب ومثقفون ! " على وتر تلك النزعات القاتلة للروح المبدعة كتوابع لهذا الحزب وذاك ، والتنقل بينها حسب المصلحة الذاتية ، بل مساهمة بعضهم المباشرة في تعميق النزعة القبلية ، والرفع من شأن دور ( الأغا – الزعيم ) على حساب دور الشعب الكردي في صنع تاريخه ، أو ذلك " المثقف المصطنع " الذي ذهب بعيدا في النزعة – الانشائية – المفرطة الخالية من أي مضمون فكري ، ثقافي مبدع .
 هذه النزعات جميعها كظواهر مرضية ، وتجليات واضحة لأزمة الحركة الكردية لابد من ازالتها ، لأنها تتناقض من حيث الجوهر مع الشروط الثلاثة الآنفة الذكر التي لابد من توفرها لاعادة الأمور الى نصابها في توحيد الحركة ، وتوفير الاجماع الكردي الدموقراطي ، وتحقيق التوافق مع شركاء الوطن ، ومن ثم حل القضية الكردية على قاعدة مبدأ تقرير المصير في سوريا الجديدة التعددية الموحدة .
  وقبل هذا وذاك العودة الى انتهاج الطريق الصحيح في محاولة إعادة بناء حركتنا ، وماتتطلب من تكاتف ، وتعاضد بين مختلف الفعاليات الوطنية الشبابية ، والنسائية ، والمثقفة الملتزمة بقضايا الشعب ، وصولا الىى تنظيم هذه الطاقات المؤثرة لتحقيق مانصبو اليه جميعا في توفير مستلزمات عقد المؤتمر الكردي السوري الجامع .



29
على هامش الزلزال المدمر
                                                           
صلاح بدرالدين
 
 ١ - منذ بداية الزلزال حاول النظام السوري استغلاله للتخلص من العقوبات ، وقد كتب احد اعوانه من الإعلاميين المصريين – عبدالله السناوي  - : " إنهاء عزلة سوريا بعد الزلزال.. مسؤولية مصر أولاً " وكما يظهر هناك أنظمة عربية أخرى تسعى الى إعادة الاعتبار لهذا النظام من دون المساءلة ، وتحقيق العدالة ، الذي اجرم بحق شعبه ، مثل الامارات ، والجزائر ،والعراق ، وغيرها   .
٢ - اتخذت إدارة " منظمة الصحة العالمية " موقفا مستغربا عندما وصل وفدها ( المدير ، والامين العام ، ونوابهما ) الى دمشق تحت عنوان مساعدة الشعب السوري ، متجاهلين الظروف السياسية المحيطة ، والموقف العدائي للنظام من المناطق الخاضعة لمعارضيه ، وقد فسر البعض حصول خطأ كان يجب إصلاحه من جانب الوفد وتقديم الاعتذار للشعب السوي ، وذهب آخرون الى ان المدير منحاز للنظام وله سوابق غير محمودة في هذا المجال ، فقد اتهمه الامريكان ، والاوروبييون بانه حاول التستر على معلومات أكدت في حينها تسرب فايروسات جائحة الكورونا من مختبرات صينية ، ومعروف عن المدير انه كان عضوا بالحزب الشيوعي الاثيوبي ومن قومية – التيجراي - .
  ٣ – من الضروري مرور اية مساعدة من الخارج لفائدة المتضررين دون تأخير ، وعدم وضع العراقيل امامها ، ولكن كان من الملاحظ ان معظم القنوات التلفزيونية العربية التي تبث من دولة الامارات ، افرد مساحة واسعة من البث للدعاية ( للإدارة الذاتية التي تقودها جماعات ب ك ك في شمال شرق سوريا ) وتقديمها مساعدات للمناطق المنكوبة ، والطرف الاخر أي الفصائل المسلحة التابعة ( للمعارضة ) يمنع إيصال تلك المساعدات ، في حين تمتنع عن إيضاح أسباب عدم تقديم مساعدات إماراتية لتلك المناطق ، ووزير خارجيتها يصل دمشق مع المساعدات  ويقابل راس النظام  ؟ ! .
  ٤ – قناة الجزيرة القطرية تطلق على – عفرين - ، و- جنديرس – والمناطق المحيطة بها على انها ريف ادلب او ريف حلب ، وهي تاريخيا معروفة بمنطقة جبل الاكراد " جياي كرمينج "  .
  ٥ – نائب الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية  السيد – مارتن غريفث – اول مسؤول اممي يعترف امام الاعلام وفي مناطق محررة من نظام الأسد وعلى رؤوس الاشهاد  بالتقصير تجاه السوريين ، هذا المسؤول معروف لدينا ومن أصحاب المواقف المبدئية ، فقد عرفناه عن كثب عندما كان رئيسا ( للمعهد الاوروبي للسلام ) في بروكسل وعقدنا معه كوفد لحراك " بزاف " لقاءات عدة ، وتوصلنا الى بروتوكول مشترك للتعاون نشر في وسائل الاعلام ، كما انه اطلق مبادرة هامة لاستضافة وفود ثلاثة من " بزاف " و ( ب ي د ) و ( الانكسي ) للتحاور حول مسالة توحيد الحركة الكردية السورية ، وبكل اسف اعتذر الطرفان االحزبييان عن الحضور .
  ٦ – ظهرت فيديوهات ، ومقاطع مصورة بعد اليومين الاولين من الزلازل مجهولة المصدر ، وغير مستندة الى حقائق ، ودلائل ، تبث الشائعات ، وتثير الفتن ذات الطابع العنصري ، والمذهبي ، وتنشر المعلومات الخاطئة ، مما تستدعي المزيد من الحذر .
  ٧ – كان لمبادرة مؤسسة بارزاني الخيرية بايصال المساعدات لمناطق شمال غرب سوريا وبينها عفرين ، وجنديرس ، وشيخ الحديد ، الوقع الطيب لدى العديد من فعاليات المنطقة ، بمافي ذلك التاثير الإيجابي على نفوس الكرد المتضررين ، خاصة وان هناك نية لافتتاح مكتب دائم في عفرين ، ولاشك ان غالية الكرد السوريين تنتظر الدعم المرجو من إقليم كردستان العراق لاعادة بناء ، وتوحيد الحركة الكردية السورية ، والمساعدة في عقد المؤتمر الكردي السوري الجامع   .
  ٨ – على الدول الكبرى ، والصغرى ومابينهما من اطراف ، وجماعات ، وأحزاب ، والتي قدمت وتقدم المساعدات للمتضررين في مناطق شمال غرب سوريا خارج سيطرة النظام ، ان تعلم انها تبقى في اطار العمل الإنساني ، ولن تعني تبدلا سياسيا في المواقف تجاه القضية السورية ، وبالتالي لن يقبل السورييون اية عملية التفاف على المسألة الرئيسية بما هي قضية شعب يعاني من الاستبداد ، ويسعى الى التغيير الديموقراطي ، واطلاق سراح المعتقلين ، والمخطوفين ، وعودة المهجرين ، ورحيل الميليشيات ، والقوى المحتلة ، وتحقيق العدالة ، وإعادة الاعمار .
  ٩ – مازالت طغمة بوتين الحاكمة في موسكو تمضي في مسلسل تضليل المجتمع الدولي ، والعداء للشعب السوري ، وذلك باستمرار مندوبها فيي مجلس الامن باكذوبة الحفاظ على ( سيادة ) دولة النظام لدى اعتراضه على فتح معابر جديدة لايصال المساعدات الى المنكوبين في مناطق خارج سيطرته ، وقد تناسى هذا ( الدب ) الروسي سيادة دولة اوكرانيا المنتهكة من جانب عشرات آلاف الجنود ، والمرتزقة .
  ١٠ – حسنا فعل رئيس إقليم كردستان العراق السيد نيجيرفان بارزاني ، عندما انتقل الى تركيا متفقدا خيم النازحين المتضررين من الزلزال ، وحسب ظني سيحاول زيارة عفرين ، وجنديرس ان سمحت الاصول ( البروتوكولية )  بذلك .

30
مبدأ حق تقرير المصير استحقاق مقدس للشعوب صغيرها قبل كبيرها
                                                                                 
صلاح بدرالدين


     حوار مع الشركاء حول المبدأ
  هذه ليست المرة الأولى التي اناقش فيها الصديق د كمال اللبواني حول مسائل القضية السورية ، التي نتشارك جميعا في مسؤولية التصدي لها ، وقد سبق ان تحاورنا على منابر إعلامية حول شؤون ، وشجون الكرد السوريين ، وتوافقنا على الكثير منها، واختلفنا على البعض القليل الذي ظهر جزء منه في بثه الأخير ، وسيكون في صلب موضوعنا اليوم ، وذلك ايمانا مني انه ليس امام السوريين بكافة اطيافهم ، وفي محنتهم المستمرة والتي تفاقمت اضعافا منذ اكثر من اثني عشر عاما وحتى الان ، الا التحاور وصولا الى التوافقات ، وتحديد وتعزيز المشتركات الوطنية ، لاجتياز هذه المرحلة الأصعب في تاريخ البلاد .
      أخطاء منهجية في البث المباشر الأخير للدكتور اللبواني
  أولا – الخطأ الأول هو اعتبار – اجتماع دورتموند – المانيا الذي وقف من ورائه كما يؤكد هو بالذات ، – قسد ومسد وجماعات ب ك ك بمختلف المسميات – وعقد تحت اسم ( مؤتمر الشباب السوريين ) وكأنه التأم بهدف حل القضية الكردية السورية ، لان هذا الموضوع لم يكن في جدول الاعمال بالأساس ، والهدف الأول والأخير كان التسويق لمحاولات هذه الجماعات التي تتكرر منذ عامين تقريبا ، على شكل لقاءات فاشلة ، تمت في ستوكهولم ، والقامشلي ، وأماكن أخرى ، للظهور بمظهر خط ثالث ! ( وطرف وطني ديموقراطي ) ، يسعى لبناء جبهة واسعة ، يمتلك تجربة نموذجية في الإدارة الذاتية تصلح لكل المناطق السورية ،  مستغلا تراجع الثورة ، والمعارضة ، وذلك ليس من اجل اسقاط الاستبداد ، واجراء التغيير الديموقراطي ، بل لتعزيز أوراقه التفاوضية مع النظام .
  نشطاء هذه الجماعات الذين يجيدون النطق باللغة العربية ، يحاولون من اجل تحقيق ذلك الهدف ، توريط ، واغراء عناصر سورية غير كردية كانت بصفوف الثورة والمعارضة ، وبينها اعلامييون ، ومجموعات منتظمة في حلقات ، وجمعيات في بلدان أوروبا ، وامريكا ، وخصصوا ميزانيات مالية سخية لتحقيق مبتغاهم ، وأوكلوا مراكزهم ، وجمعياتهم المرخصة في أوروبا لتولي هذه المهمة ، وتنظيم فعاليات وبينها ( مؤتمر الشباب السوريين ) .
  ثانيا – البناء على الخطأ الأول أوقع الصديق اللبواني في مطبات عديدة ، من بينها اعتبار هذه الجماعات وكانها تعبر عن الكرد السوريين ، وتقود الحركة الكردية السورية ، وانها تجسد إرادة الكرد في الانفصال ، والدعوة للحرب العنصرية ، وتغيير التركيب الديموغرافي بالقوة ، متناسيا تاريخ الحركة الكردية السورية الاصلية والاصيلة منذ نحو قرن وحتى الان ، ودورها الوطني ، وتضحيات مناضليها من اجل الديموقراطية ، والاستقلال ، ومتجاهلا وقائع توافد هذه الجماعات منذ اندلاع الثورة السورية ( التي شارك فيها الكرد )، بحسب اتفاق مبرم بين مركز – قنديل – ل ب ك ك ، ومندوب نظام الأسد المقبور – آصف شوكت - .
  قد يقول اللبواني وغيره : ولكن اين الحركة الكردية الاصلية المنتخبة من الشعب ؟ وأين النخب الوطنية الديموقراطية ؟ ومامدى قوتهم على الأرض من فصائل مسلحة وخلافها ؟ والجواب هو بطبيعة الحال وقد ينبري احد ما ويتساءل وماذا يمثل السيد اللبواني في الحركة الوطنية السورية ؟ وكم لديه من مسلحين ؟ حتى يقرر مصير الاخرين ، ويحدد دستور سوريا ، ويرفض الصيغ المطروحة من حكم ذاتي ، وفيدرالية ، وخلافها ؟ علما انني لن انكر يوما نضاله ، وتضحياته من اجل وطنه وشعبه ، ومعاناته في معتقلات أجهزة نظام الاستبداد ، من جهة أخرى  هناك عشرات الفصائل المسلحة المحسوبة على – الائتلاف – ولكنها لاتمثل الشعب السوري ، بل تعيث فسادا على الأرض .
   علينا ان نعلم جميعا ان الشعب السوري يمر بمرحلة استِثنائية انتقالية ، وليس هناك مؤسسات وطنية منتخبة تمثل إرادة السوريين من العرب ، والكرد ، والتركمان ، وكل المكونات الأخرى ، وليس هناك افراد مخولون لتقرير مصير العباد ، والبلاد ، نحن نعيش فوضى هدامة ، ونحتاج الى إعادة تنظيم الطاقات ، والتفاهم عبر الحوار الخلاق ، وهو امر في غاية الصعوبة بهذه الأجواء الغائمة .
  ثالثا – الاتفاقيات ، والمعاهدات الدولية المبرمة في زمن الانتداب ، والاستعمار ومن ضمنها اتفاقية سايكس – بيكو ، وكذلك وعد بلفور ، وحتى معاهدة لوزان ، ليست منزلة من السماء لايجوز المساس بها ، فهي جاءت في ظل موازين قوى دولية معينة ، ويمكن ان تزول اذا تغيرت موازين القوى ، وهي ممكن في أي وقت ، كل ماابرم  خلال الحربين العالميتين ، ومابعدهما لم يكن بمشاركة شعوب المنطقة ، بل فرضت فرضا ، لذلك زوالها او ابطالها لن يضرا شعوبنا ، بل يمكن ان تتم إعادة الحقوق الى أصحابها .
  من جهة أخرى لااعتقد ان نفي وانكار مبدأ حق تقرير مصير الشعوب فقط بخصوص الحالة الكردية موقف عقلاني سليم ، فحجب هذا الحق المبدئي المقدس ، والمسلم به ، والمعتمد لدى جميع شعوب العالم ، يصيب نضال السوريين أيضا في سبيل تقرير مصير مستقبل بلادهم ، والنظام السياسي الذي ينشدونه .


31
ياللهول ... لقد خدعنا د عبد الحسين شعبان

                 
  حتى لايفهم من العنوان انني تفاجأت بزيارة د شعبان الى دمشق الدكتاتور الأسد ، فعلي التوضيح انني بدأت الشك بمصداقيته منذ ( مؤتمر الأمم الأربعة ) الذي التأم بتونس العاصمة ، حيث أحضر شخصين ( تركي وايراني ) تحوم حولهما الشكوك ، الأول من جماعة ( كولن ويعمل مع الإيرانيين ) والثاني معروف بكونه يعمل مع أجهزة الحرس الثوري ، وكلاهما رفضا مبدأ حق تقرير المصير الكردي ، كما انه أدخل بعثة تلفزيون إيراني الى جلسة مغلقة ، وبدأت بتصوير الحضور .
   ازدادت الشكوك من حوله اكثر عندما امتنع عن ابداء أي موقف إيجابي من الثورة السورية خلال احدى عشر عاما ، ولم يتضامن يوما بكتاباته مع انتفاضة الشعوب الإيرانية ، بالرغم من توصيف نفسه كمدافع عن حقوق الانسان ، بالإضافة الى اعتزازه في العديد من مقالاته باعجابه بالدكتاتور المقبور حافظ الأسد ، ومشاركته الدورية في الكتابة بموقع ( ١٨٠ ) الالكتروني ، ورئيس تحريره الزوج السابق لمسؤولة الاعلام بالقصر الجمهوري السوري ، والذي يموله مناصفة كل من – حزب الله والمخابرات الروسية – وكتاب الموقع معروفون بمعاداتهم لنضالات الشعب السوري ، ودورانهم بفلك الممانعة ، وموالاتهم لنظام طهران .
  بعد نشر مقاله الاخباري باسم مستعار حول زيارته ( الثقافية ! ) الى دمشق ، واجتماعه مع افراد من المنظومة الامنية الحاكمة من سوريين وفلسطينين ، والتستر على من استقبله ودعاه فعليا ؟؟؟ كتب بعض المعارضين السوريين ان السيد شعبان من مستشاري حزب الله بشأن القضايا العربية ، والعراق ، والقضية الكردية ، ويحظى بحماية الحزب في مقر اقامته ببيروت ، وان له علاقات متينة مع اكثر من فصيل من فصائل – الحشد الشعبي – بالعراق ، وانني شخصيا لست املك الدلائل الدامغة حول ذلك ولكنني اعلم ان له ( عيونا وآذانا ) باربيل عاصمة إقليم كردستان العراق .
  اقدم اعتذاري لكل من عرفت عليهم الصديق السابق د عبد الحسين شعبان .
   المقالة بالتعليق الأول


32
في تجليات الفكر القومي لدى مصطفى بارزاني

                                                                     
صلاح بدرالدين

  تناول الكثيرون في العقود الأخيرة السيرة الذاتية للزعيم الراحل ملا مصطفى بارزاني ، وجوانب نهجه الثوري خلال انتفاضات بارزان ، وثورة أيلول القومية الديموقراطية ، ومواقفه السياسية من كفاح الحركة التحررية الكردية بالجوار ، وقضايا شعب كردستان العراق ، والنظام السياسي في العراق ، ومسألة الحرب ، والسلام ، والعلاقات الكردية العربية ، والأوضاع الإقليمية ، والدولية العامة ، ولكن القلائل اسهبوا في سبر اغوار تطور فكره القومي ، والتحولات التي طرأت عليه في مختلف مراحل حياته .

         من مساندة جمهورية مهاباد الى توجهات مؤتمر باكو
   قبل انهيار الإمبراطورية العثمانية التي بسطت سيطرتها على مختلف أراضي كردستان التاريخية باستثناء الجزء الملحق بالدولة الصفوية – الإيرانية ، كان الهدف العام للدعوات ، والحركات الثقافية ، والسياسية الكردية هو تحرير الكرد ووطنهم بكل مكان ، اما بعد مرحلة التقسيم فقد كانت حركة كل جزء محكومة بالشروط والوقائع الحدودية – الجيوسياسية  الجديدة ، والقوانين المستجدة لدىى الدول المستقلة وبينها سوريا ، وتركيا ، والعراق ، بالإضافة الى ايران ، وبعض الامتدادات في الاتحاد السوفييتي السابق ،  بحيث اقتصرت برامج الحركات النضالية الكردية على قضايا كل جزء على حدة ، في اطار مجال الكيانات الجديدة ، وفقدت الحركة الكردية طابعها القومي التاريخي الشامل الذي ازدهر في عهد الإمبراطورية العثمانية ، وانتقلت الى مرحلة التعامل مع خصوصيات كل جزء ، من دون انتفاء المشاعر القومية تجاه البعض الاخر ، بحكم الثقافة الواحدة ، والإرادة المشتركة ، والتاريخ الجامع بين الكرد بكل مكان .
  ولم يخرج الفكر القومي لدى الزعيم الراحل عن هذا الاطار ، فقد نشأ في بيئة غلبت عليها المشاعر القومية الشاملة ، والتي لم تكن بمنأى عن التواصل ، والتفاعل مع حركة – خويبون – الكردستانية التي انطلقت من كردستان سوريا ، وانتفاضتي – عبيد الله النهري - والشيخ سعيد بيران بكردستان تركيا ، ومن تجلياتها أيضا المشاركة الفعلية في مشروع إقامة جمهورية مهاباد بكردستان ايران ، هكذا كانت البدايات التي انطلق منها الفكر القومي لدى بارزاني ، وزادته تجاربا ، واطلاعا على خصوصيات التنوع وجوانب المشتركات في النضال الكردي ، ومعرفة باحوال الشعب الكردي في كل مكان .
  في كلمته التاريخية بمؤتمر – باكو- وهو في المنفى  - في 19-1- 1948, حضره اكراد من ايران والعراق وسوريا. في هذا المؤتمر تحدث- البارزاني- للمرة الاولى عن المسائل السياسية والفكرية ، ومبدأ حق تقرير المصير بشكل علني , ونص كلمته منشور في كتاب السيد- مسعود البارزاني- وفيها طرح استراتيجية الحركة التحررية الكردية, وميز بين اعداء واصدقاء الكرد في تلك المرحلة. المحتوى الاستراتيجي الفكري الاساسي لفكر- البارزاني- القومي الشامل ظهر بوضوح في كونفرانس باكو, ويؤكد اغلبية المؤرخين انها كانت المرة الاولى التي يتطرق فيها- البارزاني- الى المجال الفكري, ويتحدث عن الشرق الاوسط ، والتحركات والصراعات الدائرة في المنطقة. وكانت برأيي محاولة لايجاد موقع للكرد في المنطقة, حيث لم يكن للكرد قبلها موقع ودور يذكر. كان- البارزاني- يحاول إفهام الاتحاد السوفياتي السابق, انه يوجد حوالي 20 مليون كردي- حينها- في الشرق الاوسط, ويمكنهم لعب دور هام في المنطقة, وانهم مرتبطون بالثورة العالمية ضد الاحتلال الاستعماري ، ومع السلام ، هذه الكلمة التي اصبحت ضمن وثائق أرشيف الاتحاد السوفياتي – السابق - وخضعت للبحث والمناقشة.
اما كلمته الجامعة في – كونفرانس كاني سماق العسكري السياسي " 15/4/1967 " ، ( وبالمصدفة كنت هناك في أول زيارة لي الى- البارزاني- والمناطق المحررة, وتابعت المؤتمر السياسي- العسكري لقادة قوات البيشمركة, واعضاء اللجنة المركزية والمكتب السياسي,). فقد ركزت على شؤون ، ومستقبل الإقليم ، وجسدت الانتقال من العام القومي الى الخاص الكردي العراقي ، فهو رئيس حزب يقود الثورة في جغرافية كردستان العراق ، والثورة ترفع شعار ( الديموقراطية للعراق والحكم الذاتي لكردستان ) ، وعندما اندلعت الثورة كانت بقرار من قيادة البارتي في العراق ، وقادها كرد العراق ، اما الشأن القومي الكردستاني العام فقد انتظم في اطار علاقات التنسيق والتعاون باشراف الراحل ادريس بارزاني ، هذا من دون ان ننفي التعاطف الكردي القومي مع ثورة وكفاح شعب كردستان العراق في كل مكان ، وذلك إدراكا من كرد المنطقة والعالم بأهمية هذه التجربة الكفاحية الطويلة  الغنية بالدروس ، والتي حققت النجاح ، وانتزعت حقوقا في اطار مبدأ حق تقرير المصير ، حسب إرادة  شعب كردستان العراق .
  لقد انتهجت الحركة الكردية بكردستان العراق وبقيادة الزعيم الخالد وفي سنوات عهده ، سياسة صائبة علىى ضوء الالتزام بجوهر الفكر القومي الديموقراطي الذي ترجم على ارض الواقع بالاشكال التالية :
  أولا – عدم اللجوء الى رفع الشعارات القومية المتطرفة ، والابتعاد عن المزاعم الإعلامية ، وادعاء تمثيل الكرد بكل مكان ، بل الانطلاق الموضوعي من شؤون شعب كردستان العراق ، وقبول خصوصية الحركات الكردية في الأجزاء الأخرى ، والتعامل معها على هذا الأساس .
  ثانيا – الاعتراف بالنسيج القومي ، الثقافي التعددي بمجتمع كردستان العراق ، وقبول الاخر المختلف اثنيا ، ودينيا ، ومذهبيا وجودا ، وحقوقا .
  ثالثا  – الحفاظ على العلاقة المتبادلة المتكاملة بين القومي والوطني على صعيد العراق ، واعتبار علاقات الصداقة ، والعيش المشترك بين شعوب العراق منطلقا للبناء عليه حاضرا ، ومستقبلا .
  رابعا – التمسك دائما وابدا بالمبدأ السامي المتعارف والمتوافق عليه من جانب شعوب العالم ، والمجتمع الدولي ، وشرعة الأمم المتحدة ، وحقوق الانسان ، حق تقرير المصير ، الذي مازال يشكل الركيزة الأساسية في إيجاد الحلول لقضايا الشعوب ، والقوميات ، في الحرية ، والاستقلال ، وبناء الدول .
  وبفضل هذا النهج القومي الديموقراطي للزعيم الراحل ، نال احترام وحب ، وتقدير شعب كردستان العراق ، وكذلك الكرد في أجزاء كردستان الاخرىى ، والاحرار في المنطقة ، والعالم .
  للأسف الشديد نجد في الظروف الراهنة نمو تيارات ، ومجاميع مغامرة فيي بعض أجزاء كردستان خصوصا في الساحة الكردية السورية ، تلحق الإساءة والاذى بقضايا الكرد ، وتنفي الحل السلمي الديموقراطي للقضية القومية الكردية حسب مبدأ حق تقرير المصير ، وتخترق تقاليد الاحترام لخصوصيات الحركة في كل جزء ، بل تتدخل قسرا بشؤونها الخاصة لمصلحة اجندة أنظمة الإقليم الشوفينية ، وفي حين تعجز عن تقدييم الخدمات للحركة في بلدانها الاصلية ، فانها تعرض مصائر حركات كردية فيي بلدانها الى المزاد لمصالح حزبية ، آيديولوجية  ، كما تنشر نزعة – العسكرة – وتجنيد القصر من النساء والرجال لأغراض قتالية في خدمة الاخرين ، وتثير الفتن ، والنزاعات في الأوساط الكردية بمختلف أجزاء كردستان .
   ماأحوج الحركة الكردية السياسية في الظروف الراهنة الى الاستفادة من المسار النضالي الذي انتهجته الحركة الكردية في العراق بقيادة البارزاني الخالد ، والالتزام بشكل اخص في اسلوب  ادارته الحكيمة للعلاقات القومية على قاعدة التعاون والتنسيق ، واحترام خصوصيات الاخرين من سياسات ، وأفكار ، ومصالح .   
 



33
الحوار سبيلنا لاعادة بناء الحركة الكردية السورية


                مشاركة  لافتة للندوة الحوارية التي دعا اليها حراك " بزاف " 
        تحديد المشتركات والتوافق عليها، واتفاق على مواصلة الحوار وتوسيعه
    توجه مستقبلي لخطوات عملية نحو توحيد ، وشرعنة الحركة الكردية ،
                              واطلاق المشروع القومي والوطني
 
  لبى نحو ( ٤٠ ) أربعين شخصا من الوطنيين المستقلين ، وناشطات وناشطي المجتمع المدني ، والتعبيرات الاكاديمية ، والثقافية ، والشبابية ، والمناضلين القدامى ، دعوة لجان متابعة مشروع حراك بزاف لاعادة بناء الحركة الكردية السورية بالمشاركة في الندوة الحوارية الافتراضية التي التأمت يوم الثامن من الشهر الجاري ، تحت عنوان : ( كيف السبيل لحل أزمة الحركة الكردية السورية ؟؟ "  .
  لقد كانت هذه الندوة الموسعة الاولىى من نوعها التي جمعت طيفا من المستقلين يحملون آراء وتوجهات متنوعة في تفاصيل الشأنين القومي ، والوطني ، ويتميزون بتجارب نضالية مختلفة قبل الثورة السورية المغدورة وخلالها ، ومابعدها خصوصا في الأعوام العشرة الأخيرة الغنية بالاحداث ، والتطورات السريعة ، وعلى ضوء ذلك شهد اللقاء حوارا صريحا تميز بالشفافية والوضوح ، واحترام الرأي الاخر ، وجسد بتنوعه الحالة الواقعية للفكر السياسي الكردي السوري بالمرحلة الراهنة .
  وبعد قيام الطرف الداعي بتقديم الشرح الوافي التفصيلي لمشروعه المطروح منذ أعوام ، أبدى المشاركون بغالبيتهم قبولهم المبدئي العام لمشروع حراك " بزاف " لاعادة بناء الحركة الوطنية الكردية السورية ، المقرون ببعض الاختلافات حول التفاصيل ، والتساؤلات حول الآليات ، والوسائل ، والمصاعب التي تعترض تحقيق المشروع .
     المشتركات ، والتمايزات
  ظهر في سياق المناقشات التي ساهم فيها اعداد من الحضور توافقا حول جملة من القضايا الخلافية ضمن الحركة الكردية ومن ابرزها :
  ١ – الاعتراف بوجود أزمة فكرية ، وسياسية ، وثقافية ضمن صفوف الحركة الكردية .
  ٢ – تحميل مسؤولية الانقسام ، والتشرذم ، لاحزاب طرفي الاستقطاب بصورة متفاوتة .
  ٣ – معاناة الحركة من التبعية للخارج ، وللمال السياسي ، والادلجة ، وفقدان استقلالية القرار المستقل .
  ٤ – حاجة الحركة الكردية السورية الماسة للتجديد ، والدماء الشابة ، والابتعاد عن المحاور المتصارعة .
  ٥ – الناي بالنفس عن العمل المسلح ، وعدم عسكرة المجتمع ، وتعميق وتوسيع النضال السلمي الجماهيري .
  ٦ – ضرورة اتخاذ التدابير السريعة للانقاذ ، وإعادة توحيد الحركة الكردية من دون استبعاد أي طرف يرضخ للقرار الوطني الديموقراطي الغالب .
  والى جانب هذه التوافقات المبدئية العامة ظهرت أصوات تناصر احد طرفي الاستقطاب الحزبي ، والحفاظ على الامر الواقع من دون تبديل ، كما ظهر تباين بشأن تعريف الحركة الكردية السورية ، وهل هي مقتصرة على الأحزاب فقط ام تشمل كل الوطنيين ومن مختلف الطبقات ، والفئات الاجتماعية .
  وضع اليد على الجرح
  كان – البزافييون – بمنتهى الوضوح بشأن الازمة واسبابها ، وسبل حلها ، حيث اظهروا انه ليس من وظيفتهم اسقاط الأحزاب ، واداراتهم ، ومؤسساتهم ، او معاداة الأطراف الداعمة للأحزاب ، وانهم مع التجربة الموعودة في إقليم كردستان العراق ودعم الاشقاء هناك في كفاحهم العادل ، ويفصلون بين موقفهم الاخوي المبدئي منهم ، وبين موقفهم النقدي لاحزاب – الانكسي – وأحزاب طرفي الاستقطاب ، ويعتبر البزافييون  ان الخطوة العلاجية الأولى للازمة تبدأ بترسيخ ، وتعزيز ، وتوحيد  الأداة النضالية الوحيدة للكرد السوريين وهي الحركة السياسية الكردية السورية التي تعاني التفكك ، والانقسام ، والتراجع ، والانحراف الفكري ، والضياع ، وبدون إعادة بناء الحركة ، وشرعنتها من خلال الطرق المدنية الديموقراطية ، لن تتحقق المصالحة الكردية الكردية ، والكردية الوطنية السورية ، والكردية القومية الكردستانية ، ولن يظهر المحاور الكردي المسلح بالمشروعين القومي والوطني ، ولن يتم تحرير المناطق المحتلة في عفرين والجزيرة ، ولن يتم حل القضية الكردية السورية حسب إرادة الكرد ، وضمن مفهوم مبدأ حق تقرير المصير في سوريا تعددية ديموقراطية موحدة .
   لقد حققت الندوة الحوارية أهدافها ،في مناقشة قضايانا المصيرية ، والخروج باستخلاصات توافقية سيتم توثيقها للانطلاق منها مستقبلا نحو ندوات حوارية أوسع ، وفي الوقت الذي نحيي فيه كل من حضر وساهم خاصة من داخل الوطن ، ناسف لعدم تمكن البعض لاسبابهم الخاصة من المشاركة ، كما نقدم الاعتذار لكل من لم يتسنى لنا دعوتهم لهذا الحوار وهم بالعشرات والمئات على امل مشاركتهم تباعا في الندوات المقبلة  .
   

34
بدايات تعريف العالم بالقضية الكردية السورية
                                                                         
صلاح بدرالدين

  من حق شعبنا علينا وخصوصا الجيل الناشئ ان نوضح له نحن معاصرو بدايات حركتنا السياسية الحقائق بتجرد ، وبكل امانة ، وان نحاول وضعه في صورة طبيعة نضالنا قبل اكثر من نصف قرن ، وماقدمناه في خدمة قضايانا بالرغم من صعوبة ظروف ذلك الزمان ، ومخاطرها ، وكيف نرى الان بعض متنفذي أحزاب طرفي الاستقطاب وهم يستهترون بالكثير مما انجزناه .
 فقد نشر رفيق الدرب – ربحان رمضان أبو جنكو – في بوسته التالي المنشور على موقع الفيسبوك ( هذه الصورة عمرها حوالي خمسون عام .. ارسلها لي أخ وصديق غالي أخذناها في ملعب الشركة الخماسية لكرة القدم ومعنا صحفي فرنسي ارسله الي الرفيق الأمين العام للحزب يومها الأستاذ صلاح بدر الدين ليكتب عن وضع الشعب الكردي في سوريا ، وقد تجولت معه في دمشق ثم رافقه احد رفاقنا الى القامشلي وكتب تحقيقا صحفيا عن الكرد في سوريا بحوالي 35 صفحة ..) .
  الصحفي الفرنسي الموما اليه والمنشورة صورته هو السيد ( جيرار شاليان ) الذي يتابع تطورات القضية الكردية منذ ذلك الحين ، واصدر العديد من المقالات ، كما شارك آخرين في اصدار كتاب حول القضية الكردية بالشرق الأوسط ، وقام بزيارات عديدة الى إقليم كردستان العراق ، وقد كنت قبل ذلك على تواصل مع الصحفي الفرنسي المعروف الراحل ( جان بيير فينو ) والتقيت به مرارا في بيروت وكان مختصا بكل من ( كردستان وبلوجستان ) وكان المفترض ان يحضر هو الىى سوريا ولكن لاسباب صحية اقترح زميله – شاليان – ليحل محله وهذا ماحصل ، وتابع الأخير رحلته الى كردستان العراق بعد دمشق ، وعفرين ، والقامشلي بمساعدة رفاقنا ، اما الراحل – فينو – فقد وردني خبر وفاته ببلوجستان بسبب مرض الم به وهو برفقة الثوار البلوجيين الذين يطالبون بحق تقرير مصير شعبهم .
         خطوات مستمرة في تعريف قضايانا
  منذ ستينات القرن الماضي وخاصة بعد كونفرانس الخامس من آب ١٩٦٥ ، وبعد مكوثنا – الاضطراري – بلبنان ، كانت احدى مهامنا الأساسية هي تعريف القضية الكردية عامة والقضية الكردية السورية على وجه الخصوص للرأي العام الوطني ، والعربي ، والإقليمي ، والاممي ، كما ساهمنا في تسهيل زيارات العشرات من الصحافيين والإعلاميين العرب ، والأجانب الى مناطقنا الكردية السورية ، وإقليم كردستان العراق خلال مرحلتي الثورة ، وتحقيق الفدرالية ، وبالإضافة الى ماتم ذكره أعلاه بخصوص – شاليان – فقد سبقته واعقبته حالات أخرى ومن ابرزها :
         يفكيني بريماكوف
  التقيت به بداية الستينات في منزل الصديق اللبناني المشترك المرحوم – سهيل يموت – رئيس منظمة انصار السلام اللبنانية ، وكان بزيارة الى بيروت من مقر عمله بالقاهرة حيث كان مراسلا لصحيفة – البرافدا – السوفيتية ، وتبادلنا الحديث حول الشؤون الكردية بصورة مفصلة ، وكما أتذكر لم يخلو حديثي من بعض العتب على – الرفاق السوفييت - ، وبعد فترة وكانت ثورة أيلول ١٩٦١ مندلعة ، ارسل لي انه يريد الذهاب الى كردستان العراق بمساعدتنا ، وتم التنسيق ثم نقله رفاقنا من القامشلي – اوتيل هدايا – الى حقل – رميلان – القريبة من الحدود وكان يديرها الخبراء السوفييت ، وقبل الموعد المقرر للبدء برحلته واجتياز نهر دجلة ارسل خبرا ان عليه العودة الى دمشق لحدوث تطورات مفاجئة حيث حدث انقلاب ضد الرئيس السوري – امين الحافظ - ، ثم علمنا بعد ذلك ان – بريماكوف – زار الراحل مصطفى بارزاني عن طريق بغداد .
      منظمة الميديل ايست والسيدة شيري
  في احدى زياراتي الى الولايات المتحدة الأمريكية تلبية لدعوة – المؤتمر الوطني الكردستاني – k n c - لحضور كونفرانسه السنوي الذي انعقد في – سان دييغو – بكاليفورنيا مكثت عدة أيام في – نيويورك – محطتي الأولى بهدف زيارة المركز الرئيسي لمنظمة – هيومان رايتس ووتش – وبحسب العنوان ودون موعد مسبق طرقت باب مكتب المنظمة وبعد التعريف بهويتي استقبلني مسؤول الشرق الأوسط السيد – كريستوفر – بترحاب وهو أمريكي من أصل لبناني وعقدت اجتماعا مطولا انضم اليه نائبته ومسؤولون آخرون وتم الاتفاق على زيارتهم ثانية في طريق العودة من الكونفرانس وبعد اسبوع كنت في مكتبهم مرة أخرى وعقدت معهم لقاءين آخرين وقد تمت الاستجابة المبدئية لاقتراحي في زيارة موفد أو بعثة من منظمتهم لسوريا لتقصي الحقائق واستعدادنا لتقديم المساعدة بهذا الشأن وبعد العودة الى بيروت مقر عملي استمرت المراسلة وخلال أعوام متتالية كانت السلطات السورية تمتنع عن منح الفيزا الا أن تمت المعجزة وحصلت المديرة التنفيذية الجديدة لقسم الشرق الأوسط السيدة – شيري – التي كانت نائبة للمدير خلال اللقاء الأول على الفيزا السورية وبدأ التنسيق حيث وصلت دمشق عام 1995 وبمساعدة مباشرة من رفاقنا في " الاتحاد الشعبي " آنذاك قامت بجولة شبه سرية محفوفة بالمخاطر في بعض المناطق الكردية وأجرت لقاءات مع ناشطين سياسيين وكانت حصيلة كل تلك اللقاءات والوثائق التقرير الأول حول كرد سوريا تحت عنوان : " THE SILENCED KURDS - الكرد المخروسين أو المسكوتين من تسعة وستين صفحة بتاريخ – اكتوبر – 1996 والذي سلط الضوء على الحالة الحقيقية من الجوانب الانسانية والقانونية والمظالم والتمييز والحرمان واسقاط الجنسية ومنع اللغة الكردية وتغيير الأسماء والتركيب الديموغرافي في مناطق الأكراد والاضطهاد الاجتماعي والثقافي والاقصاء السياسي والملاحقات والسجن والاعتقال لأسباب قومية وكانت المرة الأولة التي تتم فيها الكشف عن الحقيقة الكردية السورية بهذه الدرجة من الوضوح من جانب منظمة عالمية وتتالت الشهادات والأخبار والتقارير من هذه المنظمة وكذلك من منظمة العفو الدولية بصورة منتظمة بخصوص معاناة كرد سوريا حتى صدور التقرير الأخير موضوع بحثنا الذي تجاوز الأطر المنهجية المتبعة عادة في صياغة بحوث وتقارير المنظمات المعنية بحقوق الانسان ليلمس مباشرة لب المشكلة كقضية قومية وليست انسانية فحسب فبعد سرد تفاصيل المعاناة وانتهاكات حقوق الانسان الكردي في ظل الأحكام العرفية وتحكم أجهزة الأمن والمخابرات والملاحقات والاعتقالات وتقديم الناشطين الى المحاكم العسكرية والجنائية ومحكمة أمن الدولة واصدار الأحكام الجائرة والحرمان من الحقوق المدنية وحق المواطنة ومصادرة الأراضي وبعد أن يفند التقرير كل التهم المنسوبة الى الناشطين الكرد في أقبية التحقيق والمحاكم مثل " اثارة النعرات العنصرية " و " اقتطاع جزء من سوريا " و " اضعاف الشعور القومي العربي " و " تشكيل خطر على أمن الدولة " و " التعامل مع الجهات الخارجية " وبعد أن يوثق عشرات اللقاءات الحية مع المواطنين الكرد والسجناء السابقين ويضع أمام أنظار الرأي العام العالمي جوانب وأشكال محنة أبناء القومية الكردية السورية يطالب واضعوا التقريرالحكومة السورية بتشكيل لجنة تضم ممثلين عن الحركة الكردية للتحقق والمتابعة والتصدي للمظالم وانصاف المظلومين والغاء المراسيم والقوانين والسياسات المجحفة بحق الكرد بما فيها المرسوم رقم 49 وضمان حقوقهم السياسية والثقافية وحق التعبير عن آرائهم وطموحاتهم وافتتاح المدارس ذات البرامج باللغة الكردية وحرية اقامة الأحزاب السياسية الكردية في سبيل تنظيم المشاركة السياسية الفعالة في تسيير أمور البلاد ودعوة خبير الأمم المتحدة المستقل المعني بقضايا القوميات والأقليات الى زيارة سوريا ويستخلص التقرير ويثبت جملة من الحقائق للمرة الأولى تجاه الكرد ومنها الاعتراف بجغرافية ومناطق كرد سوريا في شمال وشرق البلاد وتقدير نسبتهم بنحو 10% من سكان سوريا ومخاطبة الحكومة السورية بلهجة ادانة موقفها المقاوم للتغيير ازاء تحسن معاملة الكرد في بلدان أخرى مثل العراق وتركيا وتتوجه المنظمة ذات المصداقية العالمية الى المجتمع الدولي وخاصة دول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية بممارسة الضغط على الحكومة السورية الى درجة مقايضة العلاقات بمدى تحسين وضع الكرد واجبار الرئيس الأسد على الاقرار بمشاركة الكرد في القرارات المؤثرة بمصيرهم وعدم عرقلة جهود الحركة السياسية الكردية لتنظيم شؤونهم والدفاع عن حقوقهم السياسية والثقافية واستخدام لغتهم علنا والاحتفال الرسمي بالعيد القومي – نوروز - .
لانبالغ اذا اعتبرنا ماجاء في التقرير متقدما بأشواط على مواقف التيارات العربية المحسوبة على المعارضة من قوموية واسلاموية ويسراوية على وجه الخصوص وأكثر دقة وتحديدا وجدية من الخطاب السياسي لبعض المجموعات الحزبية الكردية السورية وتحديدا التي لم ترد ذكر أي خبر عن نشاطاتها ومعتقليها كما المجموعات الأخرى التي ذكرت في سياق التقريروهو بكل ماجاء فيه يؤكد على استبدادية وعنصرية النظام الذي لن يجدي معه أية وسيلة سوى العمل على تغييره وهو ادانة غير مباشرة لسلوك المراهنين على اصلاحه أو – المتراكضين – لنيل رضاه وبركاته في السر . " للبحث صلة "
 
   
   
 


35
حراك " بزاف " يدعو الى لقاء تشاوري عاجل
               

        ( دعوة عاجلة  الى لقاء تشاوري كردي سوري ، بين ممثلي المنظمات المدنية ، والمجموعات الشبابية ، والروابط النسائية ، والشخصيات الثقافية والإعلامية المستقلة  )

  عقدت لجان متابعة مشروع " بزاف " لاعادة بناء الحركة الكردية السورية ، لقاءها الاعتيادي الافتراضي الثامن والخمسون الذي بحثت وناقشت فيه البنود الواردة في البرنامج المعتمد، واستخلصت التالي :
  أولا – على صعيد السياسة الدولية فمازالت المراكز الرئيسية للاقطاب الراسمالية المتحكمة بمصير شعوب العالم وخصوصا بعد الحرب الروسية الظالمة على أوكرانيا تدير الازمات والصراعات،  وتعقد الصفقات ، على ضوء مصالحها ، وتوسيع نفوذها ، وتشغيل ماكينتها الاقتصادية من دون أي اعتبار لمصالح الشعوب المقهورة أصلا من أنظمتها المستبدة الحاكمة ، وما نشاهده الان في حلبة الصراع من تنازع وتسابق  الولايات المتحدة الامريكية ، والصين ، وروسيا وادواتهم في مختلف القارات والدول والمناطق خير مثال ، والصورة الاوضح للمشهد الدولي الراهن ، وتاتي القمة الصينية السعودية بنفس السياق .
  ثانيا – ومما هو ملاحظ ، وبالرغم من ادعاءات بعض هؤلاء اللاعبين الكبار بالحرص على الديموقراطية ، وحقوق الانسان ، والعدالة الا انها جميعا تتشارك وبصور مختلفة ومتفاوتة في الحاق الأذى بقضايا الشعوب المصيرية ، ودعم الأنظمة المارقة الاستبدادية ، واسناد المجموعات والميليشيات المسلحة اللاشرعية وحتى الإرهابية ، ونبذ الحركات التحررية الاصيلة التي تعبر عن مصالح الغالبية الشعبية ، وفرض الحصار عليها امنيا ، واقتصاديا ، واعلاميا ، وقد خبرت شعوب منطقتنا تلك الأطراف ابان اندلاع ثورات الربيع قبل نحو عقد وحتى الان حيث ساهمت في نحرها ، واضعافها ، او تجاهلها ، وتجربة السوريين وثورتهم المغدورة ماثلة امام الاعين .
  ثالثا – بالرغم من تراجع نظام الاستبداد في الآونة الأخيرة ، وتفاقم الحالة الاقتصادية والمعيشية في مناطق نفوذه ، وتصاعد التحرك الشعبي في اكثر من منطقة الا ان القوى المحتلة ، والمعنية بالملف السوري مازالت – تدلل – النظام ، وتحاول الحفاظ على ماتبقى منه ، وترفض دعم اية محاولة شعبية لاسقاطه ، بل تتعامل على الصعيد الداخلي السوري مع الميليشيا المسلحة الموسومة بالإرهاب ، والفساد ، والاجرام المستعدة حتى بالاندماج مع المؤسسات المتبقية لنظام الاستبداد الاسدي وخاصة الأمنية ، والعسكرية منها ، كل ذلك يجري والتيارات السياسية ، والمجموعات الوطنية وبينها الكردية ، التي كانت ومازالت مع اهداف الثورة المغدورة تعجز عن إعادة تنظيم صفوفها بطريقة فاعلة لانجاز المهام القومية والوطنية ، ومواجهة التحديات الماثلة .
 رابعا – لم يعد خافيا على النخب الكردية السورية ، ومختلف شرائح الوطنيين المستقلين من النساء والرجال جميع الاعيب ، وممارسات أحزاب طرفي الاستقطاب ( ب ي د – ب د ك – س ) في تضليل الكرد السوريين ، واخفاء الحقائق عنهم واولها اخفاقاتها السياسية ، ومايجري داخل صفوفها ، ، وافلاسها ، وفقدان المصداقية ، والعجز عن مواكبة التطورات ، فلم يعد هناك مجال للشك حول تبعية هذه الأحزاب المطلقة للخارج ، وتخليها النهائي عن حمل آمال ومصالح ومطامح الكرد السوريين ، فوظيفة مختلف مسميات سلطة الامر الواقع بالمناطق الكردية المتبقية ، او بمناطق ( شمال شرق ) تنحصر فقط في تمثيل إرادة وسياسة مركز – قنديل – العسكري ، ولاعلاقة لها بالقضية الكردية السورية ، او القضايا الوطنية السورية ، وهي عبارة عن ملحق واداة تخدم المصالح الاستراتيجية لمحور الممانعة ، وخط الدفاع الأخير له بالرغم من تابعيته الشكلية للنفوذ الأمريكي المؤقت وفقا للعبة توازن المصالح ، وببالغ الأسف هناك حرص عام من جانب جميع الأطراف المعنية بدون استثناء على ادامة هذه الحالة ، بل إصرار الجميع وبينهم نظام الاستبداد ، والقريب والبعيد ، عمليا ، واعلاميا على ان أحزاب الطرفين هي من تمثل إرادة الكرد السوريين ، وهي الأنسب لاجندتها ، وتقديم الخدمات لها ،  والتجاهل التام لوجود غالبية الكرد السوريين  في موقع المستقل عن هذه الأحزاب ، والرافضة لسياساتها التدميرية .
             مبادرة للقاء تشاوري عاجل
  خامسا – وامام المشهد المؤلم هذا وبعد مراجعة شاملة لكل المبادرات التي قدمها حراك " بزاف " في الأعوام الأخيرة من اجل الحوار ، ولقاء ممثلي المستقلين واحزاب طرفي الاستقطاب لمناقشة الاوضاع والخروج بمواقف موحدة حول المشتركات القومية والوطنية ، والتي قوبلت بالتجاهل من المتنفذين في تلك الأحزاب ، فان المجتمعين يتوجهون بصدق والشعور بالمسؤولية التاريخية الى كل المجموعات ، والمنظمات ، والروابط المدنية المستقلة ، والشخصيات الفكرية ، والثقافية ، والإعلامية ، والناشطات والناشطين من الكرد السوريين بداخل الوطن وخارجه الى المشاركة في عقد لقاء افتراضي لمناقشة الحالة الكردية السورية المزرية ، والتوصل الى مبادئ عامة ، وتوافقات على طريق معالجة ازمة الحركة الكردية ، واجراء الخطوات العملية اللازمة وفي المقدمة تشكيل لجنة لمتابعة التوصيات ، ولقاؤنا هذا يعتبر هذا المقترح بمثابة نداء ودعوة لجميع المعنيين ، وانتظار تلقي الأجوبة على الايميل التالي : pa@bizav.org  للمباشرة في التحضير لذلك اللقاء الذي نراهن عليه بشكل إيجابي ، ونعتبره خطوة مدروسة بالاتجاه الصحيح  .
  هذا وقد تناول اللقاء مجموعة من المواضيع المتعلقة بلجان متابعة " بزاف " ، والاعلام ، والنشاطات المستقبلية ، ومناقشة العديد من المقترحات  .
         لجان متابعة مشروع " بزاف "
            ١٢ – ١٢ – ٢٠٢٢ 


36
تركيا  - ب ك ك : من يحارب من ؟
                                                                             
صلاح بدرالدين

     بداية لابد من القول ان الموقف الرسمي للنظام التركي ولحزب العدالة الحاكم كما هو واضح ومعلوم ليس مع حق تقرير مصير الشعب الكردي لا في تركيا ، ولافي ايران ، ولافي العراق ، ولافي سوريا ، ولايختلف في هذالمجال مع مواقف الأنظمة الحاكمة الأخرى في تلك البلدان ، وكذلك الامر مع مواقف كل من روسيا ، والولايات المتحدة الامريكية ، والنظام العربي الرسمي باعتبارها معنية بالملف السوري ، وقضايا المنطقة برمتها  .
  أنظمة تركيا ، وايران ، وسوريا ، والأوساط الحاكمة ببغداد عندما تتجاهل الحقوق الكردية المشروعة ، وتنفذ خطط معادية هنا وهناك ، وتتفق معظم الأحيان على الكرد بالرغم من خلافاتها البينية ، فانها تفصح بذلك عن طبيعتها اللاديموقراطية ، ونزعتها الشوفينية ،  واستبدادها الشرقي ، وفشلها في انجاز مهام البناء الوطني ، وإقامة دولة العدل والقانون لكل مواطنيها ، هذا من جهة ومن الجهة الأخرى فانها تستمد غطرستها ، واسترخاصها لمبادئ حقوق الانسان وحق الشعوب من تقاعس المجتمع الدولي ، وتعلق الدول العظمى ، والكبرى بمصالحها الخاصة على حساب المبادئ السامية التي التزمت بها رسميا عبر مواثيق الأمم المتحدة ، ودساتيرها المعمولة بها .
   حروب تركيا ضد – ب ك ك - .
   منذ نحو ثلاثين عاما ، وفي ظل الحكومات التركية المتعاقبة ، يشن الجيش التركي هجماته البرية ، والجوية على مواقع – ب ك ك – في الداخل التركي وبشكل خاص في مواقعه بعدة مناطق بكردستان العراق ابرزها – قنديل - ، و – خواكورك – و – جبال كاري ومتين – و – حفتاوين – وأخيرا – سنجار – وخلال كل هذه المواجهات يعلن الجانب التركي انه يستهدف قوات – ب ك ك – كما ان السلطات الفيدرالية بالاقليم الكردستاني ومع كل الادانات ، ورفض اختراق السيادة ، والمطالبة بالتوقف ، الا انها لم تعلن يوما ان تركيا تحاربها او تستهدف شعب كردستان ، بل ترفض تصفية الحسابات على أراضيها .
   وفي الجانب السوري لم يحدث ان هاجمت القوات التركية الكرد السوريين وعلى طول الحدود المشتركة بمئات الكيلومترات قبل ظهور الحزب الكردي التركي – ب ك ك – في الأراضي السورية ، ومن خلال عائلة الأسد حيث احتضنت زعيم هذا الحزب السيد – عبد الله اوجلان – منذ بداية ثمانينات القرن الماضي ، وقد شهدنا بدايات الهجمات في اعتداء مفرزة من القوات الخاصة التركية على قرية – جرنك المتاخمة للحدود قرب القامشلي – وابادة عائلة – كابرش – التي كانت تناصر الحزب الابوجي ، بالإضافة الى حوادث أخرى لم ترقى الى درجة الحرب الفعلية الشاملة كما نشهدها الان بالطائرات الحربية ، والمسيرات ، والصواريخ ، وهي بالمجمل مدانة وغير مقبولة من جميع فئات المواطنين بكل هذه المناطق ، لانها تصيب المدنيين في معظم الحالات ، وتثير الرعب ، وتنشر القلق ، وتدفع الناس الى الهجرة من ديارهم .
        هل الدعوة الى المقاومة المسلحة خيار واقعي ؟
  لاشك ان إرادة شعبنا صلبة ، وسيتمسك بارضه كماعهدناه منذ مئات السنين مهما كلفه ذلك ، ولكن وبمعزل عن المشاعر العفوية الصادقة المتحمسة ، فان الدعوات اللفظية الإعلامية التي يطلقها المسؤولون من أصحاب سلطة الامر الواقع بمختلف مسمياتها العسكرية ، والسياسية ، والإدارية بدعوة الشعب الى المقاومة ، وحمل السلاح وفي الوقت ذاته يعلنون فيه ان ( أمريكا باعتهم ) تلك الدولة التي ترعاهم ، وتمدهم بالدعم العسكري والمالي ،فان تلك الدعوات غير مدروسة ، بل تتسم باعلى درجات المغامرة ولكن لماذا :
  أولا -  ليست الا دعوات يائسة ، بل مجرد الدفع نحو الانتحار بسبب عدم التكافئ بالقوى والامكانيات ، فاذا كانت قواتهم التي كانت متمركزة في جبال – كورداغ – منطقة عفرين ، ومتحصنة في ثكنات ، ودهاليز تحت الارض ، ومزودة من نظام الأسد بمختلف أنواع الأسلحة بمافيها الثقيلة ولم تصمد امام القوة العسكرية التركية المتفوقة عدة وعددا ، فكيف يمكن الصمود في سهول الجزيرة ، ومدنها المكشوفة امام المدفعية ، والطيران ، وفي مرمى نيران القوات البرية ؟ ، فقد كانت من نتائج مغامرة عفرين تهجير السكان الأصليين وهم الكرد ، واحلال سكان المناطق السورية الأخرى من غير الكرد محلهم ، مما أدى الى تغيير التركيب الديموغرافي ، والاخلال بالتوازنات في مناطق بالغة الحساسية تعاني أصلا من السياسات العنصرية ، في بلد لم تحل فيها القضية القومية الكردية ، وزادتها تعقيدا ، فهل يراد استحضار وتطبيق نفس التجربة في المناطق الأخرى ؟ .
  ثانيا – لم تتضمن الشروط التركية الأخيرة الخمسة وجوب ابتعاد الكرد عن الحدود المشتركة ، ولم تسمي أعضاء ومسؤولي أي حزب من الأحزاب الكردية السورية الخمسون او الثمانون المنضوية تحت اجنحة – ب ي د – و الانكسي – وكذلك نشطاء المجتمع المدني ، للرحيل لمسافة ٣٠ كم ، بل حددت أعضاء جماعات – ب ك ك – تحديدا ، وحتى الأسماء العشرة التي طالبت بتسليمها يرجح المراقبون انها تعود لكرد من تركيا .
 ثالثا  – المبالغات الكلامية لن تجدي نفعا امام الحقائق ، والوقائع ، والهروب الى الامام ليس حلا ، فهناك الان انتظار ان ينفذ مسؤولو جماعات – ب ك ك – بمسمياتها المختلفة الشروط التركية حتى لا تبدأ العمليات البرية ، والاجتياح ومن بينها الانسحاب لمسافة  ( ٣٠ كم ) من طول الحدود السورية التركية المشتركة ، وهناك في الوقت ذاته مطالبات من جانب البعض من الكرد ان تكون ( ٣٠٠ كم ) أي المسافة المفترضة بين القامشلي و – قنديل – وذلك حتى لاتتكرر الهجمات ، وتعيش المنطقة بسلام .
  رابعا – لو كانت الدعوة للمقاومة المسلحة ضد نظام الاستبداد الحاكم بدمشق بغية اسقاطه ، وإيجاد البديل الديموقراطي ، كما تجسدت في اهداف الثورة السورية في العامين الاولين من اندلاعها لكانت مفهومة في حينها ، اما اعلان الحرب ضد دول مجاورة فليس من شان الكرد السوريين ، ولا من وظيفتهم ، ولاتخدم مصالحهم ، واعتبار تركيا العدو الأول والوحيد بدلا من نظام الاستبداد خروج عن مبادئ الحركة الكردية السورية ، والحاق بالقضية الكردية السورية لمآرب – ب ك ك – في صراعه الشكلي مع تركيا ، وتجيير للدماء الكردية السورية لخدمة الاجندة الإقليمية .
 خامسا – واذا كانت مسالة السلاح والتسليح ، وتعبئة وعسكرة المجتمع ليست من اجل حل القضية الكردية في سوريا ، والحركة الكردية السورية بالأساس ومنذ ظهورها انتهجت النضال السياسي السلمي ، وانفردت بين كل الحركات الكردية بالجوار بطريق الحوار السلمي فما حاجة الكرد السوريين الى السلاح ؟ .
  سادسا– واذا كان مسؤولو – قسد – يؤكدون كل يوم ان الهدف التسليحي العسكري من اجل مواجهة داعش ، وان كل شيئ من اجل المعركة ضد أولئك الإرهابيين ، ويؤكد على ذلك التحالف الدولي ليل نهار ، حتى ان الجميع يعتبرون ان الهجمات التركية من شانها اضعاف المواجهة ، واذا كان الامر كذلك ، وبما ان المنبع الأول والاساسي لارهابيي داعش هو وسط وجنوب العراق ، والجنوب السوري في مناطق الحسكة ودير الزور ، والرقة ، واطراف البادية ، فلاحاجة لان تتحصن قوات – قسد وغيرها – في ديريك ، والقامشلي ، وعامودا ، والدرباسية ، وريف حلب ، وكوباني ، ولتتوجه جنوبا ، وتتحصن هناك ، وتزاول مهامها في محاربة – داعش – الى يوم القيامة .
  وأخيرا وكما يقول المثل الدارج  ( ان الرسالة تفهم من عنوانها ) ، أي ان سلطة الامر الواقع لو كانت جادة في دعوتها للمقاومة لاستجابت منذ أعوام لارادة الغالبية الشعبية ، ولوفرت شروط المقاومة الحقيقية بالاستجابة لمشروع حراك " بزاف " ومبادراته المتواصلة ، في التحاور ، وترتيب البيت الكردي ، وقبول إعادة بناء الأداة النضالية الوحيدة المجدية وهي الحركة السياسية الكردية السورية ، وتوحيدها ، واستعادة شرعيتها من خلال الطرق المدنية الديموقراطية وتحديدا عبر المؤتمر الكردي السوري الجامع .


37
اشكالية فرز الصديق من العدو لدى الكرد
                                                                         
صلاح بدرالدين

           " حلفاؤنا المحليون في سوريا ساروا في أوهام غير واقعية "
                                              باراك أوباما
           مدخل
  وطن الكرد التاريخي مقسم منذ قرون وعقود ، ويتوزعون فيما بينهم الان بالإضافة الى صفتهم القومية الكردية أربعة انتماءات وطنية : تركية – إيرانية – عراقية – سورية ، حيث تموضعوا من دون ارادتهم ، وإرادة شركائهم الجدد من الشعوب الأخرى في الأوطان الجديدة من الناحية الرسمية الواقعية ، الدستورية ، والقانونية ، واندمجوا في مجتمعات بصور متفاوتة بعد ان تحولوا الى الطرف الأقل عددا ، وخضعوا لثقافاتها السائدة ، وأنظمتها السياسية التي لايسمح لهم المشاركة في وضعها وإقرارها .
  انتقلت حركتهم القومية التحررية التي قامت على مبادئ حق تقرير المصير ، والاستقلال منذ بدايات القرن التاسع عشر ، وكافحت عقودا كحركة تحرر اسوة بحركات الشعوب الأخرى بالمنطقة والشرق عامة ولم تحقق أهدافها لاسباب ذاتية وموضوعية ، داخلية وخارجية ، و في مرحلة مابعد التقسيم ، تحولت الى حركات وتعبيرات سياسية ثنائية الانتماء ( قومية – وطنية ) تنطلق من جغرافية ، وضمن حدود البلدان الأربعة المستقلة بهوياتها التركية ، والفارسية ، والعربية .
  الكرد من الشعوب النادرة بالمنطقة التي لم تحقق تقرير المصير ابان الحربين العالمتين اللتان خلفتا عشرات الدول المستقلة الجديدة رغم كل التضحيات ، والانتفاضات ، والثورات ، وعجزت حركاتهم القومية التحررية عن  الحيلولة دون تقسيم كردستان التاريخية ، ليس هذا فحسب بل ان حركاتهم السياسية والحزبية منها على وجه الخصوص مابعد الحرب العالمية الثانية فشلت في تحقيق نوع من العلاقات الإيجابية فيما بينها ، او وضع ميثاق ملزم للتعاون بين الاشقاء ، بدلا من الاحتراب ، والصراع التناحري ، ومصادقة أعداء الآخر ، وبالمناسبة هذا المشهد كان سائدا قبل ظهور – ب ك ك – وشكل الحزبان الرئيسييان في كردستان العراق طرفا الصراع ، وتفاقم اكثر بعد ذلك .
  مايحصل الان للكرد في الأجزاء الأربعة وفي وقت واحد وبغض النظر عن الأسباب ، والمسببات  ( اعتداءات إيرانية وتركية ، على إقليم كردستان العراق – واعتداءات تركية على معظم المناطق الكردية السورية – ومواجهة نظام ايران لشعب كردستان ايران بالحديد والنار الان – وحرمان كرد تركيا من حق تقرير المصير ، وكذلك الامر للكرد السوريين ) كل ذلك وقد يحصل الأسوأ هو نتيجة طبيعية للاخطاء القاتلة التي سبق ذكرها أعلاه في عجز الحركة القومية الكردية من تحقيق تقرير المصير قبل عقود ، وعجز الحركة الحزبية السياسية الراهنة في وضع أسس متينة للعلاقات القومية ، وترسيخ مبدأ الحوار الديموقراطي بين المختلفين ، وقبول الاخر المقابل .
       في إشكالية العدو والصديق
  في المشهد الراهن فان كلا من نظامي ايران وتركيا اللذان يستحوذان على اكثر من ٨٠٪ من كرد المنطقة ووطنهم التاريخي ، والتجسيد الحي لمعركة – جالديران ١٥١٤ – والاصطفاف السني ، والشيعي ، يقومان بدور رئيسي في الصراع الدائر ليس على الصعيد الكردي فحسب بل على مستوى المنطقة برمتها من بغداد الى بيروت ، ومن صنعاء الى دمشق ، وصولا الى أوكرانيا ، ولهما التاثير المباشر على مسالتي الحرب والسلام ، والصراع العربي الإسرائيلي ، وعلى مصير القضية السورية ، فايران حليف منذ عقود لمركز – ب ك ك – في قنديل ، وتوابعه خصوصا سلطة – ب ي د – بسوريا ، وعدو بالوقت ذاته لكرد ايران وقيادة إقليم كردستان العراق ، وتركيا عدوة ل ب ك ك وتوابعه ، وحليف لإقليم كردستان ، لذلك فان الحركة السياسية الحزبية الكردية الراهنة في الأجزاء الأربعة لاتتفق على تعريف العدو ، والصديق فحسب ، بل تنطلق ضمنا واحيانا علنا من مقولة ( عدو عدوي صديقي ) ؟! بمعنى ان تركيا عدو هنا ، وصديق هناك ، وايران صديق هنا وعدو هناك .
     اين الكرد السورييون من كل ذلك ؟
  انعكست المعادلة المتحكمة بالمنطقة ، والصراع الإقليمي ، والهجمات التركية ، والقضية السورية  ، سلبا على الشعب السوري برمته والكرد منهم خصوصا ، فاضافة الى اخلاء مناطقهم بسب الهجرة ، والتهجير ،وتعرضهم للظروف المعيشية والأمنية الصعبة ، فان النتيجة كانت وبالا على حركتهم القومية والوطنية السياسية ، التي تعرضت الى التفكك ، والانقسام ، وتحريف الفكر القومي الديموقراطي ، والعبث بميراثها النضالي ، لقد كان الهدف الأساسي للعقلية الحزبوية في طرفي الاستقطاب ، تأزيم الوضع الى حدود الانهيار ، وقطع الطريق على إرادة الخلاص ، من جانب المجموعات المستقلة ، والوطنيين ، والنخب الناشطة الداعية الى حل الازمة ، وتحقيق الخلاص ، وكذلك ومساعي إعادة بناء الحركة بالطرق المدنية الديموقراطية ، وذلك حفاظا على سلطاتها ، ومصالح المسؤولين المتنفذين .
    فضيحة ( أمريكا باعتنا )
  نحن نعلم بحكم الاطلاع على تاريخ الحركة الكردية وتجاربها المريرة ، ومعرفة الجوهر الفعلي لاحزاب طرفي الاستقطاب وخصوصا الحزب الحاكم الفعلي لسلطة الامر الواقع ، ووقائع علاقاته الموزعة على اكثر من طرف إقليمي ودولي والمبنية على أسس هشة ، ان الطرف الأمريكي – وليس دفاعا عنه – لم يلتزم يوما لاسياسيا ولا عسكريا بوجود وحقوق الكرد السوريين ، وقد اعلنها السيد – دونالد ترامب – بكل وضوح  وعندما كان رئيسا للولايات المتحدة الامريكية " بانهم قد ينسحبون من سوريا باية لحظة ، وان هناك مقاتلون من – قسد – معنا ، مقابل مساعدتهم ماديا " ، كما صرح اكثر من مسؤول امريكي في عهدي – ترامب – و – بايدن – ان تركيا دولة حليفة ، وعضو بالناتو ، ونقدر هواجسها الأمنية .
  هناك عامل آخر يدفع باتجاه استسهال – بيع قسد – في أي وقت وهو تغيير الموقف الأوروبي نحو التشدد مع ايران، وكذلك الأمريكي ، والإسرائيلي المتشدد أصلا ، وكلما تعمق هذا الموقف كلما ازداد الضغط على – الحليف الفعلي – لإيران ، وهو الخط المتنفذ المرتبط بمركز قنديل .
  لقد اوهم المسؤولون المتنفذون في أحزاب طرفي الاستقطاب ، ان أمريكا ليست صديقة فحسب بل طرف ضامن من اجل الاتفاق الكردي الكردي ؟! ، اليس من الواجب محاسبة هؤلاء على تضليلهم المتعمد للشعب الكردي ؟ الم يظهر ان كل علاقاتها المحلية ، والوطنية ، والإقليمية ، والدولية مجرد أوهام ، ووسيلة إعلامية لتحقيق المكاسب الحزبية ، والتهرب من المسؤوليات ، فكل صلات سلطة الامر الواقع ماهي الا تحقيق حاجات الاخرين من القوى الكبرى خصوصا أجهزتها العسكرية والمخابراتية ، التي تتنافس على النفوذ في سوريا وحولها ، وجميع صلات – الانكسي – تقوم بفضل وساطات الاشقاء في إقليم كردستان العراق ، فحتى لو سلمت القوى الدولية باحقية ومشروعية القضية السورية فانها لن تتعامل مع – ب ي د – كممثل للمعارضة الوطنية السورية ولا حتى كجزء منها ، وحتى لو اعترفت تلك القوى بالكرد السوريين وجودا وحقوقا فانها لن تعتبر أحزاب طرفي الاستقطاب – ممثلا شرعيا للكرد ، لان الحركة الكردية مفككة ، وليس هناك اجماع كردي تجاه تمثيل الأحزاب للقضية الكردية.
     القرار الكردي السوري مغيب
  اذا كان الشعب السوري برمته غائب ، وعاجز عن تقرير مصيره ، فان غياب الكرد تحصيل حاصل ، ومايجري بمناطقهم ، ومايحصل بين الحين والأخر يتم بإرادة خارجية ، وقد انكشفت جوانب اللعبة منذ حين واهمها ان كل الأطراف المحتلة بمافيها تركيا بشروطها الأخيرة الخمسة ، وامريكا ، وروسيا بمواقفهما الواضحة من الاحداث ، وايران ، وحتى إسرائيل ، وخصوصا سلطة – ب ي د – تسعى جميعها الى عودة إدارة ، وأجهزة النظام ، حتى وصل الامر الى درجة اقنعت اوساطا من الناس بارجحية سلطة النظام ليس حبا فيه بل تخلصا بماهو قائم ، وجاسم على الصدور ، وهذه حقيقة يتداولها الكثيرون ، وهي مرة بطبيعة الحال ، وغير مقبولة لان عودة النظام المجرم الذي لم يحاسب هو أسوأ الخيارات على الاطلاق ، واكثرها إهانة لدماء مئات الالاف ، وسيبقى العدو الأول الرئيسي لكل السوريين وفي المقدمة الكرد ، مهما حاول البعض العبث بالمسلمات ، وتوجيه الأنظار الى غير مواقعها .
 
   






38
ندوة حوارية ببرلين حول الحركة الكردية السورية
لجان متابعة " بزاف "
 في شؤون وشجون الحركة الكردية السورية

   اقامت لجان متابعة مشروع حراك " بزاف " ندوة حوارية في برلين بتاريخ ١٩ – ١١ – ٢٠٢٢ بحضور نخبة من الكرد السوريين .
   في بداية الندوة قدم السياسي الكردي السوري الأستاذ صلاح بدرالدين مداخلة عبر نظام – الززوم – حيا فيها المشاركين واكد على ان الموضوع الأساسي في وجودنا وصراعنا هو كيفية إعادة بناء حركتنا ،فعندما أراد النظام القضاء على الوجود الكردي عبر مخططات الإحصاء والحزام لم يحقق مااراد ،  وبعد تجارب طويلة علم نظام حافظ الأسد الشوفيني ان الطريق الانجح في ضرب الكرد وايذائهم هو اختراق ، وتفتيت حركتهم السياسية ، وهذا ماتم منذ بداية تسعينات القرن الماضي  .
  لااريد الاطالة فالسيدة كوهر حيدر في كلمتها ستشرح لكم مشروع حراك بزاف ونشاطاته طوال الأعوام  الماضية  ، وماهو مطلوب بهذه المرحلة .
  وتوجه الى المجتمعين قائلا : انتم أيها البزافييون انتم بشمةركة لا لفرد او حزب او مجموعة بل للكردايتي – نداءاتكم ، ومشروعكم ، وثقافتكم القومية والوطنية منذ تسعة أعوام وحتى الان دخلت كل بيت كردي سوري ، واصبحت عنوانا لاي تحرك من اجل الإصلاح والتغيير ، هناك من يستخدمها بجدارة وهناك من يأخذ البعض منها وهناك من يتجاهل منبعها ولكن كل ذلك انتصار لكم فافتخروا انتم عنوان الحاضر والمستقبل ، ولكم كل التحية والتقدير .
  ثم قدمت السيدة كوهر حيدر من لجان متابعة الحراك كلمة مطولة استهلتها بالشكل التالي :
   ١ – نبذة تاريخية عن قيام ، ونشاطات حراك " بزاف " ، والمرحلتان التي مر بهما ، الأولى – اعتبارا من عام ٢٠١٢ ، والتي بدأها الأستاذ صلاح بدرالدين ، عندما طرح فكرة ضرورة انقاذ الثورة السورية من تسلط الإسلام السياسي بعقد مؤتمر وطني سوري جامع ، وكذلك عقد مؤتمر كردي سوري لاعادة بناء الحركة الكردية ، وتوحيدها ، واستعادة شرعيتها ، وانتخاب مجلسها القيادي .
  في هذه المرحلة تم التحاور مع الرئيس مسعود بارزاني الذي كان قد تبنى ( المجلس الوطني الكردي ) ، ونوقش معه مقترحا من بندين : الأول – عقد مؤمر مشترك بين المستقلين وأحزاب المجلس بنسبة ثلثين ، وثلث واحد ، او دعم عقد مؤتمر للمستقلين فقط ، وحتى الان لاجواب معلن ولكن المقترح لم يقبل .
  والمرحلة الثانية بدات منذ بداية ٢٠١٤ عندما تم الإعلان عن الفكرة ، وتشكلت لجان تنسيق لحراك بزاف كبداية في إقليم كردسان العراق ، وعقدت لقاءات تشاورية في الإقليم والبلدان الأخرى مثل المانيا ، وتركيا ، والامارات ، وكندا ، وفي هذه المرحلة انتقل العمل من المبادرة الفردية الى العمل الجماعي ، وطرح مشروع البرنامج السياسي للنقاش ، كما نشر نداء لدعم المشروع  ، حيث صادق عليه عبر الفيسبوك نحو ثلاثة الاف ناشطة وناشط سياسي كردي سوري ، ونشرت العديد من الوثائق وهي مشورة في الموقع الرسمي لحراك بزاف .
    ٢ -   مهام حراك بزاف : المهمة الأولى والاساسية هي إعادة بناء الحركة الكردية كاداة نضالية ، كرد سوريا بامس الحاجة اليها ، وذلك بعد تفكيكها ، وتشويه أهدافها ، وتزييف شعاراتها ، وحرفها عن خطها النضالي .
  والمهمة الأخرى هي تثبيت مبدأ الحوار ، وتفعيل المناقشات وصولا الى مبادئ ومسلمات نظرية برنامجية ، والتوافق على المشتركات من اجل الإنقاذ ، وكذلك تصحيح المفاهيم الخاطئة التي تنشرها الأحزاب حول تعريف الحركة الكردية ، والشعب الكردي ، والقضية الكردية ، ومسالة التوازن بين القومي والوطني ، وإصلاح العلاقات الوطنية السورية ، والكردستانية ، واستعادة القرار الكردي السوري المستقل .
  والمهمة الثالثة هي تعميم فكرة لجان المتابعة بالوطن ، والخارج ، وتوسيع حلقات المؤيدين من خلالها ، ليتم نشر مشروع بزاف ، وتعبئة الجمهور الشعبي الواسع كعامل ضغط من اجل عقد المؤمر المنشود .
  حراك بزاف ليس حزبا ، او تنظيما لذلك لانسعى الى بناء علاقات رسمية مع أي طرف وعوضا عن ذلك نعمل على إيصال مشروعنا وتوجهاتنا الى شعبنا أولا ثم التعبيرات الكردية السورية ، والشركاء في حركة المعارضة الديموقراطية السورية ، والأطراف الكردستانية خصوصا الموقع المتقدم ونعني إقليم كردستان العراق ، والقوى الدولية المعنية بالملف السوري والكردي وذلك شفويا او عبر المراسلة ، نعم نسعى الى الحوار المفتوح ، والشفاف مع مسؤولي الأحزاب والمختلفين معنا فكريا وسياسيا بغية الوصول الى قواسم مشتركة .
   في غضون الأعوام التي عمل فيها حراك بزاف بامكانياته المحدودة نفتخر ان مفاهيم ، ومشروع ، والثقافة السياسية ، والخطاب الذي طرحه بزاف قد تعمم في الوسط الكردي السوري خصوصا لدى النخبة ، وهو امر يؤكد على صحة نهج حراك بزاف ، وصدقيته ، وجديته في تحقيق أهدافه .
  حراك بزاف لايبحث ان يحل محل احد ، وهو على قناعة بان القضية الكردية السورية لن تحل من دون وجود حركة كردية سياسية موحدة ومشروع سياسي واضح ، ويؤمن بالتعددية الفكرية ، والسياسية .
  هناك بين الأوساط الحزبية من طرفي الاستقطاب من لايؤمن بالحوار ، ولايسعى الى إعادة بناء الحركة ، وغير واثق من نهجه لذلك يسعى هؤلاء الى استخدام الطرق الخاطئة في شخصنة القضية ، والتهجم ، والتخوين وكل ذلك من أسلحة الضعفاء ، كما ان مسؤولي  أحزاب طرفي الاستقطاب يلجؤون بالاونة الأخيرة الى زرع افراد ، وتلميع اشخاص ، ومجموعات تارة باسم المستقلين وبالقاب متعددة من اجل التشويش على مساعي حراك بزاف  ، ولكن ذلك لن يثنينا على المضي قدما  .
  نحن في حراك بزاف نميز بين موقفنا الاخوي الصادق من قيادة إقليم كردستان العراق ، وبين رؤيتنا لحقيقة ، ودور ، أحزاب الانكسي ، وفساد مسؤوليها ، ونحن كنا وسنبقى صريحين واضحين بهذا المجال ، لدينا عتاب اخوي على الاشقاء ونعبر عن ذلك منذ أعوام ، وكان اخرها مذكرتنا الى المؤتمر الرابع عشر للحزب الديموقراطي الكردستاني الشقيق حيث طالبنا بإعادة النظر في موقفهم من الملف الكردي السوري ، التي نالت احترام الجميع .
   ثم تتالت المداخلات وكان اول المتداخلين المناضل القديم الدكتور جمشيد عبد الكريم ، الذي تطرق الى مراحل بدايات الحركة الكردية السورية ، ودور حزب الاتحاد الشعبي في تعزيز النضال ، والعراقيل التي ظهرت امام الكرد السوريين ، كما حيا حراك بزاف وبارك جهوده في إعادة بناء الحركة الكردية السورية على أسس جديدة ، هذا وقد وسع النقاش بين الحاضرين حول حاضر ومسقبل الحركة الكردية وسبل تطويرها واستعادة استقلاليتها .
   

39
  ٢٥١ مسرحية فاشلة بكل المقاييس
                                                               
صلاح بدرالدين

       " الحقوا العيار لباب الدار "
  لم يكن خافيا عن اعين المتابعين اطلاق تلك البالونات الإعلامية الاختبارية من جانب المتنفذين في الطاقم المسؤول عن إدارة ( الانكسي ) منذ شهور أو نحوعام بشأن عقد المؤتمر الموعود ، الذي صوروه وكأنه يتوقف عليه مصير الكرد السوريين وجودا وقضية ، ومستقبلا ؟! وذلك لاسبابهم الخاصة ، من بينها :
  ١ - التخفيف من الضغوط الداخلية ، وقطع الطريق على أي انفجار ، اوانشقاق ، خاصة بعد ارتفاع أصوات من ماتبقى من قواعدهم التنظيمية في العلن تطالب بالتصحيح ، والتغيير ، والقضاء على المحسوبية ، والفساد .
  ٢ -  وكذلك التهرب من تبعات الفشل السياسي واحدا تلو الاخر ، والتراجع التنظيمي ، وانحسار النفوذ ، والتغطية على جميع الإخفاقات .
  ٣ -  ومحاولة اقناع البعض من ممثلي المجموعات الحزبية المتحالفة الأخرى المتذمرة خارج ( ح د ك – س ) بان المؤتمر كفيل بإعادة الأمور الى نصابها .
  ٤ – تصاعد موجة نشاطات الوطنيين المستقلين بالداخل والخارج ، وانتشار الخطاب الانقاذي الواقعي لمشروع حراك " بزاف " ، ومبادرات أخرى ، الهادفة جميعها الى إعادة بناء الحركة الكردية السورية من جديد عبر الحوار ، وبالطرق المدنية وبينها عقد المؤتمر التوحيدي الجامع للكرد السوريين .
 ٥ -  ومن اهم تلك الأسباب كما أرى هو الظهور امام قيادة إقليم كردستان العراق ، بانهم جادون في تادية الواجبات ، وجديرون بثقتهم ، ودعمهم المادي والمعنوي والسياسي .
  ٦ - ظهور بوادر احتمالات إعادة النظر بالملف الكردي السوري مابعد المؤتمر الرابع عشر للحزب الديموقراطي الكردستاني – العراق ، وكما هو معلوم فقد وجه حراك " بزاف " مذكرة الى مؤتمر الحزب الشقيق ، طالبه فيها بإعادة النظر في الملف الكردي السوري ، لان الظروف ، والوقائع تغيرت في الساحة الكردية السورية ، منذ عشرة أعوام وحتى الان ، ولابد من عقد المؤتمر الكردي السوري كانقاذ ، وحل لازمة الحركة .
     المؤتمر ومكانه  ليس االشرطان الوحيدان للإصلاح والتغيير
  هل مسالة اصلاح ، وتطوير - الانكسي – متوقفة على عقد مؤتمره بالقامشلي ؟ والاجابة طبعا لا ، حيث بالإمكان ان توفرت النية الصادقة اتخاذ خطوات لاحدود لها في مجال الإصلاح ، والتطوير ، وترشيد السياسات ، فذلك ليس مرتبط بالمؤتمر فقط ،  كما بالإمكان عقد المؤتمر بإقليم كردستان العراق حيث حرية العمل والنشاط السياسي مكفولة ، ومضمونة ، ومعظم أعضائه متواجدون هناك ، وهنا يظهر مثلب آخر في عملية تذاكي المنتفعين من مسؤولي – الانكسي - .
  كما يلاحظ فان هناك إشكالية بشأن – هوية – الانكسي – هل هو مشارك او مرشح للمشاركة في إدارة سلطة الامر الواقع ؟ ام طرف سياسي معارض ؟ على المتنفذين فيه الإجابة الواضحة ، وضمن هذه الدائرة – السوداء – يحاول هؤلاء تجنب الخيار الآخر الأكثر جدارة ، الأقرب الى العمل الوطني الثوري ، والنضال من اجل الشعب وحقوقه ، وفي سبيل تعزيز الحركة سياسيا ، وتنظيميا ، وهو عقد المؤتمر بشكل سري ، وعلى مراحل ، وإنجاز وثائقه ، وطرحها للنقاش ، بعيدا عن اعين الرقيب ، هذا اذا لم يكن الرقيب منه ، وفيه ؟! .
     هل هناك اتفاق ضمني بين طرفي الاستقطاب ، لتمرير الخطة ؟
  الكثير من المتابعين الكرد السوريين يعتقدون ان هناك نوع من التفاهم الضمني غير المباشر ، بين المتنفذين من مسؤولي – الانكسي – من جهة ، ومصدر القرار في إدارة – ب ي د – لاخراج موضوع المؤتمر بالشكل الذي تم ، حيث يرى هؤلاء وجود مصلحة ثنائية مشتركة بذلك ، وجملة من القرائن تعزز فرضيتهم وبينها :
  ١ – أحزاب الطرفين ليسا بوارد الاعتراف بضرورات إعادة بناء الحركة السياسية الكردية السورية ، او قبول عقد مؤتمر كردي سوري جامع يكون فيه المستقلون القوة الأساسية الغالبة ، وباالتالي تخلص الجميع من الاحراج امام الشعب عبر ادامة التوتر الظاهري ، وإظهار ان هناك قرارات المنع ، والتهديد ، أدت الى عدم التمكن من تحقيق إرادة الجمهور الكردي الواسع في تحقيق الوحدة ، والبناء ، واستعادة الشرعية .
  ٢ – من دون توجيه الاتهامات لاحد بعينه ، هناك حقيقة لايمكن القفز فوقها ، وهي تعرض الوسط المسؤول في – الانكسي – خلال الاعوام العشرة الماضية الى الاختراق من جانب أجهزة سلطة الامر الواقع ، وذلك خلال اعتقال البعض ومساءلتهم ، او شراء ضمائر البعض الاخر عبر وسائل مختلفة ، هذا بالإضافة الى ان البعض الاخر – آبوجي – قلبا وقالبا ، وكل ذلك يرجح دور اليد الطولى لادارة – ب ي د – في تعيين مسؤولي – الانكسي – من جهة ، ويسهل عملية التفاعل ، ويمرر التفاهمات ومن ضمنها اخراج موضوع المؤتمر بالشكل الذي تم فيه .
  ٣ – كل مااوردناه أعلاه لايتناقض مع ادعاءات ان – مظلوم عبدي – وافق على عقد المؤتمر ، وان الامريكان واكبوا ذلك ، وان الجميع راضون عن النتيجة خاصة في ظل سكوت تلك الأطراف المعنية حقيقة ام افتراضا ؟ .
     ولكن هل كان الإخراج المسرحي متقنا ؟
  لست ادعي في هذه العجالة انني على اطلاع على معلومات سرية دقيقة من مصادر قرار أحزاب طرفي الاستقطاب ، ولنقل اعتمد على سير الوقائع ، والخلفية التاريخية ، والقرائن المستحدثة ، وصولا الى الاستنتاج العلمي الموضوعي عن هزالة المسرحية التضليلية ، وتمادي مسؤولي الأحزاب في الاستهتار بوعي ، ومشاعر الجماهير الكردية ، مما يدفع ذلك الوطنيين المستقلين خصوصا من الشباب نساء ، ورجالا الى المزيد من اليقظة ، والتماسك ، والاستمرار في محاولاتهم من اجل التوصل الى تعزيز صفوف الكتلة التاريخية المنقذة ، والتوافق على المشروع البرنامجي الكردي السوري ، وصولا الى توفير شروط عقد المؤتمر الجامع .
  فليعلم مسؤولو أحزاب طرفي الاستقطاب ان لسان حال الغالبية الساحقة من شعبنا يتلخص في : سيان ان عقدت مؤتمرات الأحزاب أم لم تعقد ، فهي لاتمثل الشعب ، ولاتعبر عن ارادته وكفى استهتارا بالقيم والمبادئ ، ولو كنتم تملكون أي شعور بالمسؤولية لاعلنتم عن فشلكم ، واعتذاركم للشعب الكردي ولكل السوريين ، وافساح المجال للغالبية بمعالجة الازمة ، ووضع الحلول لها ، لقد افرغتم مناطقنا ،ولاتساعدون في عودة من تهجر ،  وتشجعون على الهجرة ، واوصلتم شبابنا الى حالات الانتحار الذاتي في متاهات الجبال والبحار ، والمحيطات ، وقسمتم الشعب الى شيع وأحزاب متصارعة ،ودفعتم الناس الى الاحتماء بالروابط المناطقية والعشائرية ،  ورسختم نهج تلقي  المال السياسي ، والتبعية للخارج ، وتستمرون في التضليل ، واخفاء الحقائق عن الشعب ، لقد اوصلتم شعبنا الى مرحلة يائسة ، ومحبطة قد يفكر البعض فيها الى ان اسقاطكم بات المهمة الأولى والاساسية .
 
 

40
مسرحية فاشلة بكل المقاييس
                                                             
صلاح بدرالدين

       " الحقوا العيار لباب الدار "
  لم يكن خافيا عن اعين المتابعين اطلاق تلك البالونات الإعلامية الاختبارية من جانب المتنفذين في الطاقم المسؤول عن إدارة ( الانكسي ) منذ شهور أو نحوعام بشأن عقد المؤتمر الموعود ، الذي صوروه وكأنه يتوقف عليه مصير الكرد السوريين وجودا وقضية ، ومستقبلا ؟! وذلك لاسبابهم الخاصة ، من بينها :
  ١ - التخفيف من الضغوط الداخلية ، وقطع الطريق على أي انفجار ، اوانشقاق ، خاصة بعد ارتفاع أصوات من ماتبقى من قواعدهم التنظيمية في العلن تطالب بالتصحيح ، والتغيير ، والقضاء على المحسوبية ، والفساد .
  ٢ -  وكذلك التهرب من تبعات الفشل السياسي واحدا تلو الاخر ، والتراجع التنظيمي ، وانحسار النفوذ ، والتغطية على جميع الإخفاقات .
  ٣ -  ومحاولة اقناع البعض من ممثلي المجموعات الحزبية المتحالفة الأخرى المتذمرة خارج ( ح د ك – س ) بان المؤتمر كفيل بإعادة الأمور الى نصابها .
  ٤ – تصاعد موجة نشاطات الوطنيين المستقلين بالداخل والخارج ، وانتشار الخطاب الانقاذي الواقعي لمشروع حراك " بزاف " ، ومبادرات أخرى ، الهادفة جميعها الى إعادة بناء الحركة الكردية السورية من جديد عبر الحوار ، وبالطرق المدنية وبينها عقد المؤتمر التوحيدي الجامع للكرد السوريين .
 ٥ -  ومن اهم تلك الأسباب كما أرى هو الظهور امام قيادة إقليم كردستان العراق ، بانهم جادون في تادية الواجبات ، وجديرون بثقتهم ، ودعمهم المادي والمعنوي والسياسي .
  ٦ - ظهور بوادر احتمالات إعادة النظر بالملف الكردي السوري مابعد المؤتمر الرابع عشر للحزب الديموقراطي الكردستاني – العراق ، وكما هو معلوم فقد وجه حراك " بزاف " مذكرة الى مؤتمر الحزب الشقيق ، طالبه فيها بإعادة النظر في الملف الكردي السوري ، لان الظروف ، والوقائع تغيرت في الساحة الكردية السورية ، منذ عشرة أعوام وحتى الان ، ولابد من عقد المؤتمر الكردي السوري كانقاذ ، وحل لازمة الحركة .
     المؤتمر ومكانه  ليس االشرطان الوحيدان للإصلاح والتغيير
  هل مسالة اصلاح ، وتطوير - الانكسي – متوقفة على عقد مؤتمره بالقامشلي ؟ والاجابة طبعا لا ، حيث بالإمكان ان توفرت النية الصادقة اتخاذ خطوات لاحدود لها في مجال الإصلاح ، والتطوير ، وترشيد السياسات ، فذلك ليس مرتبط بالمؤتمر فقط ،  كما بالإمكان عقد المؤتمر بإقليم كردستان العراق حيث حرية العمل والنشاط السياسي مكفولة ، ومضمونة ، ومعظم أعضائه متواجدون هناك ، وهنا يظهر مثلب آخر في عملية تذاكي المنتفعين من مسؤولي – الانكسي - .
  كما يلاحظ فان هناك إشكالية بشأن – هوية – الانكسي – هل هو مشارك او مرشح للمشاركة في إدارة سلطة الامر الواقع ؟ ام طرف سياسي معارض ؟ على المتنفذين فيه الإجابة الواضحة ، وضمن هذه الدائرة – السوداء – يحاول هؤلاء تجنب الخيار الآخر الأكثر جدارة ، الأقرب الى العمل الوطني الثوري ، والنضال من اجل الشعب وحقوقه ، وفي سبيل تعزيز الحركة سياسيا ، وتنظيميا ، وهو عقد المؤتمر بشكل سري ، وعلى مراحل ، وإنجاز وثائقه ، وطرحها للنقاش ، بعيدا عن اعين الرقيب ، هذا اذا لم يكن الرقيب منه ، وفيه ؟! .
     هل هناك اتفاق ضمني بين طرفي الاستقطاب ، لتمرير الخطة ؟
  الكثير من المتابعين الكرد السوريين يعتقدون ان هناك نوع من التفاهم الضمني غير المباشر ، بين المتنفذين من مسؤولي – الانكسي – من جهة ، ومصدر القرار في إدارة – ب ي د – لاخراج موضوع المؤتمر بالشكل الذي تم ، حيث يرى هؤلاء وجود مصلحة ثنائية مشتركة بذلك ، وجملة من القرائن تعزز فرضيتهم وبينها :
  ١ – أحزاب الطرفين ليسا بوارد الاعتراف بضرورات إعادة بناء الحركة السياسية الكردية السورية ، او قبول عقد مؤتمر كردي سوري جامع يكون فيه المستقلون القوة الأساسية الغالبة ، وباالتالي تخلص الجميع من الاحراج امام الشعب عبر ادامة التوتر الظاهري ، وإظهار ان هناك قرارات المنع ، والتهديد ، أدت الى عدم التمكن من تحقيق إرادة الجمهور الكردي الواسع في تحقيق الوحدة ، والبناء ، واستعادة الشرعية .
  ٢ – من دون توجيه الاتهامات لاحد بعينه ، هناك حقيقة لايمكن القفز فوقها ، وهي تعرض الوسط المسؤول في – الانكسي – خلال الاعوام العشرة الماضية الى الاختراق من جانب أجهزة سلطة الامر الواقع ، وذلك خلال اعتقال البعض ومساءلتهم ، او شراء ضمائر البعض الاخر عبر وسائل مختلفة ، هذا بالإضافة الى ان البعض الاخر – آبوجي – قلبا وقالبا ، وكل ذلك يرجح دور اليد الطولى لادارة – ب ي د – في تعيين مسؤولي – الانكسي – من جهة ، ويسهل عملية التفاعل ، ويمرر التفاهمات ومن ضمنها اخراج موضوع المؤتمر بالشكل الذي تم فيه .
  ٣ – كل مااوردناه أعلاه لايتناقض مع ادعاءات ان – مظلوم عبدي – وافق على عقد المؤتمر ، وان الامريكان واكبوا ذلك ، وان الجميع راضون عن النتيجة خاصة في ظل سكوت تلك الأطراف المعنية حقيقة ام افتراضا ؟ .
     ولكن هل كان الإخراج المسرحي متقنا ؟
  لست ادعي في هذه العجالة انني على اطلاع على معلومات سرية دقيقة من مصادر قرار أحزاب طرفي الاستقطاب ، ولنقل اعتمد على سير الوقائع ، والخلفية التاريخية ، والقرائن المستحدثة ، وصولا الى الاستنتاج العلمي الموضوعي عن هزالة المسرحية التضليلية ، وتمادي مسؤولي الأحزاب في الاستهتار بوعي ، ومشاعر الجماهير الكردية ، مما يدفع ذلك الوطنيين المستقلين خصوصا من الشباب نساء ، ورجالا الى المزيد من اليقظة ، والتماسك ، والاستمرار في محاولاتهم من اجل التوصل الى تعزيز صفوف الكتلة التاريخية المنقذة ، والتوافق على المشروع البرنامجي الكردي السوري ، وصولا الى توفير شروط عقد المؤتمر الجامع .
  فليعلم مسؤولو أحزاب طرفي الاستقطاب ان لسان حال الغالبية الساحقة من شعبنا يتلخص في : سيان ان عقدت مؤتمرات الأحزاب أم لم تعقد ، فهي لاتمثل الشعب ، ولاتعبر عن ارادته وكفى استهتارا بالقيم والمبادئ ، ولو كنتم تملكون أي شعور بالمسؤولية لاعلنتم عن فشلكم ، واعتذاركم للشعب الكردي ولكل السوريين ، وافساح المجال للغالبية بمعالجة الازمة ، ووضع الحلول لها ، لقد افرغتم مناطقنا ،ولاتساعدون في عودة من تهجر ،  وتشجعون على الهجرة ، واوصلتم شبابنا الى حالات الانتحار الذاتي في متاهات الجبال والبحار ، والمحيطات ، وقسمتم الشعب الى شيع وأحزاب متصارعة ،ودفعتم الناس الى الاحتماء بالروابط المناطقية والعشائرية ،  ورسختم نهج تلقي  المال السياسي ، والتبعية للخارج ، وتستمرون في التضليل ، واخفاء الحقائق عن الشعب ، لقد اوصلتم شعبنا الى مرحلة يائسة ، ومحبطة قد يفكر البعض فيها الى ان اسقاطكم بات المهمة الأولى والاساسية .
 
 

41
الكرد في حقبة حافظ الأسد
( ١٩٧٠ – ٢٠٠٠ )
                                                                       
صلاح بدرالدين

من الواضح أن البعض, من غير المطلع وغير المتعمق بالشأن السوري, او المنحاز لنظام الاستبداد البعثي ، يعتبر عهد الاسد- ارحم- تجاه الكرد, وهذا ليس دقيقا, ففي عهده بلغت وتائر الاضطهاد القومي ذروتها الى جانب قمع الحركة الوطنية السورية, وهو جاء أساسا عبر انقلاب عسكري على رفاقه وأذاقهم شرالعذاب ومعظمهم قضوا في السجون والمعتقلات, وفي دراسة احصائية نشرتها باسمي في أواخر عهده بجريدة – الاتحاد - لسان حال
منظمة حزبنا آنذاك في الخارج
, توصلت استنادا الى معلومات دقيقة الى نتائج مذهلة, حيث بلغ عدد المعتقلين الكرد لمدد زمنية من شهر الى 13 سنة في سنوات حكمه لأسباب سياسية قومية - 17000- وعدد الذين استجوبوا لدى دوائر الأمن- 21000-, والذين جردوا من الحقوق المدنية- 51-, وهجرت مئات العوائل الكردية الى الخارج والآلاف الى الداخل السوري
, حيث أقيم في عهده مجمع
- زورافا - القريب من العاصمة دمشق, وفي عهده وللمرة الأولى أنشىء مكتب أمني مختص بالملف الكردي باشراف القصر الجمهوري بادارة الضابط- محمد منصورة- لتنظيم سبل الاضطهاد القومي والتهجير والارهاب, والأخطر من كل ذلك وضع ميزانية وتفريغ خبراء
لتفتيت الحركة القومية الكردية, وفي المقدمة القضاء على البنية التحتية لليسار القومي الكردي ممثلا آنذاك بحزب الاتحاد الشعبي, واستمالة وتجنيد بعض العناصر المسؤولة في هذا الحزب..
سقط أول شهيد كردي- سوري في عهد الرئيس حافظ الأسد عام 1990, -
سليمان أدي-, بنوروز أمام القصر الجمهوري في دمشق خلال تظاهرة سلمية للمطالبة بحرية الاحتفال بالعيد القومي, والمفاوضات بشأن استلام جثة الشهيد التي قادها من الجانب الكردي السيد- ربحان رمضان- عضو اللجنة المركزية لحزب الاتحاد الشعبي والسيدة-
وصال فرحة- قرينة الراحل- خالد بكداش- عن الجانب الحكومي.
في عهد الرئيس حافظ الأسد وبمبادرة منه, انعقدت أولى الجلسات – الثلاثية - الأمنية والسياسية (1992) بين دول سوريا وتركيا وايران, بهدف التضييق على الحركة الكردية في البلدان الثلاث, واجهاض تجربة الادارة الكردية في كردستان- العراق, وتتالت الاجتماعات بين دمشق وانقرة وطهران وكان من المقرر اشراك عراق- صدام حسين-
أيضا.
في عهده حصلت مجزرة سجن الحسكة عام 1993 التي حصدت أرواح ستين سجينا من الكرد لأسباب عنصرية, وذلك بتواطىء مباشر من العميد محمد منصورة, وقد انفرد حزبنا بنشر الوقائع الكاملة للحدث في ثلاثة بيانات متتالية منشورة سلمت الى الهيئات الدولية
ومنظمات حقوق الانسان..
في عهده وللمرة الأولى, تم استحداث مكتب أمني خاص بـ "الملف الكردي" الذي يشمل كل مايتعلق بكرد سوريا والمحيط والعالم, وعين الضابط المنتمي الى الطائفة العلوية- محمد منصورة-, المتمتع بثقة الرئيس حيث سماه- كبش الجزيرة-, على رأسه مع صلاحيات مالية وادارية واسعة, حيث تمكن في مدة وجيزة من جمع وتوثيق أرشيف الحركة الكردية الموزع بين عشرات الأجهزة والفروع والمكاتب منذ الانتداب وحتى تاريخه, ونجح خلال اقامته الطويلة في القامشلي (جاء أواخر سبعينات القرن الماضي رئيسا لمكتب الأمن العسكري في القامشلي من مكان عمله السابق في محافظة دير الزور, وكان برتبة نقيب وترك القامشلي بين 2004 – 2005 وهو برتبة لواء) في بناء علاقات وفرض صداقات
تخطت الحدود المعقولة, فكما جرت العادة عندما يستلم مسؤول أمني أو اداري مهامه في القامشلي تتم عملية استلام وتسليم, فالسلف يسلم الخلف الأعوان والمخبرين ومصادر المعلومات والمفاتيح الاجتماعية والعشائرية, والذين عادة كانوا بغالبيتهم من سكان المدينة ومن فئات معينة, ولكن- محمد منصورة- تجاوز المألوف وتمكن من استمالة السياسيين والتجار وزعماء العشائر والقبائل والعائلات والمثقفين والموظفين والمهربين من النساء والرجال في جميع أرجاء محافظة الحسكة, وبنى شبكة متشعبة من الموالين والمخبرين. أخطر ما قام به هو جمع واعداد مجموعة من المثقفين الكرد الموزعين بين القامشلي والحسكة وحلب ودمشق, وأغلبهم كان ومازال قريبا من حزب العمال الكردستاني, وبينهم بعض الكفوئين من صحافيين وكتاب, ليقدموا له دراسات وتقارير دورية حول القضية الكردية في سوريا وتركيا والعراق. كما استثمر عددا من الشخصيات التي كانت متأثرة بالسيد- عبد الله أوجلان- خلال اقامته أكثر من عقد في سوريا, مكشوفا هو ومن معه أمام عيون أجهزة المخابرات السورية. ونظم أيضا العلاقة مع بعض القيادات الحزبية الكردية وخاصة اليمينية, التي كانت تمده بالمعلومات والمقترحات لتسهيل مهامه في اختراق وتفتيت أحزاب الحركة الكردية وخاصة, المعارضة منها للنظام وبشكل أخص, حزبنا والتيار اليساري القومي الديموقراطي عامة, وكان بالمقابل يوزع المكافآت والعلاوات بسخاء من ميزانية مكتب- الملف الكردي-, ويقوم بالتغطية المالية وتوفير وثائق السفر لمن يريد ارساله من أولئك المتعاونين الى بلدان مجاورة خاصة العراق وتركيا ولبنان, وأحيانا أوروبا بمهام خاصة, ومن المتوقع واذاما انكشفت أوراق وأسرار السيد- منصورة- في يوم ما حول فضائحه المالية والأخلاقية, أن يحدث مايشبه الزلزال في الجزيرة والمناطق الكردية الأخرى, ويؤدي الى انفضاح أمر عدد كبير من النساء والرجال من شخصيات سياسية واجتماعية ودينية واعلامية وقبلية, وعائلات وسيدات مجتمع ومهنيين ومسؤولي
أحزاب.
الى جانب كل ذلك كان يحاول استقطاب الناس بالخداع والظهور بمظهر الحمل الوديع المسالم, فيحضر تعازي ومناسبات اجتماعية. وقد علمت أنه حضر بصورة مفاجئة فاتحة المرحوم والدي في خيمة العزاء التي أقيمت في قريتنا جمعاية, رغم كل مواقفه المعادية.
, وقد تعاطى المسؤول الأمني اللواء- مصطفى التاجر- قبل انتحاره أو نحره- بحكم عمله في حلب مع الملف الكردي في المحافظة (جبل الأكراد وكوبانية ومركز المدينة) وبتنسيق
مباشر مع منصورة ويقال بتبعية مطلقة له.
في عهده وباشراف اللواء- محمد منصورة- تم وضع خطط "تكريد الصراع" وتأليب ب ك ك, ضد الحركة الكردية في سوريا, وضد الحركة في كردستان- العراق, وقبل ذلك احتضان انشقاق الاتحاد الوطني الكردستاني واعلانه في دمشق, وتقديم الدعم المادي واللوجستي والتسليحي لمواجهة الحزب الديموقراطي الكردستاني في مرحلة القيادة المؤقتة. بعدها وبدفع من نظام الأسد تم توسيع رقعة الاقتتال الداخلي في كردستان- العراق, ومحاولة تنفيذ مخطط "الكوريدور" القاضي بربط سوريا مع ايران بموافقة تركية مشروطة بتوجه ب ك ك نحو قضايا العراق وايران, والابتعاد عن الساحة التركية, وانشاء مكتب الشؤون الكردية الذي انيط به الى مسؤول الامن العسكري, وهناك وثيقة سرية تكشف عن
تفاصيل المخطط والمشاركين والمنفذين.
ومن أجل تبيان شرور عهده على الشعب السوري عموما, وليس على الكرد فحسب,
أستشهد هنا بمقطع كتبه الناشط السوري والسجين السياسي السابق السيد- شبلي شميل-
ونشر في الاعلام في ديسمبر 2010: "بعد عشرة أيام، مناسبة الذكرى الأربعين لما يسمى في الأدبيات الرسمية السورية" الحركة

التصحيحية بزعامة القائد إلى الأبد حافظ الأسد". وتصادف هذا العام يوم عيد الأضحى المبارك.
لن أستعرض العقود الأربعة، لأن ذلك يصيب بالقرحة، ويكفيني ما أنا فيه من أمراض. فعن ماذا أحدثكم، عن توحيد مركز القرار بيد شخص واحد وتأصيل عبادة الشخصية، عن تفعيل محكمة أمن الدولة من العام الأول بأحكام تصل للإعدام لترهيب الرأي غير المنضم لركب الرئيس، محاكم ميدانية، محاكم عسكرية، مجازر من سجن تدمر لمأساة حماه، وضع حد لاستقلال النقابات المهنية والعمالية، عسكرة البلاد والجامعات، زج أكثر من مئة ألف سجين سياسي في السجن، مقتل أكثر من 25 ألف إنسان في العدوان على المدن (من 1980 إلى 1982). وإعادة بناء طبقة أغنياء جديدة غير انتاجية من الكومبرادور ووكلاء
الاستيراد والتصدير والخدمات على حساب المشاريع الإنتاجية.
استفادت السلطة أول عهدها من المال الخليجي، ثم حصلت عليه خوة من هنا وهناك.. ما سرق وهرب لخارج البلاد جعل من أشقاء الرئيس القائد يعيشون في ماربايا وباريس عيشة أمراء الخليج.. التعابير السورية في الرمرمة (نسبة لرامي مخلوف) والدوجنة (من عمل قادة المخابرات في كل أشكال السمسرة والشراكة بما في ذلك مزارع السمك والدواجن) كل ذلك لم يمنع الإبن من تراث الأب فيه شيئا، بل عززه بانفتاح عشوائي لكل صاحب مال
يؤمن بأن الركود السياسي عامل ازدهار للنشاط الاقتصادي.
الحصيلة مرة .. لكن في هذه الحصيلة تأصلت قضية غياب الأخلاق تماما وغياب مفهوم التسامح السياسي أو الحوار مع الآخر .

- بتصرف عن الجزء الثاني من مذكراتي " الحركة الوطنية الكردية السورية " ١٩٧٥ – ٢٠١١ .


42
في الحالة الكردية السورية الراهنة
                                                                     
صلاح بدرالدين

-   *  -
 مصيرنا ككرد وكسوريين خرج من تحت سيطرتنا ، وتنتظرنا أياما اكثر سوادا ، والتحديات ماِثلة حيث مازالت هناك مخططات قيد التنفيذ من جانب القوى ، والأطراف السائدة ، من نظام ، وسلطات امر واقع ، وفصائل وميليشيات مسلحة ، ومجموعات إرهابية ، ومحتلين أجانب ، وكما يظهر فان جميع هذه الأطراف تبادلت الأدوار ، وتوافقت ضمنا او مباشرة ، اوبشكل غير مباشر ، على تقاسم مناطق النفوذ ، وإدارة الازمة نحو المزيد من التفاقم .
-     *    -
  سلطة – ب ي د – قامت بموجب تفاهمات بين المقبور – آصف شوكت رئيس المخابرات العسكرية وصهر الأسد آنذاك ، وبين القائد العسكري في قنديل آنذاك – مراد قرايلان – ( أاواسط ٢٠١١ ) وتتحاور الان مع نظام الأسد من موقع الضعف ولاتمتلك أوراق المفاوض الواثق من نفسه ، لانها لاتمثل إرادة الكرد السوريين ، ولاتعتبر نفسها جزء لا من الحركة الكردية السورية ، ولا من الحركة الوطنية الديموقراطية السورية المعارضة ، تحاول عقد صفقة حزبية لمصلحة الحزب الام – ب ك ك – وان تستحوذ كحزب أيضا على اعتراف النظام بها كحاكم على ( شمال شرق سوريا ) .
-    *    -
  لايمكن فصل مأساة عفرين عن تطورات القضية السورية ، وصفقات المحتلين ، والصراعات التي نشبت بين قوى الثورة الحقيقية ، والمعارضة الديموقراطية في البدايات من جهة ، وبين النظام ، والقوى الموالية له من المعادين لثورة السوريين من اجل التغيير الديموقراطي ومن ضمنها – ب ي د – من الجهة الأخرى ، وتحرير عفرين مرتبط بمصير نضال السوريين العام ، من اجل اسقاط نظام الاستبداد ، وتحقيق التغيير الديموقراطي ، ومن الجانب الاخر فان ماجرى ويجري في عفرين لايمكن فصله عن العوامل الذاتية ، والموضوعية التي تتحكم با القضية الكردية السورية بشكل عام ، وستبقى عفرين بمثابة القلب من الجسد الكردي السوري .
-   *    -
  وهنا يجب الإشارة الى مسؤولية – ب ي د – كفرع من – ب ك ك – في تسريع عملية احتلال عفرين من جانب تركيا وذلك عندما تم حفر الخنادق ، وإقامة الثكنات العسكرية هناك بدعم من جيش النظام مما دفع الجيش التركي الى الغزو باسم الحفاظ على الامن القومي ، ومواجهة مسلحي – ب ك ك – الذين من المفترض ان تكون كردستان تركيا ساحتهم وليس راجو ، وباسوطة ، وجنديرس ! ، من جهة أخرى لايمكن تحرير عفرين بقوة السلاح كما يدعي البعض الذي دمر ، وشرد ، وهجر ، ثم من سيكون بديل الاحتلال ؟ جيش النظام ؟ ام مسلحو – ب ي د - ؟ .
-    *   -
  وفي كل الأحوال فان تركيا كدولة محتلة لمنطقة عفرين ومناطق أخرى عليها الالتزام بالقانون الدولي بهذا الصدد ، والسماح بعودة اهل المنطقة الى ديارهم ، ومنع تهجير السكان او الاعتداء على ممتلكاتهم ، ونهب ارزاقهم ، والسماح بإقامة إدارات مدنية منتخبة من السكان الأصليين لادارة شؤونهم الحياتية ، والتعليمية ، والصحية ، حتى تحل القضية السورية ، ويزال الاستبداد ، ويحكم الشعب السوري نفسه بنفسه .
-    *    -
  في ظل التناغم الحاصل بين أحزاب طرفي الاستقطاب ( ب ي د – ب د ك – س )  منذ اتفاقيات أربيل ، ودهوك وحتى الان ، وتقلص نفوذ الأخير ، وتفشي الفساد ، والمحسوبية بين صفوفه ، وتجرد – الانكسي – من أية وظيفة تحالفية ، بل واذلال منتسبي المجموعات الحزبية الأخرى ، وتحكم مجموعة معدودة منتفعة من أربيل ، وموالية ضمنا لسلطة الامر الواقع ، ، وتبعية الطرفين للخارج ، واضاعة بوصلة استقلالية القرار الكردي السوري ، نقول في ظل هذا الوضع كان الشعب الكردي الخاسر الوحيد ، حيث تفككت حركته السياسية كاداته النضالية الوحيدة ، وافرغت المناطق الكردية حيث الهجرة والتهجير على قدم وساق ، وغاب الدور الوطني للكرد السوريين ، وذابت الشخصية القومية ، والوطنية الكردية السورية .
-   *    -
نحن لن نفقد الامل امام كل هذه التحديات ، ونؤمن ان شعبنا بمقدوره تغيير المعادلة لو توفرت الشروط المناسبة ، وهناك بين صفوف شعبنا من يسعى الى الإنقاذ خصوصا من الوطنيين المستقلين ، والشباب من النساء والرجال ، والمثقفين الملتزمين بقضايا شعبهم ، وقد تجسدت المحاولة المدروسة الجادة في حراك " بزاف " الذي يتطور منذ أعوام ، وطرح مشروع برنامجه الانقاذي بجانبيه القومي والوطني ، ويواصل تحركه بين صفوف الجممهور المتعطش للتغيير والإنقاذ بالداخل والخارج .
-   *     -
وفي هذا المجال فان القوى الكردستانية جمعاء التي قدمت لها الحركة الكردية السورية الكثير الكثير من الدعم المالي ، والبشري ، والإعلامي منذ ستة عقود وحتى الان وهي موثقة لدينا ، وخصوصا اشقاؤنا في إقليم كردستان العراق مدعوون لدعم واسناد عملية الإنقاذ ، وتفهم الحالة الكردية السورية بمعزل عن – العصبيات – الحزبوية ، والمصالح الخاصة ، فمصير شعبنا وحركتنا في غاية الخطورة ، ومرتبط بعقد مؤتمره الجامع من اجل إعادة بناء حركتنا ، وتوحيدها ، واستعادة شرعيتها ، وإقرار المشروع الكردي السوري للسلام .
-   *    -
هناك مخاطر أخرى على الكرد السوريين تلوح بالافق وجلبتها جماعات – ب ك ك - ، وهي محاولات القضاء نهائيا على تراث الحركة النضالية للكرد السوريين الممتدة من زمن – خويبون – وحتى الان ، واقصد التقاليد الديموقراطية ، والحوار السلمي الاخوي بين المختلفين فكريا ، فنحن امام امراض فتاكة في الثقافة السياسية الان ومنها عبادة الفرد ، والتخوين ، والتصفيات ، ورفض قبول الاخر المختلف ، والتبعية ، والمال السياسي ، والخطر الاخر هو عسكرة المجتمع الكردي السوري ، وتسليح المرأة ، والقاصرات ، والشباب على حساب التربية ، والتعليم ، وتشويه مسار الجيل الناشئ  .
-   *    -
  التبعية للخارج من جاني أحزاب طرفي الاستقطاب ، واضاعة ، ومحو الشخصية الكردية السورية ، ونبذ تاريخ حركتنا ، واستصغار مناضليها الشجعان الاحياء منهم والاموات ، ومحاربة النقد ، ومنع التحاور الكردي الكردي بشكل شفاف .
-    *     -
اما بالنسبة لما يزعم ان الولايات المتحدة الامريكية ، وفرنسا ، وسيطان لتوحيد الكرد السوريين عبر اتفاق الطرفين الحزبيين ، فقول مبالغ فيه ، وليس لهذين الطرفين الدوليين أي موقف رسمي معلن تجاه القضية الكردية السورية ، وكما فهمنا منهما يسرهما لو توحد الكرد ، وليسا وسطاء ضامنين ، نحن كحراك " بزاف " اوصلنا الامريكان منذ أعوام مقترحا من اجل تسهيل عملية عقد المؤتمر الكردي السوري الجامع بمشاركة المستقلين والأحزاب ، وهو الطريق الاصح لفائدة الكرد ولكنهم اوضحوا انه ليس من وظيفتهم تحقيق ذلك وهم فقط متواجدون بسوريا من اجل محاربة داعش والحصار على النظام .
-   *   -
لدينا معلومات مؤكدة حول نيات شريرة لمسؤولي أحزاب طرفي الاستقطاب ، لمواجهة أي تحرك لتغيير الوضع ، واي مسعى في سبيل إعادة بناء الحركة الكردية ، وتشديد المراقبة على اعضائهم وانصارهم بعد ان ظهرت ميول للتغيير ، كما ان الطرفين وخصوصا طرف سلطة الامر الواقع يقوم باجراءات في غاية السرية وبعقلية امنية ، بتكليف افراد للقيام ببث الاشاعات حول أية محاولة تهدف الى التصحيح والتغيير ، وانشاء وتمويل هياكل حزبية او جمعيات ، او حركات باسم الشباب ، والمستقلين لتشويه سمعة المستقلين ، واختراق الصفوف ، ولدينا اكثر من ذلك قد نعلن عنها بالوقت المناسب .




43
تحديات استراتيجية امام مؤتمر الحزب الشقيق
                 
                                                                               
صلاح بدرالدين

  يترقب شعب كردستان العراق ، والعراقييون عموما، وأوساط الحركة القومية الكردية في الجوار والعالم ، انعقاد المؤتمر الرابع عشر للحزب الديموقراطي الكردستاني – العراق ، لأسباب موضوعية وجيهة:
  ١ - كونه الحزب الجماهيري الكردستاني العراقي الأول الذي نشأ تاريخيا عقب ظهور حزب جمهورية مهاباد بعام واحد ، بعد موجة قيام الأحزاب الديموقراطية القومية ابان الحرب العالمية الثانية ، بتاثير مباشر من التوجهات السوفيتية بمناطق شعوب التحرر الوطني .
٢ - : كونه الحزب الذي شارك في تاسيسه ، وترأسه الشخصية الكاريزمية المؤثرة الذي يحظى باحترام الكرد في كل مكان الراحل مصطفى بارزاني .
 ٣ -  تصدر هذا الحزب وماتفرع عنه ، لكفاح شعب كردستان العراق السياسي ، والاجتماعي منذ بدايات النهضة القومية ، وقيادة انتفاضاته ، وثوراته منذ حركات بارزان ، مرورا بثورة أيلول عام ١٩٦١ ، وثورة كولان ، وابرام اتفاقية آذار للحكم الذاتي لعام ١٩٧٠ ، وانتفاضات التسعينات ، واجراء الانتخابات البرلمانية عام ١٩٩٢ وإعلان الفيدرالية ، والقيام بالدور الأبرز في كل نضالات المعارضة العراقية لاسقاط نظام صدام حسين .
  ٤ -  انتظار ما سيتمخض عنه مؤتمره الرابع عشر من استراتيجيات جديدة متطورة بشأن قضايا المرحلة الراهنة في الربع الأول من القرن الواحد والعشرين وما أكثرها من قومية ، ووطنية ، واقتصادية ، وسياسية ، وما أحوجها الى الاجابات الواضحة من هذا الحزب ذي الوزن الثقيل في الحركة الكردية .
      التحديات الماثلة
  هناك كم هائل من التساؤلات ، التي تراكمت وتم ترحيل بعضها من مؤتمر الى آخر لم تتم الإجابة عنها في اوانها ، لاسباب قد تكون موضوعية بسبب عقبات الظروف المحيطة الكردية الداخلية منها والعراقية ، والإقليمية ، وهي تشكل الان حزمة متكاملة من التحديات امام هذا الحزب المجرب صاحب المسيرة الكفاحية الطويلة ، تقتضي المصلحة العامة  توضيحها ، واعتماد مهامها ، وإنجاز متطلباتها النظرية ، والعملية بوضوح كامل ومنها :
    التحدي الأول  : كيف يمكن التوفيق بين مرحلتي الثورة ، وادارة السلطة ، والموامأة بين جيلي الثورة ، والانتفاضة من جهة ، والجيل الناشئ الذي لم يعايش تلك المراحل السابقة ؟ وماهو السبيل لحل  التمايزات بين القديم والجديد ، هل بالاستمرار حسب التقاليد النضالية ، والحزبية السابقة ، ام إيجاد طريق آخر يتسم بالمرونة ، والاستجابة لطموحات الجيل الجديد في الحداثة ، والشفافية ، والعلاقات الديموقراطية ، والتحولات الاجتماعية ، ومسألة مشاركة المرأة والشباب بالقيادة والقرار ؟ .
  التحدي الثاني : في مسألة دور الحزب ، وتوفير شروط قيادة السلطة بنجاح ، وهل الحزب وسيلة ام هدف ؟ ومدى قدرته على الاستمرارية من دون التجديد ، والإصلاح المستمر، آخذين بعين الاعتبار تجارب تاريخية مماثلة حصلت لدى حركات تحرر لشعوب منطقتنا وفي بيئة مشابهة للبيئة الكردستانية ، وبقيادة زعماء تاريخيين لهم مكانتهم المرموقة في أوساط شعوبهم ، وانتقلت من مراحل الثورة التحررية الى مرحلة استلام السلطة ، وأين وصلت تلك الأحزاب  الان ؟ ومنها على سبيل المثال : حزب المؤتمر الهندي ( غاندي – نهرو – انديرا ) ، وحزب جبهة التحرير الجزائرية ( بن بلة ) ، وحزب مؤتمر جنوب افريقيا ( نلسون مانديلا ) ، وحركة فتح الفلسطينية ( ياسر عرفات )  .
  التحدي الثالث :  حول موضوع ترتيب البيت الكردستاني الداخلي بالاقليم ، وخصوصا معالجة دور بعض الأحزاب السلبي التقليدي في هذا المجال كما تشهد على ذلك مراحل الاقتتال ، وحروب الإلغاء ، واختراق الاجماع الكردستاني في السياستين العراقية ، والإقليمية ،  والبحث عن صيغ استراتيجية جديدة تتلاءم مع متطلبات المصالح القومية ، والوطنية العليا لشعب كردستان العراق ، وليست الترضيات الحزبية ، والمناطقية ، والمجاملات الموقتة المعتمدة على مبدأ المحاصصة القصيرة الأمد  .
  التحدي الرابع : مدى القدرة على ثبيت قاعدة للتوازن بين القومي والوطني في الإقليم وعلى صعيد مشاركة المكونات القومية الكردستانية – التركمان ، والكلدان ، والاشوريين ، والارمن ، والعرب ، وإنجاز دستور الإقليم الذي يضمن المشاركة ، ويتحول سابقة متقدمة في الشرق الأوسط يحتذى بها في مجال تعايش الاقوام ، والأديان ، وكذلك على مستوى العراق ككل بشأن التكامل بين مبدأ حق تقرير المصير ، والعراق الأتحادي ، وامكانية استنباط نظام سياسي اكثر تقدما من النظام الفيدرالي بالمستقبل .
  التحدي الخامس : مدى إمكانية اعتماد صيغة مناسبة واضحة للعلاقات القومية الكردستانية ، على ضوء حسم الموقف إزاء جملة من القضايا مثل : المرحلة الي تمر بها الحركة الكردية في كردستان العراق هل هي مرحلة تحرر وطني ؟ ام مرحلة السلطة وبناء أسس الدولة ؟ ولكل منهما شروطها وملتزماتها ، وكذلك الصيغة الأمثل لتلك العلاقات : التنسيق المنظم عبر المؤسسات على أساس عدم التدخل بشؤون البعض ، ومساعدة البعض الاخر ، أم التبعية الأيديولوجية ، والحزبية ؟ هل ستكون على غرار تجربة حزب البعث بقيادات قطرية ، وقومية ، أم باحترام خصوصية كل جزء واستقلاليته ؟ والعلاقات القومية كما هو معروف تندرج في صلب العلاقات السياسية ، وتستحق  العامل معها في الفضاء السياسي الشفاف الواسع ، فهل يمكن اعادتها الى مكانها الطبيعي ؟ كل هذه الأسئلة تحتاج الى إجابات واضحة شفافة ، وخطوات عملية حتى تستقيم العلاقات ، وتثمر لمصلحة الجميع ، ويتوافق جميع الأطراف المعنية على أسس وآليات العلاقات القومية .
   التحدي السادس : ويتعلق أساسا باشكالية واقع ومسار وعلاقات كرد سوريا وحركتهم السياسية بالاقليم والحركة السياسية في المرحلة الراهنة ، فهناك حاجة ماسة الى استكشاف ماهية وحقيقة تلك العلاقة ، وعلى ماذا تستند من مبادئ ، وقواعد ، وآليات ، وهل تحتاج الى تصحيح ، وتطوير من اجل الفائدة العامة ؟ ، فلاشك من الناحية التاريخية هناك وشائج ، وتأثيرات متبادلة ، وتفاعل سياسي ، وانساني بدءا منذ حركة – خويبون – مرورا بحركات بارزان ، ومتابعة اقدام  الراحل الكبير مصطفى بارزاني وصحبه لنصرة جمهورية مهاباد ، ومسيرتهم الكبرى نحو الاتحاد السوفيتي السابق ، والعودة الى العراق الجمهوري ، واشعال ثورة أيلول ، ثم دور كرد العراق وحركتهم السياسية في تشكل اول تنظيم سياسي لكرد سوريا .
  لقد نمت وتوطدت علاقات حركتنا السياسية مع كردستان العراق وقائد ثورة ايلول ، واتخذت طابع الدعم والاسناد من جانب حركتنا ، والجمهور الوطني الكردي السوري بشكل عام وذلك من منطلق الحرص على انتصار كفاح الاشقاء ، وكانت علاقات مبنية على الوفاء ، والتضحية من جانب الكرد السوريين ، وبعد تحقيق الفيدرالية ، والاستحواز على السلطة تبدلت اشكال ، ومضامين ووسائل هذه العلاقات ، واتخذت طابعا سياسيا لعبت فيها الانتماءات الحزبية وليست القومية الدور الأكبر ، حيث انعكست الانقسامات الحزبية منذ عام ١٩٦٦ بين أربيل والسليمانية على واقع وطبيعة تلك العلاقات ، ثم توسعت هذه الفجوة لتنعكس سلبا على علاقات البارتي الديموقراطي الكردستاني على مجموعة من الأحزاب والتيارات السياسية الكردية السورية ، التي اقتصرت على طرف معين دون غيره والتطور هذا اضر بجوهر العلاقات القومية لمصلحة الانتماءات الحزبية الضيقة ، وبالرغم من خصوصية العلاقات التاريخية بين كرد سوريا وحركتهم مع الإقليم الا ان تلك العلاقات تحتاج الى إعادة نظر ، بل إعادة بناء وترسيخ ، ويجب ان تخضع للقواعد العامة الي اشرنا اليها في متطلبات العلاقات الكردستانية أعلاه  .
  ان تدوين وجهة النظر هذه عشية التحضير لعقد المؤتمر الرابع عشر للحزب الشقيق الذي اتمنى له التوفيق ، نابع من حرصي الشديد على سلامة وصيانة التجربة الرائدة في الإقليم الكردستاني ، ووفائي لاواصر الصداقة المتينة مع قيادات الحزب الذي عاصرته منذ رئيسه الأول  الراحل البارزاني الكبير وحتى رئاسة الأخ مسعود بارزاني الراهنة ، ومن اجل ترسيخ هذه القاعدة كموقع متقدم في الحركة الكردية في العصر الحديث ، لابد من المزيد من التواصل ، والتشاور بين مختلف القوى ، والأطراف ، والتيارات الكردية المؤمنة بالحوار السلمي الديموقراطي ، وبقبول الاخر المختلف .
 
 

44
لا تضعوا العصي في دواليب التغيير
                                                                     
صلاح بدرالدين

  الكلام موجه بطبيعة الحال الى المتنفذين من مسؤولي أحزاب طرفي الاستقطاب ( ب ي د – ب د ك – س ) الذين لاهم لهم في السنوات الأخيرة سوى عرقلة أي حوار جاد من اجل حل ازمة الحركة الكردية السورية ، لانهم كما يظهر لايستطيعون البقاء الا في أجواء الازمات للحفاظ على امتيازاتهم ، ومصالحهم الخاصة .
       أولا – مرة أخرى في أولويات عملية التغيير :
  كثيرون من الحريصين على الحركة الكردية السورية ، والساعين من حيث المبدأ لاعادة بنائها ، وتطويرها ، يدفعهم السهو  نحو الدرب الخطأ الأطول زمنا ، والأكثر عناء ، فيطالبون مثلا بتنحي مسؤولي الأحزاب ، أو اجبارهم على ذلك ، ليحل آخرون لشغل مواقعهم ، او حل احزابهم ، او جلب مسؤولين جدد في حال انعقاد مؤتمراتهم ، وكأن طريق حل الازمة ، وإعادة البناء يمر بالضرورة عبر غياب هؤلاء ! ، أو أن التغيير يقتصر على تبديل اشخاص ! .
     ثانيا  لا أيها السادة : صحيح ان معالجة العامل الذاتي هي مدخل لابد منه لحل الازمة ، ولكن هذا العامل يشمل الى جانب  المسؤولين الحزبيين كلا من الهيكل التنظيمي الديموقراطي المنتخب  حسب الأصول ، والبرنامج السياسي المتوافق عليه وهو الأهم ، والسياسات الصائبة القومية ، والوطنية ، والكردستانية ، والخارجية الأخرى على قاعدة استقلالية القرار .
    ثالثا -  هناك غالبية مستقلة ساحقة من معتنقي الوعي القومي الديموقراطي المنفتح من مختلف الطبقات الاجتماعية بالداخل والخارج ، وبينهم مناضلون قدامى ، وأكاديمييون ، و،اختصاصييون ، ومهنييون ، وفئات الشباب من النساء والرجال ، ومبدعون في الفنون ، والثقافة ، والاعلام ، وهؤلاء معا يشكلون الكتلة التاريخية المنقذة .
   رابعا – ليس جميع المنتمين  الى هذه الفئات ، والشرائح ، المشكلة للكتلة التاريخية ، من جنس ( الملائكة ) او لايخطئ ، او يلتزم بمهام التغيير بحذافيرها ، بل تجد هنا وهناك من هو متردد ، او متلون ، او رمادي ، او يتحين الفرص ، او يبحث عن جاه ، او يطمع بمال ،  ومن حسن الحظة يشكل هؤلاء قلة قليلة .
  خامسا -  وعندما يتم تنظيم صفوف هذه الكتلة او بعبارة ادق عندما تنظم نفسها بنفسها ، وتصيغ مشروعها البرنامجي السياسي الواضح ( وهما امران غير مستحيلان ) بل يمكن ان يكونا في متناول اليد اذا توفرت الإرادة ، أقول الارادة وليس الموجات الموسمية اللفظية ، والشعارات المجردة من العمل والممارسة ، والالتزام ، حينها ستقف الأغلبية الشعبية المنتجة في صف واحد ، ويضطر مسؤولو الأحزاب الى المشاركة في المؤتمر الكردي الجامع  من دون اجبار ، او اكراه ، بل خشية انعزالها ، وتقوقعها على هامش الاحداث ، أما اذا كان المسؤولون الحزبييون يبحثون عن السلطة ، والجاه ، او يرفعون آيديولوجيات مغايرة لمشروع الحركة الكردية السورية الموحدة ، او يتبعون لمراكز خارجية ، فهذا شأنهم ، وهم وحدهم يتحملون المسؤولية التاريخية .
   سادسا - وتجاوبا مع رغبة قطاعات من القوميين الديموقراطيين الكرد المستقلين في المزيد من التسهيلات في طريق المؤتمر المنشود الذين يرون صعوبة عقده بحسب الصيغة السابقة المطروحة ، ومن اجل توفير الثقة ، وتعزيز المسار ، والانطلاق نحو استكمال خطوات عقد المؤتمر الكردي السوري الجامع ، وعدم تجميد المشروع بسبب أعذار ، وشروط الاحزاب ، وتمسك مسؤوليها با السلطة ، والمنافع ، والمواقع  اقترح حراك " بزاف " التالي :
  ١ – ان يعقد المؤتمر بغالبية مستقلة ، ومشاركة الأحزاب ، باشراف لجنة تحضيرية من ثلثين من االكرد المستقلين ، وثلث من الأحزاب .
  ٢ – يراعى في تشكيل اللجنة التحضيرية وكذلك في اختيار أعضاء المؤتمر من المستقلين تمثيل المناطق الكردية الثلاث بالتساوي ( الجزيرة – كوباني – عفرين ) وكذلك مشاركة كرد دمشق ، وحلب ، والساحل ، وبلدان الاغتراب ، على ان لاتقل نسبة مشاركة المرأة عن أربعين بالمائة، مع غلبة الاعمار الشبابية  . 
  ٣ – ان تكون المهمة الأولى للمؤتمر المنشود ، وبعد صياغة البرنامج السياسي ، وخارطة الطريق واقرارهما ، انتخاب المجلس المسؤول عن الإدارة السياسية العامة بعيدا عن أية سلطات تنفيذية عسكرية ، وأمنية ، وكذلك آيديولوجيا المحاور ، وتناط به في المرحلة الانتقالية ومدتها عام مسؤولية العلاقات ( الوطنية ، والكردستانية ، والخارجية ) فقط من اجل تقييمها من جديد ، ووضع الأسس السليمة لها ، وتمثيل الكرد السوريين على تلك الأصعدة في جميع الحوارات التي ستجري مستقبلا ، على ان تغطى مصاريف اللجنة للفترة الانتقالية من تبرعات ، ومساعدات من الأصدقاء من دون شروط ، أو على شكل قروض من الأحزاب خصوصا التي تتصرف بالمال العام .
  ٤ –  وفي هذه المرحلة الانتقالية تترك الحرية للأحزاب لادارة امورها الخاصة وبينها سلطاتها ، واداراتها ، وصلاتها ان ارادت هي ذلك ،على ان تندمج بعد هذه المرحلة نهائيا في مؤسسات المؤتمر .
  ٥– بعد عام ، وانتهاء المرحلة الانتقالية ، يعقد مؤتمر الاندماج الكامل بنسخته الثانية ، على قاعدة واضحة ، وباشراف المجلس القيادي المنتخب من الجولة الأولى ، وحسب دراسات ، ووثائق ، وتقرير سياسي تتظيمي تعد من اجل ذلك .
   سادسا - من هم المستقلون في الحالة الكردية السورية الراهنة ؟
  بسبب المرحلة الانتقالية المتحركة ، وغير المستقرة في كل سوريا وخصوصا بالمناطق الكردية ، وتوزع الكرد عمليا بين عدة احتلالات ، ونفوذ وسلطات امر واقع ، واستمرار عملية الهجرة والتهجير ، والقمع الفكري ، والسياسي ، والحزبي من جانب مختلف مسؤولي ، وأجهزة ، ومؤسسات أحزاب طرفي الاستقطاب وبالأخص من بيده السلطة ، من الصعب جدا التوصل الى نتائج دقيقة في مسألة الفرز السياسي النهائي ، والانتماء الحزبي ، والتوجه المستقل ، فمثل هذا الفرز قد يتحقق في المجتمعات المتقدمة الديموقراطية ، حيث يضمن القانون حرية الفرد ، والجماعات ، ولكن لاوجود لذلك في شرقنا التعيس ، وفي بلدنا الاتعس ,وفي مناطقنا المنكوبة ، ولم يعد سرا الاجماع العالمي لدى المراكز ، والرأي العام على ان الأحزاب ليست من منظمات المجتمع المدني خصوصا التي تتعامل مع السلاح ، وتمارس العنف ، وتعيش على المال السياسي ، ولاتمارس الديموقراطية ، ولاتقبل الاخر المختلف .
  لو توفرت حرية الرأي ، والفكر ، لوجدنا الان في ساحتنا الكردية السورية منظمات مدنية ، ومراكز الحوار الفكري ، والسياسي ، وجمعيات ثقافية تنظم الندوات النوعية ، والمناقشات الجادة حول الحاضر ، والمستقبل ، والمشروع القومي والوطني ، ولوجدنا روابط ، واتحادات مهنية ، ونقابات ، ونوادي ، ومنتديات تنمي الابداع ، وفوق كل ذلك وبقوة السلاح ، والمال السياسي ، تحاول الأحزاب بكل السبل بما فيها الملتوية – اصطناع – مجموعات باسم المستقلين لسببين : الأول لاظهار شعبيتها – الافتراضية الواهمة - ، والثاني لقطع الطريق على  الحراك المستقل الحقيقي ، لذلك ليس من المستبعد ان نجد هنا وهناك ( مستقلين وحزبيين ) بآن واحد  ، و ( مستقلين بشروط ) ، و ( مستقلين – مقنعين ) و ( مستقلين تحت الطلب ) تجدهم ليلا لدى الأحزاب ، ونهارا يغردون على صفحات التواصل الاجتماعي بقدر ماهو مسموح ، حتى التعبيرات الثقافية ، والجمعيات في الخارج متورطة بغالبيتها في لعبة – الغميضة – هذه .
   من شروط استقلالية أي حراك كردي سوري الاعتماد على الذات ، وطرح البرنامج السياسي الواضح ، وامتلاك المشروع النضالي بشقيه القومي ، والوطني السوري في مواجهة نظام الاستبداد العدو الرئيسي لشعبنا ولكل السوريين ، من اجل التغيير الديموقراطي ، وإعادة البناء في المراحل المختلفة ، واتخاذ المواقف الصحيحة ، والشجاعة من كل الاحداث ، والتطورات ، خصوصا رفض عسكرة المجتمع ، أو زج المرأة في القتال ، مع الاعتراف بحقها بتبوؤ اعلى المناصب ، والمواقع القيادية ، والإدارية ، والسياسية ، وتوضيح الاليات المتبعة لتحقيق اهداف المشروع ، والايمان بضرورة انقاذ الحركة السياسية كاولوية ، وتوحيدها ، واستعادة شرعيتها بالطرق المدنية الديموقراطية عبر مؤتمر كردي سوري جامع ، وآخيرا وليس آخرا ان تكون نواة أي حراك مستقل مبنية على الشفافية ، والوضوح ، والعلاقات الديموقراطية ، والمشاركة الجماعية ، على قاعدة انتخاب لجان متابعة من اللقاءات التشاورية ، بعيدة عن – السيستيم – الحزبي الآيديولوجي .
   سابعا – يجب وبالضرورة ان تكون الإيجابية عنوان المرحلة التي تجتازها حركتنا السياسية ، والتصدي الفكري  والثقافي ، والسياسي للمهام القومية ، والوطنية حتى لوتعددت الرؤى ، والقراءات ، ووسائل حل الازمة ، صحيح ان معرفة ، وتقييم ، وتشخيص الازمة واسبابها تشكل المدخل الى عملية التغيير ، ولكن يجب وقف التركيز فقط على هذا الجانب ، ووضع حد لجلد الذات ، والانتقال الى المرحلة المتقدمة وهي صياغة الحلول النظرية البرنامجية ، والعملية للانقاذ ، وحل أزمة الحركة السياسية ، ومناقشتها بصورة نقدية صريحة .


45
فلنفتح كل الدروب المغلقة امام الحوار
لجان متابعة مشروع " بزاف "
           
  اطلق حراك " بزاف " مبادرة جديدة من اجل تذليل العقبات امام عقد المؤتمر الكردي السوري الجامع وفي مايلي النص الكامل :
  الحركة الكردية السورية وحتى إعادة بنائها عمليا ، يبقى مشروع " بزاف " المعدل بشأن المسالتين القومية ، والوطنية ، هو القاعدة التي يستند اليها المؤتمر المنشود ، وفي حال تقديم مشاريع أخرى يمكن البحث فيها ، والدمج بين  كل ماهو مفيد في جميعها  ، وبعد انهاء المهام الأولية ستعبر الحركة الموحدة عن إرادة الكرد السوريين ، وستطرح مشروعها القومي والوطني ، والكردستاني .
  حسب توجه ورؤية حراك " بزاف " لن تكون الحركة الكردية السورية جزء من المحاور الحزبية ، والإقليمية ، وستقف في موقع الاعتدال ، وتنسق مع القوى القومية الديموقراطية في سائر أجزاء كردستان بهدف التعاون ، واحترام الخصوصيات ، وعدم التدخل في شؤون البعض الداخلية ، وصولا الى إيجاد صيغة توافقية واضحة ، موثقة ، للعمل المشترك المثمر فيما بينها .
  تستطيع الأحزاب الكردية السورية ان ارادت ان تكون جزء من الحركة الكردية الشرعية المنشودة ، في حال قبولها المسار الوحدوي التصالحي عبر المؤتمر الجامع ، او تندمج في مؤسساتها الفكرية والثقافية والسياسية ، او تبقى ضمنها بالاطار العام ، وضمن المشتركات الرئيسية ، المتعلقة بالقضايا المصيرية  ، من دون شرط الالتزام الكامل بمشروع الحركة  ، ويمكن ان تسلك خيارات أخرى على مسؤوليتها الخاصة .
  الحركة الكردية السورية الموحدة ، الشرعية ستناضل من خلال العمل المشترك مع القوى الديموقراطية السورية المعارضة ، والنظام الديموقراطي المستقبلي المنتخب من الشعب ، على قاعدة الحوار ، والاعتراف المتبادل بالوجود والحقوق ، وخصوصية  القضية الكردية السورية لشعب شريك للشعب العربي ، والمكونات الأخرى ، من حقه تقرير مصيره السياسي والإداري في سوريا ديموقراطية جديدة تعددية موحدة ، بحسب مشروع الحركة المقر من المؤتمر الجامع .
  اذا كان المسؤولون الحزبييون يبحثون عن السلطة ، والجاه ، او يرفعون آيديولوجيات مغايرة لمشروع الحركة الكردية السورية الموحدة ، او يتبعون لمراكز خارجية ، فهذا شأنهم ، وهم وحدهم يتحملون المسؤولية التاريخية .
  وتجاوبا مع رغبة قطاعات من القوميين الديموقراطيين الكرد المستقلين في المزيد من التسهيلات في طريق المؤتمر المنشود الذين يرون صعوبة عقده بحسب الصيغة السابقة المطروحة ، ومن اجل توفير الثقة ، وتعزيز المسار ، والانطلاق نحو استكمال خطوات عقد المؤتمر الكردي السوري الجامع ، وعدم إيقاف المشروع بسبب أعذار ، وشروط الاحزاب ، وتمسك مسؤوليها با السلطة ، والمنافع ، والمواقع نقترح التالي :
  ١ – ان يعقد المؤتمر بغالبية مستقلة ، ومشاركة الأحزاب ، باشراف لجنة تحضيرية من ثلثين من االكرد المستقلين ، وثلث من الأحزاب .
  ٢ – يراعى في تشكيل اللجنة التحضيرية وكذلك في اختيار أعضاء المؤتمر من المستقلين تمثيل المناطق الكردية الثلاث بالتساوي ( الجزيرة – كوباني – عفرين ) وكذلك مشاركة كرد دمشق ، وحلب ، والساحل ، وبلدان الاغتراب ، على ان لاتقل نسبة مشاركة المرأة عن أربعين بالمائة، مع غلبة الاعمار الشبابية  . 
  ٣ – ان تكون المهمة الأولى للمؤتمر المنشود ، وبعد صياغة البرنامج السياسي ، وخارطة الطريق واقرارهما ، انتخاب المجلس المسؤول عن الإدارة السياسية العامة بعيدا عن أية سلطات تنفيذية عسكرية ، وأمنية ، وكذلك آيديولوجيا المحاور ، وتناط به في المرحلة الانتقالية ومدتها عام مسؤولية العلاقات ( الوطنية ، والكردستانية ، والخارجية ) فقط من اجل تقييمها من جديد ، ووضع الأسس السليمة لها ، وتمثيل الكرد السوريين على تلك الأصعدة في جميع الحوارات التي ستجري مستقبلا ، على ان تغطى مصاريف اللجنة للفترة الانتقالية من تبرعات ، ومساعدات من الأصدقاء من دون شروط ، أو على شكل قروض من الأحزاب خصوصا التي تتصرف بالمال العام .
  ٤ –  وفي هذه المرحلة الانتقالية تترك الحرية للأحزاب لادارة امورها الخاصة وبينها سلطاتها ، واداراتها ، وصلاتها ان ارادت هي ذلك ،على ان تندمج بعد هذه المرحلة نهائيا في مؤسسات المؤتمر .
  ٥– بعد عام ، وانتهاء المرحلة الانتقالية ، يعقد مؤتمر الاندماج الكامل بنسخته الثانية ، على قاعدة واضحة ، وباشراف المجلس القيادي المنتخب من الجولة الأولى ، وحسب دراسات ، ووثائق ، وتقرير سياسي تتظيمي تعد من اجل ذلك .
  ٦ – يفضل عقد المؤتمر التوحيدي للحركة الكردية في الوطن ، وان تعذر في إقليم كردستان العراق ، وان تعذر فليكن افتراضيا عبر وسائل التواصل الاجتماعي ، على ان يدعى الى يوم الافتتاح شخصيات وطنية سورية ، وممثلين عن التيارات الديموقراطية السورية الشريكة .
  ٧ – نؤكد مجددا ان المبادرة هذه اذا ما تم التجاوب معها على الصعيد العملي ، من شأنها ليس إيجاد حلول لأزمة الحركة الكردية السورية فحسب ، بل حل أزمات الأحزاب الداخلية أيضا ، وإنقاذها من السقوط النهائي المدوي ، وكذلك إعادة ( المثقفين ) المترددين الى السبيل الصحيح .
  نتمنى على كل من يهمه الامر مناقشة هذه المبادرة على وسائل الاعلام ، او كتابيا الى لجان حراك " بزاف " من خلال عنوان موقعه على الفيسبوك : www.bizav.org    .
  لجان متابعة حراك " بزاف "

  ٢ – ١٠ - ٢٠٢٢

46
لن تتشكل شخصية ثقافية للكرد السوريين
 الا باستعادة الشخصية السياسية المستقلة
                                                                                             
صلاح بدرالدين
  مايغفله الكثيرون من المهتمين بالشأن الثقافي للكرد السوريين حقيقة ان السياسي ، والثقافي مترابطان ، متكاملان ، لاينفصمان ، والتأثير متبادل ، ففي حين الثقافة السياسية موروثة منذ عقود ، وقرون ، الا ان للسياسة الثقافية الدور الأبرز في التجديد ، وتطوير المسار الثقافي ، وهي نابعة من نخب الشعوب ، وادارتها من ترتيب السلطات الحاكمة الدكتاتورية منها ، والديموقراطية ، وفي الحالة الكردية المشخصة في الوضع السوري الراهن تقوم سلطة الامر الواقع لحزب – ب ي د – وملحقاته ، والأحزاب الأخرى خارج السلطة ( ولو بشكل جزئي غير مباشر ) ، برسم وفرض السياسة الثقافية ، والخطاب السياسي ، وتتحمل المسؤولية الكاملة في جميع المآلات ، والنتائج المترتبة على الحاق الضرر بكل ماهو ثقافي في المشهد الكردي العام .
  الثقافي في ظل ذوبان الشخصية السياسية المستقلة
  أحد أسباب أزمة الحركة الكردية السورية ، بل أهمها ، واخطرها هو التبعية السياسية لمصادر أخرى ، والتخلي ، او الاهمال المقصود عن وللمورث السياسي لتراكمات نضال الكرد السوريين أقله منذ حركة – خويبون – قبل اكثر من قرن ، ومااعقبتها من تطورات نوعية في مجال استمرارية النضال القومي ، والوطني ، وإقامة الجمعيات ، وحركات المجتمع المدني ، وتشكيل التنظيم الحزبي الأول ، وتجربة الاتحاد الشعبي في إعادة تعريف الشعب ، والقضية ، والحقوق ، وترسيخ التحالفات الوطنية والكردستانية ، والاممية ، واحياء الثقافة الكردية ، وتنشيط عملية التاليف والترجمة والطبع والنشر ، ودمج الثقافة بالسياسة بأجلى وابهى صورها ، واستنباط خطاب سياسي – ثقافي موزون ، وعميق : ( القضية الكردية جزء من النضال الوطي الديموقراطي في سوريا – حل القضية الكردية على مبدأ حق تقرير المصير في اطار سوريا تعددية تشاركية موحدة – احياء الثقافة الكردية ، والتصالح بين الثقافي والسياسي - تحريم التبعية لانظمة الدول الغاصبة لكردستان – علاقات التعاون والتنسيق مع العمق الكردستاني وعدم التدخل بشؤون البعض الاخر .
  بعد اكثر من نصف قرن ، وتحديدا منذ اندلاع الثورة السورية المغدورة ، وبعد توافد مسلحي – ب ك ك - ، وسيطرة ب ي د على مقاليد سلطة الامر الواقع ، وبعد تبادل الأدوار بين أحزاب طرفي الاستقطاب ، واجهت الثقافة السياسية تراجعا خطيرا ، وتبدلت تسمية كردستان السورية الى ( شمال شرق سوريا او روزئافا ) ، وطالت الهجرة والتهجير اكثر من نصف السكان وجلهم من المنتجين في مجالات العمل اليدوي والفكري والابداع الثقافي  ، وتحولت قضية كرد سوريا الى مجرد نزاعات بين المحاور الكردستانية ، أو قضية مواجهة مع تركيا وليس النظام السوري ، وذابت الشخصية القومية لكرد سوريا ، ولم تعد للثقافة أية قيمة ، بل الحق الثقافي بالسياسي عنوة اما بالعنف او بالترغيب المالي على ضوء تردي الوضع المعيشي ، واصبح الخطاب السياسي الوحيد الدارج هو المماحكات الحزبية ، والاتهامات المتبادلة ، والتخوين .
  اين موقع الثقافي في المشهد السياسي المتردي الراهن ؟
  لم يكن المتعاطون مع الشأن الثقافي ( ولاأقول المثقفون ) في الحالة الكردية في أحسن أحوالهم ، بل لم يكونوا محصنين من التأثيرات الحزبية السياسية ، فانجرفوا بغالبيتهم مع الخطاب السياسي الغالب ، حيث كانوا الضحية الأولى لعملية ذوبان الشخصية الكردية السورية في المجال السياسي التي طالت الشخصية الثقافية أيضا ، وبدلا من الصمود امام التدهور الحاصل ، ولملمة الجراح ، والاستنجاد بالسلف الثقافي الكردي السوري وهو مصدر الاعتزاز ، وعنوان الاصالة ، من الموروث البدرخاني الأكثر غنى على الصعيد الكردستاني ، والاعمال الأدبية ، والشعرية ، والغنائية ، واللغوية لجيلين من المبدعين من جكرخوين ، واوصمان صبري ، ونوري ديرسملي ، وقدري جان ، ورشيد كرد ، وحسن هوشيار ، وجميل هورو ، وبافي صلاح ، وسليم بركات ، والعشرات من الأسماء الأخرى  اللامعة منهم من رحلوا عنا ومنهم من مازالوا بيننا ، نعم للأسف أقول بدلا من الاهتداء بالسلف المعطاء ، اقتدوا بالسياسي الحزبي بالانقطاع عن الجذور والتبعية والاستسلام ، اما بالطاعة العمياء لصاحب القرار السائد أو التعويض عن النقص عبر التوجه نحو الخارج ، ، والانقطاع عن الجذور .
  ليس عيبا التفاعل مع النشاطات الثقافية في الجوار الكردستاني ان كانت في ديار بكر ، او أربيل ، او السليمانية ، او دهوك ، او مهاباد ، لان لغتنا واحدة رغم تعدد اللهجات ، ولكن العيب كل العيب في اعتبار مايحصل بالجوار هو القدر المحتوم ، او مقياس الثقافة القومية ، او مصدر حسن السلوك الثقافي ، او ختما للاهلية ، والابداع لاينعم به الا من حضر الفعاليات ، صحيح نحن شعب واحد في الأجزاء الأربعة ، ولنا لغة موحدة ، ولكن لدينا خصوصيات ثقافية ، واجتماعية ، كما الخصوصية السياسية ، ولدينا أيضا تأثيرات متنوعة من المحيط الوطني ، فالمهتمون بالشان الثقافي من الكرد السوريين اكثر تأثرا بالمشهد الثقافي السوري ، وكذلك الامر في أجزاء كردستان الأخرى حيال البعد الوطني العراقي ، والإيراني ، والتركي ، والامر الآخر فان المسار الثقافي محكوم بشروط وعوائق في جميع الأجزاء ، كما لدى سلطة الامر الواقع لايمكنه الخروج من دائرة أصحاب القرار .
  المهتمون بالشأن الثقافي بكل جزء وفي الدياسبورا من جمعيات ، واتحادات ، ومراكز ،من واجباتهم إقامة فعاليات ثقافية ، ودعوة من يشاؤون ، وهي ستصب بالنهاية ومع كل المآخذ في المجرى العام للثقافة القومية ، وذلك لايعني ان مايصدر عنها يمثل النخبة الكردية في كل مكان ، فهناك كيانات باسم الثقافة على سبيل المثال وتماما مثل حالة الأحزاب يقودها شخص فرد منذ عقود ، ولايتبدل ، فهل يمكن التعويل على مثل هؤلاء بان يمارسوا الديموقراطية ، والتشاور الجماعي في مسألة حسن اختيار المحاور الثقافية ، او في توجيه الدعوات  خلال عقد المهرجانات ؟ .
  لقد تابعت مداخلات عدد من المهتمين بالشان الثقافي من الكرد السوريين بخصوص ( مهرجان دهوك الثقافي ) وبالرغم من ان غالبية هؤلاء من الأصدقاء ، والاحبة ، الا انني تالمت حقا من طريقة تناول بعضهم للموضوع ، التي لم تحمل أي تقييم نقدي مستقل ، او تحليل لابحاث ودراسات قدمت بالمهرجان ( هذا في حال توفرها ! )  بل كانت عبارة عن ردود فعل في اطار ( الشخصنة ) على دعوة فلان ، او عدم دعوة علان ، لم تخرج من اطار المجاملات ، والتحابي ، البعض منها الى درجة الرياء ، كما لاحظت مااصاب البعض من احباط لان أسماءهم لم تكن في قائمة المدعوين .
  مهلا ياسادة فمهرجان دهوك الثقافي لن يكون نهاية الدنيا ، وخاتمة النشاطات الثقافية ، ولن يكون النموذج الأمثل اعدادا ، وتنظيما ، ودعوات ، ولن يكون الغائبون عنه ( لاي سبب كان ) اقل ثقافة ، وعلما ، ومعرفة من الذين دعوا اليه ، وعندما تحل ازمة حركتنا ، ويعود السياسي الى التصالح مع الثقافي فهو بحد ذاته اكبر واعظم المهرجانات في حياتنا الثقافية .
  وفي الختام أقول للجميع من متابعي الشأن الثقافي من الكرد السوريين : لن يكون لكم ولا للسياسيين اية قيمة لدى القريب والبعيد مادامت حركتنا السياسية مفككة ، ومنقسمة ، تتحكم بها أحزاب طرفي الاستقطاب ، فماعلينا جميعا الا التعاضد من اجل إعادة بناء الحركة الكردية السورية ، وإعادة الاعتبار لشخصية الكرد السوريين القومية ، والوطنية المستقلة .
 


47
مؤتمر وطني جامع ولا مائة مؤتمر حزبي
                                                                 
صلاح بدرالدين

  ( المؤتر الرابع للمجلس الوطني الكردي سيعقد في شهر آب " المنصرم " – انتخابات ديموقراطية ! لمندوبي المؤتمر من المستقلين -  موعد الانعقاد بعد أسبوع – إدارة – ب ي د – تمنع انعقاد المؤتمر – مسؤولو المجلس يطلبون من المبعوث الأمريكي لشمال شرق سوريا التدخل – ب ي د ينفي ويعلن : لم نمنع عقد المؤتمر – صمت المسؤولين ، وترقب الانصار، وتسريبات من هنا وهناك ...) .
  والسؤال الجوهري هو هل أن القيمين على إدارة هذا المجلس قرروا بالأساس التوجه الى المؤتمر الذي طال انتظاره ؟ وهل استخدموا امتناع سلطة – ب ي د – الافتراضي لعقده ذريعة ؟ وهل كانوا يركنون الى هذا المنع الافتراضي لترحيل موعد عقده ؟.
   فمسالة عقد أي مؤتمر لاي تنظيم تخضع لاعتبارين : الأول مدى الاستعداد الداخلي الذاتي أي الاتفاق على الخطوط العامة العريضة في البرنامج السياسي المقبل على الصعد القومية ، والوطنية ، والكردستانية ، والتركيبة المسؤولة التي ستتولى الإدارة السياسية ، والتنظيمية ، وتعكس حقيقة التحالفات الحزبية المؤتلفة خاصة اذا علمنا سيطرة أعضاء – ح د ك ، س ) على مصادر المال والسلطة والقرار والعلاقات ، وبعبارة أدق مجموعة ( البارتي ) المتحكمة أيضا قبل اعلان ( ح د ك – س ) ،والتي تزعم انها تلقى الحظوة من بعض مؤسسات اشقائنا في – الحزب الديموقراطي الكردستاني – العراق  على حساب استبعاد ، او تجاهل ممثلي الأحزاب الأخرى من دون اخذ الكفاءات ، والتاريخ النضالي بعين الاعتبار ، وهناك أمثلة وقرائن كافية في هذا المجال ليس المجال لذكرها الان .
  اما الاعتبار الثاني في التئام المؤتمرات فهو توفر المكان المناسب الآمن ، وفي حالة – الانكسي – فانه متوفر بأكثر من مكان ، في كل من إقليم كردستان العراق ، وفي القامشلي ، حيث لم يكن المكان عائقا يوما من الأيام ، كما هو جائز أيضا في عقده افتراضيا عبر مواقع التواصل الاجتماعي .
  واذا كان الامر كذلك فلماذا تجاوز مواعيد عقد هذا المؤتمر ؟ وهنا نتابع موضوعا اجرائيا قيد البحث ، والتساؤل في الوسط الكردي خصوصا بالقامشلي ، له صلة بمجمل تعبيرات الحركة الكردية السورية ، ومن حق أي مواطن كري ، وسوري ابداء وجهة نظره حول هذا الشأن العام ،  بغض النظر عن لامبالاة الغالبية القومية ، والوطنية ، وعدم بناء الامال على عقده ليس مؤتمر – المجلس الكردي – فحسب بل مؤتمرات جميع الأحزاب ، وسيان لديها عقد ام لم يعقد  .
      أسباب داخلية ذاتية
  بحسب آراء المطلعين على بواطن الأمور الداخلية للمجلس الكردي ، ونتيجة التقصيات الخاصة والتي قد تحمل الخطأ ، والصواب أيضا وتبقى قابلة للنقاش ، هناك ثلاث توجهات تتنازع حول جوانب سياسية ، وتنظيمية ضمن التقرير السياسي والتنظيمي والمالي ، واختيار المستقلين ، وحول المواقف المستقبلية ، وتقييم سلوك المسؤولين الحاليين ، وشروط ومتطلبات ، واوصاف شخصيات مرشحة لتولي المسؤوليات القادمة في حال حصول التغيير :
  التوجه الأول – إبقاء الحالة كما هي عليها سوى بعض التبديلات الطفيفة ، وذلك بذريعة دقة وخطورة الأوضاع العامة ، السورية ، والكردية ، والإقليمية ، ووجوب انتظار نتائج تطورات الاحداث السريعة بشكل عام ، وبحجة انهم مقبولون من سلطة الامر الواقع ؛كما هم عليه ، وبامكانهم إدارة الازمة على المنوال الحالي ،  ويقود هذا التوجه المسؤولون المتنفذون الحالييون الذين يرغبون أيضا الاحتفاظ بمواقعهم ، ومصالحهم الشخصية ، والعائلية التي تراكمت خلال أعوام .
  التوجه الثاني – يتمسك أصحابه بوجوب اجراء التبديلات في المواقع المسؤولة ، وحلول ممثلين عن أحزاب ومجموعات أخرى محل القديم ، من دون طرح مشروع سياسي بديل ، او اصلاح يمس هيكلية المجلس ، ومواقفه السياسية الراهنة ، ومن المحتمل ان يملك أصحاب هذا التوجه بعض الأوراق الضاغطة التي قد يلوحون بها في وجه أصحاب التوجه الأول .
  التوجه الثالث – وقد يكون الأضعف داخل صفوف المجلس ولكنه أغنى من حيث مايحمله من أفكار ، ومبادرات ،وافق واسع ، وشعور بالمسؤولية ، أصحاب هذا التوجه ومعظمهم من القواعد الحزبية ، واكثرهم في الخارج ،  من العناصر الشبابية من النساء والرجال ، لايكتفون فقط بضرورة تبديل كل المسؤولين السابقين ، بل يذهبون الى ابعد من ذلك باجراء تغييرات في النهج ، والسياسات ، وبضرورة ان يكون مؤتمر المجلس لكل الوطنيين الكرد المستقلين ، وان يكون مفتوحا للجميع ، وان يعقد في مكان  تتتوفر فيه الحرية الكاملة ، وان يتم الانسحاب من – الائتلاف – ويعاد النظر في العلاقات مع – ب ي د – ويستبعد كل المسؤولين الذين يحوم من حولهم الشبهات بالتواطؤ مع أجهزة الإدارة الذاتية والنظام في حمل المسؤوليات مستقبلا ، ويتم الإعلان عن تحريم اللقاءات السرية مع أجهزة نظام الاستبداد ، وتتخذ خطوات لصيانة القرار السياسي المستقل ، وان يتحقق الانفتاح على كل المبادرات ، والمشاريع الانقاذية المطروحة من جانب النخب الكردية المستقلة .
  وكما تردد فان أصحاب هذا التوجه يحملون وثائق مفصلة حول أوجه الفساد داخل أوساط مسؤولي أحزاب المجلس ، خصوصا البعض من – الِاثرياء ! -  المقيمين بإقليم كردستان العراق وخارجه ، كمالديهم معلومات حول تصرفات مسيئة لمسؤولين بالمجلس بالاقليم تجاه الكرد السوريين – اللاحزبيين – المقيمين هناك ، وكذلك تجاه نشطاء ( المجتمع المدني ) الذين اصدروا بيانا في أربيل قبل أسابيع يبدون فيه تذمرهم من تلك الممارسات ، كما لديهم مآخذ الىى حدود الاتهام بشأن موضوع عفرين .
    لم يعد سرا ان البعض من المسؤولين المتنفذين الحاليين من أصحاب المصالح الخاصة ، يستخدمون – ورقة إقليم كردستان العراق – وقت الحاجة ، ويستقوون بها لدى مواجهة مخالفيهم داخل تنظيماتهم وخارجها ، وخاصة في وجه الوطنيين المستقلين الذين هم من اصدق أصدقاء الإقليم شعبا وحكومة والساعين الى توحيد الحركة وحل ازمتها من خلال الطرق المدنية الديموقراطية وبينها المؤتمر الكردي السوري الجامع .
  كل الدلائل تشير الى دنو احتراق هذه الورقة بين أيديهم ، فمنذ اليوم الأول قبل نحو عشرة أعوام ، افتتح القيمون على حراك " بزاف " مشروعهم لاعادة بناء الحركة بالتشاور مع قيادة الإقليم على اعلى المستويات ، واستمر النقاش أعواما ومازال ، هذا على سبيل المثال ان دل على شيئ فانه يدل على الفصل الكامل بين الموقف الاخوي الصادق من الإقليم ، وإرادة الحفاظ على الإنجازات القومية هناك ،  وبين الخلاف والاختلاف داخل الحركة الكردية السورية ، والموقف النقدي الرافض لاحزاب طرفي الاستقطاب ، والمآخذ الكبرى على أحزاب المجلس الكردي وخصوصا المجموعة الحزبية التي تقوده ، وهكذا الحال بمايتعلق بالوطنيين من حزبيين ، ومنكفئين ،  ومستقلين الذين لهم مواقف اعتراضية على نهج المجلس ، وفي الوقت ذاته يقفون الى جانب شعب وحكومة ورئاسة ، وبرلمان الإقليم ، فالموقف الرسمي الحقيقي لاصحاب القرار في الإقليم واضح وصريح تجاه الملفين الكردي السوري ، والسوري أيضا ، والذي اعلن مرارا وتكرارا ، وهو : " نحن مع مايتفق عليه الكرد السورييون ، نحن مع مايتفق عليه السورييون " والى حين كتابة هذه السطور لم يتم الاتفاق لابين السوريين ، ولا بين كردهم .....
  وكما أرى  في المرحلة الراهنة التي تجتازها – البقية الباقية – من تعبيرات الحركة السياسية الكردية السورية ، وامام المسؤولية التاريخية لاعادة بناء وتوحيد الحركة على أسس جديدة ، وشرعنتها ، ومأسستها ، فان المؤتمرات التقليدية لأحزاب طرفي الاستقطاب لن تحل أزمة الحركة ، بل ستزيدها عمقا ، يجب وبالضرورة العودة الى الشعب ، والارتهان على الغالبية ، وقبول التغييرات الجذرية الحاسمة ، ان مايتم صرفه على المؤتمرات الحزبية من جهد ، ووقت ، ومال وبروبكندا إعلامية ، وبدون نتائج لصالح الحركة ، والقضية ، والشعب ، والوطن يستنزف الطاقات في غير محلها ، ويعيد انتاج القديم باغلفة جديدة ، أوليس من الواجب بذل تلك الموارد ، والجهود ، لعقد مؤتمر كردي سوري جامع ، لكل ممثلي طبقات ، وشرائح المجتمع ، والتيارات السياسية ، خصوصا الوطنييون الممستقلون ؟، تتم فيه المصالحة ، والمساءلة ، والنقد ، والمراجعة ، ويخرج بنتائج مفيدة ، ومشروع برنامج سياسي ، وخارطة طريق متوافق عليه للمسالتين القومية ، والوطنية ، والعلاقات الخارجية ، ومجلس قيادي منتخب يمثل الكرد السوريين بغالبيتهم الساحقة .
  من جهة أخرى فان المؤتمرات الحزبية قد تضع حلولا وقتية لبعض امورها الداخلية وليس كلها في مدى منظور ، ولكنها لن تنجز اية حلول على الصعد القومية والوطنية ، وان ظلت الحركة بشكل عام مفككة ، ومنقسمة ، تتصارع محاورها ، وتتفاقم ازمتها ، فان الأحزاب لن تكون في مأمن ، وستتواصل انشقاقاتها الى مالانهاية ، وستبقى عرضة للاختراقات ، والانحرافات الفكرية ، والسياسية ، الحركة بمثابة البحر والأحزاب اسماكها ، فان تلوثت مياهها فستنقرض اسماكها .
 
 
 



48
اعادة بناء الحركة الكردية السورية مهمة أولى وعاجلة
لجان متابعة حراك بزاف               

  راجع المجتمعون في اللقاء التشاوري الافتراضي الثاني والخمسين في – دنكي بزاف – وثيقة انتقال حراك " بزاف " من المبادرة الفردية الى المشروع الجماعي ، او المراحل الأولى لبدء نشاطات حراك " بزاف " الذي كان سباقا في الفهم المبكر للمهام الواجبة إنجازها لصيانة الثورة السورية ، ووقف تدهور المعارضة ، وانحرافها عن نهج الثورة منذ قيام ( المجلس الوطني السوري ) بإدارة جماعات الإسلام السياسي ، وكذلك حل أزمة الحركة الكردية السورية ، وإعادة بنائها ، وتوحيدها ، واستعادة شرعيتها .
  ولان الاشقاء بالاقليم معنييون بهذا الملف ، فقد دشن الأستاذ السيد صلاح بدرالدين مشروع الحراك مذ عام ٢٠١٢ ، عندما ناقش تفاصيله مع الاشقاء في قيادة إقليم كردستان العراق في مستويات السادة رئيس الإقليم ، ورئيس الحكومة ، والمكتب السياسي ( محاضر الجلسات محفوظة ) ، الذي تركز أساسا على مقترحين لحل الازمة ، وانقاذ الحركة من مزيد من التدهور ، قدمهما لقبول احدهما ، المقترح الأول : ان يعقد مؤتمر تحت اسم مؤتمر ( المجلس الوطني الكردي ) وتتشكل لجنة تحضيرية من ثلثين من المستقلين وثلث من ممثلي أحزاب المجلس ، وتسري النسبة ذاتها على مندوبي المؤتمر ، أو المقترح الثاني : ان يعقد المستقلون مؤتمرهم باربيل من دون أحزاب المجلس ، وقد استمرت اللقاءات والمناقشات اكثر من عامين لم يرفض الاشقاء المقترحين ، ولم يقبلوهما ، مما رأى صاحب المشروع انه من المفيد الانتقال الىى مرحلة الإعلان في مواقع التواصل الاجتماعي ، ونشر نداء للموافقة من جانب النشطاء الكرد السوريين حيث وقع عليه الالاف ، وهي منشورة مع الوثائق الأخرى في الموقع الرسمي لحراك " بزاف " www.bizav.org   .
  ثم بدأت مرحلة العمل الجماعي العلني منذ نهاية عام ٢٠١٤، في عقد اللقاءات التشاورية ، وتشكيل لجان المتابعة في الداخل والخارج ، بعد الاتفاق على تسمية المشروع بحراك " بزاف " بناء على اقتراح قدمته لجنة متابعة " بزاف " في كردستان العراق ، وقد كانت حصيلة النشاطات الجماعية خلال الأعوام الثمانية الأخيرة كالتالي : عقد نحو مائة وثلاث عشر( ١١٣ )  لقاء تشاوري وجاهي ، وافتراضي ، في أربيل ، ودهوك بكردستان العراق ، وألمانيا ، والدول الأوروبية ، وبلدان أخرى ، وإصدار مشروع البرنامج بجانبيه القومي والوطني ، والنظام الداخلي المستقبلي ، وعدد من المبادرات ، والمذكرات ، باللغات الكردية ، والعربية ، والإنكليزية ، وعقد عشرات الندوات الحية ، والافتراضية ، والمقابلات الإعلامية  ، وانشاء موقع رسمي للحراك ، هذا بالإضافة الى طرح المشروع على الأوساط الإقليمية ، والدولية المعنية بالملف السوري ومن ضمنه الكردي السوري .
  فقد وضع حراك " بزاف " على رأس مهامه الأساسية منذ قيامه التصدي النظري النقدي لمعالجة الملفين القومي ، والوطني ، جنبا الى جنب بصورة تكاملية ، والخروج باستخلاصات ، ومشاريع ، ومبادرات ، للانتقال من ثم الى الجانب التطبيقي العملي .
  وفي كل مسيرته لم يراهن حراك " بزاف " يوما على أوهام اصلاح تلك الهياكل الحزبية الواهنة الراهنة ، او الرغبة في الانخراط بين صفوف أحزاب طرفي الاستقطاب ، او التمترس في هذا الجانب اوذاك لقاء منافع مادية ، ومخصصات ، بل كان ومازال ساعيا لايجاد حلول حاسمة بمشاركة كل من يشاء ، ويلتزم بنتائج المؤتمر المنشود .
  فعلى الصعيد السوري العام كان " بزاف " اول طرف كردي وسوري بالوقت ذاته طرح فكرة عقد ( مؤتمر وطني سوري ) من ممثلي كافة المكونات ، والتيارات الفكرية ، والثقافية المؤمنة باهداف الثورة في اسقاط الاستبداد ، والتغيير الديموقراطي ، لاجراء مراجعة بالعمق ، وإصلاح وتغيير كافة كيانات ومؤسسات المعارضة ، ومحاسبة الفاسدين ، وابعاد كل من اضر بالثورة ، وارتهن للخارج ، والتوافق على المشروع الوطني ، وانتخاب مجلس قيادي يمثل إرادة السوريين .
  اما على الصعيد القومي فقد طرح حراك " بزاف " وللمرة الأولى في الساحة الكردية مابعد قيام الثورة في مشروع برنامجه جملة من المهام ، والخطوات الواجبة اتخاذها ، ومنها انتخاب لجان متابعة في الوطن ، والخارج من خلال اللقاءات التشاورية ، في محاولة لتنظيم الطاقات الخلاقة لشرائح الوطنيين المستقلين ، والشباب من النساء والرجال ، ونشطاء الاعلام ، والجمعيات المهنية ، وعند اكتمالها تقوم اللجان مجتمعة بانتخاب لجنة موسعة تقوم بمهام اللجنة التحضيرية للاعداد للمؤتمر الكردي السوري الجامع ، على ان تتواصل مع مختلف الأحزاب الكردية السورية ليشارك ممثلوها في اللجنة التحضيرية بنسبة الثلث وذلك في حال موافقتها على فكرة المؤتمر وقبول نتائجه .
  يابنات وأبناء شعبنا ، أيها الشباب ، أيها الوطنييون المستقلون ، أيها المثقفون الملتزمون بقضايا شعبكم ووطنكم ، : بعد هذه الإحاطة نعاهدكم اننا سائرون على هذا النهج ، وننتظر تواصلكم ، ومشاركتكم جميعا قولا وعملا ، كل في موقعه ، وحسب قدراته ،وندعو – الرماديين – المترددين الى حسم مواقعهم ، ومواقفهم ،  فمشروع " بزاف " الذي يتم تعديله عبر النقاش للمرة الرابعة حتى الان ينتظر مساهمتكم ، وملاحظاتكم وهو مشروعكم ، يعبر عن آمالكم الكبرى ، وطموحاتكم المشروعة ، تعالوا نعمل سوية ، ومعا من اجل انقاذ حركتنا ، وإعادة بنائها ، وننتقل سوية من مرحلة الاعداد النظري الى مرحلة التطبيق العملي .
      لجان المتابعة في مشروع " بزاف "
     لاعادة بناء الحركة الكردية السورية
           

49
قضية للنقاش
                (  243   )

أليس التيار الصدري جزء من " الشيعية السياسية " ؟
                                                                         
صلاح بدرالدين

  ثبت بشكل قاطع وعلى صعيد الوقائع اليومية في  معظم بلدان الشرق الأوسط خلال العشرة أعوام الأخيرة ، ان الوظيفة الأولى لجميع حركات ، وأحزاب ، وجماعات " الشيعية السياسية " هي التصدي بكافة السبل لحركات الشعوب الثورية المناضلة ضد اشكال الدكتاتورية والاستبداد ،  والطامحة للتقدم الاجتماعي ، والاقتصادي ، والتغيير الديموقراطي ، وانتزاع حق تقرير المصير،  هذه التوجهات المشروعة التي تجسدت بالعقد الأخير في ما سميت بثورات الربيع التي اندلعت أواخر ٢٠١٠ في تونس ، ووصلت موجاتها الأولى والثانية الى اكثر من بلد ، ومازالت مستمرة أو مشروع الاندلاع هنا وهناك وباشكال مختلفة ، حتى يزال الاستبداد ، وتتحقق الحرية ، والكرامة .
  نحن ندرك ان مناهضة ثورات الربيع لاتقتصر على " الشيعية السياسية " فقط بل هناك أطرافا محلية ، وإقليمية ، ودولية عديدة تعاديها ، وتحاربها وتمد يد العون الى اعدائها من أنظمة الحكم  الشمولية ومن بينها بطبيعة الحال بعض أطراف " السنية السياسية " ، مثل ( القاعدة وداعش ، والعديد من مجموعات الاسلام السياسي السني ، وبعض النظام الإقليمي الرسمي )  ولكن ليس كهدف أساسي رئيسي مباشر ، ووظيفة مخططة بكل جوانبها العسكرية ، والأمنية ، والمالية ، او كمعركة – حياة او موت – كما في الحالة الأولى ، انها تتعامل معها باسم الصداقة وتوكل من ينوب عنها لاجهاضها ( مثل حركات الاخوان المسلمين ) ، او تحريفها عن نهجها ، واستغلالها وقت الحاجة  .
     مرجعية " الشيعية السياسية " وحظوتها لدى النظام العالمي
  ليس خافيا ان نظام جمهورية ايران الإسلامية ، هو المرجعية الآيديولوجية ، والدعوية الثقافية ، والتمويلية لجميع تلك الحركات ، وحامي حماها ، وايا كانت تسمية انقلاب الخميني ورجال الدين الشيعة ( وهم من غلاة القوميين الشوفينيين ) الذين سرقوا ثورة الشعوب الإيرانية ، وسيطروا على الحكم عبر اساليبهمم الخبيثة ، فان الأوساط المقررة الغربية لم تكن بعيدة عن كل محطات انهيار نظام الشاه ، وعودة الخميني عبر باريس ، والحرص الأوروبي الواضح على التمسك بالعلاقات الدبلوماسية ، والتجارية مع طهران – الخمينية – والاستعداد الأمريكي حتى للتنازل في مفاوضات – فيينا - ، والدلال الذي يحظى به نظام ايران من جانب روسيا والصين  واضح للعيان ومتواصل ، ومن المسائل التي لم يتم تداولها حتى الان من جانب المتابعين ، والمراقبين مدى قدرة الدولة الإيرانية العميقة في لملمة المنتمين الى الشيعة من مختلف ميولهم الفكرية ، واطيافهم الثقافية ، وانتماءاتهم القومية ، وتاطير طاقاتهم ، واختصاصاتهم ، وتنظيمها في خدمة مشروع الولي الفقيه ، فتجد العربي ، الى جانب الفارسي ، وتجد الماركسي ، والشيوعي ، والليبرالي ، والغني والفقير على قلب رجل واحد ، وبطرق شتى على قاعدة مبدأ الباطنية وفي منتهى السرية .
  فالشيعية السياسية بمركزها الإيراني تعتبر ثورات الربيع تهديدا وجوديا ان نجحت ، وتمددت ستشمل كل شعوب ايران بما فيها الفرس ، وعندما تنتصر ستعيد الحكم للشعب ، وتحقق التغيير الديموقراطي ، وتبني اوطانا تكون للجميع والدين والمذهب لله ، وتفصل بين الدولة والدين ، وتصبح قم مجرد مركز ديني للتعليم وتهذيب النفس  وليس لتنصيب خريجي الحوزة حكاما ومقررين ، لانهم ببساطة ليسو رجال دولة بل مستفيدون ومفسدون وغير محصنين امام اغراءات السلطة ولنن يتوقفوا الا  ببناء الدولة المدنية بسواعد بنات وأبناء شعوب ايران .
  أضف الى ذلك عدم تقبل النظام السياسي العالمي المهيمن لاية ثورة تغييرية في منطقتنا التي لاطرافها مصالح استراتيجية فيها وترفض بالتالي ان تحكمها شعوبها بشكل ديموقراطي التي قد تخرج عن  السيطرة ، كل ذلك يطرح السؤال الجوهري : هل الغرب والشرق متفقان على دور مرجعية " الشيعية السياسية " الراهن بخصوص قضايا المنطقة ؟ وهل هناك اتفاق ضمني من اجل مواصلة دورها في مجال – الثورة المضادة – ومواجهة الحركة الثورية ، والديموقراطية لشعوب المنطقة ؟ خصوصا وانه بات واضحا ( خذلان الغرب الديموقراطي ! ) لجميع ثورات الربيع ، والعداء المستفحل للروس والصينيين لها ، لذلك هناك نقاط التقاء بشكل وآخر رغم التستر عليها بهذا الشأن بين الأطراف الثلاثة .
      التيار الصدري بالعراق جزء فاعل في " الشيعية السياسية "
  مركز طهران كمرجعية لديه مشروع متكامل ، واستراتيجية محكمة ، وتخطيط مفصل حول الوسائل ، والأدوات ، والاذرع الإعلامية ، والدعاوية ، والعسكرية الميليشياوية ، وفرق الاغتيالات ، وشبكات ترويج المخدرات ، والاتجار بالبشر ، في معظم بلدان المنطقة خاصة التي يتوزع فيها المنتمون الى المذهب الشيعي مثل : ( لبنان والعراق ، وسوريا ، واليمن ، وافغانستان ، وأوروبا ، وامريكا اللاتينية ) ، بالإضافة الى التغلغل في منظمات محسوبة على " السنية السياسية " مثل ميليشيات غزة من حماس ، والجهاد الإسلامي ، وكذلك القاعدة ، وبعض تنظيمات الاخوان المسلمين .
  هناك تنوع في مستوى التصدي لثورات الشعوب الربيعية من بداياتها وحتى الان والمشاركة مع النظم الاستبدادية في الحروب ، فقد تتم المواجهة الحربية العسكرية بالميدان كما يحصل في سوريا ، او بالضغط والتهديد ، والاغتيالات ، والتدخل المباشر لفك التظاهرات كما يحصل بلبنان ، او الدعم العسكري المباشر بلا حدود عبر الوكلاء المحليين  ، وارسال الخبراء والمستشارين ، كما يحصل باليمن ، او الدعم المالي والعسكري كما يحصل في غزة .
       العراق
  كما هو معروف فان العراق يشهد منذ أعوام الموجة الثانية من انتفاضة ( ثورات الربيع ) ، والتي شاركت فيها الفئات الشعبية الواسعة يتصدرها الشباب من الجنسين ، والطبقة الوسطى من المهنيين تحت شعارات واضحة كمكافحة الفساد ، ومحاكمة المفسدين ، وتنحي الطبقة السياسية الحاكمة ، وتجريم الأحزاب الطائفية ، واجراء انتخابات نزيهة باشراف دولي ، وإعادة الأموال المنهوبة الى خزينة الدولة ، وإصدار دستور جديد للبلاد ، وإنقاذ العراق من الاحتلال الإيراني ، وحل الميليشيات ، وقدموا التضحيات الجسيمة في سبيل ذلك ومازالوا مستمرون بعد ان حققوا الفوز لمجموعة من المستقلين في الانتخابات النيابية الأخيرة .
  لقد جوبه متظاهرو الموجة الثانية بالرفض من جانب جميع القوى الحاكمة ، وبشكل اخص من جانب اطراف الاطار التنسيقي الأكثر فسادا وتبعية ، واجراما ، في تاريخ العراق ، والميليشيات الولائية ، وتم استهدافهم مرارا من قبل المسلحين المحسوبين على الحرس الثوري الايراني وهذا امر معروف  غير مفاجئ  .
    اما التيار الصدري الذي يتزعمه رجل الدين الشيعي – مقتدى الصدر – وهو لايريد  ولن يستطيع القطع النهائي مع نظام طهران ولكن بنوع من الاستقلالية ، وحرية الحركة في الحالة العراقية الخاصة ممن اجل ليس توحيد البيت الشيعي فحسب بل توحيد البيت العراقي بزعامة الشيعة ، وهو وتياره بمثابة – الولد المزعج – في البيت الشيعي الروحي والسياسي بحسب ( حسن نصرالله الذي تردد انه من اقنع الصدر بمكالمة هاتفية بالخطوات الأخيرة ) ،  فقد اضر هذا التيار بالمتظاهرين الثوار اكثر من الأطراف الأخرى ، فبعد محاولة تضليل الجماهير بان التيار يشارك بالثورة أراد بالوقت ذاته احتواء الحراك ، والسيطرة عليه ، وبعد الإخفاق بدأ بتوجيه الضربات ، وممارسة العنف تجاه الثوار ، ثم رفع شعارات الثائرين والاتجار بها ليس من اجل اجراء التغيير الديموقراطي بل للتغلب على المنافسين من اطراف – الشيعية السياسية – والحصول على موقع الصدارة في البيت الشيعي لتعزيز مكانته لدى الولي الفقيه بطهران ، وسائر انظمة المنطقة ، والمجتمع الدولي .
  اليس غريبا حقا هذه القدرة الفائقة لدى هذا المعمم ، وهو من اغنى اثرياء العراق يقود قطيعا واسعا يضم الصالح والطالح من المريدين بالاشارات ، ان يشعل ثورات ثم يوقفها خلال ستين دقيقة ؟؟ ( يالها من ثورة !) ثم يتلقى المدح والثناء من الدول العظمى والكبرى والصغرى بالغرب والشرق ، ومن سائر العرب ، والعجم ؟؟ .
   اليست القضية بحاجة الى نقاش ؟
 
 


50
من تزييف التاريخ الى تزوير الوقائع
                                                                       
صلاح بدرالدين

   التيارات ، والعناصر الشوفينية في سوريا وبالرغم من كل النتائج الكارثية لنهجهم العنصري التدميري منذ ظهور الدولة السورية ، فانها مازالت ماضية في الدرب الخطأ ، تبث السموم ، وتثير الفتن ، عبر كل الاشكال ، غير آبهة بماحل بالبلاد ، والعباد .
  فقد نشر على مواقع التواصل الاجتماعي مايلي : عن ( " مركز غلوبال جستس للأبحاث والدراسات الاستراتيجية " ، " دراسة ومسح للتوزع السكاني في سورية – الجزيرة السورية ، من اعداد : المحامي موسى الهايس – المحامي عبدالله السلطان ، آب – أوغسطس ٢٠٢٢ " .
  " محافظة الحسكة ومنطقة نبع السلام
  توزع القرى في مناطق : المالكية – القامشلي – رأس العين – منطقة الحسكة – القبائل العربية في محافظة الحسكة .
    نتائج دراسة التوزع السكاني في محافظة الحسكة
  ٢٩٪ قبائل وعشائر كردية مسلمين وايزيديين – ٦٧٪ قبائل وعشائر عربية مسلمين ومسيحيين – ٤٪ أقليات آشور وشيشان وتركمان وارمن .
  توزع القرى في المناطق الأربعة التابعة لمحافظة الحسكة : قرى عربية ٣٤٥ – ٦٢،٢٨٪ ، قرى كردية : ١٨٥ – ٣٣،٧٠٪ ، مختلطة عربية كردية : ٩ – ١،٦٤٪ ، قرى سريانية آشورية : ٦ – ١١٪ ، مختلطة سريانية عربية : ٣ – ٠،٥٥٪ ، مختلطة سريانية كردية : ١ – ٠،١٨٪ ) .   
  الملاحظات
  أولا – قبل خمسة وستين عاما ، كتب رئيس شعبة الامن السياسي في القامشلي السيئ الذكر الملازم اول محمد طلب هلال تقريرا تحت عنوان : دراسة اجتماعية سياسية حول محافظة الحسكة ، ورفعه الى مسؤوليه في دمشق ، وبالرغم من ان هدف التقرير كما جاء فيه هو تهجير الكرد بشتى السبل بمافيها الحرمان من حق المواطنة ، والأرض ،حتى لايشكلوا الغالبية السكانية بالمحافظة ، وكان التقرير الذي وقع بين ايدي ( حزبنا ) آنذاك ونشرناه بعدة لغات بالداخل والخارج ، يتضمن دراسات وتحليلات ووثائق ، ولكن مانشر اليوم تحت اسم ( محاميين ) غير معروفين لدي على الأقل ، يندى له الجبين ، بتناقضاته ، واخراجه بطريقة السلق السريع ، ويظهر انه بمثابة بيان شوفيني يتقطر حقدا ، وكراهية .
  ثانيا – أراد ( المحاميان ) ممارسة نوع من الاحتيال عندما اظهرا ( دراستهما ) على انها من إصدارات مركز دراسات استراتيجي امريكي ، غير ربحي ، يتوخى العدالة ، ويرعى حقوق الانسان وذلك لاضفاء نوع من المصداقية على عملهما الذي يستهدف الوجود الكردي في سوريا ، وكانهما لم يسمعا ان صدقية الإدارة الامريكية باتت بالحضيض من أفغانستان الى كردستان ، ثم ان القانون الأمريكي يمنح الحق لأي مواطن ( حتى لو كان على شاكلة المحاميين ) انشاء جمعيات ، ومراكز ، اما هذا المركز فليس في عداد المراكز البحثية المعروفة التي تقوم بادوار علمية ، بل انه يتحمل مسؤولية قانونية ، واخلاقية لنشر مثل هذه الترهات والاكاذيب المنافية للواقع .
  ثالثا – ( دراستهما ) معنونة ب " مسح للتوزع السكاني في سورية – محافظة الحسكة " وليس فيها اية إشارة الى عدد السكان من مختلف المكونات ، فقط تحمل أرقاما حول القرى غير دقيقة ، من دون معرفة أسماء تلك القرى ، وعدد سكان كل قرية ، وحجم القرية ، فمن المعروف ان المكون العربي خصوصا في الريف والبادية في الكثير من الاحيان يتخذ الخيم منازل له ، اما الكرد فيقيمون بالمدن ، والبلدات مذ عقود .
  رابعا – من جهة تزعم ( الدراسة ) ان هناك بالمحافظة مسيحييون عرب ، من جهة أخرى تذكر بوجود قرى مختلطة ( سريانية وآشورية – عربية مختلطة ) .
  خامسا – تتضمن ( الدراسة ) فصلا عن أسماء العشائر العربية في المحافظة ، وتتجنب ذكر اسم عشيرة كردية واحدة .
  سادسا – مصادر ( الدراسة ) تقتصر على اعمال كتاب معروفين بمواقفهم الشوفينية ضد الكرد ، ولا تحتوي أي مصدر كردي تاريخي بالرغم من توفر مئات المؤلفات الموثوقة الزاخرة بالوثائق .
  سابعا – ان أية محاولة من جانب أي طرف كان في اجراء احصائيات والاخذ بها في الظروف الراهنة حيث اكثر من نصف السوريين بالخارج تعد مشبوهة ، وذات اهداف واغراض عنصرية خصوصا في مناطق تعاني أصلا من الظروف غير الطبيعية جراء المشاريع الشوفينية منذ عقود ، مثل محافظة الحسكة وغيرها .
  شخصيا ومع اعتزازي بانتمائي القومي لست في وارد تفضيل مكون على آخر في محافظة الحسكة وجميع المحافظات السورية ، ولكنني كمناضل سياسي كردي سوري انخرطت بالحركة الكردية منذ نعومة اظفاري ، ولوحقت واعتقلت ، وتعرضت للتعذيب لانني كنت مع غيري نطالب بالديموقراطية ، والمساواة ، ورفع الاضطهاد ، ووقف التهجير ، والحزام العربي ، وابطال نتائج الإحصاء الاستثنائي الزائفة ، وانتزاع الحقوق المشروعة ، وكنت من الدفعة الأولى امام محكمة امن الدولة العليا بدمشق بتهمة ( اقتطاع جزء من سوريا ) وتابعت ، وعاصرت كل موبقات النظام البعثي ، والتيارات الشوفينية المقسمة للصفوف ، واختبرت  الاحصائيات المزورة ، والتقارير الكيدية  ، والدراسات الباطلة ، ولااتفاجأ اليوم بهذه ( الدراسة ) – الفتنة  – الفضيحة في وقت يتعرض وطننا الى تهديد الزوال ، ومناطقنا التي تقصدها  ( الدراسة ) يتحكم فيها المحتلون ، والمسلحون ، والقوى الخارجية ، ممايستدعي ذلك المزيد من التماسك الوطني ، والحوار من اجل الإنقاذ ، وليس بث السموم ، ونشر الافتراءات  .
  لقد كان ومازال من ضمن مطالبنا اجراء استفتاء شامل ، وكذلك إحصاء عام ، في سوريا ومن ضمنها المناطق الكردية ، والمختلطة ، وباشراف دولي ، ومنظمات مدنية مستقلة ، لمعرفة حقيقة التوزع السكاني ، ونسب المنتمين الى القوميات ، والاديان ، والمذاهب الوطنية في سائر مناطق البلاد ، ثم الاعتراف بالنتائج واعتمادها بدستور البلاد ، وعلى ضوئها إقرار ، وضمان حقوق الجميع ، واحترام ارادتهم في تقرير مصيرهم الإداري والسياسي ، والثقافي ، وطموحاتهم المشروعة في اطار سوريا جديدة ، تعددية ، ديموقراطية موحدة .
  ان الجزء الأكبر من المسؤولية في التهجير ، وتفريغ المناطق ، وتغيير التركيب الديموغرافي ، واللغط الحاصل بشأن الوجود الكردي في السنوات الأخيرة ، واعدادهم الحقيقية ، تقع على عاتق أحزاب طرفي الاستقطاب التي تتصدر المشهد ، ان كان في مسألة تهجير الكرد من مناطقهم خصوصا في محافظة الحسكة ومنطقة عفرين ، او بعودة المهجرين الى ديارهم ، ومن دون الذهاب بعيدا فهناك اكثر من ( ٣٠٠ ألف ) في مخميات كردستان العراق ، وعدد مماثل او اكثر في تركيا ماعدا مئات الالاف في أوروبا والدول الأخرى .
 


 

51
التفاعل بين الثقافي والسياسي في تطور الفكر القومي الكردي
                                                                               
صلاح بدرالدين

  التجربة الشخصية للشاعر الكردي السوري – قدري جان – تلخص لنا العلاقة التاريخية التفاعلية بين السياسي ، والثقافي ، والتنازع حول الأولويات في الأفكار ، والتوجهات  الأممية ، والقومية ، والوطنية ، عندما بدل وجهة " كعبته " من موسكو الى بارزان .
  في اول زيارة وفد حزبي رسمي من الحركة الكردية السورية الى المناطق المحررة بكردستان العراق بعد اندلاع ثورة أيلول عام ١٩٦١ ، استقبلنا الزعيم الراحل مصطفى بارزاني ( الشهيد محمد حسن وانا ) في مقره الشتوي – قصري – بمنطقة بالك ، والى جانبه الراحل ادريس بارزاني ، في بداية حزيران ١٩٦٧ ، ومكثنا بضيافته بحسب البرنامج المقرر يومان ، وكانت لدينا ليلتان للمحادثات ، نستكملها بعد ذلك بالمكتب السياسي للحزب الشقيق ، وفي الليلة الأولى ومابعد طعام العشاء ، افتتح بارزاني اللقاء  حول اربعة شخصيات كردية سورية وهم ( اوصمان صبري ، و د عصمت شريف وانلي ، وخالد بكداش ، وقدري جان ) ، وانطباعاته حول كل واحد منها بكل صراحة ووضوح والتي غلب عليها النقد والعتاب مع شيئ من الاستحسان ، ويجب الاعتراف اننا وفي تلك اللحظات النابضة بالمشاعر الجياشة من تاثيرات اول لقاء مع شخصية عظيمة مهيبة ، لم يكن هناك متسع حتى للتفكير بمغزى افتتاح بارزاني اللقاء حول تلك الشخصيات ، ولكننا فهمنا فيما بعد ان ماقاله كان بمثابة رسائل ، وتوضيحات ، لها مغزاها العميق حول القضية الكردية ، وتطور الفكر القومي ، ومضار الكوسموبوليتية ، واخلاقية العلاقات القومية واصولها ، وشروطها . 
  في  تلك الجزئية من المحادثات فقط كان لدي تعقيب على التساؤلات الغاضبة المتعلقة بالمرحوم اوصمان صبري  ، واعتقدت حينها انني قدمت الصورة الإيجابية الملطفة عنه ، وصححت  جوانب من النظرة السلبية تجاهه ، فقد كان سكرتير حزبنا آنذاك ، ولم يكن من وظيفتنا التطرق الى مسائل الاخرين الذين لم نكن على بينة من امرهم اكثر من بارزاني ، وفي هذه العجالة ، وبمناسبة حلول الفعاليات السنوية  الثقافية لذكرى الشاعر والاديب قدري جان ، اكتفي بتناول بعض جوانب سيرته استنادا الى ماآخبرنا عنه بارزاني في الجزء الافتتاحي من تلك الجلسة ، وقد اعود مستقبلا الى الاخرين بظروف مناسبة  .
  حدثنا الزعيم الراحل ان الشخصية الثقافية الكردية السوفيتية – قناتي كوردو – الذي كان على علاقة وثيقة به ،  اقترح عليه الاستجابة لرغبة شاعر كردي سوري باللقاء به ، يزور موسكو ضمن وفد الى مؤتمر الشباب العالمي السادس في تموزعام ١٩٥٧وهو الشاعر قدري جان ( ١٩١١ – ١٩٧٢ ) ، فاستقبلته ( والكلام لبارزاني ) في منزلي بحضور  كوردو، وطلبت منه القاء قصائد من شعره ، فاسمعنا ابياتا كلها تمجيد بالاتحاد السوفييتي ، والمبادئ الأممية ، ومن دون اية إشارة للكرد ، وحقهم بتقرير المصير ، وبعد كل عدة ابيات تتكرر اللازمة ( كعبا مة موسكفايا ) أي كعبتنا موسكو ، فخاطبته قد تكون شاعرا جيدا ولكن المضمون لايعجبني فلماذا لاتكون ( كعبتنا ) مهاباد ، او السليمانية ، او دياربكر ، او قامشلو ؟، وبعد نحو عامين زارني في بغداد حاملا معه رسالة تهنئة بعودتي ، وقصيدة جميلة عصماء، بمثابة نوع من الاعتذار ، وتاكيد على صحة ملاحظاتي له بموسكو ، ولاشك انني قدرت له ذلك .
القصيدة المشار اليها ( بارزاني هات أو عاد بارزاني عاد الأسد الى الوطن - أشرقت شمس كوردستان - ابشركم عاد البارزاني - لقد عاد الأسد الى عرينه ...) من اهم وأغنى ما صدر عن قدري جان ، تعبر عن تحول فكري وانحياز لافت الى النضال القومي والوطني الكردستاني لدى الشاعر ، فهو كان متعاطفا مع قضية شعبه قبل ذلك بلاشك ، كيف لا وقد ذاق الام ومعاناة التهجير القسري من نظام اتاتورك الشوفيني ،ولكن من منطلق مفهوم الحزب الشيوعي السوري الذي كان عضوا فيه واعتقل في سجن المزة ١٩٥٩ – ١٩٦١ بتهمة الانتماء للحزب الشيوعي ، ، وبمعنى أوضح مدى خدمة القضية القومية الكردية للقضية الأممية كما يراه ذلك الحزب ، ومصالح الكفاح ضد الامبريالية ، وصيانة ( أنظمة التطور الوطني !!) ومن بينها نظاما البعث في سوريا والعراق .
  عاصر قدري جان شعراء كرد سوريين من جيله مثل جكر خوين ، واوصمان صبري ، واللغوي رشيد كورد وغيرهم ، وهم جميعا كانوا يعتنقون الفكر القومي بشدة وبتوجه يساري ديموقراطي ، وكان الاختلاف ظاهرا ، حيث التزام قدري جان الحزبي قد أخره قليلا للتعبير عن قناعاته الحقيقية التي فجرها في قصيدته ( بارزاني هات ) ، واصطدامه أحيانا وقبل ذلك مع اقرانه من الشعراء القوميين اليساريين ، فهناك قصيدة للشاعر الكبير – جكرخوين – يرد فيها على قدري جان بالتالي : 
 
Hey qedrîcan efendî xortê delal u cindî
  Reşbeleka te şandî minê xwendî birindî
  Hersê pirsê tegotin weku tîra limindî
  Ewjî fida çavête tu xortekî lewendî   .....
  كما يظهر من مضمون الابيات ( أيها الشاب الرائع قدري جان افندي ، قرأت رسالتك باهتمام ، بعض كلماتها كانت كالسهام ، ولكنني اعذرك لانك شاب وسيم ... ) وكما اعتقد فان الرسالة كانت تحتوي على نقد جارح لنهج جكرخوين المغالي بالمشاعر القومية حسب نظرة قدري جان في ذلك الوقت ، والتي كما ذكرنا نابعة من التزامه بموقف الحزب الشيوعي السوري ، ولكنه لم يظل كذلك بسبب تاثير أصدقائه البدرخانيين ، وكذلك المرحوم قدري جميل باشا ، كما كان لقاؤه بالبارزاني بموسكو لحظة فاصلة في مساره الفكري كما أتصور .
  من جهة أخرى لا اتفق تماما مع الذين يعتبرون الشاعر قدري جان من الشعراء الحداثويين الكرد ، أولا بسبب العدد المحدود من قصائده المنشورة وابرزها القصيدتان المعروفتان حول جمهورية مهاباد ، وعودة البارزاني ، وحتى الأولى كانت سياسية ففيها تهجم وإدانة لنظام ايران ، والسياستان الامريكية والإنكليزية وهذا جائز ، ولكن من دون ابداء اية ملاحظة نقدية على الموقف السوفييتي الصامت ، والشاهد على الجريمة .
  هناك نوع من التقليد من طرف بعض كتابنا بشأن ( الحداثة والحداثوية ) فهي بلاشك ظاهرة كونية ، ولكنها تحدث عادة  في مجتمعات  شعوب أنجزت مرحلة التحرر الوطني ، ونالت الاستقلال ، ولامست عجلة التطور الاقتصادي ، والعلمي ، والتكنولوجي ، وانخرطت في العولمة ، وكما أرى فان مقياس الحداثوية بالخصوصية الكردية هو مدى الالتزام بقضية الشعب الكردي ، وحقه بتقرير المصير ، وهنا لااشير الى تحديث اللغة ، والقافية ، والاوزان بل اقصد المضمون والجوهر ، ومدى الترابط مع التاريخ ، والظروف السياسية الموضوعية السائدة ، فالشاعر جكرخوين مثلا هو الاب الروحي للمضمون الحداثوي بالشعر الكردي المتناغم واقعيا مع تطور الحركة الكردية ، والصراعات الاجتماعية  الى جانب  اعتباره من الشعراء الكلاسيكيين في القوافي والاوزان ، فهل علينا حجب الحداثة عن اعمال الشاعر الأهم في العصر الكردي الحديث ؟ .
 التقيت بالراحل مرة واحدة بدمشق صيف عام ١٩٦٦ في احد المقاهي ( اعتقد مقهى الفردوس ) خلال شرحي لماحصل للوفد الوطني الكردي من الجزيرة للراحل قدري جميل باشا وشخصيات أخرى من حوله ، ذلك الوفد الذي تشكل بناء على مبادرة – حزبنا  سابقا – للقاء مع رئيس الحكومة يوسف زعين وتقديم مطالب كرد الجزيرة تتعلق باالاراضي ، والمحرومين من حق المواطنة ، والذي لم يتمكن من لقائه .
  وهنا أؤكد انه من حق رواد الفكر القومي ، والثقافة الكردية ، ومن بينهم قدري جان علينا جميعا ، العودة الى تاريخهم النضالي ، ونشر نتاجاتهم ، وابداعاتهم ، والاستفادة منها ، والاحتفاء بهم بشكل لائق ، ومعرفة ظروفهم الحياتية ، وماعانوه من مصاعب ، وماواجهوا من تحديات ، وكذلك الإشارة بامانة الى تحولاتهم الفكرية ، والثقافية التي ستشكل دروسا مفيدة  لجيلنا الراهن .


52
السورييون لن يتحملوا المزيد من المفاجآت
                                                                     
صلاح بدرالدين

   تواصلت ردود الفعل على تصريحات وزير الخارجية التركي بشان مصافحته ( السريعة !) لنظيره وزير خارجية الأسد ، وحول ماتداولته وسائل الاعلام عن قرب تطبيع العلاقات التركية السورية بالكامل بوساطة روسية ، ومن بينها تجمعات السوريين في بعض المدن التركية ، والمناطق ، ومخيمات النزوح والهجرة ، ومن بين هؤلاء المحتجين من ذوي النوايا الصافية ، ومن قدموا التضحيات ، ويعيشون بالمعاناة ، في حين كان عليهم توجيه جام غضبهم على من تصدر صفوف (المجلس والائتلاف ) ثم اجهض الثورة وباعها ، واغتنى على حساب دماء ودموع الاخرين ، وحقق مكاسب مادية شخصية وعائلية ، بعد ان اخفوا الحقائق التالية عن الشعب :
  أولا – في كل علاقات ، ولقاءات ( المجلس ) كاول كيان ( معارض ) ومن بعده ( الائتلاف ) مع المسؤولين في دول النظام الرسمي العربي ، والإقليمي ، والعالمي التي تعاطفت مع االشعب السوري ، والتي بلغت نحو ستين بلدا ، وبينها تركيا ، لم تظهر او تنشر وثيقة رسمية تلتزم بها تلك الأطراف عبر وزارات الخارجية ، وتتضمن التاييد الصريح ، والواضح لاهداف الثورة السورية ( اسقاط نظام الاستبداد ، واجراء التغيير الديموقراطي ، وتحقيق الحرية والكرامة ، وحل جميع قضايا الشعب السوري ، بإرادة السوريين ، وحسب اختياراتهم ، ومن دون التدخل بشؤونهم ...) ، ولم يلتزم أي طرف بقطع العلاقات بالكامل مع نظام الأسد او باحلال ممثلين عن الثورة بدلا من ممثلي النظام لا بالسفارات والقنصليات ، ولا بالجامعة العربية ، ولا بالمؤتمر الإسلامي ، ولا بمؤسسات هيئة الأمم المتحدة ، مع العلم ومن الطبيعي ان هذه المهام لن ينجزها احد بالنيابة عن الشعب السوري .
  ثانيا – ان جميع أنظمة تلك الدول الصغيرة ، والكبيرة ، والعظمى ، لها مصالح استراتيجية مع إقليم الشرق الأوسط قبل اندلاع الثورة السورية وخلالها ، وبعدها ، ولن تتوقف ، وتعاملت مع موجات ثورات الربيع بدقة وبعد دراسة ، وتمحيص ، وبكثير من الحذر ، كان العنوان الرئيسي لتناول الجميع : استيعاب هذه الثورات ، ولجم اندفاعاتها الشعبية الثورية ، والاستفادة منها للحفاظ على مصالحها ، واستخدامها ضد مناوئيها في ساحات الصراع الإقليمية ، والدولية ، وكذلك الحفاظ على التوازن القائم بالمنطقة من دون هزات عنيفة ، او ظهور تحديات جديدة لايمكن السيطرة عليها ، فافساح المجال وتوفير شروط الانتصار بمايتعلق بالعوامل الخارجية ، من اجل ان تحقق تلك الثورات وفي مقدمتها الثورة السورية كامل أهدافها ، كان يعني تهديد استقرار معظم تلك الدول ، وانتظار دورها واحدة تلو الأخرى لان شعوب غالبيتها تعاني من الاستبداد ، وانعدام الديموقراطية ، لذلك أقول بان مسؤولي ( المجلس والائتلاف ) استغبوا السوريين وضللوهم عندما صوروا الوضع عكس ذلك  .
  ثالثا – صحيح ان تركيا كدولة جارة لسوريا ، وبحدود تقارب الالف كيلومتر ، فتحت أبوابها لملايين اللاجئين السوريين ، واستقبلت المعارضين ، وسمحت في البداية بكل أنواع النشاطات السياسية ، والعسكرية ، ضد النظام السوري ، فلها حساباتها الخاصة تجاه سوريا منذ مشكلة لواء الاسكندرون ، وتواجد اوجلان في سوريا ، وتشعبات اتفاقية أضنة عام  ،١٩٨٩ ولكنها فعلت ذلك خدمة لمصالحها ، ولأمنها القومي حسب رؤيتها هي أولا وأخيرا ، خصوصا بعد اتفاقية ( آصف شوكت – قرايلان ) ( وهي الاتفاقية بنسختها الثانية ) نهاية ٢٠١١ وبداية ٢٠١٢ ، وجلب مسلحي ب ك ك من قنديل ، وانتشارهم طول الحدود السورية التركية خصوصا في جيايي كرمانج .
  رابعا – وجدت تركيا – حزب العدالة والتنمية – ذو التوجه الإسلامي في تنصيب جماعة الاخوان المسلمين السورية على رأس المعارضة السورية بالرغم من حجمها المتواضع ، وعدم اهليتها لقيادة معارضة مجتمع متعدد الاقوام ، والأديان ، والمذاهب ، ضمانة للاستيعاب ، واللجم ، والالتزام بعدم تجاوز الخطوط الحمر ، خصوصا وان مرحلة ( المجلس الوطني ) شهدت نشاطات ، ومحاولات إقليمية محمومة ، لتحقيق مشروع اسلمة ، وأخونة ثورات الربيع ، بدلا من تثوير ودمقرطة المنطقة ، ولم يكن المشروع بمعزل عن رضا إدارة أوباما ، ومعظم الدول الأوروبية .
  خامسا – نشرت سابقا في عدة مناسبات انني شخصيا وخلال دعوتي الى وزارة الخارجية التركية عام ٢٠١٠ كشخصية وطنية كردية مستقلة ، ولقائي مع وكيل الوزارة السيد – سنرلي اوغلو ومسؤول الملف السوري خالد جيفيك – آنذاك ، صارحتهما بالقول ان هناك عتب من جانب سوريي المعارضة لانحيازكم الى جماعة الاخوان وهي لاتستحق بل تشكل عامل تفرقة واستفزاز للمجتمع السوري المتعدد الاطياف ، فكان الجواب انهم كدولة علمانية ليسوا كذلك ولكن قد يكون لحكومة حزب العدالة موقف آخر ؟ ولم اكن بحاجة لمن يخبرني عكس ماكنت اتصوره وهو ان تركيا أيضا تعمل من اجل مصالحها ، وليست اجيرة لدى البيانوني والشقفة  .
  سادسا – وبسبب الصراعات بين محاور دول الخليج ، والتنافس بين اطراف النظام العربي الرسمي ، وكذلك الاقليمي ، وبعد تلكؤ مشروع الاسلمة والاخونة ، حيث واجهته الدول الخليجية الرئيسية ، استعيض عنه بحل وسط ، بتشكيل ( الائتلاف ) على انقاض ( المجلس ) ، كتحالف مستجد بين الإسلام السياسي ، والوافدين من مؤسسات النظام الإدارية ، والحزبية ، والأمنية ، وكتسوية لادارة الازمة السورية ، وليس دعم المعارضة لتحقيق اهداف الثورة .
  سابعا  – جميع الدول ، والأطراف التي تعاملت مع الملف السوري مابعد الثورة ، وبدون استثناء ، لم تقطع العلاقات مع النظام السوري فحسب ، بل وسعت معه وعمقت وتيرة العلاقات الأمنية تحت ذرائع متعددة مثل تحرير او تبادل السجناء ، والمختطفين ، او المساعدات الإنسانية ، وقد شملت ذلك حتى ميليشيات حزب الله ، وجماعات أخرى متهمة بالإرهاب ، واكثر من ذلك واصل بعضها تقديم الأموال لها حتى يومنا هذا ،  وذلك خدمة لمصالحها ، فهل سمع احد يوما  ان ( المجلس والائتلاف ) طرحا هذا الموضوع ، او توقفوا عنده ، او وجهوا النقد الى تلك الدول ، والأطراف ؟ .
  ثامنا – حتى عشية اندلاع الثورة السورية ، وقبلها باعوام ، كانت جماعة الاخوان المسلمين السورية تتواصل مع أجهزة الامن السورية ، وتستجدي تركيا للقيام بدور الوسيط ، ( وقد تاكدنا من ذلك عام ٢٠٠٦ خلال احد اللقاءات للامانة العامة لجبهة الخلاص في بروكسل حيث واجهنا البيانوني بمعلومات حولها ) ،  فاذا كانت من قادت الثورة والمعارضة منذ قيام ( المجلس )  تقترف العمل الشنيع المناقض لمصالح السوريين ، بل اكثر من ذلك كان الايرانييون وسطاء في عدة مراحل  فلماذا معاتبة غير السوري ؟ اليست مسؤولية هذه الجريمة السياسية تقع أولا على عاتق ( الاخوان ) ومن عمل تحت رايتهم كملحقين من مدعي اليسار ، والليبرالية ، وتمثيل الكرد السوريين ؟ الى درجة ان احد هؤلاء المنافقين كتب قبل أسبوع مقالة تحت عنوان ( القضية السورية في بازار الصفقات الدولية ) ؟! ملمحا ان ذلك حصل مابعد ( مجلسه ) ؟؟!.
  تاسعا – لكل تلك الأسباب ، ومن اجل طي صفحات الحقائق ، وطمس قرائن وآثار الجريمة ، وقفت قيادات ( المجلس ) أساسا ، و( الائتلاف ) ضد أي عملية مراجعة منذ أعوام ،  ومساعي عقد مؤتمر وطني سوري شامل الذي سيتكشف فيه المستور ، وسيصدر فيه حكم الشعب على كل من تآمر ، واستغل الدماء ، والمعاناة لمصالح حزبية ، وآيديولوجية ، وشللية ، وفردية ، وبالاخير فان أعداء شعبنا وخصومهم بالخارج معروفون ، مذ ماقبل الثورة وحين نحرها ، ومابعدها حتى الان ، وماهو غير واضح حتى الان لعامة الشعب مسؤولية السوريين من متصدري المعارضة ، ولكن لااعتقد ان الهروب الى امام ، ورمي القذارات على العامل الخارجي  فقط لن يفيد هؤلاء ولن ينقذهم من لعنة الأجيال .
  وهنا لن نتفاجأ ابدا  بتصريحات المسؤولين الاتراك لانها لا تحمل جديدا ، وانها لن تقدم ولن تؤخر المعادلة الراهنة المتحكمة بالمصير السوري ، كما لن نتفاجأ ابدا بنفاق ، ومزايدات متصدري ( المعارضة )  الذين اجهضوا ثورتنا المغدورة وهي في ريعان الشباب ، مانحن بحاجة اليه هو مؤتمر وطني سوري بالرغم من صعوبته في ظل الظروف الراهنة ، وعلى السوريين ان يتاكدوا للمرة الالف ، ان الارادات الإقليمية ، والدولية ( وبسبب انحراف المعارضة وضعفها ) تميل منذ البداية لمصلحة استمرارية نظام الاستبداد ، وإعادة سيطرته على كامل المناطق ، الى جانب رغبة العديد من الفصائل ، والميليشيات  ، والأحزاب ، والتيارات لتحقيق ذلك ، وبينها اطراف حزبية كردية معروفة ، وذلك بعد ان اوصلوا الشعب الى وضع يترحم على الماضي بكل مساوئه  .
 
   

53
عود على بدء : التوازن بين القومي والوطني
                                                                 
صلاح بدرالدين


  يكمن تعريف هوية الكرد والقضية الكردية في كل جزء بالبلدان الأربعة ، بمعرفة بعديها القومي ، والوطني ، والعلاقة بين الجانبين في استراتيجيتها النضالية ، وبرامجها السياسية من حيث النظرية ، والتطبيق العملي ، ومايتعلق بالحركة السياسية الكردية السورية ، فمازال هذا الموضوع البالغ الأهمية ، قيد التداول ، والنقاش في أوساط النخب الفكرية ، والسياسية ، والثقافية .
  " عين كردية وعين سورية ( القضية الكردية قضية وطنية ) " تحت هذا العنوان نشر احد الاخوة – الحزبيين الائتلافيين – مقالة يشدد فيها على الجانب الوطني من نضال الكرد السوريين عبر التاريخ ، وعلى ان الأحزاب الكردية باستثناء الأحزاب التابعة ل – ب ك ك – ويقصد هنا تحديدا أحزاب – الانكسي – تناضل جنبا الى جنب الأحزاب السورية ، وتطالبها على الدوام باتخاذ الموقف التضامني مع حقوق الكرد .
من حيث المبدأ فان حقيقة  البعدين القومي ، والوطني للحركة الكردية السورية باتت من المسلمات ، وأن مسألة التوازن بين البعدين من المهام الأساسية ، وقد انطلقنا في نضالنا من هذه الحقيقة المبدئية منذ منتصف ستينات القرن الماضي ، وحولنا المبدأ الى ثوابت ميدانية بالممارسة العملية .
  في البعد الوطني كان في اولوياتنا افهام ، وإقناع محاورنا السوري من القوى السياسية ، والأحزاب ، وتعبيرات المجتمع المدني ان الكرد شعب من سكان البلاد الأصليين ، ومن حقه تثبيت حقوقه القومية وتضمينها في دستور البلاد ، وان النظام الديموقراطي هو القادر على تحقيق ذلك ، وان الكرد من خلال تعبيراته السياسية جزء فاعل في قضية النضال ضد الاستبداد ، وقدمنا مذ عام ١٩٦٨ مشروع برنامج " الجبهة الوطنية الديموقراطية السورية " الذي تضمن تلك المبادئ ، واستعداد الكرد للمشاركة في النضال الوطني بعد قبوله ، والاعتراف به وجودا ، وحقوقا  .
  لقد تزامن مع مشروع الجبهة الوطنية على المستوى السوري اقرار وطرح مشروع " الجبهة الديموقراطية الكردية السورية " والذي اصبح في التداول ، والمناقشة بعد تواجد ثلاث تيارات على الساحة الكردية السورية ( اليسار – البارتي – اليمين ) ، وذلك ايمانا منا بضرورة توحيد الخطاب ولو بشكل نسبي خلال التحاور في الفضاء الوطني ، ومحاولة تقريب وجهات النظر حول ( الشعب الكردي ، وتقرير المصير ، ومواجهة النظام كما يراه اليسار ) و ( الأقلية ، والحقوق الثقافية ، وموالاة النظام كما يراه اليمين ) ، و ( الحقوق القومية ، والتحفظ او التردد في مسالة مواجهة النظام ) كما كان يراه – البارتي - .
  وفي البعد القومي مضينا قدما في دعم وتأييد الثورة الكردية في كردستان العراق ، واعتبرنا انتصار الثورة هناك تعزيز للكفاح الكردي بالمنطقة ، وانتقال تاريخي للقضية الكردية هناك من الثورة الى ممارسة السلطة  على هدى مبدأ حق تقرير المصير ، كما انشأنا علاقات مميزة مع التيار اليساري القومي الديموقراطي في كردستان تركيا ، ولاحقا علاقات اخوية مع الحركة الكردستانية بايران ، جميع هذه العلاقات ، استند الى مبدأ التنسيق ، والتعاون ، وعدم التدخل بشؤون البعض ، واحترام الخصوصيات ، واستقلالية القرار ، واضيف وبكل فخر أقول انه في كل هذه العلاقات القومية كنا كطرف كردي سوري نعطي ولانأخذ ، في مجالات الفكر ، والثقافة ، والدعم المعنوي ، والعلاقات العامة ، والغنى في الصداقات ، والتحالفات أقول هذا لشعبي وللتاريخ .
   اما على ارض الواقع وخلال العقد الأخير في ساحتنا الكردية السورية ، الاغنى في التطورات ، والاحداث ، وحتى في الفرص الضائعة ، وفي ظل تصدر أحزاب طرفي الاستقطاب للمشهد السياسي ، انقلبت الأوضاع ، وتغيرت الأحوال ، وتبدلت المفاهيم ، وتناقضت الاقوال مع الأفعال .
    فقد حصل ( انحرافان )  بغاية الخطورة ، الأول : العبث بالمبدأ ، فبدلا من الوقوف في صف الشعب السوري في اوج ثورته وقبل اجهاضها ، تم الانزلاق من جانب جماعات – ب ك ك -  نحو حضن نظام الاستبداد ، واحداث الأعوام العشرة الأخيرة مماثلة لاعين الكرد ، والسوريين عموما ولاحاجة للدخول بتفاصيلها مجددا .
  والثاني : الاخلال بالتوازن عندما تم الرهان الكامل على الخارج ، واقصاء وجود ، ومصالح ، ومطامح الكرد السوريين من المشهد ، حيث لم تعد الحركة الكردية السورية الموحدة – الشرعية في حسابات التوازنات وحلت محلها حسابات حزبية ، واجندات خارجية من وراء الحدود ، وفي المحصلة وبعد سيل التراجعات ، والتجارب العملية لم يعد الرهان على البعدين بذي جدوى حاليا كما هو متبع الان من جانب الأحزاب ، وحصل الاختلال في الموازين ولم يعد هناك لا على ارض الواقع ، ولاحتى من الناحية النظرية معادلة واضحة المعالم  تنظم العلاقات بين البعدين المعرضين للاختلال .
  فلامحاولات جماعات – ب ك ك - التكتيكية ، التضليلية قادرة على تغيير الصورة ، والتستر على واقعها الملحق بمشروع النظام ، والتسلل خلسة وعبر عناصر سورية فاشلة ، او مدسوسة مثلها لوضع مساحيق الوطنية على وجهها ، ولا ادعاءات أحزاب – الانكسي – بوطنيتها الفارغة من أي محتوى ، ان من جهة عدم تمثيل الطرف السوري المقابل ( الائتلاف ) لارادة السوريين ، وانحرافه عن النهج الوطني الثوري ، او من جهة انها أيضا لاتعبر عن طموحات اتكرد السوريين ، وليست مخولة من الغالبية الكردية السورية .
  وكما أرى فان الشروط الأساسية لاعادة التوازن بين البعدين الجوهريين في قضايا المصير ، هي ترتيب البيت الكردي السوري ، وصولا الى إعادة بناء الحركة الكردية ، وتوحيدها ، واستعادة شرعيتها ، والبدء بحوار صريح من اجل تشكيل لجنة تحضيرية للاعداد للمؤتمر الكوردي السوري الجامع ، وتوحيد الخطاب ، وتهيئة المحاور الكردي للتوجه صوب البعد الوطني للمساهمة في إعادة البناء أولا ، والتحاور حول الحاضر والمستقبل ، حينذاك سيعاد التوازن من جديد الى عملية التفاعل بين القومي والوطني ، والكردستاني ، والاممي ، وستكتمل الشروط الذاتية لتؤثر إيجابيا على الظروف الموضوعية .   


54
الحدث الذي أعاد تعريف وتجديد الحركة الكردية السورية
                                                                                       
صلاح بدرالدين

    الحركات القومية الديموقراطية للشعوب المحرومة من الحقوق ، والمعرضة للاضطهاد ، والتي ربطت كفاحها بالنضال الوطني الديموقراطي للشعوب المتعايشة معها مثل الحركة الكردية السورية ، تواجه بين مرحلة وأخرى امتحانات التغيير ، والتطوير في الفكر ، والموقف السياسي ، والأدوات النضالية .
    فعندما نعود الى الوراء اكثر من نصف قرن من الزمن ، ونناقش حدثا بوزن كونفرانس الخامس من آب ١٩٦٥ ، فذلك يعني اننا بصدد موضوع لم يعاصره جيلنا الحالي من النساء والرجال ، ومن حقه علينا نحن الذين عاصرنا ، وشاركنا في صنع الحدث ، ان نوضح له ماجرى بكل امانة ولو بايجاز ، ونترك له الحكم ، والتقييم ، وإمكانية الاستفادة من دروسها .
  في أية ظروف انعقد الكونفرانس الخامس ؟
  على الصعيد الوطني اشتداد القمع في ظل حكم البعث الدكتاتوري ، الذي تحول منظومة أمنية استبدادية تقمع الحريات ، وتلاحق ، وتسجن المخالف بناء على الاحكام العرفية ، وتسير في مخطط حرمان الكرد من كل الحقوق بمافيها حق المواطنة ، وتنفيذ إجراءات ( الحزام ، والاحصاء الاستثنائي ) وتغيير التركيب الديموغرافي ، والتهجير ، وحرمان الكرد خصوصا بمنطقة الجزيرة من الأرض ، وملاحقة الناشطين في الحركة الكردية بشكل عام ، وحرمانهم من الحقوق المدنية ، وتقديمهم للمحاكم العسكرية ، ومحكمة امن الدولة العليا بدمشق التي كنا الدفعة الأولى امامها لثلاثة أيام – ٥ و ٦ ، و ٧ آب – ١٩٦٩ ( اوصمان صبري وصلاح بدرالدين وجاهيا ، ومحمد نيو ، ومحمد حسن ، وعبد الهادي عبد اللطيف ، غيابيا ) .
  التنظيم الكردي الوحيد ( الحزب الديمقراطي الكردي في سوريا ) كان يمر باصعب الحالات : معظم أعضاء القيادة في السجون ، والمنظمات الحزبية مشلولة ، ومنقسمة ، فقط المرحوم متزعم التيار اليميني آنذاك كان طليقا ، علما انه كان قد صدر بحقه قرار التجميد في الكونفرانس الرابع الذي عقد بجمعاية عام ١٩٦٤ بسببب اتخاذه نهجا مواليا للسلطة بعكس مواقف غالبية القيادة ، وبعد اعتقال القيادات الأخرى شعر بخلو الساحة وبدأ بالتحرك ضاربا عرض الحائط قرار تجميده .
  وكان واضحا امام قواعد الحزب والكوادر المتقدمة ان التنظيم  بلغ  درجة الخطر ، والتيار اليميني على وشك تحويل ماتبقى الى شبه جمعية موالية للسلطة ، وافراغه من المضمون القومي الديموقراطي ، والتطلع الوطني الثوري الذي بني عليهما ، وان النظام وجد فرصة للقضاء على الحزب الذي استحوذ على جماهيرية واسعة في جميع المناطق الكردية ، وذلك عبر دعم التيار اليميني ، وتضييق الخناق على غالبية أعضاء القيادة الذين ظلوا ملتزمين بنهج الحزب .
  في تلك الفترة عشية كونفرانس آب لم يكن واضحا ولامعلنا قضايا الخلاف ، وكانت القيادة مقصرة في توضيح مايجري ، كما لم يكن متوفرا حينها اية وثيقة فكرية او ثقافية تتضمن الإشارة الى الازمة ، او تطرح حلا لها ، فقط كانت الاشاعات تنتشر ، كما ان الصلات كانت مقطوعة بين القواعد من جهة وبين القيادة خصوصا في فترة اعتقالها ، فمثلا كانت أوساط القاعدة تتداول اخبارا وتقديرات حول ان العضو الفلاني من القيادة شجاع ، وآخر منهار ، وثالث غير مكترث ، ورابع متكتل  ..الخ ، وهذا كله ضاعف من تعقيدات المشهد .
  منذ بداية عام ١٩٦٥ بدات الصلات التشاورية بين أعضاء اللجان المنطقية ، والفرعية في المدن ، والارياف خصوصا بمنطقة الجزيرة التي كانت من اقوى واوسع المنظمات الحزبية آنذاك مضافا اليهم وبشكل محدود تمثيل منظمة – جياي كرمينج – وجامعة دمشق ، وكان العنوان الأبرز هو انقاذ الحزب ، وخلال المشاورات التي دامت عدة اشهر تم الاتفاق على عقد الكونفرانس الخامس في الخامس من آب بقرية جمعاية وحضره نحو ( ٢٧ ) مندوبا من القاعدة ، ولم يحضره أي عضو من اللجنة المركزية ، وخرج الاجتماع والمناقشات التي سبقته بالتصورات ، والنتائج التالية :
  ١ – بسبب تراكم الخلافات الفكرية ، والسياسية في قيادة الحزب ، وعدم إيجاد الحلول لها فقد أصاب الشلل كل المنظمات ، وتكاثرت التكتلات ، وينحصر الخلاف حول مجموعة قضايا أولها هل ان كرد سوريا شعب من السكان الاصليين ، ام اقلية قومية مهاجرة ، وهل حقوق الكرد تقتصر على الثقافية منها ام تستند على مبدأ حق تقرير المصير ، هل ان الحركة الكردية جزء من الحركة الديموقراطية السورية ، ام تابعة للنظام الحاكم ، هل الحركة الكردية السورية مع الثورة وقائدها البارزاني أم مع المنشقين ، وهكذا اماط الكونفراس اللثام عن حقيقة الازمة بتفاصيلها للمرة الأولى بتاريخ الحزب وهذا من اهم الإنجازات .
  ٢ – تقرر إضافة كلمة اليساري الى اسم الحزب بعد مقاطعة مجموعة اليمين ، واصرارها على التمرد على الشرعية وعدم الانصياع لقرارات الكونفرانس الخامس كما لم  تنصاع سابقا الى قرارات الكونفرانس الرابع أيضا ، كما تم إقرار الوثائق الفكرية ، والسياسية ، والتنظيمية ، وبينها ان الشعب الكردي يستحق تقرير مصيره الإداري والسياسي في اطار سوريا ديموقراطية تعددية ، موحدة ، وان الحركة الكردية جزء من الحركة الديموقراطية المعارضة للدكتاتورية ، والاستبداد ، ومع الثورة الكردية وقيادتها الشرعية ، وانها تقف الى جانب مصالح الغالبية من الشعب في القضايا الاجتماعية .
  ٣ – تم انتخاب قيادة مرحلية انتقالية لمدة عام حتى المؤتمر العام  الذي عقد بموعده في ضاحية – الهلالية – قرب القامشلي  ، مهمتها تعميق ، ونشر الوثائق ، والاتصال مع كل أعضاء القيادة لاطلاعهم ، ودعوتهم الى التعاون ، والتواصل مع الأطراف الوطنية الديموقراطية السورية ، وارسال وفد الى قيادة الثورة في كردستان العراق ، ونسج العلاقات التضامنية مع قوى التحرر العربي ، والدول الاشتراكية .
  ٤ – كنت مكلفا مع المرحوم – هلال خلف – بالتواصل مع أعضاء القيادة ماقبل الكونفرانس ، لاستطلاع آرائهم ، ومدى استعدادهم لمتابعة العمل حسب النهج الجديد ، وكانت أجوبة غالبية من التقينا بهمم هي التريث ، وابدى البعض تعاطفه من دون الانخراط تنظيميا ، فقط الراحل – اوصمان صبري - وافق على قرارات كونفرانس آب بعد قراءة البيان الختامي ، والاستماع لشرح مفصل حول توجهاتنا الفكرية ، والسياسية ، وابدى الاستعداد للعمل مع القيادة المرحلية ، واتخذ المرحوم – محمد ملا احمد – توز –الموقف ذاته فيما بعد  ، مع العلم ان – اوصمان -  لم تكن له اية علاقة بالكونفرانس او التحضير له ( وكان قبل ذلك وحينذاك بسجن القلعة بحلب ) حتى ان جميع المشاركين فيه لم يكونوا على معرفة به بل كنا نتابع اخباره من بعيد ومعجبون بشجاعته امام السلطة ، لذلك من الخطأ اعتبار كونفرانس الخامس من آب من وضع وتخطيط ( آبو اوصمان ) بل عبر عن إرادة القاعدة الحزبية ، وشباب وشابات الحزب في تلك المرحلة الصعبة .
  ٥ – تقرر اصدار مطبوعات ثقافية دورية بالكردية والعربية ، وتقرر إيلاء الجانب الثقافي الأهمية القصوى ، بمافيه تشكيل رابطة كاوا للثقافة الكردية ، وتنظيم الفرق الفولكلورية ، وارسال المئات من الطلبة المحتاجين الى الخارج لاستكمال تعليمهم الاكاديمي .
  ٦ – تم بناء منظمات الحزب في العاصمة دمشق ، وفي بيروت ، وفي أوروبا للمرة الأولى في تاريخ الحركة الكردية السورية .
  ٧ – تم وضع القوى الوطنية ، والعربية ، والكردستانية ، والاممية في صورة الحالة الكردية السورية الحقيقية ، كما تم التعاون مع – منظمة الميدل ايست ووتتش – بنيويورك ، ودعوة مندوبة عنها والتي جابت المناطق الكردية بمساعدة رفاقنا وأصدرت اهم تقرير حول الكرد السوريين نشر على شكل كتاب ، وهكذا الحال مع منظمة – الامنستي – العفو الدولية بلندن .
  ٨ – للمرة الأولى اصبح الاتحاد الشعبي جزء من جبهة نضالية خارج سوريا عندما شاركت منظمته بلبنان في تأسيس الحركة الوطنية اللبنانية بقيادة الشهيد كمال جنبلاط ، كما أصبحت موئلا للمناضلين الكرد من تركيا ، وايران ، والعراق .
  ٩ – نجح الاتحاد الشعبي في تحقيق مشروعه بتشكيل – التحالف الديموقراطي الكردي ) بداية مع البارتي بقيادة الشهيد كمال احمد ثم انضمام الأطراف الأخرى ، وقد بني التحالف على نفس البرنامج الذي قدمه الاتحاد الشعبي ، كما ارسى لأول مرة علاقات اخوية تنسيقية مع الثورة الكردية بكردستان العراق بعد زيارة وفد الحزب أيار – حزيران ١٩٦٧ ( صلاح بدرالدين ، ومحمد حسن )  الى المناطق المحررة ، واجراء المباحثات مع الزعيم مصطفى بارزاني ، والقيادة ، كما نسج فيما بعد علاقات تعاون مع التيار اليساري بزعامة المرحوم – د شفان - بالحركة الكردية في تركيا .
  ١٠ – كل ذلك تحقق بفضل التضحيات ، والقناعة التامة بالقضية ، ومن دون مقابل مادي ، والالتزام الكامل بالاستقلالية ، كما ان تلك السنوات التي بلغت عقودا لم تخلو من العديد من المؤامرات ، والمخططات الأمنية المعادية ، ومحاولات الاغتيال ، تحتاج الى شرحها بمناسبات أخرى بالرغم من انني سردت بعضا منها في مذكراتي التي صدرت منها حتى الان ستة أجزاء .
 ١١ – بسبب نهج ( البارتي اليساري – الاتحاد الشعبي ) ، وما انجزه من خطوات في مجال الفكر القومي ، والوطني الديموقراطي ، وتعريف القضية ، وانتشاره الواسع بين الأوساط الشعبية ، والثقافية ، والعلاقات الوطنية والعربية ، والاممية ، وتحوله الى قوة في مواجهة النظام ، قرر حافظ الأسد ارسال – محمد منصورة – لمعالجة الامر امنيا بشق الاتحاد الشعبي بداية التسعينات .
  ١٢ – بالرغم من عقود من النضال لم يتم انجاز كل الخطوات ، ومازال هناك مهام قيد الإنجاز حتى يتسنى حل القضية الكردية السورية والتي قد تختلف من حيث الشكل عن ماكان مطروحا قبل اكثر من نصف قرن ، وفي المقدمة : إعادة واستكمال بناء الحركة الكردية ، ووحدتها ، واستعادة شرعيتها ، وصياغة مشروعها بالقرن الواحد والعشرين ، وترميم شراكتها الوطنية ، وتصحيح علاقاتها الكردستانية ، وتعزيز شخصيتها المستقلة ، وهذه المهام كلها تقع على عاتق شاباتنا ، وشبابنا ، ووطنيينا ، ومثقفينا الملتزمين .
  ١٣ – كما أرى فان الحزب هو وسيلة وليس غاية ، هو أداة تنظيمية ، ونهج فكري ، وموقف سياسي ، قد يزول الحزب او يتبدل اسمه، قد يغيب الأشخاص ، ولكن الحركة الكردية السورية باقية ، ومستمرة ، باسماء ، وتنظيمات مختلفة ، وباجيال جديدة حسب ظروف الزمان ، والمكان ، نهج  كونفرانس آب دشن مدرسة فكرية نضالية ، تخرج منها الآلاف ، وظل الكثيرون أوفياء لتعاليمها حتى يومنا هذا ، وستستمر بالعطاء باشكال متجددة .
  المشاركون في كونفرانس الخامس من آب ١٩٦٥ : ( ١ - صلاح بدرالدين ٢ – محمد نيو ٣ – هلال خلف – ٤ -محمد بوطي – ٥ – عزيز اومري ٦ – يوسف إسماعيل ٧ – عبد الحليم قجو ٨ – محد حسن ٩ – نوري حاجي ١٠ – احمد بدري ١١ – فخري هيبت ١٢ – شمو ملكي ١٣ – محمد قادو ١٤ – محمد امين ديواني ١٥ – غربي عباس ١٦ – محمد خليل ١٧ – ملا شريف ١٨ – عبد الرزاق ملا احمد ١٩ – ملا داوود ٢٠ – عيسى حصاف ٢١ – ملا احمد قوب ٢٢ – ابراهيم عثمان ٢٣ – نوري حجي حميد ٢٤ – محمد علي حسو ٢٥ – ملا هادي عبد اللطيف ٢٦ – سيد ملا رمضان ٢٧ – رشيد سمو ) .
  التحية لمؤسسي التنظيم الحزبي الأول ، وللرعيل الثاني الذي تابع المسيرة بكل شجاعة وبينهم المشاركون في الكونفرانس الخامس ، وكل الاوفياء لمدرسته النضالية ، وكل الوطنيين الشرفاء المستقلين الذين ساندوا نهجه .


55
تأملات في دروس التجربة التونسية
                                                                   
صلاح بدرالدين

  أعلنت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات بتونس ( ٢٦ – ٧ ) عن انتهاء عملية الاستفتاء على الدستور التي دامت ثلاثة أيام بين الخارج والداخل بنجاح ، بمشاركة نحو مايقارب الثلاثة ملايين أي نحو ( ٣٠٪ ) وبنسبة ( ٩٤٪ ) قالوا نعم للدستور الجديد .
  لماذا الاهتمام باالاستفتاء على الدستور بتونس ؟
  أولا - نحن ككرد وكسوريين محرومون من الاستحقاق الدستوري الحر منذ قيام الدولة السورية بعد الاستقلال ، ولأنه القانون الأساسي الذي ينظم الحياة السياسية ، والضمانة الملزمة للعقد الاجتماعي الذي يثبت الحقوق والواجبات بين جميع المكونات الوطنية ، وكان ومازال على راس المشاريع ، والبرامج التي يناضل في سبيلها الشعب السوري كمدخل لحل كل القضايا الأخرى التي تهم حاضر ومستقبل السوريين ، وهو المطلب المفتاح للحركة السياسية الكردية منذ عقود من اجل ضمان الوجود والحقوق ، وبايجاز بات الدستور هاجسا لايفارق مطامحنا ، وآمالنا ، ومشاريعنا ، وحتتى نضالاتنا اليومية .
  ثانيا – التجربة التونسية بهذا المجال كاول بلد انطلقت منه الثورة منذ نهاية عام ( ٢٠١٠ ) تجسد العلاقة المتينة بين ثورات الربيع ، والدساتير ، فكان مطلب صياغة دستور ديموقراطي ، عصري ، جديد من ضمن بنود التغيير الديموقراطي ، والانتخابات البرلمانية الحرة على راس جدول الاعمال  ، واهداف ، وشعارات ثورات الربيع بكل مكان وبالأخص في بلادنا ، وقد نال هذا الاستحقاق الشعب التونسي بعد نحو ثلاثة عشر عاما من ثورته ، ونحن مازلنا على الطريق .
  ثالثا – تماما مثل ماحصل في بلادنا ، وبلدان أخرى التي شهدت اندلاع الثورات ( الربيعية ) فقد تسللت جماعات الإسلام السياسي ، وركبت الموجة الثورية ، وامسكت بمقاليد الأمور مستغلة الفراغ ، والفوضى ، وضعف القوى الديموقراطية ، وعدم انتظام الفعاليات  الشبابية العفوية التي هي من قامت بالثورة بالأساس ، وقدمت التضحيات ، فقد تصدرت حركة النهضة الاخوانية الصفوف ، وجذبت الى صفوفها عبر الترغيب ، والرشاوى ، مجموعات ، وافراد من الانتهازيين من اقصى اليسار ، وبعض الليبراليين ، ثم تمخض عن تلك المرحلة دستور ( ٢٠١٤ ) الذي مهد لتحكم الإسلام السياسي ، والسيطرة على البرلمان ، والتغلغل في المفاصل الأمنية ، والمؤسسات القضائية ، وذلك كسند قانوني لاستمرارية حكمها ، والتخلص من الخصوم عبر الاغتيالات التي طالت شخصيات وطنية وديموقراطية مناضلة مثل شكري بلعيد ، والبراهمي وغيرهما .
  رابعا – مثل ماشكلت الثورة بتو نس تجربة فريدة بعد اشعال – البوعزيزي – نفسه بالنار احتجاجا على الظلم ، والمعاناة ، كذلك افرزت تلك التجربة مسارا غير اعتيادي في بروز دور الفرد باتجاه التصحيح ، ووقف سيطرة الإسلام السياسي ، ومواصلة التغيير بالمجال الدستوري الذي كان على راس اهداف ثورة تونس ، وإعادة الاعتبار من جديد للإرادة الشعبية ، عن دور شخص الرئيس التونسي – قيس سعيد - نتحدث ، الذي انتخب باعلى نسبة من الأصوات ، وهو مستقل لاحزب لديه ، ولا فصائل ميليشياوية مسلحة ، وليس جنرالا عسكريا ، ولم يكن يوما اخوانيا ، او منتميا لاي حزب سياسي ، وتشير سيرته الذاتية الى انه أستاذ ( القانون الدستوري ) بالجامعة التونسية ، ينحدر من الطبقات الفقيرة ، ويعيش بالاحياء الشعبية ، وكان منخرطا في التنسيقيات الشبابية جنبا الى جنب طلابه الجامعيين بداية الثورة ، ومعروف بالاستقامة ، والتواضع ، الى درجة رفع تسمية السيدة الأولى عن شريكة حياته .
  خامسا – لقد انفضح امر الأحزاب التقليدية ( الدينية ، والقومية ، واليسارية المتطرفة والليبرالية ) في تونس قبل كل بلدان المنطقة ، وظهر للشعب ونخبه الفكرية ، والثقافية ، ان تلك الأحزاب تتحمل المسؤولية الأولى في محاولة اجهاض الثورة ، وحرفها عن الطريق السليم ، وركوب موجتها ، والتسلل اليها ، ولذلك يعتبر المراقبون ان مايجري بتونس هو نوع من إعادة البناء ، وعقاب الأحزاب خصوصا حزب النهضة الاخواني ، او خطوة استباقية لقطع الطريق على سيطرتها النهائية ، ولكن ليس عبر الانقلابات العسكرية ، او العنف ، او سلاح الميليشيات ، بل بسلطة الدستور ، والقوانين ، والإرادة الشعبية الحرة .
  سادسا – تلخص التجربة التونسية واقع الحال في مختلف بلدان ثورات الربيع ، فعلى سبيل المثال تبين ان القوى والتيارات الفكرية والسياسية التي اجهضت الثورة ، ووقفت ضد إصلاحات رئيس الجمهورية المنتخب بتونس ، هي جبهة الخلاص ( المعارضة ! ) المشكلة من الاخوان المسلمين ، والبعثيين ، واليسار المتطرف الممانع ، وهي صورة معبرة حيث ان ثورتنا السورية المغدورة كانت ضحية نفس تلك القوى حتى لو اختلفت الأسماء ، وهي جميعها من قوى الثورة المضادة بعد عقد من ثورات الربيع .
  سابعا – يظهر ان عماد حركة إعادة البناء في تونس من الشباب نساء ورجالا ، ومن الوطنيين المستقلين ، والمثقفين ، والاكاديميين الملتزمين بقضايا شعبهم ، وهم الغالبية بالمجتمع التونسي الذي يزخر بالطاقات ، وبنشطاء المجتمع المدني ، وناشطات نسوية حققت النجاحات منذ عهد الرئيس التونسي الراحل – الحبيب بورقيبة .
  ثامنا – كما تظهر الدلائل فان شعب تونس وإزاء هذه التطورات الإيجابية يغادر مرحلة الانسداد السياسي نحو مرحلة جديدة ، وفي ظل دستور جديد ، وآفاق واسعة لخطوات واعدة في المجالات القانونية ، والاقتصادية ، ومحاسبة الفاسدين ، واجراء الانتخابات التشريعية ، والبلدية ، وتشكيل المحكمة الدستورية ، واستكمال بناء النظام السياسي كما يريده التونسييون .
  تاسعا – يعتبر البعض ان مايجري هو استمرار رمزي لثورة الياسمين بتونس ، وتحقيق أهدافها بطرق جديدة ، ويعتبر البعض الآخر انه انتقال من مرحلة الثورة بكل مالحقها من فوضى واشكاليات ، وارتدادات ،  الى مرحلة إعادة البناء عبر الدستور ، والقوانين ، خاصة وان لتونس خصوصيتها في كثير من القضايا وابرزها حيادية الجيش الوطني ، وعدم التدخل بالصراعات السياسية الداخلية ، وهذا ما يوفر الفرص الكبيرة للمجتمع المدني ، والنضالات الشعبية السياسية ، والاجتماعية .
  عاشرا – من المعلوم ان ( الاتحاد التونسي للشغل ) وهو من اكبر التجمعات النقابية ، واقدمها كانت متوافقة مع خطوات الرئيس التونسي ، وداعما لها في البدايات ، ثم مالبثت وان اتخذت منحى تصاعديا في ادق الظروف والتقت عمليا مع مخططات حزب النهضة ، ولكن مالبثت قيادتها ان أوقفت التصعيد ، ولكنها أخطأت من جديد عندما وقفت بشكل – محايد – بشان التصويت على الدستور ، وتشير الدلائل ان قواعد هذه المؤسسة صوتت بنعم للدستور ، وكما أرى فان الامر يحتاج الى إعادة نظر من جانب المتنفذين في هذه المؤسسة العريقة ، وممارسة نوع من المراجعة .
  لاشك ان ما توصلت اليه في هذه المقالة من قراءة ، وتقييم نابع من الحرص على شعب تونس الواعي المعطاء ، وبنهاية المطاف فانه ادرى بشعاب بلده ، وهو يقرر مصيره بنفسه .


56
الخيار الشعبي هو الحل للازمة
                                                                 
صلاح بدرالدين

 
  دائما هناك الخيار الأفضل ، الأقل خسارة وتكلفة ، في الصراعات الداخلية ، وكذلك في الخلافات بين الدول ، ودائما الحل السلمي عبر الحوار ، وقبول الرأي الاخر ، وتقبل المشاركة ، والاعتراف بالخطأ ، هو السبيل الانجح لوحدة حركات الشعوب ، والحفاظ على الامن ، والاستقرار ، ودائما تفشل الحلول الزجرية ، العسكرية ، ناهيك عن تكلفتها على حساب الدماء والدموع ، وتفكك المجتمعات ، والتدخلات الخارجية .                                                                   
  فقد تمخضت عن احداث ، وتطورات الأعوام العشرة الأخيرة في بلادنا عامة ، وفي مناطقنا خصوصا معادلة بغاية التعقيد تعبر عن نفسها بالشكل التالي :  شعبنا الطيب المسالم بين نارين ، فمن جهة نظام الاستبداد كعدو أساسي منذ عقود ، والسبب المباشر في حرمان الكرد من الأرض ، والحقوق ، ومعاناتهم من الظلم ، والاستبداد ، وهجرتهم ، ونزوحهم ، ومن الجهة الأخرى الافة التي ابتلوا بها من أحزاب ( ذوي القربى ) بطرفيها  التي ولت نفسها اما ( ممثلا شرعيا وحيدا ) ليس استنادا الى التخويل الشعبي ، او النضال ، والفداء ، والماضي المجيد ، بل اتكاء على امجاد آلاخرين ، أو  قسرا ومن دون ارادتهم الديموقراطية الحرة ، الآمر الناهي في مناطقهم ، التي شملتها العسكرة ، والتعبئة الآيديولوجية النقيضة لولادة نواة المجتمع المدني ، وحرية الفكر ، والموقف ، والتنظيم ، وقطع الطريق امام الابداع الإنساني ، وتفجير الطاقات الخلاقة في صفوف الجيل الناشئ الجديد من الجنسين  .
  شعبنا الذي قدم الغالي والرخيص منذ ان اصبح جزء من الكيان السوري ، منذ حركة – خويبون – مرورا بقيام التنظيم السياسي الأول ، وانعطافة الخامس من آب عام ١٩٦٥ ، التي صححت المسار ، واعادت تعريف الشعب والوطن ، والقضية ، والأصدقاء ، والاعداء ،  والمهام ، وبعد تقديم التضحيات الجسام ، من الشهادة ، والملاحقة ، والسجن ، والحرمان من الجنسية ، والحقوق المدنية ، والاحكام الجائرة في محاكم امن الدولة العليا ، والعسكرية ، وفي كل صنوف المخابرات ، استطاع مناضلو شعبنا تقديم القضية الكردية السورية الى الساحة السياسية ، والرأي العام الوطني ، والكردستاني ، والإقليمي ، والاممي ، كقضية شعب من السكان الأصليين في سوريا ، يرنو الى استعادة الحقوق ، وإزالة الاضطهاد ، هذه القضية التي تشكلت من خلال عذابات نحو سبعة عقود ، تعبث بها الأحزاب الان لتصفيتها ، عبر تشويه مضمونها الديموقراطي القومي ، وتجزئتها بين المناطق ، وربطها باجندات خارجية وبالمال السياسي ، وتقزيمها الى مسائل جغرافية مناطقية خالية من المضمون القومي الديموقراطي لارضاء نظم المنطقة خاصة نظام دمشق المستبد ، وتحويل اعدائها الى أصدقاء ، وحرف وجهتها التاريخية نحو المجهول .
 
     ينتظر شعبنا الكردي السوري بترقب  نوعا من الانفراج ، والتقدم نحو الأفضل اقتصاديا ، معيشيا ، امنيا ، وعودة المهجرين الى ديارهم ، وقبل هذا وذاك إعادة بناء حركتهم السياسية وتوحيدها ، ومعالجة ازمتها من خلال مشروع واضح متوافق عليه ، لتقود النضال ، وتعزز دورها القومي والوطني السوري، والكردستاني  ، وينبري البعض  من المجموعات ، والافراد  من النخب الوطنية المستقلة ، والشبابية من النساء والرجال للتصدي للمهام  الفكرية ، والثقافية ، وتعميق النقاش والحوار ، وعقد ، وتوسيع اللقاءات ، وطرح المشاريع ، والمقترحات ، وفي مقدمة هؤلاء ناشطو ، وجمهور حراك " بزاف "  .
  حراك " بزاف " ليس تجمعا حزبيا ، او مناطقيا ، او منصة موسمية ،  ولا طرفا منشقا من هذا الحزب او ذاك ، ولا رد فعل على هذا الطرف او ذاك ، وهو خارج كليا عن دائرة الصراعات الحزبوية ، والشخصية ، والفئوية ، أو على النفوذ ، واقتسام المال السياسي ، اوحول موقع  وحصة ، في سلطة الامر الواقع او – الانكسي - ، وليس ملتزما او منخرطا في أي كيان سياسي ، او عسكري ( معارض ! )  انه ضمير الشعب ، وصوته ، انه جهود فكرية ، وثقافية ، وسياسية ، عبر الحوار ، والنقاش ، والتشاور ، بين مختلف الاعمار ، والاجيال من النساء ، والرجال ، ومن جميع مناطقنا الكردية ، والمختلطة ،انطلق من عقد عشرات " اللقاءات التشاورية " ، في اقليم كردستان العراق ، وأوروبا ، وبلدان أخرى ، واستمر في بناء " لجان المتابعة " في الوطن وجميع أماكن التواجد الكردي السوري ، وانتقل لعقد العشرات من اللقاءات المنظمة ، وهو مستمر بذلك في اطار غرفة " دنكي بزاف " ، انه يربط الحاضر بالماضي بامانة ليكون المستقبل زاهرا واصيلا ، ويلتزم الوفاء لتاريخ حركتنا ، وانجازاتها ، ورموزها ، وتقاليدها الديموقراطية .
   بالمقابل نلحظ محاولة مراكز القوى المتنفذة في أوساط  أحزاب طرفي الاستقطاب ، الهروب من حلبة الصراع الفكري – الثقافي الخلاق ، وتجاهل كل المشاريع ، والمبادرات الانقاذية ، والخوف من الحوار وجها لوجه مع مخالفيها ، والتشويش ، وحرف الأنظار عن الأساسي في المهام الفكرية – الثقافية المطلوبة بإلحاح ، والمضي قدما الى درجة التنافس في التودد لنظام الاستبداد ، واذا كان وضع – ب ي د – بهذا الشأن بات اكثر من واضح فان آخر تسريبة جديدة بهذا الصدد هو ابلاغ قيادة – الانكسي – المسؤلين الروس عن استعدادهم للتفاهم مع دمشق عن طريقهم ولكن ليس مع ممثلي – ب ي د - .
   وهنا نستغرب تسخير أحزاب الطرفين  ماكينتها الإعلامية للتركيز على صغائر الأمور التي لاترقى الى مصاف قضايانا المصيرية  ، مثل إقرار توزيع – هاشتاغات – غامضة ومضللة ، واخفاء الحقائق ومنها اين وصلت عملية الاندماج بمؤسسات السلطة ؟ حتى تتكاثر الشائعات ، والتكهنات ، وينتشر القلق ،  ثم اطلاق الوعود المعسولة عن مؤتمر – الانكسي - حتى قبل الانعقاد وصدور النتائج .
  في مثل هذه الظروف يجب الحذر ، والمزيد من اليقظة ، حتى لايكون القادم اعظم ، ونحذر البعض الذي يندفع في الدفاع المستميت عن أخطاء وخطايا القيادات المتنفذة لدى أحزاب طرفي الاستقطاب لدوافع مصلحية شخصية ، وانتظار وعود سخية !!  في حين تبقى هي ( القيادات المتنفذة ) ساكتة منتظرة تسعير الخلافات الجانبية ، وتنأى بنفسها ؛كما هي عادة من لايثق بالنفس ، ويتهرب من أداء الواجب ، ويسخر الاخرين لقاء الرشاوي ، والوعود .
     دعوة الى الحوار المباشر
  نحن في حراك " بزاف " ليس لدينا مانخبؤه عن انظار شعبنا ، وننتهج الشفافية ، والوضوح ، ولدينا السلاح الأقوى : المشروع الفكري ، السياسي ، الثقافي ، ونبحث عن الحقيقة كاملة ، ومن هذا المنطلق نتوجه الى كافة الفضائيات ، والمواقع الإعلامية ، بمافيها الحزبية ، والمستقلة ، وغيرها باننا في " بزاف " على استعداد كامل للمناظرة حول قضايا الشعب ، والوطن مع مسؤولي أحزاب الطرفين ، بكافة المستويات ، وخاصة قيادات ب ي د ، والانكسي ، في أي وقت كان ، لنثبت للجميع اننا أصحاب فكر ، ومشاريع ، ومواقف مبدئية ، وجادون لحل ازمة الحركة الكردية السورية ، ولدينا تصورات حول ذلك ، وأصحاب نهج ومواقف ليس من اجل المزايدة ، واكتساب الأصوات ، والاستهلاك المحلي – الحزبي ، او اية استحقاقات أخرى ، بل في سبيل تحقيق اماني غالبية شعبنا بإعادة بناء حركتنا من جديد ، وتوحيدها  .
   

57
الشرق الأوسط  هدفا لاسياد " القمتين "
                                                                         
صلاح بدرالدين

  في  مقالات سابقة تناولت حيثيات انعقاد قمتي جدة وطهران ، والظروف المحيطة بهما محليا ، وإقليميا ، ودوليا ، وماصدر منهما من بيانات إعلامية ، والاحتمالات التي وضعناها كمتابعين ، وفي هذه ( القضية ) سنتابع تداعيات القمتين على قضايا المنطقة ، وبالأخص انعكاساتها المباشرة على ماتعنينا منها بشكل مباشر .
  اذا كان الطرفان الرئيسييان ، الداعيان الي قمتي – جدة ، وطهران -  أمريكا ، وروسيا لم يحققا اهدافهما المنشودة المباشرة فانه يمكن القول ان القمتين لم تنجحا بمنظار الطرفين ، وحسب مصالحهما ، وكما خططا لهما ، وهذا لايعني ابدا انهما لم يقطفا اية ثمار ، او ان المشاركين الاخرين خرجوا خالي الوفاض ، فيبقى الامر نسبيا وطويل المدى ، في حسابات الربح الخسارة لدى الدول ، وفي مباريات لعبة الأمم .
      قمة جدة
  كان السقف الأعلى للتوقعات الامريكية الطموحة، ان تختتم القمة بشبه معاهدة ، او وثيقة استراتيجية ، تلتزم فيها الأطراف بامرين اساسيين أولهما الانفتاح العربي الرسمي النهائي على إسرائيل ، واستكمال خطوات معاهدة السلام – الابراهيمي – بين إسرائيل وعدد من الدول ، وثانيهما التزام الدول الخليجية بالاستراتيجية الامريكية ، والغربية عموما تجاه روسيا ، والتعويض عن النفط والغاز الروسيين ، وقطع الطريق على أي تغلغل روسي صيني اقتصادي وعسكري بالمنطقة ، وموقف عربي مساير للسياسة الامريكية المتارجحة حيال ايران ، وكان الاعتقاد الأمريكي ان الجانب العربي سيطالب مقابل ذلك بالضمانات الأمنية لانظمتها خصوصا ، والتعاون العسكري في وجه ايران ، وحماية مصادر الطاقة ، وطرق عبورها .
  معظم هذه التوقعات ان لم يكن كلها لم يتحقق ، وماجرى هو ابرام اتفاقيات ثنائية او تفاهمات شفهية ، ويقال تم تمرير اتفاقيات مهمة  لم يعلن عنها ، فالادارة الامريكية ( الديموقراطية )  كانت قد قررت منذ أعوام خاصة بعهد – أوباما - الانسحاب من الشرق الأوسط ، وعقد صفقة مع جمهورية ايران الإسلامية ، مع انشغالها بالمواجهة مع روسيا وكذلك الصين الان ، والقضايا الداخلية ، خصوصا بعد الحرب الروسية على أوكرانيا ، هذه الإدارة التي أخطأت كثيرا في سياساتها الشرق أوسطية ، وتجاهلت حلفاءها التاريخيين ومن بينهم السعودية ودول الخليج وغيرها ، كما انها تخلت عن تمسكها – ولو النظري – بمسائل الديموقراطية ، ودعم الحركات التغييرية ، وخذلت اصدقاءها في احلك الظروف ، وفي اوج صعود الحركات الإرهابية ، وعدوانية الميليشيات الإيرانية ، وجاء الانسحاب العشوائي من أفغانستان كخاتمة درامية للهيبة الامريكية ،  وبالتالي لم تعد تمتلك رؤية سليمة  ثاقبة لتطورات الاحداث ، وحلول ناجحة تجاه مشاكل المنطقة ، مما افقدها كل ذلك الصدقية امام دول وشعوب الشرق الأوسط .
  في هذه الحالة ليس من المستبعد وبعد مواجهة الفشل في قمة جدة ، والحرج الذي اصاب إدارة بايدن الضعيفة أصلا ، ان تقوم بردود فعل سلبية كاطلاق عمليات ، وحبك خطط ، على غرار سياسة  ( الفوضى الخلاقة ) التي كانت وراءها إدارات أمريكية سابقة ، فلايمكن تبرئة الامريكان من التوترات الأخيرة في سوريا ، ولايمكن التغاضي عن دور ما للامريكان في مايحدث الان من تدهور للأوضاع في العراق وكردستان ، وهكذا الحال في تعنت الحوثيين باليمن ، وحوادث العنف المتجددة بليبيا ، ومايخبئ القدر للبنان .
         قمة طهران
  كانت روسيا تخطط لاخراج تلك القمة الثلاثية بمظهر حلف مواجه لامريكا وحلفائها خاصة وانها احوج ماتكون الى من يؤيد حربها القذرة على أوكرانيا ، خاصة وانها وضعت في حساباتها تقديم تنازلات سخية  ( سورية )  لكل من تركيا وايران مقابل ذلك غض الطرف عن أي اجتياح عسكري تركي بمناطق محددة ، وافساح المجال اكثر للدور الإيراني بسوريا عسكريا ، وامنيا ، واقتصاديا ، وكما يظهر فان تركيا العضو بحلف الناتو لم تتجاوب مع الرغبة الروسية ، حتى ايران لم تجد مصلحة لها في الانخراط بحلف روسي بشكل علني خاصة وانها مازالت تامل بالاتفاق مع الغرب لاعادة مليارات الدولارات .
  الى جانب ذلك فان الطرفين الاخرين لم يحققا ماارادا من القمة ، وعلى الاغلب لم يكن بحساباتهما تحقيق أي شيئ لان القمة كانت بين المتناقضات أصلا ، وجمعتهم المصالح الانية وليست الاستراتيجية ، وسيبقى كل طرف يسير في سياسته من دون أي تبديل ، فقط تبقى المسائل الاقتصادية ، والعلاقات التجارية ثابتة ، ومتطورة ، وستقوم تركيا بالتنسيق مع روسيا وأوكرانيا حول نقل القمح و والحبوب الى الدول المعنية عبر البحر الأسود ، اما في سوريا فهناك خلافات وتناقضات بين الأطراف الثلاثة .
  المصالح الانية تربط روسيا وايران حيال قضايا الشرق الأوسط ، وقد تدفعهما الى تعميق التعاون العسكري ، والأمني خصوصا في سوريا ، والعراق ، ولاشك انهما ستواجهان السياستين الامريكية والتركية في سوريا ، وستعملان على تعزيز نفوذ النظام وكسر شوكة معارضيه ، ونشر جيشه في مناطق نفوذ – قسد – كما ستضغطان باتجاه التفاهم بين جماعات – ب ك ك – والنظام مباشرة او عبر مركز – قنديل – وبذلك يتم عزل الامريكان عن الساحة السورية ، واقتصار دورهم على تمويل ، وتسليح المقاتلين  من – قسد - دون مقابل ، وامام ذلك فان السوريين وبينهم الكرد سينتظرون المزيد من التوترات ، والتدخلات ، والتطورات السلبية ، والمخططات التدميرية  التي تقف من ورائها روسيا وايران ، ونظام الاستبداد .
       العراق وكردستان
  هناك اكثر من طرف دولي واقليمي  يقف وراء التطورات الدراماتيكية بالعراق واولها نظام ايران ، وهناك أيضا أطرافا دولية وإقليمية ومحلية متورطة وتسعى للاساءة الى إقليم كردستان العراق ، واحراج حكومته ، وتجاهل مؤسساته ، والنيل من إنجازاته ، والتخريب على علاقاته الاقتصادية مع الجوار ، نظام ايران يريد التعويض عن فشل قمة طهران ، وعزلته الدولية الخانقة ، ولفت الأنظار عن افتضاح امر مواليه ببغداد ، باستهداف إقليم كردستان وشعبه ، ومؤسساته الديموقراطية ، ولاشك ان الجماعات المسلحة الشيعية الولائية ، وكذلك مسلحو – ب ك ك - ، وجماعات حزبية كردية عراقية ستكون من ادواته المنفذة .
  الكرد السورييون ، والعراقييون هم الضلع الغر الطري واكثر المستهدفين في ردات الفعل هذه بشأن فشل قمتي جدة وطهران ، ويبدو انهم من أوائل ضحاياه ، اما الأسباب فلاشك ذاتية ، وموضوعية .
  مايتعلق الامر بالكرد السوريين هناك فرصة لاستدراك الامر قبل وقوع الكارثة الأكبر ، وليس امامهم أي طريق للانقاذ سوى التوافق على عقد المؤتمر الجامع بغالبية وطنية مستقلة ، ومشاركة الأحزاب بالثلث غير المعطل ، وهنا نناشد كل طرف وطني سوري ، او كردستاني ، او إقليمي ، او دولي يعتبر نفسه معنيا بالملف الكردي السوري ، المساهمة في دفع الأمور بالاتجاه الصحيح بعيدا عن التحزب ، والمصلحة الخاصة ، لان توحيد الحركة الكردية السورية حول المشروع القومي والوطني الديموقراطي سيعزز قوى الحركة الديموقراطية السورية ، وسييرسخ العلاقات الأخوية الكردستانية ، وسيكون ضمانة سلام ووئام مع الجوار ، وعاملا من عوامل النهوض ، والقضاء على الإرهاب ، والعنصرية ، ونهاية الحروب الاهلية .

58
المنبر الحر / دفاعا عن الحقيقة
« في: 17:48 23/07/2022  »
دفاعا عن الحقيقة
                                                         
صلاح بدرالدين

  من المريع حقا ان يحاول البعض تزوير التاريخ السوري ، ليس السحيق الذي قد تجتهد الآراء وتختلف بين المؤرخين ، ولكن الاحداث التي وقعت منذ عشرة اعوام وحتى الان ، فمازالت في وعي وذاكرة الجيل الذي عايشها بل تفاعل معها ومازال ، والمقصود هنا الذين يتنكرون أصلا حدوث ثورة سورية مهما اختلفت الآراء حولها ، ويزعمون انهم قادوا ثورة في مناطق معينة ويتفلون بذكراها هكذا ان يرف لهم جفن ، وفي الحقيقة ماحصل في بلادنا هو : ثورة مغدورة ، وأخرى مزعومة ، وثالثة مطلوبة .
       أولا – الثورة المغدورة
  ماهو معلوم لكل السوريين ، واصبح جزء من تاريخ البلاد الذي لايختلف عليه اثنان ، ويعرفه القاصي ، والداني ، ان انتفاضة سلمية عفوية شعبية ، شبابية وقعت في آذار من عام ٢٠١١ ، ومالبثت ان تحولت الى ثورة وطنية دفاعية شاملة بمشاركة جميع المكونات السورية وبينها المكون الكردي ، بعد تلاحم الحراك الثوري مع الضباط والجنود الذين انشقوا عن جيش النظام ، والتحقوا بصفوف الشعب الثائر .
    وماحصل كان امتدادا لنضالات السوريين منذ أجيال ضد الدكتاتورية ، ومن اجل الديموقراطية ، خصوصا منذ تسلط حزب البعث على مقاليد السلطة ، كما كان جزء من الموجة الاحتجاجية ضد الاستبداد في اكثر من بلد عربي واطلق عليها ثورات الربيع التي نشبت في تونس ، واليمن ، ومصر ، وليبيا ، وفي نسخته الثانية بالسودان وبالعراق ، ولبنان ، والجزائر  .
   ولم تكن الثورة السورية بمعزل عن مجمل العوامل والمؤثرات  الإقليمية ، والدولية ، ولان أهدافها المرسومة ، وشعاراتها المرفوعة ، تمحورت بكل وضوح وبمنتهى الشفافية ، حول : ١ – اسقاط نظام الاستبداد ومحاكمة رموز الاجرام ، والفساد ، ٢ – اجراء التغيير الديموقراطي ، وانتخاب برلمان الشعب  ٣ – استعادة الحرية والكرامة ، ٤ – حلول سلمية ديموقراطية لكافة القضايا وفي المقدمة القضية الكردية ، لذلك كان النظام والمحتلون الايرانييون وميليشياته المذهبية ، والمحتل الروسي لاحقا  لها بالمرصاد .
  بعد تسلل الإسلام السياسي ، ثم الوافدون الجدد من أوساط النظام ، ومجموعات من الانتهازيين من مختلف التيارات السياسية ، والسيطرة على مصادر القرار ، وتكالب القوى المحلية ، والإقليمية ، وخذلان المجتمع الدولي ، بدات الثورة بالتراجع ، وكنا حذرنا من الكارثة منذ عام ٢٠١٢ ، ووجهنا نداءات باسم حراك " بزاف " ، ودعونا الى مؤتمر وطني سوري لإنقاذ الثورة .
  لكل العوامل ، والأسباب السالفة الذكر ، اجتمعت ارادات أصحاب المصلحة في وأد الثورة السورية من السوريين ، والنظام العربي ، والإقليمي الرسمي ، وفي هذا السياق يجب التأكيد على مشاركة أصحاب ( الثورة الأخرى ! ) في عملية اجهاض الثورة الوطنية المغدورة وهي كانت مازالت بعامها الثاني .
     ٢ – الثورة المزعومة
  المدهش الى درجة الصدمة مايروج له اعلام – ب ي د – عن احتفاء ( بالذكرى العاشرة لثورة ١٩ تموز الديمقراطية  .. ومعمارها القائد عبد الله اوجلان .. وهي الشعلة الأولى التي انارت الدرب امام الشعب الكردي وشعوب الشرق الأوسط .. مثلها مثل كل الاحداث والثورات التاريخية .. والقت الثورة بشعاعها الى عفرين ثم مناطق الجزيرة لتصبح ثورة روزآفا ..) كما جاء حرفيا في مقاطع من بيان هذا الحزب .
  ماينشر بهذا الصدد يفوق بالتضليل على مبالغات – غوبلز – المستندة على مبدأ ( اكذب ثم اكذب فستجد حتما من يصدقك ) ، في حقيقة الامر على اعلام – ب ي د -  الاحتفال بحركته المضادة لثورة سورية وطنية كانت مندلعة ، وذلك بالاتفاق مع النظام السوري ( اتفاقية آصف شوكت – مراد قرايلان ) ، ثم ان اية ثورة يجب ان تكون لها اهداف معلنة ، وشعارات مرفوعة ، وفي المقدمة الثورة على أنظمة الاستبداد ، ومن اجل التغيير الديموقراطي ، واذا كانت ( ثورة ) ب ي د المزعومة بقيادة ( معمارها ) اوجلان فالكل يعلم انه كان محميا من نظام الأسد طوال مدة وجوده بسوريا ومتعاونا معه الى اقصى الحدود ، وحتى بعد طرده لم يطرح يوما موقف اسقاط النظام والثورة عليه ، ومن الغريب تزامن البيان مع اعلان قائدهم ( مظلوم ) بالطلب من النظام  لان يحتل جيشه من جديد مناطق نفوذ – ب ي د – او – قسد - .
  اما اذا كان القصود مواجهة – داعش – فليس كل من حارب ، ويحارب تنظيم الدولة الإسلامية هو ثوري او يقود ثورة ، هل يمكن القول ان النظام السوري ، او حزب الله ، او الحشد الشعبي الشيعي العراقي ، او الحرس الثوري الايراني الذين واجهوا أيضا – داعش - هم ثوار ومناضلون من اجل الديموقراطية ؟ وماذا عن ( شعاع ثورتهم الملقى على عفرين ؟! ) هل هو شعاع جلب الاحتلال ؟ خاصة وقد سبق ذلك زيارات مكوكية لقيادات – ب ي د – الى تركيا ، اوليس علينا التامل ، والتوقف مليا على الحقيقة المغيبة التالية : قبل توافد مسلحي – ب ي د – كان الكرد السورييون امام خياري بقاء سلطة النظام او سيطرة الثورة السورية ، وبعد التوافد تغيرت المعادلة واصبحنا امام خياري سلطة النظام او الاحتلال التركي ، وهذا يعني عمليا الغاء القضية الكردية السورية من المعادلة الوطنية .
    ٣ – الثورة المطلوبة
  على ضوء انحرافات كيانات المعارضة السورية الرسمية في وقت مبكر ، وخروج فصائلها العسكرية عن خط الثورة في السنوات الأخيرة بعد اجهاضها من جانب جماعات الإسلام السياسي ، وتحول المعارضة السياسية ( الائتلاف ، وهيئة التفاوض ومختلف مؤسساتها ) الى مجرد منفذ وظيفي لاجندات خارجية ، فقد توصلت النخب الوطنية ، والثورية وبينها النخب الكردية وبعد العامين الاولين من عمر الثورة المغدورة الى قناعة بوجوب اجراء مراجعة بالعمق ، والعمل على عقد مؤتمر وطني سوري لانقاذ الثورة وتجديدها ، وهناك وحتى اللحظة محاولات على هذا الطريق من مشاريع ، ومبادرات ، وبرامج .
  مايتم الاعداد له ، وبمختلف الصور والاشكال ، عبارة عن توجهات ترمي الى التوصل على اكتمال أسباب ، وشروط القيام " بثورة " على " الثورة " والخروج بكيان توافقي ديموقراطي يعبر عن مصالح وطموحات كل المكونات السورية ، وتياراتها السياسية الوطنية ، مبني على الاستفادة من دروس الماضي ، والعبرة من كل الانحرافات ، والخطايا التي اقترفت بحق الثورة السورية .
  اما على صعيد الحالة الكردية التي تفوق تازما ، وانهيارا ، وخطورة ، على الحالة السورية العامة ، فقد اختار الوطنييون المستقلون عن الأحزاب ، والاوساط الشبابية من النساء والرجال ، والمثقفون الملتزمون بقضايا الشعب والوطن ، طريق القيام بثورة فكرية ، ثقافية ، عبر اطلاق النقاش والحوار ، من اجل الوصول الى مرحلة الترميم السياسي من خلال آلية ديموقراطية مدنية كفيلة بإعادة بناء الأداة النضالية أي الحركة الكردية السياسية ، وتوحيدها ، واستعادة شرعيتها ، وإقرار مشروعها البرنامجي ، وانتخاب من يمثلها لمواجهة التحديات .
   وحينها وبعد انجاز المطلوب نكون قد طوينا اكثر الصفحات قتامة في تاريخنا القومي ، والوطني .


59
" قمم " تؤسس لنظام دولي جديد
                                                                 
صلاح بدرالدين


    في الأشهر الأخيرة تتالت العشرات من مؤتمرات القمة في مخلف دول العالم وخصوصا في أوروبا ، والشرق الاسط ، فهل ستتوصل الى نتائج مرضية للأطراف ؟ وهل ستحقق أهدافها المعلنة ؟ وهل ستؤسس لقواعد جديدة في العلاقات بين الأمم ، والشعوب ، والدول ، والمحاور المتصارعة ؟ وهل ستنزع فتيل الحرب النووية العالمية الثالثة ؟ .
   كأن هيئة الأمم المتحدة  بجناحيها مجلس الامن ، والجمعية العمومية ، لم تعد صالحة لادارة أزمات العالم ، وإيجاد الحلول ، والتفاهمات بين اطراف الصراع ، وكان آخر خيباتها ( وليس آخرها ) عدم انصياع الطغمة الحاكمة بروسيا لمناشدات أمينها العام بوقف الحرب ضد أوكرانيا ، والانسحاب الفوري لجيشها ، واحترام القانون الدولي ، وسلوك طريق الحوار في فض المنازعات ، حتى انه أهين خلال زيارته لموسكو ، ولاحقته الصواريخ الروسية وهو في العاصمة الاوكرانية كييف ، لذلك فليس امام المجتمع الدولي ومحاوره الرئيسية المتصارعة ، سوى  الاستعاضة عن الهيئة الدولية بنيويورك بعقد لقاءات بينية على مستوى أصحاب القرار .
  لاشك هناك قمم ترمي الى الخير والسلام ، والوقوف بوجه المعتدين على الشعوب ، وهناك أيضا قمم تعقد لشن الحروب ، وتوسيع رقعة الشر،  وهكذا تكر سبحة القمم بين دول حلف الأطلسي – الناتو - ، والاتحاد الأوروبي ، والسبعة الكبار ، والعشرون ، والروسية البيلاروسية ، والروسية الصينية ، والروسية مع عدد من الدول السوفيتية – سابقا – والأمريكية الجنوب شرق الاسيوية ، والتركية الاسرائلية ، والتركية الإماراتية ، والتركية السعودية ، والأمريكية الاسرائلية والفلسطينية ، والأمريكية السعودية ، والأمريكية الخليجية – المصرية – الأردنية – العراقية ، وبعد أيام الروسية – الإيرانية – التركية .
  لاشك ان الحرب الروسية على اوكرانيا وماتترتب عليها من مشاريع ، واهداف قريبة ، وبعيدة ، ونتائج هي الدافع للنفير الدولي العام ، وسيولة عقد القمم ، وبالرغم من تعدد الدوافع ، والمقاصد ، والمواضيع بينها نزع فتيل الحرب النووية  التي تلوح بها القيادة الروسية ومصالح خاصة بهذه الدولة وتلك في أوروبا ، والشرق الأوسط ، ومسائل الطاقة ، والغذاء ، والهجرة ، والمناخ ، الا ان مسألة إعادة تشكل أسس ومعالم النظام العالمي من جديد ، والاصطفافات ، والتحالفات الدولية ، والإقليمية تبقى من الأسباب المباشرة الطاغية حتى لولم تطرح كبند بالمحادثات .
      أمريكا تحاول إعادة رسم ، وتعزيز تحالفاتها الشرق اوسطية
  " أخطأنا عندما انسحبنا من القضايا التي تهم الشرق الأوسط " هذا اعتراف بالخطأ ، ومايشبه الاعتذار من حلفائه بالمنطقة ، من جانب رئيس أقوى دولة بالعالم ، فماهي تلك القضايا التي أشار اليها الرئيس الامريكي- بايدن – في مستهل زيارته ؟ أغلب الظن يأتي التخلي عن الثورة السورية وعدم دعمها ومن ثم الانسحاب ،والتهاون مع النظام ، وبالتالي السيطرة الروسية ، والإيرانية أولى تلك القضايا ، وكذلك الانسحاب من العراق وتقديمه
مجانا لإيران ثانيها ، واهمال لبنان ليكون لقمة سائغة لحزب الله وايران ثالثها ، وغض الطرف عن تدخل ايران باليمن ، ورفع اسم الحوثيين عن قائمة الإرهاب رابعها ، والتخلي عن دعم الحراك الديموقراطي لشعوب المنطقة بعد ثورات الربيع خامسها ، وخذلان الحلفاء التقليديين سادسها ، والانسحاب الفوضوي من افغانستان سابعها ، والشعور العام لدى الكرد والفلسطينيين كشعبين محرومين بالعتاب ، والشكوى من المواقف الامريكية غير الودية ، وغير الصادقة بشأن حقوق الشعبين ثامنها وليس آخرها .
  بحسب تقييمات المحللين المعنيين فان زيارة الرئيس الأمريكي لإسرائيل والسعودية ،  والتي حملت ملفات عسكرية ، وامنية ، وتسليحية ،  حققت الجزء الأكبر من أهدافها من دون الاعلانن عنها ، وما صدرت من بيانات ختامية ، وتصريحات صحافية ، لاتعكس جميع الاتفاقيات التي تمت غالبيتها في الغرف المغلقة من جانب الفرق المختصة ، وحتى قبل وصول الرئيس ومرافقيه ،التي ظهرت زيارتهم في الاعلام على شكل البروتوكولات المتبعة ، ولاشك ان تصريح رئيس الحكومة الإسرائيلية – يائير لابيد - يلفت النظر بهذا المجال الذي قال : ( إن زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن حققت إنجازات لن يُسمح بالحديث عنها إلا بعد سنين"؟ .
  لقد كان البيان الختامي للقمة الامريكية الخليجية  شاملا ، وعاما ، وفضفاضا ، لاسباب عديدة من بينها كماذكرنا الحفاظ على السرية ، والتركيز على العلاقات الثنائية ، وكذلك والاهم ان دول التعاون الخليجي ، والدول الثلاث المشاركة ، ليست ( على قلب رجل واحد ) كما يقال ولكل دولة خصوصياتها ، وظروفها الداخلية المتباينة ، وقد ظهر ذلك في كلمات القادة المشاركين بوضوح  .
اما روسيا وبسبب عزلتها الدولية ،  ومحاولات استباقها للزمن خشية من ان تأخذ العقوبات مداها قريبا ، فانها تسير في منحى ردود الفعل ، والخطوات العدائية السافرة ضد الغرب وكل من يقف ضد غزوها لاوكرانيا  ، وتمضي قدما في بناء العلاقات حتى مع الدول المارقة ، واستمالة الجماعات ، والميليشيات المسلحة وبينها المتهمة بالإرهاب خصوصا بالشرق الأوسط فقط من اجل التخريب ، واثارة التوترات ، والفتن ، وقمة طهران المقبلة ، وبوادر تعاونها العسكري ، والاقتصادي مع نظامه الدكتاتوري الظلامي ، واستخدامه كذراع ضاربة لتخويف أنظمة الخليج ، ومنعها من الاستمرار في تحالفاتها الامريكية تصب في هذا الاتجاه
  مراهنات " كردية " خاسرة
  للامانة التاريخية لم اسمع أو أقرأ لاحد من المسؤولين ، وأصحاب القرار في إقليم كردستان العراق ، حتى  إشارة الى إمكانية انضمام وفد كردستاني الى اجتماعات تلك القمم ، لان المسألة تتعلق ببساطة وحصرا بدول مستقلة معدودة بالمنطقة ، وإقليم كردستان العراق رغم أهميته الاستراتيجية يخضع لنظام فيدرالي الذي يخص المركز بابرام المعاهدات الإقليمية ، والدولية ، والعراق ليس مرشحا أساسا لعضوية أي مشروع عسكري او امني كما صرح بذلك رئيس الحكومة العراقية قبل التوجه الى السعودية ، اما من أثار موضوع مشاركة الإقليم ، وسرد الأوهام فقط بعض الأصدقاء من الكرد السوريين ، وقد يكون بدافع التمني ليس الا .
  في الجانب الاخر فان جنرال سلطة الامر الواقع بالقامشلي يراهن على قمة طهران الثلاثية ، ويعتبر ان طرفين من ثلاثة من عداد ( الأصدقاء ) ، وسيعملان على وقف الاجتياح التركي المفترض لبعض المناطق الواقعة تحت نفوذ سلطته ، حتى هذا التمني لن يكون مضمونا الا بثمن الذي يعرفه الجنرال ، وقد يكون مدفوعا مسبقا كما تدل الوقائع على الأرض .
  في كل الأحوال الظروف الدولية ، والإقليمية ، والمحلية ، في تبدل مستمر ، وحتى أنظمة الاحلاف الداخلية ، تتغير ، ولاشك ان العلاقات الامريكية مع حلفائها التقليديين بالشرق الأوسط لن تكون كما كانت قبل خمسين عاما ، بل ستتخذ مسارات وسبلا تناسب متطلبات المرحلة الراهنة ، والاهم بالامر هو ان جميع من حضروا القمم الأخيرة بحاجة ماسة الى بعضها الاخر ، كل حسب احتياجاته الاقتصادية ، والعسكرية ، والأمنية .
   واذا كانت الاحتياجات الامريكية – الغربية الاستراتيجية واضحة في ظل المواجهة مع روسيا ، والصين ، فبالمقابل هناك احتياجات ضرورية لأنظمة المنطقة التي ارادت خلال المداولات ، والخطابات ، تجاوز آثار ونتائج ثورات الربيع ، وغلق كل المنافذ التي يمكن ان تمر منها رياح ثورية لاحقة ، ولذلك ارادت ان يكون ضمان أمن الأنظمة الحاكمة ضمن جدول اعمال القمم .
  أمريكا باقية بالمنطقة ، وروسيا موجودة ، وبالنسبة لنا ككرد سوريين وامام تبدلات قواعد العلاقات بين دول المنطقة من جهة ، وامريكا وروسيا من جهة أخرى كما اشرنا اليها أعلاه ، فما الجديد الذي يمكننا تقديمه للحاق بالركب ؟ ليس من اجل تقديم الخدمات المجانية بما فيها ارواح شبابنا ، بل في سبيل إعادة الاعتبار للدور الكردي الوطني ، ونيل الاستحقاقات ، انه كما أرى هو ترتيب البيت الداخلي ، وإعادة بناء حركتنا السياسية ، وإيجاد المحاور الذي يمثل شعبنا لمواجهة كل التحديات .





   
                                     

60
إشكاليات التمثيل الحزبي
                                                         
صلاح بدرالدين

  لان قيادات الأحزاب الكردية السورية تشعر بثقل الفراغ الشرعي التمثيلي ، وهاجس الشكوك التي لاتفارقها بشأن الدور السياسي المحدود ،  الراهن ، والمستقبلي ، فان الادعاءات المبالغ فيها المكررة يوميا عن " التمثيل الشرعي الوحيد " للشعب الكردي صارت كاسطوانة مشروخة ، مملة ، لاتجد آذانا صاغية .
   سرعان ماتذوب ادعاءات مناصري الأحزاب با" التمثيل الشرعي للشعب الفلاني " عندما نعلم ان مجرد الإعلان عن حزب  ما ( معارضا او مواليا ) يعني الرضوخ لواقع التعددية الحزبية ، واضافة حزب جديد الى قائمة الاحزاب  القديمة والحديثة ، والكبيرة ، والصغيرة ، والدخول في منافسات ، وصراعات سياسية مع أحزاب أخرى ، والتعبير عن مصالح طبقات ، وفئات اجتماعية حتى من دون الإفصاح عنها ، وحتى لو قبلنا مجازا ان كل الأحزاب منتخبة ، وشرعية تمثل مصالح الشعب ( وهذا مشكوك فيه ) ، فان التمثيل لن يكون متوقفا على طرف بعينه أي لن يكون وحيدا ، بل موزعا بين الجميع .
        الأحزاب في المجتمعات المتقدمة
   ففي المجتمعات المتقدمة ، وحتى في قلة قليلة من بعض بلدان آسيا ، وافريقيا ، وامريكا اللاتينية  ظهرت أحزاب اليسار ، واليمين ، والوسط ، أي أحزاب شيوعية أعلنت انها تمثل مصالح الطبقة العاملة ، أو البروليتاريا ، ومنها التزمت بالدفاع عن مطالب الفلاحين ، والعمال الزراعيين ، وبعضها عبر عن مصالح وتطلعات الطبقة الراسمالية الكبيرة والصغيرة ، ومنها من تبنت معتقدات ، وآيديولوجيات دينية ، وراديكالية ، وشعبوية لكسب فئات معينة من المجتمع ، وفي مختلف هذه الحالات من الممكن وفي مجال الدعاية بالغ البعض بالقول ان الحزب الفلاني يصلح لتمثيل كل مكونات الشعب ويصون مصالحه ، ولكن لم تظهر ادعاءات تمثيل جميع طبقات ، وفئات المجتمع ، اوالشعب من جانب حزب معين .
      الأحزاب في مناطق التحرر الوطني
  في نهاية القرن التاسع عشر ، وبداية العشرين وفي مرحلة انتفاضات ، وثورات التحرر من الاستعمار ، ظهرت عدة تجارب جبهوية – حزبية  واسعة ، مثلت عن حق شعوبها ، تجسدت فيها الاتحاد ، والعمل المشترك ، بين معظم القوى الحية ، والتعبيرات السياسية الحزبية ، والجهوية ، والاطياف القومية ، ومختلف التيارات الفكرية من اليمين ، واليسار ، والمتدينين ، ووجهاء المجتمع الذين توحدت مصالحهم امام مهام طرد المستعمر ، وإعلان الاستقلال ، ومن تلك التجارب الناجحة ، والمثمرة : ( المؤتمر الهندي – الكونغرس - بزعامة غاندي ثم نهرو ) عام ١٨٨٥ كاول حزب قومي داخل الإمبراطورية البريطانية في آسيا ، وافريقيا ، و ( المؤتمر الوطني بجنوب افريقيا بزعامة مانديلا ) عام ١٩١٢ ،  وجزئيا ( الثورة الصينية بقيادة ماوتسي تونغ في تحالفه مع الكومنتانغ  ) عام ١٩٤٩  ، و ( جبهة التحرير الجزائرية ) عام ١٩٥٤ و ( الثورة الكردية بكردستان العراق بزعامة الراحل بارزاني ) عام ١٩٦١ ،   و ( منظمة التحرير الفلسطينية بزعامة الراحل ياسر عرفات ) عام ١٩٦٤  ، وتجارب أخرى في القارات الثلاث .
   في هذه التجارب السالفة نال المؤتمر الهندي الاعتراف العالمي  بكونه الممثل الشرعي لشعوب الهند ، وكذلك المؤتمر الافريقي الذي تحول زعيمه الى ايقونة نضالية في كل بقاع الأرض  ، والثورة الصينية ، وتم الاعتراف من جانب الجامعة العربية ، والأمم المتحدة بمنظمة التحرير " كممثل شرعي وحيد للشعب الفلسطيني " ، وحرمت ثورة بارزاني من اية اعترافات بتمثيلها كرد العراق إقليميا ، ودوليا ، بل حوربت بكل الوسائل العسكرية ، والاقتصادية ،  فقط اضطر النظام العراقي بالتعامل المتقطع معها في مراحل معينة ، وفي كل التجارب السابقة طويت صفحة ( التحرر الوطني ) ، واستقلت الهند ، والصين ، والجزائر ، وجنوب افريقيا ، وقامت السلطة الفلسطينية بصلاحيات محدودة ، وحقق شعب كردستان العراق  الفيدرالية ، كما غابت غالبية تلك الأحزاب او غيرت برامجها ، او وهنت ، اوتحولت الى أحزاب حاكمة ، وانتقلت من الثورة الى السلطة ،  وتغيرت اهتماماتها ، وادوارها ، وغاب عنها القادة التاريخييون العظام   .   
     الحالة الكردية الخاصة
  في هذه المرحلة بل منذ تقسيم كردستان التاريخية وتحديدا مابعد اتفاقية سايكس – بيكو ١٩١٦ ، ثم اتفاقيات ، ومعاهدات تثبيت الحدود المشتركة بين دول تركيا ، وسوريا ، وايران ، والعراق ، انتقلت أحزاب الحركة القومية الكردية الى مرحلة ( القومية -  الوطنية القطرية ) اذا صح التعبير ، ونشأت أحزاب في جميع الأجزاء المنضوية تحت سيادة الدول الأربعة ، وبدأت بعملية التوازن الدقيق بين القومي والوطني ، وغابت الحركات ذات التوجه القومي الكردستاني ، وهناك من يرى انتفاء صفة ( التحرر القومي ) عن جميع هذه الأحزاب الكردية ، لانها حسب رأي هذا البعض انها لاتملك برامج شاملة لتحرير وتوحيد الوطن القومي للكرد ، كما ان الطرف الاهم بينها ( كردستان العراق ) انتقل الى مرحلة السلطة والحكم ، ولايتضمن برنامج ( الحزب الديموقراطي الكردستاني - العراق ) اية مواد من اجل قضية كردستان الكبرى ، والتزامه العملي بمواد الدستور العراقي ، اما – ب ك ك – وفرعه السوري ، وسلطته ( الامر واقعية )  تحديدا فهم لايعتبرون انفسهم ضمن اطار الحركة القومية الكردية ، وتخلووا عن مبدأ حق تقرير المصير ، لذا لاحاجة أساسا الى الإشارة لتجربتهم والافاضة فيها ، ومن دون شك فان مسالة صفة التحرر القومي للأحزاب الكردية الراهنة من عدمها تحتاج الى نقاشات علمية ، وموضوعية  بالعمق .
  كما انه على صعيد الحالة الكردية العامة والسورية بالاخص وفي هذه المرحلة  هناك تعددية مفرطة من الاحزاب ، والتنظيمات ، والتيارات السياسية المختلفة ، الى جانب غياب مؤسسات جبهوية واسعة تجمعها حول استراتيجية موحدة ، وبرنامج مشترك ، وخطاب واحد ، حتى تنال الاعترافات الرسمية الوطنية ، والإقليمية ، والعالمية ، وحتى تشكل محاورا باسم الكرد ، ومعبرا عن طموحاتهم ، وممثلا شرعيا وحيدا منبثقا عن اجماع قومي وطني عبر عملية ديموقراطية مثل المؤتمر الجامع ، كما حصل مثلا في التجارب الهندية ، والصينية ، والافريقية ، والفلسطينية .
    وبالنتيجة نحن الكرد السورييون ( مثل سائر الكرد بالاجزاء الأخرى ) وفي بداية القرن الجديد ، بامس الحاجة الى إعادة تعريف هويتنا النضالية ، ومضمون ، وجوهر حركتنا ، وماذا تمثل هذه الحركة ، وسمة المرحلة التي نجتازها ، ومازلنا نفتقر الى حركة ، او حزب ، او جبهة كممثل شرعي وحيد ، وقدرنا ان نسعى الىى تحقيق ذلك عاجلا او آجلا ،  لانه الطريق الوحيد لانهاء الازمة ، والتقدم الىى امام ، ومعرفة الذات .
  لذلك اتوجه الى أعضاء ، ومناصري الأحزاب الراهنة في ساحتنا وأقول لهم : بدلا من اطلاق " اهازيج " الممثل الشرعي الوحيد ، تواضعوا قليلا ، واعملوا من اجل توفير شروط الوصول الى كيان سياسي ديموقراطي ، منظم ، ومنتخب ، ومخول ، ومسلح بمشروع البرنامج السياسي المعبر قولا وعملا عن إرادة الكرد السوريين .
   

61
المنبر الحر / حوارات وطنية
« في: 00:07 14/07/2022  »
حوارات وطنية
                                                         
صلاح بدرالدين                                                                                               

  في مقالتها المنشورة بوسائل الاعلام ( ١١ – ٧ – ٢٠٢٢ ) تحت عنوان : " كرد سورية وايران ضحايا المناطق الآمنة " تكرر شريكتنا بالوطن الكاتبة القديرة السيدة – سميرة المسالمة – نفس الخطأ السابق الذي يقترفه البعض من الأصدقاء السوريين المعارضين للنظام ، لدى التطرق الى الموضوع الكردي السوري ، وهو على أي حال في عداد السهو المنهجي – اللاتاريخي -  الذي تترتب عليه انزلاقات جانبية قد تؤدي الى نوع من مساهمة تعتيمية ، في تشخيص حقيقة الحالة السياسية الكردية الواقعية  وليس ( الافتراضية بالتمني ) وهو امر مؤسف ، وصادم ، لنا نحن الذين لم نغفل يوما مايجري في بلادنا بكل تفاصيله الصغيرة ، في حين نجد بعض كبار الكتاب ، والمثقفين السوريين من شركاء المصير المفترضين يجهلون ، او يتجاهلون حقائق ساحتنا الخاصة ضمن العام الوطني .
  لست بصدد مناقشة رؤى ، وتحليل الكاتبة للأوضاع السياسية الراهنة في سوريا ، ودور القوى الإقليمية ، والدولية فيها ، واشاراتها حول مشاريع قيد التنفيذ في شمال وجنوب البلاد ، فقد اتفق مع ماذهبت اليها او اختلف وهذا ليس هدف تعقيبي هذا ، ومايلفت النظر حقا ان مضمون المقالة لايتوافق مع عنوانها – المثير ! - بشكل عام فثلاثة ارباعها تتعلق بمسائل أخرى ، وليست ذات صلة بالكرد ، ومايهمني هنا هو الخطأ الكبير في تعريف الكرد السوريين من خلال ( الأحزاب ) وليس العكس ، والأحزاب ( الكردية ) الراهنة التي تجاوزت الثمانين تناسلت ضمن معادلة صراعات أحزاب طرفي الاستقطاب بعد اندلاع الثورة السورية ، ولم تتجاوز اعمار غالبيتها العقد من الزمن ، والاغرب بالموضوع هو اقتران الكرد بحزب لايعترف بانه حزب كردي ، ويتبرأ من مبدأ حق تقرير المصير الذي تقتصر نضالات جميع الشعوب ، وحركاتها القومية الديموقراطية وممن بينها الحركة الكردية بالتمسك به ، واتخاذه سبيلا لحل القضايا القومية ضمن الوطن الواحد الموحد ، وعلى قاعدة العيش المشترك .
  أمانة للواقع المعاش ، ولحقائق التاريخ ، واحتراما للشعب الكردي السوري ، وحركته القومية – الوطنية  السياسية ، لايجوز اختزال الكرد بحزب معين او أحزاب ، ولايجوز اعتبار القائد الحزبي الفلاني ، او العسكري جنرالا كان  او ماريشالا ، رمزا للشعب الكردي ، ومعبرا عن طموحاته ، وممثلا شرعيا لحركته الا في حالة انتخابه بشكل ديموقراطي حر، وتخويله من الغالبية الشعبية ، عن ( جنرال الامر الواقع ) السيد مظلوم عبدي اتحدث   .
   يمكن اعتباره  قائدا عسكريا لفصائل مسلحة  مثل سائر القادة العسكريين للفصائل المسلحة والميليشيات في سوريا الراهنة خلال الثورة الوطنية المغدورة ومابعد اجهاضها  وبغض النظر عن انتمائاتهم السياسية  وآيديولوجياتهم ، ومواقعهم مثل : المقدم حسين الهرموش ، والعقيد رياض الاسعد ، زهران علوش ، أبو محمد الجولاني ، أبو ليلى ، أبو عمشة ، اللواء سليم ادريس ،  والقائمة تطول .
    انهم ( جماعات ب ك ك ) يقايضون قضية كرد سوريا بماهي قضية وطنية ، ديموقراطية ، وانسانية ، بامور جزبية ، ومسائل النفوذ ، والسيطرة ، والعقائد الأيديولوجية  ، مثلا التراجع عن اعتبار قضية كورد سوريا كقضية قومية تهم مصائر الملايين من المنتمين لقومية من السكان الأصليين ، تعرضوا للتجاهل ، والتهميش والانكار منذ قيام الدولة السورية ، ، في  اطارمبدا  حق تقرير المصير الى مفاهيم مبتذلة ،  وتعبيرات غامضة مثل الامة الديموقراطية ، واطلاق تسمية ( شمال شرق سوريا ) المجتزأة كتعريف جغرافي  على المناطق الكردية او المختلطة قوميا ؟
  قادة ب ي د ، وكل المسميات الأخرى التي نسمعها في الساحة الكردية السورية ، ( ي ب ك – تف دم -  الإدارة الذاتية – قسد – مسد .... ) ترعرعوا في كهوف قنديل وتربوا بكنف الأيديولوجيا الخاصة بهذا الحزب الذي ارتبط بقضية كرد تركيا ، وفي نطاق الجغرافيا التركية ، ولكن من دون تحقيق أي هدف هناك ، حيث ان تحركاتهم ، وامتدادهم ، رهن قرار الدوائر الأمنية – العسكرية في الانظمة بالدول المقسمة للكرد ، وذلك على ضوء الاستراتيجية الأساسية لها ، واجندتها .
  انطلقت هذه المجموعة من اطار العمل مع ايران الخميني ، وتدخلت بالتنسيق مع الحرس الثوري وقاسم سليماني في شؤون كردستان العراق ( والحشد الشيعي في سنجار ومنطقة كركوك وغيرها ، ومن احدى وظائفها تصفية انجازات شعب كردستان العراق بالفيدرالية ، التي تحققت بفضل دماء الشهداء ، وكفاح مستمر منذ عقود ، والتي تعتبر محصلة  الحوارالكردي العربي السلمي بالعراق الحديث ، والتوافق الحر بعد اسقاط الدكتاتورية ، وماحصل امر تاريخي هام يعد مفخرة للشعبين ،  ويشكل نموذجا لحل القضية الكردية في الجوار .
 رصيد  هذه الجماعة الوحيد محصور  بالعلاقة الإشكالية مع النظام السوري ، والتحالف الجديد بالمرحلة الثانية  بني على اتفاقية اصف شوكت – مراد قرايلان  بمركز قنديل ( ٢٠١١ – ٢٠١٢ ) بوساطة كل من الرئيس الأسبق للعراق جلال  الطالباني ، وقائد فيلق القدس المقبور قاسم سليماني لمواجهة الثورة السورية ، وتقزيم قضية كرد سوريا الى موضوع مواجهة مع تركيا للتخفيف على النظام السوري وحتى تبرئته ،  الذي يعتبر العدو الأول والأخير للحركة الكردية ، وليس حلها عبر التحالف النضالي مع المعارضة الديموقراطية السورية .
  قبل الادعاء بلبس لبوس الثورة السورية واالزعم اللفظي المبتذل  بإقامة جبهة وطنية سورية كما حصل في عدة اجتماعات بالسويد وبحضور بعض مدعي المعارضة السورية ، والوافدين من مؤسسات النظام ، على هذه الجماعة اجراء مراجعة ، وممارسة النقد الذاتي ، والاعتذار للكرد وللسوريين ، وفك الارباط بالاطراف الخارجية تنظيميا وفكريا وسياسيا ، ثم قبول العمل الجماعي الوطني الكردي السوري ، واعتبار النظام الحاكم استبداديا مجرما يجب العمل على اسقاطه ، والرضوخ لنداء عقد المؤمر الكردي السوري الجامع ، لتوحيد الحركة ، وإعادة بنائها ، واستعادة شرعيتها ، وانتخاب هيئاتها ، وصياغة المشروع الكردي للسلام .
   القضية الكردية السورية بدات قبل اكثر من قرن ، وتفاعلت واستمرت و،امتزجت بالقضية الوطنية السورية قبل ظهور ب ك ك بعقود ، والذي يسعى الى قلب مفاهيم الحركة ، ونسف تقاليدها الديموقراطية ، والسطو على تاريخها ، ورفض الاخر المخالف ، وتخوينه ، وازالته بوسائل العنف .
  فهل تقبلون بذلك أيها الشركاء ؟


62
" الناتو " - " ب ك ك " - كرد سوريا
                                                                       
صلاح بدرالدين

           صدر بيان مشترك ثلاثي بين كل من ( تركيا والسويد وفنلندا ) وبرعاية مباشرة من حلف شمال الأطلسي – الناتو – بتاريخ ٢٩ – من الشهر المنصرم ، كاستجابة للشروط التركية للموافقة على انضمام البلدين الاسكندينافيين الى الحلف ، وجاء فيه توسيم ( ب ك ك و ب ي د و ي ب ك ) منظمات إرهابية لايجوز العلاقة معها ، او دعمها ، وستخسر هذه المنظمات كل ماحققته في السنوات الماضية من امتيازات ، وعلاقات ، وصداقات ليس مع الدولتين فحسب بل مع جميع دول الناتو ، ومن المتوقع وحسب التسريبات ان تعيد الولايات المتحدة النظر بالموضوع بقادم الأيام ، او الأشهر ،او الأعوام  وسارعت تلك المنظمات الى اتهام دول الناتو بمعاداة الكرد ، في حين ان الموقف موجه فقط الى منظمات سياسية وليس الى الكرد السوريين وقضيتهم .
       هل هي متلازمة ستوكهولم ؟
في تعريف "متلازمة ستوكهولم " بالمعاجم ، والأبحاث العلمية ، فان سماتها العامة ، واعراضها كمرض نفسي هي : ( المشاعر الإيجابية تجاه المعتدي ، والسلبية تجاه العائلة ومن يريد انقاذهم ، ودعم وتاييد فكر وسلوك المعتدي ، وعدم القدرة على المشاركة في تحرير الضحية ، وتعاطف مع من يسيئ ، والشفاء هو بان يتخذ المصاب قراره المستقل  بنفسه .. ) .
هذا التعريف ينطبق بشكل عام على الكثيرين من المتننفذين في  قيادات أحزابنا الكردية السورية الراهنة  وبالأخص وبشكل كامل على قيادات – ب ك ك – السورية ،  ويفسر من دون الدخول في التفاصيل ماحصل في مدريد مكان انعقاد قمة الناتو عشية ( ٢٩ – ٦ ) ، والبيان المشترك بين الوفد التركي ووفدي السويد ، وفنلندا ، وكما هو معلوم المسألة تتعلق بالسويد بالدرجة الأولى التي استضافت ثلاثة لقاءات بمدينة ستوكهولم بالاونة الأخيرة بتغطية من مؤسسة – اولف بالمة – دعا اليها جماعات – ب ك ك – باسم – قسد  ولان قياداتها مصابة " بمتلازمة ستوكهولم "  زعمت انها هي من اشعلت الثورة السورية ؟! ، وستقود ( جبهة وطنية سورية لإنقاذ وقيادة البلاد ..) وهي تمارس الازدواجية حيال كل قضية ، او طرف إقليمي ودولي مستغلة ورقتها الوحيدة وهي قواتها المسلحة  ، ودماء الشابات والشباب المراقة ، تتواطؤ سرا وعلنا  مع نظام الأسد الذي يعتبر العدو الرئيسي للكرد ولجميع السوريين ، وتواصل تقديم الخدمات له ، وفي الوقت ذاته تقف ضد وحدة الحركة الكردية السورية ، وبسبب سلوكها هذا تبقى غير مقبولة ، بل محل نفور لدى غالبية الكرد السوريين ، ويبدو ان اجتماعات ستوكهولم هي من ( قصمت ظهر البعير ) كما يقال  .
    الأحزاب من الفشل الى الحاق الضرر
لم يجري احد استفتاء شعبيا لمعرفة نسبة رضا الشعب الكردي السوري  عموما عن الأحزاب وادائها ، حيث ان ذلك غير متاح ،  ولكن بات من حكم المؤكد بحسب القراءات  ،والتقديرات ، والمعطيات ، والقرائن أن  الغالبية الساحقة من النخب القومية من كافة الطبقات ، والفئات الاجتماعية خصوصا الشبابية من النساء والرجال ،  وبينها وطنييون مستقلون ، وحتى انصار التنظيمات الحزبية من القاعدة ، فقدوا الامال ، واسقطوا الرهان ليس على جدوى التعبيرات الحزبية لطرفي الاستقطاب فحسب ، بل باتوا في وضع  يقيسون من منها اكثر ضررا للكرد ، وقضاياهم ، ومستقبل اجيالهم .
    استحضار الاحتلال
منذ نحو عشرة أعوام توجسوا شرا من محاولات جماعات – ب ك ك – في استحضار الجيش التركي نحو مناطقهم عبر الاستفزازات ، ورفع صور اوجلان ، وتحويل قضية كرد سوريا الى مجرد صراع اعلامي مزايد مع تركيا لترضية نظام الأسد وطهران بالدرجة الأولى ، ولدواعي الاستهلاك المحلي أيضا ،  وليس من اجل حل القضية الكردية السورية ، وتعزيز قوى الحركة الكردية السورية ، وتوحيد خطابها ، ومطالبها ، وتوسيع  تحالفاتها ، وتشخيص الأعداء ، والخصوم ، والأصدقاء ، وترسيخ علاقاتها القومية على قاعدة التعاون ، والتنسيق ، وعدم التدخل بشؤون البعض الاخر ، وإعادة الاعتبار لاستقلالية القرار الكردي المستقل ،  ووضع حد لتجاوزات مركز – قنديل – واستهتاره بدماء الكرد ، ومصائر اجياله ، نعم ليس من اجل ذلك كله   .
وهكذا وبسبب مزايداتها اللفظية جلبت الاحتلال لاكثر من نصف مناطق كرد سوريا ، وابتعدت قادتها وجنرالاتها اكثر من ثلاثين كيلومترا عن الحدود المشتركة ، واحتمت في القواعد العسكرية الامريكية ، وبسبب مزايداتها ( الوطنجية ) الطنانة التي لاتخلو من الاحتيال السياسي وهذه المرة متخذة من ستوكهولم قاعدة لبثها فقد قدمت خدمة كبرى لمن تعتبرهم زورا أعداء لها ، ولم يناط اللثام بعد عن كافة خيوط اللعبة ، من اين بدأت ، وأين ستنتهي  .
      احتيال سياسي
   كمالاحظ الكرد السورييون بغالبيتهم وخصوصا الذين شاركوا بالانتفاضة السلمية ووقفوا الى جانب  الثورة السورية  باستغراب محاولات يائسة ، ودعوات ملفقة من كوادر تلك الجماعات لخداع المجتمع الدولي على انهم ليسوا جزء من – ب ك ك – وهم اشعلوا الثورة ؟! وانهم يسعون الى تزعم جبهة وطنية سورية لقيادة البلاد !! فلم تنطلي الحيلة مطولا على الأوروبيين ، والامريكان لانهم على اطلاع بكل خبايا علاقاتهم مع النظامين السوري والإيراني ، واعتقدوا انهم نجحوا في خداع دولة السويد المعروفة بديموقراطيتها ، وسعة صدرها امام اللاجئين ، واحترامها لحقوق الانسان ، خاصة عندما احضروا معهم عناصر سورية انتهازية تدعي المعارضة ( بينهم احد البعثيين من مستشاري بشار الأسد حتى الامس القريب )  للتلاقي بستوكهولم تحت مظلة مؤسسة ( اولف بالمة ) ، وسرعان ماانكشفت اوراقهم ، وظهروا على حقيقتهم امام جميع الدول الأوروبية وامريكا ، وأعضاء الناتو : فرع سوري ل – ب ك ك – علاقات متقدمة مع نظامي الأسد وايران ، خطوط ممتدة مع روسيا ،  دكتاتورية ، وفساد ، ونهب في سلطتهم الامر واقعية على البقية الباقية من المناطق ، معاداتهم لاي مشروع يهدف الى إعادة بناء الحركة الكردية السورية ، مشاركتهم في زعزعة الاستقرار بإقليم كردستان العراق .
  وإزاء كل ذلك ومن الطبيعي جدا ان تحقق تركيا ماارادت من حلفائها في الناتو .
     حلقة من مسلسل المأزق الحزبي
 ولان الضربة موجهة أساسا الى تلك الجماعات الخائبة  ، ولان المفضوح امره الى حدود الإدانة لايمثل الشعب الكردي السوري ، ولايعبر عن إرادة الكرد ، ولايحمل مبادئ الحركة الكردية السورية ، فقد تكون نتيجة افتضاح امرها لمصلحة شعبنا ، وقضيتنا عالميا واوروبيا  ، اذا تم توضيح الامر اكثر للراي العام ، وتنويره بالخصوصية الكردية السورية التي تعبر عن نفسها بفشل الأحزاب وتشكل اصطفاف سياسي جديد تتصدره الغالبية الشعبية الوطنية المستقلة ، وماحصل ليس موجها ضد مصلحة الكرد السوريين ،  ولاتشكل مأزقا الا لاحزاب معنية أيضا اذا ما تم تجيير الحدث لمصلحة المحاولات الجارية لاعادة بناء حركتنا ، وتوحيدها ، واستعادة شرعيتها من خلال التعاون ، والتشارك في توفير شروط عقد المؤتمر الكردي السوري الجامع .

63
مقولة «الامة الديمقراطية» لمواجهة مبدأ تقرير المصير..

صلاح بدرالدين   
     


طوال مراحل تاريخ الحركة التحررية الكردية، ظهرت تيارات فكرية انتهازية، غير مستقرة، وغير مستقلة، مالبثت ان انحرفت عن الخطوط العامة، والتحقت بالقوى الشوفينية بالانظمة الاستبدادية الحاكمة المقسمة للشعب الكردي، وبينها من انتهجت سبل التضليل لتخفي انحرافاتها، وقامت بطرح مقولات مبهمة لاتاريخية بشان القضية القومية من صنع خيالاتها الواسعة.
ومن جملة البدع المضللة بالساحة الكردية عبارة " الامة الديمقراطية " حديثة التداول وتكاد تنحصر في كتابات زعيم – ب ك ك – واعلامه الحزبي، والملاحظ تم الترويج لها اكثر في مراحل مابعد اعتقال – اوجلان – وابداء الاستعداد للتنازل، والتفاهم مع السلطات التركية، والتعاون على ترسيخ السلام بحسب التصريحات المنشورة حينذاك، واعتمدت بعد تخلي حزبه عن فكرة تحرير وتوحيد كردستان، حيث تم تغيير برنامج الحزب وحذف كل المقاطع، والتعابير التي تشير الى إقامة كردستان مستقلة، وبعد تعزيز علاقاته مع الأنظمة في الدول المقسمة للكرد، التي ترفض بشكل قاطع تلك الفكرة .

ومن الملاحظ وبعد التخلي عن البرنامج القديم الذي قام عليه – ب ك ك – وترجمته السياسة او النهج الجديد بالاقدام على نسج علاقات متقدمة، وتعاون اوثق مع أنظمة المنطقة في طهران الخمينية وبغداد صدام ومابعد صدام عبر الشيعية السياسية وميليشيات الحشد الشعبي، ونظام الأسد الصغير كمرحلة جديدة متطورة من العلاقات منذ اندلاع الثورة السورية .
هذه الأنظمة التي تضطهد الكرد وتعادي حركتهم القومية والحركة الديموقراطية عموما، لم تجد بالنسخة المستحدثة من – ب ك ك – " وامته الديممقراطية " أي خطر مستقبلي على مصالحها، بل عملت على استغلاله في احداث الفتن بين الكرد، واستخدامه ضد منجزات شعب كردستان العراق، ومن اجل تفكيك الحركة الكردية السورية، وتصفية قضية كرد سوريا، وتحويلها الى مسالة صراع مع تركيا، بل اكثر من ذلك فان قادة هذا الحزب بقنديل، وفروعه بسوريا، والعراق يعلنون على رؤوس الاشهاد عن براءتهم من النضال القومي التحرري الكردي، وتمسكهم بلفظية " الامة الديموقراطية " وتعريفها حسب الامزجة، وبدون مقاييس علمية، نظرية .
والمقولة هذه ليست نظرية سياسية متكاملة، معتمدة لدى شعوب العالم، ولم ترد ذكرها في وثائق الأمم المتحدة، وليست فلسفة فكرية كما يزعم البعض، ولم ترد في وثائق حركات التحرر لشعوب المنطقة، والشرق عموما، ومختلف قارات العالم من آسيا الى افريقيا، الى أمريكا اللاتينية، والملفت انه قد تزامن اعتماد – ب ك ك – مقولة " الامة الديمقراطية " سيطرة عناصر يسارية قومية تركية متطرفة على مركز قيادة قنديل وتوجيه سياسته التدميرية بالمنطقة، وهي تقف ضد طموحات كرد تركيا بالخلاص والحرية والتعايش السلمي المشترك خصوصا ، وضد جميع اهداف الحركات الكردية بالمنطقة وذلك بذريعة ان البديل هو " الامة الديموقراطية " وقد لوحظ تخلي العديد من الديموقراطيين الاتراك عن تاييد – ب ك ك – لهذا السبب، وبينهم المفكر والكاتب التركي  المعروف إسماعيل بشكجي .
ولنفس السبب وأسباب أخرى تعرض – ب ك ك – الى جملة من الانقسامات، والتصفيات الجسدية عن طريق فرق الاغتيالات التي لاحقت العناصر المنشقة حتى في أوروبا، كما ان ابرز واهم انقسام فكري – سياسي بهذا الصدد كان مغادرة بضعة آلاف من الكوادر المتقدمة، والمقاتلين  قنديل قبل عدة سنوات، بزعامة القيادي البارز المعروف – بوتان – الذي يقود الان جناحا سياسيا – عسكريا، بنهج جديد، ومواقف مستجدة متطورة .

" الامة الديمقراطية " ضد مبدأ تقرير المصير
في حقيقة الامر من الأنسب توصيف هذه المقولة ( بهدية ترضية ) من قادة – ب ك ك – الى أنظمة المنطقة، وفي الوقت ذاته جواز مرور لهم، ومصدر رزق، وعربون صدق النوايا لها، وفي الوقت ذاته سوء النية والطالع للكرد وقضيتهم بالمنطقة، ففي بداية علاقاتهم بالمرحلة الثانية ( بعد ٢٠١١ ) مع نظام بشار الأسد، وخلال تعاونهم ومفاوضاتهم وكما نعلم لم تشكل مقولة او شعار " الامة الديمقراطية " سببا في الخلاف بل لم يتم ذكر الموضوع، ولم يشكل ماخذا من جانب ممثلي النظام من الأجهزة الأمنية والسبب هو ان هذا الطرح جاء بالضد من مبدأ تقرير المصير ومايحمل من حقوق قومية معروفة لاتلاقي الآذان الصاغية من نظم وحكومات سوريا منذ الاستقلال وحتى الان، وحسب ظني هذا الموضوع أحد الأسباب المشجعة لتوجه بعض ( المعارضين !) السوريين القوميين والبعثيين من بقايا النظام وبعض الفاشلين  لمد يد التعاون معهم كما ظهرت صورهم بلقاءات – ستوكهولم – والتي شكلت حافزا لاعادة النظر من جانب حكومة السويد، وإصدار البيان المشترك الثلاثي " ٢٩ – ٦ " ( تركيا – السويد – فنلندا ) وتحت رعاية الأمين العام للحلف الأطلسي – الناتو – بإدانة ( ب ك ك – ب ي د – ي ب د ) ووسمها جميعا بالإرهاب .

مبدأ تقرير المصير كمنطلق ثابت للحركة الكردية
نشأت الحركة القومية التحررية الكردية منذ القرن الماضي وكسائر حركات الشعوب التحررية على قاعدة النضال من اجل الخلاص، وتحقيق الديموقراطية، وحل القضية الكردية عبر الحوار السلمي في اطار مبدأ حق تقرير المصير، الذي ارتضه البشرية، وقبل به المجتمع الدولي منذ قيام – عصبة الأمم ثم هيئة الامم المتحدة، التي جسدته في وثائقها المعتمدة، وصادقت عليها أعضاء المنظمة الدولية التي تربو على المائة والتسعين، وفي ظل هذا المبدأ وبفضله تحررت آلاف الشعوب، واستقلت عشرات الدول، واذا كان هناك خلافات حول العديد من القضايا بين دول العالم الراسمالية، والغنية، والفقيرة، فان هذا المبدأ ليس محل خلاف بين الجميع ( بغض النظر عن التقصير في التطبيق العملي، واختلاف الآليات )، وأول ماظهرت ملامحه في عمل الفلاسفة الغربيين، والثورة الفرنسية، مالبث ان  تبناه الاشتراكييون بعد ثورة أكتوبر العظمى ١٩١٧، وكذلك الراسمالييون خلال مبدأ الرئيس الأمريكي – وودر ويلسون – عام ١٩١٩، ثم تم اعتماده في وثائق المنظمات الدولية، وشرعة حقوق الانسان، ودساتير الدول، وبرامج منظمات المجتمع المدني بما في ذلك الأحزاب القومية الديموقراطية وفي المقدمة المنظمات السياسية الكردية  .
حزب الاتحاد الشعبي الكردي في سوريا والذي تشرفت بقيادته عقودا من الزمن ( ١٩٦٥ – ٢٠٠٣ ) اول حزب كردي سوري تبنى مبدأ حق تقرير المصير واحدى خياراته المتعددة في استفتاء الكرد بحرية، كمنطلق لحل القضية الكردية في اطار سوريا ديموقراطية تشاركية، وكان ذلك سببا في محاربة هذا الحزب من خلال ارسال القصر الجمهوري الضابط الأمني – محمد منصورة – للتعامل معه، وشقه عبر نفر من ضعاف النفوس، وملاحقة قياداته، وكوادره، ونشطائه، ان حل قضية أي شعب وقومية يمر عبر هذا المبدأ السامي، وهاهم اشقاؤنا في كردستان العراق وجدوا الحل الفيدرالي كخيار من تقرير المصير، ومن الممكن تبديل الخيارات حسب الظروف الموضوعية، والارادة الشعبية  .




64
نعم نحن شركاء المصير
                                                             
صلاح بدرالدين

   الغالبية الساحقة من دول العالم ليست مقتصرة على قوم واحد ، ولون واحد ، وثقافة واحدة ، بل تضم قوميات وشعوبا قدر لها برضاها او خلافه ان تعيش معا في اطر وطنية ، وماعليها الا التعايش السلمي ، وقبول الاخر في ظل دساتير ، وقوانين ، تضمن حقوق الجميع ، وتحدد واجباتهم أيضا ، والكرد وفي ظل تقسيم وطنهم التاريخي من الشعوب التي تتوزع على عدة دول ، وتعيش مع ثقافات ، وحضارات مختلفة .
   ليس هناك من الاحياء في كل سوريا من العرب ، والكرد ، والمكونات الأخرى القومية ، والدينية ، والمذهبية ، من هو مسؤول عن رسم حدود الدولة السورية الراهنة ، او حارب من اجل فصل سوريا عن الإمبراطورية العثمانية ، أو وقع على اتفاقية سايكس – بيكو ، او وافق على ضم لواء الاسكندرون لتركيا ، او شارك في تقسيم كردستان التاريخية ،وتوزيعها على دول اربع بينها الدولة السورية  ، او شارك في صياغة اول دستور يستبعد ذكر ، وحقوق جميع المكونات الأخرى ماعدا المكون العربي الرئيسي أو أو .
  وليس هناك من الاحياء الكرد من جيلنا ، ومن الجيل الذي من بعدنا ، اندمج طوعا في المجتمع الجديد مابعد الانسلاخ عن الجسم الكردستاني الاوسع ، فقد ولدنا ككرد سوريين على خطى الإباء ، وجيل الرواد الأوائل ، الذين ارتضوا بالواقع الجديد الذي فرض على الجميع ، ثم انبثقت الحركة السياسية الكردية مابعد – خويبون – كتعبير عن خصوصية الكرد السوريين ، وتجسيد الهوية الجديدة ، وتعريفها ، ومحاولة نيل استحقاقاتها ، منطلقة من مبدأ العيش المشترك مع العرب السوريين ، والمكونات الأخرى ، تحت سقف الموطن الجديد .
  ماسبق ذكره ، والتاكيد عليه بمثابة توضيح لاصحاب توجهات خاطئة ، يخلطون بين تيارات شوفينية بالقومية السائدة ، وبين العرب السوريين كشعب ، ويحاولون مساءلة الحركة الكردية في بدايات ظهورها ، وتجريمها لانها نادت في أدبياتها السياسية بالاخوة ، والصداقة والعيش المشترك بسلام بين الكرد والعرب ، ويزعمون ان المواقف تلك لم تجلب سوى الالام ، والظلم ، والمعاناة للكرد ، ولكن ماذا لو رفض الكرد السورييون حينذاك قرارات الإرادة الدولية ، والحلفاء المنتصرين ، وحملوا العصي والسكاكين لمحاربة أقوى جيوش العالم ، فماذا كان سيحل بهم ؟ اغلب الظن لم نكن لنجد اليوم وجودا قوميا كرديا ، ومثل هذه النتائج الكارثية حصلت لقوميات عديدة في منطقتنا ، وفي العالم .
  يتناسى هؤلاء حقائق ، ووقائع التاريخ ، الذي أسسه ووضع نتائجه الأقوياء ، فقد وجد الكرد في الأجزاء الأربعة انفسهم بقدرة الإرادة الدولية التي لم يعلى عليها شيئا ضمن اطر دول قومية ( تركية – فارسية – عربية ) وهم كانوا الضلع الأضعف لاسباب ذاتية وموضوعية معروفة  ، باشد الحاجة لقبولهم مواطنين مع الاحتفاظ بخصوصيتهم القومية ان امكن ، ومن الطبيعي جدا ان يبدي الكرد في كل مكان عن حسن نواياهم ، بعد الإخفاقات التي منيت بها انتفاضاتهم ، وثوراتهم ،  ورغبتهم بالعيش بسلام ، وامان ، متآخين ، ولذلك ناضلت حركاتهم السياسية بغالبيتها من نفس تلك المنطلقات ، وبالوسائل السياسية السلمية ، وبعضها بالمقاومة المسلحة والدفاع عن النفس ، حتى يثبت وجوده التاريخي عبر الحوار ، والاقناع ، ومن ثم يطالب بالحقوق ، في مجرى النضال الوطني الديموقراطي العام .
  لقد حيكت العشرات من المؤامرات ، ووضعت مثلها من المخططات ، من جانب الأوساط الشوفينية الحاكمة ، وأجهزتها القمعية العنصرية من اجل توريط الحركة الكردية ، ومناضليها في قضايا يمكن ان تصبح ذريعة لاستخدام العنف الى درجات الإبادة ، وقد علمنا في الستينات انه في احدى اجتماعات القيادة البعثية بدمشق اقترح احد العسكريين المغامرين خيار إبادة الكرد في منطقة الجزيرة ، ونفذ البعث السوري بعضا من توجهاته العنصرية عندما هبوا لنجدة رفاقهم – بعث العراق – وارسلوا جيشهمم لمحاربة الثورة في كردستان العراق ، كما ان جميع الاحكام الصادرة بحق المناضلين الكرد في المحاكم العسكرية ، ومحكمة امن الدولة العليا ، كانت تتتضمن اتهامات " باقتطاع جزء من سوريا " ، " تشكيل خطر على الامن القومي " ، وهي كلها تدور في خانة العداء المبيت للانقضاض .
  من الممكن والجائز ان يخطئ رواد الحركة السياسية الكردية الأوائل في العديد من المسائل ، ولكنهم اصابوا في مسألة التقارب مع العرب السوريين ، والتحاور من منطلق المصير المشترك في الوطن الواحد ، ولم يقبلوا يوما ان يندمج شعبهم على حساب تاريخهم ، وثقافتهم ، وخصوصيتهم القومية ، والى جانب ذلك تمسك القسم الأكبر بخيار حل القضية الكردية في اطار حق تقرير المصير ضممن سوريا ديموقراطية موحدة ( الاتحاد الشعبي الكردي ) مثالا .
  من حسن الحظ لايشكل هؤلاء الناقمون ، العدمييون ، الانعزالييون ، قطاعا ، او تيارا سياسيا حتى ، بل مجرد أفراد خارج الوطن ، تنقصهم الحجة ، والفكر التنويري السليم ، وبالرغم من ذلك من الواجب تفنيد مزاعمهم ، فاذا كان هؤلاء واثقون من اطروحاتهم المشككة بحقيقة التعايش السلمي الكردي العربي ، والرافضة لدعوات التاخي ، والصداقة ، والمتجاهلة للانتماء الوطني للكرد السوريين ، فماذا ينتظرون ؟ فليعلنوا عن ماهو في مخيلتهم ، وليصارحونا علنا انهم بصدد اعلان دولة مستقلة ، وليحددوا جغرافيتها ، ويحافظوا على حدودها ويعلمونا عن نوعية الأسلحة التي بحوذتهم تضاهي أسلحة الدول ،  وليحددوا شروط المواطنة في ظل دولتهم ، نحن نعلم ، وهم يعلمون ان مايدعونه مجرد كلام ، ولكن الخشية ان تحسب مغالطاتهم على الكرد ، وسببا في تجييش جماعات شوفينية بالسلطة وخارجها ، وذريعة لتنفيذ مخططات عدوانية تجاه شعبنا  .
  نحن الكرد السورييون  كشعب له خصوصيته القومية ، والثقافية ، شركاء كل السوريين في وطننا من العرب ، والتركمان ، والمسلمين ، والمسيحيين ، وسائر الطوائف ، والمذاهب ، سنناضل كما في العقود الماضية جنبا الى جنب من اجل تحقيق اهدافنا المشتركة ، في إزالة الاستبداد ، وتحقيق التغيير الديموقراطي ، وإرساء النظام السياسي العادل ، وحل القضية الكردية حسب إرادة الكرد ، وبالتوافق الوطني ، والعيش معا بسلام وامان في سوريا جديدة تعددية ، تشاركية .
  اما الذين لهم مواقف أخرى ، او اجندة خاصة ، من الكرد ، فليطرحوا مافي جعبتهم للرأي العام ، ولا يكتفوا فقط بالاعتراض من اجل الاعتراض فقط ، او المزايدة الرخيصة على الوطنيين الشرفاء ، وممارسة الغوغاء ، ونشر اقوال ومصطلحات – شعبوية – جوفاء من دون أي مضمون فكري ثقافي ، ثم عليهم ان لايخلطوا الأوراق ، وان يتحلوا بالشجاعة ولو لمرة واحدة ، ويميزوا بين نهج الحركة الكردية الاصيلة ، والوطنيين الشرفاء في مسألة الانتماء الوطني ، والتوازن بينه وبين الانتماء القومي ، وبين أدعياء ( الامة الديموقراطية ) ، و ( اخوة الشعوب ) على حساب الانتماء القومي ، واستخدام الشعارات لالهاء ، وتضليل الرأي العام .
   

65
الحركة الكردية السورية واستقلالية القرار
                                                                     
صلاح بدرالدين

   
  قضية استقلالية القرار السياسي  تواجه جميع الحركات ، والأحزاب ، وحتى الدول المستقلة ، وهي من اعقد ، واهم القضايا التي تواجه شعوب العالم منذ القدم وحتى الان ، وتندلع الصراعات ، والحروب حول هذه المسالة ، فمبدأ حق تقرير المصير يجيز الحرية المطلقة ، والخيارات الكثيرة من دون اكراه ، وفي الحالة الكردية السورية ، فبسبب الوضع الجيو استراتيجي الخاص ، والنسبة العددية ، والموقع الجغرافي ، والحالة الوطنية العامة المتسمة بالتعقيد ، فان الحركة السياسية تواجه هذه المسألة منذ نشوئها وحتى الان ، وتجري محاولات من اجل التصدي لها في مختلف المراحل .
  ظهر مصطلح " القرار المستقل " للمرة الأولى في أدبيات الحركة الكردية السورية ، مابعد كونفرانس الخامس من آب ١٩٦٥ في خطاب ( البارتي اليساري – الاتحاد الشعبي ) ، وذلك بوجه كل من التيار اليميني في دعوته موالاة النظام ، وتسخير قرار الحركة الكردية لارادته ، ومحاولات جناح المرحوم – الطالباني – ومن ثم حزبه الاتحاد الوطني الكردستاني الذي اعلن من دمشق عام ١٩٧٥بدعم مباشر من نظام حافظ الأسد في التدخل بشؤون الحركة الكردية السورية ، وتعاونه مع الرجل القوي آنذاك ( اللواء علي دوبا ) رئيس المخابرات العسكرية ، من اجل  تشكيل حزب كردي سوري جديد ، حيث توصل الطرفان با الاستفادة من معلومات الحزب الشيوعي السوري ( بكداش ) ، وخبرة عضوه القيادي المرحوم– رمو شيخو – الى قائمة من خمسين عضوا من كرد سوريا كنواة للحزب المنشود .
    وقد كان المرحوم الطالباني يروج بان الدافع من وراء ذلك هو بناء حزب قوي ومعقول لكرد سوريا ، ولكن الحقيقة كانت غير ذلك وهي ضرب ( اليسار – الاتحاد الشعبي ) بعد تصحيحه لمسار الحركة ، وتبنيه لمبدأ تقرير المصير ، ومعارضته للنظام ، وعدم الخضوع لتهديداته من جهة ، ومغرياته من الجهة الأخرى ،  وبناء تحالفات كردية – وطنية – إقليمية – كردستانية – اممية ، ودحره لفكر ومواقف اليمين بين أوساط الجماهير ، واتخاذه الموقف المناقض لمواقف النظام وحزب الطالباني بخصوص الثورة الكردية بكردستان العراق ، وقائدها الراحل مصطفى بارزاني . 
  في الواقع كان الطالباني يطمح بالاستيلاء على جميع مفاصل الحركة الكردية خارج العراق ، في صراعه مع قيادة الزعيم الراحل بارزاني ، والظهور بمظهر ( التقدمي ) ، وكان اعتماده الرئيسي على نظام دمشق ، حيث تبادلا الخدمات من اجل المصالح المشتركة ، وكان التركيز شديدا على كرد سوريا ، وتركيا ، وحصلت تدخلات ، وصرفت أموال ، وأقيمت تنظيمات وأحزاب في الساحتين ، ويطول الحديث في هذا المجال حيث تناولته بمناسبات عديدة ، وجئت على ذكره بمذكراتي ، ولكن الموضوع بايجاز شديد هو ان الطالباني قد سبق – اوجلان -  بربط مصير حزبه واعوانه بسياسات نظام الأسد في المنطقة كان يتفاخر بصورة له وهو يحمل جوازا سفرا دبلوماسيا سوريا مع قوله : سوريا بلدي الأول ؟! ويقصد سوريا نظام الأسد ، وهنا استطيع ان ازعم اننا في ( الاتحاد الشعبي ) أبطأنا واوقفنا كل خططه بشان الحركة الكردية في الساحتين السورية اعتمادا على جماهيرنا واصدقائنا ، والتركية بالتنسيق مع رفاقنا في التيار القومي الديموقراطي اليساري الكردستاني هناك في ذلك الوقت .
      المرحلة الثانية في موضوعة استقلالية القرار
   بعد وصول – اوجلان – الى سوريا ، وتوافد رفاقه ، ومسلحيه ، وإرساء علاقة التبعية المطلقة لنظام الأسد ، وبعد انتشار الأحزاب الكردية العراقية المعارضة لنظام الدكتاتور صدام، في البلدان المجاورة للعراق ( سوريا – ايران – تركيا ) ، وبعد الاعتماد الكامل لحزبي ديموقراطي كردستان ايران ، والمجموعات الكردية الإيرانية الأخرى على النظام العراقي ضد نظام طهران ، وبعد توجه وفد اليمين الى بغداد أواخر ١٩٩٣من وراء ظهر الحركة الكردية في العراق ، بعد كل ذلك تبدل مصطلح " القرار الكردي المستقل " الى مبدأ ، واستحوذ على اهتمام اكبر ، بل اصبح شعارا في مصاف الشعارات الكبرى الاستراتيجية ، بعدما ظهر عمليا ان هذه الانظمة في الدول المقسمة للكرد ووطنهم ، ليست بوارد دعم واسناد قضية حرية الكرد بل تسعى الى استخدام حركتهم لتنفيذ مخططاتها ، وضرب الكرد ببعضهم ، وقدكانت هذه الأنظمة وجنبا الى جنب استقبال ممثلي الأحزاب من هذا البلد وذاك تعمل جاهدة من اجل التنسيق الأمني فيما بينها ( ثنائي وثلاثي ورباعي )  لمحاربة الحركة الكردية أينما كانت وخصوصا بالعراق بعد صعودها وحصولها على المكتسبات القومية  .
  في هذه المرحلة وبالرغم من فشل جميع الأحزاب ، والحركات الكردية ، والكردستانية من تحقيق أهدافها المعلنة بالاعتماد على هذا النظام اوذاك ، الا انها لم تراجع أخطأءها بهذا المجال ، ولم تعلن أي موقف نقدي تجاه هذه المسألة الخطيرة ، بل ان من وقف ضد مبدأ الاعتماد على الأنظمة الغاصبة شكل ( اقلية ) وكاد ان ينحصر ( بالاتحاد الشعبي ) الذي حورب من اجل ذلك ، وتعرض لابشع أنواع الدعايات التحريضية ، عبر طبع ونسخ وثائق مزورة في مكاتب المخابرات العسكرية ، ومحاولات الاختراق والشق ، الى درجة انه هو من اصبح متهما بالتعامل مع تلك الأنظمة ، وليس التي تمارسها ليل نهار ،و وهي مفارقة غريبة على أي حال .
     المرحلة الثالثة في موضوعة استقلالية القرار
  وهي مانعيشها الان منذ بدايات الثورة السورية ، حيث تحولت – استقلالية القرار -  كمصطلح ، وشعار ، ومبدأ ، الى احدى المفاصل الأساسية في القضيتين القومية والوطنية ، وذلك بعد تصفية الثورة ، وتحريف خط سير المعارضة ، وتوالي المحتلين ، وتوزيع مناطق النفوذ بينهم ، وبين النظام ، والفصائل والميلشيات المسلحة ، وبعد الانقسامات الحادة في الساحة الكردية السورية ، وارتباط أحزاب طرفي الاستقطاب بالمحاور الخارجية .
  في هذه المرحلة لم يعد القرار بايدي السوريين ، واصبح الخارج سيد الموقف ، هذا الخارج الذي لن يحقق السلم والاستقرار ، بل سيدير الازمة كما يشاء ، وحسب مصالحه ونفوذه في سوريا ، والمنطقة ، والعالم ، لذلك فان السوريين جميعا وخصوصا المعارضون للاستبداد ، والباحثون عن سوريا جديدة ديموقراطية تعددية تشاركية ، ليس امامهم سوى انجاز عدد من المهام  العاجلة لتحقيق الهدف المنشود ، وفي المقدمة استعادة قرارهم الوطني المستقل .
   في الساحة الكردية وبالرغم من ان مبدأ استعادة القرار المستقل تحول الى مطلب شعبي عام ، الا انه لن يتحقق في ظل المعادلة الحزبية الراهنة الرابطة بين أحزاب طرفي الاستقطاب ، والتي تنازلت عنه عمليا ،  وتحقيقه يشكل جزء من المهام الأخرى ، بل مرتبط بانجازها ، فبدون توحيد الحركة الكردية ، واستعادة شرعيتها ، لن ينجز القرار المستقل ، ولن تتوحد وتتشرعن الحركة الا بإعادة بنائها من جديد ، ولن يعاد بناؤها عبر الاتفاقات الحزبية الخاضعة بدورها الى قرار الخارج ، بل عن طريق عقد المؤتمر الكردي السوري الجامع .
  القرار القومي او الوطني الكردي المستقل في هذه المرحلة يكاد ان يتمحور حول الحركة الكردية كبداية وكمدخل ، يعني ان يقرر كرد سوريا بأنفسهم توحيد ، وتعزيز طاقات حركتهم ، وان يضعوا بأنفسهم مشروعهم القومي ، وبرنامجهم الوطني ليعبرا بصدق وواقعية  عن مصالحهم ، وطموحاتهم ، وان يحافظوا على شخصيتهم من الذوبان ، أو خدمة اجندات الاخرين ، ولايعني انعزالا عن البعد الكردستاني بل سعيا وراء التنسيق ، والعمل المشترك على قاعدة الحوار الديموقراطي ، والاحترام المتبادل للخصوصيات ، وتقدير المصالح المتبادلة ، يعني ان تقوم الحركة باسم الكرد السوريين بالدور الإيجابي المتقدم في الشأن القومي العام بعيدا عن المزايدات ، والنفاق ، والمكاسب الشخصية ، يعني ان تشكل تجربة حركتنا في استعادة القرار المستقل نموذجا لشركائنا بالوطن ، ودرسا لاشقائنا في الحركة الكردستانية بالمنطقة .
   
 


66
المنبر الحر / في القضية القومية
« في: 17:54 14/06/2022  »
في القضية القومية
                                                         
صلاح بدرالدين

     
  تكاد كتابات المثقفين الكرد لاتخلو من مصطلح " الامن القومي الكردي " ، وهو تقليد متبع مستعار عن الخطاب السائد لدى نخب الشعوب التي يتعايش معها الكرد ، حتى الأنظمة الحاكمة بالمنطقة تستخدم العبارة في معرض تبرير قمع المعارضين ، او احتلال أجزاء من مناطق الدول الأخرى ، فهل للكرد ( امن قومي موحد ) ؟ .
    بحسب التعريف العلمي ، الموضوعي المعمول به بالموسوعات ، والدراسات الاكاديمية ، منذ القرن السادس عشر ، فان تعبير او مصطلح " الامن القومي " يقتصر فقط على شعوب ، وامم تعيش في رقعة جغرافية موحدة ، ومحددة ، تخضع لادارة مستقلة واحدة ، وقد ترافق بروزه مع ولادة الظاهرة القومية ، وتشكل القوميات بعد عصر النهضة ، وتوسع الوعي المعرفي من خلال اعمال الفلاسفة ،واندلاع الثورات باوروبا خصوصا الثورة الفرنسية ، والقضاء على الاقطاع ، واقتصار دور الكنيسة على أمور العبادة ، وإعادة الاعتبار لحقوق الفرد ، واطلاق حريات المجتمع المدني .
  ومن اجل تذليل كل العقبات امام مهمة الحفاظ على أمن ، وسلامة مجموعة بشرية متجانسة ، فقد اندفع الاوروبييون نحو إقامة الدول ، والكيانات ، ورسم حدود البقعة التي يراد الحفاظ على امنها ، وهكذا يمكن استخلاص ان هذا المفهوم  مرّ بمرحلتين في الأولى اعتبر استراتيجية ضيقة  وهي " صد هجوم عسكري معادٍ، وحماية الحدود من الغزوات الخارجية، والمحافظة على الاستقلال الوطني. وفي المرحلة الثانية صار على الدولة أن تؤمّن مواطنيها سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وثقافياً ضدّ أخطار متعددة فرضتها طبيعة الانفتاح الواسع على العصر الحديث "  .
  وهناك مايشبه الاجماع في عصرنا الراهن على ان مفهوم " الامن القومي " يعني "  حماية الحكومة والبرلمان للدولة والمواطنين عبر سياسات فرض السلطة، سواء كانت سياسية، اقتصادية، دبلوماسية وعسكرية " ثم تطور المصطلح بعد الحرب العالمية الثانية وخاصة في الولايات المتحدة الامريكية ليشمل مجموعة واسعة من التحديات التي تؤثر بالإضافة للامن العسكري الدفاعي ، الامن الاقتصادي ، وامن الطاقة ، والامن البيئي ، والامن الغذائي ، وامن الحدود ، والامن الالكتروني ، وبينها أيضا مواجهة المسؤولين الفاسدين ، وتجار المخدرات ، والشبكات الإرهابية .
        الكرد ومفهوم " الامن القومي "
 هذا المفهوم حديث بالوسط الثقافي الكردي ولكن يجب القول انه في المنظور التاريخي وباعتبار الكرد ينتمون الى قومية واحدة يتشاركون بمصير افتراضي واحد ، ومايجمعهم اكثر بكثير مايفرقهمم ، ولكن على ارض الواقع فانهم لايعيشون في دولة واحدة ، وتحت ظل نظام سياسي واحد ، وحضارة واحدة ،  وفي حماية أمن قومي مشترك واحد ، وبما ان مصطلح " الامن القومي " يرتبط بشكل مباشر بالدولة القومية ، والحدود المرسومة للمجال الحيوي لذلك الامن ، والعلاقات الاجتماعية ، والاقتصادية المترابطة وهي ليست متاحة الان للكرد ، فلايمكن استخدام هذا المصطلح ، والتعويل عليه بشأن الكرد ، ولايمكن اسقاطه على الحالة الكردية السياسية الراهنة في المنطقة ، اللهم الا من باب المشاعر ، والتمنيات .
  بهذا المجال واذا انتقلنا من العام الشعبي ، والروابط التاريخية المتاصلة بين كرد العالم التي تغنى بها الشعراء ، وهي بحد ذاتها  تحتاج الى توفير شروط استكمال" الامن القومي الكردي " وفي المقدمة انتزاع حق تقرير المصير ، وإعلان الاستقلال الناجز لكل جزء ، او لكردستان التاريخية  ، نقول اذا انتقلنا الى مقاربة المصطلح بالحركة السياسية القومية الكردية في الأجزاء الأربعة في الوقت الراهن ، والاطلاع على برامجها ، وأهدافها المعلنة القريبة والبعيدة ، وواقعها التنظيمي المحلي ، او القطري ، فلن نجد مركزا قوميا جامعا بين تلك الحركات ، ولا صيغة تنظيمية تربطها بالبعض الاخر ، ولاميثاق مشترك ، ولن نجد أي حزب كبيرا أو صغيرا ، تبنى في برنامجه ، ونظامه الداخلي ، مفهوم " الامن القومي " الشامل والالتزامات المطلوبة ، تجاه تعزيزه ، وتطويره بالتعاون بين الجميع  .
  لذلك فان مفهوم " الامن القومي " ومن حيث الواقع الموضوعي لن يتجاوز حدود الجزء الواحد من كردستان المقسمة ، فلكل شعب كردي في الأجزاء الأربعة " أمنه القومي " الخاص به ، ويدور حول وجوده ، وحقوقه القومية ، والديموقراطية ، وصيانته من الاندثار ومن تغيير تركيبته الديموغرافية  ، والحفاظ على ثقافته وتنميتها ، وتعزيز دوره على المستوى الوطني .
  ومن الحقائق المؤسفة فان العقود الأخيرة شهدت أنواعا من التعارضات ولااقول ( التناقضات) بين متطلبات مصالح " الامن القومي " بين هذا الجزء وذاك بسبب تنامي بعض الظواهر الغريبة في الأوساط الحزبية الكردية مثل نزعات : هيمنة القوي على الضعيف ، والمغامرة ، والتحزب الأيديولوجي ، وخدمة الاجندات الخارجية ، والانحراف عن خط الكوردايةتي . 
    اما الضلع الاخر في مفهوم " الامن القومي " لكل جزء  فهو " أمن الفكر القومي " ويعني الحفاظ على أمن وسلامة ، ووحدة ، وشرعية ، حركته القومية الديموقراطية ، وصيانة تقاليدها النضالية ، ورموزها ، وجوهرها الديموقراطي ، ومنطلقها المستند الى مبدأ حق تقرير المصير ،  من عبث التيار المغامر المنحرف الذي يشكل – ب ك ك – وامتداداته ، التحدي الأكبر في العصر الراهن ، على الأصعدة الفكرية ، والسياسية ، والثقافية  .
      العلاقة العضوية بين مفهومي " الامن القومي ، والامن الوطني "
  " الامن القومي " لكل جزء من أجزاء كردستان التاريخية ، محكوم بدائرتين ، " للامن الوطني " الدائرة الأولى تجمع الكرد بالمكونات القومية ، والاجتماعية ، المتعايشة منذ قرون في مناطقهم بالدرجة الأولى ، وكذلك في المناطق المختلطة ، والدائرة الثانية تشمل " الامن الوطني " على مستوى جغرافية البلاد ، وهنا لايجوز للمثقف الكردي الاكتفاء فقط بالدعوة لصيانة " الامن القومي " وتجاهل الدائرتين الوطنيتين المحلي ، والاوسع ، لاهميتهما البالغة خاصة وان القضية القومية الكردية ، بدأت منذ بداية القرن الحالي ، تندمج أأكثر في الفضاءات الوطنية ، واذا اخذنا بالاعتبار التجربة الانضج ، والامثل ، والأكثر تقدما في الحركة القومية التحررية الكردستانية ، واقصد تجربة إقليم كردستان العراق ، سنرى كيف تم العودة الى المركز الفيدرالي ، بعد استفتاء تقرير المصير سبتمبر  ٢٠١٧ ، وإعادة التوازن بين القومي ، والوطني ، وتعزيز الدائرة العراقية من جديد ، بل إمكانية القيام بدور كردستاني مؤثر في العملية السياسية الوطنية .
  لقد حان الوقت لأن يعيد المفكرون ، والباحثون الكرد النظر في مفهوم " الامن القومي " وان يغادروا ( الرومانسية ) المتبعة منذ القرن التاسع عشر في تحليلاتهم ، ورؤاهم ، فلايمكن ونحن ببداية القرن الواحد العشرين ، ان نزن الأمور بمقاييس القرنيين الماضيين ، نعم سنتمسك بمبدأ حق تقرير المصير ، وبجميع حقوق شعبنا ، ولكن الى جانب قبول التطورات الحاصلة في المفاهيم ، أولا ، والالتزام بمتطلبات الداوائر الوطنية ثانيا .
  كما حان الوقت أيضا بأن تحدد الحركات القومية السياسية الكردية فهمها لمقولة " الامن القومي " ونظرتها لمستقبل العلاقات القومية ، والصيغة الأمثل لادارتها ، خاصة وقد بلغ العداء بين أطرافها الى الذروة ، واستفحل صراع المحاور ، ونجح الأعداء في مخطط تكريد الصراع ، لذلك يجب التوافق بين الأطراف السياسية في مختلف أجزاء كردستان على جملة من المبادئ حول تفسير " الامن القومي " ومنها : ١ - تحريم الاقتتال ، أأوالتدخل بشؤون البعض الاخر ، واحترام الخصوصيات ، ٢ – ادانة نهج – ب ك ك – المغامر التدميري ، وانسحاب مسلحيه من جزئي الجنوب والغرب  ٣ – التنسيق والعمل المشترك والتعاون بين الأطراف الكردية والكردستانية ، ودعم عملية انجاز تجربة كردستان العراق كمكسب قومي استراتيجي .

 

67
في شرعية التمثيل الشعبي .. الأحزاب الكردية السورية مثالا
                                                                         
صلاح بدرالدين

   إزاء ظاهرة تكاثر الأحزاب الكردية السورية ، ( تجاوزت المائة ) والشقاق المستمر بصفوفها ، وتبديل الولاءات لطرفي الاستقطاب ( ب ي د   و. ب د ك ،س ) ، يتساءل المواطن الكردي العادي : ماذا تمثل هذه الأحزاب ؟ وهل ظهرت بارادتنا ؟ وهل تعبر عن طموحاتنا ؟ .
 هذا مانسمعه في الوسط الكردي بشكل دائم وفي السنوات العشرة الأخيرة بصوت أعلى ، ويتردد صداه ، انه تساؤل شديد العمق ، غني المعاني ، نابع من خيبات الامل ، وخسارة الرهان ، يحتاج الى إجابة موضوعية ، من موقع المسؤولية الوطنية ، والأخلاقية ، حتى لو كانت جارحة للبعض ، ومفاجئة لبعض آخر ، فالموضوع يتعلق بالشأن العام ، وبتاريخ حركة شعب ، ويجب ان لايخضع البت فيه للاعتبارات الشخصية ، أو المواقف الفكرية ، والسياسية ، وسيكون ومهما كانت الإجابة قابلا للنقاش ، والاخذ والرد .
  بداية لابد من التأكيد أن أي شعب في عصرنا الراهن وبينهم الكرد ، وفي كل المراحل ، بامس الحاجة الى أدوات تنظم الحياة السياسية ، والاجتماعية ، وتحقق الأهداف الكبرى، والمطالب الحياتية، بالطرق المناسبة المتاحة ، هذا من حيث المبدأ ، ومن جهة أخرى فان قيام ، ونمو ، ونضال الأحزاب ، في سبيل الحرية ، والديموقراطية ، والتقدم لن يستقيم الا في ظل النظام الديموقراطي الذي يكفل حرية الرأي ، وهذا ما كان يعوزه السورييون عموما ، والكرد على وجه الخصوص ، منذ انقلاب البعث بداية ستينات القرن الماضي ، لم تشهد البلاد أي تطور وطني ديموقراطي ، وطبقت الاحكام العرفية ، وتم تكميم الافواه ، وقمع المعارضة ، وزج المناضلين بالسجون ، والمعتقلات .
  جرت محاولات عديدة في غضون العقود الماضية  لتشكيل أحزاب ، وتنظيمات سياسية ، في السر ، وفي العلن ، وباستثناء عهود شبه ديموقراطية مابعد الاستقلال ، لم تكن بالمستوى المطلوب بعد سيطرة البعث ،  رغم ظهور قيادات فردية ثورية ، ولم تظهر عبر التخويل الشعبي ، كما لم تكن تمثل مصالح الطبقات الاجتماعية بصورة علمية ، وموضوعية ، كما تحصل في المجتمعات الديموقراطية ببعض البلدان الغربية ، الراسمالية ، كانت في بلادنا غالبا فئوية ، مناطقية ، عصبوية ، بالإضافة الى انكشافها امام السلطات ، واختراقها ، وإمكانية شقها في أي وقت من جانب الأجهزة الأمنية .
   في الحالة الكردية
  ظهر الحزب الكردي السوري الأول ( الحزب الديموقراطي الكردستاني – سوريا ) عام ١٩٥٧ ، كحاجة موضوعية استجابة لامرين متكاملين ، الأول : لتنظيم الصف الكردي ، وقيادة نضاله السلمي المدنيي ، من اجل المساهمة في الحياة الوطنية ، وانتزاع الديموقراطية ، وتحقيق الحقوق القومية المشروعة ، وذلك لملئ الفراغ الحاصل حيث امتنعت الأحزاب السورية القومية ، والشيوعية ، والإسلامية عن تبني القضية الكردية في برامجها ، او طرح المظلومية الكردية ، والامر الثاني : انبثق في خضم موجة تشكل وتاثير الأحزاب الديموقراطية على المستوى القومي في المنطقة فقد سبقه اعلان كل من : ( حزبي ديموقراطي كردستان ايران ١٩٤٣ – ١٩٤٤ ، والحزب الديموقراطي الكردستاني – العراق ١٩٤٦ ، ولاحقا الحزب الديموقراطي الكردستاني – تركيا ) ، جميع هذه الأحزاب ، بمافيه السوري ، كانت استجابة لارادة النخب الكردية  في أزمنتها المختلفة ، حتى من دون تخويل شعبي ، او تنظيم استفتاء ، وانتخابات ديموقراطية عامة ، لان الظروف المحيطة لم تكن تسمح بذلك ، اما الى اية درجة مثلت هذه الأحزاب أهداف ، وطموحات ، ومصالح الشعب ، وهل كانت سياسات قادتها وأداؤها بالمستوى المطلوب وعلى طريق الصواب فقد يحتاج الجواب الصائب الى المزيد من البحث ، والتمحيص .
  الانقسام الفكري ، والتنظيمي ، والسياسي ، الذي أطاح بوحدة الحزب الأول منذ العام ١٩٦٥ ، لم يلغي حاجة الكرد السوريين الى حزب منظم يمثل ارادتهم ، ويطرح قضاياهم في المحافل الوطنية ، والإقليمية ، والاممية ، ويرعى احياء وتطوير الثقافة الكردية ، ويواجه النظام الشوفيني المستبد ، ويفضح مخططاته العنصرية امام الراي العام ، ويساهم في احياء الثقافة الكردية ،  اما إشكالية التمثيل الشرعي ، وتخويل الأغلبية ، فظلت على ماهي عليها دون حل ، بسبب كما نوهنا أعلاه ، سيادة الاستبداد ، وخنق الحريات ، والإجراءات الشوفينية الصارمة تجاه الكرد خصوصا .
  ومن دون الدخول بتفاصيل الخلافات بين اليسار ، واليمين حول مضمون القضية الكردية ، والمسألة القومية ، ودرجات التمثيل الشعبي ، حيث ذكرنا جوانب منها في القضايا المطروحة السابقة ، فانني أميل الى اعتبار تدني التمثيل الشعبي أكثر ، وهبوط درجات التعبير عن إرادة ، وطموحات الكرد الى اسفل الهرم ، من جانب الأحزاب التي تكاثرت ، وتوالدت ، منذ أواسط ثمانينات وبداية تسعينات القرن الماضي ( ليس بهدف ملئ فراغ مثلا ، او تمثيل طبقة اجتماعية ، او اجتراح نهج قومي متطور أكثر رسوخا )  أي بعد حلول مرحلة " الانحطاط " التي تقلصت فيها مسافة التمثيل من نخب ، وجماهير ،  الى شلل ، ومجموعات ، وعائلات ، وازدهر المال السياسي ، وترسخت خطة " تكريد الصراع " ثم مهدت هذه التراجعات لترسيخ التبعية للمحاور ، والعمل لمصلحة اجندات خارجية على حساب مصالح ، وطموحات الكرد السوريين ، وهو بحد ذاته شكل عاملا مساعدا في تنفيذ مخططات افراغ المناطق ، وتغيير تركيبتها الديموغرافية ، التي واجهها الحزب عندما كان يحظى بنوع من القبول من جانب قطاع واسع من الجمهور الشعبي الكردي .
  كيف السبيل لاستعادة التمثيل الشعبي ، والتعبير عن إرادة الغالبية الكردية ؟
   التطورات الموضوعية في الملف الكوردي بالمنطقة عموما والكردي السوري خصوصا ، وازدياد درجات الوعي السياسي ، والنضج الثقافي ، وتقديمات العلوم ، والتكنولوجيا في مجال التواصل الاجتماعي ، وسهولة عقد اللقاءات ، والمؤتمرات بمعزل عن المخاطر الأمنية ، ومن دون تكاليف مادية باهظة ، يسهل الطريق امامنا ، ويحفزنا لتحقيق الكثير من الخطوات ، وتوفير الشروط اللازمة ، لاعادة بناء الحركة الكردية السورية ، وتوحيدها ، من خلال المؤتمر الكردي السوري الجامع ، علىى أسس سليمة ، وبما تتلاءم مع ركب التقدم ، والظروف المحيطة ، بالاستفادة من أخطاء الماضي ، والتفاعل مع متطلبات الحاضر والمستقبل ، وقبل هذا وذاك التعبير الصحيح عن مصالح ومطامح الغالبية الشعبية على الصعيدين القومي ، والاجتماعي .
  وكما أرى فان تجارب العمل الحزبي في المنطقة كلها ، وفي حالتنا الكردية السورية أيضا ، بمرارتها ، واخفاقاتها ، لن تتكرر ، بل ان السبيل الأمثل هو انتهاج بناء حركات واسعة ببرنامج شفاف توافقي ، تضم أوسع الطبقات الاجتماعية ، والقطاعات الشعبية ، تتعدد ضمنها الآراء ، وتتنافس الأفكار بحثا عن الأفضل ، وتحمل المشروع القومي ، والوطني الكردي من اجل التغيير الديموقراطي ، وتثبيت الحقوق المشروعة ، وهذا ما سينبثق عن المؤتمر المنشود .
  والطريق الوحيد للوصول الى المبتغى هو الانتقال من مرحلة سيولة الأحزاب ، والاستقطاب الحزبوي ، والصراعات بالوكالة ، وضخ المال السياسي ، والتبعية ، والاتكال ، واستعارة التاريخ ، والامجاد ، الى مرحلة متجددة في الفكر ، والسياسة ، والأخلاق النضالية السامية ، واختيار اطر العمل السياسي المنظم ، والموسع  بطريقة ديموقراطية ، شفافة ، بحيث يشمل كل طبقات ، وفئات المجتمع ، بالتفاعل الإيجابي مع شروط المرحلة النضالية الآنية ، هذا هو الطريق الوحيد لاستعادة التمثيل الشعبي ، وتعزيز العوامل الذاتية ، والبدء بتغيير العوامل الموضوعية لمصلحة قضايانا القومية ، والوطنية ، والديموقراطية .


68
الأولوية لاعادة بناء الحركة الكردية السورية
                                                           
صلاح بدرالدين


       نحن الكرد السورييون ومن حيث خصوصيتنا القومية في الاطار الوطني العام ، فقدنا منذ عقود أداتنا النضالية المنظمة الموحدة  التي تتجسد في حركتنا القومية الديموقراطية ، التي تقود نضالنا بجانبيه القومي ، والوطني منذ ظهور حركة – خويبون – في منتصف عشرينات القرن الماضي مرورا  ببدايات  قيام الدولة السورية ، وحتى الان ، نعم لقد تراجعت الحركة ، وتفاقمت ازمتها منذ ان صادرت اكثر من مائة حزب اسمها ، وتحولت بعد التشتت ، والانقسام مادة يراد استثمارها لمصالح فئوية ضيقة خصوصا بين أحزاب طرفي الاستقطاب ( ب ي د و ب د ك س ) .
      بحسبة بسيطة يمكن التأكد من وجود غالبية وطنية مستقلة خارج الأحزاب الكردية ضمن صفوف كرد سوريا بالداخل والخارج ، من النساء والرجال ، تنتمي جغرافيا الى مختلف المناطق ( عفرين – كوباني – الجزيرة – حي الاكراد بدمشق ) ، تضم مفكرين ، ومثقفين ، وسجناء سياسيين سابقين  ، وأصحاب خبرة ، وتجارب النضال السري ، ومن كانوا منتمون سابقا الى مختلف التيارات السياسية من اليسار ، واليمين ، والوسط ، اكثريتهم هجرت العمل الحزبي تجاه مفهوم ( الكردايتي ) المستقل العام .
   وبالرغم من اختلاف المنشأ ، وتعدد التصورات ، فان الجميع يتفق على الأمور التالية : ١ - ضرورة حل ازمة الحركة الكردية السورية ، بإعادة بنائها ، واستعادة شرعيتها ، وتوحيدها بالطرق المدنية الديموقراطية . ٢ – فشل الأحزاب الكردية في توحيد الصف الكردي ، وحل القضية الكردية ، وإنجاز المهام القومية ، والوطنية . ٣ – عجز الأحزاب الكردية من طرفي الاستقطاب في العمل المشترك  تحت لواء مشروع وطني كردي سوري يحقق الطموحات ، ويعيد للكرد دورهم ، ويوحد حركتهم ، ويحفظ استقلالية قرارهم ، ويصون شخصيتهم المميزة ، وهذه الثوابت كافية لتحاور المؤمنين بها ، وتوافقهم على خطوات لاحقة .         
   فقد بات من المعروف في الساحة السياسية الكردية السورية ، ان قيادات أحزاب طرفي الاستقطاب ( وليس كل أعضائها )  تنتهج موقف التجاهل لرغبة الغالبية الوطنية المستقلة ، في تصوراتها المطروحة لحل الازمة الناشئة بإعادة بناء الحركة ( كما في مشروع حراك " بزاف " ) عبر بوابة المؤتمر الكردي السوري الجامع ، وكذلك المحاولات الأخرى الفردية الفكرية ، والثقافية ، المشابهة من جانب مثقفين ، وناشطين ، واذا كان الطرفان الحزبيان يتهربان من الحوار الشفاف ، والعلني حول مصير الشعب ، والقضية ، والحركة ، لاسبابهما الخاصة  المعروفة ، فلماذا يسود التباعد ، والحذر ، والمواقف السلبية المسبقة ، بين صفوف الداعين الى التغيير من المستقلين ؟ .
   ليس تعصبا لحراك " بزاف " ولكنه الاقدم ( منذ ٢٠١٢ ) في مجال الدعوة الى إعادة بناء ، وتوحيد ، وشرعنة الحركة ، والأكثر وجودا في الداخل ، والشتات ، والاغزر عقدا للقاءات التشاورية ، والمنابر النقاشية ، والوحيد الذي يمتلك مشروع البرنامج المتكامل بشقيه القومي ، والوطني كمنطلق استراتيجي ، وكذلك النظام الداخلي لتسهيل ، وتكامل العلاقات ، والنشاطات ، ولديه العديد من المبادرات المرحلية ، والتصورات ، والعشرات من الوثائق ، كما لديه تواصل ( غير رسمي لانه ليس حزبا ، ومازال حراكا فكريا ، ثقافيا ، سياسيا في طور التشكل التنظيمي ) مع معظم الأطراف المعنية بالملفين السوري ، والكردي .
  حراك " بزاف " لديه وضوح الرؤيا بحكم الخبرة ، والعلاقات الديموقراطية بين لجانه التنسيقية ، ويختلف عن البادئين حديثا ، فهو بدأ بالبد اية طارحا عبارة او صرخة مالعمل ؟ وبمرور نحو عشرة أعوام ، امتلك الجواب ، الذي نعتبره مازال مشروعا قيد الدراسة ، والتعديل يمكن التحاور حوله في كل زمان ، فاالبادئون حديثا من الناشطين يشبهون الحراك قبل عشرة أعوام ، بدلا من أداء نفس التجربة لعقد من الزمن لماذا لا يتعاملون مع وثائق " بزاف " الجاهزة حتى لو بشكل نقدي بناء ؟ هذا تساؤل جوهري يحتاج الى جواب مقنع ، من جانب اشقائنا ، وشركائنا في عملية الإنقاذ .
  حراك " بزاف " يستقبل اطروحات بعض المثقفين ، والناشطين الكرد السوريين من اجل الإنقاذ ، وحل ازمة الحركة الكردية برحابة صدر ، واستحسان ، ويجد فيها تحقيقا لما نصبو اليه جميعا ، وانتصارا لمشروعه ، ولاشك سيتحقق اللقاء ات المثمرة  معا عاجلا ، أم آجلا ، وسيحقق الجميع سوية شروط الانتقال الى مرحلة متقدمة في العمل السياسي ، والتنظيمي ، والبناء الفكري ، الثقافي ، أتساءل بكل صدق هل بيننا نحن دعاة التغيير وإعادة البناء ، والمؤتمر التوحيدي المنشود موانع ، وحواجز يستحيل تخطيها ؟ .
  من المعلوم اننا جميعا لدينا مآخذ حقيقية على أداء أحزاب طرفي الاستقطاب ، وقد نحملها المسؤلية الأكبر في ماوصل اليه شعبنا لان طرفاها يستحوذان السلطة ، والمال ، والمسلحين ، والدعم الخارجي  ، ومن ضمن ملاحظاتنا المشتركة علي قياداتها ، تهربها من الحوار ، وتجاهل الاخر المقابل ، والاهتمام فقط بالقشور أي باتفاق الأحزاب ، وليس بإعادة بناء توحيد الحركة الكردية ، ونحن او البعض في صفوفنا الساعين الى التغيير ، وحل الازمة ، يمارس النهج ذاته بالقطيعة ، والتجاهل ، واثارة الشكوك حول البعض الاخر أحيانا ، وقد تختلف الأسباب ، ولكن المبدأ واحد !!؟؟ .
  بحسب معرفتي ، واطلاعي ، فان " البزافيين " لم يتصوروا ولو للحظة ان الآخرين يجب ان يلتحقوا بهم ، بل ينتظرون بشغف الحوار الشفاف المتكافئ ، والتواصل ، وإزالة الحواجز ، والتعامل مع البعض الآخر على أساس الأفكار ، والسياسات ، والمواقف ، وليس الأشخاص الا وسائل لنقل أفكار النقاش ، والمشتركات الجامعة ، على مبدأ : الحركة باقية ومستمرة ، والأشخاص لهم قيمة ، واعتبار ، واحترام ، ولكنهم زائلون .
  لدينا في الساحة الكردية السورية بالداخل ، والخارج  قامات وطنية مستقلة ، ومناضلون مجربون مضحون ، ومثقفون ملتزمون بقضايا شعبهم ، ووطنهم ، يعملون بمنظمات ، وجمعيات ، او بشكل فردي ، وهم جميعا مجال الفخر ، والاعتزاز ، ولكن أقول بكل اسف مازلنا جميعا وبصورة متفاوتة ، لم نتخلص تماما من عاهات الماضي ، ومن نوع من الثقافة الدخيلة الانتهازية الوصولية ، التي زرعتها أنظمة الاستبداد الحاكمة وأجهزتها القمعية ، ودعمها المال السياسي ، ورسختها العقلية الحزبوية السائدة المخترقة ، المستندة الى نهج التبعية ، وعدم الاستقلالية ، ومفاهيم وافدة متخلفة غريبة بتخوين الاخر المختلف ، والمواقف المسبقة ، والاعلام الديماغوجي ، ولاننسى هنا دور بعض التيارات في كيانات المعارضة السورية في الاساءة للحركة الكردية ، وتشجيع انتهازيين من أصول كردية واغرائهم بالاموال لينقلبوا على قضايانا ، ويظهروا وجه حركتنا بصورة مشوهة  .
  في الأزمنة الراهنة نعيش في نعم خدمات التواصل الاجتماعي ، ويمكن الاستفادة من كل دقيقة لمصلحة قضايانا عبر الحوار ، والنقاش من اجل التفاهم ، والتقارب ، والعمل المشترك حول مشروع متفق عليه ، فلنبتعد عن – الانا – السلبية ، وعن الشكوك ، والمواقف الشخصية المسبقة ، ولنتعاون من دون ان  يتبع  احد بآخر ، كلنا سنلتحق بقضايانا ، وثقوا جميعا انه لا دور لكرد سوريا الان في ظل المعادلة الراهنة ، ولن يستطيع طرف واحد ، او فرد واحد تبديل المعادلة ، وليس امامنا الا الاجتماع ، والاجماع كسبيل للتغيير ، وإعادة الأمور الى المستوى الأفضل لتحقيق الأهداف .
  فهل نعجز جميعا ان نتوافق مثلا على اختيار مجموعة موسعة من الوطنيين المستقلين من بين بنات وأبناء شعبنا ، ليقوموا بدور هيئة ، او لجنة تحضيرية في انجاز خطوات عملية نحو توفير الشروط ، والأسباب اللازمة ، لانجاح عملية انقاذ الحركة ، وتوحيدها ، واستعادة شرعيتها ، وتحقيق أهدافها ؟ .
  كل وطني كردي سوري معني بهذه القضية التي أثرتها ، ومنتظر منه ان يدلي برأيه حولها ، ولنعمل جميعا على استعادة مكانة ودور حركتنا ، وصيانة الشخصية الوطنية الكردية السورية ، ونستعيد وديعة " احمدي خاني " منذ اكثر من اربعمائة عام ،التي كانت صرخة مدوية ، مازال صداها يلاحق الأجيال ، لتحقيقها على ارض الواقع .


69
في تشخيص إخفاقات الأحزاب الكردية السورية
                                                                 
صلاح بدرالدين

  تاريخيا لم تشهد سوريا منذ انقلاب البعث بداية ستينات القرن الماضي أية حياة سياسية طبيعية ، بل طبقت الاحكام العرفية ، فيي ظل قيادة البعث للدولة والمجتمع ، وغياب الرقابة ، وحرية الفكر ، والنشر ، وكان شرط وجود أي حزب ان يكون تابعا للحزب الحاكم ، ويسبح بحمده في اطار جبهته ( الوطنية التقدمية ! ) ، وحتى ان وجدت أحزاب خارج اطار الجبهة ، وتمارس نشاطها علنا كانت بتفاهمات معينة مع أجهزة السلطة ، يستثنى من ذلك عددا قليلا من الأحزاب السرية المعارضة للنظام ، والتي لاقت ابشع أنواع القمع ، والملاحقة .
  مجموعة من الأحزاب الكردية المعروفة بتواصلها مع النظام ، وتاليا وفي مرحلتي تواجد – اوجلان – بسوريا ، ومرحلة مابعد اندلاع الثورة السورية حزب – ب ي د – الفرع السوري ل – ب ك ك - لاقت رعاية خاصة من جانب السلطات الحاكمة ولكنها لم تحقق شيئا للكرد  . 
 لقد أخفقت الأحزاب الكردية بغض النظر عن التفاوت في درجات المسؤولية ، ودوي الإخفاق ، والدوافع ، وذلك للأسباب التالية :
  أولا – لن نعود كثيرا الى الوراء ، ولن ندخل بتفاصيل تعاون ( مجموع الأحزاب الكردية ) مع خلية الازمة لجنرالات مخابرات النظام بالقامشلي للحيلولة دون ان تتحول هبة ٢٠٠٤ الى انتفاضة شاملة ،  بل نبدأ بعام ٢٠١١ ، واندلاع الانتفاضة الوطنية السلمية السورية ، ثم تحولت كما نعلم الى ثورة دفاعية بعد التحاق مجاميع من المنشقين عن جيش النظام بصفوف الشعب ، والتلاحم بينهم وبين الحراك الوطني الثوري العام والتي لم تدم طويلا ، امام ذلك الحدث ، وفي تلك الفترة الزمنية الأكثر أهمية بحياة السوريين وبينهم الكرد ، لم تفهم الأحزاب قيمة اللحظة التاريخية ، ولم تستطع  استثمارها لصالح الكرد ، واتخذت الموقف ليس بناء على قرارها المستقل بل نفذت ما املي عليها من خارج الحدود ، با الانخراط في مشروع نظام الاستبداد ، او التردد ، والوقوف في المنطقة الرمادية المحايدة ، ثم تصديها  بالجملة ، والتفصيل لحراك تنسيقيات الشباب الكرد في مختلف المناطق ، والمدن ، والبلدات الكردية ، وبذلك التقت عمليا مع مخططات النظام في وأد ، الحراك الشبابي العفوي ، المفجر الحقيقي للانتفاضة  .
  ثانيا – عجزت عن بناء الحزب الحقيقي المدني المنظم بحسب المواصفات الحضارية ، في تمثيل مصالح عامة الشعب ، وطبقاته ، وفئاته الاجتماعية ، كما فشلت في تقديم المشروع القومي والوطني الكردي للسلام ، بل نشرت ثقافة الخنوع ، والخوف ، والترهيب ، والتخوين ، وعززت منهجية تلقي المال السياسي ، والتبعية المطلقة للجهات الداعمة ، كما دشنت الخطاب الآيديولوجي ، والتقليد الاعمى ، وعبادة الفرد ( ليس الفرد الكردي السوري بل الفرد خارج الحدود ) ، ودشنت مبدأ – الحرب بالوكالة – لقاء الثمن المادي ، والجاه ، والنفوذ ، كما دفعت باتجاه الانشقاقات الحزبية ، واستقبال المواليد الجديدة لزيادة العضوية في طرفي الاستقطاب ، وتفعيل الصراع الثنائي ، وخاصة من جانب  التنظيمين المحظيين ( ب ي د و ب د ك ، س ) .
  ثالثا – مارست الازدواجية بشأن الفكر القومي ، فالمعلوم ان الحركة الكردية السورية نشأت في الفضاء القومي التحرري مثل كل الحركات القومية ، وناضلت على هدى مبدأ حق تقرير مصير الشعوب ، وفي الخصوصية الكردية السورية في اطار سوريا التعددية الديموقراطية الموحدة ، فيي حين انحرفت الأحزاب ، وتخلت عن المبدئي ، وابتعدت عن الأصلي ، والمرجعي ، في مسار حركتنا منذ حركة خويبون وحتى الان ، مرورا بتجربة الرواد الأوائل ، والتنظيم السياسي الأول ، ومرحلة تصحيح المسار عام ١٩٦٥ ، ومرحلة – محمد منصورة - باختراق الأحزاب ، وشراء الذمم ، وتكريد الصراع ، وماتحمل من عبر ، ودروس .
رابعا  – ساهمت ، او سكتت ، او شجعت ، على تفريغ المناطق ، والهجرة ، والنزوح ، والتلاعب بالملكيات الفردية ، والعائلية ، وتغيير التركيب الديموغرافي ، وعمق الشرخ  بين أهلنا في المناطق الكردية الثلاث ، ودفعت باتجاه احياء العصبيات المناطقية على حساب الفكر القومي الديموقراطي ، ولم تعمل هذه الاحزاب يوما على إعادة المهجرين ، والنازحين  الى ديارهم ، لا مهجرو عفرين ، ولامهجرو كوباني ، والجزيرة .
  خامسا – ساهمت هذه الأحزاب بدرجات متفاوتة في عسكرة المجتمع الكردي السوري ، وتجنيد النساء ، والقصر ،  ليس من اجل مقاومة النظام المستبد ، او مواجهة سائر المحتلين ، او حل القضية الكردية السورية ، او نصرة الحركة الديموقراطية السورية ، بل فيي سبيل مصالح حزبية ، ونفوذها ، والتباهي ، وخدمة اجندات خارج الحدود .
سادسا – قد تختلف هذه الأحزاب فيما بينها حول مسائل النفوذ ، والمصالح الخاصة ، ولكنها تتفق في رفض الآخر المختلف ، ومنع النقد الخلاق ، وعدم الاعتراف باي حراك شعبي ، او فكري او ثقافي ، او مشروع للتجديد ، وإعادة البناء ، او حتىى قبول أصوات تدعو الى الاتفاق ، وتجاهل دعوات المصالحة ، والحوار ، وإعادة بناء الحركة الكردية ، وتوحيدها ، واستعادة شرعيتها عبر الطرق الديموقراطية المدنية مثل المؤتمر الكردي السوري الجامع .
  سابعا – أرست قيادات هذه الأحزاب أسوأ نموذج للعلاقات الوطنية لاتستند الى مبادئ ثابتة في الموقف من القضية الكردية ، ولاعقود متوافقة عليها حول الدستور ، والنظام السياسي المنشود ، وهكذا الحال بخصوص العلاقة الإقليمية ، والدولية التي لم تسند بتاتا على التكافئ ، والتوافق ، والتوثيق ، والشفافية ، وكانت على الدوام احادي الجانب ، ومن طرف واحد ، ولمصلحة الطرف الاخر .
  ثامنا – اغلب الظن لم يعد هناك جدوى من مخاطبة قيادات هذه الأحزاب التي لم تعد ترى ، ولاتسمع ، ولاتجيب ، بل الطريق الاسلم هو التواصل مع مرجعياتها ، ومانحيها ، خارج الحدود .
  ماذكرناه أعلاه غيض من فيض ولكنه اكثر من كاف لتعيد هذه الأحزاب النظر ، وتعترف بالفشل ، وتعيد الأمانة لاصحابها ، وتسلم امرها للشعب ، وتقبل الالتزام بما يتمخض عن المؤتمر المنشود ، لانها في كل الأحوال وصلت الى الطريق المسدود ، والمؤتمر يعتبر خشبة الخلاص من المأزق .
    ولكن ؟
  وفي معرض تناول جوانب العامل الذاتي ، اقولها بكل صدق وصراحة ( وأرجو ان أكون مخطئا )  بان الازدواجية لا تقتصر على قيادات الأحزاب ومسؤوليها في الفكر ، والسياسة ، والموقف ، بل منتشرة حتى في صفوف قطاعات من ( اللاحزبيين ) وبينهم رهط من المتعلمين ( ولااقول المثقفين ) لانهم لايستحقون ، ويلاحظ المتابع على مدار الساعة ، مدى سرعة انتقال بعضهم من ( معسكر ) الى آخر ، او قيام بعضهمم بنقد ، ورفض الحزبية الضيقة في المساء ، ونشر مقالات موالية في منابرها بالصباح ، ومكابرة البعض الاخر في قبول او تقبل وحتى مناقشة مشاريع الإنقاذ المطروحة مادامت ليست من عندهم وهذه صفة الحزبويين  وليس المستقلين الديموقراطيين ، ولكن لن نفقد الامل بشعبنا ، وطاقاتنا الشبابية من النساء والرجال ، ومفكرينا ، ومثقفينا الاصلاء الملتزمين بقضايا الشعب والوطن .
   


70
أحزابنا ليست " منظمات مدنية " وكذلك فراخها
                                                                         
صلاح بدرالدين


الأحزاب الكردية السورية تنتهج أساليب الأنظمة الحاكمة في احتواء الحراك الشعبي المدني ، بوسائل الاختراق ، وتمويل افراد ، ومجموعات للتغلغل ، والسيطرة ، وقد انكشفت مؤخرا جوانب من تلك الأساليب الملتوية التي ترقى الى درجات الفضيحة ، وتعبر عن مدى هبوط القيم الأخلاقية السياسية لدى مسؤولي هذه الأحزاب الفاشلة الي أصبحت عالة على شعبنا ، وعائقا امام مسيرة الحركة الوطنية الكردية ، فهل فعلا لدينا منظمات المجتمع المدني ، ذات المواصفات العالمية كما تزعم الأحزاب ؟ وهل هي نفسها جزء من المجتمع المدني ؟ .
       فكما هو معلوم فان المؤسسات المشكلة ، من جمعيات مهنية ، ونقابات عمالية مستقلة ، وروابط اجتماعية ، وثقافية ، واقتصادية ، وعلمية ، وشبابية ، ونسوية ،  والجماعات المجتمعية المحلية، وجماعات السكان الأصليين، والمنظمات الخيرية، والمنظمات الدينية، ومؤسسات العمل الخيري تنشأ ، وتتوسع ، في أطر الدول الوطنية المستقلة ، والتي تعمل خارج تمويل الحكومات ، ( غير حكومية ) ، وبصورة غير ربحية ، والاعتماد على الذات ، وبجهود تطوعية ، تعاونية ، والجزء الأكبر من هذه المنظمات التي تحقق النتائج المرجوة ، قد تتلقى معونات لتغطية النشاطات ، وتوسيعها ، من هيئات ( الأمم المتحدة ) المعنية ، ووصول بعضها الى الترشح في عضوية ( المجلس الاقتصادي الاجتماعي ) التابع للهيئة الدولية .
  التعريف الحديث : " المفهوم النبيل للمجتمع المدني الذي يعتبر من المفاهيم الحديثة في الثقافة السياسية المرتبطة تاريخيا بتاريخ الحداثة الغربية خصوصا في المجالات السياسية والثقافية والاجتماعية وان كان هناك شبه إجماع عند مفكري الاتجاه الليبرالي المعاصر حينما ينظرون الى المجتمع المدني باعتباره مجموعة المؤسسات الاجتماعية والثقافية التي تنتظم ضمنها مصالح وحساسيات فئات اجتماعية مختلفة كالعمال والمهنيين والجمعيات الحقوقية مما سيجعل المجتمع المدني اطارا منفتحا يضم بين حيثياته حقلا سياسيا شموليا ناقلا لكل التوترات والإرادات ومختلف الارهاصات والمطالب ، ويعمل أفرادها على تحقيق قيم ومصالح مشتركة بين السُلطات العامة والمواطنين؛ لتُساعد المجتمع على تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وإيجاد حلول مبتكرة للقضايا التي يواجهها من فقر وبطالة وغيرها " .
  ارتبط مفهوم المجتمع المدني في العقود الأخيرة  بسياق التحول والتغيير الذي عرفته بلدان اوروبا الشرقية في ثمانينيات القرن العشرين حيث كان للحركة النقابية وجماعات حقوق الانسان ،  والمواطن ، والمفكرين  الدور البارز في صناعة وتأطير التحولات الثورية الجارية حينها, وإعادة بناء الدولة والنظام السياسي بالشكل الديموقراطي ، ويشير مفهوم المجتمع المدني لكافة الانشطة التطوعية التي تنظمها الجماعة حول مصالح وقيم واهداف مشتركة وتشمل هذه الانشطة المتنوعة الغاية التي ينخرط فيها المجتمع المدني لتقديم الخدمات المتعددة ، كما عرفت بانها  حركات غير تابعة للدولة تتحدى الأنظمة الاستبدادية، خاصة في وسط وشرق أوروبا ، وأمريكا اللاتينية  .
  وعلى الصعيد العالمي هناك انطباع بوجود إشكالية في العلاقة بين الأحزاب ، ومنظمات المجتمع المدني ، الى درجة عدم اعتبار الأحزاب جزء منها ، لاسباب عديدة منها وجود أحزاب في الحكم ، والسلطة ، ومنها يمينية متطرفة ، وعنصرية ، والأحزاب بصورة عامة سياسية، ومؤسسات المجتمع المدنـى ليست بالضرورة سياسية بل أغلبها اجتماعية ، ومهنية ،  وثقافية ، لا تخلو من التأثير السياسي ،و الأحزاب تحكمها وتوجهها أيديولوجيات، أما مؤسسات المجتمع المدني فهناك تأثير للأيديولوجيات عليها ولكن لا توجهها أو تتحكم فيها.
  في الخصوصية الكردية السورية
  المناطق الكردية ليست وحدة إدارية موحدة ، متكاملة ، بل متعددة الاحتلالات ، وتتبع لاكثر من سلطة ، لذلك لاتضم منظمات مجتمع مدني مركزية ، او موحدة البرامج ، والاهداف  بالمعنى العلمي – الموضوعي ، وهناك مايقارب من نصف الكرد السوريين اما مهجرون يعيشون في الشتات ، أو نازحون بالداخل .
  السلطات المتحكمة بالمناطق الكردية من النظام ، الى القوى المحتلة ( تركيا ، أمريكا ، روسيا ، ايران ) اما انها تمنع ، أو ليس في اهتماماتها نشوء منظمات مدنية كردية تدافع عن حقوق المواطنين ، وحرياتهم ، ومصالحهم ، أما سلطة الامر الواقع التي يتحكم فيها – ب ي د – والمسميات الأخرى التابعة ل – ب ك ك – فانها لاتسهل قيام ونشاط منظمات ، اجتماعية ، وشبابية ، ومهنية ، ومطلبية ، لاتتبع آيديولوجيتها ، ولاتدور في فلكها .
  في الخارج وبلدان الشتات الكردي السوري ، قامت عشرات بل مئات الجمعيات ، والروابط ، والمنصات ، الاجتماعية ، والثقافية ، والنسوية ،  والفنية ، والبحثية ، والإعلامية  وحتى المناطقية ، من جانب كرد سوريين ولكن ليست بأهداف قومية كردية ، بل تخضع لقوانين دول المنشأ ، وتحسب جزء من منظمات المجتمع المدني لشعوب تلك الدول ، وليست منظمات المجتمع الكردي السوري ، وهذا لاينفي بعض أدوارها الإيجابية في خدمة الكرد بشكل غير مباشر  ،   وهو امر مفهوم ،  .   
  اما الأحزاب الكردية في طرفي الاستقطاب ( ب ي د و. ب د ك ، س ) فانها وبحسب المواصفات المعمولة بها عالميا ، لاتنتمي الى منظمات المجتمع المدني (  المعدومة أصلا بمناطقنا  كما اسلفنا أعلاه )  ، لانها اما حاكمة ، او مؤدلجة ، مسيسة ، او تعتاش على المال السياسي ، او مسلحة ، او تستخدم  المرأة ، والقصر في الاعمال القتالية .
  وهنا لابد من الإشارة الى تنامي طموحات مشروعة ، على شكل محاولات فردية ، وشللية ، خصوصا من جانب الشباب من الجنسين في معظم المناطق ، من اجل تنظيم الطاقات لخدمة قضية الشعب الكردي في مختلف المجالات ، ولكن سرعان ما ( تستنفر ) الأحزاب أدواتها  لاستيعابها ، او اختراقها ، او منعها .
  لاشك ان هناك شروطا ذاتية ، وموضوعية يجب توفرها للاعتراف بان المحاولة – الفلانية – تقود الى تحقيق خطوات نحو تأسيس منظمة مجتمعية مدنية ومن ضمنها : تحقيق السلم ، والاستقرار ، والنظام الديموقراطي ، والاستقلالية بمعنى عدم التبعية لمراكز حزبية او سلطوية ، والابتعاد عن الادلجة ، والاعمال العسكرية ، والصراعات السياسية ، وفي الختام ليس لدينا نحن الكرد السورييون منظمات مجتمع مدني بمعناها الحقيقي ، ولكن لدينا محاولات ، واختبارات ، وطموحات مشروعة على الطريق  .
  ومن الان وحتى توفر ، وتراكم شروط ، انبثاق منظمات مدنية متماسكة ، مستقلة في مجتمعاتنا ، يفضل اطلاق تسمية ( نشطاء وطنيين مستقلين ) على كل الحراك الهادف الى تغيير الأوضاع نحو الاحسن ، وإعادة بناء الحركة الكردية السورية ، وتحسين الظروف المعيشية ، واستعادة الحرية والعدالة ،  ونشر وتعميق العمل الثقافي ، والابداعي ، وقطع الطريق على كل البدع ، والردات المضرة ، الوافدة من ظلمات الكهوف ، والانحرافات الحزبوية ، والغريبة عن تقاليد حركتنا الكردية الاصيلة . 
 


 


71
عودة الى مشروع حراك " بزاف " لاعادة البناء   
       
               
                                                                 
صلاح بدرالدين
       بدأت الخطوات الأولى في بناء حراك " بزاف " قبل نحوعشرة أعوام ، ومازالت الحاجة ماسة الى تسليط الضوء على حقيقة هذا الحراك ، ومشروعه السياسي ، والفكري ، والثقافي  وطبيعته التنظيمية ، وأسلوب عمله ، ومواقفه من التجارب السابقة في الحالة الكردية خصوصا ، والسورية عموما ، وفيما يلي محاولة لتعريف حراك " بزاف " من جديد ، وفتح باب النقاش حوله :
١ - ليس سراً أن باكورة الإعلان عن مشروع "إعادة بناء الحركة الوطنية الكردية السورية – بزاف" كانت بغاية الشفافية، معتمدة على مبدأ الحوار المفتوح بين أوساط الجمهور الواسع النخبوي ، والشبابي والوطني المستقل ، والمسيس المتابع ، حول القضايا الرئيسية البرنامجية ، والفكرية والسياسية، وذلك عبر وسائل التواصل الاجتماعي ، والمنابر الإعلامية الكردية ، والوطنية السورية، ثم يتوج بالنقاش المتواصل الذي لم يتوقف في اللقاءات التشاورية ، بين حاملي وأصدقاء المشروع ، من مختلف الأطياف والنشطاء الشباب والمستقلين ، ومنظمات المجتمع المدني ، في أماكن الوجود الكردي السوري في الوطن وخارجه، ومن خلال التجربة العملية لسيرورة حلقات التشاور المعقودة بالداخل ، وفي إقليم كردستان العراق ، وألمانيا ، وتركيا ، ولبنان ، والامارات ، وكندا ،  (حتى الآن) يمكن تشخيص القضايا الرئيسية التي تدور حولها النقاش وسيستمر إلى حين، ومنها:
٢  – حول مفهوم المشروع من جهة إعادة البناء ودور مختلف الفئات الاجتماعية، وبينها المهمشة والجهات الداعمة سياسياً ومادياً افتراضيا ، ، وفي سياق الحوار يظهر أن مسألة إعادة البناء تخص الشعب الكردي في سوريا وشبابه من رجال ونساء، وأن مناضليه هم الداعمون والحاضنون، ولم يتم الاستئذان من أية جهة إقليمية أو دولية للبدء بالمشروع، الطرف الوحيد الذي تم طرح المشروع عليه ومناقشته معه وجها لوجه وفي اعلى المستويات هم الأشقاء في إقليم كردستان العراق، وفي مرحلة البناء ومقدمات وضع اللبنات الأولى لا أحد مخول بالتعاطي مع الأطراف الخارجية بقصد طلب الدعم المادي (حيث كل شيء من هذا القبيل له ثمن). .
٣. وعندما يعقد المؤتمر وتنتخب قيادة شرعية فهي حرة بإقرار ما يلزم وتحمل المسؤولية ، أمامنا عدة خطوات لتحقيقها للانتقال إلى مرحلة عقد المؤتمر، وما زلنا ببداية الطريق، والآمال معقودة على الشباب والمستقلين والناشطين في الداخل والخارج، ولا بد من حمل المسؤولية وبذل بعض الجهد حسب الاستطاعة طبعاً يمكن توفير شروط نجاح المشروع، أما انتظار الآخرين ليقوموا بأداء واجباتنا بدلاً منا، او انظار الأحزاب ، فلن نحقق نتائج مثمرة، وسيكون شأننا شأن من فشلوا من الأحزاب الراهنة قبلنا.
٤.– ويدور النقاش حول مسألة البعد الوطني السوري للمشروع؛ حيث هو بنظر البعض قد ذهب بعيداً على حساب بعده القومي ، ويرى آخرون أن هذه نظرة أحادية الجانب تدفع نحو انعزالية الكرد عن الشأن الوطني، وكرد سوريا ليسوا في جزيرة معزولة يرتبط مصيرهم عضوياً مع ما يحصل في سوريا مستقبلاً، ولاننسى أننا 15% من سكان البلاد، ومناطقنا ليست مرتبطة ببعضها، وهناك تداخل مع العرب والمكونات الأخرى، والسؤال: هل بمقدور الكرد السوريين عملياً إعلان دولة مستقلة وهو حق مشروع حسب مبدأ حق تقرير المصير؟ وحتى لو تم ذلك على سبيل الافتراض، فهناك تداخل بشري ، وتعايش انساني ،وتبادل اقتصادي، لا يمكن الاستغناء عن الشركاء عبر التاريخ، وما زالت القضية الكردية السورية بأمَسّ الحاجة إلى نوع من التوازن الدقييق بين القومي والوطني.
 ٥ - . سبق أن قلنا إن أي حل للقضية الكردية غير ممكن إلا بتوافر ثلاثة شروط :
     
٦ -  الأول: إجماع كردي على صيغة الحل.
       ثانياً: توافق وطني مع الشركاء على الحل المنشود.
      ثالثاً: توافر النظام الديمقراطي ليضمن الحل.
   لذلك لسنا الان بوارد حل القضية الكردية بشكلها النهائي ، لان طرفي الحوار ( الكردي الشرعي الذي يمثل ، والسوري الديموقراطي الذي يحكم)  ليسا جاهزان بل وظيفتنا هي تهيئة العوامل الذاتية وتوفير شروط التمثيل الشرعي المخول المنتخب من الشعب للتقدم خطوات نحو الحل السلمي الوطني ، الديموقراطي .
٧- يخشى البعض أن يكون المشروع بمثابة حلم صعب التحقيق بسبب دور قوى أخرى على الساحة من النظام إلى الأطراف الحزبية الكردية والمعارضة السلفية والإخوان، ويجيب آخرون: طبعاً المشروع حلم جميل سيتحول إلى واقع إن تمت الخطوات المرسومة كما ذكرنا سابقاً وكل الأطراف المذكورة ليست في وضع طبيعي، كلها ضعيفة ومحدودة التأثير في الصراع الدائر، فقط هناك الحراك الشبابي إضافة إلى المستقلين وسائر الوطنيين الكرد، هم من يشكلون الكتلة التاريخية التي نعول عليها، والمشروع بالأساس يتناول الجانب الكردي ويسعى إلى إعادة بناء وتعزيز الحالة الكردية من الأساس، وهو مشروع الحاضر والمستقبل، قد يطول تبعاً للظروف السائدة سورياً وكردستانياً وإقليمياً ودولياً؛ لأننا محكومون بنتائجها.
٨ - – يتساءل البعض: أليس المشروع بديلا لما هو قائم على الساحة الكردية؟ ثم إن سوريا مقبلة على التقسيم؛ لذلك علينا التركيز فقط على الجانب القومي وحق تقرير المصير، ويرى آخرون أنه من الآن ونحن في بداية الطريق، من الخطأ الادعاء بأننا البديل عن الجميع؛ لأن تحقيق المشروع سيكون نقطة تحول في تاريخ الحركة، وسيعبر شرعياً عن المشروع القومي والوطني الكردي، ولا ننسَ أننا نحتاج إلى كسب قواعد وجمهور الأحزاب القائمة أيضاً، صحيح لسنا بصدد إعلان حزب؛ لنكون بديلاً عن حزب آخر، ولكننا حركة واسعة شاملة، أما الوضع السوري فليس بصدد التقسيم؛ لأن الدول الراعية والمحتلة والمقررة تجمع على وحدة سوريا أرضاً وشعباً، قد يتم وضع لا مركزية واسعة على مستوى المحافظات، ومصير الكرد مرتبط بمدى إمكانية توحيد الصف الكردي وخطابه ومطالبه، وهذا ما نسعى إليه من خلال إعادة البناء والمؤتمر القومي المنشود.
٩– يؤكد البعض ضرورة أن يكون تمويل المشروع ذاتياً وبعيداً عن عقلية الأحزاب والأجندات الخارجية، ويجيب كثيرون بأن هذا كلام سليم ودقيق، وعلينا وفي هذا المجال الاستفادة من تجارب أحزابنا الكردية جميعها، وكذلك أطياف المعارضة السورية والفصائل، وما حل بها من فقدان القرار المستقل والتشرذم والانقسام، بسبب المعونات الخارجية المشروطة، طبعاً فلنتحمل بعض الأعباء في المرحلة الأولى، وهي ليست ثقيلة جداً، وبعد إتمام الخطوات المرسومة سيتغير الوضع نحو الأفضل حسب كل التقديرات.
١٠ -  يطالب البعض بتوضيح الجانب التنظيمي من المشروع، ويجيب آخرون بأنه كما هو مرسوم ومتفق عليه، الخطوة الأولى عقد لقاءات تشاورية مع مناقشة المشروع بقسميه القومي والوطني، ومتابعة الأحداث، ثم الانتقال إلى انتخاب لجان المتابعة في كل منطقة (الوطن طبعاً ثم مناطق الشتات في إقليم كردستان وأوروبا وتركيا والإمارات ولبنان..)، والخطوة التالية عقد لقاء بين أعضاء لجان المتابعة لدراسة الوضع والوصول إلى نتائج نقاشات البرنامج، ثم انتخاب اللجنة التحضيرية للمؤتمر القومي الوطني؛ لتقوم بالتحضير والإعداد، وسيتقرر كل شيء بذلك المؤتمر المنشود.
١١ -  يتساءل البعض حول خطة العمل وأدوات المشروع، ومصير حاملي المشروع، ويجيب آخرون بأن قسماً من الإجابة تم سابقاً، وأننا بأمس الحاجة إلى شرح المشروع عبر الإعلام والكتابة والتصريحات؛ لنكون دوماً بين الجمهور الكردي، أما مصير أعضاء لجان المتابعة واللقاءات التشاورية فمتعلق بقرارات المؤتمر حول ماذا بعد المؤتمر؟ حركة سياسية أم تجمع جبهوي، أم أي إطار آخر، وحين ذلك سيتضح موقع ودور الأعضاء تنظيمياً وسياسياً.
١٢ -  يواصل البعض التحقق من آليات عمل المشروع والنظام الداخلي والعلاقة مع الأطراف الكردية، ويجيب آخرون بأنه تم تحضير مشروع النظام الداخلي وسيعرض على  المؤتمر كما المشروع السياسي ، وعلينا بالمزيد من التساهل والتجانس وقبول أعضاء الأحزاب في لقاءاتنا، وبدون حساسية فنحن وهم في مركب واحد، خاصة إذا قبلوا مبدأ إعادة البناء والشعور، بأن قيادات أحزابهم ليست بمستوى المسؤولية القومية والوطنية، وليس لديها أي مشروع قومي ووطني، ومنذ البداية نقول ونكرر إن قواعد الأحزاب هي جزء من المشاركين بالمؤتمر المنشود.
١٣ -  وهكذا فإن الحوار مستمر، وكل أماكن الوجود الكردي السوري بصدد عقد اللقاءات التشاورية، سعياً وراء التوصل إلى برنامج سياسي مدروس ومناسب، وتوفير شروط عقد المؤتمر القومي – الوطني من أجل إعادة بناء الحركة الوطنية الكردية السورية.
  ١٤ – وبالاجابة على التساؤل الرئيسي أرى : نعم الفكرة وصلت الى النخب ، والاوساط المتعلمة ، والاعلامية ، والثقافية الشبابية من النساء ، والرجال ، والفئات الاجتماعية المتوسطة ، والوطنيين المستقلين ، والمناضلين من الرعيل الثاني ، كما وصلت الفكرة الى مسامع القوى الإقليمية ، والدولية المعنية بالملفين السوري ، والكردي ، وهناك ملامح تحرك داخل الوطن تدعو للتفاؤل الى جانب نوع من الاستشعار الخارجي .....
  وثائق حراك " بزاف " : ١ – مشروع البرنامج بشقيه القومي ، والوطني ، وملحقاته ، وقد تم تعديله للمرة الرابعة . ٢ – مشروع النظام الداخلي المستقبلي . ٣ – ميثاق " بزاف " للعمل المشترك . ٤ – مذكرة النقاط العشر . ٥ – النداء الوطني . ٦ – مبادرة العمل حول مشتركات الحد الأدنى . ٧ – مذكرات الى المندوب الأمريكي ، وإقليم كردستان العراق . ٨ – مبادرة مقدمة الى كل من ( ب ي د و ب د ك ، س ) للقاء ثلاثي . ٩ – مذكرات ورسائل مرفوعة الى رئاسة إقليم كردستان من اجل دعم عقد المؤمر الكردي السوري الجامع . مع بلاغات وصورعن لقاءات لجان المتابعة ووثائق أخرى تجدونها في موقع " بزاف " الرسمي باللغتين الكردية ، والعربية والبعض بالانكليزية :  www.bizav.org .
   




72
قراءة نقدية لتصريحات بعض مسؤولي جماعات – ب ك ك – السورية
                                                                     
صلاح بدرالدين

  من المعلوم لدى المواطن الكردي السوري في مختلف مناطق سكناه ، ان أحزابه الراهنة التي تبلغ العشرات ، الماسكة منها بسلطة ( الإدارة الذاتية ) ، او في خارجها ، تخفي عنه كل شيئ ، ومن الانصاف القول حتى أعضاؤها ، وقياداتها من الدرجات الثانية والثالثة ، لاتعلم مايجري فوق ، والسبب طبعا هو انعدام الضبط والربط ، والأداء ، بالطريقة الديموقراطية ، مضافا اليه السبب الاخر وهو عدم استقلاليتها ، وارتهانها لقرارات خارجية ، وتنفيذها لاجندات الاخرين ، ومن النادر جدا ان يفصح مسؤول ما في تلك الأحزاب عن حقائق ، ومعلومات تتعلق بالمواقف السياسية الحقيقية ، وان حصل قد يكون نابعا من وجود صراعات داخلية ، واختلافات ، يصر طرف تسديد ضربة الى الطرف الاخر ، وهذا ما نلمسه من التصريح الأخير للقيادي في – ب ي د – السيد آلدار خليل ، الذي جاء فيه بايجاز شديد :

        ( على الرغم من عدم انفتاح النظام في الوقت الحالي على تجربة الحكم الديمقراطي ولكن يبقى الخيار الأفضل لكل السوريين هو الضغط باتجاه التوصّل إلى حل سوري – سوري يتجنّب تعميق أزمات السوريين ويمكّن الشعب السوري من العيش بسلام  -
الدول الكبرى لها مصالح خاصة وحين تضع تركيا العضو في الناتو في الميزان مع الإدارة الذاتية ترجح كفة تركيا الدول الكبرى بما في ذلك روسيا والولايات المتحدة لن تغضب تركيا إذا تطوّرت الأمور في المنطقة.ا
. - تدرك دمشق أن التواصل معنا فيه فائدة أكثر من العلاقات مع أي دولة أخرى في الخارج، فالثروات الطبيعية والبشرية تتركّز في مناطقنا كما سيمكّن مشروعنا الديمقراطي دمشق وكل الأراضي السورية من الاستفادة بكافة الأشكال، وبالتالي إعادة العلاقات مع الإدارة الذاتية سيكون الضمانة الأفضل لدمشق . ) .


   تصريح السيد الدار خليل، كما أرى يعتبر نموذجا واضحا معبرا عن ماهية جماعات – ب ك ك – السورية ، وقد تناولت البنود الواردة فيه بأسلوب خاص وجدته مناسبا لمثل هذه المواقف ، فللضرورة احكام ، ويهمني ان يجيب السيد – الدار – على تساؤلاتنا كما يسرني أيضا مداخلاتكم للفائدة العامة ،  ولنبدأ :

أولا – كانت مدة اللقاء أربعة وعشرون دقيقة استمعت اليه بالكامل ، نصفها كان حول تركيا ، واتهامات ضد قيادة إقليم كردستان او – شمال العراق – حسب وصفه ، أي ان الأولوية في اللقاء كانت لبحث وضع تركيا ، وليس القضية الكردية السورية ، ومعاناة الكرد السوريين ، ومسالة ازمة الحركة الكردية وسبل حلها ، وتوحيدها ، والقضية السورية عموما ، وصراع الشعب السوري مع نظام الاستبداد ، وكان السيد آلدار واضحا جدا ، ومعبرا حقا وحقيقة عن موقف قيادته ، في مركز قنديل لحزب العمال الكردستاني التركي ، وسياسات سلطته ( الامر واقعية ، وادارته الذاتية ، وقسد ، ومسد ...) ، وكل ما ادلى به من مواقف كانت تفنيدا ، ونفيا قاطعا ، لاضاليل زميلاته ، وزملائه ، وجنرالاته ، في منتديات محلية ، وعالمية مثل ( اجتماعي ستوكهولم ) من اجل " إقامة جبهة ديموقراطية لدعم الثورة السورية وازالة الاستبداد " ، او تصريحاتهم بشان " الاتفاق الكردي الكردي " وغير ذلك .
  ثانيا – بالرغم من كل شيئ ، وفي نهاية الامر ( كما يقول آلدار )  سنعود لبعضنا نحن والنظام ، فقد جئنا منذ أواخر ٢٠١١ ، وبداية ٢٠١٢ ، بناء على عقود ، وعهود ، واتفاق بيننا ، وبين ممثل رأس النظام ، والان وبعد ان انجزنا كل التزاماتنا ، وادينا وظيفتنا بكل امانة ، وصلنا الى ساعة الحقيقة ، وهي الاندماج في نظامنا الشرعي الذي يمثل تطلعاتنا .
  ثالثا – صحيح ( كما يريد الإفصاح عنه )  اننا لانقلل من قيمة نظام البعث ، ودوره في قيادة الدولة ، والمجتمع ، ولكننا استنبطنا أيضا تجربة ديموقراطية ذاتية بنكهة قنديلية بفضل تعاليم ( آبو )  في قيادة الميليشيات ، والسلطات المناطقية ،  وتصفية المخالف ، وتجنيد القصر ، واراقة الدماء لاكثر من اثني عشر شهيد قرابين للامة الديموقراطية ، ورسالتها الخالدة ، هذه التجربة ستشكل نواة لاقامة النظم السياسية ليس في سوريا وحدها بل في كل الشرق الأوسط التعيس .
  رابعا – نحن نفهم ( لسان حاله يقول )  مايجري في كل مكان بالكرة الأرضية ، ونعلم ان الدول الكبرى والعظمى ، ناهيك عن الصغرى ، ستقف مع تركيا ، وضدنا بالوقت ذاته ، وذلك سعيا وراء مصالحها ،  ولكننا سنمضي قدما في استحضار الجنود الاتراك ليحتلوا البقية الباقية من المناطق الكردية – عفوا – مناطق  ( شمال شرق سوريا ) وهذه آخر وظيفة لنا علينا إنجازها .
  خامسا – صحيح ( كما يرغب توضيحه )   اننا لم نقصر في دعم نظامنا بالنفط ، والحبوب ، مباشرة حسب عقود موقعة بشان حراسة آبار النفط برميلان  ، او بالإنابة عبر – القاطرجي – وغيره ، واخترقنا من اجله قانون قيصر ، ولكننا هيئنا كل المستلزمات ، لنسلمه كل الابار ، والمحطات ، والمعابر ، وقد مهدنا أيضا الأرضية السياسية ، والجماهيرية المطلوبة لاستقبال أجهزة ، ومؤسسات النظام ، بالورود ، والرياحين ، لأننا خلقنا حالة بين المساكين الغلابة من الكرد ، والعرب ، والمسيحيين ، في مناطق سلطتنا ، بحيث الجميع يتمنون اليوم قبل الغد قدوم طلائع النظام .
   سادسا – على الجميع ( وكانه يريد التحذير ) )  ان يعلموا وخصوصا إقليم شمال العراق ، ومايطلق عليهم الكرد السورييون ، ان – ب ك ك – هو العنوان الوحيد لهم جميعا ، شاؤوا أم ابوا ، واننا تخلصنا من الهوس القومي اللعين ، ولم نعد نؤمن ببدعة – حق تقرير مصير الشعوب - ، اما مايتردد حول الاتفاق الكردي الكردي فلاعلم لنا به ، وماهو الا دعاية ماكرة من الخونة ، فنحن نمثل كل شيئ على وجه ارض ( شمال شرق سوريا ) ، وفي باطنها ، وماحولها ، هذا هو موقفنا ، وهذه سياستنا ، ونحن على الدرب ماضون .
  وحتى لا يفكرن احد خصوصا المعنييون بهذا التصريح ، باننا معشر الوطنيين المستقليين الكرد السوريين  ننتهز الفرص للاساءة اليهم عن بعد ، وعلى مواقع التواصل الاجتماعي ، منابرنا الحرة الوحيدة التي نتنفس من خلالها ، ندعوهم جميعا بل نتحداهم  أصحاب السلطة ، والأموال ،   والأحزاب ، ودكاكينها ، والفضائيات ، وملحقاتها ، ان يحاورونا وجها لوجه ، وعلى منابرهم الإعلامية بالذات ان كانوا واثقين من انفسهم ، ومن مواقفهمم ، وليكن الجمهور حكما بيننا ، فاقبلوا التحدي ان كنتم صادقين .
    هذا المشهد وغيره ، في مجال حقيقة ، وطبيعة ، ومخاطر نهج رموز سلطة الامر الواقع ، ومعظم قيادات الأحزاب الكردية ، علىى حاضر ومستقبل العمل الوطني الكردي السوري ، يدفع الى المزيد من القلق على المصير ، واكثر من كاف لتحرك الوطنيين المستقلين ، وخصوصا المترددين منهم ،  ومواصلة العمل من اجل الإنقاذ ، وتوفير شروط عقد المؤمر الكردي السوري الطرييق الوحيد للانقاذ  ، لتوحيد حركتنا ، واستعادة شرعيتها ، وإعادة بنائها ، لمواجهة التحديات المصيرية الماثلة .
 

- ملاحظة : "  تلك المقاطع اعلاه نشرها احد النشطاء ( ايفان حسيب ) بايجاز من مقابلة الدار خليل عضو قيادة – ب ي د – بتاريخ ٣٠ – ٤ – ٢٠٢٢ – مع هديل عيسى -  وكالة نورد بريسس – امريكان اونلاين . " .




73
الأحزاب الكردية السورية : تشابه في النهج
                                                                     
صلاح بدرالدين

  ليس من باب التحامل والاستعداء ، بل من منطلق رؤية الواقع كما هو ، نقول : ان أحزابنا الكردية السورية التي بلغت مايقارب المائة ، فقدت احترامها ، وصدقيتها بين الأوساط الوطنية ، والشعبية ، لانها لم تتمكن من بناء الذات ، وتقديم النموذج التنظيمي الحي بقيادة جماعية ترضخ للمساءلة ، وتقدم الأفضل في الفكر والثقافة ، والموقف السياسي ، بحسب المواصفات النضالية المعروفة ، وبالرغم من العدد الهائل الزائد عن حاجات الشعب الكردي ، فانها لاتتميز بالتعددية الفكرية ، والسياسية ، والصراع التنافسي الخلاق ، بل تجدها متشابهة في البنية ، والوسائل ، والخطاب ، والتعامل مع الاخر ، وقياداتها غارقة حتى الاذنين بالثقافة الاستبدادية ، والفساد ، والاتكالية ، والتبعية لمن يدفع ، ويرعى .
  في خضم التناول النقدي الفكري – الثقافي – السياسي للحالة الكردية السورية العامة  ، واحيانا سرد بعض التفاصيل الخاصة في  تقييم التعبيرات الحزبية التي تتصدر المشهد ، وذلك من منطلق الإصلاح ، والتطوير ، وإيجاد حلول للازمة العاصفة المتفاقمة ، التي تتجاوز ( القيل والقال ) بين المسؤولين الحزبيين ، لتمس الكرد السوريين وجودا ، وحقوقا ، والحركة القومية - الوطنية السياسية بالصميم ، ترتفع أصوات بين الحين والآخر من أنصار طرفي الاستقطاب ، وتطالب بعدم التساوي بينهما ، ووضعهما في كفة واحدة ، ولكل من هذه الأصوات أسباب ، وحجج ، وشواهد ، وجيهة ، او هزيلة .
  اعتقد ان أصحاب تلك الأصوات يشكلون جزء من الازمة ، وليس من الحل للسببين التاليين  :
  أولا – الذين يتصدون للازمة الكردية الراهنة ، وضعوا نصب اعينهم الابعاد التاريخية ، والظروف الموضوعية ، ومكامن الخلل ، وهيؤوا الخيار الأمثل ، وأدوات المعالجة من مشاريع برنامجية طويلة المدى – استراتيجية – وخطوات مرحلية من مبادرات انقاذية سريعة استنادا الى مشتركات رئيسية ، وفي كل هذه العملية يتم النظر الى الأحزاب كجزء وليس ككل ، من الحركة الوطنية الكردية الواسعة الشاملة لكل الطبقات الاجتماعية ، والفئات ، والاطياف وفي الوقت ذاته كظاهرة وقتية لن تستمر الى الابد من حيث العدد ، والمواقف ، والسياسات . في حين ان أصحاب الأصوات – المنحازة – ينطلقون من مفهوم الحفاظ على الامر الواقع الحزبي دون تغيير في النهج، والتمسك بمبدأ التفاضل ، وليس تبديل ماهو قائم الا واحيانا التركيز على القشور ، مثل ملاحظات على هذا الشخص او ذاك .
  ثانيا – لم يعد التصدي النقدي ، والتجديدي الجذري ،  للحالة الكردية السورية حكرا على افراد ، أو نخب معينة ، بل تحول الى مطلب شعبي واسع ، عفوي ، يحاول المتصدون لمهام التغيير نقل الارادة الوطنية الصادقة من التمنيات ، والمشاعر النبيلة ، الى وقائع ، وصياغتها في برامج ، ثم استنباط الآليات المناسبة لمواصلة النضال من اجل تحقيق الهدف الرئيسي ، وبدلا من تمترس أصحاب الأصوات – التفاضلية – هنا وهناك ، او التمسك بالقديم ،عليهم المشاركة الفعلية في عملية التجديد من خلال الفكر ، والثقافة ، والابداع النظري ، والأبحاث ، والمقالات النقدية الخلاقة  .
  ثالثا – وفي هذا السياق لااخفي تفاؤلي بما اقرؤه من مقالات ، وبوستات ، او مبادرات ومقترحات ، تدعو او تقترب من الدعوة الى حل ازمة الحركة الكردية ، ولاشك ان النقاش ، والحوار من الضرورات الملحة في هذه المرحلة وذلك من اجل التوصل الى مشتركات ، والانتقال الى صياغة المشاريع البرنامجية لاعادة بناء حركتنا ، وكل ذلك من وظائف النخب الوطنية المناضلة ، والثقافية .
  عوامل التشابه والاختلاف ، بين أحزاب طرفي الاستقطاب
  أولا – تتشابه أحزاب الطرفين في الأمور التالية : ١ – الطبيعة اللاديموقراطية داخل التنظيم . ٢ – ادعاء التمثيل الشرعي واحيانا الوحيد للكرد . ٣ – اعتبار الحزب هدفا وليس وسيلة . ٤ – عدم قبول وجود الوطنيين المستقلين الكرد كقوة عددية غالبة . ٥ – التبعية للخارج ، والافتقار الى القرار المستقل . ٦ – اعتبار اتفاق احزاب الطرفين وحدة الكرد . ٧ – رفض إعادة بناء الحركة الكردية السورية بالطريقة المدنية الديموقراطية عبر المؤتمر الكردي السوري . ٨ – عدم الاعتراض على عسكرة المجتمع الكردي السوري . ٩ – قبول الطرفين لسلطة الامر الواقع ، والتفاوض على المحاصصة في ظلها عسكريا ، وماليا ، والاعتراف بالبعض الاخر حسب اتفاقيات أربيل ، ودهوك ، ومبادرة مظلوم عبدي .
  ثانيا – عوامل الاختلاف : ١ - أحزاب – الانكسي – مع أحزاب أخرى موزعة هنا وهناك  تشكل جزء من الحركة الكردية السورية من حيث المنشأ التاريخي وهذا لايعني انها تنتهج الطريق الصحيح الان ، في حين – ب ي د – يشكل فرعا ل – ب ك ك – كحزب من كردستان تركيا . ٢ – ب ي د – كحزب حاكم لسلطة الامر الواقع مسؤول عن الكثير من الممارسات منها جرمية ، حقوقية ، مالية . ٣ – ب ي د يتحمل مسؤولية التعاقد مع النظام منذ بداية الثورة السورية المغدورة في مواجهة الثورة والمعارضة ، واستخدام العنف تجاه المخالفين . ٤ – ب ي د يتحمل مسؤولية مواجهة سياسة شعب إقليم كردستان العراق وقيادته الشرعية المنتخبة ، وتهديد إنجازاته  .
  وأخيرا المقارنة بين هذا الطرف الحزبي وذاك ليست من مهامنا الأساسية ، والمقياس الوحيد لوطنية ، وصدق ، وافضال ،  أي كان حزبا او جماعة او فردا هو مدى المساهمة في انقاذ الحركة الكردية السورية ، وتعميق الجانب الفكري الثقافي في نضالها ،  والتجاوب مع نداءات  الجمهور الكردي من اجل الإنقاذ ، والمصالحة ، وإعادة البناء ، وتوحيد الحركة الكردية ، وانتخاب من يمثلها لانجاز المكاسب القومية ، والوطنية ، واعادة الاعتبار للدور الكردي في المجال الوطني ، والمساهمة الفاعلة في البناء ، والنضال ، وصولا الى سوريا جديدة تعددية ، تشاركية ، ديموقراطية ، وتجديد العلاقات الكردستانية على أسس سليمة ، وقاعدة متينة ، مبنية على مبدأ التنسيق ، والتضامن ، وعدم التدخل في شؤون البعض الاخر .
   
   

74
المشهد الكردي السوري بين الثابت ، والمتحول
                                                                 
صلاح بدرالدين

   الكرد السورييون يمرون بمرحلة عصيبة على الصعيدين الوطني العام ، والقومي الخاص ، وحركتهم السياسية تعاني من ازمة مستعصية ، تتفاقم يوما بعد يوم ، ومحاولات حل الازمة تواجه عقبات ان كانت من جانب نظام الاستبداد ، والمحتلين ، او الأحزاب الكردية من طرفي الاستقطاب ( ب ي د و ب د ك س ) ، هذه الأطراف تستخدم اشكالا مختلفة من الموانع للحد من توفير أسباب الإنقاذ ، وحل الازمة ، منها عسكرية امنية ، ومنها فكرية و ثقافية ، وسياسية ، وأخرى اجتماعية ، وبعضها اقتصادية .
  في الثابت المبدئي الاستراتيجي : القضية الكردية السورية واحدة لاتتجزأ بأبعادها  البشرية ، والقومية ، والسياسية  ، وجزء عضوي في النضال الوطني الديموقراطي العام بالبلاد ،  فمنذ نمو البذور الأولى باالوعي القومي لدى كرد سوريا ، جمعت الحركة الوطنية الكردية كرد مختلف مناطق ، ومدن ، وبلدات ، وقرى الجزء الغربي ، ووحدت حركة – خويبون – منذ عشرينات القرن الماضي الإرادة الواعية الجماعية ، وظهر التنظيم السياسي الأول للكرد السوريين بفضل تعاون كرد الجزيرة ، وعفرين ، وكوباني ، ودمشق ، وكانت تجربة ( الاتحاد الشعبي الكردي ) غنية في مجال مشاركة أبناء المناطق الأربعة في صنع القرار السياسي ، والنضال من اجل الحقوق القومية ، والوطنية ، وتقديم التضحيات في سبيل انتزاع حق تقرير مصير الكرد في اطار سوريا التعددية ، الديموقراطية الواحدة .
وفي المتحول ، تجد قضايا ( تنسب للكرد وهي غير كردية سورية ، ولاتحظى بالاجماع القومي ) مثل مايطلق عليها : قضية ( شمال شرق سوريا ) ، التي تتبناها المجموعات التابعة ل – ب ك ك – كخيار فضفاض بديل للحقوق القومية خارج اطار مبدأ حق تقرير مصير الشعوب ، وتعبيرا للارتباط الآيديولوجي بقائدهم عبد الله اوجلان ، والسياسي  ، والتنظيمي ، بمركز – قنديل – العسكري القيادي لحزب العمال الكردستاني – التركي ( ب ك ك ) . 
  وفي حالات أخرى مختلفة هناك محاولات جانبية ، واحيانا فئوية عصبوية ، لادراج قضايا فرعية محل القضية الأساسية والانطلاق منها في رؤية القضية المركزية للشعب الكردي السوري  .
    فلاشك ان  احتلال عفرين ، والحاق الأذى باهلنا هناك ، وكذلك في تل ابيض ، وراس العين ، امر مرفوض ومدان ، وماحصل يشكل إجراءات من سياسة عامة ضد كرد سوريا كشعب وقضية ، تتواصل  منذ قيام الدولة السورية ، وحتى لو ازيل الاحتلال التركي في هذه الظروف فلن تسلم المنطقة لاهلها الأصليين من الكرد ،  ليديروها تحت أي مسمى ، او قد تسلم الى النظام ، وفي كل الأحوال  هناك القضية الكردية السورية العامة ومن ضمنها منطقة جياي كرمينج ، التي تتطلب الحل الشامل ، والعادل  والنهائي .
     لاشك ان أي منصف يمكن ان  يتفهم اندفاع مجموعات من اهالينا في تلك المناطق الى درجة التشدد المناطقي وهو نابع من فعل الالام ، والمعاناة وكذلك وقد يكون بمثابة ردات فعل على جهات حزبية كردية مسببة في المأساة ، او صامتة عليها ، وتبقى مآسي تلك المناطق جرحا في الخاصرة الكردية السورية ،وجزء من كل ، وهنا لايجوز تجاهل الكل من اجل الجزء خصوصا من جانب الوطنيين الصادقين .

 الى جانب تلك المحاولات السابقة ذكرها هناك قضيةاخرى تلوح بالافق وهي قضية الزعامات العشائرية  الكردية ، التي تم التمهيد لاخراجها أولا عبر المؤتمرات ، من خلال إصدارات الكتب المتتالية  التي تؤسس لثقافة منح الزعامات القبلية زورا شرف صناعة التاريخ التحرري الكردي بدلا من الحركة الكردية الجماهيرية التاريخية المستندة الى مجموع الشعب ، والانتفاضات ، والثورات الشاملة ، ومحاولات الاستقلال ، التي حدثت طوال مراحل تاريخ الكفاح القومي الكردي منذ القرن التاسع عشر وحتى الان .
   هذه القضايا وعندما يراد لها ان تتحول الى بدائل للقضية الأساسية فانها  ستعاكس المسار الوجودي التاريخي ، والجغرافي  للحركة الوطنية الكردية ، وستكون في خدمة حرمان الشعب الكردي من كونه من السكان الأصليين ، وبالتالي حرمانه من حق تقرير المصير ،  وتشكل  ردة استفزازية  ، للفكر القومي الكردي الديموقراطي المتطور والمنفتح .
    والى جانب ذلك فان تلك القضايا المفتعلة مجتمعة تكلف الشعب الكردي السوري الكثير الكثير من موارده البشرية ، والاقتصادية ، وفي النهاية تصب ( مباشرة او بشكل غير مباشر ) في مجرى استراتيجية  أعداء الكرد ، واعداء العيش المشترك بين المكونات السورية ، وتقدم خدمة كبرى للنظام الاستبدادي الحاكم ، ومخططاته في تصفية الحركة الوطنية الكردية ، اوتقسيمها ، وتحريف أهدافها ، فلو صرف النصف من ميزانيات اداراتها ، ومنابرها الإعلامية ، ومنصاتها ، وجهودها البشرية على القضية الكردية الحقيقية لامكن تصحيح مسار الحركة ، وتوحيد ، وتعزيز طاقاتها ،. واشراك ممثلي كل المناطق ومن دون تمييز بالقرار  وتوفير شروط حل قضية الكرد السوريين بالتعاون ، والتوافق مع كل المكونات السورية ، وقواها ،  وتياراتها الديموقراطية .
  ومادمنا في سيرة مثل هذه ( القضايا اللاتاريخية ) لاننسى قضية أخرى تفتعلها على الدوام فئة من المثقفين الكرد السوريين اللذين يتعاملون مع قضية شعبهم بشكل موسمي ، وهي تبرير عجزهم عن القيام بواجب العمل من اجل إعادة بناء الحركة الكردية ، من خلال انتظار ان تمارس القيادات السابقة واللاحقة بالاحزاب الكردية النقد الذاتي وإصدار كتب تحت عناوين " الاعتراف بجرائمهم بحق الكرد .. ؟! ) ، للأسف هؤلاء يخلطون الأمور عندما يساوون بين الجميع ولايميزون اية إيجابيات في تاريخ الحركة الكردية ، بل وليسوا مطلعين على مراحل نضالها ،  ويتسترون على المجرم الحقيقي المعروف ، ويتهربون من ميدان النضال ، ومن قول الحق بذرائع واهية غير موضوعية ، ومثل هؤلاء لاخير فيهم لا لشعبهم ، ولا لقضيتهم .
، بنهاية الامر ان لم  تتكاتف المساعي الوطنية المستقلة لمعالجة  ازمة الحركة الكردية السورية ، سنواجه قضايا أخرى افتراضية ، او مفبركة ، أو حقيقية ، وتتحول الى رئيسية  وعودة الى تجارب مماثلة من هذا القبيل حصلت بالحركة الكردية خارج سوريا بالأمس القريب أقول : أولم يعمق أعداء الكرد الشرخ  في التمايز اللهجاتي بين السليمانية ، ودهوك في كردستان العراق منذ ستينات القرن الماضي وحتى الان ، وكانت التكلفة باهظة في الأرواح ، والموارد ، ونضال الحركة الكردية ، والحقوق القومية  ،  الم يلعب أعداء الكرد على التنوع المذهبي بين السنة ، والعلويين الكرد ، وبين السنة والشيعة الكرد ، الم يلعب أعداء الكرد باستغلال مآسي أبناء قومنا الازيديين عبر اثارة وتشجيع النزعات الانقسامية في صفوفهم ؟ .


75
الأولوية لاعادة بناء الحركة الكردية السورية
                                                           
صلاح بدرالدين


       نحن الكرد السورييون ومن حيث خصوصيتنا القومية في الاطار الوطني العام ، فقدنا منذ عقود أداتنا النضالية المنظمة الموحدة  التي تتجسد في حركتنا القومية الديموقراطية ، التي تقود نضالنا بجانبيه القومي ، والوطني منذ ظهور حركة – خويبون – في منتصف عشرينات القرن الماضي مرورا  ببدايات  قيام الدولة السورية ، وحتى الان ، نعم لقد تراجعت الحركة ، وتفاقمت ازمتها منذ ان صادرت اكثر من مائة حزب اسمها ، وتحولت بعد التشتت ، والانقسام مادة يراد استثمارها لمصالح فئوية ضيقة خصوصا بين أحزاب طرفي الاستقطاب ( ب ي د و ب د ك س ) .
      بحسبة بسيطة يمكن التأكد من وجود غالبية وطنية مستقلة خارج الأحزاب الكردية ضمن صفوف كرد سوريا بالداخل والخارج ، من النساء والرجال ، تنتمي جغرافيا الى مختلف المناطق ( عفرين – كوباني – الجزيرة – حي الاكراد بدمشق ) ، تضم مفكرين ، ومثقفين ، وسجناء سياسيين سابقين  ، وأصحاب خبرة ، وتجارب النضال السري ، ومن كانوا منتمون سابقا الى مختلف التيارات السياسية من اليسار ، واليمين ، والوسط ، اكثريتهم هجرت العمل الحزبي تجاه مفهوم ( الكردايتي ) المستقل العام .
   وبالرغم من اختلاف المنشأ ، وتعدد التصورات ، فان الجميع يتفق على الأمور التالية : ١ - ضرورة حل ازمة الحركة الكردية السورية ، بإعادة بنائها ، واستعادة شرعيتها ، وتوحيدها بالطرق المدنية الديموقراطية . ٢ – فشل الأحزاب الكردية في توحيد الصف الكردي ، وحل القضية الكردية ، وإنجاز المهام القومية ، والوطنية . ٣ – عجز الأحزاب الكردية من طرفي الاستقطاب في العمل المشترك  تحت لواء مشروع وطني كردي سوري يحقق الطموحات ، ويعيد للكرد دورهم ، ويوحد حركتهم ، ويحفظ استقلالية قرارهم ، ويصون شخصيتهم المميزة ، وهذه الثوابت كافية لتحاور المؤمنين بها ، وتوافقهم على خطوات لاحقة .         
   فقد بات من المعروف في الساحة السياسية الكردية السورية ، ان قيادات أحزاب طرفي الاستقطاب ( وليس كل أعضائها )  تنتهج موقف التجاهل لرغبة الغالبية الوطنية المستقلة ، في تصوراتها المطروحة لحل الازمة الناشئة بإعادة بناء الحركة ( كما في مشروع حراك " بزاف " ) عبر بوابة المؤتمر الكردي السوري الجامع ، وكذلك المحاولات الأخرى الفردية الفكرية ، والثقافية ، المشابهة من جانب مثقفين ، وناشطين ، واذا كان الطرفان الحزبيان يتهربان من الحوار الشفاف ، والعلني حول مصير الشعب ، والقضية ، والحركة ، لاسبابهما الخاصة  المعروفة ، فلماذا يسود التباعد ، والحذر ، والمواقف السلبية المسبقة ، بين صفوف الداعين الى التغيير من المستقلين ؟ .
   ليس تعصبا لحراك " بزاف " ولكنه الاقدم ( منذ ٢٠١٢ ) في مجال الدعوة الى إعادة بناء ، وتوحيد ، وشرعنة الحركة ، والأكثر وجودا في الداخل ، والشتات ، والاغزر عقدا للقاءات التشاورية ، والمنابر النقاشية ، والوحيد الذي يمتلك مشروع البرنامج المتكامل بشقيه القومي ، والوطني كمنطلق استراتيجي ، وكذلك النظام الداخلي لتسهيل ، وتكامل العلاقات ، والنشاطات ، ولديه العديد من المبادرات المرحلية ، والتصورات ، والعشرات من الوثائق ، كما لديه تواصل ( غير رسمي لانه ليس حزبا ، ومازال حراكا فكريا ، ثقافيا ، سياسيا في طور التشكل التنظيمي ) مع معظم الأطراف المعنية بالملفين السوري ، والكردي .
  حراك " بزاف " لديه وضوح الرؤيا بحكم الخبرة ، والعلاقات الديموقراطية بين لجانه التنسيقية ، ويختلف عن البادئين حديثا ، فهو بدأ بالبد اية طارحا عبارة او صرخة مالعمل ؟ وبمرور نحو عشرة أعوام ، امتلك الجواب ، الذي نعتبره مازال مشروعا قيد الدراسة ، والتعديل يمكن التحاور حوله في كل زمان ، فاالبادئون حديثا من الناشطين يشبهون الحراك قبل عشرة أعوام ، بدلا من أداء نفس التجربة لعقد من الزمن لماذا لا يتعاملون مع وثائق " بزاف " الجاهزة حتى لو بشكل نقدي بناء ؟ هذا تساؤل جوهري يحتاج الى جواب مقنع ، من جانب اشقائنا ، وشركائنا في عملية الإنقاذ .
  حراك " بزاف " يستقبل اطروحات بعض المثقفين ، والناشطين الكرد السوريين من اجل الإنقاذ ، وحل ازمة الحركة الكردية برحابة صدر ، واستحسان ، ويجد فيها تحقيقا لما نصبو اليه جميعا ، وانتصارا لمشروعه ، ولاشك سيتحقق اللقاء ات المثمرة  معا عاجلا ، أم آجلا ، وسيحقق الجميع سوية شروط الانتقال الى مرحلة متقدمة في العمل السياسي ، والتنظيمي ، والبناء الفكري ، الثقافي ، أتساءل بكل صدق هل بيننا نحن دعاة التغيير وإعادة البناء ، والمؤتمر التوحيدي المنشود موانع ، وحواجز يستحيل تخطيها ؟ .
  من المعلوم اننا جميعا لدينا مآخذ حقيقية على أداء أحزاب طرفي الاستقطاب ، وقد نحملها المسؤلية الأكبر في ماوصل اليه شعبنا لان طرفاها يستحوذان السلطة ، والمال ، والمسلحين ، والدعم الخارجي  ، ومن ضمن ملاحظاتنا المشتركة علي قياداتها ، تهربها من الحوار ، وتجاهل الاخر المقابل ، والاهتمام فقط بالقشور أي باتفاق الأحزاب ، وليس بإعادة بناء توحيد الحركة الكردية ، ونحن او البعض في صفوفنا الساعين الى التغيير ، وحل الازمة ، يمارس النهج ذاته بالقطيعة ، والتجاهل ، واثارة الشكوك حول البعض الاخر أحيانا ، وقد تختلف الأسباب ، ولكن المبدأ واحد !!؟؟ .
  بحسب معرفتي ، واطلاعي ، فان " البزافيين " لم يتصوروا ولو للحظة ان الآخرين يجب ان يلتحقوا بهم ، بل ينتظرون بشغف الحوار الشفاف المتكافئ ، والتواصل ، وإزالة الحواجز ، والتعامل مع البعض الآخر على أساس الأفكار ، والسياسات ، والمواقف ، وليس الأشخاص الا وسائل لنقل أفكار النقاش ، والمشتركات الجامعة ، على مبدأ : الحركة باقية ومستمرة ، والأشخاص لهم قيمة ، واعتبار ، واحترام ، ولكنهم زائلون .
  لدينا في الساحة الكردية السورية بالداخل ، والخارج  قامات وطنية مستقلة ، ومناضلون مجربون مضحون ، ومثقفون ملتزمون بقضايا شعبهم ، ووطنهم ، يعملون بمنظمات ، وجمعيات ، او بشكل فردي ، وهم جميعا مجال الفخر ، والاعتزاز ، ولكن أقول بكل اسف مازلنا جميعا وبصورة متفاوتة ، لم نتخلص تماما من عاهات الماضي ، ومن نوع من الثقافة الدخيلة الانتهازية الوصولية ، التي زرعتها أنظمة الاستبداد الحاكمة وأجهزتها القمعية ، ودعمها المال السياسي ، ورسختها العقلية الحزبوية السائدة المخترقة ، المستندة الى نهج التبعية ، وعدم الاستقلالية ، ومفاهيم وافدة متخلفة غريبة بتخوين الاخر المختلف ، والمواقف المسبقة ، والاعلام الديماغوجي ، ولاننسى هنا دور بعض التيارات في كيانات المعارضة السورية في الاساءة للحركة الكردية ، وتشجيع انتهازيين من أصول كردية واغرائهم بالاموال لينقلبوا على قضايانا ، ويظهروا وجه حركتنا بصورة مشوهة  .
  في الأزمنة الراهنة نعيش في نعم خدمات التواصل الاجتماعي ، ويمكن الاستفادة من كل دقيقة لمصلحة قضايانا عبر الحوار ، والنقاش من اجل التفاهم ، والتقارب ، والعمل المشترك حول مشروع متفق عليه ، فلنبتعد عن – الانا – السلبية ، وعن الشكوك ، والمواقف الشخصية المسبقة ، ولنتعاون من دون ان  يتبع  احد بآخر ، كلنا سنلتحق بقضايانا ، وثقوا جميعا انه لا دور لكرد سوريا الان في ظل المعادلة الراهنة ، ولن يستطيع طرف واحد ، او فرد واحد تبديل المعادلة ، وليس امامنا الا الاجتماع ، والاجماع كسبيل للتغيير ، وإعادة الأمور الى المستوى الأفضل لتحقيق الأهداف .
  فهل نعجز جميعا ان نتوافق مثلا على اختيار مجموعة موسعة من الوطنيين المستقلين من بين بنات وأبناء شعبنا ، ليقوموا بدور هيئة ، او لجنة تحضيرية في انجاز خطوات عملية نحو توفير الشروط ، والأسباب اللازمة ، لانجاح عملية انقاذ الحركة ، وتوحيدها ، واستعادة شرعيتها ، وتحقيق أهدافها ؟ .
  كل وطني كردي سوري معني بهذه القضية التي أثرتها ، ومنتظر منه ان يدلي برأيه حولها ، ولنعمل جميعا على استعادة مكانة ودور حركتنا ، وصيانة الشخصية الوطنية الكردية السورية ، ونستعيد وديعة " احمدي خاني " منذ اكثر من اربعمائة عام ،التي كانت صرخة مدوية ، مازال صداها يلاحق الأجيال ، لتحقيقها على ارض الواقع .


76
قراءة في نظرية " التوريط "
                                                               
صلاح بدرالدين


  هناك خيط يربط بين نظريتي ( المؤامرة ، والتوريط ) في تفسير الأحداث ، كلاهما تغيبان حقائق التطور التاريخي ، وتتجاهلان العوامل الموضوعية ، والذاتية التي تتمحور حول دور الانسان ، والجماعات ، والشعوب في صنع وإدارة حركة التاريخ .
  فنظرية المؤامرة كما التوريط هي دعوة الى الهروب من الواقع ، وتعبير عن العجز في فهم مايجري ، ومن ثم العمل على تغيير المعادلات القائمة ، وهي ملازمة للجهل ، والانحطاط الحضاري ، وعنوان ثقافة جماعات تخلفت عن ركب التطور العلمي ، وفئات قد تكون أنظمة حاكمة ، او أحزابا ، تتنصل عن تحمل المسؤولية في الهزائم ، وتلقي تبعاتها زورا ، وبهتانا على جهات أخرى .
  فالمسكونون بنظرية المؤامرة يبحثون عن شماعة ليعلقوا عليها الفشل ، وسوء التقدير ، لما واجهوه من احداث ، وتطورات ، وكوارث ، وتنقصهم الشجاعة ليعترفوا بان الأسباب هي انعدام الكفاءة السياسية ، وافتقار ( قيادات الأنظمة ، والأحزاب ) الى الاستراتيجية المدروسة .
  كل شيئ لدى اتباع هذه النظرية مؤامرة : داعش مؤامرة ، الإرهاب مؤامرة ، ثورات الربيع مؤامرة ، كل المعارضات مؤامرة ، الحركة الكردية مؤامرة ، حق الشعوب بتقرير المصير مؤامرة ، وبعض هذه المؤامرات غربية ، أمريكية ، صهيونية ووو .
  نظرية التوريط
  أصحاب هذه النظرية يعتقدون انه  قبل اثنين وثلاثين عاما ورط الامريكييون الدكتاتور صدام حسين في غزو الكويت ، عندما أعطت السفيرة الامريكية ببغداد – ابريل غلاسبي - الضوء الأخضر بشكل غير مباشر خلال لقائها بصدام ، ويتجاهلون طبيعة نظامه ، واطماعه التوسعية ، واعتباره الكويت جزء من العراق ، كما يغضون النظر عن الظروف السياسية التي كانت تحيط بالنظام العراقي ، وحاجته الى توجيه الأنظار نحو الخارج ، من اجل التستر على جرائمه ضد شعبه ، ومنها استخدام الكيمياوي ، وكارثة حلبجة ، ولعب دور محوري في الشرق الأوسط ، وابتزاز دول الخليج ، وطموحات زعامة العالم العربي .
  كما يرون أن الولايات المتحدة الامريكية ومن اجل اضعافها ، ورطت تركيا في سوريا ، ودفعتها للمواجهة مع روسيا ، وايران ، هكذا بكل بساطة ومن دون الاخذ بعين الاعتبار الأسباب الموضوعية ، والسياسية ، والتطورات المتلاحقة مثل تحويل النظام سوريا الى سجن كبير ، ونهب خيرات البلاد ، وقمع الحريات ، واندلاع الثورة السورية ، وانشقاق الجيش السوري ، ومحاولات إقليمية في أسلمة ، واخونة ثورات الربيع وضمنها الثورة السورية ، والاصطفافات الإقليمية الناشئة وتدخلاتها من اجل المصالح الاقتصادية ، والنفوذ .
  وقد ازدهرت نظرية التوريط بشكل ملحوظ في القضية الأوكرانية بعد اعلان طغمة الدكتاتور الارعن الملياردير بوتين الحرب على ذلك البلد المسالم ، الذي ترسخت فيه العملية السلمية الديموقراطية بعد انهيار الاتحاد السوفييتي السابق ، اسوة بنحو الثلاثة عشر من الدول الأخرى التي قررت بالغالبية العظمى استقلالها ، واللجوء الى صناديق الانتخاب لاختيار ممثلين لشعوبها بالطرق المدنية ، وصياغة دساتيرها الجديدة ، وإقامة نظمها السياسية بارادتها الحرة .
  فقد بدأ انصار نظرية التوريط بالترويج لمقولات اقل مايقال عنها بانها ساذجة ، ومبتذلة على غرار :  بان الولايات المتحدة الامريكية ، ورطت روسيا لاجتياح أوكرانيا ، وفي الوقت ذاته ورطت أوروبا لدعم أوكرانيا ، وفرض العقوبات على روسيا ، كما ان حلف شمال الأطلسي – الناتو – وكذلك الاتحاد الأوروبي ورطا النظام الاوكراني لمواجهة روسيا ، وهكذا نجد ان حرب الطغمة الحاكمة في موسكو ضد الشعب الاوكراني ، ونزعتها التوسعية الاستعمارية في تقسيم البلد ، واسقاط نظامه الديموقراطي ، وروسنته بالقوة العسكرية كما حصل للشيشان ، وأجزاء من جورجيا وكما وقع في سوريا ، ماهي الا عمليات " توريط " افتراضية ، مترابطة ، متكاملة لااول لها ولا آخر ، وان النظام الروسي مسير وليس مخير ، وتورط من دون ارادته ؟؟!! .
  وقد وصل الاسترسال بالخيال التوريطي بالبعض الى القول بان جنرالات ، ومساعدو الدكتاتور بوتين قد اخفوا عنه الحقائق العسكرية لتوريطه اكثر في الاندفاع ، والتهور ، ثم الوقوع في فخ السقوط ، ففي الوقت الذي لايمكن فيه تجاهل الصراعات الداخلية البينية في النظام الروسي ومؤسساته الأمنية ، والعسكرية ، والإعلامية ، والاقتصادية ، ومعارضة أوساط واسعة لهذه الحرب العدوانية الا انه في الوقت ذاته لايمكن اغفال تاثيرات المقاومة الباسلة للجيش الاوكراني في الدفاع عن الأرض ، والسيادة ، والاستقلال ، والكرامة الوطنية .
  قد يمكن تفهم محاولات الغرب ، واجهزته الاستخباراتية في نشر انباء حول إخفاء المعلومات عن بوتين من جانب مساعديه ، من اجل افساح المجال له للمراجعة ، والانسحاب من أوكرانيا ، وقبول المفاوضات السلمية لحل الخلافات ، لان الأوساط الغربية تعلم جيدا ان قرار السلم والحرب بايدي الدكتاتور ، وليس بإرادة الشعب الروسي .
  حتى ان المراقبين لايستبعدون اخفاق محاولة بوتين في قراره بالدفع بعملة الروبل لدى شراء الغاز من جانب الدول غير الصديقة لموسكو ( بالمناسبة الدول الصديقة لها سوريا ، وارتيريا ، وبيلاروسيا لاتملك لا الدولار ولا اليورو  وتحكمها أنظمة مفلسة وتعتمد روسيا في تجارتها على أموال الغرب ) أقول في حال فشل المحاولة سيكون هناك خط رجعة أيضا بوضع المسؤؤلية على المستشارين الاقتصاديين وذلك على درب نظرية التوريط ، وهي على أي حال سلاح ذو حدين .
  نظرية التوريط كما نظرية المؤامرة ماهي الا ظاهرة إعلامية ، وخطاب سياسي مؤدلج لتضليل الراي العام ، وبث خيبات الامل بين الأوساط الشعبية من اجل التوكل على قوى خارجية ، غيبية ، والارتهان لحلول افتراضية بدلا من الاعتماد على الذات ، وعلى إرادة الشعب التي لن تقهر .
 
 


77
قراءة في نظرية " التوريط "
                                                               
صلاح بدرالدين


  هناك خيط يربط بين نظريتي ( المؤامرة ، والتوريط ) في تفسير الأحداث ، كلاهما تغيبان حقائق التطور التاريخي ، وتتجاهلان العوامل الموضوعية ، والذاتية التي تتمحور حول دور الانسان ، والجماعات ، والشعوب في صنع وإدارة حركة التاريخ .
  فنظرية المؤامرة كما التوريط هي دعوة الى الهروب من الواقع ، وتعبير عن العجز في فهم مايجري ، ومن ثم العمل على تغيير المعادلات القائمة ، وهي ملازمة للجهل ، والانحطاط الحضاري ، وعنوان ثقافة جماعات تخلفت عن ركب التطور العلمي ، وفئات قد تكون أنظمة حاكمة ، او أحزابا ، تتنصل عن تحمل المسؤولية في الهزائم ، وتلقي تبعاتها زورا ، وبهتانا على جهات أخرى .
  فالمسكونون بنظرية المؤامرة يبحثون عن شماعة ليعلقوا عليها الفشل ، وسوء التقدير ، لما واجهوه من احداث ، وتطورات ، وكوارث ، وتنقصهم الشجاعة ليعترفوا بان الأسباب هي انعدام الكفاءة السياسية ، وافتقار ( قيادات الأنظمة ، والأحزاب ) الى الاستراتيجية المدروسة .
  كل شيئ لدى اتباع هذه النظرية مؤامرة : داعش مؤامرة ، الإرهاب مؤامرة ، ثورات الربيع مؤامرة ، كل المعارضات مؤامرة ، الحركة الكردية مؤامرة ، حق الشعوب بتقرير المصير مؤامرة ، وبعض هذه المؤامرات غربية ، أمريكية ، صهيونية ووو .
  نظرية التوريط
  أصحاب هذه النظرية يعتقدون انه  قبل اثنين وثلاثين عاما ورط الامريكييون الدكتاتور صدام حسين في غزو الكويت ، عندما أعطت السفيرة الامريكية ببغداد – ابريل غلاسبي - الضوء الأخضر بشكل غير مباشر خلال لقائها بصدام ، ويتجاهلون طبيعة نظامه ، واطماعه التوسعية ، واعتباره الكويت جزء من العراق ، كما يغضون النظر عن الظروف السياسية التي كانت تحيط بالنظام العراقي ، وحاجته الى توجيه الأنظار نحو الخارج ، من اجل التستر على جرائمه ضد شعبه ، ومنها استخدام الكيمياوي ، وكارثة حلبجة ، ولعب دور محوري في الشرق الأوسط ، وابتزاز دول الخليج ، وطموحات زعامة العالم العربي .
  كما يرون أن الولايات المتحدة الامريكية ومن اجل اضعافها ، ورطت تركيا في سوريا ، ودفعتها للمواجهة مع روسيا ، وايران ، هكذا بكل بساطة ومن دون الاخذ بعين الاعتبار الأسباب الموضوعية ، والسياسية ، والتطورات المتلاحقة مثل تحويل النظام سوريا الى سجن كبير ، ونهب خيرات البلاد ، وقمع الحريات ، واندلاع الثورة السورية ، وانشقاق الجيش السوري ، ومحاولات إقليمية في أسلمة ، واخونة ثورات الربيع وضمنها الثورة السورية ، والاصطفافات الإقليمية الناشئة وتدخلاتها من اجل المصالح الاقتصادية ، والنفوذ .
  وقد ازدهرت نظرية التوريط بشكل ملحوظ في القضية الأوكرانية بعد اعلان طغمة الدكتاتور الارعن الملياردير بوتين الحرب على ذلك البلد المسالم ، الذي ترسخت فيه العملية السلمية الديموقراطية بعد انهيار الاتحاد السوفييتي السابق ، اسوة بنحو الثلاثة عشر من الدول الأخرى التي قررت بالغالبية العظمى استقلالها ، واللجوء الى صناديق الانتخاب لاختيار ممثلين لشعوبها بالطرق المدنية ، وصياغة دساتيرها الجديدة ، وإقامة نظمها السياسية بارادتها الحرة .
  فقد بدأ انصار نظرية التوريط بالترويج لمقولات اقل مايقال عنها بانها ساذجة ، ومبتذلة على غرار :  بان الولايات المتحدة الامريكية ، ورطت روسيا لاجتياح أوكرانيا ، وفي الوقت ذاته ورطت أوروبا لدعم أوكرانيا ، وفرض العقوبات على روسيا ، كما ان حلف شمال الأطلسي – الناتو – وكذلك الاتحاد الأوروبي ورطا النظام الاوكراني لمواجهة روسيا ، وهكذا نجد ان حرب الطغمة الحاكمة في موسكو ضد الشعب الاوكراني ، ونزعتها التوسعية الاستعمارية في تقسيم البلد ، واسقاط نظامه الديموقراطي ، وروسنته بالقوة العسكرية كما حصل للشيشان ، وأجزاء من جورجيا وكما وقع في سوريا ، ماهي الا عمليات " توريط " افتراضية ، مترابطة ، متكاملة لااول لها ولا آخر ، وان النظام الروسي مسير وليس مخير ، وتورط من دون ارادته ؟؟!! .
  وقد وصل الاسترسال بالخيال التوريطي بالبعض الى القول بان جنرالات ، ومساعدو الدكتاتور بوتين قد اخفوا عنه الحقائق العسكرية لتوريطه اكثر في الاندفاع ، والتهور ، ثم الوقوع في فخ السقوط ، ففي الوقت الذي لايمكن فيه تجاهل الصراعات الداخلية البينية في النظام الروسي ومؤسساته الأمنية ، والعسكرية ، والإعلامية ، والاقتصادية ، ومعارضة أوساط واسعة لهذه الحرب العدوانية الا انه في الوقت ذاته لايمكن اغفال تاثيرات المقاومة الباسلة للجيش الاوكراني في الدفاع عن الأرض ، والسيادة ، والاستقلال ، والكرامة الوطنية .
  قد يمكن تفهم محاولات الغرب ، واجهزته الاستخباراتية في نشر انباء حول إخفاء المعلومات عن بوتين من جانب مساعديه ، من اجل افساح المجال له للمراجعة ، والانسحاب من أوكرانيا ، وقبول المفاوضات السلمية لحل الخلافات ، لان الأوساط الغربية تعلم جيدا ان قرار السلم والحرب بايدي الدكتاتور ، وليس بإرادة الشعب الروسي .
  حتى ان المراقبين لايستبعدون اخفاق محاولة بوتين في قراره بالدفع بعملة الروبل لدى شراء الغاز من جانب الدول غير الصديقة لموسكو ( بالمناسبة الدول الصديقة لها سوريا ، وارتيريا ، وبيلاروسيا لاتملك لا الدولار ولا اليورو  وتحكمها أنظمة مفلسة وتعتمد روسيا في تجارتها على أموال الغرب ) أقول في حال فشل المحاولة سيكون هناك خط رجعة أيضا بوضع المسؤؤلية على المستشارين الاقتصاديين وذلك على درب نظرية التوريط ، وهي على أي حال سلاح ذو حدين .
  نظرية التوريط كما نظرية المؤامرة ماهي الا ظاهرة إعلامية ، وخطاب سياسي مؤدلج لتضليل الراي العام ، وبث خيبات الامل بين الأوساط الشعبية من اجل التوكل على قوى خارجية ، غيبية ، والارتهان لحلول افتراضية بدلا من الاعتماد على الذات ، وعلى إرادة الشعب التي لن تقهر .
 
 


78
المنبر الحر / من وحي نوروز 2022
« في: 20:46 26/03/2022  »
من وحي نوروز 2022
                                                         
صلاح بدرالدين
 
  كان نوروز هذا العام مميزا لدى الكرد السوريين بالداخل والخارج ، وخاصة في الجانبين التاليين :

  أولا – في ظاهرة استغلال الاحزاب الكردية للمناسبات الاجتماعية ، الثقافية ، والتاريخية ، والسطو على وظائف ومهام منظمات المجتمع المدني ، من اجل تلميع صورتها امام الناس ، وسد النقص الحاصل الى درجة الفراغ في رصيدها القومي ، والوطني ، التي طرحت سابقا في معرض تحذير المواطنين الكرد بعدم التجاوب مع محاولات الأحزاب في تجييرهم بالمناسبات العامة مثل : عيد المرأة ، واحياء ذكرئ الثاني عشر من آذار ٢٠٠٤ ، وعيد الصحافة الكردية ، ويوم الزي الكردي ، وميلاد الزعيم الراحل مصطفى بارزاني ، ..الخ ،  وانتهاء بالعيد القومي نوروز .
  نحن لاننكر حق الجميع بمافيهم الأحزاب في إحياء المناسبات ، ونميز بين ظروف المراحل التاريخية ، والزمان ، والمكان ، التي اجتازتها الحركة الكردية السورية  ، فعلى سبيل المثال نثمن عاليا شجاعة ، ووطنية  بعض الأحزاب في أواسط ستينات القرن الماضي ، عندما أحيت احتفالات نوروز للمرة الأولى في ظل المنع ، والقهر ، ومواجهة النظام المستبد كجزء من النضال القومي ، والوطني ، وقد كان الثمن غاليا في معظم الأحيان ، ونستهجن في الوقت ذاته وفي هذا العام بالذات محاولات الأحزاب – كل الأحزاب – التي تعرف قبل غيرها انها مهزومة ، وفاشلة ، وغير شرعية ، وغير منتخبة او مخولة ،"  حزبنة " نوروز ، وكافة المناسبات القومية ، والعامة ، وإقامة حفلات بأسمائها ، وتحت رعايتها في مناطق بالوطن لاتخضع لسلطة النظام وادارته المباشرة ، وكذلك في إقليم كردستان العراق وبلدان الشتات التي لاتمنع ، بل تجيز احياء نوروز رسميا .
  اللافت في نوروز هذا العام وبالرغم من محاولات الأحزاب ، واستخدام المال السياسي ، والسلطة النافذة ، فان الغالبية الساحقة من بنات وأبناء شعبنا داخل الوطن وخارجه ، لم ترضخ لرغبات الأحزاب ، واحتفت بنوروز بكل عفوية  ، وبمعزل عن شعارات الأحزاب ، معتبرة ان نوروز مناسبة قومية فوق الأحزاب والأيديولوجيات ، وهو الملكية الوحيدة للشعب ، والجماهير ، وأثبتت استقلاليتها بحرية ، وجسدت معاني نوروز بطريقتها ، ومارست طقوسه من لبس شعبي ، ورفع العلم القومي ، مع استذكار تاريخ ملحمة كاوا ، ومراجعة إخفاقات الأحزاب ، وخروجها عن خط الكردايتي ، وضرورة إعادة البناء ، وتصحيح المسار عبر عقد المؤتمر الكردي السوري الجامع .
  ثانيا – تميز نوروز هذا العام بمشاركة بارزة من جانب شركاء الوطن السوري من انصار الثورة السورية المعارضين للنظام ، من عرب ، وتركمان ، ومسيحيين ، فبالاضافة الى اصدار بيانات بالمناسبة من جانب منظمات وطنية سورية ، وافراد ،  فقد تلقيت شخصيا تهاني من العشرات منهم ، وكذلك من أصدقاء عرب من فلسطين ، والأردن ، ولبنان ، وتونس ، ومن بينهم مع حفظ الألقاب : سميحة نادر – سعاد عجان – ليانا بدر – سوسن حسن – د ميسر الاطرقجي – محمود خزام – مريم نجمة – فريال حسين – غادة عاكور – محمود مسلط – سميرة مبيض – د عروة جعبري – احمد الجبوري – اللواء محمد الحاج علي – د عبد الله تركماني – د صلاح عياش – شعبان عبود – د هاشم سلطان – سحر جبر – مروان خوري – خالد سطوف – كوكب جريس الهامس – طلال علي سلو – النقيب وائل الخطيب – حمزة فلسطيني – حاجم الصباح – منير الشعراني – غسان المفلح – د فاضل الكاتب – كوبا خير بك – علي الحاج حسين – كبرييل فلو – د احمد حيدر – وليد النبواني – اشرف المقداد – حفيدة آبيش – بشرى حاج حميدة – محمد كركوتي – فارس الشوفيي - مروان الأطرش ، وارى من واجبي رد التحية  للجميع ، وهذا دليل وعي متقدم يحترم الخصوصية الكردية فيي الاطار الوطني العام بمافي ذلك عيدهم القومي التاريخي ، ،وراس سنتهم الجديدة ، والحرص على علاقات العيش المشترك . (اعتذر لمن لم يرد اسمه ) .
  في البلدان المتعددة الاقوام ، والديانات ، والمذاهب ، يقضي الواجب الوطني بالمشاركة الجماعية في أفراح ، واتراح البعض الآخر ، واحترام الخصوصيات ، والمعتقدات ، والثقافات ،  والتقاليد ، لان ذلك هو المدخل الوحيد لارساء مبادئ الوطنية الجامعة ، والعيش معا بسلام ، ووئام ، خاصة وان كردستان التاريخية ، واجزاؤها ، ومناطقها الراهنة تمتاز بتعددية الشعوب والقوميات العديدة من السكان الاصلييين ، الذين ذاقوا معا الالام والمعاناة ، وواجهوا سوية العدوان الخارجي ، وكانوا مجتمعين ضحايا الفتن الدينية ، والقومية من جانب القوى الظالمة السائدة طوال قرون ، وعقود .

79
في أوجه الشبه بين " الهتلرية " ، و"البوتينية "
                                                                         
صلاح بدرالدين

   تجربتان اشكاليتان ظهرتا باوروبا ، يفصل بينهما نحو سبعة عقود ، تجمعهما عوامل مشتركة جوهرية عديدة ، من حيث النشأة ، والدوافع ، والاهداف ، والمآل ،اكثر بدرجات من أوجه الاختلاف الشكلي ، تتمحوران حول دور الفرد المستبد ، الطاغي ، المتعاظم فيي صنع القرار، المتمثل في كل من ( الالماني ادولف هتلر ، والروسي فلاديمير بوتين ) .
   اولا -  ففي ثلاثينات القرن الماضي اعتمد – أدولف هتلر – الفكر النازي ، في برنامج حزبه ، حزب العمال القومي الألماني ، المناهض بشراسة للشيوعية ،  والعامل على عسكرة المجتمع ليشن حربا دموية شاملة لتحقيق طموحات السيطرة على كامل الأراضي الأوروبية ، وترسيخ المجال الحيوي للعرق الألماني – النقي - !.
  في عام ٢٠٠١ شكل – بوتين – حزب ( روسيا الموحدة ) الذي استند برنامجه بشكل أساسي على الخطاب المناهض للشيوعية ، والمتدينين من انصار الكنيسة الارثوذكسية ، والمحافظين ، والنخب التجارية – المالية ، واوساط الجيش والأجهزة الأمنية ، والتركيز على دغدغة مشاعر القوميين الروس المتعصبين ، من انصار " روسنة " شعوب ، وقوميات الاتحاد السوفيتي السابق ، وإعادة دولها المستقلة بالقوة الى الحضن الروسي ، بدء باوكرانيا كخطوة أولى ، وانتهاء بأكثر من خمسة عشرة دولة مستقلة ذات سيادة .
  ثانيا  -  أصحاب ، ومنظروا الفلسفة النازية الأوائل : – جوتفريد فيدير – ودريكسدر - صاحب كراس  ( اليقظة السياسية )  – وايكر – وجميعهم من بايرن جنوب ألمانيا وانطلقت النازية من هناك منذ الثلاثينات وبالرغم من صدامات مع السلطات الا ان الفكرة كانت مقبولة من سكان بايرن بشكل عام .
  في روسيا الراهنة - سوركوف – وهو رجل اعمال ، وسياسي روسي ، من أصول شيشانية يعتبر كبير منظري الكرملين والذي كتب مقالا مؤخرا أطلق فيه مصطلح "البوتينية"، حيث أشار سوركوف إلى أن "البوتينية" تمثل اختراقاً سياسياً عالمياً، وهي طريقة فعالة للحكم" ، بالاضافة الى يوري كوفالتشوك، وهو أكبر مساهم في بنك روسيا ويسيطر على العديد من وسائل الإعلام المعتمدة من الدولة ، وكان صديق بوتين المقرب والمستشار الموثوق منذ التسعينيات ، كما يجمع المراقبون على ان  ألكسندر دوغين يعتبر أيضاً من أهم منظري فلسفة القومية الروسية والطرح الأوراسي الذي تتبناه روسيا بوتين، والذي يعتبر المحرك الرئيسي وراء غزو أوكرانيا  ..
 ثالثا - جاءت الفكرة النازية – الهتلرية -  بعد هزيمة المانيا بالحرب العالمية الأولى ١٩١٤ – ١٩١٨ ، وتعرضها لشروط مذلة من جانب الحلفاء ،  وكان الفكر النازي بمثابة رد فعل لاعادة الاعتبار للشعب الألماني وذلك عبر الحروب ، والابادة ، والدمار  .
  الفكر – البوتيني – القومي الروسي ، جاء انتقاما لهزيمة روسيا ( السوفيتية ) أمام النظام الراسمالي العالمي ، ورد فعل على إرادة شعوب أوروبا الشرقية في الحرية ، والاستقلال ، ووالخلاص من السيطرة القومية الروسية ، والتي اختارت لها أنظمتها السياسية الجديدة من خلال العملية السياسية الديموقراطية ، المنبثقة عن الانتخابات الحرة النزيهة ، حسب مبدأ حق تقرير المصير .
     رابعا - النخبة التي التفت حول هتلر وظلت مخلصة له وكانت عماد النازية تنوعت بين جنرالات عسكريين ، وكوادر إعلامية ، وسياسية ، وامنية مثل  : ( هيس – غورنغ – غوبلز – هملر – بورمان – شيرد ) .
  رجالات – بوتين – ومجموعته الملتفة حوله غالبيتها من نخب رجال المال والاعمال ، ومن قادة عسكريين ، وامنيين سابقين بينهم النخبة الاوليغارشية : اركادي روتنبرغ – رومان ابراموفيتش – بيتر افين – غينادي تيمشنكو - أليشر أوثمانوف - إيغور شوفالوف،  - نيكولاي تيغاريف – والعسكرييون والامنييون :   نيكولاي باتروشيف - سيرغي ناريشكين - ألكسندر بورتنيكوف – سيرغي شويغو – بالإضافة الى دبلوماسيين محترفين مثل – سيرغي لافروف ، وديمتري بيسكوف وغيرهما .
 خامسا - انطلقت النازية وتوسعت بين كل ازمة وأخرى ، فكانت تعيش على الازمات الخارجية  التي تنشب بين المانيا والدول الأوروبية الأخرى ، وكذلك الداخلية بافتعال الصراعات مع الأفكار المناهضة للنازية ، واحيانا هي تختلقها ، وتورطت في تصفية الشيوعيين  .
  دأبت – البوتينية – وفي غضون عدة عقود من حكمها ، على اشعال الحروب والفتن الداخلية ، ضد الشيشان ، وجورجيا على سبيل المثال ، وكذلك حملات التصفية بالسموم ، والاغتيالات ضد الخصوم السياسيين ، إضافة الى الازمات على الصعيد الخارجي مثل احتلال سوريا ومحاربة الثورة السورية ، وقتل السوريين ، والوقوف الى جانب النظم الاستبدادية الدكتاتورية في العالم ، مثل ايران ، وفنزويلا وغيرهما .
 سادسا - النازية أقدمت بشكل مخطط على إبادة اليهود ، والغجر ، وقتل اكثر مايمكن من شعوب بولونيا ، والاتحاد السوفييتي .
  البوتينية تبيد الان الشعب الاوكراني بتحشيد كل جيوش روسيا ، واستخدام الأسلحة الفتاكة ، وقامت سابقا كما ذكرنا بالمثل ضد الشيشانيين ، وقبلهم التتريين ، ثم الجورجيين .
  سابعا -  لعب هتلر على تناقضات المحيطين به ، والمختلفين حول النفوذ ، والمناصب على مبدأ ( فرق تسد ) وذلك بتشجيع غير مباشر منه .
  يمارس بوتين النهج ذاته في دب الخلاف بين المحيطين به ، ويستخدم فرق الموت ، والمنظومات الأمنية السرية المرتبطة به في ترويع حتى مؤيديه ، حتى لايفكروا يوما بمعارضته .
  ثامنا -  كان لهتلر قصور ، ومساكن في اهم مناطق بافاريا ( "جوتيس جارتن" أو "حديقة الإله .) ، وفي سفوح جبال الالب الخلابة ، ولم يكن لديه و،لا لحاشيته حسابات بنكية لا في المانيا ولا في خارجها ، كما اكدت ذلك وثائق محاكم – نورنبرغ – الخاصة بالنازيين  .
  اما بوتين فبالاضافة الى قصوره ، ومساكنه المعروفة ، والسرية في اهم المناطق الروسية ، ومنتجعاتها ، فله أيضا أملاك وعقارات في مختلف الدول الأوروبية بأسماء افراد العائلة ، والمقربين ، من الاوليغارشيا الروسية اميط اللثام مؤخرا عن سرية بعضها  بعد فرض العقوبات  ، واعلن ان لبوتين حسابات مالية وباسماء أخرى تفوق على مائتي مليار دولار ، وهو كان سائق تاكسي قبل توليه السلطة .
  تاسعا - كان هتلر ينظم الحفلات المشتركة مع المقربين وزوجاتهم ، ويهتم بامورهم ، ويتخذ – ايفا براون – عشيقة من دون ان يتزوجها ، ولم يسمح لها بالظهور كثيرا .
  يقال ان بوتين يمارس الأسلوب ذاته مع المقربين منه وعائلاتهم ، ويوزع الأملاك والعقارات ، والأموال عليهم ، كما انه طلق زوجته دون ضجيج ، واتخذ له شابة عشيقة من احدى بطلات الاولمبيا ، من دون السماح لها بالظهور .
  بعد كل ذلك ، وامام احتمالات نشوب الحرب العالمية الثالثة بعد اجتياح أوكرانيا ، والتهديد باستخدام السلاح النووي ، هل ستشكل البوتينية امتدادا للنازية في القرن الواحد والعشرين ؟؟
   
   

.


80
بحثا عن نظام عالمي عادل
                                                                 
صلاح بدرالدين

  في خضم العدوان العسكري المدمر المستمر منذ نحو عشرة أيام ، الذي تقوم به الطغمة الحاكمة بروسيا على الشعب الاوكراني ، نسمع بين الحين والآخر من السنة الدكتاتور الارعن وفريقه ، تصميما علىى تغيير قواعد العلاقات الدولية أو سلوك ( لعبة الأمم ) من طرف واحد حتىى لو احترق العالم ، ونشبت الحرب النووية ، بماتتناسب مع نزعتهم التوسعية ، وتستجيب لسعار جنون العظمة ، والتحكم ، والسيطرة لهذه النخبة – الاوليغارشية – المصابة بتخمة الثراء الفاحش بلاحدود . 
  فمن ضمن شروط الإذعان والاذلال لوقف الحرب على أوكرانيا ، تغيير دستور البلاد الذي وضعه شعبها عبر الوسائل الديموقراطية ، وتقرير مصير البلاد بالقوة ، وتجريدها من السلاح ، والقضاء على بنيتها التحتية العسكرية ، والاقتصادية ، واختيار سلطة موالية عميلة لموسكو ،  ليتحول ذلك البلد الصناعي المتقدم الى بلد فاشل ملحق بطغمة بوتين ، وبكلمة موجزة استعمار أوكرانيا ،والحاقها ، وحرمانها من حق تقرير المصير ، والسيادة ، والاستقلال .
  ومن جهة أخرى منع هيئة الأمم المتحدة ، ودول العالم اجمع ، من مد يد العون والمساعدة ، واعتبار كل من يدافع عن حرية الاوكرانيين ، وتقديم المساعدة لهم حتى الإنسانية منها ، ومدهم بوسائل الدفاع عن النفس ، واستقبال لاجئيهم ، بمثابة أعداء والتلويح باستخدام القوة ضدهم بمافي ذلك السلاح النووي .
   الغريب بالامر أيضا ( كذبة ) البروباغندا الروسية باتهام القيادة الأوكرانية المنتخبة ، والائتلافية الحرة المتعددة التوجهات السياسية كديموقراطية حديثة العهد ، بالقومية !! ولست اعلم هل الاعتزاز القومي فيي نظام ديموقراطي برلماني تهمة ؟ وهل القيادة الحاكمة لديها نزعة توسعية ( مثل طغمة بوتين ) ضد جيرانها ، أو ميول استعمارية لغزو روسيا ؟ وكذلك بالنسبة للاتهامات الاخرىى من قبيل ( نازية !!) القيادة الأوكرانية ، مع العلم ان رئيس الدولة المنتخب بنسبة عالية من الأصوات وفي تنافس حر ينتمي الى الديانة اليهودية ، وكلنا نعلم ان اليهود كانوا من ضحايا النازية ، بهذه الحالة من حق الاخرين ان يفرضوا على روسيا تغيير قيادتها العنصرية الحاكمة التي تمارس – الروسنة – تجاه شعوب وقوميات روسيا ووجود تيار عنصري فاشي حتى في مجلس – الدوما – أو البوما !! بعبارة ادق . 
  نحو نظام عالمي ، تشاركي ، تعددي ، ديموقراطي
  حتىى لايختل التوازن الدولي اكثر ، ولقطع الطرييق امام المختلة عقولهم مثال – بوتين – الروسي ، وكيم الكوري ، وخامنئي الإيراني وغدا مجانين آخرين من الصين ، وأماكن أخرى لتطبيق قواعدهم الخاصة ، من الواجب إعادة النظر في ميثاق الأمم المتحدة ، وكافة الوثائق ، والآليات التي تحدد العلاقات الدولية ، وذلك بصورة جماعية .
  فعندما نشأت هيئة الأمم المتحدة على انقاض – عصبة الأمم – وتم التصديق على ميثاقها المعمول بها حتى الان ، كانت وليدة التوافق الدولي ، وتوازن القوى المنتصرة على النازية ، والفاشية ، وجاءت بعد مداولات امتدت أعواما ، وعبر عدد من المؤتمرات ، والاجتماعات بين ممثليي الدول الكبرى الثلاث : الاتحاد السوفييتي ممثلا بجوزيف ستالين ، والولايات المتحدة الامريكية ممثلة بالرئيس روزفلت ، وبريطانيا العظمى ممثلة بتشرشل ، وتم التوافق على إدارة العالم ، وتنظيم العلاقات الدولية بعد المناقشات المستفيضة في مؤتمرات ( مالطا ، وبوتسدام ، وطهران ، ويالطا ) .
  منذ نحو ثمانين عاما من عمر تلك التوافقات ، تغير العالم ، وتبدلت القوى ، والمواقع ، وتقدمت علوم التكنولوجيا ، وتطورت الحاجات البشرية ، وسادت العولمة ،  والميثاق الراهن للأمم المتحدة التي زاد أعضاؤها عن المائة والتسعين ، لم يعد يلبي حاجات الشعوب ، ولم يعد صالحا لصيانة السلم ، والاستقرار ، أو منع الحروب ، أو محاربة الإرهاب ، والاوبئة ، والحفاظ على البيئة السليمة .
  محاولة في تحديد الصيغة الأمثل لنظام عالمي عادل
  ١ – لاأرى أي جدوى من نظام عالمي يتحكم فيه قطب ، أو قطبان ، أو اكثر ، لذلك من الأفضل إعادة بناء هيئة دولية جديدة بدون مجلس الامن ، الذي شكل بدعة مؤذية حيث أي عضو من الأعضاء الخمسة يمكنه اقتراف جرائم ضد الإنسانية ، وابادة شعوب ، ثم يحمي نفسه بكبسة ( فيتو ) !! كما فعلتها روسيا بخصوص النظام السوري ، وتفعلها تجاه أوكرانيا ، وفعلها الامريكان أيضا ببعض الحالات ، وكذلك فعلها الصين ،  فاين العدل والأخلاق في مثل هذا النظام ؟ .
  ٢ – أن تتحول صلاحيات مجلس الامن الى الجمعية العمومية ، وتتساوى قيمة الأصوات بين الدول الغنية والفقيرة ، وان تكون قرارتها ملزمة حسب الفصل السابع من الميثاق .
  ٣ – ان يعاد النظر في البنود المتعلقة بحق الشعوب في تقرير المصير ، والمتناقضة أصلا ، خصوصا مايتعلق بالبنود الناظمة لذلك الحق تحت اسم وحدة البلدان ، وصيانة الحدود الدولية القائمة منذ الحرب العالمية الثانية ، فمن الناحية العملية اخترقت تلك الحدود في بعض القارات والدول خاصة بعد انهيار الاتحاد السوفييتي السابق ، وهناك أيضا شعوبا لم تتحرر ، ولم تنل حقوقها بموجب نتائج الحرب ، وتشكيل الأمم المتحدة .
  ٤ – تحريم صناعة الأسلحة النووية ، والجرثومية ، والفتاكة ، والقضاء على ماهو موجود لدى بعض الدول ، وذلك بعد التوافق على السلام العالمي ، وحل القضايا عبر الحوار .
  ٥ – الاتفاق علىى تعريف موحد للارهاب بكافة اشكاله .
  ٦ – تعزيز محكمة العدل الدولية ، ومجلس حقوق الانسان ، والمحاكم الأخرى لجرائم ضد الإنسانية ، على ان تكون احكامها نافذة .
  مااقترحته يشكل جزء من المسائل التي يجب إعادة النظر فيها من جانب المختصين ، والحقوقيين ، وذلك من اجل مجتمع دولي عادل ، ومستقبل آمن للأجيال القادمة .

81
المنبر الحر / قضية للنقاش ( 197 )
« في: 18:42 03/03/2022  »


           قضية للنقاش
             ( 197 )

               
            عودة الى الحدث الاوكراني

  كتعبيرات فكرية ، وثقافية لحركة النضال الكردي السوري ، وكوطنيين نشاهد منذ أجيال سابقة وحتى الان ، محاولات حرمان شعبنا من حق تقرير المصير ، وتغيير التركيبة الديموغرافية لوطننا التاريخي ، وامحاء تاريخنا ، وثقافتنا ، وتدمير تراثنا حتى شواهد قبور اسلافنا ،  بقوة الحديد ، والنار ، والمخططات ، والمشاريع العنصرية الموضوعة من جانب السلطات الاستبدادية .
     من الطبيعي جدا ان نتحسس معاناة أي شعب آخر في هذا المجال ، حتى لو كان باوروبا او افريقيا ، أو أمريكا اللاتينية ، لأننا نؤمن بمقولة قضية الحرية لاتتجزأ .
عن محنة أوكرانيا اتحدث حيث الفاعل المجرم هناك هونفسه الذي أجرم بحق شعبنا السوري ومن ضمنه الكرد منذ ان احتل البلاد عام ٢٠١٥ ، وهناك من يرى أن غزو روسيا لاوكرانيا بدأ في سوريا  .
   هذا من جهة ، ومن الجهة الأخرى فان الطغمة الحاكمة بموسكو براسها الدكتور الارعن لاتمت بصلة الى المبادئ الإنسانية في تراث الاتحاد السوفييتي السابق وليست الا نوعا متوحشا قاسيا من راسمالية من نوع خاص عبر  تحالف  الأجهزة الأمنية ، والبيروقراطيين العسكريين ، وشبكات المافيا العابرة لقوميات الإمبراطورية السابقة وبينها منظمة - فاغنر - السيئة الصيت المنتشرة في سوريا ، وليبيا ، ومالي ، ودول أخرى ، واوساط الكنيسة التي تقابل ببلداننا ( الإسلام السياسي ) البغيض ،.
   وعلى الصعيد العالمي وكما أرى  فان ثبيت الامن والاستقرار يخدم قضايا الشعوب وبينها قضيتنا ، ونحن كشعب وقضية اختبرنا العصر الروماني ، والعصر العربي الإسلامي ، والعصرين العثماني والصفوي ، والعصر الايوبي، ومرحلة الاستعمار الغربي ، وحقب القطبية الثنائية  ، والحرب الباردة ، والقطبية الواحدة ، وخرجنا خاليي الوفاض مع شعوب أخرى ، ونتطلع الى توافق دولي قادم ، ونظام عالمي عادل جديد ، يتحقق فيه السلام ، وتنعم الشعوب بحقوقها بتقرير المصير .
  مانطمح اليه كشعب  ضمن المعادلة الدولية ، والإقليمية الراهنة ، وتناقضاتها ، وتعقيداتها ، اكبر بكثير من مصالح خاصة فئوية ،او فردية ، آيديولوجية ، أو اصوات أنانية لاترى ابعد من انوفها ، وقد كشفت الأيام الأخيرة عبر وسائل الاعلام ، عورات ، واشكاليات مبدئية ، وفكرية ، وثقافية ، واخلاقية ، لمجموعات حزبية وافراد مغمورين ، من ( أصحاب الكهف ) مازالت تعيش باجواء الحرب الباردة ، ولم تستوعب ان فلاديمير بوتين ليس فلاديمير لينين ، بل ماهو الا نسخة سوداء من هتلر القرن العشرين في القرن الواحد والعشرين .
  ليس مطلوبا منا  ككرد مع شعوب أخرى مازالت تكافح من اجل الحرية ، وليس لدينا دولة مستقلة  ان نقف مع هذا المحور الدولي او ذاك ، ونوقع لاي طرف على بياض ، ففي حين نعتبر النظام الروسي وربيبه نظام الأسد في عداد الأعداء ، فان أنظمة دول حلف الناتو ، والاتحاد الأوروبي ، التي تحكم وفق مؤسسات ديموقراطية ، ونعتبرها صديقة ، ولكنها لم تقدم للشعب الكردي ولا للشعوب المناضلة الأخرى المحرومة من الحرية أية ضمانات موثقة لتحقيق طموحاتها المشروعة ، ولم تقدم المطلوب للشعب الاوكراني أيضا .
  مانحن بصدده الان موضوع كبير ، ليس متوقفا على رغباتنا ، ولاينتظر قرارنا ، ولايستدعي الامر اندلاع منازلات  كردية – كردية ، وليس مجالا لظهور بعض الصغار على موائد الكبار ، لان الدماء الأوكرانية الزكية بدأت تهرق جراء قصف طائرات ، وصواريخ ، ودبابات استعمار همجي جديد من غزاة الطغمة البوتينية الحاكمة في روسيا ، امام انظار المجتمع الدولي ، وانظمة الاتحاد الأوروبي ، والناتو ، وامريكا وقد تتحول القضية الى كفاح تحرري طويل .
   وهل تحتاج القضية للنقاش ؟

82
مؤتمر ميونخ وإعادة تعريف قضايا الصراع الدولي
                                                                       
صلاح بدرالدين

  التأم الاجتماع السنوي " لمؤتمر ميونخ للامن - MSK- في دورته الثامنة والخمسين بين ( 18 – 20 \ 2 – 2022  ) بمشاركة واسعة ، في أجواء التصعيد الروسي ، والحشود العسكرية ، والمناورات النووية حول أوكرانيا ، وتهديد امن واستقرار سائر دول أوروبا ، وفي ظل هبوب الحرب الباردة من جديد بين الشرق والغرب ، مما دفع كل ذلك المشاركين الى التركيز على راهنية الاحداث ، وتناول القضايا المتعلقة ، بالعلاقات الدولية ، والنظام العالمي ، والامن ، والاستقرار في أوروبا ، وسبل الحفاظ على الحوار والحلول الدبلوماسية لقضايا الخلاف .
   ملامسة قضايا الحاضر والمستقبل
  انعقد مؤتمر هذا العام في مرحلة يصفها المراقبون بالانتقالية ، وعدم الاستقرار ، شبيهة بالفترة التي تلت الحرب العالمية الثانية ، حيث توافق الحلفاء المنتصرون على النازية ، والفاشية ، حول ترتيبات جديدة ، مستندة الى توازن القوى بين القطبين الشرقي الاشتراكي ، والغربي الراسمالي ، في توزيع مناطق النفوذ في العالم ، والتنافس السلمي في مجالات العلوم ، والاقتصاد ، والتكنولوجيا ، ولكن بعد تصعيد الحرب الباردة ، وغلبة المعسكر الغربي ، وسقوط حلف وارسو ، والاتحاد السوفييتي بداية تسعينات القرن المنصرم ، تحول العالم من جديد الى القطبية الواحدة ، واعيد النظر في العديد من المسائل الدولية ، الى ان بدأ صعود الصين ، وروسيا الى سدة منافسة القطب الراسمالي الغربي ، والتوجه نحو إرساء مبادئ جديدة للنظام العالمي ، وما نشهده الان من أزمات ماهي الا مقدمات لذلك .
   وفي هذا المجال يمكن تلمس العديد من الإشارات حول استشراف مستقبل البشرية ، وقضايا الصراع وسبل حلها ، في كلمات ، ومداخلات النخب السياسية ، والأمنية ، والفكرية ، المشاركة في مؤتمر ميونخ ومن ابرزها :
  أولا – في تشخيص جوهر الصراعات الراهنة أشار البعض ومن بينهم – وزيرة خارجية المانيا – الى انه ( يدور بين قيم الديموقراطية ، والليبرالية ، من جهة ، وقوى الاستبداد ، والإرهاب من الجهة الأخرى ) ، والتقييم هذا اقرب الى الصواب ، ففي مرحلة صراع القطبين كان يدور بين النظامين الراسمالي ، والاشتراكي ، والان فان روسيا ، والصين لم يعودا نظامان اشتراكييان ، ويصنفان في عداد الأنظمة الراسمالية  بدون مؤسسات ديموقراطية كما في الغرب الراسمالي ويداران بطرق فردية وفئوية ، ويسود فيهما الفساد ، والمحسوبية ، والتعصب القومي ، وهذه الصفات تظهر اكثر في التجربة الروسية .
   ثانيا – وفي تعريف صفات المرحلة الراهنة عبر الأمين العام للأمم المتحدة عن تشاؤمه واعتبر الوضع ( اكثر تعقيدا مما كان عليه خلال الحرب الباردة ومواجهات القطبين ) ، وكذلك السيولة في حدوث ( الانقلابات العسكرية ) بالعالم خاصة بافريقيا ، إضافة الى ( عجز الأنظمة للاستجابة لمتطلبات الشعوب ) ، اما رئيس المؤتمر فلخص الوضع ( بالعجز المستدام ) .
  ثالثا – وفي قراءة التحرك الروسي ، وارسال عشرات الالاف من الجنود الى حدود أوكرانيا ، واجراء المناورات النووية على الحدود المشتركة ، وخطوتها الأخيرة في اقتطاع مناطق من أوكرانيا والاعلان عن جمهوريتين والاعتراف بهما ، ظهرت مواقف متقاربة من ( محاولة روسيا تغيير الحدود المرسومة باتفاقيات واشراف دولي ) ، ومحاولتها ( إعادة كتابة قواعد النظام العالمي باسلوبها )  ، وضرورة التصدي لها .


.
راس نظام الطغمة الحاكمة بروسيا – بوتين – أمر باقتطاع مناطق من أراضي دولة أوكرانيا المستقلة – وامرباالتدخل لحماية ( الروس والكنيسة الارتوذوكسية ) في أوكرانيا ، أي إعادة انتاج ( المسآلة الشرقية ) من جديد ، انها سابقة خطيرة في العلاقات الدولية تمهد للحروب ، والصراعات العنصرية ، وعلى سبيل المثال :  يحق لإيران ضم مناطق من آذربيجان ، وأفغانستان التي ينطق سكانها اللغة الفارسية ، او احتلال تركيا لاقاليم في دول اسيا الوسطى ، والعراق ينتمي سكانها الى القومية التركية أو أو أو ، واللافت ان اول نظام اعترف. بالجمهوريتين المزعومتين كان نظام الأسد .
     الازمة الاوكرانية
كل من يتابع تطورات الازمة الأوكرانية في الأسبوعين الأخيرين يتوصل دون عناء يذكر الى الاستخلاصات التالية : ١ – ان النظام الروسي هو من افتعلها لاهداف توسعية ، وانطلاقا من العصبية القومية الروسية المغالية ، ٢ –ليس بخاف على أحد تلك اللغة الاستعلائية العدوانية المتعجرفة التي يستخدمها الدكتاتور – بوتين – وافراد طغمته الحاكمة مع الاوكرانيين ، والعالم باسره ، ٣ – ينضح الخطاب الإعلامي ، والسياسي الروسي ، بالمبالغات ، والالتفاف على الحقائق ، بصورة مدروسة ولذلك فقد الصدقية تماما ، ٤ – من السهولة بمكان مقارنة المشهد الروسي الان مع وقائع الصعود النازي قبل نحو ثمانية عقود ، من جهة التشابه بين " الفوهرر والقيصر " من حيث ( الايماءات – والحركات – والتصرفات – والتوجهات القومية التوسعية عليي حساب أراضي الشعوب الأخرى ) كما ان مساحة التشابه في الاعلام الدعائي – البروبكندا - تتقلص كليا بين كل من – غوبلز – من جهة و – زاخاروفا ، و لافروف من الجهة الأخرى ، ٥ – استحوز الخطاب الهادئ ، والوطني الصادق للرئيس الاوكراني على اعجاب شعبه ، والعالم باسره ، وكم هي الهوة سحيقة بين منطق الاكاديميين ، والباحثين من كييف الذين تستضيفهم القنوات العربية حيث يفصحون عن آرائهم بحرية واحيانا بتتباين واختلاف ، وبين نظرائهم بموسكو الذين لايخرجون عن الخطوط المرسومة لهم من الأجهزة ، ٦ – كم اشفق على ( محللين ) سوريين يقيمون بروسيا ، ويكيلون المديح للنظام الحاكم وسياساته ، الذي هو في الوقت ذاته محتل لبلادهم .
   من جهة أخرى اذا كان رأس طغمة موسكو يسعى الى احياء الإمبراطورية السوفيتية فذلك ليس من حقه لانه خرج على النظام الاشتراكي وتحول دكتاتورا مليارديرا فاسدا ، وان شعوب الاتحاد السوفييتي سابقا اختارت دروبها ، ونظمها السياسية بمحض اراداتها ، واذا أراد احياء هذه السابقة ، فلينتظر من يحاول احياء امبراطورية – هابسبرغ – والامبراطورية العثمانية ، والامبراطورية الصفوية ، وقبل ذلك الإمبراطورية الرومانية .



83
فلنحدد قواعد الصراع في الساحة الكردية السورية
                                                                         
صلاح بدرالدين

   تعابير ، وكلمات دالة ، مثل ( حالة الضياع ) و ( الى اين نحن سائرون ) وعلامات الدهشة والتعجب حول ( التقلبات السريعة ) و ( لم نعد نفهم ماذا يجري ؟ ) باتت احاديث الساعة المتداولة ليس بين النخب المتعلمة فحسب ، بل حتى في الأوساط الشعبية ، وفي مجالس المواطنين العاديين في المدن ، والارياف ، ومخيمات اللجوء بالداخل ، والخارج ، وهي من دون شك ظاهرة سورية عامة ،تعبر عن خيبة الامل الى درجة انعدام الثقة من كل المتصدرين للشأن السياسي المعارض ، ولكن وقعها اشد تأثيرا في الساحة الكردية ، التي نرى لزاما علينا الولوج في تفاصيلها ، ومناقشة جوانبها المختلفة.
  ولان الظاهرة – الدويخة باللغة العامية – المتعددة المصادر هذه ، نشأت في ظروف استثنائية سريعة التقلب ، فان أكثرية ردود الفعل عليها شابتها العفوية ، والتعميم أيضا ، من قبيل وضع المسؤولية على النظام ، والقوى الإقليمية ، والدولية المحتلة ، وكيانات المعارضة ( الرسمية ) ، وسلطات الامر الواقع ، والفصائل ، والميليشيات المسلحة ، وقد يكون كل ذلك صحيحا ، ولكن لابد الانتقال من التعميم الى التشخيص ، والتفصيل ، ووضع الاصبع على مكامن الخلل ، ومصادر البلاء ، للتمكن من المعالجة السليمة في مرحلة لاحقة .
   في الساحة الكردية ، وعلى غرار الساحة الوطنية العامة ، يكاد يجمع الرأي العام على وضع مسؤولية الضياع ، وحالة التدهور ، والانقسام ، أقله بالعشرة أعوام الأخيرة ، على عاتق سلطة الامر الواقع ، وادارة ب ي د ، وأحزاب ( الانكسي ) ، والنظام ، والأطراف الدولية المحتلة ، ويذهب البعض اكثر في الإشارة الى وقوف المحورين في العمق الكوردستاني ( أربيل ) ، و ( قنديل ) وراء تفكك الحركة الكردية السورية ، وتاجيج الصراع الداخلي في أوساط الكرد السوريين ، وهذه التوجه كما أرى يحمل نوعا من الاجحاف عندما يساوي بين الطرفين  .
   إعادة الفرز والتعريف 
 من اجل ان لاتبقى الاحكام عامة ، والكشف عن محاولات التزييف للحقائق ، وقطع الطريق على التهرب من المسؤولية ، لابد من عدم إضاعة الخيط الواصل بين الحاضر والماضي ، والبحث عن جذور الصراع ، وتعرية وتبديل قواعده المتبعة الان من جانب أحزاب طرفي الاستقطاب الكردي السوري التي لاتخلو من التضليل ، والمزايدات اللفظية الانشائية ، ثم تحديد الجوهر الحقيقي لقواعد الاختلاف  الفكري ، والسياسي ، والثقافي الكفيلة بتوفير التراكمات النوعية على طريق التقدم ان سارت في مجراها الطبيعي ، وشكلها الحواري المدني الديموقراطي .
من جملة الدروس التي استقيناها  من تجربة حركتنا الكردية السياسية الخاصة خلال العقود الخمسة الأخيرة  ، ومن ابرزها لجوء بعض أحزابها الى الخارج، وتحديدا التوجه نحو العمق الكردستاني كتعويض عن  الفشل في انجاز مهام الداخل ، وذلك ليس من باب التضامن القومي ، او مد يد العون في الأوقات المناسبة ، بل في ظروف لم يكن ذلك الخارج فيها بحاجة الى أي دعم ، وفي مراحل لاحقة انعكست الآية عندما وجد البعض من ذلك الخارج الكردستاني الكرد السوريين خزانا بشريا للتزود بشبابهم ، وشاباتهم ( حتى القصر منهم اكثر الأحيان ) لاستخدامهم وقودا في الحروب العبثية ، واستثمار مناطقهم الغنية بالنفط والغاز ، كمصدر لتمويل المشاريع ، في خدمة الاجندات الحزبية .
  ومن اجل تقويم الاعوجاج الحاصل ، وإعادة تعريف مصادر ، وجذور الصراع ، وتفكيك المفهوم الخاطئ التدميري للخطاب الحزبي السائد بالوسط الكردي السوري ، ووضع الأسس الصحيحة والمفيدة لقواعد الصراع الفكري والثقافي والسياسي ، الخلاقة وليست الهدامة كما هي الان ، لابد من العمل الذهني الجماعي ، والفردي ، على توضيح ، وتحقيق الآتي :
  أولا – التأكيد مجددا لشركائنا السوريين بالوطن ، وبشكل خاص للمؤمنين منهم باهداف الثورة الوطنية المغدورة ، وبالشراكة الحقيقية بين الكرد والعرب والمكونات الاخرى ، وبسوريا جديدة تعددية ديموقراطية ، بأن أحزاب طرفي الاستقطاب الكردي ( ب ي د – انكسي ) ماهي الا احد الأطراف في الساحة الكردية ، وليست الطرف الوحيد الى جانب الكتلة التاريخية ذات الغالبية ، من الوطنيين المستقلين ، ومنظمات المجتمع المدني ، الذين يسعون الى تنظيم صفوفهم ،  تماما مثل مايمثله – الائتلاف – في الساحة الوطنية ، وبالتالي فان كليهما لايمثلان السوريين وكردهم ، ولايعبران عن طموحاتهم المشروعة كاملة .
   ثانيا – تفنيد مايذهب اليه خطاب – ب ي د – ومسمياته الأخرى ، بتحويل وتبديل مصادر ، ومسارات الصراع انطلاقا من مصالح حزبية او قطرية ، وذلك عندما لايعتبر النظام المستبد الحاكم على راس أعداء الكرد السوريين وقضيتهم ، وسبب مآسيهم منذ عقود وحتىى الان ، وانكار ان مسلحيه جاؤوا ، وانتقلوا من قنديل لنصرة النظام ومحاربة الثورة السورية في عامها الأول ، ثم التعامل الإعلامي الشعبوي لمنح الاولوية لصراعات مع اطراف أخرى قد تكون من أولويات – ب ك ك – بغرض الاستهلاك ، والتستر على الفشل في ساحته الرئيسية .
ثالثا – كما لابد من التوضيح للمهتمين بالملف السوري بالمجتمع الدولي ، وللاطراف الإقليمية ، والكردستانية ، ان أحزاب طرفي الاستقطاب ، وبالإضافة الى. رفضها وعجزها فيي الوقت ذاته عن توحيد الصف الكردي ، فان علاقاتها ، وتحالفاتها ، مع الجهات المتناقضة ، لاتستند الى مبادئ ، وتفاهمات موثقة ، ولاتعبر عن مصالح الكرد السوريين ، بل تبقى في نطاق المصلحة الحزبية الضيقة ، وتخدم الدعاية الاستهلاكية الذاتية ، ولاينتج عنها سوى المزيد من الضياع ، والعبث بالقضية الكردية ، ودورها ومستقبلها .
   رابعا  – التميز الكامل والقاطع بين كل من إقليم كردستان العراق وأحزاب – الانكسي - من النواحي التنظيمية ، والفكرية ، والسياسية ، فلاقليم كردستان العراق ، وشعبه ، وقيادته ، ومؤسساته ، ونضالاتهم ، قيمة كبرى في نفوسنا ونفوس الكرد السوريين اجمعين ، وهم حققوا إنجازات قومية استراتيجية في جزئهم ، وفي اطار برامجهم السياسية ،ومن واجب الجميع الاستفادة من دروسها ، والحفاظ عليها ، وتطويرها ، اما أحزاب – الانكسي – فهي سورية و لارابط عضوي – تنظيمي – تاريخي ، او قيادة مركزية مشتركة بينها وبين البارتي الديموقراطي الكردستاني – العراق ، او الاتحاد الوطني الكردستاني ، والاشقاء ليسوا مسؤولين عن سياساتها ، ومواقفها ، ولايتحملون تبعات فشلها في مختلف الأصعدة ، وليس لاي حزب كردستاني عراقي فروع في القامشلي او كوباني ، او عفرين ، او دمشق .
خامسا  – محاولة الفصل الكامل بين كل مايتعلق بآيديولوجية ، وتنظيمات ، وسياسات حزب العمال الكردستاني – ب ك ك – وبين كرد سوريا ، فارتباط ب ي د ومسمياته الأخرى ، فكريا ، وتنظيميا ، وعسكريا ، وامنيا بمركز – قنديل – قد جلب الكوارث لشعبنا ، ووطننا ، والحق الضرر بنضال شعبنا القومي ، والوطني ، وشكل خطرا على مضمون حركتنا ، ومفاهيمها ، وتاريخها ، وتراثها ، وتقاليدها ، ولكن بكل اسف حتى المراهنات القليلة المتواضعة على إمكانية فرز تيار كردي سوري مستقل ، من منظمات – ب ك ك السورية وضمه الى صفوف الحركة الكردية السورية ، لم يعد مضمونا ، وهذا من احد الإشكاليات القائمة في الساحة .
 سادسا – الحركة الكردية السورية ، مفككة، ومشتتة ، ولا تتبع لمركز واحد ، وهي بوضعها الراهن ليست مهيأة تنظيميا ، وسياسيا ،. ودورا ،  ان تكون فاعلة في المحاور الكردستانية ، والإقليمية ، والدولية ، وفي حال اقدام أحزاب معينة في التموضع هنا وهناك ، فانها لن تكون الا في عداد التابعين الاذلاء ، الخادمين لاجندات الاخرين لقاء منافع مادية ، ومن ودون المشاركة في أي قرار يخدم كرد سوريا ، وقضيتهم المشروعة .
  سابعا – كلما تاخرت المساعي الجادة ، والجماعية ، من نظرية في مجال صياغة ، وإقرار المشروع السياسي الكردي بجانبيه القومي والوطني ( حراك " بزاف " الطرف الوحيد الذي قدم مثل هذا المشروع ) ، والعملي بإنجاز الخطوات اللازمة للوصول الى عقد المؤتمر الكردي السوري الجامع ، كلما تضاعفت المخاطر على الوجود ، والحقوق ، جغرافيا ، وبشريا ، واجتماعيا ، وكلما ازدادت فرص تحول – المؤقت – الى دائم ، و( الطبع الحزبي الآيديولوجي ) الى تطبع ، أولم تسخر جماعات – ب ك ك – طاقاتها بمناطقنا وللمرة الأولى  في خدمة – الحرب بالوكالة - ؟  أولم تغذي سلطة الامر الواقع خلال العقد الأخير نمو طبقة مستغلة في مجتمعاتنا ، من امراء الحرب ، والفئات الدنيا الرثة ، بحسب التوصيف الماركسي ؟ ، اولم تدشن الأحزاب الأخرى في الأعوام الأخيرة أرضية ازدهار وتدفق المال السياسي ؟ .
   وهكذا تبقى الأولوية القصوى لترتيب البيت الكردي السوري ، وإعادة بناء وتوحيد  الحركة لترتقي الى مصاف الأداة الفكرية ، والسياسية ، والتنظيمة الفعالة الموحدة ، وتصحيح الاعوجاج قبل فوات الأوان  ، ولاشك بتوفر الوسائل المدنية الديموقراطية لتحقيق ذلك ، وبانتظار استكمال الشروط الذاتية في التصميم والإرادة ، والعمل الجماعي الطوعي .

84
عندما تنتقم روسيا – البوتينية –
                                                               
صلاح بدرالدين

  يعيد المراقبون السبب الرئيسي من ضمن اساب اخرىى ، للسقوط المدوي لنظام الدولة الاشتراكية العظمى – الاتحاد السوفييتي –، وأنظمة دول شرق أوروبا التي كانت تدور في فلكها ، بداية تسعينات القرن المنصرم ، الى الجانب السياسي في انعدام الديموقراطية ، واستشراء الفساد البيروقراطي ، وانتهاك حقوق الانسان ، ومصادرة إرادة الشعوب غير الروسية ، وقد اختلفت ردود الأفعال من جانب نخب تلك البلدان التي كانت شاهد عيان على انهيار المؤسسات ، وانتشار الفوضى ، واعمال الشغب المصحوبة بالاعتداء على الأملاك ، والأموال العامة ، ومن ضمنها مواد تدخل في عداد مكونات الأسلحة الفتاكة ، التي راجت تجارتها لتصل الى معظم دول العالم ، وتتسرب الى ايدي القوى الراعية للارهاب  في الشرق الأوسط .
  في معظم دول أوروبا الشرقية ، حاولت النخب الشعبية ، ومنظمات المجتمع المدني الاستفادة من التجربة السابقة الفاشلة ، وإعادة بناء بلدانها من جديد ، بتعزيز الديموقراطية ، وتنشيط المنافسة المدنية السلمية ، واللجوء الى تحكيم صندوق الاقتراع ، مع تراجع ملحوظ لاحزابها الحاكمة في العهد السابق ، باستثناء روسيا الاتحادية التي اتخذت منحى مختلفا ، حيث تصدر المسؤولون السابقون الصفوف الامامية ، بإعادة انتاج النظام السابق بشكل جديد ، عبر تحالف رؤوس الأجهزة الأمنية وخصوصا جهاز – ك ج ب – ومدراء الصناعات الحربية وجنرالاتها ، واباطرة المافيا العابرة للقوميات في جمهوريات الاتحاد السوفييتي السابق ، وبرعاية ومباركة الكنيسة الارثوذوكسية المعروفة بنزعتها القومية الروسية صاحبة النفوذ الاجتماعي الاوسع .
  انطلق التحالف الجديد من العصبية القومية الروسية أساسا ، الممزوجة بنوازع الانتقام بكل السبل المتوفرة ، تحت شعارات إعادة دور الاتحاد السوفييتي السابق واحيائه من جديد ليس باسم ( الأممية ، والاشتراكية وحكم العمال والفلاحين ، والشعوب السوفيتية ) بل في ظل الطغمة الحاكمة في موسكو ، وباسم الدولة الروسية ، وقد وجدت اطراف التحالف القومي الجديد مصلحتها المشتركة من اجل استعادة النفوذ على كل الجمهوريات التي كانت جزء من الفضاء السوفيتي ، وتوسيع السوق الاقتصادية المهيمنة ، ومن ثم منافسة الأسواق العالمية ، والتحول الى قطب دولي مقرر ، بعد تعزيز القدرات العسكرية ، وتطوير الأسلحة الاستراتيجية .
  هناك امر في غاية الأهمية ويتناساه الكثيرون ، وهو ان هذه الأطراف المتحالفة الان في ظل سلطة الطغمة البوتينية هي التي تسببت في نخر النظام السوفييتي من الداخل ، ومن ثم سقوطه بسهولة .
  والامر الاخر الذي تتحاشى وسائل الاعلام الروسية التوقف عنده ، او الاسترسال فيه ، هو المغزى الحقيقي لتهديدات الرئيس الأمريكي – بايدن – في فرض عقوبات على الرئيس الروسي – بوتين – شخصيا ، وهو ان الأخير وبحسب اعترافه هو عمل سائق تكسي ابان انهيار الاتحاد السوفييتي ليصرف على نفسه وعائلته ، اما الان فانه يشغل قائمة الأكثر غنى بالعالم ، وكذلك الامر لافراد عائلته ، والمقربين منه ، وحاشيته الاوسع ، فلديهم جميعا استثمارات بالمليارات ، واملاك ، وشركات في مختلف الدول الغربية ، وبإمكان أمريكا مصادرتها ، وفضحها ان ارادت .
  من مرتكزات استراتيجية التحالف الروسي الحاكم
  أولا – عمدت الطغمة الحاكمة على انشاء علاقات التعاون مع الأنظمة الدكتاتورية في العالم ، المتورطة في صراعات دامية مع شعوبها ، مثل فنزويلا ، وسوريا ، والقائمة تطول ، ونحن السورييون اكثر شعب عانى من الاعتداءات الروسية العسكرية ، ومن دعم نظام الاستبداد ، واحتلال البلاد منذ عام ٢٠١٥ ، يكفي ان الروس وباعتراف رئيسهم جربوا اكثر من ٣٥٠ نوع من السلاح على أجساد السوريين ، وفي تدمير البنى التحتية لمناطقهم .
  ثانيا – تستخدم الطغمة الحاكمة أقسى ، واشد الوسائل الردعية ضد معارضيها بمافي ذلك السموم القاتلة ، والمواد المحظورة دوليا ،  وملاحقتهم في الخارج أيضا وفي الداخل تضيق الخناق على اية معارضة ، وتطبق بحقها اقسى العقوبات .
   ثالثا – على الصعيد الدولي تتخذ الطغمة الحاكمة مواقف بعيدة عن طبيعة العلاقات الدبلوماسية المتزنة ، بل تنطلق من مواقف انتقامية مرسومة مسبقا ( مثل فيتوياتها بمجلس الامن لحماية النظام السوري ) ، من شانها تهديد السلام العالمي ، واثارة الفتن في الكثير من البلدان ، والمناطق ، وهي بذلك تعتبر الأكثر سوء من خصومها الموضوعيين مثل الولايات المتحدة الامريكية ، وبعض البلدان الأوروبية .
  رابعا – بسبب ميكيافيلية الطغمة الحاكمة ، واستخدام الطرق الملتوية من جانب ممثلي – القيصر – ( ومااكثرهم ) ، وممارسة التضليل ، ولانعدام المؤسسات الديموقراطية المنتخبة ، وقيام الدوما الروسية بدور التابع لحزب الرئيس ، فقدت روسيا احترام العالم ، لافتقارها الى المصداقية حتى في تعاملاتها التجارية ، ناهيك عن العمل الدبلوماسي ، والعلاقات الدولية .
   تهديد الدول الخارجة عن الطوق الروسي ،وتقسيمها
  أخطر ماقامت به الطغمة الحاكمة الروسية هو العدوان العسكري على دول محيطة بها والتي انتهجت طريق الديموقراطية ، بعد تحررها من الحكم الشمولي ، وبعد الإخفاق في تطويعها ، عملت على تقسيمها ، واقتطاع أجزاء منها ، مستغلة في ذلك تواجد نسبة من السكان فيها من أصول روسية ، نحو عقدين أو أكثر قسمت أراضي دولتين  هما – جورجيا – و – أوكرانيا - ، واقامت خمسة كيانات جديدة ،ففي الأولى وبعد حربها مع جورجيا ( ١٩٩٢ ) اقتطعت منطقتي – ابخازيا – و – اوستينيا الجنوبية – واعلنتهما جمهوريتين لم تعترف بهما سوى – سوريا ، وفنزويلا – ونيكاراغوا .
  وفي – أوكرانيا – اقتطعت روسيا ثلاثة مناطق ، حولتهما الى كيانات مستقلة ، منذ عام ٢٠١٤ ، عن طريق القوة العسكرية ، والتهديد ، الأولى : جمهورية القرم ذات الحكم الذاتي الملحقة بموسكو ، وذلك بالضد من إرادة شعبها – التتاري – كسكان اصليين فحتى اسم ( القرم ) يعني باللغة التترية قلعة  ، وأصحاب الأرض منذ مئات السنين ، والثانية : جمهورية – دونيتسك - ، والثالثة : جمهورية - لوغانسك - ، واقتطعت المناطق الثلاث من الدولة الام – أوكرانيا – والتي لم تعرف بها اية دولة بالعالم ، وقد أدت هذه الاعمال المنافية للقانون الدولي ، والمناقضة لارادة الشعوب المعنية الى الفتنة العنصرية ، وتزكية العداء القومي بين الاوكرانيين ، والتتار ، والجورجيين من جهة والروس من الجهة الاخرى ، والغريب ان روسيا التي تسمى شكليا بالاتحادية ، تنتهك حقوق العشرات من القوميات ، والاثنيات ، وتحاربها بالحديد والنار ، ولكن الامر يختلف عندما تخضع قضايا الشعوب لمصالح الطغمة الحاكمة .
  لسنا هنا بوارد اتخاذ جانب أمريكا والغرب عموما حيث لديهم تاريخ طويل في العقود الماضية من الإساءة لشعوب العالم واستعمارها ، واستغلال خيراتها ومن ضمنها الشعب الكردي ، ودعم الانقلابات العسكرية ضد الارادة الشعبية ، ولكن صورتهم تغير منذ انتهاء الحرب الباردة بداية تسعينات القرن الماضي ،اما الطغمة الحاكمة الان في موسكو، فقد تجردت نهائيا من الشعور بالمسؤولية تجاه مبدأ حق تقرير مصير الشعوب ، ووقفت على سبيل المثال مع نظام الاستبداد بسوريا الذي اكتفى بحكم جزء صغير من البلاد ، وكانت الطغمة على استعداد لرعاية ( سوريا المفيدة ) والمضي في تقسيم البلاد ، ومحاربة غالبية السوريين ، ومواجهة اهداف ثورتهم المشروعة ، ورفض حل مشاكل البلاد بما في ذلك الحل الديموقراطي للقضية الكردية .
 
 


85
مواجهة الإرهاب لاتتجزأ
                                                                 
صلاح بدرالدين

  الشعب الكردي عموما ، والكرد السورييون على وجه الخصوص ، هم من ضحايا الإرهاب  واول نوع واجهوه من هذه الآفة في تاريخهم المعاصر هو إرهاب الدولة ، من جانب القوى العالمية التي قسمته شعبا ، ووطنا قسرا ، ومن دون ارادته ، والأنظمة السائدة ، والحكومات المتعاقبة  المحلية التي سلبته حقوقه الأساسية ، وحاولت طمس وجوده عبر المخططات العنصرية المدروسة ، مما فرض ذلك على الحركة السياسية الوطنية الكردية السورية ومنذ نشوئها  إيلاء استراتيجية الدفاع عن النفس ، ومواجهة مخططات التعريب ، والتهجير ، وتغيير التركيب الديموغرافي لمناطقها ، الأولوية ، وقد يكون ذلك سببا في تأخر الحصول على الحقوق القومية ، وليس غريبا ان تكون الأنظمة الحاكمة رسمت هذه المعادلة بشكل مدروس لاشغال الحركة كجزء من سياستها الكردية .
   لذلك يمكن القول أن الكرد السوريين كانوا ومازالوا معنييون مباشرة بمخاطر ، وتبعات ، ونتائج " إرهاب الدولة " الذي مورس خصيصا كما ذكرنا ضد وجودهم ، وحاضرهم ، ومستقبلهم ، حسب مخططات مدروسة معروفة ، واذا كان الكرد يعانون ذلك بصورة مزدوجة ( قوميا واجتماعيا ) فانه شمل أيضا وباشكال متعددة ومختلفة ، غالبية السوريين ، والحركة الديموقراطية ، وذلك عبر الاستبداد ، والقهر ، ومصادرة الحريات ،وهكذا فان نصيب الكرد من المعاناة يبلغ الضعف على الصعيد الوطني ، وبكل اسف هناك مازال من يتجاهل هذه الحقيقة من بعض شركائنا السوريين ، عندما يرددون (ان كل الشعب السوري يعاني بشكل متساو ) .
   انواع أخرى من الارهاب
    اذا كان " إرهاب الدولة " يشكل خطرا وجوديا علىى الكرد ، فهناك ظواهر إرهابية أخرى لم تنشأ خصيصا من اجل الكرد ، بل تعم المنطقة جمعاء ، بل العالم في مختلف القارات ، وهي عابرة للبلدان ، والقوميات ، والأديان ، والاجناس ، ومنها ( إرهاب الإسلام السياسي ) بشقيه السني وعلى راسه القاعدة وداعش ، واصولهما ، ومتفرعاتهما ، والشيعي وفي مقدمته نظام طهران واذرعه بالمنطقة ، من دون اغفال تفشيها المتسارع في الدول التي تقتسم الكرد ووطنهم التاريخي ( سوريا – العراق – تركيا – ايران ) وجوارها أيضا ، حيث تجد فيها بيئة حاضنة لاسباب تاريخية ، ودينية ، ومذهبية ، حيث من الواضح ان معظم تلك البلدان لم تحل فيها بعد القضايا الوطنية ، والاجتماعية ، وتفتقر الى النظام السياسي الديموقراطي العادل .
   من جهة أخرى في بعض الحالات وفي معظم تلك البلدان ، يمكن ملاحظة التداخل العضوي ، او المصلحي ، بين كل من " إرهاب الدولة " وإرهاب الجماعات ، والمنظمات الإرهابية ، من خلال التعاون ، والتنسيق ، وتبادل الأدوار ، فقد لاحظنا على سبيل المثال حصول ذلك بين – داعش – وحكومة نوري المالكي ، بالموصل عام ٢٠١٥  وباشراف الحرس الثوري الإيراني وقائده قاسم سليماني ، وقبل ذلك ماحصل مع  نظام الأسد عندما أخرج إرهابيين إسلاميين من سجونه ، واطلاقهم لتشكيل فصائل مسلحة ، مقابل الثوار السوريين الوطنيين العلمانيين ، وحصل امر مماثل عندما اطلق – البغدادي – سراح القنصل التركي في الموصل بموجب تفاهمات معينة .
  وعلينا ان لا نتجاهل ابدا نمو مظاهر إرهابية داخل اطر بعض الحركات المحسوبة على الكرد حيث صنفت الولايات المتحدة الامريكية ، ودول أوروبية ( حزب العمال الكردستاني ب ك ك ) كمنظمة إرهابية ، وكان لذلك الوقع السلبي على سمعة الكرد في كل مكان ، وعلى مجمل نضالهم السلمي المشروع ، ودفاعهم عن النفس ، وليس خافيا أن مسألة علاقة – ب ي د – الفكرية ، والتنظيمية بالحزب الام – ب ك ك – مازالت تشغل الراي العام الكردي ، والإقليمي ، حتى الطرف الأمريكي الداعم لادارة – ب ي د – و – قسد – مستمر في البحث عن إيجاد حل لهذه الإشكالية ، التي تنعكس سلبا أيضا على الكرد السوريين ، ومستقبل حركتهم الوطنية ، ووحدة وسائلهم النضالية .
   سبل مواجهة مختلف أنواع الإرهاب
  صراعنا كشعب ، وقضية مع " إرهاب الدولة " في حالة النظام السوري ، يتمركز حول جملة من المسائل منها : مواجهة مخططاته في التعريب ، والتهجير ، وتغيير التركيب الديموغرافي ، والعمل سوية مع الحركة الوطنية الديموقراطية السورية من اجل اسقاط نظام الاستبداد ، وهذا مستمر منذ الانتداب وحتى الان ،  واجراء التغيير الديموقراطي ، وتحقيق نظام حكم ديموقراطي ، تعددي ، تشاركي ، وإقرار دستور يضمن حقوق كل المكونات السورية ، ويتضمن الاعتراف بوجود ، وحقوق الكرد ، وتحقيق المصالحة بين السوريين ، وإرساء حكم القانون .
  اما بخصوص مظاهر الإرهاب الأخرى المتفشية في طول الجغرافيا السورية وعرضها ، فلاشك ان القضاء على نظام الاستبداد وإرساء النظام الديموقراطي يعتبران اجتيازا  لثلاثة ارباع الطريق لتحقيق ذلك ، والان والى مابعد انجاز إزالة إرهاب الدولة ، ستتم مواصلة مواجهة إرهاب المنظمات ، والحركات ، ليس بالطرق العسكرية فحسب بل بالفكر ، والوعي ، والثقافة أيضا ، وكذلك بحل المشاكل الاقتصادية ، والاجتماعية، واطلاق الحريات العامة ، وتوفير الحلول لحاجات المواطن المعاشية ، والصحية ، والحياتية .
   مواجهة الإرهاب لاتتجزأ
   في الظروف الراهنة وامام حصول الهجرة ، والنزوح ، وافراغ المناطق ، وانتهاك سلطة الامر الواقع للحقوق ، والحريات ، وتفكك الحركة الكردية السورية ، وغياب الاجماع القومي ، وتعدد ولاءات الأحزاب الكردية ، والانشطار الحاصل على الصعيد الوطني ، ليس هناك قوة كردية سورية  تستطيع لوحدها محاربة الإرهاب على الصعيد الوطني ، والمناطقي ، والانتصار عليه بالقوة العسكرية ، خاصة اذا كانت غير مقبولة وغير مخولة ، بل غير مهيأة فكريا ، وسياسيا ، فاية قوة كردية او باسم الكرد ان لم تواجه " إرهاب الدولة " أولا ، لن تكون صالحة لمواجهة إرهاب التنظيمات ، واية قوة كردية سورية مهما نالت المساعدات من الأجنبي ، لن تنجح في استئصال إرهاب المنظمات ، من دون التسلح بالفكر القومي الديموقراطي الحر ، ومن دون التفاف الجماهير الكردية حولها ، ومن دون التنسيق مع العمق الكردستناني العراقي كموقع متقدم في الحركة القومية الكردية .
   ببالغ الأسف نقول ان تعامل سلطة الامر الواقع ومختلف مسمياتها ، مع مسالة محاربة داعش ، الى جانب خلوه من الابعاد القومية ، والوطنية ، والديموقراطية ، وافتقاره الى الاحتضان الشعبي ، فانه يقتصر على الدعاية الحزبية فقط بهدف تحسين الوضع الذاتي ، وخدمة اجندة الحزب الام في مركز قنديل .
  خلاصة القول ، وبمنتهىى الوضوح ، فان الكرد السوريين سيعانون من محنتهم المستدامة ، ومن حرمانهم من الحقوق ، ومن تشرذمهم ، ومن غياب أي دور لهم على الصعيد الوطني ، وفشلهم في تحقيق اية انتصارات حاسمة تعود بالخير عليهم وعلى وطنهم ، مالم تتحقق استعادة الأداة النضالية الحاسمة ، بإعادة بناء حركتهم القومية – الوطنية ، وتوحيدها ،وشرعنتها عبر المؤتمر الكردي السوري الجامع ، وبالسبل المدنية الديموقراطية ، حينذاك سيتم الاستحواز على شروط تحقيق استقلالية القرار ، والاجماع القومي ، والتوافق الوطني ، وتوفير محاور يعبر عن إرادة ، وطموحات، ومصالح الشعب الكردي السوري .
 

86
محاولة في فهم مايرسم لسوريا وكردها
                                                                 
صلاح بدرالدين

  معادلة حفظها السورييون عن ظهر قلب : كلما تراجعت – المعارضة ! – خطوة الى الوراء ، تقدم النظام بخطوتين نحو الامام ، وفي هذه الأيام التي نشهد فيها التردي الأعظم للائتلاف ، وملحقاته من الفصائل المسلحة الباغية وهم كانوا  من معارضة أيام الرخاء ، والصعود الوطني في العام الأول للثورة الوطنية السورية ، قبل استيلاء الإسلام السياسي عليها بالوسائل الملتوية ، واقترابها من حافة الهاوية ، بعد ان تسببت في وأد الثورة ، والانحراف عن الخط الوطني ، مما يخلق كل ذلك انطباعا عاما ، حول ارجحية نظرية المؤامرة بشأن مسألتين : الأولى إطفاء جذوة الاندفاع الثوري ، وخنق تطلعات غالبية الثوار في البحث عن سوريا ديموقراطية ، تعددية ، علمانية ، يتم فيها فصل الدين عن الدولة ، وتحل المشاكل ، وقضايا القوميات وفي المقدمة القضية الكردية بالحوار ، وتلبية إرادة الكرد ، والثانية : كخيار بديل اسلمة الثورة السورية ، ثم اخونتها ، ولان هذا الخيار لن يتحقق بالمجتمع السوري ابدا ، فكان الهدف وأد الثورة ليس الا .
هجمة إعلامية مضادة للنظام
في تصريح  لوزير خارجية النظام – فيصل المقداد -   لوكالة أوقات الشام الإخبارية ( ١٨ – ١ – ٢٠٢٢ )  - بمثابة ضغط على المبعوث الدولي لمزيد من التنازل، والقول بوجود ١٤ سفارة عربية مفتوحة بدمشق ،  واتهام تركيا لوقوفها وراء وفد المعارضة في اللجنة الدستورية ومطالبة ( المحتل الأمريكي ) بالرحيل واشادة بالحليف الروسي وتقديم الشكر له وكذلك للإيراني ، والزعم ان ودمشق تنظر إلى الأكراد على أنهم جزء من مكونات الشعب السوري ومن قوانا الوطنية الفاعلة لكن هناك من باع نفسه للشيطان ومن ارتبط مع المحتل عليه أن يعود إلى هويته الوطنية لأن أي شكل من أشكال الانفصال أو الهياكل الانفصالية هي أمل إبليس في الجنة .

  المستشارة الخاصة لرئاسة الجمهورية – لونا الشبل – وهي احدى المؤثرات في صناعة القرار في تركيبة النظام الراهنة ، صرحت لموقع  نيوزميكر الروسية – ( ١٧ – ١ – ٢٠٢٢ ) في موسكو ، ورددت كل ماقاله وزير خارجيتها بشان روسيا ، وايران ، وامريكا ، وتركيا ، مضيفة ان اللقاءات مستمرة مع هذه المجموعة. ( جماعة سلطة – ب ي د - حتى هذه اللحظة وانا أتكلم معك )  وان الفدرلة يقررها الشعب ولها علاقة بالدستور وان النسيج الديمغرافي غير مؤاتي ولايسمح لذلك مرددة ان  اكراد سوريا مواطنون ، وموضوع قسد يتعلق بمجموعة متحالفة مع الأجنبي  ونحن  نتفاوض مع الجميع حتى من حمل السلاح ضد الدولة ، ولامجال الا  بتوزيع المسلحين على الاختصاصات في الجيش السوري بمختلف المناطق دون الاعتراف بمراكز اومجموعات خاصة – هنا وهناك .

    سينياريوهات
  هل ستلتقي خطط النظام ، في هجمته الإعلامية الراهنة في منتصف الطريق مع مساعي النظامين العربي الرسمي والإقليمي في إعادة تشكيل معارضة مستحدثة تستجيب لمخرجات التفاهم الروسي الأمريكي الإقليمي المبنية على فرضية بقاء نظام الأسد دون تغيير كما صرح بذلك المبعوث الدولي الى سوريا السيد – بيدرسون – وذلك على ضوء الانفتاح العربي على دمشق ، وبوادر مقايضة ازمة أوكرانيا بعد التشدد الروسي ، والتنازلات الامريكية حول النووي الإيراني في فيينا ، واحتمالات تقديم ايران الجماعة الارهابية الحوثية كبش فداء وهذا اقل الخسائر ، مقابل استمرارية  التشدد الراهن في العراق ، ولبنان   .
  ام ستخفق كل تلك الاحتمالات في حال حصول تطورات دراماتيكية مفاجئة ليست بالحسبان ، مثل حصول صراعات ومواجهات داخل بيت النظام الحاكم ، او فشل محادثات فيينا ، او حدوث انفجارات في الدول المحسوبة على النفوذ الروسي كما حصل في كازاخستان ، او أي هجوم عسكري روسي على أوكرانيا ، او وقوع احداث كبرى في العراق نتيجة التدخل الإيراني ، او أي هجوم عسكري إسرائيلي على المنشآت النووية في ايران ، او ( وهذا أضعف الاحتمالات ) تصاعد النضال الوطني داخل سوريا ، وقيام الوطنيين السوريين المستقلين بتحقيق خطوات على طريق مراجعة الماضي ، وإعادة بناء جسم معارض بالطرق الديموقراطية المدنية ، وصياغة وإقرار البرنامج السياسي ، وانتخاب مجلس قيادي يمثل المكونات الوطنية ، والتيارات السياسية والشخصيات المناضلة المؤمنة باهداف الثورة المغدورة ؟ .
   في الحالة الكردية السورية
    كل الدلائل تشير الى مراهنة النظام  ومعظم الأطراف الخارجية ، على مساعي إعادة تاهيل المسميات التابعة لسلطة – ب ي د – وهو الفرع السوري لمنظومات – ب ك ك – واعتمادها في المرحلة القادمة كاسهل الخيارات لها ، بحسب السيناريو أعلاه ، وذلك لعدة أسباب منها وقوفها منذ اليوم الأول للثورة السورية مع النظام ضد الثوار ، والمعارضة ، وتخليها عن نصف المناطق الكردية السورية ، واعلانها عن عدم تمسكها بالحقوق الكردية المشروعة ، وانطلاقها من مفهوم مناطقي ( شمال شرق سوريا ) كل ذلك مبعث راحة للنظام الرافض حتى الان بوجود شعب كردي سوري وحقوق مشروعة ، وايغاله في تطبيق مخططات التعريب ، والتذويب ، ، وكذلك المحيط الإقليمي المناهض لمطالب الكرد السوريين ، او غير المهتم للقضية القومية الكردية ، إضافة الى الأطراف الدولية التي لاتعير قضايا الشعوب المضطهدة أي انتباه ، بل تساهم في ايذائها أحيانا بحسب مصالحها مع الأنظمة في الدول السائدة .
    اما ما يصدر عن اعلام النظام ، واعلام المحتلين الآخرين ، وعن بيانات اطراف – استانا – باتهام سلطة – ب ي د – بالانفصالية ، او وصمها بتهمة تشكيل كيان قومي كردي ، فماهي الا مبالغة كلامية لاتستند الى أي أساس ، الهدف منها منح وزن لتلك الجماعة امام الراي العام الكردي السوري ، واختيارها كممثل للكرد قادم الأيام ، وماهو الا محاولة لخلط الأوراق ، وهو بحد ذاته إهانة للشعب الكردي السوري ، وتجاوز وجوده ، وحركته الوطنية ، وأهدافه المشروعة في العمل على تحقيق ارادته في تقرير مصيره السياسي ، والإداري في سوريا حرة ، ديموقراطية ، تعددية ، موحدة .
   وفي حال تطبيق السيناريو الأول أعلاه ، فستكون أحزاب – الانكسي – في خدمة الاجندات الجانبية ، ووسيلة يستثمرها أمثال – احمد الجربا – لتحقيق طموحاته العشائرية ، والمالية ، تماما مثل ما استخدم – الائتلاف – عدة أعوام ، لان – الانكسي – لايملك قراره المستقل ، ولان اقصى طموحاته لاتتعدى ان يكون ملحقا لجماعة سلطة الامر الواقع ، ولم يطرح نفسه يوما كمعبر عن إرادة الكرد السوريين ، بل انه لم يصدر عنه طوال السنوات الماضية اية مشاريع ، ومبادرات قوة ، ووطنية وفوق ذلك اول من يحارب مشاريع إعادة بناء الحركة الكردية ، وتوحيدها وبذلك فهو يتحمل مسؤؤلية كبرى امام الشعب ، الوطن .
  كرد سوريا وعلى الدوام ، وفي هذه المرحلة بالذات ، بحاجة ماسة الى من يمثلهم من خارج اجندات أحزاب طرفي الاستقطاب ، وبالذات من قلب حركتهم القومية ، والوطنية ومن تعبيراتهم الوطنية المستقلة المنتخبة  ، بعد إعادة بنائها ، وتوحيدها ديموقراطيا ، وإقرارها المشروع الكردي للسلام ، وذلك يشكل المهمة الانقاذية الأولى ، والاساسية .
 

87
جدلية " تساقط " المعارضة ، و " اسقاط " النظام
                                                                         
صلاح بدرالدين

   هل من رابط شرطي بين صعود ، وهبوط تيارات معارضة في مرحلة معينة ما ، في بلد يحكمه نظام دكتاتوري استبدادي مثل سوريا ، وبين بقاء ، او زوال النظام ؟ وبعبارة أوضح هل فشل – المعارضة السورية – بزعامة الإسلام السياسي خلال العشر أعوام الماضية ، في تحقيق اهم اهداف الثورة الوطنية السورية باسقاط النظام ، واجراء التغيير الديموقراطي يعني ان النظام على حق ؟ وان شعار اسقاطه كان خاطئا ؟ وأن اهداف الثورة لم تعبر عن إرادة السوريين ؟ وان البديل هو الارتماء باحضان نظام الاستبداد والهرولة نحو دمشق ؟ .
   مانشرناه قبل أيام حول الإسلام السياسي وراس حربته الاخوان المسلمون السورييون ، ودورهم في تصفية الثورة ، وحرف المعارضة عن نهجها ، وما كتب عن ذلك العشرات من الوطنيين السوريين ، لم يكن الهدف منه سوي اجراء مراجعة موضوعية نقدية في مسار ، ومآل المعارضة ، بغية معرفة ماجرى ، والاستفادة من دروسها ، وإعادة بناء معارضة وطنية ديموقراطية ، ببرنامج سياسي واضح معبر عن إرادة الغالبية من السوريين ، واستخدام افضل السبل لتحقيقه .
  فاالصراع بين الشعوب من جهة ، وبين النظم الاستبدادية ، والدكتاتورية ، ازلي تاريخي حتى يعم السلام ، والوئام ، ويزول استغلال الانسان للإنسان على الكرة الأرضية ، وقد نشبت المئات من الثورات التحررية ، ومن اجل التقدم الاجتماعي ، والديموقراطية طوال التاريخ البشري وانتصر بعضها ، واخفق بعضها الاخر ، ولكن الشعوب اعادت الكرة مرحلة بعد أخرى ، ولم تنطفئ جذوة الكفاح ابدا ، فكبرى ثورات العالم وأقصد الثورة الفرنسية التي أرخت بظلالها على الفكر التحرري في كل بقاع العالم دامت اعواما حتى حققت أهدافها ، ولو جزئيا .
    قراءات مختلفة ، من منطلقات متباينة
   أصحاب الثورة السورية ، من ثوار ، ومتضامنين ، وحريصين ، والمؤمنين باهدافها ، من حقهم القيام بمراجعة مسارها لفائدة المستقبل ، أما المتربصون بها منذ اليوم الأول ، والمترددون ، والذين أبدو نوعا من التعاطف الشكلي من قيادات الأحزاب الكردية ، تحت ضغط الجمهور الكردي ، وفي الوقت ذاته تواصلوا مع أجهزة السلطة هؤلاء جميعا قاموا بدور – الثورة المضادة – والاحتياطي في الخطوط الخلفية ، واساؤوا للشعب السوري ، وللكرد ، والقضيتين السورية ، والكردية كثيرا .
    تياران سياسييان كردييان
  لم يعد خافيا حقيقة وجود تيارين سياسيين داخل الحركة الكردية السورية منذ نشوئها ، احدهما كان ومازال مواليا للنظام ، ومعاديا لاي تعاون مع القوى الديموقراطية السورية المعارضة ، ولنا تجربة طويلة ( كحزب الاتحاد الشعبي سابقا ، وكمجموعات وأفراد لاحقا ) في الصراع مع تعبيرات هذا التيار منذ عام ١٩٦٥ وحتى الان ، حول جملة من القضايا الفكرية ، والسياسية ، والثقافية ، والقومية ، وفي المقدمة مسالة الموقف من الأنظمة المستبدة الحاكمة ، والتي تحسب في خانة اليمين القومي حتى لو تسترت بأسماء ( تقدمية ورفعت شعارات مثيرة ) ، باعتبارها ساومت على الحقوق القومية أولا ، ووقفت مع النظم المتعاقبة المعروفة بمعاداة الديموقراطية ، وتوريث الفساد ، وتمثيل الطبقات ، والفئات الاجتماعية المستغلة للطبقات الفقيرة .
  بعض هذه التيارات استقطب   شريحة من المتعلمين من موظفين وأصحاب مصالح كانت ومازالت ترى موقعها الملائم مع أي نظام سائد ، وفي تجربة حزب الوحدة كما في تجربة ب ك ك على الصعيد الاقليمي العام لعب الانتماء المذهبي دورا أساسيا في موالاة نظام الأسد الطائفي ،   ممثل احد تلك التيارات. اخطأ التعبير بالقول : ( لم نرفع يوما شعار اسقاط النظام )  بدلا من القول : لم نخرج يوما من تحت عباءة النظام ، وكنا أوفياء تجاهه ، نزوده بكل ما نحصل عليه من معلومات من شأنها الحاق الضرر به ان كان من الوسط الكردي ، أو السوري  .
  المنتمون الى تلك التيارات ، والاحزاب ، ومن بينهم جماعات – ب ك ك - لم يكونوا يوما بحاجة الى ذرائع من قبيل فشل المعارضة أو تساقطها حتى يفتحوا النار على الثورة السورية ، وأهدافها النبيلة ، أو يتباهوا بادعاء الحق ، والحقيقة بشماتة ، فهم وقفوا ضد تلك الأهداف قبل قيام الثورة بعقود ، وعملوا مع السلطات الحاكمة ، ومارسوا الازدواجية في مراحل معينة .
  قد يمر البعض مرور الكرام على مسألة موالاة ، التيارات ، والأحزاب الكردية ، للنظام منذ عقود ، واعتبارها شكلا من العمل السياسي ، ولكن الامر ابعد من ذلك بكثير ، فمجرد قيامها باالنأي بالنفس عن النضال القومي الذي يعني عدم مواجهة النظام ، أو التعامل معه درء للاعتقال ، والملاحقة ، ليس ذلك  قمة الانتهازية ، والنكص بالوعود ، والعهود فحسب ، بل مشاركة مباشرة ،وغير مباشرة في الوقوف بوجه التيار القومي ، والوطني الكردي الصادق الأصيل المعبر عن إرادة الكرد ، وكذلك المشاركة في تحمل مسؤولية تنفيذ مخططات الحزام ، والاحصاء ، وتغيير التركيب الديموغرافي للمناطق الكوردية ، والتحول نحو صف النظام ، ومشاريعه ، ومخططاته المعادية ليس للكرد السوريين فحسب بل لكل فصائل الحركة الكردستانية وخصوصا الاشقاء في إقليم كردستان العراق ، ومنجزاتهم القومية ، والديموقراطية الكبرى  .
  منذ اكثر من خمسة عقود وهذه التيارات اليمينية ، والانتهازية ، تتوالد في اقبية الأجهزة ، وتنشق على بعضها بفعل تبادل التعامل معها من جهة النظام بأكثر من عشرة أجهزة امنية ، وكل واحدة منها تتصرف لتحقيق الهدف المشترك : تمزيق الحركة ، واثارة الفتن ، وتكريد الصراع ، وشهادة للتاريخ اقول : صحيح اننا كنهج نضالي مميز ، تعرضنا لمخططات السلطة في الملاحقة ، والاعتقال ، والحرمان من الحقوق المدنية ، والاختراق الأمني ، وشق الحزب ، ولكننا وللأسف قاسينا الامرين من بعض بني قومنا ( أحزابا ومجموعات ، وافرادا  ) من المتعاملين مع السلطات من تلك التيارات السالفة الذكر .
  نعم تساقط المعارضة أمر مؤسف ، ولكن بإمكان السوريين تحويل – السقطة – الى احد عوامل الاستنهاض ، وإعادة البناء ، وتنظيم الصفوف ، وصياغة المشروع الوطني ، وصولا الى اسقاط النظام .




88
المنبر الحر / توضيح للراي العام
« في: 21:24 05/01/2022  »
توضيح للراي العام
                                                               
صلاح بدرالدين

  مقدمة لابد منها :
  بالرغم من ان معظم النخب السياسية ، والثقافية ، وغالبية المناضلين الوطنيين من الكرد ، والسوريين ، من العرب ، والمكونات الأخرى اقله منذ خمسة عقود ، وحتى الان  اما يعرفونني عن كثب ، او تابعوا مواقفي السياسية ، وكتاباتي ، ولكنني أرى من المفيد إعادة التعريف  باسطر قليلة :
 ١ – دخلت المعترك النضالي منذ شبابي ، وكنت مع رفاق كثر في اطار التيار القومي اليساري الديموقراطي المنبثق عن كونفرانس الخامس من آب ١٩٦٥ الملتزم بمبادئ واضحة في ١ - الانطلاق من وجود شعب كردي سوري من السكان الأصليين ، يعيش في مناطقه التاريخية ، ٢ - يستحق ان يقرر مصيره السياسي ، والإداري في اطار سوريا الديموقراطية الواحدة ،٣ - ان الحركة الكردية جزء من الحركة الديموقراطية السورية ، ٤ - وان التفاهم الكردي العربي هو حجر الأساس ، ٥ - وان أولى المهام دحر الاستبداد، واجراء التغيير الديموقراطي ، ٦ – دعم الثورة في كردستان العراق ١٩٦١ ، والوقوف الى جانب الزعيم الراحل مصطفى بارزاني وقيادته الشرعية ، ٧ – المواجهة الفكرية ، والثقافية لكل التيارات اليمينية ، والانتهازية الكردية السورية ، ٨ – بناء التحالفات الكردية السورية ، والوطنية ، والكردستانية ، ٩ - بناء وتمتين علاقات الصداقة والعمل المشترك مع قوى حركة التحرر العربية ، والاممية ، ١٠ – المواجهة الفكرية ، والسياسية ، والثقافية لجميع فصائل الإسلام السياسي السنية ، والشيعية ، ١١ – التمسك باستقلالية القرار الوطني الكردي السوري ، والعمل على صيانة الشخصية الكردية السورية ، وتنشيط العمل الفكري ، والثقافي ، ١٢ – مواجهة التيار المغامر في الحركة الكردية فكريا ، وسياسيا ، الذي يتجسد في جماعات – ب ك ك – ومواليها ، ١٣ – نقد وتخطئة أحزاب طرفي الاستقطاب ، وتحديد انحرافاتها عن خط – الكردايتي – ١٤ – دعم حراك " بزاف " من اجل إعادة بناء الحركة الكردية السورية ، وتوحيدها ، واستعادة شرعيتها . ١٥ – اعتبار المكونات القومية ، والدينية المتعايشة مع الكرد في كل مناطقهم من تركمان ، وكلدان – سريان – آشوريين وغيرهم ،شركاء المصير، ١٦ -  رفض عسكرة المجتمع الكردي السوري ، او تجنيد النساء ، والشباب لاعمال عسكرية ، ١٧ – إقليم كردستان العراق ، وقيادته التاريخية ، ومؤسساته الشرعية المنتخبة ، ومنجزاته القومية ، والوطنية  التي هي مفخرة لكل كرد العالم ، خط احمر لايجوز المساس به ، ١٨ – انعقاد مؤتمر وطني سوري عام باشراف لجنة تحضيرية تمثل كل المكونات خطوة نحو حل أزمة معارضي النظام ، ١٩ - .العمل على تجسيد هذه المبادئ ، وتحقيقها ، من خلال النضال السياسي ، المدني ، وعبر الحوار ، بمعزل عن استخدام الوسائل العنفية ، والزجرية ، او التخوين ، والالغاء . ٢٠ – منذ نحو خمسين عاما ، وحتى بعد انسحابي من العمل الحزبي ( ٢٠٠٣ ) حيث امارس قناعتي كشخص مستقل ، مازال المتضررون  ( فرادى او مجتمعون ) من تحقيق البنود التسعة  عشرأعلاه ( وما اكثرهم )  يواجهوننا ليس بالحوار ، والمكاشفة ، والنقاش ،  ولكن بشتى الوسائل المقيتة والمتخلفة : اعتقالات – اختطاف – تصفيات – حملات إعلامية هستيرية – تخوين ، اضاليل ، اتهامات من كل الأنواع حتى يومنا هذا .
   في هذا السياق وقبل أيام نشر في موقع فيسبوكي يسمى ( زمان الحدث ) خبرا يتهمني بانني قايضت الضباط الكرد الثمانية الذين اختفوا عام ٢٠١٣ بابن اختي – شبال إبراهيم – بمعنى انني سلمت الضباط للنظام السوري ، لقاء اطلاق سراح شبال ، من دون تبيان كيف ؟ وأين ؟ ومتى ؟ ، بطبيعة الحال انني الان لست بوارد الرد على – أشباح -  ، لانه لم يزيل باسم مؤسسة ، او تنظيم ، او جهة سياسية ، أو حتى باسم شخص ، بل اردت التوضيح للرأي العام لمعرفة مايدور في الغرف المظلمة .
   بطبيعة الحال لن استرسل بموضوع اعتقال ، واطلاق الناشط الشبابي شبال إبراهيم ، لانه معروف للجميع وهو أوضح الموضوع اكثر من مرة ، فقط أذكر القراء بأن بعض الجهات وخصوصا جماعة ب ك ك زعمت حينها علنا أنها تدخلت ، وتوسطت لدى النظام ، ونجحت في اطلاق سراحه ، والان تتهمني انني من قايضته بالضباط ؟ علما ان هذه الجماعة وقفت اثناء الثورة مع النظام ، وقامت بخطف ، وتصفية ، وتسليم عدد من المناضلين ، ومن جملتهم الضباط الثمانية ، ودورسن ، وأبو عادل وغيرهم .
  مايتعلق الامر بالضباط الثمانية ، وكما أعلنت ، وكتبت قبل أعوام ومدون في كتب مذكراتي ، سمعت للمرة الأولى عن موضوعهم من كل من العقيد رياض الاسعد قائد الجيش الحر آنذاك ، ومساعده العقيد مالك الكردي ، والمقدم ابوثائر البيضا وذلك خلال زيارتي لهم بمعسكرهم في منطقة انطاكيا ، واتصل بي أيضا البعض من عائلات الضباط ، كوني كردي سوري معروف مقيم بكردستان العراق ، فاخبرت الجميع بان لاعلم لي بهذا الموضوع ، ولامعرفة مع أي من هؤلاء الضباط ، ولاتواصل ، مع تعاطفي العميق معهم ومع عائلاتهم الكريمة ، ، وبعد عودتي الى أربيل التقيت ببعض المسؤلين وفي المقدمة الأخ الرئيس مسعود بارزاني ، وتاكدت ان لاعلم لهم أيضا ، وانهم لم يدعوهم ولم يصلوا الى كردستان العراق ، ثم تم التأكد من ان اساييش – ب ي د – القى القبض عليهم في السويدية على الحدود من الجانب السوري ونقلوهم باتجاه ديريك ، وتردد ان ( الجنرال ) مظلوم اعترف بذلك في احدى لقاءاته مع كرد سوريين .
  في حقيقة الامر اتهامي بالامر ، هو اتهام لقيادة وحكومة إقليم كردستان العراق ، وقد تناول الاتهام  الصديق سكرتير الحزب الديموقراطي الكردستاني – العراق بالاسم ، بمعنى محاولة اثبات ان هؤلاء انتقلوا الى الإقليم وان جماعة ب ك ك غير مسؤولة هذا هو الهدف من هذا التضليل ، والاسئلة التي يمكن ان تطرح بهذا المجال هي :
 ١ -  كيف سلمت هؤلاء وانني مهاجر ولاجئ هناك ، وسياسي مستقل لاعلاقة لي بالاحزاب منذ عام ٢٠٠٣ ، ولست بموقع المسؤولية والقرار ، وليس لدي قوات عسكرية ، ومقرات ، وليس لدي اية علاقة مع نظام الاجرام الاسدي ؟؟!! .
  ٢ – لمصلحة من هذه الاخبار الكاذبة الملفقة ؟ الهادفة الى – خلط الأوراق – كما كتب احد الاصدقاد ؟ هل لها علاقة بتفاعلات اغلاق معبر سيمالكا من جانب مغامري جماعات ب ك ك ؟ او هل لها صلة باقتراب وقت اندماجها  العسكري ، والأمني مع أجهزة نظام الاستبداد ؟ .
   ٣ - من يقف وراء هذا الموقع الفيسبوكي ؟ ومن يموله ؟ هل هم الاخوان المسلمون من خلال ( حصتهم ) المعلومة من الكرد السوريين ؟ لان الخبر منشور حتى الان فقط في مواقع ذات صلة اما بجماعات ب ك ك ، وجماعة الاخوان المسلمين التي تتمتع أيضا بعلاقات وثيقة مع نظام طهران ،  ، ام ان الموضوع هو باكورة التعاون العملي بين الطرفين ، ومحاولة الاخوان استثمار تلك العلاقة ، بعد هبوط قيمتهم حتى في تركيا الاردوغانية ، بل طرد رفاقهم المصريين ، بغية الانفتاح على الامارات ، والسعودية ، ومصر ؟ .
  ٤ – ومن هو هذا الكاتب الالمعي في جوقة هذا الموقع ، الذي ( دمج ) كل الأوراق المزورة التي طبعت في مكتب مدير المخابرات العسكرية بالجزيرة ،الضابط الأمني – محمد منصورة – قبل نحو ثلاثين عاما وتحديدا عامي ١٩٩١ – ١٩٩٢ ، عندما مهد لشق – حزب الاتحاد الشعبي الكردي – وكنت رئيس الحزب حينذاك ، نعم – دمجها – مع أوراق صفراء أخرى صادرة من اعلام – ب ك ك – منذ نحو تسعة أعوام ، او من بعض ايتام – منصورة – الذين دار عليهم الزمن  الان ، والتي تفاعلت مع ( دمى ) الاخوان من الكرد السوريين ، بحثا عن مواقع جديدة هنا وهناك على حساب سمعة الشرفاء .
  ٥ – فقط اشفق على شباب غر قد تورطوا في العمل بهذا الموقع المشبوه ، وبعضهم يتعامل مع احداث حصلت قبل ولادتهم ( ولا اردد هنا مايقوله ظرفاؤنا العامودييون ) ، وما زال لديهم متسع من الوقت لمراجعة الذات ، والاعتذار ، وتسمية من يقف وراء الموقع ، وذلك قبل فوات الأوان .
  ٦ – بالإضافة الى التبعات القانونية والسياسية الخطيرة لحبك مثل هذه الاخبار الملفقة ، فان هؤلاء ضربوا في الصميم كل الاخلاقيات ، وأساؤوا الى مشاعر أهلنا من عائلات أولئك الضباط الكرد الشجعان ، باستخدام أسمائهم زورا لتحقيق مصالح حزبية ، وآيديولوجية ، وأحقاد شخصية .
  الساحة الكردية السورية مفتوحة ، وتتوفر الفرص ، والوسائل الإعلامية ، من اجل الحوار الشفاف ، ومعالجة قضايانا الشائكة ، وهناك البعض من النخب ، ومواقع التواصل الاجتماعي ، بدأت فعليا ونباركها ، أما الذين يختبؤون بالجحور ، ويبثون السموم من الغرف المظلمة ، فلاشك انهم مفلسون ، واجراء عند الآخرين ، ولايتمتعون لا بالشجاعة ، ولا بالثقة بالنفس .
  امام مثل هذه المظاهر – الشاذة -  البعيدة عن تقاليد شعبنا ، اناشد كل النخب الفكرية ، والثقافية ، والسياسية ، وجميع الوطنيين الكرد ، والسوريين بكل مكان ، الى التمسك بالحوار السلمي الهادئ ، والمثمر ، وتعميقه  لتناول قضايانا المشتركة ، وإنقاذ بلادنا ، وطرح المشاريع ومناقشتها ، لحل القضية الكردية السورية حسب إرادة الكرد ، والتوافق الوطني .
 

   

89
مناقشة صريحة عن بعد لقائد قوات " قسد "
                                                                   
صلاح بدرالدين
   
                 

    في لقائه مع مراسل موقع – المونيتور – الاخباري ( ١٤ – ١٢ – ٢٠٢١ )  قال ( القائد العام لقوات – قسد – مظلوم عبدي ) :
( حتى الآن لم يذهب أحد إلى دمشق لإجراء أي نوع من المفاوضات، وحتى الآن لم تكن هناك مفاوضات جادة ، كانت بعض الاتصالات، ولكن لم تتحول إلى مفاوضات ، رؤية النظام السوري ستبقى كما هي “أي قبل 2011″ ، وأردف عبدي: “دمشق تقول أنها لا تريد دولةً داخل دولة، ولا تريد جيشاً داخل جيش، ونحن مشروعنا هو فقط الاستقلالية ونقوم بتنفيذه في الوقت الحالي ) .
(. تعاونا على الأرض مع روسيا  في إطار اتفاقية “سوتشي”، وإنه لا يمكن الوصل إلى تفاوضٍ مع دمشق بدون روسيا).
( لا يهمنا ما إذا كان الأسد سيذهب أم سيبقى، ما يهمنا هو أن يكون هناك حل لمنطقتنا ولسوريا ككل، إذا كان هذا الحل سيتم التوصل إليه مع الأسد فليكن، نحن لسنا ضد ذلك، وعلى مدى السنوات العشر الماضية كان هذا هو موقفنا إلى حدٍ كبير ونحن على استعدادٍ للجلوس مع من هو مستعد للحل )
”. ( إذا توصل الشعب السوري وحكومته وأصحاب المصلحة الدوليون إلى توافق، فستضطر تركيا إلى الانسحاب، وإذا فقدت حكومة أردوغان السلطة في تركيا، فإنه سيسهل ذلك بالتأكيد )
”.( القوى الدولية والتحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة بحاجة إلى التفاعل مع قسد على مستوياتٍ متعددة، ففي الوقت الحالي تقتصر العلاقات بينهما فقط على الساحة العسكرية ) .
   
  حول مسألة – العلاقة - بنظام الأسد
   بداية ليس واضحا من يقصد بالمفاوضات مع النظام ، ولماذا هذا الغموض وهذه التعمية ؟ هل يقصد – ب ك ك - ؟ ام – ب ي د - ؟ ، ام – قسد - ؟ أم – الإدارة الذاتية - ؟ أم – قوات حماية الشعب - ؟ أم الكل سوية ؟ ، ثم لماذا يقفز فوق مرحلة سابقة ، عندما كان زعيمهم " القومي !" السيد أوجلان موجودا بضيافة النظام ؟ كان عليه التوضيح للرأي العام على أي أساس ، وتحت ظل أية شروط كان مقيما بسوريا ؟ ، وفي مرحلة تالية ، وتحديدا منذ نهاية عام ٢٠١١ ، وبداية ٢٠١٢ ، بموجب أية اتفاقية انتقل هو ومسلحيه من قنديل الى سوريا ؟ ألم يكن الانتقال ، والتسليم والاستلام ، والانتشار العسكري في معظم المناطق الكردية وخصوصا الجبلية منها في منطقة عفرين – جياي كرمينج – تم بعد زيارة مبعوث الأسد ، ورئيس مخابراته العسكرية ، وصهره اللواء آصف شوكت ( الذي قضى مع خلية الازمة بعد ذلك )   الى السليمانية ولقائه مع قائدهم العسكري حينذاك – مراد قرايلان ؟ .
  هناك معلومات موثقة ، ويعلمها السيد – مظلوم – أن ذلك الاتفاق كان يقضي بالترحيب بعودة الأصدقاء القدامى مع كامل أسلحتهم ، ووضع إمكانيات الدولة من مكاتب ، ومراكز ، وسلاح ، وعتاد ، وتموين ، ووسائل لوجستية ،  تحت تصرفهم ، مع حرية التحرك بترتيب الأوضاع التنظيمية ، والنشاط السياسي ، والعمل سوية باتجاهين محددين ، وهما : مواجهة تركيا والثوار السوريين المعارضين لنظام الأسد ، ومحاولة ضبط الكرد السوريين حتى لا ينضموا للثورة ، والمعارضة ، وذلك دون أي مقابل سياسي من جانب النظام ، وهو مايتشابه عموما مع طبيعة العلاقة مع التحالف ، والامريكان ، التي يعترف – مظلوم – بانها عسكرية فقط .
  اما قصة المفاوضات ، او الاتصالات ، او الحوارات ، هل جرت ، ام لم تجري ، او نفي حصولها ،  فماهو الا هروب من الواقع ، ومحاولة للالتفاف على الحقيقة ،  فان كنتم في سوريا بموجب اتفاق مع طرف النظام فذلك يعني انكم اصبحتم جزء من تحالفات النظام على ارض الواقع ، وملحقا باستراتيجيته المرسومة حول قضايا  البلاد خاصة في أعوام الثورة السورية ،  ، وهي معروفة لدى السوريين ، ومعلوم انكم اديتم الواجب بالكامل ،  وانتم وضعتم أنفسكم في موقف لايحسد عليه ، وليس امامكم سوى الانصياع لارادة النظام الحاكم ، ولن يفيدكم وسيط ، او شفيع ، خاصة وانتم تفتقرون الى الاحتضان الشعبي الكردي ، وخرجتم على الاجماع القومي ، وعاديتم شركاءنا السوريين من معارضي النظام .
   هناك تصريحات موثقة لمسؤؤلي – الإدارة الذاتية – و – ب ي د – وقسد -  وحتى قيادات – قنديل – بحصول لقاءات مع اللواء علي مملوك ، وتواصل مع مسؤلين امنيين من النظام ، ولقاءات حصلت في دمشق ، وكذلك في – حميميم – وفي الحسكة ، والقامشلي ، ورميلان ،  وقبل ذلك في – عفرين – قبل احتلالها ، وكلها كان يدور حول العلاقات المستقبلية بينكم كحزب جزء من منظوبة ب ك ك فيي مركز قنديل ، وجماعات مسلحة ، ومصير إدارة – ب ي د – ولم نسمع هل كانت الاتصالات قد دارت حول وجود ، وحقوق الشعب الكردي في سوريا ، على الأقل لم تتوفر نصوص مكتوبة موثقة حولها خاصة بعد تبرؤ منظومتكم من القضية القومية الكردية ، واختبائكم وراء مصطلح الامة الديموقراطية التي لاطعم ولا لون ، ولارائحة لها .
   ان كنتم تريدون من النظام قبول رغباتكم من اجل تثبيت حكم حزبكم الأحادي في المناطق الكردية ، وفرض مسلحيكم لادارتها ، والتحكم بها ، ثم منع ، وطرد ، وتصفية كل من يخالفكم الرأي ، فاعلم مسبقا انه حتى لو استجاب نظام الاستبداد لطلباتكم ، فان غالبية الكرد السوريين ، وجميع الوطنيين ، والديموقراطيين السوريين من العرب ، والتركمان ، والمسيحيين في الداخل ، والخارج ،  سيرفضون ذلك جملة وتفصيلا .
    العلاقة مع المحتل الروسي
  انه لامر مؤسف ان تتعاونوا مع المحتل الروسي الذي انقذ نظام الاستبداد ، والحق الاضرار البالغة بالسوريين قتلا ، وتدميرا ، بفعل اختبار  أسلحته على أجساد المدنيين الفقراء ، ولكن كيف تعاونتم معه  خلال –سوتشي ، وعلى أي أساس ، وماذا عن القضية الكردية ، والقضية السورية عامة  - ؟ ، ثم كيف توفقون بين علاقتكم الامريكية ، وبين العلاقة مع روسييا ؟ هل وصلتم الى درجة تتمكنون فيها من التلاعب بدولتين عظميين ؟ ! في حين انتم امام طامة النظام الكبرى ، وهو الطرف الأضعف مقارنة بالكبار .
   الأسد ومؤسسات النظام الحاكم
   صحيح لايهم ان ذهب الأسد او بقي حسب ماتقول ، ولكن ماذا عن مؤسسات النظام المستبد الدكتاتوري الذي اباد الشعب ، ودمر البلاد ، هل يمكن الركون اليه ؟ او انتظار اي امر مفيد منه ؟ الا يجب اسقاطه ، وإيجاد البديل الديموقراطي ؟ .
  رحيل كل الاحتلالات
    في الوقت الذي تدعون الى تثبيت دعائم المحتلين الروس ، وهم أشد ضررا للسوريين ، وتطالبون المحتلين الامريكان بعدم الانسحاب ، تطلبون فقط انهاء الاحتلال التركي ، بمعنى (   تكيلون بمكاييل )وهذا ينتقص من الصدقية بشأن الحرص على سيادة البلاد ، لانه لايتجزأ ، ثم  ان ذهبت ، وسقطت حكومة اردوغان كما تقول ، فسينسحب الجيش التركي من المناطق التي احتلها ، ولكن من سيكون البديل ؟ وماهو برنامجه المستقبلي ؟ فالمعارضة الراهنة يتصدرها انصار – اتاتورك – وهل لديهم سياسات ديموقراطية لحل القضية الكردية في تركيا ؟ وماذا عن مواقفهم تجاه الشعب السوري ، وقضيته المشروعة في التغيير ؟ والمهجرين السوريين وبينهم الكرد ، وهم بالملايين ؟  وماذا عن مواقفهم بخصوص فيدرالية إقليم كردستان العراق التي نعتبرها إنجازا رائعا ثمينا لكرد العراق ولجميع كرد العالم  ؟ .
   علاقات بدون أساس سياسي موثق لصالح الكرد السوريين
   بعد كل هذه الأعوام في التعاون مع التحالف الدولي بزعامة أمريكا ، وبعد كل الدماء ، والعذابات ، تعترف ان علاقاتكم مع التحالف. لم تتجاوز الجانب العسكري ، وهذا يذكرنا بكلام الرئيس السابق - ترامب - الذي فسر الامر عبر وسائل الاعلام والذي لم يخلو من الإهانة المباشرة ، وماذا تتأمل من الولايات المتحدة الامريكية ، ودول الغرب عموما ، التي مازالت تعتبر حزبك الام في قائمة – الإرهاب – وبالمناسبة عندما وضعوا – ب ك ك – في القائمة كنت من كوادره المتقدمين ، يعني ذلك وحسب مفهومهم شخصك وآخرون معك في – قسد - مشمولون أيضا ، خاصة وانك ورفاقك مازلتم تعتبرون – ب ك ك – حزبا مناضلا ، بعكس رغبة التحالف ، والغرب عموما ، وبالضد من كل المراهنات التي تستند الى  رغبة  فصلكم فكريا ، وعقائديا ، وسياسيا ، وتنظيميا عن ذلك الحزب ، ومن ثم تاهيلكم مجددا  .
    كلمة صريحة اخيرة
  اصارحك القول بان ( احزابك ) و ( أحزاب الانكسي ) بكل مسمياتها ( والتي تعمل على احتوائها باسم الاتفاق الكردي الكردي )  قد أضرت بالقضية الكردية السورية ، ولاتصلح لانجاز المهام القومية ، والوطنية ، منفردة ، او مجتمعة ، ولم تعد تمثل إرادة الكرد السوريين ، وحسب ظني انك تعلم قبل غيرك ان الاتفاق الكردي لايتعلق بصفقات أحزاب طرفي الاستقطاب حول المحاصصة بشأن الجمارك ، والمعابر ، وتوزيع مناطق النفوذ الحزبي ، بل ان وحدة الكرد السوريين تتحقق فقط بإعادة بناء ، وتوحيد حركتهم الوطنية عبر المؤتمر الكردي السوري الجامع  ، واستعادة شرعيتها ، وبذلك فقط سنتوصل جميعا الى تحقيق المصارحة ، والمصالحة ، واستقلالية القرار الكردي السوري ، وتحريره من المصادرة ، والاحتواء ، ثم البدء بحل قضيتنا بالتوافق مع شركائنا السوريين .

 

90
تداعيات " حزبنة " العلاقات الكردية – الكردية

صلاح بدرالدين

   مع ظهور ونمو الوعي القومي الكردي مع نهايات القرن الثامن عشر ، ومن ثم انبثاق نشاطات ثقافية ، واجتماعية ، وحركات سياسية ، وانتفاضات ، وثورات منذ نهاية القرن التاسع عشر وبداية العشرين ، يمكن القول أن هذه الحركة القومية الكردية بمفهومها الواسع ، قد اجتازت ثلاثة مراحل تاريخية في كفاحها من حيث المنطلقات النظرية ، والاهداف القريبة ، والبعيدة ، وبمعنى آخر من حيث الاستراتيجية ، والتكتيك ، وذلك بفعل حقائق الظروف الموضوعية ، والعوامل الجيو سياسية المحيطة الخارجة عن ارادتها ، والمتعلقة أساسا بالتقسيم المتدرج لموطن الكرد التاريخي كردستان ، من جانب الامبراطوريتين العثمانية ، والصفوية ، والقوى الاستعمارية الغربية المنتصرة في الحرب العالمية الثانية .
  المرحلة الأولى – عندما كان كرد المنطقة عموما من غرب ايران ، وشمالي العراق ، وشرق تركيا ومناطق زاغروس ، وميزوبوتاميا ، وشمال شرقي سوريا الى تخوم الفرات جنوبا ، وحتى مشارف انطاكية ، والاسكندرون ، وكرد الشتات في دمشق ، ولبنان ، وفلسطين ، والأردن ، تحت ظل الإمبراطورية العثمانية المترامية الأطراف ، وفي تلك المرحلة كان التوجه العام لاية مشاعر قومية كردية ، كردستاني ، يشمل كرد المنطقة عموما من دون استثناء .
   المرحلة الثانية – وتبدأ بالنتائج المترتبة على معركة جالديران ( ١٥١٤ ) عندما اقتسمت الامبراطوريتان العثمانية السنية ، والصفوية الشيعية ، موطن الكرد ، مما أدى ذلك عمليا الى فصل كرد الجانبين ، وحركتهما القومية ، عن بعضهما البعض ، وبذلك تكون وللمرة الأولى بتاريخ الكرد ، تجزئة االعمل القومي الكردي الموحد ، والشامل ، والهادف الى الاستقلال ، الى قضيتين قوميتين منفصلتين عن بعضهما البعض رسميا ، وجغرافيا ، في مركزين مختلفين بين الامبراطوريتين .
  المرحلة الثالثة – لابد من الإشارة بان المرحلة الثانية تميزت ببقاء الأغلبية الساحقة من الكرد ، ومناطقهم ، تحت ظل النفوذ العثماني ، ونشأت حينها رابطة قومية سياسية ،وثقافية ، واجتماعية ، بين كرد بلدان ( تركيا ، والعراق ، وسوريا ) الراهنة ، مالبثت اتفاقية سايكس – بيكو ( ١٩١٦ ) بين الحلفاء ، والقيصر الروسي ، أن وضعت النهاية لذلك الرابط القومي الواسع ، مما تمخض عنها – تقسيم المقسم الكردي – ومضاعفة جزئين من كردستان التاريخية الى أربعة أجزاء ، وتحويل القضية الكردية الواحدة الى أربعة قضايا بعد ان كانت قضيتان في تركيا العثمانية ، وايران ، ودشنت المرحلة الثالثة هذه  بشأن العمل القومي الكردي معادلة واقعية جديدة تتمحور حول ثنائية القومي ، والوطني ، ومهام التوازن الدقيق بينهما .
  المرحلة الثالثة الطويلة هذه التي تمتد لنحو قرن ،. غيرت كثيرا من الموروث القومي الكردي تحت ظل مواطنه الجديدة ،  وفعلت فعلها من النواحي الدستورية ، والقانونية ، ورسخت حقائق جديدة على ارض الواقع ، من النواحي الاقتصادية ، والاجتماعية ، والثقافية ، والنفسية ، والتي مازلنا نجهل حقائقها كاملة ، ويتهرب كتابنا ، ومثقفونا خاصة المغالون نظريا في الضرب على الوتر القومي العاطفي ، من الخوض في تفاصيلها ، اما عن قصور ، أو هروب من الواقع .
   وامام كل ذلك ، وبالرغم من رسم الحدود الجديدة ، وتفكيك اوصال الشعب الواحد ، والوطن الواحد ، وازدياد عوامل الافتراق القومي ، لمصلحة الانتماء الوطني ، فان الوشائج القومية بين كرد الأجزاء الأربعة راسخة ، وامكانيات العمل القومي المشترك والتنسيق ، بين القوى السياسية الكردية ،على أسس الاحترام المتبادل مازالت متوفرة ، وحتى تباين الأفكار بين التيارات السياسية يمكن معالجته عبر الحوار السلمي ، اذا صدقت النوايا .
   مخاطر " حزبنة " العلاقات الكردية – الكردية
  أحد أبرز جوانب الازمة في الحركة القومية الكردية في الحالة الراهنة ، هو السيولة في اعداد الأحزاب ، فحسب التقديرات غير الرسمية الموثقة ، هناك مايربو على خمسمائة حزب في أجزاء كردستان الأربعة ، بين كبرى ، ومتوسطة ، وصغيرة ، ماعدا آلاف الجمعيات ، والتجمعات تتبع غالبا لها ،تلك الأحزاب .
  وبغض النظر عن مدى جدية ، او نجاح ، او فشل تلك الأحزاب ، وكونها قومية متطرفة ، او معتدلة ، ديموقراطية ، او ليبرالية ، مدنية ، او عسكريتارية ، أو ميليشياوية ،  مستقلة ، او تابعة ، نظيفة ، أو فاسدة فهذا ليس بموضوعنا الرئيسي في هذه المقالة ، بل مانصبو اليه هو البحث في ظاهرة خطيرة ، تمس جوهر ، وطبيعة العلاقات القومية ، عندما تنتهج الأحزاب طريق "حزبنة " العلاقات الكردية – الكردية ، بدلا من العلاقات الأخوية ، في اطار مفهوم – الكردايتي – أي التعامل مع الفضاء القومي من منطلق مصالح الحزب فقط وهي لاتعبر عن مصالح الغالبية الشعبية أولا ، ومن مصالح الحركة الكردية الجامعة تاليا ، فالحزب ليس امرا ثابتا ، بل يأتي ويزول ، وهو. أداة وليس هدفا ،  ومهمته خدمة الشعب ، والقضية ، والشعب باق ، والقضية قائمة حسب ظروف المكان ، والزمان .
    نحن كرد سوريا ولنا تجربة طويلة في العمل الحزبي ، ثبت لدينا بما لايدع مجالا للشك على الأقل في العشر سنوات الأخيرة بعد اندلاع الثورة السورية ، ان الحزبوية الضيقة خاصة من هياكل لم تتجدد ، ولم تعقد موتمراتها ، وفقدت الشرعيتين القومية ، والوطنية ، ومجموعات حزبوية – ميليشياوية ، او عسكريتارية ، قد الحقت الضرر البالغ بقضية الشعب الكردي ، وصارت عائقا امام توحيد الحركة الكردية السورية المفككة ، والأخطر من هذا وذاك النظر الى ماحولها بعيون حزبية ، وتجيير القضيتين  القومية ، والوطنية لمصالح الحزب ، وبقائه حتى لو تم افناء الشعب ، أو هاجر قسرا بحثا عن الأمان ، ولقمة العيش .
   من تداعيات " حزبنة " العلاقات القومية داخل كل جزء ، او بين الأجزاء الأربعة المس بقوانين التطور الاجتماعي الطبيعي في المجتمعات الكردية  ، واضعاف الرابط القومي ومشاعر القربى النبيلة ، وتعميق الخلافات بين الكرد كشعب بدلا من حلها ،  واحياء الحساسيات المناطقية باتجاه المغالاة ، والتطرف ، واثارة الانتماءات الدينية ، والمذهبية ، وتعميق الولاءات ( بحسب المصالح الحزبية ) لنظام الاستبداد ، او. أنظمة مجاورة  .
  في جميع الأحوال سنظل ككرد سوريين ، غير محصنين امام المخاطر ، والظواهر الغريبة السلبية كظاهرة " الحزبنة " والتبعية ، واضاعة الوزن ، والتوازن  وغيرها ، مادامت حركتنا مفككة ، ولاسبيل امامنا سوى التكاتف ، والتكامل ، من اجل توفير شروط عقد المؤتمر الكردي السوري الجامع ، لاعادة بناء الحركة الكردية ، واستعادة شرعيتها ، وانتخاب مجالسها القيادية ، لمواجهة كل التحديات .


91
في الذكرى السابعة بعد المائة لاستشهاد الشيخ " القومي "
                                                                                   
صلاح بدرالدين

  السيرة الذاتية
 الشيخ عبد السلام محمد عبد السلام البارزاني ، او عبد السلام الثاني ، ولد بقرية بارزان عام ١٨٧٨ ، وكان الأخ الأكبر لكل من الشيوخ ، والقادة ( أحمد ، محمد صديق ، بابو ، مصطفى ) ، وخلف والده في زعامة منطقة بارزان ، ومشيختها ، الذي توفي عام ١٩٠٣ بعد عودته من منفاه – ببدليس – بكردستان تركيا حيث  نفاه العثمانييون ، وقد ترعرع في بيئة تميزت من بين مناطق كردستان الأخرى ، بالتماسك العائلي ، والالتزام بتقاليد أصيلة متوارثة في قبول الآخر المختلف ،  والتعايش السلمي ، والاحترام المتبادل بين الأديان الثلاثة ( الإسلام ، المسيحية ، اليهودية ) التي كانت لها اتباع في ذلك الزمان بقرية بارزان التي شهدت جامعا ، وكنيسة ، وكنيسا ، ، في نفس الوقت الذي كان اتباع الديانات غير الإسلامية ، تتعرض للابادة ، والتهجير في بلدان ، ومناطق مجاورة .
  وفي هذا المجال يكتب القس الانكليكاني الأمريكي – ويغرام – في كتابه عن رحلته الطويلة في بلاد الكرد قبل اكثر من مائة عام ونيف ومروره بقرية بارزان ، حيث قصد الكنيسة وطلب من راعيها ان يدله على شيخ المسلمين عبد السلام ، فاراد راعي الكنيسة ان يصحح سؤاله بالقول : هذا شيخ المسيحيين أيضا ، وانه قائد صالح لايفرق بين الديانات الثلاث ، ويقدم المعونة لاتباعها  بالتساوي من دون تفضيل دين على آخر ، وقد تاكد القس من صدق راعي الكنيسة عندما اجتمع مع الشيخ مطولا وتعرف على أفكاره المتقدمة ، وثقافته الواسعة ، وحرصه على الجميع من دون تمييز ، وبحسب معرفتي فقد انتهج قادة ومشايخ بارزان هذا السلوك المنتفح بقبول الاخر الى يومنا هذا .
   التحول نحو الدعوة القومية
  يقول الصحفي والمؤرخ الفرنسي الشهير - كريس كوجيرا -، " إن "الشيخ عبدالسلام البارزاني، هو صاحب أول وثيقة لحركة التحرر الوطنية الكوردية " ويقصد جملة المطالب التي قدمها الشيخ الى البلاط العثماني ، بعد لقائه مع وجهاء منطقة دهوك والبلدات المجاورة ، والحصول على موافقتهم ، وهي عبارة عن جملة من المسائل التي تعبر عن إرادة الأهالي في التأكيد على الهوية القومية الكردية ، والحصول على ضمانات وقرارات بشأن المطالب الثقافية ، والاجتماعية ، وبذلك يكون الشيخ عبد السلام قد حسم امره وللمرة الأولى كمدافع ليس عن مطالب قريته ، وأبناء طريقته ، وأهالي منطقته فحسب ، بل عن الكرد كشعب محروم من الحقوق ، وغير معترف به من جانب السلطنة العثمانية .
  ولاشك ان الوعي القومي الكردي قد ظهر وتبلور منذ  القرن الثامن عشر وترسخ في اشعار وقصائد – احمدي خاني – وملايي جزيري -  وعبد القادر كويي - وشعراء آخرين من مختلف أجزاء ومناطق كردستان التاريخية ، وتجسد في جمعيات قامت باستانبول ، وديار بكر - ،. وحركات ، وانتفاضات البدرخانيين ، والشيخ عبيد الله النهري ، والشيخ سعيد ، والشيخ عبد السلام بارزاني ، وغيرهم .
  كان الشيخ عبدالسلام وحتى قبل الانخراط في العمل القومي ، يحمل توجها اصلاحيا ، ومارس ذلك على ارض الواقع مثل حماية الغابات ،  ومنع الصيد الجائر ،  ومنع زواج القاصرات ،  وتطبيق مصالحة الدم من خلال الزواج  ، وتحديد المهر عند الزواج ، وتأمين حرية العقيدة ، وممارسة الطقوس الدينية للمسيحيين واليهود الى جانب المسلمين  .
    مذكرة المطالب القومية
 وقد تركزت المطالب في المذكرة المرفوعة الى البلاط العثماني على الأمور التالية :
  أولا - أن اللغة الكُردية لغة رسمية في منطقة بهدينان  ..
  ثانيا - جعل التعليم باللغة الكُردية في المدارس .
  ثالثا - - تعيين الموظفين الكبار من الكُرد حتى يتفاهموا مباشرة مع السكان المحليين .
  رابعا - تجري الأحكام وفق الشريعة الإسلامية .
  خامسا - - أن تجري معاملات القضاء على المذهب الشافعي في المنطقة .
  سادسا - جباية الضرائب من السكان حسب الشريعة الإسلامية .
  سابعا - - تبقى ضريبة بدل الخدمة العسكرية كما هي على أن تخصص لإصلاح الطرق في منطقة بهدينان .
والمطالب كانت بجوهرها قومية ، واضيفت اليها بنودا ذات الطابع الديني بناء على طلب الوجهاء ورجال الدين وهم الفئة التي كانت تقود المجتمع في ذلك الوقت  .
    الشيخ الدبلوماسي
   عندما اصطدم الشيخ عبد السلام بالبلاط العثماني بسبب نشاطه الاجتماعي ، وتوجهه القومي ، حاول ان يجد أطرافا دولية تناصر قضيته ، وتدعمه في وجه الطغيان العثماني ، فبادر الى الاتصال بالبريطانيين الذين لم يتجاوبوا معه ، وتوجه الى الروس ، والتقى بممثليهم في – تبليسي – ولكن تمسكهم بمصالحهم مع العثمانيين أدى الى عدم التجاوب ، وكان جوابهم سلبيا برفض تقديم أي دعم للممثل الكردي الشيخ عبد السلام .
   النهاية المؤلمة
 لقد واجه الشيخ العثمانيين بوسائل دفاعية مسلحة ، ودبلوماسية ، وسياسية ، وشعبية بشجاعة بالرغم من عدم تكافؤ القوى ، وفوق كل ذلك تعرض الى خيانة افراد من بني قومه حيث ساعدوا في تسليمه الى السلطات العثمانية ، والمثير للانتباه ان من نفذ حكم الإعدام بحق الشيخ كمسؤول وحاكم على الموصل ينحدر من أصول كردية أيضا ، ولكنه كان عضوا بالاتحاد والترقي ذي الآيديولوجية القومية الطورانية المتطرفة ، وقد قام الشيخ الجليل المناضل بواجبه القومي ، والاجتماعي على اكمل وجه ، وحاول جاهدا ، ولم يترك وسيلة الا واستخدمها بكل شجاعة واقدام ، ووقف شامخا امام جلاديه حتى النهاية ، وستخلد ذكراه في قلوب الكرد أينما كانوا .
  وقد شكلت مسيرة الشيخ عبد السلام ، منطلقا مضيئا لاسلافه من البارزانيين ، على الاستمرار على خطاه وتطويرها ، وفي عهد زعامة الملا مصطفى من بعده ، توضحت الرؤية القومية بشكل كامل ، ودشن نهجا قوميا ، وطنيا ، ديموقراطيا ، حاسما في مسيرته الطويلة ، التي بدأت في مواجهة الاستعمار البريطاني ، والحكام الشوفينيين ببغداد ، والمرتزقة الكرد من بعض العشائر بالمنطقة ، مرورا بمساهمته في إقامة جمهورية مهاباد الكردستانية في ايران ، ومسيرته الأطول مع صحبه نحو الاتحاد السوفييتي ، وعودته الى العراق بعد ثورة الرابع عشر من تموز ١٩٥٨ ، وقيادته لثورة أيلول عام ١٩٦٣ ، وتحقيق الحكم الذاتي باتفاقية آذار عام ١٩٧٠ ، ومواجهة النكسة ، وحتى رحيله .
   وقد اثمر ذلك النهج المزيد من المكاسب والإنجازات لشعب كردستان العراق ، من المشاركة مع المعارضة العراقية في الإطاحة بالنظام الدكتاتوري ، وإقامة برلمان كردستان ، وإعلان الفيدرالية ، والاستمرار في تحقيق المزيد من الخطوات التي ولاشك انها بالنهاية تصب في مجرى الكفاح الكردستاني بكل مكان .
   

 

92
مخاطر الإسلام السياسي على تجربة كردستان العراق
                                                                           
صلاح بدرالدين


           ( في غضون أسبوعين استشهد اكثر من خمسة عشر عنصر من البيشمةركة وجرح اعداد أخرى على آيدي مسلحي – داعش – في عمق كردستان، والمناطق المتنازعة عليها – .المصدر : حكومة الإقليم )

  في عام ٢٠١٤ وفور سيطرة مقاتلي – تنظيم الدولة الإسلامية – على الموصل ، كتبت مقالة نشرت في بعض منابر الاعلام بالاقليم ، وعلى صفحات التواصل الاجتماعي ، حذرت فيها من نوايا هذا التنظيم الخبيثة ، وأهدافها المبيتة مابعد الموصل ، متوقعا ان جنود الخلافة لن يتوجهوا الى بغداد بالرغم من كل ماقيل ونشر  ، بل ان طريق عبورهم كما هو مرسوم يتوجه نحو أربيل ، صوب الشمال انتهاء بزاخو وحدود كردستان مع تركيا ، ولو قيض للبغدادي تحقيق ذلك يكون قد ضرب عدة عصافير بحجر واحد ، ومهد له السبيل بتحالفات عراقية ، وإقليمية تحمي دولته الإرهابية المزعومة ولو الى حين .
  ولكن لماذا هذا العداء ؟
  بداية لابد من القول أن المقصود هنا بالإسلام السياسي ،هو جميع التشكيلات التنظيمية ، العسكرية ، والسياسية ، والجهادية ، المتطرفة بخطابها ، او المعتدلة شكلا ، التي تجمع مابين العمل السياسي والديني ، ولاتفصل بينهما ، وقد افرزت الاحداث والتطورات ، في بلدان المنطقة خلال العقود الأخيرة ، اشكالا لاتعد ولاتحصى من الجماعات ، والمنظمات السرية والعلنية ، وبينها أنظمة وحكومات ،  تجد للوهلة الأولى وجود اختلافات بينها ،ولكن في حقيقة الامر تنطلق من منبع واحد ، وتؤمن بآيديولوجية واحدة ، ونهج شمولي واحد ، تزعم بمختلف مسمياتها انها خليفة الله على الارض ، وتستند بذلك على فتاوى خيالية لسفك الدماء دون رقيب او حسيب .
  هناك دروس عديدة استخلصت من التجارب المريرة للحركة الكردية ، في اكثر من مكان ، وفي مراحل مختلفة من تاريخها القديم ، والحديث ، من ابرزها عدم قبول الاعتراف بالكرد وجودا ، وحقوقا تحت ستار الدين الإسلامي ، والقوى المتحكمة السائدة التي تذرعت بهذا السبب وتسترت بلبوس الدين كانت بجوهرها قومية عنصرية تنبذ الاخر القومي ، وترفض وجوده .
   هناك مجموعة أسباب لهذا العداء المستحكم من جانب جماعات الإسلام السياسي ، ضد الكرد ، وقضيتهم العادلة ، وحركتهم القومية التحررية من أبرزها :
   أولا – الى جانب الجوهر العنصري المقيت ، السالف الذكر الرافض للآخر المختلف لجماعات الإسلام السياسي تلك ، فانها تركب أيضا موجة المشاعر الغالبة السائدة نتيجة تدني الوعي الديموقراطي ، وذلك بالمواقف المزايدة ( الحريصة !) على ( وحدة الامة ؟! ) من اجل حشد المزيد من الطاقات لخدمة اجندتها الحزبية ، والآيديولوجية ، المرسومة بالغرف المغلقة المظلمة .
  ثانيا – من المعروف ان طبيعة الحركة الكردية القومية التحررية بشكل عام ، ديموقراطية ، علمانية ، لاتنطلق من مفاهيم دينية ، او مذهبية طائفية ، ولاترتبط بمحاور إقليمية متورطة في الصراع المذهبي السني – الشيعي ، ( باستِناء تيار – ب ك ك – الذي يعتبر حديثا ولايتمتع بالاحتضان الشعبي ، ولايشكل قاعدة بل استثناء وقتيا عابرا )  وتتجلى هذه الصفات المميزة بالتجربة الراهنة لإقليم كردستان العراق ، حيث تحول الإقليم الى نموذج لتعايش الاقوام ، والأديان ، والمذاهب ، وموئلا لكل الاطياف المهددة من جانب الجماعات الإرهابية ، وبالأخص مجاميع الإسلام السياسي ، من ( داعش و مسلحي الحشد الشعبي ، ومجاميع مسلحة أخرى ) .
  ثالثا – ترافق ظهور تنظيم  – داعش – كاحد اخطر جماعات الإسلام السياسي السنية الإرهابية ، وقبله – تنظيم القاعدة – ومسميات أخرى ، صعود أنشاطة الإسلام السياسي الشيعي متجسدا في – الحرس الثوري – الإيراني ، بقيادة قاسم سليماني ، وحزب الله اللبناني ، وجماعة الحوثي ، والحشد الشعبي العراقي بكل فصائله الولائية الإرهابية المتطرفة ، والتقاء الطرفين بأكثر من ساحة ، وكما هو معروف فان ايران الخمينية أصبحت ممرا ، ومقرا لفلول القاعدة ، كما ان سيطرة – داعش – على الموصل بتلك السهولة لم تكن بمعزل عن تواطؤ مجاميع الإسلام السياسي الشيعي بالعراق الموالية لإيران ، والمرتبطة بقاسم سليماني أساسا ، وذلك من اجل تمهيد الطريق للهجوم على كردستان كما سبق واشرنا اليه .
  رابعا – لم يقتصر تحالف مجاميع الإسلام السياسي ضد الكرد وقضاياهم على فريقي – السنة والشيعة – فحسب بل شمل مجاميع كردية ( غير متدينة وتعتبر نفسها علمانية !) مثل جماعات – ب ك ك – في سوريا ، وكذلك في سنجار ، ومناطق أخرى ، واطياف من – الاتحاد الوطني الكردستاني – العراق – التي تورطت في مخططات تامر الشيعية السياسية خلال الاستفتاء – الريفراندوم – عام ٢٠١٧ ، وقد وجدنا نماذج أخري سارت بنفس الطريق مثل نظام حزب البعث السوري الذي تحالف مع عتاة الإسلام السياسي الشيعي ، والسني ، لضرب الثورة السورية ، وتصفية القضية السورية وضمنها القضية الكردية .
  وهكذا نجد ان هناك تناقضا عميقا بين نهج الحركة القومية الديموقراطية الكردية بالمنطقة عموما ، وبين مجاميع ، وتنظيمات ، وأنظمة الإسلام السياسي بكل أصنافها ، ومراتبها ، ومسمياتها ، ولن يتوقف الصراع التناحري هذا الا بالانتصار على قوى الإرهاب ، وأصحاب الفكر الظلامي الذين يسعون الى القضاء على كل منجزات البشرية ، ومكاسب الشعوب في المدنية ، والتقدم ، التي تحققت بفعل التضحيات الجسام منذ قرون وحتى الان .
  من واجبات الكرد الحفاظ على مسار حركتهم في الطريق الديموقراطي ، وصيانة نقاوتها من كل مظاهر الطائفية ، والمذهبية ، وذلك يستدعي تضافر الجهود من اجل إعادة بناء الحركة الكردية التي يعتريها الوهن ، والتعثر ، والانقسام ، في كل جزء ، وتوحيدها ، وتزويدها بالمشاريع الوطنية المتقدمة ، واستعادة شرعيتها المهددة ، وتحقيق التنسيق ، والعمل المشترك بين قواها في جميع الأجزاء على قاعدة عدم التدخل ، واحترام الخصوصيات ، والاستقلالية ، كما ان من واجب قوى شعوب المنطقة الديموقراطية الحية المساهمة أيضا في تعزيز ، وترسيخ الحركة الكردية التي تشكل روافد معطاءة للمعارضة الوطنية من اجل الخلاص من الاستبداد ، واجراء التحولات السياسية ، والاجتماعية .
  ولاشك ان المجتمع الدولي مسؤول أيضا عن دعم واسناد قوى التقدم والديموقراطية في المنطقة وبينها القوى الكردية الديموقراطية ، من اجل مواجهة مشتركة لقوى الإرهاب الظلامية التي تشكل خطرا على الجميع ، وذلك ليس بالحرب المسلحة وحدها ، بل عبر المواجهة الفكرية ، والثقافية ، والسياسية أيضا ، ولم يعد سرا ان شعوب المنطقة بدأت تشعر باالريبة ، والقلق ، من تصرفات ، وسياسات الدول العظمى ، والكبرى تجاه قوى ومصادر الإرهاب في المنطقة وفي المقدمة نظام ايران وتوابعه من أنظمة ، وتنظيمات .

93
ستبقى تجربة كردستان العراق نقطة مضيئة في مسيرة الكرد
                                                                               
صلاح بدرالدين

   مقدمة
   تجربة كردستان العراق في الكفاح القومي – الوطني ، قديمة ، وأصيلة ، وغنية ، تبدأ قبل أكثر من قرن ونصف القرن ، ومن صفحاتها التاريخة المضيئة ما جرت من احداث في عدد من مناطق كردستان وتحديدا بمنطقة – بارزان - ، وتناقلها المستشرقون الاوائل مثل القس الأمريكي الانكليكاني – ويغرام -  كشهادات حية غير قابلة للنسيان ، وأخص بالذكر الدور البارز الذي لعبه الشيخ – عبد السلام بارزاني – في تجسيد إرادة الكرد ، ومزج التطلعات المناطقية الاجتماعية ، بالدعوة القومية التحررية ، وذلك عندما وجه مذكرته الشهيرة الى البلاط العثماني ، طالبا فيها تحقيق المطامح القومية في الإدارة ، والثقافة ، والحرية ، وقد وهب حياته ثمنا لذلك النهج ، وتلك المطالب المشروعة ، أمام تعنت ، وشوفينية ، واستبدادية السلطة العثمانية ، التي قررت اعدام الشيخ المنتفض في سجن الموصل .
  استمرارية الكفاح بكافة اشكاله
  لم تهدأ ساحة كردستان العر اق منذ بداية القرن التاسع عشر وحتى الان ، فقد واصل شعبها من زاخو وحتى السليمانية مرورا ببارزان ر نضاله العادل ، وبمختلف الوسائل الممكنة ، والاشكال المتوفرة ، من انتفاضات مسلحة ، وثورات ، وحركات سياسية ، وتنظيمات سرية ، وعلنية ، وجمعيات ثقافية ، ( وحتى اعلان مملكة ) ، فبالاضافة الى المنظمات القومية الداخلية التي نشأت بكردستان العراق مثل منظمة – هيوا – وغيرها ، انتهاء بالحزب الديموقراطي الكردستاني الذي كان البارزاني الخالد اول رئيس له ، فقد كان لقادة حركات – بارزان – مابعد الشيخ الشهيد عبد السلام ، خصوصا بعهد الراحل مصطفى بارزاني ، صلات ، وعلاقات تعاون مع الحركات القومية الكردية في تركيا ( ثورة الشيخ سعيد بيران )  ، وايران ( جمهورية مهاباد الكردستانية ) ، وسوريا ( حركة خويبون ) .
  تجربة كردستانية  اولى ووحيدة في تحقيق الحكم الذاتي ، والفدرالية
  من بين مختلف التجارب في أجزاء كردستان ، تبقى التجربة الوحيدة الناجحة ، والتي كان ثمنها باهظا في الأرواح ، ولكنها سطرت آيات من البطولات ، والفداء ، وقدمت نموذجا رائعا من القادة العظام أمثال الخالد ملا مصطفى ، وغيره من المناضلين الشجعان ، وقد حققت على ارض الواقع مكاسب تاريخية في العصر الحديث ، بدء بالحكم الذاتي لعام ١٩٧٠ ، ومرورا بإقامة برلمان كردستان بعد اجراء انتخابات حرة عام ١٩٩٢ ، والاعلان عن الفيدرالية التي اعتمدت رسميا في الدستور العراقي بعد الإطاحة بالنظام الدكتاتوري ، وبذلك تكون المرة الأولى بالتاريخ الحديث الوصول الى حل القضية الكردية في جزء من كردستان ، على أساس الحوار ، والتوافق بين الكرد والعرب في العراق ، والتسليم بوجود كردستان في الدستور ، وبالفدرالية نظاما ، وشكلا سياسيا قانونيا .
   مبدأ حق تقرير المصير كقاعدة لحل القضية القومية
  منذ بدايات الكفاح القومي ثم الوطني بكردستان العراق ، انطلقت الحركات السياسية من مفهوم حق تقرير مصير الشعوب ، كمبدأ جسدته هيئة الأمم المتحدة في ميثاقها ، واعتمدته حركات التحرر في العالم ، وتبنته الثورات الفرنسية ، والأوروبية الأخرى ،والأمريكية ،  وثورة أكتوبر العظمى ، ومازال هذا المبدأ بمثابة منارة لكل الشعوب المضطهدة التواقة للحرية والاستقلال ، وما دعوة السيد الرئيس مسعود بارزاني في أيلول / سبتمبر عام ٢٠١٧ ، لاجراء عملية استفتاء تقرير المصير الا التزاما بذلك المبدأ الخالد ، والتي كانت نتيجتها تمسك اكثر من ٩٦٪ من شعب كردستان العراق بخيار الاستقلال ، وفي هذه المرة أيضا وقفت السلطة العراقية المركزية ، والمجتمع الدولي ضد إرادة شعب الإقليم ، والمبادئ الإنسانية ، والأعراف الأخلاقية .
    التعددية القومية والوطنية في تجربة كردستان العراق
 هذه التجربة ومنذ بداياتها ، وبشهادة الجميع جمعت بين الجانبين القومي ، والوطني ، أو الشكل القومي ، والمضمون الوطني الشامل ، وذلك باعتراف دستوري ، وقانوني بوجود ، وحقوق قوميات ، واتباع اديان ، من السكان الأصليين بكردستان مثل التركمان، والكلدان ، والاشوريين ، والارمن ، والعرب ، ومختلف الطوائف ، والمذاهب المسيحية ، والمسلمة ، حيث التسمية الرسمية تتوقف على ( شعب كردستان العراق ) وليس الشعب الكردي فقط ، هذا من جانب ، ومن جانب آخر هناك المفهوم الوطني العراقي أيضا ، حيث الإقليم جزء من العراق الفدرالي ولشعبه دور وتاثير في العملية السياسية العراقية ، وبمصير البلد ،ومستقبله بحسب توزيع السلطات ، والصلاحيات في الدستور المتبع .
   التجربة نموذج في حل القضية القومية بالمنطقة
  معلوم ان هذه التجربة ومنذ ثورة أيلول ١٩٦١ ، وثورة كولان ، واتفاقية آذار للحكم الذاتي ، وإعلان الفيدرالية ، كانت تتعرض للخطط ، والمؤامرات الداخلية ، والإقليمية ، وكانت مخططات تصفيتها تحبك معظم الأحيان في عواصم الدول المجاورة ، المقسمة لكردستان ، ولكن بفضل صمود شعب كردستان العراق ، وحنكة قيادته ، تمت صيانة التجربة ، وتطويرها ، وترسيخها ، والحفاظ عليها ، الا ان أصبحت الان نموذجا يحتذى بها ليس على صعيد حل القضية الكردية في الجوار ، بل على صعيد البقية الباقية من حركات الشعوب التي لم تحقق بعد أهدافها .
  ومن الواضح ان العديد من الأطراف الإقليمية التي كانت معادية لاي حق كردي او كردستاني بالمنطقة ، بدات بالتراجع بعد فشلها في تصفية هذه التجربة الرائدة ، والاعتراف بها ولو على مضض ، ولكن مازال البعض من تلك الأطراف يواصل حربه على تجربة الإقليم بوسائل مختلفة  عبر الوكيل المعتمد وهو حزب العمال الكردستاني – ب ك ك – وشراذم من المرتدين ، والانتهازيين في بعض مناطق الإقليم .
   التجربة بطبيعتها مناقضة لشتى أنواع الإرهاب
  قد تكون تجربة شعب كردستان العراق ، الوحيدة بين تجارب حركات التحرر القومي – الوطني بالمنطقة ، والعالم ، التي لم تستخدم وسائل التصفيات الفردية ، ولا استهداف المدنيين ، والمناطق السكنية ، ولا أساليب الخطف وغيرها من اعمال العنف ، كما انها ومنذ البداية ميزت بين الأنظمة والحكومات ، وبين الشعب ، والأهالي ، واعتبرت مواجهة إرهاب الدولة و واسقاط نظمها من الأولويات ، وقد ظهر كيف ان تنظيم – داعش – الإرهابي وضع في مقدمة أهدافه بعد السيطرة على – الموصل – الزحف نحو أربيل ، وباقي مناطق كردستان العراق ، وتحديدا الخط الممتد من – مخمور – مرورا باربيل – وبلدة – صلاح الدين ، وشقلاوة ، نحو الشمال ، والشمال الغربي انتهاء بزاخو ، والحدود العراقية التركية ، ولكن شعب الإقليم ، وبيشمركته البواسل كانوا بالمرصاد ، وواجهوا قطعان داعش في مساحات شاسعة بطول يفوق الالف كيلومتر و وقدموا العشرات من الشهداء بينهم قادة عسكرييون كبار ، واثبتوا للعالم ان تجربتهم لن ولن تتعايش مع أي نوع من الإرهاب ، إرهاب دولة ، أو ميليشيات او تحت راية الأديان ، والمذاهب .
  الحملة الأخيرة بخصوص بعض المهاجرين
   أعداء تجربة شعب كردستان العراق ، يواصلون حملاتهم الإعلامية ، ولن يتركوا وسيلة الا ويستخدمونها في حملتهم الظالمة المضللة ، وآخرها محاولة استغلال وجود عدد من العائلات المهاجرة من على الحدود بين ( بيلاروسيا وبولونيا ) ، ومن المفارقات أن جماعات الميليشيات الطائفية الولائية المتحكمة في بغداد وبعض انحاء العراق ، والتي تشكل السبب الرئيسي لهمجيتها والتمرد على القانون ، والنظام ، في تهجير مئات الالاف من العراقيين الى مدن كردستان العراق والخارج  ، هي التي تقف وراء تلك الحملات ذات الطابع السياسي .
   جميع القوى القومية الديموقراطية الكردستانية ، وسائر الوطنيين الصادقين يقفون الى جانب تجربة الاشقاء الواعدة ، ونهج القيادة السياسية المعتدل ، والصائب ، ويعتبرون ان مواصلة نجاحات تلك التجربة ، تصب في مجرى نضال الكرد بكل مكان .

 

94
القضية الكردية في ندوة " دهوك "
                                                                 
صلاح بدرالدين

  في ندوة " منتدى السلام ، والامن في الشرق الأوسط " المنعقدة في السادس عشر من تشرين الثاني / نوفمبر الجاري بالجامعة الامريكية – دهوك ، وبمشاركة رؤساء العراق ، وإقليم ، وحكومة إقليم كردستان العراق ، وشخصيات قيادية، واكاديمية ، نالت فيها القضية الكردية باالعراق ، والمنطقة ، الحظ الاوفر من البحث ، والتمحيص ، والتقييم ، خاصة في مداخلتي رئيسي الإقليم ، والحكومة  ، حيث قام الصحفي في جريدة الغارديان البريطانية والمشارك بالندوة - مارتن تشولوف – بتوجيه الأسئلة المركزة حول مختلف القضايا ، وبالأخص حول الجوانب المختلفة المتعلقة بالقضية الكردية بشكل عام . .
  ليس خافيا حجم الضعف المعرفي في الساحة الكردية عموما ، وافتقار جميع التعبيرات السياسية الحزبية ، والثقافية الى المتابعة النظرية العلمية ، حول طبيعة وتطورات الفكر القومي الكردي ، وحوامله الطبقية والاجتماعية ، ومصادره التاريخية الجامعة ، وخصوصياته في كل جزء من أجزاء كردستان ، بعد موجتي التقسيم الأولى في القرن الخامس عشر ، والثانية في القرن العشرين ، واللتان حولتا عمليا وعلى أرض الواقع ( الامة الكردية الى شعوب كردية ) موزعة بالنهاية في أربعة دول ، بثلاثة لغات ، وثقافات ، وحضارات ، كانت ومازالت طاغية ، مما تأثرت بها ليست الثقافة القومية الكردية فحسب ، بل مجمل جوانب الحياة الاجتماعية ، والسياسية ، والتي بدورها عززت خصوصية كل جزء ، ووسعت الفجوة بين كرد الأجزاء الأربعة ، والتي لايراها الكثيرون من العاملين في الحقل القومي ، والتنظيمات الحزبية ، والذين يستخدمون مشاعرهم الشخصية المغالية ، بدلا من عقولهم ، لاستغلال عواطف الجمهور لمكاسب آنية ، هذه هي الحقيقة الأولى .
  اما الحقيقة الثانية فهي شبه انعدام مراكز البحث ، والتحليل ، المستقلة في الساحات الكردية عموما ، وفي إقليم كردستان العراق الفيدرالي المدار من قبل شعبه بشكل ديموقراطي خصوصا ، وكذلك في سلطة نفوذ  – ب ي د – ببعض المناطق الكردية السورية  ، وحتى لو وجدت تكون اما حزبية ، أو من دون مضمون ، خال من أصحاب النهج العلمي النقدي ، والمفكرين المختصين بالفكر القومي الكردي ، ومن المتمتعين بالجرأة الأدبية ، ويصح هنا التساؤل المشروع : لو لم يكن ذلك الصحفي الأجنبي البريطاني العامل في منبر أوروبي شهير ، هل كان بالإمكان ابداء كل من رئيسي الإقليم ، والحكومة موقفيهما بشأن المسائل  الموضوعة من دون مبرر وأسباب تذكر ،  في خانة – الحساسية – أو الامتناع عن اثارتها ، مثل القضية الكردية في العراق ، والاجزاء الاخرى ، والعلاقة مع بغداد ، ومستقبل العراق ، والموقف من الجوار ، خصوصا الأنظمة في الدول التي يتوزع فيها الكرد؟ .
   ومايدفع الى الاستحسان ، وفي احدى الحالات النادرة بتاريخ مسؤولي الإقليم الكردستاني ، المعروفين بالتكتم ، يتصدى أرفع القادة في تلك الندوة لمهمة ابداء الرأي بشفافية بالغة ، والاجابة على تساؤلات لم تكن مباحة للطرح والاجابة سابقا عبر وسائل الاعلام ، والبث المباشر ، مما قد تشكل الضوء الأخضر ، لتداول ، تلك القضايا علانية من جانب  المسؤولين الاخرين ، والاكاديميين ، وأصحاب الاختصاص ، وان تكون إشارة مشجعة لاعادة الاعتبار لمؤسسات حوارية عريقة مثل ( رابطة كاوا للثقافة الكردية ) باربيل ،  وقيام وتعزيز ، مراكز أبحاث علمية حوارية مستحدثة في الإقليم .
   حول قضايا النقاش المثارة بالندوة.
   شملت الندوة التطرق الى العديد من المسائل التي تتعلق بالامن والاستقرار بالمنطقة ، مثل المياه ، والعلاقات بين الدول ، واحلال السلم ، والاستقرار ، والتحالفات ، والحوار السلمي ، والمفاوضات السلمية ، والمهاجرين ، والنازحين ، وحصة الإقليم بالموازنة العراقية ، وآثار جائحة كورونا ، وفرص العمل في ظل الكابينة التاسعة الراهنة ، والمشاكل الاقتصادية الراهنة ، والتحديات القائمة امام الحكومة ، والعلاقة بين أربيل وبغداد ، وتقصير حكومة المركز في ارسال موازنة  ١٢ شهرا من حصة الاقليم ، وان الإقليم يتمنى الاستقرار لسوريا ، واخذ مصالح كل الأطراف بعين الاعتبار ، ولكون السلطة الحاكمة في بعض مناطق غربي كردستان بايدي – ب ك ك ، فان اللاجئين الكرد السورييون لايرغبون بالعودة ، كما أثيرت مسألة الانسحاب الأمريكي العسكري من المنطقة ونتائجها وتأثيراتها .
  وما يؤخذ على الندوة عدم توقف المداخلين الرئيسيين ( رئيسا الإقليم والحكومة ) على مسألة الاقوام ، والمكونات غير الكردية ومن السكان الأصليين في كردستان العراق مثل التركمان ، والكلدان ، والاشوريين ، والارمن ، والعرب ، وقد يكون ذلك لاسباب محض فنية  .
   القضية الكردية
  من حيث الجوهر كان هناك تكامل بالنظرة الى قضايا الكرد بالعراق وبمختلف الدول المقسمة لكردستان وذلك بالمحاور ، والجوانب التالية :
 أولا – الكردي خلق كرديا ، واضطر ان يصبح عراقيا ، او تركيا ، او سوريا ، او إيرانيا ، من دون ارادته ، او اختياره ، فعندما تعرض الكرد ووطنهم التاريخي كردستان ، للتقسيم الأول بين الامبراطوريتين العثمانية ، والصفوية اثر معركة – جالديران – حصل ذلك بإرادة الأقوياء ، وبقوة السلاح والسطوة ، والنفوذ ، ولدى عملية التقسيم الثاني اثر اتفاقية سايكس – بيكو ١٩١٦ ، أضيف الى الكرد انتماءان جديدان وهما : العراقي ، والسوري من دون ارادته ، بل حتى من دون إرادة العراقيين العرب والسوريين العرب بل فرض ذلك فرضا من قوى الاستعمار الأوروبي .
  ثانيا – منذ قرارات وفعل التقسيم الأول والثاني  ، توزع الكرد بين بلدان أربعة ، واضفيت على قضيتهم القومية الصفة الوطنية ، وأصبحت ضمن اطار متوازن متكامل ، وتأثيرات متبادلة إيجابية بين القومي ، والوطني ، فلاحل نهائي ، وشامل ، وعادل ،  للمسالة القومية الكردية ، من دون تحقيق نظام ديموقراطي ، تعددي ، توافقي ، وهذا يطرح مسالة كون القضية الكردية في كل بلد جزء عضوي من القضية الوطنية الديموقراطية ، تؤثر فيها ، وتتأثر بها .
  ثالثا – الأولوية في قضايا الكرد ببلدانهم ، للتحالفات الداخلية ، والنضال المشترك مع القوى الديموقراطية ، من اجل التقدم ، والتغيير ، وإزالة الدكتاتورية والاستبداد ، والشراكة العادلة في الحكم و، والقرار ، والسلطة ، والثروة  ، وذلك بكل شفافية ووضوح ، وعلى قاعدة البرامج الموثقة ، والعقود السياسية ، والاجتماعية الثابتة الملزمة .
  رابعا – مبدأ حق تقرير مصير الشعوب ، هو المنطلق الاستراتيجي للقضية الكردية بكل مكان ، وبحسب تجارب الشعوب ، والتجارب الكردية بالذات ، يمكن تجسيد هذا المبدأ ، وتحقيقه بإحدى الصيغ المتوافق عليها ، ( استقلال – كونفدرالية ، فيدرالية – حكم ذاتي – إدارة محلية – دوائر قومية ..الخ ) وفي الحالة الموضوعية الراهنة ، والجيوسياسية ، للقضية الكردية عموما فان من مصلحة مجموع الكرد إيجاد احدى تلك الصيغ والتوافق عليها ، في اطار وحدة البلدان .
   خامسا – القضية الكردية وبما انها في صلب القضايا الوطنية الداخلية للبلدان الأربعة ، فلابد من ايلائها الأهمية اللازمة ، بالاعتراف أولا بوجود ، وحقوق الكرد ، كشعب وقومية من سكان البلاد الأصليين ، وتلبية مايطمحون اليه حسب ارادتهم الحرة في إقرار مصيرهم الإداري ، والسياسي ، وتثبيت ذلك بدستور البلاد ، لضمان وجودهم ومستقبلهم .
  سادسا – حل القضايا الكردية في بلدانهم على هذا الأساس ، من شأنه توفير الامن ، والاستقرار ، والسلم الأهلي ، والتفرغ للتنمية الاقتصادية ، والاجتماعية ، واستخدام خيرات البلدان لصالح رفاهية الجميع ، والقضاء على كل مظاهر الإرهاب والتطرف ، تحت اية عناوين كانت .
 

 

95
شعوب الشرق الأوسط والقلق المشروع
                                                                   
صلاح بدرالدين

   امام جميع الحروب ، والصراعات ، والمواجهات العسكرية، التي شهدتها ومازالت تعاني منها  بلدان ومناطق الشرق الأوسط ، منذ نهاية الحرب العالمية الثانية ، مرورا بحقبة الحرب الباردة ونهايتها ، وظهور أنظمة فاشية ، ودكتاتورية ، وشوفينية، وتصاعد إرهاب الإسلام السياسي  في مختلف الارجاء ، وموجات الهجرة ، والتهجير القسري ، وحصول عمليات تغيير التركيب الديموغرافي القسري في الكثير من البلدان ، خصوصا في الدول المتعددة القوميات ،والأديان ، والمذاهب ، واقتراف جرائم الإبادة الجماعية لاسباب عنصرية وسياسية ، كما حصل في ظل نظامي البعث في العراق ، وسوريا تحديدا ، نقول أن شعوب وبلدان المنطقة ان استطاعت مواجهة كل ذلك ، والتعامل معها رغم الالام ، والكوارث ، والنكبات الإنسانية ، فانها جميعا ومن دون استثناء أنظمة ، وبلدانا ، وشعوبا ، وحركات سياسية ، تتشارك في المرحلة الراهنة بالقلق العميق على الحاضر ،والمستقبل .
   أسباب داخلية ، وخارجية
  لاشك ان الأسباب الرئيسية لذلك القلق على الحاضر ، ومايخبؤه المستقبل ، تعود بالدرجة الأولى الى تحكم النظم ، والحكومات غير الديموقراطية ، على مقاليد الحكم في غالبية الدول ، وعجزها عن حل مهام التحرر الوطني ، وإرساء النظام السياسي الديموقراطي السليم ، وإنجاز القضيتين الديموقراطية ، والاقتصادية ، الى جانب هزالة الحركات الديموقراطية المعارضة ، وفشلها في تنظيم الصفوف ، وفرض الإرادة الشعبية ، مما افسح ذلك المجال لبروز ، وسيطرة الأفكار الغيبية ، وثقافة الجهل والتخلف ، وقطعان الإسلام السياسي واجنحته الإرهابية ، وكذلك التيارات المغامرة في الحركات القومية ، والوطنية ،التي ترفع الشعارات البراقة ، وتتواطؤ بالوقت ذاته مع الدوائر الحاكمة في الأنظمة المستبدة .
  ومن جملة الأسباب الداخلية عجز ، أو تقصد الأنظمة الحاكمة في حل القضايا القومية ، خاصة وان بلدان الشرق الأوسط من اكثر البلدان بالعالم باحتوائها على العديد من الشعوب ، والاقوام ، والقوميات المحرومة من الاعتراف بوجودها ، وحقوقها الأساسية، وحقها المشروع بتقرير المصير ، مما يخلق ذلك مشاعر الغبن وعدم الرضا ، لدى سكان معظم تلك البلدات ذات التعددية القومية  .
  وفي ظل الأوضاع الراهنة بالمنطقة، وبسبب التدخلات العسكرية الخارجية ، والنفوذ الواسع لقوى الخارج ، والتبعية الاقتصادية لبلدان المنطقة ، وكذلك لكونه المتكفل لامن وسلامة الأنظمة من شرور الارهاب ، كما حصل في محاربة التحالف الدولي لداعش منذ أعوام وحتى الان ، وكذلك مواجهته حتى لفصائل معارضة فئوية ، وطائفية ضمن التركيب الاجتماعي لبعض الدول ،  الى جانب السلوك المشين ، المتوحش للمراكز الراسمالية العالمية تجاه البلدان والشعوب الضعيفة ، الفقيرة ، فان الداخل فقد الاستقلالية ، وارتهن مصيره للخارج الذي يتحكم ، ويقرر مايراه مناسبا لمصالحه القريبة والبعيدة ، دون أي اعتبار لارادة دول ، وشعوب المنطقة   .
   الكرد في المشهد الشرق اوسطي الراهن
  إقليم كردستان العراق يشكل المركز الكردستاني الوحيد بالمنطقة المتفاعل مع ما هو سائد في المشهد الراهن ، وتشعر قيادته بنوع من القلق بسبب تطورات المواقف الدولية ، والانسحاب الأمريكي من أفغانستان بتلك الطريقة غير السوية ، وذلك حرصا على الإنجازات ،و والمكاسب ، لكونه الكيان الفدرالي المعترف به بالدستور العراقي ، وله مؤسسات تشريعية ، وتنفيذية منتخبة ديموقراطيا ، والمقبول عراقيا ، وإقليميا ، ودوليا ، ويتمتع بنظام فيدرالي متطور ، وتحالفات داخلية بين مختلف المكونات القومية ، والدينية ، والمذهبية ، والتيارات السياسية المتنوعة التي تحظى بدعم شعبي  .
  دوافع القلق. نابعة بشكل رئيسي من عدة احتمالات أولها – في حال توالي الانسحاب الأمريكي من العراق ثم سوريا ، فان أعباء مواجهة تنظيم داعش ستكون كبيرة على الإقليم خاصة وانه يعتبر شعب الإقليم من الأعداء ، ثانيا – انطواء نفوذ أمريكا والغرب عموما ، سيؤدي الى استشراس القوى والمجموعات الميليشياوية ، الطائفية العنصرية المسلحة ، وتزايد خطورتها على الإقليم الكردستاني ، وكذلك على مصير العملية السياسية ،. في كل العراق . ثالثا – قد يؤدي ذلك الى ازياد اعتداءات جمهورية ايران الإسلامية على شعب كردستان ، وحتى تركيا . رابعا – قد يؤدي ذلك الى قيام مسلحي – ب ك ك – وبدفع من ايران ، أو سوريا ، او الميليشيات العراقية ، الى اقتراف حماقات جديدة ضد شعب الإقليم والإنجازات الفيرالية .
   قد تكون تلك الاحتمالات – السلبية – بخصوص إقليم كردستان تبدو مستبعدة للوهلة الأولى على ضوء الاستقبال الحافل للسيد رئيس إقليم كردستان الى بريطانيا ، وقبلها الى فرنسا ، ولكن علينا تحديد الأمور كماهي ، حيث ان الدولتان الصديقتان لم تتجاوزا القضايا البروتوكولية في الزيارتين ، ولم يصدر عنهما سابقا والان ، أي تصريح ،أو وثيقة سياسية تؤكد على حق تقرير مصير إقليم كردستان ، او الالتزام بامنه ، وسلامته ، راهنا ، ومستقبلا .
  قيادة إقليم كردستان ولكونها صريحة مع شعبها ، وشفافة في مواقفها تدرك جيدا ان هناك قلق من التطورات الخارجية بعد الانسحاب الأمريكي المفاجئ من أفغانستان ، وقد ظهر ذلك بجلاء في كلمة السيد رئيس حكومة الإقليم خلال تدشين بناء القنصلية الامريكية في أربيل ، عندما قال : نحن سعداء بعلاقتنا مع الولايات المتحدة المتحدة الامريكية ، والشراكة العملية في مواجهة داعش وجميع صنوف الإرهاب ، واننا نشكر الحلفاء على كل أوجه المساعدات ، ولكنني طلبت من السفير الأمريكي بالعراق بان يعلنوا عن الموقف السياسي الملتزم تجاه الإقليم ليتوازن مع الجانب العملي ولكن السفير أجاب : ان الجواب هو اننا نبني اكبر قنصلية في العالم بكردستان العراق ؟! .
  اغلب الظن لم يكن جوابه مقنعا لرئيس حكومة الإقليم ،كما اعتقد انه غاب عن ذهن السيد السفير ان سفارة بلاده في بغداد صرح كبير من اكبر السفارات هناك ولكنها محاصرة طوال أيام السنة ، وفي أفغانستان كانت من اكبر السفارات بتلك المنطقة ، وكذلك سفارتها بالعاصمة الفيتنامية قبل الهزيمة ، وفي نهاية المطاف تبقى مباني من خراسانات الاسمنت تحتوي على مهابط طائرات ، يمكن مغادرتها في أي وقت ، ولن تكلف سوى مبالغ مالية لن تؤثر في اقتصاد الدولة الأعظم .
  من اهم أسباب القلق الذي يسود أجواء  شعوب المنطقة هو تراجع الثقة بالمجتمع الدولي ، والدول العظمى ، والكبرى ، وحتى الصغرى ، التي فرضت حروبها بالوكالة بمنطقتنا على حساب دماء أهلها ، ليس من اجل نشر الديموقراطية ، وثقافة الحداثة ، والتطوير الاقتصادي ، والتكنولوجي ، بل  لخدمة مصالحها ، ومواقع نفوذها ، وسوريا مثال حي امام الأنظار .

96
في تصدعات أحزاب المجلس الكردي
 
                                                               
صلاح بدرالدين

  انتابني شعور مقلق ولكنه غير مفاجئ لدى تصفحي السجال الذي دار في اليومين الماضيين بين مسؤولين حزبيين في ( المجلس الكردي – انكسي ) ، احدهم اعتبر انتصار مرشحي الحزب الديموقراطي الكردستاني الى البرلمان العراقي ، وفشل مرشحي – ب ك ك ، بمثابة مؤشر إيجابي بإمكانية تكرار ماحدث في المناطق الكردية السورية لمصلحة – الانكسي – بشرط ان تقف احزابه وقياداته وقفة واحدة في مواجهة جماعات – ب ك ك – وان يكف البعض عن التودد الىى الجماعة المذكورة ، اواعتبارها تنظيم كردي مناضل ، واستعادة الحضن الشعبي ، والبعض الاخر فند ماطرح ، وأعاد تراجعات – الانكسي – الى أسباب أخرى .
 اول ماشعرت به حيال ذلك السجال – الذي لم ولن ينتهي – هو الحزن العميق على درجة الوعي السياسي المتدنية لمسؤولي تلك الأحزاب ، عندما يتخيلون بإمكانية نقل تجربة – سنجار – الكردستانية العراقية ، وتطبيقها في القامشلي ( هكذا بسهولة )  التي صاغها ، وهندسها ، وتولى امرها اعرق حزب والذي يضم في صفوفه خيرة أهالي المنطقة ، بقيادة تاريخية مشهود لها بالتضحية والفداء ، تشبثت بالبقاء على ارض الإباء والاجداد ، انجز مهامه على صعيد ترتيب البيت الداخلي ، وبناء التحالفات في الإقليم  بصورة ديموقراطية ، يقود الحكومة الفيدرالية – ائتلافيا – متجذرا في تفاهماته الوطنية على صعيد العراق كله ، بحيث لايتشابه تنظيميا ، وفكريا ، وسياسيا ، وسلوكا ، وإدارة ، وشخوصا ، ومرحلة تاريخية مع الواقع المزري لحالة أحزاب – الانكسي – المتنافرة ، الهزيلة ، المفتقرة للشرعيتين القومية ، والوطنية .
  نعم هناك اختلافات بالمواقف الفكرية ، والسياسية ، ليس بين أحزاب – الانكسي – فحسب ، بل بين صفوف احزابه ، خصوصا في ( ح د ك – سوريا ) ، وتحديدا حول الموقف من النظام ، ومن جماعات ب ك ك ، ومن القضايا المصيرية الأخرى ، واكثر من ذلك هناك اختراقات أمنية في صفوف الجميع ، من جانب اكثرمن جهة سورية، وإقليمية وكردستانية خصوصا من قبل أجهزة النظام ، وكذلك مخابرات ب ي د ، والإدارة الذاتية ، وقسد ، وووو ، ولاننسى هنا ايتام – منصورة – أيضا ، كما اننا نعلم ان هناك تنظيمات حزبية انضمت الى – الانكسي – بعلم وموافقة الجهات المذكورة ، وتقدم التقارير الدورية لها ، وهناك مسؤولون بال – ح د ك – سوريا – خاصة من بعض الذين اعتقلوا سابقا ، تعهدوا لتلك الجهات باعلامها بكل التطورات الداخلية ، وهم يتنقلون بحرية عبر معبر – سيمالكا ، في حين يمنع آخرون .
  الموقف السياسي من – ب ك ك – وجماعاته السورية  ،  مهم للغاية في حاضر ومستقبل ، وجدية أي طرف كردي سوري ، ولكنه ليس الوحيد ، فالاهم وقبل ظهور هذالتنظيم ، يشكل الموقف من نظام الاستبداد لدى الوطنيين الكرد السوريين ، المقياس الأبرز ، الذي يركن اليه في معرفة حقيقة الموقف السياسي الوازن ، والسليم لاي حزب ، او حركة ، او مجموعة ، وكذلك الموقف من مستقبل سوريا ، ونظامها السياسي ، ومن المعارضة ، والقضية الكردية السورية ، ودستور سوريا الجديدة ، وحقوق المكونات ، وكذلك الموقف من الحالة الكردية السورية الراهنة ، وأزمة الحركة الكردية وتفككها ،  وكيفة معالجتها ، وباية طريقة ، والموقف من الجوار ، والمحيط .
  نستطيع فهم التناقض الكبير بالموقف في صفوف – الانكسي – واحزابه من جماعات – ب ك ك – وهو ليس جديدا ، ففي حين يرتبطان. رسميا  في اتفاقيات هولير ، ودهوك ، ومازالا يسعيان للاتفاق استجابة لمقترح قائد – قسد – نرى هناك من يدعو الى المواجهة ، وهو امر يؤكد على تنامي التناقضات الداخلية ، وظهور الكتل المتنافرة ، ويمكن ان يجسد ذلك حقيقة المواقف الإقليمية ، وصراعات الأطراف المؤثرة ، وسيبقى المشهد على حاله مالم يعود الجميع الى الشعب ، ويقروا بالفشل ، ويلتئم الشمل مجددا عبر عقد المؤتمر الكردي السوري الجامع .
  قد نجد افرادا في صفوف – الانكسي – يحرصون على معالجة الوضع العام ، ولكن للأسف لم يضعوا بعد الاصبع على الجرح، وبسبب عدم الاستقلالية ، والارتهان الى قرارات الاخرين ، لم تظهر منهم مبادرات جادة ، مدروسة ، لمعالجة الازمة ، وفي الوقت ذاته يبقون سلبيين تجاه مبادرات تظهر من خارج صفوفهم من جانب وطنيين مستقلين مثل مشروع إعادة بناء الحركة الكردية السورية الذي تبناه حراك " بزاف " منذ أعوام ، وهذا يعني أن آفة الحزبوية الضيقة ، مازالت سيدة الموقف ، وان الانتماء الحزبي لدى هؤلاء ، فوق انتماء – الكردايتي - .
  ان هذه المواقف ، والتوجهات ، المتناقضة ، والارتجالية المزاجية ، التي لاتستند الى التحليل العلمي العميق ، ولا الىى إرادة الشعب الكردي ، وغالبية وطنييه المستقلين ،  وترتهن الى الحزبوية الضيقة ، والآيديولوجية المتزمتة لاحزاب طرفي الاستقطاب الكردي السوري ، خاصة – الانكسي – تلحق الضرر البالغ بقضايا شعبنا القومية ، والوطنية ، كما تسيئ كثيرا الى سمعة الاشقاء الكبار في كردستان العراق ، الذين يسعون دائما الحفاظ على شعبنا ، ولن يالوا جهدا كما عهدناهم. ، في دعم أي مشروع لصالح حركته الوطنية السياسية ، وتوحيدها على أسس سليمة .
   في الوقت الذي يبتعد فيه  ب ي د ومسمياته الأخرى شيئا فشيئا عن القضية الكردية السورية تحت عناوين مختلفة ، فان غالبية الوطنيين الكرد السوريين ، تضع اللوم على أحزاب – الانكسي - ، التي تدعي انها حاملة المشروع القومي ،. وتتاجر باسم القائد الراحل البارزاني الكبير ، وتحملها المسؤولية الكاملة في ما آلت اليه الأمور في مناطقنا ، والجمهور الوطني الكردي على يقين بان هذه الأحزاب ليست جادة ، ولاتمتلك الموقف السياسي المستقل ، ويمكن ان تعود الى أحضان – جماعات ب ك ك السورية ، لدى اول إشارة من اصبع ( الجنرال مظلوم !؟ ) .
   لذلك فلم يبق امام وطنيينا المستقلين ، ومناضلينا ، ومثقفينا الملتزمين بقضايا شعبهم من النساء والرجال ، الا الاعتماد على النفس ، والكف عن انتظار مايصدر من الأحزاب ، او المراهنة عليها ، بل المضي قدما في مشروع إعادة بناء الحركة الكردية السورية ، وتوفير الشروط التي لم تنجز بعد ، وصولا الى المؤتمر الكردي السوري الجامع ، الكفيل بتوحيد الحركة ، وإقرار المشروع السياسي الكردي للسلام ، وانتخاب مجلس قيادي لمواجهة كل التحديات الماثلة .
   

97
كردستان العراق : من القومية الى الثنائية الوطنية
                                                                     
صلاح بدرالدين
 

   ليس بخاف على أحد ، تلك المكانة المرموقة لإقليم كردستان العراق ، لدى الرأي العام الكردي في كل مكان ، واعتباره موقعا قوميا متقدما لماقدم شعبه من تضحيات منذ عقود، وحقق إنجازات تاريخية ، وبشكل خاص في حقبة الزعيم القومي الراحل مصطفى بارزاني ، الذي جسد صورة القضية الكردية امام الداخل والخارج ،  و اشعل الانتفاضة الثورية ضد النظم والحكومات العراقية ، والاستعمار البريطاني ، وهب لنجدة جمهورية مهاباد ، ووصل الاتحاد السوفييتي – السابق -  مع صحبه بمسيرة طويلة ، ولاقوا جميعا صنوف العذاب ، والمعاناة ، الا ان وصل البارزاني الى موسكو ، والتقى بالرئيس السوفيتي الراحل – نيكيتا خروشوف – ثم غادر الى العراق بعد ثورة تموز ١٩٥٨ ،حيث مر بمصر للقاء الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر  .
  تجربة الحركة القومية في كردستان العراق الطويلة ، والغنية ، جديرة بالمتابعة ، والبحث ، والتمحيص ، يمكن للحركة السياسية الكردية في الأجزاء الاخرى الاستفادة من دروسها ، في الكثير من الجوانب ، والمفاصل ، خصوصا في المجال النظري ،والتطبيقي ، فنحن امام تطور هائل للحركة القومية هناك ، اجتازت مراحل عديدة ، وسبقت بذلك باقي الحركات الكردية خارج العراق ، مااريد توضيحه هو قراءة تلك التجربة كما حصلت وبصورة نقدية ، وليس بنظرة – تصوفية -  واستخلاص العبر المفيدة ، وليس بنقلها حرفيا ، او تقمصها ، لسبب بسيبط هو اختلاف المكان ، والزمان ، وتباين الخصوصيات ، والبيئات الاجتماعية .
   من القومية الى الوطنية الكردستانية ، والعراقية
  قبل نحو قرن ، وفي بدايات ظهور الحركة في كردستان العراق ، كان طابعها العام يرمز الى الكرد ، والقضية القومية ، وبعودة بارزاني ، وماجمع من خبرات خلال وجوده ببلد كان يشكل مركز الحركات الثورية العالمية في ذلك الزمان ، وتعرفه على قضايا القوميات والشعوب وتطبيقاتها الاشتراكية بمزاياها ، وعيوبها ، لاحظنا أن خطاب ثورة أيلول بكردستان ( ١٩٦١ ) التي قادها بارزاني ، لم يقتصر على الجانب القومي الكردي فقط ، بل جمع بين القومية الكردية ،والوطنية العراقية حيث كان شعارها الرئيسي – الديموقراطية للعراق ، والحكم الذاتي لكردستان – وفي الوقت ذاته التحقت قوى وفصائل عربية وعراقية بالثورة ، وشاركت مع البيشمةركة في حرب الأنصار .
   وفي مرحلة لاحقة مع بدايات الانتفاضة الأخيرة خلال التسعينات ، وقيام البرلمان الكردستاني ، انتقل المفهوم القومي الكردي الى طور جديد متقدم ، عندما تضمن  مشروع دستور الإقليم بندا أساسيا في تعريف شعب كردستان با ( الكرد ، والتركمان، والكلدو آشور ، والارمن ، والعرب ) أي تغير الخطاب السياسي من الشعب الكردي كصفة قومية ، الىى الشعب الكردستاني كصفة وطنية ، ومنذ ذلك الحين نجد هذا المصطلح يسود المعاملات الرسمية ، ويرد في خطابات المسؤولين الحكوميين ، والحزبيين ، وفي الجانب التطبيقي العملي ، تحققت المشاركة بالسلطتين التنفيذية، والتشريعية ، من جانب ممثلي مكونات شعب كردستان .
  وهنا وبحكم اطلاعي وتعايشي مع الاحداث بالاقليم نحو عقدين واكثر ، وتواصلي مع أصدقائي باالطيف المسيحي ، لابد من التنويه بموقف غالبية المكون الكلداني الكردستاني وهو الأكثر عددا على الصعيد المسيحي ، وظهور جيل جديد من الكلدان، والاشوريين ، والسريان وهم جميعا من السكان الأصليين بكردستان ، اكثر انفتاحا ، وتقبلا للعيش المشترك بسلام ، مما اد ى ذلك الى تقليص نفوذ ودور بعض المتزمتين الذين كان همهم الأول والأخير دب الانقسام ، واستحضار اقاويل عفا عليها الزمن لتعميق الشرخ ،واثارة الفتن العنصرية ، ولاننسىى أيضا بالمقابل من كان يشبههم بالجانب الكردي .
  هذا مايجعلنا تلمس تطور كبير ، في الخطاب السياسي القومي لكرد العراق ، والانتقال الى المجال الوطني من الباب الواسع وبثنائية فريدة من نوعها بالمنطقة ، أولا نحو الوطنية الكردستانية ، وثانييا باتجاه الوطنية العراقية ، هذا الانتقال السلس الناضج ، على الصعيد السياسي النظري ، والعملي ، يقابله تمسك كرد العراق وحركتهم بمبدأ حق تقرير المصير وعدم التخلي عنه ، ثم ان ذلك لم ولن يؤدي الى خروج كرد العراق من قوميتهم الكردية ، بل بالعكس من ذلك يرسخ اصالتهم ، ويعزز مكانتهم ، ويضمن وجودهم ، وحقوقهم ، ويرمز الى استكمال شروط ، وعوامل نشوئهم كشعب وقومية ، تلك العوامل التي تتكامل مع الانتمائين الوطنيين الكردستاني ، والوطني ، ولا تتعارض معها .
  ولابد هنا من التميز بين ما اشرنا اليه أعلاه بخصوص التجربة الناجحة والسليمة والطبيعية للاشقاء بكردستان العراق ، بخصوص التطور الوطني الثنائي ، وبين بياعي الوطنيات الخالية من المضمون ، على شكل التخلي عن الانتماء القومي ، والارتماء باحضان الاخرين من أنظمة استبدادية ، وجماعات طائفية مارقة عنصرية ، باسم الوطنية والمرونة، والأمة الديموقراطية .
  مشاركة كردستان الواسعة بانتخابات البرلمان العراقي 
  المشاركة الكردستانية الواسعة الان بالانتخابات العراقية ، تجسد النهج الوطني المشار اليه وتعزيزه خصوصا بعد تجربة استفتاء تقرير المصير في أيلول  ٢٠١٧ ، وقيام الكابينة الجديدة ، وانتخاب رئيس جديد لإقليم كردستان ، وبحسب معرفتي هناك اتفاق بالاقليم من جانب جميع المؤسسات الحاكمة ، وخصوصا الحزب الديموقراطي الكردستاني على المضي قدما بذلك النهج الانفتاحي ، المعتدل ، وعلى الاغلب سيحوز هذا الحزب على اكثر المقاعد مما يؤهله تعزيز تحالف كردستاني موحد للقيام بالدور المطلوب لمصلحة العراق ، وشعب كردستان .
  لاشك ان الهدف الرئيسي هو إيجاد حلول للقضايا الشائكة المعلقة ، مثل النفط والغاز ، ومسألة الرواتب ومخصصات البيشمةركة الدفاعية ، والاقتصاد من تجارة داخلية ، ومشاريع تنموية ، وتوزيع المساعدات بالعدل ، والمناطق المتنازع عليها من كركوك الى مناطق بمحافظات ديالي ، واربيل ، والموصل ، ومسالة الشراكة بين الإقليم والعراق الاتحادي ، وكذلك الارهاب ، والميليشيات المسلحة وهجماتها الصاروخية وبالدرون ، وأخيرا وليس آخيرا المزيد من التطوير لفيدرالية الإقليم .
  النهج الوطني لقيادة الإقليم ، والعمل على التقارب مع بغداد ، ومحاولة توفير شروط الشراكة الحقيقية ، سيصب جميعها لمصلحة العراق الفيدرالي الموحد بما في ذلك الإقليم ، وتعزيز السلم والاستقرار ، وسيبقى ذلك اختبارا للقوى السياسية في العراق العربي ، هل ستتجاوب مع تطلعات الإقليم هذه ، وتقطع الطرييق على الميليشيات الطائفية والولائية من اجل عراق حر مستقل ،عراق العرب والكرد وسائر المكونات .
   
 
   


98
هل بقي مايجمع بين عامة الناس والنخب الحزبية
                                                                         
صلاح بدرالدين

   طوال العشرة أعوام الأخيرة التي تلت قيام الثورة السورية ، التي اجهضتها – المعارضة الحزبية الرسمية – إرضاء للمانحين ، وغدر بها النظام الإقليمي الرسمي ، والمجتمع الدولي لتضارب المصالح بينه من جهة ، وبين ااهداف الثورة المعلنة منذ عامها الأول في تحقيق الحرية ، واستعادة الكرامة  ، واجراء التغيير الديموقراطي ،واسقاط الدكتاتورية ، أقول طوال هذه المدة يدفع الشعب السوري الثمن ، ويتعرض   الى المآسي ، والاهوال ، والكوارث الإنسانية ، والتهجير ، والنزوح ، واللجوء ، ويقدم  مئات الآلاف من الشهداء .
  الأحزاب التقليدية الإسلامية منها ، واليسارية ، والقومية ، وجماعاتها ، وميليشياتها  المسلحة  ، التي ركبت موجة الثورة ، وتسلقت وسيطرت على كافة المفاصل  ، والمراكز ، لم يحصل ان قتل احد من قادتها في ارض المعارك الا نادرا وبالصدفة ، كما تحول المئات منهم الى – مليونيرية ، وأصحاب أملاك ، وحاذوا على جنسيات ، وجوازات سفر شرق أوسطية ، وأوروبية ، ولم يحرم أولادهم من نعمة التعليم المجاني في ارقى الجامعات .
  وبما ان الوضع الاجتماعي للإنسان يحدد تفكيره ، وسلوكه السياسي ، فقد بقي السورييون البسطاء الطيبون ، المؤمنون باهداف ثورتهم أوفياء لقضيتهم ، صادقون مع انفسهم ومع الاخرين ، فقط الامر الوحيد الذي تغير لديهم هو فقدان الثقة بقادة ومسؤؤولي ( المعارضة ) ممن اوهموهم بالوعود ، والعهود ، ثم قلبوا لهم ظهر المجن ، وتركوهم مكشوفين للنظام ، وللمسلحين من افراد الميليشيات المتحكمون بسلطات الامر الواقع في مناطق عديدة من البلاد ، السورييون الاوفياء الشرفاء يعيشون في فقر مدقع ، لامعين لهم ، ولامساعدات، ولا رواتب ومكافآت .
  مسؤولو الأحزاب وقادة الميليشيات المسلحة ( معارضين وموالين وبين بين ) يتلقون الرواتب ، والمعونات كما ذكرنا أعلاه ، ولديهم جهات مانحة من النظام الإقليمي الرسمي ، ومصادر مالية أخرى من سرقات الموارد النفطية ، والمنتوجات الزراعية ، وواردات المعابر الحدودية ، وكل ذلك يقع باطار مايعرف بالمال السياسي ، وهو الظاهرة الأكثر شيوعا في سوريا وبلدان أخرى بالشرق الأوسط ، وبمثابة رشوة ، او عملية شراء الولاءات ، وتجنيد الطاقات سياسية او عسكرية لافرق .
  مفاعيل ودورالمال السياسي في صنع السياسات
   المال السياسي اصبح أداة لصنع السياسة ، ووقف الثورات ، وتجنيد أحزاب وجماعات ، وهندسة المعارضات حسب مقاس الأنظمة الدكتاتورية الحاكمة في الشرق الأوسط التعيس ، وذلك باسم الدين ، والقومية ، والمذهب ، وهو الان الاستراتيجية الوقائية للمنظومات الأمنية الحاكمة امام الانتفاضات الشعبية ، والثورات الهادفة لتحقيق الديموقراطية ، وهي من اجهضت ثورات الربيع عبر المال السياسي ، في مصر ، واليمن ، وليبيا ، وتونس ، وسوريا ، وكذلك الموجة الثانية منها في العراق ، والجزائر ،ولبنان .
  المال السياسي هذا الوباء الخطير الذي أفسد الحياة السياسية في سوريا عموما والساحة الكردية خصوصا ، وحول الأحزاب الى حركات للردة ، والمسلحين الى ميليشيات متوحشة ، وبدل التقاليد النضالية لشعوبنا الى ثقافة الارتزاق ، وحل العهر السياسي محل الاستقامة ، والكذب والتضليل مكان الصدق ، والشفافية ، واخفاء الحقيقة مكان الوضوح ، والصراحة ، لم يعد اثر  للقادة السياسيين التاريخيين الذين كانوا يقودون الأحزاب والنقابات ، والجماهير الغفيرة ، ويرهبون الدكتاتوريات بصمودهم ، واستقامتهم وعزة النفس لديهم .
  يمكن لاي واحد منا ان يلحظ مسؤول أي حزب كردي سوري في طرفي الاستقطاب الثنائي ( ب ي د ، والانكسي  ) يقول شيئا في الصباح ، ونقيضه بالمساء ، يمشي بجنازة يكون هومشاركا في القتل ، يعمل من الحبة قبة في أي موضوع ، يزايد ، ويراوغ ، ويضلل بلا حدود ، يطبل ليل نهار لمانحه ، وان اردتم معرفة الأسباب ففتش عن المال السياسي الذي حقق أهدافه على الأقل في أجساد مسؤولي الأحزاب .
  المال السياسي أوقف الحوار الطبيعي السلمي المنتج في مجتمعنا ، ونبذ العلم ، والمعرفة ، وسد الطريق امام الابداع الفكري ، والثقافي ، والتطور السياسي المعرفي ، ويسعى الى تفكيك ، وتقزيم ، وشرزمة الحركة الكردية السورية ، ومنع إعادة بنائها على أسس سليمة ، ومدنية ، وديموقراطية ، وافسد غالبية المثقفين ، وحولهم الى مصفقين بالاجرة ، المال السياسي من الد أعداء عقد المؤتمر الكردي السوري الجامع ،لانه ان عقد بنجاح سيوقف اللعبة ، ويفضح المستور .
  المال السياسي افرز مظاهر سلبية مضرة في الحياة السياسية للكرد السوريين ، ضاعف من الحزبوية الضيقة على حساب – الكردايتي ، وأيقظ مشاعر الانتماءات مافوق القومية من عشائرية، وقبلية ، ومناطقية ، وشجع مروجي التفسير التآمري لتاريخنا ، ودفع مثقفين نفعيين الترويج للبطولات. الفارغة لوجهاء قبليين ظلاميين على حساب كفاح الحركة التحررية الكردية ، وحول الاخلاقيات الاصيلة الى مجرد سلعة في البازار ، ودفع بتحويل الخلافات الفكرية ،والسياسية الطبيعية باي مجتمع الى مصدر للعداوة ، والتناحر .
  المال السياسي ضد الحوار الكردي الكردي ، وضد الحوار الكردي العربي ، وضد الحوار الكردي السوري مع المكونات الوطنية من تركمان ، ومسيحيين وغيرهم ، وضد كل ما يؤدي الى الوحدة الوطنية ، والسلم الأهلي ، والعيش المشترك بين الاقوام ، والتفاعل بين الثقافات .
  لن ينفع اصلاح وترقيع ماافسده المال السياسي في الجسد الحزبي الكردي السوري ، يجب العمل من الان على إيجاد البديل هو الطريق الاصح ، والسير قدما في إعادة بناء الحركة الكردية السورية بالطريقة الديموقراطية ، ومن خلال توفير شروط عقد المؤتمر الكردي السوري الجامع الذي سيستعيد الشرعية القومية، والوطنية ، ويحقق الوحدة ، ويفرز قيادة منتخبة لمواجهة مختلف التحديات الماثلة .
  تتوسع الفجوة يوما بعد يوم بين عامة الشعب بغالبيته الساحقة من جهة ، وبين النخب الحزبية الكردية المعززة بالمال السياسي من الجهة الأخرى ، ليس في مجال التمايز الاجتماعي ، والمعيشي والسلطوي فحسب ، بل في مختلف الجوانب الفكرية ، والثقافية ، والوعي السياسي ، والمواقف ، والخطاب .
  من الحكمة ان يتفهم أصحاب مصادر المال السياسي قلقنا على حاضرنا ، ومستقبلنا ، وعلى مصير حركتنا ، وان يعوا ان مايحصل لنا ككرد سوريين يمكن ان حصل لبعضهم بمراحل معينة ، وكيف كانت مرارتها ، ثم ان المظاهر السلبية الناتجة عن اهدار المال السياسي قد ترتد على الجميع عاجلا ام آجلا ، فالكرد السورييون وقفوا دوما مع الحق وطنيا وقوميا ، وكردستانيا ، ويستحقون العيش بامان ، كما يستحقون. حركة سياسية مستقلة حرة القرار .

99
القضية السورية في ذروة التجاذبات الخارجية
                                                                   
صلاح بدرالدين

اعيدت الحيوية الى آليات بحث الملف السوري من جديد بعد لقاء القمة الامريكية – الروسية في جنيف ، وتسارعت الخطى بعد  الانسحاب الأمريكي من أفغانستان ، حيث اجتمع ممثلون مختصون بقضايا الشرق الاوسط عن روسيا، وامريكا بسويسرا  لوضع اللمسات التوافقية حول مآل الحالة السورية عشية انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة التي يتلاقى فيها عادة رؤساء الدول ويبحثون المسائل ذات الاهتمام المشترك .
  الانطباع السائد من مجمل المباحثات ، واللقاءات ، والتصريحات ، يشير الى تلاقي مصالح القوى الخارجية المعنية بالملف السوري حول توافقات مشتركة ، وحصول شبه اجماع إقليمي ، ودولي بضرورة إيجاد حل للمشكلة السورية ، وقد شكل التوافق الروسي الأمريكي حجر الزاوية في ذلك الاجماع ، وبما ان واشطن تحت إدارة الرئيس الديموقراطي – بايدن – في طور إعادة النظر بمجمل الاستراتيجية الامريكية في العالم مابعد أفغانستان ، والتخفيف من وجودها العسكري بالشرق الأوسط ، والتوجه صوب بحر الصين ، ومواجهة النفوذين الروسي ، والصيني ، والانشغال بمشاكل حلف الناتو ، ومعالجة الانهيار الحاصل مع الاتحاد الأوروبي  ، فمن تحصيل حاصل ان يترك الملف السوري في عهدة الروس ، وهم أصلا محتلون ، ومسيطرون على النظام منذ ٢٠١٥ ، ويعادون الثورة السورية منذ اندلاعها .
قضايا الشعب السوري غائبة
  ماتجري من ترتيبات ، وتوافقات ، بين القوى الخارجية المعنية بالملف السوري ، تسير من دون مشاركة سوريي المعارضة ، وبمعزل عن إرادة السوريين عموما ، فالثورة السورية المندلعة منذ عشرة أعوام ، وقدمت مئات آلاف الضحايا ، وملايين المهجرين ، والنازحين ، إضافة الى الدمار ، والخراب ، لم تحقق أي من أهدافها في التغيير الديموقراطي ، وإزالة الاستبداد ، وتحقيق السلام ، وذلك بسبب التدخلات الروسية والإيرانية وميليشياتها  لمصلحة النظام ، وتخاذل الأطراف الأخرى ( من أصدقاء الشعب السوري !) ، وتراجع داخلي ، بارتداد اطراف عديدة من المحسوبين على الثورة والمعارضة ، خصوصا من جماعات الإسلام السياسي ، والتيارات السياسية الانتهازية .
  ولان الطرفين الأمريكي ، والروسي ، وكذلك معظم الأطراف الأخرى من النظام العربي والإقليمي الرسمي ، بصدد تحقيق التوافقات المرسومة شاء من شاء ، وابى من ابى ، فانهم جميعا ومن دون استثناء سيحاولون الكشف عن عورات كل القوى السورية وخصوصا المعارضة الرسمية لاظهارها امام العالم كجماعات هزيلة لايركن اليها ، لذلك أحضروا الى نيويورك ، وواشنطن ، كلا من وفدي – الائتلاف – المعارض  و – قسد – الموالي المدعي بمعارضة النظام ، وهم على بينة من امرهما بانهما سينشغلان باظهار سيئات بعضهما البعض ، ونسيان القضايا الرئيسية .
   لم يسمع أحدا أن وفد – الائتلاف – قدم مشروعا متكاملا مقبولا من المجتمع الدولي ، من أجل حل القضية السورية ، والتعبير عن إرادة السوريين ،لانه ليس مستقلا ، ويحمل اجندات الآخرين من الدول المانحة ،  كل ماقيل وتردد تركز على تكرار الشكوى ، والمعاناة ، وتحسين ظروف اللقاء مع. وفد النظام بجنيف ، هذا إضافة الى التسابق في أخذ الصور التذكارية كسبيل دعائي لمصلحة أحزاب أعضاء الوفد ، ولم يسمع أحدا ان العضوين الكرديين في هذا الوفد قدما مايفيد القضية الكردية بل كان التركيز على شن التهجمات على وفد – قسد – و ب ي د - .
   بدوره وفد – قسد – لم يقدم مقترحا مفيدا للقضية السورية ، بل كان همه الدعاية ل – ب ك ك – وسرد بطولاته بمواجهة – داعش – والسخرية من – انكسي - ، وسرد الاضاليل المتناقضة حول مشاريع وهمية ، دعائية بشأن التحالفات الخيالية ، والاستعداد الفضفاض للتعاون مع الكل ،  والمبالغات التي ليس لها حدود ، أخيرا لم تكن القضية الكردية حاضرة لدى أي منهما خلال اللقاءات ، والمناقشات .
  وقد سبق ذلك تحركا سريعا من جانب ملك الأردن ، الذي زار روسيا ، وقبلها واشنطن ، وحمل معه خطة تقضي بالتخفيف عن الضغط على النظام السوري ، وفك الحصار عليه ، واعادته الى الجامعة العربية ، ويترد انه لم يكن ليقوم بهذا الدور لولا ضوء اخضر امريكي – إسرائيلي – إيراني – روسي ، وتمني سوري  لان مسعاه يصب أولا وأخيرا لمصلحة بلاده الاقتصادية ، خصوصا وقد اعقب تحركه افتتاح خط الحدود الدولية مع سوريا ، بعد زيارات متبادلة للمسؤولين العسكريين ، والامنيين بين البلدين .
  كما يظهر فان الملك الأردني كان اكثر المسؤولين العرب وضوحا بهذا الشأن ، وبلاده قدمت الكثير لمئات آلاف اللاجئين السوريين ، كما قدمت التسهيلات للمعارضة السياسية السورية في السنوات الأولى من الثورة المغدورة ، وفي حقيقة الامر فان معظم الدول العربية اما نسجت علاقات مع نظام الأسد او بالطريق الى ذلك ، من الجزائر ، وليبيا ، وتونس ،ومصر ، والعراق ، والامارات ، ولبنان ، وغيرها .
  القمة الروسية التركية
  اللقاء الذي تم بين الرئيسين الروسي ،والتركي ، في سوتشي ، لم يكن اعتياديا ، فقد كان اكثر من نصف توقيت اللقاء ( ساعتان ونصف الساعة ) فرديا بينهما فقط بوجود المترجمين ، وهذا يعني مدى حجم الخلاف بين الجانبين ، والاهمية البالغة للقاء الذي وان لم يصدر عنه أي بلاغ او تصريح ، الا ان المراقبين يعتقدون رجحان كفة الجانب الروسي ، وتواضع قيمةاوراق الجانب التركي ، خاصة بعد ان رفض الرئيس – بايدن – لقاء الرئيس التركي في نيويورك ، وكذلك التوجه العام الذي كما اسلفنا سابقا ، بالانفتاح على النظام السوري ، من دون التشاور مع تركيا ، ووضعها امام الامر الواقع بقبول ذلك حتى لولم تكن راضية بسبب ماتعتبرها مصالح الامن القومي التركي في الحدود المشتركة مع سوريا .
   بات من حكم المؤكد ان تركيا قدمت تنازلات لروسيا بخصوص منطقة ادلب ، وبعض الطرق السريعة بين المدن السورية ، ولكن لم يعلم بعد الثمن بالمقابل أي حجم التنازل الروسي حول منطقة شرق الفرات ، وشمال شرق سوريا ، ومسألة المناطق الأخرى التي تديرها جماعات – ب ك ك ، والمحاذية للحدود التركية .
  بالمحصلة فان إرادة الأطراف الخارجية المعنية بالقضية السورية ، تصب في مجرى مصالح النظام السوري ، وتدفع جميع القوى بالداخل السوري الى الانصياع له ، وإعادة مناطق – سلطات الامر الواقع – الى كنف دولة النظام القائم ، باية طريقة كانت واولها الاندماج ، وتسوية الأمور جماعيا او فرديا على غرار ماجرى في – درعا – مهد لثورة السورية ، وذلك برعاية المحتل الروسي من خلال طاقم – حميميم – الذي تديره الاستخبارات الروسية .
 من المؤكد ان كل السوريين مع استتاب الامن والاستقرار ، وعودة المهجرين، ولكن ليس بالطريقة المذلة التي تتبعها روسيا ، بل على أسس واضحة ، وثابتة ، تتم فيها الاستجابة لارادة غالبية الشعب السوري ، في زوال الاستبداد، وتحقيق التغيير الديموقراطي ، وحل كل القضايا وفي المقدمة القضية الكردية حسب ارادة الكرد السوريين الحرة .
 
 

100
نيجيرفان بارزاني من البحث عن الهوية الى تجسيدها
                                                                         
صلاح بدرالدين

  يكاد يجمع المراقبون ، المتابعون لتطورات إقليم كردستان العراق ، على حدوث نوع من الاختراق الدبلوماسي ، والبروتوكولي ، من جانب الفرنسيين ، والبريطانيين ، لدى استقبال رئيس إقليم كردستان العراق الشاب – نيجيرفان. بارزاني  – حيث تم التعامل معه كرئيس دولة مستقلة ، ومعلوم ان ماحصل ليس من باب السهو ، والخطأ في هذين البلدين العريقين المعروفين بالدقة ، والصرامة البيروقراطيتين على خطى الاباطرة ، والملوك ، والامراء الذين حكموا البلدين – المستعمرين السابقين – لمعظم دول وشعوب آسيا ، وافريقيا .
  هناك من فسر ذلك الاختراق ، وحفاوة الاستقبال ، بنوع من صحوة الضمير ، والاعتراف غير المعلن ، وغير الموثق كتابة ، بالاعتذار عن الضرر الذي الحقه البلدان بالشعب الكردي في الحقب التاريخية الماضية ،بدأ من الحروب الصليبية ، والمواجهة وجها لوجه مع جيش القائد الكردي المسلم صلاح الدين الايوبي ، مرورا بقيام سايكس الإنكليزي ، وبيكو الفرنسي بابرام اتفاقية تقسيم كردستان التاريخية عام ١٩١٦ ، وانتهاء بموقفهما العدائي تجاه التطلعات الكردية المشروعة من خلال مشاركة البلدين في مختلف المعاهدات ، والاحلاف التي ابرمت بالشرق الأوسط مع الأنظمة الحاكمة ، تستهدف باجزاء منها الشعب الكردي ، وتقف عائقا امام حق تقرير مصير الكرد اسوة بالشعوب الأخرى في المنطقة .
  وهناك من ذهب بعيدا والى اكثر من ذلك ، معتبرا أن ماقامت به حكومتا  البلدين تجاه رئيس الإقليم الكردستاني  حفيد الزعيم الراحل مصطفى بارزاني ماهو الا مقدمة لخطوة الاعتراف باستقلال كردستان العراق ، وإعادة النظر بالملف الكردي في المنطقة برمتها ، والعودة الى ترسيم الحدود الدولية من جديد ، وإرساء تحالفات مستحدثة تطوي صفحة نتائج الحربين العالميتين الأولى ، والثانية .
  وفي هذا المجال تعيدني الذاكرة الى عام ١٩٨٩ أي قبل نحو ثلاثة عقود ، عندما عقد مؤتمر تضامني مع الشعب الكردي في باريس ، برعاية السيدة الأولى الفرنسية – مدام ميتران – وكنت من جملة عدد من المتكلمين من القيادات السياسية الكردية في المؤتمر ، وطالبت حينها بان تقدم فرنسا الاعتذار للكرد حول الضرر الذي الحقته بهم طوال التاريخ الاستعماري ، والتعويض عن ذلك ، وقد تجاوبت السيدة – ميتران – وتفاعلت مع كلمتي ، حيث قامت من كرسيها وبدات بالتصفيق دليل موافقة علىى طلبي ، وهو امر ليس بغريب في عصرنا الان حيث هناك العديد من الشعوب المستعمرة السابقة تطالب بانصافها ، خصوصا من جانب فرنسا ،وبريطانيا ، وألمانيا ، وغيرها  والتعويض عن خسائرها بالحقب الاستعمارية .
   نيجيرفان بارزاني من البحث عن الهوية ، الى تجسيد الهوية
  كانت زيارة السيد – نيجيرفان بارزاني – الى الولايات المتحدة الامريكية ( ١٧ –٤ – ٢٠٠٠ ) وكلمته المعبرة في كونفرانس " البحث عن الهوية " بذلك الحضور النخبوي الأمريكي المميز ، إيذانا لبدء مرحلة جديدة متطورة في العمل السياسي ، مترافقة مع الطفرة الإنمائية في مجال تدشين البنية التحتية لإقليم كردستان ، بعد مرحلة الثورة ، واستبشر الكثيرون خيرا ، بإمكانية بلوغ كردستان العراق مرتبة – نمور آسيا – كاحد نمور – ميزوبوتاميا – وذلك لتوفر النفط ، والقوة البشرية ، والموقع الجغرافي المؤهل ، وقبل هذا وذاك صمود ، وطموح ، شعب قدم التضحيات الجسام لاكثر من قرن من الزمان ، وبحثه عن سبل لنيل الحرية ، والكرامة ، والعيش بسلام .
  بعد عقدين من بحثه عن " الهوية " في أمريكا ،  يزور الرئيس – نيجيرفان – البلدين الأوروبيين كصاحب هوية كردستانية واضحة المعالم ، راسخة الجذور في إقليم فيدراليي له مؤسساته المنتخبة التشريعية ، والتنفيذية ، معترف به بدستور الجمهورية العراقية ، ويحظى باجماع كردستاني ليس من جانب الكرد فحسب بل من قبل القوميات الأخرى الكردستانية ، التركمان ، الكلدان ، الاشور ، السريان ، الأرمن ، العرب ، وتقيم في العاصمة أربيل العشرات من القنصليات ، والبعثات الدبلوماسية ، وله تمثيل دبلوماسي في الاتحاد الأوروبي ومعظم دول العالم .
    لاشك ان هناك العديد من العوامل الخارجية ، في حال توفرها ، ستضفي المزيد من جوانب الرسوخ والأمان الى الهوية الكردستانية ، الفيدرالية ، القائمة ، خصوصا في مجال استمرارية  المساندة العسكرية  للقضاء على الإرهاب ، وتعزيز مؤسسات الإقليم العسكرية ، والامنية  ، وتوفير الدعم للمشاريع التنموية الكبرى خاصة بمجال البنى التحتية ، واعداد الكادر العلمي ، والفني بمختلف المجالات ، وتحديث المرافق الحكومية ، والإدارية ، والتعليمية ، والصحية ، والخدماتية ، وتحويل انتاج النفط والغاز الى مصدر لتطوير الحياة الاقتصادية ، والاجتماعية ، وهذا مايبحث عنه رئيس الإقليم في زياراته الى العالم الخارجي عموما وأوروبا وامريكا والبلدان العربية الخليجية على وجه الخصوص .
  دوافع الانفتاح الغربي والعربي علي إقليم كردستان 
  قد أختلف مع الرأي المتفائل جدا في بعض الأوساط الكردية ، فالغرب بجناحيه الأوروبي ، والامريكي ، وكذلك النظام العربي ، والإقليمي  الرسمي ، ليسوا بوارد إعادة النظر بالقضية الكردية بالشرق الأوسط عامة ، والعراق خاصة ، من منطلق الاعتراف بحق تقرير المصير ، بل ان بعض مظاهر الانفتاح التي بدت مؤخرا ، ومنها الاستقبال الحافل لرئيس الإقليم ، جاءت بظروف مميزة تمر بها العراق في ظل حكومة الكاظمي التي تتمتع بعلاقات حسنة مع إقليم كردستان ،نحو إرساء نوع من سياسة التوازن في المنطقة ، بحيث لاتغضب ايران ، وقد لاترضيها تماما ، وذلك على نفس منوال سياسة إدارة الرئيس بايدن الديموقراطية ، وكذلك الاتحاد الأوروبي .
  كما ان الموقف الكردستاني العراقي مازال متمسكا بالفيدرالية القائمة ، وتطويرها حتى الى ماتشبه – الكونفيدرالية – وليس الاستقلال الناجز ، لذلك لااعتقد ان الخارج مهما كان صديقا لشعب الإقليم ، سيزايد عليه ، ويتبنىى دعوة استقلال كردستان بالنيابة عنه ، وقد تابعنا ومنذ سنوات قليلة كيف ان المحيط والعرب ، والعجم ، والغرب وقفوا وقفة واحدة ضد استفتاء تقرير المصير ، ومن حينها وحتى الان لم يتغير شيئا في جوهر السياسة العالمية ، والإقليمية .
  ولاشك ان علاقات أربيل مع بغداد ، تحسنت اكثر منذ تولي السيد – نيجيرفان بارزاني – رئاسة الإقليم كنهج ثابت استخلص بعد تجربة عملية استفتاء تقرير المصير عام ٢٠١٧ ، ومن مؤشراته العودة الىى بغداد ، والتفاعل ، والتشارك مع وفي العملية السياسية ، والقيام بدور في بناء العراق الفيدرالي الجديد كعامل استقرار محلي ، واقليمي ، مع تحسين فيدرالية إقليم كردستان ، وإنجاز خطوات دستورية حول القضايا العالقة ، وكان واضحا مساهمة رئاسة الإقليم ، وتفاهمها مع حكومة المركز حول النشاطات ، والإنجازات الأخيرة التي تمثلت بلقاءات القمة ، والمؤتمرات التي عقدت ببغداد .
   توضح لنا تجربة العلاقات بين المركز ، واربيل انه كلما تحسنت تلك العلاقات ، كلما استأثر إقليم كردستان بالدعم ، والرعاية من جانب العرب ودول الإقليم ، والغرب ، لان الجميع متمسكون بوحدة العراق ، وضد قيام دولة كردستانية مستقلة ، وبما ان تحسين العلاقات بدأ أكثر في ظل رئاسة ، وحكومة الإقليم الراهنتين ، بعد الفجوة التي احدثتها عملية الاستفتاء ، فان الاهتمام الخارجي قد يتضاعف بالاقليم الى درجة ما ، وفي حدود معينة لن تتخطى المالوف في المرحلة الراهنة .
  من جهة أخرى هناك سبب آخر للاهتمام بالاقليم وهو الاعجاب الكبير في الغرب ، ومن قداسة بابا الفاتيكان الذي زار الإقليم مؤخرا ، بتجربة إقليم كردستان في التعامل مع المكونات ، والاقوام الكردستانية من غير الكرد ، واتباع الديانات المسيحية بشكل خاص ، الذين يتخذون من الإقليم مأوى ، وملاذا آمنا ، والسكان الاصلييون منهم يتمتعون بالحقوق القومية، والاجتماعية ، والثقافية ، وهي تجربة فريدة بالشرق الأوسط الملتهب بنيران الإرهاب ، والتمييز ، والعنصرية ، والفاشية ، والتطهير الديني ، والعرقي .
    من المؤكد أن سلطة إقليم كردستان العراق كأية سلطة حاكمة في العالم لاتخلو من الشوائب ، والنواقص ، وأوجه القصور ، والفساد ، خاصة اذا علمنا أن التجربة مازالت حديثة العهد ، مقارنة بالدول والنظم التي مضى على قيامها قرون ، وعقود ، كما انها محصورة في السلطة المحدودة في اطار الفيدرالية ، كما انها مازالت تمر بفترة انتقالية بين مرحلتي الثورة ، والكيان ، التي تحتاج الى المزيد من الحكمة السياسية ، والتروي ، والبحث والتمحيص .
  ولاشك ان قيادة كردستان العراق تتحمل المسؤوليات الجسام ، وعلى قدرها تواجه التحديات الكبرى من اكثر من طرف ،وجهة تتربص بها في الداخل ، والجوار خصوصا ، ومن مصلحة شعب كردستان العراق ، وشعوب العراق ، والمنطقة وفي المقدمة  الكرد في الأجزاء الأخرى  ، والعالم ، ان ينجح مشروع الإقليم السلمي بكل جوانبه في ظل قيادته المنتخبة ديموقراطيا ، ويتحول الى نموذج متقدم للحلم الكردي التاريخي ، يحتذى به في مجال حل القضيتين القومية ، والديموقراطية ، ومن اجل تحقيق الامن ، والاستقرار ، وترسيخ قاعدة العيش المشترك .
 
 




101
قراءة في ظاهرة التجارب الفاشلة
                                                               
صلاح بدرالدين


    يكاد لايمر يوم الا ونسمع أخبارا عن حدث ( غير سعيد ) بإعلان ولادة حزب ، أو حركة ، أو تجمع ، أو انشقاق كتلة ومجموعة عن الجسم الفلاني ، أو عقد " مؤتمر " تحت عناوين كبيرة ، أو أكثر بين أوساط السوريين خصوصا خارج البلاد ، وبعضها في مناطق سلطات  الامر الواقع بالداخل السوري ، او في مساحة نفوذ هذا الفصيل المسلح او ذاك ، وبالرغم من عناوينها الملفتة للوهلة الأولى ، ومسمياتها – المغرية – الا انها خالية من أي مضمون فكري – ثقافي – جديد  .
   في الحالة الكردية والى جانب حدوث مايشبه الحالة السورية العامة ، تظهر مشاهد تعكس الخصوصية الكردية السورية في المرحلة الزمنية الراهنة ، كافرازات على هامش التاريخ ، وقتية ، متبدلة ، غير ثابتة ، معتمدة بالأساس على فعل السلطة ، والمال ، حيث يفعل واقع التنافس في الاستقطاب الحزبي الثنائي بين ( مسميات ب ك ك وجماعات المجلس الكردي الانكسي ) فعله بالتشجيع ، والتحفيز ، في توفير المغريات ، عبر الترهيب ، والترغيب ، نحو الاصطفافات الموالية لهذا الطرف الحزبي وذاك ، ولأسباب عديدة من جغرافية ، وبشرية ، وكثافة سكانية محدودة ، يبقى سعر الفرد المالك لمؤهل ما أغلى نسبيا في بازار " صناعة " الأحزاب ، أو مشروع تلميع شخص ما في سوق صناعة " الوجاهة " الاجتماعية .
   منذ بدايات انحدار الثورة السورية بعد نحو عامين من اندلاعها آذار ٢٠١١ ، بعد سيطرة جماعات الإسلام السياسي على مقاليدها ، برعاية  النظام السياسي الرسمي الإقليمي ، وبالاخص الخليجي ، تنبه الوطنييون السورييون الحريصون الى مصدر الخطر ، ومكمن الخلل ، وبدؤوا بمناقشة كافة الخيارات من اجل رأب الصدع ، ومعالجة الأزمة بصورة جذرية ، بدلا من الترقيع ، والمسكنات الوقتية ، الى ان تبلور مشروع إعادة البناء من خلال عقد المؤتمر الوطني السوري الجامع ، وذلك يعني فعليا العودة الى جذور الشرعية الشعبية والوطنية ، والثورية ، كخيار بديل عن هيمنة أحزاب ( دينية وقومية ويسارية ) فاقدة لكل جوانب الشرعية قبل الثورة باعوام ، وعقود .
   حوربت الفكرة من عدة اطراف : كيانات المعارضة ، ومؤسساتها ، وخصوصا – المجلس الوطني السوري – والقوى ، والأطراف الدولية الداعمة لها ، المجلس الوطني الكردي ، ب ي د وسلطة الامر الواقع ، ولاحاجة للقول ان النظام السوري كان ومازال من اكثر المتضررين في حال نجاح فكرة المؤتمر الوطني الجامع ، لانه كفيل بإعادة توحيد المعارضة على أسس سليمة بعد اجراء مراجعات ، وممارسة النقد الذاتي ، وتوحيد الصف الوطني عامة لمواجهة نظام الاستبداد بكل السبل والوسائل المتوفرة .
  بالرغم من تلك المواقف أعلاه يستمر الوطنييون السورييون ، وبينهم الوطنييون المستقلون الكرد ، بالعمل على توفير شروط ،و وأسباب ، الوصول الى عقد المؤتمر الوطني الجامع ( سوريا وكرديا ) والجانبان يكملان بعضهما الآخر ، وذلك ليس بوسائل متحايلة ، شكلية ، كما يفعلها البعض ، ( سلق – لصق ) بل من خلال مشاركة الشعب ، وممثلي مكوناته القومية ، وطرح المشروع القومي والوطني الناجز ، والشروع في إقامة اللقاءات التشاورية – الافتراضية بعد جائحة الكورونا – بين الداخل ، والخارج ، والشتات ، وهذا مايقوم به حراك " بزاف " منذ سنوات .
   حاولت بعض المجموعات السورية التي تدور من حولها الشبهات ، ركوب موجة " المؤتمر الوطني السوري " ليس من اجل تحقيقه بل في سبيل تشويه سمعته ، متجاهلة أن الفكرة متداولة علنا وبوسائل الاعلام من طرف وطني كردي سوري منذ أعوام ، مرفقة بمشروع برنامج ، ووثائق منشورة ، ومتاحة للحصول عليها ، ولو كانت نيات هؤلاء الافراد ، والكتل صافية ، لتواصلت مع اول طرف اطلق مشروع – المؤتمر الوطني الجامع – اما بهدف التشاور ، او التعاون .
   في النماذج المسيئة
  توزع بيان انسحاب من ماسمي  ( باالمؤتمر الوطني السوري ) عقد بجنيف قبل أيام يحمل – ٦٥ – اسما ، وبعضهم أصدقاء  ، وكما فهمت من البيان ، ومن تصريحات بعض المنسحبين ، ان السبب الرئيسي هو وقوف الشخصيتين الاشكالتين : هيثم المناع ، وخالد المحاميد ، وامساكهما بكل خيوط اللعبة من وراء الستار ، علاقات ، ومال ، وصلات .
      كما قيل فان معظم ان لم يكن كل الذين اجتمعوا كانوا على دراية بذلك ولكنهم شاركوا عن سابق تصميم ، وإصرار ، وهم بتلك المشاركة خدموا ( مشروعهما ) علىى اكمل وجه ، وساهموا معهما بتشويه فكرة – المؤتمر الوطني السوري – الحقيقي ، المنشود ، التي يؤمن بجدواها أوساط وطنية سورية واسعة ، ويرون فيها الحل الأمثل الوحيد لأزمة المعارضة السورية .
وكمار نوهنا أعلاه فان حراك " بزاف " طرح الفكرة على الصعيدين السوري والكردي  منذ عام ٢٠١٢ ، وذلك بمشروع متكامل ، ووثائق ، وصدور مذكرات ، ونداءات ، ونشر تواقيع الاف الناشطين المؤيدين وكل ذلك مثبت على صفحة – بزاف – الالكترونية ، وقد ناقشت الفكرة مع احد المتصدرين من ( المشاركين المنسحبين )  منذ ثمانية أعوام واكثر من مرة خلال لقاءاتنا ولم يكن مشجعا للفكرة ، وبعد أعوام بدأ يتصدر حمل الفكرة بالشراكة مع من يعتبره الان – متسلطا – فرديا ووو .
  لقد كتبت لاحد الأصدقاء ان مشاركتك تساوي انسحابك سوءا ، وهذا ينطبق على كل من اعرفهم بتلك المجموعة ،كما ان مثل هذه الاعمال المتسرعة ، تعبير واضح عن أمزجة كثير من السوريين وخصوصا الذين يرفعون شعار معارضة النظام ، وفشلوا في مواقعهم السابقة ، او لم تشبع غرائزهم في الظهور ، ويهرولون من مكان الى آخر بسرعة البرق بحثا عن موقع ، او جاه أو أو أو ، ثم مايلبثون يعلنون الندامة ، و الانسحابات ، ولكن من دون تنوير الاخرين بما جرى ، وبمعزل عن تقد يم ماهو مقنع ، وجوهري بكل المسالة .
   الدروس المستقاة
  ١ - مازالت فكرة " المؤتمر الوطني السوري الجامع " بجانبيه السوري العام ، والكردي الخاص المشروع الامثل ، والخيار الوحيد للانقاذ ، وإعادة البناء في بلادنا .
   ٢ – المداخلات الخارجية عبر أتباع ، واعوان سوريين باحثين عن مصالح خاصة مازالت تشكل عوائق على طريق مشاريع الانقاغذ .
  ٣ – المال السياسي الخارجي الهادف أحد عوائق العمل الوطني ، وتوحيد الصف ، وأثره أشد وطأة في الحالة الكردية  السورية الخاصة ، خصوصا اذا انتشر في بيئة تنتفي فيها العامل الذاتي الصلب المحصن .
   وأخيرا الاتكفي كل هذه الهزائم ، والفشل ، والاخفاقات ؟ الم يحن الأوان بعد لعودة ( التائهين – المترددين ) الى رشدهم ؟ والى متى ستبقى ساحتنا مزرعة تجارب مريرة ، ومكلفة ، ومسيئة لحركتنا الوطنية السورية والقومية الكردية ؟
   

102
" اللاثابت " في المتحول الأمريكي ( كرديا )
                                                                     
صلاح بدرالدين

 من المعلوم لدى متابعي تطورات السياسات الامريكية ، اهتزاز المكانة الامريكية في العالم منذ نحو عقد من الزمن او اكثر ويعيده البعض الى خواتيم حقبة الحرب الباردة ، واختلال موازين القوى على الصعيد الدولي ، وظهور اقطاب دولية أخرى مثل الصين، وروسيا .
  أما تراجعها فيعود لاسباب عديدة داخلية تتعلق بمسائل التفاوت الطبقي الواسع ، والأزمات الاقتصادية ، وتصاعد الحساسيات ذات الطابع العنصري بين البيض والملونين ، ويضاف الى كل هذه العوامل تبعات مسؤولية ارسال مئات الالاف من الجنود الأمريكيين  الى خارج البلاد والى بيئات معادية ، تحت عنوان محاربة الإرهاب ، واحتلال دول وشعوب ذات ثقافات مختلفة كليا عن الثقافة الامريكية .
  الى جانب احتدام الصراع في المؤسسات الامريكية العريقة بدوافع حزبية مصلحية ضيقة ، وكانت المنازلات الكلامية، والمواجهات بمستوياتها النافرة بين مسؤولي الحزبين الرئيسيين الحاكمين بالتناوب منذ الاستقلال قبل اكثر من مائتي عام ،الجمهوري ، والديمقراطي صورة قاتمة عن المستوى الأخلاقي المتدني والهابط في العلاقات بين مؤسسات ومراكز قوى أعرق بلد ديموقراطي ، كان الكثير من شعوب العالم تتمنى ان تحذو حذو الديموقراطية الامريكية أو ( أرض الميعاد ) خلال عقود خلت  .
  من دون ان ننسى لحظة الجهود غير المسبوقة المبذولة من جانب الأوساط الروسية ، والصينية ، وايران ومحورها الممانع ، وميليشياتها الموزعة في ارجاء بلدان المنطقة ، في استثمار كل هفوة ، واستغلال كل الأطراف المعادية لامريكا والغرب من اجمل تعميق التناقضات ، والصراعات البينية ، بما فيها الفتن الدينية ، والمذهبية ، والعنصرية ، وتعميق الكراهية تجاه الغرب عموما ، بل وفي غالب الأحيان استعدادها للتعاون مع قوى إرهابية مادام يخدم مصالحها الخاصة .
   " اللاثابت "الأمريكي وكرد سوريا
  على ضوء كل ذلك ، وبالتزامن مع الانسحاب الأمريكي – الاشكالي – من أفغانستان ، والذي لم تنتهي تبعاته ، حتى الان ، بل انه معرض الى العديد من التاويلا ت ،والملابسات ، والكثير من النتائج غير المتوقعة ، التي لم يأخذها صانعو القرار بالبيت الأبيض ، والادارة الديمقراطية على محمل الجد ، فاننا سنحاول الإحاطة بالجانب الكردي السوري من الموضوع ، الذي يتعرض بدوره الى قراءات مختلفة بل متناقضة ، ليس من الناشطين الكرد فحسب بل حتى من مسؤولي هذا الملف في الجانب الأمريكي .
  وفي أحدث موقف من مسؤول امريكي رفيع المستوى وهو مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى وكالة ، " جووي هود " الذي يتولى الاشراف أيضا على مناطق من  ( شمال شرق سوريا ) تقع تحت نفوذ – قسد وجماعات تابعة ل ب ك ك – ذلك الموقف الذي تجلى في مقابلته المتلفزة مع قناة ( الحرة ) الامريكية ، وأخرى في منابر إعلامية شرق أوسطية ، والتي يمكن استنباط التالي منها :
  أولا – لم تقرر الإدارة الامريكية بعد وبشكل نهائي حاسم البقاء أو الانسحاب من ( شمال شرق سوريا ) ، وفي أغلب الظن انها تنتظر مآلات تطورات الوضع في الكونغرس ، والاجتماع المرتقب بين ممثلين عن روسيا وامريكا حول الملف السوري قريبا ، كما يخضع ذلك الى فعل الرسائل المرسلة عبر الصواريخ الروسية الموجهة ضد مناطق نفوذ تركية ، وكذلك رسائل القصف التركي لمناطق نفوذ أمريكية ، وبعضها خاضعة للنظام .
  ثانيا – محاولة تجنب المسؤول الأمريكي عن الإجابة المباشرة عن أسئلة تتعلق بالكرد السوريين ، ومناطق شمال شرق سوريا ، واسراعه في ربط هذا الموضوع بقضايا كردستان العراق ، علما ان التعامل الأمريكي مع الإقليم قديم ، ويختلف من حيث المحتوى والجوهر عن العلاقات الحديثة مع الملف السوري وقسد ، في الأول تعترف واشنطن بفدرالية الإقليم الكردستاني بل كانت مساهمة في تحقيقها ، وشريكة في تقدم ، وتطور قوات البيشمةركة ، حسب بروتوكولات موقعة وموثقة ، وتقديم الدعم والاسناد ، ومتعاونة في التفاهم بين بغداد واربيل على الصعيد السياسي ، اما في الثاني فيقتصر الامر على الشراكة غير الرسمية في مواجهة داعش .
  ثالثا – تفهم امريكي لحاجة تركيا لاتخاذ موقف دفاعي عن الأنشطة الإرهابية التي يرى الطرفان انها تصدر من – ب ك ك - ، ويدعو الجانب الأمريكي ولو لفظيا حليفه ب ي د وقسد الخروج من عباءة ذلك الحزب كشرط لاستمرار التعاون .
   رابعا – الجانب الأمريكي يؤكد ان وجوده في سوريا ليس من اجل مواجهة تركيا التي يعتبرها عضوا بالناتو ، وحليفا ، كما انه ليس من اجل اسقاط نظام الأسد ، بل فقط من اجل محاربة داعش ، وهذا يعني عندما تنتفي قوى داعش لم يعد هناك حاجة لاي تواجد امريكي ، ومن هنا لايعترض الجانب الأمريكي على تعاون ب ي د وقسد مع النظام .
   خامسا – وهذا يعني ان التعامل الأمريكي حتى مع " الإدارة الذاتية " وقسد – ومع أطراف حزبية كردية أخرى ليس من اجل حل القضية الكردية في سوريا ، ولا من اجل توحيد الحركة الكردية السورية المفككة ، كل ماصدر عن المسؤولين الامريكان لايشير الى وجود شعب كردي ، ولا قضية كردية سورية ، بل يتعلق بتمنيات لاتفاق الأطراف الكردية ليس في سبيل وحدة الكرد حول برنامج سياسي يحقق طموحاتهم بل فقط من اجل تعزيز مواجهة داعش كجنود مدفوعي الثمن كما قالها الرئيس ترامب .
   سادسا – بالعكس وكما أرى فان التعامل الأمريكي مع هذا الملف منذ أعوام وحتى الان يلحق الضرر البالغ بحاضر ومستقبل القضية الكردية السورية ، ولايقل ضررا عن تعامل اطراف إقليمية ودولية، معادية ، فالامريكان البراغماتييون يتعاملون مع الواقع مهما كان سيئا ، وضارا ، وليس من وظيفتهم تغيير السيئ الى افضل ، هذا إضافة الى عدم معرفتهم بتفاصيل قضايا الكرد السوريين ومهام حركتهم ، بالرغم من انهم في مقدمة العالم من حيث القوى العسكرية ، والاقتصادية ، والتكنولوجيا .
   سابعا – لااعتقد ان المبعوث الأمريكي سيتمكن من فك طلاسم قضايا المنطقة بمبلغ ( خمسين مليون دولار ) الذي يدعي انه خصصه لمشروع الاستقرار للسنة الحالية ، لان المبلغ سيزيد الافساد ، وسيضاعف  من اعداد امراء الحرب ، وقسم منه سيصل الى مركز قنديل .
   وأخيرا فان هرولة الإدارة الامريكية الجديدة نحو ايران ، والتنازل امام مشاريعها ، وخططها بخصوص بلدان اتشرق الأوسط ، يعد مؤشرا سلبيا ، ينسف كل الامال المعقودة على أمريكا لتخفف آلام شعوب المنطقة وخصوصا الشعب السوري ومن ضمنه الكرد السورييون .
   
 


103
محاولة في فهم مجريات ومآلات الحدث الافغاني
                                                                     
صلاح بدرالدين

   لاشك ان تطورات أفغانستان المتسارعة ، وعودة حركة طالبان الي واجهة الحكم من جديد ، بعد نحو نصف قرن من الحروب والمواجهات ، والاحتلالات ، والتدخلات العسكرية تعتبر من ابرز أحداث الربع الأول من القرن والواحد والعشرين ، وماحصل يتجاوز الحدود الوطنية لهذا البلد الاسيوي المنكوب المحروم من السلم ، والاستقرار منذ نحو قرن ، باتجاه أعماق الابعاد الإقليمية ، والدولية ، ولهذا نشهد هذا الاهتمام المتزايد من جانب وسائل الاعلام ، وصناع القرار في العالم من الغرب ،الى الشرق ، ومن الشمال ، الي الجنوب ، ومازالت توقعات ، واستنتاجات المتابعين للحدث الافغاني في بداياتها ، وقد تطول بحسب كل المؤشرات .
  أفغانستان ذات الثلاثة والثلاثين مليون نسمة ، كانت هدفا في القرون الغابرة للفتوحات الاغريقية ، والإسلامية، وحكم المغول ، شعوبها من الارومة الهندو – الاوربية الارية ، مثل الفرس ، والكرد ، والطاجيك ، ومجموعة من الشعوب الأخرى ،نالت استقلالها عام ١٩١٩ ، وتعرضت بالعصر الحديث الى موجتين من الغزو الخارجي ، السوفييتي عام ١٩٧٩ ، والامريكي عام ٢٠٠١ ، والحرب الاهلية تشتعل فيها منذ بداية الغزو الأول .
  أفغانستان تجاور خمسة بلدان ، ولها حدود مشتركة ٩٠٠ كم مع ايران ، و١٣٧ كم مع طاجاكستان ، و٩٠ كم مع باكستان ، و٢٠ كم مع أوزبكستان ، و٨٠ كم مع تركمانستان ، ومع الصين ٧٦ كم ، وهي بلاد – حبيسة – لاتتشاطؤ مع البحار .
  هذه البلاد متعددة الشعوب والاقوام ، أكبرها قومية – الباشتون – ٤٠ – ٥٠٪ ، والطاجيك ٣٧٪ ، وهزارة ٩٪ ، والتركمان ٢٪ ، والاوزبك ٩٪ ، وهناك البلوش أيضا ،وأثنيات أخرى ، والاغلبية الساحقة من الشعوب الأفغانية تعتنق المذهب السني مع قسم قليل على المذهب الشيعي .
  ان الواقع التاريخي ، والظروف التي مرت بها أفغانستان ، وواقع جيرتها مع بلدان وشعوب تتناقض من حيث الواقع الاجتماعي ، والمنبت التاريخي ، والتنوع القومي ، والمذهبي ، والديني ، بينها دول كبرى لها مطامع اقتصادية ، وأخرى لديها مشاريع توسعية ومنطلقة من الآيديولوجيا السياسية ، والدينية ، والمذهبية بالإضافة الى التداخل القومي ، ومع توفر معطيات على غنى البلد بالموارد ، والمعادن الثمينة ، هذا مع تأخر حل المسائل الاقتصادية ، والاجتماعية ، وانعدام تجربة وتقاليد في حل قضايا القوميات ، وإرساء مبدأ العيش المشترك ، والشراكة في السلطة والثروة والقرار ، بالطرق الديموقراطية ، وعدم أهلية حركة طالبان في تقديم البديل الأفضل ، أقول ان كل ذلك يشكل تحديات خطيرة أمام مستقبل الاستقرار ، والتقدم ، والبناء في المديين المنظور ، والابعد .
  لقد دفعت أفغانستان ثمنا باهظا على حساب الدماء ، والدمار ، ووقف التطور الطبيعي ، في حقبتي الحرب الباردة ومابعدها ، وتحولت الى حقل تجارب ، ليس بين أحدث التكنولوجييا الحديثة ، والأسلحة المدمرة الشرقية والغربية فحسب ، بل ميدانا لتصفية الحسابات الأيديولوجية أيضا ، بعيدا عن مراكز القوى المتخاصمة في أوروبا ، وامريكا ، آلاف الكيلومترات ، ففيها تمت مواجهة الجيش الأحمر مفخرة قوى الثورة العالمية والذي قرر الانسحاب  ، كما غادر جيش الناتو المدافع عن قيم الديموقراطية الغربية ، وهنا امتنع عن استخدام تعبير ( الهزيمة ) العسكرية للجيشين لانهما كانا أقوى عددا وعدة ، ومن الجدير بالذكر ان النظام الشيوعي مابعد مغادرة الجيش السوفييتي صمد ثلاثة أعوام ، اما النظام الذي بناه الغرب فصمد ثلاثة أسابيع ، وفي الحالتين ترك الطرفان بانسحابهما الاشكالي القابل للاخذ والرد أفغانستان تحت رحمة  مجموعات قبلية تقودها قيادات ميدانية من خريجي كتاتيب الجوامع ، بينها وبين المدنية عشرات الأعوام الضوئية ، أوليس ذلك مدعاة الى التأمل ؟ .
 توقعات ، احتمالات ،سيناريوهات
  ١ – إمكانية ان يساهم الحدث الافغاني في إعادة تموضع نواة لنظام عالمي جديد متعدد القطبية ، وتغيير قواعد الصراع بين الأقطاب ( أمريكا – الصين ، روسيا – أوروبا ) حول النفوذ ، والمصالح الاقتصادية ، والمواقع الاستراتيجية ، وصولا الى إعادة انشاء هيئة الأمم المتحدة على أسس جديدة تعكس موازين القوى الدولية ، والإقليمية الراهنة .
  ٢ – قد يدفع الحدث الافغاني الى إعادة النظر من جانب المجتمع الدولي ، والهيئات العالمية ذات الصلة ، في مفهوم وتعريف الإرهاب ، ووسائل معالجته .
  ٣ – بعد النكسات التي واجهت حلف الناتو ، والتفتت الداخلي في صفوفه ، والاستفراد الأمريكي في توجيهه ، وآخره الارتباك الحاصل حول الملف الافغاني ، وقبل ذلك تجاه روسيا ، والموقف التركي المتمرد على مؤسساته ، قد نسمع أصواتا مؤثرة من ضمن هذالحلف تطالب بحله اسوة بماحصل لحلف وارسو .
  ٤ – ستؤدي تطورات الحدث الافغاني التي لم تتوقف بعد الى إعادة رسم السياسات بشأن ظاهرة الإسلام السياسي بجناحيه السني ، والشيعي ، وكذلك احتمالية التفاعل السلبي أو والايجابي بين الأنظمة في المنطقة من الجانبين ، ورجحان تقديرات إرساء نوع من المهادنة بين جمهورية ايران الإسلامية الشيعية من جهة وبين المراكز السنية في دول الخليج ، وأفغانستان ، وباكستان .
  ٥ – ايران ماضية في استثمار اللحظة الأفغانية الراهنة ، وترى تشجيعا لها من جانب إدارة – بايدن – على مبدأ – أوباما – وسيكون لذلك آثارا سلبية على مصالح شعوب المنطقة ،خصوصا بالعراق ، وسوريا ، ولبنان ، واليمن ، والخليج .
   ٦- صعود ايران المتوقع سيكون له تاثيرات سلبية على الحركة الكردية عموما ، وعلى إنجازات إقليم كردستان العراق على وجه الخصوص ، وقد يتاثر الامن والاستقرار هناك .
  ٧ – ستنشط السياسة الإيرانية في سوريا ، وبدعم ميداني مباشر من قوى نظام الأسد ، وحزب الله اللبناني ، باتجاه اختراقات في صفوف المعارضين والمناطق التابعة لها ، او الرمادية ، وكذلك في تحريك مجموعات جديدة لتنشط ، وتعقد المؤتمرات ، وتطرح نفسها بديلا لكيانات المعارضة ، والامر هذا يمكن ان يسري على الساحة الكردية أيضا ، بإعادة احياء ودفع المجموعات التابعة لمركز قنديل مباشرة من جماعات ب ك ك ومسمياتها الأخرى .
  ٨ – من المتوقع ان تعيد الشعوب حساباتها من جديد ، خاصة التي كانت تراهن على دعم الغرب عموما وامريكا على وجه الخصوص ، بعد التصريح الواضح والصريح للرئيس الأمريكي – بايدن - : " أمريكا غير معنية ببناء الأمم ، وتغيير الأنظمة " ، كما على أنظمة الدول وكذلك المجاميع المسلحة ( مثل قسد ) التي كانت معتمدة من أمريكا للانطلاق منها لمحاربة الإرهاب ان تعلم تضاؤل الأهمية الاستراتيجية لها وانعدامها لاحقا .

 

 


.


104
مبادرة حراك " بزاف " لترتيب البيت الكردي السوري
                                                                         
صلاح بدرالدين


 من اجل ترتيب البيت الكردي السوري حراك " بزاف "  يطلق عملية حوار شفاف مباشر على أسس واضحة ، عبر تشخيص ، وتعزيز المشتركات  لترتيب البيت الكردي السوري 

                          ميثاق مبادئ العمل الكردي السوري المشترك
                    دعوة للحوار من لجان متابعة مشروع حراك " بزاف "

  مقدمة :
  السورييون بكل مكوناتهم القومية بما فيها الشعب الكردي ، وأطيافهم الاجتماعية ، وتياراتهم السياسية ، من المعارضة والموالاة ، بالداخل والخارج ، مازالوا يعيشون معاناتهم تحديدا منذ عشرة أعوام ، من بدء الانتفاضة الشعبية السلمية ، من اجل الحرية ، والكرامة ، والتغيير الديموقراطي ، والتي واجهها نظام الاستبداد بكل الوسائل الحربية التدميرية الى يومنا هذا ، وخلفت ملايين الضحايا من قتلى ، ومخطوفين ، ومعتقلين ،  ومهجرين ، ونازحين ، واستقدمت الاحتلالات ، والميليشيات المسلحة من كل الأصناف والألوان ، وعرضت سيادة الدولة السورية للانتهاك ، والشعب السوري لمخاطر الجوع ، والحرمان ، والتشرد ، والدفع بهم الى أتون الحروب بالوكالة ، وكذلك لآفة الانقسامات ، والتفرقة ، لاسباب قومية ، ودينية ، ومذهبية .
  السورييون جميعا ومن ضمنهم الكرد يسعون الى الخلاص ، ولكن ضاقت بهم السبل ، وخذلهم المجتمع الدولي ، والدول الصديقة! ، والشقيقة! ، وقبل هؤلاء كياناتهم ( المعارضة ) التي انحرفت عن خط الثورة ، وفقدت استقلاليتها الوطنية ، وامتهنت التبعية للخارج ، والأخطر من كل ذلك تهربت من اجراء اية مراجعة نقدية أمام الشعب ، وثواره الذين ادعت انها تمثلهم .
  ان انجاز المهام القومية ،والوطنية ، في الحالة الكردية السورية الخاصة ، وترتيب البيت الكردي ، وتوفير شروط إعادة بناء الحركة الكردية وتوحيدها ، وتصليب عودها ، يشكل خطوة هامة نحو إعادة بناء الحركة الوطنية السورية ، بل رديفا ، وسندا ، لجهود الوطنيين الديموقراطيين السوريين ، للخلاص من الاستبداد ، وانهاء كافة أشكال الاحتلالات ( الروسية ، والإيرانية ، والتركية ، والأمريكية ) ، وتحقيق الخطوات باتجاه بناء سوريا الجديدة التعددية ، التشاركية .
  دعوة للحوار من أجل تحديد ، وتعزيز المشتركات
  قد لايمكن تحقيق كل مايصبو اليه الوطنييون الكرد من أهداف ، وطموحات ، في المرحلة الراهنة ، لاسباب ذاتية ، وموضوعية ، وعوامل مانعة داخلية ، وخارجية ، ولكن بالإمكان كسر جدران  الجمود ، واختراق حواجز العداء ، والمواجهات الحزبية خصوصا ، عبر البحث عن مشتركات ، ومبادئ أساسية عامة ، تشكل بعد إقرارها ميثاقا يلتزم به الجميع علنا وعبر وسائل الاعلام  وترجمته عمليا على ارض الواقع ، وعندما نقول الجميع ، فلا نستثني أحدا من أفراد الشعب الكردي ، ووطنييه المستقلين ، وتعبيراته الحزبية ، والثقافية ، والمهنية ، والمدنية ، والإعلامية .
  المبادئ ، والمشتركات ، والمسلمات ،التي تشكل بنود الميثاق في المرحلة الراهنة ، والمطروحة للحوار ، والتوافق عليها :
  أولا – القضية الكردية السورية ، جزء من القضايا الوطنية، تحل في ظل النظام الديموقراطي المنشود ،  حسب إرادة الشعب الكردي في تقرير مصيره السياسي ، والاداري ، ضمن سوريا موحدة ، ومن خلال التوافق الوطني .
  ثانيا – الحركة الكردية السورية تشمل كافة الطبقات ، والفئات الاجتماعية ، والتيارات السياسية ، والتنظيمات المدنية ، ولاتقتصر على الأحزاب ، والجماعات ، ولان الحركة مفككة ، ومنقسمة ، فليس هناك أي طرف يمثلها لوحده بصورة شرعية ، وواقعية ، مما تقع مهام إعادة بناء الحركة ، واستعادة شرعيتها على عواتق الجميع .
  ثالثا – الالتزام بمصالح الكرد السوريين ، والحفاظ على استقلالية قرار من يمثلهم ، وتعزيز الشخصية القومية ، والوطنية الكردية السورية ، واحترام تاريخ الحركة ، وميراثها ، ورموزها ، ومناضليها ، وتجربتها التي تمتد عقودا منذ حركة – خويبون – وحتى الان .
  رابعا – عدم جواز حمل اجندات خارجية ، أو الانتماء التنظيمي ، والآيديولوجي ، لمحاور ، ومراكز خارج الحدود ، أو محاولة تطبيق تجارب الآخرين في الوضع الكردي السوري .
  خامسا – تحريم الاقتتال الكردي الكردي وعدم تجييش ، وعسكرة المجتمع الكردي السوري ، والحذر من انتشار السلاح ، والحروب بالوكالة ، ووقف تجنيد القصر عموما ، والمرأة بشكل خاص في العمليات الحربية ، والقتالية ،ورفض الدخول في معارك لخدمة اجندات الاخرين ، أو مناصرة محور كردستاني ضد آخر .
  سادسا – لايجوز استفراد أي طرف أو مجموعة ، أو افراد ، باستحواز المال العام ، واستغلاله ( نفط – غاز – مياه – منتوجات – جمارك – معابر ) ، أو عقد الصفقات ، والاتفاقيات باسم الكرد السوريين ، أو ابرام عقود سرا وعلنا مع نظام الاستبداد ، او دول محتلة ، بمعزل عن الاجماع الوطني الكردي .
  سابعا – المهمة الأولى هي إعادة بناء الحركة الكردية السورية ، واستعادة شرعيتها ، بالطرق الديموقراطية المدنية ، وكما يرى حراك " بزاف " عبر المؤتمر الكردي السوري الجامع بغالبية وطنية مستقلة ، والاستعداد لمناقشة أي مشروع آخر ، من أي طرف كان .
  ثامنا – ننتظر اجاباتكم كتابيا ، على هذه المبادرة ، ويمكن تنظيم وسائل إعلامية مناسبة للحوار من اجل التوصل الى ميثاق مرحلي للعمل الوطني الكردي السوري ، واقراره ، ونشره ، والالتزام به .
         لجان متابعة مشروع حراك " بزاف " لاعادة بناء الحركة الكردية السورية
       ٥ – ٨ – ٢٠٢١

105
مبادرة حراك " بزاف " لترتيب البيت الكردي السوري
                                                                         
صلاح بدرالدين


 من اجل ترتيب البيت الكردي السوري حراك " بزاف "  يطلق عملية حوار شفاف مباشر على أسس واضحة ، عبر تشخيص ، وتعزيز المشتركات  لترتيب البيت الكردي السوري 

                          ميثاق مبادئ العمل الكردي السوري المشترك
                    دعوة للحوار من لجان متابعة مشروع حراك " بزاف "

  مقدمة :
  السورييون بكل مكوناتهم القومية بما فيها الشعب الكردي ، وأطيافهم الاجتماعية ، وتياراتهم السياسية ، من المعارضة والموالاة ، بالداخل والخارج ، مازالوا يعيشون معاناتهم تحديدا منذ عشرة أعوام ، من بدء الانتفاضة الشعبية السلمية ، من اجل الحرية ، والكرامة ، والتغيير الديموقراطي ، والتي واجهها نظام الاستبداد بكل الوسائل الحربية التدميرية الى يومنا هذا ، وخلفت ملايين الضحايا من قتلى ، ومخطوفين ، ومعتقلين ،  ومهجرين ، ونازحين ، واستقدمت الاحتلالات ، والميليشيات المسلحة من كل الأصناف والألوان ، وعرضت سيادة الدولة السورية للانتهاك ، والشعب السوري لمخاطر الجوع ، والحرمان ، والتشرد ، والدفع بهم الى أتون الحروب بالوكالة ، وكذلك لآفة الانقسامات ، والتفرقة ، لاسباب قومية ، ودينية ، ومذهبية .
  السورييون جميعا ومن ضمنهم الكرد يسعون الى الخلاص ، ولكن ضاقت بهم السبل ، وخذلهم المجتمع الدولي ، والدول الصديقة! ، والشقيقة! ، وقبل هؤلاء كياناتهم ( المعارضة ) التي انحرفت عن خط الثورة ، وفقدت استقلاليتها الوطنية ، وامتهنت التبعية للخارج ، والأخطر من كل ذلك تهربت من اجراء اية مراجعة نقدية أمام الشعب ، وثواره الذين ادعت انها تمثلهم .
  ان انجاز المهام القومية ،والوطنية ، في الحالة الكردية السورية الخاصة ، وترتيب البيت الكردي ، وتوفير شروط إعادة بناء الحركة الكردية وتوحيدها ، وتصليب عودها ، يشكل خطوة هامة نحو إعادة بناء الحركة الوطنية السورية ، بل رديفا ، وسندا ، لجهود الوطنيين الديموقراطيين السوريين ، للخلاص من الاستبداد ، وانهاء كافة أشكال الاحتلالات ( الروسية ، والإيرانية ، والتركية ، والأمريكية ) ، وتحقيق الخطوات باتجاه بناء سوريا الجديدة التعددية ، التشاركية .
  دعوة للحوار من أجل تحديد ، وتعزيز المشتركات
  قد لايمكن تحقيق كل مايصبو اليه الوطنييون الكرد من أهداف ، وطموحات ، في المرحلة الراهنة ، لاسباب ذاتية ، وموضوعية ، وعوامل مانعة داخلية ، وخارجية ، ولكن بالإمكان كسر جدران  الجمود ، واختراق حواجز العداء ، والمواجهات الحزبية خصوصا ، عبر البحث عن مشتركات ، ومبادئ أساسية عامة ، تشكل بعد إقرارها ميثاقا يلتزم به الجميع علنا وعبر وسائل الاعلام  وترجمته عمليا على ارض الواقع ، وعندما نقول الجميع ، فلا نستثني أحدا من أفراد الشعب الكردي ، ووطنييه المستقلين ، وتعبيراته الحزبية ، والثقافية ، والمهنية ، والمدنية ، والإعلامية .
  المبادئ ، والمشتركات ، والمسلمات ،التي تشكل بنود الميثاق في المرحلة الراهنة ، والمطروحة للحوار ، والتوافق عليها :
  أولا – القضية الكردية السورية ، جزء من القضايا الوطنية، تحل في ظل النظام الديموقراطي المنشود ،  حسب إرادة الشعب الكردي في تقرير مصيره السياسي ، والاداري ، ضمن سوريا موحدة ، ومن خلال التوافق الوطني .
  ثانيا – الحركة الكردية السورية تشمل كافة الطبقات ، والفئات الاجتماعية ، والتيارات السياسية ، والتنظيمات المدنية ، ولاتقتصر على الأحزاب ، والجماعات ، ولان الحركة مفككة ، ومنقسمة ، فليس هناك أي طرف يمثلها لوحده بصورة شرعية ، وواقعية ، مما تقع مهام إعادة بناء الحركة ، واستعادة شرعيتها على عواتق الجميع .
  ثالثا – الالتزام بمصالح الكرد السوريين ، والحفاظ على استقلالية قرار من يمثلهم ، وتعزيز الشخصية القومية ، والوطنية الكردية السورية ، واحترام تاريخ الحركة ، وميراثها ، ورموزها ، ومناضليها ، وتجربتها التي تمتد عقودا منذ حركة – خويبون – وحتى الان .
  رابعا – عدم جواز حمل اجندات خارجية ، أو الانتماء التنظيمي ، والآيديولوجي ، لمحاور ، ومراكز خارج الحدود ، أو محاولة تطبيق تجارب الآخرين في الوضع الكردي السوري .
  خامسا – تحريم الاقتتال الكردي الكردي وعدم تجييش ، وعسكرة المجتمع الكردي السوري ، والحذر من انتشار السلاح ، والحروب بالوكالة ، ووقف تجنيد القصر عموما ، والمرأة بشكل خاص في العمليات الحربية ، والقتالية ،ورفض الدخول في معارك لخدمة اجندات الاخرين ، أو مناصرة محور كردستاني ضد آخر .
  سادسا – لايجوز استفراد أي طرف أو مجموعة ، أو افراد ، باستحواز المال العام ، واستغلاله ( نفط – غاز – مياه – منتوجات – جمارك – معابر ) ، أو عقد الصفقات ، والاتفاقيات باسم الكرد السوريين ، أو ابرام عقود سرا وعلنا مع نظام الاستبداد ، او دول محتلة ، بمعزل عن الاجماع الوطني الكردي .
  سابعا – المهمة الأولى هي إعادة بناء الحركة الكردية السورية ، واستعادة شرعيتها ، بالطرق الديموقراطية المدنية ، وكما يرى حراك " بزاف " عبر المؤتمر الكردي السوري الجامع بغالبية وطنية مستقلة ، والاستعداد لمناقشة أي مشروع آخر ، من أي طرف كان .
  ثامنا – ننتظر اجاباتكم كتابيا ، على هذه المبادرة ، ويمكن تنظيم وسائل إعلامية مناسبة للحوار من اجل التوصل الى ميثاق مرحلي للعمل الوطني الكردي السوري ، واقراره ، ونشره ، والالتزام به .
         لجان متابعة مشروع حراك " بزاف " لاعادة بناء الحركة الكردية السورية
       ٥ – ٨ – ٢٠٢١

106
إشكالية الدعم الخارجي للحركات التغييرية " بزاف " نموذجا
                                                                             
صلاح بدرالدين

    مقدمة توضيحية :
     حراك " بزاف " مشروع فكري ، ثقافي ، سياسي ، مدني ، حواري ، ظهر بعد عام من اندلاع الثورة السورية ( ٢٠١٢ ) في الداخل ، وفي أوساط التواجد الكردي السوري في الشتات ، هدفه إعادة بناء الحركة الكردية السورية ، وتوحيدها ، وصياغة مشروعها القومي والوطني للسلام ، وإقامة هياكلها التنظيمية على أسس جديدة من الانفتاح ، واللامركزية ، وتعايش التيارات السياسية المتباينة ، واستعادة شرعيتها ، وترسيخ استقلاليتها ، وتعزيز دورها البناء ، والخلاق ، والمشارك الإيجابي على الصعيد السوري من اجل التغيير الديموقراطي وبناء سوريا الجديدة التعددية التشاركية ، وتفعيل مهامها القومية على قاعدة التضامن ، والتنسيق ، والحفاظ على الشخصية الكردية السورية المميزة ، وانتخاب هيئاتها ومؤسساتها ، وذلك  عبر المؤتمر الكردي السوري الجامع ، بعد توفير شروط ومستلزمات عقده من ثلثين من ممثلي الوطنيين المستقلين ، ومنظمات المجتمع المدني ، وثلث من أنصار الأحزاب الكردية السورية التي تتعهد الالتزام بنتائج المؤتمر .
 حراك " بزاف " لايسعى ( بعكس انطباعات البعض الخاطئة ) الى إضافة جسم حزبي جديد يضاف الى عشرات الأحزاب المعلنة ، وليس بصدد إقامة تشكيلة عددية يطلق عليها اسما حزبيا ، ويحدد له شعارا يميل الى أحد طرفي الاستقطاب الحزبي ( ب ي د أو ب د ك – س ) ليعتاش ، وينال البركة والمكافأة ، وان كان ناويا على ذلك لتم منذ اليوم الأول لقيامه قبل نحو تسعة أعوام ، حيث رفض كل الاغراءات ، والعروض المقدمة اليه لاستيعابه ،  ولو قبل على نفسه ذلك لكان قد نال الحظوة أكثر بكثير من الآخرين ، ومن ثم اصبح جزء من الاصطفافات ضمن احد طرفي الاستقطاب الراهن ، وهو العنوان السلبي  الأبرز الآن في مأسات شعبنا ، ومحنة حركتنا .   
بحسب رؤية " بزاف " فان البنية الأساسية للحركة الوطنية الكردية السورية لم تتهالك بالكامل ، اذا اعتبرنا ان تلك الحركة لاتقتصر على المؤسسة الحزبية فقط ، بل تشمل الجمهور الواسع من مستقلين ، ووطنيين ، من كل الطبقات الاجتماعية ، من عاملين في المدن والارياف ، ، ومبدعين من أطباء ، ومهندسين ، ونساء ، ومحامين ، والجيل الشاب الذي شارك قسم منه في الاحتجاجات السلمية ، والتظاهرات ، بداية الانتفاضة السورية وسجن بعضهم وعذبوا وخبروا الحياة السياسية ، عندما نقول إعادة البناء نقصد تجاوز العقلية الحزبية وتنظيم الطاقات الخلاقة المعطلة قسرا وإعادة تنظيم الكتلة التاريخية ،  من جديد وعمودها الفقري الشباب ، والوطنييون المستقلون ،  وببرامج جديدة ، وقيادات شابة جديدة ، وخطاب جديد .
  مناقشة قراءت خاطئة
   ( " لن ينجح مشروع – بزاف – الا بدعم دولي " ، " لن يتحقق مشروع – بزاف – الا باحتضان ورعاية اقليميين " ، "  لن يرى مشروع بزاف – النور الا بتوفير دعم مالي خارجي  " ، " لن يتقدم مشروع – بزاف – الا بمباركة اما – قنديل – أو – أربيل " )  ، وكم كنت أتمنى ولو قراءة صحيحة واحدة  مثل  : " لن ينجح مشروع – بزاف – الا باحتضان ، وقبول شعبي ، جماهيري ، نخبوي كردي سوري ، وقد صدرت تلك القراءات من فئتين : واحدة من ذوي النوايا الطيبة ، الحريصة على نجاح المشروع البزافي ، وأخرى من المترددين ، الرماديين ، الذرائعيين ، وجلهم للأسف من الوسط الثقافي أو المتعلم .
     أولا - في مسألة الدعم الدولي
  في حقبة الحرب الباردة التي انتهت بداية تسعينات القرن الماضي ، والصراع بين المعسكرين الشرقي والغربي ، كان هناك حد أدنى من " التضامن الاممي بين قوى الثورة العالمية الثلاث – دول المعسكر الاشتراكي سابقا ، والحركات العمالية والتقدمية ، والديموقراطية في الغرب ، وحركات التحرر الوطني لدى شعوب آسيا ، وافريقيا ، وامريكا اللاتينية ، ذلك التضامن النظري الذي تحقق منه القليل على أي حال ، لانجده اليوم في العلاقات الدولية بعد حلول مبدأ " توازن المصالح " مكانه ، وفي الحالة السورية وعقب الثورة أعلنت اكثر من ستين دولة وبينها دول عظمى وكبرى عن الالتزام بالصداقة مع الشعب السوري ، وضد نظامه المستبد ولكن ماذا قدمت تلك الدول للثورة ؟ هل  ناصرتها لتحقيق أهدافها ؟ الجواب قطعا لا فقد تعاملت مع السوريين من منطلق مصالحها وليس من اجل تحقيق أهدافهم ، والنتيجة الان خمسة دول محتلة ، وعشرات مناط نفوذ ، وسلطات الامر الواقع تأتمر بأوامرها ، وتخدم نفوذها الى درجة التضحية بالبشر ، والامر يسري بصورة اكثر وضوحا في الحالة الكردية السورية وتحديدا بين أمريكا ومنظومات – ب ك ك و قسد ، والمسميات الأخرى ، حيث وضع الكرد باسوأ احواله ، أما حركته ففي حالة تشرذم ، وانقسام ، وعداء المحاور .
 ثانيا -  في مسألة الرعاية الإقليمية   
  توزعت الرعاية الإقليمية السياسية ، والمعنوية ، والحماية العسكرية ،  بين كيانات المعارضة الرسمية ( المجلس ، الائتلاف ، لجنة التفاوض والمؤسسات الأخرى ) ، والفصائل المسلحة ، والكتل والمجموعات السياسية ، ونالت مجموعات حزبية كردية جزء منها ، ولكن وبعد مضي نحو عشرة أعوام ماذا حصل ؟ هل تم حل القضية السورية ؟ هل ساد السلام والوئام ؟ هل عاد المهجرون والنازحون ، وهل اعيد الاعمار ، وتحرر السجناء والمخطوفون ؟ هل زال الاستبداد ؟ وهل تم حل القضية الكردية ؟ .
  ثالثا – مسألة الدعم المالي الخارجي
  كلنا نعلم أن كيانات المعارضة السورية ( المجلس الوطني السوري والائتلاف ومؤسساتها ) تلقت منذ عشرة أعوام مليارات الدولارات ( ليس هناك سجلات ووثائق بين أيدينا لان المانح والمستلم لم يتركا أوراقا رسمية معلنة ومنشورة ، بالتسليم والاستلام ) ، كل مايعلمه السورييون أن دول الخليج كانت تتبارى في بدايات الثورة في صرف المبالغ الطائلة ليس من اجل انتصار الثورة بل  لشراء الذمم ، وتامين الولاءات ، وانعكس ذلك علنا في صراع الفصائل المسلحة ، والتيارات السياسية ، والعسكريين والمدنيين ، والإسلام السياسي ، والعلمانيين ، وكانت النتيجة المزيد من التفكك ، وتراجع الثورة ، وتقدم النظام ، وانقسام المعارضة .
   على صعيد المناطق الكردية والمختلطة ، فقد نالت منظومة – ب ك ك – ومسمياتها حصة الأسد من الأموال المنقولة وغير المنقولة والاليات العسكرية ، والهبات الامريكية ، وهي تقدر بالمليارات في غضون تسعة اعوام ، من عائدات النفط ، والغاز ، والحبوب ، والمعابر ، ونتج عن ذلك تقديم الدعم المالي لمركز – قنديل – الذي وسع بدوره مجال اعتدائاته على مواطني إقليم كردستان ، وتشديد القبضة الأمنية الحزبية المستبدة ورفض وقمع الاخر المختلف ، والتنازل عن مبدأ تقرير مصير الشعوب ، وتشويه جوهر القضية الكردية السورية ،وتحويلها من مسألة شعب الى أمور مناطقية ، وصفقات مشبوهة مع نظام الاستبداد ، اما ( المجلس الكردي ) الذي يعتاش على مساعدات الاشقاء في إقليم كردستان العراق ، ويعيش قسم من قيادته حياة البذخ والترف ، فلم يخطو خطوة واحدة نحو الامام منذ عشرة أعوام ، ومازال ينتظر بمذلة  ( حصته ) من مغانم سلطة الامر الواقع التي يعتبرها هو نفسه غير شرعية ، بل دخيلة حسب بياناته واعلامه ؟! .
  على ضوء هذه الحقائق والوقائع ، فان حراك " بزاف " لم ينشأ من اجل اتباع منهج هذه الأحزاب والمجموعات السالفة ذكرها ، وإعادة تجربتها الفاشلة ، وممارسة نفس أعمالها  ، وانتهاج طرقها وأساليبها المعتمدة على الخارج ( فكرا ، ومالا ، وشرعية مستوردة ) ، ولن يضلل حراك " بزاف " شعبه يوما بالوعود ،استقواء بالخارج ، بل بالاعتماد على شعبه والاحتماء بدفئ احتضانه ،  ولم يظهر من أجل الانخراط في نفس معادلة ( إدارة الازمة ) بل في سبيل التصدي لها وحلها ليس كاضافة رقم حزبي ، بل عبر عملية مدروسة ، متقنة ، تبدأ من البنية التحتية للحركة ، وليس بترتيبات فوقية ، شكلية ، وبمعالجة جذرية بإعادة البناء من جديد اعتمادا على تعزيز العوامل الذاتية أولا  في ( البرنامج ، والبناء التنظيمي ، واستعادة الشرعية القومية ، والوطنية ) وهي السلاح المجرب في نضال الشعوب ، هذا هو السبيل الصحيح مهما كان طويلا وشاقا  ، ويستحق التضحية وبذل الجهود من اجله .
  الدور الكردي السوري معطل ولاوزن له قوميا ، ووطنيا ، وإقليميا ، ولن يكون بالافق المنظور والمتوسط أي انجاز يذكر في تحرير المناطق وانتزاع الحقوق ، وحل قضيته كمسألة شعب  مؤجل ، مادامت أداته النضالية خارج الفعل أي أن حركته القومية الوطنية السياسية مشتتة ، منقسمة ، وحراك " بزاف " اختار الطريق الواقعي الاسلم ، والاضمن ، ولكن قد يكون الأطول ، والأكثر جهدا واعتمادا على النفس .



107
إشكالية الدعم الخارجي للحركات التغييرية " بزاف " نموذجا
                                                                             
صلاح بدرالدين

    مقدمة توضيحية :
     حراك " بزاف " مشروع فكري ، ثقافي ، سياسي ، مدني ، حواري ، ظهر بعد عام من اندلاع الثورة السورية ( ٢٠١٢ ) في الداخل ، وفي أوساط التواجد الكردي السوري في الشتات ، هدفه إعادة بناء الحركة الكردية السورية ، وتوحيدها ، وصياغة مشروعها القومي والوطني للسلام ، وإقامة هياكلها التنظيمية على أسس جديدة من الانفتاح ، واللامركزية ، وتعايش التيارات السياسية المتباينة ، واستعادة شرعيتها ، وترسيخ استقلاليتها ، وتعزيز دورها البناء ، والخلاق ، والمشارك الإيجابي على الصعيد السوري من اجل التغيير الديموقراطي وبناء سوريا الجديدة التعددية التشاركية ، وتفعيل مهامها القومية على قاعدة التضامن ، والتنسيق ، والحفاظ على الشخصية الكردية السورية المميزة ، وانتخاب هيئاتها ومؤسساتها ، وذلك  عبر المؤتمر الكردي السوري الجامع ، بعد توفير شروط ومستلزمات عقده من ثلثين من ممثلي الوطنيين المستقلين ، ومنظمات المجتمع المدني ، وثلث من أنصار الأحزاب الكردية السورية التي تتعهد الالتزام بنتائج المؤتمر .
 حراك " بزاف " لايسعى ( بعكس انطباعات البعض الخاطئة ) الى إضافة جسم حزبي جديد يضاف الى عشرات الأحزاب المعلنة ، وليس بصدد إقامة تشكيلة عددية يطلق عليها اسما حزبيا ، ويحدد له شعارا يميل الى أحد طرفي الاستقطاب الحزبي ( ب ي د أو ب د ك – س ) ليعتاش ، وينال البركة والمكافأة ، وان كان ناويا على ذلك لتم منذ اليوم الأول لقيامه قبل نحو تسعة أعوام ، حيث رفض كل الاغراءات ، والعروض المقدمة اليه لاستيعابه ،  ولو قبل على نفسه ذلك لكان قد نال الحظوة أكثر بكثير من الآخرين ، ومن ثم اصبح جزء من الاصطفافات ضمن احد طرفي الاستقطاب الراهن ، وهو العنوان السلبي  الأبرز الآن في مأسات شعبنا ، ومحنة حركتنا .   
بحسب رؤية " بزاف " فان البنية الأساسية للحركة الوطنية الكردية السورية لم تتهالك بالكامل ، اذا اعتبرنا ان تلك الحركة لاتقتصر على المؤسسة الحزبية فقط ، بل تشمل الجمهور الواسع من مستقلين ، ووطنيين ، من كل الطبقات الاجتماعية ، من عاملين في المدن والارياف ، ، ومبدعين من أطباء ، ومهندسين ، ونساء ، ومحامين ، والجيل الشاب الذي شارك قسم منه في الاحتجاجات السلمية ، والتظاهرات ، بداية الانتفاضة السورية وسجن بعضهم وعذبوا وخبروا الحياة السياسية ، عندما نقول إعادة البناء نقصد تجاوز العقلية الحزبية وتنظيم الطاقات الخلاقة المعطلة قسرا وإعادة تنظيم الكتلة التاريخية ،  من جديد وعمودها الفقري الشباب ، والوطنييون المستقلون ،  وببرامج جديدة ، وقيادات شابة جديدة ، وخطاب جديد .
  مناقشة قراءت خاطئة
   ( " لن ينجح مشروع – بزاف – الا بدعم دولي " ، " لن يتحقق مشروع – بزاف – الا باحتضان ورعاية اقليميين " ، "  لن يرى مشروع بزاف – النور الا بتوفير دعم مالي خارجي  " ، " لن يتقدم مشروع – بزاف – الا بمباركة اما – قنديل – أو – أربيل " )  ، وكم كنت أتمنى ولو قراءة صحيحة واحدة  مثل  : " لن ينجح مشروع – بزاف – الا باحتضان ، وقبول شعبي ، جماهيري ، نخبوي كردي سوري ، وقد صدرت تلك القراءات من فئتين : واحدة من ذوي النوايا الطيبة ، الحريصة على نجاح المشروع البزافي ، وأخرى من المترددين ، الرماديين ، الذرائعيين ، وجلهم للأسف من الوسط الثقافي أو المتعلم .
     أولا - في مسألة الدعم الدولي
  في حقبة الحرب الباردة التي انتهت بداية تسعينات القرن الماضي ، والصراع بين المعسكرين الشرقي والغربي ، كان هناك حد أدنى من " التضامن الاممي بين قوى الثورة العالمية الثلاث – دول المعسكر الاشتراكي سابقا ، والحركات العمالية والتقدمية ، والديموقراطية في الغرب ، وحركات التحرر الوطني لدى شعوب آسيا ، وافريقيا ، وامريكا اللاتينية ، ذلك التضامن النظري الذي تحقق منه القليل على أي حال ، لانجده اليوم في العلاقات الدولية بعد حلول مبدأ " توازن المصالح " مكانه ، وفي الحالة السورية وعقب الثورة أعلنت اكثر من ستين دولة وبينها دول عظمى وكبرى عن الالتزام بالصداقة مع الشعب السوري ، وضد نظامه المستبد ولكن ماذا قدمت تلك الدول للثورة ؟ هل  ناصرتها لتحقيق أهدافها ؟ الجواب قطعا لا فقد تعاملت مع السوريين من منطلق مصالحها وليس من اجل تحقيق أهدافهم ، والنتيجة الان خمسة دول محتلة ، وعشرات مناط نفوذ ، وسلطات الامر الواقع تأتمر بأوامرها ، وتخدم نفوذها الى درجة التضحية بالبشر ، والامر يسري بصورة اكثر وضوحا في الحالة الكردية السورية وتحديدا بين أمريكا ومنظومات – ب ك ك و قسد ، والمسميات الأخرى ، حيث وضع الكرد باسوأ احواله ، أما حركته ففي حالة تشرذم ، وانقسام ، وعداء المحاور .
 ثانيا -  في مسألة الرعاية الإقليمية   
  توزعت الرعاية الإقليمية السياسية ، والمعنوية ، والحماية العسكرية ،  بين كيانات المعارضة الرسمية ( المجلس ، الائتلاف ، لجنة التفاوض والمؤسسات الأخرى ) ، والفصائل المسلحة ، والكتل والمجموعات السياسية ، ونالت مجموعات حزبية كردية جزء منها ، ولكن وبعد مضي نحو عشرة أعوام ماذا حصل ؟ هل تم حل القضية السورية ؟ هل ساد السلام والوئام ؟ هل عاد المهجرون والنازحون ، وهل اعيد الاعمار ، وتحرر السجناء والمخطوفون ؟ هل زال الاستبداد ؟ وهل تم حل القضية الكردية ؟ .
  ثالثا – مسألة الدعم المالي الخارجي
  كلنا نعلم أن كيانات المعارضة السورية ( المجلس الوطني السوري والائتلاف ومؤسساتها ) تلقت منذ عشرة أعوام مليارات الدولارات ( ليس هناك سجلات ووثائق بين أيدينا لان المانح والمستلم لم يتركا أوراقا رسمية معلنة ومنشورة ، بالتسليم والاستلام ) ، كل مايعلمه السورييون أن دول الخليج كانت تتبارى في بدايات الثورة في صرف المبالغ الطائلة ليس من اجل انتصار الثورة بل  لشراء الذمم ، وتامين الولاءات ، وانعكس ذلك علنا في صراع الفصائل المسلحة ، والتيارات السياسية ، والعسكريين والمدنيين ، والإسلام السياسي ، والعلمانيين ، وكانت النتيجة المزيد من التفكك ، وتراجع الثورة ، وتقدم النظام ، وانقسام المعارضة .
   على صعيد المناطق الكردية والمختلطة ، فقد نالت منظومة – ب ك ك – ومسمياتها حصة الأسد من الأموال المنقولة وغير المنقولة والاليات العسكرية ، والهبات الامريكية ، وهي تقدر بالمليارات في غضون تسعة اعوام ، من عائدات النفط ، والغاز ، والحبوب ، والمعابر ، ونتج عن ذلك تقديم الدعم المالي لمركز – قنديل – الذي وسع بدوره مجال اعتدائاته على مواطني إقليم كردستان ، وتشديد القبضة الأمنية الحزبية المستبدة ورفض وقمع الاخر المختلف ، والتنازل عن مبدأ تقرير مصير الشعوب ، وتشويه جوهر القضية الكردية السورية ،وتحويلها من مسألة شعب الى أمور مناطقية ، وصفقات مشبوهة مع نظام الاستبداد ، اما ( المجلس الكردي ) الذي يعتاش على مساعدات الاشقاء في إقليم كردستان العراق ، ويعيش قسم من قيادته حياة البذخ والترف ، فلم يخطو خطوة واحدة نحو الامام منذ عشرة أعوام ، ومازال ينتظر بمذلة  ( حصته ) من مغانم سلطة الامر الواقع التي يعتبرها هو نفسه غير شرعية ، بل دخيلة حسب بياناته واعلامه ؟! .
  على ضوء هذه الحقائق والوقائع ، فان حراك " بزاف " لم ينشأ من اجل اتباع منهج هذه الأحزاب والمجموعات السالفة ذكرها ، وإعادة تجربتها الفاشلة ، وممارسة نفس أعمالها  ، وانتهاج طرقها وأساليبها المعتمدة على الخارج ( فكرا ، ومالا ، وشرعية مستوردة ) ، ولن يضلل حراك " بزاف " شعبه يوما بالوعود ،استقواء بالخارج ، بل بالاعتماد على شعبه والاحتماء بدفئ احتضانه ،  ولم يظهر من أجل الانخراط في نفس معادلة ( إدارة الازمة ) بل في سبيل التصدي لها وحلها ليس كاضافة رقم حزبي ، بل عبر عملية مدروسة ، متقنة ، تبدأ من البنية التحتية للحركة ، وليس بترتيبات فوقية ، شكلية ، وبمعالجة جذرية بإعادة البناء من جديد اعتمادا على تعزيز العوامل الذاتية أولا  في ( البرنامج ، والبناء التنظيمي ، واستعادة الشرعية القومية ، والوطنية ) وهي السلاح المجرب في نضال الشعوب ، هذا هو السبيل الصحيح مهما كان طويلا وشاقا  ، ويستحق التضحية وبذل الجهود من اجله .
  الدور الكردي السوري معطل ولاوزن له قوميا ، ووطنيا ، وإقليميا ، ولن يكون بالافق المنظور والمتوسط أي انجاز يذكر في تحرير المناطق وانتزاع الحقوق ، وحل قضيته كمسألة شعب  مؤجل ، مادامت أداته النضالية خارج الفعل أي أن حركته القومية الوطنية السياسية مشتتة ، منقسمة ، وحراك " بزاف " اختار الطريق الواقعي الاسلم ، والاضمن ، ولكن قد يكون الأطول ، والأكثر جهدا واعتمادا على النفس .



108
" سلطات الامر الواقع " صناعة " أسدية "

صلاح بدرالدين
 
   
   
  هل كان دفع الأمور نحو إقامة " جزر " سلطوية هنا وهناك متمردة على الثورة أو معادية لها ، أو بين بين ، او متقمصة زورا لاهداف الثورة ، أحد أسلحة النظام لمواجهة الثورة السورية عبر الاحتواء ، والاجهاض ، والتشويه ؟
  ولماذا اقتصر امتداد " سلطات الامر الواقع "على الأراضي المحررة ، أو المناطق الصديقة للثورة والمعارضة ؟
  وهل أدت تلك – السلطات – التي تسترت بلبوس الدين ، والقومية ، والمناطقية ، وظيفتها المنوطة بها ؟
وهل آن الأوان لعودة البقية الباقية منها ،  الى حضن النظام  ، وتبديل  وظائفها ؟
  أسئلة مازالت دون إجابات حاسمة ، ولابد من محاولة التصدي لها ، والبحث عن سبل لتسليط الضوء بكل شفافية ، وموضوعية .


   سلطات الامر الواقع : منشؤها ، وظيفتها ، مآلها

 بداية لابد من التنويه بان العديد من مثقفي ، ومناضلي معارضة نظام الاستبداد ، ومنذ الأيام الأولى للانتفاضة الوطنية السلمية في سوريا ، قد حذروا من خطورة سيطرة الإسلام السياسي ، وإظهار الحراك الثوري تحت شعارات دينية وطائفية ، ليس لان ذلك يخالف واقع حجم الإسلاميين في الاصطفاف الوطني فحسب ، بل انه استفزاز لمشاعر الوطنيين السوريين في بلد متعدد الاقوام ، والديانات ، والمذاهب ، ومناقض لاهداف الثورة على النظام من اجل التغيير الديموقراطي ، والخلاص من منظومة اللون الواحد ، وإزالة الاضطهاد عن كاهل كل المكونات السورية القومية منها خصوصا ، واطلاق الحريات العامة ، وصولا الى سوريا جديدة تعددية ، تشاركية ، بدستور حضاري ، علماني ، حداثي ، يثبت مبدأ : الدين لله ، والوطن للجميع .

  لقد قدم الإسلام السياسي عندما واصل عن سابق إصرار بزعامة – الاخوان المسلمين – السيطرة على المقدرات ، والتسلل الى كل مواقع القرار في الثورة ، والمعارضة ، خصوصا في مرحلة إقامة ( المجلس الوطني السوري ) السيئ الصيت ، وبالرغم من كل التحذيرات ، هدية كبرى الى نظام الأسد ، لم يكن ليحلم به ، عندما بدأ بالتحرك على المستوى الخارجي ( عربيا – ودوليا ) ليقدم نفسه حاميا للدولة السورية الوطنية ! من مخاطر دعوات الاسلمة ، وموجة الإرهاب الاسلاموي التي تهب على دول المنطقة .

  لم يكتفي النظام بذلك بل مضى قدما في رسم استراتيجية جديدة بدعم من خبراء الامن ، والثورة المضادة ، من حلفائه الروس ، والإيرانيين ، والميليشيات الشيعية ، خصوصا اللبنانية ، والعراقية ، تقضي بغمر المناطق الملتهبة بسيل من الموجات الإسلامية المتطرفة من جهة ، واثارة الحروب والمواجهات البينية ، المحلية في تلك المناطق وفي عقر دار الثوار ، عبر وكلاء محليين ( حروب داخلية بين الفصائل المسلحة ) وفي الساحة الكردية إعادة تطبيق مخطط ( تكريد الصراع ) .

  وقد كان من مهام خلية الازمة التي تعرضت للانفجار ( تموز ٢٠١٢ ) بعد انجاز مهامها ، ( وقد توجهت أصابع الاتهام الى رأس النظام ومحيطه الأقرب بغية إزالة أي اثر لمنفذي الاستراتيجية تلك ) العمل على عدة مستويات ، منها اطلاق سراح عدد من السجناء الإسلاميين ، مثل : زهران علوش ، والجولاني وآخرين ،شرط ان يقوموا بتشكيل فصائل مسلحة ، وبشعارات متطرفة تزاود على شعارات الاخوان المسلمين ، والمناضلون الوطنييون السورييون اللذين قارعوا النظام لعقود خلت ، وتعرضوا للاعتقال ، والتعذيب على علم ودراية باساليب ومخططات أجهزة الامن السورية بهذا المجال ، كما ان بعض الأحزاب السورية وبينها حزب كردي معروف ( الاتحاد الشعبي الكردي ) تعرض للانشقاق بشكل مدروس ، وباشراف ضباط من المخابرات ، وقام المنشقون برفع شعارات مزاودة على القيادات الشرعية ، بما في ذلك التهجم على النظام بشدة ، ورفع وتيرة المطالب الكردية ولكن كل ذلك باشراف ، وضبط إيقاع ، من جانب الأجهزة الأمنية المعنية .

  وهكذا وبعد عدة أعوام من نشوب الثورة السورية ظهرت سلطات أمر واقع محلية عسكرية شبه مستقلة ، في مناطق محررة ، او محسوبة على الثورة ، أو صديقة لها ، ومن بينها : منطقة نفوذ أو سلطة – جيش الإسلام –  في ريف دمشق بزعامة زهران علوش ، وامارة الجولاني " القاعدية " أو " جبهة النصرة " في ادلب ، وريفها ، ودولة الخلافة الاسلامية لابي بكر البغدادي في شرق سوريا ، والذي اطلق سراحه أيضا من سجنه ببغداد من جانب الحكومة الموالية لإيران ، مع مناطق نفوذ فصائلية اسلاموية في مناطق أخرى ، ومايشبه ذلك ولكن بطرق  مختلفة في جنوب البلاد ( منطقة حوران ) ، هذا الى جانب مايطلق عليها بالمناطق المحررة بقيادة فصائل مايسمى بالجيش الوطني التابعة اسميا الى – الائتلاف – والتي تحصل فيها ممارسات إجرامية خارج القيم الإنسانية يستفيد منها نظام الاستبداد في ماكينته الإعلامية .

  لاشك ان " سلطة الامر الواقع " التي تدار باسم الإدارة الذاتية ، وقسد ، في بعض المناطق الكردية ، والتي ( ومن المفارقات البليغة ) قامت بالبداية بعد اتفاق – صفقة مثل النظام صهر الأسد ورئيس جهاز المخابرات العسكرية اللواء - آصف شوكت - ومنظومة ب ك ك - مراد قرايلان - ، بوساطة كل من الرئيس العراقي الأسبق جلال الطالباني وقائد فيلق القدس قاسم سليماني ، ثم توسعت بدعم امريكي عسكري ، ومادي ، واعلامي  لتغطي معظم مناطق محافظات الحسكة ، ودير الزور ، والرقة وهي من اكبر تلك السلطات الامر واقعية ، وأكثرها نفوذا وامكانيات ، تشمل آبار النفط ، ومحطات الغاز ، ومصادر المياه .

  كل هذه " السلطات " كانت معاركها الأساسية عمليا وعلى ارض الواقع ليست ضد النظام بقدر ماكانت في مواجهة الثورة ، وخلق العراقيل امام تمددها الشعبي ، وحتى عندما كانت تحاول بعضها ولو في سبيل – التكتيك – ان تظهر وانها تدافع عن الثورة الا ان النتائج كانت حصرا لمصلحة النظام وبالضد من مصالح الثورة والمعارضة ، كما انها هي من نسقت مع النظام ، ونفذت باسم سماسرة وامراء الحرب مصالحات ، وصفقات " خفض التصعيد " في اكثر من منطقة ومحافظة ، وتنفيذ عمليات الانتقال عبر " الباصات الخضراء " ، وارسال النفط والمواد التموينية ، الى مناطق النظام لكسر الحصار عليه ، واختراق قانون – قيصر – ( كمافعلت الإدارة الذاتية لسلطة ب ي د ) وبالاخير الاستعداد للانخراط في قوات جيش وامن وشرطة نظام الاستبداد ، تحت ستار مزيف باسم الحوار ، والمطالبات بالاعتراف الشكلي ، أي بمعنى التغطية على انحرافاتها ، وجرائمها بحق الشعب ، والوطن ، والقضية .
  استثمر نظام الأسد سلطة - ب ي د – في عدة مجالات ، واناط بها وظائف عدة لخدمة مشروعه ، فاذا كانت للسلطات الأخرى ذات الطابع الديني وظائف واضحة ، فان دوائر النظام استخدمت هذه السلطة لعدة أغراض ، فبالاضافة الى حروبها العسكرية الميدانية ضد الثورة والمعارضة ، استخدمتها أيضا في تقويض وحدة الصف الوطني الكردي السوري ، وكذلك لأغراض عنصرية في اثارة الفرقة والانقسام بين الكرد ، والعرب ، والكرد والتركمان في اكثر من مناسبة ومنطقة ، وكل ذلك خلق إشكاليات في العمل الوطني ، وعراقيل امام وحدة المعارضين السوريين خصوصا بين الكرد والعرب ، والثورة هي من دفعت ثمن ذلك ، كما لوحت بها كجماعة انفصالية تهدد الامن القومي العربي ، حتى تظهر نظام الأسد كحامي عروبة سوريا !! .

  هذه الحقيقة تدحض بشكل قاطع كل اتهامات النظام اللفظية ، ومن يدور في فلكه تلك السلطات الامر واقعية أو بعضها ، بالانفصالية ، أو التبعية لجهات خارجية ، لان النظام وبكل بساطة عبر أجهزته الأمنية العميقة ، وخبرات حلفائه اللامحدودة ، هو صانع تلك السلطات ، وداعمها ، باعتبارها في خط دفاعه الأول ، وفي الصفوف الأولى لمواجهة أية معارضة جادة ، وحتى ان وجدت جهة خارجية ما تتعامل مع احدى تلك السلطات ، فانها تدفعها بالوقت ذاته نحو حضن النظام سرا وعلنا .

  ان الجماعات ، والمنظمات السياسية ، والعسكرية التي تدعي معارضة النظام ، وحمل المبادئ الوطنية والقومية ، تسقط عنها هذه  الصفات عندما تحاول التقرب من هذه " السلطات الامر واقعية " التي جئنا على ذكرها أعلاه ، بغية المشاركة معها في سلطاتها ، واداراتها ، ومصادرها المالية ، ومؤسساتها ، على أساس المحاصصات ، بل تصبح شريكة في تحمل مسؤوليات مااقترفه القائمون على تلك السلطات من أعمال ، وممارسات .
 




109
تعقيبا على " هاشتاك " مظلوم عبدي
 من يعترف بمن ؟
                                                               
صلاح بدرالدين

 
    دعا السيد ( مظلوم عبدي ) قائد  " قوات سوريا الديمقراطية " الى الاعتراف " بالإدارة الذاتية بشمال شرق سوريا " من دون الإفصاح عن أسماء الجهة أو الجهات المدعوة الى الاعتراف ، وذلك من خلال نشر – هاشتاك – في مواقع التواصل الاجتماعي ، بالتزامن مع نفير اعلامي عام من جانب جميع وسائل الاعلام المرئية والمسموعة التابعة لمختلف مسميات  منظومات – ب ك ك – بالداخل والخارج .
  لاشك ان توقيت هذه الحملة الإعلامية ، يتزامن مع جملة من العوامل والمؤشرات ومنها :
  ١ -  الخطوات الامريكية المتلاحقة للانسحاب العسكري من الشرق الأوسط ، بدء من أفغانستان بعد عشرين عاما من تواجدها العسكري الحاشد هناك ، ومرورا بالعراق الذي شهد احتلالا عسكريا أمريكيا عام ٢٠٠٣ ، وانسحابا شبه كامل عام ٢٠١١ مع تواجد نوعي لمواجهة داعش فيما بعد في سياق التحالف الدولي ، ثم قرار البرلمان العراقي بالانسحاب الكامل مجددا  ، وانتهاء بسوريا حيث تعتبر القوة العسكرية الداعمة – لقسد – منذ أعوام الحرب على داعش وحتى الان ، ونيتها – التي لم تتضح بعد - بالانسحاب المتدرج بحسب العديد من المصادر العليمة .
  ٢ – التفاهمات الامريكية الروسية حول سوريا التي بدأت منذ  لقاء القمة السويسري بين الرئيسين ( بايدن وبوتين ) ، والتي اعتبرها المراقبون نوعا من المهادنة للدبلوماسية الامريكية لمصلحة تعزيز النفوذ الروسي في سوريا ، وتحديدا في موضوع مباركة واشنطن لعودة ( الإدارة الذاتية وقسد ووو الى أحضان نظام دمشق )  ، مقابل تنازلات روسية لمصلحة الامريكان في مواقع أخرى من العالم .
  ٣ – الدعوة الصريحة من جانب وزير الخارجية الروسي – لافروف – لاحياء ، وتنشيط  التفاهمات السابقة بين هذه الجماعات وبين النظام ، واتخاذ خطوات جديدة برعاية الطرف الروسي ، مع استشهاده ( االاشكالي – غير الواقعي ) بتجربة كردستان العراق في مجال العودة مجددا الى بغداد ، بعد عملية استفتاء تقرير المصير عام ٢٠١٧ .
  ٤ – بوادر عودة الدفئ الى العلاقات الامريكية – التركية من مدخل استعداد انقرة كعضو بحلف الناتو لتلبية مطلب واشنطن في ضمان امن وسلامة مطار كابول بعد الانسحاب الأمريكي ، مقابل ثمن بطبيعة الحال وهو يتعلق بمستقبل ( قسد والإدارة الذاتية ) .
 ماهدف الدعوة للاعتراف بالإدارة الذاتية ؟
  بناء على العوامل والمؤشرات المعروضة أعلاه والتطورات السياسية المتسارعة على الاصعدة السورية والإقليمية والدولية بمايتعلق بالملف السوري ،  فان الهدف من وراء هذه الدعوة الإعلامية ، المكثفة ، والعاجلة ، كما أرى هو نيل الاعتراف والمباركة من الأطراف المعنية ،للتحدث ليس  باسم الكرد السوريين فحسب بل كممثل شرعي وحيد أيضا عن كرد وعرب ومسيحيي – شمال شرق سوريا – او أهالي محافظات الحسكة ، ودير الزور ، والرقة  في الحوار الحاسم المرتقب مع نظام دمشق ، الذي وضع الروس جدول اعماله ، وكذلك نتائجه مسبقا ، مع تسريبات عن ضم القوات العسكرية والأمنية ودمجها بقوى النظام ،وتعامل دمشق قانونيا واداريا مع المنطقة المعنية على أساس الإدارة المحلية حسب المحافظات وكما هو وارد في دستور النظام البعثي منذ تسلطه على الحكم ،  اما مايرمي اليه السيد ( مظلوم ) بالاعتراف بمنظومته هو محاولة للسباق مع الزمن من اجل تعزيز أوراقه التفاوضية المفترضة ، لتنصيب منظومته ومن يمثلها مرجعية سياسية وإدارية وسلطوية وحيدة  ، او بمثابة الحاكم الفعلي لمناطق ( شمال شرق سوريا ) .
  والتساؤلات التي تطرح نفسها بهذا المجال هي : ماذا يعتبر السيد " مظلوم " منظومته التي يقودها ؟ هل هي حزب ب ي د ؟ أم الإدارة الذاتية كسلطة امر واقع ؟ ام قوات عسكرية تابعة لمركز ب ك ك العسكري والحزبي بقنديل ؟ هل يمثل سلطة ، أم حركة تحررية ،  ام حزب آيديولوجي ؟ واستطرادا هل يعبر عن موقف الحركة القومية الكردية السورية التاريخية التي بدأت من حركة خويبون في عشرينات القرن الماضي ، مرورا بقيام الحزب الأول عام ١٩٥٧ ، وتحولات كونفرانس الخامس من آب العميقة عام ١٩٦٥ ، وانتهاء بحالة التشرذم الراهنة ، وبروز قطبي الاستقطاب الحزبي ( تف دم و الانكسي ) ؟ أم ينطلق من مفاهيم ترسخت منذ  أيام لجوء (السيد اوجلان الى عائلة الأسد بداية الثمانينات ، وتقديم خدماته للنظام السوري حتى هذه اللحظة ؟ .
  أغلب الظن أن السيد مظلوم لاينتظر الاعتراف من دول العالم لانه لايمثل حتى شبه دولة ، والدول المستقلة تعترف ببعضها ولاتعترف بمنظمات وجماعات عسكرية بل تستخدمها مقابل الدعم المالي والعسكري ،  خاصة اذا كانت في شبهة ممارسة اعمال العنف ، والموالاة للحزب الام المتهم بالإرهاب من جانب المجتمع الدولي ، ثم ان الدول المعنية بالملف السوري مثل روسيا ، وامريكا ، وايران ، وتركيا ، وإسرائيل ، لاتعترف حتى الان بكيانات موازية للدولة السورية وتتعامل مع ميليشيات مسلحة او تنظيمات سياسية ، ، بل تهدف على المدى البعيد لاعادة كل الاراضي ، وسلطات الامر الواقع الى أحضان النظام الحاكم وهذا امر لم يعد سرا .
  مستلزمات التمثيل الشرعي للحركة الكردية السورية
  منذ بداية الثورة السورية بل قبلها باعوام فقدت الأحزاب الكردية التقليدية شروط تمثيل الشعب الكردي وحركته الوطنية ، لاسباب عديدة من ابرزها ، الانحراف السياسي عن الخط النضالي للحركة ، وفقدان الديموقراطية داخل صفوفها بتعطيل بنود النظام الداخلي المتعلقة بالانتخابات وعقد المؤتمرات ، وتحول قياداتها نحو الشللية ، والولاءات العائلية والمناطقية ، ثم الارتهان للمال السياسي ، وفقدان القرار المستقل ، وخدمة الاجندات الخارجية ، واضاعة البوصلة في تحديد وصياغة وتبني المشروع القومي والوطني لكرد سوريا ، هذه بايجاز كانت الحالة العامة للأحزاب .
  ولاشك أن هذا المشهد المأساوي الذي خلق فراغا واسعا على الصعيد القومي قد أتاح المجال اكثر لسيطرة الوافد الجديد ( منظومة ب ك ك بمسيماتها القديمة والحديثة ) منذ بداية الثورة السورية ولكن بقوة السلاح ، ودعم مباشر من نظام الأسد ، وحسب اتفاق مختلف عن مرحلة وصول السيد اوجلان الى دار الأسد ، على قاعدة سياسية ثنائية وتعاون وثيق في : مواجهة الثورة السورية ، والتصدي لتركيا ، وقد ظهر ان البند الأول من القاعدة قد نفذ بحذافيره اما الثاني فلم يظهر له اثر يذكر حتى الان .
  عندما يطمح السيد مظلوم في تأمين الاعتراف الكردي السوري به وبمنظومته كممثل شرعي وحيد عليه انجاز العديد من الخطوات ، وتوفير الكثير من الشروط والأسباب من بينها المزيد من الوضوح ، والشفافية ، والالتزام بالمبادئ ، والاعتراف بالاخطاء والخطايا ، وعليه ان يعلم علم اليقين بان اعتراف أحزاب ( المجلس الكردي - الانكسي ) بمنظومته ، واعتباره راعيا للاتفاق الكردي الكردي ، أو شريكا في المحاصصة ، مجرد كلام بدون أي محتوى ، لن يقدم ، ولن يؤخر ، لان فاقد الشرعية لايمكنه منحها لاحد .
  نعم عليه مراجعة نقدية شاملة لكل سلوكيات منظومته السلبية والمدمرة منذ ٢٠١١ وحتى الان ، تجاه الكرد السوريين ، وحركتهم ، وتجاه السوريين عموما ، والتفاصيل تشمل الصفقات مع نظام الاستبداد الاسدي ، والتجاوزات على الصعيد الوطني ، والاستيلاء على المال العام من عائدات النفط والغاز والجمارك ، دون رقيب او حسيب ،  وجرائم الاختطاف ، والتصفيات ، وافراغ المناطق الكردية من سكانها ، وملاحقة المناضلين المختلفين فكريا وسياسيا ،  وكلها موثقة .
 عليه الالتزام بمصالح الكرد السوريين ان كان يريد لمنظومته ان تمثل الكرد ، وان يعلن عن انفصاله الفكري ، والتنظيمي ، والسياسي ، والولائي ، عن مركز قنديل الابوجي ، وإدانة موقف العداء المتواصل من جانب ب ك ك ضد إقليم كردستان العراق عموما ، والاشقاء في رئاسة الإقليم وحكومته وبرلمانه المنتخب من شعب كردستان العراق ، وعليه الاعتراف بالتعددية الفكرية والسياسية في أوساط الكرد السوريين ، وان الحياة السياسية واللحظات النضالية لكرد سوريا لم تبدأ من منظومته ولن تنتهي عندها ،  وقبول الاخر المختلف قولا وعملا ، وعليه الاعتراف بان الأحزاب بما فيها منظومته لاتمثل كل الحركة الكردية ، وان هناك مايقارب الثمانون بالمائة من الوطنيين الكرد السوريين ليسوا مع الأحزاب ، وان يلتزم بمبدأ إعادة بناء الحركة الكردية السورية من خلال المؤتمر الكردي السوري الجامع كخيار امثل  من ثلثين من الوطنيين المستقلين وثلث من مجموع أحزاب طرفي الاستقطاب ، لاستعادة شرعيتها وتوحيدها لتواجه التحديات ، واعتبار المؤتمر المنشود المكان الأنسب لطلب الاعتراف او طرح أي مقترح .وهكذا ان من يريد الاعتراف به ( حزبا او منظومة ، او فردا ...)  ممثلا شرعيا عليه الحصول على ثقة غالبية الشعب عبر الوسائل الديموقراطية المدنية الحرة ، وليس تحت ظلال السلاح .

 
   

110
الامازيغ في صراع نظامي المغرب والجزائر
                                                                         
صلاح بدرالدين

   الكثير من أنظمة المشرق ، والشرق الأوسط عموما ، تعجز او لاترغب بحكم طبيعتها الدكتاتورية والشوفينية ، في إيجاد الحلول لقضايا القوميات المضطهدة المحرومة ، حتى تستخدمها ذريعة لاثارة الفتنة على أسس عنصرية ، ومن ثم الإبقاء على الاحكام العرفية ، على حساب الحريات العامة ، والتطور الديموقراطي ، وتثبيت حكم العسكر والمخابرات ، تحت حجة الدفاع عن الامن القومي المهدد ، والحفاظ على وحدة البلاد من الانفصاليين !! وكما يبدو فان الظاهرة لاتقتصر على بلدان المشرق فحسب بل ، تفعل فعلها في بلدان الشمال الافريقي أيضا .
  وعندما تصل أصوات تلك الشعوب المطالبة بالتضامن معها الى مسامع المجتمع الدولي ، والقوى الديموقراطية ، ومنظمات حقوق الانسان ، وعندما تستجيب اطراف دولية ، وتبدي العطف تجاه محنة تلك الشعوب ماتلبث السلطات الحاكمة الدكتاتورية الظالمة ان تتهم حركات تلك الشعوب بالخيانة ، والانفصالية ، وتوجه أصابع الاتهام الى أي طرف متعاطف بالتدخل في الشؤون الداخلية ، وخرق القانون الدولي ، والأعراف الدبلوماسية .
لم يكن النظامان الحاكمان في البلدين بحاجة الى سبب جديد لتسعير خلافاتهما المتأصلة بالأساس منذ عقود ، حتى تضاف مادة جديدة للقضايا الخلافية المتراكمة بين البلدين ، عندما قام مندوب المغرب لدى الأمم المتحدة بتوزيع وثيقة رسمية باسم دولته معززة بالقرائن تعلم فيها جميع الدول الأعضاء بالمنظمة الدولية عن معاناة الشعب القبائلي " الامازيغي " بالجزائر من الاضطهاد ، والحرمان من الحقوق ، داعية الى نصرة هذا الشعب لانتزاع حقه في تقرير المصير ، وقد حظيت الخطوة الدبلوماسية هذه بالاهتمام الكبير ، ومازالت تتفاعل بين أوساط المهتمين بقضايا الشعوب ، ومسائل حقوق الانسان ، ولذلك كان وقعها شديدا ، ومفاجئا ، بل صادما ، للنظام الجزائري ، والرئيس المنتخب حديثا ، وحكومته الجديدة . 
  الامازيغ في شمال افريقيا
  يعتبر الامازيغ من أقدم شعوب المنطقة ، ومن سكانها الأصليين قبل الفتوحات الإسلامية ، وتوزعوا بين الدول التي استقلت  مثل المغرب ، الجزائر ، ليبيا ، تونس ، مصر ، وحرموا بذلك من تقرير مصيرهم ، وانشاء دولتهم المستقلة الخاصة بهم ، بل قاموا بالدور البارز في معارك التحرر الوطني ، والاستقلال ، في جميع تلك الدول ، وبرز من بينهم شخصيات شهيرة في الفروسية والشجاعة ، والعلوم ، لعبت أدوارا في المراحل التاريخية الساحقة ،  وقد تعرضت حقائق تاريخ هذا الشعب الى التزييف ، والتعتيم  من جانب أوساط حاكمة شوفينية بتلك البلدان بعد مرحلة الاستقلال .
  لقد شاركت شخصيا في مناسبات حول الامازيغ وكان من ابرزها المؤتمر الذي دعت اليه المؤسسة الامازيغية الثقافية المعروفة بالمغرب " مركز الذاكرة المشتركة من اجل الديموقراطية والسلم " الذي يديرها المفكر الامازيغي المغربي الصديق – عبد السلام بو طيب - وكنت مكلفا بتقديم ورقة حول القضية الكردية ، ومقارنتها بالقضية الامازيغية ، وتعرفت هناك على مؤرخين ، وعلماء ، ودعاة حقوق الانسان ، واكاديميين أمازيغ ، وبمشاركة مثقفين وناشطين سياسيين من معظم البلدان العربية ، وكذلك من تركيا ، وتكلم بالمؤتمر مندوبا عن الملك المغربي .
   معظم ان لم يكن كل الأوراق والمداخلات ، التي قدمت من جانب المؤرخين ، والاكاديميين الامازيغ أجمعت على أن نسبة هذا الشعب بكل تفرعاته تربو على ٦٠٪ في المغرب و اكثر من ٥٠٪ بالجزائر ، ونسب اقل في ليبيا ، وتونس ، ومصر ، وقد لاحظت وجود تيارين سياسيين بمنتهى العقلانية في الوسط الثقافي الامازيغي المشارك يتفقان على العموميات ، ويختلفان حول الاجتهادات السياسية . واحد يرى بالحقوق المعترفة بها رسميا تلبية لارادة الغالبية ، وآخر يرى تلك المكتسبات هامة جدا ولكنها غير كافية الا بالارتقاء الى تحقيق إرادة الامازيغ عبر الاستفتاء ليقرر مصيره بحرية .
   أحوال الامازيغ في بلدان الشمال الافريقي
   كان المغرب سباقا في الاعتراف الدستوري ، والقانوني ، بالامازيغ كمكون قومي ، وبثقافته ، وادراج لغته كلغة رسمية ، ولهم الان مدارس بلغتهم الام ، ومديريات بكافة انحاء البلاد تشرف على تطوير ثقافتهم ، وهناك صحف يومية ، ومجلات ، تصدر بلغتهم القومية ، وقد لاحظت خلال انتقالي بالسيارة من مطار الدار البيضاء ، الى مكان المؤتمر بالشمال الذي يبعد نحو ماءة وخمسين كيلومتر ، وجود يافطات واشارات مرور باللغتين العربية والامازيغية ، على طول الطريق السريع .
  في الجزائر يختلف الوضع كليا ، وهناك موقف صارم من – العروبيين المتشددين - ضد حقوق الامازيغ من السلطات الحاكمة ( الجيش و المخابرات والحكومات التي تتعين وأصحاب المصالح ) الى درجة ان الجيش منع رفع العلم الامازيغي الى جانب الجزائري خلال المسيرات الاحتجاجية ضد نظام بوتفليقة والتي شارك فيها الامازيغ بقوة ، بل ان المخابرات أقدمت على اعتقال العشرات من النشطاء الشباب الامازيغ وزجت بهم بالسجون بتهمتين : القيام بتظاهر غير قانوني ، ورفع علم اجنبي !! ممنوع ، ومازال هناك معتقلون لم يطلق سراحهم .
  الجناح العروبي المتشدد بالجزائر والذي يشبه بتركيبته الأيديولوجية حزب البعث بسوريا والعراق ، نشط ونما في ظل رئاسة – هواري بو مدين – الذي لم يتورع بالتدخل بشؤون العراق ، والتآمر على شعب كردستان ، عبر توسطه بين صدام حسين وشاه ايران عام ١٩٧٥ ، وابرام اتفاقية الجزائر السيئة الصيت التي أودت بالثورة الكردية ، وبالسيادة العراقية على جزء من شط العرب لمصلحة ايران ، وكان الأهم للعقلية الشوفينية الحاقدة التخلص من الكرد .
  مايقال ويتردد عن دعم الجزائر لحق تقرير مصير شعب – الصحراء الغربية بقيادة منظمة البوليساريو ، ليس دقيقا فالصحراوييون بالساقية الحمراء ووادي الذهب هم مغاربة وغالبيتهم الساحقة من العرب ، وليسوا شعبا آخر متميزا تاريخيا وثقافيا ، مثل الامازيغ ، والسلطات الجزائرية تلعب بتلك الورقة وتستخدمها لمآربها الخاصة ، ومن اجل غض النظر عن ازماتها ، ومشاكلها الداخلية كسلطة دكتاتورية ، يقودها الجيش والجنرالات من وراء الستار ، وبالمناسبة علاقات السلطات الجزائرية قائمة ومتطورة مع نظام الاستبداد ببلادنا ، بل ان تلك السلطات تضايق على كل سوري مقيم بالجزائ يعادي نظام الأسد .
 


111
خيارات الكرد السوريين بعد مؤتمر روما
                                                                 
صلاح بدرالدين

   للمرة الأولى في عهد الإدارة الامريكية الجديدة ، اشرف وزير خارجيتها على مؤتمر من ( ١٥ ) وزير خارجية يجمع ممثلي السبع الكبار ، والمجموعة المصغرة حول سوريا ، والاتحاد الأوروبي ، والجامعة العربية ، وممثل الأمين العام للأمم المتحدة .
كان امام مؤتمر روما ( ٢٨ – ٦ – ٢٠٢١ ) العديد من الملفات الشائكة في القضية السورية ولم تكن النتائج بقدر التوقعات بحسب المراقبين ، وكما تبين لاحقا لم يكن موضوع الكرد السوريين مدونا في جدول اعمال المؤتمر ، ولكنه اشير اليه بشكل عابر من جانب الوفد الأمريكي خلال المحادثات الثنائية مع وفود دول السبع الكبار في مجال دعم اتفاق الكرد السوريين ، وتوجههم للتفاهم مع النظام بدمشق ، وهذا مايتفق عليه جميع الأطراف المعنية بالملف السوري من أوروبية وإقليمية وعربية ، ومن بينها واضافة الى المشاركين في المؤتمر روسيا ، وايران أيضا ،وكما اعتقد لن يعترض عليه إقليم كردستان العراق ، وقيادة ب ك ك في قنديل .
   نعم الجميع يرغبون في الابتعاد عن هذا الملف والتبرؤ منه بعد ان استثمروه ، واستغلوه بمافيه الكفاية ، ثم اصبح وبالا عليهم ، لسان حال الجميع هو : ياكرد سوريا ( حلوا عن كاهلنا ) وتحملوا مسؤوليتكم بانفسكم ، فبعد ان ضاعفنا عشرات المرات تعقيدات قضيتكم وفرقنا صفوفكم ، وقسمنا حركتكم ، وفرضنا عليكم أحزابا ومجموعات فاسدة ،ودموية ، واسترخصنا دماء شبابكم ، وافسدنا نضالكم بشراء الذمم بالمال السياسي ، وصرفنا الكثير من الأموال والجهود الإعلامية الدعائية ، لتشويه سمعة قادتكم المناضلين من ذوي النفوس العزيزة ، والمؤمنون باستقلالية قراركم ، والحفاظ على جوهر الشخصية الكردية السورية ، لم يعد بوسعنا حتى التفكير بما اقترفناه من خطايا بحقكم ، وان موضوعكم وبسبب استهتارنا قد خرج من أيدينا أيضا ، ولم يعد بإمكاننا تجميع ماتسببنا في تجزيئه ، وبعثرته .
   نعم وكان لسان حال هؤلاء المعنيين بالملف الكردي السوري يتابع القول : كل منا اخذ حصته من الدم الكردي السوري ، ومن جهود وخدمات أحزابه المعروضة للعرض والطلب ، ومجموعاته بكل مقاساتها ، واسعارها في بازار المال السياسي ، كلنا شاركنا في ذبح الحركة الوطنية الكردية السورية ، وتزييف تاريخها ، والاستهتار بمناضليها ، وبعد عشرة أعوام لن نخجل بالقول : هذه القضية لم تعد تهمنا ، ونحن في حل عن أي التزام أخلاقي وسياسي تجاه القضية واصحابها الكرد السورييون ، لأننا ببساطة نحترم سيادة سوريا ، ووحدة ترابها ، ونظامها المعترف به دوليا والشرعي امام الأمم المتحدة .
  هذا هو المشهد الكردي السوري الحقيقي بكل سوداويته وشؤمه ، في نظر العالم المحيط ، والمعني محليا وإقليميا ، ودوليا ، ولكن ماذا بشأن الكرد السوريين انفسهم ؟ .
  ليس سرا ، فمنذ بدايات الثورة السورية – المغدورة – كان واضحا ان مايجمع الأحزاب الكردية التقليدية زائدا الوافد الجديد ( جماعات ب ك ك ومسيماتها ) هو التوجه الى دمشق ، والتفاهم مع النظام باية صيغة كانت ، بل ان مسألة الموقف من نظام الاستبداد ، والحركة الديموقراطية السورية المعارضة ، وسبل حل القضية الكردية السورية ، كانت قضية الخلاف الأولى بين صفوف الحركة منذ قيام الحزب الأول ،ومرورا ببداية الاعتقالات وانتهاء بل وتحديدا منذ كونفرانس الخامس من آب ١٩٦٥ .
   وبكل سهولة ستجد جماعات – سلطة الامر الواقع وقسد – الطريق سالكا نحو دمشق بمفردها أو بمرافقة – الانكسي – وفي كلتا الحالتين لن يتحقق الاجماع القومي والوطني الكردي السوري ، ولن يتم حصول أي حل ديموقراطي عادل للقضية الكردية السورية في ظل الأوضاع الراهنة ، والاحتلالات المتعددة الجنسيات ، وبمعزل عن إرادة السوريين ، والحل الشامل للقضية السورية حسب اهداف الثورة والمعارضة الديموقراطية ، وكذلك في وضع تعاني الحركة الكردية نفسها الانقسامات ، وتعدد الولاءات ، وحمل اجندة الخارج .
  ماهو الحل ؟
   من المسلمات التي لايمكن التوقف عندها ان القضية الكردية لاتحل الا بالداخل السوري ، وهي شأن وطني بامتياز ، ويجب ان يحوز أي مشروع حل الاجماع الكردي أولا والتوافق الوطني ثانيا ، والبيئة الديموقراطية ثالثا ، وبوجود انقسامات حول سبل الحل وطبيعتها بين أحزاب طرفي الاستقطاب وبينها مجتمعة وبين غالبية الوطنيين الكرد المستقلين ، فلابد من محاولة إيجاد حل لهذه الإشكالية أي التوصل الى قاسم مشترك ، قبل البدء باي حوار أو تفاوض ، أو تواصل مع النظام في دمشق .
  وهذا لن يتم عبر تشكيل لجان تكون شاهدة زور ، بل من خلال اللجوء الى الشعب ، وتشكيل لجنة تحضيرية من المستقلين والأحزاب للاعداد لمؤتمر كردي سوري يكون ثلثا أعضائه من المستقلين ، و الثلث الاخر من الأحزاب ، ويقرر المؤتمر مصير شعبنا ومستقبله بكل حرية .
  اما اذا أصرت الأحزاب التفرد بالقرار والقيام بخطوات أحادية ، فهذا يعني انها قد أقدمت على تعميق الانقسام ، والامعان في الإساءة لمصير الكرد وحينها لن تجد الا معارضة الغالبية الساحقة من الكرد السوريين ، وبحثهم عن السبيل الافضل لمستقبل الشعب والقضية مهما طال الزمن .
 

112
الأردن والكرد على ضوء زيارة رئيس الإقليم لعمان
                                                                       
صلاح بدرالدين

  لن اتناول العلاقات التاريخية بين الهاشميين ، او المملكة الأردنية الهاشمية وبين الكرد ، فهي من شأن المؤرخين لانها بدأت منذ عصر الإمبراطورية الأيوبية ، ومرت بمراحل متعددة ابان العهد العثماني ، والنزوح من والى فلسطين ، انتهاء بالانتداب الفرنسي لسوريا ، ومرحلة الاستقلال ، وتنصيب الملك فيصل ملكا على العراق وعلاقاته بكردستان العراق ، حيث شهدت  تلك المراحل استقرار عائلات من أصول كردية في مناطق ومدن الأردن ، ولعبت دورا في بناء الدولة الأردنية ، وتطوير اقتصادها ، وتعزيز مؤسساتها الإدارية ، والعسكرية .
    العلاقات السياسية الأردنية الكردية بالعصر الحديث
  وبدأت بتواصل الزعيم الراحل مصطفى بارزاني مع الراحل الملك حسين ، الذي كان له مواقف إيجابية معروفة من القضية الكردية في العراق خصوصا ، ومن العلاقات العربية الكردية بالمنطقة عموما ، وتطور هذا التواصل فيما بعد الى علاقات دبلوماسية بين عمان واربيل ، وزيارات المسؤولين الكرد العراقيين الى الأردن وخاصة الرئيس السابق لإقليم كردستان مسعود بارزاني ، والرئيس العراقي الراحل جلال الطالباني .
  من المعلوم ان كلا من الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات ، والملك الأردني الحسين بن طلال ، كانا من الزعماء العرب القلائل الذين توسطوا مرارا بين قيادة كردستان العراق والنظام العراقي ، حرصا منهما على وقف النزيف ، وتحقيق السلام ، وصيانة علاقات الصداقة الكردية العربية ، وقاما سوية او كل على حدة بالتدخل مرارا ان كان بناء على رغبة الطرفين ، أو كمبادرات ذاتية وذلك بعكس حكام سوريا البعثيين الذين كانوا يصبون الزيت على النار ، وارسلوا جيشهم لمحاربة الثورة الكردية  ونصرة توأمهم البعثي ببغداد ،  وحاكم الجزائر هواري بومدين الذي تحول طرفا ضد الشعب الكردي بكردستان العراق ابان تنظيمه لاتفاقية الجزائر المشؤومة بين الشاه وصدام .
  منذ أواخر ثمانينات القرن الماضي ، وبدايات التسعينات ،كنت أقوم بزيارات دورية الى عمان بغية اللقاء مع عدد من رفاقي بقيادة ( حزب الاتحاد الشعبي ) سابقا الذين كان بمقدورهم الوصول الى هناك لانه اقرب نقطة الى سوريا ، وعلى هامش تلك الزيارات كنت أتواصل مع الأصدقاء في الجالية الكردية الأردنية ، وجمعية صلاح الدين الايوبي الخيرية الكردية ، كما قمت بالقاء محاضرة حول العلاقات الكردية العربية بمعهد شومان ، ولانني دعيت في تلك الفترة رسميا لحضور ( المجلس الوطني الفلسطيني ) الذي عقد بعمان وذك باسم الحركة الكردية فاغلب الظن كنت مكشوفا امام اعين الرقيب في الأجهزة الأمنية لذك البلد الذي اعتبرته صديقا .
   رب ضارة نافعة
    في احدى زياراتي بتلك الفترة تلقيت ايصالا من كشك الامن العام المسؤول عن ختم جوازات القادمين وكنت احمل جواز سفري الألماني ، يتضمن وجوب مراجعة دائرة المخابرات بعمان خلال اربع وعشرين ساعة من تاريخ الوصول ، وقد خلق ذلك قلقا لدي وتوقعت الكثير من الاحتمالات كان من بينها اسوؤها أي تسليمي الى سوريا ، ولااخفي انني مررت بلحظات صعبة في تلك الساعات ، وفكرت مليا الا ان قررت الاتصال بالصديق الراحل الدكتور اشرف الكردي الذي كان الطبيب الخاص للملك الراحل ويحظى بالاحترام الشديد من لدن العائلة المالكة .
  اتصلت بالدكتور اشرف وشرحت له ماحصل وابديت القلق ، ولم تمضي ساعة حتى حضر الراحل الى الفندق الذي أقيم فيه واستقبلته وهم مبتسم كعادته ومازحني : " على أساس الاكراد لايخافون " فاجبته : عانينا الكثير من الأنظمة الحاكمة عزيزي " ثم بدأ بتهدئتي قائلا انهم لايريدون ايذاءك أو اعتقالك بل يرغبون بالتحدث معك كقائد سياسي كردي ، واسهب : المخابرات عندنا بالأردن تختلف عن الأجهزة الأمنية في أنظمة المنطقة ، وهم رجال سياسة ومختصون بالقانون ، يحاورون خصومهم واصدقاءهم بكل شفافية ، ويخدمون بلدهم .." .
   وفي صباح اليوم الثاني تلقيت اتصالا هاتفيا بغرفتي ، من شخص قال لي انه بانتظاري امام الاستقبال لنقلي الى المكان المحدد بايصال المطار ، ورافقته الى مبنى المخابرات ، ولم يكن بعيدا عن فندقي ، ثم انتهى بي المآل الى مكتب فخم يجلس امامي شخص مكتوب على طاولته ( المقدم ... ) ورحب بي ثم عرف عن نفسه انه مسؤول ملف سوريا والعراق ومن ضمنه الملف الكردي بالبلدين ، وكان ودودا وشرح لي اننا هنا لا نستدعيكم بل نريد التحاور معكم بشأن القضية الكردية ، واردف نريد علاقات مع حزبكم في سوريا ، ومع الحركة الكردية بالمنطقة  .
   كانت اجابتي السريعة تقديم الشكر على الاهتمام ، وتبيان اننا في ( الاتحاد الشعبي الكردي في سوريا ) لانبني العلاقات مع الدول والأنظمة ، واننا حزب صغير ، علاقاتنا تقتصر على حركات التحرر والقوى التقدمية ، وفي الوقت ذاته يمكنني مساعدتكم وعلى الفور في بناء علاقات مع الحركة الكردية بالمنطقة ، ومركزها الرئيسي كردستان العراق ، ثم استأذنني وخرج لمدة ماتقارب الربع ساعة وابلغني عن موعد مع ( الباشا ) غدا تعقبه مادبة غداء .
  أحضروني بالموعد المحدد من الفندق الى مكتب رئيس المخابرات اللواء – سميح بطيخي – الذي كان بغاية الود ، والاطلاع الواسع على تفاصيل القضية الكردية ، وبدأنا بالحديث وشرحت لهم أحوال الحركة الكردية بشكل عام ، وباالاخير وجه لي السؤال المحدد : هل يمكنك بحكم موقعك مساعدتنا في بناء علاقات وتواصل مع الاخوة في كردستان العراق وتحديدا مع قيادة الرئيس مسعود بارزاني ؟ فاجبت : ساحاول وقد انجح ، طبعا كنت متاكدا ان الاشقاء يريدون الخروج من عزلتهم واختراق الحصار المفروض عليهم من نظام صدام ، وتامين منافذ ، ومعابر الى العام الخارجي .
   مساء ذلك اليوم اتصلت بمكتب الأخ الرئيس مسعود بارزاني لاعلمه من حيث المبدأ ماحصل ، وكان جوابه بالإيجاب والاستعداد للتواصل مع الأردن ، ثم أبلغت الأصدقاء وتوجهت الى أربيل لتنظيم زيارة الأخ نيجيرفان بارزاني رئيس حكومة الإقليم آنذاك ، واتفقنا على تاريخ الزيارة على ان اسبقه الى عمان عدة أيام لترتيب تفاصيل الزيارة ، واتفقت مع الدولة المضيفة على استقبال الأخ نيجيرفان بشكل رسمي وفي صالة كبار الزوار بالمطار وبالإضافة الى المحادثات مع رئيس المخابرات سيتقابل مع الملك عبد الله الثاني .
  وقد حصل مااتفق عليه بالكامل ، وعقد السيد نيجيرفان والوفد المرافق له لقاءاته الرسمية ، وعقد الاتفاقات العديدة التي لامجال لذكر تفاصيلها التي تخص الاشقاء ، ثم اختتم زيارته بمأدبة عشاء على شرفه أقامه رئيس الحكومة الاردنية بحضور شخصيات سياسية مرموقة ورؤساء حكومات سابقون ، وشخصيات كردية اردنية من بينهم الراحل الدكتور اشرف الكردي ، وعلى هامش الزيارة التقى بمبعوث الرئيس الفلسطيني الأخ أبو مازن الذي ارسله من رام الله خصيصا الى عمان .
  ومن ذلك اليوم بدأت العلاقات الكردستانية الاردنية ، وكان الأردن اول بلد عربي يفتتح قنصلية باربيل ، ثم كانت الخطوط الجوية الأردنية السباقة في تسيير الرحلات من عمان الى أربيل والسليمانية ، كما افتتح الاشقاء مكتبا غير معلن بعمان لمتابعة وتنسيق العلاقات .
   
 


113
نقاش هادئ في مسألة  ساخنة
                                                                 
صلاح بدرالدين

   
  " ماذا قدمت الأحزاب الكردية ؟ " الأحزاب فشلت في حل القضية الكردية في سوريا " كل تاريخ الأحزاب الكردية السورية عبارة عن وعود فارغة لم تتحقق ، وانشقاقات ، وتضليل " لا أحزاب اليسار ، ولا أحزاب اليمين قدمت شيئا للكرد " ، هذا مانسمعه ، ونقرؤه بين حين وآخر من مصدرين مختلفين ، واحد من فئات متعلمة لم تكن يوما في الصف القومي ، والوطني ، ولم تقدم أية تضحيات من أجل خلاص الكرد ، وآخر من مثقفين كانوا ومازالوا ملتزمين بقضايا شعبهم ، وبعضهم شارك في النضالات الحزبية ثم ابتعد لاسبابه الخاصة .
   بالرغم من الاختلاف النوعي  في طبيعة مصدري هذا الخطاب الا ان القاسم المشترك بينهما هو : عدم الاعتماد على منهجية التحليل العلمي ، التاريخي ، واطلاق الاحكام القطعية دون تميز بين  أحزاب تختلف في الفكر والرؤى والمواقف السياسية ، ووضعها جميعها بشكل قسري في سلة واحدة ، وجهل أو تجاهل تاريخ الحركة ، والمراحل التي مرت بها ، ومحطاتها البارزة المؤثرة في عملية التحولات الفكرية العميقة ، ومعاناة القسم الأكبر من مناضليها في ظل النظم والحكومات الشوفينية ، والمستبدة ، المتعاقبة على حكم البلاد ، والتركيز الأحادي على العامل الذاتي ، مع التجاهل التام للعامل الموضوعي الذي بقي عصيا على التبدل لمصلحة القضية الكردية السورية ومازال .
    سأسمح لنفسي مناقشة المآخذ ، والاحكام المطلقة الشمولية الواردة بحق الأحزاب  ، انطلاقا من تجربتي النضالية لأكثر من خمسة عقود في ( البارتي اليساري - الاتحاد الشعبي ) الذي شاركت في إعادة بنائه ، وقيادته ، ومواكبة مدرسته  فكريا ، وثقافيا ، وسياسيا ، والالتزام بنهجه ، والمساهمة بتحقيق منجزاته التي يتعامى البعض عن رؤيتها عن جهل أو سابق إصرار .
  من حيث المبدأ تشكل الأحزاب بمختلف اتجاهاتها ، وادوارها الإيجابية منها والسلبية ، ، ودرجات إنجازاتها ، لصالح القضايا المطروحة في كل مجتمع على هذا الكوكب ، ماهي الا تعبيرات سياسية وثقافية لطبقات اجتماعية ، وفئات ، ومكونات قومية ، تظهر ، وتختفي ، في مراحل متعاقبة ، وماهي الا وسائل مرحلية ، تتبدل ، وتتجدد حسب الظروف المحيطة ، تخضع في النشأة ، والمسار ، والمآل ، للعوامل الذاتية ، والموضوعية ، وينطبق المبدأ هذا على الحالة الكردية السورية أيضا .
   برامج وشعارات المرحلة الأولى من ظهور التنظيمات السياسية الكردية
  كما أرى فان هذه المرحلة تبدأ من تاريخ ظهور الحزب المنظم الأول ( ١٩٥٧ ) مرورا بالتحولات العميقة في كونفرانس الخامس من آب ( ١٩٦٥ ) وتنتهي ببداية الالفية الثالثة ، وتتميز هذه المرحلة بالتركيز الشديد على تعريف الكرد ، والقضية الكردية السورية ، في أجواء بالغة التعقيد ، من جهة انكار للوجود من جانب النظام الحاكم رسميا ودستوريا ، ومصادرة للحقوق ، وامعان في تصفية ماهو موجود عبر تغيير التركيب الديموغرافي للمناطق الكردية ، وكذلك العمل على إزالة الشكوك من بين مفاهيم الأوساط السياسية المعارضة ، والشبه معارضة حول الوجود التاريخي للكرد كشعب اصيل من سكان سوريا .
   في تجارب الشعوب المقهورة ، المهمشة ، تظهر وسائل مختلفة لاثبات الوجود منها من مارست العمل السياسي والمدني ، ومنها من اختارت طريق الانتفاضات والثورات المسلحة ، أو القيام باغتيالات فردية ، وبعضها اختار مثلا خطف الطائرات ، والاحتفاظ برهائن حتى يعلم العالم عبر وسائل الاعلام ان هناك شعوب محرومة تتعرض للاضطهاد والحرمان ، تطلب التدخل الدولي الإنساني ، وادراج قضاياه في الهيئات الدولية لايجاد الحلول الناجعة لها .
     في حالتنا الكردية السورية المشخصة كان العمل السياسي – الإعلامي – الدعاوي – الحواري المنطلق ، والوسيلة لتصحيح الخطأ التاريخي المقصود في اعتبار سوريا أحادية القومية ، ودحض مزاعم نفي الوجود الكردي ، والتاكيد بالبراهين والقرائن على نسبته التي تفوق ال ١٥٪ ، ووجوده قبل ظهور سوريا كدولة مستقلة ، ومشاركته باحداث المنطقة ولكي لانذهب بعيدا وعلى الأقل منذ اكثر من ثمانية قرون في عهد الإمبراطورية الايوبية .
   كان جزء كبيرا من دوافعنا في تأسيس رابطة كاوا للثقافة الكردية ، وترجمة ونشر الكتب باللغة العربية ، تحقيق اثبات الوجود التاريخي للكرد عموما بالمنطقة والكرد السورييون على وجه الخصوص امام النخب العربية والشركاء السوريين ، كما كان توجهنا المبكر في احياء الفولكلور الكردي ، وانشاء الفرق الفنية الغنائية في البلاد بظروف امنية صعبة من اجل اظهار اصالة الشعب الكردي وجذوره الممتدة عبر حقب التاريخ في مناطقه .
   في كل علاقاتنا السياسية بمختلف دوائرها السورية ، والعربية ، والاممية كان تعريف الكرد السوريين يتصدر المشهد ، ويشكل المادة الرئيسية في النقاشات ، وكان دليل نجاح أي سياسي كردي سوري المامه بتاريخ شعبه ، واطلاعه على بنود الاتفاقيات ، والمعاهدات الدولية التي تناولت وضع الكرد السوريين منذ الإمبراطورية العثمانية ، مرورا باتفاقية سايكس – بيكو ، ومعاهدتي  لوزان وسيفر ، والانتداب الفرنسي ، وانتهاء باستقلال الدولة السورية الراهنة ، التي أنكرت حكوماتها وانظمتها وجود الكرد وحقوقهم ، وأصدرت العديد من المراسيم والقرارت السرية والعلنية ، ووضعت المخططات لتهجير الكرد ، وحرمانهم من حقوق المواطنة ومن ابرز تلك المحاولات مخططا ( الإحصاء الاستثنائي بالجزيرة ، والحزام العربي ) .
  خلاصة القول ان المرحلة تلك كانت كما ذكرنا من اجل اثبات الوجود ، وليست مرحلة انتزاع الحقوق التي كانت تحتاج الى شروط عديدة لم تكن متوفرة في المرحلة الأولى ، وهنا تبطل كل المآخذ ، والاتهامات التي تعير الحركة الكردية على ان احزابها فشلت في إيجاد الحل للقضية الكردية ، وكل ذلك التجاهل غير العادل للجهود الجبارة التي بذلت لاثبات الوجود التاريخي مع كل صعوباتها ، والامها ، ومعانات مناضلي تلك المرحلة جراء السجون ، والمعتقلات ، والملاحقات ، والمحاكم العسكرية ، ومحكمة امن الدولة العليا .
   عندما كان يطلب منا تبيان مطالبنا فالى جانب الهدف الاستراتيجي بالاعتراف المبدئي بحق تقرير مصير شعبنا ، كنا نركز بالدرجة الأولى علي مسألتين الأولى بالاعتراف بوجود شعب كردي سوري من السكان الاصليين ، والثانية بادراج ذلك في الدستور السوري ، ولم يكن اختيارنا هذا الا تعبيرا عن واقع موضوعي ، ومفهوم سياسي بني على دروس مستقاة من تجارب شعبنا وحركتنا ، وخبرة مناضلينا ، واستنتاجنا الصحيح بانه لن يتحقق الحل العادل النهائي للقضية الكردية السورية الا بتوفر الشروط الثلاثة التالية : ١ – الاجماع الكردي ٢ – التوافق الوطني ٣ – النظام الديموقراطي ، والشروط الثلاثة ليست متوفرة الان .
   

   

114
من شروط الحوار المثمر داخل الحركة الكردية السورية
                                                                               
صلاح بدرالدين

  مقابل أصحاب الأقلام الجادة بين النخب الكردية الساعية الى التعامل مع الحدث بانتهاج التحليل العلمي ، والقراءة النقدية ، هناك محاولات معكوسة محمومة قد يقف أعداء الحركة من مضطهدي الكرد وراءها في معظم الحالات تحول دون ذلك ، وتصر على إبقاء الأمور غامضة ، واخفاء الحقائق ، وتوجيه الأنظار الى الأمور الثانوية ، باثارة الصراعات البينية بين الافراد ، وتحويل قضايا الخلاف في الحركة الكردية الى خلافات بين هذا الشخص وذاك ، والهدف من ذلك هو نفي صفة التحرر والتقدم عن النضال الكردي ، وانكار تاريخيته ، واصالته ، وقد صدق من قال : " شخصنة السياسة ... أفعل وسائل الهروب من المضمون الى الشكل "  .
  من اهم وابرز بنود قضايا الخلاف بالحركة الكردية السورية على الأقل منذ قيام الحزب الكردي الأول عام ١٩٥٧ ، هو مسألة الموقف من الأنظمة والحكومات التي اتخذت موقف الانكار من الوجود الكردي ،  والعمل علي اضطهادهم ، وتغيير التركيب الديموغرافي في مناطقهم ، وتنفيذ مخططات التعريب والتهجير تجاهمم ، ويستتبع ذلك بطبيعة الحال الموقف من القوى المعارضة للنظام بمعنى هل الحركة الكردية شريكة وحليفة لها أم لا ؟ .

  منذ ستينات القرن الماضي ، وتحديدا في صيف ١٩٦٥ وخلال انعقاد كونفرانس الخامس من آب ظهر جليا بما لايقبل الشك ، ان ضمن حركتنا باحزابها ، ومجموعاتها وافرادها ، نهجان فكريان ، سياسيان ، واحد يرى ان حل القضية الكردية يمر عبر العمل المشترك مع الحركة الديموقراطية السورية ، وضمن سياق النضال الوطني ، وفي ظل الديموقراطية المنشودة ، وآخر يرى أن التفاهم والتعامل مع الأنظمة هو السبيل لحل القضية الكردية .

  اتباع النهج الأول أوضحوا موقفهم نظريا ، وطبقوه عمليا ، وفسروا بالتفصيل موجبات موقفهم وفائدته للقضية الكردية ، عبر الكراريس ، والأبحاث ، والمقالات ، ولم يخفوا موقفهم حيث تصدر شعارا : التغيير الديموقراطي ، وحق تقرير المصير المبدئي الصحيفة الناطقة باسم الحزب – اتحاد الشعب - ، اما اتباع النهج الاخر فمارسوا عمليا ما آمنوا به عبر التواصل مع سلطة النظام ، ولكنهم لم يعلنوا ذلك ، ولم يفسروا الجدوى من التعامل مع النظام ومهادنته وبعبارة ادق اخفوا الحقيقة عن الشعب .

  بهذه الحالة أي الانكار يبقى الحوار دون جدوى ، بل يمكن تسميته بحوار الطرشان ، بل سيتم الانزلاق نحو الاتهامات ، والردود المضادة الى لانهاية ،  لان شروط إنجاح أي حوار جاد ومنتج هي أن يعلم المتحاورون على ماذا مختلفون ، وماهي القضايا الفكرية والسياسية ، التي تستوجب الحديث حولها ومعالجتها ، وصولا الى قواسم مشتركة بصددها ان امكن ، ولدينا الان نموذج من هذا النوع وهو موضوع ما اطلق عليه ( الاتفاق الكردي الكردي ) بين أحزاب الاستقطاب الثنائي – تف دم والانكسي – فالاول ينكر مثلا انه جزء من منظومة – ب ك ك – كما ينكر وجود اية صفقة سابقة ولاحقة مع النظام ، والثاني ينكر تبعيته ، ولايعترف بمواقف بعض اطرافه السابقة من النظام ، والطرفان لايعترفان بانهما لايملكان المشروع القومي والوطني ، لذلك تتوجه الأنظار نحو مسائل المحاصصة فقط ، حيث لاقضايا اساسية تمس الحركة الكردية وحل ازمتها ، وإعادة توحيدها ، واستعادة شرعيتها ، قيد البحث والنقاش ، وهذه احدى إشكاليات الواقع الراهن .

  في هذه الأجواء المشحونة بظاهرة الانكار ، والغموض ، فان الجيل الكردي السوري الناشئ امام مشكلة ثقافية منهجية، حول معرفة تاريخ حركته ، على الأقل منذ خمسين عاما وحتى الان ، وماعليه الا الاعتماد على الإحساس الذاتي ، والاجتهاد في معرفة الماضي عبر مصادره الموثوقة ، ومن خلال الاطلاع والقراءة النقدية لما نشر حتى الان من مذكرات الذين عاصروا الاحداث ، وشاركوا في القرار ، وقد علمت ان هناك قسم من المناضلين القدامى بصدد نشر مذكراتهم ، وهو امر إيجابي ، ومفيد .

  كما أرى فان معرفة الماضي ليست من أجل ادانة هذا التيار السياسي او ذاك ، ولا الإساءة الى هذا الشخص او ذاك ، ولا تفضيل جماعة على أخرى ، بل فقط من اجل معرفة الحقيقة والبناء عليها ، والاستفادة من دروس الماضي لخدمة الحاضر والمستقبل ، وكما اعتقد فان مثقفينا من الجيل الناشئ قد تتوفر لديهم الوسائل والقدرة على تمييز الحق من الباطل ، والصح من الخطأ .

   في مذكراتي باجزائها الخمسة ، حاولت تغطية احداث الحركة الكردية السورية منذ البدايات ، وتحديدا منذ عام ١٩٦٥ وحتى الان ، ولم اكتفي بسيرة وتسجيل الاحداث فحسب ، بل أضفت تفسيري الى كل حدث ، بحسب رؤيتي وقد أكون ببعضها أصبت أو أخطآت ، منتظرا من يؤكد ، أو يصحح ، متقبلا ذلك برحابة صدر  .

  بكل اسف ليس لدينا في الحركة الكردية السورية منذ اكثر من خمسين عاما وحتى الان أية تقاليد ديموقراطية ، او تراث يعتد به في مجال الحوار الكردي الكردي بشأن قضايا الخلاف والصراع ضمن الحركة وبين الأحزاب ، فمن جانبنا كنا بغاية الوضوح منذ عام ١٩٦٥ ، وبعد كونفرنس الخامس من آب مباشرة ، حيث اوضحنا موقفنا من كل القضايا وخاصة من النظام بكل وضوح ، ووضعنا شعار ( تغيير النظام وحق تقرير المصير الميدئي ) على الصفحة الأولى لجريدة الحزب المركزية – اتحاد الشعب -  وفسرنا موقفنا المعارض للنظام ، كخيار تفرضه الظروف الموضوعية ، بالرغم من ثمنه الباهظ ، ولكن خصومنا الفكريين والسياسيين وخصوصا من الاتجاه اليميني ، لم يوضحوا فوائد عدم معارضة النظام على الكرد وقضيتهم ، واخفوا صلاتهم في اكثر الأحيان ، وهذا يقطع الطريق على  أي نقاش مفيد ، فكيف يتم النقاش دون وضوح قضايا الخلاف ؟.

  كما نوهنا أعلاه مارست قيادات أحزاب ومجموعات وتيارات الازدواجية في مسألة العلاقة والتواصل مع أجهزة السلطة ، وذلك بالتستر على تلك الصلات التي كانت قائمة على ارض الواقع ، واستخدام خطاب مغاير امام الناس ، وحتى امام الأنصار وللحقيقة شكلت تلك الازدواجية مظهرا أساسيا لمرحلة طويلة مازالت بادية حتى الان لدى العديد من الأحزاب القائمة ، في حين ان من حق الشعب الذي يدعي الجميع انهم في خدمته ومن اجله ان يعلم ماذا يجري من حوله .

   في بداية الثمانينات وكما ذكرناها مرارا وتكرارا وباقتراح ووساطة أصدقاء فلسطينيين أجرينا حوارا يتيما مع عضو بالقيادة القطرية لحزب البعث الحاكم بسوريا ، بناء على قرار رأس النظام انذاك – حافظ الأسد – ودخل اللواء – محمد ناصيف – على الخط ، وعلى الاغلب بعلم الأسد حيث كان ناصيف الشخص الثاني في مراتبية القيادة السورية حينذاك ، وابلغنا علنا انهم لن يعترفوا بالكرد وحقوقهم بالدستور كما طلبنا ، لان سوريا فسيفساء مكوناتي وان منحنا الكرد حقوقا يجب منحها للاخرين أيضا وحينذاك ستتفتت سوريا وتنقسم على حد زعمه ، وللامانة أضاف أيضا : " نحن نحب الاكراد " ؟! ، ثم توقف الحوار ونشرنا بيانا بجريدة الحزب المركزية ، اوضحنا فيه كل التفاصيل ، واكدنا ان هذا النظام شوفيني لن يعترف بالكرد وجودا وحقوقا واننا لن نحاوره بعد الان وهذا ماحصل ، نحن لم نتصل بالخفاء ، ولم ننكر ، واعلناها بكل شفافية امام شعبنا ، كما قدمنا الشكر للاصدقاء الفلسطينيين الذين صاروا على بينة مما حصل .

   ولم تتوقف أساليب الانكار ، واخفاء الحقاذق ، والمناورات الملتوية لدى بعض الأطراف الحزبية الكردية بهذه الحدود ، بل تجاوزتها الى مسائل أخرى ، فبعد انعقاد كونفرانس الخامس من آب ١٩٦٥ ، اعلن حزب اليمين الذي  اصبح اقرب الى جناح منشقي ( ٦٦ ) في كردستان العراق فيما بعد ، اعلن عن عقد مؤتمره بحضور المرحوم – نعمان عيسى – عضو اللجنة المركزية للحزب الديموقراطي الكردستاني – العراق ، مبديا انه الطرف الشرعي المعترف به ، ثم علمنا ان المرحوم عيسى بعد عودته الى مقر عمله استدعي من جانب مقر البارزاني ، وتعرض للمساءلة على تصرفه الفردي المخالف لسياسة الحزب ، ولكنه أوضح بانه تعرض للخداع واخطأ التصرف ، ثم تلقينا دعوة لزيارة الاشقاء وتوجهنا بوفد الى المناطق المحررة عام ١٩٦٧ ، والتقينا بالزعيم قائد الثورة وقيادة الحزب ، وارسينا أساسا متينا منظما للعلاقات ، وبعد نجاح المفاوضات والاعلان عن اتفاقية آذار للحكم الذاتي عام ١٩٧٠ ، دعينا رسميا برسالة من الزعيم مصطفى بارزاني للمشاركة بالاحتفالات ، واستقبلت من جانب ثلاث وزراد كرد في مطارر بغداد على راسهم الشهيد سامي عبد الرحمن وزير شؤون الشمال ، وتوجهنا الى حاجي عمران للقاء الزعيم الكبير ، ثم دعينا لحضور المؤتمر الثامن للحزب الشقيق ، وكنا الحزب الكردي السوري الوحيد المدعو للمؤتمر ، والقيت كلمتنا امام الحضور ، وحاول وفد اليمين الذي حضر الى كردستان العراق من دون دعوة الدخول الى قاعة المؤتمر ، ولكنه منع من ذلك .
  أتذكر كنا في وسطنا القيادي الضيق ( الراحل سامي أبو جوان – مصطفى جمعة – جلال أبو روزين – الشهيد مشعل التمو – بشار امين – وانا ) كنا نتناقش حول تلك الخطوة الانشقاقية اللاشرعية ، بوضع احتمال : ماذا لو انسحبت تلك المجموعة بهدوء ، وأعلنت انها لم تعد قادرة على مواصلة مواجهة النظام ، خاصة بعد ان قررت القيادة تنفيذ وتنظيم اعتصامات ، وحتى مظاهرات ، ولو اختارت المجموعة المنشقة طريق المكاشفة ، واختارت نهج المهادنة عبر تيار او تنظيم منسلخ من حزبنا ، لكانت وفرت علينا كل تلك الأوقات العصيبة ، وكيل الاتهامات وفبركة التبريرات ، ولتم قطع الطريق على تدخلات واختراقات الأجهزة ومحمد منصورة ، ولبقي الحزب بعافية ، وظلت حركتنا قوية يحسب لها الحساب .
   وأخيرا أقول أن الحوار الكردي الكردي لن ينجح ولن يثمر ان لم يكن شفافا ، واضحا ، صريحا ، ومبنيا على أسس بادية المعالم بشأن قضايا الخلاف ، وان حوار الأحزاب الراهنة لايشكل المدخل الصحيح ، ولا المقدمة السليمة لانه لا يلامس جوهر الموضوع وهو الحوار الديموقراطي من اجل إعادة بناء الحركة الكردية السورية ووضع الاستراتيجية الجديدة لها من خلال الموتمر الجامع المنشود  .
   

115

معرفة الماضي ، تنير الحاضر ، وتحصن المستقبل


صلاح بدرالدين

     

حزب الاتحاد الشعبي وكان فصيلا يساريا ، قوميا ، ديموقراطيا ، من ضمن الحركة الوطنية الكردية ، اتخذ منذ عام ١٩٦٥ وحتى تحوله الى حزب – آزادي – موقفا متجددا مميزا تجاه العديد من المسائل القومية للشعب الكردي السوري ، والوطنية ، والكردستانية ، وسياساتها وممارساتها العملية بشأنها كانت واضحة للجميع ، لكرد سوريا ، وللنظام الدكتاتوري ، وشركائنا في المعارضة السورية ، والاشقاء في مختلف أجزاء كردستان ، والأصدقاء في كل من الحركات التقدمية والتحررية العربية بالمنطقة ، وقوى المعسكر الاشتراكي ( سابقا ) .
كانت مواقفه السياسية تتشابك ، وتتكامل ، في مختلف تلك الدوائر ( القومية – الوطنية ، الكردستانية – الأممية ) ، انطلاقا بالدرجة الأولى من مصالح شعبنا ، واستنادا الى مفاهيم فكرية ، ثقافية ، ترسخت بعد مخاض دام سنوات ، ومناقشات مستفيضة توجت في كونفرانس الخامس من آب ١٩٦٥ ، بمنطلقات نظرية شاملة ، وخارطة طريق سياسية ، وقيادة مرحلية مؤقتة لعام ، وبيان ختامي ، وذلك بين جيلين من مناضلي الحزب الام ، الأول من كوكبة من مسؤولي القاعدة الحزبية ، والكوادر المتقدمة المميزة المشهودة لهم بالاستقامة ، والشجاعة ، والحرص اللامحدود على الحركة ، والثاني من الشباب الملتزمين الحزبيين ، من مسؤولي التنظيمات الطلابية ، والفلاحية ، والعمالية .
ليس من باب ( تقديس الافراد ) ولكن فقط لتسليط الضوء على ظاهرة جديرة بالإشارة ، ففي مجمل محاولات الانشقاق التي حصلت لاحقا ضمن الاتحاد الشعبي ، من الصعوبة بمكان ان لم يكن من الاستحالة ، أن تجد فردا واحدا من ( الثلاثة والثلاثين ) من المشاركين بكونفرانس آب ، ساهم في أية محاولة انشقاقية طوال تاريخ الحزب ، بالرغم من كل المداخلات ، والضغوط الخارجية المسلطة ،وخصوصا من السلطة بكل وسائلها الترهيبية ، والترغيبية ، أليس ذلك مدعاة الاعتزاز بجميع أولئك المناضلين ؟ نعم قد طلب البعض الاعفاء من العمل لاسباب خاصة ، أو فضل البعض القليل البقاء صديقا ، وكل ذلك أمر طبيعي مشروع .
من الواضح كانت الأولوية بالنسبة لنا لموضوع القضية الكوردية السورية ، وكانت نظرتنا الى المشهد السياسي الكردي السوري حينذاك ، وبعد الانقسام الى يسار ، ويمين ، ثم ظهور – البارتي ، عبارة عن مبدأ ( الاتفاق في اطار الاختلاف ) ، وبصدد ذلك طرحنا وثيقة : ( الجبهة الديموقراطية الكردية في سوريا ) ، التي تضمنت ضرورة التعاون حول المشتركات وهي ليست قليلة ، حتى لو كانت هناك قضايا فكرية ، وسياسية ، عديدة مختلفة عليها .
كان موقفنا من النظام يختلف جذريا مع ( اليمين ) والى درجة كبيرة مع ( البارتي ) فكان أحد شعاراتنا الرئيسية تغيير النظام ، وإيجاد البديل الديموقراطي ، والتعاون مع المعارضة ( حينذاك ) ، وكنا بذلك نتحمل وزرا مضاعفا ، وهجوما عدائيا مزدوجا ، من جانب سلطة النظام ، لكوننا في الحركة الكردية من جهة ، ومعارضة من الجهة الأخرى ، وظهر ذلك حتى في أشكال الاتهامات التي صدرت من المحاكم ضد مناضلينا من قادة الحزب ، أما الطرفان الكرديان الحزبيان الآخران ، وخصوصا – البارتي – فكانت القضية الكردية في واجهة الاتهامات القضائية عند حدوث الاعتقال ، واطلاق التهم .
الملاحقات ، والاعتقالات ، والاحكام القضائية ، ووسائل تعذيب المناضلين الكرد السوريين ، التي حدثت منذ ظهور الحزب الكردي الأول ، يمكن تصنيفها في مرحلتين : الأولي – ترافقت مع محاولات تصفية أو التقليل من الوجود الكردي ، عندما تم تنفيذ مخططات الإحصاء الاستثنائي بالجزيرة ، والحزام العربي ، وتغيير التركيب الديموغرافي في مختلف المناطق الكردية ، وفي تلك المرحلة لم يسلم أحدا والثانية – بدأت بعد شعور النظام بتفاقم الخطر الكردي ، وتحديدا بعد صعود الاتحاد الشعبي ، وبناء تحالفات وطنية ، وعربية ( فلسطينية ولبنانية خصوصا ) ، وأممية مع الدول الاشتراكية ، وأيضا كردستانية مع قائد ثورة أيلول الزعيم الكبير مصطفى بارزاني بشكل خاص ، وهذا مافتح علينا ( باب جهنم النظام ) مباشرة عبر الاعتقالات والملاحقات ، والتجريد من حق المواطنة ، ثم اختراق الاتحاد الشعبي عبر أجهزة الامن ، وخصوصا من جانب المخابرات العسكرية ، ومديرها بالقامشلي ، ومسؤول الملف الكردي الضابط – محمد منصورة - .
أنجز هذا الضابط مهامه بوسائل مرنة تختلف عن أساليب سابقيه في الجزيرة ، وكل ألاهالي في عهده لاحظوا ذلك ، ومن جملة إنجازاته الترغيبية ؟! عرضه صفقة لتعيين ثلاثة اشخاص في البرلمان السوري ، واحد من كل حزب من الأحزاب الثلاثة ، طبعا موافقة الطرفين الآخرين لم تفاجئنا ، لانهما ليسا في وارد معارضة النظام ، أو رفع شعار تبديله ، بعكس حزبنا ومواقفه السياسية المعروفة ، وكان تجاوب أحد رفاقنا السابقين بالقامشلي مع عرض ممثل أجهزة السلطة ، أمرا مناقضا لمجمل سياسات الحزب الذي كان من مواقفه الثابتة عدم المشاركة في أية مؤسسة تابعة للنظام الذي يحاربه ، ومقاطعة انتخابات برلمان النظام .
كان – منصورة – يعلم علم اليقين موقف الحزب ، ولو كان غير عالم بهذا الموقف لاتصل أو ارسل من يتصل مع رئيس حزب الاتحاد الشعبي الذي كان ملاحقا مقيما بالخارج ، كما اتصل للغرض ذاته بكل من سكرتيري الحزبين الآخرين ( المرحومان كمال احمد وعبد الحميد درويش ) وهما اختيرا كعضوين ببرلمان النظام ، بل انه هو نفسه اختار رفيقنا السابق ، ولم نختاره نحن كقيادة الحزب ، وكان الاثنان يعلمان أن ذلك الاختيار مقدمة مدروسة باتقان للانشقاق ، بل مترافق معه بشكل عضوي .
بطبيعة الحال وكماذكرت سابقا لم يؤدي مشاركة ممثلي الحزبين الآخرين في برلمان النظام ، الى أي موقف عدائي من جانبنا ، بل كانت طبيعة العلاقة كما في السابق ( اختلافات سياسية ، وتنافس ، وصراع سياسي ) ، واحترام الخيارات ، بل ان العلاقة الأخوية التنسيقية لم تتوقف مع – البارتي – وخصوصا مع الصديق العزيز المرحوم الأستاذ كمال .
وبهذه المناسبة أتذكر عندما شاهدت مقطع فيديو أرسله لي الرفاق وفيه وقائع احتفال ( الفوز ؟! ) تحت خيمة منصوبة بالقامشلي وضيف الشرف الضابط محمد منصورة ، ، يتكلم فيه صديقي القديم السيد طاهر سفوك – بافي نور الدين – وكان عضو مكتب سياسي حينها في حزب اليمين باسم الثلاثة موجها كلامه الى الضيف : ( سيادة العميد أبو جاسم نرحب بك ونعاهدك أننا سنرد لك الجميل بالجميل وكرر ذلك ثلاث مرات ) .
بما يتعلق بكرد سوريا ، وحركتهم القومية والوطنية ، فان جذر الصراع يكمن في مسألة العلاقة مع النظام الحاكم ، والأولوية لمواجهة من غيب الكرد ، وحرمهم من الحقوق ، واضطهدهم ، وحاول تصفية قضيتهم ، وبناء على ذلك يعتبر نظام الاستبداد منذ انقلاب البعث ، مرورا بحكم آل الأسد العدو الرئيسي للكرد وقضيتهم ولكل الوطنيين الديموقراطيين السوريين ، ومن وقف بصف النظام لمصالحه الذاتية ، أو تآمر على شعبه ، وحركته باشراف هذا النظام يعتبر في منزلته دو أي شك .


116
المنبر الحر / قضية للنقاش ( 192 )
« في: 18:09 27/05/2021  »

        قضية للنقاش
           ( 192  )


                  في تعريف : " أطراف الحوار "،  "حرية العمل السياسي " ، " التعددية "، " تقاسم السلطة " .

  في بوستي المنشور البارحة حول فحوى اللقاء بين قيادة إقليم كردستان العراق ، والوفد الأمريكي ، المتعلق بالكرد السوريين ، واشارتي الى حصول تطور إيجابي  في خطاب الاشقاء  الذي  اعتبر للمرة الأولى وجود أطراف كردية سورية معنية بالحوار ، وليس طرفين حزبيين فحسب ، إضافة الى التمسك بضرورة الحوار من أجل " حرية العمل السياسي ، والتعددية ، وتقاسم السلطة " .
 هنا أطلق  دعوة عامة لمناقشة التعابير ، والمصطلحات ، الواردة في بلاغي رئاستي إقليم وحكومة إقليم كردستان العراق وهما السلطة التنفيذية الأعلى في الإقليم ، بعد انتهاء المباحثات مع الوفد الأمريكي الذي صنف برفيع المستوى ، والمشترك بين ممثلين عن ( الخارجية ، والامن القومي ، والمخابرات ) ، الدعوة موجهة أساسا لطرفي المباحثات المعنيين بالبلاغين المنشورين لتوضيح تفاصيل رؤيتهما بشأن ماورد في البلاغين ، والى حين تحقيق ذلك أتوجه الى المعني الأول والأخير : بنات وأبناء الشعب الكردي السوري عموما ، ومفكريه ، ومثقفيه ، ووطنييه المستقلين ، للمشاركة في المناقشة ،والتعريف ، بحسب رؤاهم ، ليتم التوصل الى قواسم مشتركة بشأن هذه  المسائل المصيرية في مستقبل شعبنا ، وحركته القومية والوطنية .
   أولا – أطراف الحوار
 هي كل من له علاقة بالحركة الكردية ، من تعبيرات سياسية ، وثقافية ، واجتماعية ، وفنية ، ومهنية ، والذين يتوزعون بين مختلف الطبقات ، والفئات ، والشرائح في المجتمع الكردي داخل الوطن ، وخارجه ، وفي المنظور الواقعي هناك محوران حزبيان ( تف دم والمسميات الأخرى المحسوبة على ب ك ك ، و الانكسي ) فرضا أنفسهما كقطبي استقطاب ثنائي ، بالقوتين العسكرية ، والمعنوية ، وكمعبرين عن الكرد السوريين من دون تخويلهما من الشعب ،أو انتخابهما شرعيا وديموقراطيا على الصعيدين القومي ، والوطني ومن دون طرح أي مشروع سياسي مقبول من الغالبية ، بالمقابل هناك نفي ، وانكار لوجود غالبية ساحقة من الوطنيين المستقلين ظهر في أوساطهم بشكل أبرز – حراك بزاف – منذ أعوام يحمل مشروع متكامل لاعادة بناء الحركة الكردية ، وكذلك مجموعات وأفراد حتى بين أنصار بعض الأحزاب ، مع محاولات لاسكات أصواتهم عبر القمع ، والتجاهل المقصود ، خاصة ان طرفي الاستقطاب يتمتعان بوسائل اعلام ، وامكانيات ، ومساعدات ، حيث الوطنييون المستقلون محرومون منها لذلك لدينا لدى كرد سوريا أطراف سياسية ولايتعلق الامر بطرفين حزبيين فقط .
 ثانيا – حرية العمل السياسي
  في ظل منظومة ديموقراطية وقتية ومرحلية متفق عليها ، ومجمع عليها ، في حدود إدارات المحافظات التي تشمل المناطق الكردية والمختلطة ،  الى حين تحقيق السلام وحل القضية السورية بإزالة الاستبداد ، واجراء الانتخابات العامة ، ووضع دستور تعددي ، تشاركي  للبلاد وأأن تكون تلك المنظومة المؤقتة مختارة من الشعب ، وتلتزم بمصالح الشعب ، وتجيز ، وتصون ، حرية الرأي ، والمعتقد ، والتاليف ، والنشر ، والتوزيع ، وإقامة الأحزاب ، والجمعيات ، والنقابات المهنية ، وبناء المدارس ، والجامعات ،  والمعاهد ، واختيار المناهج الدرراسية ، واللغوية بحرية ، وإلغاء كافة الميليشيات المسلحة ، والأجهزة القمعية ، ومنع السلاح ، واخلاء المدن والحواضر من المسلحين ، فقط الإبقاء على قوى عسكرية لمواجهة الإرهاب من تنظيمات وخلايا – داعش – وغيرها وذلك بالاتفاق بين جميع الأطراف الكردية ، والعربية ، والمكونات الأخرى الدينية والأثنية ، ومنح حرية التحرك والعمل السياسي للتيارات والمجموعات الديموقراطية السورية التي تعارض نظام الاستبداد ، وتعترف بالكرد والمكونات الأخرى وجودا وحقوقا ، مع الانفتاح السياسي والإعلامي والإنساني والاقتصادي ،على العمق الكردستاني وخصوصا إقليم كردستان العراق ودعم تجربته الواعدة والاستفادة منها .
  ثالثا – التعددية
  قبول كل من التعددية القومية ، والسياسية ، والدينية ، والمذهبية ، والاعتراف بحقوق الجميع ، وهوياتهم ، ومشاركتهم في السلطة المؤقتة ، وقراراتها ، وقبول حقائق التاريخ في وجود مكونات أصيلة جنبا الى جنب الكرد مثل العرب ، والتركمان ، والارمن ، والمسيحيين بصفاتهم الدينية والأثنية ، والاهتمام بالازيديين الكرد والاعتراف بهويتهم الدينية ، واحترامها .
  رابعا – تقاسم السلطة
  بسبب تعقيدات تداخل سلطات الامر الواقع مابين الادارات الذاتية ، والأمنية ، والعسكرية ، باسم جماعات ب ك ك ، من ب ي د ، ومسميات أخرى عديدة ، و- قسد ، ومسد ، في بعض المناطق الكردية ، وفي محافظات الحسكة ، دير الزور ، الرقة ، التي تضم أيضا مناطق عربية ومختلطة ، لا نعلم كيف يرى الاشقاء في الإقليم تفاصيل هذه المسألة ، كما لانعلم الرؤية الامريكية أيضا ، وكما أأعتقد فان الكرد يجب ان لايتجاوزوا مناطقهم الى مناطق عربية ، بل لايحق لهم ذلك ، وقد يترتب عليه نتائج لاتخدم السلم الأهلي ، والعيش المشترك ، خاصة وأن السوريين جميعا وبينهم الكرد ينتظرون حل القضية السورية ، وعودة المهجرين الى ديارهم وبينهم أكثر من نصف الكرد ، واحلال السلام ، وإزالة آثار تغيير التركيب الديموغرافي في بعض المناطق .
  الى كل الذين يرغبون في تغيير الواقع الكردي السوري المرير ، والوصول الى تحقيق إعادة بناء الحركة الكردية ، واستعادة شرعيتها ، ووحدتها على أسس سليمة صلبة ، أن يرفعوا الصوت ، ويحددوا مواقفهم كمقدمة للانخراط العملي في ترتيب البيت الوطني الكردي السوري ، والحفاظ على الشخصية الكردية السورية ، وصيانة القرار السياسي المستقل ، وإعادة الدور الوطني الفاعل للمساهمة الفاعلة في قضايا الوطن ، من ارالة الاستبداد ، واجراء التغيير الديموقراطي ، وصولا الى سوريا جديدة .
 فتعالوا أولا للمشاركة بالنقاش
 
 



117
الساعون الى تشويه الذاكرة التاريخية لكرد سوريا
                                                                                   
صلاح بدرالدين


 يجمع علماء التاريخ ، ومفكرو حركات الشعوب التحررية ، على جملة من المسلمات بشأن ذاكرة الشعوب حول تاريخها السالف ، واللاحق ، والآني ، بالتأكيد على : " إن أردت أن تلغي شعباً، ما عليك إلا أن تهز ثقته في ذاكرته وتشل  ماضيه لتعطيل حاضره ، ولا يوجد أسوأ من أن تنسى الجماهير تاريخها، وعندما يغفل الشعب عن ماضيه الحقيقي ويستبدل بتاريخ مزيف مخالف، حينها سينسى الشعب من هو، وكيف كان،  والاخطر أن من حوله ، وكذلك العالم سينسوه أيضاً ".
  بعض  تعبيرات الحركة السياسية من ضمن الجسم الأوسع للحركة الوطنية الكردية وأخص بالذكر – البارتي اليساري – الاتحاد الشعبي - ، من ١٩٦٥ وحتى ٢٠٠٣ ، أي نحو أربعين عاما ، ليس الا نموذجا مصغرا معبرا في مجال موضوعنا هذا وأقصد اقتضاء مصالح أكثر من طرف للتعاون على امحاء آثاره  من الذاكرة ، بعد نجاح نفس الأطراف تقريبا في القضاء عليه كحزب وتنظيم ، وقيادة مركزية موحدة ، ولكن لماذا ؟
 ببساطة وبمعزل عن – الحزبوية الضيقة - ومن دون سرد التفاصيل المتشعبة ، لأن هذا الاتجاه الفكري والسياسي المتقدم المعبر عن إرادة الكرد السوريين ، ونخبه الأكثر تقدما وثقافة ، ومناضلوه ألاكثر تضحيات ، وأعمق وعيا بدروب وتعقيدات القضية الكردية السورية ، قد تصدروا  العمل القومي والوطني الكردي لنحو نصف قرن ، لأنهم أدركوا أسباب أزمة حركتهم ، وتجاوزوا كل التفسيرات السابقة ( من شخصنة ومناطقية وتكتلاتية )  للصراع الداخلي ضمن صفوف الحزب الكردي السوري الأول .
   وذلك بوضع الاصبع على الجرح ، وتحديد مكامن وأسباب الازمة التي كانت فكرية – سياسية -  ثقافية تتعلق بتعريف الكرد وجودا وحقوقا ، والدور الوطني ، والموقع الكردستاني ، وفرز الأصدقاء من الأعداء والخصوم ، وتحقيق منجزات في نشر الوعي القومي الديموقراطي ، وتعميم ثقافة قومية ووطنية ، وطرح قضية كردية سورية واضحة المعالم ، لدى الرأي العام السوري والعربي عبر البوابتين اللبنانية والفلسطينية ، وكذلك في البعدين الكردستاني والاممي ، عن وجود الكرد التاريخي كشعب من السكان الأصليين ، ناهيك عن التمكن  من استثمار العلاقات السياسية للانفتاح على العالم ،  بارسال المئات من الطلبة المحتاجين الى دول أوروبا الشرقية للتعلم ، وبناء الصرح الثقافي الرفيع ( رابطة كاوا للثقافة الكردية ) ببيروت ، أولا ثم ، أربيل ، وتاليا القامشلي .
  تلك الحقبة التاريخية المضيئة في تاريخ حركتنا والتي شهدت تعريتنا لمخطط النظام المنبثق من تقرير أو دراسة – محمد طلب هلال - والتصدي لنتائج الإحصاء والحزام ، أي وضوح قضايا الصراع مع النظام الشمولي ، الشوفيني ، واتمام عملية الفرز بين من يواجه النظام ، وبين من يواليه من الأحزاب الكردية ، وبين من يقف مع الثورة الكردية بقيادة الزعيم الراحل مصطفى بارزاني قولا وعملا ، ومن يقف بالضد منها ومع المنشقين عنها .
   تلك الحقبة التي اضطر فيها النظام بسبب مارآه خطرا من وجودنا ونضالنا ، الى تنظيم مؤسسة أمنية خاصة بالملف الكردي ، وارسال محمد منصورة لتولي المسؤولية ، والبدء بتنفيذ استراتيجية – تكريد الصراع - ، والتي شهدت أيضا ظهورخطة  نظام حافظ الأسد الوقائية عبر عقد اللقاءات الثنائية ، والثلاثية ، والرباعية ، في دمشق ، وانقرة ، وطهران ، وسرا مع نظام بغداد ، من اجل حبك الدسائس والمؤامرات على الحركة الكردية بالمنطقة ، وخاصة استهداف منجزات شعب كردستان العراق .
    كل تلك الاحداث والتطورات تعج بالتفاصيل والخفايا وذات علاقة مباشرة بنضالنا ، وتاريخ حركتنا وحزبنا – سابقا – في سوريا ، وفي الأعوام الأولى من تلك الحقبة المضيئة تبلور ضمن الاطار العام للحركة القومية الكردية بالمنطقة ، التياران الرئيسييان القومي الديموقراطي المعتدل ، والقومي المغامر الذي خرج من رحم الأنظمة الإقليمية المقسمة للكرد ووطنهم ، وكنا جزء مميزا فاعلا من التيار الأول .
  نعم هناك من يسعى الى امحاء أو تشويه ذاكرة شعبنا التاريخية المتعلقة بتلك الحقبة المضيئة الغنية بالدروس ، من أدوات نضالية ، ورموز ، ومشروع قومي ، والقفز من فوقها ، والهدف كما تدل مجريات الاحداث مزدوج  ١ - تحطيم عوامل الحصانة ، والقوة ، المتمثلة في ذاكرتنا الحضارية التي تشكل جزء من هوية شعبنا النضالية ٢ – قطع الطريق على أية مبادرة أو مشروع لاضاءة الطريق من جديد ، واستكمال المهمة التاريخية التي بدأت منذ خمسة عقود ولم تنجز بشكل كامل ( ومثل هذه المدد الزمنية طبيعية في حياة الشعوب ) وذلك على درب إعادة بناء الحركة واستعادة شرعيتها ، وعافيتها ، ووحدتها ، من خلال المؤتمر الكردي السوري الجامع  .
  لقد حددت في مقالة سابقة ستة جهات وجماعات ، معنية بتاريخ حركتنا ، وبتلك الحقبة المضيئة على وجه التحديد : ( النظام – فرسان الانشقاق باشراف – الضابط الأمني محمد منصورة – جماعات ب ك ك – جماعة الاخوان المسلمين السورية – قيادة الاتحاد الوطني الكردستاني – العراق – بعض قيادات الانكسي ) ، وذكرت أيضا الخيارات المتاحة امام تلك الأطراف : اما الرضوخ لمنطق الحوار ، والاعتراف بالخطأ ، والاعتذار للشعب ، وفتح صفحة جديدة منتظمة للحوار الحضاري الكردي الكردي ، أو ردود أفعال متسرعة ، هيستيرية ، عدوانية ، لامسؤولة .
    الأهداف المضادة في مسلسل امحاء أو تشويه الذاكرة الجمعية التاريخية لشعبنا
 ١ – امحاء دور الكرد والحركة الكرردية في سوريا ، باعتبارهم متسللون ، طارئون .
 ٢ – ا الاستخفاف با الحركة واظهارها بمظهر مجرد اشخاص يبحثون عن مصالحهم ، وتاريخها بمجرد صراعات شخصية ، وذلك لتحقيق موقف الأنظمة وهدفها في انكار وجود شعب وحركة مناضلة تعبر عن مطامحه .
  ٣ – من اجل اثبات ان – ب ك ك – هو البديل ، والمنقذ .
  ٤ – من اجل دحض الحقوق المشروعة على قاعدة مبدأ تقرير المصير ، وتخطئة ( البارتي اليساري – الاتحاد الشعبي ) أي مدرسة الخامس من آب لعام ١٩٦٥ في تجديد الفكر السياسي الكردي السوري ، وإعادة تعريف الكرد ، والحقوق ، والتنظيم السياسي ، والمصالح القومية والوطنية ، وعلى ضوئها طبيعة التحالفات ، وتمييز الأصدقاء من الخصوم .
 ٥ – اثارة الفتن البينية ، وشخصنة الصراع الفكري ببعديها القومي والثقافي ، للتمهيد بتمرير المخططات التصفوية ، والايحاء بان الإنقاذ يمر بإدارة الأحزاب الفاشلة للمصير الكردي السوري  .
  في الحلقات الأربعة ركزت على سرد الحقائق ، وتسليط الضوء على المفاصل الأساسية ، والقضايا الاستراتيجية ، مثلا  لم آتي على ذكر - فؤاد عليكو - الا نصف دقيقة من أصل – ٢٢٠ – دقيقة في معرض الكشف عن مخطط – منصورة – لشق حزبنا من خلاله مقابل توظيفه في برلمان النظام ، بل وقفت على قضايا استراتيجية وتاريخية هامة تمس ماضي وحاضر ومستقبل الكرد السوريين والحركة الكردية عموما بعكس ما أشار احدهم خطأ مقصودا ان قضايا لقائي الموسع انحصرت بين فلان وفلان .



118
الكرد في الذاكرة السورية
                                                                   
صلاح بدرالدين

    في البداية أرى من الواجب تقديم الشكر الجزيل لادارة تلفزيون سوريا على منح الفرصة لشمول ( الذاكرة السورية الحالة الكردية )  آيضا ، واعتبار تاريخ الحركة الكردية جزء من الحركة الوطنية السورية ، والشكر موصول لمعدي البرنامج ولكافة العاملين فيه .
  بعد عرض الحلقات الأربعة من مشاركتي في برنامج الذاكرة السورية الذي أداره الصحفي المخضرم  اللامع الأستاذ " شعبان عبود " ، وبعد متابعة مختلف الردود ، والتعليقات ، والرسائل التي تلقيتها من أصدقاء ، ومن أخوات واخوة لااعرفهم على الصعيد الشخصي ، توصلت الى جملة من الانطباعات :
   أولها - الاهتمام المميز من جانب الجيل الكردي الشاب أو الجيل الثالث لمعرفة تاريخ حركته وأحداثها التي لم يعاصرها ، وشغفه للاطلاع على الحقيقة التي تعرضت الى التشويه المتعمد من جانب أصحاب مصالح حزبية ضيقة ، وبالأخص من جانب الماكينة الإعلامية الأمنية التابعة لأجهزة سلطة نظام الاستبداد .
وثانيها - الثناء الذي تلقيته من عدد كبير من أصدقائي ومعارفي السياسيين ، والمناضلين القدامى ، والإعلاميين ، والمهتمين بقضايا الحركة الكردية في مختلف أجزاء كردستان ، وبالأخص في إقليم كردستان العراق على سردي الامين والواقعي  للاحداث التي كانت ذات صلة بهم .
 وثالثها - الاقبال الضعيف الخجول لاوساط من الشركاء السوريين ، محسوبة على المعارضة السورية في متابعة أحداث الساحة الكردية السورية ، واعتبار تطورات الحركة الكردية خارج اهتماماتها ، وكأن كرد سوريا في كوكب آخر ، وهو أمر مؤسف يرتبط بعدم استيعاب قطاعات سورية لحقيقة الكرد والقضية الكردية في سوريا .
 ورابعها - حصول مداخلات متسرعة من جانب أناس  قبل انتهاء عرض الحلقات الأربعة بل انطلاقا من مواقف مسبقة ، وبهذه الحالة كان التقييم مبتورا ومتجنيا على الاغلب ، الى درجة ان احدهم نشر ردا – عدوانيا وبكلمات نابية سوقية – قبل إتمام نشر الحلقات .زعموا  من دون تدقيق بانني وصمت أفرادا وشخصيات (  بالعمالة ) ، وللتوضيح فانني وفي كل تاريخي السياسي الممتد لاكثر من نصف قرن ، وفي كل كتاباتي ، ومقالاتي ، وفي كتبي العشرين بمافيها الاجزآء الخمسة من مذكراتي ، وفي خضم كل الصراعات والمواجهات بحركتنا ، لم أصف يوما أحدا من خصومي السياسيين با ( العميل و الخائن ) وهذه الالفاظ بعيدة عن ثقافتي ، ومناقضة لمنهجي العلمي الموضوعي في التحليل والتقييم ، وعلى سبيل المثال كان المرحوم الأستاذ عبد الحميد درويش الذي كان يمثل التيار اليميني في الحركة الكردية السورية ومن أبرز الخصوم بالفكر والسياسة ، ولم يخفي يوما قربه من السلطة وتعامله معها  ولكننا على الصعيد الشخصي والإنساني على علاقة حسنة ، وصداقة ، واحترام متبادل .
   المعنييون بالدرجة الأولى  في لقاءاتي عن الذاكرة الكردية السورية
   هناك صفحات منسية من تاريخ الحركة الكردية السوية ، وهناك زوايا يشوبها الغموض بفعل فاعل ، وهناك أيضا أحداث لها علاقة بالبعدين الوطني والكردستاني ، اريد لها ان تبقى في الظلال ، من واجبنا جميعا الكشف عن الحقيقة ، وسبر اغوارها من أجل اطلاع الأجيال الكردية ، وكذلك الحركة الوطنية السورية ، ليتسنى بعد ذلك اتخاذ الموقف السليم ، والاستفادة من دروس الماضي ، ولاشك أن  أكثر المعنيين ارتباطا بموضوعنا هو :
  أولا -  النظام الدكتاتوري الموغل بالاجرام واجهزته خصوصا بعد تسلط حزب البعث على مقاليد السلطة في البلاد .
   ثانيا  - مسؤولو أحزاب ومنظمات كردية الذين أساؤوا للحركة وشقوا صفوفها بدعم السلطة ، وتعاونوا مع النظام ضد من ناضل وواجه وضحى في سبيل حل القضية الكردية في سوريا جديدة ، ديموقراطية ، تشاركية ، تعددية .
   ثالثا -  بعض قيادات الأحزاب خصوصا الجماعات التابعة لحزب العمال الكردستاني – ب ك ك حيث سلطت الضوء على مواقفهم وممارساتهم بالجملة والتفصيل خاصة بعد اندلاع الثورة السورية ، وتمنيت ان يتمخض عنها بنهاية الامر تيارا وطنيا كرديا سوريا ، يعود الى الشعب ، ويلتزم بمبادئ العمل الوطني الكردي المشترك ويمارس مراجعة نقدية شاملة  .
   رابعا - جماعة الاخوان المسلمين السورية التي كشفت عن ازدواجية سياساتها في تجربتي معها بجبهة الخلاص ، وكذلك مجمل تقييمي لدورها السلبي في الثورة والمعارضة .
  خامسا -  قيادة الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة المرحوم جلال الطالباني ، لانني طرحت دورهم السلبي في الحركة الكردستانية عموما ، وفي الحركة الكردية السورية على وجه الخصوص .
  سادسا – بعض قيادات أحزاب ( المجلس الوطني الكردي ) التي ابدينا مآخذنا على سلوكها المسيئ وسياساتها الخاطئة ، علما أن في المجلس مجموعات حزبية وأفراد مع الإصلاح وإعادة النظر ، وتصحيح المسار عبر عقد مؤتمر كردي سوري جامع .
  من الطبيعي أمام هؤلاء  الذين نختلف معهم ، وابدينا ملاحظاتنا ونقدنا تجاههم في هذا اللقاء وفي الأجزاء الخمسة من مذكراتي  سبيلان : اما الاعتراف بالحقيقة وطلب الاعتذار من الشعب ، أوالدخول في حوار جاد ، وهادئ ، ومسؤول ، وعلني ،   ومن جهتي  ابدي استعدادي الكامل لذلك ، أقله قد ننجح في تنظيم شكل حضاري للحوار الكردي – الكردي ، أو المضي في الإساءة والتجني ، والانكار ، ومن الواضح أن أصحاب الخيار الأخير ستصدر عنهم ردود فعل قد تكون – هيستيرية – عدوانية ، لامسؤولة .
  بقي أن أقول أن التاريخ النضالي الماضي – على الصعيد الحزبي والشخصي - الذي أعتز بفصوله ، وصفحاته الناصعة يعود الفضل في ذلك  الى رفاق دربي الذين رحلوا عنا والذ ين مازالوا بيننا هنا وهناك ، وفي مسيرتنا تلك ( ٦٠ عاما ) ان أصبنا فكان واجبا ، وان أخطأنا أكرر الاعتذار لشعبنا العظيم الذي يستحق الأفضل والأكثر تضحية وعطاء .



119
مراجعة نقدية في تشخيص أسباب امتداد
 – ب ك ك – في الساحة الكردية السورية
                                                                             
صلاح بدرالدين

   يكاد مسؤولو الأحزاب الكردية السورية التي كانت قائمة قبل ظهور حزب العمال الكردستاني – التركي ، يجمعون في معرض تفسيرهم لصعود هذا الحزب السريع في البيئة الجماهيرية للمناطق الكردية ، الى هذه الدرجة ،على  جملة من الأسباب الأحادية الجانب ،  مثل دعم النظام الإقليمي الرسمي لهذا الحزب ، ورفع الشعارات القومية الفضفاضة ، وجذب الشابات والشباب نحو حمل السلاح ، وهي جزء من الأسباب وليس كلها ، مما يضفي الصفة البعيدة عن نهج التحليل العلمي الشامل لكل جوانب المسألة  ، والتقييم الموضوعي للظواهر ، والاحداث ، والعوامل القريبة والبعيدة ، والداخلية والخارجية ، التي تكاملت بمرور الزمن ، لتمهد الطريق أمام بروز وانتشار تنظيمات وأنصار – ب ك ك – في الساحة الكردية السورية .
  نعم وقعنا جميعا كأحزاب كردية وباشكال متفاوتة في هذا الخطأ الكبير ، عندما أردنا التستر على العامل الأهم في صعود – ب ك ك – في ساحتنا ، وهو تقصيرنا في انجاز مهامنا القومية والوطنية ، وعجزنا عن توحيد صفوفنا واتفاقنا على مشروع برنامج الحد الأدنى لنضالنا ، وقيام البعض منا في التمهيد والتواطؤ لتسهيل اختراقات أجهزة السلطة لحركتنا ، وكانت النتيجة حصول عدم ثقة ، وجمود ، وفراغ في الساحة ملأتها السلطة عبر الوافد الآبوجي الجديد منذ بداية الثمانينات ، وحتى لانضع جميع الأحزاب والتيارات السياسية الكردية في سلة واحدة حول مسؤولية التقصير ، وحتى لا نظلم أحدا ، لابد لنا من تسليط الضوء على مجريات ، وخفايا تلك المرحلة .
   المشهد الكردي السوري قبل – ب ك ك –
  تزامن قدوم زعيم حزب العمال الكردستاني السيد عبد الله أوجلان بداية ثمانينات القرن الماضي الى سوريا ، واحتضانه من جانب عائلة الأسد ، البدايات الأولى لعملية تعامل النظام الفعلي المباشر ، الى جانب الأمني مع الحالة الكردية كورقة ، وتنظيم إدارة الملف الكردي في الداخل وفي العراق وتركيا عبر مؤسسة وخبراء ، ومستشارين ، موزع بين عدد من فروع المخابرات ( العسكرية ، والسياسية ، وأمن الدولة ، ولاحقا الجوية ) ليصب بالنهاية في دائرة المركز الأمني في القصر الجمهوري ، وبرزت أسماء ضباط كبار تناولوا مسؤولية الملف الكردي في عهد الأسد الاب والابن من بينهم اللواء علي دوبا ، واللواء بدر حسن ، والعقيد يوسف طحطوح ، والعميد عدنان الحمداني ، واللواء مصطفى التاجر ، واللواء محمد ناصيف ، والملازم عارف ، واللواء محمد منصورة وآخرون من الدرجات الثانية والثالثة .
  كان الصراع الفكري – السياسي الكردي – الكردي في أوجه حينذاك ، بين نهج قومي ديموقراطي يساري ، ينطلق من وجود شعب كردي سوري ، من السكان الأصليين يستحق من حيث المبدأ ان يقرر مصيره السياسي ، والإداري ، في اطار سوريا تعددية موحدة ، معتبرا القضية الكردية جزء لايتجزأ من النضال الوطني الديموقراطي المعارض للاستبداد ، ومتمسكا باستقلالية القرار الكردي السوري ، وكان يقود هذا النهج ( البارتي الكردي اليساري – حزب الاتحاد الشعبي ) .
  النهج الآخر توزع بين أحزاب اما موالية بشكل منتظم  للسلطة مثل ( اليمين والوحدة ) ، أو مهادنة مع رفع شعارات – قومية - دون القطع مع النظام مثل ( البارتي ) ، والطرفان كانا يتستران بعض الأحيان بذرائع البعد الكردستاني ، وتوجيه الأنظار نحو الخارج ، فاليمين كان شبه تابع لحزب المرحوم جلال الطالباني الذي تأسس في دمشق عام ١٩٧٥ ، وكان هذا الحزب الأخير منخرطا في تفاهمات مع اللواء علي دوبا بشأن ترتيبات مدروسة حول الحركة الكردية في العراق ، وسوريا ، وتركيا ، اما البارتي فكان يخفي مهادنته للنظام تحت ظل الحرص على علاقات – الحزب الديمقراطي الكردستاني – العراق مع النظام السوري خاصة وان مختلف قيادات الأحزاب الكردية العراقية كانت لاجئة في سوريا الى جانب اطراف المعارضة العراقية ، وهي لم تكن بحاجة الى مهادنة كرد سوريا المحرومون من الحقوق ، والمضطهدون ، والمقموعون ،  للنظام ، ولم تطلب ذلك في يوم من الأيام ولكن تلك الأحزاب الكردية السورية  كانت تختلق الذرائع للتهرب من دفع الاستحقاقات النضالية وتقديم التضحيات في سبيل تحقيق طموحات الكرد السوريين .
  لقد وجد الاتحاد الشعبي نفسه وحيدا على الصعيد الكردي في مواجهة النظام ، وحمل الحقوق والمطالب عبر مشروعه القومي والوطني والكردستاني المعلن بمسودات برامج أقرها مؤتمراته تحت صيغ : ( الجبهة الوطنية الديمقراطية الكردية السورية ومن ضمنها الميثاق القومي لكرد سوريا – والجبهة الوطنية السورية – والجبهة الوطنية الديموقراطية الكردستانية ) ، وقد حققنا خطوة مهمة مع البارتي  لم تدم طويلا عندما اتفقنا على برنامج – التحالف الديموقراطي – واصدرنا بيانا  مشتركا ( في بيروت عام ١٩٨٠ )  كارضية تمهيدية للتحالف سرعان ما تم التراجع عنه من جانب الاخوة بالبارتي عندما ضموا اليمين اليه وكان ذلك إيذانا بافراغ التحالف من مضمونه خاصة وانه جرى حذف كل ما هو ضد النظام .
   لقد سعى الاتحاد الشعبي بكل جهوده من اجل تحقيق جبهة ، او تحالف لكرد سوريا ، ولكنه كان يصطدم على الدوام بالرفض أو التجاهل ، من جانب الأحزاب الأخرى ، والسبب الحقيقي كان مسألة الموقف من نظام الاستبداد ، حتى أنني أقدمت على توجيه رسائل الى المسؤولين الأوائل لتلك الأحزاب في تلك المرحلة اقترحت فيها ان ينسحب المسؤول الأول وأعضاء المكتب السياسي في كل حزب لافساح المجال للدماء الجديدة عسى أن يتفقوا بمعزل عن الذين شاركوا بالصراعات ، ولكن الجميع لم يجيبوا على رسائلي ، وأقولها علنا ان الأحزاب الكردية في تلك المرحلة أصبحوا جزء من حملات النظام الإعلامية الدعائية ضد الاتحاد الشعبي وقيادته ، حتى أن الوفد الثلاثي الذي شكله محمد منصوره وباركه ليشارك في مؤتمر ستوكهولم عام ١٩٩٠ ، كان مكلفا بمقاطعة وفد الاتحاد الشعبي ورئيسه المشارك وقد اخبرني عضو الوفد المرحوم الصديق كمال احمد آغا في منزل وامام قريبه الصديق دارا بلك وهو حي يرزق .
  موقفنا المناهض للنظام وتمسكنا بمبدأ حق تقرير المصير لكرد سوريا باطار الوطن الواحد ، واصرارنا على احترام الشخصية الكردية السورية ، وصيانة قرارنا المستقل ، فتحت علينا أبوابا معادية عديدة ، حتى أن وقوفنا الى جانب قضايا أشقائنا في البعد الكردستاني ، وعلاقاتنا النابعة من الحرص ، تأثر بمراحل عديدة مدا وجزرا بنهجنا الصادق والصريح والمبدئي ، فخلال ثورة أيلول كنا الطرف الكردي السوي الأكثر قربا وحميمية مع الاشقاء في كردستان العراق الذين لم تكن لهم حينها علاقات مع النظام السوري ، ولكن بعد نشوء العلاقات وتوسعها اصبحنا في وضع ( الحب من طرف واحد ) .
  عندما استقر المقام لقيادات – ب ك ك – في دمشق وتم اعتمادهم من جانب النظام كقوة رديفة لمشروعه في المنطقة عموما وتجاه القضية الكردية خصوصا ، كان الخاسر الأول للوهلة الأولى حزبا اليمين والوحدة بسبب تحولهما الى درجة ثانية من حيث الحظوة ، ولكن بالرغم من ذلك فقد هرولت غالبية الأحزاب الكردية تجاه السيد اوجلان ، واستمرت في علاقاتها ومواقفها السابقة مع النظام ، حتى قادة أحزاب كردستان العراق تواصلوا معه وطلبوا اللقاء به.
  في تلك المرحلة حاول الحزبان الشيوعييان السوري والعراقي اقناع الاتحاد السوفييتي لرعاية  تحالف سياسي يقوده حافظ الأسد الذي كان يعتبر السوفييت نظامه وطنيا تقدميا ، يتشكل أساسا من الشيوعيين ، وأطراف من الحركة الكردية ، وبعض الفصائل الفلسطينية ، ومجموعات من الشيعية السياسية المدعومة من ايران ، لذلك بدأ نظام الأسد بتوسيع دائرة علاقاته الكردية ، واستقبال اوجلان وقادة حزبه من اجل استخدامهم داخليا ضد الحركة الكردية الاصلية ، وخارجيا ضد تركيا وكل طرف كردي يشق عصا الطاعة للدكتاتور الأسد ( وهذا ماجاء أيضا كتاكيد في شهادات لبعض اركان نظام الأسد المنشقين مثل خدام وحجاب ) ، وبالتدخل في تفاصيل القضية الفلسطينية ، بمافي ذلك زرع جماعات له بصفوفها ، وشق حركة فتح ودعم اتباع النظام ، وكذلك التعاون مع ايران في تشكيل حزب الله وفصائل أخرى موالية .
  مراجعة نقدية في تحديد التقصير
   وهكذا فقد كان هناك قبولا إقليميا لحزب العمال الكردستاني خصوصا من معظم ان لم يكن كل الانظمة الحاكمة المقسمة للكرد ووطنهم ، لاستعداده التعاون مع تلك الأنظمة ، وانخراطه في الاقتتال الكردي – الكردي ، واعتباره مواجهة الحركات الكردية القائمة ( الخائنة ! )  في سلم الأولويات للحلول محلها بديلا ، ولان هذا الحزب يرفض مبدأ حق تقرير مصير الكرد ، ويعلن ازدراءه للنضال والتاريخ الكردي منذ قرون وحتى الان ويعتبر ان التاريخ بدأ منه ، خلاصة القول فقد وجدت الأنظمة الإقليمية المستبدة والشوفينية ، ضالتها في هذا الحزب من اجل توجيه ضربات للحركة الكردية الحقيقية .
  إضافة الى ماتقدم فان الساحة الكردية السورية كانت مهيأة لظهور وامتداد ب ك ك أولا : بسبب إرادة النظام الذي سهل بل شجع انخراط الشباب والشابات في هذا الحزب ، وثانيا لان الحركة الكردية الاصيلة كما ذكرنا أعلاه كانت مفككة ، ومنقسمة ، والغالبية من أحزابها كانت ضعيفة وملحقة بالنظام بشكل وآخر ، ولم تكن تمتلك مجتمعة  أي مشروع قومي او وطني ، فقط الاتحاد الشعبي كان يتميز بامتلاك مشروع برنامج وكان أحيانا كمن يغرد خارج السرب ، ولذلك حورب بشراسة من الجميع وخصوصا من النظام الذي كلف محمد منصورة بتنفيذ مخطط شق الحزب ودعم واسناد المنشقين .
  لذلك أقول : علينا الاعتراف بالحقيقة المرة وهي تقصير الأحزاب الكردية التي كانت قائمة قبل ظهور ب ك ك ، بل مساهمة بعضها في استكمال مشروع النظام بخصوص القضية الكردية .
 
 

120
قراءة لشهادة رياض حجاب حول – ب ك ك –
                                                                         
صلاح بدرالدين


القيادي البعثي ، ورئيس حكومة الأسد – سابقا – والمعارض حاليا السيد د رياض حجاب ، وفي حلقة خاصة على تلفزيون سوريا ( ٢ – ٥ – ٢٠٢١ ) يشهد  :

" قبل ثماني سنوات من اليوم، وبعد مقتل طاقم خلية الازمة في دمشق بتاريخ 18.07.2012. وبعدها بيومين أي في 20.07.2012 اجتمع " بشار الأسد " مع قادة الوحدات العسكرية والأجهزة الأمنية في منطقة الجزيرة، وقام بإعطاء الأوامر لهؤلاء القادة , وطلب منهم بوجوب تسليم كافة القطعات العسكرية والأمنية في الجزيرة السورية لحزب العمال الكوردستاني مع كامل السلاح .
.
- وبعد ذهابنا الى بشار الأسد في القصر الجمهوري وبحضور فاروق الشرع ومحمد بخيتان ورئيس مجلس الشعب محمد جهاد اللحّام ، وأعضاء القيادة القطرية، وكلهم شهود على ما أقوله اليوم هنا للاعلام. وسألنا بشار الأسد عن فحوى القيام بهذه الخطة وتسليم هذه العملية، اي عملية التسليم ‏والاستلام لهذه المناطق والقطعات العسكرية والأمنية في منطقة الجزيرة لحزب العمال التركي الـ . PKK .!
فقال لنا بشار الأسد وبالحرف الواحد، بأن جماعة " حزب العمال " هم شركائنا وحلفائنا لنا، ولقد استثمرنا فيهم بشكل كبير وخاصة خلال السنوات الماضية. واليوم نحن بحاجتهم، وذلك من أجل الضغط وضبط الشارع الكوردي ومن ثم الشارع العربي … وسيصبحون في الأخير أيضاً خنجراً في ظهر تركيا " .
  وكما أرى فان هذه الشهادة جاءت متأخرة جدا ، وناقصة ، ومسيسة لهذه الأسباب :

متأخرة :
لانها جاءت بعد دخول الثورة السورية عامها الحادي عشر  ، وبعد أن مضى على العلاقات المستجدة  واتفاقيات المرحلة الثانية المتجددة  بين النظام من جهة ، وحزب العمال الكردستاني من جهة أخرى نحو عشرة أعوام ، صحيح أنه تطرق مرة سابقة لهذا الموضوع على قنال الجزيرة  ولكن بشكل عابر  ومحدود .

وناقصة :
لانها لم تكشف عن التفاصيل الرئيسية من قبيل : من قام بالتوسط بين الطرفين ؟ ومن هو مبعوث الأسد الذي توجه الى السليمانية للقاء ممثلي – ب ك ك - ؟ وكم جولة تخللت المحادثات ؟ وماهي البنود التي تم الاتفاق عليها ؟ ومن هم الوسطاء والشهود من جانب النظام الإيراني الى جانب رئيس العراق الأسبق المرحوم جلال الطالباني ؟ وكيف وباية وسيلة وعبر اية طرق وصل مسلحو ب ك ك الى سوريا ؟ وأين استقروا بالبداية ؟ وماذا كانت مهامهم ؟ ومن أشرف عليهم من جانب النظام ؟ .

ومسيسة :
لأن الشهادة خارجة عن السرب ، لها غرض سياسي آني تخدم أجندات جهات من النظام الإقليمي الرسمي ، ولاعلاقة لها بمتطلبات مصالح الشعب السوري ، وثورته ، ومعارضته الحقيقية وقد تحمل رسائل مشفرة لا يستطيع فكها الا أجهزة أمن النظام العربي الرسمي  .

ان النظام العربي الرسمي الذي يعتبر ثورة السوريين على نظام بلادهم الدكتاتوري المستبد مجرد ورقة تلعب بها متى تشاء ، وتستخدمها وقت الحاجة لخدمة مصالح المحاور المتصارعة ، غير آبه بتاريخ واحداث ، وتحولات تلك الثورة العظيمة وأهدافها ، ومن هم اعداؤها ، وأصدقاؤها ، ومن هم فرسان الردة المضادة فيها ، ففي غضون السنوات العشر المنصرمة ساهم النظام العربي الرسمي في اثارة الفرقة والانقسام بين الوطنيين السوريين ، وفنح أبوابه لقوى الردة ، واستقبل ممثلي ( ب ك ك وقسد ) وقدم لهم الدعم والحماية ، وسخر لهم وسائل اعلامه ، والآن وبعد كل هذه المدة يقدم الشهادات المتاخرة ، والناقصة ، والمريبة .

معظم ان لم نقل كل أطياف وشخصيات المعارضة السورية ( الإسلامية منها والقومية والبعثية الوافدة ) لايبحثون عن حقائق الوضع الكردي السوري ، ولايعترفون بوجود الشعب الكردي ، وحركته الوطنية ، وتاريخ مناضليها الذين قارعوا الاستبداد ، ويتجاهلون الكرد الوطنييون الذين وقفوا مع الثورة ومازالوا ، ولايأبهون  لمواقفهم  ولا لشهاداتهم بشأن الحالة الكردية الخاصة ، فقبل هذه الشهادة الناقصة المتأخرة بنحو عشرة أعوام كشف الوطنييون الكرد السورييون شهادات حقيقية موثقة حول موضوعنا المطروح المتعلق ب ب ك ك ودوره من الالف الى الياء ، حتى قبل ان يتحول السيد حجاب ( معارضا ) .

باستثناء قلة من الذين تخلوا عن مبادئ حزب البعث وتحولوا يسارا ، لم أجد في طول تاريخ البعثيين السوريين الذين وفدوا من صلب النظام ، والتحقوا بصفوف الشعب !! ، أأن قدم واحدا منهم استقالته عن البعث علنا ، أو اعترف بالخطايا ، أو كشف عن كل الاسرار بصدق وصراحة  ، بدء من المرحوم عبد الحليم خدام وانتهاء بالسيد رياض حجاب وبينهما المئات والالاف  .


121
خمسة قضايا استراتيجية  في لقاء رئيس إقليم كردستان
                                                                           
صلاح بدرالدين

  في أول ظهور اعلامي مع القنوات الفضائية العربية ، طرح رئيس الإقليم الشاب نيجيرفان بارزاني في حواره مع ثلاثة اعلاميين من قناة " الشرقية العراقية " ( ٢٣ – ٤ – ٢٠٢١ ) مجموعة من الرؤا  المتجددة حول جملة من القضايا التاريخية ، والآنية ، المتعلقة بكفاح شعب كردستان ، في مراحل متعاقبة منذ بدايات القرن الماضي ، وانتهاء بالأوضاع الراهنة بالعراق ، وآفاق مستقبل علاقات أربيل وبغداد ، والسبل الكفيلة بالحفاظ على السلام والوئام ، والشراكة بين الكرد والعرب  ، والعيش المشترك بين مختلف المكونات العراقية .
    القضية الأولى – حول النهج السياسي الذي دشنه الملا مصطفى بارزاني حول العلاقة الأخوية  الكردية العربية ، خصوصا ، والعلاقات الأخوية  الكردية مع المكونات القومية والدينية الأخرى بكردستان والعراق ،  فمن المعلوم  أن البارزاني الكبير أعلن منذ بداية اندلاع ثورة أيلول على أنهم في موقع الدفاع ، ولايواجهون العرب بثورتهم بل يحاربون الأنظمة والحكومات الاستبدادية الشوفينية ، التي لا تتمنى الخير والسلام  لا للعرب ولا للكرد ، كما كان شعار الحزب والثورة ( الديموقراطية للعراق والحكم الذاتي لكردستان ) وأن حل القضية الكردية ستحل عبر التفاهم والحوار مع الشركاء العرب وفي اطار الدولة الواحدة ، كما انهم تعلموا من البارزاني  الجد الإخلاص للشعب والقضية ، وخدمة المجتمع  ، واحترام الآخر المختلف قوميا ودينيا وسياسيا ، وأشاد بدور والده الراحل ادريس بارزاني في تعزيز العلاقات الكردية العربية ، والحرص على تحقيق اتفاقية آذار للحكم الذاتي لعام ١٩٧٠ .
 القضية الثانية –  أكد رئيس الإقليم ل أنهم تعلموا من البارزاني الكبير  حقيقة استحالة  القضاء على الحركة الكردية بقوة السلاح ، كما لايمكن حل القضية الكردية عبر الحروب والمواجهات التناحرية ، بل من خلال الحوار ، والتوافق ، ولايمكن حل مشاكل العراق بنظرة من هو القوي ومن هو الضعيف ، ومن هو الأكثر عددا ومن هو الأقل عددا ، بل  عبر طاولة المفاوضات ، فالكرد والعرب بالعراق يكملون بعضهم البعض ، من خلال الشراكة الحقيقية في السلطة والثروة والقرار ، ومن ثم تعزيز واحترام مفهوم المواطنة والإخلاص للوطن .
 القضية الثالثة – أنهم تعلموا أيضا من البارزاني الكبير ، التسامح ، والجنوح نحو السلم ، وضرب مثالا على ذلك عندما أبلغ  الملا مصطفى نجله   السيد مسعود بارزاني الامتناع عن أي عمل انتقامي بعد محاولة اغتياله في بلدة – حاجي أومران – بأواسط  سبعينات القرن الماضي  وذلك كله يؤكد كيف سقطت الأنظمة والحكومات العراقية أمام صمود  الحركة الكردية ومواقفها المبدئية الراسخة بالرغم من اختلال موازين القوى العسكرية ، وكيف بقي الإقليم متقدما على كل محافظات العراق اقتصاديا ، واستقرارا أمنيا بالرغم من كل الصعوبات والمعوقات التي خلقها الشوفينييون أعداء الكرد والعرب الذين لن يدوموا على سدة الحكم كما يثبت التاريخ .
   القضية الرابعة – اعلان الرئيس نيجيرفان بكل وضوح أن الجميع أخطأوا في الماضي في  بغداد واربيل ، وعلى الجميع الاعتراف بذلك ، وتصحيح الخطأ ، وأن الجيل الجديد يجب أن لايحمل ترسبات الماضي ، بل يبدأ بثقة وحسن نية في سبيل إعادة البناء ، وتجسير الهوة والمسافات ، والتركيز على المشتركات ، وتطوير ماتم التوافق عليه .
  القضية الخامسة – التعايش بين مختلف المكونات في كردستان خصوصا والعراق عموما ، وكيف ان تجربة الإقليم انطلاقا من المبادئ السالفة الذكر التي زرعها الاسلاف تعتبر مفخرة لشعب كردستان العراق ، أشاد بها الجميع والقريب والبعيد في مجال التعايش وقبول الآخر ، والحريات العامة ، بالإضافة الى ان الإقليم استقبل نحو مليوني لاجئ ونازح من سوريا والعراق ، وان الجميع ينعمون بالأمان ، والحياة الحرة ، كما أنه اكد على عدم قيام أي من هؤلاء باعمال عدائية ضد شعب كردستان .
   استنتاجات
  لدى التمعن في مضامين إجابات السيد رئيس الإقليم نتوصل الى الحقائق التالية :
 ١ – أنه وباعتباره الجيل الثاني الشاب في مسيرة الانتفاضة ، وإعلان الفدرالية ، واستلام السلطة الفعلية ، ونتاج عملية الانتقال من الثورة الى ( الحوكمة الدولتية ) ان جاز التعبير ، فانه بدون شك يجمع بين الثقافتين الثورية والمدنية ، وبين خطاب حركة التحرر القومي ، والخطاب الليبرالي – البراغماتي – الحداثوي ، فمن جهة يبدى الوفاء لماضي العائلة ، والحركة ، والحزب ، ( وهو ثلاثي لايمكن تجزئته ) ، ولكل الصفحات المشرقة فيه ، ومن جهة ثانية يعتبر الماضي مرحلة تاريخية سابقة انتهت ، آخذا بعين الاعتبار التطورات الهيكلية ، والاجتماعية ، والبنيوية ، وظهور مستجدات على انقاض القديم لايمكن تجاهلها وذلك ليس على صعيد إقليم كردستان فحسب بل في كل العراق ، ولذلك يدعو الى الاعتراف بالاخطاء وتصحيحها ، كما يورد مثالا حول أن مواليد قبل اثني عشر عاما لن يقبلوا باي حال الخلل الاجتماعي ، والسياسي السائد الآن .
  ٢ –  رؤية رئيس الإقليم  الواضحة والسليمة لمسألة علاقات  كرد العراق بالعرب والمكونات الأخرى ، واعتبار ان على الكرد واجبات وطنية مع الحقوق القومية ،  تنطبق على علاقات كرد الأجزاء الأخرى بالعرب ، والترك ، والإيرانيين ، أي بالشعوب التي يتقاسم معها العيش في الدول القائمة بالمنطقة ، وهو يرسم بدقة أسس وحدود التوازن بين القومي ، والوطني ، وحل القومي في اطار الوطني ، وتعزيز الوطني بالقومي .
  ٣ – نظرته الواقعية لعلاقات شعب كردستان المصيرية بالعرب والمكونات الأخرى في العراق ، والآفاق المستقبلية لخيار العيش المشترك ، من بناء ، واعمار ، وتقدم ، تعتبر الخيار الاستراتيجي لشعب الإقليم ، وأولوية التفاعل مع الداخل الوطني ، ( قبل سقوط الدكتاتورية مع المعارضة العراقية وبعد سقوطها مع القوى المؤمنة بالعيش المشترك والديموقراطية وحقوق الكرد ) وعلى الحركة الكردية في كل مكان والسورية منها على وجه الخصوص ، الاستفادة من تجربة الاشقاء بالاقليم بهذا المجال وكتجربة متقدمة واعدة في مختلف المجالات .
   إقليم كردستان العراق وطوال مسيرته المتنوعة ، وبمختلف مراحل كفاح شعبه الثورية بكل اطيافه القومية والدينية والثقافية ، وتقديماته المدنية ، والديموقراطية ، زاخر بالدروس والعبر ، فنحن الذين تابعنا تلك المسيرة منذ اكثر من ستة عقود ، كنا شهودا على بدايات بحث قادة الإقليم عن تعريف شعبهم بين الأمم ، والانتقال من الثورة الى السلطة الفدرالية ، وانتهاء بالتحولات المأمولة في عهد الجيل الثاني نحو الحداثة والمدنية ، والإصلاح ، ومكافحة الفساد ، والتقدم الاجتماعي ، فهل سيحقق المرتجى ؟ .


122
في استشراف آفاق النهوض في الحالة الكردية السورية
                                                                                     
صلاح بدرالدين

    بادئ ذي بدئ لابد من التوضيح أن عملية البحث في الجوانب الاجتماعية ، والاحصائية ، ووتيرة ونسبة الهجرة ، والنزوح ، وتحديد الاتجاهات السياسية والفكرية داخل المجتمع الكردي السوري استنادا الى الوثائق ، كانت في قائمة الممنوعات طيلة عقود في ظل الحكومات والأنظمة المتعاقبة في البلاد ، وخصوصا بعد تسلط حزب البعث على مقاليد السلطة منذ بدايات الستينات من القرن الماضي ، والمصدر الوحيد كان تقارير أجهزة الامن المرفوعة بسرية كاملة الى أصحاب القرار محدودة التداول ، والمحجوبة طبعا عن الأنظار  .

  ولم يتبدل الوضع في ظل سلطة الامر الواقع التابعة لل – ب ي د – منذ بدالية الثورة السورية وحتى الان ، فليس هناك من مراكز بحث مستقلة لتستقي منها المعلومات والبيانات الموثقة ، وماهو متوفر تابع للأحزاب وفي خدمة توجهاتها ، ومن اجل صيانة أمنها الداخلي ، وفي حقيقة الامر ليس من مصلحة لا سلطة – ب ي د – والأحزاب المنضوية فيها ، ولا – الانكسي – وأحزابها تسليط الضوء على أي جانب من جوانب الوضع الكردي السوري ، ولا الكشف عن حقيقة الاتجاهات والتوجهات السياسية والفكرية داخل المجتمع الكردي السوري ، خصوصا في كشف الحقائق الصادمة لتلك الأحزاب وأولها أن الغالبية العظمى من الوطنيين الكرد ، مستقلة ، وغير متحزبة ، بل عازمة على الإفصاح عن مواقفها بشتى السبل المتاحة وخصوصا عبر مواقع التواصل الاجتماعي الحرة .

   نعم تخشى هذه الأحزاب من الكشف عن حقيقة اصطفافات الحالة الكردية السياسية ، لان من شأن تلك الحقائق أن تحرجها ليس أمام متحزبيها وأنصارها فحسب ، بل أمام الأطراف الوطنية السورية ، و الجهات الخارجية المانحة ، والداعمة ، وفي جميع الأحوال فان تلك الجهات الخارجية مضافا اليها النظام ، وبعض التيارات الشوفينية السورية ، تفضل التعامل مع هذه الأحزاب الكردية الضعيفة ، والمفتقرة الى الشرعية ، والمسيرة عن بعد الفاقدة لاستقلالية القرار بدلا من مواجهة حركة كردية اعيدت بناؤها ديموقراطيا بمشروع برنامج سياسي ، وقيادة منتخبة تمثل إرادة الشعب الكردي .
 
   في ظاهر الامر تتجنب الأحزاب باعلامها الإشارة الى وجود أي فكر مخالف بل تحظرها ولاتفسح المجال لها  ، وتتجاهل أية مواقف سياسية مغايرة لسياساتها ، ولو كانت جادة ، ولها ثقة بسلوكها ، وصدقية اطروحاتها ، لاعترفت علنا بوجود كتلة تاريخية من الوطنيين المستقلين لها تعبيراتها ورموزها ، ومناضلوها ومفكروها ، ولاستجابت للحوار العلني معها ، ومناقشة كل القضايا المصيرية والثانوية معها وامام الشعب ، ولكن بدلا من ذلك فانها اما تحظرها وتقمعها ، أو تمنع أعضاءها ومريدوها من متابعة منابرها ، وقد تمت محاسبة العديد من الحزبيين لانهم وضعوا لايكات اعجاب على بوستات وبيانات ونداءات ومذكرات ، تعود لحراك – بزاف – وأنصاره .
                   
  لذلك فان الجهود الذاتية والفردية بالرغم من نواقصها ، وشروطها العلمية غير المكتملة ، هي المتوفرة الان في سبر أغوار المسائل والمواضيع ( الممنوعة ) التداول في منطق الأحزاب ، ولاشك انها تعبر عن جوانب هامة من الحقيقة في زمن – قحط – المعلومات ، وسيطرة الذهنية الأمنية الحزبوية الضيقة .
    في تصنيف سريع تقريبي توصل اليه الكثير من المتابعين والباحثين ، حول الانتماءات السياسية للكرد بالداخل ، وفي مواقع الشتات الخارجية ، والتي تشكل حسب بعض التقديرات أكثر من ٤٠٪ من العدد الإجمالي ، هناك من الأقل من ٦٠٪  ، بالداخل ، بين ٥- ٨٪ منهم فقط  تتعاطى العمل الحزبي أو الإداري ، أو العسكري – الأمني لقاء مورد مالي  .

    أما الغالبية الساحقة فمن غير المنتمين الى الأحزاب ، ومن بينهم الى جانب فئة قليلة  مترددة مستكينة  فقدت الامل من أي عمل سياسي ، ومستصعبة نجاح أية مبادرة للنهوض مجددا ،  هناك غالبية وطنية من فئات شبابية  ومتوسطة الاعمار من الجنسين من عامة الشعب ، والمهنيين المتنورين ( كتاب -  معلمون – أطباء – مهندسون – محامون – فنانون – اعلامييون ..) هذه الغالبية التي تشكل موضوعيا ( الكتلة التاريخية – الأداة ) في عملية التغيير ، وإعادة بناء الحركة الوطنية الكردية السورية ، واستعادة شرعيتها من خلال المؤتمر الجامع .

   ويعتبر حراك – بزاف – احد تجليات هذه الكتلة التاريخية   ، وتعبيراتها الراهنة ، والذي بدأ باستنهاض الهمم ، وعقد اللقاءات التشاورية ، والدعوة لتنظيم الصفوف منذ عام ٢٠١٢ ، والتحاور مع الجهات المعنية بالملف الكردي السوري خصوصا إقليم كردستان العراق ، وبعض اطراف التحالف الدولي ،  وقدم مشروع البرنامج للرأي العام ، ومن خلال الحوارات تم التعديل الرابع عليه قبل نحو أسبوعين  ويعتمد اللقاءات التشاورية سبيلا لهيكلة البناء التنظيمي ، وصولا الى توفير شروط التحضير للمؤتمر المنشود  .

  جميع الفئات ، والمجموعات ، والافراد من هذه الكتلة التاريخية ، مدعوون الى المشاركة ، والتحاور حول المصير وسبل الخلاص ، وقبل كل شيئ القيام بالدور المطلوب في إعادة بناء الحركة الكردية السورية ، واستعادة شرعيتها ، وقرارها المستقل المخطوف ، وذلك من خلال الطرق الديموقراطية ، والاعتماد على إرادة الشعب بتوفير الاسباب اللازمة لعقد المؤتمر الكردي السوري الجامع بمن يحضر ويلتزم بالنتائج .


123
في تسييس نسب آل الأسد
                                                             
صلاح بدرالدين

   من احدى الجوانب الظلامية في ثقافاتنا الشرقية وتتناقلها الأجيال منذ قرون ، الطعن في المقابل المختلف بأسلحة بالية منها شخصنة القضايا السياسية المصيرية المختلفة حولها  وعليها ، وخلطها بامور ومسائل عائلية ، وقبلية ، وقومية ، ودينية ، ومذهبية ، كالقول ان سيئات الجهة الفلانية ، والنظام الفلاني ،  أو الشخص الفلاني تعود الى كونه عربيا او كرديا او تركيا او فارسيا الخ ...  أو لعقيدته الدينية المسلمة او المسيحية او اليهودية ....أو لمذهبه وطريقته ولونه ولغته وجنسه الى ماهنالك من الانتماءات الإنسانية المتعلقة ببني البشر .

   الإعلامي المثير للجدل د فيصل القاسم يتبع هذا الأسلوب باغلب الأحيان تجاه من يعتبرهم خصوم اليوم ، فحملته على رأس النظام السوري اتخذ بالاونة الأخيرة ذلك الطابع – المشخصن – الذي قد يفيد نظامه على المدى المتوسط عندما توضع مساوئه على كاهل فرد الذي حتى لو غاب سيبقى النظام قائما ، فعندما يعيد القاسم أصل – الأسد – الى الجذور القومية الكردية والانتماء المذهبي الكاكائي ، من دون قرائن ومستمسكات موثوقة ، فانه بذلك يوحي بان دكتاتورية الأسد وجرائمه بحق السوريين تعود أسبابها الى اصله وعرقه ومذهبه ، وبذلك يكشف عن عنصريته المقيتة ، لاتختلف من حيث المضمون عن طبيعة  المقابل الاستبدادية المطعون باصله وفصله .

   لاشك أن هذه الطريقة في التعامل مع القضايا والاحداث والافراد والجماعات تنم عن قصور ، وعجز الى درجة الإفلاس ، وانتهاج هذا السلوك تجاه نظام مستبد كالنظام السوري على سبيل المثال لن يؤسس لعوامل الانتصار عليه ، فخلاف السوريين مع النظام القائم ، وثورتهم عليه ، ومعارضتهم له ، ليس من اجل انتمائه القومي أو المذهبي ، فالمجتمع السوري متعدد الاقوام والثقافات والأديان ، والجميع يؤمنون بالعيش المشترك في اطار التنوع والتعددية واحترام المقابل ، بل لان النظام دكتاتوري – مستبد ، حكم بالعقلية الأحادية الحزبية ، واسس منظومة امنية تقمع الاخر المختلف ، وحول سوريا الى سجن كبير ، انتهك الحرمات ، وكبت الحريات ، ومارس السياسة الشوفينية تجاه المكونات القومية وخصوصا المكون الكردي الذي نال النصيب الأكبر في التهميش والحرمان والتهجير ، وتغيير التركيب الديموغرافي لمناطقه من ديريك الى عفرين .

   كل سوري خبر هذا النظام المستبد منذ تسلط الأسد الاب ومن بعده الابن يعلم يقينا أن مسؤوليه ، ومواليه المقربين الى مصدر القرار ، استخدموا الوسائل الدعائية ، وكل فنون التزلف والمحاباة مع مختلف الفئات السورية بغية كسب ودها واصطفافها ضمن اطار الموالاة ، حتى في مجال التحالفات الخارجية وسياسة المحاور بالشرق الأوسط كان التفسير الوحيد لتقارب نظام حافظ الأسد ( البعثي – التقدمي ؟! ) مع نظام شاه ايران الموالي ( للامبريالية الامريكية ) هو الى جانب االجذب المذهبي حقيقة الأصل الايراني للبعض القليل  من العائلات ( العلوية ) وبينها عائلة الأسد التي غادرت ايران كما تؤكد مصادر عديدة واستقرت في الجبال الساحلية الحصينة .

   عائلات جبال العلويين ليست الوحيدة في الحل والترحال ، فالتاريخ يظهر ان المنطقة برمتها وقبل مئات وآلاف السنين وحتى قبل ظهور الدول المستقلة ورسم الحدود الدولية ، كانت مسرحا للهجرات والتنقلات الجماعية والقبلية لاسباب الحروب بين الاقوام واتباع الديانات والمذاهب ، والغزوات ، والاقتلاع العنصري ، والدوافع الاقتصادية وهذا ماحصل للقبائل العربية ، والكردية ، والتركمانية ، وللارمن ، والاشوريين ، والسريان ، والكلدان ، والازيديين ، والشركس ،والفلسطينيين  وقسم من الدروز .

   القاسم وحملة – تسييس – نسب آل الأسد :

   الحملة التي يقودها الإعلامي د فيصل القاسم بغية ارجاع عائلة الأسد الى الأصل الكردي ، لاتستند الى أية حقائق تاريخية ثابتة ، مصدره الوحيد اليتيم هو الاستناد الى أقوال المرحوم د عزالدين مصطفى رسول الذي ينقل بدوره عن جميل الأسد الشقيق الأكبر لحافظ الأسد عن ان عائلته من أصول كردية تتبع للمذهب الكاكائي  ، هجرت من منطقة خانقين في كردستان العراق ، وبالمناسبة فان المصدر المذكور كان مقربا من المرحوم جلال الطالباني الذي كان بدوره  يحظى بالاهتمام الاستثنائي من نظام الأسد الاب والابن ، ومقربا من العائلة ، وقدم لها الخدمات السياسية الكثيرة حتى انه كان يحمل – جواز سفر سوري دبلوماسي – ويقيم بدمشق معظم أيامه قبل اسقاط نظام صدام ، واعلن عن حزبه – الاتحاد الوطني الكردستاني عام ١٩٧٥ من دمشق ، وكما اعتقد فان الجو  العام لمحيط الطالباني آنذاك كان يميل الى المزيد من التحبب والتقرب لعائلة الأسد لدوافع سياسية مصلحية خاصة بمعزل عن المبادئ والحقائق .

   وفي ذات السياق وحسب اطلاعنا كان هناك بعض الشخصيات الثقافية من المنتمين الى ( الطريقة أو المذهب ، أو الفرقة ) الكاكائية  – الشيعية في إقليم كردستان العراق ، حاولت التقرب الى نظام الأسد من خلال الضابط الأمني في القامشلي – محمد منصورة - عندما كان في أوج بروزه من المنطلق المذهبي ولمصالح خاصة ، وبعضها من كتب أبحاث ومقالات المحاباة تجاه عائلة الأسد واصولها الكردية المزعومة ، لأغراض سياسية – مصلحية ولكنها لم تفلح في تزوير التاريخ ، ومن المعلوم اننا نجد عادة لدى القوميات المظلومة المهمشة أنصاف متعلمين لديهم هوس ربط مشاهير باصولهم القومية وهذا نابع من الشعور بالنقص والإحباط ولدى الكرد أيضا مثل هذا الصنف الذي يتلاعب بالمصطلحات وربط العبارات ببعضها للوصول الى مبتغاه على طريقة القذافي عندما اعلن ان " شكسبير " هو عربي واسمه شيخ زبير ؟! . .

  اذا ما طبقنا الأسلوب الذي يتبعه القاسم بخصوص آل الأسد على مختلف رؤساء وزعماء سوريا وعائلاتهم منذ الاستقلال وحتى الان نكون قد حولنا تاريخ البلاد الى اقاويل وافتراءات وتفسيرات شخصية خالية من أية معاني ذات قيمة ، واذا مااعتبرنا ان عدم عروبة آل الأسد هو السبب في دكتاتورية نظامهم واستبداديته ، وجرائمه ، علينا ان نقول الشيئ ذاته عن رجالات الاستقلال ، وبناة الوطن السوري ، من غير العرب أمثال شكري القوتلي ، وإبراهيم هنانو ، ويوسف العظمة ، وحسني الزعيم ، والبرازي ،  والعابد وآخرين من أصول تركمانية ، وشركسية ، وأرمنية .

  أما أن آل الأسد كانوا من المذهب أو الطريقة الكاكائية حسب مايزعم القاسم ، فلعلمه أن العديد من الفرق والمذاهب والطرق كانت جزء من المذهب الشيعي وانسلخت عنه شكليا بمرور الزمن ، مثل العلويين ، والفاطميين ، والاسماعيليين ، والدروز ، والكاكائيين ، والعلي الهي ، وحتى القرامطة حسب بعض المصادر .

   لست من الذين يفسرون التاريخ انطلاقا من اية مفاهيم عنصرية ، او دينية ،  او مذهبية ، ولكن أقول ان صح مايدعيه القاسم عن ( كردية آل الأسد وعائلات علوية أخرى ) فكيف بهم يضطهدون الكرد السوريين ؟ وكيف ان عهد حافظ الأسد شهد أكثر المراحل قسوة تجاه الكرد وحركتهم ؟ وهو من دشن مرحلة – تكريد الصراع – واختراق الحركة الكردية السورية من الداخل  ، وفي سياق تاريخي اقدم فان علويي سوريا اول من تصدوا للايوبيين الكرد وحاولوا اغتيال صلاح الدين الايوبي مرات عديدة هذا ماترويه المصادر التاريخية الموثوقة .

124
 
القطار السوري المتوقف
                                                   
صلاح بدرالدين


 أصاب الأستاذ – ايمن عبد النور -  الإعلامي مدير منبر كلنا شركاء بتشبيه القضية السورية بقطار يجر عربات عديدة ، وسائقه برأس النظام الحاكم ، وهو تشبيه مجازي أقرب الى الفهم والاستيعاب من جانب الأطراف الخارجية ، التي ليس لديها الوقت لتغوص في جزئيات الموضوع السوري الذي صار بسبب تشعباته ، والتدخلات الخارجية فيه عصيا على الفهم حتى من جانب أصحابه السوريين .
  واللغة التي يخاطب بها الأمريكيين وهو يعيش ببلادهم ببساطتها ، ومعانيها العميقة تتناسب والمرحلة الراهنة التي تتزامن مع تبوؤ الإدارة الامريكية الجديدة مقاليد السلطة في البلد الأعظم ، وهل هناك من ينكر أن القضية السورية بحد ذاتها هي مجموعة قضايا جوهرية مثار الخلاف والاختلاف ، ومدعاة الصراع والمواجهات بين السوريين من جهة والنظام من الجهة الأخرى منذ اكثر من ستة عقود انتهاء باندلاع الثورة الوطنية ، الى جانب مسائل مازالت قيد الخلاف بين صفوف المعارضين انفسهم ومن ابرزها بين من يسعى الى بدائل إسلامية ، وقومية ، وليبرالية ، ومن لايعترف بحقيقة سوريا المركبة واعتبارها دولة بسيطة ، ومن يقتصر معارضته فقط على تغيير رأس النظام وليس مؤسساته العسكرية والأمنية والاقتصادية ، والحزبية ، والإدارية ، وبين من ينشد سوريا جديدة بنظامها ، ودستورها ،  وهيكليتها ، وادارتها ، وحتى تعريفها كدولة ومجتمع .
  ليس – بدعة – ان القطار ( القضية السورية ) يجر عربات قد تكون بالعشرات ولكل عربة حمولة من نوع آخر مثل : اسقاط الاستبداد ،  الديموقراطية ، التغيير ، الدستور الجديد ، شكل نظام الحكم ، سوريا الجديدة التعددية التشاركية ، حل قضايا القوميات المحرومة والمهمشة ، حل عادل توافقي للقضية الكردية ، حتى ممثلو الأمم المتحدة بشأن سوريا وضعوا ( سلالا ) حول مسائل أساسية مثل وقف اطلاق النار ، واطلاق سراح السجناء ، ووضع دستور جديد ، وإقامة مجلس حكم انتقالي ، وحل القضايا العالقة الاقتصادية ، والسياسية ، وبينها قضايا المكونات القومية والدينية والمذهبية .
   قد اختلف مع الأستاذ – عبد النور – في بعض الجزئيات والتوصيفات ، وهذا امر طبيعي اذا كان الهدف التوصل الى الحقيقة السورية ، ولكن ماتضمنت مقالته  بصحيفة - الشرق الأوسط - وهي بمثابة نداء الى الإدارة الامريكية الجديدة وبلغة تفهمها ، جاءت بوقتها المناسب ، حتى لو اعتبرنا انها لن تحرك ساكنا ، حيث تشير الدلائل على تباطؤ هذه الإدارة الديمقراطية – الاوبامية  في تناول الحالة السورية كما يتمنى السورييون ، ومخاطر من تجاهلها لها لمصلحة التفاهم مع ايران  واطراف أخرى بالمنطقة .
  هناك من يأخذ على الأستاذ – عبد النور – صراحته في تعريف الحالة السورية ، وكأن المطلوب هو وضع الرؤوس بين الرمال ، أو إخفاء الحقائق عن الخارج ، وكأن الخارج بمؤسساته العلمية والبحثية ، لايعلم شيئا عن تاريخ سوريا ، والرجل لم يدعي انه يمثل السوريين في مقالته – ندائه ، بل ابدى وجهة نظره الشخصية وهو من حقه ، وهناك من – كبر – الموضوع الى درجة ان كاتب المقالة أباح تقسيم سوريا الى فيدراليات ، وكشف الغطاء عن المستور ، ( وهل هذه تهمة ؟! )  أي ان السوريين  لاينتمون الى قومية واحدة ، او دين واحد ، او مذهب واحد ، وان هناك من المكونات القومية مثل الكرد من اقصي عن الشراكة ، وحتى عن الحياة السياسية لعقود طويلة ، وطبق بحقه العديد من المشاريع والمخططات العنصرية من بينها تغيير التركيب الديموغرافي لمناطقهم .
  لست هنا بمدافع عن جميع مواقف الغرب من أوروبيين وامريكان ، ولكنني أقول أن لأعمال  – المستشرقين – وتقارير مراكز الأبحاث والدراسات  في بلدان أوروبا وامريكا وروسيا ، أفضال كبيرة على شعوب الشرق ، لقد عرضوا في مؤلفاتهم الحقائق بخصوص الشعوب ،والاقوام ، والاعراق الكبيرة والصغيرة ، السائدة ، والمهمشة ، وكانت دراسات غالبيتهم تتسم بالعلمية والموضوعية ، من دون انحياز الى هذا الجانب أو ذاك ، في حين ان معظم مثقفي القوميات السائدة في الشرق الأوسط ، يميلون الى مواقف الطبقات والفئات الحاكمة ، والاذعان للنزعات الأحادية الشمولية ، التي تنفي الاخر القومي والديني والمذهبي  المختلف وجودا وحقوقا ، بل ويغضون الطرف عن الازمات ومسببيها إرضاء لاولياء النعمة .
   نعم نجد الان بين المثقفين السوريين وخصوصا من الوطنيين الليبراليين ، من يرى بعد الزلزال الحاصل ، وجوب البدء بمرحلة جديدة غير تقليدية في إعادة بناء سوريا الجديدة ، بتعريفها ، ونظامها السياسي ،  وشكلها ، ومضمونها ، ودستورها وكافة مناحي حياة مكوناتها وصولا الى ابرام العقد الاجتماعي السياسي الجديد للعيش المشترك في اطار التنوع والمشاركة بالقرار ، ونجد بالمقابل من فئات مثقفة أخرى الدعوة الى العودة الى سوريا القديمة باحاديتها الثقافية ،بإضافة بعض الرتوش المموهة مثل تعبيرات المواطنة الكاملة أو ماشابه ذلك وعلى الأغلب سيستمر هذالتجاذب لحين إزالة الاستبداد .
   تراث الاستشراق الغربي وثقافة الأنظمة الأحادية في المشرق
   وعلى سبيل المثال منذ سيطرة حزب البعث على مقاليد السلطة في البلاد ، تم تكليف – المكتب الثقافي بالقيادة القومية – بالاشراف على اصدار كتب التربية والتعليم في المدارس والمعاهد والجامعات ، ووضع المناهج الدراسية ، وصياغة تاريخ سوريا من جديد من خلال كوادر وكفاءات حزبية مؤدلجة ، ومنع المطابع من اصدار أي كتاب من دون اذن الأجهزة الأمنية التي بدورها تراجع المكتب الثقافي ، وقد أدى كل ذلك الى جمود الحالة الثقافية ، وتربية الأجيال بتاريخ مشوه لاصلة لها بحقيقة الشعب السوري ومكوناته الوطنية الاصيلة ، وأمام ذلك تحولت نتاج المستشرقين ، ومراكز البحث الغربية ، والسوفيتية – سابقا – الى المصدر الموثوق حتى بشأن تاريخ بلادنا ، وعناصرها القومية والدينية المتنوعة .
  مثال آخر فقد منع مكتب الثقافة في القيادة القومية من خلال تعليمات الى أجهزة الامن ، والسلطات الإدارية التنفيذية الى منع استخدام كلمة – الكردي – في أي مجال كان ، ومنع تسمية الولادات بالاسماء الكردية ، ومنع التكلم باللغة الكردية في الدوائر الحكومية ، والتكتم على كل مايشير الى الكرد في المتاحف ، وقد روى لي الصديق د أسعد عبد الرحمن القيادي الفلسطيني خلال فترة ادارته لمؤسسة شومان في العاصمة الأردنية عمان ان المؤسسة قامت بطبع كتاب حول صلاح الدين الايوبي من ثلاثة أجزاء وبعد انجاز الجزئين الأول والثالث امتنع – المكتب الثقافي بالقيادة القومية – منح المؤسسة الجزء الناقص وصادر مخطوطته بحجة صيانة الامن القومي .
   كما اعتقد أن التجربة المريرة الطويلة في الحروب والمواجهات الدموية بين الاقوام والمذاهب لشعوب أوروبا التي دامت قرونا قد علمتهم دروسا ثمينة في مجال الاعتراف بالاخر وجودا وحقوقا ، ونعمة العيش المشترك بسلام ووئام بين المختلفين قوميا ولغويا وثقافيا ، دفعت مفكريهم وباحثيهم ، ومستشرقيهم ، الى كتابة التاريخ بموضوعية ، وتسمية الأسماء بمسمياتها ، ومنح مسألة الاختلاف القومي والديني والمذهبي حقها ، واتباع المنهجية العلمية الموضوعية في سير أحداث التاريخ ، انطلاقا من تسليط الضوء على الانتماءات تلك ، وإعادة أسباب الصراع في الشرق أو الجزء الأكبر منها الى اضطهاد الاقوام السائدة للاضعف منها ، والحملات الدموية واعمال الإبادة ، والغزوات ذات الطابع الديني والقومي التي تزخر بها تاريخ المنطقة شاهدة على ذلك .
      الى متى سيظل القطار السوري المثقل بالعربات متوقفا ؟ 

125
ثورات الربيع وقضايا القوميات ..الثورة السورية مثالا
                                                                                     
صلاح بدرالدين


  التحدي الأكبر الذي يواجه شعوب البلدان المتعددة الاقوام والديانات والمذاهب  التي اندلعت فيها الثورات الربيعية منذ نحو عقد من الزمن كان ومازال إيجاد حلول توافقية عادلة وسلمية لقضاياها القومية العالقة ، الى جانب المسائل الاقتصادية ،والاجتماعية  ، والنظام السياسي ، ومن المعلوم ان الدول المعنية بذلك هي ( سوريا – تونس – اليمن – مصر – ليبيا إضافة الى التي حدثت فيها الموجات الجديدة من الانتفاضات والثورات مثل : السودان والجزائر والعراق ولبنان ) ولم تحقق أي منها انجاز اهداف ثوراتها بشكل كامل ، ومازالت غالبيتها تمر بمراحل انتقالية بانتظار توفر شروط الحلول النهائية الذاتية منها بخصوص صياغة المشروع الوطني ، وإعادة البناء التنظيمي ، وتحسين ظروف المواجهة ،  أو الموضوعية المتعلقة بالعوامل الإقليمية والدولية .

  ان القوى والجماعات السياسية في هذه البلدان - وأخص بالذكر سوريا - المعارضة منها والموالية التي تتجاهل ضرورات مواجهة تلك القضايا الوطنية بصدر رحب ، وقبول وادراك ، وبمزيد من التفهم والمسؤولية ، وتحاول القفز من فوقها بذرائع وحجج مختلفة من بينها العبارات المنمقة المستندة الى العموميات ومن دون تحديد ، التي استخدمتها المنظومات الأمنية الاستبدادية الحاكمة منذ نحو مائة عام من قبيل ( من دون تمييز بسبب الجنس والعرق ... أو المساواة في الحقوق والواجبات ... أو المواطنة الكاملة  أؤ أو الخ ) وكل ذلك لم يكن الا حبرا على ورق فحسب بل خبأ تحت ظلاله مخططات عنصرية لامحاء وجود ومعالم تلك القوميات بتغيير التركيب الديموغرافي لمناطقها ، وتهجيرها ، والمزيد من الإجراءات القانونية لتعريبها .

  جيلنا يتذكر ذرائع الأنظمة الدكتاتورية الشمولية منذ تسلط البعث وحكم الأسد الاب والابن في مجال تجاهل وتاجيل حل القضية الكردية  بذريعة ( مواجهة الامبريالية والصهيونية وكل شيء من أجل معركة  تحرير الأرض المحتلة ، واحيانا باسم الحفاظ على وحدة البلاد وعدم السماح لقيام إسرائيل ثانية ) والاجيال الكردية التي سبقتنا كانت ضحية ذرائع دينية باسم الإسلام والخلافة ، أما الآن فنحن أمام ذرائع مستحدثة من جانب أطياف المعارضة مفادها تريثوا أيها الكرد السورييون لحين تحقيق السلام ، واستلام الحكم ، لأننا لانمثل الشعب السوري ولسنا مخولون للاستجابة لمطالبكم .

  وهنا تنكشف الخدعة الكبرى المحبوكة باتقان ولكن لسوء حظ هؤلاء باتت مكشوفة أولا لم يطلب منكم الكرد السورييون أن تحلوا قضيتهم في وضع لاتسيطرون على مقاليد الحكم ، والازمة لم تحل بعد ، وانكم لاتتمتعون بالشرعية الوطنية ، ولاتمثلون السوريين ، ولن تحل القضية الا في ظل النظام الديموقراطي  ، كل ذلك مفهوم وحقيقي ، كل مايطالب به الكرد هو موقف سياسي يجد مكانه في برامجكم ، ومشاريعكم ، فان كنتم ( وهنا السؤال موجه الى كل التيارات والمجموعات التي تطمح استلام السلطة بالشراكة مع سلطة النظام او باشكال أخرى ) تطرحون قضايا تمس حاضر ومستقبل ومصير  البلاد فلماذا تستثنون القضية الكردية ؟ أليست هي جزء من القضايا الوطنية العامة ؟ .

   واذا كنتم لاتعتبرونها فرعا من اصل وجزء من كل ( بالمناسبة هذا الكل عبارة عن أجزاء على الصعيد الوطني ) ، وبالتالي تتجاهلونها ، وترحلونها الى عالم المجهول ، فانكم بذلك تنأون بانفسكم عن هذه القضية الوطنية ، وتفصلون – من حيث تدرون او لاتدرون – القضية الكردية عن القضايا الوطنية والديموقراطية الأخرى ، وعندما يبحث الكرد عن طرق وخيارات أخرى لحل قضيتهم وضمن الاطار الوطني السوري الواحد لا تلبثون ان توجهوا سهامكم للكرد واتهامهم بالانفصالية والتعامل مع الأجنبي .

  قضايا القوميات وثورات الربيع

   من الملاحظ وكما اشرنا سابقا أن جميع البلدان التي اندلعت فيها الثورات المعروفة بالربيعية هي اما متعددة القوميات ، أوالأديان ، أوالمذاهب ، وان أحد الأسباب الرئيسية للموجة الثورية الهادفة للتغيير هي نشدان الحرية وانتزاع الكرامة كما تجلت في شعاراتها وأهدافها ، الى جانب الأهداف الاقتصادية والاجتماعية واشكال الأنظمة السياسية الديموقراطية المنشودة ، التي لايمكن فصلها عن حرية وكرامة المواطن بغض النظر عن انتمائاته وطموحاته الفردية والجماعية ، فهناك حرية وكرامة الفرد – المواطن ، وهناك حرية وكرامة الجماعات وخصوصا القومية منها وبالأخص التي تتوفر فيها علائم وشروط الشعب ، ومن السكان الأصليين المحرومين من الحقوق الأساسية وفي المقدمة حق تقرير المصير في الاطر الوطنية وعلى قاعدة العيش المشترك ،  مثل الكرد ، والتركمان ، والكلدو – آشور والامازيغ ، والارمن ، وغيرهم .

     لاشك ان القوى الثورية التي قادت وواكبت هذه الانتفاضات وخصوصا في سوريا  في المراحل الأولى ، كانت أكثر واقعية وشعورا بالمسؤولية تجاه التعددية والتنوع ،والموقف من المكونات خارج الأغلبية الحاكمة وهي العربية في جميع تلك البلدان ، بل وأصدرت وثائق تعترف فيها بوجود وحقوق الاخر القومي المختلف وتحديدا الكرد ولكن من دون اختيار  صيغة واطار الحل المطلوب ، ومن دون الالتزام بها بشكل حاسم ، وكل ذلك لم يمنع ممثلي هذه المكونات من المشاركة الفعلية في الثورات المندلعة ، وتقديم التضحيات من اجل انتصارها .

   فمن حيث المبدأ وعلى ارض الواقع من مصلحة الفئات المغدورة ، والمهمشة ، والمحرومة من الحقوق قومية كانت أم دينية ، ام مذهبية ، ان يتم التغيير الديموقراطي ، ويزال الاستبداد ، وتعم المساواة ، وتستعاد الحرية والكرامة ، لذلك فان هذه الفئات كانت ومازالت الأكثر معنية بانتصار ثورات الربيع ، وشاركت الغالبية  فيها ، وقدمت التضحيات في سبيلها ، ففي الثورة المصرية شارك الاقباط ، وفي تونس شارك النشطاء الامازيغ ، وفي اليمن شارك الحوثييون بالبداية قبل ان تحولهم مرجعيتهم المذهبية الى آلة بايدي نظام طهران تتصدر الثورة المضادة ، وفي ليبيا شارك الامازيغ والطوارق بكل قوة في الثورة على الاستبداد ، وفي الجزائر كانت مشاركة الامازيغ واضحة من رفع اعلامهم بالتظاهرات قبل منعها من جانب الطغمة العسكرية الحاكمة خلف الستار ، وفي العراق تصدرت الاحتجاجات غالبية المكونات العراقية الكردية والتركمانية والمسيحية والازيدية والشيعية والسنية .

   افتقرت  تلك التجارب في مختلف ساحات ثورات الربيع والى يومنا هذا ، الى التوثيق ، والتقييم ، والمتابعة الموضوعية ، لذلك نشهد مدى التناقض في التصريحات والكتابات حولها ، والتي لاتخرج من اطر الدوافع الذاتية ، والامزجة ، وحتى النزعات الكيدية ، والمواقف الشوفينية الفردية المسبقة تجاه هذا المكون اوذاك ، كما ان بصمات الأنظمة المقبورة او المتهالكة ( من حيث الخطاب والثقافة ) مازالت بادية في بعض العقول ، ولن تكون مدة العشرة أعوام كافية لازالتها ، وترسيخ البديل الديموقراطي الإنساني .

  من جهة أخرى فان من قاموا بتلك الثورات او شاركوا فيها من المكونات السائدة والغالبة من حيث العدد ، وهو المكون العربي في كل تلك البلدان ، فان قواها السياسية الإسلامية والقومية لم تحسم امرها بشكل كامل حول مظلوميات المكونات الأقل عددا أو المهمشة ، من السكان الأصليين ، ووجودها ، وحقوقها المشروعة من قومية ،وديموقراطية ، واجتماعية ، وثقافية ، بل ان بعض تياراتها مازالت تحمل ثقافة النظم المنهارة الشوفينية الاستعلائية حول انكار الوجود ، ورفض الحقوق .

   الكرد في الثورة السورية

  منذ ان نشأت الحركة الوطنية الكردية السورية بتعبيراتها المختلفة ومنذ عهد الانتداب الفرنسي مرورا بمرحلة مابعد الاستقلال كانت من أهدافها الرئيسية تحقيق الديموقراطية والمساواة ، ومواجهة الدكتاتورية والاستبداد ، من خلال نضالها السياسي السلمي ، وتعرض بسبب ذلك مناضلوها وقادتها منذ عقود الى الاعتقالات ، والملاحقات ، واسقاط الجنسية ، والحرمان من الحقوق المدنية ( حرمت من هذه الحقوق عام ١٩٦٩ بقرار من عضو القيادة القطرية ، وزير الداخلية ،  نائب الحاكم العرفي محمد عيد عشاوي ) وتقديمهم الى المحاكم العسكرية ، ومحكمة امن الدولة العليا بدمشق ( وكنت واحدا من الذين حكموا أمامها باقسى العقوبات عام ١٩٦٨ ) .

  قبل اندلاع الانتفاضة الثورية السورية بنحو سبعة أعوام ( آذار ٢٠٠٤ ) ثارت الجماهير الكردية الوطنية المستقلة بالقامشلي ضد نظام الاستبداد ، في هبة دفاعية مقاومة سلمية وقدمت اعدادا من الشهداء ، ولولا هزالة الأحزاب التقليدية الكردية والسورية عموما لكان بالإمكان ان تتطور تلك الهبة الشجاعة الى انتفاضة عارمة كردية – سورية وطنية شاملة ، وفي موقف انتهازي ملتبس ، تعاونت قيادات مجموع الأحزاب الكردية مع الخلية الأمنية المشكلة من عدد من جنرالات المخابرات في القامشلي من ( محمد منصورة – بختيار – المملوك وآخرين ) باشراف ماهر الأسد الذي كان يتمركز بغرفة عمليات بدير الزور ، في وأد الهبة الدفاعية التي وصلت مختلف المناطق الكردية في عفرين وكوباني وكذلك أماكن التواجد الكردي في حلب ودمشق ، وتقاطر بعض الشخصيات المحسوبة على المعارضة زورا على القامشلي مبدين استعدادهم للتوسط بين الثائرين والنظام ؟؟!! .

    وبسبب البيئة الكردية المعادية للنظام تعرض الشيخ المتنور معشوق الخزنوي للاغتيال عام ٢٠٠٥ ، ومنذ الأيام الأولى لاندلاع الانتفاضة الثورية السورية ، شهدت مدن وبلدات المناطق الكردية مثل القامشلي ، وديريك ، وعامودا ، والدرباسية ، وراس العين ، وكوباني ، وعفرين ، والحسكة اقبالا شبابيا واسعا على المشاركة في التظاهرات الاحتجاجية ، وشكل الشباب الكرد تنسيقياتهم التي كانت تقود المظاهرات بغياب كامل للأحزاب التقليدية الكردية ، كما تحرك الشباب الكرد في حلب والعاصمة دمشق ، وقاموا جميعا بنسج العلاقات مع تنسيقيات المناطق السورية الأخرى ، والتشاور حول شؤون الثورة وشعارات التظاهرات ، والبيانات وما الى ذلك ، وعندما تسللت الأحزاب الإسلامية والقومية وبعض التيارات اليسارية الى المعارضة والتظاهرات عملت ( تماما كما عملت أجهزة النظام ) على اسكات أصوات الشباب أصحاب الثورة الحقيقيين ، ومضايقتهم ، وابعادهم ، وحصل بالمناطق الكردية الامر نفسه حيث عملت الأحزاب على التخلص من الشباب المنتفضين ، والوطنيين المستقلين ، بل تم تنفيذ الوسائل العنفية وتصفية البعض واختطاف البعض الاخر على ايدي مسلحي جماعات ب ك ك .

   ليست هناك مشاركة كاملة وغير منقوصة من أي مكون سوري في الثورة السورية ، وفي حين لن نغفل ابتعاد  الناس والكثير من الثوار عن المشهد بسبب سيطرة الإسلام السياسي على مقاليد الثورة والمعارضة ، فان استمرارية المشاركة الراهنة تضم نخبا عديدة ومن كل المكونات والطبقات والفئات لان فكرة معارضة النظام ستستمر حتى اسقاطه وبكافة السبل وقد تظهر ردات مضادة ، وصفقات ، من جانب بعض اطراف المعارضة الرسمية او شلل الوافدين من أوساط النظام ، ولكن التناقض بين الشعب السوري من جهة ونظام الاستبداد والقوى المحتلة المناصرة له سيتعمق يوما بعد يوم ولابد ان يتلمس السورييون اشكالا مبتكرة أخرى من وسائل النضال للانتصار على النظام عاجلا ام آجلا .

  كما لابد ان ان يتوصل السورييون الوطنييون الى صيغ توافقية حول قضاياهم المشتركة وخصوصا القضية الكردية ، والمسائل الأخرى المتعلقة بالمصير والمستقبل ، وان لاتذهب الدماء الذكية التي اريقت في سبيل التغيير الديموقراطي هباء ، وان لايبقى المجرمون بمأمن ، وان تتحقق العدالة ، ومهما حصل فان الثورة السورية المغدورة ثورة كل مكونات الشعب السوري ، ثورة مئات الالاف من الشهداء  ، التي غدر بها القريب والبعيد ، تبقى من انبل ظواهر التاريخ السوري القديم والحديث .
   
 

126
سبعة عشر عاما على هبة الربيع الدفاعية في القامشلي
                                                                       
صلاح بدرالدين


   لم يكن الكرد السورييون بمناطقهم بحاجة الى من يدفعهم الى الاحتجاج ضد نظام الاستبداد ، فهم وبكلمة ادق غالبيتهم بمثابة مشروع مستمر وقائم للانتفاض والثورة على النظم والحكومات المتعاقبة خصوصا بعد تسلط حزب البعث على مقاليد السلطة منذ ١٩٦٣ ، ومعاناتهم في التهميش ، والحرمان ، والتميز العنصري ، واستهدافهم بمخططات شوفينية ( مثل الإحصاء الاستثنائي في محافظة الحسكة ، والحزام العربي فيها ) وتغيير التركيب الديموغرافي في كافة مناطقهم ، ومعاملتهم كمواطنين من الدرجات الثالثة واكثر ، وعدم الاعتراف الرسمي بوجودهم وحقوقهم ، لا في الدستور ، ولافي القوانين .

   ومن السياسات المتبعة عادة تجاه الكرد السوريين ومناطقهم من جانب الأوساط الشوفينية الأمنية الحاكمة ، التلويح بالقوة وممارسة القمع ، والقيام بين فترة وأخرى باختلاق أسباب للقيام بحملات التأديب والاعتقال والاذلال وذلك لكسر شوكتهم ، وقطع الطريق على أي دور للكرد في المعادلة السورية خصوصا باتجاه التفاعل مع الحركة الديموقراطية السورية المعارضة للنظام .

  في الثاني عشر من آذار ٢٠٠٤ كان المواطنون الكرد المسالمون بالقامشلي على موعد مع مخطط محبوك بعناية من جانب أفرع أجهزة المخابرات ، ومحافظ الحسكة ، لاثارة فتنة ، وإيجاد ذريعة لتوجيه ضربات تأديبية لمواطني مدينة القامشلي المعروفة بكونها تشكل النموذج في تآخي الاقوام والأديان ، واحدى المراكز الرئيسية للفكر القومي الديموقراطي الكردي السوري ، والساحة التي أنجبت العديد من المناضلين الشجعان ، والمكان الذي شاهد انعقاد القسم الأول التمهيدي  للمؤتمر التاسيسي لحركة خويبون ، ونشاطات الحركة الوطنية الكردية .

  كانت الخطة تقضي بجلب مجموعات فوضوية من خارج محافظة الحسكة ، تابعة لتوجيهات الأجهزة ومعبأة لرفع شعارات استفزازية وعنصرية ضد الكرد لخلق فتنة عربية كردية ثم لتشكل ذريعة لتدخل السلطة وتوجيه الرصاص نحو الجموع الكردية المحتشدة لتشجيع فريق الجهاد الرياضي – القامشلوكي – حيث قاوم الشباب الكرد بصدورهم العارية وقدموا عشرات الشهداء ، ولكن الامر لم يتوقف في هذا الحد بل تنادى أهالي القامشلي لتنظيم مسيرات سلمية ضد النظام ومخططه التخريبي ، فكان التجاوب منقطع النظير مما ارعب السلطة ، خشية ان تتطور الأمور وتخرج عن السيطرة ، فكان حضور عدد من جنرالات المخابرات السورية على جناح السرعة الى القامشلي ، كخلية ازمة من ( محمد منصورة وبختيار والمملوك ) مع تواجد ماهر الأسد في دير الزور للاشراف على غرفة عمليات خاصة بالموضوع .

  ماحصل ان "  مجموع الأحزاب الكردية " كانوا سندا لجنرالات خلية الازمة ومطية بايديهم لاحتواء الهبة الدفاعية التي كانت باتجاه ان تتحول الى انتفاضة كردية – وطنية شاملة ، واستطاع هؤلاء اخماد تلك الهبة الشجاعة التي تمددت الى عفرين وكوباني وحلب ودمشق بسبب اختلال موازين القوى بين إرادة الجمهور الوطني المستقل من جهة وقوى النظام واعوانه من الجهة الأخرى ، وكان يمكن ان تكون فاتحة ثو،رة ربيعية سورية في وجه نظام الاستبداد ولكن لا الأحزاب الكردية ، ولا الأحزاب السورية كانت مهيأة لدور قيادي في تطوير وتوجيه هذا التحرك نحو مشروع ثوري ببرنامج وخارطة طريق بل كانت أداة رادعة ضد تحولها وتوسعها .

  وهكذا نتجت عن تسارع الاحداث حينذاك حقائق ودروس ستبقى ماِثلة بالاذهان أولها – طبيعة المنظومة الأمنية الحاكمة التي تدير شؤون البلاد عبر اثارة الفتن والأزمات وتوجيه الصراعات حسب ماتقتضيه سلامة وامن النظام الحاكم وثانيها – الجمهور الكردي عموما ،  والقطاعات الوطنية المستقلة أكثر صمودا وتعبيرا عن مطامح الشعب في مختلف الظروف ، وثالثا – يوم الثاني عشر من آذار ٢٠٠٤ كان حدا فاصلا بين مرحلتي تصدر الأحزاب الكردية للمشهد وافولها ، وتاريخا رسم بالدم ببدء نهاية الدور الحزبي في الحركة الكردية السورية ، وعجزها بتركيبتها ، وبرامجها ،وطبيعة قياداتها ، وعدم شرعيتها عن قيادة النضال الوطني الكردي ، ورابعا – بسبب الإخفاق في إعادة بناء الحركة الكردية ، وترك المجال لاستمرارية هذه الأحزاب بكل امراضها فان الكرد السوريين يواجهون أعمق ازمة بتاريخهم الحديث ، أزمة متعددة الجوانب تتعلق بالهوية ، والتعريف ، والدور ، والوطن ، والجغرافيا ، والمشروع السياسي بشقيه القومي والوطني ، إضافة الى آثار الهجرة ، والضائقة الاقتصادية ، وحتى العلاقات الإنسانية .

  لذلك فان الحاجة ماسة الان وباسرع وقت ممكن  الى انتفاضة فكرية سياسية ثقافية ، من اجل إعادة بناء الحركة الوطنية الكردية بالطرق الديموقراطية والاعتماد على الشعب ، ونخبه المتنورة المناضلة ، مصدر الشرعيتين القومية والوطنية ، بانتخاب ممثليه وصياغة وإقرار مشروعه السياسي ، من خلال المؤتمر الكردي الجامع ، حتى يكون شعبنا بمأمن من شرور الدسائس والمخططات العنصرية ، وجاهزا لمواجهة كل التحديات ، وتقوم حركتنا بدورها النضالي في الحركة الديموقراطية السورية ، كشريك في عملية التغيير الديموقراطي وإعادة بناء سوريا الجديدة التعددية ، وتحمل مسؤوليات السلطة ، والقرار والبناء ، وتؤدي واجباتها القومية بالتنسيق والتعاون مع قوى الحركة الكردستانية بالمنطقة ، على قاعدة ترسيخ الشخصية الوطنية الكردية السورية ، وصيانة القرار المستقل لحركتنا ، واحترام خصوصيات البعض الاخر .
 ولنستوعب  دروس الهبة الاذارية الدفاعية المجيدة في مسيرتنا النضالية الراهنة والمستقبيلية .
   
 

   

127
سبعة عشر عاما على هبة الربيع الدفاعية في القامشلي
                                                                       
صلاح بدرالدين


   لم يكن الكرد السورييون بمناطقهم بحاجة الى من يدفعهم الى الاحتجاج ضد نظام الاستبداد ، فهم وبكلمة ادق غالبيتهم بمثابة مشروع مستمر وقائم للانتفاض والثورة على النظم والحكومات المتعاقبة خصوصا بعد تسلط حزب البعث على مقاليد السلطة منذ ١٩٦٣ ، ومعاناتهم في التهميش ، والحرمان ، والتميز العنصري ، واستهدافهم بمخططات شوفينية ( مثل الإحصاء الاستثنائي في محافظة الحسكة ، والحزام العربي فيها ) وتغيير التركيب الديموغرافي في كافة مناطقهم ، ومعاملتهم كمواطنين من الدرجات الثالثة واكثر ، وعدم الاعتراف الرسمي بوجودهم وحقوقهم ، لا في الدستور ، ولافي القوانين .

   ومن السياسات المتبعة عادة تجاه الكرد السوريين ومناطقهم من جانب الأوساط الشوفينية الأمنية الحاكمة ، التلويح بالقوة وممارسة القمع ، والقيام بين فترة وأخرى باختلاق أسباب للقيام بحملات التأديب والاعتقال والاذلال وذلك لكسر شوكتهم ، وقطع الطريق على أي دور للكرد في المعادلة السورية خصوصا باتجاه التفاعل مع الحركة الديموقراطية السورية المعارضة للنظام .

  في الثاني عشر من آذار ٢٠٠٤ كان المواطنون الكرد المسالمون بالقامشلي على موعد مع مخطط محبوك بعناية من جانب أفرع أجهزة المخابرات ، ومحافظ الحسكة ، لاثارة فتنة ، وإيجاد ذريعة لتوجيه ضربات تأديبية لمواطني مدينة القامشلي المعروفة بكونها تشكل النموذج في تآخي الاقوام والأديان ، واحدى المراكز الرئيسية للفكر القومي الديموقراطي الكردي السوري ، والساحة التي أنجبت العديد من المناضلين الشجعان ، والمكان الذي شاهد انعقاد القسم الأول التمهيدي  للمؤتمر التاسيسي لحركة خويبون ، ونشاطات الحركة الوطنية الكردية .

  كانت الخطة تقضي بجلب مجموعات فوضوية من خارج محافظة الحسكة ، تابعة لتوجيهات الأجهزة ومعبأة لرفع شعارات استفزازية وعنصرية ضد الكرد لخلق فتنة عربية كردية ثم لتشكل ذريعة لتدخل السلطة وتوجيه الرصاص نحو الجموع الكردية المحتشدة لتشجيع فريق الجهاد الرياضي – القامشلوكي – حيث قاوم الشباب الكرد بصدورهم العارية وقدموا عشرات الشهداء ، ولكن الامر لم يتوقف في هذا الحد بل تنادى أهالي القامشلي لتنظيم مسيرات سلمية ضد النظام ومخططه التخريبي ، فكان التجاوب منقطع النظير مما ارعب السلطة ، خشية ان تتطور الأمور وتخرج عن السيطرة ، فكان حضور عدد من جنرالات المخابرات السورية على جناح السرعة الى القامشلي ، كخلية ازمة من ( محمد منصورة وبختيار والمملوك ) مع تواجد ماهر الأسد في دير الزور للاشراف على غرفة عمليات خاصة بالموضوع .

  ماحصل ان "  مجموع الأحزاب الكردية " كانوا سندا لجنرالات خلية الازمة ومطية بايديهم لاحتواء الهبة الدفاعية التي كانت باتجاه ان تتحول الى انتفاضة كردية – وطنية شاملة ، واستطاع هؤلاء اخماد تلك الهبة الشجاعة التي تمددت الى عفرين وكوباني وحلب ودمشق بسبب اختلال موازين القوى بين إرادة الجمهور الوطني المستقل من جهة وقوى النظام واعوانه من الجهة الأخرى ، وكان يمكن ان تكون فاتحة ثو،رة ربيعية سورية في وجه نظام الاستبداد ولكن لا الأحزاب الكردية ، ولا الأحزاب السورية كانت مهيأة لدور قيادي في تطوير وتوجيه هذا التحرك نحو مشروع ثوري ببرنامج وخارطة طريق بل كانت أداة رادعة ضد تحولها وتوسعها .

  وهكذا نتجت عن تسارع الاحداث حينذاك حقائق ودروس ستبقى ماِثلة بالاذهان أولها – طبيعة المنظومة الأمنية الحاكمة التي تدير شؤون البلاد عبر اثارة الفتن والأزمات وتوجيه الصراعات حسب ماتقتضيه سلامة وامن النظام الحاكم وثانيها – الجمهور الكردي عموما ،  والقطاعات الوطنية المستقلة أكثر صمودا وتعبيرا عن مطامح الشعب في مختلف الظروف ، وثالثا – يوم الثاني عشر من آذار ٢٠٠٤ كان حدا فاصلا بين مرحلتي تصدر الأحزاب الكردية للمشهد وافولها ، وتاريخا رسم بالدم ببدء نهاية الدور الحزبي في الحركة الكردية السورية ، وعجزها بتركيبتها ، وبرامجها ،وطبيعة قياداتها ، وعدم شرعيتها عن قيادة النضال الوطني الكردي ، ورابعا – بسبب الإخفاق في إعادة بناء الحركة الكردية ، وترك المجال لاستمرارية هذه الأحزاب بكل امراضها فان الكرد السوريين يواجهون أعمق ازمة بتاريخهم الحديث ، أزمة متعددة الجوانب تتعلق بالهوية ، والتعريف ، والدور ، والوطن ، والجغرافيا ، والمشروع السياسي بشقيه القومي والوطني ، إضافة الى آثار الهجرة ، والضائقة الاقتصادية ، وحتى العلاقات الإنسانية .

  لذلك فان الحاجة ماسة الان وباسرع وقت ممكن  الى انتفاضة فكرية سياسية ثقافية ، من اجل إعادة بناء الحركة الوطنية الكردية بالطرق الديموقراطية والاعتماد على الشعب ، ونخبه المتنورة المناضلة ، مصدر الشرعيتين القومية والوطنية ، بانتخاب ممثليه وصياغة وإقرار مشروعه السياسي ، من خلال المؤتمر الكردي الجامع ، حتى يكون شعبنا بمأمن من شرور الدسائس والمخططات العنصرية ، وجاهزا لمواجهة كل التحديات ، وتقوم حركتنا بدورها النضالي في الحركة الديموقراطية السورية ، كشريك في عملية التغيير الديموقراطي وإعادة بناء سوريا الجديدة التعددية ، وتحمل مسؤوليات السلطة ، والقرار والبناء ، وتؤدي واجباتها القومية بالتنسيق والتعاون مع قوى الحركة الكردستانية بالمنطقة ، على قاعدة ترسيخ الشخصية الوطنية الكردية السورية ، وصيانة القرار المستقل لحركتنا ، واحترام خصوصيات البعض الاخر .
 ولنستوعب  دروس الهبة الاذارية الدفاعية المجيدة في مسيرتنا النضالية الراهنة والمستقبيلية .
   
 

   

128
مشروع البرنامج الوطني المقدم من  حراك – بزاف –


          ( مطروح للنقاش منذ 2015 ، وجرى تعديله للمرة الرابعة  في  2021 )
   
مقدمة

بعد مضي عشرة أعوام على اندلاع الثورة السورية الوطنية الديموقراطية بمشاركة مختلف مكوناته ، واطيافه ،  وتياراته السياسية ، الساعية الى اسقاط نظام الاستبداد ، مقدمة التضحيات الجسام ثمنا للحرية والكرامة ، ومن أجل مستقبل زاهر للأجيال القادمة ، في ظل دولة سوريا الجديدة التعددية ، الديموقراطية ،المنشودة .
   وبعد ارتداد ( المعارضة ) المعترفة بها عالميا بقيادة جماعات الاسلام السياسي ( في المجلس الوطني السوري والائتلاف وهيئة التفاوض ) ، وبعد تهرب قيادة ( المعارضة ) من كشف الحساب للشعب ، وخروجها عن خط الثورة ، وعجزها وفشلها في أداء الحد الأدنى من الواجبات المنوطة بها ، وبعد تشرذم الفصائل المسلحة التي كانت محسوبة على الجيش الحر ، وتعدد ولاءاتها الاقليمية والخارجية ، وبعد استفحال شرور داعش ، والتنظيمات الإرهابية الأخرى ، وتمدد الميليشيات المسلحة الموالية للنظام ، لم تعد في سوريا وبكل أسف أية مرجعية ثورية شرعية يعول عليها ، وبات السورييون الوطنييون يعيشون في فراغ ، ويبحثون عن سبل لاعادة تنظيم الصفوف وبناء حركتهم الوطنية .
   لقد كان ومازال هدف تحقيق التغيير الحقيقي للنظام السياسي في أولويات النضال الوطني منذ أن قامت الدولة السورية وحتى الآن ، وتصدرت القوى والتيارات الأكثر جذرية في الحركة الديموقراطية السورية طوال العقود الماضية صفوف النضال من أجل الاصلاح والتغيير ، وايجاد البدائل لنظم الاستبداد المتعاقبة على دفة الحكم في البلاد ، وقدمت في سبيل ذلك التضحيات الجسام .
   المؤتمر الوطني الجامع
   ومن أجل انجاز تلك المهام لابد من استنهاض الكفاءات ، والارادات الوطنية الصادقة من بنات وأبناء شعبنا العظيم ، وسائر الأطياف ، والطبقات ، والشرائح الاجتماعية ، خصوصا الجيل الناشئ ، من أجل العمل على توفير شروط إعادة بناء الحركة الوطنية ، واستعادة شرعيتها ، كأداة نضالية منظمة صلبة ، لتحقيق الأهداف القريبة والبعيدة ، وذلك بالاعتماد أولا وآخرا على شعبنا داخل الوطن ، وخارجه ، بتنظيم طاقاته ، من خلال التواصل بمختلف السبل ، وتهيئة من يعبر عنه على مستويات مختلفة ، من خلال المحافظات ، والتقسيمات الإدارية ، وكذلك عبر تمثيل المكونات القومية ، والاجتماعية ، على ان تمر العملية في مسارها الديموقراطي ، ثم الانتقال الى المرحلة التالية وهي عقد المؤتمر الوطني السوري الجامع ، الكفيل باستعادة الشرعية الوطنية ، من خلال التمثيل الشعبي العادل ، وإقرار المشروع الوطني ، بصياغته النهائية ، وانتخاب هيئة أو مؤسسة لقيادة العمل الوطني ، لمواجهة سائر التحديات الماثلة ، ونقترح أن تؤخذ بعين الاعتبار المبادئ والمسلمات التالية :
1 – الالتزام بأهداف الثورة التي لم تتحقق بعد في اجراء التغيير الديموقراطي ، وتفكيك سلطة نظام الاستبداد ، بكل مؤسساته ، وبناه ، ودعائمه الأمنية ، والعسكرية ، والاقتصادية .
2 – تقديم رأس النظام ، وقيادات ومسؤولي الحزب الحاكم ، وأجهزة الأمن ، والادارة العسكرية ، وناهبي المال العام ، الى المحاكم القضائية الخاصة بجريمة الابادة الجماعية ، والجرائم ضد الانسانية ، واثارة الفتنة العنصرية ، والانقسام ، في صفوف المجتمع السوري .
3 – قيادة البلاد من جانب مجلس حكم  انتقالي ،يتشكل من الوطنيين الداعمين للثورة ، ويضم ممثلين عن مختلف المكونات القومية ، والدينية ، والمذهبية ، يعمل من أجل التمهيد لاجراء انتخابات برلمانية ، ورئاسية ، بعد ستة أشهر حيث يقوم البرلمان بأداء وظائفه التشريعية والدستورية .
4 – يقوم المجلس بتشكيل قيادة عسكرية – أمنية مؤقتة للسهر على أمن الوطن والمواطن ، تضم عناصر من كافة الأطياف والمكونات الوطنية للاشراف على وزارة الدفاع ، وعلى القضايا العسكرية ، لمدة ستة أشهر ، لحين انبثاق البرلمان وتشكيل الحكومة الوطنية .
5 – يقوم المجلس الانتقالي بتكليف هيئة من السياسيين ، والقانونيين ، ينتمون الى جميع مكونات الشعب السوري ، لصياغة مشروع الدستور الجديد للبلاد ، يتضمن تعريفا موضوعيا لواقع المجتمع السوري ، بما في ذلك الاعتراف بأن سوريا بلد متعدد القوميات ، والأديان ، والمذاهب ،  ومراعاة حقوق وطموحات جميع المكونات القومية ، وتقدم هذه الهيئة مشروع مقترح بخصوص اسم الدولة ، وشعارها ، ونشيدها الوطني ، يناسب تنوع المجتمع السوري ، والحياة الديموقراطية الجديدة ، وتطرح هذه المقترحات فيما بعد على البرلمان لاقراره .
٦ – يشارك ممثلو الكرد ، والمكونات الأخرى من المساهمين  في الحراك الثوري ، في جميع المجالس ، والهيئات ، واللجان ، والقيادات السالفة الذكر ، اضافة الى المؤسسات التنفيذية ، والتشريعية ،  والقضائية ،  والسلك الدبلوماسي ، بحسب تعدادهم السكاني في سوريا الذي يربو على ١٥٪ .
٧ – يقر المجلس بتبني ورعاية ذوي شهداء الثورة حسب الأصول ، والالتزامات المعهودة ، والتعويض عن السجناء والمشردين ، بمافي ذلك شهداء الكرد ، ومعتقليهم ، ومشرديهم ، طوال عهود الدكتاتورية ، وخاصة شهداء انتفاضة 2004 ، ومناسبات نوروز ومابعدها .

آفاق مشروع العمل الوطني

استكمالا لمسيرة نضالنا الوطني المعارض منذ عقود ، وبكل ماترتب عليه من معاناة السجون والمعتقلات والملاحقات ، وبذل الغالي والرخيص في سبيل تحقيق التغيير الديموقراطي والاصلاح ، بما في ذلك المساهمة  في مختلف مجالات الحراك الوطني ، والسعي من أجل ايجاد اطار معارض مؤسساتي ديموقراطي شامل ،يحظى بثقة الشباب الثائر في الداخل ، وبتعاون وتكاتف كل الأطياف والتيارات السياسية الوطنية ، كصورة معبرة عن واقع شعبنا ومكوناته المتنوعة ، وتوجه الحركة الوطنية السورية  الديموقراطية العلمانية طوال تاريخها في تنظيم وتأطير مساعينا وتجسيدها في اتحاد سوري ديموقراطي كحركة وطنية ائتلافية ديموقراطية ليبرالية واسعة تعبر عن واقع حال شعبنا ومكوناته وأطيافه ، تأخذ موقعها اللائق الى جانب حركات المعارضة الوطنية المعبرة عن تعددية وتنوع المجتمع السوري ، وحركته السياسية من أجل اغناء نضالنا الثوري  بالطاقات الخلاقة ، واعادة تنظيم  وبناء القدرات ومدالحركة الديموقراطية السورية  بالدعم السياسي ، والمعنوي ، والعملي ، وانطلاقا من ايماننا بالحرية والتعددية الفكرية ، والثقافية ، والسياسية ، في مجتمعنا ، فاننا نعلن عن استعدادنا اللانخراط في أي اطاريعبر عن الاتحاد بين مكونات الشعب السوري ، الذي نطمح أن يظهر كفصيل منظم ، متقدم ، ملتزم بقضية الحرية ، من أجل تحقيق الهدف الآني ، وهو اسقاط النظام ، وانجاز المهام الأخرى مابعد الاستبداد .
الأهداف
ان الجوهري في الصراع السياسي والاجتماعي الراهن في سوريا هو العمل من اجل نظام سياسي ديموقراطي ، يحقق التغيير الشامل اقتصاديا ،  وثقافيا وانقاذ الوضع بعد تفكيك المنظومة الامنية الحاكمة التي جمعت بين : الاستبداد السياسي والظلم الاجتماعي ، والاضطهاد القومي ، والتميز الطائفي ، ونهب المال العام ، ثم اعادة بناء الدولة التعددية ، وهذا لن يتم الا بعد تحقيق اهداف الثورة مما يتطلب انجاز المهمة المزدوجة المتلازمة في المساهمة بمرحلتي النضال الوطني ، وهما إزالة الاستبداد والتغيير ، واعادة البناء ، على هدي برنامجنا الوطني.
الهدف الأساسي هو حشد الطاقات لمواصلة النضال الوطني الديموقراطي داخل الوطن ، بكافة الأشكال بما فيها السلمية الجماهيرية ، وتوفير جميع أسباب الانتصار ، واستخدام كافة الوسائل النضالية المشروعة على طريق تحريربلادنا من تسلط المنظومة الأمنية الشمولية العائلية المستبدة ، والتي تشكل بؤرة للتوتر وتشجيع الإرهاب ، وتهديد السلام  بالمنطقة ، بمافيها الوسائل الدفاعية ضد الآلة العسكرية القمعية ، التي يمارسها نظام الاستبداد حتى اسقاطه ، والاعتماد الأساسي في ذلك على صمود شعبنا ، وثوارنا ، وعلى دعم واسناد وحماية المجتمع الدولي ، وكل أحرار العالم على الصعد العربية ، والاقليمية ، والدولية ، والعمل من أجل اعادة بناء الدولة السورية ، على أسس الديموقراطية ، والعدالة الاجتماعية ، والتعددية ، والحداثة ،  والتوافق بين مكوناتها الوطنية ، بعد تفكيك نظام الاستبداد الشمولي العائلي الحاكم ، بكل مؤسساته ، وبناه الادارية ، ومنظوماته الأمنية ، وركائزه الاقتصادية ، والحزبية  ، والآيديولوجية ، والفئوية .
التعددية الوطنية
التأكيد على أن شعبنا السوري العظيم بكل مكوناته الذي أشعل الثورة منذ الخامس عشر من آذار – مارس – 2011 ، ويقدم القرابين كل يوم على مذبح الحرية والاستقلال والسيادة ، هو شعب واحد موحد متعدد القوميات ، والثقافات ، ومتنوع الديانات ، والمذاهب ، وهناك أقوام ، وأثنيات ، وديانات ، ومذاهب ، مثل العرب ، والكرد ، والأرمن ،والكلدو اشور ،  والتركمان ، والسنة ، والعلويين ،والدروز ، والاسماعيليين ،  والشركس ، والأزيديين ، الذين يشكلون جميعا النسيج السوري المتنوع ،والمصمم على العيش المشترك ، في اطار الوحدة الوطنية ، والشراكة ، والحقوق المتساوية .
ومن أجل اعادة الاعتبار للحقيقة السورية الغنية باشعاعها الحضاري على مر القرون ، سنعمل على اعادة كتابة تاريخ سوريا القديم والحديث كماهو بكل تنوعه ، بعد أن تعرض الى التزييف الآيديولوجي الأحادي ، بدوافع شوفينية ،وفئوية ، ضيقة على أن تعاد اليه ألوانه الحقيقية المتعددة الجميلة ، ويعاد الاعتبار الى كل مكون ساهم بقسطه في معارك التحرير والاستقلال والبناء ، وعلى أن تكون سوريا الجديدة دولة ديموقراطية تعددية لكافة مكوناتها القومية ، والدينية ، والمذهبية ، بدستور يكفل حقوق الجميع ، ويضمن شراكتهم ، على أساس العدل ، والمواطنة المتساوية ، بالحقوق والواجبات .


منطلقات ومسلمات ثابتة:

1 - الشعب السوري واحد ، والأولوية لمهمة اسقاط نظام الاستبداد ، والتناقض الرئيسي مع السلطة الدكتاتورية برموزها ، وأدوات قمعها العسكرية ، والأمنية ، وسياساتها التدميرية العدائية ، ضد كل السوريين ، في مختلف مناطقهم ، والمفرطة بالسيادة الوطنية والاستقلال .
    ٢ -  التمايزات والاختلافات السياسية بين أطراف الخندق الواحد في الحركة الوطنية السورية ، ستبقى ثانوية أمام الصراع التناحري مع نظام الاستبداد عدو الجميع ، وستحل في ظل النظام الديموقراطي المنشود وعبر الحوار السلمي .
3 - في ظل التشرذم السياسي والتنظيمي الحاصل في صفوف الأحزاب والحركات السياسية ، وجميع فصائل – المعارضات - ، وأمام ضبابية المواقف ، وعدم وضوح الرؤا ، وضعف الثقة ، وزعزعة الصدقية ، ليس من حق أية مجموعة عربية أو كردية أو من أي مكون آخر الادعاء بالتمثيل الشرعي الوحيد ، أو العمل على تنفيذ مشاريع خاصة خارج الاجماع والتوافق الوطني .
4 - بطلان مزاعم يروج لها النظام ووسائل اعلامه عن مواجهات عنصرية عربية – كردية ، فما حصل حتى الآن من مواجهات عسكرية اقتصرت على طرفين سياسيين يشار اليهما غمزا وصراحة بموالاة النظام وخدمة أجندته من دون تجاهل خطط السلطة الحاكمة المرسومة والمفضوحة منذ بداية الثورة لتأجيج الصراعات المحلية والمناطقية والأثنية لتشويه وجه الثورة واستنزاف طاقاتها .
5 - وبخصوص الحالة العامة في البلاد ومخاطر – الأصوليين الإرهابيين – من مجموعات داعش ، والقاعدة ، وجبهة النصرة ، وغيرها من التي تثير الفتن والقلاقل ، وتنفذ أجندة النظام والجهات الخارجية المعادية ، نقترح أن تعود الأمور بهذا الصدد في جميع المناطق الى ماكانت عليها بتاريخ 15 – 3 – 2011 ، أي عودة كل المسلحين القادمين من خارج البلاد منذ ذلك التاريخ الى مواقعهم السابقة من عرب وكرد وأجانب ، وخصوصا قوات حزب الله والميليشيات المذهبية ومسلحي ب ك ك  ، ومسلحي النظام الإيراني ، والجيش الروسي ، والجيش الأمريكي ، والجيش التركي ، فالشعب السوري بعربه وكرده وباقي أطيافه يرفض – قوى - الأمر الواقع التي فرضت قسرا وبدون ارادته ولن ينصاع لاملاءاتها ، وشروطها .
.
6 - التمسك بالثوابت الوطنية العامة في اعتبار أن السوريين يجمعهم الانتماء الوطني الواحد في اطار التعدد والتنوع والعيش المشترك ، في اطار الشراكة ، والمساواة بالحقوق والواجبات ، خاصة بين المكونين الرئيسيين العربي والكردي ، يستظلون جميعا تحت خيمة سوريا الواحدة الموحدة في اطار احترام ارادة كل مكون ، للتمتع بحقوقه الخاصة ، وتطوير خصائص هويته الفرعية ، في اطار الهوية الوطنية الجامعة ، وصولا الى تنظيم العلاقات والحقوق والواجبات ، من خلال عقد  سياسي اجتماعي جديد بين الأطراف ، ودستور توافقي حديث ، يضمن أسس ومبادىء ذلك التعاقد التاريخي في أجواء الحرية والديموقراطية .
7 – ان كل مايحاك في الخفاء والعلن في استهداف وحدة السوريين وثورتهم باشراف مباشر من غرفة عمليات مشتركة لمحور الشر الأسدي الروسي الايراني خصوصا ، وعبر مجاميع ميليشياوية في عدد من المناطق ، سيكون مصيره الفشل اذا ماتوفرت شروط التفاهم والتنسيق والعمل المشترك المبرمج ، وفي أوسع تحالف بين الوطنيين العرب والكرد وكل المكونات نواته قوى الثورة وكل المؤمنين بالتغيير الديموقراطي وبسوريا الجديدة الواحدة .
8– علينا قول الحقيقة في مسألة فشل – المجلس الوطني السوري والائتلاف – ، وأخيرا الهيئة التفاوضية العليا المنبثقة عن مؤتمر الرياض بالقيام بالواجب الوطني في مجال توفير الاطمئنان والأمان لكل المكونات غير العربية وغير المسلمة ، والمكون الكردي على وجه الخصوص ، والاخفاق في ارساء القاعدة السليمة لعلاقات التلاحم والتضامن لأسباب عديدة  ،ومن أبرزها قيامهما على قاعدة سياسية وتنظيمية هشة ، غير سليمة واستبعادهما للمناضلين الكرد المتمسكين بوحدة البلاد والشعب من جهة وبالثوابت من الحقوق الكردية في الوقت ذاته .
9 – وبالمقابل عجزت الأحزاب الكردية التقليدية منها مثل ( أحزاب المجلس الوطني الكردي ) والمستحدثة كأمر واقع مفروض بالقوة مثل ( جماعات ومسميات ب ك ك ) ، التي ترهلت أصلا وفقدت مصداقيتها منذ أمد بعيد عن تمثيل مصالح الكرد الحقيقية بالتلاحم مع الثورة والتضامن والعمل المشترك مع قواها واتخاذ الموقف السليم في تبني شعارات وأهداف الثورة الوطنية ، بل أنها بسبب مواقفها الموالية للنظام ، أو المحايدة المترددة ، ألحقت الضرر بالكرد ، أولا وبالقضية السورية عموما ، خاصة عندما وضعت في أولوياتها محاربة الحراك الشبابي الكردي الثوري ، وفرض الحصار السياسي والاقتصادي عليها وصولا الى القمع الأمني .
10– هناك وعلى الجانب الكردي مازالت آمالا معقودة على الأكثرية الوطنية الكردية الصامتة ، وماتبقى من الحراك الشبابي ، وبقايا التنسيقيات والكتلة المستقلة ، والناشطات في الحركة النسائية ،وبعض المجموعات الثورية ، وهي تؤمن بالتفاهم والتضامن الكردي – العربي ، والعيش المشترك، والوحدة الوطنية ، وبأولوية اسقاط النظام ، واعادة بناء الدولة التعددية الجديدة ، أما بالجانب العربي أو السوري العام فالآمال معقودة على الوسط الوطني العريض وخاصة قوى التغيير ، لذلك يجب تلاقي الأطراف هذه جميعها من أجل وضع برنامج مشترك ، وخارطة طريق لتغطية مهام مرحلتي الثورة : اسقاط النظام واعادة البناء .
11 – بلادنا تمر بأخطر اللحظات التاريخية والمصيرية ، وهناك تحديات عظيمة تواجه وحدتها ، وحتى وجودها أرضا وشعبا ، تماما مثل بداية عشرينات القرن الماضي عندما اتفقت قوى خارجية وداخلية على تقسيم البلاد الى دول وأقاليم ، ولكن ارادة السوريين كانت أقوى عندما أعلن الاتحاد السوري ، فهناك احتلالات روسية ، وايرانية ، وتركية ، وأمريكية ، وميليشياوية أجنبية ، والشعب السوري منوط بتحرير أرضه من الاستبداد والاحتلال .
12 - الوطنييون من مختلف المكونات في سوريا ، وفي ظل العلم الموحد الذي رفعته الثورة ، وتحت اسم الجمهورية السورية ، بحدودها الطبيعية سيعملون جاهدين بالمستقبل القريب من أجل عقد مؤتمر وطني انقاذي عام وشامل ، من خلال اشراف لجنة تحضيرية معبرة بقدر الامكان عن الحقيقة الوطنية السورية ، لتحقيق الاجماع الوطني في صياغة البرنامج السياسي المناسب ، وانتخاب المجلس السياسي الموسع ،لقيادة المرحلة الراهنة ، ومواجهة تحدياتها الماثلة في السلم والحرب .


      
الدستور السوري الجديد

سيؤكد الدستور السوري الجديد أن الشعب السوري واحد بمكوناته القومية من العرب ، والكرد ، والتركمان ، و( الكلدو – آشور – سريان ) والارمن ، والشركس ، والشيشان ، وكذلك الأطياف الدينية ، والمذهبية وعلى ضمان  حقوقها ، وواجباتها ، ومساواتها ، لترسيخ الوحدة الوطنية ، والعيش المشترك ، وتعزيز وحدة الوطن السوري أرضا وشعبا .
  كما سيضمن الدستور تنفيذ نصوص العقد الاجتماعي الجديد ، بين الممثلين الشرعيين المنتخبين لأطياف الشعب السوري ، الذي يحدد أسس المبادئ الأساسية في التوافق على الحقوق والواجبات ، والشراكة والمساواة ، بين جميع المكونات السورية القومية والدينية والمذهبية في اطار الوطن الواحد الموحد أرضا وشعبا .
  هناك في الصف الوطني تباينات حول شكل النظام السياسي والإداري المستقبلي ، فمن يرى النظام الاتحادي مناسبا للحالة السورية التعددية التي فيها قوميات رئيسية وفرعية وفئات لها خصوصياتها ، ومن يرى اللامركزية أكثر انسجاما ، ومن يفضل النظام الرئاسي ، أو البرلماني ، لذلك وبعد اشباع المشروع مناقشة وتقييما يمكن الأخذ بموقف توافقي عام .


– القضية الكردية

نؤكد على أن الشعب الكردي من سكان بلادنا الأصليين ، وجزء أساسي من الهوية الوطنية للشعب السوري ، تعرض منذ عقود وحتى الآن الى صنوف الاضطهاد والتميز ، من بينها مخططات التهجير والاقصاء والحرمان من حق المواطنة والأرض ، وتغيير تركيبة مناطقه الديموغرافية ، وأن قضيته القومية جزء من القضية الوطنية الديموقراطية العامة ، وسيكون الحل بازالة كافة الآثار السلبية المترتبة منذ عقود .
كان ومازال الوطنييون الكرد  في الحركة الوطنية الكردية في مقدمة الصفوف المعارضة ، وجاءت هبة آذار الدفاعية عام 2004 التي لم تكتمل شروط انتقالها الى انتفاضة شاملة بشعاراتها الثورية المنادية باسقاط النظام التي بدأت من القامشلي ، وتوسعت لتشمل مختلف المناطق الكردية وأماكن التواجد الكردي في مدن حلب ودمشق ، تعبيرا عن معاناة الكرد أولا ، ومثالا على تشابك قضيتهم الخاصة مع القضايا الوطنية العامة في التغيير والديموقراطية .
ماحصل بعد الاستقلال أن المشرعين أخطأوا بصياغة الدستور الأول عندما تجاهل الإقرار بتعددية الشعب السورية القومية والدينية والمذهبية ، واغفال تثبيت وجود الكرد وحقوقهم القومية والسياسية والثقافية .
  ولم تلتزم الحكومات المتعاقبة وغالبيتها لم تكن ديموقراطية  بالنص الدستوري فحسب ، بل عمدت وبدوافع آيديولوجية شوفينية وعلى مبدأ فرق تسد ، لاخضاع السوريين ببث الفرقة والانقسام والمتاجرة بالشعارات القومية المتزمتة أحيانا ، والامن القومي ، والعقائد وممارسة سياسة انكار الآخر .
ان السياسة الشوفينية للحكومات المتعاقبة ، ونظام البعث على وجه التحديد ، بمعاداتهم للكرد وتطبيق المخططات ضدهم ، قد ساعدت في بروز مشكلة وظهور قضية كردية تتعلق بالحرمان والحقوق واثارة الريبة والشكوك وعدم الثقة في مجتمعنا ، وبين مكوناته وخصوصا بين الكرد والعرب ، والنظم والحكومات هي السبب والمسبب ، .لذلك فاننا ومن المنطلق الوطني والأخلاقي والإنساني ، ومن مبدأ احترام إرادة الشعوب والقوميات في صيانة شخصيتها القومية والوطنية والاحتفاظ بثقافتها ، واحترام تاريخها وهو تاريخ مشترك نلتزم بالتالي :
١ – بما أن الكرد يشكلون القومية الثانية باالبلاد فانهم شركاء العرب في المصير وفي السلطة  ، والقرار والثروة ،من دون تميز .
٢ – تثبيت الحقوق السياسية والديمقراطية للكرد السوريين ، وهي حق احياء وتطوير وتعزيز الهوية القومية الخاصة ، وتشكيل الأحزاب والجمعيات السياسية ، واختيار الممثلين الى المؤسسات التشريعية والتنفيذية على المستويين المحلي والوطني ، المشاركة في القرارات المصيرية الوطنية ، المشاركة في وضع الدستور الجديد ، التمثيل في المؤسسات العسكرية والأمنية وفي السلك الدبلوماسي بحسب النسبة الاجمالية من عدد سكان سوريا وهي ١٥٪ ، الحق في تثبيت رمز أو شعار للمنطقة الكردية الى جانب العلم السوري الموحد .
الحقوق الثقافية : اللغة الكردية لغة رسمية الى جانب العربية في المناطق ذات الغالبية الكردية بمحافظتي الحسكة وحلب ، وفي التجمعات بالمدن الكبرى مثل حلب ودمشق ، وفي مناطق الترتيبات المستقبلية ( أقاليم أو محافظات أو أية صيغ أخرى توافقية ) ، احياء الثقافة الكردية من تاريخ وأدب وفولكلور ، تدريس مادة التاريخ والثقافة الكردية في الجامعات السورية ، افتتاح جامعات ومعاهد باللغتين الكردية والعربية في مدن القامشلي وكوباني – عين العرب – وعفرين ، إعادة أطنان من الكتب والمحفوظات والمخطوطات التاريخية وكل الممنوعات لاسباب عنصرية المصادرة منذ خمسين عاما وحتى الان  لدى أجهزة الامن الى الجامعات والمكتبات في المناطق الكردية ، التواصل الثقافي مع المؤسسات الثقافية الكردية في الجوار والخارج .
االحقوق لاجتماعية : صيانة الموروث المجتمعي والحفاظ على العادات والتقاليد التي ترمز الى القيم الإنسانية والعيش المشترك وإعادة النظر بكل المكتشفات الاثرية بالمتاحف التي تعرضت للتسييس لاسباب عنصرية والعودة الى الأسماء والمسميات الأصلية ماقبل تغيير التركيب الديموغرافي وتبديل الأسماء الكردية بالاسماء العربية من أسماء البشر الى أسماء المناطق والمدن والبلدات والجبال والتلال ، والتواصل الاجتماعي بين القبائل والعشائر والعوائل التي توزعت قسرا بين سوريا والعراق وتركيا نتيجة اتفاقية سايكس – بيكو وماتلاها من مخططات وصفقات بين أنظمة الدول بالمنطقة .

٥ – ومن أجل تحقيق الحل العادل للقضية الكردية يجب التوصل الى عقد اجتماعي جديد بين شركاء الوطن من عرب وكرد ( يشمل أيضا المكونات الأخرى ) تتناسب مع قيم سوريا الجديدة المنشودة وتتوافق مع أهداف ومبادئ الثورة السورية المغدورة ،  التي شارك فيها العرب والكرد والمكونات الأخرى ، على قاعدة الاعتراف بالوجود والحقوق ، واختيار الصيغة المناسبة المتوافقة عليها وادراجها في دستور سوريا ، لضمان وسلامة ذلك العقد التاريخي  الذي سيؤسس لعلاقات الصداقة مع العمق الكردي في الجوار ، وسيشكل سابقة حضارية مبعث فخر واعتزاز كل السوريين ، وتأكيدا على دور سوريا الكيان والشعب الريادي في المنطقة .

  مشروع – بزاف – لاعادة بناء الحركة الوطنية الكردية السورية
     امام الانقسام الحاصل في الصف القومي الكردي السوري ، والاستقطاب الحاد بين أحزاب كل من ( تف دم والانكسي) بزعامة حزبي الاتحاد الديمقراطي – ب ي د ، والحزب الديمقراطي الكردستاني – سوريا ،وبسبب افتقار هذه الأحزاب الى الشرعية القومية حيث لم تنتخب ولم تخول من الغالبية الشعبية ، وهكذا الحال في مسألة الشرعية الوطنية على مستوى البلاد والتحالفات المبدئية المفقودة في البعد الوطني  ، والتبعية المطلقة لهذه الأحزاب للاجندات الخارجية ، وكونها بمثابة فروع للمحاور الكردستانية على حساب الشخصية الوطنية الكردية السورية المستقلة ، مما ادي كل ذلك الى غياب الدور الطبيعي النضالي للكرد السوريين وحركتهم في المجالات الوطنية والإقليمية والدولية ، ( ذلك الدور الذي دشنه الرعيل الأول منذ أواسط الخمسينات ، وتجدد وترسخ  في أواسط الستينات ) ، وتعثر الوصول الى حل عادل لقضية كرد سوريا ، وفقدان أي مشروع برنامج قومي ووطني كردي ، وابتعاد او ابعاد العديد من الوطنيين والمناضلين والمثقفين ، والكفاءات العلمية ،والاختصاصية بينهم النساء والشباب عن الأطر الحزبية الحالية ، الى درجة ان طاقات الغالبية الساحقة بين وطنيي كرد سوريا صارت مجمدة ، وهي تشكل الكتلة التاريخية المنقذة التي يعول عليها حراك – بزاف – لقيادة المرحلة القادمة من النضال الكردي بجانبيه القومي والوطني .
   المؤتمر الكردي السوري الجامع
   الخيار الاسلم ويكاد يكون الوحيد ، في سبيل انقاذ الحركة الكردية ، وإعادة بنائها ، وتوحيدها ، واستعادة شرعيتها ، هو اللجوء الى المؤتمر الكردي السوري في الوقت والمكان المناسبين ، بمشاركة ممثلي الغالبية من الوطنيين المستقليين ، وكذلك ممثلو الأحزاب الكردية التي تقبل بالمؤتمر وتلتزم بنتائجه ، وذلك بنسبة الثلث حتى لاتتمكن من التعطيل ، وتحويل المؤتمر الى مؤتمر حزبي وليس قومي – وطني .
  أما الآلية المتبعة لعقد المؤتمر فهي على عدة مراحل : الأولى – بانتخاب لجان متابعة في الداخل والخارج بكل أماكن التواجد الكردي السوري عبر اللقاءات التشاورية ، والثانية – بعقد كونفرانس لممثلي لجان المتابعة جميعها وانتخاب لجنة تحضيرية من ٧ الى ١١ شخص يتمثل فيها كل المناطق الكردية ومراكز التواجد الكردي السوري للتحضير لعقد المؤتمر بالشكل الممكن ومن الجائز ان يتشكل المنتخبون من لجان المتابعة كلجنة تحضيرية .
  وسيكون المؤتمر سيد نفسه ويقر مضمون وشكل ومؤسسات واسم الكيان الوليد المرتقب ، الذي سيكون كيانا سياسيا كرديا منظما ، مفيدا ومناسبا لكل الظروف ، من انتقالية ، الى مراحل استتاب الاستقرار ، واحلال السلام في البلاد .


     ملحق - ١

   منذ الأيام  الأولى  لانبثاق فكرة مشروع  حراك – بزاف – لاعادة بناء الحركة الكردية السورية من عام ٢٠١٢ ، كان الرهان على مشاركة الجميع من الوطنيين المستقلين كغالبية ، والحركات ، وألاحزاب ، والمجموعات السياسية ومنظمات المجتمع المدني  العاملة باسم الكرد السوريين دون استثناء أي كل طرف يلتزم بقرارات ونتائج المؤتمر الوطني الكردي السوري الجامع المنشود ، كحل شامل لجميع أزمات الحركة السياسية ، وإعادة اللحمة بين المتصارعين ، وكل المختلفين فكريا وسياسيا للتوافق حول القواسم المشتركة المصيرية والاساسية ، واستعادة الشرعية الشعبية ،  وتنظيم أسس وآليات التنافس بين التيارات المختلفة بحيث لاتتعدى الحوار السياسي السلمي ، والعمل سوية في اطار وحدة المختلفين .
  وقد كانت محاولات حراك – بزاف – المشروعة مستندة الى طموحات لتنظيم الحياة السياسية في الساحة الكردية السورية ، للتمكن من خدمة المواطنين وتوفير وسائل العيش الكريم لهم ، وتثبيت السلم الأهلي والاستقرار المجتمعي  ، وإزالة مظاهر عسكرة المجتمع ، والحد من الهجرة والنزوح ، وصولا الى بلورة المشروع الكردي السوري للسلام ، والتحاور مع شركاء الوطن حول مستقبل ومصير البلاد  ، والقيام بالدور المطلوب لتحقيق السلام ، وإزالة الاستبداد ، واجراء التغيير الديموقراطي ، وبناء نظام وطني حديث ، والمشاركة في صياغة الدستور الجديد للبلاد الذي يتضمن الاعتراف بالكرد السوريين وجودا وحقوقا مستحقة كشعب من السكان الأصليين ، وكذلك إعادة رسم العلاقات الأخوية السليمة  مع العمق الكردستاني .
  وبعد تجربة طويلة طالت أعواما تبين ان التنظيمات الحزبية جميعها ومن دون استثناء وكذلك الأطراف الكردستانية الداعمة لها ، لم تتجاوب مع كل النداءات حول قبول الاحتكام للمؤتمر الجامع المنشود ، متجاهلة كل المناشدات ، والمذكرات الموقعة من الالاف المطالبة بتوحيد  ، من اجل الإنقاذ وحل الازمة الحركة الكردية السورية بصورة ديموقراطية وعبر الحوار ، مما يستدعي ذلك من أنصار حراك – بزاف – الى إعادة النظر فيما ذهبوا اليه بهذا الخصوص ليس لأن مانادوا به أمرا خاطئا من حيث المبدأ ومن حيث الموقف الفكري والسياسي والقومي والوطني ، بل لان العلة في العقلية الحزبية الضيقة التي لاتستوعب خطورة المرحلة ، ولا تعي أهمية خطوة المؤتمر الجامع بالنسبة للحركة الكردية حاضرا ومستقبلا ، ولاتقرأ حقائق تطورات الساحة الكردية السورية ومن ابرزها تشكل كتلة تاريخية وطنية مستقلة من خارج الأطر الحزبية ( ١٠٠  حزب بحسب التقديرات ) بإمكانها لو تمتعت بنوع من التموضع التنظيمي أن تغير موازين القوى كرديا وسوريا ، وستتحمل الأحزاب مسؤولية كبرى امام الشعب والاجيال الكردية وسيحاسبهم التاريخ  .
   لهذا فليس امام حراك – بزاف – الا العودة مجددا وبوتيرة اقوى الى الشعب والتوجه الى الكتلة التاريخية تلك التي لم ينقطع التواصل الإعلامي مع معظمها لاستنهاضها ،وتنظيم صفوفها ، وصولا الى توفير المستلزمات الضرورية وبالوسائل المتوفرة ، لاجراء مناقشات واسعة لمشروع البرنامج المعدل  ، واجراء انتخابات لقيام لجان متابعة بالداخل والخارج ، ثم الانتقال الى الخطوة التالية وهي عقد الكونفرانس الأول لممثلي جميع لجان المتابعة من اجل انتخاب اللجنة التحضيرية للاعداد لعقد المؤتمر الكردي السوري أيضا بالوسائل الممكنة في ظل الظروف الأمنية ، وجائحة كورونا .
  ان مايتمخض عن المؤتمر المنشود من مجلس قيادة منتخب ، يسير على هدى البرنامج السياسي المقر كمشروع كردي سوري للسلام والعيش المشترك سيكون ملكا لكل الكرد السوريين ، وسيمد يد التعاون والعمل المشترك مع كل الفعاليات والقوى الكردية السورية ، وجزء من الحركة الوطنية السورية ، وطرفا إيجابيا  فاعلا في الحركة التحررية الكردستانية بالمنطقة ، وأداة تقارب وتنسيق مع إقليم كردستان العراق .
   بعد عشرة أعوام من الحروب والمواجهات والعذابات في كل الجغرافيا السورية ، وبعد كل ماحصل في المناطق الكردية من احتلالات وسيطرة سلطات الامر الواقع ، وتهجير ونزوح وحرمان ، وبعد افراغ المناطق من السكان خصوصا من الأجيال الشابة ، وبعد استمرارية الصراع غير المجدي بين طرفي الاستقطاب الحزبي الكردي ، بعد كل ذلك تتسارع الخطى الدولية والإقليمية بحثا عن حلول للقضية السورية ، ولاشك أن الحالة الكردية الخاصة بامس الحاجة الى رافعة تعيد للكرد دورهم الوطني ،ومشاركتهم في بناء سوريا الجديدة القادمة  بنظامها ودستورها وكل مؤسساتها ، وسيكون حراك – بزاف – بعد المؤتمر المنشود واستعادة الشرعية ، وصياغة البرنامج وانتخاب القيادة ، مرشحا ان يكون القوة الأبرز في النضال الكردي القومي والوطني ويقوم بالتعبير عن ارادة وطموحات الشعب الكردي السوري الحقيقية .
     
  ملحق – ٢
   العلاقات الوطنية
   المبادئ العشر هي القاعدة السياسية التي يتم الانطلاق منها في العيش المشترك في ظل الوطن الواحد ، وهي قابلة للحوار والتفاوض مع شركاء الوطن حاضرا ومستقبلا .
    المبدأ الأول  – الشعب السوري متعدد القوميات ،والأديان ،والمذاهب ، وعلى أي مشروع وطني جاد قبول وتبني  حق الكرد كقومية عددية ثانية ، ومن سكان البلاد الأصليين التمتع بكافة حقوقهم حسب ارادتهم الحرة في اطار سوريا الموحدة الجديدة ، وهكذا الحال بخصوص القومية التركمانية ، ومن حق الجميع اقواما واديانا ومذاهب المساواة في الحقوق والواجبات والمشاركة في القرار والسلطة والثروة ، والتنعم بالحرية والكرامة دون تميز ، كما من واجبات الكرد والاخريبن المساهمة بكل الطاقات من اجل الإنقاذ وتحقيق سوريا التعددية الجديدة ، والحضور ، والتمثيل في كل التشكيلات ، والمشاريع الانقاذية المنشودة راهنا ومستقبلا .
  وفي سياق الحالة الكردية االخاصة  فان ما تم استخلاصه من الوضع الوطني العام بشأن اخفاق وانحراف كيانات المعارضة القائمة منذ عام ٢٠١١ ومابعده ينطبق على الحالة الكردية أيضا فالاحزاب التي تتصدر المشهد الكردي من طرفي الاستقطاب ( ب ي د والانكسي ) عليها نفس المآخذ والملاحظات الموجهة للائتلاف وهيئة التفاوض والمنصات ، ونتمنى على أي مشروع وطني بديل قادم اخذ ذلك بعين الاعتبار وتشخيص الحالة الكردية أيضا بكل شفافية .

المبدأ الثاني – استخلاص دروس نكسة الثورة وتراجعها في صيغتها العسكرية وجمودها في المجال السياسي ، والاستمرار فيها كهدف للتغيير، وكمشروع سياسي انساني آني ومستقبلي ، يتم بها توعية الجيل ، واستنهاض الجماهير الشعبية ، ومتابعة وتقييم فشل كيانات المعارضة من المجلس الوطني وانتهاء بالائتلاف ، ومراجعة مسارها الذي ارتد بسبب تسلط الإسلام السياسي ، وتدخلات الأطراف الإقليمية والدولية ، واختراقات النظام الأمنية ، والمال السياسي الذي افسد ، وتقديم خدمات للاجندات الخارجية ، وفقدان القرار الوطني المستقل ، وتغلغل مندوبي أجهزة نظام الاستبداد لصفوف المعاررضة  عبر الوافدين الجدد ، وتحكم الأساليب الفردية والشللية والحزبية بعيدا عن الوسائل والمبادئ الديموقراطية والقيادة الجماعية بالتشاور والتكامل ، واستبعاد الشباب والمرأة والوطنيين والمناضلين بسبب آرائهم وافكارهم الحرة ، وقطع الطريق على أية مراجعات نقدية ، أو محاسبة أو نقاش .
المبدأ الثالث  – عدم الخروج على أهداف الثورة السورية المغدورة في الحرية ، والكرامة ،والتغيير الديموقراطي ، واسقاط الاستبداد ، خاصة وان هناك شبه اجماع وطني على أن سبب إخفاق الثورة لايتعلق بصحة وشرعية أهدافها بل بوسائلها وآلياتها أي بالعامل الذاتي بالدرجة الأولى والاساسية وجزء منه يتعلق بالظروف الموضوعية ، لذلك لايجوز القفز فوق أهداف الثوة الاستراتيجية بذرائع تكتيكية وتحت عناوين الإنقاذ ،وضيق الوقت ، واضاعة الفرص ، واللحظة المناسبة ، لان قضايا الشعوب المصيرية وثوراتها لاتحل باوقات نختارها نحن ، بل بنضوج العوامل الذاتية والموضوعية ، وتغييرات موازين القوى .

  المبدأ الرابع  – الحذر من الوقوع في نفس أخطاء وانحرافات – المعارضة – فنقدها والاخذ عليها بالخروج من مسار اهداف الثورة ، وعقد الصفقات سرا وعلانية مع نظام الاستبداد ، والمضي قدما للمشاركة في انتخابات قادمة في ظل النظام ، ومن ثم اتخاذ مواقف وخطوات مماثلة بل أكثر وقعا وراديكالية كالدعوة الى تشكيل مجلس عسكري مشترك الغلبة فيه ( لأبناء النظام والمؤسسة العسكرية الأسدية ) وتحت ظل النظام القائم ذاته ، على الأقل ومهما كانت مواقفنا تجاه المعارضة فانها ان أبرمت صفقات مع النظام فلديها كيان سياسي معترف به ( الائتلاف – هيئة التفاوض ) ولكن ماذا عن المبادرة الأخيرة لتشكيل المجلس العسكري ؟ انها لاتستند الى حاضنة شعبية ولا الى قوى وطنية متحالفة ، ولا الى مجموعة متجانسة تستند الى التشاور والرأي الجماعي ، ولا الى برنامج سياسي واضح ومنشور للاطلاع والنقاش ،  بل تنطلق من اجتهاد فردي غير مترابط  ليس الا على الأقل كما هو معلوم في ظاهره المعلن عبر الفيسبوك واليوتيوب .

  المبدأ الخامس – لاسبيل أمام الوطنيين السوريين اذا ارادوا انقاذ الشعب والوطن وتفعيل القضية والعمل من اجل حلها ، الا بالعمل الجماعي الديموقراطي المنظم ، فلايعقل محاربة النظام الفردي الدكتاتوري الأحادي الذي رسخ حكمه خلال عقود على قاعدة اجتماعية ، اقتصادية ، عسكرية ، امنية ، طائفية ، حزبية ، ادارية ، وبعد الفشل عشرة أعوام من اسقاطه ، لايعقل مواجهته عبر مبادرة فردية هنا ، وااجتماع  ضباط عسكريين هناك ، والخشية ان يأخذ طابع تجريبي غير مأمون الجانب ، وعادة مثل هذه الخطوات غير المحسوبة قد تلحق الأذى بكل القضية الوطنية ، وتضاعف من خيبات الامل لدى السوريين وهم بغنى عنها بعد كل هذا الخراب والنكسات والاحباطات والتراجعات .

  المبدأ السادس – كما أفهم غالبية الوطنيين السوريين وخصوصا النخبة  من أهل الثقافة والفكروالخبرة النضالية الطويلة ،  قد استخلصوا درسا مفيدا من جملة الدروس الأخرى يتمثل بحقيقة ان الدول الكبرى  والعظمى وحتى الأطراف الإقليمية – صديقة كانت أو خصما أو عدوة - لاتتعامل الا مع الامر الواقع بعبارة أوضح مع من يمثل العمق الشعبي المنظم على الأرض ، ويمتد جذوره بالداخل والخارج وفي كل أماكن الشتات السوري ، لذلك كل مبادرة أو مشروع وطني لاينطلق من كيان منظم حاصل على الشرعية الشعبية بالانتخاب والتكليف ،وعلى قاعدة عريضة ، ولايستند الى قيادة جماعية متماسكة ، وفي الخصوصية السورية المتنوعة لايعتمد على كل المكونات القومية والاجتماعية المتوافقة ، لن يحظى لا بالاعتراف السياسي ، ولا بالاحترام من لدن دوائر القرار في الإقليم والعالم ، و ( المعارضة ) السورية كمثال .
المبدأ السابع  – لايمكن الاعتماد في بلادنا  على – العسكر – لينجز ماعجز عن إنجازه السياسييون  المدنييون ، واقصد تحقيق اهداف الثورة في الحرية والتغيير الديموقراطي واسقاط نظام الاستبداد ، ليس لان عسكرنا يفتقدون الوطنية والشجاعة بل بسبب ان بناء وتربية الجيش في سوريا خصوصا منذ انقلاب البعث وتسلط الأسد الاب والابن سارا في دروب مظلمة عقائدية – طائفية – عائلية – حزبية – امنية ، حتى اننا في سوريا ونحن نحسد على سبيل المثال السودانيين في تجربتهم الوليدة في رضوخ الجيش لمشروع الثورة وحتى ذلك ماكانت لتتحقق لولا التنظيم العالي المستوى للقوى الثورية التي قادت الشارع وأثبتت جدارتها ووجودها الفعلي مثل ( تجمع المهنيين ومن ثم قوى الحر ية والتغيير ) .
  المبدأ الثامن  – من الممكن في الحالة الوطنية السورية تحديد استراتيجية العمل الوطني بمراحل لكل منها مساراتها المتكاملة ولكن لايجوز تجزئتها وفصلها عن بعضها بشكل انتقائي ، والاخذ بجزء والقفز فوق الأجزاء الأخرى على طريقة حرق المراحل ، فمثلا لايمكن المشاركة في – مجلس عسكري مع ضباط النظام – او في مجلس وزراء – قبل تنظيم الصفوف ، وإعادة بناء الحركة الوطنية السورية ،واستعادة شرعيتها ، وانتخاب مجلسها القيادي ، لان ذلك وحده من شأنه حماية وضمانة أية خطوة باية اتجاه كانت والا فستكون كل الخطوات عشوائية خاسرة تضر ولا تنفع .
المبدأ التاسع  – العمل الوطني من اجل الإنقاذ والتغيير وإزالة الاستبداد وإعادة بناء الدولة الحديثة هو في خدمة الشعب السوري ومن أجله أولا وأخيرا ، وبما انه مصدر الشرعية الوطنية فمن تحصيل حاصل اللجوء اليه دائما وابدا ، وعندما ابتعدت – المعارضة – عن الشعب فقدت شرعيتها ، وخسرت حاضنتها ، فقد كان الكثيرون منا يتابعون تصريحات وأقوال مسؤولين في ( المجلس الوطني والائتلاف ) مفادها : ( نحن هنا ومن يريد الانضمام الينا فليتفضل ، ومن لايريد فهذه مشكلته ) ومن واجب من يريد إعادة بناء حركات وجبهات بديلة أن لاينتهج نفس الطريقة الخاطئة في مخاطبة السوريين ، لانها لن تجلب سوى الإخفاق .
المبدأ العاشر – الكثير من الأطراف الدولية ذات الصلة بالملف السوري ، وبعض الدول الإقليمية قررت علنا أنها لن تساهم في إعادة الاعمار بسوريا ولن تسهلها الا بعد زوال نظام الأسد وعودة المهجرين واستتاب الامن والاستقرار ، في حين نسمع بعض دعاة الإنقاذ من رجال الاعمال من المعارضين السوريين يضعون الجانب الاقتصادي في أولويات دعواتهم قبل الجوانب السياسية والأمنية ، فهل ياترى بالإمكان تسريع عجلة الاقتصاد وإعادة دورته ولمصلحة السوريين في ظل النظام الراهن وفي هذا الوقت بالذات ؟ خاصة وان النظام يتعرض الى الحصار من الخارج مباشرة او عبر قانون – قيصر – وذلك لاضعافه والتعجيل باسقاطه ، لذلك من دروس تجربتنا تنظيم الأولويات بعناية والسؤال هو : اين يمكن تنفيذ المشاريع الاقتصادية ؟ في مناطق سيطرة النظام أم قسد أم النصرة أم الجيش الوطني ؟ .

  ملحق – ٣
   العلاقات القومية
 قبل ضم كرد سوريا ومناطقهم الى سوريا الحالية بموجب اتفاقية سايكس – بيكو ١٩١٦ وملحقاتها ، كانوا تحت حكم الإمبراطورية العثمانية مع أبناء قومهم من كرد تركيا ، والعراق ، وكان كرد ايران في ظل الامبراطوية الصفوية ، وبعد عملية التقسيم الاستعمارية الغربية تجزء الشعب الكردي ووطنهم التاريخي كردستان الى أربعة أجزاء انضمت الى الدول الأربعة المستقلة الان ( سوريا – تركيا – ايران – العراق ) وقبل ذلك كانت سوريا الطبيعية أو بلاد الشام جزء من الامبراطورية العثمانية أيضا الى جانب العراق .
  بعد تقسيم كرد المنطقة ووطنهم  ومن دون ارادتهم وإرادة الشعوب الأخرى في  تلك الدول ومن ضمنهم كرد سوريا انتقلوا الى وضعية الانتماء المزدوج ( قومي كردي ووطني سوري ) هذه الهوية الثنائية التي ترسخت بمرور الزمن وشملت حتى الان ثلاثة أجيال تطبع موضوعيا حاضر ومستقبل جزء من الشعب الكردي المقسم ، وتنعكس بقوة في الحياة السياسية وفي الحركة الكردية السورية ، وتشكل التحدي الأكبر امامها في مجال التوازن الدقيق بين الانتمائين بعيدا عن النزعتين الانعزالية القومية ، والعدمية الكوسموبوليتية .
  على الصعيد الكردستاني هناك التجربة الوحيدة التي حقق فيها شعب كردستان العراق مصيرهم السياسي والإداري من خلال فيدرالية إقليم كردستان  ، ذلك الإنجاز العظيم الذي يستوجب الحفاظ عليه وتطويره ، والذي حول الإقليم الى مركز ثقل في الحركة التحررية الكردستانية ، ونموذج يحتذى به في الكفاح الوطني الكردي ، الذي دشنه الزعيم البارزاني الكبير قائد ثورة أيلول ، بفضل التضحيات الجسيمة ، وممارسة مختلف اشكال الكفاح منذ اكثر من قرن وحتى الان .
  نعتقد أن الحلول المتاحة للقضية الكردية في المنطقة ستكون حلولا وطنية توافقية في كل بلد وجزء على حدة ، وعلى قاعدة صيغة متفقة عليها في دائرة  مبدأ تقرير المصير ، والمواثيق الدولية حول حقوق الشعوب من السكان الأصليين ، ضمن وحدة البلدان ،تخضع لخصوصيات القضية الكردية ، وموازين القوى السائدة ، والعوامل الذاتية المحاطة بالحركات الكردية ، والظروف الموضوعية .
  الحركة التحررية القومية الكردية مثل سائر حركات الشعوب بالمنطقة والعالم تتنازعها آيديولوجيات ، وتيارات فكرية وسياسية ، وبشكل عام هناك تياران رئيسيان احدهما قومي ديموقراطي يسعى لايجاد حلول سلمية توافقية ، وعبر الحوار لقضاياه على قاعدة مبدأ حق تقرير المصير في الاطر الوطنية وكما ترتأيه الغالبية الشعبية عبر الاستفتاء الحر ، والتيار الثاني مغامر يرتبط بمصالح خاصة مع النظم الاستبدادية المعادية للديموقراطية ولوجود وحقوق الكرد .
  بعد تجارب الحركات القومية لشعوب المنطقة الطويلة منذ القرن التاسع عشر ، والتطورات الخاصة بالحركة القومية الكردية في البلدان الأربعة ، فان الصيغة المثلى للعلاقات الكردية – الكردية في بلدان المنطقة هي التنسيق ، والعمل المشترك ، والتعاون ، وتبادل الخبرات ، وتقديم الدعم للبعض الاخر ، وعدم التدخل بشؤون البعض ، واحترام خصوصيات كل جزء ، وتحريم الاقتتال ، ونبذ سياسات المحاور الكيدية ، وايلاء الاهتمام الخاص بالعلاقات الاخوية  مع إقليم كردستان العراق وتجربته الوليدة الواعدة في البناء والعيش المشترك بين مكوناته القومية والدينية والاستفادة منها كنموذج متقدم لحل القضية الكردية .
     





129
مجلس عسكري سوري : كيف ؟ ولماذا ؟ ومتى ؟
                                                                         
صلاح بدرالدين

                               
     
    السورييون يتطلعون أكثر من أي وقت مضى الى الخلاص ، وينتظرون أي تحرك للانتقال من حالة الجمود السائدة التي لاتضيف الى معاناتهم الا المزيد من القلق والإحباط ، لقد فقدوا الامل من كل أصناف المعارضات ، وخصوصا الكيانات التي يتعاطى معها المجتمع الدولي ، وبعد تجارب مريرة في العشر سنوات الأخيرة لم يعد هناك أمل لامن القريب ولا من البعيد ، لامن القوى العظمى والكبرى وهيئة الأمم ولا من النظام العربي الرسمي والإقليمي .
  امام هذا المشهد المأساوي القاتم نجد بين الحين والأخر من يحاول اشعال شمعة ، ومنح بصيص أمل ، وطرح مبادرات وأفكار ومقترحات للمناقشة عسى ولعل تجد طريقها نحو القبول والتنفيذ ، والمشكلة هنا ليست بعدد المبادرات ومضمونها ومدى فاعليتها ، بل بمدى قبولها من أصحاب القرار وهم ليسوا سوريين على أي حال يتوزعون بين الروسي والامريكي والإسرائيلي والإيراني والتركي وعلى الصعيد الميليشياوي اللبناني والعراقي والافغاني ووو الخ .
      قلت وأكرر مازال موضوع " المجلس العسكري " فكرة مطروحة للنقاش ، تختلف الآراء حوله وتتباين ، وحين نشرت مقالتي الموسومة بعنوان " عندما يستنجد الغريق بقشة المجلس العسكري "  تهجم علي البعض من عسكريي المعارضة المتحمسين للفكرة من قصيري النظر بقسوة لعجزهم عن النقاش الهادئ المفيد ، ومن دون ان يفهموا ماذهبت اليه في مناقشتي النقدية البناءة  للاراء الأولية غير الواضحة بل المرتبكة في البداية ، واتهمني هذا البعض بشتى النعوت .
  فبعد طرحها بداية من جانب الصديق  د اللبواني على – اليوتيوب - كمقترح عام من دون تفاصيل دقيقة سوى دعوته الناس بعد ذلك  الى ركوب الباص معه للتوجه نحو دمشق ، بدأت الفكرة تتبلور شيئا فشيئا بعد اخذ ورد ومداخلات ،  ولكنها لم تصل بعد الى مستوى مشروع متكامل شفاف ، يحمل الأجوبةعلى كل التساؤلات ، وقد لاحظت إضافات الاخوين - المقدم احمد خالد والعميد زهير الساكت - وآخرين  اغناء هاما للفكرة ، ونقلها من الاطار العسكري الضيق المنعزل الى الفضاء السياسي الاوسع ، بتقديم إيضاحات وصولا الى تأطيرها وتزامن تحقيقها مع اطار أوسع .
  ويعني ذلك  العودة الى ما طرح سابقا ومنذ بدايات الثورة السورية : هيئة حكم انتقالي بدعم دولي من هيئة الأمم أو القوى الخارجية الكبرى المعنية بالملف السوري ، ( شبيه ببعض جوانبه  بما حصل بالعراق عام ٢٠٠٣ باشراف امريكي ) يتزامن ذلك مع عودة الضباط المحسوبين على الثورة  لتشكيل " مجلس عسكري " مع ضباط جيش النظام ( مناصفة أو غير ذلك) لحماية االهيئة  المقامة  ، وتحرير البلاد من المحتلين والميليشيات ، وفرض الامن والاستقرار ، واطلاق سراح المعتقلين  ، وعودة اللاجئين والنازحين ، ثم اجراء الانتخابات بعد انتهاء المرحلة الانتقالية ،ووضع دستور لسوريا الجديدة التعددية بنظامها السياسي الديموقراطي، وتحقيق العدالة بتقديم كل من اجرم بحق السوريين الىى محاكم الجنائية الدولية والقضاء السوري ، وضمانة حقوق كل المكونات ، وحل القضية الكردية على قاعدة الشراكة والعيش المشترك ، والاستجابة لارادة الكرد كقومية ثانية بالبلاد ، والبدء بالاعمار .
    بقي أن أقول ان هذه الفكرة المتداولة الان مجددا بين أوساط من ضباط الجيش الحر ،  والمحتملة  ان تتبلور في مشروع واضح المعالم ، تكاد تتطابق مع مخرجات بيان جنيف واحد في حزيران ٢٠١٢ ،  ومابعده ،وقرارات فيننا ، وقد تم تدعيم البيان في كانون الأول ٢٠١٥ بالقرار ٢٢٥٤ الصادر عن مجلس الامن الذي نص على اربع سلال للحل السياسي في سوريا يبدأ بكتابة دستو جديد للبلاد .
    سبق ان وافق الائتلاف على جنيف واحد ( هيئة الحكم الانتقالي والمجلس العسكري الرديف ، وجميع القرارات الاخرى الصادرة عن الهيئة الدولية ، التي يسعى ممثلوها ومبعوثوها لتحقيقها على ارض الواقع ولكن للأسف من دون طائل .
   من الملاحظ ليس هناك من جديد في مسألة " المجلس العسكري " سوى أمرين : الأول - عندما صدر بيان جنيف واحد كانت المبادرة العسكرية وترجمتها السياسية الى جانب  المعارضة ، وكانت دمشق على وشك السقوط ، اما الان فان زمام المبادرة بايدي النظام بفضل الدعم الروسي والإيراني والميليشيات ، والبلاد تعاني الانقسام ، مع انحسار الدعم الإقليمي والدولي للمعارضة التي تتراجع وتتشتت قواها اكثر من أي وقت مضى ، مع غياب أية إشارة مشجعة  تدل على ان المجتمع الدولي بعهد إدارة - بايدن - بصدد اتخاذ خطوات إيجابية بما في ذلك العودة الى احياء ودعم مشروع هيئة الحكم الانتقالي والمجلس العسكري على انقاض نظام الأسد الاستبدادي ،والامر الجديد الثاني : تداول اسم السيد العميد مناف طلاس من جانب الاخرين وليس من جانبه وهو شخص محترم ومقبول لدى قطاعات من السويين ومامول فيه ان يساهم بالحل بالجانب العسكري  ، والسؤال : مادامت التوجهات متقاربة بل متطابقة في مسألة هيئة الحكم الانتقالي والمجلس العسكري  بين الدعوة الأخيرة من جانب مجموعة الضباط وبين الائتلاف ،  فلماذا لاتتوحد الجهود ؟ اليس بالإمكان التفكير بصيغة ما توحد الصفوف بين كل المنادين بتطبيق بيان جنيف واحد والقررار ٢٢٥٤ ؟ وان تحقق ذلك سيكون له التاثير الكبير شعبيا وبالأخص على صعيد الدعم الدولي .
  واذا كان هناك نوع من التوافق بين الجانبين ( مجموعة الضباط والائتلاف )  بشأن ضرورة ارتباط مسار المجلس العسكري بمسار هيئة الحكم الانتقالي ، وبالغطاء الدولي ، فما هي التركيبة الأمثل لهيئة الحكم ؟ وما هو الموقف الأنسب من القوى العسكرية الأخرى على الأرض كامر واقع من الجيوش المحتلة ، والادارات ،  والميليشيات ، والفصائل المسلحة ؟ .
  ليس امام السوريين ان أرادوا الخلاص من مآسيهم ومعاناتهم الطويلة ، الا التوافق على مشروع برنامج متوافق عليه ، بعد إعادة بناء حركتهم الوطنية ، واستعادة شرعيتها ، ووحدتها ، وتعزيز العامل الذاتي بانتخاب مجلس يمثل معظم المكونات والتيارات السياسية الوطنية من خلال المؤتمر السوري الجامع بالوسائل المتوفرة في زمن الكورونا وظروف الحرب والانقسام .






130
عندما تكون مراكز البحث في خدمة الحزب
                                                                   
صلاح بدرالدين


   نشأت  مراكز ، ومؤسسات البحث ، والتحليل ، والحوار ، المتخصصة في شتى مجالات العلوم ، والمعرفة ، من فكر سياسي ، واقتصاد ، وثقافة عامة ، وتار يخ ، وآداب ، وحريات أساسية  ، وحقوق الانسان ، وثورات الشعوب التحررية ، وعلوم ، وفلسفة ، وتربية ، ومنظمات المجتمع المدني ، وحقوق المرأة ...الخ ، وذلك من أجل مواكبة العصر ، وتزويد الحكومات والأنظمة السياسية ، والحركات السياسية ،  بالمعلومات ، والاستخلاصات ، والمشاريع ، والبرامج ، والمقترحات وذلك لخير البشرية ، وتنظيم الاختلافات ، وترشيد وسائل التنافس السلمي بين الدول ، وإيجاد حلول للمشاكل ، والقضايا المختلفة حولها .

   في الدول المتقدمة تحظى مراكز البحث والدراسات بالرعاية والاحترام ، وتقوم السلطات التشريعية بتمويلها كجزء من المستحقات القانونية غير الخاضعة للشروط ، وذلك من اجل حفاظ تلك المؤسسات غير الربحية على استقلاليتها ، وتقديم دراساتها بصورة حيادية علمية من دون انحياز الى هذا الحزب الحاكم ، أو ذاك الطرف المتمكن ، بل من اجل خدمة المصلحة العامة ، وفائدة الشعب والوطن ، هناك أيضا مؤسسات بحثية خاصة مستقلة تمولها مجموعات من المجتمع المدني ، أو افراد ، مساهمة منهم في خدمة بلدانهم بطرقهم الخاصة .

   على صعيد الكرد وحركاتهم السياسية ، وحتى في ظل كياناتهم وسلطاتهم المحلية الراهنة  لم تظهر بعد مؤسسات بحثية علمية مستقلة تخدم الفكر والثقافة ، والقضايا المصيرية ، وكل ماهو قائم لايتعدى فروع معلوماتية امنية للأحزاب المتحكمة تتغطى بمسميات مراكز بحث ودراسات ، وحتى نشاطاتها تبقى في اطار اللون الواحد الممل ، من دون اختلاف في الرؤا ، وروحية التنافس بتقديم الأفضل ، وتبقى لقاءات وملتقيات اللون الواحد غير منتجة للاتفاق بقدر مساهمتها في تكريس الخلافات .   

    ملتقى القامشلي

(   أعلن " مركز روز آفا للدراسات الاستراتيجية " أنه عقد ملتقى – الخلافات الكردية الكردية بمدينة القامشلي من ثلاثة جلسات بيوم واحد وذلك عبر ثلاثة محاور شملت تلك الخلافات عبر التاريخ الحديث ومنذ القرن العشرين وحتى الان لاسيما في شمال وجنوب كردستان مركزي الثقل السياسي الكردي بحسب وصف المركز  ، وكذلك السياسات العدائية وممارسات التغيير الديموغرافي ، والمقترحات حول الحلول الاستراتيجية ، والتصورات المستقبلية لمآلات القضية الكردية ..وأكد المشاركون في اقتراحاتهم ورؤاهم المستقبلية على ضرورة إزالة العوائق والخلافات الكردية، والإصرار على توحيد الصفوف الكردية للمحافظة على المكتسبات المتحققة.وركزوا على الدفع للابتعاد عن المساعي الحزبية والواقعة في خدمة أعداء القضية الكردية وشعبها، واتخاذ موقف حازم من الأطراف الرافضة لتوحيد الصفوف الكردية، والرامية إلى النيل من مكتسبات الشعب الكردي في روج آفا، وممن يسعون إلى مصالحهم الحزبية الضيقة.كما وأشار المشاركون في اقتراحاتهم ورؤاهم على ضرورة تصعيد النضال الكردي في وجه الاحتلال التركي، الرامي إلى إبادة الكرد، ومساندة القوات العسكرية الكردية المضحية التي أسهمت في الدرجة الأولى في تحقيق ما ينعم به الشعب الكردي اليوم في كل من روج آفا وباشور كردستان..) .

  لاشك أن الحالة الكردية السورية أحوج ماتكون الى البحث والتقييم  ، وأن الحركة الكردية السورية المأزومة والمنقسمة أكثر حاجة الى المراجعة النقدية ، وإعادة البناء ، واستعادة الشرعية المفقودة لادواتها النضالية ، وذلك من خلال التوافق لعقد المؤتمر الكردي السوري الجامع ، بمشاركة الفعاليات الوطنية وفي الصدارة الوطنييون المستقلون الذين يشكلون الغالبية في ساحتنا بالداخل والخارج ، وكمنا هو متبع فان مراكز البحث والدراسات الجادة تقوم بوظيفتها العلمية في تشريح وتوصيف ماهو قائم بموضوعية ، ثم تقدم مقترحات الحلول من دون الانحياز الى هذا الطرف الحزبي الحاكم ، أو ذاك .

  اما ماحصل بالقامشلي بهذا الخصوص فكان بعيدا عن مايتم عادة في محافل الفكر والحوار المعمق بمثل هذه المناسبات ، وحول تلك العناوين الكبيرة فلا الحضور ذو اللون الواحد كان مهيأ لذلك  ، ولا الوقت المخصص بثلاث جلسات وبيوم واحد متاح لانجاز المطلوب ، وكان واضحا ان المسألة ترتبت على عجل لخدمة أهداف سياسية حزبية ، ورسائل موجهة الى أكثر من طرف ، ثم  ان كلمة قائد – قسد – المسجلة ، وجميع المداخلات ، والكلمات ، والتصريحات الصادرة عن مسؤولي المركز ، والمشرفين على الاجتماع تناولت ( كل شيئ ) ماعدا الموضوع الأساسي : الخلافات الكردية الكردية السورية .

 فقد توجه الجميع نحو الخارج والماضي السحيق ، باتجاه الإشارة الى خلافات الكرد البينية خلال قرنين !؟ أو نحو خلافات ( ب ك ك ) مع القوى السياسية بكردستان العراق ( وقد يكون ذلك تأكيد على التبعية وان الخلافات الكردية السورية لن تحل الا بمصالحة ب ك ك مع إقليم كردستان ) ، كما حاول الجميع التهرب من وضع الاصبع على الجرح ، وطرح قضايا الخلاف بين الأحزاب الكردية السورية ، وأسباب وحقيقة ازمة الحركة الكردية السورية ، عندما وضعوا أسباب الخلاف على عاتق بعض الأنظمة واعداء الكرد ، أما القول بنفي وجود الخلافات الآيديولوجية ، والسياسية العميقة من جانب من لايخفون التبعية لآيديولوجيا القائد عبد الله اوجلان فامر يثير السخرية والاستهجان .

  نحن لا لانعترض على ماقيل عن اتفاق وتفاهم بين طرفي الاستقطاب الحزبي ( تف دم والانكسي ) فهذا شأن الأحزاب ، ولكننا نقول أن هناك أزمة عميقة مستشرية داخل الحركة الكردية ، وأن هناك أيضا ابتعاد حقييقي لاحزاب الطرفين عن المشروع الوطني الكردي ، وعن إرادة وطموحات الغالبية الساحقة من الكرد السوريين ، وان تلك الأحزاب نفسها تعيش أزمات داخلية ، تنظيمية ، وشرعية ، واخلاقية ، وضياع فكري ، وانحراف سياسي ، وكل ذلك يستوجب عودتها الى الشعب ، وتسليم امرها للمؤتمر المنشود .
  اليس مستغربا أن لايتمكن طرف بيده السلطة ، والقوة ، والمال ، والكثير من المصفقين المتطوعين ! من جمع عدد من المفكرين الكرد السويين المستقلين لقول الحق وإظهار الحقيقة ؟ .
 


131
مصير أمازيغ ليبيا خارج مشاريع المتحاربين
                                                                                           
صلاح بدرالدين



   خلال الاجتماعات المتتالية في غضون الأشهر الأخيرة من جانب المدنيين والعسكريين ، واللقاءات الحوارية المتكررة وآخرها المؤتمر الافتراضي لخمسة وسبعين شخصية اختارتها بعثة الأمم المتحدة والتي تمخضت عنها اختيار السلطة التنفيذية ، أي رئيس مجلس الدولة ، ورئيس الحكومة ،تميز كما يبدو باالتجاهل التام لتمثيل المكون الامازيغي في الحوارات  واللجان المشاركة ، مما دفع النشطاء الامازيغ وحركاتهم المدنية الى الاحتجاج والتحرك بحثا عن خيارات تحقق مايصبون اليه   .
    فقد أعلنت البلديات الأمازيغية في منطقتي الجبل الغربي وزوارة وجادو غرب ليبيا الملاصقة للحدود مع تونس والجزائر ، أنها قررت استحداث إقليم رابع للامازيغ يضاف الى الأقاليم الثلاثة المقررة : طرابلس ، وبرقة ، وفزان ، وذلك ردا على تجاهل شركائهم بالوطن والدين بحسب البيان وجودهم وتمثيلهم وحقوقهم ، واعتبر البيان ان استبعاد اللجنة القانونية في مدينة – الغردقة - تمثيل المكون الامازيغي وحقوقه في مشروع الدستور مبني على " المغالبة وليس على التوافق " في المدن والمناطق الامازيغية ، كما اكد على تاييد أي دستور يكتب داخل الوطن وليس باملاءات خارجية ويلبي طموحات وامال الشعب الليبي ، وقد المح البيان الى دور مصري سلبي بهذا المجال ، وشدد على الانتماء المغاربي لليبيا وعدم الانحياز للايبديولوجيا المشرقية ، هذا وقد شارك في اعداد البيان أعضاء ورؤساء المجالس البلدية في كل المدن ذات الغالبية الامازيغية الساحقة والنشطاء الحقوقييون .
  من الواضح ان التوجه العام غير المعلن من جانب معظم تيارات واطياف الشعب الليبي  حتى الان هو إعادة بناء ليبيا كدولة اتحادية مكونة من ثلاثة أقاليم وذلك كاجراء لاحلال السلام والحفاظ على وحدة البلاد ومشاركة جميع الأقاليم بالثروة والسلطة ، لذلك من الطبيعي ان ينادي المكون القومي الامازيغي – المغيب -  بحقوقه ، وبضمانات دستورية تحميها عبر إقرار إقليم خاص بهم في مناطقهم الاصلية ،خصوصا لمن مازالوا منهم  ينطقون بلغتهم القومية حيث تشير الثوابت والقرائن التاريخية على ان الامازيغ يشكلون الغالبية الساحقة تاريخيا في بلدان المغرب ولكن معظمهم لم يعد يتكلمون باللغة الام .
  لاشك ان التطورات السريعة والتحولات الجذرية التي تحدث في ليبيا ومن ضمنها إعادة رسم هوية وطنية جديدة على قاعدة الفيدرالية المناطقية المبنية على صيغة الأقاليم تشكل نتائج وتقديمات افرزتها ثورات الربيع من اجل الحرية في احد بلدانها على طريق إعادة البناء والخلاص من المركزية الآيديولوجية المفرطة والاستبداد باسم الشعارات البراقة ، والتنعم بالحرية والكرامة ،  ومن الواضح ان الطريق الى ذلك لن يكون مفروشا بالورود بل هناك عوائق جمة فالجيل الذي عاش تحت رحمة تربية واعلام نظام دكتاتوري موغل بالاجرام متعصب دموي مفرق للصفوف يحتاج الى وقت طويل حتى يرى الواقع كما هو ويتقبل الاخر المختلف قوميا وثقافيا وتاريخا وحقوقا خاصة اذا كان ذلك الجيل تاثر أيضا بمفاهيم الإسلام السياسي الأكثر خطورة على مستقبل الشعوب وتعايشها السلمي وهذا مايجري بليبيا تحديدا .
  مايحدث الان تجاه المكون الامازيغي بليبيا مابعد اسقاط الدكتاتورية  والذي كان يتعرض الى الاضطهاد والحرمان قبل الثورة أيضا من اهمال وتجاهل لوجوده وحقوقه ،يتعرض للسياسة ذاتها  من جانب تيارات الإسلام السياسي والقوميين المتزمتين وتجار الحرب ، وممثلي الميليشيات المسلحة السائدة الان في المشهد الليبي العام ليس بامر مفاجئ فقد حصل ذلك او ما يشبهه في العديد من بلدان ثورات الربيع المتعددة الاقوام ، والديانات ، والمذاهب ، وبكل اسف أقول يجري أيضا ببلادنا تجاه المكونات غير العربية وخصوصا الكرد وباشكال أخرى متعددة ، ولاشك ان ذلك الواقع المؤسف ليس ابديا بل قابل للتبديل والتطوير بفضل الوطنيين والديموقراطيين والقوى الشعبية المؤمنة بالتغيير وباهداف الثورات  التي قدمت قوافل الشهداء من كل المكونات الوطنية .
  في عام 2013، نجح للمرة الأولى أمازيغ ليبيا الذين يشكلون الناطقون باللغة الامازيغية  ١٠٪  من نسبة السكان ثلثهم بطرابلس ، في تشكيل كيان خاص بهم، خوفاً من تعمق سياسة التهميش، التي بدأت مع حقبة معمر القذافي وتواصلت إلى ما بعد ثورة 17 فبراير (شباط) 2011.ثورة علق عليها الأمازيغ طموحات ثقافية وسياسية تتمحور أساساً حول اعتماد اللغة الأمازيغية في المناهج التربوية، التي كان القذافي يعاقب من يتكلم بها.ونجح المؤتمر الوطني عام 2013 في إعلان القانون رقم 18، القاضي بتعليم اللغة الأمازيغية في المدارس الليبية، على أن تتحمل الدولة مصاريف تدريسها.لكن القانون ظل حبراً على ورق .
  وفي حدثين معبرين عن طبيعة نظام القذافي الشوفينية ، ولعبته في استغلال قضايا الشعوب لمعاركه الخاصة ضد خصومه ، كنت شاهدا عليهما بالأول عندما اعلن القذافي عن تأييده لقيام كردستان مستقلة ، وحينها كنت بلبنان حيث اقترحت منظمة حزبنا ( الاتحاد الشعبي ) آنذاك ان اترأس وفدا منها لزيارة السفارة الليبية واجتمعنا مع السفير – عبد القادر غوقة – وشكرنا رئيسه وكان الرجل لبقا ولم نكن ننتهي من حديثنا الا وتدخل الملحق العسكري – صالح الدروقي – متوجها الينا بالقول : لاتصدقوا الاعلام فليبيا لن ولن تكون مع قيام دولة كردية وانا اتحدث معكم ومخول من حكومة بلادي .
  والثاني عندما كنت مدعوا الى ( المؤتمر الشعبي العام ) بطرابلس عام ١٩٨٣ وكان حاضرا أيضا وفد كردي كبير من كردستان العراق برئاسة المرحوم ادريس بارزاني ، وترأس جلسات المؤتمر نائب القذافي – عبد السلام جلود – وممثلو أنظمة – الصمود والتصدي – ( سوريا – الجزائر – اليمن الجنوبي – منظمة التحرير الفلسطينية ) وفي الجلسة الختامية عرض البيان الختامي خاليا من اية إشارة الى الكرد وحقوقهم ، وبعد رفض رئاسة المؤتمر لاية إضافات حول الحقوق الكردية ، اقترحنا إضافة بند يؤكد فيه على الصداقة الكردية العربية فتم رفضها أيضا الى درجة ان مندوبي سوريا والجزائر ( محمد حيدر وعبد القادر الحجار )  هددا بالانسحاب في حال ورود اية إشارة الى الكرد ولم يحرك – جلود – ساكنا – وكان القذافي يتابع الجلسات عبر الفيديو المباشر ولم يتدخل بل كان موافقا ، ثم علمنا ان ممثلي اليمن الجنوبي ومنظمة التحرير فقط وقفا الى جانب مقترحاتنا  .
  مااريد توضيحه هنا ان النظم الدكتاتورية والاستبدادية أينما كانت وحيثما وجدت تقف حكما ضد قضايا الشعوب في الحرية والخلاص ومن اجل الديموقراطية وان النظم التي لاتحترم ارادة شعوبها كما في حال النظام الليبي البائد لن تكون عونا للشعوب الأخرى والمقصود هنا بهذه المقالة نظام القذافي الذي حاول يوما ما ايهامنا جميعا بانه نصير الكرد وقد صدقناه عن قصر نظر .   

 
 


132
المنبر الحر / حوار الشركاء
« في: 22:24 07/02/2021  »
حوار الشركاء
                                                         
صلاح بدرالدين


   كنا تحاورنا الصديق د كمال اللبواني وأنا في آربعة مقالات منذ عدة اشهر حول الشأن الكردي السوري ،( المقالات الأربعة نشرت حينها بموقع – لفند - وفي مواقع إعلامية أخرى )  كما كنت ومنذ عقود في حوار دائم عبر التنظيمات السياسية ، أو بشكل شخصي ، شفاها أو كتابة مع شركائنا السوريين وأصدقائنا العرب من خلال كتبي أو مقالاتي ، وفي سبيل اغناء الحوار وتعميقه أسسنا جمعيات صداقة كردية – عربية ، وعقدنا عبرها المئات من الندوات الحوارية ، في لبنان ، واربيل ، ورام الله ، وعمان ، وسنبقى على نهج الحوار الصريح والشفاف حتى نتوصل معا الى الحقيقة المرجوة التي ننشدها جميعا نحن معشر الوطنيين من كافة المكونات والاطياف السوية ،والتوافق على قضايانا المصيرية المشتركة .
  مواضيع النقاش :   اللغة الكردية – القومية الكردية – تعريف الفيدرالية – مضامين الحركات القومية .
  أولا – يفسر البعض مطالبة الكرد السوريين باعتماد لغتهم كلغة رسمية في مناطقهم الى جانب العربية بصورة خاطئة على اننا نطالبها لغة اجبارية إضافية  لكل سوريا في دوائر الدولة ، والمدارس ، ومؤسسات  التربية ، والجيش ، والسلك الدلوماسي ، نعم اعتبار الدولة السورية اللغات الأساسية للمكونات الوطنية الى جانب العربية رسمية يعني إجازة استعمالها دستوريا وقانونيا ، والتكلم بها ، ( حيث مازالت ممنوعة بمراسيم وقرارات من النظام منذ انقلاب البعث ) واعتمادها في المناطق ذات الغالبية الكردية ، اما بالنسبة لكل السوريين فهي ليست الزامية بل اختيارية .
  لدينا تجارب بهذا الخصوص في العديد من الدول المتعددة القوميات واللغات والثقافات يعترف فيها الدستور بمجموعة من اللغات الوطنية من دون فرض استعمالها على الجميع ، في العراق مثلا هناك اعتراف بدستور الدولة باللغة الكردية  كلغة رسمية ثانية  الى جانب العربية وتستخدم بكردستان كلغة رسمية أساسية ولكن من غير الزام العرب العراقيين باستخدامها في المحافظات الاخرى، وهكذا الحال في الدول التي فيها اكثر من لغة .
  ثانيا – يصر بعض الشركاء السوريين  على ان كرد سوريا ( الذين نعتقد انهم يشكلون ١٥٪ من سكان سوريا أي مايقارب الثلاثة ملايين حسب التقديرات غير الرسمية ) ليسوا شعبا بل قومية ، وانهم قد يشكلون شعبا اذا اضيف اليهم كرد تركيا وايران والعراق ، وبالتالي حسب مايصر عليه هذا البعض أن مبدأ حق تقرير المصير لاينطبق عليه وليس له قضية بذلك المستوى ، ولن يكون هناك أي حل الا بعد إيجاد حل لقضية الاكراد بالمنطقة ، والسؤال هنا هو اذا كانت قومية فتخص أي شعب ؟ وهل ان هذا البعض  يطبق مفهومه هذاعلى القضية السورية أيضا ؟ بمعنىى أن مجموعة من شعوب المنطقة وبلدانها شهدت ثورات ربيعية ، فهل على السوريين انتظار حل وإنجاز قضايا تلك الشعوب حتى يحققوا أهدافهم ؟ .
  أتوجه مررة أخرى بالسؤال التالي الى هؤلاء الشركاء  : هل عرب سوريا ليسوا شعبا عربيا ؟ ثم يمكن تقبل أن الكرد السوريين في مناطقهم الراهنة قبل اتفاقية سايكس – بيكو لم يكن جائزا لهم أن يعتبروا انفسهم شعبا ضمن شعب كردستان التاريخية لانهم جزء منها لغة وتاريخا وثقافة والتي كانت موحدة قبل التقسيمين ( العثماني الصفوي والفرنسي البريطاني ) ولكن عندما تم ضم الكرد السوريين الحاليين  الى الدولة السورية كجزء من الامة الكردية تحولوا الى جزء من تلك الامة أو شعب منها الى تابعية الدولة السورية الراهنة وليعيشوا في حدود دولة جديدة تضم الشعبين العربي والكردي ومكونات أخرى ، حتى سايكس بيكو لم يشترط على الكردي المنضم أن ينسى كونه جزءا من أمة أو شعبا منها التي تجزأت الى شعوب كردية في تركيا وايران والعراق وسوريا ،  كما ان كرد العراق حققوا ماطالبوا به أي  الفيدرالية من دون ان ينتظروا نجاح اشقائهم في تركيا ، وسوريا ، وايران ،وحل قضاياهم ، ومايغيب عن ذهن الشركاء حقيقة أن حل القضية الكردية في القرن الحادي والعشرين لن يكون قوميا كردستانيا شاملا بل حلول متفاوتة ، مختلفة ، في كل بلد من البلدان الأربعة بحسب ظروفها ، وخصوصياتها ، أي الحل الوطني للقضايا الكردية .
 ثالثا – في رفض بعض الشركاء  لمطلب من ينادي بالفيدرالية من كرد سوريا ، وفي معرض التبرير لهذا الموقف  يخترع البعض تعريفا خياليا عجيبا للفيدرالية بالقول ان كل الفيدراليات في العالم عبارة عن وحدة دول مستقلة لذلك وحسب مايرى لاينطبق المبدأ على الكرد السوريين ، وكأنه يدفع هذا البعض الكرد بشكل غير مباشر اذهبوا واعملوا على اعلان دولة كردية ثم بعدها يمكن الدخول بفيدرالية في البلاد ؟! ، اعتقد بان هناك خلط بين الفيدرالية والكونفيدرالية لأن الأخيرة تتشكل من دول مستقلة ذات سيادة ، وقبل ان نذهب بعيدا لاستطلاع النظم الفيدرالية بالمنطقة والعالم لنؤكد على تعريف ذلك البعض  الخاطئ الغريب نقدم له مثالا بجوار بلادنا وعلى حدودها المشتركة وهو مثال العراق فقبل اعلان الفدرالية لإقليم كردستان وتضمينها لدستور العراق لم تكن كردستان العراق دولة مستقلة .
  الفيدرالية السويسرية نشأت بعد صراعات وحروب أهلية مذهبية ( الكاثوليك والبروستانت ) عام ١٨٤٨ من اثنين وعشرين ( ٢٢ )  من المناطق ،أو المحافظات ، أو الكانتونات ، أو الأقاليم  ، إضافة الى برن كعاصمة اتحادية حيث تضم أربعة لغات أساسية لغوية وثقافية مشتركة ( الألمانية والفرنسية والإيطالية والرومانشية ، ومن الواضح أنه قبل اعلان الفدرالية لم تكن بسويسرا ٢٢ دولة مستقلة .
  الفيدرالية البلجيكية
في عام 1993، وافق البرلمان على حزمة دستورية تحول بلجيكا إلى دولة فيدرالية كاملة                 
كل مكون من مكونات النظام الفيدرالي الخمسة (المجتمع الفلمنكي والمجتمع الفرنسي والمجتمع الناطق بالألمانية وإقليم والون ومنطقة بروكسل العاصمة) له مجلس بغرفة واحدة أو برلمان مُنتخب بشكل مباشر. يصوتون على المراسيم (أو القوانين الوضعية في بروكسل)، والتي لها نفس القيمة وهي على نفس المستوى القانوني كما القوانين الفيدرالية ولم تكن المقاطعات دولا مستقلة قبل ذلك  ..
     
الدولة الفيدرالية الهندية  أو الدولة الاتحادية يتمتع باتحاد مقاطعات ذاتية الحكم جزئياً، أو ولايات، أو غيرها من المناطق تحت مظلة حكومة مركزية فيدرالية ويُنص على ذاتية الحكم بالنسبة للمقاطعات أو الولايات في الدولة الفيدرالية في الدستور، وعلى تقاسم السلطة بين الحكومة المحلية والحكومة المركزية، ولا يمكن تغيير ذلك بقرار فردي لأي طرف من الطرفين: الولايات أو الكيان الفيدرالي. تُعتبر الدولة الفيدرالية شكلاً من الحكومات تنقسم السلطة فيه رسمياً بين السلطة المركزية وعدد من المناطق المكونة للدولة، لتكون لكل منطقة درجة من التحكم الذاتي في شؤونها من دون وجود دول مستقلة قبل ذلك  ..

 النمسا
كانت النمسا دولة مركزية بتقسيم إداري صار فيدرالياً بإقرار الدستور النمساوي بعد انهيار الإمبراطورية النمساوية المجرية في عام 1918وتكونت الفيدرالية النمساوية من ١٦ ولاية .
  وهكذا الحال في ألمانيا ، والولايات المتحدة الامريكية ، وبعض دول امريكا اللاتينية مثل الارجنتين والمكسيك ، وفنزويلا ،  ونيجيريا بافريقيا ، وباكستان ، وماليزيا ( اتحاد مالايا فيما بعد ) وكذلك البوسنة  .
  وامامنا الان تجارب جديدة كافرازات لثورات الربيع  قيد التشكل لفيدراليات على أساس الأقاليم والولايات وليس باتحاد دول مستقلة ضمن تلك الدول وهي  السودان وليبيا واليمن .
  رابعا – أمام تعميم بعض الشركاء الحكم على كل الحركات القومية بسوريا العربية منها والكردية والتركمانية وغيرها بسوية واحدة نقول تختلف طبائع ومضامين الحركات القومية بصورة جذرية وتتوزع بين نوعين : ١ – الحركات القومية السائدة الحاكمة التي تضطهد الآخر القومي المختلف ، وتحاول القضاء عليه عبر التمثلية القومية أو الإبادة أو تغيير تركيبته الديموغرافية والامثلة عديدة في التاريخ وفي بلادنا ٢ – الحركات القومية المناضلة من اجل رفع الظلم والاضطهاد ، وضد الاستبداد والعنصرية ، ومن اجل الديموقراطية ، وهذه الحركات وقفت وتقف دوما مع قوى الثورة والتغيير طوال التاريخ ، وتتصدر الكفاح المعارض للدكتاتورية ، وحتى لا نغرق في التعميمات نقول ان التوجه الغالب في الحركة الكردية السورية يشكل مثالا في هذا المجال من خلال الكتلة التاريخية المتكونة من الوطنيين المستقلين ، وحركات الشباب والمرأة وسائر تعبيرات المجتمع المدني .
  هناك دائما خيارات عديدة أمام السوريين فاما ان يتم النظر الى الواقع كما هو حتى يتم العثور علىى حلول متناسبة لذلك الواقع واما وضع القيود والعراقيل واختلاق التعقيدات ( وهو امر بغاية السهولة )  فقط من أجل ( العسر وليس اليسر ) عن القضية الكردية السورية اتحدث فالغالبية الساحقة من الكرد السويين حريصة على وطنها ووحدة بلادها ومع المشاريع السليمة لتحقيق السلم والاستقرار ، ومع العيش المشترك مع الشعب العربي السوري والمكونات الأخرى ، ولكن لن يرضى الا بالشراكة العادلة في ظل سوريا تعددية جديدة ، وضمان دستوري لحقوقها بما تتناسب لشعب من السكان الأصليين يقرر مصيره السياسي والإداري ضمن الوطن الواحد الموحد ومن خلال الاستفتاء الحر .
  وانني على الصعيد الشخصي وغيري من النخب الكردية السورية بل الغالبية الساحقة نتفاعل مع كل المبادرات والمشاريع الهادفة الى انقاذ سوريا ، وإزالة نظام الاستبداد ، واعادة بناء الحركة الوطنية السورية ، وإقامة مجلس الحكم الانتقالي ، واجراء الانتخابات الحرة ، وعودة المهجرين والنازحين ، وتحريم السلاح والتقاتل ، وتحقيق الحل العادل لكافة القضايا وبينها القضية الكردية وتحويل المجرمين الى العدالة .
.


133
من الذاكرة الثقافية : رابطة كاوا
                                                           
صلاح بدرالدين


       بداية سبعينات القرن الماضي عندما كنا نقيم ببيروت وبعد ان قررنا في قيادة الحزب آنذاك ( الاتحاد الشعبي – سابقا ) وضع خطة العمل الثقافي على جبهتين : أولا -  إقامة مؤسسة ثقافية ببيروت تعني بترجمة وطبع ونشر كتب ووثائق باللغة العربية حول الكرد وتاريخهم وحركتهم الوطنية وثقافتهم ، نظرا نظرا لحرماننا من هذا الحق في وطننا المحكوم من نظام شوفيني مستبد ، ولوجود فراغ بهذا الخصوص وندرة المصادر التاريخية حول الكرد . ثانيا – تشكيل فرق فنية فولكلورية غنائية كردية بالوطن كعمل رديف للنضال السياسي من أجل مواجهة سياسة الاضطهاد القومي والثقافي والتعريب والحزام والتجهيل ، وتم تنظيم وانجاز العمل في الجانبين بنجاح بفضل وقوف حزب منظم من خلفه ، ودعم الأصدقاء اللبنانيين والفلسطينيين ، وتفاني رفاقنا وقناعتهم بجدوى ذلك العمل ، بالرغم من كل المخاطر الأمنية والصعاب والعراقيل .
     قبل الحصول على إجازة رسمية من السلطات اللبنانية ، وقبل تسمية المؤسسة المنشودة باسم ( رابطة كاوا للثقافة الكردية ) ، بدأنا بالتواصل مع تنظيمات الحزب بدول أوروبا الشرقية من أجل التحرك للحصول على كتب ووثائق ، وترجمتها الى العربية ، وتم تخصيص ميزانية متواضعة حسب امكانياتنا للصرف على خدمات الترجمة  خاصة في الاتحاد السوفييتي السابق حيث الأرشيف الغني عن الكرد منذ عهود القياصرة  ( مازلت احتفظ بقائمة مفصلة حول أوجه الصرف بهذا المجال وأسماء المترجمين وبينهم كرد وعرب )  .
     وقمنا قبل اعتماد التسمية الحالية ، بطبع الدفعة الأولى وهي عبارة عن ثلاثة كتب تحت اسم ( المكتبة الكردية التقدمية ) و ( اليساريين الكرد ) ثم تلقينا ملاحظات ، ومقترحات ، واعتراضات ،حول التسميتين ، من رفاقنا واصدقائنا ،  وخلال احدى الجلسات المشتركة في مطبعة دار الكاتب ، مع أصدقاء لبنانيين تم طرح اقتراح باعتماد اسم له مدلولات بالتاريخ الكردي ، واستقر الرأي بعد مداولات واستشارات مع رفاقي على اسم كاوا ، واعتماده لاسم الرابطة مع طموحات لاحقة  لاعتماده في مختلف المجالات : كاوا للثقافة ، كاوا للفولكلور ، كاوا لمنظمات المرأة ،كاوا للاعلام ، كاوا لقوات تنظيمنا الدفاعية في الحركة الوطنية اللبنانية خلال الحرب الاهلية .
  ولاشك أن احتضان تنظيم الحزب في لبنان لعدد من الفنانين الكرد السوريين ومنهم الفنان محمود عزيز والمرحوم الفنان سعيد يوسف وآخرين وتقديم الدعم لنشر فنونهم وتشجعيهم كان جزء من العمل في اطار مشروعنا الثقافي .
  الخطط والمشاريع الثقافية كانت من ضمن مشروعنا القومي والوطني الذي نعتبره استمرارية لنهج خويبون ، والذي انبثق عن كونفرانس الخامس من آب ١٩٦٥ وشق طريقه كنهج متجدد مدروس بعناية تحت اسم ( البارتي اليساري – حزب الاتحاد الشعبي ) في الحركة الكردية السورية ، وقد تحمل جميع أعضاء الحزب آنذاك وكل حسب قدراته في الخارج والداخل مسؤولياتهم وقدموا خدماتهم من اجل تحقيق أهداف المشروع .
  عندما تعرض الحزب المؤسس للرابطة ولكل المشروع الثقافي الى الانشقاق ، لم يتوقف عمل الرابطة ، واذا كان المنشقون قد سطوا على أجهزة ومواد بعض الفرق الفولكلورية بالوطن وأساؤوا الي فنييها واخترقوا صفوفهم بعد استقوائهم بالسلطة الاستبدادية الحاكمة فقد عجزوا عن تطبيق ذلك على الرابطة أو الاقتراب منها لانها لم تكن بالداخل السوري أولا ، ولانهم لم يكونوا يوما من بناتها ، أو المضحين في سبيلها ، ولم يكونوا حتى من هواة الثقافة ، بل كانوا يبحثون عن مصالحهم الخاصة وتنفيذ مااتمروا به حتى لو تحققت عبر انبطاحهم امام – أبو جاسم – الضابط الأمني محمد منصورة .
  هذا لاينفي حصول محاولات خبيثة وبطرق متعددة لضرب الرابطة وقفت أجهزة نظام الاستبداد الاسدي من ورائها ومن بينها محاولة إقامة ( روابط بالاسم ذاته ) واختراق طاقمها الإداري وتجنيد أحدهم ومكافأته باجازة دار نشر له بدمشق ، وكذلك عدة محاولات في سرقة كتب الرابطة ، وإعادة طباعة بعضها من دون علمنا وقد حصل ان اكتشفنا في احد دورات معرض الكتاب باربيل ان احد دور النشر عرض كتابا للرابطة بعد إزالة المقدمة وشعار الرابطة وتم تسليم مدير ذلك الدار المزور الى القضاء .
 من الملاحظ أن مؤسسي الرابطة الاوفياء لتاريخها استمروا في خدمتها وتطويرها وانمائها في مرحلتها اللبنانية ومابعدها الهوليرية وصولا الى القامشلوكية الان بحصيلة ( ١٢٣ كتاب و٤٦٠ ندوة ) التي تمتد لنحو خمسين عاما ، لم يتلقوا يوما دعما او مشاركة أو حتى كلمة طيبة من بعض أنصاف المثقفين – من العطالة - الذين يطيب لهم الانشغال بتزوير تاريخ هذا الصرح العظيم في وضح النهار ، أقول لهؤلاء رابطة كاوا اسم على مسمى جبل لن يهزه الريح ، وهي تاريخنا الناصع وضمير شعبنا وغير قابلة للقسمة ، وبالرغم من ذلك لم نسمع يوما أن أحدا من هؤلاء الجهلة المتباكين على بعضهم اراد يوما تقديم خدماته لا في بيروت ولافي هولير ولا في أوروبا بل فقط عندما تقوم الرابطة بخطوة ملفتة وعمل وإنجاز نرى هؤلاء يعبرون عن حزنهم برمي السهام وكانهم أعداء للثقافة الكردية .
  اذا كان هؤلاء من دعاة تطوير الثقافة الكردية فالمجال واسع امامهم لتاسيس جمعيات وروابط ثقافية في الأماكن التي يقيمون فيها ان كانوا  صادقين ، فالعمل في الرابطة طوال نصف قرن كان صعبا واحيانا انتحاريا ، وغير ربحي بل تطوعي ، تطلب الجهد والوقت والتفكير والتضحية .
  قطار رابطة كاوا للثقافة الكردية لن يتوقف بالقامشلي بل سيسير قدما في قادم الأيام نحو كوباني وعفرين وحلب والعاصمة دمشق ، فآمالنا معقودة على مثقفينا الصامدين الملتزمين بقضايا الشعب والوطن ، وقد سجل العديد من الجنود المجهولين في المراحل الأولى أروع آيات الشجاعة والاقدام عندما أوصلوا كتب الرابطة سرا حاملينها في الجبال والوديان الواقعة بين حدود سوريا ولبنان ، وأوصلوها الى دمشق وحلب وسائر المناطق الكردية انني انحني لهؤلاء الاحياء منهم والراحلون .

134
بعد نصف قرن رابطة كاوا تعود الى الوطن الجريح
                                                                 
صلاح بدرالدين

  نشأت " رابطة كاوا للثقافة الكردية " كمؤسسة فكرية منتجة على أيدي – مهجرين – من كرد سوريا لأسباب سياسية في بيروت عاصمة الثقافة والمناضلين من اجل الحرية في ذلك الوقت ببداية سبعينات القرن الماضي ، فقد ظهرت فكرة تاسيس مؤسسة ثقافية تعني بالشؤون التاريخية والثقافية وتمد قراء العربية والكردية بالمعلومات عن الشعب الكردي وتعريف هويته وأحواله منذ بداية سبعينات القرن الماضي خصوصا بعد التواصل مع الساحة اللبنانية التي كانت عاصمة الحرية في المنطقة تزدهر حينها بصعود الفكر الديموقراطي وتعايش الثقافات ولقاء هويات مختلفة ونضجت الفكرة بعد ذلك ليتم الاعلان الرسمي في 14 آذار ١٩٧٨ كتاريخ تشكيل الرابطة في بيروت – لبنان . ..
قبل ذلك بعدة اعوام تمت ترجمة و طبع وتوزيع عدة كتب وأبحاث في بيرت ومن جانب مؤسسي الرابطة ولكن دون الاشارة الى اسم الرابطة وتحديدا أعوام ١٩٧٣ – ١٩٧٤ –  . ١٩٧٥ .
منذ عام ١٩٦٥ وتحديدا بعد كونفرانس الخامس من آب وتبلور النهج اليساري القومي الديموقراطي والتوجه نحو بناء العلاقات الكردية – العربية في سوريا وكذلك في المحيط خصوصا بلبنان ظهر ( لحزب الاتحاد الشعبي الكردي ) سابقا مدى النقص والفراغ في مجال معرفة غير الكرد من القوى السياسية السورية والعربية بالكرد وقضاياهم لعدم توفر المراجع العلمية والكتب باللغة العربية وتوصلنا بعد اختبار عملي على ارض الواقع الى خلاصة مفادها يجب وبالضرورة العمل على تأسيس مؤسسة ثقافية تقوم بالمهمة لان النشاطات الحزبية والفردية لن تفي بالغرض .
وفي الوقت ذاته كانت قيادة الحزب قد وضعت خطة عمل لتشجيع قيام فرق فنية فولكلورية وغنائية في دمشق ومناطق عفرين والجزيرة كجهد إضافي لتعريف السوريين بحضارة شعبنا ومواجهة مخططات التعريب والتذويب وتغيير التركيب الديموغرافي من جانب الأوساط الشوفينية الحاكمة ذلك الحزب الذي لم نخفي يوما تأثر حركتنا الكردية السورية بنهج – خويبون – والمدرسة البدرخانية التي تجمع بين النضالين الثوري والثقافي وهو سار على النهج ذاته منذ البدايات .
وقد تعززت فكرة تأسيس رابط ثقافية كردية تعني بالتاريخ والثقافة أكثر عندما تعرضت الحركة التحررية الكردية في كردستان العراق الى نكسة عام ١٩٧٥ وشكل انجاز الفكرة آنذاك كرد على النكسة وكحاجة موضوعية الى استمرارية النضال على مختلف الجبهات وخاصة الجبهة الثقافية , ومن باب الامانة للتاريخ لابد من توضيح ان اصحاب المبادرة كانوا من قيادة - حزب الاتحاد اشعبي الكردي في سوريا – سابقا وجهود تنظيمات الحزب في لبنان وأوربا هذا الحزب الذي أولى الجانب الثقافي من نضاله أهمية خاصة وأوكل الحزب مهمة الاشراف على إقامة وتوسيع وتطويرر الرابطة الى امينه العام
 الأستاذ صلاح بدررالدين  ,
 كما لابد من الاشادة بالدور الذي قام به أصدقاء شعبنا في لبنان من
 اللبنانيين والفلسطينيين في دعم وأسناد هذا المشروع كل بمجاله ونخص بالذكر الأستاذ جورج حداد صاحب – دار الكاتب – والشكر لكل من ساهم أو قدم الدعم أو شارك بالبحث والترجمة تطوعا او بمقابل من كرد وعرب من رفاق وأصدقاء ومن بذل جهودا لايصال كتب الرابطة عبر الطرق المختلفة ومنها الخطرة الى سوريا أو وزعها رغم المنع والملاحقة .
بعد تأسيس الرابطة في لبنان تمت اقامة فروع لها في بعض البلدان الاوربية منها السويد في الثمانينات وكذلك المانيا ثم في كردستان العراق في اواخر عام ١٩٩٩ ..
منذ اتبثاقها أخذت الرابطة على عاتقها مهمة طرح جوانب حضارة الشعب الكردي على الرأي العام العربي بسبب الفراغ الذي كان قائما حينذاك في هذا المجال ويلاحظ ان أكثرية انتاجها باللغة العربية لما لذلك من ضرورة موضوعية ولخدمة التفاهم بين الشعبين الكردي والعربي وتعريف قضايا الشعب الكردي لدى قراء العربية في كل مكان وهذا لم يمنع الرابطة من طرح عدة كتب واعمال باللغة الكردية ولن يمنعها ايضا في المستقبل .
اتخذت الرابطة لنفسها نهجا واضحا وهو الإنتاج الثقافي من أجل تقريب المسافة بين الثقافتين الكردية والعربية واضعة على عاتقها ترجمة وطبع وتوزيع الكتب باللغة العربية حول حضارة الكرد ( تاريخ – ثقافة – ادب – فولكلور – شعر – موسيقى ) والاعمال والأبحاث حول الوضعين الاجتماعي والسياسي بسائر أجزاء كردستان وفي تلك المجالات بلغت الكتب المنشورة بلبنان نحو سبعين كتابا .
بعد نحو عقد ونصف من تأسيس الرابطة بلبنان تم تشكيل فروع لها كما ذكرنا وكان من أهمها نشاطا فرع بون – المانيا الذي واصل نهج الرابطة الام بلبنان .
الاهتمام باحوال المهاجرين وتقديم الدعم والمساندة بغية ايجاد حلول لمشاكلهم , وأحياء المناسبات الفنية واقامة المعارض للفنانيين والمبدعين.
وفي عم ١٩٩٩ تاسست رابطة كاوا في اربيل عاصمة اقليم كردستان الفدرالي ومن مهامها طبع وتوزيع الكتب بالتنسيق مع مركزي بيروت وبون ( انتقل مركزالاخير لاحقا الى برلين ) واحياء المناسبات الثقافية واقامة الندوات , مع الاهتمام وحسب ظروف المنطقة واحتياجاتها بالمسألة اللغوية الكردية واعادة طبع ونشر الكتب التراثية والتاريخية , وكذلك التي تدور حول الاسلام السياسي والعلاقات الكردية – العربية ومسألة الديمقراطية وحقوق الانسان ..
في كل المراكز الثلاثة لرابطة كاوا للثقافة الكردية تقوم هيئة ادارية منتخبة حسب قوانين تلك البلدان بادارة اعمال ونشاطات الرابطة ولكل هيئة رئيسها أو مديرها التنفيذي واعضاءؤها يوزعون المسؤليات بصورة ديموقراطية , ويقوم المشرف العام بإدارة التنسيق بين جميع المراكز وبعد الانتقال النهائي الى أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق توقفت المراكز الأخرى واستمر مركز أربيل في عمله المعتاد .
مجالات واختصاصات عمل الرابطة
مرحلة بيروت كانت المهمة الأساسية ترجمة وطبع ونشر الكتب باللغة العربية لتعريف تاريخ وحضارة الكرد لدى العرب وفي مرحلة كردستان العراق كانت المهام تتركز على طبع ونشر الكتب وكذلك اقامة الندوات الحوارية ومجموع اصدارات الرابطة بلغت ( 122 ) كتاب أما الندوات والحلقات الدراسية فقد بلغت خلال عشرة اعوام ( ٦٤٠ ) ندوة وورشة عمل وحلقة دراسية .
نماذج من مواضيع وعناوين الندوات
أولا: بحث ومناقشة الأوضاع الراهنة والتي تتسم بالدقة والخطورة ان كان على صعيد مواكبة العملية السياسية في العراق أو عملية البناء والاعمار والتجربة الديموقراطية في اقليم كردستان الفدرالي خاصة بعد توحيد الادارتين وتشكيل الحكومة الموحدة ..
ثانيا: طرح المشاكل الحياتية والمعيشية والأمنية والانسانية التي تعترض قطاعات جماهير كردستان وسبل حلها وكذلك مسائل حقوق الانسان والحريات العامة والعلاقة بين السلطة والشعب ..
ثالثا: الاستمرار في تقييم التجربة الكردستانية والمساهمة في تعزيزها وتطويرها وشرح جوانبها برؤية نقدية موضوعية ومناقشة الثغرات والاخطاء عبر ندوات مخصصة لأصحاب القرار والمسؤولين والمثقفين والأكاديميين والمختصين والخبراء ..
رابعا: المساهمة الفاعلة السنوية في كل ما يتعلق بالتجارب التاريخية في الحركة التحررية الكردستانية ..
خامسا: بحث وتحليل ومتابعة مخاطر الارهاب والميول الشمولية والمتطرفة الصادرة من الأفراد والمجموعات والأنظمة تحت شتى العناوين والشعارات الدينية والقومية ..
سادسا: متابعة قضايا الشباب والطلبة ومراتب الجيل الجديد وأساليب التربية وهموم الجامعات والمعاهد والمؤسسات العلمية ..
سابعا: افساح المجال للعنصر النسائي للتعبير بحرية وشرح قضايا المرأة الكردستانية ودورها في المجتمع وفي الحياة السياسية والمشاركة ..
ثامنا: الاهتمام بمسألة حوار الثقافات والاقوام في كردستان والمنطقة والعمل الثقافي للتعريف بقضايا القوميات المتعايشة في كردستان حسب مبادىء الديموقراطية وحقوق الانسان والشعوب ومن أجل تعزيز أواصر الصداقة والتفاهم بينها وترسيخ العلاقات الكردية – العربية عبر الحوار والاعتراف المتبادل بالوجود والحقوق ..
تاسعا: البحث عن الحقيقة ( التاريخية والجغرافية والبشرية والطبيعية والحضارية ) في البلدان التي يتوزع فيها الكرد ووطنهم كردستان وايلاء الاهتمام اللازم باللغة الكردية ولهجاتها والتاريخ والآثار والفولكلور والموسيقى والغناء والفنون ..
عاشرا: تقييم ونقد قضايا حركة التحرر القومي الكردستاني وتشخيص الأزمة التي تعاني منها الحركة السياسية الكردية واستخلاص العبر والبدائل البرنامجية من فكرية وسياسية وتنظيمية من أجل التمكن من انجاز مهام المرحلة الراهنة ودراسة وبحث مبدأ حق تقرير المصير وتطبيقاته العملية الممكنة على القضية الكردية ..
حادي عشر: محاولة بلورة خطاب ثقافي كردستاني نموذجي يجسد المواصفات والميزات الحضارية والانسانية والسلمية والتسامحية والديموقراطية للشعب الكردي في هذه المرحلة الذي مازال يتعرض فيها للاضطهاد ويعاني الحرمان من حقوقه الأساسية .تطلبات المستقبل .
 التهاني القلبية الحارة لاعضاء أول هيئة إدارية للرابطة في القامشلي ولباكورة نشاطهم يوم الثاني والعشرين من الشهر الجاري – كانون الثاني ٢٠٢١ الذي يصادف ذكرى جمهورية مهاباد الديموقراطية متمنيا لهم الموفقية في رسالتهم الثقافية .

   

135
المنبر الحر / المسلمات العشر
« في: 22:10 18/01/2021  »
المسلمات العشر
                                                       
صلاح بدرالدين


        لايختلف اثنان في الصف الوطني المعارض لنظام الاستبداد حول حقيقة مايمر به شعبنا السوري منذ عشرة أعوام وحتى الان من معاناة ومخاطر حياتية بلغت الحدود القصوى التي لم تعد تطاق  ، وماتمر بها بلادنا من ظروف قاسية تحت ظل نظام مستبد أجرم بحق شعبه و– خمسة احتلالات أجنبية - تهدد وجودها ، وسيادتها ، ووحدتها ، ومستقبل أجيالها ، وكذلك حول أولوية التفرغ لتغيير ماهو قائم ، والبحث عن أفضل السبل لتحرير الوطن من الاستبداد والاحتلال ، وتحقيق السلم الأهلي ، وعودة المهجرين والنازحين الى ديارهم ، وتعزيز العيش المشترك بين مختلف مكوناته القومية والدينية والمذهبية على قاعدة ابرام العقد الاجتماعي المشترك ، ومحاسبة كل من أساء وأجرم ،  وإعادة بناء الدولة السورية الحديثة بمختلف مؤسساتها الدستورية والادارية والاقتصادية والعسكرية – الأمنية .

 ومن أجل تحقيق مايسعى اليه الوطنييون السورييون أرى اعتماد المسلمات العشرة التالية والحفاظ عليها والالتزام بها وهي :

  المسلمة الأولى – الشعب السوري متعدد القوميات ،والأديان ،والمذاهب ، وعلى أي مشروع وطني جاد قبول وتبني  حق الكرد كقومية عددية ثانية ، ومن سكان البلاد الأصليين التمتع بكافة حقوقهم حسب ارادتهم الحرة في اطار سوريا الموحدة الجديدة ، وهكذا الحال بخصوص القومية التركمانية ، ومن حق الجميع اقواما واديانا ومذاهب المساواة في الحقوق والواجبات والمشاركة في القرار والسلطة والثروة ، والتنعم بالحرية والكرامة دون تميز ، كما من واجبات الكرد والاخريبن المساهمة بكل الطاقات من اجل الإنقاذ وتحقيق سوريا التعددية الجديدة ، والحضور ، والتمثيل في كل التشكيلات ، والمشاريع الانقاذية المنشودة راهنا ومستقبلا .
  وفي سياق الحالة الكردية االخاصة  فان ما تم استخلاصه من الوضع الوطني العام بشأن اخفاق وانحراف كيانات المعارضة القائمة منذ عام ٢٠١١ ومابعده ينطبق على الحالة الكردية أيضا فالاحزاب التي تتصدر المشهد الكردي من طرفي الاستقطاب ( ب ي د والانكسي ) عليها نفس المآخذ والملاحظات الموجهة للائتلاف وهيئة التفاوض والمنصات ، ونتمنى على أي مشروع وطني بديل قادم اخذ ذلك بعين الاعتبار وتشخيص الحالة الكردية أيضا بكل شفافية .

  المسلمة الثانية – استخلاص دروس نكسة الثورة وتراجعها في صيغتها العسكرية وجمودها في المجال السياسي ، والاستمرار فيها كهدف للتغيير، وكمشروع سياسي انساني آني ومستقبلي ، يتم بها توعية الجيل ، واستنهاض الجماهير الشعبية ، ومتابعة وتقييم فشل كيانات المعارضة من المجلس الوطني وانتهاء بالائتلاف ، ومراجعة مسارها الذي ارتد بسبب تسلط الإسلام السياسي ، وتدخلات الأطراف الإقليمية والدولية ، واختراقات النظام الأمنية ، والمال السياسي الذي افسد ، وتقديم خدمات للاجندات الخارجية ، وفقدان القرار الوطني المستقل ، وتغلغل مندوبي أجهزة نظام الاستبداد لصفوف المعاررضة  عبر الوافدين الجدد ، وتحكم الأساليب الفردية والشللية والحزبية بعيدا عن الوسائل والمبادئ الديموقراطية والقيادة الجماعية بالتشاور والتكامل ، واستبعاد الشباب والمرأة والوطنيين والمناضلين بسبب آرائهم وافكارهم الحرة ، وقطع الطريق على أية مراجعات نقدية ، أو محاسبة أو نقاش .

  المسلمة الثالثة – عدم الخروج على أهداف الثورة السورية المغدورة في الحرية ، والكرامة ،والتغيير الديموقراطي ، واسقاط الاستبداد ، خاصة وان هناك شبه اجماع وطني على أن سبب إخفاق الثورة لايتعلق بصحة وشرعية أهدافها بل بوسائلها وآلياتها أي بالعامل الذاتي بالدرجة الأولى والاساسية وجزء منه يتعلق بالظروف الموضوعية ، لذلك لايجوز القفز فوق أهداف الثوة الاستراتيجية بذرائع تكتيكية وتحت عناوين الإنقاذ ،وضيق الوقت ، واضاعة الفرص ، واللحظة المناسبة ، لان قضايا الشعوب المصيرية وثوراتها لاتحل باوقات نختارها نحن ، بل بنضوج العوامل الذاتية والموضوعية ، وتغييرات موازين القوى .

  المسلمة الرابعة – الحذر من الوقوع في نفس أخطاء وانحرافات – المعارضة – فنقدها والاخذ عليها بالخروج من مسار اهداف الثورة ، وعقد الصفقات سرا وعلانية مع نظام الاستبداد ، والمضي قدما للمشاركة في انتخابات قادمة في ظل النظام ، ومن ثم اتخاذ مواقف وخطوات مماثلة بل أكثر وقعا وراديكالية كالدعوة الى تشكيل مجلس عسكري مشترك الغلبة فيه ( لأبناء النظام والمؤسسة العسكرية الأسدية ) وتحت ظل النظام القائم ذاته ، على الأقل ومهما كانت مواقفنا تجاه المعارضة فانها ان أبرمت صفقات مع النظام فلديها كيان سياسي معترف به ( الائتلاف – هيئة التفاوض ) ولكن ماذا عن المبادرة الأخيرة لتشكيل المجلس العسكري ؟ انها لاتستند الى حاضنة شعبية ولا الى قوى وطنية متحالفة ، ولا الى مجموعة متجانسة تستند الى التشاور والرأي الجماعي ، ولا الى برنامج سياسي واضح ومنشور للاطلاع والنقاش ،  بل تنطلق من اجتهاد فردي غير مترابط  ليس الا على الأقل كما هو معلوم في ظاهره المعلن عبر الفيسبوك واليوتيوب .

  المسلمة الخامسة – لاسبيل أمام الوطنيين السوريين اذا ارادوا انقاذ الشعب والوطن وتفعيل القضية والعمل من اجل حلها ، الا بالعمل الجماعي الديموقراطي المنظم ، فلايعقل محاربة النظام الفردي الدكتاتوري الأحادي الذي رسخ حكمه خلال عقود على قاعدة اجتماعية ، اقتصادية ، عسكرية ، امنية ، طائفية ، حزبية ، ادارية ، وبعد الفشل عشرة أعوام من اسقاطه ، لايعقل مواجهته عبر مبادرة فردية هنا ، وااجتماع  ضباط عسكريين هناك ، والخشية ان يأخذ طابع تجريبي غير مأمون الجانب ، وعادة مثل هذه الخطوات غير المحسوبة قد تلحق الأذى بكل القضية الوطنية ، وتضاعف من خيبات الامل لدى السوريين وهم بغنى عنها بعد كل هذا الخراب والنكسات والاحباطات والتراجعات .

  المسلمة السادسة – كما أفهم غالبية الوطنيين السوريين وخصوصا النخبة  من أهل الثقافة والفكروالخبرة النضالية الطويلة ،  قد استخلصوا درسا مفيدا من جملة الدروس الأخرى يتمثل بحقيقة ان الدول الكبرى  والعظمى وحتى الأطراف الإقليمية – صديقة كانت أو خصما أو عدوة - لاتتعامل الا مع الامر الواقع بعبارة أوضح مع من يمثل العمق الشعبي المنظم على الأرض ، ويمتد جذوره بالداخل والخارج وفي كل أماكن الشتات السوري ، لذلك كل مبادرة أو مشروع وطني لاينطلق من كيان منظم حاصل على الشرعية الشعبية بالانتخاب والتكليف ،وعلى قاعدة عريضة ، ولايستند الى قيادة جماعية متماسكة ، وفي الخصوصية السورية المتنوعة لايعتمد على كل المكونات القومية والاجتماعية المتوافقة ، لن يحظى لا بالاعتراف السياسي ، ولا بالاحترام من لدن دوائر القرار في الإقليم والعالم ، و ( المعارضة ) السورية كمثال .

  المسلمة السابعة – لايمكن الاعتماد في بلادنا  على – العسكر – لينجز ماعجز عن إنجازه السياسييون  المدنييون ، واقصد تحقيق اهداف الثورة في الحرية والتغيير الديموقراطي واسقاط نظام الاستبداد ، ليس لان عسكرنا يفتقدون الوطنية والشجاعة بل بسبب ان بناء وتربية الجيش في سوريا خصوصا منذ انقلاب البعث وتسلط الأسد الاب والابن سارا في دروب مظلمة عقائدية – طائفية – عائلية – حزبية – امنية ، حتى اننا في سوريا ونحن نحسد على سبيل المثال السودانيين في تجربتهم الوليدة في رضوخ الجيش لمشروع الثورة وحتى ذلك ماكانت لتتحقق لولا التنظيم العالي المستوى للقوى الثورية التي قادت الشارع وأثبتت جدارتها ووجودها الفعلي مثل ( تجمع المهنيين ومن ثم قوى الحر ية والتغيير ) .
  المسلمة الثامنة – من الممكن في الحالة الوطنية السورية تحديد استراتيجية العمل الوطني بمراحل لكل منها مساراتها المتكاملة ولكن لايجوز تجزئتها وفصلها عن بعضها بشكل انتقائي ، والاخذ بجزء والقفز فوق الأجزاء الأخرى على طريقة حرق المراحل ، فمثلا لايمكن المشاركة في – مجلس عسكري مع ضباط النظام – او في مجلس وزراء – قبل تنظيم الصفوف ، وإعادة بناء الحركة الوطنية السورية ،واستعادة شرعيتها ، وانتخاب مجلسها القيادي ، لان ذلك وحده من شأنه حماية وضمانة أية خطوة باية اتجاه كانت والا فستكون كل الخطوات عشوائية خاسرة تضر ولا تنفع .
  المسلمة التاسعة – العمل الوطني من اجل الإنقاذ والتغيير وإزالة الاستبداد وإعادة بناء الدولة الحديثة هو في خدمة الشعب السوري ومن أجله أولا وأخيرا ، وبما انه مصدر الشرعية الوطنية فمن تحصيل حاصل اللجوء اليه دائما وابدا ، وعندما ابتعدت – المعارضة – عن الشعب فقدت شرعيتها ، وخسرت حاضنتها ، فقد كان الكثيرون منا يتابعون تصريحات وأقوال مسؤولين في ( المجلس الوطني والائتلاف ) مفادها : ( نحن هنا ومن يريد الانضمام الينا فليتفضل ، ومن لايريد فهذه مشكلته ) ومن واجب من يريد إعادة بناء حركات وجبهات بديلة أن لاينتهج نفس الطريقة الخاطئة في مخاطبة السوريين ، لانها لن تجلب سوى الإخفاق .
  المسلمة العاشرة – الكثير من الأطراف الدولية ذات الصلة بالملف السوري ، وبعض الدول الإقليمية قررت علنا أنها لن تساهم في إعادة الاعمار بسوريا ولن تسهلها الا بعد زوال نظام الأسد وعودة المهجرين واستتاب الامن والاستقرار ، في حين نسمع بعض دعاة الإنقاذ من رجال الاعمال من المعارضين السوريين يضعون الجانب الاقتصادي في أولويات دعواتهم قبل الجوانب السياسية والأمنية ، فهل ياترى بالإمكان تسريع عجلة الاقتصاد وإعادة دورته ولمصلحة السوريين في ظل النظام الراهن وفي هذا الوقت بالذات ؟ خاصة وان النظام يتعرض الى الحصار من الخارج مباشرة او عبر قانون – قيصر – وذلك لاضعافه والتعجيل باسقاطه ، لذلك من دروس تجربتنا تنظيم الأولويات بعناية والسؤال هو : اين يمكن تنفيذ المشاريع الاقتصادية ؟ في مناطق سيطرة النظام أم قسد أم النصرة أم الجيش الوطني ؟ .
  من الواجب مشاركة الجميع في مناقشة الحاضر والمستقبل ، وصولا الى التوافق الوطني حول المشروع الوطني الشامل من اجل الإنقاذ وإعادة البناء .
 

136
في خصوصية اليسار الكردي السوري
                                                             
صلاح بدرالدين
     

للتوضيح فان المقصود بالعنوان هو تجربتنا في ( البارتي الديموقراطي الكردي – اليساري – الاتحاد الشعبي ) تحديدا من الكونفرانس الخامس آب ١٩٦٥ الى عام ٢٠٠٣ تاريخ انسحابي من العمل الحزبي ولاتتتضمن هذه المقالة التجارب الفردية لافراد من الكرد السوريين في التنظيمات الشيوعية السورية .
الجذور التاريخية
بعد الحرب العالمية الثانية وانتصار الحلفاء على النازية والفاشية في دور عسكري بارز للاتحاد السوفييتي والبلدان الاشتراكية الأخرى وتشكل المعسكر الاشتراكي كقوة عظمى على الصعيد العالمي في مواجهة الغرب الرأسمالي بدأ الاصطفاف يرتسم على قاعدة تضامنية بين هذا المعسكر من جهة والقوى العمالية والتقدمية في الغرب وفصائل حركات التحرر الوطني خصوصا في بلدان أمريكا اللاتينية وافريقيا وآسيا والشرق الأوسط .
في البدايات وقبل تراجع السياسة السوفييتية والانخراط في عقد صفقات مع الغرب وأنظمة دكتاتورية وضعت قيادة – الكومنترن – استراتيجية محكمة داعمة لقضايا الشعوب كما طرح المنظرون الاشتراكييون الأوائل من ماركس وانجلز ولينين وستالين وتروتسكي وروزا لوكسمبورغ وديمتروف تعريفات ووثائق هامة وفريدة وعلمية وموضوعية بخصوص حل القضايا القومية للشعوب على مبدأ حق تقرير المصير وترافق ذلك مع تطبيقات على الأرض لحل المسألة القومية بالاتحاد السوفييتي البلاد المتعدد الشعوب والقوميات والاثنيات وذلك وفق صيغ عديدة تبدأ بإعلان الدولة المستقلة والكونفدرالية والفدرالية والحكم الذاتي والإدارة اللامركزية انتهاء بصيغة الدوائر القومية .
كما عملت الأوساط السوفييتية على دفع شعوب الدول المجاورة في ايران وآذربيجان الى الاستقلال وإعلان السلطة الديموقراطية الشعبية وأوعزت عبر الأحزاب الشيوعية الحديثة العهد بالمنطقة لتشجيع حركات الشعوب المضطهدة ( بفتح الهاء ) الى تنظيم صفوفها وتشكيل منظماتها واحزابها الديموقراطية ( اطلق الزعيم الشيوعي العراقي الشهيد فهد نداءه الشهير حينها الى شعب كردستان العراق : " قووا حركتكم الكردستانية نظموا صفوفكم عززوا صفوف حزبكم الديموقراطي الكردستاني " ) .
لقد عزز كل ذلك ثقة شعوب الشرق بافضلية الخيار الاشتراكي لحل معضلاتها ، ودفع حركات التحرر الوطني وبينها الكردية الى التطلع نحو التضامن والصداقة مع السوفييت والبلدان الاشتراكية الأخرى فظهرت الاحزاب الديموقراطية الكردستانية : ( حزبي ديموقراطي كوردستان – ايران ١٩٤٤– الحزب الديموقراطي الكردستاني – العراق ١٩٤٦ – الحزب الديموقراطي الكردستاني – سوريا ١٩٥٧ – الحزب الديموقراطي الكردستاني – تركيا بالستينات ) .
الأسباب الموضوعية لانحياز الحركة الكردية نحو اليسار
السبب الأول : كماذكرنا أعلاه وضوح الرؤيا بالجانب الاشتراكي في حل المسألة القومية واحترام تطلعات الشعوب وخياراتها ومستقبلها في التقدم الاقتصادي والتنمية .
السبب الثاني : تحمل الغرب الاستعماري مسؤولية تقسيم الكرد ووطنهم منذ أن رفض الاستعمار البريطاني بزعامة – تشرشل – تطلعات الكرد في الاستقلال ، ثم اتفاقية سايكس – بيكو التي قسمت المقسم الكردي الى آربعة أجزاء وكذلك معاهدة لوزان .
السبب الثالث : وقوف الغرب عموما أي الولايات المتحدة الامريكية ودول أوروبا الغربية الى جانب الأنظمة الرجعية والدكتاتورية التي تقسم الكرد ووطنهم في معاداة الشعب الكردي وطموحاته المشروعة والتواطؤ معها في ابرام وتمويل ودعم الخطط والمؤامرات مثل حلف سعد اباد والمعاهدة المركزية والسنتو وحلف بغداد واتفاقية الجزائر .
السبب الرابع : امتناع الغرب حتى الان في تبني حق تقري مصير الكرد في مختلف بلدانهم وأجزاء وطنهم والانحياز الى المصالح على حساب المبادئ .
خصوصية اليسار الكردي السوري
تم الالتزام بالنظرية العلمية والاعلان عن نهجنا اليساري من منطلق حركة قومية تخص الحالة الكردية السورية ، ولكن بابعاد وطنية سورية ، ولم نكن منظمة ذات منشأ شيوعي ، ولم نكن فرعا للأحزاب الشيوعية في البلاد ، جميع أعضاء كونفرانس الخامس من آب ١٩٦٥ السبعة والعشرون لم يكن بينهم فردا واحدا كان منتميا بالسابق الى التنظيمات الشيوعية وكما شرحنا حينها في كراس ( اليسار واليمين ) لم نكن بصدد تشكيل حزب شيوعي كردي يتفرغ للقضايا الطبقية والاجتماعية وكان مفهوم اليسار بذلك الوقت يعني الالتزام بحق شعبنا بتقرير مصيره السياسي والاداري في ظل سوريا ديموقراطية تعددية موحدة والوقوف الى جانب مطالب الغالبية من الشعب السوري ومن ضمنه الكرد وبالتعاون مع القوى الديموقراطية في حياة أفضل ومستقبل ضامن للكرامة والحرية والعيش الكريم بعد االة الدكتاتورية والاستبداد .
نعم كنا نعتبر الشيوعيين واليساريين والديموقراطيين من الشركاء العرب السوريين الأقرب الينا على ضوء المبادئ والمواثيق النظرية والبرامج المطروحة وفي حوارنا المتواصل مع الرفاق الشيوعيين الذي خلص الى نتيجة واضحة وهي : طرحنا ( وقمت بذلك شخصيا ) على جناحي الحزب الشيوعي في بداية السبعينات وعشية موتمرنا الذي سيتم فيه الالتزام بالنظرية العلمية ( إبراهيم بكري وعبد الوهاب رشواني من جناح بكداش ورياض الترك ويوسف نمر من الجناح الاخر ) رغبتنا في إيجاد صيغة تنظيمية وسياسية مناسبة للعلاقات الثنائية بالمستقبل ، ولكن الطرفان لم يكونا على استعداد لذلك بسبب نفورهما من القضية الكردية السورية ، والانصياع لمواقف النظام الحاكم .
النظام السوفييتي بدأ يتراجع شيئا فشيئا عن التزاماته المبدئية تجاه الشعوب والقوى المعارضة للدكتاتورية خاصة بعد تصنيفه أنظمة استبدادية مثل نظامي البعث في كل من سوريا والعراق " أنظمة وطنية تقدمية " وبعد رضوخ الأحزاب الشيوعية الرسمية لذلك الموقف التراجعي والعمل كذيل للنظام تحت يافطة ( الجبهة الوطنية التقدمية ) .
وبالرغم من مآخذنا الكثيرة على هذه التراجعات المبدئية الا أننا كيسار قومي ديموقراطي لم نجد مصلحة قومية ووطنية في مقاطعة الدول الاشتراكية بل وجدنا هامشا للتعامل عبر الأحزاب الحاكمة ولجان التضامن الاسيو-افريقي ، لأننا كنا بامس الحاجة الى ارسال دفعات من طلابنا ذوي الدخل المحدود لنيل العلوم والثقافة في الجامعات والمعاهد بالدول الاشتراكية ، وكذلك الاستفادة من الاشيف الغتني حول تاريخ الكرد في تلك الدول .
عندما نتذكر الالتزام بالنظرية العلمية والانحياز نحو اليسار نتذكر على الفور المواقف الصلبة التي اتخذناها حول : حق تقرير المصير ، ومقولة الشعب الكردي ، ومواجهة المخططات العنصرية مثل نتائج الإحصاء الاستثنائي ومخطط الحزام العربي ، والتعبير عن مصالح الغالبية الساحقة من شعبنا ، وتعزيز الثقافة والوعي ، واتخاذ المواقف السليمة من ثوة أيلول وزعيمها الكبير بارزاني ، وشعار تغيير نظام الاستبداد ، والبحث عن تعزيز الصف الكردي والوطني السوري .
ختاما يجب الإشارة الى محاولات من جانب أقلام مأجورة لتشويه تاريخ حركتنا عامة ونهج اليسار القومي الديموقراطي على وجه الخصوص وللعلم أن اليسار الكردي هو الوحيد الذي تعرض الى محاربة شرسة من جانب نظام الاستبداد الاسدي في عهدي الاب والابن وخصوصا عندما تم استغلال إمكانيات السلطة في شق الاتحاد الشعبي بداية التسعينات باشراف الضابط الأمني ( محمد منصورة ) وتنفيذ ثلاثة أعضاء قياديين في الجزيرة .


137
المنبر الحر / شهادة للتاريخ
« في: 22:11 08/01/2021  »
شهادة للتاريخ
                                                               
صلاح بدرالدين
                       
   ليس من باب – التحزب – الأعمى  فقد انسحبت طوعا عام ٢٠٠٣ من حزبي ( البارتي الديموقراطي الكردي اليساري -حزب الاتحاد الشعبي الكردي ) الذي تدرجت في هيئاته التنظيمية بفعل ماقدمته من جهود وتضحيات في خدمة أهدافه من عضو فرقة ، وعضو في اللجان المحلية ، والفرعية ، والمنطقية ، والمركزية ،والمكتب السياسي ، وعضو القيادة المرحلية ، ثم أمينا عاما ، ورئيسا ، وشاركت في بنائه والعمل في صفوفه الامامية أكثر من خمسين عاما .

  وليس تعصبا لنهجه الذي دشن مدرسة نضالية متقدمة في تاريخ الحركة الكردية السورية ، وليس ايمانا مني بأن ( الحزب ) كيان أبدي ثابت ، أو هدف بحد ذاته ، بل إدراكا مني بأنه وسيلة لتحقيق الهدف ، وأداة نضالية تتغير وتتجدد حسب ظروف الزمان والمكان ، وموازين القوى الاجتماعية ، والسياسية ، والعوامل الذاتية والموضوعية .

     وليس لانني أرى أن ذلك الحزب الذى برز نجمه وتعزز دوره وشق طريقه ، وانجز الكثيرمنذ منتصف القرن العشرين ، ببرنامجه ، وسياساته ، ومن بقي على قيد الحياة من قادته ، يصلح لقيادة النضال القومي ،والوطني في بد اية القرن الواحد والعشرين ، بل قناعتي أنه يمكن الاستفادة من الكثير من ماحققه في المجالين البرنامجي -  النظري ، والعملي ،،والفكري والثقافي ، واستخلاص الدروس الثمينة من تجاربه على الصعد القومية والوطنية والكردستانية ، والعربية ، والاممية ، ولايجوز باي حال استحضار ذلك الحزب – بحسب الرغبات -  كما كان والاخذ به في الوقت الحاضر من دون تبدلات جوهرية عميقة في البرنامج والمواقف والسياسات ومجمل حوامل العامل الذاتي  .

  من مزايا وانجازات  ( البارتي الديموقراطي اليساري – حزب الاتحاد الشعبي ) :

  أولا – أول حزب كردي سوري ( ١٩٦٥ ) تبنى النظرية العلمية في تحليل المجتمع وإدارة البناء التنظيمي ، والعمل السياسي ، وتقييم كل من الحركة الثورية العالمية ، والحركة التحررية الكردية ،  وصراع القوى على كوكبنا .

  ثانيا – أول حزب كردي سوري ربط النضال القومي الكردي بالنضال الوطني الديموقراطي كمبدأ وكحاجة موضوعية ، وواجه النظام الاستبدادي وناضل من أجل تغييره وتواصل مع القوى الديموقراطية السورية اتفق مع بعضها حول بعض المشتركات ، وتواصل مع البعض الاخر غم قضايا الاختلاف .

  ثالثا – أول حزب كردي سوري انطلق من مفهوم وجود شعب كردي من سكان سوريا الأصليين وحل قضيته القومية حسب مبدأ تقرير المصير في اطار سويا الديموقراطية التعددية الموحدة .
  رابعا – أول حزب كردي سوري اتخذ الموقف السليم من ثورة أيلول بكردستان العراق وقيادتها الشرعية بزعامة الراحل الكبير مصطفى بارزاني الذي تواصل وتعاون معه وقدم للثورة كل أوجه الدعم الممكنة .
  خامسا – أول حزب كردي سوري رفع والتزم بشعار استقلالية الحركة عن الدول والأنظمة الغاصبة لحقوق الكرد .

  سادسا – اول حزب كردي سوري اعتمد شعار الحفاظ على الشخصية الوطنية الكردية السورية .

  سابعا – أول حزب كردي سوري نسج علاقات تنسيق وعمل مشترك أخوي مع قوى الحركة التحررية الكردستانية في العراق وتركيا وايران ومع كرد الشتات خصوصا بلبنان والأردن  .

  ثامنا – أول حزب كردي سوري بادر لنسج علاقات الصداقة والنضال المشترك مع قوى التحرر والتقدم العربية من أحزاب شيوعية الى فصائل منظمة التحرير الفلسطينية وقوى تقدمية لبنانية وعربية وجمهورية اليمن الديموقراطي وغيرها .

  تاسعا – أول حزب كردي سوري اعتمدت ممثليته  رسميا لدى منظمة التحرير الفلسطينية بتونس ولدى السلطة الوطنية الفلسطينية في غزة ثم رام الله .

  عاشرا – اول حزب كردي سوري ساهم في تشكيل جمعيات الصداقة مع الشعب العربي ( جمعية الصداقة الكردية – العربية ) في أربيل ، وجمعية الصداقة الفلسطينية الكردية في رام الله والاخاء الاردني الكردي في عمان  .

 حادي عشر – أول حزب كردي سوري حاور الدول الاشتراكية – سابقا وحصل منها على منح دراسية وعلاجية .

 ثاني عشر– أول حزب كردي سوري تواصل مع منظمات حقوق الانسان العالمية وعقد معها اتفاقيات لتبادل المعلومات مثل ( ميدل ايست ووتش في نيويورك  – والامنستي في لندن  ) عبر كاتب هذه السطور ، واستند اول تقرير لميدل ايست ووتش حول كرد سوريا وصدر بكراس موثق  نحو ٣٠٠ صفحة على معلومات من الحزب ، كما ان الحزب اول من ترجم ووزع وطبع تقررير محمد طلب هلال في الداخل والخارج وكذلك حول حريق سجن الحسكة واعتقال التلاميذ القصر وزجهم بسجن الاحداث بدمشق  بتهمة رفع العلم الكردي .

  ثالث عشر – أول حزب كردي سوري زار رئيسه الولايات المتحدة الامريكية والذي عقد لقاءات مع وزارة الخارجية وأعضاء من الكونغرس الأمريكي ولجانها وبعض مراكز الأبحاث  وأجرى حوارات مع وسائل اعلامها خصوصا صوت أمريكا بقسميه العربي والكردي وكانت حول كرد سوريا وقضيتهم والوضع العام في البلاد . 
 
رابع عشر – أول حزب كردي سوري شكل له منظمات حزبية في الخارج خصوصا في لبنان وأوروبا .

خامس عشر – أول حزب كردي سوري جمع في نضاله بين السياسة والثقافة فالى جانب العمل السياسي كرس الجهود لاحياء الثقافة الكردية كمحاولة لصد سياسة الاضطهاد القومي والتجهيل ومحاربة اللغة الكردية وطمس ثقافته فانشأ ( رابطة كاوا للثقافة الكردية ) في لبنان وكردستان العراق ، كما اشرف على تشكيل الفرق الفولكلورية والغنائية بالوطن ، واصدر المجلات والصحف بالكردية والعربية ونشر العديد من القضايا النظرية حول المسألة القومية وتقرير المصير واليسار واليمين كما ارسل المئات من الطلبة الى الدول الاشتراكية لتلقي العلوم عبر المنح الدراسية .

سادس عشر – أول حزب كردي سوري تصدى لمخطط الحزام العربي بمواقف اعلامية معلنة وعملية على الارض وفضحه لدى الرأي العام بالداخل والخارج .

سابع عشر – أول حزب كردي سوري واجه قادته المثول أمام محكمة أمن الدولة العليا بدمشق التي انعقدت خصيصا وللمرة الأولى عام ١٩٦٨ – ١٩٦٩ حول القضية الكردية بمحاكمة الدفعة الأولى : اوصمان صبري وصلاح بدرالدين وجاهيا ومحمد نيو وهلال خلف ومحمد حتو غيابيا .

 ثامن  عشر – أول حزب كردي سوري شارك أعضاءه وأعضاء أحزاب كردستانية شقيقة من تركيا بدورات لتربية الكادر (  سياسية وأمنية وعسكرية ) في معاهد بلبنان والدول الاشتراكية .

تاسع  عشر – أول حزب كردي سوري تعرض للانشقاقات بتدخل مباشر من القصر الجمهوري مباشرة  لثلاث مرات وكانت المرة الأخيرة أوائل تسعينات القرن الماضي باشراف مباشر من معتمد القصر الجمهوري ومسؤو ل الملف الكردي ورئيس المخابرات العسكرية في القامشلي اللواء – محمد منصورة – بتواطؤ وتآمر ثلاث أعضاء من قيادة الحزب من أصحاب النفوس الضعيفة الذليلة بالجزيرة.

  بقي أن أقول بصدق وبغاية الوضوح أن هذا الحزب بكل ميزاته وجديده وجهوده وصدق أعضائه وتضحياتهم ومشاريعه المنجزة  وما شهد من تحولات أعترف أنه  لم يتمكن من إيجاد حل للقضية الكردية السورية ولاشك ان الأسباب عديدة بين ذاتية وموضوعية داخلية وخارجية  ولكن استطاع إعادة تعريف الشعب والقضية والاهداف القريبة والبعيدة وشرح وايضاح القضية الكردية السوررية محليا ووطنيا وفي المحيطين العربي والإقليمي والدولي كما استطاع وهذا هو المهم ان ينقذ الحركة الكردية السورية  ويحافظ على نقاوتها نهجا وموقفا واستمراريتها في اصعب واخطر الظروف .

  بالرغم من شهادتي هذه التي تشكل جزءا من تاريخ حركتنا الوطنية الكردية كانت بايجاز شديد حيث لكل بند من البنود التسعة عشر تفاصيل ووثائق وملاحق ظهرت غالبيتها في مذكراتي باجزائها الأربعة  الا أنها وكما آمل ستفيد الجيل الناشئ الذي لم يعاصر تلك السنوات وقد يستخلص منها بعض الدروس .
 

138
قراءة في تصريحات السيد – جيمس جفري –
                                                               
صلاح بدرالدين

     

معروف عن المسؤولين الأمريكان خروجهم عن الصمت الدبلوماسي والتكتم الشديد خلال تادية مهامهم الرسمية عندما يصبحون خارج الخدمة خاصة الذين يشرفون منهم على ملفات تتميز بالخطورة في الدول والمناطق والساحات التي تشهد توترات وصراعات القوى والتزاحم في الاحتلالات والسيولة في الميليشيات المسلحة المتعددة الجنسيات والاهداف مثل الساحة السورية .
السفير الأمريكي السابق في سوريا خلال بداية الانتفاضة السورية – فورد – وفور خروجه من الخدمة الرسمية كان المثال الابرز الذي انقلب كليا على سياسات بلاده السورية وأدلى باعترافات – ومازال – حول أوجه التقصير تجاه الشعب السوري بل أنه يحاول كشخص أن يقنع السوريين بانه متعاطف مع قضيتهم وصريح معهم الى أقصى الحدود بل يحذرهم من تصديق أكاذيب إدارات بلاده الرئاسية والعسكرية والدبلوماسية والاشتراعية خلال السنوات العشر الماضية وحتى الان .
الدبلوماسي الأمريكي العريق " جيمس جيفري " المطلع على ملفات الشرق الأوسط وكان سفيرا لبلاده في كل من انقرة وبغداد وهو الممثل الخاص للولايات المتحدة الامريكية لشؤون سوريا والمبعوث الخاص للتحالف الدولي لهزيمة داعش منذ عام ٢٠١٨ .
كما كان يقوم بدور المشرف على الفريق المسؤول لادارة أمور – قسد – المالية والعسكرية والعملياتية والرئيس الحالي بعد استقالته من مهامه الرسمية " ابان هزيمة – ترامب – أمام – بايدن – " لبرنامج الشرق الأوسط بمركز – ويلسون – للأبحاث بواشنطن .
السيد جيفري يعلن بصراحة تامة ومن دون تردد في مقابلته الأخيرة مع المركز ذاته : ( أن – قسد – تسيطرعلى حقول النفط في شمال شرق سوريا التي يبلغ انتاجها ( ١٠٠ ألف برميل يوميا ) جزء منه للاستهلاك والجزء الاخر يباع لجهات فاعلة بينها حكومة نظام الأسد .. وأنه في حال قطع الدعم الأمريكي أو مغادرة القوات الامريكية فمن غير المحتمل ان تحافظ – قسد – على تماسكها ومن الصعب عليها احتواء – داعش – بسبب فقدانها القوة الجوية وافتقارها الى المصداقية في محيطها .. وتحتاج الى دعم دبلوماسي امريكي لكي تستمر .. ويخلص بالاخير الى تحديد أربعة أمور على قسد تجنبها والا ستكون نهايتها وهي : ١ – قطع شحنات النفط عن دمشق . ٢ – اعلان الحكم الذاتي أو الاستقلال .٣ – تعزيز العلاقات مع ب ك ك المعتبر ارهابيا . ٤ – مهاجمة تركيا من شمال شرق سوريا .. كما يضيف أن الوجود الأمريكي شرط لاستمرارية – قسد – بالمستقبل ويتساءل : هل بقدرة – قسد – ورغبتها الاستمرار بهذه العلاقة ؟ ) .
بحسب متابعتي لتصريحات – جيمس جيفري – خلال العامين المنصرمين من مهامه – وهي كانت نادرة - يتراءى لي أن تصريحه الأخير هذا كان الأكثر وضوحا وصراحة خاصة وأنه لايخضع الان لأية قيود رسمية تمنعه عن الإفصاح عن مواقفه ورؤاه مما يجعلنا العودة الى الوقوف مليا والتساؤل بشأن جانبين متعلقين بمزاعم وأضاليل طرفي أحزاب الاستقطاب الكردي .
وقد لفت تصريحه الانتباه أنه لم يشر لا من قريب أو بعيد عن أي التزام أمريكي بالملف الكردي السوري وحقوق الكرد السوريين المشروعة ودور الحركة الكردية في الساحة الوطنية السورية حاضرا ومستقبلا وفي مجال النظام السياسي القادم مابعد الاستبداد وصياغة الدستور السوري الجديد وهذا يعتبر تفنيدا لكل مزاعم ب ي د وسلطة الامر الواقع المباشرة وغير المباشرة .
من جهة أخرى ظهر وبعكس ماكانت تروج له زورا أحزاب ( المجلس الوطني الكردي ) عن ( مبادرات أمريكية وتوسط امريكي ) مدى الاستهتار والتلاعب بالمشاعر عن سابق إصرار وتصميم حيث أن توحيد الكرد السوريين وبعبارة أدق اتفاق أحزاب طرفي الاستقطاب لم يكن يوما من أولويات السياسة الامريكية في سوريا ، وهذا مايطرح مجددا حقيقة اعتماد الأحزاب الكردية من أجل بقائها مستفيدة من الوضع المعاش على الأضاليل وجرعات تخدير الجمهور الكردي .
المطلوب وحتى لانتهم بمعاداة هذا الطرف أو ذاك توضيحات مقنعة من الطرفين المعنيين واجابات على التساؤلات المطروحة ومهما كانت فلن تكون حلا للأزمة المستعصية الخانقة التي تستوجب مشروعا انقاذيا عاجلا .
ودائما نكرر ومن أجل الخلاص من هذه المهازل وطوي صفحات التضليل والتخدير وحجب الحقائق عن الشعب ليس أمامنا الا العودة الى شعبنا لنستمد منه الشرعية القومية والوطنية خلال العملية الديموقراطية عبر المؤتمر الكردي السوري الجامع المنشود .


139
بعد عقد من الثورات المغدورة
                                                         
صلاح بدرالدين

  رغم ان الفاتحة الميمونة كانت بتونس الا أن أصحاب ثورة الياسمين الحقيقيين ومحركوها ونشطاءها من الشابات والشباب ومثقفوها لم يولوا – حسب الظاهر -  اهتماما يذكر بمرور الذكرى العاشرة وكأنهم محرجون أمام شعبهم خصوصا امام ذوي الشهداء والضحايا من عدم انجازهم لمهام الثورة على اكمل وجه وتحقيق أهدافها في الحرية والكرامة وفي خلاص الشعب التونسي ليس من الدكتورية الحاكمة فحسب بل من بقاياها المتمثلة بقوى الردة والتخلف وجهالة القرون الوسطى وبشكل خاص من تصدر الإسلام السياسي للمشهد مابعد الثورة وتولي الفئات الانتهازية لمواقع الدولة والإدارات التنفيذية وحتى السلطة الاشتراعية في مجلس نواب الشعب وكأن الثورة لم تقع كما يذهب اليه البعض .
  ولكن مهلا فتاريخ الانتفاضات والثورات الشعبية من اجل الاستقلال والسيادة والديموقراطية والمساواة الاجتماعية والتقدم وحقوق الانسان وحق تقرير المصير منذ القرن الثامن عشر مرورا بالقرنين الماضيين وانتهاء بالقرن الواحد والعشرين يظهر لنا بجلاء أن المدد الزمنية في تثبيت النتائج طالت أو قصرت لم تكن يوما مقياسا للحكم على صوابيتها وجديتها فهناك ثورات في حياة الشعوب استمرت مدا وجذرا طوال عشرات السنين الا ان حققت أهدافها المرجوة ودائما يكون المثال الأبرز الثورة الفرنسية التي ارتبطت بها مسألة تشكل الدولة القومية وحق تقرير المصير وحقوق الفرد المدنية وفي المقدمة حقوق المواطنة والحريات العامة من دون تناسي أدوار مثيلاتها الاوروبيات  في مجال التقدم الاقتصادي والعلوم الفلسفية وتطور الوعي وصولا الى الفصل بين الدين والدولة والكنيسة والسلطة .
  الثورة التونسية التي كانت السباقة اندلعت في كانون الأول – ديسمبر قبل عشرة أعوام وأسبقيتها كما أرى تعود الى البنية السليمة للمجتمع التونسي في مجالات المساواة بين المرأة والرجل في القوانين المدنية منذ عهد الرئيس الحبيب بورقيبة والتعايش السلمي والانسجام بين قوى المجتمع بمعزل عن الفتن الدينية والطائفية والمذهبية والميل الشعبي العام وخصوصا النخبة المثقفة صوب الديموقراطية الفرنسية العريقة ( وذلك لايعني تمني العودة الى حقبتها الاستعمارية ) حيث فرنسا كانت الدولة المستعمرة للبلد لعقود خلت ، والدور الرائد للنقابات والاتحادات ومنظمات المجتمع المدني المؤتلفة بغالبيتها في الاتحاد العام التونسي للشغل ، وأخيرا وليس آخرا حيادية الجيش وابتعاده عن العقائد الآيديولوجية وعدم تورط قادته بالعمل السياسي وانحيازه بشكل عام للإرادة الشعبية ، وهو لم يشهد كما باقي الجيوش في دول المنطقة أية انقلابات عسكرية .
  الثورة التونسية وماتلاها من ثورات الربيع في مصر واليمن وسوريا وليبيا وموجتها الثانية منذ عام ٢٠١٩ في لبنان والعراق والجزائر والسودان أجمعت على أهداف مشتركة مثل الخلاص من الدكتاتورية والاستبداد والنظم الأحادية الوراثية والتغيير الديموقراطي والمشاركة الشعبية في تقرير مصير البلاد والنظام السياسي ونيل الحرية وصيانة الكرامة  واللجوء الى صناديق الاقتراع بعيدا عن الأحادية القومية والدينية والمذهبية والحزبية مع هامش لخصوصيات كل بلد فمثلا في الدول المتعددة القوميات والاعراق كانت إرادة حل المسألة القومية عبر الحوار والتوافق وحسب مبدأ حق الشعوب بتقرير المصير حاضرة بقوة وعلى رأس جدول الاعمال .
  جميع تلك الثورات حققت خطوات مفصلية للعبور نحو المستقبل الآمن مثل اختراق جدار الخوف وتحدي مخاطر الاذرع الأمنية والعسكرية التي تحمي الاستبداد واستعادة الوعي الثوري التغييري الى صفوف النخب الشبابية والوطنية المستقلة واستباق الأحزاب التقليدية القومية منها أو الإسلامية أو الشيوعية في التطلع نحو التغيير وإعادة الامل الى القوميات المغلوبة على امرها والمعرضة للاضطهاد القومي والتمثلية وتغيير ديموغرافية مناطقها التاريخية ومحو لغاتها ودفن ثقافاتها والتعمية على تاريخها .
  كما أن جميع تلك الثورات من دون استثناء لم تنجز مهامها ولم تحقق كل أهدافها وشعاراتها وطموحاتها المشروعة البعض منها حقق خطوات ناجزة على الطريق الطويل والبعض منها مازال قيد الاختبار ولن تهدأ ساحاتها وكذلك الساحات في البلدان التي لم تصلها الموجة بعد حتى تحقق الأغلبية الشعبية ماتصبو اليه من حرية وكروامة وحقوق سياسية واجتماعية وإعادة صياغة دساتير عصرية جديدة تناخذ بعين الاعتبار إرادة الشعوب في شق طريقها كما تريد وتتمنى وليس كما يشاء الحكام المستبدين المحميين من أجهزة امنية عسكرية وظيفتها الوحيدة السهر على سلامة وديمومة حكم الأقلية المحدودة على الغالبية وليس من اجل الدفاع عن السيادة كما تدعي .
  شعوب المنطقة وبالرغم من انشغالها بتأمين لقمة العيش والنجاة من جائحة الكورونا فانها تنتظر تحقيق الخطوات التالية من برامج ومشاريع البلدان التي خاضت غمار الانتفاضات والثورات خاصة وان نظمها الحاكمة التي لم تسقط نهائيا مثل النظام السوري فانها باتت بحكم الساقطة بعد انشطار مؤسساتها العسكرية والأمنية والحزبية والإدارية وبعد تقويض قاعدتها الاقتصادية والاجتماعية وكذلك في البلدان المرشحة لخوضها في الموجة الثالثة .
  في تونس الحراك الشعبي متواصل بمختلف أوجهه الشعبية والمدنية والنقابية والإعلامية والنخبوية لاستكمال الخطوات الناجزة قبل عشرة أعوام وفي المقدمة تحجيم جماعات الإسلام السياسي ومنعه من التغلغل في مؤسسات الدولة بغية اسلمتها واخونتها وفي ليبيا واليمن العملية السياسية الحوارية مستمرة من اجل تطبيع الأوضاع ودمقرطة الدولة على أساس الأقاليم الفدرالية وتوحيد المؤسسات لردع الميليشيات الدينية المذهبية المتطرفة وإزالة الاحتلال وفي السودان العمل جار من اجل استكمال الحوار مع المعارضة الثورية وممثلي الاقوام والمناطق صوب سودان ديموقراطي فيدرالي أو كونفدرالي بحسب الأوضاع الخاصة بها وفي الجزائر مازالت الانتفاضة تواجه مراكز القوى المدعومة من العسكر التي حاولت اجهاض الانتفاضة بالقوة وبعمليات استباقية تحت يافطات الانتخابات المزورة ولكن المسألة لم ولن تنتهي كما اريد لها .
   الاستعصاء الأكبر في بلادنا حيث قوى الاحتلال المتعددة الجنسيات مازالت تساند ماتبقى من نظام الاستبداد وباشكال مختلفة وبهدف واحد وهو إطالة أمد القضية السو،رية والقضاء على أي بصيص امل للحل السياسي ومواصلة الميليشيات الداخلية في اللعب بمصير السوريين وعجز المعارضة الرسمية في تحقيق أية خطوة نحو الانفراج مما يضع كل ذلك تحديات هائلة في وجه السوريين عليهم مواجهتها وفي المقدمة الاسراع في لملمة الصفوف واعادة بناء الحركة الديموقراطية السورية وتوحيدها لتحقيق طموحات السوريين ومواصلة الكفاح العادل بكل اشكاله المشروعة .
   الكرد السورييون كونهم القومية الثانية بعد العربية ليسوا مستثنين من مواجهة التحديات والقيام بواجبهم القومي والوطني وخاصة في انجاز مهام إعادة بناء حركتهم واستعادة شرعيتها عبر المؤتمر الكردي السوري الشامل ثم التعاون والتضامن الفعالين مع الشركاء السوريين لتحقيق المشتركات في سبيل سوريا ديموقراطية تعددية موحدة جديدة وابرام عقد اجتماعي جديد وصياغة دستور جديد يكفل حقوق الجميع ويستجيب لار ادة الكرد في تقررير مصيرهم السياسي والاداري في اطار الوطن السوري الواحد والمواطنة الحقة . 
 
 
 
 

140
تصحيحا لتوصيفات خاطئة :
الكرد السورييون ليسوا بارزانيين ولا أوجلانيين
                                                                   
صلاح بدرالدين


      في خضم التراشقات الإعلامية الحزبوية الضيقة الأفق والاتهامات الكيدية المتبادلة يتم الخروج عن اطار النقاش الهادئ والتفكير النظري العقلاني والاستقامة في نقل الوقائع والقرائن حيث تستبدل قراءة وتقييم التاريخ بموضوعية وحيادية الى تحايل وتزييف وانتقام من هذا التيار وذاك الشخص وكما أرى فان الحركة الكردية السورية وروافعها التنظيمية وتراثها الفكري ووقائعها وبناتها ومناضلوها من اكثر الحركات التي تعرض تاريخهم الى التزوير والاخفاء والتلفيق ان كان من جانب اعلام وأجهزة الأنظمة والحكومات المتعاقبة أو من جانب الدخلاء والوافدين الجدد قسرا الذين من مصلحتهم امحاء كل صفحة ناصعة في ذلك التاريخ حتى يتسنى لهم الظهور كبديل وهم أساسا لايخفون الزعم المفرط بالمبالغة الدعائية بان تاريخ الكرد بكل مكان بدأ بظهورهم .
   بداية اعترف ومع احترامي لكرامة وقيمة أي كائن بشري صديقا كان ام خصما كرديا كان أو من قوميات أخرى ومن منطلق لقاءاتي ومعرفتي الشخصية بهما بانه لامجال للمقارنة من حيث المضامين النضالية والمنابع التاريخية والمسار السياسي وقيم – الكردايتي - بين شخصيتي الزعيم القومي الراحل ملا مصطفى بارزاني وقائد حزب العمال الكردستاني – التركي عبد الله اوجلان ولولا الضرورة العلمية لتفنيد الادعاءات وتصحيح بعض المفاهيم لما وضعت لمقالتي ذلك العنوان .
  عودة الى الوراء
  نشأ الحزب المنظم الأول – الحزب الديمقراطي الكردستاني – سوريا قبل نحو سبعة عقود كحاجة موضوعية للتعبير عن طموحات الكرد السياسية والمستقبيلية والدفاع عن وجودهم وحقوقهم وقد جاءت التسمية متوافقة مع متطلبات تلك الظروف خلال الصراع بين الغرب الاستعماري والشرق الاشتراكي المؤيد لحق الشعوب في تقرير المصير وفي تلك المرحلة كان الغرب الداعم الأساسي للأنظمة الشوفينية التي تضطهد الشعب الكردي وهو المسؤول عن تقسيم كردستان أساسا وواضع اتفاقية سايكس – بيكو لذلك كانت بدايات ظهور الحركة الكردية تتميز بالتوجه اليساري مقتدية ببرامج وتسميات وأحزاب كان الاتحاد السوفييتي قد ساهم بقيامها تحت عنوان حركات التحرر الوطني الديموقراطي وظهرت في سائر أجزاء كردستان أحزاب ديموقراطية مثل : الحزب الديمقراطي الكردستاني – ايران والحزب الديمقراطي الكردستاني – العراق والحزب الديمقراطي الكردستاني – سوريا والحزب الديمقراطي الكردستاني – تركيا .
  خضع ظهور الحزب في سوريا كتعبير عن إرادة الكرد ومستوى وعيهم آنذاك وتحت تأثير موازين القوى الدولية كما ذكرنا من دون اغفال التأثيرات المباشرة لحركات البارزانيين في نشر الوعي القومي وإعادة الامل وكاريزمية شخصية مصطفى بارزاني الذي ذاعت صيتها ثم مساهمة بعض اعضاء حزبه الذين تواجدوا بدمشق في التمهيد لنقل تجربتهم واستفادة الناشطين الكرد السوريين منها في إقامة حزبهم ومنذ الأيام الأولى كانت القيادة المؤسسة ل ( ح د ك – س ) على تماس وعلاقات مع اشقائهم بكردستان العراق وكانت شخصية بارزاني موضع احترام وتقدير لديهم جميعا دون استثناء وتوجه معظم أعضاء القيادة ان لم نقل الكل الى العراق وكردستان للقاء بارزاني بل ان العديد مكثوا هناك وعملوا بمؤسسات الحزب والثورة والبيشمةركة وبعد حدوث انشقاق ١٩٦٦ بالحزب والثورة بكردستان العراق وقفت الغالبية مع قيادة بارزاني الشرعية وخصوصا سكرتير حزبنا الاتحاد الشعبي السابق اوصمان صبري .
   علاقات كرد سوريا السياسية مع البارزانيين قديمة تبدأ تحديدا من خلال حركة – خويبون – في عشرينات القرن الماضي وجمعتهم الاقدار لدى قيام جمهورية مهاباد وتجدد التواصل خلال ثورتي أيلول وكولان وبعد اعلان الفدرالية وحتى الان لذلك يمكن القول ان تلك العلاقات كانت في نطاق العمل القومي والوطني والنضالي والاخوي مع انها مرت احيانا بمنعطفات غير مستحبة ولكنها لم تكن قاعدة بل استثناء .
  مصطفى بارزاني الذي اعتبرته المؤسسات العلمية التاريخية العالمية مع صلاح الدين الايوبي كشخصيتين كرديتين مرموقتين مع مجموعة أخرى في الالفية الثالثة والذي انخرط في صفوف الحركة التحررية الكردية وهو مازال يافعا وقاد انتفاضات وثورات ضد الاستعمار البريطاني وحكومات بغداد الشوفينية وشارك بإقامة جمهورية مهاباد ثم اضطر الى التوجه نحو الاتحاد السوفييتي باطول مسيرة وعانى الامرين من ظلم الدكتاتور ستالين الى ان عاد الى العراق مارا بمصر للقاء جمال عبد الناصر ثم قاد ثورة أيلول التي حققت الحكم الذاتي عام ١٩٧٠ والذي شكل نواة لقيام الفدرالية وسلطة الإقليم الفدرالية فيما بعد .
  نهج بارزاني أو – البارزانيزم –
 يستحق هذا القائد في مسيرته النضالية الطويلة التي تربو على الستين عاما والذي عاصر الملكية والاستعمار وجمهورية مهاباد والاشتراكية والحرب الباردة وسقوط المنظومة السوفيتية وسقوط الملكية وقيام الثورة واداؤه بين الجماهير وحكمته ونجاحاته واخفاقاته أن يجري الاهتمام بتاريخه وما حققه وما مرت عليه من اهوال فتاريخه عبارة عن تاريخ الحركة الكردية في جزء متقدم من أجزاء كردستان الذي ينعم الان بفضل دوره بالفدرالية المتقدمة .
  عندما أقمت بإقليم كردستان العراق منذ قبل خمسة وعشرين عاما كان هاجسي أن اتابع تاريخ هذالرجل وآثاره وتركته حتى امكنة اقاماته خلال الحرب والسلم فقمت بزيارات ميدانية حتى الى الكهف الذي استقر فيه واطلق الطلقة الأولى منها عندما بدأت ثورة أيلول وبدأت بجمع الوثائق المتعلقة به وكلماته في مؤتمر باكو وكونفرانس – كاني سماق – السياسي العسكري واستخلصت بعد دراسة استمرت نحو عامين ملامح أساسية لفكره ومسيرته وتوجهاته والدروس التي يمكن الاستفادة منها في قادم الأيام وعندما أقيم مؤتمران علميان بمناسبة ميلاده المائة والمائة وواحد في بلدة صلاح الدين ساهمت بمداخلتين مطولتين أشرت فيهما الى نهجه وبدلا من استعمال تعبير نهج البارزاني او ريبازا بارزاني باللهجة السورانية استخدمت المصطلح الكرمانجي – بارزانيزم – ومن حيث اللغة لافرق بين التسميات الثلاثة .
   لقد استخدمت – بارزانيزم – إشارة الى نهج بارزاني وعرفته كتجربة ثمينة غنية بالدروس تخص أساسا كردستان العراق ويمكن للأطراف الكردية الأخرى الاستفادة من دروسها ولم أذكر ولو مرة واحدة ان ذلك النهج ابدي ويصلح لكل زمان ومكان ولو كنت كذلك لطالبت بان يذوب حزبي  ( آنذاك ) بالحزب الديموقراطي الكردستاني – العراق أو يتحول الى فرع له وان يصبح بارزاني رئيس حزبي طبعا كان مجال فخر لنا ولكن الرجل لم يزعم يوما انه سيحرر الاجزآء الأربعة من كردستان ولم يطرح نفسه – سةروكي نةتةوةيي – الرئيس القومي كما فعلها اغيره  واعتبر ما قمت به من اهم الإنجازات في حياتي السياسية وستبقى موضع اعتزازي .
  تعامل الراحل الكبير مصطفى بارزاني مع كرد سوريا لم يخرج من نطاق التعاون وعدم التدخل بشؤون البعض واحترام خصوصيات البعض الآخر عندما تعاملنا معه منذ الستينات كان يقود الثورة التي كانت بامس الحاجة الى دعم الاشقاء حيث كانت المحاولة الثورية الأولى على الصعيد الكردي بالمنطقة بالعصر الحديث وكان محاصرا من كافة الجهات خصوصا من سوريا التي أرسلت جيشها لمحاربة الثورة .
   في تلك المرحلة وماتلاها كان التعامل مع بارزاني بمثابة الجرم الذي يحاكم عليه باقسى العقوبات بنظر النظام الحاكم خاصة وان الذين انشقوا عنه اعتبارا من عام ١٩٦٦ احتضنهم نظام الأسد اعتبارا من بداية السبعينات بل انهم عقدوا مؤتمر حزبهم التأسيسي بدمشق الذي نشأ بهدف مواجهة الثورة الكردية وقائدها بارزاني كما قدم هؤلاء بالمقابل خدمات الى نظام الأسد في تركيا وفي سوريا عندما ساهموا بشق الحركة الكردية بتركيا ومحاولة إيجاد بديل لحزب الاتحاد الشعبي بسوريا عبر شراء الضمائر حيث قاموا وباشراف اللواء علي دوبا رئيس المخابرات العسكرية بتجهيز قائمة من خمسين شخصا كرديا مواليا للنظام لاعلان حزب جديد ولكن لم يلاقوا اية حاضنة كردية لذلك فقد كان التعاون مع بارزاني وحزبه في تلك المرحلة عملا نضاليا في مواجهة النظام المعادي لنا واعوانه .
   بارزاني لم يطمع باحتلال المناطق الكردية السورية ولم يرسل البيشمةركة من اجل ذلك ولم يطرح حزبه بديلا للحركة الكردية السورية ولم يتعاون مع الأنظمة السورية ضد كرد سوريا وفي مرحلة مابعد الثورة السورية لم يقدم ورثة بارزاني وقادة حزبه في استغلال الفرصة للسيطرة على أجزاء من المنطقة الكردية السورية وكانوا الأقرب والاقوى وبامكانهم فعل ذلك لو أرادوا بل استقبلوا مئات آلاف اللاجئين والنازحين الكرد السوريين برحابة صدر .
  نجد بين الكرد السوريين عموما وصفوف سياسييه منذ عقود وحتى الان من يحترم بارزاني ويعتبره القدوة الحسنة ومن يرى في نهجه نعمة لحاضر شعب كردستان العراق وإمكانية الاستفادة منه في النضال الكردي السوري ومن له مصلحة بالمبالغة وادعاء تبني نهجه وتطبيقه على الحالة الكردية السورية وقلة تعاديه أيضا لاسباب متعددة منها الانتماءات الحزبية والمصالح الشخصية وهو بالحقيقة نشأ وتدرج بالمسؤولية في اطار حركة التحرر الكردستانية من خلال ماقدمه لشعبه .
  عبدالله اوجلان طلع علينا من خلال عائلة الدكتاتور حافظ الأسد من منشأ راديكالي خلال الفورة – الثورية – بتركيا ومن وسط كان هدفه الوحيد سلب البنوك وتنفيذ الاغتيالات وقدم نفسه للوهلة الأولى كرديا علويا ثم قدم الخدمات لنظام الأسد حسب معادلة العلاقات غير المتكافئة ومن بينها تنازله عن حقيقة وجود جزء من كردستان في سوريا وان الكرد لاجؤؤن كما قفز من مطلب بناء دولة كردستان مستقلة الى مطلب الامة الديموقراطية ومازال قيد التدرج التنازلي حتى الان .
   كرد سوريا شعب يقيم في ارضه ووطنه وحركته القومية امتداد لخويبون خرجت من رحم شعبها ولها تجربة طويلة يعتد بها تنطلق من مصلحة الكرد السوريين وليست امتدادا لا للحزب الديموقراطي الكردستاني – العراق ولا ل – ب ك ك – وقد سبق ظهورها الأخير عشرات العقود ولاشك وكأية حركة سياسية لها توجهات سياسية تقترب من الأطراف الأخرى او تبتعد عنها بحسب الظروف الموضوعية والأفكار والسياسات وكفى الحاقدين هراء في إهانة شعبنا وحركتنا ووصمها بالتبعية .

141
شعب واحد من دون حركة كردية موحدة
                                                               
صلاح بدرالدين

   كرد سوريا الموزعون في مناطقهم الثلاثة الرئيسية الأصلية التي ننفرد كغالبية من الكرد وليس كلهم من دون النظم والحكومات المتعاقبة وكذلك المعارضة بتسميتها بكردستان سوريا ( عفرين – كوباني – الجزيرة ) بالإضافة الى من هم مقيمون بمدن كبرى مثل حلب ودمشق او بريف اللاذقية ومناطق مختلطة أو مهجرون بسبب الاضطهاد وضيق العيش أو نازحون مشتتون هربا من أهوال الحرب بين المدن والمناطق السورية ، كسكان أصليين لم يحتربوا يوما فيما بينهم ، ولم يتقاتلوا ، ولم تنشب بينهم كما في أجزاء أخرى من الوطن الكردستاني الاوسع حرب الاخوة ، لأي سبب كان هم في عداد الشعوب التي توحدها غالبية العلائم والشروط القومية المتعارف عليها وفي الوقت ذاته لاتجمعها حركة قومية سياسية واحدة .
   عندما نطلق – حركة قومية  كردية – لانوحي بذلك التعصب للقوم الواحد ولانخفي في طياتها أية نزعة عنصرية مؤدلجة تضمر الشر والعداء للقوميات الأخرى في الوطن السوري بل مجرد تشخيص موضوعي للحالة الكردية السورية التي وبسبب التجاهل وعدم الاعتراف الرسمي الدستوري والقانوني بوجوده وحقوقه الأساسية ذات الطابع القومي مثل الثقافة والهوية واللغة والتاريخ والجغرافيا منذ قيام الدولة السورية أصبحت قضيته مزدوجة التعريف والمهام من جهة وكأنها في مرحلة  ( التحرر القومي  ) أمام انجاز مهام قومية صرفة وهي التي تؤكد على الخصوصية الكردية ضمن سائر القضايا الوطنية العامة ومن الجهة الأخرى ومن حيث الواقع في مسار القوى المناضلة من أجل اسقاط الاستبداد والتغيير الديموقراطي وصولا الى سوريا الجديدة التعددية .
   ازدواجية الحالة الكردية الخاصة تثقل كاهل المناضل الكردي السوري وتضاعف من مسؤولياته أمام قضيته القومية الفرعية ضمن القضية الوطنية العامة وكذلك أمام متطلبات التوازن بين معادلة الخاص القومي والعام الوطني وكيفية التوفيق بينهما بحيث لا تجرفه موجات المشاعر القومية الانعزالية المغالية ولا ينغمس في مستنقع – الكوسموبوليتية – والعدمية القومية ، وقد أثبتت تجاربنا أن المناضل الكردي الذي انطلق في حياته السياسية من آلام فقراء ومظلومي شعبه وطموحاته المشروعة وناضل سلميا من أجل الديموقراطية والمساواة وضد الشوفينية وعانى الكثير من الاضطهاد والعذابات هو الكردي الوطني الجيد المؤهل لخدمة قضايا الشعب السوري أيضا وهو من شارك ثورته ومن سيكون في مقدمة منقذي الحركة الوطنية الديموقراطية .
   هذا الكردي الجيد يحب قومه وينشد الخير لبني عمومته في العمق الكردستاني بل يسعى الى مد جسور الصداقة والتعاون بين سوريا وجوارها الكردستاني وهو لم يحمل يوما أجندة خارجية على حساب مفاهيمه القومية والوطنية يعتز بشخصيته القومية المستقلة ويؤمن بحق تقرير المصير لشعبه ضمن سوريا الموحدة ولم يحمل يوما السلاح في وجه شريكه العربي والتركماني والارمني والمسيحي ولم يتعصب يوما لديانة ومذهب وطريقة ( الحركة الكردية السورية لم تظهر ضمنها تيارات إسلامية منذ نشوئها وحتى الان ) كما لا ينسى يوما وجود مكونات قومية أخرى في بلاده وحقوقها كما تراها حسب ارادتها .
   في المشروع القومي – الوطني
   من أهم الشروط في انجاز صياغة المشروع الكردي معرفة الواقع الراهن للمرحلة التي نجتازها وترك العديد من الشعارات والمصطلحات البالية وراءنا وتعريف علمي موضوعي لحركتنا وأهدافها القريبة والبعيدة ودورها على مختلف الأصعدة وماذا تمثل من طبقات وفئات اجتماعية والعلاقة الجدلية بين القومي والوطني وتفسير دقيق لظاهرة تكاِثر الأحزاب التي لاتتوفر فيها شروط بناء المنظمات المدنية السياسية ومدى مواءمة شعاراتها لشروط ومتطلبات المرحلة الراهنة .
   وعلى درب المراجعة الشفافة وتصحيح الشعارات الفضفاضة والمصطلحات الخاطئة وإعادة النظر في مظاهر ووسائل غير مجدية يمكن الإشارة أولا الى التعبير الغامض والمضلل ( الامة الديموقراطية ) الذي اخترعه منظروا – ب ك ك – كمحاولة للحفاظ على ماء الوجه وتغطية تخليهم عن مبدأ حق تقرير المصير فالمصطلح غير معمول به نظريا وعمليا في تجارب الشعوب منذ الثورة الامريكية مرورا بالثورات الفرنسية والإنكليزية والألمانية وانتهاء بثورة أكتوبر الاشتراكية وثورات حركات التحرر وحتى الان ، ويستتبع ذلك مصطلح ( روزآفا ) وبالعربية – غرب – حيث لايحمل أي معنى تاريخي وجغرافي وقومي وماهو الا بمثابة التهرب والتضليل بطريقة أخرى ، فالكردي السوري الجيد هو من يجاهر الشركاء بالوطن والمصير صراحة ومن دون مواربة  بان للكرد موطنا فرعيا ضمن الوطن السوري  جزء من كردستان التاريخية .
  لقد وصل الامر بأحزابنا الكردية أن قياداتها لم تعد تميز بين الحزب وبين الشعب والقضية فعندما تبرم بينها الاتفاقيات التي لاتتعدى مصالحها الذاتية البينية والمحاصصات الاد ارية ولاتشمل حتى الإشارة الى الواقع المفكك للحركة الكردية ولا الى مسألة تقرير المصير في الاطار السوري ولا الى النضال المشترك ضد نظام الاستبداد وهي كلها قضايا جوهرية ومصيرية وهي وحدها تهم الكرد وجميع السوريين فانها تصف اتفاقياتها ( الافتراضية ) بالاتفاق الكرردي – الكردي في حين أن الغالبية الساحقة من الكرد السوريين لاعلم ولا اطلاع لهم وهم ليسوا جزء من العملية .
  المنهج المتبع من جانب القيادات الحزبية بهذا الخصوص خاطئ وتبريري ومضلل والكل يعلم أن الكرد السوريين ليسوا أعداء ومتخاصمين حتى يتفقوا بالرغم من خطط بعض الأحزاب لاثارة النعرات المناطقية كما يعلم الجميع أن المشكلة تكمن في الحالة المزرية للحركة الكرردية في انقساماتها وتشتتها الحزبوي وتشظيها الآيديولوجي ومحاولة عسكرتها وافتقارها للشرعيتين القومية والوطنية وكل حريص مخلص يعلم أن الأولوية الان لتوحيد الحركة بالسبل الديموقراطية السلمية وهي معروفة عبر المؤتمر الكردي الجامع .
  تكاثر الأحزاب غير المسبوق في الوسط الكردي حمل معه مفردات عشوائية بعيدة عن الدقة فلقد اضيف الى الدزينة الحزبية التقليدية التي تمثل الوجه القبيح لحقبة ( الاختراق ) في عهد الضابط الأمني محمد منصورة دفعة مستجدة من مسميات حزبية انبثقت في ظل شروط مذلة في التبعية  المطلقة ل ب ي د وادارته الذاتية حيث وصل الامر بمجمل هذه الأحزاب التي تعيش يومها على خيرات صراع المحاور الكبرى والصغرى  أن تصورت أنها تمثل شعبا وقضية ولها وزن ودور ليس في الساحة الكردية بل على الصعد السورية والإقليمية والعالمية في حين أن توجهاتها السياسية المتواضعة لاتعكس ذلك إضافة الى ضياعها النظري وعدم قدرتها على تعريف الحركة الكردية في مرحلة تطورها الراهن وصياغة مشروعها المناسب للحظتين القومية والوطنية .
  تتناسى قيادات الأحزاب الكردية التقليدية منها أوالمولودة جراء عمليات قيصرية أن مثيلاتها على الصعيد الوطني تتلاشى وتفقد مكانتها بعد فشلها الذريع في الانخراط بالثورة أو حمايتها وبدلا من ذلك أصبحت  جزء من الردة المضادة مما دفع ذلك سوريي المعارضة من الوطنيين الديموقراطيين المستقلين الى البحث عن سبل لاعادة بناء الحركة الوطنية السورية من جديد واذا كانت قد أخفقت لانها عجزت عن انجاز مهامها الوطنية فان وضع ( أحزابنا ) يختلف حيث أخفقت مرتين : مرة إزاء المهام القومية والأخرى امام المهام الوطنية .
  لن يكل الوطنييون المستقلون  الكرد السورييون من النساء والرجال ولن يملوا في طرح مشروع إعادة بناء الحركة الكردية عبر المؤتمر الجامع المنشود كل يوم بل كل دقيقة حتى يحققوا مايصبون اليه .
 
 
 
   
   
   

142
حول معارضي " كيانات المعارضة الرسمية " السورية
                                                                         
صلاح بدرالدين

           لدينا في سوريا فائض في مسميات ( المعارضة ) فبالاضافة الى الكيانات المعلنة منذ ٢٠١١ مثل – المجلس الوطني السوري ثم الائتلاف والهيئة العليا التفاوضية – والتي استحوزت على اعترافات دولية وإقليمية وعربية هشة وغير ثابتة هناك أيضا ماتسمى بمنصات القاهرة وموسكو وحميميم وهي ملحقات لحلقات أضيق لأجهزة دول لها أطماع
 واهتمامات بسوريا كما هناك فصائل ومجاميع مسلحة تتغير وتتوسع وتتقلص حسب سوق الدعم المالي والتسليحي ومع هذا وذاك هناك افراد ومجاميع مدنية وعسكرية منها من تخلى عن الائتلاف أو ابعد عنه وبالغالب تعتبر أنفسها مستقلة تسعى الى تقويم اعوجاج الائتلاف أو الحلول محله او اسقاطه واكثر الأحيان تخوين قادته ولكنها لم تثبت حتى الان عل أرضية صلبة ولم تطرح مشروعا سياسيا واضحا ولا آليات ووسائل عمل .

     الشئ بالشيئ يذكر 
   يادجلة الخير هانت مطامحنا        وأن أدنى طموح غير مضمون
  هذا ما قاله الشاعر العراقي الكبير أو كما أطلق عليه ( شاعر العرب الأكبر ) محمد مهدي الجواهري في مناجاته الرمزية لنهر دجلة الرابطة بين كردستان من الشمال نحو الجنوب  في أوج محنة الشعب العراقي تحت ظل دكتاتورية النظام البعثي الذي قتل ودمر وسحل وأباد ماشاء من مختلف أطياف ومكونات شعب العراق وفي ظروف تخلى فيها المجتمع الدولي وخصوصا دول المنظومة السوفيتية السابقة عن ابداء أي دعم أو اسناد لمعارضي النظام الذين كانوا مازالوا يتلمسون سبل المقاومة الى درجة أن وصل الامر بشاعر مناضل مهاجر في صفوف الحزب الشيوعي ( حينذاك ) المتضرر والأكثر ثورية كما هو مفترض وبكل مايملك من صداقة ورفقة دول حلف – وارسو – الى حالة اليأس والعجز عن إمكانية مواجهة نظام بلده الأكثر دموية بالمنطقة .

   تذكرت ماحدث للعراقيين من خلال قصيدة شاعرهم المناضل والمعارض الطويلة  ( يا دجلة الخير ) قبل عقود وسمعتها من إذاعة – صوت الشعب العراقي – التي كانت تبث سرا من - براغ عاصمة تشيكوسلوفاكيا – وكان ذلك أحد أوجه الدعم المتواضعة جدا وقد يكون الوحيد المقدم من الدول الاشتراكية الى العراقيين نعم تذكرت ذلك بمناسبة عرض مذكرة من جانب نشطاء في وسائل التواصل الاجتماعي للتوقيع عليها والمطالبة بإزالة ضرائب عن مواد التدفئة في معابر الحدود السورية التركية .

  المذكرة معروضة للتواقيع وموجهة الى كل من : ( الحكومة المؤقتة التابعة للائتلاف وحكومة الإنقاذ التابعة لجبهة النصرة ومركزها ادلب ) وتطالبهما برفع الضرائب عن مواد المحروقات الآتية من تركيا عبر المعابر التي يتحكم بها الطرفان حتى لايتضرر المواطنون في تلك المناطق المفروض انها محررة ولاشك أن المطلب محق ومشروع في جانبه الإنساني والأخلاقي ولكن ماذا عن الجانب السياسي ؟ .

   توجيه مذكرة الى أطراف محددين بالاسم يعني الاعتراف بهم وبسلطتهم وتمثيلهم لمناطق وقطاعات معينة وبناء الآمال على تجاوبهم وحكمتهم بل يعني أكثر من ذلك وهو قبولهم كسلطات وأصحاب قرار وشرعيين أقول ذلك استنادا الى شعارات مرفوعة سابقة من جانب ناشري المذكرة للتوقيع وكذلك البعض من الموقعين الذين كانوا يعتبرون حكومة الإنقاذ ابليس رجيم خرجت من رحم الاترهاب ، وحتى قبل أسبوع طالبوا باسقاط الائتلاف بعد ادانة قيادته بالخيانة عندما قررت إقامة هيئة للانتخابات ولم تمر الا أيام حتى قلب هؤلاء ظهر المجن من المطالبة بالاسقاط وإيجاد البديل الى المناشدة وطلب اجراء محدد عبر عريضة التواقيع .

  سورييو المعارضة وبعد التآمر على ثورتهم ليس من جانب العدو والمحتل والغريب بل من الداخل ومن جانب متزعمي كيانات المعارضة ( الرسمية ) متفقون بغالبيتهم على ضرورة المراجعة وإعادة البناء من جديد بالطرق الديموقراطية ومن خلال مؤتمر جامع لاستعادة زمام المبادرة ومواجهة التحديات خاصة بعد ان ظهر ان الكيانات المعارضة الراهنة ومجالسها ومنصاتها اما ان غدرت بالسوريين أو فشلت في الاستمرار وحمل المهام الوطنية النبيلة .

  ومانراه الان بالعين المجردة ( مذكرة التواقيع كمثال ) وما تعبر عن تناقض واستهانة بالعقول والقفز السريع بين الشئ ونقيضه لا يبشر باي خير وسبق وان أوصفنا تقلباتهم ( بجعجعة بلا طحين ) بل قد يدفع قادة الائتلاف والمجاميع الشريرة الأخرى الى التمادي أكثر والانحراف اسرع وتنفيذ مايحلو لها بغفلة عن الوطنيين السوريين الصادقين بمساعيهم في إعادة البناء ومساءلة العابثين بثورتنا وقضايانا .
 
 
                                                                   


143
كارثة عفرين من منظور آخر
                                                                   
صلاح بدرالدين

   
   منذ ان عادت العلاقات الى طبيعتها السابقة بين قيادة ب ك ك والنظام السوري وتحديدا بعد توسط المرحوم جلال الطالباني الذي توج بوصول اللواء – آصف شوكت – صهر الأسد ورئيس المخابرات العسكرية الى السليمانية لمرتين متتاليتين بأواخر 2011 وبداية 2012 وابرامه اتفاقية جديدة مع المسؤول الأول حينها لمنظومة العمال الكردستاني – مراد قرايلان – وصفت انها كانت في غاية السخاء ومفتوحة من دون حدود وخطوط حمر لحاجة النظام السوري آنذاك الى قوة عسكرية لها الصبغة الكردية من خارج البلاد تتمكن من لجم الاندفاعة الكردية السورية نحو المشاركة بالثورة ، وتستطيع اشغال الطرف التركي وتخلق له المتاعب لان تركيا كانت قد فتحت الأبواب على مصراعيها للمعارضة السورية منذ اندلاع الثورة على طول الحدود المشتركة الممتدة نحو تسعمائة من الكيلومترات .
   وبحسب المعلومات المتوفرة من أكثر من مصدر مطلع فان الجنرال شوكت قد منح قيادة ب ك ك وعودا مضاعفة من دون الرجوع الى رئيسه ويفسر ذلك على انه كان يمهد للعمل لحسابه الخاص كرئيس قادم محتمل يبحث عن حلفاء للاستقواء بهم واستخدامهم لمآربه الخاصة وهذا ما جعله محط شبهات عائلة الأسد ومستهدفا لانه كان يشكل خطرا عليهم الا أن تم تصفيته في يوليو 2012  مع جنرالات  خلية الازمة شملت وزير الدفاع ومسؤول مكتب الامن القومي ووزير الداخلية الوحيد الناجي باعجوبة .
  وبحسب ذات المصادر فقد تم الاتفاق باللقاء الثاني على بعض التفاصيل من بينها ارسال مايمكن من المسلحين واختيار منطقة جبل الاكراد – عفرين لطبيعتها الجبلية الحصينة وتوفر المواد التموينية وقربها من الحدود التركية وفي خطوط التماس من مواقع المعارضة السورية وكذلك الحلفاء من قوات النظام وميليشيات حزب الله في – نبل  والزهرا -  كمركز أساسي لتمركز المقاتلين وتخزين السلاح وبناء التحصينات وفتح مراكز التدريب وقد كان هذا الموضوع بالذات موضع اهتمام بالغ وسعادة لامثيل لها من جانب قيادة ب ك ك حيث تراءى لها أن نسخة جديدة متطورة من – قنديل – بل اهم واوسع وأكثر أمانا توفرت لهم فوضعوا كل ثقلهم وخلال أعوام في توفير ظروف التمركز الامن والفاعل والمنتج هناك .
   قادة ب ك ك وخصوصا في مركز – قنديل – كان يتباهون فيما بينهم وامام أنصارهم بالانتصار الاستراتيجي وتحقيق انجاز تاريخي هام لم يكن بحسبانهم من تجلياته انتقال الالاف من مسلحيهم الى سوريا خصوصا المناطق الكردية والمختلطة  واستلام مقدرات ومواقع ومدن وبلدات ومناطق بأكملها واسلحة وعتاد وحماية وتسهيلات من نظام الاستبداد الاسدي طبعا هذا قبل ان يغدق عليهم المحتلون الامريكان مئات الملايين من الدولارات ومختلف أنواع الأسلحة الحديثة .
   نشوة النصر أسكرت قادة مركز قنديل وتلامذتهم من الصف الثاني من مسؤولي ب ي د والمسميات الأخرى الذين انتشروا وبدؤوا بإقامة المنظمات والإدارات وفرض التجنيد الاجباري حتى على القاصرين من النساء والرجال والفصائل المسلحة كيف لا وقد كان في حساباتهم أنهم عثروا بغفلة من الزمن على محافظات سورية بكاملها وعلى معظم الشريط الحدودي مع تركيا وعلى مقربة من البحر الأبيض المتوسط  واستولوا على آبار النفط وعلى أغنى المناطق في البلاد بشريا ومن حيث الموارد وتحولت ادارتهم الى بقرة حلوب لمركز قنديل تدر عليه المال وتصدر اليه القوى البشرية من الشابات والشباب الكرد السوريين ليصبحوا وقودا في حروبه العبثية ضد الحركة الكردية بالمنطقة وفي خدمة الاجندة الإقليمية والدولية وبدأوا بفتح الحوارات مع القوى العظمى والكبرى من أعضاء الناتو ومع روسيا .
  لقد كان من أحد الأهداف الرئيسية للاتفاق المبرم بين ( شوكت – قرايلان ) ليس مواجهة تركيا عسكريا واعلاميا وسياسيا في اللعبة المرسومة فحسب بل تحويل القضية الكردية السورية الى مجرد ملحق بتلك الصفقة وتغيير وجهتها من موقعها الوطني الموضوعي الحقيقي ضد نظام الاستبداد الاسدي الذي يعتبر العدو الأول للشعب الكردي في سوريا ومسبب مأساته وحرمانه واضطهاده نحو تركيا وفي وضع كما ذكرنا سابقا تحتضن فيها منذ عام ٢٠١١ المعارضة والثوار السوريين وبالرغم من كل المآخذ على سياسات الحكومة التركية وعدم قيامها حتى الان بحل القضية الكردية في تركيا واتخاذها مواقف مضرة بالكرد والحركة الكردية في اكثر من مكان الا أن سوريي المعارضة وبينهم الكرد ليس من مصلحة قضاياهم الأساسية المشتركة استعداء الدول المحيطة بسوريا وليس من وظيفة الكرد السوريين الحلول محل الاشقاء من كرد تركيا لتصفية الحسابات مع حكومة انقرة وينطبق ذلك على الاشقاء في العراق وايران أيضا .
   لم يكن هذا الهدف المشترك ( تصفية القضية الكردية السورية ) لطرفي الاتفاق ( النظام و ب ك ك ) جديدا في المرحلة الثانية من تعاونهما منذ ثمانية أعوام بعد انقطاع منذ اتفاقية أضنة ١٩٨٩ بل شكل أساسا ومنطلقا لباكورة التقاء الطرفين عبر كل من – أوجلان وجميل الأسد – الشقيق الأكبر للدكتاتور المقبور حافظ الأسد منذ بداية ثمانينات القرن الماضي حيث تم حفظ زعيم العمال الكردستاني الدرس الأول : " ليس هناك شعب كردي بسوريا ، وعلى الكرد المتسللين العودة الى موطنهم بالشمال ، ولاوجود لقضية كردية سورية " .
  للامانة التاريخية يجب القول أن الاشقاء في إقليم كردستان العراق كان لهم مواقف مختلفة بشأن انتقال مسلحي ب ك ك الى سوريا ففي حين كان انصار الاتحاد الوطني بزعامة الطالباني من المشجعين والفاعلين بهذا الاتجاه بالتنسيق مع ايران طبعا كان الحزب الديموقراطي والاخ الرئيس مسعود بارزاني وحسب معلوماتي تحت ضغوطات إيرانية هائلة الى درجة التهديد من اجل اغماض العين وعدم التعرض لانتقال المسلحين الذين عبروا من خلال مسارات عديدة بينها – فش خابور – و – ربيعة – وحتى مطار بغداد وكان بالإمكان سماع أصوات عديدة هنا وهناك بالاقليم تعتقد أن توجه هؤلاء الى الغرب قد تخفف ضغطهم على مناطق بالاقليم وقد يتم تفريغ – قنديل – منهم والخلاص من أفعالهم ومخاطرهم المحدقة بشعب كردستان العراق .
  وفي حدث ذي صلة يحضرني ماكان يجري في سجن المزة العسكري في عامي ١٩٦٠ – ١٩٦١  بين معتقلي قادة – الحزب الديموقراطي الكردستاني – من مداعبات ساخرة واطلاق نكت وذلك في سبيل التخفيف من وطأة الاعتقال التعسفي الظالم فقد علمت من بعض – النزلاء – مثلا أن الراحل رشيد حمو أوصى افراد عائلته بجلب كيس من ( القضامة ) الصلبة خلال الزيارة للعم اوصمان صبري الذي لم يكن لديه سن صالح واحد ، وتوجه العم الى – العفرينيين - المعتقلين بالقول وعلى سبيل المزاح : " أنتم مشكوك باصولكم القومية تتكلمون التركية بنكهة كردية فيجب ان نتفق مع الحكومات الغاصبة بالاستغناء عن عفرين مقابل إعادة شنكال الينا " ومن المؤكد انه لم يكن ببال أحد من هؤلاء بان ب ك ك سيتسبب في خسارة كل من عفرين وسنجار .
    الفعل وردة الفعل
   اذا كانت غالبية الكرد السوريين مع الغالبية الشعبية السورية ترفض سيطرة مسلحي ب ك ك على مقدرات المناطق والمدن والبلدات بالطريقة التي تمت فيها فكيف بالطرف التركي الذي يعتبر هؤلاء أعداء سيتقبل وجودهم جيرانا على الطرف المقابل من الحدود ؟ نقول ذلك حتى نظهر للعيان ان اللعبة مكشوفة من خطوتها الأولى وأن ب ك ك كان على معرفة بذلك وهو من استحضر الطرف التركي الى عفرين وبقية المناطق والمدن ومازال الحبل على الجرار عن سابق إصرار كجزء من الاتفاقية مع نظام الأسد وبكل اسف انجر بعض مثقفينا الى اللعبة تحت ضغط المشاعر وصور لهم ان العدو الرئيسي لم يعد نظام الأسد وانطلت اللعبة على الكثيرين حتى أن البعض من الذين لهم حاجات خاصة في مناطق ( الإدارة الذاتية ) يزايد ويستجمع بكل طاقته أشد عبارات الشتائم ضد تركيا كجواز مرور وكأن القضية الكردية ستحل بالاقوال النابية من دون الأفعال النضالية المنظمة المدروسة .
   وهكذا كما تابعنا جميعا تركيا تعلن السيطرة الكاملة على عفرين في  18 مارس/ آذار 2018 وقبل ذلك وتحديدا في يناير – كانون الثاني 2018 ينسحب الروس تسهيلا للهجوم التركي المتفق عليه ، ولم يصمد مسلحو ب ك ك تحت مسمى – قسد – رغم التحصينات والأسلحة المكدسة وبالرغم من ادعاء احد قادتهم
أن متطوعين أمريكيين وبريطانيين وألمان حاربوا تنظيم داعش في الرقة، إلى جانب القوات التي يقودها الأكراد، متواجدون في منطقة عفرين للمشاركة في التصدي للهجوم التركي ولم تنفع مناشدات مسؤولي ب ي د للنظام السوري بنجدتهم ونشر قوات الجيش النظام السوري امام الاحتلال التركي تنفيذا للاتفاقات السابقة مع دمشق والاتفاق الأخير بين ( شوكت – قرايلان ) في حين صرح وزير الدفاع الأمريكي – جيمس ماتيس " ان لدى تركيا مخاوف امنية مشروعة وابلغتنا مسبقا بغاراتها الجوية على مدينة عفرين مضيفا ان تركيا شريك مهم لبلاده في حلف شمال الأطلسي " وبالنتيجة من يلام على كل ذلك ؟ اليس سياسات ب ك ك وملحقاته أدت الى هذا التدهور الكارثي على حساب عذابات ومعاناة وتهجير أهلنا من جيايي كرمانج  ؟  . 
 وللتذكير فقط منذ آذار 2016 بدأ تطبيق الجزء الأهم من  التنسيق العسكري بين قوات - قسد - المتمركزة في حي الشيخ مقصود بمدينة حلب وقوات الأسد والاحتلال الروسي بشكل واضح، مع بدء قسد عمليات عسكرية للتوسع على حساب الثوار في منطقة السكن الشبابي والسعي للسيطرة على طريق الكاستيلوا المنفذ الوحيد للأحياء الشرقية المحررة بمدينة حلب، حيث شهدت المنطقة معارك ضارية مع الثوار هذا قبل ارتمائها باحضان القوات الامريكية فيما بعد  .
    مصارحة أهلنا في – جيايي كرمينج – جبل الكرد
   عفرين بنظري بمثابة القلب من الجسد الكردي السوري ولن تقوم قائمة لشعبنا الا بتعافي ذلك القلب أهلنا بعفرين ومنطقتها يستحقون الحرية والخلاص من الاحتلال التركي ومن تسلط وعبث قطعان الغوغاء من الفصائل المسلحة التي تجردت من كل القيم الوطنية والأخلاقية . ولايستهين أحد بثقل الكارثة ومن حق أهلنا هناك النضال بكل السبل والاشكال المشروعة من اجل الخلاص كما من حق بنات وأبناء الجبل المتواجدين خارج المنطقة التحرك والبحث عن كل ما يحقق الهدف النهائي بتنظيم الفعاليات والنشاطات والتواصل مع المجتمع الدولي .
  وبحسب متابعاتي فقد لاحظت جنوح بعض الافراد نحو الانعزالية والمغالاة وتحويل كارثة عفرين الى قضية " عفرينية " بحتة ومن بين هؤلاء أناس لم يكونوا يوما ضمن الصف الوطني الكردي السوري مما يثير الريبة ، نعم من حق أهلنا هناك أن يلوموا الأحزاب الكردية الى درجة الإدانة ب ي د لتسببه في وقوع الكارثة والانكسي لسكوته وعجزه بل مباركته الامر الواقع الراهن ومن حقهم العمل على إعادة بناء الحركة الكردية الموحدة الشرعية لتواجه التحدي الراهن والتحديات المقبلة .
  يعلم الجميع أن عفرين ليست وحدها تحت احتلال الجيوش الأجنبية وتسلط الميليشيات المتنوعة فكل المناطق السورية ومن ضمنها المناطق الكردية محتلة أو ليست حرة ولا تدار من قبل أهلها ومواطنيها من السكان الأصليين وأكثر من نصف سكانها – كما عفرين – مهجرون ونازحون كما أن مأساة عفرين جزء من المآسي الكردية السورية ومعاناتها سياسية لاتنفصل عن الحالة القومية الكردية العامة ولن تجد الحل النهائي الا بإيجاد تسوية للقضية الكردية في سوريا في ظل نظام ديموقراطي تعددي في كل الجغرافيا الوطنية بعد رحيل المحتلين وتحقيق السلام .
 


144
أثيوبيا : صراع المركزية والفدرالية
                                                                                 
 
صلاح بدرالدين


  كان التصور شبه السائد ماقبل اندلاع ثورات الربيع منذ نحو عقد أن العالم يسير نحو الوحدة ومركزية القرار وكان الاتحاد الأوروبي مثالا ملاصقا كنموذج الذي مالبث ان فقد بريقه الاستدلالي بعد انسحاب أحد الاضلع الأقوى – بريطانيا – ثم كشفت الثورات الوطنية من اجل الحرية والكرامة التي مازالت مستمرة مع كل العقبات والردات في طريقها القناع عن مهازل أنظمة الدول الوطنية الاستبدادية المتعددة الاقوام خصوصا وخداعها للداخل والخارج وطمسها  لوجود وحقوق العشرات من الشعوب والقوميات والاثنيات وممارساتها اللاانسانية في قمعها وابادتها وتغيير معالم التركيب الديموغرافي لمواطنها تحت شعارات زائفة مثل الامن القومي للقومية السائدة الأكثر عددا ووحدة الوطن ومواجهة الانفصال وكما هو معلوم فقد كان ومازال في مقدمة مهام هذه الثورات إعادة الاعتبار لتلك المكونات وتلبية اراداتها بتعزيز الوحدة والعيش المشترك من خلال النظام السياسي الفدرالي والاتحاد الاختياري الحر في ظل الديموقراطية .

  جمهورية اثيوبيا الفدرالية الديموقراطية التي اكتشف فيها هيكل أول انسان من العصر الحجري الوسيط ( ملايين السنين ) دولة غير ساحلية . الثانية من حيث عدد السكان بافريقيا بعد نيجيريا والعاشر من حيث المساحة واقوى دولة عسكرية بالقارة والرقم التاسع والعشرون عالميا تجاورها السودان واريتيريا والصومال وجيبوتي وكينيا .
  الوجوه المحروقة أو السوداء أو الزيتونية اللون، هذا ما يعنيه اللفظ الإغريقي ( آثيوبيا )  وقد قسم المؤرخان اليونانييان هيرودوت وهوميروس سكان تلك المنطقة تقسيما عرضيا الى مابين النهرين ثم امتداد مجموعتين كبيرتين هما الاثيوبييون الشرقييون وموطنهم بلاد العرب وسوريا والاثيوبييون الغربييون ويقطنون البلاد الواقعة غربي البحر الأحمر والسودان ومصر وشرقا حتى الهند .

والمعروف أن الأحباش الأكسوميين يفضلون أن تدعى بلادهم أثيوبيا بدلاً من الحبشة ، وأن يدعوا هم أنفسهم بالإثيوبيين لا الحبشيين ، بل أنهم ليشعرون بالإهانة إذا ما نعتوا بالأحباش ، ولعل ذلك يرجع إلى أن إثيوبيا تعنى الكوش ، والكوشيون قد أضحوا سادة على أغلب شمال شرقي إفريقيا ، باستثناء مصر ، وذلك بعد إخضاعهم للقبائل الزنجية ، هذا مجد قديم. كما أن إثيوبيا وردت في التوراة فالحرص على هذه التسمية فيه معنى التيمن ، أما الأحباش فتعني الأخلاط ، فضلاً عن أن الأحباش عنصر أجنبي .
.
ومن الحضارات التي أثرت في حضارة الاثيوبيين القدامى الحضارة اليهودية ، التي تسربت إلى البلاد ويعرف اليهود في الحبشة باسم قبائل الفلاشة ، وقد كون هؤلاء مستعمرات تجارية في الحبشة ، ورغم أن قبائل الأجاو قد اعتنقت اليهودية إلا أنها لم تثبت عليها ، فقد تحولت فيما بعد إلى المسيحية ، ولا يخفى أثر اليهودية في الأفكار السياسية والدينية لمملكة الحبشة.
البلد الافريقي الأعرق حضارة والأكثر تعددية
   اثيوبيا ١١٠ ملايين جمهورية برلمانية اتحادية – تحررت من إيطاليا منذ حوالي ٢٠٠ عام  – ثقافيا الامهرة فرضت لغتها  - مع التحكم بالسلطة – وهم ٣٠٪ - الاومورو ٣٤٪  التيغري ٦٪  سيداما ٦٪ العرقية الصومالية ٣٪ ولايتا ٤٪ - التيغري ٥٪ ارتيريا انفصلت منذ الخمسينات .

اتّهمت "  الجبهة الشعبية لتحرير التيغري " الحكومة بالتنكّر للنظام الفيدراليّ الذي أقرّه دستور 1995 مانحاً الولايات الإثنيّة الحقّ في تقرير المصير. إيديولوجيّة رئيس الحكومة  المعروفة بـ«ميديمِر» تقضي بالجمع بين بناء الوحدة الوطنيّة والحفاظ على التعدّديّة، لكنّه جمع صعب كما يبدو في بلد ينطوي على 10 إ قوميات  و90 لغة، فضلاً عن أنّ 63 بالمائة مسيحيّون و34 بالمائة مسلمون. أورومو هي أكبر جماعة عرقية في إثيوبيا،.. هكذا أعلن في 1919 عن نيّته دمج الجبهة وباقي المكوّنات الإثنيّة في حزبه «حزب الرفاه». الجبهة رفضت الدمج، وردّت بإجراء انتخابات في مناطقها في سبتمبر (أيلول) الماضي. أبيي أحمد من أورومو، وهو أوّل أوروميّ يتولّى الرئاسة، لكنّ هذا لا يلغي وجود «جبهة تحرير أورومو» المناهضة للسلطة المركزيّة. معارضتها اشتدّت منذ 2015 حين قُرّر توسيع مساحة العاصمة على حساب أراضي الأوروميّين. داعمو أحمد الأساسيّون هم النخبة الأمهريّة، من موظّفين ومتعلّمين ومزارعين، إذ هم الأكثر انشداداً إلى الوحدة والسلطة المركزيّة والأشدّ عداء للحركات الانفصاليّة في الأطراف.وقبل أيّام اندلعت الحرب: طرفاها جبهة تيغراي والسلطة المركزيّة.
قبل عام 1996 كانت إثيوبيا مقسمة إلى 13 إقليما أغلبها بنيت على أسس تاريخية ( كيليل – عفار – أمهرة – قماز – حاميلا – هورجي – اوروما – اوجادين – إقليم تيغري – وللعاصمة اديس ابابا وضع خاص ) وهناك ٩٠ لغة مستعملة غالبيتها تنتمي الى العائلة الافرو آسيوية  .
جبهة تحرير شعب التيغراي كانت تتمتع بحصة كبيرة في السلطة وتمسك بمفاصل الدولة خلال العقود الثلاثة الماضية، مهيمنة بذلك على الجبهة الثورية الديمقراطية لشعب إثيوبيا التي كانت تضمها مع ثلاث حركات أخرى تمثل القوميات الرئيسية وهي «حركة الأمهرا الوطنية الديمقراطية»، "و«الحركة الديمقراطية لشعوب وقوميات جنوب إثيوبيا " " والحركات الديموقراطية الجنوبية " .
 
. عندما قرر آبي أحمد إنشاء حزب جديد باسم «الرخاء» أو «الازدهار» كما يترجمه البعض، ليحل محل الجبهة الثورية الديمقراطية لشعب إثيوبيا رفضت جبهة التيغراي الانضمام واعتبرت الأمر محاولة من رئيس الوزراء للهيمنة وإضعاف حلفائه وسلطات الأقاليم لصالح المركز. التوتر بلغ أشده عندما قررت الحكومة الإثيوبية تأجيل الانتخابات المقررة الصيف الماضي وعزت الأمر إلى جائحة كورونا، لكن حكومة إقليم التيغراي رفضت الأمر وأجرت انتخاباتها في الإقليم متحدية آبي أحمد الذي اعتبرها غير شرعية .
    خارطة الصراع في أثيوبيا بالغة التعقيد ولكن الملامح المرئية للحرب المندلعة بين جيش المركز الحكومي من جهة وبين الحركة المسلحة لإقليم التيغراي التي تقودها حليفة الامس " الجبهة الشعبية لتحرير التيغراي " توحي بطابعها المتعلق بالمسألة القومية وقضية تحرر الشعوب وحقها بتقرير المصير تلك المسألة كما في باقي بلدان افريقيا وآسيا لم تجد الحل النهائي بسبب هيمنة فكر شوفينية القوميات السائدة وعدم الاحتكام الى مواقف الغالبية بين تلك الشعوب المغلوبة على أمرها والاقل عددا وامكانيات وكذلك عدم الالتزام بمبادئ الديموقراطية وحرية الشعوب والعيش المشترك في ظل تقاسم السلطة والثروة بالتوافق وليس عبر بدعة ( الأكثرية والأقلية ) .
   وقد حصلت مواجهات مماِلة وبذات الوتيرة العنفية في الخمسينات عندما طالبت " الجبهة الشعبية لتحرير ارتيريا " بحق تقرير المصير وشن المركز حينها حربا شعواء على الإقليم الارتيري وذهب الضحايا من الطرفين ولكن بنهاية المطاف انتزع الارتيرييون حقهم الطبيعي المشروع واعلنوا عن دولتهم برئاسة زعيم الجبهة – اسياس افورقي - التي تتمتع الان بعضوية الأمم المتحدة والاتحاد الافريقي وسائر المنظمات الدولية وهي تتمتع الان بعلاقات متينة مع البلد الام : أثيوبيا .
 وحتى لا تحذو شعوب أثيوبيا حذو إقليم ارتيريا بالانفصال وإعلان الاستقلال ليس على حكومة المركز الا الرضوخ لارادة شعوب الأقاليم في تحقيق ماينص عليه الدستور الاثيوبي بالتسليم بالفدرالية وتطبيقها دون نقصان وبحسب إرادة شعوبها مما سيعزز ذلك من التلاحم والتشارك في حمل المهام الوطنية وسيصون وحدة البلاد وترسيخ دورها الوطني والافريقي والدولي خاصة وان البلاد مقبلة على تنفيذ المراحل الأخيرة لانجاز سد النهضة الواعد اقتصاديا والذي سيعزز الصداقة والتعاون مع الدول المجاورة خصوصا السودان ومصر .


145
سابقة " ناكورنو قراباخ " هل هي فاصل بين مرحلتين ؟
                                                                                       
صلاح بدرالدين

منذ أكثر من أربعة عقود وتحديدا مابعد تسلط الخميني على مقاليد الحكم بايران وتصدير ثورة الدعوة المذهبية الشيعية الى كل مكان يتواجد فيه آتباع المذهب من بلدان وقارات ذلك الحدث الذي شد انتباه المفكرين الذين يحسنون تقييم ومتابعة مثل تلك الظاهرة الفجة الخارجة عن مألوف قواعد القانون الدولي ومبدأ التعايش الإنساني وحتى عن الأعراف والتقاليد الدينية .

 ومالبثت توجهات وممارسات نظام الجمهورية الإسلامية الإيرانية وأجهزته الأمنية وميليشياته المسلحة أن أثارت المزيد  من القلق الى درجة الخوف من نتائج مايرسم له على مصير الأجيال والعيش المشترك بين الشعوب خصوصا وأن وصول الخميني الى طهران من مقره الفرنسي وبطائرة – الخطوط الجوية الفرنسية – لم يكن ليتم لولا وقوف قوى كبرى غير مرئية وراء العملية والتي على الاغلب هي من خططت لارسال مصدر الشر وتسليم المنطقة وشعوبها الى المصير الدموي المجهول .

  من المرجح أن من وقفوا وراء إيصال الخميني الى سدة الحكم بايران كانوا على علم بانه يشكل الردة المضادة في الثورة الإيرانية التي اشعلتها شعوب ايران وقواها الوطنية والديموقراطية وهي من حققت الانتصار على نظام الشاه وليس جماعة الخميني من ظلاميي القرون الوسطى ورجال الدين الذين كانوا يخدمون نظام الشاه وكانوا يعلمون أيضا ان طغمة الخميني ستقمع أصحاب الثورة الحقيقيين والمنظمات الثورية من ( فدائي الشعب – ومجاهدي الشعب والتيارات اليسارية والليبرالية والبعض من ممثلي الطبقات الوسطى )  وستصفي قيادات الثورة ونشطائها وستقضي على آمال الشعوب الإيرانية الرازحة تحت نير الاضطهاد القومي وستتحول ايران الى بؤرة لنشر الشر والفتن واشعال الحروب المذهبية .

   الامر الآخر الذي شد انتباه المتابعين منذ تلك الأيام هو أن الجوهر في الدعوة الخمينية التي انطلقت تحت عنوان الشيعية السياسية قومي فارسي وفي خدمة النزعة القومية التوسعية المستمرة منذ الامبراطورية الصفوية مرورا بحركة ( بان ايرانيزم ) التي مولها وغزاها كبار الضباط وأصحاب المال ووجهاء البازار واوساط البلاط الشاهاني .

    ومن اجل تسريع العملية وتحفيز اتباع المذهب الشيعي للمشاركة الى درجة الاستعجال للوصول الى الجنة الموعودة ؟!! كان لابد من استنباط أسباب ودوافع وعلى شكل مخاطر محدقة من الطرف السني المقابل الذي يحمل وزر( قتل الحسين ؟! ) لذلك قام نظام الولي الفقيه الخميني بدعم واسناد أكثر الحركات والمجموعات السنية تشددا من القاعدة مرورا بمجموعات بن لادن  والظواهري والزرقاوي وانتهاء بالبغدادي ،  الى جانب ضخ وقود ايقاظ الردة المذهبية السنية المكملة الموازية لها بالمنطقة وما نشأ من اصطفافات مذهبية حادة بحيث بات الانتماء المذهبي في مكانة الأولوية على حساب القومية والوطن .

    فتحول العربي الشيعي العراقي واللبناني واليمني والخليجي عموما  الى صف الشيعي الفارسي مقابل انحياز العربي السني ( ولو بمشاعره ) لسياسات دول الخليج وتركيا حتى لو لم تكن متوافقة مع المصالح الوطنية والقومية بل ظهرت تيارات تدعو الى احتضان مقاتلي ( الخلافة الإسلامية ) واحتضانهم من أجل صد الهجمة ( الرافضية الشيعية ؟! ) .

    وفي الساحة الكردية وعلى سبيل المثال انتقل الكردي الشيعي الإيراني الى صف النظام منذ انطلاق مقاومة الحركة الكردية لنظام الخميني ، وواجه بالوقت ذاته الحركة الكردية ، وتغيرت قيادة قنديل لل ب ك ك من غالبية سنية الى غالبية علوية – شيعية تماشيا مع الاستقطاب المذهبي ، حتى في العراق غادر قادة معروفون من الكرد الفيليين في بغداد الحركة الكردية صوب تنظيمات الكتل الشيعية وأصبح نجل أحد سكرتيري – الحزب الديموقراطي الكردستاني – السابقين  معتمدا للتنظيمات الشيعية الموالية لطهران الى درجة تنصيبه مديرا لاحدى البنوك الإيرانية بالعراق وشملته العقوبات الامريكية لتلك الأسباب .

     وقد شهدت الحركة الكردية السورية بعض النماذج القليلة وبشكل مختلف لدى أفراد معدودين من الكرد العلويين في علاقاتهم مع أوساط النظام والتي اتخذت مسارا أمنيا بحتا حيث قد نتابع الحديث فيه مستقبلا اذا دعت الحاجة .
  هل هو انتقال من استراتيجية – الاستقطاب الديني المذهبي – الى استراتيجية – توازن المصالح - ؟

    بعد مايقارب  النصف قرن تحدث سابقة فريدة من نوعها والتي تجلت بوضوح  في مسالة الصراع على – ناكورني قراباغ – حيث تركيا السنية تقف الى جانب آذربايجان الشيعية ذات الأصول التركية ، أي بعكس المسار السائد حتى الان  بمنح الأولوية للانتماء القومي على حساب المذهبي وتصطف ايران الشيعية بمسافة اقرب مع أرمينيا وأبعد من آذربايجان الشيعية  مما يعد اختراقا للمألوف خلال الحقبة الأخيرة .
   أما روسيا المسيحية  فتقف في موقع اقرب الى آذربايجان المسلمة منها الى أرمينيا المسيحية ( التي من المفترض أن تكون الراعية لها ) فقد أشرفت على وقف اطلاق النار والفصل بين المتقاتلين والاتفاق الذي يصب لمصلحة – باكو -  الذي اعتبره رئيس أرمينيا بمثابة – تجرع للسم - فهل هذا مؤشر للعودة  الى استراتيجية توازن المصالح الاقتصادية ؟ .
     قبل نحو ثلاثين عاما أطلق  الرئيس الجورجي الأسبق والقيادي السابق في الحزب الشيوعي السوفييتي ووزير خارجيته – أدوارد شيفرنازدة – خلال توديعه الأيام الأخيرة للاتحاد السوفييتي شعار ( توازن المصالح ) بدلا من الصراع وسباق التسلح تمهيدا  لتصحيح العلاقات الدولية والابتعاد عن الدوافع الآيديولوجية  والبحث عن المشتركات حيث السلام والاستقرار والرخاء  لمصلحة الجميع .

   فهل يعود فرقاء الصراع الدائر في الدولتين السوفيتيتين السابقتين الى الاسترشاد بما طرحه رفيقهما وجارهما ؟ وهل هناك نهج جديد يتسم بالمرونة والاعتدال والافاق الواسعة بديلا عن نهج التعصب الاعمى للهويات الدينية والقومية والمذهبية الضيقة على صعيد العلاقات بين الدول والشعوب ؟ ويتحول الى اتجاه عام في مستقبل العلاقات بين الدول والشعوب في المنطقة في ظل تحولات اعمق واوسع تنتظره البشرية وخصوصا في الشرق الأوسط الذي طال انتظار شعوبه لبزوغ فجر التجديد والتطوير والخلاص من الفتن الطائفية ومخططات جناحي الإسلام السياسي  التي تدفع الشعوب ثمنها بل تشكل وقودها ، واحلال السلام وحل قضاياه المستعصية والتفرغ لحل المشاكل والبناء والتنمية  ؟ .

    والسؤال الذي لايغيب عن الاذهان : لماذا تركيا بالذات أحد أطراف هذه السابقة الأولى والفريدة وهي تقاد الان من حزب ورئيس محسوبين على نهج الإسلام السياسي ؟ ثم لماذا ايران أيضا وهي زعيمة الشيعية السياسية ؟ هل لكونهما منهكتان  ومحاصرتان  ؟ أم هناك نوع من التنسيق بين طهران وانقرة في سياق المبدأ ذاته : توازن المصالح ؟   أم أن مانطلق عليه سابقة مجرد حدث عابر لن يتكرر مرة أخرى ؟ .
    وفي سياق متصل وبعلاقة وثيقة مع الحدث ومن اجل تنوير القارئ لابد ان نعيد الى الاذهان أن الزعيم السوفييتي – لينين – قرر انشاء جمهورية كردستان الحمراء ذات الحكم الذاتي عام ١٩٢٣ تابعة لمركز حكومة آذربايجان - في منطقة – ناكورنو قراباخ – وعاصمتها – لاجين – ودامت ستة أعوام قبل ان يجهز عليها – ستالين – ويهجر سكانها الكرد البالغ عددهم حينذاك ٣٧١٢٠  ٧٢٪ من نسبة السكان ، وفي عام ١٩٩٢ وفي اوج الصراع الأرميني – الاذربيجاني حاولت – يريفان – استخدام الكرد ضد الآذريين  فاعلنت عن جمهورية – لاجين الكردية – ونصبت المرحوم – وكيل مصطفاييف – رئيسا ولكن ذلك لم يدم الا شهورا .



146
قضايا الخلاف وأشكال الصراع في الحركة الكردية
                                                                           
صلاح بدرالدين


    استفاق جيلنا منذ أواسط القرن العشرين على وقع المصادمات الدامية في صفوف ثورة أيلول  بين فصيلي الحركة التحررية الكردية في كردستان العراق ( الحزب الديموقراطي الكردستاني بزعامة القائد مصطفى البارزاني والاتحاد الوطني الكردستاني بقيادة إبراهيم احمد – جلال الطالباني ) والذي عرف حينذاك بالاعلام وفي الأوساط الكردية خصوصا بانشقاق جماعة حزبية في أصعب الظروف وأخطرها عن جسم الحزب و الثورة عرفت – بجحوش ٦٦ ) التي ارتمت باحضان نظام بغداد ثم أنظمة المنطقة تباعا في الدول المقسمة للكرد ومنها ايران الشاه وسوريا ( الأسد )  .
   قلة قلية جدا في الوسط السياسي الكردي في مختلف الساحات الكردية خارج العراق رددت – خطأ  – أن الجماعة الحزبية المنشقة تمثل الجناح ( التقدمي ) بمواجهة الجناح ( العشائري ) ولكن سرعان ما بانت الحقيقة بعد مرور بعض الوقت بأن من ينقلب على ثورة شعبه وقيادتها الشرعية ويتعاون مع الأنظمة المعادية المقسمة للشعب الكردي لايمكن ان يكون تقدميا أو ديموقراطيا بل حتى أن وطنيته ستكون بالميزان .
  بحسب تجربتي الشخصية الخاصة وبعد مرور نحو عقد أو أكثر على وقوع أول شرخ عميق في أكثر الساحات الكردستانية أهمية وأقصد هنا كردستان العراق وبعد المزيد من الاطلاع ومعرفة الوقائع على الأرض بدأً من عام ١٩٦٧ عندما قمت مع وفد من حزبي ( آنذاك )- وكنت عضوا بالمكتب السياسي -  بأول زيارة للمناطق المحررة واجتماعي بقائد الثورة الزعيم الكبير مصطفى بارزاني في – كاني سماق وقصري - وأعضاء قيادة حزبه مرورا بزياراتي المتكررة بين اللقاء الأول وحتى ١٩٩٢ خلال انتخابات برلمان كردستان و ١٩٩٣ بحضور المؤتمر الحادي عشر للحزب د ك -  وانتهاء باقامتي الدائمة ببلدة – صلاح الدين – واربيل حتى الآن الى جانب متابعتي اليومية طبعا  لساحة نضالي الرئيسية بالحركة الكردية السورية كمسؤول ومقرر يمكنني تسجيل التالي :
      طبيعة الصراع بين تيارين
  أولا – يقول القيادي السابق في – ح - د – ك – الدكتور محمود عثمان أنه عندما كان مترجما سأل أحد الصحافيين الأجانب البارزاني عن أسباب الخلاف مع الطرف الآخر فكان جوابه ( الذي أحرجني ولقيت صعوبة بافهام السائل بحسب قوله ) :  " لقد سلبوا شعب كردستان حتى الدواجن وهم مجردون من الاخلاق " طبعا لايهمني هنا انطباع السيد عثمان الذي انقلب بدوره على البارزاني فيما بعد بقدر فهمي لجواب بارزاني وهو رجل براغماتي مثل سائر قادة الشعوب وعظماء التاريخ وعملي قبل ان يتعاطى النظريات  الذي يتضمن إجابة بسيطة ومعبرة وعميقة فتوصيفه الموجز  لتلك الجماعة أنها معادية لارادة ومصالح وطموحات الشعب وغير صادقة بل مضللة تقلب الحقائق على أعقابها ولا تتعامل مع الشعب بالمقاييس الأخلاقية المعروفة بالمجتمع الكردستاني  .
  ثانيا – طبيعة المواجهة الدامية تلك كانت تناحرية وأرادتها المجموعة المنشقة بهذا الشكل بعد فقدانها ثقة الغالبية وعجزها عن مواصلة الصراع الفكري والسياسي بصورة سلمية ثم انقلبت على الشرعية بقوة السلاح ولم تفلح وانسحبت من الأراضي المحررة لتجد حاضنة لدى نظام بغداد لاحتوائها  أولا ثم حاضنة نظام الشاه وتاليا نظام حافظ الأسد كل ذلك لأن المجموعة المنشقة وقفت ضد إرادة الصمود والتمسك بالحقوق المشروعة والالتزام بشعار ( الديموقراطية للعراق والحكم الذاتي لكردستان ) الذي مثله البارزاني ورفاقه فقد كانت المجموعة على عجلة من أمرها ساعية وراء أي حل للانتقال الى رغد الحياة والوصول الى السلطة ، خلاصة القول مثلت المجموعة تيارا مغامرا شموليا بالحركة الكردية بكردستان العراق الذي انبثق للمرة الأولى بشكله المنظم المؤدلج يعتمد على أنظمة الدول المقسمة لكردستان ويخون الآخر المختلف ، ويستخدم في سبيل التضليل اما الالتزام بالمبادئ الاشتراكية أو بمبدأ حق تقرير المصير وسرعان مايتخلى عن جميعها بطرفة عين وهو ماحصل تماما مع المجموعة – الاتحاد الوطني الكردستاني - .
      انتقال زعامة التيار المغامر
  ثالثا – تزعم – الاتحاد الوطني الكردستاني – هذا التيار المغامر داخل الحركة الكردية عموما حتى استلام زعيمه – الطالباني – رئاسة العر اق فحتى ذلك الحين كان لهذا التيار أتباع وامتداد أو مشابهين ببعض الجوانب الفكرية والسياسية في باقي أجزآء كردستان فمثلا كان هناك من ينتهج سياسة المولاة للنظم الحاكمة ويتهرب من أي التزام بالقضية القومية ( اليمين بحركتنا في سوريا ) وكان هناك من يخون الآخر المختلف ويقوم بتصفيته ويطرح الشعارات الكبرى المتطرفة ويوالي أنظمة غاصبة بل يخدمها ( مثال ب ك ك في تركيا ) وكان أيضا هناك من يوالي الأنظمة الغاصبة ويعيش بأحضانها ويخون المختلف ( أمثلة عديدة في كردستان ايران ) .
    رابعا – عندما تبدلت أحوال – الاتحاد الوطني الكردستاني – واقتضت مصالح زعيمه المزيد من التهدئة للتأقلم مع مقتضيات وشروط منصب رئاسة العراق أصبح – ب ك ك – المتصدر ودون منازع لصفوف التيار المغامر بالحركة الكردية وبقي الجزء الفاعل بالاتحاد الوطني تابعا له ومنضويا تحت لوائه خصوصا في مجالات خدمة نظام طهران وإدارة الازمة في كردستان العراق نحو محاولات نسف ما أسس له استفتاء تقرير المصير ومواجهة نفوذ الزعيم مسعود بارزاني الذي قاد مشروع الاستفتاء وكذلك العمل سوية في الساحة الكردية السورية لمصلحة تثبيت إدارة – ب ك ك – وإبراز وجوه جديدة ومنشقين جدد عن الأحزاب لخدمة مشروع التيار المغامر .
   تباينات بين نهجي التيارين
   خامسا – لذلك يمكن القول وأمام انبثاق تيارين في الحركة الكردية بالمرحلة السابقة تيار قومي ووطني ديموقراطي معتدل يؤمن بحق تقرير المصير كشعار استراتيجي وبالحل السلمي للقضية الكردية والتفاعل مع الحركة الديموقراطية للشعوب الأخرى وباحترام وجود وحقوق وعقائد المكونات الكردستانية الأخرى هذا التيار الذي حقق اهم انجاز بالعصر الحديث وهو إقامة فدرالية إقليم كردستان العراق والذي حول الإقليم الى مركز كردي يحظى بالاحترام من لدن سائر كرد الأجزاء الأخرى والعالم أجمع ، وتيار آخر يتزعمه ب ك ك ومن تجلياته السياسية : الفشل في تحقيق أي مكسب لجزئه المفترض – كردستان تركيا - بل محاولة هدم الإنجازات المكتسبة في إقليم كردستان ، تسهيل اختراق الأنظمة المقسمة للكرد صفوف الحركة الكردية ، مواصلة تخوين ومواجهة الآخر المختلف بمختلف الوسائل بما فيها العنفية ، موالاة محور الممانعة الإقليمي ، ومواجهة الثورة السورية ، وتشتيت الكرد السوريين ، والتخلي عن مبدأ تقرير المصير ، وتطعيم الحركة الكردية بالنزعات المذهبية .
   مرحلة جديدة من الصراع
  سادسا – نحن الآن أمام بداية مرحلة جديدة وتحولات عميقة في المنطقة برمتها من أبرز تجلياتها احتمالات حصول تغييرات في سياسات الدولة الأعظم تعقبها تبدلات في شكل التحالفات الإقليمية والعالمية في منطقة الشرق الأوسط مع توفر مؤشرات على إمكانية نزع فتيل الأزمات في عدد من الدول التي تشهد صراعات دامية وتدخلات اجنبية ، وكذلك قصقصة أجنحة نظام طهر ان بعد تشديد الحصار عليه ، وسد الطريق امام نزعات بعض الأوساط التركية التوسعية ، واحتواء المد الإرهابي الذي بات يهدد الدول الأوروبية .
  أما التطورات والانعكاسات في الساحة الكردية العامة فيمكن التنبؤ ببعض المتغييرات مثل تراجع دور وتأثير – ب ك ك – كمتصدر للتيار المغامر وسقوط كل شعاراته القومية القديمة والحديثة وتلكؤ مسار مشروعه في الامتداد نحو سوريا مجددا انطلاقا من الساحة الكردية أو مشروع ( ب ك ك لاند ) القديم – الجديد   ويعود احد أسباب التلكؤ الى فشل إقامة الهلال الشيعي بزعامة ايران وتوقف خط ايران – ربيعة – سوريا – البحر المتوسط  وتاليا ارتداد مخطط إقامة شبه كيان أو ملجأ – قاعدة في منطقة عفرين كبديل محتمل لقنديل .
  هذا مع حصول تغييرات في طبيعة ومسار التيار الديموقراطي المعتدل أيضا خاصة بعد انتقال الحركة الكردستانية في العراق من الثورة الى الكيان واستلام السلطة وما يترتب على ذلك من إجراءات وتبدلات في البرامج السياسية والفكر القومي عموما والتركيز على الجانب الاقتصادي وأفضليته على الجوانب الأخرى وحصول قفزة عميقة بعد نجاح عملية استفتاء تقرير المصير وفشل تحقيق نتائجه ومن ثم العودة مجددا نحو المركز الاتحادي – بغداد – ومراجعة بالعمق كانت من نتائجها التمسك مجددا بالحل العراقي الوطني للقضية الكردية هناك والتسليم بالفدرالية القائمة مع طموحات لتطويرها أي بمعنى آخر استبعاد الحل القومي الكردستاني دفعة واحدة بل قبول تمرحلها حسب إرادة الأجيال القادمة .
   نحو التوازن بين الذاتي والموضوعي
    الحصيلة السريعة  لهذه التبدلات الحاصلة والمتوقعة حصولها على الساحة الكردية تراجع دور الأحزاب التقليدية وفشلها والتي كانت في صدارة الصراع بين التيارين فتوقف الصراع بالشكل السابق يعني عدم الحاجة لتلك الأحزاب التي يسبقها الزمن والتطورات الجارية وفي هذه الحالة فان المنتظر هو إعادة التوازن المختل بين العاملين الذاتي والموضوعي بولادة حركات جديدة ببرامج وقيادات جديدة للجيل الجديد الدور الريادي فيه ، تستعيد الشرعيتين القومية والوطنية ، وتتفاعل مع منطق الحداثة والمستجدات والحاجات الشعبية خصوصا متطلبات الجيل الجديد وحتى التقنيات المتطورة والاستجابة لمبدأ أن السلاح لن يحل أية مشكلة بل يزيدها توسعا وتعقيدا .

147
تعقيب على مقابلة – مظلوم كوباني – مع المونيتور
                                                                         
صلاح بدرالدين

     في مقابلة مطولة للسيد – مظلوم كوباني – على – المونيتور – بتاريخ التاسع من نوفمبر الجاري والتي تدخل في عداد الدعايات الإعلامية بما تحمل من رسائل مفترضة  لهذه الجهة أو تلك ماعدا الشعب السوري ومن ضمنه الكرد السورييون  وهي بمجملها تدور حول تركيا ولم تجد متسعا لا حول النظام الاستبدادي الاسدي ولا حول الحقوق الكردية المشروعة  .


    لو بدأ المتابع لهذه المقابلة من الأسفل وحتى قبل الوصول الى العنوان والمقدمة لارتسم بذهنه انها تجري مع أحد الناطقين باسم كرد تركيا وتحديدا كمعبر عن سياسات – ب ك ك - .وليس ككردي سوري يعمل في الحركة الكردية السورية فالمقابلة برمتها تدور حول تركيا والموقف منها واحتمالات التحاور معها والدور الأمريكي في ظل الإدارة الجديدة في تقريب المسافة معها .

   مع ان العلاقة الامريكية وللمرة الأولى مع تنظيمات تابعة لحزب موسوم بامريكا والعالم بالإرهاب عندما أقدمت إدارة ترامب على – مغامرة – التواصل الفعلي مع – ب ي – د – و  - ي بك – وادارة جماعات ب ك ك السورية ثم مع قوات سوريا الديموقراطية التابعة فعليا لها ، تلك العلاقة التي شكلت حبل نجاة ومظلة وشرعنة لسلطة الامر الواقع ومصدرا للمال والسلاح والعتاد والانفتاح على العالم وبوابة لتسمية – مظلوم عبدي – بالجنرال  نقول بالرغم من جميل تلك الادارة نرى مدى النكران الى درجة وضع مسؤولية تسليم عفرين ومابعدها الى تركيا على عاتق إدارة – ترامب – والتهرب من الاعتراف بأية مسؤولية وهم امر ليس غريبا من جماعات شمولية – عسكريتارية –فرضت  نفسها عبر سلاح القوة والآيديولوجيا وعبادة الفرد .

    بحسب المقابلة فان مايقوم به – كوباني – على طريق التعبئة والمحادثات مع الجماعات الحزبية الكردية السورية الأخرى والتعاون مع الامريكان يصب حصرا في الجهود لمواجهة تركيا حيث الأولوية في الأهداف القريبة والبعيدة أما مسألة نظام الاستبداد الاسدي وجرائمه المقترفة بحق السوريين ومواقفه العدائية منذ عقود ضد الكرد السوريين وكل مشاريعه الشوفينية من الإحصاء الى الحزام العربي الى تغيير التركيب الديموغرافي لمناطقهم فليست بذات الأهمية وليست على جدول اعمال – كوباني - .


   وبدلا من التفكير في انعكاسات تنصيب – بايدن – رئيسا على الوضع السوري وكيفية تجيير ذلك لمصلحة الشعب السوري والكردي من ضمنه والبحث عن سبل لاتخاذ الترتيبات اللازمة بدلا من ذلك يصب – كوباني – جل تفكيره في مدى إمكانية إيجاد ضغط امريكي جديد على انقرة لتستجيب للتحاور مع – كوباني – والترحيب بايديه الممدودة للسلام مع تركيا ولا ندري أي سلام ؟ هل للمصالحة بين انقرة ودمشق ؟ أم كسب اعتراف انقرة بشرعية – كوباني – والاعتراف به جنرالا ممثلا وحيدا للكرد السوريين وهو يريد الحوار كممثل غير معلن ل – ب ك ك .



    يحاول – كوباني - عبر مقابلته مع المونيتور ان يظهر نفسه داعية سلام وكانه يمثل دولة مستقلة ذات سيادة وليس جماعة حزبية تابعة لمركز قنديل لحزب العمال الكردستاني وتحقيق السلام مع تركيا ليس باسمه وفصيله العسكري فحسب بل من اجل محادثات سلام بين الدولة التركية من جهة و ب ك ك من الجهة الأخرى أي الحلول محل مساعي التوسط التي يقوم به إقليم كردستان العراق منذ أعوام طويلة وتحديدا قيادة البارزاني .

 طبعا في الوقت ذاته يحاول ان  يبعث برسالة عبر المونيتور عن استعداده لمواصلة العلاقات السابقة وهي مبنية أصلا على متطلبات حاجة أمريكية عسكرية عندما قامت بالحرب على داعش وكانت بامس الحاجة الى مقاتلين على الأرض ووجدت ضالتها في مقاتلي – مظلوم – واستخدمتهم حتى اللحظات الأخيرة التي تكبدت باعتراف قائدهم – مظلوم – نحو احدى عشر الف ضحية كل ذلك من دون ابرام أي اتفاق سياسي أو أي التزام امريكي بأية اهداف ومطالب تخص الكرد خصوصا والسوريين عموما ولاشك ان الإدارة القادمة ستجد ضالتها بمثل هؤلاء ( الحلفاء ) الذين لايكلفون شيئا سوى بعض المال والسلاح الخفيف والعتاد .

   لدى اجابته عن سؤال حول محاولات اتفاق الأحزاب الكردية السورية يحاول – مظلوم – اعتبار نفسه كقائد لقسد طرفا اجنبيا محايدا مثل الطرف الأمريكي واعتبار نفسه وسيطا علما أنه يخبئ حقيقة كونه المسؤو ل الأول والأخير عن تنظيمات ب ك ك السورية والقيادي في المجلس الرئاسي لذلك الحزب الى جانب جميل بايك ومراد قر ايلان وآخرين وهؤلاء متفننون بالتضليل والاختباء وراء الشعارات الجوفاء تماما مثل اختبائه وهو – شاهين  شيلو -  وراء اسمه الحركي – مظلوم كوباني – أو الجنرال كما يحلو له .

        يصر – مظلوم – على استخدام المصطلح – الآبوجي -  المضلل الذي لاطعم ولالون ولامعنى له ( روزآفا ) من اجل ايهام السذج وهو يعلم ان حزبه وعندما كان هو مقاتلا ضمن صفوفه ضلل الكرد بانه يعمل من اجل كردستان الكبرى ثم تراجع كليا ومن اجل الحفاظ على ماء الوجه استخدم تعبير مضلل مبهم بدون معنى علمي وواقعي ( الامة الديموقراطية ) ثم اعلن وعلى جرعات عدم ايمانه بمبدأ حق تقرير مصير الشعب الكردي كل ذلك لكسب ود الأنظمة المقسمة للكرد الذي نما في احضانها من نظام حافظ الأسد وابنه الى نظام ايران انتهاء بنظام بغداد و الحكومات المتعاقبة ومن ثم مغازلة تركيا الان للارتماء مجددا في احضانها الدافئة .

بعد نحو قرن من انبثاق ونضال وتضحيات الحركة الكردية السورية يفاجئنا – مظلوم – باجترار اقوال مضى عليها الزمن وكانه تلميذ مبتدئ وليس – جنرالا - ؟ ! بزعمه ان المناطق الكردية يجب ان تدار من قبل الكرد السوريين وكان القضية الكردية تم حلها في ظل نظام وطني ديموقراطي أو كأن الحركة الكردية موحدة الصفوف والبرنامج والمشروع والوسائل السياسية والقيادة الشرعية وكأن التوافق حصل بين الكرد وشركائهم بالوطن السوري الجامع ولم يبق شيئا سوى تنصيب زعيم أو جنرال أو قائد فرد بمطلق الصلاحيات في جزء من المناطق الكردية وعلى أرض بلا شعب .
    على مايبدو يستمر التضليل سيدا للموقف قي مقابلة المونيتور عندما يواصل مظلوم  مابدأ بالبداية على انه محايد في صراع الحزب الديموقراطي الكردستاني – العراق وحزبه الام – ب ك ك – متناسيا عشرات بل مئات الملايين من الدولارات التي يرسلها شهريا الى مركز قنديل وكذلك آلاف  المتطوعين ( المجبرين ) من النساء والرجال  من كرد سوريا للتدريب والقتال ثم ماذا عن مسلحيه المتواجدين في – سنجار - ؟ وعن صلاتهم وعلاقاتهم مع حكومات بغداد المتعاقبة وتحالفهم مع الحشد الشعبي ؟ وفي كل المقابلة يتهرب – مظلوم – عن الإجابة الصريحة بشان علاقاته بقنديل و ب ك ك – الا ان يعترف بالاخير عن حقيقة ارتباطه .

  كما يعترف مظلوم بحسن العلاقة مع النظام وقيام الروس بدفع الأمور نحو المزيد من التفاهم ويبقي على الأبواب مفتوحة مع النظام الحاكم الذي اجرم بحق السوريين والكرد منهم على وجه الخصوص ويؤكد على الانفتاح على الجماعات الموالية للنظام من القبائل والعشائر والجماعات من جانب آخر يفصح مظلوم عن مصلحته في السلام بين ب ك ك و ح د ك العراق ليتسنى له العمل من دون عوائق ويشير الى ان سبب الصراع بين الطرفين هو التدخل التركي الى جانب قيادة الإقليم متناسيا تدخلات حزبه بشؤون الإقليم ومدى أهمية الإنجاز الكبير الذي حققه الاشقاء بكردستان العراق ووجوب الحفاظ عليها .
 






148
– ب ك ك – يواصل العنف من أجل البقاء
                                                                   
صلاح بدرالدين
         
بالتزامن مع الممارسات العنفية الأخيرة لمسلحي – ب ك ك – في مناطق من كردستان العراق التي تقع تحت سيطرته ، الى جانب أعماله القتالية العدائية في منطقة شنكال – سنجار وتدخلاته المتواصلة الاستفزازية غير المسؤولة في الأمور الداخلية لكل من جزئي كردستان بالعراق وسوريا أعلن عن موقف أمريكي مستجد وكأنه يرمز الى إعادة النظر في العلاقة مع جماعات هذا الحزب السورية .
     
  ففي أحدث تصريح منسوب للمبعوث الخاص للتحالف الدولي ضد تنظيم داعش والممثل الخاص لشؤون سوريا السفير جيمس جيفري، (  إن بلاده تصنف حزب العمال الكوردستاني "منظمة إرهابية"، وأشار إلى أن على مسلحي الحزب مغادرة الأراضي السورية.
وأضاف جيفري في مقابلة مع الخدمة الإنجليزية لموقع (سوريا على طول) الإلكتروني "نحن نعتبر حزب العمال الكوردستاني منظمة إرهابية، ونريد أن نرى أفراده يغادرون سوريا".
وأشار إلى أن وجود حزب العمال الكوردستاني في الشمال الشرقي لسوريا "سبب رئيسي" للتوتر الحاصل بين الولايات المتحدة وتركيا، مبيناً أن واشنطن وأنقرة لديهما "تنسيق وثيق للغاية" بشأن الوضع السوري باستثناء المنطقة التي ينتشر فيها حزب العمال.
وقال جيفري إن مخاوف تركيا إزاء تركيبة قوات سوريا الديمقراطية وتواجد حزب العمال الكوردستاني "حقيقية" وإن بلاده تدرك ذلك، لافتاً إلى أن الحل يكمن في تقليل وجود حزب العمال وإنهائه في نهاية المطاف.
ومضى يقول "لهذا السبب ندعم المحادثات الكوردية.. لكن هذه المحادثات الكوردية - الكوردية، ليست محادثات لحكم شمال شرق سوريا"، مردفاً "الأمر يتطلب بالطبع دوراً للمجتمع العربي" في المنطقة )
   وبالتوقيت ذاته  أصدر الزعيم مسعود بارزاني البيان الأخير الموجه الى شعب كردستان العراق بصدد مايقوم به ب ك ك ضد ار ادة ومكاسب وحكومة الإقليم وقبل ذلك البيانات المتكررة الصادرة عن حكومة الإقليم حول اعمال إرهابية يقوم بها مسلحو هذا الحزب ضد أهالي المناطق الشمالية وكذلك بنسف انابيب النفط ووقف ضخه الى السواحل التركية ووقوفه ضد اتفاق بغداد – أربيل حول مصير منطقة شنكال ، كل ذلك يضاف الى انكشاف امر ماسمي باتفاق أحزاب طرفي الاستقطاب – تف دم والانكسي – والذي هلل له على انه برعاية أمريكية مطعما بمبادرة فرنسية مزعومة .
  إزاء كل ذلك طرفا الاستقطاب الكردي ( السوري ) اثبتا مجددا انهما لايملكان القرار وعاجزان حتى عن توضيح ماحصل للشعب والرأي العام وبالتالي عدم اهليتهما حتى بتحقيق التفاهم بين ( الأحزاب ) فكيف بتوحيد الحركة الكردية وصفوف الكرد السوريين .
الخيار البديل هو الرأي الغالب في الساحة الكردية السورية الداعي الى انسحاب الأحزاب من المشهد والاعتراف بالفشل والاعتذار من الشعب والعودة اليه بقبول مشروع – بزاف – في إعادة بناء الحركة الوطنية الكردية السورية عبر الالتزام بخيار عقد المؤتمر الكردي السوري الجامع للخروج من الازمة واستعادة الشرعية وصياغة وإقرار المشروع الكردي للسلام وانتخاب مجلس قيادي موسع لمواجهة التحديات وذلك بدعم واسناد كل القوى المعنية خصوصا الاشقاء بإقليم كردستان العراق والوطنيين الديموقراطيين السوريين المعارضين لنظام الاستبداد .
  والخيار الآخر هو الإبقاء على الوضع الراهن الذي ينبئ بعواقب وخيمة ونتائج خطيرة ليس على الوجود الكردي السوري فحسب بل على مجمل العمل الوطني بسوريا وكذلك على مصالح إقليم كردستان العراق التي باتت الآن بالميزان خاصة اذا تحقق أمل القوى الممانعة بالمنطقة بفوز – الديموقراطيين – بالانتخابات الرئاسية الامريكية .
يشير علماء استراتيجييون أن الحروب الكبرى عندما تنشب بين دول عظمى فانها تعبر غالبا عن مواقف سياسية في صراع المصالح ولكن حتى تلك القوى المنتصرة منها أو المهزومة ماتلبث أن تعود الى رشدها وتلجأ الى هيئة الأمم المتحدة للفصل بينها والبت في قضايا الخلاف والتوقيع على معاهدات واتفاقيات لمصلحة كل الأطراف .
  كما تنشب اختلافات وصراعات فكرية وسياسية بين قوى حركات التحرر وأحزاب وجماعات سياسية ولكنها في الغالب ليست تناحرية ولاتتخذ الطابع العنفي الا في حالات معينة عندما تنحاز جماعات الى النزعة – الفاشية – وتحاول تبديل الصراع السياسي الى أسلوب إبادة المقابل وتصفيته وذلك بسبب عجزها عن الاستمرار في أجواء السلم والاستقرار وانعدام تملك حجج مقنعة أمام الخصم .
  في حالتنا المشخصة الآن فقد توصلنا الى نتائج ودروس خلال العقود الأخيرة أن التيارات المغامرة المحسوبة على الحركة القومية الكردية وفي المقدمة – ب ك ك -  لامستقبل سياسي لها في نهجها العسكريتاري المدمر وفي ظل ضياعها الفكري والسياسي وخرقها لاصول وقوانين العقل والمنطق واجتيازها حدودها المرسومة تاريخيا في معادلات الصراع والاتفاق في حركات الشعوب وخاصة في الحركة التحررية الكردية .
   


149
شعوب ثورات الربيع تختار الفيدرالية
                                                                                     
صلاح بدرالدين


       من المعلوم والملفت حقا أن جميع البلدان التي وصلتها موجة الثورات الربيعية إما متعددة الأقوام ( ليبيا – تونس – الجزائر ) أوالأديان ( مصر )  أوالمذاهب ( اليمن )  أو الثلاثة معا ( سوريا – السودان )  وكانت شعوبها تعاني الى جانب الدكتاتورية والاستبداد وتسلط الحزب الواحد وهمجية الإسلام السياسي والقمع وفي معظم الأحوال إرهاب الدولة التميز بين المكونات واضطهاد الأقوام وطمس الثقافات وممارسة تغيير التركيب الديموغرافي والتمثلية القومية  والتهجير القسري للسكان  والحرمان لأسباب قومية ودينية ومذهبية .

وقد كشفت  تلك الثورات التي شاركت فيها كل الأطياف المطالبة بالحرية والكرامة عن المستور وازاحت الغطاء عن حقيقة ماكانت تعانيه القوميات والفئات الأقل عددا والمغلوبة على أمرها من ظلم وكذلك أتباع بعض الديانات والمذاهب في ظل السائد الحاكم في تلك البلدان حتى أن العديد من الأقوام كانت بطي الكتمان يتم التعتيم على وجودها وغير معترف بها دستوريا وقانونيا وجودا وحقوقا  في ظل السياسات الرسمية المتبعة والنظم الشمولية الحاكمة .

  وبعد نشوب ماعرفت بثورات الربيع ( بعضها اندلعت بأشهر أخرى )  أصبح معلوما وواضحا أن هناك في سوريا مثلا عربا وكردا وتركمانا واديانا ومذاهب وثقافات مختلفة وتفاجأ البعض بل قال الكثيرون انهم لم يكونوا ليعلموا ذلك قبل الثورة وأن في السودان عربا وأكثر من خمسة قوميات أخرى رئيسية إضافة الى عشرات الأثنيات وهناك مسلمون ومسيحييون وديانات وعقائد قديمة وأن في ليبيا هناك عرب وأمازيغ وأتراك ومجموعات من أصول كردية ( قبيلة الهماوند )  وأقاليم لها خصوصياتها وأن في اليمن هناك سنة وشيعة وأقاليم ذات خصوصيات ومازالت فيها جماعات كردية من سلالة الأيوبيين يسكنون بلدة ( بني سعد ) القريبة من عدن " وقد وزرتها ضمن برنامج زيارتي برفقة بروتوكول الرئاسة عندما حللت ضيفا على الحزب الاشتراكي الحاكم في  اليمن الجنوبي عام ١٩٩٠" .

   أجمعت تلك الثورات أو بتعبير أدق  القوى الفاعلة الجادة فيها في شعاراتها على تحقيق الديموقراطية والتغيير والخلاص من الاستبداد والمساواة بين المكونات كما طرحت القضايا المتشابكة على بساط البحث بكل صراحة ووضوح من أجل إيجاد الحلول اللازمة لها بما فيها قضايا القوميات غير العربية وذلك جنبا الى جنب المسائل الاقتصادية والاجتماعية ومواضيع  النظم السياسية المستقبلية والعقود الاجتماعية الجديدة بين المكونات والدساتير المناسبة الضامنة ونحن في سوريا أيضا وبجميع أطيافنا المعارضة منخرطون في المناقشات وطرح المشاريع والبرامج عبر الاعلام ووسائل التواصل الاجتماعي بغية التوافق على حلول مناسبة لقضايانا التي خلفتها عقودا من الاستبداد .

   لم تسر عملية إعادة النظر في الواقع القائم ومواجهة حقيقة وجود مكونات قومية غير عربية في بعض البلدان الثائرة على خط مستقيم وكمثال في سوريا والجزائر ففي بلادنا اخترقت تنسيقيات الشباب بداية الانتفاضة السورية ( المحرمات الرسمية ) عندما رفعت شعارات في ( كفر نبل ودرعا وحمص وريف حلب وأماكن أخرى ) تحيي الشراكة العربية الكردية وعندما قررت اعتبار اسم احدى أيام الجمع ( جمعة آزادي ) ولكن بالمقابل كانت القوى التقليدية المهيمنة على المعارضة حذرة ومترددة للانفتاح على الكرد وتبني قضاياهم ومازالت الخلافات قائمة معها حول وجود الكرد وحقوقهم ومشاركتهم بالقرار والسلطة والثروة ،وفي الجزائر مازال شبان ( أمازيغييون ) من الثوار قيد الاعتقال لانهم رفعوا العلم الأمازيغي الى جانب العلم الجزائري في المظاهرات الاحتجاجية ضد نظام بوتفليقة البائد .

  الحلول الفدرالية بليبيا والسودان واليمن

    المسار الليبي
    تضمنت المبادرة المصرية الرؤية الأوضح لحل الأزمة بليبيا والتي طرحت بحضور ومباركة ممثلي البرلمان المنتخب والجيش الوطني الليبي وهي وبحسب مراقبين وإذا ما أُريد لليبيا أن تحافظ على وحدة أراضيها، فعلى الجميع الانتباه جيداً إلى أنها تنقسم إلى ثلاثة أقاليم، هي إقليم طرابلس الذي تسيطر عليه حكومة - الوفاق - ومن يقاتل معها من الميليشيات  و(إقليم برقة) في الشرق بحماية الجيش الوطني ومركزه بنغازي ، وإقليم فزان في الجنوب المنفتح على افريقيا  .

لا شك أن تلك الأقاليم مختلفة ومتباينة في تكوينها، ولا روابط قوية تجمع فيما بينها، الأمر الذي يدعو إلى ضرورة تأسيس دولة حقيقية فيدرالية موحدة بدستور جديد وبتمثيل يتناسب مع حجم ووضع كل إقليم .

  المسارالسوداني
حيث تم الاتفاق بداية الشهر الجاري في – جوبا – عاصمة جنوب السودان الذي استقل أيضا عن الخرطوم قبل أعوام وتلخصت أبرز بنود الاتفاق في وقف الحرب وجبر الضرر واحترام التعدد الديني والثقافي والتمييز الإيجابي لمناطق الحرب، وهي دارفور والنيل الأزرق وجنوب كردفان.
وتضمنت بنود تقاسم السلطة تمكين المناطق المتضررة من الاستفادة الكاملة من نحو 40 في المئة من عوائد الضرائب والموارد والثروات المحلية، في حين تذهب نسبة الـ 60 في المئة المتبقية للخزينة المركزية .
.
ونص الاتفاق كذلك على منح منطقتي النيل الأزرق وجنوب كردفان صيغة حكم ذاتي ( قريب من الفدرالية ) حددت من خلالها اختصاصات السلطات المحلية والفيدرالية .

المسار اليمني
قبل عدة أعوام قرر المؤتمر الوطني اليمني الذي شارك فيه معظم الأطياف وبمشاركة جامعة الدول العربية على أن يكون نظام الحكم فيدراليا وتتشكل ستة أقاليم بدل المحافظات وهي : إقليم أزال – إقليم الجند – إقليم تهامة – إقليم حضرموت – إقليم سبأ – إقليم عدن ، وتكون صنعاء العاصمة الاتحادية .

   عندما نعلم أن أنهارا من الدماء أريقت وتدمرت مدنا ومناطق بأكملها وتوقفت شرايين الحياة لأعوام حتى تمكنت الأطراف المعنية بتلك الدول الى طرح صيغ للحل قد تطبق وقد تواجه صعوبات وعراقيل ولكن مهما حصل فان الحلول المطروحة موضوعية وعادلة وصالحة لمستقبل الشعوب ومن شأنها وقف حمام الدم وتحقيق المصالحة الوطنية ووضع أسس جديدة لوحدة البلدان وعيش شعوبها المشترك في سلام ووئام .

  لاشك أننا نحن السورييون بأمس الحاجة الى التفاهم والتوافق والمصالحة الوطنية الشاملة على صيغ مناسبة تؤسس للعيش المشترك بين كل المكونات وعقد اجتماعي سياسي يحدد الحقوق والواجبات لجميع المكونات القومية خصوصا والاجتماعية عامة بوضوح  ومما يجلب الانتباه أن البعض من السوريين لم يكن يتصور أن دولا وشعوبا أخرى كانت تمر بظروف أصعب من الحالة السورية مثل ليبيا والسودان واليمن  تسبقنا في الاتفاق والتوصل الى صيغ ودساتير توافقية مما يجعلنا أن نبارك لهم من الأعماق وأن نحاول الاستفادة من تجاربهم في عملية المصالحة والسلام .

  تلك البلدان الثلاثة مثل سوريا متعددة الأقوام والديانات والمذاهب ونشبت فيها ثورات الربيع وتعاني من مخاطر الإسلام السياسي ولكنها تختلف عن بلادنا بثلاثة مسائل  : الأولى لم يحكمها حزب البعث ، والثانية جيوشها الوطنية لم تكن طائفية وحزبية وعقائدية ، والثالثة ليست محتلة مثل سوريا من جانب جيوش أربعة دول اثنان لهما حق الفيتو بهيئة الأمم وواحدة عضو بالناتو وأخرى زعيمة الشيعية السياسية ومحور المقاومة ( اللفظية ) ولذلك وكما أرى فان إمكانيات طرح الحلول والتحاور حولها وتطبيقها ستكون أسهل مما هو الحال عليه في بلادنا .

  وعودة الى الخيار الفيدرالي الذي أجمعت عليه المسارات الثلاث فلست مع نقل تلك التجارب لتطبيقها في بلادنا فلكل بلد خصوصيته وظروفه وأبعاده التاريخية والجغرافية ولكن من دون شك فان ذلك الخيار ( الفيدرالي ) أثبت نجاعته في بلدان أخرى في آسيا وأوروبا وهو النظام الذي يرسخ وحدة الشعوب والبلدان على أسس ثابتة لأنه يعتمد على الاختيار الحر للشعوب المعنية دون اكراه ونحن بسوريا نحتاج الى المكاشفة ومناقشة كل المشاريع والمقترحات والصيغ عبر المؤسسات الديموقراطية الشرعية التي تنبثق عن المؤتمر الوطني السوري الجامع المنشود .

150
نحن والشيوعييون السورييون
                                                                   
صلاح بدرالدين

  لابد وفي هذه المرحلة بالذات من اناطة اللثام عن بعض مراحل الماضي القريب ورايت ان الإحاطة بمسألة العلاقة الكردية مع الشيوعيين السوريين مفيدة خصوصا لجيلنا الشاب .
ابتلت حركة التحرّر الكردية في ثلاثة بلدان بأحزاب شيوعية رسمية ناصبتها العداء منذ أول ظهورها، ووقفت إما مع الأنظمة الاستبدادية الحاكمة في مواجهة الحركة الكردية من خلال جبهات وتحالفات، أو اتخاذ نفس مواقف الأنظمة تجاه وجود الكرد وحركتهم وحقهم بتقرير المصير، وهي: الحزب الشيوعي السوري، والحزب الشيوعي التركي، والحزب الشيوعي الإيراني “تودة”، ولكل منها قصص وحكايات قد يحتاج جمعها إلى مجلدات.
أما تفسير هذه الظاهرة فيختلف من رأي الى آخر، فهناك من يعيد السبب الى علة بالجوهر الآيديولوجي، وعدم مواءمته للبيئة الشرق الأوسطية، ولساحات كفاح الشعوب المناضلة من أجل الحرية، مثل الحركة الكردية، وهناك من يحذو حذو بعض (المؤمنين) عندما يعتبرون الإرهاب الإسلامي لا يعبّر عن جوهر الإسلام الحقيقي، أي اعتبار قيادات تلك الأحزاب الشيوعية من المنحرفين عن المبادئ الشيوعية الحقيقية، والجدل ما يزال مستمراً.
في تجربتنا المشخصّة بالحركة الكردية السورية مع الحزب الشيوعي السوري الرسمي، نرى أنّ برامج هذا الحزب مثل برامج حزب البعث وحركة الإخوان المسلمين وفصائل من حركة القوميين العرب والحزب السوري القومي الاجتماعي، لم تتضمن الإقرار بوجود الكرد السوريين كشعب من السكان الأصليين يستحق تقرير مصيره بإرادته الحرة، في إطار الوطن السوري الواحد، وذلك حسب المبادئ الأممية الواردة في وثائق الحركة الشيوعية وكتابات روّادها الأوائل.
(عشية تأسيس أول تنظيم حزبي كردي عام ١٩٥٧ الحزب الديموقراطي الكردستاني– سوريا)، كانت تنظيمات الحزب الشيوعي السوري مزدهرة في عدد من المناطق الكردية، وخصوصاً منطقة عفرين، وحينها قدمت مجموعة من الكوادر مذكرات إلى قيادتهم المركزية للسماح بإصدار نشرة دورية باللغة الكردية، فكان الجواب بالرفض، ثم ما لبث أن انسحبت مجموعات من الكوادر الرئيسة عن الحزب الشيوعي، ومن بينهم ثلاثة ساهموا في تأسيس الحزب الكردي وتبوؤوا المواقع القيادية، وبسبب الموقف السلبي للحزب الشيوعي من القضية الكردية السورية، خاصة، والقضية الكردية بالمنطقة، عامة، غادر العشرات صفوفه وانضموا إلى الحركة الكردية، بمعنى أنّ النخب الكردية انتقلت من حزب شيوعي إلى حركة رجعية، حسب تصنيف الكوسموبوليتيين الكرد بذلك الحزب.
مرة أخرى، وحسب مفاهيمنا السياسية كنا نعتبر الشيوعيين من أقرب التيارات السياسية إلينا، إلى أن توفر عامل سلبي هزّ تلك المفاهيم، وهو الشيوعيون الأكراد الذين انتهجوا خطّاً مخالفاً للتعاليم الماركسية اللينينية، حول المسألة القومية، وحق تقرير مصير الشعوب والقوميات، وانطبق عليهم وصف مؤلف كتاب “الرد على الكوسموبوليتية” عندما تناول السياسة الخاطئة لهؤلاء في مزاوداتهم الأممية على حساب القضية الكردية، ومهمتهم الأساسية التي كانت تقتصر على محاربة الحركة القومية الكردية.
كان رفاقنا الشيوعيون الكرد السوريون عينة نموذجية في هذا المجال إلى درجة أنّ الراحل “خالد بكداش” أمين عام الحزب الشيوعي السوري، يردّد أمام الرئيس حافظ الأسد في إحدى اجتماعات الجبهة “بأنّه كردي المنشأ ولكنه من العرب المستعربة”، حسب ما جاء في حواره مع “عماد نداف” بكتاب “خالد بكداش يتحدّث”، نافياً في الوقت ذاته وجود جزء من كردستان في سوريا.
كان موقف السيد “رمو شيخو” عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي السوري ومسؤول العلاقات الخارجية، معبراً بالكامل عن الاتجاه الكوسموبوليتي، وتصاعد سلباً منذ أن انضم حزبه إلى جبهة النظام، حيث كان يجاهر بفخر في المؤتمرات الحزبية، كما جاء حرفياً في تقريره كمسؤول لمنظمة الجزيرة إلى المجلس الوطني في دمشق تشرين الثاني 1971، وخلال تلاوة تقرير منطقة الجزيرة،(  وكلكم تعلمون أنّه لولا وجودنا كمنظمة قوية في الجزيرة لكان القوميون الأكراد أقوى بكثير مما هم عليه الآن متابعا .
ومعروف أننا أرسلنا من منظمتنا تسعة رفاق متطوعين للعمل الفدائي (الأنصار)، في حين لم يذهب من الجزيرة من قبلنا أيّ شخص لعند البارزاني ) ، وأكمل زميله يعقوب كرو، العضو القيادي في الحزب وفي الهيئة المسؤولة عن منظمة الجزيرة، ما بدأه زميله رمو شيخو بالقول: “إنّ منظمة الجزيرة منظمة باسلة نمت وتطورت من خلال صراع طبقي حاد، وحتى من خلال صراعها ضد الأفكار والميول القومية الكردية التي يحملها حزب البارتي " ويتابع : .”.
 " ففي القرى الكردية لا يوجد سوى الشيوعيون والقوميون الأكراد، والصراع هنا دائماً بين الموقف الطبقي والموقف القومي،" السيد رمو شيخو  يعتزّ بأنّ مهمة منظمته الأولى في الجزيرة هي محاربة الحركة القومية الكردية، كما كان من المطبلين للحزام العربي وتطبيقه، باعتباره يهدف الى بناء الكولخوزات الاشتراكية، وهو أول من نفذ الخطوة الأولية للحزام العربي في منطقته، عندما انتقل مع ثلاثين من رفاقه الحزبيين، من قرية -تل شعير- بمنطقة القامشلي، أرض الآباء والأجداد، إلى منطقة الجنوب، وتحديداً مزرعة قلعة الهادي، كما كان من المتعاونين مع أجهزة الدولة تحت مظلة الجبهة الوطنية التقدمية لصاحبها حزب البعث.
وقد بات معلوماً أنّه كان وراء دفع الطلبة الكرد الشيوعيين في البلدان الاشتراكية إلى محاربة جمعية الطلبة الأكراد في أوروبا، كما طالب الدول الاشتراكية رسمياً، كمسؤول عن العلاقات الخارجية لحزبه، بحجب المنح الدراسية عن الحركة الكردية، وحزبنا، الاتحاد الشعبي، على وجه الخصوص وقطع العلاقة معه.
حول موقف الشيوعيين السوريين من القضية القومية الكردية، يسرد النصير الشيوعي، حاكم كريم عطية، الذي كان أحد مسؤولي محطة القامشلي للحزب الشيوعي العراقي بين 1979- 1984، في مذكراته التي نشر أجزاء منها في منبر “الحوار المتمدّن” (13/10/2008) بالشكل التالي: “فمثلاً كان رفاقنا السوريون لا يحتفلون بعيد النوروز، ويعتبرونه عيداً قومياً للأكراد، لكن بطرق الحوار واللقاء وتبادل الخبرة، استطاع رفاقنا إقناع رفاق الحزب الشيوعي السوري بوطنية الجمع بين ما هو قومي وأممي. ومنذ ذلك الحين وبمبادرة من رفاقنا، خرج الشيوعيون الأكراد للاحتفال بعيد نوروز الذي كان يكبر مع الأعوام في تلك المناطق، حتى غدا رمزاً لكل الوطنيين في تلك المناطق”. إنّه لمن المنطق والبديهي جداً، أنّ الشيوعي الحقيقي والأممي المخلص، والماركسي اللينيني المبدع، هو من يلتزم بقضايا شعبه ويعتزّ بقومه وقوميته، وهو شرط لا بدّ منه حتى يكون نصيراً صادقاً للشعوب والقوميات الأخرى، مؤيداً لحقها في تقرير المصير.
                                               " ٢ "                 
                         
       قبيل انعقاد المؤتمر الثالث لحزبنا عام 1973, وفي طريقي الى القامشلي لحضور المؤتمر, وبعد وصولي دمشق قادما من بيروت, عبر الخط العسكري للجبهة الديمقراطية, مكثت حوالي الأسبوع لألتقي بقيادتي جناحي الحزب الشيوعي السوري (ابراهيم بكري- وعبد الوهاب رشواني) و (رياض الترك- ويوسف نمر) ودعوت الجانبين كل على حدة الى مؤتمرنا, الذي سنلتزم فيه بالماركسية أو توجيه رسالة, وطال لقائي مع- الترك- بحضور- نمر- ليلة كاملة, تباحثنا حول القضايا المشتركة والقضية الكردية, وانقسام الحزب الشيوعي والنظام الحاكم ومسألة المعارضة, وسألته عن مدى صحة معاداة السيد- خالد بكداش- لأنه من اصول كردية, فنفى ذلك بشكل قاطع وقال بتهكم, " هذا لا يصلح لا للعرب ولا للاكراد ". واقترحت عليه فكرة حزب شيوعي موحد جديد, ( نفس الفكرة طرحتها على  إبراهيم بكري وعبد الوهاب رشواني ) يضم اليسار الكردي بوضع تنظيمي خاص مثل التنظيم الكردي للحزب الشيوعي السوري أو أي ترتيب آخر, فلم ألق من الطرفين  استجابة جدية. .
استلمنا في المؤتمر رسالة تحية باسم الحزب الشيوعي, من جناح السيد- رياض الترك- وتليت ونشرت في الوثائق, مما خلق لدى الجناح الآخر انزعاجا واضحا.
 وفي سياق متصل بالموضوع, فاجأني الراحل- رمو شيخو- باتصال تلفوني من موسكو عام 1988, وكنت في منزلي بمدينة- يينا- بألمانيا الديمقراطية طارحا التالي: "لقد أنجزنا الترتيبات المطلوبة لاعلان حزب شيوعي- كردي, وننتظر أنا و- كريم أحمد- ( وكان عضو مكتب سياسي للحزب ش ع ) موافقتك" فأجبته هل هذه نكتة؟ لقد عرضنا عليكم الفكرة منذ عام 1965 أي قبل ثلاثة وعشرين عاما, فرفضتم بكل تهكم واستهزاء, وحاربتمونا بكل قواكم, ودعمتم اليمين الكردي, وتعاونتم مع السلطة ضدنا, وطالبتم القيادة السوفياتية بقطع العلاقة مع حزبنا, وحجب المنح الدراسية عن طلابنا, والآن جئت لتفاجئنا. فأجاب: نعم, حصلت أخطاء, ولكن أريد فتح صفحة جديدة. فأنهيت الحديث معه بالقول: لقد تأخرت كثيرا يا- أبا جنكو-.
  كانت علاقتي الشخصية حسنة مع المرحوم – أبو جنكو – مبنية على الاحترام المتبادل رغم الخلافات السياسية فوفي احدى المرات  جاء الى مكتبنا شاب من قرية – معشوق – بالجزيرة يحمل رسالة من أبو جنكو موجهة الي يطلب فيها مساعدة حاملها بمنحة دراسية  وهو رفيق شيوعي وكنا حينها نضع اللمسات الأخيرة على قوائم الأسماء فأضفت اسمه الى قائمة بلغاريا وفعلا وصل هناك واتم دراسته ولكن علمت انه ترك صفوف حزبه واصبح صديقا لمنظمة حزبنا هناك وقد نسيت اسمه ومن المؤكد ان رفاقنا الذين درسوا هناك يعرفونه .
  كان أبو جنكو صريحا معي في غالب الأحيان ، سألته مرة عن موقفه من مشروع عمل عليه المرحوم – الطالباني – بالتنسيق مع اللواء – علي دوبا – رئيس المخابرات العسكرية ورجل النظام القوي حينذاك بشكل سري يهدف الى تشكيل حزب كردي وكان لديهم قائمة بخمسين اسما من الكرد الموالين للنظام ومن كافة المناطق الكردية بسوريا والهدف كان معلوما : التخلص من حزب الاتحاد الشعبي المعارض للنظام وبناء حزب يدين بالولاء للطالباني ويعادي البارزاني وتجيير الكرد لخدمة النظام فأجابني أبو جنكو : نعم لدي علم وموافق على ذلك المشروع وكانت لدينا معلومات انه مشارك أيضا  .
كان للحزب الشيوعي العراقي احتراما خاصا لدى حزبنا, لأسباب مبدئية ولموقفه المتقدم تجاه القضية الكردية. وقد التقينا بقادتهم وبعض كوادرهم السياسية والعسكرية, خلال زياراتنا الى كردستان- العراق, والتقيت  بأمين عامه  السيد- عزيز محمد- فوجدته خلوقا ودودا يدخل القلب. ثم التقيت به في برلين خلال مشاركته مؤتمر الحزب الاشتراكي الألماني الموحد الحاكم .
التقيت بالسيد- عزيز- مرة أخرى في بيروت, وكنا ندعو ممثليهم الى مناسباتنا, حيث حضر السيد- فخري كريم- عضو المكتب السياسي حفلة تخرج دورة عسكرية كردية- فلسطينية في جبال الشوف. وفي عام 1997 وبعد نجاح الثورة الايرانية, طلب مني السيد- عزيز محمد- أن أساعد في ترتيبات سفر مجموعة من كوادرهم من أوروبا الى طهران عبر بيروت, فأمنت لهم تذاكر السفر من الراحل  السيد- ياسر عرفات- واعتقد انهم كانوا بين سبعة وعشرة أشخاص, وغادرت منزلي لأضعه تحت تصرفهم لمدة أكثر من اسبوع, الى أن توجهوا الى طهران, ومن ثم كردستان العراق. كما طلب مني السيد- عزيز محمد- مساعدة السيد- بهاء الدين نوري- في بيروت, لتأمين وارسال السلاح الى محطة القامشلي, ثم الى كردستان- العراق, عبر تركيا وبمساعدة حلفائنا في الحركة الكردية هناك, فعملت ما بوسعي وما هو أكثر من طاقتي, بقناعة وحماس .
   كيف لا وأن قادة ومؤسسوا الحزب الشيوعي العراقي الأوائل نشأوا على حب الشعب الكردي والاعتراف بحقوقه وهناك مقولة شهيرة لكل من ( فهد وسلام عادل ) لدى مخاطبتهما لشعب كردستان العراق ( قووا تنظيم حزبكم الديموقراطي الكردستاني .. قووا صفوف حركتكم القومية الكردستانية ..) وبالمقابل كان الشيوعييون السورييون والكرد منهم خصوصا يفتخرون بانهم يحاربون الحركة القومية الكردية في سوريا .
       منذ ان دخل الحزب الشيوعي السوري جبهة النظام لم يعد مستقلا  بل تابعا ومتبنيا سياساته رهذا ماحصل بخصوص الموقف من أية معارضة سلمية داخلية من اجل الإصلاح والتغيير الديموقراطي ، ومن القضية الكردية السورية ، ومن القضية الكردية بكردستان العراق ، ومن القضية الفلسطينية حيث شن النظام حربا على قوات منظمة التحرير الممثلة الشرعية لشعب فلسطين في لبنان وساهم في شق حركة فتح ودعم فصائل مصطنعة مؤدلجة مثل – الصاعقة – وواجه الحركة الوطنية اللبنانية وتعاون مع أعدائها وقام بتصفية الشخصية الوطنية المرموقة الشهيد كمال جنبلاط وكوكبة من الشيوعيين والديموقراطيين اللبنانيين بينهم جورج حاوي ، وتعاون مع ميليشيا حزب الله في مواجهة الوطنيين اللبنانيين ، وهيمن على ذلك البلد الجار ، كما قدم الدعم لقوى إرهابية عراقية لعرقلة العملية السياسية بعد القضاء على النظام الدكتاتوري ، وتعاون مع نظام آيات الله في ايران في بث البلبلة والفتنة المذهبية في المنطقة وبالأخير استقدم قوى نظامية وميليشياوية واستباحة السيادة لمواجهة الثورة السورية التي قامت سلمية ثم تحولت دفاعية بعد زج النظام كل قوى الدولة السورية لسحق المحتجين السلميين .
 ..  يتبع ..
                                                " ٣ "
                                                                             


إزاء كل تلك  الممارسات ( التي أوردناها بالحلقة السابقة )التي تعتبر إجرامية والسياسات المدمرة من جانب نظام الأسد الاب والابن خلال كل هذه السنوات الخمسين تقريبا لم نسمع أي موقف رسمي مغاير مختلف أو مناقض أو ناقد من كل تلك القضايا وماأكثرها من جانب الحزب الشيوعي الذي تحول أحزابا للأسف فقاطع ذلك الحزب أي طرف سوري ينتقد النظام ويسعى الى تغييره بل ناصبه العداء ، ولم يعترف بوجود شعب كردي سوري يقيم على جزء من وطنه التاريخي كردستان ويستحق حق تقرير المصير مثل سائر شعوب العالم ، ورفض التوقيع مع أحزاب الحركة الكردية السورية على مذكرة احتجاجية تدين النظام العراقي حول مجزرة حلبجة ، وكان موقفه من الثورة الكردية بقيادة الزعيم مصطفى بارزاني مطابقا لموقف النظام الحاكم  وهذا غيض من فيض المواقف اللامبدئية .
  كنا كحزب طيلة تلك المدة نجاهر بمو اقفنا المبدئية الثابتة خلال لقاءاتنا بالحزب الشيوعي حول شعبنا وقضيتنا الخاصة والقضية السورية عامة ، وحتى لايفسر البعض مانرمي اليه خطأ ويتهمنا ( بمعاداة الشيوعية ) نقول نحن التزمنا بالنظرية الماركسية وكنا فصيلا كرديا من اليسار القومي الديموقراطي وصادفنا أجنحة من ذلك الحزب أكثر انفتاحا مثل جناح ( مراد يوسف – منظمات القاعدة ) وكذلك الامر بالنسبة لمجموعة المناضل الشيوعي الصلب – جريس الهامس – الذي تعاوننا سوية ودافع كمحامي عن معتقلينا حتى ظهرت – رابطة العمل الشيوعي – التي اتخذت مواقف مبدئية تجاه شعبنا وقضيتنا وأقرت حق تقرير مصير الشعب الكردي في سوريا ونشرت ذلك في وثائقها .
  من جانب آخر كنا نرغب أن يتراجع النظام عن مواقفه الدكتاتورية الاستبدادية ويعود الى الشعب السوري ليقرر مصير البلاد ولو فعل ذلك مبكرا لما حصل كل تلك الجرائم منذ اكثر من عشرة أعوام وحتى الان ( ملايين الضحايا والمهجرين وتدمير اكثر من نصف البلاد واحتلالات وخرق السيادة والتمزق والفتن والانقسامات .. ) – من المؤكد ان شركائه في الجبهة والحكم يتحملون أيضا بعض المسؤوليات - ولم نقف يوما عائقا أمام خيار إيجاد حل للقضية الكردية على أساس الاعتراف بالكرد وجودا وحقوقا وتثبيت ذلك بالدستور بعد إزالة آثار الاضطهاد القومي الذي مورس لعقود وقد تجاوبنا بداية الثمانينات مع توسط أصدقاء فلسطينيين وتحاورنا ( للمرة اليتيمة الأولى والأخيرة ) مع القيادة السورية على أعلى المستويات وعلمنا مسبقا ولاحقا كذب وخداع هذا النظام الاجرامي الماكر .
   
                         
    " وثيقة "
نص التقرير الذي رفعته لجنة العلاقات الخارجية لدى اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوفيتي في 13 – 4 – 1984 الى لجنة المكتب السياسي للشؤون الاستراتيجية والايديولوجية.
"مترجم عن النص الروسي الأصلي الموجود بحوزتنا (المؤلف)."

( حول السؤال عن حزب الاتحاد الشعبي الكردي في سوريا 

اضافة الى المعلومات التي تملكونها من المصادر المختلفة, نرى من الضروري إضافة بعض النقاط الجزئية التي تسلط الضوء على الموقف السلبي الذي تكون حول هذا الحزب في الاتحاد السوفيتي وبصورة خاصة من قبل المجلس السوفيتي العام لشؤون طلبة الاجانب, والمجالس التابعة له.
اصبح معلوما لدينا بأن /رمو شيخو/ عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي السوري قد أبدى في حديث شفهي عام /1982 موقفه السلبي من الامين العام للحزب الكردي صلاح بدرالدين الذي لا يستطيع أن يطيقه وخاصة بسبب وعيه السياسي العالي, حيث أن مقالات صلاح بدرالدين تنشر دائما في الصحافة الدورية التقدمية اللبنانية والفلسطينية.
في عام 1983 اتهم / رمو شيخو/ الحزب الكردي بالارتباط مع الاشتراكية الدولية ولم يقدم اية دلائل تثبت ذلك. مازالت الدعاية مستمرة من عام 1977 من قبل الاطراف والعناصر ذات المصلحة لتلبيس تهمة ارتباط صلاح بدرالدين مع الرئيس العراقي صدام حسين, وعملياً لا تقدم اية حجج مقنعة.
لا يجوز النظر بشكل جدي الى الاتهامات السياسية المبنية على الاغراض الشخصية لمسؤولي المجموعات المختلفة والمتباينة, هذا يعني ان هذه الاتهامات مبنية بقدر اكبر على النواحي العاطفية لبعض القضايا المرتبطة بالوضع الداخلي في العراق.
يتكون لدينا نظرة بأن وظيفة هذه الجوقة هي عزل الحزب الكردي عن الاتحاد السوفيتي, وتغذية الرفاق السوفييت بالمعلومات الخاطئة حول حقيقة خط ومواقف هذا الحزب.
صدام وصلاح لم يلتقيا أبداً وجها لوجه. أما اللقاء على مستوى منظمة البعث في لبنان لا يجوز تقييمه كأتفاق بين الحزب الكردي وفرع البعث العراقي, والاكثر من ذلك كموافقة... على قتل الاكراد.
من الضروري بحث كل هذه الوقائع بشكل دقيق ومفصل, لا من موقف الحزب الشيوعي السوري والقوى الواقفة من ورائه, والتي لها مصلحة في ذلك, وإنما من موقف الحفاظ على التحالف مع القوى الديمقراطية المستعدة للتعاون مع الطرف السوفيتي, أن تعقيدات القضية الكردية لا يمكن أن تكون عقبة امام هذا البحث والتوضيح.
نذكركم بانه في عام 1976 كان للقوى الوطنية اللبنانية علاقات جيدة مع العراق, اما العلاقات مع سورية فكانت متدهورة, على مستوى منظمة الحزب الكردي في لبنان (قاتلت في صفوف القوى الوطنية اللبنانية ضد الميليشيات مما أثارت غضب الميليشيات واصبحت تتهجم عليهم بشكل حاد) لم تستطع أن تقف ضد القيادة العراقية, أما على مستوى الحزب (توجد مواد) أبدى عدم رضاه على سياسة تهجير الاكراد الى المناطق الجنوبية العراقية, وابدى دعمه للحركة الكردية في العراق.
لجنة العلاقات الخارجية لدى اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوفيتي )
  بتصرف عن : كتابي – الحركة الوطنية الكردية السورية – مذكرات – الجزء الثاني
 منشورات : رابطة كاوا للثقافة الكردية – أربيل – كردستان العراق - ٢٠١١









 

151
عودة الى موضوعنا السابق
                                                             
صلاح بدرالدين


    الغريب أن بعض المعروفين بالللعب  على أكثر من حبل مثل صاحب – منصة موسكو – يستمر بالخداع والتضليل فمن جهة كان ومازال جزء من نظام الاستبداد الاسدي الذي حل بموسكو من خلال ترتيب مدروس ويدعي في بعض المناسبات أنه من المعارضة وعندما تقتضي حاجته يصبح – شيوعيا – ويعمل لدى الطغمة المافيوية المحتلة لبلادنا والحاكمة في موسكو على أساس أن الطغمة مازالت ( سوفييتية )!!؟؟ نعم بهؤلاء وأمثالهم ابتلى الشعب السوري .

  " – في تلك الفترة ( ستينات القرن الماضي ) وخلال لقاء بدمشق مع – مراد القوتلي – عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي السوري في مكتبه وبعد انتهاء اللقاء الذي تضمن أساسا مناقشة مخطط الإحصاء والحزام دخل – فؤاد قدري جميل باشا – وكان يعتبر نفسه قريبا من الشيوعيين ويعمل أيضا مع النظام فتدخل ووجه كلامه للقوتلي : " لاتصدقوا هؤلاء قومييون كرد ويبالغون فماقررته السلطات صحيح وعادل يجب عودة كرد الجزيرة الى ديارهم الذي جاؤوا منها ثم أجبته بعد استغرابي الشديد : اذا كان صحيحا ماتقوله فانت كنت آخر من دخل سوريا فابدأ بنفسك أولا " طبعا بدت على معالم وجهه الغضب من دون ان يرد والآن فان خليفته – قدري جميل – يسير على خطى أبيه ) .

  أثار السطر الأخير من هذا المقطع من مقالتي الطويلة – حقائق غير منشورة حول الإحصاء والحزام – حفيظة السيد – قدري جميل – صاحب منصة موسكو وأقول السطر الأخير الذي تضمن اسمه حيث شن هجوما مبتذلا سوقيا علي في جريدته – قاسيون – تحت اسم – رمزي السالم -  فقط للدفاع عن نفسه من دون أية إجابة حول موقف والده الاشكالي وكذلك سياساته المعروفة التابعة لكل من نظام الاستبداد القاتل والمحتل الروسي الذي يستمر بالاجرام بحق السوريين .

  سيرة وانفتحت 
                                                ( ١ )
   بعد حصولي على شهادة البكالوريا كانت رغبتي أن أستكمل دراستي وبحكم علاقات الصداقة بين المرحومين والدي والسيد قدري جميل باشا أخذ أوراقي وابلغني أن اقابل ابن أخيه – فؤاد قدري – بدمشق بعد شهر وفي أواخر عام ١٩٦٥ توجهت الى دمشق ثم الى منزل المذكور والتقيت هناك بالمرحومين – د عزيز فرمان وخورشيد خباز – وحضرا لنفس الغاية ثم ابلغنا نحن الثلاثة بان نجهز انفسنا للتوجه الى موسكو بعد ثلاثة أسابيع .

 وانتقل الحديث الى مجال سياسي حيث سالنا عن الوضع بالجزيرة فاجبته ان السلطة تضطهد الكرد وتحرمهم من الجنسية والأرض فنهرني بشدة ونفي أي شيئ من هذالقبيل فاكدت له مع الشواهد وناولته بيانا كان أصدره ( البارتي اليساري ) حول مخطط محمد طلب هلال وسألني هل تريد الدراسة بالاتحاد السوفييتي وانت تحمل مثل هذه الأفكار  ؟ وبعد خروجنا عاتبني زميلي لانني ناقشته وابديا القلق من الحرمان من المنح وبعد نحو أسبوعين استلمت رسالة من سفارة الاتحاد السوفييتي بدمشق عبر البريد تتضمن اعتذارا عن عدم قبولي وذهب الزميلان الآخران واكملا دراستهما وقبل رحيل الدكتور فرمان بمدة التقيته بدولة الامارات وسهرنا واستذكرنا ماحدث وأخبرني أنه بصدد تسجيل بعض ذكرياته وبينها هذا الموضوع على أمل نشرها ولكن القدر لم يمهله بكل أسف .
                                           ( ٢ )
  في بداية عام ١٩٦٦ بادرت قيادة  ( البارتي الديموقراطي الكردي – اليساري ) بتنظيم وفد شعبي بمحافظة الحسكة ودعوة  الفعاليات السياسية والوجاهات والشخصيات الاجتماعية للتوجه الى دمشق وتسليم مذكرة الى رئيس الحكومة ( يوسف زعين ) وكلفتني بعضوية الوفد باسم الحزب وبعد وصولنا الى دمشق وكنا نحو ٢٣ شخص من ( ديريك وحتى رأس العين والحسكة ) حيث عقدنا اول لقاء في الفندق واقترحت على الحضور مناقشة المذكرة التي أعددناها وكانت تتضمن مطالب مثل : إعادة الجنسية لمن حرموا منها وعدم حرمان الفلاحين الكرد من الإصلاح الزراعي وتخفيف الإجراءات الأمنية الاستثنائية وغيرها فوافق الجميع على كل بنودها مع الاتفاق على أن ألقي المذكرة باسم الوفد على مسامع – زعين – .

    وبعد الانتهاء فوجئنا بحضور شخص رفض الحضور بالبداية وبرفقته – فؤاد قدري – فأعلمناهم بنص المذكرة – على سبيل الاحترام – فاعترض ذلك الشخص على البندين الأساسيين : إعادة الجنسية وتوزيع الأراضي وبعد أن لم يستجب له أحد اقترح أن يقوم – فؤاد – بطلب الموعد لعلاقاته الواسعة مع السلطات حسب قوله  فلم نعترض وقد شعرنا على الفور بوجود أمر مريب .

   للأسف نسيت أسماء معظم أعضاء الوفد ولكنني لن أنسى الموقف المشرف لبعض من أتذكرهم من الوطنيين المستقلين  وهم : كاظم حسين أسعد وعبدالرحمن اوسو وكنعان عكيد والأخير  قال بالاجتماع : قد نختلف مع حزب الأخ  صلاح ولكن نحن مع المذكرة ومع وحدة الوفد واستجبنا للمبادرة وهي في محلها ولمصلحة شعبنا .

    وفي اليوم التالي جاءنا – فؤاد قدري – ليخبرنا أن رئيس الحكومة يعتذر بسبب الانشغال ، فعقدنا اجتماعا لكل الأعضاء وناقشنا كل الاحتمالات والخيارات وفي اليوم التالي وصلتنا معلومات أن ذلك الشخص كان موفدا للتخريب على الوفد بالتعاون مع – فؤاد قدري – وهو من أبلغ السلطات ان الوفد يحمل مطالب قومية وقام بتنظيمه حزب يساري معارض للنظام ثم اتفقنا على ان يمضي كل في سبيله لتفادي الاعتقال .
                                                  ( ٣ )
  زرت الراحل الشخصية الوطنية المحبوبة قدري جميل باشا منتصف الستينات  ( وهو عم فؤاد قدري ومربيه بعد وفاة والد الأخير ) بمنزله في حي ركن الدين – الاكراد – بدمشق ووجدته منكبا علي استكمال كتاب مذكراته ( دوزا كردستان – طريق أو دعوة كردستان ) وفي سيرة الحديث وعدته اننا سنترجم وننشر كتابه مستقبلا وفعلا أوفينا بوعدنا بعد ذلك حيث قامت – رابطة كاوا للثقافة الكردية – بترجمته ونشره ثم أبدى اسفه لان – فؤاد – حجب منحتي الدراسية وكان يعلم السبب وقال علاقتي ليست جيدة معه وهو ناكر الجميل وليس مع فكرنا حول الكرد والقضية الكردية فأجبته مع كل الشكر لكم قد يكون ذلك من حسن حظي حيث الان منخرط بالعمل النضالي في سبيل قضايانا .
                                                 ( ٤ )
  بعد أعوام وفي بداية الحرب الاهلية بلبنان ولست أتذكر بشكل دقيق ولكن اعتقد بين عامي ١٩٧٥ و ١٩٧٦ كنت مع مجموعة من رفاق منظمة حزبنا بلبنان وبينهم الرفيق مصطفى جمعة بسيارتين متوجهين لزيارة أحد الأصدقاء بمنطقة الخندق الغميق الملاصقة لمركز بيروت ومررنا بالقرب من كاراج بيروت – دمشق وإذ أشاهد أمامي – فؤاد قدري – ينتظر دوره للسفر فتوقفنا ونزلت واتجهت نحوه ومعي بعض الرفاق من حراسنا المسلحين فتفاجأ صاحبنا وقد يكون قد تصور أسوأ الاحتمالات فسلمت عليه وبينت له اننا مستعدون لأية مساعدة فشكرني وقال انتظر لاستكمال ركاب دمشق فتوجه الشباب الى السائق وأكملوا له اجرة راكبين على أن يجلس – فؤاد – بجانبه لوحده وودعته وهو ينظر الي مندهشا ذكرت هذا الحادث لابرهن اننا مسالمون ولسنا منتقمون من أحد ونحب شعبنا ونتقبل الاختلاف في الرأي والموقف .

  ماذكرته أعلاه بشكل موضوعي ليس تهجما أو إساءة لأحد بل شهادة للتاريخ وتعبير عن حالة سياسية كانت قائمة بل متحكمة في تصرفات السييد – فؤاد قدري – من جهة كان يعمل وسيطا في تجارة السلاح السوفييتي وكان عليه من اجل تحقيق مايصبو اليه من أرباح إرضاء طرفين : الأول هو النظام والثاني : الحزب الشيوعي بزعامة خالد بكداش وكان ذلك له ثمن وهو ماجئنا على سيرة البعض منه واذا كان ( الولد سر أبيه ) فقد سار الابن على خطى الوالد المزدوج والفرق هو أن الأول لم يتعاون مع طرف محتل لبلاده أما الثاني فأصبح ( فيشيا ) حتى الثمالة .
 
 

152
قراءة في صفحات من ماضي الكرد السوريين القريب
                                                                         
صلاح بدرالدين

   سبق وأشرنا مرارا وتكرارا الى ضرورة مناقشة الماضي الذي حوره الشوفينييون وشوهوا جوانب منه وشاركهم بذلك عن ( جهل أو قصد ) بعض الأقلام الكردية هناك الكثير في تاريخ شعبنا يحتاج الى أكثر من وقفة وتوضيح ومتابعة عبر النقاش العلمي الموضوعي الهادئ .

   سرخت وبنخت

   ( كلمتان كرديتان ترجمتهما العربية تعني – فوق الخط وتحت الخط – فقبل ترسيم الحدود السورية التركية بعد انهيار الإمبراطورية العثمانية كان التعريف الشعبي المحلي غير الرسمي يعتبر خط السكك الحديدية الممتد من سوريا الى العراق مخترقا الأراضي التركية في عدة مواقع الذي وضعته ألمانيا لاستخدامه للأغراض العسكرية منذ الحرب العالمية والذي مازال قائما حتى الآن بمثابة الحدود الافتراضية التي  تفصل بين سوريا وتركيا خصوصا في منطقتي الجزيرة وكوباني  والملفت للنظر فان الكلمتين مازالتا قيد الاستعمال في الوسط الشعبي الكردي بالرغم من مرور أكثر من قرن ) .

  بعد انعقاد كونفرانس الخامس من آب ١٩٦٥ ونجاحه في تصحيح المسار وإعادة تعريف الشعب والقضية والحقوق واعتماد الشفافية أمام الشعب وقطع أشواط في بلورة  المشروع القومي والوطني ومد جسور العلاقات القومية والوطنية والأممية بصورة واضحة وعلى الأسس المبدئية السليمة لم يبق أمام اليمين الكردي الحزبي بعد تراجعه وتقوقعه في محيط ضيق وعجزه عن تقديم الحجج والبراهين المقنعة في صراعه مع اليسار القومي الديموقراطي الا التمسك بأوراق بالية مفرقة للصفوف وحينذاك وكان الصراع الفكري والسياسي بأوجه بدأ مسؤولو الحزب اليميني باعتماد الهجوم على كرد ( سري ختي ) وتحميلهم المسؤولية وقد واجهت شخصيا أحد مسؤولي اليمين عندما قال : أنتم أهل – سرخت – ( فوق الخط ) سبب المشاكل فكان جوابي السريع : عليك ان تشكرهم فلولاهم لما كنت تشعر الآن بانك كردي .

  لقد تذكرت هذه الواقعة عندما قرأت بهذه الأيام بأكثر من مناسبة وبعد نحو خمسين عاما تهجم البعض على أبرز قياديين من مؤسسي التنظيم الكردي السوري الأول وهما ( آبو وصمان صبري ود نورالدين ظاظا ) واعتبارها غرباء ومن كردستان تركيا والتنديد بتدخلهما بشؤون الكرد السوريين فما هي حقيقة هذه المسألة بجانبها التاريخي واطارها الجغرافي ؟ ، وماصلتها باتهامات النظم والحكومات السورية المتعاقبة للكرد السوريين بانهم متسللون ولاجئون وأجانب ؟ وماالعلاقة بين مايروج له الآن وبين مانادى به زعيم – ب ك ك – أوجلان بإعادة كرد سوريا الى موطنهم الأصلي بالشمال بثمانينات القرن الماضي عندما كان ضيفا على أهل الأسد ونظامه ؟ ثم ماصلة كل ذلك بالترتيبات الجارية الآن من جانب النظام والمحتلين حول مايسمى ( شمال شرق سوريا ) أو ( شرق الفرات ) ؟ .

 المسألة في سياق الثابت التاريخي والمتحول الجغرافي 

  مهما قيل وكيف مايحدث وامام كل مايمارس على الصعيد العملي من جانب النظام الشوفيني الحاكم في سوريا وغيره من نظم المنطقة في الدول المقسمة للكرد ووطنهم كردستان تبقى حقائق التاريخ ثابتة وشاهدة وأبرزها ان الكرد شعب من سكان المنطقة الأصليين وتعرضوا الى التقسيم في حالتين رئيسيتين بالحالة الأولى خلال الصراع العثماني الصفوي وخاتمتها معركة جالديران في القرن السادس وفي الحالة الثانية الى أربعة أجزاء نتيجة اتفاقية سايكس – بيكو عام ١٩١٦ .

   طوال هذه المدة التي تمتد عقودا وقرونا كان الكرد بقبائلهم وعشائرهم وبدوهم ( الكوجر ) يتنقلون في طول وطنهم وبيئتهم وعرضها  التي ترعرعوا فيها بين الجبال والسهول والمرتفعات والوديان بحرية تامة أو بوسائل أخرى عند الشدائد وبالرغم من تثبيت خطوط الحدود الوهمية ثم الافتراضية ثم الحقيقية المحروسة بالعسكر والجندرما والقوانين الزجرية العقابية فان الانسان الكردي لم يتوقف امام تلك الحواجز التي وضعت بالضد من ارادته ومن إرادة الشعوب الأخرى أيضا وينطبق الأمر على المناضل والسياسي والشاعر الكردي أيضا فترى ابن السليمانية والمقيم باستانبول شريف باشا مثلا يمثل كرد الأجزاء الأربعة من كردستان في مؤتمر الصلح بباريس وقبله ترى – أحمدي خاني – يعبر بشعره القومي الجميل عن إرادة الكرد جميعا في تقرير المصير .

  نعم قد يتم تزوير التاريخ من جانب المنتصر ولكن لن يتم تبديله أو تغييره أبدا أما الجغرافيا فتتقلص وتتمدد ولكن بنهاية الامر لن تتجاوز مسلمات التاريخ وثوابته مهما طال الزمن هذه الحقيقة تنطبق على سائر شعوب المنطقة وبلدانها وماحصل للكرد من إبادة وتهجير وغزو وانتقال وعودة وحرمان حصلت باشكال مطابقة ومختلفة لشعوب المنطقة أيضا وما جرى بين الحدود السورية التركية مابعد العهد العثماني الافتراضية منها والرمزية والواقعية جرى بين حدود سوريا مع لبنان والعراق والأردن وتركيا وفلسطين أيضا .

  مجريات الحالة الكردية السورية

  التواصل لم ينقطع يوما وفي كل المراحل التاريخية بين كرد المنطقة بفعل أواصر القربى واللغة المشتركة والمصالح المتبادلة وإرادة التحرر والخلاص وتجلى ذلك خلال الحقبة الأيوبية التي جمعت أهل مناطق شيروان ورواندوز والجزيرة وآمد وهكاري وحلب في صفوف القوى المدافعة عن المنطقة ضد المعتدين الغزاة وكذلك خلال العهد العثماني حيث التفاعل كان مستمرا بين كل الولايات الكردستانية بمافي ذلك التمازج السياسي والاجماع على المفاهيم القومية والتشارك في تأسيس الجمعيات والمراكز الثقافية ولم يتوقف ذلك بمجرد انهيار الإمبراطورية العثمانية حيث ظهور حركة – خويبون – القومية كان تجليا واضحا حيث اجتمع فيها الكردي الذي أصبح من التابعية السورية أو التركية أو العراقية .

  لاأحد ينكر لجوء العديد من الزعامات القبلية والعشائرية المتنورة والحاملة للفكر القومي وكذلك أفرادا متعلمين الى سوريا في عهد الانتداب الفرنسي وقبله وبعده عندما كانوا يواجهون بالحديد والنار من جانب نظام أتاتورك خصيصا الذي أعلن الحرب  ضد الكرد والارمن ولكن عندما وصلوا الأراضي السورية استقروا لدى أقربائهم واهلهم الكرد السوريين فهم كانوا بحجم الافراد والمجموعات الصغيرة وكانوا مجربون في المواجهات العسكرية وبعضهم على دراية بتنظيم الجمعيات والمؤسسات الثقافية في استانبول وآمد ونقلوا معهم تجربتهم لتعزيز الحركة الكردية السورية فيما بعد وحركة – خويبون – مثالا .

  الحركات القومية مثلها مثل الحركات الأممية العابرة للقارات والامم والإسلامية العابرة للشعوب والبلدان هي أيضا تتميز بالشمولية أي تشمل كل المنتمين الى القومية الكردية ان كانوا من تركيا او سوريا او العراق أو الاتحاد السوفيتي السابق أو بالشتات فترى مثلا المسيحييون اللبنانييون تصدروا الحركة القومية العربية  ( العازوري والبستاني ووو) وكان لدعواتهم القومية الوحدوية اتباع في معظم البلدان العربية من سوريا الى العراق الى مصر وفلسطين .

  لدينا أيضا في حركتنا تجربة مماثلة فقد كان ل – حمزة مكسي – و - ممدوح سليم – الآتيان  من كردستان تركيا والشاعر  - هزار موكرياني – الآتي من كردستان ايران مرورا بكردستان العراق اللذين اقاموا  طويلا بين كرد الجزيرة ودمشق دور في اليقظة القومية لدى قطاعات من كرد سوريا بالإضافة الى الدور المميز ل – أوصمان صبري – ولعائلة  – بدرخان باشا – بنشر الوعي القومي وكتابة أول الف باء باللغة القومية ونشر الوعي القومي تحديدا في منطقة – كوباني – وعائلة - جميل باشا – ونشاطاتها في منطقة الجزيرة  مع  – د نافذ واخيه د نورالدين – وكذلك الدور التنويري ل د – نوري ديرسملي  - في جبل الاكراد وعفرين  .

  لقد كان لكل أولئك الذين أدرجت أسماؤهم أعلاه مع آخرين قد تكون أسماءهم طي الكتمان أو النسيان الدور الأساسي في تحقيق اليقظة القومية التنويرية بين أوساط النخبة – القبلية – والزعامات – العشائرية – مثل آل بوزان بك وآل حاجو وغيرهما من العائلات ووجهاء منطقة عفرين  الذين تجاوبوا سريعا في تلقف الفكر القومي حسب مقتضيات ذلك الزمان وقد سبقهم الى ذلك النخبة المتعلمة من الكرد السوريين في المناطق الثلاث إضافة الى كرد دمشق .

  ردا على الاتهام المردود الظالم الموجه لهما بالتدخل في شؤون الكرد السوريين أقول لم يقم كل من الراحلين – اوصمان صبري ود نورالدين ظاظا – الا بواجباتهم القومية التنويرية والنضالية ولم يقتحما الحركة الكردية السورية ويفرضا انفسهما بقوة السلاح بل قاما مشكورين بالمشاركة بتأسيس أول تنظيم سياسي وانتخب الاثنان سكرتير ورئيس الحزب الجديد ( ١٩٥٧ ) فاذا كان الاتهام نابع من كونهما من التبعية التركية قانونيا فهو باطل لان الاثنين كانا يحملان الجنسية السورية وحتى لو لم يكونا كذلك فا المدة التي أقاموا فيها بسوريا تمنحهم الحق حسب القانون الدولي باكتساب جنسية البلد اما اذا كان مستندا الى الأصل القومي فكلاهما كردييان .

  والرجلان وخلال عملهما في الأطر التنظيمية التزما بمنهاج الحزب مع احتفاظ كل منهما بمواقف شخصية خاصة بهما حول مستقبل القضية الكردية وكان لهما ( كل على انفراد ) كل الحق بعد الخروج الطوعي من اطار التنظيم الحزبي أن يمارسا قناعاتهما حسب اختياراتهما الحرة وهذا ماحصل .

  نعم هناك تدخلات حصلت وتحصل حتى الآن بشؤون الكرد السوريين وحركتهم من جانب أحزاب آيديولوجية وحركات مسلحة من أجزاء أخرى من كردستان تحاول تصفية ارث وتاريخ وتقاليد الحركة الكردية السورية وتفرض أجندات غريبة عليها هذا النوع من التدخلات يجب الوقوف ضدها وادانتها ومنعها من تحقيق أهدافها بالطرق السلمية وبالفكر والثقافة والحجة المقنعة   .

153
المنبر الحر / وفاء لتاريخ حركتنا
« في: 19:18 15/10/2020  »
وفاء لتاريخ حركتنا
                                                             
صلاح بدرالدين

   انحراف الأحزاب الكردية السورية الراهنة ( خمسون حزبا ) لاتقتصر على الجوانب الفكرية والسياسية والثقافية بل تتعداها الى جوانب أخرى مثل قراءة تاريخ الحركة الكردية وتفسيره ودور الأفراد في تسطير ذلك التاريخ لذلك فان التصدي لهذا الانحراف الأخطر ( التزييف ) واجب كل المثقفين خصوصا الاختصاصيون منهم أو المتابعون .
 
   جنبا الى جنب التشويه المتعمد لتاريخ سوريا وكردها من جانب النظم الحاكمة طوال عقود يحاول بعض الكرد تزييف حقائق نشوء وتطور المنظمات الكردية والروافع النضالية منذ حركة – خويبون – مرورا بقيام التنظيم الحزبي الأول وحتى الآن وذلك حسب مقتضيات دعائية حزبية أو غيرها واستهداف شخصيات قيادية مؤثرة كان لها دور في المسيرة الكفاحية بمراحل معينة أو رفع شأن آخرين بشكل مزاجي ومن دون مبرر .

  لابد من التصدي الحازم للعابثين بتاريخ حركتنا الكردية السورية عن جهل أو سابق إصرار أو لأسباب آيديولوجية أو منافع حزبية  ونشر المعلومات المضللة وغير المعتمدة على مصادر موثوقة حول خلافات قيادة ( الحزب الديمقراطي الكردستاني – سوريا ) وخصوصا ماينشرونه بشأن خلاف الراحلين ( عثمان صبري ود نورالدين ظاظا ) قبل مايقارب السبعين عاما وبعض هؤلاء العابثين لم يكونوا قد خلقوا بعد وكذلك ادعاء أحد الأحزاب الراهنة بانه امتداد تنظيمي للحزب الأم مع أن نحو عشرين عاما يفصل بين ظهوره وبين ميلاد الحزب الأم .

  وحتى تكتمل شروط إقامة مؤسسة مستقلة من ذوي الاختصاص لكتابة تاريخ الحركة الكردية السورية اعتمادا على المصادر العلمية والوثاق والقرائن فانني أرى والى ذلك الحين  أن يساهم كل مطلع من جانبه بقطع الطريق أقله على كل من يعبث بأي جانب من ذلك التاريخ ، وبحكم اطلاعي ومعايشتي لمعظم القيادات من الرعيل الأول واستجابة لطلبات العديد من الأصدقاء علي أن أوضح بعض الأمور مع الاستعداد الكامل لتلقي كل الملاحظات والتوضيحات ومناقشتها بموضوعية من جديد ان اقتضت الحاجة .

أولا – في عدد من المناسبات قرأت كتابات وبيانات صادرة من قيادة وأعضاء  ( الحزب الديموقراطي الكردستاني – سوريا ) الحديث المنشأ تزعم أن حزبهم امتداد تنظيمي للحزب الأم وبصورة مفاجأة وبعد مضي اكثر من نصف قرن نشهد ( حركات ) غير موفقة بهذا الصدد واعتبار الراحل د نورالدين ظاظا  سكرتيرا أسبق لهم وايحاء البعض بإشارات ضمنية على تعظيم  مواقف المرحوم ظاظا في مواجهة غريمه ( المزعوم ) الراحل عثمان صبري وبما أن هؤلاء يفتقرون الى تاريخ نضالي يلجؤون الى – تبني - تاريخ الآخرين ولو على سبيل الاستعارة وبغفلة من الحقيقة  .

  ثانيا – الحزب الأم ( الذي يدعي الحزب الحديث العهد المسمى بنفس الاسم القديم منذ عدة أعوام ومن خارج كردستان سوريا ) ظل متماسكا وموحدا حتى عام ١٩٦٥ أي خلال ثمانية أعوام من عمره ثم غادره الجناح اليميني واستقل كحزب آخر واستمرت الشرعية الحزبية بقرارات من الكونفرانس الخامس تحت اسم  ( البارتي الديموقراطي الكردي – اليساري ) أي نفس الاسم القديم مضافا اليه ( اليساري ) تميزا عن اليمين الذي احتفظ بالاسم القديم وظل الأمر على هذا المنوال حتى عام ١٩٧٠ عندما انعقد المؤتمر التوحيدي في – ناوبردان – كردستان العراق لتوحيد الحزبين واضافة كتلة من المستقلين ولم يدم التشكيل الجديد وانفرط عقده بعد انسحاب اليمين ثم اليسار أي عمليا انتهى مشروع وحدة حزبين ينتميان الى الحزب الأم طبعا هناك تفاصيل أخرى وتعقيدات لامجال لذكرها الآن ولكن يجب القول أن مشروع الحزب الجديد لم يكتمل ومنذ انفراط عقد حزبي اليمين واليسار لم يعد الوريث الشرعي موجودا الا بالأفكار والمواقف السياسية المبعثرة هنا وهناك  ثم حصلت انشقاقات في صفوف اليسار واليمين وظهرت أحزاب جديدة فاقت أعدادها الخمسون حزبا .

   ثالثا – في الوقت الذي أحيي الزعيم كاكة مسعود بارزاني على لفتته الكريمة بكلمته المنشورة قبل يومين حول ذكرى رحيل د نورالدي ظاظا أحد مؤسسي الحزب الكردي السوري الأول واشادته بتاريخ هذا المناضل ورفاقه الآخرين من الرعيل المؤسس ، ودعوته الكريمة بهذه المناسبة الى تضافر الجهود لتحقيق أماني الشعب الكردي السوري فانني أشير الى أن كلمته لم تكن موجهة الى حزب معين بل الى كل الكرد السوريين لأن الأخ مسعود على علم واطلاع بحقائق الأمور .

 رابعا  – لقد ناقشت موضوع الخلاف مع قطبيه لمرات عديدة ( اوصمان ونورالدين ) وكان جواب الاثنين متشابهان وهو نعم نشب خلاف  تكتيكي بين الرجلين أو اجتهاد حول شكل الدفاع في المحكمة العسكرية ففي حالة الالتزام بما نص عليه منهاج الحزب ( تحرير وتوحيد كردستان بأجزائها الأربعة ) فان الآحكام المتوقعة ستكون قاسية وليس أقل من عشرين عاما أما في حال الالتفاف على ذلك البند فلن تكون العقوبة أكثر من عام ونصف حسب مادة الانتساب الى جمعية سياسية غير مرخصة واقترح الدكتور ظاظا الالتفاف التكتيكي أما عثمان صبري فتمسك بالالتزام ببنود المنهاج بشكل كامل .

خامسا – سمعت من الرجلين ولأكثر من مرة أنهما متفقان حول المسائل الأساسية للقضية الكردية السورية وهي الأهم والحاسم وأبرزها : هناك شعب كردي سوري من السكان الأصليين يعيش على أرضه التاريخية ، والايمان بوجوب أن ينال حقوقه المشروعة كاملة ، وأن النظام الشوفيني هو الخصم الأول في النضال والقوى الديموقراطية السورية هي الصديق المفترض لشعبنا ، وأن هناك ضرورة لتعزيز صفوف الحزب بين الأوساط الشعبية وممارسة مختلف أشكال النضال السلمي المتاحة ، والرجلان كانا حذرين من مخاطر تيار يميني استسلامي امام النظام كان حينذاك المرحوم حميد درويش من ضمنه وكان له أنصار بالقيادة وفي سجن المزة أيضا خلال الاعتقال وقد عمل هؤلاء مجتمعين على الإيحاء بوجود خلاف عميق بين عثمان وظاظا ومحاولة كسب الأخير الى صفوفهم وقد كان أمرا ملفتا للنظر عندما رفع المرحوم حميد صورة الدكتاتور القاتل  بشار الأسد في صدارة قاعة شيدها باسم ( قاعة د نورالدين ظاظا ) وكيف أن حرم ظاظا ورفيقة عمره المطلعة على أفكاره  رفعت دعوى قضائية على هذا التصرف معتبرة أن زوجها لم يكن يوما على وفاق من أنظمة الاستبداد بسوريا .

سادسا – هناك بعض الكتبة المتطفلين والمدعين بمعرفة أسرار الرعيل الأول يكتبون مواضيع حسب تمنياتهم وليس كما هو واقع وهم من أنصار شلل حزبية منشقة تآمرت على مشروع كونفرانس الخامس من آب وانحرفت عن نهجه بل أساءت اليه عبر انشقاقها باشراف السلطة ، تمارس عمليات ( الانتقام السياسي ) ضد مناضلين معروفين وتجيير التاريخ لتبييض وجوه أرباب الانشقاق الكالحة خصوصا من أيتام – محمد منصورة – وفرسانه السابقين الذين نفذوا أكبر جريمة سياسية في تاريخ حركتنا عندما حققوا رغبات النظام ومبعوثه الضابط الأمني – منصورة – الى القامشلي بشق أهم حزب كردي ( حزب الاتحاد الشعبي ) الوحيد الذي وقف بوجه النظام ونسج علاقات مع معارضيه من القوى السياسية السورية ورفع شعار تغيير النظام وكذلك الاعتراف المبدئي بحق تقرير مصير الشعب الكردي السوري .

  سابعا -  فترى أحدهم يكتب أن الراحل عثمان صبري ( تزعم الكونفرانس الخامس عام ١٩٦٥ ) أو ( التزم بالماركسية اللينينية ) والحقيقة عندما انعقد الكونفرانس الخامس كان الراحل عثمان بسجن القلعة بحلب وجميع أعضاء الكونفرانس لم يكونوا على معرفة بالراحل فقط أنا رأيته من بعد لدقائق في زيارة الى السجن عام ١٩٦٤ وبشكل شخصي وسلمت عليه وعلى رفاقه ( عبدالله ملا علي ورشيد حمو وكمال عبدي وآخرين ) ولم يكن الظرف مساعدا لمناقشة الأمور الحزبية فقط اشعرتهم بان الوضع الحزبي سيئ جدا وان القاعدة تفور وستبحث عن مخرج للأزمة ولم يعترض أي منهم .

ثامنا - نعم كلنا بالكونفرانس كنا من محبي معظم قيادة الحزب لأنهم قادتنا ومعجبين بمواقف آبو اوصمان الشجاعة وبحكمة المثقف الكبير د نورالدين ظاظا ولكن لم نكن نعلم تفاصيل مشروع عثمان صبري  ولم نقرأ أية وثيقة فكرية وسياسية له حول الحركة والحزب وكنا ومعظمنا من الجيل الجديد  نؤمن بالقيادة الجماعية والاعتماد على الذات وكل الوثائق التي صدرت – وماأكثرها – لم تكن أي واحدة منها من كتابة آبو اوصمان وهذا ليس انتقاصا لمقامه المبجل وكنا نحاول الابتعاد عن عبادة الفرد وقررنا بعد انتهاء الكونفرانس على الاتصال بجميع أعضاء القيادة السابقين  للعودة الى مواقعهم السابقة ورفض الجميع ماعدا عثمان صبري الذي عاد كسكرتير للحزب بعد مضي سبعة اشهر على الكونفرانس ولاحقا الأستاذ المرحو م محمد ملا احمد توز أيضا والفضل في كل الإنجازات يعود الى أعضاء القيادة المرحلية المنتخبة من الكونفرانس ( ولم يكن عثمان صبري بينها ) والى القيادة الميدانية الثلاثية المنبثقة عنها ( محمد نيو – هلال – وكاتب هذه السطور ) وبانضمام آبو اوصمان وآخرين اكتمل معظم شروط قيادة مؤهلة مسلحة بالفكر والموقف السياسي لاتهاب من مواجهة الصعاب .

تاسعا – الراحل عثمان صبري ( وكل من يعرفه يعلم ذلك ) لم يكن ماركسيا ولم يكن على ود مع الشيوعيين  وكان همه الأهم كردستان تركيا وعندما ترك الحزب عام ١٩٦٨ توجه الى تركيا لاشعال ثورة كردية كما صرح امامنا ،  وفي افاداته بالتحقيقات ومرافعاته باالمحاكم ( أحتفظ ببعضها ) كان يطرح دائما خطورة الحكم التركي وإمكانية تلاقي المصالح بين الكرد والنظام السوري في مواجهة تركيا وكان يصارح أيضا خلال المحاكم : ان تركيا لن تكتفي بولاية – هاتاي – أي انطاكيا والاسكندرون بل ستستمر بمشروع – آلتاي – أي الوصول الى حلب ومناطق سورية أخرى ولم يكن تقربه من – ب ك ك – في أواخر حياته  قد حصل بشكل عفوي بل حصل لاسباب فكرية حتى ان جماعات – ب ك ك – وبتسهيل أحد أبناء المرحوم قامت بدفنه ولم تسمح لاحد بالمشاركة بواجب الدفن والعزاء ، أما بشأن الالتزام بالماركسية اللينينية فقد حصل ذلك في حزبنا وآبو ا وصمان لم يعد له صلة بالحزب ولم يكن موجودا في المؤتمر الذي جرى به الالتزام وفي كل الحالات سنبقى أوفياء لتضحيات وشجاعة هذا المناضل ونعتز بتلك المدة التي عملنا فيها سوية .

عاشرا – عملنا سوية مع الراحل عثمان صبري الذي كان سكرتيرا لحزبنا لمدة عامين ونيف وبقينا نحن ومعظم رفاقنا المؤمنين بنهج مدرسة آب  عقودا بعد ذلك  وبعد مغادرته لم يكتب أو يصرح يوما حول مشروع التجديد الذي تولاه حزبنا وتبناه كونفرانس الخامس من آب كرديا وسوريا وكردستانيا وامميا خاصة وأنه مشروع حي ومتواصل وهذا يعني أنه لم يشعر أنه مشروعه وعليه التزام الدفاع عنه  بل صار مقربا من خصوم ذلك المشروع ولم نكن وكل محبيه يتمنون تلك الخاتمة لهذه الشخصية الفذة ، أما الراحل ظاظا فلم نعمل سوية في حزب واحد بعد ان عزل نفسه كليا عن المشهد وكان ذلك خسارة للحركة ولكن كان ذلك قراره ونحترمه من دون اغفال ان الرجل تعذب وواجه صدمات حادة ان كان من بعض رفاقه وأصدقائه  أو من المحيط القومي العام وهو ألمح الى ذلك في كتابه ولاحظت آثارها خلال حديثه معي في زيارتين له قبل رحيله .

154
قراءة في قيام ومسار حركة خويبون
                                                             
صلاح بدرالدين

     يكاد يتفق المتابعون على كون جمعية أو حركة – خويبون – القومية المحاولة التنظيمية الأولى في كردستان السورية ذات التوجه الكردستاني العام والتي ظهرت ضمن شروط أحداث وتطورات دولية عنوانها تطبيع وترسيخ نتائج التقسيم الاستعماري الغربي عقب انهيار الإمبراطورية العثمانية ولم يكن ميلادها بمنأى عن بصمات القوى الخارجية المتصارعة حول النفوذ بالمنطقة .
 
      لحركة – خويبون – موقع ودور في نشوء الحركة الكردية السورية  وتتخذ مكانة خاصة في ذاكرتهم كما كانت لها تأثيرا بالغا في مسار الحركة الكردية في تركيا والعراق ، فقد نشأت ( جمعية خويبون  وهي اسمها الرسمي حسب قوانين الانتداب ) منذ قرن ونيف كأول تنظيم أو حركة قومية كردية سياسية بعد تطبيق اتفاقية سايكس – بيكو " ١٩١٦ " وتقسيم الكرد ووطنهم الى أربعة أجزاء انطلقت من سوريا ولبنان بدور أساسي للكرد السوريين في نشأتها ووصلت أفكارها ومبعوثوها الى مناطق كردستان العراق واتخذت أولى قراراتها من أجل التحضير لانتفاضة في كردستان تركيا التي بدأت في ( أرارات ) من دون الانتشار في بقية المناطق  .

    خويبون – وترجمتها العربية ( الانبعاث ) أو ( استمرارية الحياة ) جاءت كرد فعل طبيعي على مالحق بالكرد من مظالم وماتعرض اليه وطنهم التاريخي من تقسيم والحاقات وظهرت كحركة قومية استقلالية في سياق حركات التحرر التي ظهرت حينذاك وقبلها من جانب معظم شعوب المنطقة والمفارقة أن فرنسا الاستعمارية ذات الدور الأساسي في تقسيم وطن الكرد توافق على قيام حركة تنتقم من ارثها الشرير حيث ارتبطت الاتفاقية المشؤومة بوزير خارجيتها – بيكو -  .

  الى جانب تجسيد حركة – خويبون – لفكرة حق تقرير مصير الشعب الكردي في تلك المرحلة بشكل عام وحملها إرادة الحرية والخلاص للكرد بسائر الأجزاء فقد شكلت محاولة لتنظيم عمل سياسي نضالي لكرد سوريا وبالفعل ألهمت النخبة في التحرك عبر جمعيات ونوادي وتنظيمات ونشاط ثقافي في أوساط الكرد السوريين وصولا الى اعلان التنظيم السياسي الأول عام ١٩٥٧ تحت اسم ( الحزب الديموقراطي الكردستاني – سوريا ) .

  الاعتقاد السائد لدى النخب الفكرية الكردية  يميل الى انتهاج الحركة الكردية السورية الخط العام لحركة – خويبون – والتأثر بجوهرها السياسي – الثقافي من دون تجاهل التأثير البالغ للحركة القومية في كردستان العراق وكاريزمية الزعيم الراحل مصطفى بارزاني والدعم المعنوي من جانب قيادات من  – الحزب الديموقراطي الكردستاني – العراق – في بدايات تأسيس التنظيم السياسي الأول عام ١٩٥٧ .
 
  استذكر بعض الاخوة  يوم انبثاق حركة – خويبون – (  بالخامس من أكتوبر ١٩٢٧ ) بمقالات أو بوستات واعتمد بعضهم على كتابات ومصادر متعددة ومن دون الدخول بسرد ومناقشة تفاصيل مانشر قد أتناولها مستقبلا فقط أشير الى وجود نوعين من المصادر حول هذه الحركة واحد : مذكرات المشاركين وهي موضع الاعتماد ولم أعثر الا الى عملين ( وقد تكون هناك مساهمات أخرى من مشاركين لم أسمع بها )  وهما لكل من المرحومين : قدري جميل باشا بمذكراته المنشورة بكتابه ( دوزا مة ) الذي قامت ( رابطة كاوا للثقافة الكردية ) بترجمته الى العربية ونشره ، - وأحمد نامي - بمذكراته المنشورة بشكل محدود والنوع الآخر هو مانسب الى وثائق الانتداب الفرنسي وما جاء بايجاز ومرور سريع في كتب مثقفين وسياسيين كرد وكذلك مقالات حديثة  لكتاب لم يعاصروا ذلك الزمان .

   ومايتعلق بوثائق سلطات الانتداب الفرنسي وهي أولا وأخيرا قوى استعمارية ققد تحتوي على بعض الحقائق وليس كلها فهي عبارة عن تقارير دوائر الأمن ومستشاري الحكام العسكريين وهي متطابقة مع مصالح بلادهم وتصب في مجرى سياسات سلطة الانتداب ومايتعلق بماورد حول – خويبون – في كتب وأعمال ومقالات سياسيين أو كتاب مقالات مغمورين فلايعتمد عليها كمصادر موثوقة بل مجرد مواقف شخصية لاتلزم أحدا .

  لقد قرأت المصدرين المعتمدين حسب وجهة نظري وكان سرد الراحل قدري بك رائعا وموضوعيا رغم انه لم يتطرق مفصلا الى مسآلة المؤتمر التأسيسي وقد يكون مراعيا للاتفاق المبرم آنذاك ووجدت تفاصيل دقيقة في مذكرات الاديب والشاعر المعروف  – أحمد نامي – الذي يعتبر من مؤسسي خويبون فهو أشار الى أن الاجتماع أو المؤتمر التأسيسي الأول عقد في القامشلي بمنزل الوجيه – قدور بك – في الحي الذي سمي باسمه فيما بعد ويذكر حضور نحو ( ٣٧ ) شخصا ويعني أن التأسيس مر بمرحلتين الأولى والاساسية بالقامشلي والثانية وهي كانت إعلامية في مصيف – بحمدون - لبنان وكانت في الخامس من أكتوبر ١٩٢٧ .

  أما تفسيري الشخصي  لهذا الجدل الحاصل حول مكان التأسيس والتعتيم على اجتماع القامشلي من جانب الوثاٍئق الفرنسية فهو أن سلطات الانتداب الفرنسي ومن أجل مصالح فرنسا والحيلولة دون نشوب نزاعات جديدة مع تركيا التي قد ترفع دعوى ضدها الى عصبة الأمم  وكذلك من أجل عدم اثارة حلفاء الانتداب من السوريين بدمشق وفي الوقت ذاته تعزيز العلاقات مع الكرد ولكن بشكل غير معلن ( سلطات الانتداب هي من منحت إجازة تأسيس " جمعية " خويبون وليس باسم حركة للأسباب السالفة الذكر "  فقد طلبت تلك السلطات من الزعماء الكرد وخصوصا ( جلادت بدرخان باشا وقدري جميل باشا ) اللذان كانا على علاقة حسنة مع الفرنسيين بتقسيم المؤتمر التأسيسي الى خطوتين واحدة بالقامشلي وبحضور أوسع ( لان الغالبية قد لاتتمكن من الانتقال الى لبنان ) وبعدم مشاركة ممثلي الأرمن لانه في تلك الحالة ستتسرب أخبار الاجتماع ثم قد تأخذ منحى آخر فيعقد اجتماع آخر بحضور من يكون قادرا وبمشاركة الأرمن والاعلان عنه بوسائل الاعلام .

  وقد أعلن فعلا عن عقد المؤتمر التأسيسي في – بحمدون – وبحضور زعيم حزب الطاشناق الأرمني – بابازيان – الذي وعد بدعم الحركة وتقديم المساعدات لمواجهة تركيا ، وقامت المؤسسات الإعلامية التي كانت تحت تأثير الأرمن بالإعلان عنه بشكل واسع ولكن كان من الواضح أن من حضر اجتماع لبنان من الكرد كان أقل عددا بكثير من المشاركين بالقامشلي بالإضافة الى وجود أسماء مؤسسة ولكن أصحابها لم يحضروا الى لبنان وهذا يعني أن مشاركة هؤلاء كانت في المرحلة الأولى بالقامشلي .

  لم أناقش هنا الجانب السياسي مباشرة وكذلك تفاصيل ماأرادت أن تقوم بها الحركة من نشاطات ( عسكرية ! ) مبرمجة ! لم تتحقق كما لم أناقش مدى صحة القائمة الطويلة من الأسماء المزعومة كمؤسسين لحركة – خويبون – أو أعضاء في لجنتها المركزية واترك كل ذلك لأصحاب الاختصاص والمؤرخين أو قد أتصدى لذلك بمناسبات أخرى ولكن ان صح تفسيري لمسألة التأسيس بدءا من القامشلي فذلك بعينه يشير الى العديد من المسائل الأساسية بالغة الأهمية ومن ضمنها دور الكرد السوريين في – خويبون – وكذلك تأثير – خويبون –  المتعاظم فيما بعد التأسيس على نهج الحركة الكردية السورية من البدايات وحتى الآن وذلك ماأميل اليه وأفصحت عنه في كتاباتي .
 

155
ستة عقود من عمر المخطط الأكثر عنصرية
                                                                       
صلاح بدرالدين

   تمر علينا هذه الأيام ذكرى اجراء الإحصاء الاستثنائي لمحافظة الحسكة كمقدمة لتطبيق الجزء المكمل بحرمان الكرد من أراضيهم وأملاكهم بغية حرمانهم وتهجيرهم وتعريب مناطقهم .

  حدثان مترابطان متكاملان من أجل هدف واحد : تغيير التركيب الديموغرافي لمناطق الكرد ، وحرمان الكرد من حقوق المواطنة التي تندرج في اطارها حق العمل والتعليم والضمان الاجتماعي والاستِثمار والتطوع بالجيش والانتساب للوظائف والعمل الاقتصادي وذلك بهدف التهجير وتقليل نسبة أعداد الكرد بمحافظة الحسكة بذلك الوقت والتي كانت تشكل المورد الرئيسي للحبوب والقطن والفاكهة والخضار والتي تعوم على بحر من النفط بالإضافة الى موقعها الاستراتيجي وحدودها المحاذية لتركيا وإقليم كردستان العراق والعراق ككل .

وباالعودة الى ضلعي مخطط التغيير الديمو غرافي و تعريب الكرد وتهجيرهم ( الإحصاء الاستثنائي والحزام العربي ) في ستينات القرن الماضي علينا تسجيل الملاحظات التالية :

   أولا – الذين أعلنوا النفير العام ضد ( المتسللين ) الكرد وأطلقوا نداءات مفعمة بالمشاعر الملتهبة لإنقاذ محافظة الحسكة من ( الهجوم الكردي الانفصالي  ) وخطره على وحدة البلاد كانوا بحاجة الى شماعة يعلقون عليها فشلهم في بناء دولة المواطنة وعجزهم أمام العدوان الإسرائيلي واثارة الفرقة والانقسام بالصف الوطني على قاعدة ( فرق تسد ) ومن أوائل هؤلاء وأبرزهم شخوص منتمون الى الفكر القومي الاستعلائي من بعثيين وقوميين شوفينيين يتصدرهم – زكي الأرسوزي –وهو المعلم الروحي لحافظ الأسد  الذي سبق الجميع  وكتب يشبه الكرد بالحشرات يجب القضاء عليها ومن بعده وزير الخارجية – أسعد محاسن – ومحافظ الحسكة – سعيد السيد – اللذان لعبا دورا في تلك اللعبة العنصرية البغيضة .

 ثانيا – كما تدل القرائن والوثائق لم يكن المخطط الشوفيني مقتصرا على محافظة الحسكة بل كانت البداية من هناك لتشمل بعد ذلك منطقتي كوباني وجبل الأكراد كخطوات تالية  اذا ما تم التطبيق بالخطوة الأولى .

 ثالثا  – صحيح أن الإحصاء الاستثنائي تم بعهد الانفصال ولكن المشروع كان قيد الدراسة قبل ذلك كما أن انقلاب الانفصاليين لم يغير من التركيببة الإدارية الحاكمة في جميع مفاصل الدولة وبينها الأمنية والتي كانت تدار من جانب القوميين الراديكاليين والبعثيين .

 رابعا  – نفس الحالة تنطبق على مخطط الحزام الذي عبر عمليا عن منطق الشوفينيين وفي المقدمة البعثييون فقد كان واضع مخطط الحزام بعثيا ( محمد طلب هلال ) الذي كان يدير حينذاك جهاز الامن السياسي في القامشلي كما ان المشروع صودق عليه رسميا ووضع قيد التطبيق في عهد حكومة يوسف زعين رئيس حكومة البعث والعضو الأبرز في القيادة القطرية وأتذكر وكنت في برلين ( الشرقية ) عندما عقد زعين القادم من زيارة الى كوبا مرورا ببرلين ندوة للطلبة السوريين وكنت بين الحضور حيث مررنا اليه سؤالا عبر صديق عربي شيوعي حول كيف انه وقع على مشروعي ( الحزام والاحصاء ) ضد الكرد السوريين وهما من من وضع حكومة الانفصال ففوجئ بالسؤال وأجاب انهم مسؤولون عن وحدة البلاد وليس هناك أي مخطط كما انكر وجود الكرد أصلا بسوريا .

خامسا  - فور انتهاء تقرير مسؤول الامن السياسي بالقامشلي الملازم أول – محمد طلب هلال – والذي عنونه بدراسة اجتماعية سياسية اقتصادية حول محافظة الحسكة وهو بالحقيقة مخطط عنصري كما تتضمنت مواده لتغيير التركيب الديموغرافي وتهجير الكرد وجلب عرب محافظة الرقة للاستيطان في أراضي الكرد أقول بعد ارساله الى دمشق مباشرة وقع بين أيدينا بفضل تعاون أحد الوطنيين السوريين من عائلة  ( المسلط ) والذي كان موظفا في الحسكة وسلمنا التقرير قبل تواريه عن الأنظار ( له كل التقدير والاحترام أين ما كان الآن ) وذلك لحرصه على التعايش العربي الكردي وعدم اقتناعه بذلك المخطط الخطير وقمنا بدورنا بتوزيع التقرير وترجمته الى الإنكليزية وتوزيعه في أوروبا والعالم ثم أصدرته ( رابطة كاوا للثقافة الكردية ) في كتاب وزع على نطاق واسع وشكل ذلك فضيحة مدوية للشوفينية والعنصرية .

  سادسا – بدأنا كحزب ( البارتي اليساري ثم الاتحاد الشعبي ) بالتواصل مع القوى السياسية السورية التي كان يمكن اللقاء بها خصوصا الحزب الشيوعي الرسمي وبعض أجنحة حركة القوميين العرب وتاليا بعض خلايا حركة فتح في سوريا لوضعهم جميعا في صورة الوضع خاصة حول مخطط الإحصاء والحزام وشعرنا بخيبة الأمل لعدم تجاوب الأحزاب السورية بل قيام الحزب الشيوعي بتنفيذ خطوات من المخطط عندما أطلق عليه ( مزارع تعاونية اشتراكية ) ونفذ مسؤول الجزيرة وعضو المكتب السياسي  ( المرحوم رمو شيخو – أبو جنكو ) قرار الحكومة بالانتقال الى ( قلعة الهادي ) وترك مناطقهم وشكل ذلك وصمة عار في جبين الحزب الشيوعي الرسمي وقادته .

  سابعا – التقيت بسجن القلعة بدمشق عام ١٩٦٨ – ١٩٦٩ في مهجع المعتقلين السياسيين السيد – أسود الكنو – وكان خلال تطبيق الحزام والاحصاء رئيسا لاتحاد الفلاحين بالجزيرة وعضوا مسؤولا بحزب البعث واخبرني أنهم كانوا يتابعون نشاطاتنا حول فضح المخطط وجاءتنا التعليمات لاقامة ندوات لتكذيب ماتقومون به ولكننا عجزنا عن اقناع أحد وقال بالحرف : ( ماكانت تتركع ) .

  ثامنا – كثيرا ماكانت تدور نقاشات مع متطرفين سوريين حول أن هناك تسللا كرديا مرسوما للقَضاء على عروبة سوريا وتشكيل جيب انفصالي عميل لإسرائيل ومتواطئ مع البارزاني ومن الغرابة ان مثل هذه المواقف التي تتسلح بها تيارات سياسية وأفراد حتى بعد اندلاع الثورة وفي وسط مجموعات ( معارضة ) وقد اصطدمت شخصيا ببعض هؤلاء في ندوة شارك فيها معظم تيارات المعارضة بالبحر الميت بالأردن عام ٢٠١٢ عندما صرح أحدهم امام الجميع " بأنه معارض لنظام الأسد في كل شيء تقريبا ماعدا موقفه من الكرد وموضوع الحزام والاحصاء حيث كان موقفا قوميا مسؤولا  وأن الكرد متسللون في محافظة الجزيرة " وكان الشخص المتكلم ( رجاء الناصر مدعوما من محمود مرعي ) ولم يعترض عليه أي من الحاضرين من ( أقطاب المعارضة !!) .

 تاسعا – الى جانب فضحنا كحزب وموقف عام لمخطط الحزام العربي فقد قررنا في اجتماعات القيادة بوجوب التصدي للمخطط بكل الوسائل السلمية والجماهيرية الممكنة لوقفه حتى أن خيار حرق المحاصيل في أراضي الفلاحين الكرد التي كانت مستولى عليها من جانب السلطة كان أحد الخيارات المطروحة وقد حدثت تحركات ضد السلطة والمخطط في بعض المناطق والقرى ( علي فرو ) و ( كري بري ) شارك فيها أيضا بعض الرفاق من منتسبي الحزب الشيوعي من دون قرار من حزبهم وقبل ذلك قام رفاقنا بتوزيع قصاصات من حوالي عشرين شعارا معاديا للسلطة ومنددا بالحزام والاحصاء تم توزيعها من جانب رفاقنا بوقت واحد في كل المدن والبلدات بالجزيرة تمهيدا للتصدي في خطوات لاحقة وقد كتبت تلك الشعارات بنفسي وكنت حين ذلك بمنطقة القامشلي ملاحقا قامت االسلطة على أثرها بحملة اعتقالات واسعة .
  عاشرا – لابد من تسجيل أن حزبنا كان الوحيد الذي يحاول معالجة درء أخطار تلك المخططات وكان حزب اليمين كما هو معلوم قريبا الى درجة التعاون مع السلطة وبطبيعة الحال كان يسير مع موقف النظام ولم يكن هناك على الصعيد الوطني حليف معتمد في صفوف الحركة الوطنية السورية يمكن أن يتضامن مع محنة الكرد ورفع الصوت ضد النظام لذلك شكل هذا التقصير ضربة لحزبنا الذي كان يدعو الى التضامن وتشكيل جبهة وطنية سورية معارضة للنظام .
   حادي عشر – في تلك الفترة وخلال لقاء بدمشق مع – مراد القوتلي – عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي السوري في مكتبه وبعد انتهاء اللقاء الذي تضمن أساسا مناقشة مخطط الإحصاء والحزام دخل – فؤاد قدري جميل باشا – وكان يعتبر نفسه قريبا من الشيوعيين ويعمل أيضا مع النظام فتدخل ووجه كلامه للقوتلي : " لاتصدقوا هؤلاء قومييون كرد ويبالغون فماقررته السلطات صحيح وعادل يجب عودة كرد الجزيرة الى ديارهم الذي جاؤوا منها ثم أجبته بعد استغرابي الشديد : اذا كان صحيحا ماتقوله فانت كنت آخر من دخل سوريا فابدأ بنفسك أولا " طبعا بدت على معالم وجهه الغضب من دون ان يرد والآن فان خليفته – قدري جميل – يسير على خطى أبيه .

156
في توصيف السياسي المستقل 
                                                             
صلاح بدرالدين
         

     أمام اللغط الحاصل حول حجم ودور ورسالة الوطنيين المستقلين في الساحة الكردية السورية لابد من مناقشة المسألة من جذورها والكشف عن حقيقة مايمثله هؤلاء ككتلة تاريخية تشكل الغالبية  يعول عليها لإنقاذ الحركة الوطنية الكردية السورية واستعادة شرعيتها وإعادة بنائها بعد أن مزقتها أحزاب – طرفي الاستقطاب – ( تف دم والانكسي ) .
  تعريف السياسي المستقل
كما جاء في المراجع العلمية ( من معاني الاستقلالية السياسية هو الوقوف على مسافة واحدة من الجميع، بل إن من مفاهيم الاستقلالية هي أن يقف المستقل مع الحق بالقراءة والدليل، بشرط ألا يكون منتفعا من احد، فلو كان منتفعا من أحد سقطت عنه صفة الاستقلالية، وليس المستقل هو الذي لا ينتمي إلى هذا الحزب أو ذاك التنظيم أو هذه الفكرة أو تلك فقط، بل إن الاستقلالية هي مفهوم عميق
هو تبني قضايا الجماهير المظلومة والدفاع عنها، وتعرية المتربصين والمنتفعين والمتسلقين الذين أمسوا أبواقا، تهتف بحياة هذا الحزب، وتحمد لذاك الزعيم ، المستقل الحقيقي هو ذلك الإنسان المستنير، والمثقف، والسياسي، والمتواضع، الذي يُقر بأنه أخطأ هنا وأصاب هناك، على عكس غيره من المغالين)

   المستقل في الحالة الكردية السورية
   
  لايمكن توصيف السياسي الكردي  المستقل ، من دون التوقف على الظروف الزمانية، والمكانية ، والحالة العامة التي تمر بها سوريا ، والخصوصيات التي تحيط بشكل ومضمون الحركة الكردية ، فمن المعلوم أن عشرة أعوام على اندلاع الثورة السورية ، وانعكاساتها على الوضع الكردي السوري ، جمهورا ، وأحزابا ، وتطورات متسارعة ، قد أفرزت الكثير من النتائج والعبر والدروس ، من أهمها هزيمة القوى والأحزاب التقليدية ، من قومية ، وإسلامية ، ويسارية ، على الصعيد الوطني العام ، وتحملها مسؤولية تراجع الثورة ، واخفاق المعارضة ، واضافة المزيد من التعقيد على القضية السورية .

  أضيفت هذه المحصلة من النتائج السلبية ، الى تراكمات سابقة مشابهة ، حصلت بالساحة الكردية في مراحل سابقة ، وتحديدا عام ٢٠٠٤ ، عندما توقفت الهبة الكردية الآذارية الدفاعية في مكانها ، من دون التحول الى انتفاضة كردية – سورية ، بسبب هزالة ، وعجز الأحزاب الكردية التقليدية ، وقد أشارت النخب الفكرية والثقافية الكردية ، الى مكامن الخلل ، واستخلصت نتائجها الكارثية في حينها ، والتي تتلخص في سقوط الحزب الكردي ، وانتهاء دوره ووظيفته في قيادة النضال القومي ، والوطني ، حيث تتالت الانسلاخات الهادئة من دون ضجيج عن الهياكل الحزبية ، وابتعد الكثيرون من الكوادر المتوسطة والقاعدية  ،عن العمل الحزبي ، الذي تحول عارا في الوسط الشعبي الكردي ، مما دفع كل ذلك الى اصطفافات سياسية ، مستجدة ، وظهور كتلة تاريخية ، من مناضلين حزبيين سابقين ، اندمجوا مع وطنيين محايدين ، ومع الحراك الشبابي الصاعد ،عبر التنسيقيات ، ذلك الحراك لم يكن صنيعة الأحزاب ، بل ظهر متقدما سياسيا على الهياكل الحزبية ، ومعبرا بصدق عن هموم وطموحات الشارع الكردي منذ الأيام الأولى للانتفاضة السورية .

  نبذة تاريخية سريعة عن المستقل عبر مسار الحركة الكردية السورية

   منذ نشوء الحزب الكردي الأول عام ١٩٥٧ ، وفي مرحلة التمدد التنظيمي ، وتعيين وانتخاب المسؤولين بالمحافظات والمناطق ، ومنذ الوهلة الأولى لنشوب الصراعات داخل اللجنة المركزية ، والمكتب السياسي ، استخدمت عبارة – كتلة المستقاين – للمرة الأولى في منطقة الجزيرة ، من وطنيين ووجهاء ، طالبوا بمواقع خاصة لهم ضمن قيادات الحزب ، وتكرر المشهد بعد ذلك بعقود ، بظهور لجان من الوطنيين ، أطلقت على نفسها صفة الحياد ، والمستقلين ، لاصلاح ذات البين بين ( اليسار واليمين ) ، وسبق ذلك في عام ١٩٧٠ ، خلال المؤتمر التوحيدي – بناوبردان – كردستان العراق - لحزبي اليسار واليمين ، بمبادرة من الزعيم الكبير الراحل مصطفى بارزاني ، ضم المؤتمر طيفا من الوطنيين المستقلين الذين لم يكونوا منتظمين بالاحزاب ثم اختيروا لرئاسة الحزب ( الحيادي الجديد ) الذي لم يدم طويلا ، وانفرط عقده الذي بني على أساسه ، بعد انسحاب اليمين واليسار ، وظلت مجموعة لتستمر باسم حزبي مستجد .

  في الآونة الأخيرة ، ومن خلال مانشر حول مبادرة السيد – مظلوم عبدي – لتوحيد ! الصف الكردي ، التي تقلصت الى ( اتفاق الأحزاب ) الخمسة والعشرين ، قيل أن نسبة معينة في أعضاء ( المرجعية ) المزمعة تشكيلها ، ستكون للمستقلين ، من دون معرفة أوصاف ،وشروط ، وطبيعة ، أولئك المستقلين ؟ .

   تغير الوضع بشكل جذري بعد ( ٢٠٠٤ ) ، مرورا بالعشر سنوات الأخيرة ، حيث كما ذكرنا تراجعت جماهيرية الأحزاب الكردية السورية ، ودب الانقسام بصفوفها ، واخترقت صفوفها الأجهزة الأمنية بعهد اللواء الأمني – محمد منصورة – ، مدير المخابرات العسكرية في القامشلي  ، والمسؤول عن الملف الكردي العام في حينه ، ( نهاية الثمانينات وحتى قبل أعوام ) ، ثم اشتداد الصراع بين أحزاب طرفي الاستقطاب ( تف دم والانكسي ) ،  حيث تضاعفت أعداد الوطنيين المستقلين ، الذين غادروا صفوف الأحزاب ، المنقسمة على نفسها ، والمتجاوزة كل معايير العمل الحزبي المعروفة  .

   محاولة في تعريف الوطنيين المستقلين الكرد السوريين

   السياسي الكردي المستقل ،هو منتمي للحركة الكردية فكريا وسياسيا ومن حيث الالتزام الأخلاقي ،  يتمسك بحقوق شعبه المشروعة ، ويسعى الى إعادة بناء وتوحيد الحركة الكردية ، واستعادة شرعيتها ، عبر المؤتمر الكردي السوري الجامع بغالبية من الوطنيين المستقلين ، الذين يشكلون النسبة الأكبر في الوقت الراهن بالساحة الوطنية في الداخل والخارج ، ويؤمن بعدم استبعاد أحد شرط قبول كل مشترك قرارات وتوصيات المؤتمر .

   السياسي الكردي المستقل يؤمن بأهداف الثورة السورية المغدورة ، في زوال الاستبداد ، واجراء التغيير الديموقراطي ، وبسوريا الجديدة التعددية التشاركية ، وحل القضية الكردية حسب إرادة الكرد في تقرير مصيرهم السياسي ، والإداري ، وبصيغة تناسب الطموحات المشروعة ، والحالة السورية ، ضمن سوريا الموحدة ، وبالتوافق مع الشريك العربي ، وبضمانة الدستور الجديد المبني على العقد الاجتماعي السياسي الجديد .

  السياسي الكردي المستقل ، ليس تابعا لحزب ، أو فرد ، أو جماعة ، وهو يوجه النقد للآخر بهدف الإصلاح ، والتراجع عن الخطأ ، وليس طرفا في صراعات الأحزاب ، والجماعات ، ويؤمن بالحوار الديموقراطي السلمي ، دون عنف أو اكراه ، وهو ليس بالضد من العمل المنظم ، ويؤمن بان أي شعب مناضل وخاصة الكرد ، بحاجة الى وسائل التنظيم ، وأساليب النضال ، ولكن بشكل ديموقراطي ونزيه ، وهو مع نشر الثقافة والعلوم ، وتعزيز الجمعيات والمنظمات الثقافية ، والمهنية ، والفنية ،ومراكز البحث ،غير الحكومية ، وغير المرتبطة بالاحزاب .
  السياسي الكردي المستقل ، يسعى الى بناء العلاقات القومية المتينة ، مع الجوار الكردستاني ، خصوصا مع إقليم كردستان الفدرالي ، وإعادة تشييد العلاقات الكردستانية ، على قواعد الاحترام المتبادل ، والتنسيق ، واحترام خصوصيات البعض ، وصيانة الشخصية الوطنية الكردية السورية كما يسعى الى علاقات الصداقة والتضامن مع الشعوب العربية والتركية والإيرانية .

  في أصناف " المستقلين "

  من خلال مسار البعض من حركات التحرر بالمنطقة ، وكذلك أساليب الأحزاب الملتوية ، تم التعتيم على حقيقة الوطنيين المستقلين بل تشويه صورتهم ، وهذا ماحدث في ساحتنا الكردية أيضا ، حيث يتطلب الامر إعادة تصنيف ، حيث هناك مستقلون غير مبالين وليسوا متابعين  ، وهناك مستقلون – مقنعون – مرتبطون بأحزاب معينة ، أو منتمون الى كيانات معارضة ، أو أحزاب كردستانية بالخفاء ، أو متواجدون في بلدان معنية بالكرد يوالون سياسات حكوماتها ، والأصناف الخمسة الأخيرة لاتعتبر من المستقلين .

الصنف الأبرز الذي تنطبق عليه الشروط الكاملة هو حراك – بزاف - ، فكما ذكرنا فان الساحة تضم الغالبية الساحقة من الوطنيين الكرد المستقلين ، بالداخل والخارج ، بمعنى عدم انتمائهم الى الأحزاب ، والى هياكل المعارضة السورية ،  أو الحكومات في الدول المعنية بالملفين الكردي والسوري ، وهذه الغالبية ليست منظمة في اطار واحد معين ، وأستطيع القول أن حراك – بزاف – لاعادة بناء الحركة الكردية ، هو الحراك الوحيد بالساحة ، الذي لايشكل تنظيما حزبيا ، أو تحالفا سياسيا ، أو محورا تابعا لمحاور أخرى ، أو مرتبطا بحزب ، أو جهة ، أو نظام محلي ، واقليمي ، ودولي ،  وهو حراك فكري ، ثقافي ، سياسي حواري ، متكون من لجان متابعة تطوعية ،في العديد من البلدان ، مهامها ترتيب اللقاءات التشاورية ، وشرح ، ونقد ، وتعديل مشروع – بزاف – البرنامجي ، بشقيه القومي والوطني ، ولم يرضخ لكل التهديدات ، والتجاهل المقصود ، من جانب الأحزاب ، كما رفض كل الدعوات لاستصدار بيانات مشتركة مع أحزاب ، ومنظمات ، فليس له قيادة مركزية ولا نظام داخلي ، في هذه المرحلة الانتقالية .

  عندما يحاول البعض احراج المستقلين

  في الوقت الذي تتجنب فيه قيادات أحزاب قطبي الاستقطاب التعامل مع ظاهرة الوطنيين المستقلين ، التي تتعاظم يوما بعد يوم أفقيا وعموديا ،  وهو أسلوب انهزامي متخلف ،  نسمع بين الحين والآخر من حزبيين أو محسوبين على الطرفين ، تعبيرات تحمل نوعا من التهكم ، والاستخفاف بعقول الآخرين ، من قبيل : " أين المستقلون ؟ ومن هو ممثلهم ؟ أو فليتفضلوا ويحرروا ان كان بمقدورهم عفرين وتل ابيض ورأس العين أو فليؤمنوا الموارد التموينية والصحية للمواطنين .." .
  الإجابة على هؤلاء هي : ١ - أن الوطنيين المستقلين وأعني المؤيدون لحراك – بزاف – لايسعون الى الحلول محل لا سلطة الأمر الواقع ولا مواقع – الانكسي – ولايطرحون أنفسهم بديلا . ٢ – الأحزاب الكردية السورية مسؤولة مباشرة عن كل ماحصل وهي عليها إعادة الأمور الى نصابها . ٣ – الوطنييون المستقلون يعملون على توفير شروط الانتصار من توحيد الحركة الكردية واستعادة شرعيتها وصياغة المشروع الكردي للسلام والأحزاب ترفض ذلك وتعرقل المساعي الصادقة .
  وأخيرا أقول : أن كل من يؤمن بالمبادئ أعلاه وكل من تنطبق عليه المواصفات أعلاه هو  – بزافي – أي غالبية الوطنيين الكرد السوريين نساء ورجالا  .

157
في الثقافة والمثقفين
                                                           
صلاح بدرالدين


     
      " ان المثقف الذي لا يتحسس آلام شعبه ، لايستحق لقب المثقف "
                                                       أنطونيو غرامشي     
                               
     مقدمة
  تعريف الثقافة وتوصيف دور المثقفين يسريان الى حد التطابق مع بعض الاستثناءات الخاصة القليلة على مختلف البلدان والشعوب في منطقتنا ولدى مقارنة الحالة العامة وحتى الطبيعة الخاصة للمثقفين الكرد السوريين لا مفر من قبول حقيقة انها تحولت قديما  رافدا للثقافة الإسلامية – العربية بعد انتشارها منذ الأعوام الأولى من التمدد شمالا ومن ثم وبعد توزع الكرد بين الامبراطوريتين العثمانية والصفوية حدث نوع من الاندماج مع الثقافتين التركية والفارسية وطبيعة لغتنا القومية تشهد على احتوائها مع مرور الوقت قرونا على اللغات الثلاث فكتبت مثلا بالأحرف العثمانية الدارجة حينذاك وكذلك بالاحرف الفارسية التي هي أحرف عربية أساسا  التي بدورها تحمل ألوانا من الثقافة الكردية خصوصا الفارسية والتركية وعندما طرح – البدرخانييون – الأحرف اللاتينية في كتابة اللغة الكردية كانت مستقاة من نفس الاحرف اللاتينية التي أستخدمها الاتراك في زمن – كمال اتاتورك – طبعا من دون اغفال آراء بعض علماء اللغات في وجود أحرف كان يستخدمها الكرد في القرون الغابرة وذلك يحتاج الى المزيد من التعمق
في هذا السياق .
يروي المفكر العراقي د جواد علي في كتابه " المفصل في تاريخ العرب والإسلام "  : ( ارتزاق المفكر والمثقف يمتد عميقا في التراث والثقافة العربية، ونشير هنا إلى ما ورد في الجزء الرابع من المُؤلّف " تحت عنوان "التكسب بالشعر"، حيث وردت فيه أسماء شعراء كبار مثل - النابغة الذبياني - والأعشى - .وغيرهما، لتدل على أن الارتزاق بالشعر والثقافة ضارب في القدم ومتواصل إلى اليوم وغدا..
يبقى التطرق إلى مسألة ارتزاق المفكر والمثقف بموضوعية، بعيدا عن الردح والشخصنة والخلافات الشخصية، بحاجة إلى وقفة شجاعة وجرأة من قبل المفكرين والمثقفين الحقيقيين، خاصة أولئك الطامحين إلى ترسيخ فكر وثقافة بديلين يقومان على مبادئ وقيم الحرية والعدالة وكرامة الإنسان. ) .

   في الحالة الثقافية الكردية السورية

 أما نحن الكرد السورييون فلدينا الفائض في الارتزاق السياسي وسيستمر مادام ضخ المال السياسي الخارجي متواصل وتوالد الأحزاب نتيجة وسبب لهذا الواقع المؤلم الذي لابد من تغييره بتوفير الشروط اللازمة السياسية منها والاقتصادية والديموقراطية .

     لذلك وفي تاريخنا كان الفن ( الغناء والموسيقى ) وسيلة للعيش ومن تجلياتها  ( الشاباش ) ولدينا الى جانب مثقفين ومفكرين نعتز بهم ويحظون بالاحترام خصوصا المثقفون الشباب من النساء والرجال  أيضا الصنف الأسوأ – أنصاف المثقفين – حسب وصف المفكر الأمريكي – نعوم تشومسكي – فهؤلاء وبوقت واحد اختصاصييون بكل مجالات الثقافة وبآن واحد ! ( كتاب وشعراء وروائييون وخبراء في السياسة ) وانتقل بعضهم الى خانة المؤرخين ! حيث يؤرخون بالأجرة لمصلحة عائلات ميسورة وعندهم الاستعداد لتحويل – عركة عشائرية – جرت قبل عقود وقرون حول قطعة أرض أو قطيع من الماعز الى انتفاضة وثورة من أجل الكرد وكردستان وبحساب هؤلاء في تاريخنا يضم آلاف الثورات ؟! نعم شعبنا استمر طويلا قبل هبوب رياح التمدن في مرحلة اجتماعية سادت فيها العلاقات القبلية كما يجب القول ان البعض  من وجهاء العشائر والآغوات والشيوخ كانوا يحملون الأفكار القومية بل ثار البعض منهم ضد الظلم والاضطهاد وقادوا انتفاضات ولكنها كانت معدودة ومدونة واستثنائية ولا تعمم على الجميع .

  يضم هذا الصنف أيضا نوعا مناطقيا اذ ليس بخاف على أحد أن ( كردستان سوريا أو موطن الكرد السوريين التاريخي ) يتشكل الآن بفعل تطبيق خطط التغيير الديموغرافي المستمرة منذ عقود طويلة الى ثلاثة مناطق – الجزيرة – كوباني – جبل الأكراد ) يفصلها عن بعضها بمساحات ليست بالشاسعة الوجود العربي أو غيره من المكونات ويمنح ذلك الصنف من ( أنصاف المثقفين ) الأولوية للمناطق منفصلة عن الجسم الكردي القومي العام وقد يكون السبب الذرائعي يتعلق بنفس المفهوم المناطقي لأحزاب كردية تتصدر المشهد في الوقت الراهن  .

   يغفل – أنصاف المثقفين – أولئك حقائق التاريخ ويقفزون عليها ببهلوانية واضحة ويغضون الطرف عن ألاعيب أعداء الكرد من النظم الاستبدادية الشوفينية التي الى جانب الإبادة والاضطهاد السياسي وتغيير التركيب الديموغرافي مارسوا التزييف الثقافي وعمليات تزوير التاريخ أيضا حتى أن البعض من هؤلاء لايتورعون من اعتبار ماأرخته القوى السائدة كحقائق ويتجاهلون الاختراقات – المعادية – لحركاتنا وأحزابنا وكمثال فقد أرسلت السلطات التركية الكمالية بعض مواليها من وجهاء الكرد للتسلل في اجتماعات حركة – خويبون – ثم العودة مرة أخرى لتقديم مالديهم من معلومات ويشير بهذا الصدد كمثال المفكر التركي – إسماعيل بشكجي – باصبع الاتهام الى ( أحمد امين بريخاني ) أحد آغوات عشيرة ( رما ) والذي أعدم بعد أداء مهمته في حين نرى البعض يزور التاريخ باعتباره مناضلا قوميا .

   هذا الصنف من ( أنصاف المثقفين ) الذي يطفو الآن على سطح الأحداث بسبب غياب الدور الطبيعي للمثقفين الوطنيين الملتزمين بقضايا شعبهم ووطنهم ومرور البلاد بمرحلة انتقالية وفشل المعارضة في اجراء التغيير الديموقراطي وسيطرة أسياد ( الارتزاق السياسي – الحزبي ) على مفاصل القرار والسلطة والحل والربط ورعاية المحتلين لهم اقتصاديا وعسكريا واعلاميا نقول أن السائد في أفراد هذا الصنف عدم الأصالة والنمو خارج صفوف الحركة الكردية السورية وعلى هامشها وسهولة اغرائهم لعدم تحصنهم قوميا ووطنيا وأخلاقيا وعلى الاغلب ينتقم هذا الصنف من الحركة الكردية بممارسة التزييف وتشويه صفحاتها الناصعة والإساءة لمن سطرها كلما رأي الى ذلك سبيلا .

   تزوير تاريخ حركتنا القومية – الوطنية لايقتصر على صنف ( أنصاف المثقفين ) بل يتعداهم الى ( أنصاف السياسيين ) من فرسان الأحزاب الآيديولوجية التي ليس لديها ماتفتخر بها سوى الأمجاد في الجوار الكردستاني أو تختلق لنفسها تاريخا على أنقاض روادنا الأوائل المؤسسين وعلى حساب تضحياتهم وانجازاتهم .

  هذا الصنف معروف بكرهه الشديد لفكرة الوطن والنضال المشترك الكردي العربي وتضامن المكونات السورية من أجل سوريا جديدة تعددية ديموقراطية وقد يكون التطرف والانعزالية القومية طريقا له في تحسين شروط ( الارتزاق الثقافي ) في هذه الأجواء الموبوءة في طول وعرض الجغرافيا الوطنية .

   رسالة المثقف الكردي السوري لاتختلف عن رسالة المثقف السوري بوجه العموم وهي صيانة التاريخ الحقيقي من التزييف من جانب النظم الحاكمة وكذلك ( أنصاف المثقفين ) من فرسان الارتزاق والوقوف الى جانب قضايا الشعب والوطن بل الالتزام الكامل بها والشجاعة في تقييم الواقع الراهن ونقده والبحث عن إيجاد البدائل وتقديم الدعم الفكري – الثقافي للمناضلين السياسيين من أجل التوصل الى برامج لاستكمال وصياغة المشروع الوطني الذي تتوحد ضمنه كل الفعاليات والقوى والمكونات وصولا الى استعادة الشرعية الوطنية وابرام العقد الاجتماعي لسوريا جديدة يضمنه دستور توافقي يلتزم بحقوق الجميع ومستقبلهم .



158
وحدة الحركة أم اتفاق الأحزاب أم " خفض التصعيد " ؟
                                                                           
صلاح بدرالدين


    بشرت الأحزاب الكردية السورية بوسائل اعلامها بوصول ( جيمس جيفري ) للاشراف شخصيا على توحيد الكرد السوريين وهو لم يزل خارج أجواء المنطقة وظهر أن الرجل حضر لأهداف أخرى منها مواجهة التمدد الروسي في شمال شرق سوريا منطقة نفوذ الامريكان ووقف اختراقهم لحزب – ب ي د – وادارته الذاتية وتطمين العشائر العربية بالمنطقة وتوجيه رسالة سلام وتعاون للحليف التركي عضو الناتو .

   نشطت وسائل الاعلام باليومين الأخيرين في متابعة ملف اتفاق الأحزاب الكردية السورية واعتبار قدوم المبعوث الأمريكي السيد – جيمس جيفري – الى القامشلي والحسكة ليشرف على اعلان الاتفاق فيما تتضارب الانباء وسط تكتم امريكي حول مدى صحة اشرافه المباشر على اعلان الاتفاق ( العتيد الموعود ) أو تكليف غيره بالمهمة خاصة وأن ماتسرب عنه يوحي بأن مهمته لا تقتصر على هذا الملف بل سيعمل جاهدا على اقناع كل الأطراف الكردية والعربية شرق الفرات للابتعاد عن النظام والروس والمضي قدما مع التوجهات الامريكية وتحت مظلتها .

   اذا تركنا العموميات والتمنيات في الأوساط الشعبية بشأن موضوعة وحدة الكرد السوريين أو اتحادهم أو توحيد صفوفهم أو اجماعهم وهي بطبيعة الحال تنبع من مشاعر وجدانية إوقومية مشروعة مهما تباينت المنابت الاجتماعية والمناطقية والرغبات الخاصة ولاشك ان جميع شعوب العالم يتشاركون في مثل هذه الاماني المحقة الرامية الى السلام المجتمعي والوئام والعيش الرغيد والتطور الطبيعي نحو آفاق التقدم الاقتصادي والاجتماعي .

  منذ عقود وفي مختلف المراحل وخصوصا مابعد الهبة الكردية الدفاعية الآذارية ( ٢٠٠٤ ) التي لم تسعف الظروف الذاتية والموضوعية لتتحول الى انتفاضة وطنية عامة حقيقية والتي أفرزت خلاصة واضحة بل درسا لن ينسى عن عجز الأحزاب الكردية بطبيعتها  التنظيمية والفكرية والسياسية  في قيادة النضال بجانبيه القومي والوطني  وكذلك في الأعوام التي تلت اندلاع الثورة السورية حيث بات من حكم المؤكد أن تلك الأحزاب مضافا اليها حزب – ب ي د – الحديث العهد والمسميات الأخرى المرتبطة به لم تكن بمستوى الحدث السوري وغير مؤهلة لتمثيل الغالبية من الكرد السوريين وتحقيق طموحاتهم .

  في خضم هذه الوقائع وضمن تلك الملابسات تعرضت الأحزاب الكردية الى هزات زلزالية وفقدت معظم أعضائها وأنصارها وبينهم مناضلون صادقون فقدوا الثقة ليس من قيادات أحزابهم فحسب بل من جدوى العمل الحزبي المتأخر عن الركب بمجمله وخسرت الأحزاب خيرة الكوادر مما ضاعفت من أزماتها الداخلية ودفعتها اكثر الى مهادنة النظام المستبد الى حدود بعيدة والى فقدان استقلاليتها في القرار السياسي والاعتماد الكامل على العامل الخارجي وهذا ما عطل آلية استيعاب مايجري من حولها ونضوب منابع الفكر والوعي وعدم القدرة على تحضير أجيال جديدة لقيادة النضال  .

    نهجان مختلفان في الدعوة الى ( وحدة الكرد السوريين )

   منذ البداية اقتصرت مساعي " الوحدة الكردية السورية " على ارادتين ونهجين مختلفين واحد يتبناه الوطنييون المستقلون ومجاميع الشباب ومنظمات المجتمع المدني الناشطة أكثر بين الكثافات الكردية السورية بالمخيمات والبلدان الأوروبية والامريكيتين وأستراليا ( بحسب التقديرات هناك مايربو على أكثر من نصف الكرد السوريين يقيمون بالخارج ومعظمهم من الشباب وشاركوا في التظاهرات الاحتجاجية ضد النظام وتعرضوا للاعتقال ) وتميز وسط  الوطنيين المستقلين حراك – بزاف – الذي قدم مشروعا متكاملا منذ أكثر من ستة أعوام من أجل إعادة بناء الحركة الكردية السورية من الأساس من خلال مؤتمر جامع بغالبية مستقلة ومشاركة الأحزاب ومازال مشروعه قيد النقاش والتداول عبر اللقاءات التشاورية التي عقدت بالمئات كما وقع عليه الآلاف عبر مواقع التواصل الاجتماعي .

  لاشك أن المنطلق الأساسي لدعاة هذا النهج يستند الى رؤية تعتبر أن الحركة القومية – الوطنية الكردية لاتقتصر على الأحزاب خصوصا بعد مايقارب المائة عام على ظهور أول حزب منظم ومن دون اغفال  الكم الهائل النوعي لإنجازات بعض الأحزاب وتراثها الثمين في الإصلاح وإعادة البناء والتعريف فكريا وثقافيا وسياسيا في الستينات والسبعينات والثمانينات فان التكاثر غير المبرر والانقسامات والتمحور حول أجندات خارجية قد أخل بالعمل الحزبي المتبع وأن الحركة أوسع من ذلك بكثير وتشمل جميع طبقات المجتمع الكردي وفئاته العمرية الى درجة أن الوطنيين المستقلين ضمن الجيل الناشئ  من النساء والرجال  لوحدهم يشكل الكتلة التاريخية الأهم في مستقبل الحركة وأن الأحزاب تحولت الى كتل مناطقية وعائلية وباتت مصدرا للمحاصصات المصلحية الضيقة ولم تعد موئلا للمناضلين الاحرار الى جانب انغماسها بمحاور وتورطها في علاقات مع نظام الاستبداد وكذلك القوى المحتلة لبلادنا .

   من تلك الرؤيا فان أصحاب هذا النهج لايراهنون على إمكانية استمرارية الأحزاب بشكلها الراهن وطبيعتها  في قيادة النضال الوطني الكردي السوري بنجاح لأنها لاتتمتع بالشرعية الشعبية ولا بالاجماع القومي ولم تنتخب من الشعب وليست مخولة في إقرار المصير السياسي للكرد السوريين بل يرون أن الأحزاب تعيش أزمات مضاعفة : أزمة تنظيمية أزمة الشرعية أزمة الفكر والموقف السياسي الى جانب الأزمة الثقافية التي تتمحور في عدم الثبات على مبادئ واضحة وحاسمة بشأن تعريف القضية الكردية وسبل حلها ومسائل استقلالية القرار الكردي والشخصية الكردية المستقلة  وكذلك حول الموقف من نظام الاستبداد والبديل والعلاقة مع الشركاء السوريين بمختلف مكوناتهم وقواهم الديموقراطية المعارضة وبالتالي فانه من غير المعلوم على ماذا ستتفق الأحزاب من حيث الجوهر وليس من حيث شكل البيانات المنمقة  .

  أما النهج الآخر فتتبناه قيادات الأحزاب الكردية ( الخمسة والعشرون والعدد في ازدياد ) وترى أن في اتفاقها حول المحاصصة والتشارك في مسؤوليات " الإدارة الذاتية " والانضواء في ( الهيئة العليا أو المرجعية ) التي ستتشكل من نحو مائة عضو وستكون على الاغلب بمثابة هيئة استشارية لأنها ليست هيئة تشريعية منتخبة ولا تنضم الى الهيئات التنفيذية القائمة منذ أعوام تحت سلطة – ب ي د - .
  الأمر الآخر غير المعلوم هو مدى مسؤولية– الهيئة العليا أو المرجعية – وحدود صلاحياتها بشأن القضيتين السورية والكردية وهل ستكون بحدود ( شمال شرق سوريا ) أو المحافظات الثلاث ( الحسكة – الرقة – دير الزور ) أم مختصة بكرد سوريا في مناطقهم الثلاث : الجزيرة وكوباني – عين العرب وعفرين ثم ماذا بشأن المعتقلين والمخطوفين وكذلك المسألتان العسكرية والأمنية في المناطق الكردية وكذلك السياسات التي تتبع بشأن الملف الكردستاني خصوصا إقليم كردستان العراق وحزب العمال الكردستاني .

   هناك أيضا وعلى ضوء التصريحات الإعلامية المستقوية با ( الحليف الأمريكي ) الذي سيشرف على اتفاق الأحزاب وموقفه معروف على الأقل يقف ضد أي تمدد روسي في الساحة الكردية فماذا سيقول حول علاقات – الإدارة الذاتية – وب ي د – كأحد طرفي الاتفاق مع الجانب الروسي والالتزام بتعهدات تجاهه ؟ الى جانب علاقات – المجلس الكردي – مع أطراف أخرى قد لاتروق للطرف الآخر .

  المسألة الأخرى تتعلق بتمثيل المستقلين والسؤال هنا هل ستنطلي ادعاءات الأحزاب على الجانب الأمريكي بأنها الممثل الشرعي الوحيد للكرد السوريين في حين أن الوطنيين المستقلين يشكلون كما ذكرنا أعلاه الغالبية الساحقة في مجتمعنا والغريب في الامر أن الطرفين الحزبيين أقنعا أنفسهما بأن يختار كل طرف ستة مستقلين ؟؟!! .

   كما أرى وأعتقد بأن هكذا أحزاب لن تحقق أكثر ماهو مرسوم ومعلن ولعل الحسنة الوحيدة ( وأتمنى أن تكون هناك حسنات أخرى ) من اتفاق طرفي الاستقطاب الحزبي الكردي هي احتمال زوال التخندق والتوتر في الشارع الكردي وافساح المجال لعودة المهجرين والنازحين الى بيوتهم وأماكن عملهم وتعاد الدورة الاقتصادية كما كانت وأن تزال كل العوائق أمام حرية الصحافة والاعلام والفكر والرأي السياسي والتنقل من والى الخارج بكل حرية .
  والخشية هنا لأصحاب الآمال المعقودة  أن تحصل في الساحة الكردية أو في منطقة شمال شرق سوريا نوع من – خفض التصعيد – كما حصل في مناطق سورية أخرى باشراف الروس والإيرانيين ورضى النظام ومشاركة فصائل معارضة أو تتقرر إجراءات على غرار توصيات ( أستانا وسوتشي ) ثم تضمحل بمرور الوقت وكل ذلك لن يكون لمصلحة لا الكرد ولا العرب ولا المكونات الأخرى .

  أما الأماني  الكبرى وحتى المتوسطة فيبدو أنها مؤجلة ولن تتحقق الا بالعودة الى الشعب  بإعادة بناء الحركة الكردية من جديد واستعادة شرعيتها وانتخاب من يمثلها لمواجهة التحديات القومية والوطنية وإعادة جسور التواصل والتضامن والعمل المشترك على الصعيد الوطني وإصلاح العلاقات الكردستانية وتنمية الشخصية الوطنية الكردية السورية المستقلة وإنجاز المهام والواجبات بدل تأجيلها أو ترحيلها الى المجهول .

159
الشرعية الفلسطينية أمام تحديات إعادة تصحيح المسار
                       
                                                                       
صلاح بدرالدين

     تشكل الحالة الفلسطينية انعكاسا ليس للوضع العربي فحسب بل للحالة العامة بالمنطقة فهي ومنذ نحو قرن من الزمان بمثابة ترمومتر لقياس وتائر الحرب والسلام وقد عرفت القضية الفلسطينية دوما بقضية " السلام بالشرق الأوسط " لذلك ليس غريبا ان تتوجه الأنظار الى كل ما يطرأ عليها من تطورات مستجدة وهذا مايحصل اليوم بعد ابرام معاهدتي السلام بين إسرائيل وبلدين عربيين هما دولة الامارات ومملكة البحرين بواشنطن باشراف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب .

   وجد جيلنا نفسه وجها لوجه أمام محنة الشعب الفلسطيني المنكوب دار عليه الزمان وانتشر في سائر الأصقاع بفعل التهجير القسري والطرد من أرض الآباء والاجداد لايختلف معاناته كثيرا عن ماحصل للكرد في سائر مراحل التاريخ وليس لمرة واحدة حيث كان تاريخه سلسلة من النكبات بدأت فصولها منذ التاريخ السحيق والى يومنا هذا على أيدي ( الرومان والغزوات باسم الدين والصفويين والعثمانيين والامويين وهولاكو وأتاتورك وأنظمة البعث ...) لذلك لم يكن الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش وحده من قارب معاناة الشعبين في أشعاره بل أن النخب الكردية السياسية والثقافية كانت ومازالت تقارن ظروف القضيتين العصيتين على الحل وتماثل بين التجربتين كظاهرة نادرة في تاريخ حركات التحرر المحلية والعالمية .
   لقد عشت بعضا من التجربة التراجيدية بنفسي حيث أتذكر وكنت طفلا عندما سكنت بقريتنا – جمعاية – عائلة فلسطينية عرفت بعائلة ( الحاج الفلسطيني ) المكونة من أب وأم وولد وبنت وكانت موضع ترحيب وعطف من سكان قريتنا الذين علموا أنهم من ضحايا التهجير القسري على أيدي ( اليهود ) وكان الحاج خبيرا بالزراعة ولأول مرة طبق طرقا زراعية متقدمة بإنتاج وفير خصوصا بمجال الفاكهة والخضار وهذا ماعزز مكانته واحترامه لدى أهل قريتنا أكثر وكان القروييون يجتمعون من حوله وهو يسرد ماعاناه الفلسطينييون من عذابات على أيدي مستوطنين جاؤوا من مختلف بلدان العالم .
   لست أبالغ ان ذكرت أننا في الحركة الوطنية الكردية مدينون لحركة المقاومة الفلسطينية ومن ثم منظمة التحرير الفلسطينية وفصائلها الديموقراطية ليس بمجال تعاطفهم مع قضيتنا فحسب بل على صعيد التجربة الفكرية الثمينة التي كنا نواكبها تباعا فقد أنجبت الحركة الوطنية الفلسطينية مفكرين ومثقفين أبدعوا في تقييم مراحل النضال وفي تجديد وسائل الكفاح التي كانت تناسب تلك الظروف كما أولوا القضية الكردية اهتماما بالتواصل مع ممثليها والعمل المشترك والدعم والتضامن وقد فتحوا وسائل اعلامهم امام الأقلام الوطنية الكردية والعربية ليسطروا حول أحوال الكرد وقضاياهم ومعاناتهم وشكلوا في مرحلة سابقة موئلا للعديد من مناضلي حركات التحرر في المنطقة والعالم .
   مرت القضية الفلسطينية بحكم تمازجها مع مختلف قضايا البلدان العربية السياسية بالعديد من المنعطفات وقدمت الكثير من الضحايا وبطبيعة الحال والى جانب تصدرها للقضايا العالمية وليست الإقليمية والمحلية فحسب فانها شهدت العديد من الإخفاقات أيضا بسب النزعات المتطرفة لدى تيارات محدودة في الساحة الفلسطينية وبحسب تقييم نخب فكرية فلسطينية فان الاستمرار بالعسكرة أضر بالقضية الى جانب مخاطر جماعات الإسلام السياسي والتباطؤ في التجديد ودمقرطة المؤسسات والتخلف في قراءة الاحداث والتطورات الإقليمية والعالمية .
  كما تعزو تلك النخب الانسداد الفكري السياسي لدى القيادات الفلسطينية الى مسألة التنافس في رفع الشعارات المزايدة وتحقيق القليل من التسليح للقيام بعمليات عشوائية لكسب أصوات الشارع الفلسطيني المغلوب على أمره  وتحسين الحالات التنظيمية الفصائلية والحزبية والشللية كل ذلك من شأنه اضعاف الشأن الفلسطيني وتخفيف وزن القضية مما تتحول فريسة سهلة للاسرائليين وكذلك للنظام العربي الرسمي الذي يتعامل معها حسب أجندة محاورها ومصالحها ونفوذها ولأن الدعم الوحيد للفصائل مصدره البلدان العربية وايران فانها تصادر القرار الفلسطيني المستقل لقاء القيام بدور المانح ومن ثم استخدامها في سبيل مآربها فقط .
      على القيادة الشرعية المتمثلة بمنظمة التحرير والسلطة الوطنية أن تكون بمستوى الحدث وان لاتنجر وراء المشاعر العفوية التي تغذيها جماعات الإسلام السياسي وبعض الأنظمة بالمنطقة ليس من اجل الحل بل لاضفاء المزيد من التعقيدات التي بدورها ستجلب المزيد من الضحايا الفلسطينية فكلنا نتذكر قمة اللاءات الثلاثة بالخرطوم عام ١٩٦٧ ( لاصلح ولااعتراف ولاتفاوض ) والتي كانت فصلا جديدا لاعادة القضية الفلسطينية الى قبضة الأنظمة الفاسدة لتتاجر بها ونفس الأنظمة بدأت بالعلاقات مع إسرائيل سرا وعلنا من وراء ظهر الفلسطينيين وكان اولهم رئيس النظام بمصر حيث مشهد نزول الرئيس المصري أنور السادات من طائرته في مطار بن غوريون الإسرائيلي يوم 19 نوفمبر (تشرين الثاني) مازال ماثلا .1977،
     ثم عقد مؤتمر السلام في الشرق الأوسط” في العاصمة الاسبانية مدريد، في 30 تشرين أول / أكتوبر 1991، بعد أشهر قليلة من أنتهاء حرب الخليج الثانية، إلا أن فكرة عقد المؤتمر، جاءت بعد خطاب الرئيس الأمريكي جورج بوش، أمام الكونجرس الأمريكي، في 6 آذار/ مارس 1991، حيث قال آن الآوان لانهاء النزاع في الشرق الأوسط على أساس قراري مجلس الأمن الدولي 242 و338، ومبدأ الانسحاب مقابل السلام، الذي ينبغي أن يوفر الأمن والاعتراف بإسرائيل واحترام الحقوق المشروعة للفلسطينيين .
فعقد المؤتمر الدولي بحضور الرئيس الأمريكي جورج بوش والسوفيتي ميخائيل غورباتشوف، ووفد أردني – فلسطيني مشترك برئاسة وزير الخارجية الأردني كامل أبو جابر والفلسطيني د. حيدر عبد الشافي، ووزراء خارجية كل من مصر وسوريا ولبنان، و(إسرائيل) برئاسة رئيس الوزراء اسحق شامير (ومع أن الدعوة الأمريكية والسوفيتية وجهت لوزراء خارجية الدول لحضور مؤتمر مدريد، إلا أن شامير أصر على حضور المؤتمر بدلاً من وزير خارجيته ديفيد ليفي) وشاركت وفود من مصر ودول الخليج العربي والمغرب العربي والاتحاد الاوروبي، وشهد المؤتمر حضوراً إعلامياً كبيراً .
 كما  أعلنت اتفاقية السلام الأردنية - الإسرائيلية وإنهاء حالة الحرب، وارتخت أطول حدود برية للمملكة الأردنية من حالة الطوارئ المعلنة في صفوف القوات المسلحة الأردنية (الجيش العربي)، والتي عاشتها البلاد بعد احتلال الضفة الغربية في 4 يونيو (حزيران) العام  ١٩٦٧ كما تمت اتفاقية السلام المصرية الإسرائيلية وهي الدولة العربية الأهم  وانسحاب الأخيرة من الأراضي المصرية  .
   وكانت اتفاقية أوسلو ( ١٩٩٣ ) بمثابة عقد سلام فلسطيني إسرائيلي عاد بموجبه القيادة الفلسطينية مع عوائلها وفي المقدمة الرئيس الراحل ياسر عرفات والذي نص على الانسحاب الإسرائيلي وانشاء حكم ذاتي فلسطيني على مراحل يتوج بتسوية دائمة بناء على القرار رقم ٢٤٢ و ٣٣٨ .
  نحن هنا لانقوم بدور ( الأستذة ) على الأصدقاء الفلسطينيين بل اننا تعلمنا منهم الكثير كما أن قضيتنا أشد تعقيدا والأحزاب والقيادات الكردية أحوج ماتكون الى المراجعة الفكرية والسياسية والمأسسة والشرعية الوطنية والقومية وكذلك إعادة البناء عبر المؤتمرات الجامعة للتجديد ومواصلة الكفاح .
 
 كصديق للشعب الفلسطيني ومع قضيته العادلة أرى أن تجيب القيادة الشرعية الفلسطينية على التساؤلات التالية : ١ – كنتم مع مؤتمر مدريد للسلام العربي – الإسرائيلي وفي اتفاقية أوسلو الفلسطينية الإسرائيلية ووقفتم الى جانب الاتفاقيات المبرمة بين إسرائيل من جهة ومصر والأردن من الجهة الأخرى ولديكم اتفاقيات امنية وإدارية ومالية مع الجانب الإسرائيلي فلماذا تقفون ضد اتفاقيات السلام الموقعة اليوم بين إسرائيل والامارات والبحرين وبضمانة أمريكية ؟ ٢ – كنتم تقولون دوما أن القضية الفلسطينية هي قضية العرب الأولى وأنهم شركاء لكم في المصير وتعلمون أن معظم الدول العربية مع السلام مع إسرائيل والبعض لهم علاقات سرية فلماذا تعارضون قرارات بعض الدول العربية السيادية بخصوص هذه القضية وهم شركاؤكم ؟ ٣ – كما أرى ان تفاهماتكم هذه الأيام مع جماعات حماس ولقاءاتكم مع فصائل كانت ومازالت ضد شرعية منظمة التحرير واختراق سيصب لمصلحة محور الممانعة في دمشق وطهران وهو امر يضر بقضيتكم ويسيئ الى علاقاتكم مع حركات شعوب المنطقة ٤ – للأسف الشديد موقفكم الراهن ستستغله ايران ضد الإدارة الامريكية وليس لكم مصلحة في ذلك .٥ – كنتم التزمتم بالسلام والآن ترتفع أصواتكم مع أصوات جماعات الإسلام السياسي وأتباع طهران ودمشق وحزب الله باتجاه التصعيد والمواجهة فهل انتم جاهزون لذلك ؟ ٦ - وأخيرا وبعد غياب القائد العملاق أبو عمار أخشى أن تفقدوا الشرعية الوطنية الفلسطينية كما فقدتها حماس وفصائل أخرى وحينها تضرون بقضيتكم بل تعملون على تصفيتها عن جهل أو سابق تصميم ، تساؤلات عليكم الإجابة والتوضيح .
  مطلوب الان اكثر من أي وقت مضى أن يحدد ممثلوا الشعب الفلسطيني آفاق مستقبل نضالهم ويعيدوا تعريف قضيتهم هل مازالت حركة تحرر وطني أم تحولت الى حركة دينية بمواجهة حركات دينية مختلفة وهل حركة وطنية فلسطينية مستقلة أم امتداد للنظم العربية الرسمية هل هي قضية شعب فلسطين من المفترض حلها مع الطرف الاسرائلي على أساس دولة ديموقراطية للفلسطينيين العرب واليهود أم قيام دولة مستقلة متوافقة ومتعاونة مع الدولة الإسرائيلية وهل ستحل قضيتهم سلميا أم بالكفاح المسلح ؟ .
  ان صمود القيادة الشرعية الفلسطينية امام التحديات واتخاذ الخطوات الشجاعة للانقاذ وعدم الرضوخ لرغبات القوى والتيارات الشريرة وتعزيز الصف الوطني تحت سقف الحقائق الموضوعية والعودة الى الشعب هو الطريق الاسلم في هذه المرحلة الصعبة وستكون نتائجها لمصلحة الفلسطينيين وكل شعوب المنطقة التواقة الى الحرية .
   






   


160
المنبر الحر / سؤال وجواب
« في: 09:13 13/09/2020  »
سؤال وجواب
                                                       
صلاح بدرالدين

المعارض الكردي السوري صلاح بدر الدين، هو ضيف (مركز حرمون للدراسات المعاصرة)، في هذه المساحة الحوارية التي وقفنا فيها معه على آخر المستجدات في المشهد السياسي الكردي السوري الراهن، وعلى رؤيته تجاه هذه المستجدات، وما سبقها من أحداث وطنية وإقليمية ودولية رسمت تاريخ المنطقة الحديث والمعاصر، ورسمت جغرافيتها في ظل احتلالات عسكرية متعدّدة. إضافة إلى مناقشة عدد من القضايا السياسية والفكرية التي تشغل الرأي العامّ السوري والكردي.
وُلد بدر الدين في 11 آذار/ مارس 1945، في قرية “نعمتلي” قضاء مدينة القامشلي شمال سورية. انتسب مبكرًا إلى (الحزب الديموقراطي الكردستاني – سورية)، وساهم مع الجناح اليساري القومي عام 1965 في تدشين النهج القومي الديمقراطي في الحركة الكردية. وانتسب إلى كلية الحقوق بجامعة دمشق، واعتُقل قبيل التخرج.
عاش ضيفنا الجزء الأكبر من حياته، منذ صيف 1966، في العمل السري، والاختفاء بالداخل، والهجرة القسرية إلى لبنان وكردستان العراق وتونس وألمانيا الديمقراطية والاتّحادية فيما بعد، وسُجن عامًا واحدًا في سجن القلعة بدمشق، وتم تحويله إلى محكمة أمن الدولة العليا في دمشق بعد تجريده من الحقوق المدنية.
منذ “كونفرانس” عام 1968، أصبح السكرتير الأول لـ “البارتي الديمقراطي الكردي اليساري” في سورية، ثمّ أمينًا عامًا لـ (حزب الاتّحاد الشعبي الكردي) بعد تبديل الاسم في المؤتمر الخامس عام 1980.
التقى صلاح بدر الدين الراحلَ الملا مصطفى البارزاني، قائد ثورة أيلول/ سبتمبر، للمرة الأولى في حزيران/ يونيو 1967 في منطقة “بالك” في كردستان العراق.
أسّس في لبنان (رابطة كاوا للثقافة الكردية)، بصفتها مؤسسة ثقافية، في أعوام 1975 – 1978. وهو يترأس الرابطة في كردستان العراق منذ عام 1999.
أسهم مبكرًا في بناء العلاقات الودية مع حركة التحرر العربية، وخصوصًا الحركة الوطنية اللبنانية، وقوى منظمة التحرير الفلسطينية، وقلده الرئيس الراحل ياسر عرفات أعلى وسام فلسطيني (درع الثورة الفلسطينية)، شارك في إقامة عدد من جمعيات الصداقة بين الكرد والعرب، وهو رئيس (جمعية الصداقة الكردية – العربية).
انسحب طوعًا من رئاسة حزبه، ومن كل العمل الحزبي، منذ عام 2003، ليمارس قناعاته الثقافية والسياسية بصورة مستقلّة.
صدر له عدد من المؤلفات، نذكر منها: «الكرد والحركة التحررية الكردية»، بيروت – برلين 1982، (صدر باللغات الكردية والعربية والألمانية)، و«الأكراد شعبًا وقضية»، بيروت 1986، و«القضية الكردية والنظام العالمي الجديد»، بيروت 1992، و«الحركة القومية الكردية في سورية.. رؤية نقدية من الداخل»، أربيل 2003 (صدر باللغات الكردية والعربية والإنكليزية)، و«الكرد بين إرهاب الدولة القومية والإسلام السياسي»، أربيل 2005، و«الصراع في سوريا.. (النظام – الكرد – المعارضة)»، أربيل 2010، و«الحركة الوطنية الكردية السورية»، -مذكرات- (الجزء الأول)، 2000، و«الحركة الوطنية الكردية السورية»، -مذكرات- (الجزء الثاني) 2010، و«الحركة الوطنية الكردية السورية»، -مذكرات- (الجزء الثالث) 2017، و«الحركة الوطنية الكردية السورية»، -مذكرات- (الجزء الرابع) 2020، التي تروي لنا وللأجيال القادمة تفاصيل كثيرة مما عاشته الحركة الوطنية الكردية، متضمنة مستجدات الساحة الكردية في ظل الثورة السورية، والتدخلات الدولية، والعنصر الجهادي الذي دخل على معادلة الصراع في سورية. إضافة إلى تطورات المسألة الكردية في إطار المسار الوطني العامّ في سورية بين عامي 2018 و2020، وتشخيص مكامن الخلل في العلاقات الكردية – السورية، وعلاقات كرد سورية بإقليم كردستان العراق، التي كانت منطلق حوارنا هذا.
هنا نص الحوار:
صدر حديثًا الجزء الرابع والأخير من مذكراتكم السياسية الموسومة بـ «الحركة الوطنية الكردية السورية»، كيف تقدمها لنا؟
هذا الجزء يغطي عامين، بين 2018 و 2020، من التطورات والأحداث في سورية عمومًا، وفي الحالة الكردية السورية خصوصًا، إن المنهج الذي اتبعته في كتابة مذكراتي لا يقتصر على تسجيل ما حصل ويحصل فحسب، بل يقترن بتقييم نقدي لكل حدث بحسب وجهة نظري، وكما هو معلوم، فإنّ بلادنا منذ أعوام حبلى بالمفاجآت، وليس من السهولة ضبط إيقاع التطورات، لأنها ليست بفعل شعبي بحسب قوانين الصراع المعروفة، وليست بإرادة الناس والمواطنين في الأجواء السليمة، إنما هي من صنع الأجنبي الغريب، من محتلّين وميليشيات، لذلك لا تكون مهمة المتابع سهلة، فهي محفوفة بمخاطر سوء التقدير أحيانًا.
غالبًا، وأنت تتابع وقع السياسات اليومية، وسلوك أصحاب الحل والربط المتحكمين بمصائرنا في إدارة (الأزمة) السورية، وهي في الحقيقة قضية كبرى بالغة التعقيد، وليست مجرد إشكالية عابرة تجد لها الحل بقرار دولي، أقول: في خضّم مراقبة الأوضاع اليومية، أتذكر أحداثًا وقعت قبل عقود، أو يتراءى أمام ناظري مشاهد فرعية حديثة، لها صلة مباشرة بالموضوع الأساسي لمذكراتي «الحركة الوطنية الكردية السورية»، لذلك سرعان ما أسجّل بقدر ما تسعفني الذاكرة التي لا تسير طبعًا بخط مستقيم، ولا تتجاوب دائمًا بحسب الطلب، بل تعاندني مستغلة تجاوزي عتبة السبعين.
لدينا في الحركة الوطنية الكردية السورية معضلة خاصّة تفاقمت في الأعوام الأخيرة، وهي مسألة الحفاظ على الشخصية الكردية السورية، وعلى الاستقلالية وعدم التبعية لمحاور قومية مجاورة تتمتع بالقوة والنفوذ، مثل (حزب العمال الكردستاني) المعروف بـ (PKK) الذي سيطرت قواته المسلّحة على مقدرات مناطقنا بموجب اتّفاقية أُبرمت بين موفد رأس النظام بشار الأسد (اللواء آصف شوكت) من جهة، وقائد قوات (PKK) مراد قرايلان من جهة ثانية، أواخر عام 2011 وبداية عام 2012 في مدينة السليمانية، بوساطة من الرئيس العراقي آنذاك جلال الطالباني، وإشراف قاسم سليماني، على قاعدة مواجهة تركيا من سورية، والحيلولة دون انخراط الكرد السوريين بالثورة السورية.
لذلك فإنّ الجزء الرابع يتضمن بحوثًا ومواد تتعلق بهذه المعضلة، وشرحًا مفصلًا لما هو واقع، وطرح مقترحات من أجل حلها والعودة إلى علاقات طبيعية بين مختلف الأطراف والتيارات السياسية الكردية في كل الأجزاء، على أساس الاحترام المتبادل، وعدم التدخل في شؤون الآخر.
وقد أسهبت بهذا الجزء من المذكرات في واقع العلاقة مع الأشقاء في إقليم كردستان العراق، بحكم وجودي هناك منذ 26 عامًا، وقربي من مصدر القرار، وإشرافي في مراحل كثيرة على سير العلاقة بين حزبنا -سابقًا- (الاتّحاد الشعبي)، والأشقاء في الإقليم، منذ عهد الزعيم الراحل مصطفى بارزاني، وتحديدًا منذ عام 1965 حتى الآن، وكنت واضحًا وصريحًا في سردي وتقييمي، وأبديت ملاحظاتي ومقترحاتي بهدف تعزيز تلك العلاقة.
نحن في الحركة الكردية السورية، بشكل عام، أقرب من حيث الفكر والمواقف السياسية إلى (الحزب الديمقراطي الكردستاني – العراق) فهو حزب معتدل ومنفتح على مختلف التيارات، ويؤمن بالحوار، ولنا تاريخ نضالي مشترك منذ عقود، وقدّمنا الدعم والإسناد لثورة أيلول بقيادة البارزاني عام 1961، كما قدم الأشقاء الدعم لكرد سورية بعد انتزاعهم الفيدرالية، وهناك الآن نحو 300 ألف لاجئ كردي سوري في إقليم كردستان العراق.
أميركا تبحث عن خدم ومقاتلين تحت الطلب
صدر الجزء الأول من المذكرات عام 1984، بينما صدر الجزء الثاني عام 2010، أي بفارق زمني نحو 16 عامًا. ما سبب هذه المسافة الزمنية الطويلة بين صدور الجزئين؟
التأخير حصل لأسباب أغلبيتها خاصّة تتعلق بخروجنا من بيروت بعد وصول الاحتلال الإسرائيلي إلى قلب بيروت، وبانتقالي إلى تونس، وبعد فترة كتن انتقالي مع العائلة إلى جمهورية ألمانيا الديمقراطية، حيث قررت الإقامة هناك انسجامًا مع فكري اليساري وامتناعًا عن اللجوء إلى الدول الغربية على الرغم من كل المغريات والامتيازات، وقد انشغلت بالعائلة التي شعرتُ أنني أهملتها سنوات بسبب نضالي، ثمّ انتقلت اضطراريًا إلى ألمانيا الغربية بعد توحيدها، وبعد أعوام انتقلت إلى كردستان العراق واستقريت هناك، طبعًا، كل ذلك أرهقني، وقد توزعت مكتباتي الخاصّة بين دول عدة، وفقدت كثيرًا من أوراقي ووثائقي الثمينة، ثمّ أعدت تنظيم واستعادة ما قدرت عليه.
ما تقييمكم لما توصل إليه الطرفان الكرديان في المرحلة الأولية من مفاوضات وحدة الصف الكردي؟ وهل من جديد في مسار هذه المفاوضات؟
الطرفان المشار إليهما هما الإطاران اللذان يضمان جميع الأحزاب الكردية السورية تقريبًا، ويبلغ عددها، بحسب التقديرات، نحو ثلاثين حزبًا، وكل هذه الأحزاب تتوزع على محورين رئيسيين في الحركة القومية الكردية بالجوار. وكما هو معلوم، الحركة الكردية السورية لا تقتصر على الأحزاب الموجودة في هذه المرحلة فحسب، بل إنّ الأحزاب، بحكم ترهل بعضها، وعدم استقلالية البعض الآخر، وتاريخ بعضها الذي يشوبه الشك وعدم الثقة، بسبب التبعية لأجهزة السلطة قديمًا وحديثًا، وبسبب انحراف بعضها عن الخط الوطني بمعاداة ثورة الشعب السوري، خسرت جلّ أعضائها ومناصريها، وهناك في ساحتنا الكردية أغلبية وطنية ساحقة مستقلّة عن الأحزاب، مثل حراك شبابي ومناضلين من النساء والرجال، وبعض مشاريع عمل تشكل منظمات مجتمع مدني، وهي الكتلة التاريخية التي نراهن عليها في مهام إعادة بناء الحركة الكردية، وفي استعادة شرعيتها، وفي إعادة الكرد إلى دورهم الوطني جنبًا إلى جنب مع الحركة الديمقراطية السورية.
أنظر إلى أيّ مشروع اتّفاق أو وحدة، وإلى الأهداف والبرنامج السياسي الذي يطرحه حاملو ذلك المشروع، ومن الملاحظ أنّ ما أُعلن حول مفاوضات الطرفين عبارة عن إعلانات فضفاضة، وكل ما يرمي إليه الطرفان لا يتعدى منطقة جغرافية معينة، أي إنّ موضوع الاتّفاق -إن تمّ- لا يشمل قضايانا الوطنية، إنما يتركز في حيّز جغرافي يتبع لنفوذ دولة محتلّة، وقد يخدم مصالحها حيث تقدّم التمويل وتقوم برعاية المبادرة التي صدرت عن قائد “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، المرتبط بالتحالف الدولي – الأميركي، وهي بإشراف أحد ضباطه.
كرديًا، ليس هذا (الاتّفاق) ما يهدف إليه الكرد السوريون، بل إنّ الأغلبية الساحقة من وطنييه المستقلّين يسعون لإعادة بناء الحركة الكردية السورية، ولاستعادة شرعيتها، من خلال عقد المؤتمر الكردي الجامع بأغلبية مستقلّة وبمعزل عن الأحزاب ومحاورها، وهذا ما طرحه حراك (بزاف) منذ أعوام، وقدّم مشروعه المتكامل ووثائقه، وهو يعمل لتحقيقه، في حين أنّ قيادات الأحزاب (وليس أنصارها) هي من تعرقل مساعي (بزاف) حتى الآن، والأميركان يغضون الطرف أيضًا لأنهم، ببساطة، يبحثون عن خدم ومقاتلين تحت الطلب ليس إلّا.
في تشخيصكم لأزمة الحركة الكردية السورية، التي تتفاقم وتتعمق وتتجه إلى مزيد من الانقسامات، وإلى إلغاء الدور الكردي محليًا ووطنيًا وكردستانيًا، وإلى وضعهم على هامش مرحلة الاستحقاقات القادمة.. ترون أنّ الحل في كردستان العراق، حيث للقيادة هناك الدور المفصلي في مصير الحركة. هل لك أن تشرح لنا أكثر؟
نعم، كما ذكرت أعلاه، هناك علاقة خاصّة بين الحركة الكردية السورية ونظيرتها الكردية العراقية منذ عقود، وهناك احترام خاصّ من جانبنا لرمزية الزعيم الراحل مصطفى بارزاني، وشارك الكرد السوريون في الدفاع عن الإقليم عبر تطوع كثيرين في قوات (البيشمركة) منذ ثورة أيلول/ سبتمبر عام 1961. إضافة إلى ذلك هناك سوابق تاريخية في مدّ يد العون من جانب الأشقاء لإصلاح ذات البين بين التيارات السياسية الكردية السورية، كما حصل عام 1970 عندما حاول الزعيم بارزاني توحيد جناحي الحركة الكردية السورية، اليسار واليمين.
منذ اندلاع الثورة السورية تكررت المساعي، حيث أشرف الرئيس مسعود بارزاني على مؤتمر (المجلس الوطني الكردي) في أربيل عاصمة الإقليم، كما حاول التوسط بين هذا المجلس وحزب (PYD)، وأشرف على عقد اتّفاقيات عدة بينهما، في أربيل ودهوك، ولكن لم تُنفّذ. قد يكون لنا رأي آخر وملاحظات، ولكن الأشقاء في الإقليم حاولوا عن طيبة قلب من دون نتائج، وقد أبلغناهم شفهيًا ومراسلة مرات ومرات، وتكلمت شخصيًا أكثر من مرة مع الأخ الرئيس مسعود بارزاني عن أنّ السبيل الوحيد هو أن يدعموا فكرة عقد المؤتمر الكردي السوري الجامع في أربيل، نظرًا لتوفر الأمن والأمان وسهولة الانتقال إلى هناك، ولكن، مع كل أسف، حتى الآن لم يفصحوا عن موافقتهم الرسمية من طلبنا.
(PKK) ليس جزءًا أصيلًا من الحركة الكردية السورية
ما آخر المستجدات في علاقات أكراد سورية بإقليم كردستان العراق، في ظل ازدياد المطالبات النخبوية الكردية السورية حتى الشعبية، بمزيد من استقلالية الحركة الكردية السورية؟ وهل أنتم مع تقسيم وحدة الجغرافيا الوطنية السورية التي مزقتها الحروب؟
صلاح بدر الدين مع مسعود برزاني الرئيس السابق لاقليم كردستان العراق (من الأرشيف)
كما ذكرت، ليس لنا مشكلة مع الإخوة في كردستان العراق بشأن الاستقلالية، فهم لم يرسلوا قوات عسكرية لإدارة مناطقنا ولتطويع الناس بقوة السلاح والعنف كما فعلت جماعات (PKK)، ولم ينادوا يومًا بأن نتبع لهم سياسيًا، هناك تعاطف عامّ قومي، وهناك مشاعر ودية تجاه الزعيم الراحل مصطفى بارزاني وتجاه عدّه رمزًا قوميًا يحظى بالاحترام، وهناك احترام لورثته ولحزبه. وفي الجانب السياسي كل وطني كردي سوري لا يرى في نهج الأشقاء في الإقليم، وخصوصًا الحزب الذي يقوده الأخ “مسعود”، إلّا تعبيرًا عن روح الوطنية الصادقة والاعتدال والتعامل الديمقراطي، واحترام الآخر المختلف، والتمسك بالمبادئ والمسلمات، نعم، قد نجد مجموعات أو حزب أو فئة من كرد سورية يبالغون في مشاعرهم ويزاودون في موالاتهم، وماهي إلّا موجات وقتية تبحث عن مصالح خاصّة، وتضر في سلوكها أشقاءنا أيضًا. وعلى الرغم من هذه الحقيقة هناك دائمًا، من خلال سير الحياة السياسية، أخطاء تقع من كل الأطراف، ونحن قد نختلف مع الأشقاء في تفاصيل وضع الكرد السوريين، وفي السبيل الأفضل لوحدة حركتنا، لذلك نبدي لهم بكل صراحة ملاحظاتنا وقناعاتنا في مختلف المراحل، وخصوصًا الآن بشأن عقد المؤتمر الكردي السوري المنشود.
يبحث الجزء الثالث من مذكراتكم، الذي صدر عام 2018، في أحداث مرحلة اندلاع الثورة السورية، وظهور سلطة الجماعات الحزبية التابعة لحزب العمال الكردستاني (PKK)، التي لكم تجاهها موقف ناقد، هل يمكن توضيحه لنا؟ وما هي رسالتكم لقادته بقصد تصحيح المسار؟
من الواضح، بحسب المعطيات والقرائن، أن نظام الأسد، منذ بدايات اندلاع ثورات الربيع، كان يتوجس حصول أمر ما، وقد بدأ باتّخاذ الاحتياطات المطلوبة. ولأن ثورات الربيع شاملة لكل بلدان المنطقة، وحدوثها متوقع بكل بلد، وطابعها شعبي يتخطى الحدود الإقليمية، ويؤثر في السياسة الدولية وفي مصالح الكبار والصغار، ولأنّ نظام بلادنا جزء من محور الممانعة اللفظية الديماغوجية، فقد استنجد بأصدقائه الإيرانيين أولًا، وبالميليشيات المذهبية المسلّحة وخصوصًا (حزب الله) اللبناني، وتواصل مع رئيس العراق الأسبق المرحوم الطالباني الذي توسّط بينه وبين مركز (PKK) في قنديل، وهذا ما ذكرته أعلاه، لذلك ظهرت جماعات هذا الحزب المسلّحة في شوارع القامشلي وكوباني (عين العرب) وعفرين، وتمّت عملية التسليم والاستلام، كل ذلك كان بقرار إقليمي وصمت دولي، هذه الجماعات ليست جزءًا أصيلًا من الحركة الكردية السورية، بل حملت معها ثقافة مدمّرة مناقضة لكل تقاليد حركتنا، منذ انبثاقها تنظيميًا قبل أكثر من نصف قرن، وما إن حلّت هذه الجماعات حتى أفرغت المناطق، وهاجر المواطنون، وبخاصّة من القوى المنتجة والشابة، وحلّ الانقسام والصراع، وتمّت عمليات اغتيال لناشطين مخالفين لها، واعتقال البعض الآخرـ وازدادت الخلافات والفتن في الشارع الكردي، وحلّ الجفاء والتباعد بين الكرد وشركائهم السوريين، وخصوصًا من المعارضين للنظام، كما أثيرت الفتن العنصرية بين الكرد والعرب في المناطق المختلطة.
غلاف الجزء الأول من مذكرات صلاح بدر الدين الحركة الوطنية الكردية السورية
نحن نوصل صوتنا للجميع، ومن ضمنهم (PYD) و(قسد) وكل الأحزاب، بضرورة التوقف عن مواصلة تلك السياسات المدمّرة، والاستماع لصوت العقل، والعودة إلى الحوار، والكف عن السلاح والتسلّح بعد القضاء على تنظيم (داعش) الإرهابي، والتصالح مع الذات ومع الآخر المختلف، وعودة مقاتلي (PKK) إلى مواقعهم قبل عام 2011 ومغادرة سورية، واستجابة حزب (PYD) بصفته طرفًا سياسيًا لنداء عقد المؤتمر الكردي السوري، ومشاركته بعد إجراء المراجعة النقدية لكل ما قام به خلال الأعوام التسعة الماضية، والرضوخ لإرادة الأغلبية الوطنية المستقلّة، وهكذا الحال للأحزاب والجماعات الأخرى.
في خضم المراجعات الفكرية والسياسية التي لا بدّ منها بين مدة وأخرى، اسمح لي أن أسألكم، ماذا عملت الأحزاب الكردية السورية من أجل قضية أكراد سورية؟ وما هي ملاحظاتكم على أدائها في عام 2020؟
حتى عام 1965 كان هناك حزبا اليسار واليمين، وابتداء من ذلك التاريخ بمقدوري توضيح ماذا عملنا، فبعد “كونفرانس” في الخامس من آب/ أغسطس 1965، وانتخاب (القيادة المرحلية)، وضعنا في مقدمة خطة العمل نسج العلاقات والتواصل مع القوى والأحزاب والمنظمات العربية على الصعد السورية أساسًا، ومع المحيط العربي كخطوة تالية، لشعورنا بوجود ثغرة، بل فراغ سحيق، ومن منطلق التعريف بشعبنا وقضيتنا وحركتنا، والبحث عن مشتركات وطنية لمواجهة حكومات ونظم الاستبداد والدكتاتورية، وطرحنا على الجميع مشروعنا في (الجبهة الوطنية الديمقراطية السورية) -وهي منشورة في مذكراتي- ونظرتنا في السبيل إلى حل القضية الكردية في سورية، وقد تركزت العلاقات بداية نحو (الحزب الشيوعي) قبل الانقسام، ومن ثمّ كانت مع فصائله المنقسمة على بعضها (أجنحة خالد بكداش – رياض الترك – مراد يوسف – يوسف فيصل.. إلخ)، ثمّ انتقلنا إلى التواصل مع (حركة القوميين العرب) ومع تجسيدها التنظيمي في سورية تحت مسمى (الحزب الاشتراكي)، وتاليًا مع (الاتّحاد الاشتراكي – د. جمال الأتاسي)، ومع جناح عبد الغني قنوت لاحقًا، ومع بعض الجماعات الناصرية.
وفي الداخل السوري كانت لنا لقاءات مع (حركة التحرر الوطني الفلسطيني – فتح) الوليدة، ثمّ (الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين)، وبعد مدة تطورت العلاقات مع (رابطة العمل الشيوعي) في سورية إلى مستويات متقدمة.
كنا نتوجه إلى بيروت بين الحين والآخر، بداية الستينات، ونزور مكاتب الأحزاب والقوى السياسية، وبعد الإقامة بين عامي 1972 و 1983 وتعزيز وضع منظمة حزبنا – سابقًا – هناك، توزعت علاقاتنا وتطورت وتعززت مع (الحزب الشيوعي اللبناني) و(منظمة العمل الشيوعي) و(الحزب الاشتراكي التقدمي) بزعامة الشهيد كمال جنبلاط، ثمّ شاركنا بتأسيس (الحركة الوطنية اللبنانية)، وتواصلنا مع جميع أعضائها من مختلف التيارات السياسية، وبطبيعة الحال كان من مهامنا شرح الوضع الكردي في سورية والقضية الكردية السورية، وكذلك تسليط الضوء على الحركة الكردية في المنطقة عمومًا، وقد كسبنا أصدقاء ومتضامنين مع شعبنا وقضيتنا، تُرجمت بالبيانات والبلاغات الثنائية المشتركة والمعلنة في وسائل الإعلام، وأذكر أننا التقينا بـ (منظمة حزب البعث) في لبنان – جناح صلاح جديد، وأصدرنا بيانًا مشتركًا أصروا أن يتضمن “دعم حق تقرير مصير الكرد السوريين”، هذا بالإضافة إلى مساهماتنا في نشر المقالات في المجلات والصحف التي كانت مزدهرة آنذاك.
على الصعيد الفلسطيني، وبوجود مقر (منظمة التحرير الفلسطينية) وجميع فصائلها في لبنان، نسجنا علاقات صداقة مع الجميع، وكان التجاوب واضحًا، من (حركة فتح) وقادتها، ومن الجبهتان (الشعبية) و(الديمقراطية)، وكذلك (الشيوعيون الفلسطينيون) وفصائل أخرى. وكان الأصدقاء الفلسطينيون يتفهمون قضايانا بسهولة، وعن قناعة نابعة من تشابه الوضعين، علاقاتنا كانت رسمية مع المنظمة بصفة حزب كردي سوري، وكانت وسائلهم الإعلامية متاحة لنا، مثل مجلتي “الحرية” و”الهدف”، وكنا نكتب فيها ما نشاء. حينذاك كانت تستقر في بيروت عشرات من ممثلي حركات التحرر العربية والتركية والإيرانية والأميركية اللاتينية والإفريقية حتى قوى ثورية يابانية وألمانية معارضة، وتواصلنا معها، كما التقينا مع ممثلي حكومة اليمن الجنوبي، و(جبهة التحرير) من البحرين، و(مجاهدي خلق) من إيران، و(الحزب الشيوعي العراقي)، و(الحركة الثورية) من تركيا، و(حزب العمال التركي)، و(الجبهة الشعبية الإريترية)، وكنا نشرح للجميع قضيتنا الكردية السورية، ومجمل أوضاع الحركة الكردستانية.
إلى جانب العلاقات السياسية كانت (رابطة كاوا للثقافة الكردية) تصدر عشرات من الكتب المترجمة، حول القضية الكردية، وكذلك كتبي التي تدور حول كرد سورية وقضيتهم، وكنا نوزعها على الأحزاب والجمعيات والمؤسسات الإعلامية، إضافة إلى إرسالها عبر طرق التهريب إلى سورية، وكنا نزود سفارات الدول الاشتراكية والصديقة بكل ما يصدر من كتب وبيانات.
كذلك قمنا بتشكيل جمعيات الصداقة بين الكرد والعرب، كوسيلة للتعارف وتبادل القضايا والرؤى الزيارات، وكانت باكورتها (جمعية الصداقة الفلسطينية – الكردية) في رام الله عام 1999 برعاية الرئيس الراحل ياسر عرفات، و(جمعية الصداقة الكردية العربية) في أربيل عام 2000 برعاية الرئيس مسعود بارزاني وقد تشرفت برئاستها، عقدنا في أربيل (منتدى الحوار الثقافي الكردي العربي)، عام 2004، بحضور نخب كردية وعربية لمناقشة عدد من القضايا المشتركة.
كنا الطرف الأول الذي اخترق الحواجز منذ أواسط ستينيات القرن الماضي، وتواصلنا مع الشركاء السوريين والأصدقاء العرب والأمميين، وطرحنا قضيتنا بمنتهى الشفافية: نحن شعب من السكان الأصليين نستحق حق تقرير المصير من حيث المبدأ في إطار سورية الموحدة، وكانت إحدى شعارات صحيفتنا المركزية (اتّحاد الشعب) الاعترافَ المبدئي بحق تقرير المصير، وأنه لا يمكن فصل قضيتنا الخاصّة عن القضية الديمقراطية في البلاد، ومن الواقعي إيجاد صيغة للحل تتناسب مع خصوصيات قضيتنا، ومع الحالة السورية العامّة، أما من أتى بعدنا وبعد توالد الأحزاب فمنهم من استعار بعضًا من موقفنا وليس كله، ومنهم من دخل بمناقصات، مثل حزب اليمين الذي قدم ذرائع لبعض الشوفينيين السوريين العرب، في رفض وجود شعب كردي، وخلق انطباعًا لدى الأوساط الحاكمة ومن في فلكها أننا (متطرفون).
نعم، نجحنا بكل المقاييس في طرح قضيتنا بمنتهى الوضوح في الإطار السوري خصوصًا، ولأول مرة في التاريخ السياسي لحركتنا كان النجاح حليفنا على الصعد الإقليمية والأممية، كل ذلك دفع نظام الأسد (الأب) إلى الاستنجاد بأجهزته الأمنية للانقضاض على حزبنا، ليس لأنه أشعل ثورة مسلّحة أو شارك بانقلاب عسكري أو أعلن استقلال الكرد، بل لأنه بكل بساطة (قاد مسيرة الطرح والتفصيل والتوضيح والتحاور) وأرسل الأسد شخصيًا الضابطَ الأمني محمد منصورة الذي كانت مهمته واضحة، ونجح فيها بشق (الاتّحاد الشعبي)، واستمالة بعض ضعاف النفوس في قيادته في منطقة الجزيرة.
كنتم ممن رفضوا التوقيع على بيان “شخصيات وتشكيلات سورية في المنطقة الشرقية” بخصوص تفاهمات الأحزاب الكردية على مستقبل الجزيرة السورية (7 حزيران/ يونيو الماضي)، ما هي الأسباب؟ ومن قبل ما هو رأيكم بهذه التفاهمات؟
سبق أن ذكرت رؤيتي بشأن (الاتّفاقية أو التفاهمات) بين طرفي الاستقطاب الحزبي بالساحة الكردية، وكان المأخذ الأساسي عليها أنها كانت تدور حول أمور مناطقية فرعية، وليس حول القضية الوطنية العامّة، بعبارة أوضح، كانت حول جغرافية مقتصرة على النفوذ الأميركي، وجاء بيان “الشخصيات والتشكيلات في المنطقة الشرقية” مماثلًا لما سبق، أي كما يقول المثل الشعبي “إجا يكحلها فعماها”، يعني ذلك عقلية مناطقية متطرفة مقابل العقلية نفسها، وبهذه الطريقة لن تجد قضايانا حلولًا وطنية سليمة.
على كل الاحتلالات ومرتزقتهم الرحيل
ما هي قراءتكم للأحداث التي تجري في قرى ومدن شمال شرقي سورية حاليًا، في ظل الوجود العسكري الأميركي – التركي – الروسي؟ وما هو مصير وجود هذه القوات مستقبلًا؟
ما يجري يذكرنا بمسلسل الفنان دريد لحام «حارة كل من إيدو إلو»، في الحقيقة ليست هناك أحداث هامة، هناك حوادث تصادم، مثلًا، بين الدوريات المحتلّة في أماكن وتقاطع طرق معينة، وانتشار عسكري هنا وهناك، والكل متفق على اقتسام مناطق النفوذ، وحدودها مرسومة من مصادر ومراكز قرار الجميع، إنهم يعربدون أمام مواطنينا بآلياتهم الحديثة وبألبستهم الزاهية، وبأسلحتهم التي يجربونها في بلادنا على شبابنا، هل سمعتم يومًا أنّ هؤلاء بنوا مستشفى، أو شيّدوا مدرسة أو جامعة، أو عبّدوا طرقًا، أو وفّروا مياه الشرب للعطشى، أو قدّموا وسائل وقاية من وباء “كورونا” الذي جاءنا منهم؟ على جميع هذه التشكيلات العسكرية المحتلّة أن تغادر بلادنا، وليرحل معها مرتزقتها من أيّ طيف كان وإلى أيّ تيار سياسي انتمى.


ما مكامن الخلل في العلاقات بين أكراد سورية من جهة وبين قوى الثورة والمعارضة السورية من جهة ثانية؟ وماذا عن العلاقة مع نظام الأسد في المرحلة الراهنة؟
أقولها بحسرة، أصبحنا نشكك حتى بعبارة (قوى الثورة والمعارضة) في الوقت الراهن، لقد نحروا الثورة الوطنية منذ زمن بعيد، بدأت الانتفاضة الثورية في ربيع 2011 من جانب الحراك الوطني وتنسيقيات الشباب، وكانت سلمية احتجاجية بمنتهى الشجاعة والإقدام والنزاهة والصدق، وبعد التحاق تشكيلات من جيش النظام بالانتفاضة وانشقاقها عن نظام الأسد اكتملت شروط انتقال الانتفاضة إلى مرحلة الثورة المقاومة المدافعة عن النفس أمام جرائم النظام، ولكن سرعان ما تسلّلت إلى مفاصلها جماعات الإسلام السياسي المدعومة من بعض الأنظمة العربية الرسمية، وكان ذلك بمنزلة ردّة سوداء في تاريخ الثورة التي تحوّلت إلى حاملة لأجندة الأنظمة والأطراف الداعمة، وهي جميعها كانت ومازالت ضد أن يحقّق أيّ شعب، وبخاصّة الشعب السوري، الانتصار على نظم الاستبداد، وضد أن يطبّق مبادئ الثورة في الحرية والتغيير الديمقراطي.
إنّ سيطرة الإسلام السياسي على مقاليد الثورة والمعارضة منذ انبثاق (المجلس الوطني) كان فعلًا مناقضًا لحقيقة المجتمع السوري متعدّد الأقوام والأديان والمذاهب، وكان بمنزلة دعم غير مباشر للنظام، وانتهاك لخصوصية السوريين ونخبهم العلمانية، كما كان بمنتهى الفشل والإخفاق في الممارسة العملية واختيار ممثلين عن المكوّنات، ممّن لا يمتون بأيّ صلة مع الوسط الشعبي، واختاروا أو وظفوا (كرديًا) لا علاقة له بالحركة الوطنية الكردية، ولا تاريخ نضالي له، ميزته الوحيدة فقط هي البصم على كل شيء من دون اعتراض. هنا تمّ تشجيع النزعات الانتهازية والفاسدة إلى أن حصلت موجة جديدة من الوافدين من قلب النظام، مثل (مسؤولين وإداريين ورجال أمن، وحزبيين)، فاكتمل مسلسل الفساد والإفساد الذي أودى بالثورة والمعارضة.
غلاف كتاب الكرد في الثورة السورية
إنّ انضمام (المجلس الكردي) إلى (الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية) لم يكن تعبيرًا عن مشاركة الكرد بالثورة، فقبل ظهور هذا المجلس شارك الكرد بالانتفاضة عبر تنسيقيات الشباب، وكان الوطنيون الكرد المستقلّون يساهمون بفعاليات لمصلحة الثورة قبل المجلسين (السوري والكردي)، -وقد شاركت شخصيًا كمستقلّ مع نحو ثلاثين من الكرد في (مؤتمر أنتاليا)، على سبيل المثال- وجاء تشكيل (المجلس الكردي) بإرادة خارجية ورضا نظام الأسد، وفي مؤتمره التأسيسي بالقامشلي قرر البقاء على الحياد، وكان ذلك طلب النظام والجهة المشرفة جلال الطالباني الذي نسق مع اللواء محمد ناصيف، وقدم دعمًا ماديًا للصرف على المؤتمر عبر حزب اليمين (ورئيسه المرحوم حميد درويش) المعروف بصلاته الوثيقة مع النظام، وكان المفترض أن يشارك بالمؤتمر حزب (PYD) -كما كان مقررًا- ولكن في اللحظة الأخيرة حصل ترتيب آخر حال دون مشاركته. في مسألة العلاقة الكردية العربية وحل القضية الكردية السورية هناك ثلاثة شروط يجب أن تتوفر، أولها إجماع وطني كردي، وثانيها توافق كردي عربي، وثالثها نظام ديمقراطي. والشروط الثلاثة غير متوفرة الآن، وعلينا كردًا وعربًا العمل والسعي الجاد لأداء مهامنا في تحقيق تلك الشروط.
برأيكم، كيف يمكن الوصول إلى حل سياسي انسجامًا مع القرارات الدولية، بدءًا من بيان جنيف والقرارين 2118 و2254، والحل العسكري ما يزال هو الخيار الأول للنظام المدعوم من القوات الروسية والإيرانية والميليشيات الشيعية الإرهابية؟
الحل السياسي إذا تمّ أو فُرض فلن يكون تحقيقًا لأهداف الثورة، ولا تلبية لمطامح السوريين، لأنّ موازين القوى مختلة لمصلحة النظام عسكريًا وسياسيًا ودوليًا وإقليميًا، وبخاصّة أنّ الثورة أُجهضت كما ذكرنا، ولم تعد هناك معارضة موحدة ولا مشروع برنامج واضح. توزعت المعارضة بين داعميها من النظام العربي والإقليمي الرسمي. والأخطر من هذا وذاك أنّ مقولة (أصدقاء الشعب السوري) كانت وهمًا، فكل هؤلاء (الأصدقاء) لم يكونوا يومًا مع تحقيق أهداف الثورة، ولكن قبل ذلك يجب عدم تجاهل وهن وضعف العامل الذاتي الذي جئنا على ذكره مرارًا، وهو الأساس في المعادلة. أعود وأكرر، يجب على الوطنيين السوريين من كل المكوّنات والأطياف، الذين آمنوا بمبادئ الثورة المغدورة، أن يعودوا إلى نقطة البداية بالعمل الجاد من أجل إعادة بناء الحركة الوطنية السورية، وتحقيق المؤتمر السوري لإقرار المشروع الوطني، وانتخاب مجلس قيادي لمواجهة تحديات السلم والمقاومة، بالاستفادة من التجربة السابقة، ومن دروس الإخفاقات بعد مراجعة بالعمق في المؤتمر المنشود.
تجميل الوجه القبيح لنظام الأسد
يرى البعض أنّ مشاركة المعارضة الوطنية السورية في “اللجنة الدستورية” ليست إلّا تعطيلًا لقرارات الأمم المتحدة المتعلقة بسورية، وخروجًا عنها، لأنّ مجلس الأمن حدّد في بيان جنيف خطوات الحل في البلاد. ما تعليقكم؟
أعتقد أنّ مسار “اللجنة الدستورية”امتداد للقرارات الدولية بهذا الخصوص، لأنّ قرارات جنيف وفينّنا والقرارات الدولية الأخرى لم تتبنَ يومًا إسقاط نظام الاستبداد، بل كانت الاعتراف بشرعيته الدولية، والحد الأقصى كان وما زال إجراء إصلاحات ترقيعية، وتجميل الوجه القبيح لنظام الأسد بالمساحيق، وما هذه اللجنة إلّا إحدى أدوات التجميل ليس إلّا.
بعد كل هذا المخاض، هل يمكن إيجاد أرضية مشتركة بين كل قوى وأطياف الثورة والمعارضة والأحزاب السياسية السورية بمختلف تياراتها القومية والإسلامية واليسارية؟
نعم يمكن، ومن أجل ألّا يُلغَى أيّ طرف أو تيار، على تيار الإسلام السياسي أولًا، ومن سار بركبه من مجموعات وأفراد (قوميين ويساريين)، إجراء مراجعة في العمق، وممارسة النقد الذاتي للأخطاء والخطايا التي أودت بالثورة والمعارضة، ثمّ يتقبل الجميع انعقاد المؤتمر السوري ويرضخ لقراراته، حينذاك يمكن تحقيق المصالحة والمشاركة، هناك الأغلبية من الوطنيين المستقلّين الذين لم يتحملوا مسؤوليات الإخفاق، ولم يشاركوا بالفساد ومن غير العدل وضعهم بسلة واحدة مع من اتُّهم بالفساد والإفساد والاختلاس، وساهم بالثورة المضادة.
ما هو موقفكم تجاه “قانون قيصر”، وتقديركم للآثار الجانبية لتطبيقه على السوريين في الداخل، وبخاصّة في مناطق الإدارة الذاتية؟
“قانون قيصر”، كما أفهم، صدر بهمّة الوطنيين السوريين، وبدعم مؤسسات تشريعية أميركية، من أجل المزيد من الحصار على نظام الاستبداد الأسدي، وهو أمر جيد في هذه المرحلة لو تمّ تطبيق كل بنوده. بطبيعة الحال لن يُطبق في مناطق موالية للنظام مثل مناطق (الإدارة الذاتية)، التي ترتبط مع النظام بعقود واتّفاقات لمده بنفط “رميلان” في الجزيرة، وكذلك بالحبوب، قبل سريان تنفيذ “قانون قيصر”، وستبقى تلك العقود نافذة لأنها لم تبطل حتى الآن.
أخيرًا، ما شكل الدولة الذي تراه مناسبًا وصالحًا لسورية المستقبل، بعد عقودٍ من الاستئثار والتهميش التي تسبّبت في تغييب الهوية الوطنية السورية؟
أرى شكل الدولة القادمة نظامًا ديمقراطيًا تعدديًا تشاركيًا لا مركزي علمانيًا، كما نادت به الثورة، يُبنى على قاعدة التوافق الوطني بين مكوّنات سورية القومية خصوصًا، والدينية والمذهبية أيضًا، وعلى حلّ كل القضايا الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، وكذلك القضية الكردية، بالاعتراف بوجود الكرد بوصفهم شعبًا من السكان الأصليين، يستحق أن يقرر مصيره السياسي والإداري في إطار الدولة السورية الموحدة، بحسب صيغة مناسبة، وبضمانة الدستور الجديد
أجرى اللقاء : غسان ناصر
.


161
المنبر الحر / خطاب حزبي خشبي
« في: 20:49 08/09/2020  »
خطاب حزبي خشبي
                                                         
صلاح بدرالدين



    الى متى ستتلاعب الأحزاب الكردية السورية بمشاعر الجماهير بخطابها البائس الذي لم يعد يجدي نفعا ؟ علينا جميعا تفكيك ذلك الخطاب التضليلي واعادته الى حجمه الحقيقي .
       قبل نحو أسبوعين كنت قد تناولت بالقراءة النقدية بعض البنود الواردة في تصريحات المتعددة المسؤوليات السيدة – الهام أحمد – لفضائية – روناهي - وخلصت الى القول بايجاز : " أن الهدف الأول والأخير لخطابها السياسي هو تعزيز الإدارة الذاتية والمنظومة الحزبية المستولية على المقدرات وليس من أجل توحيد الحركة الكردية السورية، أو إسقاط نظام الاستبداد، أو إعادة بناء جسور بين الحركة الكردية والحركة الديموقراطية السورية المعارضة، أو إزالة أسباب التوتر وتحسين العلاقات مع مؤسسات إقليم كردستان العراق الشرعية، هذه الأهداف والطموحات هي مايسعى شعبنا من الكرد والسوريين عموماً لتحقيقها  .

     وان هذا الخطاب يتجاهل حقيقة ان الوطنيين المستقلين هم الغالبية في الساحة الكردية السورية ، إذا كانت “الإدارة الذاتية” طامحة ( وهو حق مشروع) في علم السياسة، في تطويع أو جلب أو إغراء أطراف ومجموعات سياسية كردية وعربية مناوئة لها، فلا أعتقد أنّ خطابها سيساعد على ذلك ، وقد أشرنا أن الطريقة الأسلم كردياً هو المؤتمر الجامع بالآليات الديموقراطية .

    أما على الصعيد الوطني فعليها مخاطبة الآخر السوري المقابل بلغة النقد الذاتي والاعتراف بخطيئة قيادتها الحزبية، عندما اتفقت مع نظام الاستبداد منذ بداية الثورة السورية، وجلبت مسلحيها عبر عملية التسليم والاستلام، وأصبحت جزءاً عسكرياً أمنياً سياسياً في صف النظام وضد الثورة السورية، بحسب الوقائع والقرائن المتوفرة، كما عليها الاعتذار، إن شاءت، وقطع الصلة كلياً مع النظام وإزالة كل الآثار المترتبة، أو أن تعلن بكل شفافية أنّها تراهن على هذا النظام، وترى أنّه مؤهل للاستمرار ولحل القضايا الوطنية، ومن ضمنها القضية الكردية  .

 حوار السيد – سعود الملا – مع صحيفة " كوردستان "
وجاء فيه : ( "وحدة الصف الكوردي من أولوياتنا، هذه قناعاتنا وأهدافنا، ودائماً ننادي بها، نحن مع وحدة الكورد وعلى هذا الأساس قمنا بتأسيس المجلس الوطني الكوردي .. "بعد أن خسرنا عفرين، صدرت مبادرة من قسد بتوحيد الحركة الكوردية، ونحن كـ مجلس رحبنا بالمبادرة التي تبناها قائد قسد مظلوم عبدي، وأكدنا وقوفنا مع هذه الوحدة.

    وما لاحظناه من مواقف «ب ي د» والذين أحكموا سيطرتهم على مفاصل الإدارة غير مرحبين بهذه المبادرة .. ومن ثم خرجت مبادرة فرنسية، والتي عملت جاهدة لتقريب الطرفين الكورديين، وبعد دخول المبادرة الأمريكية أعلنت فرنسا دعمها لها، ونحن دائماً كنا مرحبين بأي مبادرة تؤدّي إلى توحيد الرؤى الكوردية .

   أعلنّا موافقتنا ورغبتنا بالحوار، هذه المصالحة الكوردية وتحت رعاية وضمانة أمريكية سيكون لها دفع قوي في المستقبل، بدأت حواراتنا، .. وقمنا بتشكيل لجان الحوار، وكان باستطاعتهم تحقيق انجازات كبيرة وسريعة، ولكن القضايا الخلافية أعاقتها، منها قضية المعتقلين وتدخلات PKK في تقرير مصير شعبنا، والنقطة الخلافية الثالثة قضية التعليم، والرابعة التجنيد والخامسة العقد الاجتماعي نحن نريد وحدة كوردية شاملة وكاملة، سوف نستمر حتى نصل إلى الإنجاز الشامل". .

  وتقدير إلى شعبنا الكوردي الصامد الذين هم في الداخل وتحمّلوا كافة الممارسات والضغوطات وتحمّلوا أيضاً كافة الأعباء المعيشية والاقتصادية الصعبة، وتمسّكوا بتراب الوطن، وفي نفس الوقت نتمنّى من الشباب الكرد الذين خرجوا اضطرارياً إلى بلاد الغربة بالعودة في أي فرصة تسنح لهم، فالوطن بحاجة إليهم، ).

    قراءة نقدية  للتصريح
  ليس معلوما في خطاب السيد – سعود – وهو المزخرف أيضا – كسابقته - بنياشين المسؤوليات التي لاأول ولا آخر لها ( سكرتير ب د ك – سوريا – رئيس المجلس الوطني الكردي – مسؤول المالية – مسؤول العلاقات ووو) أي نوع من ( الوحدة الكردية ) ينشدون : وحدة الأحزاب أو اتفاق الأحزاب أو وحدة الصف أو وحدة الخطاب أو الوحدة الاندماجية أو وحدة الحركة الوطنية الكردية السورية وبأية وسائل ؟ .

 أما بشأن انشاء ( المجلس الكردي ) فالحقيقة لستم انتم من أنشأتموه بل أن تنسيقيات الشباب الكرد ومجموعة من الوطنيين المستقلين بداية اندلاع الثورة والسباقة كرديا اليها هي من تبنت مشروع وحدة كافة الأطراف والأحزاب والجماعات الى جانب التنسيقيات في اطار تحالفي ببرنامج قومي ووطني يشارك في الثورة وينسق مع الأطراف الديموقراطية السورية ثم تلقفت عدة أحزاب ( ولم تكونوا من بينها ) الفكرة وأيدوها ، ومن ثم تحرك حزب اليمين من أجل ابعاد الشباب والمستقلين وقطع الطريق عليهم وتوجيه الكرد السوريين بوجهة أخرى محايدة أو مع النظام بتوجيه من المرحوم الطالباني ودعم مباشر منه وبعد قيامه بالتنسيق مع النظام السوري من خلال اللواء – محمد ناصيف – انعقد مؤتمر المجلس يتصدره اليمين ومستبعد عنه ممثلي التنسيقيات والمستقلين الوطنيين وكان بيانه الختامي يشوبه الغموض مع الميل الى الحيادية بين الثورة والنظام .

   واضح من هذا الخطاب أن صاحبه لايمتلك أي مشروع بل يستقبل مايسميه با " المبادرات " ( مبادرة مظلوم عبدي ومبادرة فرنسا ومبادرة أمريكا !!) وفي حقيقة الأمر لاينطبق تعريف المبادرة على كل ماذكر فعبدي اقترح لقاء بعض الأحزاب لتعزيز دوره وزيادة كميات المنح المعتمدة والفرنسييون لم يقدموا مبادرة واضحة ومنشورة وموثقة بل ابدوا سرورهم  بوحدة الكرد والامريكان او بالأحرى الضابط العسكري الأمريكي – روبيك – بنى موافقته على وحدة الصف الكردي على مقترح مظلوم واذا اعتبرنا أن من يؤيد وحدة الكرد أو غيرهم من الشعوب مبادرة فستكون الان لدينا آلاف المبادرات نعم يمكن اطلاق المبادرة مثلا على مشروع الرئيس ترامب في تحقيق صفقة القرن المتعلقة بالسلام الاسرائلي الفلسطيني وفي اتفاقية السلام الإماراتية الاسرائلية .

  يعتبر السيد – سعود – أن نقاط الخلاف مع الطرف الآخر تقتصر على : (  قضية المعتقلين وتدخلات PKK في تقرير مصير شعبنا، والنقطة الخلافية الثالثة قضية التعليم، والرابعة التجنيد والخامسة العقد الاجتماعي ..) وهي جميعها بكل أهميتها لاترتقي الى مصاف التناقضات والخلافات الاستراتيجية مثل الموقف من نظام الأسد والقضية السورية وطرق حلها وموقع الكرد السوريين في النضال الوطني وشكل النظام في سوريا الجديدة والصيغة المطلوبة في حل القضية الكردية السورية ومفهوم الحركة الوطنية الكردية ومشروعها والسبيل الى استعادة شرعيتها وهيبتها .

  ان التمني على الشباب الكرد المهجر والنازح بالعودة الى الديار حق ولكن يفقد قيمته عندما لايقترن باتخاذ قرارتنظيمي نافذ بعودة أعضاء حزب السيد – سعود – وأعضاء – مجلسه الوطني – المتواجدين في إقليم كردستان العراق وتركيا وأوروبا وعودة كل الذين يحملون – نياشين – المسؤولية الحزبية والمجلسية مع عوائلهم وبينهم صاحب التمني وجميع أعضاء قيادته كخطوة أولية عند ذلك قد يشعر المواطن الكردي العادي والوطني المستقل من الموزعين في دول المعمورة انفسهم محرجين  ليحذوا حذو العائدين .

   بالإضافة الى ماذكرناه أعلاه في انعدام خلافات جوهرية بين طرفي الاستقطاب بل مجرد صراع على المغانم وحصص سلطة الامر الواقع فهناك مايجمع الطرفين أيضا وأعني أن خطابهما يتعامى عن شرح وتشخيص نوع الوحدة الكردية الى جانب تجاهل مشروع – بزاف -  لاعادة بناء الحركة الكردية السورية واستعادة شرعيتها وصياغة برنامجها السياسي للسلام من خلال المؤتمر الكردي السوري الجامع وهو المشروع الآبرز والاوضح والوحيد في الساحة الكردية السورية المطروح منذ أعوام وسبق أن وقع العشرات من أعضاء ومناصري تلك الأحزاب عليه في حين نرى مثلا مشاريع مماثلة تدعو الى مؤتمرات وطنية سورية تحظى بالاهتمام وتعقد حولها الندوات من جانب سوريي المعارضة أما أحزاب طرفي الاستقطاب فليست معنية كما يظهر بإعادة بناء وتوحيد الحركة الكردية .

   من المفيد أن نصارحكم بأنكم في طرفي الاستقطاب الحزبي لم تعودوا موضع ثقة الشعب الذي اختبركم لعقود وخصوصا في الأعوام العشرة الأخيرة فانتم تتحملون المسؤولية الرئيسية في واقع التشرذم والتمزق والانقسام والتمحور وفي حرمان شعبنا من كل الفرص التي أتيحت له ولكن بسبب هزالة العامل الذاتي وهو – أنتم – خسر كل تلك الفرص وانتم مسؤولون عن تفكيك بنية الحركة الكردية السورية وتصفية إنجازاتها السابقة وتشويه فكرها وتقاليدها الديموقراطية الناصعة .

  أريد التأكيد مجددا أنني لا انافس أحدا ولست مرشحا لأية مسؤولية حزبية وما على شاكلتها منذ عام ٢٠٠٣ عندما غادرت موقعي في أهم حزب كردي سوري حسب رؤيتي ولست بوارد شخصنة الصراع الفكري – السياسي بحركتنا وأكن الاحترام الشخصي والإنساني للآخر حتى كان مختلفا معي  خصوصا الذين جاء ذكرهم من مسؤولي الأحزاب في مقالتي هذه ولكنني أقوم بواجبي وأطرح ماأراه مناسبا ومفيدا لحل أزمة  قضية عامة كلنا معنييون بها وأعتقد انني أعبر فيها عن مطامح وأماني الغالبية الساحقة من بنات وأبناء شعبنا .

    ومن واجبي أن أضيف : أنتم في أحزاب طرفي الاستقطاب من قضيتم على معالم الشخصية الوطنية الكردية السورية الخاصة وعلى استقلالية قرار الحركة وربطتم حركتنا بمراكز ومحاور لمصالح شخصية وحزبية محضة وانتم من فتحتم باب ( المال السياسي ) في فساد وافساد الافراد والمجموعات وانتم من وضعتم لبنة التبعية الاعمى تحت شعارات براقة ووضعتم الحواجز أمام الجيل الناشئ والمناضلين الصامدين الأوفياء والمثقفين الملتزمين بقضايا شعبهم واستبعدتموهم من مواقع المسؤولية والقرار أنتم من علمتم الاخرين على مسح الجوخ من أجل المنافع الخاصة وانتم من بنيتم أوهاما زائفة على الخداع والتضليل .

  نعم أنتم من نشرتم مشاعر الكراهية والحقد الأعمى في عقول ونفوس رفاقكم الحزبيين ضد من يختلف معكم فكريا وسياسيا وتوسعت لتشمل بث الفتن بين سكان المناطق والمدن أيضا وتوجهون مناصريكم الى مقاطعة ومعاقبة الآخر المختلف وهو دليل عجزكم على مواجهة الحقيقة لقد أنهيتم ثقافة الحوار والنقاش وقتلتم روحية الابداع في صفوف رفاقكم وعلمتم الناس على الانصياع دون استفسار مثل القطيع .

     كما توجهت في متابعتي لخطاب السيدة – الهام -  أتوجه أيضا للسيد – سعود – مرة أخرى وإلى الحريصين والعقلاء بين كل الجماعات، لاختيار اللحظة الراهنة المناسبة التي قد لا تتكرر، وأن يقطعوا الطريق على أصحاب المصالح الخاصة والمواقف المترددة، الذين يتوزعون في صفوف الإدارة الذاتية و(ب ي د) وأحزاب “الأنكسي” وباقي أحزاب التهريج وتكملة العدد، وكذلك أيتام منصورة، وذلك بالتجاوب مع نداءات المخلصين في إعادة بناء حركتنا، خدمة لشعبنا وحرصاً على الجيل الناشئ الجديد ومستقبله، خاصة وأنّنا مع بقية شعوب العالم نعيش مرحلة انتقالية غير معلومة العواقب، على الصعد الصحية والاقتصادية والاجتماعية والحياتية .

162
فرنسا أيضا قد تستثمر الوقت الضائع الأمريكي
                                                                                   
صلاح بدرالدين


    قد تكون فرصة سانحة للجناح الفرنسي – الألماني في الاتحاد الأوروبي ليثبت جدارته واستقلاليته على الأقل امام العالم ولو شكليا وتميزه في مسألة الاتفاق النووي الإيراني والعمل على زيادة النقاط عبر الملف اللبناني  في المواجهة – التكتيكية – مع الحليف الأمريكي والرد على الرئيس – ترامب – الذي كشف عورات القارة العجوز بصراحته المعهودة ودعواته بفرض المشاركة المتساوية في تكاليف – الناتو -  وحماية أوروبا من الإرهاب ومن – العدو – الروسي المرتقب .
  ردود الفعل على زيارتي ماكرون للبنان
   فقد أثارت زيارتا الرئيس الفرنسي – ماكرون – وخاصة الأخيرة الى بيروت الكثير من ردود الفعل والتوصيفات السلبية المشوبة بخيبات الامل والحذر من النتائج المترتبة على مستقبل لبنان والصراع في سوريا ومستقبل الدور الإيراني وحزب الله في زعزعة استقرار لبنان والمنطقة عموما .
  فهناك من حذر ربط فرنسا موقفها وكذلك الاتحاد الأوروبي تجاه الاتفاقية النووية الملغاة أمريكيا مع ايران والمتسم بالليونة بخلاف مواقف المجتمع الدولي أو غالبيته وتجييره أو الاستناد عليه في التعامل مع الملف اللبناني الشائك ومع حزب الله الذي يشكل امتدادا عضويا – عسكريا عقائديا لسياسات طهران وذراعه الضارب والتهديد الرئيسي لقيام وتطور مؤسسات الدولة المدنية الديموقراطية في لبنان وتعميق الأزمة في سوريا وتهديد السلام والاستقرار في العراق واليمن .
ومن تلك الهواجس انطلق من اعتبر – ماكرون -  مناصرا ( للأقليات ) منحازا الى الصف المسيحي ومتهادنا مع – حزب الله – وغير آبه بالسنة وعامل على الغاء اتفاقية الطائف أو اختراقها والتأسيس لمرجعية أخرى بديلة أو شكلا جديدا للعقد الوطني اللبناني ينتقل من الثنائية المسيحية الإسلامية الى الثلاثية المسيحية – الشيعية – السنية وان حصل ذلك فانه استرسال للمزيد من الانقسام واجحاف بحق الطرف المسلم والسنة منهم خصوصا وخروج على المعادلة التوافقية اللبنانية التاريخية والعرف المتبع منذ قيام لبنان .
  عودة الى الوراء
      ولست هنا بوارد تأكيد أو نفي هذه القراءة من جهة رمي الاتهامات في وجه الرئيس الفرنسي أو التفسير التآمري لتعامل الفرنسيين مع الملف اللبناني ولكنني أعيد الى الأذهان حيثيات ( المسألة الشرقية ) ابان انهيار الإمبراطورية العثمانية حيث وقفت أوروبا بموقع حماة المسيحيين في الشرق بغض النظر عن صدقيتها من عدمها وعندما أقامت فرنسا الكيان اللبناني كانت عازمة بالبداية على ان يكون بلون مسيحي ثم تطور الموقف الى دولة تجمع المسيحيين والمسلمين وتوزيع المناصب السيادية بين طوائفهما ( رئاسات الجمهورية والبرلمان والحكومة ) وكل الوظائف ذات الدرجات العليا والمتوسطة .
   منذ البداية وبصورة تقيليدية احتسب المسيحييون على فرنسا والغرب والمسلمون على العالم العربي وظهر ذلك جليا في الانتفاضات والحروب الاهلية والصراعات المناطقية والطائفية وتفاقم ابان سنوات الحرب الباردة والتدخلات العسكرية الخارجية وكان آخرها التدخل العسكري السوري ثم انسحابه تحت ضغط الجماهير اللبنانية بعد اغتيال رجل الدولة المعروف ورئيس الحكومة رفيق الحريري من جانب محور ( طهران – دمشق – حزب الله ) حيث أقرت المحكمة الدولية ذلك مؤخرا صراحة او دلالة  .
  اللحظة التاريخية المؤاتية
     يعتقد البعض من أصحاب الفكر والثقافة من الوطنيين اللبنانيين أن الظروف الحالية ونتيجة لتراكمات هائلة من العوامل استحداث اختراق عميق باتجاه تعزيز بنية حداثوية للنظام في لبنان تزال فيها الطائفية ويسن قانون جديد للانتخابات المطلوبة اجراؤها بالسرعة الممكنة وتستأصل هياكل وروافع ( دولة حزب الله داخل الدولة ) العسكرية والأمنية والإدارية ويخضع الجميع لدستور وقوانين النظام اللبناني المنشود ويستندون بذلك على عدة قرائن وأسباب أولها افلاس الطبقة السياسية الحاكمة والميليشيات المسلحة التي هي جزء أساسي من النظام الحاكم وانغماسها بالفساد والضائقة الاقتصادية وسوء الأحوال المعيشية وفضيحة انفجار مرفأ بيروت وقرار المحكمة الدولية من اجل لبنان التي ادانت احد قيادات حزب الله باغتيال الحريري و٢٢ من مرافقيه بالإضافة الى الانتفاضة الشعبية في الشارع وبكل المناطق كل ذلك كان يبعث ببعض التفاؤل من تفهم دولي واقليمي وخاصة فرنسي للمضي قدما في انتهاز الفرصة السانحة لمصلحة شعب لبنان التي قد لا تتكرر .
   غياب المشروع العربي
     ان المعادلة الإقليمية والدولية الراهنة تشير الى الضعف العربي وغياب أي مشروع من جانب النظام العربي الرسمي حول لبنان او أي بلد آخر في ظل غياب شبه تام للحركات الشعبية المقموعة أصلا بتلك البلدان  ذلك كله يصب لمصلحة مشاريع ايران وتركيا وإسرائيل وينعكس ذلك على الساحة اللبنانية التي تشير الى انعدام وزن في النسيج السني خصوصا والذي هو بدوره يعاني تعقيدات ذاتية وموضوعية وتراجع حظوظ زعمائهم التقليديين الفاسدين بغالبيتهم مثل بقية الزعامات التقليدية في سائر لبنان .
   لذلك من الطبيعي أن تكون اهتمامات فرنسا تشمل غالبية المسيحيين من النخب السائدة في الدولة والمجتمع ولاشك أن فرنسا وغيرها ان ارادت التعامل مع الوقائع على الأرض فلابد لها شاءت أم أبت إرضاء الثنائي الشيعي الذي هو بالوقت ذاته تنفيذ لرغبة ومصلحة مسيحية بحسب المعادلة الراهنة والاستجابة لمصالح تلك الغالبية المسيحية المتقاطعة آنيا مع الثنائي فهذا الثنائي الشيعي هو من يتحكم بمصير لبنان بمافي ذلك تعيين رؤساء الجمهورية والبرلمان والحكومة .
   الدور الأمريكي المرتقب – الغائب
      فقط أمريكا تستطيع تبديل هذه المعادلة ولكن وقتها الضائع قد يحول دون ذلك فقد ألمح الرئيس – ماكرون – خلال زيارته الأولى لبيروت الى أن ماسيقوم به مستقبلا تجاه لبنان سيكون ضمن موقف أوروبي – امريكي مشترك كان من المرتقب ان يتزامن وجوده ببيروت وصل موفد امريكي ولكن كل ذلك لم يحصل وقد يصل الموفدون الامريكييون باي وقت ولكن هل أن الموقف الأمريكي من الملفات اللبنانية  الشائكة هو نفس الموقف الفرنسي خصوصا حول حزب الله ومستقبل النظام وموقع لبنان في احداث الشرق الأوسط والنفوذ الإيراني اعتقد ليس هناك تطابق بين الموقفين .
  من جهة أخرى فان مبادرة الرئيس – ترامب – بخصوص ماسميت بصفقة القرن حول عملية السلام الاسرائلي الفلسطيني وكذلك اتفاقية السلام بين الامارات العربية المتحدة وإسرائيل والتي توضح أن العدو الرئيسي للجميع هو ايران تصب في غير مجرى السياسة الفرنسية للتفاهم مع ايران وإنقاذ الاتفاق النووي وتخفيف العقوبات على نظام طهران وبالتالي انعكاساتها على الساحة اللبنانية .
   نحن بالشرق الأوسط تعودنا منذ عقود على سياسات الأوروبيين تجاه قضايا شعوبنا فاما ان تكون ذيلية للموقف الأمريكي أو مستقلة عنها ولكنها فاشلة وغير مؤثرة فالاوروبييون وخاصة فرنسا لم ينفذوا تعهداتهم تجاه الشعب السوري ولم يحملوا مبادرة ناجحة حيال اية قضية شرق أوسطية وافريقية من ليبيا الى مالي .

163
روسيا و " الوقت الضائع" الأمريكي
                                                                   
صلاح بدرالدين


لم يعد سرا أن المحتل الروسي بدأ منذ حين اعداد العدة لاستثمار الوقت الضائع الذي يفصل بين التحضير للانتخابات الرئاسية وتتويج الرئيس الأمريكي الجديد حتى مباشرته لعمله بالعام القادم وميدا العمل الرئيسي سيكون سوريا وماحولها .

  واذا أضفنا المدة التي يحتاج اليها مسار عملية تنصيب الرئيس الأمريكي المنتخب الجديد ، وانتقال السلطة ، والمباشرة التنفيذية بالعمل الرئاسي المؤسساتي الى مدة شهرين باقيين لاجراء الانتخابات الرئاسية ، فاننا أمام نحو ستة أشهر على أقل تقدير لتعود إدارة الرئيس المنتخب الى المباشرة الاعتيادية لمسؤولياتها تجاه الداخل والخارج ، وطوال هذه المدة الزمنية التي تعتبر وقتا ضائعا لن تكون هناك قرارات حاسمة من الدولة الأعظم التي وان كانت تتميز بنظام مؤسساتي ديموقراطي واداري واسع وسلس ولكن وفي الوقت ذاته برئيس يحظى دستوريا بصلاحيات واسعة خاصة اذا كان من النوع الديناميكي المتابع والممسك بكافة خيوط اللعبة ، والمبادر النشط في طرح المشاريع الكبرى كما هو عليه الرئيس الحالي ، لذلك فان الامر لم يكن ليؤثر على دورة الحياة السياسية في أمريكا مثلا في حالة انتخابات مجلسي النواب والكونغرس وهما السلطة الاشتراعية الآعلى ولكن في حالة الانتخابات الرئاسية الأمر يختلف تماما .
        سوريا والاحتلالات متعددة الجنسيات
   مايتعلق بسوريا خصوصا والحالة التي تعيشها في ظل الاحتلالات متعددة الجنسيات والأديان والمذاهب والقارات والمعتقدات والأسلحة والميليشيات فانها ضربت رقما قياسيا في التاريخ البشري حيث تخضع لاحتلال وتحكم واستئثار ( الروسي المسيحي الأرثوزوكسي الدكتاتوري سليل الاتحاد السوفييتي ،  والامريكي المسيحي الكاتوليكي الليبرالي زعيم الامبريالية العالمية ، والتركي المسلم السني ذي التوجه العثماني  الممزوج بكل من الإسلام السياسي والعلمانية الاتاتوركية ، والإيراني المسلم الشيعي الخاضع لتوجيهات فردية الولي الفقيه المتأصل بالمذهبية ، والميليشيات والفصائل المسلحة العربية ، والكردية والمسيحية ، والتركمانية ، والشيعية ، والسنية ، العراقية ، منها واللبنانية ، والافغانية ، والإيرانية إضافة الى داعش وأخواته .....) فلاشك أن عملية الفرز والجمع وإعادة التموضع ، ولانغامر القول بالتحرير ، باتت معقدة جدا ولكن قد تحاول الجهات الفاعلة مثل روسيا التأثير على المعادلة القائمة لمصلحة نفوذها في هذا الوقت الضائع .
         التحرك الروسي المضاد
    لاشك أن كل التحركات والمبادرات الروسية عبر هذا الكم الهائل من المبعوثين والموفدين والسفراء فوق العادة ( وتحتها ) وشبكات التجسس والمخابرات وجيش العملاء وكتبة التقارير والمشرفون على المنصات السورية ومواقع التواصل الاجتماعي تحت أغطية متعددة المسميات ( إخبارية – مراكز بحوث – غرف بث مباشر – محللون سياسييون وأمنييون - ...) إضافة الى الفضائيات الناطقة بالعربية نقول أن كل ذلك – وهذا ليس سرا – يصب بمجرى واحد وهو إعادة سلطة النظام الى كل المناطق والمحافظات التي تخضع للأطراف والجماعات وهذا من صلب مصالح المحتل الروسي الذي يراهن منذ اليوم الأول من اندلاع الثورة السورية على ديمومة هذا النظام والحفاظ عليه والدفاع عنه عسكريا وسياسيا ودبلوماسيا وامنيا واعلاميا .

  وكما هو معلوم فان علاقات روسيا بتركيا وايران عبر اللقاءات الثلاثية و- آستانا – تهدف أيضا الى ماذكرناه سابقا ولكن بطرق ناعمة ودبلوماسية مع محاولاتها في دق الاسافين بالعلاقات التركية الامريكية خصوصا والغربية بشكل عام ونجحت في ذلك نسبيا بالاختراق التسليحي وعقود بيع وشراء منظومة الصواريخ الروسية المتطورة الذي لم يحصل سابقا في أية دولة عضو بالحلف الأطلسي – الناتو – وهذا ما سيشجع الدبلوماسية الروسية راهنا ومستقبلا للمضي قدما في تفتيت الأرضية التي تستند اليها القوات الامريكية في بعض المناطق السورية في الشمال الشرقي والحدود السورية العراقية .
    ضعف المعارضة قوة للروس
  من جهة أخرى فان ضعف وانقسام المعارضة السورية وارتباط الفصائل المسلحة بمن يمنحها وسائل الديمومة والبقاء وتراجع علاقاتها بالطرف الأمريكي ( وقد ظهر ذلك جليا باللقاء الأخير الذي جمع المبعوث الأمريكي بممثلي الائتلاف وهيئة التفاوض ) في استانبول يدفع روسيا أكثر نحو إزاحة النفوذ الأمريكي سياسيا ومن ثم عسكريا بخطوات تالية مكملة خصوصا في هذا الوقت الضائع الذي لن يتمكن – جيفري – ولا – رئيسه بومبيو – ولا جنراله – روباك – من وقف ماهو مرسوم من الجانب الروسي  ولكن وبكل أسف لن يشكل الروس بديلا أو خيارا سليما لمصلحة السوريين بل كما ذكرنا فقط لاعادة الاستبداد حتى الى مناطق غير خاضعة للسلطة الحاكمة .
     مواقف مائعة
  سيستخدم الجانب الروسي كما أرى في الشهور القادمة – العصا – من دون – الجزرة – في تواصلها مع الجماعات والكتل والمنصات والأطراف السياسية والفصائلية – العسكرية السورية المعارضة منها أو الرمادية أو حتى القريبة من النظام مستغلة الوقت الضائع الذي أشرنا اليه وعلى سبيل المثال وقبل يومين حصل في موسكو ما نتوقعه وهو هرولة وفد يزعم انه يمثل أكثر من خمسين الف مقاتل وسلطة الإدارة الذاتية وحزب – ب ي د - وثلاث محافظات ( الحسكة ودير الزور والرقة ) ليجتمع مع جماعة صغيرة تعرف بمنصة موسكو معروفة بولائها لكل من النظام السوري وروسيا ويصدر معها بيانا مشتركا .

  ولم يتوقف الامر بهذا الحد بل تعرض الوفد الى الإهانة والتجاهل في بلاغ وزارة الخارجية الروسية بعد لقاء الوزير – لافروف – مع وفدي منصة موسكو وقسد حيث جاء بالبيا ن : ( استقبل وزير خارجية روسيا الاتحادية سيرغي لافروف في 31 آب مجموعة من شخصيات المعارضة السورية المكونة من ممثلين عن شمال شرق سورية وجبهة التغيير والتحرير...) ولو ان البلاغ أكمل بتعريف صفات رئيسي الوفدين الشخصيين وهو إشارة الى عدم اعتراف الروس بقسد بشكل رسمي .
   توافق الاضداد
  قد يقول قائل ان هناك توافق امريكي – روسي بشأن القضية السورية وان كل مايجري عبارة عن ترجمة لذلك التوافق ولكن مع تفهمي بشكل عام لهذه الرؤية الا أن تفاصيل الازمة السورية أهم معظم الأحيان مع التصورات العامة وأن الصراع على متر واحد من الأرض السورية خصوصا بالمناطق النفطية وخطوط العبور الحدودية بين القوى المحتلة يمكن أن تودي بمئات وآلاف الضحايا وأن تؤثر على توجهات الصراع الدولي وموازين القوى والمعارك السياسية في مجلس الامن الدولي ثم ان هناك دوما منعطفات في حروب ومواجهات الدول الكبرى وقد تكون حادة أحيانا وتخرج عن المسار المعمول به وأعتقد أن المدة الزمنية للوقت الضائع ستشكل احدى تلك المنعطفات في المصير السوري وفي واقع التنافس الأمريكي الروسي على مناطق النفوذ ورسم مستقبل سوريا والمنطقة .

  مايجري الان مع ( المعارضة السورية ) أمريكيا  من جهة ومع ( قسد ) من جهة أخرى من جانب الروس يعتبر استكمالا لما تم من تواصل روسي مع أوساط معارضة من الاطياف المختلفة ( الشيخ الخطيب ورياض حجاب ومؤثرين علويين وشخصيات كردية ومسيحية ) في غضون الشهرين الأخيرين وهي بمجملها بمثابة تحضيرات لاحداث اختراقات عميقة في غضون الأشهر القادمة قد تفرز وقائع جديدة على الأرض لاتسر الامريكان خاصة وأنهم يتعرضون لضغوط للخروج من العراق وقد تكون الرسالة التي حملها زعيم الحشد الشعبي العراقي الى – الأسد – تتعلق بموضوعنا هذا .
       المطلوب قبل فوات الاوان
   في كل الأحوال على متزعمي البقية الباقية من المعارضة – الرسمية – السورية أن يدركوا مجددا أن ضعفهم سيدفعهم الى المزيد من التنازلات الى درجة إضاعة القضية برمتها والسبيل الى تدارك الوضع هو العودة الى الشعب والاستجابة لنداءات الحريصين بتسليم المصير الى المؤتمر الوطني السوري الجامع للتمكن من إعادة البناء والمراجعة النقدية والتصالح وصياغة المشروع الوطني كما أن جماعات – ب ك ك – السورية بمسمياتها وغلافها الأخير – قسد ومسد – لن يكون طريق تمثيل الكرد السوريين وطموحات تصدر – الحركة الوطنية السورية – مفروش بالورود والرياحين بل سيغلق امامهم اذا لم يبدؤوا بتحقيق المصالحة الكردية الكردية أولا والرضوخ كذلك لما يقرره المؤتمر الكردي السوري المنشود وقبول المشاركة فيه والالتزام بقرارته والذي سيعقد كما هو مأمول بأغلبية وطنية مستقلة .
  الثوابت الوطنية السورية
  السورييون حاربوا ومازالوا يحاربون نظام الاستبداد لانه فقد الشرعية الوطنية ولن يتقبلوا وصاية معارضة فاقدة للشرعية الثورية والكرد لن يرضخوا لأحزاب لاتستند الى الشرعية التنظيمية والقومية والوطنية فهل وصلت الرسالة ؟ .
 
 

164
قراءة في أزمة الحركة الكردية السورية
                                                                                 
صلاح بدرالدين

   
      من الواضح لنا أن القضية الكردية السورية لن ترى الحل بالمدى المنظور مادامت القضية السورية العامة تسير نحو المجهول ولكن مايمكن العمل فيه في هذه المرحلة هو معاجة أزمة الحركة الكردية داخليا ومعروف أنها تتركز في إعادة بنائها ديموقراطيا واستعادة شرعيتها وصياغة مشروعها القومي والوطني وتعزيز بنيتها التنظيمية التحتية واختيار قيادة جماعية لمواجهة التحديات الماثلة .
   ( توالت التصريحات بالاونة الأخيرة من عدد من قياديي ومسؤولي الهيئة التنفيذية في ( مجلس سوريا الديمقراطية ) وهم في الوقت ذاته يشغلون مواقع مسؤولة في ( ب ي د والمسميات الأخرى العسكرية منها والمدنية التي تتبع لمنظومة  ب ك ك – والعاملة بسوريا ، تؤكد على توجههم "  نحو عقد ملتقى حواري أو مؤتمر يجمع بين كافة أبناء إقليمي الجزيرة والفرات ، هدفه تعزيز الإدارة الذاتية ..  "  .

    " والبدء بعقد ندوات حوارية لممثلي الشعب وأبنائه من المثقفين والأكاديميين ورؤساء وشيوخ العشائر من أجل تعزيز العيش المشترك وأخوة الشعوب ووحدة مصيرها, في خطوة جديدة لتعزيز وترسيخ الحوار السوري بين أبناء المنطقة بعد ما شهدته من تطورات سياسية مؤخراً أجل الدعوة إلى مؤتمر حواري موسع سيعقد في الفترة المقبلة بين أبناء منطقة شمال وشرق سوريا. .. " .

   " الإدارة الذاتية عندما تشكلت كان لها داعمون ومؤيدون كثر ولا تزال, لكن هناك فئة غير منضوية ضمن هذه الإدارات, أي أنها غير ممثلة, سواء كانت قسم من العشائر, أو شخصيات تكنوقراطية, أو أحزاب وكتل سياسية, منها موالية للنظام السوري, ومنها للائتلاف, أو مستقلون غير مرتبطين بأية أحزاب وتكتلات سياسية .. " .
 
" بعد هذه الملتقيات والندوات المصغرة سنعمل على تنظيم اجتماع موسع على مستوى إقليمي الفرات والجزيرة, ....ستصدر عن هذا الاجتماع الكبير وهو المؤتمر الذي سيتجاوز الآلاف وسيكونون من ممثلي المنطقة "  ) .

  بداية ليس هناك أي وطني سوري محب لشعبه ووطنه ومخلص لمبادئ ثورته وملتزم باهداف الحركة الوطنية الديموقراطية السورية والكردية يقف ضد مساعي التفاهم والتحاور السلمي والتعاون والعيش المشترك بين كل المكونات والاطياف ان كان على الصعيد الوطني العام أو في المحافظات والمناطق والمدن والارياف أي من أصغر قرية وحتى العاصمة  ولكن علينا بالوقت ذاته الإحاطة بكل حالة في هذا المجال وبكل الدعوات التي تطلقها جهات عديدة ومن منطلقات مختلفة  بين الحين والآخر ، وسبر أغوارها ومناقشة الدوافع والاهداف القريبة والبعيدة ، ومدى فائدتها من المنظورين القومي والوطني ، حتى يكون التقييم سليما والحكم عادلا على المقدمات والنتائج المترتبة  .

   الأمر الآخر وكنصيحة أقولها لحاملي المسؤوليات المزدوجة وأكثر من قيادات كل المسميات المؤطرة واحدة وواحد في منظومة ( ب ك ك ) بسوريا أن يزيلوا الأقنعة ويكتفوا فقط بكمامات ( الكورونا ) ويحدد من مسؤوليته الحقيقية كما هي حتى لاتختلط الأمور وحتى نتمكن من مناقشة مايذاع ويطرح ويصرح به وهل ماينشر بأسماء تحت تعريفات غريبة يمثل السياسة الرسمية أم لا ؟ فمثلا قائد أو مسؤول في – ب ي د – وفي الإدارة الذاتية وفي القوات العسكرية والاسايش والمجالس والهيئات التي تعد بالعشرات يصدر تصريح باسم – قوات سوريا الديموقراطية – فكيف يمكن للمتابع أن يحسبه ؟ انه امر يدعو للدهشة سلطة تحكم علنا وقادتها يوحون انهم في ظروف السرية !؟ .

 مناقشة لأهم البنود الواردة في هذه  التصريحات المنشورة بوسائل الاعلام :

  أولا – التوجه لعقد الندوات واللقاءات التي ستختتم بمؤتمر يضم ( الآلاف ) هدفه واضح وصريح ومعلن  وهو – تعزيز الإدارة الذاتية – وبعبارة أوضح توجيه مواطني تلك المناطق المحددة للسير وراء سياسات سلطة الامر الواقع ومن يقودها أي – ب ي د – الذي يأتمر بتوجيهات مركز قنديل والقيادة العسكرية ل ب ك ك حتى هذه اللحظة بالرغم من تسرب أخبار غير مؤكدة عن النية في فك الارتباط أو الافتراق .

   وهكذا فان التوجه الأخير كماذكرنا يتعلق خصوصا بتعزيز مواقع المنظومة الحزبية المستولية على المقدرات  وليس من أجل توحيد الحركة الكردية السورية  أو اسقاط نظام الاستبداد أو إعادة بناء جسور بين الحركة الكردية والحركة الديموقراطية السورية المعارضة أو إزالة أسباب التوتر وتحسين العلاقات مع مؤسسات إقليم كردستان العراق الشرعية ، هذه الأهداف والطموحات هي مايسعى شعبنا من الكرد والسوريين عموما لتحقيقها وبالنهاية مايتم الدعوة اليه عبارة عن أجندة حزبية صرفة كاستمرارية واستكمال لمقترح القائد العام - لقسد -عندما طرح مقترحه العتيد الغامض حول – وحدة الصف – من خلال اتفاق ألأحزاب الثلاثين المعروفة بضعفها وعدم تمثيلها حتى بالحد الأدنى للشارع الوطني الكردي السوري .

  ثانيا – اذا كانت – الإدارة الذاتية – لاتعبر عن رؤا وطموحات ومواقف  جميع الاطياف الكردية وخصوصا الوطنييون المستقلون وهم الغالبية في الساحة الكردية السورية – هذه الحقيقة تتجاهلها الأحزاب جمعاء -  وكذلك المعارضون لنهجها من تيارات سياسية وفئات مثقفة من الشباب والمرأة ، واذا كانت لم تحقق حتى الآن مقترح – القائد العام - بابرام نوع من الاتفاق بين الأحزاب وهو من اسهل الأمور ، واذا كانت لاتمثل أهلنا بمنطقة عفرين بأكملها ( وهي متهمة من أوساط عديدة بخسارتها )  وكذلك تجمعات المهجرين والنازحين في كردستان العراق وتركيا وهؤلاء قد يبلغون أكثر من مليون ، فكيف يمكنها التحاور باسم الكرد السوريين مع مكونات المنطقة في الرقة ودير الزور والطبقة وهم من العرب ؟ أو مواصلة التواصل مع النظام باسم الكرد ؟ اذا كانت – الإدارة الذاتية – تسعى فعلا الى الاتفاق والمصالحة والعمل الوطني فالأولوية للاتفاق الكردي – الكردي ولا أقصد اتفاق الأحزاب والتنظيمات ( الفضائية ) لأغراض دعائية عابرة واستجابة لمصالح خارجية  معروفة  بل العمل على إعادة بناء الحركة الوطنية الكردية بتشكيل لجنة تحضيرية نزيهة من غالبية مستقلة للاعداد لعقد المؤتمر الكردي السوري أولا الذي سيمثل الشعب الكردي المنتمي الى المنطقة المتعارفة عليها في وثائق الحركة الكردية منذ نشوئها بجزء من كردستان التاريخية الذي أصبح ضمن سوريا الراهنة من دون إرادة لا السوريين ولا الكرد  بعد اتفاقيات ومعاهدات وقرارات دولية وبينها اتفاقية سايكس – بيكو ١٩١٦ با الدولة السورية أو المناطق الكردية وليست التسميات  الغريبة والفضفاضة  المخترعة حديثا والتي يمكن ان تفسر بالشئ ونقيضه بآن واحد  والمستخدمة باعلام – ب ك ك – فقط مثل – روزآفا – أو – شمال شرق سوريا – التي تثير الارتياب ليس كرديا فحسب بل من جانب المكونات العربية والمسيحية بتلك المحافظات   .

   ثالثا – اذا كانت – الإدارة الذاتية – طامحة ( وهي حق مشروع ) في علم السياسة في تطويع أو جلب أو اغراء  أطراف ومجموعات سياسية كردية وعربية  مناوئة لها فلا أعتقد أن وسائلها المتبعة أو المنشودة ستكون مساعدة لذلك وقد أشرنا الطريقة الاسلم كرديا وهو المؤتمر الجامع بالآليات الديموقراطية ،  أما على الصعيد الوطني فعليها مخاطبة الآخر السوري المقابل بلغة النقد الذاتي والاعتراف بخطيئة قيادتها الحزبية عندما اتفقت مع نظام الاستبداد منذ بداية الثورة السورية وجلبت مسلحيها عبر عملية التسليم والاستلام وأصبحت جزء عسكريا أمنيا  سياسيا في صف النظام وضد الثورة السورية بحسب الوقائع والقرائن المتوفرة ،  كما عليها الاعتذار ان شاءت وقطع الصلة كليا مع النظام وإزالة كل الآثار المترتبة ، أو أن تعلن بكل شفافية انها تراهن على هذا النظام وترى أنه مؤهل للاستمرار ولحل القضايا الوطنية ومن ضمنها القضية الكردية .
  رابعا – أما طموحات – الإدارة الذاتية – المبالغ فيها الى درجة التمنيات الخيالية بالتحول الى مركز استقطاب للقوى السياسية السورية باجتماعها حولها والاستفادة من تجربتها الفذة !؟ واختيارها قدوة لبناء سوريا الجديدة !؟ فلاشك انها نوع من المزاح الثقيل ، فنحن بالحركة الكردية ومعظم الوطنيين السوريين المعارضين  لم ننس بعد من استقبل السيد أوجلان في منزله منذ نحو ثلاثة عقود ، ومن منحه المكان والامكانيات والأمن والأمان وحرية الحركة ، ومن أخضع له ولحزبه مجموعة من الكرد السوريين وتوجيههم نحو خارج الحدود على حساب نسيان قضيتهم الأساسية في الداخل السوري ، ألم تكن عائلة الأسد وحزب البعث ونظام الاستبداد ؟ .

  وبسياق متصل في سبيل المقارنة : في كردستان العراق تحولت الحركة الكردية الى مركز استقطاب كل المعارضة العراقية بكل أطيافها لأنها واجهت وقاومت الحكومات والأنظمة القمعية الدكتاتورية  منذ قيام الدولة العراقية وقبلها الاستعمار البريطاني  ورفعت شعار الديموقراطية للعراق والحكم الذاتي لكردستان منذ ثورة أيلول ١٩٦١ وخاضت تجارب جبهوية على المستوين الكردستاني والعراقي وشاركت بكل قوة وفعالية بثلاث مؤتمرات للمعارضة قبل اسقاط النظام وهي مؤتمرات : لندن وبيروت ومصيف صلاح الدين .

  خامسا – نعم باستطاعة – الإدارة الذاتية – أن تجمع الالاف وقد جمعتهم في مناسبات عديدة ، وتصدر باسمهم بيانا ختاميا جاهزا  بعبارات منمقة ، يذاع عبر الفضائيات ، ويعقد بارقى الصالات وبالمال الامريكي وحراسة طائراته في هذا الوقت الضائع الأمريكي عشية الانتخابات الرئاسية وخدمة للإدارة الحالية وهو امر مفهوم ، ولكن ماذا لو تغيرت الأحوال والسياسات في أمريكا والمنطقة ؟ من سيتابع التوصيات والقرارات ؟ ومن سيؤمن الغطاء الجوي والمالي ؟ اعتقد أن العودة الى الشعب هو الخيار الاسلم  عبر مسار المؤتمر الكردي السوري الجامع ومن الان وهو الطريق الوحيد لإنقاذ كل من تورط أو مارس اعمالا غير مستحبة ضد وطنه وشعبه وقضيته ومن ثم تحقيق المصالحة العامة قوميا ووطنيا حتى يتم انقاذ مايمكن إنقاذه قبل فوات الأوان .

    وفي هذا السياق أتوجه للمرة الالف الى الحريصين والعقلاء بين كل الجماعات الى اختيار اللحظة الراهنة المناسبة التي قد لاتتكرر وأن يقطعوا الطريق على أصحاب المصالح الخاصة والمواقف المترددة الذين يتوزعون في صفوف الإدارة الذاتية و – ب ي د – وأحزاب – الانكسي – وباقي – حزيبات – التهريج وتكملة العدد ، وكذلك أيتام – منصورة – ، وذلك بالتجاوب مع نداءات المخلصين في إعادة بناء حركتنا خدمة لشعبنا وحرصا على الجيل الناشئ الجديد ومستقبله خاصة وأننا مع بقية شعوب العالم نعيش مرحلة انتقالية غير معلومة العواقب على الصعد الصحية والاقتصادية والاجتماعية والحياتية .





165
صفحات منسية من تاريخ حركتنا
( 3 )
                                                                     
صلاح بدرالدين

   الحلقة الثالثة هذه ستدور حول الكرد السوريين وإسرائيل حصرا من دون الدخول بتفاصيل مايشاع عن علاقات اسرائلية كردستانية في الاجزآء الأخرى لأننا لسنا على اطلاع كامل بجوانبها كما ان ذلك ليست من وظيفتنا فأشقاؤنا أدرى بما يدور لديهم .
            إسرائيل والكرد السورييون
      لست هنا بصدد البحث عن مايقال ويتردد حول علاقات إسرائيلية مع أطراف من الحركة الكردية بشكل عام أو الرد على اتهامات من أطراف معادية للكرد وقضيتهم ترمي التهم جزافا مقرونة بالادانة ووصم الكرد – بإسرائيل ثانية – تعبيرا عن وضعهم في خانة العدو ( وهي لم تعد تهمة بل نوعا من المديح  على الأقل في مفهوم النظام العربي الرسمي ) في المرحلة الراهنة على ضوء ما نشهد فيه تقدما مرئيا ومسموعا لعلاقات العرب بإسرائيل هذا ماعدا ماهي طي الكتمان تفوق أضعاف علاقات غير العرب بها التي تصل الى مستويات معاهدات السلام والاتفاقيات الأمنية قبل الاقتصادية وهو أمر يخص تلك الدول المعنية ومن صلب قراراتها السيادية وشعوبها الأولى بقبولها أو رفضها   .
  قبل عقود وفي – مدريد – ( ١٩٩١ ) وباشراف دولي عقدت معاهدة السلام وتم نوع من المصالحة العربية – الإسرائيلية والاعتراف المتبادل بين الطرفين وبعدها بوقت قصير تمت اتفاقية – أوسلو – للحكم الذاتي الفلسطيني الانتقالي ( ١٩٩٣ – ١٩٩٥ ) بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل وعاد بموجبها الرئيس الراحل ياسر عرفات  وقيادة المنظمة ومؤسساتها وكوادرها مع عائلاتهم الى الوطن وأقيمت السلطة الوطنية الفلسطينية رسميا ومعترف بها من إسرائيل ومن عشرات الدول وهيئة الأمم المتحدة .
  كان الموقف الرسمي لجميع الأحزاب والفعاليات السياسية والاجتماعية الكردية السورية المعلنة هو الوقوف الى جانب النضال الفلسطيني من أجل حق تقرير المصير ولم يبق أي طرف كردي من جميع الأجزاء الا ونسج علاقات مع قوى المقاومة الفلسطينية أو حاول ذلك وحقق البعض منها تحالفات سياسية وتعاون وعمل مشترك معها وكانت القضية الفلسطينية من البنود الثابتة في برامج وبيانات واعلام مختلف الأطراف الكردية وخصوصا في سوريا والعراق وكان الامر يختلف قليلا لدى الحركة الكردية في تركيا وفي ايران مابعد الشاه .
  المنطلق في الموقف الكردي السياسي المؤيد للقضية الفلسطينية كما أرى – خصوصا في سوريا والعراق – كان جانبان الأول مبدئي لتشابه الحالتين كشعبين يسعيان الى انتزاع حق تقرير المصير ومواجهة الاضطهاد والظلم والجانب الثاني سياسي يتعلق كما ذكرنا بوقوف الفصائل الرئيسية في منظمة التحرير الفلسطينية ضد نظام الأسد والى حد ما معارضا للنظام العراقي بعهد صدام أو غير موال له بتعبير أدق مع مواقف متسمة بالتعاطف مع قضايا الشعب الكردي بالحدود المسموحة لتوازناتها الداخلية والعربية وان كان الموقف الكردي مع حق تقرير مصير الشعب الفلسطيني ولكنه لم يكن متطابقا مع مواقف بعض التيارات السياسية الفلسطينية  تجاه إسرائيل خاصة حول شعارات ( رمي اليهود بالبحر ) وفيما بعد سعي جماعات الإسلام السياسي الفلسطينية الى تحويل النضال الفلسطيني من قضية تحرر وطني الى صراع ديني  .
 
  لقد دفعنا نحن في ( حزب الاتحاد الشعبي ) – سابقا - الموقف الفلسطيني العام وأقصد منظمة التحرير وحركة فتح والجبهة الشعبية والديموقراطية وغيرها المناوئ والحذر وغير التابع لنظام البعث السوري خصوصا في حقبتي الأسد الاب والابن الى التحاور معهم والتضامن والتوافق وكانت مواقفنا متشابهة اجمالا وبصور متفاوتة تجاه النظام السوري المستبد الذي أساء للشعبين السوري والفلسطيني والحق الأذى الكبير بالقضية الفلسطينية وفي مرحلة ما خلال الثمانينات قدمت منظمة التحرير دعما سياسيا الى تيارات معارضة سورية وأبدت استعدادها لمضاعفته عندما تتوحد المعارضة وتناضل ضد النظام .
   وفي تلك المرحلة التي امتدت عقودا لم تقف إسرائيل مكتوفة الأيدي بل كانت من صلب استراتيجيتها التأثير والتغلغل في محيط البلدان العربية من الأقوام والشعوب الأخرى مثل ( تركيا – ايران – اثيوبيا ودولا افريقية أخرى ) وكذلك الامر باتجاه الاقوام والمكونات غير العربية مثل ( الكرد ) وأوساط الأديان غير المسلمة بالداخل السوري وخصوصا ( المسيحييون ) حيث كشفت وثائق فرنسية في زمن الانتداب الفرنسي عن بعض منها كما كشف – موشي شاريت - رئيس الوزراء الإسرائيلي ووزير الخارجية بعهد – بن غوريون – في يومياته عن اتصالات مع المسيحيين الموارنة وكذلك مع – المطران – حبي - ولم ينشر شيئا عن أية اتصالات اسرائلية حينها مع الناشطين الكرد السوريين في مناطقهم من دون استبعاد حصول صلات فردية بالخارج .
   السياسة الإسرائيلية في كل وقت منذ قيام الدولة العبرية تعمل لصالح استمرارية كيانها وانفتاح المحيط عليها للتخلص من العزلة وباعتبارها الدولة المدللة لدى أمريكا والغرب عموما فقد حاولت أطراف التقرب منها للوصول الى الغرب وبحسب مااعلم فقد كان هدف الراحل مصطفى بارزاني يصب بذلك الاتجاه وبخلاف مساعديه وبعض مسؤولي حزبه فقد كان يسعى الى استخدام إسرائيل جسرا للوصول الى واشنطن بعد اشتداد الضغط على الكرد والحملات العنصرية والعسكرية من نظام بغداد وتخلي العالم عنه خصوصا الاتحاد السوفيتي – السابق – ولم يرضخ يوما للشروط السياسية الاسرائلية تجاه العديد من الملفات ومن بينها معاداة العرب ولهذا السبب لم يلق التجاوب بل أن إسرائيل وبعد أن خيب البارزاني آمالها بدأت تعمل على محاربته عبر الضغط على أمريكا وشاه ايران لعدم دعم الثورة الكردية وحصلت اتفاقية صدام – الشاه بالجزائر عام ١٩٧٥ ونكص وزير خارجية أمريكا – هنري كيسنجر – بكل وعوده الى درجة ان تحول ذلك الى أزمة بالكونغرس الأمريكي وعرفت حينها بتقرير – بايك - .
    كما بدأت إسرائيل بالبحث عن زعيم  قومي بديل وأجرت بهذا الخصوص صلات مع الراحل – كاميران بدرخان – الذي رفض رفضا قاطعا حتى الحديث باالموضوع ثم حضر المؤتمر الثامن للبارتي في – ناوبردان – كردستان العراق - بدعوة من البارزاني وخطب وكنت حاضرا بالتأكيد على زعامة القائد الكبير مصطفى بارزاني وفي تلك اللحظة شعرت باندماج النهجين والمدرستين الوطنيتين القوميتين بمجرى واحد والى الابد ثم قام بعدها السيد نيجيرفان بارزاني رئيس حكومة الإقليم بافتتاح – مكتبة البدرخانيين – بدهوك كبادرة معبرة وشاركت بمراسيم الافتتاح هناك واستمرت إسرائيل بمشروعها وتردد انها اتصلت بالمهاجر الكردي من تركيا في بيروت المرحوم – زيا شرفخان – من احفاد شرفخان بك البدليسي للغرض ذاته ولكنها لم تفلح .
  في خضم هذه التطورات كان المرحوم د عصمت شريف وانلي الذي كان عضوا باللجنة المركزية لحزب اليمين الكردي السوري وممثله بالخارج وهو مثقف كردي سوري من دمشق وكاتب ومؤرخ مرموق يقوم بأدوار مكملة ولم يكن بعيدا عن السياسة الإسرائيلية تجاه القضية الكردية حسب قناعاته ومفاهيمه وكان يجاهر بذلك أمام الجميع وفي التسعينات التقيت به بباريس بمركز المعهد الكردي بمكتب مدير المعهد الدكتور – كندال نزان – وتبادلنا اطراف الحديث ثم أشار الي بانني من انصار منظمة التحرير وذلك كتهمة فاجبته المنظمة حركة تحرر ولا تغتصب جزء من كردستان ونحن أيضا من حركات التحرر والعلاقة هنا بين الاحرار ولكن هل تفسر لي علاقتك الإسرائيلية وبأي هدف ؟ وهل لكرد سوريا أية مصلحة ؟ لم يجب وانسحب بهدوء بعد ان تذكر رسالته ( المنشورة بالحلقة الثانية ) .
  عودة الى أحداث التاريخ وطبيعة كفاح حركات التحرر الوطني يمكن للمتابع أن يتفهم ولو من باب – الواقعية السياسية – عندما تجري الصفقات الكبرى لتحقيق أهداف كبرى ولايمكن باي حال مقارنة الحالة الكردية السورية في الستينات بتلك الوقائع والتجارب المشار اليها فلو كانت الحركة الكردية موحدة آنذاك ووضعت في صلب أهدافها مثلا اعلان دولة كردية في سوريا وعقدت من اجل ذلك صفقات مع هذا الطرف الإقليمي والدولي أو ذاك حينها قد يكون الموضوع مثار خلاف او اختلاف او أخذ ورد أما أن نرى جناحا من حزب – مثل اليمين الكردي - ينطلق من أن كرد سوريا اقلية وليس شعبا ويرضى بحقوق ثقافية ولايمتلك مشروع حتى – إدارة ذاتية – فماحاجته الى التواصل مع دول عدوة أو صديقة لسوريا والسوريين ؟ وماذا سيطلب منها غير المال ؟ ولماذا المال ؟ هل من أجل منافع ذاتية ؟ .
  ان الهدف الأول والأخير لإسرائيل هو الخروج من العزلة والتفاعل الإنساني والاقتصادي والاجتماعي مع البلدان العربية ولن تضحي بصداقة اكثر من ٣٠٠ مليون عربي ومستقبلا ٨٠ مليون تركي ومثله وأكثر إيراني من أجل ٤٠ مليون كردي وهم بدون كيان مستقل مقابل ٢٤ دولة مستقلة .
  ونحن أيضا كشعب كردي موزع على أربعة دول شرق أوسطية ويعيش مع شعوب وأقوام تعدادها بمئات الملايين لنا مصالح عضوية وحياتية معها وتاريخ مشترك منذ آلاف السنين نتقاسم العقائد والأديان والمذاهب كما ان مصيرنا مرتبط بمصائرهم في الحاضر والمستقبل والأولى بحركتنا السياسية الوطنية أن تعي هذه الحقائق وتسير على ضوئها .
  هناك كتابان مشهوران صدرا لمسؤولين مشهورين في إسرائيل لم تتضمن كل صفحاتها أية إشارة الى  الكرد في المنطقة الأول لشمعون بيريس – الشرق الأوسط الجديد- والثاني لبنيامين نتانياهو – مكان تحت الشمس – يعني أن المسؤولين لايعيران أي اهتمام لا بوجود الكرد ولا بحقوقهم ورغم ذلك هناك من يقلب الحقائق .
  إسرائيل ولوبيها الكبير المؤثر بامريكا والغرب عموما لم تعمل يوما بصدق من أجل تعزيز علاقات الكرد بتلك البلدان وكما اعتقد ليست بوارد الاسهام بحل القضية الكردية بأي بلد بالمنطقة خصوصا بسوريا والعراق بل ستعقد الأمور حتى لا يستتب الوضع بتلك البلدان وحتى تبقى النظم الدكتاتورية والاستبدادية حاكمة والأزمات قائمة .
  من جهة أخرى ليس لمصلحة إسرائيل بحسب نهج حكامها أن يقام كيان كردي لان تجربتها بنيت على الحديد والنار والتهجير والعنف والانتقام مع النزعات العنصرية المعروفة التي ابتليت بها أيضا تيارات ومجموعات فلسطينية كرد فعل أما التجربة الكردية فتختلف وتتميز بالنضال السياسي ونشدان الديموقراطية والعدالة والمساواة بين مختلف الاقوام والديانات والمذاهب التي تعيش في مختلف أجزاء كردستان وتجربة إقليم كردستان العراق مثال حي ونموذج يحتذى بها في هذالمجال وإسرائيل المدللة الموسومة بالحديقة الحضارية في الصحاري القاحلة لن ترحب بتجربة أخرى بالشرق الأوسط تفوق عليها بكل الجوانب وتتحول الى مثال على الأصعدة الوطنية والإقليمية والدولية .
  أتذكر وكنت بأربيل في ٢٠١٧ عندما تم استفتاء تقرير المصير وساءت العلاقة مع بغداد الى درجة حصول مواجهات بين البيشمةركة من جهة وبعض قطاعات الجيش العراقي ومختلف فصائل ميليشيات الحشد الشعبي وتوالت التهديدات العسكرية الانتقامية والهادفة الى اجتياح كردستان من كل حدب وصوب ومن الجوار الإيراني والتركي وأعلن الامريكان موقفهم ليس المعارض للاستفتاء فحسب بل التهديد بانهم لم يتدخلوا ولن يدعموا الكرد في حال تعرضهم للهجوم أتذكر حينذاك أن نفرا من الكرد السوريين وبعضهم مقيم بالاقليم بدأوا ببث الشائعات على مواقع التواصل الاجتماعي والمنابر الإعلامية بان الجيش الاسرائلي قادم لإنقاذ كردستان كما نشروا – يوتيوبات – مفبركة مضللة وغير واضحة توحي بان الطائرات الإسرائيلية تهاجم الجيش العراقي والحشد الشعبي والحقيقة التي كنا على اطلاع عليها أن الاسرائليين كانوا من أشد معارضي الاستفتاء وهم ضغطوا على الامريكان والغربيين بهذا الاتجاه .
  لاأعتقد أن بعض الاتصالات الفردية من جانب كرد سوريين خصوصا من المتواجدين في أوروبا مع الجهات الإسرائيلية – سرا وعلنا – ستؤسس لعلاقات استراتيجية بين الشعب الكردي وحركته الوطنية من جهة وبين دولة إسرائيل من الجهة الثانية على الأقل في المديين المنظور والابعد لانها لن تكون متكافئة لان إسرائيل دولة مستقلة والكرد ليس لهم دولة حتى تبرم اتفاقات بين دول حسب الأصول المثبتة بالقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة ولاتستند الى معطيات وبرامج سياسية متعادلة أو مصالح مشتركة متقاربة والمسألة لاتتجاوز ردات فعل فردية ترتبط بالمشاعر الآنية العابرة وان نتجت عنها أية فائدة فستكون للجانب الإسرائيلي دون شك .
  الحركة الكردية السورية وتحديدا أحزابها لم تكن مهيأة لاقانونيا ولا سياسيا ولا موضوعيا ولاذاتيا لبناء علاقات مثمرة ومتوازنة مع دول وأنظمة نحن بدأنا منذ عام ١٩٦٥ وحتى ١٩٧٥ بمهمة إعادة تعريف الكرد ومسألة الدور والموقع الوطني وطبيعة النظام وتحديد الهوية وتشخيص المطالب وقمنا بشرح ذلك كله للاشقاء والشركاء والأصدقاء عبر الحوارات المستمرة وكنا أحوج مايكون الى توفير الدعم لتعزيز الخطوة الأولى من النهوض القومي والوطني والأممي وبعد نهاية الثمانينات ومن انشق عنا ومعظم  من جاء من بعدنا لم يستكملوا الخطوات بتراتيبيتها المعهودة المطلوبة ولم يطورا العمل القومي والوطني بل كان الهدف الأول والأخير هو هدم مابنيناه بتصميم مشوب بالحقد الاعمى ومااسهل ذلك فمابنيناه بثلاثين عاما يمكن تشويهه بايام خاصة اذا كانت السلطة شريكة واذا كان شخصا مثل – محمد منصورة - يقف وراء ذلك .
  في كل الأحوال وفي المرحلة الراهنة من تاريخ منطقتنا وبعد كل هذه الحروب والدمار من مصلحة جميع شعوب المنطقة وخاصة الشعب الكردي أن يتحقق السلام العادل بالمنطقة ويتم الاعتراف المتبادل بالوجود والحقوق وأن تصرف الأموال على التنمية وليس على السلاح ويسود السلام والوئام بين مختلف الشعوب والاقوام والمكونات والأديان والمذاهب .
   

 


166
صفحات منسية من تاريخ حركتنا
 " 2 "
                                                                                           
صلاح بدرالدين

     في القسم الثاني أسلط الضوء على مرحلة حصلت فيها أمور سلبية لم تكن بالحسبان وكان اليمين الكردي بحركتنا السياسية وراء تلك المحاولات البائسة واليائسة التي أساءت الى جوهر الحركة الوطني الديموقراطي وكل ذلك يؤكد مجددا أن تحولات الخامس من آب عام ١٩٦٥ كانت ضرورة مصيرية لاعادة الحركة الى موقعها الأصيل .
    شهادة السيدة – جيلبيرت فافر زازا –
  السيدة السويسرية – جيلبيرت – التي قاسمت زوجها الحياة في – السراء والضراء – بقيت أمينة لذكرى الراحل ولنهجه وسلوكه ومواقفه والى جانب كونها الكنز الدفين لأسرار زوجها في الحياة السياسية فلها مواقف مشهودة ومن بينها عندما أصيبت بالذهول لدى مشاهدة قاعة افتتحها حزب اليمين باسم ( قاعة نور الدين زازا ) وفي صدارتها صورة الدكتاتور المستبد بشار الأسد فماكان لها الا أن أقامت دعوى قضائية ضد المرحوم – حميد درويش – في المحاكم السويسرية بتهمة الإساءة الى تاريخ زوجها والضر المعنوي الذي الحق به ، التقيت بهذه السيدة الفاضلة مرتين واحدة كانت ب – لوزان - ترافق الراحل عام ١٩٨٧ قبل وفاته بعدة اشهر لدى لقائي الثاني به وأخرى عام ١٩٩٢ باربيل عندما كانت تغطي انتخابات برلمان الإقليم كصحافية مناصرة للقضية الكردية .
  بعد سرد مفصل لمناقبية زوجها القائد السياسي المثقف وأحد مؤسسي ( الحزب الديموقراطي الكردستاني – سوريا ) عام ١٩٥٧ وسكرتير الحزب الراحل الدكتور – نورالدين زازا – ووصفه  عن حق بالشخص المثالي الساعي لينال الكرد السورييون حقوقهم المشروعة تختتم الكاتبة والصحفية السويسرية السيدة الفاضلة - جيلبيرت فافر زازا - ذكرى شريك حياتها بالكلمات المعبرة التالية :
 ( أشهد بأنه رفض جميع طلبات التعاون (مقابل وعود مالية) تلقاها من اليونانيين (ضد تركيا) ومن العراقيين (ضد سوريا) ومن الأتحاد السوفياتي ) .
  ومن المؤكد أنها مطلعة على تفاصيل بعض أشاراتها الرمزية ولكنها احتراما لذكرى شريك حياتها وحبا بشعبه الكردي لم تشأ أن تدخل بالتفاصيل وياليتها فعلت حتى يطلع الجيل الكردي الناشئ على مجريات وأحداث تاريخ السلف ويخلد من تفانوا من اجل المبادئ وبينهم د نورالدين وغيره من الأخيار  .

   ومن أجل فك طلاسم هذه الشهادة وتسليط الضوء على مابين سطورها وقبل ان ادلو بدلوي كأحد شهود عيان بتلك المرحلة  أحيل القراء الى الرسالة التالية التي أنشرها حرفيا من دون مس والتي تفسر جوانب من شهادة السيدة زازا  :


   ( أخي العزيز السيد مدور- ومنه للأخ العزيز السيد عبد الحميد
تحيات أخوية وأشواق وبعد..

1- لغاية الآن لم أسمع من أخباركم ولا أدري ما هو السبب, ولم ترسلوا لغاية الآن أي عنوان لكم. عندما كنت في الوطن كنت سلمت للأخ حسام مراد رسالة ولا أدري ما هو مصيرها فضلاً عن الجواب. وكنت أخبرته أيضاً بأن هناك معملان معمل A ومعمل B يتعاملان مع معمل جد العائلة في الوطن ويرسلان له قطع الغيار وغيرها وكنت ذكرت أن معظم قطع الغيار المرسلة تأتي من طرف المعمل B ولكنها تمر بواسطة  A. وكنت ذكرت بأن مدير معمل B صديقي وربما يستطيع أن يرسل قطع غيار لمعملكم أيضاً في س إذا كنتم ترغبون. كنت أنتظر الجواب وجواب الرسالة أعلم أن الأمور وبحثها قد يتطلبان بعض الوقت.
أود أن يكون واضحاً لديكم بأن صداقتي مع مدير معمل B ليست شخصية وأنه ليس لي شخصياً أي أسهم أو أية وظيفة في هذا المعمل. كنت في أواخر 1964 قد اقترحت على جد العائلة أن أذهب باسمه لزيارة معمل B فقال الجد: حسناً اذهب أنت وشطارتك. فذهبت للمعمل وحدثت الصفقة التي أنقذت معمل الجد من الإفلاس. وكما أخبرت الأخ حسام مراد فقد زرت مؤخراً مدير معمل B وطلبت منه إذا كان عنده استعداد لإرسال قطع غيار لمعملكم أيضاً. وقد تردد المدير لوجود فكرة سابقة عنده عن سوء أحوال معملكم وانقسام إدارته على بعضها مما يضر بمصالح المعمل ولكنني استطعت أن أقنعه فوافق أيضاً على الفكرة.

ثم حاولت استدراج مدير معملB  لمعرفة فيما إذا كان عنده أيضاً استعداد لإرسال قطع غيار لمعمل اخواني في الشمال. فألمحت له تلميحات عن وضع الشمال (بدون أن أذكر أسماء مسئولي معمل الشمال). فقال مدير معمل B بأنه كان على اطلاع بشكل عام على وضع الشمال وأنه لا يستطيع ولا يريد إرسال أية قطع غيار لمعمل الشمال ولا يريد أن يكون له أية علاقة مع معمل الشمال ولا مع الذين لهم علاقة مع معمل الشمال.
وسأل إذا كان معلمكم س عنده علاقة مع معمل الشمال. فقلت لا. لا توجد أية علاقة. فقال: حسناً سنرسل قطع الغيار الى معملكم س بشرط أن أقطع أنا أيضاً علاقاتي مع معمل الشمال وبشرط ألا يعلم جد العائلة صاحب المعمل في الوطن بذلك. وكنت في وضع صعب إذ لا أستطيع أن أقطع علاقاتي بمعمل الشمال وأخيراً اتفقنا على حل وسط. أن أقطع علاقاتي مع معمل الشمال على الأقل مؤقتاً عدة أشهر مثلاً, ريثما يأتي جوابكم. وأؤمن علاقتكم مع مدير معمل B, وبعد ذلك أفعل ما أريد. ذلك هو الوضع. انني بانتظار جوابكم. وتدركون أهمية المسألة فلا حاجة للإطالة.

جديد: لقد مررت باليونان في طريق عودتي واتصلت بمعمل جديد: معمل C اليوناني وتباحثت معهم بشكل عام إذا كان عنده استعداد لإرسال قطع الغيار لمعمل الشمال (لم أذكر له أي شيء عن معملكم طبعاً), كما لم أذكر له طبعاً أسماء مديري معمل الشمال). فقال أصحاب معمل C بأن الموضوع يهمهم جداً ولكن معلوماتهم قليلة عن أهمية معمل الشمال, ولذلك فالأحسن الانتظار حتي يأتي مندوب من معمل الشمال وبعد ذلك ندرس القضية تفصيلياً مع العلم أنهم موافقون مبدئياً على إرسال قطع الغيار.
ثم طلبت من مدراء معمل C أن يعرفونني على مدير معمل D القبرصي لغرض إرسال قطع غيار أيضاً لمعمل الشمال, لعلمي بأن مدير معمل D يهمه هذا الأمر أكثر من غيره فقال مدير معمل C بأنه سيفعل ذلك ولكن الأحسن الانتظار حتى يأتي معي مندوب من معمل الشمال. طبعاً أن مدراء معمل C (وكذلك D) هم من الأشخاص الذين يعتمد عليهم.

                                                    سلامي لكافة الأصدقاء ودمتم بخير.
                                                     لوزان 30/1/1967

عصمت شريف وانلي
عضو اللجنة المركزية, ممثل الحزب في الخارج.    )
  ملاحظة : كان المرحوم حميد درويش قد عين المرحوم – عصمت شريف وانلي – عضوا في قيادته وممثلا لهم بالخارج خلال احدى لقاءاتهما في كردستان العراق خصوصا بعد ان رفع الزعيم الراحل بارزاني قائد ثورة أيلول صفة التمثيل عنه ورسالته موجهة الى ( عبد الحميد درويش ) عبر القيادي حينها في حزب اليمين – مدور عبد الحنان – أما رمز ( آ ) فاشارة الى أمريكا والرمز ( ب )إسرائيل و( سي )  اليونان و( معمل الشمال ) الجناح اليميني من ( الحزب الديموقراطي الكردستاني في تركيا ) والذي له صلات بحزب اليمين بسوريا والمنفصل عن الجناح اليساري بقيادة – د شفان – الذي كان مقيما مع رفاقه في الأراضي المحررة من كردستان العراق ويتمتع بعلاقات صداقة وتعاون مع البارزاني الخالد اما معمل ( س ) فواضح انه حزب اليمين بسوريا .
  وماأشارت اليها السيدة زازا بخصوص رفض الدكتور نورالدين تلقي الأموال من اليونان ضد تركيا ومن العراق ضد سوريا يمكن فهمه من رسالة وانلي الذي تورط أيضا بعلاقات مع العراقيين كادت تودي بحياته عندما تعرض الى اطلاق نار في منزله خلال لقاء مع رجل امن بالسفارة العراقية في سويسرا حيث ظهر ذلك بوسائل الاعلام وكان حينذاك قياديا بحزب اليمين .
  شهادة السيدة زازا أيضا قد تكون إشارة ضمنية الى ماقام به آخرون من السياسيين الكرد السوريين وتلقيهم الأموال من الجهات الخارجية من أمثال المرحومين - وانلي ودرويش - مما يتنافى ذلك مع المبادئ الوطنية الصادقة التي التزم بها زوجها .
  من الواضح كان د زازا على علاقة معرفة قديمة بوانلي وهما كانا يقيمان بسويسرا وسألته خلال لقائي به قبيل وفاته عن الدكتور وانلي فأجاب بنوع من الامتعاض : اعرفه جيدا ولكن ليس لي أية علاقة سياسية به .
  كان المرحوم – عمر توران – عضوا قياديا بنفس جناح الحزب الكردي التركي المتحالف مع اليمين وأقام فترة في بيروت وكنا نلتقي بين الحين والآخر وبيننا احترام متبادل رغم الخلاف الفكري والسياسي وفي آخر لقاء بيننا كان حزينا غاضبا وبدأ بالحديث ضد حزب اليمين  ثم اخرج من جيبه لفافة من الأوراق النقدية الغريبة قائلا : ( الجماعة يقبضون علينا بالدولار ويعطيوننا بالعملة اليونانية التي لاقيمة لها ) في الحقيقة لم افهم مايقصده تماما ولم استفسر أيضا الا بعد وقوع رسالة-  د وانلي - بأيدينا وعلاقاته باليونانيين والاسرائليين والامريكان باسم حزب اليمين .
  ومن أجل أن يكون القارئ على اطلاع لست كسياسي كردي سوري ضد أن تنسج الأحزاب الكردية علاقات سياسية متنوعة فهي من صلب وظيفتها بشرط  ١ - أن تكون مدروسة ومتفق عليها جماعيا ٢ - وأن لاتمس المسلمات القومية والوطنية ٣ - وأن لاتخدم أعداء الكرد والشعوب التي يتعايش معها الكرد ، ٤ - وأن تكون في مصلحة توحيد الصف الكردي وليس تقسيمه ٥ - وأن لاتؤذي الحركة الكردية في الأجزاء الأخرى .
  ماحصل آنذاك لم تتوفر فيه جميع هذه الشروط فمن جهة كان متصدروا تلك العلاقات يمثلون أجنحة من أحزاب وليس حتى أحزاب بكاملها وحاولوا نسج علاقات سرية من وراء ظهر الثورة الكردية بكردستان العراق التي أعادت الامل من جديد لكل الكرد بالعالم وكان ذلك شرطا من الجهات المانحة كما عمل هؤلاء على استثمار نكبة حزيران واحتلال الجولان كنوع من الجحود تجاه الانتماء الوطني والذي سجل نقطة سوداء في تاريخ كل من ساهم ، ولم يخدم هؤلاء لا القضية الكردية ولا القضايا الوطنية بل بحثوا عن أموال فقط لاغير والمسألة الأخرى كيف كانت أقوال هؤلاء تناقض أفعالهم على طول المسار .
  من دون شك مازالت حركتنا بل الفئات الحزبية التي تظهر بالمشهد الكردي السوري الراهن تحمل أمراضا متوارثة من تلك الصفحات السوداء التي قد نجدها في مراحل تاريخية معينة كاستثناءات قليلة نافرة ولكن سيبقى الجانب المشرق من نضال السلف الأصيل نبراسا لجيلنا في التقدم نحو الامام والاستفادة من دروس الماضي بكل جوانبه الإيجابية والسلبية .
  لقد كلفت – تصرفات – د وانلي الحركة الكردية عموما أثمانا باهظة وأول من تلقى الضرر هي الثورة الكردية بزعامة البارزاني كما أن المعلومات غير المعلنة تشير الى أن البعض من قيادات الحركة الكردية بتركيا دفع الروح ثمنا لعلاقات وانلي الإقليمية التي كان ينسجها باسم هذا الحزب وتلك الشخصية في كل من سوريا وتركيا ولاشك ان الباحثين والمتابعين سيكشفون مستقبلا المزيد من تلك الممارسات وردود فعلها وما حصل من الأسباب والنتائج .
  عندما ننشر مثل هذه المواضيع نسعى الى الإفادة واستخلاص العبر والدروس منها وتجييرها لمصلحة إعادة بناء الحركة الوطنية الكردية السورية واستعادة شرعيتها وتوحيدها وإقرار مشروعها القومي والوطني من أجل السلام والعيش المشترك في وطن حر سعيد .
 




167
صفحات منسية من تاريخ حركتنا
( 1 )
                                                                                   
صلاح بدرالدين


    صونا للحقيقة ووفاء لكل من قدم وضحى من اجل اسعاد شعبه وتعزيز حركته الوطنية وقطعا للطريق أمام أصحاب النوايا السيئة وتعميما للفائدة سأحاول تنشيط ذاكرتي بتسليط الضوء في عدة حلقات على أحداِث ووقائع علمتها من مصادرها الحقيقية أو عاصرتها شخصيا تكاد تقع بطى النسيان والإهمال رافقت حركتنا الوطنية الكردية وأصبح البعض منها عرضة للقيل والقال .

    مقدمة : يميل المتابعون لتاريخ الشعوب والأقوام والأثنيات الى الاعتقاد بصعوبة الفصل بين تسلسل مراحل تاريخ شعب ما في أطواره البدائية والرعوية ونمو بذور الرأسمالية من التبادل السلعي وحتى توسعها المديني المونوبولي وصولا الى أعلى درجاتها – الامبريالية – بحسب تفسير النظرية الماركسية وبين التحولات السياسية – الاقتصادية – الاجتماعية في بنيته ومحيطه وظهور أدواته السياسية – النضالية – على شكل ثورات وانتفاضات وحركات وتنظيمات ، ولايغفل هؤلاء الفرق بين التخصص في تاريخ الاجناس والاقوام من جهة وبين التركيز على التاريخ السياسي وتجلياته كما أشرنا من الأدوات وهي الحركات والأحزاب والجمعيات بمختلف ألوانها النضالية والدعوية والثقافية والإعلامية التي تخدم الهدف الأساسي لذلك الشعب .

  وفي ساحتنا وبما يتعلق الامر بالنخب المتعلمة أو المثقفة أو المتنورة أو المسيسة أو المحايدة أو الملتزمة فمن حق الجميع بل من واجباتهم التطرق الى تاريخ شعبهم والاحاطة بحركته الوطنية مع التنويه بانه ليس كل مايكتب أو يسرد في مقالات ويمزج بحكايات تنم أحيانا عن مشاعر شخصية أو رغبات ذاتية أو ميول – احتيالية – كيدية ،تعبر عن الحقيقة بل قد تضيف – شكوكا – أخرى على تاريخ تعرض أصلا الى التشويه والتزييف لذلك من المفيد بل الضروري أن يظهر بين نخبنا مختصون بتأريخ أصل الكرد وجغرافيتهم ومراحل تطورهم وماتعرضوا لها من مؤامرات ومخططات تقسيمية وابادة جماعية ودورهم بتاريخ المنطقة وفي مواجهة اشكال العدوان الخارجي وفي مواجهة الاستعمار والانتداب ومن اجل البناء الاقتصادي والثقافي والتطور الاجتماعي والسلم والتقدم .

  أما مايتعلق الأمر بتأريخ وسرد وتقييم ونقد التاريخ السياسي للحركة الكردية فنحن بأمس الحاجة الى من يتصدى لها وستكون النتائج مفيدة اذا توفرت الشروط التالية : أولها يفضل ( وليس فرضا أو لابد منه ) أن يكون سياسيا مناضلا مشاركا في المراحل الأولى والأخيرة أي بنحو خمسة عقود وأحد صناع قراراتها أو معاصرا وناشطا ومجربا ، وثانيها : أن ينتهج – أيا كان - الموضوعية في تبيان الحقيقة ومحايدا في سرد الاحداث ومن حقه الى جانب ذلك التقييم والنقد بحسب انطباعاته ومفاهيمه الخاصة ، وثالثها : أن لايكون محتفظا بمواقف مسبقة قبل الاسترسال والتعمق في الموضوع المشار اليه .

  بعد اندلاع الثورة السورية أي في الأعوام العشرة الأخيرة انتشرت ظاهرة ( المحلل الاستراتيجي ) و ( المختص بالقضية الفلانية ) و ( الخبير الأمني والسياسي ) كتعبير عن الواقع المزري والردة السوداء التي أصابت العديد من القوى والأحزاب والمؤسسات السياسية والإعلامية وأصابت الثقافة بالصميم وغاب الدور الريادي في هذه الفورة الفالتة  لأصحاب الحكمة والحل والربط ليحل محلهم ( الشخص غير المناسب في المكان غير المناسب ) واختلط كمايقال الحابل بالنابل وباتت الحقيقة بهذه الأجواء بعيدة المنال في اغلب الأحيان .

  انعكست تلك الفوضى في ساحتنا بتحول – الحكواتي – الى مؤرخ والشاعر أو – الشويعر - الى كاتب سياسي والروائي الى محلل استراتيجي والباحث الى انفعالي سوداوي غلبت عاطفته على عقله والحزبي الى مناضل والمقاتل المسلح الى قائد شعب وأمة وأمير الحرب الى رجل اعمال من طراز راسمالي مدني والمتعاون مع المحتل الى وطني ، شخصيا لست ضد ان يتمتع الفرد بعدة مؤهلات ولكن لاشك أن أي انسان له ميزة واتقان في ميدان معين يكون من صلب اختصاصه وقد يلم بصفات  أخرى من باب – الهواية – وليس التخصص فمثلا من الغرابة الى درجة الاستهجان أن يصف شخص ما نفسه بالاديب والشاعر ثم يدعي احتكار الحقيقة في قراءة التاريخ السياسي للحركة الكردية أو أن تجد فلانا من الناس لم يكن يوما ضمن اطار الحركة الكردية بكل تفرعاتها بل قد يكون مناوئا لها أو قريبا من السلطات الحاكمة أو منخرطا في تيارات سياسية أخرى مناهضة للحركة وتراه الآن خبيرا بشؤون أحزاب الحركة الكردية يخون من يشاء ويستلطف من يريد ويغازل من يرغب وفي كل أحكامه ينطلق من العارف بالحقيقة المطلقة .

  الأخطر بكل ماأوردناه أعلاه هو استهداف الحقيقة وتزييف الوقائع وتجاهل أحداث الماضي والحاضر وكل ذلك يدخل في اطار الجريمة ( الثقافية ) الأشد وطأة حتى من جرائم الحرب ضد الإنسانية فالأخيرة تحدث وتزول وتدان أما مانحن بصدده فهو حجب الحقيقة أو الانتقاص منها أو تزييفها كتابة وتوثيقا أمام جيل بل أجيال من الصعب الإحاطة بها وإعادة انتاج الحقيقة بالسرعة المطلوبة .

  نحن والثقافة والشباب

  سأتذكر علىى الدوام عندما ترشح الدكتور نور الدين زازا أو ( ظاظا ) في الدورة الانتخابية للبرلمان السوري عام ١٩٦١ عن – الحزب الديموقراطي الكردي –كنت مع مجموعة من الشباب من أعضاء ومناصري الحزب التقينا  به بأحد المراكز بالقامشلي فاستقبلنا والبسمة على محياه مخاطبا وممازحا : ( أنتم الشباب عماد المستقبل ماأتمناه أن تثابروا في التعلم وأن تبلغوا جميعا مرادكم في اختيار شريكات الحياة والسعادة الزوجية ) .

 وحول موضوعة الشباب والثقافة سأبدأ بمابعد العام ١٩٦٥ بعد التحول الجذري في نهج حركتنا المتمثلة حينذاك با ( البارتي اليساري – الاتحاد الشعبي ) – سابقا – وليس خافيا اننا كنا موضوعيا امتدادا للمدرسة البدرخانية التي امتزجت في معالمها السياسة والنضال الثوري بالثقافة وكنا نستمد عنفواننا القومي والوطني من الثورة الكردية بكردستان العراق بزعامة مصطفى بارزاني الذي أعاد الى كرد المنطقة إرادة الحياة ونشدان الحرية .

  بداية كانت غالبية أعضاء كونفرانس الخامس من آب من الجيل الشاب التي لم تجتاز عتبة الثلاثين مع مجموعة من المناضلين القدامى من حكماء زمانهم كل في منطقته في النضال القومي وكان أمامنا على طاولة البحث مهام كبرى يجب إنجازها بدون ان تقبل التأجيل منها فكرية وسياسية وثقافية وتنظيمية وبعد طرح مشروع برنامجنا بين الأوساط الوطنية حصل اقبال فاق كل التوقعات من الجيل الشاب بشكل خاص من النساء والرجال وبما انني كنت قبل ذلك مسؤولا عن التنظيم الطلابي بالقامشلي علمت مدى حجم من التزم معنا وهكذا الامر في مناطق كوباني وعفرين ومدينتي حلب ودمشق .
  كثيرون أطلقوا حينها على الحزب – حزب الشباب – وانصبت اهتماماتنا على تنظيم هذا القطاع الحيوي وجاء وقت كان الشباب يشكلون أكثرية في اللجنة المركزية واللجان المنطقية والمحليات والفروع كان مسؤولا منظمتي حزبنا بالعاصمة دمشق وفي لبنان من الشباب على سبيل المثال وعندما تقرر تشكيل فرق فولكورية – غنائية – مسرحية كان عمادها الشابات والشباب الذين انشغلوا بتطوير الفنون القومية وتخلصوا من ذلك الفراغ العميق ، وعندما استطعنا الحصول على المنح الدراسية في البلدان الاشتراكية – سابقا – جهزنا وأرسلنا حوالي – ٣٠٠ – شابة وشاب نقلنا معظمهم من سوريا الى لبنان ثم بلدان المقصد بوسائلنا الخاصة وبدعم الأصدقاء .

  لم نكن حزبا حاكما بل حزب معارض تتعرض قيادته للملاحقة والاعتقال في كل لحظة والا لكنا حققنا خطوات رائدة وعميقة في مجال الاهتمام بتنشئة الجيل الشاب وتلبية احتياجاته المادية والمعنوية والمستقبلية لقد طرحنا أفكارا متقدمة في مجال الحركة السياسية الكردية كانت تلبي أماني وطموحات الجيل الشاب قولا وعملا لذلك كان الاقبال الشبابي غير مسبوق على الاطلاق .

  لقد قامت – رابطة كاوا للثقافة الكردية – بدور بارز في تلبية طموحات الشباب الكرد ومثقفيهم منذ أواسط سبعينات القرن المنصرم للاطلاع على تاريخهم ومصادر ثقافتهم ودور أجدادهم في التاريخ بعد أن كان الفراغ الثقافي يخيم على الأجواء ، تناولت الرابطة في طرحها ومنشوراتها وكتبها المترجمة والمطبوعة مختلف جوانب الحياة الكردية القديمة منها والحديثة وكذلك الثورات التحررية والنضال السياسي والمشاركة الوطنية مع الشعوب التي يتعايش معها الكرد .
   
  أفكارنا الحيوية ونهجنا المعالج لحاضر ذلك الزمان ( نحو نصف قرن من الآن ) والمتطلع للمستقبل اعتمادا على الانسجام والتناغم مع الجيل الشاب ومجمل مسارنا الفكري – السياسي – الثقافي قوميا ووطنيا وكردستانيا وأمميا زرع الأمل وإرادة النضال وأنتج عوامل البقاء والاستمرارية في وجه سلطة النظام بكل مخططاته وقمعه أولا وأمام التيار الانتهازي اليميني الذي كان تعبيرا ووكيلا ( كرديا ) للسلطة الشوفينية الحاكمة وفي موجته الثانية بعد نصف قرن تشكل الردة الآن أكثر خطورة فهي معبأة ومسلحة ومدعومة من أعداء الكرد فهل سيعيد الجيل الجديد تاريخ السلف وانطلاقا من مآثرهم ومسلماتهم وصمودهم بوسائل متطورة لمواجهة التحدي ؟
 
 كماذكرت سابقا فانني أطرح بماعلمت من مصادره أو كنت معاصرا ومشاركا ولايماني بالتعددية لاشك أن هناك تجارب أخرى أعقبت المرحلة التي كنت بصددها وأفصحت عن رؤيتي حولها محترما كل الآراء الأخرى ومنتظرا النقاش حولها  . ( وللبحث صلة )

168
ماذا قدمت الأحزاب الكردية السورية
                                                                               
صلاح بدرالدين


  بين الحين والآخر وفي خضم المراجعات الفكرية والسياسية التي يجري الحديث حولها من جانب النخب الثقافية والمتابعين يطرح السؤال المفصلي بشأن دور الأحزاب في العملية السياسية ومدى نجاحها أو أهليتها الراهنة في قيادة النضال الوطني وكان لابد لنا من المساهمة للإجابة على تلك التساؤلات .
    في سياق العلاقات الوطنية وعلى ضوء مواقف الأطراف السياسية السورية من عربية ومكونات أخرى وبمختلف تياراتها القومية والإسلامية واليسارية من القضية الكردية السورية المتحفظة بمعظمها اما بعدم الاطلاع على جوهرها وتفاصيلها وأهدافها أو اتخاذ مواقف مسبقة غير واقعية ولاديموقراطية  لاتختلف عن السياسة الرسمية للنظام ، كثيرا مانسمع ومن قبيل التساؤل ماذا عملت الأحزاب الكردية بهذا المجال والاجابة الفورية بالوقت ذاته بتحميلها المسؤولية في التقصير .
  كما أرى فان التساؤل في محله ومن موقعي النضالي الممتد زمنيا أكثر من خمسين عاما عندما كنت على رأس حزب كان في مقدمة اهتماماته تعزيز العلاقات الكردية العربية ومع نظرائها في الجانب الآخر على الصعيدين الوطني والإقليمي والأوسع ومن موقعي المستقل الآن منذ قرابة العقدين المتابع لتلك العلاقات فكريا وثقافيا وسياسيا وعلى الصعيد العملي أقول بايجاز :
  أولا – قبل كل شيء نعود الى بدايات استقلال سوريا فقد أغفل مشرعوا الدستور السوري الأول ومابعده الوجود الكردي وحقوقه وكذلك باقي المكونات والمشكلة بدأت من هناك وتعمقت بمرور الوقت .
ثانيا – نعم الى جانب مسؤولية الأحزاب الكردية في التقصير بل وقبلها فان المسؤولية الرئيسية بعدم تعريف الشعب السوري وتنوعه القومي والثقافي تقع على عاتق القوى الديموقراطية السورية وفي المقدمة الحزب الشيوعي السوري الذي كان يعتبر نفسه طليعة الجماهير والمدافع عن وجود وحقوق كافة الفئات والمكونات من واجباته كنهج أممي ( من حيث المبدأ ) يسعى حسب مبادئه الى تحقيق سلطة الشعب ولكن للأسف انحرف هذا الحزب عن خطه الاممي مبكرا وانقسم على نفسه بين تيارات قومية وليبرالية وبغالبيتها ملحقة بنظام البعث وكنا نجد معظم الأحيان في سياساتها الخاطئة تجاه الكرد والقضية الكردية صورة مطابقة لموقف النظام بل أحيانا مزايدة عليه وموغلة في الانكار .
 ثالثا  – لاتتوفر وثائق تشير الى علاقات سياسية كردية عربية على الصعيد الوطني خلال مرحلة ظهور حركة – خويبون – في أواخر عشرينات القرن الماضي حيث العامل الخارجي كان طاغيا وكل شيئ كان يتم باشراف سلطة الانتداب الفرنسي ولم يترك لنا التنظيم الكردي السوري الأول الذي ظهر أواسط الخمسينات ( الحزب الديموقراطي الكردستاني – سوريا قبل تحوله الى الكردي ) أية أوراق وجداول أعمال ومحاضر جلسات تشير الى علاقات عمل وتحاور مع القوى السياسية السورية باستثناء لقاءات فردية أو غير رسمية عابرة على مستوى المناطق وفي العشر سنوات الأولى من عمر الحزب الوليد كانت تنشط على الساحة السورية كما من الأحزاب بينها أحزاب البعث والشيوعي والاخوان المسلمون والحزب القومي السوري وحركة القوميين العرب والناصرييون .
 رابعا – اعتبارا من عام ١٩٦٥ وبعد كونفرانس الخامس من أب وانتخاب ( القيادة المرحلية ) وضعنا في مقدمة خطة العمل نسج العلاقات والتواصل مع القوى والأحزاب والمنظمات العربية على الأصعدة السورية أساسا والمحيط العربي كخطوة تالية لشعورنا بوجود ثغرة بل فراغ سحيق ومن منطلق تعريف شعبنا وقضيتنا وحركتنا والبحث عن مشتركات وطنية لمواجهة حكومات ونظم الاستبداد والدكتاتورية وطرحنا على الجميع مشروعنا في ( الجبهة الوطنية الديموقراطية السورية ) – المنشورة في مذكراتي - ونظرتنا في السبيل الى حل القضية الكردية بسوريا وتركزت العلاقات بداية نحو الحزب الشيوعي قبل الانقسام  ومن ثم مع فصائله المنقسمة على بعضها ( أجنحة بكداش – رياض الترك – مراد – فيصل يوسف ..الخ ) ثم انتقلنا الى التواصل مع حركة القوميين العرب وتجسيده التنظيمي بسوريا تحت مسمى الحزب الاشتراكي وتاليا مع الاتحاد الاشتراكي – د جمال الاتاسي ومع جناح عبد الغني قنوت لاحقا وبعض الجماعات الناصرية وفي الداخل السوري كان لنا لقاءات مع حركة فتح الوليدة ثم الجبهة الديموقراطية وبعد فترة تطورت العلاقات مع رابطة العمل الشيوعي في سوريا الى مستويات متقدمة .
 خامسا – كنان نتوجه الى بيروت بين الحين والآخر بداية الستينات ونزور مكاتب الأحزاب والقوى السياسية وبعد الإقامة بين عام ١٩٧٢ و ١٩٨٣ وتعزيز وضع منظمة حزبنا – سابقا – هناك توزعت علاقاتنا وتطورت وتعززت مع الحزب الشيوعي اللبناني ومنظمة العمل الشيوعي والحزب الاشتراكي التقدمي بزعامة الشهيد كمال جنبلاط ثم شاركنا بتأسيس الحركة الوطنية اللبنانية وتواصلنا مع جميع أعضائها من مختلف التيارات السياسية وبطبيعة الحال كان من مهامنا شرح الوضع الكردي في سوريا والقضية الكردية السورية وكذلك تسليط الضوء على الحركة الكردية عموما بالمنطقة وقد كسبنا أصدقاء ومتضامنين مع شعبنا وقضيتنا ترجمت بالبيانات والبلاغات الثنائية المشتركة المعلنة بوسائل الاعلام وأتذكر اننا التقينا بمنظمة حزب البعث بلبنان جناح صلاح جديد واصدرنا بيانا مشتركا أصروا ان يتضمن دعم حق تقرير مصير الكرد السوريين هذا بالإضافة الى مساهماتنا في نشر المقالات بالمجلات والصحف التي كانت مزدهرة آنذاك .
 سادسا – على الصعيد الفلسطيني وبتواجد مقر منظمة التحرير وجميع فصائلها بلبنان نسجنا علاقات صداقة مع الجميع وكان التجاوب أوضح من جانب حركة فتح وقادتها والجبهتان الشعبية والديموقراطية وكذلك الشيوعييون الفلسطينييون وفصائل أخرى وكان الأصدقاء الفلسطينييون يتفهمون قضايانا بسهولة وعن قناعة نابعة عن تشابه الوضعين ، علاقاتنا كانت رسمية مع المنظمة كحزب كردي سوري وكانت وسائلهم الاعلامية متاحة لنا مثل – مجلتي الحرية والهدف - نكتب فيها مانشاء .
سابعا – حينها كانت تستقر في بيروت العشرات من ممثلي حركات التحرر العربية والتركية والإيرانية والاميريكية اللاتينية والافريقية وحتى قوى ثورية يابانية والمانية معارضة وقد تواصلنا مع ممثلي حكومة اليمن الجنوبي وجبهة التحرير بالبحرين ومجاهدي خلق من ايران والحزب الشيوعي العراقي والحركة الثورية في تركيا وحزب العمال التركي والجبهة الشعبية الارتيرية وكنا نشرح للجميع قضيتنا الكردية السورية ومجمل أوضاع الحركة الكردستانية .
  ثامنا– جنبا الى جنب العلاقات السياسية كانت رابطة كاوا للثقافة الكردية تصدر العشرات من الكتب المترجمة حول القضية الكردية وكذلك كتبي التي تدور حول كرد سوريا وقضيتهم وكنا نوزعها  على الأحزاب والجمعيات والمؤسسات الإعلامية إضافة الى ارسالها عبر طرق التهريب الى سوريا كما كنا نزود سفارات الدول الاشتراكية والصديقة بكل ما يصدر من كتب وبيانات .
 تاسعا  – قمنا بتشكيل جمعيات الصداقة بين الكرد والعرب كوسيلة للتعارف وتبادل القضايا والرؤا وتبادل الزيارات وكانت باكورتها جمعية الصداقة الفلسطينية – الكردية برام الله عام ١٩٩٩ برعاية الرئيس الراحل ياسر عرفات وجمعية الصداقة الكردية العربية باربيل عام ٢٠٠٠ برعاية الرئيس مسعود بارزاني وتشرفت برئاستها كما عقدنا باربيل ( منتدى الحوار الثقافي الكردي العربي ) عام ٢٠٠٤ بحضور نخب كردية وعربية ومناقشة العديد من القضايا المشتركة .
  عاشرا – كنا الطرف الأول الذي اخترقنا الحواجز منذ أواسط ستينات القرن الماضي وتواصلنا مع الشركاء السوريين والأصدقاء العرب والامميين وطرحنا قضيتنا بمنتهى الشفافية : نحن شعب من السكان الأصليين نستحق حق تقرير المصير من حيث المبدأ في اطار سوريا الموحدة وكانت احدى شعارات صحيفتنا المركزية – اتحاد الشعب - ( الاعتراف المبدئي بحق تقرير المصير ) وأنه لايمكن فصل قضيتنا الخاصة عن القضية الديموقراطية في البلاد ومن الواقعي إيجاد صيغة للحل تتناسب مع خصوصيات قضيتنا والحالة السورية العامة أما مابعدنا وبعد – توالد الأحزاب – فمنها من استعار بعضا من موقفنا وليس كله ومنها من دخل بمناقصات مثل حزب اليمين الذي قدم ذرائع للبعض من الشوفينيين من أمثال – كيلو وكريدية – في رفض وجود شعب كردي بل – أقلية – وخلق انطباع لدى الأوساط الحاكمة ومن في فلكها اننا ( متطرفون .
  حادي عشر – نعم لقد نجحنا بكل المقاييس في طرح قضيتنا في الاطار السوري خصوصا بمنتهى الوضوح ولأول مرة بالتاريخ السياسي لحركتنا وكذلك وكما ذكرنا على الأصعدة الإقليمية والاممية وكل ذلك دفع نظام الأسد ( الاب ) الى الاستنجاد بأجهزته الأمنية للانقضاض على حزبنا ليس لأنه أشعل ثورة مسلحة أو شارك بانقلاب عسكري أو اعلن استقلال الكرد بل لأنه بكل بساطة ( قاد مسيرة الطرح والتفصيل والتوضيح والتحاور ) وارسل – الأسد شخصيا - الضابط الأمني ( محمد منصورة ) الذي كانت مهمته واضحة ونجح فيها بشق ( الاتحاد الشعبي ) واستمالة بعض من ضعاف النفوس في قيادته بمنطقة الجزيرة
  ثاني عشر – بعد اندلاع الثورة السورية الوطنية المغدورة شهدنا تقدما ملحوظا في تفهم القضية الكردية من جانب الحراك الوطني العام والكثير من تنسيقيات الشباب السوريين ولكنها اصطدمت بالواقع الكردي الحزبي المتناقض الذي أثار الشكوك وعدم الثقة بعد ان نقل بعض الأحزاب الوافدة آيديولوجيات من خارج الحدود ورفعت شعارات مغايرة للحقيقة والواقع وقزمت القضية الكردية السورية بكونها فقط ضد تركيا وليس النظام السوري والبعض منها يوالي المراكز الخارجية وينطلق من مصالحها والبعض منها يرى القضية الكردية في مؤخرة ( زهرة ) " ١ " أو في بئر من النفط أو في منطقة جغرافية على مقاس جغرافيا المحتلين .
  فقط وللأمانة أعاد حراك – بزاف – الحركة الوطنية الكردية السورية الى موقعها الحقيقي بعد أن عبثت بها الأحزاب نعم كل الأحزاب وان اردنا تصحيح المسار - وهو مانريده – علينا العمل الجاد لتوفير شروط عقد المؤتمر الكردي السوري الجامع بأسرع وقت .
    أخيرا مرارا سمعنا من شركاء وأصدقاء ووجها لوجه المقولة التالية : " قضيتكم مشروعة ولكن محاموها ليسوا بالمستوى المطلوب " .

 " ١ " – السيدة زهرة هي مترجمة  تعمل لدى الجنرال الأمريكي – روباك – قائد التحالف العسكري في شمال شرق سوريا والمسؤول عن العلاقة مع – قسد - .
 

169
الأولوية لإعادة بناء الحركة الوطنية السورية
                                                                             
صلاح بدرالدين


   
   بعد تفاقم  الأزمات وعندما تبدأ صحوة التصحيح والإصلاح كثيرا ماتختلط الأمور على بعض النخب السياسية في مسألة اختيار الأولويات فتتحول أحيانا الأمور التكتيكية الى استراتيجيات أو بالعكس وتنصب الجهود على القشور بدلا من الولوج الى جوهر القضايا وفي وضعنا السوري الراهن فان الأولوية القصوى هي لاعادة بناء الحركة الوطنية واستعادة شرعيتها وصياغة مشروعها الديموقراطي الانقاذي .

    كان ومازال  المنتظر كحق وواجب من الوطنيين السوريين المؤمنين بأهداف الثورة السورية المغدورة في إزالة الاستبداد واجراء التغيير الديموقراطي وتحقيق سوريا التعددية الديموقراطية التشاركية الجديدة البحث عن سبل لاعادة البناء  بعد نكسة الثورة وانحراف كيانات المعارضة ، بالطرق والوسائل المناسبة آخذين بعين الاعتبار تجارب ودروس نحو عشرة أعوام وأسباب  الإخفاقات والهزائم الذاتية منها ( وهي الأساسية ) والموضوعية من داخلية وإقليمية ودولية .

  والطريق الصحيح الى تحقيق ذلك يمر بتحقيق جملة من المهام بعضها مبدئية أولية آنية إجرائية في اطار أسس ضمن خارطة طريق عملية والبعض الآخر فكرية – ثقافية – سياسية – تنظيمية ضمن سياق مشروع برنامج وطني شامل واضح وشفاف بالمدى المتوسط  وصولا الى التوافق الوطني حول عقد سياسي اجتماعي بين المكونات القومية كأحجار زاوية صلبة تبنى عليها سوريا الجديدة المتنوعة دينيا ومذهبيا  بأطيافها الجميلة الخلاقة بالمدى الابعد وعلى الأداة المنفذة لهذه المهام ( جبهة – تحالف – حراك – تجمع ...) وحتى يحالفها النجاح استيعاب دروس الماضي الالتزام بالمبادئ التالية قولا وعملا :
  أولا - استعادة الشرعية التنظيمية والوطنية الشاملة فكلنا يعلم وبسبب تسلط الاستبداد وانعدام الحياة الديموقراطية الحرة طيلة أكثر من نصف قرن لم تنشأ تقاليد ديموقراطية متطورة في الحياة السياسية للشعب السوري ولم تظهر الأفكار الحرة الخلاقة بل خنقت بالمهد ولم تنشأ أحزاب سياسية بشكل طبيعي بل كانت دائما وابدا اما تقمع وتزال أو تروض وتسار حسب أوامر أجهزة النظام .

  وبعد اندلاع الثورة انتقلت جملة من بقايا الأحزاب والتيارات التقليدية الاسلاموية منها والقومية واليسارية العربية والكردية والمسيحية وخصوصا التي كانت منضوية في اعلان دمشق ( وغالبيتها كانت مروضة ) أو منهكة وفاقدة للشرعية التنظيمية انتقلت مع كل أمراضها وعيوبها الى صفوف المعارضة وتحاصصت في مسؤوليات المجلس الوطني السوري أولا ثم الائتلاف وهيئة التفاوض واللجان المتفرعة  وهي بتلك التركيبة أوصلت الثورة الى طريق مسدود وتسببت في تفتيت وتشرذم الجيش الحر وانقسام المعارضة الى معارضات لذلك فان الخطوة المفتاح لأي عمل انقاذي يجب وبالضرورة أن تبدأ بإعادة بناء – الأداة – الحركة الوطنية السورية واستعادة شرعيتها المفقودة عبر مؤتمر وطني جامع وصياغة مشروعها الوطني الديموقراطي وانتخاب مجلسها القيادي لمواجهة كل التحديات .

 ثانيا – تثبيت مبدأ استقلالية القرار الوطني وذلك باتخاذ الخطوات التمهيدية للتخلص من عبئ الاعتماد على الخارج حتى لو تطلب ذلك إعادة النظر في الجانب العسكري الذي يتطلب عادة التنازل لمن يقدم السلاح والعتاد وطرق المرور والامداد خصوصا وان الكثيرين يعتقدون الان بعدم جدوى العمل العسكري بعد تحوله الى بنادق لايجار المانحين بل أداة لقتل واذلال السوريين في العديد من المناطق مثل عفرين وغيره أو وسيلة للارتزاق خارج الأراضي السورية وكذلك تغيير المنهجية الإدارية – المالية حيث تحول الثوار والمعارضون الى موظفين وبيروقراطيين  لدى الدول المانحة وهم سينفذون توجاهاتها ويلتزمون بأوامرها وهذا يتنافى مع اخلاقيات الثوار والمناضلين من أجل قضايا شعوبهم وهنا قد يجوز اكتشاف وسائل جديدة للنضال لن تكون على حساب المبادئ والمصالح الوطنية جوهرها سلمي – دفاعي ومهما أخذ ذلك من الوقت الزمني فانه من المؤكد لن يكون أطول زمنيا من تجربة تسعة أعوام المريرة المكلفة .

  ثالثا – تخطي الدروب المناطقية والفئوية الضيقة نحو الآفاق الوطنية الاوسع فكل ما نشهده الآن من مؤتمرات واجتماعات وتشكيلات وسلطات أمر واقع وتصرفات انفرادية تحدث هنا وهناك من شمال شرق سوريا مرورا بريف حلب وعفرين ومناطق ادلب والقلمون ودمشق وريفها وانتهاء بدرعا والسويداء والجبهة الجنوبية تخطط لها وتدار بحماية وأموال المحتلين الأجانب وتخدم مصالحهم أساسا وذلك عبر أذرع عسكرية محلية وسماسرة معروفين يقيمون أساسا بدول الخليج وعواصم الأنظمة الإقليمية المعنية بالملف السوري وكل مايجري ماهو الا عبارة عن إطالة الأزمة وادارتها وليس حلها وامعانا في المزيد من الشروخ بين سوريي المعارضة وقطعا للطريق على الجهود النزيهة المبذولة من أجل الإنقاذ .

  رابعا – مناقشة ووضع مقترحات توافقية شفافة بشأن طبيعة وقاعدة بنود العقد الاجتماعي – السياسي الجديد بين مكونات سوريا القومية منها بشكل خاص والدينية والمذهبية عموما وطرحها للمناقشة بمشاركة الاختصاصيين الحقوقيين والمناضلين السياسيين ذلك العقد الذي سيكون حدا فاصلا بين مرحلتي الاستبداد والديموقراطية والقديم والجديد وسوريا المنقسمة المحتلة وسوريا القادمة الحرة الموحدة .

  خامسا – العمل على جمع عصارة انتاج المفكرين والمناضلين الوطنيين ومتخصصي العلوم الدستورية والقانونية وبالاستفادة من تجارب الشعوب في جوارنا ( العراق ) والشرق الأوسط وآسيا ( الهند ) وافريقيا ( أثيوبيا – جنوب افريقيا )  وأوروبا ( سويسرا – بلجيكا ) والأمريكيتين ( كندا ) وانطلاقا أولا وأخيرا من خصوصيتنا السورية من أجل وضع مشروع دستور لسوريا الجديدة القادمة أخذا بعين الاعتبار تقصير الرواد والبناة الأوائل في وضع الدستور السوري الأول وماتلاه والذي تجاهل وجود وحقوق جميع المكونات السورية غير العربية مما افسح المجال لذوي النوايا الشريرة الذين تسلطوا على مقاليد الحكم خلال مايقارب القرن من استغلال ذلك ضد الآخر المختلف قوميا مثل الكرد والى حد معين مذهبيا وأوصلوا شعبنا السوري الى ماهو عليه الآن .

  سادسا -  تشخيص وتحديد وتعريف  الهوية الوطنية الجامعة والهويات والانتماءات الفرعية وحقيقة تعدادها ونسبها لسكان سوريا ولو بصورة تقريبية الى حين اجراء الإحصاء الوطني المستقل  العام فكلنا نعلم أن تناول هذا الموضوع كان ومازال من المحرمات في منطق نظام الاستبداد وسياسته المتبعة منذ عقود بل من الأمور التي تحسب على ( الأمن القومي وأمن الدولة ) والحقيقة تمس أمن النظام فالتعددية الديموقراطية ومبادئ العيش المشترك بين المكونات ستسحب أوراق الفتنة القومية والدينية والمذهبية من أيدي النظام وأجهزته وتحرمه من قاعدة ( فرق تسد ) ، ان الاعتراف بوجود وحقوق الآخر أمر حضاري وديموقراطي ومن أحد مبادئ ثورتنا  ويوفر الطمأنينة للهويات كافة ولكل المكونات ويدفع الجميع للتصالح والتضامن من أجل وطن حر يضمن أمن وسلامة وحقوق ومستقبل الجميع .

  سابعا – العمل منذ الآن وبعد الخطوات التي رسمناها أعلاه التفكير الجدي في تكليف لجنة تحضيرية مستقلة نزيهة مجربة ليس لأعضائها أية مشاركة في كيانات المعارضة الفاشلة تمثل قدر الإمكان الطيف السوري المكوناتي والاجتماعي والسياسي مشهود لهم بالنضال الوطني والتضحية من أجل مصالح الشعب والوطن لتعمل على توفير الشروط اللازمة الإدارية منها والتنظيمية لاختيار الزمان والمكان المناسبين لعقد المؤتمر الوطني الجامع بالطرق والوسائل المتوفرة الممكنة وليتسع ذلك المؤتمر لغالبية وطنية مستقلة ومشاركة ممثلي القوى والأحزاب والمجموعات والافراد الذين كانوا ومازالوا مع مبادئ وأهداف الثورة والتغيير الديموقراطي وسوريا التعددية التشاركية الموحدة .

مايجري الان من اعلان تحالفات حزبية ومناطقية وفئوية وما يعلن عن برامج ومشاريع وما تقام من غرف نقاش على مواقع التواصل الاجتماعي بين السوريين بمختلف اطيافهم وتوجهاتهم من المعارضة  أو الرماديين مدنيين وعسكريين وافدين ومتسلقين ليس كلها سيئ بل فيها الإيجابي والصحي وقد تكون بين طياته ألغاما مزروعة ولكنها عموما مازالت في بداية الطريق وقابلة لكل الاحتمالات من تراجع واضمحلال بعد نفاد الحاجة أو تطوير نحو الأفضل اذا توفرت الأسباب  .   
                           
        المشهد في الساحة الكردية السورية
 
  ١ - في 16 حزيران/يونيو 2020 (  اختتم وفدا المجلس الوطني الكُردي – حوالي عشرة أحزاب - وأحزاب الوحدة الوطنية الكُردية  - ٢٥ حزب - في الحسكة سوريا المرحلة الأولية من مفاوضات وحدة الصف الكُردي، وتوصلا الى رؤية سياسية مشتركة ملزمة والوصول إلى تفاهمات أولية واعتبار إتفاقية دهوك 2014 . حول الحكم والشراكة في الإدارة والحماية والدفاع أساسا لمواصلة الحوار والمفاوضات الجارية بين الوفدين بهدف الوصول إلى التوقيع على اتفاقية شاملة في المستقبل القريب .. وذلك لإنجاح مبادرة القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية (قسد) بهدف توحيد الموقف والصف الكردي في روج آفاي كردستان،  ) .

   ٢ - وقبل ذلك ( عقدت الأحزاب الكردية في الإدارة الذاتية الديموقراطية بالإضافة لأحزاب أخرى من خارج الإدارة اجتماعاً في مدينة قامشلو بتاريخ 18 / 5 / 2020 وتوصلنا الى عقد قد فعاليات ونشاطات مشتركة تحت اسم "أحزاب الوحدة الوطنية الكردية" ..)

٣ - أعلنت جبهة “الحرية والسلام”،  والوثيقة السياسية التي تم الاتفاق عليها بين أعضائها الأربعة “المجلس الوطني الكردي، المنظمة الآثورية، المجلس العربي في الجزيرة، تيار الغد”. وأشارت الوثيقة بأنها “تضم أطراف تقاطعت في رؤيتها السياسية وأهدافها، نتيجة لحوارات بينية معمقة بالإضافة لعلاقات الثقة المتبادلة التي تعمقّت عبر مسار طويل من التعاون والاهتمامات المشتركة ..) .
   
     ان الشروط  والمهام المحددة أعلاه والتي تنطبق على الوضع السوري العام تشمل الحالة الكردية أيضا مع رؤية خصوصياتها طبعا  فماحصل يكاد يكود معزولا عن السياق الوطني العام وليس ذي صلة بما يطمح اليه السورييون وما يتمناه الساعون الى إعادة البناء في مجالات استقلالية القرار الوطني واستعادة الشرعية الوطنية والتأسيس للعقد الاجتماعي التوافقي ولاحقا الدستور وكل ذلك لن يتحقق بشكل منفرد ومن منطلقات فئوية مناطقية رسمت جغرافيتها حسب الدوافع العسكرية والاقتصادية للمحتلين الأجانب وكأنه تنفيذ واضح المعالم  لتعليمات سياسية خارجية  التي وبحسب نفوذها العسكري والمعنوي وقدراتها المالية بإمكانها فرض ما يتوافق مع مصالحها الخاصة  بكل سهولة .

  وليس انتقاصا من قيمة أحد فردا كان أو حزبا أو مجموعة ولكن يجب أن نكون في غاية الصراحة خصوصا اذا تعلق الامر بالقضايا الوطنية وبطبيعة بعض الجماعات وسياساتها وثقلها القومي والوطني والاجتماعي ومدى اتزانها في الأعوام الماضية ( فتيار الغد ) مثلا الذي هو شخص فرد كان شريكا في تجارة ممنوعة لرموز النظام وسجن بسبب ذلك ثم صار معارضا بل ولوه من أجل المال رئيسا للائتلاف وهو المتنقل بين أحضان مخابرات النظام العربي الرسمي تودد لجماعات ب ك ك فرفضته ثم يصبح الان طرفا هو وبعض اقربائه باسم العشائر العربية في ماسميت بجبهة ( الحرية والسلام ) وهو اسم مسروق على أية حال من حزب ظهر قبل أشهر أما اخوتنا في ( الحركة الآثورية الديموقراطية ) فمع كل الاحترام هم لايشكلون حتى ١٪ من سكان سوريا ومع الجميع من النظام الى جماعات ب ك ك .

     وحتى في مجال المهام القومية فان تلك الخطوات المعلنة من جانب الأحزاب الكردية لم تستجب للحد الأدنى فيها ويؤخذ عليها من جانب نخب فكرية ثقافية المساس بالجيو – سياسيا الكردية السورية الراهنة والتضحية بمناطق عفرين وغيرها رضوخا لاملاءات الطرف الراعي وتناسبا مع جغرافية نفوذه وهو امر خطير لايجوز التلاعب به خاصة من جانب أحزاب غير مخولة قوميا ووطنيا وشرعيتها التنظيمية موضع شكوك حتى في اطار العمل الحزبي خاصة وانها  اختارت بدون استثناء الطريق الملتوي في مسألة وحدة الحركة الكردية فبدلا من الاستجابة لطموحات ونداءات الأغلبية الساحقة من الوطنيين الكرد السوريين المستقلين  حول قبول المؤتمر الوطني الكردي السوري حلا عادلا وواقعيا وسليما ومشروعا لازمة الحركة ووحدتها واستعادة شرعيتها اختارت الطريق الاسهل الذي قد يحقق مصلحة ذاتية  آنية على حساب النهج القومي والوطني الصائب وبايجاز ماتم لايعدو عن كونه إجراءات خارج نطاق التاريخ بصفحتيه القومية والوطنية الذي لن يسطره الا الغالبية الوطنية المستقلة والمناضلون الصامدون .
 


170
من جديد : كرد وعرب سوريا ...مزيدا من المكاشفة

                                                                           
صلاح بدرالدين


   من أجل تعزيز مبدأ التوافق في الواقع المعاش بين مكونات الشعب السوري والتوصل عبر الحوار الهادئ الى المزيد من المشتركات الأساسية في الحياة الوطنية لابد من المصارحة ووضع الايدي على الجروح التي خلفها نظام الاستبداد طيلة نصف قرن وهو أمر ليس بالسهولة تحقيقه في طرفة عين بل أنه يتطلب التحاور والتشاور انطلاقا من واقع مجتمعنا تاريخيا واجتماعيا وثقافيا المتميز بالتعددية والتنوع القومي والديني والمذهبي وهو مصدر غنى ان استطعنا فهم دلالاته وتقبل البعض الاخر واعتبار ان الوطن للجميع على قاعدة التشاركية والتوافق الديموقراطي .
   كنت قد نشرت  قبل نحو أسبوعين مقالة وتحت نفس العنوان بهدف تنظيم وتفعيل الحوار على أسس واضحة شفافة حددت فيها عشرة مفاهيم خلافية مازالت قيد النقاش والاخذ والرد بين النخب الثقافية الكردية والعربية على صفحات التواصل الاجتماعي وفي الندوات الحية ومن بينها : المفاهيم  الأحادية ، والذرائعية ، والحل " المواطني " للقضية القومية ، والشرطية ، وفوبيا الانفصال الكردي ،  والشكلية للمساواة ، والاعتباطية في قراءة التاريخ ، والآيدولوجية للجيوسياسيا ، واللاموضوعية اللاعلمية لتفسير موضوعات الشعب والقوم والأمة ،والتعريفية الخاطئة للكرد عطفا على الأحزاب  واليوم نعود الى موضوعات الهوية والانتماء والوطنية ، والخلط بين القومية من جهة والدين والمذهب من الجهة الأخرى والفصل التعسفي بين مبدأ حق تقرير المصير والفكر السياسي .
  في الانتماء والهوية الوطنية
  هناك من النخب العربية في القومية السائدة من يشترط على ( الكردي والتركماني والاقوام الأخرى ) وبشكل يكاد يكون مباشرا التخلي عن جذورهم وأصولهم القومية حتى يكسبوا صفة الوطني بمعنى آخر يسعى هؤلاء بوعي أو من دونه الإبقاء على نتائج تحكم نظام الاستبداد طيلة اكثر من نصف قرن وما أفرزه من سياسات ووقائع تجاه الآخر غير العربي وخاصة الكرد السورييون الذين تعرضوا لتغيير التركيب الديموغرافي لمناطقهم والتهجير والتعريب والحرمان من حق المواطنة والحقوق المدنية نعم يسعى هؤلاء الى الحفاظ على كل مالحق بالكرد وغيرهم واعتبار ذلك أمرا واقعا غير قابل للتبديل والمعالجة وبنظر هؤلاء ان الكردي السوري الجيد يجب أن لايفصح عن كرديته وينفي أي تكامل وتشابك وتمازج بين الانتماء القومي والانتماء الوطني فقط بالنسبة لغير العرب وقد واجه شبابنا في بدايات الثورة خلال تظاهراتهم السلمية ورفع الشعارات باللغة الكردية أو رفع الاعلام التي ترمز للانتماء القومي مزيدا من الاحتجاج والرفض من الأحزاب التقليدية العربية خصوصا أحزاب الإسلام السياسي وحينها أتذكر انني كتبت مقالة أوضحت فيها أن الثورة وطنية تخص جميع أطياف الشعب السوري ومن حق الكردي المنتفض ضد النظام أن يعبر عن معارضته بلغته وبشعاراته وفي خضم تلك السجالات أجمعت تنسيقيات الشباب في كل المناطق على تسمية احدى أيام الجمع بجمعة – آزادي – أي الحرية وكان ذلك بمثابة صفعة للأحزاب التقليدية والتي مالبثت أن خانت الثورة والمعارضة بعد حين .
  يغيب عن أذهان هؤلاء المراحل التاريخية التي ترافق عادة نمو الفكر القومي لدى شعوب العالم أجمع وكيف أن القومية العربية التي يحكم أتباعها سوريا منذ الاستقلال قد مرت خلال عقود بل قرون في التطور الاجتماعي والثقافي والسياسي الى أن نال حق تقرير المصير وتصدر الدولة السورية باسم العرب والعروبة وذلك على قاعدة نفي وجود الاخر القومي غير العربي بل طمس وجوده في الدستور والقوانين وقمعه ان طالب بالحقوق وعندما عجزت الشوفينية الحاكمة من صهر الكرد في البوتقة القومية العربية بعد استخدام كافة الأساليب والسبل غير الشرعية والمنافية لمبادئ حقوق الانسان وشرعة الأمم المتحدة نجد بعض النخب وبعد اندلاع الثورة السورية والصحوة الثورية ضد الاستبداد يطالب الكرد بالرضوخ لشروط عجزت أنظمة الاستبداد المتعاقبة عن تطبيقها .
  الكرد وجميع المكونات السورية التي تعرضت للاضطهاد القومي يجدون في مبادئ الثورة ملاذا لقضاياهم ولمساحات الحرية متنفسا لهم للاستمرار في بلورة هوياتهم القومية والانتقال الى مراحل متقدمة في نيل حقوقهم المشروعة جنبا الى جنب إعادة بناء سوريا الديموقراطية التعددية الجديدة والتطوران يكملان بعضهما البعض بل لايمكن بناء سوريا الجديدة من دون استعادة حقوق مكوناتها وفي الحالة هذه من واجب النخب العربية الديموقراطية كقومية سائدة المساهمة في العملية هذه وتصدر خطوط الدفاع بل تبني حقوق الاخر غير العربي ان كانت وطنية عن حق .
   الخلط المتعمد بين القوم والدين والمذهب
   بعض النخب من القومية السائدة وعن سابق إصرار ومن أجل التعمية على مشروعية الحقوق الكردية يعمد الخلط المصطنع بين القومي والديني والمذهبي في الجوانب السياسية والحقوقية ولايأتي على ذكر الكرد والقضية الكردية الا بالترافق مع ذكر الديباجة المعروفة حتى يرسم بذهن القارئ مدى صعوبة الحل متجاهلا الفرق الواسع بين الجانبين فالقوم  قد يجمع المسلم والمسيحي والأزيدي والسني والعلوي والدرزي والشيعي والإسماعيلي والقضية القومية لها جوانبها السياسية والثقافية والحقوقية والابعاد القانونية الدولية وحلها يحتاج الى الاعتراف والإجراءات العملية والدستورية والعقود الاجتماعية في ظل النظام الديموقراطي أما مسائل الأديان والمذاهب فتتعلق بحرية المعتقدات وشؤون الميراث والزواج .
  الجذور السياسية للقضية القومية
  مبدأ حق تقرير مصير الشعوب كان ومازال في صدارة الفكر السياسي وهو في جوهره يحتل مركز الصراع السياسي بين الدول المستعمرة وشعوب التحرر الوطني وتبناه المجتمع الدولي في وثائق عصبة الأمم وهيئة الأمم المتحدة كقضية سياسية اجتماعية اقتصادية حقوقية واذا كانت قضايا  المكونات القومية وبالمقدمة منها القضية الكردية السورية تندرج في خانة مبدأ تقرير المصير وتتخذ الطابع السياسي مثل سائر القضايا المشابهة بالعالم مع الاخذ بعين الاعتبار خصوصيتها المستندة الى الحل ضمن اطار سوريا الموحدة بإحدى الصيغ المناسبة للحالة السورية اذا كان الامر كذلك لماذا إصرار البعض على اعتبار القضية الكردية السورية خارج الطبيعة السياسية والنظر اليها كدين ومذهب وذلك للتهرب من معالجتها بالشكل الصحيح وحسب المبادئ والمواثيق والشرائع أليس ذلك منافيا للعلم والمنطق والواقع ؟ .
   الفسيفساء السوري
  مازلنا وبعد الزلزال السوري المدوي وفي الوسط ( المعارض ) من يريد أن يحرم السوري من نعمة – الفسيفساء الوطني – الجميل ويعتبره نقمة بل يتهكم به متجاهلا أن أكثر الدول تقدما في العالم  هي من لديها التنوع القومي مثل سويسرا وبلجيكا وفي آسيا الهند ، من حظ سوريا أن تكون متعددة الشعوب والقوميات والاثنيات انها غنى وثروة وموضع اعتزاز لكل وطني سوري مخلص طبعا لاالوم الكثيرين الذين تربوا في حضن البعث ونظامه الشوفيني لعقود والذين مازالوا اسرى لثقافة وخطاب النظام الشمولي خصوصا عندما يتمسكون بمبدأ الاحادية القومية حتى الان ناهيك عن تمسكهم بمبدأ الاحادية الحزبية والطائفية والعائلية والفردية عندما كانوا بحضن النظام ايها السادة يبدو انكم لم تدركوا بعد أن الثورة وضعت حدا لخطاب نظام الاستبداد وثقافة البعث الشوفينية العنصرية .
   لذلك أقول أن السوري الجيد الوطني الصادق هو من يعارض النظام لطبيعته الاستبدادية وركوبه موجة الأحادية القومية والمذهبية والعائلية والفردية ومن يسعى الى إيجاد البديل الديموقراطي وتصحيح الخطأ التاريخي حيال المكونات غير العربية وإعادة بناء سوريا الديموقراطية التعددية التشاركية الجديدة والاعتراف بكل الخطايا التي اقترفها النظام ورؤية الواقع السوري التعددي كمنا هو والاعتراف بحقوق الاخر المختلف حينذاك يمكن توافق كل السوريين الصادقين من كل الاطياف لاعادة بناء وطننا جميعا .



171
كرد وعرب سوريا : مزيدا من المكاشفة
 
                                                                             
صلاح بدرالدين

    من المعلوم أن قسما من النخب السورية وخاصة المستقلة منها والتي لم تكن مسؤولة عن كل مااقترف من أخطاء وخطايا بدأت تنكب عبر الأبحاث وغرف النقاش والمواقع الاعلامية على مراجعة الماضي وقراءة الحاضر واستنباط آفاق المستقبل ومن أهم المواضيع التي تأخذ حيزا من الوقت والجهد تعريف الشعب السوري ومكوناته القومية وخصوصا جوانب القضية الكردية السورية التاريخية منها والسياسية والمبدئية والحقوقية والصيغة الأفضل لحلها . 

   في غضون السنو ات التسع الأخيرة والى جانب ماقدمه السورييون من تضحيات من خلال ثورتهم الوطنية في مواجهة الاستبداد كان هناك اشتباك من نوع آخر طال الثقافة السياسية بجميع أوجهها الإنسانية والحقوقية والقانونية والجغرافية والتاريخية فقد طرأ تغيير واضح خاصة في البدايات على نبرة ومضمون الخطاب الوطني لسوريي المعارضة بمزيد من الانفتاح واحترام الرأي الآخر وبان التمايز الى درجة التناقض مع خطاب النظام واعلامه وبكل أسف وبعد مرور العامين الاولين من عمر الثورة حصل نوع من الردة خصوصا بعد تسلط الإسلام السياسي على مقدرات كيانات المعارضة وبدأت الكفة تميل لمصلحة الخطاب الديني المذهبي ( أسلمة الثورة واستحضار أسماء رموز حقبة الخلفاء الراشدين على فصائل وفرق عسكرية واشباع الخطاب الثوري بالتكبير والبسملة ) وهو إقرار عملي بنفي الآخر السوري غير المسلم وغير المتدين في مواجهة ( جلب النظام الطائفي لميليشيات بأسماء الرموز الشيعية كالحسن والحسين والعباس ) .

  لم تقتصر ( الحرب الثقافية ) على الجانب الديني والمذهبي بل شملت القضايا الفكرية والسياسية والاختلافات المفاهيمية حول جملة من المسائل التي تشغل بال السوريين والمتعلقة بالبدائل المحتملة للاستبداد والنظام السياسي المقبل وتعريف سوريا ومكوناتها وأطيافها وحقائق تعدديتها القومية والدينية والمذهبية والثقافية التي كانت ممنوعة من التداول علانية في ظل المنظومات الأمنية الحاكمة منذ نحو نصف قرن ومازال هناك في الصف الوطني السوري من القومية السائدة وأقصد الشركاء العرب المواكب للثورة جملة من المفاهيم الخلافية خصوصا حول الكرد وجودا وحقوقا  وكذلك المكونات الأخرى ومن شأن تكثيف الحوار حولها تذليل الفروقات العميقة بشأنها في المستقبل ومن أبرزها :

  أولا – المفهوم الأحادي في تناول المجتمع السوري واعتباره وحدة بسيطة غير مركبة تأثرا بالخطاب الرسمي وبر امج التربية والتعليم ومواد تاريخ سوريا التي وضعها مثقفو النظام وبالاحرى الدائرة الثقافية في القيادة القومية ثم القطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي الحاكم منذ بداية ستينات القرن الماضي باعتبار سوريا تضم فقط العنصر العربي مع تجاهل المكونات الأخرى قومية كانت أم أثنية ومن أجل تمرير الجريمة ضد الإنسانية هذه وضعت المنظومات الأمنية الحاكمة منذ تسلط حزب البعث مخططات ومشاريع التعريب والتهجير ضد الكرد بمختلف مناطقهم ابتداء من الجزيرة والتي تحولت الى قانون معمول به قيد التنفيذ تحت ظل حكومة يوسف زعين عام ١٩٦٦ ومما ساعد في انتشار هذا المفهوم الاقصائي المتجاهل للآخر كون الدساتير السورية منذ الاستقلال وضعت على نفس المبدأ الذي ينفي التعددية الوطنية السورية .
  ثانيا – المفهوم الذرائعي الذي قد يتقبل أمام ضغط الواقع وجود الكرد وأحقية مطالبهم المشروعة ولكن يتحجج بانه ان لو تم التجاوب مع مطالب الكرد فيجب الاستجابة لمطالب المكونات الأخرى أيضا وسيتم الوقوع في مسلسل يطول ولانهاية له لذلك الأفضل عدم اثارة الموضوع الكردي بل اخفائه وتجاوزه هذه الذريعة كنا نسمعها من أحزاب ( الجبهة الوطنية التقدمية ) وحتى من بعض المسؤولين البعثيين ( المنفتحين !؟ ) وعندما يتم الرد على الذرائعيين هؤلاء ولم لا فليحصل الجميع على حقوقهم المشروعة في اطار الوطن الواحد ؟ كانت الأجوبة تتراوح بين السكوت والرفض وعدم قبول تقسيم سوريا علما أن انجاز الحقوق وطمأنة الآخر هما الضمانة لوحدة البلاد وليس الانكار والسكوت والتردد واخفاء الحقاقئق .

  ثالثا – مفهوم " الحل المواطني للمسألة القومية " وهو من أسوأ المفاهيم وأكثرها جهلا بتاريخ حركات الشعوب التحررية والمسألة القومية في جميع القارات فلم يظهر طوال تاريخ القضية القومية في آسيا وافريقيا وامريكا اللاتينية منذ القرن التاسع عشر تجربة تم فيها حل المسألة القومية با ( الحل المواطني ) ففي عهد الانتداب الفرنسي لبلادنا كانت حكومات الانتداب تطرح دوما أمام مطالبي الاستقلال بتوفير حقوق المواطن بالحرية والعمل والصحة والسفر والتملك والتجارة ولكن كل ذلك لم يكن يثني رواد الاستقلال عن المطالبة بالحرية وبمعنى آخر حقوق المواطن ليست بديلا لارادة التحرر وتقرير المصير وفي الحالة الكردية السورية لن تكون حلا للقضية القومية والحقوق السياسية والثقافية والاجتماعية والديموقراطية والتاريخ يوضح لنا أن هناك في الشرق والغرب تجارب اعتمدت صيغ الاستقلال والكونفدرالية والفدرالية والحكم الذاتي واللامركزية والمناطق القومية والإدارة المحلية سبيلا لحل القضايا القومية للشعوب والقوميات ومن المؤكد أن التوافق الكردي العربي كفيل باختيار الحل المناسب للحالة الكردية السورية عبر الحوار السلمي ضمن اطار سوريا الواحدة .

  رابعا – المفهوم الشرطي أي لماذا حل القضية الكردية في سوريا أولا ولننتظر حلها بتركيا وايران والعراق ثم يأتي دور سوريا ؟ هشاشة هذالمفهوم يظهر أولا من أن هناك نوع من الحل الديموقراطي للقضية الكردية في العراق على أساس الفدرالية وسوريا ليست الأولى واذا تصورنا مثلا أن التركي والإيراني والعراقي وكل من جهته يطالب بالامر ذاته فذلك يعني أن تبقى القضية الكردية دون حل الى الابد وقد يكون ذلك هو الهدف من أصحاب هذا الشرط التعجيزي غير العادل وغير الواقعي .

  خامسا – مفهوم " فوبيا الانفصال الكردي " وهو مفهوم بني على مواقف مسبقة من دون تمعن وتفكير واطلاع على الواقع فمجرد مطالبة الكردي السوري بأدنى حق يتهم بالانفصالية ويحكم عليه أنه يسعى الى تقسيم البلاد واقتطاع جزء منه ويعود الفضل الأكبر لهذه التهمة الجاهزة  للبعثيين والشوفينيين من التيارات السياسية الأخرى وفي حقيقة الامر فان أي شعب على كوكبنا وبحسب مواثيق حقوق الانسان وشرعة الأمم المتحدة والمبادئ السامية من حقه تقرير مصيره بالصيغة التي يرتئيها بحرية بمافي ذلك الاستقلال ولكن كما يظهر فان غالبية الكرد السوريين لايرون من مصلحة شعبهم ووطنهم الانفصال أو اعلان الاستقلال لأسباب وجيهة ذاتية وموضوعية .

  سادسا – المفهوم الشكلي للمساواة أي مطالبة الكردي السوري بالتوقف عن طرح الحقوق  القومية لأن زمن القوميات انتهى وبعبارة أخرى قبول الواقع الراهن بالعيش في ظل الدولة العربية السورية وعدم السماح بالمرور بشكل طبيعي في المراحل التي تؤسس الشخصية القومية وتعزز هويتها وترسخ ثقافتها كما حصل مع الشريك العربي السوري منذ حوالي مائة عام وحتى الان وفرض مساواة قسرية غير متكافئة .
  سابعا – المفهوم الاعتباطي لقراءة التاريخ واعتبار أن للكرد كامل الحقوق والدليل أن سوريا شهدت رؤساء جمهورية وحكومات ووزراء من أصول كردية وتناسي أن هؤلاء لم يكونوا ممثلين عن الكرد ولم يكونوا مخولين للتحدث باسم الكرد ولو كانوا كذلك لطالبوا بإعادة كتابة الدستور ليتضمن اعترافا بالوجود الكردي وبالحقوق والمشاركة الفعلية بالسلطة والقرار ولاشك أن هؤلاء خدموا سوريا بصورة فردية وهناك آخرون تبوؤوا مناصب عالية من مختلف المكونات التركمانية والمسيحية وقدموا الخدمات بحسب اختصاصاتهم ولكن من دون تمثيل مكوناتي .

  ثامنا – مفهوم القراءة الناقصة المؤدلجة  للجيو – سياسيا الكردية السورية بمحاولة تجيير مصادر منحازة أو مشكوكة بأمرها وتجاهل كل المخططات العنصرية ونتائج تغيير التركيب الديموغرافي التي نفذتها الأنظمة والحكومات منذ قرن وحتى الان والوثائق الدامغة متوفرة في هذالمجال طبعا لاننسى هنا أن تاريخ بلادنا سطره الحكام من منطلقات شوفينية معادية للكرد ووجودهم .

  تاسعا – المفهوم اللاموضوعي اللاعلمي  لتفسير مصطلحات الشعب والقوم والأمة كالادعاء بعدم جواز وجود شعب آخر بسوريا غير الشعب السوري والمقصود الشعب الكردي  وهذا نفي للتعددية القومية فلاشك ان هناك التباس بين معاني الامة والشعب والقومية وتختلط الأمور على البعض بهذا الصدد فمثلا أحد بنود مشروع دستور كردستان العراق ينص على مايلي : ( شعب كردستان العراق عبارة عن الكرد والتركمان والكلدو آشور والارمن والعرب ) والمعنى أن كردستان لايتشكل من شعب واحد ومثال آخر فتركيا أيضا تتكون من شعوب واقوام وايران أيضا متعددة الشعوب والقوميات وبلجيكا وسويسرا المتقدمتان تتكونان من عدة شعوب وكذلك الهند .

  عاشرا – مفهوم تعريف الكرد بالاحزاب وهذا لم يحدث بالتاريخ أن تعرف شعبا بأحد أحزابه فلو فرضنا أن حزبا ما سار بالنهج الفاشي هل ستأخذ كل الشعب بجريرته ؟ هل يجوز محاسبة العربي السوري بخطايا حزب البعث ؟ أو اعتبار هذا الحزب أنه العرب ؟ خاصة وأن الساحة الكردية السورية معروفة بعد تسعة أعوام من نشوب الثورة بانها ليست مقتصرة على الأحزاب وسلطة الامر الواقع بل هناك الغالبية الوطنية المستقلة الباحثة عن سوريا تعددية تشاركية جديدة .

172
المنبر الحر / في أزمتنا الوطنية
« في: 17:39 11/07/2020  »
في أزمتنا الوطنية
                                                           
صلاح بدرالدين


   بالرغم من الأهمية البالغة لعملية مراجعة دور الجيش الوطني في البلدان التي شهدت الثورات الربيعية الا أنه وببالغ الأسف لم ينشر أي عمل فكري ثقافي جاد بهذا الشأن خاصة وأن الأنظار تركزت منذ بداية اندلاع الثورات الشعبية على موقف العسكر وردود أفعالهم تجاه مواقف السلطات الحاكمة هل سيقتلون الشعب بموجب الأوامر أم سيقفون مع الغالبية المنادية الى التغيير أم سيقفون على الحياد ؟ وقد اختلف المشهد بين بلد وآخر ففي البلدان التي تحكمها أنظمة الحزب الواحد والطائفة الواحدة والحزب الواحد مثل سوريا  لم تكن الأمور مشابهة لبلدان أخرى تحكمها أنظمة رئاسية شمولية من دون مرجعيات آيديولوجية أو طائفية مثل مصر وتونس .
  العسكر والسياسة والحركة الوطنية في الحالة السورية
  أشعل الحراك الوطني الثوري المدني الانتفاضة السورية عام ٢٠١١ بشكل سلمي ومن خلال التظاهرات الاحتجاجية ورفع الشعارات الرمزية المطالبة بمرحلتها الأولى بالإصلاحات والتغيير واستعادة الحرية والكرامة ومالبثت أن رفعت من وتيرة شعاراتها والمناداة بأن الشعب يريد اسقاط النظام بعد أن جابهت السلطة وأذرعها العسكرية والأمنية المتظاهرين السلميين بالحديد والنار و الاعتقالات وزج عشرات الآلاف في جحيم – صيدنايا – وأقبية الامن العسكري والمخابرات الجوية السيئة السمعة والرهيبة .
   جاءت الاحتجاجات الشعبية في السياق التاريخي للحركة الوطنية السورية بعد تراكمات لعقود وأعوام في ظل المنظومات الأمنية القمعية مرادفة ومتزامنة لموجات ثورات الربيع التي ااندلعت  بتونس ومصر وكتتويج لنضالات السلف في العمل الوطني المعارض .
   سرعان مااستجابت مجموعات وأفراد من منتسبي الجيش والشرطة والأمن والإدارة والحزب الحاكم ورجال الاعمال لنداء الثوار المنتفضين وأعلنت انشقاقها وانحيازها لصف الشعب وكان ذلك عملا رائعا ،أضاف زخما قويا لارادة مواجهة  النظام في مختلف المناطق والمدن والبلدات ولدى غالبية المكونات  .
   وبمرور الزمن وبعد فترة قصيرة من  تصدر " الوافدين المدنيين " الى جانب جماعات الإسلام السياسي  للمسؤوليات في كيانات المعارضة بدعم من النظام الرسمي العربي والإقليمي وبتزكية من قوى كبرى انهارت الثورة وتمزقت المعارضة ، والى حد هذه اللحظة لم تظهر مراجعات جادة وشاملة لأسباب الانهيار ومازالت تلك المجموعات والشخصيات تدعي المعارضة بل وتبحث عن صفقات مع محتلي بلادنا من دون تخويل أو تكليف .
 قام الجيش الحر ببداية تشكيله بجهود خارقة واستحوذ سمعة طيبة ونال احتراما كبيرا من غالبية السوريين ولكنه للأسف ولأسباب عديدة لم يكن قادرا على الصمود والاستمرارية وأخفق ثلاث مرات: واحدة في المواجهة مع جيش النظام وأخرى في الصراع مع جماعات الاسلام السياسي وثالثة في الحفاظ على وحدته وجهوزيته واستقلاليته، وفي مجال المقارنة نرى في تجارب ثورات الربيع بمصر وتونس وقف الجيش الوطني بصف الشعب ومع الثوار من دون تدخل بالعمل السياسي .
  ولدينا الآن البعض من ضباط الجيش الحر – سابقا – خاصة ذوي الرتب العليا وبعد تلك الإخفاقات يصر على تصدر مشهد محاولات سياسية – فكرية جارية من جانب نخب وطنية مستقلة لم تتحمل مسؤوليات في كيانات المعارضة وليست مسؤولة عن الفساد والاخفاقات لاعادة بناء الحركة الوطنية السورية ويحاول بعض هؤلاء الضباط فرض مواقفه على الآخرين بل وقيادة أي مشروع يطرح للنقاش .
  أليس الاجدى ان يتفرغ هذا البعض اسوة بزملاء لهم حافظوا على قيم الجيش الحر باعداد مراجعات نقدية لتجربتهم العسكرية وأسباب الهزيمة والتعمق في استنباط دروس جديدة قد تنفع الأجيال القادمة ؟ أم أن هناك أسباب نفعية خاصة لسلوك هذا البعض غير السوي والمثير ؟  أليس الأفضل لهذا البعض التنحي جانبا  ؟ ثم متى كان العسكر موجها للسياسة الا في حالات الانقلابات العسكرية المغامرة التي اشتهرت بها بلادنا .
  بحكم معرفتنا واطلاعنا هناك الكثير من الضباط الشرفاء آمنوا بأهداف الثورة وخرجوا من حزب البعث وخرجوا عليه ومارسوا النقد الذاتي وطوروا أفكارهم وغيروا مفاهيمهم السابقة عن قناعة كاملة وضحوا من أجل أهداف الثورة  وهناك البعض منهم تعرضوا للاغتيالات والخطف أما البعض الذي يصر أن ( يقود المعارضة ويرسم السياسات )  ويتخذ الموقف الشوفيني والعداء المبطن تجاه المكونات غير العربية وغير المسلمة السنية  ) خاصة تجاه الكرد فلاشك أنه مازال أسير أفكاره ومواقفه التي نهلها من ثقافة نظام البعث لثلاثين عاما أو أكثر أو أقل .
 


173
لاحل لأزمة الكرد السوريين الا بالمؤتمر الجامع
                                                                           
صلاح بدرالدين

      متابعة للتسريبات الإعلامية بشأن مايزعم عن دور يناط بالسيد – مظلوم عبدي – من جانب المحتل الأمريكي بسوريا وتهيئته للقيام بخطوات قيل انها ستسهدف رفاقه من أعضاء ب ك ك المتواجدين بسوريا ودفعه للاتفاق مع الأحزاب الكردية الأخرى وتوضيحا لاهداف الدعاية الإعلامية النشطة هذه الأيام التي ترشح السيد مظلوم – منقذا – أقول :                                                 
عملية انقاذ أي شعب أو بلد أو جماعة أو حركة أو حزب تتطلب توفر الشروط الذاتية مثل اجماع الغالبية على التعاون في تحقيق الهدف المنشود وتوفر المشروع السياسي الواضح الذي يحدد الجدوى والسبب والمقصد النهائي ووجود قيادة جماعية منتخبة شرعيا من خلال مؤتمرات ولقاءات من الغالبية الشعبية تحتضن المرشح " المنقذ " ( مجموعة كانت ام فردا )  في البلد او المنطقة او الموقع الذي يحتاج الى الإنقاذ والتمتع بقدر من الاستقلالية في اتخاذ القرارت أما الشروط الموضوعية الواجبة توفرها فمنها تتعلق بمسألة التفاعل مع المحيط القومي والوطني وعدم التعارض مع مسار مواجهة الاستبداد والحراك الوطني الديموقراطي وعدم الارتباط مع ارادات وأجندات خارجية لاتحظى بقبول الغالبية .
      على حين غرة باشرت وسائل اعلام معينة منها مقربة من – ب ك ك – وأخرى تدار من مؤسسات في إقليم كردستان العراق في كل من السليمانية وأربيل بتلميع صورة السيد – مظلوم كوباني – قائد – قسد – بل وأطلقوا عليه صفة – الجنرال – تعظيما لدوره وشخصيته من دون أن يطلع عامة الشعب على مزايا الرجل وأفضاله على الكرد السوريين وحركتهم وماحققه لصالح الشعب السوري ومن ضمنهم الكرد واذا كانت محاربة – داعش – محل اجماع ومشاركة معظم القوى المحلية والإقليمية والدولية فانها تسجل كانجاز عظيم – لقسد – أيضا  والامر الوحيد الذي ارتبط باسمه هو دعوته – الفضفاضة -  لاتفاق الأحزاب الكردية على بعض المسائل البينية بينها والتي وبالرغم من رعاية الجنرال الأمريكي – روبيك –  لاجتماع ممثليها منذ أسابيع في القاعدة العسكرية بالحسكة وتعهده بوضع مبلغ كبير من الأموال في عهدة الاتفاق ان ابرم لم يرشح عنها الا بيانا يتيما كل مافيه ابداء نوايا ( الاتفاق على الاتفاق ).
  بعيدا عن أية شخصنة لموضوعنا ومع كل التقدير للجوانب الإنسانية لشخصية آي فرد يرد ذكره في هذه المقالة فاننا وبناء على تجربتنا الطويلة في النضال السياسي الكردي السوري بشقيه القومي والوطني واختبارنا الدقيق لمسار ب ك ك المعروف عنه أنه غير محصن أمام اختراقات  معظم أجهزة المخابرات في الدول الأربعة  التي تقتسم الشعب الكردي خاصة في الأعوام التسعة الأخيرة وماقبلها حذرون جدا من سلوك هذا الحزب بشأن عبادة الفرد والتعامل بمفهوم عسكري متكتم مع خيوط التنظيم وسهولة رسم الهالات ثم حجب الثقة من أي مسؤول عندما تقرر القيادة العميقة بل تصفيته في الحال .
   لذلك أقول لاثقة اطلاقا بكل ما يصدر من أوساط ب ك ك وماكينته الإعلامية حول ممثليها السابقين واللاحقين في أجزاء كردستان ولا ننسى كيف تعاملت مع السيد – أحمد تورك – وخلفه ومع السيدة – ليلى زانا – ومع – كمال شاهين – ومع أتباعها في أحزابها الشكلية بكردستان العراق وكردستان ايران والآن في ساحتنا لذلك ادعو الى المزيد من الحذر في تقييمنا ورؤيتنا وتقديراتنا لهذا الموضوع الذي قد تغلب فيه العاطفة المشروعة تجاه الأهداف السامية على الوقائع والحقائق التي قد تكون صادمة بعد حين .
 
  السؤال الآن هل حصل خلاف فكري وسياسي بين مظلوم وبين قادته ومعلميه ؟ وان حصل ماهي أو جه الخلاف ؟ وعلى ماذا يختلفون ؟ مظلوم لايختلف من حيث النشأة عن الآخرين فهو الذي نهل ثقافته في كهوف قنديل وتتلمذ على أيدي قرايلان  وبايك وصبري اوك ، مقياس الحقيقة هو أن ينفذ مظلوم ومن معه ( هذا ان صحت التسريبات الأخيرة عن تحالفه – المنفرد - الجديد مع الامريكان وتورطه في قلب ظهر المجن لقيادته المركزية بقنديل والمساهمة بطرد غير السوريين واستعداده لنقل البندقية الى كتف آخر ) جملة من الخطوات حتى نقتنع أنه بصدد المراجعة الحقيقية ومنها :
 أولا – عليه أولا وقبل كل شيء ان يراجع ماضيه بقطع الصلة الآيديولوجية والتنظيمية والسياسية من – ب ك ك – قولا وعملا وكشف جميع الملابسات التي رافقته خلال تواجده في صفوفه والاعتراف بما شاهده من اعمال انتقامية بحق معارضي مركز الحزب بقنديل وخنق المعارضين وفضح علاقات الحزب مع أجهزة أنظمة الدول المقسمة لكردستان وخصوصا العلاقات القديمة مع نظام الأسد ثم مع ايران والحديثة بعد الثورة السورية اعتبارا من اتفاقية ( آصف شوكت – قرايلان ) ومضمون تلك الاتفاقية بمايتعلق بالوضع السوري والموقف من الثورة والأطراف الكردية السورية .
  ثانيا – الانطلاق من مصالح الكرد السوريين والولاء الكامل لهم والحفاظ على الشخصية الوطنية الكردية السورية واستقلالية قرارها مع السعي لتصحيح العلاقات الكردستانية وبنائها من جديد على أسس سليمة عمادها التنسيق والعمل المشترك من دون التدخل بشؤون البعض الآخر .
ثالثا  -  اذا كان يسعى فعلا الى المساهمة في انقاذ الكرد السوريين فعليه قبول مشروع إعادة بناء الحركة الكردية السورية واستعادة شرعيتها ووحدتها وتحقيق المصالحة من خلال المؤتمر الكردي السوري الجامع بمشاركة الغالبية الوطنية المستقلة إضافة الى ممثلي الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني وكما أرى فان مثل هذا المؤتمر وبالمواصفات التي أشرنا اليها سيكون بمثابة حبل النجاة أيضا لكل من يرغب في المراجعة ونقد الذات وسيضع حدا للوسائل الأخرى العنفية في تصفية الحسابات بين أجنحة الأحزاب المسلحة منها على وجه الخصوص .
 رابعا  – وضع جميع الملفات ذات الأولوية أمام المؤتمر المنشود لدراستها والبت فيها وإقرارها وبينها ملف العلاقات مع الشركاء السوريين ومكوناتهم وحركاتهم الديمقراطية بطريقة مختلفة عن السابق وبكل صراحة ووضوح من أجل العمل سوية لاسقاط الاستبداد واجراء التغيير الديموقراطي وبناء سوريا الجديدة التعددية التشاركية وصياغة الدستور الجديد الذي يضمن حقوق الجميع ويطمئن الجميع  ويثبت مبادئ حل القضية الكردية والشراكة بين الشعبين العربي والكردي ومختلف المكونات الوطنية .
 خامسا  – تسليم مصير جميع – التشكيلات العسكرية – ذات الطابع الكردي باعتبارها جزء من الحركة الوطنية الكردية السورية الى القيادة المنتخبة من المؤتمر من اجل إيجاد الحلول المناسبة على ضوء ماسيحدث لجميع التشكيلات العسكرية في الجغرافيا السورية ومصير الحل السلمي مع الاخذ بعين الاعتبار ضمان سلامة ومستقبل منتميها .
 سادسا – مراعاة الخصوصية الكردية السورية وتقاليد حركتها العريقة المبنية على الديموقراطية واحترام الآخر المختلف فكريا وثقافيا وسياسيا والحوار السلمي لحل المشاكل وقبل هذه وتلك وفي المقدمة القيادة الجماعية وليست على عبادة الفرد أو تفضيل منطقة على أخرى ولنا في تجربة ( الاتحاد الشعبي ) مثلا صالحا حيث القيادة الثلاثية في الهرم الأعلى كانت من المناطق الثلاث : ( عفرين – كوباني – الجزيرة ) وانعكس هذا الترتيب على مختلف الهيئات القيادية .
  سابعا – تحديد الأولويات والعداوات والصداقات واعتبار العدو الأول والاساسي للسوريين جميعا وللكرد خصوصا نظام الاستبداد وعدم توجيه المعارك السياسية وخلافها الى أطراف وجهات أخرى بناء على رغبات خارجية أو أجندات سرية تخدم سياسات القوى المحتلة والمعنية بالملف السوري أي بصريح العبارة ابعاد الكرد عن أدوار أذرع محلية لخدمة القوى الكبرى أو مايطلق عليه  البعض ( بنادق للايجار ) فذلك يناقض قيم حركتنا وكرامة شعبنا .
  ثامنا – فك الارتباط عن جميع المحاور المعادية لإقليم كردستان العراق والحزب الديموقراطي الكردستاني ورئيسه كاك مسعود بارزاني خاصة ( مجموعة لاهور طالباني ) وتوابعها من حزيبات في القامشلي وانسحاب المسلحين الكرد السوريين من سنجار ووقف كل الحملات الإعلامية ضد أهم تجربة كردية واعدة في العصر الحديث وهي التجربة الفيدرالية بكردستان العراق .
  تاسعا – نحن نعلم أن كل مانسمعه ونتابعه يوميا من مبالغات بشأن مزايا هذا ( الملاك المنقذ - غودو ) صادر من جهات لها مصلحة أو من ( المنقذ ) الافتراضي وتلامذته أو من مجموعات وأفراد كرد سوريين كانوا جزء من ب ك ك وخدموا عبدالله اوجلان في اقامته الدمشقية اكثر من عقد من الزمن والبعض منهم تواروا أو تساقطوا أو لوحقوا لاسباب أمنية ومالية والآن يرون الفرصة سانحة للظهور مجددا تحت عباءة ( آبو ) جديد بنسخة مستحدثة لذلك علينا مرة أخرى الحذر والحيطة حتى يعلن ( المنقذ ) عن نفسه وبرنامجه ويرد على تساؤلاتنا أعلاه بشفافية . 
 

174
الى صديقي " المجنون " احمد البرقاوي
                                                               
صلاح بدرالدين

    استحوز المقال الذي نشره الصديق د احمد نسيم برقاوي منذ يومين بعنوان : دفاعا عن العرب - اهتمام العديد من الكتاب والمثقفين والمتابعين من الكرد والعرب كما كانت له ردود فعل ساخطة بسبب مااحتواه المقال من تجني بحق المكونات الوطنية السورية من الكرد والتركمان والمسيحيين وكل ماهو غير عربي ولم يكتفي الكاتب بهؤلاء بل وصل الى شمال افريقيا ومصر ليسئ الى الشعب الأمازيغي وأقباط مصر وقد وجدت من المفيد أن أرد على المقال وأناقش مواقف الكاتب ايمانا مني بالحوار العلمي والموضوعي ومن أجل الحفاظ على مايجمع بين المكونات الوطنية من مشتركات وتعزيز العيش المشترك والعدالة والمساواة واحقاق الحق ونبذ كل مايفرق ويثير الفتن والاحقاد .
   أول ماالتقينا – بدبي – قبل أعوام لدى أحد الأصدقاء المشتركين ومن خلال الحديث العام سألته مازحا : " هناك من يقول أن البعض من تلامذتك بفرع الفلسفة في جامعة دمشق مصاب بمشاكل نفسية  فكان جوابه – ما أنا مجنون – " وبعد لقاءات عديدة في أكثر من مناسبة وبينها تواجده بلقاء محدود لبعض المعارضين السوريين جعلني آخذ مزحته على محمل الجد ...وموضوع آخر أثار انتباهي دفعني استفسر من صاحب الدعوة هل د احمد سوري فاجابني لا فلسطيني ولكنه مقيم بسوريا منذ زمن طويل طبعا كان من دواعي سروري وجود فلسطيني معنا بالاجتماع لانني شخصيا معجب بهذا الشعب الشجاع العاشق للحرية الى درجة التضحية من أجلها .
   كما ذكرت وبعد تتالي اللقاءات مع صديقي البرقاوي الغريب الأطوار الذي استلطفت حركاته المفاجئة وقهقهة ضحكاته العالية بحيث يسمعها الآخرون من مسافة بعيدة ومغادراته المفاجئة لجلسات الاجتماعات أو حين جلوسه مع شخص آخر ثم حضوره المفاجئ مرة أخرى لينطق بأي شيء غير المواضيع المطروحة فيشتت الأفكار ويحول الجلسات الى نوع من الهزل والاستهانة بكل مايؤمن به الآخرون بما في ذلك مصائر البلدان والشعوب وتحديدا الحالة السورية حيث أعترف أنني لم افهم موقفه الحقيقي الحاسم من القضية السورية ثم علمت ان كل من جالسه واصل الى تلك النتيجة .
  لاحظت على صديقي بعد كل اللقاءات نوعا من الضياع والمعاناة في إشكالية هويته هل هو قومي عربي ؟ هل هو وطني فلسطيني ؟ هل هو وطني سوري ؟ هل هو مع الثورة السورية بمعنى اسقاط نظام الاستبداد البعثي الشوفيني أم بين بين بسبب ماضيه القريب عندما كان له حظوة لدى الحاكم البعثي ورئيسا لقسم الفلسفة وأشياء أخرى مع أنني لاأرى تناقضا بين ان يكون الفلسطيني سوريا والسوري فلسطينا والعربي كرديا والكردي عربيا وذلك من حيث الفكر والموقف السياسي والعمل النضالي والمفهوم الوطني السليم والحس الإنساني ولدينا نماذج فلسطينية ملهمة رائعة نعتز بها بهذا المجال كالكاتبة والشاعرة ليانا بدر والكاتب الباحث  ماجد كيالي والمناضل المثقف محمود خزام والكاتب والمخرج نصري حجاج والمثقف توفيق المشارقة واللواء المتقاعد مأمون هارون رشيد والقائمة تطول .
  ان كنت قد خرجت بتلك الانطباعات الأولية عن صديقي الاأنني تركت المسألة للزمن عسى ولعل حصول تحولات إيجابية انطلاقا من ايماني بإمكانية التطور في سلوك الانسان ولكن على مايظهر فانه استسلم نهائيا لرياح الزمان وايحاءات المكان فمعلوم أن المشهد السوري العام وأمام استعصاءات المعارضة السورية وخذلان المجتمع الدولي والنظام العربي الرسمي الذي بدأ بالانفتاح على نظام الأسد وافتتاح سفاراته بدمشق وتلاطم موجات العنصرية الاعمى والافعال وردودها بين أوساط  حزبوية آيديولوجية عربية وكردية بلغت درجة اعلان النفير القومي لدى البعض من القومية السائدة  لاقتلاع الكردي ( المهاجر المتسلل الانفصالي )  من موطن الآباء والاجداد في هذا الوقت بالذات ونحن بامس الحاجة الى أصوات ودعوات للتهدئة يزج صديقنا نفسه طرفا الى جانب الشر والفتنة ويخالف نهج سيد الفلاسفة كارل ماركس ومقولته الشهيرة : " شعب حر لايستعبد شعبا آخر " .
  كنت أتمنى أن يكتب صديقي بمضمون آخر وتحت عنوان آخر: ( دفاعا عن السوريين كل السوريين ) لا أن يقف الى جانب شوفينيي القومية السائدة وضد أبناء القومية المضطهدة ( بفتح الهاء ) فجميع فلاسفة عصر النهضة والفلاسفة الاشتراكيين والامميين صرحوا أو أوحوا أن هناك بونا شاسعا بين مضامين الفكر القومي لدى كل من الشعوب المستقلة بدول وكيانات من جهة وبين الدعوات القومية لشعوب وأقوام وقوميات ترزح تحت نير الاضطهاد والحرمان والتجاهل وكذلك المعرضة للتمثلية القومية وتغيير التركيب الديموغرافي لمناطقها التاريخية الاصلية والامر المعيب والمهين بآن واحد أن يعتبر صديقي القومية الثانية من حيث العدد بسوريا با ( الأقلية القومية ) وهكذا الحال بخصوص الشركاء التركمان السورييون الذين يشكلون نسبة كبيرة فصديقنا يعلم مايكتب فالاقلية تعني جماعة من السكان تسكن أراضي الغير ولاتستحق الحقوق القومية في منظور القانون الدولي والمواثيق العالمية ولايعلم الصديق ان هذه المقولة المهينة العنصرية تجاه الكرد والتركمان وغيرهم من صنع الفكر البعثي كذريعة لحرمانهم من الحقوق الأساسية وتهجيرهم لانهم غرباء متسللون ؟! .
  خطيئة أخرى اقترفها صديقي عن سابق إصرار وتصميم عندما فصل الوضع الكردي بسوريا من حيث الحقوق عن باقي أجزآء كردستان في تركيا وايران والعراق باعتباره الكرد السوريين لايستحقون ان يقرروا مصيرهم السياسي والإداري في اطار سوريا الواحدة الموحدة ( لانهم أقلية قومية ) بل يمكن حسب زعمه ان يتمتعوا ( بحقوق قومية ) وهو دليل آخر على خضوع صديقنا لما اسلفنا ذكرها برياح الزمن الردئ – حسب توصيف الراحل الكبير ياسر عرفات أما مواقفه الانكارية لوجود وتاريخ وحقوق ( الاشوريين والكلدان والسريان والتركمان والارمن ... الخ) والاستهزاء بها فيدل على عدم معرفته بتاريخ سوريا أو قراءتها كما رسمتها وقررتها الدائرة الثقافية للقيادة القومية لحزب البعث على قاعدة الأحادية القومية والحزبية والعقائدية والطائفية والعائلية والفردية وبالمناسبة روج البعث الحاكم في جريدته النظرية الناطقة باسم الحزب منذ عام ( ١٩٦٦ ) لفكرة ان الكرد مثلهم كمثل العرب المهاجرين باوروبا وامريكا لهم حق المواطنة فقط .
  لاياصديقي استنجاد السريان والتركمان والكرد والامازيغ بالتاريخ ليس " سخافة " ولا " ترهات " حسب تعبيراتك القاسية المهينة فعندما يستحضرون التاريخ القديم والمتوسط فبذلك يدافعون عن وجودهم أمام سياسة الانكار السائدة الآن لدى مثقفي القومية السائدة أولاتعلم بقرارة نفسك أن السريان أو الآرامييون لهم دور تاريخي قديم في وجود سوريا المعاصرة ؟ ألا تعلم كاستاذ جامعي أن مصادرك الفلسفية معظمها من تأليف أو تراجم علماء يونان وسريان وبيزنطيين ؟ الا تعلم ان دول شمال افريقيا تسكنها غالبية أمازيغية في الجزائر مايقارب النصف في المغرب ٦٠٪ ومنتشرون بتونس ومصر أيضا هل تنكر ان كردستان التاريخية تجزأت على مرحلتين الأولى بين الامبراطوريتين العثمانية والفارسية منذ معركة – جالديران – والثانية بعد اتفاقية سايكس – بيكو ؟ هل تنكر ان كرد سوريا وتركمانها  ومسيحييوها من السكان الأصليين بسوريا ؟ .
  صديقي لماذا تكره التاريخ وانت أستاذ فلسفة لماذا تتحسس من وجود عناصر ومكونات أخرى غير العرب حكموا المنطقة بل حررورها مرات وتصدوا للعدوان الخارجي يبدو انك تتحسس حتى من الايوبيين الكرد الذين حرروا بيت المقدس ولولا ذلك لكان اسمك الان ( موشي أو بنيامين أو عزرا ) لماذا تنكر حقيقة أنه مر على سوريا أقوام وهجرات وغزوات وكان آخرها الغزوات العربية الإسلامية كما يقول المؤرخ العربي المسيحي – فيليب حتي – الذي لايستطيع احد المزايدة على عروبته الإنسانية وماالعيب اذا ارجع بعض العلماء والدارسين أصل الفلسطينيين مثلا الى جزيرة كريت أو القحطانيين آو الجزيرة العربية انها دراسات واجتهادات وتراث انساني ليس الا .
  صديقي الوطنييون الكرد السورييون ليسوا جميعهم منتمون الى الأحزاب الكردية الآيديولوجية التي تبلغ اعدادها الخمسون والغالبية الساحقة ليست مع سياسات وممارسات الأحزاب ورفضت وأدانت تمدد جماعات – ب ك ك – باسم جماعاتها او باسم – قسد – ونصفها من العرب نحو مناطق الرقة ودير الزور وأجزاء من الحسكة ولكنك وفي خضم فورتك ويقظتك القوموية المفاجئة نسيت أو تناسيت مامورس بحق الكرد السوريين من مخططات عنصرية ومشاريع تصفوية تحت ظل الحكومات والنظم الدكتاتورية منذ الاستقلال وحتى الان لقد غيروا تركيبة مناطقنا وهجرونا وغيروا أسماء البشر والحجر وحرمونا من حقوق المواطنة وصادروا أراضينا وحرمونا من الإصلاح الزراعي ومنعوا لغتنا وحرمونا من ثقافتنا هل نسيت ( الإحصاء الاستثنائي بالجزيرة هل نسيت مخطط الحزام العربي ) عندما ترى كل ذلك وتعترف بالمظلومية الكردية على مدى نصف قرن حينها قد يحق لك نقد الأحزاب الكردية .
  عندما وضع البعثي – محمد طلب هلال –  ( الذي رقي عضوا بالقيادة القطرية ثم وزيرا للتموين ثم سفيرا ببولونيا ) وكان رئيس شعبة الامن السياسي بالجزيرة حينذاك دراسته الشهيرة عندما كلف بالبحث عن سبل لتهجير الكرد من المنطقة والتقليل من أعدادهم توصل بعد جهد جهيد الى استنتاج – حرفي - بضرورة الاستفادة من تجربة الحركة الصهيونية في تهجير الفلسطينيين أصحاب الأرض وانشاء المزارع النموذجية للمستوطنين الجدد وقد اطلق الحزب الشيوعي وباقي أحزاب ( الجبهة الوطنية التقدمية ) أسماء ( مزارع الدولة – الكولخوذات – المزارع التعاونية – المنطقة الخضراء ) على ذلك الفعل القبيح المفعم بالعنصرية .





175
عندما يواجه الفعل برد فعل أسوأ
                                                                       
صلاح بدرالدين


 أصدرت مجموعة من العرب السوريين المنتمية الى المحافظات الشرقية من البلاد بينها رياض حجاب ( رئيس حكومة سابق منشق ) وجماعة شيوعية وبعثييون وقومييون عرب ووجهاء عشائر وعناصر كانت في ميليشيات النظام  " نداءٌ من أجل تحالفٍ عربي ديمقراطي في الجزيرة والفراتْ  ( 6.23. 2020  ) وتأسيس جبهة وطنية اجتماعية فكرية ديمقراطية عريضة وموحدة لابناء المنطقة الشرقية العرب وتحديدا في محافظات الرقة ودير الزور والحسكة " .. وذلك من أجل حق تقرير المصير .. " متوجها أيضا الى " السريان الذين اسهموا في بناء سوريا عبر السنين مستمدين وحدة المصير والمستقبل من التاريخ الواحد للعرب والآراميين في فضاء الجزيرة الفراتية واسهام جسدته الثقافتان كخزينة واحدة للحضارات الشرقية القديمة لاسيما الحضارة العربية والإسلامية التي نهلت من ينابيع القيم الواحدة في القرآن والانجيل .." مستكملا " يستلهم التحالف العربي طريقه في العمل من مبادئ الثورة السورية ..." .
  أصحاب النداء هم أنفسهم أو غالبيتهم من الذين أصدروا بيانا قبل نحو أسبوع ينددون ببيان اتفاق الأحزاب الكردية بذريعة التفرد من طرف واحد في تقرير مصير منطقة شمال شرق سوريا التي فيها مكونات أخرى كالعرب وفي ندائهم ودعوتهم الى عرب ثلاث محافظات دون غيرهم  يمارسون نفس المسار الذي وقفوا ضده لأن بالمحافظات الثلاث مكونات أخرى مثل الكرد والآشوريين والكلدان والتركمان والشركس كما يزعمون انهم على خطى الثورة السورية في حين أن شعار الثورة كان ( واحد واحد الشعب السوري واحد ) وبالرغم من أن بعض المروجين للنداء ينتمون الى احدى الجماعات الشيوعية الا أنهم وعلى خطى صدام حسين الذي أضاف للعلم العراقي شعارات دينية كمتاجرة لخدمة نظامه الدكتاتوري الدموي يتغنون ( بقيم القرآن والانجيل ) أصحاب النداء الذي يغلب على موقعيه الوافدون من نظام البعث  ينطلقون من عروبة سوريا والدولة السورية ونظامها ويطالبون ( بحق تقرير المصير ) ؟! والأغرب من كل ماسبق دعوتهم الى ( جبهة وطنية اجتماعية فكرية ( لاحظ فكرية ) بين مثقفين وشيوعيين وبعثيين وطوائف وأديان ووجهاء وزعماء عشائر ؟ .
  نحن الوطنييون المستقلون  الكرد السورييون كانت لنا مآخذ وملاحظات كثيرة على بيان الأحزاب الكردية ليس لأننا ضد اتفاق أية أطراف كردية (  وفي الوقت ذاته لسنا ضد اتفاق الأطراف العربية والمكونات الوطنية الأخرى ) أيضا بل لأننا نرى أن أي عمل تفاوضي وحواري وأي اتفاق يتعلق بالشأن السوري يجب أن يكون في الاطار الوطني السوري الديموقراطي وموجه ضد نظام الاستبداد ومتناغم مع أهداف الثورة السورية المغدورة  كما كان ومازال لنا مآخذ على آليات وأدوات وطبيعة وشكل ذلك البيان وحذرنا من اشراف الأجنبي وتدخله بالشأن الكردي السوري ( التفاوض يتم باشراف الجنرال الامريكي – روبيك - ) فهو عامل اضعاف وطعن كما كان يجب أن يكون اتفاق بين حوامل الحركة الوطنية الكردية لعقد مؤتمر كردي سوري بغالبية وطنية مستقلة كخطوة لمد حركة المعارضة الديموقراطية السورية زخما إضافيا وقوة جديدة وتحفيز لتوحيد الصف الوطني السوري العام .
  وهنا لابد من التأكيد مرة أخرى بان الشعب السوري بكل أطيافه وبعد تسعة أعوام من الإبادة والدمار والمعاناة وملايين الضحايا والمختفين والمهجرين بغنى عن أن يصبح مرة أخرى أمام موجة انتحارية جديدة وضحية نزعات المغامرة والتطرف الآيديولجي والحزبي والعنصرية والفتن القومية والمناطقية والدينية والمذهبية من أية جهة كانت كردية أو عربية أو خلافها نحن السورييون أحوج مانكون الى تضميد جراحنا والاستفادة من التجارب المريرة السابقة ومراجعة ماحل بنا خلال كل هذه السنوات والعودة الى منطق الحوار والتوافق حول شؤوننا المشتركة وقضايانا المصيرية ورص صفوفنا من جديد على أسس سليمة للانطلاق معا نحو دحر نظام الاستبداد وتحقيق اهداف ثورتنا المغدورة في التغيير الديموقراطي في سبيل سوريا تعددية تشاركية جديدة وفي ظل عقد اجتماعي جديد ودستور ضامن لوجود وحقوق وتطلعات جميع المكونات القومية تحت خيمة وطن سعيد موحد خال من التمييز والاضطاد .
  ان مايحز في النفس ان كل الشرائح العسكرية والمدنية التي تصدرت المعارضة وباءت بالفشل بل وتسبب بعضها باجهاض الثورة لم يقدمواعلى مراجعة نقدية ولم يقدموا للجيل الناشئ أية دروس مفيدة وأكثر من ذلك تبين ان معارضة غالبيتهم لم تكن في سبيل التغيير الديموقر اطي وإيجاد البديل الوطني المعبر عن مكونات سوريا القومية والدينية والمذهبية ومازال القسم الأكبر حاملا ثقافة وخطاب النظام تجاه مختلف القضايا وخصوصا قضايا الآخر القومي والمذهبي المختلف وبالأخص حول القضية الكردية السورية والموقف العام من القضية الكردية بالمنطقة.
 والسؤال الذي يطرح نفسه : أليس الأنسب والأفضل للسوريين عموما ان ينحاز المسؤولون عن اجهاض الثورة عن مشهد المحاولات الجديدة لاحياء المعارضة الوطنية ؟


176
في جذور الحزب الكردي السوري الأول
                                                                         
صلاح بدرالدين

     منذ عشرينات القرن الماضي وخلال الانتداب الفرنسي لسوريا جرت محاولات عديدة من جانب نخب ذلك الزمان لتنظيم صفوف الكرد السوريين فقامت جمعيات ونوادي وروابط شبابية ثم ظهرت حركة – خويبون – وعقدت مؤتمرها التاسيسي الأول من نحو ٣٥ شخصية كردية في منزل الوجيه الكردي – قدور بك – بالقامشلي ولأسباب اقتضتها المصلحة العامة اعلن البيان التاسيسي بلبنان بتوقيت مقارب لمؤتمر القامشلي بعد اجتماع مصغر ببلدة – صوفر - بمشاركة ممثلي حزب الطاشناق الأرمني الذي اعلن نفسه حليفا للكرد ضد تركيا وبعد ذلك نشطت الحركة الثقافية الكردية بسوريا ولبنان وأصدرت الصحف والمجلات وأعلنت عن حركات قومية بين مجموعات صغيرة الا أن تم الإعلان عن ( الحزب الديموقراطي الكردستاني – سوريا ) عام ١٩٥٧ .
    في كل عام وخلال استذكار تشكل أول حزب سياسي كردي سوري عام ١٩٥٧ يحل مايشبه سباق – الماراتون – بين المسميات الحزبية والتنظيمات بشأن من هو السليل الأصيل والوريث الشرعي وحامل الراية ، وبلغ المتنافسون هذا العام نحو أربعين مسمى حزبي ومن حسن الحظ أن عشرات المسميات   التابعة ل – ب ك ك – تمتنع عن السباق ليس – لتعففها – بل لانها تزعم أن تاريخ الكرد السوريين يبدأ منها وينتهي فيها وكل ماهو خارج مجالها تفاصيل لاتستحق التوقف عليها .
   عرف العالم منذ الحقب التاريخية السحيقة " توريث الحكم والسلطة " في الامبراطوريات والممالك والامارات وحصلت في منطقتنا تجارب " التوريث السياسي " بما يتعلق بالنظم الجمهورية الرئاسية الاحادية الشمولية والتي أطلق عليها النظم " الجملوكية " كما شهدنا ظاهرة " التوريث العائلي "  في تجارب حزبية وخصوصا بلبنان التي يغلب عليها طابع الاقطاع السياسي – المذهبي المستند الى الميثاق اللبناني والعرف المتبع منذ الاستقلال ، وانسحبت التجربة تلك على – الحوثيين -  وأحزاب وجماعات " الشيعية السياسية " في العراق .
  لاتشبه حالة حركتنا الكردية السورية المشخصة أيا من الحالات السابقة فليس لدينا دولة ولا مملكة ولا امبراطورية حتى نتوارث الحكم وليس لدينا جمهورية حتى تتوارث عوائلنا السلطة وحركتنا منذ نشوئها لم تستند الى معايير عائلية ولم تطغى عائلة بعينها على المؤسسات القيادية والمؤسسان الأبرز الراحلان أوصمان صبري ود نورالدين ظاظا لم يكن لهما عائلات وقرابات منتشرة في المناطق الكردية بل كان في الحزب الأول وبشكل تقريبي ورمزي جميع عائلاتنا الوطنية من عفرين ومرورا بكوباني وانتهاء بالجزيرة وحتى كرد الشتات الداخلي في حلب ودمشق وحماة والساحل .
   عندما نشأ ( الحزب الديموقراطي الكردستاني – سوريا ) قبل نحو ٦٣ عاما كان استجابة لحاجة موضوعية سياسية نضاليه لكرد سوريا وكان يحمل برنامجا متقدما في ذلك الزمان ويقوده كوكبة من الرواد الأوائل في ظروف تخيم فيه الدكتاتورية والشوفينية على البلاد والعباد ، والحقائق السالفة الذكر حول خصوصية تجربة حركتنا  تعيدنا الى اعتبار المقياس الرئيسي والوحيد لوراثة حسنات الماضي والاستحواز على الشرعيات الحزبية والقومية والوطنية والإنسانية هو المضمون الفكري والموقف السياسي والمسار النضالي والإنجازات على أرض الواقع ومدى تمثيل طموحات الشعب الكردي والدفاع عن وجوده وحقوقه وتوفير شروط مستقبل أجياله والنجاح في التوافق حول ذلك كله مع الشركاء السوريين من اجل العيش المشترك بأمان وبضمانة دستور سوريا الجديدة التعددية الديموقراطية التشاركية .
  قد يفسر التهافت ( الحزبوي ) الحاصل في ساحتنا والاستقتال في تسجيل الأصل والفصل واضافة الاسم الى شجرة ( الحزب الأول ) بأنه نوع من الشعور بالنقص الشرعي خاصة نجد في حالات عديدة الافتقار الى شهادات الولادة الطبيعية والأكثر خطورة تكون أجهزة السلطة طرفا بالمعادلة تحديدا منذ تولي " كبش الجزيرة " ( حسب تسمية المقبور حافظ الأسد ) الضابط الأمني ومدير المخابرات العسكرية بالقامشلي محمد منصورة ملف الحركة الكردية والذي ترك وراءه – مخلفات – سابقة مدجنة وأحزاب وجماعات تكاثرت با " الانابيب "  لاتعد ولاتحصى .
   عملية ولادة الحزب الأول
   بداية أقول لست من الرعيل المؤسس للحزب بل واكبته في عامه الأول كأصغر عضو فيه وكنت أسمع اخبار الصراعات الداخلية خلال ادارتي للتنظيم الطلابي بالقامشلي من بعض مسؤولينا الأوائل مثل ( عبدالله ملا علي والمرحومان محمدي مصطو ومحمد ملا أحمد – توز - ) واستقيت معلوماتي بالدرجة الأولى من ( آبو أوصمان صبري ) الذي عملنا معا في قيادة البارتي اليساري لعدة أعوام وكان سكرتير الحزب وشهدت غالبية لقاءاتنا الثنائية وهي بالمئات ماعدا الاجتماعات الحزبية استفسارات ومناقشات حول جوانب وخفايا انبثاق الحزب الأول إضافة الى مواضيع أخرى مثل الاعتقالات والمحاكمات والخلافات التي نشبت بين أعضاء قيادة الحزب قبيل ظهور اليسار القومي الديموقراطي وخروج اليمين من وعلى الحزب فكانت روايته التي اعتبرها دقيقة وموضوعية  تتلخص بأنه ود نورالدين كانا أصحاب فكرة تأسيس حزب واتفق معه لكونه ذي ثقافة عالية على أن يصوغ  البرنامج أو ( المنهاج ) والاستفادة بذلك من برنامج ( البارتي الديمقراطي الكردستاني في العراق ) الذي انبثق قبل عقد من ذلك التاريخ كما أشار الى أن منطقة الجزيرة ستتقبل الحزب وستكون بيئة حاضنة حيث أهلها على تماس مع تطورات الحركة القومية في كردستان العراق وكردستان تركيا وحتى منطقة ( عين العرب – كوباني ) ستتجاوب والعقدة أمامنا منطقة عفرين فالنخب المتعلمة منخرطة في الحزب الشيوعي السوري ولدى بعضهم نزعات – كوسموبوليتية – وقد تحاورنا مع عدد من المثقفين الكرد الشيوعيين وذكر أسماء : رشيد حمو ومحمد علي خوجة وخليل محمد وآخرين .
  وكما فهمت من سرده فان الحوار مع - رفاق - عفرين  أخذ وقتا واستمر عدة جولات وقبل الاتفاق كنا – هو وظاظا – قد جهزنا المنهاج والنظام الداخلي وتصور في تشكيلة القيادة من كل المناطق وفي اللقاء الأخير مع رفاق عفرين عرضناهما عليهم وكان واضحا أن الحزب عمليا كان في طور التشكل بعد انضمام – حميد درويش والشيخ محمد عيسى وحمزة نويران -  الى الهيئة المؤسسة وفي اللحظة الأخيرة طالبوا بأن تلي تاريخ قبولهم مرحلة البدء بتأسيس الحزب حتى لايظهر وكأنهم انضموا الى حزب قائم ولم نعترض وهنا أتفهم سخونة المناقشات بين اوصمان ونور الدين من جهة ورفاق عفرين ذوي المنشأ الشيوعي من الجهة الأخرى  فالاحزاب الشيوعية في سوريا وتركيا و- وتودة – ايران الشيوعي زرعوا ثقافة تعتيم على أي تحرك لبناء حركات كردية وكانوا ضد ظهور أي حزب كردي في بلدانهم فقط الحزب الشيوعي العراقي كان اكثر مرونة بهذا المجال .
  المصدر الثاني كان ذلك المناضل المثقف العملاق  د نور الدين ظاظا حيث قابلته في سويسرا وذهبت اليه خصيصا من ألمانيا الديموقراطية حيث كنت أقيم مع عائلتي مرتين متتاليتين ( بين ١٩٨٥ – ١٩٨٧ ) ومعي صديق آخر مازال يعيش في سويسرا وفي اللقاء الأول كانت عقيلته السيدة ( جيلبيرت ) حاضرة والتقيت بها ثانية عام ١٩٩٢ في كردستان العراق  ووجهت اليه العديد من الأسئلة وأجاب عليها ويتطابق أقواله مع سرد آبو أوصمان بشكل كامل حول بدايات التأسيس وماتخللتها من أحداث ومفاجآت ومصاعب أما بخصوص تاريخ ميلاد الحزب فالاثنان أكدا على عام ١٩٥٧ ولكن لم يحددا اليوم والتاريخ فآبو أوصمان كان يردد أن الحزب ليس له يوم ميلاد محدد وتشكل خلال المدة الفاصلة بين شهر حزيران وشهر آب أما د ظاظا فحدد منتصف العام ، وهناك قضايا أخرى ناقشتها مع د ظاظا تتعلق بمسائل الخلاف بين الرعيل الأول وعلاقته بآبو أوصمان وموقفه من اليمين ود عصمت شريف وانلي ورؤيته للوضع بكردستان العراق و ب ك ك ومسائل أخرى سأنشرها قريبا .
  وعلى ضوء مقدمات ونتائج التأسيس الأول فان الجذور الفكرية للحزب الوليد نبتت في بيئتين : واحدة ( وهي الطاغية ) التوجه القومي المكمل لأهداف حركة – خويبون – الاستقلالية في اطار التعبير عن إرادة الكرد في تقرير مصيرهم بالصيغة التي يرتؤونها بحرية ذلك التوجه الذي كان يلتقي مع الدعوات القومية المتصاعدة في الشرق والشمال وبالمناسبة كان آبو أوصمان ود ظاظا وشقيقه د أحمد نافذ من نشطاء – خويبون - أما البيئة الثانية انطلقت من تعاليم محسوبة على الفكرالشيوعي التي حملها مجموعة عفرين من المؤسسين والرواد الأوائل ويسجل لها تمردها على موقف الحزب الشيوعي السوري الذي لم يكن لينينيا في يوم من الأيام تجاه المسألة القومية والكردية بشكل خاص هذا بشأن البدايات أما التطورات اللاحقة في صراعات اليسار واليمين منذ أواسط الستينات فامر آخر وجئنا على ذكرها مرارا حيث تبدلت الأحوال بعد نحو عقد من الأعوام بفعل التحولات الاجتماعية في سائر سوريا وبينها المناطق الكردية كما تغيرت المواقع والأفكار للعديد من القياديين الكرد الى درجة أن بعضا من شيوعيي الامس مال يمينا  والقومي المتهم بالتطرف تحول يسارا وهذه هي سنة الحياة السياسية بمنظورها – الديالكتيكي -  . 
   في إشكالية المنهاج  والاسم ويوم الميلاد
  كما هو معروف عندما تأسس الحزب وصيغ برنامجه من جانب المؤسسين الأبرز ( اوصمان وظاظا ) ونال موافقة مجموعة عفرين  كان يحمل اسم ( ح د الكردستاني – سوريا ) وتضمن المنهاج بندا ينص على " تحرير وتوحيد الأجزاء الأربعة من كردستان " ومهما كانت المواقف اليوم تجاه تلك المهمة غير القابلة للتطبيق فان الرأي الغالب من الرواد كان الى جانب تلك المادة ولاشك انهم اقتنعوا بعدم واقعيتها خلال المحاكمات والمواجهات مع محققي المخابرات وخلال التحاور مع الديموقراطيين السوريين وعلى الاغلب لوقيض لهم الاجتماع ثانية خارج السجن لقرروا بالاجماع تبديل تلك المادة أو الغاؤها ليس لان المضمون غير عادل بل محق ولكن لان الأجزاء الأخرى ببساطة لديها كردها وحركاتها وكفيلة بتحمل المسؤولية .
  أما ماحصل بهذا الشأن وبعد اعتقال غالبية القيادة الأساسية للحزب عام ١٩٦٣  ( اوصمان صبري – رشيد حمو – عبد الله ملا علي - كمال عبدي وغيرهم ) ود ظاظا كان خارج البلاد  فان المرحوم حميد درويش الذي ظل خارجا ولم يعتقل بدأ بالمباشرة في تبديل اسم الحزب ومنهاجه من دون اجماع وعادة تغيير أسماء وبرامج الأحزاب يجب ان يمر عبر المؤتمر العام وبالمناسبة هو الوحيد بين كل المؤسسين الذي يصر ان اسم الحزب ينتهي بالكردي وليس الكردستاني وهذا مادفع قواعد الحزب الى الاستنفار ومن ثم عقد الكونفرانس الخامس عام ١٩٦٥ من دون أن ننسى أنه وقبل ذلك بعام ( ١٩٦٤ ) انعقد الكونفرانس الرابع للحزب في منزلنا بقرية جمعاية ( لم أكن مشاركا فيه ) وتم فيه محاسبة المرحوم حميد درويش حول تلاعبه بمواد المنهاج واسم الحزب بشكل انفرادي وإصدار قرار التجميد بحقه واحالته الى المؤتمر العام بعد اطلاق سراح القيادة ومشاركة الجميع وكما يظهر لم يتم ذلك وانهارت التنظيمات الحزبية وتجمد العمل الحزبي وحاول اليمين استثمار الوضع والتحكم وافراغ الحزب من كل مضامينه القومية والوطنية ونضاله الثوري وكان كونفرانس الخامس من آب كما ذكرنا من أجل الإنقاذ وإعادة البناء تعريفا وفكرا ومنهجا وسياسات .
   في لوي عنق الحقيقة

  كثيرا مانتابع بعض المسؤولين في ( الحزب الديموقراطي الكردستاني – سوريا ) الحديث النشأة عندما يحاولون – اصطناع – تاريخ غير موجود اما بالادعاء بانهم ورثة التنظيم الكردي الأول بسوريا الذي ظهر عام ١٩٥٧ في حين ان الورثة الحقيقيين هم اليسار واليمين اللذان افترقا بذلك الحزب عام ١٩٦٥ وبقي اليسار وفيا لمبادئ الحزب وخرج منه وعليه اليمين ومن دون التوسع كثيرا بهذا الموضوع فان قيادة هذا الحزب تعترف مباشرة ( تدري ذلك أو تجهل ) بانه ليس لحزبها أية صلة وراثية بالحزب الأول ولا بمناضليه الرواد الراحلين منهم أو الذين مازالوا على قيد الحياة ( وهم بالعشرات ) سوى بالشكل أي بعد اقتناص الاسم وذلك استنادا الى بيان صدر قبل أيام بمناسبة الذكرى الثالثة والستين وادعو الجميع الى التأمل في محتواه وجاء فيه : "  وفي هذا المجال نحيي جهود كافة رفاق وكوادر الحزب ونخص منهم الرواد الأوائل الحاج دهام ميرو والاستاذ كمال أحمد درويش وشيخموس يوسف والاستاذ محمد نزير مصطفى ... وكافة الكوادر التي إلتقت إرادتهم في المؤتمر التوحيدي نيسان  2014. .." فمن يعتبر نفسه صاحب الميراث القومي الكبير والمرجعية الجامعة الاصيلة لاينطلق من مفاهيم حزبية عصبوية شللية ضيقة كما عبر عنه البيان المذكور ولاينفي وجود الآخر حتى اذا لم يكن ضمن " الشلة " ودور الآخرالقومي والوطني والثقافي  حتى لوكان مخالفا في الفكر واالموقف السياسي ضمن اطارالحركة الوطنية الكردية السورية الواسعة المتعددة التوجهات .
  لست هنا بوارد – التعصب – ( للبارتي اليساري - الاتحاد الشعبي ) الذي يعتبره كل منصف بمثابة العمود الفقري للحركة الكردية بسوريا وجزء ناصع من تاريخها ، كمالست انتظر شهادة من هو مطعون بشرعيته ولكنني وبعجالة أتساءل : اين كنتم عندما صححنا مسار الحزب عام ١٩٦٥ وجددنا البرنامج واعدنا تعريف شعبنا وقضيتنا وحقوقنا وثبتنا شعار حق تقرير المصير وهزمنا الفكر اليميني ونظمنا العلاقات مع شركاء الوطن بالحركة الديمقراطية السورية وتواصلنا مع البارزاني الخالد ( وكنت اول من التقيته بعد كونفراس ١٩٦٥ )  ورسخنا العلاقة الأخوية مع حزبه وقدمنا لقضيتهم الخدمات الجليلة  ثم بنينا العلاقات مع الحركة الكردية بكردستان تركيا وقدمنا الدعم والمساعدة لبناء تنظيماتهم ونسجنا علاقات الصداقة والعمل المشترك مع فصائل التحرر العربي وكذلك على الصعيد الاممي ؟ أين كنتم عندما أحيينا الثقافة الكردية وأرسلنا مئات الطلبة المحتاجين لاستكمال دراستهم وتعليمهم بالدول الاشتراكية – سابقا - ؟ وأين كنتم عندما تصدينا لمشروع الحزام العربي ؟ .
  الوريث الشرعي " المنتظر "
   قد يكون الوريث غائبا شكلا ولكنه مسكون في قلوب الوطنيين والمثقفين الكرد المخلصين في كل مكان وستكتمل عوامل شرعية الوريث بالشكل والجوهرعندما تتحقق عملية تنظيم الصفوف وتوحيد الجهود وتكاتف الارادات نحو انجاز مهام وشروط عقد المؤتمر الكردي السوري الجامع بغالبية وطنية مستقلة والذي سيستند الى مبادئ الحزب الكردي السوري الأول واحترام تضحيات مؤسسيه ورواده دون تميز والوفاء لعذابات المعتقلين والسجناء والملاحقين ومن حرموا من الحقوق المدنية ولمفردات تقاليده الديموقراطية وتاريخه المنطلق من حركة – خويبون – وأفضال ثورة أيلول واشعاع نهج زعيمها الكبير مصطفى بارزاني وكل ابداعات وتراكمات وعطاءات كونفرانس الخامس من آب ١٩٦٥ وكل المحاولات الإيجابية الصادقة التي تمت خلال أكثر من ستة عقود  .
   أيها الوطنييون الكرد السورييون أيها الساعون وراء الحقيقة حافظوا على نقاوة تاريخ حركتكم واحذروا التزوير ( فمن لاماضي له لاحاضر له ) .

 
   
 
                                           


636


177
علينا ( كرد وعرب سوريا ) تجاوز حوار الطرشان
                                                                             
صلاح بدرالدين
     
   
    بكل أسف مازالت أبواب الحوار الجاد مغلقة بين مختلف مكونات الشعب السوري ورغم كل التضحيات منذ اندلاع الثورة قبل نحو تسعة أعوام وحتى الان لم ينجح الجميع في إزالة آثار الفرقة والانقسام وعدم الثقة التي زرعها نظام الاستبداد منذ انقلاب البعث بداية الستينات بين أبناء الوطن الواحد وبالأخص مشاعر العداء والتوجس غير الحميد والمواقف السلبية المسبقة بين قوميتي سوريا الرئيسيتين العرب والكرد فبين الحين والآخر تظهر تلك النزعات على شكل بيانات وتصريحات لاتخلو من المبالغات والتضخيم الإعلامي .
   أرسل لي أحد الاصدقاء وهو معارض من شركائنا العرب السوريين ( بيان الى الرأي العام 6 – 7  2020  من شخصيات وتشكيلات سورية في المنطقة الشرقية بخصوص تفاهمات الأحزاب الكردية على مستقبل الجزيرة السورية ) وخلال يوم واحد وقع عليه أكثر من ( 400 ) شخصية بينهم أصدقاء ومعارف ومنهم من تبوأ مسؤوليات كيانات المعارضة الى جانب أفراد لديهم نزعات شوفينية – عنصرية تجاه الكرد وجودا وحقوقا وبعد الاطلاع أحجمت عن التوقيع للأسباب التالية :
  أولا – لم أوقع ليس لأنني أعترض على مضمون البيان ففيه الكثير من الحقائق التي كنا نحن الوطنييون الكرد السورييون المستقلون قد طرحناها على الرأي العام منذ أعوام وتحديدا عشية اندلاع الانتفاضة السورية ومازلنا نتناقشها عبر وسائل الاعلام وكان معظم الموقعين على البيان يتجاهلون اطروحاتنا ونداآتنا بل تواطؤوا مع بعض من يستهدفونهم بالبيان واعتبروهم ( ممثلون وحيدون شرعييون لكرد سوريا ) على حساب المناضلين الكرد المعارضين الاشداء وتنسيقيات الشباب الكرد وناشطيهم في منظمات المجتمع المدني .
   ثانيا – لم أوقع على البيان لأنني ضد كل بنوده بل لأنه لايختلف من حيث الجوهر بنزعته المناطقية – المحلية عن الطرف الآخر المستهدف وأقصد ( الأحزاب الكردية ) التي لم تخرج من قوقعة ( شمال شرق سوريا ) وكلا التوجهين يفتقران الى الرؤية الوطنية الشاملة بالرغم من أن الأمور لم تتوضح بعد ولم تتوصل – الأحزاب – الى اتفاقية معلنة وكأن البيان جاء استباقيا متسرعا .
  ثالثا – لم أوقع على البيان لانني متفق مع نهج – الأحزاب الكردية المنضوية في اطر ب ك ك والمجلس الكردي – بل لأن البيان لم يأتي بجديد بخصوص الكرد السوريين وقضيتهم وحقوقهم ولم يتضمن أي بديل سياسي لحل القضية الكردية في اطار الحل الديموقراطي العام في البلاد الى درجة أن بعض فقرات البيان يثير الريبة خاصة وانه تزامن مع نشر ( دراسة ميدانية قام بها شباب التجمع الوطني للشباب العربي في محافظة الحسكة ) !!؟؟ بنفس تاريخ صدور البيان  لاتستند الى اىة معايير علمية واقعية تسيئ الى الكرد وتزعم انهم فئة صغيرة لاتتعدى ربع سكان الجزيرة السورية وأغلب الظن أن بعض الموقعين على البيان لهم صلة بتلك الدراسة المزورة للتاريخ والواقع .
   ثالثا – لم أوقع على البيان لأنني لمست جهل أصحابها أو تجاهلهم لواقع وتطورات الحركة الوطنية الكردية السورية بشأن الاصطفافات الراهنة للحركة التي تشير الى أن الغالبية من الوطنيين الكرد السوريين ليسوا مع ممارسات الاحزاب وسياساتهم ويبحثون عن حلول لازمة حركتهم عبر عقد المؤتمر الكردي الجامع بغالبية مستقلة وإقرار المشروع الكردي بشقيه القومي والوطني واستعادة الشرعية وتحقيق المصالحة وانتخاب من يمثل الحركة الكردية لدى شركائنا في الحركة الديموقراطية السورية من اجل تفعيل مبادئ الثورة واسقاط الاستبداد واجراء التنغيير الديموقراطي وصولا الى سوريا تعددية جديدة ولانعلم بعد اين يقف الموقعون على البيان بخصوص هذه القضايا .
  رابعا – لم أوقع على البيان لأنه يكيل بمكيالين من جهة يتجاهل كل التفاهمات المنفردة التي تقوم بها فصائل مسلحة وكيانات وحتى افراد باسم المعارضة منذ بداية الثورة وحتى الان والصفقات في مناطق خفض التصعيد وتسيير الباصات الخضر ونقل السكان والاستيلاء على أراضي الغير بالقوة ( عفرين مثالا ) والاستفراد بالمشاركة في ( جنيف وسوتشي واستانا وحميميم ) ومايجري في كل المناطق السورية التي أصبحت ( حارة كل من ايدو الو ) ويرى فقط ( تفاهمات الأحزاب الكردية ) مع اطراف خارجية ( طبعا لنا تحفظات ومآخذ عليها بل نرفض المقدمات و النتائج المتوقعة ) وذلك من منطلق مختلف ومن دون تبيان العلاج اللازم .
  خامسا – كنت ساوقع على البيان لو تناول الوضع السوري العام ومن ضمنه الحالة الكردية الخاصة باتجاه العمل من اجل إعادة بناء الحركة الوطنية السورية واجراء المراجعة العامة منذ انطلاقة الثورة المغدورة وحتى الآن وصياغة المشروع الوطني الذي يؤسس لسوريا تشاركية تعددية جديدة ويعترف بوجود المكونات القومية وحقوقها ولو ركز على المشتركات بين السوريين بكل أطيافهم وماأكثرها .
   سادسا – كنت سأوقع على البيان لو تضمن رؤية وطنية شاملة وليست مجزأة فنحن الوطنييون المستقلون الكرد ضد أي تصرف انفرادي فئوي مناطقي ( بما في ذلك تصرفات الأحزاب الكردية ) ونؤمن بان حل القضية الكردية لن يتم الا بتوافق الكرد والعرب وسائر السوريين في ظل نظام ديموقراطي على انقاض الاستبداد وفي اطار المصالحة والعيش المشترك والكرد السورييون يمرون بنفس تجربة السوريين عموما : سقوط الأحزاب والكيانات وافلاسها والحاجة الى مراجعات وإعادة البناء والكرد والعرب والمكونات الاخرى بامس الحاجة الى الحوار لتجسير الهوة والاجتماع حول المشتركات وهو السبيل لاعادة بناء وطننا المشترك الحر السيد .
 

178
قانون – سيزر – ماله وماعليه
                                                           
صلاح بدرالدين

 
 صادق الكونغرس الأمريكي عام 2019 على" قانون قيصر او – سيزر – لحماية المدنيين السوريين " على أن يصبح ساري المفعول ابتداء من هذا الشهر والتسمية من اسم – مستعار - لمصور عسكري سوري كان موظفا في الأجهزة الأمنية كمصور وانشق عام 2014 ولجأ الى الولايات المتحدة الامريكية حاملا معه نحو خمسة وخمسين ألف صورة لاحدى عشر ألف سجين ماتوا تحت التعذيب عرضها على الاتحاد الأوروبي أولا الذي لم يحرك ساكنا سوى تصريحات من نواب ينتمون الى مختلف الأحزاب والمجموعات  ثم على الكونغرس الأمريكي الذي شرع تلك الوثائق وشهادة – قيصر – وأصدره كقانون .
  والامر الآخر الذي يجب الإشارة اليه هو أن نشطاء الجالية السورية في الولايات المتحدة الامريكية وبعض جمعياتهم إضافة الى – قيصر - هم من حركوا الموضوع ونجحوا في ايصاله الى الكونغرس بعد موافقة الحزبين الكبيرين الجمهوري والديموقراطي ولم يكن لممثلي المعارضة السورية – الائتلاف - هناك أي دور في ذلك كما جاء في مقابلة لقفيصر بإحدى الصحف العربية .
   والقانون الذي من المفترض أن يطبق اعتبارا من الشهر الجاري ( حزيران ) ينص على فرض عقوبات ضد النظام السوري وكل من يدعمه من دول ومؤسسات وأفراد بالداخل والخارج  مثل الإيرانيين والروس والمجموعات الميليشياوية وجهات عراقية ومنظمات وجماعات حزبية .
  ومن اهداف القانون تحقيق العدالة واطلاق سراح السجناء وعودة المهجرين وتحقيق السلم والاستقرار ، القانون بحد ذاته جاء انتصارا للشعب السوري والعبرة طبعا بالتطبيق الذي تعترضه عوائق جمة فالجهة المسؤولة المنوطة هي قيادة الجيش الأمريكي بسوريا وممثل التحالف الذين لن يخرجوا من اطار الرؤية العسكرية ومدى توافق التنفيذ مع متطلبات الاستراتيجية الامريكية وسيتم تجيير القانون في الصراع على النفوذ والمنافسة مع الأطراف الأخرى في ظروف انعدام وضوح الموقف السياسي الامريكي من نظام الأسد وغياب أي تصور لمستقبل سوريا .
 لو تمت مشاركة ممثلين عن الشعب السوري من منظمات المجتمع المدني والمعارضين المستقلين من شخصيات سياسية وقانونية الى جانب ممثلين عن الخارجية الامريكية والكونغرس ومراقبين  عن الأمم المتحدة والاتحاد الاوروبي لكان التطبيق العملي للقانون أسرع وأشمل وأكثر تأثيرا ولتحصن ضد أي التفاف عليه .
  لدينا نحن السورييون تجربة مريرة مع الدولة التي تشرع بها القانون فهي لم تقف الى جانب الثورة السورية بشكل حاسم كما انها السبب بتصدر الاسلام السياسي لاول كيان معارض – المجلس الوطني السوري – عندما افتت إدارة الرئيس  أوباما لما سمته بالإسلام الاخواني المعتدل وكان ذلك بمثابة الضوء الأخضر لتحكم الاخوان برقاب الثورة والمعارضة ومن ثم تفتيتها واجهاضها وتحريف الأهداف والمبادئ .
  من الواضح أن قانون قيصر سيتم تطبيقة في سوريا من خلال الجيش الأمريكي – التحالف – على ضوء المصالح الآنية والاستراتيجية كما يراها العسكر وقد صرح الجنرال – روبك – مسبقا بان القانون لن يطبق في شمال شرق سوريا أي في منطقة حليفهم – قسد – علما ان في هذه المنطقة من يشملهم القانون مثل الجماعات المسلحة المنضوية الان تحت اطار قسد من مناطق الرقة ودير الزور والحسكة وكانت الى الامس القريب جزء من قوى النظام وميليشياته وجيشه الوطني إضافة الى أن جماعات ب ك ك الممسكة فعليا بقسد كانت ومازالت على تواصل مع النظام وتتعامل مع السلطات في المجالات  النفطية والتجارية كما أن في تلك المنطقة قواعد ونقاط عسكرية روسية وايرانية وأخص بالذكر مطار القامشلي ومنطقة رميلان النفطية وديريك وغيرهما .
  من أجل تقديم المساعدة لتوفير شروط تطبيق القانون بشكل كامل وذلك لمصلحة الشعب السوري وحتى تأخذ العدالة مجراها أقترح وأطرح للنقاش وأدعو المشاركة في تشخيص مؤسسات ورؤوس النظام التي يشملها القانون  وتتحمل مسؤولية الجرائم وتستحق العقوبات والمنظمات والجماعات والفصائل والأحزاب والافراد بالداخل في حدود سيطرة النظام ( سوريا المفيدة ) وفي المناطق الأخرى بسيطرة الفصائل والمعارضة وقسد وكذلك  الأطراف الدولية والإقليمية  والميليشيات ودول النظام العربي الرسمي .
  من الصعوبة التعويل بان هذا القانون سيكون الآلية المناسبة لاسقاط نظام الاستبداد لان مشرعو القانون وشركاءهم ليس في أجنداتهم اسقاط النظام بل يجوز ان يكون السقف الأعلى في حساباتهم هو تبديل رأس النظام وليس بنيته وقاعدته الاجتماعية والسياسية ومؤسساته العسكرية والأمنية ولكن لدى ممارسة الضغط ومشاركة أطراف أخرى كماذكرنا أعلاه في تطبيق القانون قد يزيد من الإيجابيات خصوصا مايتعلق بمحاسبة المجرمين وتقديمهم للعدالة واطلاق سراح السجناء وتحقيق السلام وعودة المهجرين .
 

.



179
حوار مع معارض سوري حول الوجود والحقوق
                                                                     
صلاح بدرالدين

     ( المقالة تتضمن بصورة مركزة مناقشة مع المعارض العربي السوري الصديق د كمال اللبواني حول تصريحه بشأن الحالة الكردية السورية وتعقيبا على رده )       

   نحن السورييون عربا وكردا ومكونات أخرى أحوج مانكون الى الصراحة والوضوح والحوار من أجل التوافق على المشتركات وتحقيق سوريا الجديدة التي نطمح اليها وطنا حرا سعيدا لكل مواطنيه وقد تختلف الرؤا والاجتهادات حول سبل الوصول وطبيعة ومضمون مانسعى اليه فتركة الاستبداد ثقيلة ونتائج حكم النظام الشمولي خلال عقود وخيمة ليس على أرض الواقع فحسب بل حتى في العقول والنفوس حيث زرع الفتنة باشكالها القومية والطائفية والدينية وشجع الانقسام  بين المكونات والأطياف وزيف تاريخ بلادنا وشعبنا وامام كل ذلك لاسبيل لنا الا مواصلة الحوار الهادئ بغية الوصول الى الحقيقة .
  ماطرحتموه البارحة بشأن ( الفدرالية الثقافية بدلا من الفدرالية الجغرافية ) كحل للقضية الكردية في سوريا وبالرغم من الاختلاف معكم الا انه موضع احترام من جانبي لسببين : الأول – عندما تطرحون هذا الحل تنطلقون من وجود شعب كردي سوري شريك في الوطن وهذا مبدأ أساسي لابد لكل معارضي نظام الاستبداد الأخذ به والثاني : تربطون حل القضية الكردية بالحل العام للمشكلة السورية وهو أمر استراتيجي بغاية الأهمية وتوجه سليم يتطابق مع توجه الوطنيين الكرد وحركتهم القومية – الوطنية منذ الاستقلال حتى الان .
  الفرق بين مفهومي ( الفدرالية الثقافية والجغرافية ) عميق وجوهري ونحن بالحركة الكردية خضنا معركة فكرية وسياسية وثقافية طويلة قبل نحو خمسين عاما ( ومازالت مستمرة باشكال أخرى )  حول المفهومين مع الأوساط الحاكمة من جهة ومع القوى السياسية السورية وبعض الأحزاب الكردية من الجهة الأخرى .
  كانت نظرة حزب البعث الحاكم للكرد السوريين أنهم متسللون وغرباء يعيشون على أراضي الغير ولذلك طبقوا مخططي ( الإحصاء الاستثنائي والحزام العربي ) ونفذوا خطوات بتغيير التركيب الديموغرافي بالمناطق الكردية كما وضعوا الملف الكردي بالدائرة الثقافية للقيادة القومية لحزب البعث واعتبروه شأنا أمنيا كما أوضح الحزب موقفه علنا ببحث أو تعميم نشر بجريدة المناضل الداخلية عام ١٩٦٦ يعتبر الكرد السوريين مثل الجاليات العربية في أمريكا وأوروبا أي مهاجرون قد يستحقون حقوقا إنسانية قانونية وبعضا من الثقافية .
  كانت الأحزاب السياسية السورية ( القومية والدينية والشيوعية ) بغالبيتها الساحقة قريبة في موقفها الكردي من موقف النظام مع استثناءات قليلة مثل ( رابطة العمل الشيوعي – حزب العمل الاشتراكي – جناح جورج حبش - ) الى درجة ان الشيوعيين الرسميين باركوا الحزام العربي على انه مزارع تعاونية ( سوفخوزات أو كولخوزات ) وكانت المواقف تتوزع بين التعاطف الجزئي  مع محنة الكرد كقضية إنسانية وعدم الاعتراض على التكلم باللغة القومية والحصول على بعض الحقوق الثقافية  وبين نفي وجود قضية قومية كردية في سوريا .
 انحصر الخلاف الأول والاساسي في الحركة الكردية السورية منذ أواسط ستينات القرن الماضي  حول مفهومي ( الشعب والأقلية ) الأول ينطلق من وجود شعب من السكان الأصليين  يقيم على أرض الآباء والاجداد ويحق له حسب مبادئ الأمم المتحدة وحقوق الانسان وكل الشرائع التمتع بحقه في تقرير مصيره بصيغة تتفق عليها الغالبية بعد اجراء استفتاء حر ضمن اطار الدولة السورية الواحدة وكان اليسار الكردي ( حزب الاتحاد الشعبي الكردي ) يتبنى هذا المفهوم ويشرفني أنني كنت رئيسا لهذا الحزب حتى قبل اعتزالي العمل التنظيمي عام ٢٠٠٣ .
  والثاني : يعتبر كما موقف النظام وبعض الأحزاب السورية أن الكرد السوريين ( أقلية قومية أو أثنية ) لاتقيم على أرضها التاريخية والسقف الأعلى لحقوقها لايتعدى بعض الحقوق الثقافية وكان اليمين القومي الكردي بزعامة المرحوم ( عبد الحميد درويش )  يقود هذا الاتجاه المعروف بقربه مع دوائر النظام خلال عقود .
  منذ اندلاع الثورة السورية وتوافد مسلحي ب ك ك الى مناطقنا جلبوا معهم مفهوما جديدا تحت اسم – الامة الديموقراطية – مع التصدي لمبدأ حق تقرير مصير الشعوب وبما ان جماعات ب ك ك السورية تعمل لصالح الحزب الام فانها تحمل ايديولوجيته أيضا وتقيم العلاقات مع أنظمة المنطقة وتتعامل معها انطلاقا من مصالح حزب وليس شعب أو قومية ولهذا السبب نرى كفة هذه الجماعات راجحة لدى أنظمة الممانعة وخاصة نظاما دمشق وطهران وتناسب قوى دولية من اجل استخدامها وقت الحاجة .
  لست اعلم صديقي د كمال هل اعتبرت ان الحل يكمن باتفاق أحزاب جماعات ب ك ك والمجلس الكردي بناء على معلومات أم تحليل واجتهاد شخصي فقط أود تنويركم بأن الحالة في الساحة الكردية لاتختلف كثيرا عن الحالة العامة بسوريا فانتم والكثيرون من الأصدقاء بالمعارضة توصلتم الى قناعة بافلاس كيانات المعارضة القائمة من المجلس الى الائتلاف الى الهيئة العليا الى المنصات وتسعون – ونحن معكم – الى إيجاد البديل عبر مؤتمرات وطنية جامعة أو خلافها ونحن في الساحة الكردية توصلنا الى قناعات حاسمة عن ان جماعات ب ك ك تتبع لحزب كردي تركي ولاشأن لها بالقضية الكردية السورية وأن أحزاب – الانكسي – فشلت وانعزلت ولاتمثل كرد سوريا ويسعى الوطنييون الكرد السورييون المستقلون وهم اتلغالبية الى عقد مؤتمر كردي سوري شامل أيضا .
  وفي الختام أرى أن الموقف السليم الذي على الشركاء في القومية السائدة – العربية – تبنيه هو اعتبار الكرد السوريين شعب من السكان الاصليين يقيم على أرضه وجزء من الشعب السوري ويحق له التمتع بحقه بتقرير مصيره بصيغة متو افق عليها بين الكرد والعرب وكل السوريين ضمن اطار سوريا الواحدة  وتثبت في دستور سوريا الجديدة ولاشك وفي الحالة الراهنة ليس هناك تمثيل شرعي حقيقي للشعب السوري حتى يتم اعلان الحل وبالتالي كل القضايا بمافيها القضية الكردية تنتظر الحل النهائي والعادل الى أن يسقط الاستبداد ويتم التغيير الديموقراطي وتقام المؤسسات التشريعية والتنفيذية والقضائية والدستورية .
   فقط للتوضيح وفي رسالتي المفتوحة لم أدعو الى فدرالية جغرافية لكرد سوريا عوضا عن الفدرالية الثقافية التي طرحها د اللبواني كما يفهم من عنوان الرد على رسالتي  بل أوضحت أن صيغة ( الفدرالية الثقافية ) كمشروع حل لقضية كرد سوريا ليست مناسبة وتذكرنا بوقائع حصلت قبل عقود من مواجهات مع الأنظمة والحكومات المتعاقبة وجدال ساخن مع القوى والتيارات السياسية السورية وحتى بصراعات في صفوف  الحركة الكردية حول تعريف الكرد وحقوقهم هل هي حقوق قومية لشعب مقيم على ارض الإباء والاجداد في اطار مبدأ حق تقرير المصير أم مجرد حقوق ثقافية لجماعة مهاجرة تقيم على أراضي الغير والمصطلح بحد ذاته غير تاريخي ولم يظهر – حسب علمي واطلاعي – كخيار حل في تجارب شعوب التحرر القومي والوطني في آسيا وافريقيا وفي منطقتنا بالذات .
  اتفق مع ماذكره في رده  ان " اتفاقية سايكس – بيكو هي من حددت جغرافية سوريا الحالية المتعددة القوميات والديانات والطوائف يشكل العرب السنة أغلبية فيها " وأختلف معه حول قراءته للمعاهدة وكأنها من المسلمات فعندما أبرمت لم يؤخذ آراء السوريين بكل أطيافهم بل فرضت من طرفين استعماريين ( مع روسيا القيصرية ) وزعا تركة الرجل المريض بالمنطقة حسب مصالحهما وقد كان كرد المنطقة من أكثر المتضررين حيث تقسموا وتوزعوا بين ثلاثة دول ( تركيا – العراق – سوريا ) إضافة الى الجزء الملحق بايران منذ اتفاقية – جالديران بين الدولتين العثمانية والصفوية .
  تلك الاتفاقية التي تجاوز عمرها القرن من الزمان  أضرت بالفلسطينيين أيضا وحرمتهم كما الكرد من التمتع بالاستقلال وحق تقرير المصير وكانت احدى نتائج التقسيم الاستعماري للمنطقة بعد انتصار الحلفاء في وقت كانت شعوبها تعيش في ظروف القهر والجهل والتأخر الاجتماعي لذلك لايمكن اعتبار مثل تلك الاتفاقيات قدرا منزلا لايجوز المس به فقد حصلت سوابق في التاريخ الحديث أعادت فيه الشعوب النظر باالكثير من المعاهدات والاتفاقيات وبينها قرارات عصبة  الأمم ومن بعدها هيئة الأمم  بعد أن شعرت أنها لاتناسب حاضرها ومستقبلها وتجربة تحولات أوروبا الشرقية ماِثلة للعيان .
  كتب الصديق اللبواني  " والحديث عن سورية فيدرالية يفترض وجود دول سابقة اتّحدت، وهذا غير موجود، النظام الفيدرالي يعبر عن وحدة دول، ويحفظ حق الانفصال، فهو كعقد الزواج الذي يمكن فصله " قبل مناقشة ذلك أو التأكيد مجددا بأنني ومنذ انخراطي بالعمل السياسي في مقتبل عمري وقيادتي للجزء الأكبر من جسم الحركة الكردية السورية لم أطرح ( أنا والتيار الذي أعبر عنه ) الحل الفدرالي للقضية الكردية بل نؤمن أن الكرد كشعب من السكان الاصليين يحق له تقرير مصيره بالشكل الذي يناسبه بالتوافق مع الشريك العربي ضمن اطار سوريا الواحدة وعودة الى ماكتبه صديقنا أقول : ليس بالضرورة أن تكون الفدرالية بين دول مستقلة يمكن ذلك في حالة – الكونفدرالية – والتجارب الفدرالية في – بلجيكا – وسويسرا – وهما من الدول الاتحادية المتقدمة تثبت ماذهبت اليه فلم تكن قبل اعلان الفدرالية السويسرية دولة إيطالية مستقلة أو المانية أو فرنسية على أراضيها وهكذا الحال في الدولة الاتحادية الهندية وحديثا في الدولة الاتحادية العراقية لم يكن قبل ذلك دولة كردية حرة . .
 صحيح كما ذكر قبل الفتوحات الإسلامية لم تكن بالمنطقة وفي سوريا دولة كردية ولكن لم تكن هناك دولة عربية أيضا بالمعنى العصري الحديث كانت المنطقة مزيجا من الاقوام من روم وبيزنط وفرس وترك وميديين ( وهم أجداد الكرد القدامى ) بحسب بعض المؤرخين أما الخلفاء  الاموييون والعباسييون فلم يشكلوا دولة عربية واعلنوا ( دولة الخلافة الاسلامية ) بل كانت ممتلكاتهم التي اكتسبوها بحد السيف تعود الى شعوب المنطقة وبينهم الكرد والترك  والاقوام الإيرانية  والروم ومسيحييو المنطقة ويهودها وغيرهم وكانت اداراتهم تعتمد على عناصر غير عربية من البيوتات والعائلات المتمكنة والمحاربين مثل – البرامكة الكرد – وأبو مسلم الخراساني وغيرهم وكان جل علمائهم واختصاصييهم وحرفييهم من البيزنطة واليهود وكما اعتقد فان نفي وجود أي دور للكرد بالمنطقة بالعصور القديمة حكم يجافي الحقيقة والواقع فخلال الإمبراطورية العثمانية كانت بكردستان التاريخية اثنان وثلاثين امارة كردية أسماؤها منشورة بالمصادر التاريخية وبعضها صكت النقود مثل امارة بوطان البدرخانية وكذلك الدولة المروانية في الجزيرة والايوبييون الكرد قاموا بدور أساسي في توحيد بلاد الشام ومصر ومواجهة العدوان الخارجي وتحرير بيت المقدس .
ويقول أيضا : " منطقة الجزيرة كانت خالية من السكن والعمران منذ الغزو المغولي، ولم تُسكن من أيّ قومية قبل الانتداب الفرنسي، ولا يوجد فيها أيّ أثر تاريخي يعود للفترة بين القرن الرابع عشر والقرن التاسع عشر، ولا توجد مقابر تحتوي رفات يعود لتلك الحقبة. صلاح بدر الدينمعظم الكرد الذين عاشوا في سورية تلك الفترة، سكنوا المدن السورية، ولم يحتفظوا بلغتهم بل اندمجوا بالسكان، معظم كرد الجزيرة قد سكنوها بعد الانتداب الفرنسي، قسم كبير منهم بعد اضطهاد نظام أتاتورك لهم في هضبة أرمينية والأناضول، وكذلك الآشور والسريان، وقد قام الفرنسي بإقطاع عائلات كردية وسريانية مهاجرة، وكذلك قبائل عربية من البدو، لتسكن وتستوطن في تلك المنطقة التي كانت ما تزال مهجورة نظراً لقلة عدد السكان "
  أولا المناطق الكردية لاتقتصر على الجزيرة وحدها فهناك منطقتا ( عين العرب – كوباني وعفرين جبل الاكراد ) وفي الجزيرة هناك دراسات ومصادر تاريخية بدءا من ( أناباس ) الذي دونه قائد الحملة اليونانية – الرومانية قبل الميلاد بمئات السنين  نحو الشرق حيث وصلت الحملة تخوم أربيل وفي معركة – الخازر – انتصر الاسكندر على الفرس حيث يقول بانهم واجهوا شعب ( الكاردوخ ) أي الكرد في طريقهم وهم قادمون من الغرب مرورا بالكثير من المؤرخين العرب بشكل خاص والمستشرقين الذين الفوا كتبا تحمل صورا من كرد الجزيرة ثم أطرح سؤالا وهو ان ابن شداد كاتب صلاح الدين الايوبي وهو من عرب الموصل يذكر أن المقاتلين الذين انخرطوا بجيش صلاح الدين كانوا من كرد الجزيرة والموصل ورواندوز وشيروان وأمد وميافارقين الخ ... وكل ذلك بالإضافة الى وثائق الانتداب الفرنسي قبل الاستقلال يثبت وجود الكرد في سوريا ( الجزيرة وكوباني وعفرين ) منذ العصور الغابرة والاهم من كل ذلك وجودهم الان بعدد يقارب الثلاثة ملايين أي ١٥٪ من سكان سوريا .
  ثم أن المنطقة كانت مسكونة بالقبائل الكردية بل مزدهرة قبل الانتداب الفرنسي بسبب تدفق الأنهار فيها وخيراتها الزراعية ومنتوجاتها  وكانت الجزيرة وصولا الى عمق سهل ماردين ومعظم شرق الفرات مرتعا لقبائل – المللي – بزعامة إبراهيم باشا المللي الذي ووري الثرى بعد وفاته في سفح جبل كوكب قرب مدينة الحسكة وكانت المنطقة حينها تحت سيطرته صحيح من الصعب إيجاد آثار وحتى قبور ترمز الى الكرد والسبب ان التيارات الشوفينية التي حكمت مابعد الاستقلال وخصوصا نظام البعث منذ انقلابه أصدر قرارات حاسمة بإزالة أي أثر يدل على الوجود الكردي خاصة عبر مديريات الآثار والمتاحف وتغيير أسماء البشر والقرى وحتى التلال والجبال فتجد بالجزيرة كل شيء باسمين وهناك مئات القرى والبلدات تحمل اسمين : الأصلي كردي والجديد عربي وجاء مخطط ( الإحصاء والحزام العربي ) لاستكمال عملية التهجير والتعريب وتغيير التركيب الديموغرافي .
  من جهة أخرى فان بلدان المنطقة قبل وضع الحدود كانت منفتحة على بعضها وترى قبائل وعشائر موزعة بين عدة دول تربطها العوامل الإنسانية والاقتصادية الرعوية فالكثير من العشائر العربية بالعراق مثلا  لها امتدادات بسوريا وهكذا بين سوريا ولبنان والأردن أما الهجرة الكردية المزعومة من تركيا الى سوريا ( والتي ضخمهتها عناصر قوموية عنصرية )  فلم تكن يوما هجرة بشرية واسعة بل شهدت بعض المراحل تنقلات ذات طابع سياسي خاصة خلال ثورة الشيخ سعيد بكردستان تركيا فبعد هزيمة الثوار لجأت شخصيات قيادية مع عائلاتهم الى ذويهم واقاربهم  وعاد البعض منهم بمراحل لاحقة الى موطنهم  بعد صدور قوانين العفو .
  هناك بالجزيرة مناطق كردية وهناك مناطق مختنلطة من الكرد والعرب والمسيحيين وهناك مناطق ذات غالبية عربية أما العنصر الكردي فهو الغالب  بالرغم من كل المحاولات والمخططات وعمليات التهجير القسرية والتعريب وهناك أيضا عيش مشترك وعلاقات اجتماعية بين السكان الأصليين رغم الفتن التي تثيرها أوساط نظام الاستبداد والجماعات الشوفينية وبعض الأحزاب الكردية الوافدة حديثا ولكن قدرنا جميعا أن نتضامن ونتكاتف من أجل اسقاط نظام الاستبداد وتحقيق التغيير الديموقراطي وإعادة كتابة تاريخ بلادنا وأقوامنا بأمانة علمية موضوعية وصولا الى سوريا جديدة تعددية تشاركية بموجب عقد سياسي اجتماعي جديد وعصري يضمنه الدستور وينعم في ظله الجميع بالامن والأمان والاطمئنان والمستقبل الزاهر الخالي من الضغائن والاحقاد .
 نعم هناك مناطق كردية غير مترابطة ولكن ذلك لايمنع من إيجاد صيغة مناسبة متوافق عليها لحل القضية الكردية السورية وعندما نقول حسب الشرائع والمواثيق العالمية فنعني بذلك مبدأ حق تقرير مصير الشعوب وميثاق الأمم المتحدة وقبل ذلك عصبة الأمم وتصريح الرئيس الأمريكي ويلسون ومبادئ ثورة أكتوبر وغيرها من القيم الانسانية العادلة لأن قضية الكرد في مختلف بلدان تواجدها ليست من القضايا الداخلية فحسب بل لها طابع إقليمي ودولي واممي لايمكن فصلها حتى عن قضايا السلم والحرب في منطقتنا والعالم أما ماطرحه صديقنا ( الفدرالية الثقافية ) كحل فأجده غير نافع أولا لان التعبير عبارة عن بدعة سياسية لم ترد في أية تجربة محلية وعالمية بخصوص حل القضية القومية فقد فهمنا أن صيغ الحل حسب الميراث الانساني تفاوتت بين : ( الاستقلال والكونفدرالية والفدرالية والمناطق القومية في التجربة الاشتراكية وكذلك في التجربة الغربية بسويسرا وبلجيكا وفي التجربة الآسيوية بالهند ) وتجاروب أخرى لامجال لذكرها الان ثم لماذا تسمية الفدرالية الثقافية هذا الاسم الكبير المفتقر الى الجوهري الأفضل بهذه الحالة اطلاق – الحقوق الثقافية - .



180
الكرد السورييون ..على ماذا مقبلون
                                                             
صلاح بدرالدين

   منذ أكثر من أسبوعين وباشراف ممثل التحالف الدولي ضد داعش الضابط الأمريكي الجنرال – روبيك – تعقد اجتماعات بين ممثلين عن أحزاب كردية سورية في قاعدة عسكرية بمنطقة الحسكة من أجل ( توحيد الصف الكردي ) بحسب دعوة القائد العسكري ل – قسد – ومن أجل معرفة المزيد ومتابعة مايجري بمعزل عن وسائل الاعلام وجدت من رالفائدة الادلاء برؤيتي حول هذا الموضوع الذي يتعلق بمصير شعبنا .
   في الاشكاليات التعريفية الخمسة عشر:
  الإشكالية الأولى :
    صاحب الدعوة اسمه المستعار – الحركي ( مظلوم عبدي ) القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية وأحد القياديين البارزين في منظومات حزب العمال الكردستاني بسوريا من دون معرفة موقعه التنظيمي الفعلي في المسميات الأخرى بسبب المنشأ العسكري والسرية المطبقة والمركزية الشديدة وهو من خريجي – قنديل – الأوائل الذي عاش فيه لأعوام .
  الإشكالية الثانية :
    اختلاط الأمر على المتابعين حول هل الدعوة من – قسد – أو – ب ي د – أو – تف دم – أو – مركز قنديل أو من بعضهم أو من جميعهم .
  الإشكالية الثالثة :
  هل هي مبادرة كما تردد أم دعوة في أغلب الاحتمالات ففي الأولى ان صح يجب أن تحمل مشروعا متكاملا معلنا مع كل تفاصيله التنظيمية والاجرائية ومصدره والجهة التي وقعت عليه وبانتفاء هذه الحوامل تكون دعوة تم اطلاقها باسم شخص من دون مرجعية مؤسساتية جماعية معلنة تتحمل مسؤولية المتابعة  .
  الإشكالية الرابعة :
   آلية الدعوة ظلت معلقة وغير معلنة هل من أجل السعي لالتحاق الآخرين بما هو قائم على قاعدة الأحادية الحزبية ، وفي مقدمتهم ( المجلس الوطني الكردي ) بادارات ومؤسسات صاحب الدعوة – السياسية – العسكرية – الأمنية ) ، أم من أجل ائتلاف الأحزاب المنتمية الى ( طرفي الاستقطاب ) لاداء وظيفة ظرفية تتطلبها الحالة السورية الراهنة والظروف الدولية – الاقليمية وتصب أساسا في مصلحة – الجنرال – ، أم في سبيل بناء جسم جديد بهياكل ومنظومات جديدة من كل الأطراف والتيارات السياسية والوطنيين المستقلين تحت اسم الحركة الوطنية الكردية السورية ومن خلال مؤتمر عام بمشاركة الجميع ؟ أم مجرد دعوة كاستجابة سريعة لضغوطات من ( مانحين ) ومعروفة النتائج سلفا .
  الإشكالية الخامسة :
   شكوك في ادعاءات بتوصيف المشهد على أنه مبادرة أمريكية فرنسية مشتركة حول الشأن الكردي السوري من دون صدور أية إشارة أو وثيقة من هاتين الدولتين الكبريتين اللتين لن تجدا حرجا ( خصوصا بالوضع السوري المزري الراهن ) بالإعلان ان كان الامر واقعا خصوصا مايتعلق بموقفهما حول الكرد السوريين ودورهم وحقوقهم ومصيرهم وصيغة حل قضاياهم بآي حل سلمي مستقبلي .
  الإشكالية السادسة :
    ماهو الهدف من الدعوة ؟ بحسب صاحبها تم تحديد صيغتين واحدة " توحيد الصف الكردي " وثانية " وحدة الموقف الكردي " واستخدم اعلام – الانكسي – صيغة " توحيد الصف الكردي " أما راعي المفاوضات بين وفدي ( طرفي الاستقطاب ) الأمريكي  السيد وليم روبيك فاعلن دعم مبادرة القائد العام لقسد حول " توحيد الموقف بين الأطراف السياسية الكردية "  وتوحيد الصف ووحدة الموقف تعبيران عائمان لايلبيان شروط المرحلة وفي جميع الاحوال وكما يظهر من التسميات والمسمى فان الامر لايتعدى – سلقا – سريعا ببيان أو اعلان لاداء وظيفة عاجلة فتوحيد الشعوب وحركاتها يحتاج الى برامج ومشاريع ومؤتمرات ومواثيق وآليات ديموقراطية وبمشاركة شعبية واسعة وبصورة شفافة .
  الإشكالية السابعة :
  سوريا مقبلة على حدوث تطورات عميقة باتجاه تحقيق العدالة بشأن مقترفي الجرائم ضد الإنسانية نظاما أو مجموعات مسلحة أو كيانات سياسية أو افرادا وبدعم دولي خصوصا بعد صدور قانون – قيصر – وتقديم ضباط أمن سوريين أمام محاكم دول أوروبية وقد تطال المساءلات مؤسسات المعارضة السورية أيضا من المجلس الوطني السوري الى الائتلاف وفي المناطق الكردية والمختلطة وقعت جرائم وحصلت انتهاكات وراحت آلاف الضحايا وهناك دعاوى حول مختفين ومختطفين بالأسماء والدلائل والقرائن إضافة الى مصادرة أملاك وعقارات وتجنيد أطفال فهل سيتم بحث هذه المواضيع ذات الاهمية الفائقة في المفاوضات الجارية بالاشراف الغربي  ؟ ولوحظ صدور بيان من ( الإدارة الذاتية ) بتاريخ ٢١ – ٥ – ٢٠٢٠ تطالب فيه المجتمع الدولي خصوصا أمريكا بعدم شمول مناطقها للعقوبات على ضوء قانون قيصر !!؟؟ وليس سرا ان هناك عقود مبرمة نفطية خصوصا وحركة تجارية واسعة بين الإدارة والنظام فهل البيان بمثابة التفاف على العقوبات الصادرة بحق النظام ؟  .
  الإشكالية الثامنة :
  أصابع الاتهام موجهة الى سلطة الامر الواقع وصاحب الدعوة خصوصا بشأن احتلال عفرين ومنطقتها وتهجير سكانها وماحل بها تحت جور عصابات فصائل مسلحة غريبة وهكذا الحال بالنسبة لمناطق تل ابيض ورأس العين – سري كاني وبشكل آخر نفس الأصابع تتوجه الى الطرف الثاني – انكسي – بشأن التقصير بأداء الواجبات القومية والوطنية باعتباره المدعي أنه ( الممثل الشرعي وأحيانا الوحيد ) لكرد سوريا فهل ستطرح هذه المسائل المصيرية أم سيتم القفز فوقها وترحيلها الى المستقبل المجهول ؟ .
  الإشكالية التاسعة :
   للوهلة الأولى ومن حيث المبدأ فان كل دعوة أو صوت أو خطوة لاحلال التفاهم والسلم ولغة الحوار بين الاطراف الكردية السورية يقابل بالرضا والمباركة بصورة عفوية لدى الرأي العام لشعبنا حتى من دون التوقف على الجوهري في الموضوع في أكثر الحالات لأنه ذاق الامرين من شقاق الأحزاب وصراعاتها ولكن يجب أن نعلم جميعا بان الحالة الكردية الفرعية تتشابه كليا والوضع السوري العام ولنعترف بان مصير شعبنا وحركتنا وأحزابنا لم يعد بأيدينا ولسنا في موقع يمكننا فيه حسم أي موقف وكل ماحصل وسيحصل في المدى المنظور ( طبعا بغياب إرادة الغالبية من شعبنا ومشروعها القومي والوطني ) وتحديدا مايتم الان في ( القاعدة العسكرية الامريكية في الحسكة ) لاينطلق من مصالح شعبنا وحركتنا بل من رؤية أجانب انطلاقا من مصالحهم فقط ولاغير .
  الإشكالية العاشرة :
  هؤلاء الأجانب قد يكونوا أميركان أو فرنسيين يمكن مشاهدتهم بالعين المجردة وقد يكونوا روسا أو أتراكا أو إيرانيين أو نظام دمشق من دون مشاهدتهم وقد يكونوا كرد تركيا وكرد العراق وهم أشقاؤنا ولكنهم ليسوا كرد سوريا نعم حتى توافد مسلحي – ب ك ك – الى مناطقنا كان قرارا – أجنبيا – وليس كرديا سوريا وتشكيل – انكسي – أيضا كان اخراجا أجنبيا عبر وكلاء كرد سوريين وحتى لو تم الاتفاق بين ( طرفي الاستقطاب ) سيكون بقرار أجنبي ومن دون علم واطلاع الكرد السوريين بغالبيتهم الساحقة .
  الإشكالية الحادية عشر :
   أعترف بضعف وهزالة الحركة الديموقراطية السورية بالظرف الراهن تماما مثل حالة حركتنا وهو خسارة لشعبنا وقضيتنا لأن حل قضيتنا لن يتم بالشكل السليم النهائي العادل من دون توافقنا مع الشركاء السوريين الديموقراطيين ومايجري الآن بخصوص الحالة الكردية والدور ( الأجنبي ) الطاغي وبعلاقة كل الأطراف بتفاوت ماعدا شركائنا على الأقل الذين واجهنا معا نظام الاستبداد وساهمنا سوية في التظاهرات الاحتجاجية وفي الثورة والمعارضة – مع كل ملابساتها – وان نجح الاتفاق أو أخفق فان التاريخ سيسجل سابقة سلبية على الكرد يمكن أن تزعزع الثقة وتحل الشكوك في العلاقات الكردية – العربية في قادم الأيام وهل سنبرر لأجيالنا أن الأجنبي فرض علينا ذلك ؟ .
   الإشكالية الثانية عشر :
   طرفا المعادلة ليسا متكافئان بالعملية التي مازالت قيد الاختبار بحسب شكل ومضمون الدعوة والكفة مائلة لمصلحة صاحبها الذي يعتبر المضيف الذي ينتظر منه الطرف المقابل – انكسي – العطاءات والمكارم وهو في الحالة هذه يقوم بدور الضيف المدلل الطامح بالكثير ولايحمل في جعبته كما صاحب الدعوة أي مشروع جاد ومدروس لاعادة بناء وتعزيز وتوحيد الحركة الكردية على الأسس الثابتة ومازالت مآلات الاتفاقيات – المحاصصية – في أربيل ودهوك التي لم تر النور بين الطرفين ماثلة باالأذهان .
  الإشكالية الثالثة عشر :
   أزمتنا ككرد سوريين هي أزمة ( شرعية وتفكك وضياع مشروع ) حركة شعبنا بجانبيها القومي والوطني وحل الأزمة لايكمن في مصالحة الأحزاب التي لانستهين بها بل ماهي الا الجزء الأضعف والوقتي المرحلي في الحركة الكردية الواسعة بل في البحث عن أفضل السبل لاعادة بنائها واستعادة شرعيتها عبر العودة الى الشعب والغالبية الوطنية المستقلة وليس بتغييبها كما يتم الآن .
  الإشكالية الرابعة عشر :
  اجترار شعارات وعناوين منقوصة ومجتزءة رفعت وتم الأخذ بها منذ نصف قرن وتحديدا منذ كونفرانس الخامس من آب ١٩٦٥ مثل : ( الكرد شعب من السكان الأصليين - حق الكرد بتقرير مصيرهم ضمن سوريا الموحدة بحسب الصيغة التي يرتئيها عبر استفتاء حر – ضمان دستوري ثابت – جبهة وطنية كردية ديموقراطية – اتحاد كردي عربي ومع سائر المكونات الوطنية لايجاد بديل ديموقراطي على انقاض الاستبداد - ) وما تم تسريبه حتى الان من مفاوضات ( طرفي الاستقطاب ) : الاتفاق على أن سوريا ذات سيادة بنظام فيدرالي – اعتبار الكرد قومية – تشكيل مرجعية تمثل الأحزاب والتيارات – إقرار دستوري بحقوق الكرد ) هذا اذا كانت التسريبات دقيقة ؟! ..
 الإشكالية الخامسة عشر : عندما يتعلق الامر باية قضية مصيرية لكل فرد أو تيار أو مجموعة ابداء الرأي من دون الاستئذان من أحد عن الموضوع المثار هذه الأيام بشأن مفاوضات طرفي – الاستقطاب – الكردي السوري – ب ي د و انكسي - أتحدث وسبق أن أشرنا مرات عديدة الى عدم وضوح الرؤيا من جانب الطرفين حول طبيعة مايسعيان اليه ولاشك أن من حقهما أيضا ابرام اتفاقيات وتفاهمات حزبية ثنائية التي قد تهدئ الأجواء المتوترة بينهما ولكن ذلك لايعني بتاتا حل أزمة الحركة القومية – الوطنية الكردية السورية التي تتلخص في : التشرذم والانقسام والافتقار الى الشرعية واستقلالية القرار والدور المفقود كرديا وسوريا وضياع مشروع البرنامج القومي " وللطرفين الدور الأساس في هذا الواقع المرير "والوطنييون الكرد السورييون المستقلون لم يشعروا يوما أن الطرفين يبحثان بجدية عن إعادة بناء الحركة الكردية بقدر ما يعملان لمصالحهما الحزبية الضيقة والتكيف مع واقع الازمة المشار الى تجلياتها أعلاه .


181
وحدة الأحزاب أم الحركة الكردية أم ماذا ؟
                                                               
صلاح بدرالدين

      منذ أيام ومن دون الإعلان الرسمي وبحسب تسريبات إعلامية هناك لقاءات في قاعدة عسكرية أمريكية بمحافظة الحسكة بين ممثلين – من غير المعلوم بعد – عن ( قسد ) أو – ب ي د – من جهة و( المجلس الوطني الكردي أو ح د ك – سوريا ) باشراف مبعوث التحالف الدولي لمحاربة داعش ومندوب فرنسي غير معلن عن اسمه وصفته وذلك كما تتضمن التسريبات وتحت العنوان العريض : من أجل توحيد الكرد السوريين من دون توضيح المضمون والآليات .
     
          المشهد في الاطار الوطني العام
      " إزاحة الرئيس وإنقاذ النظام "
  ضاعفت الأزمة الوطنية العامة في البلاد ظاهرة التشرذم والانقسام أفقيا وعاموديا خصوصا بعد اختطاف الثورة والمعارضة من جانب جماعات الإسلام السياسي وفصائل مسلحة ظلامية ويتفق معظم السوريين على أن إعادة اللحمة بين الاقوام والأديان والمذاهب والمناطق السورية وكذلك بين الاطياف والتيارات السياسية تحتاج الى الكثير من الوقت والجهد وستكون المهمة الأولى والرئيسية لاعادة بناء سوريا الجديدة مابعد الاستبداد .
   وكما هو معلوم فان نخبا ومجموعات التي كانت مشاركة في مواجهة النظام منذ تسعة أعوام مدنية من المثقفين أو ذات جذور تعود الى – الجيش الحر – ( سابقا ) تعد العدة لمراجعة التجربة المريرة واستخلاص العبر من دروس الماضي القريب وطرح برامج ومشاريع بصيغ وأشكال عديدة من أجل الخلاص والإنقاذ ومن ضمن الموضوعات المثارة كيفية إيجاد حل عادل للقضية الكردية السورية في اطار الوطن السوري الواحد .
  لاشك أن قرب تفكك النظام ( ولاأقول انهياره ) وحدوث الصراعات في مفاصله العائلية قد أثارا الانتباه من جديد ودفعا نحو الاعتقاد بان أوان ( الاستحقاقات ) قد حل خصوصا الى جانب بوادر تغييرات في مواقف القوى المحتلة من رأس النظام والتخطيط لتبديله بعد نفاذ دوره وانحسار نفوذه حتى بين عائلته وطائفته وما سيترتب من نتائج وقد تكون عكسية بالنسبة للسوريين أي بمعنى اتفاق الأطراف الدولية المعنية وخاصة روسيا وامريكا وإسرائيل على المعادلة التالية : " إزاحة الرئيس وإنقاذ النظام " بل ترسيخ قاعدته بشكل أوسع وقطع الطريق على السوريين من إعادة تنظيم صفوفهم والاتيان بالبديل الديموقراطي المنشود .
       في الحالة الكردية الخاصة
  يصر كل من ( الاتحاد الديمقراطي – ب ي د ) و ( الحزب الديمقراطي الكردستاني – سوريا ) على القطبية الثنائية للصراع استنادا الى فرضيات  - تقديم آلاف الشهداء - وادعاء التمثيل الشرعي الوحيد – في وضع يعلم فيه الجميع أنهما ليسا مخو لان شعبيا ويفتقران الى الشرعية حتى الحزبية التنظيمية وتجاهل وجود قوى أو تيارات أو مجموعات أخرى والتعتيم على أي مشروع خارج نطاق الطرفين الى جانب استخدام الضبابية وعدم الوضوح في مسألة – وحدة كرد سوريا – واخفاء أجنداتهما عن الشعب وهذا كله دليل قاطع على عدم الجدية في ما يرميان اليه ويفتح الطريق الى تفسيرات عديدة ومتناقضة الى درجة ابداء الحذر والريبة من جانب قطاعات واسعة من شعبنا مما يجري وراء الستار .
  لسنا على علم بعد مع غالبية الكرد السوريين ماذا يريد طرفا ( الاستقطاب ) فاذا كانا يهدفان الى توحيد الحركة القومية – الوطنية الكردية السورية فعليهما تعريف هذه الحركة من هي ومن من تتشكل وماهي جوهرها ومجالها وقاعدتها وطبيعتها ؟ الحركة بمفهومها الواقعي واسعة التيارات الفكرية والسياسية والثقافية وشاملة الطبقات الاجتماعية كافة وتاريخية الأصول أقدم من أحزاب طرفي ( الاستقطاب ) بعقود ان لم يكن بأكثر من قرن والعنصر الأضعف في هذه الحركة هو ( الحزب ) الذي يظهر ويزول بعد ان يخفق ويسقط وليس من المنطق والحكمة أن يتحول الأضعف في هذه المعادلة الى مركز استقطاب أو أداة صالحة للتوحيد .
  طرفا ( الاستقطاب ) غير مؤهلان بنهجهما غير المستقل وتبعيتهما لتوحيد الكرد وتعزيز حركتهم والحفاظ على شخصيتهم المستقلة عن المحاور فالشرط الأول هو إعادة الدور الوطني للكرد وحركتهم الى دائرة الفعل في اطار الحركة الديموقراطية الوطنية السورية وليس انطلاقا من مصالح وتوجيهات خارجية والطرفان فشلا خلال تسعة أعوام أو تغاضا عن أداء هذه المهمة .
  وبشئ من الصراحة وكثير من الوضوح أقول : أخشى ماأخشاه أن مايتداول الان حول وحدة الكرد السوريين ماهو الا مشروع شخصي للسيد – مظلوم عبدي – واذا تناولنا الموضوع من جهة مدى حظوته لدى مرجعيتي طرفي ( الاستقطاب ) نتوصل – بحذر - الى نتائج تدل على انعدام توفر الموقف الموحد ولن أزيد أكثر ...والأيام القادمة كفيلة بكشف ماهو مستور .
  مشكلتنا نحن الكرد السورييون في تفكك حركتنا وانقسامها شيعا وأحزابا وتعرضها لهجمات متواصلة من نظام الاستبداد أولا ومن جهات غريبة حزبية تحاول النيل من تراثها الديموقراطي وتاريخها الوطني الناصع وفكرها ونهجها والأحزاب هي من تنكبت لمهام شرذمة الحركة وتشويه مسارها واحلال الحزب والتحزب محل الحركة والكردايتي .
  اما اذا يريد طرفا ( الاستقطاب ) عقد صفقات حزبية بصيغ ( جبهة أو توافق أو تشارك في سلطة الامر الواقع وتوزيع مواقع ومحاصصات ...) والانطلاق من ذلك نحو البحث عن دور مشترك للتفاهم مع نظام الاستبداد والتحول الى منصة جديدة على غرار ( منصات الرياض والقاهرة وموسكو وحميميم وووو ) وما سيكلف من تفكيك تحالفات قديمة وبناء جديدة فان ذلك قد يكون أمرا مفهوما حيث حدوث مثلها باتت شبه يومية على الساحة السورية ولكن لن يكون تمثيلا شرعيا حقيقيا للكرد السوريين وحركتهم وليس الا مجرد اتفاق حزبين وما يمثلان من أحزاب وتنظيمات أخرى وهذا متبع منذ الستينات في العمل الحزبي بالساحة الكردية .
  تفاهم أو وتوافق أو اتفاق طرفي ( الاستقطاب ) من دون المشاركة الشعبية والغالبية الوطنية المستقلة لن يكون عملا انقاذيا لمعاناة الحركة القومية – الوطنية الكردية السورية ولن يكون حلا لأزمتها بقدر مايكون استجابة لرغبات الأطراف ( المانحة ) وخاصة الطرف الأمريكي الذي يسعى جاهدا الى الاتكاء على كرد شرقي الفرات لتعزيز سيطرته وادامة نفوذه باسم محاربة داعش ( بالمناسبة عاد خطر داعش إعلاميا وفي هذا الوقت بالذات من جديد بعد اعلان القضاء عليه !!) ولكن من دون ضمانات سياسية حول مستقبل الكرد وحقوقهم والسؤال الذي لايغادرنا أبدا : لماذا لاتعمل اميركا على توحيد الحركة الوطنية السورية ؟
 
 

182
مذكرة الى المبعوث الأمريكي الخاص
                                                             
صلاح بدرالدين

  بين الحين والآخر يقوم اعلام بعض الأحزاب الكردية السورية بتسريب أخبار وصور حول لقاءات واجتماعات مع عسكريين أمريكيين من المشرفين على الملف السوري والعاملين في القواعد الامريكية بمناطق القامشلي والحسكة ومن دون نشر أية بيانات أمريكية حول فحوى تلك الاجتماعات والهدف منها يقوم الاعلام الحزبي بهذه المهمة من طرف واحد .
  وقبل فترة اعلن قائد قوات – قسد – السيد ( مظلوم كوباني ) عن ماسماه بمبادرة لوحدة الصف الكردي السوري وقد اعتبر المتابعون انها مجرد دعوة لالتحاق الآخرين به وبحزبه وفصائله المسلحة لانه لم يفصح عن الأسس والآليات والاهداف من وراء تلك الدعوة وعلى الاغلب كما يعتقد المراقبون الكرد والسورييون فان أصحاب سلطة الامر الواقع مقبلون على ابرام صفقات مع عدة جهات بينها النظام السوري لتثبيت فرضية انهم ممثلون لكرد سوريا وهذا يصب لمصلحة المحتلين الامريكان أيضا لانهم يعتمدون قتاليا وعلى الأرض عليهم لذلك فانهم بحاجة الى احتواء الآخرين من أحزاب وجماعات .
 من الغريب في هذا الموضوع الكردي السوري أن صاحب المبادرة الذي يطلق عليه ( الجنرال ) قائد عسكري والجانب الأمريكي ممثل التحالف العسكري ضد داعش ضابط برتبة جنرال أو ليس مسألة وحدة الصف الكردي مسألة سياسية ؟ لماذا لايتم التعاطي مع مسألة سياسية بادوات سياسية ؟ .
  وكنا قد وجهنا مذكرات ورسائل سابقة حول هذا الموضوع ورأينا من المفيد تقديم المذكرة التالية :
   مذكرة مفتوحة
  الى السيد جيمس جفري المبعوث الخاص للتحالف الدولي ومستشاره السيد ويليام روبوك المحترمين  .
 اذا صح ماتتداوله وسائل الاعلام المحلية عن نيتكم في توحيد الصف الكردي السوري فاننا ومن باب الحرص نضع أمامكم مجموعة من التساؤلات المشروعة حول أمور مازالت يلفها الغموض تحتاج الى توضيح مع باقة من الملاحظات والمقترحات التي من شأن الأخذ بها تحقيق مايصبو اليه شعبنا بغالبيته الساحقة .
 التساؤلات :
 أولا – أنتم كممثلين لدولة عظمى تتعاطون مع الشأن السوري منذ اندلاع الثورة – ٢٠١١ - وكنتم تعقدون اللقاءات مع ممثلي المعارضة علنا وكان لكم مواقف معلنة في كافة المراحل فلماذا تتكمون حول حقيقة موقفكم السياسي من القضية الكردية السورية ؟ .
  ثانيا – أمام غياب أي موقف سياسي معلن تجاه القضية الكردية السورية فان تواصلكم مع أحزاب الطرفين الكرديين بهدف تقريب وجهات النظر بينهما لايصب بمجرى مصالح الكرد وحركتهم الوطنية بل قد يخدم خططكم غير المعروفة أصلا في سوريا بنظر العديد من المراقبين .
  ثالثا – وهناك من يعتقد ان مساعيكم الراهنة بهذا الخصوص قد تكون من أجل تعزيز مواقع حليفكم – قسد – ومركزه الأساسي التنظيم السوري لحزب العمال الكردستاني الذي تعتبرونه شريكا ضد – داعش – من أجل تسويقه ليكون ممثلا للكرد السوريين في أي حل قادم للمعضلة السورية .
  رابعا – قد يكون من حقكم البحث عن شركاء ومتعاونين من الكرد وغير الكرد ليبلبوا احتياجاتكم العسكرية اليومية والوقتية على الأرض خدمة لمصالحكم الاستراتيجية ونفوذكم الراهن على الأرض السورية ولكن من حقنا أيضا أن نصارحكم بان مايجري حتى الآن لايتعلق بوحدة الكرد وحركتهم على أسس سليمة .
  خامسا – تفقد مكاتب أحزاب كردية فاشلة بالقامشلي وتجميع بعضها في قواعد عسكرية باسم الحوار وتحت جنح الظلام ليسا الطريقة الصحيحة المناسبة لوحدة الكرد بل يمكن أن يخلق ذلك المزيد من الشكوك والريبة لدى شركائنا السوريين ونحن بغنى عنها خاصة بعد ما أثيرت من فتن منذ تسعة أعوام كان ومازال وراءها نظام الاستبداد والتيار المغامر الكردي .
  سادسا – العديد من الأحزاب التي تواصلتم معها والتي تجتمع باشرافكم أساءت الى وطننا والى شعبنا ولم تحاسب بعد وأن القسم الأكبر منها لايعبر عن إرادة الكرد السوريين ويفتقر الى الشرعيتين التنظيمية والقومية يعني بصريح العبارة ليس مخولا من غالبية الكرد السوريين .
  سابعا – الطريق الى وحدة الكرد السوريين يمر حصرا بإعادة بناء حركتهم الوطنية واستعادة شرعيتها عبر عقد المؤتمر الكردي السوري الجامع بعد التوافق على تشكيل لجنة تحضيرية من غالبية مستقلة للاعداد للمؤتمر المنشود وان كنتم فعلا حريصون على مصالح الكرد السوريين فبمقدوركم المساعدة لتحقيق ذلك خاصة مايتعلق بالمكان الآمن .
  ثامنا – عندما يعقد ذلك المؤتمر سيتم الالتزام بقيادة شرعية منتخبة وبرنامج سياسي كردي للسلام وخارطة طريق وحينها فقط يمكن اتخاذ القرارات المشروعة حول مصير البلاد والشراكة مع السوريين وتحديد الحقوق والواجبات ورسم التحالفات المحلية والوطنية والإقليمية والدولية .
  تاسعا – بالرغم من نشدان الوحدة والتفاهم والأجواء الآمنة والتعلق بتحقيق ولو الحد الأدنى من العمل الوطني الكردي المشترك فليس مطلوبا من شعبنا أن يصفق لكل – همروجة – باسم الوحدة وبعد كل تجاربه المريرة والمكلفة بهذا المجال فقد بلغ سن الرشد ولن تنطلي عليه بعد اليوم الشعارات الزائفة ولن يرضى بأية مبادرة اذا لم يكن مطلعا على مضمونها بالكامل .
  نتطلع الى تفهمكم مع أحر التحيات
   ٣ – ٥ – ٢٠٢٠
      صلاح بدرالدين 

183
عودة الى موضوع الضباط الكرد الثمانية
                                                                           

صلاح بدرالدين


  أين اختفى الضباط الكرد الثمانية المنشقون عن النظام السوري ؟

     لقد اتصل بي بعض ذوي هؤلاء الضباط كما أنني وخلال وجودي في لقاء مع العقيد رياض الأسعد قائد الجيش الحر في ذلك الوقت تحدث معي الأخ العقيد مالك كردي حول مسالة غياب الضباط وأن قسما من عوائلهم يسكنون بمخيم الضباط في انطاكيا ويطالبون بمتابعة مسألة اختفائهم ثم ناولني التلفون وكان على الطرف الآخر السيدة الفاضلة حرم العقيد حسن أوسو التي أبدت قلقها على غياب زوجها وتمنيها بالبحث عنه وزملائه  وانطلاقا من واجباتي القومية والوطنية بدأت بالتقصي ومفاتحة المسؤولين باقليم كردستان العراق من أعلى المستويات والتقيت بعضو المجلس العسكري الكردي النقيب بيوار مصطفى كما أجريت اتصالات مع أشخاص يمتون بصلة القرابة لأبو هدار وكذلك مع لجان حزبية من الحزب الديموقراطي الكردستاني على مواقع قريبة من الحدود العراقية السورية وتوصلت الى تصور متكامل نشرته على موقعي بالفيسبوك بالشهر السابع من عام 2013 وكنت أول من تناول الموضوع وأثاره وأماط اللثام عنه ومن بعد ذلك اعتمد كل من كتب حول الموضوع على مانشرته كمصدر وحيد دقة وتوثيقا بالشكل التالي :
" منذ ثلاثة أشهر ونيف اختفى أي أثر لثمانية ضباط أكراد من قيادة " المجلس العسكري الكردي " وهم : (1 –العميد الركن محمد خليل العلي –  2 – العقيد محمد هيثم إبراهيم 3 – العقيد حسن أوسو –  4 – العقيد محمد كلي خيري  5 – المقدم شوقي عثمان   6 – الرائد بهزاد نعسو . 7 – النقيب حسين بكر . 8 – الملازم أول عدنان برازي ) . إضافة الى مرافقهم المدني (  راغب أبو هدار –من سكان القامشلي وسائق السيارة من سكان منطقة عفرين ) وبناء على إفادات أفراد عائلاتهم فانهم أبلغوهم  بأن المجموعة متوجهة الى إقليم كردستان العراق وأن آخر اتصال كان من قبل أحدهم مع عائلته من القامشلي يوم 15 – 4 – 2013 وبحسب شهود عيان " يتعذر الكشف عن هوياتهم حفاظا عليهم ومن أجل سلامة التحريات بالمستقبل " فان مفرزة من جماعات – ب ك ك – ألقت القبض على المجموعة قرب الساتر الحدودي بين ( ربيعة والوليد ) على الجانب السوري صباح يوم 20 – 4 – 2013 ونقلتهم مع السيارة الى وجهة مجهولة .
اذا كان الهدف من اختطافهم هو معاداة الجيش الحر فان جماعات – ب ك ك – تلتقي ضباط الحر بين الحين والآخر وتزعم أنها الى جانبهم في أكثر من مكان واذا كان السبب هو اتهامهم بالعمل مع تركيا فان علاقاتهما الآن مثل – السمن على العسل – أما اذا كانت قرصنة فانها ترمي الى اثارة الفتن بين الكرد وتقديم الخدمات لأعدائهم وخاصة النظام السوري .
في أجواء – المصالحات المرتقبة – وعلى أعتاب انعقاد (المؤتمر القومي الكردستاني) التي تشكل جماعات – ب ك ك – طرفا فيه عليها (أقله لاثبات حسن النية) أن تبادر على الفور على اطلاق سراح هؤلاء الرجال الشجعان الذين انشقوا مثل الآلاف من زملائهم الضباط السوريين عن نظام الاستبداد وانضموا الى صفوف الثورة طوعا ووقفوا الى جانب شعبهم وقضيتهم أو تقديم الدلائل المقنعة على عدم تورطهم والمساعدة في الكشف عن مصيرهم حيث العشرات من أفراد عائلاتهم والآلاف من ذويهم ومحبيهم ينتظرون قدومهم على أحر من الجمر علما أن هناك سوابق عديدة لهذه الجماعات في اختطاف المخالفين لها ومن بينها اختطاف كل من المناضلين " جميل أبو عادل وبهزاد دورسن " .
 أرى أن منظمات المجتمع المدني الحقوقية والسياسية والمهنية والإعلامية الكردية والعربية وكذلك قيادة أركان الجيش الحر وكل المعنيين بالملف السوري تتحمل كل من موقعه مسؤولية الكشف عن مصير هؤلاء واعادتهم سالمين الى عائلاتهم وقد تستدعي الحاجة بشكل سريع الى تشكيل لجنة وطنية للبحث والمتابعة وتقصي الحقائق . "
      ردا على شاهد الزور
  نشر (  مركز توثيق الانتهاكات في شمال سوريا ) في ٢٤ – ٤ – ٢٠٢٠ رسائل وشهادات حول مسألة اختفاء الضباط الكرد الثمانية وبغض النظر ان كان هذا المركز قريبا من جماعات ب ك ك أم لا الا ان اثارة الموضوع وبمحاولة لتغيير وقائع الحدث ووجهته وتعليق – جريمة – جماعات ب ك ك على الآخرين في هذا الوقت بالذات يدل على مدى الحرج الذي تعيشه تلك الجماعات خاصة وأن مسألة الضباط باتت على طاولة التحالف الدولي وكانت ضمن وثائق المختطفين والسجناء والمفقودين التي رفعتها منظمات حقوق الانسان والمجتمع المدني في وجه سلطة الامر الواقع .
  في عداد ما سميت بالشهادات الجديدة المنشورة واحدة باسم ( د اكرم نعسان ) وفيها أن السيد العميد محمد خليل أخبره تلفونيا أن ( الأستاذ فاضل ميراني القيادي المعروف في الحزب الديموقراطي الكردستاني – العراق ) هو من دعا الضباط الثمانية الى الإقليم عبر – صلاح بدرالدين – وهو اتهام مباشر الى مسؤولية قيادة البارتي بزعامة الرئيس مسعود بارزاني عن ماحصل للضباط الثمانية وهنا أطرح على الرأي العام الحقائق والتساؤلات التالية :
  أولا – لماذا تأخر ( د اكرم نعسان ) كل هذه السنوات للادلاء بشهادته فالحادث وقع عام ٢٠١٣ ونحن الان في ٢٠٢٠. ؟
 ثانيا – مع ذلك فان شهادته – مرتبكة لانها مصطنعة – فمرة يدعي : ( أثناء المكالمة أخبرني أنهم التقوا ببدرالدين، قبل وقت قصير في تركيا عبر هيئة أركان الجيش السوري الحر ) وتارة أبلغه العميد ( أنه على اتصال دائم بصلاح بدرالدين ) أي عبر التلفون أو وسائل التواصل وليس اللقاء وجها لوجه في حين ان أركان الجيش الحر لم يكونوا على علم بقرار توجه الضباط الى إقليم كردستان كما سمعته من قائد الأركان العقيد رياض الاسعد وبحضور العقيد مالك الكردي والرائد أبو ثائر البيضا في مجمع الضباط بانطاكيا  وكلهم أحياء أطال الله باعمارهم .
  ثالثا – فات – المدعي – أن الأستاذ فاضل ميراني سكرتير المكتب السياسي للحزب الشقيق حاليا لم يستلم يوما ملف سوريا والكرد السورييون وهناك المعنييون بذلك الملف وهم ( لجنة مشكلة من مختلف المؤسسات بالاقليم ) و ( الحزب الديموقراطي الكردستاني – سوريا ) حيث مكتبه باربيل و ( المجلس الوطني الكردي ) أيضا مكتبه باربيل والمنسق العام د عبد الحميد دربندي .
  رابعا – بالنسبة لي شخصيا فالكل يعلم أنني لست جزء من كل تلك الأطراف المشار اليها وهي صديقة وكنت ومازلت مستقلا منذ ٢٠٠٣ وكل نشاطاتي مابعد الثورة السورية كانت شخصية ولم أكلف يوما من الاشقاء بالاقليم بأية مهمة حول سوريا وكردها فليسوا بحاجة الي أولا ثم اني أحتفظ بهامش من الاستقلالية والتميز بخصوص الملف الكردي السوري .
  خامسا – لم اتواصل ولم اتعرف ولم التقي بسيادة العميد يوما من الأيام وبجميع رفاقه ماعدا النقيب – بيوار – الذي التقيته مرة باستانبول ولو كان لدي تواصل او علاقة مع الاخوة الضباط لكان مبعوثهم وعضو مجلسهم النقيب بيوار قد اتصل بي عندما زار إقليم كردستان العراق وكنت ساتشرف لو تعرفت على هؤلاء الابطال الذين انشقوا عن الدكتاتورية أولا وكونوا مجلسهم العسكري الكردي ثانيا .
  سادسا – ان فرضية دعوة الضباط الى الإقليم من جانب القيادة باطلة من الأساس فلو قررت القيادة ذلك لكانت نسقت مع تركيا ( صديقة للجيش الحر وللاقليم أيضا ) لوصولهم جوا وعبر مطار أربيل وليس من خلال مناطق نفوذ ب ك ك على طول المسافة التي سلكوها .
  سادسا – بقي ان أقول اذا أرادوا ان يصنعوا من ( د اكرم ) ( الشاهد الملك ) كان يجب ان يحبكوا الكذبة باتقان فهذا الشخص حاقد على قيادة البارتي بكردستان العراق منذ ان كان هناك بمنطقة سوران بالتسعينات يعمل بإحدى منظمات الإغاثة الأجنبية واصطدم بالإدارة الكردية ثم اتصل بي تلفونيا وطلب مني الدعم وموضوعه بالمكتب السياسي ولأنه كردي سوري حاولت تلبية طلبه وبعد مراجعة المكتب الساسي للبارتي وكان مشرفا حينها على المنظمات الأجنبية العاملة بالاقليم ابلغوني ان ملف المذكور متشعب ( فساد – تجاوزات – اتصالات سرية مع تنظيمات ب ك ك ) ولم ارغب في معرفة التفاصيل وعندما اتصل ثانية اعتذرت له ويبدو من حينها يحمل الضغينة والحقد وهذا مالايليق بأي انسان .
  يجب ان تأخذ العدالة مجراها وتنكشف الحقيقة وتعترف سلطة الامر الواقع بفعلتها ولن تستطيع التستر والتهرب حتى لو جندت الالاف من شهود زور وأصحاب الضمائر الميتة

184
رسالتي الى السيد رئيس إقليم كردستان
                                                                     
صلاح بدرالدين

أزمة الحركة الكردية السورية تتفاقم وتتعمق وتتجه الى مزيد من الانقسامات والى الغاء الدور الكردي محليا ووطنيا وكردستانيا ووضعهم على هامش مرحلة الاستحقاقات القادمة ، والمعادلة الحالية التي تتحكم بحاضرنا ومستقبلنا تفرض علينا التوجه الى أشقائنا الكبار في كردستان العراق حيث دورهم المفصلي في مصير حركتنا لم يعد سرا على أحد منذ اندلاع الثورة السورية بشكل خاص وما شهدت تلك الفترة من علاقة مباشرة لهم في تأسيس ( المجلس الوطني الكردي ) وانعقاد مؤتمر الكرد السوريين باربيل واحتضان المجلس و ح د ك – س والتحول الى حاضن ومانح وداعم وكذلك وسيط في اتفاقيات أربيل ودهوك بين ( المجلسين انكسي و تف دم ) الى جانب التواصل والعلاقات الاقتصادية المتينة مع سلطة الامر الواقع الخاضعة لقرار – قنديل -  .
  نحن الان ككرد سوريين بامس الحاجة الى دعم الاشقاء الكبار من أجل التحضير لملئ الفراغ بالمرحلة المقبلة في الساحة الكردية السورية التي قد تشهد تطورات سريعة على صعد النظام ، وضمن جماعات ب ك ك ، وفي وسط أحزاب ( الانكسي ) ، والمساهمة الإيجابية على صعيد تعزيز الحركة الوطنية السورية أيضا حيث المحاولات جارية لاعادة بنائها كما في حالتنا الكردية الخاصة ، وذلك يتطلب اعادة التوازن بعد الخلل وتحقيق مشروع إعادة بناء حركتنا ، واستعادة شرعيتها ، وتعزيز وحدتها من خلال عقد المؤتمر الكردي السوري الجامع في أراضي إقليم كردستان العراق الذي يشكل المكان الأنسب خصوصا بوجود مايقارب ثلاثمائة الف لاجئ كردي سوري .
ولان هناك تدخلات وتداخلات وتشابكات في الوضع الكردي السوري نرى من المصلحة فرزها وتقييمها وفصل التدخل الصالح من التدخل الطالح قد نختلف حول الموقف من البعدين الكردستانيين ( اقليم كردستان و ب ك ك ) فالاول كان على الدوام نصيرا لكرد سوريا منذ البارزاني الكبير قبل اكثر من نصف قرن وحتى الان وهناك سابقة عقد المؤتمر التوحيدي لليسار واليمين عام ١٩٧٠ في ناوبردان برعاية البارزاني وهناك اتنفاقيات اربيل ودهوك برياية كاك مسعود بارزاني أما ب ك ك فلنا ككرد سوريا تجربة مريرة معه فهو يخون الاخر ولايعترف بالمختلف ومتحالف مع اعداء كرد سوريا ( نظامي دمشق وطهران ) وليس مستعدا لقبول اي مؤتمر كردي سوري جامع اما الادعاء بانه يغطي ( شرعيته ) بالامريكان فليس صحيحا ومسألة الامريكان حديثة وتكتيكية والامريكان لم يمنحوا الشرعية لاية حركة تحرر بالتاريخ وبالمناسبة جماعات ب ك ك بسوريا مزدوجة الولاء لكل من روسيا وامريكا والصراع بين التيارين ظهر للعلن وبالرغم من موقفنا الواضح الايجابي من الاشقاء بالاقليم الا اننا ندعوهم الى اعادة النظر في الملف الكردي السوري ودعم مشروع المؤتمر الجامع وترشيد - التداخل - بصيغته السابقة ثم اطلب منك ان تقترح على جماعات ب ك ك السورية بالموافقة على عقد ذلك المؤتمر في مناطقها فهل يوافقون ؟ واخيرا يسرني مناقشة الموضوع من وجهات نظر مختلفة لانه قومي ووطني ومصيري .
كنت ومازلت اتمنى لو و افق أتباع ب ك ك من ب ي د وسلطة الامر الواقع وكافة المسميات الاخرى على مشروع اعادة البناء وانعقاد المؤتمر الكردي السوري المنشود ولكن للاسف لم يتم ذلك والان وكما اوضحنا بمناسبات اخرى هناك تيار كردي سوري داخل الجماعة ولكنه لم يتبلور على شكل مميز وصاحب برنامج مختلف ولكن دوره واعد بالمستقبل وهناك مؤشرات على امكانية ان يقوم بمراجعة بالعمق حول مختلف القضايا ولن يكون تابعا لقنديل ولاية مراكز أخرى واعتقد هذا التيار سيكون جزء من المشروع المطروح بالمستقبل واتمنى ذلك
الصراع بين غالبية السوريين والنظام لن يتوقف حتى لو قامت روسيا بتبديل رؤوس بأخرى الا ان يتم التغيير الديموقراطي واستعادة الحرية والكرامة والصراع مع انظمة الاستبداد متواصل منذ الانتداب وقبل الثورة وسيستمر بعدها باشكال اخرى هكذا كان الشعب السوري وهذا هومنطق التاريخ والتطور وفي حالتنا الكردية فان اخفاقات الجماعات المهرولة نحو دمشق منذ الستينات وحتى الان تكفي لاستيعاب درس ثمين وعدم تكرار الخطايا التي تجلب المآسي ثم وكما تضمنت رسالتي الى السيد رئيس إقليم ركردستان العراق " نعم قد يصح الحوار مع العدو والخصم ولكن بحالتنا الكردية السورية نحن منقسمون وموزعون بين موالاة أربيل وقنديل وبالامكان ان نتوحد ان استجاب إقليم كردستان العراق لمانرمي اليه بتحقيق مبادرتنا في عقد مؤتمر كردي سوري جامع وبمن حضر من الوطنيين المستقلين وهم غالبية شعبنا ومن أتباع الأحزاب أيضا في أربيل ، من اجل إعادة بناء حركتنا ، واستعادة شرعيتها ، وانتخاب قيادتها ، حتى تتحاور مع من تشاء وتتحالف مع من تشاء " عندما نتوحد في جسم واحد وبخطاب واحد وتحت غطاء شرعي حينها يمكن ان ينتج الحوار مع اي كان محصولا وفيرا.
 لقد اكدت للسيد رئيس الإقليم باننا نقف معكم حول عدم شرعية  وجود قوات ب ك ك بالاقليم  وطالبته ان يعلن ان ذلك الوجود غير شرعي أيضا في مناطقنا الكردية السورية فجزؤنا له شعبه وحركته ولم يطلب كرد سوريا توافد قوات ب ك ك الى مناطقنا كما لم يطلب الشعب السوري ايضا وطالبت الاخ نيجيرفان بموقف سياسي مماثل .

  كنت كممثل ( البارتي اليساري ثم الاتحاد الشعبي ) سابقا ومنذ عام ١٩٦٧ خلال اول زيارة لي لمناطق ثورة أيلول واللقاء الأول مع البارزاني الخالد في غاية الصراحة والوضوح مع الاشقاء حول قضايانا المشتركة وكان الراحل يتقبل رؤانا حتى لو كانت مخالفة لمواقف الاشقاء السائدة حول أمورنا الخاصة بشعبنا وقضيتنا واستمريت على نفس المنوال في مرحلة التواصل مع الراحل ادريس بارزاني المشرف على الملف الكردي السوري والذي كان يراعي الى ابعد الحدود خصوصيتنا واستقلاليتنا وتابعت النهج نفسه في مرحلة العلاقة مع الأخوين  مسعود بارزاني  ونيجيرفان بارزاني حيث أمكث بالقرب منهما منذ نحو ٢٥ عاما والآن وبهذه المرحلة الدقيقة الشديدة الخطورة بحياة شعبنا وفي فترة رئاسة الأخ نيجيرفان أستمر في انتهاج نفس درب الصراحة والشفافية والوضوح وتحمل المسؤولية التاريخية في مو اقفي وفي كل مايتعلق بمصير شعبنا ومستقبل حركته وعلاقاتنا الثنائية مع الإقليم ومع حزب البارزاني الكبير وبدون مجاملات ونفاق ومزايدات وعلى مبدأ ( صديقك من صدقك ) .
   واختتمت رسالتي الى الأخ نيجيرفان بارزاني " نعقد الآمال على قيام رئاسة الإقليم التي تشرف على الملف الكردي السوري بإعادة النظر والتوصل الى حلول ومواقف لمصلحة شعبي الإقليم وكردستان سوريا " .
   


185
نشأة " حزبي "  التيار المغامر في الحركة القومية الكردية
                                                                                   
صلاح بدرالدين

   

   بين حين وآخر وعندما تقع أحداثا مأساوية باقدام موالي الحزبين الكرديين ( أوك – ب ب ك ) على خطوات عدائية تجاه مخالفيهما أو لخدمة أنظمة الاستبداد ( كما حصل مؤخرا في تسليم اللاجئ السياسي الكردي الإيراني مصطفى سليمي ) وتحديدا نظاما طهران ودمشق تظهر ردود أفعال إعلامية حول حيثات الحدث ثم تتوقف من دون الغوص في طبيعة الحزبين ونهجهما المغامر الذي سيستمر في إيذاء الكرد وقضيتهم بكل الأجزاء الا أن يتم تفكيك الحزبين من جانب قواعدهما فليس كل أعضائهما شركاء في الجرائم المقترفة وإدانة سلوكهما ومراجعة خطاياهما ولاشك أن مؤسسي الحزبين الأوائل هم من ارتضوا النمو في حضانة عائلة الاسد ونظامه المستبد .
 وبمناسبة تسليم السجين السياسي الكردي مصطفى سليمي الهارب من نظام طهران الى أراضي إقليم كردستان العراق من جانب السلطات الخاضعة لحزب الطالباني والذي أعدم البارحة  ذكرت البارحة " منذ بداية سبعينات القرن الماضي كان تقييمنا للحركة القومية الكردية عموما أنها تضم نهجين أو تيارين واحد قومي ديموقراطي معتدل ينشد الحل السلمي والحوار ضمن التطور الديموقراطي في بلد انها يتصدره نهج الزعيم مصطفى بارزاني وآخر قوموي شعبوي مغامر متفاعل مع أنظمة الدول المقسمة لكردستان بل من افرازاتها وحينها كان حزب الراحل جلال الطالباني يتصدر التيار المغامر وانتقل مركز القرار الى قيادة ب ك ك في – قنديل – بعد تراجع حزبه " .
 ظهر ونشأ الحزبان الرئيسييان بالتيار المغامر في سوريا بعهد الدكتاتور المقبور حافظ الأسد وسبق الاعلان عن نشوء ( الاتحاد الوطني الكردستاني ) بدمشق ثلاثة أعوام عن الإعلان عن شبيهه  ( حزب العمال الكردستاني ) وكما ورد في ديباجة ووثائق الاعلانين كانت الخلفية والدوافع انتقامية وردات مضادة ضد الفكر القومي الديموقراطي الكردي وحامليه وبمثابة طعنة في ظهر حركة التحرر الكردستانية تم التحضير لذلك بعناية في دوائر القصر الجمهوري الاسدي ومكاتب المخابرات العسكرية بإدارة اللواء علي دوبا فحزب الطالباني  جاء تحت عنوان ادانة البارزاني ومحاربة حزبه وبيشمركته وكانت المهام الأساسية لحزب أوجلان الغاء صفة شعب كردي سوري واعتباره من المهاجرين يجب اعادتهم الى الشمال .
  الحزبان افتتحا نشاطاتهما بعد التأسيس بمهام مشبوهة مرسومة من أجهزة النظام فقد حمل العدد الأول من صحيفة ( الاتحاد ) الصادر بدمشق والى جانب تخوين الزعيم الكبير مصطفى بارزاني هجوما لاذعا على شخصي كأمين عام لحزب الاتحاد الشعبي الذي رفع لواء معارضة النظام وإيجاد البديل الديموقراطي واتخذ موقفا مبكرا مؤيدا للثورة في كردستان العراق وقائدها البارزاني ثم بدأ ومن خلال مدير مكتبه بسوريا ( فؤاد معصوم ) بشراء ذمم قيادات أحزاب كردية من سوريا وتركيا والعمل على شق أي حزب لايستجيب لسياساتهم فكان من نصيب حزبنا أن انشق عضوان قيادييان بعد تلقيهما مبلغا ماليا ( اعترفا فيما بعد )  ولم يتوقف الامر على هذا المنوال بل سعى الطالباني لتحقيق مقترح علي دوبا ( بضبضبة كرد سوريا ) وانشاء حزب جديد من خمسين اسما قدمه له ومن الملفت ان المرحوم – رمو شيخو – وكان عضوا بالمكتب السياسي للحزب الشيوعي السوري ( العضو بجبهة النظام )  ومسؤول علاقاته الخارجية كان مشاركا لتحقيق ذلك المشروع على أنقاض الحركة الكردية السورية الحقيقية  .   
  أما حزب أوجلان الذي انبثق من حضن عائلة الأسد مباشرة قبل انتقاله الى حضن الأجهزة الاوسع وتحديدا الشقيق الأكبر للدكتاتور ( جميل الأسد )  فكان من مهامه الرئيسية بعد افتاء عدم شرعية الوجود الكردي بسوريا  مواجهة الحركة الكردية السورية وتعبيراتها السياسية والنضالية واستغلال تشجيع السلطات لتوجيه الشباب الكرد للانخراط بحزبه ومن ثم توجيه أنظار كرد سوريا الى الخارج ونسيان ان لهم قضية وتاريخ وارض طبعا لم يمض وقت طويل حتى اتفق ( الحزبان ) وبرعاية النظام السوري على الاتفاق في مواجهة قيادة البارزاني بكردستان العراق سياسيا وعسكريا واعلاميا .
  تاريخ ومكان منشأ الحزبين ومؤتمراتهما التأسيسية

  أولا - في 25 مايو (أيار) 1975، يلتقي أربعة بينهم جلال الطالباني  في مقهى - طليطلة  - وسط دمشق، ليتفقوا على تأسيس ( الاتحاد الوطني الكردستاني ) ثم يعقدون المؤتمر التأسيسي الأول ويعلنون عنه بمؤتمر صحافي ويضيفون ثلاثة أسماء أخرى لهيئة التأسيس وهم طالباني وفؤاد معصوم وعادل مراد وعبد الرزاق ميرزا وكمال فؤاد ونوشيروان مصطفى وعمر شيخموسى.
  ثانيا -
في ١٥ – ٢٥ – ١٩٨١ عقد المؤتمر الأول لحزب العمال الكردستاني بدمشق بحضور ستين مندوبا وفي عام ١٩٨٤ عقد المؤتمر الثاني أيضا بسوريا وعقد المؤتمر الثالث في ٢٠ – ٤ – ١٩٨٦ في وادي البقاع بلبنان تحت حماية مفرزة المخابرات السورية ( بمجدل عنجر ) .
  مقارنة
  الحركة الكردية السورية في تلك المدة كانت في ظروف السرية والمنع والملاحقة وكنا في حزب الاتحاد الشعبي أكثر الأطراف عرضة للاعتقال والقمع فقد اعتقلنا وتحولنا الى المحاكم العسكرية ثم محكمة أمن الدولة العليا ثم حرمونا من حقوق المواطنة والحقوق المدنية وكنا نعجز بالرغم من احتضان شعبنا وجماهيرنا عقد اجتماعات موسعة ومؤتمرات الا من باب المغامرة واضطررنا الى عقد مؤتمرين في لبنان لتلك الأسباب الأمنية أما حزبا التيار المغامر فكانا من ( أصحاب الدار ) كما يقال وكل ذلك لقاء أثمان وتنازلات وصفقات على حساب شعبنا وقضايانا .
 وختاما أقول مسار علاقات عائلة ونظام الاسد مع حزبي التيار المغامر لم يتوقف بل اعيد تقييمه وهيكلته بداية اندلاع الثورة السورية الوطنية المغدورة من خلال تطورين : ١ – زيارة الطالباني الى القرداحة نهاية ٢٠١٠ وزيارتي آصف شوكت الى السليمانية ولقائه مع حلفاء الامس بين عامي ٢٠١١ – ٢٠١٢ فهل سيخبئ المستقبل وضعا مغايرا  بعد سقوط نظام الأسد ؟
 
 
 




186
في " إشكاليات " المعارضين السوريين الوافدين
...عبد الحليم خدام مثالا
                                                                 
صلاح بدرالدين


    أعادت وفاة نائب الرئيس السوري السابق السيد عبد الحليم خدام الجدل من جديد الى الأوساط السورية المعارضة حول تاريخ الرجل وسجله السياسي بين متشف من موته وممتنع عن الترحم عليه وبين غير مبال وقلة وضعت المسألة في سياقها السياسي الموضوعي بربطها باشكالية الخلط بين كل أصناف المعارضات ( الحميدة منها والضارة ) والمميز في ( معارضة المرحوم خدام ) أنه لم يتسن له التسلل الى صفوف ( المجلس الوطني والائتلاف وهيئة التفاوض ) مثل أقرانه الآخرين الوافدين من صلب نظام الأسد بل بقي مستقلا بعد الإخفاق في تجربته القصيرة " بجبهة الخلاص الوطني 2005 –  " كأول محاولة منظمة بالخارج - على كل علاتها - في معارضة نظام الأسد سبقتها تجربة ( المجتمع المدني ) و( اعلان دمشق ) الإصلاحية المعتدلة بالداخل والتي كانت بعيدة عن رفع وتبني شعار اسقاط النظام لأسباب ذاتية وموضوعية معروفة .
  وقبل تناول تفاصيل موضوعنا أود الإشارة الى أن غالبية الشامتين لوفاة خدام والمعادون له هم من أوساط النظام والموالون له ومن جبهته ( الوطنية التقدمية ) ومن أزلام الوزراء والحاشية المقربة لقصر المهاجرين ( كيف لا وهو محكوم عليه بالاعدام من نظام الأسد ) وهناك من تهجم عليه في حينه حاملا سيف النظام لانه خرج من النظام وعليه وليس لانه فاسد لان النظام وأهله جميعا من الفاسدين المجرمين .
   من التعقيدات التي تواجه – المعارضة – السورية وكل الرأي العام الوطني بل من أبزها هي طريقة وكيفية التعامل ( الفكري – الثقافي – السياسي ) مع عملية  التوافد المستمر من اهل النظام وتحديدا البعثيين تحت عناوين - الالتحاق بصفوف الشعب والانشقاق من النظام والانضمام الى الثورة والمعارضة - ففي بداية الخطوات الأولى للتظاهرات الاحتجاجية السلمية الشعبية العفوية منذ مايقارب العشرة أعوام وتبلورالحراك الوطني الأصيل في قلب الانتفاضة الثورية كانت النداءات في شوارع وأزقة المدن تتوجه لمؤسسات النظام والجيش والشرطة  من أجل تحييدهم أو بالالتحاق ومواجهة الاستبداد واستجابت قطاعات واسعة لتلك النداءات فتوافد الجنرالات والضباط والمراتب العسكرية وكبار المسؤولين الى رؤساء الحكومات والوزراء والدبلوماسيين ومسؤولي المخابرات والإدارات وقيادات الحزب الحاكم  ( وكان نائب الرئيس خدام قد سبق الجميع قبل اندلاع الثورة ) ووصل الامر الى أن هؤلاء تغلغلوا في هياكل ومؤسسات المعارضة والثورة باسم الجيش الحر وتسنم بعضهم رئاسة الائتلاف وتبوئ مواقع القرار حتى بدأ يشاع بين المعارضين مقولة لاتخلو من السخرية " أسيادنا بالجاهلية .. أسيادنا بالإسلام " .
  وفي إشارة سريعة أقول وصل الامر في احدى المراحل الى جواز تعريف الثورة والمعارضة بتحالف مصلحي بين ( الاخوان المسلمين والبعثيين الوافدين من مؤسسات النظام ومن لف لفهما من أفراد ومجموعات هامشية ) وكان لنظام طهران بصمات واضحة بهذا الشأن على حساب أهداف الثورة الحقيقية واستبعاد الوطنيين الصامدين والمناضلين الجذريين وكل الحراك الوطني وممثلي تنسيقيات الشباب والإعلاميين الثوريين أي بايجاز نحر الثورة الوطنية الديموقراطية التغييرية .
  في ساحتنا الكردية الخاصة ظهر شيئ من هذالقبيل أيضا فقد – كوعت – أحزاب وجماعات كانت موالية للنظام وتأتمر بتوجيهات جهاز المخابرات العسكرية بقيادة – الجنرال محمد منصورة – وأعلنت عن تأييدها للمعارضة والثورة ولو نظريا وحتى جماعات ب ك ك التي وفد مسلحوها من – قنديل – ضمن اتفاقية سياسية مع موفدي النظام وتوزعها في مختلف المناطق الكردية والمختلطة على قاعدة التسليم والاستلام وبعد ان قامت بواجباتها في صد الثورة وضرب المعارضة من السوريين والكرد بدأت بادعاء معارضة النظام بل قيادة – ثورة –  ؟! .
  وفي غياب تمثيل شعبي حقيقي والافتقار الى الشرعية الوطنية الديموقراطية وحتى امتناع هياكل المعارضة عن ممارسة المراجعة النقدية ليس هناك من جهة مؤهلة للفرز ومساءلة من أجرموا بحق الشعب وشاركوا النظام في قمع الشعب السوري ويبقى الاجتهاد الفردي سيد الموقف الذي لايخلو طبعا من الضغائن والمواقف المسبقة ناهيك عن صراعات الأجهزة المخابراتية الإقليمية والدولية المتغلغلة وفي مجتمع مدمر وفي أجواء الحروب وتحت رحمة المحتلين الأجانب والصراع الطائفي البغيض .
  وبهذه الحالة تضيع الحقيقة ولو الى حين وكما أرى علينا مراعاة أمرين : الأول : مواصلة المحاولات لتوفير شروط استعادة شرعية حركاتنا الوطنية عبر المؤتمرات الجامعة حتى تصبح مؤهلة لفرز الصالح من الطالح ووضع عقد تصالحي بشروط والاتفاق على تأجيل التشهير والتخوين والتغريم  بحق البعض لحين الخلاص من الاستبداد وإعادة بناء سوريا جديدة تتوفر فيها شروط المساءلة والمحاكمات العادلة والقضاء النزيه والاستفادة من تجربتي كل من جنوب افريقيا للمصالحة وإقليم كردستان العراق حيث كان المؤتمر الأول الذي عقد بعد اسقاط النظام مؤتمر التسامح برعاية الرئيس بارزاني وإقرار منع الانتقام وتحويل كل القضايا الجرمية الى القضاء .
  نحن وخدام وجبهة الخلاص
  شخصيا لم تكن لي معرفة بالسيد خدام بل كان صديقا لقادة الحزبين الرئيسيين بكردستان العراق تعارفوا خلال مراحل لجوء وإقامة معظم القادة العراقيين والكرد في دمشق واتصل بي أواسط عام ٢٠٠٦ مكتب السيد الرئيس مسعود بارزاني واخباري أن خدام يريد التواصل معك وتم ذلك وكنت حينها أستعد للتوجه الى الولايات المتحدة الامريكية للمشاركة بمناسبة كردية سورية هناك ومررت على باريس والتقيت السيد خدام – لأول مرة -  وأبلغني أنهم عقدوا مؤتمرا تأسيسيا لجبهة الخلاص عام ٢٠٠٥ ببروكسل مع – الاخوان المسلمين – وبحضور شخص كردي واحد فقط وهو الصديق – حاجي سليمان – طالبا مني المشاركة في المؤتمر القادم بعد فترة قصيرة بلندن وودعته على أن أرد عليه الجواب .
  قبل العمل سوية في اطار ” جبهة الخلاص 2006 ” والموافقة على المشاركة في مؤتمر لندن ككتلة كردية صارحت السيد خدام بثلاثة أمور : وهو مدون بكتاب مذكراتي) : ” ١ - التحاقك بصفوف الشعب مرحب به من جانبنا من حيث المبدأ لأنه يوجه ضربة لنظام الاستبداد ولكن السبيل لتعزيز الثقة والعمل المعارض المشترك حاضرا ومستقبلا يعتمد على ادانتك الكاملة والشاملة للنظام وممارسة النقد الذاتي لتلك المرحلة الطويلة التي كنت أحد أركان السلطة الحاكمة وكشف كل أسرار النظام السياسية والأمنية التي سمح لك موقعك بالاطلاع عليها وذلك ليس من أجل الفلاشات الاعلامية بل كشفا لخطط السلطة وحماية للمعارضين في الداخل وقبول حكم الشعب حول كل ماقيل حولك من اتهامات عبر القضاء السوري في سوريا الجديدة ” ٢ – عليك اعلان موقف حاسم تجاه الحقوق الكردية المشروعة ٣ – إزاحة الاخوان المسلمين عن الجبهة ( لأنهم جاؤوا بمؤتمر بروكسل ولم نكن موجودون ) والانفتاح على الوطنيين المستقلين من كافة الاطياف لأن هذه الجماعة لايؤتمن لها بل غادرة ومتواطئة سرا مع النظام وحكام طهران . وكان جوابه – الشفهي – بالقبول والاستعداد الكامل ولكن وحتى مضي قرابة ثلاثة أعوام من التعامل والتعاون لم ينفذ المرحوم السيد خدام الجزء الأكبر مما تعهد به مما دفعني والكتلة الكردية في الجبهة وبالتشاور والقرار الجماعي الى الانسحاب من خلال مؤتمر صحفي باربيل نقلته – الجزيرة مباشر – كاملا .
 ووفاء للحقيقة وللرجل بعد غيابه ففي أغسطس 2008، أصدرت المحكمة العسكرية الجنائية الأولى بدمشق، 13 حكماً غيابياً على خدام بالسجن لمدد مختلفة أشدها الأشغال الشاقة المؤبدة مدى الحياة .
  ولايفوتني هنا الترحم على الفقيد  وتقديم التعازي الى عائلته ومحبيه .


187
تجاهل " نوروز " انتقاص  من الحقوق الكردية السورية
                                                                                     
صلاح بدرالدين


   قبل عقود وفي عهد الدكتاتور حافظ الأسد الذي شهد تصاعدا ملحوظا في مخططات وإجراءات شوفينية تجاه الكرد السوريين وفي غمرة النضالات الشعبية الكردية من أجل تطبيع الاحتفال بعيد نوروز واختراق القرارات الأمنية التي حظرت كل أشكال تكريم المناسبة حتى لوكانت خارج المدن وفي الارياف حيث وصل الامر الى قيام أجهزة الامن بمنع الباصات في حي الاكراد بدمشق ( ركن الدين ) اول أيام نوروز من التوجه بمن فيها من الأهالي الى مناطق الغوطة لاحياء المناسبة بالرقص والغناء كما هي العادة مما واجهتها الجماهير بالتحدي والتوجه الى القصر الجمهوري احتجاجا سلميا على الإجراءات حيث واجهها حراس القصر بوابل من الرصاص استشهد على أثرها – سليمان آدي – الذي نقل جثمانه الى القامشلي وسط استنكار عام وتنديد بموقف السلطة العنصرية الحاكمة ومن أجل وقف الموجة الجماهيرية المناوئة للنظام أصدر الدكتاتور مرسوما باعتبار يوم الحادي والعشرين من آذار عيدا للام ويوم عطلة من دون الاعتراف الصريح بعيد نوروز كاجراء مدروس ملتو للتهدئة .
     اذا كان موقف النظام واضحا فكيف يتعامل السورييون مع " نوروز " ؟
   حملت مواقع التواصل الاجتماعي في الأيام الثلاثة لعيد – نوروز 23 – 22 – 21 – من هذا العام العديد من رسائل العتاب والاستغراب من جانب الناشطين الكرد السوريين حول تجاهل الغالبية الساحقة لمواطنينا من غير الكرد لهذه المناسبة التي تشكل مايشبه الاجماع كعيد قومي وحيد وموحد لكرد العالم .
 وبدون التوغل في تفاصيل ثنايا التاريخ فان كلمة – نوروز – باللغة الكردية تعني بالعربية " اليوم الجديد "  والمناسبة التي حصلت بداية الربيع برمزيتها التاريخية القد يمة التي تمتد الى ماقبل الميلاد بنحو أربعماية عام ( في احدى الروايات ) بزمن – ميديا – وفي ظل التعاليم الزرادشتية السائدة تعتبر في عداد الأساطير مثل غيرها لدى شعوب المنطقة والعالم ويحتفي بها بعض شعوب المنطقة كل على طريقته ( عيد الربيع – شم النسيم – الطابع الديني – رمز العظمة – رمز الخصوبة ....الخ ) فقط الكرد اتخذوا المناسبة كعيد قومي عندما نجح – كاوا الحداد – في تنظيم الثورة المنتصرة ضد حكم – أزدهاك – الظالم .
  وقد اختلطت معاني ورمزية – نوروز – بنضال الحركة الوطنية الكردية السورية منذ نشأتها قبل نحو قرن وكثيرا ما أضيفت عقوبات جراء الاحتفال بنوروز الى مجمل الاحكام الصادرة بحق المناضلين والناشطين الكرد في المحاكم السورية كما تعرض البعض الى الاستشهاد برصاص أجهزة القمع لنظام الأسد الاب والابن عندما منعت بالقوة الاحتفال السلمي ( سليمان آدي ) كان الشهيد الأول لنوروز برصاص الحرس الجمهوري وتلاه شهداء آخرون أيام نوروز في أعوام متتالية في مختلف المناطق .
  إضافة الى تجاهل وصمت من جانب غالبية الشركاء في الوطن تابعنا بألم نشر سموم عنصرية بغيضة من جانب مثقفين عرب سوريين كالتشكيك بكل مناسبات الاقوام غير العربية بسوريا مثل مناسبات ( الكرد والاشوريين والتركمان وووو ) واعتبارها مصطنعة ولاتاريخية وتآمرية ضد العرب ؟!! .
  في هذا العام وبالرغم من " جائحة الكورونا " تبنت أطراف دولية عيد نوروز ووجهت التهاني الى الكرد مثل : ( أنطونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة – الرئيس الأمريكي دونالد ترامب – رئيس الحكومة الكندية ترودو - حزب اليسار الألماني – الخارجية الإسرائيلية .... )
  كما أن الكثيرين من الأصدقاء العرب من فلسطين وبلدان عربية أخرى احتفوا بنوروز وتلقيت شخصيا عشرات التهاني .
  أما الشركاء السورييون فمن نحو ( ٢٥ ) مليون وحسب متابعاتي على مواقع التواصل الاجتماعي لم أجد الا قلة قد تتجاوز عدد أصابع اليدين بقليل منها من مر من دون ذكر كلمة نوروز أو اعتباره عيدا قوميا للكرد وعلى الاغلب حتى لايسجل على نفسه تهمة الاعتراف بهذه المناسبة المجوسية أو الابتعاد عن اى التزام بالحقوق الكردية المشروعة ولن اذكر أسماء هذه الفئة ( المترددة ) .
 أما القسم الذي اتسم بالوضوح والشفافية واحتفى مع الكرد بالمناسبة أو هنأ الشعب الكردي فأذكر من مرت أسماءهم على مواقع التواصل واعتذر ان لم أتمكن من رصد الجميع وهم :
 غسان المفلح – فراس طلاس – محي الدين اللاذقاني – علي العبدالله – موفق نيربية – منير الشعراني – جريس الهامس – مريم نجمة – عصام دمشقية –فريال حسين– الممثل ايمن زيدان – د صلاح عياش – طلال سلو – د بكر اتاجان – عبدالله تركماني – حازم نهار – ناديا خلوف – دهاشم سلطان – وليد النبواني – كبرييل فلو – سميرة مبيض –– يزيد عاشور – مصدق عاشور – صخر ادريس – لمى الاتاسي – جورج صبرا – مازن درويش – احمد الجبوري – الفنانة سلمى المصري – دفاضل الكاتب - .
  والسؤال المطروح هو : ماهو سبب تجاهل الغالبية العربية للعيد القومي للكرد ؟ هل لأن الحركة الوطنية السورية عموما والكردية على وجه الخصوص تتحمل مسؤولية التقصير في توضيح الحقائق التاريخية ؟ هل ان النظام المستبد هو المسؤول عن زرع النزعات الشوفينية وتجاهل الآخر المختلف قوميا ؟ ماهو السبيل لفهم تاريخنا المشترك واحترام خصوصيات البعض الآخر ؟ هل المراجعة يجب أن تشمل إعادة كتاب تاريخ سوريا بكل مكوناتها وأطيافها ؟
•   ملاحظة أرسل بعض الأصدقاء أسماء إضافية من الشركاء السوريين الذين قاموا بواجب التهنئة بنوروز ولم يتسن لنا إضافة تلك الأسماء مع الاعتذار .


188
" مانيفيست " البارزاني من عظماء الألفية الثانية
( 5 )

صلاح بدرالدين                        

في ذكرى ميلاد الراحل ملا مصطفى بارزاني (  (1903 – 1979) :                                         ليس دائما ، بل ونادرا ، ضمن مراحل وحقب تاريخية قد تمتد قرونا وعقودا ،وفي اطار " دور الفرد في التاريخ " ،  تظهر الشخصيات المميزة  ذات الطاقات المعرفية الخلاقة ، والمؤهلات الفكرية ، والثقافية ، والقيادية ، والاجتماعية ، في تاريخ شعوب العالم ، البعض منها في ايقاظ الشعوب المقهورة المنسية من ثباتها كتابة باالشعرأو الغناء والفكر والثقافة ، وفي مجالات الكفاح الوطني ضد الاستعمار والاستبداد والعنصرية والنضال من أجل الحرية  والاستقلال والعدالة وحق تقرير المصير ، وأخرى من المبدعين ومخترعي نظريات وطرق لتخفيف آلام البشرية في عالم الصحة والتربية ، وبعضها في خدمة السلام والوئام المجتمعي ، أو الدفاع عن الشعوب والأقوام في مواجهة أخطار الإبادة ، والحملات العدوانية باسم الدين والمذهب والعنصر والمصالح .
  ومايتعلق الامر بالكرد ، فقد ثبت كما أشارت اليها المؤسسات العلمية العالمية ، وهيئات الأمم المتحدة ، بأصحاب الأدوار الحاسمة في صنع التاريخ ، حيث أدرجت كل من الكرديين  ( صلاح الدين الايوبي " بداية الألفية الثانية " وملا مصطفى بارزاني " أواسط الألفية الثانية " ) ، كشخصيتين مميزتين مؤثرتين في الألفية الثانية للميلاد ،الأول في قيادته لمقاومة العدوان الخارجي على المنطقة بداية القرن الثاني المعروف بالحملات الصليبية ، التي قادها ملوك وأمراء أوروبا ، بتزكية ورعاية الكنيسة ورجال الدين ، قبل عمليات الإصلاح الديني ،وضبط نفوذ الكنيسة في تدخلها بشؤون الدول وعالم السياسة ، وقد استطاع الايوبي وحوله نخب مقاتلة من عائلته ، ومن كرد رواندوز ، وشيروان ، وآمد ، وهكاري ، وبدليس ، والجزيرة ، والموصل ، توحيد مكونات المنطقة ، من الكرد ، والعرب ، والتركمان ، وبعض المسيحيين ، وتنظيم صفوفهم ، لدحر العدوان وتحرير ما جرى احتلاله ، وخاصة بيت المقدس ، بعد حروب طاحنة ، بلغت أوجها في معركة حطين على مشارف بحيرة طبريا .
  أما البارزاني ، ومنذ باكورة شبابه ، شارك مع أهله ، وسكان منطقته ، في عمليات الدفاع ضد قمع السلطة العثمانية ، التي أعدمت الشيخ عبد السلام بسبب مطالبته الباب العالي بتلبية حقوق الشعب الكردي بكردستان العراق ، وسجنه هو أيضا بالموصل ، وهو كان طفلا صغيرا ، وكذلك في مواجهة جيش الاحتلال البريطاني ، وجنود الحكومات العراقية التابعة للاحتلال ، وفي فترات عديدة صد هجمات العشائر التي كانت موالية لسلطة بغداد ، وهكذا ارتبطت حركات البارزانيين بشكل جوهري منذ البداية ،بنضال الحركة القومية الكردية ، وكانوا على صلات بحركة – خويبون – القومية ، التي انطلقت من القامشلي ، ولبنان على مرحلتين ، وكذلك – هيوا – ، وبثورة الشيخ سعيد ، وقبل ذلك بثورة الشيخ عبيد الله النهري .
 نعم في عهد مصطفى البارزاني ، وقبله الشيخ عبد السلام ، كان مجتمع كردستان العراق مثل معظم المجتمعات بالشرق ، يخضع للعلاقات القبلية والعشائرية ، وكانت المواجهات الدامية دائرة على الاغلب حول الأرض ، والمراعي ، والنفوذ ، ولكن مشيخة بارزان ، المسلمة السنية ، بطريقتها النقشبندية الأكثر انفتاحا ، كانت تتميز منذ البدايات عن مثيلاتها ، من جهة الجنوح الى السلم ،والاعتدال ، وقبول الآخر الديني ، ( المسيحي ، واليهودي ، والأزيدي ) والآفاق الواسعة المتجاوزة لحدود بارزان ، نحو الانتماء القومي الاوسع ، والنزعة الوطنية العراقية ، خاصة بعد استقلال البلاد .
  ان متابعة دقيقة لمسيرة حياة الملا مصطفى بارزاني ، كافية لمعرفة معدن هذا القائد الفذ ، ودوره المحوري في إعادة تعريف وبناء الحركة الكردية ذات المنشأ العراقي ، والافق الكردستاني العام ، منذ أن كان يافعا ، مرورا بتجربته الطويلة في حمل السلاح ، والمشاركة بالمعارك مع أفراد اسرته ،ومواجهة الصعاب والهجرة القسرية ، ووصوله مع نخبة من المقاتلين البارزانيين الى مهاباد ( ١٩٤٦ ) ، لنصرة الجمهورية الكردستانية الفتية ، ثم توجههم نحو الاتحاد السوفيتي ، مرورا بالاراضي الإيرانية ،والعراقية ، والتركية ، حيث كمائن جيوش تلك الدول ، وملاحقاتها الدامية ، في مسيرة طويلة حتى اجتياز نهر آراس ، والحلول في بر الأمان في ظل الدولة السوفيتية .
 صحيح أنه وصحبه عانوا الامرين بعهد حكم الدكتاتور ستالين ، ورئيس آذربيجان ، الذين لم يراعيا خصوصيتهم ، بل دفعاهم بالقوة الى الكولخوذات النائية ، وعزلاهم عن العالم ، ولكن اعيد لهم الاعتبار بعهد الرئيس خروتشوف ، ونقل البارزاني الى موسكو معززا مكرما ، وصار يتواصل مع القيادة السوفيتية ، طارحا عليها قضية شعبه باستمرار ، الى أن غادر الى بغداد بعد ثورة الرابع عشر من تموز .
 لقد شهد البارزاني الكثير من الاحداث في حياته ، وعاصر احتلال العراق ، واستقلاله ، ونقض اتفاقية الموصل بشأن حق تقرير مصير شعب كردستان ،وتجاهل الحقوق الكردية ، ونشوب الحرب العالمية الثانية ، وقيام جمهورية مهاباد وسقوطها ، واختبر الاشتراكية بالاتحاد السوفييتي ، وتابع الحرب الباردة ، وقاد ثورة أيلول التي توجت باتفاقية آذار للحكم الذاتي عام ١٩٧٠ ، والتقى بالقادة السوفييت وجمال عبد الناصر وآخرين .
  لقد تعرض البارزاتي في حياته ، وبعد رحيله ، الى الكثير من محاولات التشويه ،والغدر ، والدعايات المغرضة ، بل واستخدم البعض اسمه في الصراعات الحزبية ،  وبغض النظر عن أخطاء ، واخفاقات ، تحصل لكل انسان ، وليس هناك مخلوق معصوم عن ذلك بمافيه البارزاني الكبير ، ولكن الحقيقة الساطعة كانت ، أنه من أهم قادة الكرد في العصر الحديث ، وكان صاحب رؤيا ثاقبة ، وتجارب زاخرة بالدروس والعبر ، كان مؤسس الحزب الديموقراطي الكردستاني – العراق ، كحزب مدني ديموقراطي ، عصري ، مناضل ، وأول رئيس له ،مؤمنا بالعدالة ، والمساواة ، رافضا للظلم ، يحترم مشاعر وعقائد المواطنين ، ويدافع عن حقوق المرأة بقوة ، متمسكا بحق شعبه بتقرير المصير ، لايميز بين الناس ، لاسباب قومية ، ودينية ، وقد وجدت بزيارتي الأولى له في ديوانه ، وبين حمايته الشخصية ، البارزاني ، ومن سكان السليمانية ، وكركوك ، واربيل ، ودهوك ، والمسلم ، والكلداني ، والاشوري ، والأزيدي ، كان يحترم رجال الدين ،ويدعو الى عدم تدخلهم بشؤون السياسة ، كان حريصا على العلاقات الكردية العربية ، ويتجنب الطرق المؤدية الى التعصب ، والاقتتال ، والانتقام ، والإرهاب .
  كانت سلوكيات  البارزاني العملية ، وأداؤه السياسي ، كقائد للثورة ، ورئيس للحزب ، ورمز للشعب الكردي ، وزعيم أمة ، ينطلقان من تجاربه خلال عقود ، وليس من النظريات الجاهزة ، وكنت قد أعددت دراسة مطولة حول مصادر نهج البارزاني بحكم انني أحد معاصريه ، وتوصلت الى نتيجة : أن أولها ، كلمته بمؤتمر باكو ( ١٩ – ١ – ١٩٤٨ )
، بحضور ممثلين عن سائر أجزاء كردستان ، عندما كان بالاتحاد السوفييتي ، وفيها يحدد موقع الحركة الكردية كجزء من حركة الثورة العالمية ، وحق الكرد في تقرير مصيره ، وبناء دولته ، وثانيها : كلمته في كونفرانس - كاني سماق بالك - العسكري السياسي ( ١٥ – ٤ – ١٩٦٧ ) ، وكنت حاضرا في أول زيارة لي الى الثورة ، حيث حدد فيها اهداف الثورة ، ودور الحزب ، والتنظيم ،  والموقف الاخوي من الشعب العربي ، وان الثورة ضد الحكومات العراقية وليس شعب العراق ، وارشادات عامة حول كيفية التعامل مع الشعب ، والموقف من المرتدين الذين التحقوا كجحوش بالسلطات .
 لقد تميز الزعيم الراحل أيضا بالاهتمام البالغ بقضايا الكرد بالاجزاء الأخرى ، وكان على تواصل واطلاع بمايجري ، من خلال مساعده الأقرب اليه نجله الراحل ادريس بارزاني ، الذي كان مكلفا بملف الحركة الكردية ، بسوريا ، وتركيا ، وايران ، وانني شخصيا احمل الذكريات الجميلة في العمل مع ذلك القائد حول علاقات حزبينا وشعبينا واسردت تفاصيل عنها في كتب مذكراتي باجزائها الثلاثة .
 لاشك أن نهج البارزاني أو barzanizm  باللهجة الكردية بأحرفها اللاتينية التي انفردت باستعمالها في كتاباتي منذ ستينات القرن الماضي  ، واقترحت على القيادة في إقليم كردستان العراق حينها بعقد المؤتمر العلمي الأول والثاني في مئوية  البارزاني الكبير ونهجه ببلدة صلاح الدين وشاركت فيهما بتقديم بحثين نشرا في كتابي وثائق الفعاليتين مع نخبة من المفكرين والسياسيين والمثقفين .
   لقد ظهر ، وسار ، وتشعب هذالنهج ، في ظروف خاصة بذلك الزمان ، واذا كان قد تجسد كما ذكرنا أعلاه ،باحياء وتعريف حركة الكردايتي وبقضايا النضال والثورة على الظلم ، والتضحية والفداء من أجل مصالح المجموع ، وحق تقرير المصير ، والحوار السلمي ، ومواجهة الاستبداد ، وربط القضية الكردية بمجمل النضال الديموقراطي بالعراق ، وصيانة حقوق المرأة ، والوقوف الى جانب حقوق الفقراء ، والعيش المشترك مع الشعوب والاقوام الأخرى ، والاعتراف بها وجودا وحقوقا ، وفصل الدين عن السلطة والدولة ، واحترام الأديان والمذاهب ، وتفضيل – الكردايتي – على الحزبية الضيقة ، والحفاظ على العلاقات التاريخية بين الكرد والشعوب العربية ، والتركية ، والإيرانية ، فيمكن للأجيال القادمة الاستفادة  من ذلك النهج التاريخي ، واتخاذ العبر والدروس منه دائما وابدا ، وسيبقى البارزاني خالدا في القلوب والعقول ونبراسا ورمزا للكرد بكل مكان وموضع فخر واعتزاز .

189
في يومها العالمي : عن المرأة والاعمال القتالية

                                                             
صلاح بدرالدين
       
   هل حرية المرأة ومساواتها بالرجل تعني أن تكون بالضرورة تحمل السلاح وتقاتل  ؟
  تساؤل مطروح منذ الأزل والأجوبة متفاوتة ونحن على مشارف القرن الواحد والعشرين مازلنا نواجه هذه المسألة في الحياة السياسية والثقافية فقد أظهرت العقود الأربعة الأخيرة مشاهد تظهر المرأة لدى بعض التنظيمات الإرهابية وهي تربط جسدها بزنار من العبوات الناسفة وتقوم بعمليات انتحارية أو مقاتلات لدى حركات الشعوب في بعض المنظمات والأحزاب ومن ضمنها قوات – البيشمركة – في إقليم كردستان العراق وقوات – حماية االمرأة – لدى جماعات – ب ك ك – السورية .
 موضوعنا النقاشي يركز خصوصا على  الساحة الكردية فهناك بشكل عام موقفان بهذا الصدد الأول : يؤمن بشكل مطلق  بحرية المرأة ومساواتها حقوقيا وانسانيا وفي مجال الأحوال الشخصية بالرجل ويرى أن المرأة الكردية جديرة أن تكون زعيمة ورئيسة للحكومات والبرلمانات والمؤسسات الأمنية الإدارية والأحزاب ومنظمات المجتمع المدني وقاضية وطبيبة ومحامية وفنانة ونقابية وسيدة أعمال ولكن أن تقاتل وتقتل ( أيا كان المقتول ) فذلك قد يؤثر سلباعلى أهم وأكبر أدوارها ووظائفها المنوطة بها حصرا في الحياة الاجتماعية والمقصود تربية الجيل من فترة الحمل الى الولادة والرعاية والتأهيل خصوصا وأن المجتمع الكردي لاينقصه الرجال لأداء مهام المواجهات العسكرية اذا اقتضت الحاجة طبعا ويفصح بعض أصحاب هذا الموقف عن اعتبار أن فئة وليس كل من المقاتلات الصغار السن وفي سن المراهقة كانت دوافعهن في الالتحاق بالعمل العسكري وحمل السلاح أنهن واجهن الفشل الدراسي أو ضغوطات  عائلية واجتماعية .
  والموقف الثاني : لايرى حرجا في قيام المرأة الكردية بكل مايقوم به الرجل ومن ضمنه الانتساب الى القوات العسكرية والقتال في الصفوف الأمامية معتبرا ذلك أحد مظاهر التقدم الحضاري موضع التباهي أمام المحيط .
  وبالمناسبة في الحربين العالميتين وفي الثورات التي نشبت بالشرق والغرب ( ثورة أكتوبر والثورات الامريكية والفرنسية والبريطانية و الصينية ) وفي كفاح حركات التحرر الوطني بالعالم الثالث وفي منطقتنا من النادر أن نعثر على جنرالات نسائية قادت الحروب أو زعيمات حروب العصابات وقادة الثورات ففي كل تلك الأحداث التاريخية كان للمرأة دور آخر : الاهتمام بالأسرة والأطفال والجيل الناشئ – مستقبل البشرية دائما - والعمل بالخطوط الخلفية من مشافي ومعامل وإدارة وتموين وهو دور ريادي بالغ الأهمية قلب موازين القوى العسكرية في الكثير من الحالات لصالح الشعوب وكان هناك طبعا بآشكال استثنائية قليلة مشاركات قياديات ببعض العمليات .
  والقضية تحتاج الى نقاش
 والتحية والتقدير لكل نساء سوريا والعالم  في عيدهن العالمي وكل عام والمرأة الكردية أكثر حرية وانتاجا وابداعا .

190
مفهومنا" للوطنية والسيادة " بزمن الاستبداد
                                                                             
صلاح بدرالدين

         بعد التطورات العسكرية الأخيرة بادلب ومحيطها والتي تميزت بالدخول التركي من الباب الواسع وتوجيه الضربات الموجعة الى جيش النظام وحماته وميليشياته الإيرانية واللبنانية والعراقية ودعم مسلحي المعارضة بالأسلحة والعتاد مما خلق كل ذلك أو يكاد رسم واقع جديد في ميزان القوى على الأرض قد يجري تعديلات على بنود اتفاقيات ( أستانة ) الثلاثية لغير مصلحة نظام الأسد تعالت أصوات بعض السوريين ليس في صفوف الموالاة لأن ذلك مفهوم وغير مفاجئ بل من أوساط " الرماديين " الذين لم يكونوا يوما مع معارضي نظام الاستبداد أو مع الثورة والتغيير الديموقراطي تعبر عن الحرص الزائد على السيادة الوطنية التي ( انتهكها العدو التركي المحتل ) الى آخر ماهنالك من تعبيرات وأوصاف من دون الإشارة الى جرائم وفظائع النظام ضد السوريين .
      وكانت ردود الفعل سريعة ومدروسة مسبقا فقد استنفر كل قوى الشر المعادية للشعب السوري لنجدة نظام الاستبداد الاسدي وهورأس الافعى والسبب في كل مالحق بسوريا والسوريين من دمار وابادة وتهجير منذ انقلاب حزب البعث وتسلط نظام الاب والابن فخلال الأسبوعين الأخيرين صعد المحتلون الروس من هجماتهم الجوية والصاروخية وارسلوا قطعات حربية جديدة الى البحر المتوسط ووصل معظم العناصر الإيرانية المقاتلة بسوريا بكل عتادها الى منطقة الاحداث كما قامت الحكومة العراقية وقيادات الحشد الشعبي بارسال أعداد المسلحين وتحويل أموال العراقيين لخزينة الأسد وزج حزب الله ( ١٠٠٠ ) ألف مقاتل جديد من فرقة – الرضوان - بارض المعركة كل ذلك حتى لايحصل أي تغيير درامتيكي في ميزان القوى العسكرية بعد التصعيد التركي المستجد ومن أجل المضي قدما في احراق ادلب ومناطقها ومن فيها من ملايين البشر وإنقاذ النظام وتغيير التركيبة الديموغرافية والمذهبية والاستعجال في تنفيذ الممر الإيراني نحو البحر كمايريدها نظام طهران وميليشياته .
  ومن المعلوم أن سوريا ومنذ سنوات قد تحولت الى ساحة لصراع القوى الإقليمية والدولية على النفوذ وتجد فيها عدة احتلالات : أولها كانت إيرانية ثم ميليشيات حزب الله وعراقية ثم جاء المحتل الروسي عام ٢٠١٥ الذي فاق الجميع حيث احتل البلاد بحرا وبرا وقرارا سياسيا واختبر كل أسلحته الحديثة في أجساد بنات وأطفال وأبناء الشعب السوري وتحاصص انتهاك القرار السياسي مع من قبله ثم جاء الاحتلال الأمريكي لأجزاء من البلاد واختتمت بالاحتلال التركي لعفرين ومناطق محاذية للحدود المشتركة مع سوريا بعيد استدراجه من جانب مسلحي جماعات – ب ك ك – ( التي وقفت مع النظام منذ اندلاع الثورة السورية ) وتحت عنوان الحفاظ على الامن القومي التركي .
      من حيث المبدأ كل الاحتلالات لارض الوطن مرفوضة ومدانة ولكن موضوعيا  نحن أمام شكلين : احتلال بطلب النظام لحمايته وآخر صديق للمعارضة كما يعلن جاء من أجل حماية الشعب السوري ومعاداة النظام وهما الامريكييون والأتراك ( وقد تكون لنا ملاحظات على تلك المزاعم) وهناك سوابق مماثلة حصلت بالعراق عام ٢٠٠٣ عندما طلبت المعارضة العراقية بكل أطيافها العربية والكردية من الامريكان التدخل لاسقاط النظام وقد تم ذلك وعندما استدعيت الاحتلالات الإيرانية والميليشياوية والروسية من جانب النظام السوري المرفرض من غالبية شعبه والثائر عليه وقسم كبير من جيشه المنشق عنه من اجل الحفاظ عليه من السقوط لم نسمع أصوات هؤلاء " الرماديين " ولم نشعر بغيرتهم – الوطنجية – الزائدة .
  لاشك أن نظام الاستبداد الأسدي هو أول من انتهك سيادة البلاد وشوه الكرامة الوطنية وحول الوطن الى ملكية عائلية وفردية ومصدرا للفتنة الطائفية والحروب وأداة لابادة السوريين وتحت ظل هذا النظام لم تبق هناك أية معنى للوطنية التي يتاجر بها ويستخدمها لمآربه ونزعاته الدكتاتورية الاجرامية فالسورييون المناوؤون لهذا النظام ثاروا عليه منذ مايقارب العشرة أعوام ولم يطلبوا من أية دولة أجنبية ارسال جيوشها وأساطيلها الى البر السوري وبحره ومازالوا يبحثون عن رسم معالم وطنية جديدة تحميهم وتوحدهم وتنير الطريق نحو الخلاص والبناء والوحدة الوطنية تنطلق من دستور يكرس حقوق الجميع من العرب والكرد والتركمان والمكونات الاخرى ولكن بعد اسقاط الاستبداد الذي سيتم عاجلا أو آجلا ومهما اشتدت الصعاب وتعقد المشهد .
    وهؤلاء السورييون الاحرار هم أبناء وأحفاد الذين واجهوا التهديدات التركية عام ١٩٥٧ عندما كان – عدنان مندريس – رئيسا لحكو مة أنقرة ( وأعدم لاحقا ) وانخرطوا بصفوف المقاومة الشعبية بكل المناطق دفاعا عن الوطن والسيادة عندما كانت هناك نسمة من الديموقراطية ولم يكن النظام آنذاك مشابها لماهو قائم الان ووجود قادة منتخبين عظام مثل رئيس الجمهورية السورية شكري القوتلي  ووزير دفاعه الوطني – عفيف البزري – ورئيس اركانه الكردي – توفيق نظام الدين – مدعومون من السوفييت ( وليس من طغمة بوتين المافيوية ) وجمال عبد الناصر وحينها كان للوطنية مذاقا آخر .
        مسألة ادلب ومنطقتها مطروحة بالحاح وملتهبة وقضية الساعة وانني ككردي وسوري ومثل الملايين أرى أن العدو الرئيسي والاخطر والذي يتحمل مسؤولية دمار بلادي وقمع شعبي الكردي وتطبيق الحزام والاحصاء والتهجير وتغيير التركيب الديموغرافي هو أنظمة الاستبداد وآخرها نظام الاسد ويهمني جدا كما يهم كل كردي وطني وسوري أن تنهزم جيوش وأنصار النظام والميليشيات حتى يتسنى للسوريين العيش بسلام ووئام وتقرير مصيرهم واجراء التغيير الديموقراطي واستعادة الحقوق .
     وهنا والى جانب ذلك علينا الاعتراف بوجود أزمة في المعارضة السورية وانحرافات بمعظم فصائلها العسكرية وهياكلها السياسية التمثيلية  وهذا لايغير من المبادئ شيئا وفي السياسة لايهم اهداف ومقاصد الاطراف بل مايهم هو من يوجه النيران الى النظام ويضعفه وذلك يخدم قضيتنا وحتى لو لم اكن على وفاق مع تركيا أو امريكا أو اسرائيل فليس من المنطق السياسي أن تهاجم أي من تلك الاطراف وغيرها لتتحول بالتالي الى صفوف النظام بنهاية الامر من جهة أخرى وعلى ذكر تركيا فمازالت القضية الكردية لم تحل في تركيا والحكومة لاتعترف بحق تقرير مصير كرد تركيا وهناك مشاكل وعداوات بين الحركة الكردية في تركيا والحكومات المتعاقبة ويحتاج الامر الى الحوار والتفاهم وحل القضايا العالقة وفي الوقت ذاته هناك أفضل العلاقات التجارية والدبلوماسية بين تركيا وحكومة إقليم كردستان العراق .
   اشقاؤنا كرد تركيا الذين يناهزون أكثر من نصف الكرد بالعالم هم مسؤولون عن مصيرهم كما نحن كرد سوريا مسؤولون عن مصيرنا وليس من وظيفة الكرد السوريين ولا من منهاج حركتهم الوطنية الحلول محل كرد تركيا أو أي جزء آخر كما من غير المعقول بل الخطأ القاتل أن تختزل قضية كرد سوريا كقضية شعب ووجود وحقوق ومستقبل الأجيال الى مجرد صراع مع تركيا ومعاداتها ونسيان العدو الرئيسي في دمشق  .
  بالختام أقول أن منظار الوطنية الحقة الصادقة أوسع بكثير من النظرات الضيقة المنطلقة من مصالح فئوية أو حزبية أو مشاعر وعواطف شخصية مزاجية فبنهاية المطاف نحن السورييون بكل أطيافنا القومية والدينية والمذهبية والاجتماعية نخضع مجتمعين لمبادئ الوطنية بل نسعى اليها وفي مقدمتها السيادة وانهاء كل الاحتلالات بعد رحيل الاستبداد وتثبيت النظام الديموقراطي والمساواة والعيش المشترك والتشاركية في السلطة والثروة ودستور يضمن وجود وحقوق الجميع .
 

 
 

191
" مانيفيست " ( المؤتمر الوطني ) بصيغتيه الكردية والسورية
 ( 4  )
                                                                                   
صلاح بدرالدين

    منذ فترة ليست ببعيدة وخصوصا بعد فشل الكيانات المعارضة ، وانقساماتها وتراجع الثورة الى درجة الهزيمة العسكرية ، وفي خضم البحث عن سبل لوقف التدهور النهائي والحفاظ على البقية الباقية ،  نسمع مجددا أصواتا تدعو الى إعادة احياء العمل الوطني تحت أسماء وعناوين متعددة ، من بينها صيغة ( المؤتمر الوطني ) ، أو مؤتمر منسوب الى هذه العاصمة العربية والإقليمية أو تلك ، وموسوم باسمها .
  معظم الداعين كانوا جزأ من كيانات المعارضة ، وفصائل الجيش الحر ، ومنهم من الوافدين من إدارات ومؤسسات وحزب النظام هؤلاء – الا قلة قليلة جدا - ، لم يكونوا جزأ من الساعين الى اصلاح الكيانات والمؤسسات التي كانوا ضمن صفوفها خلال تسعة أعوام ،عندما كانت الحاجة ماسة الى ذلك ، أمام تمادي جماعات الإسلام السياسي ورأس حربتها الاخوان المسلمون ، وحلفاؤهم التقليديين مثلهم ، من قوميين ، وليبراليين ، وشيوعيين ، وكمثال واحد لم يتفانى هذا البعض في معركة إعادة هيكلة الجيش الحر ، عندما كان يتعرض الى الحصار والتجويع والقهر،  ولم يطرحوا خططا من اجل محاربة الفساد المالي الذي أغرق الجميع ، وكذلك العمل الجاد لاستعادة المبادرة والحفاظ على الحد الأدنى من القرار الوطني المستقل ، كل ذلك غيض من فيض ليس المجال الآن لسبر أغوار التفاصيل .
  يجب أن لاننسى واضافة الى هذا ( المعظم ) السالف الذكر ، مجموعات نخبوية استقرت منذ البدايات بعواصم الدول المانحة والمؤثرة والمعنية ، ( قطر – السعودية – تركيا - مصر – الامارات – الأردن  ) وبدأت تعمل اما بمهنهم الخاصة ، أو بمؤسسات ثقافية واعلامية ومراكز بحث مملوكة لتلك الدول ، وتشرف عليها غالبا أجهزة خاصة مرتبطة بمصادر القرار ، تلك المجموعات ( المليئة بالطاقات العلمية والفكرية ) ، حللت وناقشت كل شيء ماعدا القضية السورية بعمقها ، وحاجتها الى من يرسم خططها ،ويضع مشاريع إصلاحية وبدائل ، ويدافع عن استقلاليتها من سياسات النظام العربي الرسمي ، ولم تخرج يوما عن السياسات المرسومة لها وظلت بخدمة أجندات تلك الدول ، ولم تقدم شيئا يذكر من أجل حماية الثورة وإصلاح المعارضة ، وتعزيز قرارها الوطني المستقل .
  والآن أيضا لم نسمع عن أية مشاريع انقاذية من جانبها ، سوى مماحكات بين مثقفين سوريين تابعين لهذا النظام وذاك ، فان قام أحد المحسوبين مثلا على السعودية والامارات بطرح مبادرة ، يرد عليه سلبا من هو محسوب على قطر أو تركيا ، والمحسوبون مثلا على ايران فرحون لتلك الاشتباكات ، يتحينون الفرص ، والكل لم يعد همهم اسقاط نظام الأسد ، والأخطر من كل ذلك نرى التابعون لانظمة الإقليم بما فيها النظام السوري ، والمقيمون كلاجئين بدل أوروبا ، يحاربون بعضهم البعض حتى عبر كتابة التقارير للدول المقيمين فيها ضد بعضهم البعض ، بتهم الإرهاب والجرائم وسرقة أموال الثورة .
   لاأخفي أن " فكرة " ( المؤتمر الوطني الكردي السوري ) راودتني بداية كحل انقاذي لأزمة الحركة الكردية السورية منذ عام - 2012-،  وقبل تطوير الفكرة وتعديلها ، كان الحوار بشأنها قائما كخطوة أولية مع رئاسة إقليم كردستان العراق ، الراعية لجهود اصلاح ذات البين بين الفرقاء الكرد السوريين ، والداعمة ( للمجلس الوطني الكردي ) ، وحينها أوضحت لهم الفكرة وجاهيا مع السيد رئيس الإقليم ومساعديه ، مرارا القاضية بعقد مؤتمر كردي سوري ، ( بعد ظهور بوادر فشل المجلس الكردي ) ، يشمل كل التيارات السياسية الكردية المنضوية في الثورة السورية ، والمؤمنة بالتغيير الديموقراطي ،وخصوصا الوطنييون الكرد المستقلون ، والشباب ، وهم الغالبية في مجتمعنا ، وكذلك ( المجلس الكردي ) للخروج ببرنامج موحد ، وقيادة شرعية منتخبة لمواجهة التحديات .
  باالعام نفسه ، وبعده خلال السنوات اللاحقة ، تم نشر الفكرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي والمنابر الإعلامية الى الجمهور الواسع ، وعقدت مئات اللقاءات التشاورية في مختلف مناطق التواجد الكردي السوري بالداخل أولا ، ثم الخارج ، وتم التوصل الى تأطير الفكرة وتلك الجهود في اسم – بزاف – كحراك فكري – ثقافي – سياسي – حواري ، وليس حزبا أو منظمة ، له موقع على الفيسبوك ، ولجان متابعة في أكثر من منطقة بالداخل وفي كردستان العراق وتركيا وبلدان أوروبا والامارات ومصر ولبنان وكندا ، وعندما تم طرح مشروع البرنامج على التصويت عبر الفيسبوك ، نال دعم حوالي أربعة آلاف توقيع بالاسم من كافة الفئات ، وهي موثقة يمكن لاي كان الاطلاع من خلال موقع – بزاف – على الفيسبوك bizav.me .
  كانت عصارة اللقاءات والمناقشات ، التي امتدت ثلاثة أعوام ، وضع مشروع برنامج بقسمين : كردي خاص ، وسوري عام ، أي العمل على جبهتين – ان صح التعبير – بحسب الفرص المتاحة والامكانيات المتوفرة ، مع الايمان المطلق بتكامل – الجبهتين – لأننا نؤمن بأن الخاص الكردي مرتبط بالعام السوري ، وأن القضية الكردية السورية جزء من القضية الوطنية الديموقراطية بالبلاد ، وأن الكرد شركاء في الكفاح الوطني منذ ماقبل الاستقلال وحتى الآن ، ومشاركون بالثورة ، ومعارضون للأنظمة الدكتاتورية المتعاقبة ، وتواقون للخلاص .
  كما كانت من نتائج الحوارات اجراء تعديل في آليات المؤتمر المنشود ، بحيث يشمل كل الفعاليات والأطياف السياسية الكردية من دون استبعاد أحد ، على أن يسبق ذلك تشكيل لجنة تحضيرية بالتوافق ،على أن تكون بغالبية من المستقلين ، وممثلي المجتمع المدني والشباب ، مع مشاركة ممثلي الأحزاب بحيث لايشكلون نسبة – معطلة – وهذا يعني أن نسبة الحضور من المستقلين ستكون هي الغالبة ، أما مكان المؤتمر، فاما أن يكون بالوطن أو بإقليم كردستان العراق ، مع حضور ممثلين عن الشركاء السوريين ، من معارضي النظام في الجلسة الافتتاحية .
  مسألة من يحضر كمندوبين متروكة للجنة التحضيرية التو افقية ، وهناك عدة خيارات من بينها اجراء انتخابات بالمدن ، والمناطق ، وبلدان الشتات ، لاختيار المندوبين ، أو اختيار ممثلين عن الطبقات والفئات الاجتماعية ، والتيارات السياسية ، ولكن سيبقى موضوع غلبة المستقلين قائما ومسترشدا به ،وهكذا الحال بمايتعلق بقضايا الحاضر والمستقبل ،والموقف منها ومسألة المراجعة النقدية والمساءلة ،ستقوم اللجنة التحضيرية بتلك المهمة ، ويمكن الاستعانة بخبرات المناضلين والمختصين .
   قد يتساءل البعض وأين البرنامج الاقتصادي ،وسبل حل القضية الكردية في سوريا ، وصيغة الحل ،ومصير المناطق الكردية ، والمختلطة ،  ثم الدستور الجديد ، والنظام السياسي المقترح لكل سوريا ،والجواب وبكل بساطة هو : الذين سيجتمعون بالمؤتمر وظيفتهم محصورة في إعادة بناء الحركة الكردية ، واستعادة شرعيتها المفقودة ، وتفعيل العامل الذاتي المنهار ، وتوحيدها برنامجا وقيادة ، كل ذلك بهدف توفير شروط موضوعية قابلة للتفاعل معها إيجابيا ، وعندما تكتمل هذه المهام وتنتخب القيادة الجديدة الموحدة الكفوءة ، حينها تتوفر شروط تحقيق الأهداف الوطنية الاستراتيجية ، وبايجاز التحضير أو التأسيس لأدوات النضال الفاعلة ، لان تلك الأدوات اما مفقودة الان ، أو معطلة ، وفات أوانها .
  قد يخلط البعض عن عدم دراية بين وظيفتين مختلفتين ، فهناك وظيفة نظام الدولة وحكومتها عندما تكون مكتملة وديموقراطية ومهيئة للبناء والاعمار، عند ذلك يحتاج ذلك النظام لاداء الوظيفة للجميع ومن كل الاختصاصات ، والطبقات الاجتماعية وخاصة الطبقات الوسطى ، بغض النظر عن المواقف السياسية ، ونظرتها للثورة والتغيير ، وهناك أيضا وظيفة تأسيس ، وتحضير، وإعادة بناء، لآلية أو جسم ،أو كيان تنظيمي تراتبي ، وما يحتاجه من برامج ومشاريع وخطط وخارطة طريق ، واحتضان شعبي يحميه ، من أجل التصدي لمهام انجاز حركة تعمل من اجل توفير شروط بناء الدولة ، أو النظام السياسي المنشود .
  هناك في حالتنا الكردية الخاصة انقسامات وصراعات ومواجهات ، أكثرها شدة وعمقا بين أهل الثورة والمعارضة من الكرد من جهة وبين الموالين للنظام الذين جاؤوا لنجدة السلطة ،وضرب الثورة عسكريا وسياسيا ،ورفض المقابل المختلف بالعنف وأحيانا بالتصفيات، و- جماعات ب ك ك – مثالا على ذلك ،إضافة الى أحزاب أساءت الى القضية الكردية ووالت النظم والحكومات المتعاقبة ، إزاء ذلك وبعد مداولات مطولة استقر الرأي في حراك – بزاف – على دعوة الجميع حسب الآلية المثبتة أعلاه ، وكل من يقر بنتائج المؤتمر ، ويلتزم به ، يمكنه الحضور وهو مايضفي اليه صفة المؤتمر الجامع ،على أمل أن يشكل خيمة للمصالحة ،والتسامح ،وطي صفحة الماضي .
  هناك بعض آخر من شركائنا السوريين من الصعوبة بمكان أن يفهم ويتفهم الحالة الكردية الخاصة ،لانطلاقه في تقييماته من مواقف مشككة مسبقا بكل مايصدر من الجانب الكردي ، فعندما أطلق – بزاف – تسمية ( المؤتمر الوطني الكردي الجامع ) جاء بعد دراسة معمقة ، ومن خبرات نحو خمسين عاما ،فالتسمية هذه واقعية ومعبرة ، فكلمة الوطني تعني السوري ، والكردي تشير الى الخاص القومي ،وبدلا من ( المؤتمر القومي السوري ) حل الأول أكثر تعبيرا وموضوعية ، خاصة وأن المنطلق الفكري والسياسي يستند الى معادلة التوازن بين القومي والوطني ، الذي من شأنه أيضا تحقيق الاستقلالية عن المحاور الكردستانية ، ورفض التبعية ، باتجاه التعاون والتنسيق، واحترام البعض الآخر ،من دون التدخل القسري كما تفعل جماعات – ب ك ك – وغيرها .
  من دون الافاضة بمسألة ( المؤتمر الوطني السوري ) الذي كما أسلفت وضع – بزاف – القسم الوطني من البرنامج حوله، وكما أعتقد ليست هناك فروقات  كبيرة بين القسمين الكردي والسوري من حيث المبادئ الأساسية والآليات التنظيمية، ودور اللجنة التحضيرية ،والقواعد الوظيفية، والمشاركة ،والفرق الوحيد هو أن الأول مخصص للكرد السوريين لاعادة بناء حركتهم ،والتحضير للمشاركة الفعالة المنظمة بالثاني الذي سيعيد ترتيب الصفوف وتنظيم الطاقات ،وإعادة اللحمة ،والتهيئة لمواصلة النضال بالاشكال المناسبة لتحقيق أهداف الثورة السورية المغدورة .
  على الذين يتخطون الواقع السوري ،التعددي القومي والديني والمذهبي ، كما يفعله حزب البعث منذ انقلابه بداية ستينات القرن الماضي وحتى الآن تحت اسم – الوطنية – ويتجاهلون  حقوق غير العرب كقومية سائدة ، نقول لهم أن أهم ميزات ثورات الربيع وفي مقدمتها الثورة السورية المغدورة أنها استعادت كرامة وحرية جميع المكونات القومية المكبوتة المضطهدة ،من سوريا الى ليبيا والجزائر وتونس والسودان ، وأن تلك المكونات أثبتت جدارتها الى جانب القوميات السائدة ، في احتضان الثورات والانخراط بها ،ومن حقها التعبير عن ذاتها والتمسك بالمشاركة ، والعيش المشترك ، واستعادة حقوقها المسلوبة ،باسم " الأمن القومي " تارة ،و" الوطنية " تارة أخرى ،والإسلام في أكثر الأحيان .
  ( المؤتمر الوطني السوري الجامع ) المنشود لن يكون وطنيا أو جامعا ،من دون مساهمة ومشاركة ممثلي كل المكونات القومية وغير القومية ،من عرب وكرد وتركمان وآخرين ،أي جميع أطياف الشعب السوري، لأن كل مكون لديه قصة ،وقضية ، وتاريخ ، وحركات وطنية ، ومناضلين ،وبناة استقلال ،وشهداء ،وكل من يرفض هذه الحقيقة التاريخية السورية ،ويتجاهل المكونات وجودا وحقوقا، يلتقي بكل بساطة مع سياسات نظام الاستبداد ، خصوصا وأن التشاركية النضالية العامة ومن دون استبعاد أي مكون في هذه الحالة تصب لصالح وحدة الوطن، وتطمئن من كانوا مضطهدين طوال قرن من الزمن ،ومغيبون ،ومعزولون،  أن هناك تغييرا قد حصل بالمفاهيم ، قد يحفزهم نحو التلاحم والتضامن ،والمصير الواحد ، أما الزعم بأن شعار " الوطنية " الفارغة من المضمون هو البلسم ، أو هو الحل لكل القضايا بمافيها قضايا القوميات في بلد متعدد مثل سوريا ، وليس في فرنسا أو المانيا أو بلجيكا فلا يختلف عن مزاعم " الإسلام هو الحل " من حيث الجوهر .
 



192
ظاهرة الانشقاقات في ( الأحزاب ) الكردية السورية
                                                                     
صلاح بدرالدين

    مع كل المآسي والأزمات التي تعصف بالكرد السوريين تشكل ظاهرة الانشقاق والتشقق والتشرذم الفالتة من عقالها والتي أنتجت حتى الآن أكثر من أربعين من – الحزيبات – وهي مازالت بطور تفريخ المزيد هما إضافيا للمواطن الكردي الذي لم يعد واثقا من جميع الدعايات والبيانات الختامية التي تصدر من ملاكي التنظيمات التي بدورها لم يعد لها لون ورائحة وطعم ودور ويمكننا القول أن هناك مايشبه متعهدي الانشقاقات وهم فئة مشدودة مصلحيا بنظام الاستبداد ومحوره الممانع على الصعيد الإقليمي وبينهم من مارس الانشقاق لدورتين أو ثلاث والحبل على الجرار  .
   وبمناسبة تواصل انشقاقات المنشقين في الساحة الكردية السورية وموجة النفور الشعبي والنخبوي من الأحزاب والحزبوية ومن فيها من مسؤولين التي تعد احدى المظاهر الواضحة الآن في الحياة السياسية الكردية ويمكن تسميتها بظاهرة العصر الكردي السوري الراهن ثم البحث عن بديل أو بدائل للأزمة الراهنة أزمة الهوية القومية والوطنية أزمة العمل التنظيمي النضالي وإعادة البناء وتحديد المهام الانقاذية العاجلة .
 وكما هو الاعتقاد السائد فان السبب يعود الى ابتعاد أحزاب المنشقين عن الشعب – عدم القدرة على مواكبة التطورات السياسية – عدم التجديد وغياب المراجعة والنقد والمناقشات الشفافة – الافتقاد الى برامج سياسية موضوعية ثورية والمشروع القومي والوطني – الانفصال عن الو اقع المعاش والتخلي عن المهام الهادفة الى حل القضية الكردية السورية ومتطلباتها – الغربة عن القضية الكردية السورية والتبعية العمياء للمحاور الكردستانية وحمل أجندتها بد يلا عن وظائفها المفترضة –
  تسمى الانشقاقات الحزبية داخل المجتمع الكردي السوري ومنذ بداية التسعينات أو قبلها بقليل ليس باسم متزعميها غالب الأحيان بل تنسب الى مثلا : جماعة – الأمن السياسي ثم العسكري لاحقا – بحالة انشقاق اليمين عام ١٩٦٥ – المخابرات العسكرية بقيادة منصورة – ( في حالة انشقاق ١٩٩١ عن الاتحاد الشعبي ) بقيادة الثلاثي المعروف أو – أمن الدولة – أو – المخابرات الجوية – في حالات أخرى وأحيانا – أمن الرئاسة – الطائفي الصرف مباشرة في حالة ( وحدة آلي ) وبعد اندلاع الثورة السورية ودب الفوضى في مكاتب أجهزة النظام الامنية قام الوكلاء بحمل المهمة فبدأت تلك التشققات تنسب الى ( حزب الاتحاد الوطني الكردستاني – العراق ) أو مركز – قنديل – أو – أجهزة ب ي د ومسمياتها المختلفة أو – لاهور طالباني – بآخر المطاف هذه الجهات الثلاثة معروفة بموالاتها للنظامين الإيراني والسوري ومنسقة مع فيلق القدس لصاحبه المقبور قاسم سليماني .
من المفيد والواجب التعامل مع ظاهرة الانشقاقات الحزبية في الساحة الكردية السورية بموضوعية وذلك لفائدة الأجيال القادمة واستيعاب دروسها ومن دون نزعات ومشاعر شخصية وخاصة ومواقف مسبقة لانها جزء من تاريخ حركتنا رغم بشاعتها فهناك من عاصر تلك الظاهرة المرضية منذ بداياتها ولرؤا هؤلاء أهمية وهناك من يخلط الأمور اما عن – خبث – أو عدم دراية واطلاع .
 لاشك أن الصراع لم يتوقف لحظة في صفوف الحركة الكردية السورية ( وهو أمر صحي ) وخصوصا بين قيادات أحزابها وكان يتخذ طابعا اجتهاديا كما حصل في صفوف الموجة الأولى من معتقلي قيادة ( الحزب الديموقراطي الكردستاني – سوريا ) في سجن المزة وأمام المحاكم حول الصيغة الأفضل للرد على الاتهامات ولم يحصل أي انشقاق عامودي أو أفقي فقط دب الخلاف ذو الطابع الفكري والسياسي وتأجل الحسم النهائي .
  بعد اعتقال وسجن غالبية أعضاء ( البارتي ) ومنهم الراحلان اوصمان صبري ورشيد حمو وعبد الله ملا علي وخليل محمد وآخرين حيث كان هؤلاء في ذلك الوقت على خلاف مع التيار اليميني الذي بقي رموزه خارج السجن ( لاسباب معروفة ) والذين بدأوا باستغلال الفرصة لافراغ الحزب من مضمونه القومي والوطني وتحويله جمعية وربطه بأجهزة النظام مما دفع ذلك معظم القواعد الحزبية الى رفع الصوت والاحتجاج والعمل على مواجهة الخطر الداهم وإنقاذ الحزب من براثن اليمين خاصة وأن آخر كونفرانس حزبي وهو الرابع الذي عقد بجمعاية عام ١٩٦٤ وبحضور القيادة بمافيها المسجونون بحلب قد لاحظ نوايا اليمين المبيتة واتخذ إجراءات وقائية من بينها ( تجميد عضوية المرحوم حميد درويش متزعم التيار اليميني ) والذي رفض الانصياع للقرار الشرعي ذاك بعد حملة الاعتقال ونصب نفسه مسؤولا .
  كل ذلك كان حافزا لنشطاء القاعدة الحزبية للتحرك من أجل الإنقاذ وكان كونفرانس الخامس من آب ١٩٦٥ بجمعاية وبمشاركة ٣٣ ممثلا لقواعد الحزب من المناطق المختلفة حيث تم تبني البرنامج السياسي الجديد الذي حدد الأسس والمبادئ والمسلمات وانتخب قيادة مرحلية تقوم بالاتصال بمن لم يحضر وبينهم جماعة اليمين للعودة الى الشرعية والتحضير للمؤتمر العام في غضون عام واحد فرفض اليمين الانصياع وانشق عمليا عن الحزب قبل عام من كونفرانس آب وتجاوب بعض القيادات وبينهم آبو اوصمان صبري .
  حتى لاأطيل ألخص قضايا الخلاف في الحزب حينذاك وموقف القيادة المرحلية المنتخبة وكذلك مواقف اليمين المنشق : تعريف كرد سوريا وحقوقهم هل هم شعب يقيم على أرض الآباء والأجداد أم أقلية ؟ هل يستحق حق تقرير المصير في اطار سوريا الديموقراطية الموحدة أم له حقوق – الأقلية المهاجرة الى أراضي الغير - ؟ هل ستحل القضية الكردية عبر الموالاة للنظام الحاكم أم من خلال الحركة الديموقراطية السورية والنظام المستقبلي المنشود التشاركي التعددي ؟ كردستانيا هل نحن مع الثورة الكردية بكردستان العراق بقيادة الزعيم الشرعي المنتخب الخالد مصطفى بارزاني أم مع المنشقين عن الثورة والبارتي عام ١٩٦٦ ؟ .
 للأمانة أقول أن تلك القضايا الخلافية كانت جوهرية وتستحق التضحية من أجلها وماقام به كونفرانس الخامس من آب أنه صحح المسار وأعاد الحياة للحركة وطرح الأجوبة على كل التساؤلات والتي مازال قسما منها قيد الطرح حتى الآن لأن التحولات التاريخية في الحركة قد لاتأتي النتائج في غضون أعوام وعقود بل تستمر بالظهور والتفاعل مع الاحداث والتطورات وهنا أتساءل عن المغزى والهدف من الانشقاقات المتواصلة من ١٩ ٩١ وحتى الآن والتي كانت غالبيتها ان لم تكن كلها من صنع الأجهزة الأمنية ووكلائها .
 
 

193
أيها السورييون : فلنتفق أولا على منهج الحوار
                                                                     
صلاح بدرالدين


     بالإضافة الى كل أشكال التراجعات والردات والانحرافات في صفوف – معارضي – النظام وبالأخص بين أوساط الكيانات السياسية المعلنة منذ نحو تسعة أعوام والفصائل المسلحة ( مشمول بذلك العربية والكردية والتركمانية والمسيحية ) والتي كنا نشير اليها على الدوام عبر وسائل الاعلام فمن المحزن أن البقية الباقية من السوريين الوطنيين الذين مازالوا يأملون بإيجاد حلول لاستعادة زمام المبادرة لم يتفقوا بعد حتى لا على أصول الحوار ولا على الآليات لاستجماع القوى ولم يجمعوا على أولويات المرحلة ويعود ذلك كما أرى الى اختلاف الرؤا بشأن الأسباب والمقدمات التي أودت بالثورة وتاليا عدم التجانس في تشخيص النتائج ومن ثم التباعد في مفهوم المعالجة الى درجة التضاد .
  هناك استخلاصات أولية توصل اليها بعضنا – حتى الآن - من تجربة الثورة السورية حول أسباب الإخفاق وهي بمثابة مسلمات وفي مقدمتها: حقيقة تصدر جماعات الإسلام السياسي ( الاخوان ) والأحزاب والمجموعات التقليدية القومية والشيوعية صفوف المعارضة باسم الثورة بوسائل التسلق واستثمار أموال دول خليجية وابعاد أصحاب الثورة الحقيقيين من المشهد من تنسيقيات الشباب والحراك الوطني المستقل وشرفاء الجيش الحر والتنازل عن القرار الوطني المستقل لمصلحة المانحين .
  هؤلاء لم يكونوا في مرتبة واحدة ومن مدرسة فكرية ثقافية واحدة كما لم يكونوا مجمعون على أهداف موحدة جمعتهم ظروف غير عادية ومن ثم مصالح مشتركة وقتية ومرحلية ومالبث ان انفرط عقدهم حيث تمسك المانحون الرئيسييون بقوة بجماعة الاخوان المسلمين ومن ارتضى العيش تحت عباءتهم وتوزع الباقون من مجموعات وأفراد بين موالاة روسيا أو ايران أو هذا النظام العربي وذاك أو حط الرحال في بلدان اللجوء. .
  بعد كل ماحصل من إخفاقات خلال الأعوام التسعة المنصرمة مازال ( حوار الطرشان ) يسود المشهد في أوساط معارضي النظام – المفترضين – من عسكريين ومدنيين وخصوصا المتعلمين منهم عندما يتعلق الأمر بالاجابة عن السؤال الناريخي : مالعمل ؟ فترى الغالبية بكل أسف تنشغل بالقشور وتبحث عن أقصر الطرق وأقلها كلفة لاعادة الكرة كما تمت في بدايات الانتفاضة أي التستر بغطاء ما ( مؤتمر فيسبوكي ) مثلا لأن معظمهم خارج الوطن وجمع أكبر عدد ممكن من المتفرجين العاطلين عن العمل وإعلان اسم جديد يضاف الى الأسماء المملة التي جلبت الهزيمة .
   والخيار الاخر الاسلم أمام ذلك التهافت هو تقديم حلول جذرية بمستوى ماأصاب حركتنا الوطنية وتعبيراتها السياسية في العمق من انهيار في بنيتها التحتية وخلل وعطل في وظيفتها التمثيلية ووجوب إعادة بنائها واستعادة شرعيتها المفقودة من خلال العودة الى الشعب مصدر الشرعية الوطنية عبر المؤتمر الوطني الجامع باشراف لجنة تحضيرية تجسد تمثيل كل المكونات والتيار ات السياسية الوطنية المتعددة بمختلف المناطق بالطرق الديموقراطية وهناك العديد من الوسائل والآليات التنظيمية الإجرائية التي قد تختار اللجنة التحضيرية أفضلها للنجاح في مهامها .
  هذا الخيار ان تيسر سيكون بديلا وطنيا ديموقراطيا لخطاب وثقافة وطبيعة وممارسات نظام الاستبداد الأحادي ( قوميا وحزبيا وطائفيا ) من جهة وتصحيحا لمسار الكيانات التي عملت باسم المعارضة والثورة من الجهة الثانية والتي انتهجت خطا شبيها وسياسة شمولية مؤدلجة بابعاد الآخر المختلف وافراغ الكيانات ومؤسسات المعارضة  الوطنية من المستقلين والمناضلين و المثقفين الذين كانوا حجر عثرة أمام تسلط الاخوان المسلمين وباقي التيارات التقليدية التي فات أوانها وكان ذلك سببا في هزيمتها .
  وظيفة المؤتمر المنشود كما أرى ليس التأسيس لاعادة انتاج شخوص مفلسة إشكالية غير مقبولة أو مرشحين مغمورين يبحثون عن وجاهات وزعامات أو إعادة تجارب – مهازل  ( المجلس الوطني السوري – الائتلاف – المجلس الوطني الكردي - هيئة التفاوض – وبدعة المنصات االمحجوزة لعواصم الخارج ) بل انتهاج طريق جديد مختلف شكلا ومضمونا عن السابق بعيدا عن الحزبوية والطوائفية والمناطقية على قاعدة القيادة الجماعية المتنوعة والتوافق والقيام بمراجعة شاملة وإقرار برنامج المشروع الوطني التوافقي وانتخاب مجلس قيادي وهيئة استشارية من أصحاب الخبرة والحكمة وذلك تمهيدا لاستعادة زمام الأمور ومواجهة تحديات السلم والمقاومة والاعمار .
  في خضم الجدل القائم الآن وفي سياق المناقشات تتم الإشارة ولو عرضيا الى النفور من أسماء أشخاص معينين وكما أرى فان ذلك لايعود الى – شخصنة – القضية الوطنية بقدر ما يعبر عن قلق السوريين تجاه أدوار سلبية مؤذية لبعض الأفراد ودليل على أن ذاكرة شعبنا حية وقوية خاصة وان للفرد دائما وعبر التاريخ دور مؤثر في الأحداث وخاصة في مجتمعاتنا وبالأخص اذا كان هؤلاء غير ملتزمين بالمبادئ الوطنية والأخلاقية ولهم سوابق في اللعب على الحبال والانتهازية بالعمل السياسي وعدم التحصن أمام الاغر اءات والتعاون مع أعداء الشعب السوري وثورته وقضاياه .
  اذا كان هؤلاء الأفراد – الاشكاليين – والمثيرين للجدل من محترفي سياسة ورجال أعمال الذين يتمسك البعض بهم كشرط لأي عمل وطني لأسباب لانعلمها أقول اذا كان هؤلاء كما نعرف حقيقتهم عليهم الابتعاد عن تجارة استغلال القضية الوطنية لأن ثقة الغالبية بهم مفقودة وسيشكلون حجر عثرة أما اذا كان لديهم ( مواهب وامكانيات مادية ) فليسخروها لخدمة من يحمل الراية بالشكل الديموقراطي من دون اعلان واعلام هذا اذا كانوا صادقين .
 للأسف مازلنا  نسمع دعوات مناطقية فئوية – لوصفات  سريعة – ليس عبر العودة الى الشعب وإعادة البناء بروية والمراجعة النقدية لزلازل عقد من الزمن أودى بثورتنا وتحصين الحراك على مستوى الوطن وتوحيده بل لتمرير خطة سياسية آنية يحملها محترفون ورجال أعمال سبق وأن أساؤوا لثورتنا لخدمة أجندات مكشوفة تصب لمصالح أفراد سبق وأن ألحقوا الضرر أيضا بالثورة والمعارضة وجهات إقليمية سبق أيضا وأن عملت على اجهاض الثورة وكل ذلك موثق .
  ومازال البعض يحاول تغيير دفة النقاش ملقيا الدروس حول فوائد ( المؤتمر الوطني !؟!) وكأن مشكلتنا هي من مع المؤتمر الوطني ومن ضد  فالسورييون جميعا مع التلاحم والاتحاد وتحقيق السلام وزوال الاستبداد ولكن ليسوا مع مؤتمرات المنصات المملوكة للنظام العربي والإقليمي الرسمي لا في أوروبا ولا في القاهرة ولافي أي مكان آخر والخلاف الحقيقي حول كيفية تحقيق ذلك كما شرحنا أعلاه وبهذه الحالة سنبقى أمام مفهومين حول العمل الوطني حاضرا ومستقبلا وأمام نهجين مختلفين متوازيين لايلتقيان أبدا .

194
يريدون جرنا من تحت " الدلف " الى تحت " المزراب "
                                                                     
صلاح بدرالدين

  دعوات فردية وجماعية من جانب مثقفين ومفكرين ومناضلين وطنيين كانت تظهر بين الحين والآخر ومنذ بدايات الانتفاضة السورية تدعو الحفاظ على مبادئ الثورة وتحذر من هيمنة جماعات الإسلام السياسي بغية حرفها عن الطريق  واستجابة من عرفوا بانهم ديموقراطييون أو ليبرالييون أو شيوعييون لطلبات اللحاق بها ولكن من دون الغوص في عمق الأزمات التي كانت تنخر في جسم العمل الوطني المعارض أو تقديم برامج ومشاريع انقاذية مدروسة وآليات واضحة لتحقيق ماكانوا يصبون اليه .
  وفي الحقيقة كانت هناك مجموعة عوامل وأسباب تحول دون بلورة تلك المساعي المتواضعة أصلا أولها اجرام نظام الاستبداد في القتل والتدمير والتهجير ومحاولاته المستمرة في اغراق الساحة بفصائل ميليشياوية إسلامية ومذهبية واختراق صفوف المعارضة بايفاد من كانوا جزأ من حزب وإدارة وطائفة وقاعدة النظام وكذلك الدور البارز للمانحين من النظامين العربي والإقليمي الرسمي حيث أجمعوا رغم صراعاتهم الشكلية على منع انتصار الثورة السورية الوطنية ذات الآفاق الديموقراطية والتوجهات التغييرية .
  ومن خلال متابعتي الدقيقة لم أجد سوى مشروع – بزاف – الانقاذي الذي ظهر منذ عام ٢٠١٢ بصورة واضحة شفافة ونشر ونوقش عبر مئات اللقاءات التشاورية في الخارج والداخل والذي كان عبارة عن شقين واحد يتعلق بالحالة الكردية الخاصة وثاني بالوضع السوري العام وكل من اطلع على المشروع يعرف أن الشقين الخاص والعام يجمعان على آلية واحدة في تحقيق هدف إعادة البناء واستعادة الشرعية وانتخاب قيادة متجددة وذلك عبر مسارين متكاملين .
 المسار الأول اعتبار انجاز اللجنة التحضيرية بمثابة قطع نصف الطريق وعدم جواز عقد أي مؤتمر جامع من دون اللجنة التحضيرية التي يجب وبالضرورة أن تتشكل من ممثلي جميع المكونات القومية في سوريا والتيارات السياسية والذين واكبوا الثورة وآمنوا بأهدافها فلايجوز مثلا أن تقوم مجموعة معينة ومن منطقة معينة ومن لون واحد بدعوة الناس الى مؤتمر وكونفرانس من دون مشاركة الآخرين وتقوم مقام اللجنة التحضيرية والقيمة على تحديد المدعوين والمكان والعدد والتمويل عبر جهة غير معروفة وهي تكون قد صاغت البيان الختامي مسبقا فهذا مخالف لأبسط القواعد الديموقراطية ونفي للتعددية المتأصلة في بلادنا على الصعد القومية والدينية والمذهبية والاجتماعية والثقافية والسياسية .
  المسار الثاني في النظرة الى طبيعة وأهداف المؤتمر المنشود والتي نرى – كما جاء بمشروع بزاف – أن يكون المؤتمر من أجل انقاذ الحركتين الكردية والثورية السوريتين وإعادة بنائهما موضوعيا وذاتيا في العمق واستعادة شرعيتهما فكل الأحزاب والجماعات والفصائل الكردية والعربية والتركمانية والمسيحية تفتقر الى الشرعية التنظيمية والوطنية  والثورية ومن لاشرعية له لايمكنه تمثيل الشعب أويتحاورباسمه وهذه معضلة كبيرة في أزمتنا العامة يتجاهلها الكثيرون عن جهل أو قصد ومن ثم تأتي عملية انتخاب من يقودهما في هذه المرحلة الشديدة الخطورة ويواجه تحديات السلم والبناء والمقاومة .
مؤخرا تحاول مجموعة من لون واحد وتكاد تكون من منطقة واحدة معروفة بوقوف شخص – اشكالي – من ورائها مثير للريبة منذ عشرة أعوام يبحث عن جاه ومصالح خاصة ألحق الأذى بالثورة وتعاون مع أعدائها واغتنى من ورائها أقول بعد أن سطت هذه المجموعة على اسم ( المؤتمر الوطني السوري ) الذي كنا أول من استخدمناه ومازلنا منذ سبعة أعوام وحتى الآن وتقوم باستغلال هذا المصطلح ليس من أجل إعادة البناء وتوحيد وتنظيم صفوف الوطنيين لمواجهة نظام الاستبداد ونصرة الثورة المغدورة بل في سبيل خوض مغامرة جديدة للحلول محل الكيانات الأخرى الفاشلة من ( المجلس الوطني السوري والائتلاف وهيئة التفاوض واللجنة الدستورية ) ومن ثم الارتماء باحضان النظام باسم الحوار حسب أجندة إقليمية وفي نفس مستوى سقف النظام الرسمي السائد بالمنطقة  .
  نحن طرحنا مشروع المؤتمر بشقيه الكردي والعربي مشترطين كخطوة أساسية التوافق على تشكيل اللجنة التحضيرية وهي الخطوة الأولى التي كما نرى يجب وبالضرورة أن تعكس الواقع السوري التعددي القومي أساسا بشكل عادل وأن يتميز أعضاؤها بالوطنية وبالايمان بأهداف الثورة وبالنزاهة والاستقلالية وعدم التبعية للمحاور الإقليمية وان يكون لكل واحد منهم سجل نظيف ويكون مقبولا بشكل عام لدى غالبية السوريين .
   لقد توصلنا مبكرا الى قناعة بأن هذه الجماعة  لاتمثل المكونات الوطنية السورية وغالبية أعضاء  أعضائها  لاتتوفر فيها المواصفات المطلوبة واذا كانت تضع اللوم على عاتق كيانات المعارضة القائمة الان حول انتكاسة الثورة فان أعضاء المجموعة بدون استثناء كانوا موزعين بتلك الكيانات ويتحملون مسؤولية الإخفاق والهزيمة بل أن بعضهم يستحق المثول امام محاكم شعبية لانتقاله بين أحضان الأنظمة المستبدة والميليشيات ( الطائفية والعلمانية ) ومن دون أية مراجعة نقدية شفافة مقنعة يستغفل عقول الوطنيين السوريين من وراء الستار وكأن شيئا لم يكن .
   كما أن طريقة تشكيل ماسميت باللجنة التحضيرية وآلياتها وخلفياتها مازالت غامضة وغير معلومة كما انه يهمنا أن يعلم الجميع اننا لسنا من الصنف الذي يلتحق بالاخرين بالإشارة ويبحث عن مواقع ومصالح خاصة حيث لن نكون جزء من أية مبادرة أو مشروع اذا لم نكن من واضعيه جنبا الى جنب شركائنا بالوطن والمصير على قاعدة الشراكة العادلة والتوافق السياسي والعمل سوية على صياغة عقد اجتماعي جديد لوضع أسس الحل الديموقراطي للقضية الكردية في سوريا الجديدة القادمة .
   


195
" مانيفيست " تصحيح مفاهيم خاطئة حول الكرد السوريين
 ( ٢ )
                                                                         
صلاح بدرالدين

     
        أولا - المفاهيم الخاطئة على الصعيد الوطني
     ١ - هناك تجاهل رسمي مزمن للكرد وجودا وحقوقا ، ثم إجراءات عملية ، من إحصاء استثنائي لاهداف عنصرية ، وتجريد من حق المواطنة ، وحزام في خدمة تغيير التركيب الديموغرافي لقوننة ذلك التجاهل ، فتاريخ سوريا المدون منذ وضع اول دستور بعشرينات القرن الماضي ، وتاليا بعد استلام ( مكتب الثقافة والاعلام ) في حزب البعث عقب انقلابه العسكري بداية الستينات ، مهمة كتابة تاريخ البلاد بمعزل عن حقائق على أرض الواقع ، وشواهد في تعددية مكوناتها القومية وفي المقدمة الكرد ، وقرائن ملموسة في الجغرافيا الوطنية ، ووثائق تعكس قرارات الهيئات والمؤسسات العالمية ، مثل اتفاقية سايكس – بيكو ، وسان ريمو ، وسيفر ، ولوزان ، المعنية بالمصير الكردي ، بمافيها الصادرة عن كل من عصبة الأمم ، وهيئة الأمم المتحدة .
  ٢ - فقد انتدبت دائرة الثقافة التابعة للقيادة القومية للبعث ، للاشراف على وضع تاريخ سوريا ، وتاليف كتب التربية والتعليم بصورة انتقائية ومتوافقة مع آيديولوجية البعث الشوفينية ، وجميعها ينفي وجود التعددية القومية ، ويؤسس لمجتمع بسيط احادي غير مركب ، ويكرس لتاريخ مسيس ، مؤدلج ، مفروض على قاعدة الأحادية القومية ، والطائفية ،والحزبية ، وانكار وجود الآخر المختلف من كرد ، وتركمان ، واذلال طوائف وفئات أخرى ، ومن الواضح أن الحركة الوطنية الديموقراطية السورية ، ومنذ نشأتها ، كانت تضع على رأس مهامها إعادة كتابة تاريخ سوريا ، الذي تعرض للتزييف ، والتشويه ، والتحريف ، من جانب النظم والحكومات المتعاقبة ، خصوصا نظام البعث المستبد .
  ٣ - وفي مجال تعريف الكرد ، الذين يعرف القاصي والداني ، أن حركتهم الوطنية السياسية غير موحدة ،يتم الخلط المتعمد بين الكرد كشعب ، وبين الأحزاب الكردية ، فهناك اكثر من أربعين حزبا ، بينها من تتبع الاجندة الخارجية ، أو تخدم سياسات النظام ، والأطراف الإقليمية ، أو تمارس القمع تجاه المختلف ، وليس من الموضوعية تسمية ماتمارسه مثلا جماعات ب ك ك ، بموقف الكرد السوريين ، أو اعتبار سياسات أحزاب – الانكسي – ، أو أي حزب آخر مواقف الشعب الكردي .
  ٤ - اطلاق صفة الانفصالية على كل حراك كردي سوري ، في حين لانجد في برامج أي حزب ، أو مجموعة ،  أو تيار سياسي ، منذ قيام الدولة السورية وحتى الآن ، أية إشارة الى الدعوة لفصل المناطق الكردية عن الجغرافية السورية بل تؤكد على العيش المشترك ، وهذا لايعني بتاتا أن الكرد السوريين ليس شعبا بكامل المواصفات ، ومن السكان الأصليين ، ومن حقه الطبيعي ، و الإنساني ، والديموقراطي ، أن يقرر مصيره الإداري والسياسي والمستقبلي ، كما يشاء ، ولكنه وعبر حركته الوطنية ، اختار تقرير مصيره بالصيغة التي يرتأيها ، ومن خلال استفتائه ، ضمن وحدة الوطن السوري ، الذي يجمع كل المكونات المتآخية ، على قاعدة الشراكة العادلة ، في السلطة ، والثروة ، والقرار ، حسب عقد اجتماعي حر وملزم ، يكفله الدستور الجديد لسوريا الجديدة المنشودة .
  ٥ -  وضع كل التيارات السياسية الكردية في سلة واحدة ، في حين نرى أن هناك تنوعا فكريا ، وثقافيا ،وسياسيا ، وحتى اجتماعيا ، على الصعيد الكردي والوطني العام ، هناك الديني المتشدد الى درجة النزعة الإرهابية ، وهناك القومي المعتدل ، والمتزمت الى درجة العنصرية ، هناك بين العرب ( وهم الغالبية ) ، من يرفض الآخر القومي المختلف كردا كانوا أو تركمانا ، الى درجة الإلغاء القسري ،وهناك بين العرب المسلمين ( أيضا من الغالبية ) ، من يرفض الديانات الأخرى ، مسيحيين كانوا ، أم ايزيدييون ، أم يهودا ، الى درجة الرغبة في أسلمتهم ، أ و فرض الجزية عليهم ، وهناك من العرب السنة ( الغالبة ) ، من يعادي المذاهب الأخرى ، وبالمقابل هناك من بين ( الضحايا ) الأقل عددا من الاقوام ،والديانات ،  والمذاهب ، المستهدفة من يبادل الغالبية العداء أيضا .
 ٦ - انكار مشاركة الكرد أو القسم الأكبر منهم بالثورة السورية ، في حين ومنذ تشكل الدولة السورية ،وانبثاق جمعيات وحركات كردية ، وصولا الى ظهور أول حزب كردي ، كان الموقف السياسي الكردي الغالب بموقع المعارضة ، ومواجهة الأنظمة والحكومات الدكتاتورية والشوفينية ، وان ذهبنا أبعد من ذلك سنجد أن الحركات الكردية ، كانت في صدارة الانتفاضات والثورات ، خلال عهد الإمبراطورية العثمانية ، وفي عهود الانتداب ، والاستعمار ، وفي حروب الاستقلال ، كما شاركت الغالبية الكردية الساحقة في الثورة السورية ، التي وجدت فيها سبيل الخلاص ، خاصة من الشباب ،والوطنيين المستقلين ، وبعض أتباع الأحزاب ، وقدمت خيرة الشهداء ، وكانت الهبة الدفاعية عام ٢٠٠٤ ، التي انطلقت من القامشلي لتعم كل المناطق الكردية ، مقدمة لمشروع لم يكتمل ، لتحولها الى انتفاضة وطنية شاملة ،لولا عدم توفر الشروط الذاتية للحركة الوطنية عموما ، والكردية على وجه الخصوص .
  ثانيا – المفاهيم الخاطئة على الصعيد الكردي
  ١ - اعتبار أحزاب كل من جماعات – ب ك ك – ، والمجلس الوطني الكردي ومن تدور في فلكهما ، من منظمات ، ومجموعات ، أنها من تمثل الشعب الكردي ،وتحمل المشروع القومي ، وأن الحياة الكردية تبدأ منها وتنتهي عندها ، وهو افتراض خاطئ ، في حين أنها بدون استثناء تفتقد الشرعية ، وتفتقر التخويل القومي ، وقياداتها معينة ، وليست منتخبة من الشعب ، ومنذ بداية الثورة السورية قبل نحو تسعة أعوام ، لم تعد في عهدة الجماهير الكردية وحمايتها ، وتحول ملاذها الى مراكز مانحة خارجية ( ماليا ومعنويا ) ، سيفضي بمرور الزمن الى تبني أجندتها ، واعتناق عقائدها ، واستنساخ خطاباتها ، وهو تحول مفصلي في غاية الخطورة ، سيؤدي الى قطع كل صلة حيوية لها مع قضايا الكرد السوريين ، وخسارة الاحتضان الشعبي أيضا .
  ٢ - الحالة أعلاه ، وبسبب انقطاع  قيادات تلك الأحزاب عن تطورات الواقع الملموس اليومي سوريا وكرديا ، والانشغال بمجريات أحداث الشمال والجنوب ، كأولوية ، والانغماس في مسارات السياسات الإقليمية ، والبحث عن مواقع الزبونية ، والتبعية بأي ثمن لدى القوى الدولية المعنية بالملف السوري ، ستدفع قيادات تلك الأحزاب الى مايشبه – الاغتراب – ، والابتعاد عن مواقع التأثير والقرار في المصيرين القومي والوطني ، وبالنتيجة النهائية سينتهي بها المطاف الى تقديم الخدمات العسكرية ، واللوجستية ، والسياسية ، والدعائية ، لنظام الاستبداد ، وللقوى المحتلة الغريبة ، لقاء معلوم أفصح عنه الرئيس ترامب ، وكذلك وليد المعلم ، وآخرون هنا وهناك .
  ٣ - عزلة الأحزاب الكردية عن الشعب ، ونتائج سلوكها المنحرف عن خط الكردايتي ، وغربتها عن التطورات على الصعيد الوطني ، بل معاداة بعضها لارادة السوريين من أجل التحرر من الاستبداد واجراء التغيير الديموقراطي ، ونشرها لثقافة الكراهية ، وممارسة البعض لاعمال انتقامية بشعة ،دفعت أوساطا من المتعلمين الكرد السوريين ، الى التورط في اعتناق نزعات عدوانية تجاه كل ماهو غير كردي ، وبالأخص تجاه الشركاء العرب ، الى درجة محاباة إسرائيل ، وهذا البعض لايختلف عن ذاك البعض من العنصريين العرب ، الذي لايدخر جهدا في نشر ثقافة الغاء الكرد ، وانكار وجودهم ،والطرفان يكملان بعضهما البعض .
  ٤ - ترويج البعض من المتحزبين – وبعضهم معروف - ، منذ نحو عدة أعوام ، لفرضية مغلوطة استفزازية غير واقعية ، وقد تكون مقصودة ، ومدفوعة الثمن ، عن مساعي لوصل إقليم كردستان العراق ، جغرافيا بالبحر الأبيض المتوسط ، بدعم إسرائيلي – خليجي ، وكانت نتيجة تأليب الدوائر الشوفينية المتربصة بالكرد ، أن خسر الإقليم الكردستاني العراقي ، كركوك ، وجزء من الموصل ،والمناطق المتنازعة عليها ، والتي كانت عمليا تحت سلطة حكومة إقليم كردستان العراق ، أما في سوريا ، فقد خسر الكرد عفرين ، وأكثر من نصف محافظة الحسكة – الجزيرة – ، وافراغ المناطق المتبقية من سكانها خاصة من العنصر الشبابي ، والمنتج ، والحبل على الجرار كما يقال .
   ٥ - قيادات احزاب سلطة الامر الواقع ، البعيدة عن الواقع الكردي السوري ،  دفع بها الخيال الى اعتبار المناطق الكردية السورية القاعدة الامامية لمركز – قنديل – العسكري ، والاستفادة من خيراتها ، من نفط ، وغاز ، وحبوب ، وقوى بشرية ، لتمويل مغامراتها ، وتقديم الخدمات لاسيادها ، وتحويل تلك المناطق الى – ب ك ك لاند – ، أما قيادة – الانكسي – ، فتحلم – بإقليم - لبسط سيطرتها ، وتولي رئاسته ،  ورئاسة الحكومة ، على غرار تجربة إقليم كردستان العراق ، وشتان بين الحالتين على الصعيدين التاريخي والجغرافي ، فهناك بالاقليم ، كفاح متواصل منذ أكثر من قرن ونصف ، وثورات وانتفاضات ، ونضال مدني ، وتضحيات جسام ، وقادة عظام كان على رأسها البارزاني الخالد ، وهناك قيادة منبثقة عن الشعب بالانتخابات ، تستحوز على الشرعيتين الثورية والوطنية ،وتتصدر مهام ليس بناء كردستان فحسب بل كموئل ومرجعية للمعارضة العراقية ، قبل سقوط الدكتاتورية ، أما في حالتنا السورية ، فحدث ولاحرج للأسف ، أحزاب فاشلة ، وقيادات غير منتخبة ، وشرعية مفقودة ،وعزلة شعبية ، وغربة وطنية .
  ٦ – تشبث قيادات الأحزاب بمواقعها ، والامتناع عن التجديد ، وقطع الطريق على الوطنيين المستقلين ، وتجاهل كل المبادرات الإصلاحية الوحدوية ، ورفض الاحتكام الى المؤتمر الكردي السوري الجامع ، كما تجلى في مشروع – بزاف – لاعادة بناء الحركة ، ومن ثم الادعاء – تسريبا – بافتقار الكرد السوريين الى شخصية قيادية كاريزمية ، كلام مرفوض تضليلي ذرائعي ، فقد أوضحنا مرارا أن شعبنا أنجب العديد من المناضلين الشجعان ، ومن أصحاب الكفاءة والعلم والمعرفة ، ولكن تجربة حركتنا الخاصة ، تستدعي توفر قيادة جماعية شرعية تواجه تحديات المرحلة .
  ثالثا – وفي المجال الكردستاني يتطلب تغيير المفاهيم الخاطئة الضارة ،رفع هيمنة أذرع – ب ك ك - العسكرية والأمنية عن كاهل شعبنا بعد أن استسلمت مابعد مرحلة – داعش – أمام أوامر القوى الدولية والإقليمية وانسحابها وتسليم ماحررته للنظام وأعوانه والمحتلين الآخرين خاصة وشعبنا لايحتاج الى قوى عسكرية لحل قضيته فنضاله سلمي ومدني منذ انبثاق حزبه الأول وحتى الان ولن يتقبل استنساخ تجارب الغير .
  وفي هذا المجال من المفيد جدا وبعد انسحاب السيد الرئيس الأخ مسعود بارزاني ( حيث كان ممسكا بالملف الكردي السوري ) من موقع رئاسة الإقليم ذات الصلاحيات الرسمية أن يعهد بالملف الى حكومة الإقليم التي تمثل كل القوى بمافي ذلك مركز السليمانية حتى يتم التعامل مع الملف بشكل رسمي جماعي موحد وبحيث تتوفر أسباب معالجة الحالة الكردية السورية بالوزارات المختصة وبشكل شفاف ومعلن وحسب القوانين المرعية التي تتسم بالالتزام بالمساواة والتعدد الحزبي الحر الواسع الذي يجب أن يطبق في مخيمات لجوء أهلنا هناك حيث تعاني من أسوأ أشكال الغيتوات من جانب تنظيمات – الانكسي - .
  ختاما أتوجه للشركاء والاشقاء والأصدقاء ، بمراجعة انطباعاتهم السابقة عن الحالة الكردية السورية ، وفي المقدمة إعادة النظر بمفهوم أن الأحزاب الكردية السورية تمثل الشعب الكردي ، وتحمل قضيتهم ،  فالوطنييون المستقلون هم الغالبية الساحقة ،  وهم من يعبرون عن طموحات شعبهم بالرغم من افتقارهم الى تنظيم صفوفهم حتى الآن  بسبب الضغوطات والقهر ، ومن المعتقد أن أي صديق لشعبنا وحريص على حقوقه ومستقبله ،  من المفترض أن يخاطب ممثلي الغالبية المؤمنة بالشراكة ، والحوار السلمي ، والعمل الوطني ، من اجل دحر الاستبداد ، وانتزاع الحقوق لكل مكونات الوطن الواحد .
 
 

196
الالحاق القسري نقيض الاتحاد الاختياري
                                                                         
صلاح بدرالدين

   هناك دائما تشابه من حيث المبدأ في مختلف أنواع النشاطات الإنسانية من أجل التفاعل والتشارك والتعايش بين الشعوب والأقوام والأمم والدول والجماعات وكذلك بين القوى السياسية المعبرة عن مصالح الطبقات والفئات الاجتماعية والوطنية وهناك دائما النزوع الإيجابي نحو التفاهمات والحوار السلمي والعمل المشترك على أسس سليمة لخير المجتمعات والشعوب والإنسانية جمعاء بالمقابل هناك أيضا قوى الشر المتربصة لاثارة الحروب والفتن ومصادرة حريات الآخر ومحاولة استغلال المقابل لغايات مصلحية خاصة وصولا الى انتهاك الحريات والقمع تحت عناوين الوحدة والاتحاد .

  تاريخ البشرية ماهو الا أطول أنواع أفلام الرعب أبطاله كانوا من الأقوياء من فرسان مفتولي العضلات ومحاربين أشداء في العهود الغابرة أو امبراطوريات أخضعت الشعوب والبلدان في القرون الوسطى أو دولا قوية بحضارتها ومواردها وصناعاتها الحربية استعمرت العالم وأرغمت الشعوب على الاستسلام والتبعية والالحاق حتى القرن التاسع عشر أو نظما دكتاتورية شمولية في العصر الحديث استعبدت شعوبا وأقواما بالحديد والنار وألحقتها قسرا الى جغرافية مجالها الحيوي من دون ارادتها .
بعيدا عن الغوص طويلا في الماضي نعود الى حاضرنا السوري المزري المثقل بالهموم وماحل بنا من كوارث ومآسي وانقسام عامودي وأفقي ومانعانيه من إصرار على المضي في الطريق الخطأ ( أفرادا وشيعا وأحزابا ومجموعات وأقواما وأديانا وطوائف  ) والتشبث بالتمسك بثقافة ( اتبعني والتحق بي ) follow me التي أفرزها وأنتجها ومارسها فرسان الجاهلية والامبراطوريات الباغية والمستعمر الطاغي والدكتاتور الارعن  .
  كان من المفترض وبعد كل الذي حصل لشعبنا السوري بكل مكوناته الاجتماعية وفي مختلف مناطقه منذ تسعة أعوام من خنق ثورته وهزيمة ( معارضته ) وتشتت شمله ودفعه ثمنا باهظا من ضحايا بشرية وتدمير وتهجير وانقسام واستفحال العداوات العنصرية والدينية والطائفية والمناطقية نعم كان واجبا على من بقي على قيد الحياة أو مازال لديه القدرة على التفكير ويتمتع ولو بجزء من الإحساس الوطني والأخلاقي والإنساني أن يبادر الى نوع من المراجعة ومحاسبة الذات أولا واستخلاص العبر والدروس .
   كان من المفترض بعد كل الذي حصل اتباع طرق جديدة بالعمل الوطني والابتعاد عن كل ما أدى الى التراجع والردة وانتهاج دروب آمنة وقطع الصلة بالماضي المظلم بخطابه وشعاراته من مصدريه أو جناحيه التوأمين في الشمولية : نظام الاستبداد ( العلماني ) الأسدي الحاكم وملحقاته وسلطة الإسلام السياسي وتوابعها التي تحكمت بقرار الثورة والمعارضة وفي المقدمة ثقافة التبعية العمياء التي تصادر الوعي الإنساني  والالحاق القسري المضاد للإرادة الحرة في تقرير المصير للفرد والجماعة والقوم والشعب .
  يبدو أننا الذين كنا ( نفترض ) بخصوص احتمالية اجراء مراجعة بعد الهزيمة كنا نعيش في الأوهام وفاتتنا حقيقة أن مقدمة قيام ( المعارضة ) كانت على أسس هشة وعلى نفس القاعدة البغيضة ( اتبعني ) فباكورتها ( المجلس الوطني السوري ) جاءت بقيام – الاخوان المسلمين السوريين – باعلانه ودعوة الآخرين بالالتحاق من دون المرور مثلا بقيام لجنة تحضيرية متنوعة وممثلة لكل المكونات السورية وشرائحها وأطيافها وتياراتها السياسية .
  وحتى اللحظة مازال نظام الاستبداد ماض في دعواته – الالحاقية – تعالوا شاركوا في حكومتي  تعالوا نعدل دستوري فلتلتحق فصائلكم المسلحة بجيشي وميليشياتكم بأجهزتي الأمنية .
  وفي المقابل ومابعد ( المجلس السوري الالحاقي ) كرت سبحة – الالحاقات – بالائتلاف وهيئة التفاوض وكل مؤتمرات المعارضات والمنصات والأرصفة والساحات حتى العرائض المعروضة لجلب التواقيع بالمناسبات المختلفة تنشر للحاق بها ومن دون استشارة أحد في مضامينها الى أن وصل الامر بممثلي هيئة الأمم المتحدة بالتعلم من السوريين  الى استدعاءات الالحاقات باسم المستقلين وحركات المجتمع المدني  . 
   بين الحين والآخر يدعوك أحدهم الى حضور المؤتمر الموسوم بالوطني الجامع مثلا مصرا على الاستقلالية وهو الداعي ويقوم مقام اللجنة التحضيرية ويصيغ البرامج ويؤمن جهة مانحة ( نظام أو مؤسسة أمنية أو أو .. ) في جنح الظلام  ثم يدعوك للالتحاق به من دون شروط أو سؤال وجواب والتوقيع بعد ذلك على البيان الختامي الجاهز .
  وفي ساحتنا الكردية التي قسمتها الأحزاب الى ساحات وكيانات وقطاعات واقطاعيات تسمع حينا دعوات فضفاضة تحت عنوان وحدة الصف الكردي وهي بحقيقتها دعوات الحاقية حزبية وآخرها دعوة – مظلوم عبدي – قائد – قسد – الذي يطلق عليه جنوده صفة الجنرال حيث يطالب بأن يلتحق الآخرون بميليشياته المسلحة وبادارته الذاتية وشرطته حتى يجلب الجميع بنهاية الامر الى أحضان نظام الاستبداد .
   أحزاب – المجلس الكردي الانكسي – تدعو بدورها الآخرين الى الانضمام اليها بنفس الطريقة الالحاقية معتمدة  ليس على تنظيماتها شبه المعدومة ولا على جماهيرها المغيبة ولا على مشروعها غير المعروف بل استقواء بالغير .
  وللأمانة التاريخية وبحسب اطلاعي ومتابعتي لم أجد في الحالة الكردية السورية سوى حراك – بزاف –  bizav.de ( وهو ليس حزبا أو منظمة بل حراك فكري ثقافي سياسي ) حاملا لمشروع برنامج قومي – وطني وداعيا الى مؤتمر كردي سوري انقاذي  شامل بغالبية وطنية مستقلة بعد التوافق على تشكيل لجنة تحضيرية تشرف على الاعداد والتنظيم بعيدا عن التبعية والالحاق والاحتواء .


197
" مانيفيست " الأولويات القومية والوطنية
                                                                       
صلاح بدرالدين

    قد يصيب المحلل السياسي  وقد يخطئ ، لدى تناول مواضيع القضايا القومية والوطنية والسياسة ، الإقليمية والدولية ، ومصائر البلد والشعب ، ومستقبل الأجيال بصورة عامة ، وهذا مانلمسه بشكل يومي على مواقع التواصل الاجتماعي ، وفي المنابر الإعلامية المرئية والمسموعة ، وفي الحالة السورية العامة ، والكردية السورية المشخصة ، من أخطر مايقترفه المتابع الفيسبوكي ، والمثقف والكاتب ، الوقوع في الخطأ المنهجي في اختيار المسائل دون التميز بين المهم والأهم ، والاستعانة بقوالب نظرية جامدة وقعت وفشلت قبل عقود ، والعبث بتراتبية الأولويات ، بحسب المزاج والعاطفة الذاتية ، لدى التعامل مع المهام المصيرية المطروحة ، كما تكرر خلال الأشهر القليلة الماضية في ساحتنا .
  نحن لانتكلم هنا عن أحقية ومشروعية المسائل التي سنأتي على ذكرها ، فلاجدال حولها ، وهي بنهاية الأمر من المطالب والاهداف الملحة والتي لابد من تحقيقها راهنا ومستقبلا وعلى مراحل ، ولكن يتعلق الامر كما ذكرنا بترتيب الأولويات ، التي يجب أن تخضع للمزيد من البحث والنقاش والتنظيم ، ومن ثم طرح كل حزمة من القضايا أو احدى مسائلها في أوانها ، حتى لاتختلط الأمور ببعضها وتتلكآ الخطوات التطبيقية على الصعيد العملي ، وتذهب الجهود المبذولة في غير أوانها سدى ، ويستفيد نظام الاستبداد المتورط بجرائم ضد الإنسانية ، وقوى الشر والظلام والردة  المتربصة الشريكة في الجريمة ، كل من موقعها وبحسب وظيفتها  ، من عملية الفوضى المنهجية ، وتقفز من فوق الحقائق أو تتنصل من مسؤوليات المساءلة وكشف الحساب أمام الشعب ، والتحايل على العدالة ، ومن أبرز تلك الموضوعات :
  أولا – الدستور ، الذي له الأهمية القصوى في حياة السوريين ، ويعني مضمون النظام السياسي الذى قامت الثورة السورية وقدمت ملايين الضحايا والمعتقلين والمهجرين من أجل إعادة بنائه وطنيا تعدديا ديموقراطيا متجددا الذي سيضمنه الدستور ، ولكن لن يتحقق ذلك الا بعد تغيير نظام الاستبداد ،واسقاط مؤسساته القمعية و المستغلة لمصالح الشعب ، وتصفية قاعدته الاقتصادية ، حينها يمكن لممثلي الشعب السوري المنتخبين في أجواء الحرية ، أن يصيغوا دستور البلاد بصورة توافقية مع مراعاة حقوق وطموحات كافة مكونات وفئات الشعب ، ولكن النظام بدعم حلفائه الإقليميين والدوليين ، أراد الالتفاف على هذه القضية المصيرية لاجهاضها أصلا ، وإعادة انتاج دستور النظام ، الذي أجرم بحق السوريين في ظله وحمايته ، والتركيز الإعلامي على ماسميت باللجنة الدستورية ، التي ولدت من رحم الإرادة الخارجية ، وقرارات – سوتشي وأستانة - بغطاء الأمم المتحدة في جنيف ، وذلك كعملية استباقية التفافية ، لتناسي المسألة الأهم ، وتجاهل المهمة الأساسية كماذكرنا وهي تغيير نظام الاستبداد ، وإنجاز الشروط التمهيدية لذلك وخاصة العمل على توفير شروط انعقاد المؤتمر الوطني السوري الجامع ، من أجل مراجعة تراكمات تسعة أعوام من عمر الثورة المغدورة ، وصياغة البرنامج السياسي ، وخارطة الطريق ، وانتخاب الممثلين الشرعيين للشعب السوري .
  ثانيا – هناك مجموعات من المثقفين والنخب الوطنية التي تتعاطى السياسة ، تضع على رأس مهامها الدعوة الى استقلالية القرار الوطني الكردي السوري ، و الابتعاد عن الارتهان للمحاور الكردستانية على وجه الخصوص ، وهو كلام سليم ، ولكن السؤال هو : من سيطبق تلك المهام ؟ وهل هناك حركة كردية شرعية كاملة الشروط وقائمة وتتمتع بقيادة منتخبة مخولة من الشعب حتى تقوم بذلك ؟ بدلا من ذلك من المفترض أن نعمل جميعا على تحقيق الخطوة الأولى بهذا الاتجاه ، وهي إعادة بناء حركتنا من خلال المؤتمر الكردي السوري ، الذي يجمع ممثلي الشعب من مختلف الاطياف والفئات والتيارات السياسية ، وخصوصا ممثلي الغالبية الساحقة التي يشكله الوطنييون المستقلون من الشباب والمرأة والمجتمع المدني ، وممثلي الأحزاب جميعها ، حينذاك وعندما تستعاد شرعية الحركة ، وتنتخب قياداتها ، سيكون موضوع القرار الكردي السوري المستقل على رأس جدول الأعمال ، الى جانب مهمة مساءلة من أجرم بحق القضيتين القومية والوطنية ، وألحق الأذى بهما بصورة عادلة .
  ثالثا – هناك جماعات سياسية  ، وأفرادا ، تتجاهل ان الصراع الرئيسي هو مع نظام دمشق ، الذي يقف على رأس أعداء الكرد والسوريين عموما ، والذي حرمنا من الحقوق ، وانكر علينا الوجود ، واهرق دماء خيرة مناضلينا ، وتغطية ذلك عن سابق تصميم واصرار ، بتوجيه الأنظار الى معارك لفظية وهمية ملتهبة ، مع دول وأطراف أخرى ،  قد تكون  لشعبنا الكردي السوري حسابات جانبية أو تاريخية معها تمتد لقرون تتعلق بعدم حل القضية الكردية بصورة عادلة ومنها أنظمة تركيا وايران والعراق ودول الناتو وأنظمة إقليمية أخرى ، والساحة السورية ليست مناسبة ، لا من حيث موازين القوى ، ولا من الناحية الوطنية والسياسية ، لتصفية الحسابات معها ، أو خصومة قديمة ، أو مستحدثة ، لاتحل الا بالطرق السلمية والقانونية والنضال السلمي المتواصل ، وذلك دون تحمل تلك الجماعات السياسية عناء حتى تشخيص الأسباب والمسبب حيث أن جماعات – ب ك ك – بقيادة مركز – قنديل – ودعم – قاسم سليماني - هي من استحضرت تركيا ونقلت صراع كرد تركيا معها الى مناطقنا الكردية السورية التي تحولت غالبتها الى أماكن الاشباح خالية من العنصر البشري ، والانجراف تحت تأثير المشاعر المزايدة ، وتسجيل المواقف ( البطولية الدونكيشوتية ) ، إرضاء لجهة ما ، أو طمعا بمواقع ومصالح ذاتية ، أو الانخراط بعملية تضليلية لتحقيق أهداف حزبية مؤدلجة باتت معروفة .
  شعبنا الكردي السوري الذى تربى على المفاهيم الصادقة وحركته الوطنية  ( ولاأقول أحزابه ) ، واع لواجباته القومية الى جانب الوطنية منها ، فقد قدم لثورة أيلول ١٩٦١ بكردستان العراق ، الدعم البشري والمادي والمعنوي دون حساب ، ومن دون مقابل ، وتعاطف الى أبعد الحدود مع محنة الاشقاء في كردستان تركيا ، وكان قادتهم وكوادرهم يعيشون بين ظهرانينا وفي بيوتنا معززين مكرمين ، وقدم خدمات جليلة الى الأشقاء في كردستان ايران ، والى أهلنا في دول الاتحاد السوفيتي السابق ، وكرد لبنان ، والأردن ، وفلسطين ، ومصر ، وكلها موثقة ، ولكنه للأسف الشديد يشعر الآن بالخيبة ( المكبوتة ) ، ظنا منه بأن الآخرين ( وبصورة متفاوتة طبعا ) ، لم يفوا برد الجميل ، ولم يقدموا له طوق النجاة وهو مقبل على الغرق .
  هناك في تاريخ الحركة الكردستانية سوابق مشهودة في هذا المجال ، فقد هب كرد العراق بقيادة البارزاني الخالد لنجدة الكرد الإيرانيين ، ودافعوا عن جمهوريتهم الفتية ، وقدموا التضحيات من دون ان يتعاملوا أو يتعاونوا حينها مع نظام الشاه ، وانتهى بهم المطاف لاجئين في الاتحاد السوفييتي السابق ، بعد أطول مسيرة تخللتها المخاطر والاهوال ، في حين نرى جماعات – ب ك ك – توافدت على بلادنا منذ اندلاع الثورة السورة السورية ، انتصارا لنظام الأسد ، وضد الثورة وكل طموحات شعبنا ، الذي راهن على انتصار الثورة للاتيان بنظام ديموقراطي ،  وحل قضيته القومية قبل أن يحرفها الإسلام السياسي عن مسارها ، وكانت جماعات – ب ك ك – احدى قوى الردة المضادة الى جانبها .
  رابعا – وفي سياق متصل ، هناك من يضع قضية تبني النضال من أجل خلاص الكرد في الأجزاء الأخرى ، على رأس الأولويات ، بل ترى أكثر من ٩٠٪ من اهتمامات هذا البعض تدور حول أخبار المناطق والمدن في الأجزاء الثلاثة الأخرى من كردستان ، وفي أكثر الأحيان يرسم سياسات أحزابها وقادتها ، ويصبح طرفا في كل صغيرة قبل الكبيرة ، في حين يهمل طرح قضايا الكرد السوريين كأولوية ، ويتذكر معي الكثيرون أيام كانت قيادات أحزاب الاشقاء من كردستان العراق وكذلك كردستان تركيا ، على سبيل المثال لاجئة في سوريا ، كنا نحن الكرد السورييون في خدمتها ، بل جزء من نشاطاتها حسب نوايانا الحسنة الصافية  ، وفي ذات الوقت كانت هي منسقة ومتعاونة مع أجهزة النظام ، وهو أمر مفهوم في ظروف خاصة ، ولكن ويا للمفاجأة غير السارة ، كان البعض من تلك القيادات تعمل على ( إعادة كرد سوريا الى بلادهم الاصلية بالشمال ) ، أي الاتفاق مع النظام على أن الكرد متسللون ، وليسوا على أرضهم ، وليسوا من السكان الأصليين ، وعلى ذمة السيد - منذر الموصللي - الضابط الأمني السابق ، ومؤلف كتابين حول الكرد ، والذي ينفي فيهما الوجود الكردي السوري كشعب ، ويستهدفني شخصيا بالقول : ( أأن صلاح بدرالدين  الوحيد الذي يزعم بوجود شعب كردي سوري أصيل ، في حين أن جميع قيادات الأحزاب الكردية العراقية المتواجدة في سوريا حينذاك ، لاترى بوجود جزء من كردستان بسوريا ،على حد زعمه وكما يروي في كتابيه ) .
   وقد وصل الامر بالبعض – السذج – من كردنا السوريين ، أو أصحاب الغايات غير الشريفة منهم ، أن اعتبروا أن صك – الوطنية والخيانة – بجيب أولئك الضيوف اللاجئين ، فكانوا يتهمون قائدا أو مناضلا كرديا سوريا بالعمالة ، مستشهدين في اثباتاتهم على تصريح هذا المسؤول وذاك من الاخوة الكرد العراقيين أو الأتراك ، المتواجدين في دمشق برعاية أجهزة الامن السورية ، لان نظام الأسد الاب والابن اعتبروا القضية الكردية مسألة أمنية ، وهكذا كنا نعيش في أوضاع صعبة ومعقدة وتعرضت حركتنا من جراء تلك الأجواء غير الطبيعية الى الفرقة والانقسام وكانت سببا في مانراه اليوم من تعددية مفرطة في عدد الأحزاب والمجموعات ، التي يضرب بها المثل في الذم ، والسخرية والاستهزاء .
   خامسا - مسالة الحوار مع نظام دمشق ، حيث الطريق سالكة لدى جماعات سياسية حزبية ، منذ ماقبل اندلاع الثورة ، وخلالها ، وحتى الآن ، من دون حصاد أي شيء سوى الأوهام ، واذا وضعنا الجماعات السياسية جانبا ، نجد البعض من المثقفين يدعو علنا الى التوجه نحو دمشق ،على أساس أن القضية الكردية تحل هناك أي في العاصمة السورية ، ونحن لاننكر ذلك ، ونتفهم فقدان هؤلاء أي أمل بالأحزاب ، وشعورهم بوجود فراغ مقلق ، والافتقار الى مدافع ومحاور وضامن ، ولكن أي دمشق ؟ دمشق نظام الأسد الاستبدادي ، أم دمشق الشعب ؟ ثم هل الحركة الكردية السياسية موحدة ومهيأة للتحاور باسم غالبية الكرد السوريين ، مع أية جهة كانت بما فيها نظام دمشق ؟ وهل اتفاق قيادات الأحزاب الكردية مع النظام جلبت أية حقوق منذ ماقبل عام ١٩٦٥ وحتى الآن ؟ لقد علمتنا تجربتنا الذاتية ،  وتجربة شركائنا السوريين بالوطن ، أن القضية الكردية لن تحل بصورة عادلة وكاملة ، الا بتوفر الشروط الثلاثة التالية : ١ – الاجماع القومي الكردي ٢ – التوافق الوطني ٣ – توفر النظام الديموقراطي والشروط الثلاثة غير متوفرة حتى اللحظة .
   سادسا – لجان ونشاطات ذات طابع مناطقي وفئوي لا تحقق المرتجى أولا ، وتحرم مجموع الشعب من التضامن العالمي مع قضيته المركزية ، وبالرغم من النوايا الصادقة ، الا أنه لايمكن بأي حال تجزئة النضال الوطني الكردي لأسباب دينية أو مناطقية أوأية أسباب أخرى ، بالرغم من شعور هؤلاء الغيارى بالغبن من ( أهل البيت ) ، حيث الأحزاب والمجالس الحزبية ، لاتعبر عن مصالح هذه الفئة أو تلك المنطقة ،بل ليس في صفوفها القيادية من ينتمي اليهما .
  سابعا – تجاهل مهمة إعادة توحيد الحركة مركزيا ، والقفز فوقها ، وبعبارة أدق اهمال الأساسي ، والتمسك بالفرعي ، والاستعاضة عنه بدعوة الكرد المتواجدين بأوروبا مثلا الى الاجتماع ، واغداق الوعود عليهم ، افلا يعلم هؤلاء أن كل كردي ببلاد الشتات ، اما أن يكون مستقلا ، أو ملتزما بحزب ما ، ومناصرا لاحدى القوى الكردستانية ، وهي جميعها على خلاف وفي شقاق ، فكيف يمكن لم شمل هؤلاء بهذه الحالة ؟ الا اذا كان في الآمر أجندات ، وأهداف أخرى .
   وهناك أيضا مئات المسائل الحيوية المتعلقة بحياة الناس ، من سوء أحوال المهجرين في الأصقاع الأربعة من الكون ، والتعليم ، والصحة ، والرواتب ، والفقر ، والعطالة ، والتي تتصف بالاهمية البالغة ، ولكنها لن تجد حلولا مرضية الا بإنجاز المهمة الرئيسية وهي اسقاط الاستبداد ، وتحقيق التغيير الديموقراطي .

198
الجيل الثاني من ثورات الربيع
                                                           
صلاح بدرالدين

     يطلق البعض على الانتفاضات أو الثورات  الشعبية المندلعة منذ أشهر في الجزائر ولبنان والعراق وايران  وقبلها في السودان الموجة الجديدة أو الجيل الثاني من ثورات الربيع التي قامت منذ نحو عقد من الزمن  في تونس ومصر وسوريا واليمن وليبيا والتي نجحت جزئيا في بعضها وأخفقت في بعضها الآخر .
  مازالت ثورات الربيع الأولى  السابقة تنتظر من يؤرخ لها ويقيمها بصورة علمية نقدية موضوعية شاملة واستخلاص الدروس والعبر منها بعد كل التضحيات والخراب والتطورات  التي مازالت مستمرة على الأقل في سوريا وليبيا واليمن وذلك ليتسنى لنشطاء الجيل الثاني أخذ الدروس المفيدة وتجنب ماكان سببا في اخفاقها وانحراف القسم الأكبر عن نهجها الوطني الديموقراطي السلمي  التي قامت على أساسه .
  تتميز الموجة الجديدة من الانتفاضات أو مشاريع الثورات الراهنة بصفات لم تكن متوفرة لسابقاتها ومن أبزها :
 أولا – المنحى السلمي المطلق من دون عنف أو استخدام السلاح كما يتجلى في التظاهرات الاحتجاجية ومحاولة تحييد قوى الأمن من جيش وشرطة بالتعامل الودي مع حواجزها بل الاحتماء بحمايتها من شبيحة الأحزاب وجماعات الردة المضادة في بعض الحالات ( لبنان والسودان )  ومعاتبتها والحذر منها في حالات أخرى ( العراق والجزائر  ) ومواجهتها سلميا  في حالة ( ايران )  .
  ثانيا – الانطلاق من الشعارات المطلبية الاجتماعية أولا وأساسا وضد الفساد وتحسين الحالة المعيشية وتوفير فرص العمل الى جانب ادانة ( الطبقة السياسية الحاكمة ) جمعاء ( كلن يعني كلن ) .
  ثالثا – يتصدر الشباب من النساء والرجال وخصوصا الطلاب والمهنييون والصحافييون والوطنييون المستقلون والمحامون والمهندسون من كل الاقوام والأديان والمذاهب  صفوف هذه الموجة الثانية وبعكس ثورات الربيع الأولى فان الأحزاب التقليدية ( الدينية والقومية ) على وجه الخصوص  لادور لها بتاتا في الموجة الثانية .
  رابعا – هناك شبه اجماع لدى معظم نماذج الموجة الثانية من ثورات الربيع ( باستِناء الحالة السودانية نسبيا ) على مواجهة الأحزاب التقليدية بكل تياراتها بل ادانتها بالفساد والطائفية والعنصرية واختلاس أموال الشعب والاخفاق في حين كانت تلك الأحزاب قد تسللت وسيطرت على مقاليد ثورات الربيع الأولى وأدت الى حرفها واجهاضها .
  خامسا – انتصرت الموجة الثانية أم أخفقت فانها بمجرد قيامها حققت جزء من الانتصار وقوضت أسس الفئات السياسية الحاكمة وبنيتها وفتحت الطريق لامكانية اجراء التغييرات الجذرية ان لم يكن اليوم فغدا وبالمستقبل القريب كما ألحقت الرعب بنظم الاستبداد التي مازالت تعيش على أشلاء الشعوب مثل نظام الأسد ولاشك أن هناك خيط رفيع يجمع مراكز هذه الموجة باتجاه استهداف نظام ايران فكل مايجري في لبنان والعر اق موجه ضد نظام طهران وميليشياته وتوابعه وحشوده الشعبية الذي يهيمن على مقاليد الحكم في البلدين .
  سادسا – أهداف وشعارات وانجازات هذه الموجة الثانية من ثورات الربيع ستشكل انتقاما لاخفاقات ثورات الربيع وعدم انجاز مهامها لأسباب متعددة وفي مقدمتها خيانة جماعات الإسلام السياسي وخذلان المجتمع الدولي وتآمر النظام الإقليمي والعربي  ودعما لكل المقهورين بالمنطقة  وسندا لنضالات الشعوب المناضلة من أجل الحرية وخصوصا الشعب الكردي في مختلف بلدان المنطقة .
  ماذا عن أقدم أحزاب التحرر الوطني في البلدان الثائرة ؟
  ١ – الحزب الديمقراطي الكردستاني – العراق – ١٩٤٦   واجه انقسامات بالستينات – قاده البارزاني الخالد  كشخصية كارزمية وزعيم قومي .
 ٢ – جبهة التحرير الوطني الجزائرية عام ١٩٥٤ وتعرض للانقسامات بالستينات أيضا ترأسه زعماء – بن بلة – بومدين – بوتفليقة .
 ٣ – حركة التحرر الوطني الفلسطيني – فتح – ١٩٦٥ وتعرض للهزات الانقسامية في فترات متتالية – قادها الزعيم ياسر عرفات ثم محمود عباس .
في الحالتين الأولى والثالثة لم تتحقق الأهداف النهائية في إقامة الدولة الوطنية المستقلة آي أن كل من فتح والبارتي مازالا في مرحلة انتقالية بين  التحرر الوطني وقيام الكيان ويقودان كل من السلطتين الفلسطينية ( شبه حكم ذاتي ) وإقليم كردستان الفدرالي  وفي الحالة الثانية تقود الحركة دولة مستقلة حتى قبل أشهر .
   جبهة التحرير الوطني بالجزائر تتراجع الى درجة الاضمحلال بعد اشتداد الانتفاضة الشعبية وإدانتها كحزب حاكم مسؤول عن كل أوجه الفساد وتقديم قادتها الى القضاء وحبس البعض الآخر .
  حركة فتح وبالرغم من عدم اندلاع اية انتفاضة في الأراضي الفلسطينية فانها  تعاني الأزمات وتتعرض للانقسامات وخف بريقها التاريخي بعد استلام السلطة – المنقوصة – وهي آيلة الى الذوبان اذا لم يتم تجديدها وإعادة بنائها عبر القنوات الشرعية المؤسساتية .
 في الحالات الثلاث وبدرجات متفاوتة هناك صعوبات وأزمات داخلية تستدعي المعالجة والإصلاح الى درجة أن هناك من يطرح  التغيير الجذري ويعتقد بعجز ماهو قائم ذاتيا وموضوعيا من انجاز المهام المطلوبة مما يتطلب إعادة البناء أي اعفاء القيادات التاريخية العاجزة عن تلبية مطالب شعوبها وتحميل  الأجيال الشابة الجديدة  المسؤولية وتفكيك الهياكل الحزبية التنظيمية التي شاخت ولم تعد تستجيب لمتطلبات التطورات الهائلة الاقتصادية والتكنية على المستوى العالمي .


199
ملاحظات على اعلان ( مخرجات مؤتمر المسيحيين العرب الأول )
                                                                               
صلاح بدرالدين
     انعقد بباريس في أواخر الشهر الجاري اجتماعا تحت عنوان " مؤتمر المسيحيين العرب " وقد تباينت الآراء والمواقف بين المعارضين السوريين حول هذا الحدث كما يحصل عادة في أية مناسبة مماثلة بين رافض وشاجب ومؤيد ولكن لم أجد الأسباب الكافية والدلائل الملموسة على أقلها المقنعة لمجل المواقف المنشورة في وسائل الاعلام ومن وجهة نظري يحق لأية فئة أو مجموعة وفي هذه الظروف بالذات التي تمر بها  بلادنا تحت ظل نظام فاقد للشرعية وانعدام مرجعية وطنية ثورية جامعة أن تعقد الاجتماعات وتصدر البيانات خاصة وانني لمست وجود شخصيات وطنية في ذلك المؤتمرقد نختلف مع البعض منها بالرؤا السياسية ولاشك أن الكثير من البنود الواردة في اعلان المخرجات تتسم بالواقعية ومعاداة الاستبداد ولكن لابد من تسجيل الملاحظات التالية :
  أولا – شمولية الإعلان وكأن كاتبوه يزعمون أنه يعبر عن موقف كل المسيحيين العرب في حين أنهم كآتباع الديانة المسيحية مثلهم كمثل جميع أتباع الديانات الأخرى في منطقتنا ( الإسلامية والايزيدية واليهودية ) لم يجمعهم موقف واحد لا خلال العهد العثماني ولا في ظل الحكومات السورية المتعاقبة ولا في عهد نظام الأسد الاب والابن  فقد أظهرت الثورة السورية خلال التسع سنوات الأخيرة أن الغالبية من المسيحيين خصوصا مرجعياتهم الكنسية  لم يكونوا مع الثورة والبعض كان ومازال مع النظام ونجد ذلك أيضا لدى أتباع الديانات الأخرى .
 ثانيا – يتجاهل الإعلان وجود تيار واسع  ضمن صفوف المسيحيين السوريين لايعتبر نفسه من العرب مثل ( الآشوريين والكلدان وبعض السريان ) بل قومية ودين وينادي بالجامعة الآرامية وقد تابعنا ردود فعل نشطاء هذا التيار على شبكة التواصل الاجتماعي بنبرة شديدة وإدانة ورفض للإعلان .
  ثالثا – يتجاهل الإعلان الكلمة القيمة المستندة الى الوقائع التي ألقاها موفد مسيحيي إقليم كردستان العراق في المؤتمر وهو وزير أيضا بحكومة الإقليم والذي طرح بالأرقام والقرائن أوضاع المسيحيين في العراق عامة وكيف تعرضوا للانتهاكات والقمع من جانب تيارات الإسلام السياسي الشيعية والسنية في البصرة وبغداد والموصل ولاقوا الملاذ الآمن في كردستان ويتمتعون بحقوقهم القومية والدينية بما فيها المشاركة في السلطتين التشريعية والتنفيذية كتجربة فريدة بالشرق كله .
  رابعا –  بالرغم من أن مصطلح ( الأقلية ) يحمل إهانة واستصغار لأديان وأقوام نراه يملأ نصوص الإعلان الى جانب الخلط الواضح بين ( الأقليات ) الدينية والقومية فاذا كان أصحاب البيان يسمون أنفسهم بالمسيحيين العرب يعني أنهم عرب مثل العرب الآخرين أما الأقوام فهي من المكونات المختلفة لغة وتاريخا وثقافة وتطلعات وكل قومية لديها منتمون الى معظم الأديان كما جاء أيضا في كلمة المبعوث المسيحي الكردستاني .
 خامسا – اذا كان المقصود ( بالهوية العربية الجامعة  بوصفها رابطة ثقافية ... )  تشمل المسلمين والمسيحيين العرب فهذا أمر مقبول ومرحب به ولكن اذا كان يشمل المكونات القومية بسوريا ( الكرد والتركمان والأرمن والكلدو آشور ) فمناف للواقع والمنطق والتاريخ ولايختلف عن منطلقات حزب البعث ودعوات منظره المرحوم ميشيل عفلق .
  سادسا – اذا كان المجتمعون يحسبون أنفسهم مسيحييون عرب أي من القومية العربية ويسري عليهم مايسري على العرب الآخرين من المسلمين فلم يكن هناك داع لتنظيم مؤتمر تحت يافطة دينية والانتقال من الحالة القومية كانتماء وهوية الى مادون ذلك خصوصا في ظل الانشطار الديني – المذهبي السائد المدمر للنسيج الوطني السوري والذي يقف وراءه نظام الاستبداد وكذلك جماعات الإسلام السياسي ثم أين سيقود العودة الى الانعزالية الد ينية ؟ هل الى استكمال شروط ظهور وتبلور " المسيحية السياسية " مقابل الإسلام السياسي ؟ وهذا ماينتظره أعداء الشعب السوري بفارغ الصبر .
  سابعا – والسؤال الذي يبقى مطروحا على المؤتمرين والداعمين والحكومة الفرنسية هو : اذا كان باستطاعة المشاركين توفير الدعم المادي والغطاء القانوني لعقد مؤتمر في قلب باريس فلماذا لايسعى الجميع الى عقد مؤتمر وطني سوري يشارك فيه على أقل تقدير ممثلون عن ملايين الوطنيين السوريين المنتشرين في البلدان الأوروبية والأمريكيتين وليكونوا عدديا ضعف من اجتمعوا باسم مؤتمر المسيحيين العرب حتى يراجعوا تجربة ثورتهم ويتناقشوا قضايا المصير والمستقبل وأحوال مختلف المكونات القومية والدينية في بلادنا . 


200

  آخر حلقات عينكاوا
منابع أزمات الكرد السوريين وسبل الحل
(  ٤- ٥ – ٦  )
                                                                                         
صلاح بدرالدين

             ماأقدمه الآن من رؤية تحليلية نقدية تاريخية ستنشر في ستة حلقات حول مراحل عديدة شهدتها حركتنا الكردية السورية بفعل عوامل داخلية وخارجية وأسباب ذاتية وموضوعية مع ماتتضمن من تشخيص موضوعي لمكامن الخلل العميق والأزمة المستعصية المتفاقمة الآن الى درجة كارثية ومقترحات لاحتوائها ومعالجتها هي في الوقت ذاته صرخة من الأعماق الى شعبنا أولا وشركائنا وأشقائنا وأصدقائنا على أمل التجاوب والتعاون والتضامن لمافيه خير الجميع .
 
   أعتقد وصلنا الى درجة يمكننا فيها التأمل والتمعن ومراجعة المواقف السابقة فللأسف الشديد مازال هناك حتى ضمن نخبنا المثقفة والمتعاطية بالسياسة من لم يتعظ من كل التجربة السابقة ودروسها الثمينة خصوصا محنة عفرين فحينها لاحظنا البعض صار ضحية اعلام جماعات – ب ك ك – ( ولانقول أكثر من ذلك )  وردد مثل الببغاء ماكان يصدر من اعلامها بخصوص التحريض على ( المقاومة ودعم المقاومين الأبطال ؟؟!! ) من دون التوقف ولو للحظة وطرح السؤال التالي : من سلم عفرين ومن أوصل الأمور الى حدود ضياع عفرين ؟ وماذا حصل ؟ وبعد أكثر من عام : أين المقاومون ؟ وكم هي الخسائر بالأرواح والممتلكات وأين وصلت عملية تغيير التركيب الديموغورافي ؟ .
  التجربة المريرة ذاتها تتكرر هذه الأيام مع زيادة عامل جديد وهو اثارة الفتنة بين الكرد والعرب عبر الشتائم والخطاب العنصري ومازال نفس أولئك المغرر بهم أو المستفيدون من الأحداث  يمضون في المزاودات ويدلون بشهادات الزور بل ويتهمون الوطنيين من شرفاء القوم بالتقصير ومهادنة المحتل التركي لانهم لايجيدون الرقص على أشلاء الضحايا  ولكن في هذه المرة انكشفت اللعبة وذاب الثلج  وبان المرج حيث أن المزاودين – المقاومين بالخربشات الفيسبوكية وأشباه المقالات – الانشائية الخالية من أي معنى – فرحون بقدوم سلطة النظام وعمليات التسليم والاستلام وهذا من حقهم لأنهم لم يكونوا يوما مع الثورة ولا مع التغيير بل كانوا من أنصار النظام قلبا وقالبا .
  المسلسل لم يختتم بعد وهناك مخططات قادمة ( قد تكون مكلفة جدا ) ستتكفل جماعات – ب ك ك – بتنفيذها وعلى الأغلب ستكون على حساب المزيد من الدماء والدموع في سوريا وخارجها والكرد السورييون وقودها قبل الآخرين والمطلوب بإلحاح هو قطع الطريق والحيلولة دون نجاح المخطط  ولكن كيف ؟ .
  بداية وكماأرى نحن ككرد سوريا لسنا في موقع القادر على التصدي ل – ب ك ك – لا في قنديل ولافي أي مكان آخر وليس من وظيفة حركتنا الوطنية مواجهته خارج الأرض السورية بالرغم من أنه يشكل عقبة كأداء أمام مستقبل شعبنا بكل مكان كل مايهمنا هو التعامل مع جماعات وأنصار هذا الحزب من الكرد السوريين والتحاور معهم بهدوء فهم بالنهاية من بناتنا وأبنائنا وأهلنا مع اعتقادنا الراسخ بوجود تيار وطني ( بالرغم من أنه لم يتبلور ولم يظهر بعد ككتلة منظمة ) سيتشكل من الذين لم يتورطوا  في اهراق الدماء ولا عمليات القتل والاعتداء والفساد ومن الإمكان وليس مستحيلا التوافق معه ( التيار قيد التشكل ) حول المشتركات المصيرية بعد أن ينتفض أعضاؤه ومناصروه  على قياداتهم المتورطة وغالبيتها ليست كردية سورية  والضغط عليها باعادتها الى الأمكنة التي كانت فيها  قبل عام ٢٠١١ .

  من أين نبدأ ؟
  كما هو متعارف عليه فان القيادات العسكرية والسياسية التي تحترم نفسها وتحترم إرادة الشعوب تتنحى جانبا وتعتذر أمام الملأ عندما تفشل في المعارك وتنهزم أمام العدو  ولاتحقق تعهداتها وهذا مايجب على قيادات – ب ك ك – العسكرية والسياسبة السورية أن تقدم عليه ولكنها للأسف وبعد جولات من الهزائم والاخفاقات منذ ثمانية أعوام وحتى الآن  مازالت مصرة على السير في طريق الخطأ وبتعنت غير مسبوق تحمي نفسها  بخطابات شعبوية بعيدة عن المنطق والحقيقة ومخالفة للوقائع التي لم تعد بخافية حتى عن عامة الناس والمبدأ هذا ينطبق بدرجة ثانية على قيادات أحزاب – الأنكسي – التي مازالت ماضية بتضليل الجمهور الكردي وتخديره من دون أية مبادرات لمعالجة الوضع الكردي المأساوي .
  الجزء الأكبر من مشكلة الشعب الكردي في سوريا ليس مع النظام والمحتلين فهي قائمة ومستمرة بل مع أحزابه المسببة للفشل والهزيمة  والتي خرجت من صفوف – الكردايتي – بعد تحزبها الآيديولوجي العصبوي الأعمي ورفض الآخر المقابل المختلف وتجاهل أن الغالبية الشعبية الوطنية قد رفعت عنها الغطاء الشرعي  وفشلت في تحقيق أية خطوة بالاتجاه الصحيح بل أصبحت عالة مزمنة ووبالا على الحركة الكردية السورية وعائقا أمام وحدتها وإعادة بنائها والمهمة الأساسية الآن على عاتق الوطنيين الكرد السوريين وخصوصا الموالون منهم للأحزاب حل هذه المعضلة وعليهم الانطلاق من وقائع خصوصية الحالة الكردية السورية والاستفادة من ما يحصل بمنطقتنا حيث المظاهرات الاحتجاجية الشعبية العارمة تعم بلدان المنطقة من العراق الى لبنان والجزائر وقبل ذلك في السودان وكلها بدون استثناء ضد الطبقات والفئات والجماعات السياسية الحزبية الحاكمة منها والمعارضة .
  ليس مطلوبا من أنصار الأحزاب القيام بالتظاهرات كما يحدث في بلدان أخرى ولكن بالإمكان تقديم استقالاتهم وممارسة الضغوط وحجب الثقة عن قياداتهم الفاشلة العاجزة والوقوف الى جانب دعوات اعادة البناء والمصالحة والاتحاد وعقد المؤتمر الوطني الكردي السوري الجامع .


    كرد سوريا وإقليم كردستان العراق

 وفي هذا السياق هناك الكثير الكثير لقوله لقيادة ورئاسة أشقائنا الكبار في إقليم كردستان العراق ولكن ليس عبر وسائل الاعلام بل بشكل وجاهي عندما يتوصل الاشقاء الى قناعة كاملة بضرورة الحوار الكردي – الكردي السوري حول مصيرنا والاجابة على مقترحاتنا ومذكراتنا الشفهية والكتابية السابقة واللاحقة باسمي شخصيا ثم باسم حراك – بزاف - منذ أعوام وحتى الآن  بهدف تخطي الأزمة وإيجاد البديل المنقذ عبر الطرق الديموقراطية  المشروعة  ودورهم المفصلي في المساهمة بالانقاذ بحسب المعادلة الواقعية الراهنة المتراكمة والمستمرة منذ عقود .
      فنحن الكرد السورييون نتحمل مسؤولية مانحن عليه الآن من ظروف شديدة الخطورة ومحن وكوارث وتشتت وانقسامات ومخاطر على الوجود والحقوق ولكننا في الوقت ذاته لانعفي بعض الأطراف الكردستانية من تصدير القسم الأكبر من أسباب الأزمة الى جزئنا ومناطقنا ومن باب " المونة " نطالب أشقاءنا الكبار في رئاسة إقليم كردستان العراق الى دعم واسناد مشروع إعادة بناء حركتنا واستعادة شرعيتها وتوحيد صفوفها لأن ذلك هو الحل الأمثل والحاسم وستكون النتائج المتوخاة لمصلحة الاتجاه القومي الديموقراطي المعتدل المؤمن بالحوار سبيلا لحل القضية الكردية وبالعيش المشترك مع كل المكونات السورية والسلم الأهلي والعلاقات الأخوية التنسيقية مع البعد الكردستاني خصوصا مع إقليم كردستان العراق وبالتواصل مع الجوار على قاعدة الاعتراف المتبادل بالوجود والحقوق واحترام الخصوصيات  بعيدا عن الحروب بالوكالة أو العبثية المكلفة   .
  نحن نفهم ونتفهم ونحترم خيارات الأشقاء وتعدد مواقفهم السياسية تجاه مايجري في سوريا ومايحصل لكردها انطلاقا من مفهوم صيانة تجربتهم والحفاظ على مكاسبهم التي انتزعوها عبر كفاح دام عقودا وبتضحيات جسيمة وكنا شركاء بجزء منها على الأقل وبحسب متابعتنا هناك وبعد التطورات السورية الأخيرة أكثر من توجه ورؤية فهناك من يرى أن الواقعية تقضي باعتبار جماعات – ب ك ك – السورية هم الأولى بتمثيل الكرد السوريين لانها موجودة على أرض الواقع خاصة وأن للإقليم علاقات اقتصادية واسعة منذ سنوات مع سلطات الأمر الواقع وأن هذه الرؤية تنعكس بوسائل اعلام الإقليم بصورة واضحة والتي تطلق على تلك الجماعات واسوة بالفضائيات الخليجية ( كرد سوريا ) ولاتصفها بأحزاب أو سلطة أمر واقع مؤقتة بعكس مفهوم الغالبية الساحقة من شعبنا الكردي السوري .
      وهناك أيضا توجه لايستهان به يسعى الى ترميم العلاقات مع نظام الأسد وفتح الخيوط معه منذ سنوات والبحث عن قنوات تصل الى مصدر القرار في دمشق ورعاية شخوص معروفة بتبعيتها المطلقة لأجهزة نظام الأسد وذلك بهدف حماية مصالح الإقليم والعلاقات الطبيعية مع الجوار بحسب أصحاب هذالتوجه  .
   وهناك أخيرا من يعتقد بوجوب تمتين العلاقات ( العميقة المتشعبة أصلا ) مع الجارة تركيا والتنسيق معها بخصوص سوريا وكردها وبين كل تلك الرؤا والخيارات هناك علاقات ثابتة مع ايران وبحث عن علاقات متطورة مع روسيا  وتطوير وتعزيزعلاقات الإقليم مع إدارة الرئيس الأمريكي ترامب وكل تلك الأطراف معنية بالملفين السوري والكردي .
   جميع هذه الخيارات والرؤا والمواقف تتجاهل بشكل مطلق خيار اعتبار ( الحزب الديمقراطي الكردستاني – سوريا والمجلس الوطني الكردي ) ممثلان لكرد سوريا أو حاملان للمشروع القومي والوطني أو اعتبارهما حتى جزء من مرجعية الكرد السوريين الآن ومستقبلا وتتعالى الآن أصوات من داخل مؤسسات الإقليم الحزبية والحكومية وغيرها تطالب بإعادة النظر في العلاقة الراهنة مع – الأنكسي -  مع ظهور إشارات الاذلال والتوبيخ لقياداتهما في بعض المناسبات وهذا يعني عمليا تخطيهما بعد أن فقدا أي دور أو تأثير في الحياة السياسية لكرد سوريا وبعد أن أحجما عن تقديم أية مبادرات ذات جدوى أو دعم مبادرات الآخرين من أجل الإنقاذ بل وقوف المتنفذين المستفيدين وعددهم قد لايتجاوز ( الأربعين نفرا )  ضدها في أكثر الحالات خوفا على مصالح ذاتية وشخصية وخشية من خسارة المواقع التي تفسح المجال للاغتناء وتأمين العيش الرغيد أو ليست هذه كارثة حقيقية عندما يتم التضحية بمصير الملايين الثلاثة من بنات وأبناء شعبنا وتجاهل مبادرات توحيد الحركة الكردية السورية كرمى لعيون ذلك النفر القليل من الامعات المرتزقة والمخترقة وبعضها من أيتام محمد منصورة ؟.
  نحن على ثقة بأن الأشقاء في إقليم كردستان العراق سيتوصلون عاجلا أم آجلا الى استخلاص النتائج السليمة من مجمل خبرتهم المتراكمة بخصوص العلاقات مع الكرد السوريين والمقصود هنا حركتهم الوطنية وسيعيدون النظر في مسألة المراهنة على جماعات حزبية فاشلة غير مقبولة من غالبية شعبنا وسيصححون خطأ دارجا باعتباره مسلمة وهو أن حزب ( البارتي الديمقراطي الكردي في سوريا ) هو حزب البارزاني الخالد ؟! في حين ومن خلال لقاءاتي مع القائد الراحل ومعاصرتي له وانطلاقا من سيرته النضالية المعروفة فانه لم يكن يوما متحزبا بل كرديا وكردستانيا ديمقراطيا منفتحا في اطار مفهوم ( الكردايتي ) الذي وضع هو أسسه وعرف بنهج البارزاني وبالكردية اللاتينية بارزانيزم  حيث لي الشرف الكبير بأنني أحد الداعين والعاملين الى جمع معالمه وبلورته وصياغته على الصعيد النظري ومساهماتي في عقد مؤتمرين علميين حول نهج هذا الزعيم الكبير .
  البارزاني الخالد وبشهادة جميع معاصريه وبالرغم من كونه من مؤسسي البارتي بالعراق وأول رئيس له الا أنه كان أكبر من ذلك وكان قائد أمة ولم يكن سعيدا أبدا بمناداته كرئيس حزب بل لم يكن على وفاق مع قيادات ( البارتي ) وسياساتها في معظم الأحيان واصطدم بها في حروب دامية منذ ١٩٦٦ واذا كان البارزاني بعظمته كان على هذا الموقف من أهم حزب بكردستان العراق - وهو حزبه - وحتى الأجزاء الأخرى فكيف يرضى أن يشكل أحزابا بتركيا أو سوريا أو ايران ؟ أو أن يترأس أحزابا في تلك الدول ؟ وتاليا أقول ومن الناحية التاريخية لم يكن البارزاني الخالد من مؤسسي ( الحزب الديموقراطي الكردستاني – سوريا ) عام ١٩٥٧ ولم يكن مؤسسا لحزب جديد ابان مؤتمر ناوبردان لتوحيد الحركة الكردية السورية حيث كان ساعي ووسيط خير وعلى ضوء ذلك هل يمكننا اعتبار اتفاقيتي أربيل واتفاقية دهوك باشراف ومساعي الأخ الرئيس مسعود بارزاني بمثابة تأسيس حزب جديد له ؟

 
  المهام العاجلة

  وأمام ذلك فان ماهو مطلوب من أنصار أحزاب جماعات – ب ك ك – السورية بخصوص الانتفاضة ضد القيادات الفاشلة المهزومة مطلوب بذات الوقت من قواعد وأعوان أحزاب – الأنكسي – وعندما تتوحد وتلتقي الانتفاضتان المباركتان نكون قد وصلنا الى منتصف طريق الخلاص والمضي في استكمال الخطوات اللاحقة التالية :
 
أولا -  قطبا الأزمة ( ب ي د و الانكسي ) يتحملان المسؤولية التاريخية في الاستقطاب المحاوري وفي اهراق الدماء الكردية لعدم تجاوبهما لنداء الواجب من الغالبية الوطنية المستقلة في الاجتماع وتلبية مهام عقد المؤتمر الكردي الجامع الانقاذي من أجل استعادة الشرعية وانتخاب المحاور المنتخب الذي يمثل الكرد شعبا وقضية .
  ثانيا -   المهام الرئيسية العاجلة والملحة بل الوحيدة أمامنا ككرد سوريين هي ترتيب بيتنا آولا وإعادة بناء علاقاتنا الوطنية مع الشريك العربي لمزيد من التلاحم ودرء الفتنة وكذلك مع المكونات الأخرى وتعزيز علاقاتنا مع البعد الكردستاني وخصوصا مع إقليم كردستان العراق على أسس سليمة بحيث تحفظ احترام الشخصية الوطنية الكردية السورية وقرارها المستقل .
ثالثا  – نحن لا نرمي الكلام على عواهله بل لدينا مشروعنا المفصل إزاء الوحدة والمصالحة والمؤتمر الوطني الكردي السوري والأطراف المعنية على علم واطلاع ونحن مازلنا ننتظر ردود الآخرين
  دون الدخول بتفاصيل المشهد الكردي السوري الراهن حيث الجميع على علم واطلاع ومن دون تخوين أي طرف من أطراف الصراع من كرد وسوريين وقوى إقليمية ودولية فالكل يتحمل المسؤولية على ماآل اليه الوضع المأساوي الخطير المعاش ومن دون الإصرار على المواقف المسبقة من تخوين وتهميش ورفض للآخر المختلف من دون كل ذلك تسهيلا لتحقيق الهدف المنشود التالي:  ١ - أن يعلن كل من – ب ي د – ومايمثل و- الأنكسي – ومايمثل بالاستعداد للحوار الكردي – الكردي السوري من دون شروط مسبقة وفي المكان المناسب من أجل معالجة الأزمة بمختلف جوانبها وتحقيق المصالحة والتفاهم والتوافق على المهام القومية والوطنية اللاحقة .
٢ – أن يعلنا أيضا قبول تشكيل لجنة تحضيرية للاعداد للمؤتمر الوطني الكردي السوري يتمثلان فيها بمشاركة ممثلين عن حراك – بزاف – حامل مشروع عقد المؤتمر الكردي السوري الجامع في سبيل إعادة بناء الحركة الكردية على أسس سليمة واستعادة شرعيتها وتعزيز عاملها الذاتي .
٣– يعقد اللقاء الثلاثي الأول اما بالوطن بعد توفير ضمانات أمنية من الجهات المعنية الدولية والمحلية أو بإقليم كردستان العراق برعاية رئاسة الإقليم أو بأي مكان يتم الاتفاق عليه .
٤ - يكون جدول أعمال الاجتماع الأول مناقشة تشكيل اللجنة التحضيرية ونسب تمثيل المستقلين والأحزاب فيها ورسم صلاحياتها وتوفير مستلزمات نجاحها وإقرار آليات عملها والمدة المحددة لها لتوفير كل الشروط على أن لاتتجاوز مدة التحضير شهرين .
٥ – لاشك أن جدول أعمال المؤتمر الانقاذى سيكون غنيا وسيشمل بالإضافة الى إعادة بناء الحركة الكردية على أسس جديدة سليمة ومنح الدور الرئيسي للشباب ونشطأء المجتمع المدني والوطنيين المستقلين  وكافة القضايا القومية والوطنية الآنية منها والمستقبلية وصولا الى صياغة مشروع البرنامج الكردي بشقيه القومي والوطني  كما سيتضمن مسألة العلاقات القومية مع العمق الكردستاني وكما أرى ستكون هناك إعادة نظر في شكلها ومضمونها لترتقي الى مصاف العلاقات الأخوية التنسيقية على قاعدة احترام الخصوصيات المتبادل والحفاظ على احترام الشخصية الكردية السورية وقرارها المستقل .
٦ – نحن كرد سوريا في سباق سريع مع الزمن وفي مواجهة التحديات المصيرية وأمام سيل من السيناريوهات السوداء الهادفة اما الى المزيد من الاحتلال والحروب والدمار والابادة أو العودة الى حضن النظام المستبد المسبب الأول في المحنة سوريا وكرديا أو التوجه نحو المجهول بالانخراط في الاحتراب الداخلي بين مكونات أبناء الوطن الواحد من كرد وعرب وتركمان ومسيحيين ووو .
٧ – الشرط الوحيد الذي سيوقف التدهور وينقذ الوضع في الخطوة الأولى هو توحيد القرار الوطني الكوردي السوري المستقل من خلال مؤسسة المؤتمر المنشود الشرعية الجامعة وإيجاد المحاور الكردي المدعوم من الشرعيتين القومية والوطنية والمقبول شعبيا والمخول لتمثيل الشعب والحامل للمشروع الكردي للسلام .
  وفي الختام أتوجه الى بنات وأبناء شعبنا في الداخل والخارج والشتات بالتحية وأطلب منهم التمعن والوقوف مليا أمام صرختنا هذه النابعة من قلب يحمل الأمانة منذ أكثر من نصف قرن التي هي صرختهم وتعبر عن ارادتهم وأن يكونوا جميعا في موقع المسؤولية التاريخية لتحقيق مانصبو اليه جميعا .


 

201
 عينكاوا
   
منابع أزمات الكرد السوريين وسبل الحل
( ٢- ٣  )
                                                                                         
صلاح بدرالدين

             ماأقدمه الآن من رؤية تحليلية نقدية تاريخية ستنشر في ستة حلقات حول مراحل عديدة شهدتها حركتنا الكردية السورية بفعل عوامل داخلية وخارجية وأسباب ذاتية وموضوعية مع ماتتضمن من تشخيص موضوعي لمكامن الخلل العميق والأزمة المستعصية المتفاقمة الآن الى درجة كارثية ومقترحات لاحتوائها ومعالجتها هي في الوقت ذاته صرخة من الأعماق الى شعبنا أولا وشركائنا وأشقائنا وأصدقائنا على أمل التجاوب والتعاون والتضامن لمافيه خير الجميع .


    اتفاقية شوكت – قرايلان
 
في بداية الانتفاضة السورية قبل ثمانية أعوام وتحديدا في النصف الأول من عام ٢٠١٢ وبعد لقاءات عديدة بين ممثلين عن النظام السوري بينهم المنتدب لمتابعة الملف الكردي ورئيس المخابرات العسكرية في القامشلي اللواء محمد منصورة ومسؤول جهاز الأمن الداخلي والمقرب من رأس النظام المسؤول حينها عن ملف العراق والحركات الشيعية اللواء محمد ناصيف ومسؤولين في – حزب العمال الكردستاني – التركي – والتي توجت باتفاقية موقعة بين كل من اللواء آصف شوكت مسؤول جهاز المخابرات العسكرية بسوريا حينذاك -قبل مقتله مع أفراد خلية الأزمة - وزوج شقيقة الأسد ومراد قرايلان " جمال " المسؤول العسكري الأول في – ب ك ك – وذلك بعد تدخل مباشر من اللواء قاسم سليماني قائد فيلق القدس ووساطة الرئيس العراقي الأسبق جلال الطالباني كمسؤول عن العلاقة مع النظام السوري باسم " التحالف الاستراتيجي " المبرم بين حزبه ( الاتحاد الوطني الكردستاني والحزب الديموقراطي الكردستاني بزعامة الرئيس مسعود بارزاني ) حيث تمت الاتفاقية في منزله بالسليمانية .
  وكما تسرب حينذاك فقد نصت الاتفاقية على : ١ – عودة العلاقات الى سابق عهدها كماكانت قبل طرد عبد الله أوجلان من سوريا وكانت تخضع لمعايير وضوابط منها عدم اثارة وجود قضية كردية سورية وحتى وجود شعب كردي مقابل السماح لتجنيد الكرد السوريين في قوات – ب ك ك – وتوجيههم ضد تركيا فقط والالتزام بسياسات النظام السوري تجاه كردستان العراق وخصوصا الجزء المتعلق بمعاداة قيادة البارزاني ومناصرة قيادة الطالباني ٢ – السماح بعبور الآلاف من قوات – ب ك ك – المسلحة من جبال قنديل نحو سوريا وتحديدا الانتشار بالمناطق الكردية ومنطقة عفرين الجبلية على وجه التحديد لمواجهة تركيا وبطبيعة الحال كان خط سير تلك القوات عبر مناطق كردستان العراق نحو منطقة ديريك المحاذية لمنطقة زاخو مما يطرح ذلك احتمال استخدام ايران لنفوذها لتنفيذ عملية العبور ٣ – تسليم السلطات السورية العديد من مراكز المدن والبلدات والمواقع ومخاذن الأسلحة في محافظات الحسكة ومنطقتي – كوباني – عين العرب – وعفرين وأحياء بكاملها في محافظة ومدينة حلب لمسلحي – ب ك ك - .٤ – التعاون في منع الكرد السوريين من الانخراط بالانتفاضة السورية ومواجهة الثورة بكل السبل العسكرية والسياسية والإعلامية .
  ولم تتضمن تلك الاتفاقية أو بتعبير أدق تلك التفاهمات على أي بند سياسي يتعلق بأوضاع كرد سوريا المحرومين من الحقوق والمعرضون لصنوف الاضطهاد والحرمان ومخططات تغيير التركيب الديموغرافي لمناطقهم كما غابت عنها أية إشارة الى مستقبل سوريا وثورة شعبها وقضاياها المصيرية مما يؤكد ذلك على قبول – ب ك ك – لطبيعة النظام وتأييد سياساته والسير بركابه كمايدل على أن المسألة برمتها تتعلق بقرار مركز قنديل تقديم الخدمات مقابل مصالح حزبية خاصة والتفاهمات تلك لم تتجاوز طابعها العسكري – الأمني وكانت لمصلحة نظام الأسد وفي خدمة محور الممانعة .
  وعن دوافع جلال الطالباني في التوسط وتقديم خدماته يمكن معرفتها من اجابته على سؤال صحافي عراقي حينها حول هذا الاهتمام الزائد بالموضوع : " المسألة بالنسبة لي ليست شخصية فانني ان نجحت بتحويل اهتمامات – ب ك ك – الى بلد آخر ومنطقة أخرى والتخلص من تبعات وجود مسلحيه في بلادنا العراق واقليمنا كردستان حيث يلحقون الأذى بشعبنا ويهددون سلطاتنا وأحزابنا ويسيئون الى علاقاتنا مع الجيران  فسأحقق مقولة ( أبعد الشر وغني له ) ان توسطي يحمل صفتين الأولى كرئيس لجمهورية العراق والثانية كمفوض من تحالفنا الكردستاني ومن أخي رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني الأستاذ مسعود  للعلاقة مع سوريا والعمل على إعادة علاقات اصدقائنا السوريين مع – ب ك ك – لأنني وعدت الرئيس بشار الأسد بإنجاز هذا الموضوع ونحن مع استمرار نظامه والتغلب على مناوئيه الذي ساعدنا كثيرا كمعارضة عراقية وككرد عراقيين كما أنني أعتبر سوريا بلدي الأول والثاني ولن أنسى أفضال المرحوم الرئيس حافظ الأسد " .
  لم تنجز بنود تلك التفاهمات من جانب – ب ك ك ومسمياتها الحديثة لاحقا ( ب ي د – الإدارة الذاتية – ي ب ك – ي ب ز - مجلس شعب كردستان – منظومة المجتمع الكردستاني - المؤتمر القومي - قسد .... الخ ) دفعة واحدة بسبب التعقيدات في الوضع السوري وتراجع قوات النظام في كثير من المراحل لمصلحة تمدد مناطق معارضيه وقد كان واضحا لأي مراقب أن مزايدات جماعات – ب ك ك – عبر وسائل اعلامها النشطة بخصوص المبالغة بتعبيرات الحقوق الكردية ومزاعم مثل – ثورة روزآفا – والخط الثالث بين النظام والمعارضة لم تكن سوى تكتيكات مدروسة بعناية وكسبا للوقت وحرقا للزمن لايصال الأمور الى درجة يكون فيها الدعوة الصريحة لاستحضار قوى السلطة والنظام الى مناطق نفوذها بمثابة انتصار لخدمة الشعب كما يحصل الآن بحدوث توافق الارادات الإقليمية والدولية مع استحضار الجيش التركي والذي يشكل بمجملها أسبابا موجبة لعودة النظام بجيشه وادارته وأجهزته .
  لاشك أن من أولويات أهداف جماعات – ب ك ك – ومنذ عقود إزاحة قيادة وبعبارة أدق رئاسة إقليم كردستان العراق والاطاحة بها أو اضعافها من خلال مختلف الوسائل العسكرية والمؤامرات بدأت منذ اعلان الفدرالية بالتعاون مع نظام حافظ الأسد ونظام الجمهورية الإسلامية الإيرانية ولاحقا مع نظام صدام حسين حيث هناك كما من الوثائق والرسائل المتبادلة عن تعاونها مع أجهزة صدام الأمنية انطلاقا من بلدة – مخمور – التي كانت حتى بعد مغادرة الإدارة الحكومية بعد انتفاضة عام ١٩٩١  مركزا رئيسيا لنشاطات مخابرات نظام العراق البائد وعملها المشترك مع مسلحي – ب ك ك - .
  واستمرت هذه الجماعة بمعاداتها لرئاسة الإقليم ولكل إنجازات شعب كردستان العراق من خلال التعاون مع فيلق القدس الإيراني وقائده قاسم سليماني والتواطئ مع جماعات الطالباني وتحديدا عائلته في محاربة الحزب الديموقراطي الكردستاني وضرب أي مكسب قومي وبث الانقسام والوقوف ضد عملية استفتاء تقرير المصير واثارة المشاكل وصولا الى تقديم الخدمات للحكومة العراقية منذ عهد نوري المالكي وعبر التنسيق مع تشكيلات الحشد الشعبي الطائفي في شنكال وغيرها .

   في بداية فتح هذه الجماعة الخطوط مع الطرف الأمريكي الى جانب صلاتها مع الروس حيث أرادت ابتزاز الجانب الروسي عندما أبلغتها عن استعدادها للتخلي عن الأمريكان اذا وافق الروس وساعدوها في احتلال سنجار بالكامل فأبدى الروس الاستعداد وأرسلوا المعدات والقوات الخاصة من – حميميم – الى مطار القامشلي ومعسكر – طرطب - وتم ذلك بموافقة إيرانية ودعم نظام الأسد ولكن لسوء حظوظهم قررت رئاسة إقليم كردستان وقبل ( ساعة الصفر ) باسبوع تحرير الأجزآء الأهم من منطقة شنكال وارسال قوات البيشمركة لهذا الغرض مما أفشلت مخطط الجماعة قبل البدء بتنفيذها .
مايحدث الآن من اجتياح عسكري تركي لمناطق محددة كردية ومختلطة لم يكن بمعزل عن تنسيق روسي – أمريكي عام وتوافق بين ثلاثي – أستانة – واستجابة ضمنية من النظام العربي الرسمي في إطار جامعة الدول العربية الساعية الى الانفتاح على النظام السوري وإعادة مقعده الشاغر الذي لم يمنح يوما الى معارضي النظام كل ذلك بالترافق مع اصدار إشارات إيجابية الى النظام الإيراني ( الرابح الأكبر ) أو بالأحرى الاعتراف بالهزيمة أمامه والتسليم بمصالحه ونفوذه في سوريا والمنطقة ومنح الأولوية لمواجهة تركيا كثمن مدفوع سلفا لإيران مما سيؤدي ذلك الى إعادة بناء تحالفات جديدة بالمنطقة من المبكر الإحاطة الكاملة بشكلها وأطرافها ونتائجها ومن غير المعلوم انعكاساتها على القضية الكردية بالمنطقة مع أن الاحتمال الأقرب الى المنطق هو المزيد من التعقيدات السلبية بعد أن أقدمت جماعات – ب ك ك – السورية على خلط الأوراق بدون أي شعور بالمسؤولية القومية والوطنية .


    عقود عسكرية – أمنية – ميدانية مؤقتة مع الجيش الأمريكي

  على مايظهر فان منظومة – ب ك ك – أدمنت على عقد الصفقات على حساب كرد جميع الأجزاء ليس مع أعداء وخصوم الحقوق الكردية المشروعة من أنظمة استبدادية فحسب بل حتى مع الأطراف الإقليمية والدولية فبعد أن أنيط اللثام على حقيقة تحالفها المصلحي الوقتي الهش مع التحالف الدولي ضد الإرهاب بزعامة الولايات المتحدة الأمريكية الذي كلف أكثر من ١١ ألف شهيد وضعفه من الجرحى والمعاقين حيث أكد الرئيس الأمريكي بشكل واضح أن " بلاده استخدمت القوات الكردية ويقصد مسلحي جماعات – ب ك ك – مقابل دفع المال وتقديم السلاح والعتاد وبدون أي التزام سياسي وبلاده ليست مستعدة للدخول في عداوات قبلية تستمر منذ قرنين ..." تبين أن كل علاقاات الطرفين ومنذ أعوام وماأحيط بهامن هالات ومبالغات ااعلامية من طرف واحد لم تكن سوى تفاهمات عسكرية – أمنية تماما مثل سابقتها قبل ثمانية أعوام المعروفة باتفاقية شوكت – قرايلان .
  في السياق ذاته وبعد الاطالة المتعمدة لدنو ساعة الحقيقة والشعور بالعظمة والقوة التي لاتقهر بعد التحالفات الشكلية الخالية من أي مضمون مع ماسمي بالمكونات العربية والمسيحية والتركماانية حيث أرادت جماعات – ب ك ك – السورية تحقيق مكاسب حزبية أكبر لمصلحة الحزب الأم بعد توسيع ضلعي – البرغار – لشمول مناطق الرقة ودير الزور ورغبة الوصول الى ادلب بل والاعتراف بها كممثل للشعب السوري ومحاورا وحيدا توهمت بإمكانية إزالة صفة الإرهاب عن قيادة مركز قنديل  وتعامل المجتمع الدولي والنظام العربي الرسمي معه كممثل شرعي لكرد المنطقة ولكن كل ذلك لم يكن سوى أضغاث أحلام عراها وكشف عنها الرئيس ترامب بتغريدة واحدة .
  حتى البيان المشترك الأمريكي – التركي خلا من أية إشارة الى الشعب الكردي السوري وحقوقه ومستقبله بالرغم من أنه جاء بعد طلب ملح وبما يشبه الاستغاثة من " جنرال "  جماعة – ب ك ك – من الجانب الأمريكي للتدخل والتوسط مع الأتراك والالتزام بكل مايتم الاتفاق حوله والاحتفالات الصاخبة ( المضللة للجمهور الكردي والتي تحول الهزيمة الى انتصار ! ) مع اطلاق رصاصات البهجة من جانب هذه الجماعات دلالة واضحة على قبول البيان الذي يكرس ليس الاحتلال التركي لجزء من الأراضي السورية على غرار عفرين فحسب بل يشرعن فصلا  عنصريا جغرافيا عسكريا للمنطقة التي تعتبر كردية بمنظور الحركة الوطنية الكردية   .
( . البيان المشترك التركي الأمريكي بشأن شمال سوريا شرق الفرات  - ١٧ – ١٠ – ٢٠١٩
تؤكد الولايات المتحدة وتركيا علاقتهما كزميلين في حلف الناتو. تتفهم الولايات المتحدة المخاوف الأمنية المشروعة لتركيا على الحدود الجنوبية لتركيا.
2. توافق تركيا والولايات المتحدة على أن الظروف على الأرض ، ولا سيما شمال شرق سوريا ، تتطلب تنسيقاً أوثق على أساس المصالح المشتركة.
3. تظل تركيا والولايات المتحدة ملتزمتين بحماية أراضي الناتو وسكان الناتو من جميع التهديدات بفهم متين لـ "واحد للجميع والجميع للواحد"
4. يكرر البلدان التزامهما بدعم حياة الإنسان وحقوق الإنسان وحقوق الإنسان. حماية المجتمعات الدينية والعرقية.
5. تلتزم تركيا والولايات المتحدة بأنشطة D-ISIS / DAESH في شمال شرق سوريا. وسيشمل ذلك التنسيق بشأن مرافق الاحتجاز والمشردين داخلياً من المناطق التي كان يسيطر عليها داعش / ديش سابقًا ، حسب الاقتضاء.
6. تتفق تركيا والولايات المتحدة على أن عمليات مكافحة الإرهاب يجب أن تستهدف فقط الإرهابيين وملاجئ مخابئهم ومواقعهم والأسلحة والمركبات والمعدات الخاصة بهم.
7. أعرب الجانب التركي عن التزامه بضمان سلامة ورفاهية سكان جميع المراكز السكانية في المنطقة الآمنة التي تسيطر عليها القوات التركية (المنطقة الآمنة) ، وأكد من جديد أنه سيتم ممارسة أقصى درجات الحرص حتى لا تسبب أي ضرر للمدنيين. والبنية التحتية المدنية.
8. يؤكد البلدان التزامهما بالوحدة السياسية والسلامة الإقليمية لسوريا والعملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة ، والتي تهدف إلى إنهاء النزاع السوري وفقًا لقرار مجلس الأمن رقم 2254
9. اتفق الجانبان على استمرار أهمية وفعالية السلامة المنطقة من أجل معالجة المخاوف الأمنية الوطنية في تركيا ، لتشمل إعادة جمع الأسلحة الثقيلة من وحدات حماية الشعب وتعطيل تحصيناتهم وجميع مواقع القتال الأخرى. 10- ستنفذ القوات المسلحة التركية المنطقة الآمنة في المقام الأول وسيزيد الجانبان تعاونهما في جميع أبعاد تنفيذه.
11. سيقوم الجانب التركي بإيقاف عملية ربيع السلام مؤقتًا للسماح بسحب وحدات حماية الشعب من منطقة البيع خلال 120 ساعة. سيتم إيقاف عملية ربيع السلام عند الانتهاء من هذا الانسحاب.
12. بمجرد إيقاف عملية ربيع السلام ، توافق الولايات المتحدة على عدم مواصلة فرض العقوبات بموجب الأمر التنفيذي الصادر في 14 أكتوبر 2019 ، بحظر الممتلكات وتعليق دخول أشخاص معينين يساهمون في الوضع في سوريا ، وستعمل وتتشاور مع الكونغرس ، حسب الاقتضاء ، للتأكيد على التقدم المحرز في تحقيق السلام والأمن في سوريا ، وفقًا لقرار مجلس الأمن رقم 2254. بمجرد إيقاف عملية ربيع السلام وفقًا للفقرة 11 ، يتم رفع العقوبات الحالية بموجب الأمر التنفيذي السالف الذكر. ملتزمون بالعمل معًا لتنفيذ جميع الأهداف المحددة في هذا البيا ن  .)


    انتقال – ب ك ك - الى تفاهمات أمنية مع نظام الأسد
 
  لم تنقطع الصلات يوما بين منظومة – ب ك ك – السورية وبين السلطات السورية وبينها وبين نظام طهران كما ذكرنا آنفا وشكل الجانب الروسي أيضا جسرا عبر قاعدة – حميميم – ومن خلال استقبال وفودها بموسكو ولم يكن ( الحليف ) الأمريكي بغافل عن تلك الصلات بل كان يراقبها عن كثب من دون المطالبة بوقفها وبعد قرار الانسحاب العسكري الأمريكي من مناطق التوتر والتوغل العسكري التركي دقت ساعة اللحظة المنتظرة في مناشدة النظام السوري للحضور باسم الحفاظ على السيادة ؟! ومواجهة المحتل التركي الموجود أصلا في عفرين ومناطق سورية أخرى منذ أعوام ؟.
 كل الدلائل تشير على أن – التفاهمات – الجديدة السريعة بين منظومة – ب ك ك – السورية والنظام كسابقاتها لاتتضمن أية مسائل سياسية أو أية شروط تتعلق بحقوق الكرد السوريين ومستقبلهم بل ماهي الا ترتيبات عسكرية – أمنية وهي تنفيذ الفصل الأخير من ماتم قبل ثماانية أعوام وبغض النظر عن تصريحات اعلامية مبالغ فيها للاستهلاك – الحزبي – فان المنظومة هي من استدعت جيش النظام وليس العكس ومن موقع الضعيف أمام الهجمات العسكرية التركية المركزة على الشريط الحدودي من تل أبيض وحتى رأس العين في مرحلتها الأولى مع كل ماتحمل من أثمان باهظة على حساب أرواح المدنيين وتبعاتها الإنسانية والمغطاة بتوافق ضمني أمريكي – روسي – إيراني وفي وضع تشهد صفوف – قسد – تململا من عناصر المكونات غير الكردية .
   مايتم اليوم بين جماعات – ب ك ك – ونظام الأسد بمراقبة تركية واشراف امريكي روسي ومن وراء الستار إيراني وتشجيع  شهود عرب وتحت العنوان المزيف ( أكراد سوريا ) وهم منه براء ماهو الا حلقة – متقدمة – من مسلسل درامي وكوميدي في آن واحد يرمي الى اغلاق الملف الكردي السوري كقضية قومية وطنية مشروعة جزء من القضية الوطنية الديموقراطية العامة في البلاد وتقزيمها في صورة – ب ك ك –الذي يصنفه كل هذه الأطراف دون استثناء وبشكل رسمي إرهابيا وبدأ المسلسل كما هو معروف  في اتفاقية أضنة وامتد في تفاهمات شوكت – قرايلان وفي عقود الخدمة للجيش الأمريكي لينتهي بتفاهمات استدعاء جيش ومخابرات الأسد الى مناطق سيطرة – قسد – وبينها مناطق كردية وعربية ومختلطة .
  من المفارقات ذات الدلالة أن الإتفاقيات العسكرية – الأمنية  الخمسة  التي كانت جماعات – ب ك ك – شريكا أو معنيا بها والمقصود ( أضنة - شوكت – قرايلان – مع الجيش الأمريكي – والبيان الأمريكي – التركي – والتفاهمات الأخيرة مع النظام ) شارك في عقدها وتنفيذها نفس الأطراف مباشرة أو بالوكالة ( تركيا – نظام الأسد – روسيا – ايران – أمريكا – النظام العربي الرسمي ) وجميع هذه الأطراف اما معادية أو خصوم أوليست أصدقاء ولاتعترف بحق تقرير مصير الكرد لافي سوريا ولافي الأجزآء الأخرى وغالبيتها تهدف استثمار الورقة الكردية لأغراضها الخاصة .
  من حق جماعات – ب ك ك – على كل الأطراف المعنية بالملف السوري من النظام الى الأطراف المعادية للكرد أو غير المعترفة بحقوقهم أو المتفرجين من النظام العربي الرسمي المعادي لشعوبه  رد جميلها واعتبارها الممثل الشرعي الوحيد لكل أكراد العالم ومكافأتها لأنها أدت وظيفتها بأمانة كاملة فقد أثارت الفتن بين الكرد والغالبية العربية السورية والتركمان والمسيحيين والتي قد تحتاج الى عقود لاعادة الحالة الى ماكانت عليه واستحضرت القوات العسكرية التركية الى عفرين والمناطق الأخرى تاليا وأحدثت شرخا مع العمق الكردستاني خصوصا مع رئاسة إقليم كردستان وواجهت الثورة السورية وألحقت بها الأذى وهجرت أكثر من نصف كرد سوريا الى الخارج وشوهت التقاليد الوطنية الديموقراطية للحركة الكردية السورية التاريخية وهدمت أركان المجتمع الكردي وسلمت عفرين الحبيبة والآن جاء الدور على رأس العين  والمناطق الكردية الأخرى قيد التسليم والاستلام مع النظام بصورة عكسية كما حدثت قبل ثمانية أعوام بينها وبين سلطة نظام الأسد .


202

            عينكاوا
 
منابع أزمات الكرد السوريين وسبل الحل
( ١ )
                                                                                     
صلاح بدرالدين

             ماأقدمه الآن من رؤية تحليلية نقدية تاريخية ستنشر في ستة  حلقات حول مراحل عديدة شهدتها حركتنا الكردية السورية بفعل عوامل داخلية وخارجية وأسباب ذاتية وموضوعية مع ماتتضمن من تشخيص موضوعي لمكامن الخلل العميق والأزمة المستعصية المتفاقمة الآن الى درجة كارثية ومقترحات لاحتوائها ومعالجتها هي في الوقت ذاته صرخة من الأعماق الى شعبنا أولا وشركائنا وأشقائنا وأصدقائنا على أمل التجاوب والتعاون والتضامن لمافيه خير الجميع .

      كرد سوريا ضحايا ( الاتفاقيات ) منذ قرون

  اذا أردنا تعريف المحنة الكردية ومصادرها بايجاز فلابد من البحث عن " الاتفاقيات " وباكورتها اتفاقية ( جالديران ) المشؤومة قبل نحو خمسة قرون – ٢٣ – ٥ – ١٥١٤ - التي قسمت ثلاثة أجزاء من وطن الكرد الى – مستعمرتين – عثمانية وفارسية  كما يصفها الكاتب التركي المعروف إسماعيل بشكجي واستكملت بعد مائة وعشرين عاما  باتفاقية – قصر شيرين - وتلتها اتفاقية سايكس – بيكو قبل نحو قرن – ١٦ – ٥ – ١٩١٦ -  لتجزئ المجزأ الى أربعة أقسام وتوالت الاتفاقيات بالمئات منها علنية وغالبيتها سرية  لتتجاوز التقسيم الجغرافي الى استهداف الشعب وحركته التحررية ومقاومته من أجل الحرية وانتزاع حق تقرير المصير مباشرة أو غير مباشر .
   فكانت  قرارات  وتحالفات ومواثيق واتفاقيات ( سيفر ١٠ – ٨ – ١٩٢٠ -  ولوزان – ٢٤ – ٧ – ١٩٢٣ -  وسعد أباد – ٨ – ٧ – ١٩٣٧ -  وبغداد أو السنتو – ٢٤ – ٢ – ١٩٥٥ – والناتو – ٤ – ٤ – ١٩٤٩ -  وبوتسدام – ٢ - ٨ – ١٩٤٥ – ويالطا – ١١ – ٢ – ١٩٤٥ -  وطهران – ١ – ١٢ – ١٩٤٣ -  واتفاقية الجزائر – ٦ – ٣ – ١٩٧٥ - ثم اتفاقيات حول مخططات معادية للكرد ثنائية وثلاثية ورباعية بين عواصم الدول الأربع  المقسمة لكردستان بشكل دائمي وتحديدا بعد اعلان الفدرالية بكردستان العراق بداية تسعينات القرن الماضي  وحتى الآن  .
  جميع تلك الاتفاقيات المذكورة أعلاه وغيرها من التي بقيت طي الكتمان أبرمت بالضد من الكرد والشعوب الأخرى من جانب القوى السائدة الطاغية الإقليمية والدولية منذ الصراع بين الامبراطوريتين العثمانية السنية والفارسية الشيعية مرورا بحقبة الحربين وفي ظل هيمنة الحلفاء وفي مرحلة الحرب الباردة وسيادة القطب الواحد والحقبة الجديدة المتميزة بتعدد الأقطاب وفي ظل الصراع السني الشيعي المتجدد بعد الثورة الخمينية بالشرق الأوسط  بحسب متطلبات مصالحها وحول توزيع مناطق نفوذها وفي جميعها كان لأنظمة وحكومات الدول الأربع ( تركيا – ايران – العراق – سوريا )  الموزعة للشعب الكردي والمقسمة لوطنه دور وحضور وفي سعي حثيث اما لازالة الكرد وابادتهم أو تشتيت شملهم وتغيير التركيب الجيوسياسي لمناطقهم ووجودهم عبر مخططات التعريب والتتريك والتفريس أو اختراق حركاتهم السياسية وتجنيد تيارات وفئات فيها .

      العامل الطارئ المستجد
   في العقود الثلاثة الأخيرة حصلت تطورات مستجدة ومغايرة لما تم سابقا  بشأن طبيعة وأطراف اتفاقيات حول القضية الكردية في بعض بلدان المنطقة ومنذ ظهور – ب ك ك – على الساحة انخرط بالتورط في ابرام اتفاقيات لمصلحة القوى الإقليمية وبالضد من مصالح الشعب الكردي وحركته الوطنية وفي مقارنة سريعة بين ماتم كمثال في اتفاقية واشنطن في سبتمبر من عام 1998 بوساطة أمريكية وباشراف وزيرة الخارجية – مادلين اولبرايت -  لتأسيس معاهدة سلام رسمية. اتفق الطرفان في هذه الاتفاقية – مسعود بارزاني رئيس الحزب الديمقراطي الكردستااني  وجلال الطالباني سكرتير الاتحاد الوطني الكردستاني  على مشاركة العوائد وعدم السماح للقوات العراقية بدخول  المناطق الكردية واستخدام الطرف الأمريكي الوسيط القوة مع منع حزب العمال الكردستاني من استخداام أراضي كردستان العراق في حين نرى – ب ك ك – وبدلا من ابرام اتفاقيات سياسية لمصلحة القضية الكردية ينخرط بمخططات واتفاقيات عسكرية وأمنية لمصلحة أطراف إقليمية ودولية ويقوم بدورها بالوكالة مقابل أموال وعتاد وسلاح بحسب اعترافات تلك الأطراف المعلنة  .
  نعم – ب ك ك – بآيديولوجيته الحزبية المستندة الى تأليه الفرد وخلفيته العصبوية اليسراوية العسكريتارية المتطرفة واعتماده على السطو على البنوك في باكورة ظهوره كطريقة لاستمرارية قادته بالعيش وقيامه ونموه في أحضان المنظومات الأمنية الحاكمة المقسمة للشعب الكردي تحول الى جزء في ماكينة الأنظمة الدكتاتورية بالمنطقة وملحق في مخططاتها الأمنية المعادية للديموقراطية والتغيير وليس أمرا يمكن التغاضي عنه عندما يبدأ – ب ك ك – انطلاقته التنظيمية الأولى بدعم واسناد أكثر الأنظمة اجراما بحق الكرد وهو نظام حافظ الأسد لذلك افتتح هذا الحزب نوعا جديدا وغريبا ومؤذيا من العلاقة الأمنية مع الأنظمة المعادية للديموقراطية ولشعوبها وللكرد مثل نظامي دمشق وطهران ومن ثم بغداد صدام وبتبعية أعمى نعم كانت هناك أحزاب كردية في مختلف أجزاء كردستان نسجت علاقات مع الأنظمة المعنية بالقضية الكردية وبالرغم من اعتبارها خطيئة من جانبنا الا أن القسم الأكبر منهاكانت  بحدود معينة وفي اطار مصالح مشتركة آنية وليس الى حدود الاندماج بمصالح أمن تلك الأنظمة والسير في ركابها وخدمة أجندتها  .

   نماذج من اتفاقيات خاسرة ومؤذية بسبب – ب ك ك – أو على طريقته

    اتفاقية أضنة
( وجاء في نص الاتفاق الموقع بتاريخ 20 /10 /1998  من خلال رئيس جمهورية مصر العربية ، صاحب الفخامة الرئيس حسني مبارك، ومن خلال وزير خارجية إيران سعادة وزير الخارجية كمال خرازي ، ممثل الرئيس الإيراني صاحب الفخامة محمد سيد خاتمي، وعبر السيد عمرو موسى ، التقى المندوبان  التركي والسوري السفير أوغور زيال واللواء عدنان بدر الحسن رئيس الأمن السياسي .
كرر الجانب التركي المطالب التركية التي كانت عرضت على الرئيس المصري (الملحق رقم 2) ، لإنهاء التوتر الحالي في العلاقة بين الطرفين. وعلاوة على ذلك، نبه الجانب التركي الجانب السوري إلى الرد الذي ورد من سوريا عبر جمهورية مصر العربية، والذي ينطوي على الالتزامات التالية ::
1ـ اعتبارا من الآن، (عبد الله) أوجلان لن يكون في سوريا، وبالتأكيد لن يسمح له بدخول سوريا.
أكد الجانب السوري النقاط المذكورة أعلاه. وعلاوة على ذلك، اتفق الطرفان على النقاط التالية:
1ـ إن سوريا، وعلى أساس مبدأ المعاملة بالمثل، لن تسمح بأي نشاط ينطلق من أراضيها بهدف الإضرار بأمن واستقرار تركيا. كما ولن تسمح سوريا بتوريد الأسلحة والمواد اللوجستية والدعم المالي والترويجي لأنشطة حزب العمال الكردستاني على أراضيها.
2ـ لقد صنفت سوريا حزب العمال الكردستاني على أنه منظمة إرهابية. كما حظرت أنشطة الحزب والمنظمات التابعة له على أراضيها، إلى جانب منظمات إرهابية أخرى.
3ـ لن تسمح سوريا لحزب العمال الكردستاني بإنشاء مخيمات أو مرافق أخرى لغايات التدريب والمأوى أو ممارسة أنشطة تجارية على أراضيها.
4ـ لن تسمح سوريا لأعضاء حزب العمال الكردستاني باستخدام أراضيها للعبور إلى دول ثالثة.
5 ـ ستتخذ سوريا الإجراءات اللازمة كافة لمنع قادة حزب العمال الكردستاني الإرهابي من دخول الأراضي السورية ، وستوجه سلطاتها على النقاط الحدودية بتنفيذ هذه الإجراءات.
اتفق الجانبان على وضع آليات معينة لتنفيذ الإجراءات المشار إليها أعلاه بفاعلية وشفافية) .
  مع ملاحظة ان الاتفاقية تضمنت أربعة ملاحق أمنية سرية .




203
حوار مع صلاح بدرالدين حول آخر التطورات الكردية والسورية
                                                                                         
صلاح بدرالدين

    نرحب بك أستاذ صلاح بدرالدين ونشكرك لأستجابتك وسعة صدرك لهذا الحوار، لنبدأ من عفرين :
 
س١: وكما تعلم أنها تعيش مرحلة كارثية ، كيف تقرأ الأحداث التي تجري فيها حالياً ، هل هو أحتلال ؟ أم تدخل مؤقت ؟ ومتى يمكن أن تخرج هذه القوات من چياي كورمينچ ؟
    ج ١ -  عفرين والمناطق الكردية الأخرى عين العرب – كوباني والجزيرة تعيش المعاناة سابقا في ظل نظام الاستبداد ولاحقا تحت وطأة الاحتلال وتحكم جماعات ميليشياوية مسلحة وسلطة الأمر الواقع فالمسألة هنا ليست أن الكرد السوريين في مختلف مناطقهم وبينها عفرين العزيزة كانوا أحرارا يتمتعون بكافة حقوقهم القومية والديموقراطية والثقافية وفجأة خسروها بعد الثورة السورية بل أن المعاناة متواصلة منذ عقود وتحديدا منذ استقلال سوريا حيث تم تجاهل الكرد والمكونات الأخرى خلال المؤتمر التأسيسي الأول ولدى وضع أول دستور وقبله في ظل الانتداب الفرنسي الذي منع الحريات ولاحق المناضلين الكرد وبعد الاستقلال وتحت ظل كل الحكومات السورية المتعاقبة وحتى الآن بمختلف الأشكال من الغريب والقريب والنظام .
 ماحصل بعفرين بمثابة احتلال مقنع فالجيش التركي هو الذي طرد مسلحي ب ك ك وفرعه السوري ب ي د من عفرين ومناطقها وسلم ادارتها الى فصائل سورية مسلحة محسوبة على المعارضة وكل مايحصل حتى الآن من تجاوزات وأعمال إجرامية بحق أهلنا بمناطق عفرين تتحمل مسؤوليتها المباشرة تلك الفصائل ومؤسسات البقية الباقية من المعارضة السورية مثل الحكومة المؤقتة المشكلة مؤخرا ووزارة الدفاع ورئاسة الأركان وهنا أتوجه الى الصديق اللواء سليم ادريس الذي يتولى الدفاع والأركان أن يقوم بواجبه الوطني تجاّه أهلنا بعفرين ويوقف المجرمين عند حدودهم  ولاشك أن تركيا تتحمل مسؤولياتها  كدولة محتلة حسب القانون الدولي ومطلوب منها الالتزام بالمعايير الدولية ومحاسبة كل من يجرم بحق الأهالي وقبل ذلك عليها الانسحاب وتسليم إدارة المنطقة لسكانها الأصليين من الغالبية  الكردية  عبر الانتخابات وإقامة اللجان المدنية التي ظهرت مبكرا في بعض المناطق ولكنها لم تلاقي الدعم المطلوب وهناك سابقة حصلت قريبا عندما احتل الجيش الأمريكي العراق سجلت الإدارة الامريكية بوثيقة رسمية لدى الأمم المتحدة بأنها دولة احتلال للعراق وستلتزم بالقانون الدولي تجاه البلد المحتل وعلى تركيا ان ارادت ادامة احتلالها أن تحذو حذو الأمريكيين ولاشك وكوطني كردي سوري أؤكد مجددا على ضرورة انسحاب كافة الجيوش الأجنبية المحتلة  الروسية والأمريكية والإيرانية والميليشيات المسلحة الغريبة عن بلادنا  .
  مادمنا بصدد معاناة أهلنا العفرينيين من الاحتلال والاضطهاد ومخاطر عملية تغيير التركيب الديموغرافي علينا وضع النقاط على الحروف فمنذ بدايات الثورة السورية وعندما بدأت المفاوضات بين ممثلي النظام السوري من جهة وممثلي القيادة العسكرية ل ب ك ك في قنديل  وفي أعلى المستويات وبوساطة الرئيس العراقي الأسبق وبعد ورود معلومات عن الاتفاق على إعادة علاقات الطرفين الى سابق عهدها وقرب توجه مسلحي ب ك ك نحو سوريا بهدف دعم النظام ومواجهة الثورة منذ ذلك الوقت أي قبل نحو ثمانية أعو ام حذرنا مرارا وتكرار ا من مغبة تحويل قضية كرد سوريا والقضية السورية عموما الى مجرد صراع مع تركيا وخطورة استخدام مناطقنا مسرحا لتصفية الحسابات بين – ب ك ك – وتركيا أو استخدام قضيتنا مادة مقايضة مع تركيا ولكن للأسف الشديد لم نجد آذانا صاغية حتى اللحظة والخشية أن لايتوقف الأمر على خسارة عفرين بل قد يلحق الشؤم بكوباني والجزيرة من جهة أخرى ومن منطلق أننا كرد سوريا لنا خصوصيتنا كأي جزء آخر  جزء من الوطن السوري ومع الثورة والتغيير الديموقراطي  من مصلحتنا وكل السوريين أن لانفتعل أزمات مع الجوار في ظروف الثورة والانتفاضة بل علينا كسب الدعم فمثلا منذ بداية الثورة السورية كان موقف تركيا وإقليم كردستان العراق متفهما لأهداف السوريين واستقبلا الملايين من اللاجئين برحابة صدر فهل يجوز أن نبادل ذلك بالعداء كما تنفعل الآن جماعات ب ك ك ؟ .
 س ٢: أين أستاذ صلاح بدرالدين من ما يجري على الساحة السياسية الكوردية في سوريا ( إنشقاقات ، عدم مكتسبات ، تضحيات وشهداء بالجملة ) ؟
 ج ٢ – لاأدري ماذا تقصد بالضبط من أين أنا ؟ ولكن على العموم انني كمواطن كردي سوري مستقل عن الأحزاب منذ ٢٠٠٣  مازلت في القلب من قضايانا القومية والوطنية على طريقتي وحسب اختياري بالفكر والثقافة والموقف السياسي وطرح مبادرات الإنقاذ فليس كل وطني كردي  محب لشعبه وقضيته  يجب وبالضرورة ان يكون حزبيا او في – المجلس الكردي - وليس كل مؤيد ومنخرط بالثورة وعملية التغيير يجب وبالضرورة أن يكون باالمجلس السوري ولائتلاف وهيئة التفاوض كل فرد يستطيع تقديم مالديه بمختلف الطرق وحالتي كحالة المئات والآلاف والملايين لم انخرط بالهياكل الراهنة رغم دعوتي مرارا وتكرارا لانني لم اكن مقتنعا بجدواها واليوم وبمرور ثمانية أعوام بعد أن فرطت  تلك الهياكل والأحزاب بالأمانة وفشلت وأجهضت الثورة وأضرت بقضايانا الكردية والسورية  وامتنعت حتى باجراء المراجعة وممارسة النقد الذاتي فان الأنظار من جانب الغالبية بدأت تتجه نحو إعادة البناء وتخطي تلك الهياكل العاجزة وتجاوزها جميعا والعمل على تحقيق عقد المؤتمرات الوطنية الجامعة .
  منذ أعوام وقفت مع غالبية وطنيي شعبي الكردي من مستقلين ونخب شبابية وثقافية بحراك – بزاف – وهو ليس حزبا أو تنظيما بل حراك فكري ثقافي سياسي نخبوي يدعو الى إعادة بناء حركتنا والتوصل الى عقد مؤتمر كردي لاستعادة الشرعية القومية والوطنية وتوحيد الحركة وصياغة المشروع بشقيه القومي والوطني ويعتمد الحراك على آلية عقد اللقاءات التشاورية في الوطن وجميع أماكن التواجد الكردي السوري للتوصل الى صيغ ورؤى سليمة لاعتمادها في المؤتمر المنشود وقد أطلق – بزاف – عدة نداءات ومذكرات للكرد والسوريين والقوى المعنية بالملفين الكردي والسوري نالت دعم وتواقيع الآلاف وطالب قوى التحالف والاشقاء بإقليم كردستان بدعم مشروع المؤتمر  كما طرح مشروعه على الملأ في موقعه الرسمي .
  وبالإضافة وكما ذكرت أعلاه بعدم اقتناعي بتلك الهياكل والأحزاب فانني أعترف أنني بلغت من العمر حدا لاأستطيع فيه القيام بمايقوم به الشباب وبعد أن تنحيت طوعا من رئاسة ( حزب الاتحاد الشعبي ) كأهم تنظيم سياسي كردي سوري لم يخطر ببالي لحظة العودة الى الأحزاب وأعرف حدودي حيث قمت بقدر المستطاع بما أملاه علي ضميري طيلة نصف قرن مناضلا قوميا – وطنيا  ومقارعا نظام الاستبداد عانيت العوز والتشرد وتعرضت للاعتقال والتعذيب  والحكم امام محكمة أمن الدولة بدمشق وجردت من الحقوق المدنية وبعد انتقالي لإقليم كردستان العراق قدمت ماباستطاعتي للاشقاء طيلة ٢٦ عاما الى جانب متابعة قضيتي الكردية والسورية كأولوية وبدلا من الدخول في حروب القبائل الحزبية الكردية السورية  انهمكت في كتابة ونشر مذكراتي بثلاثة أجزاء مع إصدارات جديدة من انتاجي بلغت الى الآن ( ١٦ ) كتابا وان حالفني الحظ سآنهي الجزء الرابع والأخير من مذكراتي .
  بقي أن أقول سأقف مادمت حيا الى جانب تطوير وتجديد الحركة الكردية السورية كما كنت بشبابي قبل أكثر من خمسين عاما عندما صححنا المسار بكونفرانس الخامس من آب ١٩٦٥ وأعدنا تعريف الشعب والقضية وأساليب النضال من جديد ووقفنا بوجه الشوفينية بنشر الثقافة الكردية عبر ( رابطة كاوا للثقافة الكردية ) وايفاد المئات من طلابنا الى الخارج بمنح دراسية في البلدان الاشتراكية آنذاك وكذلك احياء الفولكلور وإقامة الفرق بدمشق والداخل  وتنظيم مناسبة عيد نوروز القومي .
 س٣: هل حاولتم أن تقوموا بأية وساطة بين أطراف الحركة الكوردية في سوريا من أجل توحيد البيت الكوردي في هذه الظروف التاريخية والحساسة التي يمر بها شعبنا الكوردي في كوردستان سوريا ؟
  ج ٣ – نعم نحن نهدف الى ترتيب البيت الكردي السوري ولكن ليس بالطريقة التقليدية وتبويس اللحى والإبقاء على ماهو قائم في سلوك الأحزاب نعتقد أن الأحزاب الراهنة من ( المجلسين ) ومابينهما قد استنفذت أغراضها ولم تعد صالحة لقيادة المرحلة فمنذ ثمانية أعوام وباندلاع الثورة السورية ظهرت فرصة تاريخية للكرد السوريين ولكن للأسف أضاعتها الأحزاب وذلك بوقوف جماعات – ب ك ك – الى جانب النظام وتلكؤ وتردد أحزاب المجلس وعدم القدرة على الثبات والفشل في حمل المشروع القومي أو تمثيل الكرد في المحافل حتى اتفاقيات أربيل ودهوك التي أبرمت باشراف السيد الرئيس الأخ مسعود بارزاني لم تلتزم بها الأحزاب ولم تستطع التفاهم فيما بينها فكيف لها أن تتفق على الأهداف والمصير والمستقبل ؟ وفي عهد تحكم وتصدر الأحزاب أفرغت مناطقنا وتهجر الناس وغاب أي دور لكرد سوريا في الشأن الوطني ولم يعد هناك أي أثر لشخصية وطنية كردية سورية مستقلة ولم يعد قرار مصير الكرد السوريين بأيديهم  وكل ذلك ان دل على شيء فانه يدل على فشل الأحزاب في تمثيل الغالبية الشعبية وتحقيق أي تقدم بخصوص الحقوق والمستقبل ولذلك نرى أن الطريق الوحيد لحل الأزمة هو عقد المؤتمر الكردي السوري الجامع من ثلثين من الوطنيين المستقلين ( وهم الغالبية في ساحتنا ) وثلث غير معطل من الأحزاب يسبقه تشكيل لجنة تحضيرية للاعداد والتنظيم وهذا ما أبلغناه للجميع ونشرناه وناقشناه مع الأشقاء في كردستان العراق لمرات وبأعلى المستويات .
  بهذه الرؤية حاولنا تحقيق الحوار بين الأطراف وقبل نحو عام وبناء على طلبنا قدم ( المعهد الأوروبي للسلام ) في بروكسل الذي كان يرأسه السيد – غريفث – قبل أن يصبح مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة الى اليمن مبادرة لعقد لقاء ثلاثي بين ممثلين عن ( ب ي د و الأنكسي وبزاف ) في مقرهم بعاصمة الاتحاد الأوروبي لمناقشة مسألة وحدة الحركة الكردية السورية وكان رد الأول أنهم سيدرسون الموضوع باجتماع القيادة لأهميته ورد الثاني أنهم لن يجلسوا مع – ب ي د -  وهكذا أضاع الطرفان تلك الفرصة .
س٤:هناك مساع لإعادة تفعيل التفاهمات بين ال تف دم والمجلس الوطني الكوردي ، هل أنت متفائل في هذا السياق؟
  ج ٤ – سبق وذكرت العبرة ليست بالتفاهمات ( المحاصصاتية ) بين الأحزاب بل بمضمون التفاهمات وعلى أي أساس وكيف ؟ وهل ستخدم قضية شعبنا والقضية الوطنية السورية ؟ ومدى مشاركة الغالبية الوطنية المستقلة و ( المغيبة )  بالقرارات المصيرية  .
س٥: لايوجد ذلك الخلاف الكبير بين النظام والمعارضة بخصوص عدم حل القضية الكوردية في كوردستان سوريا هذا ما يقوله البعض من أبناء الشعب الكوردي ، كيف يقيم الأستاذ صلاح موقف المعارضة والنظام من القضية الكوردية في سوريا ؟
 ج ٥ – في الوقت الراهن لا النظام بمقدرته حل القضية الكردية لأنه فقد الشرعية والسيادة ومستبد بطبيعته ولا المعارضة باعتبارها خارج اطار السلطة والقرار وليس من العدل وضع مواقف الطرفين من القضية الكردية السورية في سلة واحدة وميزان واحد وباعتبار أن المعارضة غير متجانسة وتنتمي الى عقائد وتيارات مختلفة فمواقفها متباينة أيضا من الكرد وقضيتهم ومن مختلف القضايا الوطنية ولكن يجب قول الحقيقة بدون انحياز فعندما كنت بمؤتمر أنتاليا للمعارضة عام ٢٠١١ وقبل ظهور ( المجلس الوطني السوري ) قدمت كلمتي باسم الكتلة الكردية وتضمنت كافة مطالب الكرد دون أن يعترض أحد كما تضمنت وللمرة الأولى طرح وجود التركمان بسوريا ( حيث جاءني ممثلوهم وقدموا الشكر لي )  وخلال صياغة البيان الختامي ونشوب الخلاف حول الموقف من القضية الكردية قرر الأصدقاء المشرفون على المؤتمر من الممولين  ( وسيم سنقر وغسان عبود والملحم ) مراجعتي وقبول ما أقترحه بهذا الشأن وتم ذلك من دون اعتراض وتضمنت الفقرة "  الاعتراف بوجود شعب كردي يقيم على أرضه ومن السكان الأصليين ووجود قضية كردية تنتظر الحل ويحق له تقرير مصيره السياسي والإداري بحسب كل المبادئ الإنسانية والمواثيق  في اطار سوريا الجديدة الموحدة  وبالتوافق مع الشريك العربي والمكونات الأخرى مع ضمان ذلك في الدستور السوري الجديد وقبل ذلك رفع الاضطهاد ووقف مخططات الحزام والاحصاء وتعويضه  " وبعد ذلك وخلال مؤتمرات المعارضة اللاحقة وخاصة مؤتمر تو نس جرى الالتزام بمضمون وجوهر تلك الفقرة التي كانت الأولى والأساس والمنطلق في مواقف المعارضة الى يومنا هذا وهذا مبعث اعتزازي  . 
س٦:عن كتابة الدستور السوري المرتقب واللجنة الدستورية ، البعض يعتبرها مؤمراة من النظام ودول المنطقة وبعض القوى الدولية لأقصاء الكورد ، ماهو رأيك ؟
 ج ٦ – سبق وقلت : " فقط الوطنييون السورييون الصادقون من كل المكونات يستشعرون خطورة المخطط الذي ينفذ باسم " لجنة صياغة الدستور " باعتباره المعول الأخير لدفن طموحات مرحلة بأكملها أما أطراف المخطط من الكبار والصغار فيجمعها الهدف الرئيسي ولكل رغبته الخاصة فالنظام وهو الرابح الأول سيسوق لشرعيته ومرجعيته ولعدم حصول أية ثورة في سوريا وأن المتمردين جاؤوا اليه تائبين والائتلاف وأصحاب المنصات ( من جماعات الاسلام السياسي وصنوف القومويين واليسراويين وتجار الحرب وأزلام الأنظمة ) سيجدون في لعبة لجنة الدستور منفذا للهروب الى أمام والتهرب من أية مساءلة ومراجعة واعتذار على مااقترفوه من جريمة حرف الثورة وتصفيتها والمحتلون الذين هم من وضعوا المخطط سيعتبرون هذه اللعبة ضمن اطار إدارة الأزمة والتي ستطول فصولها بمثابة اعتراف بمصالحها السورية ومواقع نفوذها ووصايتها وسلامة وكلائها المعتمدين على الأرض"
" كما تابعت باستغراب ذلك الاهتمام الزائد بمسألة " لجنة الدستور " من جانب فئات واسعة من كردنا – الفيسبوكيين – بين مندد بعدم مشاركة – ب ي د أو – قسد - ومطالب بزيادة عدد ممثلي – الانكسي – في حين أن معظم هؤلاء – ولاأقول جميعهم - لايعترف لا بشرعية الطرفين في تمثيل الكرد ولا بشرعية الائتلاف بتمثيل معارضي النظام ولا بنزاهة الأطراف الإقليمية والدولية المعنية بالملف السوري بل اعتبارها تدير الأزمة ولاتعالجها ولا بشرعية النظام في تمثيل الشعب السوري وله حصة ( الأسد ! ) حيث يحظى بموالاة غالبية أعضاء اللجنة ( ٥٠ من حصته الأصلية + ٢٥ من قائمة المحتلين + ٢٠ من قائمة ( الائتلاف ) بحسب المعلومات المتطابقة من أكثر من مصدر مطلع أوليس الأفضل بهذه الحالة الاهتمام بقضايا ترتيب البيت الداخلي سوريا وكرديا ؟ " .
 
 س٧: يعلن أردوغان مرارا ًوتكراراً عن القيام بعملية عسكرية وشيكه شرق الفرات وكوردستان سوريا ، هل يستطيع أردوغان أن ينفذ تهديداته بدون ضوء أخضر أمريكي ؟ وما هي تداعيات الأجتياح التركي على المنطقة برمتها؟
  ج ٧ – نعم انا أتابع مثلكم يوميا التهديدات بالاجتياح منذ أشهر وحتى الآن كما أتابع أيضا قيام سلطة الأمر الواقع بمواصلة حفر الخنادق وردمها ؟! وأعتقد أيضا أن الخطوات التركية تجاه سوريا عامة والمناطق الكردية خصوصا لن تكون بمعزل عن توازنات – أستانة – والعلاقة التركية الأمريكية ومن الأفضل الاستفسار عن كل هذه الأمور من قيادة – ب ي د – وجنرالهم الذين لهم صلات وتواصل مع الامريكان والأتراك لان مسألة الحرب والسلام ليست بآيدينا ولا بأيدي شعبنا حيث يقرر مصيره من جانب ( مجهول ؟! ) .
 س ٨: برأيك ما هو مستقبل القضية الكوردية في كوردستان سوريا وما المطلوب من أبناء الشعب الكوردي في المرحلة الراهنة ؟
  ج ٨ – أعتقد أن كرد سوريا ليسوا جاهزين الآن سياسيا لانتزاع أية حقوق وأقولها دائما أن الشروط الأساسية لحل القضية تتوقف على جملة أمور : أولا – تحقيق الاجماع الوطني الكردي السوري ثانيا – تحقيق التوافق الوطني مع الشركاء ثالثا – توفر المناخ الديموقراطي على صعيد النظام السياسي . وكل هذه الشروط غير متوفرة الآن والمفتاح يكمن بتحقيق الاجماع الكردي أي إعادة بناء الحركة واستعادة الشرعية وانتخاب القيادة الكفوءة وصياغة المشروع الكردي للسلام بشقيه من خلال المؤتمر الكردي السوري المنشود عند ذلك يمكن مواجهة كل التحديات وفي المقدمة التوافق مع الشريك العربي السوري الديموقراطي وباقي المكونات ثم العمل معا وسوية لتذليل الشرط الثالث .
 س٩: كلمة أخيرة تودً قولها أستاذ صلاح بافى لوند ؟
  ج ٩ – ماأريد قوله بهذه العجالة هو مناشدة الجميع بالبحث عن حلول عبر الحوار والابتعاد عن تخوين وإلغاء ورفض الآخر المختلف  وعقد اللقاءات التشاورية حول طريق الخلاص  في كل مكان يتواجد فيه بنات وأبناء شعبنا  ولن تقوم قائمة لكرد سوريا الا ببناء وصيانة شخصيتهم القومية والوطنية المستقلة والاعتزاز بها ونصيحتي أن دور الأحزاب بتركيبتها الراهنة قد انتهى فابحثوا عن اطار وطني ديموقراطي شرعي يمثل الغالبية ويعزز علاقاته التنسيقية الأخوية وليست التابعة مع العمق الكردستاني وخصوصا مع حزب البارزاني الخالد كما أعتقد وبالرغم من كل الملاحظات على تكوين وأداء جماعات ب ك ك السورية هناك تيار وطني كردي سوري يرنو الى الاستقلالية والخلاص من هيمنة قنديل والكادرو طور التشكل في صفوفها وعلينا دعمه ورعايته .
 وأخيرا كل الشكر للصحفي الأستاذ إبراهيم بركات .
•   أجرى الحوار : إبراهيم بركات

204
" دستور " مابعد تصفية الثورة
                                                               
صلاح بدرالدين

  بعد سنوات من دعم واسناد نظام الاستبداد الأسدي واختراق الثورة والمعارضة والالتفاف عليها وتحريف وجهتها عبر تمويل واحتضان وكلاء من فصائل مسلحة وجماعات إسلامية سياسية وفئات وافدة من أجهزة السلطة تسللت الى الصفوف وبعد المماطلات ووضع العراقيل أمام تحقيق السلام في سوريا وبعد افراغ أهداف وآمال السوريين من مضامينها الحقيقية عبر الضغوط العسكرية من قصف وتدمير وابادة والإجراءات القمعية بهدف التهجير القسري للسكان الأصليين وتغيير التركيب الديموغرافي لغالبية المناطق والمدن والبلدات وأخيرا بعد تبديل أولويات الشعب السوري من أجل إعادة بناء بلاده واجراء التغيير الديموقراطي وعقد مؤتمراته الوطنية الجامعة وصولا الى احياء واستمرارية الحياة السياسية من خلال انتخابات حرة شاملة لممثليه تحت قبة البرلمان وإقامة سلطاته التشريعية والتنفيذية والقضائية ومحاسبة المجرمين وتطبيق العدالة ومن ثم وضع دستوره التوافقي الذي يقر ويضمن حقوق جميع المكونات ويثبت إرادة الكرد في تقرير مصيره السياسي والإداري ضمن سوريا الجديدة الموحدة .
  نعم لقد انتصر ( المجتمع الدولي ) على الشعب السوري المقهور المهجر وقرر ماأراد من اليوم الأول لاندلاع الثورة بالاجهاز عليها بالقوتين النارية الغاشمة و الناعمة وتوافق المحتلون وكل القوى والأنظمة المعنية بالملف السوري من إقليمية ودولية وتوابعها من الميليشيات ( الأممية ) والمعارضة المنحرفة عن خط الثورة على انتهاج مسار باسم الدستور أي " احضار الحصان حتى قبل تصنيع العربة " اسوة بكل ممارساتهم السابقة المعكوسة وسياساتهم المتناقضة بشأن القضية السورية منذ أكثر من ثمانية أعوام .
     وقد رافق ذلك بل سبقه حملة من التضليل الإعلامي من جانب ضامني – أستانا – وممثلي الأمم المتحدة وأمريكا باعتبار أن تشكيل ( لجنة الدستور ) يعد – فتحا مبينا – ومن شأنه تحقيق السلام الأبدي وقد لوحظ  ذلك الاهتمام الزائد بمسألة " لجنة الدستور " من جانب فئات واسعة بين مندد بعدم مشاركة – ب ي د أو – قسد - ومطالب بزيادة عدد ممثلي – الانكسي – في حين أن معظم هؤلاء – ولاأقول جميعهم - لايعترف لا بشرعية الطرفين في تمثيل الكرد ولا بشرعية الائتلاف بتمثيل معارضي النظام ولا بنزاهة الأطراف الإقليمية والدولية المعنية بالملف السوري بل اعتبارها تدير الأزمة ولاتعالجها ولا بشرعية النظام في تمثيل الشعب السوري وله حصة ( الأسد ! ) حيث يحظى بموالاة غالبية أعضاء اللجنة ( ٥٠ من حصته الأصلية + ٢٥ من قائمة المحتلين + ٢٠ من قائمة ( الائتلاف ) بحسب المعلومات المتطابقة من أكثر من مصدر مطلع أوليس الأفضل بهذه الحالة الاهتمام بقضايا ترتيب البيت الداخلي سوريا وكرديا ؟ .
فقبل نحو خمسين عاما كان مشروعنا القومي المتجسد في برنامجنا آنذاك يتضمن بوضوع انتزاع حق تقرير مصير الشعب الكردي في اطار سوريا ديموقراطية موحدة ويكون التمثيل الكردي في كل مؤسسات الدولة ( السلطتان التشريعية والتنفيذية والقضاء والجيش والإدارة والسلك الخارجي ..الخ ) ١٥٪ وادراج ذلك بدستور البلاد وكان مشروعنا الوطني ينطلق من وجوب قيام نظام ديموقراطي بالاستناد الى التحالف الكردي العربي وكل ذلك كان شعارا مقررا يتصدر صحيفتنا المركزية " اتحاد الشعب " وكانت تلك المبادئ والآهداف والسياسات الموضوع االرئيسي الذي كنا نبحثه مع الشركاء الديموقراطيين السوريين والأشقاء الكردستانيين والأصدقاء العرب والحلفاء الأمميين والآن وبعد مرور نصف قرن نرى قيادات أحزاب ( المجلسين ) بالرغم من امكانياتها المادية ودعم المانحين التي لاتقاس لماكان الوضع عليه سابقا تستجدي المشاركة ولو شكليا بلجنة لالون ولاطعم لها من أجل صياغة دستور على مقاس النظام ورغبات المحتلين .
فقط الوطنييون السورييون الصادقون من كل المكونات يستشعرون خطورة المخطط الذي ينفذ باسم " لجنة صياغة الدستور " باعتباره المعول الأخير لدفن طموحات مرحلة بأكملها أما أطراف المخطط من الكبار والصغار فيجمعها الهدف الرئيسي ولكل رغبته الخاصة فالنظام وهو الرابح الأول سيسوق لشرعيته ومرجعيته ولعدم حصول أية ثورة في سوريا وأن المتمردين جاؤوا اليه تائبين والائتلاف وأصحاب المنصات ( من جماعات الاسلام السياسي وصنوف القومويين واليسراويين وتجار الحرب وأزلام الأنظمة ) سيجدون في لعبة لجنة الدستور منفذا للهروب الى أمام والتهرب من أية مساءلة ومراجعة واعتذار على مااقترفوه من جريمة حرف الثورة وتصفيتها والمحتلون الذين هم من وضعوا المخطط سيعتبرون هذه اللعبة ضمن اطار إدارة الأزمة والتي ستطول فصولها بمثابة اعتراف بمصالحها السورية ومواقع نفوذها ووصايتها وسلامة وكلائها المعتمدين على الأرض .
  وبهذا الشأن نشر الصديق الكاتب المبدع : حسن خالد شاتيلا مقالة في ( الحوار المتمدن ) تحت عنوان : ( السياسة التاريخية تدحض فلسفة اللجنة الدستورية ) وجاء في مقدمتها : "
الدستوريُّون يبرِّرون الأمر الواقع إيديولويجا، ويرفضون سياسة التغيير الثوري التاريخية: المؤيِّدون للجنة الدستورية التي تجمع بين الإمبريالية وعملائها في الائتلاف والمجلس الوطني سيعلمون، هم وبعض الرفاق في اليسار القومي والشيوعي، أن هذا الدستور الذي يأتينا من الدول الأجنبية بمشاركة معارضة مزيَّفة لا علاقة لها بالمجتمع وطبقاته الشعبية، لن يلقى الموافقة الشعبية، وسيثور المجتمع في سورية ضد مؤلِّفيه من مثقفين يَعتبرون أنفسهم، باعتبارهم "نخبة"، ما فوق الآخرين، وسياسيين يبرِّرون عملياتهم السلطوية بالإيديولوجيات التي لا عمل لها سوى الخنوع للأمر الواقع. كلاهما يعتقد عن يقين ثابت أنه وحده كفرد هو الذي يملك الحقيقة، وأن عليه أن يدفن سياسة الرفض والتغيير التاريخية، ويخضع لسياسات إيديولوجية تبرر نظرية الأمر الواقع الليبرالية التي تناهض التغيير. هكذا دستور يخرج من سراديب الدبلوماسية الليبرالية باسم الأمر الواقع سيكرس للأمر الواقع على امتداد طويل من الفاشية السابقة على الدستور ومن ثم اللاحقة به. هذا الدستور سيهمِّش مرة أخرى مؤيِّديه طالما ينبذون التغيير الثوري، وذلك بعدما رمت بهم ثورة 15 آذار للمرة الأوى إلى الهامش عندما ركبهم الخوف والارتياب من هذه الثورة ....." .


205
عودة الى – الخصوصية – الكردية السورية

                                                             
صلاح بدرالدين

  كثيرا مانسمع ونقرأ أن السبب الرئيسي الوحيد لمعاناة كرد سوريا وبقاء قضيتهم دون حلول واستمرارية أزمة حركتهم وتشرذمها وانقساماتها وتحكم مجموعة ذات مصالح بقيادات أحزابهم وتصرفها بمصيرهم يعود الى غياب شخصية " كاريزمية " تحل قضاياهم وتقودهم الى الانتصار ولكن في الوقت ذاته هناك من يعترض ويرفض هذا الاستخلاص الذي لاينبع من خصوصية الشعب الكردي في سوريا بل ماهو الا استعارة ونقل تجارب شعوب أخرى بصورة ( طبق الأصل ) وبالتالي لايتمتع بالواقعية والتحليل التاريخي العلمي للأسباب والنتائج .
  صحيح هناك ميزات وصفات " الكاريزما " Charisma أو الجاذبية الشخصية كما هو متعارف عليه في المعاجم تمنح الفرد إمكانيات للقيام بأدوار ملفتة في مجالات اجتماعية وفنية ودينية وسياسية ( وهي كلمة مشتقة من اليونانية تعني : التفاؤل والنشاط والحماس وسرعة البديهة والطموح والثقافة وعمق التفكير والثقة بالنفس والصراحة واستعملها للمرة الأولى حديثا عالم الاجتماع الألماني – ماكس فيبر – والمفهوم الحالي للكلمة يطلق غالباعلى الزعماء السياسيين وقادة الطوائف ) وصحيح أيضا أن للفرد دور مهم في صناعة الأحداث وفي لحظات تاريخية حاسمة ولكن ليس بحدود المطلق ففي الدول المتقدمة الناشئة بعد الحربين لم تشهد في نموها – الفلكي – سوى حكم جماعي ديموقراطي على قاعدة الانتقال السلس لسلطة المجموع وبقيادات وشخصيات جماعية متعاونة متكاملة  .
 وكما أرى فان الانسان الذي يمتلك " الكاريزما " والتأثير على الآخرين عبر التواصل الشفوي الخطابي  أو الكتابي والإعلامي ويمتلك إمكانية التعبير عن أنواع ( الانفعالات ) والمشاعر قد تكون صادقة في بعض الحالات وليس بالضرورة أن تكون غير مفتعلة في بعضها الآخر لتحقيق أهداف فردية خاصة للوصول الى الاستحواز على السلطة وممارسة نوع من الفردية المطلقة لمصلحة ( أتباع ديانته وطائفته أو قومه – بالمعنى العنصري - أو حزبه أو قبيلته أو عائلته ) وهناك دلائل وقرائن حصلت في بلدان الشرق الأوسط خصوصا والعالم عموما .
  شهد تاريخ البشرية في القرون الماضية والحديثة كما كتب ونشر في وسائل الاعلام أو في الأفلام والوثائق نماذج معروفة من شخصيات " كاريزمية " لعبت أدوارا في صناعة تاريخ الشعوب والبلدان من النساء والرجال كأنبياء وأبطال بقوى خارقة ومنقذين وقادة ثورات تحرر وطني وطلاب الحرية ومن بين هؤلاء ومايتعلق بموضوعنا بصفته الكردية الخاصة كل من ( صلاح الدين الأيوبي والملا مصطفى بارزاني ) اللذان صنفتهما وثائق للأمم المتحدة نشرت قبل عدة أعوام من الشخصيات الأبرز في الألفية الثالثة وفيما يتعلق بالبارزاني الخالد فقد كانت شخصية " كاريزمية " مقبولة ومحبوبة لدى جميع الكرد ومحترمة أمام العالم من دون منازع .
  وبما يشبه الاجماع كرديا حول أن لكل جزء من موطن الشعب الكردي خصوصيته علينا قبولها واحترامها من دون أن أسمح لنفسي بالخوض في تفاصيل الأجزاء الأخرى واذا كنا ننطلق من الايمان بالشخصية الكردية السورية المستقلة فان خصوصيتها وكما أرى لاتصلح لمفهوم القائد االفرد المنقذ فمنذ حوالي القرن وحتى الآن من انبثاق حركته القومية أي من باكورة ظهور حركة – خويبون – حيث نشط وساهم في تأسيسها أكثر من شخصية تختلف جذورها العائلية والاجتماعية مرورا بالتنظيم الحزبي الأول الذي شارك في بنائه شخصيات متعددة ولم تقتصر على فرد " كاريزمي " واحد وهكذا الحال في مراحل لاحقة خلال عمليات اصلاح وتجديد الحركة الوطنية الكردية السورية في منتصف الستينات .
  الواقع– التاريخي - للكرد السوريين يؤكد على التعدد والتنوع من النواحي الاجتماعية بحيث لايطغى لون عشائري أو مناطقي معين حتى ينبثق عنه زعيم " كاريزمي " يفرض سطوته على الآخرين ويستفرد بالتحكم من دون منازع كما أن الساحة الكردية السورية وفي الجانب السياسي تخلو من حزب جامع مسيطر قائد للمجتمع الكردي ويحظى باحترامه بل هناك تعددية تنظيمية واسعة وحتى الظهور المسيطر الحديث جدا لحزب – ب ي د – في بعض المناطق لم يتم بشكل نمو طبيعي بل عبر حرق المراحل وسلطة القوة لذلك لن يدوم طويلا بصيغته الراهنة ولا يمكن الركون والتأسيس عليه مستقبلا .
  من جهة أخرى فان التكون – الجغرافي – للخارطة المجتمعية الكردية السورية من مناطق ثلاث ( الجزيرة – عين العرب  كوباني – جبل الكرد عفرين ) يحتم استحالة فقدان أي ضلع من هذه الأضلع الثلاثة والا تبقى الشخصية القومية الكردية السورية ناقصة وغير مكتملة فمنذ اللبنة الأولى خلال انبثاق حركة – خويبون – وظهور الحزب الكردي الأول بانت معالم تلك الشخصية قائمة ومتكاملة من المناطق الثلاث وفي تحول كونفرانس الخامس من آب ١٩٦٥ وتطوراته فيما بعد بانت أكثر وضوحا بمشاركة فعلية قيادية مثقفة وسياسية مناضلة من شخصيات تنتمي الى المناطق الثلاثة وعبر توزيع ديموقراطي للمسؤوليات في مركز القراروقد كانت هذه الصفة الإيجابيةاحدى  ميزات مدرسة آب .
  لذلك فان الخصوصية الكردية السورية لاتتناسب والشخص " الكاريزمي " الفرد الواحد بل تقضي بوجوب البحث عن قيادة جماعية ثلاثية أو من المناطق الثلاث ليس من أجل إدارة الأزمة الراهنة والتخندق الحزبي كما هو قائم الآن بل في سبيل انقاذ الحركة الكردية وإعادة بنائها واستعادة شرعيتها عبر العمل من أجل توفير مستلزمات عقد المؤتمر الوطني الكردي السوري الشامل .
  كرد كل جزء مشغولون بمالديهم وطامحون لبناء مستقبل أفضل في حدود جغرافية أجزائهم المرسومة منذ ( عصبة الأمم المتحدة وهيئة الأمم المتحدة وسايكس – بيكو وسائر القرارات الدولية ) ونحن كرد سوريا في أولوياتنا الآن ترتيب بيتنا الداخلي وإعادة بناء وهيكلة وشرعنة حركتنا وإصلاح وتعزيز علاقاتنا الوطنية المصيرية مع شركاء الوطن وترسيخ العمل الأخوي المشترك مع البعد الكردستاني وهذا هو الطريق للخلاص .
   أما أن نعيش بالأحلام الوردية ونراهن على منقذ ما من وراء الحدود وندفع شبابنا للموت حرقا لاستحضار ( غودو ) " الكاريزمي " المخلص المنقذ فسنبقى على مانحن عليه الآن والى الأبد وبالأخير يجب أن نعلم أن محنة الكرد السوريين وأزمة حركتهم لاتتوقف معالجتها في اللحظة الراهنة على استدعاء القومي كما يفعله – ب ي د – وغيره خاصة اذا كان ذلك – القومي – غارقا في الغموض وغير مكتمل المعالم و( قطري وحزبي ) حتى العظم  وأحوج مايكون هوالى الإنقاذ  لذلك فان الرهان أولا وأخيرا على – الذات – والشخصية القومية – الوطنية الكردية السورية من دون اغفال الاستفادة قدر الحاجة المتوفرة من البعد الكردستاني المتجسد الآن في إقليم كردستان العراق .
 

206
حراك – بزاف – ماله وماعليه
                                                           
صلاح بدرالدين

     حركة التاريخ لم تتوقف لحظة في اطارالصراع بين الخير والشر والقديم والجديد والانسان ككائن اجتماعي عاقل هو دائما الموضوع والأداة والوسيلة والهدف بمختلف جوانب الحياة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والأخلاقية والسياسية وفي شرقنا المسلوب الارادة والحرية عامة وفي بلادنا الغارقة بكل الأمراض والعاهات وفي مقدمتها الحرمان من ارادة تقرير المصير السياسي واستغلال وقمع النظام الاستبدادي التابع للقوى الخارجية الغاشمة كانت ومازالت الحركات السياسية التحررية منها زمن الانتداب والديموقراطية مابعد الاستقلال الشكلي صمام الأمان والأمل المرتجى للتحرر والتقدم من خلال الثورات والانتفاضات والتحركات الجماهيرية أو من أجل تقويم اعوجاج الأحزاب والتنظيمات وتوحيد الطاقات على أسس سليمة وإعادة بناء ماهدمته قوى الشر وأصحاب المصالح الخاصة .
  وقدمت تجربة ثورتنا الربيعية التي اجتازت العام الثامن دروسا ثمينة فقد كانت اختبارا حقيقيا لكل التيارات السياسية وعرت آيديولوجيات الإسلام السياسي والأفكار القوموية الشوفينية واليسارية الانتهازية التي اعتنقتها الأحزاب الكلاسيكية ( العربية منها والكردية والتركمانية وغيرها ) وركبت على ظهر الانتفاضة الثورية السورية لتحرفها وتجهضها ولكن سرعان ماتنبهت القوى الحية والوطنييون السورييون المستقلون الحريصون على استمرارية الثورة ونقاوتها وظهرت الاعتراضات والاحتجاجات وتطورت الى تجمعات جماهيرية حملت مشاريع برامج للإصلاح والتطوير وإعادة البناء وشكل حراك – بزاف – ( الذي أفتخر بأنني أحد بناته ) أحد روافدها في الساحة الكردية السورية منذ أكثر من خمسة أعوام .
   وقد استلمت في غضون الشهرين الأخيرين عدة رسائل على الخاص  من أصدقاء ومعارف يستفسرون فيها عن حراك – بزاف – وأسباب توقف لقاءاته التشاورية وهل توقف أم مازال مستمرا وأين وصل ؟ وبالرغم من أنني أرسلت لهم الردود الا أنني أرى من الفائدة تلخيصها ونشرها علنا وهي بكل بساطة تتلخص بالآتي :
   حر اك – بزاف – ليس حزبا أو تنظيما سريا حتى يحل أو يتوقف بل فعلا فكريا – ثقافيا – سياسيا انقاذيا أو تجديديا مستمرا منذ أن ظهرت الحركة الوطنية الكردية السورية الى الوجود وبأشكال وطرق شتى كان متنوعا ويتوزع اما بين قواعد الحزب أو الأحزاب خصوصا الفئات الشبابية والنخب المثقفة المتفاعلة مع نبض غالبية الأعضاء أو من خارج الأطر الحزبية القائمة بين الوطنيين المستقلين الحريصين على نقاوة الحركة وسلامة مسارها واستمرارية شعلتها النضالية متوقدة .
   واتخذ هذا الحراك بعد اندلاع الثورة السورية وبداية عجز الأحزاب الكردية التقليدية المتواجدة منها بالساحة أو الوافدة من الخارج من اللحاق بمشروع التغيير الثوري في طول البلاد وعرضها والقيام بدور إيجابي على الصعيدين القومي والوطني والتفاعل مع المتغيرات .
أمام ذلك المشهد تضاعفت مهام الحراك والذي ظهر باسم – بزاف – مبكرا سباقا في اكتشاف الخلل باحثا عن أفضل السبل الكفيلة باعادة مزج القومي – الراكد -  بالوطني الحامل للثورة منذ ربيع ٢٠١١  كمهمة استثنائية مزدوجة : انقاذ الحركة الكردية وإعادة بنائها واستعادة شرعيتها واعتبار أن المدخل لذلك هو توفير شروط عقد المؤتمر الكردي الجامع بغالبية وطنية مستقلة ومشاركة الأحزاب ( ان رغبت ) بثلث غير معطل ثم الانخراط في العمل الوطني السوري بقوة ووزن ودور متميز لنيل الاستحقاقات وتحقيق المشاركة االفعلية بالقرار الوطني الكردي المستقل .
   ومن أجل تحقيق ذلك انعقدت عشرات اللقاءات التشاورية في الوطن والخارج تمخضت عنها ( ١١ ) لجنة متابعة لادارة اللقاءات ونشر المشروع ومواصلة النقاش والتواصل كما قامت اللجان بافتتاح موقع رسمي وآخر فيسبوكي واطلاق النداءات وطرح المشروع للاستفتاء والتوقيع بالآلاف على المذكرة الموجهة الى : رئاسة إقليم كردستان وأطراف التحالف الدولي ( أمريكا – ألمانيا – فرنسا – بريطانيا – هولاندا – إيطاليا – كندا – السعودية – الامارات – الأردن – مصر ...الخ ) وكذلك الى الدول المجاورة لسوريا وتضمنت المذكرة شرحا وافيا للوضع السوري العام والحالة الكردية السورية الخاصة طالبة المساعدة في تحقيق المؤتمر الكردي المنشود وهو المقياس الحقيقي للصداقة مع شعبنا ودعم قضيتنا في هذه المرحلة .
  في الوقت الراهن مشروع برنامج – بزاف – مطروح ومتوفر والحالة الكردية السورية معروضة للنقاش من جانب ليس النخب الكردية السورية فحسب بل من جانب العامة أيضا وفي بعض الأحيان نرى مواقع التواصل الاجتماعي مثلا تعج بعشرات ومئات المواضيع والاشارات منها ساخرة ومنها جادة وبالنهاية تصب في مجرى المطالبة بالتغيير وإعادة البناء .
 حراك – بزاف – لم يخترع جديدا بل اكتشف المزيد من جوانب الأزمة ووضع الاصبع على الجروح وقدم وصفات العلاج وكلما تقتضي الضرورة سيقوم – بزاف – أو غيره بإعادة تعديل وتطوير المشروع والبحث عن كل مايفيد جهود إعادة البناء ولاحاجة الى التأكيد أن هذا الحراك مستقل مجاله الحيوي شعبه ونخبه وامتداداته الوطنية والعمق الكردستاني والمجتمع الدولي الصديق وفي هذا المجال يختلف – بزاف – عن آخرين جذريا ممن يرفعون شعارات – الاستقلالية والتجديد – ويتبعون لقوى إقليمية أو لسلطة نظام الاستبداد .
 حراك – بزاف –هادف ومستمر وحامل مشروع واضح قابل للتطوير كل لحظة عبر اللقاءات التشاورية والقيمون عليه يمكن أن يستمروا ان رغبوا وأرادوا وهو غير متوقف على أحد بل هو ملك للشعب يرفد الجديد دون توقف ومنذ البداية لم يكن في جدول أعمال – بزاف – اعلان أحزاب أو اطلاق وعود لاجترار المعجزات ومنذ البداية أوضح القيمون على – بزاف - أن المهام المطروحة وتنفيذها لاتقتصر عليهم فقط  بل هناك أطراف أخرى معنية مثل : ( المجلسين ) والعمق الكردستاني والشركاء الوطنييون السورييون وكل القوى الإقليمية والدولية المعنية بالملفين السوري والكردي .
 
 

207
سؤال وجواب حول سيرتي السياسية
                                                             
صلاح بدرالدين

  بين الحين والآخر أرى من واجبي الاستجابة لبعض رفاقي القدامى وأصدقائي الحاليين خصوصا من الجيل الشاب والمتوسط الذين لم تسمح لي ظروف الهجرة القسرية من الوطن منذ ستينات القرن الماضي باللقاء بهم وذلك كتابة خاصة وأن ظروف الصراع الفكري خلال العقود الماضية  وتحديدا بعد انقاذ الحركة من مخالب اليمين والذي لم يكن دائما موضوعيا صريحا بل تخللته المبالغات والأضاليل وكان لسلطات النظام المستبد الدور الأبرز في تحويله الى مواجهات عدائية وفبركة الاتهامات الرخيصة وصولا الى اثارة الفتن مما خلق ذلك انطباعات غالبيتها لم تكن بمحلها كما زرع بأذهان البعض مواقف مسبقة خاطئة وحرم الكثيرون من معرفة الحقائق وعندما استلمت الرسالة القصيرة التالية أجبت عليها بكل شفافية .

  مصطفئ خلو
استاذ صلاح بدرالدين
ايها المناضل المخضرم
ليتك تقبل نصيحتي المتواضعة وانا طالب من مدرستك التي افتخر بها واقول ليتك تتخلى عن كل الهياكل والمشاريع التنظيمية وترقى الى مستوى الرمزية النضالية في خندق المشروع الوطني والقومي وتسجل للتاريخ بانك بدأت مناضلا وانتهيت رمزا
هذا مافعله نيلسون مانديلا وكل القادة العضام ومنهم الرئيس مسعود البارزاني
ودمت بخير
    صلاح بدرالدين
  رفيق الدرب : مصطفى خلو
 بعد التحية وكل التقدير لحرصك واهتمامك أقول بصدق ودون حرج ( وبالرغم من حق الانسان مهما بلغ من العمر وأينما كان وكيفما كان أن يمارس حريته ويساهم في تطوير الفكر والثقافة ضمن حركة شعبه  ويقرر مصيره ويشارك مجتمعه في مواجهة تحديات الحاضر والمستقبل كما يشاء ) ولكنني ومنذ عام ٢٠٠٣ وعندما كنت رئيس أهم حزب سياسي كردي سوري من حيث النهج والمضمون والتاريخ والإنجازات والعلاقات الوطنية والكردستانية والعربية والأممية وعندما اقتنعت بضرورة التنحي الطوعي  بعد نحو أربعين عاما قضيته اما مشاركا في انقاذ الحزب وشريكا في وضع أسس مدرسة الخامس من آب ١٩٦٥ وواحدا من المثابرين على خطاها وصولا الى إعادة بناء الحزب المناضل المنشود وترسيخ مفاهيمه  وإعادة تعريف الشعب والقضية والبرنامج والصديق والعدو وتوسيع قاعدته وتجسير المسافات الطويلة في العلاقات الكردية والإقليمية والاممية والأهم من كل ذلك تصحيح إعادة التواصل الطبيعي مع ثورة أيلول وقائدها الكبير الخالد مصطفى بارزاني نعم بعد كل ذلك وقبل ( ٢٠٠٣ ) بثلاثة أعوام ناقشت مسألة انسحابي التنظيمي مع رفاق قيادتي لمرات عديدة ولم يوافقوا خوفا على مستقبل العمل وبالأخير نفذت رغبتي انطلاقا من أمرين : لافساح المجال أمام الدماء الجديدة لتحمل المسؤولية وكذلك لأنني توصلت الى استخلاص فكري وجداني عن قناعة أن السيستيم الحزبي المتبع في الساحة الكردية السورية وبشكله القائم لم يعد ملائما بل يجب العمل على إيجاد بديل أكثر تطورا لتحقيق النجاحات وقد يساهم انسحاب ( الوجوه القديمة ) في تسريع عملية البحث عن البديل ولهذا السبب بالذات وجهت حينها رسالة الى كل من السيدين المرحوم كمال أحمد وحميد درويش وقيادة – الوحدة – طلبت منهم مقترحا بانسحاب المسؤولين الأوائل في أحزابنا عن المشهد عسى أن يساهم ذلك في تحقيق الحد الأدنى من التصالح الكردي – الكردي .
  خطوتي بالتنحي الطوعي عن رئاسة ( الاتحاد الشعبي الكردي ) في ذلك العام كانت لتلك الأسباب السالفة الذكر وليست لأي سبب آخر وليس كما زعم البعض من أصحاب النوايا المبيتة بأن انقسام الحزب وضعفه دفعاني الى تلك الخطوة لأنني وقبل أعوام وقبل حصول الانشقاق كما ذكرت أعلاه أفصحت عن رغبتي وطلبي من رفاقي وبعضهم أحياء ويتذكرون ثم أن وقوف النظام ممثلا بالضابط – محمد منصورة – وراء الانشقاق لايدل على ضعف حزبنا حينذاك بل دل على عظمته وشجاعة مناضليه وخطه الوطني والقومي السليم الذي أربك مخططات السلطة وتحول الى عامل ضاغط على النظام وطنيا وإقليميا وعربيا وأمميا .
  منذ يوم انسحابي وحتى اللحظة لم انتسب لتنظيم أو جماعة أو كيان وعندما عقد مؤتمر الكرد السوريين الأول بأربيل بعد الإعلان عن ( المجلس الوطني الكردي ) دعانني الأخ الرئيس مسعود بارزاني للحضور وغادرت اربيل قبل الانعقاد بثلاثة أيام واعلمت الأخ نيجيرفان بارزاني للعلم تجنبا للاحراج لأنني لم أكن مقتنعا بالمجلس ( نشوءا ومضمونا ) وبالتالي لم أرغب في الانخراط فيه وقبل يومين من انعقاده اتصل السكرتير الخاص للرئيس بارزاني طالبا الحضور ثم اتصل د فؤاد حسين للغرض ذاته وأشار الي بأن الرئيس يرى أن تكون من الفاعلين بالمجلس فاعتذرت .
  طبعا منذ قيام الثورة السورية ووقوفي الى جانبها ودعمي لأهدافها واعتقادي انها فرصة للتغيير وللوصول الى سوريا جديدة بادرت الى التواصل مع شباب التنسيقيات وتأمين بعض الاحتياجات المادية – المتواضعة – لهم من دون أي التزام تنظيمي أو قبول أي موقع مسؤول .
  على الصعيد الوطني شاركت في مؤتمر أنتاليا كوطني كردي مستقل ولم آرشح نفسي لأي موقع وحاولت تنظيم الكتلة الكردية فيه وانتخاب لجنة لتمثيلها من دون ان أكون عضوا فيها رغم كل الطلبات والضغوط ورفضت طلب الاخوة ( سنقر وعبود والملحم ) وهم من ساهموا بتغطية مصاريف المؤتمر بأن أكون مرشحا لتولي المسؤو لية مع الآخرين كما شاركت في مؤتمرين بالقاهرة وساهمت في صياغة البرامج والبيانات الختامية من دون الترشح لاي موقع وقبل ذلك كنت في عداد وفد. سوري للتواصل مع القوى الوطنية المصرية ( قبل ظهور المجلس الوطني السوري ) ونجحنا في تغيير المشهد وكنت المتكلم باسم الوفد مع الأستاذ هيثم المالح .
  طوال ثمانية أعوام وقفبل ظهور المجالس عرض علي مرارا وتكرارا تسلم مواقع قيادية فرفضت بسبب عدم قناعتي السياسية وكذلك بسبب العمر وأن الشباب هم أولى بتمل المسؤوليات .
  ماأريد التأكيد عليه أنني وحتى اللحظة مازلت وفيا لماعاهدت  على نفسي عام ٢٠٠٣ أما حراك – بزاف – فهو عمل فكري ثقافي سياسي حواري علني يهدف الى تعزيز وتعميق ومواصلة النقاش بين النخب وسائر الافراد والتيارات والجماعات من أجل الوصول الى الحقيقة وتمهيد السبيل لتوضيح خفايا أزمة الحركة الوطنية الكردية السورية وسبل معالجتها ورص صفوفها والحفاظ على نقاوتها واستعادة شرعيتها المفقودة عبر المؤتمر الجامع وبذلك فقط يمكن إعادة بناء الحركة وصياغة المشروع القومي والوطني من جديد ( لانه ضاع بين الأجندات الحزبية الآيديولوجية غير المستقلة ) والتابعة للخارج  ومن ثم مواصلة النضال بقوة اكرر حراك – بزاف – ليس حزبا وليس تنظيما مهيكلا فقط في الوطن وبكل ساحة يتواجد فيها الكرد السورييون تتم اللقاءات التشاو،رية وتنتخب لجان متابعة وتتغيير بين اجتماع وآخروهي ليست لها صفات قيادية بل إدارية والحراك كله ليس فيه قيادة مركزية ورئيس وسكرتير .
  طبعا لو كان هناك ( خندق المشروع القومي والوطني ) لما احتجنا الى – بزاف – ولا الى الأحزاب ولا الى المؤتمر الوطني نحن نبحث عن ذلك المشروع المغيب ونسعى الى إعادة بنائه .
   رغم ايماني المطلق بان شعبي يمكن أن ينجب أمثاله وأعظم منه ولكن بكل تواضع لاأرى نفسي بمنزلة ( نيلسون مانديلا ) ووضعه مختلف عن وضعنا بالجملة والتفصيل وليس الان مجال الدخول بالتفاصيل .
  عندما قررت التنحي الطوعي عام ٢٠٠٣ وأخبرت رفاقي ذهبت للقاء الأخ الرئيس مسعود بارزاني لأعلمه بذلك وليس لأخذ موافقته على ذلك وبعد أن بدأ الاندهاش على محياه خاطبني بحمل بين الجد والمزح: ( أطلب منك أن تجد حلا لي أيضا ) فأجبته : أنت قائد ورمز ولكم فرص واعدة وظروف موضوعية لصالحكم بعكس وضعنا السوري المتدهور وتفكك حركتنا واختراقها من جانب النظام ثم حتى وان غادرت حزبي هناك من سيملأ الفراغ أما وضعك فيختلف .
  وبالمناسبة الأخ مسعود بارزاني الذي يصغرني عمريا بسنة واحدة لم يتنحى ولم يغادر ومازال ممسكا بجميع مفاصل القرار في إقليم كردستان العراق متمنيا له من كل قلبي طول العمر والسلامة و،التوفيق في مسؤو لياته .
  مرة أخرى أحييك رفيق الدرب مصطفى خلو وأشكرك على ثقتك وسأكون عند حسن ظنك وكل الأوفياء الصادقين وأشكرك لانك دفعتني بلطفك الى النبش في بعض دفاتري القديمة  .
 


208
نقول للفاشلين الهاربين الى الأمام
" العربة أولا ثم الحصان "
                                                                       
صلاح بدرالدين

  من المعلوم أن سوريا تدار الآن بين قوى خارجية محتلة مباشرة أو عبر وكلاء محليين ولم يعد القرار بأيدي السوريين موالاة ومعارضة فنظام الاستبداد فقد شرعيته الدستورية والقانونية والأخلاقية منذ أن استخدم قوى وموارد الدولة العسكرية والأمنية والاقتصادية ضد الشعب الأعزل منذ ثمانية أعوام وحتى الآن  وسخر السيادة والقرار لنفوذ وتسلط الخارج .
    أماالمعارضة التي تسللت الى مركز قرارها جماعات الإسلام السياسي انحرفت عن أهداف الثورة بل أجهضتها لم تعد تمثل إرادة السوريين التواقين الى التغيير والخلاص واذا بات النظام بجرائمه ووحشيته في خانة العدو الذي يجب أن يزال ولم يبقي على أية جسور للعودة الى سواء السبيل فان المعارضة ( العربية منها والكردية والتركمانية وغيرها ) وبحالتها الواهية الراهنة وتبعيتها للأنظمة المانحة والراعية الإقليمية منها والدولية لم تعد بموقع الممثل لطموحات السوريين أو المعبر عن ارادتهم ولكنها أو فلولها المتبقية وبعد تعنتها وعدم اذعانها لصوت العقل والواجب الوطني في اجراء مراجعة لمسارها الملئ بالتجاوزات والخطايا والخضوع للمساءلة أمام مؤتمر وطني سوري جامع ( أو كردي خاص ) يعمل لاعادة بناء ماتهدم وصياغة البرنامج التوافقي وإستعادة الشرعية النضالية وانتخاب القيادة الكفوءة فانها بدلا من ذلك تصر على المضي في الطرق االملتوية وتحاول الظهور بمظهر الممثل الشرعي من خلال تشكيل لجان وطرح مشاريع حول مستقبل النظام السياسي في سوريا وبينها مشاريع دستورية وإدارية تتعلق بمصير السوريين جميعا وتقتضي مشاركتهم أيضا .
  والسؤال هنا لماذا الهروب الى أمام في غفلة من الزمن ؟ ولماذا التعامي عن حقيقة أن كل مايصدر عن الباطل فهو باطل وهل يجوز لتلك الهياكل المعارضة الهزيلة المطعونة بشرعيتها  التعامل مع مثل هذه القضايا  ؟ وهل يمكن لأحد احترام أفراد شبه أميين وغير اختصاصيين في لجان مكلفة مثلا بصياغة دستور أو شكل نظام الحكم في سوريا جيء بهم بواسطة سماسرة أو وسطاء وهم من بطانة المعارضة الفاشلة ؟ والأنكى هو المحاولة الملتبسة في الاحتماء بأسماء فلسطينية ولبنانية وبعضها موقع احترامنا ووقف الى جانب قضايا السوريين ولكن يبقى الوطنييون السورييون من مناضلي الثورة والتغيير أدرى بشعاب بلادهم وأولى بالتصدي للتحديات بدلا من استعارة آخرين  .     
  ان دستور سوريا الجديدة المنشودة سيقرره الوطنييون السورييون عبر مؤسساتهم الشرعية مثل المؤتمرات الوطنية الجامعة المنشودة في ظل الفراغ الشرعي حاليا ومن خلال برلمانهم المنتخب في مراحل لاحقة وليس عن طريق لا النظام المستبد المجرم ولا المعارضة الفاشلة بكل مجالسها وائتلافاتها وأمراء الحرب الجدد الذين يسعون للسباق مع الزمن حتى يحافظوا على مصالحهم الذاتية وتضليل شعبنا بل استغبائه وسلوك الطرق الملتوية .   
 ( حرب الدساتير ) مازالت مستمرة في بلادنا لأكثر من قرن  منذ القانون الأساسي لمملكة سوريا العربية – ١٩٢٠ -  ثم دستور ( الجمهورية السورية ) الذي وضعته لجنة برئاسة – إبراهيم هنانو – ثم دساتير الانقلابات العسكرية مكنذ ١٩٤٩ ثم دستور ١٩٥٠ مرورا بدستور الوحدة السورية المصرية     ١٩٥٨ ودستور الانفصال ١٩٦١ ثم دستور – الجمهورية العربية السورية – ١٩٧٣ -
  ودستور الأسد ( للجمهورية العربية السورية ) – ٢٠١٢ – ابان الثورة السورية وانتهاء بمشروع الدستور الروسي لسوريا .
  صحيح في بلدان الشرق وفي ظل الأنظمة الشمولية والتوتاليتارية لاقيمة للانسان فكيف الدستور ولكن عندما يعاد بناء الدول بعد الثورات والحروب ويعتمد التغيير الديموقراطي ويتم الاتفاق على ابرام عقود اجتماعية جديدة فالدستور كقانون أساسي هو الضمانة والمرجعية.

 واذا كان الشيئ بالشئ يذكر فانه وبعد اندلاع الثورة السوريةطرح الأستاذ الحقوقي الوطني أنور البني عدة مشاريع متجددة للدستور السوري والتي شكلت مدخلا للبحث عن صياغة متطورة حديثة تناسب الحالة السورية وتستجيب لطموحات السوريين الذين ضحوا بملايين الشهداء والسجناء والمخفيين قسرا والمهجرين والمشردين وتتوافق مع متطلبات المرحلة الجديدة في بناء سوريا تعددية تشاركية تنتفي في ظلها أشكال الاضطهاد القومي والاجتماعي وتستجيب لارادة مكوناتها القومية وخاصة الشعب الكردي في تحقيق مايصبو اليه من حقوق بارادته الحرة ومن المهم جدا أن يتابع تطوير المشروع بعد مضي ثمانية اعوام على الثورة.
  صحيح أن مرجعيات ( معارضتنا المتسولة ) من الجهات الإقليمية والدولية المانحة ( للمال وللجرعات المعنوية ) تتحمل جزء من المسؤولية التاريخية في نكبة بلادنا وشعبنا وفي ادامة لعبة إدارة الأزمة المكلفة للأرواح البشرية وفي استمرارية حالة الانقسام ليس السياسي فحسب بل والمجتمعي أيضا ولكن تبقى المسؤولية الرئيسية على عاتقنا نحن السوريين لأننا وبضعف العامل الذاتي وانعدام الفرص الموضوعية أخفقنا في وضع اليد على الجرح ووقف النزيف وإعادة البناء وعلينا محاسبة أنفسنا قبل توجيه اللوم للآخرين .



209
تأملات في الخطاب " القنديلي " البائس
                                                           
صلاح بدرالدين

  لأنني نادرا ماأتابع الفضائيات الحزبية العربية والكردية فقد أرسل لي أحد الأصدقاء – يوتيوبا – مصورا منقولا عن أحدى القنوات " الكردية " التي تضرب بها الأمثال  حول وقائع اجتماع عشائري منذ يومين في بلدة – تل أبيض – نظمته جماعات – ب ك ك – تحت مسمى – قسد – واستمعت مليا الى كلمتين – قنديليتين – بامتياز لاستخلص الانطباعات التالية :
  أولا – استمرارية الخطاب الآيديولوجي  الخشبي غير القابل للنقاش المطعم بنكهة العسكريتاريا ومفرداتها الحاملة للغة التخوين والتهديد ليس ضد نظام الاستبداد والمحتلين بل الموجهة علنا أو ضمنا ضد الفئات والجماعات السورية وخصوصا الكردية التي لاتخضع لارادة مركز – قنديل – وأجندة – ب ك ك . .
 ثانيا - مبالغة مفرطة الى درجة الانسلاخ عن الواقع ولوي عنق الحقائق في اعتبار جماعتهم ندا متساويا من حيث القوة والعدد والعدة لقوى حلف الناتو والنظام وتركيا وروسيا وإسرائيل في حين أن الكل يعلم أنها ( وحش من ورق ) لاتتمتع حتى بقبول الأغلبية الساحقة من الكرد السوريين الذين من المفترض أن يكونوا قاعدتها الأساسية ناهيك عن السوريين من عرب ومكونات أخرى من مختلف الأطياف والتيارات السياسية .
  ثالثا – خلال عشرة أعوام انحدر خطاب – قنديل -  القومي  هبوطا من  : ( كردستان مستقلة موحدة بأجزائها الأربعة الى الأمة الديمقراطية النافية لمبدأ حق تقرير المصير انتهاء بتسليم قيادة المجتمع والمصير للوجهاء وزعماء العشائر بحسب مانيفيست تل أبيض ) أي العودة آلاف السنين الى الوراء وتحديدا الى المرحلة البدائية في ظهور البشرية حسب التحليل الماركسي  .
 رابعا – في خطبة الثنائي القنديلي العصماء الى الجمع العشائري العربي في – تل أبيض – أشير الى – جار السوء – أي تركيا كعدو رئيسي في حين أن الشعب السوري بجناحيه العربي والكردي مازال يحمل في وعيه الجمعي مفهوما مغايرا متوارثا على أن العدو الرئيسي مازال النظام الحاكم بإسرائيل على الأقل حتى تاريخ حل القضايا العالقة والتي تحتل جزء كبيرا من أرض الوطن ولم تعترف بعد بحق تقرير مصير الشعب الفلسطيني .
 خامسا – وفي الخطاب الثنائي نفسه كان الانتماءان القومي والوطني باهتا أو معدوما فلا إشارة الى الحقوق الكردية السورية ولامطلب من نظام الاستبداد بصدد رفع الاضطهاد أو التسليم بوجود شعب أو توضيح حقوقه الأساسية وارادته في تقرير مصيره السياسي والإداري حسب الصيغ المتبعة والمتداولة في شرعة حقوق الانسان ومبدأ حق تقرير مصير الشعوب وكذلك الحال بالمستوى الوطني حيث خلا الخطاب من الدفاع عن السيادة ومن تشخيص القوى الدولية المحتلة ومغادرتها وهي إضافة الى تركيا روسيا وايران وأمريكا وميليشيات حزب الله .
 سادسا – ذلك الخطاب القنديلي كان واضحا في مراميه باستغلال سكان مناطق شرق الفرات وخصوصا عرب المنطقة كرهائن ووسائل لتمرير الصفقة مع نظام الاستبداد الحاكم ليس من أجل التغيير والديموقراطية وانتزاع الحقوق بل لمصلحة مشروع النظام وكانت عبارات الغزل واضحة وكذلك الاستعداد للاندماج بإدارات السلطة ثم اعتبار كل أعداء النظام عدوا خصوصا من المعارضة السورية وكل أصدقائه أصدقاء ولم يبق الا أن يتم الإعلان عن أن القنديليين أوفوا بوعودهم ونفذوا كل الالتزامات المترتبة في اتفاقية مراد قرايلان – آصف شوكت بداية ٢٠١٢ وبانتظار رد الجميل بالجميل  .
 سابعا – الخطاب القنديلي بثنائيته بلغ أقصى درجات العنجهية الفارغة عندما أوحى وخلافا للواقع وكأن الاتفاق الأمريكي التركي حول ترتيبات " المنطقة العازلة أو الآمنة " من صنع جماعات ب ك ك وخاضع لأمرتها ووصل الى ذروة البشاعة عندما تم الإعلان عن الاستعداد لدفع الأموال للذين ينضمون لداعش من أجل المال في وقت يعيش ٩٠٪ من السوريين وضمنهم الكرد تحت خط الفقر وفي حين أن أغنى وأقوى بلدان العالم المعنية بمكافحة الإرهاب لم تقدم على مثل هذه الخطوة الغريبة جدا .
 ثامنا –مانيفيست تل أبيض بخطابه القنديلي كان رسالة للسوريين وللقريب والبعيد والمعارض والموالي والمحتل والنظام وللأمريكي والأوروبي والخليجي على أن كل المسميات الحزبية والعسكرية والأمنية والمالية والادارية المعمول بها في سوريا هي جزء عضوي من منظومة ب ك ك ولن تتجزء عنها وكل مايشاع خلاف ذلك مجرد كلام لايستند الى أساس وهو في الوقت ذاته تحدي ماثل للتيار الوطني الكردي السوري داخل صفوف تلك المسميات .

210
في مراجعة الحالة السورية الراهنة
                                                             
صلاح بدرالدين

  من حق المواطن السوري أينما كان بعد ثمانية أعوام من تآمر القريب والبعيد والموالي والمعارض والعدو والصديق والعرب والعجم على ثورته وقضيته ووجوده ووطنه تفتيتا وتشويها وتهجيرا وقتلا وتدميرا وتقسيما أن يحمل في صدره هاجس الشك وعدم الأمان من كل مايدور في بلاده وأن ينظر من حوله بعين الريبة ومن حجم تراكم مالاقى من خذلان فان كل شيء أمامه لايوحي بالثقة ومن حقه تفسير كل ظاهرة تتعلق بالقضية السورية حتى لو كانت تحت شعارات وعناوين براقة بمثابة تآمر على المصير . 
   عندما نشبت الانتفاضة السورية ربيع العام ٢٠١١ وتحولت الى ثورة وطنية سلمية دفاعية في عموم البلاد بعد تمازج الحالة العسكرية المنشقة من النظام والمنضمة الى صف الشعب مع الحراك المدني الوطني والديموقراطي وفي القلب منه تنسيقيات الشباب لها أهدافها الواضحة في اسقاط الاستبداد والتغيير الديموقراطي وعودة الشعب السوري ليحكم نفسه بنفسه عبر انتخابات ديموقراطية شفافة وليعالج قضاياه المتعلقة بالحاضر والمستقبل في ظل دستور عصري متوافق عليه من جميع المكونات الوطنية القومية والدينية والمذهبية كان واضحا لكل ذي بصيرة أن مثل هذه الثورة بمواصفاتها وأهدافها لن تكون مقبولة لا من النظام العربي الرسمي ولا الإقليمي ولا الدولي .
  لذلك كان على الثوار السوريين معرفة هذه الحقيقة والاستعداد لمواجهتها من خلال تعزيز وحدة الصفوف والتمسك بالأهداف وعدم التنازل عنها وتعميق الديموقراطية في مؤسساتها والانفتاح على مختلف الطاقات وعدم السماح لجماعات الإسلام السياسي ورأس حربتها المسمومة – الاخوان المسلمون – والتعامل مع المحيط العربي والإقليمي بحذر شديد وباستقلالية كاملة وبذل الجهود لاستخلاص مشتركات بين مصالح السوريين في الخلاص من الاستبداد والإرهاب ومخططات محور طهران – دمشق وبين مصالح القوى الخارجية  المحيطة والأبعد .
  ماحصل بعكس المرتجى على الأقل في تجربة الثورة السورية حيث سيطرت أجنحة الإسلام السياسي على مقاليد الثورة والمعارضة ونجحت في استخدام رموز ليبرالية وشيوعية من انتهازيين باحثين عن المال والجاه لتنفيذ مشروعها في أسلمة وأخونة الثورة ولم تجد صعوبة في استقدام أحد أبرز الشخصيات الكردية الباهتة سذاجة وضعفا أمام المال لاظهار أن الكرد في جيوبها ثم تمادت في اجتثاث الوطنيين المستقلين الشرفاء من ضباط وأفراد الجيش الحر وفرضت عليهم وعلى عوائلهم الحصار الاقتصادي ومنعتهم من تسلم المسؤوليات الا بشرط الانضمام الى تنظيم الاخوان المسلمين كما أغلقت كل السبل أمام نشطآء الحراك الشبابي الثوري وكل المناضلين الذين واجهوا الاستبداد لعقود .
  تركيا التي استقبلت ملايين اللاجئين السوريين وأفسحت المجال أمام مؤسسات المعارضة وتحركات أفرادها ولأنها تحت ظل حكومة إسلامية فان الاخوان السوريين نالوا الحظوة من جانبها بل التفضيل في العلاقة والدعم المفتوح وبالرغم من اشعار الحكومة التركية مرارا من جانب وطنيين سوريين حريصين بمغبة الدلال الزائد للاخوان وانعكاسها سلبا على الثورة وكل القضية وبدوري أبلغت السيد وكيل وزارة خارجية تركيا – فريدون سنرلي أوغلو – خلال لقائين منفصلين به بأربيل وبمقر الخارجية التركية بأنقرة عام ٢٠١٢ عن امتعاض السوريين بخصوص اعتبار تركيا الاخوان كمرجعية وحيدة للثورة السورية  .
   لم تكن تركيا بمعزل عن تبني سياسات باقي الدول والحكومات المجاورة والعربية وايران في الانطلاق من المصالح القومية وبرؤا دينية وطائفية خلال التعامل مع سوريي المعارضة والثورة فالخليجييون ومعظم النظام العربي الرسمي لم يكونوا مع مجئ نظام وطني ديموقراطي لا في سوريا ولا في كل بلدان ثورات الربيع وينسحب ذلك على أوروبا وأمريكا وايران كانت ومازالت تسعى الى ترسيخ نظام طائفي يخدم مصالحها وتوسيع نفوذها وهكذا تركيا ترغب في نظام يقوده الاخوان المسلمون ولايشكل تهديدا لأمنها القومي حسب مفهومها .
   عمق العلاقة بين قيادة – ب ك ك – ومركز قنديل تحديدا وبين نظامي طهران والأسد منذ عقود في المناحي العسكرية – الأمنية والاقتصادية واللوجستية مهد السبيل لتفاهمات ثلاثية ( سورية – إيرانية – ببكية ) مبكرة حول سوريا تقضي بانتقال مسلحي الأخير الى سوريا عبر كردستان العراق والانتشار في كامل المناطق الكردية والمختلطة من ديريك وحتى عفرين مهمتها مزدوجة : ١ -  مواجهة الثورة السورية وعزل الكرد عنها واثارة الفتن العنصرية بين الكرد والعرب والتركمان والمسيحيين لزعزعة الوحدة الوطنية في مناطق الثورة أو المجاورة لها ٢ – منح الأولوية للصراع مع تركيا واستحضار المواجهات بين ب ك ك وتركيا الى الساحة السورية وتحويل القضية الكردية في سوريا قربانا لتلك المواجهات للتغطية على الصراع الرئيسي بين السوريين ونظام الاستبداد كقضية مركزية واغفال الثورة وأهدافها .
  وفي حقيقة الأمر فان انضمام أو ضم ( المجلس الوطني الكردي ) الى صفوف – الائتلاف – لم يبدل من واقع حال الساحة الكردية السورية شيئا من جهة عزل غالبية الكرد عن الثورة والمعارضة والإبقاء على إرادة المواجهة مع تركيا كصراع رئيسي على حساب قضية كرد سوريا واستمرارية التفكك في الصف الوطني الكردي وافراغ المناطق وتنشيط الهجرة نحو الخارج واستمرار مواقف من بقي من المعارضة اشكاليا تجاه الكرد وقضيتهم وللأمانة أقول أن كلا من سلطة الأمر الواقع والمجلس يتحملان المسؤولية التاريخية عن التشرذم الحاصل وانعدام وحدة مصدر القرار وعن الردة الفكرية والسياسية الحاصلة الآن في الوسط الكردي وأولا وآخرا عن الأسباب المانعة في عقد المؤتمر الوطني الكردي السوري الجامع واستعادة الشرعية والقرار المستقل .
  لاشك أن الخارج هو من بآيديه سلطة إدارة الأزمة السورية وهو من خطط لجنيف وفيننا وسوتشي وأستانا وهو من أشرف على الاتفاقيات الداخلية وتنظيم مناطق خفض التصعيد وتسيير الباصات الخضر وهو من استحضر مسلحي – ب ك ك – ( وليس اجماع وطني كردي سوري ) وهو من جلب سائر أنواع الميليشيات المذهبية من حزب الله الى الأخرى العراقية والإيرانية والأفغانية والقفقاسية وهو من قرر تدمير البلاد والحرب الأهلية بين العباد  آو أغمض العين عنهما حتى تصل الأمور الى حد الترحم على نظام الأسد ليس حبا به بل كرها لما هوسائد من حوله وهناك من يجاهر أن جميع القوى الخارجية والداخلية المعنية الآن بالملف السوري كانت تسعى مواربة  الى عودة النظام بكل قبحه وجرائمه فالأهم لها سقوط الثورة وهو ماتحقق راهنا .
    وكلمة أخيرة للكرد السوريين من وطنيين صادقين مؤمنين بالتغيير أو مهرولين تجاه دمشق من مسؤولي الأحزاب في ( المجلسين ) : كنا ندعو الى إعادة بناء حركتنا عبر المؤتمر الكردي السوري الجامع زمن الثورة ليس من أجل تعزيز مشاركة شعبنا في الثورة وتثبيت حقوقه الأساسية في تقرير مصيره السياسي والإداري حسب ارادته الحرة عبر استفتائه في سوريا الجديدة المحررة فحسب بل وأيضا من أجل أن يكون شعبنا جاهزا لكل الاحتمالات والسيناريوهات وفي أي وقت عبر حركته الموحدة الشرعية ليساهم ليس في الثورة وحدها بل في النضال السلمي السياسي ومواجهة كل التحديات بمافي ذلك الصراع السياسي مع أعتى الدكتاتوريات وفي كل الأحوال فان الحاجة الى مؤتمر كردي جامع تتضاعف الآن أكثر من أي وقت مضى .

211
فلنتوافق على الإنقاذ وإعادة البناء
                                                                     
صلاح بدرالدين

  لم تعد هناك حاجة تذكر لتأكيد مأزق حركتنا الكردية السورية بل وانفراط عقدها وتجميد دورها ولم يعد القول بأن القبائل الحزبية المتناحرة الوافدة منها والمقيمة بكل تلاوينها وديباجاتها المملة المتغنية بمرجعيات من وراء الحدود ( ونفس تلك المرجعيات اما مدانة بالارهاب أو مأزومة وليست في أحسن حالاتها ) قد هدت أسس هذه الحركة بمعاول الآيديولوجيا الهدامة والخواء الفكري – الثقافي والتحريف السياسي ولم يعد من باب الاكتشافات القول أن هناك في الأحزاب المسؤولة عن نكبة الحركة مايقارب المائة مسؤول منتفع من المال والجاه من ( عسكريين واداريين وناقلي تقارير ) من أصل مايقارب ثلاثة ملايين كردي سوري يتحملون فقط ( هؤلاء المائة ) بصورة مباشرة ماآل اليه وضع الحركة نعم كل ما ذكرناه أعلاه بات أكثر من واضح للمتابعين وأوضح للنخب الوطنية المثقفة من بنات وأبناء شعبنا ولكن ماهو غير متوفر حتى الآن تمهيد السبيل لتحقيق نوع من الاجماع التوافقي حول مشروع الإنقاذ وإعادة البناء .
      لايخلو الأمر بكل سنوات الأزمة من جهد شخصي هنا ورفع صوت هناك وكتابة مقالة أو صياغة فكرة نقدية لواقع الحال وأحيانا بطرق ايحائية ورمزية خشية من رقيب الداخل واتهامات الخارج أو محاولات فردية صادقة  بكتابة رسائل تدعو لجمع الشمل أو دعوات باسم مستقلين منطلقة من مجموعة أفراد هنا وهناك من دون برنامج واضح أو طرح مستقل عن الأطراف الخارجية المعنية بالملف السوري والكردي ومع احترام الجميع فليس هناك مايدعو الى التعويل والمراهنة .
   مأزق الحركة الوطنية الكردية السورية لن يعالج بالبيانات والرسائل ولا بالنوايا الصادقة ولا بالدعوات العاطفية ولا بالانعزال بالقوقعة القوموية الضيقة  ولا بالحماس المفرط للنزعة المناطقية ولا بردود الفعل اللاعقلانية والهوجاء والمتعصبة تجاه شركائنا بالوطن من عرب وتركمان ومسيحيين وسائر الطوائف والمكونات التي تشكل النسيج الوطني السوري .
   لدينا في ساحتنا الكردية تجربة وليدة واعدة بهذا الصدد تتجسد في حراك – بزاف – الذي انطلق في خطواته الأولى منذ عام ٢٠١٢ أي بعد عامين على اندلاع الثورة السورية وبعد صياغة مشروع برنامجه " مشروع إعادة بناء الحركة الوطنية الكردية السورية " طرحه للنقاش عبر سلسلة من ( اللقاءات التشاورية ) في الداخل وسائر أماكن الشتات الكردي السوري ثم على الاستفتاء والتوقيع عبر الفيسبوك  وتم تعديله لمرات عديدة وصولا الى صيغته النهائية .
  من باكورة ظهور الحراك وحتى بداية ٢٠١٧ أي خلال خمسة أعوام استمر حوار الحراك مع الأشقاء في إقليم كردستان العراق ( السيد الرئيس السابق للإقليم  كاك مسعود بارزاني ومكتب حزبه السياسي )  وجاهيا وعبر المذكرات ( وكله موثق ومعظمه منشور في الجزء الثالث من مذكراتي ) من أجل شرح وتوضيح المشروع وكسب دعمهم وتشعب الحوار ثم تركز على خيارين : الأول أن يعقد مؤتمر جديد ( للمجلس الوطني الكردي ) يسبقه تشكيل لجنة تحضيرية بغالبية مستقلة يختارها حراك – بزاف – للاعداد للمؤتمر وتنظيمه والذي سينتج عن جسم واسم جديدين وقيادة جديدة موسعة غالبيتها من المستقلين والثاني : أن يتم دعم مؤتمر – بزاف – والسماح بعقده في إقليم كردستان مع دعوة لجنة تحضيرية – بزاف - كل الأحزاب التي ستتعهد بقبول نتائج المؤتمر وبعد انتظار جواب الأشقاء كل تلك المدة حيث أعلنوا لمرات دعم الخيار الأول ثم الثاني ولكن بالنهاية لم يحسموا الموقف النهائي حتى اللحظة .
  بعد تجربة سنوات بمجال مناقشات – اللقاءات التشاورية – وانبثاق – لجان المتابعة – في الوطن ومختلف الأماكن وبعد حوارات غنية مع الأشقاء في كردستان العراق والاطلاع على رؤاهم والتواصل مع معظم الأطراف والمجموعات السياسية الكردية والعربية والسورية الأخرى وبعد المناقشات المستفيضة مع  تجمعات وأفراد ضمن الاطار الكردي وتلقي العديد من الملاحظات البناءة تم اجراء التعديلات اللازمة على برنامج – بزاف – بحيث تحول مشروعا قوميا وطنيا بآفاق ديموقراطية حديثة كما تحقق ايصاله مع مذكرة ( منشورة ) موقعة من أكثر من ١٥٠٠ مفكر وكاتب وعامل وطالب وناشط ومثقف ومهني وبيشمركة روز من النسآء والرجال الى أطراف التحالف الدولي وجميع القوى المحلية والإقليمية والعالمية المعنية بالملفين الكردي والسوري .
   من المعلوم أن المذكرة وحسب نصها المنشور والموزع تسلط الضوء على الواقع الراهن سوريا وكرديا وتتضمن التفاصيل بشأن الحالة الكردية الخاصة وكيف أن أحزاب ( المجلسين ) لاتمثل الاجماع الوطني الكردي السوري وأن الغالبية الساحقة الآن في المجتمع الكردي بالداخل و الخارج من المستقلين وأن آي طرف إقليمي ودولي ان أراد دعم الكرد بصدق عليه تقديم المساعدة لعقد المؤتمر الوطني الكردي السوري الانقاذي  الجامع في الداخل أو الإقليم الكردستاني أو الخارج .
  دعوة الى الغيارى
  نحن في – بزاف – قمنا بإنجاز مااستطعنا عليه ومشروعنا منشور بموقعه ومتاح للجميع بالاطلاع عليه وكل الخطوات المنجزة – بتواضعها – قد عرضت على الجميع وندعو الجميع الى التحاور والنقاش فان كان هناك ( رضى ) وقبول يمكن القيام بخطوات مشتركة أخرى والاستماع لملاحظات البعض الآخر وان كان هناك مشروع أكثر تقدما وأفضل فنحن ببزاف جاهزون لتقبله .
   كما ذكرناه أعلاه فان الدعوات الفردية النابعة من المشاعر والعواطف ورغم دوافعها الصادقة  لن تحل مأزق حركتنا ومانحن بأمس الحاجة اليه من أجل اغناء مشروع – بزاف – الانقاذي أو تعديله مستقبلا عبر لقاءات موسعة هو اطلاق حملة على مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الاعلام الأخرى وعبر الندوات تدور حول قراءة الواقع الراهن والبديل المقترح بنظرة نقدية ووضع النقاط على الحروف والتركيز على المسائل الرئيسية من قبيل طرح التساؤلات والاجابة عليها بشأن ماهية الأفكار والظواهر الثقافية والسياسية الهدامة والمؤذية والمسيئة والغريبة عن حركتنا وتقاليدنا القومية والوطنية التي جلبها معهم الوافدون من – قنديل – و أوجه الانحرافات الفكرية والسياسية لقيادات الأحزاب ( أحزاب المجلسين وماحولهما ) وأسباب فشلها ثم العمل على العودة الى الجذور عبر إعادة البناء .
 يجب ومن المفيد  الانتقال الى مسائل تتعلق بمناقشة مسائل الهجرة وافراغ المناطق وكيفة معالجتها والعلاقة مع المكونات غير الكردية بالمناطق المختلطة وأفضل السبل لحل القضية الكردية في سوريا والموقف من نظام الاستبداد والمعارضة وكيف تنعكس المشاريع الوطنية والإقليمية والدولية على قضايانا ووجهة نظر الكرد السوريين حول صراعات القوى في وحول سوريا وأفضل صيغ العلاقات الكردستانية كل هذه المواضيع وغيرها تدخل في عداد المشروع الوطني الكردي السوري .
   نعم مناقشة هذه المسائل والتوافق حولها وعقد لقاءات نقاشية واسعة بين الحين والآخر حو لها من شأنه التمهيد لتقريب أمد عقد المؤتمر المنشود دفعة و،احدة أو على مراحل وتوفير شروط نجاحه من دون الارتهان لاملاءات أي طرف .

212
أربعة وخمسون عاما على كونفرانس الخامس من آب
                                                               
صلاح بدرالدين

  كنا سبعة وعشرين فردا من أعضاء ( البارتي الديمقراطي الكردي في سوريا ) " ١ " بيننا الشباب والكهول والمتدينون والعلمانييون من المسلمين والأزيديين ومعظمنا كنا في موقع المسؤولية القاعدية في اللجان المنطقية والفرعية والمحلية والطلابية من مناطق الجزيرة وعفرين كما كان بيننا جامعييون ومعلمون وكسبة وفلاحين  التقينا في الخامس من آب عام ١٩٦٥ في كونفراس حزبي انقاذي بإحدى البيوت في قرية - جمعاية التي تبعد خمسة كيلومترات عن مدينة – القامشلي - وهو الخامس في تاريخ الحزب حيث عقد الرابع قبله بعام بنفس المكان الذي كان قد شهد مسلسل الخلاف السياسي – الفكري بين أعضاء القيادة وكانت بداية ظهور الخلاف خلال الموجة الأولى من اعتقالات عام ١٩٦٠ في سجن المزة وأمام المحاكم وتمخض عنه تجميد متزعم الجناح اليميني متبني مقولة " الكرد أقلية " وصاحب مشروع تحويل الحزب الى جمعية ثم موالاة السلطات الحاكمة وعزل الحركة الكردية عن النضال الوطني الديموقراطي المعارض .
  في الكونفرانس الرابع عام ١٩٦٤ وبالرغم من قرار تجميد متزعم اليمين الا أنه لم توضح تماما قضايا الخلاف لافي تعميم أو بيان أو مراجعة ولم تبت فيها ولم تحسم بل تم ترحيلها وتراكمت حيث شعرنا بثقلها وضرورة الولوج بتفاصيلها تقييما وتحليلا وواجب التصدي لها في كونفرانسنا الخامس خصوصا بعد اعتقال غالبية أعضاء القيادة بمختلف المناطق وانكفاء البعض واستقالة الآخرين مما شعر التيار اليميني الذي بقي رموزه بمعزل عن الاعتقال  بأن الفرصة سانحة أمامه لتنفيذ مشروعه التصفوي .
  قبل عقد الكونفرانس بنحو عام تم الاتصال من جانبي ( وكنت أؤدي واجب الفتوة المدرسية بمعسكر الراموسة بحلب )  بالرفاق القياديين المعتقلين بسجن القلعة بحلب عبر زيارتين للسجن حيث تمكنت من مخاطبة كل من : الراحلين اوصمان صبري ورشيد حمو إضافة الى عبد الله ملا علي وكمال عبدي وشرح وضع الحزب المزري وفهمت من كلام آبو أوصمان الذي خاطبني باسم زملائه المسجونين بأنهم يعلمون أزمة الحزب وأن على قاعدة الحزب القيام بواجباتها في الإنقاذ ونحن معها من دون تفاصيل لأن المقابلة ( المراقبة ) لم تكن تسمح بأكثر من ذلك .
  في حقيقة الأمر لم يكن انجازنا في كونفرانس الخامس من آب عمل انشقاقي لسبب بسيط وهو أنه لم يكن هناك أصلا حزب منظم في مختلف المناطق الكردية فقط هياكل بالاسم من دون مضمون بالجزيرة مع تكتلات تغرد خارج السرب وتفرد اليمين بالسيطرة عليها خصوصا بالدرباسية وانعدام وجود تنظيم حزبي بعين العرب – كوباني سوى حالات فردية معدودة وتعرض كل القيادات والكوادر في جيايي كرمينج – عفرين للاعتقال والملاحقة وغياب أي تنظيم يذكر ولم تكن هناك قيادة مركزية تقوم بالضبط والربط والاشراف حيث الغالبية في السجون لذلك كانت مهمتنا انقاذية وصعبة للغاية بإعادة بناء التنظيم والقيام بتحول فكري جذري بالوقت ذاته يشمل البرنامج السياسي ويعيد الحركة الى – سكتها – الحقيقية وينهي سيطرة الفكر اليميني ويعيد الاعتبار لنضال شعبنا على الصعد القومية والوطنية والكردستانية ( بالوقوف مع ثورة أيلول وقائدها البارزاني الخالد ) ومع هذا وذاك إعادة تعريف الكرد من جديد : شعبا وقضية وحقوقا .
  أما من قام بالانشقاق والتشجيع عليه والانسلاخ من جسم الحزب الأم الذي شهد التحول والتطور بشكل مشروع عبر الكونفرانس الخامس فهو أولا وبالدرجة الأساس تيار اليمين في الجزيرة وبعض القيادات الحزبية القديمة ( المحايدة ) التي ناصرت التيار اليميني ولم تنصاع لقرارات كونفرانس آب الانقاذية التوحيدية والشرعية في حين وقفت غالبية الرموز القيادية مثل : اوصمان صبري محمدي مصطو ورشيد سمو ومحمد فخري ومحمد ملا أحمد – توز – وعبد الله ملا علي اما مع الحزب أو مؤيدا له أو صديقا .
  كنا ندرك منذ اللحظات الأولى من جلسات الكونفرانس أننا لسنا بصدد حل إشكالية تنظيمية لافي القيادة ولا في هذه المنطقة أوتلك بل أمام تحديات كبرى ومهام عظام تتعلق بجسم الحركة وفكرها ونهجها ومستقبلها وذلك في مرحلة حبلى بالصراعات الفكرية  والسياسية والاجتماعية كرديا وسوريا وكردستانيا وإقليميا وأمام مشهد كردي سوري ملئ بالتناقضات الطبقية والاختلافات السياسية فحتى على صعيد الحركة الكردية ( التي لم تتبلور بعد ) كان هناك نوعا من التمايز والتباين في المنشأ والمنبع الثقافي بين المناطق وعلى سبيل المثال كانت االخلفية القومية في الجزيرة تعود الى نهج – خويبون – التحرري مع التأثر بحركات البارزانيين ثم البارتي في كردستان العراق وكذلك الى حد ما في كوباني أما في منطقة عفرين فالوضع مختلف حيث غالبية نشطاء النخبة من مؤسسين وقياديين كانت من منشأ شيوعي وحصل انتقال باتجاهين مختلفين : في الجزيرة وكوباني من الفكر القومي التقليدي نحو الفكر اليسار القومي الديموقراطي التجديدي المنفتح والمتجسد بتوجه كونفرانس آب وفي عفرين من الفكر الشيوعي الى المجال القومي الأوسع .
  لاأبالغ ان ذكرت أن كونفرانس الخامس من آب دشن مدرسة نضالية غنية بالفكر والثقافة والمعرفة وأنجب قيادات وكوادر ونشطاء ومناضلين كان ومازال لهم دور رائد ومؤثر في الحركة الوطنية الكردية السورية وفي الابداع الثقافي كما أغنت هذه المدرسة مفاهيم ومنطلقات الفكر القومي الديموقراطي في الحركة على شكل برامج ومشاريع ومبادرات متقدمة وانتهجت دروبا مبتكرة ومفيدة في مجالات العلاقات الكردية السورية والعربية والأممية والكردستانية والأهم في مضامين وجوهر هذه المدرسة هو التكيف مع الوقائع المستجدة وربط النضال القومي بالوطني بصورة متوازنة وإمكانية الاستمرارية في التجديد والعطاء وابتكار البرامج والمشاريع الاستراتيجية بمختلف المراحل التي تمر بها القضية الكردية السورية  والحركة السياسية .
   بسبب الزخم الهائل للنضال العملي الذي تلا كونفرانس آب في مواجهة نظام الاستبداد والدور المتصاعد لقيادته المنتخبة مجددا في المؤتمر الأول والكونفرانسات اللاحقة وبينها استجابة  المناضل أوصمان صبري وعودته كسكرتير للحزب والنهوض الجماهيري الكردي السوري والتفافه حول الحزب حاول رأس النظام حافظ الأسد معالجة الأمر على طريقته القمعية الاستبدادية كما بينت التطورات اللاحقة ( ومنها شهادة نائبه المنشق عبد الحليم خدام ) بأن أرسل – محمد منصورة – على رأس المخابرات العسكرية بهدف اختراق الحركة الكردية وشق حزب الخامس من آب ( الاتحاد الشعبي ) وتم له ذلك باستناده على قوى وامكانيات النظام ورهانه على عدد من ضعاف النفوس وتحديدا على ثلاثة من أعضاء القيادة في الجزيرة حيث شكلوا خلية لشق الحزب في بداية التسعينات أي بعد ثلاثة عقود من الانطلاقة التجديدية طبعا نجح هؤلاء باشراف مباشر من – منصورة – بشق الحزب بالجزيرة فقط وأخفقوا في وقف نهجه ومدرسته .
  لاآعتقد أن الذين قادوا الانشقاق في الجزيرة ضد أنبل ظاهرة نضالية في تاريخ الحركة الكردية السورية بإمكانهم أن يفتخروا بجريمتهم النكراء أو اراحة ضمائرهم طالما كانوا على قيد الحياة أو إمكانية أن يقدموا شيئا مفيدا لشعبهم والتجربة أثبتت أن فرسان الانشقاق أولئك فقدوا الصدقية والاحترام  ومازالوا دمى تحركهم قوى الظلام في الداخل والخارج بين الحين والآخر ومازالوا من فرسان الردة والشقاق حتى لو اختبأوا وراء الشعارات والعناوين القومية واستظلوا بأطنان من – سجادات – الصلاة .
   لم أهدف من سردي الموجز هذا الا من أجل العودة الى تسليط الضوء على جزء أهم من تاريخ حركتنا ( فمن لاتاريخ له لاحاضر ولا مستقبل له ) وبمعزل عن ممارسة التعصب الحزبي ولا الآيديولوجي وماذكرته كلمة حق وبايجاز شديد ( التفاصيل في مذكراتي بأجزائها الثلاثة ) صادر ليس عن شاهد عيان فحسب بل من مساهم رئيسي فكريا وعمليا ونضاليا مع رفاق آخرين وفي أصعب الظروف بمواجهة كل التحديات والإصرار على انقاذ الحركة واغنائها وتصحيح مسارها ورسم آفاقها الاستراتيجية وسأبقى أعتز وأفتخر بكل ماقمت به مع مناضلين شجعان أشداء آخرين ظهروا تباعا من هم من رحل عنا مثل سامي ناصرو ومحمد نيو وخضر شانباز ومشعل التمو ومحمد حسن مصطي وآخرين لايتسع المجال لذكرهم  ومنهم مازال بيننا نعم مدرسة آب بفكرها ومناضليها مفخرة لكل وطني كردي سوري ولاشك أن بعض أعضائها السابقين من من يتنصل أو يتناسى أو يحاول انكار حقائقها لدوافع مصلحية ضيقة لايختلف عن من تورطوا في الإساءة والشق بداية التسعينات علما وشهادة للتاريخ أن أي فرد من المشاركين بالكونفرانس الخامس لم يتواطأ مع السلطة بضرب الحزب وشقه .
 وعلى خطى كونفرانس الخامس من آب ونهج مدرسته النضالية التوحيدية فان المرحلة الراهنة تقضي بضرورة العمل على إعادة بناء حركتنا الوطنية بعد أن أودت بها الجماعات الحزبية الى أعمق أزمة بتاريخها المعاصر وذلك بتضافر الجهود الخيرة نحو توفير شروط عقد مؤتمر انقاذي وطني كردي سوري الذي يدعو اليه الآن حراك – بزاف – منذ أعوام وهو السبيل الوحيد أمام شعبنا .
  " ١ " – أسماء أعضاء الكونفرانس الخامس في ٥ – ٨ – ١٩٦٥ :
١- صلاح بدرالدين. 2- محمد نيو. 3- هلال خلف. 4- محمد بوطي. 5- عزيز أومري. 6- عبد الحليم قجو. 7- يوسف اسماعيل. 8- محمد حسن. 9- نوري حاجي. 10- أحمد بدري. 11- فخري هيبت. 12- شمو ملكي. 13- محمد قادو. 14- ملا محمد أمين ديواني. 15- غربي عباس. 16- محمد خليل. 17- ملا شريف. 18- عبد الرزاق ملا أحمد. 19- ملا داود. 20- نوري حجي حميد. 21- محمد علي حسو. 22- ملا هادي. 23- عيسى حصاف. 24- ملا أحمد قوب. 25- ابراهيم عثمان. 26- سيد ملا رمضان. 27- رشيد سمو.


213
ب ك ك في مواجهة المشروع الوطني الكردستاني
                                                                 
صلاح بدرالدين

  نشأ حزب العمال الكردستاني – ب ك ك – ، وترعرع وتمدد في أحضان أجهزة الأنظمة الإقليمية المقسمة لكردستان ، وذلك بتخطيط من الأوساط العسكرية في الجمهورية التركية العميقة ، بحسب ماتضمنتها وثائق ( الأركنغون ) ، وفي مرحلة تالية برعاية مباشرة من عائلة الرئيس السوري المقبور حافظ الأسد أمام أعين الكرد السوريين بشكل مباشر ، ومن ثم بدعم واسناد أجهزة نظام صدام حسين المخلوع – المقبور ، كما كشفتها المئات من الوثائق التي نشرها اعلام ( البارتي الد يموقر اطي الكردستاني ) ، وانتهى به المطاف من خلال قيادته العسكرية المركزية بقنديل  في رعاية الجنرال قاسم سليماني ، خصوصا منذ نحو عقدين حيث تم التنسيق الميداني بين أجهزة نظامي دمشق وطهران ، لاستخدام إمكانيات هذا الحزب لمصالحهما .
  كانت ومازالت استراتيجية الأنظمة الغاصبة لكردستان التي تديرها غالبا  القوى والتيارات الشوفينية ،ليس عدم الاعتراف بحق الكرد في تقرير مصيره فحسب ، بل بتنفيذ المخططات العنصرية ، وضرب الكرد ببعضهم ، واختراق الحركات الكردية ، واختلاق أحزاب وتنظيمات موالية لها ، لتحويل النضال الكردستاني في جميع الأجزاء من كفاح عادل مشروع قومي ووطني وديموقراطي ، وصراع مع النظم الدكتاتورية والعسكريتارية والشمولية والتيوقراطية ، نحو تكريد الصراع واستنزاف الطاقات عبر موجات الاقتتال الداخلي ، الذي يطلق عليه الكرد ( حرب الاخوة ) .
 على أرض الواقع عندما ظهر هذا الحزب شغل جزءا متمما من التيار المغامر في الحركة الحزبية الكردستانية ، ولكنه وأمام انحسار نفوذ ( الاتحاد الوطني الكردستاني ) ، وفشله في التغلب على نهج – الكردايتي – المتمثل في قيادة البارزاني الخالد ، احتل – ب ك ك – الصدارة في التيار المغامر بعد أن استقبل الآلاف من الشباب العاطلين عن العمل والمتحمسين في معسكراته ، قدم خدمات كبرى للأنظمة الإقليمية ، التي دعمته بكل السبل ، بمافي ذلك دفع المواطنين للتطوع ضمن تنظيماته كما حصل في سوريا على سبيل المثال ، وأمنت له الملجأ والمأوى والتحرك اللوجستي والدعم المادي ، الى درجة أن حافظ الأسد كلف شقيقه الأكبر – جميل الأسد – للاشراف المباشر على وسائل تمويل هذا الحزب .
   من المسلم به ، بل من الضرورة بمكان حرية المنافسة بين كل التيارات والأفكار والسياسات في الساحة الوطنية الكردستانية ، فلن تتقدم الحركة ولن تتجدد ولن تحقق الأهداف ، مالم تجري ضمنها الصراع الفكري الخلاق ، بالأسلوب السلمي الحضاري ، والحوار الهادئ ، خاصة وأن الحركة الكردية تواجه الكثير من التعقيدات الاجتماعية ، والمناطقية ، والحساسيات الدينية والمذهبية ، والتحديات من جانب المنظومات الأمنية الحاكمة ،  وتتلقى بشكل مستمر الضربات الغادرة ، والمؤامرات من الداخل والخارج ، كل ذلك يتطلب المزيد من الحذر ، والكثير من التروي والبحث والنقاش بين التيارات المختلفة .
  ولكن وفي هذالمجال ينفرد التيار المغامر بالحركة الكردستانية وفي المقدمة – ب ك ك – ، بالتصرف ( خارج السرب ) ، ويمارس العنف والقمع والتهديد ، تجاه المقابل المختلف ، بتشجيع مباشر من النظم الإقليمية ، ولايؤمن بالحوار السلمي طريقا للعمل السياسي ، بل يرى أن الأسلوب الوحيد للبقاء هو القضاء على المخالف ، وينعكس هذا السلوك في كل تعاملاته مع المحيط منذ ظهوره الملتبس كماذكرنا ، فقد مارس القتل والتصفيات تجاه أحزاب و تنظيمات في كردستان تركيا سبقته بعقود مثل : حزب عمال كردستان بقيادة الراحل عمر جتن وحركة – كوك – ، وباقي الأطراف واستخدم الأسلوب ذاته تجاه أحزاب الحركة الكردية في سوريا ، وفي ايران أيضا  .
  والقرار الأخير لقادة – ب ك ك – في تنظيم مايسمى  - إدارة للدفاع الذاتي - في مناطق كردستان العراق ، الا وسيلة للتورط أكثر في الأمور الداخلية بالاقليم ، فليس خافيا أن هذالحزب ومنذ عقود ،وضع على رأس مهامه القضاء على إنجازات شعب الإقليم التي تحققت عبر تقديم الضحايا والكفاح المستمر منذ أكثر من قرن من الزمان ، فهو قد استولى على مساحات شاسعة من أراضي الفلاحين والمواطنين في أكثر المناطق غنى ، واستقرت قيادته في قنديل ، ومناطق بهدينان بالشمال ، وفي الجنوب انتهاء بسنجار ، وحول بلدات وقرى الى ثكنات عسكرية بتحد واضح لقوانين حكومة الإقليم ، و فوق كل ذلك يمارس التدخل الفظ في أمور الإقليم الداخلية بمافي ذلك التحول طرفا ضد القيادة التاريخية ، وضد إرادة شعب كردستان في تقرير المصير تماما كما يعمل الآن في كردستان سوريا .
  من الملاحظ أن – ب ك ك – قد ضاعف من تدخلاته اللامشروعة والعدوانية ضد الإقليم بعد التطورات الإيجابية ، والانتقال السلمي السلس وبالطريقة الديموقراطية للسلطة ، وانتخاب شخصيتين قياديتين كفوءتين واعدتين من الجيل الشاب ، لتسلم كل من رئاسة الإقليم وحكومته ، بالتزامن مع تحركات مريبة لمجموعات ساهمت في شق الصف الكردستاني ووقفت ضد عملية الاستفتاء في سبتمبر ٢٠١٧ ، وكذلك بالتوازي مع محاولات نظام طهران ومواليه في بغداد  في الإساءة الى منجزات شعب الإقليم وحبك المخططات للعودة الى الوراء .
 من منطلق الحرص والمصير المشترك أقول : أن المعالجة السابقة لمخاطر – ب ك ك – من جانب الأشقاء في قيادة إقليم كردستان تحتاج الى إعادة نظر وتفعيل ، ليس في داخل الإقليم فحسب ، بل في العمق المجاور أيضا الذي يشكل مصدرا للخطر المحدق ، وأقصد هنا العمق الكردي  السوري ، فهناك حاجة ماسة للمراجعة بمافي ذلك التحالفات القديمة والانفتاح على الوطنيين المستقلين وممثلي الشباب والمجتمع المدني ، ولست هنا بصدد المطالبة بالمواجهة العسكرية بل بسياسة واضحة وصريحة ، وممارسة على ارض الواقع تتجسد في دعم الكرد السوريين ، من أجل إعادة بناء وتوحيد حركتهم الوطنية عبر عقد المؤتمر الكردي السوري الجامع ، بغالبية وطنية مستقلة ، ومشاركة ممثلي الأحزاب ، من أجل التوصل الى حركة قوية شرعية تحمل المشروع القومي والوطني وتنسق بشكل اخوي مصيري مع نهج البارزاني الخالد .
  كما أن المخاطر المحدقة ، تتطلب من الأشقاء في الإقليم ، وخصوصا من الرئاسة الجديدة للإقليم  بذل الجهود والعمل على ترتيب البيت الكردستاني الشامل ، وذلك بعقد تحالفات تنسيقية مبنية على أسس واضحة ، على قاعدة الاحترام المتبادل ، وتقدير خصوصيات البعض الآخر ، وعلينا الاعتراف بالواقع المؤلم الذي نعيشه الآن ، وهو انعدام وجود مؤسسة منظمة بشأن العلاقات الكردستانية بل أنها تخضع بكل أسف وفي غالب الأحيان الى أمزجة شخصية ، أو عصبيات حزبوية ضيقة ، أو قرارت فردية غير مدروسة .
   

214
في " نقيق " الأحزاب الكردية السورية
                                                               
صلاح بدرالدين

 يتداول الناس في الوسط الشعبي الكردي السوري أن أكثرية  الأحزاب قبل عدة عقود كانت تقدم التضحيات وتلاحق من أجهزة القمع وتستمد الدعم المادي لمواصلة النضال من الحاضنة الوطنية بكل فئاتها الاجتماعية واليوم أصبحت الأحزاب مصدرا للغنى والوجاهة والتحكم في رقاب عامة الشعب بل حكرا للوطنية والإخلاص الزائفين وتحولت قياداتها المتنفذة المنتفعة من الجهات الداعمة الخارجية ومن نظام الاستبداد من أشرس مناوئي الإصلاح والتغيير وأشد المعادين لمبادرات الاتحاد وإعادة بناء الحركة الوطنية الكردية والبرامج والمشاريع الانقاذية خصوصا مشروع – بزاف – لعقد المؤتمر الكردي السوري الجامع .     
من المعلوم أن اجتماعات قيادات ومسؤولي الأحزاب والمنظمات السياسية ( الديموقراطية – المنتخبة  )  تعتبر محطات لمراجعة الماضي نقديا وتقييم الواقع بكل جوانبه الراهنة بموضوعية وشفافية  والتأسيس لعمل المستقبل بل التهيؤ لمواجهة التحديات الماثلة عبر الوسائل المبتكرة وكل ذلك من شروط الإيفاء بالوعود والالتزام بالبرامج والتعهدات والإخلاص لمتطلبات العضوية وواجبات المسؤولية التاريخية والخضوع لارادة الشعب في أية مساءلة .
   هذا ماهو متبع في دول ديموقراطية عريقة مستقرة  ومن جانب أحزاب ومنظمات تستند الى الانتخابات الحرة والتخويل الشعبي وتعود الى الجمهور الواسع عبر الخلايا التنظيمية والقطاعات المهنية والطبقية  والتجمعات والاجتماعات والمؤتمرات  لتستمد منها شرعية الاستمرارية بعد تقديم الحساب بشفافية .
   والوضع يختلف بدون شك في بلادنا وساحتنا الكردية السورية ليس بخصوص انعدام نظام ديموقراطي وكذلك الاستقرار وليس من جهة الافتقار الى الحزب السياسي الذي تتوفر فيه المواصفات المطلوبة ( الذاتية خصوصا من تنظيمية وبرامجية وقيادية ) فحسب بل لأن ساحتنا بخصوصيتها ومواصفات حركتها الوطنية التاريخية   قد لفظت – السيستيم – الحزبي المتبع منذ عقود وتحديدا منذ هبة آذار الدفاعية عام ٢٠٠٤ بالقامشلي التي لم تتوفر فيها شروط تحولها الى انتفاضة قومية – وطنية بسبب عجز ( مجموع الأحزاب الكردية ) آنذاك وشكل ذلك التاريخ أي قبل خمسة عشر عاما يوم حكم التاريخ على فشل واخفاق السيستيم الحزبوي وضرورة البحث عن بديل .
 عندما نبحث في أحوال ماهو قائم الآن وفي هذه اللحظة  من أحزاب وتنظيمات كردية سورية وبحسب تقييمنا النقدي البناء فاننا نستمد مشروعيتنا كوطنيين مستقلين حريصين على قضايانا باحثين عن الحقيقة التي تكمن في عقد المؤتمر الكردي السوري الجامع كبديل ديموقراطي شرعي  ونشكل الغالبية في مجتمعاتنا الكردية السورية بالداخل والخارج وصوت من لاصوت لهم  نتبع الطريقة الموضوعية في التصدي الفكري والسياسي والثقافي لكل ماهو قائم في ساحتنا ( كأمر واقع ) لاغير من سلطات ومراكز وأحزاب تقودها أوأحزاب  دائرة في فلكها أو مدعية معارضتها .
  ماهو جديد اجتماع اللجنة المركزية لحزب – ب د ك – سوريا ؟
  الأمر الوحيد المستجد – كما أرى – هو تحمل عناء الذهاب والإياب من البعض القليل من غير المقيمين باربيل مع مصاريف من ميزانية إقليم كردستان وبعض المظاهر الإعلامية التي غطتها قنوات حزبية أما القضايا المصيرية والمسائل التي تتعلق بحاضر ومستقبل الكرد السوريين فتم تسفيرها الى المؤتمر الحزبي القادم ( انشاءالله ؟! ) أو الاجتماع الآتي للجنة على أكثر تقدير والمسألة الإيجابية  اليتيمة التي أثارها السيد السكرتير حول العودة الى الوطن فتم طيها .
 لست استمد قراءتي لهذا الموضوع من سطور البيان المنشور بتاتا لأن البيانات لاتعكس دائما حقيقة الوضع بل من مادار بالاجتماع ومن وراء الكواليس فقد عجز المجتمعون في اجتماع لجنة مركزية  هذا الحزب العاجز مثل غيره من الأحزاب كما ذكرنا آنفا عن معالجة مختلف جوانب الأزمة المتفاقمة في كردستان سوريا ( ولا نقول كل الأزمة السورية ) ولأن التاريخ قد حكم على السيستيم الحزبي الكردي السوري بانتهاء الدور فان العقلية – البائدة – التي تدير الأزمة ولاتعالجها لم تجد حلا لأية مسألة من المسائل التالية :
 أولا – الانقسام والتشتت والتحارب بين أحزاب كل من جماعات ب ك ك والانكسي وتأثير ذلك السلبي على وحدة المجتمع والحركة الكردية السورية بشكل عام وعلى افراغ المناطق من السكان والإساءة لعلاقات الكرد مع المكونات الأخرى العربية والتركمانية والمسيحية وبالتالي إضاعة البوصلة في قضية وحدة الموقف الكردي من القضايا الوطنية وحتى من السقف الممكن لمطالب ومستحقات الرد السوريين .
 ثانيا – المضي قدما في المساهمة  بتعميق الاستقطاب الثنائي الحاصل وكأن قدر كرد سوريا سيبقى محصورا بين الثنائي أحزاب كل من  ( جماعات ب ك ك و الأنكسي )  وتجاهل الدور الوطني الأساسي في قضايانا للمستقلين والمجتمع المدني والشباب والمرأة والتنصل من كل المبادرات الانقاذية  والمشاريع الوطنية الحوارية المطروحة للاتحاد والخلاص وإعادة بناء الحركة .
 ثالثا – كنت من الذين كانوا يعتقدون أن الهوة ستضيق بين حراك – بزاف – التوحيدي  وسائر المبادرات المستقلة من جهة وبين ( ب ي د – س ) من الجهة الأخرى حول مسألة إعادة البناء والمؤتمر الوطني الكردي السوري الجامع ولكن كما يظهر يوما بعد يوم فان العقلية الحزبية البالية والبائدة تحول دون ذلك وأنه لم يعد هناك فرق يذكر حول الموقف من وحدة الكرد السوريين على أسس جديدة بين الفريقين الحزبيين الفاشلين ان بقيا متخاصمان أو تقاربا لافرق .
 رابعا – من حق الكرد السوريين التوجه الى الأشقاء في كردستان العراق وخاصة الى من سيتولى الملف الكردي السوري بعد التغييرات الأخيرة  ( الزعيم مسعود وبارزاني  أو رئاسة الإقليم أوحكومة الإقليم ) لافرق  من أجل توخي الحذر فيما ينقل اليهم من أصحاب المصالح الذاتية الضيقة حول الوضع الكردي السوري وأن يقفوا كعادتهم الموروثة منذ البارزاني الخالد مع نداءات الاتحاد وتنظيم المؤتمر الكردي السوري كخيار وحيد في الظروف الراهنة .


215
الكرد السوريين والتحالف الدولي
                                                       
صلاح بدرالدين
 

    من المقرر أن تستضيف باريس يوم الثلاثاء المقبل اجتماعاً لكبار الموظفين في التحالف الدولي لبحث ملف الاستقرار في شرق سوريا. ولوحظ أن عددا من الدول الأوروبية باتت تعطي أولوية لتمويل مشاريع اقتصادية هناك، بدلا من مناطق أخرى في سوريا وهنا وبما أن الأمر يتعلق بمناطق كردية  الى جانب العربية والمختلطة حسب الطبيعة السكانية لمناطق شرق الفرات لابد من تسجيل الملاحظات التالية :
 أولا – ان دول التحالف بتركيبته الواسعة التي تشمل أمريكا ودولا أوروبية وخليجية وغيرها كانت قد قررت مرارا وتكرارا أنها لن تساهم في إعادة اعمار سوريا حتى يتحقق الاستقرار ويتم الحل السلمي الذي يرضي الشعب السوري وبمعزل عن نظام الأسد وهو قرار حكيم والسؤال هنا : مع الدعم الكامل لأية مساعي لتحقيق الاستقرار ولكن هل أن مناطق شرق سوريا ليست جزء من كل سوريا ؟ وهل يسود الاستقرار السياسي والمجتمعي والسلم الأهلي في هذه المناطق ؟ وهل قسد طرف شرعي منتخب لتمثيل الأهالي في هذه المناطق ؟ وهل أن القوة الرئيسية في قسد والمقصود الفرع السوري ل ب ك ك يمثل الكرد السوريين ويحظى بقبولهم ؟
 ثانيا -  طوال عقود والكرد السورييون يتعرضون الى الاضطهاد والحرمان ومنذ اندلاع الثورة السورية تضاعفت فصول تلك المعاناة بالتهجير والاحتلال وتحكم فصائل مسلحة اسلاموية فاسدة بمصير أهلنا بعفرين  وحتى باحراق محاصيل السكان في مختلف المناطق  ولم نسمع في كل تلك السنوات وحتى الآن أي صوت داعم من جانب المملكة العربية السعودية التي أرسلت أحد وزرائها قبل أيام لتفقد مناطق من شرق الفرات تمهيدا لتنفيذ مشاريع اقتصادية حسب زعمه وكلنا نعلم أن المسألة لاتتعلق بصحوة ضمير تجاه محنة الكرد وباقي السكان بل ذات صلة بالصراع الإقليمي على النفوذ والذي يمكن أن يهدأ في أية لحظة كما يثبت لنا تاريخ لعبة الدول والأنظمة بالشرق الأوسط .
  ثالثا – هناك بعض الدول الأوروبية مثل ( فرنسا ) تسعى عبر مندوبيها الأمنيين أوالممثلين المنتدبين من تروستات تجارية  وشركات الاتصالات  الذين يزورون باستمرار القامشلي وعين العرب – كوباني – والرقة يقع في صلب مهامهم جمع المعلومات الاستخباراتية لخدمة حكوماتهم وكذلك التمهيد لعقد صفقات اقتصادية بشكل جانبي  والأوروبييون بشكل عام يمارسون هذه السياسة المصلحية العوجاء  حتى تجاه ايران برغم العقوبات الدولية التي شاركت في اقر ارها .
 رابعا – نعيد الى أذهان فرقاء التحالف الدولي بأن أطرافا رئيسية من بينها قد ألحقت الضرر بالكرد وقضيتهم عندما استخدموا مسلحي جماعات – ب ك ك – لمصالح نفوذهم وصراعاتهم البينية إقليميا ودوليا دون مقابل لصالح الكرد واعتبروهم ممثلون لكرد سوريا في حين أنهم وبقية الأحزاب الكردية السورية الموالية منها لجماعات ب ك ك أو المنخرطة منها في ( الأنكسي ) قد فشلت في التعبير عن طموحات الكرد السوريين وتسببت في تعميق الانقسامات وافراغ المناطق من سكانها واستخدمت مصائر الكرد في سبيل مصالحها الحزبية والآيديولوجية .
 خامسا – ونعيد الى أذهان  حكومات دول التحالف  بأن حربها ضد الحوثيين باليمن كانت بسبب أن تلك القلة المسيرة من جانمب قادة جمهورية ايران الإسلامية المذهبية لاتمثل الشعب اليمني بغالبيته الساحقة وارادته وتطلعاته فكيف بها تمارس سياسة مناقضة تجاه الحالة الكردية السورية ؟  فالوضع هنا مازال انتقاليا غير مستقر وغير ثابت كما في كل أنحاء سوريا وقد حاولت رئاسة إقليم كرذستان العراق مشكورة لرأب الصدع  وهناك محاولات منذ أكثر من خمسة أعوام لمعالجة الحالة الكردية المتدهورة وقد طرح حراك – بزاف – مشروعه التوحيدي في سبيل إعادة بناء الحركة الوطنية الكردية من خلال العمل لتنظيم إجراءات عقد مؤ تمر وطني كردي سوري جامع من الوطنيين المستقلين والمجتمع المدني والشباب والمرأة ومشاركة ممثلين عن الأحزاب .
 سادسا – منذ مايقارب الشهر طرح – بزاف – مذكرة على الكرد السوريين في مواقع التواصل الاجتماعي ( منشورة في آخر هذه المقالة )  تدعو الى التعاون من أجل الإسراع في عقد المؤتمر المنشود  للاطلاع  والتوقيع عليها وهي موجهة أساسا الى قوى التحالف وكل الأطراف المعنية بالملفين السوري والكردي وفي المقدمة إقليم كردستان العراق وعندما ينتهي موعد عملية جمع التواقيع سيجري تسليم المذكرة مع أسماء أصحاب التواقيع الى كل الأطراف . 


   
 
               مذكرة من حراك " بزاف "  للاطلاع والتوقيع عليها
 
   ( ندعو بنات وأبناء شعبنا التوقيع على هذه المذكرة بغية الإسراع في عقد المؤتمر القومي – الوطني الكردي السوري الجامع )

 الى الشركاء السوريين ، بكافة مكوناتهم ، وأطيافهم ، بكل مكان .
 الى الأشقاء في رئاسة ، وبرلمان ، وحكومة إقليم كردستان العراق ، وكافة قوى الحركة القومية الكردستانية  .
 الى قوى التحالف الدولي ، وكل الأطراف الإقليمية ، والمجاورة ، والدولية ، والأممية ، المعنية بالملف السوري ، والقضية الكردية السورية .
  بعد التحية والتقدير :
 ليس خافيا عليكم مايجري ببلادنا منذ أكثر من ثمانية أعوام ، وتعلمون مدى تعلق السوريين بمسألة تحقيق السلم والاستقرار في ظل وضع ديموقراطي ، وبحسب قرار جنيف واحد عام ٢٠١٣ ،  باقامةهيئةحكم انتقالية ، واجراء الانتخابات ، وعودة المهجرين ، واعمار ماتهدم ، وتطبيق العدالة بحق كل من أجرم ، واجراء الحوار السوري – السوري للبحث عن حلول لكافة قضايا الوطن ، وفي مقدمتها القضية الكردية ، وتثبيت الشراكة العادلة في السلطة والثروة بين كافة مكوناته وضمانها ، بدستور متوافق عليه .
  وعلى صعيد الحالة الكردية الخاصة التي نحن بصددها الآن ، والتي ستكون معالجتها خطوة في حل الأزمة الوطنية العامة ، ومساهمة متقدمة في بلوغ الحل النهائي لقضايانا المشتركة ، نطالبكم بتقديم الدعم السياسي والمعنوي ، لانجاز مانصبو اليه في تحقيق الآتي :
 أولا – الأزمة القائمة على الصعيد الكردي السوري ، واضافة الى جوانبها الاقتصادية ، و الاجتماعية ، والسياسية العامة ، فانها نتائج صراعات الأحزاب الكردية ، غير المنتخبة من الشعب ، وغير المخولة منه ،  والباحثة عن مصالح ذاتية ، بطرق لاديموقراطية ، فسلطة الأمر الواقع التابعة لمركز – قنديل – ، والقيادة العسكرية لحزب العمال الكردستاني ، جاءت حسب خطة إقليمية سورية – إيرانية ، لمواجهة الثورة السورية ، وضرب العلاقات الكردية العربية ، لصالح نظام الأسد الاستبدادي ، وتمارس العنف الشديد تجاه السكان المحليين ، من الكرد ، والعرب ، وغيرهم ، أما أحزاب ( المجلس الوطني الكردي ) ، فلم تكن قادرة على إدارة الصراع السياسي حسب الأصول المتبعة ،ولمصلحة الغالبية الشعبية ، بالرغم من كل الدعم المقدم اليها من جانب الأشقاء في إقليم كردستان العراق ، ومالبثت أن تراجع نفوذها ، وتفككت .
  ثانيا – ان حل الأزمة على الصعيد الكردي السوري ، لاينحصر في المصالحة بين أحزاب ( تف دم والانكسي ) ، لأن أحزاب الطرفين هي لب المشكلة ، وليست الحل ، فهي جميعها غير منتخبة ، وليست مخولة من الشعب ، كما ذكرنا أعلاه ولاتمثل الأهداف والمطامح المشروعة للشعب الكردي السوري ، لذلك فان كل الجهود المنصبة على تحقيق المحاصصة بينها ، ستكون هباء ، وبدون فائدة للكرد وللسوريين جميعا ، وهناك تجربة مريرة للأشقاء في إقليم كردستان العراق بهذا الخصوص .
  ثالثا – وهذه الحقائق تقودنا الى البحث عن سبل استعادة شرعية الحركة الكردية السورية ، وتحقيق المصالحة ، والاتحاد ، في وجه التحارب ، و الانقسام ، لتقوم بدورها القومي والوطني ،وتواجه تحدياتهما الماثلة ، وذلك عبر تشكيل لجنة تحضيرية ، عمودها الفقري من الوطنيين المستقلين ، والمجتمع المدني ، وقوامها من سائر الفعاليات ، والنشطاء ، بمافي ذلك مشاركة ممثلي الأحزاب التي تقر بعقد المؤتمر بحسب النسب المقترحة  وتلتزم بنتائجه ، وستكون مهام اللجنة التحضير لعقد المؤتمر القومي – الوطني لكرد سوريا ، بتمثيل عادل لكافة الطبقات والفئات والتيارات السياسية ، وفي مكان حر آمن .
  رابعا – لقد صاغ حراك – بزاف – مشروع برنامج مستقبلي ( منشور في موقعه الرسميwww.Bizav.me
 وعلى مواقع التواصل الاجتماعي ) ، وسيعرضه على المؤتمر الذي هو سيد نفسه ، ويقرر ، ويختار حسب الأصول الديموقراطية مايراه مناسبا من برامج ، وخرائط طريق ، حول مختلف القضايا ، كما سينتخب المؤتمر قيادة كفوءة على مستوى الأحداث .
  خامسا – ومن جملة مقترحات – بزاف – على المؤتمر الذي سيكرس الشرعية ، ويعيد بناء حركة كردية واحدة موحدة ،  إقرار تشكيل ( مجلس استشاري ) للقيادة المنتخبة من المسؤولين الأوائل لجميع الأحزاب الكردية السورية المشاركة بالمؤتمر ، يجتمع مرتين بالعام ، ومن مهامه تقديم المقترحات والملاحظات للقيادة المنتخبة من المؤتمر .
  سادسا – يقترح – حراك – بزاف – على اللجنة التحضيرية المزمع تشكيلها وبالإضافة الى ممثلي الجماعات الديموقراطية العربية ، والتركمانية ، والكلدو- آشورية ، والأرمنية ، من شركائنا بالوطن ،دعوة كل الأطراف التي وجهت اليها هذه المذكرة بحضور ممثليها في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر المنشود .
  سابعا – ستكون الخطوة القادمة للقيادة المنتخبة من المؤتمر كما نرى التواصل مع الشركاء في الصف الوطني ، لمناقشة السبيل الأفضل لامكانية تشكيل لجنة تحضيرية وطنية مشتركة  ،وتوفير شروط عقد مؤتمر وطني سوري جامع لمواجهة تحديات السلام والبناء . 
 ثامنا – نجدد تأكيدنا لكل الأطراف ، على أن دعم واسناد هذا المشروع ، هما الطريق الصحيح والسليم ، لتقديم المساعدة لقضية الشعب الكردي ، والقضية السورية عموما ، ولمسألة السلام والاستقرار عامة .
                                                          مشروع " بزاف "
                                           لاعادة بناء الحركة الوطنية الكردية السورية
20 – 5 – 2019.     
 
  التواقيع
 





216
الفاعل والمفعول في حرائق القامشلي
                                                           
صلاح بدرالدين

   هناك شعور عام لدى معظم الكرد السوريين بأنهم كانوا ومازالوا من أكثر المكونات الوطنية في نيل المصائب وتلقي الضربات والتعرض للنزوح والهجرة وتعرض مناطقه للتدمير كما حصل في عين العرب – كوباني وللتهجير والاحتلال كما في وضع – عفرين – وللتهجير الى حدود الافراغ في مناطق الجزيرة وفوق كل ذلك تعرض حركته الوطنية الى التخريب الفكري والتزييف الثقافي والانحراف السياسي من جانب أحزابه وخصوصا جماعات – ب ك ك – من دون اغفال ماحل بكل السوريين في مختلف مناطقهم .
    منذ أندلاع الحرائق في المحاصيل الزراعية بريف بعض مناطق الجزيرة ( ديريك –  القامشلي – عامودا – درباسية  ومازال الحبل على الجرار ..  ) قبل نحو أسبوعين وحتى الآن ومتابعتي اليومية لمحنة أهلنا الذين يبذلون كل مجهود ويواجهون المخاطر بالطرق البدائية  من أجل انقاذ مايمكن إنقاذه من مصادر عيشهم من محاصيل القمح والشعير وحتى البساتين البعلية والبعض من المروية نعم انها مصادر الرزق الوحيدة لأهل المنطقة بعد حصار نظام الاستبداد منذ أكثر من ثمانية أعوام خصوصا وقبلها خلال عقود  وتحكم سلطة الأمر الواقع التابعة لجماعات – ب ك ك – التي بدورها سارت على خطى شعارات البعث : ( كل شيء من أجل معاركها الآيديولوجية من بشر وموارد ) .
  حتى الآن وبعد التهام الحرائق لقرابة النصف أوأكثر من محاصيل الفقراء وذوي الدخل المحدود والفلاحين والمزارعين الصغار من سكان المنطقة وهم من الكرد لم يظهر أمران : الأول – مازال الفاعلون مجهولون بشكل رسمي ولكن الأهالي وبحسب سجيتهم العفوية واحاسيسهم وفطرتهم الموروثة في تعقب المعتديين على كراماتهم وسارقي مواشيهم ومثيري الفتن بين أوساطهم فانهم يشيرون بأصابع الاتهام الى سلطتي النظام والأمر الواقع والثاني – عدم وصول أية إغاثة لاطفاء الحرائق بواسطة السيارات ولانقول ( الهيلوكوبترات الخاصة برش المواد المضادة للحرائق ) وهذا يعني أن السلطتين المتكاملتين المتعاونتين  الحاكمتين مع استكمال المخطط بحرق الأخضر واليابس من موارد سكان المنطقة عقابا لهم على معاداتهم للنظام ووقوفهم الى جانب الثورة السورية وعلي رفضهم وعدم قبولهم لسلطة جماعات – ب ك ك – القمعية التخوينية للمقابل المختلف .
 وهنا وحتى نكون موضوعيين فان ( الأنكسي ) الذي يعتبر نفسه الممثل الشرعي لكرد سوريا يتحمل جزء من المسؤلية على صعيد الإغاثة ومد الأهالي بوسائل مواجهة الحرائق وذلك من خلال حلفائه من – الائتلاف – وغيره من القوى والآطراف المتمكنة  التي يدعي أنه على صلات وثيقة بها كما أن الطرف الأمريكي الذي يمتلك كل الوسائل لاطفاء الحرائق والذي ينصب نفسه شرطيا للمنطقة من باب المندب وحتى جبل طارق قد خذل شعبنا مرة أخرى وأكد أنه ليس صديقا بل مستغلا للآخرين من أجل مصالحه فحسب وللأمانة نقول أن سلطات إقليم كردستان العراق أبدت استعدادها للمساعدة ولكن سلطة الأمر الواقع رفضت بحسب المدير المسؤول عن معبر سيمالكا الحدودي .
 ان الاتهامات الموجهة الى ( السلطتين ) في محاولاتها اذلال شعبنا لها مايبررها خاصة وأن هناك في المنطقة مجموعات قوى أخرى جلبتها السلطتان مثل ( مجموعات من حزب الله ومن الحرس الثوري الإيراني ومن الروس ) وهي كلها معادية وضد مصالح السوريين من كل الأطياف وهي بالأساس جلبت مسلحي – ب ك ك – من قنديل لمواجهة الثورة والمعارضة وتلتقي مصالحها جميعا في اركاع الكرد والانتقام منهم .
  لقد جاء مسلحوا – ب ك ك – بالآلاف من قنديل منذ ثمانية أعوام وحتى الآن وتوزعوا في المناطق الكردية وجلبوا معهم ثقافة غريبة مغايرة لكل تقاليد الحركة الوطنية الكردية السورية حول الفكر القومي والديموقراطية والتحالفات الوطنية ومواجهة الاستبداد وحل القضية الكردية بالحوار والتوافق الكردي العربي ومسألة التحالفات المبدئية  ومنذ ذلك الحين وحتى الآن تحاول تلك الجماعات فرض آيديولوجيتها بقوة الحديد والنار وبالتهديد والتصفيات والتهجير الى حدود محاولة تغيير كل ماتربى عليه الوطنييون الكرد السورييون من مفاهيم وطنية وقومية وإنسانية وفرض فكر ( قائدهم ) أوجلان الذي فشل في تحقيق أي مكسب يذكر لشعب كردستان تركيا وألحق الأذى بقضايا الكرد في سوريا وايران والعراق .
  منذ ثمانية أعوام باءت محاولات جماعات – ب ك ك – بالفشل في مساعيها غير الشريفة ومن هنا يمكن الاستدلال بأن مايحصل بمثابة عقاب جماعي لأهلنا بالجزيرة  بعد عقاب أهلنا بعفرين المحتلة وقبلها أهلنا بكوباني وهذه الجماعات هي المستفيدة من اذلال الشعب إضافة الى نظام الاستبداد فالقمع السياسي وتخوين الآخر المختلف وتجويعه هي أهداف وإجراءات تقود الى الاذلال والاستسلام حسب منطق قوى الشر والظلام .
  ان الخارطة السياسية الراهنة في الحالة الكردية السورية وتسلط وانحرافات الأحزاب وفشلها في تحقيق المشروع القومي والوطني الكردي السوري بل حتى عجزها عن الدفاع عن كرامة الشعب والحفاظ على لقمة عيشه وحماية المسكن والمحصول من الحرائق وكما أشرنا اليها منذ أعوام لن تجلب سوى التراجع والتردي والمزيد من المعاناة والبديل هو إعادة بناء حركتنا وتوحيدها على أسس سليمة واستعادة شرعيتها عبر الاتفاق والتوافق على خطوات تنظيم فعاليات عقد المؤتمر الكري السوري الجامع للخروج بمشروع سياسي وخارطة طريق وقيادة منتخبة لمواجهة سائر التحديات .
 
   

217
المنبر الحر / ولكن أين الخلل ؟
« في: 20:52 12/06/2019  »
ولكن أين الخلل ؟
                                               
صلاح بدرالدين


  أثار استشهاد الثائر السوري – عبد الباسط الساروت – والذي عرف بمنشد الثورة وحارسها موجة من السجال الذي بدأ ولم ينته بعد وشكل جزءا من ( حوار الطرشان ) الدائر بين السوريين أصلا منذ حين حول تراجع الثورة وانحراف المعارضة وارتداد فصائل مسلحة والعجز عن تشخيص الأسباب والمسببين في الانهيار والموقف من نظام الاستبداد وأنواع الاحتلالات ومستقبل البلاد أما عن الشهيد الشاب المقاتل المواجه قولا وعملا لنظام الاستبداد وقواه المسلحة في الميدان والذي قدمت عائلته ثلاثة من اخوته ووالده وثلاثة من أخواله شهداء فقد أبدت الغالبية الساحقة من الوطنيين السوريين الحزن والألم والترحم عليه الا قلة شامتة تعددت أسبابها الواهية المجردة حتى من المشاعر الانسانية ولم تستند في اطلاق اتهاماتها الى الحقيقة والمنطق .
 وكم تألمت عندما عمد بعض قليل من مواطنينا الكرد الى الإساءة حتى لحرمة الموت وسرد الأقاويل الباطلة بحق الشهيد الساروت من قبيل أنه " داعشي " أو " قاعدي " أو " بارك  احتلال عفرين " أو " كان ضد الكرد وحقوقهم " في حين أن هذا الشاب الحمصي ( السني )  الذي التحق بالثورة  وصار منشدها مع الراحلة ( العلوية ) فدوى سليمان وهو في عمر التاسعة عشر وتشبث وصمد ولم يهاجر ولم يكن سياسيا أو منتسبا لأي حزب كما لم يكن إسلاميا متطرفا ( اعترف انه غرر به وتقرب من داعش لفترة قصيرة  ثم ابتعد نهائيا )  وله مواقف معلنة مؤيدة لحقوق الكرد بصوته في ( البياضة ) .
  من المؤسف أن يصل الأمر بالبعض من الكرد والعرب والمكونات السورية الأخرى الى الانطلاق من الذات أو الدائرة الفرعية الضيقة ( القومية والدينية والمذهبية والحزبية والمناطقية وحتى العائلية ) في رسم المواقف ليس السياسية فحسب بل حتى من الأموات  وهذا مرده فقدان الثقة بين شركاء الحاضر والمستقبل على الصعيد الوطني ويعني وجود خلل ما في مفهوم الوطنية والشراكة المصيرية يجب تصحيحه وإعادة النظر في كل مامن شأنه بث الفرقة والانقسام وقطع الطريق على مخططات النظام وكل الدوائر المعادية التي لاتتمنى الخير للسوريين ولاترغب في إعادة اللحمة الوطنية وإعادة جمع الصف المعارض على أسس سليمة ومنطلقات متجددة ومشروع وطني ديموقراطي موحد متوافق عليه .   
  من محنة السوريين عموما أن مناطق بلادهم ومحافظاتها توزعت بين تحكم ونفوذ واحتلال قوى ومجموعات وميليشيات خارجية وداخلية غالبيتها اما معادية أو خطرة أو لاتريد الخير للشعب السوري وفي كل تلك ( المستعمرات إضافة الى مناطق النظام المستبد ) يتواجد السورييون وبينهم الوطنييون والمعارضون والثوار والشرفاء وفي معظم الأحيان يضطرون الى السكوت وقبول الأمر الواقع على مضض لعدم توفر شروط المعارضة العلنية أو المواجهة بسبب اختلال موازين القوى وفي الحالة هذه لايمكن توجيه اللوم لأحد .
 مجال حرية عمل الشهيد الساروت في مناطق حمص وحماة وادلب أصبح يضيق بعد انحسار نفوذ شرفاء الجيش الحر والثوار الوطنيين وبعد تمدد جماعات الإسلام السياسي والارهابية منها بشكل خاص وهو مثل غيره من الثوار الصادقين كان عليه اما البقاء والصمود وهذا يتطلب نوعا من المرونة وحتى الانحناء أو الهجرة الى ديار اللجوء فاختار البقاء نحن ككرد نفهم ونتفهم من جانبنا أن كثيرا من شرفاء ووطنيي شعبنا يعيشون في مناطق يتحكم فيها اما النظام أو سلطة الأمر الواقع التابعة ل- ب ك ك - أو الاحتلال التركي والروسي والإيراني ولا يستطيعون فعل شيء أمام بطش تلك القوى فهل علينا أن نوجه لهم الاتهامات ؟ .
 وكما لاحظت هناك أفراد ( من الكرد والعرب والمكونات الأخرى )  من لم يكن يوما مع أهداف الثورة السورية واجراء التغيير الديموقراطي واسقاط نظام الاستبداد ومتعاطفا مع جهات معادية لتطلعات الشعب السوري يتربص ويبحث عن أية ذريعة مهما كانت واهية للنيل من الثوار والوطنيين السوريين وحتى من شهدائهم وهذا ما لمسناه مؤخرا في مسألة الموقف من استشهاد الساروت  .
  وفي هذا المجال علينا أن لانغفل محاولات وجهود وخطط النظام وماكينته الإعلامية الدعائية بالإضافة الى جماعات – ب ك ك -  ليس في تشويه سمعة الوطنيين المناضلين فحسب بل في انكار وجود ثورة شعبية وطنية من أجل التغيير الديموقراطي منذ آذار ٢٠١١ واستخدام كل الوسائل غير المشروعة لشيطنتها أمام الرآي العام المحلي والإقليمي والعالمي.
 لقد وصلت محنة الوطنيين السوريين والتهديدات الموجهة اليهم من كل حدب وصوب بما في ذلك عملية احراق محاصيلهم الزراعية ومخاطر استخدام النظام والروس والايرانييون الأسلحة الفتاكة والكيمياوية في بعض المناطق والسوداوية التي تلف الأذهان والعقول الى درجة أننا بدأنا نسمع بعض الأحيان تعبيرات متسرعة من قبيل : ( علينا المواجهة حتى لو استعنا بالشياطين ) والمقصود هنا شياطين داعش والقاعدة وجبهة النصرة وغيرها طبعا من الواضح أن العدو يعمل بتخطيط للتوصل الى تلك النتائج بحيث تضاع البوصلة والمقاييس وهذا مالانتمناه للسوريين جميعا الذين سيواجهون كل التحديات بارادتهم وصبرهم ووحدتهم وتسامحهم تجاه البعض الآخر وطرح مشروعهم الوطني .
 

218


نحو حوار عقلاني قومي ووطني


صلاح بدرالدين

اذا كان هناك من درس واحد استوعبه السورييون بعد كل هذا التراجع والدمار والمعاناة خلال أكثر من ثمانية أعوام من عمر ثورتهم – الموؤودة – فانه ومن دون أدنى شك السقوط المدوي لأحزابهم التقليدية ( القومية – الدينية – اليسارية ) تنظيمات وبرامج وقيادات والعربية منها والكردية والمنتمية الى المكونات الأخرى مما يستدعي ذلك الدرس المزيد من الامعان والوقوف مطولا أمام معانيه ومتطلبات الاستفادة منه والاجابة على تساؤلات تتعلق بالانطلاق منه نحو حاضر يؤسس لاعادة بناء المستقبل عبر تضافر الجهود وممارسة النقد الذاتي وتنظيم الصفوف من جديد بغية انجاز الخطوة الأولى وهي استعادة الشرعية النضالية والوطنية الثورية .
من أبرز الشعارات الحزبوية بحسب العقلية الاقصائية الشمولية الوحدانية التي اندثرت وذهبت مع الرياح العاتية : " تمثيل العمال والفلاحين وسائر الشغيلة والكسبة أي ٩٥٪ من الشعب " " خليفة الله على الأرض والإسلام هو الحل " " المعبر الوحيد عن الثورة والمعارضة " " الممثل الشرعي للشعب الكردي السوري " " طليعة الأمة الديموقراطية " وباالرغم من سقوطها مازالت أصوات نشاز من هنا وهناك من أصحاب مصالح خاصة ترددها دون أن يرف لهم جفن .
في ساحتنا الكردية السورية تظهر تلك العقلية اللامنطقية بأبشع صورها في عملية الجعجعة بلا طحين والإصرار على الخطأ والتمسك بأقوال جوفاء مضى عليها الزمن والبناء على أرضية منهارة وترديد الخطاب البائد الذي كان سائدا قبل نحو عقد من الزمان والمضي دون توقف في اعلام التضليل والمبالغة أي محاولة التعامي عن الواقع المعاش وقطع الطريق على أية إعادة نظر ومراجعة للتصحيح وإعادة البناء والتحضير للمستقبل .
ومن دون أن ننسى تكويعات جماعات – ب ك ك – الآيديولوجية والسياسية والشعاراتية وقفزاتها غير المدروسة ومغامراتها المكلفة على حساب دماء ودموع بنات وأبناء شعبنا وافراغ مناطقنا لتكون سهلة المنال أمام المخططات الشوفينية من جانب نظام الاستبداد ومن دون تجاهل اغفال هذه الجماعات لأهم وأسمى المهام القومية والوطنية تجاه وحدة الحركة الكردية وتحقيق المصالحة والتوافق مع قوى شركائنا في الوطن .
نقول هناك البعض من المحسوبين على أحزاب – الأنكسي – والمستفيدين من الوضع الراهن غير الطبيعي في ظل الأنقسامات والتراجع وبدلا من الانشغال بمناقشة الأزمة المتفاقمة في الحركة الكردية السورية والبحث عن مخرج وحل وتوضيح الموقف السياسي من كافة المبادرات بوضوح وشفافية لجماهير الشعب الكردي وبالخصوص اعلان الموقف من مشروع – بزاف – لاعادة بناء الحركة عبر عقد المؤتمر القومي – الوطني الجامع فانهم وبتهرب واضح عن المواجهة وبقصور فكري – ثقافي عاجز عن استيعاب أسباب الأزمة القريبة والبعيدة والداخلية والخارجية وسبل معالجتها وبدلا من مواجهة الحقيقة يلجؤون الى أسهل الاطروحات الديماغوجية كالقول : أنه ليس هناك مكان للخط الثالث والمقصود بذلك حراك الوطنيين المستقلين وهم أكثر من ٨٠٪ من المجتمع السياسي الكردي السوري النابض بالحياة لأن غالبيتهم من الشباب والناشطين وبمعنى آخر يعتبرون أن هناك طرفان أو مشروعان في الصراع الدائر واحد يمثله – ب ي د – وآخر يمثله – الانكسي – ولاثالث بينهما .
وفي الحقيقة التي غابت عن أذهان هؤلاء أنه كان ومازال هناك في حركتنا الكردية السورية منذ ظهورها اتجاهان أو نهجان متناقضان متصارعان عرفا في مراحل تاريخية متعاقبة تحت عناوين وتعريفات مختلفة مثل : مبدئي وانهزامي ويساري ويميني وثوري وتابع لنظام الاستبداد .
أما الآن فنحن أمام مشهد جديد ضمن حركتنا منذ اندلاع الثورة السورية يجسد صراعا بنيويا فكريا ثقافيا وجوديا بين نهجين واحد يمثله جماعات – ب ك ك – وآخر غالبية الوطنيين الكرد السوريين وفي البداية طرح ( المجلس الوطني الكردي ) نفسه معبرا عن النهج المواجه وكان مكونا من أكثر من عشرة أحزاب وعدد قليل من المستقلين ولكنه ولأسباب ذاتية وموضوعية وتنظيمية وسياسية لم يدم بل انفرط عقده وانحرف عن الخط النضالي الذي كان يرتجى منه من جانب الوطنيين الكرد السوريين .
ومنذ أعوام تحاول النخب الفكرية والثقافية والسياسية في أوساط الوطنيين المستقلين الكرد السوريين لملمة صفوفها وتنظيم طاقاتها والعمل على استعادة الشرعية المفقودة عبر المؤتمر الكردي السوري الجامع لمواجهة كل التحديات وأولها النهج المدمر لسلطة الأمر الواقع الآبوجية التي تلحق كل يوم الأضر ار بشعبنا وقضيتنا خاصة بعد فقدان الأمل من – الأنكسي – وتحوله الى مجرد – حزيبات – ضمن دزينة من الأحزاب التي فاقت الخمسين .
كان من دواعي سرورنا لو صمد – الأنكسي – وناضل وحمل المشروع القومي والوطني خاصة وأنه حظي بدعم مادي ومعنوي من الأشقاء في إقليم كردستان العراق وكنا اليوم الى جانبه ولكن بسبب تخاذله وتراجعه أمام النهج الآخر بل قيامه بدور ما في استفحال قوى الطرف الآخر حيث نحمله المسؤولية أمام شعبنا وأشقائنا وشركائنا بالوطن لم نرى سبيلا آخر سوى العمل باسم مشروع – بزاف – وغيره وسنواصل الجهود وقدر المستطاع من أجل بلوغ الهدف .
كل الأطراف وكل المجموعات والأحزاب والتنظيمات مهما كانت صغيرة ومتواضعة وبينها – الانكسي - وكل الوطنيين المستقلين والأفراد أمام الامتحان والكل في مركب واحد فتعالوا نتحاور ونتوافق على مافيه الخير لشعبنا ولاسبيل للانقاذ الا باستعادة شرعية حركتنا المناضلة لتتمكن من مواجهة التحديات الماثلة في ظروف وطنية وقومية وإقليمية ودوولية تنذر بالانفجارات والحروب .



219
لقاء شامل مع صلاح بدرالدين حول سوريا وكردها

                                                                 
* الاوضاع في غرب كوردستان تبدو مضطربة و معقدة  للغاية، ماهي قرآتك لهذه الاوضاع في ظل هذه التطورات؟
 ج ١ – نعم الوضع بغاية التعقيد في بلادنا ، لأسباب عديدة ومنها : استمرار نظام الاستبداد بدعم أطراف دولية معادية الذي أجرم بحق السوريين وقتل وهجر الملايين ودمر أكثر من نصف مدن وبلدات وقرى سوريا ، وكذلك ألاعيب قوى الاحتلال من روس وايرانيين وأتراك وأمريكان وميليشيات مذهبية وعلى رأسها حزب الله اللبناني ، ومشاريعها ومخططاتها التفتيتية من أجل السيطرة والنفوذ ، ووقوف الجميع دون استثناء ضد تطلعات الشعب السوري المشروعة في الخلاص من الاستبداد ، واجراء التغيير الديموقراطي ، وإعادة بناء سوريا الجديدة التعددية التشاركية بين مكوناتها من الأقوام وبينها الكرد السورييون ، نعم جميع الأطراف الدولية المحتلة لبلادنا شريكة في وأد الثورة السورية بشكل وآخر وفي تقسيم وتجزئة المعارضة والأخطر من هذا وذاك متورطة في اغراق الساحة السورية بجماعات الإسلام السياسي الإرهابية ، لقطع الطريق على أي تطور إيجابي وعلى المشروع الوطني الديموقراطي الذي ضحى من أجله مئات الآلاف خلال الأعوام الثمانية الماضية ، ان تلك الأطراف والقوى المتحكمة بالمصير السوري لاتسجيب لكل النداءات المخلصة من أجل إحلال السلام والخلاص من الاستبداد ، وهي نفسها لم تعد مسيطرة الا على مناطق معينة ومحميات وحتى زواريب في المدن همها الوحيد الحفاظ على وجودها لتكون لها حصة في عملية الاعمار ، وكما أرى فانه وبالنهاية سيكون الحسم للسوريين وهم الأولى والأقدر على حل الأزمة وتحقيق السلام وذلك بإعادة تنظيم صفوفهم والاتحاد والتوافق على مشروع موحد ، من خلال مؤتمر وطني سوري جامع وشامل لكل المكونات والتيارات السياسية الوطنية .
* تعلمون جيدا بأن الولايات المتحدة الامريكية تنسحب من غرب كوردستان، برأيك ما مدى تأثير الانسحاب الأمريكي في اضعاف غرب كوردستان بين المعادلات السياسية؟
 ج ٢ – لقد ظهر الأمريكان عسكريا في بعض المناطق الكردية السورية ليس من أجل نصرة الكرد أو حمايتهم أو استعادة حقوقهم المشروعة ، بل جاؤوا سعيا وراء مصالحهم ومنافستهم مع المحتل الروسي حول مناطق النفوذ في سوريا ومقايضتهم حول قضايا دولية مختلف عليها في قارات أخرى والغريب أن جميع المحتلين في سوريا يزعمون أنهم جاؤوا لمحاربة الإرهاب ؟ وبعضهم يمارس الإرهاب يوميا ضد السوريين مثل الروس تحديدا وكذلك الإيرانيين ، لذلك فان أسباب التواجد الأمريكي تتعلق بمسائل محددة وعندما تنتفي تلك الأسباب سيغادرون ، وكما هو معلوم فان تعامل الأمريكان مع جماعات – ب ك ك – السورية لايستند الى معاهدات واتفاقيات موقعة ويمكن للطرفين إيقاف التعامل في أي وقت ، نعم هناك حاليا مصلحة آنية مشتركة قصيرة المدى ولن تطول ، وفي الحقيقة فان الأمريكان اقترفوا خطأ جسيما في اعتمادهم على جماعة ترتبط ب ب ك ك – الذي يعتبره الأمريكان انفسهم وكذلك حلفاءهم الأوروبيين  إرهابيا ، كما أن تصرفهم هذا أساء للكرد السوريين ولحركتهم الوطنية وان دل على شيء فانه يدل على عدم المام الأمريكان بتفاصيل الوضع الكردي السوري وتجاهلهم لارادة ومواقف الغالبية الساحقة منهم ولو كان لديهم أي اهتمام بشعبنا لعملوا على المساهمة في توحيده ، لذلك كله فان وجودهم من عدمه وبهذا الشكل القائم لن يؤثر على مصير شعبنا ، هناك فرصة أمامهم لتبديل سياستهم الكردية الحالية ، وعندذاك يمكن  ابداء موقف آخر وللتذكير هناك مقترح بخصوص المنطقة الآمنة على الحدود التركية السو،رية مازال قيد التداول والنقاش لدى الأمريكان يتعلق بوضع تشكيلات مسلحة من بيشمةركة روز وعشائر عربية وقوى أخرى محايدة بحيث يرضى الأتراك ولن يكون حسب طموحات جماعات ب ك ك وهو لايضع اىة حلول للقضية الكردية ولا يعتقد أن المقترح سيتحول الى مشروع قيد التطبيق العملي .
* تتحدث الأخبار بأن الحزب الأتحاد الديمقراطي PYD تحاول اعادة نموذج  حزب العمال الكوردستاني    PKK في غرب كوردستان و تهميش كل الأطراف السياسية، ترى ما تأثير سياسة الأتحاد الديمقراطي هذه على اوضاع المنطقة؟
 ج٣ – نعم من المعلوم أن انتقال جماعات – ب ك ك – المسلحة وكذلك فرعها السوري – ب ي د – من قنديل الى المناطق الكردية السورية منذ أواخر عام ٢٠١١ ، جاء بناء على اتفاقية ( اللواء آصف شوكت رئيس المخابرات العسكرية وصهر الأسد والذي قتل وبين القائد الميداني حينذاك مراد قرايلان ) بالسليمانية ، وبترتيب مباشر من الرئيس العراقي الراحل ،  واشراف قاسم سليماني ، على أساس عودة مقاتلي ب ك ك ، وإعادة العلاقات الى سابق عهدها ، ومواجهة تركيا ، ومحاربة الثو،رة السورية ،والعمل على ابعاد الكرد عن الثورة السورية ، مع اعتبار ب ي د ممثلا عن الكرد السوريين ، طبعا مازات بنود تلك 
                   الاتفاقية سارية حتى الآن وكما هو معلوم فان آيديولوجية تلك الجماعات مبنية على رفض المقابل المختلف ، وتخوينه ، وتصفيته ، وهي سياسة مدمرة تجلب الفتن ، وتوهن العزائم ، وتفكك المجتمع ، لقد نتج عن هذه السياسة الرعناء تهجير المواطنين ، وخاصة الشباب ، حتى وصلت نسبة الكرد في بعض المناطق مثل الجزيرة الى أقل من أربعين بالمائة ، بعد أن كانت ستون وأكثر ، كما أن القضية الكردية السورية غابت عن التداولات ، لأن تلك الجماعات لاتؤمن بمبدأ حق تقرير مصير الشعوب ، ولاتعتبر نفسها معنية بالحقوق القومية الكردية ، وترفع الشعار الفضفاض بدون أي معنى ( الأمة الديموقراطية ) ، لقد جلبت هذه الجماعات معها مفاهيم وثقافة غريبة عن مجتمعنا الكردي السوري ، ومنافية لتقاليد وتاريخ حركتنا الوطنية الكردية السورية .
* يجري الحديث عن محاولة الأتحاد الديمقراطي الأتفاق مع الحكومة السورية، برأيكم  كيف تكون استجابة دمشق لهذه المحاولة، و ما نتيجة تلك المطاليب لدى دمشق؟
 ج ٤ – ب ي د كفرع سوري ل ب ك ك – مازال ملتزما باتفاقية ( شوكت – قرايلان ) من حيث المبدأ ، والتواصل لم ينقطع بين الجانبين ، ويبدو مازال هناك متسع من الوقت وهناك حاجة ووظيفة لم تكتملا من جانب – ب ي د – ، لتقديم الخدمات ،خاصة في معمعة تشابك المصالح بين القوى التي تستثمر هذه الجماعات من أمريكان ونظام وايرانيين ، ويبدو أن سقف مايطالب به ب ي د لا يتجاوز الاعتراف بهم كممثلين وحيدين للكرد ،وبادارتهم ، وضم قواتهم الى جيش النظام وأجهزة أمنه أما الحقوق المشروعة للشعب الكردي فلن تكون مجالا للبحث والاختلاف ، كما أن حوالي مليوني كردي سوري مهجر لن يكون موضوعا مطروحا لأن غالبية المهجرين الكرد ليست موالية لجماعات ب ك ك بل قد تكون هجرت بسبب قمعها وسياساتها الرعناء ، طبعا هناك أطراف حزبية كردية سورية أخرى تتمنى التفاهم مع دمشق وتنافس – ب ي د – على ذلك ، ومن بينها أحزاب مايسمى ( التحالف الوطني ) ،وحزب اليمين الكردي ، وبعض أحزاب ( المجلس الوطني الكردي انكسي ) ، وفي حقيقة الأمر فان معظم ان لم تكن كل الأحزاب الكردية السورية فقدت مصداقيتها أمام الشعب ، ولم تكن بمستوى الأحداث وترهلت ولم يعد لها دورا يذكر في تحريك الموضوع الكردي ، وبالتالي لم يعد حتى نظام الاستبداد بكل ضعفه يحترم تلك الأحزاب ، وهذه الحقيقة تدل على وجوب تخطي السيستيم الحزبي في الحركة الكردية السو،رية ، والبحث عن مخرج لحل أزمة الحركة ، يكفل وحدتها وإعادة بنائها من جديد .
* بالنسبة  الى الأوضاع السائدة في عفرين التي تخضع حالياَ للسيطرة التركية، هناك صمت من جانب كل من سوريا و روسيا حول دخول تركيا لعفرين، كيف تفسرون هذا الصمت من دمشق و موسكو؟
 ج ٥ – كل مايجري في سوريا منذ عام ٢٠١١ ، يخضع لتوافقات القوى الخارجية المعنية بالملف السوري ، وعلى سبيل المثال سيطرة حزب الله على القلمون ، وتمدده في كل المناطق السورية ، وتمركز الإيرانيين في دمشق وريفها ،  وحلب وريفها ،  ومناطق الساحل ، والقامشلي ،وانشاء مناطق خفض التصعيد ،  في معظم المناطق ، ونقل مسلحي المعارضة الى ادلب ، ومؤخرا عفرين ، وقد تطبق ذلك حسب قرارات اجتماعات أستانا ، وسوتشي ، وحميميم ، وبشكل أخص توافق الثلاثي ( روسيا – تركيا – ايران ) ، مع توافقات روسية أمريكية من تحت الطاولة ، والشعب السوري لارأي له بكل مايحصل ، قبل احتلال تركيا لعفرين كانت قوات جماعات – ب ك ك – تتحكم فيها ، وهي قامت بقمع كل من يخالف سياساتها ،وطردهم وسجنهم ، وكانت على وشك تسليم منطقة عفرين الى سلطة النظام ،ولكن الأتراك كانوا أسرع ، واحتلوا المنطقة ، وطردوا مسلحي جماعات – ب ك ك – ، ولكنهم اقترفوا خطأ فادحا عندما سلموا إدارة المنطقة الى فصائل مسلحة معظمها من جماعات الاسلام السياسي المتخلفة التي تعيث فسادا في المنطقة ومتورطة في اجراء التغيير الديموغرافي العنصري ، وكان من الأفضل أن يسلموا إدارة المنطقة الى أهلها من منظمات المجتمع المدني المنتخبة التي أبدت كفاءة واستعدادا للاستلام ، من حقنا أن نطالب تركيا بالاعتراف بانها دولة محتلة لمنطقة عفرين ، وأن تطبق بنود القانون الدولي بشأن الاحتلال ، وهي مسؤولة في أية تجاوزات تجري بحق أهلنا هناك ، لأن أهلنا هناك يستحقون الحياة الحرة الكريمة ولهم دور تاريخي قديما وحديثا في الحركة الكردية والمنطقة من أجمل وأغنى المناطق الكردية في سوريا .
* دخول القوات التركية الى عفرين أدى الى خلق معادلة جديدة ، الى أي حد تعتقدون بأن هذه  المعادلة هي نتيجة السياسة الخاطئة لــ  PYD.
 ج ٦ – من المؤكد أن ب ي د يتحمل مسؤولية كبرى في احتلال عفرين ، وفي اخلاء باقي المناطق الكردية والتهجير والنزوح ، فمنذ بداية الثورة السورية وبحسب اتفاقية ( شوكت – قرايلان ) أرادت هذه الجماعة نقل صراعاتهم مع تركيا الى مناطقنا  ،وتحولت قضيتنا قربانا لمغامرتهم غير المحسوبة ،في حين تركوا ساحتهم الأساسية أي تركيا وكردستانها ،  ولم يكن للسوريين ولا الكرد أية مصلحة في تحويل الصراع الرئيسي مع نظام الاستبداد الى صراع مع تركيا لأن مشكلتنا كسوريين وككرد هي مع النظام الذي يضطهدنا ،ويهدد وجودنا ويجرم بحقنا وجودا وحقوقا ، والذي مارس الدكتاتورية الحزبية والفردية والطائفية بحق السوريين ، وطبق مخططات الحزام والاحصاء بحق الكرد السوريين وجردهم حتى من حق المواطنة ، وناصب كردستان العراق العداء منذ اعلان الفدرالية .
*أمام تفاقم الأزمة في غرب كردستان ماهو الحل ؟
 ج ٧ – هناك أزمة مركبة في كردستان سوريا ، فبالاضافة الى التهجير ، واخلاء المناطق ، وسلطة الأمر الواقع القمعية ، وتراكم الفتن الكردية الكردية ،  والكردية مع المكونات القومية الأخرى ، وغياب المشروع القومي الكردي ، والهوة التي تتوسع يوما بعد يوم بين الكرد من جهة والحركة الديموقراطية الوطنية السورية من الجهة الأخرى ، أي بايجاز أزمة متعددة الجوانب ( قومية – مجتمعية – وطنية – وجودية – مصيرية ) ، ولاشك أن الأزمة الجوهرية الأخطر ولبها هي أزمة شرعية الحركة الوطنية الكردية السورية ، فلم تعد الأحزاب بعد ماحل بها من انحراف ، ووهن ، وجمود ، خاصة بالعامل الذاتي ( البرنامج والسياسات والقيادة ) لم تعد مؤهلة لقيادة الشعب ، والدفاع عن القضية ، ورفع المشروع القومي ، فهناك في الساحة الكردية السورية الآن ( ٥٢ ) حزب ومنظمة سياسية ، والانشقاقات تحدث كل يوم ليس بسبب الاختلاف السياسي والفكري بل بدافع من المال السياسي ، ومداخلات سلطة النظام وجماعات مركز قنديل ومؤخرا مداخلات ( لاهور طالباني ) جميع الأحزاب الكردية السورية تفتقر الى الشرعية : ( التنظيمية والقومية والوطنية والثورية والديموقراطية ) فهي عبارة عن مسلسل انشقاقات متواصل ، لذلك وفي هذه الحالة من التفكك والانقسام وفقدان الشرعية ليس هناك من يمثل شعبنا قولا وعملا ، فليس هناك مشروع قومي وليس هناك اجماع قومي او حتى شبه اجماع ، وليس هناك توافق وطني مع شركاء الوطن ،مع انعدام نظام ديموقراطي ، وهي جميعها من شروط حل المسألة القومية ، وقبل أعوام حاول مرجعيتنا القومية الحكيمة وأقصد الأخ الرئيس مسعود بارزاني لم الشمل والتوسط بين الأحزاب وماتمخض عن ذلك من اتفاقيات هولير ودهوك ولكن ب ي د لم يلتزم ، وأحزاب الانكسي عجزت عن فرضها ، وبعد انقضاء الوقت على تلك التجربة ، وتجاوزتها الأحداث ، ليس أمامنا نحن الكرد السورييون وبعد مماطلات الأحزاب ، وعجزها ، وعدم استجابتها لنداءات الوطنيين المستقلين ،الا البحث عن استعادة شرعية حركتنا ، عبر العمل على تنظيم المؤتمر القومي – الوطني الانقاذي الجامع ،بغالبية مستقلة ، ومشاركة الأحزاب بنسبة لاتجعلها تتحكم بالقرار منفردة ، ولاشك أن انعقاد هذالمؤتمر لن يتم من دون دعم واسناد الاشقاء في إقليم كردستان العراق ، وهنا أدعو مرجعيتنا القومية الأخ الرئيس مسعود بارزاني الى استكمال مابدأ منذ عقود وأعوام في درب توحيد وتعزيز حركتنا الكردية السورية حيث نتشارك سوية في مواجهة أعداء وخصوم يستهدفوننا جميعا وسوية وأعيد الى الأذهان في هذه الظروف الدقيقة والخطيرة التي يجتازها شعبنا وحركتنا في كردستان سوريا كيف أن البارزاني الخالد أشرف بنفسه عام ١٩٧٠ على مؤتمر كردي سوري توحيدي في ناوبردان وحاول جاهدا من أجل تعزيز حركة شعبنا .
     حاوره : بهاء الدين جلال



220
حفاظا على " ثوابت " الحوار الكردي – العربي
 ( ٢ )
                                                                 
صلاح بدرالدين

  في الحلقة الأولى حاولنا تعريف موضوعة الحوار الكردي – العربي بحسب مفهوم مؤسستنا الحوارية العريقة ( جمعية الصداقة الكردية – العربية ) وتشخيص المستويات الثلاث لطبيعة وموقع الحوار بين أمتين أو أكثر أو على المستوى الوطني الذي سيشمل خصوصا في سوريا والعراق مكونات أخرى مثل التركمان و- الكلدو- آشور – والأرمن وغيرهم أو مع الأنظمة الحاكمة كما أوضحنا كيف أن منظمات غير رسمية في مصر مثلا وغيرها لم تخترق الحواجز المرسومة من جانب النظام العربي الرسمي بخصوص الموقف من كرد البلدان الأربعة انطلاقا من ترضية نظام هذا البلد أو ذاك وتجيير الموقف المبدئي من قضايا الشعب الكردي في تقرير المصير لمصالح سياسية آنية وحذرنا من قيام البعض من الذين يركبون موجة الحوار العربي – الكردي من ( مقاولي المؤتمرات والندوات )  بتحريف المسار والإساءة الى الجوهر .
  ومن النماذج التي يعتد بها في مسيرة الحوار الكردي – العربي ( الملتقى الثقافي الكردي – العربي الأول ) الذي عقد في أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق – هوتيل : خانزاد عام ٢٠٠٤ بدعوة واشراف ( ج ص ك ع )  وبرعاية السيد مسعود بارزاني رئيس الإقليم ومشاركة نحو مائة من النخب الفكرية والثقافية مناصفة بين عرب وكرد العراق وسوريا كشعبين صديقين متعايشين وقدمت بذلك المنتدى عشرات المداخلات القيمة حيث نشرتها جمعيتنا  في كتاب  ( وثائق الملتقى الثقافي الكردي العربي – هولير – ١٧ – ٢٠ – ٢٠٠٤ )  التي تناولت العلاقات بين الشعبين قديما وحديثا والتطلع الى ارتقائها مستقبلا على أسس سليمة وحسب التوافق على العقد الاجتماعي المشترك   .
  مسألة العلاقات الكردية العربية وإعادة ترميمها وتعزيزها وبنائها من جديد على قاعدة راسخة عبر مسارات الحوار الشفاف والتوافق على المشتركات والاعتراف المتبادل بحقوق الشعوب الأزلية أي حق تقرير المصير بالإضافة الى أنها ستساهم في إرساء السلام والوئام ثم التطور الطبيعي والتنمية والتقدم في أربعة بلدان مفصلية بالمنطقة تحوي معظم مصادر الطاقتين النفطية والغازية والمائية والبشرية يبلغ تعداد سكانها أكثر من ( ٢٥٠ مليون )  وستقطع الطريق على قيام النظم الدكتاتورية والشوفينية العنصرية وتاليا التدخلات الخارجية المعادية فانها ستشكل حجر الزاوية في تعايش شعوب وأقوام منطقتنا الزاخرة بالألوان والأطياف الجميلة الزاهية.
  لقد جاءت فكرة ندوة ( الأمم الأربعة ) الأولى التي عقدت بتونس قبل نحو عامين من خبرة وتراكمات العمل طوال ثلاثة عقود على مسألة الحوار العربي الكردي وانطلاقا منه تم إضافة عنصرين آخرين الى الحوار ليصبح حوار عربي – كردي – تركي – فارسي أو إيراني وبذلك فقد أصبح الحوار الثنائي أغنى وأكثر عمقا خاصة وأن تركيا وايران كبلدين يضمان أكثر من ثلاثة أرباع أكراد المنطقة والعالم والقضية الكردية كقضية شعب محروم من حقوقه المشروعة تحولت في تلك البلدان الى مشكلة مستعصية تنزف القدرات البشرية والمادية وتستحضر النظم العسكريتارية والشمولية على حساب التنمية والتطور الاجتماعي والتقدم والديموقراطية .
  وهنا لاأخفي سرا أن ممثلي جمعيتنا في ندوة ( الأمم الأربعة ) استمزجوا مواقف المشاركين حول إضافة جديدة أي ممثلي الأمازيغ في الندوات المقبلة وكان المقصود الأستاذ عبد السلام بوطيب رئيس ( مركز الذاكرة المشتركة للديموقراطية والسلم ) بالمغرب  لتصبح ندوة ( الأمم الخمسة ) وللتاريخ أقول أن ممثلي – تركيا وايران – لم يعترضوا وكان موقف ممثل الطرف المضيف وسطيا دون حسم  وجاء التحفظ من ( مقاولي الندوات ) ومن يتبعهم على الصح والخطأ .
  أمام ذلك المسعى التفاعلي التوافقي الديموقراطي السليم حاول ( مقاولوا المؤتمرات الخلبية ) لأسباب مازلنا بصدد فهمها والوصول الى مآلاتها !؟ عرقلة مساره تارة بالعودة الى الوراء أي الى المستوى – الوطني الضيق  – الذي أشرنا اليه سابقا وتارة أخرى بالهروب الى أمام تحت عنوان ( التوافق الإقليمي ) أي الانتقال الى مستوى صراعات الأنظمة الحاكمة في إقليم الشرق الأوسط وإيجاد سبل لمصالحتها ؟! علما أن معظم ان لم يكن كل تلك الأنظمة ضد الحوار بين الشعوب والسبب في مآسيها ومعاناتها وتفككها وتحاربها .
 وعلى سبيل المثال هناك الآن وعلى الصعيد الدولي قرارات أممية في فرض العقوبات على ايران ومنعها من صنع الأسلحة النووية ومطالبة المجتمع الدولي ذلك النظام التيوقراطي الشمولي بالكف عن اثارة الفتن الطائفية وعدم التدخل بشؤون دول المنطقة ( العراق وسوريا ولبنان واليمن ووو) واحترام حقوق وخصوصية شعوب وأقوام ايران والالتزام بمواد القانون الدولي ثم يأتي أحدهم أو بعضهم ليعقد مؤتمرا في ( بيروت التي لاتتحرك فيها ذبابة من دون علم ومعرفة وكيل الولي الفقيه والمقصود حزب الله ) للتوافق الإقليمي أي الحفاظ على الوضع القائم كما هو وهو يعني بالضد من إرادة الشعوب المقهورة والحوار الكردي العربي وتفاعل وتوافق الشعوب ضد مضطهديها .
  بلداننا وشعوبنا في هذه اللحظة التاريخية حيث تواجه التحديات الخطيرة الحقيقية جراء النظم الاستبدادية والشمولية والطائفية والعنصرية التي تعاونت في وأد تطلعاتها بموجات ثورات الربيع والتي مازالت متواصلة في السودان والجزائر وغيرهما  بأمس الحاجة الى المزيد من الحوار الصادق والواضح حول الحاضر والمستقبل والمصير ومن أجل التحضير والتأسيس لبرامج ومشاريع ودساتير تنظم قاعدة العيش المشترك في ظل حق تقرير المصير والحرية والسلام .


221
حفاظا على " ثوابت " الحوار الكردي – العربي

                                                               
صلاح بدر الدين
     مدخل :
    في تعريف الحوار الكردي – العربي
   هو حوار الشعبين أو الأمتين الكردية والعربية على مستوى جغرافية البلدان الأربعة الأساسية التي تقتسم الكرد وكردستان وفي فضاء الشرق الأوسط عموما وكل مكان يتواجد فيه الكرد والعرب والأولوية في هذا المجال لعرب وكرد العراق وسوريا المتعايشين في ظل الدولتين المعنيتين وشركاء الوطن والأرض على قاعدة الاعتراف المتبادل بحق تقرير المصير والحل السلمي والحوار وللشتات الكردي الموزع في بلدان المنطقة والمتعايش أو المندمج في مجتمعات لبنان والأردن ومصر وفلسطين وباقي ديار الدياسبورا الأوروبية والشرق أوسطية وغيرها والمقصود هو حوار الشعوب ومجتمعاتها المدنية ونخبها الثقافية غير الحكومية خاصة وأن الكرد لايتمتعون حتى الآن بدولة مستقلة مقابل أكثر من عشرين دولة عربية وفي هذه الحالة سيكون الميزان مختلا لصالح الأنظمة وغير عادل عندما يتم الحوار بين طرفين غير متكافئين  .
  بدأنا بهذا المدخل التعريفي للتعامل بموضوعية مع مايحصل الآن من سلوك خارج عن أسس وقواعد الحوار الحقيقي بين الشعبين والذي يعتبر امتدادا للخطأ أو لخلط الأوراق الذي تم منذ عقود مما أثر سلبا على مسار الحوار والتفاهم وتحديد الأسس والقواعد اللازمة والعادلة للتعايش وحقوق كل طرف وواجباته تجاه الآخر  .
 مستويات ثلاث للحوار الكردي العربي
 الأول : حوار الأمتين كماذكرنا في التعريف أعلاه وهو ينطبق على حالة ( جمعية الصداقة الكردية – العربية ) التي أتشرف برئاستها والتي تأسست عام ٢٠٠٠ في أربيل – كردستان العراق من ممثلي منظمات المجتمع المدني والفعاليات الثقافية والاجتماعية وبرعاية من السيد مسعود بارزاني رئيس إقليم كردستان وكذلك وكشكل فرعي يتعلق بخصوصية ثنائية بين الفلسطينيين والكرد ويندرج في الاطار العام لحوار العرب والكرد في حالة ( جمعية الصداقة الفلسطينية – الكردية ) التي قامت في – رام الله – البيرة – عام ١٩٩٩ بمشاركة شعبية وبرعاية الرئيس الراحل ياسر عرفات وحضوري شخصيا ثم اتفقت مع ( ج ص ك ع ) ببرنامج مشترك  وهو مانبحث عنه ونعمل على إقامة مثل هذا النموذج  في بلدان أخرى  وتواصله وتعميقه ومأسسته ومده بالبرامج والمشاريع وتوسيعه ليكون بمتناول المجتمع المدني في كل أماكن التواجد العربي والكردي وليس حكرا على أفراد من النخبة أو وسيلة ومادة لاستغلال السلطات الرسمية .
 الثاني : الحوار الوطني في دولة واحدة بين المكونات المختلفة وبينها الكرد والعرب خاصة وأن سوريا والعراق على سبيل المثال دولتان متعددة الأقوام والديانات والمذاهب ومكونات مثل هاتين الدولتين على تواصل يومي دائم في المدينة والريف والعمل بل وهناك شبه اندماج اجتماعي وتزاوج وتصاهر لذلك من الخطأ اطلاق تسمية ( الحوار الكردي العربي ) في مثل هذه الحالات بل قد يحصل نقاش أو حوار على المستوى الوطني وفي حدود الدولة المعنية يتناول مسألة الشراكة في السلطتين التشريعية والتنفيذية والحقوق والواجبات والدستور والقوانين وقد حدث أن تم الخلط بين الحوار الوطني في دولة واحدة وبين الحوار العربي – الكردي بين أمتين وكمثال عندما دعت اللجنة المصرية للتضامن كلا من الحزبين الرئيسيين في كردستان العراق ( الحزب الديمقراطي الكردستاني وحزب الاتحاد الوطني الكردستاني ) للحوار في القاهرة ( ٢٧ – ٢٨ – مايو ١٩٩٧ ) وتعلق الأمر فقط بكرد وعرب العراق وأطلق عليه خطأ :الحوار العربي الكردي .
 قبل الانعقاد بأشهر تواصلت مع السيد رئيس اللجنة المصرية – أحمد حمروش – واقترحت عليه أن يتوسع الحوار ليشمل الكرد والعرب بالمنطقة وان تعذر كرد وعرب العراق وسوريا فوعد خيرا ثم سافرت الى القاهرة وقمت بزيارة مكتب اللجنة وكان رئيسها مسافرا ثم راجعت نائبه في اليوم التالي فأبلغني بوضوح وعلى لسان رئيسه بأن السقف المسموح لنا من الحكومة المصرية هو العراق فقط وفي كلمة السيد حمروش أمام الاجتماع : ( دعونا الى هذا الحوار مع التنظيمين الرئيسيين في العراق – ح د ك و ا و ك – مؤمنين بأننا نتحاور تحت شعار وحدة العراق الذى تتأكد وحدته الوطنية بالتآخي العربي الكردي لأنه لم يعد مجال في هذا العصر لانكار حقوق القوميات والأعراق ولأن هذا التآخي يشكل ضمانة قوية للسلام والأمن والاستقرار .......دعونا لهذا الحوار في وقت تحاول فيه قوى خارجية أن تتلاعب بمصائر الأكراد وتقرير مصيرهم ضمن ترتيبات تدبر لهذه المنطقة لكي تفرض علينا من خارجها ... ) .
  وقد حصل أن عقدت مئات الندوات في الخارج وفي أربيل والسليمانية ودهوك  بعضها حول العلاقات العربية الكردية ضمن العراق ويزعم بعض المنتفعين الذين أصبحوا بما يشبه ( متعهدوا ) الاجتماعات بأنهم أول من أداروا الحوار العربي الكردي قبل عقود وأعوام ولكن أي حوار ؟ وتمادى البعض الى حدود استثمار مثل تلك اللقاءات وتجييرها ضد الهدف الرئيسي أي بمواجهة الحوار الديموقراطي بين الأمتين وعلى سبيل المثال شاركت جمعيتنا ( جمعية الصداقة الكردية العربية ) من ضمن فعالياته في ندوة ( الأمم الإربع ) بتونس بدعوة من ( المعهد العربي لحقوق الانسان ) وتم تداول علاقات الكرد والعرب والفرس والأتراك وسبل التعايش واحقاق الحقوق وخرجت الندوة بإعلان مناسب قابل للتطوير وتم الاتفاق على التواصل وعقد الندوات السنوية ولكن بعض المشاركين من ( متعهدي ) الاجتماعات وضعوا العراقيل من أجل نسف اعلان تونس وتفردوا بعقد ندوات في بلدان أخرى ( عمان – بيروت )  وبتسميات مخترعة عجيبة أخرى للنيل من تلك المكاسب التي كانت لخير شعوبنا والتي تحققت في المنتدى الأول بتونس .
 الثالث : يعتبر البعض خطأ أن العلاقة مع نظام عربي ما هو بمثابة حوار عربي كردي ويستشهد هؤلاء بعلاقات أو صلات قادة حزبيين من كردستان العراق قبل عقود مع الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بالحوار بين الشعبين وهو أمر بعيد عن الواقع فالحوار الحقيقي والمفيد والمتوازن والمتكافئ هو بين منظمات المجتمع المدني والجهات غير الحكومية وهو لايتناقض مع لقاءات فوقية ان تمت بين هذآ المسؤول أوذاك بشرط أن تكون شفافة وتخدم مصالح الشعبين العربي والكردي .
 
 

222
ندوة حول أزمة الحركة الكردية السورية
                                                                             
صلاح بدرالدين
 

  بدعوة من معهد " ئةنستيتوتي تويزينة وكةشةبيدان "  بأربيل عاصمة إقليم كوردستان العراق وبحضور جمع من النخب الفكرية والثقافية  قدمت محاضرة يوم الثلاثاء ٣٠ – ٤ – ٢٠١٩  تحت عنوان : ( السبيل الى حل أزمة الحركة الكردية السورية ) حيث طرحت الرؤا التالية بايجاز :
 ١ – رغم الاختلافات حول سبل الحل الا أن الجميع يقرون بوجود أزمة عميقة تطال الوجود الكردي السوري وأحزاب الحركة الكردية في الجوانب السياسية والتنظيمية ومن حيث الدورين القومي والوطني  والمستقبل  وكذلك أزمة شرعية أحزاب الحركة الكردية التي لم تطالها التغيير والتجديد ولم تشهد المؤتمرات منذ نشأة بعضها ولم تتزحزح قياداتها حيث يمكن آن يتسجل بعضهم في قائمة – غيتس – وهي بطبيعة الحال لم تنتخب من الشعب ولم تخول يوما بتمثيله .
 ٢ – لو تحققت أهداف الثورة السورية لكانت لصالح الجميع ومن ضمنهم الكرد حيث آعادت مؤسسات الثورة السورية في الأعوام الثلاثة الأولى النظر في الموقف من الكرد وحقوقهم واتخذت سياسة مقبولة من القضية الكردية حيث اعترفت بوجود شعب وقضية مشروعة على أن تتم الاستجابة لها مع ضمانة دستورية في سوريا الجديدة المنشودة  .
 ٣ – حاليا هناك خمسة أطراف داخلية معنية بالقضية الكردية لها مواقف متباينة  وهي : النظام – المعارضة – جماعات ب ك ك – انكسي – الوطنييون المستقلون أما الأطراف الخارجية المؤثرة بجوانب الملف السوري كاملة  ومن رضمنها الملف الكردي فهي : أمريكا – روسيا – تركيا – إقليم كردستان العراق – ايران – إسرائيل  .
 ٤ – جماعات ب ك ك – مسؤولة عن عسكرة وتفريغ المناطق وتوتير العلاقات مع المكونات غير الكردية واثارة الفتن وتخوين الآخر المختلف وخدمة أجندة قنديل والعمل في خدمة النظامين السوري والإيراني منذ بداية الثورة وتجيير قضايا الكرد لصالح قوى إقليمية ودولية وأحزاب الانكسي تتسم بالضعف والتراجع الجماهيري وفقدان الشخصية المستقلة بالرغم من أنها تعتبر من صلب حركتنا الكردية السورية بعكس جماعات ب ك ك التي نشأت أصلا للعمل في ساحة كردستان تركيا ثم مالبثت أن انتقلت الى ساحتنا وتنقل معها آيديولوجيتها ومجمل خطابها وثقافتها التي تختلف الى درجة التناقض مع تقاليد حركتنا الوطنية الكردية السورية   .
 ٥ – الاستقطاب الثنائي الحاد الحاصل بين الطرفين ( جماعات ب ك ك و الانكسي )  لايخدم قضيتنا ويغلق الأبواب أمام التعددية وحريات الآخرين في المساهمة بحل الأزمة والنضال لخدمة قضايا الشعب والوطن  .
 ٦ – هناك ثلاثة رؤا مطروحة في ساحتنا : ١ - التصالح مع النظام بأي ثمن وهو عائد الى فقدان آمال أصحابه من الأحزاب والبحث عن طريق الخلاص من قمع سلطة الأمر الواقع ٢ -  البقاء في ظل سلطة جماعات ب ك ك والانقياد لها ٣ -   اتفاق محاصصة بين أحزاب الطرفين  والمقصود تلك الجماعات والانكسي مرة أخرى بعد اخفاق اتفاقيات أربيل ودهوك منذ أعوام مضت ٤ – مشروع – بزاف – لاعادة بناء الحركة الوطنية الكردية السورية  . طبعا هناك طرح مستجد بإعادة الاستقرار الى مناطق شرق الفرات عبر تعزيز فكرة المنطقة الآمنة بقوى أخرى ترضى عنها تركيا وباشراف أمريكي وهو حل مؤقت ان تم ولا يحمل أي علاج للقضية الكردية .
 ٧ – هناك نهجان لمعالجة الأزمة الكردية السورية : واحد يعتمد المعالجة الفوقية بين رالأحزاب عبر تبويس اللحى والمحاصصة وآخر المعالجة من تحت أي البدء بالبنية التحية للحركة وإعادة بنائها من جديد واستعادة شرعيتها المفقودة من خلال عقد مؤتمر قومي وطني كردي سوري بغالبية وطنية مستقلة ومشاركة حزبية أيضا وهذا مايطرحه حراك ( بزاف ) عبر مشروع برنامجه المطروح منذ أعوام وهذا النهج لحل الأزمة لن يتحقق من دون دعم الأشقاء في إقليم كردستان العراق وسيستند هذا الحل ان كتب له النجاح على اعتماد لجنة تحضيرية من ثلثين من الوطنيين المستقلين وثلث من ممثلي الأحزاب .
 هذا وقد جرت مناقشات ومداخلات من الحضور أغنت الندوة .
 

 

223
                 محاولة في فهم أسباب " شقاق " الأحزاب الكردية السورية

                                                                          صلاح بدرالدين


  أمام مسلسل تفكك الجماعات الحزبية المتواصل والى جانب حملات ( التخوين والشخصنة والصراع على المواقع والمصالح بين متزعمي الانشقاقات )  تكثر الأطروحات من جانب المتابعين وتتباين حول الأسباب القريبة والبعيدة بين رؤا تعيد الأسباب الى ظروف سوريا الراهنة غير المستقرة أو تدخلات الجوار الكردستاني أو افتقار الكرد السوريين الى شخصية قيادية كاريزمية أو سياسات سلطة الأمر الواقع التدميرية التي تتتحكم فيها جماعات – ب ك ك – أو فشل وتقاعس أحزاب ( المجلس الوطني الكردي ) في تحقيق البديل أو عجز الوطنيين المستقلين بمافيهم الشباب عن تأطير وتنظيم أنفسهم لتجسيد دورهم النضالي في انقاذ الحركة الى غير ذلك من التحليلات ولاشك أن كل هذه الأسباب مجتمعة لها دور وتأثير ولكن السبب الأساسي يكمن في انتهاء مرحلة – الحزبوية – بشكلها الراهن وبداية مرحلة جديدة سنأتي على ذكر تفاصيلها لاحقا  .
تعود الكرد السورييون أقله منذ ثمانينات القرن الماضي خصوصا بعد تولي – اللواء محمد منصورة – مدير المخابرات العسكرية في الجزيرة مسؤولية الملف الكردي ( الذي ولاه حافظ الأسد وهو ضابط أمني صغير مسؤولية الملف الكردي وتكليفه باختراق الأحزاب الكردية وتفتيتها والتركيز على من يعمل منها على اسقاط النظام وطرح الحقوق الكردية المشروعة والتحالف مع قوى المعارضة وأبرزها ان لم يكن الوحيد حينها حزب الاتحاد الشعبي )  على سماع أخبار انشقاقات ومهاترات  أحزابهم بشكل مستمر ومن دون أسباب جوهرية حتى فاقت الخمسين .
   واذا كانت خلافات الرعيل الأول خلال مرحلة الاعتقالات وأمام المحاكم  في الستينات قد دشنت عمليا نوعا من التمايز السياسي مالبث أن تحول الى صاعق فجر التناقضات الفكرية – السياسية العميقة التي أدت الى الانقسام بين اليسار القومي الديموقراطي واليمين القومي أواسط الستينات لها مايبررها خاصة وأنها تمحورت في الخلاف على قضايا جوهرية مثل : هل الكرد السورييون شعب أم أقلية ؟ وكيف ستحل القضية الكردية عبر الانصياع للنظام أم من خلال النضال الوطني والتحالف مع المعارضة الديموقراطية ؟ والموقف من خلافات كردستان العراق وثورة أيلول مع المنشقين هناك أم مع القيادة الشرعية التي يمثلها الزعيم الراحل مصطفى بارزاني ؟
  ان معظم مايثار من مزاعم خلافية ان لم يكن كلها في العقود الأخيرة وخصوصا بعد اندلاع الثورة السورية لايعدو كونه صراعات هامشية ومداخلات خارجية من المحاور الإقليمية والقيادة العسكرية ل ب ك ك في مركز – قنديل – ( من دون اغفال الصراع التناريخي بين تياري الاعتدال والمغامر في الحركة الكردستانية  كمحرك )  والتدهور الحاصل يعود في حقيقة الأمر الى انتفاء دور السيستيم الحزبي المتبع في حركتنا الكردية السورية  وفقدان شرعيته وانهيار العامل الذاتي من ( برامج وقيادة وسياسات ) والحل هو بإعادة البناء والاتحاد واستعادة المشروعية النضالية من خلال المؤتمر الكردي السوري الجامع .
  متزعمو الانشقاقات الراهنة لايتورعون عن استخدام كل الأساليب الملتوية التضليلية وحتى اللاأخلاقية بغية تعزيز مواقعهم والغلبة على الخصم المقابل والمسألة لاتتضمن أية خلافات سياسية وجيهة فقط يبقى الفاعل الوحيد :  المال السياسي والتمحور والتدخلات الجانبية خصوصا وفي المدة الأخيرة من جانب أوساط ( لاهور طالباني وجماعات ب ك ك ) من دون اغفال دور سلطات نظام الأسد ومداخلات قاسم سليماني ولو بصورة غير مباشرة لأن جزءا من العملية يرتبط بالصراع الدولي والإقليمي وترتيب الخطوط الخلفية في الساحة الكردية السورية والكردستانية أيضا .
  كان ومازال هناك على الدوام نوعان من ردود الأفعال في الساحة الكردية  تجاه انقسامات الأحزاب الكردية السورية واحد موقف وطني حريص يقرأ الظاهرة على اعتبار تراجع السيتيم الحزبوي في العمل الوطني الكردي لأسباب شتى حيث لكل حالة حزبية مأزومة  وضع خاص لامجال للخوض فيها الآن ويرى الحل بضرورة الانتقال الى فضاء – الكردايتي - الواسع  باالتجديد والاتحاد واعادة بناء الحركة عبر المسارات الشرعية الشعبية من خلال المؤتمر الكردي السوري الجامع وآخر عبارة عن أصوات  شامتة لم يكن أصحابها يوما ضمن دائرة العمل الوطني الكردي همها الطعن بمصداقية نضال شعبنا وأدواته اما لمصلحة جماعات – ب ك ك – كخيار قسري  أومحاولة استثمار الحالة للظهور متسللين كبدلاء والحل بنظر هؤلاء ( أعلنوا أو أخفوا ) هو الارتماء بأحضان نظام الاستبداد .
 لايمكن إيجاد حل للأزمة الراهنة المتفاقمة في الحركة الكردية السورية الا بالمعالجة في العمق والطريق الى تحقيق ذلك هو التحضير لتنظيم عقد المؤتمر القومي – الوطني بغالبية وطنية مستقلة واستعادة الشرعيتين القومية والوطنية وانتخاب قيادة مؤهلة لمواجهة التحديات الماثلة ويكرس الاتحاد والمصالحة ويعالج العامل الذاتي المنهارخصوصا بصياغة البرنامج السياسي واقراره .

224
الثورة السورية المغدورة وثورات السودان والجزائر
 محاولة سريعة في فهم عوامل التشابه والاختلاف 

                                                                 
صلاح بدرالدين               
    مرة أخرى يمارس د برهان غليون الرئيس الأسبق لكل من ( المجلس الوطني السوري والائتلاف ) التحايل الفكري في معرض مقارنته – الثورة السورية – المغدورة بالحراك الثوري المتصاعد في السودان والجزائر من خلال مقالة حديثة منشورة في صحيفة – العربي – الممولة من قطر حيث يحاول ايهام الناس مجددا بعد محاولاته السابقة وتهربه من ممارسة النقد الذاتي في تحمله جزء من مسؤولية الإخفاق .
 في مقالته الموما اليها يصر على أن العالم بأسره يرى ( طبعا كما يرغب ويتمنى هو ) بأن المأخذ الوحيد على تجربة الثورة الربيعية السورية وسبب فشلها هو – عسكرة الثورة – بعكس الثورات السلمية الراهنة لشعوب السودان والجزائر التي تحقق أهدافها لأنها سلمية ولاتستخدم السلاح من دون أن يفسر الأسباب التاريخية والموضوعية والذاتية والداخلية والخارجية لمسار تلك الثورتين وخصوصيات شعوب البلدين وطبيعة جيوشهما محاولا بكل مخزونه ( الثقافي ) المتهالك والعاجز عن تقديم الأجوبة الصحيحة  أن يبعد عن الأنظار الأسباب الحقيقية لاخفاق الانتفاضة الثورية السورية لأنه شريك رئيسي في تحمل تلك المسؤولية التاريخية .
  فهو شريك في سيطرة جماعات الإسلام السياسي وتحديدا الاخوان المسلمون على مقدرات المعارضة التي نصبت نفسها بأساليب ملتوية غير شرعية وبدون انتخاب وتخويل شعبي ممثلة للثورة وشكل المدعو – غليون – بنفسه مع بضعة ( أكاديميين انتهازيين ) غطاء ليبراليا – ديموقراطيا لمخطط أسلمة وأخونة الثورة السورية الذي رفع لواءه كما هو معروف نظام قطر ومنظر الامارة ( المفكر العربي المعروف !! ) والحكومة الإسلامية بتركيا  وذلك بدوافع مصلحية ذاتية لعب المال القطري الدور الرئيسي في العملية .
 حتى مسألة – العسكرة – بالثورة السورية فيها نظر وتحتاج الى المزيد من التحليل والنقاش  فعندما اندلعت الانتفاضة السلمية السورية في آذار ٢٠١١ورفعت مطالب إصلاحية عبر التظاهرات الاحتجاجية في سائر المناطق السورية من جانب تنسيقيات الشباب والوطنيين المستقلين لم تستجب السلطة وواجهتها بالحديد والنار وزجت مختلف القوى الأمنية بمافي ذلك الجيش ( وهو بغالبيته يدين للآيديولوجية البعثية بمزاج طائفي موال للنظام ) بعكس جيوش السودان والجزائر حينذاك تداعى الشرفاء من الضباط والمراتب الأخرى وأعلنوا الانشقاق عن جيش النظام باسم الجيش الحر ودافعوا عن أهلهم وردوا عنهم بطش السلطة وقدموا التضحيات الجسام وأنقذوا الكثيرين من القتل والابادة .
     أما المعارضة ( الإسلامية الاخوانية المطعمة بأمثال د غليون ) فعاقبت الجيش الحر وفرضت عليه الحصار والابعاد والاحتجاز بمخيمات الذل بين انطاكيا والاسكندرون والريحانية ومناطق أخرى  لأنهم أبوا أن ينضموا الى صفوف الاخوان أو يأتمروا بامرتهم حين ذاك أنشأ الاخوان فصائلهم المسلحة البديلة بالعشرات وطالبوا تركيا بافساح المجال لتوافد ( المجاهدين ) للانضمام اليهم  وبدأ العد العكسي ( للعسكرة ) بعناصر ملتحية محلية وخارجية .
 اذا كان لابد من اجراء مقارنة بين ثورتنا المغدورة وثورات شعوب السودان والجزائر فان الأخيرة خالية تماما من جماعات الإسلام السياسي وكذلك من الأحزاب التقليدية ( القومية والإسلامية ) والتي تعمل جاهدة على التسلل والتسلق من وراء أظهر الثوار وهاتان الحقيقتان هما سر نجاحها  بل تقودها الفئات الشبابية والوطنية المستقلة من مختلف المكونات والأديان  والأقوام والأثنيات ( العربية والأمازيغية والنوبية وووو ) .
    ففي الجزائر منع المتظاهرون حتى تواجد قيادات الاخوان والأحزاب التقليدية في صفوفهم بالشارع وطردوا على سبيل المثال ( جاب الله ) أحد رموز الإسلام السياسي هناك  وفي السودان قامت الثورة أساسا ضد نظام جماعات الإسلام السياسي الحاكمة أو المتعاونة مع نظام الدكتاتور المخلوع – البشير -  .
 كنا ننتظر من نخبنا الثقافية السورية اجراء مراجعة نقدية صادقة وبدون رتوش  بالعمق لتجربتنا التي كلفت ملايين الضحايا والمهجرين والنازحين وتدمير نصف البلاد تلك التجربة الثمينة المكلفة التي مازال أمثال د غليون يستهترون بها وينأون بأنفسهم عن تحمل المسؤولية ولكن ذاكرة السوريين لن تكون ضعيفة بعد الآن .


225
حوار حول التطورات السورية والقضية الكردية


 الترجمة العربية للقاء السيد صلاح بدرالدين مع فضائية كوردستان ٢٤ باللغة الكردية في   بتاريخ ٢٢ – ٣ – ٢٠١٩

 مقدم البرنامج  المحاور السيد جمال باتون :
  اقترب موعد الإعلان الأمريكي و- قسد - عن نهاية داعش في سوريا فماذا مابعد داعش ؟ - الرئيس الأمريكي يقترح ان تعلن أمريكا عن الاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان – ورفض من جانب المجتمع الدولي : روسيا والصين وأوروبا والدول العربية وهيئة الأمم المتحدة – والاعتقاد السائد أن العالم بصدد إعادة النظر بالحدود المرسومة فما انعكاس ذلك على القضية الكردية ؟ والأنظار تتجه نحو دور روسي أكبر باللعبة مستقبلا  .
 صلاح بدرالدين :
    نعم عسكريا قد يبدو للوهلة الأولى أنه تم القضاء على – داعش – ولكن حتى بالجانب العسكري الأمر  ليس واضحا ومن الناحية السياسية والاجتماعية والثقافية مازالت هناك البيئة الحاضنة لنهج هذه المجموعة الموغلة في الارهاب خاصة بوجود نظام دكتاتوري مستبد مجرم  في دمشق وانعدام الاستقرار وبقاء القضية السورية دون حلول رغم مئات الآلاف من الضحايا وملايين المهجرين وخراب ثلاثة أرباع البلد وهذا يعني أن الحرب في سوريا لم تنته بعد وكل الاحتمالات قائمة بما فيها عودة الإرهابيين مجددا بطرق أخرى وتحت مسميات مستحدثة فارهاب النظام يجلب الإرهاب من كل حدب وصوب من جهة أخرى ماجرى في – باغوز – يكتنفه الغموض ويتساءل المعنييون : أين عشرات الآلاف من ارهابيي داعش ؟ وأين قادتهم وأمراءهم ؟ .
     وعلى الصعيد الخارجي فان الإدارة الأمريكية الحالية تمر بظروف صعبة وتحاول توجيه الأنظار الى الخارج وتستثمر موضوع داعش في سوريا لتحسين وضعها الداخلي وكذلك للتمكن من اقتسام النفوذ مع روسيا خاصة وأن الوجود الأمريكي في سوريا يستند الى مسألة داعش ومحاربة الإرهاب كما يعلن ذلك المسؤولون الأمريكان .
   وهناك مؤشرات عن تقدم ما بين الروس والأمريكان حول الملف السوري خاصة بعد تيقن روسيا أن أستانا وسوتشي لم تعودا صالحتين والتوجه الآن نحو جنيف من جديد بعد فشل التوجه الروسي في اقناع العرب والأوروبيين للانفتاح على نظام اسد والاعتراف به كمنتصر والسبب الآخر هو عجز روسيا لوحدها في عملية الاعمار وحالحاجة الماسة لأموال وخبرة الأطراف الأخرى .
 كماذكرت أعلاه حول تكتيك إدارة الرئس ترامب بتوجيه الأنظار والاستنجاد باللوبي اليهودي بأمريكا لانقاذه فانه ولأسباب أخرى أيضا  يريد ( اهداء ) الجولان لاسرائل وهو أجراء مرفوض من السوريين بكل مكوناتهم  والموقف هذا لايتعلق أبدا بإعادة المجتمع الدولي النظر في الحدود الدولية المرسومة منذ الحربين العالميتين أو اعتبار ذلك سابقة لتقسيم سوريا الى كيانات أو تمهيد لاستقلال كرد سوريا فهيئة الأمم مازالت حريصة على الحدود الدولية وضد أي تغيير فيها وأوروبا وأمريكا غير معنية بالمسائل الداخلية السورية ولم تعلن رسميا عن مواقف تجاه حق تقرير مصير الكرد أوغيرهم بل لم تعلن يوما عن تعددية قومية بالمجتمع السوري لذلك كل مايقال ويتردد بهذا الخصوص محض تصورات واثارات إعلامية ليس الا .
   نظام الأسد لم ينتصر وفاقد السيادة والقرار وفي أصعب أيامه ومفكك ومصيره مرتبط بنظامي روسيا وايران وليس بمقدوره البقاء طويلا بل أن رأسه مطلوب للعدالة الدولية لذلك لن يكون مرجعية للشعب اليوري أبدا بل أن زواله شرط لابد منه لعودة السلم والاستقرار أما أن يقوم الكرد منفردين بالتحاور معه فهو انتحار وضربة مميتة للقضية الكردية السورية التي هي بجوهرها قضية الديموقراطية وحقوق الانسان  وتقرير المصير ضمن سوريا موحدة .
   وفي هذا السياق يحضرني تصريح الأستاذ نيجيرفان بارزاني رئيس حكومة إقليم كردستان العراق الذي أثيرت من حوله الآراء المتباينة  بدعوته كرد سوريا للتحاور في اطار الدولة السورية الموحدة وكما أرى فان مايرمي اليه من حيث المبدأ سليم وهو أنه وبالنهاية فان قضية كرد سوريا تحل في دمشق وفي اطار وحدة الأراضي السورية ولكن السؤال المفصلي هو : مع أي نظام ؟ وأي كرد يقومون بذلك ؟ والجواب أن النظام المستبد الراهن أو نظام الأسد الابن والأب هو من عقد القضية الكردية أكثر وهو السبب في تطبيق المخططات الشوفينية وفي محنة الكرد والسوريين عموما ونظام بهذه المواصفات ليس مؤهلا لحل القضية الكردية ولا أية قضية أخرى تماما مثل نظام البعث العراقي والمقبور صدام الذي لم يحل القضية الكردية بل فرض حرب الإبادة على شعب كردستان .
  ثم من من الأطراف الكردية السورية يتمتع بالشرعيتين القومية والوطنية حتى يكون مؤهلا لتمثيل الكرد وإيجاد حل لقضيتهم ؟ جماعات ب ك ك أصحاب سلطة الأمر الواقع تمارس القمع والدكتاتورية تجاه الآخر المختلف وتعلن لاصلة لها بالمسآلة القومية الكردية وأفرغت المناطق وخونت المختلفين معها أو طردتهم واعتقلتهم وهي بالأساس جزء من أجندة نظامي طهران ودمشق وجاء مسلحوها منذ ٢٠١١ لمواحهة الثورة السورية والوطنيين الكرد المنخرطين بالثورة وهي ليست منتخبة ولا مخولة للتحدث باسم كرد سوريا أما – الأنكسي – فهو ضعيف وفي موت سريري لاحول له ولاقوة ويبحث عن شراكة مع الجماعة الأخرى وهي ترفضه ولاتحمل أي مشروع قومي وطني واضح المعالم وغير منتخب أيضا لذلك نحن أمام أزمة فقدان الشرعية وانعدام التمثيل والتخويل داخل الحركة الوطنية الكردية السورية والطريق الى تفادي الأزمة يمر عبر عقد المؤتمر القومي – الوطني الكردي السوري الجامع وقد طرح حراك – بزاف – مشروع المؤتمر منذ ٢٠١٢ .
  نعم يمكن أن يقرر كرد سوريا أي خيار بمافي ذلك خيار الحوار مع أي طرف كان ولكن بعد توحيد الصف والاجماع القومي والوطني وإنجاز المؤتمر المنشود بغالبية وطنية مستقلة ومشاركة كل الأحزاب والجماعات والمؤتمر المنشود لا يمكن عقده بنجاح الا بدعم واسناد إقليم كردستان العراق في هذه الظروف الراهنة .
  أما أن الأحزاب وخاصة أحزاب – الأنكسي – لها دور واستطاع تجميع الآلاف في احتفالات نوروز فأقول نوروز عيد قومي وتمت الاحتفالات بمئات الالاف قبل ظهور الأحزاب و- الانكسي – حتى وجود بعض علاقات له مع العالم فان ذلك بفضل الإقليم وهناك علاقات أوسع ل ب ي د وقسد وهذا لايعني شيئا من دون برنامج سياسي سليم وواضع يصب في مصلحة السو،ريين والمسآلة الديموقراطية وحقوق الكرد المشروعة .
 ماأطرحه في غاية الصراحة ومن دون مجاملات ولست عدوا لأحد وهناك رفاق وأصدقاء لي في جميع الأحزاب وقياداتها وهناك فرصة سانحة والظروف الموضوعية ايجاابية للقضية الكردية والعلة في العامل الذاتي الذي يحتاج الى إعادة بناء من جديد وأكرر أن دعم الأشقاء في الإقليم شرط لنجاحنا .
     

226
في ذكرى ميلاد الخالد مصطفى بارزاني
                                                                       
صلاح بدرالدين


    بعد مرور أكثر من قرن  على ميلاد الزعيم الكبير الملا مصطفى بارزاني ، وأكثر من أربعة عقود على رحيله ،  مازال حاضرا بيننا بنهجه ، وانجازاته ، والأحداث التاريخية في حركة التحرر القومي الكردي  التي ارتبطت بشخصه ، في مراحل هامة وجوابا على من يشكك بدور هذا القائد السياسي والفكري والثقافي في حركة – الكردايتي – نرى من الواجب القاء الضوء  على عدد من القضايا ، خاصة وأنني كنت من الذين عايشوا هذا الراحل الكبير في مراحل عدة ، وتابعوا بدقة مسيرته الكفاحية الطويلة ، منذ أن وعيت في بداية شبابي وحتى الآن .
و الكرد مثل غيرهم من الشعوب والأقوام لهم رموزهم وقادتهم ومفكروهم ، وبرز بينهم من قاموا بأدوار غيروا مجرى حياتهم ومستقبلهم ومصيرهم ، وكان مصطفى بارزاني في مقدمتهم في العصر الحديث مع ماخاض من تجارب ، وواجه من تحديات ، فقد اختبر التجربة الاشتراكية عن كثب ابان وجوده في الاتحاد السوفيتي السابق وقبل ذلك قاد ثورات وانتفاضات منذ ربيع عمره ،  كما شاهد قيام وسقوط جمهورية مهاباد الكردستانية الديمقراطية ، وتابع صراع الشرق والغرب وانعكاساته على القضية الكردية وكل الصفقات والاتفاقيات بين الكبار حول مصائر الشعوب ، من معاهدات واتفاقيات ( بوتسدام وطهران ومالطا ويالطا واتفاقية الجزائر ) .
 ولاشك أن كل ذلك قد مده بالدروس والعبر ، وخلق لديه استعدادا لفهم طبيعة الحركة الكردية ، والسبيل الأفضل لانتزاع الحقوق عبر النضالين اسللمي والثوري ،  كان- البارزاني- مرتبطا بتاريخ شعبه وعائلته, حيث كان جيلين من قبله منهمكون بالكردايتي منذ عهد الشيخ عبدالسلام- البارزاني- وورث عنهم ميراثا قوميا مميزا.
.    ومن أولى ميزاته الخاصة ابتعاده عن التحزب الأعمى ، وتمسكه بمفاهيم قومية ووطنية واسعة ، وتعلقه بشعبه واحترام معتقداته وطموحاته المشروعة ، كما كان منفتحا على أتباع كافة الديانات ( المسلمة والمسيحية والأزيدية ) ، وكان نصيرا للفقراء  ، ومتعاطفا مع محنة المرأة الكردستانية ، وداعيا الى الصداقة بين الشعبين الكردي والعربي ، وكان مع فصل الدين عن السياسة  .
.
لاشك أنه تأثر بثقافة وتقاليد  منطقة بارزان التاريخية حيث ترعرع فيها ، خاصة في مجال التسامح الديني والقومي والتعددية  الذي شكل المصدر الاول لفكر- البارزاني- وثوريته, فبارزان منطقة الثورات والتمردات ضد الانكليز والحكومات العراقية المتعاقبة, وكذلك علاقاته بتنظيم (هيوا). ويذكر رئيس اقليم كردستان- مسعود البارزاني- في كتابه "البارزاني والحركة التحررية الكردية" انه كانت هناك صلات مع الشيخ- سعيد-. ووصلت حركة خويبون الى منطقة بارزان وانتشرت في اربيل والسليمانية وبغداد, وكانت خويبون حركة قومية شاملة للاجزاء العثمانية الثلاثة من كردستان.
   المصادر الأساسية لفكر البارزاني :
١ - في 19-1- 1948 عقد كونفراس في مدينة باكو, حضره اكراد من ايران والعراق وسوريا
.

 في هذا المؤتمر تحدث- البارزاني- للمرة الاولى عن المسائل السياسية والفكرية ونص كلمته منشور في كتاب السيد- مسعود البارزاني- وفيها طرح استراتيجية الحركة التحررية الكردية, وميز بين اعداء واصدقاء الكرد في تلك المرحلة. اللبنة الاستراتيجية الفكرية الاساسية لفكر- البارزاني- بدأ من كونفرانس باكو, ويؤكد اغلبية المؤرخين انها كانت المرة الاولى التي يتطرق فيها- البارزاني- الى المجال الفكري, ويتحدث عن الشرق الاوسط والتحركات والصراعات الدائرة في المنطقة. وكانت برأيي محاولة لايجاد موقع للكرد في المنطقة, حيث لم يكن للكرد قبلها موقع ودور يذكر. كان- البارزاني- يحاول إفهام الاتحاد السوفياتي السابق, انه يوجد حوالي 20 مليون كردي- حينها- في الشرق الاوسط, ويمكنهم لعب دور هام في المنطقة. 2 - المرة المرة الثانية التي ظهر فيها فكر- البارزاني- كانت عبر مؤتمر- كاني سماق- في 15/4/1967 وبالصدفة كنت هناك في أول زيارة لي الى- البارزاني- والمناطق المحررة, وتابعت المؤتمر السياسي- العسكري لقادة قوات البيشمركة, واعضاء اللجنة المركزية والمكتب السياسي, وحضور الراحل- ادريس البارزاني-. توجه الزعيم- البارزاني- إلى قادة البيشمركة وكوادر ومناضلي الحزب المؤتمرين في- كاني سماق- وقال لهم: انتم ابطال هذا الشعب وتفدونه بارواحكم, اتمنى منكم رعاية الفقراء وقبول النقد, فمن يعمل لاجل مصالحه الخاصة والشخصية, ليس له مكان بيننا ولاحاجة للكوردايتي به. عّرف- البارزاني- في هذا المؤتمر الكرد واوضح مطالبهم, وركز على اهمية العمل الجماعي, وهاجم بشدة الاغنياء الكرد الذين كانوا لا يساعدون شعبهم, وكان يقول, انني لست زعيما لأحد لكنني خادم لشعبي. كما تحدث عن معنى التقدمية بعيدا عن الشعارات البراقة, قائلا: ان التقدمي هو من لا يظلم شعبه ولا ينهبه ويحافظ ويصون كرامته. وانتقد بشدة المسألة الحزبية الضيقة وقال: "لم اخن احدا طوال عمري, ولا أقبل أن يخونني أحد. تنظيم صفوفنا ركيزة تفوقنا, ونحن نخوض صراع البقاء أو العدم. يجب عدم اهانة راعي قروي أو امرأة ." وتابع: " قلتها في 1945 وفي عام 1948 وفي 1960 وأكرر الآن وأقول, أن لاخلاف ولا صراع بيننا وبين الشعب العربي. الكرد والعرب اصدقاء واخوة لكن صراعنا مع الانظمة والحكومات, ونطالب بتشكيل حكومة ديمقراطية ولانهاجم أحدا وندافع عن انفسنا, فالحزب وسيلة وليس غاية بحد ذاتها." كان- البارزاني- صاحب فكر وتوجه واضح وباديا للعيان, وثورة ايلول والحكم الذاتي والفيدرالية شواهد حية على فكره و توجهه,

. وفي أحد الأيام كاشفني أحد أعضاء المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكردستاني, بأنه اطلع على بحثي في مؤتمر الذكرى التسعين لميلاد- البارزاني- الذي عقد في صلاح الدين بكردستان العراق, وأنه متضايق من عبارة- البارزانيزم- ولا يحبذها فكان جوابي: هل تعترف بوجود نهج فكري وسياسي متميز- للبارزاني- فأجاب بنعم, فقلت بالكردية أو العربية نردد كلمتي نهج- البارزاني- وبالكردية (ريبازا بارزاني) فكل ما عملته هو تحويل الكلمتين الى واحدة والى مصطلح واحد- بارزانيزم- وبالكردية اللاتينية-barzanîzim - فهل هناك مايدعو للخجل أو الامتعاض؟ فقلت لصاحبي كل ما أخشاه, أنك لا تحبذ نهج صاحب المصطلح وليس العبارة بحد ذاتها, وبهذا الخصوص يردد البعض أحيانا بأنني كشخص, وكما كنت أمثل من حزب وتيار سياسي ذي وزن في جزءنا الكردستاني, وقفنا ضد- البارزاني- في مراحل معينة أو كتبنا في حقه اتهامات وما شابه, ثم عدنا وغيرنا الموقف بحثا عن مصالح. أقول لهؤلاء بصدق وصراحة: أتحداكم أن تبرزوا مثالا واحدا, وكل أرشيفنا متوفر لدى العامة, كما أقول نعم, اختلفنا معه حول بعض المسائل المتعلقة بقضايانا السورية, وكان واسع الصدر يتقبل الاعتراض منا, واختلفنا أيضا مع قيادات حزبه مرارا وتكرارا حول العديد من المسائل, وتصرف بعضهم معنا بعيدا عن تعامل الأشقاء, كما سنأتي على ذكر بعضها لاحقا. ولكن ظلت الاختلافات في حدود البيت الواحد, وقد وقفنا دائما وفي كل المراحل في وجه القيادات التي انقلبت على- البارزاني- ونشرت بحقه الافتراءات, خاصة في عام 1966 وبعد نكسة 1975 في كتب وكراريس وبيانات وصحف, كما فعل السادة- جلال الطالباني- ود. محمود عثمان- وسامي عبد الرحمن- هؤلاء الذين مالبثوا أن تراجعوا وعادوا الى بيت الطاعة بعد فشل مشاريعهم البديلة.
وأن تراثه التاريخي يشكل مصدر الهام يمكن الاستفادة منه وأخذ العبر والدروس حتى في عصرنا الراهن, خاصة في مجال حرية التمتع بحق تقرير المصير, وأشكال النضال والتعايش بين الأقوام والأديان والمذاهب, والتسامح وقبول الآخر والصداقة الكردية العربية والعيش المشترك والحوار السلمي, وهي بغالبيتها مازالت قضايا مطروحة للحل والتفاهم حولها ولم تنجز بعد .

من دواعي اعتزازي, أنني من أوائل الذين اكتشفوا نهج- البارزاني- من الناحية النظرية, وعملت منذ لقائي به على مرحلتين خلال الثورة (1967) وبعد السلام (1970) على التحقيق في الأمر, وجمع المعلومات والوثائق والاطلاع على الوقائع والأحداث من معاصريه, وخاصة من لقاءاتي بالراحل- كاك ادريس- ومن كتب الرئيس- مسعود- وجلسات اللقاء به, هذا الكنز الدفين المليء بالمعلومات. حيث كنت أدون الملاحظات الرئيسية الجوهرية, بعد كل جلسة مع- كاك مسعود- ومن دون أن أشعره بذلك. اضافة الى كتب الرحالة والمؤرخين الأجانب والكرد والعرب والايرانيين, ومواكبة التطورات في عقود كاملة, الى أن توصلت الى صياغة ذلك النهج وتحديد أسسه النظرية, ومصادره وتحولاته ومؤثراته ودعائمه التاريخية, وتجلياته السياسية والثقافية والاجتماعية ونتائجه الميدانية. ولاشك أنني أعتبر ذلك جزءا هاما من رصيدي الفكري والثقافي القومي والوطني.


227
لقاء مع صلاح بدرالدين
أجرى اللقاء : نادية خلوف 

الأستاذ صلاح بدر الدّين من المناضلين الأوائل من أجل التّحرّر  الوطني. بدءاً من انخراطه الكامل منذ شبابه بالقضيتين الكردية والسورية مرورا بعلاقاته النضالية في مجال التنسيق والتعاون مع  منظمة التّحرير الفلسطينيّة وحركات التحرر والتقدم بالمنطقة ،ودائرته الأساسية في حياته السياسية كانت ومازالت القضيّة الكرديّة بشكل عام ، هو ناشط سياسي، ونشيط أيضاً، متّقد الذّهن. يحاول أن يجمع بوسطيته الأطراف المتصارعة على هدف حقيقي، وعلى وطن سوري  يتّسّع للجميع.
السّؤال الأوّل وربما الأهمّ : لماذا استفحل العداء بين الكورد والعرب في سورية ، علماً أنّه في بداية الثورة كانوا جميعاً ينادون أنّ" الشّعب السّوري واحد"
ج في بداية الانتفاضة الثورية ببلادنا كان الحراك الوطني الكردي العام والشبابي بشكل خاص عبر تنسيقياتهم بمختلف مدن وبلدات ومناطق التواجد الكردي والمستقلون عامة هم من تجاوبوا مع الانتفاضة وشاركوا فيها بنشاط ولم يمض وقت طويل حتى تم التواصل والتنسيق بين تنسيقيات الحراك الشبابي الكردي وبين تنسيقيات الشباب العرب السوريين في حلب ودير الزور وحمص ودرعا ودمشق وريفها واللاذقية وسرعان ما توافقوا على خطاب سياسي واحد حول شعارات التظاهرات حتى أن تنسيقيات شباب درعا اقترحت أن تكون اسم فعاليات احدى أيام الجمع – آزادي – أي الحرية وكنت حينها مواكبا بشكل يومي لنشاطات تنسيقيات شبابنا في الجزيرة وكوباني – عين العرب – وحلب وعفرين وحي الأكراد بدمشق وداعما لهم وقد كتبت حينها كيف أن الشباب الكرد والعرب تفاهموا بهذه السرعة في حين أن بعض الأحزاب الكردية والعربية كانوا معزولين عن بعضهم البعض ولم تتوفر لغة التو افق بينهم لعقود ولكن وبعد أقل من عام عندما استفاقت الأحزاب الكردية التقليدية من هول الصدمة حيث لم تكن في برامجها ولا في تقديراتها أن سوريا مقبلة على ثورة وطنية شعبية سرعان ما واجهخت الحراك الشبابي والوطني المستقل وفي أكثر الأحيان التقت مصالحها مع مصالح النظام في محاربة الناشطين الكرد طبعا في أوج التفاهم بالبداية ظهر شعار ( واحد واحد الشعب السوري واحد ) وتبناه شبابنا حتى أنني أتذكر أن هذا الشعار أطلقناه نحن المشاركون الكرد في مؤتمر – آنتاليا – وتحول الى شعار وطني وبعد سيطرة جماعات – ب ك ك – على المناطق الكردية وظهور ( المجلس الكردي ) غاب هذا الشعار بل قامت أحزاب بتأجيج الصراع العنصري بين الكرد والعرب ولم يكن النظام غائبا عن هذا التآمر على الوحدة الوطنية .     
-هل يمكن فصل الموضوع الكردي عن الموضوع السّوري . في سوريا؟
ج  لا على الاطلاق هناك قضية وطنية عامة تخص كل السوريين بجميع مكوناتهم القومية و،الدينية والمذهبية وهناك قضايا تخص الكرد والآخرين والقضايا جميعها تتمحور حول النضال الوطني الديموقر اطي والتقدم الاجتماعي في اطار سوريا جديدة موحدة تستجيب لمصالح الجميع وتضمن حقوقهم في دستور البلاد بشكل واضح وكماأرى وحسب تجربة حركتنا منذ أكثر من سبعين عاما منذ خويبون وحتى الآن لاحل لقضايانا جميعا من دون الديموقراطية ولن ترى القضية الكردية أية حلول في ظل الاستبداد والدكتاتورية من جهة أخرى لن يتحقق الحل العادل والحاسم الا بتو افق عربي كردي لذلك قدرنا أن نتعايش بوئام وسلام ونكون شركاء في السراء والضراء في تحمل المسؤليات وفي خيرات البلاد وتقرير مصيرها .   
-أقرأ دعوات من بعض السّياسيين الكورد للتحالف مع النّظام،  كي يبعدوا الخطر التّركي. هل يستطيع النّظام فعل ذلك؟ وماذا تقول لهؤلاء؟
-ج  كنا منذ البداية نرى خطورة نقل معارك – ب ك ك – مع تركيا الى الداخل الكردي السوري فذلك لم يخدم الثورة السورية ولا القضية الكردية وبحكم الجغرافيا والتاريخ والواقع السياسي المحيط ببلادنا من مصلحة الثوار السوريين  مهادنة الجوار من أجل تامين العمق الاستراتيجي بل الاتفاق على المصالح المشتركة وأقصد الأردن وتركيا واقليم كردستان العر اق وحتى لبنان الوطني ومافعلته جماعات – ب ك ك – وبالتعاون مع نظامي طهران والأسد عكس ذلك حيث نفذت أجندة النظامين بخصوص هذا الموضوع الحيوي وبعكس مصالح وارادة السوريين من الكرد والعرب والآن مازال المخطط نافذا بمرحلته الأخيرة وهي الأرتماء علنا بأحضان نظام الاستبداد بذريعة ابعاد الخطر التركي طبعا غالبية الأحزاب الكردية السورية مع هذا النهج المدمر خاصة التي كانت تاريخيا مرتبطة بأجهزة النظام .
-ماذا حول زيارة الائتلاف السّوري-المعارض- لرئيس إقليم كوردستان العراق؟
وهل تعتقد أنّ الائتلاف فيما لو نجح في تلقي الدّعم الكردي من أجل حل المسألة السورية ،سوف يعترف بحقوق الكورد لو وصل إلى السلطة-مثلاً-؟
-ج  وفود ( المعارضة السورية ) لم تنقطع عن اربيل والزيارة الأخيرة جاءت بعد أن خسرت هذه المعارضة وأضاعت الثورة ولم يكن لديها ولن يكون الآن ومستقبلا أي جديد حيث فقدت كل أوراقها بفضل جماعات الاسلام السياسي وعلى رآسها الاخوان المسلمون أعتقد ماطرحه الوفد بخصوص ( المنطقة الأمنية ) لن يكتب له النجاح أما عن الموقف السياسي تجاه الكرد وقضيتهم فرغم صدور بيانات بمضامين جيدة سابقا الا أن ( المعارضة ) الآن غير مؤهلة وليس بيدها السلطة والقرار .
-من المسّلم به أنه قبل الإسلام لم يكن يوجد مسلمون، وربما كنا جميعاً زرادشتيين، ولكن ، هناك نغمة كوردية بأنّهم لا ينتمون  للإسلام ، وهذه حريّة شخصيّة. السّؤال هو: هل البيئة الكردية هي بيئة مسلمة؟
-ج  البيئة الكردية عموما محافظة ومعتدلة والكرد متمسكون بعقائدهم من دون تطرف وغالبيتهم الساحقة مسلمون مع وجود أزيديين ومسيحيين أما ما يصدر من نوازع فردية ضد الاديان وخاصة الاسلام فاعتقد أنها ردود فعل ضد فظائع داعش وغيره من جماعات الاسلام السياسي  وما نسمعه ليس تحليلات فكرية ثقافية مقنعة بل مشاعر وتمنيات فردية .
- في سورية نوعان من المعارضة . إحداهما تشدّ على يد بوتين. هل يمكنك شرح ذلك؟
ج للأسف مازال بعض اليسار يعتبر بوتين خليفة لينين ويلتقي مع موقف نظام الأسد بخصوص روسيا والحقيقة أن بوتين نقطة التقاء بين مصالح الطغمة الحاكمة وهي بقايا الك ج ب وضباط الصناعات الحربية والمافيات العابرة للقوميات والمعارضة المؤيدة لبوتين تقبل الاحتلال الروسي لبلادنا على غرار حكومة فيشي التي أيدت الاحتلال النازي لفرنسا . 
-لماذا جرى ما جرى في عفرين؟ وما هو الحلّ؟
ج المسبب الرئسي لمحنة عفرين هو جماعات – ب ك ك – وسياساتها العقيمة هي من أدت الى تسليم عفرين لتركيا حيث كانت تتحكم بالمنطقة وتمارس القمع ضد مخالفيها من الكرد وكانت على وشك تسليم المنطقة للنظام وجرت مفاوضات برعاية روسية لهذا الغرض ولكن الأتراك كانوا أسرع و احتلوا عفرين ومنطقتها طبعا الاحتلال التركي مرفوض وعليهم الالتزام بقواعد ومتطلبات الاحتلال عبر هيئة الأمم وتسليم المنطقة لأهلها من خلال لجان مدنية منتخبة ومنع التجاوزات وآي مساس بالتكوين الديموغرافي للمنطقة واهعادة المهجرين من أهل المنطقة  و تركيا تتحمل المسؤلية لأنها دولة محتله وبيدها السلطة والقرار .
-كيف تتصور مستقبل الحكم في سورية؟
  لاأعتقد أن هناك أي حظ لاستمرارية نظام الأسد المسؤل عن قتل وسجن وتشريد الملايين ولابد من أجل بقاء سوريا كدولة موحدة ووطن للجميع وتحقيق المصالحة وتنفيذ العدالة  زوال هذا النظام من خلال اعادة بناء الحركة الوطنية السورية عبر مؤتمر وطني عام وصياغة برنامج جديد وقيادات جديدة لتحقيق ماعجزت عنه المعارضة التقليدية الاسلاموية السابقة عبر النضال بمختلف أشكاله الممكنة وهو أمر يحتاج الى جهود مخلصة ووقت ودعم واسناد .
  كل الشكر للأستاذة ناديا خلوف وهي احدى الرموز النسوية السورية التي أفنت عمرها في نشر ثقافة العيش المشترك والسلم الأهلي ومازالت تواصل مسيرتها الثقافية الوطنية المبدعة .
الأستاذ صلاح  بدر الدين:  شكرا لك، وشكراً لنضالك المستمر من أجل القضية السّورية ، والكردية.
 



228
جولة " فيسبوكية "  في دائرة الحدث
                                         
صلاح بدرالدين           
   1   
 هل انتقل الصراع الاقليمي والدولي  (  في وعلى ) سوريا بكل عبثيته وهمجيته  الى مرحلة ( النأي بالنفس والتهرب من المسؤلية ) بعد وصول الكبار والصغار الى الطريق المسدود ؟ عن الاختلاف الأمريكي – الأوروبي والروسي – الأمريكي – الأوروبي والروسي – التركي – الايراني والتركي الروسي والتركي الأمريكي – الأوروبي حول الموقف من الحصار الاقتصادي على ايران ودورها التخريبي بالمنطقة  والاتفاق النووي ومستقبل النظام السوري  واللجنة الدستورية والمنطقة الآمنة ومصير الدواعش الأوروبيين بالآلاف وعائلاتهم ومستقبل السلام وعملية الاعمار أتحدث وقد يقول قائل أن تلويح هذه الأطراف المعنية بالاحجام والتهرب والتصرف من جانب واحد وسائل للعودة مجددا الى تنظيم وتأطير صراعاتها لتثبيت خارطة توزيع النفوذ والمغانم وكل ذلك يجري بغياب وتغييب دور السوريين كردا وعربا ومكونات أخرى بعد اخفاقهم في اعادة بناء حركتهم الوطنية  الموحدة .
 2   
الى الاخوة اللذين يوزعون المكارم ويشيدون " بأفضال " الطاغية – بوتين -  عدو السوريين وحامي مجرم الحرب رآس نظام الاستبداد لأنه أشار بشكل عابر ( لايلاء أهمية لكرد سوريا ) عليهم وفي السياق ذاته الاشادة بأفضال الدكتاتور السوري أيضا  عندما ذكر أن الكرد هم من نسيج سوريا ثم عليهم أن لاينسوا أن اشارة بوتين التكتيكية العابرة جاءت في معرض طرح الجانب التركي مسألة اجتياح شرق الفرات والقضاء على جماعات – ب ك ك – واذا كان الشيء بالشيء يذكر وحسب المفهوم السطحي  لهؤلاء عليهم توجيه الشكر أولا الى – ب ي د – وأخيرا أقول لهؤلاء أين التزاماتكم تجاه القضية الوطنية  السورية وهل يمكن فصل الموضوع الكردي في الظرف الراهن عن القضية السورية  وفك التشابك العضوي بينهما ؟
3
  بايجاز شديد هناك أمام الكرد السوريين من أجل تجنب الكارثة المصيرية القومية طريق واحد وثلاث خيارات : ليس بادارة الأزمة واعادة انتاج وترقيع ماهو قائم من أحزاب أطراف الاستقطاب كما كان متبعا  بل بالتصدي لمهام أعادة بناء حركتهم وتوحيدها وشرعنتها عبر المؤتمر المنشود وتوفير كل دعائمها لتتحول الى الأداة الفاعلة في مواجهة كل التحديات أما الخيارات الثلاث : الأول بعقد المؤتمر من غالبية مستقلة وثلث حزبي غير معطل من المجلسين والثاني : مؤتمر من غالبية مستقلة وثلث غير معطل من أحزاب – الأنكسي – والثالث : مؤتمر من الوطنيين المستقلين ومنظمات المجتمع المدني والحراك الشبابي
 4.
شعوب المنطقة المتضررة الأساسية وشبه الوحيدة من شرور ارهاب جماعات الاسلام السياسي السنية والشيعية  بكل مجاميعها القاعدية والداعشية والحزب اللهية والحشدية  وغيرها لأنها والى جانب الخسائر بالأرواح  والدمار فانها ظلت محرومة من منافع التطور الديموقراطي والتنمية واكتوت أكثر بنيران الاستبداد  واذا كانت هناك دول أصيبت بضرر ما فان معظم الأنظمة الاقليمية والعالمية المعنية بقضايا المنطقة استفادت من ظاهرة الارهاب في صراعاتها من أجل النفوذ واستغلال الخيرات وادامة منظوماتها الأمنية التيوقراطية والدكتاتورية واشغال الشعوب باالفتن المذهبية والعنصرية ولاشك أن نظام طهران في مقدمة المستفيدين ولاتخلو اشارة  تقرير المخابرات الأمريكية الأخير  بتواجد قيادات القاعدة في ايران من الصحة حيث يعتقد أن القاعدة ستواصل الارهاب مابعد داعش لأنها منبع الأخير ومرجعيته الآيديولوجية – العقيدية  بالأساس
5.
 الرئيس العراقي يقول " الرئيس الأمريكي ترامب لم يأخذ اذنا من العراق ليراقب الايرانيين في بلادنا " ولو كان صادقا لقال : الايرانييون يتحكمون فينا ويراقبون كل شيء بالعراق بدون اذن  من الشعب الى الجيش و الأمن والحكومة  وكل مؤسسات الدولة والمقيمين بمافيهم الأمريكان وهم من عينوا رؤساء البرلمان والحكومة والجمهورية وماوجودي كرئيس  الا مكرمة من قاسم سليماني الذي يعود اليه الفضل في تعييني بجنح الظلام وأمام ذلك من حق الأمريكي أيضا والتركي والسعودي والقطري وووو اسوة بالايراني أن يراقب من يشاء لأن العراق بلاد سائبة منتهكة السيادة في ظل وضعه الراهن والشعب العراقي الكريم بكل مكوناته  يستحق الحرية  والاستقلال والسيادة في ظل رؤساء حكومات منتخبة منه بالوسائل الديموقراطية .
  6
 بمناسبة زيارة وفد ( الائتلاف ) الى آربيل ولقائه مع الأخ الرئيس مسعود بارزاني ومناشدته بدعم جهود البحث عن  دور كردي سوري للمساهمة في تحقيق السلام وحل الأزمة وكما أرى  : كان الأولى بالوفد السوري المعارض  ومن ضمنه ممثلو – الانكسي – تقديم مشروع مفصل ومدروس ومتكامل ومطروح للنقاش الشعبي حول حاضر ومستقبل البلاد وسبل الحل  متضمنا مراجعة نقدية  بالعمق بشأن أخطاء  واخفاقات  – الائتلاف  والهيئة التفاوضية وقبلهما – المجلس السوري – وكذلك – الانكسي -  ومسؤليتهم تجاه تعقيدات الوضعين السوري والكردي  وموقف الأخير من تفاصيل الحالة الكردية وخصوصا من مسألة عقد المؤتمر الكردي الانقاذي  فالرئيس بارزاني كان ومازال مع مايقرره السورييون وكردهم ويهمه كماأعتقد أن يحمل زائروه تصورات واضحة  وطال ما آبدى عدم رضاه من أداء ألأحزاب الكردية السورية
7
كل السيناريوهات والبدائل  المطروحة بشأن موضوع ( المنطقة الآمنة – العازلة – الأمنية ) على الحدود السورية – التركية المشتركة وتحديدا الممتدة من منبج الى – فيشخابور والتي تمر طولا وعرضا حكما بالمناطق الكردية وقد تشمل مناطق مختلطة وحتى لو شارك في تنظيمها ( الأمريكان والأتراك واقليم كردستان وبعض المعارضة وغيرها من الأطراف المحلية والاقليمية والدولية ) فانها وحتى لو تحقق لها النجاح ( وهو مستبعد ) لن تكون الا بمثابة نوع من ادارة لأزمة جانبية  وليس تحقيق الحل النهائي للقضيتين السورية والكردية ومهما كانت النتائج فان مهام العمل التحضيري لعقد المؤتمر الكردي الوطني السوري الجامع بخياراته الثلاث التي حددناها سابقا  ستبقى في سلم الأولويات .
8
    من الدروس التي استقيناها من تجربة حركتنا الكردية السورية أن الأحزاب عندما كانت تعجز عن تحقيق مانصت عليها برامجها وبدلا من البحث عن الأسباب الداخلية وتقويم اعوجاجها تتهرب من مواجهة الحقيقة  وتلجأ الى لفت الأنظار نحو الخارج وكانت بذلك تنفذ ماتسعى اليها الأنظمة الشوفينية الحاكمة بالوقت ذاته وقد برع نظام الأسد الأب والابن في هذالمجال والآن وكأن التاريخ يعيد نفسه فقيادات أحزاب ( المجلسين ) لاتقترب حتى من الاشارة الى متطلبات اعادة ترميم البيت الداخلي بل تنشغل في أمور جانبية – خارجية  ليس حتى كقوة فاعلة بل كتوابع وفي مجال ردود الفعل فحسب من قبيل : تحرير باغوز وتقديم الخدمات للنظام وتفيذ أجندات – ب ك ك – ولانتقال من حضن اقليمي – دولي الى آخر والسير وراء مشاريع الآخرين مثل المناطق الأمنية واللجنة الدستورية وهي بغالبية أعضائها تابعة للنظام وكل ذلك يؤدي الى زرع الاحباط وعدم الثقة وفقدان الأمل  والحل كما أرى أن يتصدى الوطنييون الكرد ونخبهم وكل في موقعه لهذا الانحراف الخطير في تناول قضايا شعبنا .
 9
الموضوع في اجتماعي - وارسو وسوتشي - ادارة الخارج والمعنيين بالاشراف على حروب بالوكالة  ل" أزمات "  الشرق الأوسط وخصوصا سوريا والفرق بينهما هو في الأول تنديد بنظام الاستبداد الأسدي وتشديد تجاه حلفائه خصوصا نظام طهران ولكن من دون توضيح آليات وخطوات عملية لدعم الشعب السوري أما في الثاني فتأييد ومهادنة نظام الاستبداد الى درجة أن – روحاني – زايد حتى على بوتين في محاباة النظام ومعاداة الشعب السوري وثورته وقضيته العادلة وفي الأول لم نلاحظ ( معاملات تحت الطاولة ) تتعلق بمصير السوريين أما في الثاني فكل الخوف من صفقات – ثنائية أو ثلاثية – على حساب ماتبقى من سوريا والسوريين . 








229
هل الحراك السوداني شكل متطور لثورات الربيع ؟
                                                               
 صلاح بدرالدين

  الانتفاضة الثورية السودانية تطرح المزيد من الأسئلة على الأوساط الفكرية والثقافية والنخب السياسية بالمنطقة عموما وفي البلدان التي شهدت ثورات ربيعية نصف منتصرة أو خاسرة على وجه الخصوص حول مااذاكانت امتدادا لثورات الربيع المتفجرة المتواصلة منذ ٢٠١١ أو شكلا متطورا عنها أو انتقاما لاجهاضها وانتصارا لفكرتها : استعادة الحرية والكرامة واسقاط الاستبداد واجراء التغيير الديموقراطي وهل استفادت من دروسها الثمينة ولن تعيد تكرار أخطائها وانحرافاتها التي ارتكبتها جماعات الاسلام السياسي والأحزاب التقليدية القوموية واليسراوية والعناصر الانتهازية بلبوس ليبرالية التي تسللت وتحكمت في مفاصلها السياسية والمالية والعسكرية وتحولت الى امتداد للنظامين الرسميين العربي والاقليمي وتاليا الدولي .       
   التظاهرات الاحتجاجية في السودان مستمرة  وتدخل شهرها الثاني بازدياد مضطرد في المشاركة والتوسع وتطوير المطالب والشعارات وكسب المؤيدين والأنصار محليا وعالميا خاصة وأن من يحكم بالحديد والنار لايعدو كونه ربيبا للاسلام السياسي جاء بانقلاب عسكري ومطلوب للعدالة الدولية ومتهم بممارسة الجرائم ضد الانسانية  فقد انطلقت الاحتجاجات  بداية تنشد تحسين الأحوال المعيشية وتحقيق الديموقراطية مالبثت أن صعدت أهدافها بعد استمرار النظام بالقمع والقتل والاعتقال وعدم الاذعان لصوت الحق والعدل والحوار السلمي مثل آي نظام دكتاتوري غارق في الجرائم نحو شعار اسقاط النظام واجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية وقد أثار هذالحراك انتباه البعض ودهشة الآخرين بسبب استمراريته ودقة تنظيمه وعدم معرفة من يقود من أحزاب أو جماعات أو شخصيات .
 وفي ظاهرة ملفتة يصدر " تجمع المهنيين " في السودان الذي يقود التظاهرات الاحتجاجية فعليا ضد نظام الجنرال البشيربيانا يتهم الأحزاب ال ( 22 ) وهي بمجملها تقليدية اسلامية قبلية بمحاولة الالتفاف على التحرك الشعبي وركوب الموجة وتجيير دماء المضحين والناشطين لمصالحها الحزبية الضيقة ويتهمها بأنها كانت ومازالت جزء من النظام بعقلياتها وبرامجها وقياداتها أهمية البيان تكمن ليس بكون أصحابه من قادة التظاهرات فحسب بل بتمثيلهم للطبقات الوسطى بالبلاد أيضا التي تلعب عادة أدوارا تاريخية حاسمة في الثورات الاجتماعية وعمليات التغيير الديموقراطي وفي الحالة السودانية أغلب الظن أنهم تعلموا الدرس من تجارب ثورات الربيع في المشرق والمغرب التي أثبتت أن قيادات الأحزاب التقليدية الاسلامية والقوموية واليسراوية تصدرت ( الردة المضادة ) في اجهاض الثورات المندلعة في معظم بلدانها وخصوصا في سوريا حيث اجتث النظام الطبقات الوطنية الوسطى منذ عقود وكل التضامن مع انتفاضة السودانيين ضد نظامهم المستبد .
 المتحدث الرسمي باسم " التجمع " الأستاذ في جامعة الخرطوم محمد يوسف المصطفى في لقاء مع وكالة الصحافة الفرنسية يضع النقاط على الحروف  ويقول : ( منذ ١٩ ديسمبر الماضي التظاهرات مستمرة وأن القوى السياسية  - نحو ١٠٠ – حزب المفترض بها أن تقود الحراك منقسمة على نفسها بين معسكرين ( قوى الاجماع ونداء السودان ) وبالتالي كانت الغالبية من شعب السودان تبحث عن " قائد " وقرر تجمع المهنيين أن يكون – مركز العمل – ويضفي عليه معنى معينا لكن القائد هو الشعب كما ليس للتجمع هيكل تنظيمي مثل الأحزاب ويستلهم قوته من العمل الجماعي وبما أن القانون يحظر اقامة نقابات فقد بادر المهنييون الى تنظيم تجمعاتهم فأساتذة جامعة الخرطوم – ٢٠٠ – أستاذ  آقاموا تجمعهم المهني ومنذ ٢٠١٦ والعمل جار لاقامة العديد من التجمعات ضمنها أطباء بيطرييون واعلامييون وصياد لة ومعلمون ومحامون والجميع شكلوا سوية " تجمع المهنيين السودانيين ) الذي يقود الحراك ميدانيا في جميع المدن السودانية ) .
   في أوجه الشبه والاختلاف بين تجربة " تجمع المهنيين السودانيين "  وحالتنا السورية عموما والكردية خصوصا نرى في كلتا الحالتين نظام دكتاتوري مستبد يستخدم القوة ضد الشعب ويرفض الاصلاح وأي حل سلمي ومعارضات تقليدية ( اسلامية وقومية ويسارية ) ضعيفة وفاشلة وأحزاب عاجزة ومتحكمة ومسببة للأزمة ( باستثناء وضع الحزب الشيوعي السوداني المميز نضاليا وفكريا طوال تاريخه ) .
 في السودان دولة ومؤسسات ورآي عام ومنظمات مجتمع مدني متماسكة مثل تجمع المهنيين الذي يتصدر قيادة المعارضة والحراك  والانتفاضة ميدانيا من دون آي تأثير حاسم للأحزاب التي اضطر بعضها تحت ضغط الشارع للمشاركة الجزئية وستحاول لاحقا التسلل والسيطرة ان رآت الى ذلك سبيلا وعلى الأغلب لن تجد .
 . كرديا كانت ومازالت  الجهود منصبة من جانب – بزاف – وآخرين  للبحث عن اعادة بناء الحركة الكردية واستعادة شرعيتها حتى تتمكن من قيادة الحراك الشعبي والمشوار صار أطول بسبب اجهاض الثورة السورية من جانب الاسلام السياسي  وسطو الأحزاب الكردية وخاصة أحزاب – ب ك ك - على مقاليد الحركة الكردية  بل شتتها وقسمتها وأجهضتها  ولاسبيل لاستعادة الحركة وشرعيتها الا عبر المؤتمر القومي – الوطني الانقاذي الجامع للكل خاصة بعدم وجود منظمات المجتمع المدني الفاعلة كما في حالة السودان لتقوم بالمهمة .
  ان مايجري في السودان يثير الانتباه ليس من حيث الجهة التي تقود التظاهرات الاحتجاجية وبعكس ماحصل في بلدان ثورات الربيع عندما أزاحت الأحزاب التقليدية خاصة الاخوان المسلمون  تنسيقيات الشباب وتسللت وأجهضت تلك الثورات  فان من يقود هو " تجمع المهنيين " من ممثلي منظمات المحامين والاطباُء والمعلمين وهي كفئات اجتماعية تندرج ضمن الطبقة الوسطى فحسب بل من جهة الضبط والربط والتنظيم الرفيع وكذلك الشعارات المرفوعة التي تدرجت من المطالب الاجتماعية الى تنحي الدكتاتور واصلاح النظام السياسي بشكل جذري وبعد دخول الاحتجاجات شهرها الثاني لم يحصل مايقلق بل آن بعض الأحزاب القديمة الكبيرة اضطرت تحت ضغط قواعدها الى الامتثال والمشاركة ولو بشكل جزئي مانتمناه أن ينجح المنتفضون السودانييون ويستمروا بهذه الوتيرة لتحقيق أهدافهم وبذلك سينتصرون لجميع ثورات الربيع الموؤدة ويعيدون اليها الاعتبار ..


230


قراءة في محنة عفرين بعد عام من الاحتلال


                           

صلاح بدرالدين                   
                   
كما أرى فان مسالة عفرين بكل محنتها وملابساتها وجوانبها القومية والوطنية والاقليمية تشكل الموضوع الأهم للكرد السوريين في اللحظة الراهنة وتتوقف على نتائج حلها جملة من القضايا الاستراتيجية المتعلقة بمصير الكرد السوريين ومستقبل حركتهم القومية.
منطقة " جيايي كرمينج " وعاصمتها عفرين الغنية بثروتها البشرية ومواردها الاقتصادية والمهمة بموقعها الجغرافي والمعبرة بدلالتها التاريخية منذ عهود الامبراطورية العثمانية والانتداب الفرنسي والحكم الوطني بعد الاستقلال وحتى الاحتلال التركي الراهن هي بمثابة الرأس من الجسد الكردي السوري الذي يتوقف عليه وجوده ولايمكنه البقاء من دونه .
كان لأهالي هذه المنطقة جولات وصولات ضد الانتداب الفرنسي ومن أجل الاستقلال الوطني وقدمت نخبة من الرواد الأوائل الذين ساهموا في وضع اللبنات الأولى لتأسيس الحزب الكردي السوري الأول كما أنجبت مناضلين شجعان كانوا وراء تصحيح مسار الحركة الكردية وصيانتها من الانحرافات منذ أواسط الستينات الى جانب الأعلام العظام الذين حافظوا على الفن الكردي الأصيل أمام كل مخططات النظام الشوفيني الذي استهدف كل جوانب الثقافة الكردية المقروءة منها والمسموعة .
كوباني ) كانت ضحية عملية – هذه المنطقة كمثيلتيها ( الجزيرة وعين العرب بقنديل منذ بدايات الثورة – ب ك ك –التسليم والاستلام بين سلطة الأسد ومركز قيادة السورية كجزء من استراتيجية النظام في مواجهة الثورة وتطويقها والدفع باتجاه معارك رديفة ثم –جانبية لاضعاف جبهة الثوار والعملية هذه تمت لتكون وقتية تحت سلطة صديقة تعود في الوقت المناسب مجددا الى حضن سلطة الاستبداد وذلك عبر سيناريوهات مختلفة ومنها ماتسري حاليا بخصوص " جيايي كرمينج " وستحدث وكما هو مرسوم في المنطقتين الأخريتين عاجلا أم آجلا بترتيبات معينة .
المجلس الكردي – خلال سبعة أعوام من سلطة الأمر الواقع المستعارة ومن قيام وكان مهندسهما وشفيعهما واحد وهو الرئيس العراقي الراحل جلال الطالباني ابان – اجتماعه بعائلة الأسد بالقرداحة في أول زيارة رئاسية له وبضوء أخضر ودعم واسناد أجهزة نظام الأسد وبعد كل الحوارات والاتفاقيات والصراعات ( اللامبدئية ) بين الطرفين ثبت للقاصي والداني أن قيادتيهما تنطلقان من مفاهيم حزبية وليست قومية ومن مصالح خارجية وليست وطنية متفقتان على استبعاد جماهير الوطنيين المستقلين وحركات الشباب وكل ممثلي المجتمع المدني والمثقفين المعبرين عن مصالح الشعب والوطن .
في اللحظة الراهنة وبعكس منطقتي ( كوباني والجزيرة ) لاوجود لسلطة النظام أو الوكيلة المؤقتة وهما تطوران ايجابيان أما سلطة – ولالسلطة الأمر الواقع الرديفة الاحتلال التركي بكل مساوئها فهي ليست دائمة وقد تنحسر في أية لحظة وحتى لو طالت يمكن لشعبنا هناك أن يتعامل مجبرا معها كقوة احتلال تضاف الى الاحتلالات ( الروسية والايرانية والأمريكية ) والتي من المفترض أن تخضع لشروط القانون الدولي ونظم هيئة الأمم المفروضة على المحتل .
سلطة نظام الاستبداد كانت منذ انقلاب البعث بداية الستينات تتعامل مع شعبنا بذهنية الاستعباد ومع قضيتنا بمفهوم العدو ومع حركتنا بسياسة التبعية والاستحواز والشق والانقسام ومنذ سبعة أعوام وتحت نير سلطة الأمر الواقع انتقل شعبنا من سجن دولة البعث  ب ك ك - المناطقية السوداء وتتعرض حركتنا الكردية بكل –المركزي الكبير الى سجون تاريخها الناصع وتقاليدها الديموقراطية الى أكبر انقلاب بتاريخها وهو التصفية الفكرية والثقافية ويفرض عليها خطاب الجبال الأرعن البعيد عن المدنية ومفردات الحوار الانساني كما يحارب مناضلوها بالتخوين ولم يكن ادعاء ( المجلس الكردي ) بأنه المنقذ والبديل والممثل الشرعي الوحيد الا نكبة أخرى أضيفت الى محنتنا القومية والوطنية وبدلا من ذلك كان داعما مباشرة أو غير مباشر لتثبيت جذور سلطة الأمر الواقع .
كما أرى فان الفرصة مؤاتية لشعبنا في " جيايي كرمينج " بوطنييه المستقلين وشبابه ونشطاء مجتمعه المدني خصوصا بعد عودة الأهالي واعادة الاستقرار وتحقيق العدالة بأن يحكم نفسه بنفسه حتى يعود السلام الى كل سوريا ويتحقق الحل الوطني الديموقراطي المنشود وذلك عبر انتخاب اللجان وتنظيم المؤسسات بالطريقة الديموقراطية الشفافة التي ستتعامل مع المحيط حسب الظروف والأحوال والامكانيات المتوفرة وهو ليس بالأمر السهل في هذه الظروف غير الطبيعية. 
سبق وذكرنا وشددنا على أمر مهم وهو أن أمام أهلنا في منطقة عفرين فرصة تاريخية للاستفادة من دروس الماضي القريب بالعمل على اعادة بناء حركتهم الكردية بمعزل عن تسلط الأحزاب التي فشلت وأخفقت والاعتماد على الشعب بوطنييه المستقلين وشبابه من الجنسين وأن يؤسسوا لتجربة نموذجية تشكل نبراسا لكل وطنيينا في مختلف المناطق ومن واجب كل المناضلين الكرد الشرفاء في كل مكان أن يكونوا عونا وسندا على مختلف الصعد الفكرية والسياسية والمادية والمعنوية لانجاح مايتنظر أشقاءنا هناك وماسيجري يعيد الينا الأمل من جديد لأننا نعرف ما يملكه أهلنا هناك من طاقات خلاقة وعقول مبدعة وارادة لاتلين .
  مسألة عفرين جزء لايتجزأ من الحالتين القومية والوطنية السورية العامة وتتأثر سلبا أو ايجابا بمايجري من حولها ولايمكن عزلها عن محيطها وعندما نؤكد على أن أهلنا هناك أدرى بأوضاعهم لانعني أن الكرد من المناطق الأخرى معفييون من تحمل المسؤولية  نعيد هذه – جيايي كرمينج – والمساهمة في كل عمل يجلب الخير والسلام لأهلنا من المسلمة تحذيرا لبعض حاملي الأجندات الضارة الذين يعتقدون أن الفرصة سانحة لهم للاصطياد في المياه العكرة واحداث شروخ مصطنعة بين جزء هام من شعبنا هناك من جهة وشعبنا الكردي السوري عامة من الجهة الأخرى .

•   مذكرات : الحركة الوطنية الكردية السورية – الجزء الثالث – صفحة 109 – صلاح بدرالدين – منشورات : رابطة كاوا للثقافة الكردية – أربيل .

231
تغريدات في خدمة " الفوضى الخلاقة "
                                                               
صلاح بدرالدين

     حول ملابسات تغريدات – ترامب -  بخصوص الانسحاب من سوريا وتأخيره أو وقفه  واستقواء – قسد – وجماعات – ب ك ك – باعتبارها قوته الرئيسية - بالوجود العسكري الأمريكي نقول أن بقاء أو رحيل ( 2000 ) جندي ليسا بذي شأن في الحرب السورية أمام وجود عشرات الآلاف من الجنود الروس ومثيلتها من الجنود الأتراك والايرانيين والميليشيات اللبنانية والعراقية بكل عدتها وقواعدها البحرية والبرية فمنذ البداية كان التحالف الأمريكي يعتمد الحرب الجوية التي تحتاج لتكون أكثر فعالية الى مشاة في الميدان من أجل تحرير المدن من – داعش - ووجد الأمريكان ضالتهم في ( قسد ) وهذا الوجود حتى لو كان معنويا أو منطلقا من قواعدها في العراق والخليج والبحر يخدم الأهداف الأمريكية بالدرجة الأولى كلاعب دولي رئيسي متوافق مع النظير الروسي لتقاسم النفوذ ومتفاهم مع الزميل التركي بالناتو أما ماهو غير معلوم ماذا ينفع هذا الوجود من عدمه سياسيا – لقسد – على الأصعدة السورية والكردية والاقليمية  ؟ فالمؤشر الأول بانسحاب قواته الأربعمائة من – منبج – جاء تحقيقا لرغبة تركية وانتصارا لها ولمصلحة النظام جزئيا ولننتظر النتائج الأخرى في قادم الأيام
أمام تغريدات – ترامب – تغيب المقاييس ( الدبلوماسية ) ويعجز المنطق السياسي حتى لأقرب مقربيه عن ايجاد التفسير السليم لما يرمي اليه وقد يكون للرجل أسلوبه الخاص في ادارة أمريكا والعالم فهل نحن أمام " عقيدة ترامبية " ؟ فبعد تغريدة عن انسحاب سريع من سوريا توالت تغريدات عن تمديده الى أربعة أشهر ثم بعدم تحديد المدة الزمنية وبعدها بربطه بشروط القضاء على داعش وانسحاب الايرانيين ثم الاتفاق مع تركيا على التنسيق تلاه الاشتراط بعدم السماح لمهاجمة قوات – قسد – وبعد مفاوضات – ب ي د – مع نظام الأسد ودعم روسي لذلك والاستعداد لتسليم المناطق الى النظام توالت تغريدات بالتعهد باالمحافظة على ( أكراد سوريا ) ثم التهديد بتدمير الاقتصاد التركي ان تعرضت القوات الكردية الى الهجوم مرفقا بالتجاوب مع المطلب التركي العتيد بانشاء منطقة عازلة – آمنة بعرض ثلاثين كيلومترا وفي النتيجة النهائية فان  ملف كرد سوريا كشعب وقضية وحقوق  في ظل تحكم الأحزاب والتجاذب الحالي لم يرتقي الى سلم " التدويل " كما يزعم البعض بل مازالوا في خانة " الرهائن " المهددين بالاجتياح التركي في أية لحظة وتحت رحمة العطف ( الانساني ) لرجل مجرد منه يصر على بناء سور الفصل العنصري بين شعبي أمريكا والمكسيك .
يتم استخدام منبر الجامعة الأمريكية في القاهرة عادة من جانب رؤساء ومسؤولين أمريكان للترويج لسياسات بلادهم فقد حاضر من على ذلك المنبر الرئيس أوباما الذي دشن فكرة خيار ( الاسلام التركي المعتدل ) والوزيرة – كونداليزا رايز – التي أطلقت فكرة ( الشرق الأوسط الجديد ) أما الوزير – بومبيو – الذي حاضرقبل نحو اسبوع وبعد شن هجوم شديد على تركة أوباما وسياساته الشرق أوسطية اعتبر الاسلام السياسي جزء من الارهاب كما شدد على أن أمريكا ليست دولة احتلال بل دولة تحرير ومع نشر الديموقراطية ونحن باقون وستواصل محاربة الارهاب الداعشي وأكد أن المهمة الرئيسية هي ازالة النفوذ الايراني وأعلن أنهم لن يتخلوا عن أصدقائهم وفي مقابلة صحفية باليوم ذاته قال : " يجب أن يعلم الجميع بإن كورد سوريا ليسوا إرهابيين " وبالرغم من أن كلامه عام ولكن قد يقصد بذلك الرد على تركيا عن أن – ب ي د – ليس ارهابيا وبالمناسبة فان الحركة الكردية السورية كانت ومازالت تنهج النضال السلمي وتستمد الحوار وسيلة لحل قضيتها القومية ولم يطرأ أي تغيير حتى عام 2011 عندما بدأ الوافدون الجدد من جماعات – ب ك ك – بالتقاطر والتحكم بمصائر الناس بقوة السلاح ومنذ ذلك التاريخ بدأنا نسمع بوسائل الاعلام اتهامات لهؤلاء بممارسة الارهاب .
يأتي لقاء ارفع دبلوماسي أمريكي ( وزير الخارجية السيد بومبيو ) في اربيل مع مسؤولي الاقليم وفي مقدمتهم الزعيم مسعود بارزاني وفي أجواء تنذر بالتوتر في أكثر من مكان بالشرق الأوسط وخاصة بسوريا ليؤكد على الدور المنوط بالأشقاء في أكثر من ملف من الملفات الشائكة ومايهمنا هنا وفي هذه العجالة أن نعيد التأكيد على خطورة الوضع في سوريا عامة وفي المناطق الكردية خصوصا بعد قرار الانسحاب الأمريكي والتهديد التركي باجتياح شرق الفرات والارتباك الحاصل في أوساط قيادات أحزاب سلطة الأمر الواقع والانكسي والتخوف من اقدام الأولى على اتخاذ سياسات مغامرة مؤذية وخاطئة مما يستدعي الأمر خطوات عاجلة ليس باعادة تجارب سابقة أخفقت وهي بالمهد بل بالاعداد لتشكيل لجنة تحضيرية بغالبية مستقلة للاعداد لعقد مؤتمر وطني كردي سوري انقاذي في أربيل أو الوطن ليخرج بمشروع قومي وخارطة طريق ومجلس قيادة لمواجهة كل التحديات .
بعد ثلاثة أيام من البالون الذي أطلقه مسؤول ( ك ن ك ) حول الدعوة المفاجئة المتسرعة الغامضة الدوافع  لعقد مؤتمر ( لكرد سوريا ) والتي أثارت العديد من الشكوك والتساؤلات سرعان ماجاء الخبر اليقين من القائد العام لجماعات – ب ك ك – ( جميل بايك – جمعة ) الذي يعتبر – ك ن ك – من المجموعات التابعة لأمرته حيث صرح البارحة : " ان – ب ك ك – بكل قواه سيحارب المحاولات الأمريكية لاقامة جبهة من تركيا والعراق ضد ايران ولن نسمح بتحقيق ذلك " وبذلك يفك طلاسم الدعوة التي هي بالأساس محاولة يائسة للملمة الأحزاب الكردية السورية التي مازالت خارج التحكم ومن معها لعقد الصفقة مع نظام الأسد باسم ( الكرد السوريين ) وتسخير القضية الكردية لخدمة ( الممانعة ) وهذا هو هدفهم منذ اندلاع الثورة السورية خاصة بعد ظهور علائم بداية توافق أمريكي – روسي – تركي لقصقصة أجنحة ايران في سوريا ( شعبنا الأبي الصامد : لن يهزك ريح ).   
أمام المواقف المتناقضة داخل – قسد - حول ( المنطقة الآمنة ) حيث بعض مسؤوليها العرب يميلون الى التوافق مع تركيا وقسم من قيادات جماعات – ب ك ك – السورية ضد اي وجود تركي ومع قدوم قوات أممية وقسم آخر لايرى مانعا من وجود تركي بشروط مع بوادر تفهم أمريكي وروسي وكردي عراقي لفكرة المنطقة الآمنة يعني بالمحصلة وباستثناء ( دمشق وطهران ) معظم هذه الأطراف الدولية والاقليمية والحزبية مع – الفكرة -  من حيث المبدأ مع تباينات بالتفاصيل ولاأحد يسأل عن موقف ( البقية الباقية من الكرد ) في معظم المناطق المعنية وتعبيراتهم المدنية ونشطائهم المستقلين وكذلك المكونات الأخرى المتواجدة من عرب وتركمان ومسيحيين ففي مثل هكذا أوضاع استثنائية مطلوب وبالحاح خطوات استثنائية أيضا من قبيل اتخاذ موقف وطني موحد من جانب السوريين المعارضين للنظام من كل الأطياف من اجل صون السلم الأهلي وقطع الطريق على أي احتلال جديد أو تمدد قوى النظام في تلك المناطق لأن القضية السورية لم تحل بعد
ونحن نغادرالعام 2018 الذي كان مثقلا بالآلام والأحداث المفجعة الجسام من بينها احتلال عفرين وتراجع الثورة على أيدي فرسان الردة المضادة في جماعات الاسلام السياسي وتجار الحروب وازدياد الأخطار المحدقة بمناطقنا جراء السياسات الخاطئة للقيادات الحزبية الكردية المغامرة منها والمنتهية الصلاحية أتمنى أن يحل السلام في العام الجديد ببلادنا وهي خالية من الاستبداد والسجون والحروب والمحتلين والميليشيات الغريبة تحت ظل نظام ديموقراطي يختاره الشعب ويعود المهجرون الى ديارهم وأن يكون عام نجاح حراك – بزاف – في تطوير مشروعه السياسي وتعزيز صفوفه وتوسيع دائرة مناصريه في سبيل تحقيق هدف اعادة بناء الحركة الوطنية الكردية السورية وصياغة مشروعها القومي الديموقراطي واستعادة شرعيتها للتمكن من مواجهة كل التحديات عبر مشاركة غالبية النخب الشعبية في المؤتمر القومي – الوطني الانقاذي المنشود فكل عام وشعبنا السوري بكرده وعربه وسائر مكوناته القومية والدينية بخير وسلام .

232
في سيولة المبادرات " المـتأخرة "
                                                               
صلاح بدرالدين

 تغريدة واحدة من الرئيس – ترامب – بشأن سوريا دفعت الدول والأطراف الدولية والاقليمية والمحلية المعنية بالملف السوري الى مايشبه الاستنفار ثم مالبست أن أصبحت مبادرة أمريكية رسمية بقرار الانسحاب العسكري من سوريا وكانت أم المبادرات والتي تلتها مبادرات وردود فعل وتوجهات اقليمية ومحلية وكماهي العادة في عهد ادارة – ترامب – تعلن المواقف والسياسات الأمريكية حتى المصيرية منها وكأنها وللوهلة الأولى بنظر المراقبين غير مدروسة ماتلبث أن تعاد مراجعتها وتعديلها بعد تدخلات وضغوط من كبار العسكريين في البنتاغون ان كانت تتعلق بالأمور الدفاعية والجيوش الأمريكية بالخارج ومن جانب أعضاء الكونغرس من الحزبين الرئيسيين ان كانت تتعلق بالساسات الأمريكية تجاه بلدان العالم أو تمس مصالحها وحلفاءها وأصدقاءها خصوصا بالشرق الأوسط .
  وهكذا وبعد أخذ ورد ثبت قرار انسحاب – 2000 – من الجنود الأمريكيين في غضون أربعة اشهر من خبراء ومستشارين الموزعين في أكثر من22  موقع ولاأقول – قواعد – كما يطيب للأتراك ومسؤولي – قسد – وصفه لأن القاعدة العسكرية خاصة اذا كانت أمريكية لها مواصفات وشروط لم تتوفر في واقع الحال الراهن وقد أسرع الأمريكييون في اضفاء صبغة سياسية على موضوع الانسحاب حتى يتحول الى مبادرة متكاملة بربطه بشروط وعوامل وتفاهمات تتعلق بالعلاقة مع تركيا وبالتفاهمات غير المباشرة مع الروس والاتفاق مع الاسرائيليين والتشاور مع العراقيين   
 جاء الرد التركي ايجابيا مع محاولة في تعديل جوهري للمبادرة الأمريكية واتفاق الجانبين على دفع جديد لعلاقات الطرفين بعد موجات التوتر المتلاطمة في الأعوام الأخيرة وماتلاه من قدوم مستشار الأمن القومي الى انقرة بعد اسرائيل الذي لم يقابله اردوغان كما كان معدا ويتردد ان الأتراك طالبوا بان تسلم تلك المواقع بعد الانسحاب اليها من أجل نقل فصائل مسلحة موالية لها من ( المعارضة ) ومسلحي العشائر حتى لاتعود سلطة تلك المناطق الى النظام وكما يظهر هناك أمور عدة لم يتم التفاهم حولها بين الطرفين ومن ضمنها مسألة حظر الطيران أين وكيف .
  ومايتعلق الأمر ببيشمركة روز الذين طالب البعض بأن يقوموا بدور في ملىء الفراغ والحفاظ على أمن سكان تلك المناطق المحاذية للحدود التركية والممتدة من – ديريك – وحتى مابعد كوباني – عين العرب فعلى مايبدو أن الأتراك لم يحسموا أمرهم بهذا الخصوص ولم تحدث زيارات معلنة بين أنقرة وأربيل لبحث هذا الأمر  وأن المسألة مازالت قيد التكهنات خصوصا وأن زيارات المبعوثين الأمريكان المعلنة للبلدان المعنية بهذا الملف لم تشمل أربيل حتى الآن وهذا أمر يدعو الى القلق لأن أي ترتيب مستقبلي بهذا الشأن يجب وبالضرورة ومن المصلحة أن يكون للأشقاء بالاقليم وعلى رأسهم الزعيم مسعود بارزاني رأي فيه ( نشر المقال قبل زيارة الوزير بومبيو الى أربيل ) . 
 في هذا السياق هناك تسريبات اعلامية أمريكية على وجه الخصوص عن مشاورات مع حلفاء واشنطن من دول الخليج حول التحضير لمبادرة عربية خليجية أو توجه لبلورة سيناريو يقضي بقدوم قوات عربية ( مصرية خليجية ) لملىء الفراغ الذي سيتركه الانسحاب الأمريكي على أن تتكفل السعودية والامارات بتحمل النفقات المترتبة على ارسال قوات مصرية – خليجية وهذا مطلب أساسي للرئيس ترامب منذ توليه الادارة ولكن هناك عقبات بسبب الانشغال المصري بمواجهة الارهاب ارهاب الجماعات الاسلامية في الداخل  وذهاب السعودية والامارات بعيدا بحرب اليمن التي تشير كل الدلائل أنها ستستمر في المدى المنظور لأن النظام الايراني يمضي قدما في تقديم كل مايتطلب استمرارها وكذلك الدول الأوروبية الفاعلة وخصوصا بريطانيا التي لها مصلحة في ادامتها .
 محليا أصدرت مجموعة (أحرار – مجموعة العمل من أجل سوريا) مبادرةً، حول الوضع الحالي شمال شرق سورية تضمنت مقترحًا بفصل مقاتلي (قسد) عن قيادة جبل قنديل، وإفساح المجال لدخول قوات من (بيشمركة روج) وفصائل (الجيش السوري الحر)، وإجراء انتخابات مجالس محلية، وإطلاق الحريات السياسية، والسماح بعودة المهجرين جاءت المبادرة، بحسب (أحرار)، على خلفية إعلان الانسحاب الأميركي من سورية والتهديدات التركية ببدء عملية عسكرية شرق الفرات، والمخاوف من تسليم المنطقة لنظام الأسد. وأكدت المجموعة أن هذه المبادرة جاءت رغبة منها في “حقن دماء الشباب، كردًا وعربًا وأتراكًا، في حربٍ يمكن تجنبها، وإظهار أن هناك خيارات أخرى غير الحرب أو التسليم لنظام الأسد .
 وعلى نفس المنوال أطلقت ( ك ن ك ) وهي احدى المؤسسات التابعة لجماعات  – ب ك ك – السورية مبادرة قبل اسبوع لعقد مؤتمر للأحزاب الكردية السورية من أجل اتخاذ موقف موحد في مواجهة التهديدات التركية وكما يظهر من الحيثيات والأجواء المرافقة فانها دعوة ارتجالية متسرعة لاتتوفر فيها الشروط الأدنى من مواصفات المبادرة الجادة و في خدمة الموقف السياسي لقيادة – قنديل – العسكرية التي أعلنت بالتوازي أنها ضد أي حصار على نظام ايران وهذا يعني أن الهدف من كل تحرك هو دعم مواقف أنظمة الممانعة وقد فسر البعض أن الهدف من اطلاق الدعوة الأخيرة هو التوجه نحو دمشق باجماع الأحزاب الكردية وليس كل حزب علبى حدة .
 وأظهرت الأيام الأخيرة أن تلك الدعوة لم تلقى التجاوب من الرأي العام الكردي السوري الوطني بل تم التعامل معها بنوع من التشكيك والازدراء من جانب النخب الثقافية والسياسية الكردية السورية وبدأ الوطنييون الكرد يتساءلون حول مدى جدية أصحاب الدعوة ونزاهتم وهدفهم خاصة وأنهم ومنذ سبعة أعوام يخونون الأحزاب التي يودون الآن عقد المؤتمر معهم ويلاحقون كوادرها ويغلقون مكاتبها هذا من جهة ومن الجهة الأخرى رفض هؤلاء وتجاهلوا كل الدعوات السابقة للحوار والمراجعة وتوحيد الصف فقد تجاهلوا فعليا وحاربوا ضمنا مشروع – بزاف – من أجل اعادة بناء الحركة الكردية السورية من خلال مؤتمر قومي – وطني كردي سوري في الداخل أو أربيل أو الخارج من غالبية وطنية مستقلة ومشاركة الأحزاب بثلث غير معطل والمشروع المشار اليه يتضمن مشروع برنامج سياسي بشقيه القومي والوطني ومطروح للنقاش منذ عدة أعوام من خلال اللقاءات التشاورية التي تعقد في مختلف أماكن التواجد الكردي السوري . 
ليس من شك أن الحالة السورية الراهنة من شأنها افراز العديد من المبادرات وأن الوضع السوري تحت اختبار العديد من السيناريوهات من ضمنها مطالبات كثيرة بضرورة تواجد عسكري امريكي في قاعدة – التنف – في الحدود السورية العراقية الاردنية لضمان امن الأردن من خطر ايران في حين تعمل قطعان الحشد الشعبي العراقي بايعاز من الجنرال قاسم سليماني على تمهيد الطريق أمام النظام الايراني للوصول برا وبأمان الى بيروت عبر سوريا الأسد ولاننسى هنا مطالبة المحتل الروسي الدائمي والعلني بالانسحاب الأمريكي غير الشرعي من سوريا .


233
على عتبة العام الجديد
                                                     
صلاح بدرالدين
 
    المحنة السورية بكل تجلياتها المأساوية من بقايا نظام مستبد قيد الانتعاش الاصطناعي والمدن والبلدات والقرى المدمرة عن بكرة أبيها والملايين الذين تجاوزوا نصف سكان البلاد مازالوا في ديار التشرد والنزوح ومئات آلاف المسجونين والمخطوفين والأسرى مازالوا في حكم النسيان والأشلاء الباقية من ( الوطن ) تحت نير احتلال دول دكتاتورية ظالمة مثل روسيا وايران وتركيا وأمريكا وميليشيات ارهابية مذهبية متعددة الأقوام والهويات والقائمة مرشحة للازدياد في غضون الأشهر القليلة القادمة ومعارضة – فاشلة – أجهضت أنبل ثورة وطنية ديموقراطية وخلفت قطعانا من الوحوش المسلحة التي تأكل بعضها وتنوب عن داعميها في الاستمرار حسب شريعة الغاب تماما مثل ممارسات وأطباع – منظمات القاعدة وجبهة النصرة وداعش – التي بدورها تستمر في لعبة الموت بدعم مستتر من أنظمة اقليمية تغذي الصراع المذهبي الشيعي – السني والتي وضعت اليد على سوريا رهينة حتى تقايضها بما يؤول اليه الحال في – الحديدة – اليمنية وحتى تكتمل تشكيل الحكومتين اللبنانية والعراقية أو تستعاد عافية الليرة التركية أو تبرم اتفاقية – مساومة دولية حول أوكرانيا أو تطبق صفقة القرن واعلان دولة اخوانية في غزة وفوق كل ذلك يحبس السورييون أنفاسهم ماسيجلبه الغد من تهديدات بالاجتياح أو ما سيظهر من تغريدات – ترامبية – على – تويتر – نقول المحنة بكل تشعباتها وذيولها تم ترحيلها الى العام الجديد .
مشاعرنا حول مصير الوطن وأحوال السوريين تمتزج بهمنا الكردي الخاص المباشر الذي يلازمنا كل لحظة وهو الأكثر ألما حيث جزء أساسي من مناطقنا الكردية التاريخية يرزح تحت نير احتلال تركيا ووكلائها من فصائل مسلحة شوفينية – اسلامية والأجزاء الأخرى اما تحت التهديد بالاجتياح أو مسلط عليه من جانب جماعات حزبية آيديولوجية مغامرة تابعة لحزبها الأم – ب ك ك – بالتشارك مع سلطة النظام وتستمر بالتلاعب بمصير السكان في مناطق كردية ومختلطة أو تقايض القضية الكردية السورية لمصلحة قيادتها العسكرية في – قنديل – وتنقل معاركها الى مناطقنا واذا كانت تخدم سياسات دمشق وطهران منذ 2011 فانها تستمر في لعبة تغيير ( تحالفاتها الاقليمية والدولية  ) أو بالأحرى تقديم خدماتها اللوجستية الى من يدفع أكثر وذلك دون حسيب أو رقيب وكأن كرد سوريا سلعة تباع وتشترى .     
         هموم البيت الكردي في بداية العام الجديد
لاشك أن مهمة اعادة بناء حركتنا الوطنية بالتحضير لعقد المؤتمر الكردي السوري تتصدر كل ماعداها  من مهام آنية ومستقبيلية وهناك انقسام واضح حول ذلك فالبعض من الأصدقاء الكرد المنضوين في أحزاب " الأنكيسي " يصر أن لايستوعب مواقف – بزاف – من الحالة الحزبية الكردية عامة ويتمسك بمقولة : عدم التفريق بين ( تف دم والأنكيسي ) الذي يعتبره اجحافا بحق الحركة نكرر القول لهؤلاء أنه وبعد تجارب طويلة توصلنا الى عدة استخلاصات أولها ومن حيث المبدأ فشل السيستيم الحزبي الكردي المتبع بشكله ومضمونه منذ هبة 2004 وأن الحركة لاتقتصر على الأحزاب فقط بل هناك عناصر أساسية أخرى فيها ومن ثم ضرورة الانتقال لاعادة بناء الحركة من جديد ( وانني شخصيا كداعم لبزاف توصلت الى تلك النتيجة منذ ماقبل 2003 واعلنت ذلك على المل ) وماحصل في اقامة – الانكسي – ليس الا اعادة انتاج القديم الحزبي الفاشل من خليط يضم في صفوفه أيتام – محمد منصورة - والذي أفرز بدوره حوالي أربعين من المستفيدين يعيقون أي مسعى نبيل أما الأحزاب الوافدة منذ بداية الثورة السورية المنضوية في منظومة – ب ك ك – فليست الا تابعة لسياسات نظامي دمشق وطهران ومعادية لارادة الشعب السوري وخارجة عن الاطار التاريخي للحركة الكردية السورية والى جانب ذلك يرى حراك – بزاف -  بوجود وطنيين مناضلين وناشطين هنا وهناك لابد من اشراكهم في المؤتمر الوطني الكردي السوري الانقاذي .
مسألة أخرى وهي بعض مشاعر اليأس والاحباط التي تنتاب قطاعا واسعا من الوطنيين الكرد حول مستقبل حركتنا الكردية واعادة بنائها وتوحيد طاقاتها الخلاقة في ظل الظروف السورية الصعبة وادارة قيادات أحزاب ( المجلسين ) الأكثر سوء للأزمة وبماأن حراك – بزاف – من المتصدرين الأساسيين لدعوات التجديد فانه يتلقى بشكل دائم الملاحظات النقدية من قبيل : " عليكم بالتطبيق العملي بدلا من التنظيرات " وجوابنا هو أن المشروع بطموحاته العظيمة لن يتحقق بمجرد الاعلان عن تشكيل حزبي جديد ( وهو من أسهل الأمور ) ويحتاج من أجل نجاحه الى توفير عدد من الشروط الذاتية والموضوعية الداخلية والخارجية  وقبل هذا وذاك صياغة البرنامج السياسي على قاعدة تقييم ومراجعة الماضي والتأسيس للحاضر والمستقبل ومن نحن وماذا نريد ولانخفي في حراك – بزاف – أننا ومنذ ثلاثة أعوام منكبون على مناقشة الوثائق البرنامجية وتطويرها واعادة صياغتها في ظل تسارع الأحداث وغموض العواقب وهي منوطة بفعل الخارج والتي ستكون أساسا للمشروع القومي والوطني الكردي السوري الذي ومن المأمول اقراره في المؤتمر الانقاذي المنشود .
 تساؤلات اليوم الأول من العام الجديد
ماشاهدته وقرأته خلال اليومين الماضيين على صفحات التواصل الاجتماعي من رسائل مليئة بالتمنيات الجميلة والمشاعر الطيبة تدعو الى التسامح والتصافح والوئام واجراء المراجعة النقدية وتوحيد صفوف الحركة الوطنية الكردية السورية للقيام بدورها الطبيعي القومي والوطني في تمثيل الشعب والتخفيف من بواعث الخوف والقلق المزمنين والمشاركة الفعالة في تحقيق السلم بالبلاد على أسس سليمة تصب في مجرى تحقيق ارادة السوريين كردا وعربا ومكونات أخرى في غاية الأهمية خاصة وأنها صادرة من الجزء الأكبر من النخبة الثقافية – السياسية الكردية السورية ولكنها ستبقى مجرد أمنيات – مناسباتية – اذا لم تقترن بالفعل على أرض الواقع ويقتضي ذلك كخطوة أولية بعقد لقاءات نقاشية منتظمة بمختلف الوسائل المتوفرة في الوطن وكل أماكن التواجد الكردي السوري للاجابة على التساؤلات التالية ؟ تقييم السيستيم الحزبي السائد في ساحتنا وهل تعبر أحزاب – المجلسين – بقياداتها وبرامجها ووسائلها  شرعيا وسياسيا عن ارادة الشعب وتاليا عن المشروع القومي والوطني ؟ مدى تمثيل الادارة الذاتية القائمة في بعض مناطقنا ارادة الكرد ومدى امكانية حلول – الانكسي – بديلا عنها ؟ وهل العودة الى اتفاقيات هولير ودهوك تحل الأزمة ؟ وماهي أوجه الخلاف السياسي بين الطرفين ان وجدت ؟ وماهو البديل الأمثل ؟ هل باتفاق الأحزاب من جديد حول المحاصصة وتوزيع مواقع النفوذ ؟ أم بعقد مؤتمر وطني كردي بغالبية مستقلة ؟ هل مشروع – بزاف – البرنامجي المطروح صالح لاعادة بناء الحركة أم يجب العمل على مشروع آخر وماهو ؟ مدى تأثير العاملين الوطني السوري والقومي الكردستاني في حاضرنا ومستقبل حركتنا ؟ وماهو المكان الأنسب لعقد المؤتمر : الوطن أم أربيل ؟ أم الخارج ؟ .
الآلة الدعائية لجماعات – ب ك ك – السورية لاتتوقف ولها مداخلات بشأن كل المسائل المطروحة عبر اعلامها اذا كانت لاتجلب لها الاحراجات أمام النظام وداعميها الاقليميين أو هيئات تابعة لها ضمنا أو أفراد مزروعين هنا وهناك ( كتاب .. اعلامييون .. نشطاء فيسبوكيين ) وبما يتعلق الأمر بأهم مسألة مصيرية للكرد السوريين ( اعادة بناء حركتهم أو توحيدها ) فان قيادات  – ب ي د – والادارة الذاتية والأجنحة العسكرية ومركز قنديل تتحاشى الاقتراب المباشر من المسألة  بل تكلف من هم بالدرجات الثالثة من المسؤولية أو التوابع ( المتخفين ) لنبشها على طريقة - بالونات اختبار – وتسجيل مواقف غير ملزمة ومبهمة في آن واحد كالخلط بين ( المؤتمر الكردستاني العتيد والمؤتمر الوطني الكردي السوري ) الذي يتبناه حراك – بزاف – منذ أعوام كضرورة وطنية انقاذية عن البالونة الأخيرة أتحدث التي وصفها وطنييون صادقون " بأنها ولدت ميتة " وكل التسريبات التي لاتتعدى سقف الحوار بين الأحزاب فقط وبكلمة أوضح جرجرة البقية الباقية من أحزاب – الانكسي - الى حظيرة سلطة الأمر الواقع أي ( مؤتمر أحزاب ) حتى لو تحقق وليس مؤتمر كردي سوري .
 

234
الأشقاء وماعليهم في محنة الكرد السوريين
                                                                   
صلاح بدرالدين

   يشهد الجميع أن الكرد السوريين ومن خلال حركتهم الوطنية لم يدخروا جهدا تجاه بني قومهم في أجزاء كردستان الثلاثة فكانوا ومازالوا سباقين في تقديم أوجه الدعم السياسي والمعنوي وحتى المادي في بعض المراحل وشاركوا في كفاح الساحات الأخرى من أجل الحرية والتقدم بالفكر والثقافة والتضحيات وشعب كردستان العراق أكثر من يعلم هذه الحقيقة منذ حركة خويبون مرورا بانتفاضات بارزان وثورتي ايلول وكولان وانتهاء بالعقود الأخيرة بعد تحقيق الفدرالية كما أن أهلنا في كردستان تركيا على دراية بما قدمت لهم حركتنا من خبرات حتى في مجال بناء تنظيماتهم وتدريب كوادرهم والعمق الجغرافي الذي وفر لهم شعبنا وماقدمه شبابنا من تضحيات بالآلاف منذ ثلاثة عقود وحتى الآن كما كانت حركتنا بمثابة الداعم والمسهل لنضال كرد ايران عبر ( حزبي ديموقراطي كوردستان ايران ) في مختلف المجالات حيث المقام لايسمح الآن بالدخول بالتفاصيل وكنت شاهدا على كل ماقدمه شعبنا للأشقاء .
 الأخ الرئيس مسعود بارزاني من أكثر الذين عاصروا أزمنة تضحيات الكرد السوريين من أجل الأشقاء وهو شاهد أمين على ذلك كما أنه والأشقاء في الاقليم الكردستاني استقبلوا أكثر من ثلاثمائة ألف كردي سوري مهجر منذ بداية الثورة السورية 2011 وحتى الآن بروح أخوية حميمة وتحول قسم منهم الى أيدي عاملة فنية منتجة واستقبلت جامعات الاقليم المئات من الطلبة الكرد السوريين كما أن بيشمركة كردستان العراق فتحوا الطريق لاستقبال وتدريب واعادة تأهيل المئات من الشباب الكرد السوريين من الذين انشقوا عن جيش نظام الأسد أو من المتطوعين الجدد ولم يترك الرئيس بارزاني مشكورا أية وسيلة الا واستخدمها من أجل توحيد الحركة الكردية السورية وفي الأيام الأخيرة أبدى قلقه على مصير شعبنا بعد قرار الانسحاب الأمريكي والتهديدات التركية .
    قيادات الأحزاب الكردية السورية بلا استثناء لم تستوعب توجيهات الرئيس مسعود بارزاني ولم تحقق كل ما طلب منها حول توحيد الحركة الكردية بجميع أطرافها والاتفاق على تشكيل هيئة شرعية تمثل الجميع والقيام بدور مؤثر على الصعيدين الوطني والإقليمي والعالمي بالرغم من أنه كان يسعى الى ذلك خلال اتصالاته بأمريكا وروسيا وفرنسا ليقوم الكرد السورييون بدورهم القومي والوطني والاقليمي وهنا ومن باب الاخوة والمصير المشترك أصارح بالقول لقد غاب عن ذهن الأشقاء عقم الرهان على الأحزاب الكردية السورية التي انتهت صلاحيتها منذ عدة عقود بعد عجزها عن تجديد مساند العامل الذاتي خاصة وأن الحركة الكردية السورية لاتقتصر على الأحزاب بل هناك الغالبية فيها من المناضلين المستقلين والشباب ومنظمات المجتمع المدني وهم من يشكلون – الكتلة التاريخية – الواعدة التي لن تخذل الأشقاء والأصدقاء ان توفر لها الدعم والاسناد المعنوي والمادي والدبلوماسي بقدر ربع ماقدم لقيادات أحزاب جماعات – ب ك ك – و- الانكسي - .
وفي موضوع آخر ذي صلة فان رغبة دخول قوات بيشمركة روز الى المناطق الكردية السورية تكاد تشمل الغالبية من شعبنا ولكن لم أسمع ولم أقرأ أي موقف رسمي من القيادة العامة لتلك القوات حول المسألة وعلى سبيل التساؤل هل ان حصل سيكون بتنسيق مع نظامي دمشق وتركيا أو روسيا أو أمريكا ؟ كما لم يتوضح الهدف من دخولها – ان تم -  هل من أجل ممارسة الكفاح المسلح ضد النظام بالتنسيق مع فصائل ( المعارضة ) المسلحة ؟ لتحقيق مطالب الكرد العادلة أم من أجل طرد قوات جماعات – ب ك ك - ؟ أم من أجل التحالف أو الاندماج مع تلك القوات لمواصلة الحرب العبثية في صحاري دير الزور والرقة ومواجهة القوات التركية ؟ وعلى ضوء ذلك هل تلك الرغبة الغالبة من شعبنا ( وقد أكون واحدا منهم ) مجرد مشاعر وتمنيات عفوية غير مدروسة ؟ واستتباعا ماهو المشروع السياسي لبيشمركة روز ( ان كانوا مؤسسة مستقلة ؟! ) تجاه الوضع السوري عموما والكردي خصوصا ؟ على المعنيين كما علينا جميعا وبمسؤولية وطنية الاجابة على هذه التساؤلات بكل شفافية حتى لانحمل بناتنا وأبناءنا من بيشمركة روز وزرا – غيابيا - ونقطع الطريق على حدوث خيبات أمل أخرى في نفوس جماهيرشعبنا .
 من حق الأشقاء في ( الاتحاد الوطني الكردستاني – العراق ) وغيرهم من القوى السياسية في المنطقة والعالم مطالبة الأمريكان بعدم الانسحاب المفاجىء من سوريا والمساهمة في وقف نزيف الدم والقضاء على داعش وتحقيق الحل السلمي للأزمة السورية وقطع الطريق على مخاطر محدقة بالشعب الكردي السوري أما دعوتهم في الحفاظ على تجربة ( الادارة الذاتية – سلطة الأمر الواقع ) المدارة من جماعات – ب ك ك – فأمر خاطىء وفي غاية الخطورة فبدلا من ممارسة الضغط من أجل أن تراجع تلك الجماعات ممارساتها السابقة في اطار ( دكتاتورية الحزب الواحد ) التي جلبت الدمار والخراب وألحقت الأذى بشعبنا وقضيتنا وأثارت الفتن مع المكونات الوطنية وأفرغت مناطقنا وصادرت الحريات وخونت الأخرين المختلفين ونقلت معارك الآخرين الى مناطقنا وتسببت في احتلال – عفرين – من جانب تركيا يحاول ( الاتحاد ) تبييض صفحتها من جهة والمضي في موقفه الداعم لتلك الجماعات منذ البداية بدلا من ممارسة النقد الذاتي حول مسؤوليتها الجزئية وتدخلاتها في ماآل اليه الوضع في مناطقنا ولكن كما يبدو وكما طرحنا سابقا ومنذ أعوام فان موقف ( الاتحاد ) ينطلق أولا من صراعه التاريخي في اطار الاقليم ومن تقاربه الآيديولوجي مع جماعات – ب ك ك – كطرف مغامر ضمن الحركة القومية ثانيا وبصراحة أكثر من الصعب أن يتقبل الكرد السورييون ونخبهم الوطنية بعد اليوم المواقف المبهمة والاشكالية والعاطفية وغير الحاسمة من جميع الأشقاء فالمشهد واضح وكل من يسعى الى دعمنا بنزاهة عليه اسناد حركة شعبنا الوطنية  لاعادة بنائها عبر المؤتمر القومي – الوطني الكردي السوري الانقاذي . .

 


235
سيبقى صلاح الدين شامخا مثل جبال – دوين -
                                                                   
صلاح بدرالدين
                 
                          " انتصر صلاح الدين فصار بطلا عربيا
                            ماذا لو هزم صلاح الدين لأصبح جاسوسا كرديا "
                                                       الشاعر الفلسطيني معين بسيسو
     ( في عام 1984 ,عندما كنت أتردد الى تونس , بحكم مهمتي التنسيقية بين الحركة الكردية ومنظمة التحرير الفلسطينية ورئيسها الراحل ياسر عرفات , كنت أتواصل مع الشاعر الكبير الراحل معين بسيسو , كصديق عزيز أحترمته لأنه مناضل شيوعي قضى عقدين في السجون وشاعرا ملهما كتب عن قضيته الفلسطينية , وفي احدى الأمسيات زارني بمنزلي بالمنزة الخامس بضاحية مدينة تونس , وفي منتصف السهرة , قرأ لي البيتين المنشورين أعلاه ووعد باستكمال قصيدة بذلك العنوان ,وفعلا وفى بوعده , والقصيدة منشورة في أعماله الكاملة )
 في أتون الصراع الدائر بمنطقتنا , بين قوى الشر , من أنظمة دكتاتورية ,ومجاميع ارهابية , وأطراف خارجية عدوانية من جهة , وبين شعوبنا المسالمة التواقة الى الحرية والسلام من الجهة الأخرى , نجد تحركات مشبوهة أكثر خطورة من جانب الشوفينيين العنصريين , الساعين الى الابقاء على سلطاتهم الآيلة الى السقوط جراء الانتفاضات والثورات , لزرع ثقافة الفتنة بين الأقوام ,والتخطيط للمزيد من الامعان بتزوير تاريخ الشعوب , وامحاء وجودها من الذاكرة الجمعية , واثارة أنواع جديدة من العداوات ,على قاعدة التمييز والالغاء , لتناسي الصراع الرئيسي , وتوجيه الأنظار نحو معارك مفتعلة , وفي هذا المجال تنصب الجهود الشريرة منذ حين على المس بمقامات تاريخية من أصول كردية لعبت أدوارا مفصلية مهمة في تاريخ المنطقة مثل صلاح الدين الأيوبي , واذا كان الرجل مستهدفا بالاسم فان الغاية الأصلية هي انكار الوجود الكردي منذ فجر التاريخ , والتعتيم على مشاركتهم في الحضارة الاسلامية – العربية قبل مئات السنين , عبر مساهمات متعددة الجوانب , من بطولات خارقة , وتصدي للأجنبي الغازي , أو الأعمال الفكرية والثقافية , وبالتالي محاولة قطع أية جذور كردية في أعماق المنطقة , ثم نفي وجودهم وحقوقهم وتطلعاتهم .
  قبل فترة افتتح حملة التشهير العدائي ضد البطل صلاح الدين الأيوبي كاتب مصري اسمه – يوسف زيدان – , وهو من بقايا – شيعة - الفاطميين الذين قضى الأيوبي وقبله الزنكي على سلطتهم الجائرة المتعاونة مع الحملة الصليبية الاستعمارية حينذاك , ووصفه بأنه مخادع وكذاب , وتلاه بصورة أكثر قبحا ودجلا الممثل السوري – الشيعي – عباس النوري , وهو من المناصرين لسلطة الأسد الاستبدادية , ووقف ضد الثورة السورية منذ بداياتها , واعتبر أن صلاح الدين مجرد كذبة , وتتالت الكلمات النابية من ازلام سلطة الأسد بطريقة مذهبية ممجوجة , تعتبر صلاح الدين فاشيا وعنصريا , وتطالب بازالة قبره من دمشق , ولانستبعد استمرار الحملة الظالمة هذه , التي وكما يظهر يقودها نظاما دمشق وطهران وميليشيات حزب الله اللبناني , بتناغم تام من الميليشيات المذهبية في العراق ,  ومن خلال مرجعيات ومراكز قوى متعددة .
نعم نحن الكرد وغيرنا من الشعوب , نعتز بكل فخر بماأنجزه الأيوبييون الكرد بقيادة صلاح الدين , الذي أنشأ تحالفا واسعا من كرد مختلف مناطق كردستان من أربيل ورواندوز مرورا بهكاري وآمد والجزيرة , استطاع توحيد وقيادة مكونات المنطقة من كرد وعرب وتركمان وأرمن , والدفاع عن مقدساتها ,  والتصدي للغزو الخارجي الذي استهدف باسم – الصليب – استعمار شعوب المنطقة ,ومحو حضارتها أولا , ولأنه خير دليل على وجود الكرد وجذورهم المتشعبة في تاريخ المنطقة ودورهم التوحيدي الريادي قبل أكثر من ثمانية قرون , وهذا مايدفع الشوفينيين العنصريين أمثال ( زيدان والنوري , وبعض المثقفين الطائفيين السائرين في ركاب نظامي ولي الفقيه والأسد وحزب الله اللبناني ) , لمناطحة حقائق التاريخ عبثا , ونفي الوجود الكردي انتقاما للحشاشين ومفسدي الدولة الفاطمية بمصر , في وقت تسعى ايران الى مد وتعزيز نفوذها في سائر أرجاء المنطقة , وتغيير تركيبتها الديموغرافية , ومن ضمنها الوجود الكردي التاريخي الأصيل .
عندما كنت في بيروت بداية سبعينات القرن الماضي وحتى بداية الثمانينات , لفت نظري أمر لم أستطع فهمه حينذاك على وجه الدقة , وهو وخلال قراءتي لعدد من الأعمال حول التطورالتاريخي لمجتمعات المنطقة , من تأليف نخبة مثقفة معروفة من الشيوعيين اللبنانيين مثل – حسن حمدان ( مهدي عامل ) , وحسين مروة , ( اغتالهما حزب الله ) وعلاء الدين ترو , وهم من الطائفة الشيعية ,وهو أنني لم أجد في مؤلفاتهم أية اشارة الى الحقبة الأيوبية في الفصول المتعلقة بالتاريخ الاسلامي , فتساءلت مرة أمام رفيق مسؤول بالحزب الشيوعي اللبناني عن سبب حجب تلك الفترة في تلك المؤلفات الغنية بمضامينها العلمية , بالرغم من أنها زاخرة بأحداثها , ثم علمت أن موضوع صلاح الدين والأيوبيين خط أحمر لدى المرجعيات الشيعية المذهبية – السياسية , بسبب مسألة فرقة ( الحشاشين ) في سوريا التي حاولت مرارا اغتيال صلاح الدين , واسقاطه الدولة الفاطمية بمصر ,وبالتالي لن يغامر أحد بتناولها , وحينها استوعبت الموضوع ,وفهمت أسباب الحرب الأهلية اللبنانية !, كما أفهم الآن أن كل من يتناول الأيوبيين بعداء وحقد أويزور تاريخهم , ليسوا الا طائفييون يتبعون نظامي الأسد وطهران , الذين يمارسون لعبة تغيير التركيب الديموغرافي بالمنطقة , في الوقت ذاته أو من يوالونهم من جماعات وأحزاب وبينها جماعات – ب ك ك – المتورطة في تزوير تاريخ حركتنا الكردية أيضا .
في الجانب الآخر هناك البعض من المثقفين الكرد يذهبون بعيدا في أحكامهم القاسية على شخصيات من أصول كردية قاموا بأدوار قيادية وثقافية في المنطقة ومن خلال المساهمة بالحضارة الاسلامية والثقافة العربية وبالحركات الوطنية ضد الاستعمار في مراحل تمتد الى قرون وعقود , وعلى رأسهم على سبيل المثال ( صلاح الدين الأيوبي , وبينهم أسماء أخرى مثل أحمد شوقي , ويوسف العظمة ,وابراهيم هنانو , ومحمد العابد , ومحمد كرد علي ,والقائمة تطول ) حيث يوجهون اليهم اتهامات من قبيل التخلي عن قضاياهم القومية , وخدمة قضايا شعوب أخرى , وكماأرى فان الحكم جائر , لأنه لايجوز تقييم ظروف ماقبل مئات وعشرات السنين بمفهوم الراهن , من جهة أخرى شهدت منطقتنا أشكالا متنوعة من أنواع الصراع والمواجهة بين الحضارات , والكرد كانوا ومازالوا من نسيج المنطقة , كما مر وقت شاركت نخب جميع الشعوب من كرد وترك وفرس في بناء الحضارة الاسلامية التي كانت العربية طاغية عليها , كما جاءت مراحل التحرر الوطني من الاستعمار التي ضمت قوى مختلف الشعوب , أعتقد وبالرغم من وجود نواقص وعيوب في السلف , الا أن العلة فينا نحن كرد الجيل الراهن , فهم مارسوا ماكان تملي عليهم ضمائرهم حسب متطلبات زمانهم , أما نحن والجيل الذي سبقنا , فقد عاصرنا ظهور دول وكيانات مستقلة , ولم نفلح في أن نكون مثل الآخرين , لقد ساهم الفرس والترك أيضا وأضعاف أضعاف الكرد في بناء تلك الحضارة , ولكن عجلة اقامة دولهم القومية لم تتوقف .
 ردا على هذه الحملة العدوانية المليئة باالافتراءات ضد أحد عظماء الكرد , وسائر شعوب المنطقة ,أقترح أن تقوم وزارة ثقافة اقليم كردستان العراق بخطوات عملية بهذا الصدد , مثل عقد ندوات ومهرجانات باحياء ذكرى ميلاد صلاح الدين , ومعركة حطين , والقيام بترميم آثار الأيوبيين في – دوين – القريبة من مصيف صلاح الدين شمال أربيل , واعتبارها مركزا سياحيا ثقافيا ,تعنى به كما أقترح أن تقوم الوزارة برعاية فيلم طويل عن مآثر وفتوحات صلاح الدين الأيوبي , الذي مازالت شواهد قبور أجداده منتصبة بالقرب من عاصمة اقليم كردستان , كما أرى أن تقوم وسائل الاعلام الكردية الوطنية في كل مكان بالمشاركة في حملة مضادة ضد التزوير وقلب الحقائق التاريخية .

236
بحثا عن " المشروع القومي " لكرد سوريا
                                                                     
صلاح بدرالدين

    اذا وضعنا جانبا كل المشاهد المرئية الشكلية في التعامل الكردي – الكردي , والمواجهات الحزبوية , بين الوافدين , والمقيمين حول المصالح الضيقة , والنفوذ , والتزاحم حول من سيتصدر الصفوف بشأن تمثيل وخدمة الخارج , وحمل أجندات الآخرين , والانخراط في الحروب , والمنازلات , والمبارزات , بالوكالة , حول أمور لاتمت بصلة مباشرة الى جوهر قضايانا القومية والوطنية , وتحصل دائما خارج أسوار تاريخ حركتنا الأصيلة , فان أزمة حركتنا الوطنية الكردية السورية تتلخص منذ انبثاقها مطلع ثلاثينات القرن الماضي وحتى الآن , بدءا بحركة - خويبون – , ومرورا بنشوء التنظيم الحزبي الأول – ح د ك – س - , وانتهاء باالأزمة الشديدة التفاقم الآن بالتالي : الصراع حول صيغة ومضمون المشروع القومي – الوطني , الذي بدأ فعليا وشفافا منذ عام 1965 ومازال مستمرا , وبعبارة أشمل الموقف من ( تعريف الكرد , ومناطقهم الأصلية , وحقوقهم , ومدى احترام شخصيتهم المستقلة , ووسائل نضالهم , وموقعهم من القضية الوطنية السورية العامة , وطبيعة علاقتهم مع الجوار الكردستاني , وكيفية حل قضيتهم راهنا بالتوافق مع شركاء الوطن ) .
  لانريد أن نذهب بعيدا , ولنبدأ باستعادة المناضل عبد الرحمن آبو لحريته , حيث ثبت للمرة الألف , وفي مجال التبعية وحمل أجندة الآخرين , أن ممارسات جماعات – ب ك ك – السورية , وهي كيانات في ظاهرها ( حزبية – مدنية – ادارية ) وفي جوهرها عسكرية – قمعية بسجون ومعتقلات وفرق اغتيالات , تسير على مبدا ( نفذ ولاتعترض ) , تخضع في ادارتها السياسية , وعلاقاتها المجتمعية , وطريقة تعاملاتها مع الناس , أفرادا , وأحزابا , وتيارات ثقافية , لمعايير ومفاهيم مرسومة بعناية من منظومة أمنية تحكم من وراء الستار حتى من دون معرفة ( الرؤساء المشتركين !؟ ) , تتوزع بين غرف عمليات فرعية غير منظورة , تستمد القرار النهائي من المصدر الأساسي الشديد المركزية الذي ينتهي في مركز – قنديل – , الذي  يدار بدوره من مخابرات اقليمية على رأسها السورية والايرانية , وهي ظهرت أساسا لدعم الهلال المذهبي المعروف في المنطقة , ومحاربة الثورة السورية , ومواجهة حاملي المشروع القومي الوطني الكردي , وفي مقدمتهم الملتزمون بنهج مدرسة الخامس من آب , ومن يوالون مساعي – بزاف – راهنا في عقد المؤتمر الوطني الكردي السوري , للانتقال الى مرحلة تستعاد فيها عوامل اعادة بناء حركتنا من جديد , وهي قوية موحدة خالية من أدران الفتن والتبعية , والارتهان لأجندات الأعداء.
وفي مجال آخر , على جماعات – ب ك ك – السورية الاجابة على التساؤل التالي : ( حلفاؤكم ) الأمريكان خصصوا ملايين الدولارات لمن يدلهم على ثلاثة من  أبرز قادتكم في التنظيم العميق لحزبكم الأم بمركز قنديل , وعاهدوا على أنفسهم طرد كل الجماعات , والميليشيات الموالية لنظام طهران من سوريا " , والقسم الذي يقودكم مشمول بذلك " , وأنتم تنكرون  – زورا – صلة الرحم هذه , وتكتفون بتبعيتكم – الآيديولوجية – لتعاليم عمكم المؤسس – عبد الله أوجلان – , وهو صاحب نظرية اتفق فيها مع نظام الأسد الأب : " ليس هناك شعب كردي سوريا وليست هناك قضية كردية سورية  " ,  وبهذه الحالة فان مشكلتكم مع كرد سوريا وجودا وحقوقا ومصيرا , وليست مع النظام , ولا مع تركيا , ولا مع ايران , ولن تحل حتى لو عدتم الى مخرجات اتفاقيات اربيل ودهوك التي طواها الزمن ,  بل بوقف التبعية لحزب يعتبرها أولياء أموركم الجدد (ارهابيا ) , والخضوع لارادة الشعب الكردي , بالانصياع أنتم وأحزاب – الانكسي - لندائه في قبول مقدمات ونتائج المؤتمر الوطني الكردي السوري المنشود , وهو الطريق الوحيد لحل أزمة حركتنا , وانقاذكم أيضا  .
    غالبية قيادات أحزاب كل من ( تف دم والانكسي ) , مازالت ( تتجاهل ) باعلامها مشروع – بزاف – , ولكنها تتابع بيانات لجان المتابعة التشاورية , ونشاطاتها , في اجتماعاتها المغلقة , وعبر تقارير أجهزتها , والبعض منها اضطر تماشيا مع نبض الشارع الوطني الى الاشارة ايجابيا , وبكلام معسول بشأن المؤتمر الكردي السوري , وجوابي على هؤلاء : عاجلا أم آجلا ستواجهون الندامة في وقت لن تنفعكم , أما البعض من الوطنيين فيقول عن طيبة قلب : مشروع – بزاف – مثل غيره لن يرى النور , والجواب هو : نعم من حقكم ابداء الحذر , لأن قيادات الأحزاب ومنذ نهاية الثمانينات وحتى الآن وبسبب اعوجاجها , وانقساماتها , واختراقاتها الأمنية , وتبعيتها لأجندات الآخرين , وترهلها ,عودتكم على فقدان الأمل والاحباط , وبمجرد ظهور الوليد المبارك , وأقصد  مشروع – بزاف – منذ أعوام بموضوعيته , وتاريخيته , وبعد جهود نظرية , وعملية مضنية , وحوارات مكثفة مع المعنيين , نكون قد أخترقنا جدران الظلمة , واجتزنا الحاجز الأصعب , واتكالا على ارادة شعبنا وعنفوان شبابنا وناشطينا , من النساء والرجال , لاعودة الى الوراء أبدا , والى المزيد من اللقاءات التشاورية , وتوسيع وتعزيز لجان المتابعة في كل مكان يتواجد فيه الكرد السورييون .
   " بزاف " كحراك فكري – ثقافي - حر , يعتمد العلاقات الشفافة وسيلة , واللقاءات التشاورية بالداخل والخارج طريقا , شعبه مجاله الحيوي , لايسعى كما هو ثابت في مشروعه الى أي تقاسم وظيفي مع سلطة الأمر الواقع , أو تزاحم مع مدعي ( التمثيل القومي الشرعي الوحيد ) , ينتهج سبيل الحوار الصريح والمباشر مع الجميع , ولايبحث عن عقد اتفاقيات ( ادارة الأزمة ) مع الأحزاب لأنها غير مستقلة منقادة من جماعات مصالح بالوكالة , بل يسعى بكل قوة الى العودة الى الجذور , واستعادة شرعية وصلاحية حركتنا الوطنية الكردية السورية , باعادة بنائها تمثيلا , ونهجا , ومشروعا قوميا – وطنيا  , انه ثنائية المنشأ , من جهة امتداد تاريخي للجوانب الناصعة في نضال شعبنا منذ – خويبون – , وجهود البناة الأوائل في انجاز أول عمل تنظيمي , وانتهاء بتحولات كونفرانس الخامس من آب في اعادة تعريف الوجود والحقوق والمسار , والتلاقح من جهة أخرى مع أنبل ماقدمه الحراك الشبابي الكردي وتنسيقياتهم خلال الثورة السورية , ونحن الآن وباسم – بزاف - في بداية انجاز المرحلة التالية , في عصر جديد , ووسائل غير تقليدية بنفس طويل , ومن خلال الجهود التطوعية التكاملية , وباستقلالية مطلقة في اطارمبدأ الولاء للشعب والوطن , وهذه المواصفات هي موقع قوة – بزاف -    . 
بعد الانقسامات , وانهيار الحركة من الأساس بفعل الردات الحزبوية المضادة , تظهر " بزاف " كمشروع استرتيجي مستقبلي تجديدي , يلامس بنية الحركة الكردية من الجذور , ولأن حجم الخراب الحاصل بلغ ذروته , فالانقاذ لن يتحقق سريعا حسب الرغبات الصادقة , بل يخضع لشروط ونتائج عملية معقدة ثلاثية الأضلاع " كردي – وطني – كردستاني " , في انضاج حوامل العاملين الذاتي ( وضوح الرؤيا النظرية – بلورة البرنامج السياسي – توفر القيادة الكفوءة ) , والموضوعي ( زوال الاستبداد - احلال السلام -  تحولات ديموقراطية – توافق المكونات السورية على النظام البديل – تصحيح وتعزيز العلاقات الكردستانية ) , ونحن ككرد بكل طبقاتنا , وفئاتنا , وتياراتنا , مسؤولون عن توفير شروط العامل الأول ( و- بزاف – تتنكب الآن لانجاز المهام باللقاءات التشاورية والتحاور , بشأن صياغة المشروع , وانتخاب لجان متابعة في جميع أماكن التواجد الكردي السوري , تحضيرا لعقد المؤتمر الوطني الكردي السوري الانقاذي الجامع ) , أما العامل الثاني فنتحمل جميعا جزءا من متطلبات انجازه مع شركائنا السوريين , وأشقائنا الكردستانيين . 
 لاأعتقد أن " البزافيين " بصدد حتى التفكير بانتظار زوال الآخرين من أحزاب المجلسين , حتى يثبتوا مشروعهم بالتعاون مع باقي المجاميع الوطنية المستقلة , والحراك الشبابي , وممثلي منظمات المجتمع المدني , الذين لم تستوعبهم لجان المتابعة بشكل كامل في مختلف أماكن التواجد الكردي السوري بالداخل والخارج حتى اللحظة , وذلك لكي يباشروا اتخاذ الخطوات اللازمة في اعادة بناء الحركة , وتوفير شروط عقد المؤتمر الوطني الكردي السوري , وغالب الظن أنهم يفضلون مشاركة أنصار الأحزاب بالثلث ( غير المعطل ) باللجنة التحضيرية , وفي عضوية المؤتمر أيضا , أما مظاهر انهيار تلك الأحزاب ( دورا ونفوذا وتأثيرا )  التي لاتخطؤها العين , وفقدان قياداتها الصدقية بين الأوساط الوطنية , فلاشك أنها تؤشر الى ضرورة تسريع الخطى , وانجاز مشروع اعادة بناء الحركة , لمواجهة التحديات , كضرورة قومية وطنية ملحة , قبل وصول عدوى الانهيار من الأحزاب الى الشعب والقضية , وحدوث الفراغ النهائي .

237
في مناقشة قضايا اعادة البناء
                                                       
صلاح بدرالدين

     لكل مشروع فكري ثقافي سياسي انقاذي كما في حالة – بزاف – خلفيته التاريخية وأسبابه وآلياته ومصادر شرعيته وشروط نجاحه ثم تأتي النتائج وفي حالتنا : الحركة منقسمة وضعيفة ومأزومة ومهددة بالزوال وبدون مرجعية موحدة وتاليا لادور حاسم لها على الصعيدين الكردي والسوري وفي المجمل علينا تحديد ان كنا حركة قومية في مرحلة التحرر القومي والوطني الديموقراطي تهدف الى تحقيق ارادة الكرد في تقرير المصير بالتوافق مع الشركاء العرب وسائر السوريين وباطار سوريا تعددية موحدة ( سوريا كلها راهنا تحت ظل الاستبداد والاحتلالات المتعددة وفاقدة السيادة تعود الى مرحلة التحرر الوطني ) بهذا المفهوم يجب وبالضرورة مراعاة شروط المرحلة بتوسيع اطار التحالفات لتشمل كل الطبقات والفئات الاجتماعية  وأجزاء الحركة الكردية وبماأن الأحزاب كما وصفنا سابقا تشكل جزء من الحركة ( على علاتها ) ولها سلطة أمر واقع وحضور ونوع من التواجد في الأوساط الوطنية فلابد من أن تدعى  اذا قبلت الخضوع للقرارات الى أي مؤتمر قومي عام ولكن بنسبة لاتتيح لها السيطرة واعادة انتاجها بل ستكون الغلبة للوطنيين المستقلين ومنظمات المجتمع المدني والحراك الشبابي من النساء والرجال وبالتالي ستكون النتائج لمصلحة صياغة وتعزيز المشروع القومي – الوطني الكردي السوري وانتخاب القيادة الكفوءة مع استعادة شرعية تمثيل أكثر من 15% من سكان البلاد وليس الاعلان عن حزب فئوي أو مناطقي جديد والمسالة مازالت قيد النقاش  .
– بزاف – تنطلق في مشروعها نحو اعادة بناء حركتنا ( كيانا تنظيميا مستقلا وبرنامجا سياسيا وخارطة طريق تعتمد مبدأ التوازن بين القومي والوطني وقيادة شرعية منتخبة ) لمواصلة النضال " والبزافييون" ليسوا طارئون بل من صلب حركتنا الأصيلة وفيها فكرا وممارسة وتضحيات ساهموا في تصحيح مسارها وتعزيز مواقعها والدفاع عنها بصلابة قبل ظهور ( تف دم والانكسي ) والآن يدعوهم الواجب القومي والوطني الى اعادة بنائها بعد أن أفرغتها الأحزاب الراهنة من مضمونها القومي الديموقراطي نعم الاعتقاد السائد أن جماعات – ب ك ك - السورية تتحمل الوزر الأكبر في حرف حركتنا عن خطها السليم وهذا لايعني اعفاء قيادات أحزاب – الانكسي -  من المسؤلية فهناك حسب اطلاعنا ( 40 ) فردا من المستفيدين بينها لاتريد الخير لأي مشروع انقاذي وأنصارها بين عامة الشعب على بينة ومتعاطفون مع مشروع – بزاف -  وعندما نتصدى لانحرافات الأحزاب لايعني أننا نستهدف الحركة التي هي حركتنا بالأساس بل نحاول انقاذها واستعادة شرعيتها ضمن المؤتمر المنشود من دون استبعاد من يرغب بالمشاركة الذي يتسع للثلث الحزبي أيضا .
 اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة كتظاهرة تضامنية أممية تدخل في عداد الكثير من المناسبات الداعمة لحقوق المرأة في العيش الآمن الحرالمتساوي مع الرجل ولابد لنا التأكيد مجددا ونحن على عتبة القرن الجديد والألفية الثالثة وعصر السرعة والعولمة بمايتعلق بالمرأة الكردية خصوصا والسورية بشكل عام على حقها الكامل في المساواة مع شريكها الرجل حسب لائحة الحقوق المدنية والأحوال الشخصية في الزواج والطلاق والميراث والعمل والتعليم ومن حقها تبوؤ المسؤليات الادارية والسياسية وأن تكون وزيرة وعضو البرلمان ورئيسة الدولة والحكومة أما ماتنتهجه جماعات – ب ك ك – السورية في زج المرأة وحتى القاصرة عنوة في الحروب العبثية ودفعها الى أعمال القتل فقط من أجل الدعاية والمزاودات الحزبية فهو بمثابة تهديم للعائلة ووقف لتطورها الطبيعي وتفكيك للمجتمع  يتنافى أصلا مع حقوق المرأة وقدسيتها وكونها مربية ومصدر تكوين عائلات مستقبلية ومدرسة لتعليم الأجيال على المحبة والسلم والتسامح وقبول الآخر المختلف ان تقويم اعوجاج ذلك التعامل المهين والغريب عن ثقافتنا يشكل جزءا هاما من اعادة ترميم مفاهيم حركتنا الوطنية الأصيلة حول نصف مجتمعنا الأجمل  . 
  لقد آن الأوان أن تضع النخب الفكرية والثقافية الكردية السورية على رأس أولوياتها البحث الجاد والعلمي عن سبل الانقاذ والكف عن صرف الوقت على المسائل الآنية العابرة والفعل ورد الفعل كما نلحظه على صفحات الفيسبوك باستثناء قلة لاتتعدى أصابع اليدين ولاننسى أن هناك جهات سياسية حزبية ومن خلال منابرها الاعلامية وضعت خططا مرسومة بعناية لتوجيه الاهتمام الى صغائر الأمور مثال ( اعتقل فلان واطلق سراحه ليكون الخبر الرئيسي طيلة أشهر وعلى مدار السنة ) والهاء الناس بأمور الآخرين واجبار الكثيرين وخاصة من التلامذة والطلاب على تجاوز تاريخ شعبنا وحركتنا الأصيلة واعتناق عقائد بالقوة وذلك حتى يتسنى نسيان قضايانا الرئيسية المصيرية لقد قدمت – بزاف – مشروعها وتصوراتها للانقاذ وهي منشورة وفي متناول الجميع فاما مناقشتها ونقدها وتطويرها واما القيام بانجاز مشاريع أخرى أكثر عمقا وفائدة من  دراسات نقدية ومواضيع نظرية تقييمية ومراجعات بالعمق تتعلق بواقع حركتنا الراهن وجوانب ضعفها ومشروعنا القومي والوطني والشروط الواجب توفرها للخروج من المأزق الوقت يمر بسرعة ولامجال للتأخير .
 يتخذ النقاش حول تعريف وتوصيف الحركة القومية أو الوطنية الكردية السورية الحيز الأكبر من مساحة الحوارات العامة الجارية حول القضية الكردية ففي حين كان التعريف المتبع حتى هبة 2004 ( التي لم تتوفر شروط تحولها الى انتفاضة شاملة ) أن الحركة هي مجموعة الأحزاب الكردية فقط مما فرض الحدث نوعا من اعادة النظر في التعريف التقليدي بعد بروز دور مؤثر لجماهير غير حزبية وجاءت ثورات الربيع الشبابية وبغياب واضح لللأحزاب التقليدية بالبداية وقبل عملية السطو والتسلق لتفرض مراجعة بالعمق حول تعريف حركات الشعوب الوطنية وتوضح المشهد أكثر في ساحتنا عندما أحجمت الأحزاب عن مواكبة الثورة الوطنية ضد الاستبداد ومن أجل التغيير الديموقراطي ثم تحولت ( وهي كانت اما مأزومة ومفككة من الداخل لعدم تجددها أو وافدة من كهوف قنديل كتشكيلات مسلحة بنظام شديد المركزية ) الى أداة للثورة المضادة ومعادية لثورة السوريين وتطورت الأحداث باتجاه ظهور قوى اضافية مثل الحراك الشبابي ومنظمات المجتمع المدني وجماهير وطنية واسعة وغالبة من المستقلين وفي اللحظة الراهنة يمكن الاشارة الى حركة وطنية كردية واسعة تشمل جميع طبقات الشعب ومختلف الفئات الاجتماعية التي لها مصلحة مشتركة في ازاحة الاستبداد وتحقيق النظام الديموقراطي المتوافق عليه على قاعدة الشراكة بين العرب والكرد والمكونات الأخرى وتشكل الأحزاب الجزء الأضعف من تلك الحركة من جهة التمثيل والمشروع القومي – الوطني والصدقية .
  نحن كشعب كردي سوري جزء من محيطنا الأقرب والأبعد نخضع لمايتحكم بالآخرين من قوانين التطور ومعادلات الصراع وموازين القوى وعلى صعيد حركتنا القومية المأزومة التي هي قيد التجديد واعادة البناء أحوج ماتكون الى الاستفادة من تجارب الآخرين من حركات الشعوب ومن كافة الاستخلاصات النظرية المبدعة في مجال حركات التحرر والمسألة القومية في الشرق والغرب الأوروبي والعالم ( الثالث !) وهناك تجربة قومية كردية غنية بالعبر والدروس تحصل بجوارنا وتحديدا في كردستان العراق حري بنا الاحاطة بها والاستفادة من  نجاحاتها ولاأدعو الى نقلها ( كصورة- كوبي) وتطبيقها على ساحتنا بسبب اختلاف العوامل الذاتية والموضوعية ولكن تتوفر مشتركات مبدئية ثابتة فالرئيس بارزاني لم يمنعه تمسكه باستفتاء تقرير المصير من التوجه نحو بغداد للتحاور مع شركاء الوطن العراقي الحاكمون الآن ببغداد وهم كانوا زملاءه باالمعارضة الوطنية وناضلوا سوية ونجحوا في اسقاط نظام البعث الاستبدادي انطلاقا من كردستان بارزاني توجه الى بغداد حاملا مطاليب شعبه وهو مخول من الغالبية من مكونات الاقليم  بشكل ديموقراطي ومن دون تعسف أو اكراه بالعكس تماما مايحصل في ساحتنا .
مكونات المنظومة الحزبية الكردية تغرق بالتفاصيل الجزئية وتتناسي المسلمات بتفادي ذكر المسؤول الأول والآخير والدائم عن محنة الكرد وهو نظام الاستبداد وهذا الانحراف يصب في مجرى محاولة تغيير جوهر الصراع واختراع ( أعداء جدد ) ومسار صراعي بعيد عن الثوابت فالمسؤول عن كل المآسي بمافيها الفتن الداخلية هو النظام منذ انبثاق الحركة الوطنية الكردية قبل نحو قرن وحتى الآن وتقف المنظومة الحزبية هذه موحدة ضد الوطنيين المستقلين الى درجة التجاهل والالغاء عندما يطالبون بوقف الفتنة والاتحاد في وجه العدو الرئيسي مع تواصل كل طرف من هذه المنظومة الحزبية مع جهة خارجية لمدها بعوامل البقاء ومزاحمة الآخر ويبقى الكرد وفي ظل انقسامات المنظومة الحزبية بدون خيمة تصون هويتهم وتنجز حقوقهم وتقيهم من تحديات الهلاك والحرمان وبمعزل عن أية مرجعية قومية ووطنية موحدة كل ذلك من نتائج المفاهيم الحزبوية الضيقة التي استنفذت وفات أوانها وعدم الاذعان لارادة الغالبية الشعبية في تجديد واعادة بناء الحركة الوطنية الكردية السورية على أسس سليمة وبالشكل الديموقراطي من خلال المؤتمر الكردي الجامع الكفيل بصياغة المشروع القومي والوطني وانتخاب قيادة شرعية تجسد ارادة الكرد حاضرا ومستقبلا .

238
السبيل لاعادة بناء حركتنا الكردية السورية
                                                                               
صلاح بدرالدين

  بعد انتشار مشروع – بزاف – ووثائقها وقيام لجان متابعة بالخارج والداخل وعقد لقاءات وحوارات  تشاورية وظهور تيارات مستقلة أخرى ومشاركة أوسع من كتاب ومثقفين في جهود تشخيص الأزمة الخانقة الراهنة ومناقشة المشروع بدأ التمايز يتوضح أكثر بين ( قيادات ) الأحزاب الكردية من جهة وأنصارها من الجهة الأخرى بشأن الموقف من اعادة بناء الحركة الوطنية الكردية السورية وعلى سبيل المثال نرى ( قيادات ) تلك الأحزاب التي تحاول الحفاظ على مواقعها الوظيفية ومصالحها الذاتية تتجاهل في مؤتمراتها واجتماعاتها حتى الاشارة الى وحدة الحركة والمؤتمر الوطني الكردي السوري الجامع متجاهلة الكتلة التاريخية الوطنية المستقلة الغالبة في ساحتنا وأحيانا تلتف وتوارب في حين أن غالبية أنصارها تسير باتجاه مغاير أي مع مشروع اعادة البناء والمؤتمر الوطني ولكن يجب أن أضيف : مازلنا بأول الطريق وعلينا مواصلة التشاور والمزيد من الحوار وتعزيز حوامل المشروع وتطوير مضمونه بروح جماعية ووسائل شفافة .
مايزيد من التفاؤل أن نخب وطنيينا ومثقفينا الملتزمين بقضايا الشعب في الطريق للخروج من ( القمقم ) ورفع الصوت عاليا في وجه القيادات الحزبية التي ضلت الطريق وتضلل ماحولها  فلم تعد نخبنا المتنورة تأبه بسطوة أدوات قمع السلطات الحزبية المتحكمة بمصائر مواطنينا في مناطقنا وأصبحت خارجة عن اطار تأثير خطاب القبائل الحزبوية الشعبوي – العاطفي وقد استبشرنا خيرا في هذه الأيام بالذات من جهود البعض في خرق الحواجز المصطنعة وتشخيص الحقيقة والكشف عن مستور قيادات ذات تاريخ اشكالي لاهم لها اليوم سوى البحث عن مصالحها الذاتية مقابل اخفاء الحقيقة حتى عن مواليها فقط أقول أن أزمة الأحزاب وقياداتها ليست بنت اليوم ولم تعد متوقفة على مواقف سياسية آنية – رغم أهميتها – بل تطال البنية والبرنامج والوسائل وكل مكونات العامل الذاتي ومسألة الشرعيتين القومية والوطنية والتي لن تحل ولن تستعاد الا عبر المؤتمر الكردي السوري الجامع كما تطرحه – بزاف - .
حول مشروع – بزاف – وجوابا على تساؤلات الكثيرين عن مشاركة أحزاب ( المجلسين ) من عدمها في المؤتمر الكردي السوري التوحيدي الانقاذي المنشود أقول بناء على فهمي للمشروع والوثائق الملحقة فان المشاركة في المؤتمر تتوقف على مواقفها وقناعاتها من: قبول وجود شعب كردي سوري وحقه بتقرير مصيره في اطار سوريا ديموقراطية تعددية موحدة خالية من الاستبداد والاحتلال وأن القضية الكردية جزء من القضية الوطنية الديمقراطية والاقتناع بفشل السيستيم الحزبوي الراهن في الساحة الكردية مع رفض أساليب كم الأفواه وقبول الآخر المختلف واحترام التعددية القومية والدينية والمذهبية وأن لاشرعية قومية ووطنية لأي طرف حزبي أوجماعة في الحالة الراهنة وقبول أن الغالبية من وطنيي شعبنا مستقلون وهي مصدر الشرعية مع قبول المؤتمر الوطني الكردي السوري طريقا لحل الأزمة وإعادة الاعتبار للشخصية الوطنية الكردية السورية المستقلة وعلاقة اخوية مميزة مع إقليم كردستان العراق وحزب البارزاني الخالد مع علاقات التنسيق والاحترام المتبادل بجميع أطراف الحركة التحررية الكردستانية .
  لاأعتقد أن " البزافيين " بصدد حتى التفكير بانتظار زوال الآخرين من أحزاب المجلسين حتى يثبتوا مشروعهم بالتعاون مع باقي المجاميع الوطنية المستقلة والحراك الشبابي وممثلي منظمات المجتمع المدني الذين لم تستوعبهم حتى اللحظة لجان المتابعة بشكل كامل في مختلف أماكن التواجد الكردي السوري بالداخل والخارج ويباشروا في اعادة بناء الحركة وتوفير شروط عقد المؤتمر الوطني الكردي السوري وغالب الظن أنهم يفضلون مشاركة أنصار الأحزاب بالثلث ( غير المعطل ) باللجنة التحضيرية وفي عضوية المؤتمر أيضا أما مظاهر انهيار تلك الأحزاب ( دورا ونفوذا وتأثيرا )  التي لاتخطؤها العين وفقدان قياداتها الصدقية بين الأوساط الوطنية فلاشك أنها تؤشر الى ضرورة تسريع الخطى وانجاز مشروع اعادة بناء الحركة لمواجهة التحديات كضرورة قومية وطنية ملحة قبل وصول عدوى الانهيار من الأحزاب الى الشعب والقضية .
يقول أحدهم : " وضع كرد سوريا مشابه لمسألة حقوق المرأة فالرجال يطرحون قضاياها وهي غائبة وهناك من يقرر مصير الكرد السوريين بالنيابة وهم غائبون " قد يكون هذا القول مجال أخذ ورد ومعرض لشتى التفسيرات وقد يكون مقبولا من جانب البعض ومرفوضا من البعض الآخر ولكنه في كل الأحوال يلامس جرحنا المزمن ويثير فينا شجونا مسكونة منذ حين ويدفعنا الى التأمل العميق والبحث عن سبل فهم جوانب أزمة حركتنا الوطنية واستنهاض الهمم لاعادة ترميم الشخصية الوطنية الكردية السورية وبلورتها وتصقيلها عبر المؤتمر الجامع الذي تصبو اليه الغالبية  مع فهم قوانين المعادلتين القومية والوطنية المتحكمة بمصيرنا والعمل على تبديلها وتجييرها لمصلحة مشروعنا القومي – الوطني والبناء على تمثيله الشرعي حاضرا ومستقبلا   .
ماذا يعني " رصد مكافأة مالية أمريكية لمن يدلي معلومات عن مكان تواجد ثلاثة قادة بارزين في – ب ك ك –  ؟ " هل لأن أحدهم ( مراد قرايلان ) كان مسؤولا عن العودة الى أحضان نظام الأسد عندما اتفق مع اللواء أصف شوكت بداية الثورة السورية ؟ أم هل لأن الثاني ( جميل بايك ) هو من وضع أسس العلاقة التبعية لايران عبر قائد فيلق القدس اللواء ( قاسم سليماني ) ؟ أم لأن الثالث ( دوران كالكان ) من محرضي الفتنة الداخلية في اقليم كردستان العراق ومن دعاة تصفية منجزات شعبه ؟ أم أن الاعلان الأمريكي من سفارة واشنطن في أنقرة يعني بالاضافة الى ماذهبنا اليه ابداء حسن النية للحليف ( الاستراتيجي ) بالتأكيد على موقف واشنطن منذ عام 1997 على اعتبار – ب ك ك – منظمة ارهابية ؟ أو التلويح باالعودة من جهة أخرى الى اتفاقية ( أضنة 20 أكتوبر 1998 ) بين حكومتي دمشق وأنقرة وملاحقها السرية الثلاث  ؟ والكرة الآن بملعب التابعين للقادة الثلاث في ساحتنا الكردية السورية وبالأخير فان من جملة مايعني هذا الحدث هو تقويض نظافة وصدقية وأهلية المعلمين المباشرين والآباء الأولين ل- ب ي د – وكل جماعات – ب ك ك – السورية .


239
في مخاطر تبديل قواعد الصراع بسوريا
                                                                     
صلاح بدرالدين

      شهدت الأسابيع والأيام الماضية تطورات مثيرة حول الملف السوري واذا كانت قمة أستانبول الرباعية ( التركية – الروسية – الفرنسية – الألمانية ) خلفت نتائج مستجدة بخصوص ادارة الأزمة وليس حلها خاصة بمايتعلق بقرارات اجتماعات أستانة الثلاثية واتفاقيات ثنائية بين موسكو وأنقرة حول ادلب على وجه الخصوص وبصورة أوسع فقد خلقت القمة انطباعا لدى المتابعين باطلاق أيدي تركيا في المضي بعيدا في دهاليز القضية السورية بحسب رغباتها ومصالحها الخاصة والتي تجسدت في التصريحات الأخيرة للمسؤولين الأتراك الداعية الى التوجه العسكري نحو شرق الفرات أي ضرب قوات – قسد – وغالبيتها من مسلحي جماعات – ب ك ك – أمام سكوت امريكي الحليف الأساسي المفترض - لقوات سوريا الديمقراطية - .
والأمر الآخر الذي عبر عن تبدل ما في السياسة الأمريكية تجاه القضية السورية هو تصريح الموفد الأميركي إلى سورية السفير - جيمس جيفري -  إن واشنطن «ليست في وارد تغيير النظام في سورية بل تركز على المسار السياسي .. وتحقيق ثلاثة أهداف، هي مواجهة تحدّي «داعش»، وإخراج القوات الإيرانية وتلك التي تدعمها من كل سورية بشكل سلمي ، وإرساء عملية سياسية تستند إلى القرارات الدولية ومن الجدير ذكره فاننا لم نتفاجأ بذلك لاننا على معرفة تامة ومنذ أعوام بأن المجتمع الدولي بمافيهم – الأصدقاء المفترضون للشعب السوري من عرب وأجانب لم يكونوا يوما بوارد تبني أهداف الثورة السورية في اسقاط نظام الاستبداد وهكذا الحال بالنسبة لمعظم أطراف وفصائل ومنصات ( المعارضة ) التي لم تلتزم يوما بأهداف ثورة السوريين .
 ومايتعلق بموضوع عودة مسلحي داعش الى أماكنهم السابقة في دير الزور وتهيؤ – قسد – من جديد لطردهم بدعم أمريكي فقد  انتشرت معلومات حول أن سبب احجام قيادة قوات – قسد – وهي بأيدي جماعات – ب ك ك – عن المضي في الهجوم على – داعش – في دير الزور بعد كل التحضيرات اللوجستية والبشرية ليس الاحتجاج على الموقف الأمريكي المهادن للتهديدات التركية فحسب بل أن وراء ذلك ضغوطات التيار الموالي لايران والمرتبط بمركز – قنديل – أي القيادة العسكرية العليا ل ب ك ك لتجيير مسألة مئات الأسرى من الدواعش وخصوصا الأوروبيين منهم لمصلحة السياسة الايرانية في الصراع مع الغرب بشأن الملف النووي والنفوذ الايراني بالمنطقة .
  وقد عزز من احتمال دخول الايرانيين على الخط بقوة وبالتعاون مع نظام الأسد ما تردد عن اشراف ميليشيات حزب الله وخصوصا في مناطق نبل والزهرا المجاورة لعفرين على تنظيم وتدريب تشكيل كردي قوامه ألفا مقاتل بالمرحلة الأولى قد يتضاعف العدد بالمستقبل القريب ويقال أن ( السكرتير الأبدي ) لحزب الوحدة من المساهمين بهذا المخطط بتكليف أجهزة النظام وقيادة – ب ي د - .
  التطور الآخر الذي يلفت الانتباه هو تواصل اللقاءات السرية بين مكتب اللواء الأمني – علي المملوك – من جهة ومسؤولي جماعات ب ك ك السورية وورود أنباء عن توجيهات من جهات عليا في دمشق وخصوصا المرتبطة مباشرة بالقرار الايراني لمهادنة جماعات – ب ك ك  – السورية وخصوصا مراكز القوى المهيمنة ( العسكرية – الأمنية – المالية ) وهي تقاد من عناصر وكوادر من تركيا وايران كما هو معروف لدى كل المتابعين والنشطاء الكرد منذ العام الثاني من قيام الثورة السورية .
  انه لمن المؤسف حقا أن تتحول القضية السورية بماهي مسألة ثورة وطنية لاسقاط الاستبداد واجراء التغيير الديموقراطي وتحقيق الحرية والكرامة وصولا الى سوريا الجديدة التعددية التشاركية الى عناوين اسلامية سياسية من جهة وحروب بالوكالة بين ميليشيات تمثل من يدفع من جهة أخرى وصراع اقليمي – دولي على مناطق النفوذ والسيطرة من جهة ثالثة وأخيرا وليس آخرا الى مسالة تركية أي الصراع والحوار مع تركيا وتناسي أن التناقض الأول والأخير والأساسي هو بين السوريين من جهة ونظام الاستبداد من الجهة الأخرى وكم هو مزعج أن ينجر العديد من الكتاب والاعلاميين والمثقفين السوريين وبينهم كتاب مرموقون وحتى الوطنيين الكرد الصادقين الى هذه الموجة التي لاتستند الى أساس واقعي في تبديل وجهة الصراع من ضد النظام الى تحييده ثم نحو تركيا .
   وفي حقيقة الأمر أن نتيجة الاستمرار بهذا النهج الخاطىء ستكون دفع تركي نحو ( سورنة ) المواجهات وضرب الكرد بالعرب والتركمان واستمرار النظام في مخططه القديم – المتجدد في  ( تكريد ) الصراع بمناطقنا ولن يخلف كل ذلك سوى الابادة والمزيد من التهجير والتدمير وفي مرحلتها الأولى بجغرافية كانت محددة في مشروع الحزام العربي منذ بداية ستينات القرن الماضي  – محمد طلب هلال 375 كم على 12 كم - والمستفيد من كل ذلك ومن اضاعة البوصلة وتوجيه الأنظار عن القضية الأساسية والانخراط في صراعات جانبية هو النظام والموالين له وكل الأطراف الاقليمية والمحلية التي كانت ضد انتصار الثورة السورية ومن متعهدي ومستثمري المحنة والخاسر الأول هم الكرد السورييون الذين حتى وجودهم بات في دائرة الخطر جراء استهتار كل من أحزاب النهج المغامر والسبات العميق  .
 

240
عودة الى القضية الكردية السورية
                                                               
صلاح بدرالدين

    تختلف المواقف السياسية في ساحتنا الكردية السورية – تماما كمثيلتها السورية العامة – بخصوص كل القضايا الماثلة الى درجة التباين وأحيانا التناقض فمايتعلق الأمر بعفرين المحتلة واضافة الى الصراع الاقليمي – الدولي – التركي – الأمريكي – الروسي – الايراني هناك سوريا وكرديا من يرى وجوب التحرير وادارتها عبر اللجان المحلية المنتخبة أو فصائل محسوبة على الجيش الحر والائتلاف والانكسي أو تركيا أو اعادة سلطة – ب ي د – أو سلطة النظام علما أن 40% من البلاد اما محتلة من تركيا وأمريكا  أو بأيدي – قسد - والفصائل المسلحة و60%  محتلة من روسيا وبادارة النظام بحسب كل التقديرات بما فيها الأمريكية وأمام هذا المشهد المقلق نحن ككرد وكسوريين أحوج مانكون الى وقفة مسؤولة والعودة الى الاتحاد ووحدة الموقف من خلال الاجماع القومي ( بعقد المؤتمر الكردي السوري ) والوطني ( بعقد المؤتمر السوري الجامع ) فلا خطط – خفض التصعيد هنا وهناك والمصالحات الجانبية ولاقرارات  اجتماعات أستانة وسوتشي وجنيف – جلبت السلام للسوريين ولا التركيز على الجزء أو الحل المناطقي يفيدان حل قضيتنا القومية التي تشمل كل المناطق وتخص الكرد جميعا .
      من المعلوم أنه ومنذ أعوام وبعد طول انتظار وبعد فقدان الأمل نهائيا من أي دور ايجابي ملموس من أحزاب المجلسين ( تف دم وانكسي ) وعجزها عن صياغة وتحقيق المشروع القومي والوطني وبلورة المطالب الكردية المشروعة وتوفير أسباب الاعتراف بها انبثقت حركة تجديدية في أوساط الوطنيين المستقلين أعلنت بالخارج أولا ثم بالداخل باسم – بزاف – تحمل مشروعا يدعو الى اعادة بناء الحركة الوطنية الكردية السورية من الجذور وذلك من مسلمة أن أسباب الاخفاق والمأزق تكمن في داخل الحركة وفي العامل الذاتي أساسا أي في ضرورة اجراء عملية التغيير في بنية الحركة وشكلها ( البرنامج السياسي – وسائل وآليات العمل – القيادة الكفوءة ) وفي أجواء استعادة الشرعيتين القومية والوطنية من خلال المؤتمر الوطني الكردي السوري الجامع .
   وفي هذا السياق تأملت مطولا وبشغف مضامين البيانين المنشورين باسم ( لجنة متابعة بزاف ) في كل من دمشق والقامشلي وللمرة الأولى خلال الأسبوعين المنصرمين واستنتجت : أولا – الخطاب الهادىء الموضوعي المتزن في طرح الواقع على الأرض كماهو وضرورات التصدي من أجل اعادة البناء بالنفس الطويل . ثانيا – تجنب المظاهر الشكلية والمانع الأمني في عدم نشر الأسماء والصور وتساوي االطبيعة (القمعية ) في هذا المجال بين ( أمن ) النظام بالعاصمة و( أمن ) سلطة الأمر الواقع بالقامشلي بالرغم من أن حراك – بزاف – هو فكري – ثقافي – حواري -  سياسي وليس تشكيلات حزبية أو عسكرية  . ثالثا – ابتكار وسيلة جديدة للعمل النضالي تناسب الوضع الراهن بالداخل وهي لقاءات تشاورية محدودة العدد تتبعها انتخابات للجان متابعة في كل مدينة وبلدة ومنطقة على حدة . رابعا – رغم مرور مدة قصيرة على البيانين الاأن الانطباع العام بين أوساط الوطنيين كان ايجابيا على أمل استمرارية الحراك واللقاءات التشاورية وانتخاب لجان المتابعة في مختلف المناطق وبالتأثير التفاعلي المتبادل بين الداخل والخارج  وكل التحية والتقدير لمناضلينا الشجعان وجنود حركتنا المجهولين شكلا والى حين .
  وفي موضوع متصل لاحظت تعليقات على مقالتي الأخيرة حول المؤتمر الوطني تنم اما عن : التشاؤم المفرط أو الرهاب من سوء نوايا قيادات الأحزاب أواستصغار ارادة الغالبية الشعبية أمام سطوة الآخر واستضعاف الذات واستغبائه أمام الآخر المقابل ( السوبر مان ) لا أيها الاخوة والأصدقاء نحن وأنتم دعاة المؤتمر المنشود على حق وضمن مسار تاريخ تطور حركتنا نحو الأمام وأولا وآخرا نعبر عن الضمير الأغلبي لاعادة الحرية والكرامة لشعبنا والحياة لحركتنا ومانرمي اليه هو توفير شروط تشكيل اللجنة التحضيرية من غالبية مستقلة من الثلثين والثلث الآخر للأحزاب ( لأنها فشلت وعليها الاذعان ) وعضوية المؤتمر ستكون انعكاسا لطبيعة اللجنة ثقوا تماما أن الآخرين ( وهم قلة ) اما ( نمرا من كارتون ) لاتاريخ له ولامستقبل ولامضمون ولاضمان ولاأفق أو كبناية واهنة متعفنة من الداخل سقوطها متوقف على قرارخارجي قيد الصدور ... وأخيرا أقول : ثقوا بارادة شعبكم واعتمدوا على أنفسكم وكل خطوة تخطونها في هذه الظروف حتى لو كانت مشاركة باجتماع أو اطلاق كلمة مفيدة بمثابة أميال للوصول الى الهدف المنشود .
     واذا كان لابد من وضع النقاط على الأحرف حول فشل أحزاب ( المجلسين ) وكمثال قريب فقد حققت تركيا ماأرادت في القمة الرباعية حيث تجاوب الزعماء الثلاثة بشكل غير مباشر مع وضع الرئيس التركي داعش والنصرة وب ي د في الخانة الارهابية الواحدة علما أن الرئيس الفرنسي كان مخولا من الرئيس ترامب لتمثيل الموقف الأمريكي وفي الجانب الآخر وفي موسكو وخلال زيارة – التوبة والندامة الفضائحية لوفد ( الهيئة التفاوضية ) التي استثمرت التمثيل الكردي الشكلي – الباهت كورقة  كانت مناسبة لأن يلقي لافروف على مسامع الحاضرين كلمات لاذعة بحق الكرد اللاهثين وراء سراب الوعود الأمريكية والتشديد على وحدة سوريا بقيادة نظام الاستبداد وهكذا وفي ( المعسكرين ) لاصوت ولاوجود للتمثيل الكردي الحقيقي ولاضمانة لمستقبل شعبنا , في جميع الأحوال نعيش بالوقت الضائع ومصير السوريين بأيدي خارجية مع أوركسترا محلية مهمتها التصفيق وشهادة الزور وللتاريخ نقول أثبتت قيادات أحزابنا الكردية براعتها بهذا المجال وانتظروا بيانات انتصاراتها .


 


241
المؤتمر الوطني الكردي السوري هو الحل الوحيد لأزمة حركتنا
                                                                             
صلاح بدرالدين

   الرئيس الأمريكي يبدي اعجابه بالكرد وشجاعتهم , ووزير خارجيته يحذو حذوه ويزيد " يجب ان يكون لكرد سوريا صوت في الحل السياسي " جيد ... وما حصل حتى الآن مجرد كلمات عاطفية لاتلزم أمريكا في تبني حقوق ومطالب الكرد وتثبيت الضمانات المطلوبة بالدستور السوري وأضيف : اذا كانت الدولة العظمى هذه جادة وتريد أن نصدقها وتكسب ود شعبنا فعليها : 1 – أن لاتكون طرفا في الخلاف الكردي – الكردي كما هي عليها الآن , خاصة وأن من تعتمد عليهم وأقصد جماعات ب ك ك - تيار حزبي آيديولوجي تابع لمراكز قوى اقليمية اشكالية , يرفض الآخر المختلف , وفشل في ادارة المنطقة سياسيا واقتصاديا وحتى تربويا . 2 – أن تعلن رسميا عن موقفها حيال القضية الكردية السورية وسبل حلها . 3 – أن تبادر الى دعم مشروع المؤتمر الوطني الكردي السوري الجامع بغالبية مستقلة , وتضمن سلامة عقده في احدى المناطق من دون تدخل , وكل ماينتج عنه من برنامج وقيادة منتخبة يمثل ارادة الكرد السوريين . 4 - أن تقف ( قولا وعملا ) الى جانب السوريين في التغيير الديموقراطي , وازالة الاستبداد , بدلا عن صراعها كمحتل مع المحتلين الروس والايرانيين والأتراك حول النفوذ .
  اذا كانت الدولة العظمى – أمريكا - هذه جادة , وتريد أن نصدقها وتكسب ود شعبنا " فعليها من أجل اثبات صدقيتها المهزوزة , وبالاضافة الى ماطرحناه أعلاه , أن تعمل بوحي سابقة تاريخية في هذا المجال وأقصد رعايتها " عبر ادارة الرئيس كلنتون بشخص وزيرة الخارجية مادلين أولبرايت اتفاقية واشنطن " بين الحزبين الكرديين العراقيين المتحاربين آنذاك  ( ب د ك – أ و ك ) في 17 – 9 – 1998, ووضعت حدا للاقتتال , ونالت موافقة برلمان كردستان المنتخب بالاجماع , وبحضور مدام – ميتران – , مما أرست دعائم المصالحة والسلام , والاتفاق حول ضرورة انسحاب مقاتلي – ب ك ك – من أراضي الاقليم , مع الأخذ بعين الاعتبار التمايز في خصوصية الحالتين وفي المقدمة التزام أمريكا بأمن وسلامة شعب كردستان العراق , ودعم الفدرالية , ومثل هذا الغطاء غير متوفر للكرد السوريين , وكان في الاقليم برلمان شرعي منتخب , أما في حالتنا فالمطلوب أولا وآخرا ايجاد مرجعية شرعية من خلال انجاز المؤتمر الكردي المنشود في أجواء آمنة حتى يمكن ادارة الأزمة , ومواجهة التحديات .
     نحن على يقين وانطلاقا من متابعاتنا ومعاصرتنا خلال عقود لمسار السياسة الأمريكية في المنطقة عموما وازاء القضية الكردية بشكل خاص , أن هؤلاء لايركن اليهم , بل أنهم كانوا دائما وأبدا مع النظم الدكتاتورية والفاشية , كانوا مع أحلاف – سعد أباد – و – السنتو – و- بغداد - و -  الناتو – و – اتفاقية الجزائر – و – المجاهدين الأفغان – و – الاخوان المسلمين – , ويبحثون عن توابع وخدم ومضحين من أجل أجنداتهم , وكانوا ومازالوا مع بقاء نظام الأسد المستبد , ووقفوا ضد ارادة شعب كردستان العراق في تقرير مصيره , بل ساعدوا ومازالوا في تحكم حكام طهران بمصير العراق والعراقيين , انهم مع مصالحهم فقط لاغير , أما مااقترحناه بشأن دعم عقد المؤتمر الوطني الكردي السوري المنشود فماهو الا طلب من محتل لمناطقنا , تماما كما طولب المحتلون الأتراك بالسماح لحرية العفرينيين ببناء مجالسهم , والدفاع عن أرضهم وممتلكاتهم من عبث العابثين , طلبنا كان بمثابة اشعار لهم ووديعة في سجلات التاريخ أن مصلحة شعبنا تكمن هنا وأنكم تتحملون المسؤولية في أي ضرر يلحق بشعبنا وذهبنا على مبدأ : ( الحق العيار لباب الدار )  .
 الكرد وحركتهم الوطنية في سوريا وفي كل مكان , يبحثون عن أصدقاء في الشرق الأوسط والعالم يساهمون برفع الاضطهاد القومي عن كاهلهم  , ويعترفون بحقوقهم ضمن التغيير الديموقراطي في عموم سوريا , ويقدمون لهم الدعم في نضالهم من أجل السلام والعيش المشترك بين مختلف الشعوب والأقوام والمكونات على قاعدة المصير الواحد والمشاركة في القرار بضمانات دستورية , ولكن مانجده في سلوك القوى العظمى والكبرى وحتى الصغرى , وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية  , يختلف تماما عن أخلاقيات الالتزام باالمبادىء السامية حول حق تقرير مصير الشعوب , وحقوق الانسان ولاحاجة الى القول أن الطغمة الحاكمة بروسيا تتصدر صفوف المعادين لحرية الشعوب وضربت أسوأ الأمثلة في مجال العدوان والاحتلال ودعم الاستبداد  .
 من جانب آخر لايمكن تجاهل الأسباب الموضوعية , والذاتية التي تحول دون تحقيق معادلة متوازنة في العلاقات الكردية السورية مع الآخرين بالداخل والخارج ,  فالى جانب الأسباب الوطنية المتعلقة بقضايا الشعب السوري عامة والمعارضة والثورة والاشكاليات التي تزداد يوما بعد يوم , اما بصعوبة عملية المراجعة واعادة البناء من جديد , أو بجنوح فصائل مسلحة ( معارضة ) نحو التبعية والتطرف والأسلمة , أو قيام دول الاحتلال باستغلال الحالة السورية اليائسة في سبيل المصالح والنفوذ , أو استقواء النظام بالمحتلين لاقتراف المزيد من الجرائم بحق السوريين واذلالهم , ولاشك أن السبب الأهم كرديا هو حالة التفكك السائدة في الوسط الوطني , وانحراف الأحزاب عن الخط القومي – الوطني الديموقراطي خصوصا من بيدها السلطة والمال والسلاح .
 فلواستجابت أحزاب سلطة الأمر الواقع , والمجلس الكردي , لنداءات الوطنيين الكرد الحريصين بشأن التعاون في توفير مستلزمات عقد المؤتمر الوطني الكردي السوري الجامع بغالبية شعبية مستقلة , الذي سيخرج ببرنامج سياسي , وخطة عمل , ومجلس قيادي شرعي منتخب , لما كنا اليوم بحاجة لأي طرف خارجي ليوفر لنا أسباب عقد المؤتمر , ولما كنا بصدد الطلب من الأميركان وغيرهم بالسماح لنا وفي أرضنا حتى نعقد مؤتمرنا , وهذا هو السبب الأم – العامل الذاتي – الغائب الى حين , من جهة أخرى لوتحقق التفاهم بين الكرد السوريين أحزابا ومستقلين , لكان من السهولة بمكان عقد مؤتمرنا المنشود في اقليم كردستان العراق , وبدعم أشقائنا الذين ساعدونا في عقد مثل هذا المؤتمر عام 1970 في ناوبردان , وفتحوا أبوابهم لاجتماعات عديدة للكرد السوريين , وابرام اتفاقيات في اربيل ودهوك .
   وفي أمر له صلة بالعامل الذاتي , أدعو جميع المثقفين والكتاب الوطنيين من الكرد السوريين الذين تتوزع اهتماماتهم بين قضايا أجزاء كردستان الأخرى ووضعوا مسؤولياتهم الفكرية والثقافية المباشرة في آخر مساحات الاهتمام ,  أن يستشعروا الخطر ويبدو اهتمامهم اللازم بقضاياهم القومية والوطنية , في الكتابة التحليلية النقدية حول الوضع السياسي بمزيد من الجرأة والشفافية , وفي ابداعاتهم الفنية والثقافية , بأساليب تليق بقدسية قضايانا المصيرية بعيدا عن الشتائم والاستهتار , نعم الحركة الوطنية الكردية في أزمة مستعصية , وشعبنا يعاني الأمرين , وقضيتنا في تراجع , والمسؤولية عامة , ولكن القيادات الحزبية تتحمل القسط الأكبر ,  ومن حق أي انسان وطني كردي أن يرفض هذا الواقع , ويوجه النقد البناء من دون شخصنة قضية كبرى تتجاوز الأفراد والجماعات ,  مع التعامل بمسؤولية مع المشاريع المطروحة للانقاذ , والاجتهاد في طرح المقترحات , والبحث عن سبل الخلاص , ومشاريع وبرامج بديلة , هناك من طرح مشروع ووثائق اعادة البناء والمؤتمر الوطني الكردي السوري الجامع وأقصد – بزاف – فاما دعم هذا المشروع وتطويره وتحقيقه على أرض الواقع أو طرح مشروع أكثر تقدما حتى يتم الالتفاف حوله .
  وهنا علينا ادراك حقيقة مرة والاعتراف أمام الملأ بأن استمرار الوضع الكردي السوري على ماهو عليه الآن من تفكك وانقسام وصراعات حزبوية عقيمة , وعدم تجاوب قيادات ( الأحزاب ) مع نداء الوحدة والاتحاد الذي أطلقه " بزاف " عبر المؤتمر الوطني المنشود , لن يجلب سوى المآسي لشعبنا , ولن يدفع بقضيتنا نحوالحلول العادلة , ولن يؤدي الى قيام حركتنا المنقسمة الضعيفة الى القيام بأي دور فاعل في القضيتين السورية والكردية , كما أن ذلك سينعكس سلبا على العلاقات في العمق الكردستاني المجاور , بل سيلحق الضرر البالغ راهنا ومستقبلا بانجازات الأشقاء في اقليم كردستان العراق .

242
مستلزمات اعادة البناء وطنيا وقوميا
                                                           
صلاح بدرالدين
في معظم مراحل تاريخ حركتنا ومنذ – خويبون - كنا نتعرض الى محاولات تغيير قواعد الصراع من أعلى دوائر النظام الحاكم بهدف التشويه وبعثرة الجهود واثارة الفتن الهامشية والابتعاد عن الجوهر والانشغال بالمواجهات الجانبية : بين " السرختيين " و " البنختيين " تارة والأغنياء والفقراء أحيانا و" الجزراويين " و " الكوبانيين " و " العفرينيين " تارة أخرى ومؤخرا بين " الداخل " و " الخارج " وهذا المركز الكردستاني وذاك الى درجة أن استرسال " منظري " أو مخترعي الصراعات الجانبية والحزبوية بعد اخفاقاتهم يكاد يخلو حتى من  مفردات الخطابين القومي والوطني باعتبار الصراع الرئيسي كان ومازال مع نظام الاستبداد ومن يلف لفه وينظر لعودته فهو من حرم الكرد من حقوقه ونفذ مخططات التعريب والتهجير وقتل خيرة مناضليهم أما الخلافات البينية في الحركة الكردية فمهما حاول المفسدون المستفيدون  فلن تكون تناحرية وعلى الدوام هناك مخارج وحلول وسط من أجل المصالحة والاتحاد وفي مقدمتها المؤتمر الوطني الكردي السوري المنشود .
  من الأفضل أن يتوقف البعض من المتواجدين بالداخل في الطعن بوطنية وشجاعة بمن هم خارج الوطن ( أكثر من 70%) من شعبنا وبعضهم كانوا ومازالوا ملاحقون من نظام الأسد الأب والابن ومحكومون ومجردون من حق المواطنة أو الجنسية أو هاربون من قمع وتهديدات سلطة الأمر الواقع بل أن هذا البعض يتمادى بأن مقياس النضال هو العودة الى الوطن ( المحتل والمدار بقوة الحديد والنار ) اي العودة الى المجهول يذكرني هذا البعض بدعوات متكررة مشابهة من ( اللواء محمد منصورة ) بمنتصف التسعينات عندما كان الصراع حاميا ونشاط حزبنا المعارض ( سابقا ) بأوجه ضد النظام وكان حاكما مطلقا ويرددها أعوانه وخاصة من حزب اليمين مفادها : فليأتي صلاح بدرالدين الى الوطن ويقدم مطالبه وسنتحاور ؟؟!!! طبعا لاأنا عدت الى أحضان السلطة ولم يحصد اليمين سوى المهانة والاذلال .
مشروع – بزاف – لاعادة بناء الحركة الوطنية الكردية السورية كحراك فكري ثقافي سياسي نابع من صلب تاريخ حركتنا بكل تجاربها من انتصارات واخفاقات ومن تجربة تنسيقات الشباب الكرد ابان الثورة السورية لديه مشروع برنامج بشقيه القومي والوطني للانقاذ ووثائق نقدية عديدة قيد النقاش عبر وسائل التواصل الاجتماعي وعقد الندوات في مختلف أماكن التواجد الكردي السوري بواسطة ناشطين متطوعين لم يتأطر هذا المشروع كحزب أو منظمة بقيادة مركزية ومكاتب سياسية وأمناء عامين وذلك أو خلافه متروك لقرار المؤتمر الكردي السوري الجامع وهو يسير على مبدأ ضرورة مشاركة الجميع من مستقلين ومنظمات مجتمع مدني وأنصار الأحزاب ويرى أن نقد الأحزاب وتبيان فشلها لايعنيان أن الصراع مع الأحزاب الكردية تناحري والدليل أنها مدعوة للمشاركة بالمؤتمر التوحيدي المنشود والمشروع يحتاج بالاضافة الى تعريفه كرديا وسوريا وكردستانيا وعالميا الى الاحاطة النقدية به وتجديده من خلال مناقشته ومراجعته من جانب كل الكرد السوريين الخيرين أما المحاولات الفردية القاصرة عن بعد في الطعن بالمشروع من دون الاطلاع عليه ومقارنته بالأحزاب الفاشلة في حين أنه ليس حزبا جديدا وانتهاج سبيل ( شخصنة ) أنبل وأقدس قضية تتعلق بحاضر ومستقبل حركة شعبنا أو المطالبة ومن دون مساهمة ايجابية وتقبل المشروع بالغاء هذا وذاك لدوافع ذاتية محضة وانفعالات مرضية فلا شك أنها خاطئة ومرفوضة ولن تحصد سوى الندامة ومع كل الاحترام لآراء الجميع فليس شرطا كما علمتنا تجارب تاريخ حركات الشعوب أن يرضى 100% من أفراد الشعب بكل طبقاته وفئاته وتياراته الفكرية والسياسية حتى يكتب النجاح لأي مشروع قومي ووطني وأخيرا أقول : تعالوا نتحاور ديموقراطيا وأخويا للوصول الى الحقيقة الكردية السورية .
       لم يعد خافيا أن الأعوام الثمانية الأخيرة بكل أحداثها الدرامية المؤلمة في ساحتنا الوطنية الكردية السورية قد خلصت الى جملة من المسلمات أولها وصول احزاب ( المجلسين ) الى طريق مسدود بخصوص المصالحة والاتحاد والحقوق والمكتسبات وتفريغ المناطق وغياب المشروع القومي أمام مرحلة الاستحقاقات وتعثر العلاقات الوطنية والقومية وثانيها تجاوز معادلة ( تف دم – انكسي ) والاتفاقيات المبرمة بينهما حيث تجاوزها الزمن وثالثها ضرورة اعادة بناء ماتهدم ومعالجة الوضع المتردي برؤية علمية برنامجية مدروسة من خلال الاستعداد لعقد المؤتمر الكردي السوري الانقاذي الجامع وهو السبيل الوحيد لاستعادة عوامل القوة وترسيخ المرجعية القومية – الوطنية الشرعية ونحن الآن أمام موقفين : أغلبية وطنية ترى توفير مستلزمات تحقيق المؤتمر وتنقصها ارادة المساهمة وتصاحبها رغبة الناي بالنفس وموقف حزبوي يحرص الحفاظ على الوضع الراهن .
   نعم مقابل الموقف الوطني الذي طرحناه هناك موقف السلطات الحاكمة أيضا تجاه الحالة الكردية السورية وهو قديم – جديد تجلى مؤخرا في كواليس لقاءات وفود – ب ي د – مع مكتب اللواء علي المملوك ورسائله المنقولة عبر وفد - ميس كريدي – الى القامشلي ومبعوثين آخرين من والى دمشق وزيارات – عمر أوسي – الى أربيل  مع تصريحات بيادق معروفة كبالونات اختبار بين حين وآخر يتلخص في 1 – سقف اللامركزية مثل سائر المحافظات السورية 2 – بسط سلطة النظام كاملة على كل المناطق بمافيها الخاضعة لسلطة الأمر الواقع 3 – أرجحية خيار تعامل السلطة الحاكمة مع ممثلي ( أحزاب المجلسين )  مجتمعة ومتفقة على وفد موحد 4 – التقاء مواقف السلطة والأحزاب حول استبعاد الغالبية الوطنية الكردية المستقلة الساحقة المتمسكة بالحقوق القومية وبأهداف الثورة في التغيير والتي تراهن على اعادة تشكيل التمثيل الشرعي الكردي عبر المؤتمر الجامع  .
اذا كان العامل الذاتي له الأولوية في التأثير على طبائع نضال الشعوب ومدى فعالية حركاتها فهناك أحكام أقرب الى الاجماع على انحراف قياديين في ( أحزابنا ) الكردية السورية عن خط الكردايتي واستسلامهم أمام المغريات والمصالح االفردية منذ عقود وخصوصا بعد اندلاع الثورة السورية وبالرغم من مايشبه التقديس لحراكنا الشبابي السباق الى تحريك الساحات واستمرارية التظاهرات الاحتجاجية الا أنه وللأسف الشديد أصاب بعض ناشطيها نفس أمراض ( القيادات الحزبية ) ولو بنسبة أقل فنرى من ينأى بنفسه عن مجمل القضية أو يبحث عن سبل غير سوية  لتحسين الأحوال أو يرهن أي نشاط قومي في خدمة الاستفادة الشخصية يعني ( النضال مقابل المال ) من دون الربط المتبادل السلس بين الاعتماد على النفس وأولوية الاهتمام بالعيش العائلي الكريم والابقاء على فسحة لخدمة الشعب والقضية حيث لاتناقض بين المهامين وليعلم الجميع أن الساحة أحوج ماتكون الى الطاقات الشابة والوطنية المستقلة الخلاقة من أجل انجاز المهمة الأولى : اعادة بناء حركتنا الوطنية الكردية السورية .
فلنضع أمام الجميع مساري تجربتي كل من ( المعارضة والفصائل السورية ) و( أحزاب الحركة الكردية السورية ) في الاثنتين تم الاعتماد الرئيسي على الخارج من مال سياسي ودعم معنوي وأسلحة أي ( النضال والثورة مقابل المساعدة ) بطبيعة الحال لم يتم ذلك من دون ثمن مقابل ( ولاء وتنفيذ أجندة ) ولم يحصل ذلك بتخويل من الشعب أولا ولاحتى حسب تمنيات المتلقي بل كما أراده الداعمون بحيت يتم الحفاظ عل الوضع القائم دون حسم ولايتحقق الانتصار وتدار الأزمة على نسق المصالح الخارجية وليس من أجل الخلاص والحقوق والتغيير الديموقراطي وأمام مهام اعادة بناء حركتنا الوطنية الكردية السورية هل علينا تقليد ماسبق وحصد الفشل ؟ هل يمكن لنا تحقيق أهدافنا السامية بالاعتماد على الأطراف الدولية والاقليمية المتوحشة المعنية بالملف السوري ؟ هل يجوز اخضاع أهداف وآمال شعبنا مرة أخرى لارادة الخارج المجرب ؟ أعتقد من السهولة بمكان نجاح مجموعة في تلقي الأموال من جهة ما لاعلان تشكيل حزب كردي جديد تحت شعارات سامية ولكن ماذا بعد غد ؟ سوى الندامة واللطم على الوجوه والمزيد من الفتن والاحتقان انني أميل الى طرح الصديق ( آلوجي ) في حالتنا الخاصة المشخصة .
صحيح ويجب رؤية الواقع المرير كماهو فالروس : باقون بسوريا حتى القضاء على آخر سوري يعارض النظام . الأمريكان : باقون بسوريا حتى جلاء آخر ايراني .الأتراك : باقون بسوريا حتى اجراء الانتخابات البرلمانية .الايرانييون : باقون بسوريا مادام مقام السيدة زينب بحاجة الى حمايتنا .الاسرائيلييون : سنضرب كما نشاء مادام هناك ايراني واحد بسوريا . 10 ملايين سوري : لن نعود الى بلادنا الا بعد سقوط النظام ورحيل المحتلين .نظام الأسد : سوريا المفيدة تكفيني .مسلحو – ب ك ك - : لن نغادر سوريا الا بعد خروج عبد الله أوجلان من سجنه التركي ." أنكيسي " ننتظر خروج الجميع وتحول المناطق الى أطلال حتى نعود .الوطنييون المستقلون الصادقون المؤمنون بالتغيير الديموقراطي من الكرد والعرب والمكونات الأخرى ومن أجل فك طلاسم المعادلة أعلاه : علينا اجراء مراجعة نقدية والعمل بمسؤولية في اعادة البناء واستعادة الشرعية عبر ارادة الغالبية من خلال المؤتمرات الوطنية الجامعة والاحتمالات التي طرحتها وبمختلف أشكالها تستوجب وجود كيان سياسي كردي يمثل الأغلبية ديموقراطيا كمرجعية شرعية والآن ذلك غير متوفر لذلك نسعى الى توفير شروط إعادة بناء حركتنا لتمثيل إرادة شعبنا وتحقيق طموحاته ووجدنا في المؤتمر الكردي المنشود وسيلة لتحقيق الهدف والمؤتمر سيدرس مشاريع عديدة جاهزة وقيد الإنجاز : برنامج سياسي - خطط العمل - خارطة طريق - القضية القومية - القضية الوطنية - البعد القومي الكردستاني - العلاقات الدولية .... الخ نعم الأمر سيطول  .
   تتعدد الرؤا بين متفهم للواقع المزري الراهن ( سوريا وكرديا )  وضرورة معالجته وبين مستغرب لواقع خارطة توزع القوى الخارجية والمحلية وبين فاقد لأمل الخلاص ومطالب باستخدام السلاح من أجل التغيير وبين مستعجل للحسم مهما كلف الأمر وعدم الانتظار وأقول لكل الأصدقاء أصحاب الرؤا المتنوعة : جرحنا في غاية العمق ولن تندمل الا باتباع طريق النفس الطويل البلاد مدمرة خالية من نصف سكانها أكثر من مليون بين شهيد ومختف ومناطقنا الكردية رهن الأسر وضحية غزو فكري ثقافي يستهدف كل تقاليد حركتنا الكردية الأصيلة المجيدة والنظام مدعوم من قوى الشر أمام جبن المجتمع الدولي والعامل الذاتي ( الثورة والمعارضة والأحزاب الكردية ) في أدنى درجات الوهن والضعف ولاشك هناك قوى حية بين طبقات وفئات المجتمع والمراهنة عليها من أجل الانقاذ واعادة البناء من دون تكرار استخدام وسائل وطرق أدت الى الهزيمة مثل العسكرة والارتهان للخارج و ( النضال مقابل المال ) واذلال الشخصية الوطنية الكردية السورية المستقلة نعم المشوار طويل ورحلة الخلاص تبدأ بخطوة ولايمكن التقدم الا حسب مشروع شفاف وبرنامج مدروس وخطة عمل وخارطة طريق وباقتران النظرية بالممارسة عبر عمل ديموقراطي جماعي منظم مع قليل من التضحية في سبيل الأهداف السامية .


243
( أحزابنا ) الكردية السورية أخفقت فلنبحث عن بديل
                                                                                 
صلاح بدرالدين
                 
        " حزب يلد آخر "  من دون اغفال دور اختراقات السلطات الحاكمة وفي ساحتنا الكردية السورية منذ نهاية الثمانينات وبداية التسعينات وحتى الآن لم تعد لبياناتها أية صدقية لدى الجمهور الواسع وبعد تطورات التقنية الاعلامية والقفزات – الفضائية – جنبا الى جنب تصاعد الآيديولوجيا الحزبوية الضيقة على حساب مفهوم – الكردايتي – الواسع والمنفتح  تحولت القنوات التلفزيونية بغالبيتها الى أبواق حزبية صرفة تحجب الحقيقة عن الشعب وتستخدم خطابا أحاديا وتحجب الرأي المخالف الآخر والى حين تمكن الوطنيين المستقلين الديموقراطيين من تشييد منابر اعلامية حرة تنقل الحقيقة وتعبر عن ارادة الشعب لاأدعو الى مقاطعة ماهو سائد الآن ولكن أطالب بالحذر الشديد من كل مايبث بالجملة والتفصيل بكل مافيها من مبالغات ومزايدات ونفاق  .
  السياسات الخاطئة تجاه الآخر المختلف
  ماجرى بالقامشلي قبل نحو اسبوع اعتبره البعض ( هبة شعبية مسيحية ضد سلطة الأمر الواقع ) و( تحرير المدارس السريانية من قبضة أجهزتها القمعية ) وهو بجميع الأحوال عبارة عن رسائل وعبر تتلخص بهذه الملاحظات السريعة : فشل تلك السلطات ليس في تحقيق مناهج تعليم سليمة فحسب بل في ادارة المنطقة من جميع النواحي ورفع أعلام النظام من جانب المحتجين كان بمثابة " كلمة سر " أوحت أولا باستحضار نفس النظام الذي أقام سلطة الأمر الواقع والاستقواء به   .
      تفاعلات  اغلاق المدارس – المسيحية – بالقامشلي عنوة من جانب سلطة الأمر الواقع ( وهي سلطة حزبية غير مخولة من الشعب الكردي ) والتي استحضرت مداخلات وردود فعل محلية وسورية ودولية ونتجت عنها ادانة جديدة ( للسلوك " الكردي " المستبد اللاديموقراطي ) تطرح على الوطنيين الكرد والمستقلين منهم على وجه الخصوص وبينهم - بزاف – مهمة معالجة وتحديد أسس علاقة العيش المشترك مع الأقوام والأديان من سكان المنطقة الأصليين من عرب و( كلدان وآشور وسريان ) وأرمن وتركمان وشركس والاستفادة من تجربة الأشقاء في اقليم كردستان العراق حيث اعتمد مشروع الدستور في مادته الثالثة تعريف شعب كردستان العراق بالكرد و ( والكلدو آشور – السريان ) والتركمان والأرمن والعرب وعلينا جميعا في الحركة الوطنية الكردية السورية البحث عن أفضل الصيغ الذي يتلاءم مع وضعنا الخاص ويعزز الشراكة والعيش المشترك والمصير الواحد بين الجميع على قاعدة التشارك بالقرار وحرية الرأي والتعليم والثقافة .
  صحيح أن الجدل دائر منذ حين بالقامشلي على المدارس والنظام التربوي – التعليمي ولكن كمأ أرى أن المسألة أبعد وأعمق من ذلك فسلطة الأمر الواقع التي تهتدي بآيديولوجية وتعاليم – ب ك ك – في ( الأمة الديمقراطية ) مقابل دحض مبدأ حق تقرير المصير قد أثبتت فشلها في تحقيق المساواة مع الآخر القومي والثقافي المختلف بعكس تجربة الحركة القومية في كردستان العراق المنطلقة من مبدأ حق تقرير مصير الشعوب والقوميات والتي أنجزت مهام قبول الآخر وشروط العيش المشترك على أرض الواقع في السلطات التشريعية والتنفيذية وحتى القضائية والتربوية والثقافية فخبرة – ب ك ك – وفروعها غنية بالتعامل والتفاعل مع الأنظمة الاقليمية الحاكمة ( وهي كلها شوفينية مستبدة ) التي أنجبته أساسا ورعت نموه وتكاد علاقاته عموما وفي سوريا على سبيل المثال معدومة مع قوى التحرر والتغيير والديموقراطية بل مقتصرة على النظام ووجهاء وشيوخ العشائر وعناصر هامشية ثم أن من يحجب حق تقرير المصير عن شعبه سيحجبه حكما عن الآخرين .
    الى جماعات " سلطة الأمر الواقع " أو امتدادات – ب ك ك – في سوريا وبمنتهى الصراحة أقول : احسموا أمركم قبل فوات الأوان " هربتم " الى الأمام سابقا بالمزايدة في شعارات ( الدولة الكردية المستقلة ) ثم وصل بكم الموقف الى نفي أي طابع قومي وترديد عبارة ( الأمة الديموقراطية ) حيث لالون ولاطعم لها جئتم بالاتفاق مع نظامي طهران والأسد ووساطة كردية ( للمغفور له ...) لتنفيذ مهمة مواجهة أعدائهما ( المعارضة السورية ) بكل أجنحتها وتركيا والآن نقلتم ( بارودتكم ) من كتف الى كتف ثم تابعتم " الهروب " الى أمام مرة أخرى من ( القامشلي وكوباني وعفرين ) الى – الرقة ودير الزور - الا أن انتهى بكم المطاف في " عين عيسى " بحثا عن أسوأ ( لامركزية ) انتجتها العقول البعثية وهي بكل علاتها غير مضمونة " تهربون " الآن للمرة الأخيرة الى أبعد من الأمام عندما تتوهمون بأنكم أنتم الممثلون للسوريين اعتمادا على ( شيوخ عشائر عربية ووجهاء وووو) ومع كل خدماتكم وانحناءتكم لستم مقبولون حتى من النظام عودوا الى رشدكم ولاتذهبوا بعيدا في " الهروب " وفي " المغامرات " التي ستجلب الويلات والمآسي فليس لكم الا الاعتذار لشعبكم والعودة اليه والحوار والمصالحة وصولا الى المؤتمر الكردي الجامع المنشود أتمنى أن تصل الرسالة الى البقية الباقية من عقلائكم .
  السياسات الخاطئة على الصعيدين القومي والوطني
  من نماذج" استغفال" ألأحزاب لشعبنا الكردي السوري : 1 - اعتبار أحزاب ( الأنكسي ) بعد ستة أشهر أن تركيا تحتل عفرين في حين أن نظام أنقرة لم ينف بل اعترف باحتلاله أمام المجتمع الدولي ( بحجة محاربة الارهاب ) وحتى حزب المعارضة الرئيسي هناك أثار مسألة الاحتلال بالبرلمان وكنت قد نشرت بوستا بعد سيطرة الجيش التركي باسبوع طالبت بضرورة أن يلتزم الاحتلال التركي بمواد القانون الدولي ويسجل ماقام به لدى هيئة الأمم  كمافعلت ادارة الرئيس بوش ابان احتلال العراق  2 – اصدار – ب ي د – بيانه الخجول حول الاعتداء على مقرات أحزاب كردية ايرانية في ( كوي ) في حين يتجاهل هو وحزبه الأم جرائم نظام طهران بحق كرد ايران وشعوبها منذ عقود وضد شعب كردستان العراق واحتلال سوريا ومحاربة شعبها وثورتها أليس هذا " الاستغفال " نوعا من ( جرائم سياسية ضد العقل البشري والانسانية ؟ ) .
  بحثا عن البديل
     بعد اعادة قراءة وثائق ( بزاف ) مرات ومرات وجدت أمامي مشروعا فكريا ثقافيا سياسيا متكاملا نابعا من مجمل تراكمات النضالين القومي والوطني الكردي السوري مستمدا تاريخيته من السلف " الخويبوني " وآثارالارهاصات الأولية لظهور تجمعات الشباب والمنتديات  وانجازات الهيكل المنظم الأول عام 1957 وابداعات نهج مدرسة آب وماسطره الجنود المجهولون في أقبية المباحث وسجون الاستبداد وشهداء آذار الذين أسقوا بدمائهم شجرة الحياة وتضحيات شباب تنسيقيات ثورة الربيع السوري لذلك نقول : أن هذا المشروع ليس طرفا ثالثا بين أحزاب المجلسين وليس مقترح حزب قيد الانشاء وليس مبادرة ينتهي مفعولها في وقت معين انه حركة مستمرة غير قابلة للتوقف بايقاع النبض الوطني الكردي لاتقتصر على فرد أوجماعة بل ملك للجميع  انه مشروع المستقبل الكردي السوري شعبا وقضية شخص الداء واقترح الدواء وكل من لديه وصفة أنجع فليتفضل .
   الحاقا بالبوست السابق حول مشروع – بزاف – تلقيت التالي من المشاركين بتصرف (  بؤر خبيثة ضمن الاحزاب تعيق المشروع – سابق لاوانه – طريق طويل مادامت عقلية الاقصاء سائدة – حركة مصابة بالسرطان – هذا المشروع لن ينجح – ضرورة شخصية كاريزمية  مع بعض شخصيات وطنية – انتم محل ثقة – كان بالامكان تحقيق ذلك منذ البدايات لولا تقاعس القيادات – حل وحيد – لامعتقلون سياسييون ضمن صفوف المشروع ومثل مشروع شيخ الي – المشروع مازال حكي ولم يطبق على ارض الواقع  - بزاف منظمة ام حزب – الكردي السوري يشك بكل شيء – نظرية مثل حقوق الانسان – يجب التنفيذ السريع - ) لاحظت أن غالبية المشاركين – وهو أمر مؤسف وغير مقبول – لم يقولوا مثلا كيف يمكن المساهمة وماذا مطلوب مني ؟  وكأنهم غير معنيين بمصير حركتهم ولايتحملون مسؤولية تحقيق المشروع بل يطالبون الآخر بكذا وكذا وكأنهم أجانب ومراقبون ويمنحون لانفسهم حق الزجر والتشكيك متى شاؤوا أيها السادة كلنا في سفينة واحدة على وشك الغرق وعلينا التكاتف والتشارك في حمل المسؤولية والحوار الخلاق .


244
سوريا : الحرب والسلام والكرد
                                                             
صلاح بدرالدين

        وقف الحرب والدمار بسوريا نفهمه بتوقف النظام وحلفاؤه وأعوانه من المحتلين والميليشيات عن قتل وتهجير السوريين وهو أمر مطلوب بالحاح أما تسييس ذلك واظهاره وكأنه انتصار لنظام الاستبداد ونجاح لروسيا وايران وحزب الله وتخطئة لأهداف الثورة السورية الوطنية بالتغيير الديموقراطي ونهاية للأزمة  فهو باطل ولن ينطلي على أحد فسوريا مازالت تحت ظل الاستبداد ورحمة المحتلين فاقدة السيادة ونصف شعبها خارج البلاد وجروحها لم تلتئم والانقسام سائد بين الغالبية والحكام وكل ما تعقد من اتفاقيات وصفقات لن تكون شرعية وهكذا الحال بساحتنا الكردية فكل اتفاق بالسر والعلن بين كل من أحزاب سلطة الأمر الواقع و – الانكسي – وبين النظام أو أي طرف دولي – اقليمي لن يكون شرعيا ولامقبولا  فقط المصدر الوحيد للشرعيتين القومية والوطنية وتقرير مصيرنا ومستقبلنا هو المؤتمر الوطني الكردي السوري الجامع .
  معظم الأطراف تستند الى ذرائع واهية الى درجة أن وجود – داعش – و – القاعدة - في سوريا أصبح ضرورة حتمية حيوية للأطراف التالية : لنظام الاستبداد حتى يبرر استمراريته أمام العالم لروسيا حتى – تشرعن – احتلالها وتوسع نفوذها وتقضي على خصوم النظام لايران حتى تمضي في مخططها التوسعي المذهبي واضعاف السعودية لتركيا حتى تعزز نفوذها وتواصل احتلال عفرين وتواصل ابتزاز أوروبا للولايات المتحدة الأمريكية حتى تكون شريكة في القرار الى جانب الآخرين ولها حصة في الكعكة خصوصا في استحقاق اعادة الاعمار لأوروبا حتى تقنع النفس أن مواجهة – الارهاب – مستمرة في ساحة بعيدة عنها لاسرائيل حتى ( تبعد عن الشر وتغنيلو ) لقطر حتى يشتبك الآخرون وتنشغل دول الخليج ( فخار يكسر بعضو ) لجماعات - ب ك ك - حتى تواصل عسكرة المجتمع وتبرر سطوتها والجميع سيعملون على اعادة انتاج – داعش – حتى لو لم يبقى داعشي واحد أما الشعب السوري فليس له مصلحة لا في بقاء داعش ولا في وجود كل الأطراف السالفة الذكر .
 والسؤال الآن هو : هل سيشكل الاتفاق الروسي – التركي حول ادلب بداية مرحلة جديدة في سوريا ؟ وحتى من دون معرفة التفاصيل الدقيقة للاتفاق وبنودها السرية فان السوريين جميعا تنفسوا الصعداء بعد وقف الخطر الداهم على الملايين من مواطنينا - الأدالبة – والمقيمين الوافدين وعندما تستحوز الاتفاقية على رضا الجميع من ( محتلين وأمريكان وأوروبيين ومعارضة وموالاة ) فذلك يعني أن هناك مراهنة على مستقبل حل يتقبله كل طرف حسب تفسيره ( ماعدا الطرف صاحب القضية وهو الشعب السوري ) فقد أعلن الرئيس الأمريكي على الفور "  عن قرب مغادرة قواته سوريا بعد انجاز القضاء على داعش وسيتخذ القرار بسرعة " وقبل ذلك وافق الغرب على الخطوط العامة للحل الروسي بما في ذلك – اللامركزية -  ولاشك أن موسكو وأنقرة هما المستفيدان الرئيسيان في الاتفاقية الأول لتأمين الدعم الدولي – الغربي لاحتلاله ومشاركته في الاعمار والثاني لضمان أمن حدوده خاصة وأن المنطقة العازلة والتي سيتولى جنوده أمنها تبدأ من خطوط تماس منطقة عفرين – نبل والزهرا .
فهناك  وثيقة ( اميركية – فرنسية – بريطانية – سعودية – اردنية ) تقع في صفحتين، تحدد مستقبل الحل بسوريا سلمت الى المبعوث الدولي بجنيف قبل يومين وتتضمن :                                              تخلي النظام عن الارهاب – ازالة اسلحة الدمار –  قطع العلاقة مع طهران وميليشياتها – عدم تهديد الدول المجاورة – توفير اسباب عودة اللاجئين – وتستند على مبادىء : رعاية الامم المتحدة حسب القرار 2254 – اصلاحات دستورية – محاسبة وعدالة انتقالية – مصالحة وطنية جدية – حرمان مناطق النظام من الاعمار اذا لم يتحقق السلام – عملية سياسية وانتخابات – واعتبار اللجنة الدستورية هي المنوطة عبر الأمم المتحدة  –ومشاركة كل السوريين بمافي ذلك " السورييون في شمال سوريا " – انهاء داعش- اصلاح القضاء – اشراف المدنيين على اصلاح قطاع الامن – اعتماد اللامركزية – انتخابات باشراف دولي .
 ومافهمته بايجاز وقد أكون مخطئا ومع وجود بنود ايجابية صعبة التحقيق هناك سلبيات وهي : الابقاء على النظام وجميع مؤسساته الرئاسية والعسكرية والأمنية والحزبية والادارية واجراء تعديل على الدستور الراهن وليس صياغة دستور جديد وقبول اللامركزية كماهي في دستور النظام وعدم التطرق الى حقوق الكرد والمكونات القومية الأخرى وتجاهل مصير ادلب

" المؤتمر الوطني السوري الجامع "
يبدو هناك أكثر من مفهوم لموضوعة ( المؤتمر الوطني ) وكمثال يضع البعض جملة من الشروط والعوامل أقل مايقال عنها تعجيزية – مستحيلة لعقده فهناك فرق أن يسعى الوطنييون السورييون بأنفسهم لوضع اللبنة تلو الأخرى لانجاز البناء أو ننتظر لتوفر الأسباب وتقدم الينا على طبق من ذهب دون عناء وشتان بين الارادتين والنهجين والرؤيتين فالصديق يضع " شروط موضوعية " ! من ( رعاية دولية والفصل السابع ومخرجات جنيف وعقده بدولة لم تنخرط في القضية السورية وعدم التدخل في تفاصيله وتوفر ارادة دولية لعقده بالاضافة الى ارادة داخلية من وقف النار واطلاق سراح السجناء وصندوق مالي ومحكمة جنائية والاتفاق على شكل النظام السياسي والقواعد القانونية مع تفاصيل الدعوات والعدد الخ .......) مايطرحه صديقنا سبق وتبنته ( المعارضة ) السورية منذ ثمانية أعوام وبالرغم من كل أوجه الدعم من جانب أكثر من سبعين دولة ( أصدقاء الشعب السوري ) وماأنفقت من أموال فاقت الخمسة مليارات من الدولارات لم تتحقق خطوة واحدة نحو الأمام ثم اذا توفرت تلك الشروط وهي جميعها ستكون بفضل دعم خارجي فما الحاجة الى ( مؤتمر وطني ) بل لن يكون له دور أو كلمة هناك في الحالة السورية المشخصة حقيقة تؤكد على اندلاع ثورة وطنية سلمية تنشد الحرية والكرامة والتغيير الديموقراطي وبسبب تسلل وهيمنة الاسلام السياسي على المقاليد أجهضت الثورة وانقسمت وتلاشت ( المعارضة ) والآن الأنظار تتوجه الى ضرورة اجراء مراجعة بالعمق من جانب الوطنيين بمختلف ألوانهم وأطيافهم وخاصة الشباب والمستقلون والتوافق على اعادة بناء حركة نضالية جديدة تبدأ من الصفر وقد تدوم سنينا وعقودا وتواصل مسيرة الكفاح الوطني والمدخل الوحيد لذلك هو مؤتمر وطني جامع وانقاذي بمن حضر من ممثلي كل المكونات الوطنية لاستعادة الشرعية الوطنية ووضع البرامج والخططوانتخاب مجلس قيادي لمواجهة التحديات الماثلة .
أما انتظار نضوج العوامل الخارجية لصالح الشعب السوري حتى ينعقد ( المؤتمر الوطني ) والاستناد الى قوة وشرعية الخارج لبناء الداخل فنوع من الجنون لن ينتج المراهنة عليه سوى الندامة كما حصل مع قيادات – المعارضة – البائسة التي تتحمل المسؤولية الكاملة فيما حصل لشعبنا ووطننا وثورتنا وقضيتنا
من السهل جدا على أي فرد التهرب من المسؤولية كما يفعله مسؤولوا ( المعارضة ) الذين يرفضون الاعتراف بالأخطاء والاعتذار للشعب والنأي بالنفس عن المخاطر ( كما مارسه الكثيرون في الأعوام الأخيرة ) والتحجج بالأعذار الموضوعية منها والخيالية ووضع ( حزم ) من الشروط غير القابلة للتحقيق ولكن قضية الحرية واعادة بناء الأوطان أحوج ماتكون الى بذل الغالي والرخيص وتحمل المشقات ومواجهة حتى المستحيلات كما نفهمه من تاريخ نضال شعوب المنطقة والعالم وقد أكون شخصيا عاجزا عن تحمل مسؤوليات المواجهة في الحالة الراهنة حتى لاأتهم بالمزايدة أو شيئا من هذا القبيل فلدينا طاقات خلاقة وجيلا كاملا مستعدا لمواصلة النضال ولكن هذا هو السبيل الصحيح لانجاز مهام عقد المؤتمر الوطني المنشود .
    في الحالة الكردية الخاصة
 عودة الى حالتنا الكردية السورية وموقف الآخر( الوطني – الاقليمي – الدولي ) من قضيتنا القومية وحقوقنا المشروعة صحيح أنه خاضع لجملة من مبادىء الديموقراطية وحقوق الانسان والشعوب الاأنه وفي معظم الأحيان يتأثر بمدى صدقية وطبيعة وتاريخ القوى الكردية التي تتصدر المشهد ( كأمر واقع ) فعلى سبيل المثال عندما توضع جماعات – ب ك ك – السورية ( وجودا وآيديولوجيا وأصولا ) تحت مجهر ذلك الآخر فلن تكون النتيجة سوى الخذلان والتردد تجاه الحق الكردي وهكذا الحال وبشكل آخر تجاه أحزاب ( الأنكسي ) الفاشلة – الميتة سريريا والحل هو تصدر من يمثل حقا وحقيقة الغالبية الشعبية من الوطنيين المستقلين والشباب ومن هو كفؤ لقيادة المرحلة بصورة جماعية ( أصولا وطاقات ومشاريعا ) والمنتخب ديموقراطيا عبر المؤتمر الوطني الكردي السوري المصدر الوحيد للشرعيتين القومية والوطنية .
  بكل اسف مازال الكثيرون من – كردنا السوريين - ينشرون وقائع الحدث وفق تمنياتهم ( الحزبوية ) وليس بشكل موضوعي حول الموقف الأمريكي بشأن الكرد السوريين أتحدث هؤلاء فسروا لقاء أحد القادة باقليم كردستان العراق مع مسؤول عسكري أمريكي معني بملفات محددة بالعراق وسورية ( وهو استمرار التنسيق بين الجانبين منذ عقود ) على أنه من أجل نقل ( بيشمةركة روز ) الى سوريا مضيفين : ان ( الأنكيسي ) سيلعب دورا هاما قريبا ويكاد يغيب عن أذهان هؤلاء أن الاتفاق السياسي يسبق العسكري والأول معدوم  وأن الأمريكان على علم أن الحركة الكردية السورية متشرزمة ومتعددة الولاءات وهم يتعاملون هناك فقط مع من هم على الأرض أي جماعات – ب ك ك – من دون أن يتخلوا عن موقفهم السوري التقليدي ( تفاهم مع الروس وخطوط مع بعض المعارضة ورغبة في اعادة الجسور مع تركيا والحفاظ على أمن اسرائيل ومشاركة في الاعمار وتمسك باللامركزية ) ثم أن ( بيشمةركة روز ) لايتبع لأي حزب أو مجلس كردي سوري انه جزء من من منظومة بيشمةركة كردستان العراق وأحد أعمدة استراتيجية الأمن القومي هناك وحتى لو اندرج موضوعهم بالمحادثات فهو دليل على أن الأشقاء هم المعنييون بهم وليس مايسمى با ( الأنكسي ) نكرر مجددا أن كل الأطراف الوطنية والاقليمية والدولية وحتى الكردستانية ستستمر في استثمار ورقة كرد سوريا ماداموا على هذه الحالة ولذلك نعتقد أن ضرورات عقد المؤتمر الكردي السوري الانقاذي الجامع تتضاعف يوما بعد يوم .
  وكمثال آخر في مجال مبالغات وأضاليل الأحزاب قالت السيدة مسؤولة – ب ي د - : " قدمنا آلاف الشهداء من أجل وحدة الأراضي السورية "والجواب : منذ ظهوركم على الساحة السورية حاربتم : 1 – الثورة والمعارضة وهم لم يكونوا بصدد تقسيم الأرض والشعب بل تغيير النظام 2 – واجهتم كل الأطراف الكردية السورية المخالفة لكم والجميع لم يكونوا مع التقسيم  3 – حاربتم بيشمةركة اقليم كردستان العراق في شنكال ومناطق أخرى والاقليم لم يهدد يوما وحدة الأراضي السورية 4 – حاربتم – داعش – مثل  الآخرين : ( المعارضة السورية – النظام السوري – روسيا – أمريكا – تركيا – العراق – اقليم كردستان – التحالف الدولي وحتى ايران ) ليس من أجل وحدة الأر اضي السورية فداعش كانت تسعى الى حكم البلد موحدا وتطبيق شريعتها “ ناوشتم “ تركيا وهي من أشد المدافعين عن وحدة سوريا حتى لايكون تقسيم سوريا سابقة …..شهادة للتاريخ قدمتم التضحيات من أجل سوريا الأسد .
   في الظروف الراهنة وحتى على المدى المتوسط والأبعد لن تتحقق الشروط التي تطرح من جانب البعض من أجل عقد ( المؤتمر الوطني الكردي ) وانني شخصيا لست في عجلة من أمري ولكن نحن أمام خيارين : اما الانتظار وهو أسهل الطرق أو التصدي حسب الإمكان أي محاولة العمل على توفير أسباب عقد مؤتمر وطني كردي سوري يشارك فيه اضافة الى الوطنيين المستقلين والشباب من يؤمن بضرورة المراجعة وبالحقوق الكردية المشروعة وبأهداف الثورة في التغيير وقد تتمخض عن ذلك المؤتمر حركة سياسية تبدأ رحلة الألف ميل بخطوة على الطريق الصحيح طبعا لابد من التمهيد بمناقشة بالعمق لمشروع– بزاف -  ولاشك من الأفضل والأنجح مشاركة الجميع وان تعذر فقسم من الجميع وهذه سنة الحياة السياسية في جواز تحقيق الممكن .

 

245
الأزمة السورية في دوامة اللاحل
                                                                       
صلاح بدرالدين
   بعد ثمانية أعوام من اندلاع الثورة السورية ضد الاستبداد والدكتاتورية والتي كانت سلمية احتجاجية وتحولت بفعل رفض النظام الحاكم لتنفيذ أي مطلب شعبي اصلاحي الى حركة مقاومة ثم تطورت الى ثورة مسلحة بعد زج حكومة – الأسد – كل امكانيات الدولة العسكرية والأمنية والاقتصادية لمواجهة السوريين وممارسة القتل والتهجير القسري والتدمير الممنهج للمدن والمراكز حتى بلغ عدد الضحايا من القتلى والأسرى والمخطوفين الى أكثر من مليون والمهجرين والنازحين الى أكثر من عشرة ملايين أي نصف الشعب السوري نقول بعد كل ذلك يخرج علينا النظام باعلان الانتصار العسكري والسيطرة على مناطق متناسيا أنه ليس هناك منتصر في سوريا المدمرة بدون نصف شعبها وأن ما حصل هو اختلال التوازن العسكري لغير مصلحة الثورة والمعارضة  بعد تدخل كل من المحتلين الروس والايرانيين والميليشيات الطائفية اللبنانية والعراقية وغيرها لنصرة النظام والحيلولة دون سقوطه واستخدام كل أنواع الأسلحة الفتاكة ضد معارضي نظام الأسد بالاضافة الى حبك المؤامرات وتنفيذ المخططات عبر اتفاقيات وقرارات ( فيننا وجنيف وأستانا وسوتشي وحميميم وووو )  لحرمان السوريين من أية فرصة في تحقيق طموحاتهم المشروعة باجراء التغيير الديموقراطي في بلادهم وتقرير مصيرهم السياسي واعادة بناء سوريا الجديدة التعددية التشاركية .
  وحتى نكون موضوعيين علينا الاعتراف هنا بأن من أسباب تفاقم الأزمة وتراجع الثورة وتصاعد الردات المضادة داخل صفوف المعارضة سيطرة جماعات الاسلام السياسي وخاصة الاخوان المسلمين على مصادر القرار وافراغ الثورة من محتواها الوطني الديموقراطي والارتباط بالأجندات اللخارجية  مما أفسح المجال لاستمرارية النظام الذي أظهر نفسه أمام الرأي العام بأنه حامي العلمانية ويواجه الارهاب الظلامي وجماعات الاسلام السياسي بعد أن سلم سيادة الوطن الى المحتلين الروس والايرانيين .
  القرار السوري مختطف
   مايدور الآن على الساحة السورية هو صراع الأطراف الخارجية بشكل مباشر وفي بعض الأحيان عبر الحروب المحدودة بالوكالة فالروس هم أصحاب الحظوة الأولى والقوة الأكبر التي تحتل البلاد عبر قواعد عسكرية بحرية وبرية ومطارات ولديهم مشاريع متوسطة وبعيدة المدى للبقاء في سوريا كبوابة للانخراط في شؤون باقي دول المنطقة من أجل المصالح الاقتصادية وتوسيع مناطق النفوذ وقد وقفت الطغمة الحاكمة في موسكو ومنذ البداية مع نظام الأسد الاستبدادي على الصعد الدبلوماسية والعسكرية والتسليحية كما اخترقت صفوف ( المعارضة ) عبر أجهزتها الأمنية الاستخباراتية وخلقت منصات وجماعات موالية لها بين العناصر المدنية والعسكرية في بعض الفصائل المسلحة وبعد النجاحات التي حققتها أبرمت صفقات سرية مع الادارة الأمريكية على شكل مقايضات وتوافقات تشمل سوريا ودول ومناطق أخرى في العالم .
  نظام جمهورية ايران الاسلامية الذي كان على صلة متينة بالنظام السوري منذ عهد الأسد الأب وجد في الساحة السورية بعد اندلاع الحروب والمواجهات ملاذا ومرتعا مناسبا للتمركز والانطلاق نحو البحر المتوسط ولبنان وانشاء الهلال الشيعي مستغلا في سبيل ذلك الحساسيات المذهبية – الطائفية والأوضاع السورية المزرية حيث استغل قواه العسكرية – الميليشياوية وضعف النظام في اجراء التغيير الديموغرافي وطرد السكان الأصليين وجلب سكان شيعة من لبنان وايران والداخل السوري لبناء غيتوات مذهبية حاضنة لمشروع الولي الفقيه .
  تركيا كطرف مساهم ومعني بالأزمة السورية عملت مابوسعها لخدمة مصالحها حتى لو كان ذلك على حساب القضية السورية وغيرت مواقعها وتحالفاتها السابقة وانتقلت الى جانب روسيا على حساب تخليها عن حلف الناتو والشركاء الغربيين كما انخرطت في صفقات اقتصادية مع الجارة اللدود ايران واستغلت الظروف القائمة لاحتلال عفرين والسيطرة على مساحات في عمق الأراضي السورية تحت حجة الحفاظ على أمنها القومي المزعوم .
   اسرائيل كانت ومازالت المستفيدة الأولى من تطورات القضية السورية وهي تحظى بمراعاة وتعاطف جميع أطراف اللعبة في الساحة السورية خاصة وأنها تلقى آذانا صاغية من الأمريكان والروس وحتى الأتراك لطرد الايرانيين من سوريا والابقاء على نظام سوري ضعيف مأمون الجانب مثل نظام الأسد الذي ومنذ سيطرة حكومة آل الأسد قبل  نحو خمسين عاما وحتى الآن لم يطلق رصاصة واحدة على الجانب الاسرائيلي من أجل استعادة الجولان المحتل أو حل القضية الفلسطينية بشكل عادل .
  مسألة الدستور
    روسيا كدولة محتلة رئيسية في عجلة من أمرها لفرض الأمن والاستقرار على طريقتها أي بالقوة والاذعان وكذلك توفير الشروط الأخرى ومن بينها صياغة دستور جديد لسوريا حتى يتراءى للعالم أن القضية السورية انتهت والحل متوفر لذلك طرحت مشروع دستور من صياغتها في مؤتمر – سوتشي – العام المنصرم وبناء على طلب نظام الأسد غيرت الكثير من بنوده بحيث ينسجم مع دستور البعث لعام 2012 أي بدون أي تبديل رغم الضحايا والدمار ويبقى كل شيء على حاله وكأن سوريا لم تشهد ثورة أو حروب أو مواجهات والآن اتفقت روسيا وتركيا وايران على الصياغة النهائية وحتى على أسماء لجنة الصياغة وهي ( 100 ) عضو خمسين من النظام و20 يقترحهم ممثل الأمم المتحدة و30 للمعارضة والمجتمع المدني !!؟؟ على أساس أن يتم اجتماع في جنيف في شهر سبتمبر القادم لدراسة الموضوع وحول هذه المسألة هناك اختلافات مثل بقية المسائل فالنظام السوري يسعى الى الابقاء على الدستور الحالي المعلن عام 2012 مع اجراء تغييرات طفيفة على بعض البنود اذا دعت الحاجة أما غالبية السوريين فيرون بضرورة صياغة دستور جديد يتناسب مع حجم التضحيات ويجسد لسوريا جديدة على أنقاض الاستبداد ديموقراطية تعددية تشاركية وجوابا على الجدل الحاصل حول أولوية المصالحة والحل السياسي أم الدستور فانه من المنطقي أن تسبق المصالحة والتوافق والانتخابات التشريعية وهيئة حكم انتقالي حسب مقررات جنيف1 ثم الدستور وغيره من القوانين فقط بذلك يمكن ارساء أسس سليمة ومستدامة ومضمونة للحل السياسي ووقف النزيف واعادة بناء البلاد وخلاف ذلك ليس أمام السوريين الا العمل على عقد مؤتمر وطني سوري لتحديد آفاق المستقبل وطرق النضال لتحقيق الأهداف .
    ومايتعلق الأمر بالكرد السوريين فان أحزابهم الراهنة بالمجلسين ( تف دم والانكسي ) ليست صاحبة أي دور في صياغة الدستور وليست ممثلة بشكل مؤثر في اللجان المقترحة في حين أن الوطنيين الكرد المستقلين وهم الغالبية الساحقة من المجتمع الكردي يرون بضرورة تضمين الدستور لحقوق جميع المكونات الوطنية وفي المقدمة مراعاة حق تقرير مصير الكرد السوريين ولاشك أن الحالة الكردية الراهنة وتفكك حركته الوطنية بسبب انحرافات الأحزاب وسياساتها الخاطئة المدمرة تحتاج بشكل عاجل الى اجماع قومي وبرنامج موحد يجسد الحقوق الكردية المشروعة والسبيل الوحيد لتحقيق ذلك هو توفير شروط عقد مؤتمر كردي سوري جامع بغالبية مستقلة شبابية ضامنة من النساء والرجال ومشاركة حزبية وذلك بدلا من ( هرولة ) الأحزاب فرادى  نحو دمشق وعقد الصفقات المذلة بالضد من مصالح الكرد وحقوقهم المشروعة .


246




   
حوار حول سوريا وكردها 
برأيك استاذ صلاح بعد سبع سنوات مما يحدث في سوريا من التدخل الدولي والاقليمي، والقتل والتشريد والتهجير والاعتقال. بعد كل ذلك سوريا تتجه الى اين؟
      ج1 – ماحدث لسوريا الشعب والوطن حتى الآن من قتل ودمار وتشرد واقتتال واحتلال  وانتهاك السيادة هو ماكان مطلوبا من نظام الاستبداد والدوائر المعادية مقابل لجم الثورة ووقف التغيير الديموقراطي والابقاء على الدكتاتورية ومنظومتها الأمنية الطائفية الأحادية لقد اندلعت الانتفاضة الثورية الوطنية منذ ربيع 2011 عفوية سلمية تنشد الاصلاح والحرية والكرامة ولكن الطبيعة الفئوية الخاصة للنظام وجيشه وأجهزته الأمنية وادارته الحزبية الآيديولوجية زائدا تسلط جماعات الاسلام السياسي وجناحها الأكثر تنظيما – الاخوان المسلمون – على مقاليد المعارضة وكياناتها بدعم مباشر من المال القطري وتوفير مظلة الجغرافيا التركية واتفاق الجميع على مخطط – أخونة – الثورة السورية أدت الى استفحال الردات المضادة وانقلاب الموازين لصالح النظام الذي استغل نقطة ضعف الثورة السورية وعنوانها الاسلاموي الدخيل بل عمل ايضا على اغراقها بالعناصر الاسلاموية بعد اطلاق سراحهم من السجون ودفعهم لتشكيل المجموعات والفصائل المسلحة مما أوقع العديد من الأوراق بأيدي النظام واستغلالها على الصعيدين الاقليمي والدولي في وقت كانت النظم الحاكمة الرسمية في المنطقة والعالم بالضد من انتصار ثورات الربيع وخصوصا الثورة السورية واستعادة القرار الى الشعوب مما تواطأ الجميع دون استثناء على ضرب تلك الثورات وحصارها وعدم مد العون لها والنتيجة كانت وبالا على السوريين كما نشاهدها الآن .
  هل الحل السياسي بمعناه الواسع (المصالحة، توسيع قاعدة الحكم، تحقيق العدالة الانتقالية، العودة والبناء) مازال ممكن ؟
    ج2 – هناك العديد من سيناريوهات الحلول مطروحة ومعظمها ان لم نقل كلها خارج ارادة السوريين ومصدرها الخارج وتحديدا قوى الاحتلال التي تتحكم بالقوة وهي بغالبيتها تصب في مجرى ومصلحة نظام الاستبداد لقد بات واضحا ماذا يريد الشعب السوري وماذا قدم من تضحيات في سبيله بغالبيته الساحقة : الخلاص من الاستبداد والتغيير الديموقراطي والحوار واعادة بناء سوريا من جديد على قاعدة المساواة والتشاركية والتعددية وبضمانات دستورية لذلك ليس هناك حل سياسي عادل ومستدام بوجود الاستبداد فقد قدم السورييون أكثر من مليون شهيد وعشرة ملايين مهجر ونازح من أجل اسقاط الاستبداد ولن يستكين حتى تحقيق طموحه المشروع في اقامة سوريا الجديدة الديموقراطية وحتى لو فرض على السوريين حلول وقتية بشكل قسري وبقوة جيوش الاحتلالات فانها لن تتحقق ولن تدوم وسيمارس الشعب حقه المشروع وبكل الوسائل السلمية المتوفرة وحتى المقاومة ليقرر مصيره السياسي نعم من مصلحة السوريين تحقيق السلام والمصالحة واعادة البناء ولكن على أسس سليمة تتساوى مع تضحياتهم الجسيمة وبصريح العبارة فان ما يريد النظام تحقيقه الآن وكأنه المنتصر وعبر أساليبه القديمة وأجهزته وتواصله مع أطراف وجماعات بينها أحزاب كردية ماهي الا استمرار للقتل والابادة والجرائم بشكل جديد لأنه يريد بذلك النجاة من المحاسبة والقفز فوق أشلاء الضحايا وسيخرج الذين يتواطأون معه من أحزاب ومجموعات وبينها أطراف كردية  بسواد الوجه بل سيتحملون عواقب وخيمة أمام الشعب .
 ماذا عن التغير الديمغرافي في مناطق متفرقة من سوريا عامة، والمناطق الكُردية على وجه الخصوص، هذا الملف شائك، ليس النظام فقط متهم به، بل فصائل المعارضة ايضا ما تفعله بعفرين.؟
   ج3 – نعم مخططات التغيير الديموغرافي في المناطق الكردية في مختلف أجزاء كردستان وخاصة في سورية قديمة ومتواصلة وهي احدى أسلحة الشوفينيين العنصريين في الحكم وخارجه ولافرق هنا بين القوميين العنصريين أو الجماعات الاسلامية المتطرفة فكلهم من أتباع آيديولوجية واحدة ويجب أن لايغيب عن البال أن الوضع السوري الملتهب والحرب الدائرة منذ ثمانية أعوام والتدخل الأجنبي والاحتلالات والحرب بالوكالة واصرار النظام والمحتلين الايرانيين على وجه الخصوص على تبديل التركيب الطائفي ونقل السكان من هنا وهناك واحلال آخرين بدلا عنهم ومن ألوان أخرى قد فتح مجالا لقيام قوى أخرى خارجية مثل المحتلين الأتراك وداخلية مثل فصائل مسلحة معينة وخصوصا في عفرين على ممارسة الشيء ذاته ضد السكان الأصليين من الكرد وكل ذلك خلق اشكاليات وتعقيدات غير طبيعية وعلينا هنا أن لانغفل تورط تيارات حزبية كردية بمخططات التغيير المذهبي خاصة اذا علمنا أن مركز – قنديل – العسكري ل – ب ك ك – المتحكم بمصير – ب ي د – تابع لولاية الفقيه الايراني وانعكس سلوكه في ماحصل في ( نبل والزهرا ) الشيعيتين وفي اجراء التغييرات الديموغرافية بخصوص عفرين ومنطقتها من أفعال وردود أفعال .
  عفرين الجرح الكُردي النازف وإحدى التداعيات الكارثة السورية. برأيك استاذ صلاح من يتحمل ما حصل في عفرين؟ هل سياسات الحزب الاتحاد الديمقراطي مسؤولة عنها؟ أم أن المسألة هي تقاسم نفوذ دولي واقليمي في سوريا؟
   ج4 – لاشك أن العامل الخارجي هو المتحكم بالمصير السوري ولكن لاننسى أن هذا العامل يعتمد على وقائع على الأرض أي أن العوامل الداخلية كانت مهيئة لنجاح العامل الخارجي وأقصد هنا تحديدا أن جماعات – ب ك ك – السورية والتابعة لقنديل هي من مهدت لماحصل في عفرين ومنطقتها وسهلت لاحتلالها من جانب تركيا لأنها سيطرت قسرا وبدكتاتورية حزبية على عفرين وبالرغم من أهلها وبرفض كامل للآخرين المختلفين وعلى حساب الثورة بل ضدها وفي خدمة النظام السوري وكذلك تصرفها الأرعن في اعتبار تركيا هي العدو الأول والرئيسي واستدراجه تنفيذا لرغبة النظام وتحقيقا للبند الرئيسي من اتفاقية ( آصف شوكت – مراد قرايلان ) بين عامي 2011 و2012 واغفال نظام الاستبداد باعتباره العدو الأول والأخير للشعب السوري وبينه ومن ضمنه الشعب الكردي السوري .
  ماذا عن المدن الكردية الاخرى، قامشلو، ديريك، تربة سبي، عامودا، درباسية، سه ره كانيه؟ ماذا ينتظر تلك المناطق؟ هل هي عودة النظام التدريجي؟ أم هناك وضع مستجد كإحدى مفرزات ما حصل ويحصل في سوريا؟
   ج5 – تلك المناطق التي ذكرتها لم تغادرها سلطة النظام بل كانت ومازالت تدار من النظام بتوكيل جماعات – ب ك ك – ووضع ومستقبل تلك المناطق مثل مصير المناطق الأخرى في سوريا وهناك كما ذكرنا تحرك لوسطاء وموالين كرد لاعادة سيطرة النظام كليا من دون رتوش بل هناك سباق محموم بين الأحزاب وأقصد أحزاب المجلسين ومابينهما في تقديم مابقيت من تنازلات بمعزل عن الشعب وارادته وبسبب الادارة السيئة لمناطق ( الادارة الذاتية ) وفقدان الأمل من أحزاب الانكسي فان هناك قطاعات واسعة بدأت تفقد الأمل ولاتهمها من يبقى ومن يزول بل تنشد الاستقرار والعيش الكريم وغير مبالية حتى لو عادت سلطة الاستبداد كاملة وهذا ماكانت تهدف اليه الأحزاب الكردية وقياداتها البائسة الفاشلة أي القضاء على أي أمل وقتل الروح الوثابة الطموحة بين الأهالي .
  المستقبل الكردي في سوريا، كيف تراه استاذ صلاح؟
   ج6 – في ظل الوضع المتردي وفقدان الثقة بالأحزاب السائدة وفشلها في صياغة المشروع القومي والوطني واستسلامها أمام نظام الاستبداد وتخليها عن قضايا شعبنا ليس أمامنا سوى استعادة الشرعية القومية والوطنية من جديد واعادة بناء حركتنا من خلال توفير الشروط اللازمة لعقد المؤتمر الوطني الكردي السوري بغالبية وطنية مستقلة شبابية من الجنسين ومشاركة حزبية غير طاغية حتى لاتتكرر المأساة مرة أخرى واقرار مشروع البرنامج السياسي الذي سيشكل نواة المشروع الكردي للسلام بشقيه القومي والوطني وانتخاب قيادة كفوءة بغالبية شبابية مستقلة لمواجهة التحديات الماثلة واعادة الأمور الى نصابها وترسيخ الشراكة النضالية على امتداد الأرض السورية وتعزيز العلاقات القومية المتساوية ولاأرى طريقا آخر لانقاذ مايمكن انقاذه وكلنا نرى ونسمع أن ما أطرحه الآن كحل وخيار أصبح مطلبا وطنيا واسعا بل هناك واضافة الى – بزاف – تجمعات ومنتديات تدعو الى ذلك حتى وان لم تكن كاملة الوضوح
   كلمة اخيرة توجهها لحزب الاتحاد الديمقراطي والمجلس الوطني الكردي.
   ج7 – اقول لهم : حلوا أحزابكم واعتذروا للشعبين الكردي والسوري وشاركوا بعد ذلك في المؤتمر الوطني الكردي السوري المنشود .
     أجرى الحوار : ساروخان السينو - ديوار



247
مشاهد وأحداث في مسار قضايانا
                                                                                                 
صلاح بدرالدين

     1 -  بعد اتفاقهما على استخدام كل السبل لطرد اللاجئين السوريين من لبنان مستسلمين نحو سوريا ( الأسد ) والتهجم على هيئة الأمم المتحدة  يدعو وزير خارجية الطغمة المافيوية  الحاكمة بموسكو خلال لقائه بنظيره اللبناني – اللص الصغير - الى ( منع تحول لبنان ملعبا للأطراف المختلفة وابعاده عن تأثيرات الأزمة السورية ! ) وأن ( روسيا تعارض التدخل الأجنبي في شؤون لبنان الداخلية !) وأنه ( لايجوز ربط عودة اللاجئين بالحل السلمي والاستقرار ! ) متجاهلا أن عصابات حزب الله طرف أساسي في قتل السوريين الى جانب نظام الاستبداد وتشكل دولة داخل دولة لبنان ومصدر كل الفتن في لبنان والمنطقة .
     2 -من مشاهد مفارقات الحالة السورية الراهنة : وقع 17 مجلساً من المجالس البلدية العاملة في جنوب إدلب وشرقها على بيان مشترك ناشدت فيها تركيا «التدخل الفوري والسريع لتطبيق الوصاية»، وشدد البيان على الرفض القاطع لـ «أي تدخل للعصابة الأسدية والمحتل الروسي في حين أعلنت – الهام أحمد – رئيسة ( مجلس سوريا الديمقراطية ) في لقاء تلفزيوني مع – ب ب سي – أنها التقت مع رأس النظام بشار الأسد من دون التطرق معه لأية قضية ( لأنها كما يبدو بحثت مسبقا مع مكتب علي المملوك ) وأن قواتها ستكون جزءا من جيش النظام مستقبلا مع انتشار أخبار عن مساعي حثيثة تبذلها أحزاب الأنكسي بنفس الاتجاه واستعداد سلطات النظام لاستقبال وفد مشترك من أحزاب المجلسين وفي حين كانت – الادارة الذاتية – لسلطة الأمر الواقع تتغنى بالتعاون مع المكونات المسيحية أصدر مجلس الكنائس في القامشلي رفضه الكامل لقرارات ومواقف تلك الادارة حول برامج التعليم وكذلك فعلت سلطات جمهورية أرمينيا حيث نددت بقرارات الادارة بخصوص المدارس الأرمنية في الجزيرة
  3 -هؤلاء ( وأمثالهم ) يقررون مصير السوريين تمعن كيف يرقص أولاد وبنات ستالين وهتلر على دمائنا نعم انهم أحفاد القياصرة وآل هابسبورغ يعيدون أمجادهم البالية الزائفة أمام أنظار من لوثوا صور جورج واشنطن وابراهام لنكولن وعجائز ( القارة العجوز ) التي كانت في يوم من الأيام مرتع ثورات الحرية وحقوق الانسان ومنطلق عصر الأنوار ألا تبا لكم ياأوصياء ( المعارضة ) السورية من – اخوان مسلمين - وملحقاتهم الانتهازية وموالي نظام الاستبداد أنتم من أوصلتم قضيتنا الوطنية الى الدرك الأسفل .
   4 -من الاستهانة بأرواح السوريين وممتلكاتهم لحد الابادة وسياسة الأرض المحروقة والتهجير الممنهج الى الاستخفاف بعقول من بقي قادرا على السماع عن منظومة الأسد المستبدة وباقي الأنظمة والقوى الاقليمية والدولية أتحدث  ولافرق هنا بين محتلين ومتفرجين وأصدقاء مفترضين!! متخاذلين لأكثر من سبع سنوات فبعد كل مهازل ( جنيف وفيننا وأستانا وسوتشي وحميميم وهيليسنكي ) مازالت السخرية بالسوريين على قدم وساق ليس من جانب ( أعرق الديموقراطيات ومنابع أعظم الثورات !؟ ) بل حتى من حثالات الأنظمة التيوقراطية ورعاع الاستبداد الشرقي ولكن أعود الى القول أن جماعات الاسلام السياسي وقوى الثورة المضادة والشبيحة والضفادع المحلية هي من مهدت السبيل لحلول الكارثة التي لن تكون قاضية اذا عولجت من جانب المخلصين بتكاتف وطني جامع لاستعادة الشرعية النضالية والبحث بوسائل مختلفة عن سوريا الجديدة التعددية الديموقراطية . 
    5 - من حق ( الحزب الديمقراطي الكردستاني – العراق ) علينا الاحتفاء بميلاده الثاني والسبعين ليس لأنه حزب البارزاني الكبير ونصير جمهورية مهاباد ومفجر ثورة أيلول وقائد الانتفاضات بكردستان العراق وباني الفدرالية وراعي استفتاء تقرير المصير فحسب بل لأنه تجسيد للمرجعية القومية منذ سبعة عقود  وحتى الآن وأشقاؤنا يعلمون أنه بقدر عظمة الدور تتعاظم أهمية التجديد واعادة البناء  خصوصا في مسالة تصحيح وترسيخ  العلاقات القومية فكل الوفاء لرواد هذا الحزب الأوائل والتحية والتبريك لرئيسه الأخ مسعود بارزاني .
  6 - أبلغني صديق من القامشلي وهو مثقف لاغبار على وطنيته وصدقيته أن هناك ميل شعبي عام لعودة ادارات سلطة النظام بالكامل وكما أرى واذا أخذنا جانبا المواقف السياسية المعروفة في– هرولة – الأحزاب الكردية صوب دمشق وكذلك الدعوات المكشوفة الحماسية من جانب أفراد لديهم ارتباطات سابقة مع الأجهزة فان المواطنيين العاديين وحتى شرائح وطنية في المجتمع فقدوا الأمل من أحزاب – المجلسين -  وقد يفضلون العيش تحت ظل النظام رغم استبداديته واجرامه من البقاء تحت سلطة الأمر الواقع الحزبية المغامرة التي تنفذ أجندات خارجية أو الانتظار الممل لعودة – غودو – الأنكساوي الذي أثبتت السنوات العجاف أنه ليس ولن يكون البديل الأفضل ولااستبعد كما قال صديقي أيضا أن تتركز الآمال على مستقبل ليس ببعيد  تتوفر فيه شروط انعقاد المؤتمر الوطني الكردي السوري وذلك يستدعي تسريع الخطى في اللقاءات التشاورية وانتخاب لجان المتابعة وصولا الى اكتمال نصاب اللجنة التحضيرية ولاخيار أمامنا سواه .
   7 -نصيحة بدرجة التحذير لأحزاب ( المجلسين ) والتي تدور بفلكيهما : مهما ذهبتم شرقا وغربا وأينما حللتم شمالا وجنوبا ومهما أهرقتم دماء شبابنا لخدمة أجندات الآخرين أو زايدتم كلاميا في المتاجرة بالشعارات القومية الفضفاضة لن تحصدوا سوى الخيبة فمثلكم كمثل أحزاب وجماعات الكيانات ( المعارضة ) السورية التي تعرت حتى من ورقة التوت وانكشفت أمرها للقريب والبعيد أنها أخفقت وأجهضت الثورة وغير مخولة من الشعب ولاتمثل الا نفسها وأنتم خذلتم الكرد السوريين " كل حزب حسب حجمه ودوره وتأثيره " وفقدتم المصداقية ولم تنتخبوا ولم يخولكم الشعب الكردي حتى تتحدثوا زورا باسمه أو تعتاشوا تحت عنوان قضيته نجاتكم تكمن في عودتكم الى شعبكم والرضوخ لارادته في قبول المؤتمر الوطني الكردي السوري الجامع لأنه وليس غيره مصدر الشرعية الوحيد في المرحلة الراهنة .
    8 -نتيجة اخفاق ( المعارضة ) بعد انحرافها عن خط الثورة والهزائم المتلاحقة لفصائل عسكرية كانت محسوبة عليها واستثمار النظام عدوان المحتلين الروس وايران وميليشياتها وتفوقهم العسكري كانتصار له على الشعب عمت أجواء اليأس وخيمت على نفوس السوريين  وسادت مشاعر الاحباط هنا وهناك الى درجة دفعت معظم الأحزاب وأنصارها في ساحتنا الكردية الى استعجال  طريق العودة الى أحضان نظام الاستبداد مباشرة أو الاستنجاد بوسطاء اقليميين وهنا وبغض النظر عما اذا كان القسم الكبر من هؤلاء لم يخرجوا من أحضان النظام أصلا وعادوا الثورة ( بالقول والعمل )  منذ اندلاعها فانهم في – هرولتهم – الراهنة المغلفة بادعاء انجاز الحقوق القومية الكردية عبر ( التفاوض أو الحوار أو التواصل أو المصالحة ) لن تكون الا أضغاث أحلام ان لم تكن مؤامرة محبوكة أساسا في ظروف محلية تميل موازين القوى – الوقتية - لصالح الاستبداد الذي لم يتغير سلوكه وموقفه تجاه الكرد بتاتا وتراجع الحراك الوطني الديموقراطي العام وانعدام الاجماع القومي الكردي وغياب مشروعه وفوق كل ذلك عدم توفر أي ضمان دستوري وقانوني لحماية الكرد حاضرا ومستقبلا
  9 -المعارضة الفاشلة أجهضت الثورة ومايجري الآن في جميع المناطق السورية وتحت أية مسميات وشعارات ماهو الا تجسيدا لمقولة الممثل الكوميدي ( غوار الطوشي  – حارة كل من ايدو الو ) وهي حارات فصائلية وفئوية وحزبوية وميليشياوية وجنجويدية وشبائحية لاعلاقة لها بأهداف وطموحات الشعب وهي ماكانت يسعى الى تحقيقها نظام الاستبداد والمحتلون الروس والايرانييون والأتراك للاجهاز النهائي على ثورة الشعب السوري السلمية الدفاعية وأهدافها في الحرية والكرامة والتغيير الديموقراطي نعم انها من أصعب وأخطر المراحل التي سيجتازها السورييون وفي مقدمتهم الكرد والسؤال الى متى ستطول وهل يمكن انقاذ مايمكن انقاذه من جانب الوطنيين الشرفاء ؟
   10 -   صدراالبارحة  ( 25 – 7 ) بيانا  بعنوان " حول مايسمى اللجنة الدستورية " التي " لاتستند الى أي شرعية ... وتفتقد للاليات الديمقراطية الصحيحة .. ونعتبرها لجنة تابعة للاحتلال الروسي ... ولانعترف بتمثيل أي من الأفراد الحاضرين فيها ..." وقد تكون المآخذ على اللجنة في محلها ولكن وباستثناء بضعة أسماء من الموقعين على البيان فان غالبيتهم الساحقة من المهزومين المسببين لاجهاض الثورة ممن كانوا أعضاء متنفذين مستفيدين  بالمجلس الوطني والائتلاف والهيئة التفاوضية وبدورهم لم يستندوا يوما الى أية شرعية ولايمثلون السوريين ويتبعون محتلا آخر غير الروسي وعلى الأرجح فان اعتراضهم بهذا البيان اليتيم وقبل أن يعترفوا أمام الشعب باخفاقاتهم وانحرافاتهم ومسؤولياتهم اما بسبب عدم دعوتهم لعضوية اللجنة أو دفعهم من دولة خليجية خدمة لاجنداتها أما بخصوص مشروع الدستور الروسي الذي يتضمن بنودا صالحة للوضع السوري فان الاعتراض جاء من ( الاخوان المسلمين والقوميين العرب ) ليس لأنه مشروع " محتل أجنبي " فكل دساتير العالم مأخوذ من ثقافة الغرب وثورات أمريكا وأوروبا بل لأنه دستور علماني ويتضمن حقوق القوميات الأخرى مثل الكرد ويميل الى النظام الفدرالي  . 

248
كل الوفاء لذكرى كونفرانس آب
                                                                                                                               
صلاح بدرالدين

       تحل علينا الذكرى الثالثة والخمسون لكونفرانس الخامس من آب الذي انعقد بقرية – جمعاية – بمشاركة نحو ( 33 ) عضوا من مسؤولي المناطق والهيئات والكوادر الذين هبوا لانقاذ ( الحزب الديمقراطي الكردي ) بعد أن انفرد بعض العناصر اليمينية في التحكم به وبصورة منافية لنظامه الداخلي حيث كان متزعم اليمين  الذي كان قياديا بالحزب حينها مجمدا بقرار الكونفرانس الرابع الذي عقد أيضا – بجمعاية – عام 1964 مستغلين اعتقال الغالبية من القيادة وبينهم سكرتير الحزب ( اوصمان صبري وعضوي القيادة عبد الله ملا علي ورشيد حمو ) واعتقدت تلك العناصر اليمينية  بأن الجو أصبح ملائما لتحقيق مايصبون اليه في تحويل الحزب الى جمعية ملحقة بالسلطة وتفاجأت بتحرك القاعدة الحزبية بالوقت المناسب للتصدي لمخططها  وانقاذ الحزب بل تصليب عوده واعادة صياغة البرنامج السياسي الجديد والمضي في درب تحوله بصورة جذرية الى أداة ثورية تحت اسم ( البارتي الديموقراطي الكردي اليساري ) .
  بعد عام من نضال " القيادة المرحلية " المنبثقة عن الكونفرانس ( محمد نيو وهلال خلف ونوري حاجي وكاتب هذه السطور ) والتي تعززت بانضمام آبو أوصمان كسكرتير عام وعدد من القياديين القدامى مثل الأستاذ محمد ملا أحمد – توز – و- رشيد سمو – وكذلك الشاعر الكبير جكرخوين كعضو قيادي شرفي انعقد المؤتمر الأول في صيف 1966 في ضاحية – الهلالية – القريبة من القامشلي ليرسخ من جديد شرعية الحزب ويصادق على مشاريع البرنامج السياسي والوثائق ومقترحات حول العلاقات الكردية السورية والوطنية والقومية الكردستانية والعربية والأممية والتوجه الاستراتيجي العام .
    في غضون عامين بعد المؤتمر نجحنا في ترجمة قرارات وتوجهات الكونفرانس على أرض الواقع حيث اعتمدنا على عملية واسعة وعميقة فكرية وسياسية وثقافية في تحليل الوضع وتقييم الحالتين القومية والوطنية واستشراف مستقبل قضايانا والوسائل والشروط اللازمة لانجاز المهام المطلوبة فنشرنا عشرات الأبحاث والدراسات وأصدرنا النشرات الثقافية والمجلات الفصلية الأدبية باللغتين الكردية والعربية والجريدة المركزية الشهرية ودشننا منطلقاتنا الفكرية النظرية كما أعدنا تعريف الكرد وقضيتهم وحقوقهم كشعب يقيم على أرضه ويستحق أن يقرر مصيره باطار سوريا الديموقراطية الموحدة وقمنا بفرز الأصدقاء وتحديد الأعداء في الداخل السوري والمنطقة والعالم وحسمنا موقفنا المعارض للنظام الى حدود ايجاد البديل الديموقراطي واعتبار قضيتنا الخاصة جزءا من القضية الوطنية العامة واقترنت كل هذه المواقف النظرية بالممارسة والتطبيق العملي .
 داخليا أنقذنا الحزب وجددناه وأعدناه الى سكته الصحيحة بين الشعب والجماهير ووسعنا صفوفه التنظيمية وافساح المجال لدور المرأة ونشرنا مشروع لتحقيق تحالف وطني ديموقراطي كردي سوري وشخصنا نهجنا الوطني الى جانب القوى الديموقراطية وضد النظام واقترحنا مشروع الجبهة الوطنية الديمقراطية وعززنا علاقاتنا الكردستانية مع قيادة ثورة أيلول وزعيمها مصطفى البارزاني ومع قوى وأحزاب مناضلة في كردستان تركيا وكردستان ايران وطالبناهم بضرورة تنظيم علاقة قومية مناسبة تخدم مصالح الجميع بل قدمنا برنامجا متكاملا حول ذلك كما بنينا علاقات مبدئية مع قوى وطنية عربية في لبنان وبلدان عربية أخرى ومنظمة التحرير الفلسطينية وللمرة الأولى أيضا نسجنا علاقات صداقة مع الاتحاد السوفييتي والدول الاشتراكية الأخرى وأرسلنا مئات الطلبة الكرد المحتاجين بمنح دراسية للتحصيل العلمي بتلك الدول وحاولنا التواصل مع الولايات المتحدة الأمريكية ودول أوروبية غربية وفي مجال آخر استحدثنا فرق لاحياء التراث الشعبي والقومي والاحتفال حسب الظروف بعيد نوروز القومي في مختلف المناطق كمحاولة في صد الاضطهاد القومي ومخطط التعريب كما قرر الحزب تشكيل ( رابطة كاوا للثقافة الكردية ) في لبنان ثم في بعض دول أوروبا وفي كردستان العراق على أمل الاعلان عنها قريبا في الوطن .
  في حقيقة الأمر دشن كونفرانس الخامس من آب 1965 مدرسة فكرية سياسية ثقافية متكاملة وأحدث ثورة جذرية في كل المفاهيم السابقة وشخص الحقائق دون مواربة ومازالت هذه المدرسة النضالية عنوان حركة – الكردايتي – في ساحتنا الكردية السورية ولتلك الأسباب كان النظام لها بالمرصاد فقد حاول نظام الأسد الأب القضاء على هذه المدرسة بتخطيط مدروس تمخض عنه تكليف الضابط الأمني القريب من العائلة الحاكمة ( محمد منصورة ) خصيصا لتصفية الاتحاد الشعبي ونفذ مهامه بعد أن صادف أناسا مطواعين أذلاء من داخل قيادة هذا الحزب وللانصاف فقط ثلاثة فرسان الذين تواطؤوا في تنفيذ جريمة كبرى بشق الحزب بالاضافة انه بطريقة منافية للنظام الداخلي كذلك بأساليب أمنية مستقوية بممثل سلطة الاستبداد بحق هذه المدرسة النضالية أما بشأن الفرسان الثلاثة فأحدهم انتهى به المطاف بحضن ( الميت ) والثاني بحضن ( لاهور الطالباني ) والثالث مازال يؤنب ضميره حتى اللحظة .
  من الملفت أن كل من انشق أو تآمر أو خطط للنيل من الاتحاد الشعبي لم يعد له صلة بمدرسة الخامس من آب فكريا وسياسيا ووجدانيا بل أن جميع هؤلاء لايرغبون حتى في سماع ذكرى تلك المدرسة النضالية المعطاءة .
  والوفاء لتلك المدرسة يقضي بالعمل من أجل اعادة بناء وتطوير حركتنا وتعزيز النضال مع شركاء الوطن من أجل تحقيق السلام في سوريا ديموقراطية تعددية على أنقاض الاستبداد وتصحيح العلاقات القومية بكل الاتجاهالت وترسيخها مع حزب الزعيم الخالد مصطفى بارزاني في كردستان العراق .
  بقي أن نقول أنه وبعد مضي أكثر من نصف قرن على الكونفرانس مازال الكثير من مهامه لم تنجز بعد خاصة بعد الارتدادات التي تحصل منذ عدة سنوات على ساحتنا فالى جانب تصاعد النضال الوطني الكردي منذ تاريخ انعقاد الكونفرانس وازدياد الوعي وتشعب علاقات حركتنا مع المحيطين الداخلي والخارجي والتمكن من توضيح الوضع الكردي السوري الا أن القوى المضادة وبينها أحزاب ( وافدة ) وأخرى انتهت مفاعيلها تقف الآن حجر عثرة أمام تطوير الحركة وانجاز المهام الآنية والمستقبلية وفي المقدمة تعزيز وحدة الحركة الوطنية الكردية السورية لنيل استحقاقاتها وكأننا بشكل ما نعيش أجواء ماقبل عقد كونفرانس آب وبانتظار توفير الشروط اللازمة لنجاح – بزاف – في عقد المؤتمر الوطني الكردي السوري الانقاذي .
     كل الوفاء لمدرسة آب والتحية للرواد الأوائل والانتصار لحراك – بزاف - .
     

     

   

       

           

249
الحركة الوطنية الكردية السورية أمام تحديات مصيرية

                                                                                                                                                     
صلاح بدرالدين

مثل ما حجب كسوف القمر نور الشمس حجب بيان ( مجلس سوريا الديموقراطية ) الحقيقة عن الشعب مرة أخرى في بيانه الصادر اليوم المتسم بالغموض والارتياب فادعاء الدعوة الى الاجتماع بين وفد المجلس والحكومة السورية جاءت من الأخيرة يحتاج الى توضيح : هل الدعوة جاءت من رئيس الحكومة أم أحد وزرائها ومن هو ؟ اذا كانت ( الرئيسة ونائبها ) مثلا المجلس فمن مثل ( الحكومة ) ؟ ثم من خول – المجلس – للحوار مع ( الحكومة ) " لحل الأزمة السورية " كما ورد بالبيان ؟ ثم هل ماتم هو لقاء أم حوار أم تفاوض حيث العبارات الثلاثة تضمنها البيان وبين من ومن ؟ الأمر الواضح الوحيد في البيان هو الاتفاق على ( اللامركزية ) على أنقاض ارادة الكرد في تقرير مصيرهم ضمن سوريا الواحدة من خلال الحكم الذاتي أو الفدرالية واللامركزية من شعارات البعث منذ انقلابه عام 1962 ومثبتة في دساتيره المتوالية بقي أن نقول صحيح علينا عدم الوقوف كثيرا على نصوص لاقيمة لها أمام مناورات واستدارات واشكاليات وممارسات جماعات – ب ك ك – السورية على أرض الواقع خلال سبعة أعوام عجاف
       فكل مايتم الآن باسم – قسد – أو – مسد – ماهو الا من اخراج واشراف مركز قنديل ل – ب ك ك – أدواته – ب ي د – والقوات العسكرية التي تأتمر بأوامر المركز وبدراسة وتخطيط بما يخدم أجندة نظامي طهران ودمشق وعلى حساب القضية الكردية السورية وكل مايصدر من بيانات تضليلية وبرغم كل المحاولات فان الجمهور الوطني الكردي السوري على بينة من مراميها وأهدافها الخبيثة .
       بات واضحا للجميع أنه  يتنازع الآن في ساحتنا الكردية السورية مشروعان الأول والأوضح هو المشروع القومي الوطني الكردي للسلام والحل والمصالحة ويترجمه عمليا وبرنامجيا وفكريا وسياسيا– بزاف – ويعبر عن ارادة الغالبية الساحقة من الجمهور الواسع ويلتقي مع مجموعات أخرى وأفراد من حيث التوجه العام  خصوصا بشأن المؤتمر الكردي الجامع والثاني حزبوي من ( المجلسين ) يسعى للابقاء على الوضع القائم وسقفه الأعلى اتفاقيات – اربيل ودهوك – التي طويت صفحتها وأكل الدهر عليها وشرب ولاشك أن هناك في كل طرف وجهة وحزب تيارات وأفراد يمكن انحيازهم الى المشروع القومي ومهمة الجميع الرئيسية المستعجلة هي ابطال ونسف بنود اتفاقية ( آصف شوكت – مراد قرايلان ) التي ابرمت قبل سبعة أعوام بالسليمانية وتطبق بنودها الآن بين ( ب ي د وعلي المملوك ) باشراف كل من مركز – قنديل – وفيلق القدس -  وهي الأخطر قوميا من اتفاقية ( الجزائر 1975 ) التي أنهت ثورة أيلول بكردستان العراق .
     بما يتعلق الأمر بمأساة عفرين بجبل الكرد في أقصى الشمال  ومعاناة السويداء بجبل العرب بأقصى الجنوب والكوارث المحتملة القادمة شرقا وغربا فان الفاعل واحد ( نظام الاستبداد ) والمحتلون وأماالوسائل والأدوات الارهابية المنفذة فهي متعددة الأوجه والتسميات الميليشياوية والألوان القومية والمذهبية , في عشرينات القرن الماضي لم يمنع كل امكانيات وسطوة  – الانتداب – الاستعماري الذي فكك سوريا الى دويلات طائفية ( سنية وعلوية ودرزية ) من تنادي الوطنيين الى الاجتماع والاجماع على ( الاتحاد السوري ) بل شكل ذلك حافزا للتحالف الوطني الكفاحي بين ابراهيم هنانو الكردي السني وصالح العلي العربي العلوي وسلطان باشا الأطرش العربي الدرزي والذي توسع في طول البلاد وعرضها ليضم ممثلي المكون المسيحي مجسدا بقامات مثل فارس الخوري وأعيان العائلات التركمانية والآن وأمام هول الهزيمة وكارثة انتكاسة الثورة والأخطار المحدقة بجميع السوريين ( ثوارا وناشطين ومحايدين عربا وكردا مسلمين ومسيحيين ) ليس لنا سوى خيار " المؤتمر الوطني الجامع " لنجدد نضالنا ونستعيد أنفاسنا ونعيد ( الاتحاد السوري ) على قاعدة الشراكة والتوافقية والعيش المشترك وما أطرحه ليس خيالا – فلست بشاعر - ولن يكون بعيد المنال ان توحدت الارادات .
    مشروع – بزاف – وبحسب واضعيه ومناصريه وهم من مختلف الأجيال والطبقات والتيارات الفكرية لهم ماض نضالي وحضور ونشاط وعطاء ثقافي ماهو الا استكمال لمراحل سابقة من نضال الحركة الكردية السورية بكل تجلياتها وتراكماتها السياسية الحزبية والثقافية والاجتماعية منذ – خويبون – وحتى الآن ورغم الملاحظات والمآخذ الجوهرية على أداءات قيادات الأحزاب الراهنة في المجلسين وخارجهما الى حدود الاخفاق فانه لايدعو الى ازاحة أي حزب قائم أو تنظيم أو فرد بل يسعى من أجل مشاركة الجميع ( ان أرادوا وقبلوا السقف المرسوم وأكدوا التزامهم باالقرارات )  في المؤتمر الوطني السوري المنشود كل حسب حجمه ودوره – بزاف – يحمل برنامجه بشقيه القومي والوطني وتصوره للمستقبل وطرحه منذ أعوام على أطراف كردستانية وعلى مواقع التواصل الاجتماعي  ونال ثقة الآلاف من بنات وأبناء شعبنا وشركائنا السوريين وكل من لديه برنامج أو مشروع أكثر تقدما وواقعية وقابلة للتحقيق سنكون الى جانبه دون تردد .
  هناك بعض الأصدقاء يعتبرون تحقيق " المؤتمر الوطني الكردي السوري " بصيغته المطروحة 2 + 1 ( ثلثان من المستقلين وثلث من الأحزاب ) ضربا من الخيال و ( قصيدة شعرية ) وانني شخصيا أفهمهم وأتفهمهم لأنهم يعتبرون أن المشروع لن يتحقق بدون أحزاب ( المجلسين ) الرافضة والساكتة وماغاب عن هؤلاء الأصدقاء أن تحقيق الأهداف الكبرى مثل اعادة بناء حركتنا صعبة ولكن غير مستحيلة وتحتاج الى توفير شروطها الذاتية والموضوعية صحيح أنها عملية آنية ولكنها بعيدة المدى تؤسس لحاضر ومستقبل ومصير شعبنا ضمن شروط وطنية سورية لم تكتمل بعد وقد تطول لعقود وكمثال قريب لم تستجب العوامل الذاتية والموضوعية لارادة شعب كردستان العراق في الاستقلال في لحظتها الراهنة ولكن الريفراندوم لم يكن ( قصيدة شعرية )  ومشروع مؤتمرنا المنشود وفعله وبرنامجه ليس على عجلة من أمره من أجل أن يتفاعل مع خطط النظام ويستجيب لدعوات ( مندوباته ومندوبيه ) كماغاب عنهم أن بداية فكرنا القومي الأصيل ظهرت في قصائد ( أحمدي خاني وجكرخوين ) وتحولت الى وعي ومعرفة وممارسة بقي أن أقول : صحيح أن قيادات الأحزاب ترفض ولكن أنصارها مع المشروع ولن تقف عجلة تاريخنا ان عقد المؤتمر من دون قيادات الأحزاب .
   ان حركتنا الكردية السورية وخصوصا أحزابها مشتتة منقسمة مأزومة ومن العبث اهدار الوقت باالاستماتة في محاولة الحفاظ على حدود ونتوءات واسماء القبائل الحزبوية التي تجاوزت ( الخمسين ) بدلا من ذلك على الجميع البحث في الخلاص من هذه الحالة المقلقة واطلاق العنان للمبادرات الوحدوية وافساح المجال للرأي الآخر وعدم كم الأفواه بالتهديد بقطع ( الأعناق والأرزاق ) فنجاح مساعي اعادة بناء الحركة الوطنية الكردية السورية من خلال مشروع المؤتمر الجامع المنشود يتطلب تعميق النقاش بروح نقدية بناءة والخروج من الاطار الحزبوي الضيق وتجاوزه الى فضاء ( الكردايتي ) الأوسع حتى لو تطلب ذلك هدم القديم البالي الفاشل لمصلحة الجديد الواعد واخضاع العصبية الحزبية والآيديولوجية بقوقعتها الضيقة لارادة الغالبية الوطنية بآفاقها الواسعة ولاسبيل لنا غير ذلك لنيل الاستحقاقات ومواجهة التحديات الراهنة والقادمة فاجتمعوا وتوافقوا على اللجنة التحضيرية لعقد المؤتمر بالوطن قبل فوات الأوان .



250

                                         
                                                                                                           
حوامل الثورة أخفقت وفكرها باق
                                                                                                                                           صلاح بدرالدين

   
 جميع كيانات المعارضة ومن دون استثناء بدءا من ( المجلس مرورا بالائتلاف وانتهاء بهيئة التفاوض ) قامت على أسس هشة غير ديموقراطية وبعيدة عن أعين سوريي الثورة ومن وراء ظهورهم وكانت ومازالت منقادة من تياري الاسلام السياسي الكاسح والقومي المتاسلم ومن حولهما عينات من الوافدين من صلب النظام ومدعي اليسار والليبرالية والأخطر في الأمر أن – مهندسي – تلك الكيانات قاموا ببنائها بطريقة تمنع خضوعها في يوم من الأيام الى مساءلات واعتراضات جادة من داخلها أما المطالبات من خارجها الصادرة من الوطنيين الحريصين على ثورتهم المغدورة ومنذ أعوام بالدعوة الى الانقاذ عبر عقد المؤتمر الوطني السوري الجامع فلم ولن تجد آذانا صاغية من الذين قادوا تلك الكيانات الى الهلاك وتسببوا في اجهاض الثورة لسبب في غاية البساطة وهو أن هؤلاء لم ينتخبوا من الشعب وبالتالي لايشعرون بأنهم مسؤولون أمامه تماما مثل موقف نظام الاستبداد .
   قلنا سابقا ونكرر بأن هناك تعتيم مدروس على مايجري في درعا وحولها وهناك مخطط روسي مدعوم من أكثر من جهة اقليمية ودولية لاخضاع أهلنا الدرعاويين والقضاء على مهد الثورة والأخطر هو تورط أعضاء في بعض الفصائل ومن المدنيين المحسوبين على المعارضة ومسؤولون في ( هيئة التفاوض ) في ابرام صفقات سرية وقد تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعي نداءات من الوطنيين الشرفاء من أهل حوران يحذرون فيها من مؤامرات ( الضفاضع ) وهو مصطلح – حوراني - مستحدث يحل محل  ( الشبيحة ) حسب تسمية مناطق سورية أخرى أو ( الجحوش ) حسب التسمية الكردية وقد ظهرت في وسائل الاعلام قائمة من عشرين ضفضع بينها أسماء ( نصر الحريري وخالد المحاميد وبشار الزعبي ) ومن الواضح أن المنطقة تشهد صمودا منقطع النظير وتصاعدا ملحوظا في ارادة المواجهة السياسية والتمسك بأهداف الثورة حتى لو حصل تراجع عسكري مما يتطلب أن يبادر الوطنييون السورييون في كل مكان دعم واسناد من يعبر عن طموحاتهم هناك .
   بالرغم من هول المأساة السورية وتساقط ( المعارضات السياسية والفصائلية العسكرية ) واحدة تلو الأخرى مازال التناول النقدي الجاد غائبا وتسمية الأمور بأسمائها بشفافية وشجاعة غير واردة من جانب من يتحملون المسؤولية فقد تابعت بيانا من عدد من " المهزومين " من – الدوحة – اعتبروه مراجعة ولكنه لم يشخص المسبب الرئيسي لاجهاض الثورة وهو ( الاخوان المسلمون ) ومانحوهم ولم يكن الا انتصارا لامارة قطر في صراعها مع التحالف السعودي كما تابعت البارحة تصريح الناطق باسم الائتلاف من استانبول الذي لم يأتي بجديد بل يمضي بالاجترار وتضليل السوريين ومن كل ذلك يتبين بأن هؤلء وأولائك مشتركون بالجريمة ومتواطئون مع النظام والمحتلين ولم يعد بينهم وبين السوريين أية روابط أو مشتركات وعندما تتوفر شروط انعقاد المؤتمر الوطني السوري الجامع حينها سيقول ممثلوا الغالبية الشعبية كلمتهم بحق هؤلاء ومن حيث المبدأ تنطبق هذه المعادلة في ساحتنا الكردية السورية أيضا . 
    في هذه الأيام التي نشهد فيها علائم التراجع وتلتحق ثورتنا التي قامت وطنية سلمية تنشد الحرية والكرامة والتغيير الديموقراطي بشقيقاتها وبالمئات التي لم تحقق أهدافها في زمانها عبر مراحل التاريخ منذ القرن التاسع عشر وحتى الآن بسبب ضعف العامل الذاتي وعدم اكتمال العوامل الموضوعية نعم الثورة على الطغيان بثوبها العسكري الدفاعي وأدواتها وآلياتها أخفقت ولكنها بفكرها وطموحاتها المشروعة وجوهرها وأهدافها السامية مازالت في نفوس السوريين وقد تهدأ الى حين ولكن بالنهاية وبأشكال مختلفة ستزيل الاستبداد عاجلا أم آجلا وأمام النكسة الأليمة هذه ومع تزايد السهام المسمومة الموجهة ليس الى الثوار فحسب بل ضمنا ومواربة وعلنا ضد كل القضية السورية كل الأهداف والمبادىء السامية التي تؤمن بها الغالبية الساحقة من السوريين من حق الثوار وأنصارهم من الوطنيين وحدهم تقييم ماجرى وابداء الغيرة وممارسة النقد تجاه الأسباب والمسببين أما النظام وأعوانه أما المعادون للثورة منذ انطلاقتها فلن يقدموا جديدا مهما شمتوا أو شتموا أوتمادوا أو أبتهجوا لأنهم لم يكونوا سوى أدوات الردة المضادة ولن يقدموا جديدا بذلك .
 يمكن أن نفهم ونتفهم الوطني الصادق المناهض للنظام منذعقود على الصعيدين الجماعي والفردي عندما ينقد وينتقد ويطالب بمحاسبة كيانات ( المعارضة ) ويدين جماعات الاسلام السياسي التي ركبت الموجة لاجهاض الثورة ويتمسك بالمراجعة الشاملة لماحصل خلال ثمانية أعوام ويكشف عن مؤامرة النظام في اغراق الثورة بالمجاميع الدينية المتطرفة وتقديم البلاد لقوى وجماعات وميليشيات خارجية لبث سموم الطائفية والفتن وذلك عبر الوسائل المشروعة من مؤتمرات أو وطنية أو ندوات أو كتابات ولكن لايمكن في أي حال أن نصدق النظام وشبيحته وأعوانه وملحقاته فيما يذهبون اليه على أنقاض الثورة ومن المستحيل تصديق أمثال جماعات ( سوريا الديموقراطية ) أو ( ال ب ي د ) بأنها كانت على حق وهي البديل والممثل الشرعي للشعب السوري تصوروا شبيحة النظام يدعون تمثيل الشعب ؟ كما لايمكن في أي حال من الأحوال أن نوهم أنفسنا بأن من كان مع النظام وضد الثورة أو مترددا أو محايدا على الصعيد الكردي من أحزاب وتنظيمات وأفراد سيملأ الفراغ وسيقود الشعب الكردي الى شاطىء الأمان والنصر فهؤلاء يفتقرون الى المصداقية ولاماضي يعتد به لهم وهم كانوا ومازالوا من أدوات الثورة المضادة كرديا وسوريا .
  نعم الثورة السورية أجهضت وانتكست وأخفقت لأسباب سيتمكن السورييون عبر مفكريهم من اجراء مراجعات بالعمق لتحديد الأسباب القريبة والبعيدة ولكن فكرة الثورة على الاستبداد مازالت وقادة وثابتة وسيتمر النضال بأشكال شتى اليوم وغدا وبالمستقبل وفي تاريخنا الكردي سبق وأن أخفقت ثورات وانتفاضات الشيخ عبيد الله النهري والشيخ سعيد وأرارات وغيرها ولكن جذوة النضال الوطني لم تخبو وسبق أن أخفقت مشاريع الاستقلال بمهاباد على سبيل المثال وأخفقت ثورة ايلول في كردستان العراق ولكن قامت ثورة كولان وعندما أخفقت قامت الانتفاضة وتحققت الفدرالية هذه هي سنة الكفاح الوطني للشعوب هنا وفي سوريا وعموم الشرق الأوسط والعالم .

251
الشعب يريد :  حركة وطنية كردية موحدة
                                                                     
صلاح بدر الدين

 البارحة ( 9 – 7 – 2018 ) ومن أربيل تابعت اجتماع – كاسل – الذي دعت اليه " لجنة متابعة – بزاف – بألمانيا  وضم نخبة وطنية كردية سورية من المستقلين والناشطين الحقوقيين وممثلي منظمات المجتمع المدني المهتمة بشؤون وشجون المرأة والطلبة وكذلك ممثلين عن عدد من الأحزاب الكردية والمجلس الأزيدي بألمانيا  وتلقت رزمة من التحايا من منظمات البارتي الديموقراطي الكردستاني – العراق ومن رئيس الحزب الديموقراطي الكردستاني – تركيا ومن قوى أخرى ومن الملفت أن كل المشاركين ومن مختلف التيارات والمرجعيات أكدوا على ضرورة عقد المؤتمر الوطني الكردي السوري واعادة بناء الحركة من جديد وهذا مايوحد جميع الوطنيين ويعزز الأمل أما الذين قاطعوا الاجتماع من بعض الأحزاب  بحجج واهية مثل اشتراط  عدم حضور هذه الجهة أوتلك ومن منطلق مواقف عدائية مسبقة فقد أخطأوا وان مايعمل من أجله – بزاف – وخصوصا مهام عقد المؤتمر الكردي الجامع من غالبية مستقلة ومشاركة الأحزاب باتت مطلب كل وطني كردي سوري بالداخل والخارج وهي المدخل الوحيد لاعادة بناء ووحدة حركتنا فكل التحية لنشطاء بزاف بألمانيا والتقدير لمن شارك وساهم .
المئات من الأصدقاء والمعارف والأحبة  من الكرد والعرب والمكونات الأخرى نساء ورجالا أكثرهم لم ألتقي بهم أبدوا اعجابهم وتهانيهم على صدور الجزء الثالث من مذكراتي الذي يدور حول الوضعين السوري والكردي وكم سعدت بذلك وان دل على شيء فانه يدل على تعلق كل الوطنيين السوريين بحاضرهم ومستقبلهم وبحثهم عن الحقيقة وسبل الانقاذ والخلاص واهتمامهم بمسألة الفكروالبرنامج والموقف السياسي الحاسم في هذه المرحلة الصعبة والخطيرة التي نجتازها والتي تحتاج أكثر من أي وقت مضى الى الشفافية والصراحة وصولا الى بلورة المشروع الوطني الناجز على الصعيدين الكردي والسوري العام بعد خذلان السوريين من جانب ( المعارضة ) التي أجهضت الثورة ومن الأصدقاء المفترضين وبعد مضي النظام في اجرامه  واحتلال سوريا وارتهان أمر شعبها الى الأجنبي انني اذ أعاهد كل الأصدقاء على المضي قدما في الدرب السليم وأؤكد لهم جميعا أن ماكتبته في خدمة قضايانا المصيرية وجزء من الحقيقة نابع من الأمانة التاريخية  ويعبر عن طموحات شعبي الكردي والسوري بقي أن أقول أن المذكرات بأجزائها الثلاثة ستعرض على صفحات الفيسبوك قريبا حتى يتمكن الجميع الاطلاع عليها ونقدها ومناقشتها .
     قد يعتبر البعض ماأطرحه بصورة مستمرة منذ أعوام عن ضرورة انجاز المؤتمر الوطني الكردي السوري كلاما مملا أو ضربا من الخيال أو طلبا تعجيزيا بعيد المنال ولكن الحقيقة ليست كذلك فالأيام تثبت أن هذا الطرح بات الخيار الوحيد للحفاظ على الوجود وسلامة المصير وانقاذ مايمكن انقاذه واستعادة ما أضاعتها القيادات الحزبية الكردية الفاشلة وغير المستقلة والتي تقف الآن صفا واحدا أمام الطريق المسدود ولتعلم أن انجاز مهمة انعقاد المؤتمر المنشود هو بالاضافة الى كونها تحقق مصالح الشعب الكردي وتعيد بناء حركته الوطنية فمن شأنها أيضا حل الأزمة الوجودية لتلك الأحزاب التي فات أوانها وسقطت شعاراتها منذ أن عجزت عن تنفيذ اتفاقيات أربيل ودهوك وقبل ذلك عن صياغة وطرح المشروع القومي والوطني لشعبنا وبعد ذلك من تثبيت الدور الوطني في الحياة السياسية السورية ونيل الاستحقاقات لذلك أدعو الجميع الى التوافق في تشكيل اللجنة التحضيرية بغالبية مستقلة وعقد المؤتمر داخل الوطن بأسرع مايمكن ولدينا لمن يريد التفاصيل للمناقشة .
  سياسات قيادات أحزاب المجلسين في غاية الغموض على مبدأ ( اخفاء الحقيقة عن الشعب ) ومايتعلق الأمر بجماعات – ب ك ك – السورية يزداد الأمر قتامة الى درجة العتمة لأنها تأتمر من مركز – قنديل – عبر أفراد معدودين ليس بينهم الا قلة جد قليلة من الكرد السوريين فقد انتشر مسلحوها منذ بداية الثورة السورية في بعض المناطق وبشكل مفاجىء عبر عملية التسليم والاستلام  ولأهداف مبهمة وغير معلنة وعلاقاتها لم تنقطع يوما مع نظام الاستبداد والآن هناك مايخطط له بين الطرفين حول المناطق الكردية باعادة الأمانة كاملة وبتدرج بعد الاستلام وبضغط شديد من نظام طهران عبر قنديل  في أجواء من التضليل والتسريبات اما عبر مسؤولين من الدرجات العاشرة أو أفرادا ( مطواعين ) من خارج صفوفها ولايخلو كل ذلك من التناقضات التي توحي باشتداد الصراع بين المركز القنديلي ومجموعات من الكرد السوريين الوطنيين التي أسست علاقات مع الأمريكان وتميل الى الاستقلالية وتنحاز الى دعوات عقد المؤتمر الوطني الكردي السوري .
  مؤخرا تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي معلومات حول نصوص اتفاقية ( ب ي د وتفرعاته ) مع سلطة النظام السوري واعتبار ازالة صور وشعارات من شوارع مدن سلطات الأمر الواقع كاحدى نتائج تلك الاتفاقية وماغفلت عنها التسريبات البند المتعلق بتعزيز التفاهمات السابقة أو العودة اليها حول مواجهة تركيا عسكريا هذا البند الذي شكل الأساس لاتفاقية مراد قرايلان – آصف شوكت المبرمة أواخر عام 2011 وبداية 2012 القاضية بعودة قوات – ب ك ك – لمواجهة العدو المشترك والجديد في الموضوع أن جماعات – ب ك ك – كانت سببا في تسليم عفرين الى تركيا بعد الحاق المزيد من الخسائر في الأرواح والدمار والآن تعاد الكرة من جديد لتدمير وتهجير البقية الباقية باسم تحرير عفرين من الاحتلال التركي بدلا من العودة الى تحقيق الانفراج وتعزيز السلم والاستقرار وعودة العفرينيين الى ديارهم وخطوته الأولى تحسين العلاقات الكردية – الكردية والتحضير لعقد المؤتمر الوطني الكردي السوري لاأعتقد أن الكرد السوريين سيتحملون المزيد من نتائج المغامرات وكفى .
   بحسب المعلومات – المتواترة – فان الأحزاب الكردية وخصوصا التي أعلنت منها عن تأييد مشروع " المؤتمر الوطني الكردي السوري " ( ممثلو كل من الادارة الذاتية وحزبي اليمين وآلي ) منخرطة منذ فترة في التواصل مع سلطة نظام الاستبداد في الخفاء ومن وراء ظهر السوريين جميعا بعضها ابرم صفقات والبعض الآخر على الطريق من دون الرجوع الى الشعب وتبين أن ماصرحت بها سابقا بخصوص المؤتمر وكما توقعنا لم تكن الا تضليلا في وضح النهار أما أحزب المجلس فلم تسمع حتى الآن عن شيء اسمه المؤتمر الوطني وانشغالها بانجاز الاعتراف بها ( كيانا سياسيا مستقلا !!؟؟) من جانب من يفتقدون الشرعية الوطنية عوضا عن نيل هذا الشرف من الشعب الكردي أرى أن الواجب يقضي اليوم أكثر من أي وقت مضى بمحاسبة المضللين على تصريحاتهم التي لم يجف حبرها بعد والساكتين أيضا عن الحق والتأكيد على أن الغالبية من شعبنا ترفض أية صفقات على حسابها .
 

252
في " الكرد " و " الدستور " و " المعارضة " و" أردوغان "
                                                                       
صلاح بدرالدين

  1 - علينا التميز بدقة بين نهج فكري – سياسي وطني أصيل يهدف الى اعادة بناء الحركة الوطنية الكردية السورية واستعادة الشرعية في ظل المؤتمر القومي الجامع بغالبية ( نعم أؤكد على غالبية ) من الوطنيين المستقلين وممثلي الشباب والمرأة والمجتمع المدني لمواجهة كل التحديات الآنية والمستقبلية ولتجسيد الوجود الكردي وبلورة برنامجه للسلام ونيل الحقوق والعيش المشترك ولتعزيز دوره في النضال الوطني الديموقراطي وتصحيح المسار الكردستناني نحو التنسيق والتكامل والانطلاق من تلك الأرضية الاستراتيجية الصلبة للتعامل مع كل المستجدات وبين دعوات آنية حزبوية وفردية عاجلة في ظل توازن مختل لغير صالح شعبنا لجر الجمهور الكردي نحو عقد صفقات خاسرة مع نظام الاستبداد ومثل هذه الدعوات بحد ذاتها التفاف مدروس لعرقلة مساعي الوحدةة واعادة البناء .
 2 - لسنا بوارد تقييم أسماء مرشحي ( المعارضة ) الخمسين للجنة الدستورية ولا الى الوقوف على تمني ( مجتمعي ) الرياض على – ديميستورا – للمساواة مع قائمة مرشحي نظام الاستبداد ولا تبيان مدى انحراف هؤلاء ( المعارضين ) عن أهداف ثورة قدمت ملايين الشهداء والمعتقلين والمختفين والمهجرين ولا الى التأكيد مجددا بأن هؤلاء لايمثلون الا أنفسهم ومن يوالونهم من متحزبين ومستفيدين ولايعبرون عن 75% من العرب والكرد والتركمان والمسيحيين وسائر الأطياف الأخرى لأن كل ذلك قيل مرارا منذ العام الثاني للثورة فقط نريد القول أن مجرد الاعلان عن قائمتهم يعني الموافقة الضمنية على الصفقة – المؤامرة الاقليمية الدولية لضرب مهد الثورة في – درعا – وتدمير أكثر المناطق المشاركة بالثورة نقاء من جماعات الاسلام السياسي الارهابية والتزاما بمبادىء الثورة وسعيا لتجديد الكفاح الوطني ضد الاستبداد .
 3 -  الآن وقد جددت شعوب تركيا ( وهي من تقرر مصير بلادها ) وبغالبية الأصوات منح الثقة لأردوغان وحزبه لخمسة أعوام اخرى ومايعنينا ككرد وكسوريين بما يتعلق بحكام دولة جارة لنا معها حدود مشتركة بحوالي 900 كم فيها أكثر من ثلاثة ملايين لاجىء سوري ثلثهم من الكرد وبينهم غالبية قادة وعوائل وادارات ( المعارضة والفصائل المسلحة ) ومن أكثر الدول معنية بالملف السوري وملحق بها الجزء الأكبر من كردستان التاريخية مع أكثر من نصف الكرد في العالم ولديها علاقات اقتصادية وسياسية مميزة مع كردستان العراق أقول مايعنينا هو : مدى امكانية عودة هذا العهد الجديد – القديم ورئيسه بصلاحياته الدستورية  الواسعة 1 - الى مسار العملية التفاوضية السلمية بخصوص القضية الكردية بتركيا 2 – الى تصحيح وتفعيل التعامل مع الملف السوري وابداء موقف الاعتراف بحقوق الكرد السوريين  3 – الى الانسحاب من عفرين وتسليمها لأهلها وممثليها ولجانها المنتخبين وحتى ذلك الحين تطبيق شروط الاحتلال حسب القوانين الدولية .
  4 - كما يبدو فان كل ( منصات المعارضة ) بما فيها منصة الرياض في الطريق الى تقبل الاملاءات الروسية بشأن ( اللجنة الدستورية ) التي تحظى بموافقة النظام الذي اختار بدوره أعضاءها بعناية من موالين أو باسم مستقلين ومن اللافت أن هناك من رفض المشاركة في اجتماع الرياض المخصص للجنة الدستور ومن بينهم السيدة فرح الأتاسي عضو الهيئة العليا للتفاوض التي أعلنت على صفحتها أنها " لن تكون جزءا من هذا السيرك المفخخ السياسي أو عضوا بهذه اللجنة الخاضعة للاملاءات الاقليمية والتي تقزم ثورة شعب قدم تضحيات هائلة من أجل تعديل دستوري !!! " أما ( أكرادنا المجلسييون ) فهرولوا باشارة وهم على يقين أنهم مع جماعات – ب ك ك –لايمثلون الارادة الكردية وهي معطلة على أي حال وبانتظار عقد المؤتمر الوطني الكردي السوري الكفيل باعادة الوحدة واستعادة الشرعية التمثيلية وطرح البرنامج الكردي للسلام والعيش المشترك .
 5 -  شخصيا أقدر ظروف جميع من يعيش في الداخل من بنات وأبناء شعبنا وأشعر بمعاناتهم على مختلف الأصعدة ( الأمنية والنفسية والمعيشية ) ان كان بسبب نظام الاستبداد أو الارهابيين أو سلطة الأمر الواقع ولاأطالب أحدا ( وأنا خارج الوطن ) بالاقدام على خطوات ( انتحارية ) ولكنني أتوجه الى النخب الوطنية من مثقفين ومتعلمين ومتعاطي السياسة أن يحذو حذو تلك القلة القليلة من الشجعان الذين يتصدون لقضايانا المصيرية مثل : المؤتمر الوطني الكردي السوري الجامع المنشود وصنوه على الصعيد الوطني السوري ورفض دكتاتورية جماعات – ب ك ك – المتسلطة وفضح أضاليل قيادات أحزاب المجلس الكردي والكشف عن مقدمات صفقات مع النظام بالقلم والكلمة الصادقة والحوار الشفاف عبر وسائل التواصل الاجتماعي أو من خلال اللقاءات والتجمعات المفتوحة والمغلقة ان تناول هذه القضايا بصدق وصراحة سيقرب يوم الخلاص وسيعيد ويعزز الأمل بالاضافة الى تسجيل مواقف تضاف الى صفحات التاريخ .
 6 -  من المؤكد لايعول على أي دستور يحقق الارادة الوطنية ويستجيب لمطامح السوريين من وضع " المحتلين " ونظام الاستبداد في – جنيف أو سوتشي - حتى لو استعانوا ببصمات " معارضين " على مقاساتهم وما يتعلق الأمر باستحقاقات الكرد الدستورية من المستبعد انجاز ولو جزء بسيط منها في الحالة الراهنة بانعدام اجماع قومي ورؤا موحدة حتى الأحزاب الكردية ( السائدة منها والمسودة ) والتي قد تعبر عن مواقف قطاع متواضع في الساحة الكردية لن تشارك بفعالية واستقلالية بل تسللا عبر ( منصات استانبول والرياض وموسكو والقاهرة وحميميم ودمشق ) لذلك نكرر الدعوة للمرة الألف الى ضرورة العودة الى سبيل " المؤتمر الوطني الكردي السوري الجامع " بغالبية وطنية مستقلة للتمكن من التمثيل الشرعي ومواجهة كل التحديات .
  7 - أمام السيل الهائل من االبيانات " الحزبوية " بين من اعتبر قبيلته الحزبية استمرار ليوم تأسيس ( الحزب الديموقراطي الكردستاني – سوريا ) ومن حلف بأغلظ الايمان أن عشيرته الحزبية الوريثة البيولوجية الوحيدة والآخرون دخلاء وغاب عن جميع هؤلاء المحتفين – نظريا - بظهور أول حزب كردي سوري أمران : الأول - مدى صحة تاريخ ميلاده لأنه موضع خلاف حيث المؤسسان الراحلان الأساسيان ( آبو أوصمان ود زازا كانا من رأي عدم وجود يوم واضح لاعلان الحزب الذي اتفق عليه خلال اجتماعات بين أواخر تموز وأواسط آب 1957  والثاني – كان الحزب موحدا حتى 1965 وانقسم بعد صراعات وخلافات  متراكمة الى يسار قومي ديموقراطي ويمين وهما التياران الأساسيان الوريثان للحزب الأم حتى يومنا هذا مع وجود تفاصيل وتفرعات لاتاريخية هنا وهناك ومازالا مختلفان وبأشكال متعددة حول أمور جوهرية منها : تعريف الحركة الوطنية الكردية وكيفية معالجة أزمتها  ودور المستقلين والشباب وجوهر الحقوق القومية وسبل استعادتها والموقع بين النظام ومعارضيه والموقف العام من العمق الكردستاني .

253
هذا مشروعنا ومن يراه مناسبا عليه مراجعتنا
                                                                 
صلاح بدرالدين

 منذ أعوام وبعد فشل  أحزاب ( المجلسين ) واخفاقها ندعو الى الحوار والتشاور وعقدنا عشرات اللقاءات التشاورية باسم – بزاف – وصولا الى وضع مشروعي البرنامج وطرحهما والتوقيع عليهما من جانب الآف ثم الانتقال الى آلية عقد المؤتمر الكردي السوري وهو سبيلنا للوصول الى توحيد الحركة واكتساب شرعيتها الوطنية كنهج مدروس لتوفير أسباب الوصول الى تحقيق اعادة بناء حركتنا الوطنية الكردية عبر عقد المؤتمر الكردي الجامع المنشود بالغالبية الوطنية المستقلة لاستعادة الشرعية وانتخاب ممثلين كفوئين لمواجهة التحديات .
وفي هذا السياق كشفت وسائل الاعلام عن لقاءات عقدها وفد مقرب من دمشق مع قيادات كردية ( بالقامشلي ) تحت عنوان الوساطة واعادة الأمور الى ماكانت عليه بين النظام و جماعات – ب ك ك – السورية وأبدت الرئيس المشترك - لقسد - الهام أحمد انفتاحا والتعاطي مع أية مبادرة .. كما أكدت – ميس كريدي – على أجواء ايجابية ومن الجدير بالذكر أن المحاولة التي يشرف عليها مكتب اللواء – علي المملوك - تشمل جماعات حزبية كردية وغير كردية لاقامة اصطفاف جديد من وحي أن النظام انتصر ؟! على الجميع وان الثورة انتهت ؟ بالتزامن مع جهود روسية مماثلة لدفع فئات أخرى الى حضن النظام تحت سقف " حقوق المواطنة " للكرد التي تتناسب مع مقاس غالبية الأحزاب الكردية وفي المقدمة اليمين مما يعيدنا الوضع الى أجواء عام 1965 وكونفرانس آب .
وحصل الأمر ذاته بالقامشلي ( وهي المنطقة المحكومة بسلطتي النظام و- ب ي د ) بقيام أكثر الأحزاب اشكالية وهما حزبا ( اليمين والشيخ آلي ) وفي أجواء زيارة الوفد المرسل من مكتب ( علي مملوك ) بما سميت بالدعوة الى الحوارخاصة وأن ما تسرب من ذلك الاجتماع رفض مطلق من متزعمي الحزبين لمقترحين طرحهما وطنييون مستقلون لحل الأزمة بحسب مفهوم – بزاف - وهما : ( مؤتمر وطني سوري جامع لمواصلة الكفاح من أجل اسقاط الاستبداد ومؤتمر قومي كردي بمشاركة الجميع ) وهنا بيت القصيد .
  طرح فكرة " المؤتمر الوطني الكردي السوري " بحد ذاته أمر مرحب به ولكن يجب التوضيح أن الفكرة صدرت من " بزاف " منذ أربعة أعوام معززة بمشروعي البرنامج القومي والوطني ووثائق وبيانات وآلاف التواقيع وكتاب منشور على موقعه بالفيسبوك والفكرة مستندة على انجاز المؤتمر بغالبية مستقلة ضامنة ومنذ فترة خصوصا بعد اعادة النشاط الى خط دمشق – القامشلي  يتم تداول الفكرة من أطراف حزبية لأغراض قد تكون آنية وتكتيكية أو في سبيل كسب أوراق تفاوضية باسم ( المؤتمر القومي الجامع ) وبمفهوم مغاير عن الفكرة الأصلية لايتجاوز اتفاق الأحزاب الحالية في المجلسين تحت عنوان ( المؤتمر ) تحت سقف متدني من المطالب السياسية والاستمرار في تجاهل غالبية الشعب التي يمثلها الوطنييون المستقلون نقول لكل السعاة اللذين يهدفون الاحتفاظ بمواقعهم وامتيازاتهم الحزبية عبر أساليب التضليل وتمرير الألاعيب أن ( المؤتمر الوطني الكردي ) أرفع من أن يتحول الى وسيلة لعقد الصفقات مع نظام الاستبداد .
  من خلال متابعتي تبين أن مشروع – بزاف – " لاعادة بناء الحركة الوطنية الكردية السورية " أصبح له حضور ليس في أروقة الاجتماعات الحزبية فحسب بل حتى بينها وبين ممثلي سلطة نظام الأسد وماترشح حتى الآن التعاطي العلني لتعبيرات سلطة الأمر الواقع مع مسألة ( المؤتمر الوطني الكردي السوري ) الذي طرحه – بزاف – لأول مرة منذ أعوام مزودا بالبرامج والآليات ثم لحق بها حزبا اليمين وشيخ آلي الاشكاليان والجميع يحاول استثمار الموضوع في الطريق الخطأ وفي خدمة عقد الصفقة مع النظام باسم ( مؤتمر قومي لتوحيد الحركة ) وحسب مقاساتهم الحزبية وسياساتهم المساومة حول الحقوق القومية الكردية بقي أن نقول أن الحلقة الحزبوية الأضعف بالساحة ( المجلس الكردي ) مازال صامتا ( صمت القبور ) وهنا أتوجه الى ( البزافيين ) الشجعان بأن ماقدمتوه حتى الآن من مشاريع برامج وما عقدتموه من لقاءات بظروف صعبة وماأعلنتموه من بيانات وتصريحات لم تذهب سدى وماعليكم سوى المتابعة والمزيد من العطاء الفكري والابداع في تجديد البرامج والخطط النضالية لاضاءة الدرب وكشف المتربصين بانجازاتكم بغية افراغها من محتواهاالنضالي الأصيل .
 الذين يسعون الى سرقة – كد – الآخرين يلوحون بعبارات ( الداخل والخارج ) بمعنى عدم أحقية كرد الخارج بالمشاركة في القرارونقول لهؤلاء أن أكثر من نصف الكرد السوريين ( الغالبية ) خارج البلاد وغالبية هؤلاء معارضون لنظام الاستبداد وموالون للثورة وسجناء سابقون وأكثر من نصف هؤلاء  من الجيل الشاب والمنتج بينهم مثقفون وناشطون ومناضلون واختصاصييون ورجال أعمال اضافة الى آلاف من بيشمةركة – روزئافا – بين هؤلاء نخب واسعة جدا – ولاأقول الكل -  فقدت الأمل من أحزاب ( المجلسين )  ومع اعادة بناء " الحركة الوطنية الكردية " عبر المؤتمر الكردي السوري واذا أضفنا الى هؤلاء أهلنا بمنطقة عفرين المحتلة من تركيا ( بعد تحررهم من النظام وسلطة الأمر الواقع ) يكون أكثر من ثلثي الكرد السوريين لاأهمية لهم وخارج البلاد أي خارج سلطة – ب ي د – والنظام بنظر أبواق الطرفين ( وكأن الوطنية محصورة في ممالك الاستبداد ) وبالتالي لايحسب لهم الحساب في أية تسوية ( ان تمت ) تماما مثل منطق النظام بتجاهل أكثر من نصف السوريين من المهجرين بل مصادرة ممتلكات ( الغائبين ) اسوة بممارسات اسرائيل  أيضا لقد غاب عن تلك الأبواق أن الداخل والخارج صنوان لاينفصلان وأن الأفكار والمواقف السياسية تنتشر من دون انقطاع بفضل وسائل التواصل الاجتماعي وأحيانا للخارج دور مؤثر عندما تسود الفاشية والدكتاتورية وتحل الحروب والتاريخ مليء بالشواهد .
 وعلى ذكر عفرين المحتلة ومعاناتها من الاحتلال أولا ومن تبعاته الأشد وطأة في ممارسات جماعات مسلحة ظلامية تعتدي وتثير الفتنة وتتجاوز كل حدود وهي خارجة من رحم الاسلام السياسي طال ما حذرنا من ظهورها منذ بداية ثورتنا التي أجهضها نفس هؤلاء نحن نعلم أن هذه القطعان لاتلتزم بأية جهة تحترم نفسها وتسير وراء مآربها الخاصة ونزعاتها العنصرية المتطرفة ولكن نقول مع كل الوطنيين السوريين وكردهم أن الاحتلال التركي يتحمل المسؤولية الأساسية وعليه ردع هؤلاء ووضع حد لهم واعتماد اللجان المدنية المنتخبة من أهل عفرين كجهة شرعية وحيدة ودعمها بكل مصادر تعزيز الادارة والقرار والتحاور معها كممثلة لعفرين ومنطقتها ونطالب بأن يقوم الاحتلال بافساح المجال لعقد مؤتمر موسع للجان المنتخبة مع اضافات من الداخل والخارج ودراسة الوضع من كل جوانبه واتخاذ مايلزم من قرارات وتوصيات وكل المحبة والتقدير والاكبار لأهلنا في جيايي كورمينج الأشم .
 كما أن قيادات أحزاب ( المجلسين تف دم والكردي ) ومنذ 2011 على أقل تقدير تتشارك ( بصورة متفاوتة ) في الاحتلال والاستيلاء والنهب ( ماديا وفكريا وثقافيا ) فالأولى استولت بالقوة ( وليس بالاقناع والعملية الديموقراطية ) على جميع المناطق الكردية بمدنها وبلداتها وقراها وأملاكها العامة والخاصة ( قبل تسببها بخسارة عفرين ) كما سرقت الحركة الكردية السورية وأجهضتها وعبثت بتاريخها وتقاليدها أما الثانية فقد تاجرت بالرموز القومية السامية وانتحلت الشرعية والتمثيل ( الوحيد ) ومضت بطريق الانحراف من دون مراجعة وتجديد وساهمت بازاحة ( الكتلة التاريخية ) من الشباب والمستقلين ومهدت من حيث تدري أو تغفل في تثبيت سلطة الأمر الواقع لتعقد معها بعد ذلك صفقات – خاسرة - في المحاصصة وتوزيع المغانم .

254
المنبر الحر / أشباح علي المملوك
« في: 17:34 11/06/2018  »
أشباح علي المملوك


 منذ أعوام وبعد فشل  أحزاب ( المجلسين ) واخفاقها ندعو الى الحوار والتشاور وعقدنا عشرات اللقاءات التشاورية باسم – بزاف - لأنها سبيلنا للوصول الى صيغ برامجية تضيء طريقنا وتوفر أسباب الوصول الى تحقيق اعادة بناء حركتنا الوطنية الكردية عبر عقد المؤتمر الكردي الجامع بالغالبية الوطنية المستقلة لاستعادة الشرعية وانتخاب ممثلين كفوئين لمواجهة التحديات وما حصل أمس بالقامشلي ( وهي المنطقة المحكومة بسلطتي النظام و- ب ي د ) بقيام أكثر الأحزاب اشكالية وهما حزبا ( اليمين والشيخ آلي ) وفي أجواء زيارة الوفد المرسل من مكتب ( علي مملوك ) بما سميت بالدعوة الى الحوارخاصة وأن ما تسرب من ذلك الاجتماع رفض مطلق من متزعمي الحزبين لمقترحين طرحهما وطنييون مستقلون لحل الأزمة وهما : ( مؤتمر وطني سوري جامع لمواصلة الكفاح من أجل اسقاط الاستبداد ومؤتمر قومي كردي بمشاركة الجميع ) وهنا بيت القصيد .
   في تعليقه على ( خارطة الطريق ) بين بلاده وتركيا حول – منبج – قال وزير الخارجية الأمريكي ماتيس اليوم " أن تركيا تمثل جبهة أمامية بالنسبة إلى حلف شمال الأطلسي في الكارثة التي تمر بها سورية وأن واشنطن وأنقرة تعملان على مراعاة المصالح الأمنية المشروعة لتركيا، حليفنا في الناتو، وهي الدولة الوحيدة التي تحصل اضطرابات عند حدودها وأن تركيا تعتبر جبهة أمامية بالنسبة إلى حلف الناتو، فهي دولة تقف على الجبهة الأمامية للكارثة التي أحلها (رئيس النظام) بشار الأسد بشعبه بدعم من الإيرانيين والروس، وعلينا إيجاد طريق للعمل على مصالحها المشروعة " وحول – قسد – قال : " لا يمكننا تجاهل هذه المنظمة لأن لديها أهمية حيوية في إيقاف التنظيم الإرهابي " وتعليقنا بايجاز هو : تحالف استراتيجي مع عضو الناتو ومراعاة مصالحه الأمنية المشروعة واستخدام جماعات – ب ك ك – لأغراض قتالية ليس الا .                                                 
  في 18 – 1 – 2010 زارت السيدة – جلبرت فافغ زازا - حرم القيادي والمثقف الراحل نورالدين زازا دمشق وكانت قد علمت عبر الاعلام افتتاح قاعة بالقامشلي باسم زوجها من جانب متزعم اليمين ( حميد درويش ) ووضع تمثاله النصفي الى جانب صورة الدكتاتوربشار الأسد وغضبت واحتجت وقدمت دعوى الى سفارة بلادها للتدخل ففي هذه القاعة – الوكر اجتمع جنرالات مخابرات النظام في 2004 مع ممثلي – مجموع الأحزاب الكردية -  لوأد الهبة الدفاعية الكردية وفيها حبكت المؤامرات لشق صفوف الحركة وفي هذه الأيام شهد الوكر هذا مباحثات الوفد المرسل من مكتب اللواء ( علي المملوك ) لعقد صفقات متعددة الجوانب مع أحزاب ( المجلسين ) وبهدف واحد وهو تطبيع العلاقات مع النظام علنا بعد ان كانت مستترة ودق أسافين جديدة لاثارة المزيد من الفتن والانقسام في الساحة الكردية السورية وعلى حساب عفرين ومناطق أخرى ومحاولة لقطع الطريق على مشروع اعادة بناء الحركة الوطنية الكردية وتوحيدها المدعوم من الوطنيين المستقلين في الداخل والخارج .
ضجت الساحة السياسية والشعبية اللبنانية في اليوميين الماضيين بتناول أنباء فضيحة من العيار الثقيل  تكشف عن توقيع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون مرسوم منح الجنسية اللبنانية لمئات الأشخاص ( أكثر من 300 ) غير المستحقين من العرب والاجانب، وسط معلومات تفيد أن غالبيتهم من أصحاب الثروات ومن أكبر رجال الاعمال السوريين والايرانيين والعراقيين الموالين لنظام الأسد ومن بينهم اسم مدير دار المدى والمشرف على اقامة معرض الكتاب بأربيل  ( فخري كريم )  وقد تسربت حتى الآن أسماء اكثر من 60 شخص سوري ممن شملهم المرسوم من المقربين من النظام السوري وأجهزته الأمنية ولهم علاقات بمشاريع كبيرة تابعة لرامي مخلوف ومؤسسات داخل سوريا وحتى خارجها، في إشارة إلى ان من اشترك من لبنانيي السلطة في اعداد وتنفيذ هذا المرسوم تقاضوا رشاوى مالية ومن الجدير بالذكر أن الأطفال من أم لبنانية لايحق لهم الجنسية اللبنانية .
" أعلن هزيمتي وأعتذر... ..ارادوني كلباً يعوي لهم على حق وعلى باطل حتى أكون هفالاً مخلصاً بنظرهم ، فمن لا يعوي للباطل عندهم يعني أنه متذبذب و تدور حوله الشكوك ..." بهذه العبارات عبر السيد – طه الحامد – عن قرار خروجه على جماعات – ب ك ك – السورية التي قدم لها الخدمات الاعلامية ووقف الى جانبها طوال أعوام ودافع عن خطاياها ولكنه بالأخير أتته صحوة ضمير واستفاق من الغيبوبة انني اذ أقدر له رغم أنني لاأعرفه شخصيا هذه المراجعة الشجاعة وليكن مثالا للآخرين المغرر بهم وتجربته عينة لكل من يريد الانفتاح على الحقيقة والعودة الى جادة الصواب ليس بالانسلاخ من تلك الجماعات فحسب بل باعادة النظر في عضوية كافة الأحزاب الكردية التي فشلت وأضرت والانخراط في عملية اعادة بناء الحركة الوطنية الكردية السورية من جديد .
  لم يعد هناك مجال للشك فقد كشفت وسائل الاعلام عن لقاءات عقدها وفد مقرب من دمشق مع قيادات كردية ( بالقامشلي ) تحت عنوان الوساطة واعادة الأمور الى ماكانت عليه بين النظام و جماعات – ب ك ك – السورية وأبدت الرئيس المشترك - لقسد - الهام أحمد انفتاحا والتعاطي مع أية مبادرة .. كما أكدت – ميس كريدي – على أجواء ايجابية ومن الجدير بالذكر أن المحاولة التي يشرف عليها مكتب اللواء – علي المملوك - تشمل جماعات حزبية كردية وغير كردية  لاقامة اصطفاف جديد من وحي أن النظام انتصر ؟! على الجميع وان الثورة انتهت ؟ بالتزامن مع جهود روسية مماثلة لدفع فئات أخرى الى حضن النظام تحت سقف " حقوق المواطنة " للكرد التي تتناسب مع مقاس غالبية الأحزاب الكردية وفي المقدمة اليمين مما يعيدنا الوضع الى أجواء عام 1965 وكونفرانس آب .
  بعد مايقارب الثمانية أعوام من عمر الثورة السورية وبعد أن أجهضتها قطعان المعارضة وفصائل الردة المنقادة من الاسلام السياسي واختراقات الوافدين من قلب نظام الاستبداد يخرج علينا بعض من لم يعرف الحياء أبدا وكان في الصفوف الأمامية بالمجلس والائتلاف وماسمي بالتيار الديموقراطي الملحق بسيده ( الجربا ) رمز التخلف العشائري وربيب مخابرات النظام العربي الرسمي ليكتشف أن " أن الثورة لم تكن هذه المعارضة " " وأن المعارضة لم تمثل الثورة " وهذا ماكان يطرحه الوطنييون السورييون وأنا من بينهم منذ العام الأول من الثورة ويواجه بالرفض والتشكيك من جانب نفس هذا البعض المنافق المنتفع من عطاءات المانحين أعداء الشعب السوري وثورته وصدق من قال : ( اذا لم تستح أكتب ماشئت ) .

255
عفرين – روسيا – المؤتمر الكردي السوري
                                                                       
صلاح بدرالدين

 1 - ماكتبه ابن جيايي كورمينج  الأستاذ – زهير علي – حول المعادلة الراهنة حيال قضية عفرين " تغيب المجلس الكردي وموقف – ب ي د – والشيخ آلي باقامة مخيمات اللجوء ومنع عودة الناس مقابل عودة قرار مصير عفرين الى أصحابها من شابات وشباب المنطقة بعد 18 آذار " هو عين الحقيقة ويستحق الامعان ومن واجب كل الوطنيين الكرد السوريين بدرجة أولى وشركاءنا من الوطنيين السوريين بدرجة تالية وأشقاءنا في العمق الكردستاني والمعنيين بالملف السوري من القوى الاقليمية والدولية  الوقوف الى جانب الأصحاب الشرعيين ومد يد العون والدعم بمختلف المجالات اليهم وكما أرى علينا الانتقال من المجال النظري الى العملي ووضع الترتيبات والآليات لذلك طبعا اعتمادا على مايراه أهلنا في عفرين ولجانهم المدنية والادارية المنتخبة .
 2 - في سوريا وباستثناء قلة من التيارات الوطنية الصادقة والمناضلين الشرفاء لم يبق حزب ومجموعة وحتى أفراد من الموالاة والمعارضة والفصائل المسلحة وبين بين من العرب والكرد ومكونات أخرى الا وجرب حظه في استجداء المحتل الروسي والتوجه نحو موسكو باعتبار ( أن الشمس تشرق من هناك ) من دون أي تبدل في موقف الطغمة الحاكمة سوى في مضاعة دعم نظام الاستبداد وقتل السوريين وتعزيز موقع ( سوريا المفيدة ) واستئصال شأفة أية دعوة لتغيير النظام أو استذكار الثورة نعم هناك تلاعب من جانب الأطراف المحتلة ( التي وزعت أدوارها مسبقا ) بالهياكل الحزبية والكيانات القائمة وهناك بشكل خاص لعبة مكشوفة تديرها الأوساط ( الروسية والأمريكية والفرنسية ) تجاه الكرد السوريين وأدواتها أحزاب المجلسين لن تفضي الا الى تعميق الفرقة والانقسام واذا اعتبرنا اعتمادا على دروس الأعوام الماضية أن الحد الأدنى من وحدة الكرد لم تتحقق في ظل المعادلة القائمة من تحكم  الجوار الكردي السوري ونظام دمشق فهل الغرب الذي يقيم مؤتمرات التوحيد لليبيين وغيرهم عاجز عن السعي لتحقيق المؤتمر الوطني الكردي السوري مثلا ؟ . 
 3 - تقييم أي طرف حزبي أو منظمة أو جماعة باطار الشأنين القومي والوطني في الساحة الكردية السورية لايتم عبر المفاضلة والمقارنة بين هذا وذاك بل يخضع لمقاييس مبدئية مثل 1 -  طبيعة البرنامج السياسي والمشروعين القومي والوطني ان توفروا 2 – مدى الانجاز في مجال وحدة الحركة واعادة بنائها وانجازات وضمانات الحقوق المشروعة   3 – شكل ومضمون التحالفات على الصعد المحلية والوطنية والموقف من النظام وقضية التغيير الديموقراطي والدول المحتلة لبلادنا  4- مدى الحفاظ على أمن وسلامة وتماسك المجتمع والعيش المشترك مع المكونات القومية والدينية  5  - الموقف من الجوار الكردستاني خصوصا اقليم كردستان العراق 6 – الموقف من المؤتمر الوطني الكردي السوري الجامع المنشود بغالبية مستقلة .
   4 - بعد اشتداد عزلته الكردية والسورية والقومية وبعد الاحراج أمام ضغوطات الرأي العام  الكردي الذي يكاد يعبر عنه الوطنييون المستقلون في الداخل والخارج والبرامج والمشاريع المطروحة على الشارع الكردي من " بزاف " وغيرها حول أفضلية التحضير لعقد مؤتمر وطني كردي سوري جامع لتوحيد الأداة السياسية استعدادا لنيل الاستحقاقات القادمة والمشاركة مع الشركاء الوطنيين السوريين لتقرير مصير البلاد سيسعى – ب ي د – عبر سلطته على تجيير عقد مؤتمر للأحزاب الكردية المنضوية أساسا تحت جناحيه وبمسمى ( المؤتمر الوطني الكردي ) لخدمة سياساته وتوجيه الأنظار الى خارج سوريا وتحديدا نحو تركيا والمتاجرة بمصير أهلنا في عفرين مرة أخرى محاولة في المضي على نهجه السابق في مهادنة النظام والتهيئة لابرام التفاهمات الجديدة مع دمشق وفي هذه المرة باسم ( المؤتمرالقومي ) وطرح نفسه ممثلا شرعيا لكرد سوريا ! فهل ستقود سياسته المغامرة هذه الى قضم مناطق كردية أخرى كما حصل لعفرين ؟.
5 -  الخبر المؤسف لمقتل وجرح عدد من اللاجئين الكرد السوريين في مخيم " متينلي " باليونان انتشر على صفحات التواصل الاجتماعي من دون وضوح التفاصيل والأسباب وبالرغم من التسريبات المتناقضة وتعدد الروايات وقبل قيام السلطات اليونانية والجهات القضائية باجراء التحقيقات وكشف الحقائق تسرع البعض من نشطاء الفيسبوك في اضفاء الطابع العنصري العربي – الكردي على الحادث والدعوة للنفير العام للمواجهة والطلب بتوجه الكرد الى جزيرة البؤساء للانتقام ووصل الأمر باالبعض الى التنديد بصلاح الدين الأيوبي لأنه جسد في زمانه التلاحم الكردي العربي ضد المعتدين والغزاة الأجانب بل أن البعض صب جام غضبه على الثورة السورية التي قامت أصلا لازالة الاستبداد والشوفينية فمهلا أيها الناس فان مثل هذه الاطروحات تشجع الجرائم وتخدم أعداء الكرد والعرب بدءا من النظام وانتهاء بالجماعات السياسية الظلامية والمغامرة لدى الشعبين .
 6 - بعض الاخوة المثقفين في الوطن الذين أقدرهم وأحترمهم يحاولون أحيانا طرح قضايا فكرية - سياسية على مواقع التواصل الاجتماعي تتعلق بمصير شعبنا وقضيتنا وحركتنا وخصوصا حول مسألة ( المؤتمر الوطني الكردي السوري ) المطروحة الآن بالحاح وبما أنهم تحت مراقبة سلطة الأمر الواقع فانهم لايطرحون الحقائق كماهي ويتحاشون تشخيص الأمور بشكل موضوعي نصيحتي لهؤلاء الأعزاء هي : ان كتبتم حول قضايانا المصيرية عليكم مواجهة الحقيقة بشجاعة وموضوعية والأفضل أن لاتكتبوا نصف الحقيقة وقد ترضون بذلك أجهزة القمع ولكن تخسرون المصداقية وتلحقون الضرر بقضايانا . 
 7 -  شخصيا لست مخولا للنطق باسم كرد سوريا وليس هناك أي طرف شرعي منتخب ( حتى اللحظة ) ومكلف لتمثيلهم ولو طلب مني تحديد أربعة مهام عاجلة كمقدمة قبل اعادة بناء الحركة وعقد المؤتمر الوطني المنشود سأجيب : 1 – حرية الرأي والعمل السياسي والمهني والاجتماعي والثقافي ورفع كل القيود عن الاجتماعات والتظاهرات السلمية 2 – منع السجن والاعتقال لأسباب سياسية وتنظيف السجون واغلاقها والابقاء على قضاء مستقل لمكافحة الجرائم والارهاب وحل كل التشكيلات العسكرية ومنع حمل السلاح ومغادرة غير السوريين  3– الحرية الكاملة لجميع المواطنين كردا وعربا ومسيحيين  ( آشوريين – كلدان – سريان – أرمن ) في العمل والتنقل والعمل السياسي 4 – تسليم المعابر الحدودية مؤقتا للجان مدنية مستقلة مختصة كفوءة نزيهة منتخبة .

256
العودة الى بغداد : أسباب ودلالات
                                                           
صلاح بدرالدين

 مجرد مقارنة بسيطة بين نسبة المشاركة في انتخابات البرلمان الاتحادي التي بلغت في اقليم كردستان بحسب المفوضية العليا للانتخابات فوق 60% وفي عموم العراق بحدود 30% ( وأكد ذلك أيضا السيد نيجيرفان بارزاني بعد لقائه مبعوث الرئيس الأمريكي في اربيل  ) تكفي لمعرفة الحماس المنقطع النظير من جانب القوى السياسية الكردستانية للمشاركة مع الشريك العربي العراقي في الحكم والقرار وادارة البلاد من زاخو الى البصرة وبالتالي توجه الجميع من حكومة ( ومعارضة ) نحو العاصمة الاتحادية بغداد بعد انقطاع دام مايقارب العام وتحديدا منذ تحضيرات الاستفتاء على تقرير المصير ولأسباب أخرى عديدة تتعلق بسياسات قوى الطرفين الرئيسيين الكرد والعرب مع تأثيرات دول الجوار وتشجيعها لنزعات الاقصاء والعزل والحصار وتعميق حالة الجفاء بين مكوني العراق الرئيسيين أو بين أربيل وبغداد .
  مايتعلق بالجانب الكردستاني يلاحظ الانتقال السريع من القومي الى الوطني فمن التمسك باستفتاء تقرير المصير وبأحقية ومشروعية الاستقلال والبحث عن نوع جديد من العلاقة مع بغداد ( دولة مع دولة ) بعد فشل العلاقات السابقة في ظل ( فيدرالية متقدمة مع دولة ) نشهد تحولا عميقا الآن باتجاه التفاعل مع الواقع الجديد بعد أحداث – سبتمبر وأكتوبر – الماضيين أي التوجه نحو بغداد في ظل ( فدرالية منقوصة الصلاحيات وجغرافية متقلصة المساحة ) وخلافات حزبية داخلية متفاقمة ومرشحة للتصعيد وأوضاع اقتصادية متردية وعلاقات قومية واقليمية ودولية ليست على مايرام وذلك بغية اعادة الأمور الى ماكانت عليه قبل الأحداث والتفاعل أكثر مع الجوانب الوطنية عبر الشراكة الحقة وهو الخيار الأسلم والوحيد رغم كل نقاط الضعف كما أرى أمام القوى الكردستانية وحكومة الاقليم .
  ولكن لماذا العودة الى بغداد وكيف ؟
  أولا - تحصل الآن استدارة واسعة المدى من جانب القوى الكردستانية مجتمعة وتحول من القومي الى الوطني على الصعيد العملي مترافقا بملامح خطاب سياسي جديد ولو بنبرة خافتة وحذرة في آن واحد وبحسب ماأرى كان يجب أن تسبق هذه الاستدارة – حتى تكون مأمونة الجانب ومستندة على أساس صلب -  دراسة معمقة وافية ومراجعة بالعمق لأسباب ونتائج الأزمة السابقة بكل جوانبها وخاصة عملية الاستفتاء ومن ثم استخلاص الدروس ووضع الأولويات وتحديد المهام الآنية والمتوسطة والبعيدة المدى حتى يكون الشعب على اطلاع ويشعر بالاطمئنان بعد كل ماجرى له وماتحمل نفسيا ومعيشيا من جانب آخر فالمسألة أكثر من خطيرة فما يحصل في كردستان العراق الذي يحمل ارث البارزاني الخالد ونهجه لايخص شعب الاقليم فحسب بل له علاقة مباشرة بمآلات الحركة التحررية الكردية في كل مكان باعتبار الاقليم يشكل محط أنظار العالم ومركزا قوميا مؤثرا وتجربة متقدمة لحل القضية الكردية يعقد عليها الآمال لتكون نموذجا يحتذى به في الجوار .
  ثانيا – الحركة التحررية الكردية طوال تاريخها وتحديدا منذ مراحل الامبراطورية العثمانية واتفاقية سايكس – بيكو حيث وجد كرد الأجزاء الأربعة أنفسهم في أطر بلدان مستقلة موزعون فيما بينها وأمام معادلة القومي الكردي والوطني ( التركي – الايراني – العراقي – السوري ) ومسألة التوازن الدقيق بين الجانبين وفي ظل تلك الأنظمة الحاكمة المستبدة الظالمة التي اتخذت مواقف شوفينية ضد الكرد وقضيتهم وأمام ضعف الحركة الديموقراطية وانعدام أي تضامن عالمي كانت الحركة الوطنية الكردية في تلك البلدان الأربعة في مواقع وأوضاع لايحسد عليها وكان عليها كمن يسير في حقول ألغام ممنوع التفجير وأي خلل بالتوازن كان مكلفا والكثير من الأحزاب دفعت أثمانا باهظة في أكثر من مشهد ومكان .
  ثالثا – يجب أن لايغيب عن أذهان الوطنيين الكرد أن تطورا عميقا حصل في مفهوم القومية والتحرر وحتى مبدأ حق تقرير المصير سينعكس – شئنا أم أبينا – على الحالة الكردية نحو اعادة النظر والانتقال من الخطاب المعمول به منذ القرن التاسع عشر الى مفردات مستحدثة تتناسب مع قرننا الجديد الواحد والعشرين وعصر العولمة والمعلوماتية والتقدم التكنولوجي فلاشك أن مبدأ حق تقرير مصير الشعوب مازال خفاقا ومقدسا وصالحا كمبدأ ولكن قد ويجب أن يطبق بأشكال متطورة مناسبة متطابقة مع خصوصيات كل جزء وبلد بدون خسائر سلميا بعيدا عن العنف مبنية على التفاهم والتوافقات  .
  رابعا – مع مرور الزمن بمدة تقارب القرن في وجود كل جزء من أجزاء كردستان الأربعة ضمن أطر دول وكيانات وأنظمة بدساتيرها وقوانينها وثقافاتها السائدة كانت النتيجة تراكمات اجتماعية وتفاعلات ثقافية عززت خصوصيات كل جزء على حساب القومي العام مما طرح ذلك موضوعيا أرجحية الوطني على القومي فعلى سبيل المثال يتأثر الكردي العراقي ببغداد ( اقتصاديا ودستوريا واداريا ومصيريا ) أكثر مما يتأثر بكرد مهاباد أو ديار بكر أو عفرين ويرى الكردي السوري أن مصيره مرتبط أكثر بنتائج الثورة السورية والعملية السلمية وطبيعة نظام الحكم ببلاده أكثر من ارتباطه بكرد مهاباد أو أربيل أو أورفة وكل ذلك من تقديمات القرن الجديد التي تمنح الأولوية للخيار الوطني لحل القضية الكردية .
  خامسا - عندما يختل التوازن في برامج وسياسات وممارسات قيادات الحركة الكردية تتفاقم الأزمات وتحصل الكوارث ويحصل التراجع الى درجة فقدان مكاسب سابقة تحققت خلال عشرات السنين على حساب الدموع والدماء والسبب في الاختلال كان يعود دائما الى أحد أمرين : اما المغالاة في ( الوطنية ) على حساب المصالح القومية الخاصة بالكرد وظهرت كثيرا في مواقف الشيوعيين الكوسموبولوتيين الكرد وكذلك بعض الشخصيات والتيارات في اطار الحركة الكردية واما التطرف القومي والتمسك الكامل بالخاص القومي على حساب العام الوطني وشاهدنا طوال تاريخ حركتنا مثل هذه التوجهات كما تابعناها منذ ثورة الشيخ عبيد الله النهري في سنوات القرن التاسع عشر حينما أفرزت الوقائع والاجتهادات نهجين متصارعين وهما ( الأوتونومييون ) و ( دعاة الاستقلال ) عن السلطنة العثمانية وبحسب معرفتي واطلاعي فان الزعيم الخالد مصطفى بارزاني تميز بمحاولة التوفيق بين الكردستاني والعراقي وعدم الاخلال بالتوازن خاصة وهو من دشن شعار الديموقراطية للعراق والحكم الذاتي لكردستان بترابط عضوي متكامل .
  سادسا – ومن احدى تقديمات القرن الجديد بخصوص القضية الكردية عدم تاريخية الحل من طرف واحد ( الطرف الكردي وطرف النظام أيضا ) وخطأ اجراءات الأمر الواقع حتى لو كانت – براقة – بالشكل وعلى سبيل المثال فان كل المسميات والكيانات المعلنة من جانب – ب ي د – في بعض المناطق الكردية تفتقر الى الاعتراف والقبول فهي مرفوضة من النظام والمعارضة وغير مقبولة من غالبية الكرد السوريين لذلك وجودها مثل عدم وجودها وقد حصلت تجربة أخرى وفي سياق مختلف عن الحالة السورية في كردستان العراق فبالرغم من التفاف الغالبية الساحقة من شعب الاقليم حول استفتاء تقرير المصير وراعيه الرئيس مسعود بارزاني الا أن رفض الطرف الآخر ( العراقي ) ومااستتبعه من مواقف اقليمية ودولية سلبية كان سببا مانعا في تحقيق ذلك المشروع القومي الديموقراطي المحق ولو الى حين .
  سابعا – كما أرى فان العودة الى بغداد هي الخيار الأسلم والأصح والأكثر واقعية وهي تؤكد على مسألتين : الأولى لايمكن حل القضية الكردية في اطار حق تقرير المصير في أي جزء من طرف واحد بل يتطلب التفاهم والتوافق بين شركاء الوطن وفي الحالة العراقية بين المكونين الرئيسيين العربي والكردي أما الثانية فهي عدم الاكتفاء بالعودة الرسمية بل يجب أن تشمل الشعبية أيضا أي ضرورة دعم وتشجيع منظمات المجتمع المدني وغير الحكومية وخصوصا جمعيات الصداقة الكردية العربية في كردستان العراق للقيام بواجباتها وممارسة وظائفها المعطلة منذ أعوام باحياء الندوات الحوارية بين نخب الشعبين والمكونات الأخرى لمزيد من التعارف وتعريف الآخر بالقضايا المشتركة خصوصا أن شعب كردستان غني بثقافة التسامح والعيش المشترك وهو ضمن مجتمع متعدد الأقوام والديانات والمذاهب .   


 

257
حول " المؤتمر الوطني الكردي السوري "
                                                                       
صلاح بدرالدين
أتمنى أن تكون دعوة السيدة – آسيا عبدالله – القيادية في – ب ي د – الى عقد المؤتمر الوطني الكردي السوري وهي الأولى من نوعها  " صحوة " ولو متأخرة وهي اشارة ايجابية ولكنها ناقصة لاقتصار دعوتها على الأحزاب فقط  وتجاهل الوطنيين والناشطين والشباب الكرد المستقلين وهم الغالبية الساحقة من شعبنا وللتذكير فأن – بزاف - طرحت فكرة المؤتمر الوطني الكردي السوري منذ نحو أربعة أعوام عبر نداءات وبيانات وجمع آلاف التواقيع على مواقع التواصل الاجتماعي وبعد لقاءات تشاورية عديدة في مختلف أماكن التواجد الكردي السوري بالوطن والشتات خلصت الى اصدار مشروع متكامل يتضمن برنامجا سياسيا بشقيه القومي والوطني ومقترحات لتشكيل لجنة تحضيرية للاشراف والاعداد بثلثين من المستقلين والثلث الآخر من الأحزاب على أن يعكس أعضاء المؤتمر نفس النسب ومن دون ذلك سيبقى الوضع كما هو عليه ولن يظهر أي جديد وكان آخر مقترحات – بزاف -  هو عقد المؤتمر المنشود في الوطن .
عشرات الأصدقاء المعلقين على البوست السابق بخصوص وجهة نظري النقدية حول دعوة القيادية في – ب ي د –  أسيا عبد الله - الأحزاب الى عقد مؤتمر وطني  كردي ومطالبتي بعدم اقتصار المؤتمر على الأحزاب التي فشلت بل يجب حتى ينجح أن يضم ثلثين من المستقلين وثلثا من الأحزاب هؤلاء شككوا في نوايا قادة  – ب ي د – في استخدام الشعارات النبيلة لغايات خاصة واعتبار أحزاب المجلس الكردي في موت سريري وجوابي هو ورغم هذه التقديرات الأقرب الى الصواب فان مشاركة الأحزاب بالشكل الذي طرحناه تعني الاعتراف الضمني بالفشل والتخلي عن مقولات ( الحزب الأوحد القائد والتمثيل الشرعي ) وخضوعها للأغلبية المستقلة أما الأضرار التي ألحقتها بشعبنا ووطننا وثورتنا وقضيتنا فلاشك أنها ستكون من مواضيع المؤتمر أخيرا أعلم أن قيادات هذه الأحزاب من دون استثناء تتعامل باحتقار مع شعبنا وحراكه الوطني المستقل وكل أصحاب الرأي المخالف وكل الكتلة التاريخية ولكن لابد من المكاشفة علنا حول مصير شعبنا ووطننا وقضايانا .
استكمالا للبوستين السابقين حول خلاف الوطنيين المستقلين مع الأحزاب بشأن شكل ومضمون ( المؤتمر الوطني الكردي السوري ) المنشود أقول صحيح أن أحزاب – المجلس الكردي – لاحول لها ولادور ولكن – ب ي د  – ومايمثل من مسميات في مأزق كبير بعد رهانه الخاسر مؤخرا على التعامل مع الأمريكان الذين يرون فيه مجرد أداة للاستخدام وقت اللزوم وبعد بوادر تحالف دولي حاسم لاستئصال شأفة الداعم والحليف الأساسي منذ نحو ثلاثة عقود لحزبه الأم – ب ك ك – وأقصد نظام طهران مما قلص ذلك من خياراته الى اثنين لاثالث لهما : البقاء كماهوعليه وعندها سيتحمل كل التبعات بمافي ذلك احتمالات الغرق في الوحل الايراني أو فك الارتباط مع قيادة – قنديل – قولا وعملا وانتهاج الخط الوطني الكردي السوري وقد يكون تكلفة ذلك خضة داخلية وصراعات ثم فرز ولكن في هذه الحالة سيكسب رضا الكرد والطريق الى تحقيق ذلك يمر عبر القبول بما طرحته – بزاف – منذ أربعة أعوام بالمشاركة هو وأحزاب المجلس بالثلث في المؤتمر القومي – الوطني وهو بصراحة بمثابة طوق النجاة أيضا لكل الأحزاب من تبعات أزماتها واخفاقاتها  .
يظهر التعريف الموضوعي للحركة الوطنية الكردية السورية المعاصرة أنها تتكون من سائر الطبقات الوطنية والفئات الاجتماعية والتيارات المتنوعة بعكس التعريف التقليدي المحصور في الأحزاب التي وبعد أن أحجمت عن التجديد وتشرذمت وعجزت عن حمل المشروع القومي ستنتقل المسؤولية التاريخية للمستقلين من ( مناضلين مخضرمين ونخب فكرية وثقافية وشباب ومرأة وتعبيرات المجتمع المدني ) وهناك اجتهاد علمي ملفت لايعتبر الأحزاب التي تحمل السلاح وتخدم أجندات خارجية في اطار المجتمع المدني واذا كان االتشخيص الافتراضي التقليدي لمكونات ( المؤتمر القومي – الوطني الكردي السوري ) المنشود قد فات أوانه – كما لاحظته أيضا من المداخلات -  فان علينا التفكير حول مدى أهلية الطرف الحزبي للمساهمة كشريك في الوحدة واعادة البناء بعد كل تجاربه المحبطة واخفاقاته وصدقيته المطعونة فيها  والفساد الذي ينخر بجسمه علما أن المستقلين عامة بكل تفرعاتهم مرشحون حاضرا ومستقبلا للقيام بالدور الرئيسي في اعادة بناء الحركة وهم يتميزون بالتنوع العمري والثقافة الديموقراطية  والتخصص والاستقلالية وبالنزاهة والواقعية والايمان بالحل السلمي والعيش المشترك ولاينقصهم سوى تنظيم صفوفهم .
بالرغم من كل النكبات والمآسي وفشل الأحزاب بطبيعتها الراهنة من تحقيق أية مكاسب تذكر للكرد السوريين لم تظهر أية وثيقة حزبية أقله منذ سبعة أعوام تتضمن مراجعة نقدية أو اعتراف بالأزمات المتلاحقة وسبل حلها ومسؤولو تلك الأحزاب مازالوا يعيشوت بعالم الأوهام لايرون الواقع المؤلم كما هو ولم يرف لهم جفن في معاناة عفرين ولم يهزهم تفريغ المناطق الأخرى وما زالوا مستمرون في خطابهم الاعلامي المضلل وكأنهم ( فاتحون ومحررون ! ) وموزعوا صكوك الوطنية ولطخة التخوين وعندما لايرون أبعد من أنوفهم يفوتهم المشهد الغالب على أرض الواقع المتجسد في المقابل الأكثري المخالف  : وطنييون مستقلون وجمهورالنشطاء الشباب ومبدعوا المجتمع المدني والحراك الوطني العام خارج ممالكهم الوهمية الباقية على قيد الحياة بفضل جرعات من خارج الحدود ومن المنطلق اياه ( يشبه لهم ) أن وحدة الكرد وحركتهم تتم بتناول القشور والفعل ورد الفعل من قبيل اعتقال هذا والمطالبة بفك أسر ذاك وليس تشخيص الأزمة وأسبابها أو مناقشة البديل عبر الحوار.
وفي ذات سياق انحرافات ( الأحزاب ) لاحظت في اليومين الأخيرين ردود فعل مختلفة تتراوح بين الاستغراب والادانة على لقاء وفد من حزب ( الوحدة) مع القنصلية الايرانية في السليمانية ) التي لها مهام أمنية خاصة وواجهة لنشاطات فيلق القدس في الحرس الثوري ) وليس القنصلية الايرانية العامة في أربيل عاصمة اقليم كردستان كما أرى فان المشهد يؤكد على ماذهبنا اليه سابقا من أن خروج الأمريكان من الاتفاق النووي والضغط المتزايد على ايران بغية اخراج مسلحيه وشبكاته وقواعده العسكرية من سوريا سيؤديان لامحالة الى فرزعميق في صفوف جماعات – ب ك ك – بسوريا بين من يتمسك بالعلاقة التكتيكية بالأمريكيين ضمن – قسد – وخارجها وبين المرتبطين بنظامي دمشق وطهران الذين تغذيهم قيادة – قنديل – ومن ضمنهم مسؤولون من حزب ( الوحدة ) المنادون بعودة – عفرين – الى سلطة نظام الاستبداد وبالرغم من عدم أهمية اللقاء الا أنه عينة من الحالة البائسة المحبطة الارتدادية للأحزاب .
وهكذا على الصعيد السوري العام فمايتعلق بالكيانات السياسية والحزبية االعاملة باسم المعارضة منذ ستة أعوام والتي ظهرت بمعزل عن الشرعيتين الشعبية والثورية وأغلقت الأبواب أمام الحراك الشبابي والوطنيين المستقلين وأخفقت في تحقيق أهداف الثورة وأية انجازات وخطوات تذكر وعجزت عن اجراء المراجعة النقدية عبر المؤتمر الوطني الجامع وكمثال : ( المجلس السوري والائتلاف وهيئة التفاوض وفصائل أستانا وووو ) فلن تعاد الروح اليها بتنصيب شخص محل آخر من الطينة ذاتها فهي أحوج ماتكون الى التغيير برنامجا وقيادات وسياسات ولاأعتقد أن ( حفلات التسليم والاستلام ) بالشكل المتبع ستهم السوريين أو تجلب انتباههم أو تعيد اليهم أي بصيص من الأمل .

258
مؤسسة كاوا تنظم ندوة حول سوريا وكردها وعفرين
   اقامت مؤسسة كاوا للثقافة الكردية بمقرها في أربيل عاصمة اقليم كردستان العراق ندوة حوارية تحت عنوان " سوريا وأكرادها وعفرين " شارك فيها نخبة من المهتمين والمتابعين وقدمت فيها أربعة أوراق :
 الأولى من جانب السيد زكريا حصري حيث تضمنت عرضا تاريخيا شاملا لتاريخ منطقة عفرين منذ أقدم الأزمنة وحتىى الاحتلال التركي بعد عملية ( غصن الزيتون )  التي راح ضحيتها أعداد من الشهداء وتفاصيل جغرافيتها البشرية وحدودها الادارية وأنه لم يبق الآن من أهل المنطقة الا حوالي 60% حيث بحدود 17000 لجأوا الى المخيمات أو اضطروا لذلك تحت ضغط – ب ي د - كرهائن مع هجرة حوالي 10000 الى المناطق الكردية الأخرى و25000 الى تركيا و20000 الى لبنان كما بدأت عملية التعريب في المنطقة منذ القدم وهناك حوالي 20 موقع نقل اليها العرب .
 الثانية من جانب السيد عبد الرزاق مصطفى الذي أكد أن ماجرى في عفرين كان استمرارا لما جرى في ( عين العرب – كوباني ) وأوضح أن هناك عوامل داخلية وخارجية تحكمت بأحداث عفرين وكذلك لعبة نظام الاستبداد في اختراق المكونات السورية وبث الفرقة بين صفوفها وقد تعاون – ب ي د – مع النظام في معظم الأعوام التي تلت اندلاع الثورة السورية كما اعتبر أن ضعف المعارضة وأخطاؤها ساهمت بالأزمة ووضع المسؤولية الأساسية على عاتق الأحزاب الكردية التي عجزت عن انجاز المهام القومية والوطنية .
 الثالثة قدمها السيد جلال منلا علي الذي اعتبر أن الكرد هم جزء من سوريا وهناك عدة احتلالات في البلاد والقرار ليس بأيدي السوريين واعتبر أن النظام هو مصدر كل الكوارث  كما بين مسؤولية الأحزاب الكردية في ظهور الأزمة وتفاقمها وخاصة أنه بعد سيطرة – ب ي د – كجزء من منظومة – ب ك ك – قام بما عجز عن قيامه النظام ضد المصلحة الكردية والوطنية وخدم أجندة نظام الأسد وقد فشل النظام في تقسيم المناطق الكردية ولكن الأحزاب الكردية قامت وأنجزت هذه المهمة من جهة أخرى أكد على أن النظام طبق مخطط التعريب باسم الاصلاح الزراعي وتوزيع الأراضي على العرب .
 الرابعة قدمها السيد صلاح بدرالدين الذي استعرض فيها الحالة السورية العامة والوضع الكردي وتساءل لماذا فقدنا عفرين ؟ وأجاب بسبب مغامرات جماعات – ب ك ك – التي نقلت معركتها مع تركيا الى عفرين والمناطق الكردية الأخرى والضحية أهلنا بعفرين ومنطقتها وأشار الى النتيجة كانت غياب كل من سلطتي النظام و- ب ي د – وهما أمران ايجابيان أما الاحتلال التركي فليس دائميا ومن المفترض أن ىتبلغ تركيا الأمم المتحدة رسميا أنها محتلة حتى تطبق القانون الدولي بهذا الشأن والآن هناك لجان واجتماعات ومجالس منتخبة من الأهالي نتمنى أن يستطيعوا ادارة المنطقة واعادة المهجرين والحفاظ على الأملاك العامة والخاصة ورأى أنه واذا توفرت بعض الشروط يمكن أن تتحول عفرين الى نموذج لاعادة بناء الحركة الوطنية الكردية وعلينا جميعا تقديم الدعم والمساندة لتحقيق ذلك .
 ثم جرى نقاش واسع بين الحضور حول مختلف المسائل المثارة .
   أربيل 10 – 5 – 2018
                                                                             الهيئة الادارية
                                                                     مؤسسة كاوا للثقافة الكردية

259
طريق الكرد السوريين للخروج من المأزق
                                                               
صلاح بدرالدين

  لم يعد سرا ما آلت اليه الحالة الكردية في سوريا من تراجع واذا كنا نضع بالاعتبار التأثير السلبي للعوامل الموضوعية الوطنية منها والاقليمية والدولية منذ أكثر من سبعة أعوام بعد نشوب الثورة التي كانت سلمية بالأساس ثم حولها نظام الاستبداد الى تدميرية ودينية ومذهبية واستخدم كل موارد وامكانيات الدولة لقمع الشعب السوري والكرد من بينه بل ابادته مستعينا بكل مارقي المنطقة والعالم وارهابييهم وميليشياتهم  المذهبية مبيحا لهم الدوس على السيادة الوطنية فقط من أجل الحفاظ على الكرسي وادامة نظام دكتاتوري لفظه السورييون بغالبيتهم الساحقة فلايمكننا مقابل ذلك وبأي حال من الأحوال تناسي العامل الذاتي الكردي الأكثر سلبية والذي له الدور الرئيسي في حاضر الكرد ومستقبلهم .
   الثورة السورية التي قامت من أجل الحرية والكرامة والتغيير الديموقراطي شكلت فرصة تاريخية لكل الطبقات والفئات والمكونات المظلومة والمضطهدة ( بفتح الهاء ) وفي المقدمة الشعب الكردي لتجميع القوى وتنظيم وتوحيد الصفوف وطرح البرنامج السياسي الموحد من أجل تحقيق انتصار الثورة أولا ثم بناء النظام الديموقراطي ووضع الدستور الجديد الذي يضمن الحقوق ويحميها واذا كان المشهد الوطني العام لم يكن على مايرام بعد سيطرة الاسلام السياسي على مقاليد المعارضة وتجيير الثورة لمصالح آيديولوجية عبر زجها بأتون مشروع ( أخونة ثورات الربيع ) بدعم اقليمي من النظام الرسمي ودولي أيضا في السنوات الأولى من عمر الثورة مما دفع كل ذلك الى خروج المعارضة من خط الثورة بل التآمر عليها ثم اجهاضها كما نرى المشهد الآن .
  سوريا تعاني الآن وبالاضافة الى شرور نظام الاستبداد والاجرام المزمن من عدة احتلالات فهناك الاحتلال العسكري الروسي منذ أكثر من ثلاثة أعوام كطرف داعم وحليف ومشارك في قتل السوريين عبر أشد أنواع الأسلحة الحديثة فتكا متكئا على قواعد بحرية وبرية ومطارات عسكرية معتبرا نظام الأسد الطائفي قاعدة لادامة الاحتلال وترسيخ النفوذ وهناك الاحتلال الايراني عبر القواعد العسكرية والمواقع الميليشياوية ومخابيء ومصانع الأسلحة والأخطر تورطه في اللعبة الطائفية من تهجير قسري واعادة توطين وتغيير التركيب الديموغرافي في العديد من المناطق والمدن وهناك أيضا الاحتلال التركي لمنطقة عفرين ومناطق من ادلب وحلب ولاننسى الاحتلال الأمريكي أيضا لمناطق شاسعة في شرق وشمال شرق البلاد اضافة طبعا الى – احتلالات – ميليشيات حزب الله اللبناني . 
  من على منبر – كولان -  أدق ناقوس الخطر
 على الصعيد الكردي كان ومازال المشهد أكثر قتامة فلم يمر العام الأول من الثورة حتى حصلت تطورات سريعة عنوانها الرئيسي تصدر الأحزاب للمشهد الكردي السوري بعد ازاحة الوطنيين المستقلين والشباب الذين وقفوا مع الثورة وكان استبعادهم مطلبا من النظام رضخت له قيادات أحزاب ( المجلسين ) بتشجيع من الجوار الكردستاني الذي كان الرأي السائد فيه وقوف الكرد السوريين على الحياد كما تمنى ذلك الرئيس العراقي الراحل الذي أشرف – عن بعد - على تشكيل  ( المجلس الوطني الكردي ) وتمويل مؤتمره التأسيسي أو الاصطفاف الى جانب النظام والوقوف ضد الثورة بحسب موقف – ب ك ك – وفرعه السوري – ب ي د – أو مجلس غربي كردستان .
 وقد استمر الموقفان حتى الآن ومن دون أي تأثير في تغيير المعادلة الوطنية بل تعمقت عزلة الكرد السوريين عن الشؤون السورية ولم يتحقق في ظل هذه السياسات أي مكسب قومي للكرد السوريين بل ازدادت الفجوة توسعا في الصف القومي وضاع المشروع الوطني الكردي في زحمة الصراعات الحزبية وانفردت جماعات – ب ك ك – في اقامة سلطاتهم الأمر واقعية من منطلق رفض الآخر المختلف بل تخوينه أو تهجيره أو تصفيته مما أدى ذلك الى تفريغ المناطق خصوصا من العنصر الشبابي ولم تقدم أحزاب ( المجلس الكردي ) المنتهية الصلاحية والدور والفاقدة للمشروع الوطني البديل الأفضل بل أن ادارة صراعها ضد الطرف الآخر كانت لمصلحة تعزيز نفوذ – ب ي د – وخسارتها للبقية الباقية من الأعضاء والأنصار .
  سوريا تشهد حاليا سيناريوهات متعددة الجوانب والأهداف وعلى أرضها يستمر الصراع بين القوى الخارجية عبر الوكلاء أو مباشرة بعض الأحيان ومازالت الحروب الصغيرة والمتوسطة مستمرة والمناطق الكردية تعاني الأمرين أولا فقدان منطقة عفرين بسبب التصرفات المغامرة لجماعات – ب ك ك – أي أن ثلث الكرد السوريين أرضا وشعبا بات في مهب الريح والبقية الباقية معرضة لكل الاحتمالات اما لاعتداءات وبراميل النظام أو للاحتلال التركي أو لزحف الهلال الشيعي الايراني – العراقي والكرد بقيادة أحزابهم المتصدرة للمشهد لاحول لهم ولاقرار ولا برامج ولا خطط  للخلاص .
  صحيح أن مسؤولية فشل العامل الذاتي الأساسية تقع على عاتق قيادات الأحزاب من ( المجلسين ) ولو بصورة متفاوتة ولكن كل الشعب الكردي السوري مسؤول عن واقعه ومصيره وأن العاملين الوطني السوري والكردستاني لهما حصة من المسؤولية وعلى مختلف الأطراف المعنية البحث عن عمل انقاذي سريع ولاشك وكما نعتقد أن قبول مبدأ المؤتمر القومي – الوطني الكردي السوري هو المخرج من الأزمة والاستعداد للمساهمة في عقده وانجاحه هو الطريق الأسلم والاستعداد للمشاركة في لجنة تحضيرية مستقلة نزيهة هو المقياس لصدقية الرضوخ للمصلحة القومية والوطنية ومن على هذا المنبر أوجه النداء الى الجميع لدعم واسناد الوحدة والاتحاد وأن حركة كردية سورية قوية وموحدة هي انتصار للجميع وخصوصا لحركة المعارضة الديموقراطية السورية والحركة الوطنية الكردستانية عموما ومركزها المتقدم اقليم كردستان العراق على وجه الخصوص  .

260
جولة فيسبوكية سريعة
                                                               
صلاح بدرالدين


     1 - بالرغم من تفاقم الأزمة وازدياد الأخطار على بلادنا وتضييق الخناق على الوطنيين الشرفاء واستمرار المتحكمين بالأرض في سلطة الأمر الواقع بمناطقنا عبر سلاح القوة بأضاليلهم المتنوعة الأشكال ومواصلة الاساءة لاهلنا في عفرين الى درجة منع الذين تهجروا بسبب مغامراتهم من العودة الىى الديار بالتعاون مع نظام الاستبداد ومضي النظام والمحتلين الروس والايرانيين والأتراك في سيطرتهم وقضم المناطق والبلدات وبالرغم من اصرار ( أحزاب المجلس ) على السير في طريق الخطأ وعدم الاستجابة للارادة الشعبية الغالبة في خيار الوحدة والمراجعة والاصلاح واعادة البناء نقول بالرغم من كل ذلك لن نفقد الأمل وسنبقى الى جانب شعبنا الأبي الصبور في عفرين والمناطق الأخرى لتحقيق مايصبو اليه مهما طال الزمن وسنرفع عاليا كلمة الحق والحقيقة ونمضي قدما في عملية اعادة بناء حركتنا الوطنية لبنة لبنة وبالأخير لن يصح الا الصحيح .
 2 - لقد وضع السيد نيجيرفان بارزاني النقاط على الحروف فمن المقاطع الهامة المعبرة لكلمته التاريخية البارحة في السليمانية أمام الحشد الجماهيري الواسع بمناسبة الانتخابات الاتحادية : " بشرى لأهلنا المناضلين في السليمانية الصامدة أن زمن الارهاب الفكري ضد شرفاء المدينة وضد حزبنا قد ولى " " كانت مدينة الشيخ محمود الحفيد موئلا للملا مصطفى بارزاني ورفاقه وأهلها من محبيهم " " في الوقت الذي يحاربنا البعض وأهل هذه المدينة لدوافع حزبية مصلحية ضيقة نقول : نحن لن نحارب السليمانية بل نحارب من أجلها " " وعندما نصل برلمان بغداد سنصحح المسار لصالح شعب كردستان من السليمانية الى زاخو وسنستعيد الكرامة التي أهدرها البعض " .
  3 -  من أصل أكثر من – 50 – منظمة على مستوى العالم مصنفة ارهابية رسميا أقدم بعضها على حل نفسه فيما انقرضت غالبيتها وتلاشت ومازال هناك عدد من تلك المنظمات تسستمر بالدرب الخطأ وتلحق الأضرار بشعوبها وبلدانها بالدرجة الأولى وقبل فترة أعلنت منظمة – فارك – الكولومبية على حل نفسها واليوم حذت منظمة – ايتا – الباسكية الاسبانية عن خطوة مماثلة وبالمقارنة ظهرت الأخيرة قبل ظهور – ب ك ك – بعشرين عام وحملت نفس الأفكار والمواقف حيث التشابه كبير فهي أيضا نشأت بين الطلبة الراديكاليين ومارست القتل تجاه المختلفين ورفعت الشعارات القومية واليسارية المتطرفة ولم تكن حصيلة نضال جماهيري سياسي نقول أن خطوة – ايتا – لصالح شعب الباسك والسؤال ألم يحن الوقت لأن يقدم – ب ك ك – على حل نفسه بهدوء ؟ .
  4 - كل الدلائل تشير الى أرجحية تصعيد الصراع ضد نظام ايران من جانب أمريكا وشركائها وخصوصا اسرائيل ابتداء وفي المقدمة بتقليص نفوذه في سوريا ثم باقي دول المنطقة وسيؤدي ذلك كما هو متوقع الى اعادة رسم التحالفات بين القوى المحلية والاقليمية والسؤال المطروح ماهو تأثير ذلك على المشهد الكردي في المنطقة عامة وفي الساحة السورية على وجه الخصوص ؟ وماذا سيكون موقف – ب ك ك – كحليف كردي رئيسي لطهران عندما تكون قوات – ب ي د – في الخندق الأمريكي والذي يتعرض بدوره لدفع مستمر لفك ارتباطه بالحزب الأم في ظل أخبار متواترة عن الحاح قيادة – قنديل – باستدعاء الشخص الأساسي في فرعها السوري ( شاهين ) واحتمال احتجازه هناك ( لاعادة التأهيل الآيديولوجي ) لمضيه أكثر من اللازم في التعامل مع الأمريكان والأيام والأسابيع القادمة قد تكشف الأمور أكثر .
   5 - عيد العمال العالمي مناسبة يسارية انطلقت من قلب الرأسمالية العالمية ( شيكاغو 1886 ) بعد نجاح العمال في تحقيق المطالبة بثماني ساعات عمل باليوم وانتقلت العدوى الى كندا ثم استراليا وبعد أن تحولت الى رمزللطبقات الكادحة تبنتها الاشتراكية الدولية ثم البلدان الاشتراكية بعد ثورة اكتوبر حيث تحولت شعارا للأحزاب الشيوعية على شكل ( ياعمال العالم اتحدوا )  وأصبح عيدا في سائر أنحاء المعمورة ورمزا لنضال الطبقات الفقيرة وبهذه المناسبة أتوجه باالتهاني الى كل العاملات والعاملين بسواعدهم وأفكارهم وابداعاتهم الثقافية والفنية من أجل الحرية والكرامة والسلام والعيش المشترك العادل بين شعوب المعمورة والى السوريين الصامدين ضد الاستبداد في الوطن المدمر وبلاد الهجرة والشتات والى بنات وأبناء شعبنا الكردي القابعين منهم تحت نير الظلم من جانب ذوي القربى والأبعد ومرارة الاحتلال والهجرة القسرية من أرض الآباء والأجداد وكل عام والجميع بسلام .
 6 - رسالة جماعة – الاخوان المسلمين – الى الرئيس المؤقت للائتلاف ( 21 – 3 – 2018 ) المنشورة هنا والمطالبة بتمثيلهم ب12% في كل من الهيئة العامة والهيئة السياسية تعبرعن طبيعتهم المبنية على الدجل والتضليل والازدواجية فالكل يعلم أنهم مسيطرون على كل مفاصل ( المجلس والائتلاف وحتى هيئة التفاوض ) وبدعم كبير من تركيا وقطر - حيث يتواجدون فيها علنا أو تسللوا اليها باسم المستقلين والآن يرمون برسالتهم هذه الى ايهام الناس بأنهم خارج الأطر القيادية حتى يزيلوا عن أنفسهم مسؤولية اخفاق الثورة ويريدون المشاركة ب 12% فقط بغية السيطرة الكاملة على أي مشروع مستقبلي آخر .
  7 - تقارب الكوريتين باتجاه الرجوع الى الوحدة يعيدنا الى استذكار تجارب وحدوية مماثلة حصلت في العصر الحديث باليمن وألمانيا والقاسم المشترك بين الجميع : 1 – اتحاد دول مستقلة عضو بالأمم المتحدة 2 – اعادة اندماج شطري الدولة – الأمة احداها بنظام اشتراكي والأخرى رأسمالية 3 – التحاق الاشتراكي بالرأسمالي بعد انهيار المعسكر السوفييتي وتبدل موازين القوى 4 – جميع تلك التجارب الوحدوية حصلت في بلدان ذات القومية الغالبة الواحدة وشكل ذلك عاملا مساعدا في انجاز الوحدة 5 – هل ستكون التجربة الكورية اندماجية وذوبان الشمال – الشيوعي - الفقير في بوتقة الجنوب الرأسمالي المتقدم أم ستتم وفق تجربة جديدة خاصة ؟ 6 – أظهرت هذه التجارب أنه وفي العصر الراهن يلعب العامل الخارجي الموضوعي – الاقتصادي دورا محوريا حتى في وحدة الدول والشعوب أو انقسامها الى جانب أولوية العامل الذاتي طبعا .

261
من فشل المعارضة الى خذلان ( الأصدقاء ! )
                                                                 
صلاح بدرالدين

    حسب متابعتي لمواقف الدول الغربية من قضايا الشرق الأوسط أرى أن موقف الادارة الأمريكية ( بكل مثالبها ) أكثر وضوحا وحسما تجاه الخطر الايراني ويبدو أن فرنسا تقترب من ذلك الموقف وهناك دولا مثل ألمانيا وايطاليا مازالت مترددة لأسباب مصلحية خاصة ولاننسى أن ايران يشكل السند الرئيسي لنظام الأسد وشريكه في ابادة السوريين ومحرك عملية التغيير الديموغرافي المذهبي في سوريا وبؤرة لتصدير الثورة المضادة الى باقي دول المنطقة ومصدر الفتنة الطائفية ولاشك أن ردع ايران بهذا الوقت هو صفعة لروسيا أيضا التي تعاني عزلة جديدة بعد تقارب الكوريتين بتدخل صيني وحرمان بوتين من ورقة مهمة في ساحة الصراع الدولي .
بحسب التقديرات فان مصالح دول التحالف الغربي الاستراتيجية تقضي بالتحرك بشأن سوريا وازالة مالحق بسمعتها من ضعف ومهانة أمام المنافس الروسي وخطره حتى على أمنهم الداخلي ( عملية التسميم في بريطانيا ) واعادة التموضع لطمأنة اسرائيل اولا ثم في تحالفاتها الشرق أوسطية خصوصا في دول الخليج التي بدأت تسجيب أكثر لرغباتها بعد تسلم الجيل الشاب لمقاليد السلطة في أهم مراكزها وكماأعتقد فان الاستعدادات العسكرية المشتركة جادة وحقيقية ولن تتوقف الا في حالة حدوث – صفقة -  مع الروس حول رحيل الأسد والمقربين منه والابقاء على نظامه ومؤسساته الحاكمة وايجاد حل ما عن طريق الأمم المتحدة مع التفاهم على تحديد مناطق النفوذ بينها واقرار تشكيل حكومة سورية مشتركة انتقالية وبهذه النتيجة التي لن ترضي الايرانيين لايحتاج الأمر الى ضربات أو هجمات على الداخل السوري .
 من أجل فض الاشتباك بين السوريين المعارضين للنظام حول أهداف ونتائج ( الضربة ) ومايحملها من سجالات تتوزع بين الاستغراب ومشاعر الصدمة أقول لم تكن امريكا وحلفاءها الغربيين والاقليميين يوما مع اسقاط نظام الأسد وانتصار الثورة السورية ولم تكن  ( الضربة ) لتحقيق الهدفين بل لأغراض سياسية تتعلق بالتنافس الغربي – الروسي ولاأقول – الصراع التناحري – حول مناطق النفوذ لأنه وحسب البنتاغون فان خطوط التواصل مع الروس لم تنقطع لاقبل الضربة ولاخلالها ولابعدها والتصريح الرسمي الأمريكي الأول أفصح عن موافقة الكونغرس على الضربة ولم يقل أنها جاءت برضا وموافقة الشعب السوري واذا كانت الرسائل تعرف بعناوينها كما يقال فلو كانت الضربة مخططة لها لاسقاط النظام لما نالت تأييد ( السعودية وقطر وتركيا ) مثلا وأخيرا أرى أن الرئيس – ترامب – يؤكد يوما بعد يوم أنه ألعوبة بأيدي الروس ووصمة عار على جبين العالم الحر  .
  وفي هذا السياق فان موقف " رئيسة السياسة الخارجية الأوروبية الايطالية موغيريني " يثير الريبة لحماسها المنقطع النظير في الانتصار لنظام طهران والدفاع المستميت عن الاتفاق النووي الايراني كما هو من دون تعديل حيث من المفترض ان يكون موقفها متوازنا مراعيا للاختلافات الموجودة ضمن الصفوف الدول الأعضاء بالاتحاد حول ايران والاتفاق ويشير المراقبون الى أن الأوساط الايرانية الحاكمة تعمل دائما في الظلام وتنسج علاقات المنفعة الخاصة المتبادلة مع المسؤولين الدوليين من أوروبيين أو ممثلي الأمم المتحدة ومبعوثيها الى دول المنطقة .
وبكل أسف وبدلا من قيام ( المعارضة ) بعملية اعادة البناء فان الاستقالات من ( الائتلاف ) مستمرة فبعد رئيسه – رياض سيف – قدم كل من السيدة – سهير أتاسي وجورج صبرا وخالد خوجة – استقالاتهم باعتبار أن – الائتلاف – لم يعد يعبر عن مواقفهم !؟ كماأرى فان هذا النوع من الأداء يعتبر أعلى مراتب الانهزامية ثم أن – المستقيلين – لم يبرحوا أماكنهم الا بعد اغلاق الحنفية المالية وهم يتحملون مسؤولية الانهيار والخشية أنهم سينتقلون كما يبدو الى ( حضن دافيء آخر ) ثم أن الاستقالة بدون تقديم مراجعة نقدية لسبعة أعوام من الانحرافات والفساد المالي والسياسي والاضرار بالثورة بل اجهاضها لايعفي صاحبها من الادانة وتهمة التقصير وعلى الوطنيين المعارضين في كل مكان ملاحقة مثل هؤلاء شعبيا وقضائيا ان سمحت ىالظروف .
  وحول مهزلة – فضيحة الاستقالات من ( الائتلاف ) وفي معرض اجابته على تساؤلات حول مااذا كانت تسري على عضوية هؤلاء المستقيلين في - المجلس الوطني – أيضا يزعم السيد سمير نشار أن " التدخل الخارجي في تشكيل الائتلاف كان حاضرا وبقوة ، اما في تشكيل المجلس الوطني لم يكن هناك اَي تدخل ..؟؟!! " علما أن باكورة التدخل الخارجي وخاصة من النظام الرسمي العربي  والاقليمي كانت من خلال تهيئة ظروف الاعلان عن ( المجلس ) باستانبول بداية عبر توفير الحكومة التركية المكان والحماية وتقديم قطر التغطية المالية والاعلامية ( ضمن استراتيجية أخونة الثورة ) وكان كل ذلك من خلال قيادة ( الاخوان المسلمين ) ثم أعقب ذلك مساهمة اماراتية وسعودية ثم غربية مباشرة عبر وسطاء آخرين ولدينا وثائق وقرائن حول الموضوع وأؤكد أنه لايجوز لأي كان تشويه حقائق تخص شعبنا وقضيتنا وثورتنا .
   من المهم جدا توصل الغالبية الوطنية الى قناعة بأن كيانات المعارضة فشلت والأهم هو البحث عن البديل وأمامنا طريقان الأول تقليدي أي تكرار حلول طرف عربي رسمي أو إقليمي مانح محل طرف سابق ( نفس الطاس ونفس الحمام ) أو العمل على تشكيل لجنة تحضيرية للاعداد لمؤتمر وطني سوري جامع وحتى يكون ناجحا استبعاد كل من تحمل المسؤولية في ( المجلس الوطني والائتلاف والهيئة التفاوضية والمجلس الكردي وكذلك الضباط الذين ساهموا في أستانة وعقدوا الصفقات مع المحتلين الروس باسم خفض التصعيد ) طبعا ليس هناك مانع من توفير مكان آمن في بلد ما لعقد المؤتمر وكذلك المساعدة غير المشروطة وكل ذلك فقط عبر اللجنة التحضيرية مع التحية لأخي اللواء وكل المتداخلين . 
 


262
  بلاغ
 عن الاجتماع الموسع للجنة متابعة – بزاف - بألمانيا
دعت " لجنة المتابعة " بالمانيا لمشروع اعادة بناء الحركة الكردية السورية – بزاف الى لقاء موسع بمنطقة – هانوفر - لأعضاء اللجنة ومجموعة من الناشطين الوطنيين المستقلين من أصدقاء ومؤيدي – بزاف – بحضور الشخصية الوطنية الأستاذ صلاح بدرالدين في يوم الصحافة الكردية حيث تم استعراض ومناقشة الأوضاع العامة ببلادنا في ظل التصعيد الخطير للحرب الاجرامية ضد السوريين من جانب نظام الاستبداد وأعوانه من الأطراف الدولية المحتلة خصوصا روسيا وايران والميليشيات المذهبية ومايتم التخطيط له وتنفيذه من تهجير قسري في العديد من المناطق خصوصا في عفرين والغوطة والقلمون ومحافظات حلب وحمص وحماة وادلب وغيرها خدمة لمخططات التطهير العرقي والمذهبي .
  كما تم بحث ومناقشة الأوضاع المزرية في المناطق الكردية التي يستمر افراغها عنوة من جانب سلطة الأمر الواقع خاصة من العنصر الشبابي وتشهد المزيد من القلق وعدم الاستقرار بسبب انتهاك الحريات ورفض الآخر المختلف فكريا وسياسيا وكانت من نتائج السياسات المغامرة للواقفين وراء تلك السلطات اضاعة عفرين ومنطقتها وفصلها عن الجسد الكردي وانتقالها الى نير الاحتلال التركي والحاق الأذى بقضية الكرد السوريين واضاعة العديد من الفرص خاصة في السنوات الثماني الماضية وقد خلص اللقاء الى الرؤا والاستنتاجات التالية :
 أولا – لايمكن الاستمرار في عمليات القتل والتدمير في بلادنا ويتحمل المجتمع الدولي المسؤولية الأخلاقية لمايجري من ابادة وتهجير قسري وتغيير معالم التركيب الديموغرافي وكل الأطراف الاقليمية والدولية التي ادعت صداقة الشعب السوري خذلته وتخلت عنه وماالضربة العسكرية الأخيرة من جانب التحالف الغربي بحجمها وتأثيرها الا مثالا على الاستهتار وقد حان الوقت لايجاد مشروع حل سلمي يوقف النزيف ويزيل الاستبداد ويمنح الفرصة للسوريين لتقرير مصيرهم بأنفسهم ويتيح المجال لعقد مؤتمر وطني شامل يتمثل فيه كل المكونات ويخرج بخارطة طريق وبرنامج سياسي ومجلس قيادة مشتركة لتحقيق المصالحة الوطنية ومواصلة النضال السياسي من أجل بناء سوريا جديدة ديموقراطية تعددية تشاركية ينجز فيها الحل التوافقي للقضية الكردية بضمانة الدستور الجديد .
 ثانيا – على صعيد الحركة الكردية السورية لم يعد السكوت ممكنا أمام اخفاقات وعجز قيادات الأحزاب الكردية المتصارعة فيما بينها منذ سبعة أعوام حول المصالح الذاتية التي تستمر في تضليل شعبنا باسم ( ثورة روزآفا والتمثيل الشرعي ) في حين عجزت حتى عن بلورة مفهوم المشروع القومي – الوطني وصياغة المهام والأولويات وأضاعت القضية الرئيسية وثلث الشعب الكردي – عفرين ومنطقتها – بل أوصلت الأمور الى درجة أن يترحم البعض على أيام نظام الاستبداد ( وقد يكون ذلك مخططا له من جانب تلك القيادات الفاشلة ) التي لم تقطع الصلة يوما بأجهزة النظام وهنا نرى من واجبنا اعلام الشركاء في الوطن والأشقاء في الجوار الكردستاني مجددا أن هذه الأحزاب لم تعد تمثل ارادة شعبنا وأن الغالبية الساحقة من الوطنيين الكرد السوريين بصدد البحث عن بديل وطني ديموقراطي من خلال مشروع المؤتمر الكردي السوري المنشود والذي يجري العمل لعقده .
 ثالثا – تشكل عفرين ومنطقتها بمثابة الرأس من الجسد الكردي السوري وهي الآن محتلة من جانب تركيا كضحية لمغامرات أتباع – ب ك ك – ومن المهام العاجلة انقاذ عفرين بواسطة بناتها وأبنائها أولا ودعم واسناد كل الوطنيين من الكرد والسوريين بمختلف مكوناتهم وأطيافهم ونحن اذ ندعو أهلنا هناك الى تنظيم اداراتهم وانتخاب لجانهم ومنع التعديات ونزعات الانتقام بل عبر التسامح والتصالح وحل الاشكالات عبر القضاء ولانخفي طموحنا أن تتحول معاناة أهلنا بعفرين الجريحة الى نموذج وطني مستقل بمعزل عن تكرار التجارب الخائبة المريرة للسيستيم الحزبي الفاشل وتحقيق مايصبو اليه شعبنا بغالبيته الساحقة من تشكل عفرين بالمستقبل القريب نموذجا صالحا لمنطقتي ( عين العرب – كوباني والجزيرة ) للتخلص من كل أنواع الاستبداد والتسلط الحزبي والتبعية للخارج والشروع في عملية اعادة بناء الحركة الوطنية الكردية السورية .
 رابعا – هذا وقد قدم أعضاء لجنة المتابعة صورة مفصلة عن الخطوات المتخذة بشأن توسيع اللقاءات بين أوساط الكرد السوريين بألمانيا حول مشروع – بزاف – وحددوا أوجه التقصير لأسباب موضوعية وعاهدوا على المضي قدما لتفادي العقبات والاستمرار حتى تحقيق الأهداف المرجوة كما تعهدوا باعادة طبع كتاب – بزاف – الذي يتضمن كافة الوثائق ومشروع البرنامجين القومي والوطني والعمل على احياء اللقاءات بمختلف مدن التواجد الكردي السوري بألمانيا  .
   عشتم وعاشت سوريا حرة ديمقراطية تعددية تشاركية
      هانوفر – ألمانيا
     22 – 4 – 2018                                     لجنة المتابعة بألمانيا
                                             لمشروع اعادة بناء الحركة الكردية السورية – بزاف   

263
صورة عن المشهد الحزبوي الكردي البائس
                                                                 
صلاح بدرالدين
       قضية للنقاش
         ( 142 )
 أثار انتباهي البوست الذي كتبه أحد الأصدقاء " * " على الفيسبوك وأنقله بحرفيته دون تبديل أو تصحيح بعض الأخطاء الاملائية  " غالبية سكرتيرات وقيادات الاحزاب الكردية في سوريا هم من الجزيرة ( ان لم نقل غالبيتهم من قرية واحدة ) ، وعندما يذهبون إلى اربيل يكونون جميعهم على النهج البرزاني وعندما يرجعون الى قامشلي عبر المعبر الفيش الخابور كلهم بعثيين ومع إدارة الذاتية هذه السياسة النفاق جعلت من القضية الكردية قضية خاسرة داخليأ بشكل خاص وامام الرأي العالمي والإقليمي بشكل عام " وكما اتوقع انطلاقا من متابعاتي وتواصلي مع النخب الوطنية المستقلة من مختلف الفئات الاجتماعية فان مضمون بوست هذا الصديق يعبر عن رؤاغالبية الرأي العام الكردي السوري .
  وأضيف أن سنوات أواخر الثمانينات وبداية التسعينات شهدت تصاعدا في وتيرة موجات ارتداد القيادات الحزبية التي وقفت حجر عثرة أمام دعوات التجديد عبر المسارات الشرعية الصادرة من القواعد وحتى من الجمهور الوطني العام الحريص على نقاوة الحركة وتطورها حتى تتمكن من تحقيق الأهداف والطموحات التي قامت بالأساس من أجلها ولاشك أن فئات قليلة من مثقفينا الباحثين عن مواقع ومصالح كانت داعمة لتلك القيادات ومنظرتها للابقاء على تنظيمات تحظى برضى السلطة ولايهم أن تكون مستندة على العصبيات العشائرية والعائلية والشللية أو مخالفة لروح الأنظمة الداخلية أو مرتدة حتى على مناهجها ( برامجها ) السياسية .
 العديد من تلك القيادات الهزيلة الانتهازية التي انقلبت على أحزابها الرئيسية وضربت عرض الحائط مواد النظم الداخلية وقواعد الشرعية التي تبنى عليها الأحزاب بشكل طوعي وتطوعي تحولت الى ألعوبة بأيدي الأجهزة السلطوية ووجدت في تبعية الآخرين العمياء من خلال العائلة والعشيرة والمصلحة الذاتية بديلا أسهل وأسرع عن الأصول الديموقراطية ومبادىء القيادة الجماعية والنقد والنقد الذاتي من خلال العمل المؤسساتي والتعامل الحضاري كما أدى ذلك على أن تكون فريسة سهلة المنال لأجهزة السلطة خاصة وأن تعامل هذه القيادات كانت فردية أو عائلية مع مرجعياتها الأمنية حتى تبقى الأمور في طي السرية والكتمان .
 لهذه الأسباب بقيت الأحزاب الكردية السورية وتحت ظل مثل تلك القيادات غير المستقلة وقد تكوت تابعة لأكثر من جهة وطرف بالداخل والخارج متخلفة عن ركب التقدم وقاصرة في فهم المستجدات وعاجزة عن وضع المهام المطلوبة قوميا ووطنيا في ظروفها المناسبة وأن تبقى خارج اطار الفعل والتأثير وبعيدة بمسافات طويلة حتى من الاقتراب في فهم وانجاز المشروعين القومي والوطني وكمثال قريب ومنذ أكثر من سبعة أعوام كانت مع الثورة وضدها مع المعارضة وضدها مع النظام وضده مع قضية الشعب الكردي وضدها وبالنهاية خسرت كل شيء ولم تفعل فعلها في أي شيء وبقيت خارج الأطر بل خارج أسوار التاريخ .
  قيادات هذه الأحزاب ( التي فاقت الأربعين ) هي المسؤولة عن الفراغ الحاصل منذ عقود في الساحة الكردية السورية وهي من تسببت في أن يكون البديل الفاعل سياسيا على الأرض اما السلطة بشكل غير مباشر أو الجماعات المرتبطة ب ( ب ك ك ) بصورة مباشرة على الأقل منذ سبعة أعوام وهذا مايدعو الى قلق مشروع حول مصير شعبنا ومايدفع الوطنيين المستقلين والجيل الشاب اناثا وذكورا وناشطي المجتمع المدني عموما الى البحث الجاد عن مخرج لاعادة بناء الحركة الكردية السورية على أسس جديدة والاستفادة في ذلك من دروس الماضي ومايدفع بالحاح الى مناشدة شركائنا بالوطن من الديموقراطيين وأشقاءنا في الجوار القومي وخصوصا في الاقليم الكردستاني الى تفهم الحالة واعادة النظر والتنسيق والتعاون .
 عينات من المشاهد الحزبوية البائسة
 أولا -  جاء على لسان – سكرتير حزب اليمين في لقائه مع – سامر صبحي – مراسل صحيفة ( الوطن ) الدمشقية – 12 – 4 – 2018 – وفي أوج الحملة العالمية على نظام الاستبداد الأسدي بعد هجومه – بغاز الأعصاب – على أهل دوما الشجعان الذين كانوا في الصفوف الأمامية للمقاومة منذ بداية الثورة يقول حرفيا : " أدعو الرئيس بشار الأسد إلى عقد مؤتمر وطني شامل يجمع مكونات الشعب السوري، يطرح فيه السوريون مشاكلهم، وأن يسبق ذلك قرار من الرئيس بالعفو عن المعارضين الموجودين في الخارج وسيأتي قسم كبير منهم إلى دمشق " انني اذ أضع هذا الموقف المخجل الذي لايشرف أي وطني كردي  أمام الأصدقاء وأقول باعتزاز أننا معشر اليسار القومي الديموقراطي كشفنا انحراف هؤلاء منذ عقود . 
  ثانيا – بعد انضمام أفراد من جماعة حزب ( الوحدة – يكيتي ) الى وفد جماعة حزبية سورية موالية للنظام الى موسكو ومطالبة المحتل الروسي بالضغط على نظام الأسد لاعادة سلطته الاستبدادية الى منطقة عفرين خرج سكرتير هذا الحزب علينا بتصريح منمق وكأنه مجهز في مكاتب جهاز – علي المملوك – بوتيرة وطنجية عالية ودفاع مستميت عن وطن الأسد وادانة لكل المعتدين على قواعد النظام ومعامله الكيمياوية التي تجهز فيها الأسلحة الفتاكة واستخدمت ومازالت ضد السوريين من معارضي النظام واني اذ أتساءل ألم يبق في هذا الحزب من مازال يحمل ضميرا وطنيا وانسانيا حتى يرفع صوته ضد قيادته الاشكالية التي تدور حولها الشكوك منذ أعوام ؟ . 
 ثالثا – و" مسك الختام " في هذه القضية المطروحة للنقاش هو التصريح العجيب الغريب لسكرتير ( ب د ك – س ) الذي سكت دهرا ونطق كفرا فبعد تصريحه لوكالة – الأناضول – التركية حول تأييده للمجلس المقام في عفرين ( حتى الآن لم نعرف أي مجلس يقصد وأغلب الظن أنه لايعلم أيضا ) مالبث أن أعلن في الفيسبوك أنه لم يدلي بذلك وان كان صادقا كان عليه توجيه رسالة تكذيب الى – الأناضول – ثم نشرها في منابر أخرى لأن الوكالة هي المسؤولة والمعنية بالأمر ولاشك أن الوكالات كمؤسسات اعلامية تملك نوعا من المصداقية على الأقل أكثر من سكرتاريات أحزابنا .
  والقضية تحتاج الى نقاش
•   - صاحب البوست المشار اليه هو السيد لقمان سيدو .

264
عفرين : من المحنة الى نموذج لاعادة بناء الحركة الكردية
                                                                       
صلاح بدرالدين
        قضية للنقاش 
         ( 141 )
   كما أرى فان مسالة عفرين بكل محنتها وملابساتها وجوانبها القومية والوطنية والاقليمية تشكل الموضوع الأهم للكرد السوريين في اللحظة الراهنة وتتوقف على نتائج حلها جملة من القضايا الاستراتيجية المتعلقة بمصير الكرد السوريين ومستقبل حركتهم القومية وذلك للأسباب التالية :
 أولا – منطقة " جيايي كرمينج " وعاصمتها عفرين الغنية بثروتها البشرية ومواردها الاقتصادية والمهمة بموقعها الجغرافي والمعبرة بدلالتها التاريخية منذ عهود الامبراطورية العثمانية والانتداب الفرنسي والحكم الوطني بعد الاستقلال وحتى الاحتلال التركي الراهن هي بمثابة الرأس من الجسد الكردي السوري الذي يتوقف عليه وجوده ولايمكنه البقاء من دونه .
  ثانيا – كان لأهالي هذه المنطقة جولات وصولات ضد الانتداب الفرنسي ومن أجل الاستقلال الوطني وقدمت نخبة من الرواد الأوائل الذين ساهموا في وضع اللبنات الأولى لتأسيس الحزب الكردي السوري الأول كما أنجبت مناضلين شجعان كانوا وراء تصحيح مسار الحركة الكردية وصيانتها من الانحرافات منذ أواسط الستينات الى جانب الأعلام العظام الذين حافظوا على الفن الكردي الأصيل أمام كل مخططات النظام الشوفيني الذي استهدف كل جوانب الثقافة الكردية المقروءة منها والمسموعة .
 ثالثا – هذه المنطقة كمثيلتيها ( الجزيرة وعين العرب – كوباني ) كانت ضحية عملية التسليم والاستلام بين سلطة الأسد ومركز قيادة – ب ك ك – بقنديل منذ بدايات الثورة السورية كجزء من استراتيجية النظام في مواجهة الثورة وتطويقها والدفع باتجاه معارك جانبية لاضعاف جبهة الثوار والعملية هذه تمت لتكون وقتية تحت سلطة صديقة – رديفة ثم تعود في الوقت المناسب مجددا الى حضن سلطة الاستبداد وذلك عبر سيناريوهات مختلفة ومنها ماتسري حاليا بخصوص " جيايي كرمينج " وستحدث وكما هو مرسوم في المنطقتين الأخريتين عاجلا أم آجلا بترتيبات معينة .
 رابعا – خلال سبعة أعوام من سلطة الأمر الواقع المستعارة ومن قيام – المجلس الكردي – وكان مهندسهما وشفيعهما واحد وهو الرئيس العراقي الراحل جلال الطالباني ابان اجتماعه بعائلة الأسد بالقرداحة في أول زيارة رئاسية له وبضوء أخضر ودعم واسناد أجهزة نظام الأسد وبعد كل الحوارات والاتفاقيات والصراعات ( اللامبدئية )  بين الطرفين ثبت للقاصي والداني أن قيادتيهما تنطلقان من مفاهيم حزبية وليست قومية ومن مصالح خارجية وليست وطنية متفقتان على استبعاد جماهير الوطنيين المستقلين وحركات الشباب وكل ممثلي المجتمع المدني والمثقفين المعبرين عن مصالح الشعب والوطن .
 خامسا – في اللحظة الراهنة وبعكس منطقتي ( كوباني والجزيرة ) لاوجود لسلطة النظام ولالسلطة الأمر الواقع الرديفة – أو الوكيلة المؤقتة وهما تطوران ايجابيان أما سلطة الاحتلال التركي بكل مساوئها فهي ليست دائمة وقد تنحسر في أية لحظة وحتى لو طالت يمكن لشعبنا هناك أن يتعامل مجبرا معها كقوة احتلال تضاف الى الاحتلالات ( الروسية والايرانية والأمريكية ) والتي من المفترض أن تخضع لشروط القانون الدولي ونظم هيئة الأمم المفروضة على المحتل .
 سادسا – سلطة نظام الاستبداد كانت منذ انقلاب البعث بداية الستينات تتعامل مع شعبنا بذهنية الاستعباد ومع قضيتنا بمفهوم العدو ومع حركتنا بسياسة التبعية والاستحواز والشق والانقسام ومنذ سبعة أعوام وتحت نير سلطة الأمر الواقع انتقل شعبنا من سجن دولة البعث المركزي الكبير الى سجون – ب ك ك - المناطقية السوداء وتتعرض حركتنا الكردية بكل تاريخها الناصع وتقاليدها الديموقراطية الى أكبر انقلاب بتاريخها وهو التصفية الفكرية والثقافية ويفرض عليها خطاب الجبال الأرعن البعيد عن المدنية ومفردات الحوار الانساني كما يحارب مناضلوها  بالتخوين ولم يكن ادعاء ( المجلس الكردي ) بأنه المنقذ والبديل والممثل الشرعي الوحيد الا نكبة أخرى أضيفت الى محنتنا القومية والوطنية وبدلا من ذلك كان داعما مباشرة أو غير مباشر لتثبيت جذور سلطة الأمر الواقع .
 سابعا – كما أرى فان الفرصة مؤاتية لشعبنا في " جيايي كرمينج " بوطنييه المستقلين وشبابه ونشطاء مجتمعه المدني خصوصا بعد عودة الأهالي واعادة الاستقرار وتحقيق العدالة بأن يحكم نفسه بنفسه حتى يعود السلام الى كل سوريا ويتحقق الحل الوطني الديموقراطي المنشود وذلك عبر انتخاب اللجان وتنظيم المؤسسات بالطريقة الديموقراطية الشفافة التي ستتعامل مع المحيط حسب الظروف والأحوال والامكانيات المتوفرة وهو ليس بالأمر السهل في هذه الظروف غير الطبيعية .
 ثامنا – سبق وذكرنا وشددنا على أمر مهم وهو أن أمام أهلنا في منطقة عفرين فرصة تاريخية للاستفادة من دروس الماضي القريب بالعمل على اعادة بناء حركتهم الكردية بمعزل عن تسلط الأحزاب التي فشلت وأخفقت والاعتماد على الشعب بوطنييه المستقلين وشبابه من الجنسين وأن يؤسسوا لتجربة نموذجية تشكل نبراسا لكل وطنيينا في مختلف المناطق ومن واجب كل المناضلين الكرد الشرفاء في كل مكان أن يكونوا عونا وسندا على مختلف الصعد الفكرية والسياسية والمادية والمعنوية لانجاح مايتنظر أشقاءنا هناك وماسيجري يعيد الينا الأمل من جديد لأننا نعرف ما يملكه أهلنا هناك من طاقات خلاقة وعقول مبدعة وارادة لاتلين .
 تاسعا – مسألة عفرين جزء لايتجزأ من الحالتين القومية والوطنية السورية العامة وتتأثر سلبا أو ايجابا بمايجري من حولها ولايمكن عزلها عن محيطها وعندما نؤكد على أن أهلنا هناك أدرى بأوضاعهم لانعني أن الكرد من المناطق الأخرى معفييون من تحمل المسؤولية والمساهمة في كل عمل يجلب الخير والسلام لأهلنا من – جيايي كرمينج – نعيد هذه المسلمة تحذيرا لبعض حاملي الأجندات الضارة الذين يعتقدون أن الفرصة سانحة لهم للاصطياد في المياه العكرة واحداث شروخ مصطنعة بين جزء هام من شعبنا هناك من جهة وشعبنا الكردي السوري عامة من الجهة الأخرى  .
 والقضية تحتاج الى مزيد من النقاش

265
المنبر الحر / اشارات " فيسبوكية "
« في: 18:40 13/04/2018  »
اشارات " فيسبوكية "
                                                               
صلاح بدرالدين

 1 - ظهر خلال زيارة وفد ( حزب الشعوب الديمقراطي – التركي ) الى أربيل مدى وضوح موقف ( الحزب الدمقراطي الكردستاني ) والرئيس بارزاني بخصوص جوابهم حول طلب التوسط لاحياء عملية الحوار الكردي – التركي باالاستعداد الكامل اذا طلب الطرفان المعنيان ذلك بشكل رسمي حتى لاتتكرر الملابسات السابقة من جانب طرفي الصراع وكان واضحا تباين المواقف بين أعضاء الوفد الزائر بين متمسك بالسلام الكردي – الكردي والحوار الكردي التركي وبين من يعبر عن موقف قيادة – قنديل – العسكرية المتشددة وعموما ومن خلال اللقاءات كان موقف الوفد عاما وحذرا وغير واضح كمطالبة أحد أعضائه : " باتخاذ مواقف موحدة حيال كافة القضايا التي تمس مصير الشعب الكوردي في كل مكان " في حين أنه يعلم أن السبب في عدم تحقيق ذلك يعود الى سياسات – ب ك ك – الضارة الرافضة للآخر المختلف وخصوصا في سوريا والعراق ( أنصاف المواقف لم تعد تنفع ) .
  2 - من الوقائع المعروفة في تاريخ حركتنا الكردية السورية وعندما كانت حملات القمع تتصاعد ضد من رفعوا شعار اسقاط النظام وتبنوا مبدأ حق تقرير المصير حسب نهج كونفرانس الخامس من آب 1965 كانت فئات انتهازية من المثقفين والموظفين المحسوبين على الخط القومي ترى مصالحها الذاتية في منتصف الستينات مع حزب ( اليمين ) وابتداءا من بداية التسعينات وبعد استنفاذ دور اليمين ونجاح اللواء الأمني – محمد منصورة – في شق – الاتحاد الشعبي – ذي القاعدة الواسعة  بدأت تلك الفئات  تميل أكثر الى الجناح المنشق (يكيتي ) الذي نال مباركة السلطة وكوفىء أحد فرسان الانشقاق لقاء خدماته نائبا ببرلمان دمشق ولأن تلك الفئات ( المثقفة ) متذبذبة بطبيعتها وجدت منذ أواسط التسعينات ضالتها في حزب ( الوحدة ) الذي كان متزعموها الأقرب الى – الأجهزة العميقة – في نظام الاستبداد والأكثر استجابة لتنفيذ أجندته في كل الفصول ودورهم الملحق بسلطة – ب ي د - بعفرين معروف ويبحثون الآن عن دورمنتظر بعد عودة سلطة النظام مجددا .
  3 - استكمالا للبوست السابق أقول : ليس بالضرورة أن يكون كل مستهدف من سلطة الأمر الواقع  بالاعتقال مناضلا وطنيا فهناك من ينافس جماعات تلك السلطة ومن نفس منطقها بكسب ود نظام الاستبداد والحلول محلها كممثل مزعوم للكرد والحصول على مغانم من خيرات المناطق الكردية وخاصة النفطية والمعابر الحدودية وهناك من ينافس ومن نفس منطقها أيضا ليكون بديلا لها في التخندقات الاقليمية وفي التواصل مع المحافل الدولية وقد ثبت بالتجربة خلال الأعوام الستة الأخيرة أن المصدر الرئيسي لمخاوف – ب ي د -  ليس هؤلاء على الاطلاق فهو واياها على نهج واحد بل الذين يحملون المشروع الوطني الكردي وهم الوطنييون المستقلون بكل أطيافهم والمنتشرون بكثافة في كل بقعة وزاوية حتى بين صفوفها وفي ازدياد وهؤلاء حسب مفهومه يحسب لهم الحساب ويثيرون قلق قياداته ومختلف أجهزته الأمنية – العسكرية .
 4 - جوابا على الخطاب ( الآبوجي ) التخويني المطلق للآخر المختلف نقول أن مجرد التحاق بعض الكرد السوريين نساءا ورجالا بتشكيلات  – ب ك ك – العسكرية في قنديل وغيره منذ عقود والى الآن لن يوفر الغطاء الوطني والثوري ولايحصن صاحبه من الأخطاء والخطايا ولايعني أنه أفضل من الآخرين أو اكتسب مزايا القائد – السوبرمان وباستثناءات قليلة  يمكن اعتباره انهزاميا غادر ساحته الأم المليئة بمخاطر الاعتقال والقمع واختار الطريق الأسهل خاصة في بداية شهر العسل مع نظام حافظ الأسد أو كان مراهقا فاشلا في حياته الاجتماعية وكسولا في تعليمه أو راكضا وراء موقع أو جاه ما بابهة السلاح واللباس العسكري أو باحثا عن طوق للنجاة من اقتراف جريمة أخلاقية أو قتل نفس بريئة وهذا لايعني أن الآخرين من غيرهم كلهم ( ملائكة ) وكما أرى فان السبيل الوحيد لعدم ترك الأوراق مبعثرة واعادة رسم حدود الوطنية الصادقة هو العمل الجاد لتوفير شروط عقد المؤتمر الكردي الجامع والخروج ببرنامج سياسي وقيادة مستقلة نزيهة مناضلة لمواجهة كل التحديات .
  5 - كتب الكثير عن أوجه الشبه بين قضيتي كاتالونيا وكردستان العراق والمسألة الكردية عموما ليس حول أحقية مبدأ تقرير المصير فحسب بل مايتعلق الأمر باشكالية تفسير بنود الدساتير ( الاتحادية ) والأكثرية والأقلية والدور الباهت للأمم المتحدة تجاه حرية الأمم والتي بات اصلاحها من الضرورات وبالرغم من التقصير الأوروبي العام حول مصير كاتالونيا فلايمكن تجاهل الاشارات الايجابية من الدانمارك وبلجيكا وألمانيا برفض تنفيذ مطالبات اسبانيا باعتقال وتسليم الزعيم الشرعي المنتخب للاقليم ( كارليس بيغديمونت ) المتمسك دائما بالحوار والتفاهم بقي أن نقول أن التاريخ مليء بالجرائم البشعة التي اقترفتها النخب الاسبانية الحاكمة تجاه شعوب أمريكا اللاتينية الأصلية مثل شعب ( المايا ) وكذلك تجاه – الأمازيغ – في جزر الكناري والمغرب وهناك الآن دعاوى من نشطاء الأمازيغ  أمام المحاكم الدولية لمقاضاة الأسبان فهل سيتعظ الرأي العام الاسباني ويتخلص من ذلك الارث الثقفيل ؟ وهل ستصحح شعوب الشرق الأوسط مااقترفه بعض السلف بحق الآخر المختلف  ؟.

266
المنبر الحر / مسائل سورية
« في: 18:28 10/04/2018  »
مسائل سورية

صلاح بدرالدين

  1 - نعم في بداية اندلاع الثورة السورية مارس – الاخوان المسلمين – الاقصاء والتجويع ضد قادة وتشكيلات الجيش الحر وحرمهم وعوائلهم من وسائل العيش الكريم لرفضهم الانضمام لصفوفهم ولكن لم نكن نتوقع أن تكون ردود الفعل انحياز بعض الضباط والعناصر المنضمة الى صف الشعب  الى الأجنحة الاسلامية المتطرفة وحتى المصنفة ارهابية وبينها من ظهرت برعاية نظام الأسد لخلط الأوراق واغراق الثورة بالطابع الديني ومايجري في الغوطة الشرقية ومناطق أخرى من تصرفات أمراء الفصائل المتناحرة وعقد الصفقات الانفرادية مع النظام بغفلة عن جمهور الثورة الذي ضحى بالغالي والرخيص وعلى حساب معاناة وتشرد الأهالي هذا الى جانب مسؤولية آخرين من متزعمي الفصائل المسلحة في التصرف اللامسؤول في آستانة التي جلبت المآسي وعززت – الاحتلالات – في أكثرية المناطق السورية والدرس الأول في كل ذلك هو استحالة نجاح الثورات من دون قيادة سياسية وطنية شرعية تخضع لها البنادق أوقات الحرب وتقود عملية الصراع في زمن الحوار السلمي .
 2 - كان يجب أن تسمى قمة – أنقرة – الثلاثية بالرباعية حيث كان بشار الأسد حاضرافي كل كلمة من بيانها الختامي بالرغم أن مثل هذه الاعلانات في الوضعين الاقليمي والدولي الراهن والمتعلقة بسوريا وبكل عباراتها الرنانة هي قمة التضليل والرياء وتعلن عادة بعكس مايتقرر وراء الكواليس خاصة وأن الثلاثي المجتمع اما خذلوا السوريين أو غدروا بهم أو استخدموهم رهائن لعقد الصفقات اضافة الى أنهم  دولا محتلة عسكريا وأراقت دماءهم ودمرت بلادهم من جهة أخرى فانها قمة الانتهازية كسوق تجاري لتبادل المصالح والمغانم  في بلد منكوب من دون اغفال أن أمريكا المحتلة بدورها وبادارتيها السابقة واللاحقة والدول الغربية عامة اللاهثة وراء مصالح التروستات والاحتكارات والنظام العربي الرسمي التابع الذليل تتحمل كل النتائج الوخيمة الراهنة أما داخليا فان ( تحالف المعارضة ) بزعامة الاسلام السياسي ومن جندهم منذ ( المجلس السوري )  من مدعي القومية واليسار والليبرالية  فهو المسؤول الأول والأخير عن كل هذه التداعيات  .
  3 - على سيرة زيارة أو تسلل وفد من حزب العمال البريطاني الى قامشلو على غرار زيارات سابقة لشخصيات فرنسية أمنية أو باحثة عن استثمارات فان هذا الحزب معروف بكونه – ممانع – ومؤيد لنظام اللأسد ومع تعزيز العلاقات مع ايران وأي تحرك له بمثابة دعاية انتخابية ثم أن زيارة أي وفد أجنبي كائنا من كان وفي هذه الظروف التي تشهد صراعات وانقسامات الى طرف بعينه لايخدم قضيتنا الكردية ولا ارادة السوريين في اسقاط الاستبداد ولا تحقيق عملية السلام وأتمنى أن يهمس أحد ما في أذن رئيس الوفد بالتوجه الى راجو وزيارة " السجن الأسود " هناك وفي طريق العودة التوجه الى دمشق والتحقق من جرائم صديق حزبهم بحق أكثر من مليون ضحية وبالمناسبة لم يكن وجود الوفد في القامشلي فاتحة خير حيث تعرضت مناطق الحدود مع كردستان العراق الى قصف تركي غادر .
  4 - ان صحت المعلومات بنقل 200 عائلة من مهجري الغوطة ومن فصيل – جيش الاسلام – الى – جنديرس – واسكانها في منازل المهجرين من سكانها الأصليين وغالبيتهم من الكرد فانها مؤشر خطير نحو شمول منطقة عفرين مخططات التغيير الديموغرافي ( القومي والمذهبي ) التي تسري في العديد من المناطق السورية وقد يقول قائل أن من حق أي سوري أن يسكن في أي مكان من وطنه والجواب نعم في أجواء النظام الديموقراطي والعيش الحر المشترك وفي ظل تمتع جميع مكونات بلادنا بحقوقها بضمانات دستورية ولاشك أن مسؤولية الحفاظ على واقع ماقبل الأزمة وصيانة ممتلكات المواطنين في هذه المنطقة تقع على عاتق الاحتلال التركي وشركائه من فصائل ( المعارضة ) المسلحة ومن دون أن نغفل أن مغامرات جماعات – ب ك ك – وسياسات أحزاب – المجلس – الفاشلة أدت الى هذا الانهيار ندعو شعبنا بمنطقة عفرين وممثليهم من المجتمع المدني واللجان المنتخبة وكل الوطنيين الكرد والعرب في البلاد الى العمل سوية من أجل وقف كل الخطط الهدامة التي تسهدف علاقات الوئام والعيش المشترك بين الشعبين .
  5 - كما أرى فأن الغالبية الساحقة من الوطنيين الكرد السوريين ان كانوا من الرعيل المناضل في حركتنا أو الناشطين الشباب من الجنسين أو المثقفين في منظمات المجتمع المدني وفي مجال الاعلام والفن لايعنيهم صراع الأحزاب وليسوا بغافلين عن تهربها في تشخيص الحقائق وعندما يرفضون سياسات جماعات – ب ك ك – المغامرة فلايعني ذلك أنهم مع سياسات أحزاب – المجلس الكردي – الفاشلة وكما تتكشف أكثر يوما بعد يوم ليس هناك قضايا خلافية كبرى مطروحة للنقاش بين الطرفين بل أن التقاذف الاعلامي المتبادل لايتعدى – المسائل العابرة وأحيانا ادانة شخص ما أو الدفاع عنه بعيدا عن القضايا الأساسية التي تهم شعبنا وبلادنا وفي المقدمة : توضيح مواقف الطرفين من كارثة عفرين ومصير المهجرين الجدد والقدامى  وبيان حقوق الكرد ومستقبلهم من خلال علاقاتهما مع الأطراف الخارجية ومع نظام الاستبداد وأية سوريا ينشدان وطبيعة العلاقات القومية ونظرتهما حول أسباب اخفاق السيستيم الحزبي والسبيل الى اعادة بناء وتصليب وتوحيد الحركة الوطنية الكردية  .
 6 - لست متفاجئا ( والكثيرون مثلي ) أمام ماأوصلتنا اليه الأحزاب الكردية من دعاة – ثورة روجآفا – و – الممثل الشرعي الوحيد – من ضياع في الرؤا في بعض أوساط نخبنا المثقفة حول حاضر الكرد السوريين ومستقبلهم بين من يترحم على أغلال النظام الموغل بالاجرام ومن يدعوضم عفرين الى تركيا بل كل المناطق الكردية السورية وهي معروفة بسياساتها الكردية أنا على يقين  أن هؤلاء وأولائك وطنييون حريصون على قضية شعبهم دفعتهم خيبة الأمل من تلك الأحزاب التي تصدرت المشهد الكردي ودفعت بشعبنا الى متاهات المغامرة وقضيتهم نحو المجهول مما دفعت تلك النخب الى تبني خيارات غير مدروسة داعيا الجميع بأن لايقترفوا خطيئة الأحزاب عندما ابتعدت عن الشعب وأن يعودوا اليه فغالبيته الساحقة تقف مع عملية اعادة بناء حركتنا وتوفير أسباب عقد المؤتمر الكردي السوري لتصليب العامل الذاتي أولا وآخرا واختيار الطريق الأسلم لمصلحة شعبنا وبلادنا .
 7 - مراجعة التاريخ ضرورية ومفيدة ان كانت موضوعية وماحصل لجزئي كردستان من انسلاخ عن الامبراطورية العثمانية بموجب اتفاقية سايكس – بيكو وغيرها حصل لكثير من الشعوب العربية وحتى الأوروبية ومن دون ارادتهم أو الاستئذان منهم وماقيل عن استفتاء لكرد العراق لانضمامهم الى العراق العربي ليس دقيقا بل كان بشرط الاستقلال وكان شكليا بنظر القوى السائدة بل كان حسب مشيئة المستعمرين ( بريطانيا وفرنسا ) وكان قد تقرر ذلك في العواصم الأوروبية أما مسالة التمني بضم روزآفا وباشور باكور ليس سهلا بل مجرد تمني يخضع للارادة الدولية والدول المعنية وهي ذات ( سيادة !!) وأعضاء في الأمم المتحدة والكرد ليسوا مسؤولين عن التقسيم الاستعماري لوطنهم وللمنطقة بل أن كرد العراق وسوريا وجدوا أنفسهم بدون ارادتهم ضمن اطار دولتي العراق وسوريا ويناضلون انطلاقا من هذا الأمر الواقع الجديد وهذا لايتعارض مع حقهم بتقرير المصير وعندما يتم استفتاء حر باشراف دولي حتى يقرروا مصيرهم ضمن هاتين الدولتين أو الانضمام لتركيا حينها يمكن الحكم  .


267
عشرة اضاءات فيسبوكية
                                                               
صلاح بدرالدين

 1 - تعليقا على مانشر عن دخول قوات فرنسية الى عفرين فان مجموعة ( أصدقاء الشعب السوري ) وبينهم أمريكا وفرنسا وألمانيا وبريطانيا ... ومنذ سبعة أعوام يهددون تارة بشار الأسد باسقاطه ودخول دمشق وتارة أخرى ايران اذا لم تسحب ميليشياتها ومن ثم هددوا روسيا بعد احتلالها سوريا منذ ثلاثة أعوام بالانسحاب والا سيستخدمون القوة العسكرية والآن يستمرون في التضليل بشأن الاحتلال التركي وعفرين بعض الأوروبيين لهم علاقات أمنية مع نظام الأسد والكل يستقتلون للحصول على استثمارات في ايران وبالنتيجة لم ولن يحركوا ساكنا وتتم تصفية كل الجيوب المعارضة أمام أعينهم ولم يفلحوا في اخراج عنصر واحد من ميليشيات حزب الله ففي بداية السبعينات انسحبت بريطانيا من الشرق الأوسط وحل محلها الأمريكان الذين بنوا قواعد عسكرية وساعدوا الدكتاتوريات والآن وحتى لوانسحب الأمريكان وحل محلهم الفرنسييون فقط سيزداد عدد المحتلين لبلادنا وأخيرا نقول من العبث الالتهاء بالخارج فاالحل الحاسم يكمن في العامل الذاتي الداخلي .
 2 - رحل عنا هذا اليوم الشخصية الوطنية البارزة الصديق الشيخ عبد القادر الخزنوي الذي كان ضمن صفوف حركتنا منذ نعومة أظفاره فقد كان احد الأعضاء الناشطين لأول خلية لحزبنا آنذاك ( البارتي اليساري ) في قريته – تل معروف – التي كان يتولى مسؤوليتها الطيب الذكر – عبد الوهاب حوبو – وكنت قد تعرفت عليه في تل معروف خلال جولة حزبية سرية قبل انبثاق اليسار بمعية معلمنا الراحل ( ملا رمضان برزنجي ) واللقاء الثاني كان لدى استضافته في منزلي بقرية – جمعاية – وظل الشيخ وفيا لمبادئه مواكبا فعاليات الحراك الوطني الكردي في القامشلي منذ اندلاع الثورة وحتى انتقاله القسري الى تركيا وقد كان لقاؤنا الأخير قبل نحو ثلاثة أعوام بحضور أحد أبنائه في استانبول حيث استعدنا الذكريات الجميلة الماضية ولم ينقطع بيننا التواصل حتى رحيله فعليه الرحمة وأعزي نفسي وعائلة الفقيد وجميع آل الخزنوي ومحبيه واصدقائه .
 3 - استمعت مليا الى ماقاله السيد نيجيرفان بارزاني في مؤتمره الصحفي البارحة بهدوئه المعتاد والذي أثبت مرة أخرى أنه رجل دولة فبعد التمسك باستعادة حقوق شعبه بعد مالحق به من غبن وتجاوز أعلن عن تحسن العلاقة مع بغداد وتحويل مستحقات ذوي الشهداء والمؤنفلين وتعزيز العلاقات مع أمريكا واقتراب اتخاذ خطوة مهمة حول الرواتب والحق في التظاهر ومنع الفوضى واعتبار صندوق الاقتراع هو الطريق الوحيد لتغيير الحكومة وكيف أن ( الأحزاب ) حاولت استغلال الضائقة المالية وبعضها حث العبادي على الامتناع عن تحويل مستحقات شعب كردستان وقد استخلصت ملاحظتين سريعتين : 1 – أن السيستيم الحزبي الكردي أصبح وبالا في كل الأجزاء 2 – تناغم المهام الوظيفية بسلاسة بين الحكومة وباقي المؤسسات الشرعية مما تذكرت ذلك التكامل الرائع بين زعامة البارزاني الخالد الفذة والأداء الناجح لنجله الراحل ادريس حيث عايشت الجزء الأهم من تلك الحقبة .
 4 - بعد نشرمقالتي الجديدة " مخاطر التخندق الحزبوي على كرد سوريا " تابعت ظهور حزب جديد باسم " حزب المستقبل السوري " في الرقة الذي يكتنفه الغموض من جهة السرعة القياسية في عقد ماسمي بمؤتمره التأسيسي وهل هو حزب كردي او عربي أو مناطقي أو سوري والجهات الواقفة من ورائه والداعمة له هل هي جماعات – ب ك ك – أم الاحتلال الأمريكي أم النظام أم الجميع معا أم جاء بمثابة فرز سريع لمناطق النفوذ الأمريكي في معمعة طرد الدبلوماسيين الروس من جانب حلفائه الغربيين أم مبادرة للتخفيف من ( قلق ) الحليف التركي الناتوي أم رسالة انذار ل – ب ك ك – من أجل الانسحاب عن مناطق تمدده السابقة ووقف تحكمه بفروعه السورية والعراقية في جميع الأحوال وبالرغم من ملامح خطاب سياسي جديد فان مقاييس التحولات العميقة والانتقال من مراحل مثقلة بالأخطاء والخطايا ليست في اعلان الأحزاب فقط بل في مراجعة القديم والكشف عن مساوئه وأضراره ونتائجه الوخيمة ومحاسبة المسؤولين عنها بكل شفافية وللبحث صلة قريبا .
 5 - بحسب بيان منسوب اليها فان ( حركة الشباب الكرد ) لن تكون أول المنسحبين عن ( المجلس الكردي ) ولن تكون الأخيرة فقد سبقتها انسحاب غالبية أحزابه المؤسسة ومغادرة المجموعات والأفراد ليس بسبب ( التهميش ) بل لأن المجلس قام بمبادرة خارجية بتزكية من النظام حسب محاصصة بين أحزاب فات أوانها وأولا وأخيرا وكما هو حال جماعات – ب ك ك - لم يرفع لواء المشروع القومي والوطني ولم يثبت جدارته النضالية أمام سلطة الأمر الواقع الحزبية وقد شهدت الأعوام الخمسة الماضية فرزا سياسيا واصطفافات مستقلة جديدة بتعبيرات معلنة وصامتة في ساحتنا من خارج الأطر الحزبية المقبلة أصلا على الانهيار ومن أجل التهيء لملىء الفراغ تقع على كواهل هذه الغالبية الساحقة من حركتنا مهمة التشاوروالتعاون لعقد المؤتمر الوطني الكردي الجامع كحل وحيد لاعادة بناء حركتنا الموحدة واستعادة شرعيتها بجانبيها التاريخي والقومي .
 6 - عن دعوات القياديين في – ب ي د – السيدة الهام والسيد آلدار غير المسؤولة لأهالي عفرين بمواصلة التشرد ( المقاوم !) أتحدث فبدلا من مخاطبتهم بلغة التواضع والاعتذار لهم عن خطيئتهم بزجهم في أتون حرب غير متكافئة من دون ارادة – العفرينيين – ثم ترك عفرين من ورائهم محتلة والأغرب من كل ذلك أن السيدة ( الثورية التي تؤمن بمساواة المرأة مع الرجل وقضت نصف عمرها – البرخداني - الى جانب الرجال وتأمر باختطاف بنات الكرد القاصرات للقتال الى جانب الرجل واللواتي مثلت بجثث بعضهن الطاهرات ) ترفض عودة الأهالي حتى " لايتصور الارهابييون بالسلفي مع نساء الكرد ؟! " يالها من دغدغة للمشاعر قد تتحفنا غدا باالمطالبة بارتداء الشادور الايراني ") فالى هذه الدرجة تستصغر هذه ( القائدة ) المرأة الكردية العفرينية المعروفة بصلابتها وعنفوانها ولاتثق بشخصيتها وكبريائها أو ليس ( بجيايي كرمينج ) ومن بعد ذوبان مقاومة العصر نساء ورجال شجعان بمقدورهم الذود عن الكرامات ؟ .
 7 - من الممكن واذا توفرت الشروط اللازمة أن تتحول ادارة عفرين المدنية والسياسية بقادم الأيام الى نموذج يحتذى به في منطقتي " عين العرب – كوباني " و " الجزيرة " وأول تلك الشروط عودة الأهالي الى أماكنهم واستعادة مانهب وصودر من الممتلكات وثانيها غياب المظاهر المسلحة العائدة للنظام أو المحتلين الأجانب أو الفصائل ( المعارضة ) أو الأحزاب وثالثها انتخابات حرة وديموقراطية باشراف الأمم المتحدة بين مكونات السكان الأصليين من كافة الأطياف لاختيار الأنسب لتولي تمثيل الشعب والادارات والمجالس التنفيذية من القرية مرورا بالنواحي وانتهاء بمركز عفرين مسؤولياتهم الشرعية والقانونية لحين ايجاد حل سياسي شامل وعادل للقضية السورية ورابعها تحريم عمليات الانتقام لأسباب عنصرية أو سياسية أو حزبية وتحويل جميع الملفات الاشكالية الى القضاء .
 8 - للأسف الشديد مازلنا ندور في فراغ فهل يعقل وبعد سبعة أعوام من الكوارث والهزائم على أيدي متصدري ( المعارضة ) الذين لم أسمع أن أحدهم مارس النقد الذاتي واعتذر للشعب نعود ونرشحهم للقضاء على بقيتنا الباقية ؟ السؤال بصيغته المعروضة خاطئ وطبعا الأجوبة أيضا خاطئة فبدلا من الركض وراء الأشخاص الاشكاليين المسؤولين عن الهزيمة والانتكاسات بل كان بعضهم من فرسان الثورة المضادة تعالوا نعمل على توفير شروط عقد المؤتمر الوطني السوري الجامع من ممثلي كل المكونات والتيارات السياسية يسبقه التوافق على لجنة تحضيرية توافقية مستقلة نزيهة لم تتحمل مسؤوليات الاخفاقيات من أجل مراجعة الوضع والمرحلة السابقة وتحديد المسؤوليات والخروج ببرنامج وطني وانتخاب مجلس أو هيئة لقيادة المرحلة القادمة ومواجهة تحديات السلام والمقاومة أما إضاعة الوقت بتكرار الخطأ ومجاملة الأشخاص - الميتين - والبحث عن منقذ - فرد - بطل - شمشون - عنترة فالأفضل هو بشار الأسد .
 9 - شمس عيدنا القومي " نوروز " تشرق على شعبنا وسائر شعوب المنطقة في مثل هذا اليوم منذ 612 قبل الميلاد لتجدد فينا الاصرار على البقاء سعداءا أحرارا وقد مرت على نوروزنا الأفراح والأتراح الانتصارات والانتكاسات والخيانات والأحلاف المعادية واتفاقيات التقسيم الظالمة وحروب الابادة والهجرات والطعن باالظهر من القريب والبعيد وبقي الشعب صامدا على أرض الآباء والأجداد فنوروز هو الوحيد الذي تعود ملكيته للشعب ولايحتاج الاحتفاء به وتكريمه الى اذن أنظمة الاستبداد وقرارات الأحزاب الكردية المهزومة حتى الادمان فيا بنات وأبناء شعبنا العظيم في الوطن والمهاجر والشتات في المنزل أو أحضان الطبيعة فليتخلل طقوس نوروزكم مناقشات حول أحداث عفرين الجريحة ومكائد نظام الاستبداد والمحتلين ومسؤولية جماعات – ب ك ك – ومدى صلاحية الأحزاب الكردية في العمل القومي والوطني وطرح التساؤل التاريخي : مالعمل ؟ وكل نوروز وانتم بسلام .
 10 - عشية يوم المرأة العالمي أتوجه بالتهاني الصادقة الى كل نساء العالم وبآيات الوفاء والتقدير والتبريك الى المرأة السورية الصامدة الكردية والعربية  ومن سائر المكونات والأطياف التي تتحمل وزر المواجهة مع نظام الاستبداد وسائر المحتلين والارهابيين وجهلة القرون الوسطى وبهذه المناسبة علينا الاعتراف بأننا معشر الرجال ومنذ عقود وحتى الآن لم نكن القدوة الحسنة في التعامل المناسب مع المرأة في بلادنا شريكة حياة كانت أم أما وأختا وابنة على أمل أن يحسن الجيل التالي من شبابنا ورجالنا التعامل بكل مستلزماته الحضارية مع أكثر من نصف مجتمعنا وأفضله وكل عام وأنتن بسلام .
 


268
مخاطر التخندق الحزبوي على الكرد السوريين
                                                                     
صلاح بدرالدين

  تجاوزت المسميات الحزبية في الساحة الكردية السورية الرقم خمسين وهو عدد لايتوافق مع مجموع السكان الكرد الذين مازالوا على أرضهم بعد عمليات الهجرة والتهجير القسري نتيجة حرب النظام على الشعب أو التطهير السياسي – الحزبي من جانب سلطة الأمر الواقع التي تتحكم بها قيادة – ب ك ك – من قنديل والذي طال أكثر من نصف السكان الكرد منذ ستة أعوام وحتى الآن كما أن هذه السيولة في عدد الأحزاب لاتنم عن تنامي الوعي السياسي والتقدم الثقافي في مجتمعنا كما هو قائم في البلدان المتقدمة التي تخضع للنظم الديموقراطية في المجتمعات المستقرة يسود فيها السلم الأهلي والمتطورة اقتصاديا .
تكاثر الأحزاب المستحدثة في ساحتنا يحصل بقرارات وأمزجة فوقية ولحسابات صراعات الأحزاب ( الأم )  وهي بدعة رقمية وظاهرة مرضية خبيثة لاصلة لها بالبنية الاجتماعية التحتية أو التعبير عن مصالح الطبقات والفئات الأكثر تضررا من الاستبداد والقهر والاضطهاد واذا كانت توسم باسم الكرد من حيث العنوان العريض فلا تحمل أيا من تلك الأحزاب ولو جزءا من المشروع القومي والوطني الكردي أو تصورا واضحا لمصالح الكرد أوخارطة طريق لمستقبل بلادنا سوريا لامن حيث البرامج ولا الشعارات ولا السياسات الحكيمة ولا المواقف الصائبة  ولا القيادات المجربة – المحصنة .
 قبل نحو نصف قرن حصل في الحزب الكردي الأول ( الحزب الديموقراطي – الكردستاني – ثم الكردي في سوريا ) أول انشطار عمودي وأفقي لأسباب موضوعية واضحة بل وجيهة ومقبولة في التحليل النهائي  حيث انبثق اليسار القومي الديموقراطي من صلب تنظيم الحزب ومن الوسط القاعدي والكوادر المتنورة لينقذ الحزب من مخطط اذابته وتحويله الى جمعية متناسقة مع سلطة النظام من جانب التيار اليميني في القيادة ونجح في ذلك كما أعاد تعريف الكرد كشعب وليس أقلية وحقه في تقرير المصير والقضية الكردية كجزء من الحركة الديموقراطية السورية وصحح ورسم العلاقات الوطنية السورية والقومية الكردستانية على الأسس السليمة كما أقام علاقات صداقة متبادلة مع قوى حركة التحرر العربي والفلسطيني ومنظومة الدول الاشتراكية – سابقا – وازدهرت في عهد اليسار الحركة الثقافية والفكرية والفنية كما تمت رعاية المنح الدراسية لفقراء الكرد وارسال المئات الى معاهد وجامعات الدول الاشتراكية .
 وعزز اليسار ( البارتي اليساري ثم الاتحاد الشعبي ) التواصل مع الزعيم الخالد مصطفى بارزاني والوقوف الى جانب ثورة أيلول ولم تكن العلاقة حينذاك مع الأشقاء كما هي متبعة الآن فهم كانوا ينتظرون دعم ومساعدة كرد الأجزاء الأخرى ماديا ومعنويا وسياسيا وخاصة الكرد السوريين وكانت تلك العلاقة النابعة عن قناعاتنا المبدئية ونهجنا الثابت مكلفة بالنسبة لنا من جانبين : الأول كانت بمثابة تحد للنظام البعثي السوري وتهمة أمنية وقانونية كبرى خاصة وأن السلطة كانت تقف الى جانب خصومنا من اليمين خلال الصراع والثاني وكما ذكرت فان دعمنا للأشقاء ولقيادة البارزاني لم يكن لقاء ثمن مادي كما هوحاصل الآن تجاه بعض الأحزاب .
 لقد تكررت في ساحتنا تجربة ( الجبهة الوطنية التقدمية ) التي أعلنها حزب البعث الحاكم وسهر عليها من أجل اسكات أي صوت معارض بالمستقبل واستيعاب الأحزاب والمنظمات خارج الحكم لاطالة عمر النظام قدر الامكان فقد جمع بالبداية نحو عدة أحزاب تحت لواء ( الجبهة ) مالبثت أن انشقت على نفسها ليجد الوليد الجديد كرسيه وحصته من الامتيازات ومكارم حافظ الأسد بسهولة وبنفس الاسم فقد تحول الحزب الشيوعي الى أربعة والقومييون العرب الى ثلاثة والناصرييون الى خمسة والاتحاد الاشتراكي الى اثنين أما حزب البعث والعائلة الحاكمة فبقي الواحد الأحد الأوحد لم يهزه ريح وبقي عقيما من دون توالد لأنه محروس من مجاميع الأمن والعسكر وكل موارد الدولة .
 بعد سيطرة – ب ي د – الفرع السوري ل – ب ك ك – على مقاليد سلطة الأمر الواقع في المناطق الكردية منذ بدايات الثورة السورية وبعقليته الشمولية وتحزبه الآيديولوجي الأعمى باشر باعادة تطبيق تجربة ( الجبهة الوطنية ) واحدة في الجزيرة تحت مسميات أخرى حيث أعاد معظم الأحزاب الكردية الى حظيرته ومن رفض منها أوقع فيها الشقاق والانقسام فالبارتي صار أربعة واليسار ثلاثة والوحدة ثلاثة واليكيتي اثنان ثم توالدت نحو دزينتين أخريتين وبأسماء مختلفة وأخرى في منطقة عفرين اقتصرت تقريبا على حزب ( الوحدة ) الاشكالي والذي يدور حول قيادته هناك الكثير من علامات الاستفهام لتشكل في المنطقتين ( جبهة ) – ب ي د – الوطنية الواسعة !!! .
 مانشاهده الآن من تكاثر ( أرانبي ) في الأسماء والمسميات الحزبية واقتصار الاهتمام العام بأخبار انشقاق الحزب الفلاني وولادة الحزب العلاني الى درجة انتقال الصراع الطبقي والاجتماعي الى صراع الأحزاب ومشتقاتها وتوقف الحياة السياسية على متابعة طرد السكرتير وأتباعه من هذا الحزب وذاك ليحل محلهم من هو أكثر حظوظا لدى ادارات سلطة الأمر الواقع وهو أمر مخطط له لالهاء الناس في أتفه الأمور ومن أجل نسيان المهام القومية والوطنية وفي المقدمة تأمين السبل من أجل اعادة بناء الحركة الوطنية الكردية السورية عبر المؤتمر القومي المنشود .
 لاشك أن مايجري يضاعف التعقيدات والحواجز أمام حل القضية الكردية في سوريا ويقود الى تفتيت وحدة الصف القومي وينعكس سلبا على التلاحم الوطني بتبديل النقاش والاختلاف في الرؤا وهما أمران طبيعيان الى صراع عنصري تناحري باستحضار الخارج بدلا من تعزيز التفاهم الداخلي  مع شركاء الوطن ويهدم كل ماقامت به الحركة الوطنية الكردية منذ عقود في مجال التفاهم الكردي العربي والحوار من أجل الاعتراف المتبادل بالوجود والحقوق والعيش المشترك بوئام وشراكة عادلة بضمانات دستورية في سوريا الجديدة المنشودة .
  الواقع – الحزبوي - المؤسف الراهن الذي لابد من تغييره يقود الى الدفاع عن الحزب والقائد الملهم بدلاعن شرح مشروعية القضية الكردية ومطامح الشعب وتخوين الآخر المختلف حزبيا بدلا من مواجهة الاستبداد وتشخيصه كعدو رئيسي  وعقد الصفقات الحزبية السرية ذات الطابع الأمني واخفائها عن الشعب بدلا من المكاشفة ومشاركة الجماهير في القرار سلما أو حربا لذلك نحن أمام مخاطر منهجية ومنظومة فكرية وثقافية لابد من التصدي لها كأولوية في مهامنا الراهنة . 
 

269
كرد سوريا في محرقة – ب ك ك -
                                                                                                           
صلاح بدرالدين

من حق الشعب الكردي ومن منطلق انتمائه القومي الكردي والوطني السوري أن يتساءل عن  هدف حرب جماعات – ب ك ك – في سوريا ؟ فلن تكون مقبولة بل مرفوضة اذا كانت فقط من أجل نقل صراعها مع تركيا الى الأراضي السورية ومناطقها الكردية على وجه التحديد حتى تتدمر ويتهجر سكانها وكما هو معلوم وبحسب المهام والأولويات المتبعة بالحركة الكردية الموزعة بين أربعة دول غاصبة فان الكفاح المسلح ضد تركيا ليس واردا في برنامج الحركة الكردية السورية منذ نشوئها وحتى الآن التي تخضع فوق ذلك الى معادلة اقليمية وميدانية وواقعية فرضت على معارضي نظام الأسد وبينهم غالبية الكرد اعتبار تركيا دولة جارة لجأ اليها أكثر من ثلاثة ملايين سوري ربعهم من الكرد وعلى الكرد وهم جزء من الشعب السوري المعارض للاستبداد أخذ هذه المعادلة بعين الاعتبار شاؤوا أم أبوا .
 وبالمقابل وكما هو معلوم فان هذه الجماعات لاتعتبر نظام الاستبداد في بلادنا عدوا بل تتعاون معه سياسيا وعسكريا واذا كانت حرب ( تلك الجماعات ) ليست من أجل انتزاع الحقوق القومية المشروعة  للكرد السوريين تحت ظل اجماع قومي كما هو مفترض بقدر ماهي استجابة لأجندة قيادة قنديل واذا لم تكن في سبيل نصرة الثورة السورية والديموقراطية للبلاد واسقاط نظام الاستبداد على الصعيد الوطني كما هو حاصل بالممارسة فأين مصالح شعبنا الكردي السوري في تلك الحرب المفروضة عليه وبدون ارادته من حزب معين  ؟
 اذا كان الأمر كذلك أي بمعزل عن المهام الكردية والوطنية  فمن تحصيل حاصل أن تكون هناك وظيفة أخرى ( والوظائف تتبدل بين الحين والآخر ) تتعلق بصراع المحاور على الصعيد الإقليمي وخدمة أحدها وهو المحور الإيراني السوري المواجه للمحور التركي والسني عموما في المنطقة وذلك عبر الورقة الكردية في تركيا وسوريا وكان واضحا منذ البداية المحاولات الحثيثة من جانب هذه الجماعات لتجيير كرد سوريا وقضاياهم القومية والوطنية لمصالح حزب العمال الكردستاني التركي واستخدامهم كورقة في مسألة الحرب والسلام ومفاوضات – أوجلان – مع الحكومة التركية وهذا أمر ليس ببعيد عن هذه الجماعات التي لم تنبثق بصورة طبيعية تاريخية من الرحم الجماهيري بل قامت أساسا ونشأت بمناطق معزولة وزوايا معتمة وفي أحضان الأنظمة الاستبدادية  المقسمة للكرد في مناخات صراع الأنظمة وأداة عسكرية – أمنية – بشرية معروضة لخدمة أنظمة الإقليم بدءا بنظام حافظ الأسد حاضنتها الأولى ومنطلقها في التمدد عبر مسارصراع نظامي سوريا وتركيا ومرورا بنظام صدام والنظام الإيراني والسوري والتركي بالانتظار .
 
      اتفاقية أوجلان – الأسد 1985
عندما حط عبدالله اوجلان الرحال في ضيافة آل الأسد بداية الثمانينات التزم أمامهم بعدم وجود قضية كردية في سوريا وقطع عهدا باعادة الكرد المهاجرين الى سوريا لديارهم الأصلية مقابل قيام النظام  بتشجيع النشطاء والمتعلمين الكرد بالتوجه نحو تنظيم – ب ك ك – وعزل الحركة الكردية السورية وأحزابها والضغط عليها بشتى الوسائل وفي جردة حساب ماذا تحقق حتى الآن ؟ لقد سيطرت تنظيمات – ب ك ك – بمسمياتها المختلفة على مقاليد جميع المناطق الكردية وأرغمت الأطراف الأخرى المخالفة لها من وطنيين مستقلين وأحزاب وبالقوة  الى التنحي والتراجع كما غادر أكثر من 60% من الكرد مناطقهم ومنازلهم نحو اقليم كردستان العراق وتركيا وأوروبا .
  اتفاقية شوكت – قرايلان 2012
في عام 2012 وفي السليمانية وبوساطة مباشرة من الراحل جلال الطالباني واشراف غير مباشر من اللواء قاسم سليماني أبرم كل من اللواء المقبورآصف شوكت مسؤول المخابرات العسكرية السورية وصهر الأسد ومراد قرايلان عن قيادة – ب ك ك – اتفاقية سياسية – عسكرية تقضي بعودة الطرفين الى سابق عهدهما وانتقال قوات – ب ك ك – الى سوريا وتحديدا الى المناطق الكردية والتمركز بداية في منطقة عفرين – جياي كرمينج  – والقيام سوية بمواجهة العدو التركي على أن يقوم– ب ك ك – بتولي ادارة المناطق واستلام المقدرات اللوجستية بما فيها الأسلحة والعتاد واتخاذ مايراه مناسبا بخصوص الوضع الكردي من ادارات ورفع شعارات وذلك بالتعاون في اطار غرفة عمليات مركزية مشتركة بدمشق من ممثلي النظام وايران و- ب ك ك -وغرف عمليات فرعية لاشك ان الاتفاقية توسعت لتشمل أكثر من منطقة ومدينة بدءا من حلب والقامشلي وبحسب الاتفاقية وبعد التدخل التركي وأحداث منطقة جبل الكرد الدامية كان المفترض أن تعود عفرين ومنطقتها الى حضن النظام بتفاهم مسبق بين قيادة – ب ك ك – والنظام السوري ولكن السيناريو تلكأ وباء بالفشل ولو وقتيا  لدخول العامل الروسي على الخط وابرام اتفاق ثلاثي روسي – تركي – ايراني في أستانا يجيز توسع النفوذ التركي غربي الفرات  .
  بعد الذي حصل في عفرين ومنطقتها وهزيمة هذه الجماعات بعد كل ذلك الكم من التضليل فان قيادة – ب ك ك – في قنديل وبتشجيع من قائد فيلق القدس الايراني الجنرال قاسم سليماني وتحريض حزب الله اللبناني ورغبة رأس نظام الاستبداد عبر مجموعاته العسكرية والأمنية الميدانية تبحث عن سبل ووسائل لعرقلة توافقات أستانا بشأن الدور التركي والعمل على مابعد عفرين وتحديدا التركيز على منبج اعتمادا على آمال خاوية معقودة على الجانب الأمريكي وذلك بتفريغ عفرين ومنطقتها ( وهو يتجاوب مع مساعي تركيا بهذا الصدد ) ونقل سكانها الى منبج وحولها والى مدن أخرى تعاني من الاشكاليات والحساسيات القومية والمذهبية وزجهم في أتون حروب أخرى قد تنتقل كما أعلنها ( الباديشاه)  التركي قبل اسبوع الى عين العرب – كوباني وتل أبيض ورأس العين والقامشلي وهنا أرى من غير المستبعد أن تكون للأطراف الثلاثة الدافعة لقيادة – ب ك ك – لمواصلة تورطها أهدافا أخرى مثل الدفع باتجاه  استنزاف الكرد وتركيا وتدمير المناطق الكردية الأخرى كما حصل في عفرين وبالتالي استلام النظام ادارة المناطق على طبق من ذهب .
  ولأن تنظيم – ب ك ك – بتشعباته الاقليمية وعلاقاته المخابراتية مع الأنظمة في الدول المقسمة للكرد وانتقاله السريع من حضن الى آخر فانه من هرم قيادته وحتى مستوياته الدنيا مخترق أمنيا وهذا الواقع يسهل مهام الأطراف الأخرى في تحريك وتوجيه قيادته نحو الهدف الذي تختارها وهو يفسر أيضا عمليات الاغتيالات الداخلية وآخرها اغتيال عضوه الناشط وحامل أسراره ( عمر علوش ) في منزله بتل أبيض وكما أعتقد فان عامل الخوف من التصفيات الداخلية يلجم اندفاع المئات من الكرد السوريين الموالين له من غير الراضين عن سياسات – ب ك ك – وممارساته في سوريا وهنا من غير المستغرب أن تقترف قيادة – ب ك ك – أعمالا انتقامية بحق عناصرها السورية ومناوئيها من غير أعضائه كلما واجهت الهزائم وهي تعيشها الآن في عفرين .
  قلنا ل – ب ي د – الذي يدعي انه ليس جزءا من – ب ك ك – ولايأتمر بقراراته تعالوا سنصدقكم مجازا ولو الى حين لقد استوليتم على قرار الحرب بمفردكم وخسرتم الى حد الهزيمة العسكرية النكراء بعفرين والفشل السياسي في كافة المناطق فمن أجل انقاذ شعبنا من الهلاك وحتى الحفاظ على ماء وجهكم ومنع تكرار ماحصل في عفرين بمناطق أخرى عودوا الى الشعب الكردي وسلموه أمركم طوعا واخضعوا للغة العقل ومتطلبات العمل الوطني والديموقراطي وتجنبوا المغامرات غير المحسوبة وارضخوا لنداء الواجب القومي والوطني في المشاركة مع كل الأطياف الكردية الأخرى في المؤتمر المنشود لمراجعة الماضي بكل تفاصيله واستخلاص الدروس والعبر والتوافق على برنامج سياسي واقعي وانتخاب قيادة كفوءة نزيهة لتمثيل الكرد السوريين على الصعيدين القومي والوطني وفي المحافل الخارجية وحماية شعبنا من الويلات والهجرة والتهجير ومازلنا ننتظر الجواب العملي ..فهل من مجيب ؟ وللبحث صلة ......


270
وهل أخطأ السورييون في فهم حقيقة " معارضتهم " ؟
                                                                       
صلاح بدرالدين
 
  نشر د برهان غليون مقالة تحت عنوان " هل أخطأ المثقفون فهم الشعوب الغارقة في الجهل والطائفية ؟" * - وذلك ردا ( كما أشار ) على رسالة تلقاها عبر موقعه الشخصي يتهم فيها المثقفين وبينهم شخصه بتحمل مسؤولية اخفاق الثورة وعدم فهمهم لطبيعة المجتمع ومستوى الوعي المتدني للشعب السوري وبما أننا في الذكرى السنوية الثامنة للثورة وجدت من المناسب التعقيب على ماجاء في مقالته كمساهمة نقدية في ما آل اليه الوضع الآن على الصعيد الوطني الذي يهم كل مواطني بلادنا ويؤثر في مصيرهم ومستقبل أجيالهم خاصة وأن الذين تصدروا " المعارضة " وأولهم السيد غليون الرئيس الأول ( للمجلس الوطني السوري ) لم يقدموا تفسيرا للاخفاقات ولم يمارسوا أي نقد ذاتي أو مراجعة بالعمق حول الهزيمة المذلة والزلزال السوري عموما  ومكامن الخطأ والصواب ناهيك عن تقديم الاعتذار لما ألحقوا من أذى بالسوريين وقضيتهم .
 بغض النظر عن صحة وجود الرسالة من عدمها فانها متناقضة في مضمونها من جهة تحميلها  د غليون " مسؤولية اخفاق الثورة " وهو تهمة ( ان صحت ) يدان عليها المرء بالخيانة العظمى ومن الجهة الأخرى تشيد بشخصه الى درجة " ادخال شخصيته الراقية في قلوب الناس وعقولهم " والثقة العمياء بها  فمن المرجح ان تكون الرسالة افتراضية خاصة وأن اتهامه بمسؤولية الاخفاق كأول رئيس للمجلس الوطني السوري الذي أسسه وسيطر عليه ( الاخوان المسلمون ) وكما هو شائع في أوساط المعارضين للنظام فقد بارك القطرييون تنصيبه بناء على صفقة باتت معروفه ومتداولة بشفاعة د عزمي بشارة وتدخل العائلة الحاكمة هناك بكل ثقلها واغراءاتها المالية وقد خرج الموضوع من دائرة الهمس ليصل الى مقالات منشورة وشهادات موثقة وذلك مما يدفعه كل ذلك الى تبرئة ساحته بشتى الطرق وقد يكون هو من وصل الى تلك القناعات ليتسنى له اخراجها بهذه الطريقة التي يضع فيها اللوم على الوعي الشعبي وتخلف المجتمع السوري !.
  بداية من المضحك لعالم اجتماع ان يعيد سبب اندلاع الثورة لوجود نظام مستبد وكأنه اكتشاف نظري فريد في حين أن كل سوري في الريف والمدينة وحتى على هامش الحياة شعر قبله على أرض الواقع ومنذ عقود بالمعاناة من نظام لايمثله بل يضطهده ويستعبده أما مايتعلق بدور المثقفين فأقول : لاأبدا ليس " المثقفون السورييون مسؤولون عن نشر الأفكار التي ألهمت الثورة " كما يدعي الكاتب والميزة الأساسية لثورات الربيع عموما وفي المقدمة الثورة السورية عفويتها وعدم التخطيط لها لامن جانب المثقفين ولا من جانب السياسيين التقليديين والأحزاب الكلاسيكية القومية واليسارية والاسلامية بل تصدرها الشباب والحراك الوطني الثوري المستقل وهي ( أي الثورة ) فاجأت المثقفين وأربكت حساباتهم وخلخلت آفاقهم الضيقة الذين وقف معظمهم ضدها ومع النظام وحتى د غليون لم يكن حتى في وارد تصور ولوجزء بسيط مما حدث وكان يتردد على دمشق وعبر مطارها حتى قبل الانتفاضة بوقت ليس بقليل .
 المثقفون السورييون الذين انضموا الى قافلة الاخوان بدءا من المجلس ود غليون بينهم يتحملون المسؤولية في مناح عديدة :
 اولا -  في عملية تضليل جمهور الثورة السورية وبينهم خلال البدايات تنسيقيات الشباب خصوصا في حمص ودرعا ودير الزور خاصة عندما تسلقوا الى مواقع القيادة بالمعارضة ( ولو الشكلية لأن القرار الحاسم كان بأيدي الاسلام السياسي ) وهم أي المثقفون من غير الاخوان – ليبراليين ويساريين وقوميين - كانوا أجراء عند – البيانوني - ومجرد ديكور للزينة والبداية كانت بالمجلس الوطني برئاسة الكاتب – عالم الاجتماع - حيث أخفوا الحقيقة بل ورطوا الكثيرين في مقولة : أن المعارضة بأيد أمينة .
 ثانيا – عملية التضليل الأخرى للجمهور الوطني الواسع الادعاء بأنهم في ( المعارضة ) يقودون الثورة ويمثلونها ويعبرون عن أهدافها في حين كانوا ضمن أجندة النظام الرسمي العربي والاقليمي المانح الذي لم ولن يكون يوما مع ثورة الشعوب وتطلعاتها .
 ثالثا – التضليل الأخطر عندما وقف هؤلاء اما مؤيدين او صامتين لامبالين ازاء مخطط – الاخوان المسلمين – بافراغ الجيش الحر من الطاقات الوطنية الخلاقة بل استبعادهم من مواقع الفعل والقرار وفرض الحصار المالي عليهم وتركهم في المخيمات الحدودية بالجانب التركي كأسرى بامرة جنود حراسة المخيمات وكذلك في البلدان الأخرى مثل الأردن وفوق كل ذلك تهربهم من تحقيق مطلب ( هيكلة تشكيلات الجيش الحر ) واشراكها في قرار الحرب والسلام  .
 رابعا – بلغ تضليلهم لجمهور الثورة أوجه في ازدواجيتهم وانتهازيتهم  وذلك عندما رضخوا لارادة – الاخوان المسلمين – في تجاهل الآلاف من المناضلين من العرب والكرد وأتباع الديانة المسيحية والمذاهب العلوية والدرزية والاسماعيلية الذين كانوا معارضين أشداء لنظام الاستبداد وعدم افساح المجال أمامهم لتولي المراكز القيادية في المعارضة وكان المقياس السائد حينذاك ابعاد كل من يخالف سيطرة الاسلام السياسي على مقاليد المعارضة والثورة .
 خامسا – في كل العملية التضليلية التي مارسوها لأعوام كانت قناة – الجزيرة – القطرية أداة فعالة ليس لنشر ومتابعة أضاليلهم بل بوضع الحظر على كل من يخالف مخطط أخونة ثورات الربيع وكان المتعارف عليه أن لهذه القناة – فلتر اخواني سوري – يمنع ظهور أي سوري على القناة الا اذا مرره الفلتر وكانت أبواب القناة مفتوحة لكل من يزكيهم الاخوان وبطبيعة الحال كان هؤلاء نجوم القناة ليلا نهارا .
 سادسا – وصل الأمر بهؤلاء ( المقصود المثقفون من غير الاخوان في قيادة المجلس ومن ثم الائتلاف ) استخدام أموال المعارضة والثورة في شراء الذمم ليس من أجل توسيع قاعدة المعارضين ضد النظام بل في سبيل رفع صورة هذا المسؤول أوذاك في مظاهرات أيام ( الجمع ) وقد تردد أن العضو الكردي في قيادة المجلس الوطني دفع لأحدهم ( وهو حي يرزق ومستعد للشهادة ) ثلاثة آلاف دولار حتى يرفع لافتة أمام الكاميرا مكتوبة عليها عبارة ( فلان الفلاني يمثلني ) .
 سابعا – كان من المفترض أن يكون هؤلاء ( وبينهم أكاديمييون وعلماء اجتماع ومثقفون ) مطلعون على خصوصية الوضع السوري وتركيبة شعبه القومية والدينية والمذهبية وتعددية تياراته السياسية وتنوع ثقافته وبالتالي كان المفترض وبناء عليه أن لايوافقوا على أن يسيطر الاخوان المسلمون كاحدى جماعات الاسلام السياسي على المعارضة ويصبحوا عنوانا لها مما دفع نظام الأسد الى استثمار ذلك أمام المجتمع الدولي وتصوير الأزمة على أنها صراع بين التخلف وجهالة القرون الوسطى وبين العلمانية التي يمثلها النظام وبالتالي ليس هناك من ثورة وطنية ديموقراطية تغييرية ولكن رضخ هؤلاء لارادة ( الاخوان ) بل برروا ذلك بالتضليل وعلى الأغلب ليس بسبب خطأ أو قصور فهم بل تعلقا بمصالحهم الشخصية حيث انتقل معظم هؤلاء من حالة الفقر والعوز الى مراتب الغنى الفاحش في سنوات معدودة .
 ثامنا – كل تلك الأضاليل والاستهانة بوعي السوريين وعدم ادارة العلاقات بين المكونات الوطنية بافق عقلاني وعلماني وديموقراطي أدت الى اجهاض الثورة واثارة الانقسام بين المكونات حيث الصراعات القومية والدينية والمذهبية في أوجها ليس على نطاق البلاد فحسب بل خصوصا بين صفوف سوريي المعارضة  والثورة فهل نقتصر بتوجيه التهمة للنظام والاسلام السياسي ونغض الطرف عن الذين ضللونا من المسؤولين الأساسيين عن الكارثة الذين ركضوا وراء مصالحهم وارتضوا بالمواقع الشكلية وغطوا على خطايا وانحرافات وجرائم الاخوان المسلمين بحق السوريين وثورتهم ؟ .
•   - هل أخطأ المثقفون فهم الشعوب الغارقة في الجهل والطائفية؟ د برهان غليون  - العربي الجديد – 12 مارس 2018 .


271
الثورة التي أجهضها " الداخل " قبل غدرالخارج
                                                                     
صلاح بدرالدين

   الثورة السورية التي تشارف على بلوغ عامها الثامن وتعرف عادة في الوسط الوطني بالفريدة واليتيمة والمغدورة لم تنل حتى اللحظة حقها من " أهلها " المفترضين في المراجعة النقدية العلمية والموضوعية حول أسباب اندلاعها وتطوراتها الداخلية وظروفها الذاتية وأسرارها غير المعروفة والصراع على التحكم فيها داخليا وخارجيا وتحريف خط سيرها من جانب الاسلام السياسي وتنظيمه المؤدلج  ( حركة الاخوان المسلمين السورية ) بدعم خارجي مباشر تحت أنظار مشاركين في المسؤولية  قدموا أنفسهم ( كجماعات وأفراد ) ليبراليين ويساريين وقوميين وجيش حر هؤلاء جميعا وطوال هذه المدة وبعد حصول مالم يكن في الحسبان من تراجع وجمود وانقسام وردات وانحرافات لم يبادروا بشكل انفرادي أو جماعي ولو الى التوقف مليا حول مآلات الثورة الكارثية وأسبابها ونتائجها ودور العامل الذاتي في ذلك .
 نعم للتاريخ نقول وبالاضافة الى أن الانتفاضة الشعبية الدفاعية السلمية والمقاومة في بلادنا كانت احدى روافد ثورات الربيع التي اندلعت في المشرق والمغرب استجابة لقانون التطور والتقدم والخلاص من النظم الدكتاتورية المستبدة وتحقيق الطموحات الشعبية في الكرامة والحرية فانها كانت تعبيرا تاريخيا عن ارادة السوريين واستكمالا لنضالاتهم منذ فجر الاستقلال في سبيل ازالة الاستبداد المتجسد في نظام البعث الأمني – العسكري الأحادي حزبيا وقوميا وطائفيا وفئويا وعائليا وتحقيق الديموقراطية والعدالة والشراكة كقاعدة للعيش المشترك بين أطياف ومكونات الشعب السوري المتعدد الأقوام والأديان والمذاهب والتيارات السياسية وان لم تحقق الثورة أهدافها خلال هذه الأعوام الثمانية فذلك لايعني أبدا أن الثورة بأهدافها وشعاراتها وحاملي راياتها وشهدائها وحراكها الوطني النزيه وتنسيقات شبابها المضحية ونشطائها الشجعان لم تكن على حق أو كانت باطلة كما يدعي الجاحدون .
 في مختلف البلدان التي اندلعت فيها ثورات الربيع ومن بينها سوريا اما أسقطت الدكتاتوريات كما في ليبيا واليمن وتونس أو أضعفت قاعدتها العسكرية والأمنية والاقتصادية والحزبية والادارية كما في سوريا والى حد ما في مصر وواجهت انتكاسات وكوارث وتدخلات خارجية حققت بعض الخطوات وفشلت في أخرى فقط في بلادنا تكالبت القوى الخارجية وتدخلت لمصلحة بقاء النظام ومواجهة الثورة مباشرة أو غير مباشرة على شكل أربعة احتلالات عسكرية ( روسية – ايرانية – تركية – ميليشياوية عابرة للبلدان ) وكذلك التغلغل واختراق صفوف الثوار عبر بوابة المعارضة غير المحصنة المستولى عليها من الاسلام السياسي من ( المجلس مرورا بالائتلاف وانتهاء بهيئة التفاوض ) حيث تمت عملية التجنيد واستخدامها في خدمة أجندات النظام العربي والاقليمي الرسمي خصوصا قطر وتركيا الحاملان لمشروع أخونة وأسلمة ثورات الربيع عموما والسورية على وجه الخصوص .
 ليس من باب البحث عن تبريرات أو في معرض الرد على الشامتين الجاحدين الذين كانوا من اليوم الأول أقرب الى النظام وضد أي تغيير ديموقراطي في بلادنا فان أهداف الثورة السورية التي لم تتحقق هي أهداف الغالبية العظمى من السوريين وهي نفسها التي استشهد أجدادهم من أجلها منذ مواجهة الامبراطورية العثمانية مرورا بالاستعمار الغربي وانتهاء بمواجهة نظم البورجوازية ( الوطنية ) التي سيطرت عبر الانقلابات وبمعزل عن العملية الديموقراطية وعاثت بالبلاد فسادا وظلما ودكتاتورية وشوفينية وفتنة قومية وطائفية نقول أن الشعب السوري بكل مكوناته وفئاته الوطنية وأجياله الحالية والقادمة سيستمر في النضال بمختلف أشكاله الملائمة من أجل تحقيق أهداف ثورتنا المغدورة طال الزمن أم قصر وهو كفيل بابتكار أفضل السبل والوسائل في سبيل ذلك .
 على السوريين أن يحفظوا تاريخ ثورتهم عن ظهر قلب التي بدأت خطواتها الأولى منذ أواخر شباط \ فبراير من عام 2011 عندما ظهرت شعارات مناوئة للنظام على جدران احدى المدارس في مدينة درعا حيث عذب التلاميذ وتم التنكيل بهم ثم حدثت مظاهرة عفوية باسم ( يوم الغضب ) يوم الخامس عشر من آذار في سوق الحميدية بدمشق وفي السادس عشر من آذار تم اعتصام أمام مبنى وزارة الداخلية تحول الى مظاهرة في ساحة المرجة شارك فيها العشرات من الناشطين الكرد ثم حدثت الانطلاقة الفعلية للثورة السورية يوم الثامن عشر من آذار في جمعة الكرامة بدرعا والتي تؤرخ كيوم الثورة الذي يحتفى به .
 الكرد السورييون وعبر حركتهم الوطنية وتعبيراتهم السياسية ونشطائهم كانوا ضمن صفوف الثورة السورية ومع أهدافها منذ بداياتها وحتى الآن فالكرد كشعب ومكون محروم من الحقوق يخضع للاضطهاد القومي والاجتماعي من جانب النظم الدكتاتورية المتعاقبة على الحكم منذ الاستقلال من مصلحته قبل الآخرين زوال تلك الأنظمة واجراء التغيير الديموقراطي حيث سيتغير وضعه نحو الأفضل وسينتزع حقوقه عبر الحوار وفي اجواء السلم والعملية الديموقراطية ولاشك أن بين الكرد كما العرب والمكونات الأخرى من تنظيمات وفئات ومجموعات اما لم تكن مع الثورة وكانت مع النظام أو وقفت مترددة بدون مبادىء ولكن هذه الحالة لم تطغى على حقيقة اعتبار الغالبية الساحقة من الكرد السوريين مع الثورة وقدمت الشهداء وضحت بالكثير الكثير .
 ومرة أخرى وكشهادة أمام التاريخ أقول نحن كشعب كردي سوري وكحركة كردية اجتزنا مرحلة ودخلنا مرحلة جديدة منذ اندلاع الثورة السورية في مجال الاعتراف بالوجود والحقوق ففي حين كان وجودنا محل انكار من جانب النظام وحقوقنا موضع تجاهل ورفض ونضالنا كان يواجه بالقمع والتنكيل بدأنا بالتحاور مع شركائنا من معارضي النظام في السنوات الأولى ورغم ملاحظاتي الكثيرة على صدقية وجدية ونزاهة بعض كيانات المعارضة وخصوصا حركات الاسلام السياسي التي فتحت جرحا جديدا في – عفرين - الا أن الغالبية فيها سلمت علنا بوجود شعبنا والاعتراف الرسمي الموثق بحقوقه المشروعة وبضرورة حل القضية الكردية ديموقراطيا وتضمين حقوق الكرد في الدستور الجديد لسوريا وكل ذلك سيشكل منطلقا لنا جميعا لتعزيز النضال الكردي العربي المشترك الآن وفي المستقبل من أجل سوريا تعددية تشاركية جديدة .
   بقي أن نقول أن مسألة مراجعة تجربة الثورة السورية بعمل جماعي منظم وبقراءة نقدية موضوعية علمية باتت في صدارة المهام الوطنية .



272
(  جولة فيسبوكية اسبوعية  )
                                                     
صلاح بدرالدين

 1 - الحاكم العرفي الروسي في قاعدة – حميميم – المحتلة والذي يسمي نفسه زورا بمسؤول المصالحة يقول وبدون أية ذرة من الحياء : " نحن نضمن حياة من يخرج من الغوطة مع سلاحه الفردي لتسفيره .." وهذا يؤكد على أن المحتل الروسي شريك نظام الاستبداد في كل عمليات القصف والتدمير وسياسة الأرض المحروقة لاجبار سكان الغوطة الشرقية على الاستسلام والرحيل وشريكه في مخطط تغيير التركيب الديموغرافي من جهة أخرى واذا كان المحتل الروسي يضمن حياة من يغادر فلماذا لايضمن حياة مئات الآلاف بالبقاء في مناطقهم ومنازلهم وأرض آبائهم وأجدادهم والأمر يتجاوز الغوطة ليشمل كل المناطق السورية حيث الروس والايرانييون والأتراك والنظام والميليشيات العراقية بصدد تغيير الشعب السوري بدل تغيير النظام .
 2 - تصريح مهم للرئيس مسعود بارزاني حول مصادقة برلمان العراق على الميزانية الاتحادية التي خفضت حصة الاقليم من 17 الى 12% حيث اعتبرها " انتهاكاً واضحاً للشراكة والتوافق والتوازن ومبادىء الدستور، وقمع مخطط له ضد شعبنا " متمنيا " على الداخل الكردستاني والخارج التعرف على عقلية وثقافة التعامل مع شعب كردستان وداعيا كافة الأطراف الكردستانية اتخاذ القرار المشترك المناسب ردا على ذلك السلوك " ومن المعلوم أن الظروف التي تحيط بشعب كردستان العراق تتشابه بقدر كبير مع معاناة الكرد في الأجزاء الأخرى وخاصة الشعب الكردي في سوريا من جهة الانقسامات الداخلية واستثمارها من جانب الأنظمة وحتى القوى السياسية خارج الحكم برفض الحقوق الكردية ونبذ مبدأ التوافق والشراكة وبالتالي لاحل أمام الكرد كل في جزئه الا بالاتفاق والاتحاد والتوافق مع شركاء العيش المشترك تماما كما نادى بها الرئيس بارزاني بخصوص كرد العراق .
 3 - على ضوء مالاحظته اليوم في عدد من الصحف العربية الأكثر رواجا من مقالات لكتاب واعلاميين سوريين وعرب " الموقف العربي الرسمي الغائب من سورية " و" سكوت وتورط مصر والجزائر والمغرب بتجاهل معاناة السوريين " " والبطء العربي في تسوية المشاكل " " وتوافق دولي على تدمير سوريا وشعبها " وسوريا قصة موت معلن ولامن يهتم " بالمقابل وكما يقال : اذا عرف السبب بطل العجب حيث كل الراقصين المعنيين على الدم السوري لهم أهدافهم الخاصة : بوتين روسيا يغازل الجيش وبقايا الشيوعيين والمافيات طبعا لمضيه في تقديم سوريا قربانا لانتخابه للمرة الثالثة والرابعة والخامسة وترامب أميركا يحول سوريا الى مزرعة تجارب لاسترداد الهيبة وروحاني ايران يراهن على ابادة السوريين لتغيير معالم البلد مذهبيا وأردوغان تركيا مستعد للمضي بقتل الكرد السوريين لتحقيق مآربه الحزبية والرئاسية وعبادي العراق يمرر خططه المعادية للسوريين سرا وعبر الحشد والميليشيات لاقناع قاسم سليماني باعادة انتخابه لقيادة العراق وكل ذلك يدل على عظمة سوريا وقيمتها أمام هؤلاء الصعاليك الصغار .
 4 - لاأكتشف جديدا بالقول أن أحزاب ( ب ي د – والمجلس الكردي ) تتغنى بالسيادة الوطنية السورية بصورة انتقائية وبحسابات حزبية ضيقة فتستحضر جيش النظام الذي قتل مليون سوري وميليشياته المذهبية الموغلة بالاجرام لمواجهة تدخل المحتل التركي وتتعاون بلاحدود مع محتل آخر وهو الأمريكي وتستجدي رضا المحتل الروسي في كل وقت ولاتبالي بمخاطر المحتل الايراني وامتداداته وبذلك تمضي ( أحزابنا ) هائمة في طريق الضياع وغير محصنة لاقوميا ولاوطنيا من جهة لاتحمل أي مشروع كردي واضحة المعالم ومن الجهة الأخرى تفتقر الى أي تصور حول الوطن والسيادة والنظام السياسي المنشود أي بايجاز : أحزابنا بدون استراتيجية نضالية وفي منافسة حامية بينها لخدمة أجندات الآخرين وسيقال على الفور مالعمل وما البديل ؟ والجواب هو مسؤولية الجميع باعادة بناء وترسيخ وحدة الحركة الكردية فكريا وثقافيا وسياسيا وتنظيميا حتى لو طال الأمد .
 5 -
رسالة اعتذار بعدم المشاركة في ندوة الحوار العربي الكردي با العاصمة الأردنية
حضرة الدكتور محمد أبو حمور المحترم أمين عام منتدى الفكر العربي - عمان
تحية واحتراما
كنت قد أنجزت كل مستلزمات المشاركة والسفر الى عمان بالوقت المحدد تلبية لدعوتكم الكريمة لحضور ندوة الحوار العربي الكردي ولكن للأسف الشديد وفي اللحظة الأخيرة تفاجأنا بنص برنامج الندوة المرسل الينا والمتضمن ثلاث كلمات بالجلسة الافتتاحية ليس بينها متكلم كردي اضافة الى خلو البرنامج من أسماء وعناوين مواضيع المتداخلين الآخرين من الكرد ومن بينها كلمة جمعية الصداقة الكردية العربية التي كنت سأتلوها تحت عنوان ( العيش المشترك " التوافقي " الكردي العربي في سوريا ) في حين أن عنوان الندوة هو الحوار العربي الكردي ومن المفترض أن يتقاسم الجانبان وبشكل ديموقراطي ومتساو وشفاف ومعلن البرنامج والفعاليات وهذا ما خيب أملنا ودفعنا الى اعادة النظر وعدم المشاركة .
نحن في جمعية الصداقة الكردية العربية كأقدم مؤسسة صداقة تأسست منذ حوالي عشرين عاما كنا ومازلنا حريصون على اعادة ترميم علاقات الكرد والعرب وتعزيز الصداقة والعيش المشترك بينهما على قاعدة الاعتراف المتبادل بالوجود والحقوق الى جانب حرصنا على أي عمل جماعي في هذا السياق بشرط أن يستوفي متطلبات المشاركة الحقيقية في برامج الفعاليات بالعدل والمساواة ومازلنا في الصفوف الأمامية لتوفير مستلزمات الحوار الكردي العربي على أسس سليمة ديموقراطية .
أتمنى لكم الموفقية والى جولات أخرى من الحوار الناجز والمفيد والمدروس بين شعبينا وفي ظروف أنسب
صلاح بدرالدين
رئيس جمعية الصداقة الكردية العربية

 


273
رسالة اعتذار بعدم المشاركة في ندوة الحوار العربي الكردي با العاصمة الأردنية
حضرة الدكتور محمد أبو حمور المحترم أمين عام منتدى الفكر العربي – عمان
تحية واحتراما
كنت قد أنجزت كل مستلزمات المشاركة والسفر الى عمان بالوقت المحدد تلبية لدعوتكم الكريمة لحضور ندوة الحوار العربي الكردي ولكن للأسف الشديد وفي اللحظة الأخيرة تفاجأنا بنص برنامج الندوة المرسل الينا والمتضمن ثلاث كلمات بالجلسة الافتتاحية ليس بينها متكلم كردي اضافة الى خلو البرنامج من أسماء وعناوين مواضيع المتداخلين الآخرين من الكرد ومن بينها كلمة جمعية الصداقة الكردية العربية  التي كنت سأتلوها تحت عنوان ( العيش المشترك " التوافقي " الكردي العربي في سوريا ) في حين أن عنوان الندوة هو الحوار العربي الكردي ومن المفترض أن يتقاسم الجانبان وبشكل ديموقراطي ومتساو وشفاف ومعلن البرنامج والفعاليات وهذا ما خيب أملنا ودفعنا الى اعادة النظر وعدم المشاركة .
نحن في جمعية الصداقة الكردية العربية كأقدم مؤسسة صداقة تأسست منذ حوالي عشرين عاما كنا ومازلنا حريصون على اعادة ترميم علاقات الكرد والعرب وتعزيز الصداقة والعيش المشترك بينهما على قاعدة الاعتراف المتبادل بالوجود والحقوق الى جانب حرصنا على أي عمل جماعي في هذا السياق بشرط أن يستوفي متطلبات المشاركة الحقيقية في برامج الفعاليات بالعدل والمساواة ومازلنا في الصفوف الأمامية لتوفير مستلزمات الحوار الكردي العربي على أسس سليمة ديموقراطية .
 
أتمنى لكم الموفقية والى جولات أخرى من الحوار الناجز والمفيد والمدروس بين شعبينا وفي ظروف أنسب
 
صلاح بدرالدين 
رئيس جمعية الصداقة الكردية العربية


274
في تحديات العيش " الأقوامي " المشترك
                                                               
صلاح بدرالدين

  في منطقتنا وبالبلدان المتعددة الأقوام والأثنيات التي نالت استقلالها منذ القرن العشرين تحت ظل دساتير وضعتها القوميات السائدة الغالبة حسب مقاسها متجاهلة الآخر القومي المختلف أصولا ولغة وتاريخا وثقافة كما هو الحال في بلادنا وبعد مرور الزمن واستعصاء حدوث التحولات الديموقراطية وسير الحياة القانونية والسياسية والاجتماعية على هذا المنوال وظهور النزعات الشوفينية من قوى وتيارات ومجموعات حاكمة مستبدة وتماديها في تحويل الخطأ الدستوري التاريخي القاتل الى حقائق قانونية ادارية على الأرض من خلال اللجوء الى سلطة القانون وقوة التنفيذ وذرائع ( الأمن القومي ) ووحدة الوطن وما تفتقت بها عقول العنصريين من مخططات ومشاريع في اطر تغيير التركيب الديموغرافي والتهجير والحرمان من حقوق المواطنة وتزوير التاريخ وتبديل أسماء البشر والمناطق والمدن والقرى نقول بعد كل ذلك والذي دام حوالي القرن ألحق الأذى بالقضية الوطنية والديموقراطية  والتقدم والتنمية وزرع ألغاما أمام تحقيق العيش المشترك والوئام من الصعوبة جدا تخطيها الا بعد انجاز مهام انقاذية عاجلة .
 قبل نحو اسبوعين وبمناسبة السنة الأمازيغية الجديدة شاركت في ندوة علمية بمكناس – المغرب تحت عنوان ( حوار الثقافات وتعايش الهويات ) أقامها " مركز الذاكرة المشتركة من أجل الديمقراطية والسلم " وقد لمست مدى التشابه بين الأزمة المتفاقمة في بلدان المغرب والمشرق حول قضية تعايش الشعوب والقوميات وكيف أنها تحتاج الى المزيد من الحوار الهادىء والتفاعل المعرفي للوصول الى القواسم المبدئية المشتركة والاعتراف المتبادل بالوجود والحقوق وكما هو الحال في بلدان المشرق هناك لدى كل الأطراف توجهات ورؤا مختلفة وأحيانا متناقضة فلدى القومية السائدة من يسعى الى تمثلية واذابة الآخر ومن يميل الى تحقيق التفاهم والمساواة من دون آليات واضحة وأقصد هنا الالتزام بمبدأ حق تقرير المصير أما لدى شعب الأمازيغ فهناك تياران أحدهما غالب يؤمن بالتشاركية والعيش المشترك على قاعدة الحل الديموقراطي لقضيته والتعددية وانتزاع الحقوق المشروعة كما تجد تيارا متشددا فقد الأمل من القومية السائدة ولكن الآفاق مازالت رحبة من أجل الحلول الوطنية عبر الحوار السلمي .
 في سوريا وبالعودة الى الوراء قليلا وفي باكورة نضال الجناح اليساري في حركتنا الكردية قبل نحو خمسة عقود اخترنا درب الحوار والتفاهم حيث لاسبيل غيره وواجهنا المواقف المتناقضة والغريبة وتعقيدات لاتحصى ليس في مجال التفاهمات السياسية العامة مع القوى السياسية السورية بل بخصوص الاعتراف بوجود شعب كردي شريك يشكل القومية الثانية وبالرغم من اعتبارنا الشيوعيين الأقرب الينا ( نظريا ) ولكن لم نحظ منهم بأي اعتراف أو تعاون خاصة الحزب الرسمي المنضوي بجبهة النظام بعكس شيوعيي ( رابطة العمل ) الذين تعاوننا سوية وأصدروا وثائق تلتزم بحق تقرير مصير الكرد السوريين حتى أجنحة من حركة القوميين العرب مثل ( حزب العمل الاشتراكي ) سار على المنوال ذاته وكذلك جناح حزب البعث اللبناني الموالي لمجموعة صلاح جديد أما الاسلامييون والناصرييون والقومييون التقليدييون فوقفوا ضد الحقوق الكردية على طول الخط  .
 منذ اندلاع الانتفاضة الثورية في آذار 2011 حصلت تطورات عميقة ومن ضمنها نوع من الانفتاح السوري على الكرد وقضيتهم وتوسع الحوار بين شباب التنسيقيات والحراك الوطني الثوري لدى الكرد والعرب وحتى بعد ظهور كيانات المعارضة من مجلس وائتلاف وتحفظاتها كونها انقادت من الاسلام السياسي والأحزاب التقليدية ( الاسلامية والقومية والشيوعية ) التي لم تحمل يوما تراثا تاريخيا يشي بالانفتاح على الكرد أو الالتزام بحقوقهم الا أنها لم تنجح في وقف المد الانفتاحي والتواصل الكردي العربي وتحول الحقوق المشروعة للكرد جزءا من مهام الثورة الوطنية الديموقراطية من أجل الحرية والكرامة .
 للأسف الشديد وضعت جماعات – ب ك ك – ذرائع جديدة بأيدي شوفينيي – المعارضة – وخصوصا جماعات الاسلام السياسي منها حتى تتمادى في انكار الحقوق الكردية المشروعة وذلك عندما ظهرت تلك الجماعات ومن بدايات نشوب الانتفاضة بدعم واسناد نظام الاستبداد وايران كطرف معادي لارادة السوريين وثورتهم ضد نظام الأسد ونقل معركتها مع تركيا الى الأراضي السورية كما طبقت سلطتها الأمر واقعية في المناطق الكردية على أساس الدكتاتورية الحزبية ورفض مشاركة المختلفين معها وبينهم الشباب والمستقلون والأحزاب والجميع كانوا من أنصار الثورة السورية بشكل أو آخر وقد أنتجت هذه السياسات الخاطئة عدم الثقة وخلقت العداوات ودقت أسافين في جسم العلاقات الكردية العربية الى درجة غياب الحوار الهادىء حتى بين أطراف من نخب الشعبين وحل محله أسلوب الصدام والنزعة العنصرية الخطيرة وجاءت الاعتداءات التركية الأخيرة وبمشاركة فصائل – المعارضة – المسلحة لتزيد الطين بلة .
 رغم كل ماقيل في الأسابيع الأخيرة في نطاق التراشق اللاحضاري بين عناصر كردية وعربية الا أننا نقول أن التعميم خاطىء ولاأساس له ولم نفقد الأمل ولم تحصل نهاية للحياة خاصة وأن متشددي الطرفين ليسوا من المقيمين في الداخل بغالبيتهم الساحقة وبالتالي لايعبرون عن حقيقة مصالح الشعبين ولا ينطلقون من المزاج الوطني العام طبعا حرية الرأي تشمل أيا كان ومن حق أي كان عرض مايراه مناسبا ولكن لاحظنا على سبيل المثال ولدى المناوشات الكلامية بين متشددي الشعبين بالخارج حصول عقد ندوات حوارية بالوقت ذاته بالقامشلي بين مثقفي وناشطي الكرد والعرب والمكونات الأخرى تدعو الى التكاتف والاعتراف المتبادل بالحقوق والتشاركية .
 أكرر ما ظهرت في الأسابيع الأخيرة من مهاترات تفوق التصور وتخترق كل المبادىء التي قامت عليها الحركة الديموقراطية الكردية والعربية ولن يستفيد من حالات العداء تلك سوى نظام الاستبداد والقوى الخارجية التي لاتريد الخير للسوريين فبالأخير سنبقى نحن الكرد والعرب والتركمان والمسلمون والمسيحييون وأتباع سائر الأديان والمذاهب الوطنية في عيش مشترك بوطن واحد تعددي وتفاعل ايجابي مهما كانت الحلول المطروحة لمصير البلاد .

275
من أجل عفرين وأهلها
                                                             
صلاح بدرالدين

  1 - بحسب احصائيات " المرصد السوري " هناك بعد مضي 27 يوما على الاعتداء التركي على منطقة عفرين ( 460 ) شهيد من مدنيين ومقاتلين ناهيك عن ضحايا الطرف المعتدي ومازال أمام من يقود قوات – ب ي د – خيارين : اما نموذج كركوك حيث صانت القيادة الكردستانية العراقية الحكيمة بزعامة مسعود بارزاني دماء الكرد مقابل تنازلات وقتية أو نموذج ملحمة أو محرقة – قلعة دمدم – التي لم ينجو منها أحدا مع الأخذ بعين الاعتبار أن المواجهة في عفرين لاعلاقة لها بالقضية الكردية السورية  كحقوق ومطالب لأن الطرف التركي ليس هو من يحكم سوريا وبالتالي ليس معنيا بأية شروط تتعلق بكرد سوريا وهي لم تطرح أساسا هذا بالاضافة الى احتمالية استلام سلطة نظام الأسد لمقاليد الأمور كحل لن تعترض عليه أطراف الصراع وقد يخرج الى العلن بعد المحادثات الأمريكية – التركية خاصة وأن واشنطن لاتخفي أن عفرين خارج مسؤوليتها العسكرية .
 2 - بما أن السوريين لم يعد لهم ( حول ولاقرار ) وبما أن اعادة ترتيب وبناء أوضاعهم الداخلية لمواجهة التحديات السياسية والمقاومة لم تعد سهلة المنال في المدى المنظور كحالة من ينتظر مجيء ( غودو ) فمالهم سوى مراقبة اكتظاظ حركة سير المحتلين من روس وايرانيين وأمريكان وأتراك وميليشيات ومرتزقة ومتابعة صراعاتهم على النفوذ وحصصهم التي تعتمد في تحقيقها على الدم السوري وعلى مايبدو سنبقى أسرى تصريحاتهم بترقب وحتى لو صدرت عن هؤلاء عبارات – خشنة – تجاه البعض أو ضربات محدودة أحيانا الا أن ( التفاهم على تقسيم الكعكة ) سيبقى سيد الموقف وعلى حسابنا أوليس الأفضل وبهذه الحالة تجنب الوقوع في فخ المغامرات والحفاظ على البقية الباقية من الأرواح البشرية في جميع المناطق السورية ؟ فأية جهود محلية عسكرية وأينما كانت لن تكون مستقلة نزيهة من أجل تحرير الآرض والانسان ولابد وأن تكون مرتبطة اما بنظام الاستبداد أو بطرف من الأطراف المحتلة .
 3 -  مراد قره يلان على راديو صوت عفرين : " سنخرج قواتنا من عفرين بشرط إذا تركيا أفرجت عن القائد عبدلله أوجلان " اذا كان صحيحا مانسب اليه ( ويبدو أنه دقيق حيث لم يصدر نفيا حتى الآن ) فانه كلام خطير جدا أولا : أنه اعتراف بأن قوات – ب ك ك – التابعة لقنديل هي من تقاتل بعفرين وليس أهل المدينة وريفها ثانيا : أنها تقاتل لأهداف تتعلق بخارج سوريا ثالثا : أن شروطها لاتتعلق بحقوق ومصير الكرد السوريين الذين هم أحوج مايكونوا الى الدعم والاسناد في نضالهم من أجل قضاياهم القومية والوطنية بما فيها نصرة مواجهتهم لنظام الاستبداد الأسدي مضطهدهم وعدوهم الرئيسي رابعا : اعتراف صريح بأن قيادة – قنديل – نقلت معركتها الى مناطقنا منذ ( 2012 )  ومهدت لايصالها الى – عفرين – منذ ذلك الحين من دون ارادة شعبنا الذي تحول وقودا لخدمة مصالحها الحزبية ومع كل ذلك أقول ستبقى عفريننا التي أنجبت القسم الأكبر من رواد حركتنا ومناضليها الشجعان صامدة كشموخ جبالها ولن ترضخ للذل لامن البعيد ولا من القريب .
4 -  بدلا من مطالبة البعض بانسحاب ( المجلس الكردي ) من ( الائتلاف ) والانطلاق من مصالح الكرد وخروج – ب ي د – وملحقاته من دائرة النظام وايران وفك ارتباطه عن القيادة العسكرية في – قنديل - أقترح وكاجراء عملي وحاسم وسريع اعلان أحزاب الطرفين بالفشل والاخفاق والعودة الى الشعب بتسليم مصيرها للمؤتمر القومي – الوطني الكردي السوري الانقاذي الوحدوي الذي يمكن عقده خلال شهرين بالداخل باشراف لجنة تحضيرية من الحكماء والوطنيين المستقلين والحراك الشبابي لأنه وعلى سبيل الافتراض حتى لو تمت الانسحابات والخروج من هنا وهناك يمكن لهذه الأحزاب أن تربط مصائرها مع جهات أخرى لأنها فقدت استقلاليتها ولم تعد محصنة أما المؤتمر المنشود فكفيل باعادة بناء حركتنا على أسس جديدة والخروج ببرنامج سياسي سليم وانتخاب قيادة مؤهلة عمادها المستقلون والشباب وتصحيح العلاقات الكردية العربية السورية وكذلك الكردستانية .
 5 - لقد قلت وكتبت سابقا أن التعامل بين – ب ي د – والأمريكان أمر وقتي آني مصلحي غير ثابت بل متحرك فهم كانوا بحسب استراتيجيتهم في سوريا وصراعهم مع الروس وبحثهم عن مناطق النفوذ بحاجة الى مقاتلين مشاة لضرب داعش والسيطرة على المناطق ووجدوا ضالتهم في – ب ي د – الذي كان له مصلحة أيضا خصوصا لخدمة أجندات – ب ك ك – حزبهم الأم في تبديل الصراع باتجاه تركيا أولا ثم ازالة وصمة الارهاب طبعا تعامل الطرفين لايستند الى وثائق والتزامات أمريكية مع  تحفظ الجانب الأمريكي على موضوع تركيا لانهما عضوان في حلف الناتو لذلك وبالرغم من رفضي لكل السياسات الأمريكية في سوريا والعراق الا أنهم وبحسب رؤيتهم للأمور لم يتخاذلوا بل خدموا أهدافهم واستغلوا الآخرين أما تركيا التي لاتخفي عداءها لحق تقرير المصير الكردي في كل مكان فانها استثمرت الوضع وعقدت صفقات مباشرة مع الروس والايرانيين والنظام وغير مباشرة مع الأمريكان لتنفيذ أجنداته واستباحة الاعتداء واحتلال أجزاء من الأرض السورية شأنها شأن الآخرين من روس وايرانيين وأمريكان وحتى ميليشيات لذلك على الكرد لوم أنفسهم قبل أن يلوموا الآخرين .

276
ولكن لماذا " عفرين " ؟
                                                                 
صلاح بدرالدين

  مأساة أهلنا بعفرين تختلف حتى عن ماحصل في ( عين العرب – كوباني ) من حيث المعنى السياسي في الأخيرة وخلال مواجهة داعش كانت الى جانب بيشمركة كردستان العراق عدة فصائل من الجيش الحر من ضمن المدافعين عن المدينة وفي حالة عفرين نجد غياب البيشمركة ونفس تلك الفصائل السورية تشارك تركيا في الهجوم فماذا تغير ؟ وهل أن الآخرين هم ( خونة وأعداء ومنحرفون ونحن ملائكة ؟ ) هناك اتهامات موجهة ل ب ي د وبالاضافة الى اعتباره جزء من تنظيم خارجي – ب ك ك – أنه منذ البداية كان ومازال مع النظام وسلم العديد من المناطق الى سلطة النظام وحتى أنصاره الذين جاؤوا مؤخرا بالسيارات الى عفرين مروا عبر مناطق تحت سيطرة النظام ثم أن لنا جميعا وطنييون سورييون وكرد مآخذ وملاحظات على سياسات – ب ي د – الذي عمل منذ أعوام على تحويل قضية كرد سوريا مسألة صراع مع تركيا وهو أمر مناقض لمصالح السوريين وثورتهم ولحقوق الكرد السوريين كقضية قومية ووطنية كانت ومازالت جزء من الحركة الديموقراطية السورية وضحية نظام الاستبداد الأسدي وصراعها المباشر مع النظام السوري والتقسيمات الراهنة في الحركة الكردية واضحة لكل جزء خصوصياته وقياداته وأولوياته وأعداؤه وخصومه وأصدقاؤه .
لقد قلت وكتبت سابقا أن التعامل بين – ب ي د – والأمريكان أمر وقتي آني مصلحي غير ثابت بل متحرك فهم كانوا بحسب استراتيجيتهم في سوريا وصراعهم مع الروس وبحثهم عن مناطق النفوذ بحاجة الى مقاتلين مشاة لضرب داعش والسيطرة على المناطق ووجدوا ضالتهم في – ب ي د – الذي كان له مصلحة أيضا خصوصا لخدمة أجندات – ب ك ك – حزبهم الأم في تبديل الصراع باتجاه تركيا أولا ثم ازالة وصمة الارهاب طبعا تعامل الطرفين لايستند الى وثائق والتزامات أمريكية مع  تحفظ الجانب الأمريكي على موضوع تركيا لانهما عضوان في حلف الناتو لذلك وبالرغم من رفضي لكل السياسات الأمريكية في سوريا والعراق الا أنهم وبحسب رؤيتهم للأمور لم يتخاذلوا بل خدموا أهدافهم واستغلوا الآخرين أما تركيا التي لاتخفي عداءها لحق تقرير المصير الكردي في كل مكان فانها استثمرت الوضع وعقدت صفقات مباشرة مع الروس والايرانيين والنظام وغير مباشرة مع الأمريكان لتنفيذ أجنداتها واستباحة الاعتداء واحتلال أجزاء من الأرض السورية شأنها شأن الآخرين من روس وايرانيين وأمريكان وحتى ميليشيات لذلك على الكرد لوم أنفسهم قبل أن يلوموا الآخرين .
أمام نزعات التعالي والشعور بالعظمة والاندفاع صوب التوجهات العنصرية من جانب البعض أقول علينا أن نعلم نحن الكرد السورييون بأننا لسنا قوة عظمى موحدة تحكم كل سوريا وكل كردستان وثلاثة ارباع الشرق الأوسط ونفرض شروطنا على العالم ولدينا أوراق نراهن عليها ونقايضها لمصلحتنا نعم نحن مفككون وأحزابنا لم تؤسس استراتيجية ولم توفر أصدقاء يقفون معنا وقسم منا موسومون بالإرهاب وننقاد من جميع الأطراف وفي خدمة أجندات الآخرين كلنا ضعفاء في سوريا وكلنا مهددون بالفناء أتمنى عندما نناقش امرا مثل أزمة عفرين مثلا أن نكون واقعيين  أقول بصريح العبارة أضعنا بوصلتنا القومية والوطنية وشعبنا ضحية تضليل الأحزاب ولم يعد يعلم أولويات نضاله وانادي بعدم صب الزيت على النار والابتعاد عن العنصرية وبالعودة الى الرشد ولتتفق البقية الباقية من الوطنيين الكرد والعرب والآخرين على برنامج واحد حتى نستعيد كرامتنا ونؤمن مستقبل أهلنا ومواطنينا ونجنب من بقي حيا من السوريين الموت المحقق ونواجه معا كل الاحتلالات ( الروسي والإيراني والتركي والميليشياوي المذهبي وبينهم نظام الاستبداد ).
 كماهو معلوم وبحسب المنطق السليم فان التقييم الموضوعي العلمي لأي حدث يستند أولا وأساسا الى تناول الأسباب والعوامل الداخلية والذاتية ثم يتم الانتقال الى الظروف والمؤثرات المحيطة والخارجية وبذلك يتم التوصل الى النتائج الصحيحة والتي على ضوئها يجري تغيير الوقائع لخدمة القضية والهدف وحسب برامج وخطط مدروسة ومايجري في حالتنا الكردية وحول مأساة عفرين لم يتجاوز المشاعر الملتهبة ( وهي مشروعة خاصة ان صدرت من الوسط الشعبي ) وضاعت في معمعتها البوصلة وكاد البعض أن يتخطى الخطوط الحمر ويستهين بمسلمات حركتنا الكردية الأصيلة القومية منها والوطنية والديموقرالطية وينسى أولويات الصراع مع الأعداء الرئيسيين وينجرف الى هاوية التفسير العنصري الذي طال ما أسس له نظام الاستبداد منذ عقود بغية اثارة الفتنة القومية بين الكرد والعرب والمكونات الأخرى نعم نحترق ألما من أجل عفرين كما كنا من أجل كوباني وكذلك من أجل عربين والغوطة وكل بقعة من بلادنا في وقت نحن جميعا بأمس الحاجة الى التهدئة والحوار والاتحاد والوقوف صفا واحدا أمام التحديات .
  السورييون يتعرضون لتحديات الابادة من كل حدب وصوب من الشمال والوسط والجنوب ومن الشرق والغرب وأصبحوا أهدافا سهلة لكل من يرغب في تنفيث أحقاده وتنفيذ أجندته وتغيير تركيبة مناطق البلاد الجيو- القومية – المذهبية - السياسية من جانب ( المحتلين الروس والايرانيين والأتراك والأمريكان بتواطىء من النظام المستبد وعدوانية قوى الظلامية والارهاب والثورة المضادة وسكوت المجتمع الدولي ) وليس لهم من معين وليس لديهم من مدافع أمين بعد اخفاق ( المعارضة ) وعجزها بل تحولها الى مصدر للاساءة والأذية ولم يبق أمام البقية الباقية من الوطنيين السوريين الا محاولة تغيير المعادلة المذلة الراهنة عبر التنادي بعقد المؤتمر الوطني الجامع لانتخاب مجلسهم السياسي – العسكري لمواجهة التحدي المصيري .
العمل الشنيع الذي مورس مع جثة تلك المقاتلة وهز الرأي العام دفعنا الى وضع  حد فاصل بين  ماقبل " بارين " ومابعد " بارين " ماقبلها كانت الاصطفافات داخل ( المعارضة وتشكيلات الجيش الحر والفصائل المسلحة ) معروفة بعلاقات مصلحة تتعلق بالتمويل والتسليح من الأطراف المانحة أو المسماة صديقة للشعب السوري ( أمريكا والسعودية وقطر وتركيا والأردن ودول أوروبية ..) وكان التبرير السياسي الذي جعل الوطنيين والثوار يغضون الطرف ولو الى حين  أن كل الجهود موجهة ضد نظام الاستبداد والارهابيين أما مابعد " بارين " فالوضع يختلف وقد تعاد النظر في التحالفات الهشة أصلا من الأساس خاصة بمايتعلق بالذين مثلوا بجثتها الطاهرة ولم يعد هؤلاء ( جيشا حرا ) بل عصابات من المرتزقة وأدوات الثورة المضادة بقي أن نقول بأعلى صوتنا أن المسألة بكل قسوتها ليست مواجهة عنصرية بين الكرد والعرب والترك كما يخطط لها من جانب أنظمة الاستبداد والدوائر الشوفينية .


277
" حوار الثقافات وأسئلة الهوية "
حوار الثقافات وتعايش الهويات : الحالة الكردية مثالا
                                                                             
صلاح بدرالدين

  بداية أتقدم بالشكر الى الصديق الأستاذ عبد السلام بوطيب والأصدقاء في مركز الذاكرة المشتركة من أجل الديمقراطية والسلم على دعوتنا كما أتقدم بالتهاني الحارة اليكم والى الشعب الأمازيغي الأصيل بمناسبة العام الجديد وكونوا دوما بخير وسلام .
  أيها الحضور الكريم
تماما مثلما أدى انهيار نظم الكتلة السوفيتية الى انتفاض أقوام وهويات لتعريف وتأكيد ذاتها واستعادة حقوقها المهدورة فان ثورات الربيع بعد زعزعة أركان مجموعة من نظم الاستبداد الأحادية في الدول المتعددة الهويات أماطت اللثام عن مخزون هويات ومكونات كان مجرد الاشارة اليها من المحرمات ومهدت ليس لايقاظ الهويات فحسب بل لتعزيز التواصل والتضامن بينها لمواجهة الخصم والعدو المشترك وهو الاستبداد والشوفينية وانتزاع الحرية والعمل معا لتدشين قاعدة الهوية الوطنية المتعددة المركبة على أساس ابرام عقد اجتماعي تشاركي عادل " 1 " .
   واذا كانت منطلقات وأهداف تلك الثورات تمحورت حول مسألتي الحرية والكرامة فانها كانت اشد تأثيرا في بلدان تحكمها نظم استبدادية ذات اللون الواحد والقوم الواحد والحزب الواحد والفرد الواحد وهي بالأساس ذات مجتمعات متعددة الأقوام والأديان والمذاهب مثل ( سوريا ) وثنائية القومية مثل ليبيا وتونس وثنائية الديانة مثل مصر وثنائية المذهب مثل اليمن وهناك بلدان أخرى جمهورية وملكية وأميرية ومشيخية تحكم البعض منها نظم استبدادية لاتعترف بالآخر الهوياتي وبعضها يعاني من صراعات قومية ومذهبية ولم تنجز فيها بعد معالجة قضايا الأقوام كما لم تعالج مسائل الأديان والمذاهب وفي مقدمتها ايران والعراق وتركيا وبعض بلدان الخليج " 2 " .
 ضرورة التميز بين الهويات القومية والأثنية التي قد ينتشر فيها أكثر من دين ومذهب وبين العقائد الدينية والمذهبية التي قد تنتمي الى أكثر من قومية والأولى لن تحل الا بالاعتراف بحقها بتقرير المصير كما تشاء بارادتها الحرة أما الثانية فالديموقراطية والمساواة وحرية المعتقد كفيلة بصونها وسيرها الطبيعي المتوازن .
 هناك على أرض الواقع وكتركة المعاهدات والاتفاقيات بين القوى السائدة خلال الحربين العالميتين وقرارات عصبة الأمم بلدان مستقلة رسمت حدودها بشكل غير عادل ومن دون ارادة شعوبها وقسمت شعوبا ووزعت أخرى بين هذه الدولة وتلك والمجتمع الدولي والمؤسسات الأممية والسلطات ( الوطنية المحلية ) مازالت تحافظ على تلك الحدود بل تمنع  أي مساس بها كما تتحفظ في معظم الأحيان حتى على أنواع واسعة من الادارة اللامركزية ولاشك ولدى هبوب رياح الحرية وتوفر الحد الأدنى من الديمقراطية فاننا نجد العديد من الهويات القومية خصوصا تبحث عن تأكيد ذاتها بشتى الطرق والوسائل بالرغم من تجاهلها وعدم الاعتراف الدستوري والقانوني بها وتعرضها للاضطهاد القومي والحرمان من الحقوق والتهجير القسري وتغيير التركيبة الجغرافية في مناطقها وحتى التمثلية القومية – 3 - .
 ان الاعتراف بحق تقرير المصير وتوفير الضمانة الدستورية الطريق الوحيد لشعور الهويات الفرعية بالأمان ودافعا لتمسكها بالعيش المشترك مع القوميات السائدة الأكثر عددا في وطن واحد وتحت مظلة هوية وطنية موحدة " 4 " حيث أنني لست مع استخدام مصطلح الأقلية من جانب نخب القوميات السائدة فهو نافر ومهين وأقترح صيغة القومية  أو الأديان والمذاهب الأقل عددا على سبيل المثال .
 حوار الثقافات واعادة احترام الهويات يتطلبان تنشيط الذاكرة الفردية والجماعية وتفعيلها في أجواء سليمة نقية من أجل اعادة النظر في كتب التربية والتعليم وتصحيح الحقائق التاريخية التي شوهتها النزعات الشوفينية والعنصرية وزيفها التطرف الديني والمذهبي بما في ذلك العودة الى الأسماء الأصلية للبشر والمناطق والمدن والقرى التي تعيش فيها الهويات الأصلية الأقل عددا ( ومن سخرية القدر هناك منها ماهي الأكثر عددا ) ولمعرفة أن ماحصل لم يكن عفويا بل عن سابق تصميم وتخطيط نورد ممارسات النظام الشوفيني السوري كمثال فقد كانت دائرة الثقافة والاعلام بحزب البعث الحاكم مسؤولة عن عملية التعريب ومنع كل مايشير الى وجود الكرد وغيرهم من المكونات غير العربية قوما وثقافة ولغة وفولكلورا وتاريخا اضافة الى تغيير أسماء المناطق والمدن والقرى والجبال والوديان ومنع التسمية بالأسماء الكردية.
 وبحسب تعريف المفكرين فان الهويّة الثقافيّة هي المعبّر الأساسي عن الخصوصيّة التاريخيّة لمجموعةٍ ما أو أمةٍ ما، إضافةً إلى نظرة هذه المجموعة أو الأمة إلى الكون والموت والحياة، إضافةً إلى نظرتها للإنسان ومهامه وحدوده وقدراته، والمسموح له والممنوع عنه. إذاً فإنّ الهويّة الثقافيّة عبارة عن عددٍ من التراكمات الثقافيّة والمعرفيّة، سواء كانت تلك المعارف تأتي انطلاقاً من تقاليد وعادات في العائلة والمجتمع المحيط به، عاشها الفرد منذ لحظة ميلاده فكانت الأساس في تكوينه طيلة أيام حياته، وأصبحت جزءاً من طبيعته، أو انطلاقاً من الدين.
الصيغة المثلى لتجاوز الاختلافات العرقية واللغوية والوطنية لضمان التماسك الاجتماعي ( في سوية قانونية عابرة لمختلف هويات المواطنين الصغيرة، وجامعة لهم في إطار رؤية وطنية واحدة منعكسة عبر التنوع؛ عندها تتصالح الهويات في الوطن الواحد وتتفاعل وتتلاقح وتجعل من الاختلاف مادة للغنى، ومن التنوع  قوة للذات، ومن التعدد قدرة على استقطاب التناقضات الخطيرة التي تنشأ عن قمع إرادة التنوع والاختلاف من التعبير عن ذاتها في الفضاء العام.
من المؤكد لا يمكن مواجهة تحديات حوار الثقافات من دون مسألة المساواة بين المرأة والرجل والعمل بهذا الصدد مشترك بين الجنسين فكريا وثقافيا وضمن منظمات المجتمع المدني .
لاأعتقد بوجود صراع تناحري ( كما يتصوره أصحاب الآيديولوجيات الشمولية القومية منها والدينية ) بين قيم وحضارات الهويات الناشئة الطامحة لتأكيد الذات واستعادة الحرية والتمتع بالاستقلال القومي من جهة وبين قيم الحضارة الغربية والحداثة من الجهة الأخرى بل يمكن التفاعل واحترام البعض الآخرخاصة وأنه لاتوجد حتى الآن ثقافة عالمية واحدة .                                           

( من يرغب في مقاومة العولمة فهو حر ولكن يجب أن لاتعني ذلك ، ويجب ألّا تعني، رفض الحداثة ومكوّناتها كالعقلانيّة والتنوير والعلم والديمقراطيّة وحقوق الإنسان.
      وكما يقول آلان تورين " 5 "  (على عالم اليوم ان يعترف بالتعددية الثقافية التي تستجيب لعولمة الاقتصاد والثقافة فالمجتمع القومي الأحادي ثقافيا هو من حيث تعريفه بالذات مضاد للديمقراطية ان المجتمع العالمي هو الان قيد التكون وهو يضطر اناسا قادمين من الجنوب للعيش بالشمال والعكس بالعكس والتعددية المجتمعية والثقافية قائمة اينما كان والديموقراطية هي الوسيلة السياسية لانقاذ هذا التنوع .)
من المفترض أن تتنكب الدول ذات النظم الديموقراطية لمواجهة تحدي حوار الثقافات لأنه لصالح السلم والاستقرار والوحدة الوطنية والتنمية ولكن ان تعذر ذلك فمنظمات المجتمع المدني والمثقفون والمفكرون هم المنوطون بأداء هذا الواجب الحضاري الريادي .
  الحالة الكردية
  تعتبر الهوية الكردية في الدول الأربعة ( تركيا – ايران – العراق – سوريا ) التي تقتسم الكرد وموطنهم من الهويات الأساسية والثانية من حيث التسلسل العددي  في كل بلد حاملة تراثا تاريخيا من الانتفاضات والنضال الديموقراطي والمحاولات المتكررة لتحقيق المساواة وانتزاع الحقوق المشروعة ويتفاوت المنظور الرسمي لها بين الانكار في كل من ايران وتركيا وسوريا والاعتراف الشكلي والتسليم ببعض الحقوق كما هو في العراق وقد جربت الأنظمة والحكومات المنقادة من القوميات السائدة خلال سنوات مابعد الاستقلال أساليب عديدة للتخلص من الوجود الكردي وتحقيق  – التمثلية القومية – عبر التتريك والتعريب والتفريس ومنع الثقافة واللغة وتغيير معالم التركيب الديموغرافي وتطبيق مخططات – الأحزمة – العنصرية  " 6 ".
   وعلى المستويات الشعبية والثقافية وعلى صعيد المجتمع المدني هناك تفاعل ونوع من الحوار بين النخب التي تسعى لأن لاتتحول المظالم المفروضة من النظم والحكومات المتسلطة على الكرد الى عداء وتناحر بين الهويات القومية داعية الى علاقات صداقة ومصير مشترك بين الهويات المتعددة والحوار السلمي والاعتراف المتبادل بالوجود والحقوق ومن الملاحظ أن تلك المساعي تصطدم خاصة في الظروف الراهنة بمحاولات مخططة ومرسومة من جانب الدوائر الشوفينية الحاكمة لاثارة الفتنة العنصرية والكراهية المذهبية التي نلحظ أمواجها المسعورةعلى مدار الساعة في منابر الاعلام ووسائل التواصل الاجتماعي مما يستدعي التصدي لها من جانب النخب المتنورة والعقلانية لدى شعوبنا لتفادي نتائجها الوخيمة حتى على ثقافة الأجيال الناشئة .
 لم يعد خافيا أن بؤس المشهد الراهن في سوريا والثقافة القاصرة في عدم الاعتراف بالهويات الأخرى وجودا وحقوقا من جانب النظم الحاكمة وحتى – المعارضات – هو من نتائج الخطأ التاريخي الذي أقترفه رواد الاستقلال الذين تجاهلوا في صياغة نصوص الدساتير الأولى وجود الهويات غير العربية منذ المؤتمر السوري الأول في عشرينات القرن الماضي مرورا بدستور الاستقلال أواسط الأربعينات حيث سار على الخطأ ذاته مشرعوا المراحل اللاحقة الا أن شرعن حزب البعث وقونن نهائيا انكار وجود الهويات الأخرى بل أراد تطبيق ذلك على أرض الواقع بالتعريب والتهجير " 7" .
 خلال مضي السنوات الست من عمر الثورة السورية شاهدنا نوعا من المناقشات والمراجعات من جانب أوساط المعارضة تميزت بنوع من الواقعية في رؤية حقيقة التعددية الهوياتية في المجتمع السوري وتبين للجميع أن سوريا ليست كيانا بسيطا بل مركبا من هويات أقوامية ودينية ومذهبية وهي من السكان الأصليين القدامى وبعضها أقدم من الموجة العربية – الاسلاميةوفي غياب احصائيات علمية ورسمية موثقة ظهرت دراسات وأبحاث فردية وحزبية عديدة بينها من توصلت الى نتالئج تقدر نسب الهويات القومية غير العربية ب 15% من الكرد و5% من التركمان و5% من الأرمن والشركس والآشوريين والكلدان والهويات الدينية والمذهبية ب 10% من العلويين و8% من المسيحيين و7% من الدروز والاسماعيليين و1% من الأزيديين أي أن العرب السنة قد يتجاوزون النصف بقليل .
 وفي أحدث موقف حول الهويات طرحت وثيقة «الهيئة التفاوضية العليا» المعارضة، التي تعكس أيضا مجموعتي القاهرة وموسكو، 12 بندا تضمنت إسقاط كلمة «العربية» من اسم «الجمهورية العربية السورية» لتصبح «سوريا»، إضافة إلى إقرار مبدأ اللامركزية وحقوق الأكراد أما موقف المبعوث الدولي السيد ديميستورا فيتلخص : تلتزم الدولة بالوحدة الوطنية، وبالتمثيل العادل، وبإدارة المحليات في الدولة والإدارة المحلية الذاتية للمحافظات والمحليات " 7 " أما الموقف الروسي كدولة محتلة حول هذه المسألة فيظهر في مشروعها : مشروع دستور الجمهورية السورية
 المادة الرابعة – اللغة العربية رسمية والكردية رسمية الى جانب العربية في مناطق الحكم الذاتي الثقافي الكردي – جمعية الشعب – البرلمان وجمعية المناطق – تمثيل المكونات  " 8 "
 أما موقف الاتحاد الأوروبي من تلك المسألة فتظهر في :  اقترحت وثيقة رسمية أوروبية، أعدتها مسؤولة الشؤون الخارجية الأوروبية فيدريكا موغيريني ، أربعة عناصر للوصول إلى سورية المستقبل بينها إقامة نظام سياسي يخضع للمساءلة ويقوم على اللامركزية وتقر بالاعتراف بالكرد والمسيحيين والعلويين  كأقليات ؟" 9 " .                     
 
  واذا كان البعض يعرف الهويات الكردية في بلدان ( تركيا والعراق وايران وسوريا )  بالفرعية أمام ماهي سائدة من هويات أكبر ( التركية والفارسية والعربية ) فان الهوية الكردية وفي حال لم تكن ملحقة وفي موطنها التاريخي تشكل الأصلية والأكبروفي الحالتين هناك هويات أخرى تعيش في مناطق الكرد والى جانبهم أو في تخومهم باستقلالية وأحيانا باندماج ثقافي منذ قديم الزمان مثل ( المسيحيين  الكلدان والسريان والآشوريين والأرمن والمسلمين التركمان سنة وشيعة والعرب وكذلك قلة من اليهود وعناصر من القوقاز ) هذه تشكل هويات قومية وثقافية ودينية ومذهبية محرومة على الأغلب من حقوقها مصيرها يرتبط عضويا وموضوعيا بما يؤول اليه مصير الهوية الكردية " 10 ".
  تعايش الهويات القومية والدينية والمذهبية بشكله السلمي في المشرق والمغرب كما تدل التجارب السابقة لن يتحقق الا عبر الحوار والاعتراف المتبادل بحق تقرير المصير في حالة الهويات ذات الطابع القومي وتوفير الديموقراطية والمساواة وحرية المعتقد بالنسبة للأديان والطوائف وكما فهمنا من دروس الماضي فان الديموقراطية التوافقية هي الأمثل في هذا المجال لأن المستوى الراهن للوعي المجتمعي والثقافة السائدة لايسمح بأن تقرر الأكثريات مصائر الأقل عددا بالعدل عبر التصويت وصناديق الاقتراع خاصة اذا تعلق الأمر بمبدأ حق تقرير المصير والديموقراطية التوافقية ( كما يقول آلان تورين “ 11 “ : " فكرة قديمة تناولها مفكرو عصر الأنوار أيضا باالقرن الثامن عشر باوروبا وكذلك مابعد ذلك وجوهرها التوافق بين الأكثرية والأقلية سياسيا وقوميا ومناطقيا ومجتمعيا  ) .
  في الختام لابد من القول أن تعدد الهويات والثقافات في بلداننا ومجتمعاتنا هو دليل غنى ومؤشر ايجابي في العلاقات الانسانية والتفاعل بين بني البشر والتكامل المحافظ على التوازن الحضاري والعيش المشترك فلنسقي جذور هذا التنوع الجميل على قاعدة التشاركية وقبول الآخر .
    المصادر :
-   1 – انظر صفحات كتاب : الكرد في الثورة السورية – صلاح بدرالدين – آذار 2015 – منشورات : رابطة كاوا للثقافة الكردية – أربيل – كردستان العراق .
-   2 – الكرد في الثورة السورية – مصدر سابق .
-   3 – تابع كتاب ( صلاح بدرالدين يتذكر ) مذكرات المؤلف –  منشورات – التنوير للطباعة والنشر – توزيع دار الفارابي  – بيروت لبنان 2011 .
-   4 – انظر كتاب – الكرد والعرب .. اتحاد اختياري وشراكة عادلة  – صلاح بدرالدين – منشورات رابطة كاوا للثقافة الكردية – 2004 – اربيل – كردستان العراق .
-   -     5 -      آلان تورين - ماهي الديموقراطية حكم الأكثرية أم ضمانات الأقلية ؟ - صادر عن صحيفة نيويورك تايمز – ومنشور بباريس عام 1994 ومترجم للعربية 2016 – دار الساقي .
-   -   6 - لمزيد من المعلومات انظر تقرير مسؤول الأمن السياسي في محافظة الحسكة الملازم اول محمد طلب هلال المنشور في كتاب ( دراسة قومية اجتماعية سياسية حول محافظة الحسكة ) عام 1962 – منشورات " رابطة كاوا للثقافة الكردية " أربيل – كردستان العراق .
-   7 – صحيفة   «الشرق الأوسط» تنشر ورقتي المبعوث الدولي و«الهيئة التفاوضية العليا»- 
-   الجمعة - 13 شهر ربيع الأول 1439 هـ - 01 ديسمبر 2017 مـ والطرفان يسلمان ب : يقصد بالتنوع الديني في سوريا، الأديان التالية: الإسلام، المسيحية، اليهودية، الإيزيدية.2:
-    يقصد بالمكونات القومية التي تشكل الشعب السوري كل من : العرب، الكرد، السريان الآشوريين، التركمان، الأرمن، الشركس.. .
-   8 – نفس المصدر السابق .
-   9 –- مشروع دستور الجمهورية السورية                                                           -
-   الأحد، ٢٧ نوفمبر/ تشرين الثاني ٢٠١٦ (٠٠صحيفة الشرق الأوسط لندن  .
-   10 - انظر كتاب : الصراع في سوريا " النظام – الكرد – المعارضة " صلاح بدرالدين - – 2010 – أربيل – كردستان العراق .
-   11  – آلان تورين – مصدر سابق .


278
مأساة " عفرين " : هل هي خاتمة الاستهتار الحزبي ؟
                                                                   
صلاح بدرالدين

كتب الصحافي – ابراهيم حميدي – نقلا عن  قائد «وحدات حماية الشعب» الكردية سبان حمو في حديث لـ«الشرق الأوسط 22 – 1 »، ( إن روسيا «خانت وغدرت» بأكراد سوريا لدى سماحها بالعملية التركية في عفرين شمال غربي حلب، لافتا إلى أن دمشق أبلغت «الوحدات» بأن موسكو منعت قوات الحكومة السورية من الرد على الجيش التركي وأنها منعت تقديم الدعم لـ«الوحدات» وكشف أنه زار موسكو أول من أمس والتقى رئيس الأركان الروسي فاليري غيراسيموف ومسؤولي الاستخبارات العسكرية، بعد محادثات رئيس الأركان التركي خلوصي أكار في العاصمة الروسية لوضع اللمسات الأخيرة على عملية «غصن الزيتون» للجيش التركي وفصائل سورية معارضة في عفرين وقال إن قياديين في «الوحدات» تواصلوا مع مسؤولين أمنيين وعسكريين في دمشق: «وتبلغنا بأنهم يريدون صد تركيا، وهم أصدروا بيانات، لكن قالوا لنا إن روسيا تمنعهم من ذلك وأشار إلى عبور عشرات المقاتلين والمعدات من منبج شمال شرقي حلب إلى عفرين لـ«دعم المقاتلين والمقاومة» بعد المرور بمناطق سيطرة النظام. وزاد: «لا داعي لوساطة روسية واللقاء في قاعدة حميميم الروسية، هناك تواصل مع دمشق ..) * .
 هناك فرق بين أن يتوجه الكرد كأي شعب محروم مهدد الى العالم طالبا التضامن مع وجوده وحقوقه المشروعة وهو أمر مفهوم وبين من يلومون روسيا وأمريكا بالسكوت واللامبالاة في بياناتهم وأقصد أنصار ( ب ي د ) ويحملونهما المسؤولية تجاه مايحصل من عدوان تركي على أهلنا في عفرين ( وهذا صحيح ) ولكن من دون أن يسالوا أنفسهم : هل في كل خدماتكم للدولتين وانصياعكم لأجندتهما اما بمواجهة الثورة السورية وبالتنسيق مع نظام الأسد أو ودفعكم للشباب الكرد للموت من أجل سياساتهما خلال أعوام حصلتم على وثائق موقعة ورسمية للالتزام بالدفاع عن الكرد السوريين وحقوقهم اذا ماتعرضوا للاعتداء من جانب نظام الاستبداد أو تركيا أو أي طرف آخر ؟ 
 نعم أمريكا تنأى بالنفس عن الالتزام بالدفاع عن – عفرين - وتتراجع عن خطوة سابقة بشأن ال 30 ألف  لحماية الحدود السورية التركية وتركيا تواصل حشد القوات وتقصف مناطق من جبل الكرد  وتنسق مع الروس والايرانيين وتطالب بالمزيد من التراجع أمريكيا ونظام الأسد يهدد بالمواجهة اللفظية ! وغالبية ( المعارضة – وهي مغلوبة على أمرها ) تصطف الى جانب الموقف التركي أو لامبالية ومشككة في صدقية – ب ي د – الذي يمضي في ديماغوجيته المعهودة على أساس أن مواجهة تركيا قضيته الوحيدة وليس مصير النظام والبلاد ومستقبل الكرد فيها والأحزاب الكردية الأخرى فالجة على حالها والغالبية الشعبية الكردية مغيبة قسرا عن الفعل والقرارولسان حال الفاعلين المعنيين يقول همسا : تركيا لن تتورط في دخول عفرين ومسموح لها بالضغط حتى تسليم المنطقة نهائيا للنظام .
التهديد التركي لاحتلال عفرين مرفوض ومدان ونحن كمناضلين كرد ووطنيين سوريين في الوقت ذاته لانميز بين احتلال تركي وروسي وايراني  لبلادنا فكيف اذا كان يستهدف أهلنا وبني قومنا وفي الوقت ذاته نقول أنه ليست من مصلحة الكرد تحويل قضيتهم الى مجرد صراع ومواجهة مع تركيا وغيرها فصراعنا الأزلي مع نظام الاستبداد الأسدي ومصالحنا ككرد مع مصالح الوطنيين السوريين من جهة أخرى شعبنا الكردي السوري في جميع مناطقه لايستحق أن يصبح بين الحين والآخر ضحية مغامرات جماعات حزبية تابعة ل – ب ك ك – ومن ضمنها احتمال مشاركتها في صفقة تسليم عفرين نهائيا الى سلطة النظام  وتدل ممارساتها ومواقفها أنها لم تعمل على توفيرعوامل المواجهة السياسية القومية والوطنية ضد العدوان التركي كما لم تستجب لكل النداءات في سبيل توحيد الصفوف الوطنية الكردية ورفضت حتى دعوات اللقاءات في الظروف الخطيرة الراهنة .

لقد قلنا بمناسبة الاعلان الاشكالي من جانب مسؤول عسكري أمريكي بتشكيل ( 30 ألف مقاتل من الكرد والعرب والمكونات الأخرى لحماية الحدود السورية التركية – العراقية وصولا الى نهر الفرات ) وتفسير ذلك من جانب جماعات سياسية محلية ودول مجاورة بأن ذلك ماهو الا اجراء تمهيدي لاعلان كيان كردي بقيادة – ب ي د – وأفلت البعض العنان لخيالاتهم بالقول سيتوحد مع اقليم كردستان العراق وسيتمدد الى البحر المتوسط ولابد من التساؤل : هل أن أمريكا مع حق الشعوب المحرومة مثل الكرد والفلسطينيين والأمازيغ وغيرهم بتقرير مصيرها ؟ وهل أن سياساتها المتبعة منذ مائة عام على الأقل في تجاهل قضايا الشعوب بل التعاون مع أنظمة استبدادية تشي بذلك ؟ وبعيدا عن المبادىء هل لها مصلحة باقامة كيان كردي اذا علمنا أنها قبل اربعة أشهر وقفت ضد استفتاء وليس انفصال كرد العراق ؟ وأستخلص بالنهاية أن ما أعلن ماهو الا اثارة للفتنة ومحاولة البحث عن موقع نفوذ والصراع مع الروس والايرانيين والأتراك حتى لو كلف ذلك جولات عنف جديدة .
الأحزاب الكردية التي تدعي ( التمثيل الشرعي والوحيد ) وتحتكر اما سلطة الأمر الواقع وفي المقدمة - ب ي د – أو تتمثل في كيانات المعارضة باسم الكرد مثل ( المجلس الكردي ) وبناء على زعمها تتحمل موضوعيا المسؤولية الرئيسة عن مصير الكرد وماسيحصل لهم في – عفرين – وباقي المناطق خاصة وأنها تدين نفسها بنفسها عندما تعجز أو لاترغب في الاتفاق والاتحاد أو تتجاهل دور الغالبية الوطنية المستقلة ومشروعها المطروح على الساحة وكذلك عندما تستعجل استحضار صراعات مع أطراف اقليمية مثل – تركيا – التي تبحث أساسا عن ذرائع للتدخل أو تمضي قدما في تجيير قضية كرد سوريا لصراعات حزبية جانبية خارجية أو عندما تثير الشكوك والعداوات والفتن بمزايدات مضللة مثل القول بربط المناطق الكردية بالبحر المتوسط عنوة دون توضيح لماذا ؟ وهي بالأساس تعادي المشروع القومي والوطني الكردي ثم تطرح فيدرالية الشمال ؟؟.
  للأسف الشديد بفعل القوى الخارجية المعنية بالملف السوري وبضمنه الحالة الكردية وبسبب الادارة السيئة والمسيئة ( للمعارضة ) والضارة للأحزاب الكردية وصلنا الى وضع لخصه أحد كتابنا ب : " اليوم يومك ياكذاب اليوم يومك ياطبال اليوم يومك ياثرثار " ومن ضمن هذه النماذج كما أرى مضللا  هدد بالاستقالة عن ( الائتلاف ) وهو عضو بتوأمه  ( المجلس الوطني السوري ) منذ نشوئه كمرشح الاخوان المسلمين وليس من الحركة الوطنية الكردية ومواقف كلاهما ( المجلس والائتلاف ) من القضية الكردية ليس بجديد ولم يظهر فقط في مسألة عفرين بل أنه ( الكذاب أو الطبال أو الثرثار ) هو من طرح على مجلسه الاخواني باتخاذ هكذا مواقف منذ أعوام ومن المرجح أن حركته البهلوانية المريبة الأخيرة تعود الى ( غلق الحنفية ) التي اعتاش عليها على أثر خلافات الأطراف المانحة فشكرا لكاتبنا جميل على تدوينته المعبرة .
•   -  " فقط للتنويه هذا اعتراف رسمي علني من مسؤول رفيع ب – ب ي د - بالتواصل مع النظام  سبق وكانوا ينكرون أية صلة مع السلطات الحاكمة " .



279
( سوتشي – تظاهرات ايران – ارتداد الأحزاب الكردية )
                                                                         
صلاح بدرالدين

   1 - مقالة هامة جديرة بالتمعن لمواطنتنا السورية " هنادي الخطيب " في صحيفة الحياة بعنوان : " كيف ظلم السورييون قضاياهم ؟ " جاء فيها : " برع السوريون في المجزرة القائمة منذ سبع سنوات في أمرين اثنين، الأول تصدير المعارضة الفاشلة الفاقدة لكل أدوات التفاوض وعمل السياسة، والأمر الثاني تفريغ قضايانا من محتواها، وتحويلها سلعة تباع وتشترى .. وأما عن المعارضة «النصف كم»، فبتنا نرى كسوريين أن لا فائدة من انتقاد أشخاصها، لأنها انتقادات تذهب أدراج الرياح، لا يهتم بها أصحاب العلاقة ولا يحاولون التفكير بفحوى وأهمية الانتقادات. فطالما بقي واحدهم في الكرسي والمنصب وامام الفضائيات، فكل نقد له هو حسد أو عمالة، وبأحسن الأحوال حماقة أو جهالة... وان خرج الواحد منهم من المؤسسة، فيتحول بقدرة قادر إلى ناشط فيسبوكي، وينهال على السوريين ببوستات وآراء شديدة اللهجة والقوة، لم يجرؤ قبلاً أن يتبناها " .
 2 - يالتقارب أوجه الشبه بين مايحصل مع أحزابنا وأحزابهم !فمنذ البداية كانت حكومة الاقليم تسعى للحوار مع بغداد لتحقيق مصالحة مشرفة عبر الأمم المتحدة لضمان وتوثيق مايتم الاتفاق عليه وكان ممثل المنظمة الدولية في العراق قد قام بجولات مكوكية عديدة بين بغداد وأربيل ولكن يبدو أن الأوساط المتنفذة المرتبطة بنظام طهران في بغداد لم ترق لها ذلك ولمزيد من الامعان في الاستخفاف بحكومة الاقليم وشعبه ومحاولة التحكم الأحادي بقرار السلم والحرب وتقرير مستقبل شعب كردستان على قاعدة اجهاض الانجازات السابقة أوعزت لاستحضار ممثلين للأحزاب الثلاثة المطواعة الى بغداد لاظهار أن الحوار مع أربيل لايحتاج الى اشراف دولي وليس بالضرورة ان يقتصر على حكومة الاقليم ( وهي شرعية ومنتخبة ) بتناغم واضح مع الادارة الأمريكية حيث أشادت الناطقة باسم الخارجية الأمريكية بلقاء العبادي مع ( الوفد الكردي )وهي تعلم أنه يمثل أحزابا هامشية مناطقية غير مخولة.
  3 -  لأن طرفي الصراع من أحزاب مجموعتي ( ب ي د والمجلس الكردي ) وضعا مسالة التفاهم بينهما على الرف حول سقف مطالب الشعب الكردي لتقديمها بصورة موحدة الى المنابر الدولية أيا كانت درجة جديتها فان كل طرف يسعى منفردا لكسب الاعتراف به من جانب موسكو وأنقرة ( ممثلا شرعيا وحيدا ) لكرد سوريا وقبوله في – سوتشي – وفي حقيقة الأمر ومن باب الاعتراف بالواقع للطرفين أنصار وموالون ولكن ليس الى درجة تمثيل الغالبية الساحقة من الوطنيين الكرد السوريين لامن حيث العدد ولا من حيث البرنامج والمشروع القومي والوطني والشرعية ولو أنها غائبة الآن الا أنها دائما الى جانب الغالبية بحسب مبادىء الديموقراطية وهنا يلتقي الطرفان مع أصحاب الحل والربط من النظام والأطراف الاقليمية والدولية في القفز فوق ارادة الكرد تماما كما تجاوزوا السوريين وعادوهم منذ أكثر من ستة أعوام .
 4 - اضافة لما قلناه سابقا عن أن حركة الاحتجاج الشاملة التي تتطور الى انتفاضة تتفاعل فيها المطالب الشعبية المعيشية مع ارادة شعوب ايران بحرية تقرير المصير ضد نظام طهران نجحت الآن في اسقاط النظام الاستبدادي أم لا فان مجرد المشهد الراهن بمثابة نصف انتصار كما أن النتائج المتوقعة التي تظهر ملامحها الآن ستكون وخيمة على الأنظمة والأحزاب والجماعات الموالية لطهران وكذلك أصدقاء ( قطر ) ومن ضمنها أطراف سورية في ( الموالاة والمعارضة ) وهو كفيل بتبديل المواقف تجاه – سوتشي – والتأثير على تحالفات موسكو – طهران – أنقرة والفرصة ستكون أوسع أمام المعارضة السورية الجذرية لاعادة بناء نفسها .
 5 - من المعلوم انني لست مخولا بالنطق باسم أية جهة رسمية وليس من وظيفتي الاحلال محل الأشقاء في حكومة ومؤسسات اقليم كردستان العراق في تقرير مصيرهم وتحديد سياساتهم تماما مثل موقفي تجاه أي تدخل بشؤون كرد سوريا ولكنني مثل آخرين من بنات وأبناء شعبنا الكردي السوري المقيمين من نازحين ومهجرين قسرا يحز في نفسي كثيرا أن أسمع من يبث الشائعات المغرضة من كرد سوريا هنا عن جهل أو قصد خصوصا حول تفاصيل الخلافات مع بغداد ومسألة الحوار وقضايا الخلاف وهي تمس مسألة الأمن القومي لكردستان العراق وقد سبق لنا وللكثيرين من الحريصين أن نبهنا الى هذا الموضوع ولكن يبدو أن البعض لاقضايا وطنية له ولاأولويات وله مصلحة خاصة في ممارسة تلك المحرمات وعليه تحمل مسؤولية تبعاتها .
  6 - حققت الانتفاضة المندلعة منذ أيام في ايران أهدافها في اسقاط النظام أم لم تحقق فان مجرد التحرك الجماهيري الذي بدأ في ( كرمانشاه ) وشمل مناطق جميع شعوب ايران وأكثر من خمسين مدينة بما فيها العاصمة طهران ورفع الشعارات النوعية التي تدل على نضوج الوعي وربط معاناة الداخل الاقتصادي والحريات العامة والديموقراطية ومواجهة الاستبداد بسياسة النظام العدوانية وامتداداته الميليشياوية المذهبية والعنصرية تجاه بلدان وشعوب المنطقة من قبيل ( يسقط خامنئي وقاسم سليماني وحزب الله اللبناني ) والانسحاب من لبنان وسوريا والعراق واليمن نقول أن ذلك يشكل المقدمات الأولى لانتصار انتفاضة شعوب ايران عاجلا أم آجلا ويجب أن تحظى بدعم واسناد قوى الحرية في كل مكان  .
  7 -  الذين وقعوا على – عريضة – منشورة ( بآفاز ) للحصول على عشرة آلاف توقيع قبل أيام ضد مؤتمر – سوتشي –يصنفون ضمن سفساطين : واحد كانوا ومازالوا من ( قادة المعارضة ؟! )  ومن المسؤولين الأساسيين عن ارتداد الثورة لصالح أجندة النظام العربي والاقليمي الرسمي وقبول نظام الأسد والحوار معه منذ جنيف1 وحتى 8 والتسليم بالاحتلال الروسي والتعامل معه في ( أستانا وخطط خفض التصعيد وتنفيذ رغبته بتسليم أمر هيئة التفاوض الى منصتي موسكو والقاهرة ) والأنكى من كل ذلك رفضهم لأية مراجعة نقدية أو الاعتذار للشعب والسفساط الثاني : من ذوي النوايا الحسنة لايحلون ولايربطون على مايبدو أن السفساط الأول وآخرين يحاولون تضليل السوريين والعودة الى الواجهة مرة أخرى باسم اسقاط – سوتشي – وهم يعلمون أنه لن يتم احياء الثورة ومواجهة مخططات المحتلين الروس والايرانيين والأتراك والأمريكان واستبداد النظام الا بعقد المؤتمر الوطني السوري الانقاذي الجامع للمراجعة والمساءلة وصياغة البرنامج وانتخاب مجلس سياسي – عسكري لمواجهة كل التحديات أيها السورييون احذروا شر المنافقين .

280
من جديد حول مؤتمر " سوتشي "
                                                           
صلاح بدرالدين

ثورات الربيع لعفويتها المفرطة وفراغ ساحاتها من قوى وطنية ديموقراطية صلبة ومبدئية ومجربة تكالبت عليها جماعات الاسلام السياسي وخسرت القيادات الكفوءة الموحدة لادارتها وايصالها الى الانتصار وبر الأمان وفي مراحل لاحقة وعندما تقضي مصالح الأطراف الدولية والاقليمية المعنية التي كانت اما مساهمة في التدمير ومحتلة أو متفرجة لفرض السلام ليس من أجل تحقيق مطامح الشعوب بل لبسط النفوذ والسيطرة واستثمار اعادة الاعمار ستجد وتلملم ( باللصق والتزوير ) أفرادا وجماعات من هنا وهناك باسم المعارضة والموالاة لتحقيق ماتصبو اليه ولايهمها تحقيق السلام الحقيقي العادل والدائم هذا مايحدث الآن لبلادنا ولبلدان أخرى مثل ليبيا واليمن وحصل لمصر فهل بامكان تلك الأطراف تمرير خططها وتثبيتها تحت غطاء الشرعية الدولية ؟ أم أننا بانتظار حراك ثوري مستقبلي آخر ومن أنماط جديدة لاعادة التوازن وتصحيح المسار .
  المحتلون الروس ومنذ حين وانطلاقا من كونهم يعتقدون أنهم مسيطرون عسكريا على الأرض والنظام تابع لهم فلهم الحق في تقرير مصير البلاد ينكبون على التحضير لمؤتمر واسع نهاية الشهر الأول من العام الجديد في – سوتشي - يستدعون من يرغبون به بشروط واضحة ومعلنة أولها قبول الاحتلال الروسي وثانيها الانصياع للمصالح الروسية في سوريا والقبول بقواعدها العسكرية ومطاراتها وشرعية نفوذها على كامل الأراضي وتثبيت ذلك ضمن القرارات وثالثها الموافقة على تفاصيل الحل الروسي للقضية السورية بمافي ذلك التسليم بنظام الاستبداد بكل مؤسساته ومن ضمنها رأس النظام وكل القيادات العسكرية والأمنية والحزبية وكذلك بنود الدستور المقترح والنظام السياسي ثم رابعا التسليم بأحقية وأولوية القرار الروسي في مسألة اعادة الاعمار وهنا طبعا بيت القصيد .
 ليس هناك فائدة للشعب السوري وقضيته ان عقد مؤتمر ( سوتشي ) أو لم يعقد بل أن أغلب الظن أنه لن يكون الا عقبة جديدة أمام السلم والاستقرار والمزيد من التعزيز لمؤسسات نظام الاستبداد  ليس لأننا ننكر مسارالتاريخ ( من حيث المبدأ ) عندما تفاوض ممثلوا حركات التحرر الوطني محتليهم لنيل الاستقلال بل لأسباب أخرى ومنها الافتقاد الى وفد وطني موحد يمثل كافة الأطياف والمكونات يحمل مطالب السوريين المتمثلة بأهداف الثورة لفرض حل عادل ولأننا نحن الكرد مازلنا في " شقاق " ولسنا مهيؤون لترتيب بيتنا أو توكيل من يمثل شعبنا ولأن الحضور وبالأسماء تقرر مسبقا كانعكاس للمحاصصة بين الروس والنظام وتركيا وايران ولأن النتائج معدة سلفا بحسب توافقات الأطراف المعنية والمشاركون ماهم الا شهود زور على سوريا قادمة محتلة مقسمة بين نفوذ الأطراف الدولية والاقليمية وبوجود البقية الباقية من مؤسسات نظام الاستبداد ثم اختتم صديقي الحديث بتوديعي قائلا  " معك حق " .
 على الصعيد الكردي ومن شدة التزاحم من جانب ( الأحزاب الكردية السورية ) والاستقتال في حضور المؤتمرات – أيا تكن – نجدها تقفز فوق كل القضايا الخلافية في الحركة السياسية الكردية وتنسى كل اطروحاتها السابقة والراهنة حتى لايفوتها قطار – سوتشي – وقبول كل أنواع المهانة من قبيل ماتردد أن الروس لن يدعوا أطرافا حزبية ويتركون الأمر لاختيار الطرف التركي لأشخاص مقبولين من جانبهم وفي واقع الأمر وان توفرت الجدية وانعقد مؤتمر وطني سوري حقيقي بارادة السوريين يجب تجاوز المشهد الراهن من – معارضة فاشلة وأحزاب فاقدة الشرعية الشعبية – والاعتماد على الغالبية الوطنية من المستقلين والثوار والحراك الشبابي ومنظمات المجتمع المدني .
حتى  دعوات " الوحدة " الصادرة من أفراد بغية  مصالحة أحزاب ( المجلسين – تف دم والوطني الكردي ) تبدو وكأن الهدف هو تحقيق وفد مشترك لحضور مؤتمرات من دون الولوج في لب الأزمة وأسبابها ونتائجها وللوهلة الأولى فانها تحوز على رضا المزاج الشعبي العام العفوي التواق دائما الى الخير وحتى لاتتحول تلك الدعوات الى مجرد شعارات عاطفية وحتى لا تحول ذلك الى نسيان أخطاء وخطايا القيادات الحزبية وماألحقت من أضرار بقضايانا والقفز من فوقها دون حساب ومساءلة علينا اعادة القضية الى أصحابها من الغالبية الشعبية وملامسة جوهرها من قبيل : البحث عن توفير شروط عقد المؤتمر القومي الجامع لكل الطاقات من أجل انجاز المشروع الوطني الكردي السوري واعادة الدور الكردي الى مواقعه الطبيعية ضمن النضال الديموقراطي السوري ووضع استراتيجية وخارطة طريق للحاضر والمستقبل هذا مانراه السبيل الصحيح لتحقيق الوحدة والاتحاد . 
كان ملفتا تخوين رأس نظام الاستبداد اليوم لقسم من الكرد المتعاونين مع الأمريكيين والمقصود قوات – ب ي د - وليس كل الكرد كما صحح سؤال المراسل الصحفي  جاء بعد لقائه نائب رئيس وزراء روسيا في – حميميم – وهذا له دلالته السياسية عشية مؤتمر – سوتشي – الذي يشارك النظام روسيا في وضع برنامجه والمدعوين اليه واقتصر رد ممثلي ( الادارة الذاتية ل ب ي د ) بالقول أن ( النظام مسؤول عن ظهور المتطرفين في سوريا وأن مرحلة جديدة قد بدأت ) وهو صحيح بما يتعلق بمساهمة النظام في احضار أطراف عديدة الى سوريا لمواجهة الثورة واذا كانت هناك مرحلة جديدة في التحالفات فالمطلوب من سلطة – ب ي د – التجاوب مع نداءات المخلصين في قبول وتقديم الدعم لانعقاد المؤتمر القومي – الوطني الكردي السوري من ممثلي الوطنيين المستقلين والأحزاب ومنظمات ىالمجتمع المدني في القامشلي أو عين العرب – كوباني أو عفرين للخروج ببرنامج واستراتيجية كردية موحدة لمواجهة تحديات السلم والمقاومة .


281
في " المعارضة " ومستقبل سوريا
                                                             
صلاح بدرالدين

           تظهر تصريحات بعض أعضاء وفد الرياض 2 المسمى بوفد المعارضة التفاوضي وكأنهم أصيبوا بالدهشة عندما استخف وفد النظام بكل ماحملته الجولة الثامنة من عملية جنيف من مقترحات المبعوث الدولي ورفضه المطلق للتفاوض المباشر في حين أن المسار ظل كما هو من دون أي تبدل منذ جنيف 1 وحتى الآن ووفد الرياض2 على علم وبينة بذلك منذ أن كان ( وفد الهيئة العليا للتفاوض ) وهو على يقين أن الأمور ستأخذ هذا المجرى على ضوء الوقائع الميدانية في جبهات الداخل ومواقف الأطراف الدولية والاقليمية المعنية وخصوصا اللعبة الروسية المكشوفة بعد أن قبلتها ( المعارضة ) من خلال المشاركة مباشرة وغير مباشر في مخططات – أستانا – والتواصل مع روسيا المحتلة وتعاملت معها بل وأضفت على احتلالها شرعيتها المنقوصة لأنها ولحسن الحظ غير مخولة من الشعب السوري وثورته ووطنييه  .
  ألم يكن أعضاء وفد الرياض2 على علم بأن مجرد انضمام ممثلي ماسميت بمنصتي موسكو والقاهرة اليه كان استجابة لتفاهم سعودي – روسي حول الاعتراف بدور الأخير الرئيسي في الملف السوري وقد يكون للأمر صلة بالوضع في اليمن وبالتالي تقديم التنازل لمشاريع موسكو بل دعمها وفي مقدمتها ماتجري من تحضيرات لعقد مؤتمر ( الحوار الوطني في سوتشي ) الذي ستكون الكلمة الأولى والأخيرة للجانب الروسي من حيث الحضور والبرامج والقرارات والنتائج وبالتوافق الكامل مع النظام وكل من تركيا وايران وبتفاهم معين مع الادارة الأمريكية والنتيجة التي يعلمها وفد ( المعارضة ) أن الخاسر الوحيد الشعب السوري وقضيته .
  وفد ( المعارضة ) منذ جنيف1 وحتى جنيف8 والذي يتصدره منذ البداية ممثلوا الاخوان المسلمين ومن على شاكلتهم من مدجني تيارات قوموية وليبرالية ويسارية خسر ثقة السوريين منذ أن تخلى عن أهداف الثورة وقدم التنازل تلو الآخر وأخفق في الحفاظ على الانجازات واستسلم لارادة أنظمة الدول المانحة بل خدم أجندتها ورفض أية مراجعة نقدية والرجوع الى الشعب من خلال المؤتمر الوطني السوري الجامع نقول هذا الوفد ومايمثل قد أصبح في عداد الأموات حتى لو كان بسبعة أرواح وقضي الأمر منذ بداية الجولة الثامنة .
  وزيادة في اذلال هذه ( المعارضة ) واضافة الى ترفع وفد نظام الاستبداد الموغل بالاجرام بالاجتماع معها واصل المحتل الروسي اهاناته لشعبنا من خلال ( معارضته ! ) بطرح خمسة شروط جديدة منها " اعلانها الجاهزية في محاربة داعش والنصرة " ممايعني اتهامها بالارهاب ومواصلة تصفيتها سياسيا وعسكريا و" الكف عن المطالبة برحيل الأسد " في حين أنها سلمت بوجود النظام بكل مؤسساته وعدم اطلاق تسمية " وفد النظام بل وفد الحكومة السورية الشرعية " وبنودا أخرى كلها اسفاف واستخفاف ومعاداة صريحة للسوريين .
   هناك أكثر من ورقة بأيدي الروس في مسألة مصير النظام ورأسه ومؤسساته ورموزه ومن بينها كما يتردد في وسائل الاعلام تحسين مكانة وفد النظام في المؤتمر القادم بسوتشي وتلميعه من الآن باشاعة أنه سيكون برئاسة ( فاروق الشرع ) كاسلوب لاستمالة رضا السوريين على أساس أن ( يداه لم تتلوثا بالدماء ) وهو ان حصل سيكون اقرارا باستمرارية النظام ورموز حزب البعث الحاكم منذ عقود ووضع الدستور والقوانين الذي قيد السوريين وبنى نظاما استبداديا على قاعدة دكتاتورية الحزب الواحد والفئة الواحدة والعائلة الواحدة والحاكم الأوحد وفرق صفوف السوريين وبث الفتنة القومية العنصرية والطائفية البغيضة والمسؤول أولا وأخيرا عن ضحايا ومفقودين ومعتقلين ومهجرين ونازحين بالملايين والطامة الكبرى أن قطاعا من تلك ( المعارضة ) يهلل للشرع سرا وعلنا الذي تسلم مهام القيادة في الحزب والنظام بسرعة البرق بعد أن رمى بنفسه على حافظ الأسد لحمايته عندما جرت محاولة اغتياله المعروفة وكان حاضرا وحينها كان يشغل مدير مكتب الخطوط الجوية السورية في – لندن - .
  المشكلة في هذه ( المعارضة ) ومنذ قيام – المجلس الوطني السوري – أنها تدار من وراء الستار على طريقة الأحزاب الحاكمة في نظم الاستبداد والدكتاتورية ويجري اخفاء الحقائق عن الشعب وتتم الصفقات مع الدول المانحة عبر أجهزتها ووكلائها بعيدا عن الاعلام وعلى أساس متطلبات النظام العربي الرسمي وحكومات الاقليم المعنية وخصوصا تركيا والتي كانت تستند على تعزيز قوة الاسلام السياسي ونصرة مخطط أخونة ثورات الربيع وقطع الطريق على نهج انتصار الثورة واجراء التغيير الديموقراطي واستتباعا خنق الجيش الحر – العلماني – وابعاد الوطنيين والمستقلين غير المتحزبين وتجاهل المعارضين المناضلين من الأقوام غير العربية ومن غير المسلمين السنة للتشكيك في ولائهم لمشروع الاسلام السياسي .
 واذا كنا ومازلنا نعتبر نظام الاستبداد المسؤول الأول والأخير عن محنة شعبنا السوري ونؤمن بأهداف ثورتنا باسقاطه واجراء التغيير الديموقراطي وذلك سيشكل الحل العادل والدائم لاحلال السلام واعادة البلاد الى حالتها الطبيعية بعد تحقيق العملية السياسية الديموقراطية جنبا الى جنب اعادة الاعمار بالتعاون مع المجتمع الدولي فاننا في الوقت ذاته نحمل ( المعارضة ) مسؤولية تراجع الثورة والفشل في تحقيق آمال وطموحات السوريين وتحول بلادنا الى مرتع للمحتلين والميليشيات المذهبية القادمة من مختلف أنحاء العالم ونرى أن ترضخ لمساءلة المؤتمر الوطني السوري الجامع مستقبلا اذا كانت مازالت مخلصة لشعاراتها ووفية لتعهداتها .
  وفي هذا المشهد أمام الكرد السوريين فرصة بتواصل قواهم المتصدرة في الساحة  باسم سلطة الأمر الواقع والأحزاب والتجاوب مع ارادة الغالبية الشعبية من الوطنيين المستقلين والحراك الشبابي ومنظمات المجتمع المدني للتوافق على عقد المؤتمر القومي يسبقه الاتفاق على لجنة تحضيرية للاعداد للمؤتمر الذي يفضل أن يعقد في الداخل السوري يوحد الصف الوطني الكردي ويخرج ببرنامج سياسي يتضمن مايطمح اليه شعبنا من طريقة حل قضيته القومية والنظام السياسي الأمثل لسوريا الجديدة يعزز الشراكة الكردية العربية والأقوام والمكونات الأخرى والعيش المشترك وبذلك وحده يمكن أن يسترد الكرد السورييون دورهم الوطني وأن تقوم حركته الوطنية الموحدة بالمساهمة الفعالة في العملية السياسية جنبا الى جنب الحركة الوطنية الديموقراطية السورية .


282
عود الى بدء : سوريا الى أين ؟
                                                                 
صلاح بدرالدين

  بعد انقضاء أكثر من ستة أعوام على اندلاع الثورة السورية ضد نظام الاستبداد والتي بدأت سلمية عبر التظاهرات الاحتجاجية ورفع المطالب المشروعة وتدعو الى اجراء الاصلاحات وتوفير الحرية والكرامة للمواطنين ولكن بعد الموقف الرافض من السلطة ومواجهة المتظاهرين المسالمين بالحديد والنار تحولت الى المقاومة خاصة بعد انشقاق الآلاف من مراتب الجيش السوري وانضمامهم الى صفوف الشعب وتوسعت صفوف الثوار في كل المناطق السورية عندما التحم الجيش الحر بالحراك الوطني الثوري من الشباب والفئات الشعبية واتخذت معارضة النظام شكلا مؤسساتيا آخر أكثر وضوحا بالأهداف وعلاقاتا سياسية بالدول المحيطة والمجتمع الدولي .
 عمل نظام الأسد كل شيء من أجل صيانة نفسه من السقوط بعد أن انشق مايقارب ثلث جيشه وانهارت مؤسسات النظام وفقد السيطرة على أكثر من 80% من الأراضي السورية فحاول استمالة جماعات الاسلام السياسي الى جانبه وأخرج قادة الاسلاميين من السجون والمعتقلات تماما كما فعله نوري المالكي بالعراق عندما حرر السجناء الاسلاميين والارهابيين وكان أبو بكر البغدادي من بينهم وكما يظهر فقد تمت هذه العمليات بالتنسيق مع نظام طهران الذي قدم الدعم بدوره لمنظمات القاعدة وتشجيعها للتوجه الى سوريا والعراق حيث كان تعزيز قدرات ارهابيي القاعدة ومن ثم داعش يخدم مصالح ايران على ضوء توجهاتها الطائفية ومحاولة بسط نفوذها ومن أجل خلق المشاكل والمتاعب للمسلمين السنة الذين كانوا المتضررين الأول من ارهاب الجماعات الاسلامية خصوصا داعش .
  فتح نظام الأسد الحدود للايرانيين والروس وميليشيات حزب الله اللبناني ولأكثر من 15 ميليشيا مذهبية ايرانية وعراقية ولبنانية وأفغانية مما أدى ذلك الى مقتل أكثر من مليون سوري وتشريد ونزوح أكثر من نصف الشعب السوري وداس على السيادة الوطنية ووضع سوريا رسميا تحت احتلال دولتين والكثير من الميليشيات المسلحة كل ذلك من أجل الحفاظ على منصبه ونظامه .
 نتيجة تصرفات النظام أصبح مصير سوريا بيد الخارج ولم يعد القرار بيد السوريين لا المعارضين ولا الموالين وبسبب ضعف النظام تحول العوبة بيد الروس والايرانيين بطبيعة الحال وبسبب الاحتلال العسكري الروسي وبناء قواعد عسكرية في العديد من المناطق فان الروس هم القوة الرئيسية التي يمكنها تقرير مصير البلاد واللاعب الرئيسي الآن ولاشك أن اللعبة الدولية تقضي بضرورة ايجاد نوع من التفاهم مع أمريكا وهذا ماتم في اجتماع – فيتنام – بين بوتين وترامب حول قرارات مؤتمرات – أستانا – بشأن مناطق ( خفض التصعيد)  وتقاسم النفوذ والتشارك في تقرير مصير سوريا والنظام .
  وقد طرأ تطور جديد في العامين الأخيرين بشأن المسألة السورية بعد التفاهمات التي حصلت بين روسيا ودول الخليج ومصر وكما شاهدنا فان مؤتمر الرياض 2 ( للمعارضة السورية ) شهد تراجعا سياسيا لمصلحة الروس ونظام الأسد حيث تم ضم منصتي  موسكو والقاهرة القريبتين لروسيا ولنظام الأسد كما تم اضافة 8 أعضاء منهما الى الوفد المفاوض بجنيف والذي يبلغ العشرين وعملت الدولة المضيفة على دعوة 140 شخص غالبيتهم الساحقة موالية أو قريبة للسياسة السعودية بعد استبعاد العشرات من الأعضاء المحسوبين على قطر وتركيا وشمل البعض من الحضور اغراءات لاقناعهم واستمالتهم .
  كما يظهر فان اجتماع جنيف 8 لن يحقق شيئا لامن حيث تحقيق السلام ولامن حيث حل الأزمة السورية والاعمار وعلى مايبدو فان السيناريو الأقرب الى التحقيق هو التحاق الذاهبين الى جنيف الى اجتماع – سوتشي – الذي يمهد له الروس منذ حوالي العام باسم ( مؤتمر الشعوب السورية ) والذي استبدل بعد رفض المعارضة وتركيا وايران والنظام الى  ( المؤتمر الوطني السوري ) من أجل البحث في صياغة دستور سوري جديد وتشكيل حكومة ائتلافية للمرحلة الانتقالية مع الحفاظ على جميع مؤسسات النظام وصولا الى اجراء انتخابات بالمستقبل الى جانب اعادة الاعمار وكما أرى فان الحل المطروح من جانب الروس وشركائهم لايحقق طموحات الشعب السوري ولن يحقق السلام الدائم ولن يحل قضايا سوريا السياسية والاقتصادية والاجتماعية والقومية خصوصا القضية الكردية لأن الحل المطروح يتفق مع مصالح الأطراف الخارجية ويثبت نفوذها ويخدم أجندتها .
  قلنا مرارا أن الطريق الى الحل الدائم والعادل يمر باسقاط نظام الاستبداد وكل مؤسساته ورموزه ويستدعي عقد المؤتمر الوطني السوري الجامع لكل المكونات من أجل المراجعة وتحديد آفاق المستقبل ووضع خارطة طريق لاعادة بناء سوريا ديموقراطية تعددية تشاركية تستند الى قوميتيه الرئيسيتين العربية والكردية وسائر المكونات  والتوافق الوطني بعيدا عن اذعانات وضغوط المحتلين وطرد الميليشيات الأجنبية وتحقيق المصالحة واعهادة الاعمار .
 أمام كل السيناريوهات المحتملة من حرب وسلام ومابينهما حول مصير سوريا يبقى الوضع الكردي في أسوأ أحواله حيث فشلت الأحزاب الكردية المتصارعة بمختلف مسمياتها في تمثيل ارادة الشعب الكردي أو طرح المشروع الوطني الكردي وشق الطريق نحو التفاعل مع الثورة والحركة الديموقراطية السورية والانخراط بقوة في العملية السياسية بكل ضعفها وعيوبها وبالرغم من عظمة شأن الوطنيين المستقلين والحراك الشبابي والمدني في الساحة الكردية نوعية وعددا والتي تشكل بمجموعها الكتلة التاريخية الحاسمة كحالة مرشحة لقيادة النضال الوطني الكردي مستقبلا الا أنها وحتى اللحظة لم تتوفر شروط انجاز سيرورتها التنظيمية واستكمال بناء قيادتها المركزية بعد قطع أشواط هامة على الطريق .

283
رسالة مفتوحة الى " المجلس الوطني الكردي "
                                                               
صلاح بدرالدين

 علمنا من وسائل الاعلام ومن تسريبات متفرقة عن تنصيب السيد – سعود الملا – رئيسا للمجلس الى جانب رئاسته للحزب الديموقراطي الكردستاني – سوريا  بدلا من السيد – ابراهيم برو – وكان المفترض أن يعقد المجلس مؤتمره الدوري الاعتيادي وبصورة علنية كما في المرات السابقة ان تعذر في الوطن ففي اقليم كردستان العراق كما هو متبع عادة في مناسبات المجلس منذ تشكله  ولكننا مثل غيرنا من الكرد السوريين لسنا على اطلاع كامل بمايجري داخل هذا المجلس المحكوم بالأحزاب الذي لايشذ عن القاعدة العامة لأساليب وممارسات السيستيم الحزبوي المتسم بالغموض والمواربة وليس الجماهيري المفتوح وما ان كان الاجراء الأخير خضع للمعايير التنظيمية المشروعة أم لا ؟ أو أن ماتم في القامشلي كان بعلم ومعرفة سلطة الأمر الواقع وسلطة النظام أم لا ؟ اننا وبالرغم من كل التساؤلات نحترم خيارات الآخرين حتى لو اختلفنا معهم سياسيا .
 نحن نهنىء السيد الملا على رئاسته الجديدة ونرى أن تكون فاتحة عهد جديد تتميز بمراجعة بالعمق لماسبق بمافيه من أخطاء واعتراف بالاخفاقات واعادة نظر في الكثير من المفاهيم والسياسات بالانفتاح اولا على المحيط الكردي وصيانة البيت الداخلي وسلوك درب الانقاذ الكفيل بتحقيق تحول جذري نحو اعادة بناء حركتنا الوطنية الكردية والتمسك بالمشروع القومي – الوطني .
  هناك الكثير من المواقف والرؤا تجمعنا مع أعداد لايستهان بها من الاخوة من أعضاء المجلس ( وليس مع جميعهم حيث هناك من يراهن على بقاء النظام ومؤسساته وبعض رموزه  ) وخصوصا في مجال الوقوف الى جانب الثورة السورية والمعارضة الجذرية والايمان بضرورة التغيير الديموقراطي واسقاط نظام الاستبداد بالاضافة الى التقارب في الموقف وليس التطابق الكامل من اقليم كردستان العراق حيث نرى ضرورة التنسيق والعمل المشترك على أسس واضحة ومفيدة وأن لانتحول الى أعباء اضافية على عاتق الأشقاء بما يصون الشخصية الوطنية الكردية السورية المستقلة مع انحيازنا الكامل والمعروف منذ عقود لنهج الزعيم الكبير مصطفى بارزاني .
   المقترح
  أولا - كل تلك الحقائق السالفة الذكر تشكل أسبابا مشروعة وشروطا موضوعية لطرح مقترحنا التالي على الاخوة في المجلس الذي يجب أن يأخذ بعين الاعتبار أنه فشل في تحقيق برنامجه وتعهداته وأخفق في توحيد الساحة الكردية وفي القيام بدور ايجابي حول تحقيق انجازات للقضية الكردية والتفاعل مع الشريك العربي السوري والقوى الديموقراطية السورية وعجز عن الحفاظ على الحد الأدنى من احتواء الوطنيين المستقلين والشباب ومنظمات المجتمع المدني كما لم يسلك الطريق السليم في ارساء العلاقات القومية ولم ينجح في بلورة وصياغة وحمل المشروع القومي كل ذلك يشكل سببا جوهريا للتنازل عن التشبث في وحدانية القرار وقبول الشراكة العادلة بأرجحية كفة الكتلة التاريخية من الوطنيين المستقلين مما يصب في مصلحة الشعب والوطن .
 ثانيا  – الاتفاق على تشكيل لجنة تحضيرية من سبعة أعضاء ثلاثة مستقلين من – بزاف – وأطراف مستقلة أخرى واثنين من المجلس وقراراتها حسب أغلبية الأصوات .
ثانيا  – تشرف اللجنة التحضيرية على عقد مؤتمر استثنائي انقاذي تحت اسم ( المجلس الوطني الكردي ) في مكان مناسب من ستين مشارك أو أكثر أو أقل وتقوم وحسب الأغلبية في التصويت بتحديد أسماء الحضور على أن لايكون الطابع الحزبي غالبا وفور انعقاده سيكون الاجتماع سيد نفسه يرسم مايراه مناسبا بما في ذلك اسم المؤتمر وشعاراته .
 ثالثا – الهدف من المؤتمر هو اجراء مراجعة عامة وبحث الوضعين الكردي والسوري بكل تفاصيله والخروج بنتائج سياسية واضحة حول خيارات المستقبل حول الشأن الكردي ومسألة وحدة أو اتحاد الحركة الكردية والمؤتمر القومي وامكانية التواصل والشراكة مع – ب ي د – وتاليا التوصل الى صياغة موحدة للمشروع القومي والوطني الكردي السوري وسقف المطالب الكردية والنظام السياسي والاداري المناسب للحل العادل والدائم للقضية الكردية .
 رابعا – بحث ومناقشة كل المآلات السورية والمواقف الاقليمية والدولية ودور المحتلين الروس والايرانيين والأتراك وكافة الميليشيات المذهبية والحالة الراهنة التي تعيشها سوريا وآفاق مستقبل الحلول السلمية ومسارات ( جنيف وأستانة وسوتشي ) ومسألة السلم والحرب والاعمار والخروج بمواقف موضوعية لمصلحة بلادنا وشعبنا وقضايانا .
 خامسا – ايلاء الأهمية القصوى لفعاليات المجتمع المدني وجمعيات الصداقة بين الكرد والعرب والشعوب والمكونات الأخرى من أجل ترسيخ ثقافة العيش المشترك والوئام وحق تقرير مصير الشعوب وحقوق الانسان والتضامن بعد أن قام نظام الاستبداد وقوى الشر والظلامية من جماعات الارهاب والاسلام السياسي والطائفية بزرع مفاهيم العنصرية والشوفينية والتناحر القومي والديني والمذهبي .
 سادسا – ارساء قواعد مبدئية ثابتة بشأن العلاقات القومية على أسس سليمة ومدروسة على قاعدة الاحترام المتبادل والتعاون والتنسيق وصيانة الشخصية الوطنية لكل طرف وعدم التدخل بشؤون البعض الآخر .
  ونحن على ثقة كاملة بأن الأشقاء في اقليم كردستان العراق سيكونون عونا وسندا لمقترحنا هذا .
 

284
فدرالية تحت الاحتلال ولا فناء في ظل الاستبداد     
                                                                       
                                                               
صلاح بدر الدين
       
       العشرات بل المئات من شعوب التحرر الوطني في مختلف قارات وأصقاع كوكبنا ومنذ سنوات القرنين التاسع عشر والعشرين وبعد أن كانت في عداد المستعمرات وأشكال الاحتلال العسكري والهيمنة الاقتصادية من جانب ( المتروبولات ) نالت الاستقلال الشكلي ثم الكامل وتمتعت بحرية تقرير مصيرها بعد اجتياز مراحل شهدت أعمال عنف وانتفاضات ومواجهات دامية وانتهت بانسحاب الأجنبي مع جيوشه واداراته ومناسبة هذه التوطئة هو اقتراح المحتل الروسي ضمن وثيقة رسمية منشورة طرحت في الاجتماعات الأولية – بأستانة – يقضي بعقد مؤتمر شعوب سوريا في – سوتشي - ومشاركة كل الجماعات العرقية والدينية مع ممثلي الحكومة وفصائل المعارضة يقر فيه دستور سوريا الجديد مرورا بالانتخابات .
    حتى لو جاء هذا المقترح من جانب طرف محتل لبلادنا عادى ثورتنا ومارس القتل والتدمير تجاه شعبنا ووقف الى جانب نظام الاستبداد بكل الوسائل العسكرية والسياسية والدبلوماسية مثل أي مستعمر في التاريخ وكان سببا في عدم سقوطه النهائي فان مقترحه المكتوب لايخلو من الواقعية ومن حظوظ النجاح في وقف اراقة الدماء وتحقيق المصالحة وحصول كل صاحب حق على مايسعى اليه اذا ماتم تنفيذه على أرض الواقع بحيث يكون القرار النهائي والفاصل لممثلي الشعب السوري بكل أطيافه وأقوامه وأعراقه وألوانه الدينية والمذهبية ولاشك أن جانبا من نصوص المقترح يحمل الجزء الناصع من تراث التجربة الاشتراكية في مسألة القوميات وحقوقها وخصوصا حول الاعتراف بوجودها وتشخيص هوياتها وقبول مبدأ حق تقرير مصيرها في أطر دستورية وحقوقية وادارية تبدأ بالاستقلال مرورا بالفدرالية والحكم الذاتي واللامركزية وانتهاء باالدوائر القومية .
  ماهو مقترح ومطروح من جانب المحتل الروسي لايعود الفضل فيه الى الطغمة الحاكمة في موسكو بل هو ثمن دماء شهداء وتضحيات شعبنا فهو بكل آلته العسكرية لن يتمكن من البقاء محتلا الى الأبدحيث سيكون السورييون له بالمرصاد ان لم يكن اليوم فغدا أو بعد حين  ومن مصلحته الانسحاب بأسرع وقت ثم أنه من الصعوبة بمكان أن ينال هذا المحتل ثقة وغفران السوريين ولن يأتمن الى وعوده ومشاريعه ومقترحاته الا عندما أن تتحول الصيغ والوعود الى أفعال .
  ليس هناك من عاقل يمكنه تجاهل حقيقة أن لعنة الدكتاتورية والاستبداد والشوفينية العنصرية والطائفية في بلادنا وماأنتجت من كوارث وجرائم ضد الانسانية وانقسامات ومواجهات وصولا الى مايشبه الحرب الأهلية ليست بنت اليوم بل نمت نواتها الأولى عندما تم تسطير الأحرف الأولى لبيان المؤتمر السوري الأول في عشرينات القرن الماضي وصياغات مشاريع الدساتير التي وضعها الوطنييون السورييون ماقبل الاستقلال والتي اعتمدت في عهود الحكومات الأولى في ظل الاستقلال الى يومنا هذا والتي حملت خطيئة تاريخية لاتغتفر وهي تجاهل واقع المجتمع السوري المتعدد الأقوام بحيث خلت الدساتير من الاقرار بوجود شعوب وقوميات أخرى غير العرب ومن تحصيل حاصل تجاهل حقوقها ناهيك عن الأثنيات والأديان والمذاهب التي تزين التنوع السوري في مختلف المناطق .
 ومن جهة أخرى فان الأسباب الرئيسية للصراع في بلادنا وفي معظم بلدان الشرق الأوسط وتحديدا في بلدان ثورات الربيع وسوريا من ضمنها تتعلق بقضايا حرية وكرامة الانسان وحقوق الفرد والجماعة القومية والدينية والمذهبية الذين عانوا جميعا الحرمان والتجاهل والقمع وارهاب الدولة بأشكالها الحزبية الآيديولوجية والقومية الشوفينية والطائفية أو لم تكشف ثورات الربيع حقيقة تعددية العديد من البلدان التي كانت تبدو بسيطة في حين كانت مركبة من أقوام أصبحت في طي النسيان وهدفا لتمثلية القومية السائدة وقد يعود الفضل الى تلك الثورات في اعادة الاعتبار لتلك المكونات وجودا وحقوقا من الكرد والتركمان وغيرهما في سوريا والأمازيغ في بلدان شمال افريقيا .
 ومن خلال الحكومات والأنظمة المتعاقبة على سوريا وخصوصا في عهد حكم البعث وفي ظل فقدان أي رادع دستوري وقانوني ناهيك عن الأخلاقي فقد تعرضت القوميات والأثنيات غير العربية خاصة الكرد الى التنكيل وطالت محاولات تغيير التركيب القومي والاجتماعي مناطقهم عبر مخططات التعريب والتهجير القسري والحرمان من حق المواطنة والتملك والتعليم وكانت تلك السلطات الحاكمة تستخدم النزعة العنصرية والمغالاة القومية اللفظية في صب جام غضبها على الكرد وغيرهم في بعض الأحيان للمزايدة من أجل التشبث في الحكم والتستر على طبائعها الطائفية .
  نعم كلنا بمختلف هوياتنا ننتمي الى الشعب السوري وهو الجامع الوطني العام الذي يحمل في طياته أقواما وأطيافا وألوانا تدل كلها الى الغنى والتنوع وفي أي دستور قادم لسوريا الجديدة من خلال ارادة سورية أو عبر المحتل الروسي يجب أن يقر بهذه الحقيقة ويحدد الحقوق بحسب ارادة الأقوام والمكونات وفي اطار البلد الواحد ويضمنها ثم يقدم تعريفا للمواطنية الحقة المتساوية التي تضم الجميع شركاء متكافلين متكاملين متضامنين متكافئين وعلى الجميع أن يعلموا أن سوريا بحدودها الراهنة ومكوناتها الحالية تشكلت ليس بارادتنا بل بقرارات دولية وحسب اتفاقيات ومعاهدات آخرها سايكس – بيكو ولذلك ليس من حق أي مكون أن يفرض ارادته دون الآخرين ونحن جميعا أحوج مانكون الى نوع من التوافقية حول عقد اجتماعي عادل لارساء قاعدة العيش المشترك بوئام .
  كل الدلائل تشير أن – سوتشي – ستكون نهاية المطاف خصوصا بعد ملاحظة تلكؤ عملية – جنيف – 8 وتأكيد ذلك من جانب – بوتين – " الذي أعلن عن ولاية رابعة "  في تصريح أخير : حيث دعا ( كل الأطراف، الحكومة السورية وبلدان المنطقة والأمم المتحدة، إلى بدء مرحلة جديدة، في العملية السياسية وأن بداية هذه العملية كما اتفقنا مع الرئيسين الإيراني والتركي ستكون بعقد مؤتمر شعوب سورية وزاد أن المهم البدء بالتحضير لإقرار دستور جديد، وبعد ذلك، وبالتوازي مع تقدم العملية السياسية، يمكن الذهاب إلى انتخابات رئاسية وبرلمانية وأن هذا المسار طويل، ونقطة بدايته يجب أن تكون في تثبيت وقف النار ومناطق خفض التوتر ووقف سفك الدماء في سورية) .
 
 


285
المنبر الحر / جولة فيسبوكية
« في: 20:40 07/12/2017  »
جولة فيسبوكية
                                                           
 صلاح بدرالدين

   1 -  تحدث عادة في أحزاب التحرر القومي وفي مراحل تاريخية معينة تحولات ايجابية فكرية وسياسية عميقة تكفل نقاوة الحركة وتقدمها ( كونفراس الخامس من آب 1965 ) كمثال من جانب آخر وفي ظل الحوكمة الديموقراطية تظهر تنظيمات وأحزاب في ظروف طبيعية تلبي حاجات الناس وبالعكس تماما فان السلطات الدكتاتورية الاستبدادية الحاكمة كما هو الحال في بلادنا ومنطقنا لاتنتج الا مايماثلها ان كانت موالية وفي كل الأحوال فان ظاهرة توالد الأسماء الحزبية الجديدة في الساحة الكردية السورية ومع كل الملاحظات السابقة هي بمثابة مؤشر الى عدم قناعة الأوساط الشعبية ونخبها بما هو قائم من أحزاب سلطوية وخارجها وبعبارات أوضح بحثها عن بدائل لأحزاب كل من ( ب ك ك والانكسي ) لملىء الفراغ القومي والوطني واعادة بناء الحركة الكردية السورية التي ستنجز عبر المؤتمر القومي – الوطني الجامع .
   2 - مانفهمه من ظاهرة تكاثر حالات الاعلان عن أحزاب في الساحة الكردية السورية : 1 – أنها بغالبيتها جديدة شكلا ومشابها لمثيلاتها القائمة مضمونا 2 – أنها مرضية عنها من سلطة الأمر الواقع ان لم تكن من وراء اعلانها بالأساس  3 – ليست مرفوضة من جانب أحزاب – المجلس – ان لم تكن مشجعة لها للانضمام اليها  4 – سلطة نظام الاستبداد ومنذ عقود وكاستراتيجية وراء تفريخ الكتل المنشقة والتنظيمات الوهمية بأسماء جديدة 5 – رضا كل تلك الأحزاب والنظام ينبع من رغبة قطع الطريق على ظهور أية حركة بديلة متجددة ومتجذرة تتجاوز السيستيم الحزبوي وصولا الى اعادة بناء الحركة الوطنية الكردية السورية على أسس وقواعد ومفاهيم قومية ووطنية تصب في مجرى النضال الديموقراطي الثوري التغييري السوري وهو مايلبي طموحات الغالبية الساحقة من الوطنيين الكرد ومستقليهم وشبابهم ومنظمات مجتمعهم المدني .
   3 - بشأن اللغط الحاصل حول زيارة وفد كتل الأحزاب الثلاثة في برلمان كردستان العراق الى القامشلي للمشاركة في مراقبة انتخابات ( الادارة الذاتية لسلطة الأمر الواقع التابعة ل ب ي د ) أقول للمتفاجئين أن االأحزاب الكردستانية في الاقليم تقرر وتسير وفق اجتهاداتها في تقدير مصالحها وليس انطلاقا من مصالح ورؤا كرد الأجزاء الأخرى وأحزابهم في وضع تفتقر الحركة التحررية الكردية في المنطقة الى اطار يجمعها ويحدد الضوابط والخطوط الحمر ثم أن برلمان الاقليم بكل كتلها الحزبية كان قد أعترف با ( الادارة الذاتية ) منذ معركة ( كوباني – عين العرب ) واستتباعا نسأل أحزاب ( المجلس الكردي ) هل لديكم وثيقة رسمية موقعة للعمل المشترك وحدود التعاون وشروطه مع أي حزب كردي في العراق ؟ وأخيرا نقول من أبرز أهداف مشروع اعادة بناء حركتنا كما طرحها – بزاف – هو صيانة شخصية شعبنا الكردي السوري وقراره المستقل وبناء العلاقات القومية على أسس ديموقراطية جديدة . 
  4 - حتى الآن وكما هو منشور بخصوص جنيف 8 فان وثيقة المبعوث – ديميستورا – ذات الاثني عشربند أقرب الى موقف النظام وبالرغم من ذلك قد يعترض في رده على مافيها من بعض الايجابيات الطفيفة أما رد " الهيئة التفاوضية " فلا يختلف عن بيان الرياض 2 ويتعارض في عدة بنود مع وثيقة المبعوث الأممي وفي حين يتضمن الحفاظ على كل مؤسسات الدولة أي النظام يدعو الى اصلاح الجيش ويعترف بوجود مكونات كردية وتركمانية ومسيحية وحقوقها من دون تحديد مع " اجترارات " بلامعنى حول الكرد مثل اعتبار قضيتهم سورية ! ومن دون توضيح بشأن مستحقاتهم ويختارتسمية سوريا بدلا من الاسم الرسمي ويتفق مع اطروحات النظام حول اللامركزية الادارية وبالمحصلة هناك اجحاف أممي بحق السوريين وتراجع ( معارضاتي ) عن مبادىء تخص البلاد والكرد التزمت بها الثورة وسيكون ( آتي النظام أفظع ) حسب كل التوقعات .
   5 - " بيان الى الشعب السوري " المنشور قبل أيام والذي استأثر باهتمام المئات من الوطنيين السوريين نظرا لمضمونه الذي يستجيب لتطلعات الغالبية الساحقة من المؤمنين بالثورة والتغيير وقد صدر في أجواء مؤتمر الرياض 2 حيث جاء فيه " لقد أدت الضغوط الدولية والإقليمية إلى تشكيل هيئة جديدة للتفاوض لا تمثل في تكوينها ولا في رؤيتها السياسية أهداف الثورة السورية " وقد نتفق نحن الوطنييون المستقلون مع نص البيان ولكن ماهو مستغرب أن يوقع على البيان أعضاء ومتنفذون في ( الكيانين اضافة الى الهيئة التفاوضية ) منذ أعوام وحتى قبل انعقاد الرياض 2 ويتحملون مسؤولية التراجعات والانحراف عن الثورة ولم يراجعوا مواقفهم ولم يمارسوا النقد الذاتي ولم يعتذروا للشعب السوري وهذا ما يثير الريبة على احتمال أن لدى هؤلاء نيات لخدمة احدى المحاور العربية – الاقليمية  الرسمية ضد آخر والمضي في النهج السابق الذي جلب الهزيمة .

286
الرياض 2 خطوة أخرى الى الوراء
                                                                         
صلاح بدرالدين
 
   عندما تقوم جماعات عسكرية أم مدنية أو أحزابا وفئاتا وأفرادا بتصدر الصفوف باسم ( المعارضة ) وطرح نفسها ( الممثل الشرعي والوحيد ) وتعقد المؤتمرات وتصدر البيانات باسم السوريين وثورتهم من دون تخويل أو تكليف أو انتخاب ثم تتمادى في اقتراف الأخطاء من دون مراجعة أو نقد ذاتي وتنحرف عن طريق الثورة وتتجاهل أهدافها ثم تعبث بالمسلمات وتنفذ أجندات الأطراف الرسمية الداعمة بالمال وليس بثقافة الديموقراطية والتغيير وحقوق الانسان مثل هذه الجماعات ليس مأمولا منها الاستماع الى مطالب الشعب وطموحاته أو الرغبة بمشاركته في الحل والربط والقرارولن تحقق أي انجاز لاالآن ولا في قادم الأيام .
  هذا هو المنطق الحزبوي الأعوج عندما يعتبر أصحابه أنهم منزلون وعلى حق دائما وأبدا وغير قابلين للنقد والمساءلة أما الغالبية الكردية السورية الشعبية الساحقة من وطنيين مستقلين ومثقفين ثوريين وناشطين شباب ومناضلين شجعان فهم بحسب منطقهم المريض " طابور خامس وحاقدون وجهلة " وبالوقت ذاته يناشدون الدعم ويطلبون المعلومات من أولئك " الجهلة " فهم يعلمون جيدا أن كل أحزابهم لاتمثل أكثر من 3% في المجتمع الكردي وليسوا منتخبين لتمثيل الكرد ولامخولين للنطق باسمهم وفوق كل ذلك ماهم ( بأكثريتهم ) الا نتاج مازرعه – اللواء الأمني محمد منصورة مسؤول الملف الكردي  سابقا – عندما أعاد هيكلة وهندسة أحزابهم على مقاس سلطة النظام عبر الانشقاقات خصوصا ماتم ضد " الاتحاد الشعبي " المعارض الحقيقي للنظام بداية التسعينات .
 هناك في ساحتنا الكردية من كان ولازال يضمر السوء للثورة السورية منذ البداية من أحزاب وأفراد والآن يحاولون استثمارانحراف ( معارضة الرياض 2 وضمنها أحزاب المجلس الكردي ) عن خط الثورة بتفضيل العودة الى أحضان نظام الاستبداد كبديل تارة باستجداء رضا السلطة وأجهزتها والهرولة نحو دمشق كما تفعله قيادات حزبية مفلسة وأخرى بالاستعداد لدمج المسلحين ( بجيش النظام ) كما فعلته سلطة – ب ي د – نقول لكل هؤلاء وبالرغم من ملاحظاتنا الكثيرة والمعلنة فان اندلاع الثورة كان حدا فاصلا بين نكران الكرد وحقوقهم من جانب الشوفينية الحاكمة وقبولهم شعبا وقضية وحقوقا ولولا انحراف كيانات ( المعارضة ) عن مبادىء الثورة ولولا مهازل وخنوع القيادات الحزبية الكردية التي لاتمثل الا أنفسها لكان الكرد وقضيتهم بألف خير .
 لم تعد المشكلة بين غالبية السوريين من أنصار الثورة والتغيير مع ( المعارضة ) سياسية فحسب بعد اصرارها بالمضي على طريق الخطأ وعدم الاذعان لسلوك المراجعة النقدية عبر مؤتمر وطني جامع بل ارتقت الى مصاف أخلاقي حيث المبالغة في التضليل والأكاذيب وقلب الحقائق واللعب بالألفاظ من قبيل ( مؤسسات الدولة أو النظام ) والتركيز ليس على النظام بل على رأسه وتناسي أن من يديرها ويرعاها من أنظمة وجهات هي غير ديموقراطية وضد ثورة السوريين وهي من اتفقت حسب أجندتها مع المحتل الروسي على ترتيب السيناريو ليبدأ شكلا في جنيف8 وينتهي فعلا في – سوتشي – الى درجة أن البعض ممن التقط صورة مع الوزير – الجبير – في الجلسة الافتتاحية وبينهم ( أكرادنا ) حور ذلك زورا الى مباحثات رسمية بين ( الوفد الكردي ووزير خارجية السعودية ) فيا لمصيبة السوريين وكردهم ويا لفاجعتهم مع هكذا – معارضة - .                                         
  من الغريب أن البعض يمنح قيمة لنصوص بيان الرياض 2 فجميع بيانات " المعارضة " منذ ستة أعوام وحتى الآن كانت مماثلة له أو أكثر فصاحة وعمقا من الناحسة اللفظية ولكنها لم تلتزم بها ولم تطبقها على أرض الواقع وان دخلنا في بعض التفاصيل نقول أن ذلك " المؤتمر " لم يضم ( الوطنيين المستقلين ولا ممثلي المجتمع المدني ولاكافة مكونات الشعب السوري ) كما جاء في البيان أما التغني ( بتوحيد صفوف قوى الثورة والمعارضة ) فبعيد عن الحقيقة ماحصل هو تراجع سياسي والتحاق بمنصتي موسكو والقاهرة المتهمتان بموالاة النظام والدول المحتلة أما ادعاء التمسك بجنيف 1 فيناقض الواقع لأنه أزيل منذ الالتزام باتفاقية فيننا التي تدعو صراحة الى الحفاظ على مؤسسات النظام وما يعلن الآن ماهو الا تلاعب بالألفاظ عندما يعلن ( الحفاظ على مؤسسات الدولة ) ومايتعلق بالحالة الكردية فقد حصل تراجع عن الوثائق السابقة خاصة بيان اجتماع تونس اضافة الى عدم مشاركة المستقلين الكرد وهم الغالبية الساحقة في الساحة الكردية أما ادعاء الالتزام بجنيف فقط فيسقط عندما أشيع مشاركة الهيئة الجديدة في سوتشي باشراف المحتل الروسي .
ليس هناك وطني سوري ضد عودة السلام والاستقرار الى بلاده ولا الوقوف ضد وحدة ( المعارضين ) في الرياض وغيرها ولكن من الواجب معرفة على ماذا يتوحدون ؟ ومن أجل ماذا ؟ فاذا كان السورييون وبينهم الذين ثاروا وناضلوا بهدف دحر الاستبداد واجراء التغيير الديموقراطي قد اختبروا مدى جدية ونزاهة كيانات المعارضة منذ ستة أعوام وكشفوا عورات المعارضة ليس مجتمعة فحسب بل حتى كل طرف وحزب على حدة فبطبيعة الأحوال لن يتوسموا خيرا بتوحيد من تم اختبارهم سابقا خاصة عندما يقف ممثل رئيس روسيا المحتلة والقاتلة لشعبنا في الصفوف الأمامية للمجتمعين في الرياض 2 الذين حضروا لتنفيذ أجندة الآخرين ومنهم نظام الاسد والنظام العربي الرسمي والمحتلين وليس أهداف الشعب السوري بكل أسف .

287
سوريا وكردها والمستقبل الغامض
                                                                 
صلاح بدرالدين

      تكاد معادلة " الصراع على سوريا " من جانب القوى الخارجية المعنية بالملف السوري العالمية منها والاقليمية تستفرد بقرار تقرير مصيرحاضر بلادنا ومستقبلها وتعطل كل فعاليات " الصراع في سوريا " الطامحة في ترتيب الأوضاع الداخلية بما فيها النابعة من قوى وعناصر خندق الثورة والتغيير حتى خيار اعادة بناء العمل الثوري وانقاذ مايمكن انقاذه عبر انجاز ( المؤتمر الوطني الجامع ) لتحقيق المراجعة النقدية الشاملة لستة أعوام حبلى بالأحداث والتطورات والدروس والعبر والقليل من الانتصارات والكثير من الاخفاقات لم يعد من أولويات " المعارضة " الفاشلة بدءا من – المجلس الوطني ومرورا بالائتلاف وانتهاء بالهيئة التفاوضية – التي تسير منذ البداية في ركب النظام العربي والاقليمي الرسمي وتحمل أجنداتها المعادية من حيث الجوهر للديموقراطية والتقدم والتغيير .
   سوريا دولة وشعبا بشرا وحجرا حاضرا ومستقبلا موقعا ودورا تتوزع الآن من خلال بازارات ( جنيف وسوتشي وأستانا وحميميم والرياض ) بين حدود نفوذ الأطراف الخارجية والمحتلين والأقوى سينال الحصة الأكبر ولاشك أن السوريين وخصوصا الموالين للثورة هم الحلقة الأضعف في كل مايجري الآن على حساب السيادة الوطنية وحق تقرير المصير والحرية والاستقلال من جانب آخر فان مايفرض بالقوة على شعبنا لن يكون الا أمرا وقتيا غير ضامن للسلام سرعان ماتتغيير المعادلات أمام ارادة الشعب ليقول كلمته الفاصلة ان لم يكن عبر الثورة والمقاومة ان لم تتوفر الشروط  فقد يكون بالنضال السلمي وفي أطر منظمات المجتمع المدني والحوار بين المكونات والتيارات السياسية هذا ما نتنبؤ به على الصعيد الوطني السوري العام .                           
        أما بشأن الساحة الكردية السورية فهناك مؤشرات على ظهور ونمو قوى مجتمعية شبابية فاعلة تطمح في ترسيخ خيار النضال المدني السلمي عبر الحوار واعادة البناء مثل – بزاف -  الذي يعبر عن طموحات الغالبية من شعبنا الكردي السوري ومسؤولية في العمل على اعادة بناء حركتنا الكردية وبقدر مانحن في – بزاف - معنييون بانجاز المشروع القومي – الوطني الكردي في اطار الحركة الديموقراطية والثورية في سوريا نرى أن شعبنا مغيب – دورا وحقوقا - عن مؤتمرات ( جنيف والرياض 2 وحميميم وسوتشي وأستانا ودمشق ) والتي تدار فعليا من جانب الدول المحتلة لبلادنا ونظام الاستبداد وحتى تحقيق مانصبو اليه من عقد المؤتمر السوري الجامع لن نبق متفرجين بل سنواصل حراكنا المدني ضد الاستبداد ومن أجل اعادة اللحمة والتكاتف وترسيخ ثقافة الاعتراف المتبادل بين الكرد والعرب وسائر مكونات بلادنا  ووضع الأسس الثابتة من أجل تحقيق السلام واعادة الاعمار وصولا الى سوريا ديموقراطية تعددية تشاركية  . 
  ومثال على ما نرمي اليه تم التوقيع قبل أيام في – بروكسل – على مذكرة اتفاقية تعاون وعمل مشترك بين كل من ( المؤسسة الأوروبية للسلام التابعة للاتحاد الأوروبي ومركزها بروكسل ) ( وجمعية الصداقة الكردية العربية ومركزها أربيل عاصمة اقليم كردستان العراق وهي منظمة مؤيدة لأهداف – بزاف - ) تقضي باقامة منبر مستدام للحوار الكردي العربي في سوريا خصوصا والعراق والمنطقة بشكل عام ودعم السلم الأهلي والاستقرار والعيش المشترك والعمل على بناء شراكة كردية عربية حقيقية مبنية على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة لادارة المنطقة ودعم استقرارها ومنع جميع التنظيمات والجهات الارهابية والطائفية من استغلال النعرات العنصرية والقبلية لافتعال حروب بين الكرد والعرب تحت اي مسمى او ذريعة او شعار وكذلك العمل الجاد لتحقيق الرعاية والتوجيه مابين الاقليمي والدولي وتفعيل المنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني للقيام بدورها ولتحقيق الأهداف الآنفة الذكر سيتم البدء بتنظيم مؤتمرات ولقاءات وندوات وأنشطة ثقافية واعلامية لاغناء وتعزيز الحوار العربي الكردي والسلام المجتمعي والتحاور حول طبيعة أنظمة الحكم مستقبلا وسياسات دعم الاستقرار والتنمية الاقتصادية واعادة الاعمار . 
  وكانجاز في غاية الأهمية في هذا السياق المدني وبرعاية المركز الأوروبي للدستور والحقوق الإنسانية تقدم 13 سوريا بدعويين جديدتين أمام القضاء الألماني في برلين ضد جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب على خلفية عمليات تعذيب في سجون النظام السوري وكان سبعة سوريين تقدموا في اذار/مارس بشكوى بحق 17 مسؤولا في سوريا بينهم اللواء علي المملوك رئيس مكتب الأمن الوطني السوري واللواء جميل حسن رئيس المخابرات الجوية فكل التقدير للناشطين الحقوقيين – أنور البني ومازن درويش – وللناشط الشبابي المعتقل السابق عضو لجنة المتابعة في – بزاف – ألمانيا - شبال ابراهيم - والمعتقل السابق – يزن – على مبادرتهم ومساهمتهم في رفع الدعوى ضد نظام الاستبداد المجرم .
   كما أكدنا عليه سابقا وطالبنا بضرورة الوحدة والاتحاد بين كرد سوريا وقواهم الفاعلة ونتمسك بانجاز المؤتمر القومي الوطني الكردي للخروج ببرنامج سياسي ومرجعية قيادية شرعية لأن الاصطفافات الحزبية الراهنة عاجزة عن تمثيل طموحات شعبنا وحمل مشروعه القومي بل تسيء الى تاريخه ودوره في المسألة الوطنية الديموقراطية وفي قضية العيش المشترك مع عرب سوريا وباقي مكونات الوطن ومسار الأحداث يؤكد مانذهب اليه .
     ف - ب ي د -  يطالب " ببقاء القوات الأمريكية في سوريا حتى تحقيق الحل السياسي ( وهو غير الحل الذي يطالب به سورييو الثورة وضمنهم الكرد ) ومادام هناك تدخل تركي وايراني " وفي حين لايمكن الا الترحيب بالاشارة الى تدخل ايران وفي الوقت ذاته لايجوز التغاضي عن وجود أربعة احتلالات لبلادنا وهي ( الروسية والايرانية والتركية والأمريكية ) ومما لاشك فيه أن الاحتلال لايختلف بين هذا وذاك ولكن الروسي هو الأخطر وكان سببا رئيسيا في بقاء نظام الاستبداد يليه الايراني لطبيعته العنصرية والطائفية البغيضة وهنا لانريد استباق الأحداث ولكن يبدو أن – ب ي د – ينطلق فقط من مصالح حزبية فلايمكنه البقاء من دون غطاء خارجي لأنه ببساطة غير مقبول شعبيا  .
   أما – المجلس الوطني الكردي – فهمه الوحيد أيضا هو الحفاظ على اسمه وتركيبته المفككة الراهنة وعلى استعداد لركوب الموجة مادام له تمثيل في محافل وكيانات حتى من دون تأثير بل كملحق في معظم الأحيان وكما تشير التسريبات فانه سيشارك في الرياض 2 ضمن الائتلاف وليس كطرف مستقل بالرغم من أن الأوساط السعودية – الخاصة – المشرفة على ادارة المؤتمر قد تستمزج رأي ( المجلس ) في دعوة عدد من الكرد باسم المستقلين الذين لن يكونوا الا ضمن الموالين الحزبيين وفي الحالتين ليس لشعبنا الكردي من يمثله الآن ويعبر عن طموحاته المشروعة .
                                           
.
..
.
 

288
المنبر الحر / لعنة كركوك
« في: 18:11 12/11/2017  »
لعنة كركوك
                                                           
صلاح بدرالدين
.
             "  الاستيلاء على كركوك تم بقيادة إيران وبعلم واشنطن ولندن  "
                                 مسعود بارزاني – مجلة نيوزويك
 لست في معرض سرد تاريخ هذه المدينة العريقة ومااستقبلت من غزوات ومحاولات تغيير تركيبتها القومية والثقافية والاجتماعية وما شاهدت منذ غابر العصور من موجات بشرية ومن جحافل مقاتلة من سائر الملل والأقوام من آسيا ووراء البحارخلال مراحل ماقبل الامبراطورية العثمانية ومابعدها وابان أفولها عملت قتلا وخرابا في المدينة التي تقع على ممر استراتيجي بين الغرب والشمال نحو بغداد والجنوب فهو من اختصاص المؤرخين ولكن لابد من الاشارة ولو سريعا الى ماحصل في العقود الأخيرة وما عاصره جيلنا  عندما تم استهداف هذه المدينة التي اكتشفت فيها بريطانيا الكبرى النفط والغاز من جانب نظام البعث في عهد الدكتاتورية المقبورة بغية تبديل تركيبتها ومعالمها الأصيلة وخصوصا طابعها الكردي الغالب والتركماني بدرجة تالية انطلاقا من آيديولوجيا عنصرية باسم العروبة وصلت الى درجة فرض استمارة – تغيير القومية – قسرا وفرض التهجير خاصة وأننا تابعنا انتهاج نفس السلوك الشوفيني في سوريا ضد الكرد ومن جانب نظام البعث ( الحرمان من حق المواطنة والتهجير بغرض تغيير التركيبة القومية ) والمعروف بمخطط الحزام العربي . 
  في مواجهة الحقوق الكردية المشروعة بتقرير المصيرومحاولات تعريب المناطق ذات الغالبية الكردية وقضم الأراضي بكافة السبل الاحتيالية والقسرية وبالتماشي مع ذلك زرعت الأوساط الشوفينية العراقية في الأذهان أن طموحات الكرد في الحرية وتقرير المصير لن تتحقق بدون كركوك وانطلاقا من تلك الفرضية اصطف بعض العرب السنة من أصحاب النزعة القومية العنصرية مع بعض التركمان الموالين لتركيا وبعض الشيعة من الموالين لايران وبتدخل مباشر من ميليشيا الحرس الثوري الايراني وأعلنوا الحرب غير المقدسة على الكرد وحلفائهم من المكونات الأخرى بعد الاستفتاء مباشرة  باسم ( القوات الاتحادية وميليشيا الحشد الشعبي ) وتحت شعار الحفاظ على وحدة العراق والهدف يتجاوز بطبيعة الحال كركوك الى تصفية جميع انجازات شعب كردستان العراق التي تحققت بفضل تضحيات أكثر من قرن من الزمان .
  فرضية " استحالة استقلال كردستان العراق بدون كركوك " لاتستند الى الحقيقة والواقع فأي شعب اذا اراد تقرير مصيره بنفسه يمكن أن يمارسه على قطعة من الأرض أولا ثم يستعيد ماأخذ منه بالقوة عندما تتوفر الشروط والأسباب واذا كانت كركوك غنية بالنفط فان معظم أراضي كردستان يضم النفط والغاز بكميات عالية وعندما احتلت ( القوات المعادية المشتركة ) المدينة بعد انسحاب البيشمركة حقنا للدماء ولأسباب تكتيكية فرضتها صراعات البيت الكردستاني بدفع خارجي وبأدوات من عائلات عريقة بالخيانة الوطنية وبعد أن خفتت أصوات المدافع قليلا تبين للعربي السني وللتركماني المرتبط بتركيا وحتى للشيعي العربي وللحكومة التركية وللأنظمة العربية التي هللت أو سكتت أمام اجتياح كركوك وكذلك أمريكا والدول الأوروبية التي نأت بنفسها مطأطئة الرؤوس وبعضها من أجل المصالح النفطية أن كردستان مازالت شامخة وشعبها يتمسك أكثر بنتائج استفتاء تقرير المصير ان لم يكن اليوم فغدا أو بعد أعوام وعقود وكركوك لن تسكت على الضيم والمنتصر هو نظام ولي الفقيه في معاركه المنتشرة في العراق وسوريا ولبنان واليمن وأن الجنرال قاسم سليماني سجل أرقاما قياسية وأشواطا في المرمى العربي في أوج المواجهة المنتظرة اقليميا ودوليا بعد أن تم تضليل الرأي العام العربي وبمساهمة الاعلام العربي الرسمي بالخطر الكردي المزعوم . 
  انسوا كركوك وخذوا خمسة مليارات دولار
  والمسألة التي نحن بصددها الآن لها خلفية تاريخية قديمة فقبل أعوام علمت من مصدر موثوق أنه وخلال احدى الزيارات ماقبل الأخيرة للرئيس مسعود بارزاني الى المملكة العربية السعودية وكانت في سنوات حكم الملك فهد بن عبد العزيز ولدى انتظاره في الفندق لمقابلة الملك زاره أولا ولي العهد الأمير عبد الله الذي أصبح ملكا فيمابعد ومن خلال الحديث أوضح الأمير : " أنهم لن يوافقوا على تقسيم الأرض العربية في العراق مهما كلف الأمر ولن يسمحوا بدولة كردية هناك وكركوك ستبقى مدينة عربية وعليكم نسيانها ونحن على استعداد لمنحكم خمسة مليارات دولار وعلى الفور ان قبلتم ذلك " وكما فهمت فان السيد بارزاني ظل متماسكا رغم المفاجأة القاسية ولم يرد على الأمير كما أن قدوم موكب الملك فهد أنقذ الموقف حيث كان ودودا ومتفهما لمعاناة الكرد ومتعاطفا مع حقوقهم بعكس الأمير الذي وكأنه متأثر بفكر البعث الممزوج بالنزعة العروبية البدوية .
  ومن غير المستبعد أن يكون الممسكون بخيوط الحكم بالمملكة ماقبل حركة ولي العهد الأخيرة من بقايا السائرين على سياسات السلف تجاه العراق عموما والكرد خصوصا وكان ذلك باديا من موقف المملكة السلبي تجاه الحقوق الكردية والحملة العسكرية على كردستان ومن شطط الاعلام الخليجي عامة والتابع للسعودية خصوصا قنال العربية والحدث وبعض الصحف اليومية ذات العلاقة حيث يتردد ان المسؤول عنهما قيد التحقيق والمساءلة لأسباب مالية وكلنا أمل أن تعود تلك القنوات الى الالتزام بالاستقامة والحيادية على الأقل بمايخص العراق وسوريا والقضية الكردية . 
  لاشك أن ماحصل في كردستان العراق مابعد الاستفتاء كان حدثا شبه كارثي وتحولا كشف العديد من الثغرات الى جانب الخطط التآمرية والأسرار كما يشكل دافعا قويا من أجل المراجعة النقدية واعادة النظر في الكثير من القضايا والأمور من جانب جميع المعنيين والمشاركين والفاعلين بالداخل الكردستاني والعراقي والخارج وخصوصا التحالف الدولي بقيادة أمريكا الذي يراهن حسب نصائح – ماكغفرن - على – العبادي – لتخليص العراق من نفوذ ايران في حين أنه يوسع ذلك النفوذ بكل قواه وأنه من نفس حزب المالكي رجل ايران الدائمي رغم التنافس بينهما حول من يفز ومن يرضي قاسم سليماني أكثر من الآخر وفي مقدمة من يمارس المراجعة كما أرى القيادة السياسية في الحركة الكردستانية والأحزاب والفعاليات المجتمعية وهي مناسبة للتدقيق في مختلف الجوانب التنظيمية والسياسية والعسكرية والأمنية والسيستيم الحزبي عامة بالاضافة الى ملف العلاقات القومية .
 

                                       

289
أزمة الكرد السوريين في " أحزابهم "
                                                                           
صلاح بدرالدين

   مايحصل على الساحة السورية في هذه المرحلة الانتقالية وبعد انقضاء سنوات ست من عمر الثورة السورية وبعد كل القتل والدمار من جانب نظام الاستبداد ومن مصادرة لقرار السوريين وحروب مباشرة وبالوكالة حول النفوذ والمصالح الأجنبية واحتلال عسكري من أربعة دول ومايقارب عشرة منظمات ميليشياوية طائفية الى جانب تراجع الثورة الى حدود الجمود وتساقط المعارضة التي قادها عمليا وسياسيا وبشكل عام حركات الاسلام السياسي التي نصبت شخوصا ( قوميين وليبراليين ويساريين ) وأحيانا بالواجهة في سبيل التضليل والاستهلاك والتي ادعت انها الممثل الشرعي والوحيد للشعب وثورته نقول مانشهده الآن من ألاعيب روسية وأمريكية في وضح النهار وتقلبات تركية أسرع من البرق ومن خطط ايرانية مبيتة على مستوى عموم الوطن نلحظ ( شبيهها ) وبصورة مصغرة في الساحة الكردية السورية والفرق أن أبطالها عندنا من الوكلاء " الحزبيين " .
        أوساط واسعة لايستهان بها من الوطنيين الكرد السوريين المستقلين ومن نخبهم الثقافية والسياسية وأجيالهم الجديدة وقد تشكل الرأي الغالب في المجتمع الكردي ومنذ أمد بعيد ليس نظريا فحسب بل بحكم المعايشة والوقائع والنكسات الصادمة على أرض الواقع لم تعد تعتبر السيستيم الحزبي الراهن محركا ملائما لنضال الحركة الوطنية الكردية أو معبرا صادقا عن دورها وأهدافها أو حاملا لبرنامجها ومشروعها القومي والوطني فقيادات أحزاب ( المجلسين ) من المتحكمة بسلطة الأمر الواقع أو الباحثة عن محاصصتها لاتعير أي انتباه الى مستقبل كرد سوريا بقدر ما تنطلق من العقلية الحزبية المؤدلجة وتقديم الخدمات لمرجعياتها الخارجية في ظل صمتها المزمن ازاء التطورات السريعة على المستويين الوطني السوري والقومي الكردستاني وعدم الافصاح عن مواقفها الراهنة والمستقبلية بعد اخفاقاتها المتكررة حتى في ارساء تفاهمات بين بعضها البعض أو حماية أنفسها من الانقسامات .
    وأمام هذا المشهد القاتم وكما هو لافت لم يعد مهما لدى كرد سوريا مايجري داخل تلك الأحزاب أو في ما بينها ولم تعد بذات قيمة انعقاد اجتماع هذا الحزب أو ذاك بسبب انعدام الثقة بين الناس وفقدان المصداقية من داخل قيادات تلك الأحزاب وماألحقت من أذى بالقضية الكردية وبمستقبل الكرد ودورهم في الحياة السياسية والنضال الوطني بصورة عامة .
   أما ماأعلن عن منع سلطة حزب – ب ي د – لانعقاد ( المؤتمر الرابع للمجلس الوطني الكردي ) بالقامشلي هذا اليوم فبالاضافة الى أن الخبر لم يحظ باهتمام القريب والبعيد بقدر ما أثار جملة من التساؤلات المشروعة ومنها :
    على ضوء معرفة – المجلس – وكل المراقبين أن – ب ي د – وعلى منوال حزبه ( الأم ب ك ك ) ليست حركة ديموقراطية بل تنظيما عسكريتاريا شموليا يتداخل عضويا مع الامتدادات المشابهة من جانب نظام الأسد والميليشيات الايرانية ولايتقبل المخالف لماذا يدعي ( المجلس ) أنه سيعقد مؤتمره في ظل سلطة يقودها – ب ي د – ؟ وهل دخول البعض الى القاعة باسم عقد المؤتمرمسرحية حبكتها قيادة ( المجلس ) للتخلص من العبىء والاحراج وتهربا من المحاسبة والمساءلة ؟ ثم هل شعر أحد أن قيادة ( المجلس ) الراهنة هيأت الوثائق والمشاريع ومقترحات التجديد والاصلاح لعرضها على المؤتمر " غير " المنشود ؟ وهل علم أحد عن توفر مواقف مستجدة تحول دون تفاقم الصراعات والعودة الى الحوار والتفاهم وتجنيب الكرد نكسات أخرى متوقعة ؟ وهل يطلعنا أحد على أسباب سماح سلطة – ب ي د – لحضور مسؤولين حزبيين ومجلسيين واقامتهم بحرية في القامشلي ومنع بعض أقرانهم وبينهم رئيس مجلسهم ؟ .
وأخيرا نتساءل ماذا عن مشروع – بزاف – المعلن في وسائل الاعلام حول تجديد ( المجلس ) واصلاحه وتبديل هيكليته وبرنامجه واسمه وسياساته ومن خلال مؤتمره الرابع وعبر لجنة تحضيرية بغالبية من المستقلين والشباب حتى يصار بشكل ديموقراطي ازاحة التحكم الحزبي الفاسد عن كاهله ومده بالدماء الجديدة وشق طريقه حاملا المشروع القومي والوطني الكردي السوري واعادة الاتحاد والتفاهم الى صفوف الكرد السوريين واعادة بناء التحالفات الوطنية والقومية والخارجية انطلاقا من مصالح الشعب الكردي وصيانة وتعزيز شخصيته المستقلة   .
  كفاكم يامعشر الأحزاب تضليلا لشعبنا فقضيتنا ومصيرنا لم يعد رهنا على تصفيات حساباتكم الحزبية والفئوية والشخصية ومايتحكم بحاضرنا ومستقبلنا ليس أصحاب المصالح الخاصة بل هو هاجس مهمة اعادة بناء الحركة الوطنية هو المشروع القومي والوطني الذي نبحث عنه ولن نتوقف بعد الآن على أخباركم المملة التي تهد العزائم ولاتبشر بالخير بل سنبقى على أهبة الاستعداد وفي معمعة الفعل والتفكير للاجابة على التساؤل التاريخي : مالعمل غدا .

290
أربيل – دير الزور – بيروت
أو طريق " الحشد " السالكة
                                                                             
صلاح بدرالدين
 
   لم تكن الهجمة الايرانية المخططة لها على كردستان العراق عبر وكلائها المحليين من مراكز قوى متسلطة في بغداد وميليشيات حشدها الطائفي البغيض وعملائها من مجاميع عائلات كردية عريقة في خيانة الشعب والوطن وخدمة الأجنبي والحاكم المستبد تبحث عن النفوذ والجاه الا محاولة النيل من حرية وكرامة شعب كردستان تحت حجج وذرائع مختلقة وصولا الى الهدف الأساسي بالاخلال بالتوازن وتحييد السد المنيع ( وهو اقليم كردستان وقيادته التاريخية ) بين نفوذ دعاة التمدد المذهبي في طهران والبلدان العربية خصوصا سوريا وصولا الى لبنان  ( وهو بيت القصيد ) الذي وبكل أسف تجاهلته الأوساط الحاكمة في الجوار والمنطقة للوهلة الأولى وحتى الادارة الأمريكية وأوروبا والتي قد تعود الى رشدها في قادم الأيام وتصحح الغلطة التاريخية الكبرى .
      أيها السورييون " الحشد الشعبي " بنسخته ( الأصلية الآيديولوجية ) التابعة مباشرة الى الولي الفقيه قادم الى – دير الزور - ليلتحم مع أقرانه الميليشياوية الأخرى المنتشرة منذ بدايات الثورة السورية في مختلف مناطق بلادنا واذا كانت ايران هي الطرف المرشح لملىء فراغ مابعد صنيعتها داعش احتلالا وتسلطا وتمددا قوميا ومذهبيا بسوريا بحسب أجندتها المرسومة بعناية فلاشك أن الواجب الوطني يمنح الأولوية لمقاومة هذا العدو ومواجهته الى جانب نظام الاستبداد مع اشعار المحتلين الروس والأتراك للافصاح عن مواقفهم الحقيقية وما اذا كانوا شركاء ومتواطؤون مع الوجه الآخر لداعش خاصة بعد تخاذل الطرفين مع أمريكا وأوروبا أمام خطط ايران في ضرب توازن القوى السياسية والقومية والمذهبية القائم بالعراق من خلال اضعاف وحدة اقليم كردستان العراق باعتباره السد المنيع أمام التمدد الايراني والضامن لحقوق المكونات الوطنية وخاصة المكون السني .
  بحسب تحليل المراقبين فان استقالة سعد الحريري ومن السعودية جاءت بتوقيت يوحي الى امكانية حدوث تطورات بعد ظهور أن ايران هي المرشحة لسد فراغ مابعد داعش في العراق وسوريا بعد استيلائها على لبنان نتيجة التخاذل العربي الرسمي والتركي وايران بذلك تحصد منتوجها في زراعة وتمدد – منظمات القاعدة – وهذا ماكنا نؤكد عليه وماأظهرتها مؤخرا الوثائق الأمريكية الجديدة في سياق تهيئة الرأي العام الأمريكي حول المواجهة المحتملة مع نظام ولي الفقيه كما جاءت الاستقالة متزامنة مع تصريح – نتانياهو – بالتجاوب مع رغبة جيران ايران ودول اسلامية لاقامة تحالف مواجه أمام الخطر الايراني المحدق بالجميع ولسنا هنا بحاجة الى الكثير من الفصاحة لنؤكد أن شعب كردستان العراق أول من يعاني في اللحظة الراهنة لأسباب قومية ومذهبية من شرور ومخاطر مراكز القوى الشيعية في بغداد وقطعانها من  – الحشد الشعبي – فهل ننتظر ساعة الصفر ؟.
    وفي سياق ( الصحوة ) دعا ثمانية من أعضاء الكونغرس الأمريكي ( 2 – 11 – 2017 ) وهم : " رون جوهانسون – تيم كين – ماركو روبيو – جارنيس ريجس – كريس مورفي – كوري كارنر – جون باراسو – جوني ايساكسون في رسالة عاجلة الى حيدر العبادي، بالعمل مع حكومة إقليم كوردستان لحل التوتر الحالي، محذرين من استخدام السلاح الامريكي والحشد الشعبي في النزاع مع اربيل والقبول بتجميد نتائج الاستفتاء والبدء الفوري بالحوار وكان ثمانية أعضاء من البرلمان البريطاني قد أرسلوا رسالة بنفس المعنى الى العبادي وهم : "   جاك لوبرستي – ايان اوستن – روبرت هالفون – ماري كلندون – هنري سميث – ستيفن ميتكالف – لورد كليمنت جونز – خاتو هوجنسي ابينكر " هذا التحرك ولو أنه جاء متأخرا ولكنه قد يساعد في ردع جماعات – قاسم سليماني – الطائفية الارهابية .
منذ أواسط ستينات القرن المنصرم واستنادا الى تقييمنا الموضوعي العلمي لحركة التحرر الكردستانية توصلنا الى نتيجة أنها تضم تيارين رئيسيين : واحد قومي ديموقراطي معتدل يؤمن بالحوار السلمي لحل القضية الكردية والعيش المشترك مع الشعوب الأخرى في اطار حق تقرير المصير ويمارس الدفاع المشروع عند اللزوم ويشكل نهج البارزاني عموده الفقري ويتوزع في باقي الفصائل الوطنية الكردية خارج العراق وآخر مغامر شعبوي يدور في فلك الأنظمة الغاصبة جسده لعقود التحالف العائلي ل ( ابراهيم أحمد – طالباني ) مع امتدادات موالية له في الأجزاء الأخرى ( اليمين كمثال في جزئنا ) ويبدو أن قيادة – ب ك ك – القنديلية بدأت تزاحم لزعامة هذا التيار وخلال عقود كان هناك تصور بامكانية التعايش السلمي على قاعدة الصراع الفكري بين التيارين ولكن أحداث كردستان الأخيرة تعيد المسألة الى المربع الأول والى المزيد من التأمل والمراجعة النقدية من جانب مفكري ومثقفي الحركة الوطنية الكردستانية وهي تستحق عناء المتابعة . 
  واذا كان التيار المعتدل هو المؤهل للحوار والمرجعية المناسبة لحل القضية الكردية بالمنطقة عبر الحوار والتوافق مع الشعوب الأخرى فمن المناسب استعراض أهم ماجاء بالكلمة المؤثرة للرئيس مسعود بارزاني بايجاز شديد : " أن شعب كردستان العراق قدم الكثير للعراق وللتحالف الدولي ضد الارهاب بفضل بطولات البيشمركة وأنهم لم يكونوا بصدد اعلان الاستقلال الفوري مابعد الاستفتاء الذي كان حقا مشروعا وأن الحرب المعلنة على شعب الاقليم ليست من أجل الدفاع عن وحدة العراق بل ماهي الا تعبيرا عن الفكر الشوفيني والثقافة العنصرية فالحاكمون لايؤمنون بحقوق شعبنا بل يرغبون في اذلالنا ولكن ليعلموا أن كرامة شعبنا ستصان ولن نهاب الموت في سبيل ذلك وأن الأعمال العدائية من جانب الحشد الشعبي بحق شعبنا لن تمر مرور الكرام والأمر المؤسف هو الخيانة التي وقعت يوم 16 أكتوبر وخذلان دول التحالف لشعبنا المسالم وأنهم أصدقاء لدول الجوار وأكد عدم ترشيح نفسه للرئاسة بل سيبقى مسعود بارزاني البيشمركة المؤمن بحق الكرد في تقرير المصير" .


291
على هامش تطورات كردستان العراق
                                                                       
صلاح بدرالدين
 
  1 - اذا كانت حكومة اقليم كردستان العراق كسلطة تنفيذية تستمد شرعيتها الكاملة من البرلمان وتحظى بدعم رئاسة الاقليم وتجسد توافق الأطراف الفاعلة في اللحظة الراهنة فانها الجهة الوحيدة المعبرة عن مصالح شعب الاقليم بكل مكوناته القومية وتياراته السياسية والمخولة بالتحاور مع الحكومة الاتحادية والتواصل مع الأطراف الاقليمية والدولية المعنية بالملفين العراقي والكردستاني وماصدر من رئيسها السيد – نيجيرفان بارزاني – ليلة البارحة بشأن مقترحات حل الأزمة والحوار مع بغداد الا تجسيدا لارادة التمسك بالحقوق والسلم وانقاذ العراق من الفتن الطائفية والعنصرية وابطال مفاعيل خطط ومؤامرات نظام طهران وطابوره الخامس وهذا لايتعارض بل يتكامل مع صمود البيشمركة بالدفاع عن الأرض والعرض ومع فعاليات التضامن والاحتجاج في بلدان أوروبا والخارج .
 2 - أخطأت ادارة – أوباما - عندما تعاملت مع حركات الاخوان المسلمين وهي الدينامو الأساسي في الاسلام السياسي بداية اندلاع ثورات الربيع واعتمدتها كمحاور باسم ثورات الشعوب كطرف ( اسلامي سني معتدل ) واليوم تعيد ادارة – ترامب – الخطأ ذاته عندما تعتبر أحد أجنحة حزب الدعوة العراقي وهو طرف رئيسي في الاسلام السياسي الشيعي التابع لولي الفقيه ذلك الطرف الذي يقوده – حيدر العبادي – باعتباره من يمثل الاعتدال ويمكن الركون اليه في ترتيب البيت العراقي وانقاذه من براثن حكم طهران في الخطأ الأول دفعت شعوب ثورات الربيع الثمن وفي الخطأ الثاني العراقييون وفي مقدمتهم شعب كردستان مرشحون أن يكونوا الضحية .
  3 - تحرك دولي لافت وضاغط في الساعات الأخيرة بشأن تطورات الوضع بكردستان العراق فبالاضافة الى حراك بعض الدول الاقليمية والمحاولات الأمريكية المستمرة بادر اليوم الرئيس الفرنسي – ماكرون – باجراء اتصال تلفوني مع الرئيس مسعود بارزاني دار حول الوضع الراهن وسبل حل الأزمة والحوار السلمي من أجل انهاء الحالة غير الطبيعية التي يمر بها شعب كردستان العراق ولاشك أن مواصلة النشاطات الاحتجاجية السلمية في الخارج من جانب الوطنيين الكرد ستساهم في افهام العالم مدى خطورة الوضع وضرورات التدخل .
 4 - شهد اليوم الأحد فعاليات تضامنية من الوطنيين الكرد المستقلين خصوصا في معظم البلدان والمدن الأوروبية مع حق شعب كردستان العراق بتقرير المصير وضد عدوان مراكز القوى المذهبية في بغداد والمجاميع الميليشياتية الايرانية بقيادة – قاسم سليماني – وقد تستمر وبالرغم من أن مثل هذه الفعاليات تعد رمزية ولاتنتقص من قيمتها ان كانت بأعداد هائلة أو قليلة الا أنه كان واضحا مدى الانقسام العميق والصورة السيئة الخاطئة لفهم طبيعة الصراع الداخلي وعدم فهم معادلة التمايز في اطار المصير المشترك ليس بين تيارات الشعب الواحد كمثال نأي أنصار – ب ك ك – بالنفس عن المشاركة بل أيضا بما يتعلق بشركائنا العرب السوريين والعراقيين من الديموقراطيين الذين نواجه نحن واياهم نفس الأعداء والخصوم ونسعى جميعا الى الحرية لقد وصل التضامن بكل أسف على المستويات القومية والوطنية والأممية الى أدنى مستوياته .
 5- من ألف باء أصول العلاقات الكردية – الكردية في الأجزاء الأربعة عدم التدخل بشؤون البعض واحترام خصوصيات البعض الآخر وتبادل الدعم المعنوي والمادي وقت الحاجة وبالرغم من اختراق هذه القاعدة من جانب البعض ( الكبار ) في مراحل معينة وكان ثمنه باهظا ومكلفا وآثاره سلبية على مسار حركتنا الكردية السورية حيث سيأتي الوقت الذي يمكن التأمل حوله بهدوء الا أننا وازاء مايخطط لأشقائنا في كردستان العراق وانجازاتهم القومية الهائلةعلينا بذل الغالي والرخيص من أجل التضامن معهم ومع من يحظى بثقتهم من القادة من دون شروط والابتعاد عن نزعة التشفي أو الظهور بمظهر ( الأستذة ) وتلقين الدروس أو الدخول في تفاصيل لانعرفها وليس من وظيفتنا الولوج فيها كما يحاول الآن بعض مواطنينا من أشباه ( السعادين ) وأحكامهم مطعونة فيها لأنهم كانوا ( ومازالوا ) اما أسرى لآيديولوجيا – ب ك ك – أو أيتام ( منصورة والمملوك ) .
 6 - نشر القيادي والاعلامي البارز بأربيل الأستاذ – سرو قادر – بوستا البارحة ناشد فيه وسائل الاعلام المحلية والصحافيين بتوخي الحذر والدقة في نشر الأخبار والاحجام عن بث الشائعات التي قد ترتد سلبا على صمود الشعب والمزاج العام في الظروف الشديدة الخطورة التي يمر بها الاقليم ومن جانبي أتوجه الى أشقائي الكرد السوريين بالقول : لاتسعوا الى الحلول مكان الأشقاء في التقييم والاختيارات وتعظيم هذا وتخوين ذاك فهناك في كردستان العراق زعيم مجرب وقادة ومفكرون وساسة بمقدورهم مراجعة ماحصل وتشخيص الخطأ والصواب واتخاذ مايلزم من اجراءات حول الحاضر والمستقبل وان كان لدى البعض اجتهادات حول الأمور الداخلية فليرسلها عبر الوسائط المتعددة الى أصحاب القرار هناك وكمثال كم كان استغرابي شديدا عندما وزع البعض – يوتيوب – غير واضح المصدر والمعالم على أنها قصف طيران ( مجهول !؟) للحشد الشعبي وقد يكون من وراء نشرها نظام شرق أوسطي كريه أشد سوءا من أنظمة طهران ودمشق وأنقرة . 
 7- القيادة السياسية لاقليم كردستان العراق وهي تحمل تراثا تاريخيا غنيا من دروس النكبات والانتصارات منكبة الآن في مراجعة تقييمية شاملة وباالعمق بشأن ماحدث في الأيام الأخيرة وكما أفهم فانها تنطلق من مسلمات الحفاظ على أمن وسلامة شعب كردستان وقطع الطريق على شرور وكوارث الاقتتال الكردي – الكردي وصيانة الانجازات وهي كبيرة وثمينة والاستعداد للتحاور مع الجميع في الداخل العراقي والخارج وقد يستفيق المجتمع الدولي في يوم ما ويعرف قيمة المضمون الديموقراطي والانساني والحضاري لتجربة الاقليم وقد يندم – التحالف – الدولي مع حلفائه العرب والاقليميين قبل الكل عندما يروا  ممر – قاسم سليماني – من جلولاء عبر كركوك والموصل وشنكال وربيعة والقامشلي وحتى اللاذقية أصبح آمنا وسالكا بعد انسحاب قوات البيشمركة وبالتالي ومع كل الوطنيين الغيارى آمل أن تمر المصيبة بسلام وبأقل الخسائر . 

292
حركة " بزاف " تحدد مهامها الوطنية
      روزين خيركي – أربيل
     في بيان شامل هو الأول من نوعه منذ انبثاق " بزاف " وهو التعبير الرمزي لمشروع " اعادة بناء الحركة الوطنية الكردية السورية " المطروح منذ عام 2012 بين أوساط الشباب ونخب المستقلين وجمهور واسع داخل سوريا وخارجها وبينهم رموز قيادية تاريخية مثل الشخصية الوطنية المعروفة الأستاذ صلاح بدرالدين هذا التوجه تحول تيارا سياسيا مكتملا بعد طرح مشروع البرنامج بشقيه القومي والوطني ونال تأييد ودعم وتواقيع الآلاف عندما تداولته وسائل الاتصال الاجتماعي واستحوز انتباه الأطراف الكردية بالداخل والخارج وكذلك البعض من القوى الدولية المهتمة بالملف السوري وكرده وكما هو معلوم فان مشروع – بزاف – ينطلق من فرضية فشل الأحزاب الكردية السورية من المجلسين في حمل المشروع الوطني الكردي وعلى أنه ضرورة كردية وسورية لسد الفراغ واعادة التوازن .
 وقد استهل البيان :" في خضم التطورات السياسية الراهنة في بلادنا والنتائج المستقبلية لمآلات القضية الكردية المطروحة الى جانب المسائل الكبرى على الصعد الوطنية والاقليمية والدولية وعلى ضوء التحولات العميقة التي تشهدها المنطقة عموما وازاء كل السيناريوهات المتوقعة كان لابد لنا نحن في مشروع " اعادة بناء الحركة الوطنية الكردية السورية – بزاف – " وبما نمثله في الجانبين القومي والوطني ومانحمله من مواقف ورؤا الغالبية من شعبنا من الوطنيين المستقلين والحراك الشبابي من النساء والرجال ومنظمات المجتمع المدني والشخصيات الاجتماعية من وقفة شاملة لتوضيح توجهاتنا من جديد أمام الشعب السوري عامة والكرد على وجه الخصوص.." ويتابع :
 أولا – على صعيد المهام المطلوبة في تنظيم الطاقات واستكمال الخطوات اللازمة المرسومة في الوطن وكل أماكن تواجد الكرد السوريين فان اللقاءات التشاورية مازالت جارية من أجل انجاز كل الخطوات وانتخاب لجان المتابعة والتفرغ من دراسة ومناقشة مشروع البرنامج السياسي بشقيه القومي والوطني وصولا ( عاجلا أم آجلا ) الى لجنة تحضيرية تمثيلية لكل اللجان المنتخبة للاعداد لعقد المؤتمر الوطني الكردي السوري الشامل .
  ويضيف البيان : " ومن أجل التمهيد لتحقيق مانصبو اليه في توحيد الصف الوطني الكردي السوري وازالة العراقيل أمام المؤتمر المنشود وبناء الثقة بين الفرقاء فقد بادرنا وللمرة الأولى بهذا الشكل الى عقد لقاء بين كل من ممثلي ( ب ي د والمجلس الوطني الكردي وبزاف وآخرين ) للتباحث والتشاور حول اتخاذ الموقف الموحد من استفتاء تقرير المصير بكردستان العراق ومن أجل أن ينعكس ذلك ايجابيا على الساحة الكردية السورية راهنا ومستقبلا ... "  .
  كماجاء في البيان : " الكل يعلم أن – بزاف – كمشروع ومنذ عام 2012 نشرمشروع برنامجه ورؤاه حول مختلف القضايا وبث النداءات ونال ثقة الآلاف عبر وسائل الاعلام والتواصل الاجتماعي وطرح العديد من المبادرات والمقترحات البناءة وعقد العشرات من اللقاءات التشاورية في الوطن وجميع أماكن الشتات وكان التوجه في البداية  منصبا حول اصلاح ( المجلس الوطني الكردي ) الذي كنا نراه الأقرب الى مشروعنا الوطني وبعد فقدان الأمل من ترميمه ثم تعرضه الى الفساد الداخلي والتراجع السياسي ومن ثم الانفكاك والتمزق رغم كل أوجه الدعم المادي والسياسي له من جانب قيادة الاقليم استقر الرأي على أن يكون – بزاف – مشروعا استراتيجيا مستقبليا أساسيا قائما ببرنامج سياسي واطارا بعد استكمال خطوات بنائه وخيارا لاعادة بناء حركتنا الوطنية الى جانب التعامل مع الخيارات الأخرى والمزيد من الانفتاح والتفاني حرصا على تحقيق الاتحاد والتلاقي بين الأطراف الوطنية الكردية والتعاطي مع ماهو قائم ومن ثم تغييره نحو الأفضل .. " وفي اشارة واضحة الى سلوك الخيار البديل يتابع البيان : "  ومن هذا المنطلق واحتراما وتقديرا لجهود رئاسة الاقليم وعرفانا بالجميل ومن دون التخلي عن مشروع – بزاف – الأساسي طرحنا وجهة نظر على الأشقاء المعنيين بالملف الكردي السوري في اقليم كردستان تتضمن الآتي : المشاركة في مؤتمر ( المجلس الوطني الكردي ) القادم على أساس تشكيل لجنة تحضيرية للاعداد له من خمسة أعضاء ثلاثة من المستقلين واثنين من أحزاب المجلس وتتخذ قرارات اللجنة حول الحضور والبرنامج السياسي وانتخابات القيادة واللجان بالأغلبية وقد استحسن الأشقاء مقترحنا واعتبروه حلا مناسبا الى جانب كونه وكما نراه نحن انقاذا لأزمة أحزاب المجلس المزمنة أصلا ومدخلا مستقبليا لاعادة الثقة والتواصل والحوار بين كافة الأطراف الى جانب أن ترتيب البيت الكردي السوري سيشكل عمقا آمنا ومضمونا لاقليم كردستان العراق خصوصا في مثل هذه الظروف الدقيقة والشديدة الخطورة .. ".
  وحول خياره الوطني أوضح البيان : " على الصعيد الوطني وبما أن نشطاء وأنصار – بزاف – يؤمنون بوحدة النضال الكردي العربي وباعتبار القضية الكردية قضية سورية ديموقراطية والكرد جزء لايتجزأ من حركة المعارضة الوطنية والثورة وكانوا السباقين في مواجهة الاستبداد منذ عقود وفي طرح حلول لأزمة الثورة والمعارضة كما جاء في القسم الوطني من مشروع البرنامج السياسي وفي بيانات وتصريحات عديدة وخاصة في الدعوة الى تشكيل اللجنة التحضيرية الممثلة لجميع المكونات والتيارات السياسية الوطنية للاعداد لعقد المؤتمر الوطني السوري الجامع من أجل مراجعة ماحصل خلال السنوات الست الماضية ومساءلة من أخطأ وانحرف عن خط الثورة والتوصل الى برنامج توافقي وانتخاب مجلس سياسي – عسكري لمواجهة كافة التحديات وفي هذا السياق ليس خافيا أننا في – بزاف – نتواصل باستمرار مع الديموقراطيين السوريين ومناضلي الثورة والمعارضة ونتعاطى بانفتاح مع مختلف المشاريع التي تطرح بين الحين والآخر ونتناقش مع الأصدقاء وبطرق مختلفة كل مايطرح في الساحة السورية لمصلحة المراجعة واعادة البناء والاتحاد الكردي العربي وقطع الطريق على كل النزعات الشوفينية والانعزالية ومحاولات زرع الفتنة على أسس عنصرية بغيضة .
  وفي لفتة هامة الى مسالة وحدة الصف الكردي السوري أوضح البيان : " وفي مثل هذه الظروف الخطيرة وعلى ضوء التطورات في كردستان العراق وفي سبيل دعم ارادة شعبه بقوة تقضي مصلحة الكرد السوريين كشعب وقضية وبأسرع وقت الى وقفة تاريخية استثنائية الى تحلي قواه الوطنية وتياراته السياسية بالشجاعة والاقدام ونكران الذات والمصالح الضيقة وذلك بالشروع في الحوار بين كل مكوناته وليس هناك بهذا المجال كبير وصغير فالكل ضعفاء والجميع بحاجة الى بعضهم البعض ونقترح هنا الاتفاق على تشكيل لجنة تحضيرية تمثل كافة الفعاليات للاعداد لمؤتمر قومي – وطني تصالحي انقاذي داخل الوطن والخروج بميثاق موحد وبرنامج مرحلي وقيادة مشتركة لمواجهة تحديات واستحقاقات الحاضر والمستقبل وليعتبر الجميع أن هذا المقترح بمثابة رسالة موجهة من " بزاف " الى كل طرف على حدة .
  وبخصوص القضية الكردية عموما جاء في البيان : " ان حل القضية الكردية بالمنطقة وبحسب ارادة الكرد الحرة ومبدأ حق تقرير المصير وعلى أساس الحوار والتوافق يصب في مصلحة جميع شعوب المنطقة ويعزز التطور الوطني الطبيعي والتنمية والعملية الديموقراطية وينزع من أيدي الأنظمة الاستبدادية الشوفينية سلاح الفرقة والانقسام خاصة وأن السمة العامة للحركة الوطنية الكردية من حيث المضمون والأهداف هي سلمية وديموقراطية وتسامحية تتقبل الآخر المختلف وتعترف بحقوق الأقوام والمكونات الأخرى وتتمسك بالصداقة والعيش المشترك وفي هذا السياق نهنىء شعب كردستان العراق على انجاز استفتاء تقرير المصير بسلام ونجاح وندعو قوى شعوب المنطقة والمجتمع الدولي الى التضامن مع شعب كردستان والوقوف الى جانب الحق والعدل .
                     تشرين الأول \ اكتوبر 21 - 2017                                                         
                              اعادة بناء الحركة الوطنية الكردية السورية – بزاف –        مشروع
                                                       لجنة المتابعة في كردستان العراق


293
في " سيولة " مشاريع المؤتمرات حول سوريا
                                                                    '
صلاح بدرالدين

 ازاء السجال الدائر الآن بين مجموعات  من المعارضة السياسية والهيئة التفاوضية وهي تشكك للمرة الأولى بالنيات التركية حول ادلب ومحيطها وسكتت عن كارثة حلب والبعض من فصائل تعتبر نفسها من الجيش الحر تدافع عن الموقف التركي نقول : سبق وأن أكدنا " أن تركيا بصدد ليس التخلي عن ادلب كما نفضت يدها من حلب بل ببيعها للنظام السوري عبر عقد الصفقة مع الطرفين الروسي والايراني مع من فيها من مدنيين وفصائل الجيش الحر بأبخس الأثمان لمصالحها الخاصة .." ونضيف : مقياس الوطنية الحقة والحرص على الثورة يكمن في مدى تقبل هؤلاء – المختلفين - أن الوضع بأمس الحاجة الى العودة للشعب من خلال مؤتمر وطني جامع لمراجعة ماحصل خلال ستة أعوام ومساءلة المسببين وطرح البرنامج السياسي الجديد وانتخاب المجلس السياسي – العسكري لقيادة المرحلة القادمة ... نعم هذا هو المقياس .
  معلوم للجميع أن ماتسمى ( الهيئة التفاوضية العليا ليست من افرازات الثورة السورية بل من صنيعة النظام العربي الرسمي الذي بدوره رضخ لمشروع المحتل الروسي بما في ذلك قبول النظام بكل مؤسساته بمافيها رأسه وكانت السعودية كراعية – للهيئة – آخر من انضمت الى الركب الروسي خلال زيارة مليكها الأخير لموسكو وفي دعاية تضليلية رخيصة يصر بعض موظفي ( الهيئة ) وأعضاؤها ومستشاروها الذين مازالوا يستلمون رواتبهم على أن انقاذ الثورة واعادة احيائها يمران عبر مؤتمر الرياض 2 الى درجة أن الوقاحة بلغت بأحدهم ليقول " كل من يعتبر نفسه وطنيا وثوريا يجب أن ينضم الى تلك الهيئة " أي بعبارة أوضح كل من يبقى خارج ( الهيئة ) فلن يكون وطنيا وثوريا بهذه الحالة واذا ما أمعنا النظر قليلا لنتساءل : ماهو الفرق من حيث المضمون السياسي والموقف من الثورة والنظام والاحتلال بين توجهات وأجندات مشاريع مؤتمرات : الرياض 2 وحميميم ودمشق ؟ .
  وأكثر من ذلك نقول ومن دون أن نتجاهل ولو للحظة أن مشاريع روسيا حول كل مايتعلق ببلادنا ماهي الا من مخرجات دولة محتلة لنظام تسلطي يحمي نظاما آخر استبدادي أن ما تتسرب من معلومات حول خطط وبرامج مؤتمري ( حميميم ودمشق لاحقا ) أقرب الى مزاج السوريين من كل ماصدر من وفود الهيئة الى جنيف وغيرها من وعود متبخرة وتصريحات كلامية فارغة من أي مضمون فعلي على الأرض  فشعبنا فقد الثقة كليا بكل هذه المعارضات وفي مقدمتها الائتلاف وقبله المجلس وتاليا الهيئة الذين ارتدوا عن أهداف الثورة وعملوا على أخونتها وأسلمتها وحرفها وتسببوا في تشتيت الجيش الحر وأخفقوا في تحقيق السلام بالمقاومة أو المفاوضات وفوق كل ذلك لم يرجعوا الى الشعب عبر المؤتمر الوطني الجامع ولم يمارسوا أية مراجعة أو نقد ذاتي أو اعتراف بالأخطاء والخطايا على الأقل وحتى لو كان من باب التكتيك والتضليل فان الروس يقترحون دستورا لسوريا قد يكون معظم بنوده مناسبا للحالة السورية المشخصة .
ومايجري منذ أيام في كردستان العراق من أحداث الذي يقف وراءها الحاكم غير المتوج رسميا في العراق وسوريا ولبنان ( الجنرال قاسم سليماني ) يحصد الآن مازرعه منذ ستة أعوام بدءا من انطلاقة الثورة السورية ولم يغفل أبدا أهمية – حاكميته – الكردية لتجييرها ضد الحلم الكردي ومصالح محور طهران – دمشق – بغداد الذي أصبح اضافة الى مهامه السورية طرفا في الساحة الكردستانية ضد الجناح الوطني الديموقراطي المعتدل على بقعة تبدأ بقنديل وتمربالسليمانية ولاتنتهي بمطار القامشلي انه المهندس الفعلي لعزل كرد سوريا عن الثورة ووضع الكمائن والأفخاخ للاقتتال الكردي – الكردي بين الأحزاب والجماعات حول سنجار أو كركوك أو مناطق ومدن أخرى مرشحة في قائمته الاحتياطية انه الوحيد الذي بامكانه جلب عينة من مسلحي – ب ك ك – الى أية بقعة ومن ثم اعادتهم بعد أداء المهام .
   وكلنا نسمع أوامره – قائد فيلق القدس - اليومية غير المباشرة بخصوص الاستفتاء والمصير الكردي العراقي ومصير مدينة كركوك حيث تلتزم به ليس الجماعات والميليشيات الشيعية العربية الموالية لولاية الفقيه والتركمانية الموالية لتركيا بل بكل أسف السنية المروضة في الحكم وخارجه والبعض من الكردية نعم مايجري في كردستان العراق له علاقة عضوية لمايطبخ لمصير سوريا والسوريين حيث لم تسمع ولاكلمة واحدة تضامنية مع رئاسة اقليم كردستان التي تضامنت مع كفاح الشعب السوري وفي حدود اقليمها الكردستاني أكثر من 300 ألف نازح سوري واستقبلت خلال سنوات ماضية عشرات وفود المعارضة  .
  كيانات هذه المعارضة السقيمة المذكورة أعلاه ( وهنا أستثني الكثير من الأصدقاء العرب السوريين الوطنيين والديموقراطيين في صفوف المعارضة ) واضافة الى موقفها السلبي العام من القضية الكردية في العراق كما ذكرنا فانها لم تحسم الموقف النهائي من قضايا الكرد السوريين بل وكأنها تحاول سد الفراغ هذا باستحضار حفنة من الأحزاب الكردية الفاشلة على شاكلتها في عضوية الائتلاف ووفد التفاوض وهي تعلم علم اليقين أنها لاتمثل الشعب الكردي السوري ولاتمثل طموحاته مثلها كمثل أحزاب ومسميات – ب ي د – التي تدير سلطات الأمر الواقع في المناطق الكردية قسرا وعن طريق القوة فشعبنا وخلال سنوات اختباره لأحزابه لست سنوات مضت أنجب العديد من المناضلين الشباب الذين انضموا الى جيش الوطنيين المستقلين ومنظمات المجتمع المدني والذين جميعا يشكلون سوية الكتلة التاريخية الغالبة التي ستقود عملية الانقاذ والتجديد واعادة البناء .
 
 
 

294
( هيئة التفاوض – قاسم سليماني )
                                                                 
صلاح بدرالدين

 معلوم للجميع أن ماتسمى ( الهيئة التفاوضية العليا ) ماهي الا صنيعة النظام العربي الرسمي الذي رضخ لمشروع المحتل الروسي بما في ذلك قبول النظام بكل مؤسساته بمافيها رأسه وكانت السعودية كراعية – للهيئة – آخر من انضمت الى الركب الروسي خلال زيارة مليكها الأخير لموسكو وفي دعاية تضليلية رخيصة يصر بعض موظفي ( الهيئة ) وأعضاؤها ومستشاروها الذين مازالوا يستلمون رواتبهم على أن انقاذ الثورة واعادة احيائها يمران عبر مؤتمر الرياض 2 الى درجة أن الوقاحة بلغت بأحدهم ليقول " كل من يعتبر نفسه وطنيا وثوريا يجب أن ينضم الى تلك الهيئة " أي بعبارة أوضح كل من يبقى خارج ( الهيئة ) فلن يكون وطنيا بهذه الحالة ماهو الفرق من حيث المضمون السياسي والموقف من الثورة والنظام والاحتلال بين مؤتمرات : الرياض 2 وحميميم ودمشق ؟
 2 -
" انه قاسم سليماني " الحاكم غير المتوج رسميا في العراق وسوريا ولبنان يحصد الآن مازرعه منذ ستة أعوام بدءا من انطلاقة الثورة السورية ولم يغفل أبدا أهمية – حاكميته – الكردية لتجييرها ضد الحلم الكردي ومصالح محور طهران – دمشق – بغداد الذي أصبح طرفا في الساحة الكردستانية ضد الجناح الوطني الديموقراطي المعتدل على بقعة تبدأ بقنديل وتمربالسليمانية ولاتنتهي بمطار القامشلي انه المهندس الفعلي لعزل كرد سوريا عن الثورة ووضع الكمائن والأفخاخ للاقتتال الكردي – الكردي بين الأحزاب والجماعات حول سنجار أو كركوك أو مناطق ومدن أخرى مرشحة في قائمته الاحتياطية انه الوحيد الذي بامكانه جلب عينة من مسلحي – ب ك ك – الى أية بقعة ومن ثم اعادتهم بعد أداء المهام ومن كان يحل مشاكل ( أوك ) الداخلية بامكانه تحريك مقاتليه في كركوك وغيرها وكلنا نسمع أوامره اليومية غير المباشرة بخصوص الاستفتاء حيث تلتزم به الجماعات والميليشيات الشيعية والسنية والتركمانية في الحكم وخارجه والبعض من الكردية نعم مايجري في كردستان العراق يحتاج الى مراجعة في عمق الأعماق .
 3 -
 ازاء السجال الدائر الآن بين مجموعات  من المعارضة السياسية والهيئة التفاوضية وهي تشكك للمرة الأولى بالنيات التركية حول ادلب ومحيطها وسكتت عن كارثة حلب والبعض من فصائل تعتبر نفسها من الجيش الحر تدافع عن الموقف التركي نقول : سبق وأن أكدنا " أن تركيا بصدد ليس التخلي عن ادلب كما نفضت يدها من حلب بل ببيعها للنظام السوري عبر عقد الصفقة مع الطرفين الروسي والايراني مع من فيها من مدنيين وفصائل الجيش الحر بأبخس الأثمان لمصالحها الخاصة .." ونضيف : مقياس الوطنية الحقة والحرص على الثورة يكمن في مدى تقبل هؤلاء – المختلفين - أن الوضع بأمس الحاجة الى العودة للشعب من خلال مؤتمر وطني جامع لمراجعة ماحصل خلال ستة أعوام ومساءلة المسببين وطرح البرنامج السياسي الجديد وانتخاب المجلس السياسي – العسكري لقيادة المرحلة القادمة ... نعم هذا هو المقياس .
 4 -
 
مابعد استفتاء تقرير المصير كمرحلة سابقة أصبحت من الماضي هناك خياران : الأول - موقف القيادة الكردستانية السلمي المستند الى صلابة البيت الداخلي والقرار المستقل الموحد والاستعداد للحوار من أجل ابرام عقد كردي – عربي تاريخي جديد يؤسس لوضع يستدعي اعادة النظر في الدستور والقوانين ويدشن التعايش الديموقراطي الاختياري العادل بين المكونات الوطنية القومية والدينية والمذهبية وكما هو متوقع ستعاد فيه الحياة الى العملية السياسية وستتجدد الاصطفافات والتحالفات وصولا الى عراق ديموقراطي كونفدرالي واحد تتمتع في جناحيه المستقلين الأقوام والمكونات بالفدرالية واللامركزية الموسعة بحسب ارادتها والثاني – خيار الولي الفقيه عبر من يسبحون بحمده في بغداد الى عراق طائفي دكتاتوري مستبد وبؤرة للارهاب ومصدر للحروب والفتن يعمل على سحق الآخر المختلف قوميا ومذهبيا معاد للمحيطين العربي والاسلامي وللمجتمع الدولي .
 5 -
  الى أهلنا الكرد السوريين في الخارج خصوصا بالبلدان الأوروبية من وطنيين مستقلين ومنظمات المجتمع المدني وأنصار الأحزاب والمنظمات وجميع التيارات السياسية والأطياف والشخصيات الاجتماعية أدعوكم جميعا الى التعاون حول القضايا المصيرية القومية منها والوطنية في كل الظروف والوقوف صفا واحدا في التضامن بكافة الأشكال السلمية القانونية المشروعة مع ارادة شعب كردستان العراق في تقرير مصيره بحرية ورفض الحصار المعلن عليه من بغداد ودول الجوار واستهجان السكوت المطبق من جانب المجتمع الدولي والذي ( التضامن ) لن يتحقق الا بتنظيم لجان مشتركة من مختلف الأطراف والفعاليات في كل بلد للاشراف على النشاطات المطلوبة سوية من أجل أن لايتحول الواجب التضامني القومي والوطني الى الاستغلال الحزبي والصراع الآيديولوجي الفئوي الذي ان حصل كماتثبت التجارب الماضية سيضعف الجهود ويشل القدرات ويسيء الى القضايا المصيرية .

295
الكرد السورييون أمام الاستحقاق المصيري
                                                                 
صلاح بدرالدين

 من بديهيات المشهد الوطني ومن ثوابته الراسخة عدم جواز تناول الحالة الكردية الخاصة بمعزل عن الوضع السوري العام ومن ثقب هذه المسلمة نسترق النظر الى التطورات الراهنة المتسارعة التي تقودها وتفعلها القوى والأطراف الدولية – الاقليمية المنتدبة قسرا على بلادنا والمحتلة أراضينا بغلبة روسية سائدة الى جانب المشاركات الجزئية الهامشية وغير الثابتة من ايران وميليشياتها المذهبية وتركيا وحليفاتها من الفصائل المسلحة المحسوبة على ( الجيش الحر ) والولايات المتحدة الأمريكية عبر ( قوات سوريا الديموقراطية ) وأمام ادعاء الجميع بصوت واحد محاربة الارهاب وتحقيق السلام من خلال تنفيذ خطط ( خفض التصعيد ) في معظم المناطق وتحقيق المصالحة بين ( المعارضة ) والنظام عبر أستانا وجنيف وحميميم ومن ثم الانتقال الى مرحلة الاعمار .
  لاشك أن كل الدلائل تشير الى خضوع الجميع من أطراف دولية واقليمية وعربية رسمية وامتداداتها من الفصائل المسلحة والكيانات السياسية المعارضة للمشروع الروسي الذي يقضي باعادة الحياة للنظام الحاكم وبسط نفوذه ولو شكليا الى كافة المناطق السورية لتوسيع نفوذها وترسيخه من خلال هذا النظام المتهالك الذي فقد الشرعية والسلطة الفعلية والسيادة والاستقلال ومن خلال لعبة روسية مدروسة تقضي بارضاء الأطراف بشكل متوازن ( أمريكا وتركيا وايران واسرائيل ) والاستجابة لبعض مطالبها الجانبية التي لاتشكل خطرا على مشروعها الأساسي وكما يظهر فان الخاسر الوحيد من العملية الجارية هو الشعب السوري وثورته المغدورة وقضيته الوطنية المنسية .
 ازدواجية المحتل الروسي في تمظهره بدور الحكم والمصلح والوسيط في حين أنه يقف عائقا الآن أمام طموحات السوريين في التوافق على عقد المؤتمر الوطني السوري المنشود من خلال لجنة تحضيرية مستقلة نزيهة تمثل جميع المكونات والتيارات السياسية الوطنية والديموقراطية للخروج بحل للأزمة المستعصية الراهنة عبر برنامج سياسي توافقي سليم ومجلس سياسي – عسكري لمواجهة تحديات السلم والمقاومة وذلك بالسعي الروسي لعقد لقاءات في – حميميم – المحتلة باسم المؤتمر السوري وقطع الطريق على ارادة السوريين في استجماع القوى الحية الصادقة واعادة بناء حركتهم المعارضة .
 موقع الكرد في المشهد الراهن
 الدور الكردي السوري في الحياة السياسية الوطنية العامة شبه معطل وأستند هنا ( اضافة لمانعلمه ) على المقولة المأثورة للرئيس مسعود بارزاني " تسببت الأحزاب الكردية في ضياع الكرد السوريين الذين لايعلمون أين هم الآن مع الثورة أم مع النظام " وقد لخص بهذه الكلمات القليلة حقائق وأحداث ونتائج خلال أعوام ستة أي منذ اندلاع الانتفاضة السورية وحتى الآن عندما وقف الوافدون الجدد من أتباع – ب ك ك – بمختلف مسمياتهم وأحزابهم وتنظيماتهم مع نظام الأسد عبر عملية التسليم والاستلام المعروفة بعد اتفاق ( آصف شوكت – مراد قرةيلان ) بالسليمانية وكذلك تبني ( المجلس الوطني الكردي ) وبناء على توصية المشرف عليه ( الراحل رئيس العراق السابق ) بالتنسيق مع السلطات السورية شعار أو قرار الحياد بين الثورة والنظام والعمل مع من يؤيد الحقوق الكردية أكثر وهذا الموقف كثيرا ماسمعناه من النخب السياسية لدى الأشقاء باقليم كردستان العراق وهو نابع من دون شك من تجاربهم المريرة في التحالفات مع القوى العراقية . 
  في الستة أعوام الأخيرة لم تعش الحالة الكردية في سكون وجمود فالى جانب أحزاب ومنظمات وفصائل وسلطات ( المجلسين – غرب كردستان والوطني الكردي ) خاصة بعد ممارساتها اللاديموقراطية ومسؤلياتها في افراغ المناطق من سكانها الأصليين ومن عنصر الشباب والمنتجين والفشل في تنفيذ اتفاقيات ( أربيل ودهوك ) رغم ملاحظاتنا عليها والاخفاق في الحفاظ على الحد الأدنى من الأمن والأمان في المجتمع الكردي والتعاون الصادق مع المكونات الأخرى من عرب وتركمان ومسيحيين خاصة في المناطق المختلطة وبعد فشل كل علاقاتها في الساحة السورية مع المعارضة والموالاة نقول أن الساحة الكردية السورية أنجبت قوى جديدة واعدة سيكون لها الدور البارز المؤثر في قادم الأيام والأعوام .
  اذا كان ( المجلس الوطني الكردي ) قد تعرض الى الانقسام والتفكك وأخفق في طرح المشروع القومي البديل ولم يجد له مكانة تحظى بالاحترام في صفوف كيانات المعارضة بل لم يكن له أي تأثير لافي العملية التفاوضية ولافي وضع خطط وبرامج تلك الكيانات رغم عضويته الشكلية فيها وخسر الزخم الجماهيري وابتعد عنه المستقلون وبعض بقايا الحراك الشبابي والنخب الوطنية المثقفة وبات اسما بلا روح افتقد حتى الى طرح أية مبادرة تتعلق بتعزيز الاتفاق والمصالحة فان – ب ي د – ورغم سلطته القائمة بقوة السلاح واغراءاتها المادية والأمنية الا أنه لايحظى بقبول الغالبية الساحقة من بنات وأبناء الشعب الكردي السوري وينظر اليه كجسم غريب وكحركة همها الأساسي خدمة أجندة – ب ك ك – وقيادة قنديل العسكرية وتنفيذ أوامرها وتوجهاتها حتى لوكانت ضد مصالح شعبنا الكردي السوري وهناك ريبة وشكوك في مواقفه وسياساته التي لاتخضع الى المناقشة بل تنفذ بأوامر عسكرية من قبل أشخاص معدودين جدا .
  حزب – ب ي د – في تحالفاته الاقليمية والدولية غير مستقل بل ينفذ أجندات ولذلك نراها متقلبة وقتية قد تنتفي في أية لحظة بدون ضمانات حول حقوق الكرد ومستقبلهم فقد انتقل من حضن الى آخر لمرات عديدة خلال السنوات الأخيرة وآخره الحضن الأمريكي في قتال داعش كمقاتلين مشاة ومن دون أية اتفاقيات سياسية موثقة ومهما تمت المحاولات في تأخير معركة الرقة أو اختراع معركة دير الزور فبالأخير هناك نهاية للحالتين وحينها يظهر الاستحقاق وقد يخرج خالي الوفاض في وقت تشتد الضغوط التركية باتجاه تغيير السياسة الأمريكية لصالحها ودخول الروس على الخط لاستمالة – ب ي د – ودفعه نحو المشاركة في اجتماع – حميميم – وكذلك في مؤتمر الرياض 2 بالتنسيق مع نظام الأسد وقد يكون تصريح وليد المعلم جزءا من التحرك الروسي بذلك الاتجاه .
  مالعمل ؟
  ازاء هذا المشهد الحزين وفي مثل هذه الظروف الخطيرة وعلى ضوء التطورات في كردستان العراق وفي سبيل دعم ارادة شعبه بقوة تقضي مصلحة الكرد السوريين كشعب وقضية وبأسرع وقت الى وقفة تاريخية استثنائية الى تحلي قواه الوطنية وتياراته السياسية بالشجاعة والاقدام ونكران الذات والمصالح الضيقة وذلك بالشروع في الحوار بين كل مكوناته وليس هناك بهذا المجال كبير وصغير فالكل ضعفاء والجميع بحاجة الى بعضهم البعض ونقترح هنا الاتفاق على تشكيل لجنة تحضيرية تمثل كافة الفعاليات للاعداد لمؤتمر قومي – وطني تصالحي انقاذي داخل الوطن والخروج بميثاق موحد وبرنامج مرحلي وقيادة مشتركة لمواجهة تحديات واستحقاقات الحاضر والمستقبل وليعتبر الجميع أن هذا المقترح بمثابة رسالة موجهة من " بزاف " الى كل طرف على حدة .

296
انهاء الثورة تحت غطاء محاربة الارهاب
                                                               
صلاح بدرالدين

      في حقيقة الأمر ومن حيث الجوهر مازال الصراع الرئيسي الذي تتفرع عنه كل الصراعات الأخرى هو بين الشعب السوري بكل مكوناته وطبقاته الاجتماعية وتياراته السياسية التي تنشد الحرية والكرامة من جهة وبين نظام الاستبداد الحاكم من الجهة الأخرى ولأن المعادلة هذه طالت أمدها وظهرت معطيات جديدة وطرأت تطورات بفعل التدخل الخارجي من بينها حصول احتلال عسكري – ميليشياوي من جانب ايران وروسيا لمصلحة ابقاء النظام واستمراره وتدخل تركي لغير مصلحة السوريين وثورتهم بعد تراجع سياستها المثيرة أصلا للجدل منذ بداية الثورة حيث كانت لمصلحة توسيع نفوذ الاخوان المسلمين والاسلام السياسي السوري عموما نقول بعد هذه التبدلات لم يعد لسوريي الثورة وحتى النظام أي تأثير يذكر في الحالة الراهنة ووقع المصير السوري بأيدي اللاعبين الأجانب دولا ومنظمات وجماعات مسلحة وما يمكن قراءته بالمشهد الراهن فان الصراعات الفرعية الناشئة بين روسيا ومحورها من جهة وبين الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها من الجهة الأخرى حول النفوذ والسيطرة والمواجهة العسكرية المحدودة بحيث لاتتحول الى حرب شاملة من أجل اقتسام المناطق عبر وكلاء محليين من المسلحين من كل الألوان والأطياف وكذلك الصراع السياسي بين تلك القوى والأطراف لتخريج النتائج وتطبيقها باسم الحوار والمفاوضات كما يحصل في  ( أستانا والجنيفات وحميميم ) وذلك لتضليل السوريين والرأي العام وللظهور بمظهر الالتزام بالقانون الدولي وماالى ذلك من ألاعيب باتت مكشوفة .
     بالأساس برامج ومشاريع وخطط جماعات الاسلام السياسي الارهابية من داعش الى منظمات القاعدة وأخواتهما غير مقبولة في بلادنا ولن تتمكن من ايجاد حضن قابل لها في المجتمع السوري المتعدد الأعراق والأديان والمذاهب والعلماني الهوى عموما كل ماحصل أن النظام السوري وحليفه الايراني هما من أحضرا تلك المنظمات الارهابية لتحقيق هدفين : الأول – اغراق الثورة السورية بالموجة الدينية حتى يثبتا للمجتمع الدولي أن الصراع بين نظام علماني وجماعات دينية متطرفة وارهابية والثاني – لزعزعة الصفوف واثارة الفتن والتقاتل والدمار بين المكون السني في كل من سوريا والعراق وكان ذلك هدفا ايرانيا بامتياز وتحقق ونشهد تفاعلاته وآثاره اليوم في البلدين وفي المنطقة عموما طبعا ظهور تلك التنظيمات الارهابية أفاد دولا وأطرافا اقليمية ودولية أخرى والجميع بدأ بالتغلغل في سوريا والعراق تحت عنوان محاربة داعش والنصرة أو فتح الشام لأن مصلحهم تتطلب ذلك الآن ولاشك أن تلك التنظيمات ستتراجع عسكريا وتتقوقع جغرافيا ولكنها ستبقى خطرا ماثلا مادام هناك استبداد ومادام الشعب محروما من الحرية والديموقراطية ومادامت القضية الكردية دون حل في سوريا والعراق والمنطقة بحسب مبدأ حق تقرير مصير الشعوب ومادامت الانظمة الدكتاتورية الاستبدادية قائمة .
    موقف  النظام العربي الرسمي من الملف السوري الذي طرأ عليه تبدلات لصالح المشروع الروسي حيث حصلت توافقات منذ اتفاقية – فيننا – تقضي بالحفاظ على مؤسسات الدولة السورية والمقصود هنا – النظام السوري – وتأجيل البت بمصير رأس النظام ولاشك ان السعودية وهي الراعية المانحة للهيئة التفاوضية العليا السورية قد مارست الضغط من أجل أن – تنضبط – المعارضة السياسية وكذلك الفصائل المسلحة وتتخطى مطالب الثورة في اسقاط النظام واجراء التغيير الديموقراطي عبر قرارات – أستانا وجنيف – وهذا ماكانت تبحث عنه روسيا منذ بداية الثورة السورية ولاشك أن تخاذل الامريكيين منذ ادارة أوباما وحتى الآن أمام التصميم الروسي قد ساهم في كل تلك التراجعات وأصبحت الثورة السورية في عداد الثورات اليتيمة في موجة ثورات الربيع بالمنطقة التي تراجعت ولكن الى حين .
   مالايمكن استيعابه في هذا السياق هو تصريح وزير خارجية السعودية في موسكو حول " التعاون مع الجانب الروسي لتوحيد المعارضة السورية ! " فأية معارضة يقصد ؟ وهل كانت روسيا منذ 2011 وحتى الآن تعترف بالثورة السورية وحتى بالمعارضة وبمشروعية ارادة السوريين في نشدان الحرية والكرامة أم أنها كدولة محتلة لسوريا وقفت بالضد منها على الصعد الدبلوماسية والسياسية والعسكرية الى درجة ابادة الثوار وتدمير المدن والقرى ؟ لقد قلناها سابقا أن النظام العربي الرسمي وكل ( أصدقاء الشعب السوري ) خذلوا شعبنا بمعرفة وسكوت  معارضته المزمع " توحيدها !؟" .
 تركيا أيضا بصدد ليس التخلي عن ادلب كما نفضت يدها من حلب بل ببيعها للنظام السوري عبر عقد الصفقة مع الطرفين الروسي والايراني مع من فيها من مدنيين وفصائل الجيش الحر بأبخس الأثمان لقد تم ذلك مؤخرا وبشكل نهائي وموثق خلال زيارة رئيسها أردوغان الى طهران مقابل وعود ايرانية بمسايرة السياسة التركية حول – ب ك ك – ومركز قيادة قنديل وتجاه الوضع على حدودها الجنوبية خصوصا والقضية الكردية بالمنطقة عموما وفي هذا السياق فان كل الاحتمالات قائمة بما في ذلك تضارب المصالح والسياسات بين أنظمة الشر الأربعة المقسمة للشعب الكردي وظهور عوامل اقليمية ودولية جديدة وهنا لابد من أن تتخذ البقية الباقية من الوطنيين والثوارالسوريين الحيطة والحذر من نوايا ( الصديق التركي !؟ ) حتى لاتتكرر مأساة حلب .


297
( رحيل مام جلال – مابعد الاستفتاء )
                                                                                   
صلاح بدرالدين
                                                                                           
 التقيت بالراحل جلال الطالباني للمرة الأولى عام 1968 في – بلغراد – خلال انعقاد المؤتمر السنوي لاتحاد الطلبة الأكراد في أوروبا وكنا فقط الضيوف الثلاثة المدعوين  باسم أحزابنا ( هو والراحل حبيب محمد كريم وأنا ) وكان حينها يقيم بدمشق والتقينا المرة الثانية في بيروت عام 1972 وبالمرة الثالثة بأربيل خلال انتخابات البرلمان الكردستاني عام 1993 ثم التقينا بمكتبه ب – قةلةجولان –مع رفيقي القيادييان الراحلان – مشعل التمو ومحمد أمين – والتقينا مرتين بباريس بجنازة الشهيد د قاسملو والمؤتمر التضامني العالمي مع الشعب الكردي وفي كل هذه المدة كنا مختلفان ومتفقان على وفاق ومتخاصمان حول الأمور السياسية والكردستانية وخصوصا حول قضيتنا الكردية السورية والنظام الحاكم بدمشق كل ذلك لايمنعني أن أترحم على هذه الشخصية الكردية الكبيرة صاحب العديد من المزايا الحسنة والذي لعب دورا بارزا على صعيد العراق والحركة الكردية وأتقدم بالتعازي الحارة الصادقة الى عقيلته السيدة هيروخان ونجليه قباد وبافل وعائلته ورفاقه ومحبيه .
 2 -
بادىء ذي بدء أقول أن شعب اقليم كردستان العراق أدرى بأموره وأستميحه العذر بابداء رأيي المتواضع بالقول أن قيادته ( برلمانا ورئاسة وحكومة ) قد حققت خطوة استراتيجية تاريخية بانجاز الاستفتاء ودخل الزعيم مسعود بارزاني مرة أخرى التاريخ من أوسع أبوابه ووفى بوعده والقرار الأخير باجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية في الأول من الشهر القادم خطوة سليمة أخرى بالاتجاه الصحيح لأن مرحلة مابعد الاستفتاء تحتاج الى قيادات وبرامج وخطط وسياسات جديدة وفي السياق ذاته من المفيد أن تسبق هذه الخطوة أو تتبعها على الفور اجراء تغييرات في الهياكل الحزبية القائمة عبر المؤتمرات وحسب العملية الديموقراطية واعادة النظر في العديد من الملفات ومن بينها ملف العلاقات القومية الكردستانية وبالأخص مايتعلق بالحركة الكردية السورية .
 3 -
 من باب الحرص على العيش المشترك والمصير الواحد لاأجد من الحكمة الانطلاق من العصبية القومية ومن جانب واحد في تحديد  خطوط الجغرافيا في المناطق المختلطة ( الكردية – العربية ) وتشخيص تاريخها ويحز في نفسي كثيرا أن يكون المناضل الوطني الصديق – جريس الهامس – في عداد هؤلاء قلناها ونكرر أن ما أقيمت من ( ادارات ذاتية باسم الكرد ) ماهي الا سلطات الأمر الواقع الوقتي ونجدد التأكيد أن الحل العادل والدائم للقضية الكردية السورية لن يتم الا بتوفر الشروط الثلاثة التالية : 1 - اجماع كردي على صيغة الحل . 2 – توافق وطني سوري . 3 – قيام نظام ديموقراطي كضمان وحاضن . والشروط الثلاثة ليست متوفرة حتى اللحظة فلماذا اثارة مسائل خلافية في وقت تخضع بلادنا لاحتلال الروس والايرانيين والميليشيات الطائفية ؟ أليست الأولوية الآن تضافر الجهود من أجل تنظيم المؤتمر الوطني السوري الجامع للمراجعة واعادة البناء والاتحاد لمواجهة التحديات ؟
 4 -
  مبادرة الرئيس الفرنسي ( وقد تكون معبرة عن دول الاتحاد الأوروبي وأمريكا كما هي الحال مع مبادرته الليبية رغم اختلافها بالمضمون عن مايجري بالعراق ) ظهرت أصلا بعد القرار الجماعي لشعب كردستان العراق بشأن مصيره وقبل ذلك ردود الفعل من بغداد وأنظمة دول الجوارالاستبدادية الانتقامية والمنطقة والعالم والأمم المتحدة أي أن لب الموضوع يتعلق " بتدويل " حق تقرير المصير لشعب يطالب بتحقيقه حسب مبادىء الأمم المتحدة وشرعة حقوق الانسان وانتقاله الى الفضاء العالمي بالانتقال من مرحلة ( الفدرالية ) الى أخرى قيد التداول والحوار منذ الساعة السابعة مساء بتوقيت أربيل في الخامس والعشرين من ايلول \ سبتمر الجاري ولابد بعد الاجماع الداخلي الرائع من  مزيد من التحرك السلمي والتظاهر في كل أنحاء العالم والى مزيد من التضامن العالمي والمزيد من التدويل .
 5 -
" ليس هناك أية فائدة لرفع العلم الاسرائيلي في مناسباتنا وأكبر مساعدة لنا هو عدم رفع علم اسرائل في المهرجانات "
                                                                  ( 27 – 9 – 2017 )
          نيجيرفان بارزاني
   رئيس حكومة اقليم كردستان العراق
 6 -
 واضح أن شعب اقليم كردستان العراق وبعد عملية الاستفتاء الناجزة وانتقاله الى مرحلة فاصلة جديدة يمر بأدق وأخطر اللحظات في تاريخه المليء بالصفحات النضالية الناصعة منذ أكثر من قرن من الزمان ولاشك أن قيادته السياسية المجربة التي تحمل نتائج ارادة الغالبية الساحقة في تقرير مصيرها كأمانة ووديعة أمام التحدي الأكبر في ادارة دفة صراع العملية السياسية والتهيء لمواجهة كل الاحتمالات وخصوصا الحرص على سلامة وأمن مواطني الاقليم وعلاقات الحوار والتفاهم مع بغداد وحسن الجوار مع الدول المحيطة والتفاعل مع المجتمع الدولي وهنا تبرز أهمية التضامن الآن وبكل أشكاله من جانب كرد الجوار والعالم بحسب الظروف المحيطة في كل بلد ومكان .
 7 -
 في انتخابات سوريا أيلول 1961 كنت ( وكيل غير رسمي ) بسبب عدم بلوغي السن القانونية للمرشح الراحل د نورالدين ظاظا في مركز اقتراع قرية – دكشوري – وفي انتخابات كردستان العراق عام 1992 أي بعد أكثر من ثلاثين عاما كنت في عداد – المراقبين الدوليين – مع مجموعة من برلمانيي كرد تركيا ( ليلى زانا – أحمد تورك – زبير آيدار ) والآن في عام 2017 أي بعد نحو 25 عام ولايماني بمبدأ حق تقرير مصير الشعوب وخصوصا شعبي مارست حقي المشروع وشاركت في التصويت بنعم وفي الحالات الثلاث يحصل معي للمرة الأولى .

298
( أحزابنا - شوفينية القومية الأكبر – الاستفتاء - مقترح لانصار اسرائيل )

                                                                           
صلاح بدرالدين

 باستثناء كيدية – ب ك ك – وامتداداته تجاه الآخر الكردي المختلف تخوينا ورفضا بالعنف وصراعه المستمرمنذ ظهوره ومن طرف واحد مع  القيادة التاريخية في كردستان العراق الى درجة التعاون مع أعدائها بدءا بالنظام الدكتاتوري المقبور ومرورا بحكومة المالكي وانتهاء بالحشد الشعبي وتجسيده عقلية ( أنا أو الطوفان ) نقول – بخلاف هذا الاستثناء - أن تصعيد النضال الوطني الكردي في مختلف الأجزاء والبلدان والمساهمة الكردية الفعالة في الكفاح السلمي والثوري ضد الاستبداد ومن أجل الحرية والتغيير الديموقراطي في كل الأوقات سيساهمان مباشرة وغير مباشر في دعم واسناد البعض الآخر بعكس ما يدعو اليه البعض من الأحزاب الكردية السورية الفاشلة من باب المزايدة بوقف الحياة السياسية هنا وهناك وكأن قضايا الملايين رهن بقرارها متناسية أن استفتاء تقرير المصير بكردستان العراق أحوج مايكون الآن الى التلاقي والتشاور حوله ( وهي مع ب ي د  تمتنع ) وذلك لتعزيز البعد الاستراتيجي القومي الصلب المتحرك فلا تتذرعوا بأسباب واهية لتتهربوا من المسؤولية التاريخية فشعبنا بلغ درجة من الوعي يستطيع تمييز الزائف من الأصيل .
 2 –
تعقيبا على مقالة د جلبير الأشقر التي تنضح بشوفينية القومية الكبرى "البارزاني وتقرير المصير: كلمة حق أريد بها باطل! " في موقع – الحوار المتمدن -   الذي تعرفت عليه خلال الحرب الأهلية اللبنانية وكان مسؤول التنظيم – التروتسكي – ( الأممية الرابعة ) في لبنان حينذاك واستاذ جامعي في باريس حاليا ولأنه منع التعليق على مقالته بالموقع أنشر تعقيبي التالي :
السيد د جلبيرالأشقر بعد التحية : لسوء طالعكم أنتم معشر نخب القوميات السائدة الحاكمة المضطهدة للآخر القومي ولحسن الحظ لم تعد هرطقات ماركسيي آخر زمن التحريفيين المفلسين فكريا وثقافيا ومزايدات القوميين الشوفينيين الذين أسقطت حقائق الحياة نهجهم الفاشل المدمر واضاليل جماعات الاسلام السياسي التي خربت الأوطان على الأرض باسم السماء بذي أثر على العقول وصاحبة دور على أرض الواقع وأصارحك أكثر لن تنطلي بعد الآن كل الخدع السابقة منذ بدايات القرن العشرين وتغنيكم بالاشتراكية والشيوعية والعلمانية والاسلامية والمصير الواحد المزعوم على وطنيي ومناضلي وتقدميي وديموقراطي القوميات المظلومة المحرومة المنتهكة حقوقها حتى الانسانية والكرد مثالا من جانب أنظمتكم القمعية الاستبدادية أمام أنظاركم وفي ظل سكوتكم بل تباهيكم بكياناتكم ( الوطنية ) و ( القومية ) تضعون ألف شرط وو ( لكن ) على حق تقرير مصير شعب كردستان العراق بكرده وكلدوآشورييه وتركمانه وأرمنه وعربه ولاتحركون ساكنا تجاه دول الاستبداد وارهاب الدولة هل وضعتم فيتو يوما على وجود دول عربية تحكمها المنظومات الاستبدادية والمافيات العائلية ؟ هل طالبتم يوما باسقاط عضويتها من هيئة الأمم ومنظماتها لانها غير شرعية ؟ هل رفعتم شعار اسقاط تلك الأنظمة ؟ هل تخليتم عن جنسياتها ؟ كفى الكيل بمكاييل ولاتخدعونا بعد الآن وانني هنا ووفاء للتاريخ وحتى أكون موضوعيا هناك الكثير الكثير من التيارات الفكرية والفئات السياسية والشخصيات الديموقراطية وخصوصا العربية مازالت صادقة مع نفسها ومع شعوبها وأستثنيهم بكل تأكيد .
   3 -
 ضيفي ( الأجنبي ) الموفد من مؤسسة اعلامية أوروبية بارزة الى اربيل لتغطية الحدث الكردستاني الأهم في العصر الحديث وبعد متابعتنا سوية كلمة الرئيس مسعود بارزاني أمام الحشود الهائلة في المهرجان الناجح الضخم المقام في مدينة – السليمانية – هذا اليوم خاطبني قائلا : " تهانينا لقد أنجز شعب كردستان العراق استفتاء تقرير المصير ولست بحاجة الى الانتظار حتى الخامس والعشرين من الشهر الجاري وحصل بارزاني على ماكان يسعى اليه وأمسك بيديه كل الأوراق اللازمة لاجراء الحوار في حالتي اجراء الاستفتاء بموعده أو حتى في حالة تأجيله استجابة لمساعي وسطاء بناء على شروط وضمانات من موقع القوة مع بغداد وكل الدول المعنية في الجوار وسائر الدول العربية  والأطراف الدولية " لقد استمعت مليا الى كلمات ضيفي الاعلامي المطلع على خفايا أمور المنطقة وظواهرها من دون تعليق .
 4 -
شاركت البارحة في برنامج لصوت أمريكا على السكايب " مقاربة الديموقراطية بين الغرب والشرق الأوسط " مع الصديق د أدمون غريب الأستاذ في جامعة واشنطن حيث تم القاء الضوء على جذور ونمو وانتشار الديموقراطية في أوروبا والعوامل التاريخية  والاجتماعية المساعدة على عكس منطقتنا التي مازالت ترزح تحت نير الدكتاتورية والعبودية كما جاء في حصيلة التقييم فان مسألة تسييس الدين وأسلمة السياسة وعدم فصل الدين عن الدولة كان لها الدور الرئيسي في حجب الديموقراطية في بلداننا وأن السمة الأساسية للصراع الدائر منذ القرن التاسع عشر وحتى الآن يدور حول الديموقراطية الكفيلة بحل مختلف القضايا بينها القضية القومية والاجتماعية والتنمية ومناحي التطور الاقتصادي وأن منظمات المجتمع المدني والنخب الفكرية والثقافية عليها نشر الوعي الديموقراطي بين المجتمع طبعا الموضوع واسع وعميق ولن يحسم بسهولة ويحتاج الى المزيد من البحث والنقاش .
 5 -
 اقتراح أعرضه على رافعي العلم الاسرائيلي من كردنا السوريين بمناسبة أو بدونها والمتحمسين المعجبين بها والمراهنين على وقوفها بكل قواها وليس لفظيا فحسب مع استفتاء تقرير المصير في كردستان العراق ومن دون العودة الى دروس وتجارب الماضي المريرة بخصوص مواقفها المريبة السابقة حيال القضية الكردية في العراق وتركيا خصوصا وفي سوريا وايران أيضا ومن دون كشف نواياها في البحث عن شريك لمعاداة العرب وقضاياهم في المنطقة سابقا وراهنا أقول : اذا كانت اسرائيل جادة في دعم الكرد فلتقبل مقايضة دولة عربية فلسطينية مقابل دولة كردية ( وذلك يحصل عادة في لعبة الأمم وعالم السياسة ) وبذلك نكون أمام حل أهم قضيتين في الشرق الأوسط واستمالة الرأي العام العربي والاسلامي في قبول دولة كردستان العراق المسالمة المتعايشة بوئام مع المحيط .

299
حول اللقاء الكردي – الكردي السوري
                                                                         
صلاح بدرالدين

   في السادس من ايلول \ سبتمبر الجاري أطلقنا مبادرة من أجل لقاء جميع الأطراف السياسية الكردية السورية ( ب ي د والمجلس الوطني الكردي و- بزاف – وسائر الوطنيين المستقلين ومنظمات المجتمع المدني والشخصيات الوطنية والاجتماعية ) في بلد أوربي للوقوف على بحث بند واحد وهو استفتاء تقرير المصير في كردستان العراق وسرعان ما رحبت مؤسسة عاملة في الاتحاد الأوروبي برعاية ذلك اللقاء ومن أجل منح المزيد من الوقت مدد صاحب المبادرة المهلة لاستلام االردود من 12 الجاري الى الخامس عشر منه وللوقوف على تفاصيل وتطورات مسألة المبادرة وماتمخض عنها من نتائج كان لنا هذا اللقاء الصحافي :
 س 1 – لماذا اخترتم اطلاق المبادرة في هذا التوقيت بالذات ؟
   ج 1 - في الحالة الراهنة للعلاقات السياسية الحزبية الكردية – الكردية على المستوى القومي التي تتسم على الأغلب بالعداء أو الخصومة أو المشوبة بالحذر وعدم الثقة والقليل الذي يتصف بالايجابية لايستند بكل أسف الى قواعد وبرامج وآليات واضحة ولايدار من خلال مؤسسات ديموقراطية مشتركة شفافة .
 ولاشك أن الطريقة المثلى للعلاقات القومية في المرحلة الراهنة هي التي يجب أن تمر عبر التضامن والتعاون والتنسيق وتقديم الدعم بكل أشكاله للبعض سياسيا كان أم معنويا أو ماديا وذلك في اطر منتظمة واحترام خصوصيات البعض الآخر بعدم محاربة مواقف البعض السياسية والفكرية حتى لو كانت هناك اختلافات بوجهات النظر وقطع الطريق على محاولات التيار المغامر الذي يسعى بدفع من مضطهدي الكرد الى اثارة الفتن والمواجهات المدمرة .
 وازاء قرار شعب كردستان العراق باجراء استفتاء تقرير المصير في الخامس والعشرين من الشهر الجاري والذي يشكل نقلة نوعية استراتيجية تاريخية باتجاه تحقيق ارادة شعب الاقليم في تقرير مصيره بما في ذلك اعلان دولة كردستان المستقلة لجميع مكوناته القومية والدينية وبالرغم من أن العلاقات القومية الراهنة كماذكرنا حالت دون اتخاذ اجراءات مشتركة مسبقة بين كرد الأجزاء الأربعة لدعم العملية جماعيا ووضع خطط لقيام كرد الأجزاء الأخرى عبر كياناتهم السياسية ومجتمعاتهم المدنية ومؤسساتهم الثقافية والاعلامية وكل في موقعه وبلده وجزئه الكردستاني بالتواصل والاجتماع واللقاء على أسس مشتركة ومبادىء مشخصة تخدم ارادة الأشقاء بكردستان العراق وتحافظ على الحد الأدنى من الاجماع حول ذلك الحدث التاريخي والوقوف صفا واحدا تجاه موضوع يهم الجميع وقد يشكل جامعا مشتركا وحيدا في هذه الظروف ولاشك أن عدم حصول ذلك يوحي بوجود نقطة ضعف وثغرة كبرى في العلاقات يتحمل الجميع مسؤوليتهما .
 س 2 – وهل المبادرة بمثابة خطوة استباقية لدرء الأخطار لما يخبئه قادم الأيام ؟
  نعم صحيح فاالمشهد العام بالمنطقة عامة وفي البلدان التي تقتسم الشعب الكردي ووطنه يوحي بتعدد المواقف المختلفة تجاه قرار شعب كردستان العراق فبين واقف مع تقرير المصير الكردي بشكل مبدئي ( ومنه دول عربية وأجنبية كبيرة ) ومؤيد بشروط ومعترض بعداء ومهدد باللجوء الى القوة من أنظمة وقوى غير كردية من له علاقات وثيقة بأطراف كردية وله امتدادات وحلفاء كرد ان كان من العراق أو تركيا أو ايران أو سوريا بحيث تختلط المواقف والتوجهات الى حدود التوجس من حصول مالايحمد عقباه وتوريط جماعات كردية ضد ارادة شعب الاقليم أو – تكريد – الصراع كما حصل مرارا وتكرارا في التاريخ قديما وحديثا .
 س 3 – مبادرتكم موجهة بشكل خاص الى الكرد السوريين أليس كذلك ؟
   ج 3 - ماأقدمنا عليه بطرح مبادرة للقاء مشترك ( منذ حوالي الأسبوع )  بين جميع القوى والأطراف الحزبية والسياسية ومنظمات المجتمع المدني على الصعيد الكردي السوري يعقد في بلد أوروبي للوقوف على بند واحد وهو استفتاء تقرير المصير واتخاذ الموقف الداعم الموحد مع الاحتياطات اللازمة لتنعكس العملية بسلام على الساحة الكردية السورية وقطع الطريق على أية محاولات لاثارة الفتن خاصة من جانب نظام الاستبداد الذي يقف مع محوره الاقليمي الدولتي – الميليشياوي ضد ارادة شعب كردستان العراق خصوصا ونحن نشهد تحركات اقليمية مصحوبة بتحالفات مستحدثة غير بريئة بل فيها ما يتعلق بمواجهة ارادة الكرد وحقوقهم كان من المأمول أن يتم ذلك في أجزاء كردستان الأخرى بتركيا وايران خصوصا فنظاما البلدين الحاكمين متحالفان أيضا ضد ماسيجري بالاقليم .
  س 4 – وهل للمبادرة علاقة بما طرحتموه منذ أعوام وباسم – بزاف – لاعادة بناء الحركة الكردية السورية ؟
  ج 4 – نعم بالتأكيد المبادرة تنطلق من مفهوم – بزاف – حول مستقبل حركتنا فاالواقعية بالعمل السياسي تتطلب الاجتماع على المشتركات وتعزيزها وتوسيعها وتطويرها ان  أمكن وبحسب بيانات واعلانات غالبية الأطراف الكردية السورية فانها وتكاد تكون بالاجماع تقف مع قرار شعب كردستان العراق لذلك فهي فرصة للتلاقي حول هذا البند على الأقل في الظرف الراهن وقد يشكل منطلقا للتلاقي بالمستقبل حول بنود أخرى تتعلق بالوضع الداخلي سوريا وكرديا وفي غالبيتها مازالت موضع خلاف عميق لايمكن القفز من فوقها وتحتاج الى مراجعة وتصحيح المسار جذريا من جانب بعض الفرقاء .
  س 5 – مافائدة المبادرة في الظرف الراهن ؟
  ج 5 -  ان تم اللقاء المنشود بين الفرقاء المعنيين فسيكون نوعا من الاختراق لجدار المقاطعة والاحتراب وسيشكل دعما جماعيا لارادة الأشقاء في كردستان العراق ومشروع تقرير المصير الذي يعمل من أجله ويرعاه الأخ الرئيس مسعود بارزاني وسيعزز العمق الاستراتيجي الآمن في خصر الاقليم وفي كل الأحوال فان مبادرة اللقاء تحققت أو لم تتحقق الآن فليس أمام حركة شعبنا الكردي السوري الوطنية الا المزيد من العمل على طريق اعادة البناء والاصلاح وماعلى الأحزاب الكردية بكل أطيافها الا اعادة النظر والمراجعة النقدية لممارساتها في الماضي والحاضر والعودة الى قرار الشعب باطار المؤتمر الوطني الكردي السوري الشامل وقبل كل ذلك على سلطة الأمر الواقع بقيادة – ب ي د – توضيح نواياها وتحديد أصدقائها وأعدائها ومصارحة الشعب بشفافية والكف عن ممارسة القمع وانتهاك الحريات تجاه مخالفيها وسلوك درب الحوار والتصالح مع الذات ومع الشعب كما على البقية الباقية من أحزاب المجلس الوطني الكردي المفكك الاعتراف بفشلها في ايجاد البديل الأفضل وفي أن مبرر وجودها يكاد يتعلق بوسائل الدعم من جانب الأشقاء في اقليم كردستان والاعلان عن قبول اللجوء الى قرار الشعب في اطار المؤتمر الوطني المنشود .
   س 6 – بماذا تقيم وتفسر التجاوب السريع من مؤسسة مرموقة في اطار الاتحاد الأوروبي ؟
 ج 6 - وقد جاء التجاوب السريع من مؤسسة مدنية تعمل في اطار الاتحاد الأوروبي بالاستعداد لرعاية هكذا لقاء وتوفير مستلزمات سيره ليعزز من قيمة ووقع مبادرتنا واستتباعا مشروعنا الأوسع في العمل من أجل تحقيق وانجاز المؤتمر الوطني الكردي السوري الجامع لأن اللقاء في فضاء القوة الأوروبية الديموقراطية الكبرى يضفي الطابع الدولي أولا والشاهد ثانيا على لقاء الكرد السوريين من أجل الحوار والاتفاق ونبذ وسائل العنف والاكراه ورفض الآخر المختلف ونزعات التعصب الحزبوي الضيقة الذي يحصل منذ أعوام في الساحة الكردية السورية .
 س 7 – هناك من يقول استفتاء تقرير المصير في كردستان العراق لايحتاج الى لقاءات ولن ينعكس سلبا على الساحة الكردية السورية بماذا تردون ؟
  ج 7 – طبعا ليس لدينا تصور سوداوي ونؤمن بارادة شعبنا وحرصه على السلم والوفاق ولكن من المعلوم ان الاصطفاف الاقليمي المناوىء لارادة شعب كردستان العراق يضم في صفوفه النظام السوري ومحوره الاقليمي وميليشياته الطائفية المتمركزة على الأراضي السورية وأعوانه من فصائل مسلحة وتيارات سياسية فبهذه الحالة من يضمن لنا أن نظام الاستبداد لن يحرك ساكنا ؟ بالأمس تابعنا قيام سلطة الأمر الواقع التابعة ل ( ب ي د ) باعتقال وملاحقة العشرات من النشطاء الوطنيين الذين يعملون من أجل احياء مهرجان جماهيري دعما لارادة شعب كردستان العراق ولو تجاوبت الأحزاب مع مبادرتنا لكنا وضعنا مباديء وأسس لتجنب ماحصل لذلك فان من يدعي بأن الاستفتاء لايحتاج الى اتفاق وتوافق كمن يحرث بالبحر بل يتخذ ذلك ذريعة للتهرب من تحمل المسؤوليات التاريخية وقد يخبيء نيات شريرة من أجل تعميق الشرخ أكثر .
 س 8 – كيف انعكست مبادرتكم في الساحة الوطنية السورية ؟
  ج 8 – مايسري على الساحة الوطنية العامة يسري على الساحة الكردية الخاصة من جهة عقد الاجتماعات واللقاءات في سبيل مراجعة الماضي والتأسيس للمستقبل وتقييم تجربة الأعوام الستة الماضية ليصب كل ذلك بالنهاية في مجرى المؤتمر الوطني السوري الجامع والكرد جزء أساسي منه لوضع البرنامج المستقبلي لبلادنا في ظل التراجعات الحاصلة من جانب كيانات المعارضة ولاشك أننا تلقينا مباركة العديد من شركائنا الوطنيين السوريين حول هذه المبادرة والاستعداد لاسنادها .
 س 9 – وماموقف قيادة اقليم كردستان العراق منها ؟
 ج 9 – نحن أطلقنا المبادرة لشعورنا بأنها تحقق المصالح العليا للاقليم ولكرد سوريا والساحة السورية عموما وقد وضعناهم بالصورة أولا بأول ولقيت استحسانا من جانبهم فالأشقاء بالاقليم يتابعون جهودنا الخيرة الوحدوية منذ أعوام ونحن في حوار متواصل معهم وسنستمر .
  س 10 – هل يمكن أن تعطينا فكرة عن النتائج النهائية لمبادرتكم ؟
  ج 10 – بخلاف أحزاب طرفي ( ب ي د والمجلس الكردي ) فان الغالبية الساحقة من المستقلين ومنظمات المجتمع المدني الشبابية والنسائية والثقافية والاجتماعية المستقلة ( من غير التابعة للأحزاب ) والمنظمات الحزبية خارج الطرفين وحتى بعض القريبة منهما والشخصيات الوطنية استقبلت المبادرة بالترحيب والاستعداد لدعمها وهذه الحقيقة تؤكد لنا مجددا أن غالبية شعبنا الساحقة مع التلاقي والتفاهم والتعاون واعادة البناء ونبذ الحزبوية الضيقة طبعا هذا المشهد والنتائج المترتبة سيكون ضمن البحث والنقاش للخروج بموقف واضح وتقييم موضوعي واتخاذ خطوات جديدة نحو تحقيق الأهداف المرجوة .
•   - حوار : روزين خيركي – بكالوريوس اعلام – حامعة صلاح الدين – اربيل .
 
 
 

300
( الاستفتاء – المبادرة – أمريكا – العرب )
                                                                           
صلاح بدرالدين
.
البارحة  قال ممثل الرئيس الأمريكي في التحالف الدولي، بريت ماكغورك   " لقد أكدنا أن الولايات المتحدة والمجتمع الدولي لن يدعموا الاستفتاء، وقد تم تقديم البديل عن الاستفتاء خلال الاجتماع، بالشراكة مع بريطانيا وفرنسا والأمم المتحدة...ونسعى لأن يكون التركيز منصباً على قتال داعش " واليوم صرحت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية "  بعدم علم الوزارة بتصريح ماكغورك ولا بتحركاته بخصوص الاستفتاء " بالاضافة الى أن ذلك بمثابة فضيحة للادارة الأمريكية فانه يؤكد أيضا أنها لم تتخذ القرار النهائي بعد لوجود خلافات وقد يكون ممثل الرئيس ( فاتح دكانة على حسابو ) لأن سلوكه خلال التعامل مع الملف الكردي في العراق وسوريا شابه علامات استفهام كبرى من بينها محاولات فرض مايراه على الأطراف الكردية بلغة الآمر الناهي ومن حظه التعيس أن الزعيم مسعود بارزاني وباسم شعبه لقنه الدرس المناسب
-   2 -
الشكر والتقدير لمن تجاوب مع مبادرتنا حول لقاء كردي – كردي سوري برعاية احدى مؤسسات الاتحاد الأوروبي للوقوف على مسألة دعم واسناد استفتاء تقرير المصير بكردستان العراق وذلك من جانب كيانات وهيئات الوطنيين المستقلين ومنظمات المجتمع المدني والتنظيمات الحزبية والشخصيات الوطنية والاجتماعية وبسبب امتناع كل من أحزاب ( ب ي د والمجلس الكردي ) عن التجاوب فقد ارتأينا تأجيل ذلك اللقاء المرتقب الى وقت آخر لمزيد من التشاور على أمل توسيع المشاركة لتشمل جميع فعاليات وطاقات شعبنا والتمهيد لوضع جدول أعمال أوسع يشمل القضايا الرئيسية التي تهم القضيتين السورية والكردية والخروج بنتائج ايجابية لمصلحة تعزيز صفوف حركتنا الوطنية الكردية وصولا الى المؤتمر الوطني المنشود على أمل أن لا تتعرض ساحتنا الى موجات جديدة من العنف والقمع والفتن من جانب سلطة – ب ي د – المستبدة
  3 - . .   
      تعليقا على مقالة الصديق صالح القلاب  (لهذا تريد إيران الاستفتاء مواجهة عسكرية ) المنشورة اليوم بصحيفة الشرق الأوسط :
   "  صلاح بدرالدين -  كم نحن ( عربا وكردا ) بحاجة الى مثل هذا الخطاب الهادىء المستند الى مبادئ الأخوة والصداقة والعيش المشترك والاعتراف بحقوق البعض الآخر في تقرير المصير خاصة في هذه الظروف الدقيقة والخطيرة وفي أوج تحديات مواجهة المشاريع والخطط التي تستهدف مصالح ووجود شعوبنا ولاشك أن العقلاء العرب في كل مكان أمام امتحان مصيري هل سيقفون مع شركائهم الكرد بالتاريخ والجغرافيا ونصرة حقوقهم ومن ثم يسعون لاعادة بناء عقد الشراكة من جديد على قاعدة الاعتراف المتبادل ومواجهة التحديات سوية والعيش بسلام ووئام أم سيترددون كما يحصل منذ عقود ؟ موقف الصديق أبو بشار يعتبر نموذجا نابعا من تجربته النضالية وحسه السليم وحرصه على الصداقة مع شعبه الكردي
 4 - ."   
 فعلا حكام العالم متوحشون ليس في شرقنا التعيس وليس في الدول المقسمة للكرد ووطنهم وليس في بغداد السلطة الطائفية المستبدة وليس في بورما  ومديرة حكومتها التي حازت على جائزة نوبل في يوم ما ودافعنا عنها عندما كانت سجينة العسكر وليس في شمال افريقيا حيث انكار حقوق – الأمازيغ -  وليس في اسرائيل التي تمنع حق تقرير مصير شعب فلسطين ليس كل هؤلاء فحسب بل حتى في قلب القارة العجوز مرتع الاشعاع الحضاري وثورات العدالة والمساواة  في اسبانيا الديموقراطية التي تلاحق الآن رؤساء بلديات مقاطعة – كاتالونيا – االمؤيدون لاجراء الاستفتاء حول حق تقرير مصير الشعب الكاتالوني الذي يطالب به منذ عقود من دون استجابة أليس كل ذلك دعوة صريحة لاراقة الدماء وتشجيع العنف والمواجهات وتهديد السلام العالمي ؟
 5 - .
 الحاقا ببوستنا السابق حول مبادرة الدعوة للقاء ممثلي كل من : " ب ي د و انكسي وبزاف وآخرين في بلد أوروبي لبحث بند واحد وهو استفتاء تقرير المصير في كردستان العراق " يسعدني أن اعلن عن أمرين : الأول – لقد أعلمنا صباح اليوم مسؤول بارز في احدى المؤسسات العاملة في اطار الاتحاد الأوروبي  مشكورا عن الاستعداد لتأمين كل مايلزم لعقد ذلك اللقاء المنشود برعايتهم والثاني : ليس ضروريا أن يقتصر اللقاء على الأطراف الثلاثة المعلنة وقصدنا " بآخرين " كل طرف يمثل جزءا من الرأي العام الكردي السوري سياسيا وعلى صعيد المجتمع المدني وننتظر ردود الجميع بخصوص المشاركة وتحديد اسم من يمثل  كل طرف حتى تاريخ 12 – 9 – 2017 على الايميل التالي : sl.badradin@hotmail.com  على أمل اللقاء القريب لمصلحة شعبنا ووطننا .
 6 -
 الأشقاء في اقليم كردستان العراق مقبلون قريبا على اجراء استفتاء تقرير المصير كحق طبيعي يحظى عموما بدعم واسناد كرد الأجزاء الأخرى والخطوة ان تمت ستكون لها تأثيرات مباشرة على الداخل العراقي والجوار وعلى الحركة الوطنية الكردية بالجوار بشكل خاص وحتى لاتتحول النتائج الايجابية المرجوة الى تداعيات يستغلها أعداء الحرية وبينهم نظام الاستبداد الأسدي وأعوانه وحتى لاتنعكس سلبا على الساحة الكردية السورية وتزيد الأزمة القائمة أصلا تفاقما أدعو كمبادرة شخصية ( وقد تكون معبرة عن ضمائر الملايين ) الى لقاء عاجل بين ممثلين عن ( ب ي د ) و ( المجلس الوطني الكردي ) و ( الوطنيين المستقلين والحراك الشبابي الساعون الى اعادة بناء الحركة الوطنية الكردية – بزاف ) وآخرين في بلد أوروبي  ويكون البند الوحيد : اتخاذ موقف موحد من استفتاء تقرير المصير في الاقليم آمل من الأصدقاء جميعا ابداء الرأي .


301
مبادرة للقاء وتنسيق كردي سوري
                                                                         
صلاح بدرالدين

 " الأشقاء في اقليم كردستان العراق مقبلون قريبا على اجراء استفتاء تقرير المصير كحق طبيعي يحظى عموما بدعم واسناد كرد الأجزاء الأخرى والخطوة ان تمت ستكون لها تأثيرات مباشرة على الداخل العراقي والجوار وعلى الحركة الوطنية الكردية بالجوار بشكل خاص وحتى لاتتحول النتائج الايجابية المرجوة الى تداعيات يستغلها أعداء الحرية وبينهم نظام الاستبداد الأسدي وأعوانه وحتى لاتنعكس سلبا على الساحة الكردية السورية وتزيد الأزمة القائمة أصلا تفاقما أدعو كمبادرة شخصية ( وقد تكون معبرة عن ضمائر الملايين ) الى لقاء عاجل بين ممثلين عن ( ب ي د ) و ( المجلس الوطني الكردي ) و ( الوطنيين المستقلين والحراك الشبابي الساعون الى اعادة بناء الحركة الوطنية الكردية – بزاف ) وآخرين في بلد أوروبي ويكون البند الوحيد : اتخاذ موقف موحد من استفتاء تقرير المصير في الاقليم آمل من الأصدقاء جميعا ابداء الرأي"
 "الحاقا ببوستنا السابق حول مبادرة الدعوة للقاء ممثلي كل من : " ب ي د و انكسي وبزاف وآخرين في بلد أوروبي لبحث بند واحد وهو استفتاء تقرير المصير في كردستان العراق " يسعدني أن اعلن عن أمرين : الأول – لقد أعلمنا صباح اليوم مسؤول بارز في احدى المؤسسات العاملة في اطار الاتحاد الأوروبي مشكورا عن الاستعداد لتأمين كل مايلزم لعقد ذلك اللقاء المنشود برعايتهم والثاني : ليس ضروريا أن يقتصر اللقاء على الأطراف الثلاثة المعلنة وقصدنا " بآخرين " كل طرف يمثل جزءا من الرأي العام الكردي السوري سياسيا وعلى صعيد المجتمع المدني وننتظر ردود الجميع بخصوص المشاركة وتحديد اسم من يمثل كل طرف حتى تاريخ 12 – 9 – 2017 على الايميل التالي :  " "sl.badradin@hotmail.com على أمل اللقاء القريب لمصلحة شعبنا ووطننا .
 بعد نشر – البوستين – على صفحتي في الفيس بوك واستحوازهما على ارتياح المئات من المثقفين والناشطين والمهتمين بقضايا وطنهم وشعبهم بادرت قنال – كوردستان 24 – مشكورة بتاريخ 8 – 9 – 2017  الى اجراء لقاء خاص بالكردية من أجل توضيح مضمون واهداف المبادرة وفي مايلي الترجمة العربية الموجزة لأهم ماجاء في المقابلة :
الوضع السوري العام
-    - الآن القرار ليس بأيدي السوريين وتراجعت الثورة وفشلت المعارضة والثورة السورية التي قامت سلمية مقاومة وطنية نظيفة بمشاركة المكونات الوطنية لم تكن مرغوبة من جانب انظمة وحكام المنطقة فاستوعبوها وتعاملوا معها بالوسائل الأمنية والمالية ليس من أجل نصرتها بل لاجهاضها ودعم ( الثورة المضادة ) واسلمتها وأخونتها .
-    - الوضع في سوريا بغاية الصعوبة والخطورة وبارادة دولية واقليمية وفي ظل الاحتلال الروسي والايراني والميليشياوي المذهبي ورضوخ ( المعارضة ) سيتم الحفاظ على نظام الاستبداد بكل مؤسساته .
-    - ليس من العدل الخلط بين الثورة والمعارضة الأولى مستمرة بأشكال مختلفة والثانية وقتية وهامشية وزائلة خاصة بعد تسلل الاسلام السياسي بكل أجنحته والبعثيين وأهل النظام الى داخلها .
-    - في العراق كان هدف – داعش – الرئيسي – بالبداية هو السيطرة على كردستان فقيادته من بقايا البعثيين ونظام الدكتاتور المقبور ومدعومة من الاسلام السياسي بشقيه السني والشيعي فاذا كان الطابع السني بشريا هو الغالب على تنظيم – داعش – فان الداعم الرئيسي نظام طهران اي الشيعية السياسية الذي استقبل قيادات تنظيم القاعدة الآتية من أفغانستان والمستفيد الأول من – داعش – هو : الايرانييون ونظام الأسد والروس والميليشيات الشيعية الطائفية وماخطوة حزب الله وايران في نقل مسلحي – داعش – مؤخرا الى الحدود العراقية الا محاولة للاساءة لشعب كردستان العراق الذي قرر اجراء استفتاء تقرير المصير .
-    - السياسة الامريكية لم تكن سليمة منذ البداية من عهد ادارة الرئيس اوباما وحتى الآن وأضرت بقضية الشعب السوري وثورته والأمريكان متفقون الآن مع المحتل الروسي في اطار الصراع على النفوذ والكل بمافي ذلك ايران وتركيا وأوروبا عيونهم على مشاريع الاعمار بعد تهديم البلد .
 الحالة الكردية
-    -  بطبيعة الحال اندلاع الانتفاضة الوطنية السورية من أجل ازالة الاستبداد والتغيير الديموقراطي كان لمصلحة الشعب السوري وفي المقدمة الكرد السورييون كشعب مضطهد محروم من الحقوق ولكن الأحزاب الكردية لم تفلح في ادارة الصراع بشكل سليم وفشلت في ايجاد الموقع اللائق لكرد سوريا كما عجزت عن صياغة وحمل المشروع الوطني الكردي ثم جاء – ب ك ك – ليدخل على الخط بالتفاهم مع النظام ودعم ايران ويلحق الأذى أكثر بالكرد وقضيتهم ثم تعاونت الأحزاب في محاربة الشباب الذين تصدروا التظاهرات الاحتجاجية السلمية .
-   -  تارخ حركتنا الوطنية الكردية السورية يؤكد على وقوف الجميع رغم الاختلافات الفكرية والسياسية مع ثورة أيلول بكردستان العراق بقيادة الزعيم الكبير مصطفى بارزاني في بداية ستينات القرن الماضي والآن هناك تحول تاريخي بمثابة زلزال سيغير الواقع الراهن واقصد قرار شعب الاقليم باجراء استفتاء تقرير المصير وتصدر الأخ مسعود بارزاني الدعوة بحكمة وموضوعية والعمل على شرحها أمام الداخل والمحيط والخارج وبما أن هناك قوى واطراف لاتريد الخير وتحاول اثارة الفتن وبينها النظام السوري ومحوره المحلي والاقليمي فعلينا نحن الكرد السورييون اتخاذ الحيطة والحذر لتجنب شعبنا ومناطقنا من الفتن والأحداث الطارئة ومحاولة حصد النتائج الايجابية من تطورات الوضع في اقليم كردستان العراق والطريق الى ذلك لقاء ممثلي كل من – ب ي د – و- المجلس الوطني الكردي ومنظمات المجتمع المدني والشباب والوطنيين المستقلين وبينها – بزاف – وهذه الأطراف مع استفتاء تقرير المصير وليست ضدها حسب بياناتها أي أن الموضوع جامع مشترك وليس موضع خلاف حيث طرحت الفكرة كمبادرة شخصية منذ يومين ومن أجل أن يسير اللقاء بسلاسة اقترحنا عقده في بلد أوروبي وقد استجابت احدى المؤسسات العاملة في اطار الاتحاد الأوروبي لدعوتنا ووافقت على استقبال ورعاية اللقاء .
-     - نحن لسنا بصدد طرح قضايا الخلاف في هذا اللقاء أو اجراء المصالحات بل فقط التوقف عند بند وزاحد وهو دعم واسناد استفتاء تقرير المصير وتجنيب شعبنا أية آثار ضارة وعند نجاح هذه الخطوة نكون قد كسرنا الجليد واخترقنا جدار المقاطعة والصراع التناحري ومهدنا لخطوات قادمة من أجل تحقيق الهدف النهائي وهو عقد المؤتمر الوطني الكردي السوري الجامع .
-    - تجاوب احدى مؤسسات الاتحاد الأوروبي مع مبادرتنا يعني رفع مستوى اللقاء الكردي – الكردي السوري الى مصاف الاعتراف الدولي ورعايته عالميا وهو مكسب هام لشعبنا بكل تياراته الوطنية .
 
 

302
المنبر الحر / المشهد بايجاز
« في: 19:27 05/09/2017  »
المشهد بايجاز
                                                             
صلاح بدرالدين

 يكاد لايمر يوم الا ونسمع عن ظهور حزب هنا وحركة ومنظمة هناك على الصعيدين السوري العام والكردي الخاص خارج البلاد وكأن الأمر سباق على من يعلن بالأول ومن الطبيعي أننا نتفهم وعلى ضوء فشل جميع كيانات – المعارضة – واخفاق الأحزاب الكردية دون استثناء وتاليا تراجع الثورة وحصول الفراغ وجوب التفكير في البديل الأفضل ولكن يحتاج ذلك حتى يكون ناجحا الى مراجعة بالعمق لماحصل منذ ستة أعوام واستشارات ومناقشات واسعة ومطولة بين كافة مكونات الشعب وتياراته ومستقلييه وشبابه والحراك الوطني وصولا الى برنامج سياسي ومجلس قيادي ينبثقان عن مؤتمر وطني جامع لمواجهة تحديات السلم والمقاومة لاأعتقد أن أي وطني سوري سيرحب بأي تشكيل جديد مهما حمل من مسميات من دون المشاركة الديموقراطية وتحمل المسؤولية ومن دون لجان تحضيرية وشفافية كاملة والخشية أن تنعكس تلك المحاولات سلبا على جهود اعادة البناء .
-   2 -
ناشطونا الشباب من التنسيقيات التي قادت الحراك الثوري السلمي بداية الانتفاضة الوطنية السورية ووطنييونا المستقلون المتعلقون بقضاياهم في الوطن وبلدان الاغتراب القسري مازالوا في صدارة النضالين القومي والوطني وصوت شعبهم في المناسبات وأمله في زمن الردات  بالأمس كانوا في – كولن – صفا واحدا للتضامن مع استفتاء تقرير المصير للأشقاء في كردستان العراق واليوم هم أنفسهم كانوا في – فرانكفورت – يتصدون مع مواطنيهم السوريين الشرفاء المستقلين لجحافل شبيحة نظام الاستبداد ليثبتوا للعالم أجمع أن الحل الوحيد العادل هو زوال الاستبداد ومحاسبة المجرمين وتحقيق التغيير الديموقراطي والوصول الى سوريا تعددية تشاركية جديدة وليس بتقديم التنازلات وعقد الصفقات كما تسعى اليها الكيانات التقليدية للمعارضة الفاشلة .
-   3 -
رئيس إقليم كوردستان قائلاً لمراسل صحيفة الشرق الأوسط :  " أدينُ لياسر عرفات بأنه قدم لي مساعدة في وقت كنت فيه بحاجة إلى تلك المساعدة عندما تعرضت لمحاولة الاغتيال في النمسا عام 1979، فهو من أنقذني. ( الشرق الأوسط 30 – 8 – 2017 ) " انه قمة العرفان بالجميل والوفاء لحقائق التاريخ واشارة ودية للعلاقات الكردية العربية في توقيت كردستاني دقيق من جانب الأخ مسعود بارزاني ويسعدني أنني كنت شاهدا على مجريات ماأشير اليه وقد تلا ذلك تواصل بين الطرفين حيث تم لقاء مطول بين كاك مسعود ومندوب السيد عرفات وكان أحد أعضاء اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية في فيينا بحضور الأخ محسن دزةئي ومشاركتي .
-   4 -
جاء في بيان مجلس أمن اقليم كردستان العراق اليوم : " باتفاق بين النظام السوري وحزب الله اللبناني تم نقل المئات من ارهابيي داعش من لبنان الى الحدود السورية العراقية وهو تصرف خطير ومشبوه يحمل التساؤلات ويعيد الى الأذهان سيناريو 2014 .." وفي الوقت الذي أعلن فيه السيد الرئيس مسعود بارزاني اليوم في لقائه مع أساتذة الجامعات عن وجود ( 170 ) من دواعش  – تلعفر – وقعوا قتلى بأيدي البيشمركة يتردد أن نحو ألف مسلح من دواعش – تلعفر – توجهوا أيضا الى الحدود العراقية السورية تحت مرأى القوات العراقية والحشد الشعبي ألا يعني كل ذلك صحة ارتباط منظمات القاعدة وداعش بنظامي ايران والأسد واستطرادا نقول هل لهذا المخطط علاقة باستفتاء تقرير المصير بكردستان العراق ؟
-   5 -
يقول جورج صبرا، ( أن الدعوة لحضور اجتماع «الرياض 2» لتوحيد المعارضة ستكون لشخصيات وطنية، بغض النظر عن التيارات والجهات التي تنتمي إليها. وزاد: «لن تكون هناك دعوة إلى تيارات، ولن يكون هناك أي نوع من المحاصصة. إنما الدعوة ستكون إلى شخصيات وطنية ذات قيمة اعتبارية، لها نشاط ملموس في إطار الثورة السورية») كل من يقرأ هذا التصريح قد يعتقد أن جماعات المعارضة سيدة نفسها وهي من ستقرر وتنظم الرياض 2 وأن دعوة منصتي القاهرة وموسكو كتيارين متحاصصين مع الهيئة التفاوضية بعكس مايدعيه تمت بمبادرة من صبرا وليس بسبب تفاهمات اقليمية – دولية  فعلا ( اللي استحوا ماتوا ) كمايقول المثل الشعبي .

303
(عرب – كرد – منصات – بزاف )
                                                                     
صلاح بدرالدين

 يبدو أن صديقي د عصام الخفاجي في ورطة منذ تقمصه دور – الكردي – في تقييم استفتاء تقرير المصير في مقالته الثانية التي ذهب فيها بعيدا في استحضار المحاذيرو- اللاكنات -  ففي الأولى وكعربي عراقي وقف دون ( ولكن ) مع حق شعب كردستان العراق في تقرير المصير وقد ذكرني ذلك بمارواه لي صديق عراقي شارك في اعداد صيغة حول تقرير المصير الكردي بمؤتمر لندن للمعارضة العراقية قبل سقوط النظام حينما اعترض عليها ممثلوا الأحزاب الاسلامية والقومية مطالبين باضافة شرط عدم الانفصال وهو من حيث الجوهر نسف للمبدأ والمعلوم أن رؤيةالماركسية اللينينية في المسألة القومية تدعو أن يقر من هو في القومية السائدة بهذا المبدأ دون شروط وأن يلتزم من هو بالقومية المظلومة باالاتحاد ولاشك أن صديقي من خريجي تلك المدرسة ويدركها ونريده كما هو عربيا عراقيا ديموقراطيا وليس كرديا افتراضيا  .
-   2 -
 يمر – ماتبقى – من ( المجلس الكردي ) بنفس حالة ( الائتلاف السوري ) فبعد عجز الاثنين عن المراجعة والتجديد من خلال العودة الى الشعب والرضوخ للقواعد الديموقراطية يلاحظ تعرض مابقي من جسميهما الى النهش داخليا من أسوأ مافيهما من جماعات وأفراد كانوا سبب أزمتهما وشاركوا في قيادتهما عندما كانت تدر عليهم أموالا وتعزز لهم مواقع ولسنا هنا في معرض الدفاع عن أحد ولكن حرصا منا على المصالح العليا لشعبينا السوري والكردي ولقطع الطريق على أن لايكون بدلاء الجسمين أسوأ وكنداء أخير ندعو كرديا كخطوة أولى الى العودة الى مشروعنا المطروح منذ أعوام والبدء في تشكيل لجنة تحضيرية بغالبية شبابية وطنية مستقلة ومشاركة ( الأحزاب ) للاعداد لمؤتمر وطني جامع وبدعم الأشقاء المأمول والأمر كمبدأ ينطبق على الصعيد الوطني السوري .
-   3 -
 يبدو أن المتحاورين في – الرياض – بمختلف ( منصاتهم ) متفقون على الأمور الأساسية مثل " الحفاظ " على النظام بكل مؤسساته وليس تغييره وتجاهل أي دور للكرد بفضل ( الفشل الذريع لأحزابهم  ) ولكنهم مختلفون حول كيفية " الحفاظ " على ماء الوجه وكسب النقاط لدى " الداعمين " ومهما تطول المباحثات الشكلية حول القشور فان الدلائل تشير الى رجحان كفة – الموالين – للتفاهم مع النظام على حساب مبادىء الثورة وبناء على تقدم مشروع المحتل الروسي والتسليم به علنا أو من وراء الستار من جانب الطرف الأمريكي وتوابعه من النظام العربي الرسمي وبمنظور المؤمنين بارادة الشعب السوري كل مايجري لن يؤسس لحل القضية السورية .
-   4 -
يوما بعد يوم يثبت الزمن صحة مشروع " اعادة بناء الحركة الكردية السورية – بزاف " المطروح للنقاش منذ نحو أربعة أعوام عبر المؤتمر الوطني الجامع بعد فشل أحزاب ( المجلسين ) في تمثيل الكرد وقضيتهم ونحن نسعى أن ينضم الى هذا المشروع كافة قطاعات شعبنا بما فيها الأحزاب بشرط أن تراجع أخطاءها وتعلن مسؤوليتها عن ماآل اليه الوضع لاأن تركب ( الأسوأ مافيها مؤخرا ) الموجة وفي زحمتها تضع مسؤولية الفشل على عاتق أحزاب المجلس الكردي فقط ( وهي جزء من طينتها ) وتعفي نفسها ومجلس – ب ي د - وتطالب بمؤتمر وطني بتجاهل غالبية شعبنا من المستقلين والشباب من أصحاب المشروع الأصليين وكأن شيئا لم يكن أوليس في ذلك ريبة ؟.
-   5 -
عودة الى مشروع " اعادة بناء الحركة الوطنية الكردية السورية – بزاف – " للتأكيد على أن البرنامج السياسي بشقيه القومي ( مشروع برنامج الحركة الوطنية الكردية ) والوطني ( مشروع الاتحاد السوري ) هو المعتمد والمرجعية والمنشور على موقع – http/bizav.me- والمطروح للنقاش أما مايتعلق بمواقف أنصار المشروع وأنا من بينهم من بعض القضايا فهي شخصية وقابلة للنقاش أيضا وهناك بعض الأصدقاء الحريصين وبحسن نية يخلطون أحيانا بينها وبين البرنامج المعتمد أو يتعاملون بانتقائية مع فقرات من تصريحات أو لقاءات طبعا أنا سعيد بأن الجميع يساهمون بتناول الموضوع وهو دليل اهتمام بهذا المشروع الحيوي المنشود الذي مازال قيد التقييم والمناقشة بمئات من الملاحظات والمقترحات التي سيؤخذ بها في الوقت المناسب .
-   6 -
 بمناسبة عملية – برشلونة - مانقوله بخصوص مصادر تصنيف وقرار تنفيذ العمليات الارهابية ليست قراءة تآمرية ولامن وحي الخيال فتنظيمها وتوفير مستلزماتها يتمان باشراف أنظمة ( دمشق وطهران وموسكو )  وتدور دوما في حلقتين الأولى بدأت دفاعا عن نظام الأسد وضد معارضيه والشواهد لاتعد ولاتحصى منذ ستة أعوام وحتى الآن وقد دشن ذلك بداية الأسد الأب ضد اللبنانيين والفلسطينيين واستكملها الابن والثانية لدعم مصالح ايران وروسيا بالاضافة الى نظام الأسد وضد الغرب عموما وفي أغلبها عمليات تتم في أوروبا وأمريكا وحلفائهما في الشرق الأوسط وللأسف الشديد وكما يظهر فان البلدان الغربية ( وقد يكون بنصيحة عربية خليجية ) تخضع في معظم الحالات لذلك الابتزاز وماالموقف التراجعي من الثورة السورية والقبول بنظام الأسد الا دليلا على ذلك .

304
  خواطر من وحي الأحداث
                                                         
صلاح بدرالدين

  طائر – البوم – يظهر في الليل ويسكن الخراب، ويُضرب به المثل في الشؤم وقُبح الصورة والصوت – النعيق – ويعجز عن رؤية الأشياء ويعيش على الفئران والحشرات، وهو طائر ثرثاروكسول يسكن الجحور التي تحفرها الكلاب البريَّة وفي الظروف الشديدة الخطورة والدقيقة التي يمر بها شعبنا وحركته الوطنية تعيش بين ظهرانينا من بعض من يقرأ ويكتب – بومات – بشكل الانسان تنطبق عليها المواصفات أعلاه فمن جحور الأشرار ترمي سهامها المسمومة في جنح الظلام على الأخيار وتنعق بلؤم وتثرثر لحجب الأصوات الجميلة فحركة التاريخ لن تتوقف والجهود الخيرة تتواصل والنضال يستمر من جانب الوطنيين من المستقلين والشباب نساء ورجالا في سبيل الانقاذ واعادة البناء و- بوماتنا – مازالت تنعق وتنعق .
-   2 -
 الايرانييون وبحسب سياساتهم – الباطنية – لم يشيروا الى ان محادثاتهم العسكرية مع الأتراك تتعلق بمسألة استفتاء تقرير المصير بكردستان العراق بل أشاروا الى صلتها  "بانعدام الأمن الناتج من المجموعات الإرهابية على الحدود بين إيران وتركيا " في حين كانت موجهة لارادة كرد العراق ومن المعلوم تاريخيا ان الأنظمة الغاصبة للكرد ووطنهم تعتبر القضية الكردية مسألة أمنية والمناضلون الكرد ارهابيين طبعا لايمكن استبعاد اعادة انتاج حلف رباعي موحد ضد ارادة الكرد كماحصل طوال مراحل التاريخ وفي هذه المرة فان لدور جماعات – ب ك ك – االسبق في استدعاء مثل ذلك الحلف غير المقدس ضد كل ماهو لصالح القضية الكردية في العراق وسوريا على وجه الخصوص .
-   3 -
  أحزاب ( المجلس الكردي ) وبعد استبعادها وجودا ودورا من ( الائتلاف والهيئة التفاوضية ) وبالأحرى عجزها عن تمثيل قضايا شعبنا لم يعد لها أية هموم سوى استجداء موقع ما في التشكيلة المتوقعة القادمة بالرياض من دون التوقف على الأجندة السياسية التي تحملها فمنذ أيام وهي تصدر البيانات والتصريحات حول " ضرورة تمثييل المجلس الوطني الكردي في هذا المؤتمر " واذا علمنا وبغض النظر عن الموقف من ( الهيئة ) أنها تعمل بين الحين والآخر على توسيع صفوفها وتبديل أعضائها واذا كان الشيء بالشيء يذكر حتى جماعات سلطة الأمر الواقع الحاكمة في مناطقنا تعقد المؤتمرات وتوسع التحالفات وتبدل الأسماء ولو من باب التكتيك والتحايل فماذا عن أحزاب المجلس ؟ هل استجابت لنداءات غالبية الكرد الوطنيين السوريين من أجل اعادة بناء ووحدة الحركة الكردية ؟ وهل قدمت مشروعا أو مقترحا بهذا الصدد ؟ على ضوء ذلك نؤكد مجددا ان أحزاب – المجلسين – لاتحمل المشروع الوطني الكردي السوري ولاتمثل شعبنا ذهبت الى الرياض أو دمشق أو لم تذهب .
-   4 -
  السؤال موجه الى جميع الوطنيين السوريين والثوار والمعارضين : هل أن – بشار الأسد – ( ومن قبله والده ) من نتاج النظام السياسي الحاكم أم أنه هو من أقام النظام ؟ اذا كان التركيز على ذهاب الأسد من دون النظام عائد الى طائفيته فان ذهب ستبقى غالبية الطائفة الموالية له تتحكم بالجيش والأمن والاقتصاد والادارة والحزب وهي القاعدة والبنية الأساسية للنظام الذي قامت الانتفاضة الوطنية السورية لاسقاطه ومناسبة السؤال هي أن الجميع بدأوا ممارسة الهروب الى أمام ويتخلون عن الأهم ويمارسون التضليل بالتسلي بشخص الأسد وتناسي النظام السياسي الاجتماعي الاقتصادي الأمني الذي أنجبه ووالده ياسادة لماذا لاتصارحون الشعب بالصدق والشفافية ؟ .
-   5 –
  بمناسبة عودة المدعو ( بسام الملك ) وهو أحد أعضاء – الائتلاف – من الوافدين الى موقعه الأصلي في أحضان نظام الاستبداد على قيادة – الائتلاف – الكشف عن السيرة الذاتية لهذا الشخص الذي نجهلها وتاريخه (المعارضاتي ) وواسطته في قبول عضويته طبعا لن نتفاجأ بمثل هذه الحالات خاصة وأن ائتلافيين ومجلسيين آخرين على درب اللحاق بزميلهم فرادى لأنهم قد لايرتضون الالتحاق الجماعي الذي مهد له الائتلاف منذ أعوام عبر قبول مؤسسات سلطة دولة النظام واللحاق باداراتها القائمة والتخلي عن أهداف الثورة جملة وتفصيلا مع الابقاء على الادعاء اللفظي في مسألة رأس النظام لذر الرمال في العيون .
-   6 -
  نشر د. رياض حجاب رئيس الهيئة العليا التفاوضية في موقعه ( 6 – 8 – 2017 )  " لو كنّا نمثّل معارضة لربما تنازلنا عن أشياء وأشياء مقابل حصولنا على مصالح بذاتها"، مؤكداً أننا "نمثّل مطالب شعب ولسنا مخولين بالتنازل عنها، لأنّ شرعية وجودنا ترتبط بمدى أدائنا للأمانة " ( انتهى ) والسؤال الموجه للسيد حجاب هو هل تعلم أن مطالب الشعب كما حددتها ثورته : اسقاط النظام واجراء التغيير الديموقراطي وليس التصالح معه وهل هيئتكم ملتزمة بذلك ؟ وهل تقصد بالمعارضة – المجلس الوطني والائتلاف أو هيئة التنسيق والمنصات الأخرى ؟

305
مشروع – بزاف – في القضية السورية

  حوار مع السيد صلاح بدرالدين

تستمر النخب السياسية الكردية السورية من المستقلين وناشطي الحراك الشبابي والأكاديميين في تناول بحث ومناقشة مشروع اعادة بناء الحركة الوطنية الكردية السورية في مقر رابطة كاوا للثقافة الكردية في أربيل عاصمة اقليم كردستان العراق، وكذلك في مدن أوروبية أخرى.
المشروع الذي عنه السياسي والكاتب الكردي صلاح بدر الدين، الذي قال إنه يرمي إلى تحديث البرنامج السياسي وتجديد القيادة وتبديل السياسات في حركة واسعة تضم كل الفعاليات والطاقات والتيارات الوطنية السياسية وتجاوز العقلية الحزبية.
وللمزيد حول هذا المشروع،أجريت  حواراً مع الكاتب بدر الدين الذي تحدث عن مآلات الثورة السورية وآخر المستجدات على المستوى المحلي والدولي بالنسبة لسوريا عموماً وللمنطقة الكردية بالخصوص.
وإلى نص الحوار:
كيف ينظر بدر الدين إلى ما آلت إليه الثورة السورية، واحتفاء أنصار بشار الأسد بانتصارهم على أكبر أزمة تشهدها سوريا؟
نعم يجب الاعتراف بأن الثورة السورية مثل سائر ثورات الربيع تراجعت وأصيبت بنكسة حادة لأسباب عديدة لم يتم الى الآن مراجعتها بشكل علمي وموضوعي، كل ما هو معلوم أن الثورة قد سرقت من جانب جماعات الاسلام السياسي التي تسللت الى صفوفها عبر (المعارضات) التي اخترقها الوافدون الجدد من أحضان النظام والتي لم تلتزم بأهداف الثورة ولم تكن مخولة منها لتمثيلها.
وفي السنوات الأخيرة تحولت المعارضة بشكل واضح وعملي الى إحدى أدوات المانحين من النظام الإقليمي والعربي الرسمي لذلك ليس من الغرابة أن تسيطر التيارات الاسلامية المتشددة والارهابية على مساحات واسعة، لأنه وبالإضافة إلى ما ذكرناه، عمل النظام وحليفه الايراني على استحضار تنظيمات القاعدة ومن ثم داعش لتشويه صورة الثورة.
أما بصدد ما ذكرته من انتصارات عسكرية للنظام فالأصح أن الاحتلالين الروسي والايراني العسكري هو من مهد لسيطرة النظام على بعض المناطق لأن قوى النظام تبددت وجيشه تمزق وهو يعيش أيامه الأخيرة.
كيف تقيم ما يتحقق الآن في (كردستان سوريا) من خطوات نحو إعلان الفدرالية والتي يقودها (ب ي د) مع حلفائه من بقية مكونات المنطقة من عرب وغيرهم، وهل تعتقد أن صيغة الفدرالية التي يسعى لإعلانها، ويقول المجلس الوطني إنه يطالب بها مناسبة لمستقبل الكرد في سورية ام صيغة اخرى.
القضية الكردية في سوريا لن تُحل إلا بتوفر شروط ثلاثة:
الأول: الاجماع القومي الكردي على صيغة ومضمون الحل في إطار تقرير المصير ضمن سوريا الموحدة.
والثاني: التوافق الوطني مع الشركاء العرب السوريين على الحل المنشود.
والثالث: توفر نظام ديموقراطي لكي يضمن الحل المتفق عليه ويصونه بالدستور والقوانين.
والآن جميع هذه الشروط ليست متوفرة حتى ما يعلن بين الحين والآخر من جانب الأحزاب الكردية في (المجلسين) عن الصيغ والحلول ليس مفهوما لأنها ترضخ للمزايدات اللفظية ولا تستقر على شكل والطرح الأخير من جانب سلطة الأمر الواقع بصيغة الفيدراليات الثلاث (الجزيرة والفرات وعفرين) يشوبه الغموض فهو تراجع عن حل القضية الكردية كمسألة قومية تخص ما يربو على ثلاثة ملايين إلى حلٍّ (جغرافي أو مناطقي).
يتهم البعض الكرد سواء اكان ضمن الادارة الذاتية، أم المجلس الوطني الكردي بأنهم يتعجلون في مطلب الفدرالية، وان ذلك يجب ان يكون بتوافق سوري وأن يمر في البرلمان، كيف تقيمون هذه التجربة إذا ما قورنت بمثيلتها في العراق؟
بداية أقول إن هناك فرق كبير بين تجربة كردستان العراق وبين ما يحصل في كردستان سوريا، في الأولى لم تنقطع الثورات والانتفاضات منذ القرن الماضي وتُوّجت عام 1992 بانتخابات برلمانية وانبثاق قيادة سياسية ومؤسسات شرعية منتخبة وإقرار الفدرالية بالتوافق مع معظم أطراف المعارضة العراقية العربية، وبعد قرارات مؤتمرات المعارضة في لندن وبيروت وصلاح الدين، وجاء سقوط النظام الدكتاتوري وإقامة مجلس الحكم والاستفتاء على الدستور الذي أقر بفدرالية إقليم كردستان نتيجة التحالف الكردي العربي في إطار المعارضة.
أما في سوريا وفي مناطقنا فالأمر بعكس ما كان بالعراق وكردستان تماما فلم يتم التحالف الحقيقي بين الأحزاب الكردية وبين المعارضة الوطنية ولم ينخرط كرد الأحزاب بصفوف الثورة بل أن كرد – ب ك ك – وقفوا ضد الثورة في حين كان كردستان العراق مركزا وقاعدة للثورة على نظام صدام ثم لم يتم اسقاط نظام الاستبداد في بلادنا وفي كردستان العراق وبالرغم من موازين القوى الايجابية والامكانيات الهائلة الا أن قيادة الاقليم تؤكد دوما على أنها لن تقدم على خطوات أحادية الجانب بشأن تقرير المصير وإعلان الاستقلال مادام هناك فسحة للتفاهم والتوافق مع بغداد.
ما هو تقييم بدر الدين للمجلس الوطني الكردي، وان كان فعلا قد نجح في تمثيل الكرد ضمن المعارضة؟
قلنا ونكرر أن المجلس بني على أساس هش وحسب مصالح وأجندات الآخرين وكان نتيجة اتفاق السيد رئيس العراق (آنذاك) مع رأس النظام السوري، وعبر متزعم اليمين وهو نفسه الذي سخر منزله بالقامشلي لإقامة غرفة عمليات لجنرالات النظام لوأد الهبة الدفاعية عام 2004  الذي طار الى السليمانية عبر دمشق – بغداد كمحاولة إضافية (لضبضبة) الكرد السوريين وإبعادهم عن الثورة وعزل حركتهم عن حركة المعارضة الديموقراطية السورية باسم (الحياد والعمل مع من يعطي أكثر) أي الثورة والنظام ثم وضع حسب تقاسمات حزبية ومحاصصة مع استبعاد الحراك الشبابي والمستقلين ومعظم الوطنيين.
والآن تفكك المجلس واخترق من جانب سلطة الأمر الواقع وأوساط النظام مجددا ولم يحقق أي من وعوده وفشل حتى في علاقاته الوطنية وعجز عن بلورة وحمل المشروع القومي والوطني ولم يصدر منه أي مقترح أو مبادرة في الشأنين الكردي والسوري.
الأمر الايجابي الوحيد الذي يحبذه الناس في هذا المجلس من الناحية العاطفية هو علاقاته مع إقليم كردستان العراق وهي رصيده الوحيد اليتيم الذي لن يستمر طويلا كما يظهر.
ما هو مشروع (بزاف)، ومن يموله، وهل هو نواة لحزب سياسي مقبل؟
ببساطة مشروع إعادة بناء الحركة الوطنية الكردية السورية – بزاف تعني تحديث البرنامج السياسي وتجديد القيادة وتبديل السياسات ( عوامل ذاتية ) والتواصل والتفاعل مع المحيط الوطني والكردستاني والإقليمي والدولي وتطويع تلك المعادلة لمصلحة إعادة البناء ( عوامل موضوعية ) كل ذلك يتم في سيرورة تاريخية قد تطول ولسنا مقبلون على اعلان حزب جديد بل نسعى الى حركة واسعة تضم كل الفعاليات والطاقات والتيارات الوطنية السياسية بل تشمل الجمهور الواسع من مستقلين ووطنيين من كل الطبقات الاجتماعية ومبدعين من أطباء ومهندسين ونساء ومحامين والجيل الشاب الذي شارك قسم منه في الاحتجاجات السلمية والتظاهرات بداية الانتفاضة السورية وسجن بعضهم وعذبوا وخبروا الحياة السياسية.
عندما نقول إعادة البناء نقصد تجاوز العقلية الحزبية وتنظيم الطاقات الخلاقة المعطلة قسراً وإعادة تنظيم الكتلة التاريخية من جديد وعمودها الفقري الشباب والوطنيون المستقلون وببرامج جديدة وقيادات شابة جديدة، ما يتعلق الأمر بأمثالي من الجيل القديم حيث أعمارنا لا تساعد على أن نتصدر الصفوف، من واجبنا تقديم المشورة وتسخير الخبرة لخدمة المشروع ونحن لسنا بعجلة من أمرنا لأن القضية السورية تحتاج الى عقود لحلها والمحيط الإقليمي مقبل على تبدلات عميقة وطويلة الأمد.
كيف تقيم العلاقة العربية – الكردية وما هي أسباب تهجم نخب المعارضة السورية، وغالب الاعلام العربي على الكرد بمختلف التهم والإساءات وهل تجد أن الصعود الكردي في سوريا وتوجه اقليم كردستان نحو الاستقلال لها أسباب حول ذلك؟
العلاقة بين الكرد والعرب كشعبين متعايشين متجاورين منذ آلاف السنين متينة وراسخة وستبقى كذلك في المستقبل مهما كانت المشاريع السياسية وما يتعلق الأمر بالصراعات السياسية ومناكفات الأحزاب السياسية ومواجهات بين حاملي الآيديولوجيات الشوفينية العنصرية أو الانعزالية والتجاذبات وحتى الحوارات بأصوات عالية فهي كانت قائمة في كل المراحل وبأشكال مختلفة ومن الواضح أن هناك قطاعات واسعة من الرأي العام العربي وخصوصاً بين الأنظمة والحكومات والمؤسسات العسكرية والأمنية وحتى الأحزاب القومية والاسلامية وبعض اليسار لم تتفهم بعد الوضع الكردي ولم تستوعب مبادئ حق الشعوب بتقرير المصير ولكن لن تدوم مثل هذه الأخطاء الى الأبد وللأمانة أقول وعلى سبيل المثال وبحكم تجربتي في الحوار الكردي العربي خلال نصف قرن أن هناك تحول ايجابي عميق حصل في الموقف العربي العام منذ اندلاع الثورة السورية حيال الكرد والقضية الكردية ويحتاج الأمر الى مزيد من الحوار من أجل تطوير ذلك الموقف باتجاه الاعتراف المتبادل بالحقوق والعيش المشترك والوئام والسلام
هل تعتقد ان الثورة ما تزال مستمرة، كيف، من يمثلها، وهل ستكون قادرة فعلا على إسقاط الاسد أم أنه مجرد شعار ما يزال البعض يرفعه لمكاسب شخصية او فئوية؟
الثورة بما هي كفاح ضد الدكتاتورية والاستبداد وبشكليه المسلح الدفاعي والسلمي الجماهيري لم ولن تتوقف حتى إسقاط النظام ولن تهدأ الساحة السورية حتى لو بقي شبل واحد يسعى إلى التغيير الديموقراطي فالثورة بهذا المعنى مستمرة وخاصة بالشكل السياسي السلمي والشعبي حتى لو حصلت تراجعات عسكرية بسبب تسلط الاسلام السياسي وإفساد المقاتلين بالمال الخليجي وخذلان المجتمع الدولي للسوريين وكنا من أوائل اللذين طرح مشروع المؤتمر الوطني السوري الجامع من كل المكونات والتيارات الوطنية وعبر لجنة تحضيرية نزيهة ومستقلة لمراجعة ما حصل ومساءلة الفاسدين والمفسدين وصياغة البرنامج السياسي وانتخاب مجلس سياسي – عسكري لمواجهة تحديات السلم والمقاومة، للأسف لم نجد آذانا صاغية خاصة من المعارضة وبعض الفصائل المسلحة حتى الآن، ونسمع الآن من يركب هذه الموجة في أوروبا بدفع من أجهزة مخابرات بلدان معينة من منطلق القفز فوق الثورة وشهدائها والإرادة الشعبية ومساواتها مع النظام ومحاولة استحضار جماعات هزيلة كانت ومازالت احتياط الثورة المضادة ترتبط بخيوط مع أوساط نظام بشار الأسد
أجرى الحوار : كدر أحمد.






306
( الاستفتاء – المعارضة السورية – الشيعية السياسية )
                                                                           
صلاح بدرالدين
   

  السؤال موجه الى جميع الوطنيين السوريين والثوار والمعارضين : هل أن – بشار الأسد – ( ومن قبله والده ) من نتاج النظام السياسي الحاكم أم أنه هو من أقام النظام ؟ اذا كان التركيز على ذهاب الأسد من دون النظام عائد الى طائفيته فان ذهب ستبقى غالبية الطائفة الموالية له تتحكم بالجيش والأمن والاقتصاد والادارة والحزب وهي القاعدة والبنية الأساسية للنظام الذي قامت الانتفاضة الوطنية السورية لاسقاطه بكل مؤسساته ومناسبة السؤال هي أن الجميع بدأوا ممارسة الهروب الى أمام ويتخلون عن الأهم ويمارسون التضليل بالتسلي بشخص الأسد وتناسي النظام السياسي الاجتماعي الاقتصادي الأمني الذي أنجبه ووالده ياسادة لماذا لاتصارحون الشعب بالصدق والشفافية ؟
-   2 -
 الصديق د عصام الخفاجي نشر مقالا هاما با ( الحوار المتمدن ) بعنوان : " بالإستفتاء أو بدونه، كردستان جارتنا " يعبر فيه عن موقف قطاع واسع من النخب العربية العراقية الحريصة على الصداقة والعيش المشترك بسلام بين العرب والكرد ومما ورد فيه :  ( الحقيقة الأساس هي أن ما لايقل عن تسعين بالمئة من شعب يريد الإستقلال. والمطلوب من الساسة العراقيين أن يعلنوا موقفا واضحا: هل يمتثلون لهذه الإرادة أم لا؟ على العراقيين أن يتقبّلوا قيام دولة كردستان (بل ويرحبّوا بها كما كتبت في مقال سابق) كجارة جديدة لهم إن لم يكن لأسباب مبدئية فلإسباب يمليها الواقع على الأقل. ..هو الفرصة الذهبية لبغداد لا لليّ الأذرع بل للتفاوض حول إجراءات الإستقلال. وكلما كان الإنفصال ودّيا زادت احتمالات نشوء علاقات إيجابية متميزة بين البلدين كما أن الإنفصال غير العدائي قد يقود إلى اتّفاق البلدين على إدارة بعض المناطق والموارد بصورة مشتركة لعلها تفضي إلى علاقة كونفدرالية بين دولتين مستقلتين...) ماأحوجنا اليوم كردا وعربا الى مثل هذه الرؤا الثاقبة .
-   3 -
 الى ( د برهان غليون ) بدون مجاملة :  قرأت مقالتيك في – العربي الجديد - "في الثورة السورية والمراجعة وثقافة المسؤولية" و " عن إحياء منطق المسؤولية والأخلاق العمومية " ورغم الادعاء اللفظي باجراء المراجعة لم أجد فيهما أي نقد ذاتي ورغم الوعظ والارشاد حول الاستقامة والصدق والأخلاق لم أجد فيهما مايشير الى ذلك اذا كنت صادقا مع نفسك ومع السوريين عليك بالاجابة على مايلي : لماذا انخرطت بمشروع الاخوان عبر تعيينك من جانبهم ( وليس انتخابا من قوى الثورة آنذاك ) رئيسا للمجلس الوطني الذي لم يبنى ديموقراطيا ولاتمثيلا لكل المكونات  ؟ مادور صديقك - شفيعك في الدوحة ووسيلته باقناعك با الجمع بين مصالح الامارة ومشروع أخونة الثورة السورية  ؟ هل اقتنعت بأن بضعة من أصحاب الشهادات بامكانهم السباحة النظيفة في البحر الاخواني وتولي قيادة ثورة عبر قناة الاسلام السياسي ؟ عند توجهك لاجتماع التعيين  لماذا عدت من مطار استانبول الى باريس ثم رجعت مرة أخرى الى الاجتماع بغالبيته الاخوانية للاعلان عن المجلس ورئاستك له ؟
-   4 -
    وشهد شاهد من أهله
  ميس الكريدي – 2 – 8 – 2017 – " الأصدقاء الروس نتأمل أن لا تصادروا إرادة الشعب السوري بفرض رجل الأعمال القادم بأموال عائلته مدعوما روسيا ...إذا كنتم تتحدثون عن الديمقراطية فلماذا تدحشون قدري جميل بأنف الشعب السوري ..وهل كان هذا الرجل لولا إرادة النظام والمكاتب الأمنية سيصل الى موقعه كنائب رئيس مجلس وزراء ثم يغادر بحثا عن فرصة عند الأمريكي ..بالتوافق مع روسيا ..أنا مستعدة للخوض بالتفاصيل بدءا من تصنيعه في مكتب محمد ناصيف حتى اللحظة وجاهزة لمواجهة اعلامية وكفى ضغط علينا بتقارير كاذبة للخارجية الروسية لولا الأمن السوري لما وصلت الى مجلس الشعب.. "
-   5 -
" السيد مسعود البارزاني رئيس اقليم كردستان ينفي توجيهه رسالة تهديدية الى السيد حيدر العبادي رئيس الوزراء العراقي ويؤكد على حسن العلاقة والتعاون " هذا ماجاء في موقع رئاسة الاقليم اليوم وقد علمت أن بعض الفيسبوكيين من كرد سوريا شارك في نشر الخبر المزعوم وقد قرأت شخصيا صباح اليوم هذا الخبر لبوستين – على الأقل -  منشورين لاثنين من هؤلاء الاخوة وكنت نشرت بوستا بتاريخ 14 – 7 –حذرت فيه الاخوة من نقل الأخبار ان لم تكن من مصادرها الموثوقة وعدم الحلول محل مسؤولي الاقليم خاصة في هذه الظروف الخطيرة والدقيقة التي تسبق موعد استفتاء تقرير المصيرلشعب اقليم كردستان العراق وأضيف مجددا   لقد وصل الأمر الى درجة وكأن بعض مواطنينا ليس لهم قضية نضالية في سوريا ولامسؤوليات تجاه مايجري في بلادنا وحول ثورتنا وقضيتنا القومية .
-   6 -
     رحلات وتحضيرات سفر رموز " الشيعية السياسية " العراقية باتجاه – السعودية – والتي يهلل لها بعض الاعلاميين في الرياض ويعتبرونها " إشارات تهدي للطريق القويم والصراط المستقيم " أمر فيه نظر فحتى لو لم تكن المسألة مدروسة بعناية من جانب الحاكم ( سليماني ) لاثارة فتنة جديدة بعد ( لعبة ) داعش الايرانية ولها صلة بالوضع الداخلي والسنة والشيعة واستفتاء تقرير المصير الكردستاني فان على العراقيين الحذر والاستفادة من الدرس السوري من جهة التجاذبات السعودية – القطرية وتقسيمهما لمواقع النفوذ بين الفصائل والمجموعات المتناحرة على حساب الدم السوري واجهاض الثورة والتي أشار اليها صراحة وبمرارة الكاتب السعودي عبد الرحمن الراشد قبل أيام وبعد كل المآسي والكوارث استخلص السورييون أن لمبدأ الاعتماد على النفس الأولوية القصوى .

307
هذا ماقدمه كونفرانس الخامس من آب
                                                                 
صلاح بدرالدين

  في الذكرى السنوية الثانية والخمسين لانعقاد كونفرانس آب التاريخي الذي شكل محطة مؤثرة بارزة في تاريخ حركتنا وتحولا عميقا في مجال الفكر والثقافة القومية والنضال الوطني لن اطيل الحديث ولن أدخل في التفاصيل لأنه سبق وأن تناوله خلال كل هذه السنوات المئات من الكتاب والاعلاميين وأساتذة التاريخ وناشطي الحركة الوطنية الكردية السورية مايهمني في هذه العجالة التوجه الى بناتنا وأبنائنا واخوتنا من الجيل الناشيء الجديد الذي لم يعاصر تطورات تلك المرحلة بل قد قرأ عنها بشكل عابر من مصادر مختلفة بعضها غير موضوعي من تيارات كردية متضررة من اطروحات الكونفرانس والبعض قد يكون موجها من دوائر أجهزة نظام الاستبداد .
 في المشهد العام
  كان الوضع الكردي آنذاك شبيها في بعض الجوانب بما هو قائم الآن : الشوفينية الحاكمة ماضية في التحضير لوضع وتنفيذ مخططات ( الاحصاء والحزام ) وتغيير التركيب الديموغرافي للمناطق الكردية وتسريع وتيرة التهجير وتفريغ المناطق وجلب عرب الغمر لدواعي عنصرية واثارة الفتنة القومية بين العرب والكرد وأداة الحركة الكردية المنظمة الوحيدة – آنذاك – ( الحزب الديموقراطي الكردستاني – سوريا ) في أسوأ أحواله : انقسام بالنسق القيادي في الرؤا والاستراتيجية والتكتيك بين نهجين : واحد ملتزم بالثوابت في التمسك بالحقوق ومواجهة النظام الشوفيني ومعظم عناصره بالسجون والمعتقلات وقيد الملاحقة الأمنية وآخر يميني متعاون طليق يسعى لافراغ الحزب من مضمونه القومي والوطني والثوري وابعاده عن الحركة الديموقراطية السورية وتحويله الى جمعية سهلة الانقياد للسلطة .
  الى جانب ذلك كانت سوريا تشهد مرحلة انتقالية من معالمها البارزة الفرز الطبقي والفكري والسياسي واشتداد الصراع بين أوساط القوى الحاكمة فيما بينها من جهة وبينها وبين الوسط الشعبي والطبقات الفقيرة من الجهة الأخرى وكان ذلك اختبارا للحركة الكردية أيضا أين تقف مثلا وفي أي موقع وخندق وماذا عن البعد الاجتماعي والمعارك الطبقية المحتدمة والموقف من التحالفات الاقليمية ذات الصلة بالصراع الدولي بين الشرق والغرب حول منابع النفط ومناطق النفوذ بالشرق الأوسط .
 على الصعيد القومي الكردستاني كانت الأنظار متجهة صوب ثورة أيلول في كردستان العراق وقائدها الزعيم الكبير ملا مصطفى بارزاني والآمال معقودة على تحقيق طموحات الأشقاء – آنذاك - في ( الديموقراطية للعراق والحكم الذاتي لكردستان ) كأول مشروع قومي يحظى بامكانية النجاح في العصر الحديث بعد انتكاسة تجربة جمهورية مهاباد في كردستان ايران والتي كانت بأمس الحاجة الى الدعم والاسناد خاصة بعد احاطتها بالعدوان الخارجي من كل صوب والهجوم العسكري المشترك لنظام حكم البعثين في بغداد ودمشق وتحركات التيار الكردي المغامر المرتد من داخل الثورة وتوابعه في كل من سوريا وتركيا .
  في انجازات ( كونفرانس آب )  القومية والوطنية
  تصدى المجتمعون الثلاث والثلاثون ضمن الكونفراس الخامس الاستثنائي الانقاذي للحزب الديموقراطي الكردي في غرفة متواضعة بقرية جمعاية ( خمسة كيلومترات شرق القامشلي ) الى جملة من القضايا والمهام التي أعادت رسم مسار الحركة الكردية السورية من جديد ومن أبرزها :
   أولا – اعادة تعريف كل من : كرد سوريا كشعب ( وليس أقلية بحسب تعريف اليمين القومي ) يقيم على أرض الآباء والأجداد ومن السكان الأصليين لسوريا وحقوقهم القومية والثقافية والاجتماعية والسياسية ضمن اطار حق تقرير المصير في اطار سوريا ديموقراطية موحدة .
  ثانيا – تشخيص البعد الاجتماعي للحركة الوطنية الكردية وتثبيت العلاقة الاستراتيجية مع حركة المعارضة الوطنية الديموقراطية في مواجهة الدكتاتورية والاستبداد .
  ثالثا – اعادة تشييد العلاقات القومية مع كل الأطراف على قاعدة التنسيق والعمل المشترك وعدم التدخل بشؤون البعض الآخر والحفاظ على الشخصية الوطنية الكردية السورية المستقلة وخصوصياتها والدعم الكامل لثورة ايلول في كردستان العراق .
  رابعا – بناء علاقات الصداقة مع القوى والتيارات الوطنية السورية والديموقراطية العربية وقوى الثورة والاشتراكية على الصعيدين الاقليمي والعالمي .
  خامسا – انتهاج سبل نشر الثقافة السياسية القومية والوطنية والانسانية واصدار المطبوعات وتشجيع التحليل العلمي للقضية القومية والحوار الهادف ومساعدة الطلاب المحتاجين للتعلم في الخارج وانشاء مراكز للنشر وجمعيات للحوار والفعاليات الثقافية وتنظيم الفرق الفولكلورية والفنية .
  لاشك أن القيادات المنبثقة عن كونفراس الخامس من آب ومجمل المؤتمرات والكونفرانسات التي أعقبته لم تألو جهدا في تحقيق تلك المنطلقات النظرية والقرارات والتوصيات على مر السنين مع مواجهة الصعاب والمحن في ظروف بغاية الخطورة حيث كانت المواجهة حامية ازاء مخططات النظام خصوصا بعد تحضير وارسال الضابط الأمني المعروف ( اللواء محمد منصورة ) لاستلام موقع ادارة المخابرات العسكرية في الجزيرة ومهمة الاشراف على الملف الكردي والذي استغل موارد الدولة وسلطة النظام ليوجه ضربة الى نهج الخامس من آب ( حزب الاتحاد الشعبي الكردي ) بعد تواطىء مجموعة قليلة من ضعاف النفوس ورؤوسها مازالت تلحق الضرر بالقضية الكردية حتى الآن .
  أقول مجددا أن القيادات المنبثقة من مدرسة الخامس من آب حاولت بكل قواها تحقيق منطلقات الخامس من آب على الصعيد العملي ونجحت في بعضها وأخفقت بالبعض الآخر وأصابت معظم الأحيان وأخطأت في بعضها ولاشك أن القسم الأكبر من تلك الثوابت اضافة الى المهام الجديدة الراهنة المتراكمة منذ نصف قرن مازالت قيد التحقق وتحتاج في الوقت الراهن الى المتابعة عبر اعادة بناء الحركة الوطنية الكردية السورية التي يعمل عليها الآن  الوطنييون المستقلون والشباب .
  بهذه المناسبة أوجه التحية والتقدير الى كل الرواد الأوائل لحركتنا وفي مقدمتهم آبو أوصمان صبري وشهداءنا الأبرار خضر شانباز ومحمد حسن وسليمان آدي ومشعل التمو والراحل الكبير سامي بافي جوان وكل الجنود المجهولين على طريق الحرية والتقدم .
 
 
 
 

308
حوار مستمر على طريق اعادة البناء

                                                                 
صلاح بدرالدين

    بعد انعقاد اللقاء التشاوري الثاني - بدوسلدورف – ألمانيا في 30 – 7 بشأن " اعادة بناء الحركة الوطنية الكردية السورية – بزاف – " ونشر بيانه الصحفي ظهرت في صفحات التواصل الاجتماعي وبعض المنابر الاعلامية مداخلات وتعليقات ووجهات نظر مختلفة تنم بنهاية الأمر عن اهتمام الكرد السوريين بمصير حركتهم الوطنية ومستقبل شعبهم في ظل الأوضاع المأساوية والكارثية الراهنة وتدل على الاهتمام بهذه المبادرة التجديدية الانقاذية المستندة بخطواتها الأولى على التشاور والنقاش ولأن القائمين عليها يدعون الى الحوار الصريح ويعتمدون على آراء ومقترحات النخبة والجمهور الواسع من الوطنيين للوصول الى الحقيقة فانهم يرحبون بكل الملاحظات وبناء على ذلك فانني أنشر في هذه العجالة الحوار السريع التالي مع الناشط القانوني الصديق موسى موسى :
          الأستاذ صلاح بدرالدين المحترم
رأيي المقتضب حول سعيكم في (بزاف- نحو إعادة بناء الحركة الكردية) بادرة جيدة في تحريك الشارع الكردي عن طريق مجموعات هنا ومجموعات هناك بقصد تأسيس جسم سياسي كونه حق من حقوق الانسان وخاصة في غياب قانون ينظم العمل السياسي في سوريا أو بالأحرى في حالة أصبح فيها يد الاجرام منفلتة على الشعب من قمة هرم الدولة، كما لا يجوز لفرد أو مجموعة من الأفراد المنظمين في هيكل سياسي أن يحتكروا العمل السياسي بحجج واهية.
الاستاذ صلاح إن الحركة الكردية برأيي لا تحتاج الى إعادة بناء لا ذاتياً ولا موضوعياً وخاصة ان سعيكم لا يتطابق مع إعادة البناء بل هو سعي لبناء جديد ولا مشكلة في ذلك في القانون والسياسة وإنه عمل شرعي يتطابق وقواعد القانون الدولي، كما ان إعادة البناء يعني هدم المنظمات القديمة والبناء فوق أطلالها وهذا ايضاً لا يتطابق مع العنوان الذي تتحركون في ظله( إعادة البناء) لهذا كله أرى شخصياً ضرورة تغيير العنوان الذي تتحركون في ظله وتبديله بعنوان آخر لكي يتطابق العمل مع الاسم .
   صلاح بدرالدين
 اهلا اخي موسى مسالة بناء او إعادة بناء حركات سياسية في مناطق شعوب التحرر الوطني المحطمة من الاستبداد الدولتي والمنظمات العسكريتارية لاتخضع لسلطة القانون الدولي ومسعى إعادة البناء لايتعارض بتاتا مع جوهر ذلك القانون ببساطة إعادة البناء تعني تحديث البرنامج السياسي وتجديد القيادة وتبديل السياسات ( عوامل ذاتية ) والتواصل والتفاعل مع المحيط الوطني والكردستاني والإقليمي والدولي وتطويع تلك المعادلة لمصلحة إعادة البناء ( عوامل موضوعية ) كل ذلك يتم في سيرورة تاريخية قد تطول ونحن لسنا بعجلة من أمرنا لأن القضية السورية تحتاج الى عقود لحلها والمحيط الإقليمي مقبل على تبدلات عميقة وطويلة الأمد مع شكري لمروركم .

استاذ صلاح المحترم
 ان تأسيس منظمة سياسية أو مدنية يتطابق مع قواعد القانون الدولي بمعنى ان من حق أي انسان تأسيس مايريده بعكس ما يراه البعض بأن زيادة عدد المنظمات لها مضارها أكثر من فائدتها وهذا ما أقصده من القانون الدولي لذلك ليس من الخطأ تأسيس منظمة جديدة ولكن إعادة البناء المتهالك سيكون متهالكاً حتماً لأنه لا فائدة في التجديد والتحديث والانبعاث. رأيي هو الإعلان عن منظمة سياسية جديدة بفكر جديد وأشخاص جدد وأسلوب جديد وليس بناء القديم وتحديثه.
مع المودة
     صلاح بدرالدين
عزيزي أستاذ موسى :
  البنية الأساسية للحركة الوطنية الكردية لم تتهالك بالكامل اذا اعتبرنا ان تلك الحركة لاتقتصر على المؤسسة الحزبية فقط بل تشمل الجمهور الواسع من مستقلين ووطنيين من كل الطبقات الاجتماعية ومبدعين من أطباء ومهندسين ونساء ومحامين والجيل الشاب الذي شارك قسم منه في الاحتجاجات السلمية والتظاهرات بداية الانتفاضة السورية وسجن بعضهم وعذبوا وخبروا الحياة السياسية عندما نقول إعادة البناء نقصد تجاوز العقلية الحزبية وتنظيم الطاقات الخلاقة المعطلة قسرا وإعادة تنظيم الكتلة التاريخية من جديد وعمودها الفقري الشباب والوطنييون المستقلون وببرامج جديدة وقيادات شابة جديدة مايتعلق الأمر بأمثالي من الجيل القديم حيث اعمارنا لاتساعد على أن نتصدر الصفوف من واجبنا تقديم المشورة وتسخير الخبرة لخدمة المشروع مع تقديري لكم .
  وفي شأن متصل وبدوافع مغايرة غير بعيدة عن التشكيك طرح موالون لأحزاب كردية بالمجلسين :
 ( بزاف هل هو اعادة بناء الحركة الكردية أم اعادة بناء الاتحاد الشعبي ؟ منظمة سوز ومشروع بزاف وحضور الرفاق القدامى هي اعادة اتحاد الشعب وليس اعادة تاهيل الحركة الكردية  ).
   وجوابنا على هؤلاء :
  الحركة الوطنية الكردية السورية مترابطة تاريخيا منذ – خويبون – في ثلاثينات القرن الماضي مرورا بانبثاق الجمعيات والنوادي والتجمعات وانبثاق – الحزب الديموقراطي الكردستاني – سوريا – وظهور قضايا الخلاف والأزمة المستعصية وحسمها في كونفرانس الخامس من آب عام 1965 كتحول تاريخي عميق فكري وسياسي وثقافي في مسيرة الحركة وانتهاء بهبة 2004 واندلاع الانتفاضة الوطنية السورية وحتى الآن ومتكاملة وان لم يكن بخط مستقيم بين مرحلة وأخرى وتفاعلت مع الأحداث الداخلية والمحيطة .
 أما منظمة – سوز – الشبابية التي تصدرها ناشطون واجهوا الموت والسجون والمعتقلات ومثيلاتها من تنسيقيات وحراك شبابي كردي ثوري فلهم جميعا الفضل في تجسيد وتفعيل التقاليد الثورية في الحركة الوطنية الكردية بعد أن خذلتها القيادات الفاشلة للأحزاب الكردية المنتهية الصلاحية وتفاعلوا مع ثورة الشباب المندلعة بكامل الأراضي السورية وطرحوا قضيتهم ورفعوا شعاراتهم ضمن اطار الحراك الوطني العام .
  حضور مناضلون قدامى في فعاليات " اعادة بناء الحركة الوطنية الكردية – بزاف " أمر بغاية الأهمية ولن تكتمل بنية الحركة الا بالتصالح بين الأجيال والتعاون بين القديم والجديد .
  وهكذا وبكل اعتزاز نقول أن اللبنة الأساسية والأولى في اعادة البناء تتوفر فيها شروط الاستمرارية والنجاح لانها تجمع بين : المؤمنون بالثوابت المبدئية منذ خويبون وقيام أول حزب والجوانب المشرقة في الحركة الكردية خصوصا في وثائق الخامس من آب والوطنييون المستقلون وبينهم من ابتعد عن التنظيمات الحزبية منذ ( فتوحات ) محمد منصورة وخيرة نشطاء الحراك الشبابي من النساء والرجال وكل هذا لايزيدنا الا المزيد من التصميم والاصرار لانجاز المهام المطروحة .

309
في المعارضة والأحزاب الكردية
                                                             
صلاح بدرالدين

       
  التام اللقاء التشاوري الثاني ( 30 – 7 – 2017 ) حول مساعي " اعادة بناء الحركة الوطنية الكردية السورية " بين مجموعة من بنات وأبناء الجالية الكردية السورية في المانيا وهولاندا من الوطنيين المستقلين وناشطي الحراك الشبابي ومثقفين وفنانين في مدينة – دوسلدورف – بحضور الشخصية الوطنية الكردية المستقلة السيد صلاح بدرالدين الذي قدم شرحا مفصلا حول الواقع المزري في الساحة الكردية السورية وتفريغها يوما بعد يوم من سكانها الأصليين وخاصة الشباب نتيجة التسلط الدكتاتوري لسلطة الأمر الواقع ( الب ك ك وية )  واخفاق وتراجع أحزاب المجلس رغم كل انواع الدعم لها من جانب الأشقاء في اقليم كردستان العراق ودور تلك الأحزاب مجتمعة ومنذ اندلاع الانتفاضة السورية  في ابعاد الحراك الشبابي والوطنيين المستقلين وعزل الكرد وحركتهم عن الثورة والحركة الديموقراطية السورية وتفويت الفرص في ايجاد نوع من التوافق الوطني لوضع الأسس المبدئية السليمة لحل القضية الكردية .
-   2 -
     بين الحين والآخر يعلن ضباط من الجيش الحر عن " انطلاق مبادرة لتأسيس جيش وطني سوري موحد.."  وفي بيانه الأخير " يطالب الائتلاف الدول الداعمة والصديقة بتقديم الدعم اللازم لإعادة تنظيم الفصائل العسكرية المعارضة، ضمن إطار وطني موحد .." والأمر الأساسي الذي يثير الشك هو القفز والهروب الى أمام عندما يتم تجاهل ضرورة عقد المؤتمر الوطني السوري الجامع لمراجعة الماضي ومساءلة مسببي الهزائم والاخفاقات من مسؤولي المعارضة والدور الارتدادي الافسادي للمانحين من النظام العربي الرسمي الذين يسعون من جديد لاعادة التأسيس لكوارث أخرى وليعلم هؤلاء أنه لن يتكرر أمران الأول - ابعاد العمل العسكري عن اشراف الحركة الوطنية الديموقراطية السورية والثاني – لن يعاد انتاج المعارضة الفاشلة السابقة بوجهيه الاسلام السياسي وفلول النظام .
-   3 -
    يكاد لايمر يوم الا وتثبت غالبية قيادات الأحزاب الكردية السورية عن عدم أهليتها للتعبير عن ارادة شعبنا وتحقيق أي مكسب قومي أو وطني أو اجتماعي أو سياسي له بل وفي معظم الحالات تسيء الى قضيته وتعمق الشرخ الحزبي والمناطقي والفئوي في مجتمعنا باتخاذ المواقف السياسية المتناقضة والمدمرة وتبحث بدلا من صياغة وطرح المشروع الوطني الكردي الرديف للمشروع الثوري الديموقراطي السوري العام عن تحقيق مصالح حزبية مادية سريعة على حساب مصالح وقضايا فقراء شعبنا ومناضليه  ومهجريه ونازحيه في وقت لم يعد خافيا لكل صاحب بصيرة المعادلة الواقعية الناشئة منذ أمد في الحياة السياسية الكردية ذات الخيارين : اما الاستكانة وقبول ماهو قائم أو الانطلاق لاعادة بناء الحركة الوطنية الكردية تلك المعادلة التي يتوقف على نتائجها حاضرنا ومستقبلنا .
-   4 -
لست من دعاة – جلد الذات – ولا من هواة بث التشاؤم وتثبيط عزائم الثوار والوطنيين ولكن ماسأقوله يؤكد ماذهبنا اليه سابقا  ومااستنتجناه منذ أعوام عن تسلل تيارات وجماعات وأفراد من حاملي آيديولوجيات الاسلام السياسي والعنصرية والوافدين من أحضان النظام ومن أوساط ماقبل – الوطنية والمدنية – الى داخل الثورة وعمقها وكل التشكيلات المعارضة ليعيثوا فيها فتنا وانقساما وفسادا وانحرافا وردات والنموذج الراهني وليس الأخير من هذا المشهد المقزز : 1 – دعوة منظر الاخوان السيد زهير سالم الى – ميثاق تصالحي – بين الفصائل المسلحة المتقاتلة في حين ان جماعته هي من تسببت في زرع جماعات مسلحة لتكون بديلة للجيش الحر 2 – قيام قبليين باحثين عن المال والجاه من أمثال – احمد الجربا -  بتقديم الخدمات للمحتلين الروس في بعض المناطق كوسيلة لاعادة زعامة وهمية ودور مفقود نعم نحن في زمن ظهور الحقيقة والكشف عن العورات .
-   5 -
قنوات تلفزيونية فضائية أوروبية ناطقة بالعربية تغطي بشكل ملفت ( انتصارات ) حزب الله وجيش الأسد في جرود عرسال على مسلحي ( فتح الشام) وكانهم فاتحون محررون ! واذا سلمنا بارهابية (جفش )  دون تردد أوليس مسلحوا حزب الله يأتمرون بحزب موسوم بالارهاب على الصعد المحلية والاقليمية والدولية والأمر كذلك بالنسبة لارهاب دولة الأسد ؟ وأريد أن أضيف : ينتفي الاستغراب عندما يعلن ( الشيوعي الانتماء والمسيحي الديانة والتركي الجنسية من اصل سوري ) عضو الائتلاف والهيئة التفاوضية – جورج صبرا - في خطبة عصماء ومن دون أن يرف له جفن أن ( الاسلام السياسي هو الحل !) نعم نعيش زمن الردة والنفاق بلاحدود .
-   6-
   بمناسبة الاعلان الأمريكي بوقف تسليح المعارضة السورية نستذكر القول الشهير للرئيس أوباما ( لا توجد معارضة معتدلة داخل سورية قادرة على هزيمة بشار الأسد والمجموعات الجهادية وماهي الا مجموعة من المزارعين وأطباء الأسنان والمدرسين الذين لم يسبق لهم أن حاربوا ) ومع معرفتنا بخذلان الأمريكان والأوروبيين والنظام الاقليمي والعربي الرسمي للسوريين والغدر بثورتهم نقول : نعم لم تكن – قيادة المعارضة – ملتزمة بأهداف الثورة ولابمستوى عظمة أهدافها وغالبيتها الساحقة االوافدة من تحت خيمة نظام البعث ومن الوسط البورجوازي الصغيرمن ( مؤدلجين اسلاميين ووجهاء عشائروأكاديميين ورجال أعمال ) افتقدت شروط ومزايا النضال الثوري سابقا باخفاقاتها ولاحقا بعجزها عن اجراء المراجعة عبر المؤتمر الوطني السوري الجامع .

310

                                      تصريح صحفي
                   عن اللقاء التشاوري الثاني ل – بزاف -  في ألمانيا


 التام اللقاء التشاوري الثاني حول مساعي " اعادة بناء الحركة الوطنية الكردية السورية " بين مجموعة من بنات وأبناء الجالية الكردية السورية في المانيا وهولاندا من الوطنيين المستقلين وناشطي الحراك الشبابي ومثقفين وفنانين في مدينة – دوسلدورف – بحضور الشخصية الوطنية الكردية المستقلة السيد صلاح بدرالدين الذي قدم شرحا مفصلا حول الواقع المزري في الساحة الكردية السورية وتفريغها يوما بعد يوم من سكانها الأصليين وخاصة الشباب نتيجة التسلط الدكتاتوري لسلطة الأمر الواقع ( الب ك ك وية )  واخفاق وتراجع أحزاب المجلس رغم كل انواع الدعم لها من جانب الأشقاء في اقليم كردستان العراق ودور تلك الأحزاب مجتمعة ومنذ اندلاع الانتفاضة السورية  في ابعاد الحراك الشبابي والوطنيين المستقلين وعزل الكرد وحركتهم عن الثورة والحركة الديموقراطية السورية وتفويت الفرص في ايجاد نوع من التوافق الوطني لوضع الأسس المبدئية السليمة لحل القضية الكردية .
كما شرح باسهاب واقع ودورحركة – بزاف – كمشروع قومي – وطني تجديدي منذ انبثاقها وأهدافها وبرنامجها السياسي وساحات عملها وخطواتها المتخذة حتى الآن وماهو منتظر منها لتحقيقها وانجازها والعوائق التي تعترضها والأسباب التي دفعت الى ظهورها ومن أبرزها الفراغ الناشىء في الساحة الكردية نتيجة اخفاق الأحزاب الكردية في بلورة وحمل المشروع الوطني الكردي السوري وضرورة ملئها بالطاقات النضالية الخلاقة من الكتلة التاريخية للمستقلين والشباب وناشطي المجتمع المدني وقد تلا ذلك نقاش واسع بين الحضور بشأن القضايا المطروحة وضرورة تحقيق هدفين أساسيين للانقاذ أولهما :على الساحة السورية بعقد المؤتمر الوطني السوري الجامع باشراف لجنة تحضيرية معبرة عن واقع الشعب السوري من حيث المكونات والتيارات السياسية الوطنية يشارك فيه كل من عمل لنصرة الثورة وآمن بأهدافها وخصوصا ممثلو الشباب والثوار من أجل اجراء مراجعة بالعمق وتحديد المسؤولية بالاخفاقات وصياغة البرنامج التوافقي وانتخاب مجلس سياسي عسكري لمواجهة التحديات ومواصلة النضال ضد الاستبداد وتحقيق اهداف الثورة وثانيهما بالتوافق الوطني الكردي على عقد المؤتمر الكردي الشامل لكل التيارات السياسية الوطنية والديموقراطية المؤمنة بالتغيير الديموقراطي والثورة واسقاط نظام الاستبداد وتحقيق تطلعات الشعب الكردي وسائر المكونات القومية .
  وأكد على أن التطورات العميقة القادمة بشأن الملف السوري والسيناريوهات المطروحة تتطلبان استعدادات غير مسبوقة على الصعيدين القومي والوطني وما انبثاق واعادة نشاطات – بزاف – في عملية " اعادة بناء الحركة الوطنية السورية " الا استجابة لتلك الضرورات واتخاذا للخطوات الاستباقية للتفاعل مع وقائع الحاضر وآفاق المستقبل وناشد المجتمع الدولي و" أصدقاء الشعب السوري " ودول الاتحاد الأوروبي على دعم واسناد الوطنيين السوريين في مساعيهم الانقاذية باعادة بناء حركاتهم وعقد مؤتمراتهم التوحيدية والتصالحية لمصلحة الأمن والاستقرار والعيش المشترك والصداقة بين الشعوب .
 وقد أعقب اللقاء التشاوري العام اجتماع خاص بين أعضاء لجنة المتابعة في ألمانيا وبعض النشطاء وبمشاركة السيد صلاح بدرالدين تم فيه بحث وتداول الحالة التنظيمية – الادارية في الساحة الألمانية ومناقشة واقرار المقترحات حول تعزيز وسائل العمل وتطوير الأساليب المتبعة للتواصل بين أعضاء لجنة المتابعة وجماهير الجالية الكردية السورية في المقاطعات والمدن الألمانية واقامة الفعاليات الثقافية والفنية واحياء المناسبات القومية والوطنية بين صفوفها .
 هذا وقد أكد المشاركون على المضي قدما من أجل تحقيق الهدف الرئيسي الأسمى باعادة بناء حركتنا الوطنية واستكمال الخطوات اللازمة لايجاد المكانة اللائقة لشعبنا في القضيتين القومية والوطنية وتحقيق المزيد من التفاعل مع الثورة وعملية التغيير الديموقراطي والتعاون الكردي العربي وسائر المكونات السورية لتحقيق سوريا التعددية الديموقراطية الجديدة الضامنة لحقوق الجميع بمافي ذلك احترام ارادة الشعب الكردي في تقرير مصيره باطار سوريا الموحدة وبالتوافق مع الشريك العربي .
 وقد حيا الحاضرون شعب ورئاسة وحكومة اقليم كردستان العراق على استقبال وايواء مئات الآلاف من المهجرين السوريين بغالبيتهم الكردية والاهتمام بشؤونهم والوقوف الى جانب قرار شعب كردستان العراق في اجراء استفتاء تقرير المصير بالخامس والعشرين من ايلول – سبتمبر القادم .
   دوسلدورف في 30 – 7 – 2017
                                                                    لجنة المتابعة في ألمانيا
                                                       لاعادة بناء الحركة الوطنية الكردية السورية

311
اطلالة على مواضيع متفرقة
                                                           
صلاح بدرالدين     
     
دائما وأبدا وطوال تاريخ حركتنا الوطنية الكردية السورية لم يتوقف فرسان الردات المضادة وممثلوا التيارات الانتهازية المدمنون على خدمة أجندة أجهزة نظام الاستبداد ومنذ سنوات جماعات سلطة الأمر الواقع عن محاولات التعتيم على تشخيص العدو الرئيسي ( نظام الاستبداد ) وتوجيه الأنظار نحو الثانوي بدلا من الأساسي بالهروب الى الفراغ وتضليل الجماهير ( لتضييع البوصلة ) والقفز فوق الأولويات – القومية والوطنية – والاصرار على تجيير ( المحصول الفاسد ) بعد تلبيسه بشعارات براقة لمصالح حزبية – فئوية واستخدامه ضد الطموحات المشروعة ليس لشعبنا ومجمل القضية السورية فحسب بل للاساءة الى ارادة شعب كردستان العراق في قراره باجراء استفتاء تقرير المصير ومن حسن الحظ أن – خربشات - هؤلاء الصغار المدفوعون من كبيرهم – الأعوج - لعاجزة عن تغيير المعادلة السياسية الاقليمية والدولية وتعطيل ارادة الشعوب .
-   2 -
    يقول الكاتب الصحفي السعودي المعروف الأستاذ عبد الرحمن الراشد : ( قطر استمرت تدعم «داعش»، و«جبهة النصرة»، و«أحرار الشام» وغيرها. أما السعودية، فقد كان خيارها الأساسي الجيش السوري الحر. واتسعت شقة الخلاف بين البلدين الخليجيين في إدارة المعارضة داخل «هيئة الائتلاف» وعلى الأرض كانت «داعش» والنصرة «القطرية» تهاجمان الجيش الحر «السعودي»، وتسلبان أراضيه المحررة من النظام ..) وهذا اعتراف صريح منشور بصحيفة " الشرق الأوسط " وبصيغة الماضي مسالة تقاسم نفوذ البلدين الخليجيين في صفوف المعارضة السورية والسؤال هو ياترى من سيكون ( المانح الجديد )  لافساد البقية الباقية من أصحاب النفوس الضعيفة من المتاجرين باسم المعارضة ؟ هل هي ( دولة الامارات ) ؟ .
                                                     -3 -
   تعليقي على الخبر الذي نشره صديق ومفاده : " مئات الضباط الأحرار المعارضين يدعون لتشكيل جيش موحد ضد الاسد " هو : من المؤكد لدينا ضباط وافراد شجعان ووطنييون صادقون من الجيش الحر وهم احوج مايكونون الى رص الصفوف وتنظيم تشكيلاتهم ولن يتم ذلك الا بالتعاون والتكافل بين المدني السياسي الوطني المؤمن بالثورة وبينهم عبر لقاءات وحوارات تتوج بمؤتمر وطني جامع ينبثق عنه برنامج سياسي ومجلس سياسي عسكري موحد لمواجهة تحديات المرحلة وكلي ثقة وأمل بأن الاخوة في الجيش الحر وخلال ستة أعوام قد درسوا التجربة وراجعوا مكامن الخلل ومصادر الأزمة وأسباب الهزائم والتراجعات والاخفاقات التي حصلت جراء تدخل وتسلل جماعات الإسلام السياسي وخاصة الاخوان المسلمون بدعم أنظمة إقليمية معروفة لتحقيق خطط ( أخونة ) ثورات الربيع فحذار من تسلل من يمثل أولئك من جديد .
-   4 -
 وفشل البند الأول من مخطط جماعات – ب ك ك – المرسوم أساسا من جانب قيادة – قنديل – ونال موافقة عدد من القوى الاقليمية والكردية الموالية لايران في الاقليم بغية التأثير السلبي على قرار شعب كردستان العراق في اجراء استفتاء تقرير المصير ولفت الأنظار عنه ومحاولة خلط الأوراق ومنذ اللحظة الأولى انكشف المستور وبان للجميع مدى الاتجار باسم الشعارات القومية لتنفيذ المخطط في وقت كانوا قد تبرؤوا من حق تقرير المصيرفحتى الأطراف التي وعدت تلك الجماعات بالمشاركة نأت بالنفس عن ( الفضيحة ) ولم يتعدى الحضور ممثلوا تلك الجماعات وبعض الشخوص الهزيلة والاشكالية المنقادة وراءها واذا كانت الخطوة الأولى قد أخفقت شكلا ومضمونا وحضورا وخطابا فيجب اتخاذ الحيطة والحذر من جانب الاشقاء في الاقليم من بنود أخرى من المخطط وهي قيد التنفيذ كما تشير الدلائل والقرائن .
-   5-
 أسمح لنفسي بالتوجه الى الأشقاء الأعزاء من كرد سوريا وخصوصا المتعاملون منهم مع كل من وسائل الاعلام والتواصل الاجتماعي ومطالبتهم بالحذر في نقل الأخبار المتعلقة باستفتاء تقرير المصير وعدم التسرع في نشر أية معلومة من دون التأكد من المصدر الموثوق وعدم الحلول محل مسؤولي أشقائنا هناك اعلاميا وسياسيا فهم على قد المسؤولية ولهم التجربة والتاريخ النضالي مايؤهلهم لحمل رسالتهم أمام العالم ولديهم آلاف الفضائيات والمواقع الاعلامية والاذاعات خاصة وأن هناك قضايا داخلية تخصهم وهم أولى بطرحها ومعالجتها طبعا أقدر المشاعر القومية النبيلة لكل انسان يريد الخير لأشقائه في كل الأجزاء وخصوصا في الاقليم شعبا ورئيسا وحكومة حيث كلنا نقف مع ارادتهم في تحقيق مصيرهم ولكن وكما لوحظ وصل الأمر الى درجة وكأن بعض مواطنينا ليس لهم قضية نضالية في سوريا ولامسؤوليات تجاه مايجري في بلادنا وحول ثورتنا وقضيتنا القومية .
-   6 -
 تحليل ناقص وغير علمي وغير واقعي لماذا ؟ ردا على صديق : تشبيه مطالبة الكرد بحقهم بتقرير المصير بدولة هتلر النازية غير عادل فهتلر قاد نظاما قائما في دولة راسخة اقتصاديا واداريا وثقافيا نحو الفاشية واحتلال اراضي الغير وابادة اليهود وغير الألمان واشعال الحروب والتسبب في قتل عشرات الملايين من بني البشر وفي الحالة الكردية أو أي شعب آخر لم يتحرر بعد الأمر يختلف وخصوصا في كردستان العراق الذي يطالب شعبه الآن بالخلاص من اضطهاد الآخرين من أنظمة وحكومات مستبدة وطائفية وعنصرية وبحق تقرير المصير عبر استفتاء حر يشارك فيه الكردي والتركماني والكلداني الآشوري السرياني والأرمني والعربي على قدم المساواة .
 مقارنة حركة التحرر الوطني الكردية المعادية للظلم والمطالبة بالديموقراطية والمساواة والتي كانت في العراق قاعدة للمعارضة الوطنية العربية ضد الدكتاتورية وخصوصا فاشية النظام البعثي بالحركة القومية النازية ظلم لااساس تاريخي له .
 هناك 22 دولة عربية ( قومية ) نشأت بعد نضال حركاتها الوطنية ضد الاستعمار والانتداب وهناك منظمة التحرير والحركة الوطنية الفلسطينية وهي حركة ( قومية ) بالأساس تسعى لتقرير المصير واقامة الدولة القومية الفلسطينية فهل يمكن تشبيهها بالنازية ؟
 نعم يمكن تشبيه نظام البعث في سوريا الآن والعراق سابقا بالنازية لأنه مارس العنصرية والدكتاتورية والطائفية والقتل والابادة ضد الآخر .
 الدول بعد التحرر والاستقلال يمكنها الانفتاح والاهتمام بالتنمية والتجارة في ظل السلام والاستقرار .
 في سوريا بزمن سلطة الأمر الواقع المنقادة من قبل جماعات – ب ك ك – الوافدة ظهرت اشكالية كبيرة وتوجهت تهم اليها بممارسة التطهير الحزبي والعرقي أما الحركة الوطنية الكردية السورية الأصيلة فهي تلتزم بتقاليدها الوطنية على قاعدة الشراكة العربية الكردية والعيش المشترك والنضال المشترك من أجل الديموقراطية ومناصرة الثورة وأهدافها .
-   7-
 في مثل هذا اليوم وكنت في تونس العاصمة بمهمة تنسيقية روتينية مع قيادة منظمة التحرير الفلسطينية وبعد أن اتصل بي د كندال نزان رئيس المعهد الكردي بباريس وأخبرني نبأ الفاجعة الأليمة باستشهاد د قاسملو دعاني للمشاركة في جنازته فتوجهت الى السفارة الفرنسية لأخبر مكتب الاستعلامات عن حاجتي الى الفيزا للسبب الآنف الذكرولم يمض وقت طويل حتى ناداني لمقابلة السفير بناء على طلبه فدخلت مكتبه ورحب بي وقدم لي التعازي قائلا : أنا صديق الشعب الكردي وعلى معرفة بالشهيد وبمعظم القيادات الكردية العراقية حيث كنت سفيرا ببغداد وبعد حديث طويل منحوني الفيزا ووصلت اليوم التالي الى باريس مشاركا بالجنازة وأحد المتحدثين في حفل تأبينه الذي شاركت فيه السيدة ميتران والمسؤولين الفرنسيين وبعض قادة الحركة الكردية فكل الوفاء لذكرى هذا القائد الشهيد الذي كان أحد أهم الساسة المثقفين في زمانه وصديقا عزيزا .

312
على طريق اعادة بناء الحركة الوطنية الكردية السورية
                                                                       
صلاح بدرالدين
 
    منذ مايقارب الخمسة أعوام ظهرت البوادر الأولى لحركة اعادة البناء " بزاف " من جانب الوطنيين المستقلين من ىالنساء والرجال والحراك الشبابي الثوري الذي قاد حركة الاحتجاجات السلمية بالمناطق الكردية والمختلطة بعد حصول مقدمات الردة المضادة في صفوف بعض مفاصل الحركة الكردية بفعل ممارسات عدد من أحزابها في كل من ( مجلس جماعات ب ك ك والمجلس الكردي ) التي تتحكم بها قيادات اما تحمل أجندات ضمن مخططات النظام أو خارجية اقليمية أوعاجزة فاشلة تهربت من استحقاقات الاصلاح والتغيير عبر الطرق الديموقراطية المعروفة والتي كانت تربطها أساسا صلات مريبة بأجهزة نظام الاستبداد .
 في البداية أظهرت الحركة " حسن نيتها " بمطالبة قيادات أحزاب المجلسين بالحوار من أجل الاصلاح واعادة ترتيب البيت الكردي السوري على أسس مبدئية سليمة واعتبار شعار اسقاط نظام الاستبداد الذي رفعته الثورة السورية سليما وصالحا لمستقبل السوريين وفي المقدمة الشعب الكردي بعد اجراء التغيير الديموقراطي وبناء سوريا الجديدة التعددية التشاركية تضمن حقوق الجميع في دستور مدني توافقي وقد كانت " الحركة " واضحة أمام كل الأطراف المعنية بالقضية السورية وخصوصا ( المعارضة ) واقليم كردستان العراق وبعض القوى الدولية وطرحت عليهم برنامجها بشقيه القومي والوطني ورؤيتها للحل الشامل الناجز في سوريا بعقد المؤتمر السوري الجامع والخروج ببرنامج سياسي ومجلس سياسي – عسكري لمواجهة التحديات .
  وعلى الصعيد الداخلي الكردي أكدت على ضرورة الأخذ بأحد خيارين اما قبول – بزاف – والمشاركة في مؤتمره المزمع عقده من غالبية المستقلين ومشاركة الأحزاب أو مؤتمرا ( للمجلس الوطني الكردي ) بلجنة تحضيرية من الغالبية المستقلة ومشاركات جديدة تؤخذ بعين الاعتبار قيمة ودور الكتلة التاريخية الشعبية من المناضلين الوطنيين المستقلين والشباب والمرأة وحركات المجتمع المدني ومندوبين غير مقتصرين على المحاصصات الحزبية وقد استحوز الخياران على رضى وموافقة العديد من الأطراف الوطنية والكردستانية والدولية .
 مع مرور كل هذه الأعوام ومع تردي الحالة الكردية السورية وتفريغ المناطق ( في ظل سلطة الأمر الواقع بقيادة ب ي د ) من الشباب والمناضلين والمنتجين واستغلالها من جانب ( الوافدين الجدد من قنديل ) والمرابين وأمراء الحرب الحديثي النعمة والفئات الطفيلية ومع هروب وتهرب قيادات أحزاب ( المجلس الوطني الكردي ) من الميدان واللجوء الى اقليم كردستان العراق ومع انعدام أي تجاوب من جانب كل تلك الأحزاب لدعوة – بزاف – في الحوار والاصلاح والمصالحة والاتحاد فان النخب الكردية السورية والمناضلون الوطنييون في الوطن وبلاد الشتات لن يخلوا الساحة ولن يتركوها بأيدي من مزق التفاهمات الكردية الكردية وأضاعوا القضية وقلبوا ظهر المجن للشريك والصديق والشقيق وحملوا أجندات في خدمة الأجنبي وأخفقوا في تنفيذ العهود والوعود .
 وعلى هذا الطريق هناك عدة حقائق من المفيد أن يعيها الجميع الأولى أنه مازل خارج أطر – بزاف – الآلاف من الوطنيين المستقلين والمناضلين والناشطين في الجماعات الشبابية والناشطات في الحركات النسائية يجب وبالضرورة الانفتاح عليهم والتواصل معهم ليجدوا أماكنهم المناسبة والثانية أن هناك تجمعات مستقلة فكرية وثقافية ومهنية من الكرد السوريين على وجه الخصوص من الفائدة بمكان التنسيق والعمل المشترك معهم والثالثة أن تحقيق خطوات على طريق تنظيم الطاقات وانجاز المؤتمر الوطني السوري من شأنه دعم واسناد ارادة شعب كردستان العراق في استفتاء تقرير المصير وتحويل الساحة الكردية السورية الى ضامن وحاضن بدلا من أن تكون مرتعا للتآمر على الأشقاء في ظل سلطة الأمر الواقع الآبوجية وأمام تخاذل أحزاب المجلس الكردي .
 وكدليل على النهوض الوطني في مواجهة الردة والتصميم على اعادة بناء الحركة الوطنية الكردية السورية ننشر عينات من النشاطات الفكرية والسياسية والثقافية في الاسبوع الأخير وفي أكثر من مكان :
أولا -   
                                             بلا غ                                                         
     
                      عن اللقاء التشاوري الأول ل – بزاف - في تركيا                   
بعد الوقوف دقيقة صمت على ارواح شهداء الثورة السورية من الكرد والعرب وسائر المكونات انعقد اليوم لقاء تشاوري بين مجموعة من النشطاء الكرد السوريين المستقلين في مدينة- استانبول – حيث تم التأكيد على العمل سوية ضمن مشروع – بزاف – لاعادة بناء الحركة الوطنية الكردية السورية وجرى نقاش واسع حول مشروع البرنامج  بشقيه القومي والوطني المطروح منذ مدة كما تم الاستماع الى مداخلة عبر – الانترنيت – من الشخصية الوطنية الكردية الأستاذ صلاح بدرالدين هذا وقد تقرر الاعداد لاجتماع تشاوري اوسع قريبا وبمشاركة مندوبين عن مواطنينا الكرد السوريين من مختلف المدن التركية لمتابعة العمل وانتخاب لجنة للمتابعة .
 وقد أكد المجتمعون على دعم واسناد الاشقاء في اقليم كردستان العراق في تنظيم استفتاء تقرير المصير .
                              استانبول في 9 – 7 – 2017

 ثانيا -                                                  بلاغ ختامي                                             
                          عن اللقاء التشاوري الأول حول مشروع – بزاف – في لبنان
 بعد مرور ستة أعوام على اندلاع الثورة السورية وعدم امكانية تحقيق أهدافها حتى الآن بفعل التآمر عليها لأسباب باتت معروفة وبعد اخفاق الأحزاب الكردية السورية في ( المجلسين ) في تحقيق أية خطوة باتجاه ايجاد حلول للقضية الكردية وحمل المشروع القومي – الوطني ومضي جماعات – ب ك ك – في اقامة سلطتهم الأمرواقعية المستبدة ورفض الآخر المختلف ضمن خطط النظامين الايراني والسوري وفشل أحزاب ( المجلس الوطني الكردي ) في ايجاد البديل المناسب بل مساهمته غير المباشرة في تعزيز مواقع الطرف الآخر واستتباعا غياب الدور الوطني الكردي السوري فقد تنادت مجموعة من الشخصيات الوطنية الكردية المستقلة وعدد من اعضاء بعض التنظيمات الحزبية الى عقد اللقاء التشاوري الأول ببيروت حول مشروع اعادة بناء الحركة الوطنية الكردية السورية – بزاف – ومناقشة مشروع البرنامج الذي يمثل طموحات غالبية شعبنا في الحاضر ومن أجل المستقبل .
 وفي ختام الاجتماع تم انتخاب ( لجنة المتابعة ) من ثلاثة أشخاص لادارة وتنظيم العمل في اطار – بزاف – ضمن الجالية الكردية السورية في لبنان .
 وقد أبدى المجتمعون تضامنهم مع الأشقاء في اقليم كردستان العراق في توجههم نحو تنظيم استفتاء تقرير المصير .
             بيروت في 9 – 7 – 2017
                                       لجنة المتابعة
      مشروع اعادة بناء الحركة الوطنية الكردية السورية – بزاف -  في لبنان 
 ثالثا –

                                                            البيان الختامي
                           للقاء التشاوري الخامس ل – بزاف - في اقليم كردستان العراق

 التأم اللقاء التشاوري الخامس من اجل " اعادة بناء الحركة الوطنية الكردية السورية – بزاف – " في أربيل عاصمة اقليم كردستان العراق والذي تم فيه طرح – لجنة المتابعة – تقريرها عن الفترة التي تلت اللقاء الأخير ومتابعة الخطوات التي تمت في الوطن وفي بلاد الشتات بخصوص مناقشة أفضل السبل لاعادة بناء الحركة على اسس سليمة وقد قيم اللقاء عاليا الحراك المستمر وخاصة ماأنجز مؤخرا من جانب نخب جالياتنا وناشطيها في ساحات الامارات وتركيا ولبنان كما أبدى دعمه لكافة أشكال نشاطات الوطنيين الكرد السوريين المستقلين ومثقفيهم وحركات مجتمعهم المدني من النساء والرجال نحو الابداع والعطاء ومناقشة البرامج المستقبلية المتعلقة بسوريا عامة وكردها على وجه الخصوص وتمنى على الجميع المزيد من التنسيق والعمل المشترك   .
 كما استعرض المشاركون التطورات السياسية السلبية في بلادنا والخطط المشبوهة التي تنفذها قوى الاحتلال الروسي والايراني وبتواطؤ أمريكي واقليمي رسمي وسكوت مريب من جانب ( الائتلاف والهيئة التفاوضية ) مما لايبشر بقرب تحقيق السلام وانهاء الصراع والتي تتطلب أكثر من أي وقت مضى ضرورة عمل انقاذي من خلال عقد المؤتمر الوطني السوري الجامع بمشاركة ممثلي كل المكونات والتيارات السياسية المؤمنة بأهداف الثورة السورية للتوصل الى برنامج سياسي توافقي وانتخاب مجلس سياسي – عسكري لمواجهة تحديات السلم والمقاومة وذلك عبر اشراف لجنة تحضيرية نزيهة مستقلة .
 وقد اتفق المشاركون على أن تمادي سلطة الأمر الواقع في ممارساتها القمعية اللامسؤولة ومضيها ضمن اطار مشاريع ومخططات نظام الاستبداد وحليفه نظام ولي الفقيه الايراني الذي ينذر بتدمير القضية الكردية في سوريا والجوار وزرع العراقيل أمام عملية استفتاء تقرير المصير في الاقليم واثارة الفتن العنصرية وكذلك فشل أحزاب ( المجلس الوطني الكردي ) في تنفيذ وعودها بل تحولها عالة على الاقليم والكرد السوريين ومعوقا لنهضتم وعائقا أمام ظهور البديل الوطني الحامل للمشروع الكردي السوري يضعاننا مجددا أمام مسؤولياتنا التاريخية للمضي قدما في تحقيق خطواتنا الانقاذية وصولا الى عقد المؤتمر الوطني الكردي السوري الجامع الموحد كطريق وحيد لاعادة التوازن من جديد الى الساحة الكردية وقيام الكرد بدورهم الطبيعي في الحياة السياسية .
 وفي الوقت الذي أكد فيه مشاركوا اللقاء التشاوري الخامس على الوقوف مع الأشقاء شعب كردستان العراق في سعيه لاجراء استفتاء تقرير المصير أواخر ايلول \ سبتمبر القادم ودعوة الجالية الكردية السورية المقيمة بالاقليم الى أداء واجبها القومي في مختلف المجالات وعلى كل الصعد يتوجهون في الوقت ذاته الى السيد رئيس الاقليم وقيادته للتأكيد على ضرورة توفر البعد القومي الاستراتيجي الصلب الحاضن والداعم بالجوار وخصوصا بالجوار الكردي السوري وسيتحقق ذلك فقط بنجاح المساعي المبذولة لاعادة بناء الحركة الكردية السورية على الأسس السليمة المثبتة في برنامج – بزاف – بشقيه القومي والوطني .
  كل الجهود من أجل اعادة بناء الحركة والتحية للمناضلين في سبيل تحقيقها
        أربيل – 11 – 7 – 2017
                                                         لجنة المتابعة
                                                  في اقليم كردستان العراق
 

313
تعقيبا على دعوة سوريين لعقد مؤتمر وطني 
                                                                   
صلاح بدرالدين

 نشر موقع " كلنا شركاء في 5 – 7 – 2017  " بحثا بعنوان : ( سورييون يدعون لعقد مؤتمر وطني يستبعد قيادة المعارضة والنظام ) باسم السيدين – جمال قارصلي وطلال جاسم – وبعد الاطلاع على مضمون المشروع ظهر لي بعضا من التناقض بين العنوان والمحتوى على الأقل عندما يتم تسمية وترشيح الأطراف السياسية اضافة الى ملاحظات أخرى تتعلق بجوهر المشروع وشكله وأهدافه والجوانب المتعلقة به .
 بداية واذا كانت المفاوضات( في مساري جنيف وآستانة )  قد وصلت الى طريق مسدود وهي كانت برعاية الامم المتحدة فكيف يمكن اللجوء مرة أخرى الى من فشل في الرعاية وأفرغ القضية السورية كثورة وطنية ديموقراطية من كل مضامينها المشرقة وتحويلها الى مجرد مفاوضات عقيمة دائرة بالفراغ ؟ .
.  وكيف يجوز المساواة بين طرفي الصراع وهما ثورة الشعب السوري ونظام الاستبداد فقد اندلعت الانتفاضة السورية في آذار 2011 تحت أهداف وشعارات واضحة وهي اسقاط الاستبداد والتغيير الديموقراطي واعادة بناء سوريا الجديدة التعددية التشاركية وقد كانت سلمية اصلاحية في بداياتها الا أن النظام واجهها بالحديد والنار وجلب القوى الدولية والميليشيات المذهبية الغريبة لمواجهة ارادة السوريين واذا كان المنطلق خطأ فان النتائج ستكون كارثية يجب الوضوح والوفاء لتاريخ وتضحيات السوريين والتجاوب مع طموحات الغالبية الساحقة ثم أن النظام هو المسؤول عن ما آل اليه الوضع وهو من جلب الجماعات المسلحة الارهابية والمذهبية والميليشياوية ومهد بذلك لتقسيم البلاد يجب أن تكون هذه الأمور ثابتة واضحة لدى التصدي للقضية السورية .
  كلنا نعلم طبيعة النظام المستبد الطائفي الأمني ومايتعلق الأمر بالمعارضة كلنا نعلم أيضا أن أحزابا آيديولوجية وخصوصا من جماعات الاسلام السياسي تسللت الى صفوف الثورة ونصبت نفسها وصية على السوريين وثورتهم مستغلة المال القطري والجغرافيا التركية ونجحت في استمالة عناصر من اليسار والليبراليين لتستولي على ( المجلس الوطني السوري ) الذي اعلن من استانبول من دون أية تحضيرات أو مشاورات مع الثوار والحراك الوطني العام وبمعزل عن أية لجنة تحضيرية متنوعة ممثلة للأطياف والمكونات والتيارات الوطنية السورية لذلك ليس من العدل أبدا أن نحصر الثورة بزمرة من معارضة متسللة علينا اعتبار الصراع الحقيقي والتاريخي بين غالبية الشعب ممثلة بانتفاضته وثواره ووطنييه من جهة والمنظومة الأمنية الحاكمة بكل مؤسساتها الأمنية والعسكرية والاقتصادية والحزبية والرئاسية من الجهة الأخرى .
.
    نعم خرج الأمر من أيدي السوريين ومن أجل اعادة القرار اليهم وهم من أشعلوا الانتفاضة وقدموا التضحيات لابد من العودة اليهم أي الى سوريي الانتفاضة والثورة لأنهم مصدر الشرعية الوطنية والسبيل الى ذلك هو عقد المؤتمر الوطني الجامع لممثلي كل المكونات والأطياف والتيارات الذين ثاروا أو وقفوا مع الثورة ودافعوا عن أهدافها ورفعوا ومازالوا يرفعون شعاراتها وبذلك وحده يمكن الوصول الى سوريا ديموقراطية تعددية تشاركية ويتعايش فيها الجميع بأمان وتتحقق المصالحة ويسود السلام وهذا لن يتحقق بوجود الاستبداد والمنظومة الأمنية .
  لن تحل القضية السورية بأنصاف الحلول ولن يتحقق السلام بتنازلات هنا وهناك فالصراع تناحري بين الحق والباطل والعدالة والاستبداد والديموقراطية والدكتاتورية والوطنية الحقة والفئوية المذهبية ودعاة السلام وقارعي طبول الحرب وبين الأحرار والمحتلين وبين غالبية الشعب وأقلية ضئيلة لقد جربت – المعارضة – هذا المنطق منذ أكثر من ستة أعوام فأين أوصلت با القضية ؟ .

ليس بالضرورة أن نقلد – الأفغان – وغيرهم في موضوعة المؤتمر الوطني حيث كان حينذاك ظرفا خاصا مشخصا للمسألة الأفغانية فلم تكن هناك ثورة شعبية واضحة الأهداف والمعالم كما في بلادنا كما ليس بالضرورة أن يعقد المؤتمر في دول حتى لو كانت ( صديقة ) على غرار الدول الستين الصديقة للشعب السوري ؟!! فهذه الدول لاتؤمن باسقاط الاستبداد بل مازالت تعتبر نظام الأسد شرعيا يجب التعاون معه في محاربة الارهاب وهي وقعت على اتفاقية – فيننا – وقرارات كل – الجنيفات – التي تحمل مثل تلك المواقف وهناك من تلك الدول من تتعاون – أمنيا – مع نظام الأسد حتى اللحظة فيمكن عقد المؤتمر على مراحل أو بطريقة مؤتمرات مناطقية او في التجمعات السورية في الوطن والمهاجر ثم يجتمع الممثلون المنتخبون في مؤتمر عام يمكن عقده في مكان مناسب وبدون تكاليف باهظة وبعيدا عن المظاهر والشكليات واللجنة التحضيرية هي المنوطة بذلك .
ليس بمقدور الموفد الأممي وفريقه ولا من صلاحياتهم اختيار المندوبين الى المؤتمر الوطني السوري فالموفد بالنهاية يمثل مصالح الدول الأعضاء بهيئة الأمم المتحدة وحكوماتها وانظمتها ويعتبر النظام السوري ممثلا شرعيا الى جانب معارضة غير منتخبة وغير شرعية خاصة بعد تخليها عن أهداف الثورة ثم اذا كان الأمر يقضي بتسليم مصير السوريين الى آخرين من الخارج فهو قائم الآن ولاقرار ولاكلمة للسوريين ولماذا تكرار المسالة بنفس الصيغة المتبعة الآن ؟ .
 اذا كنتم تحددون مسبقا مواصفات من يشارك بالمؤتمر وجدول أعماله وتفاصيل ماسيصدر من قرارات فليس هناك أية حاجة لجمع واحضار الناس الذين لاصوت لهم الآن ولا في مؤتمركم المنشود وأين الديموقراطية وأين حق السوريين في تقرير مصيرهم السياسي ؟.
 كما هو مطروح في مشروعكم يتم مشاركة السوريين با ( المؤتمر العام ) بحسب المناطق والقومية والدين والمذهب والاتجاه السياسي بمعزل عن مقياس من من هؤلاء كان مع الثورة ومن كان ومازال مع النظام واذا كان أحدكم على دراية مثلا بتفاصيل الحالة التركمانية وبامكانه اختيار الأنسب بينهم فليس من حقه ترشيح جماعات حزبية وسياسية كردية مثلا لأن هناك كرد الثورة وهم أدرى بشعاب حركتهم .
 نحن في حركة – بزاف – لاعادة بناء الحركة الوطنية الكردية السورية قيد التشكل كنا قد طرحنا منذ عام 2013 مقترحا ضمن برنامج متكامل بشقيه القومي والوطني يقضي بعقد ( المؤتمر الوطني السوري الجامع ) من الثوار الوطنيين الديموقراطيين وأنصارهم والمستقلين والحراك الشبابي ومنظمات المجتمع المدني من كل المكونات والأطياف من أجل المراجعة ومساءلة المسؤولين في كيانات المعارضة عن الاخفاق والانحراف واعادة صياغة البرنامج السياسي وانتخاب مجلس سياسي – عسكري لمواجهة تحديات السلام والمقاومة وذلك باشراف لجنة تحضيرية مستقلة نزيهة غير متورطة في أعمال الفساد والصراعات العنصرية والدينية والمذهبية وملتزمة بالثورة وأهدافها وحتى الآن لم نجد تجاوبا جديا مع مسعانا سوى بعض الملامسات العابرة هنا وهناك .
 نحن السورييون بأمس الحاجة الى الحوار المسؤول حتى التوصل الى الحقيقة .


314
( الموصل – الأسد – الأحزاب – الأقليات )
         
                                                                           
صلاح بدرالدين

 من المؤكد أن دحر ارهابيي – داعش – والقضاء عليهم عسكريا في الموصل يعد حدثا كبيرا ولم يكن بالأمر السهل حيث أخذ وقتا وكلف أرواحا وامكانيات ضخمة ومن حق الشعب العراقي وحكومته وكل مكوناته والتحالف الدولي الاحتفال بالانتصار وتحرير الموصل كثاني أكبر مدينة عراقية وهنا يجب عدم تجاهل ماقدمه البيشمركة من شهداء وشعب كردستان من تضحيات في الأشهر الأولى قبل بدء معركة تحرير الموصل وتطهير العديد من المناطق والمدن والبلدات في محافظة نينوى وعلى تخوم المدينة وفي محافظتي اربيل وكركوك اضافة الى تحمل الجزء الأكبر من مهام ايواء ومساعدة مئات آلاف النازحين والتي كانت تمهيدا ومقدمة لقيام الجيش العراقي باستكمال مهمة التحرير وعلى عقلاء العراق وخصوصا من بيدهم السلطة عدم نكران الجميل والانصياع للغة العقل وعدم التجاوب مع دعوات الفتنة من دعاة الطائفية وأسيادهم في طهران والتجاوب مع ارادة شعب كردستان في استفتاء تقرير المصير .
- 2 –
للكاتب السعودي القدير – خالد الدخيل – مقالة مهمة هذا اليوم في صحيفة – الحياة – حول الارهاب والموقف من نظام الأسد بحيث يشير صراحة الى الموقف المريب وغير المفهوم من جانب مصر والامارات حول رحيل الأسد ونظامه وهو محق بذلك وقد نشر مقالته في وقت يمضي الروس والايرانييون في تطويع المقاومين ودعم النظام ويستمر المجتمع الدولي وتركيا والنظام العربي الرسمي في خذلان الشعب السوري والتنكر لثورته بل الاعتداء على المهجرين السوريين في لبنان واذا كانت دولة الامارات لاتسمح للسوري – الفقير – الاقتراب من حدودها فانها تستقبل أموال آل الأسد المسروقة فان السعودية تقوم منذ حوالي الاسبوع بضيق الخناق على السوريين المقيمين لديها بفرض بضعة مئات من الدولارات شهريا على مرافقي المقيمين أي الزوجات وألاولاد فهل أن هذه المواقف والاجراءات رسائل ضاغطة لعودة السوريين الى حضن نظام الأسد ؟
 3 -
 أعترف مسبقا أن " لو " لن يقدم ولن يؤخر ولكن لو كان العامل الذاتي في الحركة الكردية مكتملا لساهم في تفعيل العامل الموضوعي بوضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته تجاه قرار شعب كردستان العراق في اجراء استفتاء تقرير المصير أقله المشاركون من مجموعة العشرين الكبار في قمة – هامبورغ – خاصة وأن الحالة الكردية الراهنة تؤكد توفر حظوظ وشروط لاشقائنا في أربيل لتطوير أوضاعهم نحو الأحسن غير متوفرة في الأجزاء الأخرى نعم هناك أكثر من خلل وعائق داخل البيت الكردي يحيط بهذا العامل وأكثره سلبا وخطورة وايذاء خطط وأفعال التيار المغامر وواجهته العملية جماعات – ب ك ك – التي خلقت ذرائع للأطراف الدولية لغض الطرف عن ارادة شعب الاقليم وأشعلت جبهات جانبية لارباك المشهد وتورطت في مخططات جاهزة للتنفيذ ( داخل كردستان وفي العراق ) لعرقلة عملية الاستفتاء كل ذلك قد يسيء ويؤخر ويزيد الخسائر ولكن لن يوقف عجلة التاريخ أبدا
 4 -
 الآن وبشكل متأخر جدا بدأت الأحزاب الكردية في ( المجلسين ) تتباكى على – عفرين – الى جانب تبادل الاتهامات بالتآمر والتواطؤ مع نظام الاستبداد وتركيا أما الغالبية الساحقة من شعبنا الكردي بوطنييه المستقلين ومناضليه الشرفاء وشبابه فقد أدركوا منذ توافد جحافل المسلحين من – قنديل – والدخول في عقد صفقات مع النظام بشهادة الايرانيين ومنذ اعلان – المجلس الكردي – على الأسس الهشة المعروفة أن المستقبل ينذر بالشر والكرد معرضون للهجرة ومناطقهم تحت التهديد وقضيتهم في تراجع بعد أن عزلتها الأحزاب من حاضنتها الوطنية واذا كان الكرد السورييون قد فقدوا الثقة بقيادات تلك الأحزاب وكل مايصدر عنها باستثناء اتهاماتها المتبادلة بينها فانهم وكحق من حقوقهم الطبيعية لن يبقوا متفرجين الى مالانهاية وسيواصلون المساعي الانقاذية لاعادة بناء حركتهم ( تنظيما وبرنامجا وقيادة ) والكل أمام مسؤولياتهم التاريخية المصيرية قولا وعملا لتحقيق المرتجى .
 5 -
 ذكرني البيان الصادر باستانبول باسم ( الأقليات ) بما حدث في لبنان قبل نحو اربعة عقود فخلال وجودي " القسري " في بيروت والذي صادف بدايات الحرب الأهلية طرح قائد ( الجبهة اللبنانية ) الراحل الشيخ بشير الجميل وبتنسيق مع الأوساط الاسرائيلية مشروع مؤتمر الأقليات في الشرق الأوسط والتي حددت بالمسيحيين واليهود والكرد والأمازيغ والدروز والأرمن على وجه الخصوص وكان واضحا أن الهدف الأساسي من المؤتمر هو اقامة اصطفاف ضد العرب على أنهم الأكثرية المضطهدة للآخرين طبعا لم ينجح المشروع ولم تتجاوب الغالبية من المكونات المشار اليها بسبب عدم تمييزه بين الأنظمة والحكومات المستبدة وبين الشعب المسالم ونفيه لوجود قوى وفئات عربية ديموقراطية وتحويله عملية معارضة الاستبداد والتغيير الديموقراطي الى صراع عنصري بين الشعوب والقوميات وصولا الى الحرب الأهلية وهذه مايسعى اليها النظام الحاكم ومحاولته استخدام المكونات المحرومة لأجندة سياسية خارجية وكبش فداء .

315
           
             صلاح بدرالدين
              قضية للنقاش
                ( 140 )

     
عندما يكيل البعض بمكيالين في الموقف من استفتاء تقرير المصير بكردستان العراق
2017 / 7 / 2 الحوار المتمدن .
  مداخلة برهان غليون : "  في ما وراء مسألة استقلال كردستان التي تشكل موضوع هذا المقال، يناقش رزكار عقراوي مسألة أهم هي حدود المطالب القومية ذاتها بالنسبة للمسألة الأكبر التي هي بناء دولة ديمقراطية تساوي بين مواطنيها وتوفر لهم سبل العيش الكريم والكرامة والحرية. أحيانا بدل أن تكون الدولة القومية أداة تحرر للشعوب المضطهدة تتحول بالعكس إلى وسيلة لتخدير الشعوب والتغطية على فشل النخب القائدة أو فسادها. بل لقد استخدمت الايديولوجية القومية العروبية في معظم النظم العربية المشرقية في العقود الماضية من أجل تقويض الدولة نفسها وإلغائها وتكريس حكم الديكتاتورية وتعليق القانون وتعميم القهر والقمع والفساد والتمييز الاجتماعي والديني والقومي، أي لتدمير النسيج الاجتماعي والروح الوطنية بأكملهما. وهي تستخدم اليوم عند بعض التنظيمات والنخب السياسية الضعيفة للتغطية على الفشل والهرب من المسؤولية وتبرير التحالف مع المشاريع الاستعمارية " .
 هناك فرق شاسع بين الوقوف الى جانب مبدأ حق تقرير مصير الشعوب وفي حالة اقليم كردستان العراق عملية استفتاء تقرير المصير وبين تبيان مثالب الأنظمة الاستبدادية الدكتاتورية التي تحكم الدول القومية بالحديد والنار في العديد من دول الشرق الأوسط وهناك فرق شاسع بين تقييم أنظمة تسلطية عابرة أو وقتية وغير ابدية تزول وتظهر بحسب ميزان القوى في الصراع الدائر بين الحق والباطل وبين الوقوف مسبقابالضد من ارادة شعوب لم تنل بعد حقها في تقرير مصيرها بنفسها وقطع الطريق على نهوضها وتحميلها وزر طبقات وفئات حاكمة في أنظمة فاسدة أخرى وكمثال التشكيك بارادة شعب كردستان العراق واتهام ( تنظيماته ونخبه السياسية الضعيفة ! للتغطية على الفشل والهرب من المسؤولية ) وبالسعي الى ( تبرير التحالف مع المشاريع الاستعمارية ) مجرد مطالبة قيادته باجراء الاستفتاء والعودة للشعب لمعرفة مايريد وما يطمح اليه .
  وهناك أيضا فرق شاسع كما أشار اليه وأكد عليه مفكرون منذ القرن التاسع عشر بين طبيعة الفكر القومي للقوميات السائدة الحاكمة المتسلطة وبين مضامين الدعوة القومية في تقرير المصير من جانب نخب الشعوب المحرومة المستضعفة المحكومة في الأول هناك استعلاء واستغلال واضطهاد ومصادرة حقوق قومية واجتماعية وثقافية واقتصادية وفي الثاني هناك دفاع عن الذات والهوية من الضياع وبحث عن الديموقراطية والعدالة والمساواة ونضال مشروع من أجل اعادة التوازن لواقع مختل واعادة بنائه على قاعدة الشراكة الحقة والعيش المشترك بسلام بضمانة دستورية واضحة وحسب عقد سياسي اجتماعي جديد .
 وكنت قد نشرت تعليقي على مقالة السيد رزكار عقراوي بالقول : " قد نختلف حول تقييم مدى نضوج العاملين الذاتي والموضوعي بشأن اعلان الدولة الكردستانية المستقلة وهي من حيث المبدأ حق مشروع لكل الشعوب والقوميات صغيرة كانت أم كبيرة أما مسألة استفتاء الشعب ليقول كلمته الفاصلة حول مصيره فأمر لايجوز التردد حوله في كل الأحوال هذا ليس انطلاقا من العواطف والمشاعر فحسب بل استنادا الى تراث البشرية في التحرر والاستقلال ووثائق الأمم المتحدة وحتى الفكر الماركسي اللينيني الذي يعتبره صديقي العزيز رزكار منهلا وسندا نظريا يلتزم به قد يكون موقف الكاتب الرافض لاجراء استفتاء تقرير المصير بكردستان العراق في موعده المحدد مقبولا من عتاة القوميين الشوفينيين لدى القومية السائدة وبينهم من أعرفه حق المعرفة ( د برهان غليون ) مثالا " حيث أيد وجهة نظر الكاتب بمداخلة : الا أن أطروحات الصديق الكاتب تخالف موقف غالبية الشيوعيين واليساريين العراقيين من كل المكونات وقد تابعت بيانات ومقالات منشورة في - الحوار المتمدن - في جميع الأحوال أرى أن الحوار سيسلط الضوء أكثر على قضية مصير شعب كردستان العراق وسيساهم في تجسير الهوة بين المختلفين وتعزيز فكرة الصداقة بين الشعوب على قاعدة الاتحاد الاختياري الحر." .
  قبل أيام نشر د برهان غليون مقالا في صحيفة – العربي الجديد – التي يشرف عليه ويموله القطري من أصل فلسطيني د عزمي بشارة حول الخلافات الخليجية وأبدى تمسكه بحق الشعب القطري في صون سيادته وحقه في تقرير مصيره أمام مايتعرض من ضغوطات دول أخرى بحسب ماجاء في المقال واذ به اليوم يرفض ارادة شعب كردستان العراق الذي قدم آلاف الشهداء من أجل حريته في كفاحه المتواصل منذ قرنين تقريبا بتقرير مصيره ويشكك في نوايا تنظيماته ونخبه مسبقا وهنا تظهر جليا الازدواجية في المعايير من جانب من يعتبر نفسه مثقفا وفي معارضة نظام مستبد !؟.
 وأخيرا أقول علينا التمييز ومن خارج الدائرة الكردية بين  شكلين من ردود الفعل على قرار اجراء استفتاء تقرير المصير في اقليم كردستان العراق : واحد – يقف بالضد ومن موقع معاداة مبدأ حق الشعب الكردي في تقرير مصيره وآخر ومن موقع الصداقة أو الحياد ليس ضد ارادة شعب كردستان العراق في تقرير مصيره من حيث المبدأ ومن موقع الحرص على صيانة تجربة الاقليم وسلامة شعب كردستان من النتائج المحتملة التي قد تتفاعل ( داخليا وعراقيا واقليميا ) لايرفض بالمطلق عملية الاستفتاء من أجل الاستقلال بل يحذربأن التوقيت غير مناسب وفي الحالة هذه من الفائدة بمكان استماع قيادة الاقليم الى نصائح الأصدقاء والحريصين بكل جدية وفي نهاية المطاف هي المسؤولة أمام الشعب  في الحسم وتحمل مسؤولياتها التاريخية .
  والقضية قد تحتاج الى مزيد من النقاش

316
متفرقات " فيسبوكية "
                                                                 
صلاح بدرالدين

 ماتحصل بالأونة الأخيرة من مهازل ( حزبوية ) كردية سورية تشير مجددا الى حالة الافلاس والسقوط فممثلون عن ( الجماعات الحزبية المجلسية وغيرها ) يوقعون البيانات ويدلون بتصريحات ثم مايلبث أن يتم الدحض والاعلان : " هؤلاء يعبرون عن مواقفهم الشخصية " من دون تبيان غير الشخصية من تلك المواقف والملفت أن ممثلو تلك المسميات الحزبوية الممجوجة بدلا من مراجعة خطاياهم والغياب ببعض الكرامة عن المشهد يمضون في استسهال تضليل الناس ويقدمون الخدمات لمرجعياتهم المانحة ( وماأكثرها في هذه الأيام ) امعانا في الحاق الأذية بقضايا الشعب والوطن أوليس مايجري سبب آخر للانقاذ وتسريع الخطى من أجل ( اعادة بناء حرطتنا الوطنية الكردية ) ؟ .
-   2 -
 في ذكرى استشهاد الشيخ سعيد قائد انتفاضة 1925 يذكر الراحل – حسن هوشيار – في كتابه " ثورة الشيخ سعيد مذكرات شاهد عيان – ترجمة خليل كالو – رابطة كاوا اربيل 2010 " : ( كان عالما بارزا لايؤمن بالخرافات يمنع الناس من تقبيل يديه حاول ان يدشن في – وان – مركزا علميا على غرار – الأزهر – وكان قوميا معتدلا يتواصل مع الجمعيات الثقافية الكردي باستانبول وباقتراح منه قام – خالد بك جبري – بتاسيس تنظيم – ارضروم – من اجل الحقوق الكردية ثم قاد الانتفاضة ووقع بالأسر واعدمه الجيش التركي بمدينة – ديار بكر – وأن الشيخ الشهيد ينتمي الى قبيلة – علكان – فخذ – جندكان - ) نفس القبيلة التي أنتمي اليها ومن فخذ آخر – ديبو - وهذا من دواعي اعتزازي الكبير .
-   3 -
 الأمريكييون بدأوا يمارسون سلطة المحتلين بعجرفتهم المعهودة ويحذون حذو المحتلين الروس في بلادنا ويتجاوزون حتى البقية الباقية من كيانات المعارضة التي اعترفوا بها منذ ماقبل أعوام خمسة ونصبوها ( ممثلا شرعيا وحيدا للشعب السوري ) من دون أية شرعية وطنية وثورية طبعا والآن يعلن ممثل الرئيس الأمريكي  ماكغورك من أطراف الرقة " ان الادارة الأمريكية بقيادة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اعتبرت خلال اجتماعاتها, مجلس الرقة المدني مجلسا شرعيا و هذا المجلس سوف يتكفل بادارة المدينة بعد تحريرها من – داعش – " وبانتظار حجب شرعيتهم عن هذا ( المجلس ) وشرعنة آخر عليهم مع زملائهم الروس أن يخضعوا للقانون الدولي ويسجلوا اعترافهم الرسمي بالأمم المتحدة بأنهم محتلون لأجزاء من سوريا وأن كل ما ينتج عنهم لايتعدى ( شرعية سلطات الاحتلال )  .
-   4 -
 مازال سفير " الائتلاف " في باريس مصرا على ( عدم وجود تغيير في الموقف الفرنسي تجاه القضية السورية ) ، بعد تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون التي قال فيها ( إنه لا يرى بديلا شرعيا عن الأسد في سوريا ) وأن هناك – بحسب ماخوس - فقط تحرك ( لخروج المجتمع الدولي من دائرة النفاق السياسي ) أي المصارحة متناسيا أن ذلك ( النفاق السياسي الدولي ) كان مبنيا على ( نفاق سياسي وطني ) آخر من جانب – ائتلافه – عندما يظهر للسوريين أنه ملتزم بهدف الثورة في اسقاط النظام ثم يهرول نحو التصالح معه وقبوله بكل مؤسساته مع استمراره نظريا في الخطاب الاعلامي المركزعلى شخص الأسد لذر الرماد في عيون السوريين ولست أدري هل أن اصرار – السفير – على تصوير الموقف الفرنسي كما كان سابقا يعود الى رغبته في ابراز منجزاته – العظيمة !! - وبقائه هناك كما كان أيضا .
-   5 -
اتصل صديق سوري يعمل في منبر اعلامي بتمويل قطري وخاطبني وكانه يعتبرني من الموالين للاصطفاف الآخر الذي تقوده السعودية فأجبته بالقول : كأنك تعتبر الآخرين مثلك مواليا لهذا الطرف أو ذاك لاياصاحبي فقد أوضحت في " بوستين " منشورين أننا لسنا طرفا في صراعات النظام العربي الرسمي لأن جميع دوله دون استثناء أساؤوا للشعب السوري وخذلوا ثورته وككردي أقول هم جميعا ليسوا مع مبدأ الحق الكردي في تقرير المصير لافي العراق وغيره وكنا نأخذ على " امارة قطر " قبل استفحال الخلاف الخليجي الأخير بأعوام تمويلها واحتضانها لمراكز ومنصات يشرف عليها د عزمي بشارة في خدمة أجندة الامارة وتسيء للعلاقات العربية الكردية وتثير الفتن العنصرية والأسوأ من " امارة قطر العظمى ! " ذلك التاجر الشاطر " الامارات " المستفيدة الأولى ماليا من محنة السوريين هذه هي الحقيقة الغائبة للأسف لدى أوساط من تدعي المعارضة والوطنية .
-   6 -
 عشية عيد الفطر أقول : هناك مناسبات كثيرة في مجتمعنا الكردي والسوري الأوسع بعدد الأقوام والديانات في مجتمعنا التعددي الزاهي بألوانه الجميلة تأصلت في وجدان الناس تتناقلها الأجيال منذ فجر التاريخ سيان ان كانت ذات طابع قومي أو ديني أو مذهبي أو فئوي أو مناطقي والتي تستحق كل الاحترام حيث نستمد منها ثقافتنا الوطنية المبنية على التسامح وارادة العيش المشترك والمساواة وقبول الآخر المختلف وهي نعمة وليست نقمة ولاشك أن مثل هذه المناسبات فرصة للتلاقي والمصالحة وتنقية النفوس والحوار والتراجع عن الخطأ والخطيئة والوقوف الى جانب الحق خصوصا مع ارادة شعب كردستان العراق ودعوة رئيسه الأخ مسعود بارزاني في اجراء استفتاء تقرير المصير وكل عام وشعبنا حر سعيد ووطننا محرر من الاستبداد والاحتلال ولترفرف راية السلام .
-   7 -
 علينا التمييز ومن خارج الدائرة الكردية بين  شكلين من ردود الفعل على قرار اجراء استفتاء تقرير المصير في اقليم كردستان العراق : واحد – يقف بالضد ومن موقع معاداة مبدأ حق الشعب الكردي في تقرير مصيره وآخر ومن موقع الصداقة أو الحياد ليس ضد ارادة شعب كردستان العراق في تقرير مصيره من حيث المبدأ ومن موقع الحرص على صيانة تجربة الاقليم وسلامة شعب كردستان من النتائج المحتملة التي قد تتفاعل ( داخليا وعراقيا واقليميا ) لايرفض بالمطلق عملية الاستفتاء من أجل الاستقلال بل يحذربأن التوقيت غير مناسب وفي الحالة هذه من الفائدة بمكان استماع قيادة الاقليم الى نصائح الأصدقاء والحريصين بكل جدية وفي نهاية المطاف هي المسؤولة أمام الشعب  في الحسم وتحمل مسؤولياتها التاريخية . 

317
عاملان لم يكتملا أبدا في المعادلة الكردية
                                                                 
صلاح بدرالدين

 عادت القضية الكردية مجددا الى صدارة المواضيع الأبرز في وسائل الاعلام المرئية والمسموعة والمقروءة العالمية والاقليمية واذا كانت المقاومة البطولية لبيشمةركة كردستان العراق على ضوء السياسة الحكيمة لقيادته أمام هجمات مسلحي – داعش – ودحرهم بمناطق من محافظات دهوك ونينوى وأربيل وكركوك منذ أكثر من ثلاثة أعوام والتصدي لفلولهم حتى اللحظة وكذلك مشاركتهم الفاعلة في تحرير ( عين العرب – كوباني ) قد لفت نظرالرأي العام والمجتمع الدولي الى الدور الكردي في محاربة الارهاب فان اعلان قيادة اقليم كردستان العراق اعتبار الخامس والعشرين من ايلول \ سبتمبر القادم موعدا لاجراء استفتاء تقرير المصير كان بمثابة النفير العام دفع الداخل والخارج من أنظمة وحكومات وكيانات معنية بقضايا الشرق الأوسط ودول عظمى وصغرى ومؤسسات عالمية ومنظمات سياسية وحركات المجتمع المدني الى التعامل هذه المرة مع المسألة الكردية في العراق بصورة جادة وعملية وحاسمة يختلف عن ما كان سائدا منذ عقود من غموض وتردد وخذلان وانصاف مواقف تجاه قضايا مختلف الشعوب وخصوصا الشعب الكردي .
 على الصعيد النظري وبالاستناد الى تجارب الحركة الكردية وحركات الشعوب التحررية في المنطقة والعالم هناك شبه اجماع على ضرورة توفر جملة من الشروط لانجاز حق تقرير مصير أي شعب في العالم على الصعيد العملي وهي تنقسم الى ذاتية تتعلق بكفاءات القيادة والبرنامج السياسي والأداة التنظيمية والوسائل الدفاعية والظروف الاجتماعية والثقافية والتماسك المجتمعي والقدرات الاقتصادية وموضوعية تشمل الظروف والعوامل السياسية المحيطة من وطنية واقليمية ودولية والموقع الجيوسياسي والحدود الدولية البرية والمجال الجوي والمنافذ البحرية والقدرة الدفاعية الاستراتيجية من تسليحية وبشرية وتكنولوجية والاحتياط الاقتصادي لتعزيز عامل الصمود أمام احتمالات الحصار الذي قد يدوم طويلا .
 قد يقول قائل والى متى سينتظر الكرد ( والموضوع هنا يتعلق بكردستان العراق ) لتوفر كل هذه الشروط الذاتية والموضوعية حتى يتحقق تقرير المصير باعلان الدولة  ؟ والجواب وبالاعتماد على ماسبق ذو شقين : الأول شعب الاقليم قرر مصيره منذ عام 1992 عبر الاستفتاء والانتخابات البرلمانية  بالفدرالية والتي هي أقرب الى الاستقلال في الظروف العراقية الخاصة ولايبدأ الآن من الصفر بل أنشأ كيانا دولتيا وبنية تحتية صلبة والشق الثاني علينا التمييز بين عظمة مبدأ حق تقرير المصير بمافيه الاستقلال التام وبين امكانية تحقيقه وبين مشروعية وقدسية المشاعر الفردية والارادة الشعبية العامة في نشدان الحرية والاستقلال وبين فرص تحقيقهما على أرض الواقع طبعا من السهولة بمكان اعلان الاستقلال ولكن العبرة في مدى القدرة على الحفاظ عليه وتطويره وتجنب تعرض الشعب الى المهالك والحصار لأن الهدف السامي لنيل الحرية هو لتحسين ظروف حياة الشعوب وليس لزجها في معارك جديدة أو دفعها الى الهجرة والتهجير وأنا على يقين بأن القيادة الحكيمة لشعب كردستان العراق ليست في وارد اتخاذ خطوات غير محسوبة وغير مدروسة .
  قبل نحو عشرين عاما أعلنت قيادة منظمة التحرير الفلسطينية في ( المجلس الوطني المنعقد بالجزائر ) وكنت حاضرا كأحد الضيوف الاستقلال وقيام دولة فلسطين ولم يمض وقت طويل حتى نالت الدولة الفتية المعلنة اعتراف أكثر من ( 65 ) دولة عضو في هيئة الأمم المتحدة ولكن وانطلاقا من حقائق وتفاصيل الشروط الذاتية والموضوعية غير المكتملة وغير الناضجة وبالرغم من اتفاقيتي ( مدريد و أوسلو ) وكل القرارات الدولية والصادرة عن هيئة الأمم المتحدة ووجود عشرات الدول العربية وعودة القيادة وعلى رأسها الزعيم الراحل ياسر عرفات الى أرض الوطن الا أن دولة فلسطين مازالت حلما عزيزا في قلوب وعقول الشعب الفلسطيني لم يتحول الى واقع على الأرض .
  قرار اجراء الاستفتاء من جانب قيادة الاقليم خطوة بالاتجاه الصحيح فمن واجب القيادة العودة الى شعبها دائما وأبدا وخصوصا حول المسائل المصيرية ومن حق الشعب على قيادتها الشرعية الامتثال لارادتها بحسب الظروف والامكانيات المحيطة والأهم هو ايلاء الاهتمام اللازم لانجاح خطوة الاستفتاء وتمهيد السبل الكفيلة بانجاز ذلك العرس الديموقراطي الحضاري خاصة أمام من لايريد الخير لشعب الاقليم ويزرع العراقيل من الآن ان كان من جانب الأعداء والخصوم داخل العراق وخارجه وفي المقدمة الأنظمة في الدول المجاورة المقسمة للكرد ومراكز القوى المذهبية في بغداد وبعض المجاميع المغامرة الكردية التي تقف منذ ظهورها ضد مبدأ حق تقرير المصير للشعب الكردي .
 من الممكن جدا بل هناك متسع من الوقت أمام قيادة الاقليم لمعالجة ( العامل الذاتي ) قبل وخلال ومابعد الاستفتاء لأن موضوع استفتاء تقرير المصير يخص كل أطياف وتيارات ومكونات شعب اقليم كردستان من كرد وتركمان و( كلدان – سريان - آشور ) وعرب وأرمن وجميع طبقات المجتمع الكردستاني ومختلف التيارات السياسية والحزبية وبالنهاية كل هؤلاء سيتحملون مسؤولية صيانة وتطوير مايقرره الشعب بغالبيته وفي نهاية المطاف فان موقف المجتمع الدولي لن يتجاوز الارادة الموحدة لشعب الاقليم بل مرهون بقراره مهما طال الزمن أو قصر .
 وكما أرى فانه من العبث الارتهان الى مواقف النظام الاقليمي والعربي الرسمي فمعظم تلك الأنظمة ان لم يكن كلها يعيش حالات الضعف والانكسار والتراجع والتأزم بعضها يتخذ مواقف عدائية تقليدية خاصة بجوار كردستان العراق وبعضها يبحث عن شريك ينضم الى فلكه والبعض الآخر يبيع الكلام والقسم الأخير وخصوصا من دول النظام العربي الرسمي للكرد معه تاريخ طويل ( مضحك مبكي ) فعندما تمتع بعلاقات جيدة مع نظام ( صدام ) عادى الكرد والقضية الكردية وخصوصا في العراق وعندما ساءت العلاقات مع تركيا مثلا رفع صور ( أوجلان ) وفي فترة الصداقة مع الخميني أنكر وجود شعب كردي في ايران وخلال الصراع مع نظام طهران الحالي و ( جكارة فيه ) يتذكر كرد ايران ويفسح المجال في منابره الاعلامية لبعض الأصوات الكردية وخلال شهر العسل مع نظام الأسد يمنع ذكر الكرد السوريين والآن يتذكرهم بل يجري لقاءات اعلامية مع جماعات ( ب ك ك ) هناك .
  من سوء حظ الشعب الكردي والشعوب الأخرى المحرومة من حق تقرير المصير أننا اليوم نجتاز عتبة القرن الجديد ومناطقنا وبلداننا وشرق أوسطنا يعيش أسوأ المراحل وأكثرها دموية لاقيمة فيه للقانون والنظام والأخلاق والارهاب الدولتي والقاعدي والداعشي سيد الموقف والغلبة للعنف والسلاح ولامكان فيه للحوار انها مرحلة انتقالية صعبة قد تطول وما على الشعوب وقواها الحية الا المزيد من الصبر والصمود حتى ينبلج فجر الحرية وينتصر الحق على الباطل ويزول الاستبداد وتسود الديموقراطية ولغة الحوار وأن غدا لناظره قريب . 

318
جولة فيسبوكية سريعة
                                                               
صلاح بدرالدين

 تنبؤات السيد – فورد – السفير الأمريكي السابق في سوريا حول " أن الكرد السوريين سيدفعون ثمن تخلي الأمريكان عنهم " ويقصد عاقبة تعامل جماعات ( ب ك ك ) وتفرعاته معهم في الوقت الراهن جديرة بالتمعن وتستحق أخذها بمحمل الجد واذا كانت تذكر الكرد بمسؤولية  الأمريكان في اضاعة فرصتين تاريخيتين ( جمهورية مهاباد 1946 بايران وثورة البارزاني 1975 ) فان شكل ومضمون تلك العلاقات لايوحيان بأنها مبدئية بل مصلحية – انتهازية مؤقتة وحتى مازعمته وسائل اعلام ( ب ي د ) عن اتفاق حاصل لايعدو كونه برنامج عسكري صرف مع المقاتلين وليس مع القيادة السياسية ويتعلق بمحاربة – داعش – تنتهي بتطهير الرقة مع معرفة الجانب الأمريكي واطلاعه الكامل على تفاصيل ارتباطات تلك الجماعات بنظامي الأسد وايران وبعد ذلك سيتم دفع ثمن تصرفات تلك الجماعات الخرقاء وممارساتها العدائية تجاه الكرد المختلفين معها أولا والشركاء السوريين عربا وآخرين من أهل مناطقنا المختلطة ثانيا وقوى الثورة والمعارضة ثالثا .
-   2 -
عندما هرول ممثلوا " المجلس الوطني الكردي " للمشاركة في مؤتمر مايسمى ( تيار الغد السوري ) في القاهرة قبل نحو عام وتباروا في كيل المديح والاصرار على العلاقات المشتركة والتعاون قلنا حينها لايمكن الركون الى ذلك الوجيه القبلي الذي يتزعم ( التيار ) الذي سجن بدمشق قبل الثورة لأسباب جنائية تتعلق بتجارة الممنوعات وتسلق على أكتاف الثوار وفرض رئيسا - للائتلاف – ليس لنضاله وعلمه ومعرفته بل عبر أنظمة دول مانحة والآن ممثلوا نفس التيار وهيئة التنسيق يعقدون صفقات مع سلطة الأمر الواقع في – رميلان - وهم جميعا محسوبون على نظام الاستبداد ومن غير المستبعد أن ينضم اليهم ( الاخوان المسلمون والحشد الشعبي لصاحبه نواف البشير وأحزاب كردية أخرى ) أليس من الواجب أن يحدد ماتبقى من ( المجلس الكردي ) موقعه في خارطة التحالفات وهل مازال شريكا للجربا ؟ .
-   3 -
  يصرح الناطق باسم ( الهيئة التفاوضية العليا ) البارحة بأن المصير السوري مرهون بالدول الخارجية وهذا صحيح وقديم ولم يعد سرا وبهذه الحالة فان ( الهيئة والائتلاف ) لم يعد لهما عمل وحاجة وبما أنهما ليسا بصدد المراجعة والاستجابة للنداءات المتكررة من أجل العمل على تمهيد السبل لتشكيل لجنة تحضيرية للاشراف على المؤتمر الوطني السوري الجامع وحتى لايتحولا عالة على السوريين والمانحين يجب أن يتم الاعلان عن حلهما وتصرف أموالهما وأملاكهما المتبقية على عائلات النازحين السوريين في المخيمات وقبل ذلك على المسؤولين فيهما اضافة الى ( المجلسين السوري والكردي ) تقديم القوائم المفصلة عن الأموال التي تلقوها خلال أعوام ستة وأوجه الصرف ومابقي منها هذا هو الطريق السليم والوحيد حتى يحصل التمييز بينهم وبين نظام الاستبداد .
-   4 -
 على هامش مقالتي " رفقا بتاريخ حركتنا الكردية السورية " والتعليقات عليها أقول : مع تقديري البالغ لكل من أبدى مشاعر صادقة تجاه شخصي ولكنني في مقالتي لست من يبحث عن طرح دوري كفرد بل بصدد التأكيد على دور اتجاه فكري سياسي ثقافي انتشر في المجتمع آنذاك تبلور تنظيميا في كونفرانس الخامس من آب 1965 واحتضنه الشعب والتفت حوله الجماهير وحمله بشجاعة وتفان بالبداية رفاق لن أنساهم مثل ( محمد نيو وهلال خلف ونوري حاجي وعزيز أومري ومحمد قادو ومحمد بوطي وعبد الحليم قجو وبهجت ملاحامد وأبو جلنك وآخرين لايتسع المجال لذكرهم  ) ودافع عنه بقناعة ثابتة مناضلون أشداء مثل القائد الراحل سامي أبو جوان الذي ائتمنته الاشراف على الداخل وآخرون فيما بعد مثل مصطفى جمعة وأبو روزين ووقف الى جانب هذا الاتجاه القومي الديموقراطي اليساري  في السنوات الثلاث الأولى مناضلون من الرعيل الأول ومنهم الراحلون آبو أوصمان صبري ومحمد ملا احمد – توز – ورشيد سمو .
-   5 -
للمرة الثانية في اسبوع تواصل صحيفة د عزمي بشارة مستشار الامارة القطرية – العربي الجديد – تهجمها على قيادة شعب كردستان العراق بنشر دعاية اعلانية هذا اليوم بعنوان مثير ( مشروع انفصال كردستان العراق: هل زار مستشار البرزاني إسرائيل؟ ) طارحة موضوعة استفتاء حق تقرير مصير الكرد بتفسير تآمري وكأنها مخطط اسرائيلي هذه المرة لمعاداة العرب وسبق وأن زعمت نفس الصحيفة قبل أيام على أنها مؤامرة – اماراتية – كل ذلك بدلا من احترام هذا المبدأ المقدس لدى شرائع حقوق الانسان وفي وثائق الأمم المتحدة وتراث حركات الشعوب التحررية وفي منظور كل أحرار العالم وعزاؤنا أن الصحيفة وصاحبها أداة اعلامية لخدمة الأمير ولايمثلون الموقف العربي . 

319
حتى لا يلدغ السوري مجددا من الجحر القطري
                                                                   
صلاح بدرالدين

  بداية وقبل كل شيء أوضح أن تحديد دولة بعينها في العنوان لايعني غض الطرف عن معاناة الثورة السورية من الأقربين من دول النظام العربي الرسمي من دون استثناء التي لم تقدم الدعم المطلوب لانتصارها على نظام الاستبداد لأن مصالحها لم تكن متوافقة مع مبادىء الثورة والتغيير الديموقراطي في بلد مهم مثل سوريا وهو أمر علينا فهمه وفي الحالة هذه لم تكن غالبية تلك الدول بكل مساوئها تشكل خطرا فكريا أو سياسيا مباشراعلى مسار الثورة باستثناء ( امارة قطر ) التي حملت منذ اليوم الأول مشروعا مضادا مؤدلجا تجاه ثورات الربيع عموما والسورية منها على وجه الخصوص وهو " أخونتها " عبر اغراقها بجماعات الاسلام السياسي بالتعاون الوثيق مع حكومة حزب ( العدالة والتنمية ) التركي الاسلامي .
 شهدت الشهور الأولى من اندلاع الانتفاضة السورية مباحثات متواصلة بين المسؤولين القطريين وجماعة الاخوان السورية من أجل عدم تفويت الفرصة ووضع الترتيبات اللازمة من تنظيمية ولوجستية ومالية واعلان كيان باسم الثورة والمعارضة وحتى لا يكون الوليد فاقعا باخوانيته لجأوا الى عملية استقطاب وجوه ( ليبرالية ويسارية أو بلا ألوان ) عبر مستشار الامارة د عزمي بشارة الذي استخدم علاقاته وصداقاته في دعوة العشرات الى الدوحة واستضافتهم ونجح في اقناع الكثيرين منهم ويقال أن الجانب المالي كان له دور لايستهان به في مسألة جذب بعض الشخصيات من ضعاف النفوس .
  حصل قبيل اعلان ( المجلس الوطني السوري ) أمران ذا مغزى سياسي يلخصان المشهد آنذاك الأول عندما أعلن ناشط شبابي من احدى التنسيقيات ( محمد دغمش ) مجلسا معارضا  في انقرة وبمؤتمر صحافي من حوالي مائة شخصية وطنية ليس فيها الأسماء الاخوانية البارزة ما لبث أن طوق الأتراك الحدث وفرضوا عليه التعتيم الاعلامي وكأنه لم يحصل والأمر الثاني عندما اجتمعت مجموعة من الوطنيين السوريين في القاهرة وكانت في مهمة التواصل مع القوى السياسية المصرية لشرح أهداف الثورة السورية قبيل اعلان ( المجلس السوري ) أيضا ( مناضلون من السجناء السياسيين السابقين وممثلو تنسيقيات الشباب ومحامون واعلامييون ورجال أعمال وطنييون وكنت حاضرا ) وتباحثوا حول ضرورة تشكيل جسم جبهوي وتحالف عريض من الثوار والحراك الشبابي وسائر الوطنيين يسبقه اقرار لجنة تحضيرية للاشراف والتنظيم وانتهى الاجتماع بمفاجأتين .
 المفاجأة الأولى : كان من بين المشاركين في اجتماعنا التحضيري قيادي اخواني بارز ( أبو عبيدة ) ووافق على الصيغة الأولى وطلب امهاله ثلاثة أيام حيث سيحضر اجتماع مجلس شورى الاخوان في استانبول وسيقنع جماعته للموافقة على ماتوافقنا عليه ومضت خمسة أيام ولم يتصل ثم تفاجأنا باعلان ( المجلس الوطني السوري ) من دون لجنة تحضيرية أو تشاور مع مكونات الشعب السوري والتيارات المعارضة والشخصيات الوطنية .
 المفاجأة الثانية : كان من بين المشاركين ناشطون شباب من تنسيقيات حمص وتل كلخ ودير الزور وأعلن أحدهم أن تنسيقته التي يمثلها خولت – د برهان غليون – ومنحته الثقة فأجابه آخر أن هذا المدعو متواجد في الدوحة وفي أوج استغرابه حمل الموبايل وطلب – غليون – وسأله هل انت في الدوحة فأجاب بنعم ورد عليه ماذا تفعل هناك من دون علمنا وأنت تمثلنا اليوم يجب أن تغادر وتصل القاهرة للمشاركة في مشروعنا فوافق ولكنه بدلا من القاهرة توجه الى استانبول عبر باريس وبسبب تردده عاد من مطار استانبول الى باريس وبعد اتصال من الدوحة عدل عن مقاطعته وانتهى به الأمر رئيسا ( للمجلس الوطني السوري ) .
  بعد بروز الخلاف الخليجي ووقوف معظم دوله وبلدان عربية أخرى ضد السياسة القطرية بل عزل ومقاطعة تلك الامارة المغمورة ذلك الصراع الذي كررت مرارا بأننا كوطنيين سوريين لسنا جزءا منه ولن نكون الا اذا تعلق الأمر بمصالح شعبنا وقضيتنا وثورتنا أقول بعد الاصطفاف الخليجي والعربي والاقليمي الراهن لاحظنا بعضا من – المعارضين - المنتفعين من خيرات امارة قطر والمقيمين فيها والموالين لها منذ سنوات رفع الصوت لصالح أولياء النعمة ومازال البعض الآخر على الطريق ومن جملة ذلك مقالة – د برهان غليون – في – العربي الجديد – ( الخليج في عين العاصفة ) التي لاتخفي التأييد للموقف القطري صراحة ومواربة وتلا ذلك اعلان الشيخ معاذ الخطيب المقيم بالدوحة انسحابه من ( الهيئة التفاوضية العليا ) ..
 طبعا من حق أي كان ممارسة حرية الرأي والموقف ولكن هل راجع د برهان غليون بصورة شفافة ونقدية تجربته القيادية في رئاسة ( المجلس الاخواني ) الفاشل المدمر وفي ( الائتلاف ) المنحرف عن خط الثورة ؟ وهل شخص وحدد المسؤولية في الفشل ؟ وهل أشار الى الدور القطري والدول الخليجية والاقليمية الأخرى في افساد المعارضين واثارة الفتن ضمن صفوف الثوار ؟ وهل أتى على ذكر علاقات قطر المالية بجبهة النصرة ومجموعات مسلحة أخرى خربت على الثوار والجيش الحر وامداداتها المستمرة لحزب الله اللبناني ونظام الأسد ؟ وعلى المنوال نفسه هل طرح الشيخ الخطيب مشروعا لاصلاح المعارضة حتى الآن ؟ ولماذا تأخر أعواما ولم يستقيل الا بعد تفاقم الخلاف القطري مع غالبية دول الخليج ؟ .
 في ظل غياب مشروع وطني جاد لاعادة بناء الثورة والمعارضة من خلال المؤتمر الوطني السوري الجامع هناك خشية حقيقية من استغلال قطر للوضع السوري الراهن بالقضاء على البقية الباقية من الثوار والمعارضين الوطنيين وتصفية القضية السورية نهائيا وذلك من خلال امكانيات الامارة المادية وتحالفاتها الاقليمية وخصوصا مع تركيا وجماعة الاخوان المسلمين والموالين لها من معارضي آخر زمان الباحثين عن المال والوجاهة وكل مؤسساتها ومنصاتها العاملة باسم البحث والحوار وأكثر من ذلك ليس من المستبعد تشكل اصطفاف اقليمي جديد قطري – ايراني – تركي – روسي – أسدي وسكوت امريكي مريب لايزيد أزمة سوريا والمنطقة الا استعارة واطالة .
 

320
رفقا بتاريخ حركتنا الكردية السورية
                                                             
صلاح بدرالدين

  في بحث مطول نشره موقع " عنب بلدي 12 – 6 " كان المفترض أن يكون حول تاريخ الحركة الكردية ولكنه وبالرغم مماتضمنه من معلومات الا أنه لم يكن موفقا من حيث المضمون والشكل فمجرد قراءة العنوان غير المناسب والهزيل معنى وانشاء ( انشقاقات الأحزاب الكردية صدوع أولى في جدران العمل السياسي ) يتراءى للمتابع أن المدخل ينبىء عن وجود موقف سلبي مسبق تجاه الحركة الكردية عندما يتم عنونة المادة بانشقاقات الأحزاب التي ورغم أنها أحد التعابير الأكثر نشاطا في بعض المراحل ولكنها ليست كل الحركة الوطنية الكردية السورية التي تتشكل بغالبيتها العظمى من الوطنيين المستقلين والشباب والحراك المجتمعي من مختلف الطبقات والفئات الاجتماعية ولها وجه مشرق طوال التاريخ على الصعيدين القومي والوطني .
 واذا كانت مقدمة البحث بدأت بتساؤل : " كيف تطورت الحركة السياسية ( الكردية ) منذ نهاية القرن الماضي ؟ " فان المداخل الرئيسي السيد – زردشت محمد – بدأ بتناول الموضوع من – الثمانينات – قافزا من فوق عقود بكاملها متجاهلا مراحل تاريخية هامة ومفصلية في تاريخ الحركة السياسية الكردية مثل قيام حركة – خويبون – في ثلاثينات القرن الماضي وظهور العديد من المنظمات والروابط الثقافية والشبابية مرورا بانبثاق ( الحزب الديموقراطي الكردستاني – سوريا ) أواسط الخمسينات وكونفرانس الخامس من آب التجديدي أواسط الستينات .
 وتصحيحا لماورد في مداخلة الصديق – زردشت – الذي غلب على تحليله التعصب الحزبي أقول أن الفكر اليساري الكردي ظهر بشكل واضح ومنظم وجماعي وموثق لأول مرة مع الكونفرانس الخامس وقبل ذلك كان هناك أفرادا يسارييون بقيادة الحركة وقواعدها مثل الراحل أوصمان صبري ومجموعة جبل الأكراد وفي صفوف الشباب المتعلم وحسم الكونفراس الخامس الأمر عندما طرح برنامجه السياسي وأطلق اسم ( البارتي الديموقراطي الكردي اليساري ) كما أصدرت قيادة اليسار كراسا تحت عنوان : ماهو اليسار الكردي ؟ الذي شكل الجواب النظري حول التعريف والهدف وخلص الى اعتباره الجناح الديموقراطي القومي معبرا عن المصالح القومية والاجتماعية لغالبية الشعب الكردي وجزء من الحركة الديموقراطية والثورية في البلاد وليس فرعا أو تنظيما للحركة الشيوعية  .
  وقد كان لليسار الكردي المنبثق عن كونفرانس الخامس من آب 1965 ( وليس لحزب الصديق زردشت في الثمانينات ) علاقات التعاون والعمل المشترك مع معظم القوى اليسارية السورية وخصوصا – رابطة العمل الشيوعي – و – حزب العمل الاشتراكي – مع علاقات مد وجزر مع الكتل الشيوعية المنسلخة من الحزب الشيوعي ( الرسمي ) وتمددت علاقاته نحو التيارات والمنظمات اليسارية الكردية في تركيا وخصوصا مع جناح د شفان في الحزب الديموقراطي الكردستاني – تركيا وكذلك مع منظمات كردية يسارية في العراق وايران الى جانب علاقات الصداقة مع اليسار اللبناني والفلسطيني والعربي بشكل عام وصولا الى علاقات مع معظم الدول الاشتراكية سابقا التي استقبلت ولأول مرة أفواجا من الطلبة الكرد بموجب منح دراسية عن طريق حزبنا اليساري بلغت أكثر من 300 خلال عدة سنوات كما استضافتني تلك الدول كسكرتير الحزب الكردي اليساري وحللت في عواصمها أكثر من مرة .
 اليسار المنبثق عن كونفرانس الخامس من آب ( وحين ذاك لم يكن حزب الصديق زردشت على قيد الحياة بعد ) كان يستند الى أوسع اصطفاف جماهيري في المدن والأرياف وكانت قاعدته الراسخة بين طلبة جامعات حلب واللاذقية ودمشق وكان من أكثر الأحزاب ان كان حزب اليمين أو الأحزاب التي ظهرت مؤخرا الذي أصدر الصحف والمجلات والكراسات السياسية والثقافية والفكرية وقد بدأ لأول مرة في اقرار الوجوب باحياء مناسبة نوروز من خلال الخلايا الحزبية الصغيرة وتوسيع ذلك ليشمل الاحتفال شبه العلني ثم العلني مع تنظيم فرق فولكلورية للمرة الأولى في تاريخ كرد سوريا ( فرق كاوا وخلات وجيا وووو ) .
 بخصوص قضايا الخلاف في الحركة الكردية وأحزابها في البدايات وبخلاف ما ذكره ( الصديق زردشت ) تركزت على مضمون البرنامج والشعار ( كردستاني أم كردي ) وسرعان ماتم تدارك الأمر واتفق الجميع على النأي عن تبعات المسألة القانونية والأمنية ولكن القضية الأبرز في الصراع داخل الحركة كانت ومازالت حتى يومنا هذا مسألة الحقوق القومية هل هي ضمن مبدأ حق تقرير المصير أم لا ؟ وسبل معالجة القضية الكردية من خلال النضال الوطني الديموقراطي وتاليا الثورة السورية أم عبر التفاهم مع نظم الاستبداد ومسألة العلاقة مع كردستان العراق والنهج الذي سطره الزعيم الراحل مصطفى بارزاني وحول كل هذه القضايا كان اليسار الكردي المنبثق عن كونفرانس آب واضحا وصريحا أي مع مبدأ تقرير المصير ومع النضال الوطني والثورة فيما بعد ومع نهج البارزاني .
 خطأ آخر وقع فيه ( الصديق زردشت ) عندما اعتبر أن نظام الأسد الأب ( منح هامشا لحرية الترشح للكرد لانتخابات مجلس الشعب حيث فاز ثلاثة مرشحين ) وحقيقة الأمر أن أجهزة النظام وتحديدا الضابط الأمني – محمد منصورة – وصل الى القامشلي كمسؤول الامن العسكري بمهمة تشتيت وشق صفوف اليسار الكردي المنبثق عن كونفرانس الخامس من آب ونجح جزئيا في استمالة الأحزاب ومجموعة من اليسار وكان الثمن عضوية البرلمان لثلاثة لقاء التفاهم معه ( وكان هناك ترتيبات في كوباني وعفرين من حصة أوجلان ) وعندما التقيت على هامش المؤتمر التضامني العالمي مع الشعب الكردي المنعقد في السويد أواخر عام 1990 مع المرحوم الصديق – كمال أحمد آغا – سكرتير البارتي الديموقراطي الكردي في سوريا أخبرني بتفاصيل مايجري وخصوصا دور منصورة وعزم الكتلة المنشقة عن اليسار على اعلان الانقسام وزاد نحن الثلاثة هنا جئنا بعد الاجتماع مع منصورة طالبا منا عدم اللقاء ( معك بل عزلك ان امكن ) .
 وبخلاف ماذكره ( الصديق زردشت ) فان التواصل الأول بين الحركتين الكردية والعربية كان عبر اليسار الكردي المنبثق عن كونفرانس الخامس من آب منذ عام 1966 حيث وبالاضافة الى العلاقات مع الأحزاب العربية في سوريا كما ذكرنا أعلاه تم التعارف والتعاون مع خلايا حركة فتح في مخيم اليرموك بدمشق وبعد ذلك مع الجبهتين الشعبية والديموقراطية في دمشق ولبنان ومنظمة التحرير والحركة الوطنية اللبنانية حيث كان فرع حزبنا اللبناني من مؤسسي المجلس المركزي للحركة الوطنية اللبنانية ومن المشاركين في جميع مؤسساتها العسكرية والأمنية وتوسعت العلاقات لتشمل فصائل واحزاب عربية في المشرق والمغرب والخليج .
  أخيرا أتمنى على ( الصديق زردشت ) تصحيح معلوماته فان الحزب الذي كنت أترأسه أو كنت قياديا فيه لم ينشأ عام 1980 – 1982 كما يذكره هو بل أنني كنت عضوا بالحزب الديموقراطي الكردستاني – سوريا منذ عام 1958 ومسؤولا عن محلية الطلبة بالقامشلي ثم قياديا بالبارتي اليساري المجدد عام 1965 ورئيسا لحزب الاتحاد الشعبي بعد تغيير الاسم بمؤتمره الرابع عام 1980 الا أن انسحبت من العمل الحزبي نهائيا عام 2003 وكنا أول حزب كردي سوري نوزع الملصقات المناهضة للنظام وضد مخطط الحزام والاحصاء ومن اجل الحقوق في مدينتي القامشلي والحسكة وعلى أثر ذلك تمت اعتقالات وملاحقات عام 1966 .
 

1982 و1980 كيما تأسيس بيين عاميي حيزب "الاتحياد الشيعبي الكيردي" في سيوريا برئاسية صيلاح بيدر الديين، قبل أن يتعيرض الحيزب للانشيقاق في العيام ، ويتيم تأسييس المجموعة المنشيقة 1990 والتيي ضميت كلاً مين فيؤاد عليكيو، وحسين صاليح، وسيعدالدين ميلا، وعبد ا وبنفيس ً يا جدييد ً الباقيي يوسيف، حزب الاسم.
قيام حيزب "الوحيدة" الجدييد بحملية ملصقيات في ذكرى الإحصاء الاسيتثنائي بمحافظية الحسيكة للمطالبية بحقيوق ديين مين الجنسيية السيورية وحيل َّالمجر القضيية الكرديية في سيوريا خيلال ، وكانيت 1996 ،1995 ،1994 أعيوام هيذه الحركية هيي الأولى مين نوعها في تارييخ الحركية الحزبية الكرديية، وانتهت باعتقيال المئيات مين

321
( استفتاء اقليم كردستان – عزل قطر – والحوار السوري )
                                                                       

صلاح بدرالدين


      انفردت صحيفة – العرب اليوم – التي يشرف عليها ( د عزمي بشارة منظر امارة قطر ) بتسمية قرار القيادة الكردستانية العراقية بتحديد تاريخ الاستفتاء على تقرير المصير بقرار " الانفصال " في حين أنه استفتاء الشعب على تقرير مصيره وفي سعي – مزايد ممانع لئيم مفبرك – منها ربطت الانفصال المزعوم بالصراع المحتدم الآن بين معظم دول الخليج ومصر مع قطر متهمة دولة الامارات بالوقوف وراء " الانفصال " متناسية أن الشعب الكردي مثل أي شعب باللعالم من حقه اتخاذ الخطوات التي يراها مناسبة وتخدم قضية حق تقرير المصير بالتوافق والتفاهم مع الشعوب الشريكة وأنه يكافح من أجل حريته منذ مئات السنين وقبل ظهور معظم الدول في المنطقة وخاصة – امارتها – المصطنعة غير الشرعية الخارجة من رحم المؤامرات الغادرة بين العائلة الواحدة تماما مثل غدر مشرفها بشعبه وقضيته الفلسطينية .
-   2 -
من منظور مصالح السوريين وثورتهم ومستقبل قضاياهم وليس من منطلق صراعات النظام العربي الرسمي التي لسنا طرفا مباشرا فيها هل هناك ماهو مفيد في الشروط العشرة التي فرضتها السعودية ومن معها على امارة قطر ؟ وكما أرى فانها لاتتعارض بل قد تفيد في بعض الجوانب فهي تتعلق بقطع العلاقة مع ايران ووقف التعامل مع – الاخوان المسلمين وحركة حماس – ووقف بث قناة – الجزيرة - وتعزيز تفاهمات دول التعاون الخليجي وبايجاز الضغط على جناحي الاسلام السياسي السني والشيعي وادواتهما ووسائلهما المثيرة للفتن .
-   3 -
قرر اليوم ( 7 – 6 – 2017 ) ممثلو 15 حزب وكيان سياسي من المشاركين في برلمان وحكومة الاقليم برئاسة السيد مسعود بارزاني والذين يمثلون المكونات القومية والدينية في كردستان ( الكرد والتركمان و – الكلدان السريان الآشورييون – الأرمن ) بغياب ممثلي كل من حركة – كوران – والجماعة الاسلامية - باجراء استفتاء تقرير المصير في يوم الخامس والعشرين من ايلول – سبتمر القادم و على أن يحدد كل طرف مندوبيه للجنة المشرفة على الاستفتاء التي سيديرها الرئيس بارزاني شخصيا والذي سيكون تحقيق نتائجه واختيار توقيته من مسؤولية القيادة السياسية الشرعية ومع تهانينا ومباركتنا للأشقاء نقول أن ماتقرر هو تعبير حضاري وممارسة ديموقراطية حرة لارادة شعب كردستان العراق في تقرير مصيره ورسم مستقبله .
-   4 -
  كان أول الغيث في الخلاف وقطع العلاقات بين قطر من جهة ومصر والسعودية ومجموعة دول خليجية من الجهة الأخرى قرار د عزمي بشارة ( وهو المستشار غير المعلن في ديوان امارة قطر ) " ترك ما تبقى من العمل السياسي المباشر للتفرغ للبحث والكتابة والإنتاج الفكري " على طريقة : - وكاد المريب أن يقول خذوني – لأنه أحد الذين ورطوا ( الامارة ) في مغامرات سياسية لن تحمد عقباها طبعا لسنا طرفا في خلافات النظام الرسمي العربي ولكننا كنا حذرنا سابقا من ألاعيب أزلامها العاملين في اطر المؤسسات مثل – بشارة – في اثارة الفتن العنصرية ( فكريا ! ) خاصة بين العرب والكرد والتنظير للاسلام السياسي ونهج أخونة ثورات الربيع ومحاربة السلطة الفلسطينية لكل ذلك فان استمراره في ( تنظيراته ) وتمويله لعشرات موظفي المراكز و – الصالونات – الوهمية التي تزود ( الامارة ) بالمعلومات وتدعم مخططاتها يكشف اعلانه المضلل عن ترك العمل السياسي .
-   5 -
يستحق - المنسق العام للهيئة التفاوضية – أرفع الجوائز لاكتشافه الآن وبعد ستة أعوام بأن هناك  " حشودا غير مسبوقة لايران وميليشياتها في سوريا " وقد يكتشف بعد أعوام بأن هناك احتلالا روسيا لسوريا وأن الأولوية  في محاربة ارهاب الدولة باسقاط سلطة نظام الاستبداد وليس التصالح معها وأن الانطلاق في رسم سياسات ( المعارضة الحقيقية ) يجب وبالضرورة أن يستند الى مصالح السوريين وثورتهم وليس الى متطلبات الأجندات الاقليمية والدولية وخاصة النظام العربي الرسمي ومن المأمول أن لايغيب عن ذهنه لأعوام اضافية أخرى وبعد أن يفوت الأوان بأن الطريق الوحيد المؤدي الى معالجة الأزمة والنجاح في مواجهة كل التحديات هو العودة الى الشعب من خلال الاذعان لمايقرره المؤتمر الوطني الجامع المنشود .
-   6-
 مع كل قساوة الظروف الداخلية والمحيطة بسوريا وتحول النظام الى سمسار للمحتلين الايرانيين والروس والميليشيات المذهبية على حساب دماء الشعب والسيادة وتدمير البلد وازاء حقيقة سيطرة الآخر الغريب والأجنبي على مصدر ( تقرير مصير بلادنا ) ودفعنا كأدوات للموت من أجل حروبه الخاصة بالمصالح والنفوذ وأمام فراغ سياسي عميق في الساحة الوطنية وافتقار الى المشروع السياسي الفعال والواضح  وغياب التمثيل الشرعي الوطني والثوري الكاملين للسوريين ومن ضمنهم الكرد ليس أمامنا جميعا الا عدم الالتفات الى صغائر الأمور ومعالجة المضمون وليس القشور وتحويل مشاعر اليأس والقنوط والاحباط الى ارادة نضالية صلبة نحو المزيد من حلقات النقاش والتشاور والحوار وصولا الى بلورة الأسس الفكرية والسياسية للمشروع الوطني العام ووضع اللبنات الصلبة في البناء الجديد لحركتنا الكردية القوية الموحدة .   

322
( مؤتمر وطني – الدولة والنظام – التسليم والاستلام )
                                                                     
صلاح بدرالدين

 ينطبق المثل الدارج " تمخض الجبل فولد فأرا " على ( برنامج الاصلاح ! ) الذي أعلنه الصديق – رياض سيف – بعد توليه الرئاسة لاعادة الحياة الى – الائتلاف – باضافة ممثلين عن اثني عشر فصيل عسكري تحت بند ادعاء ضمان ( أوسع مشاركة في القرار الوطني السوري ) والصديق رياض سيف  المشهود له بمعارضة نظام الاستبداد قبل الثورة يدرك جيدا أن الطريق الوحيد للاصلاح والتغيير يمر بالضرورة عبر المؤتمر الوطني الجامع باشراف لجنة تحضيرية تمثل مختلف المكونات والتيارات الوطنية الديموقراطية من خارج قيادات ( المجلس والائتلاف والهيئة التفاوضية ) التي تكرر فشلها منذ ستة أعوام ولاتملك الحق المشروع في اعادة انتاج نفسها من جديد لأنها ببساطة غير منتخبة من الشعب وليست مخولة من الثورة وكل مايبنى على باطل فهو باطل .
-   2 -
 الرئيس الفرنسي وخلال استقبال ضيفه الرئيس الروسي في قصر فرساي بباريس لم يختلف معه حول ضرورة ( الحفاظ على الدولة السورية ) وبالمناسبة هناك خلط مقصود وتفسير متناقض بين مفهومي – الدولة والنظام – ولايمكن الفصل بينهما في مرحلة مابعد الثورة فالدولة السورية بمعناها القانوني والواقعي هي عبارة عن ( الشعب والأرض والسلطة الحاكمة ) والنظام هو السلطة ومؤسساتها الرئاسية والعسكرية والأمنية والادارية والحزبية وقاعدتها الاقتصادية – الاجتماعية وقد قامت الثورة لاستهداف سلطة النظام وليس ( الشعب والأرض ) والمعنييون بالملف السوري خصوصا ( المجتمع الدولي ) مدركون لهذه التفاصيل ولكنهم يتعامون عن ذلك حفاظا على مصالحهم وتسهيلا لعقد صفقاتهم مع ادارة الأزمة وللأمانة فان ( معارضاتنا من الائتلاف الى الهيئة التفاوضية ) سبقتهم في الالتزام بشعار الحفاظ على الدولة السورية الراهنة .
-   3 -
 من الملفت أن بدايات ثورات الربيع شهدت ثلاثة عمليات " تسليم واستلام " بهدف اجهاضها ومهدت لقيام سلطات الأمر الواقع والردات المضادة الأولى في( القامشلي بجلب مسلحي – ب ك ك - و الثانية في صنعاء بافساح المجال لانقلاب مسلحي الحوثيين والثالثة في الموصل بتسهيل احتلال مقاتلي داعش ) ورغم الحرب على الأصناف الثلاث والضغوط  يرفضون تسليم السلاح خشية العودة الى وضع ماقبل عملية التسليم والاستلام  ويبحثون عن شرعية ما بضمانات اقليمية ودولية حتى لو كان الثمن باهظا وعلى حساب الكرامة الوطنية ومن الثابت وجود ايران ودورها المحوري من وراء الوقائع الثلاث علنا او مواربة والجميع يحاولون استنساخ تجربة حزب الله المصنوعة ايرانيا بادعاء وجوب بقاء السلاح لمقاومة ( الأعداء !؟) حتى لو كانوا وهميين .
-   4 –
بدعوة من " منظمة مسار " و" منتدى سوريا " شاركت بورشة حوارية ( عبر السكايب ) بعنوان :  " القضية الكردية وتداعياتها المستقبلية من الانكار الى الاستحقاق " وكانت الحلقة الأولى التي قدمتها بعنوان : " القضية الكردية في سوريا منذ الاستقلال حتى الثورة السورية " وستكون الأساس النظري والتاريخي للحلقتين التاليتين : رصد القضية الكردية في سياق الثورة والاحتمالات والمآلات المتوقعة والحلول وقد استمرت الندوة أكثر من ثلاث ساعات وكانت غنية بالنقاشات لم تخل من الحماوة طبعا ليس لدى السوريين سوى الحوار للتوصل الى التوافقات حول قضاياهم المستقبلية المصيرية وكم ستكون أكثر نجاحا ومثمرا لوكان المتحاورون على معرفة باتجاهات البعض الآخر مسبقا وملمون بمسائل النقاش ولو التزم الجميع بها بعيدا عن الشخصنة والتجريح والاصرارعلي القراءة الآيديولوجية المتزمتة مع شكري للصديقين نضال درويش وميشيل صطوف على الاستضافة .
-   5 -
قبل أن يجف حبر البيانات المشتركة لقمم الرياض الثلاثة حتى ( لحس الشيخ تميم ) أمير تلك " الدولة العظمى قطر " توقيعه في تصريح أمام حفل تخريج في امارته ليس لأنه معاد ( للامبريالية الأمريكية ) حيث امتدح العلاقة معها ودافع عن قاعدتها العسكرية الكبرى في ( العديد ) بل لأن المجتمعين وضعوا حركات ( الاخوان المسلمين ) في قائمة الارهاب الدولي وكذلك حركة ( حماس ) التي يعتبرها ( الأمير ) الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني كما جاء في نفس التصريح اضافة طبعا الى دفاعه المستميت عن النظام الايراني الموغل في الفتن والجرائم ومن الملفت أن منظر الامارة ( د عزمي بشارة ) قد سبق أميره بنشر تصريح مضلل مطول لوزير خارجية نظام ايران في صحيفته ( العربي الجديد ) والتفسير السريع لكل ذلك – كما أرى - هو مدى تضرر محور ( الممانعة ) وخطط جماعات الاسلام السياسي من ما حصل في الرياض  .

323
مبدأ " ترامب " وقضايا الشعوب
                                                       
صلاح بدرالدين

     من المظاهر الخاصة المميزة في تاريخ النظام الرئاسي الأمريكي ذي الصلاحيات الواسعة والخاضعة في الوقت ذاته لمعايير ورقابة المؤسسات العريقة للسلطة الاشتراعية وخصوصا الكونغرس ارتباط مراحل معينة باسماء رؤساء كان لهم دور ونفوذ في تبديل وتوجيه سياسات الدولة الرأسمالية الأعظم بالعالم من دون قطع الصلة والتداخل بين حقبة وأخرى فهناك سلسلة متواصلة من " مبادىء " رؤساء مثل مبدأ – ترومان -  ونص على «أنه حين يهدّد العدوان، مباشراً كان أو مُداوراً، أمنَ الولايات المتحدة الأميركية وسلامتها فعندئذ يكون لزاماً على الحكومة الأميركية أن تقوم بعملٍ ما لوقف هذا العدوان» ومبدأ – آيزنهاور الذي اعتمد«سياسة الاحتواء»، مستعينا بوزير خارجيته الشهير جون فوستر دالاس المعادي للشيوعية وكان الهدف هو إضعاف هيبة الاتحاد السوفييتي السياسية والصين باعتبار أن الأولى هي القوى الرئيسية المنافسة للولايات المتحدة، والثانية القوة الشيوعية الإقليمية المؤثرة في جنوب شرق آسيا.
 اما مبدأ – نيكسون - وهو يتلخص في عبارة واحدة وهي «فتنمة» الحرب الفيتنامية، أي تصدير الحرب للفيتناميين أنفسهم، فتتولى فيتنام الجنوبية المحمية من الولايات المتحدة مسؤوليتها في مواجهة فيتنام الشمالية والعودة قليلا الى الوراء يقودنا الى ان الاساس في متغيرات النظام العالمي الراهن، يتمثل في المبدأ الذي أعلنه الرئيس الأميركي جورج بوش الابن، والمتضمن ثلاث نقاط: الأولى هي من ليس معنا فهو مع الإرهاب والإرهابيين. والثانية، إعلان الولايات المتحدة الحرب على الإرهاب في كل زمان ومكان، والنقطة الثالثة، تبني الإدارة الأميركية السياسات الإسرائيلية فيما يتعلق بالمقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلي، إذ اعتمدت الإدارة وجهة نظر «اسرائيل» التي تقول «إن أعمال المقاومة هي إرهاب، وأن «اسرائيل» تدافع عن نفسها وهي تشترك مع الولايات المتحدة في محاربته» .
   مبادئ هؤلاء الرؤساء (مبدأ ترومن ومبدأ جونسون ومبدأ نيكسون ومبدأ فورد ومبدأ ريغان ومبدأ كارتر ومبدأ بوش الأب ومبدأ بوش الأبن ومبدأ أوباما ...)، هذه المبادئ تعبر عن طبيعة نظرة الرئيس المخول شرعيا للقضايا الخارجية ومفاصلها ولاشك أن الرئيس الحالي – ترامب – وبكل خصوصياته الشخصية الفريدة والآتي من عالم المال والأعمال يحمل في جعبته مفاهيم وسبل عمل وتوجهات قد تكون جديدة على المسار التقليدي في نادي الرؤساء الأمريكيين السابقين وفي الوقت ذاته منسجمة مع واقع الحالة المضطربة على الصعيد العالمي وانفلات الارهاب من عقاله وتهديده المباشر لمستقبل البشرية .
  فقد ظهر أن المرتكز الأساسي لمبدأ – ترامب – مواجهة الارهاب الايراني في كل مكان واتهامه نظام طهران كمصدر أساسي لأعمال الارهاب والفتنة المذهبية وضرب استقرار البلدان من العراق الى لبنان واليمن مرورا بسوريا وكما يظهر فقد شكل ذلك التوجه ارتياحا في أوساط الوفود العربية والمسلمة ناهيك عن السعودية كبلد مضيف وقد تعهد الرئيس الأمريكي أكثر من مرة وفي أكثر مناسبة على أن الولايات المتحدة لن تسمح بأن تستحوذ ايران على السلاح النووي .
  فمبدأ – ترامب – والذي ظهر جليا بشكل أوضح خلال زيارته الخارجية الأولى حيث اتخذ مسارا مدروسا ينم عن البراغماتية والتعامل مع الظواهر كماهي على غرار عقلية السوق والعرض والطلب فقد تضمنت رحلته ثلاثة محطات رئيسية في السعودية واسرائيل والفاتيكان  جمعت رمزية الديانات السماوية الثلاث ( الاسلام واليهودية والمسيحية ) والتي قد تفسر جوهر رؤيته الى مضامين الصراع في العالم اليوم على أنه مواجهات دينية وحضارية ( وهو أمر مازال مجال الخلاف والاختلاف ) كما أعلن ذلك مواطنه ( فوكوياما ) قبل نحو عقدين من خلال كتابه – صراع الحضارات .
  ولاشك أن مبدأ – ترامب – يتميز بالوضوح ( بغض النظر عن الاتفاق أو الاختلاف معه ) ويستند الى جملة من المسلمات الصريحة والشديدة الوضوح من أبرزها التي أفصح عنها خلال كلمته المرتجلة في المؤتمر ( الاسلامي العربي الأمريكي ) بالرياض أن الغالبية الساحقة من الارهابيين والمتضررين منهم من العالمين الاسلامي والعربي ويجب معالجة ذلك ثقافيا بتعميق الاصلاح في الفكر الاسلامي من الجذور وتصحيح المفاهيم والمناهج وأن لاتنتظر حكومات تلك الدول حتى تحل محلها دولا أخرى في محاربة الارهاب والتطرف وأن تساهم بتكاليف الحرب على الارهاب وأن لاتتردد ولاتنقسم فيما بينها في توصيف ( نظام ايران وحزب الله وحماس ) كقوى ارهابية يجب مواجهتها ومشاركتها أيضا في القوة العسكرية المزمعة تشكيلها ضمن اطار – اتفاق الشرق الأوسط الاستراتيجي – ضد التطرف والارهاب .
 مبدأ – ترامب – الذي خيمت تجلياته على زيارته الى السعودية مع كل حواملها الاقتصادية والعسكرية وبرامجها في تنظيم وتفعيل أفكار التسامح والاعتدال ومحاربة التطرف والارهاب ( والايراني بشكل خاص ) ليس فيما يتعلق بالبلد المضيف بل في الخليج والبلدان العربية والاسلامية شكلت تحولا استراتيجيا عميقا في توجه الادارة الأمريكية الجديدة حيال قضايا المنطقة وستكون لها نتائج ايجابية على المدى المتوسط – كما يرتجىيه المتفائلون  – على القضية السورية بتضييق الخناق على نظام الاستبداد ووقف العنجهية الروسية وفي لجم المد الايراني المذهبي وبتر جذور – داعش والقاعدة – وكسر شوكة التيارات المغامرة بالرغم من تحاشي المجتمعين بالرياض وخاصة الرئيس الأمريكي ملامسة الحالة السورية بشكل واضح وحاسم وتفادي بحث مسؤولية المحتل الروسي والنأي بالنفس عن التشديد في اعلان اسقاط نظام الأسد .
 كما يحمل مبدأ – ترامب – أمرا مستجدا بخصوص التعامل مع جماعات الاسلام السياسي ورأى متابعون ممن تفاعلوا مع رئيس مركز "اعتدال" الذي شيد خلال الزيارة كمؤسسة أمنية اعلامية ثقافية تستهدف الارهاب أن اتهاماته تأتي بمثابة إعلان صريح على "أن المركز لن يركز على مواجهة جماعات العنف المتطرفة مثل داعش والقاعدة فقط، بل سيركز أيضاً على جماعة الإخوان المسلمين، التي أدرجتها السعودية في 2014 على قائمة المنظمات الإرهابية" وقد اعتبر – ترامب – في كلمته حركة – حماس – الاخوانية منظمة ارهابية وبخصوص القضية الفلسطينية أكد أمام الفلسطينيين والاسرائيليين بأنه سيسعى الى تحقيق سلام عادل في المستقبل القريب وهذا التوجه المستجد حال دون حضور الرئيس – أردوغان – ودفع – أمير قطر – الى الاحتجاج واعلان التمرد على بيان مؤتمرات القمم في الرياض .
 بخلاف تلك الاشارة السريعة المقتضبة حول مشاركة قواته في محاربة داعش في الموصل الى جانب " الكرد والسنة والشيعة " لم يتطرق الرئيس في جميع خطاباته وتصريحاته الى القضية الكردية في المنطقة التي كما يظهر ليست ضمن بنود ( مبدئه ) مع أن الكثيرين كانوا ينتظرون التفاتة الى أوضاع الكرد في العراق وسوريا ومن المرجح أنه تحاشى الخوض في تلك القضية من منطلق الحفاظ على مصالح بلاده وتجنبا للاحراج أمام حلفائه من الدول المعنية بالقضية الكردية وحتى لايستفز أطرافا فاعلة في المنطقة .
  بالنهاية ماتم في الرياض هو تجسيد التقاء مصالح آنية وترسيخ آليات لتعزيز الشراكة وادامتها بين الدولة الأعظم والأنظمة الحاكمة في البلدان العربية والاسلامية وتصحيح أمريكي لنهج – أوباما -  الانعزالي المسيء للعلاقات الشرق أوسطية ( وقد تفلح أو تخفق ) ومايتعلق بشعوب المنطقة المغلوبة على أمرها مثل الكرد والفلسطينيين والسوريين وغيرهم فقد خبروا العالم والدول العظمى والكبرى والصغرى عبر تاريخهم وتجاربهم الطويلة المؤلمة وواكبوا مراحل وأوقاتا عصيبة تعرضوا فيها الى الكوارث بسبب الصفقات التي تمت على حسابهم من جانب أنظمة وحكومات تلك الدول .
.

 
 

324
المصير الكردي بين الرؤيتين الرومانسية والواقعية
                                                                                                 
صلاح بدرالدين

     الخطاب الرومانسي المنطلق من طموحات انسانية لاحدود لها وبكل مشروعيته الحقوقية وأحاسيسه الوجدانية النبيلة موغل أغلب الأحيان  في الخيال العفوي يتخطى الواقع ويتجاهل العوائق والمعادلات السياسية القائمة التي تحميها وترسخها جيوش وأجهزة الأنظمة والحكومات والمجتمع الدولي وهيئات منظمة الأمم المتحدة وقد أنتج هذا الخطاب بالساحة الكردية عامة والكردية السورية على وجه الخصوص جملة من الطروحات والشعارات قد تنفس عن كرب مهموم وتفرح المغموم في لحظتها من دون أي أثر يذكرعلى الواقع المعاش والمعادلات السائدة ومن المؤكد ستكون لها أثارا عكسية في معظم الأحيان .
ومن تجليات ذلك الخطاب الرومانسي ما نقرأه ونسمعه في الاعلام ووسائل التواصل الاجتماعي يوميا من جانب أناس من الكرد السوريين تحديدا الذين لايقررون مصير كرد سوريا فحسب بل مستقبل كردستان العراق أيضا بالنيابة عن شعبه : ( الدولة الكردية المستقلة على الأبواب – كردستان المستقلة من جزئي العراق وسوريا الموصلة الى البحر الأبيض المتوسط ثم كونفدرالية مع اسرائيل - الحاق منطقة الجزيرة السورية باقليم كردستان العراق واعلان الدولة – دولة كردستان المستقلة ستحظى باعتراف دولي واسع وحماية عسكرية من اسرائيل والسعودية – ووووو) .
  أما الخطاب الكردي الواقعي فيستند الى مبدأ حق تقرير المصير الكردي مثل أي شعب بالعالم صغيرا أم كبيرا كمسلمة ثابتة ويتعامل مع الوقائع المحلية والحدود الدولية وحقائق القانون الدولي ودوروتأثير مصالح القوى والدول بصورة موضوعية ويرى أن للكرد كشعب في أي جزء ومكان الحق في اقرار مصيره حسب ارادته الحرة آخذا بعين الاعتبار ضرورات توفر الشروط الذاتية والموضوعية الداخلية والخارجية لأية خطوة باتجاه تقرير المصير ويعتقد أن أي حل للقضية الكردية في أي جزء وبلد لايمكن أن يكون ناجزا وعادلا ودائما الا بتوفر شروط ثلاث : الأول نوع من الاتفاق الطوعي والاجماع القومي بين غالبية القوى والفعاليات في الحركة الوطنية الكردية والثاني التوافق مع الشريك العربي السوري من القوى الديموقراطية والثالث وجود نظام وطني ديموقراطي ضامن دستوريا للحل المنشود .
 عودة الى الشروط الآنفة الذكر لتوضيح أن المناطق الكردية السورية الأساسية أصبحت شبه فارغة خاصة من العنصر الشبابي في حين كانت نسبة الشباب قبل خمسة أعوام أكثر من ستين بالمائة وتكرس الانقسام السياسي وانتقل الى العداء بين الفئات الاجتماعية وقيادات الأحزاب ذات المصلحة في تسعير الصراع التناحري ولم تعد قضايا الكرد السوريين مجال بحث بل أن الطاغي هو التعبير بالوكالة عن مصالح ورؤا وأجندات الآخرين من أنظمة اقليمية حاكمة أو مراكز قومية لذلك لانجد بين الأطراف الحزبوية المتصارعة من يحمل المشروع الوطني الكردي السوري أو أي برنامج واضح لحل القضية أو يجسد الشخصية الكردية السورية المستقلة هناك فقط مزايدات ومناقصات كلامية فارغة من أي محتوى فكري – ثقافي – سياسي .
  على الصعيد الوطني السوري وبالرغم من الانفتاح الواضح على الحقوق والمطالب القومية الكردية من جانب الثوار وتنسيقيات الشباب وقطاع واسع من منتسبي الجيش الحر في بدايات الانتفاضة الوطنية السورية الا أن سيطرة القوى والأحزاب والتيارات التقليدية الاسلامية والقومية والشيوعية والبعثية على مقاليد الثورة وضعت نهاية لذلك الانفتاح حيث بدأنا نسمع من يريد نفي الوجود الكردي التاريخي ناهيك عن الحقوق وكأن هؤلاء يزكون ماقام به نظام الاستبداد من تنفيذ مخططات عنصرية سابقة مثل حرمان الكرد من حق المواطنة وتعريب المناطق وتغيير التركيب الديموغرافي لذلك من الصعب أن نجد قواسم وتوافقات حول الحل العادل للقضية الكردية .
  أمام هول وزخم الأحداث الكبرى في الاقليم والعالم وحدوث الكوارث جراء عمليات الارهاب وازاء تحديات خلط الأوراق وتخطي القيم الأخلاقية وتشويه الوجه المضيء للمبادىء والقيم الانسانية والحقوقية تبقى الحفاظ على واحياء المشتركات السامية بين بني البشر كمسلمات تنير دروب الحرية والسلام والعيش المشترك مثل مبدأ حق تقرير مصير الشعوب والأقوام والنظام الديموقراطي والتوافقات الوطنية والحوار السلمي ونبذ العنف والنزعات العنصرية والطائفية وشوفينية القومية الأكبر وفي هذا السياق يجب وبالضرورة اتخاذ الحيطة والحذر من مغامرات تيارات معينة بالحركة الكردية وبسبب قراءات خاطئة للخارطة السياسية المحلية والاقليمية والدولية التورط الانتهازي في استغلال الفرص حتى لو كان الثمن ارتزاقا وتحويل الشباب الكردي وقودا لأجندة الآخرين والقفز فوق المراحل التاريخية وتعظيم شأن مظاهر " الأمر الواقع المؤقت وكأنه أزلي " لمصالح حزبوية ضيقة ماتلبث أن تتحول وبالا على المجموع .
 بخلاف الذين يريدون ارباك الساحة الكردية عن سابق اصرار وينفذون مخططات الأعداء في " تكريد الصراع " وتسعير الفتن القومية مع الشعوب التي يتعايش معها الكرد ويزعمون أن كردستان تمر من – الرقة - وهم منضوون في التيارات المغامرة هناك فقر وضحل فكري وثقافي يدفع البعض من السذج الى الرومانسية المغالية بحيث يتعاملون مع المسألة القومية الكردية بمنظار نهايات القرن التاسع عشر وغاب عن هؤلاء أن مرحلة ( الحركة القومية الكردية الموحدة ) خلال الامبراطورية العثمانية قد انتهت منذ زمن بعيد بعد تقسيم شعوبها من دون انقطاع صلات النسب والانتماء الى القوم الواحد طبعا وأن هناك حركات كردية في كل جزء من الأجزاء الأربعة لها تاريخها وظروفها ومنشؤها وخطابها السياسي وبرامجها وقادتها ووضعها الاجتماعي الخاص بها كما هو الحال مع العرب الموزعون في 22 دولة كمثال .
 حتى الرومانسييون الكرد المتشددون تجاه – سايكس – بيكو – والمتحمسون في الوقت ذاته لتفكيكها يغيب عن أذهانهم أن تلك الاتفاقية الدولية بين فرنسا وانكلترا وروسيا القيصرية وفي ما يتعلق بالكرد لم تلغي دولة كردية قائمة بل كانت نتيجتها توزيع الكرد بين أربع دول بدلا من امبراطوريتين ( العثمانية والصفوية ) ومطالبتهم باعادة النظر فيها ( من دون مطالبات جديدة اضافية ) تعني اعادة كرد سوريا والعراق مجددا الى تركيا كامتداد لامبراطورية بني عثمان .
 أما في مسألة المراهنة المفرطة على الخارج ( أمريكا والغرب واسرائيل ) لانجاز حق تقري المصير الكردي فلاأرى جدوى من ذلك ليس لأن الشعب الكردي لايستحق المساعدة في تحقيق الطموحات المشروعة مثل أي شعب مضطهد آخر وليس من باب الاستهانة بالعامل الخارجي ولكن لسبب جوهري آخر وهو أن مصالح تلك الجهات الخارجية لاتتطابق آنيا مع مصالح الكرد بل تميل باتجاه التصالح والتفاعل مع دول قائمة غنية قوية ذات نفوذ بالشرق الأوسط عداد سكانها أكثر من 500 مليون ومنها من تقتسم الكرد وتضطهدهم فهل هناك حافز – كردي – وجيه راهنا لاستمالتها ؟ لاأظن ذلك والمثال الأقرب أن رئيس الولايات المتحدة وفي كل خطاباته في ( قمم الرياض  ) ولقائه مع ممثلي أكثر من 55 دولة وشعب بالشرق الأوسط ماعدا الكرد لم يشر الى الحقوق الكردية  لامن قريب أو بعيد . 
 البيت الكردي في كل جزء مفكك الى درجة الانهيار والاحتراب الحزبي والصراع التناحري وعلى الصعيد القومي ليس هناك من رابط سياسي منظم أو مؤسساتي جماعي بين كرد الأجزاء الأربعة سوى المشاعر والمجاملات التي - لاتغني ولاتسمن من جوع – في بعض الأحيان والعداء وتخوين البعض في أكثرها وبطبيعة الحال فان مسؤولية ذلك تقع على عاتق الأحزاب الكبيرة وأمام صلف التيار المغامر بالحركة الكردية ومضيه في التدمير فان التيارات الديموقراطية والمعتدلة لم تتخذ أية خطوة لرص الصفوف ولادارة الصراع الفكري والثقافي والسياسي للحد من مخاطره .
 وهكذا في الوقت الذي لايجوز الاستسلام للواقع المؤلم هذا وأمام وهن حبال العامل الخارجي فان العامل الذاتي الكردي في أضعف حالاته ولم تكتمل شروط قوته بل يعاني الأزمات والأمراض والتحديات والأولوية كما أرى لمعالجة الذاتي بالعمق ومن ثم الانتقال الى الموضوعي الخارجي وهنا فان الاجراء المفتاحي هو العمل الجاد المتفاني من أجل اعادة بناء الحركة الوطنية الكردية وأخص هنا السورية والبحث لاستكمال مهام اعادة تنظيم الكتلة التاريخية من الوطنيين والحراك الشبابي الثوري والمستقلين وتتويج تلك المهام بمؤتمر وطني لصياغة البرنامج السياسي وانتخاب القيادة الكفوءة النزيهة لمواجهات التحديات وتحقيق الأهداف  .
 
 





325
زيارة – ترامب – وقضايا أخرى
                                                               
صلاح بدرالدين

 عودة الى زيارة الرئيس – ترامب – الى السعودية وردا على منتقديه بخصوص مصارحته لقادة الخليج حول جملة من الأمور المحقة  من بينها : 1 – أن الغالبية الساحقة من الارهابيين والمتضررين منهم من العالمين الاسلامي والعربي ويجب معالجة ذلك ثقافيا بتعميق الاصلاح في الفكر الاسلامي من الجذور وتصحيح المفاهيم والمناهج . 2 – أن لاينتظروا حتى يحل محلهم دولا أخرى في محاربة الارهاب والتطرف . 3 – أن يساهموا بتكاليف الحرب على الارهاب . 4 – أن لايترددوا ولاينقسموا فيما بينهم في توصيف ( نظام ايران وحزب الله وحماس ) كقوى ارهابية يجب مواجهتهم . 5 – مشاركتهم في القوة العسكرية المزمعة تشكيلها ضمن اطار – اتفاق الشرق الأوسط الاستراتيجي – ضد التطرف والارهاب .
-   2 -
 زيارة الرئيس الأمريكي الى السعودية وحواملها الاقتصادية والعسكرية وبرامجها في تنظيم وتفعيل أفكار التسامح والاعتدال ومحاربة التطرف والارهاب ليس فيما يتعلق بالبلد المضيف بل في الخليج والبلدان العربية والاسلامية تحول استراتيجي عميق في توجه الادارة الأمريكية الجديدة حيال قضايا المنطقة وستكون لها نتائج ايجابية – كما يرتجى – على القضية السورية بتضييق الخناق على نظام الاستبداد ووقف العنجهية الروسية وفي لجم المد الايراني المذهبي وبتر جذور – داعش والقاعدة – وكسر شوكة التيارات المغامرة وتحسين أحوال شعوب المنطقة وبينها الشعب الكردي والسؤال الأهم : هل بقدرة حركات شعوب المنطقة بحالتها الراهنة وخاصة الشعبان السوري والكردي الاستفادة من نتائج تلك التحولات  ؟ .
-   3 -
كواجب انساني أخلاقي وتماشيا مع مقولة " ارحموا موتاكم " أترحم على الراحل – نوشيروان مصطفى – الذي كنا على خلاف معه منذ أن كان مواليا مع حزبه لنظام حافظ الأسد ثم لايران بعد اندلاع الثورة السورية ولكن مالفت نظري في فعاليات تأبينه بعد أن ووري الثرا كيف أن المتطرفين من اليمين واليسار يلتقون بسهولة فزعيم حركة – كوران – طرح نفسه نظريا في موقع أقصى اليسار المغامر واقتصر تأبينه على ثلاثة من عتاة اليمين المتطرف من ممثلي الاسلام السياسي السني والشيعي المطعم بنكهة ايرانية ( عمار الحكيم – صلاح الدين بهاء الدين – على بابير ) والذين نفخوا في نار الفتنة وتصرفوا وكأنهم ليسوا في ظل حكومة فدرالية شرعية بل في جزء من بلد آخر وحتى جنازته استثمروها لمصلحة أجندات الآخرين .
-   4 -
قبل قليل كتب أحد الأصدقاء أن وفد ( المعارضة ) الى جنيف – 86 – شخصا أي أكبر من وفد النظام بتسع مرات ( بالمناسبة كلما يزداد عداد الوفد يتناقص عدد وفد المجلس الكردي ) ومن الآن هناك استعداد لجنيف 7 وقد يزداد العدد مادامت المسألة مجرد ( سياحة تفاوضية ) علما لم يسمع السورييون شيئا بعد كل هذه الجولات عما يدور هناك حول معاناتهم الانسانية وتعرضهم للموت والدمار على مدار الساعة وبشأن المعتقلين والأسرى والمهجرين والنازحين وقبل هذا وذاك مستقبلهم ومصير نظام الاستبداد وعلى مايبدو فان سر بقاء نظام الآسد حتى الآن يعود الى وجود مثل هذه (المعارضة ) البائسة .
-   5 -
..المقالة الأخيرة ( المدفوعة الثمن كدعاية) التي نشرت باسم احد مسؤولي – ب ي د – في المجلة الأمريكية ( فورين بوليسي ) تتضمن اعترافا صريحا بتبعيتهم للحزب الأم والادعاء انه تخلى عن الفكر الاشتراكي وأصبح ليبراليا !! كتسويق له لدى الرأي العام الغربي ولكن الهدف الأساسي من نشره كان الاساءة المتعمدة الى قيادة ورئاسة اقليم كردستان العراق ونعتها بأكثر العبارت دونية ونفي وجود أي انجاز لشعب كردستان العراق والادعاء الرخيص على أن نهج ( ب ك ك ) هو البديل القومي في جميع أجزاء كردستان طبعا من دون التطرق الى ممارساتهم القمعية وانتهاكاتهم لحرية الجماعات والأفراد التي يندى لها الجبين ضد شعبنا الكردي في سوريا وتحولهم الى بنادق للايجار لدى أنظمة الاقليم والعالم .

326
عن " فصلة يوسف " وأمور أخرى
                                                                   
صلاح بدرالدين

كنت ومازلت أعتقد أن سلطة – ب ي د – تستخدم مسالة ( الاعتقال واطلاق السراح ) وسيلة دعائية من جهة ومحاولة في تحويل أنظار الناس عن القضايا المصيرية وفي مقدمتها مواجهة النظام وأعوانه وهي من بينهم لذلك لست مع مواكبة ( اعتقل فلان وتحرر فلان ووو ) واعتبارها الشغل الشاغل والقضية الوحيدة كما تسعى اليه سلطة الأمر الواقع أما مايتعلق الأمر باعتقال المناضلة الوطنية الأبية السيدة فصلة يوسف فلايجوز السكوت عليه لأنها الرمز النسائي المميز لحركتنا الوطنية الكردية سليلة خويبون والحزب الديموقراطي الكردستاني ( حزب أبو أوصمان ود ظاظا ) وكونفرانس الخامس من آب والحراك الثوري المشارك بالانتفاضة السورية والتصدي لدكتاتورية أتباع قيادة – قنديل – المغامرة فالحرية لفصلة يوسف وكل المعتقلين المخطوفين .
-   2 -
هناك ( معارض ) مغمور خرج أيام زمان على حزبه ( الشيوعي ) لمصلحة البعث الحاكم مثل كثيرين نجدهم الآن ( معارضون ) والموما اليه شهير بقوة حاسة الشم لديه ومن أين يؤكل الكتف ولاتتوفر فيه شروط ( الشخص الأول والثاني والثالث ) في أية مؤسسة لذلك فهو يزاول مهنة التطبيل لهذا والتنظير لذاك يتلاعب بالمبادىء ان قضت مصلحته يبيع أصدقاءه بأبخس الأثمان صفق طويلا للاخوان المسلمين وصار كاتبا لوجيه القبيلة يمتدح من يعرف أصول الدفع يختبىء في الزوايا ويظهرعند قدوم رئيس جديد ( للائتلاف ) ليعرض خدماته بحسن النية ليعلقه بصنارته ثم ينقلب عليه بسهولة ياله من منافق مخادع فمن هو ياترى ؟
-   3 -

قبل ستة أعوام وخلال اكتمال الانتفاضة الوطنية السورية السنة الأولى من عمرها لم تكن هناك حاجة للتمييز بين مصطلحات ( الانتفاضة والثورة والمعارضة ) فكل منتفض وكل متظاهر محتج وكل تنسيقية شبابية معلنة أو قيد الانشاء والتفعيل وكل جندي حر مقاتل مدافع وكل ضابط أو ضابط صف ملتحق بصفوف الشعب وكل مثقف وكاتب ومفكر ومناضل وطني يكتب ضد الاستبداد وكل اعلامي أو صحافي يناصر خصوم النظام ويدعو الى التغيير وكل فرد من سكان المدن والريف وكل ناشطة وناشط في صفوف الشعب وكل مواطن سوري عربيا كان أم كرديا أم تركمانيا أم مسلما أم مسيحيا يتمنى الخلاص وينشد الحرية نعم كل واحد من هؤلاء كان يستحق أن يطلق عليه صفة الثائر اوالمعارض من دون حرج لأن الجميع التزموا بصدق وعفوية بالهدف الأساسي وهو اسقاط الاستبداد واجراء التغيير الديموقراطي السلمي .
-   4 -
لست في وارد الدفاع عن صلاح الدين الأيوبي الذي لعب دورا كبيرا في تاريخ شعوب المنطقة قبل أكثر من ثمانية قرون وواكبه وكتب عن سيرته الحربية والانسانية والأخلاقية وفتوحاته وعدالته ثلاثة من أهم المؤرخين في زمانه وهم عرب وليسوا كردا وتناول تفاصيل حقبته بشكل ايجابي آلاف الكتاب وعلماء التاريخ من أهل المنطقة ومن الأجانب وأخرهم كان كتاب الأمريكي ( جيمس روستون الابن ) – 2002 - حول صلاح الدين وترجمه د رضوان السيد فقط وبحسب معرفتي بعض الكتاب ( الشيعة ) حاولوا تشويه سيرته بدافع مذهبي ومن خلال تسييس التاريخ لن أدخل التفاصيل فلست مؤرخا ولكن الرجل كان ومازال في عداد الرموز الذين وحدوا شعوب المنطقة وخصوصا الكرد والعرب تجاه العدوان الخارجي وهذا كاف للحقد عليه من جانب الأشرار .
-   5 -
بحسب صحيفة – نيويورك تايمز – الواسعة الاطلاع هناك مقايضة لاطلاق يد – ب ك ك – في سوريا وضربه في العراق حتى طرده وفي ذات السياق أكد وزير الدفاع الأمريكي بأنهم سيطمئنون تركيا حول موضوع السلاح الممنوح لقوات – ب ي د – ضمن – قسد – وفي الموضوع نفسه يؤكد القيادي في – ب ك ك – رزا آلتون بأن من يسيطر على الرقة سيسيطر على سوريا بالكامل فهل مايجري انتقال القوى العسكرية الباقية في جبال قنديل مع القيادات الى مناطق سورية ؟ وهل مايجري الحديث عنه جزء من المقايضة ؟ خاصة وأن المسالة تعني أطرافا عديدة بينها اقليم كردستان والعراق وسوريا وايران وتركيا ومصير كرد سوريا وحركتهم الوطنية .

327
حان الوقت لاعادة تعريف " المعارضة "
                                                               
صلاح بدرالدين

  قبل ستة أعوام وخلال اكتمال الانتفاضة الوطنية السورية السنة الأولى من عمرها لم تكن هناك حاجة للتمييز بين مصطلحات ( الانتفاضة والثورة والمعارضة ) فكل منتفض وكل متظاهر محتج وكل تنسيقية شبابية معلنة أو قيد الانشاء والتفعيل وكل جندي حر مقاتل مدافع وكل ضابط أو ضابط صف ملتحق بصفوف الشعب وكل مثقف وكاتب ومفكر ومناضل وطني يكتب ضد الاستبداد وكل اعلامي أو صحافي يناصر خصوم النظام ويدعو الى التغيير وكل فرد من سكان المدن والريف وكل ناشطة وناشط في صفوف الشعب وكل مواطن سوري عربيا كان أم كرديا أم تركمانيا أم مسلما أم مسيحيا يتمنى الخلاص وينشد الحرية نعم كل واحد من هؤلاء كان يستحق أن يطلق عليه صفة الثائر اوالمعارض من دون حرج لأن الجميع التزموا بصدق وعفوية بالهدف الأساسي وهو اسقاط الاستبداد واجراء التغيير الديموقراطي السلمي .
 ولان كل هؤلاء مجتمعين ولأسباب موضوعية وذاتية قد لاتقتصر على الحالة السورية فقط بل تنسحب على ظاهرة ثورات الربيع برمتها المتسمة بالعفوية وعدم النضوج وقلة الخبرة ولامجال للدخول في صلبها الآن نقول أنه قد فات على هؤلاء جميعا من الذين ذكرناهم اعلاه جماعات وأفرادا اتخاذ الحيطة والحذر والمبادرة في تنظيم الصفوف وتشكيل قيادة مركزية سياسية – عسكرية وصياغة البرنامج الوطني الديموقراطي ووضع الاستراتيجية الصلبة والتكتيك المرن مما أصبحوا في مرمى شرور ومناورات الأحزاب الأيديولوجية التقليدية الاسلامية منها والقومية والشيوعية والتي تسلقت وتسللت مع كل أجندتها الاقليمية الخارجية وامكانياتها المادية التي وفرتها أنظمة أكثر استبدادا من نظام الأسد ليس من أجل تحقيق أهداف الشعب السوري وثورته بل في سبيل اجهاض أهم وأعظم ثورة وطنية ديموقراطية في موجات ثورات الربيع .
  لم يمض عامان على الثورة حتى تتالت موجات أصحاب المصالح الخاصة من جماعات الاسلام السياسي وخدمها من عناصر ( ليبرالية وقومية وشيوعية ) ومن ثم الوافدين من صلب نظام البعث الحاكم  لتستولي على مقدراتها وتسطو على اسمها وتزيح كل الثوريين والمناضلين الشرفاء وبالأخص نشطاء الجيش الحر الذي كان بمثابة العمود الفقري لها ثم تم الانتقال الى صيغة " المعارضة " السياسية متجسدة  في ماسمي ( بالمجلس الوطني السوري ثم الائتلاف ) الذي شكل المحاولة الأولى على طريق " أخونة " الثورة وأسلمتها مع كل مايتطلب من تفاعل واندماج في خطط وبرامج النظامين القطري والتركي اللذان شكلا مرتكزا ماليا وجغرافيا للانطلاق نحو الامساك بدفة ثورات الربيع وخصوصا السورية منها حصل ذلك أمام مرأى ومسمع وارتياح البلدان الأوروبية وأمريكا والنظام العربي الرسمي .
  بمرور الزمن ومع كل معاناة السوريين التي لامثيل لها تحولت " المعارضة " الى جزء مكمل للأطراف الاقليمية والدولية العاملة على ( ادارة الأزمة ) وليس دعم الشعب السوري ومساعدة ثورته وغادرت مواقع الثورة وأهدافها وشعاراتها بل أصبحت وكيلة الأطراف الداعمة لها وممثلة لسياساتها ومنذ قيام ( الهيئة التفاوضية العليا ) عقب مؤتمر – الرياض – تحولت- المعارضة – الى مؤسسة فنية شبه نظامية لاعلاقة لها بالثورة والنضال الوطني تتلقى أوامر السفر والمشاركة والانسحاب وطريقة الحديث وشكل ومضمون الخطاب السياسي والموقف من عواصم معينة بالنظام العربي الرسمي .
 منذ اتفاقية – فيننا – وماقبلها وفي كل مؤتمرات – جنيف – التزمت " المعارضة " بشكل ثابت بوجوب الحفاظ على مؤسسات النظام العسكرية والأمنية والاقتصادية والسيادية والاستعداد للعمل مع نظام الأسد في حكومة مشتركة أي وبالتفسير الحقيقي التخلي عن اهداف وشعارات الثورة وكان عليها مكاشفة السوريين بهذه الاستدارة التراجعية المنحرفة وليس تضليلهم أو الرجوع الى الشعب من خلال مؤتمر وطني جامع لتقرير المصير ومواجهة المستجدات .
 هذه " المعارضة " التي طرحت نفسها – نظريا – كممثل شرعي وحيد للشعب والثورة هي من تتحمل كل التراجعات العسكرية والاخفاقات السياسية وهي المسؤولة عن تشتت تشكيلات الجيش الحر وسيطرة الاسلام السياسي على المقدرات وضياع القضية السورية وحتى المواجهات الدموية بين الفصائل العسكرية المحسوبة عليها وأكثر من ذلك فانها المسؤلة عن الاشكاليات التي رافقت أداء الفصائل العسكرية التي شاركت اجتماعات – أستانا – وهي من ضللت السوريين بتحويل المحتل الروسي من عدو الى محاور ووسيط وشريك ناهيك عن تحملها وزر كل الخطايا والردات المضادة التي تحصل كل يوم الى درجة فقدان الأمل من جانب معظم السوريين .
 ومايتعلق بالكيانات السياسية والحزبية االعاملة باسم المعارضة منذ ستة أعوام والتي ظهرت بمعزل عن الشرعيتين الشعبية والثورية وأغلقت الأبواب أمام الحراك الشبابي والوطنيين المستقلين وأخفقت في تحقيق أهداف الثورة وأية انجازات وخطوات تذكر وعجزت عن اجراء المراجعة النقدية عبر المؤتمر الوطني الجامع وكمثال : ( المجلس السوري والائتلاف والمجلس الكردي ) فلن تعاد الروح اليها بتنصيب شخص محل آخر من الطينة ذاتها فهي أحوج ماتكون الى التغيير برنامجا وقيادات وسياسات ولاأعتقد أن ( حفلات التسليم والاستلام ) بالشكل المتبع ستهم السوريين أو تجلب انتباههم أو تعيد اليهم أي بصيص من الأمل .
  ازاء تلك الحقائق ليس أمام الوطنيين والمثقفين وجميع أنصار الثورة السورية الا مراجعة بالعمق لمفهوم " المعارضة " وايجاد صيغة أخرى لتسمية من كانوا يوما ما من " المعارضة " وفي صفوف الثورة ولو بالكلام وهل يجوز أن يكون ( المعارض ) غير مؤمن بأهداف الثورة وأقرب الى النظام ووضع حد فاصل ونهائي لعملية التضليل الممنهجة الجارية منذ أعوام .
 
 

328
 
مؤتمر الدوحة ومدى صدقية المضيف
                                                               
صلاح بدرالدين

 لقد أثار انتباهي ماكتبه الكاتب والباحث الكردي السوري الدكتور محمود عباس حول مؤتمر الدوحة الأخيرومدى صدقية ( مركز الأبحاث ودراسة السياسات ) ورئيسه د عزمي بشارة بشأن القضية الكردية والعلاقات العربية الكردية وقد أصاب كاتبنا كبد الحقيقة وأشعرنا جميعا بالتنبه والحذرالى مايجري بالخفاء تحت أسماء وعناوين وكليشيهات علمية وثقافية وأتفق معه  أن انطلاقة المركز هذا تزامنت فعلا مع مخطط أخونة ثورات الربيع منذ عام 2011 تاريخ انشاء المركز بتعاون قطري – تركي وأن رئيس المركز القوموي الشوفيني تخلى عن فلسطينيته وعقيدته لقاء بحبوحة العيش في ظل البترودولار .
  كما أرى واضافة الى أهداف زعزعة الاستقرار وتخريب العلاقات بين شعوب ومكونات المنطقة التي يحاول المركز تحقيقها هناك هدف أساسي آخر وهو جمع مايمكن من المعلومات للدولة الراعية حول ألوان وأطياف بلدان المنطقة وفهم نبض الشعوب وأمزجتها وهذا مايفسر دعوة الكم الهائل من الباحثين والكتاب من مختلف الأقوام والطبقات والتيارات وصرف الأموال الطائلة من دون حدود بشأنها .
 قبل فترة وفي احدى المناسبات وخلال التقائي بأحد الأصدقاء الكويتيين وهو باحث ومفكر وفي معرض الحديث عن ( نشاطات قطرية عبر رجلهم عزمي بشارة ومركزه " العربي للأبحاث ودراسة السياسات " ) أخبرني بأن امارة قطر تحذو حذو اسرائيل في انشاء ( بنك المعلومات ) وجمع مايمكن من الأخبار حول الدول والشعوب والقوميات والأحزاب والمنظمات والأفراد من المعارضات والموالات والأديان والمذاهب والمسائل الأمنية والعسكرية والاحصائيات وذلك من أجل الاتجار بها في عالم المقايضات والصفقات وتسخيرها لأهداف الامارة وخدمة مصالحها فهي تتمتع بعلاقات متشعبة متناقضة شكلا مع اسرائيل وترعى حركة حماس ومولت نظام الأسد وتمول حزب الله وحليفة لتركيا وتتواصل مع ايران ومن أجل أن يتم ذلك باتقان وسلاسة لابد من اقامة منظومات تحت أسماء مراكز البحث ومؤسسات ثقافية وعلمية والاعتماد في ذلك على خبراء ومنفذين من كافة الملل والنحل والأديان وقد وجد عزمي بشارة ضالته بالسوريين منذ عام 2011اريخ انشاء مركزه ( الأمني وليس الثقافي ) الذين ضاقت بهم سبل العيش فوظف بعضا منهم برواتب مميزة مغرية في مركزه وفي عشرات المراكز الأخرى الموزعة في بعض المدن التركية التي يتواجد فيها السورييون والعواصم العربية وتجد بين هؤلاء الموظفين العربي والكردي والمسيحي والدرزي والشركسي والتركي والايراني والقومي والاسلامي .
 كان لافتا في مؤتمر المركز الأخير ( 25/04/2017) حول الكرد والعرب حضور عشرات الكتاب العرب المعادين للحقوق الكردية المشروعة وبينهم بعثييون وقومييون متطرفون واتباع الاسلام السياسي الذين يلتقون مع الشوفينيين حول القضية الكردية في سوريا والعراق حتى يظهر للرأي العام من خلال الاعلام – المسخر من قناة الجزيرة وغيرها –الموقف القومي الشوفيني الرافض لحق الكرد في مبدأ تقرير المصير وتقزيم القضية الكردية وطرح مفاهيم خاطئة حول التاريخ الكردي وجغرافية مناطق تواجده وأصوله مع استحضار مجموعة كردية مختارة بعناية ودراسة ( كشاهدة زور ) بحيث لاتغير من المعادلة شيئا .
والملفت أن الندوة جاءت بعد الغاء رئاسة اقليم كردستان العراق ندوة مماثلة كانت مخططة لها ان تعقد باربيل في ( 14 – 15 – أيار – مايو 2016 ) بعد أن قامت الجهات القطرية – الاخوانية وعبر المدعو– عبد الباسط سيدا – وبمساعدة من وراء الستار من جانب صاحب ( مركز الدراسات الاستراتيجية بعمان ) وهو عراقي من احد شيوخ السنة وصديق للقطريين تمريرها من خلال ايداع مبلغ كبير من المال لدى أحد المتنفذين لعقد الندوة ولكن يقظة سلطة الاقليم حالت دون تمرير تلك الخطة القطرية الاخوانية وبالرغم من محاولات الموما اليه حيث سافر الى اربيل لحل المشكل ولكن لم يستقبله احدا من المسؤولين ثم خطط لعقد الندوة بالدوحة كرد فعل كما يظهرعلى ماحصل العام الماضي في اقليم كردستان ودعوة بالاضافة الى ثلاثة اخوانيين كرد قيادين من حزب الطالباني وحركة كوران المقربتان من ايران وبعض من خدم – ب ك ك – والأجهزة السورية لأكثر من خمسة عشر عاما وبالمناسبة وكما يتردد في الوسط الثقافي الكردي بالسويد ( ولست متأكدا بدقة حتى الآن  ) بأن الموما اليه وازاء خدماته للاخوان كوفىء مؤخرا بافتتاح مركز دراسات له في السويد وكان سيعلن عنه منذ مدة لولا الاشكاليات القانونية ومسالة التمويل حيث استأجروا محامين للالتفاف على القوانين السويدية .
 .
 بعض من عناوين ووثائق المؤتمر الملغى بأربيل                                               
 ( جامعة صلاح الدين- أربيل ( الملتقى الحواري العربي الكردي  ) 14 – 15 - أيار -  ماي  2016 ) – الورقة المرجعية – اللجنة التحضيرية : د أحمد دزةئي – د رعد عبد الجليل – د حسام الدين مجيد – د جواس حسن  - معلومات للمشاركين – محاور وجلسات المؤتمر – توزيع رؤساء الجلسات والمشاركين - .                                                                       
   قائمة المدعوين وهم خمسون وكان جلهم من جماعة الاخوان المسلمين والدائرين في فلك قطر ومنهم : خالد خوجة – فاروق اسماعيل – حازم نهار – راتب شعبو – سميح شقير – عبد الناصر العايد – جورج صبرا – ميشيل كيلو – عدنان عباس – عبيدة نحاس – برهان غليون – بسمة قضماني – سمير سعيدان – عبد الباسط سيدا – احمد رمضان – زهير سالم – علاء الدين جنكو – جمال باروت – فايز سارة . أما الأكراد المدعوون فكانوا من العناصر الهزيلة والضعيفة حتى على الصعيد السياسي كما استبعد مؤسسوا وادارة ( جمعية الصداقة الكردية العربية ) التي تاسست منذ عام 2000 في أربيل برعاية الرئيس مسعود بارزاني ويرأسها كاتب هذه السطور منذ التأسيس وحتى الآن وهو من شارك في تاسيس جمعية الصداقة الفلسطينية الكردية برام الله عام 1999 برعاية الراحل ياسر عرفات .                                         
        احتجاج على عقد المؤتمر بأربيل                                                                     واحتجاجا على مضمون وتوجهات وأهداف عقد الندوة بكردستان العراق وجهت مجموعة من النشطاء بأربيل ( وبينهم من كان مدعوا ) مذكرة الى رئيس الاقليم داعية الى منع انعقاد ذلك الملتقى وجاء فيها ( توخى المؤتمر دعوة أصحاب القضية ، وأتت المبادرة لهذا الحواربالأساس من قبل د.عبد الباسط سيدا، المكلف من جهة معروفة.وقد ظهر  بأن هذا الملتقي، بمحاوره، والمدعويين إليه بالشكل الذي دعى إليه د.سيدا لن يكون حواراً، خاصة مع الإصرار على استبعاد دعوة أكاديميين معروفين ومعنيين ، فالمدعويين غالبيتهم العظمى هم من الائتلاف الوطني السوري الذي تدعمه جهات إقليمية معروفة، ويسيطر عليه الإخوان المسلمين، وشخصيات فاسدة بعثية ، وتجمعهم معا عوامل مشتركة خاصة بهم وبالدول الإقليمية التي تدعمهم، ومنها العداء للشعب الكردي أينما كان، والعداء لأي حق مشروع للأكراد في سوريا ...) .                       
 


329
عمال - مناطق آمنة - تضامن - غرائب
   
                                                             
صلاح بدرالدين
                                               
في الأول من أيار أهنىء كل عمال العالم وأتوجه بالتحية الى بنات وأبناء شعبنا السوري العظيم وشعبي الكردي الصبور الذين تحولوا جميعا وبغالبيتهم الساحقة تحت ظل نظام الاستبداد السياسي والاستغلال الطبقي والاضطهاد القومي ومن ثم نزعة الإبادة والاجرام والتدمير والبطش والمغامرة الى شعب عامل نازح كادح مهجر مسلوب الإرادة أحوج مايكون الى مساعدات الآخرين وفي هذه المناسبة العظيمة التي يحتفي بها العالم الحر في كل مكان نأمل أن تكون أيام الاستبداد باتت معدودة بفضل ارادتهم التي لاتلين لنيل الحرية والخلاص وأقول لهم اصبروا وثابروا .
-   2 -
لقد كتبت حول ( المناطق الآمنة ) في سوريا من جديد للأهمية البالغة لها ولأنها تعرضت الى التشويه المتعمد والشد والجذب بسبب تعارض المصالح بين أنظمة الدول المحيطة ببلادنا والجماعات والفصائل المسلحة في مختلف المناطق وبينها سلطة الأمر الواقع المتحكمة بمناطقنا وقد كان دافعي للكتابة حول الموضوع محاولة استخلاص الموقف الوطني العام والكردي الخاص من هذه المسألة التي تتداولها القوى الوطنية والأوساط الاقليمية والدولية ومن أجل عزلها عن مصالح الأنظمة المعنية بالملف السوري وكذلك الأحزاب والمجموعات التي ترمي الى استثمارها على حساب المصالح الحقيقية للسوريين وضمنهم الشعب الكردي داعيا الجميع الاحتكام للمنطق السليم والموضوعية وعدم الانسياق الى العواطف والمشاعر بالرغم من مشروعيتها على الصعيد الانساني .
-   3 -
 كل التضامن مع أكثر من ( 1500 ) أسير ومعتقل فلسطيني في سجون اسرائيل يواصلون الاضراب عن الطعام منذ ( 12 ) يوم من أجل الضغط على السلطات لتحقيق مطالبهم العادلة مثل انهاء العزل الانفرادي والسماح بالتعليم الجامعي والسماح بالزيارات العائلية والمفتوحة وادخال الكتب والرعاية الصحية والاتصال التلفوني بالأهل مرة كل شهر ومشاهدة القنوات الفضائية وقد رفعت تلك المطالب الى محكمة العدل العليا الاسرائيلية  على أمل الاستجابة لتلك المطالب هذا وقد تضامنت منظمات المجتمع المدني في أراضي السلطة الوطنية باعلان الاضراب العام دعما لاخوانهم الأسرى ولاشك أن هذه الحركة السلمية الاحتجاجية تستحق كل الدعم والاسناد من االمجتمع الدولي وحتى من جانب أنصار السلام الاسرائيليين .
-   4 -
خلال الأيام الثلاثة الماضية تابعنا ظواهر في غاية الغرابة بعيدة عن الجدية وأقرب الى الهزل تحتاج الى المزيد من التأمل تعكس جانبا من المشهد السياسي غير المستقر وأولها اعلان – د هيثم مناع – بأنه تعرض الى محاولة اغتيال من جانب الأتراك واعتقل متهم واحد أين وكيف غير معلوم وثانيها تصريح وزير خارجية قطر بان دولته لاتتعامل مع المنظمات الارهابية بخصوص الرهائن والصفقات المالية التبادلية وثالثها تصريح المحامي هيثم المالح بأنهم في – الائتلاف -بمثابة دولة ويمثلون الحكومة السورية وليسوا حركة معارضة ورابعها مطالبة– ب ي د – بحظر جوي فوق مناطق سلطته الأمر واقعية وخامسها مضمون وتعابير تصريح ( المجلس الوطني الكردي ) حول القصف التركي الأخير ( لقرةجوخ وشنكال ) .
-   5 -
اذا كان صحيحا ماتردد عن قصف جوي تركي لمنطقتي ( قرةشوك وشنكال ) في المناطق الكردية بسوريا والعراق أو حتى لوحصل مستقبلا فانني أدين ذلك بنفس القوة التي ندين فيها اعتداءات وقصف طيران كل من نظامي الأسد وبوتين على شعبنا ومواطنينا وكما هو موقفنا السابق بأن الحل هو باسقاط نظام الاستبداد وانسحاب المحتلين الروس والايرانيين وسائر الميليشيات فان الحل بمايتعلق بالاعتداء التركي ( الذي يحصل للمرة الأولى بتلك المناطق ) هو بايقافه على الفور وبانسحاب مسلحي جماعات – ب ك ك – بكل مسمياتها من مختلف المناطق الكردية السورية منها والعراقية وتجديد الدعوة الى عقد المؤتمر الوطني الكردي السوري لاعادة بناء حركتنا وطرح مشروعها القومي الديموقراطي الذي سيكون جزءا مكملا للمشروع الديموقراطي السوري ورافدا من روافد الثورة والتغعيير الديموقراطي .
-   6 -
 احتمال شبه مؤكد لفوز المرشح – ماكرون – في قيادة فرنسا ذات النظام الرئاسي يعني : 1 – انحسار المد الشعبوي اليميني المتطرف في أعرق بلد ديموقراطي . 2 – تراجع الى درجة السقوط للأحزاب التقليدية اليمينية منها واليسارية وتبوؤ الجيل الشاب لادارة الحياة السياسية بمايمكن تسميته ببداية الربيع الديموقراطي التجديدي الأوروبي السلمي . 3 – تصويت المواطنين وقطاعات الرأي العام للبرامج السياسية والاقتصادية قبل اختيار الأشخاص . 4 – تعزيز مكانة الاتحاد الأوروبي وتماسك بلدانها أمام المد الروسي بعد الانسحاب البريطاني . 5 - صحوة أوروبية مناهضة لمحور دمشق – طهران ومع حل سلمي لمصلحة الشعب السوري . 6 – استمرار سياسة السلف تجاه العراق ومحاربة – داعش – والصداقة مع اقليم كردستان العراق. 7 - لطمة قوية للدكتاتور الروسي – بوتين – وخرافة تحكم نظامه بنتائج الانتخابات في العالم .

330
المناطق الآمنة .. كيف ولماذا 
                                                         
صلاح بدرالدين

 بعد الضربة الجوية التركية لمواقع عسكرية ل– ب ي د – قبل نحو اسبوع في " قراجوخ " بمنطقة ديريك المحاذية لكل من الحدود السورية – التركية والسورية مع حدود اقليم كردستان العراق ارتفعت من جديد أصوات تنادي بمنطقة حظر طيران وهذه المرة ليست من جانب أنصار الثورة السورية والمعارضة بغية حماية المدنيين والمناطق المحررة من سيطرة نظام الاستبداد ولا من الحكومة التركية بهدف اقامة ملاذ للاجئين السوريين يفرون من الحرب لكي يتم التخفيف من الضغط والتكاليف عن كاهلها في الشمال السوري والشمال الغربي ولامن الحكومة الأردنية لمنطقة آمنة في جنوب سوريا لأهداف مشابهة للهدف التركي بل من طرف – ب ي د – لحماية سلطتها الحزبية الأمنية والعسكرية والادارية والذي كان ضد مبدأ وتفاصيل المناطق الامنة في كل سوريا منذ ستة أعوام وحتى الآن تماما مثل مواقف النظام وايران وروسيا .
 بعد وصول الخطر الى باحة داره بدأ – ب ي د – يرفع شعار منطقة " حظر طيران " ( طبعا ليس المقصود طائرات النظام ولا المحتلين الروس والايرانيين ) مهددا بوقف العمليات العسكرية لتحرير الرقة من جانب – قوات سوريا الديموقراطية – اذا مااستمرت الغارات الجوية التركية مما دفع ذلك الجانب الأمريكي وهو الراعي الأول والوحيد لحملة تطهير الرقة من ارهابيي – داعش – والمراهن أساسا على قوات جماعات – ب ك ك – المدربة الآتية من جبال – قنديل – الى ممارسة الضغط على حكومة أردوغان وتسيير دوريات سيارة مدرعة تحمل العلم الأمريكي في بعض المناطق الحدودية بمحافظة الحسكة كاشارة الى توفير نوع من الحماية والاطمئنان واستمرارية العمل حسب الخطط الموضوعة بشأن الرقة ومن الملفت وكما توقعنا سابقا فان مابين – ب ي د – وأمريكا لايتعدى موضوع الرقة والخلاف التكتيكي القابل للحل في أية لحظة مع تركيا انطلاقا من مصالح – ب ك ك – وليس الشعب الكردي السوري ولايتناول مستقبل الكرد السوريين وحقوقهم كماتدعي الماكينة الاعلامية الأبوجية الدعائية . 
 كماأنه ليس مقبولا أو مرحبا به على الصعيد الوطني السوري أية اجراءات أحادية الجانب واقامة سلطات أمر واقع في اية منطقة سورية لاتحظى باالاجماع والتوافق الوطني لكل المكونات فانه وبالوقت ذاته لايجوز الاستجابة لامن جانب أمريكا وغيرها من ( أصدقاء الشعب السوري ) لمطالبات حزبية بمعزل عن الارادة الوطنية للشعب السوري ومصالح ثورته كما في الحالة الراهنة المتعلقة بطلب – سلطة ب ي د – بحظر طيران لحماية مؤسساتها الحزبية وليس للدفاع عن أية حقوق قومية كردية مكتسبة معترفة بها كرديا ووطنيا ودوليا تلك السلطة المفروضة كأمر واقع والمقامة أساسا من دون اجماع كردي ولا توافق وطني بل بدعم نظام الاستبداد وايران وقيادة قنديل الآبوجية العسكرية .
 وبدلا من الموقف الأمريكي الراهن غير المفهوم والاشكالي من سلطة – ب ي د – ونشر قواته لحماية سلطة حزبية دكتاتورية مقامة ضد ارادة الكرد السوريين كان من الأنسب ممارسة الضغط على حليفه الجديد المزمع استخدامه وقودا في معارك خارج المناطق الكردية السورية من أجل التجاوب مع ارادة الغالبية الكردية في التفاهم والمصالحة وتحقيق الاجماع الكردي الوطني وحماية المؤتمر الوطني الكردي المنشود والمطروح كمشروع من جانب – بزاف – منذ أعوام  في أية بقعة من أرض الوطن الذي تنادي به الأغلبية الساحقة من شعبنا من الكتلة التاريخية للمستقلين الوطنيين والحراك الشبابي من أجل صياغة البرنامج القومي والوطني المكمل للبرنامج السياسي للثورة والمعارضة لدى شركائنا العرب السوريين وسائر المكونات .
 كان ومازال مطلب المناطق الآمنة لكل أو أجزاء من مناطق البلاد شعارا وطنيا سليما من أجل حماية الثوار ومعارضي النظام والمدنيين المسالمين ووقف عمليات القصف الجوي والمدفعي والصاروخي  ورمي البراميل المتفجرة ان كان من جانب قوات النظام أو القوات الروسية أو الايرانية أو التركية كما أن اقامة المناطق الآمنة حول سوريا وحدودها المشتركة مع تركيا والاردن ولبنان واقليم كردستان العراق بات من المسائل الملحة التي على أصدقاء الشعب السوري والمجتمع الدولي تحمل مسؤولية تحقيقها .
 أما مفهومنا لطبيعة المناطق الآمنة فيختلف عن نظرة الفرقاء الآخرين من دول وجماعات التي تنطلق من مصالحها الخاصة الضيقة وأهداف أمنها الذاتي فالأمر كما نرى لايتعلق بحظر الطيران العسكري وتبعاته من الجو فحسب على مناطق تمتد ألاف الكيلومترات طولا على الحدود الدولية ومئات أو عشرات الكيلومترات عرضا في العمق السوري بتحقيق الأمن والأمان والحماية على الأرض أيضا وذلك بطرد ادارات وأجهزة وقوى نظام الاستبداد والجيوش والميليشيات ان وجدت بتلك المناطق وابطال كل ماصدر عن سلطات الأمر الواقع من أية جهة حزبية أو فصائلية كانت وعودة النازحين والمهجرين السوريين الى تلك المناطق من تركيا والاردن ولبنان وكردستان العراق كمرحلة أولى ثم من أوروبا والدول الأخرى بمراحل لاحقة وبصورة طوعية وانتخاب ادارات شعبية جديدة لادارة الشؤون الحياتية وتوفير مستلزمات الحياة الكريمة الحرة .
 من جهة أخرى لن تكتمل أمن وسلامة هذه المناطق الا بحظر السلاح ومنع المسلحين من الظهور وتحديد أماكن ومعسكرات خاصة لمقاتلين من أجل محاربة – داعش – والقوى الارهابية الأخرى وذلك بالتعاون والتنسيق مع التحالف الدولي لمحاربة الارهاب ولاشك أن بيشمركة – روز – من كرد سوريا المتواجدين الآن في اقليم كردستان العراق سيكون لهم دور بارز الى جانب المقاتلين الكرد السوريين التابعين ل – ب ي د - في محاربة الارهاب وذلك بضمانة واشراف الطرف الأمريكي وتنسيقه مع قيادة بيشمركة كردستان العراق .
 ان المناطق الآمنة في سوريا تفرض لحماية فئات ومجموعات لاتستطيع حماية نفسها ويتم فرضها بمقتضى قرار من مجلس الأمن كما يتم تكليف دولة أو اثنتين بتنفيذ هذا القرار كما تهدف المناطق الآمنة الى توفير التدخل الانساني من خلال ممرات آمنة لحماية مدنيين حقوقهم مهدورة ويتعرضون للمخاطر من خلال قرار يصدر عن مجلس الأمن بناء على توصيات لجنة حقوق الانسان التابعة لمجلس حقوق الانسان وقد تدخلت الأمم المتحدة في عدد من الدول سابقا .


.




331
المنبر الحر / هوامش فيسبوكية
« في: 18:11 24/04/2017  »
هوامش فيسبوكية
                                                     
صلاح بدرالدين

  حزب البعث السوري( وبمناسبة اجتماعه الأخير والمتاجرة بالعروبة والقومية  )  " قاد الدولة والمجتمع " لعقود خلت وأودى بالشعب الى الانقسام وبالبلد الى الدمار وبالطائفية الى الاستشراء وبالحرب الأهلية الى الاستعاروتحول الى حزب الطائفة والعائلة ثم الفرد وبكل صفاته المقيتة وأدواره اللاوطنية سارفي ركابه أحزاب وجماعات سورية باسم ( الجبهة والصمود ومواجهة الصهيونية ) ولحقت به جماعات – الممانعة - وتواطأت مع أجهزته الأمنية الحاكمة جماعات كردية بدءا من اليمين ومرورا بقيادات معظم أحزاب ( المجلس الكردي ) وانتهاء بجماعات – ب ك ك – وفرعه – ب ي د – التي تصدرت المشهد منذ ثمانينات القرن الماضي وبداية التسعينات حيث كلفت أجهزة نظام البعث حينها دزينة من ( المتعلمين ) الكرد السوريين تحت بند الترجمة والمساعدة ( ومن بينهم عمر أوسي وآخرين لنا متابعة قريبة لملفاتهم ) بالتواصل مع ( أوجلان ) في دمشق ليكونوا عيونا مراقبة والبعض منهم زاول المهنة لأكثر من 15 عاما !!.
-   2 -
كتائب حزب الله العراقي وبعد تلقي مئات ملايين الدولارات من امارة قطر ( العظمى ! ) خطفت هذا اليوم 1500 عراقي من مواطني – الأنبار – والجدير ذكره أن امارة السوء ذاتها فاوضت هذا الحزب الارهابي نيابة عن جبهة النصرة الارهابية لمقايضة أسرى قطريين بأسرى من الحزب ذاته لدى – النصرة – وبالرغم من كل ذلك هناك عشرات بل مئات  ( المثقفين ) السوريين – المعارضين - وبينهم بعض ( الأوادم ) ماعدا آلاف ( الاخوانجيين ) السوريين في خدمة مؤسساتها وأجهزتها تحت عناوين ( مراكز البحث والدراسات ...) لقاء مرتبات عالية فهل هؤلاء ( الاخوة ) يعتقدون بأنهم سيحررون سوريا من الاستبداد والفساد عبر وكلاء – النصرة - ؟ يا خسارة !!!.
-   3 -
 في يوم الصحافة الكردية نقدر عاليا الرواد الأوائل وعلى رأسهم مقداد مدحت بدرخان ابن تلك العائلة الوطنية التي تصدت للعثمانيين ورفعت لواء الحقوق القومية والذي اصدرمن ديار الهجرة القسرية  جريدة – كردستان – في 22 نيسان عام 1898 من القاهرة وهناك علاقة عضوية في تاريخنا بين المناضل السياسي والصحافة فقد اضطر معظم النشطاء والقادة المناضلون في حركة التحررالوطني الكردية امتهان الصحافة الحزبية السرية والاعلام السياسي التعبوي بكل الأشكال البدائية منها والمتطورة بلغتهم الأم واللغات المتداولة من دون تخصص في المعاهد والجامعات خلال مسيرتهم السرية والعلنية .
-   4 -
 في ذكرى الجلاء نعيد الى الأذهان كيف تعاون العرب والكرد عبر رموزهم الوطنية ( الأطرش والجابري وهنانو والعلي ) وغيرهم في مواجهة الانتداب الفرنسي وأشعلوا الثورة الوطنية في معظم المناطق لتحقيق الاستقلال واليوم لدينا بدل محتل واحد سابق ( رحيم !)  محتلون ثلاث أبرعوا في القساوة والاجرام والتدمير : النظام والروس والايرانييون الذين أعادوا الشعب السوري عقودا الى الوراء الى مرحلة التحرر الوطني الذي يقضي بمزيد من التلاحم والتوافق على أسس مبدئية واضحة من خلال اعادة اللحمة والثقة والاتحاد بين شركاء الوطن والمصير وصياغة العقد الاجتماعي – السياسي بين مكونات مجتمعنا المتعدد الأقوام والأديان والمذاهب المنبثق عن المؤتمر الوطني السوري الجامع المنشود لتحرير البلاد وتحقيق الاستقلال الثاني .
-   5 -
  كما أرى هناك مبادىء انسانيةعامة تجمع بني البشر في كل مكان مثل الحرية والمساواة والسلام والتعايش والتواصل وهناك أيضا وبدائرة أوسع مايجمع بين الشعوب والقوميات ويجمعنا الكثير من الوشائج والأهداف والواجبات والحقوق نحن الكرد السورييون المقيمون نتيجة الهجرة والنزوح في اقليم كردستان العراق بشعبه الشقيق مثل الانتماء القومي والخضوع سوية للدستور والقوانين المرعية  والمصير المشترك فنحن عموما في الاقليم بصورة مؤقتة ( غير مجنسين أو باقامات صادرة من وزارة الداخلية أو الأمم المتحدة ) سنعود الى وطننا عاجلا أم آجلا وحتى يحين وقت الرحيل علينا الوقوف الى جانب ارادة شعب الاقليم في حق تقرير المصير والخضوع للنظام العام والقوانين والحرص على انجازات الشعب المكتسبة مع المشاركة فقط في مناقشة المسائل المصيرية التي تعنينا جميعا سوية وعدم التدخل في كل شاردة وواردة واحترام عقول مواطني الاقليم بعدم الحلول محلهم في طرح ومعالجة أمورهم السياسية والحياتية واليومية والشخصية على أمل أن يتفهم المعنييون مقصدي .

332
تساؤلات واستخلاصات
                                                     
صلاح بدرالدين
 
   جوابي على أسئلة موقع الحوار المتمدن في ملف ذكرى ثورة أكتوبر الاشتراكية
انتصرت ثورة أكتوبر قبل نحو قرن في ظروف موضوعية وذاتية مؤاتية ووجيهة وكاستجابة لمتطلبات مصلح شعوب روسيا وطبقاتها الاجتماعية المسحوقة التي كانت تعيش حياة العبيد تستخدمها طبقة النبلاء لدوام تسلطها واستمرارية ترفها على حساب دماء ودموع الملايين وجاءت الثورة لتعيد الحرية اليها وتفك قيودها وتقرر مصيرها السياسي وتعيد لروسيا ومن ثم للاتحاد السوفيتي السابق دورها اللائق على الصعيد الدولي وفي مناصرة قضايا شعوب التحرر الوطني في مختلف القارات والأصقاع .
انهيار الاتحاد السوفييتي السابق وحليفاته من أنظمة أوروربا الشرقية الاشتراكية وبتلك الطريقة المأساوية يعود كمايجمع عليه المراقبون والمحللون الى أسباب عدة أبرزها التطبيق الخاطىء للنظريات المعلنة وتفاقم البيروقراطية الفاسدة وانعدام الديموقراطية بكم الأفواه ومنع أية معارضة سياسية وسيادة الظلم الأيديولوجي واحلاله محل الظلم الطبقي – الاجتماعي والابقاء على أوضاع الشعوب والقوميات من دون تحقيق مبدأ حق تقرير المصير الذي كان الشعار الأساسي لثورة أكتوبر حيث ظاهرة " الروسنة " سارت على قدم وساق على حساب تجاهل حقوق الأقوام غير الروسية .
من الواجب وعلى ضوء ذلك السقوط السريع المروع لأنظمة ( الاشتراكية ) في العالم البحث بعمق عن الأسباب البنيوية الأساسية والخروج من حالة البكاء على الأطلال ومواجهة الواقع ليس بالمشاعر بل بوضع الأصبع على مكامن الخلل لأننا نشهد تناولا مغايرا للمنطق والتحليل العلمي الوازن في قراءة تجربة الاتحاد السوفييتي السابق والأنظمة الاشتراكية الأخرى على غرار النوازع  العاطفية الجياشة والانشداد العفوي تجاه الماضي والعداء المسبق المتواصل لكل ماهو غربي أو أمريكي أو رأسمالي أي كما يقال بالعامية ( ركوب الرأس ) فعلى سبيل المثال هناك من يعتبر حتى اللحظة أن الطغمة الحاكمة بموسكو وهي عبارة عن تحالف ( بقايا ك ج ب ومدراء الصناعات الحربية من الضباط الكبار والمافيا العابرة للقوميات ) هي استمرار للاتحاد السوفييتي وتمثل الشيوعيين لذلك ترى هؤلاء يغمضون العين عن جرائم نظام بوتين تجاه شعوب روسيا وشعوب العالم خصوصا الشعب السوري الذي يباد بصواريخه وبسلاحه وبنظام الاستبداد الأسدي المدعوم منه عسكريا وسياسيا ودبلوماسيا مع الاشارة الى وجود مناضلين شيوعيين من أمثال ( جريس الهامس وفؤاد النمري ) وغيرهما قد أدركوا مبكرا حقيقة وجوهر الطغمة البوتينية الحاكمة بموسكو .

333
على هامش قضايانا المشتركة
                                                         
صلاح بدرالدين

 تردد أن بعض من كانوا " منتفعين " ماديا بعضوية – الائتلاف - من ممثلي ( المجلس الكردي ) المقيمين في استانبول خصوصا وبلدان أخرى ... " وسيتضررون " في حال الانسحاب منه قد طلبوا من قيادة الائتلاف التحرك واقناع – الهيئة التفاوضية – بتمرير المسألة حبيا بحيث يتم الحفاظ على ماء وجه زملائهم ( الكرد ) وماهو أغرب من ذلك شهادة الزور التي أدلت بها الهيئة السياسية للائتلاف باعتبار قيادة ( المجلس الكردي ) تمثل تطلعات الكرد السوريين ونحن نقول تماما بنفس مستوى تمثيل الائتلاف لتطلعات السوريين ؟! وازاء ذلك فاننا مع كل الوطنيين في بلادنا مع تعزيز وحدة وتلاحم الصف المعارض بكل مكوناته القومية والاجتماعية ولكن ليس بالترقيع وتبويس اللحا بين الأحزاب والجماعات التي أخفقت وأضرت بالثورة بل باعادة البناء والهيكلة عبر المؤتمر الوطني الجامع للوطنيين المستقلين من المدنيين والعسكريين والحراك الشبابي وسائر المناضلين .
-   2 -
 التمسك الروسي ببشار الأسد ينبع من الحفاظ على مستقبل وجودها في سوريا واذا استثنينا مجموعة أفراد من عملاء الروس من السياسيين ورجال الأعمال فليس للطغمة الحاكمة في موسكو أصدقاء وموالون لافي الحركة الوطنية السورية ولافي الأوساط الشعبية ولا في الطبقات الغنية والصناعيين بل نجد ملايين السوريين في الصف المعادي لهم بسبب تضررهم أو أهلهم أو مناطقهم من الهجمات الروسية فمجال نفوذ الروس الحيوي يقتصرعلى الرتب العليا في الجيش وضباط أجهزة الأمن الذين اما تدربوا في روسيا والاتحاد السوفييتي السابق أو يتعاملون مع نظرائهم في تجارة السلاح والسمسرة وهم موالون بصورة كاملة لرأس النظام لأسباب طائفية وعقائدية ومصيرية وبناء عليه من المبكر جدا أن يتخلى دكتاتور روسيا عن دكتاتور سوريا ونظامه في الأمد القريب .
-   3 -
أمام الضغوطات والتهديدات الهائلة التي تتعرض لها قيادة اقليم كردستان من جانب أوساط نظام طهران ومواليه من تنظيمات عراقية وكردية بغالبيتها ارهابية او مغامرة بسبب التحضيرات الجارية لتنظيم استفتاء تقرير المصير من حق شعب كردستان العراق من كرد وتركمان و ( كلدان وسريان وأرمن وآشوريين ) وعرب علينا وعلى كل محبي الحرية والتقدم أن نكون الى جانب طموحاتهم المشروعة في اقرار خياراتهم المصيرية المستقبلية في العيش المشترك الاختياري تحت سقف الخيمة الكردستانية الجامعة العادلة وأن نقف بكل قوانا ضد من يحاول من قوى الردة والظلامية اثارة القلاقل والفتن لعرقلة اقامة ذلك العرس الديموقراطي الحضاري .
-   4 -
ماسماه الصديق – رياض سيف – بالمبادرة المنشورة اليوم تدور حول التفاصيل الدقيقة لتعاون – المعارضة – والنظام من أجل التوصل الى نتائج للعملية السياسية مرضية للطرفين والملاحظ أن القيادي في – الائتلاف والهيئة التفاوضية – لم يشر من قريب أو بعيد الى فشل المعارضة خلال كل اخفاقات السنوات الست ولا الى ضرورة اعادة بنائها وهيكلة صفوف الثورة ولا الى طبيعة النظام الرافضة للسلام والحوار ماطرحه من ( أفكار طوباوية ) كماأرى هروب الى أمام ولاتحمل جديدا سوى توسيع لماجاء في قرارات وتوصيات " فيننا وجنيف " المقبورة على أية حال نحن السورييون بأشد الحاجة الى الحوار فيما بيننا للوصول الى الحقيقة الغائبة .
-   5 -
 الذين عاصروا القضية الفلسطينية منذ أربعينات القرن الماضي يعلمون باعتبارها ذات أهمية بالغة وخطيرة لأسباب تاريخية وقومية وسياسية مدى مواكبتها على الأصعدة العربية ولاقليمية والعالمية ليس من أجل ايجاد الحل السلمي العادل لها بل لاستخدامها عبر ( المحاباة والعداء ) منطلقا لخدمة المصالح وسلاحا في صراع النفوذ وهو تماما ماتعيشه الآن القضية السورية أمام تجاذبات القوى العظمى والكبرى والصغرى وحتى القزمة منها والمثال الأقرب هذه الأيام : اجتماع السبع الكبار وزيارة وزير خارجية أمريكا الى موسكو فلايغرننا أن تكون المسالة السورية على رأس جدول أعمالها .
-   6 -
 أثار انتباهي اليوم بوستا لصديقة على الفيسبوك جاء فيه " فقط ايران بمنآى عن العمليات الارهابية " نعم صحيح والسبب كما أرى هو أن ايران مصدرة للارهاب وشريكة الى جانب نظام الأسد مع عدة أجنحة في منظمات القاعدة بينها – داعش – ففي هذه المنظمات خطوط عديدة تتبع لآيديولوجيات وأنظمة اقليمية وعالمية وقد لاحظنا خلال مسيرة الثورة السورية أنه كلما اشتد الضغط من جانب أصدقاء الشعب السوري على نظام الأسد تحصل اما ضربات بالغازات السامة على مناطق الثوار أوعمليات ارهابية دموية في دولهم وماالتفجيرات الأخيرة في مصر ومخيم عين الحلوة وبعض بلدان أوروبا أو المزمعة تنفيذها على أيدي الخط الايراني – البعثي الأسدي في – داعش - الا تعبيرا عن مواقف وسياسات محورالشر والاجرام ( طهران موسكو دمشق ) .

334
المنبر الحر / مابعد " خان شيخون "
« في: 10:20 09/04/2017  »
مابعد " خان شيخون "
                                                   
صلاح بدرالدين


 رغم أن كلام – مقتدى الصدر – ليس عليه جمرك كمايقال ولكن مطالبته بتنحي الأسد تفسر بنفاد مفعول نظامه وانتهاء دوره حتى من وجهة نظرحلفائه في المحور الايراني وقد تكون مجزرة خان شيخون عززت تلك الفرضية من جانب آخرصحيح أنه طالب أيضا بمغادرة القوى الأجنبية من دون تحديد ولكنه تجاهل الحقيقة الساطعة وهي أن الأسد مع نظامه كان الى زوال منذ أربعة اعوام على أقل تقدير لولا وجود القوات الايرانية وميليشيات حزب الله وباقي الجماعات المذهبية العراقية والأفغانية والأولى بالصدر المطالبة برحيلها حتى يسقط الأسد ونظامه ان كان جادا فيما يقول .
-   2 -
السورييون بغالبيتهم الذين يعز عليهم الوطن ويناصرون ثورتهم ضد الاستبداد  ويبحثون عن مستقبل أفضل يعيشون فيه بأمان وفي ظل النظام الديموقراطي يرحبون بكل من يدعم قضيتهم ويناصر ثورتهم ويقف الى جانبهم ضد نظام الاجرام الذي يهدد وجودهم بكل أنواع الأسلحة بما فيها الكيمياوي وحسب قراءتي واذا مااكتفت الادارة الأمريكية بضربة مطار – الشعيرات – المبلغة عنها مسبقا فماهي الا محاولة لتنفيس ردود الفعل المحلية والعالمية وحماية النظام من " الأتي الأعظم " ومحاولة رفع العتب واعتبار ذلك مدخلا لتحسين شروط تعاطيها مع الأزمة السورية بمافي ذلك الارتقاء بالعلاقة مع المحتل الروسي أما اذا أقدم الرئيس ترامب على خطوات أخرى تسهل اسقاط النظام فسيكون لنا مداخلة تناسبها .
-   3-
  كما أعتقد لو توفر الآن للسوريين من العرب والكرد وباقي المكونات قيادة سياسية معارضة كفوءة ونزيهة منتخبة من الغالبية الشعبية عبر المؤتمر الوطني الجامع ومعبرة عن أهداف الثورة في التغيير الديموقراطي لكان بالامكان استثمار الرأي العام الدولي الناقم على نظام الأسد خصوصا بعد هجومه الكيمياوي في خان شيخون وبعد بوادر تغيرات في " مزاج " ادارة ترامب لصالح الشعب السوري وضد مواقف كل من نظامي روسيا وايران المحتلين وبعبارة أوضح فان العامل الموضوعي المؤاتي يبقى مبتورا وعاجزا من دون استكمال شروط العامل الذاتي وكلنا ثقة بقدرات وشجاعة وابداعات وارادة شعبنا السوري  .
-   4 -
تعقيبا على دعوة  د رياض حجاب بصفته رئيس " الهيئة التفاوضية "   ( إلى اجتماع موسع يضم كافة القوى السياسية والعسكرية ومنظمات المجتمع المدني، لمناقشة مستقبل العملية السياسية، في ظل تصاعد جرائم النظام وحلفائه ...) نقول : لابأس من الدعوة لأنها تشي بالوصول الى الطريق المسدود وتوحي بالعجز ولكنها ( الدعوة ) ستخفق بتلك الطريقة المطروحة وبدون تشكيل لجنة تحضيرية من غالبية مستقلة مطعمة بشرفاء الجيش الحر تشرف على تنظيم مؤتمر وطني جامع لكي يبدأ السورييون مرحلة مابعد خان شيخون بتحقيق الانتصارات وبخلاف ذلك لن تكون سوى محاولة أخرى ترمي الى اعادة تكرار مافشل سابقا ونزيد : وقبل كل ذلك من واجب السيد حجاب ومن معه وقيادة الائتلاف والمجلسين السوري والكردي التوجه الى السوريين بالاعتذارواعلان التنحي الذاتي قبل فوات الأوان .
-   5 –
قبل أعوام أعلن اكثر من ستين دولة عن نواياها بدعم السوريين وأطلقت على نفسها أصدقاء الشعب السوري ولكنها لم تقدم المساعدة المادية والعسكرية الدفاعية اللازمة لمقاومة عدوان جيش النظام وأعوانه من المحتلين الروس والايرانيين والميليشيات المذهبية اللبنانية والعراقية وغيرها وشعر السورييون بأن ( أصدقاءهم ! وفي المقدمة ادارة أوما ) قد خذلوهم وتركوهم تحت رحمة قوى الشر والعدوان مما أدى ذلك الى اختلال التوازن لصالح النظام كما أثر ذلك سلبا على العملية السياسية وتجميد مفاوضات جنيف وشلها .
-   6 –

لافائدة من الادانة والبيانات فالكلمات تعجز عن التعبير حول مأساة خان شيخون ومجزرة الأطفال والرد الأمثل والمناسب هو بتعاضد كل من يعز عليه الشعب والوطن من الثوار ومناصريهم من كافة المكونات الوطنية والأطياف والتوجه نحو عقد المؤتمر الوطني الانقاذي الجامع الذي طال ماندعو اليه وانتخاب مجلس سياسي – عسكري لمواجهة تحديات المرحلة الجديدة ودحر النظام الفاشي والمحتلين الروس والايرانيين وتنظيف سوريا من كل الميليشيات المغامرة والمذهبية .

335
  بلاغ عن اللقاء التشاوري الرابع لمشروع " بزاف "

 انعقد اللقاء التشاوري الرابع لمشروع " اعادة بناء الحركة الوطنية الكردية السورية " بأربيل عاصمة اقليم كردستان العراق الذي شارك فيه جمع من الوطنيين المستقلين والمثقفين وناشطي الحراك الشبابي والمجتمع المدني وبعض المنتمين الى الأحزاب من بنات وأبناء كردستان سوريا المقيمين في الاقليم وتداولوا عددا من المواضيع من أبرزها :
 أولا – شرح مفصل حول المشروع الذي مازال برنامجه السياسي – التنظيمي بشقيه القومي والوطني  قيد الدراسة والمناقشة في الوطن وفي مختلف أماكن التواجد الكردي السوري بالخارج .
 ثانيا – مناقشة الوضع السوري العام وما آلت اليه المفاوضات في جنيف 5 مع ممثلي نظام الاستبداد وفشل " المعارضة " بشكلها الراهن ومسلكها السياسي في تحقيق أي مكسب للسوريين وضرورات العمل على تنظيم مؤتمر وطني جامع لمراجعة جادة حول الماضي وصياغة برنامج سياسي جديد وانتخاب مجلس سياسي – عسكري لمواجهة تحديات المرحلة الراهنة ولاشك أن أن هذا الانجاز ان تم سيعيد الاجماع الوطني حول المصير وسيمكن السوريين من الاستفادة من تطورات الوضع الدولي والتواصل المثمر مع أصدقاء الشعب السوري بمافيهم الادارة الأمريكية الجديدة خاصة بعد جريمة النظام في استخدام السلاح الكيمياوي ضد أهلنا في خان شيخون .
 ثالثا – أمام استمرار حزب – ب ي د – ومجموعاته العسكرية والأمنية وسلطته الأمر واقعية في الممارسات الدكتاتورية ورفض وقمع الآخر المختلف واستخدام القوة ضد الخصوم السياسيين والتلاعب بمقدرات شعبنا الكردي في بازار البيع والشراء وعقد الصفقات والسطو على حركتنا الوطنية الكردية وسرقة شعاراتها ثم تشويهها والمضي ضمن مشروع نظام الاستبداد ومحوره الى جانب اخفاق أحزاب ( المجلس الكردي ) في حمل المشروع القومي والوطني وتمثيل الكرد السوريين بكل أطيافهم وخصوصا وطنييهم المستقلون وحراكهم الشبابي وممارساتها الحزبوية الضيقة وعزلتها الشعبية وأمام مرحلة نيل الاستحقاقات القادمة فان المهمة الأولى والأساسية مازالت السعي من أجل وحدة صفوف الحركة والتوافق على برنامج سياسي موحد والطريق الوحيد للتوصل الى تحقيق ذلك هو المؤتمر القومي للكرد السوريين لوضع البرنامج السياسي بشقيه القومي والوطني وانتخاب قيادة كفوءة وتعزيز دور الكرد في الثورة والحركة السورية المعارضة على أسس مبدئية ثابتة وواضحة ولاشك أن حاملي مشروع " بزاف " على أتم الاستعداد للتعاون مع كل من يسعى الى ذلك .
 رابعا – أكد المجتمعون على وقوفهم الى جانب الأشقاء في كردستان العراق في نضالهم من أجل الحفاظ على المكتسبات وتطويرها والحفاظ على السلم والاستقرار ومحاربة الارهابيين وتعزيز الحوار الكردي – الكردي ومع الشركاء العراقيين  والتمسك بمبدأ حق تقرير المصير ودعم مشروع السيد رئيس اقليم كردستان في تنظيم الاستفتاء على تقرير المصير .
  تتقدم لجنة المتابعة بالاعتذار من كل الذين تعذر دعوتهم لللقاء من مناطق ومدن أخرى لأسباب فنية صرفة على أمل لقاءات قادمة أوسع .
          أربيل – 7 – 4 – 2017
                                  لجنة متابعة مشروع " بزاف " في اقليم كردستان العراق

336
اضاءات على أحداث راهنة
                                                   
صلاح بدرالدين

 ماأصعب أن يتم تهجير الانسان قسرا من منزله وأرضه ومنطقته كما يحصل الآن أمام أنظار العالم في العديد من المناطق السورية وآخرها الزبداني ومضايا وكفريا والفوعة ويحسب ذلك من جرائم ضد الانسانية تدينها وترفضها شرعة حقوق الانسان ومواثيق الأمم المتحدة ومبادىء الحرية والعدالة وقد ذكرتني الجريمة التي تقترف اليوم باجراءات تطبيق نتائج الاحصاء الاستثنائي والحزام العربي ضد كرد محافظة الحسكة ابان عهد حكم البعث أي الحرمان من حق المواطنة والأرض وكافة الحقوق المدنية بغية التهجير من أرض الآباء والأجداد وخلال قيامنا منذ نهاية الستينات وبداية السبعينات بفضح تلك المخططات ومناقشة الموضوع مع الأحزاب السورية كنا نسمع صراحة ومواربة من القوميين والشيوعيين الرسميين : من حق الدولة اتخاذ ماتراه مناسبا في نقل السكان من منطقة الى أخرى ؟! .
-   2 -
  في صيغة لاتختلف كثيرا عن البيانات المشتركة السابقة  جاء في البيان الصادر اليوم – 2 – 4 – 2017 - بين الحزبين الحاكمين ( ب د ك  و ي ن ك ) التأكيد على التعاون حول قضية حق تقرير المصير وتأجيل تحديد توقيت الاستفتاء لحين التواصل مع ( القوى السياسية والوطنية الكردستانية ) والمقصود حسب فهمي ( الأحزاب الأخرى ) لتشكيل لجنة للبت بالموضوع وقد تذكرت أحد تصريحات الرئيس مسعود بارزاني قبل فترة حيث دعا فيه الى وجوب " أن  تخرج هذه القضية المصيرية من حسابات الأحزاب الخاصة الى الفضاء الشعبي الأوسع " ومع اعتقادي بأن أهلنا بالاقليم أدرى بشعاب بلدهم ولكنني كمراقب أقول : من المفيد أن لاتكون قضية حق تقرير المصير ورفع العلم مرهونة بعلاقات التنظيمات الحزبية المتوترة ببعضها والمتأثرة منها بنفوذ مراكز قوى في بغداد .
-   3 -
منذ الاعلان عن ( المجلس السوري ) بتركيبته الحزبية التقليدية المشوهة ومن ثم ترحيل أمراضه الى – الائتلاف – الذي رهن نفسه للنظام العربي – الاقليمي الرسمي وأنجب – الهيئة التفاوضية كمولود غير شرعي ومنذ أن ظهر – المجلس الكردي – من نفس الطينة الحزبية البالية قالت الغالبية الوطنية كلمتها للجميع : اذا كنتم تريدون تمثيل ثورتنا عن حق عليكم العودة الى الشعب واعادة بناء مؤسسات ثورية ديموقراطية منتخبة ومخولة عبر المؤتمرات الوطنية الجامعة من دون وضع الملامة على آخرين واختلاق الذرائع والتهرب من المسؤلية كما يفعل الائتلاف أو تضليل الناس ( بالانسحاب أو نصف الانسحاب أو ربعه ) كما يفعل المجلس الكردي .
-   4 -
البارحة وبمحض الصدفة شاهدت حوارا على فضائية – الجزيرة – ( التي لست مغرما بها مثل الملايين من الوطنيين السوريين والكرد ) شارك فيه كردي سوري  من أربيل بوصفه ( مدير مركز دراسات في قناة روداو ) وقد زالت دهشتي عندما استمات في الدفاع عن – ب ي  د -  بلغة  مشابهة لخطاب – شريف شحادة -  حينما تذكرت أنني التقيت به عام 2012 في مؤتمر للمعارضة السورية في البحر الميت بالأردن وبعد ختامه توجهنا الى عمان وبادرني بالسؤال الى أين سأتوجه فأجبت الى – أربيل – وطرحت عليه السؤال نفسه فأجاب بنبرة الواثق من ضمان سلامته الى دمشق ثم حلب وأضاف أنه موظف رسمي ؟؟!! .
-   5 -
 هناك فرق شاسع في منطلقات ودوافع محاربة تنظيم – داعش – الارهابي بين فريقين في سوريا خصوصا والمنطقة عموما  : واحد مبدئي من أجل القضاء على مجموعة اسلامية سياسية خطيرة تهدد المجتمع بالفتنة والابادة وفي سبيل السلم الأهلي والتفرغ لنصرة الثورة ولمواجهة ارهاب الدولة الذي يقوده نظام الاستبداد وفريق آخر يرفع شعار  ( محاربة داعش ) لأهداف سياسية بغية – الاغتسال – من وصمة الارهاب والتستر على ارهاب النظام وتطبيق الأجندة الحزبية ومواجهة الثوة ومحاربة الجيش الحر واثارة المعارك الجانبية واطالة أمد خراب سوريا وأزمتها وخلق سلطات أمر واقع مستحدثة وخرائط جديدة بقوة سلاح الميليشيات وبمعزل عن الاجماع الوطني الشرعي وباستطاعة أي وطني سوري وبسهولة معرفة أطراف الفريقين .
-   6 -
 في الأزمة المتفاقمة الراهنة التي تعيشها الحركة الوطنية الكردية السورية وانحراف أحزاب ( المجلسين ) عن خط الكردايتي في اطار الظروف الدقيقة والشديدة الخطورة التي تمر بها بلادنا وفي أجواء الصحوة المتزايدة بين صفوف وطنيينا المستقلين وشبابنا من النساء والرجال ونشطائنا وبدايات الجهود المبذولة لاعادة بناء الحركة الكردية من جانب قطاعات واسعة وخصوصا المشروع المطروح باسم ( بزاف bizav   ) على الرأي العام الكردي الحذر من المحاولات الجارية لتشويه المشروع أو طرح بعض شعاراته من جانب أفراد ومجموعات حزبية التي لاتعدو كونها تعبيرات عن صراعات شخصية وعائلية وبتأثيرات خارجية حول المواقع في الأحزاب عامة و( المجلس الوطني الكردي ) على وجه الخصوص مع قناعتي الكاملة بأن مثل تلك المحاولات لن توقف ارادة تحقيق كامل أهداف مشروع ( بزاف ) في المستقبل عاجلا أم آجلا .

337
نحواعادة النظر في تعريف المعارضة والكرد

                                                                 
صلاح بدرالدين

 أمام اصطدام وفد ( الهيئة التفاوضية ) مرة اخرى في جنيف 5 بالجدار المسدود وانسداد الآفاق أمامه لأي اختراق محتمل وأمام حالة الاحباط المستمرة خاصة بعد اعلان الموقف المعلن للادارة الأمريكية الجديدة باعتبار رحيل الأسد ليس من الأولويات في حين كانت ومازالت المعارضة تتمسك به كشعار وحيد مع قبول ضمني لبقاء النظام ومؤسساته  يعتقد البعض أنه حان الوقت لغياب كل مسميات المعارضة عن المشهد من ائتلاف وبقايا المجلس ووفد الهيئة التفاوضية وافساح المجال لتشكيلات الجيش الحر وفصائل الثورة والحراك الوطني المدني وتجمعات الشباب لاعادة هيكلة نفسها وتعزيز وحدتها عبر مؤتمر وطني عام وكمايبدو فان العقبة الأساسية أمام هذا الاحتمال هي أن القوى  الخارجية المعنية بالملف السوري وبرضا وتشجيع النظام وحلفائه وأتباعه وميليشياته  لن تسمح بحصول  ذلك وستواظب على رعاية أطياف المعارضة الراهنة ومدها بأسباب الدوام والاستمرارية من مالية ولوجستية في سبيل ادامة أمد ادارة الأزمة السورية على قاعدة توافقات توزيع مناطق النفوذ وليس حلها ولن تجد بأفضل من مثل هذه الهياكل المعارضة لتنفيذ المهمة .
 فمنذ الاعلان عن ( المجلس الوطني السوري ) بتركيبته الحزبية التقليدية المشوهة ومن ثم ترحيل أمراضه الى – الائتلاف – الذي رهن نفسه للنظام العربي – الاقليمي الرسمي وأنجب – الهيئة التفاوضية كمولود غير شرعي ومنذ أن ظهر – المجلس الكردي – من نفس الطينة الحزبية البالية قالت الغالبية الوطنية كلمتها للجميع : اذا كنتم تريدون تمثيل ثورتنا عن حق عليكم العودة الى الشعب واعادة بناء مؤسسات ثورية ديموقراطية منتخبة ومخولة عبر المؤتمرات الوطنية الجامعة من دون وضع الملامة على آخرين واختلاق الذرائع والتهرب من المسؤلية كما يفعل الائتلاف أو تضليل الناس ( بالانسحاب أو نصف الانسحاب أو ربعه ) كما يفعل المجلس الكردي . 
  أما بشأن متاجرة القوى الخارجية والنظام وأعوانه بمسالة الحرب على الارهاب نقول هناك فرق شاسع في منطلقات ودوافع محاربة تنظيم – داعش – الارهابي بين فريقين في سوريا خصوصا والمنطقة عموما  : واحد مبدئي من أجل القضاء على مجموعة اسلامية سياسية خطيرة تهدد المجتمع بالفتنة والابادة وفي سبيل السلم الأهلي والتفرغ لنصرة الثورة ولمواجهة ارهاب الدولة الذي يقوده نظام الاستبداد وفريق آخر يرفع شعار  ( محاربة داعش ) لأهداف سياسية بغية – الاغتسال – من وصمة الارهاب والتستر على ارهاب النظام وتطبيق الأجندة الحزبية ومواجهة الثوة ومحاربة الجيش الحر واثارة المعارك الجانبية واطالة أمد خراب سوريا وأزمتها وخلق سلطات أمر واقع مستحدثة وخرائط جديدة بقوة سلاح الميليشيات وبمعزل عن الاجماع الوطني الشرعي وباستطاعة أي وطني سوري وبسهولة معرفة أطراف الفريقين .
 الورقة الكردية السورية والبازار السياسي
منذ الاعلان عن ( المجلس السوري ) بتركيبته الحزبية التقليدية المشوهة ومن ثم ترحيل أمراضه الى – الائتلاف – الذي رهن نفسه للنظام العربي – الاقليمي الرسمي وأنجب – الهيئة التفاوضية كمولود غير شرعي ومنذ أن ظهر – المجلس الكردي – من نفس الطينة الحزبية البالية قالت الغالبية الوطنية كلمتها للجميع : اذا كنتم تريدون تمثيل ثورتنا عن حق عليكم العودة الى الشعب واعادة بناء مؤسسات ثورية ديموقراطية منتخبة ومخولة عبر المؤتمرات الوطنية الجامعة من دون وضع الملامة على آخرين واختلاق الذرائع والتهرب من المسؤلية كما يفعل الائتلاف أو تضليل الناس ( بالانسحاب أو نصف الانسحاب أو ربعه ) كما يفعل المجلس الكردي .
 وفي الساحة الكردية تبدو الصورة أشد قتامة ومايضاعف من تعقيداتها جهل الآخرين لتفاصيلها وحقائقها وخصوصياتها ابتداء من أطياف المعارضة ومرورا بالجوار والمحيط العربي وانتهاء بالأمريكان والروس والأوروبيين فمنظار كل طرف يستند الى مصالحه وتتحول القضية الكردية لديهم الى سلعة للمقايضة وورقة للاستخدام ولايهم لديهم من يمثل الكرد والحركة الوطنية الكردية ومن يحمل أجندات ايرانية أو يمارس الارهاب الآيديولوجي أو يعمل باالمنطق الحزبوي الضيق ومن يحمل مطامح الشعب الكردي ويؤمن بالثورة والتغيير الديموقراطي واالعيش المشترك في سوريا حرة تعددية تشاركية موحدة كل مايهمهم هو مدى استعداد طرف كردي ما الرضوخ لشروطهم وتقديم من يقاتل على الأرض تحت امرتهم وفي خدمة أهدافهم .
 المشكلة أن نظرة المحيطين الداخلي والخارجي للشأن الكردي السوري لاتتعدى القشور حيث تستند الى مقاييس خاطئة بالتعامل مع الأحزاب واعتبارها ( الممثل الشرعي والوحيد ) للشعب الكردي متجاهلة وجود غالبية المجتمع الكردي خارج التنظيمات الحزبية ودور الوطنيين المستقلين والحراك الشبابي الثوري وممثلي منظمات المجتمع المدني والذي يشكل بمجموعه الكتلة التاريخية الضامنة للحركة الوطنية الكردية والمعبرة عن طموحات ومصالح الشعب والمشكلة الأخرى أن هذا الواقع ينطبق على الحالة الوطنية السورية أيضا فمن يدعي الآن التمثيل الشرعي الوحيد للسوريين وثورتهم يجافون الحقيقة والواقع ولايمثلون الا أنفسهم وهنا تختلط الأمور ببعضها وتغيب الحقيقة وتسود قوى الظلام ويحل الزائف محل الأصيل .

338
تأملات في مسار الأحداث
                                                               
صلاح بدرالدين


منذ عام وهو يحذر من تبعات فشل الأحزاب الكردية السورية فردا على الأسئلة الموجهة الى الرئيس مسعود بارزاني حول الوضع الراهن لكرد سوريا ومسؤولية الأحزاب أجاب : هناك انشقاق في الصفوف مع خلافات حادة " " وهم لايعلمون الى اين ذاهبون فلا تفاهم لامع المعارضة ولا مع النظام " " وليس لديهم أهداف واضحة وغير مقبولين لامن النظام ولامن المعارضة " " وهم يستخدمون كمحاربين ضد داعش من دون أية آفاق من بعد داعش ولذلك أنا في غاية القلق " كما أوضح " أنه في البداية التقى مع كل التنظيمات الحزبية الكردية السورية كأخ وصديق وأوصيتهم بالاتحاد واقرار تحديد موقعهم مع النظام أو ضده ولكن من دون جدوى " .
-   2 -
بثت قناة – الجزيرة – حلقة حول تاريخ علاقات اسرائل بالمسؤولين السوريين وقد أشار المتحدث الرئيسي المدعو – خليل المقداد – الى اقتصار المتواطئين مع اسرائيل على " الأقليات " وتحديدا الأكراد والعلويين وأورد أمثلة على ذلك ( الكردي حسني الزعيم  ) حسب تعبيره وهو دام في الحكم فقط أربعة اشهر مستندا على تصريح منسوب الى صهره ( نذير فنصة ) بأنه سمع أن الاسرائليين أتصلوا بالزعيم ! ؟ طبعا لسنا هنا بصدد تأكيد او نفي ماذهب اليه هذا العنصري الاخوانجي ولكن هل يجوز الصاق العمالة بقومية معينة أو مذهب أو دين معينين ؟ وهل يصح دمغ العرب السوريين بالعمالة اذا كان هناك آلاف منهم اتهموا أو أدينوا بالتجسس لصالح الأجنبي واسرائيل على مدى عقود ماضية ؟ اننا  نحذر من أصحاب هذا الخطاب العنصري – المذهبي وجلهم اما من قوميين شوفينيين أو من جماعات الاسلام السياسي والاخوان تحديدا عبر فضائية وظيفتها بث الفرقة والشقاق وتبني مشروع أخونة المنطقة والتشكيك بوطنية المختلفين .
-   3 –
صديقي الحزبي المخضرم من اقليم كردستان العراق وفي معرض استعراض الوضع الراهن في سوريا أخبرني على سبيل استذكار سنوات المحنة واللجوء والاقامة هناك بأن ممثلي الأحزاب الكردستانية لم يكونوا مرتاحين لاعتبار نظام دمشق القضية الكردية في العراق مسألة أمنية والعلاقة تمر عبر أقنيتها ومن اجل التخفيف من الاحراج تم ترتيب لقاءات ( على فنجان قهوة ) مع الأمين العام المساعد لحزب البعث عبد الله الأحمر لدى ختام كل اجتماع مع الأجهزة الأمنية وكنا نحن نعلن عن مادار من مواضيع من طرف واحد مع سكوت الطرف الآخر ومناسبة هذا البوست هي تصريحات معلنة غير دقيقة تفتقر الى الصدقية ومن طرف واحد من جانب ممثلي الأحزاب الكردية السورية خلال زيارات الى مكاتب حكومية في أمريكا وبلدان أوروبية .
-   4 -
في يوم الحرية والسلام ( 21 – 3 – 2629 كردي ) عندما قاد – كاوا الحداد – انتفاضة الحرية ضد الحاكم الظالم – أزدهاك – وانتصر على الاستبداد وحرر الكرد وشعوب المنطقة من جور مصاصي الدماء والذي صادف أول أيام الربيع في ربوع كردستان أهنىء شعبي في كل مكان بعيده القومي راجيا له تحقيق طموحاته المشروعة وأقول لشعبي السوري وشركاء النضال كل نوروز ونحن سوية في وطن حر وفي ظل نظام ديموقراطي متمنيا لكل شعوب العالم السلام والتقدم.
-   5 -
البيان المنسوب الى المبعوث الأمريكي لسوريا والذي أنهى مهمته بعد عامين – مايكل راتني – ( 12 – 3 – 2017 ) يتضمن رسائل قابلة لأكثر من تفسير فأولها بمثابة نقد شديد اللهجة لكل من ( المجلس والائتلاف والهيئة التفاوضية ) لمسؤوليتها في تنامي نفوذ جماعات القاعدة في صفوف الثورة وسكوتها عن ذلك وثانيها اعتبار ذلك سببا في امتناع أمريكا ( كصديق للشعب السوري !) من تقديم الدعم اللازم وثالثها وبماأن كيانات المعارضة المشار اليها تحت وصاية الاخوان المسلمين فهم المعنييون بالاتهام وتحمل جريمة اخفاق الثورة ورابعها النأي بالنفس عن أي التزام مستقبلي تجاه ( المعارضة ) وتركها تحت رحمة الروس والانصياع لمتطلبات مسار المصالحة مع النظام التي ارتضتها المعارضة أصلا بعد اغراقها بالوافدين الجدد من صلب نظام الأسد والسؤال : أولم يكن أشرف لهذه – المعارضة – لو عادت الى الشعب عبر مؤتمر وطني سوري جامع ؟ .


339
( كرد المشروع الايراني وفيشييو المعارضة )
                                                                       
صلاح بدر الدين

   ( دوران كالكان ) أحد مؤسسي " ب ك ك " وعضو في لجنته المركزية وفي هيئة قيادته العسكرية (ك ج ك ) بجبال قنديل يصرح في فضائية حزبه قبل يومين : ( بالرغم من بعض الاختلافات الآيديولوجية فنحن وايران نعمل في مشروع واحد وهي مثلنا لاتريد تخريب الشرق الأوسط ولدينا استراتيجية مشتركة وهي تساندنا ونحن والقوى اليسارية في تركيا والعراق وسوريا نبحث مع ايران حول النقاط المشتركة لمواجهة أصحاب المشروع القومي وخصوصا البارزانييون في العراق وسنبقى مع ايران جبهة موحدة ) ارتباط هذا الحزب باطراف – الممانعة والمشروع الايراني معروف في الوسط الكردي ولكنه برسم بعض الأطراف الدولية واحدى الدول الخليجية وجماعات عربية سورية وتوقيت التصريح بمثابة رسالة الى قوى الحركة الوطنية الكردية في كل مكان خصوصا في العراق وسوريا .
-   2 -
 الكلام موجه  للمعارضين الدائرين في فلك كل من  ( جنيف وأستانة ) وماحولهما بمختلف أطيافهم ومرجعياتهم الحزبية ومراجعهم التوجيهية والمالية : تتحملون المسؤولية الرئيسية في انتكاسة الثورة لأنكم نصبتم أنفسكم أوصياء من دون ارادة السوريين وتخويل الثوار والآن وبعد اضاعتها وخسران الأرض في الميدان وفقدان احترام المجتمع الدولي بدأ العد التنازلي في خسارة المصداقية الوطنية بعد الامتناع عن العودة الى الشعب ومصارحته في الهزيمة والاخفاق عبر المؤتمر السوري الجامع المنشود وللعلم فان تلميعات الاعلام العربي الرسمي باظهاركم زورا ( كممثلين للجيش الحر ومستشارين ومحللين وناطقين ووو) على الفضائيات لن تفيدكم بل تؤكد أن ظهوركم ليس من أجل الثورة والقضية بل ( فيشييون )  تتعاونون مع المحتلين الروس والايرانيين وباقون  فقط من أجل استمرار استلام رواتبكم المغموسة بدماء السوريين .
-   3 -
 منذ أن أعلن شعب كردستان العراق الفدرالية كتجسيد لحقه في تقرير مصيره لم تهدأ القوى المعادية داخل العراق وخارجه بغية النيل منه وكان – ب ك ك – احدى الأدوات المستخدمة لهذا الغرض وحاول في أواسط الثمانينات والتسعينات وبدفع مباشر من نظامي البعث في دمشق وبغداد ونظام طهران وسكوت من نظام أنقرة تهديد انجازات الاقليم واستفزاز شعبه واحتلال مناطقه ولم يفلح بالرغم من أنه ترك أثرا سلبيا في تطوره واذا كان نظاما طهران ودمشق مهدا له السبيل منذ اندلاع الثورة السورية لاستخدامه ضدها والتحكم الارتدادي بكرد سوريا فقد كان هناك هدفا آخر لم يكن أقل خطورة وهو استهداف انجازات الاقليم من جهات عدة اضافة الى الحدود السورية : من الشمال حيث تتواجد قواته وبالقرب من خطوط التماس مع الحشد الشعبي والممر الشيعي من ديالى وكركوك نحو الغرب بمافيه شنكال وبتشجيع من جماعات كردية عراقية مازالت من (الثورة المضادة ) أي أن – ب ك ك – وفي مسيرته المغامرة والدموية على عتبة اشعال الفتنة الكبرى وتهديد الأمن القومي الكردستاني في الصميم . 
-   4 -
 هناك أمثلة لاتعد ولاتحصى في تاريخ حركات الشعوب الوطنية تظهر لجوء قواها الحية النزيهة الى خيار الوحدة والاتحاد وتنظيم الطاقات والتضحية بالمصالح الضيقة ( الحزبية والشخصية ) لصالح القضايا المصيرية خلال أوقات الشدة ومواجهة التحديات الداخلية والخارجية الا في حالتنا الكردية السورية فبالرغم  من تنامي النزعة العدوانية لجماعات – ب ك ك –وانخراطها في مخططات تدميرية تستهدف كرد سوريا والعراق فاننا لم نسمع حتى الآن دعوة جادة لنقد الأداء المتبع للملف الكردي السوري أو تنظيم الصفوف أو اعادة البناء أو جمع طاقات الوطنيين المستقلين ونشطاء الحراك الشبابي من جانب قيادة أحزاب ( المجلس ) وكأن الأمر لايعنيها وفي الحالة هذه لانستبعد تجاوزها ليس من جانب الكرد السوريين الحريصين على قضاياهم القومية والوطنية فحسب بل حتى من طرف داعميها .

340
انتفاضة موؤودة وثورة مغدورة والأسباب واحدة
                                                                 
صلاح بدرالدين

 في الثاني عشر من آذار ( 2004 ) هبت الجموع الغفيرة في مدينة القامشلي في وجه جلاوزة سطة الاستبداد دفاعا عن كرامة الشعب عندما استغل نظام الأسد مناسبة مباراة رياضية لتحويلها الى معركة كسر عظم وتخويف أهلنا وتوجيه ضربة استباقية لترهيب الوطنيين الكرد ومناضلي الحركة الكردية الذين كانوا بغالبيتهم دائما وأبدا في صف معارضي نظام الاستبداد الى جانب توجيه رسائل تحذيرية الى الجوار وخاصة اقليم كردستان العراق الذي حقق خطوات هامة نحو ترسيخ الفدرالية وتعزيز الاستقرار واعادة بناء البنية التحتية لتوفير شروط تحقيق النهوض القومي وتعميق تجربته الديموقراطية الوليدة بعد اسقاط الدكتاتورية في العراق .
 تلك الهبة الجماهيرية الدفاعية العفوية قامت من أجل أن تتحول الى انتفاضة ثورية  بروح كردية وأهداف وطنية سورية عامة لو توفرت شروطها الذاتية والموضوعية ففي الأولى افتقد الشارع الكردي الى قيادة سياسية كفوءة مؤمنة بارادة الشعب وبمبدأ التغيير الديموقراطي وبمعارضة نظام الاستبداد وبدلا من وقوف قيادات ( مجموع الأحزاب الكردية ) - حيث كانت بهذا الاسم آنذاك - الى جانب الجماهير المنتفضة انضمت الى صف اللجنة الأمنية من كبار جنرالات المخابرات ( علي المملوك وبختيار ومنصورة ...) التي أرسلها رأس النظام على عجل لوقف تلك الحركة التي قد تتطور الى ثورة عارمة وعقدوا معا وسوية اجتماعاتهم في منزل متزعم اليمين الكردي وهو رجل النظام في كل المواسم وخرجوا بقرارات لوقف التحرك تحت بند التهدئة بعد تضحيات جسام وعشرات الشهداء من بنات وأبناء شعبنا .
 أما شأن العامل الموضوعي على الصعيد الوطني العام فلم يكن بأفضل حال من العامل الذاتي الكردي ولم تكن الحركة الوطنية السورية المعارضة بوضع يؤهلها للتجاوب مع حركة المقاومة التي بدأت في القامشلي وأمتدت الى معظم المناطق وخصوصا حلب وعفرين ودمشق بل أن البعض ممن كانوا محسوبين على الحركة الديموقراطية السورية وقف الى جانب النظام وتبنى خطابه وقام بعضهم بحركات بهلوانية باسم التوسط والسعي للخير كل ذلك وخصوصا ممارسات قيادات الأحزاب الكردية أدى الى وأد الهبة الكردية الدفاعية في المهد  .
 وفي أواسط آذار عام ( 2011 ) كان موعد السوريين مع أنبل انتفاضة ثورية شاهدتها بلادهم ضمن موجات ثورات الربيع في بعض بلدان المنطقة حيث بدأت تعبيراتها الأولية بالعاصمة دمشق وتجسيدها الفعلي في مهدها – درعا – ومن ثم انتشرت في غالبية المناطق والمدن والبلدات تحت شعار الحرية والكرامة وانتقلت بعد الرد الدموي من نظام الاستبداد ورفضه أية خطوة اصلاحية الى طور أرقى وهو شعار اسقاط انظام والتغيير الديموقراطي خاصة بعد تلاحم الحراك الوطني الثوري العام وقوته الأساسية تنسيقيات الشباب مع طلائع الجيش الحر .
 منذ البداية كان للشباب الكرد ووطنييهم المستقلين مشاركة فاعلة في ادارة الصراع السلمي ضد النظام في المناطق الكردية ولم يمض عام حتى تحركت الأحزاب التقليدية ليس ضد السلطة الحاكمة بل بمواجهة الحراك الشبابي باسم الحيادية وتجنيب المناطق الخراب وذهب – ب ي د – أبعد من ذلك حيث عقد صفقة مع النظام بدعم ايراني وجلب آلاف المسلحين من – قنديل – بهدف عزل الكرد عن الثورة وخدمة مشروع نظام الأسد وتجيير كرد سوريا لمصلحة معارك حزبه الأم ضد تركيا وضد اقليم كردستان العراق على حساب القضية الكردية في سوريا .
 واجهت الثورة السورية منذ البداية تحدي سيطرة الاسلام السياسي وخصوصا الاخوان المسلمون حيث استغلوا الجغرافيا التركية والمال القطري من أجل أسلمة وأخونة الثورة وكان ظهور ( المجلس الوطني السوري ) بتلك الطريقة المريبة تجسيدا فعليا لذلك التوجه بسيطرة الاخوان واستبعاد المناضلين الوطنيين الصادقين وجلب زمرة من الانتهازيين المتعلقين بالمصالح الضيقة باسم الديموقراطيين والليبراليين والكرد والعمل من أجل تطويع شرفاء الجيش الحر ووضعهم أمام خيارين : اما الانتساب للاخوان أو التجميد والتجويع مما أفسح ذلك المجال لتكاثر الجماعات الاسلامية وانتشارها في مختلف المواقع .
 بعد مرور عدة أعوام وبسبب ضيق الخناق على الثوار وسيطرة الاسلاميين وتراجع المد الشعبي تدخل النظام العربي الرسمي بدعم تركيا لاعادة التموضع بعد فشل المجلس فعقدوا اجتماعا بالدوحة لاعلان ( الائتلاف ) الذي لم يكن الا امتدادا لسلفه مع بعض الرتوش وافساح المجال للوافدين الجدد من صلب النظام بحيث اختل الميزان نهائيا لمصلحة التوجه الداعي الى التصالح مع النظام والتخلي عن أهداف الثورة الحقيقية  .
 مانشهده الآن من تراجع للثوار واندفاع سريع نحو التفاوض مع النظام وقبول كل مؤسساته بمثابة حصاد مازرعه الاخوان المسلمون منذ البداية وهم بالاضافة الى الأحزاب التقليدية والجماعات والتيارات القومية واليسارية الانتهازية يتحملون المسؤولية الرئيسية في هزيمة الثورة وانتصار النظام وأعوانه وحلفه غير المقدس والمسألة برمتها تحتاج الى المزيد من المراجعة بواقعية وجرأة .
 لاشك أن ارادة السوريين وفي كل الأحوال تبقى هي الحاسمة وأمامهم فرصة تاريخية للعمل من أجل اعادة بناء حركتهم الثورية والوفاء لدماء شهداء الحرية والكرامة واستكمال الخطوات السابقة وتتويجها بمؤتمر وطني جامع لصياغة برنامج سياسي واضح وانتخاب مجلس سياسي – عسكري لمواجهة كل التحديات واعادة هيكلة ثورتهم المغدورة .
 

341
" 114 " عاما على ميلاد البارزاني الخالد
                                                                   
صلاح بدرالدين

      كنا نحن الوطنييون الكرد في سوريا ومنذ البدايات نتابع مسيرة البارزاني ونحاول الاستفادة من نهجه وتجربته النضالية ففكره مرتبط بتاريخ الكرد وهذا الفكر القومي الذي نهل منه البارزاني يبدأ مجازا في قدمه التاريخي  من ملحمة كاوا الحداد ويمتد إلى يومنا هذا بمعنى أن قضية الاكراد القومية ارتبطت بملحمة كاوا وعيد النوروز الذي أصبح آلية لإثارة هذه القضية وهو عيد قومي للكرد على عكس الكثير من شعوب المنطقة التي تحتفل بالنوروز ابتهاجا بقدوم الربيع وإزدهار الطبيعة. الفكر القومي الكردي الذي حمله البارزاني مرتبط أيضا في جانبه التاريخي الروحي بفكر ومفاهيم زرادشت الذي يُعرف كنبي للكرد ويمر في طريق صائب وليس فكرا فاشيا لانه متأثر بهذه المفاهيم. ملحمة كاوا اثرت على الجانب الثوري للفكر القومي الكردي والمعتقدات والافكار الزرادشتية اثرت على الجانب السلمي الاعتدالي لهذ الفكر وجعلته متزنا مسالما نابذا للعنف والتطرف. وبعكس الشعوب الأخرى في المنطقة التي شهدت ظهور حركات متطرفة وعنيفة كالأتاتوركية والبعثية،وجماعات اسلامية سياسية ارهابية  لم تظهر حركات متطرفة بين الكرد. فجمع البارزاني في نهجه صفات كاوا الثورية وحكمة وعقلانية زرادشت وعدالة صلاح الدين الأيوبي ..
لكل شعب من شعوب المعمورة ابطاله ورموزه. البارزاني يتميز بفكره وحياته العملية. عايش البارزاني التجربة الاشتراكية عن قرب حين سافر إلى الاتحاد السوفيتي السابق بمسيرته التاريخية العظيمة وظل هناك أكثر من عقد من الزمن. آنذاك كان نصف العالم إشتراكيا وحل المسألة القومية وفقا للمبادئ الاشتراكية مطروحا للنقاش والبحث و هذه التجربة عززت من فكر وتجربة البارزاني الذي رأى بعينه كيف أن الاشتراكية فشلت عمليا في حل المسألة القومية بطريقة عادلة وكانت هذه اشارة مؤثرة في فكر البارزاني .
مما لاشك فيه أن فكر البارزاني كان مرتبطا اكثر بالواقع والحقائق على الارض وليس بالنظريات التي يقول عنها هيغل: "النظريات صفراء، لكن شجرة الحياة خضراء دائما." كان البارزاني مرتبطا بتاريخ شعبه وعائلته حيث كان أبناء جيلين من قبله منهمكون بالكردايتي منذ عهد الشيخ عبدالسلام البارزاني وورث عنهم ميراثا قوميا مميزا. أرسل الشيخ عبد السلام رسالة إلى السلطان العثماني إبان إجراء الإصلاحات في الدولة العثمانية وضّمنها بعض المطاليب القومية. قامت حركات بارزان ضد الظلم والاضطهاد وسعيا نحو الحرية وتحقيق مطالب الكرد حسب شروط تلك المرحلة حيث كانت المسألة القومية حديثة العهد مع وصول بشائر شعارات الثورة الفرنسية إلى الشرق الاوسط.
كان للبارزاني تجربته الخاصة المميزة وكان زعيما شرقيا ومبدئيا، يأخذ مجتمعه بعين الإعتبار وينفر من العمل الحزبي الضيق ومع تنظيم صفوف الشعب. كان رافضا للاسلام السياسي رغم تدينه وإيمانه ويفصل الدين عن السياسة، ويحترم كافة الاديان والمذاهب المنتشرة في كردستان. في المرة الاولى التي تشرفت فيها برؤيته كان الاشخاص الذين يقومون بحمايته مسيحييون  ويزيدييون وبارزانييون . وبعد توقيع اتفاقية 11 آذار أسس البارزاني اتحاد العلماء المسلمين لكن وجههم للابتعاد عن السياسة والاهتمام بالاعمال الاجتماعية والخيرية.
كان البارزاني أول رئيس للحزب الديمقراطي الكردستاني ولم يفصح يوما من الايام عن الافكار الماركسية او الليبرالية في ممارساته وتوجهاته لكن كان يتميز دائما بطابع قومي كردستاني منفتح متسامح ويولي اهمية كبرى للمجتمع الكردي ومرتبطا بشعبه. بعد عام 1970 وتوقيع اتفاقية آذار التاريخية جئت لتهنئته وفي المساء كنا مجتمعين في ضيافته ببلدة حاجي عمران وهناك حوالي 40-50 شخص في مجلسه. قام شخص واشتكى من جفلان قطيع أغنامه وابقاره من تصرفات السائقين وحركة السيارات على طريق حاج عمران – كلالة فما كان من البارزاني الا تناول الموضوع لأكثر من ساعة  وقال يجب احترام مشاعر ورغبات ومصالح الناس والتفت إلى الشهيد فرانسو حريري وأشار إليه بحل تلك المسألة اعتبارا من الغد وبشكل فوري.
الخلافات التي ظهرت في صفوف البارتي منتصف ستينات القرن المنصرم لم تكن شخصية كما يُشاع لكن فكرية تتعلق بالافكار والمعتقدات والتوجهات والمواقف السياسية وكيفية التعامل مع الشعب وطريقة حل القضية الكردية في كردستان العراق. كان البارزاني زعيما لحزب هام جدا بات قاعدة وركيزة للحركة التحررية الكردية ولم يهتم يوما بالسلطة ولم يمارسها ولم يكن يمارس سلطته حتى كرئيس للحزب.
ثقافة منطقة بارزان التاريخية اثرت على فكر البارزاني بشكل كبير من حيث التسامح وقبول التعددية الدينية وعندما زار المستشرق الأمريكي عن الكنيسة الانجليكانية ويغرام منطقة بارزان عام 1800-1801 رأى هناك ثلاثة اديان: المسيحية واليهودية والاسلام. التقى ويغرام قسا مسيحيا  وسأله عن شيخ المسلمين في بارزان. لكن القس أجابه، إن كنت تقصد الشيخ عبد السلام فهو شيخنا وشيخ الجميع في هذه المنطقة. ثقافة التسامح لمنطقة بارزان هي المصدر الاول لفكر البارزاني وثوريته حيث كانت بارزان منطقة الثورات والتمردات ضد الانكليز والحكومات العراقية المتعاقبة وكذلك علاقاته بتنظيم (هيوا). ويذكر رئيس اقليم كردستان مسعود البارزاني في كتابه "البارزاني والحركة التحررية الكردية" انه كانت هناك صلات مع الشيخ سعيد " ووصلت حركة خويبون الى منطقة بارزان وانتشرت في اربيل والسليمانية وبغداد وكانت خويبون حركة قومية شاملة للاجزاء العثمانية الثلاثة من كردستان.
      من تجليات فكر البارزاني
    1 - في 19-1- 1948 عقد كونفراس في مدينة باكو حضره اكراد من ايران والعراق وسوريا . في هذا المؤتمر تحدث البارزاني للمرة الاولى عن المسائل السياسية والفكرية والفلسفية ونص كلمته منشورة في كتاب السيد مسعود البارزاني وفيها طرح استراتيجية الحركة التحررية الكردية وميز بين اعداء واصدقاء الكرد في تلك المرحلة. اللبنة الاستراتيجية الفكرية الاساسية لفكر البارزاني بدأ من كونفرانس باكو ويؤكد اغلبية المؤرخين انها كانت المرة الاولى التي يتطرق فيها البارزاني الى المجال الفكري ويتحدث عن الشرق الاوسط والتحركات والصراعات الدائرة في المنطقة. وكانت برأيي محاولة لايجاد موقع للكرد في المنطقة حيث لم يكن للكرد قبلها موقع ودور يذكر. كان البارزاني يحاول إفهام الاتحاد السوفيتي السابق انه يوجد حوالي 20 مليون كردي – حينها - في الشرق الاوسط ويمكنهم لعب دور هام في المنطقة وانهم مرتبطون بالثورة العالمية، هذه الكلمة التي اصبحت ضمن وثائق أرشيف الاتحاد السوفيتي وخضعت للبحث والمناقشة.
  2 - المرة الثانية التي ظهر فيها فكر البارزاني كانت عبر مؤتمر كانى سماق في 15/4/1967 وكنت مصادفة هناك في أول زيارة لي الى البارزاني والمناطق المحررة وتابعت المؤتمر السياسي - العسكري لقادة قوات البيشمركة واعضاء اللجنة المركزية والمكتب السياسي وحضور الراحل ادريس البارزاني . توجه الزعيم البارزاني إلى قادة البيشمركة وكوادر ومناضلي الحزب المؤتمرين في كاني سماق وقال لهم، انتم ابطال هذا الشعب وتفدونه بارواحكم. اتمنى منكم رعاية الفقراء وقبول النقد. من يعمل لاجل مصالحه الخاصة والشخصية ليس له مكان بيننا ولاحاجة للكوردايتي به.
عّرف البارزاني في هذا المؤتمر الكرد واوضح مطالبهم وركز على اهمية العمل الجماعي وهاجم بشدة الاغنياء الكرد الذين كانوا لا يساعدون شعبهم وكان يقول انني لست زعيما لأحد لكنني خادم لشعبي. كما تحدث عن معنى التقدمية بعيدا عن الشعارات البراقة قائلا ان التقدمي هو من لا يظلم شعبه ولا ينهبه ويحافظ ويصون كرامته وانتقد بشدة مسألة الحزبية الضيقة وقال "لم اخن احدا طوال عمري ولا أقبل أن يخونني أحد. تنظيم صفوفنا ركيزة تفوقنا ونحن نخوض صراع البقاء أو العدم. يجب عدم اهانة راعي، قروي أو امرأة ." وتابع: " قلتها في 1945 وفي عام 1948 وفي 1960 وأكرر الآن وأقول أن لاخلاف وصراع بيننا وبين الشعب العربي. الكرد والعرب اصدقاء واخوة لكن صراعنا مع الانظمة والحكومات ونطالب بتشكيل حكومة ديموقراطية ولانهاجم أحدا وندافع عن انفسنا. الحزب وسيلة وليست غاية بحد ذاتها."
كان البارزاني صاحب فكر وتوجه واضح وباديا للعيان وثورة ايلول والحكم الذاتي والفيدرالية شواهد حية على فكره و توجهه. على عكس الكثير من القادة والزعماء الاخرين كان الجانب العملي الميداني لدى البارزاني أكثر بروزا من الجانب االنظري فله كل الوفاء بيوم ميلاده الرابع عشر بعد المائة ..


342
الهروب الى الأمام لن يجدي الأحزاب الكردية نفعا
                                                                       
صلاح بدرالدين

  بعد أن أوصلت قيادات الأحزاب الكردية السورية المتناحرة في ( المجلسين ) شعبنا الى أسوأ حالاته داخل الوطن ليعاني البقية الباقية منه والذي لم يهجر بعد سوء المعيشة وعدم الاستقرار والقلق على المستقبل وبعد أن أفرغت سلطة الأمر الواقع التابعة ل – ب ي د – وهو الفرع السوري الملحق بالحزب الأم – ب ك ك -  المناطق والمدن من سكانها حسب نزعة – التطهير الحزبي – واستسلام أحزاب – المجلس الكردي – أمام مايجري وبحث قياداتها عن ملاذات آمنة خارج البلاد وبعد أن فشلت تلك القيادات في تجسيد طموحات شعبنا وحمل مشروعه القومي وخذلت أشقاءنا في اقليم كردستان العراق وكذلك شركاءنا في الوطن وأضرت بسمعة الحركة الوطنية الكردية بل تركت مصيرها أمام طريق مسدود .
 وبعد أن بدأت هذه القيادات بقرع طبول الحرب وزج بنات وأبناء شعبنا في معارك جانبية واقتتال داخلي لا ناقة لنا فيها ولاجمل الى درجة التدخل السافر لجماعات – ب ك ك – في الشؤون الداخلية لاقليم كردستان في أدق وأخطر المراحل وتنفيذ أوامر فيلق القدس الايراني والحشد الشعبي المذهبي في اثارة الفتن والقلاقل بمنطقة – سنجار – وخلافها وتسعير الحملات الاعلامية كل ذلك لحاجة تلك القيادات الحزبية الى مخارج للتهرب من أزماتها الداخلية والتستر على تواطىء بعضها علنا مع النظام المستبد في منطقة منبج والبعض الآخر لتغطية عجزه عن مواجهة التحديات .
  نقول بعد كل تلك الاخفاقات والهزائم والعجز تلجأ قيادات أحزاب المجلسين الى التهرب من مواجهة الاستحقاقات القومية والوطنية بالتوجه نحو الخارج وترك الداخل للأقدار وتنتهج نفس الطرق التضليلية الملتوية السابقة بالمبالغة الاعلامية معتبرة أن جولاتها في عواصم بعض البلدان بمثابة انتصارات لامثيل لها أو افتتاح جمعية أو استئجار مكتب هنا وهناك باعتباره اعترافا دوليا بمستوى العضوية بهيئة الأمم المتحدة لقد افتتح ( الائتلاف السوري ) مثلا قبل قيادات الأحزاب الكردية مكاتب عدة في العديد من البلدان  الأوروبية والعربية وأمريكا بالرغم من أنه أوسع تمثيلا من أحزابنا ولكن أين هي تلك المكاتب والممثليات ؟ ولم تعني شيئا من الناحيتين القانونية والاجرائية .
 دول العالم المعنية بالملف السوري  تعتبر القضية السورية في هذه المرحلة  ذات صلة عضوية بالارهاب ومسألة أمنية بامتياز من مصلحتها التواصل مع كل المكونات والتيارات والجماعات وارضاء الجميع من أجل الحصول على المعلومات من مختلف المصادر والتحكم بالجميع وكل الزيارات واللقاءات التي تحصل تتم بتزكية مباشرة من الأجهزة الأمنية لتلك الدول وكل المكاتب التي تفتح بناء على اقتراحاتها وليست رسمية ولا معترفة من وزارات الخارجية ولاتتمتع بالحصانة الدبلوماسية وفي أكثر الأحيان تغطى من ميزانية الأجهزة ومن السهولة بمكان اغلاقها بأية لحظة اذا انتفت حاجات الدول المعنية .
 حتى المكاتب اتي تفتتح عائدة للأحزاب الكردية وليست ممثليات للشعب الكردي أو الحركة الوطنية الكردية في وضع هناك شرخ واسع بين الشعب الكردي السوري وحركته من جهة وبين الأحزاب من الجهة الأخرى وهناك محاولات لاعادة بناء الحركة من جديد من جانب الكتلة التاريخية التي تشكل الغالبية في الوطن وفي أماكن الشتات ( المستقلون والحراك الشبابي ومنظمات المجتمع المدني والوطنييون عموما ) ولكن قيادات الأحزاب تحاول تصوير الوضع في غير واقعه الحقيقي فمثلا يدعي – ب ي د – أن له ممثلية رسمية في موسكو والحكومة الروسية تكذب وتقول المكتب باسم جمعية روسية تخضع للقوانين وفي هذا السياق هالني ما كتبه أحد أعوان ( المجلس الكردي ) على الفيسبوك عندما نشر صورة للمكتب البيضاوي في واشنطن مدعيا أن وفد المجلس يجتمع الآن مع القيادة الأمريكية في البيت الأبيض وكان الوقت نهارا بالشرق الأوسط ومنتصف الليل في أمريكا متناسيا أن البيت الأبيض يستقبل رؤساء العالم فقط ولم يطأه قدما أي مسؤول كردي سوى الرئيس مسعود بارزاني ووفده المرافق .
    ولابد هنا من التساؤل حول هدف الأحزاب من التسابق في الصلات مع العالم الخارجي في حين أن البيت الكردي السوري الداخلي ليس على مايرام ويحتاج الى الترميم الآن وأكثر من أي وقت مضى وهو الأساس والمنطلق ثم ماذا يعني استجداء افتتاح المكاتب الحزبية وبعبارة أوضح ماذا يعني ذلك سياسيا هل يشير الى القطع مع البعد الوطني السوري في حين مازال ( المجلس الكردي ) ضمن صفوف الائتلاف و- ب ي د – لم يتخل عن التصميم في المشاركة بمؤتمرات التفاوض الى جانب حلفائه في منصات موسكو والقاهرة وحميميم كل هذه التساؤلات تحتاج الى توضيحات .
  العلاقات السياسية مع الداخل والخارج وفي اطار الشفافية أمر مفيد وواجب أيضا ولكن في الحالة الكردية تأخذ منحا مختلفا حتى الآن قد تضر ولاتنفع في هذه البيئة الخلافية في وضع تفتقد فيه الحركة الوطنية الكردية الى ممثلين شرعيين منتخبين يعبرون صدقا عن مطامحه وأهدافه ويحملون معهم المشروع القومي والوطني الكردي السوري الجامع والناجز عبر المؤتمر القومي التوحيدي الذي يجب العمل من أجله .
  ولابد بهذه المناسبة من التوجه الى شعبنا ووطنييه وناشطيه وشبابه وسياسييه باتخاذ الحيطة والحذر من ألاعيب الدول الكبرى والاقليمية التي صادرت القرار وباتت تتحكم بالحاضر والمستقبل في هذه المرحلة الانتقالية الصعبة وتسببت في دمار بلادنا ولم تلتزم بوعودها تجاه قضايانا وتواطأت منفردة ومجتمعة في التآمر على ثورتنا واجهاضها وفي مقدمتهم الروس والأمريكان الذين يمارسون الازدواجية والكيل بمكاييل والتلاعب تجاه القضية السورية برمتها والملف الكردي السوري خصوصا .
  قبل نحو 23 عام من الأن قمت بزيارة الى الولايات المتحدة الأمريكية وكانت الأولى وباسم حزب كردي واحد وفي وقت لم تكن هناك ثورة في سوريا ولم تكن القضية الكردية بالمستوى الراهن ولم تكن لدينا الامكانيات المتوفرة الآن لأحزاب المجلسين وبالرغم من ذلك التقيت بأرفع المسؤولين وبينهم عضو بالكونغرس وأكثر من كل الذين تلتقي بهم أحزاب المجلسين مجتمعة وللـتأكيد أضع بين أيدي القراء مايلي :
       وقائع زيارتي لواشنطن عام 1994
أواسط العام 1994 قمت كأمين عام حزب الاتحاد الشعبي الكردي في سوريا,( سابقا )  زيارة مطولة الى الولايات المتحدة الأمريكية, وأجريت لقاءات شاملة وهامة هي الأولى من نوعها,في العاصمة واشنطن دي سي  حيث اجريت اتصالات مع العديد من المسؤولين في الادارة وفي منظمات حقوق الانسان ولجان الكونغرس, والخارجية, ووسائل الاعلام, والجالية الكردية, خلال شهر كامل كان البرنامج حافلاً باللقاءات والاتصالات ومن اهمها:
•   لقاء مع السيد- ج.ج.اوبا- مفوض الشرق الأوسط لحقوق الانسان في وزارة الخارجية الامريكية.
•   لقاء مع- ج. بيكارت- عضو لجنة العلاقات الخارجية في الكونغرس الامريكي.
•   لقاء مع مفوضية أوروبا والشرق الاوسط في لجنة العلاقات الخارجية في الكونغرس الامريكي السيد- ك. ديكلوس- والمستشار في هذه اللجنة السيد- د. شايبرو-.
•   لقاء مع السيدة- م. كايتور- عضو الكونغرس الامريكي في الحزب الديمقراطي الحاكم عن ولاية- أوهايو- ومستشارها السيد- د. كلارك .
 لقاء في نيويورك مع المدير العام لمنظمة مراقبة الشرق الأوسط لحقوق الانسان ( هيومان رايتس ووتش ) السيد جورج ومساعدته مسؤولة الملف الكردي السيدة شيري .-.
•   لقاء مع السيد- د. فيليب- مسؤول قضايا حقوق الانسان في الكونغرس الامريكي.
•   لقاء مع السيدة- م. الهي- مفوضة البرامج الحكومية لشمال افريقيا واوروبا والشرق الاوسط في منظمة العفو الدولية.
•   لقاء مع السيد- ز. هيلترمان- مدير المشروع الكردي في منظمة مراقبة الشرق الاوسط لحقوق الانسان.
•   كما أجريت اتصالات ومباحثات مع رئيس- المؤتمر القومي الكردي- KNC- في امريكا, الدكتور- نجم الدين كريم- وعدد من اعضاء الهيئة الادارية, وممثلي الاحزاب الكردستانية, والحكومة الفيدرالية- كردستان- العراق- وعدد من المنظمات القومية والثقافية الكردية في الولايات المتحدة الامريكية. وقمت بزيارات لعدد من الولايات, حيث تفقدت احوال الجالية الكردية, واقمت عدداً من الندوات وخاصة في- كاليفورنيا, ونيوجرسي, وأوهايو, اضافة الى اللقاء باعضاء الجالية الكردية السورية هناك من اجل تنظيم طاقاتهم, والاطلاع على قضاياهم ومشاكلهم, وفي سبيل توحيد صفوفهم ليساهموا بفعالية في قضاياهم القومية والوطنية, ومن اجل صيانة وجودهم وشخصيتهم, والاعتراف بكيانهم جنبا الى جنب ممثلي وابناء الاجزاء الاخرى من كردستان.
•   وفي ختام الزيارة, أجريت معي عدة مقابلات في القسم الكردي في اذاعة صوت امريكا, واجتمعت مع مدير واعضاء القسم, حيث قدمت التهاني بمناسبة افتتاحه, وتناقشت معهم حول دوره واهميته وضرورة تطويره, كما قمت بزيارة القسم العربي, حيث اجتمعت مع المدير وبعض العاملين فيه, كما قمت بعقد لقاء مطول مع نائب مدير جامعة توليدو- اوهايو حول مشاكل الطلاب والمنح الدراسية والثقافية الكردية, وحاولت تأمين منح دراسية للطلبة الكرد- السوريين ولكن اصطدمنا بشرط لا يمكن اذلاله وهو موافقة الحكومة السورية.
•   هذا, وقد اجرت معي اذاعة صوت امريكا مقابلتين بقسميه الكردي والعربي, كما اجرت الشبكة التلفزيونية العربية- الامريكية مقابلة مطولة حول الوضع الراهن وقضايا الحركة الكردية

343
قراءة في وثيقة دي ميستورا " الاثني عشرية "
                                                                   
صلاح بدرالدين
   
  الوثيقة ببنودها الاثني عشر أو " اللاورقة " كما أسماها التي وزعها مبعوث الأمم المتحدة الخاص بسوريا على الوفود السورية المشاركة في محادثات جنيف 4 والتي لاقت رضا ومديح كل الأطراف وخصوصا طرف النظام تعتبر حصيلة ماتمخض عن المداولات الدولية بمشاركة ممثلي النظام والجماعات المعارضة منذ اجتماعات جنيف 1 مرورا باتفاقيات فيننا ومحادثات أستانا وانتهاء بالجولة الرابعة الأخيرة وهي الى جانب ذلك تعتبر جدول أعمال الجولة الخامسة المرتقبة في أواخر آذار الجاري المتمحور حول ماأطلق عليه بالسلال الأربعة : الحكم اللاطائفي والدستور والانتخابات ومحاربة الارهاب .
 من المعلوم أن المبادىء العامة والبنود المتفرعة الواردة في الوثيقة بعباراتها المختارة المنمقة ليست محل جدال للوهلة الأولى ولكن لدى التدقيق والمقارنة والعودة الى ماقبل خمسة اعوام من عمر مسار ( الجنيفات ) نتوصل بدون شك الى نتائج غير سارة فيما يتعلق بمصير الثوة والقضية السورية ومستقبل البلاد وأداء – المعارضة – ودورها ومن أبرزها :
 أولا -  قبلت – الهيئة العليا – ماكانت ترفضه منذ جولة جنيف الأولى ( 2012 ) خاصة مايتعلق بمجلس حكم انتقالي كامل الصلاحية في مختلف السلطات بمافيها العسكرية والأمنية وتنحية الأسد وحاشيته وزوال الاحتلال الروسي العسكري واطلاق سراح السجناء والمعتقلين ووقف الهجمات العسكرية من جانب النظام وأعوانه الروس والايرانيين والميليشيات المذهبية وبذلك وحول غيرها من المسائل الأساسية في الصراع تكون ( الهيئة ) قد فكت ارتباطها من الثورة السورية وتخلت عن أهدافها الرئيسية في اسقاط الاستبداد والتغيير الديموقراطي وهذا ماجعلها تقترب أكثر من ممثلي – المنصات – الذين كانوا حتى الأمس القريب من موالي النظام ولم يتنازلوا قيد أنملة عن مواقفهم المقبولة من النظام والروس والايرانيين وهذا مايفسر اصرار رئيس وفد النظام على ضرورة توحيد وفد – المعارضة – أو وفود – منصات الرياض والقاهرة وموسكو – على حد تعبيره .
 ثانيا – ماتمخض عن جنيف 4 يشكل تقدما في ترسيخ مشروع المحتلين الروس وتفردهم في تقرير مصير السوريين بغياب لافت من جانب من كانوا ( أصدقاء الشعب السوري ) من الأمريكان الى الأوروبيين الى النظام العربي الرسمي وبتململ واضح للموقف التركي الذي يبحث عن مصالحه أيضا وهؤلاء الممسكون بكل جزئيات الورقة السورية يديرون اللعبة بكل مالديهم من كفاءات دبلوماسية وأمنية ومعرفة بالداخل السوري وقضاياه الكبرى والصغرى واطلاع على خفايا مؤسسات النظام وعوامل قوته وضعفه فهم يتواصلون مع جميع المكونات القومية والدينية والمذهبية ويبدون التعاطف مع كل من يشعر بأنه مضطهد ويطلقون الوعود اللفظية السخية للعرب والكرد والتركمان والمسيحيين والسنة والعلويين والدروز كل ذلك في سبيل تحقيق مشروعهم الذي يخدم مصالحم بالدرجة الأولى والأخيرة ويسعون بطبيعة الحال ليل نهار من اجل تمهيد السبل ليحقق مشروعهم النجاح خاصة في مجال التهدئة وتصالح الأضداد .
 ثالثا – البنود الواردة في الوثيقة مأخوذة في مجملها من خطاب نظام الأسد ودستوره ومفردات الحزب الحاكم وتعابير الخبراء الروس والبعض منها من ثقافة الأحزاب السورية التقليدية وبرامجها السياسية طبعا العبرة ليست في النصوص بل في التطبيق ومافي النفوس وبشكل عام فانها تجسد الخيار السياسي الآخر المواجه لنهج الثورة والتغيير وهذه حقيقة يجب أن يعترف بها القيمون على ( الائتلاف والهيئة العليا ) ويصارحوا السوريين بكل ماحدث والأفضل أن يعودوا الى قرار الشعب ان لم يكونوا راضين عن النتائج والشروط والمتمثل كما نردده منذ أعوام وهو اللجوء الى مؤتمر وطني سوري جامع لتقرير مايراه مناسبا لمستقبل بلادنا وثورتنا .
 رابعا – فيما يتعلق بالمكونات الوطنية السورية وخصوصا القومية منها مثل ( الكرد والتركمان والطيف المسيحي الذي يرى قسم منه نفسه كقومية ) فانها الخاسرة الأولى في وثيقة المبعوث الدولي فمن جهة هناك تجاهل لحقيقة التعددية القومية في سوريا واكتفاء الوثيقة بالتعددية السياسية فقط ومن جهة أخرى عدم اعتراف بمحنة القوميات غير العربية ومظالمها وحرمانها وتعرضها للتجاهل والاضطهاد من جانب النظام والأخطر التهرب من استحقاقاتها القومية الدستورية والقانونية وبالتالي اخضاعها لنفس الطريقة البعثية السابقة في ادراج قضاياها بالادارة المحلية على مستوى المحافظات كما كان منذ انقلاب البعث عام 1963 مع احتمالات اتفاق الروس مع النظام على اعتماد الادارة الذاتية لجماعات – ب ك ك – أو ما يطلق عليها الكرد السورييون بسلطة الأمر الواقع المقامة أصلا برضا نظام الأسد  .
  ( المجلس الوطني الكردي ) الذي كان ممثلا في جنيف 4 من خلال وفد – الائتلاف – وهو جزء من – الهيئة التفاوضية – لم نسمع من مبعوثيه صوتا طيلة أيام المباحثات لاحول القضايا العامة ومصير البلد ولاحول بنود الوثيقة وخصوصا مايتعلق الأمر بالقضية الكردية وقضايا المكونات الأخرى واذا كنا نعتبره شريكا بالمسؤولية في تراجع ( الائتلاف والهيئة العليا ) على المستوى الوطني واخفاقهما فلن نعفيه أبدا من عدم أهليته في تمثيل شعبنا وقضيته وعليه الاعتراف بالفشل والخروج من الصدارة كما نظيريه ( الائتلاف والهيئة ) حتى يتسنى لممثلي الكرد الحقيقيين أخذ زمام المبادرة والدفاع عن الحقوق المشروعة والسبيل الى ذلك كما طرحنا منذ أعوام هو المؤتمر الوطني الكردي السوري الجامع من أجل توحيد الصفوف والجهود وانتخاب من يؤمن بالمشروع القومي والوطني .
 


344
ولكن ماذا عن أسباب توالد " المنصات "
                                                                     
صلاح بدرالدين

 منذ التحضيرات الأولية لمفاوضات جنيف 4 وحتى الآن طغت ظاهرة " المنصات " على ماعداها من الأحداث والتطورات في القضية السورية في لقاءات المندوب الدولي من الوفود وخاصة وفد – الهيئة العليا – وفي تصريحات المسؤولين الروس مما خلقت انطباعا عاما عن مدى هشاشة صفوف المعارضة وعدم قدرتها على تشكيل وفد موحد في مواجهة وفد النظام الى جانب اصرار الراعي الروسي على اشراك ممثلي – منصتي موسكو والقاهرة – وتناغم السيد – ديمستورا – معه في تصريحاته على مدى أيام الجولة الحالية .
 كان الانطباع السائد في الجولات السابقة أن من يمثلون منصات ( موسكو والقاهرة وأستانا ) أقرب الى مواقف النظام وروسيا بحيث لم يشاركوا في العمل ضد النظام ولم يرفعوا يوما شعار اسقاطه وكانوا على الدوام بالضد من الثورة السورية وأهدافها ولم يتعدى سقف مطالباتهم المصالحة مع النظام واجراء بعض الاصلاحات دون المساس بجوهر النظام ومؤسساته مع المبالغة في اتهام الثوار وكل أصدقاء الشعب السوري .
 ولكن منذ اتفاقية فيننا ومفردات اجتماعات جنيف 3 وتحديدا منذ تشكيل – الهيئة العليا التفاوضية – في مؤتمر الرياض وماتمخض عنه من رؤا وقرارات وبيانات ظهر حصول تغير كبير في الخطاب السياسي وتدني في سقف المطالب وتراجع عن أهداف الثورة المعروفة باسقاط النظام واجراء التغيير الديموقراطي علما أن المعارضة منذ ( المجلس الوطني مرورا بالائتلاف وانتهاء بالهيئة التفاوضية ) لم تكن يوما تمثل الثوار أو مخولة من الثورة بشكل ديموقراطي شرعي ولكن كانت تظهر نفسها اعلاميا أنها ملتزمة بأهداف الثورة .
 وقد شهدت ( الهيئة التفاوضية ) منذ اعلانها اقبالا منقطع النظير من جانب الوافدين الجدد من أهل النظام ومن مسؤولين سابقين كانوا يشغلون مواقع متقدمة في مؤسسات النظام العسكرية والحزبية والادارية والدبلوماسية مما أثر ذلك بشكل واضح على الموقف السياسي باتجاه الانسجام مع مقررات فيننا التي كرست مبدأ الحفاظ على مؤسسات النظام وكذلك مع سياسات النظام العربي الرسمي الداعم والمحتضن للهيئة  التي لم تكن في أية لحظة مع اسقاط النظام وتحقيق الانتصار للثورة السورية كما وضع حدا لماتبقى من الخطاب الثوري لدى بعض الأشخاص .
 كل ذلك قلص المسافة بين مختلف جماعات المعارضة التي كانت محسوبة على الثورة أو الموالية للنظام والتقت على موقف موحد من القضية الرئيسية وأعني القبول بالنظام ومؤسساته والاستعداد للتحاور معه والعمل سوية في حكومة واحدة على أساس ورقة مندوب الأمم المتحدة حول حكم غير طائفي وصياغة دستور واجراء الانتخابات في عدة مراحل قد تطول لسنوات او عقود ليس معلوما وفي هذا التطور المتدرج لم تتغير المعارضة الموالية من هيئة التنسيق الى المنصات الثلاث وبقيت ثابتة على مواقفها ومن تبدل حقيقة هو الائتلاف والهيئة التفاوضية .
 ماحصل دفع جماعات – المنصات – الى التقدم خطوات ففي السابق كانت تتمنى مشاركة ممثل واحد بوفد المعارضة والآن لاتكتفي بمشاركتها بوفد ( الهيئة ) بل تطالب بالحضور كممثلي منصات أيضا وتفرض شروطها ليس اعتمادا على المحتل الروسي الممسك بكل الخيوط فحسب بل على تراجع – الهيئة العليا – عن مواقفها السابقة والاقتراب منها أكثر وفي هذه الحالة تقتضي الواقعية أن تكون المنصات هي صاحبة اليد العليا في جنيف 4 وأن تكون الهيئة التفاوضية ملحقا بها لأن الأولى لم تتراجع والأخيرة هي من انحرفت عن طريق الثورة . 
 في الحالة الكردية السورية وعلى ضوء تمثيل ( المجلس الكردي ) في وفد الائتلاف واستبعاد ممثلين عن جماعات – ب ي د – بمسمياتها المختلفة كنا نردد دائما أن ليس هناك من خلافات سياسية عميقة بين الطرفين الكرديين بخصوص القضية الرئيسية أيضا وهي النظام والثورة والحقوق الكردية وبالتالي لافرق بالنسبة للقضية الكردية السورية من يحضر من الطرفين معا أو على انفراد وفي الواقع فان - ب ي د – أيضا ممثل مباشرة أو غير مباشر في ( الهيئة العليا ) عبر هيئة التنسيق وفي المنصات الثلاث أيضا اما عبر أفراد أو بتطابق المواقف السياسية ولكن الجانبين الحزبيين الكرديين لاتتوفر فيهما شروط تمثيل الشعب الكردي ولايحملان المشروع الوطني الكردي حتى هذا الانقسام الكردي يدل على مدى ضعف ومسؤولية – المعارضة – السورية وعدم أهليتها لتمثيل أطياف ومكونات الشعب السوري .
 من جهة اخرى وبما أن – موديل – المنصات أصبح رائجا فهناك في الساحة الكردية السورية امكانية الاعلان عن منصات اضافية ولاشك أن اكبرها وأوسعها على الاطلاق هي منصة المستقلين التي تضم الشباب والمثقفين وسائر الوطنيين أي الغالبية الساحقة من الكرد السوريين ولكن الفرق بينها وبين منصات ( أستانة وموسكو والقاهرة وحميميم ودمشق وبيروت وطهران ) أنها ليست تابعة لأجندات خارجية وغير طامعة في حضور أي جنيف حضورها الوحيد في هذه المرحلة مع شعبها بالوطن وبلدان المهاجر وسكان المخيمات .

345
مشاهد عن الوقت الضائع السوري
                                                             
صلاح بدرالدين

 اذا كان رئيس وفد ( الهيئة التفاوضية ) في جنيف4 ماض في المسار الخطأ بتضليل الشعب السوري تارة عبر ( التمختر ) الفارغ والتمظهر بالمنتصر وتارة اخرى بالرهان على روسيا المحتلة والمعادية لبلدنا وشعبنا وثورتنا وتارة أخرى بالتصريح بأن محادثاته مع – ديمستورا – كانت ناجحة متناسيا أنه وسيط أممي وليس ممثلا لطرف منازع وآخرا يبشر ويعلن الانتصار الساحق لأن وفد النظام قبل بضغط روسي !! بالتباحث في جدول أعمال المبعوث الدولي نقول اذا كان مصرا على المضي هكذا بدعم قسم من المحيطين به فلينسحب ممثلو الفصائل وكل من يؤمن بالثورة وأهدافها ويضعوا حدا لهذه المهزلة ومن ثم البدء بالتحضير لمؤتمر وطني جامع لمراجعة الوضع وصياغة البرنامج السياسي وانتخاب مجلس سياسي – عسكري لمواجهة كل التحديات .
-   2 -
 لم يخطىء سورييو الثورة عندما ربطوا ظهور – داعش – بنظامي الأسد وخامنئي وحدوث عمليات التسليم والاستلام وتوزيع الأدوار بين الأطراف الثلاثة وفي اكثر من مكان جاء البرهان آخره اعادة تدمر مرة اخرى لقوات النظام وقبل ذلك في جنوب الباب كما لم يخطىء كرد الثورة حينما أكدوا على ارتباط جماعات – ب ك ك – في الساحة السورية بمشروع النظام واستعدادها لخدمته بالوقت المناسب وقد انكشف أمرها منذ أن وفد مسلحوها منذ بداية الثورة الى الاراضي السورية بعد صفقة قرةيلان – أ شوكت بدعم ايراني مباشر وكان آخر خدمات هذه الجماعات استعدادها لتسليم منبج والقرى المحيطة لقوات نظام الأسد وحزب الله وتعقد هذه الصفقات برعاية روسية – ايرانية  أيام جنيف 4 لتعزيز مواقف نظام الاستبداد .
-   3 -
تأملت مطولا ولم أجد أي سبب  مقنع في انشراح رئيس وأعضاء وفد ( الهيئة التفاوضية ) الى جنيف4 وافراطهم في التفاؤل الى درجة أنهم على وشك رفع شارات النصر وهم بغالبيتهم من البعث وأولاد عمومته كأنهم تناسوا بأنهم هناك بعد قبولهم ببقاء النظام الاستبدادي والحفاظ على مؤسساته العسكرية والأمنية والحزبية وحتى الرئاسية والتفاوض المباشر مع وفده من أجل المشاركة في حكومته المقبلة ولايحملون معهم  أهداف الثورة حتى ولو بصورة رمزية واضعين كل أوراقهم  في سلة الروس وهم ( محتلون لبلادنا وأعداء لشعبنا وثورتنا ) وبغياب الجانب الأمريكي وكل الخشية بأن التظاهر بالتفاؤل مجرد تمثيلية لتضليل السوريين بغية اخفاء تورطهم أو توريطهم بعد فقدان كل الأوراق على الأرض .
-   4 -
 هناك تقليص واضح للمسافة بين مختلف جماعات " المعارضة "  التي كانت محسوبة على الثورة أو الموالية للنظام والتقت على موقف موحد من القضية الرئيسية وأعني القبول بالنظام ومؤسساته والاستعداد للتحاور معه والعمل سوية في حكومة واحدة على أساس ورقة مندوب الأمم المتحدة حول حكم غير طائفي وصياغة دستور واجراء الانتخابات في عدة مراحل قد تطول لسنوات او عقود ليس معلوما وفي هذا التطور المتدرج لم تتغير المعارضة الموالية من هيئة التنسيق الى المنصات الثلاث وبقيت ثابتة على مواقفها ومن تبدل حقيقة هو الائتلاف والهيئة التفاوضية .
-   5 -
  صحيح أن شعبنا بات على دراية تامة باخفاق قيادات أحزاب ( المجلسين ) وتحملها المسؤولية الأولى في الانقسام واضاعة الفرص وفقدان استقلالية القرار وهو لايعتبر ذلك نهاية المطاف ولن يفقد الآمال بمستقبله لأن حركتنا الوطنية الكردية المناضلة في بداية القرن الجديد لاتختزل في هذه الأحزاب التي قد تشكل الجزء الأصغر كما وفعلا فالحراك الشبابي الثوري قلبها النابض والأكثرية الوطنية الصامتة نواتها وحركات المجتمع المدني رافعتها والكتلة النسائية المستقلة الصاعدة زينتها والفئات والشخصيات المثقفة الواعية الصلبة حماتها ومن هذا المنطلق أدعو النخبة الكردية والجمهور الواسع الى التعامل مع مشروعها في " اعادة بناء الحركة الوطنية الكردية السورية " بجدية وبفعل ثقافي عميق ومناقشة بنوده عبر اللقاءات ووسائل الاعلام . 

346
ولكن ماذا عن أسباب توالد " المنصات "
                                                                     
صلاح بدرالدين

 منذ التحضيرات الأولية لمفاوضات جنيف 4 وحتى الآن طغت ظاهرة " المنصات " على ماعداها من الأحداث والتطورات في القضية السورية في لقاءات المندوب الدولي من الوفود وخاصة وفد – الهيئة العليا – وفي تصريحات المسؤولين الروس مما خلقت انطباعا عاما عن مدى هشاشة صفوف المعارضة وعدم قدرتها على تشكيل وفد موحد في مواجهة وفد النظام الى جانب اصرار الراعي الروسي على اشراك ممثلي – منصتي موسكو والقاهرة – وتناغم السيد – ديمستورا – معه في تصريحاته على مدى أيام الجولة الحالية .
 كان الانطباع السائد في الجولات السابقة أن من يمثلون منصات ( موسكو والقاهرة وأستانا ) أقرب الى مواقف النظام وروسيا بحيث لم يشاركوا في العمل ضد النظام ولم يرفعوا يوما شعار اسقاطه وكانوا على الدوام بالضد من الثورة السورية وأهدافها ولم يتعدى سقف مطالباتهم المصالحة مع النظام واجراء بعض الاصلاحات دون المساس بجوهر النظام ومؤسساته مع المبالغة في اتهام الثوار وكل أصدقاء الشعب السوري .
 ولكن منذ اتفاقية فيننا ومفردات اجتماعات جنيف 3 وتحديدا منذ تشكيل – الهيئة العليا التفاوضية – في مؤتمر الرياض وماتمخض عنه من رؤا وقرارات وبيانات ظهر حصول تغير كبير في الخطاب السياسي وتدني في سقف المطالب وتراجع عن أهداف الثورة المعروفة باسقاط النظام واجراء التغيير الديموقراطي علما أن المعارضة منذ ( المجلس الوطني مرورا بالائتلاف وانتهاء بالهيئة التفاوضية ) لم تكن يوما تمثل الثوار أو مخولة من الثورة بشكل ديموقراطي شرعي ولكن كانت تظهر نفسها اعلاميا أنها ملتزمة بأهداف الثورة .
 وقد شهدت ( الهيئة التفاوضية ) منذ اعلانها اقبالا منقطع النظير من جانب الوافدين الجدد من أهل النظام ومن مسؤولين سابقين كانوا يشغلون مواقع متقدمة في مؤسسات النظام العسكرية والحزبية والادارية والدبلوماسية مما أثر ذلك بشكل واضح على الموقف السياسي باتجاه الانسجام مع مقررات فيننا التي كرست مبدأ الحفاظ على مؤسسات النظام وكذلك مع سياسات النظام العربي الرسمي الداعم والمحتضن للهيئة  التي لم تكن في أية لحظة مع اسقاط النظام وتحقيق الانتصار للثورة السورية كما وضع حدا لماتبقى من الخطاب الثوري لدى بعض الأشخاص .
 كل ذلك قلص المسافة بين مختلف جماعات المعارضة التي كانت محسوبة على الثورة أو الموالية للنظام والتقت على موقف موحد من القضية الرئيسية وأعني القبول بالنظام ومؤسساته والاستعداد للتحاور معه والعمل سوية في حكومة واحدة على أساس ورقة مندوب الأمم المتحدة حول حكم غير طائفي وصياغة دستور واجراء الانتخابات في عدة مراحل قد تطول لسنوات او عقود ليس معلوما وفي هذا التطور المتدرج لم تتغير المعارضة الموالية من هيئة التنسيق الى المنصات الثلاث وبقيت ثابتة على مواقفها ومن تبدل حقيقة هو الائتلاف والهيئة التفاوضية .
 ماحصل دفع جماعات – المنصات – الى التقدم خطوات ففي السابق كانت تتمنى مشاركة ممثل واحد بوفد المعارضة والآن لاتكتفي بمشاركتها بوفد ( الهيئة ) بل تطالب بالحضور كممثلي منصات أيضا وتفرض شروطها ليس اعتمادا على المحتل الروسي الممسك بكل الخيوط فحسب بل على تراجع – الهيئة العليا – عن مواقفها السابقة والاقتراب منها أكثر وفي هذه الحالة تقتضي الواقعية أن تكون المنصات هي صاحبة اليد العليا في جنيف 4 وأن تكون الهيئة التفاوضية ملحقا بها لأن الأولى لم تتراجع والأخيرة هي من انحرفت عن طريق الثورة . 
 في الحالة الكردية السورية وعلى ضوء تمثيل ( المجلس الكردي ) في وفد الائتلاف واستبعاد ممثلين عن جماعات – ب ي د – بمسمياتها المختلفة كنا نردد دائما أن ليس هناك من خلافات سياسية عميقة بين الطرفين الكرديين بخصوص القضية الرئيسية أيضا وهي النظام والثورة والحقوق الكردية وبالتالي لافرق بالنسبة للقضية الكردية السورية من يحضر من الطرفين معا أو على انفراد وفي الواقع فان - ب ي د – أيضا ممثل مباشرة أو غير مباشر في ( الهيئة العليا ) عبر هيئة التنسيق وفي المنصات الثلاث أيضا اما عبر أفراد أو بتطابق المواقف السياسية ولكن الجانبين الحزبيين الكرديين لاتتوفر فيهما شروط تمثيل الشعب الكردي ولايحملان المشروع الوطني الكردي حتى هذا الانقسام الكردي يدل على مدى ضعف ومسؤولية – المعارضة – السورية وعدم أهليتها لتمثيل أطياف ومكونات الشعب السوري .
 من جهة اخرى وبما أن – موديل – المنصات أصبح رائجا فهناك في الساحة الكردية السورية امكانية الاعلان عن منصات اضافية ولاشك أن اكبرها وأوسعها على الاطلاق هي منصة المستقلين التي تضم الشباب والمثقفين وسائر الوطنيين أي الغالبية الساحقة من الكرد السوريين ولكن الفرق بينها وبين منصات ( أستانة وموسكو والقاهرة وحميميم ودمشق وبيروت وطهران ) أنها ليست تابعة لأجندات خارجية وغير طامعة في حضور أي جنيف حضورها الوحيد في هذه المرحلة مع شعبها بالوطن وبلدان المهاجر وسكان المخيمات .

347
مصارحة بتشخيص جوانب الأزمة
                                                                   
صلاح بدرالدين

 من حق المواطن السوري كائنا من كان وخصوصا من الصامدين أمام جرائم نظام الاستبداد الأسدي والمنخرطين في ثورتهم منذ اندلاعها وعانوا ومازالوا الأحياء منهم والشهداء والمعتقلون والمهجرون والمشردون أن يكون على بينة من أمر قضيته وأن يطالب من نصبوا أنفسهم ( حقا أوباطلا ) معارضين وممثلين عنه بالشفافية والصدق وانني كأحد هؤلاء المواطنين أطالب بتفسير ماأراه تناقضا صارخا بين الاصرار اللفظي ليل نهار من جانب ( الهيئة التفاوضية ) على تنحي رأس النظام وعدم الاعتراف بشرعيته وبين اعلانها في جنيف عن الاستعداد للتفاوض المباشر مع وفد النظام الذي أرسله الأسد وينطق باسمه وهو اعتراف وقبول عملي به وبسلطته مما يجعلني ذلك بالشعور بأن ( الهيئة التفاوضية ) تمارس الازدواجية تتوجه للسوريين بخطاب وتتعامل مع النظام بخطاب آخر وانني لاأطالب ( الهيئة ) بتحقيق المستحيل بل أتمنى عليها بعدم التضليل وحسم المواقف خاصة بعد أن كشف السورييون التلاعب التضليلي السابق الخارج عن أهداف الثورة حول القبول بالنظام والمطالبة بتنحي رأسه ؟.
-   2 -
قرأت اليوم بوستا للسيد حكم البابا مهاجما فيه الندوة التي عقدها احدى المراكز البحثية التابعة للدكتور عزمي بشارة وبتمويل قطري وادارة سوريين في موسكو ومهما اختلف المرء مع بعض مواقف السيد البابا الاأنه مصيب بهذا الشأن لأن روسيا دولة عدوة ومحتلة لبلادنا ومازالت تمارس القتل والابادة تجاه السوريين وليس فيها مؤسسات حرة مستقلة تماما كما في قطر لذلك فان كل مايتم هناك لن يكون بمعزل عن رقابة واستغلال السلطات وتجييره لمصلحة سياسات موسكو وكنا قد أتخذنا الموقف ذاته عندما قامت جماعات ( ب ك ك وفرعه ب ي د ) بعقد ندوة مماثلة قبل نحو اسبوع في موسكو طبعا لسنا ضد الندوات عندما تعقد في بلدان صديقة أو ديموقراطية بل نحن السورييون بأمس الحاجة اليها ولكن عقدها في أحضان العدو أمر فيه نظر .
-   3 -
سعيد بكل المداخلات على فقرات مقالتي حول – مشروع اعادة البناء – وآمل الاستمرارية في النقاش لأن الموضوع يهم الجميع وأقصد بالجميع : كرد سوريا على وجه الخصوص وشركاءنا بالوطن وأشقاءنا في الجوار وفي حقيقة الأمر وكما أشار الى ذلك عدد من الأصدقاء فان السبيل الى نجاح مشروع التجديد هذا ليس باعلان ( بلاغ ختامي ) وليس لنجاحه توقيت حتى نقول ( قبل فوات الأوان ) وليس من وظيفة المشروع ( تغيير البنية الاجتماعية ) لأن ذلك يحتاج الى عقود فهو برنامج سياسي يسعى لاعادة تنظيم حركة وطنية قائمة منذ قرن تعبث بها الآن العقلية الحزبية بتغييب أصحابها الحقيقيين من الحراك الشبابي والوطنيين المستقلين والغالبية الشعبية وعوامل انجاز المشروع ترتبط بكل فرد من بنات وأبناء شعبنا من مشاركة بالنقاش حضوريا باللقاءات التشاورية في ساحاتهم أو عبر الاعلام والفيسبوك كخطوة أولى لابد منها .
-   4 -
 بمناسبة ذكرى اعتقال السيد عبدالله أوجلان ( 15 – 2 – 1999 ) من المفيد استذكار الوقائع التالية : بعد الحصول على تزكية الأخ الرئيس مسعود بارزاني وموافقته قمنا الشهيد فرانسوا حريري القيادي بالبارتي وأنا بتوجيه رسالة وباسمي الى أوجلان بدمشق قبل طرده من سوريا بعدة أسابيع أدعوه فيها الى المجيء للاقليم قبل ترحيله ( حيث كنا نتوقع ذلك من خلال قراءتنا السياسية ) وان يختار بين الالتحاق بجماعته أو البحث عن السلام عبر التحاور مع الحكومة التركية لايجاد حل للقضية الكردية هناك بوساطة قيادة الاقليم ومن خلال المتابعة علمنا أنه طرح الرسالة على قياداته الرئيسية الذين اعترضوا جميعا على مغادرته سوريا  والتوجه الى الاقليم باستثناء شقيقه – فرهاد – ثم حصل ماحصل ومازالت تلك القيادات المغامرة الحاملة للأجندة الاقليمية تتحكم بمصير حزب أوجلان  وتعيث قمعا وفتنا وتخريبا وتآمرا في الساحتين الكرديتين العراقية والسورية بشكل خاص ( نص الرسالة في كتاب مذكراتي ) .
-   5 -
بدأنا نلمس مابعد حلب وأستانا 1 تضييق المسافة بين سائر جماعات المعارضة خاصة بعد أن تغاضت –  الهيئة التفاوضية  ومن ضمنها الائتلاف – عن انجاز مهمة القيام بالمراجعة والدعوة الى مؤتمر وطني جامع بالرغم من ارادة غالبية الوطنيين السوريين ومطالبات العديد من أعضائها  مما جعلها ذلك التغاضي في اشكالية حقيقة تمثيل الثورة وحتى الفصائل المسلحة الى جانب تحويلها الى – منصة – كسائر المنصات معرضة لمزيد من الانقسام السياسي والاختلاف حول خياري تغيير النظام أم تبديل رأسه فقط  وفي مراحل قادمة والفرق شاسع بين النهجين  الى جانب مغامرتها الأخيرة في التصرف ( كممثل شرعي وحيد ) في تعيين الوفد المفاوض الى جنيف4 وكأن هزيمتها لم تقع وهي أمام حتمية تراجعها المرتقب بلحس قرارها على أي حال لاأعتقد ( ورغم الحرص الشديد على وقف اعتداءات النظام وأعوانه ) أن السوريين سينتظرون مفاجآت سارة من هكذا منصات معارضة !! وهكذا نظام حتى لو تصالحا واتفقا في جنيف .

348
قراءة في مسار مهام اعادة البناء
                                                         
صلاح بدرالدين

 طوال مراحل ظهور الحركة القومية الكردية السورية منذ تقسيمات سايكس – بيكو كانت مساعي تعريفها وبنائها التنظيمي ووضع برنامجها المناسب وتحديد استراتيجتها الوطنية وايجاد الموقع اللائق لها في الحياة السياسية وتطوير العامل الذاتي والتأثير الايجابي على العوامل الموضوعية الشغل الشاغل للنخب المتنورة والفئات الاجتماعية الأكثر تقدما في المجتمع الكردي بدءا من البناة في الرعيل الأول في مرحلتها التأسيسية ومرورا بالمثقفين الوطنيين الملتزمين بالمبادىء التقدمية المندفعين نحو انجاز التحول الفكري العميق في أواسط الستينات وانتهاء بالحراك الشبابي والوطنيين المستقلين ونشطاء المجتمع المدني في المرحلة الراهنة منذ اندلاع الثورة السورية الذين وضعوا على رأس مهامهم اعادة بناء حركتهم من جديد . 
 تشخيص جوانب أزمة الحركة الوطنية الكردية السورية أمر لابد منه بل هو الخطوة الأولى الأساسية الواجبة اتخاذها خاصة في مجال تحديد أسبابها المتعلقة بالعامل الذاتي منها مثل القيادة والبرنامج والقاعدة التنظيمية والمواقف السياسية وآليات العمل أو العوامل الموضوعية المحيطة الداخلية منها والخارجية الوطنية والقومية الاقليمية والدولية ومعالجة مكامن الخلل فيها والبناء عليها في تحديد المسارين القومي والوطني المتكاملين المتوازنين .
 ان عملية التصدي لحقائق الأزمة والكشف عنها والمطالبة بازالتها من جهة تخطئة الأداء الحزبي العام والتأكيد على اخفاقه بعد أن ألحق الأذى بالقضيتين القومية والوطنية مهمة وطنية وأخلاقية ان كان من جانب مجلس جماعات – ب ك ك – وفرعها – ب ي د – الذين – دخلوا على الخط – حديثا منذ اندلاع الانتفاضة السورية من مدخل نظام الأسد وحليفه الايراني وأرادوا رهن القضية الكردية السورية بمحور الممانعة وعزلها عن محيطها الطبيعي العضوي وهو الحركة الثورية الديموقراطية السورية اضافة الى فرض سلطة الأمر الواقع الدكتاتورية المستندة الى عقلية الموالاة لآيديوليجية الحزب الأم ورفض والغاء المختلف أحزابا وتنظيمات وأفرادا .
 أم من جهة الكشف عن فشل قيادات أحزاب المجلس الوطني الكردي طوال ستة أعوام الذي أقيم على نفس العقلية الحزبية السابقة من جانب من تسببوا بالأزمة والانقسامات وتواصلوا مع نظام الأسد سرا وعلانية ولم يحققوا أية اصلاحات داخلية ولم يجددوا لاالقيادات ولا البرامج ولا السياسات ولم يمارسوا أية مراجعة أمام الجماهير الكردية ولاحتى أمام الأنصار في وقت كانت أحزابهم بأمس الحاجة اليها وضربوا عرض الحائط بأهم حقيقة أفرزتها ثورات الربيع وهي دور الشباب والمستقلين والمرأة حيث عمدوا الى اقصائهم بشتى السبل والوسائل .
  عندما تتم المصارحة تجاه حقيقة قيادات تلك الجماعات والأحزاب والكشف عن خطاياها فانها تنم عن الحرص الشديد على قضايا الحركة الوطنية الكردية ومستقبلها وتطورها وترمي الى بناء جديد لايحمل الأخطاء والمساوىء السابقة ولايكرر المشهد المظلم مرة أخرى وهي ليست مسالة شخصية أو جانبية أو رد فعل عابر أو سلوك انتقامي ضد هذا الطرف أوذاك انها فعل مسؤول يبحث عن توفير شروط بناء الشخصية الوطنية الكردية السورية المستقلة الخاضعة طبعا لقوانين ومعادلات البعدين القومي الكردي والوطني السورية انها عمل جاد هادف في حركة التاريخ التي لاتتوقف نحو الأفضل والأصح .
 وعندما يوضع البرنامج السياسي المستقبلي بشقيه القومي والوطني على بساط البحث والنقاش وأمام لقاءات التشاور والاجتهاد حسب التقاليد الديموقراطية في مختلف ساحات الوطن والشتات والمهاجر والتي تضم الجميع حتى أعضاء الأحزاب ومناصريها وأمام الأصدقاء والأشقاء فان ذلك يعني أن الأمر بغاية الجدية يتوقف عليه مصير شعب وقضية ومستقبل جيل كامل فالمسار المتبع الآن بهدف اعادة البناء سيستمر لأنه نابع من ارادة الغالبية وفي القلب منها الجيل الشبابي الناشيء من النساء والرجال والوطنييون المستقلون وهم بمجموعهم يشكلون الكتلة التاريخية  ولن يتوقف هذا المسار الابعد تحقيق مايصبو اليه .
 مشروع اعادة البناء – بزاف – هو الكفيل باعادة اللحمة بين كل الوطنيين وازالة الانقسام بين صفوف الشعب الذي زرعته القيادات الحزبية خدمة لمصالحها الضيقة وتوحيد الصفوف والجهود حول الهدف الرئيسي وهو اعادة بناء الحركة الوطنية الكردية السورية على أسس سليمة وبرنامج نضالي يتضمن مطامح الكرد في تحقيق حقوقهم المشروعة بحسب ارادتهم وبالتوافق مع الشريك العربي وسائر المكونات في سوريا ديموقراطية تعددية جديدة ودستور عصري يضمن حقوق الجميع ويؤسس لنظام وطني تشاركي عادل يستند الى الارادة الشعبية الحرة .
 مشروع – بزاف – بمضمونه وتطلعاته ونهجه الأساسي هو الكفيل باعادة رسم العلاقات المفيدة والمنتجة مع العمق الكردستاني في الشرق والشمال على قاعدة الأخوة والاحترام المتبادل والتنسيق والتعاون والعمل المشترك وخصوصا مع اقليم كردستان العراق كموقع قومي متقدم تحظى قيادته باحترام شعبنا منذ عهد القائد الراحل مصطفى بارزاني الذي أصبح جزءا أصيلا من تاريخ حركتنا يسكن وعيه ماضيا وحاضرا .
  مهام اعادة بناء الحركة الوطنية الكردية السورية تقع على عاتق كل الوطنيين بمختلف أطيافهم وتياراتهم السياسية وشعبنا بأمس الحاجة دائما وخاصة في هذه المرحلة البالغة الخطورة الى وحدة الصف والارادة ومن يمثل طموحاته ويدافع عنها ويحملها ولن يتحقق ذلك الا باعادة بناء حركتنا من جديد عبر القنوات الشرعية ومن بينها " المؤتمر القومي – الوطني الكردي السوري " الجامع لكل الطاقات ومن مختلف الطبقات والفئات والتيارات والذي سيكون خاتمة الخطوات الجارية منذ حين من جانب حاملي المشروع في مختلف ساحات الوطن والشتات .

349
اضاءات على مسار الأحداث السورية
                                                                         
صلاح بدرالدين

وقائع " منصة " بيروت الأخيرة وليست الآخرة في المسلسل لفتت  نظري من بين أسماء الأحزاب والتجمعات الوهمية الهزيلة المشاركة بعض مندوبي الأجهزة الأمنية باسم كل من ( الكتلة الوطنية وحزب الشعب ) وهما من أقدم حركات المتنورين الوطنيين والطبقة الوسطى قبل عقود  التي واجهت العثمانيين وتصدت للانتداب من أجل الحرية والاستقلال ومن أبرز زعمائها التاريخيين الذين تركوا بصماتهم على تاريخ بلادنا : (هاشم الأتاسي  وسعد الله الجابري ، ، لطفي الحفار ، جميل مردم ، شكري القوتلي ، نسيب البكري ،إبراهيم هنانو ،, سلطان باشا الأطرش ، فارس الخوري ، صالح العلي ، نجيب البرازي ، فخري البارودي ، محمد الأشمر ) أما حزب الشعب فظهر من صفوف الكتلة الوطنية ومن زعمائه ناظم القدسي ورشدي الكيخيا وكما أعتقد فان المسالة أبعد من انتحال الاسمين بل هي الامعان في تشويه تاريخ سوريا واهانة رجالاتها من بناة الاستقلال .
-   2 -
 قامت الثورة السورية معبرة عن الصراع الرئيسي  بين غالبية الشعب من جهة والنظام المستبد من الجهة الأخرى وحاول النظام اضفاء ألوان دينية ومذهبية مصطنعة لتضليل المجتمع الدولي بتجاوب مباشر من فرسان الثورة المضادة الذين اخترقوا صفوف الثوارويتعاون الجميع الآن اضافة الى الأطراف الاقليمية والدولية الى تشويه الوجه الحقيقي الباقي من معادلة الكفاح الوطني في بلادنا بما يحمل من قيم الحرية والديموقراطية والعدل والكرامة الى صراع الأجندات الخارجية زائدا نظام الأسد عبر المنصات ( أستانة – القاهرة – موسكو – دمشق – حميميم – بيروت – وقبل ذلك استانبول – الدوحة – الرياض  ) وبالنتيجة من حق طرفين فقط الشعور بالنجاح فيما سعيا اليه وهما : نظام الأسد والاخوان المسلمون .
-   3 -
في مقابلة مع وسائل اعلام بلجيكية يقول رأس نظام الاستبداد في معرض رده على كونه وريثا لأبيه " قد يكون هذا من قبيل المصادفة، لأن الرئيس الأسد لم يكن له وريث في المؤسسة ليكون خليفة له، توفي الرئيس الأسد، وتم انتخابي دون أن يكون له أي علاقة بانتخابي عندما كان رئيسا " لقد كذب مرتين بالأولى حين تجاهل أن شقيقه – باسل – كان الخليفة المعتمد والمقرر قبل موته وبالثانية بأنه جاء بالصدفة في حين كان بقرار العائلة والمؤسسات العسكرية والأمنية والحزبية وغطاء خارجي وصدق القول فقط عندما قال بأن والده أيضا لم يكن له علاقة بانتخابه والسبب أنه كان ميتا ولم يثق به في حياته .
-   4 -
 التقرير الأخير لمنظمة العفو الدولية – أمنستي – يؤكد على اقتراف نظام الأسد جريمة اعدامات جماعية سرية بحق ( 13 ) ألف سوري من المعارضة بين ( 2011 – 2015 ) في سجن صيدنايا فقط وذلك استنادا الى تحقيقات مع – 84 – شاهدا بينهم حراس سجن سابقون ومحامون ومسؤولون ومعتقلون وقضاة ولو أضفنا الضحايا في العامين الأخيرين وكذلك من السجون والمعتقلات الأخرى وهم بالمئات لوصل العدد الى مئات آلاف الشهداء من خيرة بنات وأبناء سوريا ولاشك أن اللقاءات الاعلامية التي أجريت لعدد من سجناء صيدنايا السابقين ومنهم الناشط الشبابي الكردي – شبال ابراهيم – قد عززت من مصداقية التقرير وبعد كل ذلك هناك من يهرول الى جنيف 4 للتصالح مع هذا النظام القاتل .
-   5 -
 على سيرة العلاقات الأمريكية – الروسية من منظورنا كسوريين حيث الشعور العام  يشوبه القلق المشروع عن مدى صحة ماتردد عن امكانية وجود علاقات خاصة بين – ترامب وبوتين – على حساب الشعب السوري  أو ان الأول سيتنازل للثاني ويسكت عن تجاوزاته بسبب مستمسكات روسية عليه عن ممارسات غير لائقة وكما أرى فانه أيا كانت هوية الرئيس الأمريكي أو وضعه لن يتجاوز واقع الصراع التاريخي والتنافس على النفوذ  والمواجهة  من أجل المصالح بين الدولتين الأعظم وبالرغم من أن الادارة الجديدة مازالت في أيامها الأولى فقد أطلقت تصريحات تحذيرية ضد نظام بوتين وكان آخرها ماقاله ترامب بالذات من أن – بوتين – قاتل وقد يقصد مااقترفه بحق السوريين أو الأوكرانيين أو معارضيه الروس وأكمل أنه مع ذلك يحترمه وهذا أمر شخصي يعود كما أرى الى شريعة – القبضايات – وأعراف رجال المافيات .

350
الشعب لايريد هذه " المعارضة "
                                                           
صلاح بدرالدين

   يقال : اذا كثر الطباخون تفسد الطبخة ومابالك اذا كانوا من عديمي الخبرة والتأهيل واذا كان الشيء بالشيء يذكر فان الساحة السورية بدات تغرق بمنصات – المعارضة – وشراذمها وهو دليل آخر على فشل – المعارضة – السورية الأم وعجزها عن تحقيق أهداف الثورة واخفاقها في انجاز مهامها المعلنة بل تحملها المسؤولية الساسية في مانشهده من انقسامات وتجاذبات حيث تكاثر ( المنصات ) كالفطر على غرار الصحوات العشائرية – المذهبية مافوق الوطنية التي ظهرت في احدى المراحل بالعراق ومنها : منصات ( القاهرة وأستانة وموسكو ودمشق وحميميم وبيروت وقبلها منصات استانبول والدوحة والرياض ) ومن الواضح أنها تعبر عن أجندات كل الاقليم والعالم والنظام ماعدا السوريين فلاحول لهم ولاتمثيل .
  كان حذر الوطنيين السوريين والثوار من مسارات ( جنيف وفيننا ) في محله ليس من باب الرفض للنضال السياسي وهو الأساس حيث بدأت الثورة سلمية وتحرك الجيش الحر والحراك الثوري العام من موقع الدفاع ومقاومة جرائم نظام الاستبداد وحلفائه بل لأن من تنكب للتفاوض من ممثلي المجلس الوطني والائتلاف وهيئة التنسيق وهيئة التفاوض التي تمثل فيها الأطراف الثلاثة زائدا الوافدون الجدد حديثا من مؤسسات النظام لم ينالوا شرعية التخويل والتحدث باسم الثورة كما تخلوا منذ الوهلة الأولى عن أهداف الثورة ( اسقاط الاستبداد واجراء التغيير الديموقراطي ) بذريعة المرونة والانسجام مع الارادتين الاقليمية والدولية كما ذهبوا بعيدا وبطرق ملتوية وباستخدام لعبة المصطلحات عندما قبلوا ليس ببقاء النظام بل بالحفاظ عليه تحت مسمى صيانة مؤسسات الدولة .
 لاشك كان السورييون سيغفرون لمن خرج عن نهج الثورة من هؤلاء ( المعارضين ) خلال أعوام خمسة أو أساؤوا اليها عمدا أو عن جهل وكانوا سيعيدون النظر ايجابيا لو امتثلوا لارادة الغالبية ولمنطق استخلاصات تجارب تاريخ الثورات وأقدموا على خيار المراجعة الجذرية النقدية الشاملة في تقييم الماضي القريب بكل اخفاقاته السياسية والعسكرية من خلال المؤتمر الوطني السوري الجامع لقوى الثورة والأطياف الوطنية المستقلة والتيارات السياسية الذي من شأنه استعادة الشرعيتين الثورية والوطنية وصياغة البرنامج السياسي وانتخاب مجلس سياسي – عسكري كفوء لمواجهة تحديات المرحلة ولكن وللأسف تجاهلوا كل النداءات وخرجوا مرة أخرى على ارادة الشعب وضربوا بعرض الحائط كل المهام الوطنية العاجلة .
 لاصرار هؤلاء ( المعارضين ) على التمثيل كسابق عهدهم في ( جنيف ) القادم بأي ثمن وكأن ذلك هو الهدف الوحيد والمبتغى فقد تناسوا كل التغيرات العسكرية وسقوط حلب ومناطق أخرى كانت محررة في الغوطة وريف دمشق ومناطق حمص وحماة وريف حلب وقفزوا فوق كل التطورات السياسية وخصوصا البيان الثلاثي والاطباق الكامل من جانب المحتل الروسي الى درجة أنه أصبح الآمر الناهي وصانع المعارضات ومحدد توقيت جنيف ومقرر من يشارك وواضع الدستور السوري من دون الوقوف على نتائجها وتفاعلاتها والطامة الكبرى عندما يتجاهلون قدوم مرحلة جديدة دشنها – أستانة 1 – عنوانها انتقال تمثيل الثورة الى الفصائل المقاتلة .
  صحيح أن الممثلين الشباب من قادة وكوادر ومقاتلي مجاميع الجيش الحر والفصائل ذات المسميات ( الاسلامية ) كانوا في غاية التواضع ولم يدعوا ( التمثيل الشرعي الوحيد ) بل جلبوا معهم أعضاء من الهيئة التفاوضية العليا كمستشارين ( من دون الحاجة لاستشارتهم طبعا ) وبالرغم أنهم قادوا لوحدهم أولى المفاوضات خارج البلاد ولو أنها كانت تحت عنوان تثبيت وقف اطلاق النار فانهم وبقرارة أنفسهم لم يقتنعوا في أية لحظة بأداء ( المعارضين بكل كياناتهم ) وكان يوم سعدهم عندما تخلصوا من وصاية أولئك – المعارضين - الفاشلين الحاملين لأجندة اقليمية والقابلين للتعاون مع النظام ومؤسساته بعد تخليهم عن أهداف الثورة .
 يعلم الوطنييون السورييون وأنصار الثورة والتغيير الديموقراطي وبينهم ممثلو مجاميع الجيش الحر والحراك الثوري العام أن ( معارضتهم ! ) وبخلاف كل معارضات بلدان ثورات الربيع يهرولون للتعاون مع النظام المستبد القائم بمعظم مؤسساته تحت غطاء جنيف في حين أن المعارضة السياسية وحتى الثوار في ليبيا مثلا والى حد ما في اليمن ومصر يتحاورون ويتواجهون ويتصارعون من أجل اعادة بناء النظام السياسي على أنقاض النظم القديمة ومؤسساتها الرئاسية والعسكرية والأمنية والحزبية المتهالكة .
 انطلاقا من الحقائق السالفة ومن الخيبة العامة من تصرفات  – المعارضة – وفي سبيل قطع الطريق عليها من التمادي بتقديم التنازلات في الجولات القادمة ومن أجل وقف التدهور واعادة الاعتبار لأهداف الثورة وقيم الثوار والالتزام بارادة الشعب السوري من الضروري وبصورة مؤقتة الى حين توفير شروط عقد المؤتمر الوطني الجامع أن تتم تشكيلة الوفد المفاوض في جنيف ومختلف المحافل الاقليمية والدولية من ممثلي تشكيلات الجيش الحر والفصائل المقاتلة بمسميات أخرى مؤمنة بأهداف الثورة ومن ضمنه ممثلون عن المستقلين والشباب والاعلاميين من كل المكونات القومية والحراك الوطني العام والمناضلين الذين أبعدوا من جانب الاخوان والأحزاب الآيديولوجية وبمعزل عن كل الكيانات الممثلة في الهيئة التفاوضية التي يمكن أن ترسل ممثلين عنها كمستشارين للوفد المنشود اذا دعت الحاجة .

351
قضايا النقاش في لقاءات – بزاف – التشاورية
                                                                 
صلاح بدرالدين

 ليس سرا أن باكورة الاعلان عن مشروع " اعادة بناء الحركة الوطنية الكردية السورية – بزاف – " كانت بغاية الشفافية معتمدة على مبدأ الحوار المفتوح بين أوساط الجمهور الواسع النخبوي والشبابي والوطني المستقل والمسيس المتابع حول القضايا الرئيسية البرنامجية والفكرية والسياسية وذلك عبر وسائل التواصل الاجتماعي والمنابر الاعلامية الكردية والوطنية السورية ثم يتوج باالنقاش المتواصل الذي لم يتوقف في اللقاءات التشاورية بين حاملي وأصدقاء المشروع من مختلف الأطياف القومية والوطنية ونشطاء الشباب والمستقلين ومنظمات المجتمع المدني في أماكن التواجد الكردي السوري في الوطن وخارجه ومن خلال التجربة العملية لسيرورة حلقات التشاور المعقودة في اقليم كردستان العراق وألمانيا ( حتى الآن ) يمكن تشخيص القضايا الرئيسية التي تدور حولها النقاش وسيستمر الى حين ومنها :
  1 – حول مفهوم المشروع من جهة اعادة البناء ودور مختلف الفئات الاجتماعية وبينها المهمشة والجهات الداعمة سياسيا وماديا وفي سياق الحوار يظهر أن مسألة اعادة البناء تخص الشعب الكردي في سوريا وشبابه من رجال ونساء ومناضلوه هم  الداعمون والحاضنون ولم يتم الاستئذان من أية جهة اقليمية أو دولية للبدء بالمشروع الطرف الوحيد الذي تم طرح المشروع  عليه ومناقشته معه هم الأشقاء في اقليم كردستان العراق وفي مرحلة البناء ومقدمات وضع اللبنات الأولى لاأحد مخول بالتعاطي مع الأطراف الخارجية بقصد طلب الدعم المادي ( حيث كل شيء من هذا القبيل له ثمن ) وعندما يعقد المؤتمر وتنتخب قيادة شرعية فهي حرة باقرار مايلزم وتحمل المسؤولية أمامنا عدة خطوات لتحقيقها للانتقال الى مرحلة عقد المؤتمر ومازلنا ببداية الطريق والآمال معقودة على الشباب والمستقلين  والناشطين في الداخل والخارج ولابد من حمل المسؤولية وبذل بعض الجهد حسب الاستطاعة طبعا يمكن توفير شروط نجاح المشروع أما انتظارالآخرين ليقوموا بأداء واجباتنا بدلا منا فلن نحقق نتائج مثمرة وسيكون شأننا شأن من فشلوا من الأحزاب الراهنة قبلنا .
 2 – ويدور النقاش حول مسالة البعد الوطني السوري للمشروع حيث هو بنظر البعض قد ذهب بعيدا على حساب بعده القومي ودور بيشمركة – روز - ويرى آخرون أن هذه نظرة أحادية الجانب تدفع نحو انعزالية الكرد عن الشأن الوطني وكرد سوريا ليسوا في جزيرة معزولة يرتبط مصيرهم عضويا مع مايحصل في سوريا مستقبلا ولاتنسوا أننا 15% من سكان البلاد ومناطقنا ليست مرتبطة ببعضها وهناك تداخل مع العرب والمكونات الأخرى والسؤال : هل بمقدور الكرد السوريين عمليا اعلان دولة مستقلة وهو حق مشروع حسب مبدأ حق تقرير المصير ؟ وحتى لو تم ذلك على سبيل الافتراض فهناك تداخل وتعايش وتبادل اقتصادي لايمكن الاستغناء عن الشركاء عبر التاريخ مازالت القضية الكردية السورية بأمس الحاجة الى نوع من التوازن بين القومي والوطني سبق وقلنا أن أي حل للقضية الكردية غير ممكن الا بتوفر ثلاثة شروط : الأول اجماع كردي على صيغة الحل ثانيا توافق وطني مع الشركاء على الحل المنشود ثالثا توفر النظام الديموقراطي ليضمن الحل أما بيشمركة – روز – فهم جزء من بيشمركة كردستان العراق تدريبا وتمويلا وتأهيلا وتثقيفا ويتبع لقيادة الاقليم ويحارب – داعش – حاليا ويصون أمن وسلامة الاقليم ومابعد داعش هناك أخطار وتحديات أخرى هناك ومن واجبهم الدفاع عن المكاسب القومية في كردستان العراق من غير المعتقد أن بيشمركة – روز – مرشح ليكون ضمن معادلات الصراع في الساحة الكردية السورية حتى اللحظة ولكن ماذا يحصل في المستقبل غير معلوم .
 3 – يخشى البعض أن يكون المشروع بمثابة حلم صعب التحقيق بسبب دور قوى أخرى على الساحة من النظام الى الأطراف الحزبية الكردية والمعارضة السلفية والاخوان ويجيب آخرون طبعا المشروع حلم جميل سيتحول الى واقع ان تمت الخطوات المرسومة كماذكرنا سابقا وكل الأطراف المذكورة ليست في وضع طبيعي كلها ضعيفة ومحدودة التأثير في الصراع الدائر فقط هناك الحراك الشبابي زائدا المستقلون وسائر الوطنيين الكرد هم من يشكلون الكتلة التاريخية التي نعول عليها والمشروع بالأساس يتناول الجانب الكردي ويسعى الى اعادة بناء وتعزيز الحالة الكردية من الأساس وهو مشروع الحاضر والمستقبل قد يطول تبعا للظروف السائدة سوريا وكردستانيا واقليميا ودوليا لأننا محكومون بنتائجها .
 4 – يتساءل البعض أليس المشروع بديلا لماهو قائم على الساحة الكردية ؟ ثم أن سوريا مقبلة على التقسيم لذلك علينا التركيز فقط على الجانب القومي وحق تقرير المصير ويرى آخرون أنه  من الآن ونحن في بداية الطريق من الخطأ الادعاء بأننا البديل عن الجميع لأن تحقيق المشروع سيكون نقطة تحول في تاريخ الحركة وسيعبر شرعيا عن المشروع القومي والوطني الكردي ولاننسى أننا نحتاج الى كسب قواعد وجمهور الأحزاب القائمة ايضا صحيح لسنا بصدد اعلان حزب لنكون بديلا عن حزب آخر ولكننا حركة واسعة شاملة أما الوضع السوري فليس بصدد التقسيم لأن الدول الراعية والمحتلة والمقررة تجمع على وحدة سوريا أرضا وشعبا قد يتم وضع لامركزية واسعة على مستوى المحافظات ومصير الكرد مرتبط بمدى امكانية توحيد الصف الكردي وخطابه ومطالبه وهذا مانسعى اليه من خلال اعادة البناء والمؤتمر القومي المنشود .
 5 – يؤكد البعض على ضرورة أن يكون تمويل المشروع ذاتيا وبعيدا عن عقلية الأحزاب والأجندات الخارجية ويجيب كثيرون أن هذا كلام سليم ودقيق وعلينا وفي هذا المجال الاستفادة من تجارب أحزابنا الكردية جميعها وكذلك أطياف المعارضة السورية والفصائل وما حل بها من فقدان القرار المستقل والتشرزم والانقسام بسبب المعونات الخارجية المشروطة طبعا فلنتحمل بعض الأعباء في المرحلة الأولى وهي ليست ثقيلة جدا وبعد اتمام الخطوات المرسومة سيتغير الوضع نحو الأفضل حسبكل التقديرات   .
 6 – يطالب البعض بتوضيح الجانب التنظيمي من المشروع ويجيب آخرون بأنه كما هو مرسوم ومتفق عليه الخطوة الأولى عقد لقاءات تشاورية مع مناقشة المشروع بقسميه القومي والوطني ومتابعة الأحداث ثم الانتقال الى انتخاب لجان المتابعة في كل منطقة ( الوطن طبعا ثم مناطق الشتات في اقليم كردستان وأوروبا وتركيا والامارات ولبنان ...) والخطوة التالية عقد لقاء بين أعضاء لجان المتابعة لدراسة الوضع والوصول الى نتائج نقاشات البرنامج ثم انتخاب اللجنة التحضيرية للمؤتمر القومي الوطني لتقوم بالتحضير والاعداد وسيتقرر كل شيء بذلك المؤتمر المنشود  .
 7 – يتساءل البعض حول خطة العمل وأدوات المشروع ومصير حاملي المشروع ويجيب آخرون بأن قسما من الاجابة تم سابقا وأننا بأمس الحاجة الى شرح المشروع عبر الاعلام والكتابة والتصريحات لنكون دوما بين الجمهور الكردي أما مصير أعضاء لجان المتابعة واللقاءات التشاورية فمتعلق بقرارات المؤتمر حول ماذا بعد المؤتمر ؟ حركة سياسية أم تجمع جبهوي أم أي اطار آخر وحين ذلك سيتوضح موقع ودور الأعضاء تنظيميا وسياسيا .
 8 – يواصل البعض التحقق من آليات عمل المشروع والنظام الداخلي والعلاقة مع الأطراف الكردية ويجيب آخرون أنه سيتم تحضير مشروع النظام الداخلي قبل عقد المؤتمر وعلينا بالمزيد من التساهل والتجانس وقبول أعضاء الأحزاب في لقاءاتنا وبدون حساسية فنحن وهم في مركب واحد خاصة اذا قبلوا مبدأ اعادة البناء والشعور بأن قيادات أحزابهم ليست بمستوى المسؤولية القومية والوطنية وليس لديها أي مشروع قومي ووطني ومنذ البداية نقول ونكرر أن قواعد الأحزاب هي جزء من المشاركين بالمؤتمر المنشود .
 وهكذا فان الحوار مستمر وكل أماكن التواجد الكردي السوري بصدد عقد اللقاءات التشاورية سعيا وراء التوصل الى برنامج سياسي مدروس ومناسب وتوفير شروط عقد المؤتمر القومي – الوطني من أجل اعادة بناء الحركة الوطنية الكردية السورية .

352
عندما تغدر المعارضة بالثورة
                                                           
صلاح بدرالدين

 قيل الكثير في توصيف الثورة السورية من كونها " ثورة فريدة " تختلف ظروفها الداخلية والمحيطة عن مثيلاتها الربيعية و" ثورة يتيمة " محرومة من دعم القريب والبعيد و" ثورة عظيمة " سجلت آيات الشجاعة والاقدام وأبهرت العالم بتضحيات بناتها وأبنائها من اجل الحرية قدمت مئات آلاف الشهداء وملايين المعتقلين والأسرى والنازحين والمهجرين ولكن أغفل الكثيرون أنها " مغدورة " ليس من النظام والقوى المعادية الأخرى والنظام العربي والاقليمي الرسمي فحسب بل من الذين تسللوا اليها وتحدثوا باسمها زورا لأعوام حيث غدروها منذ البداية عندما حاولوا تشويه صورتها السلمية التغييرية وحرفها عن دربها وأسلمتها وأخونتها الى أن وصل الغدر بها الى القفز عن أهم أهدافها وهو اسقاط الاستبداد وتبديله كشرط أساسي في الصراع الى التزاحم في من يحضر حفلات التسليم بوجود النظام والانخراط فيه . 
في معظم بلدان ثورات الربيع تتنافس قوى وتيارات المعارضة بأطيافها وألوانها المتعددة وتتصارع وتتقاتل وتتحاور وتتحالف من أجل المشاركة في بناء النظام السياسي الجديد على أنقاض القديم أو ماتبقى منه باستثناء سوريا ففي تونس ومصر واليمن وليبيا وبعد انهيار أنظمتها وخصوصا المؤسسات الرئاسية الاستبدادية ( بن علي ومبارك وعلي صالح والقذافي ) والأمنية والعسكرية التي تشتت وانقسمت على نفسها أو ظلت بعيدة عن الصراعات وملتزمة بمايقرره الشعب والتنظيمية الحزبية الحاكمة التي انحلت رسميا وصودرت ممتلكاتها وأدين وحوكم مسؤولوها باستثناء بلادنا حيث الوضع يختلف بالجملة والتفصيل .
نظام الاستبداد بكل مؤسساته الرئاسية والعسكرية والأمنية والحزبية والادارية بكل فئويتها واستبدادها وجرائمها المرتكبة ليست قائمة فحسب بل محمية من جانب قوى الاحتلال الروسية والايرانية العسكرية والميليشياوية بغطاء دولي المتجسد في قرارات مؤتمرات ( جنيف وفيينا وأستانا ) تحت بند الحفاظ على وحدة ووجود مؤسسات الدولة والأخيرة تعني النظام عمليا وليس سرا أن المعارضة والمقصود بها ( المجلس الوطني والائتلاف والهيئة العليا للتفاوض ) ومؤخرا نحو عشرين من الفصائل المسلحة وافقوا وأيدوا كل تلك القرارات والتوجهات التي تتلخص في الحفاظ على النظام القائم ويتزاحمون على الحضور والمشاركة في مؤتمر جنيف القادم الذي لن يكون مختلفا عن سابقاته الا من ناحية واحدة وهي سقوط حلب وهزيمة الفصائل العسكرية واخفاق تلك الكيانات المعارضة في الحفاظ على الثورة وتمثيلها وبالتالي عجزها عن المراجعة واعادة الهيكلة والبناء وفقدانها للأوراق السابقة .
 على ( الهيئة العليا للتفاوض والائتلاف ) تقديم الشكر والامتنان للسيد – ديمستورا – لأنه أزال عنهم الخجل وأيقظهم من غفوتهم  وأنقذهم من حراجة الموقف من المشاركة في جنيف ( 3 أو 4 لم نعد نعرف ؟! ) بشروط جديدة أهمها عدم اعتبارهم ( الممثل الوحيد للمعارضة ) وأفسح لهم المجال للخروج من عزلتهم منذ أن اختيرت الفصائل المسلحة من جانب الدول الثلاثة الضامنة وعلى رأسها روسيا  كممثلة للثورة بدلا منهم والغريب أن هؤلاء لم يصدروا أي بيان رسمي ضد المحتلين الروس منذ ماقبل – أستانة – وحتى الآن بالرغم من عدم التزامهم بالوعود المقطوعة حول وقف اعتداءات النظام وبقائهم كما كانوا مع الاستبداد وبدلا من ذلك استسهلوا الرد القاسي على الموفد الأممي وسيلة لاثبات الوجود والاستعداد للتفاوض بأي ثمن .
  بحثت وتابعت ولم أجد أحدا من الذين تبوؤا مسؤليات في كيانات المعارضة خصوصا ( المجلس الوطني السوري والائتلاف والهيئة التفاوضية العليا ) وملحقاتهم أن يتصدوا بشجاعة لهزائمهم أو يمارسوا النقد الذاتي الخلاق أو يتواضعوا قليلا بتقديم الاعتذار للشعب السوري وهو من ضحى وقدم الشهداء ومازال يعاني الابادة والتشرد وكان الحاضن لثورته وائتمن أعواما بنوايا صادقة وبريئة لأولئك الذين تحدثوا باسمه واستثمروه مصدرا للغنى ورغد العيش حتى أن معظم هؤلاء ينأون بالنفس عن كل موبقاتهم بل تراهم في كتاباتهم يخاطبون السوريين كأي شعب آخر على وجه الكرة الأرضية من قبيل : " على السوريين " " ومن واجب السوريين " متجنبين عن سابق اصرار القول : " نحن السورييون " نقول لهؤلاء : لاتستهينوا بذاكرة السوريين  الى هذه الدرجة من الاستغباء .
 لسنا في الساحة الكردية بأفضل حال من الوضع السوري العام المأزوم بل أكثر تعقيدا فاالمشهد الحزبي السائد يكرس : انقسام عميق وتشرذم وعداء وتخاصم والمضي في اذابة الشخصية الوطنية الكردية السورية والأنكى من كل ذلك التسابق في المزايدات القومية  اللفظية في غير أوانها وفقط لللاستهلاك والمتاجرة ومن دون أي اهتمام أو قبول كردي أو وطني سوري أو خارجي وتناسي أن الشرط الأساسي الثلاثي لتحقيق أي مشروع  وهو : " الاجماع الكردي كمدخل والتوافق الوطني كتزكية والنظام الديموقراطي كضمانة  " لذا فاالمهمة الأساسية الأولى هي تعبيد الطريق نحو المدخل لتحقيق الحركة الوطنية الكردية الصلبة باعادة بناء قاعدتها التنظيمية الشعبية واختيار قيادتها المؤهلة من الشباب والمستقلين وقواعد الأحزاب وصياغة برنامجها وتوحيد خطابها والانتقال بعد ذلك الى استكمال الخطوتين التاليتين .
 لاغرابة وأمام هزال المعارضة وتراجعها من تسليم ممثل روسيا في أستانة نسخا من " دستور بصياغة خبرائهم لسوريا " بغض النظر عن الموقف من مضمونه وبنوده  فهم يتصرفون كدولة احتلال منتصرة في الحرب همهم الأول حماية نظام الاستبداد واخضاع كل ثائر ومقاوم ويعطون لأنفسهم الحق بتحديد أطراف – المعارضة – وغالبيتها من صنع خبرائهم أيضا ! ثم دعوة من يريدون وتنصيب من يشاؤون باسم الشعب السوري الى أستانة وموسكو وجنيف نعم انهم أصحاب مشروع توسعي معاد لثورة السوريين وما خطواتهم الأخيرة والتي ستتلاحق مستقبلا  الا من أجل تنفيذ أجنداتهم الخاصة في اثبات وجودهم وترسيخ نفوذهم في بلادنا وفي منطقتنا خاصة وأنهم يستغلون الفراغ الناشىء من هزيمة المعارضة وتراجع الثورة وعدم الاقدام حتى الآن على اجراء مراجعة بالعمق عبر المؤتمر الوطني السوري الجامع لاعادة البناء ومواجهة التحديات .


353
أمريكا " الأوبامية " الى أين ؟
                                                                 
صلاح بدرالدين

 بحسب وقائع الأسبوع الأخير فان ادارة الرئيس الأمريكي – دونالد ترامب – تعقد العزم على تطبيق الشعارات الانتخابية على أرض الواقع عبر المراسيم والقرارات الرئاسية المباشرة خاصة ماتتعلق منها بمسائل حظر دخول رعايا سبعة دول مسلمة الى أراضيها والتشديد تجاه طالبي اللجوء والمهجرين وخاصة السوريين والامعان في المضي قدما لبناء الجدار الفاصل بين أمريكا والمكسيك مما خلق كل ذلك انطباعا عالميا سائدا في وصم الرئيس الأمريكي المنتخب حديثا بالعنصرية ومعاداة المسلمين والأجانب وانتهاج سلوك انعزالي أرعن حيث الدلائل تشير الى ظهور وتصاعد معارضة قوية تشمل حتى قطاعات من حزبه الى درجة احتمال  توسع الشرخ والانقسام في المجتمع الأمريكي برمته في قادم الأيام وفتح الأبواب أمام امكانية ازدياد التوترات والحروب حول العالم بمافي ذلك منح جرعة جديدة لفعل واجرام الجماعات الارهابية .
  ومن أجل صيانة السلم العالمي ونشر العدل وتثبيت واحترام حق تقرير مصير شعوب كوكبنا وتجنب الحروب على الادارة الجديدة للولايات المتحدة الأمريكية كونها الدولة العظمى تصحيح أخطاء الادارة السابقة واعادة التوازن الى المشهد العالمي شرقا وغربا شمالا وجنوبا والقيام بمهامها ودورها في تحقيق قرارات وتوصيات هيئة الأمم المتحدة بخصوص السلم ومواجهة الارهاب حتى القضاء عليه والحفاظ على البيئة نظيفة وتقديم المساعدات للشعوب الفقيرة والتي تتلظى بنيران العنصرية والشوفينية والاستبداد ووضع حد للتوسع الايراني في تغيير التركيب الديموغرفي في المناطق السورية والعراقية واثارة الفتن المذهبية في المنطقة .
 ومايتعلق الأمر بالادارة الجديدة والرئيس ترامب الذي تحوم من حول أدائه السياسي الشكوك الممزوجة بالقلق بخصوص مواقفه المعلنة خلال الحملة الانتخابية من الأقليات والجوار والمرأة والعلاقات الدولية فالأولى به وبعد فوزه المعلن أن يقيم سلوكه ويعيد النظر في كل أطروحاته ومواقفه الاشكالية التي أدت الى الانقسام بالمجتمع الأمريكي واندلاع التظاهرات المليونية المستمرة حتى الآن وهذا يعني أنه بمواقفه لايعبر عن ثقافة غالبية الأمريكيين الذين يعتزون بديموقراطيتهم وليبرايتهم وتعلقهم بالحريات العامة والتعايش بين الأعراق والأجناس وسلاسة انتقال السلطة عندهم منذ أكثر من مائتي عام .
 كما هو معلوم ولأن ادارة الرئيس السابق أوباما قد خذلت السوريين وتخلت عن دعم ثورتهم من أجل الديموقراطية واسقاط الاستبداد ومنعت الآخرين من تسليح الثوار ليتم التوازن على الأقل مع قوى النظام وحلفائه الروس والايرانيين والميليشيات الطائفية خصوصا حزب الله اللبناني فان على ادارة الرئيس ترامب تصحيح تلك الخطيئة بحق الشعب السوري وتقديم الدعم والاسناد لمعارضي نظام الأسد وممثلي الشعب السوري الحقيقيين من أجل ازالة الاستبداد وتحقيق السلام واعادة الاعمار وعودة المهجرين والنازحين الى ديارهم في ظل سوريا الجديدة الديموقراطية التعددية لكل مكوناتها .
 وفي هذا المجال بالذات من الواجب الأخلاقي لدولة عظمى معنية بمسالة السلام وحرية الشعوب في العالم وحقوق الانسان بحسب التزاماتها وتعهداتها المعلنة أن تبادر الادارة الجديدة الى تقويم الاعوجاج الروسي بشأن القضية السورية ولجم زحفه العدواني الانفرادي واعادة التوازن الى الاختلال الحاصل نتيجة تصرف نظام بوتين كدولة احتلال مارقة ضد ارادة السوريين وثورتهم من أجل الحرية والكرامة وانحيازه الكامل الى جانب نظام الاستبداد وعدم وفائه حتى لوعوده بشأن وقف اطلاق النار من جانب جيش النظام والميليشيات الأجنبية ماقبل أستانة ومابعدها .
 كما يمكن لادارة الرئيس ترامب وجنبا الى جنب قوى الحرية والسلام في العالم بما فيها هيئة الأمم المتحدة أن تقوم بدور ايجابي في حوار السوريين راهنا وبالمستقبل من أجل الحلول المناسبة لقضاياهم الاقتصادية والاجتماعية والادارية والانسانية وكذلك السياسية وخصوصا القضية الكردية التي تأتي على رأس المسائل الملحة لمعالجتها على قاعدة تحقيق أماني الشعب الكردي كقومية رئيسية وكافة حقوقه المشروعة ضمن اطار سوريا الموحدة وذلك ليستتب السلم الأهلي ويترسخ العيش المشترك والوئام والتعامل بدراية ونزاهة مع الملف الكردي السوري بمعزل عن الأساليب الأمنية والممارسة الانتهازية المصلحية القصيرة المدى .
 وفي السياق ذاته بامكان الادارة الجديدة بل من واجباتها السعي الجاد من أجل توفير حلول سلمية لقضايا تقرير مصير شعوب ايران بدلا من عقد الصفقات النووية وغيرها مع نظام طهران الشوفيني المعادي لقضايا الحرية بالمنطقة والعامل على نشر الفتن المذهبية والعرقية كما بوسعها ممارسة دورها الايجابي في اعادة احياء العملية الحوارية التركية الكردية السلمية بالضغط على حكومة الحزب الاسلامي الحاكم وكذلك ممارسة الضغط على الحكومة العراقية من أجل الالتزام بالدستور والكف عن حصار كردستان واضطهاد المكون السني والرضوخ للعملية السلمية الديموقراطية .
 
 


354
في اشكالية مسودة الدستور الروسي
                                                           
صلاح بدرالدين

           الدستور بتعريفه العام بحسب كل المصادر العلمية هو " القانون الأعلى الذي يحدد القواعد الأساسية لشكل الدولة (بسيطة أم مركبة) ونظام الحكم (ملكي أم جمهوري) وشكل الحكومة (رئاسية أم برلمانية) وينظم السلطات العامة فيها وحدود كل سلطة والواجبات والحقوق الأساسية للأفراد تجاه السلطة.ويشمل ويضع اختصاصات السلطات الثلاث (( التشريعية والقضائية والتنفيذية)) وتلتزم به كل القوانين الأدنى مرتبة في الهرم التشريعي فالقانون يجب أن يكون متوخيا للقواعد الدستورية وفي عبارة واحدة تكون القوانين واللوائح غير شرعية إذا خالفت قاعدة دستورية واردة في الوثيقة الدستورية " لذلك يشكل الدستور القاعدة الأساسية الوحيدة  الأهم للحياة الاجتماعية والسياسية للشعوب وهو الفيصل والمرجعية والضمان في حاضر ومستقبل علاقات الجماعات والأفراد داخل الدول .
           مازالت مسودة الدستور التي سلمها الروس الى الأطراف السورية في اجتماع - أستانة – قبل نحو اسبوع والتي تبين لاحقا أن طرف النظام كان قد استلمها منذ فترة سابقة موضع ردود أفعال متفاوتة بين الرفض الغالب والقبول ببعض بنوده والنقاش حوله فمن رفضها بشكل مبدئي ودون سرد تفاصيل المضمون وذلك انطلاقا من اعتبارات تتعلق بالسيادة والتدخل في الشؤون الداخلية وأحقية السوريين باقتراح وصياغة ومناقشة دستورهم القادم وبين من اعتبر امكانية التعاطي مع المقترح والاستفادة من مضامينها وبين من اختار بنودا اعتبرها مفيدة ورفض أخرى باعتبارها ضارة .
         ومن الملفت أن عددا لايستهان به من معارضي النخب القومية والاسلامية وحتى الليبرالية اقتصرت مآخذها فقط على بعض البنود التي ورد فيها اسم " الجمهورية السورية " بدون – العربية – أو التي تضمنت " الحكم الذاتي الثقافي للكرد " والمساواة بين اللغتين العربية والكردية في اطاره وأحقية المكونات الأخرى بالمطالبة في ممارسة لغتها وثقافتها وكذلك انتخاب مجالس أو جمعيات المناطق الى جانب مجلس النواب وبشكل عام التحفظ على تعددية المجتمع السوري القومية والدينية والتزام الدستور بوجودها وحقوقها وكذلك على التخفيف من سلطة المركز لمصلحة المحافظات والمناطق هذا من دون البحث في أية جوانب أخرى في مضمون تلك المسودة .
      وقبل اتخاذ أي موقف من تلك المسودة من المناسب العودة الى بحث ومعرفة الأهداف الروسية في طرحها بالتوقيت الراهن فمن الواضح أن الروس لم يقدموا أي مقترح سياسي جاد ومتكامل عندما كانوا أحد الأطراف المعنية بالملف السوري  الى جانب الأمريكيين والأوروبيين والبلدان العربية والاقليمية( سوى الاصرار على صيانة نظام الأسد واستمراريته  ) والآن وبعد تشديد القبضة على سوريا كدولة احتلال والتفرد باقرار مصير السوريين وتسمية ودعوة من يشاؤون للمشاركة في المفاوضات حول سوريا بمعزل عن اشراك الآخرين بمافيهم هيئة الأمم المتحدة الا من باب المجاملة الشكلية فانهم يعملون على اعادة تشكيل سوريا حسب مقاسهم وبما تتناسب مع مصالحهم فبدأوا بطرح مسودة الدستور الذي يشكل البنية التحية والفوقية لاي نظام سياسي مقبل .
       كل الدلائل تشير الى استحالة تحقيق الخطط الروسية في سوريا مادامت ترسم بعقلية الاحتلال والتفرد وعدم احترام ارادة غالبية السوريين في ازالة الاستبداد واجراء التغيير الديموقراطي ومادام أصحاب القرار في موسكو ينطلقون من واقع الاحتلال العسكري وترجمته  الى السيطرة السياسية فانهم لن يفلحوا خاصة وأن لدينا تجارب تاريخية غير مشجعة بل فاشلة في هذا المجال فعندما احتل الأمريكييون فيتنام بالقوة العسكرية الغاشمة وبكل أسلحتهم المتطورة لم يتمكنوا ولو قيد أنملة من تغيير النظام السياسي المبني على ارادة الشعب وثورتهم وكذلك فشل الأمريكان أيضا بالعراق بل انسحبوا لصالح احتلال آخر من جانب نظام ولاية الفقيه الايراني .
      وهنا وبعد الاشارة الى التجربة الأمريكية الفاشلة في هذا المجال رقم تقدمها على الروس بأشواط من المفيد المقارنة بين طبيعة وشعارات كل من النظام الأمريكي في الاطار الداخلي على الأقل الذي يستند الى تراث قديم من الليبرالية وجوانب من المثل الديموقراطية خاصة بشأن الانتقال السلمي للسلطة والادارة منذ أكثر من قرنين والذي يتبنى وبشكل نسبي مبادىء وشعارات تدعو الى الحرية وحقوق الانسان وتناوىء الدكتاتورية بالرغم من التجربة المرة للسوريين مع ادارة أوباما وبين نظام بوتين الدكتاتوري المساند منذ ستة أعوام لنظام الاستبداد والباحث عن النفوذ والسيطرة حتى على حساب حرية الشعوب واستقلالها وسيادتها لذلك فان النظام الروسي بطبيعته ومراميه وأجندته ليس مؤهلا لتصدير الديموقراطية ولالوضع الدساتير المفيدة لدول أخرى خاصة وأنه يضطهد شعوبا وأقواما أخرى ويحتل أقاليم ومناطق بقوة السلاح .
      لاضير من مناقشة الحاضر والمستقبل بالشأن السوري ولكن مسألة الدستور التي هي أساس كل القضايا والمنطلق لتحديد ملامح النظام السياسي المستقبلي فان البت النهائي فيها متروك الى قرار الشعب السوري عندما تحين الفرصة المناسبة بعد ازالة الاستبداد واجراء التغيير والارتهان الى ممثلي الشعب تحت قبة البرلمان في التوافق على دستور جديد يعبر عن الواقع التعددي الأقوامي والديني والمذهبي وعن المبدأ التشاركي العادل وعند ذلك يمكن الاستفادة من دساتير وتجارب البلدان المشابهة لبلادنا والمتطورة العريقة في الديموقراطية والعيش المشترك بين مكوناتها من دون اغفال التراث الدستوري في عهد ( الاتحاد السوفيتي السابق ) الغني نظريا بخصوص تحديد حقوق الشعوب والأقوام والأثنيات بدءا من الدولة المستقلة ومرورا بالفدرالية والحكم الذاتي القومي والثقافي والادارة المحلية واللامركزية والوحدات القومية بالرغم من أن السلطات السوفيتية لم تطبق تلك المبادىء الدستورية النظرية على أرض الواقع .
 
 

355
تراجعت الثورة وانتصر الروس
                                                           
صلاح بدرالدين

  اذا كان نظام طهران بأدواته العسكرية والأمنية ودعمه المالي اللامحدود ومجموعاته المسلحة وميليشياته الطائفية التي استحضرتها الى سوريا منذ بدايات اندلاع الانتفاضة الثورية خدمة لمشروعه التوسعي وممراته المذهبية قد شكل عاملا لايستهان به في اطالة عمر نظام الأسد وتشويه كفاح السوريين باضفاء الطابع الديني – المذهبي على شكل الصراع في سوريا ولم يكن – داعش – بمعزل عن المشهد فان طغمة بوتين المستبدة الحاكمة في روسيا الاتحادية كانت منذ اليوم الأول الضمانة الرئيسية في الحؤول دون سقوط سلطة الأسد عسكريا أو عزلها دوليا على الصعيد الدبلوماسي خصوصا بعد انكفاء ادارة الرئيس أوباما وخذلانها للسوريين والتشجيع الذي لاقته من اسرائيل اضافة الى الرضوخ التركي ولاشك أن الطرفين اتفقا على أمرين وكل بطريقته خلال الأعوام السابقة وهما الحفاظ على النظام ومنع الثورة من الانتصار وبعد تحقيق الهدف المرجو الذي دشنه وشرعنه ووثقه اجتماع – أستانا – فمن شبه المؤكد سيبدأ العد التنازلي في تحالف موسكو وطهران المرحلي وقد تتضارب بينهما المصالح الى درجة المواجهة ولكن ذلك لن يفيد الشعب السوري كثيرا بعد حصول الانتكاسة المروعة لثورته .
 لم يكن تحقيق الأهداف الروسية ممكنا الا بدحر الثورة وهزيمة الفصائل المسلحة بحلب وغيرها أو استسلامها وتراجع خطابها حيال روسيا  بتحويلها من عدو الى صديق محتمل وهذا مانلمسه مؤخرا في تصريحات وبيانات العديد من قادة الفصائل ومسؤولي – المعارضة - فأصحاب القرار في موسكو وضعوا خطة محكمة مدروسة لخدمة مشروعهم الاستراتيجي في حوض البحر الأبيض المتوسط وسوريا تحديدا تقضي بالتدخل المباشر الحاسم بعد انهاك قوى نظام الأسد الى درجة الوصول الى حافة السقوط وازدياد مخاطر – داعش – على الداخل السوري والمنطقة والعالم الغربي وتشرذم قوى الثورة والجيش الحر ورجحان كفة الاسلاميين على حساب العلمانيين للامعان في مضاعفة المحاذير محليا وعالميا وحصد كل من – الائتلاف والهيئة التفاوضية – الفشل تلو الآخر وازدياد المصاعب والتحديات الداخلية والاقليمية أمام حكومة أردوغان كأكثر الأطراف التصاقا بالقضية السورية وقد تم لروسيا ماأرادت وحصل كل ذلك منذ أواخر العام المنصرم وبداية العام الجديد .
  كما يظهر وبحكم اطلاع الخبراء الروس على الملف السوري منذ عقود في عهود الاتحاد السوفييتي – سابقا – وحتى الآن وتواصل أجهزتهم المختصة مع مختلف أطياف – المعارضة – والموالاة – والرماديين وبين بين وبعد اختراقهم المعروف للوسط المعارض واستمالة العديد من الشخصيات وبينهم ضباط منشقون عن الجيش السوري وبعد أن أنشأوا معارضات على حسابهم فقد توصلوا الى استنتاجات ونتائج تؤكد لهم خطأ الارتهان على المعارضة السياسية مثل ( المجلس والائتلاف والهيئة التفاوضية ) لأنها هزيلة وقد فات أوانها وغير مستقلة ولاتمثل شيئا على أرض الواقع وهذا مادفع الروس الى تلك الاستدارة نحو الفصائل المسلحة المحسوبة على الثورة والتي كانوا يعتبرونها حتى الأمس القريب ارهابية ومتشددة ولأنهم أي الروس على عجلة من أمرهم حتى لاتداهمهم مفاجآت على الطريقة – الترامبية - تغير من الظروف المحيطة قرروا عقد اجتماع أستانا بين وفدي الفصائل العسكرية والنظام .
 لقاء أو مفاوضات أو اجتماع أستانا كان حاجة روسية ومحطة لترسيخ وحدانية قرارها بالشأن السوري واشارة واضحة لكل الأطراف المعنية أن الروس قادمون الى المنطقة وسوريا حصتهم في عملية تقاسم النفوذ وهم يقررون من يشارك في لقاءات جنيف المرتقبة من أطراف المعارضة والنظام والدول الكبرى والصغرى خاصة بعد أن ذللوا العقبة الأكبر وهي الانفتاح المتبادل بينهم وبين قادة الفصائل المعروفين بالتشدد والوضوح وبذلك ضربوا عدة عصافير بحجر واحد .
 نعم انتصر الروس على أكثر من جبهة وصعيد وعقب المحطة الأخيرة سيستكملون الخطوات بجمع مايمكن من ممثلي منصات ( أستانا وموسكو والقاهرة وحميميم ودمشق ) وقد يسمحون لممثلي هيئة التفاوض بالمشاركة ولكن ليس ( كممثل شرعي وحيد ) بل كطرف مثل بقية الأطراف ومن المؤكد أن اختيارات الروس ستخضع لمدى خدمتها لمصالحهم فقد يدعون طرفا ما باسم المعارضة ارضاء لدولة ما ومقايضة مع تحقيق مصلحة معينة لدى دولة أخرى وهي من صلب مايطلق عليه بلعبة الأمم والروس يتفننون بهذه اللعبة القذرة .
 أما من الناحية السياسية الاجرائية المتعلقة بمستقبل سوريا فقد قدم الوفد الروسي مسودة الدستور الجديد لسوريا القادمة وسيشكل مضمون البلاغ الثلاثي الروسي – التركي – الايراني في ختام لقاء أستانة ملامح المرحلة القادمة حول واضافة الى تثبيت وقف اطلاق النار " وحدة سوريا المتعددة الأعراق والديانات والتفاوض والمصالحة بين المعارضة والنظام " وبالتأكيد على " حضور ممثلي الفصائل المسلحة الى جنيف " تمهيدا لتحقيق التوجه الروسي في اعادة بناء جيش وطني سوري مشترك تحت عنوان " محاربة ارهاب داعش والنصرة " في ظل النظام القائم وهو يعني التركيز على الجانب العسكري على حساب التغيير السياسي وكما يظهر فان هذا التوجه يحظى بعدم اعتراض أمريكي ودعم مصري قوي ورضى من جانب النظام وقاعدته العسكرية ذات اللون الواحد .
 

 

356
مهام وآمال في بداية المرحلة الجديدة
                                                           
  صلاح بدرالدين

 في هذه المرحلة الانتقالية التي يجتازها السورييون على النخب الكردية ومثقفيهم ونشطائهم وحراكهم الشبابي ومستقليهم الوطنيين التصدي لتحديات الحالة الكردية الخاصة التي لاتتجزأ من الحالة الوطنية العامة بل تستكملها وتساهم في انجاز مهامها الراهنة بالخلاص من الاستبداد وتحقيق السلام وصولا الى سوريا الجديدة المنشودة وهنا ليس من قدر الكرد قبول المعادلة السائدة حتى الآن بالبقاء أسرى صراعات أحزاب المجلسين التي اتفقت سياسيا في اجتماعات أربيل ودهوك وتصارعت على النفوذ والحصص نعم جماعات ( ب ك ك ) المدانة بعلاقاتها تمارس القمع والتهجير ورفض الآخر المختلف بالعنف لتحقيق أهدافها السياسية ولكن قيادات أحزاب ( المجلس ) لم تقدم البديل الأفضل ولم تخرج من شرنقة الذهنية الحزبية والاتكالية والتردد والفساد ولم تحظ بقبول الكتلة التاريخية الشبابية والمستقلة وهي الغالبة التي ستمضي قدما وعبر الحوار في طرح المشروع القومي والوطني واعادة بناء الحركة الكردية .
-   * -
رسالة أستانة معروفة من العنوان فمعظم المشاركين من الطرف ( المعارض ) وبأسم المستشارين والمعاونين للفصائل المسلحة بدأوا الافصاح عن مواقفهم الحقيقية قبل الوصول وبعده وهي التركيز على محاربة ارهاب جماعات القاعدة ومتفرعاتها ( وهو أمر لاخلاف عليه ) ولكن من دون حتى الاشارة الى ارهاب الدولة الذي يمارسه نظام الأسد ومسؤولية بعض جماعات الاسلام السياسي المهيمنة على – المعارضة – في جلب الارهابيين وانتشاره بين ظهراني الثورة وحولها كما أن هذه المواقف الناكرة لأهداف الثورة وشعاراتها لم ولن تصدمنا لأن أصحابها وخاصة من الجماعات الحزبية لم يكونوا يوما حتى مع فكرة الثورة على الاستبداد وهم من واجهوا الحراك الشبابي الثوري الى جانب أجهزة السلطة وعزاؤنا الوحيد  والأمر الأهم هو امكانية تحقيق وقف شامل وكامل  للقصف والتدمير من جانب رعاة اللقاء وجيش النظام وحلفائه
-   * -
جميع الثوار ومن مختلف المكونات القومية عربا وكردا وتركمانا والأديان والمذاهب وشرفاء الجيش الحر والوطنييون المستقلون وناشطو الحراك الشبابي والمجتمع المدني الداعمون لثورتهم منذ اندلاعها ومنتديات المثقفين بأطيافهم المتعددة مدعوون الى التواصل في هذه الظروف العصيبة للبحث الجاد والعملي في تهيئة لجنة تحضيرية تتميز بالنزاهة والتمثيل الواسع لانجاز عقد ( المؤتمر الوطني السوري ) كسبيل وحيد للخروج من المأزق الراهن واعادة بناء وتنظيم ثورتنا المغدورة عبر برنامج سياسي واقعي جديد ومجلس سياسي – عسكري كفوء ونهج يرتقي الى درجات خطورة الوضع والاستفادة من دروس الانتكاسة والهزيمة العسكرية في حلب وذلك قبل أن يركب ( فرسان الثورة المضادة  في المجلس والائتلاف وغيرهما ) من ركوب الموجة كما تسلقوا سابقا على أكتاف الثوار .
-   * -
سوريا بأكملها - ومن ضمنها الكرد - تمر بمرحلة انتقالية وتنتظر الجديد على أنقاض نظام الاستبداد ببزوغ فجر التجديد وظهور المشروع الوطني الديموقرطي النابع من صلب الحركة الشعبية الأصيلة وعمادها الشباب والوطنييون المستقلون وممثلو المجتمع المدني والمناضلون الذين لم تتلوث عقولهم بقذارات العقليات الحزبية والآيديولوجيات الشمولية المافيوية ولوثات جماعات الاسلام السياسي وحافظت على طهارتها من رجس الاذعان للخارج  ومقايضة الموقف السياسي بالدعم المالي التي أودت بثورتنا الى التراجع والى حافة الهزيمة وبقضيتنا الكردية الى متاهات المجهول وحدود الخطر وفي ظل هكذا ظروف تستقتل الجماعات الكردية الحزبية السائدة على أن تستمر على علاتها وتتشبث بمواقعها المهزوزة مثل الغريق الذي يستندج بالقش عبر نشر مواقف ووثائق مزايدة ومناقصة في آن معا نقول لهم جميعا : كفوا عن التضليل لقد فات الأوان  .
-   * -
تأملت كثيرا في مايشاع عن أن الرئيس الأمريكي المنتخب سيتفاهم مع القيادة الروسية وكذلك الحال مع مرشح اليمين الفرنسي اذا فاز بانتخابات الرئاسة ولكن وكما أرى فان المسألة ليست بهذه البساطة حيث هناك صراع بين المصالح الاقتصادية والنفوذ على المواقع الاستراتيجية في سائر أنحاء المعمورة وسباق بالتسلح بين روسيا – بوتين – التي تحاول استعادة مواقع الاتحاد السوفييتي السابق ولكن تحت تأثير الصعود القومي الانتقامي من جهة وبين أمريكا وأوروبا فهل يعقل أن يرضخ الغرب للهجمة الروسية ؟ ويتخلى عن مواقعها للخصم التاريخي والمستقبلي بالعكس تماما أرى أن هؤلاء الرؤساء – الشعبويين – ان استتب لهم الحكم في بلدانهم وبعد ترتيب أمور الداخل سيديرون الصراع بقوة مع موسكو وحتى بكين وستتجدد الحرب الباردة وقد تكون بأشكال أخرى .

357
رأس الثورة في بازار " أستانا "
                                                             
صلاح بدرالدين

 من الواضح أنه من مصلحة روسيا وحلفائها النظامان السوري والايراني وبدرجات متتالية حزب الله وسائر الميليشيات الطائفية وحكومة العراق وبصورة غير مباشرة الحكومة التركية واسرائيل وأخيرا النظام العربي الرسمي أن يلتئم شمل المدعوين الى العاصمة الكازاخية كيفما كان فمن جهة الكل وبدون استثناء يسعون الى التخلص من " القضية السورية " بعضهم لوضع النهاية للثورة على الاستبداد وتفتيت صفوف المعارضين وبعضهم  للنجاة بنفسه من التورط في الرمال المتحركة وبعضهم اتقاء من وصول شرارة الحرائق الى بيته وبعضهم للتخلص من تأنيب الضمير والمسؤولية الأخلاقية تجاه محنة الشعب السوري .
 أما من الجهة الأخرى فان الرابح الأول في كل هذا المشهد هو الجانب الروسي الذي يسعى بكل جهوده تحقيق خططه الاستراتيجية في التمدد وبسط النفوذ على كل سوريا عبر انشاء القواعد العسكرية البرية والبحرية والامساك بورقة الجيش ومصير الأسد وكل الجغرافيا السورية والتفرد بالتحكم بمستقبل الدولة والشعب بما في ذلك مسالة مواقع وممرات الطاقة ومن ثم مقايضة ذلك في الصفقات القادمة مع القوى الكبرى والاقليمية وخصوصا مع الغرب وعلى الأخص مع الادارة الأمريكية الجديدة التي تشير الدلائل الى أنها ستهادن نظام بوتين في المدى المنظور على الأقل .
  سابقا وخلال مشاركة وفود المعارضة و– الهيئة التفاوضية – بمحادثات ومداولات جنيف لسنوات متتالية كان الركون الى ضمانات أكثر من خمسين دولة من ( أصدقاء الشعب السوري ) وبينها الدولة العظمى أمريكا ودول أوروبا وهيئة الأمم المتحدة وغالبية الدول العربية وبالأخير ذهبت وعود هذه الأطراف جمعاء هباء وعمد معظم أولئك ( الأصدقاء والداعمون ) الى النأي بالنفس عن أي التزام عملي جاد تجاه كفاح الشعب السوري فهل من الجائز أن تقود تلك التجربة المرة – المعارضة وبعض الفصائل العسكرية – مرة أخرى الى تكرارها ليس برعاية الأمم المتحدة ولا أطراف دولية من أصدقاء مفترضين أو حتى محايدة بل من خلال أشرس عدوقاتل لشعبنا ومدمر لمدننا ورافض لحريتنا وناكر لثورتنا .
 قد يقول البعض من – المعارضة - من أنصار الذهاب الى أستانة  في معرض الدفاع عن وجهة نظرهم أنهم يفعلون ذلك للحفاظ على وقف اطلاق النار وصيانة الدم السوري ونقول لهؤلاء هل التزامكم  بوقف النار كان مشروطا بالمشاركة في اجتماع أستانة ؟ وهل المبادرة القتالية في معظم المناطق السورية بأيديكم ؟ وهل انسحبتم من حلب من موقع القوة ؟ لقد كان الأولى بكم ( ان كنتم ترغبون في مواصلة الكفاح ) وضع النقاط على الحروف ومصارحة شعبكم بكل شفافية ووضوح وممارسة النقد الذاتي والاعتراف بالهزيمة وتحمل المسؤولية التاريخية وتسليم مصير القضية للشعب بالعمل على عقد المؤتمر الوطني الجامع من أجل تقييم الحالة واعادة البناء .
بالرغم من كل المظاهر الخادعة أمام كاميرات الفضائيات والتبجح با " الصمود " الوهمي من جانب ممثلي الفصائل والمعارضة  فأن الحقيقة العارية هي أن طبيعة ادارة الفصائل المسلحة المحسوبة على الثورة وكذلك أوساط الائتلاف والهيئة التفاوضية للأزمة في التحاور مع الروس بتوسيط الأتراك والركون الى ضماناتهم مابعد سقوط حلب تنم عن تصرفات المهزوم في المعارك العسكرية والاخفاق في الادارة السياسية بغض النظر عن الأسباب والعوامل هذا اذا تابعنا تفاصيل المواقف السياسية الاشكالية والتصريحات المتناقضة والاستقتال في نيل عضوية ندوة أستانة التي كماذكرنا تصب لمصلحة الطرف الروسي وهومن ألد أعداء الشعب السوري وأكثر من قتل وأباد السوريين يتحمل مسؤولية بقاء نظام الاستبداد وهزيمة الثورة .
 صحيح فان كل طرف من أطراف البيان الثلاثي الصادر بموسكو ( من ايرانيين وأتراك وروس ) يسعى الى تجييره وتفسيره حسب قراءته ومصالحه ولكن صحيح أيضا ورغم التباينات هناك توافق بينها حول أمور جوهرية تخص شعبنا من قبيل : انتهاء الثورة ووقف الصراع وتشتيت واضعاف الفصائل المسلحة ولو بالقوة والحفاظ على نظام الأسد في المدى المنظور الى جانب قيام كل طرف باستخدام القضية السورية لخدمة مآربه وحل خلافاته مع البعض بالمقايضات المعروفة في لعبة الأنظمة وبهذه الحالة ماذا سيحقق وفد – المعارضة – بتركيبته وعناصره المهزومة وأحزابه الفاشلة وماذا سيجني لشعبنا وقضيتنا وثورتنا ؟ .

358
المستقبل الكردي في مستهل العام الجديد
                                                                   
صلاح بدرالدين
 
     كل مايتم توديع عام منصرم وعلى عتبة عام جديد تتطلع الشعوب عادة الى غد أفضل ومستقبل تتحقق فيه الأماني والطموحات وما يتعلق الأمر بالكرد كشعب يرنو الى الحرية والخلاص فان آمالهم االمشروعة التي انتقلت من جيل الى آخر منذ القرن التاسع عشر على أقل تقدير تنحصر في انتزاع حقهم بتقرير المصير والعيش بسلام وأمان مع جيرانهم ومواطنيهم من الشعوب الأخرى وخاصة العرب والترك والايرانييون والمكونات والأعراق الأخرى وأن تتوقف الحروب والمواجهات وسائر أنواع الاعتداءات والاجتياحات ومختلف ممارسات الاضطهاد والقمع والالغاء واجراءات تغيير التركيب الديموغرافي التي كانت بلاد الكرد ومناطقهم مسرحا لها منذ قرون .
  قبل الدخول في تفاصيل احتمالات المستقبل الكردي في العام الجديد لابد من تشخيص القوى السائدة على مساحة الجغرافيا التي يتواجدون فيها الى جانب الأقوام الأخرى والمشاريع المطروحة حول مستقبل المنطقة وشعوبها ومن ضمنها الشعب الكردي تلك المشاريع التي تشكل في الوضع الراهن قاعدة الصراع في الشرق الأوسط وعنوانها الرئيسي وفي مقدمتها :
 أولا – المشروع الايراني التوسعي ظاهره ديني مذهبي وجوهره قومي فارسي ويهدف الى بسط النفوذ في سائر أرجاء المنطقة من جلولاء الى البحر الأبيض المتوسط في سواحل سوريا ولبنان وانتهاء باليمن ودول الخليج وقد استثمر النظام الايراني الاتفاق النووي مع الغرب لمضاعفة ترسانته العسكرية الهجومية وزيادة قمعه للقوميات الأخرى الايرانية من غير القومية السائدة ومن ضمنها شعب كردستان الايرانية وتجاهل حقوقها المشروعة ومطالبها المحقة ولاشك أن مشروع النظام الايراني هذا يتعارض مع طموحات وأماني الكرد في سائر أرجاء المنطقة بل يعاديها على الصعيد العملي كما يلاحظ في العراق مثلا عندما يقف نظام طهران مع مراكز القوى الشيعية في بغداد والميليشيات المذهبية العنصرية التي تعادي تطلعات وحقوق شعب اقليم كردستان كما يحرض مجاميع فئوية وحزبية كردية في محافظتي السليمانية وكركوك تحديدا ضد رئاسة وحكومة الاقليم ومن أجل دب الفرقة والانقسام في صفوف الكرد .
 ويتحمل نظام طهران جزءا كبيرا من مسؤولية معاناة السوريين وخصوصا الكرد السورييون فقد كان ومازل عرابا للجماعات المسلحة التابعة ل – ب ك ك – بل ساهم حرسه الثوري وفيلق القدس والجنرال قاسم سليماني في نقل مسلحي – ب ك ك – وباالآف من قنديل الى سوريا وخاصة الى المناطق الكردية  والتي سيطرت بقوة السلاح وبدعم مباشر من سلطة نظام الأسد على مقاليد الأمور وأقامت سلطة الأمرالواقع تحت نفوذ الفرع السوري – ب ي د – التي تمارس القمع ضد من يخالفها وأفرغت المنطقة من سكانها الأصليين ولاننسى في هذا المجال الدور الايراني في تخريب عملية السلام التركية – الكردية وذلك من خلال مركز قنديل العسكري .
 ثانيا - المشروع التركي التوسعي المستند الى الأحلام الامبرطورية – العثمانية – القاضية بالتحكم في مصير شعوب المنطقة باسم الخلافة السنية وبزعامة العنصر التركي والذي لايعترف بحق عدد من الأقوام   في تقرير المصير وفي المقدمة الشعب الكردي ولايخفي القيمون على المشروع معاداتهم للحقوق الكردية  ليس في تركيا فحسب بل في كل مكان يتواجد فيه الكرد .
  ثالثا – السياسة الروسية في المنطقة التي بدأت تتحول الى مشروع متكامل لبسط النفوذ بعد الامساك بمفاصل الوضع السوري وبناء قواعد عسكرية برية وبحرية وتصدر عملية وقف اطلاق النار والتفاوض بعد استغلال تواطؤ وتباطؤ ادارة الرئيس الأمريكي أوباما والى جانب اعتبار الروس كدولة محتلة لسوريا فان نظامهم يعتبر حليفا لنظام الأسد الاستبدادي وشريكا في قتل السوريين ويتخذ مواقف انتهازية مصلحية من مختلف قضايا المنطقة بما فيها القضية الكردية خاصة بعد الاتفاق مع تركيا وروسيا ليست في وارد الوقوف الى جانب حق تقرير مصير الكرد في المنطقة بسبب مصالحها وظروفها الداخلية .
 رابعا – التوجهات الأمريكية – الأوروبية بشأن الشرق الأوسط لايمكن اعتبارها مشروعا واضحا ومتكاملا وموحدا وما يجمعها الآن هو الحرب على الارهاب ليس من أجل القضاء على دولة خلافة – داعش – في سوريا والعراق فقط بل من أجل الحفاظ على أمنها الداخلي والتخلص من مسؤوليات النزوح والهجرة ولاشك أن مواقف الغرب عموما ليست ضد الحقوق الكردية ولكنها متحفظة ومترددة تجاه شكل وتفاصيل حق تقرير المصير ووحدة البلدان والحدود الدولية ومرهونة أساسا بمسائل مواجهة الارهاب والنفط وأمن اسرائيل خاصة وأن هناك مؤشرات على تفرغ الغرب لقضاياها الداخلية الاقتصادية والاجتماعية على حساب التورط في الأمور الخارجية والعسكرية منها على وجه الخصوص .
  العامل الذاتي
  يشكل العامل الذاتي الحلقة الأضعف في الوضع الكردستاني الراهن فمن جهة ليس هناك اتحاد ( قومي ) ولو في مستواه الأدنى بين مراكز وأحزاب الحركة القومية الكردية في أجزاء كردستان الأربعة بل نشهد صراعات ومواجهات ساخنة وباردة وفاترة وبالرغم من وجود اتجاهين فكريين سياسيين واحد قومي ديموقراطي معتدل يقوده مركز اقليم كردستان العراق ويشكل الرئيس مسعود بارزاني رمزا له وآخر مغامر مرتبط بالقوى الاقليمية يشكل مركزقيادة – ب ك ك – في قنديل التجسيد العملي له الا أن معالم الصراع لم تتبلور بعد على المستوى الشعبي بصورة واضحة والسبب يعود كماأرى الى تقصير الاتجاه المعتدل في ارساء القواعد الفكرية والسياسية والتنظيمية وبلورة المفاهيم على الصعيد العملي ووضع البرنامج النضالي الديموقرطي التشاركي والابقاء فقط على ادارة الصراع عن بعد تغلب عليها التجريبية من دون التزامات وآليات واضحة  .
  أما على صعيد الوضع الداخلي في كل جزء على حدة فالحالة تبدو أكثر سوءا فا لأحزاب الكردية الفاشلة والعاجزة تتصدر المشهد تلك الأحزاب التي لاتمتلك أي مشروع قومي ووطني واضح وحاسم وتعيش على ردود الفعل وليس الفعل كما أن هذه الأحزاب لم تشهد في كل تاريخها اصلاحات أو تغيير في البرامج والقيادات والفكر والتنظيم وأهملت الأجيال الشابة الجديدة والمرأة بل أبعدتها عن مصادر الفعل والقرار حتى أن هذه الأحزاب التي قد تبلغ ( الآلاف ) على المستوى القومي العام بعيدة عن التقاليد الديموقرطية ولاتتمتع فيما بينها على الحد الأدنى من التنسيق والعمل المشترك كما أنها مختلفة حتى على تفسيرات مبدأ حق تقرير المصير وللأسف قسم كبير منها مخترقة من جانب الدوائر الشوفينية الحاكمة في طهران وانقرة ودمشق وحتى بغداد .
  قد أختلف في قراءتي وتقييمي في عدد من المسائل المتعلقة بالمستقبل الكردي مع اخوة وأصدقاء من مفكرين وسياسيين واعلاميين كرد ولاضير أن يواجهني البعض بأنني متشائم فبالنسبة لي أرى العامل الذاتي هو الأساس والمنطلق وأشخص هذا العامل بالسلبي في الوقت الراهن ولكنني بالوقت ذاته أرى امكانية تحويله من السلبي الى الايجابي بتوفير الشروط والأسباب التي يمكن ذلك عندما تتوفر الاردة والقرار والبرنامج وخطط العمل فعلى سبيل المثال هناك من يعول على العامل الخارجي الغربي والاسرائيلي لاقامة الدولة الكردستانية المنشودة واذا كان ذلك طموح مشروع من جانبه المبدئي العام واقصد هنا حق تقرير مصير الكرد فان الوسيلة والآلية ليستا مفيدتان وغير متوفرتان أصلا فالغرب يتعاطف مع الكرد من بوابة البيشمركة ومحاربة الارهاب وهي لن تدوم الى الأبد أما اسرائيل فتبحث عن شريك لتلقي الضربات واذا كانت هي مدججة بالسلاح النووي وتستطيع الدفاع عن النفس فقضية الكرد تختلف عن تجربة اسرائيل لأنهم ليسوا عداء للعرب والأتراك  والايرانيين ولم يحتلوا أراضي الغير وتحل قضيتهم سلما وعبر التطور الوطني الديموقرطي والتوافق مع الشركاء ومن منطق الخسارة والربح فان مصلحة الكرد هي العيش المشترك مع مئات ملايين العرب والترك والايرانيين وليس مع بضعة ملايين اسرائيلي ليسوا على حدود كردستان  .
 قبل نحو اسبوع عقد في – تونس – وبمبادرة من المعهد العربي للديموقرطية لقاء بين مثقفي ( الأمم الأربع ) العرب والترك والايرانييون والكرد وكنت أحد المشاركين وهو الأول من نوعه  وتم نقاش بالعمق حول التسامح والاعتراف المتبادل بالوجود والحقوق والديموقراطية ومحاربة الارهاب وحق تقرير مصير الشعوب ومثل هذه المبادرات تشكل الاساس في مستقبل التفاهم بين شعوب المنطقة وتؤسس للاعتراف بالكرد كأمة بين سائر الأمم لها الحق في تقرير مصيرها في أجواء خالية من العنصرية والارهاب والاضطهاد وقد طرحنا تجربة الاقليم الكردستاني بكل اعتزاز حول الموقف من القوميات والأديان الكردستانية المتعايشة الى درجة أن الاقليم هو المكان الوحيد أو الواحة الفريدة لحريات الجماعات والأفراد والأقوام والعقائد من كرد ومسيحيين وتركمان وعرب وأرمن لذلك نقول أن المكانة الراهنة للاقليم والاحترام الكبير للرئيس مسعود بارزاني سيشكلان فرصة تاريخية مؤاتية لترتيب البيتين الكردي والكردستاني وتحقيق طموحات الكرد المشروعة بحسب ارادتهم  .
 

359
كيف نواجه أزمة الثورة والمعارضة
           
                                                                               
صلاح بدرالدين

      سورييوالثورة والتغيير أمام مفترق طرق اما الاعتراف بحدوث الانتكاسة أو الهزيمة او التراجع أو الاخفاق ( سمه ماشئت ) ثم  البحث عن سبيل لمواجهة التحدي الأكبر في مراجعة حاسمة لحصيلة أعوام خمسة وتشخيص مكامن الخطأ والانحراف والعمل الدؤوب سياسيا وتنظيميا وميدانيا على اعادة البناء والانطلاق ببرنامج سياسي متجدد وقيادة وطنية ثورية لمواصلة الكفاح الوطني أو المكابرة الفارغة والاذعان للواقع المؤلم وترك مصير الشعب والبلاد للمحتلين ونظام الاستبداد والميليشيات الطائفية وقوى الظلامية والارهاب وفي مثل هذه الظروف التي تمر بها بلادنا لن ينفع الترقيع ولا دعوات الاصلاح وتهدئة النفوس وبيانات ونداءات من جانب أعداد من ذوي المصالح والرواتب والمواقع في " مؤسسات المجلسين السوري والكردي والائتلاف " لتنفيس الاحتقان وقطع الطريق على ارادة الغالبية في حل الأزمة بالحسم والحزم عبر اللجوء الى الوسط الشعبي ومن خلال المؤتمر الوطني  الجامع  .
 قبل كل شيء وبدون تعقيدات وألغاز وبغاية البساطة أقول علينا طرح التساؤلات المفصلية التالية : لماذا هذا المؤتمر ولماذا ازدياد الدعوة له الآن ولماذا انضمام البعض الى هذه الدعوة من مسؤولي كيانات – المعارضة – وخاصة ( المجلس والائتلاف ) متأخرين سنوات خمس وهل المؤتمر المنشود من أجل تصحيح مسار وأداء من فشل وأخفق وأضر بالثورة والقضية واعادة انتاج نفس الشخوص المسؤولة عن الهزيمة تحت عنوان – المؤتمر الوطني – من دون قيامهم ( وهو أضعف الايمان ) بمراجعة في العمق وتشخيص مكامن الخطيئة والانحراف ومن ثم الاعتذار للسوريين ثم هل ستكون وظيفة المؤتمر العتيد بمثابة اعادة الاعتبار للفاشلين أم منصة لمساءلتهم وترميما لماهدموه وتاليا هل سيكون على غرار الاجتماعات والمؤتمرات السابقة مدفوعة الثمن السياسي المسبق من احدى الجهات الداعمة – المعروفة – ومقررة سلفا من سيقود ومن سينتخب ومن سيعين وهل سيرسم لهذ المؤتمر القفز فوق العملية التقيمية النقدية الشاملة للعامل الذاتي الضعيف الهش على صعيد من تصدروا الثورة والمعارضة من مدنيين وعسكريين ومقاتلين وادعوا ( التمثيل الشرعي والوحيد ) أو تفادي الوقوف العلمي الواقعي على تعقيدات العامل الموضوعي بما يحمل ذلك من تأنيب لضمائر ( أصدقاء الشعب السوري ) وعتاب للنظام العربي الرسمي وتحميلهم جميعا جزءا من مسؤولية الأزمة الراهنة ؟ وغير ذلك من التساؤلات العديدة .
 أي عمل بخصوص المؤتمرات واللقاءات الوطنية سيبقى قاصرا وقد يكون مضرا كماأرى اذا لم ينطلق من مفهوم المراجعة العميقة النقدية الشاملة لانتكاسة الثورة التي يجب الاعتراف بحصولها واخفاق وهزيمة المعارضة التي تتحمل المسؤولية الرئيسية والايمان بوجوب اعادة بناء الثورة وهيكلة جسمها وعمودها الفقري المتقطع وأقصد ماتبقى من الجيش الحر والحراك الثوري العام وصولا الى صياغة البرنامج السياسي الجديد المناسب المتوافق عليه وانتهاء باختيار مجلس سياسي – عسكري مجرب وكفوء .
  أي عمل في هذا الاتجاه سيبقى ناقصا بل مبتورا اذا لم يستند الى حقائق تاريخية رافقت الأيام الأولى لاندلاع الانتفاضة الثورية السلمية السورية وأولها أن ( المجلس الوطني السوري ) لم ينشأ بطريقة ديموقرطية سليمة وخضع للآيديولوجيا الحزبية وألبسوه طربوشا اسلاميا ليكون عنوانا زائفا للمجتمع السوري المتعدد الأقوام والأديان مما أثار الريبة والخوف وحرمان المعارضة من قطاعات واسعة من مختلف الأقوام والأديان والمذاهب كما قدم ذلك هدية على طبق من ذهب لنظام الاستبداد الذي استغل ذلك ونجح في الاساءة للثورة وتشويه صورتها أمام المجتمع الدولي .
  ان أي عمل قادم بخصوص المؤتمر الوطني سيبقى دون المستوى ان تجاهل أمرا آخرا وهو أن سبب الهزيمة أن ( المجلس والائتلاف ) والمعارضات كلها والثوار – اتفقوا على اسقاط النظام واختلفوا على النظام البديل – كما يروج الى ذلك البعض والحقيقة هي أن المعارضات بدون استثناء لم تكن مع اسقاط النظام كمؤسسات أمنية وعسكرية وادارية وحزبية ذات قاعدة اقتصادية واجتماعية وخطاب فقد رضيت علنا ومواربة بالتحاور مع النظام والعمل معه ووقعت على اتفاقيات وبيانات ( جنيف وفيينا ) وغيرها التي نصت على الحفاظ على مؤسسات النظام وقد أخفت المعارضة ( الائتلاف والهيئة العليا ) خطيئتها بالتركيز على رحيل الأسد وكأن رحيله سيزيل كل مؤسسات النظام التي تتأسس وتترسخ منذ عقود .
  أما بشأن البديل عن الاستبداد فلم يكن هناك سبب للاختلاف حتى بداية 2012 وكنا كوطنيين نرى أن الأولوية لاسقاط النظام من دون طرح مانؤمن به من نظام قادم وتفاصيله وأسسه وذلك درءا لأي خلاف بين صفوف الثوار والمعارضين ولكن جماعات الاسلام السياسي هي من بدأت بتعميم وبث الشعارات ومنها استفزازية لحوالي نصف المجتمع السوري كما رفعت الرايات السود وتردد من جانب العديد من المطلعين أن جماعة الاخوان السورية كانت ترسل عاملين فنيين مع آلات التصوير مكلفين بترديد وتسجيل شعاراتها مع تصوير نشاطات المحتجين ومقاومة الثوار في الميدان وذلك كعمل دعائي حزبي صرف .
  ان أي عمل صوب تحقيق المؤتمر الوطني السوري يجب وبالضرورة حتى يكون ناجحا أن لايتصدره المسؤولون في – المجلس الوطني السوري والائتلاف والمجلس الوطني الكردي وسائر تشكيلات المعارضة الوطنية – لأنهم فشلوا وأضروا ويتحملون المسؤولية التاريخيةوعليهم الاعتراف بذلك أمام الشعب  وبامكانهم دعم المشروع عن بعد ن أرادو والدور الأساسي يجب أن يكون للمستقلين وتنسيقيات الشباب وحراكهم ومنظمات المجتمع المدني مضافا اليهم الثوار الديموقراطييون وخصوصا ماتبقى من تشكيلات وأفراد الجيش الحر .
  هناك الكثيرون من الوطنيين المستقلين وكنت من بينهم بدأنا بطرح فكرة المؤتمرالوطني السوري الجامع مبكرا وتحديدا منذ بدايات 2013 من أجل اعادة بناء وتعزيز صفوف الثورة والحفاظ على وجهها الوطني ومضمونها الديموقراطي وأهدافها النبيلة وصيانة وتعزيز وجود وقدرات الجيش الحر كعمود فقري لتحقيق المشروع الوطني في تحقيق الحرية والكرامة والتغيير وصولا الى سوريا الجديدة التعددية التشاركية ولكننا جوبهنا من جانب كيانات المعارضة بشتى أنواع الضغط السياسي والتشهير والتشكيك والآن لن نبادلهم الأمر بالمثل بل نقول لهم بهدوء : ارفعوا أيديكم ووصايتكم عن مشروع المؤتمر الوطني السوري الجامع .
 لاشك أن نجاح المؤتمر المنشود متوقف على جدية اختيار اللجنة التحضيرية التي من المفيد أن تعبر عمليا عن مختلف المكونات والتيارات السياسية المؤمنة بالثورة يغلب عليها العنصر الشبابي من النساء والرجال ومطعمة بمناضلين وطنيين نزيهين خبرتهم سنون مواجهة نظام الاستبداد .   


360
مصارحة على درب التغيير
                                                             
صلاح بدرالدين

من الغريب وحسب معادلة ( رجل هنا ورجل هناك )  أن هناك من يدعو الى اجراء مراجعة في صف – الائتلاف – وسائر كيانات المعارضة ثم يطالب في الوقت ذاته الى تسليم شؤون التفاوض ووفد – الأستانة – الى – الائتلاف – ذاته بدلا من ممثلي الفصائل المسلحة الذين وقعوا اتفاقية وقف اطلاق النار مع مندوبي روسيا وتركيا وذلك  قبل اجراء أي تغيير وكأن شيئا لم يكن بل وكأن – الائتلاف – خرج منتصرا وحقق انجازات لاتحصى ازاء ذلك نقول أن فشل وعجز وهزيمة ومسؤولية – الائتلاف – لايؤهله الا لتمثيل نفسه أو جزءا منه بعد نشوب الخلاف في صفوفه وفي هذه الحالة ولدى اجراء المقارنة واذا كان لابد منه أرى أن اختيار وفد – الأستانة – من ممثلي الفصائل المقاتلة على الأرض هو أهون الشرين .
-   2 -
   ردا على الذين يراهنون على النداء – الانشائي – الذي وقع عليه بعض ( المعارضين ) وجلهم من أعضاء كل من – المجلس الوطني والائتلاف – نقول أنه لم يتضمن أي برنامج متكامل لحل الأزمة الراهنة فقط ومثل مقالات يومية تنشر في وسائل الاعلام شخص بعض جوانب القصور والأخطاء وليس كلها من دون الاقتراب من لب الموضوع وجوهره وهو السبيل الى اعادة بناء الثورة وتغيير هياكل المعارضة بعد تحديد مسؤولية – الائتلاف والهيئة العليا التفاوضية – في الاخفاقات الحاصلة وكان الأولى بالموقعين اعلان الاستقالة من مؤسسات المعارضة اولا وهو المدخل الضروري لكسب ثقة السوريين في جديتهم من عدمها ثم توضيح الآلية المتبعة من أجل المراجعة واعادة البناء والتي لن تتم الا بعقد المؤتمر الوطني السوري الجامع الذي يجب أن يسبقه تشكيل لجنة تحضيرية معبرة عن مختلف المكونات والتيارات المشاركة في الثورة .
-   3 -
على صعيد القضية الكردية السورية وامورها الداخلية لاتنفك فضائية – روداو – بين الحين والآخر تتدخل سلبا وتأخذ جانب تيارات موالية للسلطة فالى جانب التحول الى مصدر لأخبار سلطة الأمر الواقع واستضافة عناصر سلطة نظام الأسد فانها تقوم بدور المدافع عن سكرتير حزب اليمين ومحاولة تلميع صورته بعد تصريحه الفضائحي الأخير باستضافته لمحاولة تبرئة نفسه من دون اشراك ناقديه في صفحات التواصل الاجتماعي كماتقضي الأعراف والتقاليد الديموقراطية الاعلامية وقبل ذلك أجرت معه حديثا في حلقات لم تخلو من الأضليل والتجني على تاريخ نضال الحركة الوطنية الكردية السورية من دون اشراك الجانب المخالف والسؤال هو : هل تتصرف ادارة – روداو – وبعض العاملين فيها عن سابق تصميم أم عن غباء ؟
-   4 -

 تابعت تعليقات على تصريح سكرتير حزب اليمين الكردي السيد ( حميد درويش ) " بأنه يسميّ الأسد بكلّ احترام سيادة الرئيس الدكتور بشار الأسد وأن موقف نظامه أفضل من موقف الائتلاف ” أغلب تلك التعليقات بالفيسبوك أعاد السبب الى القصور العقلي ولكنني أرى أن الرجل صادق مع نفسه ووفي لنهجه الثابت في ولائه للنظام منذ عقود أما مزاجه – المتطير – مؤخرا فيعود الى عزلة حزبه الشعبية الخانقة واعتباره غير مرغوب فيه لافي السليمانية ولا في اربيل بعد أن خسر دوره ( التاريخي التابع للسلطة لصالح ب ي د وأمثال عمر أوسي ) وبعد أن تلاشى أمله الوحيد عندما أبلغوه عشية تأسيس ( المجلس الكردي ) بالقامشلي بأنه سيكون له شأنا ما في دمشق وبحثه مازال جاريا . 
-   5 -
 على عتبة العام الجديد أتمنى أن يسود السلام في بلادنا ويستمر الكفاح المشروع بمختلف الأشكال لاسقاط الاستبداد وطرد الغزاة المحتلين وسائر الجماعات الارهابية من وطننا وصولا الى سوريا التعددية التشاركية الجديدة بعد مراجعة مستفيضة عبر المؤتمر السوري الجامع لتجارب اكثر من خمسة عوام من ثورتنا الوطنية وعلى الصعيد الكردي كلي أمل الخلاص من سلطة الأمر الواقع الشمولية ومن المشهد الحزبي الذي كرس الانقسام وأنتج الفشل والخذلان وأن تحقق الكتلة التاريخية الكردية الغالبة ( الشباب والمستقلون ومنظمات المجتمع المدني وسائر الوطنيين ) في العام القادم مشروع " اعادة بناء الحركة الوطنية الكردية السورية – بزاف – " وتعاد صياغة العلاقات السليمة بين حركتنا من جهة وبين الحركة الديموقراطية السورية والحركة التحررية الكردية بالجوار وأن ترفرف رايات الحواربين الشعوب والأمم .
-   6 -
 ان صدق القيادي في – ب ك ك -  السيد – قرايلان – وسحب مسلحيه أو لم يسحب من – سنجار – باقليم كردستان العراق فهو اعتراف صريح بأن حزبه عضو في النادي الدولي لاحتلال أراضي الغير ويحمل صفة المحتل  : قنديل وهفتاوين ومناطق أخرى في محافظات اربيل وسوران ودهوك ومواقع عديدة في كردستان ايران وكل المناطق الكردية في سوريا أي في كل جزء ماعدا الجزء الذي ظهر فيه ( كردستان تركيا ) وقام من أجله وبالأمس سحب مسلحيه من عدة أحياء بحلب بناء على أمر السلطات السورية بعد أن نفذوا مهامهم ضد الثوار وبكل صدق وصراحة فان تواجد الآلاف من مسلحي – قرايلان – في مناطقنا وبلادنا غير مرحب بهم سابقا ولاحقا ويكفي ماألحقوا بشعبنا وقضيتنا من أضرار لاتعد ولاتحصى ستحتاج الى أعوام لازالة آثارهاوسيأتي يوم رحيلهم عاجلا أم آجلا .

361
إعلان تونس حول حوار " الأمم الأربع"

نحن مجموعة من المثقفين والنشطاء الحقوقيين والمدنيين، من أبناء الأمم الأربع، الكردية والتركية والإيرانية والعربية، اجتمعنا في تونس العاصمة أيام 23 و24 و25 ديسمبر 2016، وفقا للأسس المبدئية التالية:
أولا: الديمقراطية، بكل ما تعنيه من احترام لحقوق الإنسان والحريات العامة، والتزام بآليات الحكم الرشيد.
ثانيا: السلام، بكل ما يرمز إليه من قيم اللاعنف والتسامح والحوار ومناهضة التعذيب وحفظ لحقوق المجموعات الثقافية وسائر أشكال التنوع الإثني واللغوي والديني والطائفي.
ثالثا: التنمية، بكل ما تحث عليه من التزام بقواعد الاستدامة والحوكمة، وتعاون اقتصادي وتبادل علمي وثقافي وتواصل اجتماعي وعمل مشترك بين شعوب المنطقة لما فيه تقدم الدول ورفاهية المجتمعات.
وقد رسمنا لأنفسنا الأهداف التالية، نعمل على تحقيقها ما وسعتنا القدرات المتاحة وفي أفق زمني معقول:
أولا: العمل على تقريب وجهات النظر بين أممنا بما يساعدها على إيجاد حلول ملائمة للقضايا الكبرى المطروحة عليها.
ثانيا: المساهمة في نشر ثقافة الحوار ودعم القيم الإنسانية ومحاربة الأفكار والمشاريع المتعصبة والمتطرفة والإرهابية العاملة على تخريب المنطقة وتدمير ماضيها وحاضرها ومستقبلها.
ثالثا: تشجيع مراكز القرار على بناء سياسات حكيمة قائمة على تعميق قنوات التواصل البناء والتعاون والعمل المشترك بين دول وأقاليم الأمم الأربع بما يساعدها على ضمان مصالحها وتحقيق تطلعاتها.
وبعد النظر في واقع المنطقة ودراسة الإمكانيات المتوفرة لنا، فقد قررنا ضمانا لاستدامة مبادرتنا تبني الوسائل التالية:
أولا: تنظيم " المنتدى المشترك لحوار الأمم الأربع" سنويا، مع السعي إلى استضافة المنتدى من قبل الأمم الأربع بالتتابع فيما بينها، والى توسيعه ليضم عددا اكبر من المثقفين والنشطاء المدنيين، وليمثل منظمات المجتمع المدني في المنطقة بأممها جميعا.
ثانيا: إطلاق موقع على الانترنت وصفحات في مواقع التواصل الاجتماعي، تشكل أدوات لتحقيق اكبر قدر من التواصل والتفاعل مع أبناء المنطقة والتعريف على نحو أوسع بأهمية المبادرة.
ثالثا: تكليف المعهد العربي للديمقراطية بتونس، بمهام السكرتارية وإدارة شؤون المنتدى واقتراح مخططات لأنشطته وفعالياته، مع تشكيل لجنة عليا للمتابعة من بين المشاركين في هذه الندوة، تعمل على رسم السياسات وبناء الاستراتيجيات الضامنة لإنجاح المسار وإدراك الغايات التي وقفت وراء إطلاق هذه المبادرة.
وفي خاتمة أشغال الندوة اتفق المشاركون على تبني المواقف التالية حيال قضايا المنطقة الرئيسية:
أولا: المساهمة في العمل على تعبئة جميع القوى الديمقراطية والتحررية والتنويرية، لمجابهة المشروع الإرهابي الداعشي وسائر المشاريع المشابهة.
ثانيا: الدعوة إلى الحفاظ على استقلال القرار الوطني ومنح الأولوية لإيجاد حلول بين أبناء المنطقة للقضايا الملحة المطروحة، وبما يجنب أهوال التدخل الخارجي ويعزز القدرات الذاتية للأمم الأربع.
ثالثا: السعي إلى دعم مسارات الانتقال الديمقراطي الواعدة في المنطقة، وفي مقدمتها التجربة التونسية الرائدة، والدعوة إلى الاقتداء بها وتعميم الدروس المستفادة منها على أوسع نطاق ممكن.
تحيى الأخوة والصداقة بين الأمم الأربع
تونس العاصمة في 25 ديسمبر 2016
•   وجهت نسخ من هذا الإعلان إلى حكومات الأمم الأربع والمنظمات الإقليمية والدولية ذات الصلة.

362
عندما ينجح الفكر في ترسيخ ثقافة قبول الآخر المختلف
يمكن انجاز الجبهة الموحدة ضد الارهاب
                                       
                                                                   
صلاح بدرالدين
                                                                 
  الأصدقاء الأعزاء في المعهد العربي للديمقراطية
  أحييكم جميعا وأتقدم بالشكر الجزيل على دعوتكم الكريمة
   لقد أحسنتم الاختيار فجمعنا هذا بمناسبة ( صفاقص عاصمة الثقافة العربية ) لايقتصر على النخبة الفكرية والثقافية العربية من المغرب والمشرق فحسب بل يشمل ممثلي شعوب أخرى ساهمت في تعزيز ونشرالحضارة الاسلامية والعربية وأقصد الكرد والأتراك والايرانيين ولاشك هناك بيننا من الأصول الأمازيغية أيضا وتحضرني الآن عشرات الأسماء ذات الأصول الكردية التي ساهمت منذ انتشار الاسلام في مختلف مناحي علوم التاريخ والفقه والاجتهاد وقواعد اللغة العربية ومن أبلى البلاء الحسن في الدفاع عن شعوب المنطقة والتصدي للغزاة وتحرير وانقاذ المقدسات مرورا بمن شارك في الكفاح التحرري ضد الاستعمار وتحقيق الاستقلال الوطني في التاريخ المعاصر خصوصا في سوريا والعراق وانتهاء بمواجهة الارهاب في هذه الأيام .
  وجميع هذه الأقوام شركاء التاريخ والحضارة عاشت خلال قرون بوئام وتفاعل ايجابي في هذه المنطقة باستثناء بعض الأحداث العابرة في مراحل معينة وبعضها بالرغم من قساوته لم يضع النهاية لجوهر العيش المشترك ومبادىء الاخوة والصداقة أقول أن هذه الألوان الأقوامية المتعددة الزاهية ومن ضمنها ذلك التنوع الديني والمذهبي الجميل الذي يمكن وبالضرورة أن يشكل عامل غنى وقوة لشعوبنا هو النواة – القاعدة الصلبة التي ستبنى عليها مفردات مشروع العقد التاريخي الجديد بين مكونات المنطقة التي تتمثل رمزيا في هذا الجمع الكريم في بداية القرن كرد حضاري على مختلف المحاولات الجارية الآن باتجاه التدمير والتفتيت وتغيير التركيب الاجتماعي والديموغرافي للمناطق بالقوة لدوافع عنصرية ومذهبية مقيتة وفي زحمة التنافس اللامبدئي واللاأخلاقي وطرح الخطط والمشاريع المثيرة للفتن مثل تحديات : دولة الخلافة في بحور من الدماء والشرق الأوسط الجديد وممارسة الابادة لايجاد ممرات مذهبية واحياء الامبراطوريات المندثرة أقول أمام كل ذلك بأن جمعنا هذا وبمعانيه السامية ورمزيته ينفي كل تلك الادعاءات الوقتية الباطلة ويعزز فكرة : " الشرق الأوسط الأصيل " كمنطقة حرة تترفرف عليها راية السلام والوئام والعيش المشترك .
  كل تلك الخطط والمشاريع الفالتة من عقالها الآن والتي أشرنا اليها أعلاه ظهرت بالتزامن مع تصاعد الموجة الارهابية باسم ( دولة الخلافة في بلاد الشام والعراق ) – داعش – كامتداد محلي – اقليمي لمنظمات القاعدة والذي يشكل المركز الرئيسي للارهاب العالمي في هذه اللحظة التاريخية الراهنة ومن الملاحظ أن منظمات وخلايا هذا الارهاب نشطت وانطلقت من  البلدان المتعددة الأقوام والأديان والمذاهب مثل ( أفغانستان – العراق – سوريا – ليبيا – اليمن – لبنان – تركيا – ايران ووو) ووجدت فيها تربة صالحة وحاضنة شعبية وأحيانا رسمية  لمخططاتها لأن الأنظمة الحاكمة في تلك البلدان لم تفلح في ارساء قواعد الوحدة الوطنية وانجاز حل القضيتين الوطنية والقومية ناهيكم عن المسألة الاجتماعية والتنمية وبعضها يمارس ارهاب الدولة وساهم في نمو الارهاب لأغراض تخدم مصالحه الخاصة وتمددت خلايا الارهاب نحو بلدان ومناطق تتميز بالموقع الاستراتيجي لخدمة عملياتها الاجرامية وأهدافها التي تتخطى البلدان والقارات  .
  وبناء على ماتقدم وبما أن محاربة الارهاب بنجاح لاتقتصر على الجانب العسكري بل تشمل الجوانب الفكرية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية فحتى لو تمكنا من هزيمة - داعش – وأخواته وأبناء عمومته في ساحات الوغى إلا أن المشاكل السياسية والاقتصادية والاجتماعية والطائفية ستواصل النمو لذا أرى أن ايجاد وانجاز حلول دستورية لقضايا الأقوام وترسيخ قانوني لحرية الأديان والمذاهب بالاضافة الى حل المسألة الاجتماعية في تلك البلدان التي ينطلق منها الارهاب – بلدان المنشأ – يشكل الخطوة الأولى باتجاه القضاء على الارهاب أولا مصدر آلامنا والتحدي الأكبر لأجيالنا في العصر الحديث وبناء وتعزيز مكانة " الشرق الأوسط الأصيل " أقول ذلك وأنا على يقين بأن منظمات المجتمع المدني والجهات الثقافية غير الحكومية ومن بينها جمعنا هذا لايملك القرار النافذ في انجاز تلك المهام النبيلة ولكن يملك سلاح الفكر والتوعية وامكانية التأثير في خيارات الجماهير الواسعة وله صلاحية تحديد المهم والأهم والأولويات أمام النخب في مجتمعاتنا التي تتصدرها الكتل الشبابية التي أشعلت ثورات الربيع منذ أكثر من خمسة أعوام .
 لذلك فان الرهان الآن على دور الفكر والمفكر في التأثير على الظروف الموضوعية بل تبديل قوانينها المحركة بمايناسب التطور الطبيعي باتجاه المصالحة والتسامح والحوار السلمي ونشر ثقافة قبول الآخر المختلف قوميا وثقافيا واحترام مبادىء المساواة بين المرأة والرجل وبذلك يمكن تفادي شرور الارهاب ومحاذير التدخلات الخارجية ووقف الحروب والمواجهات كل ذلك سينتج عملية سيرورة تشكل نظام " شرق أوسطي أصيل " الذي لن تتوضح معالمه في المدى القريب بل يحتاج الأمر الى مزيد من العمل الدؤوب حتى يعاد انتاج الصراع الحقيقي من أجل التقدم وليس المصطنع لهدر الأرواح والطاقات وأعني الصراع من أجل الحرية وتثبيت دعائم الدولة المدنية التعددية الديموقراطية ومفهوم المواطنة الحقة والمساواة بين الأقوام حسب مبادىء حق تقرير مصير الشعوب وشرعة حقوق الانسان .
  أيها الجمع الكريم
 هناك ظاهرة اختبرناها عن كثب حول طبيعة الارهاب - الداعشي – ومضمونه الآيديولوجي الذي يختلف في بعض جوانبه عن ما لمسناه من مسار منظمات القاعدة في مركز انطلاقتها بأفغانستان وتستحق المزيد من المتابعة والتقصي والتحليل من جانب نخبنا الفكرية فكما أرى أن ظهور – داعش – بكل مارافقه من قساوة واجرام يشكل أعلى مراحل الارهاب لأنه جمع بين آيديولوجيا كل من الشوفينية العنصرية وأصولية وتطرف الاسلام السياسي السني لذلك كان ومازال من أولوياته والى جانب تسعير الصراع المذهبي ابادة المختلف ( القومي والديني والمذهبي ) وماحصل للكرد الأزيديين في سنجار وكرد عين العرب – كوباني والتوجه لاحتلال أربيل وباقي مناطق كردستان العراق دليل على مانقول وقد يزول الاستغراب عندما نعلم أن البغدادي ومعظم قياداته ينحدرون من صفوف حزب البعث والنظام البائد ولم يحصل هذا التحول لقيادة – داعش – فحسب بل أن النظام البعثي ( العلماني ) بدمشق لم يتحالف مع الشيعية السياسية فحسب بل سلمها البلاد أيضا .
  طبعا يتشعب الحديث هنا ويقع على عاتق المفكر واجبات نظرية عليه الاجابة على تساؤلاتها حتى ينجز مهامه الاستدلالية ويشخص الداء والدواء لمعالجة آفة الارهاب بشكليه الرسمي والميليشياوي وعلاقته بمصادره وبؤره وحواضنه ومحفزاته ليشمل مسائل تقييم جوهر وشكل الاسلام السياسي بجناحيه السني والشيعي وموقعه من الارهاب ومدى صحة تصنيفه بين معتدل ومتطرف وتكفيري وكذلك تعريف كل من الدولة والنظام والسلطة واشكالية العلاقة بينها ومفهوم السيادة والاستقلال الوطني والديموقراطية والمجتمعات والدول المتعددة وذات اللون الواحد والمركبة والبسيطة والتداخل بين ساحات الارهاب في منطقتنا من جهة وبين الصراع الاقليمي - الدولي حول النفوذ والمصالح وكما أرى أن الساحة السورية تقدم الآن النموذج الأوضح في هذا المجال حيث لايمكن عزل الكرد وقضيتهم عن الحالة العامة والثورة ضد الاستبداد والتغيير الديموقراطي فالمصير مشترك مع الشعب العربي السوري والمكونات الوطنية الأخرى ولن تحل المسألة الكردية هناك الا في ظل نظام وطني ديموقراطي تعددي بخلاف ذلك لن تكون القضية الكردية الا ورقة تستغلها الأطراف الاقليمية والدولية لمصالحها أو مصدر فتن ومواجهات بين الاخوة والشركاء كما يظهر جليا في نموذج أداء وممارسة تيارات كردية مغامرة .
 واسمحوا لي وفي شأن ذي صلة وثيقة بموضوع بحثنا وخصوصا مسالة الاعتراف المتبادل بين المكونات من أقوام وديانات ومذاهب وقبول الآخر المختلف والعيش المشترك والتسامح أطرح على مسامعكم ماأتابعه يوميا بحكم اقامتي لأكثر من عقدين في اقليم كردستان العراق الذي ينص مشروع دستوره في تعريفه لشعب الاقليم ( بالكرد و- الكلدان الآشوريين السريان – والتركمان والعرب والأرمن ) الذين يشاركون جميعا بالسلطتين التشريعية والتنفيذية ويتمتعون بحقوقهم القومية والثقافية والدينية وبشهادة المعنيين من تلك المكونات وكذلك المنظمات الدولية والبلدان الأوروبية ونيافة بابا الفاتيكان فان اقليم كردستان الفدرالي يشكل نموذجا ملفتا لحرية الأقوام والمعتقدات والتفاعل الحضاري في منطقة الشرق الأوسط برمته .
 ختاما أحيي الشعب التونسي العظيم الذي أنجب أبو القاسم الشابي والحبيب بورقيبة والبوسعيدي وكان ومازال أمينا على صيانة وتطوير ميراث ثورته الربيعية التي تحفزنا نحن المواكبون المراهنون على ثورات الربيع الى المزيد من التمسك بمعانيها ومبادئها وتوفير مستلزمات انتصارها رغم كل العراقيل والنكسات هنا وهناك ونقول نعم صفاقص هذه المدينة التونسية الوادعة تستحق أن تكون عاصمة الثقافة العربية بكل مضامينها الوطنية والديموقراطية .
 والسلام عليكم
•   ورقة مقدمة الى
•   ( ندوة " الأمم الأربعة " حول المشروع الديمقراطي والتحدي الارهابي – تونس  23 – 25 – 12 – 2016 )
•   



363
ملاحظات سريعة حول أحداث راهنة
                                                       
صلاح بدرالدين
             
  نتمنى على مسؤولي " المجلس والائتلاف والهيئة العليا للتفاوض " الذين لادور لهم بمايجري وكأنهم مثل ي طرف خارجي مراقب  توخي الشفافية والابتعاد عن التضليل وعدم التحايل على المصطلحات في هذه الأوقات الصعبة والا سيواجهون كأشخاص الى التخطئة والتشهير من جانب الوطنيين الحريصين على الثورة والتجديد وهم لايتمنون ذلك فان تشبثوا بمواقعهم حفاظا على مصالح ذاتية ولم يقدموا على الانسحاب والاستقالة علانية فان اعتذاراتهم اللفظية مجرد كلام في الهواء وأن وضع أسمائهم في قوائم الداعين الى الاصلاح ( كما يمارسه البعض المعروف بالانتهازية والتقلب ..) ماهو الا نفاق ومحاولة لاجهاض المشاريع الجادة نقول لهم لقد أخفقتم  وتتحملون المسؤولية الكبرى في الهزيمة فارفعوا أيديكم عن شعبنا وثوارنا لاعادة بناء ماهدمتموه .
-   2 -
على مايبدو فان الأحزاب الكردية بغالبيتها الساحقة يطيب لها العودة الى عادتها القديمة كما كانت أي الى أحضان النظام مباشرة أو عبر – حميميم – مستغلة انتكاسة الثورة في حلب وما تواجه من مصاعب ومن الواضح أنها لاتنطلق في توجهها هذا من موقع القوة بل هروبا من مأزقها واخفاقاتها المتلاحقة وكأنها تجد في تراجع الثورة المؤقت وتقدم أعدائها فرصة مواتية لها للظهور في حين أن الحالة التراجعية الراهنة تضر بالكرد ومستقبل قضيتهم على المديين المتوسط والبعيد اسوة بقضايا كل السوريين في الحرية والتغيير الديموقراطي وعزاؤنا في ذلك ولحسن الحظ  أن الأحزاب الكردية لاتمثل الشعب الكردي وليست مخولة بالنطق باسمه .
-   3 -
جميع الثوار ومن مختلف المكونات القومية عربا وكردا وتركمانا والأديان والمذاهب وشرفاء الجيش الحر والوطنييون المستقلون وناشطو الحراك الشبابي والمجتمع المدني الداعمون لثورتهم منذ اندلاعها ومنتديات المثقفين بأطيافهم المتعددة مدعوون الى التواصل في هذه الظروف العصيبة للبحث الجاد والعملي في تهيئة لجنة تحضيرية تتميز بالنزاهة والتمثيل الواسع لانجاز عقد ( المؤتمر الوطني السوري ) كسبيل وحيد للخروج من المأزق الراهن واعادة بناء وتنظيم ثورتنا المغدورة عبر برنامج سياسي واقعي جديد ومجلس سياسي – عسكري كفوء ونهج يرتقي الى درجات خطورة الوضع والاستفادة من دروس الانتكاسة والهزيمة العسكرية في حلب وذلك قبل أن يركب ( فرسان الثورة المضادة  في المجلس والائتلاف وغيرهما ) من ركوب الموجة كما تسلقوا سابقا على أكتاف الثوار .
-   4 -
 المؤتمر الصحفي قبل أيام بباريس لأربعة وزراء خارجية من ( أصدقاء الشعب السوري المفترضين !؟ وغاب عنه الوزير السعودي الشاطر لتفادي الاحراج ) كان قمة النفاق السياسي وساده الاستجداء الانساني والتوسل الى الطغمة الحاكمة بموسكو وبالاضافة الى كون ماجاء فيه خيرصورة عن سياسات تلك الدول التي خذلت السوريين كان تعبيرا عن واقع حال أولئك الوزراء : فولاية الأمريكي منتهية والفرنسي ورئيسه وحزبه على وشك الرحيل والألماني قيد الانتقال لتسلم رئاسة الدولة في بلده أما الرابع وزير تلك الدولة العظمى التي مولت حزب الله وفصائل أخرى ارهابية على شاكلته حتى التخمة فليس لديه سوى الكلام الفارغ وهذا درس آخر للثوار وسائر الوطنيين لمعالجة العامل الذاتي فقط لاغير .
-   5 -
تأملت كثيرا في مايشاع عن أن الرئيس الأمريكي المنتخب سيتفاهم مع القيادة الروسية وكذلك الحال مع مرشح اليمين الفرنسي اذا فاز بانتخابات الرئاسة ولكن وكما أرى فان المسألة ليست بهذه البساطة حيث هناك صراع بين المصالح الاقتصادية والنفوذ على المواقع الاستراتيجية في سائر أنحاء المعمورة وسباق بالتسلح بين روسيا – بوتين – التي تحاول استعادة مواقع الاتحاد السوفييتي السابق ولكن تحت تأثير الصعود القومي الانتقامي من جهة وبين أمريكا وأوروبا فهل يعقل أن يرضخ الغرب للهجمة الروسية ؟ ويتخلى عن مواقعها للخصم التاريخي والمستقبلي بالعكس تماما أرى أن هؤلاء الرؤساء – الشعبويين – ان استتب لهم الحكم في بلدانهم وبعد ترتيب أمور الداخل سيديرون الصراع بقوة مع موسكو وحتى بكين وستتجدد الحرب الباردة وقد تكون بأشكال أخرى .
-   6 -
طوال التاريخ حلت العديد من  الكوارث على الشعوب وثوراتها وحركاتها التحررية نتيجة انتكاسات وتراجعات وحتى هزائم عسكرية أو سياسية كما يحصل الآن في سوريا ولكنها لم ولن تكن النهاية القاضية وفي مثل هذه الحالات لاينفع اللطم أو جلد الذات ولاتخوين البعض عبر وسائل الاعلام لأن ذلك مايسعى اليه العدو كل مايلزم هو التلاقي والحوار والنقد الهادىء والعميق عبر مسارات مشروعة كالمؤتمرات  الوطنية الجامعة بمشاركة كل المعنيين وحينها يمكن المصارحة وتشخيص من يتحمل مسؤولية الاخفاق والبحث عن البدائل وهذا مايسعى الى تحقيقه الوطنييون الصادقون على الصعيدين السوري العام والكردي الخاص .


364
" الائتلاف " السوري المعارض الى أين ؟
                                                                 
صلاح بدرالدين

 في التراجع المتواصل لدور – الائتلاف – في القضية السورية وتبخر كل ادعاءاته في تمثيل الشعب السوري وثورته بعد ارتباطه بالأجندة الاقليمية ومراكز الدعم المالي في النظام العربي الرسمي وسكوته المريب عن تواصل تلك القوى الخارجية بشكل مباشر ومن وراء ظهره مع المجموعات والفصائل والشراذم المسلحة وغالبيتها ( اسلامية ) حيث أظهرت تطورات أحداث حلب والرقة والباب كيف أن ( المسلحين ) وبغض النظر عن ألوانهم وأطيافهم ومسمياتهم هم من في موقع قرار السلم والحرب والتفاوض وليس – الائتلاف – الذي يبدو أنه مثل الزوج المخدوع آخر من يعلم .
 سقطة – الائتلاف – التي بدأت سبحته تكر كانت متوقعة منذ خروجه غير الشرعي من رحم – المجلس الوطني السوري – بمعزل عن الانتفاضة الثورية التي سبقه بنحو عام أو أي تخويل منها والذي بني على باطل بارادة اقليمية معروفة في أوج هبوب رياح ثورات الربيع والتي أرادها الاخوان المسلمون السورييون وبدعم واسناد نظامين اقليميين معنييان حتى الآن بالقضية السورية – أخونتها – ليس في الساحة السورية فحسب بل على الصعيد العربي والاقليمي وقد لاحظ الكثير من الوطنيين السوريين بأن التسلط الاخواني هذا على مقدرات – المعارضة – كان بمثابة اغتيال الثورة وحرفها عن أهدافها في الحرية والكرامة والتغيير الديموقراطي وباكورة هبوب رياح الثورة المضادة التي نشهد مخاطرها الآن  .
 مشكلة – الائتلاف – ليست في كونه خاتما في اصبع الاخوان ومنقادا بشكل كامل من جانبهم فقط بل في غير المنتمين اليهم تنظيميا من الذين كانوا بالسابق ( قوميين ويساريين وليبراليين ) ثم علقوا بشباكهم من خلال عهود وعقود وتحت تأثيرات اغراءات المال ومواقع المسؤولية الشكلية والامتيازات بمافيها الحصول على حقوق التجنس واللجوء السياسي والانساني من بعض الدول وبحسب نتائج تجارب الخمسة أعوام الماضية فان أغلب هؤلاء اللامنتمين تنظيميا الى الاخوان يخدمون مشروعهم باتقان ودقة ومن أكثر المسيئين الى القضية السورية والعقبة الكأداء أمام محاولات الاصلاح والتغيير في جسم المعارضة وقبل ذلك في مشاريع اعادة بناء الثورة وهيكلة الجيش الحر واعادة الاعتبار اليه .
 أكثر من ذلك هناك الشواهد والقرائن بالعشرات على قيام هؤلاء ( اللامنتمين تنظيميا الى الاخوان ) والمرتبطين بهم أداء وسلوكا ومواقف باجهاض العديد من التوجهات الجادة في حل أزمة المعارضة وخاصة – الائتلاف – واعادته الى الطريق الصحيح الى كنف الثورة والالتزام بأهدافها ومبادئها كما قدموا خدمات لبعض الوصوليين الجهلة لتبوؤ مراكز القرار وقطع الطريق على أي احتمال لنجاح اصلاحي حريص يسعى الى معاجة الخلل اضافة الى أدائهم واجب التنظير للمواقف الخاطئة ان كان بخصوص الأمور الداخلية الوطنية مثل القضية الكردية وغيرها والموقف منها أوالصراع مع النظام أو مسألة الحوار والتفاوض والعلاقة مع المجتمع الدولي وقضايا تسليح الجيش الحر والتدخل الانساني والمناطق الآمنة .
 وفي هذا المجال من الضرورة بمكان الاشارة الى مجموعة أخرى انضمت الى هؤلاء – اللامنتمين للاخوان – واتخذت نفس المسار اضافة الى اعلانات وكتابات بهدف تنفيس الاحتقان والحفاظ على وضع – الائتلاف - القائم دون تبديل تلك المجموعة التي أعلنت انشقاقها والتحاقها بصفوف المعارضة وافدة حديثا من وسط النظام من مسؤولين حكوميين وحزبيين ودبلوماسيين واعلاميين وفنانين والذين لاقوا الترحيب وفتحت أمامهم ابواب – الائتلاف – على مصراعيه وعمد بعضهم الى ركوب موجة  منصات – القاهرة – و – موسكو – وحميميم – و- رميلان -.
  ان أكثر مايخيف جميع تيارات ومراكز القوى في – الائتلاف – هو الدعوات الصادقة الى المراجعة وممارسة النقد والنقد الذاتي من خلال مشروع ( المؤتمر الوطني السوري ) الجامع وضمن اطاره يسبقه التوافق على لجنة تحضيرية تمثل من حيث المبدأ غالبية المكونات والتيارات السياسية المدنية والعسكرية المؤمنة بالثورة والتغيير وسوريا التعددية التشاركية الديموقراطية الجديدة لتقوم بواجب التنظيم والاشراف والخروج ببرنامج سياسي توافقي وانتخاب مجلس سياسي – عسكري لمواجهة تحديات الحاضر والمستقبل بمافي ذلك الأحداث المأساوية الراهنة من انسانية وسياسية والتحضير لمواكبة مرحلة تحرر وطني جديدة لطرد الغزاة الروس والايرانيين وسائر الميليشيات المذهبية من أرض الوطن .
 مايسري على – المجلس السوري والائتلاف – من قراءة وتقييم يشمل الساحة الكردية السورية و – المجلسين الكردي وغرب كردستان – تلقائيا أيضا فأحزاب المجلسين من الموالية للنظام على صعيد الممارسة والموقف السياسي مثل جماعات – ب ك ك - أو السائرة في ركابه من دون اعلان والمفتقرة الى مشروع قومي واضح وحاسم والعاجزة عن تفعيل وايجاد البديل المناسب مثل – المجلس الوطني الكردي – الذي لن تشفعه بعد اليوم لا عضوية – الائتلاف – ولا ادعاء الغطاء القومي من اقليم كردستان العراق والخيار الوحيد أمامه هو اعلان الفشل والرضوخ لارادة الغالبية الكردية السورية من مستقلين وحراك شبابي ووطنيين ومنظمات مجتمع مدني الساعية الى اعادة بناء الحركة الوطنية الكردية السورية – بزاف – خلال المؤتمر الوطني العام .

365
أحداث ومواقف ودلالات
                                                                   
صلاح بدرالدين


 أستغرب من " اكتشاف " البعض من السوريين وفي هذه الأيام وبعد أكثر من خمسة اعوام أن الدولة – الفلانية – المسجلة في قائمة ( أصدقاء الشعب السوري ! المفترضين ) وبينها على سبيل المثال أمريكا وتركيا والدول الأوروبية تخلت عن دعوة اسقاط النظام السوري لأن هذه الدول اضافة الى الدول العربية جمعاء لم تتجاوز سقف ابعاد الأسد في أيام الذروة وأكثر من ذلك فان كل أطياف المعارضة وخصوصا (الائتلاف ) قبلوا بوثائق ومفردات ( جنيف وفيينا ) التي تنص صراحة على الابقاء على النظام بل الحفاظ على مؤسساته والموضوع هذا جزء من قضايا سياسية كبرى تلاعبت بها – المعارضة – وداعميها الماليين على السوريين مراجعتها نقديا واعادة تعريفها  ومواجهة حقائقها المرة .
-   2 -
البيان التضامني الجديد للأخ الرئيس مسعود بارزاني  مع صمود شعبنا الكردي السوري على درب النضال القومي - الوطني ( الكردايتي ) وليس ( الحزبوي ) وادانته لسلوك – ب ي د - وسلطته الأمر الواقعية  المفرقة للصفوف والمستهدفة للرموز والمصادرة للحريات بمثابة دعم سياسي كبير لنضال شعبنا واستكمال لما أعلن سيادته سابقا عن فشل أحزاب ( المجلسين ) في ايجاد المكانة اللائقة للكرد في الصراع الراهن بسوريا بين الثورة والاستبداد كل ذلك يشكل حافزا متجددا لشبابنا وسائر الوطنيين المستقلين ونشطاء مجتمعنا المدني ونخبنا الثقافية وقواعد الأحزاب للمضي قدما في تحقيق مشروع – بزاف – لاعادة بناء الحركة الوطنية الكردية السورية عبر المؤتمر الوطني الكردي الجامع وتحية الوفاء للرئيس بارزاني .
-   3 -
بمناسبة التصرف الأخرق اليوم تجاه مجموعة متظاهرين بالقامشلي فان غالبية الوطنيين السوريين وبينهم الكرد لايدينون  كل سياسات وممارسات – سلطة الأمر الواقع – التابعة ل- ب ي د – فحسب بل يعتبرونها في صف مشروع النظام منذ خمسة أعوام ويتعاملون معها على هذا الأساس بخلاف ( المجلس الكردي ) الذي لم  يطالب يوما باسقاط تلك السلطة القمعية بل بالتعاون معها والعودة الى الاتفاقيات المبرمة في أربيل ودهوك وفي الحالة هذه يمكن حل الاشكاليات بين رفاق الخندق الواحد بالحوار والتراضي من جانب آخر ولأن – المجلس – الذي من المفترض يضم جملة من الأحزاب وجماهير وأنصار كان أولى به في حال الاقدام على تظاهرة أن لاتكون أعدادها بضعة عشرات .
-   4 -
نعم عندما كانت سوريا بخير وتتمتع بديموقراطية نسبية في أواخر الخمسينات كانت الحالة الكردية الثقافية في تصاعد وكذلك الحالة الثقافية العامة في البلد ومن الواضح أن الحركة الوطنية الكردية السورية وبحكم عوامل تاريخية وموضوعية ( الاضطهاد والاستهداف والاقصاء والتأثر الايجابي من المحيط القومي وأقصد كردستان العراق ثورات البارزانيين وثورة ايلول ) كانت تتميز بالثورية وتلعب دورا بارزا في الكفاح من أجل الديموقراطية من البدايات مرورا بتحول الخامس من آب لعام 1965 والهبة الدفاعية الشعبية عام 2004 التي لم تتحول الى انتفاضة وطنية شاملة لعدم توفر الشروط وهي ( الحركة الكردية ) كما نظيرتها العربية والسورية العامة أصيبت بالنكسة بعد هبوب رياح الثورة المضادة من جانب الأحزاب وخصوصا جماعات – ب ك ك – وسلطتها الأمرواقعية وأحزاب ( المجلس الكردي ) التي فشلت وعجزت عن تجسيد المشروع الوطني الكردي لذلك من أولى المهام في المرحلة الراهنة ( كرديا ) هي احياء المشروع الوطني واعادة بناء الحركة الوطنية الكردية السورية حيث الشباب والمستقلون وكل الوطنيين الشرفاء يتصدون الآن لانجاز تلك المهمة مع التحية للأستاذ بلند  على أطروحاته الجادة .
-   5 -
 المحيسني ( قاضي جيش الفتح – النصرة ) ومع كل المآخذ عليه كأحد قادة ارهابيي جماعة اسلامية سياسية وأحد المسؤولين عن تغيير ميزان القوى العسكري في حلب لمصلحة النظام ( طلع أكدع ) من كل قادة – الائتلاف والهيئات العليا والسفلى – الذين ادعوا ( التمثيل الشرعي والوحيد ) وسائر قضاة الفصائل الاسلامية عندما اعترف بمسؤولية الهزيمة أمام الملأ ووضعها على كاهل القادة العسكريين لفصيله أولا والفصائل الأخرى بدرجة تالية وأرسل الاعتذار لأهل حلب بالرغم من أن أهلنا بحلب وفي كل سوريا لن يتقبلوا اعتذار هذا الارهابي الجبان المهزوم من ساحة القتال .
-   6 -
تصحيحا لمغالطات نقرؤها ونسمعها هذه الأيام منها تبشر بانتهاء الثورة السورية بناءعلى تقدم قوات النظام وأعوانه في أحياء حلب فالثورة قامت سلمية كامتداد تاريخي للحراك الديموقراطي  من أجل تحقيق هدف سياسي وكانت قبل حلب وستبقى مابعد حلب مادام هناك استبداد وارادة شعبية في ازالته ومنها ماتصدر من منتفعي – الائتلاف – بتبرئة ساحته مسبقا من مسؤولية الاخفاق السياسي والهزائم ووضع اللوم على الجيش الحر الذي كان ومنذ أعوام خمسة ومازال من ضحايا حصار ( المجلس والائلاف ) له مالا وتسليحا ودورا سياسيا لأسباب آيديولوجية وعندما تحل ساعة المراجعة الواسعة الجادة من جانب الشعب وثواره ستظهر الحقائق الصادمة حول تورط أصحاب المصالح والقرار وموظفيهم الصغار في ( المجلس ووليده الائتلاف ) في استثمار الثورة ومن ثم حرفها ومحاولة اجهاضها وكما أرى فان ذلك الأوان ليس ببعيد .
-   7 - 
 صرح وزير خارجية قطر – لرويتر - : " قطر ستستمر بمساعدة الثوار السوريين ...واذا سقطت حلب هذا لايعني أننا سوف نتخلى عن مساعدة السوريين .. " ولكن من هي تلك الثورة وأي فصيل منها ومن هي قيادتها وماهي اوجه الدعم ؟ نحن لانعلم والخشية هنا أن هناك خلط بين الثورة والثوار من جهة والمعارضة والفصائل المسلحة من جهة أخرى وكل ماظهر حتى الآن أن الثوار والجيش الحرفي تراجع بسبب محاربتهم والحصار المالي عليهم منذ زمن ( المجلس الوطني المنقاد من الاخوان المسلمين وانتهاء بوليده لائتلاف ) ثم وكأن التصريح يوحي مسبقا بسقوط حلب فهل أن ذلك معلومات سربها الروس خلال لقاءاتهم الحميمة مع دول الخليج ؟


366
مع صلاح بدرالدين في حوار شامل 
                                                                   
صلاح بدرالدين

-   سلطة الأمر الواقع ل – ب ي د – تمارس التطهير الحزبي .
-   نعم هناك ثوار والثورة السورية باقية .
-   حل الأزمة بمشروع – بزاف – في اعادة بناء الحركة الوطنية الكردية السورية .
-   علاقاتنا الفلسطينية منذ الثمانينات كانت تجسيدا للعلاقات النضالية الكردية – العربية .
-   استئصال – داعش – واجب وطني ملح .
  في لقاء خاص شامل مع السياسي والقيادي الكردي السوري المستقل السيد صلاح بدرالدين يجيب فيه على تساؤلات عديدة حول الأوضاع السياسية الراهنة على الصعيدين الكردي والوطني السوري وهذا هو نص اللقاء :
   1ـ ما رأيك بالأعتقالات التي تطال السياسين من قبل قوات الأسايش في مناطق الإدارة الذاتية ؟
 ج 1 – هناك كماأرى جانبان لهذه المسألة الأولى يتعلق بالطبيعة الدكتاتورية لسلطة الأمر الواقع في المناطق الكردية والمختلطة التي تدار تحت اسم حزب – ب ي د – وهو فرع سوري للحزب الأم – ب ك ك – الموسوم بالارهاب من جانب المجتمع الدولي بسبب تشدده واستبداده وممارسته القتل وأعمال العنف وعدم قبوله بل تخوينه لأي مقابل مختلف لذلك فان مايجري ضد الآخرين غير المنضوين في حزبهم يعبر عن مدى تشابههم مع ممارسات الأصل وبالأساس يعتبر حزب – ب ي د – شمولي آيديولوجي استبدادي غير معني بالعمل المدني والديموقراطي وينتهج طريق – التطهير الحزبي – سيان ان كان الحزب المقابل كرديا أو عربيا أو من مكونات أخرى أما الجانب الآخر فهو الدور المنوط بجماعات – ب ي د – من جانب من يقودها وأقصد مركز – قنديل – المتعاون مع نظام الأسد وايران عبر فيلق القدس وقائده الجنرال – قاسم سليماني – فهو دور مزدوج أحدهما يتعلق باثارة القلاقل والصراعات الجانبية  في المناطق وافراغها لمصلحة النظام وعزل الكرد عن الثورة السورية وثانيهما يتعلق بدور هذه الجماعات في الاساءة الى اقليم كردستان العراق والتدخل في شؤونه ان كان في سنجار أو مناطق أخرى بالتعاون والتنسيق مع – الحشد الشعبي – ومراكز القرار المذهبي ببغداد وبعض التيارات المغامرة في السليمانية وغيرها .
  2 - هل انت مقتنع بوجود جيش حر ومعارضة متمدنة فكل من يتابع كتاباتك يتوهم بأن هنالك كيان حقيقي بأسم الجيش الحر وعلى من يمكن التعويل في المعارضة من العرب السوريين في تشكيل سوريا مدنية علمانية في ظل وجود هذا الكم الهائل من التنظيمات الإرهابية ؟
 ج 2 – بحكم اطلاعي وخبرتي في حركة المعارضة الوطنية حيث أمارس المعارضة ( كفرد وكحزب وحركة ) من موقعي الوطني الكردي ضد الأنظمة والحكومات المتعاقبة منذ عقود خمسة وواجهت الملاحقة سنوات والامتثال أمام محكمة أمن الدولة العليا بدمشق ( 1969 ) والأحكام الجائرة والسجن والحرمان من الحقوق المدنية والتشرد الى جانب حواري المتواصل مع الوطنيين والديموقراطيين العرب السوريين منذ ذلك الحين وحتى الآن أقول : نعم كان هناك دائما معارضة وطنية سورية بغض النظر عن حجمها وتأثيرها تحت ظل الاستبداد والمنظومات الأمنية الحاكمة والآن ومنذ اندلاع الانتفاضة الثورية الدفاعية السلمية في أذار 2011 هناك ثورة وثوار أشداء وقدشكل الجيش الحر العمود الفقري للثورة ولكن بظهور المعارضة بعد مضي مايقارب التسعة أشهر من عمر الانتفاضة وبصورة غير ديموقراطية ومن دون تخويل أو انتخاب وتسلل تيارات الاسلام السياسي وبعض المنتفعين وطلاب المصالح الخاصة انقلبت الآية واستفاد نظام الأسد من ذلك باستدعاء الارهابيين والميليشيات المذهبية من كل حدب وصوب كما سلم البلاد لنظام ايران التيوقراطي والطغمة الحاكمة في موسكو واتفق الجميع على تدمير سوريا على رؤوس ساكنيها وثوارها وتغيير تركيبتها الديموغرافية كما حصل ويحصل الآن في حمص وحلب والغوطة والقصير والزبداني .
 نعم الثورة باقية حتى لو ظل شبل واحد ينادي باسقاط النظام والجيش الحر موجود رغم تشتته وتشديد الحصار عليه والوطنييون الديموقراطييون العرب لم ينقرضوا بل في صعود عبر تجمعاتهم وكياناتهم ارادة الثورة على النظام واجراء التغيير الديموقراطي تشتد يوما بعد يوم كحاجة موضوعية حياتية وهي لم تهن حتى في أصعب الظروف أما أن السؤال الذي نسمعه بين الحين والآخر من البعض بمعنى : أين الثورة ؟ أين الجيش الحر ؟ لكأن هذا البعض يبحث عن عناوينهم الجغرافية فالجواب كما أرى أن هؤلاء في كل مكان من الوطن وفي كل بيت وفي كل مخيم من مخيمات اللجوء بالرغم من أن السؤال خاطىء من الأساس .
  3 - برأيك ماهي الصيغة القابلة للتنفيذ في اي تقارب كردي كردي في ظل حالة التشرذم والفوضى التي تصيب الحركة الكردية في سوريا عامة ؟
 ج 3 -   
      لقد أدت ممارسات الأحزاب الكردية بشكل عام ومنذ اندلاع الانتفاضة الوطنية السورية وتصرفاتها الخاطئة المدمرة في انخراط البعض منها في مشروع النظام مثل – ب ي د – وهو الفرع السوري ل – ب ك ك – وأحزاب المجلس الكردي التي كان القسم الأعظم منها موال للنظام قبل الانتفاضة وظل بلالون وطعم ودور مابعدها كما لم يشكل ولو جزء من المشروع الوطني الكردي لمواجهة مشروع النظام ومن ضمنه – ب ي د – وفشل في أن يكون بديلا له في الساحة الكردية رغم احتضانه من جانب – الائتلاف – ودعمه من جانب محاور اقليم كردستان .
-   بزاف     لذلك فان نداءنا من أجل عقد مؤتمر وطني كردي سوري للانقاذ تحت اسم استجابة موضوعية لارادة غالبية الكرد السوريين توجهنا فيه الى شعبنا أولا بكل طبقاته الاجتماعية وتياراته السياسية والثقافية ونخبه الوطنية ومثقفيه ومستقليه لنستمد منه القوة والتصميم والشرعية ونعود اليه للمشاركة في صياغة برنامج المستقبل بعد أن خذلته الأحزاب الكردية ولم تعد تمثل ارادته ومصالحه وطموحاته المشروعة بل أن الشعب هو من يدفع ثمن فشل واخفاقات تلك الأحزاب على حساب وجوده ومعاناته وهجرته وتشتته في أصقاع الدنيا .
 كما أشير اليه في نص النداء هناك حاجة ملحة لاعادة بناء الحركة الكردية الوطنية السورية والعودة الى جوهرها الأصلي التاريخي الذي قامت عليها منذ مايقارب القرن كجزء من الحركة الديموقراطية السورية وتنظيم الطاقات الكامنة في الساحة الكردية من جديد لتعيد اسهاماتها الايجابية في الحراك الثوري الوطني العام بعد أن عبث بها وشرذمها أكثر من طرف وكل حسب مصالحه وأجندته بدء من النظام وانتهاء بالأحزاب الكردية .
        نداؤنا هو محاولة بالعودة الى المشروع الوطني واعادة الاعتبار للشخصية الوطنية الكردية السورية المستقلة وازالة الشكوك عن حقيقة الدور الكردي الوطني واعادة رسم وصياغة حقوق وطموحات الكرد ضمن الحالة الديموقراطية العامة في البلاد وصيانة الوجود الكردي بقطع الطريق على أي طرف يهدف الى استغلاله لصالح أجندات خارجية ثم التوصل الى علاقات تواصل وتنسيق مع الشركاء والأشقاء والأصدقاء على أسس سليمة واضحة .
   4 ـ ما هو حقيقة علاقاتك مع التنظيمات الفلسطينية في ثمانيتات القرن المنصرم ؟
 ج 4 – تصدرت مسألة العلاقات الكردية العربية كشعبين وخاصة حركتيهما الوطنية الديموقراطية قضايا الخلاف بين يسار الحركة الوطنية الكردية السورية ويمينها الأول كان يؤمن بالعلاقة مع حركة المعارضة الديموقراطية والثاني كان يندفع نحو السلطة والنظام ومنذ انطلاقة اليسار وتحديدا بعد كونفرانس الخامس من آب لعام 1965 تقرر السعي لبناء وتطوير العلاقات الوطنية السورية وكذلك العربية خارج سوريا وكان التواصل الأول مع حركة المقاومة الفلسطينية عام 1966 مع خلية لفتح في مخيم اليرموك قرب دمشق ومنذ بدايةسبعينات القرن الماضي  انتقلنا الى بيروت ودشننا للمرة الأولى القاعدة الصلدة للعلاقة الكردية الفلسطينية على أسس مبدئية ومصالح مشتركة وتنسيق كحركتي تحرر وطني وقد شملت العلاقات ( حركة فتح والجبهتان الديموقراطية والشعبية وغيرها ) ثم تطور لاحقا مع – منظمة التحرير – ككيان يمثل الشعب الفلسطيني وكذلك السلطة الوطنية الحالية وكنا نلمس على الدوام تفهم قضيتنا والاعتراف بحق الكرد بتقرير المصير الى جانب وقوفنا مع نضالهم المشروع وحقهم في تقرير المصير لاأخفي أنني وحسب تجربتي لاحظت التفهم السريع لجميع من قابلناهم من القوى الفلسطينية لقضيتنا الى جانب تعاطفنا الخاص مع قضيتهم المشروعة وقد يعود ذلك الى التاريخ الماضي منذ عهد صلاح الدين الأيوبي طبعا خلال علاقاتنا والتي وضعنا لبنتها الأولى في العصر الحديث لم نكن – الجانبان – طرفا في خلافات الحركتين الداخلية بل كانت تصب في مجرى علاقات شعبين متضامنين من أجل الحرية .
 بعد الخطوة الأولى التي خطيناها باتجاه بناء وتعزيز العلاقات بادرت قوى وأحزاب كردستانية في تركيا والعراق وايران الى بناء العلاقة مع منظمة التحرير وقد ساهمنا بتحقيق ذلك الى أن اتفق الجميع على أن أقوم بدور المنسق بين الحركة الوطنية الكردية بشكل عام من جهة وبين قيادة منظمة التحرير الفلسطينية من الجانب الآخر وقد استمر ذلك نحو ثمانية أعوام شهدت لقاءات وحوارات غنية وتعاون مثمر .
  5 ـ ما رأيك بالحشد الذي اعدته قوات سوريا الديمقراطية في السيطرة على الرقة المعقل الرئيسي لتنظيم داعش في سوريا ؟
 ج 5 – مبدئيا يجب مواجهة – داعش – واستئصاله في كل مكان ولكن من حيث مايجري بخصوص عزل الرقة بعد محاولات تحرير الموصل وبالاعتماد الأمريكي الرئيسي على – قسد – واعلان الأخيرة أنها مستعدة وقادرة لوحدها على تحرير الرقة وليس عزلها فقط فانني لست واثقا لامن ادارة الأمريكيين الغامضة والمترددة لتحرير الرقة خاصة في هذا الوقت الضائع الأمريكي ولا من اعلان – قسد – خاصة في مجال القدرات القتالية وبمعزل عن قوى الثورة والجيش الحر وكذلك مابعد تحرير الرقة – ان تم – في هذه الحالة هناك أيضا التساؤل المقلق حول دور النظام في مسألة الرقة التي قد تكون جزءا من مقايضات سرية بين الأطراف المعنية والمتنازعة ومعظمها خارجية لاعلاقة للشعب السوري وثواره بها .
•   - أجرى اللقاء : كدر أحمد

367
حديث الثورة والمعارضة والبديل
                                                   
صلاح بدرالدين

  على وقع المجازر المروعة التي تحصل على مدار الساعة بحق السوريين والتدمير الممنهج لمدنهم وبلداتهم وقراهم وازاء تبدلات واضحة لميزان القوى العسكري لمصلحة محور نظام الأسد والعدوين الروسي والايراني وعصابات الميليشيات المذهبية وأمام النكسات العسكرية المتلاحقة للقوى والفصائل المحسوبة على الثورة في ريف دمشق وحمص وحماة وحلب وريفها والاخفاق المدوي – للائتلاف – وسائر المسميات المعارضة وماأصاب العامل الخارجي من وهن ورضوخ ( أصدقاء الشعب السوري ! ) في الجوار والنظام العربي الرسمي للأمرالواقع وتجرع كأس الهزيمة أمام موسكو وطهران نقول في ظل كل هذه الوقائع المحبطة لآمال السوريين وفي هذه الأجواء التي تثبط العزائم من الطبيعي أن تتنادى النخب الوطنية الفكرية والسياسية والثقافية للوقوف بجدية ومسؤولية أمام راهنية الواقع المؤلم والبحث عن سبل الانقاذ ومواجهة تحديات المستقبل .
  ومن أولويات شروط مواجهة التحديات بنجاح في مثل حالتنا السورية المشخصة كماأرى :
 أولا – العودة الى الجذور الأصيلة والاستراتيجية الثابتة التي انطلقت منها الانتفاضة الثورية منذ البدايات وهي ارادة الخلاص من الاستبداد باسقاطه وانتزاع الحرية والكرامة والمضي في عملية التغيير الديموقراطي وصولا الى سوريا المنشودة التعددية الديموقراطية التشاركية لكل مكوناتها القومية والدينية والمذهبية والاجتماعية والى جانب التسليم بالطابع المركب للمجتمع السوري وليس البسيط الذي نفته أنظمة وحكومات الاستبداد عبر الاقصاء والتغييب والانكار اعتماد مبدأ ( واحد واحد الشعب السوري واحد ) الذي التزمت به جموع المنتفضين والحراك الشبابي في كل المناطق السورية على قاعدة ( الاتحاد في اطار التنوع ) وتمتع الجميع بالحقوق المتساوية القومية منها والاجتماعية بمافي ذلك قبول ارادة الكرد كقومية ثانية في تقرير مصيره السياسي والاداري واحترام هويات الأقوام الأخرى ضمن حدود الوطن الواحد والعيش المشترك في ظل الدستور الضامن والقوانين النافذة ولاحاجة الى القول أن الثوابت أعلاه لاتنفي مختلف التكتيكات المرنة خلال الأداء السياسي وتقسيم العمل النضالي الى مراحل وخطوات متلاحقة .
 ثانيا – عدم الخلط – عن خطأ أو سابق اصرار – بين الثورة من جانب والمعارضة من الجانب الآخر ففي الأول والبداية كانت الانتفاضة التي تحولت بعد اكتمال العوامل وأهمها التلاقح بين الحراك الوطني الثوري وتشكيلات الجيش الحر الى الثورة ومن ثم ظهرت المعارضة باسم الداخل والخارج وهي لم تنشأ في ظروف طبيعية ولم تخرج من رحم الثورة ولم تحصل على تخويلها وبالتالي لم تمثلها فكرا وسياسة وخلقا وأداء واذا اعتبرنا وبموضوعية أن الذين أشعلوا الانتفاضة سلميا وبصورة عفوية هم الشباب عبر تنسيقياتهم وأحتضنتهم جماهير المدن والريف بل سارت من ورائهم وتبنت شعاراتهم في تظاهرات احتجاجية مليونية وبمئات الآلاف ومن ثم اكتملت شروط الثورة كماذكرنا بتلاحم هؤلاء مع طلائع العسكريين الملتحقين بصفوف الشعب الا أن تخلصت الأحزاب التقليدية من الصدمة والتي لم تكن بوارد اشعال ثورة أصلا لافي برامجها ولافي مخيلة مسؤوليها الذين توارثوا الفشل جيلا بعد جيل واستسلموا لنظام الاستبداد نقول عمدت الآيديولوجية منها وخصوصا الاسلامية الى مصادرة الحراك والسيطرة على مفاصل العمل مستغلة نقص تجربة الشباب ونزاهتهم وعوز الجيش الحر وتواطيء أشخاص محسوبين على الفكر القومي واليسار واستثمار المال الخليجي والجغرافيا التركية وتبوأت مكانة لم تكن لها الى درجة الادعاء بتمثيل الثورة التي تتناقض مبادئها مع توجهاتها الحزبية الاسلامية السياسية فكانت الضربة الأولى لكيان الثورة في الصميم والهدية الأثمن لنظام الأسد والسبب الأبرز في التراجع والتمهيد لصعود موجة الثورة المضادة على كافة الصعدة .
 ثالثا – بدأنا نتابع بالأونة الأخيرة على مواقع التواصل الاجتماعي موجة تلو أخرى من مسميات ( تجمعات – لجان – هيئات – مجالس ..الخ ) أو مقالات منشورة يحمل بعضها أسماء نافذين ومسؤولين با – الائتلاف – وسابقا – المجلس السوري – وبحسب متابعتي لاحظت التشابه بين مضامين معظم الأطروحات وخصوصا في تجاهل الثورة وأهدافها ومسلماتها وثوابتها وتراثها واعتبار المعارضة ممثلة عن الثورة ولو بصورة غير مباشرة والتركيز الأساسي على مهمة اصلاح – الائتلاف – من الداخل وليس تغييره وكما ظهر لي هناك بين هؤلاء هواة تصدر البيانات الرنانة بالرغم من تورطهم في تنصيب الأسوأ على رأس الائتلاف وتلاعبهم بتيارات كانت راغبة في التغيير واجهاضهم للعديد من محاولات الانقاذ وبينهم من يعمل على تنفيس الاحتقانات وقطع الطريق على المشاريع الجذرية عبر المقالات المتلاعبة بالمصطلحات والعناوين كما أن هناك – وهم كثر – من يرغب في الحلول محل الطواقم الدائمة في مؤسسات الائتلاف للاغتناء اسوة بمن تحولوا الى مليونيرية وحصلوا على امتيازات وجنسيات واستثمارات من المسؤولين والنافذين وأمراء الأحزاب القومية والجماعات الاسلامية .
 ان الطريق الى انقاذ الثورة وحل الأزمة الوطنية وعدم الاستسلام هو الاعتراف بحقائق موضوعية على الأرض أولها حصول انتكاسة عميقة للثورة وثانيها مسؤولية المعارضة التي زعمت – التمثيل الشرعي الوحيد - وأقصد هنا ( المجلس والائتلاف ) عن كل الاخفاقات وثالثها تخاذل النظام العربي الرسمي ومن كانوا أصدقاء ؟! من قريب وبعيد وخصوصا منهم الداعمون لأسباب مصلحية وسياسية وآيديولوجية وبعد ذلك قيام البقية الباقية من تشكيلات الجيش الحر والثوار والحراك الوطني العام ونشطاء الشباب وحركات المجتمع المدني والكتلة المستقلة الوطنية من جميع مكونات الشعب السوري بالتواصل والتنسيق من أجل التوصل الى تشكيل لجنة تحضيرية معبرة عن التعددية المكوناتية والسياسية لتقوم بمهمة عقد مؤتمر وطني سوري جامع لمراجعة الماضي وصياغة البرنامج السياسي وانتخاب مجلس سياسي – عسكري للنهوض بالمشروع الوطني الديموقراطي ومواجهة تحديات السلم والحرب واعادة بناء وهيكلة قوى الثورة من جديد تحسبا للمراحل المقبلة وبنفس طويل دون تسرع .

368
المنبر الحر / قضية للنقاش ( 139 )
« في: 04:09 27/11/2016  »
قضية للنقاش
( 139 )
                                                                               
صلاح بدرالدين
 
  منذ انخراطي في العمل السياسي الوطني الكردي نحو أكثر من أربعة عقود كنت ومازلت مع الحوار والتواصل والتوافق والعمل المشترك مع  الشريك العربي السوري وقواه الديموقراطية  وسائر المكونات الوطنية الأخرى على قاعدة المصير الواحد في الوطن المشترك الحاضن للجميع وجاءت الثورة السورية الوطنية لتعمق هذا التوجه أكثر كضرورة ومصلحة للجميع والى جانب مساهماتي المتواضعة الفكرية والسياسية والنضالية في العمل القومي الكردي ببعديه الوطني والديموقراطي في الظروف الدقيقة والصعبة الراهنة لم أغفل مسألة التواصل مع العديد من الكيانات والشخصيات الوطنية والثقافية العربية المرموقة  المستقلة من شركائنا العرب السوريين الهادفين  الى تصحيح مسار الثورة والتوافق على برامج ومشاريع المستقبل واعادة بناء الحركة الديموقراطية السورية  والمضي قدما في توحيد صفوف المناضلين وتعزيز قاعدة العيش المشترك بين العرب والكرد وسائر المكونات وذلك عبر الحوارات والندوات المشتركة وتبادل الرؤا وضمن هذا الاطار – على الأقل مايتعلق الأمر بي – فقد حدث معي ( الطرفة المضحكة ) التالية راجيا من الجميع التمعن وابداء الرأي :
أرسل لي السيد أسامة رحمة ( لاأعرف الرجل شخصيا وأجهل خلفيته السياسية ) :" يسرنا ويشرفنا أن تكون معنا في ( التجمع الوطني السوري للمستقلين ) " وأرسل عدة اسطر عن مبادىء عامة للتجمع فكان جوابي : عموما أنا معكم حول هذه المبادىء العامة ولكن يجب طرح مشروع البرنامج والنظام الداخلي وتتم مناقشته بالتفصيل وقد نتوصل الى تعاون لصالح القضية الوطنية . وأرسل رسالة أخرى :" الاخوة يريدون موقفك فهل أنت مع الفدرالية الكردية ؟ " فكان جوابي :لايحق لكم استنطاق احد حول مواقفه السياسية ولكنني أجيب : أنا مع حق تقرير مصير الشعب الكردي في اطار سوريا تعددية ديموقراطية موحدة .
 بعد عدة أيام أعلن السيد رحمة عن تشكيل ( اللجنة التحضيرية ) وصلاحياتها في بوست منشور على الفيسبوك فعلقت سائلا  : من هي الجهة التي قررت تشكيلها وحددت صلاحياتها ؟ وماهي مستندها الشرعي ؟ فكان جوابه الممزوج بالامتعاض : ليس بالضرورة ان تنتخب من الآن فأجبت : على الأقل استمزاج آراء من تدعون أنهم معكم .
وبعد ذلك بيومين أرسل لي : " أرجو أن تتقبل اعتذاري عن استمرار عضويتك معنا بسبب تعنت بعض أعضاء لجنة القبول بعد أن تكونت لديها فكرة عامة عنكم أنكم من أنصار الفيدرالية " ( والعياز بالله ) .
فكان جوابي : بالأساس لم أكن عضوا ولم اعتبركم حزبا حتى أقدم طلب انتسابي بل جوابا على طلبك قلت أنني أتفق مع ماطرحتموه عموما بانتظار طرح البرنامج السياسي والنظام الداخلي حتى أشارك في النقاش وأوضح موقفي النهائي اما فرض أجندتكم الفكرية والسياسية ووضع شروط للتعامل مع الآخر تماما مثل ( البعثيين وجماعات الإسلام السياسي الشمولية ) فسيكون دليلا على أنكم لستم جادون في شعاراتكم وافلاسكم من الآن أما سببكم المعلن "  لعدم استمرار عضويتي المزعومة  !!؟؟)  ( بأنني من انصار الفيدرالية )   فيشرفني صدقا . وحتى أكون دقيقا اعتذر السيد رحمة برسالة خاصة وتبرأ عن مما حصل ووضع ذلك التصرف المشين على آخرين ولكن : 
  أليست فعلا ( طرفة مضحكة ) تكشف عن حقيقة مهازل بعض – معارضي آخر الزمن ؟

369
( ب ي د – العظم – مؤتمر دمشق – ارهاب الروس )
                                                                         
صلاح بدرالدين

يجب الحذر من ألاعيب جماعات – ب ي د – في ماتشبه الدوامة ( اعتقال واطلاق سراح ثم اعتقال ثم .... ) خاصة اذا علمنا أنها بالأساس منظومة أمنية – عسكرية تنفذ الأوامر العليا وتتعامل مع الخصوم أي مع عامة الشعب من موقع الشعور بالعزلة وبعقلية استخباراتية وحرب نفسية بهدف توجيه رسائل التخويف والترهيب والتطويع القسري اضافة الى تجنيد النفوس الضعيفة ومن واجب نخبنا الثقافية والسياسية وجمهور الوطنيين المستقلين والمنتمين الى الأحزاب التعامل بحذر مع مايجري أولا بعدم تنفيذ رغبتها بنشر أخبار ( اعتقل فلان وأطلق سراح فلان وووو ) لأن ذلك ماتريدها تلك الجماعات كعملية الهاء لنسيان المهام الرئيسية ونشر الرعب والخوف من الاعتقال بين الناس فقط الرد السليم هو بالتظاهرات الاحتجاجية الجماهيرية الواسعة ضد ممارساتها وثانيا باتخاذ الحيطة من احتمالات تجنيد البعض خلال الاعتقالات .
-   2 -
بعد انتشار خبر رحيل مفكرنا الكبير صادق جلال العظم وردتني البارحة 23 - 11 الرسالة التالية :
رسالة من ابني صادق جلال العظم، عمرو العظم و إيفان العظم.
للأسف علينا أن نعلمكم بأن وضع والدنا صادق جلال العظم اليوم حرج جدا، أصيب بورم خبيث في الدماغ منذ فترة و رغم محاولة استئصال هذا الورم في مشافي برلين فقد فشلت العملية.
وضعه الصحي الآن في تدهور متسارع و اقترب موعد وداعه لنا، و لكي نحافظ على إرث صادق جلال العظم الفكري و الثقافي و استمراريته، أسسنا جمعية و موقعا على الانترنت باسم : ( مؤسسة صادق جلال العظم) سيتم إطلاقهما قريبا جدا. و ستقوم هذه الجمعية من خلال الموقع بتنسيق النشاطات و الفعاليات التي ستقام مستقبلا لتكريم و دعم استمرار هذا الإرث.
و من أهم أهداف هذه المؤسسة التواصل و نشر فكر صادق جلال العظم و كتاباته و إيصالها الى الأجيال القادمة من الشباب السوري و العربي إضافة إلى المفكرين و المختصين.
و ندعو كل من يرغب بالاستفسار عن وضع والدنا صادق جلال العظم مراسلتنا على هذا الايميل الموقت ريثما يتم إطلاق الموقع الرسمي.
-   3 -
 وداعا صادق جلال العظم الذي رحل عنا اليوم تاركا أثرا كبيرا من بعده كمفكر وطني علماني وكاتب مرموق ومعارض حازم ضد الاستبداد ونصير للثورة السورية منذ اندلاعها لقد تعرفت عليه عن كثب خلال عملنا المشترك في ( المبادرة الوطنية لتوحيد المعارضة السورية ) التي أعلنت من القاهرة  قبل نحو أربعة أعوام وكنا معا في لجنة صياغة برنامج الهيئة وبيان اجتماعها الختامي كما اجتمعنا سوية مع زملاء آخرين بالأمين العام لجامعة الدول العربية للتباحث حول القضية السورية وأهداف الهيئة وبهذه المناسبة أتقدم بالعازي الحارة لنجله د عمرو وأفراد عائلته وكل محبيه .
-   4 -
 يبدو أن " مؤتمر دمشق " لبعض التيارات والجماعات المستعدة للتصالح مع النظام والانخراط في مؤسساته والذي أشرنا اليه في بوست سابق يتم العمل لعقده ولو عبر – الطرق الالتفافية – غير المباشرة أو عقده على مرحلتين واحدة في دمشق لأهل البيت وثانية اما في عمان أو الكويت لأهل أهل البيت لتأمين فرص نجاحه بحسب رغبة النظام والروس والايرانيين ومواليهم فماأعلن حوله قبل أيام كان بمثابة بالون اختبار حتى الأسماء التي أعلنت لم ينف أصحابها عدم مشاركتهم بشكل قاطع بل على مبدأ ( لعم ) وكما يبدو فان محور النظام يستعجل الخطى في هذا الوقت الضائع وقبل مباشرة الرئيس الأمريكي الجديد مهام عمله لتغيير ميزان القوى عسكريا على الأرض ثم تحضير تركيبة للتعبير السياسي عن ماهو قائم بالميدان .
-   5 -
  تدخلت أمريكا وتوسطت بين الحزبين الرئيسيين المتحاربين في كردستان العراق ونجحت عبر وزيرة خارجيتها – مادلين أولبرايت - في جمع كل من السيدين البارزاني والطالباني للتوقيع على اتفاقية واشنطن يوم ( 17 – 9 – 1998 ) التي اعتبرها الرئيس بارزاني " أفضل اتفاقية ووثيقة تاريخية " حيث تمخضت عنها قرارات نافذة مثل : معاهدة سلام - توحيد الادارتين – المشاركة في السلطة والعوائد – رفض استخدام أراضي الاقليم من جانب ب ك ك – عدم السماح للقوات العراقية بدخول الاقليم – وتعهدت أمريكا بحماية الاقليم – ثم تم تنفيذ قرار الأمم المتحدة النفط مقابل الغذاء – وصدر قرار تحرير العراق ودعم المعارضة – فهل جاء كل من ( كوشنير وكالبريس ) الى القامشلي باسم دولتيهما وبضمانة رسمية منهما لتنفيذ ولو جزء مما تم تحقيقه من بنود في اتفاقية واشنطن الهامة ؟ أدعو الامعان فيها جيدا .
-   6 -
الطغمة الارهابية الحاكمة في روسيا لم تترك نوعا من السلاح الا وتستخدمه لقتل السوريين كحقل تجارب لفاعلية ماتنتجه مصانعها الحربية وتمطر حلب وبقية المدن والمناطق بصواريخها العابرة من موسكو والبحر وحميميم اضافة الى القصف من أحدث طائراتها الحربية ومع كل هذا لم يصدر عن الثوار و – الائتلاف – الا التصريحات المنددة أولم يحن الوقت للدعوة الى الاعتصامات أمام سفارات وبعثات روسيا في كل مكان تطالها أيادي السوريين وتهديد مصالحها ؟ ألم يحن الوقت لاستخدام جزء ولوبسيط مما تمارسه طغمة بوتين من حرب الابادة على شعبنا من دون الحاق الأذى بالمدنيين ؟ ماأدعو اليه هو دفاع عن النفس الذي لايتعارض مع شرعة حقوق الانسان ومبادىء التحرر الوطني ضد الاحتلال والاستبداد .


370
( سليماني – مؤتمر دمشق – فتنة المالكي – البيشمركة )
                                                                             
صلاح بدرالدين

     بحسب موقع ( روزانة هةوال – الأخبار اليومية ) من المزمع أن تقام غدا 19 – 11 – 2016 مظاهرة مليونية في السليمانية مهد لها ( الجنرال قاسم سليماني قائد فيلق القدس والمشرف على الميليشيات العسكرية التابعة لايران في الشرق الأوسط ) بعد تجواله في - السليمانية وكركوك وقلةدزة ورانية – واجتماعه بزعماء العشائر ومسؤلي كل من ( حزب الطالباني وكوران ) ومسؤولي القنوات الفضائية والاعلام التابع للجهتين على أن تكون شعارات المظاهرة ضد السيد رئيس اقليم كردستان وظاهرها بسبب الأزمة المالية وذلك يعني أن ايران بدأت تدخل فعليا في مواجهة شعب كردستان بعد أن كانت تدفع عملاءها بالسابق خاصة في هذه الظروف الدقيقة التي تشهد انتصارات البيشمركة على داعش وتقدم القوات العراقية نحو الموصل في تنسيق لم يسبق له مثيل وفي وقت أحوج مايكون فيه شعب الاقليم الى التلاحم وتجاوز الاختلافات الحزبية .
-   2 -
 أتابع منذ فترة تصريحات ودعوات شخصيات ( أجنبية ) مثل ( الفرنسيين من أصول يهودية السيدان – برنار كوشنير و – برنارد ليفي – و الأمازيغية المغربية السيدة – مليكة مزان – والمتجنس الأمريكي من اصول قبطية مصرية السيد – مجدي خليل ) تطالب كرد المنطقة بالحاح بأن يعلنوا عن دولة كردستان الموحدة المستقلة بأسرع وقت معتبرة أن الظروف الدولية مؤاتية لذلك طبعا مع كل الشكر لتلك الشخصيات وغيرها التي تعتبر صديقة بمجرد قبول مبدأ حق تقرير المصير للكرد ولكل شعوب العالم نقول شعبنا الذي يعيش المعاناة على الأرض أدرى بظروفه ومصيره وأن حركته الوطنية في كل جزء من أجزاء وطنه مسؤولة تاريخيا وعمليا في اختيار الطريق الأسلم لحل قضيته الذي لن ينجز بشكل نهائي وعادل الا بتوفر الشروط الذاتية والموضوعية الداخلية والخارجية وفي المقدمة التوافق عبر الحوار السلمي مع شركاء الحاضر والمستقبل بالتاريخ والجغرافيا من عرب وترك وايرانيين وتوفر النظم الديموقراطية  .
-   3-
حذرنا سابقا مع غيرنا من الوطنيين السوريين من خطورة نيات العدو الروسي ليس بالعدوان العسكري المدمر فحسب بل عبر التغلغل وبالتعاون مع نظام الأسد في صفوف ضعاف النفوس من مدعي المعارضة وتجارها وتتكشف يوما بعد يوم خيوط التآمر من جانب فرسان الثورة المضادة للانخراط في صفقة الذل والاستسلام وفي هذا السياق صدر عن احد ركائز النظام " بالمعارضة !" وهم متنفذو هيئة التنسيق عن عقد مؤتمر بدمشق طبعا تحت رعاية الأجهزة الأسدية – الروسية – الايرانية ومشاركة كل من ( الوجيه القبلي الجربا وجمال سليمان وقدري جميل وممثل مجموعة قرطبة الشيخ الخطيب وطرف من اعلان دمشق ومجموعات حزبية من  – المجلس الكردي – وسينضم لاحقا ممثلو – ب ي د – أو – قسد – ومن يحضر من المدعوين ) والسؤال أين ( هيئة التفاوض العليا ) حيث قسم من أعضائها من الداعين والمشاركين في ذلك المؤتمر ؟ .
-   4 -
 نحن الوطنييون الكرد المؤمنون بالعيش المشترك بسلام مع الشريك العربي بسوريا والعراق خصوصا وعلى قاعدة الاعتراف المتبادل بالوجود والحقوق الكاملة لاتهمنا كثيرا مايثيرها في هذه الأيام الشوفينييون العنصرييون وعلى رأسهم ( المالكي ماغيرو ) من فتن وتهم باطلة حول ادعاءات مزعومة بقيام البيشمركة بعمليات التطهير العرقي المبرمج ضد العرب في مناطق نينوى وكركوك بل أن كل همنا أن يستذكر شركاء الدرب والمصير من وطنيين وديموقراطيين عرب ماحل بالكرد من اقتلاع وابادة وتهجير قسري من ديارهم وتعريب مناطقهم على أيدي أنظمة البعث المستبدة وما تقوم به البيشمركة من مهام نبيلة بتحرير الأرض والانسان من رجس – داعش – حيث سهل المالكي اجتياحهم وسلمهم عتاد اربعة فرق عسكرية عراقية نعم يحصل دمار في كل المنطقة جراء الحرب والقصف الجوي وخصوصا في قرى المنطقة الكردية من الجبهة وبينها عدد ضئيل من قرى كان يسكنها المسيحييون والعرب وهم الآن نازحون استقبلهم شعب الاقليم في اربيل ودهوك والسليمانية برحابة صدر نقول حذار الوقوع في المحظور فايران هي من جلبت - داعش - ودعمته لاثارة الفتن القومية والمذهبية وهي تقف وراء مخطط ضرب العربة السنة بالكرد .
-5 -
ذلك المصاب الأليم الجلل في استشهاد تلك الكوكبة المميزة من البيشمركة الكرد السوريين في مشارف جبهة الحرب على داعش باقليم كردستان العراق تم التعامل معه من جانب الجماعات الحزبية الكردية السورية في اطار الاستثمار السياسي فمنها من اعتبر الشهداء تابعون لتنظيماتهم وأقام خيم العزاء ومنها من أرسل الوفود مزودة بالكاميرات لعرض الصور على وسائل الاعلام بعكس عامة الشعب الذين هرعوا لاستقبال الجثامين بكل وقار طبعا لاتلام تلك الأحزاب لان مابقي لها لاتتعدى مراسيم العزاء والأفراح وهي على أي حال مسألة اجتماعية وليست نضالية ثم أنها كان من حقها تبني الشهداء لو قامت هي بتدريبهم وتأهيلهم وارسالهم الى ساحات الوغى أما أن تستثمر أفضال الآخرين وتتغنى بأمجاد ليست لها فمسألة فيها نظر .
-   6 -
الرئيس أوباما يقر بفشل سياسة ادارته في سوريا وبغض النظر عن أن اعترافه جاء متأخرا جدا ومن دون رسم بديل أفضل عنها وباحتمال أن لاتكون سياسة سلفه بأفضل حال الا أن قيام رئيس الدولة الأعظم بالعالم بالاعتراف بالفشل أمام وسائل الاعلام قد يشكل درسا لدول وأطراف عالمية واقليمية ومحلية أخطأت تجاه الملف السوري بأن تحذو حذوه وتعترف أمام الملأ بأنها فشلت وخصوصا جماعات المعارضة والأطراف التي تدخلت علنا وعبر أحزاب ومجموعات وباءت مساعيها بالاخفاق بل أضرت بقضايا الشعب السوري وثورته وضمنها القضية الكردية .

371
أضواء كاشفة على الأحداث
                                                       
صلاح بدرالدين

 1 - في تعليق سريع على فوز ( دولاند ترامب ) رئيسا للدولة الأعظم أقول : كماقال احدهم الانتصار الأهم هو انتهاء ولاية ( أوباما ) ثم أن مجيء شخص – غريب الأطوار – قد ينفع مقابل رؤساء مصابون اما بجنون العظمة أو مصاصي دماء أمثال : بوتين والأسد وخامنئي وأردوغان وكذلك أمام متزعمي ميليشيات ارهابية من صنف الموتورين مثل – البغدادي وحسن نصرالله والحوثي والمالكي - والجانب المميز الآخر هو نجاح مرشح مستقل من خارج تزكية الأحزاب وهو أمر يجب التوقف عنده مليا خاصة من جانب الكرد السوريين وأخيرا لاشك أن المجتمع الأمريكي أصيب بهزة قوية ستكون لها نتائج على مختلف الأصعدة الداخلية والخارجية .
  2 - هل أصبح استعراض الفتيات الكرديات حاملات السلاح بالزي العسكري "  موضة " رائجة لدى الأحزاب الكردية ؟ نقول ذلك لأن هذا الرواج لاينم عن احترام غالبية تلك الأحزاب المحافظة واليمينية والمناطقية والمنقادة بعضها من فئات – الزعران - لوجود وحقوق ومستقبل المرأة الكردية الفئة  الأكثر تعرضا حتى اللحظة للاضطهاد والاكراه والتجاهل في المجتمعات الكردية بكل ساحاتها وكما أرى فان هذه الاستعراضات المبالغة فيه وغير المبررة تجري من باب الدعاية أمام الخارج ( الأوروبي – الأمريكي ) والمصالح الحزبية الضيقة والمنافسة على النفوذ وهو بحد ذاته استغلال جديد وبطريقة مستحدثة  للمرأة الكردية التي لاتحتاج الى حمل السلاح للقتل واهراق دماء الآخرين ( بسبب قلة الرجال ) بل أحوج ماتكون الى استرجاع حقوقها في اختيار الشريك والمساواة مع الرجل في قوانين الزواج والطلاق والميراث والعمل والتعلم والنضال السياسي والانخراط في منظمات المجتمع المدني وتبوأ مواقع المسؤولية المختلفة دون عوائق .
 3 - هناك هدف سياسي لمحاربة تنظيم – داعش – ويجب أن تكون الوسائل ثقافية واعلامية وسياسية وعسكرية وهو أنه ارهابي شمولي يرفض المقابل المختلف دينيا ومذهبيا وقوميا باشد أنواع القتل والابادة والسؤال هنا : هل يمكن لمن يحمل نفس المواصفات أو يتشابه معه ببعضها مثل جماعات – ب ي د – و مجموعات – الحشد الشعبي العراقي - وحزب الله الايراني – ونظام الأسد – والنظام الايراني – والنظام التركي - أن يحاربه عسكريا ويهزمه سياسيا وثقافيا  فعلا وعلى أرض الواقع ؟ هل يمكن لمن ينتسب الى جماعة شمولية ( نظاما كان أم ميليشيا )  يرفض الآخر المختلف فكرا وسياسة وثقافة ووجودا أو دينا أو قوما أو مذهبا ويزيله تصفية أو خطفا أو سجنا أو تهجيرا  من منزل الآباء والأجداد أن يحرر المناطق والأهالي من – داعش – وثقافته ؟ علينا التمسك بطرح هذا السؤال والبحث عن جواب له في هذه الأوقات العصيبة .
 4 - رئاسة اقليم كردستان والحكومة وكل منظمات المجتمع المدني في الاقليم قاموا بواجبهم القومي – الانساني تجاه اعتقالات دياربكر على أكمل وجه وبحسب قدراتهم الممكنة وقد يرغب البعض الموالي ل ب ك ك والمعادي لقيادة الاقليم أن يعلن الرئيس بارزاني الحرب على تركيا وينقل قوات البيشمركة من جبهات المواجهة مع – داعش – ومن مواقعها على المناطق الكردستانية المحررة حديثا نحو سلوبي ليتسنى لداعش التقدم من جديد نحو اربيل ويعيد احتلال شنكال ويسيطر الحشد الشعبي المتحالف مع – ب ك ك – على الموصل ومناطق كردستانية أخرى ويقوم البعض ( الذين كانوا في طهران من أيام وابرموا اتفاقيات مشبوهة ) بتغيير التوازنات الداخلية بالاقليم ويضربوا بالحلم الشعبي الاستقلالي عرض الحائط وتبدأ حرب الاخوة من جديد ثم تتقدم قوات – ب ك ك – بدعم ايران ومراكز شيعية في بغداد لتحتل الاقليم وتقيم الكانتونات كما حصل في كردستان سوريا وحينها سينتصر المشروع الايراني وسيدشن الممر الشيعي من حدود ايران حتى البحر المتوسط وسيتحول شعب كردستان من جديد الى لاجئين ثم ليعلم هؤلاء الذين يريدون الاصطياد في المياه العكرة أن رئاسة الاقليم طرف يسعى الى مواصلة التدخل كوسيط بين كرد تركيا وحكومتها من أجل اعادة الروح الى العملية السلمية الحوارية وبالأمس ترجى ممثل – هادب – في الاقليم السيد رئيس الاقليم بالتدخل سريعا كوسيط لانقاذ مايمكن انقاذه عزيزي الدكتور فرهاد أؤيد كل ماجاء في بوستك وأحييك .
  5 - اليوم الجمعة الرابع من تشرين الثاني كان موعدا لعقد اللقاء التشاوري الثاني حول مشروع – بزاف – اعادة بناء الحركة الوطنية الكردية السورية بقاعة ( رابطة كاوا للثقافة الكردية ) باربيل عاصمة اقليم كردستان العراق والذي شارك فيه نحو ثلاثين من نخب شعبنا حيث تمت مناقشة السبل الكفيلة بتحقيق هذا المشروع الوطني الانقاذي وأبدى كل الحضور آراءهم وطرحوا مقترحاتهم بصورة ديموقراطية وتعاهدوا على الاستمرار في التشاور والعمل المشترك من أجل توفير شروط النجاح ثم شارك الحضور في تنفيذ الخطوة اللاحقة بانتخاب خمسة من بينهم كلجنة متابعة للتواصل مع مختلف تجمعات الكرد السوريين في الاقليم وطرح مشروعي ( البرنامج القومي والوطني ) للنقاش وهم ( الاعلامية روزين خيركي والناشط الشبابي منذر أحمد والمحامي بلند السينو والشاعر والكاتب بارزان والفنان والكاتب علي برازي ) وسيتم نشر – يوتيوب – خاص عن وقائع اللقاء قريبا .

372
نقاط مضيئة من الفيسبوك
                                                           
صلاح بدرالدين

نحن ككرد وطنيين سوريين من أولوياتنا النضالية وبسبب التقسيمات الراهنة للجغرافيا السياسية بين الدول الأربع التي تقتسم الكرد وأرضهم وبحسب مبادىء وأهداف وبرنامج حركتنا الكردية السورية العمل سوية مع شركائنا الآخرين من عرب وغيرهم لنصرة ثورتنا واسقاط الاستبداد واجراء التغيير الديموقراطي اضافة الى المطالبة باطلاق سراح مئات الآلاف من المعتقلين في سجون ومعتقلات النظام والعشرات في معتقلات – ب ي د – بالقامشلي وفي المجال القومي ندين بشدة الاعدامات والاعتقالات التي تجري يوميا بحق مناصلي شعبنا في كردستان ايران من جانب نظام الممانعة الحليف لنظام الأسد كما ندين أيضا أي نوع من الاعتقال السياسي وخصوصا ماجرى في دياربكر بحق مجموعة من أعضاء حزب – هادب – بالرغم من موقف هذا الحزب المؤيد لنظام الأسد وحزب الله والمناصر لسياسات – ب ي د – المضرة ببلادنا وشعبنا وقضايانا .
-   2 -
رئيس وفد – الاتحاد الوطني الكردستاني – يصف علاقة حزبه بطهران با " الاستراتيجية وأنها لن تتأثر بمتغيرات المنطقة والمصالح الايرانية ستكون محمية من جانبنا في كل الظروف وأن أمن واستقرار ايران هو من أولوياتنا وسنواصل الطريق الذي سلكه الطالباني مع ايران وكان تصريحه الأخير أمام – ولايتي – الرفض الكامل لأي ( سايكس – بيكو ) جديد والحفاظ على ماهو قائم بالمنطقة " كل ذلك ومعركة الموصل محتدمة والمشروع الايراني المذهبي التقسيمي يتمدد عبر الحشد الشعبي وملا بختيار ()  يعلن من طهران بما معناه أنهم ضد ارادة شعب كردستان في تقرير مصيره عبر الاستفتاءوالتفاهم مع بغداد الذي يدعو اليه رئيس الاقليم .
-   3 -
تكريم الشهيد " الدكتور سليمان " من جانب الكرد في كل أماكن تواجدهم لاينبع فقط من التحاقه الطوعي بقوات البيشمركة مفضلا الصعاب على مزايا الحياة الأوروبية وتخصصه في أخطر مهنة في ازالة ألغام – داعش – حتى ضحى بحياته على تراب جبهة – بعشيقة – بل تقديرا أيضا لخياره السياسي الوطني عندما غادر صفوف – ب ك ك – مع أخيه الكاتب – سليم جروك كايا – بعد القناعة التامة بحصول الانحراف عن الخط القومي وهنا علينا أن لاننسى مواقف المئات بل الآلاف من شرفاءالنخب السياسية والثقافية الكردية ( وبينهم كرد سورييون ) الذين انخرطوا في – ب ك ك – لأهداف مشروعة وغادروه بعد أن بانت لهم الحقيقة المرة .
-   4 -
مع بدايات انهيار – الامبراطورية العثمانية – ظهرت " المسألة الشرقية " التي كانت تعني نظريا توزيع مهام حماية المكونات ( الأقليات ) المسيحية بين دول أوروبا وفي الواقع العملي كانت ذريعة للاستعمار والتدخل واستغلال الشعوب والآن تظهر تلك المسألة بشكل آخر يمكن أن نطلق عليها " المسألة الشيعية " حيث تقوم ايران بتوسيع نفوذها واثارة القلاقل والفتن تحت ذريعة حماية المكون الشيعي الموزع في العراق ولبنان واليمن والبحرين وافغانستان والمستحدث الآن في سوريا في الأولى صمدت شعوب المنطقة وردت مخطط التفتيت الديني – الطائفي على أعقابه ولن تكون مصير الثانية بأحسن حال من الأولى بفضل ارادة شعوب المنطقة التواقة الى الثورة على الاستبداد والتغيير الديموقراطي والسلم والعيش المشترك .
-   5 -
من افرازات ثورات الربيع أيضا التسريع في الكشف عن فاشية من نوع جديد أشد خطرا من النازية بعملية تلاقح بين كل من فكر البعث وهو في مرحلة أفوله كنهج شوفيني شمولي دموي وجناحي الطائفية السياسية السنية منها والشيعية المنتميتين الى مجاميع ارهابية في جسم الاسلام السياسي الدولتي والميليشياوي وكأمثلة بارزة ( تلاقي ايران وملحقاته مع نظام الأسد وتوافقه المستتر مع داعش وتسليم نوري المالكي الموصل ومافيها من بنوك وأسلحة أربع فرق عسكرية الى البغدادي الداعشي – البعثي وتوحد عدد من مراكز القوى الشيعية والسنية الحاكمة في بغداد في صف معاد للبيشمركة الكردية بدواع عنصرية ومن أجل معالجة مصير الموصل وتلعفر من منطلقات انقسامية ومذهبية بغيضة مطابقة للمشروع الايراني الساعي الى ممر يؤدي الى البحر المتوسط ) من دون أن نغفل أدوار تيارات مغامرة كردية في العراق وسوريا في التناغم مع هذه الفاشية .
-   6 -
كان نجاح البيشمةركة والمؤسسات العسكرية والأمنية والادارية وجماهير كركوك بكل مكوناتها الكردية والتركمانية والعربية والمسيحية في افشال غزوة – داعش – بمثابة الصدمة لأمثال – المالكي والمطلق – وسائر البعثيين وأرباب الطائفية السياسية الشيعية منها والسنية وكما يظهر المطلوب هو تقديم الاعتذار لأولئك جميعا على نتائج الخطة الاجرامية وعلى صمود البيشمةركة ومما يثير الانتباه أن قناة – الجزيرة – القطرية من أكثر المتأثرين بصدمة اندحار من تسميهم – الجهادييون أو تنظيم الدولة الاسلامية – وماعلينا الا تقديم العزاء الحار لادارتها .

373
على هامش معركة الموصل
                                                         
صلاح بدرالدين

   مغالطات كبرى ضارة وغير مبررة بشأن الحرب ضد ارهاب داعش عامة ومعركة الموصل على وجه الخصوص تسطرها أقلام كتاب وصحافيين في بعض المنابر الاعلامية العربية اما عن جهل وعدم اطلاع أو بدوافع سياسية صادرة عن مواقف مسبقة وآيديلوجيات شوفينية – عنصرية متأسلمة ضد الكرد ومنحازة بصورة مبطنة الى جانب الخندق الارهابي حتى لو لم يفصح أصحابها عن ذلك بشكل معلن ولاشك أن تلك المغالطات المزعومة ستساهم سلبا في عمليات قوى التحالف المحلي – الدولي وخططها السياسية والعسكرية والاعلامية في مواجهة – داعش – وفي مسألة السلم والعيش المشترك بين مكونات المنطقة وسكانها الأصليين مابعد التحرير  .
العينة الأولى من مقالة باسم ( د موسى الزعبي ) في موقع – كلنا شركاء – وجاء فيها :
  " وما يحدث بالموصل و الرقة اليوم حيث تم التسهيل وزرع دواعش للسيطرة والتمدد بهما لتبرير التدخل والبدء بإنشاء دويلة سيفر بدءا من الموصل  ولكن أردوغان مدرك لهذه اللعبة حيث فشلت أمريكا بالشروع  بالانطلاق من سوريا لبدء دولة سيفرعلى غرار دولة بلفور ,مما جعل الخيار الأوحد لهم هو مدينة الموصل لوصلها بكوردستان العراق حيث حقيقة ما يجري بالموصل ولاحقا بالرقة  هو تهجير السنة وتسليمها للبشمركة والميليشيات  الكوردية وغيرها لذلك نجد إصرار الأتراك على المشاركة بتحرير هذه المناطق ببعشيقة والموصل والرقة  كي يفسدوا عليهم هذا المخطط  " .
  العينة الثانية من مقالة باسم ( عبد العزيز محمد قاسم ) بموقع – مدونة الشرق الألكترونية – الخليجية .
   " يا قادة داعش في الموصل، ليكن لكم شيء من شرف قائدكم أسامة بن لادن، الذي رفض تماما أن يتضرر الملا عمر أو يموت الأفغان لأجله، رغم عرضهم له بالحماية، وانحاز بمن معه لجبال تورا بورا، كي لا يُقتل أفغاني واحد بسببه. تداعى الصفويون اليوم إلى الموصل، وثمة مذبحة قادمة على أهل المدينة، سيكون أهل السنّة أولى ضحاياها، فانحازوا عنها، وأخرجوا منها لفيافي شمال العراق وجبالها، حقنا لدماء من تدّعون نصرتهم " .
  في الأولى يتجاهل الكاتب تماما المشروع الايراني وعبر مراكز قوى حاكمة في بغداد ومجاميع الحشد الشعبي القاضي بتغيير التركيبة السكانية في الموصل ومحيطها وتأمين ممرات آمنة توصل جلولاء بسوريا ويصب جام افتراءاته على الكرد متهما اياهم بمحاولة السيطرة على الموصل وضمها الى اقليم كردستان وذلك بدعم أمريكي في حين ومن أجل قطع الطريق على اثارة الفتن والحساسيات والحد من الأقاويل الباطلة فقد أعلن مسعود بارزاني رئيس الاقليم " أن قوات البيشمركة لن تدخل مدينة الموصل " في حين أن الناطق باسم الحشد الشعبي يعلن أنه بعد السيطرة على تلعفر والوصول الى مركز مدينة الموصل ستتوجه قوات الحشد الى سوريا لدعم نظام الأسد ويستمر الكاتب في الادعاء حسب خياله الواسع بأن التدخل التركي العسكري سيتم
لابطال المشروع الكردي التوسعي في حين أن تصريحات المسؤولين بأنقرة تشير الى رفض تدخل الحشد الشعبي وتجاهر بحماية التركمان والسنة العرب .
 ذكرتني مواقف هذا ( الزعبي ) بتصريحات الزعبي عمران خادم نظام الاستبداد الأسدي وكيف أن – زعبينا – وعلى طريقة - زعبيهم - يكيل المديح لحكومة أنقرة بسبب ومن دون سبب الى درجة أنه يعتبرها حامي حمى الشعب السوري ومنقذ ثورته بل الأمل في الحفاظ على عروبة العراق ووحدته وينصب نفسه محاميا ويبحث عن مادة وسبب – كردي – لاختلاق قضية دون جدوى لأن العلاقات بين أنقرة وأربيل مستقرة حتى اللحظة .
  أما في العينة الثانية فواضح مدى تعاطف الكاتب مع – داعش – الى جانب تحريضهم الى التوجه نحو كردستان وهو واثق أنهم بالأساس عندما احتلوا الموصل كانت وجهتهم التالية أربيل عاصمة الاقليم وذلك لعداء قادة هذا التنظيم الارهابي الشديد للكرد انطلاقا من آيديولوجيتهم البعثية العنصرية المغطى بلبوس الاسلام السياسي المتطرف وكذلك بدفع من المالكي وأسياده ولكن مخططهم اصطدم بارادة شعب كردستان الصلبة وشجاعة البيشمركة ومساندة الحلفاء وفهم قادة داعش وجلهم من أهل السهول والصحاري أن البيئة الجبلية في كردستان لن تناسبهم أبدا
 أما العينة الثالثة فتتجسد في الحملة الشعواء المضللة التي يشنها ( المدير السابق في مخابرات صدام حسين وفيق السامرائي ) منذ احتلال الموصل وحتى الآن ضد شعب كردستان العراق وقيادته الشرعية واثارته للفتن الداخلية وتأليب الأحزاب الكردية على بعضها وتشكيكه بقوات البيشمركة ومناصرته لكل موبقات - نوري المالكي – بمافي ذلك الدفاع المستميت عنه حول تواطؤه في تسليم الموصل وأسلحة أربع فرق عسكرية الى الدواعش والتطبيل والتزمير للحشد الشعبي  . 
من دون شك فان مثل هذه العينات لاتعبر عن مواقف الوطنيين العرب ولا عن رؤا الثوار السوريين ولا عن جوهر الموقف العربي العام تجاه الكرد ووجودهم وحقوقهم وأن هناك طيف واسع بل حركات وأحزاب من الشركاء العرب في سوريا والعراق يؤمنون بالشراكة الحقيقيةوبالمساواة والعيش المشترك والحل الديموقراطي للقضية الكردية وبحق الكرد كشعب في تقرير مصيره وبالتضامن والتكاتف أمام التحديات التي تواجه الجميع .
 أخيرا نقول للتيارات المغامرة الكردية والمجموعات الانتهازية الباحثة عن مصالح حزبية فئوية بأن – رأس الفتنة -  نظام طهران سيسعى الى استخدامكم كأدوات ووسائل لتمرير مشروعه التدميري المذهبي العنصري ثم سيلقي بكم على قارعة الطريق وحينها لن ينفع الندم .                                         
                                                                                               

374
" وقت ضائع " وفرصة سانحة
                                                         
صلاح بدرالدين

  هناك مايشبه الاجماع بين مختلف المحللين السياسيين المتابعين للشأن السوري على أن الحسم بجانبيه السياسي والعسكري مستبعد كليا من الآن وحتى انتخاب وتنصيب رئيسة أو رئيس أمريكي جديد أي حتى نيسان – ابريل من العام القادم نظرا – وكما هو معروف – لخضوع القضية السورية ومستقبلها لمشيئة الخارج وتحديدا للقوتين الأكبر الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا الاتحادية اللتان تشتركان معا في توافقات أساسية من حيث المبدأ حول سوريا وبذلك يشكل الزمن المتبقي " وقتا ضائعا " قد يشهد عمليات كر وفر في مختلف الجبهات الساخنة من دون تحقيق أي حسم نهائي .
  وستشهد الساحة السورية في غضون المدة المتبقية على الأغلب وحسب المؤشرات والأحداث المتتالية اختبارات عرض القوة وخطوات تكتيكية لبسط النفوذ والتمدد على طريقة تسجيل النقاط بين اللاعبين الاقليميين من الدرجة الثانية وامتداداتهم المحلية المصنفة في الدرجة الثالثة الى جانب – داعش – ومخلفات القاعدة ومابقي من عسكر وشبيحة نظام الاستبداد والميليشيات المذهبية ( الأممية ) من دون اغفال المداخلات العسكرية الجوية المستمرة من جانب العدو الروسي المحتل كلما دعت ضروراتهم الى ذلك خاصة في مجال الحفاظ على توازنات مرسومة معينة على الأرض .
 وكما أفرزت المقدمات الأولية لمعركة الموصل واندفاع الميليشيات المذهبية المرتبطة بايران تحت مسمى – مجموعات الحشد الشعبي - نحو المزيد من التصعيد والمغالاة والتلويح بحرق الأخضر واليابس والتوجه فيما بعد لنصرة نظام الأسد واعلان حكام طهران باقامة قاعدة عسكرية مستجدة في القيارة جنوب الموصل وردود الفعل التركية المتسمة بالتهديد والوعيد واعلان الالتزام بحماية أهل السنة من التركمان والعرب في الموصل وتلعفر فان الدلائل تشير – ان تحولت تلك التهديدات الكلامية والردود عليها الى فعل على الأرض – الى أن نظامي طهران وأنقرة سيقودان صراعا مذهبيا مريرا وقوده شعوب المنطقة وساحته سوريا وجزءا من العراق وتحديدا محافظة نينوى والخط الممتد من الموصل – تلعفر – ربيعة – سنجار .
   القيادة السياسية لاقليم كردستان العراق بحكمتها المعهودة تدير عملية الصراع ضد ارهاب داعش بحنكة منطلقة من مصالح شعب كردستان العراق حريصة على وحدة العراقيين بكل مكوناتهم في مواجهة خطر الارهاب والنزعات الطائفية الانقسامية وتحاشي الفتن المخططة لها والابتعاد عن كل مايفرق بين الكرد والعرب وسائر المكونات ( اقرار عدم دخول البيشمركة الى مركز مدينة الموصل مثلا ) بعكس الأداء الفاشل والمضر والاستفزازي لقيادة – ب ي د – في حدود سلطتها ( الأمر واقعية ) وهذا ينعكس سلبا على مستقبل الكرد السوريين خاصة وأنها متورطة في الانخراط بالمشروع الايراني – الأسدي ومن غير المستبعد أن تكون احدى الأدوات المنفذة للمخطط المرسوم ضد كرد العراق خاصة مايتعلق الأمر بسنجار وربيعة وجيوب أخرى ( وهذا مالايتمناه أحد ) .
  نعود لموضوعنا الرئيسي المتعلق بالوقت الضائع بالقول أن فترة مايقارب الأربعة أشهر ليست بقليلة في الحالة السورية واذا تركنا التصريحات المتناقضة الصادرة من قيادة الائتلاف والوفد التفاوضي جانبا التي تصب أساسا في عملية الحفاظ على ماء الوجه ورفع العتب والتي تخلو من أي كلام سياسي ولاتتعدى نشر الأخبار واحصاء الضحايا مع اصرار بعض آخر على حضور جنيف ولوزان من جديد حتى لو كان بهدف السياحة السياسية فان الوقت الآن أكثر من مناسب للبقية الباقية من قوى الثورة والمعارضة الوطنية الشريفة للتوافق على عقد المؤتمر الوطني السوري لاستعادة الشرعيتين الوطنية والثورية واطلاق البرنامج السياسي وانتخاب مجلس سياسي – عسكري لادارة المرحلة القادمة .
 كما أرى فان الفرصة سانحة لانجاز هذه المهمة التاريخية العظيمة التي لاتقل أهمية عن انطلاق الانتفاضة الثورية قبل أكثر من خمسة اعوام بل هي تجديد لها وتعزيز لمكانتها واعادة لبنائها من جديد وذلك بالمبادرة في تسمية اللجنة التحضيرية من ممثلي مختلف الأطياف والتيارات الوطنية الثورية لتكون المنوطة بالاعداد للمؤتمر المنشود وخلال الأربعة أشهر القادمة عندما تعود الحياة للارادة الدولية وتتكشف المخططات الاقليمية على نحو أوضح ستكون لدى السوريين قيادة سياسية بجناحها العسكري جاهزة لتمثيل شعبنا وثورته وتواجه كل التحديات الماثلة .


375
اضاءات من الفيسبوك
                                                               
صلاح بدرالدين

                                  بيان مشترك بين الائتلاف والجيش الحر !؟
  لقد أثار انتباهي الشديد مانشر عن بيان مشترك ! بين كل من – الائتلاف – و – الجيش الحر – ليس حول مضمونه والمواضيع التي تطرق اليها بل عن المبدأ العام للبيانات المشتركة التي تصدر عادة بين أطراف صديقة أو متنازعة وكيانات مختلفة فمنذ ظهور الائتلاف وهو يكرر في كل مناسبة أنه الممثل الشرعي للشعب السوري وللثورة فهل يجوز في الحالة هذه أن يصدر بيانا مشتركا مع العمود الفقري للثورة ممايعني بطلان تمثيله لها مع ملاحظة غموض من هو هذا الجيش الحر الذي وقع على البيان المشترك وباسم أي فصيل من فصائله لقد كنا نعلن ومازلنا أنه ليس هناك حتى اللحظة كيان معارض يمثل الثورة بشكل مشروع .
                                                تحرير الموصل
  لم تنقض الساعات الأولى من عملية تحرير – الموصل – بعد الاتفاق المعلن بين الحكومة الاتحادية ورئيس اقليم كردستان  والتحالف وتقدم قوات البيشميركة نحو مشارف المدينة بتحرير اجزاء واسعة من سهل نينوى على حساب دماء خيرة القادة حتى بدأت نوايا حكام طهران الخبيثة ومن يلف لفهم في العراق تتكشف : 1 - وزير خارجية بغداد يسيء التصرف بحسب بيان حكومة اقليم كردستان في اجتماع باريس حول الموصل الذي لم يدع اليه الكرد . 2 – تواطؤ في تسلل مجموعة من – داعش – نحو مدينة كركوك والأماكن التي انطلقو منها هي تحت سيطرة الحشد الشعبي وفيها مقرات رئيسية لقاسم سليماني وتواجد لمسلحي – ب ك ك - . 3 – تبين أن مسؤول ملف العراق في فضائية الجزيرة القطرية ( حديد ) والمرسل الى الاقليم للتغطية داعشي حيث طردته سلطات الاقليم ولكن القناة مصرة على اظهاره من الدوحة ودعوة فلول بعثية للتهجم على الكرد والاساءة للكفاح الكردي العربي المشترك وفي الحالة هذه على شعب اقليم كردستان وسلطته الحذر من الطابور الخامس وجيوب التآمر من الخلف ومكر وباطنية نظام طهران .
                                        بين ترامب وكلينتون حول سوريا
ترامب مخاطبا كلنتون "إذا أطحتم بالرئيس السوري بشار الأسد قد ينتهي بنا المطاف بشخص أسوأ منه في سوريا"، مشيرا الى ان "المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون هي السبب في سقوط حلب لأن الأسد كان أكثر ذكاء منها و الرئيس الاميركي الحالي باراك أوباما". وتعليقنا : حتى لو كان المرء ضد المرشح الجمهوري – الذي يهزي ويغالط كعادته  - ومع المرشحة الديموقراطية - علما أن المسافة ضيقة جدا بين سياستيهما - فان الادارة الديموقراطية الراهنة تتحمل الجزء الأكبر من مسؤولية تراجع قوى الثورة والعدوان الروسي وتدمير حلب والمدن الأخرى وعلى السيدة كلنتون التوضيح .
                                              الى شركائنا الثوار
   الى كل الأصدقاء والشركاء العرب السوريين من قوى الثورة والمعارضة ليس من باب التعصب القومي عندما ندعوكم لى مشاركتنا في الفرحة على الانتصارات التي تتحقق على أيدي ( البيشمةركة والقوات العراقية ) في الموصل ضد ارهابيي داعش وفي الاعتزاز بموقف القائد لعام لقوات البيشمةركة الرئيس مسعود بارزاني الذي يقود المعارك وأعلن مسبقا عن واجب حماية المدنيين وكل مواطني المنطقة من مختلف الأقوام والديان والمذاهب انه يسجل في أرض لمعركة سفر الكفاح الكردي العربي المشترك والعيش بأخوة ووئام في ظل مبادىء حق تقرير مصير الشعوب والسلام والديموقراطية والعيش المشترك .
                                             تكريم شعبي لمشعل التمو
تكريم الشهيد مشعل التمو من جانب شعبه في الذكرى السنوية لاستشهاده لفتة تستحق الثناء وماهو الا اصرار على تشخيص الفاعل المعادي للحقوق المشروعة للكرد وللتغيير الديموقراطي في سوريا وهو نظام الاستبداد وشبيحته وأعوانه من قوى الردة والظلام انه تكريم لنهج الشهيد حيث استمده منذ اطلالته المبكرة على العمل السياسي من مدرسة الخامس من آب التي دشنت قاعدة راسخة للعمل الوطني الكردي ممارسا نضاله في اطارها لأكثر من عقد من الزمن فكل الوفاء لذكراه والتحية لأرواح جميع شهداء الحرية والديموقراطية في بلادنا .
                                  تحالف بين مراكز قوى مذهبية و – ب ك ك -
مطالبة كتلة دولة القانون البرلمانية التابعة لحزب الدعوة ويترأسها – نوري المالكي -  الحكومة بافتتاح مكاتب ل – ب ك ك – في كل المدن العراقية الأخرى بعد بغداد دعوة صريحة الى اشعال الفتنة والاقتتال الكردي – الكردي واستدراج ميليشيات أجنبية الى العراق على غرار الفصائل المذهبية التابعة لولي الفقيه وقاسم سليماني المنتشرة في الكثير من المحافظات وقد تمت تلك المطالبة – الفتنة بتزكية من تيارات سياسية كردية عراقية معروفة بعد زيارة المالكي المشبوهة الى السليمانية وفي هذه الحالة من حق مؤسسات اقليم كردستان الشرعية اتخاذ الخطوات الاستباقية اللازمة في مختلف المواقع لصيانة الأمن القومي الكردستني والحفاظ على منجزات شعب كردستان والسلم الأهلي والاستقرار .
                                                  فيشييو الاحتلال الروسي
في عهد الانتداب الفرنسي لبلادنا كان هناك سورييون من فئات وأفراد يقومون بدور السمسرة وخدمة الأجنبي والآن لدينا عينة من هؤلاء يروجون للاحتلال الروسي ويحاولون تجميل صورة هذا العدو الهمجي الذي يبيد أهلنا على مدار الساعة بأحدث أسلحته الفتاكة من شيوخ ونساء وأطفال ومايثير السخرية أن " الفيشيين " الجدد هؤلاء يمارسون فعلتهم القبيحة باسم ماتسمى ( منصة القاهرة ) التي لم تكن يوما متقدمة على سواها من الكيانات ( المعارضة ) وجمعت رهطا من الانتهازيين الباحثين عن مصالح ومواقع يديرهم ( ناشط قبلي فاسد وفاشل ) باشراف أجهزة النظام المصري الذي بدأ يغادر صفوف ( أصدقاء الشعب السوري ) بالرغم من الترويج الاعلامي المستمر له زورا ويقف الى جانب المحتل الروسي حتى في المحافل الدولية . 
                                           ظروف صعبة تتطلب الصمود
 ازاء كل مخططات التدمير الخارجية منها والداخلية التي تستهدف البلاد والعباد والتاريخ والجغرافيا والذاكرة الجمعية والموروث النضالي وكل الجوانب المضيئة الفكرية – الثقافية – السياسية التي تؤسس البنى التحتية لوجودنا الحضاري ليس آمامنا سوى رفض الاستسلام للواقع المرير وعدم اضاعة البوصلة وارادة الصمود في وجه التحديات ( ان كانت من بني قومي أو بني وطني أو الغريب ) والمضي قدما بصبر وثبات نحو الأمام بكل واقعية ومن دون افراط لا بالتفاؤل ولابالتشاؤم في حدود ظروفنا الذاتية والموضوعية نحو استكمال مهمة اعادة بناء " الحركة الوطنية الكردية السورية " من دون توقف .

376
سوريا وكردها الى أين ؟
                                                           
صلاح بدرالدين

  اندلعت انتفاضة الشعب السوري منذ ربيع العام 2011 كجزء من ثورات الربيع الشعبية التي عمت بلدانا عديدة في المشرق والمغرب تحت شعارات الحرية والكرامة وضد الاستبداد والتي تصدرتها الحركات الشبابية بشكل أساسي واذا كانت تلك الحركات الثورية قد حققت بعض أهدافها في بعض البلدان مثل تونس ونسبيا مصر فان البعض الآخر منها قد واجهت عقبات وأزمات مستعصية مازالت تتصارع معها كما هي الحالة في ليبيا واليمن وسوريا .
 هناك مشتركات رئيسية لكل ثورات الربيع مثل الطبيعة الشبابية لقياداتها الأوائل في بداياتها وأهدافها في الحرية والكرامة ورفعها لشعار اسقاط نظم الاستبداد والدكتاتورية وخلو قياداتها بداية ( وقبل تسللهم ) من المنتسبين الى الأحزاب التقليدية القومية واليسارية والاسلامية التي تفاجأت أصلا بحدوث هذه الموجة الثورية , اضافة الى تجاربها المتعددة مع مؤسسات الجيش النظامي حيث وقفت المؤسسة العسكرية على حياد أقرب الى التعاطف مع الثورة في كل من تونس ومصر بينما وقف الجزء الأكبر منها مع النظام وضد الشعب في سوريا لأسباب قد تكون طائفية – مصلحية – عقائدية .
 أزمة الثورة السورية
  سوريا كشعب وبلاد تمر بأخطر مرحلة في تاريخها فنظام الأسد المستبد الفئوي يقتل شعبه منذ أكثر من خمسة أعوام وفي أحدث احصائية وصلت أعداد الضحايا قرابة المليون ماعدا السجناء والجرحى والمشوهين اضافة الى ان اكثر من نصف الشعب السوري اما مهاجرون او نازحون ولم يستجب النظام  لارادة الشعب السلمية من اجل الاصلاح والتطوير في العام الأول من الانتفاضة حيث كانت سلمية على شكل تظاهرات احتجاجية ومطلبية وقد جلب النظام الجيوش الايرانية والروسية والميليشيات المذهبية لدعم سلطته خارقا بذلك السيادة الوطنية والاستقلال ولم يكتفي بذلك بل ساهم في استحضار الجماعات الارهابية المسلحة وأطلق هو وحكومة العراق زعماء الارهاب من السجون والمعتقلات في دمشق وبغداد حيث ظهرت منظمات القاعدة وتنظيم داعش كما أرسل النظام الايراني جماعاته الارهابية أيضا وكان هدف الجميع وبدعم روسي اغراق الثورة السورية بجماعات الاسلام السياسي الارهابية ليظهروا للعالم عدم وجود ثورة وطنية ديموقراطية وأن النظام هو حامي العلمانية .
 الاحتلال الروسي
 لقد تحولت الطغمة الحاكمة في روسيا ( وهي تحالف حاكم من بقايا الأجهزة الأمنية ومدراء الصناعات الحربية وشبكات المافيا العابرة للحدود )  الى العدو الرئيسي للشعب السوري وثورته بعد أن أقامت كدولة احتلال قواعد بحرية وبرية في الأراضي السورية وأرسلت آلاف الجنود والضباط ومئات الطائرات الحديثة لتحصد أرواح عشرات آلاف المدنيين في حلب وحماة وحمص وسائر المناطق ولتقوم بدور حامية نظام الأسد عسكريا ودبلوماسيا وسياسيا ولتقوم أجهزته الأمنية وانطلاقا من – حميميم – ودمشق وموسكو بتفكيك صفوف المعارضة واحتضان جماعات تابعة للنظام وتقديمها كممثلين للثورة والمعارضة .
   هناك أسباب وعوامل عديدة لعبت أدوارا في حالات الاستعصاء الحاصلة لمسيرة الثورة السورية منها داخلية وبعضها اقليمية ودولية أي أنها تتوزع بين سلبيات العوامل الذاتية والموضوعية ومن أبرزها :
 أولا – علينا أن نأخذ في الحسبان وكما أسلفنا الدور الرئيسي لمحور – الممانعة – ( نظاما الأسد وطهران وكذلك موسكو والميليشيات المذهبية ) في ادامة الحرب والدمار وعرقلة انتصار الثورة ومضاعفة أعبائها وتقسيم صفوفها واثارة الخلافات بين فصائلها ومكوناتها وكذلك الموقف المخزي المتباطىء واللامبالي  لادارة الرئيس الأمريكي وتخاذل ( أصدقاء الشعب السوري ! ) من النظام العربي الرسمي مرورا بتركيا وانتهاء بدول أوروبا .
 ثانيا – لقد أريد للثورة أن تسير نحو المجهول عندما تسللت عناصر الأحزاب التقليدية الاسلامية والقومية الى صفوف المعارضة وتسلطت على مقدرات كانت مفروضة أن تكون لقوى الثورة والحراك الشبابي وقد لعبت – حركة الاخوان المسلمين – السورية الدور الأسوأ في عزل تشكيلات ومراتب الجيش الحر وتشتيت صفوفها بدوافع آيديولوجية – حزبية مستفيدة من الجغرافيا التركية والمال الخليجي كما كان مشهد الثورة وقد تصدرها الاخوان أكبر هدية تقدم لنظام الأسد اضافة الى أن المجتمع السوري المتعدد الأديان والمذاهب والقوميات لم يكن يتقبل وجود الاسلام السياسي على رأس ثورته .
 ثالثا – وعندما ظهر ( المجلس الوطني السوري ) بعد نحو عام من الثورة والذي تحول بعد فشله الى ( الائتلاف ) تبين أنه وبعد الاعلان السريع اللاديموقراطي والمفاجىء والجانبي عنه قد تم استبعاد معظم ممثلي المكونات السورية والوطنيين المعارضين الشرفاء وممثلي تنسيقيات الشباب والمستقلين وسائر نشطاء الحراك الثوري بالاضافة طبعا الى الجيش الحر وقوى الثورة لأخرى وجلب – الاخوان – شلة من الانتهازيين باسم تيارات سياسية وكذلك الحركة الكردية المستعدين للبصم لهم على طول الخط وهذا ماأدى الى فشله واخفاقه السريع بعد أن ألحق الأذى بالقضية السورية ودب فيه الفساد المالي .
  الحالة الكردية السورية
 الوضع الكردي جزء من المشهد السوري العام اذا أخذنا جانبا بعض خصوصياته فمنذ بداية الانتفاضة شهدت المدن والبلدات والمناطق الكردية وبالتزامن والتكامل مع ماجرى بالمناطق السورية الأخرى تظاهرات احتجاجية تتصدرها تنسيقيات الشباب الكرد حيث نظم نشطاؤها علاقات التعاون والتنسيق مع نظرائهم من مسؤولي الحراك الشبابي الثوري العربي في سائر الأماكن وبغياب شبه كامل لجميع الأحزاب الكردية التقليدية من دون استثناء وبعد مضي نحو عام تأسس ( المجلس الوطني الكردي ) في أجواء التمسك بموقف الحياد بين الثورة والنظام وبدلا من انتهاج طريق الانخراط في صفوف الثورة سلك درب التردد والتذبذب وواجه النشطاء الشباب بغية الغائهم وازاحتهم تماما كما فعلت سلطة نظام الأسد .
 وبسبب ذلك الموقف عجز المجلس عن بلورة المشروع القومي الكردي والدفاع عنه والتحاور مع الشركاءمن عرب الثورة للتفاهم حوله كما كان ضعفه وهزالته سببا في قدوم جماعات – ب ك ك – من وراء الحدود والسيطرة على الموقف بدعم مباشر من سلطة الأسد واقامة مؤسساتها الأمنية والعسكرية والتحكم بكافة المناطق والمعابر الحدودية .
  تمارس سلطة – الأمر الواقع – التابعة لحكم الحزب الواحد – ب ي د – كفرع لحزب العمال الكردستاني التركي نفس النهج الذي يسير عليه حكم حزب البعث العربي الاشتراكي في فرض حكم الحزب الواحد وكم الأفواه ورفض المختلف وتصفيته في مناطق سيطرتها بل تمضي في تفريغ المناطق وتهجير الشباب وفرض الأتاوات وسن قوانين منافية لكل الأعراف والتقاليد القومية والوطنية وتسخر كل شيء في سبيل مصالح حزبها الأم وتقدم الشباب الكرد ضحايا صراعاته المحلية والاقليمية وهدايا لمصالح النظامين السوري والايراني .
 في خضم تنازع الأحزاب الكردية وتفكك الصف الكردي وانعدام الأمن والأمان في المناطق الكردية وفشل أحزاب ( المجلسين ) في تجسيد المشروع القومي والعزلة من الحركة الديموقراطية السورية والثورة وكما تفضل الأخ مسعود بارزاني رئيس اقليم كردستان ( ممارسات الأحزاب الكردية الخاطئة أدت الى فقدان البوصلة وضياع الشعب الكردي السوري أمام استحقاق هل هو مع الثورة أم مع النظام ) أمام كل ذلك فان الكرد السورييون وحركتهم بأمس الحاجة الى الانقاذ بأسرع وقت ممكن .
 ومن الجدير ذكره هناك ومنذ عدة أعوام محاولات جماعية وفردية في الوسط الكردي السوري ترمي الى الانقاذ وتغيير الوضع المقلق السائد وفي الآونة الأخيرة تبلور مشروع جاد باسم – BIZAV – يرمي الى اعادة بناء الحركة الوطنية الكردية السورية عبر عقد المؤتمر الوطني الكردي من الكتلة التاريخية الغالبة في الساحة الوطنية الكردية وقوامها ( المستقلون والحراك الشبابي ومنظمات المجتمع المدني وسائر المناضلين القدامى وقسم من جمهور الأحزاب ) وقد عمد القائمون على المشروع الى تقسيم مساره الى عدة مراحل تبدأ بخطوة استقراء آراء الجمهور عبر وسائل الاتصال الاجتماعي ومن ثم طرح مشروعي البرنامج ( القومي والوطني ) للنقاش بواسطة لجان المتابعة في الداخل والخارج تليها الاجتماعات الفرعية الموسعة لانتخاب ممثلين الى اللجنة التحضيرية لتنظيم المؤتمر ومندوبين الى المؤتمر العام لاعادة بناء الحركة الوطنية الكردية السورية ويعتبر هذا المشروع المحاولة الأخيرة للانقاذ والذي ينتظر الدعم والاسناد من الأشقاء والأصدقاء .
 

377
حول مخطط "ممرايراني آمن "الى البحر المتوسط
                                                                               
صلاح بدرالدين

 نشرت صحيفة – الغارديان – البريطانية في أواسط اكتوبر الجاري تقريرا مفصلا ( ونشرت مواقع عديدة أجزاء منه ) حول هدف قديم يعمل عليه نظام طهران منذ أكثر من عقد من الزمن – بحسب الصحيفة - للوصول الى شواطيء البحر الأبيض المتوسط ويرجح مضمون التقرير احتمالات تحقيقه في الظروف الراهنة المؤاتية التي تعيشها سوريا والعراق المعنيتان أساسا جغرافيا بالممر المزمع تدشينه الذي يبدأ مع تأمين الشروط المطلوبة البشرية والأمنية للتحكم وفي المقدمة بطبيعة الحال اجراء تغييرات ديموغرافية – مذهبية لتوفير حاضنة موالية  .
وكما ورد في التقرير  فان الممر المنشود يبدأ من الحدود الايرانية – العراقية  عبر محافظة ديالى التي تسيطر عليها ميليشيات الحشد الشعبي مرورا بمناطق جنوبي كركوك بعد تحريرها من داعش  فمرورا بالشرقاط الى الطرف الغربي من مدينة الموصل لنقطة تقرب حوالي 50 ميلا جنوب شرق سنجار التي تعتبر الركن القادم في مشروع الممر البري.
وبين الميليشيات وسنجار مدينة تلعفر. ان تلعفر وسنجار جزء مهم من الخطة ، فسنجار منذ ان سقطت بيد تنظيم داعش قبل ان تستعيدها القوات الكوردية تموضعت فيها قوات الـ PKK عبر شمال سوريا. حيث تم دعمهم من قبل الحكومة العراقية قبل ان تضمهم الى وحدات الحشد الشعبي ( الميليشيات) حسب تصريحات مستشار الامن القومي العراقي فالح الفياض .
والطريق المقترح من معبر ربيعة الحدودي يمر من امام مدينة القامشلي السورية وكوباني باتجاه عفرين والتي جميعها تسيطر عليها قوات PYD (الجناح السوري لحزب العمال الكوردستاني) والتي ترتبط قيادتها السياسية العليا في جبال قنديل بسياسة طهران بشكل كامل .
ويمضي التقرير :اما حلب فقد استثمرت ايران جل طاقتها للسيطرة عليها ، فتأمين حلب سيكون ركنا مهما في تحقيق المشروع ، اذ ربما يمر عبر مدينة رابعة وهي حمص. وبعد ذلك يمر الى مناطق العلويين في قلب سوريا. فطريق ايران الصعب اذا ما تمت السيطرة عليه فانه سينتهي عند ميناء اللاذقية الذي تحت سيطرة النظام.
فمشروع ممر بري يربط ايران بالبحر الابيض بدأ يتضح بعد العام 2014 بحسب مسؤولين عراقيين ومواطنيين في شمال سوريا. انه طريق معقد يمر عبر عرب العراق والكورد العراقيين والكورد في شمال شرق سوريا بالاضافة الى مدينة حلب.
لقد تم تنسيق المشروع بين مسؤولين في بغداد ودمشق وطهران بقيادة قائد فيلق القدس الايراني قاسم سليماني الذي يذعن له الجميع. فالمشروع يتطلب تغيير ديموغرافي والذي كان قد بدأ اصلا في مركز العراق ويجري الان في شمال سوريا. ويعتمد بشكل كبير على الحلفاء الذين ليسوا على دراية تامة بالمشروع ولكنهم وراء مصالحهم الخاصة في حماية اركان منفصلة من المشروع.
وبحسب خبراء ،اذا ما تم مشروع ربط ايران بالبحر الابيض المتوسط فانه يعد بمثابة نصر استراتيجي لايران اذ انه سيعزز من سيطرتها على العراق والشام ويؤكد قوتها وسيطرتها وطموحها في المنطقة، وان هذا يجب ان يزعج كل قائد غربي وكل حليف اقليمي لان هذا سيدفع ايران لمزيد من التوسع لا سيما باتجاه دول الخليج بحسب ماجاء في التقرير.
  ملاحظتان على التقرير
 أولا – المشروع الايراني بهذا الخصوص لم يبدأ حديثا بل تم العمل عليه منذ منتصف ثمانينات القرن الماضي باشراف مباشر من كل من – الخميني وحافظ الأسد – حيث شهدت دمشق اجتماعات ومباحثات متواصلة بهذا الشأن كان من أهمها اللقاء السري الذي جمع ( مدير المخابرات العسكرية القوي اللواء علي دوبا ووزير الأمن الايراني – فلاحيان – والسيدان جلال الطالباني وعبدالله أوجلان وبعض قليل من مستشاريهم ) وقد تردد أن السيد عبد الحليم خدام وزير خارجية النظام السوري ترأس الجلسة الأولى فقط كما شارك في لقاءات تالية فرعية بعض زعماء عشائر مناطق زاخو ودهوك من المناوئين للحركة الكردية والمتعاونين مع نظام صدام .
 كانت المهمة الأساسية لذلك اللقاء ايجاد طريق آمن يربط سوريا بايران بمحازاة الحدود بين اقليم كردستان وتركيا من خلال تحقيق أمرين الأول تعاون الأطراف المشاركة عسكريا لتنفيذ هجوم مباغت على بيشمةركة الحزب الديموقراطي الكردستاني بزعامة الرئيس مسعود بارزاني والاستيلاء على ممر واسع يصل الحدود الايرانية بمنطقة – هلكرد – حاجي اومران وقطع طريق دهوك – اربيل ومن ثم الاندفاع نحو ( سري رش – مصيف صلاح الدين – شقلاوة ) والأمر الثاني والذي تكفل الجانب السوري بتحقيقه وهو تطمين تركيا بأن العملية ليست ضدها ولاعلاقة لها بكرد تركيا وبالتالي كسب سكوتها .
 وبسبب فشل هذه الأطراف النيل من قوات البيشمةركة وهزيمة مرتزقتها أمام صمود قيادة البارزني والتفاف شعب كردستان حولها لاقى المخطط الهزيمة النكراء من منتصف الطريق ومن حينها بدل نظام طهران قواعد اللعبة وتوجه اتجاهات أخرى لتنفيذ مشروعه كما يسرده تقرير – الغارديان - .
 ثانيا – في كلا المخططين يشكل – ب ك ك – الذراع الكردي المتعاون مع العدو والخادم الأمين للمشروع الايراني ومايجري الآن يعيد الى ذاكرة من نسي كيف كانت ايران قاسم سليماني الداعم الأول الرئيسي في نقل قوات – ب ك ك – من قنديل الى سوريا منذ بداية الانتفاضة السورية ومدها بالدعم والاسناد مع شريكها نظام الأسد وكيف أن الجميع أسرعوا في نقل مسلحيه الى جبل سنجار .


378
مقارنة " سورية " بين الروسي والألماني 
                                                               
صلاح بدرالدين

 التجربة الغنية للثورة السورية بحكم طبيعتها الفريدة وتوقيت نشوبها في ظروف محلية واقليمية ودولية انتقالية استثنائية تكشف لنا بين حين وآخرعن حقائق كانت غائبة عن الأذهان وتفسح المجال للغوص في عمق أمور من غير المألوف مجرد التوقف عليها وقد اخترت في هذه القضية موضوعا لايخلو من اشكالية الخلاف والاختلاف حوله اضافة الى أن مجرد التصدي له يعد ضربا من المغامرة الفكرية وهو المقارنة بين موقفي الروس والألمان في القضية السورية ليس من جهة سياسات حكومتي البلدين الرسمية تجاه الشعب السوري وثورته ومأساته الانسانية فحسب بل حول مواقف ورؤا وتعامل شعبي البلدين وممثلي الرأي العام والأحزاب والمجتمع المدني والكنيسة والطبقات الحاكمة فيهما .
 النظام الحاكم في روسيا الاتحادية كطغمة سلطوية تعبر عن مصالح ومطامح بقايا الأجهزة الأمنية في العهد السوفيتي المتحالفة مع كل من مدراء الصناعات الحربية من ضباط كبار واداريين وشبكات المافيا التي تضم عينات مختارة من مختلف الفئات والقوميات ( السوفيتية ) سابقا وقف الى جانب نظام الأسد منذ اليوم لأول للانتفاضة وحارب بدلا عنه وقتل السوريين بالنيابة عنه والموقف هذا ومن دون شك كان مجمعا عليه من جانب قوى الطغمة التي يقودها الدكتاتور – بوتين – ومن الواضح والمعروف أن النظم والحكومات الديموقراطية تتخذ المواقف السياسية العليا عادة كتعبير عن رغبات الرأي العام داخل بلدانها وفي روسيا يحصل العكس حيث الطغمة تقرر والشعب يتبع ويوافق اما عن قناعة أو على مضض أو بدون مبالاة .
 الحكومة الألمانية وهي منتخبة حسب التقاليد الديموقراطية وقفت منذ البداية ضمن مجموعة البلدان – الصديقة – للشعب السوري وكانت سباقة في اغلاق سفارتها بدمشق احتجاجا على جرائم النظام بحق السوريين واتخذت موقفا متقدما بغاية الشعور بالمسؤلية الانسانية بخصوص اللاجئين وفتحت أبوابها لمئات الآلاف من الهاربين من جحيم النظام وهي اتخذت تلك المواقف تعبيرا عن ارادة غالبية الشعب الألماني وخاصة من ناخبي الائتلاف الحزبي – الديموقراطي المسيحي – الاشتراكي الحاكم .
  الموقف الروسي الرسمي المعادي للسوريين والمستمر في القتل والابادة والتدمير يستحوذ على رضا وموافقة وفي أضعف الايمان سكوت مختلف الطبقات والفئات الاجتماعية والتيارات السياسية من شيوعيين وقوميين وليبراليين ورؤوس الكنيسة الأرتوزكسية الذين فوضوا – بوتين – على قتل السوريين تحت ذريعة الارهاب الاسلامي وهنا نتوقف باستغراب شديد أمام مواقف الشيوعيين الروس الذين يقفون في صف الطغمة الحاكمة ونشاهد يوميا بعضهم على القنوات الفضائية العربية وكانوا اما دبلوماسييون أو مترجمون أو من جهاز – ك ج ب – في العهد السوفييتي يعملون بالبلدان العربية في حين كنا نعتقد أن الشعب الروسي الذي واجه النازية ببسالة وأنجب ( لينين وجيفكوف وغوركي وبوشكين ) هو من أعظم شعوب العالم وسيبقى متضامنا مع حق الشعوب في تقرير مصيرها ومع قضايا الحرية والديموقراطية .
  موقف الحكومة الألمانية الداعم للشعب السوري هو نفس مواقف غالبية الشعب الألماني وأحزابه ومجتمعه المدني وكنيسته المتعاطفة مع قضايا شعوب العالم في الحرية والديموقراطية والذي حول معاناته على أيدي النظام النازي وجرائمه بحق شعوب العالم الى مصدر يحفزه نحو المراجعة والاستفادة من عبر ودروس التاريخ وتصحيح المسار بفضل مفكريه وعلمائه وجيله الشاب الجديد حيث تتبوأ ألمانيا الصدارة في الانتاج والصناعة وفي دعم قضايا الحرية والديموقراطية في العالم وتلعب دورا ايجابيا في مسألة السلام العالمي .
  وهنا علينا المقارنة ليس بين نوعين من أنظمة الحكم أحدهما طغمة دكتاتورية والآخر ديموقراطي برلماني فحسب بل بين شعبين أحدهما ذاق مرارة النازية وقدم ملايين الضحايا وتحول من موقع الضحية الى موقع الجلاد اما مساهمة أو تأييدا أو سكوتا أو عدم مبالاة وآخر ساهم بغالبيته الساحقة ابان الحكم النازي بجرائم الابادة والعدوان ثم تحول من دور الجلاد الى موقع الديموقراطية ودعم الشعوب وتقديم المساعدات الانسانية هذه الحقائق تجلت بحذافيرها في الدرس لسوري وتجربتنا ومعاناتنا المستمرة حتى اللحظة في محطتها الحلبية .
  من الواضح أن قضية بهذا الحجم تحتاج الى الكثير من التحليل والتقييم والمراجعة لأنها تتعلق بالعمق الحضاري للشعوب وأمزجتها وتقلبات موازين القوى المتحكمة وأسباب اللامبالاة من شعوب بكاملها تجاه معاناة شعب أصبح أكثر من نصفه لاجئا ونازحا ومشردا الى جانب نحو مليونين من الضحايا والمعوقين والمعتقلين والأسرى .

379
" مؤتمر وطني " للاصلاح أم للتغيير ؟
                                                       
صلاح بدرالدين

     هناك في جميع الثورات الوطنية التحررية أو الهادفة منها الى ازالة الاستبداد واجراء التغيير الديموقراطي كما في حالة الثورة السورية كاحدى روافد ثورات الربيع من المفترض أن تكون هناك باستمرار محطات للمراجعة في أطر المعارضة الوطنية وقوى الثورة لتشخيص الأخطاء وتصحيحها وممارسة أعمق أنواع النقد والنقد الذاتي وذلك في أوسع المشاركات ليست النخبوية منها فحسب بل الشعبية الحاضنة الأولى والأخيرة لحاملي أمانة التغيير وصناع سوريا الجديدة المنشودة  .
  لاشك أن مساعي المراجعة الجذرية الذهنية والسياسية تصطدم في معظم الأحيان بقساوة الحالة القائمة في ظل الهجمات العسكرية الشرسة على مدن وبلدات ومناطق البلاد ويسود الصمت بدلا من رفع صوت النقد في معظم الأحيان أمام قعقعة سلاح جيوش ومرتزقة وميليشيات النظام وأعوانه والفظائع التي ترتكب بحق شعبنا وخصوصا المدنيين من النساء والأطفال على أيدي العدو الروسي والايراني  في حلب وحماة وحمص ومختلف مناطق بلادنا فالنظام وأعوانه ومن دون شك سيحاولون بكل قواهم عدم منح الفرصة لأية مراجعة أو تقييم تستعيد زمام المبادرة وتعزز الوحدة النضالية وتوسع صفوف الثورة وتضع الخطط المحكمة والبرامج والمشاريع المدروسة للمواجهة .
  مع شحة المبادرات والمقترحات والدراسات المطروحة بهذا الصدد نجد نوعا من التراخي وعدم الاهتمام من جانب النخب السياسية والفكرية وكما لاحظته من خلال متابعاتي المبكرة لقيام اطار معارض شامل وديموقراطي ومن بعده  لفكرة اعادة بناء كيانات المعارضة وقبل ذلك وتحديدا قبل نحو أربعة أعوام الدعوة لى هيكلة تشكيلات الجيش الحر كجسم عسكري أساسي للثورة والتي عبث بها ( المجلس الوطني السوري ) وشتت صفوفها لأسباب آيديولوجية – حزبية تلك الدعوة التي وقف وراءها جمع من الوطنيين المستقلين ولم يفلحوا في تحقيقها بسبب المعارضة الشديدة من جانب أصحاب المصالح والمواقع والرواتب الخيالية وتصدرهم حينذاك الاخوان المسلمون الذين كانوا يديرون المجلس ويتحكمون في كل صغيرة وكبيرة من شؤون المعارضة في الداخل والاغاثة وعلى الحدود وفي تركيا .
  ومن الملاحظ أن مايطرح حتى الآن بهذا الصدد وعلى الأغلب لايتعدى القشور والشكليات في اطار الاصلاحات والترقيع الا ماندر من اطروحات جذرية تستهدف اجراء التغيير العميق في المجالين التنظيمي السياسي والعسكري على صعيدي العامل الذاتي أولا وهو الأهم والموضوعي بمايتعلق الأمر بالبرنامج السياسي والخطط والتكتيك وسبل التعامل مع الداخل والخارج .
  هناك قبول – خجول -  لدى البعض لمقترح ( المؤتمر الوطني السوري ) ولكن ليس من أجل المراجعة العميقة واعادة بناء هياكل الثورة وكيانات المعارضة بل في سبيل اصلاح – الائتلاف – الأكثر قربا من القضية السورية والأوسع قبولا على الصعيد الدولي كما يعتقد ذلك البعض وكما أرى واذا تعلق الأمر باصلاح الائتلاف أو أي كيان معارض آخر لايحتاج الى – مؤتمرات وطنية جامعة – بل الى اجتماعات بين مؤسساته وأعضائه فقط لأن الائتلاف لم يظهر عبر اجماع شعبي عام أو مؤتمر وطني من ممثلي كل المكونات السورية والتيارات السياسية بل جاء امتدادا للمجلس الوطني وبارادة النظام العربي الرسمي  بعد ن أخفق الأول .
  كما أن أي مؤتمر وطني يجب وبالضرورة حتى يكون ناجحا أن تشرف عليه اعدادا وتنظيما ومشاركة لجنة تحضيرية تعبر بقدر الامكان عن النسيج الوطني السوري قوميا ودينيا ومذهبيا وتمثل بشكل عام معظم التيارات السياسية في الحركة الوطنية السياسية السورية أما وأن تعمد قيادة – الائتلاف – الى عقد ذلك المؤتمر فبالتأكيد لن يكون من أجل المراجعة و المساءلة واثارة مسؤولية الأخطاء والانحرافات والتجديد عبر الوسائل الديموقرطية ولن ينتج عنه الا صورة مشابهة ( للهيئة العليا التفاوضية ) التي تواجه الآن الطريق المسدود .
  كما أرى وانطلاقا من المشهد الراهن في بلادنا ومصيرها أن الأولوية في أعمال أي مؤتمر وطني سوري جامع وشامل هي مراجعة عميقة وصريحة وموضوعية لما جرى في الأعوام الخمسة الماضية ووضع النقاط على الحروف حول كل القضايا بمافيها الخلافية والانتقال من مواقع التردد والتجاهل نحوفضاء أوسع من المصارحة والمكاشفة ومن ثم الاتفاق على القضايا الأساسية والتوافق على المسائل والأمور التي قد تحمل التباينات والمضي قدما ومعا من أجل صياغة البرنامج الانقاذي وانتخاب مجلس سياسي – عسكري لقيادة المرحلة ومواجهة تحدياتها .

380
مابين التوصيف والتغيير
                                                         
صلاح بدرالدين

 من احدى نتائج فعل الثورة السورية بعد أعوام خمسة تضييق المسافات وأحجام معاناة الابادة والتدمير والتهجير والنزوح والتشرد بين مختلف مكونات وشرائح المجتمع السوري في المدن والبلدات والمحافظات السورية ( مع الأخذ بعين الاعتبار استثناءات هنا وهناك ) واذا كنا في هذه العجالة بصدد تشريح الحالة الكردية الخاصة فمامن شك أن المقدمات والنتائج تشمل الوضع الوطني العام خاصة اذا تعلق الأمر بمراجعة مسار حركة الأحزاب السياسية التقليدية واخفاقها ليس في تصليب وتوحيد عود الثورة وتحقيق انتصارها فحسب بل حتى في الحفاظ على وجودها وبالتالي وجوب البحث عن سبل اعادة بناء الحركة الوطنية السورية العربية منها والكردية وغيرهما من الأساس .
  في مجال توصيف الحالة الكردية الراهنة : هناك مايشبه الاجماع لدى النخب السياسية والثقافية المستقلة والشبابية الوطنية حول ماآل اليه الوضع الاجتماعي والمعيشي والانساني والسياسي في المناطق الكردية والمختلطة تحت ظل سلطة الأمر الواقع المنقادة من تحكم الحزب الواحد – ب ي د – كفرع تنظيمي – سياسي – عسكري لحزب العمال الكردستاني – التركي وكيف تمت ازاحة وتجاهل وقمع وملاحقة الآخر المختلف واجبار الشباب حتى القاصرين منهم لحمل السلاح والانخراط في معارك ذلك الحزب مع افراغ المناطق من سكانها وممارسة نفس وسائل وأساليب سلطة نظام الاستبداد – وأحيانا بالتعاون معها – مثل الاحصاءات الحزبية الاستثنائية وحرمان الغائبين ( وهم الغالبية ) من حق المواطنة ومتفرعاته من تملك وعمل واقامة واضافة الى كل ذلك محاولة محو وجود وآثار وتاريخ الحركة الوطنية الكردية السورية بكل تراثها النضالي الناصع وتقاليدها الوطنية والديموقراطية ودورها الايجابي في الوحدة الوطنية والشراكة والعيش المشترك .
  وفي المجال التوصيفي ذاته هناك مايشبه الاجماع أيضا على عجز وفشل الأحزاب الكردية السورية التقليدية المنضوية في اطار ( المجلس الوطني الكردي ) على تمثيل ارادة الشعب الكردي ومصالحه وتحقيق أهدافه وتطلعاته وقيادته بالانخراط الكامل في الثورة السورية والمشاركة بكفاحها العدل وفي مواجهة نظام الاستبدد والاخفاق في منع ظهور وتمدد سلطة الأمر الواقع فعندما ظهر ( المجلس عام 2011  ) كانت جماعات – ب ك ك – في مناطقنا تعد على الأصابع والآن هي المتسلطة كليا والآية معكوسة حيث عبور اي مسؤول – مجلسي – من والى القامشلي مثلا يحتاج الى موافقة أجهزتها ألا يستحق هذا الامعان والتساؤل ؟ أليست أحزاب  – المجلس – مسؤولة عن ماحدث ؟  .
  عندما يكون التوصيف بهذ الشكل الواضح والحاسم ليس هناك مجال للتردد في مسألة البحث عن سبيل للانقاذ وقد تتعدد المشاريع والبرامج والمقترحات وهو أمر صحي ومقبول وايجابي خاصة وأن الهدف واحد حتى وان تعددت السبل لأن الأمر المفصلي وبقيمته الاستراتيجية الكبيرة يكمن في الاقتناع الكامل بضرر ومساوىء ورفض ماهو سائد الآن والتمسك المبدئي بضرورة تغييره حسب خطط مدروسة نابعة من تجارب حركتنا الكردية والحركة الديموقراطية الوطنية السورية بشكل عام وكذلك من عبر ودروس الحركة الوطنية الكردستانية وكما يظهر وفي مجال التغيير واعادة البناء لم يعد ينفع الترقيع باسم الاصلاح ولا اتخاذ قرارات حسن النوايا واطلاق الوعود والعهود بهذا الشأن أوذاك .
  بعض ماتبقى من أحزاب – المجلس الكردي – ومن موقع الضعيف المستغيث باطلاق سراح المعتقلين يطلق بين الحين والآخر وبصوت خافت دعوات العودة الى اتفاقيتي أربيل الأولى والثانية واتفاقية دهوك بين مجلسي ( غرب كردستان والوطني الكردي ) والتي تفضلت رئاسة اقليم كردستان مشكورة ومن منطلق الاخوة وحسن النية ومنع التقاتل الكردي – الكردي والتي مضى عليها الزمن وهي ( لمن لايعلم ) بكل بنودها تدور حول محاصصة النفوذ الحزبي كما أرادها المجلسان واتفقا عليها واذا كان – المجلس – المشتت المنهك مازال يركض في سراب وعاجز حتى عن طرح مبادرات أو تجديد نفسه وتوسيع صفوفه فان شريكه – الآبوجي -  في التوقيع على الاتفاقيات يقطع أشواطا في تبديل الأسماء وبناء التحالفات بكل سلبياتها واشكالياتها المعروفة بل وحتى اختراق أحزاب – شريكه – بمافيه – ح د ك – سوريا .
  انطلاقا من ذلك المشهد القاتم ومن فهم المعادلة المتحكمة بالحالة الكردية الخاصة ومن ملاحظة تشخيص وتوصيف الغالبية الوطنية الكردية فقد حملت BIZAV- - طموحاتها جنبا الى جانب آخرين من مجموعات وأفراد من رفاق الدرب والهدف والتزمت بتطلعاتها المشروعة وأعلنت في ندائها المنشور حول حملة التواقيع : " من أجل العمل على انقاذ الشعب الكري في سوريا كجزء من الشعب السوري والحفاظ على وجوده وسلامته وفي سبيل قطع الطريق على مايحاك من مخططات من الداخل والخارج والقريب والبعيد من أوساط نظام الاستبداد والفئات المغامرة الكردية وكذلك اللامبالية الفاشلة بغية تحويل الكرد وحركتهم الى كبش فداء في خدمة مصالح الآخرين واشعال الفتنة العنصرية بين الكرد والعرب ومن أجل انجاز عملية توحيد الصف الوطني الكردي .. " .
  نحن الآن ضمن تفاعلات الخطوة الأولى في حالة التوصيف وقد تطول أو تقصر لأنها أحوج ماتكون الى المزيد من النقاش والحوار والتشاور بين أطراف الكتلة التاريخية من مستقلين وناشطي الحراك الشبابي وممثلي منظمات المجتمع المدني والمناضلين القدامى للخروج بقناعة موحدة حول توصيف ماهو سائد أولا ومايترتب عليه من اطلاع واسع موضوعي وقراءات وتقييمات واقعية وفي الوقت ذاته نحن على أعتاب الخطوة التالية بتلمس سبل الحل ومناقشة البرنامج السياسي بشقيه الكردي والوطني السوري واستعادة زمام المشروع الوطني الكردي السوري الذي يحاربه نظام الاستبداد منذ أكثر من نصف قرن وتتجاهله أحزاب المجلسين وتسيء اليه منذ نحو خمسة أعوام .



381
الخلل في نهج فالج لن يعالج بالتمنيات
                                                                   
صلاح بدرالدين

    كان التضامن بمايشبه الاجماع مع الصحافية الكردية السورية السيدة – رنكين شرو – بعد تعرضها للمعاملة السيئة من جانب أسايش أو جهاز قمع – سلطة الأمر الواقع – السيء السمعة على معبر سيمالكا الحدودي واذا كان لاخلاف حول كون هذه الناشطة الاعلامية الرزينة تستحق كل التقديروالمسيئين اليها كل الادانة فان مسألة التصدي لخطايا وانحرافات تلك السلطة الاستبدادية ومواجهة سياسات حزبها الحاكم الواحد المدمرة وتصرفات أجهزتها ومنظوماتها الأمنية المتعددة الأسماء والمرتبطة مركزيا بقيادة قنديل العسكرية عبر غرف عمليات أمنية متعددة تشارك فيها أطراف ايرانية وسورية يجب أن لاتكون محصورة بادانة هذا الفعل أوذاك ثم الدعوة الى الهدوء وطي صفحة الماضي .
 لو توقفت المسألة على خطأ هنا وسوء تصرف هناك من جانب جماعات سلطة الأمر الواقع المنقادة من الحزب الواحد  لكان الأمر بغاية السهولة أما أن تتجاوز كل الأعراف القومية والوطنية والتقاليد السياسية للحركة الوطنية الكردية والنوازع الأخلاقية في الحياة الثقافية والاجتماعية فتعني أن هناك خلل بنينوي وانحراف فكري وردة ثقافية وخطايا سياسية ومن ثم تصرفات مسيئة وممارسات طائشة كنتيجة حتمية لما هو سائد وليست كمقدمة والتي لن تعالج الا بازالة السبب وهنا نجد أنفسنا أمام نهج ارتدادي مغامر متكامل داخل صفوف الحركة التحررية الكردية عامة وفي ساحتنا السورية تحديدا علينا مواجهته بشكل جذري وبالعمق فكريا وسياسيا وثقافيا وتنظيميا وجماهيريا وبكل الوسائل النضالية المشروعة .
  لقد وصل الأمر بأصحاب هذا النهج المغامر الى دفع الكرد السوريين نحو موقع المهادنة مع نظام الاستبداد ومعاداة ثورة الشعب السوري وارادته في التغيير الديموقراطي وسوريا الجديدة التعددية التشاركية وتجيير قضية الكرد السوريين لمصالح القيادة العسكرية ل – ب ك ك – في جبال قنديل وصراعاتها الحزبية الفئوية الضيقة مع هذا الطرف الاقليمي أو ذاك بعد أن انخرطت طرفا في محور الممانعة الى جانب نظامي طهران ودمشق وحكومة بغداد والتحول الى جماعات تعمل بالأجرة أحيانا لدى المحتل الروسي وأحيانا أخرى مع التحالف الدولي من دون أي برنامج سياسي واجماع قومي أو توافق وطني أو خطة معروفة حيث تقوم هي بدور التنفيذ ليس الا .
  كما تمادى أصحاب ذلك النهج في عملية الاساءة للكرد السوريين ليس برفض ولفظ وقمع الآخر المختلف من أحزاب وجماعات سياسية وفئات وطنية مستقلة وحراك شبابي بل بطي قضيتهم القومية المشروعة كمسألة قومية ووطنية ديموقراطية لاتتجزأ من النضال الوطني الديموقراطي في سوريا الى ملحق بسياسات حزب العمال الكردستاني التركي ومنظومة المجتمع الديموقراطي ( تف دم ) بحسب تسميتهم واستصغارها وتقليصها الى كانتونات حزبية بعد افراغها من كل مخالف سياسي ثم استعداء مكونات الشعب السوري من عرب وتركمان ومسيحيين اضافة الى جميع أطياف المعارضة الوطنية وقوى الثورة ومختلف الأحزاب والتيارات يكفي أنهم نجحوا في تشويه سمعة الكرد السوريين من مناضلين أشداء طوال التاريخ ضد الدكتاتورية ومن أجل التقدم الى شبيحة وفرسان الثورة المضادة .
  لقد أصبح أعوان هذا النهج في ساحتنا الكردية السورية الى أشد المعادين لعلاقات الصداقة والتنسيق والعمل المشترك بين قوى وأطراف الحركة التحررية الكردستانية وتخوين ونبذ من هو خارج سياسات ونفوذ واستغلال حزبهم الأم والعمل ليل نهار بالدعاية والاعلام والممارسات السرية والعلنية على هدم وتصفية انجازات شعب كردستان العراق ومعاداة المؤسسات الديموقراطية المنتخبة هناك واعتقال كل كردي سوري يحترم رموزه التاريخيين مثل القائد الكبير مصطفى بارزاني بل الدخول طرفا مع المجموعات الكردية المنقادة من نظام طهران ضد رئاسة وحكومة الاقليم والانحياز الكامل للحشد – الشيعي – المناوىء لشعب الاقليم والعمل معه لاثارة الفتنة والاقتتال في سنجار .
  عندما زج أنصار هذا النهج ( وهم خليط من بقايا محبي أوجلان وعناصر الأمن السوري ومعادي الحركة الكردية والعاطلين عن العمل ) بمعظم قواهم العسكرية في أتون الصراع بسوريا في وضع كان جيش النظم يتهاوى وقوى الثورة في مراحل البناء الأولى والحركة الكردية السورية التاريخية تمارس نضالها السلمي ونقلوا بدعم نظامي طهران ودمشق مسلحيهم المدربين من جبال قنديل بمختلف جنسياتهم ( التركية والايرانية والسورية ) الى المناطق الكردية السورية وشغلوا مواقع السلطة ومكاتبها حسب عملية ( الاستلام والتسليم ) أصيبوا بمرض – جنون العظمة – واعتقدوا أن الفرصة سانحة لهم بالانتقام من الجميع الكردي : الشعب والجماهير والتيارات السياسية والشخصيات الوطنية وكل من هو مختلف معهم ومن ثم تسليم المناطق لقيادتهم العسكرية على طبق من ذهب وتحويل مافرضوه من أتاوات وضرائب على الفقراء وأثمان النفط وضرائب التهريب والجمارك الحدودية الى ماوراء الحدود .
  وهكذا وأمام تلك اللوحة القاتمة نحن أمام نهج فكري سياسي ثقافي مغامر لايجدي معه الحوار والأخذ والعطاء ولايمكن التسامح مع خطاياه وانحرافاته وممارساته بطيبة قلب أو عبر المناشدات والمجاملات ان أصحاب هذا النهج يعملون الآن بحسب خطط مدروسة بخبرات أولياء أمورهم وليس بالطريقة العفوية فعندما يقومون بحملات الاعتقال والتهديد والملاحقة فانهم يهدفون الى صرف الأنظار عن خططهم الأصلية واشغال الناس والرأي العام لتنفيذ أهداف شريرة أخرى أبعد من ( حميميم ) و ( سنجار ) و ( الاحصاء ) وعلينا الحذر هنا من أصوات ترتفع في مثل هذه الحالات ظاهرها توفيقي مسالم تصالحي من عناصر بين ظهرانينا قد يكون لبعضهم مصالح خاصة ولكنها بالحقيقة هي أصوات أصحاب هذا النهج بالذات وجزء من تكتيكاتهم الاعلامية .
 لذلك نعود الى القول مرارا وتكرارا ودائما أن شعبنا أحوج مايكون الى الوحدة والاتحاد في مواجهة كل أنواع مقسمي الصفوف وحركتنا بحاجة ماسة الى عملية جذرية انقاذية في اعادة بنائها من جديد تنظيميا وفكريا وسياسيا وعلى الصعيدين الذاتي والموضوعي وهي قد تأخذ وقتا وهو أمر طبيعي في تاريخ حركات الشعوب ولكن لاسبيل أمامنا غير ذلك .

382
اضاءات فيسبوكية على دروب الوطن
                                                               
صلاح بدرالدين

                                                          ( 1 )
 السيد – صلاح الدين دمرتاش – وهو الوجه المعلن شبه الرسمي المتوج من – ب ك ك – في موقعيه زعامة حزبه وعضوية البرلمان التركي محكوم عليه بعدم تجاوز مواقف من ولاه أما زيارته لمدن الاقليم ومقر الرئاسة أمر ايجابي وعادي حيث أبواب الأخير مشرعة لمن يقصده وكما فهمت لم يحمل الزائر جديدا خارج السائد في – قنديل – وملحقاته البائسة بالقامشلي وكان عليه أن لايعمم حكمه النقدي على كل الاعلام الكردي بل يفرد اعلام حزبه الأم الشتام المخون لمخالفيه وعلى سيرة الاعلام كان عليه ممارسة النقد الذاتي للقائه مع فضائية – المنار – ووصفه قتلة حزب الله بالمناضلين وأن يخرج من التعميم الى التخصيص بادانة – جماعته – التي تقود سلطة الأمر الواقع في عدد من المناطق الكردية السورية وتعيث هناك فتنا وقمعا واعتقالات وتهجيرا واحصاء!ولو فعل ذلك لكانت زيارته غير عادية  .
                                                        ( 2 )
تساؤل لايفارق أذهان السوريين وبرسم قواهم الوطنية : كيف يمكن لطغمة – بوتين – الاستبدادية وهي حصيلة تحالف (فلول أمنية  – مافيات – صناعات حربية ) قد يمكنها التحكم القسري برقاب شعوب روسيا من الداخل أن تبعثر صفوف الديموقراطيات الغربية وتثير الخلافات داخل مؤسساتها وتهدد السلم العالمي من أجل السيطرة والنفوذ وأن تتلاعب بسهولة بمقدرات أنظمة وحكومات الشرق الأوسط وتضربها ببعضها وتسعى أمام أنظار العالم الى اجبار الشعب السوري بأكمله وتحت تهديد الابادة الى الرضوخ والاستسلام وتحويل بلادهم الى جزء من منظومتها الدكتاتورية الفاسدة التابعة الذليلة ؟
                                                         ( 3 )
مقالة هامة مدعمة بالأمثلة والقرائن للأكاديمي والباحث الفرنسي - جان بيير فيليو- بعنوان : " كيف خان حزبُ العمّال الكردستاني بزعامة جميل بايق الأكرادَ السوريّين " يسلط الضوء فيها على تفاصيل العلاقات مع نظامي الأسد وايران واستغلال كرد سوريا وقضاياهم لمصلحة حزبه ومغامراته الاقليمية بعد عزلهم عن شركائهم بالوطن انها مقالة جديرة بالقراءة والتمعن خاصة في هذه الأيام بالذات حيث تواصل جماعات – ب ك ك – ممارسة القمع والعنف تجاه مخالفيها من الكرد السوريين واستخدام وسائل جديدة لحرمانهم من حق المواطنة والاستيلاء على ممتلكاتهم على خطى الاحصاء الاستثنائي العنصري بداية الستينات الذي حرم أكثر من 180 ألف كردي من حق المواطنة .
http://harmoon.org/archives/2318
                                                     ( 4 )
أعلنت جماعة الاخوان السورية بأنها ستدرس قرار انسحابها من مؤسسات المعارضة  لتلتفت إلى العمل الثوريّ والإنسانيّ، حسب زعمها وذلك بعد أكثر من خمسة أعوام من العمل على تحريف الثورة عن نهجها وأسلمتها بغية أخونتها وافراغها من كل الطاقات الوطنية وشراء الذمم وتهميش تشكيلات الجيش الحر وبعد استثمار أموال الثورة  ونهبهاعبر تحكمها بكل مؤسسات الاغاثة  والدعم الخارجي منذ سيطرتها على ( المجلس والائتلاف ) أرى أن على كل وطني وثائر سوري المطالبة بمساءلة ومحاكمة هؤلاء وغيرهم واسترداد أموال الثورة منهم قبل أن يولوا الدبار أو يحاولوا التسلل الى صفوف الشرفاء الذين قد يتابعون كفاحهم العادل .
                                                               ( 5 )
 كل التضامن مع المضربين عن الطعام في ديريك والمناطق الأخرى احتجاجا على الاعتقالات الكيفية وانتهاكات سلطة الأمر الواقع لل – ب ي د – ونعم لكل احتجاج ورفض وبكل االأشكال لممارساتها القمعية وسياساتها الدكتاتورية المفرقة  للصف الوطني الكردي  ولا لمواقفها المريبة المعادية لارادة السوريين والموالية لنظام الاستبداد وأعوانه وألف لا لعدائها السافر لانجازات شعب كردستان العراق وقيادته الشرعية المنتخبة .
                                                  ( 6 )
أن الفرق كبير بين الحالة اللبنانية ما قبل الطائف والحالة السورية الراهنة، "ففي حالة لبنان، انفجر الصراع الدموي منذ بداية السبعينيات تحت ضغط عوامل سياسية اجتماعية داخلية وفلسطينية واسرائيلية وسورية مختلطة، وتحول إلى مواجهات دينية وحرب أهلية مناطقية في ظل غياب الدولة والنظام، أما في حالة سوريا فاندلعت الانتفاضة الثورية السلمية رافدًا من روافد ثورات الربيع العربي، من أجل الحرية والكرامة وضد نظام مستبد متجبر خبير بقمع الشعب ممسك بالعسكر والأمن والحزب والادارة والاقتصاد، وشارك فيها كل المكونات القومية والدينية والمذهبية، تحولت ثورة وطنية شاملة تحمل رؤية للتغيير الديمقراطي. وكان الطائف اللبناني مؤتمرًا لممثلي الطوائف والاقطاع السياسي لاعادة توزيع كعكة السلطة والنفوذ بحسب المبدأ اللبناني (لا غالب ولامغلوب) من دون المساس بالقواعد التي بني عليها لبنان، أما في سوريا فهناك كما ذكرنا ثورة وطنية وليس صراعًا بين أطياف الشعب، لن يتحقق السلام بتبويس اللحى والمجاملات وتوزيع المغانم، بل بإجراء التغيير الجذري في مفاصل النظام السياسي .






383
في أولوية اعادة البناء قوميا ووطنيا
                                                                           
صلاح بدرالدين

           لم تعد مهمة اعادة النظر والبناء من جديد في أسس وبنية ومفاهيم وبرنامج وسياسات الحركة الوطنة الكردية السورية في عداد اجتهادات الترف الثقافي أو حصيلة ردود الفعل الحزبية والفئوية بين هذا الطرف أو ذاك أو نتاج تصادم المحاور القومية والوطنية والاقليمية أو دعوات أفراد مغامرين يبحثون عن مواقع ووجاهات وتحقيق مقاصد أو نوعا من نزعات الانتقام من جانب من همشوا أو أبعدوا قسرا في بدايات الانتفاضة الثورية السورية بل أن المهمة أضحت ضرورة انقاذية عاجلة على الصعيدين الكردي والسوري ومطلبا شعبيا ملحا لايمكن العودة عنها في مطلق الأحوال .
   كرديا – حيث لم يعد خفيا -  أن أحزاب " المجلسين " التي تزعم التمثيل الشرعي الوحيد منذ أكثر من خمسة أعوام وحتى الآن أضاعت الفرصة تلو الأخرى وحققت الجزء الأكبر من رغبات نظام الاستبداد بعزل الشعب الكردي وطاقاته الخلاقة المعطاءة عن الثورة السورية بل الحاق الأذى بها في كثير من المواقع والظروف وكماصرح السيد رئيس اقليم كردستان العراق ( دفعت أخطاء وانحرافات الأحزاب الكرد السوريين الى موقع لم يعد يعلمون اين هم :هل مع الثورة ام مع النظام ؟ ) وكانت النتائج استغلال النظام ومحوره لجماعات – ب ك ك – من دون اي اعتراف بالوجود والحقوق وتجييرها لمشاريعها الخاصة وقت اللزوم ومن ثم رميها ومن جانب آخر وبسبب البحث عن منافع حزبية وشخصية وعدم امتلاك أي مشروع قومي ووطني لم يستند تحالف أحزاب ( المجلس الكردي ) مع الائتلاف الى مبادىء ومسلمات ثابتة تخدم الحقوق الكردية المشروعة من جهة وارادة العيش المشترك في ظل سوريا تعددية جديدة من الجهة الأخرى .
  واضافة الى كل ذلك تحولت سلطة الأمر الواقع المنقادة من الحزب الواحد الاتحاد الديموقراطي  كفرع سوري ل – ب ك ك – الى مصدر لانتهاك الحريات في الاعتقالات الكيفية وتصفية المخالفين وتسريع التهجير القسري وتفريغ المناطق والامعان في استثمار الكرد السوريين وقضاياهم العادلة لمصلحة القيادة العسكرية الموتورة في – قنديل – وخدمة مغامراتها على مستوى مختلف أجزاء ومناطق الكرد حيث أصبحت الحياة في المناطق الكردية السورية جحيما لايطاق أكثر هولا من عهود نظام الاستبداد الى جانب مايشاع عن نيات سلطة نظام الحزب الواحد المتحكمة بقوة الحديد والنار الى حرمان الهاربين من جور سلطتهم من حقوق المواطنة ومصادرة ممتلكاتهم اسوة بمافعله نظام الاستبداد منذ بداية ستينات القرن الماضي .
 أما أحزاب ( المجلس الكردي ) والتي تصدرت مهام الدفاع عن حقوق الكرد بحسب اعلامها ومزايداتها فقد أخفقت في التصدي لمغامرات سلطة الأمر الواقع وعجزت عن تجسيد أهداف وارادة الغالبية وفشلت حتى في تنظيم الاحتجاجات ضد الاعتقالات بأساليب راقية ذات جدوى ناهيك عن مهام تطوير مواجهة شعبية واسعة بعمق محلي وقومي ووطني وبمختلف الأشكال لاجبار السلطة الحزبية على الرضوخ لارادة الشعب مما شعر الجمهور الواسع في الوسط الكردي بفقدان الحماية السياسية وتركه لمشيئة القدر من دون مدافع أمين عن قضاياه الحياتية والسياسية والاجتماعية والمستقبلية .
  أمام ذلك ومن أجل حماية شعبنا والحفاظ على دوره الوطني وتفعيل طاقاته واسترجاع وحدته وتعزيز نضاله الخاص وتنظيم تفاعله مع الكفاح الوطني العام المتجسد في الثورة ضد الاستبداد وتحويل روابطه القومية بالعمق الكردستاني الى عوامل ايجابية وأسباب لتقدمه نحو بناء الشخصية الوطنية الكردية السورية المستقلة لابد من استنهاض الهمم والاجماع وتعميق الحوار بين كل – المنصات – الوطنية المستقلة الداعية الى اعادة البناء وتنسيق جهودها لتصب في مجرى مانصبو اليه جميعا في تنظيم الصفوف وصياغة البرنامج السياسي القومي والوطني واستعادة المشروع الكردي في اطار حركته الوطنية الموحدة باعادة الاعتبار لارثها التاريخي المتراكم منذ نحو قرن .
  نعم شعبنا أحوج مايكون اليوم الى تنظيم حركته الوطنية وتنقيته من الأدران والشوائب العالقة وانقاذه من النزعة المغامرة من جهة ومن النهج الحزبي التقليدي العاجز من جهة أخرى واعادتها الى مكانتها الحقيقية اللائقة على الصعيدين الذاتي والموضوعي واستنهاض قواها الفاعلة من الحرك الشبابي ومنظمات المجتمع المدني وسائر المناضلين الوطنيين المستقلين والذين يشكلون بمجموعهم الكتلة التاريخية الغالبة المعبرة عن ارادة الغالبية السحقة من شعبنا .
  نحن الذين أطلقنا حركة اعادة البناء – بزاف – لسنا وحدنا الساعون الى التجديد والاصلاح بل نشكل احد روافد المجرى الأوسع للارادة الشعبية التواقة دائما وأبدا نحو الأمثل ونمد أيادينا الى كل من يعز عليه شعبه ووطنه وقضية الكفاح من أجل الحقوق المشروعة والتغيير الديموقرطي والخلاص من الاستبدادين المحلي والعام والشروع في بناء سوريا الجديدة مجموعات كانت أم أفرادا من أجل التفاعل والتعاون والمزيد من الحوار والنقاش وصولا الى أفضل الصيغ المناسبة لبرامج وخطط ووسائل تتناسب مع الظروف المحيطة بالقضية السورية وآفاق مستقبلها وكل مفاجآتها  .

384
في مسلمات اعادة بناء الحركة الكردية السورية
                                                                         
صلاح بدرالدين

 منذ ظهور الحركة الوطنية الكردية السورية بأشكالها التنظيمية وتعبيراتها السياسية وكياناتها الحزبية وتياراتها وألوانها كانت تحمل في أحشائها بذور التطوير والتجديد بصور وتجليات شتى واذا كنا نعتقد وفي حالتنا الخاصة أنه ليس كل ظاهرة خلافية وصراعات جانبية هنا وهناك في غضون عقود ثمانية من عمر الحركة كانت تنشد التجديد الا أنه لايمكن تجاهل محطات رئيسية بارزة على هذا الطريق مثل الانقسام ( العمودي والأفقي ) الأول في جسم الحركة عام 1965 بشأن جملة قضايا خلافية حول تعريف الوجود والحقوق والدور والموقع حيال المحيطين الوطني والقومي والذي أفرز التيار القومي الديموقراطي اليساري الذي مازال يشكل الرافعة الأساسية كنهج وثقافة وخطاب سياسي بالرغم ما لحق به من تمزق وتشرذم تنظيمي .
 لقد تزامن صعود التيار القومي الديموقراطي في وجه النزعة اليمينية الانتهازية كرديا مع بدايات اختراق النظام لصفوف الحركة والذي وجد في جماعة اليمين مدخلا مناسبا للتمدد والتأثير لذلك لم تكن مهام القيادة المرحلية المنبثقة عن كونفرانس الخامس من آب أحادية الجانب بل ثنائية في معركته السياسية ضد التوجه اليميني الكردي والاختراق الأمني معا وسوية أما ظاهرة الانقسامات التي تلت تلك المرحلة فجاءت في خضم واقع مؤسف كانت الكلمة الأولى فيها لمراكز الأجهزة الأمنية وخاصة المسؤولة منها عن الملف الكردي الى درجة أنه كان لكل جهاز من الأجهزة الخمسة الرئيسية نصيب من الكتل والجماعات المستحدثة .
  مانحن بصدده اليوم بخصوص مشروع الانقاذ والتجديد واعادة البناء يختلف عن جميع المراحل السابقة بمهامه وآلياته ووسائله ومناخه السياسي الوطني وعوامله القومية الكردية وأهدافه القريبة والبعيدة ويتخذ على ضوء ذلك أهمية استراتيجية كبرى لاتقل عن تحولات آب قبل نحو نصف قرن من الزمان لذلك من الضرورة بمكان العمل الجاد ومنذ الخطوة الأولى من أجل توفير أسباب النجاح وكما أرى عبر أخذ المسلمات التالية بعين الاعتبار :
 الأولى – أن مهمة اعادة البناء تخص مصير ومستقبل الشعب الكري في سوريا وهي فوق الطبقات والفئات والأهواء والأحزاب والجماعات والآيديولوجيات وتدور حول اعادة التوازن الى وجوده المهدد بالزوال وموقع حركته الوطنية المفقود وطنيا وقوميا ودورها في رسم المستقبل وتحديد المصير .
 الثانية – توفر القناعة التامة بمحاذير وأضرار ماهو قائم الآن على صعيد الأحزاب من سطوة مغامرات سلطة الأمر الواقع العائدة الى تفرعات – ب ك ك – وانكفاء الأحزاب التقليدية وفشلها حتى بالحفاظ على وجودها التنظيمي والسياسي وبخطورة السياسات الحزبية المتبعة وتاثيراتها القاتلة على الوجود والحقوق وفي هذا المجال ليس المطلوب القضاء على ماهو سائد بل تغييره وتطويره سلميا عبر الحوار وازاحة ماهو ضار بالبحث عن الأفضل والأسلم من خلال الكتلة التاريخية من المستقلين والحراك الشبابي ومنظمات المجتمع المدني .
  الثالثة – اعتبار المبادرة الراهنة في برنامج اعادة بناء الحركة الوطنية الكردية السورية محاولة في العودة الى تعزيز المشروع الوطني الكردي التاريخي واصلاحه وتقييمه فكريا وسياسيا وثقافيا وتنقيته من الأدران العالقة واعادة تعريف الحركة ومهامها وأهدافها وشعاراتها على ضوء المستجدات الوطنية والكردستانية والتأكيد مجددا على الاستحقاق الكردي في تقرير مصيره السياسي والاداري في اطار سوريا الديموقراطية الجديدة الموحدة .
  الرابعة – التأكيد على المصير الوطني الواحد على قاعدة العيش المشترك مع الشريك العربي والمكونات الأخرى في أجواء الحرية والسلم الأهلي والمساواة في الحقوق والواجبات وعدم الانجرار للدعوات المشبوهة الصادرة من الأطراف الخارجية المؤججة للصراعات ذات الطابع العنصري واتخاذ الحذر الشديد من محاولات استخدام الكرد كأداة في ضرب وحدة البلاد أو رأس حربة لتنفيذ مخططات الآخرين مع الأخذ بعين الاعتبار أن مصير بلادنا الآن بأيدي الآخرين ومصيرنا كمصير شركائنا بالوطن في حال فرض أية مخططات جديدة بالقوة وبمعزل عن ارادة شعوبنا كما حصل قبل قرن من الزمان .
  الخامسة – في مسالة العلاقات القومية اعتبار انجازات شعب اقليم كردستان العراق مكاسب قومية ناتجة عن التوافق الكردي العربي يجب الحفاظ عليها وتطويرها والتمسك بالعلاقات الأخوية مع رئاسة الاقليم التي تشكل مركزا قوميا مرموقا مجربا معنيا بشكل ايجابي بالملف الكردي السوري والوقوف الى جانب نضال الكرد في كل من كردستان تركيا وايران من أجل حق تقرير المصير وفي الحالة الراهنة يعتقد أن الشكل الأمثل للعلاقات القومية هو التنسيق والتعاون واحترام خصوصيات الآخر والتشديد في الحفاظ على الشخصية الوطنية الكردية السورية المستقلة ورفض أي الحاق قسري أو أي تجيير لقضية كرد سوريا لمصالح أحزاب وجهات في صراعاتها الخاصة كما تقوم بها الآن قيادة – قنديل – لحزب العمال الكردستاني التركي .
 السادسة – المشروع الراهن ليس عملا انقساميا كما كان الحال في صراعات الأحزاب بل هو عمل فكري ثقافي سياسي متمم ومكمل للمسيرة التاريخية المتجددة في الحركة الكردية وهو جهد عقلاني غير مغامر وطويل النفس غير متسرع نابع من مصالح الشعب الكردي ومعبر عن الغالبية الساحقة ليس اختراعا لفرد أو مجموعة محددة والكل مشارك فيه مباشرة أو غير مباشر وبما يتعلق الأمر بي فلست الا أحد حاملي المشروع وأقولها بكل وضوح فان مساهمتي مؤقتة بحكم وضعي الخاص  لن تتعدى الخطوات الأولى الأساسية وبعد وضع المشروع في الأيدي الأمينة من بنات وأبناء شعبنا ومناضلينا وناشطينا وماأكثرهم .
  الاقتناع بتلك المسلمات والاجماع حولها يشكلان الخطوة الأولى تجاه تحقيق اعادة البناء . 
 
 

385
صلاح بدرالدين
 
نحو اعادة بناء الحركة الوطنية الكردية السورية
     
 
أربيل ــ هيوا كريم
 
يتحدث السياسي الكردي السوري صلاح بدرالدين في حوارنا معه عن مشروع سياسي يعتزم إطلاقه قريباً، بهدف "إنقاذ الأكراد في سورية" من بعض التيارات والمجموعات الحزبية التي تحاول احتكار تمثيل هذا المكون من السوريين، ولتفادي إشعال الفتنة العنصرية بين العرب والكرد.
ما هي فكرتكم التي تطلقون عليها مشروع إنقاذ الكرد في سورية ومن يقف خلفه؟
فكرة المشروع ليست جديدة، بدأت مع اندلاع الانتفاضة في سورية، الصفة العامة لهذه الانتفاضات التي أُطلقت عليها ثورات الربيع العربي كانت ثورات الشباب والوطنيين. وفي الحالة السورية، كان هناك حراك ثوري شبابي في جميع المناطق وبينها المناطق الكردية في البداية. وعندما حصل الانشقاق داخل الجيش السوري والتحق العديد من الضباط الأحرار والجنود بصفوف الشعب، أصبحت ثورة حقيقية بعدما تفاعل هؤلاء مع الحراك الثوري الشبابي الوطني العام. هذا التفاعل حصل من مارس/آذار 2011 حتى نهاية العام نفسه، وفي هذه الفترة تبلورت ثورة سورية. من قاموا بهذه المهمة كانوا من الفئة الشبابية. بالنسبة للوضع الكردي، الشباب كانوا في طليعة التظاهرات الاحتجاجية السلمية. لم يكن هناك وجود للأحزاب الكلاسيكية على الصعيدين الكردي والسوري عامة. وأصبح شباب الثورة هدفاً للنظام السوري.
الشباب الأكراد كانوا في طليعة التظاهرات الاحتجاجية السلمية عام 2011
كما ساهمت الأحزاب التقليدية في إزاحة الشباب عن المشهد، باعتبار أن الشارع أصبح بيد الشباب، فحصل نوع من التقاطع بين موقف هذه الأحزاب والنظام. حاول الجميع إزاحة الشباب عن المشهد. تلقت تنسيقيات الشباب الكردي ضربات قوية من النظام بالتصفيات والاعتقالات والتهجير، وضغطت الأحزاب عليها. تجربتنا مع الأحزاب التقليدية أكدت لنا فشلها في التفاعل مع الانتفاضة الثورية وتمثيل الجماهير الكردية على الصعيد السوري. والدليل على ذلك هو أن بعض الأحزاب دخلت في صفقات مع النظام، مثل حزب الاتحاد الديمقراطي (الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني). اتفق هؤلاء مع النظامَين السوري والإيراني وجلبوا مسلحيهم من مناطق جبال قنديل (على الحدود العراقية الإيرانية) إلى المناطق الكردية السورية.
حصل ذلك بداية عام 2012 عندما زار رئيس الأمن العسكري، صهر رئيس النظام السوري بشار الأسد، اللواء آصف شوكت مدينة السليمانية العراقية والتقى قادة حزب العمال الكردستاني، واتفقوا على إتمام مصالحة في ما بينهم على غرار ما كان يحصل أيام كان زعيم "العمال الكردستاني" عبد الله أوجلان مقيماً في دمشق، على قاعدة أن ما يجمع الطرفين هو مواجهة تركيا. أعطى النظام السوري "الكردستاني" صلاحيات مطلقة في المناطق الكردية السورية، وجاءت قوات هذا الحزب بالمئات ثم الآلاف وتوزعوا في مختلف المناطق الكردية، من عين العرب، والجزيرة، وعفرين.
من الجانب الآخر، كان هناك المجلس الوطني الكردي وكان هناك صفقة بين الرئيس العراقي (جلال الطالباني) والنظام السوري على احتواء الأحزاب التقليدية الكردية السورية لعزل الأكراد عن الثورة وإطلاق الوعود لمعالجة القضية الكردية. وكانت النتيجة ظهور اتجاهين للأحزاب الكردية: الأول مع النظام ودخل طرفاً في المشروع السوري ـ الإيراني، والثاني أريد له الوقوف على الحياد وهو المجلس الوطني الكردي الذي تكوّن من 16 حزباً. وخلال هذه الأعوام ثبت أن الطرفين لا يمثلان الطموحات الحقيقية للشعب الكردي بسورية، لأن المصلحة الرئيسية للكرد كانت تقضي بوجودهم ضمن الثورة السورية، وأن يخضعوا لقوانين هذه الثورة، لأن هناك حركة ثورية ناشطة وجيشا حرا وقوى مسلحة تحاول تغيير موقع الكرد كشعب مضطهد، كان يجب أن يكون الأكراد مع التغيير الديمقراطي، ومع إسقاط النظام."
بعض الأحزاب دخلت في صفقات مع النظام، مثل حزب الاتحاد الديمقراطي
لكن للأسف، هذه الأحزاب بطرفيها، خرجت عن أهداف الشعب الكردي السوري، وألحقت بها الأذى. بحصيلة هذه الأعوام مثلاً، نشاهد مأساة كبيرة يواجهها الكرد، وخسائر فادحة نتيجة مغامرات "الكردستاني" وفرعه السوري "الاتحاد الديمقراطي"، كما أساؤوا للعلاقات العربية الكردية وأحدثوا شرخاً كبيراً فيها. نحتاج إلى سنوات لإعادة الثقة لهذه العلاقات التاريخية والمصيرية التي اهتزت نتيجة تصرفات وردود فعل بعض الأحزاب والتيارات الكردية والعربية الشوفينية.
ظهرت فكرة تشكيل كردي جديد عام 2012 بين أوساط المثقفين والمستقلين والوطنيين الكرد والحركات الشبابية ومنظمات المجتمع المدني. هذه القوى تمثل أكثر من 80 في المائة من المجتمع الكردي في سورية. بدأنا بمناقشة هذه المواضيع وكيف يمكن إنقاذ الكرد وما هو الطريق الأسلم. ظهرت برامج ومشاريع ونقاشات ولقاءات واجتماعات موسعة ولا تزال حتى الآن قائمة، ومن خلالها سيتبلور الموقف بالكامل. هناك برنامج سياسي يتعلق بالوضع الكردي الخاص، وبرنامج وطني يتعلق بالوضع السوري ومستقبل سورية والعلاقات الكردية ـ العربية، والنظام السياسي المنشود.
نعدّ وثائق لا تزال قيد الدراسة والنقاش. قبل ذلك، أطلقنا النداء للجميع، وهناك محاولة لجس نبض الجماهير الذين جلسوا في بيوتهم، معلنين الحياد إزاء ما يحصل أو هاجروا. نريد فعلاً العودة إلى الشعب لمعرفة نبضه، نبض المستقلين حتى تنضج الفكرة. سأكون وفياً لخدمة هذا التوجه ووراء القيادات الشبابية التي ستتولى قيادة الحركة في المستقبل.
هل تعتقد أن المشروع سيحظى بالدعم الذي يمكنه من الصمود أمام المشاريع القائمة على الساحة الكردية المدعومة خارجياً؟
المهمة ليست سهلة، لكن هذا الطريق الأسلم ليس للكرد فحسب بل للقضية الوطنية السورية وللحركة التحررية الكردستانية، من خلال إعادة تعريف الوضع الكردي السوري ومتطلبات الكرد، وإعادة تعريف العلاقات الكردية العربية لبنائها من جديد، وهي مهمات مستعجلة لأن الكرد تلقوا ضربات عدة. هناك مناطق كردية فارغة اليوم من أهلها نتيجة تصرفات الأحزاب الكردية. هناك كانتونات حزبية وليست وطنية. بعض الأصدقاء العرب يتهم "الاتحاد الديمقراطي" بأنه يسعى للانفصال، وهذا غير صحيح لأنه فرع من "الكردستاني"، وهؤلاء يريدون كانتونات حزبية مرتبطة بالحزب الأم. يريدون تشغيل الكرد السوريين لصالح الحزب الأم ولصالح صراعاته في المنطقة مع تركيا وغيرها.
هناك برنامج سياسي يتعلق بالوضع الكردي الخاص، وبرنامج وطني يتعلق بالوضع السوري والعلاقات الكردية ـ العربية
كنا نقول منذ البداية إنه يجب عزل الوضع السوري عن الصراعات الكردية الأخرى في كل من تركيا، والعراق، وإيران، لأن لكل بلد وضعه الخاص، وطريقة للعمل السياسي، إذ لا نظام موحداً للعمل السياسي في الأجزاء الكردية. نريد إعادة بناء الشخصية الكردية الوطنية. لسنا فرعا من "العمال الكردستاني"، بل جزء من الكرد الموجودين في المنطقة، وجزء من الشعب السوري. مصيرنا مرتبط بالشعب العربي السوري. ما يربطنا مع المواطن الديمقراطي العربي السوري أكثر من الذي يربطنا بالقائد العسكري لـ"الكردستاني" جميل بايك في قنديل مثلاً. نعم هناك صعوبات لكن المصلحة السورية ومصلحة العلاقات الكردية العربية تقتضي أن يبادر شركاؤنا العرب السوريون في المعارضة والقوى العربية المعنية بالملف السوري والحريصة على الوحدة الوطنية، ونأمل أن يدعموا هذه الفكرة.
تتوقعون أن تفضي عملية جمع التواقيع للدعوة إلى عقد مؤتمر عام، وهل هناك سقف زمني للخطوات التي ذكرتها؟
الوضع الأمني الحالي في سورية، في ظل المناطق التي لا تزال تحت سيطرة النظام، لا يسمح بعقد مؤتمر عام، هناك فكرة أن يُعقد على مراحل، باعتبار أنّ هناك أعضاء ونشطاء فاعلين مرتبطين بالفكرة ولا يستطيعون الإفصاح عن أسمائهم لوجودهم في الداخل السوري. وهناك مهاجرون في إقليم كردستان العراق، وتركيا، وأوروبا عموماً. وبعد ذلك يُنتخب المندوبون ويصادقون على البرنامج السياسي ويعقدون الاجتماعات. المهم أن يتفق الجميع على البرنامج السياسي للمشروع الكردي والوطني السوري. ليس لدينا توقيت معين لعقد المؤتمر على دفعات، الأمر يتوقف على مدى التجاوب الجماهيري الكردي والشركاء العرب السوريين والأصدقاء العرب."
لا سقف زمنياً للمشروع، المهم أن يتفق الجميع على البرنامج السياسي للفكرة"
هل الحراك الذي أنتم بصدده موجّه للكرد فقط؟
النداء موجّه للجميع، لكن بالدرجة الأولى للعرب السوريين من المعارضة والثورة، ويمكن لهؤلاء أن يوقعوا على المشروع.
هل يتضمن هذا الحراك تفكيك الأحزاب القائمة على الساحة السورية؟
هناك بند أساسي في الدعوة يقضي بإفساح المجال للأحزاب للمشاركة، لكن العدد الأكبر هو للمستقلين وللشباب ومنظمات المجتمع المدني، لكن يسمح للأحزاب المشاركة بمندوبين بنسبة الثلث. لا نطرح أنفسنا بديلاً للآخرين وليس من وظيفتنا محاربة الآخرين، الشعب يقرر هل هذا الحزب أو التنظيم مؤهل أم لا. نحن مشروعنا وبرنامجنا وخطتنا السياسية واضحة والمرحلة وصلت إلى النضوج منذ ثلاثة أو أربعة أعوام. هناك عمل حثيث في هذا الاتجاه، ومشاورات في إقليم كردستان العراق لأنهم معنيون بالأمر، ونحتاج إلى دعمهم بالدرجة الأولى لأن أي تعزيز للحركة الوطنية الكردية في سورية هو دعم لهم. هناك أخطار محدقة بالإقليم قد تكون مقبلة من سورية بالدرجة الأولى. أعتقد أن هناك مصلحة مشتركة للتفاهم حول هذا المشروع.
هل تقصد أن التبعات الأمنية للوضع الحالي في سورية يمكن أن تشكل تهديداً لإقليم كردستان العراق مستقبلاً؟
أعتقد أن الإقليم مستهدف والشعب هناك حقق مكسباً كبيراً للمرة الأولى في تاريخ الحركة القومية الكردية، يجب أن يتعزز ويُصان ويتطور ونحن حريصون على ذلك. هناك تحديات تواجه ذلك إضافة إلى تحديات من داخل البيت الكردي، وخارجية من بغداد وإيران ودول أخرى، فضلاً عن التحديات المذهبية. لكن أعتقد أن الساحة السورية في المستقبل يمكن أن تتحول إلى مصدر رئيسي لإزعاج الإقليم، ونحن سنتصدى لهذه التحديات لأن مكاسبه تهمنا، وهذه تجربة جديرة بالتقدير والمتابعة.
لا نطرح أنفسنا بديلاً للآخرين وليس من وظيفتنا محاربة الآخرين، الشعب يقرر هل هذا الحزب والتنظيم مؤهل أم لا
هل بدأتم بالتواصل مع الدول المهتمة بعدم ترك الأوضاع السورية تتدهور أكثر؟
حتى اللحظة، نقوم كأفراد بقدر الإمكان بمثل هذه النشاطات، إعلامياً، وسياسياً، ودبلوماسياً. هذا التوجه موجود لإنقاذ سورية، وإصلاح الوضع، ودعم القوى الأصيلة المخلصة التي تدعو إلى الوحدة الوطنية، وتعزيز العلاقات مع المكونات السورية على المستوى الفردي. لكن عندما يحصل انبثاق كيان جديد أو حركة، فسيكون من مهامها أن تمد يدها أولاً إلى الشركاء في الوطن، وثانياً إلى الجوار والقوى المعنية بالملف السوري، ومن واجب الأخيرة دعم مثل هذه الأفكار التي تدعو إلى الوحدة الوطنية والسلم الأهلي.
هل تعتقد أن الحراك سيكون محل اهتمام جهات ودول عدا الكرد في سورية وكردستان العراق؟
بالنهاية كل الأطراف ستعود إلى التعامل مع الواقع. إذا نجحنا في طرح مشروعنا وكسبنا الدعم الجماهيري الكردي بشكل رئيسي، أعتقد سيحصل ذلك. فهذه القوى التي تبحث عن الخير لسورية ستحاول أن تجري الاتصالات وتدعم هذا المشروع، وهناك قوى شريرة مثل دوائر في النظام الإيراني، لا أعتقد أن حراكنا سيكون محل اهتمامها بل ستحارب المشروع. أريد أن ألفت الانتباه إلى تجربة على الصعيد الشخصي عام 2012، إذ وجهت لي الخارجية التركية دعوة بعد لقاء وفد تركي برئاسة وكيل وزارة الخارجية حالياً، فريدون سينيرلي أوغلو. التقيته وخرجت بانطباع أن الخارجية التركية ليس لديها اطلاع كامل على الوضع الكردي في سورية. كما أبديت بعض الامتعاض من أن الحكومة التركية ليست مهتمة كثيراً بالمعارضة السورية وأعربت لهم عن شعوري بأن هناك انطباعاً سائداً يفيد بأن تركيا ضد الكرد عموماً. الأتراك بحاجة لوقت أطول لفهم الكرد والقضية الكردية، كما لم تؤسس الحكومة التركية لعلاقات جدية مع المجلس الوطني الكردي. قبل محاولة الانقلاب العسكري في تركيا كان هناك ضباط ومسؤولون بالأمن والمخابرات والجيش ضد الانفتاح التركي على المعارضة السورية، وبعد الانقلاب الفاشل يبدو أن هناك تغييراً. تركيا لديها حدود بطول 700 كيلومتر مع سورية، والكرد يعيشون على جانبي الحدود وهذا يهمنا، نحن والشعب التركي لسنا أعداء، الخلافات على الصعيد السياسي.
 



386
هل سوريا دولة متعددة القوميات  ؟
                                                           
صلاح بدرالدين

  خشية أن أصبح هدفا سهلا لسهام المنتقدين والاتهام بالقصور في معرفة الحد الأدنى من التاريخ البشري لبلادي والتنوع الأقوامي الزاهي للبنية المجتمعية في طول الجغرافيا السورية وعرضها أسرع القول أنني استعرت العنوان الاستفهامي أعلاه قبل يومين من " بوست " صديقي ( الفيس بوكي )  العربي السوري د سمير سعيفان الذي يعرف نفسه بالمسؤول عن مركز حواري من المفترض أنه متخصص بالكرد السوريين مقام في العاصمة القطرية – الدوحة – وأنهى حديثا تنظيم حلقة نقاشية بهذا الشأن في – برلين - .
 مايثير الدهشة والاستغراب هو أن نسمع اليوم تساؤلا متأخرا سبعين عاما وهو عمر دولة الاستقلال ليس من أجل تزويد الجيل باالمعرفة العلمية ونصرة الحقيقة الغائبة بل بدواعي سياسية آنية صرفة وأهداف غير حميدة في أخطر مرحلة تواجهها بلادنا حتى وجودها باتت سهل المنال والعلاقات بين مكوناتها القومية والدينية والمذهبية تخضع الى نزعات العنصرية والغاء الآخر في حين أن رسالة المثقف الوطني عربيا كان أم كرديا يجب أن تصب في اتجاه آخر لتخفيف المعاناة وازالة الاحتقان وانارة السبل عبر الالتزام بالحقائق التاريخية ورؤية الآخر القومي المختلف وجودا وحقوقا حتى يسود الاطمئنان وتتعزز أواصر الالفة والثقة المتبادلة وصولا الى الشعور المتكامل في حتمية المصير المشترك والعمل معا لترسيخ الوحدة الوطنية .
  من المفيد ومن أجل المزيد من الاطلاع والمشاركة ارتأيت نشر الجزء الأكبر من ذلك الحوار الفيسبوكي الذي لم يكتمل ولن يتوقف حتى ازالة الاستبداد وارساء النظام الديموقراطي وتحقيق التغيير والسلم والاستقرار وانجاز المصالحة الوطنية والتخلص من النزعات الشوفينية التي تغذيها مراكز ودوائر لاتتمنى الخير لسوريا وشعبها المتعدد الأقوام من خلال المصارحة والوصول الى دستور سوريا الجديدة بالتوافق والتكافل بين جميع المكونات الوطنية .
Samir seifan
هل سورية دولة متعدد القوميات؟
 داب الخبراء والساسة الغربيون على اتخاذ مسملة تقول "سورية بلد متعدد القوميات وانها تتشكل من فسيفساء إثنية ودينية ومذهبية الخ.هذا القول يشبه من يقف على مفترق طرق ثم يختار المخرج الخطأ، ففي النهاية سيضل وجهته. ولا اظن ان هذا الاصرار منهم هو مجرد خطأ في المعلومات التي وصلتهم، بل هو أمر مقصود لأنه يتردد على مدى سنوات ويصر اصحابه على عدم تغييره مهما قدم لهم من براهين، فالتأكيد على الفوارق وتضخيمها اساس خلق الصراعات وهم حريصون عليها.
 سورية ليست ابداً دولة متعدد القوميات، فأكثر من 80% من سكانها عرب، هذا إذا اخذنا بتقدير الأقليات لنسبهم من السكان وهم يبالغون بها (اكرد، كلدو آشور، تركمان، ارمن، شركس، شيشان)، بينما يقدر العرب ان جميع من هم غير العرب لا يشكلون أكثر من 10%، أي ان نسبة العرب تبلغ ال 90%، ويتشكل العرب من أغلبية عظمى من السنة تبلغ نحو 75%، وبهم مجموعات غير كبيرة من المسيحيين والدروز والاسماعيليين والعلويين وبعض الشيعة وبعض المرشديين، ولكن جميعهم عرب.
 في فرنسا اكثر من 10% غير فرنسيين ولكن لا أحد يزعم ان فرنسا دولة متعددة القوميات، وفي المانيا كذلك، وفي روسيا وهي 150 مليون يوجد نحو 20% من قوميات أخرى ولكن لا أحد يزعم ان روسيا دولة متعدد القوميات، وامريكا العظمى ذاتها هي خليط من الأجناس، وجنوب امريكا مكسيكيون في الأساس وفي أمريكا اليوم عشرات الملايين من الأمريكيين الجنوبيين ونحو 8 مليون مسلم وهم من قوميات اخرى إضافة لصينيين وهنود وغيرهم، ولكن لا احد يزعم ان امريكا دولة متعددة القوميات، ولم نرى احد في المانيا او امريكا او فرنسا يطالب بجعلها دولاً متعددة اللغات أيضاَ، ولكن الأنظمة الديمقراطية هناك تفسح أمام الجميع نيل حقوقهم على قدم المساواة كمواطنين على اساس المواطنة المتساوية في دولة المؤسسات والقانون.
 الخلاف هنا ليس مجرد خلاف علمي على التوصيف والتسمية، بل خلاف تسعى جهات محددة خارجية وداخلية للبناء عليه بما يتعلق بمصير سورية ومستقبلها كدولة وكنظام سياسي بل ربما بوحدتها.
 وللحديث بقية.
Hany Khoury
كلامك معظمه مغلوط فاذا كان الاكراد 12 الى 15 % والتركمان اكثر من 15% والمسيحيون كانوا في هام 1927 حوالي 28% من السكان والعرب نفسهم بدو وغير بدو والحلبي على خلاف دائم بالمنهجية والتفكير مع ابن الشام والاقليات الاخرى لا تقل عن ثلاثين بالمائة فاين الاكثرية واين التكوينة العربية الا اذا اعتبرت التكاثر السكاني والتغول على المكونات الاخرى وابتلاع البلدان هو حق هناك تكوين للمغتربين السوريين مختلف جدا عن نسبك وتجعل من السنة اقلية كغيرهم اذا قسناهم بقياس الاصول السكانية مع اني ضد التصغير والتكبير والحديث بالطائفية فسورية بغناه وتنوعها للجميع ليس لان فيها اكثرية والاكثرية الموجودة فقط هي اكثرية العيش المشترك
Salah Badradin
طبعا لن أناقشك طويلا على موقفك الغريب المنافي للحقيقة حيث أن دساتير روسيا وبلجيكا وسويسرا ووووو تنص على التعددية القومية وسأحيلك الى وثائق الثورة السورية والمعارضة بمختلف أطيافها التي تتبنى مقولة ( سوريا التعددية ) أو العمل من أجل سوريا الديموقراطية التعددية الجديدة وبماأني كنت أعرفك - معارضا - فعليك اما الالتزام او الخروج من صفوفها من حقك عدم الاعتراف بحقوق الأخرين أما وجودهم فلا يخضع لا لرغباتك ولا تمنيات النظام وسائر الشوفينيين    .
Samir seifan
في سورية تعددية سياسية ، هذا ما ورد في وثائق المجلس الوطني والائتلاف، ثم ليس للمعارضة إطار تنظيمي جامع، ثم لا علم لي انك تنطق بلسان المعارضة حتى تدخل او تخرج أحداً منها، ثم ما بالك تستنفر عندما تسمع راي يخالفك بما يذكرني بالمتعصبين القوميين العروبيين، فعليك بمقابلة الحجة بالحجة ودع الجميع يسمعون رايك فقد تقنعني وتقنعهم.
Salah Badradin
مرة أخرى تصر على الخطأ هل رأيت الوثيقة المشتركة بين - الائتلاف - والمجلس الوطني الكردي ؟ وانظر ماجاء فيها ثم لماذا - تعصب - انا رديت وأظهرت خطأ بوستك بالحجة والقرائن وكذلك فعل اخوة آخرون وأنت لم تصحح ولم تجب وللأسف لست ناطقا باسم أية معارضة منذ أن خطفها ( الداعمون من أصدقاء الشعب السوري وأنت تعرفهم جيدا مع ألف تعجب ) ثم أن الغاء أي مكون قومي أصيل في أي بلد قسرا يعتبر جريمة بحق الإنسانية وكما يظهر بعض المثقفين العرب السوريين المغالين لاتنفعهم اطروحات المعتدلين الكرد المؤمنين بالعيش المشترك وحل القضية الكردية في اطار سوريا الديموقراطية التعددية التشاركية الموحدة بل يرغبون مغالين كرد مثلهم وعلى نفس خطابهم والنتيجة تدمير البلاد وضرب الوحدة الوطنية في القرن الحادي والعشرين مازال في بلدي وبكل أسف من يعجز عن تعريف الشعب السوري ومعرفة مكوناته بأمانة وموضوعية .









387
ردا على " السياديين الجدد "

صلاح بدرالدين

ردا على أقلام (كردية ) مسخرة  لصالح سياسات نظام الأسد تعتبر التدخل العسكري التركي وكأنه المرة الأولى تنتهك فيها السيادة السورية نقول : أن أول من مهد وعمل على خرق السيادة الوطنية هو نظام الاستبداد غير الشرعي عندما واجه الغالبية الساحقة من السوريين بالحديد والنار والقتل والدمار واستجلب الجيوش الايرانية والروسية ومسلحي الميليشيات المذهبية من لبنان والعراق وحتى أفغانستان وهو من استحضر الجيش التركي الى جرابلس الآن والكثير من المناطق والبلدات السورية منذ أن وقع اتفاقية أضنة الأمنية – العسكرية لعام 1998 .
  و" السيادييون الجدد " من أنصار – ب ك ك – والموالون في الوقت ذاته لنظام الاستبداد والمتباكون بحرقة وحرص " وطنجي " لامثيل له لايشيرون في هذا المجال من قريب أو بعيد الى مسؤولية النظام ويتجاهلون عمدا جملة الاحتلالات الرسمية والميليشياوية المأذونة من النظام اللاشرعي بل يتناسون أن – ب ك ك – كحزب كردي – تركي هو من منتهكي هذه السيادة عندما جلب الآلاف من قواته العسكرية من جبال – قنديل – الكردستانية العراقية المنتهكة السيادة أيضا من جانبه منذ عقود الى المناطق الكردية السورية من دون موافقة الغالبية الكردية السورية وقوى الثورة والمعارضة فقط بدعم واسناد النظام وحليفه الايراني .
  نعم دخول الجيش التركي الى الأراضي السورية هو نوع من الاحتلال بدون شك من منظور القانون الدولي ومفهوم السيادة الوطنية بالرغم من أنه جاء كدعم لاحدى " الدول الصديقة " للشعب السوري بحسب التصنيفات السابقة من جانب المؤتمرات الدولية بشأن الملف السوري وأدبيات المعارضة السورية الراهنة وبعض قوى الثورة السورية وبطلب منها وبالضد من خطط نظام الاستبداد وتنظيم – داعش - وكما أرى فان سيطرة الدولة الأجنبية روسيا الكاملة العسكرية والسياسية على مقاليد السلطة والقرار في بلادنا تجعل كل حديث عن الاحتلالات وآخرها التركي نوعا من الفذلكة ليس الا .
 تضليل آخر يمارسه " السيادييون الجدد " فهم اعتبروا تحرير – منبج – من داعش وبتدخل أجنبي عبر الطيران والمشاة من الخبراء والمدربين والاختصاصيين ( أمريكي وأحيانا روسي ) أمرا طبيعيا أما تحرير – جرابلس – بدعم أجنبي تركي فانه احتلال مقيت يجب مقاومته ومن أجل استثارة الغرائز وجلب العواطف والتغطية على ولائهم لسياسة نظام الاستبداد يحاول هؤلاء تصوير المشهد  بمثابة الضربة القاضية ( لمشروع قومي كردي سوري ) كان قيد التنفيذ في حين أن الغالبية الساحقة من كرد سوريا وشركائهم في الوطن وأشقائهم في الجوار لاعلم ولاصلة لهم بهذه الادعاءات المزعومة فقط يمكن القول أن هناك دائما خطط تضعه التيارات المغامرة في الحركة الكردية وخصوصا – ب ك ك – تخدم مصالحها الحزبية الضيقة المرتبطة بمحاور اقليمية على شكل كانتونات حزبية مفروضة قسرا غير مقبولة بل مرفوضة من الوطنيين الكرد في كل مكان .
  لقد بلغ الجحود بهؤلاء " السياديين الجدد " الى نشر الشكوك حول زيارة الرئيس مسعود بارزاني الى أنقرة واتهامه مواربة في الضلوع با ( المؤامرة التركية ) ضد المشروع القومي الكردي في حين أنها لم تكن زيارته الوحيدة الى بلد من اكبر البلدان الشريكة اقتصاديا مع الاقليم الكردستاني الى جانب قيامه منذ عقود بدور الوسيط بين تركيا وكردها في سبيل تحقيق العملية الحوارية السلمية وحل القضية الكردية هناك بناء على طلب كل من الحكومة التركية وزعيم حزب العمال الكردستاني التركي السيد عبد الله أوجلان .
  كما بلغ الخيال بهؤلاء " السياديين الجدد " المزدوجي الولاء وبينهم من يعيش بين ظهراني شعب الاقليم ويستلم الرواتب الخيالية من مؤسسات الاقليم في ظروف الأزمة المالية الى اعتبار زيارة رئيس الاقليم متزامنة مع زيارة مزعومة لزعماء سنة عراقيين لحبك ( الخطط والمؤامرات !!) على الحكومة العراقية ولمنع " الحشد الشيعي " من المشاركة في تحرير الموصل وللوقوف وراء تركيا ليكون لها شرف طرد – داعش – من محافظة نينوى في حين كان نفس هؤلاء الزعماء السنة وفي توقيت الزيارة اما في السليمانية أو في استقبال قيادة – أوك – في بغداد فهل من تضليل يفوق أكاذيب هؤلاء ؟.
  " السيادييون الجدد " هؤلاء وقبل انتهاء زيارة الرئيس بارزاني لأنقرة وقبيل مؤتمره الصحافي وقبل صدور أي بيان من الوفد الرسمي المرافق أعلنوا عن فشل الزيارة وأنها اقتصرت على بندي محاربة داعش ومدارس – غولن – في كردستان في حين أكد الرئيس بارزاني : على بحث قضايا مهمة مع الجانب التركي – الرئيس أردوغان ورئيس الحكومة الذي وضع العلم الكردي في مكان اللقاء – تتعلق بالعلاقات الثنائية الاقتصادية والأمنية وبمختلف الأمور ذات الاهتمام المشترك بما فيها العلاقة بين أربيل وبغداد ومسألة الحرب على ارهابيي داعش ومعالجة أمر مدارس – غولن – في الاقليم بما يصون مصالح ومستقبل طلبة الاقليم كما أشار الى بحث عملية السلام التركي – الكردي ولكن تطورات مؤسفة حصلت حالت دون اكمالها وهي اشارة الى عمليات عنف وأعمال قتالية تجري بقرار من قيادة – ب ك ك – في قنديل .
  ان الحل الأمثل الوحيد لوقف النزيف والحفاظ على سلامة البقية الباقية من مواطنينا السوريين بكل مكوناتهم ووضع حد لخطط المغامرين بالدم الكردي في مختلف المناطق الكردية منها والمختلطة والأبعد وتحقيق السلم الأهلي واجراء المصالحة الوطنية الشاملة هو بازالة نظام الاستبداد وخروج كل المحتلين لبلادنا جيوش دول كروسيا وايران وتركيا ومرتزقة ميليشيات مذهبية ومغامرة غريبة أجنبية .


388
القضية السورية في مهب تجاذبات الآخرين

صلاح بدرالدين

 بعد جملة المصالحات والتحالفات الأخيرة المتسمة بأقصى درجات السرعة بين الأطراف المعنية بالملف السوري وخصوصا ( روسيا وتركيا وايران ) وماأعقبها من تصريحات وتفسيرات وبيانات التوضيح التي رسمت حدود مصالحها بصورة منفردة أو مشتركة والتي لم تخلو من تناقضات وتعارضات في التوجه العام حول سوريا القادمة المطلوبة وجودا بعد كل الخراب والدمار ونظاما بعد أن وصلت سلطة الأسد الى حافة السقوط وجغرافيا سياسية بعد الانقسامات الحادة وتزاحم قيام سلطات الأمر الواقع المحلية  ودورا بعد زوال سوريا كدولة من خارطة الفعل والتأثير نقول بعد كل ذلك تلقت المجموعات العاملة بالداخل السوري وأدوات الصراع والاحتراب ماتشبه الصدمة وبدأت تبحث عن سبل للنجاة واثبات الوجود عبر المزيد من العنف والتوجه نحو تبديل المواقع حفاظا على الذات أولا وآخرا .
 الطغمة الحاكمة في روسيا التي تشعر بأن الساحة خالية أمام توسع نفوذها وترسيخ تحكمها بالمآل السوري تحاول جاهدة في اذلال كل العقبات أمام تمددها فكانت المصالحة مع تركيا والتوجه نحو كسر الجليد في علاقاتها الخليجية وخصوصا السعودية واعادة النظر في موقفها من القضية اليمنية بعد أن أرادت استثمارها للضغط بصورة انتهازية وفي حسابات المصالح المهمة منها والأهم لم يعد نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية في سلم أولوياتها بعد أن أذلتها وداست على سيادتها باستخدام قاعدة – همدان – وبعد أن اختارت التقارب مع الغالبية السنية الرسمية بعد استخدام ايران الشيعية وميليشياتها المذهبية لأربعة أعوام في الأتون السوري .
 الادارة الأمريكية الراهنة الغارقة في سبات عميق المستسلمة أمام الهجمة الروسية بل اللاحقة بها والباحثة عن رضاها والتنسيق مع ايقاع خطواتها والتي خذلت سوريي الثورة والمعارضة قبل ذلك وصدت طلبات الجيش الحر في طلب المساعدة العسكرية لمواجهة النظام أولا وارهابيي داعش والقاعدة وأصبح شغلها الشاغل الآن – هذه القوة الأعظم - التعامل مع أحزاب ومجموعات مسلحة فالتة من عقالها وغير مؤتمنة بذريعة الحرب فقط وحصرا على – داعش – حتى لو مدت أياديها الى من هو أكثر ارهابية من – داعش – أو سببا في ظهور – داعش – أو مكملا لدوره في قادم الأيام .
حكومة تركيا – الأردوغانية – التي كاد الانقلاب العسكري الفاشل الاطاحة بها أسرعت في اعادة انتاج نفسها واكتشاف مستجدات الملف السوري الذي ينبىء بشبه غياب الحليف الاستراتيجي الأمريكي وصعود الدور الروسي سرعان مامدت أيادي المصالحة الى – العدو الروسي  – التاريخي والراهن واختيار طريق أولوية المصالح الاقتصادية التي تربو قيمتها على ( 100 ) مليار دولار وتخريج الصفقة تحت عنوان الحل السلمي لا العسكري للقضية السورية على قاعدة اتفاقية فيننا القاضية بمشاركة الأسد في المرحلة الانتقالية وعدم لعب أي دور ( في مستقبل سوريا !! ) والأمر الأهم لتركيا في تلك الصفقة هو سهولة الموافقة الروسية على وحدة سوريا وظهور عدم وجود أي التزام روسي رسمي بالعلاقة مع – ب ي د – التي طال ما طبل لها الأخير.
  نظام جمهورية ايران الاسلامية الذي أخفى قلقه البالغ على المصالحة التركية – الروسية حاول الظهور بمظهر المشجع والاستعداد ليكون الضلع الثالث في التحالف الجديد ولكن سرعان ما أصيب بالدهشة والمرارة بعد محاولات اقصائه من لعب أي دور في الملف السوري وثبات تركيا في حلفه الاستراتيجي مع السعودية وتوجهات روسيا في اصلاح العلاقة مع دول الخليج وتصحيح الموقف من الأزمة اليمنية ثم الاستهتار الروسي المتعمد بالسيادة المزعومة لحكام طهران بعد استخدام قاعدة – همدان – وماتلاه من تلاسنات كل ذلك سيدفع هذا النظام المذهبي الظلامي المعتدي على أمن وسلامة شعوب المنطقة الى استخدام كل ذخيرته لاثارة الفتن والحروب .
  في ظل مايجري من حولنا في الجوار والأبعد وامساك الآخرين بمفتاح تقرير مصير سوريا وشعبها فان المعارضة السورية التي ابتلت بها الثورة منذ اندلاعها لم تعد تجيد حتى الرقص المنسق على أنغام الاوركسترا الخارجية وباتت في حكم الميت سريريا بعد أن أحجمت أو عجزت عن التجديد والاصلاح وصولا الى اعادة بناء مفاصل الثورة من جديد لمواجهة التحديات الخطيرة أقلها التفاعل مع مايرسم لبلادنا سلبا أو ايجابا وليس أمامها في الحالة هذه الا السير وفق ارادة الآخرين وبدون أي ثمن لصالح الشعب وثورته .
 جماعات – ب ي د – المرتبطة ب – ب ك ك – والتي التزمت الخط الموالي للمحور الأسدي – الايراني منذ اندلاع الثورة السورية والسائرة حسب هوى ومتطلبات مصالح الحزب الأم وقيادته العسكرية في – قنديل – وبالضد من مصالح الكرد السوريين ومستقبلهم الذي لايتجزأ من مستقبل السوريين المنشود في وطن مشترك حر ديموقراطي كانت أول الأطراف التي تأثرت سلبا من التطورات الجديدة المتسارعة وهي الآن أمام مفترق طرق : اما الاعلان عن تخطئة نهجها والانضمام الى صف الشعب السوري وثورته ومواجهة نظام الاستبداد ليس عسكريا فحسب بل سياسيا أيضا والتصالح مع نفسها أولا ومع الكرد السوريين وفك الارتباط عن حزبها الأم كما فعلت – جبهة النصرة – مثلا أو ستبقى في دائرة الشبهة والريبة وسينظر الى كل مواجهاتها العسكرية مع توابع النظام على أنها سوء تفاهم بين أفراد العائلة الواحدة وأن حروبها تهدف الى افراغ المناطق وتعزيز سلطة الحزب الواحد الدكتاتورية بالاتفاق مع نظامي ايران والأسد .
  ان تشخيص الحقائق والوقائع مهما كانت قاسية وسلبية لايعني الاستسلام لها بل هو الخطوة الأولى نحو البحث عن سبل لتفادي ماهو قائم وتغييره نحو الأفضل عبر المزيد من المراجعة واللجوء الى الطرق المشروعة في اعادة البناء وفي المقدمة العودة الى الغالبية الشعبية مصدر الشرعيتين الوطنية والثورية في اطار المؤتمر الوطني الشامل .


389
المنبر الحر / أحداث ذات دلالات
« في: 21:13 20/08/2016  »
أحداث ذات دلالات
                                                         
صلاح بدرالدين

أمام – ب ي د – طريق واحد للتصالح مع نفسه أولا بتوضيح نهجه وتعريف هوية حزبه من دون لف ودوران ومع شعبه ثانيا بالانفتاح والعلاقات الانسانية والحوار السلمي بدون سلاح وقبول الآخر المختلف ومن ثم اعلان ماذا يريد من حقوق ومطالب من دون مواربة أو الاختباء وراء مصطلحات قابلة لتفسيرات عديدة ومتناقضة ومع وطنه ثالثا – بالسورنة بدلا من القندلة - وبالاصطفاف مع الشعب السوري وثورته وضد نظام الاستبداد وبدون ذلك لايمكن الوثوق به أو انتظار الخير منه حتى لو قصفت قواته كل طائرات النظام أعلم أن الكثيرين سيعتبرون طرحي هذا ضربا من المستحيل ولكن لاأرى غير ذلك .
-   2 -
 مخططوا سلطة الأمر الواقع المنقادة من – ب ي د – في حربهم النفسية على معارضيهم من غالبية الشعب الكردي في حملات الملاحقات والاعتقالات ( النابعة طبعا من الخوف والقلق وعدم الثقة بالنفس ) يهدفون اشغال الناس بأمور جانبية وابعادهم عن جوهر الصراع الرئيسي مع مشروع النظام وشبيحته وتحويل مسائل اعتقال مجموعة الى الشغل الشاغل وقضية القضايا في حين أن غالبية كرد سوريا ومن معهم من المكونات الأخرى الوطنية ( مسيحييون وعرب وتركمان ) هم رهائن وأسرى وفي حكم المعتقلين لدى أجهزة – ب ي د – القمعية وشركائها من أجهزة النظام وبدلا من تحويل مسائل فرعية الى رئيسية كما خطط له يجب معالجة الأهم والبحث عن سبل الانقاذ في تحقيق البديل عبر الحوار النقدي الجاد وبذلك نكون أوفياء لمعتقلينا .
-   3 -
كل سياسي سوري معارض يتردد في تشخيص موقف روسيا المعادي للشعب السوري وثورته حتى من باب " الاستفهام " يوضع بجانب اسمه اشارة ( الاستفهام ! ) وكل من يعتبر أن الروس " محتلون " لبلادنا ويلتقي بهم من دون تخويل الاجماع الثوري – الوطني ليس الا – فيشي سوري – والذي يعير المعارضة بعدم استقلالية القرار حتى لو كان صائبا ويمارس لعبته في عاصمة معروفة بشراء الذمم وحمل سيف الاسلام السياسي مكشوف حتى لو تستر بعلم الفلك وكوكب الشمس وأوقات الشروق والغروب .
-   4 -
في هذا اليوم الذي يصادف الذكرى السبعين لولادة الحزب الديموقراطي الكردستاني – العراق الذي أسسه وترأسه القائد الراحل والزعيم الكبير مصطفى بارزاني نقف باجلال أمام انتصارات بيشمةركة نهجه ضد ارهابيي – داعش – وتحريرهم لمعظم منطقة سهل نينوى الكردستانية شرقي الموصل ( نحو مائة كيلومتر مربع ) التي كانت تتبع لحكومة اقليم كردستان قبل أن يحتلها مسلحو التنظيم الارهابي قبل نحو عامين بتواطىء من بعض رؤوس مراكز القوى المذهبية المسيطرة على مقاليد السلطة في بغداد هذه الانتصارات ماهي الا خطوات عملية تمهد لتحرير مدينة الموصل والبقية الباقية من ريفها قريبا وهي انتصار للشعب العراقي بكل مكوناته .
-   5-
طرد تنظيم – داعش – الارهابي من أية منطقة سورية ومن جانب أي كان حتى لو لم يكن جزءا من الثورة السورية عمل مبارك وينطبق ذلك المبدأ على – منبج – وغيرها وفي الوقت الذي أحيي فيه كل من قاتل وساهم في تنظيف المدينة وبينهم مقاتلون كرد أرى أن شروط التحرير لن تكتمل الا بعودة الأهالي الى منازلهم معززين مكرمين وادارة مدينتهم بأنفسهم من دون تدخلات حزبية وفئوية وانسحاب المسلحين من كل الأطياف ومنع قوات النظام من الاقتراب وأن لايخلق اخلاء أي مكان من – داعش – حساسيات أو اثارة فتن قومية بين أبناء الوطن الواحد كما حصل في أماكن أخرى بل يجب أن يعزز ذلك أسس الوحدة الوطنية في مواجهة الاستبداد .
-   6 -
هناك العديد من المواقف والقراءات المتباينة والمتناقضة حول معركة حلب ومبدأ حرية الرأي يدفعنا الى احترامها جميعا ولكن مالفت نظري في الأيام الأخيرة نزوع البعض من – الفيسبوكيين - الى البحث عن أعداد الاعجاب باطلاق المزايدات مستغلا الظروف المعيشية والنفسية الصعبة للسوريين أقول لهؤلاء قليلا من الصدقية والوفاء وبعضا من الشجاعة الأدبية فقوانين حركات التحرر وثورات الربيع تظهر تحالف القوى الاجتماعية المتباينة والتيارات السياسية المتخاصمة في وجه العدو المشترك لمراحل معينة ( الاتحاد في اطار الاختلاف ) ( وهنا أستثني الجماعات الارهابية ) وتحديد الأولويات وفي الحالة السورية أرجحية مهمة اسقاط نظام الاستبداد وطرد الغزاة المحتلين على مهمة التصدي لمن نختلف معهم في الفكر والثقافة .


390
في رثاء أتباع" العويل والنواح "
                                                       
صلاح بدرالدين

  من الظواهر القاتلة لحركات المعارضة الوطنية أينما كانت وحيثما وجدت الانتقال من الفعل المبادر الى ردة فعل العدو والخصم والانشغال بالأمور الثانوية على حساب القضايا الأساسية بالوقوع بالشباك المنصوب وابتلاع الطعم الذي يؤدي الى شلل في التفكير وعدم اتزان في الأفعال واضاعة بوصلة التمييز بين الاستراتيجية والتكتيك والمهم والأهم بحيث تغدو في هذه الحالة معارضات حسب طلب المقابل ومقاسه المناسب تدور في فلكه وتساعد على استمرارية بقائه من حيث لاتدري ومن ثم تبدأ باستخدام خطاب العويل والاسترحام نثرا وشعرا وطلب النجدة وفي أغلب الأحوال من دون مجيب أو معين  .
 هذا هو حال الجزء الأكبر من المعارضة السورية التي صادرت قرار الثورة ونصبت نفسها وصيا وممثلا شرعيا أوحد منذ اندلاع الانتفاضة الثورية التي دخلت عامها السادس والتي لم تلتزم قيد أنملة بأهداف الثورة وشعاراتها بل جاءت للجم اندفاعة الثوار الذين حسموا أمرهم حول مسألة اسقاط الاستبداد وذلك عبر الالتفاف على الهدف الرئيسي والتسكع أمام عواصم أنظمة الدول المانحة بشروط وتكييف أهداف الثورة حسب رغباتها ومصالحها الآنية والمستقبلية التي لاتتوافق مع الحل الجذري للقضية السورية والشروع في تقديم التنازل تلو الآخر وصولا الى قبول وجود النظام بكل مؤسساته وممارسة سياسة رد الفعل على مبادرات النظام وحلفائه والالتهاء بقشور القضية السورية والابتعاد شيئا فشيئا عن كل ماجوهري وأساسي .
أما حال أحزاب ( المجلس الوطني الكردي ) بهذا الصدد في معارضتها " الافتراضية " لحزب – ب ي د – الفرع السوري لحزب – ب ك ك - وسلطتها الأمر الواقعية بزعم ( التمثيل الشرعي الوحيد )  فيبدو المشهد – دراميا -  بعد حملات الاعتقال والتسفير وقد حان الوقت كما أرى لمكاشفة الجماهير الكردية السورية وكل الشركاء في الوطن ورفاق درب الثورة وجميع الأشقاء في الجوار وخصوصا باقليم كردستان العراق من شعب وقيادة الذين قدموا الكثير لكرد سوريا على الأصعدة الانسانية والعسكرية والسياسية ليس بالحقائق القديمة والحديثة حول التقصير فحسب بل بصدد البديل الأمثل من أجل الانقاذ والتجديد والخلاص من الحالة المزرية .
 منذ البدء قام – المجلس – قبل نحو خمسة أعوام لحاجات الآخرين السياسية على قاعدة هشة بقرار سياسي ثنائي ( النظام ورئيس العراق آنذاك ) من أحزاب مأزومة تفتقر للبرامج السياسية الواضحة والقاعدة التنظيمية الصلبة ومن دون مشروع قومي – وطني أو موقف واضح حاسم تجاه الثورة الوطنية ودور الكرد في عملية التغيير الديموقراطي ولهذه الأسباب لم يملأ المجلس الفراغ الناشيء بفعل الانعطافة العميقة في الوضع السوري ولم يواكب التطورات واستعدى تنسيقيات الشباب والتقى بذلك مع خطط النظام بازاحتهم ولم يحظ بالاجماع الكردي في حدوده الدنيا وعجز عن وضع أسس سليمة للتعاطي مع الثورة ثم المعارضة وتسبب في سيطرة جماعات – ب ك ك – بمساعدة كل من ايران ونظام الأسد على كل المقدرات .
  خلال السنوات الماضية وبالرغم من كل أوجه الدعم المعنوي والمادي والغطاء السياسي من جانب اقليم كردستان العراق و- الائتلاف – وأطرافا دولية أخرى لم يفلح المجلس في شق طريقه وبلورة برنامجه وارساء المشروع القومي – الوطني كما أخفق في استيعاب الجماهير الكردية من الجيلين المعاصر والمواكب للحركة الكردية والناشيء من ناشطي الحراك الثوري وتنظيم صفوفها التي هي بطبيعتها وقبل ظهور المجلس مشدودة تاريخيا الى نهج البارزاني وعلى استعداد لأداء واجباتها القومية ولكن المجلس بضعفه وفشله وانقسامه خذل ذلك الجمهور الواسع وأوقعه في الحيرة وأودى به الى التشتت وفقدان الثقة من الصعب استرجاعها .
  عادة في ظروف الشدة والقهر وتفاقم الأزمات كما تعيشها الآن الساحة الكردية السورية تلجأ الحركات الوطنية الأصيلة الحية الى الشعب وتستمد منها قوة المقاومة والكفاح السياسي ولكن في حالة – المجلس – غير المرحب به  في قوانين سلطة الأمر الواقع  ويتعرض مسؤولوه الى الاعتقال والتسفير لم نلمس منه حتى الدفاع السلمي في حدوده الدنيا عن النفس وظهر عاريا غير محصن لامن أعضائه ولا من الجماهير الشعبية سلاحه الوحيد الخطاب المتبع العتيد النواح الطالب للنجدة والاسترحام والبارع في الاسترسال بمظلوميات لاآخر لها .
  كما لم نلمس ومن متابعاتنا منذ أعوام حقيقة قضايا الخلاف هذا ان وجدت كل ما أعلن ودون في اتفاقيات – المجلس وب ي د – الموقعة من الطرفين لايعدو نسب المحاصصة وتقاسم السلطة والمنافع ومسؤوليات الادارة والتمثيل فيها ولم يتم التوقف على خلاف سياسي بخصوص النظام والثورة والقضية الوطنية واذا كان الأمر كذلك فلاعلاقة مباشرة  للشعب الكردي والجماهير الوطنية وقضاياها المصيرية بصراعات الأحزاب وهي محيدة بالأساس ومغيبة ولن تضحي من أجل هذا الشخص أو ذاك أو هذه المنظمة الحزبية أوتلك .
  مع كل الادانة للاجراءات التعسفية لميليشيات – ب ي د – ضد مسؤولي وأعضاء – المجلس – أرى بضرورة الحيلولة دون نجاح خططهم وخاصة محاولاتهم اشغال الرأي العام والكردي خاصة في مناطق سيطرتهم بين الحين والآخر بمسألة المعتقلين للتغطية على خطاياهم أولا وعدم اهتمام الناس بالأمور الأساسية المصيرية وفي المقدمة تعبئة الجماهير للتصدي لهم عبر التظاهرات .
  ليس أمام بقايا – المجلس الكردي – بعد سلسلة انقساماته وهزائمه وفي سلوكه الراهن المؤدي الى ترك مسؤوليه وكوادره المتفرغين الساحة قسرا أو اختيارا سوى الاعلان عن الفشل وقبول الدعوات الصادقة من الغالبية الوطنية لاعادة البناء واجراء التغييرات اللازمة على الصعيد الذاتي والبرنامج والسياسات عبر المؤتمر القومي – الوطني المنشود ويمكن في هذه الحالة أن يكون بعض أعضاء المجلس جزءا فاعلا في الاصلاح والتغيير الى جانب المستقلين والحراك الشبابي ومنظمات المجتمع المدني وسائر المناضلين الوطنيين  .
 


391
الخارج السلبي والداخل المأزوم
                                                               
صلاح بدرالدين

  لم يعد خافيا التبدلات الحاصلة في المعادلة السورية بتكامل قواعد وأسس ( الصراع في سوريا مع الصراع عليها ) مع غلبة الأخير على المشهد الراهن وبعبارة أوضح اطالة أمد عملية الثورة على نظام الاستبداد بغية اسقاطه واجراء التغيير الديموقراطي وصولا الى سوريا الجديدة المنشودة لأسباب ذاتية تتعلق بغياب القيادة الثورية المركزية وتشتت صفوف الجيش الحر وتراجع الحراك الوطني العام الذي كان الشباب محركه الأساسي وتسلق أدوات الثورة المضادة باسم المعارضة وفي مقدمتها جماعات الاسلام السياسي وموضوعية بخذلان الثورة السورية من جانب ( أصدقائها ) المفترضين وجلب النظام لجيوش الروس والايرانيين وميليشيات المذهبية السياسية الى جانب ارهابيي ( داعش والقاعدة )  ليدنسوا السيادة الوطنية ويبيدوا الشعب ويدمروا البلاد ويغيروا تركيبتها الديموغرافية الاجتماعية .
  وبعيداعن أي تفسير – تآمري – للأحداث السورية نقول أن كل الارادات المعادية للشعب السوري وطموحاته المشروعة في التحرر والخلاص بدءا من النظام المستبد وانتهاء بميليشيات ومرتزقة حزب الله وباقي الطائفيين مرورا بغزاة طغمة – بوتين – المافيوية الحاكمة بموسكو وجلاوزة ولاية الفقيه العنصرية المذهبية المتسلطة على مقدرات ايران مضافا الى هؤلاء الأعداء مكر وغدر وتردد ( الأصدقاءوالأشقاء ) المفترضين كانوا اما بالمرصاد لأي تقدم للثورة السورية ناهيك عن انتصارها أو غير مبالين لطموحات السوريين أو اخترقوا صفوف الثوار واختلقوا معارضات على مقاسهم سقفهم الأعلى الحوار والتفاهم مع النظام والتسليم بمؤسساته .
  شيئا فشيئا تتوجه الأنظار نحو الخارج ولم يعد الداخل ( معارضة ونظاما ) ضمن الحسابات دشن الأمريكان هذه الانعطافة الحادة عندما مدوا يدالتوافق لاقتسام قرار تقرير مصير سوريا مع شركائهم الروس من دون أن يتجاهلوا الحصة الايرانية من خلال الاتفاق النووي ولم يمر وقت طويل حتى أصبحت روسيا – بوتين – الدولة المنتدبة الأوحد لسوريا أو المحتلة أو المستعمرة خاصة بعد اجتياحها العسكري واقامة القواعد وتشييد المطارات الى جانب تنصيب لجان وهيئات سياسية – مخابراتية تقوم مقام – الحاكم والمندوب السامي - لادارة العمل السياسي وتفكيك صفوف الثورة وتسمية من هو معارض ومن هو ارهابي .
  يتجلى مشهد – الصراع على سوريا – بصورة فاقعة في جملة من التطورات والأحداث الأخيرة بدأت بمايشبه فك الارتباط الأمريكي مع ( الائتلاف ) كما ظهر من مجريات اللقاء الأخير بين الطرفين والاكتفاء بالحرب على – داعش – كأولوية وحيدة وحدوث سلسلة " المصالحات "  التركية – الروسية وقبلها التركية – الاسرائيلية استكملت باللقاء الدافيء التركي – الايراني وتشير الدلائل أن الملف السوري لم يتصدر القضايا الأخرى بين الأطراف المتحاورة فحسب بل شكل مادة رئيسية انطلقت منها التوافقات وبعبارة أخرى – الصفقات – التي لن تصب لصالح أهداف الثورة السورية ولن تحقق الحد الأدنى من مطامح السوريين بل تكرس مسار تبعية المصير السوري للخارج الاقليمي والدولي بمعزل عن أي دور عربي رسمي الذي يظهر وكأن الأمر لايعنيه من قريب أو بعيد .
  حتى معركة حلب التي لايمكننا الا الاعتزاز بجهود أولئك المقاتلين الذين أداروها لكسر حصار جيش النظام ومرتزقته وسائر الميليشيات المذهبية عن المدينة ونترحم على أولئك الشهداء الأبرار كانت ملحقا أو مكملا للأحداث الخارجية وللتحرك التركي في – مصالحاته - وليس محركا أو منطلقا لها بل مادة للوصول الى نوع من توازن المصالح خاصة بعد فشل الانقلاب العسكري الذي تردد بوجود صلة سورية – ايرانية غير معلنة به عبر ضباط من العلويين الأتراك وبعض أوساط – ب ك ك – الموالية للمحور الايراني السوري اضافة طبعا الى جماعة – غولن - .
 بموازاة رجحان كفة معادلة ( الصراع على سوريا ) اقليميا ودوليا وميلانها لمصلحة الطرف الروسي وتراجع الدور الايراني فان الأخير وبحسب الطبيعة الباطنية لنظامه الحاكم لن يتخلى بسهولة عن قنواته وأدواته السورية الداخلية بمافي ذلك مؤسسات النظام وتشير القرائن الى تصعيد في اللهجة الايرانية ليس تجاه الحالة السورية فحسب بل بخصوص سياسة النظام العراقية واليمنية واللبنانية والموقف تجاه كردستان العراق خصوصا عشية معارك تحرير الموصل وينعكس ذلك التشديد على جميع حلفائه وأدواته بالمنطقة . 
  وبحسب المعلومات الواردة المستقاة من اجتماعات قيادة – ب ك ك – في قنديل ( التي تقود تنظيماتها وفروعها في العراق وايران وسوريا اضافة الى تركيا ) حيث تم الابقاء على القيادة السابقة التي تورطت في الكثير القضايا فان التصعيد ظل سيد الموقف ضد المؤسسات الشرعية في اقليم كردستان العراق والانغماس أكثر في الشؤون الداخلية للاقليم والدخول طرفا في خلافاته السياسية الى درجة بناء التحالفات مع مراكز القوى المذهبية في بغداد المعادية لمصالح شعب الاقليم والمضي في السياسة الخاطئة المدمرة المتبعة من جانب – ب ي د - في سوريا تجاه الكرد والثورة والقوى الوطنية والتحضير لجولات عنف جديدة في تركيا لن تنتج عنها سوى الدمار .
 مازلنا نرى أن اعادة التوازن الى الاختلال الحاصل واعادة تكريس معادلة ( الصراع في سوريا ) على قاعدة مبادىء وأهداف الثورة السورية وانقاذ الملف السوري كقضية وطنية ديموقراطية من خطط ومشاريع القوى المتصارعة على النفوذ بمنطقتنا والتمهيد لخلق أرضية مناسبة لحوار الشركاء بالداخل السوري لن يتم الا بانعقاد المؤتمر الوطني السوري الجامع لكل المكونات والأطياف والتيارات السياسية الوطنية لاجراء المراجعة الشاملة والمكاشفة وصياغة البرنامج السياسي وصولا الى انتخاب مجلس سياسي – عسكري لمواجهة تحديات المرحلة .
 

392
قراءة موضوعية لمعركة حلب

صلاح بدرالدين

    بداية يجب القول أن معركة حلب الهجومية الأخيرة المتواصلة منذ نحو اسبوع والتي لم تقتصر على فصائل الجيش الحر فقط بل شارك فيها مختلف الأطياف والتشكيلات الاسلامية المسلحة وبعضها مثار جدل  بدأت توا ولم تتوقف بعد ومهما كانت النتائج النهائية حيث نتمنى لها الانتصار ودحر جيش النظام والقوات الأجنبية المعادية الموالية له وبما أن المعركة المتواصلة أثارت العديد من التساؤلات ومازالت فمن المفيد المساهمة في تفسير هذا الحدث المفصلي في مسلسل الصراع الدائر منذ أكثر من خمسة أعوام بمناقشة جملة من التساؤلات بعضها متفائل وأغلبها يتوزع بين الشك والحذر الى درجة الريبة ومن أبرزها :
   يعتبر البعض أن مايجري بمثابة دفاع مشروع عن الأرض والشعب ومحاولة لفك الحصار عن ثاني أكبر مدينة سورية بعد أن دفع النظام بكل قواه لاحتلالها بدعم روسي وايراني وميليشياوي مذهبي بغية اسكات أصوات مواطني المدينة الثائرة وتغيير ميزان القوى العسكرية للاجهاز على قوى الثورة في كل مكان وتنفيذ مشروعه التدميري التقسيمي وصولا الى انهاء القضية السورية كمسألة تحرير وتغيير واسقاط للاستبداد واعادة بناء سوريا الديموقراطية التعددية الجديدة واعتبر هذا البعض ومن هذا المنظور أن معركة حلب مفصلية واستراتيجية وأن أي نصر يحققه المقاتلون بمثابة انتصار للشعب السوري ومبادىء ثورته وهزيمة لقوى الأعداء .
  أما البعض الآخر فيسلك منحى آخر ويثير المزيد من الشكوك كالقول أن القيادة الفعلية المحكمة لمعركة حلب بأيدي الفصائل الاسلامية المتشددة ومن ضمنها – جبهة النصرة – الموسومة بالارهاب كجزء من منظمات القاعدة والتي غيرت اسمها شكلا الى – فتح الشام - وفكت ارتباطها – اعلاميا – عن قيادة القاعدة وهذا يعني حسب هذا البعض الالغاء النهائي لدور الجيش الحر بعد احكام طوق الحصار المالي والتسليحي عليه منذ أعوام وكان المبادر مبكرا الى الثورة والالتحاق بصفوف الشعب والمعروف بطابعه العلماني والمتمسك بموقف اسقاط النظام والمناوىء للاسلام السياسي كل ذلك بهدف ايجاد قوى عسكرية تقبل بالحلول المطروحة وتدعم مسار الهيئة التفاوضية .
  ويزيد هذا البعض أن عملية تلميع –جبهة فتح الشام – وقائدها الجولاني واختياره لقيادة فك الحصار عن مدينة حلب قد يكون جزءا من ثمن متفقا عليه ( برعاية دولة خليجية غنية ) مقابل فك الارتباط عن – منظمات القاعدة – ومن ثم الانحياز الى جانب – الهيئة التفاوضية – كقوة عسكرية تابعة لها وتطبيع علاقاتها مع المحيط المعارض ودمجها في العملية السياسية بعد ( سورنتها ) واعتبارها جزءا من الثورة وفي سياق متصل يعتقد ذلك البعض أن تركيا شاركت بصورة غير مباشرة في – تكريم – الجولاني دورا وتسليحا ليس لفك الحصار فحسب بل لتحرير مدينة حلب كاملة وذلك ( كحلوانية ) بعد فشل الانقلاب العسكري التركي ويذهب الخيال بهذا البعض الى اعتبار مايجري بمثابة مقايضة خليجية – روسية لحل قادم بمعزل عن مشاركة امريكية مباشرة واستبعاد لدور ايران .
     طبعا كماأرى لايمكن استبعاد حصول ( تفاعلات وصراعات اخوانية داخلية ) ومن المحتمل ان تكون صفقة لتقارب النصرة والاخوان المسلمين الى درجة الاندماج ( تسمية المعركة باسم الضابط الاخواني ابراهيم اليوسف الذي قتل العشرات من طلاب كلية المدفعية بنفس المكان بدافع مذهبي مدان اشارة الى مانقول ) حيث أن فشل الاخوان في مصر وتونس وليبيا وتململ قواعدهم وتحولات الحزب الاسلامي الحاكم في تركيا نحو المزيد من الانفتاح في معركته لاستئصال جماعة – غولن – المحافظة بآيديولوجيتها الاخوانية المتزمتة قد يطرح نوعا من التفاعل مع المستجدات والاستقواء بجماعات جديدة  كضرورة للبقاء والاستمرارية .
  ولكن من جهة أخرى  مهما كانت الأهداف غير المرئية وغير المعلنة من معركة حلب فانها بنتائجها السريعة والتي لم تنتهي بعد في دحر قوى النظام وأعوانه وفك ثغرة بالحصار بعد مواجهات شجاعة وثمن باهظ من أرواح الشهداء فهي خطوة مباركة هامة متقدمة صحيح هناك فصائل اسلامية قد نختلف معها الى درجة التناقض ولكن الأولوية هي لجهود اسقاط نظام الاستبداد ومشاركة تلك الفصائل بمعركة حلب ليست بجديد فهي متواجدة وفاعلة رغم كل ملاحظاتنا منذ باكورة الثورة  .
  معركة حلب – حتى اللحظة – ماهي الا محاولة في استرجاع مااحتله جيش النظام وأعوانه من الغرباء ( حزب الله – ايران – ميليشيات مذهبية عراقية ) معززين بمشاركة روسية في القصف الجوي وهي ليست في ماوصلت اليه حتى الآن عملية تحرير شاملة لمدينة حلب وريفها رغم أن ذلك في عداد الهدف الرئيسي لكل ثائر .


393
اقليم كردستان أمام التحديات
صلاح بدرالدين

    كرد المنطقة والعالم والحريصون من شركائنا العرب والقوميات الأخرى على علاقات الصداقة والعيش المشترك بسلام ووئام بين شعبينا الكردي والعربي في العراق والبلدان الأخرى وكل المهتمين بالحلول السلمية لقضايا بلداننا الاجتماعية والاقتصادية والقومية وفي المقدمة القضية الكردية يواكبون باهتمام التجربة النموذجية الأولى في الشرق الأوسط في حل المسالة الكردية المتجسدة في الحل الفدرالي الدستوري التوافقي باقليم كردستان العراق الذي يعد من جهة ثمرة كفاح شعب الاقليم منذ عقود طويلة وموضع اعتزاز عرب العراق وقواهم الوطنية في هذا الانجاز الكبير وموضح ارتياح أحرار المنطقة كخطوة نحو السلم الأهلي وجواز تعايش الأقوام في بقعة متعددة الأقوام والأديان والمذاهب وحبلى بالمفاجآت وعامل ايجابي في الاستقرار وقطع الطريق على دعاة الحرب ومخططات قوى الشر والارهاب .
  وعلى قدر الأهمية الاستراتيجية الشاملة للنموذج القائم في الاقليم وصلته الوثيقة بمصير العراق وكرده وكرد المنطقة عموما والعلاقات بين فسيفساء الشعوب ببلداننا ومسألة محاربة الارهاب وآفاق البناء واعادة الاعمار وتحقيق السلام والوئام هناك جملة من التحديات الماثلة تتهدد التجربة الرائدة تلك وأولها على الاطلاق مسألة تطويرها وتعزيزها وأيضا منها داخلية وأخرى خارجية بعضها يتعلق بالعوامل الذاتية والموضوعية والبعض الآخر تستهدفه مخططات قديمة – جديدة اقليمية وفي الجوار وسنحاول قراءة وتشخيص وتقييم تلك التحديات في المحاور التالية : 
  أولا –  التجديد والاصلاح
   بالرغم من كل مايحيط بالاقليم الكردستاني من مخاطر الارهاب والتهديد – الداعشي – والحصار الاقتصادي والسياسات العدائية من مراكز القوى المذهبية المتحكمة بالمركز الاتحادي ببغداد الا أن عملية الاصلاح الاداري والمالي ومحاربة الفساد وتفعيل البرامج التنموية والخطط الاقتصادية الآنية والبعيدة المدى يجب أن لاتتوقف لأنها تشكل الآلية الفاعلة في الصمود أمام كل أنواع الحصار والتضييق على التجربة التي تعتبر فتية في عالم حرية الشعوب وبناء الدول والكيانات ولاشك أن هناك قضايا شائكة يجب مواجهتها دون تردد وخاصة المتعلقة منها بجوانب حياة شعب كردستان الذي يضحي بالغالي والنفيس منذ أكثر من قرن من الزمان ويستحق الحياة السعيدة والعيش الكريم ونقصد هنا عدة أزمات مثل الرواتب والكهرباء والمياه والخدمات الصحية وارتفاع اسعار السلع الاستهلاكية وفي هذا المجال فان الحكومة والمؤسسات الشرعية المنتخبة هي المنوطة بأداء تلك الوظائف والواجبات لخدمة الشعب الذي انتخبهم ومنحهم الثقة وليس من الجائز التمسك الصارم بشعار ( كل شيء من أجل المعركة ضد داعش والارهاب ) لأن تأمين مستلزمات وشروط صمود الشعب هو أهم المعارك والأولوية له في أوقات السلم والحرب لذلك فان ماوعد به السيد رئيس اقليم كردستان في هذا الجانب من الآمال التي يعقد على تحقيقها الشعب ويتمسك بها .
  ثانيا -  وحدة الصف الداخلي
  دائما وأبدا وطوال تاريخ نضال الشعوب وفي تراث حركات التحرر الوطني يتم اللجوء الى الشعب وقت الملمات وخلال نشوب الأزمات وليس خافيا أن الوضع الراهن لاقليم كردستان العراق ليس في أحسن أحواله واذا كان شعب الاقليم بمكوناته وأطيافه على امتداده الجغرافي موحد وفي مصير مشترك واحد فان أحزابه وتياراته السياسية ليست على وفاق خاصة وان  المجموعات والفئات المغامرة التي سلمت أمرها اما لمراكز القوى المذهبية في العراق أو الموالية للجارة الثقيلة الدم – ايران – تختلق الذرائع لاثارة الفتنة الداخلية والتمرد في وجه الشرعية والتلويح بورقة التمرد على حكومة الاقليم ومؤسساته عبر اعلان الأقاليم والكانتونات الاضافية خاصة في هذا الظرف الدقيق والخطير الذي أشرنا اليه أعلاه من دون أن تتعظ تلك الجماعات الحزبية المغامرة الفئوية – المناطقية - من دروس تاريخ تجربة الاقليم بالذات منذ ثورة ايلول الوطنية مرورا بمنتصف ستينات القرن الماضي وحتى الآن عندما انتصر وصمد النهج الوطني الديموقراطي المعتدل بقيادة البارزاني الكبير وأثبت جدارته القيادية وأصالته ومبدئيته وتميزه .
  ثالثا -  مواجهة الارهاب
 الوقوف في وجه الارهاب لايقتصر على محاربته بالسلاح فقط بل بالفكر والموقف السياسي والثقافة وبالارادة الشعبية هناك دائما وفي شرقنا بالذات تتحارب الجماعات المغامرة والارهابية في مابينها لمرحلة ما وسرعان ماتتلاقى أو تحل فئة محل أخرى للافتقار الى منهجية وخلفية وبرنامج مابعد دحر الارهاب وفي مجريات الأحداث الماضية أي قبل عامين عندما تم احتلال الموصل بتواطيء من مراكز قوى مذهبية ببغداد وترتيب معين من محور ( دمشق – طهران ) كانت وجهة مسلحي – داعش – صوب أربيل العاصمة الفدرالية خاصة اذا علمنا أن جل قيادات هذا التنظيم الارهابي من الضباط البعثيين الصغار في عهد المقبور صدام حسين والذين يحملون مواقف قومية عنصرية شديدة العداء للكرد وقادتهم وخصوصا رئيس اقليم كردستان المؤتمن على مصير شعبه وبالنسبة للارهابيين ومموليهم وموجهيهم من أجهزة أنظمة المنطقة المقسمة للشعب الكردي فان أهدافهم الرئيسية هي القضاء على منجزات شعب كردستان وتصفية أو اضعاف القيادة التاريخية التي تحظى بقبول واحترام ليس شعب كردستان فحسب بل القوى الاقليمية والدولية أيضا والذي قرر محاربة الارهاب عندما واجه ارهاب دولة البعث واتفق مع التحالف مبكرا عشية اسقاط الدكتاتورية حول وسائل وآليات وسياسات محاربة الارهاب .
  رابعا -  استحقاق تقرير المصير 
  يمكن لأي شعب كحق مكتسب أساسي بمافيه شعب كردستان العراق أن يقرر مصيره الاداري ونظامه السياسي بالشكل الذي يرتأيه ويتم ذلك بارادة الغالبية فاالصيغة الفدرالية الراهنة التي أقرها المجلس الوطني الكردستاني ( البرلمان ) بعد انتخابات عام 1992 أي منذ مايقارب ربع قرن قد تكون بأمس الحاجة الى اعادة نظر وتطوير وصولا الى صيغة تناسب طموحات جماهير كردستان وتستجيب لحاجاتها وأمنها الاقتصادي التنموي الذي يتطلب استثمار خيرات الاقليم لمصلحة شعبه وكل العراق بمعزل عن تحكم مراكز القوى في العاصمة الاتحادية التي ضربت رقما قياسيا في النهب والفساد والتبعية لايران وتتواءم مع التبدلات المتسارعة على الصعيدين الاقليمي والدولي وتتماشى مع متطلبات اعادة البناء ومنذ أعوام ينادي رئيس الاقليم بضرورة اللجوء الى رأي الشعب وقراره بهذا الخصوص أي استفتاء شعب كردستان بشأن حق تقرير المصير والصيغة المناسبة للمستقبل وذلك بالتوافق والتفاهم مع الشركاء العراقيين وتصرف القيادة السياسية بشأن تحقيق قرار الشعب وتتنفيذه في الظرف المناسب والأهم في الأمر هو معرفة مايقرره الشعب حول مستقبله بحرية تامة ولكن حتى هذه الرغبة المشروعة من جانب رئيس الاقليم تصطدم باعتراضات بعض الأحزاب والتيارات المغامرة وتعمل منذ الآن على محاولة عرقلة تلك المساعي النبيلة الصادقة تارة باثارة الفرقة والانقسام وتارة باللجوء الى مراكز القوى المذهبية المتحكمة بواردات العراق وتارة بتحريض دول الجوار ان استكمال خطوات تطوير التجربة الفدرالية نحو صيغة أرقى واجب قومي ووطني لصالح الكرد والعراقيين جميعا .
   والمعترضون من الأحزاب والجماعات المغامرة على دعوة الرئيس مسعود بارزاني للاجتماع والنقاش والتباحث في مسألة اقرار توقيت عملية الاستفتاء وتوفير شروط اجرائه بنجاح يعملون بالوقت ذاته على الاساءة لموقع الرئاسة واعاقة التفاهم الداخلي وضرب الشرعية والمؤسسات الدستورية والقانونية كما يسيئون الى دور الاقليم الوطني والاقليمي والدولي في مواجهة الارهاب وتحضيرات البيشمةركة لتأدية واجباتها في تحرير الموصل ومناطقها وترسيخ سلطة الاقليم على المناطق الكردستانية المحررة وكل الأماكن المحتلة كما يراهنون على اثارة المزيد من الخلافات بين أربيل وبغداد خاصة عشية التحضيرات العسكرية الأخيرة ضد داعش ومازيارة – المالكي – للسليمانية مؤخرا الا اشارة الى النيات المبيتة .
  كل ذلك لم يؤثر قيد أنملة على مضي رئيس الاقليم قدما في أداء مسؤولياته القومية والوطنية والحرص على انجازات شعبه وصيانة قواعد التعاطي الايجابي حتى مع خصومه بمافي ذلك الابقاء على أبواب الحوار مفتوحة حتى مع الذين تجاوزوا أصول النقد البناء كرئيس لكل شعب كردستان وليس لحزب أو طيف معين وفي خضم كل أنواع التعبئة الاعلامية غير المنصفة فانه ماض بتحقيق مكاسب لشعبه وآخرها الاشراف على ابرام بروتوكول التعاون السياسي والعسكري بين اقليم كردستان والولايات المتحدة الأمريكية في أربيل والذي يشكل وثيقة دولية هامة فريدة من نوعها في التاريخ الحديث تضمن الكثير من جوانب أمن وسلامة شعب الاقليم الآن ومستقبلا خاصة أمام مايحاك من جانب الدوائر المعادية للشعب الكردي عشية عملية تحرير الموصل .
 في الظروف المشخصة الاستثنائية التي يعيشها اقليم كردستان وفي الحالة العراقية الصعبة الدامية ومايجري بسوريا وكل دول الجوار من انتهاكات وتعديات وما تنفذ من مخططات جهنمية تجاه الكرد وكل شعوب المنطقة وأمام حالة التردي لغالبية الأحزاب الكردية وتراجعها واخفاقاتها ومغامرات بعضها على حساب وجود الكرد وتفريغ مناطقهم  ليس لكرد المنطقة الا التمسك " بخيار واحد " وهو التجربة الناجزة في اقليم كردستان العراق واسناد القيادة الشرعية المنتخبة هناك والوقوف صفا واحدا مع النهج الذي يسير عليه مسعود بارزاني واسناده بمساعيه الصادقة في أن يقرر الشعب مصيره واتخاذ الخطوات الاصلاحية المعلنة عنها واعادة النظر في مختلف الملفات وخاصة ملف العلاقات القومية وفي المقدمة ملف سوريا وكردها وهو أحوج مايكون الى اعادة البناء من جديد .


394
ولكن أين " الممثل الشرعي الوحيد " ؟
صلاح بدرالدين

    طبعا لم يصدق سورييوا الثورة ولو للحظة أن معارضي كل من ( المجلس الوطني والائتلاف ) على أساس - أنهم أحسن الموجودين - يمثلونهم أو يعبرون عن طموحاتهم أو مؤتمنون على تحقيق أهدافهم الرئيسية في اسقاط نظام الاستبداد واجراء التغيير الديموقراطي وبناء سوريا الجديدة المنشودة لأنهم ببساطة بكل أحزابهم التقليدية وتياراتهم ( القومية والاسلامية واليسارية ) وشخوصهم لم يخرجوا من صفوف الانتفاضة الثورية المندلعة منذ آذار 2011 والتي اكتملت شروط انتقالها الى مرحلة الثورة الوطنية بعد تفاعل واندماج الحراك الثوري الشبابي الوطني العام مع أولى موجات الجيش الحر .
 لقد وفدوا بعد مضي أشهر عديدة ولم يكونوامهيئين لمواجهة النظام وفاجأتهم الانتفاضة على حين غرة فلابرامج للتغيير ولاتحضيرات فقط – الاخوان المسلمون – رأوا فيها فرصة ذهبية لاستثمارها في سبيل تحقيق أهدافها المبيتة خاصة بعد ميلان الكفة لصالح – اخوان مصر وتونس – وبعد قرار قطر بالدعم المالي لعملية – أخونة ثورات الربيع – وقبول تركيا للرعاية جغرافيا والاحتضان وتقديم التسهيلات وقد تسللوا الى صفوف الانتفاضة ليس لأن لهم تنظيمات سرية فاعلة في الداخل السوري أو أن الحراك الثوري الشبابي يتبع لهم أو أن الضباط الأحرار الملتحقين بصفوف الشعب كانوا من خطوطهم المائلة ليس بسبب كل ذلك بل فقط كوسطاء يتم من خلالهم التمويل وقواعد الانطلاق والتموين والتسليح .
  كلنا نتذكر معاناة ضباط وأفراد الجيش الحر وماتعرضوا له من حصار مالي وتسليحي لأنهم فقط رفضوا الانتساب الى حركة الاخوان المسلمين كما نتذكر كيف حوربت تنسيقيات الشباب وحوصر الناشطون الذين كانوا يقودون فعليا التظاهرات الاحتجاجية في مختلف المناطق السورية لأنهم ببساطة كانوا مستقلين أحرار غير منتسبين للأحزاب وغير خاضعين لآيديولوجياتها فبدأوا بتفريق صفوفهم وشراء الضمائر الضعيفة خلسة وتأليبهم على البعض الآخر كما كلفوا أشخاصا لاعلان أسماء تنسيقيات جديدة لاقواعد لها كما نشروا في الاعلام أسماء منظمات وهمية ( تحت يافطات ثورية ووطنية ) وبذلك فككوا الجسم الأساسي لقاعدة الانتفاضة الثورية بل شوهوا سمعة البعض الآخر وأصبح هؤلاء المناضلين الناشطين بين نارين : السلطة من جهة والمعارضة من الجهة الأخرى .
  كل ذلك كان يحصل تحت ظل ادعاء ( التمثيل الشرعي الوحيد ) للشعب والثورة من دون الحصول على تخويلهما عبر مؤتمرات وطنية مثلا أو حتى جزء من تشكيلات الثورة والحراك الوطني العام وقد كانت النتائج كارثية : تراجع الوطنيين والديموقراطيين والعلمانيين وانحسار نفوذ الجيش الحر وانقسام تشكيلاته العسكرية وتفتتها لمصلحة صعود المنظمات الاسلامية المسلحة وكان ومازال جزءا أساسيا منها يتبع مباشرة أو بصورة ملتوية الى حركة الاخوان المسلمين التي حققت القسم الأكبر من اهدافها بسرقة الثورة وتغيير جوهرها الحقيقي وحرفها عن النهج الوطني الديموقراطي ومساعدة النظام في تحقيق خطته التي عمل من أجلها وهي اظهار الثورة للرأي العام كحركة اسلامية مسلحة ارهابية مقسمة للصفوف في مجتمع متعدد الأقوام والأديان والمذاهب .
  كرديا وعلى نفس المنوال اجتمعت الأحزاب الكردية السورية بالقامشلي بعد ثمانية أشهر على الانتفاضة بدعم واشراف رئيس العراق آنذاك الذي نسق مع الأسد وتمخض عنها( المجلس الوطني الكردي ) وكان قرار مؤتمره التأسيسي الوقوف على الحياد مسميا نفسه أيضا ( بالممثل الشرعي الوحيد للشعب الكردي ) ومتجاهلا تنسيقيات الشباب الكرد وحركاتهم الواسعة التي قادت الانتفاضة السلمية في المناطق الكردية بل بدأ بمحاربتهم الى درجة أن نسق بعضهم مع السلطات ثم انتقل – المجلس الكردي – تماما مثل نظيره السوري الى اختلاق تنسيقيات وشراء البعض وجماعات مستقلة بأسماء شتى حتى يثبت ولو نظريا أنه ( الممثل الشرعي الوحيد )  .
 المجلس السوري ثم الائتلاف ومن بعدهما مؤتمروا الرياض وتحت ظل ( تمثيلهم الشرعي الوحيد ) لم يخفقوا في تحقيق ولو بند صغير من اهداف الثورة فحسب بل أجهضوها وفي هذه الأيام على وشك انهائها وكانوا ومازالوا شهود زور على قتل السوريين وتدمير بلادهم ومحو مدنهم ومعالم تاريخهم وهم من ضربوا أهداف الثورة عرض الحائط قبل الآخرين وشرعنوا النظام وتحاوروا معه وزاروا موسكو أفواجا كمباركة غير مباشرة لتدخل الروس وعدوانهم وكذبوا على شعبنا ثم قالوا : الأمريكان ضحكوا علينا .
  في عهد ( تمثيلهم الشرعي الميمون ) راحت مناطق الثورة وعادت الى حضن النظام من القصير الى القلمون الى الغوطة الى حوران ومن حمص الى حماة الى حلب وصولا الى الحدود التركية والبحر المتوسط أما في زمن ( تمثيل المجلس الكردي الشرعي الوحيد  ) فبعد حربه غير المقدسة على تنسيقيات الشباب والمستقلين قام بتسليم كل المناطق والمدن والبلدات من ديريك الى راجو لحزب ( ب ي د ) الذي عزز عليها سلطته الأمر واقعية بدعم واسناد من سلطة نظام الأسد  أما مابقي من ( المجلس ) فمحظور وممنوع التواجد ومعظم قياداته لاجئون في اقليم كردستان العراق  .
  أليس من حق الشعب محاكمة ( ممثليه ) ؟ اما على حجم الأذية والضرر بدون حساب ان كانوا شرعيين أو على جرم التزوير وتقمص حالة غير موجودة حيث يحاكم عليه القانون . 

395
معضلة المعارضة أبعد من " التقصير "
                                                               
صلاح بدرالدين

   يكاد لايمر يوم من دون مساهمات فكرية وثقافية وسياسية نقدية من جانب الوطنيين السوريين الحريصين على ثورتهم وكل بطريقته حول تقييم أداء المعارضة وتسليط الضوء على مكامن الخلل وأسباب الاخفاقات المتتالية والدعوة الى تلافيها ومن الملاحظ أن معظم من تناول الموضوع حتى الآن ان لم نقل كلهم وبكل اسف لم يلمس لب المسألة واعتبر بعد سرد طويل ومتشعب لمسيرة المعارضة منذ نحو خمسة أعوام أن مايجري هو نوع من " التقصير " بمعنى أنه يمكن تلافيه ببساطة اما بتجنب الأخطاء أو تبديل من بيده الادارة والقرار من دون تشخيص الجهة أو الكتلة المسؤولة عن ماجرى ويجري أو الالية الكفيلة بتفادي – التقصير – واجراء التبديل المنشود بالعمق والبرنامج السياسي المطلوب لذلك  .
  ان أي تناول نقدي جاد لواقع – المعارضة – بغية التوصل الى بديل عملي على أرض الواقع في هذه المرحلة بالذات يجب وبالضرورة أن يبدأ بمقدمة موضوعية سليمة ليخرج بنتائج صحيحة وأن يتوخى الصدق والصراحة من دون مجاملات حول أسباب ومسببي الاخفاق والفشل فالأمانة التاريخية تضع على عاتق المحلل النقدي مسؤولية التمييز بين صيرورة الثورة وظهور المعارضة فالأولى كانت بالبداية كتعبير عن الارادة الشعبية الأصيلة ( المدنية والعسكرية ) بكل أهدافها وشعاراتها المعروفة والثانية كانت محاولات ( حزبوية – آيديولوجية – فئوية ) ملحقة بأطراف اقليمية داعمة مارست التسلق والاستثمار وركوب الموجة وتحولت الى مشكلة .
  أصالة وتاريخية الثورة على ضوء أهدافها في اسقاط الاستبداد والتغيير الديموقراطي واعادة بناء سوريا الجديدة  واضحة بارتباطها الوثيق بتراث ونضالات الحركة الوطنية الديموقراطية السورية التي لم تهدأ منذ ماقبل الاستقلال وواقعيتها الدينامية ظهرت عندما شكلت رافدا لموجات ثورات الربيع التي عمت منطقتنا كظاهرة شعبية تاريخية تنشد الحرية والكرامة والتغيير أما الاشكالية التي حصلت على الأقل في تجربتنا السورية فهي استغلال – التيارات التقليدية الآيديولوجية – للطابع العفوي للموجة هذه ولافتقار الفئات الشبابية التي قادت التظاهرات الاحتجاجية للخبرة والحنكة السياسية وبدلا من دعم تنسيقيات الشباب والحراك الثوري الجديد وتشكيلات الجيش الحر الملتحقة بصفوف الشعب قامت تلك الأطراف وخصوصا تنظيم – الاخوان المسلمين – بالالتفاف وقطع الطريق على الثوار والتسلط على المقدرات .
 منذ آذار 2011 وبعد أن عمت التظاهرات كل سوريا وبعد ان اكتملت صورة الانتفاضة الشعبية وانتقلت الى واقع الثورة الوطنية ذات الآفاق الديموقراطية بتلاحم الحراك الوطني الثوري العام مع مقاومي الجيش الحر كانت الأحزاب السورية بكل تلاوينها منهكة ومخترقة وعاجزة حتى عن كتابة بيان وتفاجأت بموجة ثورات الربيع وأخذت على حين غرة بالانتفاضة في بلادنا ولم تتعامل مع الواقع الثوري الجديد الا بعد نحو عام من الخلاص من هول الصدمة في مثل هذا الوضع المشخص كانت اندفاعتها نحو الثورة عامل شؤم وانعكست عليها تقهقرا وتشرذما وتحريفا حيث يتم دفع الثمن الآن سياسيا وعسكريا ودبلوماسيا .
 من حيث الجوهر كانت الحركة الوطنية السورية التاريخية التي جاءت الثورة امتدادا لقيمها علمانية منسجمة مع واقع المجتمع السوري المتعدد الأقوام والأديان والمذاهب قبل أن تحاول حركة الاخوان بالتعاون مع التيارات القومية وبعض الأفراد ( الليبراليين ) الباحثين عن مصالح خاصة العبث بتلك الأسس المبدئية وتحريف الثورة عن خط سيرها فكنت شاهدا عندما عقد اجتماع بين ممثلين عن تنسيقيات وتيارات وشخصيات وطنية وبمشاركة ممثل – الاخوان السيد ملهم الدروبي - في القاهرة أواخر الشهر العاشر من عام 2011 من أجل الاتفاق على عقد مؤتمر وطني عبر لجنة تحضيرية وتشكيل جسم معارض ببرنامج متوافق عليه يكون في خدمة الثورة وليس ممثلا لها وكيف أن – الدروبي – خالف عهده وطار الى استانبول ثم تم الاعلان عن ( المجلس الوطني ) بمعزل عن باقي الأطراف وتحت تحكم الاسلام السياسي .
  لست أبالغ ان أكدت مرة أخرى بأنه ومنذ الاعلان عن ذلك المجلس الذي انتهى من دون ان يعلم السورييون لماذا ومن بعده الائتلاف الذي ظهر وبدأ بالتلاشي وأيضا من دون معرفة احد بالأسباب والخفايا بأن هناك فعلا وعلى أرض الواقع ( كيان موازي سري ) ضمن المعارضة والثورة مهمته حرف الثورة عن أهدافها واذلال وابعاد الجيش الحر وتجاهل كل الوطنيين والمناضلين الصادقين وخصوصا من ناشطي الشباب والمجتمع المدني والعلمانيين وفتح الأبواب للانتهازيين المجاملين الذين اغتنى بعضهم الى حد التخمة من دون رقيب أو حسيب ولأفواج الوافدين من مؤسسات النظام الذين يجب الترحيب بهم ولكن ليس تسليمهم تقرير مصير السوريين .
  في وضع كهذا لايمكن بأي حال البحث عن الترقيع والاصلاح أو تفادي تقصير هنا وخطأ هناك لأن المشهد تجاوز ذلك الى حالة ضرورة القيام بعملية جذرية بالعمق تطال التنظيم والفكر والقيادة والموقف السياسي ولن يتم ذلك بحسب التجارب والخبرة المتراكمة الا بتشكيل لجنة تحضيرية معبرة من حيث المبدأ عن مختلف مكونات سوريا وتياراتها الوطنية والاعداد لعقد المؤتمر الوطني السوري العام والشامل والخروج بمجلس سياسي – عسكري لمواجهة كل التحديات وفي مقدمتها اعادة تعزيز الوحدة الوطنية وهيكلة قوى الثورة وتشكيلات الجيش الحر وصياغة البرنامج المعبر عن سوريا الجديدة التشاركية التعددية الموحدة .

396
محاولة في فهم الحدث التركي
 ( 3 )
                                                               
صلاح بدرالدين

          القضية السورية
  وفي تداعيات الحدث التركي واسقاطاتها على القضية السورية ليس هناك من شك أنها كانت في قلب عوامل محركات الانقلاب الفاشل وضمن أهدافه القريبة والبعيدة وقد يكون من المبكر الولوج بعيدا في تفاصيل الموضوع قبل ظهور نتائج التحقيقات مع المعتقلين من رؤوس الانقلاب ولكن الملف السوري كان حاضرا في كل تفاصيل الحدث ومازال حتى في الشارع والتظاهرات المؤيدة للحكومة الشرعية ومايعزز ذلك أن معظم الانقلابات العسكرية التركية السابقة كانت تتمحور أساسا حول القضايا الداخلية والصراع بين العسكر ككتلة واحدة مع الأحزاب السياسية ماخلا هذه المرة حيث الجيش منقسم وبصمات عملية الصراع الدولي – الاقليمي على سوريا في أبعاده الروسية والايرانية والمذهبية واضحة ومكشوفة على هذا الحدث الذي لم ينتهي بعد .
 في سياق التراجع العام للمعارضة السورية بسبب أخطائها وانحرافها عن خط الثورة وأمام خذلان الشعب السوري من جانب ( أصدقائهم ) المفترضين وخاصة الادارة الأمريكية وتحديدا بعد مضيها في التقارب مع ايران واتفاقية – فيننا – والتفاهم مع روسيا شعرت الحكومة التركية بنوع من العزلة ( اقليميا ودوليا ) ورأت بضرورة اعادة النظر في كل مواقفها خصوصا سياستها السورية - التي لم تكن مستقرة أساسا - على ضوء المعطيات المستجدة وكان خطاب الحكومة الجديدة بهذا الصدد متناقضا وغير مفهوم ليس حول روسيا والنظام السوري فحسب بل تجاه الثورة السورية وهو ماحير المراقبين وكأن هناك ماهو مرتقب حدوثه والذي حصل فعلا بعد أيام .
  المآخذ على الموقف التركي من المسألة السورية ليست بنت اليوم بالرغم من أن الانقلاب الفاشل قد أعاد طرحها من جديد فقد بانت منذ تحول تركيا أو حكومتها الى طرف مناصر للاخوان السوريين وافساح المجال لهم للسيطرة على ( المجلس الوطني السوري ) منذ قيامه أواخر عام 2011 ناهيك عن الامتيازات الممنوحة لهم والدعم المالي السخي مما أثار ذلك امتعاض الوطنيين والثوار السوريين كما منح ذريعة لمعارضي الحكومة من عناصر الأمن وضباط الجيش وبينهم من المنتمين الى الطائفة العلوية للعمل لمصلحة النظام السوري وضد الثورة وحادثة تسليم قائد الجيش الحر ( العقيد حسين هرموش ) والمضايقات على ضباط الجيش الحر في المناطق الحدودية الموازية للحدود السورية كأمثلة على ذلك .
    الملف الكردي السوري
 في الشهر الثاني من عام 2012 دعيت رسميا كشخصية وطنية كردية مستقلة من قبل وزارة الخارجية التركية وتباحثت في أنقرة وقبلها في أربيل مع كل من ( فريدون سنرلي أوغلو ) وكيل وزارة الخارجية و خالد جفيك – شفيق – المسؤول عن الملف السوري آنذاك وقد نقلت حينذاك لهما الانطباع السائد لدى السوريين بانحياز تركيا الى – الاخوان – من دون غيرهم وكذلك ارتياب كرد سوريا من الموقف التركي المعادي للكرد في كل مكان وبشكل مستمر وكل ما تلقيته من أجوبة وتبريرات حينها لم تقنعني واستمرت تلك المواقف المتناقضة حتى عشية الانقلاب الفاشل الذي تبين أن بين الانقلابيين ( من عسكريين وأمنيين ومدنيين ) عناصر ساهمت في الاساءة الى الثورة السورية والتلاعب بالملف الكردي السوري فهل ستعيد الحكومة الشرعية النظر مستقبلا في هذه الملفات وتشخص مكامن الخلل ؟.
  التعامل التركي مع الملف الكردي السوري لم يكن سليما ففي حين كان المأمول منذ بداية الثورة السورية أن يتم تشكيل لجنة ثلاثية من تركيا بسبب مشاركتها بحوالي ألف كم مع الحدود السورية وعلى جانبيها الكرد وممثلين عن كرد سوريا واقليم كردستان العراق لدوره في القضيتين السورية والكردية وتشاركه الحدود مع كل من تركيا وسوريا كجزء من التنسيق العام حول القضية السورية ومن ضمنه قوى الثورة والمعارضة وكان ذلك كفيلا بازالة الهواجس والتعقيدات وقطع الطريق على كل من أراد السوء من كل الأطراف .
  وماحصل للأسف في غضون تلك السنوات الماضية كان بعكس المرتجى وظهر تذبذب المواقف التركية تجاه الملف الكردي السوري واضحا فمن جهة لم يصدر أي موقف رسمي واضح تجاه الحقوق الكردية كما لم يجري العمل على تحقيق اللجنة الثلاثية وهنا وحول هذا البند لاينفرد الجانب التركي بتحمل المسؤولية لوحده بل يتشارك معه اقليم كردستان العراق وحالة التشرذم الحزبي السائد في الساحة الكردية السورية ولكن الخطأ الآخر الذي وقع فيه الجانب التركي اما بشكل مقصود كقرار رسمي أو من جانب فئات وعناصر مدسوسة في المؤسسات التركية وهو الانجرار في خلط القضية السورية بمسألة صراع تركيا و – ب ك ك – بل تجيير الثورة السورية وكرد سوريا لمصلحة حزب – ب ي د – وأجندته الخارجية خاصة بعد استقبال تركيا لوفود ومسؤولي – ب ي د – في أنقرة واستانبول وكأنهم يمثلون الشعب الكردي السوري .
  ان طرح سلسلة المآخذ على المواقف والسياسات التركية ماقبل الانقلاب حول الوضعين السوري عموما والملف الكردي السوري بمثابة دعوة الى اعادة النظر وهذا لايعفي بطبيعة الحال السوريين ومن ضمنهم الكرد من مسؤولياتهم في اعادة بناء ثورتهم ومعارضتهم وحركتهم عبر المؤتمرات الوطنية لصياغة البرامج وانتخاب القيادات الجديدة المؤهلة لمواجهة التحديات الماثلة التي تهدد البلاد والعباد كما يجب أن تشكل الأحداث المتلاحقة والخطيرة في تركيا حافزا لمزيد من المراجعة والتقييم والبحث عن مصالح شعبنا ووطننا وثورتنا .
 
 
                                                           

397
محاولة في فهم الحدث التركي
( 2 )
صلاح بدرالدين

    حركة فتح الله غولن
منذ اللحظات الأولى للعملية الانقلابية الفاشلة توجهت حكومة أردوغان بأصابع الاتهام الى حركة – فتح الله غولن – المقيم بالولايات المتحدة الأمريكية واعتبرتها وراء الانقلابيين ومجموعات من القضاة والحكام من دون الافصاح عن سياسة ومواقف الحركة ومااذاكانت تسعى الى نظام حكم اسلامي على يمين أو يسار أو وسط الحزب الحاكم وفي حين يعتبر الغرب وبعض الأوساط الأمريكية أن حركة – غولن – هي ظاهرة اجتماعية خدمية وليست ضمن اطار الاسلام السياسي تميل الى الاعتدال والوسطية فان الوقائع تدل أن تاريخ نشاطات هذه الداعية في الداخل التركي يوحي بتوجهه الاسلامي المتطرف والعمل الدؤوب لتحويل الدولة والمجتمع رهينة في قبضة الآيديولوجية الاسلامية المتشددة وما وسائله الخيرية الا طريقة عمل للوصول الى مبتغاه .
  من جهة أخرى فان أدبيات وتصريحات وكتابات – غولن – تصب بمجملها لتعزيز مكانة تركيا والقومية السائدة تماما مثل نهج حزب أردوغان وأوساط جنرالات الجيش الا أنه يعتبر الأكثر شوفينية حيال الكرد والمكونات الأخرى في تركيا فهو لايعترف بالحقوق القومية الكردية ولايملك أي برنامج لحل المسألة الكردية ويناصب الكرد العداء الى درجة التعمية الكاملة على تراث معلمه المتصوف الكردي ( بديع الزمان النورسي ) الذي يتردد بأنه سطا على تركة الراحل الاجتهادية الدينية فقط بسبب جذوره الكردية وبخصوص النظام الديموقراطي الذي يعمل من أجل ارسائه الغالبية الساحقة من شعوب تركيا فان تعاليمه الدينية لاتسمح له حتى بالولوج في تفاصيلها .
 ان تجنب الحزب الحاكم في الافصاح عن حقيقة قضايا الخلاف السياسي والآيديولوجي ( هذا ان وجدت أصلا ) بينه من جهة وبين حركة – غولن – من الجهة الأخرى والتركيز على كونها – السلطة الموازية – ودولة داخل الدولة يؤكد على تناقضات جانبية حول النفوذ والهيمنة والمصالح بين تيارين اسلاميين لهما جماهيرهما يسعيان الى التحكم بالسلطة كما سيدفع ذلك بالكثيرين الى النأي بالنفس عن دعم هذا الطرف أوذاك ورفض تفسير الحكومة لأحداث الانقلاب الفاشل لذلك المطلوب من الحزب التركي الحاكم مزيدا من الوضوح والشفافية الموثقة والمقنعة وكذلك الحسم السياسي تجاه الديموقراطية وتداول السلطة والتشاركية والارهاب والعلاقة مع الجوار والقضية السورية وبدون ذلك سيبقى الحدث التركي عرضة للتأويلات المتناقضة وذريعة سهلة للطعن بمصداقية الحزب الحاكم حتى من جانب حلفاء الناتو .
 
       القضية الكردية
 من الممكن أن يفتح فشل الانقلاب العسكري بكل حوامله وأسبابه ونتائجه آفاقا جديدة لحل القضية الكردية في تركيا فمن جهة تعطبت شوكة الجيش الذي وقف تاريخيا عائقا أمام الحل السلمي لتلك القضية وكان ومازال متمسكا بالحل العسكري المستحيل والذي كان سبب تحكمه بالقرار وتسلطه على مرافق الدولة بل كان المستفيد الأول من بقاء المسألة دون حل تماما مثل بعض الأوساط المستأثرة بسلطة – قنديل – الموالية لمحور الممانعة ( طهران – دمشق – بغداد ) والتي كانت في تداخل وتواطؤ مع الدولة العميقة كما كشفت عن ذلك وثائق ( أرغنكون ) ومن جهة أخرى يسجل لحكومة أردوغان السبق في التعامل مع الملف الكردي منذ عدة أعوام والتساهل في بعض الأمور الثقافية والاعلامية الكردية التي كانت من المحرمات .
 تشير التقارير الى أن الفضل الأكبر في افشال الانقلاب بالمهد يعود الى رئيس المخابرات – فيدان هاكان – وهو من باشر قبل أعوام في التواصل مع – عبد الله أوجلان – بسجنه وتوصلا الى مايشبه خارطة طريق لحل القضية الكردية في تركيا حيث نشرت في وسائل الاعلام وكادت أن تفتح تلك المبادرة الطريق الى تدشين العملية السياسية السلمية لولا عراقيل المتضررين من الجانبين : كبار ضباط الجيش وأنصار – غولن – من جهة والقيادة العسكرية المتنفذة في قنديل من الجهة الأخرى والآن فان الرجل الذي ارتبط اسمه بالحوار التركي – الكردي يحظى بنفوذ أكبر وأوسع في ظل ازدياد شعبية معلمه الرئيس أردوغان وهذا ماسيزيد من فرص نجاح اطلاق المبادرة السابقة خاصة وأن رئاسة اقليم كردستان العراق من اكثر الساعين الى التوسط ودفع العملية السلمية الى الأمام .
 لاشك أن اتفاق المعارضة والحكومة بشأن الانقلاب العسكري الفاشل باعتباره خطرا يهدد الجميع بمافي ذلك الأمن الوطني العام قد ينسحب ايجابا على مساعي حل القضية الكردية لأنها أيضا في عداد الأمور الاستراتيجية والمصيرية التي ترتبط بمصير تركيا دولة وشعبا ومستقبلا خاصة بعد رهان المعادين لشعوب تركيا وخاصة نظاما دمشق وطهران وكذلك روسيا على توسيع الهوة بين مكونات البلاد واثارة القلاقل والفتن القومية والمذهبية .
 ختاما أقول اذا ماأراد الرئيس التركي أن يخرج من هذه الأزمة بعقلية رئيس حزب وليس كونه رئيس دولة كبرى في المنطقة متعددة الأقوام والمذاهب والأطياف والتيارات السياسية أو استثمار الدعم الشعبي والمعارض من أجل مشروع حزبه الاسلامي أو حاول الاستقواء به للثأر لاخوان مصر أو غيرهم  على الصعيد الاقليمي فانه ولاشك سيواجه مستقبلا أكثر من انقلاب عسكري وهبات شعبية ولن ينال أي عطف خارجي حتى من أقرب حلفائه فهل سيتعظ ؟.
 

398
                           
                             
محاولة في فهم الحدث التركي
                                                           
صلاح بدرالدين

بعد اندلاع الثورة السورية اتخذت الحكومة التركية موقفا داعما لها وفي المرحلة الأولى كانت تطمح الى جانب دولة قطر استثمار ثورات الربيع لمصلحة الاسلام السياسي وخصوصا أحزاب حركة الاخوان المسلمين ولكن بعد هزيمة الاخوان بمصر وتراجعهم في تونس وانهيارهم وتحولهم الى عصابات مسلحة في ليبيا تضاءلت طموحات الحزب الحاكم في تركيا وكانت في مراجعة حساباتها منذ تشكيل الحكومة الجديدة قبل نحو شهر ولكن خلال السنوات الخمس المنصرمة وبسبب استعصاء الحل السوري وتفاقم مخاطر – داعش – وظهور الدور الروسي على المسرح والتعاون بين واشنطن وموسكو والتباعد بين أنقرة ودول الناتو وبعد الاتفاق النووي الايراني تزايدت أعداد الأطراف المعادية والمخاصمة لتركيا ودورها في المنطقة الى درجة تمني البعض ازالتها دولة وحكومة .
لاشك أن أول من تصدى للانقلابيين وكسر شوكتهم وأفسد خطتهم هو الشعب الأعزل اضافة الى قوى الأمن الداخلي والمخابرات وكذلك شخصية الرئيس التركي التي لم تتزعز ولم تنهار رغم كل المخاطر والضغوطات وعليه أن لايتصور لحظة أن مقاومة الانقلاب لم تكن من أجل عيونه أو طموحاته الشخصية بل جاءت كرها للعسكر الذي تسلط وأساء وتآمر على حقوق الشعب منذ عقود وكوفاء لشعوب تركيا عليه رد الجميل واحقاق الحقوق والتراجع عن طموحاته الامبراطورية والبدء فورا باحياء العملية التفاوضية السلمية لحل القضية الكردية والخروج مع حزبه نهائيا من أوهام الاسلام السياسي – الاخواني – والمضي في دعم الشعب السوري ونصرة قضيته وثورته حين ذاك سيتعزز موقع تركيا وستفشل كل المخططات المعادية من الداخل والخارج .
المحاولة الانقلابية الأخيرة الفاشلة تكون السادسة منذ اعلان الجمهورية التركية على أنقاض الامبراطورية العثمانية ودائما كان الجيش على حق ! بحسب البيان رقم واحد وسيد الموقف المنتصر على السياسيين المدنيين الفاسدين وحامي حمى نهج – كمال أتاتورك – القومي باني أول جمهورية تمجد العنصر التركي وتتجاهل المكونات الأخرى ورافع راية العلمانية أمام موجات المد الاسلامي حقيقية كانت أم وهمية الا هذه المرة التي شكلت استثناء حيث لم ينجح الانقلابييون ولم يسمع عامة الناس ببيانهم الذي أطلقوا عليه كمحاولة لجلب الاهتمام ( مجلس السلام ) بل سقطوا وتشتتوا وانهاروا منذ الساعات الأولى لأسباب عديدة .
منذ تسلم حزب العدالة والتنمية الحكومة منذ أكثر من عقد من الزمن كان واعيا لدور الجيش في الحياة السياسية التركية ولم يضع في برنامجه مناطحة الجيش أو ازاحته من موقعه الطبيعي المتواصل منذ قيام الجمهورية وهو التحكم من وراء الستار ويخطىء من يظن أن الحزب الحاكم في صراع مع العسكر بل بالعكس تماما هناك اعتراف بدور الجيش القومي وحمايته للدستور ونهج أتاتورك وقبول لامتيازاته المتوارثة منذ عقود وانسجام وتوافق على تقاسم السلطات واتفاق على السياسات الخارجية والقضايا الداخلية وخصوصا القضية الكردية .
هناك خصوصية تركية تتميز عن نظيراتها من دول الشرق الأوسط : حكومة اسلامية في دولة علمانية آسيو- أوروبية وحتى اسلامية الحكومة تختلف من حيث الشكل والمضمون والممارسة والوسائل عن اسلامية حكومة الاخوان المسلمين ( سابقا ) في مصر والحزب الحاكم الفائز في انتخابات ديموقراطية ( ع ت ) لم يعلن ولم يسعى ( الا بصورة بطيئة تكاد لاتلاحظ ) الى أسلمة المجتمع أو – اخونته – كما عمل على ذلك الرئيس المصري وحزبه عندما فاز بنسبة ضئيلة ومطعونة بصحتها أصلا كما أن حزب العدالة والتنمية التركي كأنه يجسد معاني الموقع الجغرافي لتركيا نصف آسيوي يميل الى التدين ونصف أوروبي أقرب الى سلوك الأحزاب المسيحية الديموقراطية التي لاتجسد القيم الدينية المعروفة ولاتحمل آيديولوجيتها الكنسية قبل فصل الدين عن الدولة والسياسة منذ الثورة الفرنسية ونهضة أوروبا بشكل عام .
وفي احتساب القوى التي يمكن أن تكون شريكة في الانقلاب الفاشل أو متمنية نجاحها لابد من تشخيص الأطراف المناوئة لحكومة أنقرة ففي الداخل هناك أحزاب المعارضة وضمنها حزب الشعوب الديموقراطية المحسوب على الكرد التي وان وقفت الى جانب الشرعية بعد فشل الانقلاب فانها تسعى الى اسقاطها بالطرق السلمية وليس لها امتدادات تذكر ضمن صفوف الجيش وهناك أيضا المكون العلوي المناهض للحكومة وله وجود فعلي ضمن الجيش والمؤسسات الأمنية ومن غير المستبعد أن يكون لهؤلاء صلات مع أجهزة النظام السوري ومن خلاله وحديثا مع الأوساط الروسية العسكرية والأمنية المتواجدة على الأراضي السورية وبالقرب من الحدود مع تركيا وكذلك مع الجهات الايرانية .
ولانستبعد هنا فرضية أن جزءا هاما من الاتفاق النووي الايراني كان لغير صالح تركيا لا على الصعيد الاقتصادي ولا بمايتعلق باستراتيجية الدفاع والدور التركي في الشرق الأوسط اضافة الى اختلال التوازن في صراع السنة والشيعة المحتدم بحسب منظور ومفهوم الدول الحاكمة بالمنطقة كما أن التقارب الأمريكي – الروسي الى حد التفاهم والتنسيق السياسي والعسكري حول سوريا موجه في الأساس ضد تركيا وسياستها ومشروعها وهذا مادفع الأتراك الى الاسراع في تحسين علاقاتها مع اسرائيل وروسيا والتوجه لاصلاح ذات البين مع العراق وايران وحتى سوريا النظام أو مابعد الأسد وقد ظهرت ملامح خلال الساعات الأولى للانقلاب تشير الى ضلوع قوى خارجية أو معرفة بعضها واطلاعها على حدوث ذلك كما أن الموقف الفرنسي والألماني لايتسم بأدنى شروط الصداقة مع تركيا بل يخترق المفاهيم الدبلوماسية واحترام سيادة الدول .
-   للبحث صلة

399
شكرا : سميرة المسالمة
                                                         
صلاح بدرالدين

  في مقالتها الأخيرة " في المسألة الكردية ... ليس ردا على رد " وضعت شريكتنا في المصير الوطني الكاتبة العربية المعارضة السيدة – سميرة المسالمة - نقاطا عديدة على الحروف بشجاعة نادرة وصراحة كاملة من دون رتوش حول موضوع كان ومازال محاطا بخطوط حمر أرادت له ذلك الأنظمة والحكومات المستبدة المتعاقبة على سدة الحكم في بلادنا واعتبرته مسألة غريبة – لاوطنية – والتي اعتبرها الصديق الراحل د جمال أتاسي " قضية ليست وطنية فحسب بل عربية بامتياز " بمعنى مسؤولية العرب في سوريا وخارجها ومن موقع الصداقة والعيش المشترك في ايجاد الحل السلمي الديموقراطي لها  .
 فبالاضافة الى نجاح الكاتبة فيما ذهبت اليه " أن أثير النقاش بشأن المسألة الكردية المطموسة في سورية، سواء في خطابات النظام أو في خطابات المعارضة، وكتبت أنني سأحاول أن أتحدث من خارج الرؤى النمطية أو الصناديق المغلقة التي تعوّدنا عليها .." فانها فعلا توسعت في تشخيص وتقييم الحالة الكردية السورية بصورة موضوعية وانفردت في وضع الاصبع على الجرح على الأقل في مرحلتنا الراهنة وما تحمل من مخاطر على مستقبل الوحدة الوطنية بين المكونات السورية وعلى النسيج الزاهي المتنوع في حقيقتنا السورية وعلاقة ذلك بمخططات نظام الاستبداد ومشروع ثورة التغيير وصولا الى سوريا جديدة متعددة تشاركية بل أن الكاتبة أثارت مسائل جوهرية كانت ومازالت محط خلاف واختلاف ليس في الساحة الوطنية فحسب بل بين صفوف الحركة القومية الكردية أيضا ومنها :
 أولا – اقرار السيدة المسالمة والاعتراف بوجود خلل في التعاطي مع القضية الكردية وكذلك التقصير في طرحها وخلافا لكل المفاهيم الخاطئة الرائجة منذ عقود بين أوساط النظام والمعارضة والتيار اليميني القومي الكردي الموالي تاريخيا للنظم السائدة فانها مع : " حق الكرد المشروع، ليس في المواطنة وحسب، وإنما في تقرير المصير كجماعة قومية أيضاً، وأن ما أطلبه لي أو لشعبي أطلبه للكرد أيضاً، وللشعب الكردي " أي الاعتراف الصريح بوجود شعب من السكان الأصليين يعيش على أرض الآباء والأجداد ضمن الوطن السوري وليس لاجئا أو متسللا ولم تشأ الخلط بين الحق القومي وحق المواطنة حيث يدأب البعض التهرب من استحقاقات الكرد القومية باللجوء الى مقولة الحل ( المواطني ) المثير للريبة والجدل .
 ثانيا – المسالة المهمة الثانية التي أثارتها الكاتبة والتي كما أشرنا سابقا بأنها مطروحة للنقاش الفكري – السياسي منذ أمد بعيد وحتى الآن داخل الوسط الكردي الثقافي وهي العلاقة بين الوطني والقومي في الحركة الكردية السورية ومدى حقيقة التوازن بين الانتمائين ( الكردي والسوري ) وتأثير ذلك على وحدة البلاد والمصير الكردي راهنا وفي المستقبلين القريب والبعيد وكل من يتابع الأدبيات السياسية الكردية سيلحظ القدر الكبير من الاهتمام بهذه القضية المفصلية في الحياة السياسية الكردية منذ ظهور حركة – خويبون – في ثلاثينات القرن الماضي مرورا بانبثاق الحزب الكردي المنظم الأول في أواسط الخمسينات وانتهاء بالكونفرانس الخامس كمحطة أساسية للتحولات الفكرية ووضوح الرؤا أواسط الستينات حيث تضمنت وثائقه اجابة مباشرة ومفصلة حول هذه المسألة بالذات .
  هاتان المسألتان المفصليتان في فهم القضية الكردية السورية واللتان تصدت لهما السيدة المسالمة بموضوعية ومبدئية كانتا من ضمن قضايا الخلاف بين الجناحين : القومي الديموقراطي اليساري من جهة واليميني القومي من الجهة الأخرى منذ نشوء الحركة الكردية وتحديدا منذ حوالي نصف قرن وحتى الآن فالجناح اليساري كان يطرح مسلمة وجود شعب يتمتع بعلائمه القومية في اطار مبدأ حق تقرير المصير وحل قضيته سلميا في اطار سوريا الديموقراطية الواحدة حسب صيغة متوافق عليها وعبر التعاون والتفاهم مع القوى الوطنية السورية وليس عبر الأنظمة المستبدة ( وكنت كأحد قياديي اليسار قد نشرت حينها بحثا بعنوان : أقلية أم شعب ؟ ) وكان طرحه هذا يحظى برضا قلة من شركائنا أما الجناح اليميني فكان ينطلق من وجود أقلية كردية مهاجرة ليس لها أي حق قومي ويدعو الى التعاون مع السلطات الحاكمة وكان يحظى بدعم الأنظمة وتيارات قومية شوفينية مازالت بعض بقاياها متعشش في المعارضة .
 أما الثانية أو مسألة القومي والوطني فقد وقف عليها الجناح اليساري بكل مسؤولية ووضع لها الأسس النظرية على قاعدة ازدواجية الانتماء فمن جهة كرد سوريا جزء من أمة كردية تمتد الى العراق وتركيا وايران ومن جهة اخرى يشكلون واقعيا مكونا وطنيا سوريا وتصدى اليسار القومي الى مسألة ضرورة التوازن بين الجانبين وعدم الاخلال بقواعدهما وفي العصر الراهن وكما أرى فان السمة العامة لحل القضية الكردية تميل الى الحل الوطني الديموقراطي في كل جزء وليس الحل القومي الكردستاني دفعة واحدة وكنموذج أقرب فان فدرالية كردستان العراق جاءت كحل وطني عراقي بتوافق كردي عربي والكردي السوري يشعر في الوقت الراهن بأن مصيره مرتبط أكثر بشركائه العرب في الوطن وبالثورة وبالتغيير الديموقراطي أكثر من ارتباطه بحزب قومي مغامر خارجي مثل – ب ك ك - .
 وأريد ان اختم تعقيبي هذا بالتأكيد على ماذهبت اليه السيدة سميرة المسالمة : " “الأجدى أن نبحث عن تعميق المشترك فهذا هو الأفضل والأصوب " .

400
المنبر الحر / في صلب قضايانا
« في: 18:19 13/07/2016  »

                                 
في صلب قضايانا
                                                 
صلاح بدرالدين

-   *  -
مع كل التقدير لجميع ضحايا الخطف والاعتقال والتصفيات من جانب سلطة الأمر الواقع لحزب – ب ي د -  منذ أعوام خمسة ضد المختلفين معها ومع احترامنا الكبير بلا حدود  لمشاعر وآلام أهلهم وعوائلهم ومحبيهم الا أنه كما يبدو فقد انطلت لعبة تلك السلطة الجائرة على البعض من أحزاب ( المجلس ) وغيرهم : بيانات باعتقال المناضلين ثم اعلانات باطلاق سراح الأبطال ونقطة ومن دون معرفة ماجرى لهم والتي توحي بشكل غير مباشر وتفسر بأفضال الجهة الفاعلة – السلطة – شخصيا أرى من المناسب والمفيد أن يعلن كل من يتعرض الى الاعتقال كتابة ونشر مايحصل معه من أساليب قمعية وأسماء محققين وجنسياتهم ومعاملتهم  ونوع أسئلتهم  وما شاهده من حوله وتوثيقها بعد ذلك وايداعها لدى منظمات حقوق الانسان والرأي العام وبذلك وحده يمكن الوفاء  لضحايا الانتهاكات والاحساس بمحنتهم وليس بالمتاجرة – الحزبية – بأسمائهم والدوران بالفلك ذاته الى مالانهاية .
-   *  -
كل التحية لمؤتمر المعارضة الايرانية المنعقدة في باريس وزعيمة حركة – مجاهدين خلق – السيدة مريم رجوي التي طالبت بكلمتها المعبرة اسقاط نظام طهران والتضامن مع شعوب ايران المحرومين من الحقوق القومية والديموقراطية من ( الكرد والعرب والبلوج والآذريين والتركمان ) كما أعلنت عن وقوف حركتها الى جانب الثورة السورية وضد نظام الاستبداد الذي يتلقى الدعم والاسناد من نظيره الايراني وبهذه المناسبة نقول بألم أن  – معارضتنا – السورية في غمرة انجرارها وراء الأنظمة والحكومات تناست أن هناك حركات سياسية شعبية وجماهيرية معارضة لأنظمة حكم بلدانها أقرب الى قضيتنا السورية وثورة شعبنا .
-   *  -
تعليقا على ماتسرب عن ادلاء الرئيس أردوغان بدلوه وقبول مهلة ستة اشهر لبقاء – ألأسد – وذلك كبادرة حسن نية لنظيره الروسي ( نعم الورقة السورية تزدهر  في بازار المناقصات والمزايدات ) أقول : بالرغم من كل شهادات الزور الصادرة من ( المجلس والائتلاف )  لم أقتنع يوما من الأيام بجدية جميع المعنيين بالقضية السورية ( دوليا واقليميا ) دون استثناء وخصوصا مدعي صداقة الشعب السوري في دعم الثورة بتحقيق هدفها الأساسي : اسقاط نظام الاستبداد أما استخدام ورقة تنحي الأسد واللعب بمهل بقائه فلم ولن يكن سوى تحايل وضحك على – الذقون – تمهيدا للحفاظ على بنية النظام واطالة أمد قتل السوريين وخراب البلد وليتفقوا بعد ذلك على تقاسم حصص اعادة الاعمار ومشاريع الاستثمار  .
-   *  -
من الواضح أن أي موقف متعاطف من أي كان تجاه الحقوق الكردية المشروعة وحقوق أي شعب مضطهد آخر واجب أخلاقي وانساني مشكور ولكن أن يزايد البعض من الساسة والاعلاميين من غير الكرد حتى على المناضلين الكرد أو يمعنوا في نقل الأحداث عموما بشكل مبالغ فيه ويكتبوا عن الحالة الكردية السورية مثلا بصورة مغايرة عن الواقع ويقارنوها – تعسفا - بالحالة القائمة في اقليم كردستان العراق كمافعل رئيس تحرير – الحياة – في مقالته الافتتاحية ماهو الا تجنيا على شعبنا واشعالا للفتنة بين كرد وعرب سوريا وطعنة في ظهر الثورة والحركة الوطنية الكردية والعربية فنحن كسوريين كردا وعربا وآخرين وبهذه الظروف الشديدة الخطورة لسنا بحاجة الى – مانشيتات – صحفية مثيرة بل الى الكلمة الواقعية الهادئة .
-   *  -
كانت اجابتي على سؤال قنال العربية في أخبار الثامنة مساء اليوم حول تهديد النظام الايراني باجتياح كردستان العراق : نعم المواقف العدائية لأيران ليست جديدة وهناك تهديدات جدية للاقليم بذريعة انطلاق المعارضة الكردية الايرانية منه حيث المواجهات مستمرة بينهم وبين القوات الايرانية منذ أيام والهدف الرئيسي لحكام طهران ومراكز القوى المذهبية في بغداد وبعض الأحزاب الكردية المتواطئة في هذا الوقت هو مواجهة ارادة شعب كردستان العراق وسعي رئاسة الاقليم في اجراء الاستفتاء حول حق تقرير المصير وكمثال آخر للتهديدات المباشرة قيام النظام الايراني بتشييد قاعدة صواريخ على الحدود بالقرب من – حلبجة – و – سيد صادق – وضمن أراضي الاقليم الكردستاني .

401

                                 
العقد الحزبي الباطل
                                                   
صلاح بدرالدين

 تناقلت وسائل الاعلام الخبر التالي : " أعلنت الهيئة  التنظيمية للمجلس التأسيسي للنظام الفيدرالي لروج آفا – شمال سوريا ،يوم السبت ( 2 – 7 – 2016 ) ،عن شكل ومضمون العقد الاجتماعي(الدستور) للفيدرالية .. بعد اجتماع 150 شخصا في بلدة رميلان " ومن أجل الاحاطة الموضوعية بالخبر - الفقاعة كما غيره من الاشاعات المثيرة التي تغطي مشهد بلادنا من أقصاه الى أقصاه لابد من جولة سريعة في تعريف بعض المسميات والتعبيرات المستخدمة في عملية لصق ورتق حق أريد به باطل والكشف عن أسسها الهشة   .
 أولا – الكرد كغيرهم من المكونات السورية الأخرى تعرضوا للهجرة والتهجير القسري والنزوح وغادر معظمهم مناطقهم وأماكن سكناهم لأسباب متنوعة بعضهم الخشية من غدر النظام والملاحقة الأمنية والبعض الآخر وهو الأكثر عددا من سطوة وعدوان سلطة الأمر الواقع لصاحبها – ب ي د – والقسم المتبقي هروبا من الحصار الاقتصادي وغلاء الأسعار وانعدام الأمن والأمان ويمكن القول أن نسبة هذه العينات الثلاث الغائبة عن الوطن من مناطقها في الجزيرة وعين العرب – كوباني وجبل الأكراد – عفرين – وحتى في أماكن الشتات الكردي بمدن وأرياف حلب ودمشق واللاذقية تزيد على 65% وجلها من الناشطين الشباب والتيارات الوطنية والمناضلين والمنتجين لذلك فان أي مشروع يعلن في المناطق الكردية مهما كان براقا ومن اي طرف كان لن يحظى حاليا برضا الغالبية الشعبية ومباركتها .
 ثانيا – من هي " الهيئة التنظيمية للمجلس التأسيسي للنظام الفدرالي " وما هي مشروعيتها القانونية وشرعيتها السياسية حتى تعلن وتقرر مصير شعب بكامله والجواب أنها منبثقة من حزب – ب ي د – ومطعمة من عناصر من أصول وانتماءات غير كردية وغير مسلمة وهي سهلة المنال في كل مكان على أية حال أما كيف يسمح حزب طارىء على الساحة الكردية السورية لاصلة له بتاريخ الحركة الوطنية الكردية بمثابة فرع لحزب خارجي ( ب ك ك ) أن يقدم على مصادرة ارادة شعب بل ينصب نفسه وصيا ليس بالاقناع بل بالاذعان فهو أمر يمكن فهمه عندما يختلط الحابل بالنابل في بلادنا ويفلت الارهاب من عقاله وينعدم الشعور بالمسؤولية ويسخر كل شيء لآيديولوجيات التعصب الحزبوي والتخندق العنصري والمذهبي التي تقف من ورائها وتنشطها أنظمة دمشق وطهران ومراكز القوى في بغداد وترعاها الطغمة الحاكمة بموسكو .
 ثالثا – نظرية العقد الاجتماعي التي كانت من افرازات الثورة الفرنسية العظيمة ومفكري عصر النهضة يتم التلاعب بها من جانب مئة وبضعة أشخاص من أصل مايقارب الثلاثة ملايين فهي جاءت لترسخ التفاهمات بين الطبقات الاجتماعية وجماهير المدينة والريف والمحكومين والحكام وتحدد وسائل العيش المشترك والقوانين المدنية الضامنة المعلنة لحقوق الجميع وسن الدستور الفاصل للحقوق والواجبات والمواطنة المتساوية في ظل السلام والوئام أما ماحصل في – رميلان – فيشكل عارا على كل التراث الثوري الانساني حيث لاشعب يقرر مصيره عبر ممثليه المنتخبين الشرعيين ولا حوار بين ممثلي طبقات اجتماعية حيث الطريقة – البولبوتية – متبعة ولابين الشعب من خلال قواها الوطنية والديموقراطية وثورته من جهة والنظام الديموقراطي – المفقود - من الجهة الأخرى.
 رابعا – بسبب انعدام المناعتين القومية والوطنية لدى حزب – ب ي د – واصطدامه بالجدار المسدود وسقطات نهجه – اللانهج – وضياعه بين تعدد مراكز القرار التي تسيره وتقوده من فشل ذريع الى آخر وبعد ضياعه بين تبعية النظام وايران وخيارات موالاة روسيا وأمريكا وتورطه في الفتن الداخلية باقليم كردستان العراق ومغامراته في سنجار وشبكة علاقاته مع الحشد – الشيعي - ومايحيط بها جميعا من تبدل سريع في السياسات وتفاقم في الصراعات فانه لاينفك يغامر ويغالي ويجنح نحو التطرف في مواقفه وسياساته بل يخطو تجاه اتخاذ المواقف غير المسؤولة والمتسرعة في سباق محموم مع الزمن الذي لن يكون لصالح ممارساته وخط سيره .
 خامسا – ان النهج المدمر الذي ينتهجه هذا التيار المغامر قد أساء الى مبادىء ومسلمات الحركة الوطنية الكردية المعمول بها منذ مايقارب القرن من الزمان فهو من أراد تشويه الكثير من قيمها النضالية وشعاراتها المنبثقة عن خبرة أجيال وتاريخ طويل من التضحيات والمعاناة والتيار هذا المنتشر في أكثر من جزء وموقع ومراكز يسعى الى تغيير الجوهر الحقيقي المشروع لثوابت ومبادىء كانت ومازالت تشكل القاعدة والمنطلق للنضال الوطني الكردستاني عبر الحوار السلمي والتفاهم والتوافق مع شركاء المصير فبين الفينة والأخرى يسعى التيار المغامر الى ( مؤتمر قومي ) مثلا لخدمة مصالحه وأسياده من قوى اقليمية برعاية ايران وتغييب الآخر المختلف أو توليف – فدرالية – مصطنعة من نوع غريب لاتتعدى حدود تحزبه ومفاهيمه القاصرة وآلهته السماوية الخيالية والأرضية الزائلة جنبا الى جنب رفض مبدأ حق تقريرمصير الشعوب ذلك المبدأ الأزلي الذي تبنته وثائق الامم المتحدة والمجتمع الدولي وشرعة حقوق الانسان ولعلم شركائنا في الوطن فان هذا التيار يقدم حتى على تغيير وتشويه لغتنا ومفردات قواعدها ناهيك عن قواعد التعامل الاجتماعي نحو – البولبوتية – كما ذكرنا آنفا .
  سبق وأكدنا مرارا ونؤكد الآن أن أي حل للقضية الكردية في سوريا يجب وبالضرورة أن يقترن بأسباب وشروط من أهمها : الاجماع الكردي حول صيغة الحل وكذلك التوافق الوطني مع الشريك العربي ووجود نظام ديموقراطي لضمان ذلك الحل في الدستور والقوانين وأخيرا نتوجه الى بعض الصحافين العرب ممن يضخمون الأمور ويجتازون حدود المهنة وأخلاقياتها عندما يسردون قصصا ملحمية طويلة من وحي خيالاتهم ويعتبرون أن ماتم في – رميلان - هو قرار وطني كردي سوري مجمع عليه برضى ودعم دوليين ؟! وليعلم هؤلاء أن ذلك ماهو الا محض رياء من جهة الى جانب أنه تحريض مكشوف لضرب الكرد وحرق مناطقهم وابادتهم . 
 
 

402
قراءات في أحداث متسارعة
                                                                       
صلاح بدرالدين
       
-   1 –
كانت اجابتي على سؤال قنال العربية في أخبار الثامنة مساء اليوم حول تهديد النظام الايراني باجتياح كردستان العراق : نعم المواقف العدائية لأيران ليست جديدة وهناك تهديدات جدية للاقليم بذريعة انطلاق المعارضة الكردية الايرانية منه حيث المواجهات مستمرة بينهم وبين القوات الايرانية منذ أيام والهدف الرئيسي  لحكام طهران ومراكز القوى المذهبية في بغداد وبعض الأحزاب الكردية المتواطئة في هذا الوقت هو مواجهة ارادة شعب كردستان العراق وسعي رئاسة الاقليم في اجراء الاستفتاء حول حق تقرير المصير وكمثال آخر للتهديدات المباشرة قيام النظام الايراني بتشييد قاعدة صواريخ على الحدود بالقرب من – حلبجة – و – سيد صادق – وضمن أراضي الاقليم الكردستاني .
-   2 -
يؤكد رأس النظام في لقائه مع تلفزيون – اس بي اس – الاسترالية ( 1 - 7 – 2016 ) " على أن هناك دولا تعارضنا علنا وتتعاون معنا سرا بارسال خبرائها لمحاربة جماعات مسلحة داخل سوريا " ومن الواضح للعيان أن على رأس تلك الدول – أمريكا – التي أرسلت مئات الخبراء الى سوريا من خلال قوات – ب ي د – أو سوريا الديموقراطية – وفي التاريخ ذاته وتأكيدا على ماذهب اليه رئيسه يصرح النائب في برلمان النظام – شريف شحادة – للصحافية الكردية– روزهلات أوسي -  تأكيده لتصريح محافظ الحسكة حول تقديم الدعم العسكري والمالي وحتى الرتب لقوات – ب ي د – وأن النظام يطمح أن لاتقتصر علاقاته على – ب ي د – فقط بل مع أطراف كردية أخرى  وعدم رفضه وادانته التعاون الأمريكي العسكري مع قوات – ب ي د –  .
-   3 -
لايقتصر جهل – ديميستورا – على أعداد  الكرد السوريين فقط بل يسري على كل القضية السورية خاصة اذا علمنا أن مصدر معلومات هذا البيروقراطي الايطالي – السويدي : النظام والمعارضة القاصرة المتسلقة ونسائه من المجتمع المخملي وبشأن نسبة الكرد وبغياب الاحصائيات الدقيقة وتكتم النظم الشمولية الشوفينية فقد قمنا عام 1966 ( كحزب الاتحاد الشعبي الكردي ) بمبادرة اجراء احصاء – حزبي – شمل كل المناطق وتضمن حوالي الخمسين سؤالا عن العدد والتعليم بين الاناث والذكور والحالة الاجتماعية في المدن والريف والمحرومين من الجنسية والأرض وانعكاس القوانين الاستثنائية والهجرة والاعتقال وقد كانت الحصيلة العددية للكرد مليون وثلاثمائة ألف أي ماتعادل 15% من سكان البلاد ومنذ ذاك أعلنا للرأي العام السوري والخارجي هذه النسبة الأقرب الى الحقيقة وقد تكون قابلة للخطأ والصواب والاجتهاد .
-   4 -
أولا وآخرا كان ومازال ومن حيث الجوهر الصراع في سوريا بين عامة الشعب الطامح الى الحرية والكرامة والتغيير من جهة وبين النظام المستبد من الجهة الأخرى وهو تناحري ولن يتوقف حتى يحقق الشعب أهدافه عاجلا أم آجلا وعلى هامش الصراع الرئيسي أراد الخارج تجيير القضية السورية لتحقيق مصالحه فكان  الصراع على سوريا من أجل المصالح وهو قابل للتهدئة والمساومة وحتى التوقف ويأتي التقارب الراهن  بين الأطراف الخارجية المعنية في هذا السياق أما أن تحذو مجموعات سورية  ( محسوبة) على المعارضة حذو الخارج فيعني أنها غير معنية بالصراع الرئيسي وخارج دائرة الثورة .
-   5-
على سيرة بوادر مصالحة تركية – روسية  قادمة فان السوريين في محنتهم وخذلان الآخرين لهم أكثر من يتابعون حركة الصفقات والمصالحات بين الدول المعنية بملفهم وأوائل المتأثرين والنادبين لحظوظهم الى درجة حمل هموم الغير أيضا وعندما وعلى سبيل المثال يحصل تقارب تركي – ايراني أو تركي – روسي وقبل ذلك سعودي وخليجي – روسي ينتابهم القلق خوفا من تآمر جديد وكأنهم يخسرون أصدقاء والحقيقة هي أن الدول تبحث عن مصالحها أولا وتاليا وأن المساحة بدأت تضيق في شأن البقية الباقية من المصالح المشتركة التي تربط قضيتهم مع الأطراف الدولية الأخرى وأن الدافع الآخر والأهم كما أرى لتوجه الدول ( من اصدقاء الشعب السوري وهي بالمناسبة حليفة لواشنطن ) نحو روسيا هو الانتقام من ادارة أوباما التي تتخلى ليس عن أصدقائها بل عن مبادىء دولتها أيضا .
-   6 -
نحن شعوب الشرق المغلوبة على أمرها المنقسمة على بعضها والمجزأة جراء ممارسات الغرب منذ أن كانت الشمس لاتغيب عن مستعمرات ( بريطانيا العظمى ! ) لانعلم مايدور في الكواليس الخفية ولم نعلم مادار في مؤتمر – دريسدن – من جانب الحكومة الخفية التي تتحكم بمصائر الشعوب كل ما نعلم أننا ندفن ضحايانا كل ساعة بأحدث أسلحتهم الفتاكة وأن الخطوة  الانكليزية في الخروج من الاتحاد الأوروبي انطلقت من مصالح الدولة العميقة العريقة في الاستغلال والعنجهية القوموية وكره الآخر المختلف وليس ( كحق تقرير المصير ) كما يحلو للبعض وصفها لأن ذلك الحق يقتصر على تحرر الشعوب والأرض البريطانية لم تكن محتلة من أوروبا بل أن الانكليز هم من يحتلون ( اسكوتلاندة وآيرلاندا ) والكثير من الجزر والمناطق الأخرى ولاننسى هنا العقيد البارون ( مارك سايكس ) المهندس الفعلي لتقسيم شعوبنا قبل قرن وعدائه السافر لحرية الشعوب وخاصة الشعبان الكردي والفلسطيني .

403
المنبر الحر / " قبلتنا " موسكو
« في: 17:25 30/06/2016  »
" قبلتنا " موسكو
                                                   
صلاح بدرالدين

عندما استقبل القائد الراحل ملا مصطفى بارزاني الشاعر الكردي السوري – قدري جان – بمنزله بموسكو والذي كان ضمن وفد الحزب الشيوعي السوري الى مهرجان الشبيبة والطلبة العالمي عام 1957 وذلك بطلب من صديقه الأديب والكاتب الكردي السوفييتي – آرب شاميلوف - حيث كان البارزاني لاجئا مميزا بضيافة القيادة السوفيتية التي أكرمته في عهد الرئيس – خروتشوف - بعد عذابات مريرة عاناها هو وصحبه في جمهوريات آسيا الوسطى السوفييتية من معاملة نظام ستالين القاسية خصوصا من قادة جمهورية آذربيجان ومنهم – باقيروف - .
 وخلال اللقاء طلب منه البارزاني قراءة نصوص من أشعاره فألقى أمامه قصيدة تتكرر فيها لازمة ترجمتها العربية ( قبلتنا موسكو ) فامتعض البارزاني وطالبه بالتوقف ثم نهره بالقول : " وان لم تكن – مكة - فلماذا لاتكون قبلتنا مهاباد أو آمد أو السليمانية أو القامشلي " ؟ .
   وبما أن الشيء بالشيء يذكر استذكرت هذه الواقعة الذي سمعتها شخصيا من الراحل البارزاني الكبير عام 1967 والتي تعبر عن موقف سياسي وطني شجاع نقيض لتبعية الأحزاب الشيوعية الأعمى رغم وجوده في حمى النظام السوفييتي الذي كان يتصدر الدفاع عن شعوب التحرر الوطني آنذاك وصداقته المتينة مع قادتها فكيف الآن بموسكو القرن الواحد والعشرين والتي تتربع على عرشها الآن طغمة – بوتين - الدكتاتورية الفاسدة المسؤولة عن قتل مئات الآلاف من شعبنا وتدمير بلادنا ودعم واسناد نظام الاستبداد الأسدي منذ اندلاع الثورة السورية وأصبحت قبلة لجماعات الثورة المضادة وهرولة ضعاف النفوس ومتسلقي المعارضة السورية اليها بعد أن شهد أحدهم زورا بأن الشمس تشرق من هناك .
  قد يقول البعض ولم لا فليست هناك عداوات دائمة وصداقات دائمة بين الدول والشعوب والجواب هو نعم ولكن هل غيرت القيادة الروسية موقفها من النظام ومن الثورة ومن حق السوريين في تقرير مصير بلادهم وهل اعتذرت من الشعب السوري على كل مااقترفتها من قتل وتدمير بواسطة طائراتها وأسلحتها الفتاكة بما فيها العنقودية والفوسفورية المحرمة دوليا ؟ .
 ثم من هي الجهة الشرعية المنتخبة والمخولة من الثورة التي قررت الانفتاح على موسكو وارسال الوفود ؟ ومن هي الأطراف والجماعات المهرولة الى هناك ؟ أليست بغالبيتها الساحقة من – المعارضة – المدجنة المرضية عنها ( أسديا ) وأصحاب السياسات المائعة المتذبذبة ووسطاء وتجار الأسلحة وجماعات فئوية مناطقية وقبلية امتهنت السياسة كسلعة تجارية للاغتناء والبحث عن الثروة والسلطة ؟ .
  أين برامج وخطط هؤلاء المهرولين حول تعزيز صمود الثورة والثوار وتعزيز صفوف المدافعين عن الوطن فنحن لم نجد شيئا من هذا القبيل سوى الدفع باتجاه الحفاظ على مؤسسات النظام وسلطته ورموزه وأن مفتاح الحل في موسكو تماما كما كنا نسمع منذ نصف قرن أن مفتاح حل قضايا الشرق الأوسط في واشنطن والآن وبعد كل ماحصل من مآسي وفواجع خلال عقود تتواطأ الادارة الأمريكية في التآمر على الثورة السورية وتنشيء فراغا مقصودا لتوجه ضعاف النفوس نحو موسكو وتل أبيب وطهران وأي مكان آخر لن يجلب سوى الندامة والاذلال .
  الكرة الآن في ملعب البقية الباقية من شرفاء الثورة والمعارضة وان لم يتحركوا الآن فسيتحملون المسؤولية أمام الشعب والتاريخ ولن تفيدهم الأعذار ولا الذرائع بعد فوات الأوان ولنتخذ العبرة من صمود ثوارنا في جبهات القتال الذين يسطرون آيات التضحية والفداء دفاعا عن مبادىء الثورة في حلب وريفها وادلب وحماة وحمص والساحل وريف دمشق والجنوب ودير الزور وهم بصمودهم أحوج مايكونون الى غطاء سياسي وبرنامج عمل ودعم واسناد ولن يتحقق ذلك الا بتمازج العسكري مع السياسي عبر المؤتمر الوطني السوري المنشود .

404
اسرائيل في المعادلة السورية

                                                     
صلاح بدرالدين

  كان الموقف الاسرائيلي يسوده الحذر الى درجة القلق بجلاء ومنذ اندلاع الانتفاضة السورية ( وثورات الربيع عموما ) قبل خمسة أعوام بأهدافها وشعارتها من اجل اسقاط الاستبداد والتغيير الديموقراطي واعادة بناء سوريا التعددية التشاركية الجديدة بين كل مكوناتها القومية والدينية والمذهبية على قاعدة العقد الاجتماعي الدستوري الراسخ والمساواة واحقاق حقوق المحرومين والعيش المشترك لأن التطور السوري هذا لم يكن يناسب الاسترتيجية التقليدية لمنظومة الحكم في تل أبيب تجاه دول الجوار والمنطقة عموما منذ أن أرسى معالمها الرواد الأوائل لقيام الدولة العبرية من ( بن غوريون وكولدا مائير وموشي دايان ) التي كانت ومازالت تعتمد على ضعف وتشرذم وانقسام وتقاتل الآخرين وتبقى هي الأقوى الأشد مراسا . 
  كان ومازال هاجس منظومة الحكم الاسرائيلية الأول الحفاظ على الوجود وتأمين وسائل الاستمرارية والبقاء البعيدة المدى منها والآنية وهو أمر جد طبيعي ضمن غريزة حب البقاء وتسخير كل شيء من أجل ذلك وعلى هذا المنوال عملت بكل ثقلها في المجالين الدولي والاقليمي مع الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية وحلفائها في الشرق الأوسط على اطالة أمد الصراع في سوريا وعدم مد الثوار السوريين بالسلاح النوعي وعرقلة مشروع الثورة في اقامة المنطقة الآمنة أو العازلة على الحدود السورية المشتركة شمالا وجنوبا واضعاف كل الأطراف وازالة مايقلقها من ترسانات أسلحة وجيش سوري نموذجي قد يأتمر يوما ما وبعد اسقاط نظام الأسد تحت ظل قيادة وطنية تسترجع الجولان المحتل والحد من شحن السلاح الايراني الى ميليشيات حزب الله اللبناني .
  كانت لعبة ادارة الأزمة في الساحة السورية في الأعوام الثلاثة الأولى من جانب اللاعبين الرئيسيين : ادارة الرئيس الأمريكي أوباما ونظام الأسد وايران وتركيا وبعض دول الخليج مناسبة جدا لسياسات اسرائل بل متوافقة لطموحاتها المستقبلية مثل توازن رعب الفناء والدمار وعدم اسقاط النظام ولا انتصار الثورة وتدمير البنية التحتية وتحول غالبية السوريين الى نازحين ومهاجرين وتصاعد وتيرة الموجة الارهابية بظهور وتنامي قدرات منظمات القاعدة ثم النصرة وداعش وبمساهمة مباشرة وغير مباشرة من اللاعبين الكبار والصغار مع ازدياد حدة الصراعات العنصرية والدينية والمذهبية واندفاعتها نحو مشارف الحرب الأهلية المدمرة .
 شكل التدخل الروسي العسكري مؤخرا وانتقالها من الدعم الدبلوماسي والعسكري لنظام الأسد الى العدوان المباشر وبناء القواعد البحرية والبرية وارسال الجنود والمعدات الحديثة وصولا الى الامساك بالملف السوري على حساب تفاقم الصراع الداخلي وخيانة أصدقاء الشعب السوري !! وتباطؤ وتراجع الدور الأمريكي والغربي والعربي عموما مرحلة ذهبية للدور الاسرائلي المستجد بعد التفاهم بين تل أبيب وموسكو حول القضايا الأساسية العسكرية والأمنية والسياسية من خلال الزيارات المتتالية لرئيس الحكومة الاسرائلية الى روسيا ويتردد في هذا المجال أن الطرفين توصلا الى اتفاقات متعددة الجوانب من بينها تمديد أمد النزيف وآفاق الحل المناسب ومستقبل النظام القادم وكل النتائج لن تكون لصالح الشعب السوري في حال نجاح تلك الخطط .
  وبموازاة ذلك هناك تحسن في العلاقات الاسرائلية التركية الى درجة تدخل حكومة الرئيس أردوغان لمصالحة حركة حماس وحكومة نتانياهو الى جانب علاقات في غاية السرية مع ايران ورسائل متبادلة مع الأسد وعلاقات غير مرئية مع بلدان الخليج وحوار متواصل مع النظام المصري وهذا يعني أن اسرائيل ترى من مصلحتها – وهي محقة – التفاهم مع النظام العربي والاقليمي الرسمي ضاربة عرض الحائط قضايا الشعوب المضطهدة والمغلوبة على أمرها التي ترضخ لاستبداد الأنظمة الحاكمة في المنطقة .
 قبل أيام عقد في مدينة – فرانكفورت – المؤتمر السنوي الألماني – الاسرائلي الذي يبحث عادة مسائل مشتركة بين البلدين باتجاه الحوار والتفاهم وازالة آثار الماضي وقد شد انتباهي حضور عدد من الكرد السوريين بحماس منقطع النظير وكأن الاجتماع يخص الكرد وليس الألمان والاسرائليين أقول لهؤلاء الاخوة من كردنا السوريين أن موقع شعبنا الطبيعي هو الى جانب شركائنا العرب السوريين وثورتنا الوطنية لأن مصيرنا الجغرافي الميداني والتاريخي والسياسي مرتبط بشركائنا من العرب والمكونات الأخرى أيا كان هذا المصير الآن وفي المستقبل وحتى لو قدر للكرد أن يعلنوا عن دولتهم في يوم ما وهو حق طبيعي فسنبقى نرضخ لواقع الجيرة والعيش المشترك والصداقة والتواصل الى جانب أننا لسنا معادون لأي شعب وقوم بمافيهم اليهود .
 نعود أخيرا كما في كل مرة الى القول أن الحل الحاسم يكمن أولا وأخيرا في اعادة بناء ثورتنا عبر المؤتمر الوطني السوري الشامل لكل المكونات والأطياف والتيارات والخروج ببرنامج سياسي واضح ومجلس سياسي – عسكري يقود المرحلة القادمة ويواجه تحديات السلم والحرب والحوار والصراع .

405
أضواء على القضايا الساخنة

                                                                 
صلاح بدرالدين

 1 - السيد رئيس اقليم كردستان العراق يوجه دعوة الى  " جميع القوى والأطراف الكردستانية الى عقد اجتماع خاص لاجراء الاستفتاء وتقرير الخطوات المقبلة .. وتحقيق اجماع وطني حول حق تقرير المصير الذي يعلو على الميول والخلافات " " والخطوة الأولى هي البدء بحوار صريح وأخوي مع بغداد " وبمعنى أوضح كما أرى : 1 – اجماع كردستاني على اجراء الاستفتاء الشعبي 2 – التزام القيادة السياسية بنتائج الاستفتاء وتحمل مسؤولية التنفيذ حسب الظروف المحيطة  3 - الحوار مع المركز الاتحادي أو الشريك العربي للتوافق على مستقبل العلاقات 4 – والاحتمالات المستقبيلية : اما الابقاء على الصيغة الفدرالية بعد اجراء التعديلات اللازمة أو الكونفدرالية أو اعلان الاستقلال .
  2 - تمني السيد مسعود بارزاني رئيس اقليم كردستان العراق على شعبه بعدم الرد على الحملة الاعلامية الهيستيرية من جانب حركة ( كوران ) والقريبين منها ومن دون أن أرد أقول : يحمل التمني معاني ودلالات أولها : لافائدة للحوار مع جماعة شمولية مغامرة تتلقى الأوامر من أعداء العراقيين والكرد  ويقودها ( رامبو بشتآشان )  الذي أقدم على اقتراف أكبر جريمة ابادة سياسية  ضد جبهة – جود – من ( بارتيين وشيوعيين من الكرد والعرب ) بداية الثمانينات مثلها كمثل مغامري – ب ي د – الذين يقودونهم قتلة ويتقنون الدعاية الهابطة والارهاب بحق السوريين وثورتهم والكرد بينهم وينفذون مايملى عليهم من أعداء شعبنا نعم ان التيار المغامر ومن يدور في فلكه المرتبط بالأجندة الاقليمية كان ومازال التحدي الأكبر أمام حل القضية الكردية والاستقرار والتغيير الديموقراطي أقله في العراق وسوريا  منذ أواسط الستينات وحتى الآن .
3 - في مقالة ملفتة لرئيس تحرير مجلة – كولان -  السيد فرهاد محمد تدور حول تحويل  جماعة – كوران – كل قضايا كوردستان السياسية والاجتماعية والثقافية الخلافية منها وغيرها الى ردح وشتائم وكلمات بذيئة بدلا من الحوار الهادىء المتزن وفي مقالتي المنشورة في – الحوار المتمدن – واجهت المشهد ذاته فكتبت : " لم أشأ إزالة - التعليقات الفيسبوكية - وهي بالحقيقة شتائم وكلمات سوقية تعبر عن ثقافة مطلقيها حتى يطلع عليها قراء هذا المنبر المحترم ويعلموا مثلنا أنها عبارة عن ( عينة ) من تلك البضاعة الفاسدة التي أنتجتها دوائر كل من نظامي الاستبداد السوري والإيراني للأسف شعرت مرة أخرى بخواء فكري ثقافي وهبوط أخلاقي مخيف لأنصار التيار المغامر في الحركة القومية الكردية " .
4 - من أخبار هذا اليوم حول خطط جماعات – ب ك ك – المعادية لاقليم كردستان العراق وبعد التصريح المثير  الرافض لفكرة حق تقرير مصير الشعب الكردي لأحد مسؤوليها في الصحيفة العراقية  : « جاء في صحيفة الحياة عدد هذا اليوم أن داود جندي صرح معترفا أن وحدات حماية سنجار المكونة من الشباب الإيزيديين مرتبطة مباشرة بهيئة الحشد الشعبي " سعد عبد المطلبي النائب عن حزب المالكي صرح لوسائل الاعلام  : " في حال مشاركة قوات البيشمركة في تحرير الموصل يجب أن تشارك قوات – ب ك ك – أيضا " البارحة افتتحت قوات – ب ك ك – مقرا لها في بلدة – طوز – التي تتعرض للاعتداءات من جانب الحشد الشعبي تحت اسم ( حركة حرية المجتمع الديموقراطي ) من دون الحصول على أي اذن رسمي من الجهات المعنية في حكومة اقليم كردستان ".
  5 - في لقاء ( الرئيس المشترك ) لحزب الاتحاد الديموقراطي مع وسائل اعلام حزب الطالباني بالسليمانية يدين حزبه عندما يعترف " علاقاتنا مع موسكو قديمة وتعود الى بدايات الأزمة السورية ( لاحظ وليس الثورة ) تجري ضمن تفاهم معين من خلال علاقاتهم الجيدة مع النظام السوري " وفي غمرة استرساله تظهر مدى – عبقريته - عندما يريد الايحاء بأفضلية العلاقات العسكرية على السياسية فكل مبالغات حزبه الاعلامية عن علاقات استراتيجية حميمية مع أمريكا والغرب كانت أضاليل حيث يعترف باقتصار العلاقة على الجانب العسكري فقط بعكس العلاقة مع روسيا التي تستند الى تفاهم سياسي طبعا لايلام هذا الرئيس العبقري ! الذي كان عضوا في فرقة الاغتيالات بقنديل وانتقل بترتيب معين الى سوريا وماهو الا مجرد ديكور ينفذ مايملى عليه من الدوائر المظلمة .
6 - حول الفصل بين الاسلام كدين والأعمال الارهابية أمر مفهوم أما حرب الادارة على داعش فهناك ملاحظات الى درجة التشكيك في جدوى طريقة تلك المواجهة مثلا تعاون الادارة مع الايرانيين وميليشيات تابعة لهم في العراق ومع مجموعات موالية للنظام السوري فهل يمكن مواجهة داعش وهو صنيعة سورية ايرانية وترك ارهاب الدولة السورية والايرانية ؟طبعا ماقاله أوباما مجرد أقوال في نطاق ادارة الأزمة بالشرق الوسط حتى نهاية ولايته وهو راعى في كلمته التحالفات الأمريكية مع العالم الاسلامي لوجود مصالح مشتركة وهناك مآخذ على موقف الادارة الأمريكية الى درجة التشكيك بخصوص سوريا واتفاقياتها السرية مع روسيا أما الزعم بتمسكها بالحل السلمي للقضية السورية فمردود عليها لأنها صامتة أمام الهجمة العسكرية السورية الروسية الايرانية على الشعب السوري وثواره ولاتحاول حتى الحفاظ على توازن ما وذلك بتزويد الثوار بأسلحة متطورة بحسب التجارب السابقة فان الرؤساء الجمهوريين أكثر تشددا تجاه النظم الدكتاتورية في منطقتنا  .

406

                                       
لاقنديل منطقة محررة ولاقامشلي
                                                         
صلاح بدرالدين

        الى كل من يعتبر – عن قناعة أو سهو ( أن كردستان سوريا أو المناطق الكردية السورية أو جزء – روزئافا –   سمه ماشئت ) محرر كما اقليم كردستان العراق نقول : ان كل سوريا في حالة استثنائية غير مستقرة وآخر احصائية منشورة تشير الى أن سلطة النظام تراجعت الى 11% من مساحة البلاد وسلطة – ب ي د – وجلها مشتركة مع سلطة النظام وصلت الى 14% وسلطة داعش وصلت الى 40%ومناطق نفوذ الجيش الحر وقوى الثورة كمناطق محررة قرابة 12% وسلطات أمرواقع أخرى من ميليشيات حزب الله والعراقية تتحكم بأجزاء واسعة متداخلة كما مناطق نفوذ – ب ي د - مع سلطة النظام أما المناطق التي تسيطر عليها قوات – ب ي د –فهي بالواقع وبمفهوم غالبية الكرد السوريين محتلة ولست ادري محررة من من ؟ اذاكان المقصود من النظام فان سلطة النظام نافذة في معظمها وتتشارك سلطة – ب ي د – في الأمن والادارة وتدار عبر أدوات القمع واضطهاد واعتقال المخالفين لنهجها وآيديولوجيتها وقد تم تفريغ المناطق الكردية فحوالي 65% من المواطنين الكرد وغالبيتهم من الجيل الشاب نزحوا أو هجروا وهناك ملاحقات واعتقالات يومية لكل من لايوالي سلطة الأمر الواقع كما انها تعادي اقليم كردستان العراق المتمتع بالنظام الفدرالي والانجازات القومية الأخرى بكل السبل بمافي ذلك التآمر على شنكال والتحالف مع قوات – الحشد الشعبي – والأطراف الكردية  المغامرة المناوئة للديمقراطية والعملية السياسية .
    هناك من يدعو الى استراتيجية مشتركة بين ( الجزئين المحررين ! ) من كردستان ويقصد اقليم كردستان العراق الحر الفدرالي وبين سلطة الأمر الواقع في المناطق الكردية السورية  نعم هناك ضرورة قصوى ليس الحوار السلمي الأخوي بين جزئي العراق وسوريا بل بين الأجزاء الأربعة ولكن كيف وبين من ومن ؟ وبأي شكل وعلى أية أسس ؟ ومن أجل أي هدف ؟ اذا كان القصد من التحاور بين قيادة اقليم كردستان العراق المنتخبة من الشعب وبين قيادة – ب ي د – كسلطة أمر واقع تسلمت الادارات من سلطة نظام الأسد  وفرضت نفسها بقوة السلاح والقمع والتهديد فهذا لن يؤدي الى نتيجة وقد جربت قيادة الاقليم وتحت اشراف السيد رئيس الاقليم مباشرة عبر اتفاقيات هولير ودهوك ولكن الطرف الآخر لم يلتزم ولم يحترم التعهدات لذلك يجب البحث عن طرف كردي سوري محاور موثوق وشرعي وهو في الوقت الحاضر مغيب وغير جاهز ويمكن ظهوره عبر مؤتمر وطني كردي سوري يشارك فيه ممثلوا تنسيقيات الشباب والمستقلون ومنظمات المجتمع المدني والبعض من مناصري الأحزاب من القواعد ويتتمخض عن المؤتمر قيادة منتخبة وبرنامج سياسي واضح حول الكرد والثورة ومصير البلاد واستراتيجية سليمة قوامها وحدة الصف الكردي ونصرة الثورة السورية والشراكة الكردية العربية والتنسيق والتعاون مع الأشقاء وخصوصا قيادة اقليم كردستان العراق  .                                      .                                         .بايجاز شديد اذا كانت مناطق – قنديل – وهفتاوين – والزاب – في كردستان العراق التي تسيطر عليها  قوات – ب ك ك – محررة فيمكن القول أن القامشلي محررة أيضا ! .
وبالنسبة للحرب على تنظيم الدولة الاسلامية – داعش – فان أي تناول لهذا التنظيم الارهابي  سيبقى ناقصا وغير موضوعي بل مبتورا بمعزل عن الرؤية العلمية الموضوعية  لظهوره والبيئة التي أفرزته وصانعيه من أنظمة الاستبداد والظلامية المذهبية وعوامل انتشاره واحتلاله للأراضي فالحراك الثوري الذي هب ضد نظام الأسد ودولته الارهابية سبق داعش بأعوام واستنجد هذا النظام الذي بدأ يتهاوى أمام ضربات الثوار السوريين والجيش الحر بشركائه الايرانيين ومراكز القوى المذهبية في بغداد الذين شاركوا جميعا بصنع داعش لذلك فان محاربة داعش التي تحولت الى – موديل – دارج من دون التصدي لارهاب الدولة والدكتاتورية ستبقى من غير مضمون وطني ثوري ديموقراطي .                                                                                      ان محاربة داعش ليست مقتصرة على بيشمركة كردستان العراق وقوات – ب ي د – في سوريا فالثورة السورية وقواها الحية تواجه ارهاب الدولة السورية منذ أكثر من خمسة أعوام وتواجه ارهاب داعش والنصرة منذ ظهورهما على الأراضي السورية في الوقت ذاته  بعد أن جيء بقادتهما من سجون سوريا والعراق وايران كرديف لنظام الأسد وضد التغيير الديموقراطي في سوريا   .                                                                                              .
 ثم أن وضع القيادتين السياسيتين لكل من بيشمركة كردستان العراق وقوات – ب ي د – في سلة واحدة ليس عادلا وظلم كبير للبيشمركة الذيت تربوا تحت شعار ( كردستان أو الشهادة ) وفي كنف قيادة وطنية ديموقراطية منذ ثورة ايلول بقيادة البارزاني الخالد ويسيرون على نهج الدفاع عن الشعب والوطن بعكس الآخرين الذين يرفضون مبدأ حق تقرير المصير ويخدمون أجندة أجنبية اقليمية ويسيرون في الخط السياسي لحلف الممانعة الاقليمي بزعامة جمهورية ايران الاسلامية ونظام الأسد المستبد فالبيشمركة يواجهون داعش للحفاظ على مكتسبات شعب اقليم كردستان والفدرالية وتحرير المناطق الكردستانية واعادتها الى حضن حكومة الاقليم أما الآخرون فيواجهون داعش لمصلحة حزبهم ومن دون أية آفاق واضحة وخدمة لنظام الأسد وضد الثورة السورية ومن اجل أن يتأهلوا أكثر لتشكيل الخطر على مكاسب اقليم كردستان العراق من الداخل أو عبر سنجار وبالتعاون مع التيارات المغامرة الأخرى .
 نعم هناك نوع من التعاون الاستراتيجي الواضح  بين التحالف الدولي للحرب على داعش بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية من جهة وبين رئاسة اقليم كردستان العراق على أسس معروفة تشمل كل العراق الاتحادي وهناك أيضا تقدير ملحوظ لدور الرئيس بارزاني الوطني والقومي  واحترام كبير لقيادته الموثوقة في حين مازال الحزب الأم ل ب ي د – في قائمة الارهاب أما نوع التعاون العسكري بين التحالف الدولي وقوات – ب ي د – فيقتصر على الجانب الأمني باعتراف مسؤوليهم أيضا حيث التحالف بحاجة الى قوات برية لتنفيذ خطتهم ولم يجد أفضل من تلك القوات المدربة من دون أي اتفاق سياسي على وضع الكرد ومصير سوريا ونظام الأسد ومن دون تلبية طلب – ب ي د – حتى المشاركة في مباحثات جنيف حول سوريا حتى اللحظة  .
.
 


407
في أولويات اعادة بناء الثورة السورية
( مناقشة لتوجهات لفيف من الضباط )

                                                               
صلاح بدرالدين

  أعلن مجموعة من كبار الضباط المنشقين عن النظام قبل نحو عشرة أيام عن تشكيل جسم عسكري جديد حمل اسم “قوات الردع الثورية”، والتي تضم 11 فصيلا بحسب البيان ومن دون ذكر أسمائها وقد ارتأيت مناقشة ماجاء في حوار لموقع – كلنا شركاء - مع أحد أبرز مؤسسيه وهو الصديق الدكتور اللواء - محمد الحاج علي - كمساهمة للجهود الفكرية والثقافية المبذولة من جانب مختلف الأطياف الوطنية بحثا عن أفضل السبل لتحقيق مانصبو اليه جميعا في تصحيح مسار ثورتنا واعادة بنائها من جديد لمواجهة التحديات الخطيرة الماثلة .
 حسب وجهة نظر هؤلاء الاخوة الضباط العسكريين فان انقاذ الثورة يبدأ بتشكيل – قوات الردع الثورية – وتطويرها وتفعيلها ومن ثم يمكن الاستفادة من سياسيين بتعيينهم مستشارين لتلك القوات وأن المهمة الأساسية لها ازالة نظام الأسد وعدم افساح المجال للأدلجة وتنظيف الثورة من المرتزقة والفاسدين والتشكيل غير مدعوم من أي دولة وهذه ميزة إيجابية لأن كل الفصائل التي دعمت من قوى خارجية أصبحت أسيرة الداعمين سواء أكانوا دولاً أو جماعات أو أفراداً، هذا التشكيل تأسس على أساس أن يكون قراره مستقل .
 لاشك أن ماأعلن من أهداف لاغبار عليه كمبدأ عام ولكننا يجب أن نتوقف أمام مسالة الأولويات والعلاقة بين أطراف الثورة وأطيافها اذا علمنا أن الانتفاضة الثورية اندلعت بارادة شعبية عنوانها الحراك الشبابي وبصورة سلمية وبعد تشنج النظام ورفضه لأي نوع من الاصلاح والتطوير واستخدام سلاح الدولة وجيشه وأمنه لصد المتظاهرين المحتجين ومواجهتهم بالحديد والنار بادر أفراد وجماعات بالانسلاخ عن جيش النظام والالتحاق بصفوف الشعب والاعلان عن تشكيل الجيش السوري الحر والذي تلاحم عمليا مع الحراك الشعبي الوطني ليتم الانتقال بعد ذلك الى مرحلة الثورة المتواصلة حتى الآن تحت شعار اسقاط النظام والتغيير الديموقراطي رغم مالحق بها من انتكاسات وتشرذم الى ماوصلت اليه الحالة راهنا  .
  كان الأولى بالاخوة في – قوات الردع الثورية – أن يبحثوا عن لم شمل مراتب الجيش الحر واعادة الاعتبار لروادها الأوائل الذين أبعدوا واستبعدوا وأهملوا واعادة هيكلة التشكيلات المبعثرة  والعمل سوية على تنظيم الجانب العسكري في الثورة وقبل ذلك أو بالتزامن معه اعادة تنظيم صفوف الثورة التي لايمكن الفصل بين قواها المدنية والعسكرية والجماهيرية والشبابية وأطياف مناضليها من مختلف المكونات السورية واذا كانت ثورات العالم قد واجهت طوال التاريخ اشكالية العلاقة بين جناحيها المدني السياسي والعسكري فان خصوصية وتجربة ثورتنا تؤكد أنه لايمكن لجناح واحد أن يصادر القرار ويستفرد بالقيادة لأن العمل العسكري ماهو الا صورة عن الموقف السياسي ولاشك أن تجربتنا قد أهلت العسكري بالادارة السياسية وزودت السياسي المناضل بالخبرة الدفاعية والجانبان يكملان بعضهما الآخر ولايمكن الفصل بينهما .
  ان ما قسم صفوف الجيش الحر وجمد طاقات عناصره من الضباط والأفراد وتراجعه أمام موجة الجماعات الارهابية من داعش ونصرة وتغلغل وتوسع صفوف الفصائل المسلحة الاسلامية وطغيانها هو حرمانه من قيادة سياسية – عسكرية مشتركة مستندة الى الشرعيتين الثورية والوطنية فقد أساء ( المجلس الوطني ومن بعده الائتلاف ) التصرف وأرادوا استخدام قوى الجيش الحر والثورة لأغراض آيديولوجية أولا وفي خدمة مواقف الأطراف الاقليمية المانحة فجيش الثورة يجب وبالضرورة وفي الحالة السورية أن يكون انعكاسا لواقع مجتمعنا التعددي المتنوع أن يكون وطني الانتماء والتوجه بعيدا عن النزعات العنصرية والدينية والمذهبية .
  كما أظهرت تجارب ثورتنا منذ أكثر من خمسة أعوام أوجه الخلل والفشل والاحباط حينما بادرت مجموعات مسلحة الى التواصل المباشر من دون وسطاء معارضين مع الأنظمة في دول الاقليم وفتحت أجهزتها المخابراتية أذرعها وأغدقتها بمعونات سخية ولأن متزعمي  تلك الجماعات لم يكونوا محصنين لاسياسيا ولاثقافيا وغير ملتزمين بالبرنامج السياسي ومعزولين عن الجمهور الوطني الواسع فقد فشلوا في تحقيق أي هدف ضد النظام كما خرجوا من وعلى صفوف الثورة بل وتحدى بعضهم الجيش الحر أو استمالوا قسما منه من أموال الدول المانحة مستغلين حالة العوز والحرمان .
  ان الطريق الوحيد الأسلم نحو اعادة بناء صفوف الثورة هو تشكيل لجنة تحضيرية معبرة قدر الامكان عن أطياف ومكونات الشعب السوري للاشراف على عملية تنظيم المؤتمر الوطني الانقاذي السوري من ممثلي الحراك الوطني الثوري والمستقلين وتنسيقيات الشباب والمجتمع المدني وسائر الوطنيين الشرفاء وممثلي تشكيلات الجيش الحر وقوى الثورة المؤمنة بسوريا جديدة تعددية ديموقراطية للخروج ببرنامج سياسي ومجلس سياسي – عسكري مشترك لقيادة المرحلة ومواجهة تحدياتها في السلم والحرب .
                 
                                                               

408

قراءة في الدور القومي للرئيس بارزاني
                                                           
صلاح بدرالدين

 من غير الجائز تناول الدور القومي للرئيس مسعود بارزاني بمعزل عن مسار – الكوردايتي – الذي انتهجه الخالد مصطفى بارزاني سيرا على خطى الرواد البارزانيين الأوائل بدءا من الشيخ عبد السلام بكل انجازاته التي لم تتحقق في خط مستقيم بل عبر تعرجات ومحطات واجتياز مراحل في ظروف محلية واقليمية ودولية متغيرة وشديدة التعقيد .
 من ميزات هذا النهج التاريخي الذي ارتسمت معالمه الأولى قبل أكثر من مائة عام غناه في مجال اختبار مراحل التطور العالمي وخصوصا مايتعلق بتحولات الشرق الأوسط والمنطقة الكردية فقد عاصر الحقبة العثمانية وتمزق امبراطوريتها والتوقيع على اتفاقية سايكس – بيكو الذي حول كردستان الى أربعة أجزاء والحربين العالميتين الأولى والثانية بكل أهوالها وقيام ثورة اكتوبر الاشتراكية العظمى التي غيرت وجه التاريخ وكل المعاهدات الدولية المعنية بمصير المنطقة والكرد من بينها خاصة بعد انتصار الحلفاء مثل معاهدات واتفاقيات ( بوتسدام ومالطا وطهران ويالطا ) والتفاعل مع حركة – خويبون - .
 المعالم الفكرية لهذا النهج كانت اكثر ارتباطا بالوقائع والحقائق على الارض وليس بالنظريات التي يقول عنها – هيغل – " النظريات صفراء لكن شجرة الحياة خضراء دائما " وانطلق هذا النهج من بيئة جغرافية ( بارزان ) تتميز بالتنوع الديني والثقافي والقومي وبثقافة قبول الآخر المختلف وارادة رد المظالم ومناصرة المظلوم واحترام المرأة بل قبول ادارتها للعائلة ومشاركة الرجل بأعباء الحياة ومواجهة المعتدين .
 كان للبارزاني الكبير تجربته القومية الخاصة والى جانب كونه زعيما شرقيا ومبدئيا ياخذ مجتمعه بعين الاعتبار وينفر من التعصب الحزبي الضيق ومع تنظيم صفوف الشعب رافضا الاسلام السياسي رغم تدينه يفصل الدين عن السياسة ويحترم كافة الاديان فقد رأيت بأم عيني وعند زيارتي الأولى ( 1967 )  ولقائي به في منطقة – بالك – الذين يقومون بحمايته ( آشورييون وكلدان وأزيدييون الى جانب بارزانيين ) .
 بعد أن دشن الشيخ عبد السلام اللبنات الأولى لهذا النهج القومي عندما ربط الواجبات الدينية بالدنوية حين توجيهه مذكرة الى السلطان العثماني يطالبه فيها بالاعتراف بالكرد كشعب وبحقوقه الادارية والثقافية كان من تجليات نضوج البنية الثقافية – الفكرية لهذا النهج من بعده من خلال عدة محطات تاريخية أولها : في كونفرانس – باكو – ( 19 – 1 – 1948 ) بحضور ممثلين كرد من سوريا وايران وتحدث مصطفى بارزاني للمرة الاولى بعد مغادرة كردستان العراق الى ايران والمشاركة في ترتيبات جمهورية مهاباد والمسيرة الطويلة التي اخذت به الى الاتحاد السوفييتي عن المسائل السياسية والفكرية والفلسفية التي تشكل استراتيجية – الكوردايتي - .
 وثانيها : من خلال الكونفرانس السياسي – العسكري في - كاني سماق – ( 15 – 4 – 1967 ) وكنت حينها متواجدا على راس وفد حزبي فبكلمته الهامة توجه البارزاني الى البيشمركة بالقول : انتم ابطال هذا الشعب وتفدونه بارواحكم اتمنى عليكم رعاية الفقراء وقبول النقد فمن يعمل لاجل مصالحه الخاصة والشخصية ليس له مكان بيننا وفي هذا الكونفرانس عرف البارزاني الكرد واوضح مطالبهم وركز على اهمية العمل الجماعي وهاجم بشدة الاغنياء الكرد الذين لايساعدون شعبهم وردد : لست زعيما لاحد لكنني خادم لشعبي كما تحدث عن معنى التقدمية بعيدا عن الشعارات البراقة والتقدمي هو من لايظلم شعبه ولاينهبه ويحافظ على كرامته وقال : لم أخن أحدا طوال عمري ولاأقبل أن يخونني أحد وتنظيم صفوفنا ركيزة قوتنا ونحن نخوض صراع البقاء او العدم ويجب عدم اهانة راعي قروي او امراة لقد قلتهافي 1945 وفي عام 1948 وفي 1960 واكرر الان ان لاخلاف ولاصراع بيننا وبين الشعب العربي فالكرد والعرب اصدقاء واخوة لكن صراعنا مع الانظمة والحكومات .
  ان بعض المنطلقات الفكرية والثقافية التي أشرنا اليها يشكل جزءا من تراث نهج – الكردايتي الذي يسير عليه الرئيس مسعود بارزاني – والنهج هذا غير جامد بل يتفاعل مع تطورات الأحداث المحلية والخارجية ويتأثر بمحيطه الأقرب والأبعد فمن مطالبة الشيخ عبد السلام بالحقوق الادارية الى شعار ثورة ايلول بقيادة البارزاني الكبير ( الديموقراطية للعراق والحكم الذاتي لكردستان ) الى تحقيق الفدرالية في عهد قيادة الرئيس مسعود ومحاولته منذ أعوام على اجراء استفتاء لشعب كردستان ليقرر مصيره كل ذلك دليل ملموس على مدى حيوية هذا النهج وتعبيره عن ارادة الشعب في كل مرحلة من مراحل التاريخ .
 لاشك أن الظروف الراهنة للحركة التحررية الكردستانية بشكل عام ونحن بنهاية العقدين الأولين للقرن الحادي والعشرين تختلف عن بدايات انبثاق الحركة في القرن التاسع عشر فقد ظهرت الدعوات الكردية الأولى على شكل قومي جامع ثم بتقسيم كردستان تحولت الى أجزاء من الحركة القومية موزعة بين أربعة بلدان وانكب كل جزء على وضعه الخاص عبر أدوات محلية ( قطرية ) وليست قومية جامعة أي لم يعد هناك احتمال حل قومي كردستاني موحد للقضية الكردية بل حلول جزئية وطنية وارتبطت مصائر الحركات الكردية بالحركات الوطنية العربية في سوريا والعراق والتركية والايرانية وحتى اللحظة لم تظهر حركة قومية كردية موحدة بعد تجربة – خويبون - تنظيميا وسياسيا لذلك المجال المناسب هو التنسيق والتعاون والاحترام المتبادل بين كرد الأجزاء الأربعة وحركاتها القومية التي تتميز عن بعضها في الكثير من المجالات الاجتماعية والثقافية .
 لم يطرأ أي تغيير يذكر حتى اللحظة على تعريفنا السابق وقبل نحو خمسة عقود لتقسيمات الحركة الكردية وقضايا صراعها فالتشخيص السابق مازال صحيحا وهو وجود نهجين واحد معتدل وطني وقومي وديموقراطي مؤمن بالحوار والحل السلمي ومع الثورة والتغيير الديموقراطي والاعتراف بالأخر المختلف ويشكل – كوردايتي – البارزاني العمود الفقري له وآخر حزبوي متعصب مغامر فئوي مناطقي غير محصن تابع للأنظمة الغاصبة للشعب الكردي متورط بمحور ( الممانعة ) حاليا ويشكل مخلب قط للأنظمة المستبدة لاثارة الصراعات الكردية الكردية ويشكل ( ب ك ك وبعض التنظيمات الحزبية في أجزاء كردستان العراق وايران وسوريا ) بمثابة المكون الأساسي له .
  مازال نهج – الكوردايتي – الذي يسير عليه الرئيس مسعود بارزاني يشكل المرجعية القومية الأهم ولاشك أنه بأمس الحاجة الى التطوير والتعميق والمراجعة عبر الانكباب العلمي والتحليل الموضوعي للخروج باستخلاصات مفيدة لانارة درب الجيل الجديد وهناك حاجة ماسة الى التجديد الفكري والمراجعة الثقافية بروحية النقد الايجابي وعلى رأس جدول أعمال تلك المراجعة مسألة العلاقات القومية الكردستانية التي لم ترسو حتى الآن على قاعدة واضحة مؤسساتية فاعلة سليمة .
  هناك بين أيدينا تجربة مهمة في هذا المجال وأقصد مجال ( العلاقات القومية ) وهي مضمون وشكل ونتائج  تعامل اقليم كردستان العراق وباشراف مباشر من رئيس الاقليم منذ خمسة أعوام مع الملف الكردي السوري فلاشك بأن دافع ذلك التعامل السياسي كان الحرص على شعبنا ووحدة صفوفه وعدم اراقة الدم الكردي ولكن كماأرى فان النتائج لم تخدم الهدف المرجو والعبرة بخواتم الأمور كمايقال وقد أشار الأخ الرئيس في مقابلتين مع فضائيتي ( عربية سكاي نيوز والجزيرة ) الى فشل الأحزاب الكردية السورية في قيادة الكرد بل أساءت اليه وأن – ب ي د – هو المسؤول عن دوام الأزمة والمطلوب الآن بعد وصول الأخ الرئيس الى هذا الاستخلاص السليم والدقيق الانتقال الى الخطوة التالية الأهم وهي : البديل الذي أرى أن يكون على شكل مؤتمر قومي وطني كردي سوري عداده الوطنييون المستقلون الذين لم يشاركوا في خلق الأزمة وتعميقها وتجمعات الشباب ومنظمات المجتمع المدني وبعض أنصار الأحزاب من القاعدة من أجل مراجعة ماحدث وصياغة البرنامج السياسي وتعميق توجه المشاركة بالثورة السورية وانتخاب القيادة الكفوءة .

409
اضاءات " فيسبوكية " على همومنا الوطنية
                                                                             
صلاح بدرالدين

-   1 -
تتردد أنباء عن محاولة اغتيال اللواء – محمد منصورة – برميه من بناية عالية حيث أصيب بجروح بليغة وهو الآن قيد العلاج في مشفى – العثمان – باللاذقية وان صح الخبر سيكون الضابط الأمني الخامس الذي يراد التخلص منه لدفن الأسرار أو لصراعات مراكز القوى الأمنية وقد أدار – أبو جاسم – الذي سماه حافظ الأسد – كبش الجزيرة – المخابرات العسكرية في القامشلي لمدة ربع قرن فقد جيء به ملازما وغادر لواء ثم استلم الملف الكردي برمته ومعروف عنه التفنن بالقمع وارتكاب الجرائم وحرق الناس بالسجون وكان مهندس شق حزب الاتحاد الشعبي الكردي واختراق الأحزاب الأخرى والاشراف بنفسه على اعادة تموضع جماعات – ب ك ك - وترك من ورائه فلولا وأيتاما مازالوا يمارسون الفتنة والتخريب ومازال يشرف على ادارة الأحزاب الكردية وقد قيل أنه استقبل قبل اسبوعين وفدا من حزب اليمين الكردي برئاسة عضو مكتبه السياسي ( أ ) .
-   2 -
يوما بعد يوم تتكشف حقيقة الدور المريب لحزب – ب ي د – وحتى لانظلمه فهو مجرد ديكور ينفذ أوامر قيادته بقنديل المنشغلة بتقديم الخدمات الاقليمية خصوصا لراعيتها وولية نعمتها جمهورية ايران الاسلامية والتي تدفع كرد سوريا وتركيا نحو الهلاك لقاء كسب ود القوى الدولية وازالة صفة الارهاب عنها وقبل أعوام انكشفت لعبة – ب ي د – في خدمة خطط نظام الأسد باشعال الفتنة بين كرد وعرب سوريا لتشويه سمعة الثورة بدءا من حي – الشيخ مقصود – الحلبي وانتهاء بالجزيرة وتل أبيض والآن تقوم أجهزة هذا الحزب وبالتنسيق مع اجهزة الأسد بنشر الادعاءات العنصرية المستفزة للملايين من شركائنا العرب حول ادعاء ( كردية ) المناطق والمدن والبلدات العربية من دون أي سند تاريخي فقط من أجل اشعال الفتنة وهنا تظهر الفروقات من جديد بين نهجين ضمن كرد سوريا : فهناك كرد الثورة وهناك كرد النظام وعلى شركائنا العرب التدقيق .
-   3 -
لأن " معارضتنا " عودتنا منذ – المجلس وانتهاء بالائتلاف – على سلوك ردود الأفعال وتقليد الآخرين بدلا من اطلاق المبادرة والابتكار والابداع فلا أستغرب أن تقدم ( الهيئة التفاوضية ) المنبثقة عن مؤتمر الرياض على تقليد نظام الاستبداد الذي عين سيدة لرئاسة ( برلمانه ) الموالي التابع بتعيين سيدة أيضا لرئاسة وفدها التفاوضي الى جنيف وهناك حتى الآن وبحسب التسريبات من أوساط المانحين سيدتان مرشحتان لشغل ذلك الموقع ويقينا أن تكتيك النظام على انه يساوي بين المرأة والرجل لتحسين صورته السوداء أمام الرأي العام لن ينجح فان خطوة مماثلة – للهيئة – لن تحل أزمتها ولن تكون بديلة للعودة الى شرعية الشعب وثورته بعد اخفاقها حسب الصول المعروفة .
-   4 -

قبل نحو خمسين عاما احتلت اسرائيل جزءا من الأراضي السورية في ظل حكم البعث الاستبدادي الانقلابي الذي سماه ( نكسة ) واستمر الاحتلال وقام النظام نفسه بتحويل البلاد الى سجن كبير الا أن سلم الوطن كله للايرانيين والروس والميليشيات الارهابية ليكملوا سوية احراق البلاد وابادة العباد وفي مثل هذا اليوم  كنت في أول لقاء مع قائد ثورة ايلول الزعيم الكبير ملا مصطفى بارزاني في قصري – بالك بكردستان العراق بعد رحلة دامت اسبوعين من – ديريك الى كلالة - الذي علمت منه بنشوب حرب حزيران معلقا بقوله : ( هناك خونة بين الحكام العرب ليس بمقدورهم الدفاع عن شعوبهم والحفاظ على سيادة بلدانهم ) وكان يقصد تحديدا – كما فهمت – نظامي البعثين في سوريا والعراق بالدرجة الأولى وأثبتت الأيام أنه كان صادقا في تشخيصه .
-   5 -
نصيحة ( مجانية ) من باب الحرص للسيد – أنس العبدة - : بدلا من مطالبة السيد رئيس اقليم كردستان بارسال قوات بيشمركة من الكرد السوريين الى مناطق المواجهات في سوريا واضاعة وقته الثمين حيث يقود معركة – خازر – ضد الدواعش عليك باصلاح بيت الائتلاف الداخلي وكذلك – الهيئة التفاوضية العليا – المنهارة والمعارضة بشكل عام والمشاركة في اعادة بناء الثورة التي تسببتم في تصدعها وذلك بالاعتراف أمام المؤتمر الوطني السوري العام الذي تحاولون الالتفاف عليه بالمسؤولية وتحمل العواقب فالتعاون العسكري يتم كنتيجة للتفاهم السياسي بين طرفين يحملان برامج واضحة وهذه ما تفتقرون اليها على أمل أن لايكون طلبكم التعجيزي محاولة لاقحام الاقليم والكرد بصراعاتكم الداخلية ثم وضع مسؤولية هزيمتكم العسكرية في ريف حلب على عاتق البيشمةركة وهمسة أخيرة : حذارى من مستشار السوء ذلك الكردي المزروع من الاخوان المسلمين المستخدم كبيدق في كل الخطط التآمرية ذات الصلة بالكرد .
-   6 -
أهداف الروس والأمريكان وبينهما الايرانييون بخصوص القضية السورية واضحة وبالرغم من بعض التعارضات الشكلية فالكل يسعى الى الحفاظ على النظام ان لم يكن بكل مؤسساته ورموزه ومسانده الأمنية والعسكرية والاقتصادية والإدارية والحزبية فبغالبتها الفاعلة المؤثرة والأسباب الضامنة لحمايته واستمراريته وان كانت ( الهيئة التفاوضية العليا ) المنبثقة عن مؤتمر الرياض ومن ضمنها ممثلو الائتلاف والمجلس والوافدين الجدد تتجاهل هذه الحقيقة اما عن غباء أو تواطؤ فلن تغير من الواقع شيئا وعلينا كوطنيين سوريين حريصين على ثورتنا وأهدافها النبيلة أن نعلم  أن أحدا لن يستطيع اجبار السوريين  وثوارهم على التخلي عن مبادئهم وقناعاتهم وكفاحهم والمعارضة أيضا ليست مجبرة على الرضوخ لاملاءات الآخرين ولكنها للأسف ولأنها لاتسند الى أية شرعية ثورية ووطنية فانها لن تكون محصنة خاصة وأن مواقفها السياسية تتواءم مع الأطراف الإقليمية والدولية وليست متمسكة بشعار الثورة الأساسي باسقاط النظام خاصة بعد قبولها مقررات فيينا 2 ولاأستبعد أن تتوالى التنازلات وتنفذ الاملاءات حتى في مجال تطهير الهيئة التفاوضية من كل صوت حر .

410
في مشروعية القلق على المصير الوطني
                                                                   
صلاح بدرالدين

     قبل أن ينتفض السورييون على نظام الاستبداد منذ أكثر من خمسة أعوام وقبل ذلك بعقود في معارضته كانوا على دراية تامة بطبيعته العدوانية الغادرة ولم يتفاجأوا من حيث المبدأ بكل همجيته ونزعته الفاشية التدميرية وسلوك خيار الأرض المحروقة واستخدام كل شيء بمافيه السيادة الوطنية واستقدام ميليشيات وجيوش العالم فقط من أجل الحفاظ على تحكمه برقاب العباد ومصير البلاد وصيانة واستمرارية مصالح فئوية ضيقة على حساب المجموع بل بالعكس من ذلك فقد بان للقاصي والداني على مشروعية وأحقية التصدي لهذا الأخطبوط الذي يجسد ارهاب الدولة وعلى صدقية السوريين في ادانة هذا النظام الأرعن وتوصيفه منذ أكثر من نصف قرن بالدكتاتورية وخطورته على السلام والاستقرار في المنطقة وتجسيده لكل موبقات الفتن المذهبية والقومية وعدائه المستديم لارادة شعوب المنطقة في تحقيق بناء الدول المدنية الحديثة وارساء التطور الديموقراطي خاصة في لبنان والعراق وفلسطين .
   كما لم يكن مفاجئا للسوريين عموما وسوريي الثورة على وجه الخصوص أن تهب جمهورية ايران الاسلامية بكل قواها المادية والعسكرية وبميليشياتها الطائفية البغيضة الايرانية والعراقية والأفغانية وبحزبها ( اللبناني ) الارهابي لنجدة صنيعته نظام الأسد بل وأكثر من ذلك كان متوقعا لدى الكثيرين اقدام نظام ولاية الفقيه على تحريك خطوطه في منظمات القاعدة الارهابية واعادة تموضع فروعها العراقية والسورية بما في ذلك اطلاق سراح الموقوفين من قادتها وعناصرها الفعالة من معسكرات ايران وسجون دمشق وبغداد وذلك لاغراق الثورة السورية بأطياف ومسميات الاسلام السياسي واقناع العالم بأن مايجري في سوريا ماهو الا جماعات ارهابية مسلحة وقطاع طرق وانكار وجود شعب يريد اسقاط نظام الاستبداد عبر انتفاضته المجيدة .
  ولم يكن سورييو الثورة بغفلة عن ظهور مستجدات دولية سلبية مثل استثمار نظام الطغمة الحاكمة في روسيا تباطؤ وتردد الادارة الأمريكية خصوصا والغرب عموما كأصدقاء مفترضين للشعب السوري وضعف النظام العربي الرسمي للتدخل العسكري العدواني السافر وبناء قواعد على الأراضي السورية وتقديم أقصى أنواع الدعم السياسي والدبلوماسي والعسكري والتسليحي والجوي الى نظام الاستبداد الأسدي والامعان في تشتيت صفوف ( المعارضة ) بعد توجيه الضربات الشديدة الى فصائل الثوار في جميع مناطق تواجدها وذلك خدمة لمصالحها وبحثا عن مناطق نفوذ لها بعد انهيار الاتحاد السوفيتي السابق .
  كما لم يراهن سورييو الثورة يوما على دول النظام العربي الرسمي ودول الجوار الاقليمي لتحل محلها في مواجهة نظام الأسد أو اعتبارها حلفاء استراتيجيين لثورتهم الوطنية الديموقراطية من أجل الحرية والتغيير والسلم الاجتماعي والعدل والمساواة فكل ماهنالك كانت ثمة مصالح مشتركة ومازالت وقتية وتكتيكية وأمور انسانية تتعلق بالمهجرين والنازحين والمأوى والملجأ تختلف بين هذه الدولة وتلك ومن جملة تلك المصالح المشتركة خطورة النظام السوري على مستقبل المنطقة جمعاء كمصدر رئيسي من مصادر الفتن المذهبية وكقاعدة وذراع للمشروع الايراني الرامي الى اثارة الصراع المذهبي والحروب الأهلية  وتصدير الارهاب والارهابيين بكل الصنوف والألوان ومن هذه الرؤية فان دعم الشعب السوري وثورته هو دفاع عن شعوب المنطقة ومن أجل السلم والاستقرار لمصلحة المجموع .
  تعتبر ماأسلفناه أعلاه بمثابة تحديات خارجية من خارج أسوار بيت سوريي الثورة وبدون أية استهانة بمخاطرها الآنية والمستقبلية نقول وبدون أية مكابرة أو غلو أيضا بأنها لاتشكل العامل الحاسم في مصير السوريين وثورتهم وبعبارة أوضح لن تضع حدا مهما تفاقمت لارادة السوريين في نشدان الحرية والخلاص من الاستبداد حتى لو طال الأمد فهناك ثورات شعبية في تاريخ البشرية استمرت أعواما وعقودا وبأشكال مختلفة حتى حققت أهدافها جزئيا أو كاملة وثورات الربيع ليست استثناء بل ظاهرة تاريخية مبررة مازالت في بداياتها الزمنية يمكن أن تتعرض للكبوات والهفوات وماتلبث أن تعود أقوى وأكثر تنظيما وأشد مراسا .
  ان مايقلق حقا هو تفاقم الأزمة الداخلية بين صفوف – سوريي الثورة -  الى درجة انتقالها الى مأزق من دون أي أفق للعلاج الشافي والمقصود هنا هو انسداد الأفق أمام المعارضة التي تزعم زورا تمثيل الثورة وقيمها النبيلة وهنا نعود ونذكر للمرة الألف أنه بالأول كانت الثورة ثم تتالت أفواج المعارضة من دون تخويل من الثوار بالميدان التي فرضت وجودها بالاستقواء بدول الجوار وباقي المانحين وعلى حساب تنسيقيات الشباب والحراك الوطني الثوري العام وطلائع تشكيلات الجيش الحر ثم بدأت بالانحراف عن خط الثورة ومحاولة أدلجة وأسلمة وأخونة الثورة ضمن الصعود المؤقت لموجة الاخوان المسلمين في بلدان ثورات الربيع والتي انحسرت ومازالت من دون افساح المجال لعودة الأمور في الثورة والمعارضة الى أصولها الأصيلة .
  نعم مايقلق السوريين أكثر هو ارتهان – الهيئة التفاوضية وضمنها الائتلاف والمجلس – الى القرار الخارجي وفقدان استقلاليتها وعدم امتلاك الشجاعة بالاعتراف أمام الملأ بالفشل وعقم التهافت على جنيف وغيره ثم العودة الى الشعب مجددا لتستمد منه الشرعية الوطنية وذلك بالتسليم بضرورة العمل على عقد المؤتمر الوطني السوري الجامع عبر لجنة تحضيرية معبرة عن حقيقة مكونات الشعب السوري يكون هذا المؤتمر مظلة لجمع ممثلي المستقلين والحراك الثوري وتنسيقيات الشباب وتشكيلات الجيش الحر وسائر الثوار المؤمنين بمبادىء الثورة من دون شروط واملاءات دينية وعنصرية ومذهبية والخروج بمراجعة نقدية بالعمق وبرنامج سياسي ومجلس سياسي – عسكري لمواجهة تحديات السلم والحرب واعادة البناء .

411
" الهيئة التفاوضية " والانهيار المتدرج
                                                                     
صلاح بدرالدين

     لم نتفاجأ باخفاقات – هيئة التفاوض -  المتمخضة عن مؤتمر الرياض التي بنيت على باطل فالجتمعون هناك كان جلهم من مهزومي السنوات الماضية ومفسدي – المجلس الوطني السوري ووليده القيطري الائتلاف – والوافدين الجدد من أركان واداريي وحزبيي وأمنيي نظام الاستبداد ومن أجل اضفاء نوع من غطاء الشرعية الثورية المفقودة أصلا تم استحضار شخوص بطرق ووسائل ملتوية غير مفهومة للاستقواء بهم أولا والارتكان اليهم في عقد الصفقة بالتحاور مع النظام على قاعدة قبول مؤسساته كافة أي التراجع عن الهدف الأول والرئيسي للثورة المندلعة منذ خمسة أعوام والتي كلفت مئات ألوف الشهداء ماعدا الدمار وملايين المهجرين .
  من حق ملايين السوريين من المشاركين في الثورة والداعمين لها وبينهم مئات الآلاف من الوطنيين المستقلين والمناضلين الشرفاء وناشطي الحراك الثوري وتنسيقيات الشباب التي شاركت في اندلاع الثورة وحمايتها ومنظمات المجتمع المدني والشخصيات الوطنية من النساء والرجال ومن مختلف المكونات السورية القومية والدينية والمذهبية من حق هؤلاء جميعا أن يطلعوا على ماجرى سابقا على أيدي متزعمي ( المجلس السوري ) من اختراقات خارجية وانحرافات عن مسار الثورة واساءات لتشكيلات الجيش الحر من حصار واستبعاد وتجاهل ومن مساهمة في اغراق صفوف الثورة بجماعات الاسلام السياسي .
  من حق هؤلاء جميعا أن يعلموا عن سبب وموجبات ودواعي تحول ( المجلس الى الائلاف ) واذا كان هناك من خلل وفشل في السلف فلماذا لم يعلن ذلك للسوريين ؟ هل بسبب انحراف سياسي أم مخططات تآمرية على الثورة واختلاسات مالية وفساد ومن هو المسؤول عن ذلك أحزاب أو تجمعات أو تيارات أو أفراد ؟ ثم ماذا عن اخفاقات الائتلاف وأوجه الفساد في مؤسساته وبماذا اختلف عن سابقه على صعيدي البرنامج والقيادة ألم يكن مسيرا كما سلفه من ( القيادة الاخوانية العميقة ) ؟ .
  بدلا من الحصول على أجوبة التساؤلات السالفة والبدء من جديد بعد مراجعة جذرية شاملة ووضع النقاط على الحروف وتنوير السوريين بحقائق مخفية منذ سنوات اختار المجتمعون في الرياض نفس النهج الفاشل السابق واعتمدوا نفس الأساليب الملتوية ولم يبالوا بكل المقترحات المفيدة التي توالت عليهم من الحريصين على الثورة وأولها ضرورة الانطلاق من الشرعيتين الشعبية والثورية عبر تشكيل لجنة تحضيرية سورية تمثل بقدر الامكان المكونات الوطنية وتعمل على توفير شروط عقد المؤتمر الوطني العام والتوافق على برنامج سياسي وانتخاب مجلس سياسي – عسكري لقيادة المرحلة ومواجهة تحديات السلم والحرب .
  بازدياد المخاطر المصيرية راهنا ليس على وجود الثورة فحسب بل على وجود الشعب والوطن أيضا وبمسؤولية ( الهيئة التفاوضية العليا ) عن حالة التقهقر السياسي والتراجع العسكري وحالة الاحباط العامة خاصة بعد تمادي العدوان الروسي والايراني بتواطىء أمريكي وتجاهل اقليمي وعربي رسمي كان حريا بهذه الهيئة المنهارة أن تكون أكثر جدية وأن لاتلهو ولاتقامر بمصائر السوريين ولاتمضي في نهجها المدمر كان الأولى بها أن تعلن عن فشلها واخفاقها وتعترف بالمسؤولية أمام الشعب والتاريخ وتسلم أمرها للشعب ولكن مابني على باطل لن يكون الا باطلا وما بيان اجتماعها الأخير بالرياض الا نموذجا على ماوصلت اليه وادانة واضحة لسلوكها  .
     ( تبنت " الهيئة التفاوضية العليا " في اجتماعها الأخير بالرياض مجموعة مبادرات تهدف إلى توثيق الصلة مع كافة فئات المجتمع السوري وتحقيق الانفتاح على مختلف القوى السياسية والمجتمعية وأشارت أيضاً إلى اتفاق على تشكيل لجان للتواصل مع مختلف المكونات السياسية ومنظمات المجتمع المدني، وتعزيز دور المؤسسات الإعلامية ومراكز الفكر السورية للاستفادة من خبراتها، ورفد جهود الهيئة بالمادة العلمية وعقد الندوات والمؤتمرات الداعمة لأنشطته ) .
  يستشف من هذه الأسطر من البيان أن الهيئة في أحسن أحوالها ولاتواجه أية مصاعب ولم تحصل في صفوفها أية استقالات وأنها حققت انتصارات كبرى وأنها ليست قاب قوسين أو أدنى من الانهيار الكامل وفي جانب آخر لم تكن على صلة بفئات المجتمع السوري ومختلف المكونات وانها بصدد الاستفادة من خبرات مراكز الفكر السوري وعقد الندوات ووو وكانت باكورة عملها النوعي ( الاجتماع الفكري! ) المنعقد في استانبول وبينهم أعداد من الفاشلين ومن مفسدي المجلس والائتلاف المطلوبون للمساءلة أصلا ومن بعض ممثلي الأنظمة المعنية بالملف السوري في حين أن الهيئة ومن لف لفها مطعون في استقلاليتهم وتبعيتهم الخارجية وهنا نستثني طبعا قلة قليلة من ذوي النوايا الحسنة المشاركة في تلك الندوة .
  ان الأساليب الملتوية التي يمارسها أعضاء ( الهيئة ) والتصريحات المتناقضة التي تصدر عن الناطقين باسمها واستمرارها في حجب الحقائق عن السوريين وسكوتها المريب عن مايحدث كل ذلك يوحي بصحة توقعاتنا المتشائمة السابقة حيال مصير ومآل هذه الهيئة غير الشرعية وامكانية أن تنزلق نهائيا نحو الارتداد وتكشف عن وجهها الحقيقي بتقديم تنازلات جديدة عبر التسليم النهائي وقبول الفئات والجماعات المحسوبة على النظام كشركاء في تقرير مصير السوريين وابرام الصفقة بالتالي وهنا ومن جديد تتوجه الأنظار الى قوى الثورة والثوار والوطنيين المخلصين من أجل البحث عن طريق الانقاذ والخلاص .
 

412
في شؤون وشجون الثورة
                                                                               
صلاح بدرالدين

نتفهم  حيثيات استقالة السيد علوش كبير المفاوضين في ( الهيئة العليا التفاوضية ) بل نشاطره الرأي فيها خاصة وأن منشأ الهيئة لم يكن يستند الى شروط الشرعية الثورية وتركيبتها لم تكن تدل على التزامها بأهداف الثورة ومسارأدائها العملي المرتبك لم يكن الا جزءا من تكتيكات بعض النظام العربي الرسمي وبحكم معرفتي بالرجل وببعض كوادر فصيل ( جيش الاسلام ) أقول له : خطوتك ستكون فاعلة اذا اقترنت بعدة مهام مثل العمل على تعميق التعاون ووحدة الصف والعمل الميداني مع تشكيلات الجيش الحر وسائر قوى الثورة والاتفاق على الهدف الأهم الوحيد وبدون شروط ومسوغات ودعوات فئوية  جانبية وهو اسقاط نظام الاستبداد عبر تضييق الخناق على حكام العاصمة دمشق بالدرجة الأولى .
-   * -
بحسب فهمي لمسألة الدعم التسليحي الأمريكي للثوار ومواكبتها لم يكن الموقف الأمريكي في ظل الادارة الحالية مطابقا لهدف الجيش الحر والثوار عموما باسقاط النظام وتفكيك مؤسساته السلطوية لذلك لم يتقرر دعمه بالأسلحة المتطورة الكفيلة بتحقيق ذلك الهدف وتقاطع الموقف الأمريكي مع موقف جزء كبير من – المعارضة – وبينها القسم الأكبر من ( المجلس والائتلاف والوافدين الجدد ) و( أصدقاء الشعب السوري ) الدوليين والاقليميين وخصوصا النظام العربي الرسمي وهنا أعيد الى الأذهان كيف أن مسؤولي المجلس السوري والائتلاف صرحوا مرارا برفض المساعدة الخارجية وحتى التدخل الانساني على أساس انهم حريصون على ( السيادة الوطنية !!! ) والآن تأكد استعداد الائتلاف ومؤتمر الرياض بعد المشاركة في جنيف والموافقة على فيينا 2 على قبول النظام بمؤسساته من دون اسقاط تماما مثل الموقف الأمريكي والعربي الرسمي لذلك لاحاجة الى التسليح بعد الآن أما قصة مدة بقاء الأسد فماهي الا لعبة مكشوفة وستارا لحفظ ماء وجه ( الهيئة التفاوضية العليا ) علما أن كل مياه بردى والعاصي وحتى جقجق تعجز عن تنظيف وجوه المتورطين .
-   * -
كمايظهر  فأن قيادة – الائتلاف ومؤتمر الرياض – والمجلس الكردي وآخرون وبالرغم من كل الاخفاقات والحاق الضرر بالثورة وبالقضية السورية عموما والكردية بينها – يطنشون – ويتجاهلون ما يقال بحقهم من جانب الثوار ومختلف الأطياف الوطنية السورية من ملاحظات ونقد الى حدود التوبيخ والادانة ومصرون على البقاء  كما هم عليه من دون تبديل أو مراجعة أو اصلاح فانهم بذلك يحذون حذو نهج النظام ومن في خندقه من جماعات – ب ك ك – وغيرها في تحدي ارادة الشعب بل المضي في اذلاله بقوة السلاح وسلاح المال وبالمقابل فان صمود شعبنا الأسطوري والبحث المتواصل بدون توقف من جانب الشباب والمناضلين المستقلين والمثقفين والأطياف الوطنية من العرب والكرد والآخرين عن سبيل الخلاص وتعميق النقاش والحوار وتوسيع التواصل يجعلنا أن نتفاءل خيرا بقادم الأيام وماأقوله ليس تنبؤا فحسب بل يستند الى وقائع ملموسة .
-   * -
بالرغم من كل الاخفاقات والانتقال من فشل سياسي الى آخر مازالت المعارضة التي نميزها قليلا عن (المعارضة المدجنة التابعة للنظام ) وأخص بالذكر هنا – الائتلاف والهيئة التفاوضية المنبثقة من مؤتمر الرياض – وملحقها – المجلس الوطني الحزبي الكردي – سائرة في الانحدار المتدرج بارادة الخارج غير آبهة بمصير الوطن والشعب والثورة ولوتوفر لديها الحد الأدنى من  الشعور بالمسؤولية لعادت الى الشعب وشرعية جماهير الثورة والمدافعين عنها لانقاذها من سقطتها واستعانت بالطاقات الغنية الهائلة من خلال اللقاءات والمؤتمرات والبرنامج السياسي المدروس ولكن كما يظهر فانها ماضية في غيها والوقت يمر لمصلحة النظام وليس أمام المناضلين والثوار في الحالة هذه الا الاقدام على خيار انجاز البديل المناسب من خارج كل الأطر المتآكلة القائمة .
-   * -
 آخر احصائية تشير الى وقوع – 700 – ضحية حصيلة مواجهات ( جيش الاسلام وفيلق الرحمن ) في الغوطة وجلهم من المدنيين والتي سهلت عودة جيش النظام وميليشياته المذهبية لقد حذرنا منذ اليوم الأول من تسلط الاخوان المسلمين على ( المجلس الوطني ) أن جماعات الاسلام السياسي ستؤسس للثورة المضادة عبر اضعاف الجيش الحر والثوار العلمانيين وابعاد الوطنيين الديموقراطيين وتفريخ المزيد من الفصائل المسلحة تحت غطاء الاسلام أي أسلمة الثورة ومن ثم أخونتها وقد تساهل الوطنييون السورييون مع ظاهرة ( جيش الاسلام وأحرار الشام ) باعتبارهما يحاربان النظام ولايشترطان قيام دولة دينية مثل ارهابيي داعش والنصرة ويحتكمان لصناديق الاقتراع ويشكلان تهديدا لسيطرة النظام على العاصمة والآن وبعد انتفاء السبب الأخير لايهم أن يبيد هؤلاء بعضهم بعضا غير مأسوف عليهم  .

413
العلاقات الكردية – العربية في مواجهة التحديات
                                                                                                 
صلاح بدرالدين

مانقصد به في عنوان ندوتنا هذه لاتقتصر على علاقات الكرد والعرب في الجغرافيا الراهنة  في كل من العراق وسوريا التي رسمت حدودهما اتفاقية سايكس – بيكو منذ نحو قرن كامل  فحسب بل تشمل عموما علاقاتهما كشعبين وأمتين وتعايشهما وتمازج حضارتيهما منذ فجر التاريخ بلغت أوجها قبل أكثر من ثمانية قرون في عهد الأيوبيين عندما هرع المحاربون الكرد من مناطق رواندوز وأربيل والموصل وهكاري وديار بكر وفارقين والجزيرة السورية ووان والرها وحلب مع نظرائهم من عرب المنطقة وتركها وباقي أقوامها لمواجهة أكبر حملة عسكرية عدوانية بعد حملة الاسكندر آتية من الغرب وحينها وصل المحررون الكرد الى شمال افريقيا ومصر والسودان واليمن مرورا بدمشق وبيروت بعد تحرير بيت المقدس ومدن الشام وفلسطين .
 كماأشرنا اليه وبحسب نتائج التقسيم الاستعماري بداية القرن العشرين ضم جزئين من بلاد الكرد الى الدولتين الحديثتين العراق وسوريا من دون ارادة لاالعرب ولاالكرد ومنذ وضع دستور البلدين التأسيسيين واعلان الاستقلال الذي ساهم فيه الكرد أيضا تحت حكم القوى المحلية السائدة لم يراعى وجود وحقوق وارادة ومستقبل الأقوام غير العربية  وخصوصا الكرد وشكل ذلك التجاهل الدستوري منطلقا لكل أشكال التميز والاضطهاد حتى يومنا هذا .
  بعد وصول الأوساط القومية الشوفينية والمتأثرة بآيديولوجية البعث عبر الانقلابات العسكرية تحولت سياسة الانكار السابقة للكرد الى مخططات لتصفيتهم الجسدية كماحصل في العراق بصورة أوضح وتغيير التركيب الديموغرافي لمناطقهم واصدار المزيد من المراسيم والقوانين لتسهيل عملية التعريب والتهجير كما حصل في سوريا والعراق .
 في الموجة الثالثة من انتفاضات شعوب المنطقة  بعد الثورة على الامبراطورية العثمانية ومن ثم ثورات التحرر الوطني ضد الاستعمار الأوروبي وأقصد  ثورات الربيع منذ نحو خمسة أعوام حصلت تغييرات جوهرية فبغض النظر عن اختلاف الآراء حول طبيعة مايجري الآن الا أن الموجة العفوية الشبابية السلمية أساسا على شكل انتفاضات تنشد الحرية والكرامة قد أظهرت ومن دون خطط وبرامج مرسومة الكثير من الحقائق التي كانت مخفيةمن جانب نظم الاستبداد حول وجود وحقوق الشعوب والأقوام المهمشة وقد تجلى ذلك أكثر في سوريا عندما ظهرت على السطح ومن دون رتوش قضايا تتعلق بحقوق الكرد خصوصا والمكونات الأخرى وبعض الطوائف وهي ولاشك دخلت في صلب مهام السوريين وبرامجهم من اجل انجاز الحلول السليمة لها بعد اسقاط الاستبداد واجراء التغيير الديموقراطي المنشود .
  بعد قرن من الزمان من رسم حدود سايكس – بيكو ( التي خسر فيها الكرد والفلسطينييون ) وماتخللته من حروب ومواجهات واستنزاف للطاقات والموارد وماحمل من مخططات عنصرية بغيضة ومانتج عنه من أحقاد وما أفرزت من نزعات الاستعلاء والانعزال القوميين فان علاقات الشعبين بأمس الحاجة الى اعادة نظر  وتغيير بالعمق لاعادة التوازن الانساني والدستوري والسياسي والاقتصادي اليها حسب عقد اجتماعي ودستوري وقومي جديد .
  هناك جملة تحديات تواجه مسيرة علاقات الشعبين بعضها مشترك في كل من العراق وسوريا وعلى مستوى المنطقة والعالم والبعض الآخر خاص بكل بلد ومن أبرزها :
 التحدي الأول -  مسألة الاعتراف بالبعض وقبول البعض الآخر وجودا وحقوقا حسب مبدأ حق تقرير المصير وصياغة عقد جديد للعيش المشترك ان ظل الجانبان في كيان واحد  والتعاون والتنسيق والصداقة ان حصل الافتراق وحتى لو حصل الطلاق فليكن ديموقراطيا .
 والتحدي الثاني -  هو مدى النجاح في مواجهة نوعين من الارهاب : الدولتي كما في النظام السوري وداعشي وأخواته حيث ليست مصادفة أن معظم قيادة دولة البغدادي كان بعثيا خرج من أحشاء النظام السابق اضافة الى مراكز قوى مذهبية فالتة من عقالها كما في العراق والتي يغذيها النظام الايراني كل هذه الأطراف تقف في خندق اثارة النعرات والقلاقل  والفتنة العنصرية .
 والتحدي الثالث – ترتيب البيت الكردي والتوصل الى اجماع في مسألة تقرير المصير والشكل والتوقيت والآفاق .
 والتحدي الرابع – يتعلق بالحالة الكردية وعلاقتها بعرب سوريا حيث أترك المجال للزملاء بطرح الحالة الكردية العراقية فكرد سوريا مثل بقية المكونات يمرون بمرحلة الثورة على الاستبداد وللأمانة أقول أن موقف الطرف الثوري المعارض تقدم أشواطا بايجابية حيال الكرد والعلاقات بعكس موقف النظام الذي مارس ومازال مختلف وسائل الاضطهاد والحرمان والتهجير والتقتيل وهو وبالتعاون مع حلفائه الروس والايرانيين يعمل على استثمار القضية الكردية المشروعة كورقة لصالح أجندته الاقليمية عبر امتدادات وأنصار حزب العمال الكردستاني التركي والغالبية الكردية السورية تقف أمام تلك المحاولات وتعتبر أن الثورة خيارها وتتمسك بالعيش المشترك والتعاون لاسقاط الاستبداد ولاشك أن الشعب الكردي السوري له كل الحق في تقرير مصيره وكما أرى فان التوجه العام والغالب هو تقرير المصير في اطار سوريا الواحدة والكلمة الفصل للشعب عندما يتم استفتاءه في أجواء الحرية ولاشك أن أي حل ديموقراطي عادل ودائم للقضية الكردية في سوريا لن يتم الا بتوفر ثلاثة شروط : الأول : اجماع كردي شعبي على صيغة الحل والثاني : توافق وطني كردي سوري أي التفاهم مع الشريك العربي والثالث : توفر النظام الديموقراطي الذي سيضمن أي حل دستوريا ويصونه لذلك يبقى المدخل الرئيسي باسقاط الاستبداد .
  والتحدي الخامس – نظري حيث نتابع بين الحين والآخر مقولات مخالفة لمنطق التاريخ وحقائق الواقع من قبيل : أن أجل حركات التحرر القومي قد انتهى أو ان مبدأ حق تقرير مصير الشعوب قد فات اوانها وعلى الشعوب التي لم تنعم بالحرية حتى الآن أن تقفز فوق مرحلة التحرر القومي وتكتفي بحق المواطنة والملاحظ أنها تصدر من مثقفين يحملون الفكر الشوفيني بأغطية قوموية اسلاموية أممية وتغطي بذلك فشل آيديولوجياتها في بناء الدولة المدنية الوطنية الحديثة واخفاقها في التنمية وتحقيق الوحدة الوطنية وانجاز المهام القومية والاقتصادية بل تحولت الى بيئة تفرخ الاستبداد والارهاب الأسود كما نتابع الآن في بلداننا .
 والتحدي السادس– هو العمل الجاد من جانب النخب الفكرية والثقافية والسياسية من الكرد والعرب والأقوام الأخرى والبحث عن الصيغ الأمثل والخيارات الصائبة المتناغمة مع مستوى وحجم التحولات الوطنية والخارجية الكبرى لتعزيز علاقات الشعبين واصلاح الخلل الحاصل والخروج من دائرة الاطروحات التقليدية الانشائية المجاملة آخذين بعين الاعتبار أن مسؤولية الاساءة والخراب تقع على كاهل الأنظمة والحكومات والشعوب العربية غير مسؤولة وهذه الحقيقة يجب أن يتداركه الكرد بشكل خاص وبات واضحا فشل المعالجات ذات الخلفيات والآيديولوجيات  ( القومية والاسلامية والشيوعية ) وكذلك الوسائل العسكرية في ايجاد الحل العادل للقضية الكردية ومن واجبنا نشر نهج رؤية المقابل واحترامه وثقافة التسامح ولنأخذ مثال الأخ الرئيس مسعود بارزاني نموذجا في هذا المجال عندما حسم الموضوع عبر مؤتمر خاص عقد منذ أعوام باسم مؤتمر التسامح فعلى الجميع مواجهة الواقع كما هو بمنتهى الصراحة وتغييره نحو الأفضل ولاشك أن العبىء الأكبر يقع على عاتق متنوري الشعبين وهناك مسؤولية تتحملها الدول العربية المؤثرة أيضا تجاه علاقات الصداقة بين الشعبين والتي تهمها العمق البشري والاقتصادي للكتلة القومية الرابعة في المنطقة بعد العرب والترك والايرانيين .
•   - ورقت قدمت في ندوة " تحديات العلاقات الكردية العربية " بأربيل في 10 – 5 – 2016 .
 

414
السبيل الى توفير شروط الانقاذ الوطني
                                                             
صلاح بدرالدين

  الساعون الى تحقيق السلام عبر التفاوض مع النظام من بوابة جنيف وقبل غيرهم توصلوا الى انطباعات متشائمة بل يواجهون الطريق المسدود هذا ان لم يكونوا قد خدعوا بالوعود أو آمال عقدت علىيها باجتهادات لاتستند الى أساس أو قدموا التنازل تلو الآخر كماأراده الآخرون ومنهم النظام وحلفاءه الدولييون من روس وايرانيين لاطالة الوقت الذي يمر عمليا لصالح تحسين الظروف العسكرية لقوى الأعداء وتمددهم على الأرض في العديد من المناطق لتكون المحصلة تغيير في ميزان قوى الصراع وانعكاسه سلبا على مفاوضي – الهيئة العليا – المنبثقة عن مؤتمر الرياض التي وعدت السوريين بنصرة ثورتهم والحاق الهزيمة بنظام الاستبداد .
  الفصائل المسلحة التي أعلنت قبولها لمقررات ونتائج مؤتمر الرياض من بعض تشكيلات الجيش الحر أو ذات التوجه الاسلامي مثل ( جيش الاسلام والى درجة ما أحرار الشام ) تعرضت منذ ذاك الى التراجع في جبهات القتال وخصوصا في حلب وريفها والغوطة وريف دمشق وتلقت الضربات الموجعة من طيران النظام وحليفه الروسي بل أن بعضها تعرض الى الانشقاقات والمواجهات الداخلية ولم تكن أجهزة النظام وروسيا ببعيدة عن حصول اختراقات وتأليب بعض الجماعات على البعض الآخر خصوصا في الغوطة خاصرة العاصمة ونقطة ضعف حكم الأسد ولم يكن مستبعدا أن تقوم – النصرة – وبعض أجنحة – داعش – بتقديم الدعم لقوى النظام وذلك تنفيذا لالتزامات سابقة وكرها بالثورة السورية .
 كثيرا ما نسمع من أعضاء – هيئة التفاوض – تعداد الأسباب والظروف السلبية الداخلية والخارجية ومن بينها القاء اللوم على ( أصدقاء الشعب السوري ) بتخليهم عن التزاماتهم ومعاتبة الادارة الأمريكية على سلبيتها بل – خيانتها – أو تواطئها مع القيادة الروسية ومداراتها لايران أو ضعف الدعم العربي الرسمي وانشغال نظم الخليج بقضاياها الداخلية والحرب باليمن أو مخططات الروس في شق صفوف المعارضة وتفريخ مجموعات جديدة من الموالية للنظام أو تراجع تركيا في التزاماتها السابقة بسبب مشاكلها الداخلية وتراكض الأوروبيين نحو طهران لاعادة الحياة الى الاقتصاد الايراني الذي يضخ النظام السوري والميليشيات الموالية بالمال والسلاح اضافة طبعا الى المقاتلين .
 قد يكون كل أو معظم هذه الأسباب في غاية الصحة ولكنها ليست بجديدة فقد كانت قائمة بغالبيها قبل الموافقة على المشاركة بمفاوضات جنيف 3 ولذلك تعتبر من باب الذرائع ولن تقنع السوريين فمن بين كل تلك الأسباب لانجد سببا واحدا يتصل بالوضع الداخلي من جهة هل أن مؤتمر الرياض مثل الشرعية الثورية ؟ أو هل أن قراراته انطلقت من مبادىء الثورة ؟ أو هل كان هناك اجماع وطني على نهج مؤتمر الرياض وقبل ذلك على شرعية وسياسة الائتلاف ؟ كان بالامكان قبول ماحصل لو سبق ذلك عقد مؤتمر وطني شامل وتمخض عنه برنامج سياسي وخارطة طريق وقيادة أو مجلس سياسي عسكري منتخب مخول لمواجهة تحديات السلم والحرب  .
  أمام اخفاقات وتراجعات – الهيئة التفاوضية العليا – وهي امتداد لكل من المجلس الوطني والائتلاف شكلا ومضمونا باضافة تيار جاء من صلب النظام الحاكم وحزبه وادارته لم نسمع من القيمين عليها أي مقترح مقنع على طريق المعالجة ولم يصدر أية اشارة توحي بنوع من النقد الذاتي أو البحث عن خيار آخر وكأنها مقطوعة الجذور من شعب يشكل المرجعية بشرعيتيه الوطنية والثورية ويعاني القتل والدمار والهجرة والنزوح وأحوج مايكون الى الحماية واعادة الأمل بالمستقبل ففي مثل هذه الحالة الماثلة لابد من العودة الى الشعب لتصحيح المسار واعادة البناء وتعزيز الصفوف .
  الأمر الوحيد الذي نسمعه من أفواه أعضاء – الهيئة العليا – بين الحين والآخر وضمن سياقات ومناقشات عامة هو اعتماد جيش وطني موحد وقد يكون ذلك أحد المهام الواجبة انجازه في يوم ما ولكنه يجب أن يسبقه الاجماع الوطني من خلال المؤتمر السوري العام وأن يعاد تشكيل قيادة سياسية عسكرية شرعية ممثلة عن كل المكونات الوطنية ويصاغ البرنامج السياسي ومن ثم يمكن البدء بمسألة اعادة هيكلة الجيش الحر واعادة بنائه على أسس سليمة ديموقراطية بعيدة عن الآيديولوجيات الاسلامية والقومية والفئوية ومنسجمة مع حقيقة التنوع في المجتمع السوري فلا بد قبل كل شيء من توفر العامل السياسي الذاتي والموضوعي قبل الشروع في بناء أي جسم عسكري من أجل سلامته وضمان بقائه ضمن أهداف الثورة الوطنية الديموقراطية .
  من أجل أن تكون المساعي والمحاولات انقاذية ناجحة ضامنة لابد من تعاون الجميع وأقصد هنا من يتصدرون الآن المشهد السياسي والعسكري أو بعبارة أدق وأصح  البعض منهم بالاضافة الى المجموعات الشبابية والكتل الناشطة والشخصيات الوطنية والتيارات الثورية وأعداد من ضباط وأفراد الجيش الحر والشرطة الذين استبعدوا أو أبعدوا انفسهم وكل عمل جبار يبدأ بخطوة مسبقة وهي لجنة تحضيرية توافقية معبرة عن الأطياف الوطنية السورية وبذلك يمكن الانتقال من ثقافة عتاب الآخر وتعداد الذرائع ووضع اللوم على الخارج الى الواقع الملموس وتشخيص أسباب الأزمة ومعالجتها اعتمادا على شعبنا العظيم وقدراته الخلاقة .

415
سايكس – بيكو والعلاقات الكردية العربية
                                                               
صلاح بدرالدين

      من حق اللجنة التحضيرية لمهرجان – كولن – علينا مباركتها على نجاحها في دعوة وتنظيم الآلاف وجلهم من كرد سوريا المناوئين لنظام الاستبداد الأسدي وأشعرتنا بجدارة وحجم الكتلة التاريخية حتى في الشتات من الحراك الشبابي والوطنيين الناشطين المستقلين الذين سيشكلون جزءا من النواة الصلبة في البديل الوطني الكردي السوري المنشود بعد فشل الأحزاب في توحيد صفوف الكرد وتعزيز مكانتهم ودورهم الوطني ومن واجبنا تخطئة المشككين من بعض شركائنا العرب السوريين والزعم بنوايا مبيتة للمشاركين ونقول لهم احترموا ارادة الأخرين واعتبروا ماحصل رفضا جماهيريا منظما لاتفاقية استعمارية أبرمت قبل قرن من دون ارادة شعوبنا وظلمت الكرد والفلسطينيين نعم نستبشر خيرا من انجازات – كولن -  .
هناك خلل في المنطق الحزبي الكردي ووصلت الأحزاب الى مرحلة من التردي لم يعد بامكانها حتى الحفاظ على أوضاعها التنظيمية انها في الزمن الخطأ والمكان الخطأ عمليا انتهى دور الأحزاب الكردية منذ عام 2004 ولكن قياداتها والمنتفعين من استمراريتها تشبثوا بها لأنها تحولت الى مصدر رزق وليس فعل نضال وعندما ظهر – ب ي د – بقوة السلاح وليس بالاقناع السلمي والحوار كان ذلك اشارة الى أن التطور الحاصل لم يكن طبيعيا بل قسريا وبما أن الحالة الحزبية وصلت الى هذه الدرجة من الافلاس والعطالة فلن يكون بمقدورها الاتفاق والتفاهم حتى فيما بينها رغم كل الاختلافات البسيطة بينها واذا عدنا قليلا الى الوراء أي الى اتفاقيتي أربيل واتفاقية دهوك بين الطرفين أو أحزاب المجلسين لانجد أي خلاف سياسي بل كان الاتفاق الوحيد ولكن الخلاف والنقاش كان حول توزيع السلطة والمغانم والمعابر والجمارك
منذ اندلاع الثورة السورية يسعى النظام من خلال استراتيجيته الى تطويق الثورة وتشويهها وضربها من الداخل ومن جملة وسائله بهذا الشأن خلق الفتنة القومية والدينية والمذهبية لاستنزافها وتصفيتها , بطبيعة الحال يستند النظام الى مواليه وأتباعه وتوكيلهم بهذه المهام القذرة وهناك من ينفذ المهمة من العرب والكرد ومن الحقائق الثابتة على سبيل المثال فان كل مايمت بصلة الى الفتنة العنصرية بين العرب والكرد من مواجهات تقع ضمن الأطراف الموالية للسلطة ولم نسمع أن مواجهة واحدة حصلت بين مؤيدي الثورة عربا وكردا أليس ذلك مايلفت الانتباه ؟ .
 الأنظمة والحكومات المستبدة الشوفينيةهي المسؤولة الأولى والأخيرة في توسيع الهوة بين الشعبين فهي تحاول زرع الفتنة دائما وأبدا ليس بين العرب والكرد فحسب بل بين العرب والعرب والكرد والكرد على مبدأ ( فرق تسد ) ونحن كرد سوريا بتجربتنا الطويلة مع النظم الشوفينية

الحاكمة واجهنا وتابعنا المزيد من خطط الفتنة وتأليب بعض العشائر العربية ضد مواطنيهم الكرد وكذلك التيارات السياسية المسيرة من قبلها وباقي موظفي الدولة وادارييها وعندما طبقت تلك الآنظمة مخططاتها المعروفة مثل الاحصاء والحزام وسبل وأشكال الاضطهاد والحرمان كان ذلك التميز الفاضح جزءا من الفتنة حتى يشعر الكردي بأنه مستهدف من العربي أو أقل منه شأنا ثم ثم يستدرج الى فعل الانتقام ولكن بفعل الوعي السياسي المتقدم لم تنجح كل خطط الأنظمة بهذا الشأن ولم تصل الأمور الى مواجهات عنصرية بل بعض الخطوات هنا وهناك .
لقد تعرضت العلاقات الكردية العربية الى النكسات في مراحل عديدة من التاريخ جراء شوفينية وعنصرية النظم والحكومات التي مارست التفرقة والاضطهاد وأساءت الى الكرد عبر حملات الابادة كما حصل في كردستان العراق من استخدام السلاح الكيمياوي في حلبجة وعملية الأنفال والحملات الظالمة على البارزانيين والمقابر الجماعية التي اكتشفت تعبر عن قساوة وجرائم وعنصرية نظام البعث الصدامي وفي سوريا قام نظام البعث أيضا منذ انقلابه بداية ستينات القرن الماضي باتخاذ اجراءات قمعية – عنصرية تجاه الكرد السوريين ونفذ ضدهم مخططات ( الاحصاء والحزام والتهجير والحرمان من الأرض ) ونحن نؤكد على أن المسؤول عن هذه الانتهاكات والجرائم وعن الاساءة لعلاقات الشعبين هو النظم الحاكمة وليس الشعب العربي وقواه الوطنية الديموقراطية .

416
حوار كردي – عربي في أربيل

نظمت جمعية الصداقة الكردية – العربية ندوة بعنوان "العلاقات الكردية - العربية أمام التحديات" في مقر رابطة كاوا للثقافة الكردية بأربيل عاصمة إقليم كردستان العراق. شارك في الندوة رئيس جمعية الصداقة الكردية العربية صلاح بدرالدين والكاتب والمفكر العراقي د. عبد الحسين شعبان والأستاذ في جامعة صلاح الدين د. شيرزاد نجار.
تحدث السيد صلاح بدرالدين في محاضرته التي كانت بعنوان (العلاقات الكردية – العربية في مواجهة التحديات) عن العلاقة بين العرب والكرد كشعبين وأمتين وتعايشهما وتمازج حضارتيهما منذ فجر التاريخ وذكر على سبيل المثال عهد الأيوبيين واتحاد الكرد والعرب وبقية مكونات المنطقة ضد الحملات الغازية الخارجية وامتزاج دماء هذه الشعوب والأقوام الصديقة دفاعا عن الوجود المشترك وقال: "بحسب نتائج التقسيم الاستعماري بداية القرن العشرين ضم جزئين من بلاد الكرد الى الدولتين الحديثتين العراق وسوريا من دون ارادة الكرد والعرب ومنذ وضع دستور البلدين التأسيسيين واعلان الاستقلال الذي ساهم فيه الكرد لم يراعى وجود وحقوق الكرد."
وأكد بدرالدين أن رسم حدود سايكس – بيكو أثر سلبا على الشعبين الكردي والفلسطيني وقال أن وضع الكرد في سوريا والعراق ساء بشكل ملحوظ منذ مجيء حزب البعث الى سدة الحكم في البلدين عبر الانقلابات العسكرية حين تحولت سياسة الانكار الى سياسة ممنهجة لتصفية الكرد خاصة في العراق والامعان في اضطهادهم وحرمانهم كما في سوريا وذكر دور ثورات الربيع العربي التي بدأت قبل 5 سنين على يد الفئات الشبابية المستقلة والتواقة الى الحرية والكرامة في ابراز الحقائق التي كانت مغيبة من قبل أنظمة الاستبداد في المنطقة وقال بدرالدين: "هناك جملة تحديات تواجه مسيرة علاقات الشعبين ومن أبرزها مسألة الاعتراف بالبعض وقبول البعض الآخر وجودا وحقوقا حسب مبدأ حق تقرير المصير. والتحدي الثاني هو مواجهة نوعين من الارهاب الدولتي كما في النظام السوري والداعشي ومدى امكانية التغلب على محور دمشق – طهران – موسكو الذي يحاول استثمار القضية الكردية عبر أنصار حزب العمال الكردستاني لأغراض مصلحية خاصة والتحدي الثالث هو ترتيب البيت الكردي من الداخل والرابع يتعلق بالحالة الكردية في سوريا حيث تطور موقف قوى الثورة والمعارضة ايجابيا حيال حقوق الكرد أمام الموقف الشوفيني العنصري لنظام الأسد الاستبدادي اما التحدي الرابع فهو نظري حيث تظهر مقولات مخالفة لمنطق التاريخ كالقول بفوات أوان مبدأ حق تقرير المصير والتحدي الخامس والأخير هو العمل الجاد من جانب النخب الفكرية والثقافية والسياسية من الكرد والعرب والقوميات الاخرى لتعزيز علاقات الشعبين."
  وأشار بدرالدين الى أن حل القضية الكردية في سوريا بشكل سليم وعادل يخضع لتوفر ثلاثة شروك أولها الاجماع الكردي وثانيها التوافق الكردي العربي السوري وثالثها تحقيق النظام الديموقراطي .
واختتم بدرالدين حديثه بضرورة التحلي بالتسامح وحذو مثال السيد رئيس اقليم كردستان العراق مسعود البارزاني نموذجا في هذا المجال وشدد على أهمية مواجهة الواقع كما هو بمنتهى الصراحة وتغييره نحو الأفضل.
ومن ثم تحدث المفكر العراقي د.عبد الحسين شعبان بكلمة تحت عنوان (جيوبوليتيك القضية الكردية من منظور مستقبلي) في محاولة لاستشراف آفاق القضية الكردية وحلها في المنطقة وركز على راهنية ومستقبلية القضية الكردية والحركة التحررية الكردية في كردستان العراق بشكل خاص التي اعتمدت العقلانية ومبدأ اللاعنف لتحقيق أهدافها المشروعة وقال: "هناك وحدة مصير أي مصير مشترك بين العرب والكرد، مثلا ما حدث في اقليم كردستان مؤخرا حيث التجأ الاف العرب العراقيين الذين فروا من التمييز والظلم وإرهاب داعش من مناطقهم وبيوتهم الى إقليم كردستان التي حمت العرب العراقيين ووفرت لهم الملاذ الآمن والأمن والأمان." وذكر شعبان أن هناك عامل دولي وإقليمي يؤثر على تطور القضية الكردية في المرحلة الراهنة وهناك دور العامل الاقتصادي حيث أن مدينة أربيل حاليا هي مدينة عالمية كبرى مزدهرة اقتصاديا لا يمكن الاعتداء عليها واجتياحها كما كان يحدث في السابق بكل سهولة وهي خط احمر لا يمكن لأحد تجاوزه سيما مع الدور البارز للإقليم ككل في محاربة الارهاب.
  ثم تطرق شعبان الى مستقبل القضية الكردية في تركيا وإيران وأكد أنه هناك ثلاث احتمالات لمستقبل هذه القضية وقال: "هناك احتمال أن يبقى الوضع كما هو عليه الآن أو أن يتم الرجوع إلى القديم أي إعادة القديم إلى قدمه وهناك احتمال حدوث تغييرات جيوبوليتيكة راديكالية أي جذرية نحو توثيق كيانية اقليم كردستان والانتقال الى كونفدرالية أو دولة مستقلة في كردستان العراق. ولا يمكن المراوحة في المكان أو التراجع بل يجب حدوث تقدم نحو الامام وهذا يعني أن اتفاقية سايكس – بيكو قد انتهت عمليا واهترأت ولامجال لترقيعها او احيائها لأنها تآكلت سيما بعد ما قامت به داعش بهذه الحدود التي وضعت عام 1916 في سوريا والعراق."
وأنهى السيد شعبان محاضرته بالحديث عن ثورة ايلول 1961 في كردستان العراق التي جاءت بعد القضاء على الاستعمار اي الكولونيالية وحدوث انبعاث الهويات الفرعية في انحاء العالم وتفكك دول مثل يوغسلافيا وتشيكوسلوفاكيا السابقتين.
أما د. شيرزاد نجار فقد ركز في حديثه على العلاقات المتينة بين الشعبين الكردي والعربي وأكد انها ليست علاقات وقتية أو طارئة بل هي علاقات طبيعية لها جذور تاريخية وثقافية ودينية ونفسية وقال: "إن هذه الروابط والأواصر قديمة وعريقة وسوف تستمر وتبقى طالما أن الشعبين العربي والكردي يعيشان متجاورين ومعا. بمعنى أنه لا يمكن الغاء هذه العلاقات وهناك أمثلة تاريخية كثيرة وشواهد عن طبيعة هذه العلاقة القوية والمتجذرة في عمق التاريخ كمثال القائد صلاح الدين الأيوبي ودفاعه عن دين الاسلام المشترك بين الشعبين وعن هذه الروابط."
وأشار نجار إلى ضرورة تطوير هذه العلاقات عن طريق الحوار الذي لابديل عنه والحوار يجب أن يشمل مثقفي الكرد والعرب وكذلك الفرس والترك وهذه الأقوام تشكل صلب التواجد البشري في هذه المنطقة: "يجب على النخب الثقافية لدى كل شعب ومتنوري هذه الشعوب سيما الشعبين العربي والكردي العمل على ارساء ثقافة الحوار ووضع أسس متينة لتطوير هذه العلاقات والروابط العتيقة والتوجه بها نحو مستقبل أفضل بناء على قراءة متأنية وموضوعية وجديدة لهذه العلاقات بهدف التحرر من سيكولوجية الخوف والقهر والتحول الى التسامح والعفو الذي لا يأتي مجانا وهباء بل لابد من تقديم تضحيات كبيرة في هذا المضمار. أي ابعاد العنصرية والشوفينية وإحلال التسامح والعفو محلها. لكن التسامح يجب أن يأتي بعد المصارحة والاعتراف بما ارتكب سابقا من قبل الأطراف."
وفي نهاية الندوة التي أدارها د. صاحب قهرمان وحضرها جمهور كبير من المهتمين بموضوعة العلاقات الكردية – العربية، تم فتح باب الحوار والمداخلات حيث قدم الحضور مداخلاتهم وأسئلتهم ورد عليها المحاضرون.

الهيئة الادارية لجمعية الصداقة الكردية – العربية
  أربيل – كردستان العراق
10/5/2016


417
قراءة في قضايا الساعة
                                                                   
صلاح بدرالدين

معظم المعارضين السوريين وفي مقدمتهم أعضاء مؤتمر الرياض يوجهون الاتهامات الى الموقف الأمريكي بالتخلي عن الشعب السوري والتواطىء مع السياسة الروسية والمهادنة مع ايران وهي صحيحة ولكن وعلى سبيل المقارنة بماذا يتميز موقف السعودية والامارات وقطر وتركيا عن الموقف الأمريكي وبالأحرى ماهي اوجه الاختلاف بينهما ؟ الكل وافقوا على صيانة النظام وطي صفحة الثورة وهذا هو بيت القصيد والكل لايقدم الدعم العسكري الدفاعي المطلوب والكل ( ماعدا تركيا وبمشروعها الخاص ) ليس مع المناطق الآمنة لحماية النازحين والمقاتلين الثوار والكل يمارس ردود الفعل تجاه تحركات المحور الثلاثي لاأعتقد أن عاصفة الحزم السعودية الخليجية – هبت – بقرار دولي اذا كانوا يتحججون بالغطاء الأممي لدعم الثورة السورية .
                                                 *
بعد أيام سيصادف مرور قرن على اتفاقية سايكس – بيكو التي عقدتها الدول الاستعمارية وروسيا القيصرية من دون ارادة شعوب المنطقة وأنتجت عددا من الدول المستقلة التي كانت ضمن حدود الامبراطورية العثمانية وكان النصيب الأكبر للدول العربية كماجاءت لصالح قيام اسرائيل وتضرر الكرد حيث تقسمت بلادهم من جزئيه التركي والايراني الى أربعة وألحق الجزءان الى كل من سوريا والعراق كما تضرر الفلسطينييون أيضا وبهذه المناسبة بادر مجموعة من الناشطين الكرد في أوروبا الى التحضير لاستذكار هذا الظلم التاريخي على شكل مهرجان متنوع في – كولن – الألمانية ولاسماع العالم الحر عن معاناة شعب بأكمله وحرمانه من حقه الطبيعي في تقرير المصير وادانة كل أنواع القهر والاستبداد التي تتعرض لها شعوب المنطقة وفي المقدمة الشعب الكردي فكل التحية والدعم والاسناد للجنة التحضيرية الراعية لمهرجان – كولن - .
                                               *
بيان د . داود أوغلو رئيس وزراء تركيا الذي كان بمثابة استقالة أحد أوجه أزمة الحزب الحاكم ومن تجليات استحالة القدرة على حل قضايا تركيا ( القضية الكردية ومسائل الهوية والمذاهب والثقافة ) بالآيديولوجية الاسلامية حيث لم يسجل التاريخ الحل الاسلامي لتلك القضايا زائدا موضوع رئاسية النظام أم برلمانيته بالاضافة أيضا الى تحديات السياسة الاقليمية والوضع السوري ومن الانصاف أن نسجل ميزة حركية وسلاسة صراع المواقف بشكل معلن وبالطرق الديموقراطية داخل صفوف الحزب الحاكم حيث أعلن الشخص الثاني في النظام تميزه عن رئيس البلاد والاحتكام الى المؤتمرويشكل الحدث من نوادر الحياة السياسية في الشرق الأوسط .
                                                    *
أعلنت القيادة العامة لقوات البيشمةركة عن حصيلة اشتباكات البارحة مع ارهابيي داعش في محاور أمامية جنوب الموصل حيث تم قتل أكثر من 100 منهم وتدمير العشرات من آلياتهم واستشهاد عدد من أفراد البيشمةركة وجندي أمريكي وقد وجه القائد العام للبيشمركة الرئيس مسعود بارزاني رسالة شكر وتقدير الى قواته البواسل لصمودهم وتفانيهم من أجل الحق والدفاع عن شعبهم ووطنهم واعتبر السيد رئيس حكومة الاقليم أن تضحيات البيشمةركة هي من أجل الانسانية جمعاء فتحية الوفاء للشهداء الأبرار والشفاء للجرحى .
                                                    *
في الأول من أيار أهنىء كل عمال العالم وأتوجه بالتحية الى بنات وأبناء شعبنا السوري العظيم بمافيه شعبي الكردي الصبور الذين تحولوا جميعا وبغالبيتهم الساحقة تحت ظل نظام الاستبداد السياسي والاستغلال الطبقي والاضطهاد القومي ومن ثم نزعة الإبادة والاجرام والتدمير والبطش الى شعب عامل نازح كادح مهجر مسلوب الإرادة أحوج مايكون الى مساعدات الآخرين وفي هذه المناسبة العظيمة التي يحتفي بها العالم الحر في كل مكان نبشر السوريين أن أيام الاستبداد باتت معدودة بفضل ارادتهم التي لاتلين لنيل الحرية وثوارهم الأشاوس الذين يزلزلون الأرض تحت أقدام الطغاة فاصبروا وثابروا .
                                                   *
مهما تطلق من أوصاف نابية حول جريمة جماعة – ب ي د – في شوارع عفرين قليلة على مقترفيها وعلينا نحن الكرد أن نغادر الى الأبد الخطاب التبريري المتبع البالي فكل انسان سوي يتمنى أن يعتز بمحاسن شعبه ويفتخر بماضيه وحاضره ولكن الحقيقة أن في كل شعب ومنهم الكرد أخيار وأشرار وفي حادث عفرين وقبل ذلك في أكثر من مكان لايتعلق الأمر بخطأ فردي ثم اعتذار بل نابع من نهج فكري – ثقافي مغامر ووظيفة سياسية لجماعة كردية ضمن مشروع نظام الاستبداد نحو تشويه الثورة واثارة الفتنة العنصرية والاستمرار بتدمير المناطق الكردية بطرق مستحدثة ماجرى كان اشارة الانطلاق للانتقام ليس من أهلنا الطيبين في عفرين فحسب بل من كل من هو كردي الانتماء وتردد أن مسؤول حزب الله في ( نبل ) ويدعى "حجي لبناني"، حضر هذا الاستعراض، إضافةً إلى فريق قناة المنار التلفزيونية .
                                                  *
حتى " الحرائق " في بلادنا المنكوبة تنشب خارج عوامل الطبيعة ولها دوافعها السياسية وأغراضها الخاصة : الاستعمارية كماحصل في – الحريقة – بدمشق أيام الانتداب والعنصرية بداية الستينات في حريق سينما عامودة بفعل أجهزة أمنية خفية والعنصرية أيضا لدى حريق الجزء الأكبر من سجن الحسكة في التسعينات باشراف الضابط الأمني – محمد منصورة – والمذهبية كما في حالة حريق - العصرونية -بدمشق قبل ايام على أيدي التجار الايرانيين والفاعل بالنهاية واحد : الاستعمار والاستبداد والارهاب بشقيه المتكاملين العنصري والمذهبي .

418
 
في همومنا الكردية السورية
                                                         
صلاح بدرالدين

-   1 -
         المشكلة في الأحزاب الكردية المتهالكة دون استثناء أنها ماضية في المزايدات والديماغوجية ترفع شعارات جوفاء من دون مضمون مثلا دعوتها الى ( توحيد الصف وتوحيد الخطاب ) مبهمة وغير واضحة لأنها تفتقر الى رؤية واضحة شفافة وهل يمكن الدعوة لخطاب موحد من دون برنامج سياسي شفاف ؟ ثم ماهو الخطاب الذي يسعون اليه ومضمونه السياسي هناك تفسير واحد وهو أن كل حزب يطلب من الأحزاب الأخرى الالتحاق به وتبني مواقفه والخضوع لارادته والانخراط في صفوفه جميع الأحزاب الكردية فشلت وتشتت وتحولت عبئا ثقيلا على كاهل شعبنا وفي مقدمتها الأكثر مثارا للجدل والحامل للقسط الأكبر من مسؤولية التردي والانحطاط وأقصد حزب اليمين الذي يتلطى بصفة " التقدمي " وهو منه براء فهل سمعتم عن حزب تقدمي مازال مؤسسه ( صديقي اللدود ) سكرتيره منذ نحو نصف قرن وعندما التقيت به مصادفة قبل عامين في القاهرة وفوجئت بحالته  نصحته بشكل غير مباشر – بأن يستريح ويريح – طبعا أنا شخصيا أشفق على وضعه لأنه كان بمثابة المرجعية للسلطة السورية ومعتمدها خاصة في عصر ( أبو جاسم ) وفقد ذلك الدور بعد أن زاحمه آخرون أكثر عطاء للنظام وأزاحوه وبعد أن توجه الى السليمانية ووضع ( كل البيض في سلتها ) عاكسه الحظ مرة أخرى عندما واجه حقيقة أن مركز القرار في أربيل ولم يعد باليد حيلة سوى ممارسة ردود الفعل على الأحداث والتطورات فعندما لاحظ – خطأ – أن الطريق الى دمشق يمر من جنيف طالب بتوحيد الخطاب وناشد السيد رئيس الاقليم باعادة ترتيب الأمور ليرأس هو الوفد ( الكردي ) وعندما أحس بوجود مشروع وطني جديد بديل عن الأحزاب أطلق تصريحات عاجلة ظنا منه أنه سيقطع الطريق على أية محاولة اصلاحية بديلة وأرى هنا مجددا وعبر منبركم أنه من الأفضل ( لصديقي اللدود ) أن يتقاعد ولو متأخرا ويفسح المجال لغيره .
-   2 -
      من الخطأ تسميته ( الوفد الكردي ) فهو لايمثل الشعب الكردي السوري ولم يخول للتحدث باسمه والأصح تسميته بوفد كردي حزبي يمثل عددا من الأحزاب من ضمن حوالي 40 حزب كردي سوري معلن طبعا حتى الائتلاف لايدعي تمثيل الشعب السوري والوضع في بلادنا يتسم بالاستثنائية وحركة المعارضة منقسمة ومتباينة الأهداف ومتعددة الأجندات حتى قوى الثورة مشتتة والجيش الحر مفكك لذلك الحالة العامة أحوج ماتكون الى اعادة البناء والشعب السوري بعربه وكرده ومكوناته الأخرى ينتظر انبثاق قوى جديدة وطاقات حية من الحراك الشبابي ومنظمات المجتمع المدني والمستقلين لاعادة الأمور الى نصابها بتحقيق عقد المؤتمر الوطني العام يسبقه المؤتمر القومي الكردي من أجل التوصل الى برنامج سياسي انقاذي وقيادات فاعلة تتوزع بين السياسيين والعسكريين لمواجهة التحديات وتحقيق انتصار الثورة .
-   3 -
     اقدام مسلحي – ب ي د – على استعراض العشرات من جثث ضحايا الاشتباكات في ريف حلب العائدة لفصائل معارضة لنظام الاستبداد وليس بينها لا – داعش ولا النصرة ولا القاعدة - بأحد شوارع مدينة – عفرين – على احدى الشاحنات المعارة من ميليشيات حزب الله في بلدة – نبل - من دون أي احترام للمشاعر الانسانية ولمبادىء العيش المشترك بين الكرد والعرب .
  صحيح أن الحدث حصل في – عفرين – ولكن أهلنا هناك واجهوا ذلك التصرف المشين بالرفض والادانة خاصة وأن غالبية سكان المدينة بمثابة رهائن لدى مسلحي هذه الفئة الخارجة من الخندق الوطني والموالية لنظام الاستبداد بل أن هناك مناضلون كرد معروفون في سجونها وأقبية تعذيبها .
  مهما تطلق من أوصاف قاسية حول جريمة جماعة – ب ي د – في شوارع عفرين قليلة على مقترفيها وعلينا نحن الكرد أن نغادر الى الأبد الخطاب التبريري المتبع البالي فكل انسان سوي يتمنى أن يعتز بمحاسن شعبه ويفتخر بماضيه وحاضره ولكن الحقيقة أن في كل شعب ومنهم الكرد أخيار وأشرار وفي حادث عفرين وقبل ذلك في أكثر من مكان لايتعلق الأمر بخطأ فردي ثم اعتذار بل نابع من نهج فكري – ثقافي مغامر ووظيفة سياسية لجماعة كردية ضمن مشروع نظام الاستبداد نحو تشويه الثورة واثارة الفتنة العنصرية والاستمرار بتدمير المناطق الكردية بطرق مستحدثة ماجرى كان اشارة الانطلاق للانتقام ليس من أهلنا الطيبين في عفرين فحسب بل من كل من هو كردي الانتماء وتردد أن مسؤول حزب الله في ( نبل ) ويدعى "حجي لبناني"، حضر هذا الاستعراض، إضافةً إلى فريق قناة المنار التلفزيونية .
-   4 -
       مثل هذه المواجهات تقع عادة منذ أعوام وفي أكثر من منطقة بين جماعات مسلحة من خندق واحد فقد تابع السورييون مثلا تقاتلا بين قوى النظام ومسلحي داعش وبين جماعات النصرة وداعش وبين مسلحي حزب الله وجيش النظام لأسباب ذاتية وحول النفوذ وتقاسم المغانم ولكن لاتلبث أن تهدأ وتعود الأمور الى نصابها هذا ما تعلمناه من تسلسل الأحداث الدامية في معظم المناطق السورية خاصة في خندق النظام ومواليه وشبيحته .
 عادة وحسب التحليل العلمي والمنطق فان المواجهة بالسلاح هي تعبير عن مواقف سياسية متناقضة ولكن في حالة أحداث قامشلو يغيب المنطق وتنتفي الخلافات السياسية فجماعات – ب ك ك – في خندق النظام وليست ضمن صفوف الثورة ولامع تشكيلات الجيش الحر ووجودها لايناقض تمركز قوى السلطة في مختلف المدن وخاصة في القامشلي فالطرفان متفقان ومتعايشان ومتعاونان وليس هناك أي مؤشر لتحول سياسي في موقفها تجاه النظام والثورة فالعمل العسكري المشترك بين الطرفين قائم في الشيخ مقصود وريف حلب والحسكة ومناطق أخرى ولم يتبدل حتى اللحظة .
 بطبيعة الحال لانستبعد وجود وتفاقم خلاف داخلي بين صفوف جماعات – ب ك ك – في سوريا فالمقاتلون الشباب من النساء والرجال وبحسهم الوطني مع مواجهة النظام وتبديل الموقف ومع الاجماع القومي والوطني ولكن أصحاب القرار من – أشباح – قنديل ودمشق واللاذقية وتأثيرات – المخابرات الجوية – ومسؤولي فيلق القدس هم المسيطرون الآن ولن يفسحوا المجال لأي تحول سريع ودليلنا هو مانسمع من دعايات رخيصة وحملة مسعورة ضد قيادة اقليم كردستان العراق ورئيسه على وجه الخصوص واذا كانوا جادين في مواجهة النظام كان عليهم البحث عن الاتفاق الكردي الكردي والترحيب باستعداد الاقليم لتقديم الدعم واستقبال من يريد القتال ضد قوى النظام من كرد سوريا في الاقليم والبلدان المجاورة وماسمعناه من تصريحات المسؤولة عن قوات – ب ك ك – ( وهي عضو قيادي من كردستان تركيا مرتبطة بقنديل وتقود – الأساييش والحماية في القامشلي ) توحي بأن المسألة في طريق الحل ولاعداوة مع قوى النظام والموالين له .
 هذا ما رأيناه وشخصناه منذ اليوم الأول للاشتباكات وقد تأكدت قراءتنا عندما تمت ( المصالحة ) في قلب المربع الأمني بمحيط مطار القامشلي وهو المركز الرئيسي لقوى السلطة وأجهزتها الأمنية ويحتوي على قواعد ومكاتب ومخاذن ومراكز مراقبة وتنصت لقوات فيلق القدس ومسلحي حزب الله اللبناني ومؤخرا القوات الروسية .
-   5 -
    علاقة الأمريكان ب – ب ي د – مصلحية وقتية عملية لاتستند الى شراكة سياسية والتزامات وتعهدات فهم بحاجة في مشروعهم تجاه – داعش – خاصة بسوريا الى من يقاتل على الأرض لأنهم لم يقرروا ارسال جنودهم المشاة وليس هناك أية آفاق واضحة أو واعدة لعلاقات الطرفين لأسباب عديدة أولها طبيعة – ب ي د – كتابع للحزب الأم الموسوم بالارهاب وثانيها خروج – ب ي د – عن الاجماعين الكردي والوطني في سوريا وثالثها على الصعيد القومي بنظر الأمريكان والغرب عامة فان المركز القومي الأهم والأكثر مصداقية هو كردستان العراق وقيادة البارزاني وليس جماعة قنديل المرتبطة بالسياسة الايرانية ورابعها بالنهاية سيتمسك الأمريكان والغرب بتركيا كعضو بالناتو في نهاية المطاف وخامسها – ب ك ك – وتوابعه في البلدان الأخرى في صف الخندق الآخر ( الممانع ) ومن نصيب روسيا التي بدأت باستغلالهم لصالح نفوذها وضد تركيا .

419
ماجرى في – عفرين – عمل تشبيحي مدان
                                                         
صلاح بدرالدين

  تزخر الحكايات الشعبية الكردية بنوع خاص من الأغاني المتداولة منذ مئات السنين وتتناقلها الأجيال تدور حول صراعات ومواجهات العشائر والعائلات بين بعضها البعض أو مع القوى النظامية والحكومية السائدة المعتدية وفي الغالب تنسب تلك الأغاني الى أحدى النسوة من قريبات الضحية – البطل الذي قاتل حتى الرمق الأخير من دون استسلام للعدو والخصم ودائما وفي كل تلك الأغاني تتوجه الى قتلة أخيها أو ولدها متمنية عليهم بعدم تشويه جثته أو الانتقاص منها والتعامل معها حسب أصول الأديان السماوية والعرف والتقاليد .
  وفي العصر الحديث ومنذ انتشار شعاع الحضارات والعلوم والثقافة وتكريس المفهوم المدني وانبثاق الهيئات الدولية وظهور الاعلان العالمي لحقوق الانسان وقيام الدول والحكومات الديموقراطية وصدور االآلاف من القوانين والمبادىء التي تحدد قيم التعاون والتعايش وتكرس مفاهيم سامية للحقوق والواجبات بمافي ذلك حقوق الكائنات الحيوانية وأنشئت في سبيل ذلك محاكم وطنية وعالمية حول الجرائم الانسانية والابادة وأصول التعامل مع الأسرى وحرمة جثث الضحايا في مختلف أنواع الحروب والثورات والانتفاضات .
  مناسبة هذه المقدمة هي اقدام مسلحي – ب ي د – على استعراض العشرات من جثث ضحايا الاشتباكات في ريف حلب العائدة لفصائل معارضة لنظام الاستبداد وليس بينها لا – داعش ولا النصرة ولا القاعدة - بأحد شوارع مدينة – عفرين – على احدى الشاحنات المعارة من ميليشيات حزب الله في بلدة – نبل - من دون أي احترام للمشاعر الانسانية ولمبادىء العيش المشترك بين الكرد والعرب .
  صحيح أن الحدث حصل في – عفرين – ولكن أهلنا هناك واجهوا ذلك التصرف المشين بالرفض والادانة خاصة وأن غالبية سكان المدينة بمثابة رهائن لدى مسلحي هذه الفئة الخارجة من الخندق الوطني والموالية لنظام الاستبداد بل أن هناك مناضلون كرد معروفون في سجونها وأقبية تعذيبها .
  مهما تطلق من أوصاف قاسية حول جريمة جماعة – ب ي د – في شوارع عفرين قليلة على مقترفيها وعلينا نحن الكرد أن نغادر الى الأبد الخطاب التبريري المتبع البالي فكل انسان سوي يتمنى أن يعتز بمحاسن شعبه ويفتخر بماضيه وحاضره ولكن الحقيقة أن في كل شعب ومنهم الكرد أخيار وأشرار وفي حادث عفرين وقبل ذلك في أكثر من مكان لايتعلق الأمر بخطأ فردي ثم اعتذار بل نابع من نهج فكري – ثقافي مغامر ووظيفة سياسية لجماعة كردية ضمن مشروع نظام الاستبداد نحو تشويه الثورة واثارة الفتنة العنصرية والاستمرار بتدمير المناطق الكردية بطرق مستحدثة ماجرى كان اشارة الانطلاق للانتقام ليس من أهلنا الطيبين في عفرين فحسب بل من كل من هو كردي الانتماء وتردد أن مسؤول حزب الله في ( نبل ) ويدعى "حجي لبناني"، حضر هذا الاستعراض، إضافةً إلى فريق قناة المنار التلفزيونية .
  ستبقى علاقات الصداقة والاحترام المتبادل والشراكة والاعتراف بالبعض الآخر وجودا وحقوقا أقوى من كل المخططات الهدامة ومؤامرات بث الفرقة والانقسام الصادرة من جانب نظام الاستبداد وأجهزته وشبيحته عربا كانوا أم كردا  وستبقى سوريا التي يسعى اليها شعبنا تعددية ديموقراطية موئلا لنا جميعا ووطنا مشتركا للعرب والكرد وسائر المكونات والأطياف وستظل الثورة الوطنية المندلعة منذ خمسة أعوام وسيلتنا وسلاحنا في تحقيق أهدافنا المشروعة مهما طال الزمن .
 
 

420
ماذا يجري في القامشلي ؟
                                                                   
صلاح بدرالدين

    مرة أخرى خذلتنا وسائل الاعلام وخصوصا القنوات الفضائية ( المهتمة ! ) بالكرد والقضية السورية وكررت نفس الأخطاء والهفوات المستمرة منذ أعوام في نقل أخبار الأحداث التي تنشب بين الحين والآخر في المناطق الكردية السورية فقد ألحقت الاهانة مجددا بالكرد السوريين عندما أخذتهم بجريرة حزب معين أو اعتبرت أن ماجرى في القامشلي من أعمال عسكرية واعتداءات على المدنيين كمواجهة مزعومة بين ( الأكراد والنظام ! ) في حين أن الغالبية الساحقة من كرد القامشلي ومنطقتها لايدرون ماحصل ؟ ناهيك عن كرد سوريا عامة وحركاتهم السياسية وناشطيهم في الداخل والخارج اضافة الى قوى الثورة السورية ومناصريها من كل المكونات  .
اشتباكات القامشلي منذ يومين غير واضحة المعالم لامن حيث الأطراف المتقاتلة  ولامن حيث الأسباب والأهداف السياسية كل ما علمناه هو ضحايا من المدنيين وخراب ونزوح ومثل هذه المواجهات تقع عادة منذ أعوام وفي أكثر من منطقة بين جماعات مسلحة من خندق واحد فقد تابع السورييون مثلا تقاتلا بين قوى النظام ومسلحي داعش وبين جماعات النصرة وداعش وبين مسلحي حزب الله وجيش النظام لأسباب ذاتية وحول النفوذ وتقاسم المغانم ولكن لاتلبث أن تهدأ وتعود الأمور الى نصابها هذا ما تعلمناه من تسلسل الأحداث الدامية في معظم المناطق السورية خاصة في خندق النظام ومواليه وشبيحته .
  عادة وحسب التحليل العلمي والمنطق فان المواجهة بالسلاح هي تعبير عن مواقف سياسية متناقضة ولكن في حالة أحداث قامشلو يغيب المنطق وتنتفي الخلافات السياسية فجماعات – ب ك ك – في خندق النظام وليست ضمن صفوف الثورة ولامع تشكيلات الجيش الحر ووجودها لايناقض تمركز قوى السلطة في مختلف المدن وخاصة في القامشلي فالطرفان متفقان ومتعايشان ومتعاونان وليس هناك أي مؤشر لتحول سياسي في موقفها تجاه النظام والثورة فالعمل العسكري المشترك بين الطرفين قائم في الشيخ مقصود وريف حلب والحسكة ومناطق أخرى ولم يتبدل حتى اللحظة .
  بطبيعة الحال لانستبعد وجود وتفاقم خلاف داخلي بين صفوف جماعات – ب ك ك – في سوريا فالمقاتلون الشباب من النساء والرجال وبحسهم الوطني مع مواجهة النظام وتبديل الموقف ومع الاجماع القومي والوطني ولكن أصحاب القرار من – أشباح – قنديل ودمشق واللاذقية وتأثيرات – المخابرات الجوية – ومسؤولي فيلق القدس هم المسيطرون الآن ولن يفسحوا المجال لأي تحول سريع ودليلنا هو مانسمع من دعايات رخيصة وحملة مسعورة ضد قيادة اقليم كردستان العراق ورئيسه على وجه الخصوص واذا كانوا جادين في مواجهة النظام كان عليهم البحث عن الاتفاق الكردي الكردي والترحيب باستعداد الاقليم لتقديم الدعم واستقبال من يريد القتال ضد قوى النظام من كرد سوريا في الاقليم والبلدان المجاورة وماسمعناه من تصريحات المسؤولة عن قوات – ب ك ك – ( وهي عضو قيادي من كردستان تركيا مرتبطة بقنديل وتقود – الأساييش والحماية في القامشلي ) توحي بأن المسألة في طريق الحل ولاعداوة مع قوى النظام والموالين له .
  هذا ما رأيناه وشخصناه منذ اليوم الأول للاشتباكات وقد تأكدت قراءتنا عندما تمت ( المصالحة ) في قلب المربع الأمني بمحيط مطار القامشلي وهو المركز الرئيسي لقوى السلطة وأجهزتها الأمنية ويحتوي على قواعد ومكاتب ومخاذن ومراكز مراقبة وتنصت  لقوات فيلق القدس ومسلحي حزب الله اللبناني ومؤخرا القوات الروسية .
  نحن حريصون على سلامة أهلنا بالقامشلي كحرصنا على سلامة مواطنينا السوريين في حلب والغوطة وغيرها ولانتمنى أن يصبح شعبنا رهينة لمصالح حزب شمولي وعرضة لأمزجة قادته المسيرين من العواصم الاقليمية ونرجو لهم بالسلامة والاستقرار وأخيرا قد تكشف الأحداث قريبا أن تنفيذ تلك المسرحية التي راحت ضحيتها أرواح مدنية بريئة جاء لخدمة تحقيق هدف سياسي وهو مشاركة ممثلي جماعات – ب ك ك – في مفاوضات جنيف خاصة بعد تعليق الهيئة العليا مشاركتها ومطالبة الطرف الروسي باستمرارها بمن حضر  .

421
من جديد بارزاني يصارح الكرد السوريين
                                                                       
صلاح بدرالدين
   
 قبل نحو شهروفي معرض رده على الأسئلة الموجهة اليه من قنال ( عربية سكاي نيوز ) حول الوضع الراهن لكرد سوريا أجاب السيد مسعود بارزاني : هناك انشقاق في الصفوف مع خلافات حادة " " وهم لايعلمون الى اين ذاهبون فلا تفاهم لامع المعارضة ولا مع النظام " " وليس لديهم أهداف واضحة وغير مقبولين لامن النظام ولامن المعارضة " " وهم يستخدمون كمحاربين ضد داعش من دون أية آفاق من بعد داعش ولذلك أنا في غاية القلق " كما أوضح " أنه في البداية التقى مع كل التنظيمات الحزبية الكردية السورية كأخ وصديق وأوصيتهم بالاتحاد واقرار تحديد موقعهم مع النظام أو ضده ولكن من دون جدوى " وكان يقصد بملاحظاته أحزاب المجلسين ( غرب كردستان والوطني الكردي )  .
   في لقائه الأخير مع قنال ( الجزيرة ) تطرق مفصلا الى مختلف القضايا الكردستانية والعراقية والاقليمية المحورية وأوضح أن هناك خلافات مع ايران ولايتفقون معها على كل شيء ولكن لم تصل العلاقة الى حد التصادم ونسعى للحفاظ على علاقات السلام وحسن الجوار وعدم التدخل في شؤوننا كما توقع ان لاتكون هناك مشاكل مع تركيا وسيكون الاقليم عامل استقرار في حسن الجوار وداعم لاقتصادها وسنستمر في المساعدة على السلام التركي – الكردي واتهم حزب العمال الكردستاني – ب ك ك – في التسبب بعدم اعمار 650 قرية على الشريط الحدودي وطالبه بسحب مسلحيه من مناطق كردستان العراق الحدودي والعودة الى مناطقه ويسعى للحل السلمي مع تركيا .
  وفي رده حول الموقف الراهن من الوضع الكردي السوري قال : " منذ الايام الاولى للثورة في سوريا وجهنا الدعوة لكل التنظيمات الكوردية في سوريا وعقدوا ثلاث اجتماعات اثنان منها في اربيل وثالث بدهوك واتفقوا على تشكيل هيئة عليا وهيكليات اخرى لكن PYD لم يلتزم بالاتفاقات الثلاث " وأضاف " من حيث المبدأ نحن مع أي مكسب يحققه الكرد السورييون ولكن موقفنا النهائي سوف يتوقف على تهيئة ظروف حتى تجري انتخابات بسوريا وسنؤيد القيادة التي تنتخبها الجماهير وليس قيادة تفرض نفسها كأمر واقع بدعم هذا وذاك  .
  من جديد يعلن الرئيس بارزاني كماعهدناه وبمنتهى الوضوح والصراحة عن مواقفه تجاه مختلف القضايا المطروحة وخصوصا بمايتعلق بحاضر ومستقبل الكرد السوريين ونحن نأخذ تلك المواقف محمل الجد والاهتمام ليس لأنها صادرة من أبرز القادة والمراجع الكردية في العصر الحديث ومن رئيس منتخب للاقليم الكردستاني الفدرالي الواعد ويتمتع بالشرعيتين الثورية والوطنية فحسب بل من شاهد ومتابع قام شخصيا برعاية المساعي الأخوية الحميدة من أجل وحدة الصف الكردي السوري وازاء ذلك نرى :
   أولا -  الآن وبعد اللقاءين بخصوص كرد سوريا في غضون شهر ومن على منبرين اعلاميين بارزين واللذان تضمنا الاعلان عن فشل الطرفين الحزبيين في ادارة المسألة الكردية في سوريا وعجزهما في تمثيل طموحات الكرد وايجاد الموقع المناسب للشعب الكردي في الخريطة السورية وبعد وضع اللائمة على – ب ي د – وادانته بالمسؤولية عن عدم تنفيذ اتفاقيات اربيل ودهوك فلا نرى موجبا للتأكيد بأننا حتى لو اختلفنا مع الآليات المتبعة في التعامل مع الملف الكردي السوري منذ أعوام وصارحنا الرئيس على الدوام حول ذلك وأبدينا ملاحظاتنا بشكل متواصل الا أنه وشهادة للتاريخ كانت تلك المحاولات من جانبه بدوافع صادقة نبيلة سيقدرها شعبنا عاليا الى الأبد .
   ثانيا – من أجل تذكير كل متابع بمضمون الاتفاقيات  نقول أن عدم التزام – ب ي د – بتنفيذ بنودها  وعجز أحزاب – المجلس الكردي – عن تطبيقها من جانب واحد قد تم الحاق الأذى بالشعب الكردي وقضيته وزاد الانقسام والتشرذم واستمرت الهجرة خاصة من جانب الشباب وظل – ب ي د – ومسمياته الأخرى الى جانب النظام وضد الثورة وأداة بأيدي القوى الاقليمية والدولية يربط المصير الكردي بمصالح حزبه الأم وتشتت المواقف الكردية معزولة غير مؤثرة وبقي الشعب بعيدا مهمشا من دون ارادة كما دامت أحزاب المجلس رهينة رخيصة تابعة ذليلة كمصدر رزق لعناصر لاتتعدى أصابع اليدين وبالنتيجة تحول الوضع الكردي السوري الى أداة معرقلة حتى أمام الاجماع الكردستاني وعاملا سلبيا في طريق مصالح وأمن اقليم كردستان العراق .
   ثالثا – قد تكون من المرات النادرة وبهذا الشكل الواضح على الصعيد الاعلامي والفضائيات يتعامل الرئيس بارزاني مع مصطلح الثورة السورية ويراهن في مجال تحديد المواقف والاعتراف بالآخر على ارادة الجماهير والانتخابات الديموقراطية وهي ماتنادي بها الثورة وجماهيرها ليس على صعيد جماهير المناطق الكردية فحسب بل بخصوص سوريا بأكملها ويعلن بكل وضوح عن الرفض القاطع لسلطات الأمر الواقع المنبثقة بقوة السلاح والعنف والارهاب التي ازدهرت في بلادنا بالأعوام الأخيرة وسلطة – ب ي د – في بعض المناطق الكردية كمثال التي ظهرت بدعم نظامي الأسد وايران وبمعزل عن أي اجماع قومي كردي ووطني سوري .
   رابعا  – من الواضح وكما أرى فان الرئيس بارزاني وكما يعلن دائما لن يقوم بدور الوصي في رسم وتحديد البديل بعد هذا الاخفاق الحزبي ولن يكون الا داعية خير ووئام  ولن يؤدي دور ووظيفة شعبنا في الداخل السوري بل يتمسك بارادة الجماهير وقرارها ويدعمها وهنا يبرز دور قوى شعبنا الحية وكتلته التاريخية من الحراك الشبابي والمستقلين ومنظمات المجتمع المدني وسائر مناضليه الوطنيين اللذين يناط بهم الآن مهمة أداء واجباتهم الوطنية والتحرك السريع من أجل انقاذ مايمكن انقاذه من خلال عقد المؤتمر الوطني الكردي أولا والارتقاء لتحقيق ذلك مع الشركاء على الصعيد السوري الوطني .
   
 













422
-  كولان  -  تجري لقاء شاملا مع صلاح بدرالدين

النص العربي للقاء مجلة ( كولان ):

* تمر منطقة الشرق الأوسط بأوضاع حرجة و معقدة  و تحولات سريعة ، و يشكّل الكورد بين هذه المعادلة الصعبة عنصرا رئيساً، حيث توفرت له فرصة كبيرة و في الوقت ذاته يواجه مجموعة من التحديات، ماهي قرآءتكم لموقع الكورد من بين هذه المعادلة المعقدة للشرق الأوسط؟
  ج 1 –اندلاع ثورات الربيع في بلدان الشرق الأوسط تحت شعارات الحرية والكرامة وضد أنظمة الاستبداد منذ نحو خمسة أعوام والتي اعتبرت كموجة ثورية تغييرية ثالثة في حركات التحرر الوطني لشعوب المنطقة بعد موجتي كل من الثورة على الامبراطورية العثمانية بالقرن التاسع عشر وعلى الكولونيالية الغربية بداية القرن العشرين نقول أنها أفرزت من جديد قضايا الصراع بين الشعوب وأعدائها وكما نرى فان القوى المناوئة للتغيير الديموقراطي واعادة بناء الدول على أسس مدنية عادلة اصطفت في محور مواجه كما أن جماعات الاسلام السياسي الارهابية وبمختلف أطيافها ومذاهبها انضمت الى صف الثورة المضادة وبذلك توسعت المواجهات وتضاعف منسوب الابادة والدمار وتحولت بلدان الشرق الأوسط الى ساحة لتصفية الحسابات والحرب بالوكالة ولاشك أن الكرد كشعب مكافح من أجل الحرية ومقسم بين بلدان أربعة  وفي هذا المشهد البالغ التعقيد وانعدام السلم والاستقرارسيكون أحد المتضررين بل المهددين وهنا أريد التأكيد بأنني لست متشائما ولكنني أختلف مع المغالين بالتفاؤل على اساس المشاعر والعواطف .
  نعم الكرد كشعب يرنو الى الخلاص يشكل بشريا العنصر القومي الرابع الأساسي بعد العرب والترك والايرانيين ويقيم في أجزاء وطنه العائم على بحر من النفط وكميات هائلة من الغاز والغني بالموارد المائية والانتاج الزراعي والموقع الجيوسياسي الاستراتيجي ولكنه بالوقت ذاته يفتقر الى الشروط الذاتية والموضوعية للقيام بدوره الطبيعي في انتزاع حق تقرير المصير وبناء دولته الكردستانية الواحدة لأسباب عديدة وتحديات لاتحصى ومن أبرزها :
 أولا – التباين الاجتماعي والاختلاف الثقافي بين الكرد الموزعين في بلدان أربعة وتأثرهم بالقوميات السائدة الحاكمة الأكثر عددا والمهيمنة على كل مناحي الحياة ومنذ قرون من تقسيم كردستان في مرحلتيه الأولى والثانية قد دشن طريقا جديدا في كيفية حل القضية الكردية واذا كانت شعارات حركة التحرر القومي الكردي منذ اواخر القرن التاسع عشر كانت تتأطر في تحرير وتوحيد كردستان والحل القومي وكانت لدينا حركات قومية مركزية مثل – خويبون – وانتفاضات ضد العثمانيين يشارك فيها كرد تركيا والعراق وسوريا وايران فالآن ونحن على عتبة العقد الثاني من القرن الواحد والعشرين نطالب بالحل الوطني الديموقراطي للقضية الكردية داخل بلداننا وعلى اساس التوافق والتراضي مع شركائنا العرب والترك والايرانيين ولنا في كل جزء عشرات الأحزاب المتنافرة .
  ثانيا – في ظل ذلك المشهد الواقعي الذي أشرنا اليه ليس هناك مركز قومي مقبول ومعترف به من كل الأطراف وينعدم أدنى درجات التنسيق بين المراكز الحزبية في الأجزاء الأربعة بل هناك أحزاب تتآمر على أخرى وتتعاون مع أعداء الكرد .
  ثالثا – هناك أزمة في مسألة القرار الوطني الكردي المستقل وتحولت غالبية الأحزاب الى موضع تجاذب واستغلال واستخدام من جانب الأنظمة الغاصبة لكردستان وهي جميعها مستبدة وشوفينية .
  رابعا – هناك أزمة في الفكر والوعي فعلى سبيل المثال مازالت أوساطا واسعة من المثقفين والاعلاميين الكرد يعجزون عن تعريف ( حركة التحرر الوطني الكردستانية ) اذ مازالوا يعتبرونها أحزابا فقط كما في مقاييس وتعريفات قبل عقود بل قرن من الزمان في حين أن الحركة واسعة وتشمل مختلف الطبقات والفئات الاجتماعية وهناك قطاع واسع من المستقلين ومنظمات المجتمع المدني وحركات الشباب وهناك بالوقت ذاته مصالح ومواقف متعارضة ومتشابكة بمعنى أن ليس بالضرورة أن تكون مواقف الأحزاب سليمة ولاتشوبها شائبة .
* يبذل السيد مسعود بارزاني الآن قصارى جهده و في هذه الظروف الحساسة من اجل ان تستفيد المشكلة الكوردية في اجزاء كوردستان الاربعة من تحولات الشرق الأوسط، حيث طرح لكل جزء منها خارطة طريق، ما مدى اهمية ان يلتف الكورد في هذه الأجزاء حول ستراتيجية السيد مسعود بارزاني؟  وماهو تقييمكم الشخصي حول قيادة الرئيس البارزاني في هذه المرحلة الحساسة؟
  ج 2 – منذ عقود وتحديدا بعد اندلاع ثورة ايلول التحررية في كردستان العراق وبعد نشوب الصراعات وتدخلات الأنظمة الاقليمية كان تشخيصنا من ذلك الحين خاصة بعد تواصلنا المباشر وزياراتنا المتكررة الى مناطق الثورة المحررة وقائدها منذ عام 1967 ينطلق من رؤية واضحة وهي أن الحركة التحررية الكردستانية بصورة عامة يتنازعها تياران سياسيان الأول قومي ديموقراطي يعبر عن مصالح الكرد ويسعى الى حل القضية الكردية عبر الحوار السلمي على أساس حق تقرير المصير حسب ارادة الكرد باختيار صيغة بحريته وفي اطار النظم الديموقراطية متمسك بالصداقة مع الشعوب والعيش المشترك يميل الى الاعتدال ويقوده القائد الخالد مصطفى بارزاني وتيار آخر مغامر غير محصن لاقوميا ولاوطنيا يرتبط بالأنظمة المستبدة المقسمة للكرد ويحمل أجندتها يتمايل بين التطرف والمساومة والانتهازية يفتقر الى الصدقية والأمان وكما أرى فان تشخيصنا السابق مازال يحتفظ بصحته بالرغم من اتخاذ التيار المغامر اشكالا جديدة ولكن من دون أي تبدل بالمضمون .
 من الواضح أن الأخ مسعود بارزاني رئيس الاقليم هو من يمثل ذلك النهج القومي الكردستاني الديموقراطي وحامل مشعله جامعا بين الشرعيتين القومية التاريخية والثورية اضافة الى التخويل القانوني بانتخابه من شعب كردستان العراق في الحقبة المعاصرة وبالرغم من أن الأخ مسعود ينأى بنفسه عن التدخل بشؤون الأجزاء الأخرى بل يقدم كل الامكانيات للأشقاء بسخاء من أجل انتزاع الحقوق وتحقيق الالفة والتعايش والسلام بين المختلفين الا أنني أرى ومن أجل تخفيف العبىء عن كاهل الرئيس وتحقيق مانصبو اليه جميعا في تذليل العقبات على طريق التعاون الكردي الكردي أن يتم دعم واسناد الرئيس في الاقليم من جانب كل القوى والأطياف ووقف كل المحاولات الانقسامية والكف عن حمل أجندة الأطراف الاقليمية والوقوف صفا واحدا تجاه القضايا المثارة والحفاظ على المكاسب والانجازات وخاصة الوضع الفدرالي وأن يبادر كرد الأجزاء الأخرى في ترتيب البيت الداخلي وحل مشاكلها الخاصة ومد يد العون والتعاون الى قيادة الاقليم ورئيسه .
 
* تلعب ايران في هذه المعادلة المعقدة دورا سيئا ولكن لها ايضا دور كبير جداً لتوسيع المد الشيعي و كذلك لدعم حكومتي بغداد و دمشق، و في الوقت ذاته تعرب علنا عن معاداتها لأستقلال كوردستان، تُرى الى متى تستمر ايران على دورها التخريبي هذا؟ 
  ج 3 – يشكل نظام جمهورية ايران الاسلامية الطرف الأكثر خطورة في محور الممانعة الذي يتكون منه ومن نظام الأسد والطغمة الحاكمة في موسكو ومراكز مذهبية في الحكومات العراقية المتعاقبة وتوابعها من حزب الله اللبناني والميليشيات الأخرى وكما هو معروف فقد كان ومازال هذا المحور بمثابة رأس الحربة في مواجهة ثورات الربيع وضد التغيير الديموقراطي والتنظيم الدولتي ومع الارهاب والفوضى والفتنة ويلعب نظام طهران دورا مخربا على الصعيد الكردي فهو يقف وراء جماعات الشيعية السياسية وميليشياتها في مركزبغداد للتضييق على رئاسة الاقليم والحصار والابتزازوالتدخل في الشؤون الداخلية للاقليم ودفع بعض الأطراف لتأزيم الأوضاع والتخريب على مكاسب شعب كردستان العراق والأخطر من هذا وذاك اعتماد نظام طهران على جماعات – ب ك ك – ودفعها لاثارة الفتنة والانقسام في الصف الكردي في كل مكان أما الى متى ستستمر سياساته الهدامة فأرى الى حين تمكن شعوب ايران من اسقاط نظامه التيوقراطي – العسكري – الأمني المعادي لتطلعات شعوب ايران والمنطقة .   
* لقد تم تهميش الكورد تماماً في بغداد عند اعلان مايسمى بالتشكيلة الحكومية التكنوقراطية، وقد تم خرق كل بنود الدستور العراقي  والتي تنص على التعايش و حكومة الشراكة الوطنية، وبعد هذا الحدث ألم يحن الوقت للأنسحاب الكورد التام من بغداد؟ و رغم هذا الواقع لو بقي الكورد في بغداد ماهو تحليلكم كسياسي لهذا الوضع؟
  ج4 – كتبت مقالة قبل نحو عامين بعد تمادي حكومة المالكي تجاه حقوق شعب كردستان تحت عنوان : " انفصالية المركز ووحدوية الأطراف ... العراق نموذجا " ذكرت فيها كيف أن المركز يدفع باتجاه عزل كردستان في حين يستمر الكرد بالتمسك بالاتحاد ومبادىء الدستور والاتفاق ولاأستبعد أن تكون الخطوة الأخيرة من جانب حكومة العبادي تجاه الاقليم استجابة لطلب أوساط الجنرال قاسم سليماني بغية دفع قيادة اقليم كردستان لاتخاذ خطوات مقابلة عبر ردود فعل غير مدروسة ومن ثم توريط شعب وقيادة الاقليم في الوصول الى مواقع غير محمودة العواقب خاصة بعد تسرب أنباء عن مخططات تحضر لها لتفجير داخلي يشترك فيها أكثر من طرف كردي وخارجي لذلك وكماأرى من الأنسب تمسك الاقليم بالاتحاد والعيش المشترك في هذه المرحلة والتعاون مع القوى الديموقراطية العراقية وأطراف العملية السياسية لانقاذ العراق من هيمنة ايران والقوى المذهبية الانقسامية والالتفات أكثر الى تعزيز الأمن والاستقرار داخل الاقليم والمضي في عملية ترتيب البيت الكردستاني واجراء الاصلاحات التي طرحها ويرعاها رئيس الاقليم .
* لقد اثبتت الأطراف و الأحزاب الشيعية العراقية انها لاتختلف عن الأنظمة العراقية السابقة في تعاملها مع الكورد، وقد وجه  نواب عن التيار الصدري كلاماً استفزازيا للنساء الأزديات في البرلمان العراقي، هل من الممكن التفكير مرة أخرى بالتحالف مع شيعة العراق؟
  ج 5 – أعتقد يجب التفريق بين قيادات ومسؤولي الأحزاب والجماعات الشيعية وبين قواعدها أو الجمهور الشيعي العام خاصة وأن معظم تلك القيادات من انتاج المخابرات الايرانية ومكتب قاسم سليماني المنوط بملف العراق أو تغيروا نحو الأسوأ بعد استغلال السلطة وتبوئها أما الجمهور الشيعي فهو أيضا مسحوق ويعاني من الاستغلال وليس هناك عداوة بين الكرد من جهة والشيعة ولا السنة من الجهة الأخرى لافي القديم ولافي التاريخ الحديث موضوع الكرد يندرج في الاطار القومي وليس المذهبي خاصة وأن بين الكرد على الصعيد الديني والمذهبي مسلمون ومسيحييون وأزيدييون وسنة وشيعة وعلوييون .
* يبدو ان هناك جهات على صعيد كوردستان تعادي استقلال كوردستان و شخص الرئيس البارزاني نيابة عن ايران، ولم تقم هذه الجهات  بأخفاء هذا العداء، حيث يقول بعض من قادة هذه الأحزاب بأن الوقت غير مناسب لأعلان الأستقلال و من الأفضل البقاء مع العراق، السوآل هو: لقد قامت بغداد بطرد الكورد، اذاً ماهو جوابهم للناس؟
  ج 6 – كل من يعادي السيد الرئيس مسعود بارزاني بما يتمتع به من مسؤوليات قومية ووطنية ودستورية ومن محبة واحترام غالبية كرد العالم وما يحمل من مبادىء نبيلة بدفع من الأطراف الخارجية يعتبر خارجا على قومه وشعبه وعلى دستور الاقليم وقوانينه أما مسألة الموقف السياسي من اعلان استقلال كردستان فأمر آخر حيث هناك من يؤمن بالاستقلال وبحق تقرير المصير من حيث المبدأ ويرى في الوقت ذاته ويجتهد أن الظروف لم تنضج بعد وهناك من يرى غير ذلك في هذه الحالة يجب احترام مواقف الفريقين انطلاقا من المفاهيم الديموقراطية وحول هذا الموضوع فان السيد رئيس الاقليم نفسه لايدعو الى اعلان الاستقلال على الفور بل يدعو الى استفتاء شعب كردستان للاستمزاج برأي الغالبية والالتزام به أما تحقيق ذلك على أرض الواقع وتوقيته فعائد الى حكمة وتقدير قيادة الاقليم لكل الظروف المحيطة .
* يلعب حزب العمال الكوردستاني كأداة بيد ايران دورا مخرباً في اجزاء كوردستان الأربعة ، و كما ترون لقد اشعلت حربا في الشمال تلبية لرغبة ايران حيث الحقت فيها خسارة كبيرة بالثورة، و في غرب كوردستان يقوم( بيدة) بتنفيذ سياسة العمال الكوردستاني ذاتها، و تحولت الى دكتاتور  و لاتسمح لأي جهة سياسية في الغرب للعودة، و تمنع البيشمركة من العودة الى شرق كوردستان لخوض نضالهم المسلح، أما في الجنوب فإنه ومن دون الأستحياء يدعم بغداد و الحشد الشعبي، حيث يريد تارة انشاء اقليم في شنكال ، و تارة اخرى في رانية و قلعةدزة و كرميان، كيف تنظرون الى سياسة هذا الحزب، وهل تتفق هذه السياسة مع ستراتيجية حركة التحرر الكوردستانية؟
  ج 7 – أرى أن حزب – ب ك ك – وتوابعه بكل مسمياتها وخاصة في كردستان سوريا يشكل الطرف الأساسي في هذه المرحلة من التيار المغامر في الحركة الكردية الذي أشرنا اليه أعلاه وتحول نهائيا الى أداة طيعة بأيدي فيلق القدس ومسؤوله الجنرال سليماني ويقدم خدماته باسم – ب ي د – لنظام الأسد منذ أكثر من أربعة أعوام بمافي ذلك تقسيم وشرذمة المكون الكردي وعزل الكرد عن ثورتهم الوطنية والتسلط العسكري على معظم المناطق الكردية عبر التسليم والاستلام وتهجير الكرد من مناطقهم وممارسة التطهير الحزبي ورفض المخالف الى درجة التصفية وليس خافيا أن هذا الحزب بدأ يتدخل في شؤون اقليم كردستان للاجهاز على المكاسب واثارة الفتن والتعاون مع أعداء شعب كردستان وفي هذا المجال لابد من اعادة النظر سياسيا واعلاميا من جانب مؤسسات الاقليم حول تعريف وتشخيص ممارسات هذا الحزب الهدامة لأننا مازلنا نرى بعض وسائل الاعلام المحسوبة على السلطة مازالت بوقا يروج لأخبار وتحركات ذلك الحزب كما أن هناك من يتعامل تجاريا مع جماعات تابعة لذلك الحزب وأقترح هنا تطبيق قرار رئيس الاقليم حول النزاهة والاصلاح والمحاسبة على هذه المسألة .
* ما يدعو الى التأمل و التوقف هو ان اسرائيل ترى من الضرورة انشاء دولة كوردستان من اجل استقرار الشرق الأوسط  ما بعد داعش، وقد اعلنتها بصراحة،  كيف تقيّم هذا الموقف من اسرائيل  حول انشاء دولة كوردستان المستقلة؟
  ج 8 – لسنا بحاجة الى انتظار رغبات الآخرين في انتزاع حقنا المشروع في تقرير المصير فالكرد أدرى بشعاب وطنهم أما اسرائيل فلتعلن ذلك كل يوم وان كانت فعلا حريصة على حق الشعوب فلتعمل على ايجاد حل عادل للشعب الفلسطيني الذي يرزح تحت نير الاحتلال كماأرى فان اسرائيل معروفة جدا بالتعلق بمصالحها وهي ترغب في ايجاد من يتحمل بعض العبىء لمواجهة العرب منذ مرحلة – بن غوريون – ونحن ككرد لنا مصالحنا القومية أيضا ومن أبرزها التمتع بحريتنا كمانريد والصداقة مع أكثر من 360 مليون عربي وليس معاداتهم فلدى اسرائيل سلاح نووي وأهم قوة عسكرية في المنطقة تستقوي بها وتتصرف على ضوئها .
-   * - نص اللقاء مع مجلة – كولان – التي تصدر بالكردية في اربيل .

423
مغالطات الأحزاب حول زيارة – حجاب – الى اربيل

                                                                 
صلاح بدرالدين

  لم تكن زيارة د رياض حجاب رئيس الهيئة التفاوضية العليا المنبثقة عن مؤتمر الرياض لبعض أطراف المعارضة السورية الى أربيل عاصمة اقليم كردستان العراق في الرابع من الشهر الجاري والاجتماع بالسيد مسعود بارزاني رئيس الاقليم الا استمرارا لزيارات سابقة متواصلة منذ أربعة أعوام لمسؤولين في معظم أطراف المعارضة السورية واجراء محادثات حول القضايا ذات الاهتمام المشترك بمافيها مايتعلق بالوضع في سوريا وكردها والمنطقة عموما .
  ومرة أخرى أرادت وسائل اعلام الأحزاب الكردية السورية تجيير الزيارة لرغباتها وتقييمها حسب أهوائها بل أنها استبقت وصول الزائر في نشر أسباب الزيارة ونتائج المباحثات على شكل تسريبات في منابر صحفية حزبية أو تابعة منتهجة بذلك سلوكها السابق المفتقر الى الصدقية حتى في نقل الخبر واذا كانت منابر جماعات – ب ك ك – ومسمياتها السورية كانت السباقة في تفسيرها التآمري وكيل اتهاماتها المعتادة بخطابها البائس الممل واعتبار الزيارة جزءا من المؤامرة الأردوغانية عليها وعلى ادارتها الذاتية المثيرة للريبة الى درجة أن أحد أتباعها اعتبر أن الزيارة جاءت لتشديد الحصار على الشيخ مقصود فان خطاب أحزاب المجلس الكردي الاعلامي بهذا الشأن لم يكن بأفضل حال .
  لقد أراد اعلام تلك الأحزاب وتصريحات ناطقيها  تصوير الزيارة وكأنها تمت خصيصا من أجل بحث خلافات الأحزاب الكردية السورية والوقوف على أمراضها وايجاد العلاج لها واعادة الروح لهياكلها المتآكلة وسياساتها الفاشلة وهو ليس أمر خاطىء فحسب بل اساءة غير مباشرة الى الضيف والبلد المضيف فالزيارة هي لمسؤول معارض الى بلد مجاور لسوريا والى رئيس اقليم يحظى باحترام اقليمي ودولي يقف مع الشعب السوري ويؤيد حقه في الحياة الحرة الكريمة يستقبل على أرضه أكثر من ثلاثمائة ألف سوري بين  لاجيء ومقيم غالبيتهم من الكرد ومعني مباشرة بمستقبل سوريا وكردها وكل مكوناتها ومسألة الحرب والسلم فيها والتواصل الانساني والحياتي والاقتصادي معها .
  من المنطقي ولدى اجتماع طرفين فان مصادرهما الاعلامية هي المنوطة باعلان الخبر اليقين عن جوانب الاتفاق والاختلاف وخارج ذلك ليس الا دعايات رخيصة لاتقدم ولاتؤخر وعلى سبيل المثال فقد زعم البعض أن جدول عمل مباحثات الطرفين تناول تقديم د رياض حجاب الاعتذار للسيد رئيس الاقليم بشأن تصريح العميد أسعد الزعبي في حين أن ماتطرق اليه الزعبي في تصريحه المثير للجدل يتعلق بالكرد السوريين وليس بكردستان العراق ويجب وبالضرورة ان يتم تقديمها – اذا صح ذلك – الى كرد سوريا وعبر قنوات المعارضة السورية وضمن اطار اعلام الثورة السورية وسيكون لذلك وقع أكبر وتأثير أعمق وهو ماتمناه الأشقاء في الاقليم قبل وخلال الزيارة  .
  أما الزعم بأن الضيف الزائرأكد على أن – المجلس الوطني الكردي – هو الممثل الشرعي الوحيد لكرد سوريا !!!وهنا نتساءل هل أن د رياض حجاب ممثل شرعي وحيد للشعب السوري حتى يمنح صكوك الشرعية للآخرين ؟ وهل بلغ الغباء لدى البعض من أحزاب المجلس الكردي الى درجة انتظار اضفاء شرعية التمثيل من غير الشعب الكردي السوري والجمهور الذي يتحدث باسمه ليل نهار ؟ وهل بلغ بهم سوء الحال الى مستوى استجداء صكوك التمثيل كيفما كان ؟ وهل هذه الطريقة الأمثل لخدمة القضيتين القومية والوطنية عندما يتم استعارة الشرعية من هنا وهناك ؟ ألا يعلم هؤلاء أن الطريق الوحيد هو الاعتراف العلني بالفشل والعودة الى الشعب والارتهان الى ارادته في المؤتمر القومي الجامع المنشود المقترح منذ أعوام والمشار اليه في التحركات الشعبية الوحدوية الأخيرة  .
  طبعا لست مخولا بالتحدث باسم أحد ولكن أؤكد مرة أخرى على أن السيد رئيس اقليم كردستان أعلن مرارا وتكرارا أنه لم ولن يتدخل بشؤون كرد الأجزاء الأخرى ويحترم خياراتهم ويدعمهم على درب النضال والاتفاق والسلام وبمناسبة زيارة الوفد السوري المعارض صدر عن مكتب رئاسة الاقليم الخبر التالي : (إستقبل السيد مسعود بارزاني رئيس إقليم كوردستان، اليوم الإثنين 4/4/2016م، رئيس الهيئة العليا للمفاوضات للمعارضة السورية رياض حجاب.أثناء اللقاء تبادل الجانبان الآراء حول الأوضاع السياسية والمستجدات الأخيرة في سوريا، والمفاوضات والإجتماعات الجارية في جنيف حول حل القضية السورية، وتمنى الرئيس بارزاني بأن تعود مفاوضات جنيف بالخير على الشعب السوري، وأبدى إستعداده للقيام بأية محاولة من شأنها إنهاء آلام الشعب السوري ) .
  كما صدر عن مكتب د رياض حجاب : (عقد منسق الهيئة العليا للمفاوضات ورئيس الوزراء السوري السابق د رياض حجاب اجتماعا مع السيد مسعود بارزاني رئيس اقليم كردستان في مكتبه وأكد د. حجاب على ضرورة تعميق التواصل والتنسيق فيما يتعلق بالقضايا الأمنية المشتركة لمنع امتداد الأزمة إلى دول الجوار، وأهمية تكامل الجهود في المعركة ضد الإرهاب.
كما تناول الحديث ضرورة تحقيق السلم المجتمعي من خلال استيعاب كافة مكونات المجتمع السوري في عملية الانتقال السياسي، والعمل على إدماج سائر مكونات الطيف السياسي الكردي السوري في العملية السياسية وعدم السماح للجهات التي تعمل وفق أجندات خارجية باحتكار التمثيل السياسي لتحقيق أغراض حزبية ضيقة.
وفي تعليقه على سير العملية السياسية؛ قال د. حجاب: "السوريون وحدهم يقررون مستقبل البلاد وفق صيغة إجماع شعبي وانتخابات حرة نزيهة تتكافأ فيها الفرص، لن نسمح لأية فئة أن تعيد صياغة الهوية الوطنية وفق مفاهيمها الضيقة بقوة السلاح".
  لقد استخدمت وسائل اعلام أحزاب المجلسين ( الكرديين ! ) بما فيها ادارات قنوات فضائية ومواقع ألكترونية تتشارك معها بالمنافع المادية كل أنواع التزلف والتحايل على أهداف ونتائج الزيارة بما فيها ( ضرب الرمل وقراءة الفنجان ) وهي نفسها ظلت ساكتة مثل صمت القبور أمام ماجاء في لقاء راعي المساعي الحميدة رئيس الاقليم في السادس عشر من الشهر المنصرم على فضائية ( سكاي نيوز عربية ) بشأن فشل أحزاب المجلسين ومسؤوليتها المباشرة فيما وصلت اليها الأمور أليس الأولى بها الاقدام على المزيد من التوضيحات والاقرار بالاخفاق والتنحي من المشهد أمام الشعب الكردي السوري وأمام من تابع كل مراحل التوقيع على اتفاقيات لم تر النور في أربيل ودهوك .


 


   






424
مفهومان بشأن " وحدة الصف " الكردي السوري
                                                                   
صلاح بدرالدين

   
      أمام الصحوة الشعبية العامة والتحرك الشبابي في الوطن والشتات باتجاه رفض المشهد العدائي المؤلم بين القبائل الحزبوية وممارسات الأحزاب الكردية التي تكرس الانقسام وازاء الهوة التي تتعمق وتتوسع أفقيا وعموديا بين جماعات الأحزاب المستولية بالعنف وعبر الطرق الملتوية على السلطة والثروة والجاه وبادعاء تمثيل القضية من جهة وبين الشعب الكردي وقواه وتعبيراته الوطنية الحية من الجهة الأخرى يجب وبالضرورة ومن أجل عدم اضاعة البوصلة وقطعا للطريق على المستغلين والمنتفعين من أصحاب النوايا المبيتة السيئة من أرباب " الثورة المضادة " المتحزبين في محاولاتهم الجارية لقلب المعادلة وافراغ التحرك الشعبي العفوي من محتواه وتجييره لصالح ماهو قائم بكل قتامته بل واعادة الاعتبار لما هو مرفوض ومدان ومستهدف بالأساس من الموجة الاحتجاجية الراهنة علينا وضع النقاط على الحروف وتسليط الضوء الكاشف على مضمون وأهداف الحراك الذي يشغل الشباب والوطنييون المستقلون مكانة القلب منه .
  ان الاختلاف الفكري – الثقافي العميق حول تعريف ( وحدة الصف الكردي أو الاتحاد أو الوحدة أو التحالف ... ) ينعكس الآن جليا خلال التعامل السياسي مع وقائع الحراك الذي يختلف شكله وشعاراته ومجاله بين ساحات الوطن والشتات في الأولى محكوم بقوانين وقرارات أجهزة سلطة الأمر الواقع المدارة من حزب – ب ي د – ولاتتعدى شعاراتها المرفوعة حدود تفاهمات الأحزاب أما في ساحات الجغرافيا الحرة خارج الوطن فالحراك يهدف تحقيق أمر آخر وهو البحث عن بديل من أخفق طوال أعوام خمسة كما هو معلوم وكما أشار اليه راعي مساعي تقارب أحزاب المجلسين وأقصد السيد مسعود بارزاني رئيس اقليم كردستان العراق .
  مسؤولو الأحزاب الكردية السورية الذين لم يحصدوا سوى الفشل منذ عقود وخصوصا منذ اندلاع الثورة السورية وأخفقوا ليس في انتزاع حقوق الكرد فحسب بل ضلوا السبيل الموالين منهم للنظام أو الذين وجدوا في المعارضة سبيلا لتحقيق المآرب الخاصة أولا ثم الحزبية بدرجة ثانية بحيث كانت ومازالت علاقات الطرفين مع كل من النظام والمعارضة تفتقر الى أية أسس مبدئية أو برامج وعقود ومشتركات واضحة وملزمة كما لاتستند على أية التزامات سياسية لافي الحاضر ولا في المستقبل .
  علينا الاعتراف بحقيقة أن قسما لابأس به من التحرك الشعبي والشبابي قد غرق في بحر العفوية والمشاعر وبسبب التعلق بضرورات ( الوحدة القومية المشروعة ) في مثل الظروف السورية الحالية ومخاطر نظام الاستبداد وتصاعد النبرة العنصرية لدى بعض الأوساط المحسوبة على المعارضة وقمع سلطات الأمر الواقع وتهديدات التهجير وافراغ المناطق الكردية وجدنا مشاهد غير مستحبة ومما له دلالته انسحاب طالبة كردية سورية جامعية من تظاهرة أربيل واعلانها في تغريدة على وسائل التواصل الاجتماعي أنها انسحبت بعد تغيير هدف التحرك من جانب الأحزاب من الدعوة الى بديل وطني مستقل شبابي لقيادة المرحلة الراهنة الى رفع الأعلام والشعارات الحزبية الفاشلة التي كانت أكبر من العلم القومي الجامع .
  بكل أسف نجحت الأحزاب مرة أخرى في اجهاض التحرك المنطلق من أهداف ومبادىء نبيلة بل أن معظم التحركات تعرضت الى الاختراق المنظم والى تحريف المسار والى محاولات حثيثة في تجاوز ماصرح به السيد رئيس اقليم كردستان بشهادته الواضحة والدقيقة بعد اختبار دام سنوات أربع حول اخفاق الأحزاب الكردية السورية وفشلها ودعوته غير المباشرة الى كرد سوريا للبحث عن بديل مناسب يعيد بناء الحركة الوطنية الكردية من جديد وعلى المنظمات الشبابية بشكل خاص أن تقوم بمراجعة وتقييم شاملين عن مسؤليتها الرئيسية في ماحصل مع التأكيد على أن الوقت لم يفت بعد وأن هناك متسع لاعادة النظر وتجديد التحرك بشكل أكثر تنظيما وأوضح أهدافا .
   كانت انطلاقة التحركات بغالبيتها الشبابية بمثابة جرس انذار لكل الأحزاب الكردية لأنها تزامنت مع تصريح رئيس الاقليم كماذكرنا ومع التحولات السورية على صعيد الحرب والسلام والمفاوضات ومع اقتراب زمن الاستحقاقات والبحث عن صياغة الدستور الجديد واحتمالات تجديد الثورة واعادة بنائها وانبثاق كيانات وقيادات جديدة لقيادة المرحلة القادمة وقد تابعنا كيف أن بعض أكثر المسؤولين الحزبيين سوءا في السمعة والتاريخ قد استنفروا أبواقهم وأزلامهم لتلميع صورتهم بغية الالتفاف على تصريح الرئيس بارزاني أولا وقطع الطريق على التحرك الشعبي العفوي ثانيا وللتاريخ نقول أن أصحاب المصالح ( الخاصة المعروفون ) في ادارة فضائية كردية معروفة قد سخروا خدماتهم لأولئك وأرادوا الحاق الأذى بالحركة الوطنية الكردية السورية ولكنهم لن يحصدوا سوى الندامة بالقريب العاجل كما أن بعض المواقع الكردية السورية قد نأوا بالنفس عن طرح ومتابعة الموضوع بدون أية مبررات مقنعة . 
  ماجرى خلال اسبوع في الساحة الكردية السورية وفي بلدان الشتات أكد مجددا على مفهومين في تعريف ( الوحدة الكردية ) واحد ينطلق من حقيقة فشل الأحزاب وسقوط برامجها وعقم سياساتها وانتهاء مرحلتها بالبدء بمرحلة جديدة في الفكر والتنظيم والموقف أي باعادة بناء والاستناد الى الغالبية الشعبية من الحراك الشبابي والوطنيين المستقلين ومنظمات المجتمع المدني وفي ظل البرنامج القومي – الوطني القاضي بترميم البيت الكردي والتلاحم المبدئي الثابت مع القوى الديموقراطية السورية والثورة على أسس واضحة سليمة وتعزيز العلاقات القومية الأخوية وخصوصا مع اقليم كردستان العراق أما الثاني فيمثل قيادات أحزاب ( المجلسين ) ويدعو الى تفاهمها وتقسيم المصالح والحصص بينها واعادة سيطرتها المشتركة على مصير الكرد أي تكريس مبدأ سيادة الأحزاب على ارادة الشعب .
   

425
في سيرة صلاح الدين
                                                       
صلاح بدرالدين

  بادىء ذي بدء لابد من القول أن شعوب وأقوام العالم برمتها لديها في سجلات تواريخها أفراد عظام قاموا بأدوار مشهودة في ميادين العلوم والثقافة أو الانتصارات في ساحات الوغى اما ردع معتد أو الدفاع عن أرواح البشر ومعتقداتهم وقيم الانسانية ضد الظلم والعدوان والكرامة القومية في وجه العنصرية ومبادىء الحرية امام الغزاة والمحتلين والزود عن حياض الأوطان ولكل قوم في هذا المجال أحداث ووقائع يعتد بها فليس هناك من هو أشجع من الأخر أو أكثر غنى في تراكمات الماضي وجميع شعوب المعمورة تتشارك  في الجوانب الايجابية والسلبية في أدوار وأداء أفرادها والتي حدثت ودونت في صفحات التاريخ أما مناسبة هذه المقدمة فهي ماتثار في هذه الأيام من نزعات عنصرية مليئة بالكراهية والانكار تجاه رموزهم كما فعل أحدهم ولأسباب عنصرية في حجب الأصول الكردية عن صلاح الدين الأيوبي والهدف هو محو الوجود الكردي وتجذرهم في هذه المنطقة على الأقل منذ ثمانية قرون  .
-   1  -
  قبل سنوات وتحديدا عشية ذكرى مرور ثمانمائة عام على معركة حطين نشرت وسائل الاعلام الاسرائياية خبرا عن تحضيرات تقوم بها ادارةاحدى جامعات تل أبيب لاقامة ندوة علمية احياء واحتفاء بتلك المناسبة فتحادثت مع الرئيس الراحل ياسر عرفات وكنت حينها بتونس وعرضت عليه القيام بعمل مناسب حول الموضوع لأن المناسبة ترمز الى تاريخ شعوبنا المشترك ووافق بحماس وتصميم وبعد نحو اسبوع طلبني للقاء به وأعلمني التالي : اجتمعت بأمين عام جامعة الدول العربية السيد الأخضر الابراهيمي – وكان مركز الجامعة حينها في تونس – واقترحت عليه القيام بشكل مشترك باحياء المناسبة  منظمة التحرير والجامعة وتفهم الابراهيمي المسألة وسافر الى دمشق للاجتماع بحافظ الأسد طارحا عليه أن تحتضن دمشق احياء الذكرى لكونها كانت مركزا لدولة صلاح الدين ودفن فيها فكان جواب الأسد : ليست لدينا امكانيات مادية ثم ماعلاقتنا به فانه كردي وليس بطلا عربيا وأبدى عرفات امتعاضه وأسفه . 
-   2  -
 علمت فيما بعد أن منظمة التحرير الفلسطينية بالتعاون مع جامعة القاهرة قامت برعاية ندوة شارك فيها أكاديمييون ومؤرخون وتم طبع جميع المداخلات حيث مازلت أحتفظ بالقسم الأكبر منها والثغرة الوحيدة في تلك الندوة هي خلوها من أية مشاركة كردية ز
-   3  -
  في أربيل عاصمة اقليم كردستان العراق قامت رابطة كاوا للثقافة الكردية التي دشنت قسما خاصا بادارة الراحل – عبد الخالق سرسام – المتخصص بتاريخ الأيوبيين ندوة موسعة حول ذكرى معركة حطين بمشاركة مجموعة من المؤرخين وأساتذة الجامعات والسياسيين ومن المفارقات ذات الدلالة أقامت جامعة – تكريت – ( حيث ولد صلاح الدين في تلك المدينة ) بعد أيام من احيائنا الذكرى بأربيل ندوة لنائب صدام حسين ( عزة الدوري ) تحت عنوان في ذكرى البطل العربي صلاح الدين الأيوبي .
-   4  -
   يشاء القدر انني الذي أسماني والدي الراحل بصلاح الدين تيمنا بالأيوبي أسكن منذ مكوثي بكردستان العراق قبل نحو عشرين عاما بلدة صلاح الدين ولها قصة فهي كانت تسمى منذ ظهورها ( بيرمام ) وترجمتها العربية العم الكهل وهو يكون جد صلاح الدين وقد غير نظام البعث الاسم في حملة التعريب الى صلاح الدين اسوة بالمدن والبلدات الكردية الأخرى ثم علمت أنه وفي غرب البلدة على بعد عشرة كيلومترات وفي قرية ( دوين ) تقع منازل الأيوبيين وقبورهم وآثار قلعتين متقابلتين يفصلهما طريق الحرير التاريخي وقد زرتها لمرات وأقمنا فيها احتفالات نوروز ثم زارها الوفد المشارك في مؤتمر ( الحوار الكردي العربي ) الذي عقدناه في اوتيل – خانزاد – قبل أعوام الذي يبتعد عنه عدة كيلومترات والموقع قريب نسبيا لبلدة تكريت حيث انتقل اليها والد صلاح الدين وعمه شيركو قبل أن يحطوا الرحال في الموصل لدى الزنكيين ثم الانتقال الى بعلبك في لبنان والى دمشق فيما بعد .
-   5  -   
  دون معظم كتاب سيرة صلاح الدين العرب مثل : ابن شداد والاصفهاني وابن الأثير – أن معظم المقاتلين الأشداء كانوا من الكرد الذين لبوا نداء التصدي للعدوان الى جانب العرب والتركمان وجاؤا من ديار بكر ورواندوز واربيل وجزيرة وفارقين والموصل كما أن قوات النخبة المحاربة التي سميت بالأسديين باللغة العربية جاءت من عشيرة – الشيروانيين – ومازالت تعيش في منطقة بارزان بكردستان العراق وليس خافيا أن نسر الأيوبيين ولون علمهم الأصفر يستعملان الآن كماكانا في العهد الأيوبي من جانب الحزب الذي أسسه القائد الكبير ملا مصطفى بارزاني .
-   6  -
   ثبتت الموسوعة الأمريكية التاريخية قبل ثلاثة أعوام اسمي كل من صلاح الدين الأيوبي وملا مصطفى بارزاني كشخصيتين كرديتين بارزتين في الألفية الثانية وكل من يزور الأردن وفلسطين ومصر واليمن يشاهد آثار الأيوبيين وجماعات من ذريتهم يعتزون بأصولهم الكردية ومازالت الآثار والجوامع في القدس بادارة أكراد أيوبيين ورثوا المسؤولية أبا عن جد وفي الخليل هناك تحالف عائلات الأيوبيين الأكراد الى يومنا هذا وقد أشار الى ذلك الشاعران الفلسطينييان الكبيران محمود درويش ومعين بسيسو في قصائد رائعة منشورة .
  صلاح الدين كما هو بأصوله الكردية سيبقى رمز الاتفاق والتعاون الكردي العربي ضد العدو المشترك


426
في وحدة الحركة الوطنية الكردية السورية
                                                                     
صلاح بدرالدين

أمام الدعوات الصادقة المنطلقة من الشرائح الشبابية والفئات الاجتماعية الوطنية المتنوعة في الساحة الكردية الداعية الى الالفة والمحبة والعمل المشترك وصولا الى وحدة الصف خصوصا في مثل هذه الظروف الدقيقة والشديدة الخطورة التي تعيشها سوريا الوطن والشعب والتي تزامنت مع القلق الذي يبديه الأشقاء وخصوصا السيد رئيس اقليم كردستان العراق راعي اتفاقيات أربيل ودهوك بين أحزاب المجلسين على المصير الكردي السوري جراء اخفاق الأحزاب والتنظيمات في تنفيذ مااتفقت عليه برعايته وفشلها في رسم الموقع المناسب للكرد في الحياة السياسية السورية أو تعزيز موقعهم في حاضر ومستقبل البلاد نؤكد على وجاهة القلق على المصير ومشروعية الدعوة الى الوحدة والاتحاد ولكن كيف ؟
كنا قد تناولنا مسألة وحدة الحركة منذ بدايات اندلاع الانتفاضة وكتبت حولها بالتحديد في ( 20 – 10 – 2011 )وحاولت حينها اظهار الفرق الشاسع بين التعريف الراهن ونحن في العقد الثاني من القرن الواحد والعشرين والذي سبقه خلال سنوات منتصف القرن العشرين في الأول تجسدت الحركة الكردية في اطار حزب قومي جماهيري استقطب مختلف الطبقات والفئات والأعمار ورغم تعدد المراكز الحزبية فيما بعد الا أن تعريف الحركة لم تتجاوز فعليا الأحزاب القائمة في غضون عدة عقود ولم يستمر الوضع طويلا الى مالانهاية بعد أن وجه النظام ضربة قوية لليسار القومي الديموقراطي الكردي المعارض منذ بداية التسعينات .   من جهة أخرى كشفت الهبة الكردية الشعبية الدفاعية في ربيع عام 2004 ( التي لم تتطور الى انتفاضة كردية سورية شاملة لأسباب عديدة ) ولأول مرة بأقصى درجات الوضوح عن أزمة العمل الحزبي وجوانب التقصير والعجز في أداء قيادات – مجموع الأحزاب الكردية –  كما أظهرت على أرض الواقع بروز نواة قوى مستجدة في الساحة الكردية عمادها الشباب والجماهير اللاحزبية أو المستقلة من الذين لم يكن لهم صوت وهم من شكلوا وقود الهبة وجسمها وشهداءها وقد أفرز التحول العميق هذا حقائق جديدة على الأرض لايمكن تجاهلها وفي مقدمتها اعادة تعريف الحركة القومية الكردية التي لم تعد تقتصر على التنظيمات الحزبية القائمة لتشمل قطاعات واسعة جدا من الشعب مثل المستقلين والشباب والمرأة والمثقفين وفئات من الطبقة الوسطى ومناضلين قدامى ابتعدوا عن الصراعات الحزبية . .
وباندلاع الانتفاضة الثورية السورية منذ سبعة شهور وتجاوب المناطق الكردية ومواقع التواجد الكردي معها عبر الشباب والتيارات الأكثر جذرية والشخصيات الوطنية وغياب شبه كامل للتنظيمات الحزبية حتى تراجع نفوذها في الوسط الشعبي وأصيب صدقيتها في الصميم وتعمق الفرز أكثر ليبشر بولادة قوى شبابية معبرة عن طموحات وأهداف الكرد ومجسدة لمصالح الحركة الكردية في المرحلة الراهنة التي تجتازها سوريا في ظل ثورتها الوطنية من أجل الحرية والكرامة واعادة بناء الدولة التعددية الحديثة والمناضلون الكرد السورييون يتميزون بتاريخ حافل في مجال مواجهة الاستبداد والتصدي للظلم ولحركتهم تراث ناصع حول نشدان الاصلاح والتغيير بدءا من انعطافة الخامس من آب عام 1965 ومرورا بهبة آذار وانتهاء بالانتفاضة الراهنة فالجماهير ترشد الآن من كان وصيا عليها من القائد والحزب والنخبة وعودة الموقع المركزي لها في حركة التاريخ ونحن أمام ثورة وطنية واجتماعية قد تطال استحقاقات الهوية والقلق على مستقبل مابعد الاستبداد وبدء المعركة من الآن في الساحة الكردية اسوة بالساحة السورية العامة .في ظل الواقع الجديد وأمام معطيات الحقائق المستجدة في المجتمع الكردي وفي خضم تحولات قوى ومضامين الحركة الكردية بالذات لم يعد الخطاب الحزبوي القديم مقبولا ولا واقعيا بشأن جميع القضايا ذات الصلة بالكرد ومستقبلهم وبالخصوص حول الحركة القومية وتجلياتها السياسية وبرنامجها وموقعها فيالثورة والمعارضة  ودورها الوطني العام وعلى قيادات التنظيمات الحزبية أن تعي أن زمام المبادرة القومية والوطنية ليس ملكها بعد أن عبثت بها ولم تعد بأيديها كما كان قبل عقود ومن هنا يمكن تفسير الاستقبال الحذر من جانب الغالبية الكردية لدعواتها الى مؤتمرات واقامة مرجعيات والتساؤلات المتواصلة التي لن تتوقف مثل : لماذا الاتفاقيات الجانبية الحزبية  هل من أجل وحدة الأحزاب أم وحدة الشعب ؟ هل من أجل نصرة الثورة  أم محاربتها ؟ والوحدة بين من ومن ؟ وما هوشكل الوحدة المطلوبة واطارها ؟ وما هو برنامج الحد الأدنى لأي اطار وحدوي منشود ؟
في البحث عن المصلحة الكردية في اطار المصالح الوطنية العامة نقول عادة ماتعقد مؤتمرات الحركات المناضلة من قومية وغيرها من أجل مراجعة القديم وطرح الجديد في ظروف تستدعي حدوث انعطافات في الفكر والموقف وفي الحالة السورية الراهنة والكردية منها على وجه الخصوص كان على كل حركة أو حزب أو تنظيم اما أن يكون قد عقد خلوات واجتماعات للتحضير للثورة والانتفاضة ووضع برنامجها وخطة عملها وتهيئة كل مستلزماتها قبل اندلاعها أو يقوم بذلك اذا ما تخلف عن الركب بعداندلاع  الثورة استقبالا للمرحلة الجديدة مابعد الاستبداد والسؤال المطروح الآن أمام أصحاب دعوات عقد المؤتمرات الوطنية أو القومية الكردية السورية وهم من قيادات الأحزاب والتنظيمات التقليدية لماذا الآن ولأي سبب ومن اجل أي هدف ؟ أنتم لم تحضروا لأي حراك ولم تشاركوا فعليا في الانتفاضة الثورية في جميع المناطق الكردية وفي أماكن التواجد الكردي ولم تدعوا لعقد حتى لقاءات شاملة من أجل تهيئة المكون الكردي لمواجهة ماسيحدث ولم ترفعوا سياسيا وعمليا شعار اسقاط النظام اسوة بتنسيقيات ومجاميع الشباب الكردي المساهم بفعالية في الثورة السورية .
 الطريق الوحيد لانقاذ الشعب الكردي من محنته ورفع الاضطهاد عن كاهله والاستجابة لحقوقه المشروعة هو بتوفر النظام السياسي الديموقراطي الذي تسعى اليه الانتفاضة الثورية والكرد الى جانب كل المكونات الوطنية هم جزء من الصراع بين السوريين من جهة والنظام من الجهة الأخرى والظهر الكردي قوي بارادته ووحدته وتلاحمه مع العرب السوريين وباقي المكونات فالانتفاضة السورية خلقت وطنية جديدة تستند على التضامن والمصير الواحد بين الجميع والشراكة ولن تحدث مواجهات عنصرية بين الكرد وغيرهم كما يثبت التاريخ المشترك منذ مئات السنين .
لسنا بحاجة كحركة كردية سورية الى خوض تجربة خاسرة بالمراهنة على نظام استبدادي قاتل يمارس الشوفينية والعنصرية ضد شعبنا منذ أكثر من أربعين عاما حتى لو أطلق الوعود والعهود الرنانة كما لسنا مجبرين على مخالفة حركة التاريخ والعودة الى الوراء لنختبر من جديد مدى جدية وصدقية من خسروا الرهان منذ أمد بعيد حتى لو قالوا بالحكم الذاتي أو الادارة الذاتية أو الفدرالية تحت رعاية الحاكم المستبد .
 ان الطريق الوحيد الأسلم لوحدة الحركة الوطنية الكردية هو بالتحضير لعقد المؤتمر القومي – الوطني بمشاركة الكتلة التاريخية من ممثلي نشطاء الشباب والحراك الوطني العام والمستقلين ومنظمات المجتمع المدني وقواعد الأحزاب من أجل اعادة بناء الحركة والخروج ببرنامج سياسي يلبي طموحات شعبنا المشروعة وقيادة انقاذية تواجه كل التحديات الماثلة بما في ذلك المزيد من الانخراط في الثورة والتلاحم مع القوى الديموقراطية السورية ورسم آفاق جديدة لعلاقات التنسيق والعمل المشترك مع حركة التحرر الكردستانية وفي المقدمة الأشقاء في اقليم كردستان العراق .


427
صرخة في وجوه مقسمي الصفوف عربا كانوا أم كردا
                                                                           
صلاح بدرالدين

  منذ دخولي معترك العمل السياسي قبل نحو خمسة عقود كان ومازال الهاجس الأخطر شرور الفتنة العنصرية بين صفوف المكونات السورية وخصوصا القوميتين الرئيسيتين العربية والكردية التي عمل عليها السلطات الرسمية تحديدا منذ تسلط حزب البعث على مقاليد الدولة عبر انقلابه العسكري بدايات ستينات القرن الماضي وأجهزتها واداراتها ومنظماتها الحزبية التي تحولت الى ميليشيات مسلحة تتناغم في ممارساتها القمعية وتهديداتها مع الآيديولوجية السائدة : " الكرد عنصر غريب تسللوا الى سوريا ويجب اما اخراجهم أو تشتيت شملهم واخضاعهم وتعريبهم " .
  أتذكر كيف كان من احدى المهام الأساسية لأجهزة الأمن والمسؤولين في المناطق الكردية والتي كان يتولاها عناصر شوفينية تنتمي الى حزب البعث على الأغلب وفي مختلف المراحل اثارة التفرقة والانقسام وممارسة الضغط والاكراه والاسهام في تغيير طبيعة التركيب الديموغرافي لأسباب قومية والهدف كما ذكرنا الاجبار على التهجيرفحتى الآن يتذكر الفلاحون المعمرون الكرد مقولة وزير الاصلاح الزراعي البعثي – مصطفى حمدون – في عهد الوحدة السورية – المصرية عندما زار الجزيرة لتوزيع الأراضي : الكردي مالو شي عندي تعبيرا عن حرمان الكرد من الأرض كما أن الكثيرين من أهل القامشلي يتذكرون كيف كان ضباط – المكتب الثاني – من البعثيين يشرفون على متابعة خطوات التعريب ومحاربة ومنع الثقافة الكردية الى درجة الاقدام على تصفية فنانين مبدعين  .
  أمام كل ذلك وقفت الحركة الوطنية الكردية وبعد أن انتظمت صفوفها أواسط الخمسينات بصلابة وعقلانية أمام كل تلك المخططات متمسكة بالأخوة والصداقة ووحدة المصير عاملة على تعزيز الوحدة الوطنية والتلاحم في وجه العدو المشترك ومؤكدة على مبدأ حق تقرير المصير في اطار سوريا الديموقراطية الواحدة الموحدة كتجسيد لمصالح الشعبين ومصلحة الوطن السوري المشترك والتمسك بسيادة واستقلال البلاد اسوة بالرواد الأوائل من الكرد الوطنيين وبناة الاستقلال أمثال محمد علي العابد ويوسف العظمة وابراهيم هنانو وأحمد بارافي والذين وقفوا الى جانب الاتحاد السوري في عفرين والجزيرة من زعماء ووجهاء وقادة سياسيين  .
  جاءت الانتفاضة الثورية السورية وبطابعها الوطني وأهدافها المعبرة عن تطلعات كل الأطياف وفي مقدتها المكون الكردي الأكثر تضررا من نظام البعث الأسدي لتدشن مرحلىة جديدة في تاريخ سوريا عناوينها الأبرز ما ظهرت كشعارات للثوار أطلقت من درعا الى القامشلي ( واحد واحد الشعب السوري واحد ويسقط الاستبداد ومن أجل الحرية والكرامة والشراكة العربية الكردية في سوريا الجديدة و آزادي آزادي ...) وما استتبع ذلك من اعادة التواصل بين الشعبين عبر تنسيقيات الشباب والحراك الثوري في مختلف المناطق وفي موجات الاحتجاجات الأولى التي سبقت اندلاع الانتفاضة حيث تشارك الناشطون العرب والكرد في الوقفة الاحتجاجية أمام وزارة داخلية النظام في السادس عشر من آذار لعام 2011 .
  لم يتوقف النظام في أداء وظيفته باثارة الفتن العنصرية بل ضاعف من خططه في هذا المجال منذ بداية الثورة فسلاحه الأجدى في مثل تلك الظروف هو اختراق الصفوف وضرب العرب والكرد وتأليب البعض على الآخر بهدف اضعاف جبهة الثورة واغراقها بالنزعات العنصرية وألوان ارهابية تحت غطاء جماعات الاسلام السياسي بكل أشكالها السنية والشيعية وبالتعاون والتنسيق مع حلفائه في طهران وبغداد وموسكو وعلينا الاعتراف بأنه نجح ولو الى حين في تحقيق خطوات من مخططاته في هذا المجال خاصة بعد تمكن محوره من اختراق صفوف المعارضة منذ تشكل ( المجلس الوطني السوري مرورا بالائتلاف وحتى الآن ) هذا اضافة طبعا الى معارضات مدجنة معروفة لدى السوريين .
  الى جانب ذلك نجح نظام الأسد وبدعم مباشر من أوساط النظام الايراني ولاحقا من حكومة المالكي والطغمة الحاكمة بموسكو من اختراق الساحة الكردية السورية بجلب واستحضار حزب – ب ي د – والآلاف من مسلحي الحزب الأم – ب ك ك – من خارج الحدود وتطبيق عملية التسليم والاستلام حيث نتج عن ذلك عزل المناطق الكردية عن مناطق الثورة وتضييق الخناق على الناشطين الشباب وسائر مراتب الحراك الثوري الكردي بهدف اسكات أصواتهم وتصفيتهم وتهجيرهم وصولا الى مجتمع – صاف – حزبيا وآيديولوجيا وسياسيا واتخاذ اجراءات وخطوات في خدمة مشروع النظام بمافيه ترسيخ مفاهيم العنصرية واثارة الفتن والموامأة مع أجندة ايران وروسيا وضد قيادة اقليم كردستان العراق .
  من خلال تواصلي مع الأصدقاء العرب من أوساط الثورة والمعارضة ظهر لي كم هو من الأخطاء الفادحة عندما يحسب البعض انحراف بعض الأحزاب الكردية وممارساتها الانقسامية وموالاتها لنظام الأسد كمواقف ثابتة جامعة للشعب الكردي أو اعتبار البعض من الكرد الحزبيين وغيرهم شوفينية وعنصرية بعض الأفراد العرب السوريين المحسوبين على المعارضة كموقف كل العرب أو كل المعارضة أو كل الثوار فلا هذا ولاذاك حيث كما لايجوز أخذ الكرد بجريرة – ب ي د – وغيره من الجماعات الحزبية كذلك لايجوز أخذ العرب بجريرة – داعش – والقاعدة – والنظام وغيرهم من الجماعات الارهابية والعنصرية .
  وطننا في خطر ووحدتنا الوطنية مهددة ومخططات النظام تتوسع وأمام ذلك فلتسكت كل الأصوات النشاذ بين العرب والكرد وليس هناك خيار أمامنا سوى التكاتف والتفاهم والعمل سوية من اجل اعادة الاعتبار لثورتنا المندلعة منذ خمسة أعوام وذلك بالعمل الجاد من اجل عقد المؤتمر الوطني السوري لتصحيح المسار وصياغة البرنامج السياسي التوافقي والخروج بمجلس سياسي عسكري لقيادة المرحلة ومواجهة كل تحدياتها .

428
خمسة أعوام على الثورة السورية
                                                                   
صلاح بدرالدين

في شهر آذار - مارس بدأت بعض صفحات مواقع الفيسبوك تدعو إلى التظاهر خلال يوم الثلاثاء 15 مارس تحت شعار "يوم الغضب"، وبالفعل خرجت مُظاهرة في سوق الحميدية خلال ذلك اليوم شارك فيها العشرات ،. وقد حاول الأمن في البداية إقناع المتظاهرين بلطف بالانفضاض، لكن سرعان ما جاءت مجموعة من الشبيحة وشكلت مظاهرة مؤيدة لبشار الأسد، ثم اصطدمت مع المظاهرة المُعارضة وفضتها .
-   * -
في يوم 16 مارس اعتصام أمام مبنى وزارة الداخلية السورية تحول إلى مظاهرة  في ساحة المرجة، حيث احتشد المُتظاهرون الذين بلغ عددهم وقتها 150 شخصا بينهم مجموعة من النشطاء الكرد معظمهم من عوائل السجناء وأخذوا بالهتاف ضد النظام ثم قام الأمن سريعاً بتفريق المُظاهرة واعتقال 32 شخصاً من المُشاركين بها.
-   * -
في يوم الخميس 17 فبراير/شباط 2011 م وعلى غير المتوقع اشتعلت مظاهرة بشكل عفوي حيث بدأ الأمر عندما انهال رجال شرطة بالضرب على ابن لأحد ملاك المحلات في منطقة الحريقة في دمشق، مما أثار سخط الناس في السوق فبدؤوا بالاحتشاد وبترديد عبارات مثل "الشعب السوري ما بينذل". قدر عدد المتظاهرين بحوالي 1500شخص، وقد أدت هذه المظاهرة إلى مجيء وزير الداخلية السوري الذي تحاور مع المحتجين وسألهم عن مطالبهم، ثم وعد بإجراء تحقيق بشأن ما حدث للشاب الذي ضرب، ثم انفضت المظاهرة .
-   * -                                                                                                                     
في الثامن عشر من شهر آذار 2011 ، وفي ماأطلق عليها ” جمعة الكرامة ” ، اندلعت شرارة الثورة السورية في مدينة درعا ، وانطلقت معها رصاصة شبيحة الأسد   التي أودت بحيا ة أول شهيدين في تلك الثورة ،هما محمود قطيش الجوابرة ،وحسام عبد الوالي عياش .
  مشتركات ثورات الربيع وخصوصياتها
    كان سبق الانتفاضة الثورية السورية وفي سياق ثورات الربيع انتفاضات في تونس ومصر التي اشتركت جميعا في المسائل الأساسية مثل المطالبة بالحرية والكرامة والتغيير الديموقراطي واسقاط الاستبداد وسلطة المخابرات مع احتفاظ كل حالة بخصوصياتها التي عكست الحالة الاجتماعية ودرجة الوعي والثقافة والبنية التحتية فعلى سبيل المثال هناك بلدان متعددة الأقوام والأديان والمذاهب مثل سوريا وهناك بلدان ليست بتلك الدرجة من التعددية كما اختلف دور وطبيعة الجيش الوطني بين بلدان الربيع ففي حين شكل الجيش في سوريا الذي يغلب عليه الطابع الطائفي أداة مساعدة للاستبداد مما انشق عنه العدد الكبير من الشرفاء الأحرار كان الجيش محايدا في تونس وطرفا مع الشعب بصورة نسبية في مصر  .
-   * -
 ومن مشتركات ثورات الربيع أيضا الدور الفاعل الرئيسي للشباب وتنسيقياتهم وخاصة في الانتفاضة السورية وعدم جاهزية الأحزاب التقليدية لمواكبتها أو الاستعداد لها أو التخطيط لتفجيرها وقيادتها فقد اكتملت الثورة السورية بصورة جلية بعد التحام تشكيلات الجيش الحر مع الحراك الثوري الوطني العام وتنسيقيات الشباب وحينها تجلت أهداف الثورة وشعاراتها في ( اسقاط النظام وتفكيك سلطته والتغيير الديموقراطي واعادة بناء سوريا التعددية الجديدة ) .
-   * -
  مشترك آخر جمع كل التجارب في جميع الساحات وخصوصا في تجربتنا السورية وهو تسلق جماعات الاسلام السياسي ورأس حربتها الأكثر تنظيما ( الاخوان المسلمون ) الذين استثمروا الجغرافيا التركية تحت حكم الحزب الاسلامي والمال القطري وهم البلدان اضافة الى حكومة الاخوان المصرية برئاسة – مرسي – اللذان وضعا مخطط أسلمة وأخونة ثورات الربيع بتواطىء غير معلن من ادارة أوباما وللتاريخ نقول أن الاخوان السورييون كانوا السبب الرئيسي في اضعاف وتفكييك تشكيلات الجيش الحر وقوى الثورة واغراق الانتفاضة بالمسلحين الاسلامويين وابعاد الوطنيين المخلصين والمناضلين من مراكز القرار بعد سيطرتهم على ( المجلس الوطني السوري ) واستحضار حفنة من الانتهازيين الباحثين عن مصالح خاصة باسم الليبراليين والأكاديميين واليسار والكرد وقد ظهرت هذه الحقيقة تباعا .
-   * -
  لقدتكامل سعي نظام الاستبداد الأسدي في اغراق الانتفاضة بجماعات الاسلام السياسي الارهابية ( القاعدة ثم النصرة ثم داعش ووو ) واستحضار مسلحي حزب الله والجماعات الشيعية الأخرى مع مساعي سابقة ولاحقة للاخوان المسلمين  بنفس الاتجاه والنتيجة كانت الثورة المتضرر الأول وتراجع دور التيارات العلمانية والديموقراطية بما في ذلك شرفاء الجيش الحر .
-   * -
 كان ومازال لجمهورية ايران الاسلامية الدور الأكبر في الحفاظ على النظام بل السيطرة على المفاصل الحساسة والدفع ماليا وبشريا وعسكريا باتجاه صيانة النظام كقاعدة لها في دعم واسناد ميليشياتها المذهبية في لبنان والاطلال على البحر المتوسط وجزء حيويا في استراتيجيتها بشأن تعزيز نفوذها في الشرق الأوسط بدء من العراق ومرورا بسوريا ولبنان وانتهاء باليمن ولذلك تم وحسب خطط مدروسة تشويه الثورة السورية وخلطها بالصراع الشيعي السني .
-   * -
 العامل الروسي الذي تعاظم مؤخرا على الصعيد العسكري واحتلال أجزاء من سوريا وبناء قواعد عسكرية في محافظة اللاذقية بعد أن كان داعما في تزويد النظام بالسلاح والعتاد والدعم الدبلوماسي قد أخل بالتوازنات على الأرض لمصلحة نفوذ النظام وسياسته العدوانية .
-   * -
  على ضوء مايطرح دوليا حول الحل السلمي والتفاوض يمكن القول أن الانتفاضة السورية قامت سلمية وتهدف السلام ولكن مايحاك الآن عبر وثائق جنيف وفيينا ليس الا نوعا من الاجهاض للثورة ودعوة صريحة الى صيانة مؤسسات النظام والاتفاق معه في حكومة واحدة وذلك بالضد من أهداف الثورة التي قدمت في سبيلها مئات آلاف الشهداء .
-   * -
 مايطرح الآن من أطراف النزاع أو القوى الاقليمية والدولية المعنية بالملف السوري حول مستقبل البلاد والنظام السياسي القادم الأمثل وشكل الادارة ومستقبل الكرد والمكونات الأخرى ماهي الا مجرد آراء ومواقف غير ملزمة مع أن بعضها قد يكون مناسبا ومطلوبا فأي طرح من جانب النظام الفاقد للشرعية أو الأطراف الدولية غير المخولة لتقرير مصير بلادنا أو أية سلطة أمر واقع أقيمت بقوة السلاح وعبر الاخضاع لن يكون نهائيا أو شرعيا فأي حل نهائي للمسائل السورية وخصوصا القضية الكردية يجب أن تخضع للتوافق الوطني مع شركاء الوطن وفي ظل الحكم الديموقراطي والسلام والاستقرار حتى يكون مصانا وقابلا للاستمرارية لاأن يتسبب في حروب عنصرية جديدة وكوارث للكرد والآخرين .
-   * -
  منذ اندلاع ثورات الربيع أعيد الاعتبار للأقوام والشعوب التي تعد أقل عددا نسبة للقومية العربية السائدة ففي كل من ليبيا وتونس تم من جديد طرح وجود وحقوق شعب الأمازيغ وفي مصر انحسر المد الارهابي باسم الاسلام على الأقباط وفي بلادنا أعيد النظر في السياسة المتبعة تجاه الكرد والمكونات الأخرى وتم الاعتراف بوجود الكرد وحقوقهم من جانب قوى الثورة منذ مؤتمر أنتاليا عام 2011 ولولا المواقف المدمرة من جانب جماعات – ب ك ك – وولائها للنظام وعدائها للثورة ولولا هزالة مواقف الأحزاب الكردية الأخرى وضعفها ولو استمر الشباب والحراك الكردي الوطني الثوري قبل ازاحتهم قسرا من جانب السطة والأحزاب الكردية لكان هناك مكاسب أكثر للكرد وقضيتهم .
-   * -
  مع كل الاحتمالات السلبية الظاهرة الآن حول المستقبل السوري فان الطريق الأسلم لانقاذ الثورة وتصحيح المسار هو الدعوة لعقد المؤتمر الوطني السوري العام من خلال لجنة تحضيرية سورية لتقييم تجربة الأعوام الخمسة والخروج ببرنامج سياسي ومجلس سياسي – عسكري لمواجهة تحديات المرحلة القادمة وقبل ذلك يمكن تحقيق الأمر نفسه على صعيد الحالة الكردية أي مؤتمر عام يشارك فيه كل الأطراف والتيارات والمستقلين وممثلي الشباب والجماعات والأحزاب الذين يؤمنون بمبادىء الثورة والتوافق والشراكة الوطنية والعيش المشترك ويتقبلون الرأي الآخر المخالف للاتفاق على برنامج مشترك وانتخاب هيئة أو مجلس أو لجنة تمثيلية شرعية للشعب الكردي السوري .
  كرد سوريا والثورة
  منذ البداية شارك الكرد في الثورة من خلال تنسيقيات الشباب والحراك الوطني الجماهيري  بل سبقوها بأعوام منذ 2004 وقدموا التضحيات فقد سقطَ خلال يوم السبت 8 أكتوبر الذي انطلقت فيه المظاهرات تحت شعار «سبت مشعل تمو» 14 قتيلاً، منهم 6 في القامشلي و3 في ريف حماة و3 في دوما و1 في الضمير و1 في حمص. خرجَ حوالي 50ألف متظاهر لتشييع مشعل تمو - الذي كان قد اغتيل يوم الجمعة - في القامشلي وعامودا والدرباسية ورأس العين وعين العرب، وتمكن محتجو عامودا من إسقاط تمثال حافظ الأسد في المدينة . وخارج سوريا، حاول متظاهرون - أغلبهم أكراد من أصل سوريّ - اقتحام السفارات السورية في بريطانيا وألمانيا والنمسا فضلاً عن مقرّ البعثة الدبلوماسية السورية في سويسرا .   
-   * -                                                                 
    في جمعة آزادي (الحرية) قتل 23 شخص وأغلب القتلى سقطوا في حمص، وتم احراق مقر لحزب البعث الحاكم في البوكمال وقتل 4 اشخاص في برزة بدمشق، وشهدت المناطق الكردية مثل الحسكة والقامشلي وعامودا والدرباسية وراس العين وكوباني وعفرين مظاهرات حاشدة للتضامن مع المدن السورية المحاصرة .
-   * -
ثمّة عوامل عديدة أسهمت في قيام الثورة السوريّة واستمرارها حتّى الآن، ومن أهمّ هذه العوامل التغلّب على الخوف الذي زرعه النظام في نفوس السوريين.كما  بدأت تظهر ملامح وطنيّةٍ سوريّةٍ جديدةٍ، وبدا ذلك واضحًا في هتافات المتظاهرين وشعاراتهم.
  في الختام
  نستشهد هنا بكلام أحد الناشطين الشباب المصريين الثائرين في الذكرى الخامسة لثورة يناير المصرية يقول أحد رموزها الشبابية – شادي الغزالي – الذي التقينا به محاطا بمجموعة من الناشطين في مقر تنسيقيات الشباب كوفد من المعارضة السورية بالقاهرة في – 2011 – " أن رموزًا شكلوا جيلًا كاملًا ناضل من أجل تحقيق أهدافها، وما زال هذا الجيل يسعى إلى تحقيق أهداف الثورة التي لم تكتمل بعد" " هذا الجيل، بعضه الآن داخل السجون، بينما البعض الآخر يتم التنكيل به وتهديده بلقمة عيشه"، مشيرًا إلى أن "هناك عددًا من شباب الثورة لا يزال مقتنعًا بأن الثورة مستمرة، ويسعى إلى تحقيقها" " إلى أن رموز الثورة يعانون من التضييقات والتهديدات الأمنية، لافتًا إلى أن "البعض منهم قرر السفر إلى الخارج، حفاظًا على أنفسهم من البطش والتنكيل بهم " وهناك "  "من يوجد الآن في مصر من الوجوه المعروفة والمحسوبة على الثورة باعوها وهذا التقييم ينطبق على الحالة السورية أيضا  .












429
تحية للمرأة السورية في عيدها
                                                                     
صلاح بدرالدين

     مقتضيات وأسباب اضطهاد المرأة عديدة ومتشعبة ونصيبها أكثر بأضعاف من نصيب شريكها الرجل فهما يتشاركان في الظلم الاجتماعي والاستغلال الطبقي على قدم المساواة على أصعدة الفقر والعوز والبطالة وحقوق العمل واستغلال الأيدي العاملة وتوزيع الثروة والضمان الاجتماعي والصحي وكذلك التفرقة والتميز القومي لللأسباب العنصرية وهناك مجالات أخرى تنفرد المرأة فيها بالتعرض للاضطهاد والاستغلال تعود اما الى التقاليد البالية خاصة من جانب الفئات المحافظة التي تعتبرها قاصرة وغير كفوءة ومنقوصة الوعي والادراك أو الى النظرة الدينية الرجعية التي لاترى في المرأة الا كونها للمتعة وخدمة المنزل وتربية الأطفال غير مسموح لها الظهور والتواصل مع المحيط وخارج حدود البيت أو التعلم وارتياد المعاهد والجامعات أو العمل والانتاج .
       فصل الدين عن الدولة مدخل رئيسي لتحرر المرأة كما تثبت لنا تجربة أوروبا عندما تم ابعاد رجال الدين عن مفاصل التحكم بالسلطة والقرار وعزل الكنيسة عن ادارة البلاد والتدخل بالسياسة بعد أن كانت المرجعية والآمر الناهي في عقود القرون الوسطى الظلامية التي عاشتها البلدان الأوروبية وذلك بعد تعاقب الانتفاضات والثورات وخاصة الثورة الفرنسية وهذه الحقيقة تفسر مدى تعلق نشطاء ثورات الربيع بمهمة عزل حركات الاسلام السياسي عن موقع القرار التي أرادت تشويهها في أكثر من بلد .
       طبعا المرأة ليست طبقة معينة مستقلة لحالها بل تتوزع بين كافة الطبقات والفئات الاجتماعية وعندما تنخرط في حركات ارهابية فأسبابها مثل الأسباب التي تدفع الرجل أيضا للتورط في تلك المنظمات وهناك أسباب عديدة لتلك الظاهرة منها ردود الفعل على الظلم الاجتماعي والاضطهاد ومقارعة الأنظمة الدكتاتورية بنفس وسائلها الارهابية والانطلاق من مفاهيم خاطئة كالبحث عن الجنة والشهادة من أجل الحياة الأخرى الأكثر عدلا واعتناق ثقافة المغامرة والقضاء على الآخر المختلف .
       النضال من أجل مساواة المرأة بالرجل لايقتصر على النساء فقط خاصة وأن مسالة تحرير المرأة واستعادة وتعزيز حقوقها يتشابك عضويا مع المجالات النضالية الأخرى ولاتتجزأ عنها كالكفاح من أجل الحرية والكرامة والعدالة وضد الدكتاتورية والاستبداد وفي سبيل التقدم وحقوق الانسان وحرية الشعوب والأقوام الأقل عددا والمغلوبة على أمرها .
الحركات النسوية الموجودة القديمة منها والحديثة تقوم بدور ما في التخفيف من اضطهاد المرأة ولكن في الدول المحكومة بالأنظمة والحكومات الاستبدادية والتي تشن حروبا على شعوبها كالحالة السورية مثلا فان فرص نجاحات تلك المنظمات محدودة ان لم تكن معدومة ولاشك أن الوضع يتطلب تضافر الجهود المشتركة بين تلك المنظمات من جهة وبين باقي الحركات النضالية من أجل الحرية والديموقراطية .
  لقد أثبتت المرأة السورية عن جدارتها مرة أخرى منذ اندلاع الثورة حيث وقفت بصمود منقطع النظير أمام جميع الأهوال وتحملت ومازالت فوق طاقتها مآسي القتل والتدمير والهجرة والنزوح وشاركت في الثورة والعمل السياسي وقدمت الكثير ومازالت من أجل الأجيال القادمة والوطن وسعادة المجتمع .

430
اشارات مضيئة  لاستمرارية  الثورة

                                                             
صلاح بدرالدين

   ما أن خفت حدة الهجمات الجوية والصاروخية الروسية على المناطق السكنية المدنية ورمي براميل النظام الجائرالمتفجرة حتى ظهرت جماهير الثورة من جديد ومن بين الركام في معظم المناطق والبلدات المحررة من المنظومة الأمنية الحاكمة في تظاهرات سلمية مستعيدة رفع شعارات الثورة منذ انطلاقتها قبل خمسة أعوام مثل : " الثورة مستمرة " و " واحد واحد واحد الشعب السوري واحد " و " ليسقط نظام الاستبداد " و " لتتوحد صفوف الجيش الحر " و " لامساومة مع الدكتاتورية " و " من أجل سوريا ديموقراطية تعددية تشاركية موحدة " أما في الأماكن التي مازالـت تنقاد من أجهزة النظام وشبيحته والموالين له فقد أظهرت النخب الثورية والحركات الشبابية وجموع المستقلين نفس المواقف عبر مواقع التواصل الاجتماعي  .
  ان ذلك المشهد الذي مازال يكتمل وقابل للانتشار في طول البلاد وعرضها ساعة بعد أخرى ماهو الا التعبير الحقيقي عن ارادة غالبية السوريين بمختلف مشاربهم وانتماءاتهم الثقافية والسياسية الى جانب أنه بمثابة رسائل متعددة الوجهات والى كل من يعنيهم الأمر في الداخل والخارج لتؤكد على الحقائق التالية :
 1 – أن الأهداف والمبادىء التي قامت من أجل تحقيقها الانتفاضة الثورية مازالت في طريق الانجاز ولم تكتمل فصولها بعد وفي مقدمتها اسقاط نظام الاستبداد وتفكيك سلطته ومؤسساته القمعية والاستغلالية واجراء التغيير الديموقراطي واعادة بناء سوريا التعددية التشاركية الجديدة الموحدة ولذلك فان الثورة مستمرة بكافة أشكالها السلمية والدفاعية حتى انجاز كامل الأهداف التي استشهد في سبيلها مئات الالاف واعتقل وأسر ونزح وهجر الملايين ودمر أكثر من نصف البلاد وتحول الوطن الى أشلاء .
 2 – أن النظام المستبد الجائر وبحماية المحور الروسي – الايراني – الميليشياوي المذهبي لايبحث عن السلام ولايؤمن بالوحدة الوطنية ولايحترم ارادة الشعب ولايتحمل الحوار والتفاوض بل يناور لاطالة وكسب الوقت للتمكن من الاجهاز على البقية الباقية من الشعب السوري وخنق تطلعاته وتطبيق مشروعه الفئوي الاستبدادي حتى لو كان على حساب تجزئة البلاد وتقسيم الشعب على الأسس المذهبية والعنصرية وبتواطىء واضح من عواصم دول وأطراف خارجية .
 3 – يجب انقاذ سوريا وانتشالها من براثن الصراعات الاقليمية والدولية بعد أن نجح النظام جزئيا في جر واستحضار الجيوش والميليشيات والمنظمات الارهابية  من الجوار ومختلف الأصقاع بهدف اغراق الثورة في مستنقع المواجهات الدينية والطائفية والعنصرية وتشويه صورتها الحقيقية كحركة شعبية أصيلة وجزء من ثورات الربيع الهادفة الى نيل الحرية والكرامة وذلك بالعودة الى الجذور وازالة مالحق بصورة الثورة من تزييف وطمأنة جمهورها الواسع واعادة الأمل الى نفوسهم أينما كانوا في الداخل أو الشتات وذلك يتطلب مراجعة بالعمق لتجارب السنوت الخمس الماضية من جانب كل المفكرين والمثقفين والنخب السياسية الذين يعز عليهم الشعب السوري وتضحياته وثورته .
 4 – أن كل مانتج عن مشروع النظام ومخططاته وألاعيبه خلال الأعوام الخمس الماضية بدعم واسناد محوره الاقليمي – الدولي يعتبر لاغيا وغير شرعي وضد ارادة السوريين من دويلات وسلطات الأمر الواقع وترتيبات وخطوط حمر وصفر وسود وماظهرت من قواعد عسكرية ومراكز مراقبة وتحصينات أجنبية وخلايا مخابراتية ومعسكرات وماتم من تغيير للتركيبة الديموغرافية في بعض المناطق والمدن والبلدات بالقوة والاكراه .
 5 – لتعلم – المعارضة – وماتفرع عنها من أسماء أنه في البداية كانت الثورة ثم ظهرت هي فيما بعد على هامش الثورة وليس من صلبها واختيارها بل بتحكم – الاخوان المسلمين – بمفاصل ( المجلس الوطني السوري ) واستبعاد الوطنيين الصامدين المخالفين لسطوتهم والذي تفرع عنه كل المسميات ولم تتخلص حتى الآن من سطوة الاسلام السياسي عليها أن تعلم للمرة الألف أنها سقطت بالامتحان وعجزت عن تمثيل الشعب وثورته قولا وعملا وان استعادة زمام الأمور واعادة الاعتبار للثورة والثوار لن تتم الا عبر المؤتمر الوطني السوري الشامل والخروج ببرنامج سياسي مناسب ومجلس سياسي – عسكري لقيادة المرحلة القادمة .
 6 – على صعيد الحالة الكردية السورية نقول أن المشروع الوطني الكردي المستند الى حقيقة وجود شعب كردي وحقه في تقرير مصيره باطار سوريا الحرة التعددية التشاركية الواحدة وبالتوافق والتراضي مع الشريك العربي السوري مازال يحتفظ بحيويته وجدارته وهو جزء من الحركة الديموقراطية السورية والثورة والتغيير ومن الضروري تجسير الهوة واعادة اللحمة وازالة آثار ممارسات الساعين الى عزل الكرد عن الثورة وربط القضية الكردية بالمراكز الخارجية واثارة النعرات العنصرية في الوسطين العربي والكردي .

431

                         
الوجه الآخر " للهيئة العليا للتفاوض "
                                                           
صلاح بدرالدين

  هكذا عودتنا – المعارضة السورية – على اخفاء الحقيقة وعدم الشفافية فبعد اخفاق – المجلس الوطني السوري – في تحقيق أية خطوة نحو الأمام والحاق الأذى بالثورة وتشتيت تشكيلات الجيش الحر باعتبارها العمود الفقري لمشروع الانتفاضة والتغيير وذلك لعدم الانصياع لتعليمات الاخوان المسلمين المتسلطين على المجلس والمتحكمين بتوزيع أموال الداعمين في تقديم طلبات الانتساب لعضوية حركتهم والامتثال لقراراتهم وبعد أن استعيض عن المجلس با – الائتلاف – بارادة خارجية ومن دون العودة الى قوى الثورة والحراك الوطني لم يعلن أحد ماذا حصل ولماذا تم تغيير الاسم ولم نسمع عن أية مراجعة أو نقد ذاتي بل أن الجميع شاركوا عمليا في اهانة الشعب السوري وتجاوز ثورته والادعاء زورا بتمثيلها .
  بالرغم من كل تراجعات الائتلاف وعجزه عن تحقيق ولو خطوة واحدة باتجاه حماية الثورة ومدها بالدعم العسكري اللازم للدفاع ووقف الهجرة والنزوح أو تحسين أحوالهم في المخيمات وأماكن اللجوء وفشله حتى في ادارة الصراع السياسي والدبلوماسي مع النظام ومبالغته الكلامية المنافية للواقع في التبجح بوجود أكثر من ستين دولة صديقة ومعترفة به كممثل شرعي ووحيد للشعب السوري والتي ضاعت بطرفة عين بعد الاتفاق النووي والهوة التي اتسعت يوما بعد يوم بينه وبين قوى الثورة والثوارلم يعلن يوما أنه أخطأ أو أخفق أو أساء التقدير حتى انعقد مؤتمر الرياض ووضع حدا لدوره من دون ضجيج تماما كما حصل مع سلفه غير الصالح – المجلس الوطني السوري - .
  هذا التردي المتدرج والأداء السلبي والتهرب من المحاسبة والذي يعتبر نقطة من بحر والمخفي الأعظم الذي لم يعلن بعد من أشكال الفساد والافساد وتمرير الأجندات الاقليمية والدولية والتنازل عن الأهداف وتحويل الانتفاضة كمشروع ثوري وطني ديموقراطي يرمي الى اسقاط الاستبداد وتفكيك سلطته واعادة بناء سوريا التعددية الجديدة الى مجرد لعبة سياسية قد تنتهي بعقد صفقة مع النظام القائم والمشاركة في سلطته على قاعدة الحفاظ على كل مؤسساته كماهي نقول أن كل ذلك ليس بالنموذج الحسن الذي يعتد به ولايشكل بأي حال تعبيرا عن ثورة وطنية أشعلها شعبنا وقدم من اجلها مئات الآلاف من الشهداء .
  مؤتمر الرياض وهيئته التفاوضية
  عشية انعقاد مؤتمر الرياض كان المشهد العام يوحي برضوخ – الائتلاف – الضعيف المتهالك غير المستقل لمتطلبات اللعبة الدولية واستعداده للاستجابة الى مطلب التراجع عن أهداف الثورة في اسقاط النظام الى القبول بالتعاون معه في حكومة وحدة وطنية أو – انتقالية – لافرق بحسب توافق القطبين الأكبرين المعبر عنه في فيينا 2 ولكن لم يكن يمتلك الجرأة وكان يحتاج الى توفير مقومات جديدة مثل استمالة فصائل عسكرية ذات وزن حتى لو لم تكن من الجيش الحر وكذلك غطاء عربي مؤثر مثل السعودية بعد اهتزاز الصدقية القطرية – التركية لارتباطهما بمشروع أسلمة وأخونة الثورة السورية وضلوعهما في تفضيل اللون الواحد على حساب استبعاد جموع الوطنيين الثائرين والعلمانيين ومن ضمنهم قطاعات وأفراد من شرفاء الجيش الحر  .
  لم يوفق القائمون على تنظيم مؤتمر الرياض في تجاوز الأخطاء الماضية المكررة خاصة في مسألة توكيل الأمر الى لجنة تحضيرية سورية ولأن الهدف كان التفاعل مع التوافق الدولي بأي ثمن اكتفى المؤتمر من حيث الشكل الظاهري بالموجود من – الائتلاف – و – هيئة التنسيق – ومجموعات أخرى أقرب الى الموالاة وذلك لتحقيق ما أطلق عليه با ( الاجماع ) وكان الأخطر والأكثر تأثيرا اغراق ( الهيئة العليا التفاوضية ) بأشخاص كانوا حتى الأمس القريب من صلب النظام والهدف هو تأمين غالبية ناشطة مقتنعة بالتعاون مع النظام وليس اسقاطه بل الحفاظ على مؤسساته كما ورد في وثائق فيينا 2 ومجمل ممارسات المبعوث الدولي .
  يجب الاعتراف بأن متنفذي – الهيئة العليا للتفاوض – يديرون باتقان ماأوكل اليهم من مهام خاصة في مجال الانشغال بالأمور الهامشية وليس المصيرية الأساسية والبراعة في متابعة اختراقات وقف الأعمال العدائية ومراقبة وتحديد مصادر النيران مثل الشرطة الدولية لكأنهم ومن دون أن يدروا يمارسون نفس تكتيك النظام في اطالة عمر الصراع من أجل كسب الوقت وكل من يراقب تصريحاتهم على الفضائيات يدرك أنهم يسعون الى تضخيم قوة الأعداء والخصوم وخفض المعنويات واطلاق أقوال مدروسة مثل : الثورة تواجه نصف الكرة الأرضية وكل العالم يتآمر عليها ليس من أجل اتخاذ الحيطة والحذر والمزيد من الاستعدادات الدفاعية ولكن في سبيل تعويد الناس على قبول التنازلات والتسليم بالأمر الواقع الذي هو النظام ومؤسساته والتمهيد لعقد الصفقة المنتظرة علنا وعلى رؤوس الأشهاد .
  قد يعتبر البعض أن دعوتنا لعدم الارتهان الى مشاريع القوى الكبرى وخاصة الروس والأمريكان نوعا من المزايدة واصرارنا على العودة الى الشعب بعقد المؤتمر الوطني السوري نوعا من التكرار الممل وأن كشفنا لخطايا واخفاقات ( المجلس والائتلاف والهيئة التفاوضية ) نوعا من العدمية ولابد من القول لهذا البعض لاهذا ولاذاك وأن شعبنا يمر الآن بأخطر وأدق اللحظات ولابد من الاقدام على خطوات استثنائية غير مسبوقة من أجل تخطي الكارثة بأقل الخسائر والا يكون الأوان قد فات .


 

 

432

السياسي والمفكر صلاح بدر الدين لـ «القدس العربي»:

                  ليس في الساحة من يمثل الشعب الكردي ويعبر عن طموحاته


جوان سوز   - أربيل ـ «القدس العربي» 27 – 2 – 2016 : تزداد وتيرة الخلافات السياسية بين الأحزاب الكردية السورية حول تمثيلهم للكرد في مفاوضات جنيف وكذلك إقصائهم عن مؤتمر الرياض الذي انعقد في عاصمة المملكة العربية السعودية، فيما تواصل قوات الجيش التّركي قصفها للمدن الكردية في تركيا بذريعة محاربة حزب العمال الكردستاني. حول هذه المسائل وغيرها كان لـ «القدس العربي» هذا الحوار مع السياسي والمفكر الكردي السوري صلاح بدر الدين الّذي لا يخلو مشروع سياسي كردي في سوريا والعراق، بل وحتى تركيا من ذكر اسمه، سلباً كان أم إيجاباً، عدا عن علاقاته الواسعة مع بعض الشخصيات السّياسية العربية ومنهم الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات والحالي محمود عباس وغيرهما الكثير من القادة والزعماء.
○ حسب المعلومات من مصادر مختلفة فإنّك حاولت السيطرة على الحراك الشبابي الكردي في سوريا وكنت الداعم الأساسي لتشكيل اتحاد تنسيقيات الشباب الكُرد في سوريا، ما مدى صحة ذلك، ولماذا لم يصمد هذا الاتحاد؟
• منذ بدايات الانتفاضة الثورية السورية وقفت مع الحراك الشبابي الكردي وراهنت عليه انطلاقاً من مفهومي لثورات الربيع التي اندلعت بمبادرة الجيل الشاب وبصورة عفوية وبمعزل عن القوى التقليدية الحزبوية المؤدلجة للمرة الأولى في تاريخ الشعوب. وانطلاقا من تلك الرؤية بذلت كل ما في وسعي من أجل بناء وتعزيز وتنظيم تنسيقيات الشباب كمساهمة مني في الانتفاضة وانخراط الكرد فيها من أجل سوريا الجديدة المنشودة. وقد قاد هؤلاء الشباب عبر تنسيقياتهم الحراك الثوري في المناطق الكردية من تظاهرات احتجاجية وتنسيق من نظرائهم الشباب العرب السوريين في مختلف المناطق السورية باتقان وشجاعة على الأقل في العامين الأولين من عمر الثورة، إلا أنهم حوربوا من جانب النظام والأحزاب الكردية في آن واحد، ولم يجدوا من يؤازرهم على الصعيدين الوطني والقومي، وتعرض نشطاؤهم إلى الاعتقال والخطف والتهديد.
أتذكر في أواخر عام 2011 وفي أحد أيام الجمعة قاد هؤلاء الشباب تظاهرة احتجاجية ضخمة رافعين شعارات الثورة انطلقت من أمام جامع ـ قاسمو ـ بالقامشلي. بلغ عدد المشاركين فيها حوالي الثلاثين ألفا مقابل مجموعة تابعة لجماعات «بي كي كي» رفعت شعارات مناهضة للثورة وبلغ أعدادها بين خمسين أو ستين، ما لبثت أن فرت باتجاه الهلالية بعد أن فشلت في تخريب تلك التظاهرة الجماهيرية.
○ كان لك دور هام في تشكيل المجلس العسكري الكردي، فاختفى المجلس بعد إعتقال بعض عناصره، ترى لماذا لا يطالب أحد بهم رغم كل عمليات التفاوض مع النظام السوري؟
 • رغم أنني لم أشارك مباشرة في تشكيل المجلس العسكري الكردي إلا أنني كنت من المؤمنين بضرورة تنظيم صفوف العسكريين الكرد المنشقين عن جيش النظام والتنسيق والعمل المشترك مع الجيش السوري الحر بصيغة مناسبة، وفاتحت الكثيرين حينها من قادة وضباط وثوار من العرب والكرد. أما (اختفاء أعضاء المجلس) فكان مفاجأة محزنة وكنت أول من تابعت موضوعهم وتحققت في تفاصيل رحلتهم التي سمعت عنها بعد انقضاء أكثر من شهر ومن عوائلهم، واستفسرت من جميع المعنيين إلى أن توصلت لنتيجة مفادها تعرضهم للخطف من على الساتر الحدودي السوري العراقي قرب السويدية من جانب مفرزة تابعة لجماعات «بي كي كي» نقلتهم إلى ( ديريك ـ المالكية ) وما زال مصيرهم مجهولا حتى الساعة.
○ دعوت لتشكيل تيارات سورية معارضة مثل مؤتمر أنطاليا في تركيا، لكن رغم ذلك ليس لديك أي تواجد بينها مثل المجلس الوطني الكردي في سوريا أو الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية. ما سبب ذلك؟
• بدأت التحرك باتجاه توحيد الصفوف المعارضة مبكراً وساهمت لتحقيق ذلك الهدف في قيام (جبهة الخلاص) في 2005 وشاركت مع مجموعة معارضة في التحاور مع القوى السياسية والاجتماعية ووسائل الإعلام في مصر بداية 2011 من أجل التعريف بالثورة السورية وتعرية نظام الاستبداد المتاجر بالشعارات الممانعة، كما شاركت في مؤتمر أنطاليا وعملت على جمع حوالي ثلاثين من النشطاء الكرد هناك وانتخاب لجنة تمثلهم في ذلك المؤتمر ولم أدخل تلك اللجنة رغم الحاح الحاضرين وقلت لهم أنا معكم من دون العضوية. كما لم أنضم إلى أي لجنة منبثقة عن المؤتمر. فقط ألقيت كلمة المكون الكردي وعبرت عن طموحات السوريين وخصوصا شعبنا الكردي. أما رفضي للانخراط في اللجان والهيئات فكان ايمانا مني بافساح المجال للشباب والجيل الجديد ليقودوا المرحلة، فقط كنت في اللجنة المشرفة على (المبادرة الوطنية لتوحيد المعارضة السورية) المشكلة عام 2012 من نحو ثلاثين شخصية بينهم، صادق جلال العظم ومثقفين ووطنيين آخرين وقمنا بنشاطات ومحاولات لتوحيد قوى الثورة والمعارضة بما في ذلك التحاور مع الأمين العام للجامعة العربية وبعض الأطراف الدولية المعنية بالملف السوري. كما دعيت إلى اجتماع أربيل الأول للمجلس الوطني الكردي ولكنني أعتذرت لأسباب لا مجال إلى ذكرها الآن. أما الائتلاف وقبله المجلس الوطني السوري، فإلى جانب أن جماعة الإخوان المسلمين وضعت «فيتو» على شخصي وهي مشكورة، فأنني من جانبي لم أكن في وارد العمل تحت أجنحة هذه الجماعة الأيديولوجية الإسلامية السياسية التي أضرت بالثورة السورية وأبعدت الوطنيين المستقلين والمناضلين وهي تحاصر ضباط وأفراد الجيش الحر وتجوعهم وتحرمهم من كل الامكانات المادية والعسكرية عقابا على علمانيتهم. لقد لعبت هذه الجماعة دورا في منتهى الانتهازية واستحضرت شخوصا مطواعة لتشاركها في مجلسها من ليبراليين وقوميين وكرد، وقبل إعلان مجلسهم اجتمعنا في القاهرة حوالي ثلاثين شخصا وبينهم، ملهم الدروبي، أحد قادة الجماعة واتفقنا على تشكيل لجنة تحضيرية للإعداد لمؤتمر للمعارضة ووافق هو على أن يراجع قيادته باسطنبول وذهب ونحن بانتظاره ولم يتصل، وفجأة أعلنوا عن مجلسهم، هذا مثل عن ممارسات تلك الجماعة.
○ كيف تنظرون لموقف المعارضة السورية سواء في الداخل أو الخارج، بل وحتى النظام من القضية الكردية في سوريا، ومن يمثلها اليوم في جنيف حسب رأيك، ولماذا تم إقصاء الكُرد عن مؤتمر الرياض للمعارضة السورية؟
• أعتقد حان الأوان لمعالجة القضية الكردية السورية بشكل نهائي سليم، فسوريا في مرحلة الثورة ضد نظام الاستبداد ولم تنتهِ تلك المرحلة بعد، فأي حل سليم لن يتم إلا بتوفير الشروط اللازمة وأولها الاجماع القومي الكردي وثانيها التوافق الوطني وثالثها توفر النظام الديمقراطي، أي بعد انتصار الثورة. كل تلك الشروط غير متوفرة الآن إضافة إلى ألاعيب الأحزاب الكردية وانحرافاتها وخصوصاً جماعات «بي كي كي» وانخراطها في مشروع النظام بالضد من المشروع الوطني الكردي وتورطها في حمل أجندة اقليمية ومحاولاتها في تجيير الكرد السوريين لمصلحة خطط حزبها الأم وسلوكها اللاديمقراطي في رفض الآخر المختلف وتهجير من لا يكون معها. ثم أن القضية الكردية لن تحل بجنيف والرياض لأن جدول اجتماعاتهما تدور حول وقف النار والتفاوض مع النظام وليس حول طبيعة النظام المقبل وحل المشاكل والقضايا الوطنية. بشكل عام ليس هناك من يمثل الثورة أو مخولاً منها في كل تلك الاجتماعات وحتى المعارضة بكل عوراتها غير موحدة أيضا. ليس في الساحة الكردية من يمثل الشعب الكردي ويعبر عن طموحاته لذلك نحن بأمس الحاجة إلى إعادة البناء على كل الأصعدة القومية والوطنية.
○ في رأيك هل الإدارة الذاتية القائمة في المناطق الكردية في سوريا هي دائمة أم إنّها جسرٌ للعبور إلى الفيدرالية؟
• عدم اتفاق المجلسين الكرديين في سوريا على إدارة مشتركة لمناطق الإدارة الذاتية التي يسيطر عليها حزب الاتحاد الديمقراطي دليل فشل تلك الأحزاب وابتعادها عن الشعب وإرادته وأهدافه وعليها التنحي وافساح المجال للغالبية الشعبية للتعبير عن ذاتها من خلال انعقاد المؤتمر الوطني الكردي السوري الانقاذي من القوى الحية من الحراك الشبابي ومنظمات المجتمع المدني والمستقلين وبمشاركة حزبيين من الذين يؤمنون بالثورة وأهدافها وبالديمقراطية والحوار سبيلا. أما بخصوص الإدارة الذاتية، فما هي إلا سلطة أمر واقع جاءت بخطوات متسرعة غير مدروسة لا تخدم حل القضية الكردية بقدر ما تستجيب لمصالح حزبية آنية ضيقة سرعان ما تزول في أي وقت لأنها تفتقر إلى الحاضنة الوطنية والقومية، فهي غير معترف بها لا رسميا ولا علنياً من جانب النظام السوري رغم العلاقات المعروفة وغير المتفق عليها على صعيد الشعب السوري وثواره ومعارضيه. أما مستقبل القضية الكردية فهي في كل الأحوال سترى الحل المناسب على قاعدة تحقيق إرادة الكرد في تقرير مصيرهم الإداري والسياسي في إطار سوريا الجديدة الموحدة وعلى قاعدة الاتفاق والتوافق مع الشريك العربي .
○ هل تعتقد إنّ دخول قوات «بيشمركه روجآفا» المدعومين من قِبل حكومة إقليم كُردستان العراق إلى شمال سوريا سيجلب نتائج سلبية تشبه الصراع الكردي ـ الكردي في إقليم كردستان العراق في التسعينيات من القرن المنصرم؟
• كانسإن كردي أحب شعبي وأخدم قضاياه منذ نعومة أظفاري، وكوطني سوري مؤمن بالثورة والتغيير الديمقراطي والعيش المشترك، أقول: المسألة العسكرية في ظل اندلاع الثورة كما المسألة السياسية يجب ان تخضع للمقاييس الوطنية العامة وليس لمشاعر وأهواء، لذلك أرى ضرورة التنسيق بين شبابنا أو بيشمركتنا الذين تدربوا على أيدي بيشمركه كردستان العراق من جهة وبين الثوار السوريين وتشكيلات الجيش الحر من الجهة الأخرى بصيغة متفق عليها وكنت سأقول مع مسلحي جماعات «بي كي كي» لو وجدت لغة تفاهم سياسي بين الجانبين وكما أعتقد فان نقلهم الآن إلى كردستان سوريا وفي ظل هذه الظروف وزجهم في الصراعات الحزبية لا تخدم قضية شعبنا ووطننا، بل تعتبر مغامرة غير محمودة العواقب.
○ ما دورك في الثورة السورية والقضية الكردية اليوم، خاصة إنك تمتاز باستقلالية سياسية منذ تفرغك للعمل الثقافي في 2003، وفي الوقت ذاته تبدو إقامتك في العاصمة أربيل أمراً يثير الجدل ويوحي بانحيازك لطرف كردستاني معين؟
• لست من أحدد دوري وموقعي. وفي عمري الحالي لا أبحث عن مواقع ومسؤوليات، كل همي أن يتحقق ما أصبو إليه حيال وطني وشعبي وقضيتي وثورتي وسأستمر في تقديم خبرتي السياسية ومقترحاتي للجيل الجديد على الصعيدين القومي والوطني، وسأواصل محاولاتي من أجل تحقيق مشروعي في عقد المؤتمر الوطني الكردي الانقاذي وعلى المنوال نفسه على الصعيد الوطني. أما اقامتي في الاقليم الكردستاني فهي جزء من حقي في تقرير مصيري، وأقيم هناك كاستقرار نهائي بين بني قومي منذ حوالي 25 عاما وقبل ذلك كنت على تواصل مع الأشقاء من عام 1967 منذ مرحلة القائد الكبير مصطفى بارزاني وذلك كخيار بدلا من أوروبا بعد الهجرة القسرية من لبنان وقبلها من وطني سوريا. ولا أخفي أبدا أنني وعلى صعيد الموقف القومي الاستراتيجي العام أقف إلى جانب نهج البارزاني وقد أختلف مع قيادة الإقليم والحزب الديمقراطي الكردستاني ـ العراق، بخصوص الملف الكردي السوري وكتاباتي منذ أعوام تعبر عن ذلك.
○ في الشأن الكردي ـ التركي، كيف تقيم قصف القوات التركية للمدن الكردية في تركيا، ألا يتطلب الأمر موقفاً موحداً من الأحزاب الكردستانية الثلاثة لإيجاد حل للقضية الكُردية في تركيا؟
• كوطني كردي سوري أرى الحوار والحل السلمي لقضية كردستان تركيا مفيدين وضروريين في هذه المرحلة. أما النزعات العنفية الدموية بما في ذلك القصف والقتل والاغتيالات ان كانت من جانب أوساط الدولة العميقة التركية أو التيارات المرتبطة بالسياستين الإيرانية والسورية في جانب جماعات «بي كي كي» فهي لا تعبر عن إرادة الشعبين التركي والكردي، فمن حق شعبنا هناك التمتع بحقوقه كاملة بما في ذلك حقه في تقرير المصير. للأسف الشديد ومنذ وقوف جماعات «بي كي كي» مع النظامين الإيراني والسوري وتحديدا منذ اندلاع الثورة، نلحظ اشتباكات غير مبررة ليس على شكل انتفاضة شعبية بل عمليات انتقامية وردود أفعال قد تخدم أجندة خارجية وهذا يؤثر سلبا على قضية الثورة السورية. طبعا رئاسة وحكومة إقليم كردستان العراق ما زالتا على خط التوسط والسعي إلى الحوار بين الطرفين ونأمل النجاح.

جوان سوز




433
لقاء شامل مع صلاح بدرالدين


-           1 - كيف تقيمون هجوم "قوات سوريا الديمقراطية "على اعزاز؟ هل للثورة السورية اية مصلحة في ذلك؟



ج 1 –في الوقت الذي أغرقت فيه قيادة – ب ك ك – الساحة الكردية السورية بسيل من الأسماء والمسميات التي لا أول لها ولا آخر وبعضها لامعنى لها  نقول أن الاسم الأخير جاء كرد من محور ( الأسد – طهران – موسكو ) على – مؤتمر الرياض -  وما انبثق عنه من ( الهيئة العليا للتفاوض ) خاصة بعد استبعاد تمثيل عدد من تلك المسميات باعتبارها جزءا من منظومة ومشروع السلطة الحاكمة ومعادية للثورة السورية واتخاذ ذلك المحور الاستعدادات اللازمة للخوض في مرحلة اعادة الاعتبار لنظام الأسد عسكريا عبر القصف الروسي والتمدد البري وسياسيا لإضفاء الشرعية عليه بعد أن فقده أمام الشعب السوري والعالم وكمحاولة لبلورة كيان مستحدث – ولو بالتسمية – يستند عليه الروس والإيرانيون (كطرف معارض)  مطعم بأفراد من غير المنتمين للقومية الكردية في مواجهة المعارضة الأخرى التي وبالرغم من ملاحظاتنا الكثيرة عليها وعدم اعتبارها ممثلة شرعية منتخبة للثورة الا أنها الطرف الأقرب لمفاهيم الثورة والأكثر قبولا لدى المجتمع الدولي وبعد هذا المدخل الذي لابد منه نقول : جاءت هجماتهم الأخيرة في حلب وريفها الشمالي والغربي  لخدمة سياسة المحور الثلاثي الآنف الذكر ولتضييق الخناق على مواقع الجيش الحر والقوى الثورية عموما تماما كما يقوم به داعش وقوى النظام والقوات الايرانية وميليشيات حزب الله والمجموعات المذهبية العراقية وكما هو واضح فان كل تحركاتها العسكرية كانت ومازالت منسقة هناك مع الطيران الحربي الروسي الذي يستهدف الثوار السوريين وحتى المدنيين والمشافي .



-         2 - مسؤولو ب ي د يقولون ان الهدف من تحرير المنطقة الواقعة بين كوباني وعفرين هو لإنشاء إقليم كوردي, هل للكورد أية مصلحة في ذلك أم هناك اجندة اخرى؟



ج 2 – لم يصدر بيان أو قرار بهذا الشأن ( على الأقل لم أسمع بذلك ) بل هناك مواقف متناقضة بهذا الخصوص ولخطورة مثل هذ االموضوع ينبغي الاعلان الواضح والصريح عن أصحاب القرار الذين يقودون فعلا جميع مسميات – ب ك ك – في الساحة الكردية السورية وهم ليسوا الذين نعرفهم كرؤساء مشتركين للاتحاد الديموقراطي أو مسؤولين لما يسمى بمجلس غرب كردستان والادارة الذاتية والحاكميات ومدراء الكانتونات ووو, بل أن أصحاب القرار هم القابعون بقنديل وشركاءهم الإيرانيون ورفاقهم البعثيون السوريون وجهازهم الأمني المقرر – المخابرات الجوية – وعبر غرف العمليات الرئيسية المشتركة الموزعة بين قنديل ودمشق والفرعية هنا وهناك ثم أن مفهوم هذه الجماعات حول المسألة القومية ينبذ كل ما هو متعارف عليه طوال التاريخ السياسي للحركة التحررية الكردية ولحركات شعوب العالم من صيغ معمول بها قديما وحديثا مثل ( الدائرة القومية واللامركزية والحكم الذاتي والفدرالية والدولة المستقلة ) وتطرح مصطلحات قابلة لمختلف التفسيرات مثل ( الأمة الديموقراطية ) وحسب ظني فان ذلك يناسبها أكثر وكشرط أساسي لوجودها لأن عليها ارضاء الأنظمة الغاصبة للكرد التي تمولها وترعاها وكما أرى فان هناك قطاعات لابأس بها تعمل مع هذه الجماعة دافعها يختلف عن أهداف مقرريها ولابد من اعادة تأهيلها وتزويدها بالثقافة القومية الديموقراطية لتخرج من الدائرة الحزبية الآيديولوجية الضيقة وتنفتح على مفاهيم قبول الآخر والحوار والعيش المشترك .



-        3 - هل برايكم تركيا جدية هذه المرة لمنع تقدم قوات سوريا الديمقراطية باتجاه اعزاز؟     



ج 3 – الدولة التركية تمر بأصعب المراحل وحكومة حزب العدالة تشعر بالعزلة وبالخذلان من شركائها في حلف الناتو اضافة الى الفشل في الاستمرار بالعملية السياسية حول القضية الكردية الداخلية وجاء التدخل الروسي العسكري في سوريا واعتداءاتها المستمرة على السوريين وفصائل المعارضة المسلحة بالقرب من الحدود السورية التركية ليزيد الطين بلة ويضاعف من القلق التركي خاصة بتوفر توافق روسي – أمريكي .



في الجانب الآخر يعتبر المراقبون والخبراء العسكريون أنه كان ومازال باستطاعة تركيا وقف الزحف من جانب ما تسمى ( ق س د ) ومن دون التدخل البري ولكنها لم تقرر المواجهة ليس بسبب الغطاء الروسي الجوي ولا لأي سبب آخر دولي أو اقليمي معلن بل وحسب اعتقاد البعض ارتياح الدولة التركية بصورة غير مباشرة وأطراف اقليمية أخرى عديدة وحصول مايشبه التوافق غير المعلن على منح المناطق الكردية السورية لحزب – ب ك ك – وانسحابه من – قنديل – والمناطق المجاورة وتأجيل اثارة الموضوع الكردي في تركيا لعقود أخرى وهو – ان صح وطبق – سيكون لمصلحة نظام الأسد والروس وبالضد من مصالح الكرد السوريين والثورة ومن المحتمل تمرير مثل هذه المخططات بسهولة في ظل ادارة أوباما المعزولة والمتباطئة وغير المهتمة.



-       4 - البريطانيون يبدون قلقهم من التنسيق ب ي د والروسي والنظام السوري كيف ترون ذلك؟   



ج 4 – معروف تاريخيا مدى اطلاع البريطانيين على دقائق الأمور بالشرق الأوسط خاصة وأنهم كانوا أسياد المنطقة المستعمرين منذ القرن التاسع عشر وحتى قبل عقدين أو أكثر وهم من صناع قرارات ادارة العالم بالتشارك مع الأمريكان وحلفائهم الأوروبيين وأعضاء الناتو ولديهم بالتالي المعلومات الدقيقة حول علاقات – ب ي د – مع النظام السوري وروسيا علما بأن تلك العلاقة لم تعد سرا وتفضح يوميا من جانب الجميع من ( وليد المعلم مرورا ببثينة شعبان والجعفري والمسؤلين الايرانيين والدوائر الاسرائلية والأمريكية والتركية ) ومع كل ذلك من جانب الحركة الكردية السورية والثورة والمعارضة ومازال هناك ينفي وينفي من دون أن يصدقه أحد .



-         5 - هل للكورد في سوريا اية مصلحة مع النظام في ظل الأوضاع الراهنة؟



ج 5 – النظام الذي يقمع الكرد منذ عقود خاصة تحت ظل حقبتي الأسد الأب والابن ويجردهم من كل حقوقهم الأساسية ويمارس بحقهم التعريب والتهجير والحرمان الى جانب الاعتقال والملاحقة وتصفية رموزهم ونشطائهم ومواجهتهم كأعداء منذ اندلاع الثورة لايمكن أن يكون في يوم من الأيام الا عدو يجب القضاء عليه فهو من حمل مشروعا مضادا للمشروع الوطني الكردي واستعان للأسف بأحزاب وجماعات كردية لتمرير مشروعه حتى أن أجهزة النظام حاولت ابان وجود السيد عبد الله أوجلان بضيافة الأسد استمالة مجموعة من المثقفين الكرد باسم الانفتاح على كرد أوجلان واستخدامهم بداعي الترجمة بين الأجهزة و – ب ك ك – وظل بعض هؤلاء المثقفين الى اليوم قريبين من النظام وداعين الى التعاون معه وهم أنفسهم كانوا ومازالوا منتظمين في صفوف هذا الحزب وامتداداته السورية الا نفرا قليلا حاول الابتعاد بعد ان فقد الأمل ولكن مازال يحلم بالعودة الى موقعه ويبث سموم الفتنة بين الحين والآخر في المطبوعات العربية وحملات التضليل ضد الحركة الكردية والعبث بتاريخها وهذا النفر يجد في الوضع الفوضوي المأساوي الراهن فرصة لتنفيذ مآربه الخبيثة .



-          6 - البعض يرى ان موقف المعارضة من الكورد يشبه كثيرا موقف النظام, هل هذه حقيقة ام الغرض من ذلك تمربر اجندات معينة ؟



ج 6 – سبق وذكرت أنه وبالرغم من موقفي الواضح من المعارضة الا أنني لا أرى أي تطابق بين موقفهم من الكرد وموقف النظام منهم طبعا أريد القول أن هناك بون شاسع بين الثورة والمعارضة فليس كل معارض ثوري بالضرورة أو مع أهداف الثورة ومنذ اندلاع الانتفاضة الثورية تغير الموقف العام لشركائنا العرب باتجاه الايجابية حول الكرد وقضيتهم وبتأثير الثوار اتخذت المعارضة في اجتماعاتها مواقف متطورة وأتذكر مؤتمر – أنتاليا – عام 2011 كأول مؤتمر جامع تقرر فيه الاعتراف بالتعددية القومية بسوريا لأول مرة وبحل القضية الكردية ديموقراطيا بضمانة دستورية (الفقرة المتعلقة بالكرد والمكونات الأخرى قمت بصياغتها بناء على طلب المؤتمرين) ثم تم تبني تلك الصيغة في اجتماع تونس واجتماعات استانبول والدوحة طبعا هناك من يطلب من المعارضة في سبيل الاحراج أمورا ليس في قدرتها ولااختصاصها ولكن لابد من الاشارة الى أن بعض الأحزاب الكردية كانت تتهمنا بالتطرف واثارة المشاكل مع النظام عندما قلنا بوجود شعب كردي سوري وحقه المبدئي في تقرير مصيره والآن نفس بعض تلك الأحزاب يحاول احراج المعارضة بطرح أمور غير عقلانية ليس في سبيل القضية الكردية بل من أجل الطعن بالثورة   ..

  زارا مستو – ولاتي

434
أحذروا الفتنة العنصرية فانها من رجس النظام
                                                                       
صلاح بدرالدين

  اذا كانت الأنظمة والحكومات المستبدة واللاديموقراطية المتعاقبة على سوريا في ظل الانتداب ومابعد الاستقلال قد مارست نصيبها في القمع والاضطهاد والاستغلال وواجهت المعارضة الشعبية حسب وسيلة ( فرق تسد ) فان النظام المنبثق عن انقلاب البعث بداية ستينات القرن الماضي مشمولا بفترة حكومة – الانفصال – وحتى يومنا هذا قد شغل مكان الصدارة وسجل الرقم القياسي في مجال اثارة مختلف أنواع الفتن القومية والمذهبية والمناطقية بغية حجب الاهتمام عن مواجهة ظلم النظام واستبداده وسائر القضايا المصيرية والانشغال بالمسائل الهامشية حتى لو كانت على حساب الوحدة الوطنية ومبادىء الشراكة وعوامل الاتحاد بين مكونات البلاد .
  في مرحلة الحكم ( القومي البعثي أوالمختلط مع الناصري والعلماني الملقح مع الديني والمذهبي ) ظهر نوع من التوافق بين مختلف التيارات الحاكمة وخارج الحكم من اسلاميين وشيوعيين على اعتبار ( الخطر الكردي ) من ضمن مجموعة أخطار استراتيجية تهدد عروبة سوريا ومركزها القومي – الحضاري ورسالتها في تحقيق الوحدة العربية ودورها في مواجهة ( الامبريالية ) والأحلاف الاستعمارية واذا وضعنا التمايزات الرسمية ومظاهر التفرقة العنصرية ضد الانسان الكردي جانبا التي بانت مبكرا منذ الاستقلال على مختلف الصعد فان ذلك بلغ أوجها في المرحلة التالية عندما ظهر اتفاق جميع التيارات حول مخطط ( الحزام العربي والاحصاء الاستثنائي ) وعلى سبيل المثال : قام البعثي محمد طلب هلال بوضع خطة مواجهة الكرد سياسيا وثقافيا وأمنيا وهو مسؤول الأمن السياسي بالجزيرة تحت ظل حكومة الانفصال ( الرجعي ) وبعد عودة البعث أصبحت خطته مشروعا قوميا تبنته القيادة والحكومة وحظي بدعم أحزاب ( الجبهة الوطنية التقدمية ) وخاصة – الحزب الشيوعي السوري الذي كان أول من طبق – الحزام العربي – وقرر نقل رفاقه الفلاحين الى قرية ( قلعة الهادي ) وأطلق عليه اسم المزارع الاشتراكية التعاونية .
  لقد أثبت الزمن أن كل أنواع التهليل وصرخات تعظيم الخطر الكردي الصادرة عن العناصر الشوفينية الحاكمة منذ – أسعد محاسن – مرورا – بطلب هلال – و – حكمت مينة – وقيادات البعث والدكتاتور حافظ الأسد وزبانيته وأولهم – محمد منصورة - وقاتل الأطفال بشار الأسد لم تكن من أجل وحدة البلاد واستقلالها وتقدمها وتعزيز وحدتها الوطنية ولم تكن فعلا لمواجهة مشروع انفصالي كردي مزعوم بل كانت في خدمة خطط الحكومات اللاديموقراطية ومشروع النظام المستبد االطائفي الذي عمل بدأب تحت ظل تلك الأضاليل وخلال عقود ببناء منظومته الأمنية العسكرية المذهبية الحزبية الاقتصادية في ظل اشغال السوريين بصراعات جانبية .
  لقد انتهجت الحركة الوطنية الكردية السورية بصورة عامة ومنذ انبثاقها طريق الحل السلمي الديموقراطي للقضية الكردية في اطار وحدة البلاد والشراكة العربية الكردية وعندما واجهتنا  ( محكمة أمن الدولة العليا ) – الراحل أوصمان صبري وأنا - التي انعقدت بدمشق خصيصا وللمرة الأولى عام 1969 حول القضية الكردية بادارة قضاة ومستشارين مختارين معروفين ومشاركة محامين مرموقين بأننا نعمل على تقسيم سوريا قمنا بتفنيد التهمة واثبات أن الحركة الكردية هي من تحرص على الوحدة الوطنية والشراكة والمساواة وبناء ماهدمته الحكومات والأنظمة خلال عقود الى درجة أن المحكمة توقفت بعد فقدان القضاة توازنهم وعينوا في الحال مدعي عام آخر ( أبو الخير عابدين ) بدلا من سلفه الأمي الموتور ( علي عبدو الظاهر ) لاعادة التوازن بتغيير اللهجة قليلا نحو البعض من الانفتاح والمجاملة على الأقل ظاهريا .
  ليس سرا أنه ومنذ اندلاع الانتفاضة الثورية وضع النظام جملة من الخطط التكتيكية الدفاعية والهجومية الوقائية الجاهزة بالتعاون مع حلفائه الايرانيين والروس تجاه عدد من المسائل الداخلية على الأصعدة العسكرية والأمنية وتجاه المجموعات الدينية والمذهبية والمناطقية وأهم وأبرز مخططاتها تتركز على الحالة الكردية السورية فالى جانب محاولة تصدير وتنظيم الخلايا الارهابية من منظمات القاعدة وداعش والعمل على اغراق الثورة بالصبغة الاسلامية كان الاهتمام الأكبر بجلب مقاتلي – ب ك ك – من وراء الحدود واستخدامهم في مهمتين : الأولى ازعاج تركيا المحسوبة اعلاميا على أصدقاء الشعب السوري والثانية عزل الكرد عن الثورة وانتهاج سلوك استفزازي انتقامي ضد العرب والتمظهر كمن يرمي الى تغيير الطبيعة الديموغرافية للأراضي التي يحتلونها عسكريا واعلان دولة كردية كل ذلك لخدمة مشروع النظام في تفكيك أواصر العيش المشترك وتعميق العداء القومي في ظل الثورة ومن ثم العودة اليه كمنقذ ؟؟!! .
  للأسف الشديد نقول أن مخطط النظام العنصري التفتيتي بدأ يتفشى في بعض العقول المريضة بين البعض من الكرد والعرب ومانتابعه الآن على مواقع التواصل الاجتماعي من مبارزات كلامية عقيمة بطابع عنصري بغيض الا دليلا على قصور الوعي والاستسلام لارادة النظام وخطابه الشوفيني التقسيمي ونجاحه الجزئي في حربه الشرسة على الثورة وليعلم الجميع أنه لاالنظام ومواليه  يمثلون الارادة العربية الحقيقية ولا بعض الأحزاب الكردية تعبر عن حقيقة الكرد وموقفهم وموقعهم وطموحاتهم في انتصار الثورة واسقاط الاستبداد والعيش المشترك .
 

435
لا تحملوا الكرد السوريين وزرأحزابهم
                                                               
صلاح بدرالدين

  كل شيء في بلادنا لم يعد كماكان قبل خمسة أعوام لاالدولة السورية ولا مؤسسات النظام الحاكم ولا تركيبة الجيش ولا الادارات في العاصمة والمدن والأرياف ولاأواصر العيش المشترك بين المكونات والأطياف ولا الجغرافيا البشرية والأثنية والسياسية بقيت على حالها وانقطعت علاقات التواصل الاقتصادي والاجتماعي بين البقية الباقية من سكان المناطق والمحافظات وتم تعطيل حياة نصف المجتمع السوري بين شهيد ومعتقل ونازح ومهاجر في أصقاع الدنيا من غارق في قاع البحار أوهائم على وجهه في مخيمات اللجوء أو مفترش للأرض وملتحف للسماء على جوانب الحدود هنا وهناك .
  لقد مارس نظام الاستبداد بدعم حلفائه المحليين والخارجيين لعبته المغامرة كورقة أخيرة للبقاء واضعاف الخصم حسب نظرية ( علي وعلي أعدائي ) باغراق الساحة السورية بمافيها مناطق الثورة بأدوات وعدة  تسعير الصراع المذهبي والديني والعنصري لتفكيك البنية التحتية للمجتمع السوري واثارة الخلافات الثانوية للتغطية على الصراع الرئيسي بين الشعب السوري والاستبداد وزرع بدعم ايراني وحكومي عراقي لوجستي وبشري وعقيدي دولا وكياناتا واماراتا واداراتا في أجزاء من الجغرافيا الوطنية فظهرت دولة الخلافة الداعشية وامارات القاعدة والنصرة وغيتويات ميليشيات حزب الله وباقي المجموعات العراقية وقطعان المسلحين باسم الحفاظ على الأضرحة على غرار حراس الهيكل في الحروب الصليبية وادارات جماعات – ب ك ك – الذاتية نعم لقد تغير كل شيء في غضون الأعوام الماضية سوى حقيقة خندقي الثورة والنظام الممتدان عموديا وأفقيا على امتداد مساحة الوطن الى المزيد من الوضوح والفرز  .
  لم تكن الثورة السورية ومن انخرط فيها وقادها من جماهير كل المكونات وجيش حر وحراك ثوري وقوى وأطياف وتيارات سياسية مشاركة أية مسؤولية في مخطط التفتيت الطائفي العنصري كيف ذلك ومن أهدافها الرئيسية اعادة اللحمة بين مكونات الشعب الواحد بعد أن نخر الاستبداد في جسدها ومزقت الدكتاتورية أوصالها واستعادة الحرية والكرامة واجراء التغيير الديموقراطي السلمي وارساء قاعدة الشراكة والمساواة واعادة حكم الشعب اليه عبر صناديق الاقتراع ووضع الدستور الجديد الضامن لحقوق الجميع وصولا الى سوريا الديموقراطية التعددية الجديدة الموحدة .
  كرد الثورة وكرد النظام
  في الحالة الكردية الخاصة يمكن القول أن الحركة الوطنية الكردية السورية ومنذ نشوئها قبل نحو قرن من الزمان من مختلف الطبقات والفئات الاجتماعية والجماهير الواسعة والتيارات الفكرية والسياسية تحمل مشروعها ( القومي – الوطني ) المرتكز على عدد من المبادىء والمسلمات الثابتة مثل 1 – حل القضية الكردية عبر الحوار وعلى قاعدة تحقيق ارادة الكرد وطموحاته المشروعة في تقرير مصيره الاداري والسياسي في اطار سوريا ديموقراطية موحدة 2 – لايمكن تحقيق الحل المنشود الا عبر الاجماع الوطني الكردي والتوافق مع الشريك العربي السوري وحركته الديموقراطية المناهضة للاستبداد 3 – والجديدجاءت الثورة السورية كفرصة تاريخية لتغيير الأوضاع ومعالجة كل القضايا وبينها القضية الكردية ولهذا شارك فيها الكرد وانخرطوا فيها منذ البدايات من خلال حراكهم الشبابي ووطنييهم ومستقليهم وتياراتهم السياسية .
  عندما اندلعت الثورة كانت الأحزاب الكردية التي بلغت الثلاثين في أسوأ حالاتها منقسمة على نفسها وعصية على التغيير والاصلاح مخترقة من أجهزة السلطة من خلال مسؤل الملف الكردي ومدير جهاز الأمن العسكري في محافظة الحسكة – محمد منصورة – تفتقر الى البرامج والخطط والرؤا خلاصة القول لم تكن مهيأة للتفاعل مع ثورة الربيع السوري ومن ثم كانت عاجزة عن قيادة الساحة الكردية في مرحلة الانتفاضة الثورية وقد أثارتها اندفاعة النشطاء الشباب الذين تصدروا المشهد في الشارع الكردي على ايقاع مكمل لنشاطات تنسيقيات الشباب السوري في مختلف المناطق فأرادت أن تكون بديلة بصورة كاريكاتيرية مصطنعة من دون اقتناع بالثورة ومبادئها بل بهدف اجهاض حركة الثورة في المناطق الكردية والبحث عن مواقع ومنافع .
  القسم الآخر من الحركة الحزبية وأقصد هنا جماعات – ب ك ك – الوافدة من وراء الحدود كمجموعات مسلحة والحاملة لأجندة اقليمية تربت عليها لعقود ظهرت في الساحة منذ اندلاع الانتفاضة ضمن صفقة وترتيبات مدروسة بين مبعوثي نظام الأسد وقيادة قنديل العسكرية ل - ب ك ك – ومشاركة وتشجيع فيلق القدس في الحرس الثوري الايراني ونقل معه هذا القسم ثقافة الغاء الآخر المختلف بالقمع والاكراه كشكل غريب مستهجن في تقاليدنا القومية والوطنية وخطابا  مبنيا على الخداع واخفاء الحقيقة عن الشعب والاستعداد للتلون والتقمص في كل لحظة والمغامرة المكلفة بالاقدام على حرق المراحل .
  من الواضح أن هؤلاء يعملون لحزبهم ويخدمون مشروعهم الخاص المختلط بالأجندة الاقليمية وفي خدمة المحور الأسدي – الايراني – الروسي الميليشياوي المذهبي ويسيئون في الوقت ذاته الى قضية الشعب الكردي السوري ومشروعه الوطني أما ممارساتهم الراهنة وتلك الطريقة الانتهازية في استغلال المحنة الوطنية وظروف التشرد والنزوح والمتاجرة بمجموعات وأفراد من غير الكرد لفظهم العرب السورييون واندفاعتهم العسكرية في قضم المناطق ومواجهة قوى الثورة والجيش الحر بدعم مباشر من النظام والمحتلين الروسي والايراني فانها لاتشرف شعبنا بل تضعه في اطار المسؤلية والاحراج أمام شركاء الوطن ورفاق الدرب الثوري ضد سلطة الاستبداد خاصة باصرار بعض وسائل الاعلام في اطلاق تسمية الكرد عليهم .

436
المؤتمر الوطني السوري لاعادة الاعتبار للثورة
                                                                       
صلاح بدرالدين


    تبريرا للمشاركة اقترف رئيس وأعضاء ( الهيئة العليا للتفاوض ) خطأين جسيمين  أولا - محاولة زرع الأوهام في نفوس السوريين من قبيل أن حضور جنيف 3 يحرج نظام الاستبداد ويفتح السبل لمزيد من الدعم الدولي للقضية السورية ويحكم طوق العزلة أكثر على رقاب نظام الأسد في أوساط المجتمع الدولي والهيئة الأممية ثانيا - أنه من مصلحة الروس والأمريكان التسريع بالعملية السلمية وعقد جنيف 3 وانجاحه لأن موسكو تتمنى من ينقذها من ورطتها السورية وواشنطن تتمنى المزيد من الابتعاد عن مشاكل المنطقة للانشغال بالتحضير للانتخابات الرئاسية وبالتالي الطرفان على عجلة من أمرهما ولايمانعان بحلول وسط متوازنة . 
   وتبين العكس تماما بأسرع ماكان متصورا ولم يزل وفد – الهيئة العليا – في الفندق أن الروس والايرانيين والميليشيات المذهبية وجيش الأسد يسعون في سباق من الزمن على تحقيق – انتصارات – عسكرية على الأرض لتعزيز موقف وفد النظام واضافة أوراق جديدة للاخلال بالتوازنات كما حصل في ( نبل والزهرا ) وفي حلب وريفها وفي الجبهة الجنوبية وخلق واقع جديد بافراغ المناطق المحررة ودفع عشرات الآلاف من النساء والرجال والأطفال الى التوجه نحو الحدود المشتركة مع تركيا هربا من الطيران الحربي الروسي من الجو والنوايا العدوانية للميليشيات المذهبية على الأرض ومضاعفة المعاناة الانسانية مع ما ينتج عن كل ذلك من احراج لمعسكر الثورة .
  والسؤال الجوهري الذي يدور في خلد غالبية السوريين من أهل الثورة هو : هل كان توجه وفد الهيئة الى جنيف مستندا الى قراءته الخاطئة أعلاه ؟ وهل فعلا بلغت السذاجة الى ذلك الحد  ؟ أم أن كل تبريراته المستندة الى الحجج الوهمية والواهمة لم تكن سوى ذريعة للوصول الى جنيف بأي ثمن بطلب أطراف خارجية لها حساباتها الاقليمية والدولية الخاصة بها وفي هذه الحالة على – الهيئة العليا – التسليم بأن المسألة لم تعد داخلية في البحث عن سوريا جديدة باسقاط النظام وتفكيك سلطته واجراء التغيير الديموقراطي بل باتت في دائرة الصراع على سوريا خارجيا وتحول من يدعون المعارضة وفي المقدمة – هيئة مؤتمر الرياض – مجرد أدوات وكيلة .
  ألم تدرك – الهيئة العليا للتفاوض – أن جنيف 3 تجسيد للقرار الأممي 2254 والمنطلق بدوره من حيثيات فيينا 2 القاضي في مواده بصورة واضحة صريحة لامجال للشك فيها بالحفاظ على مؤسسات الدولة أي النظام وهي عسكرية وأمنية وحزبية وادارية واقتصادية وثقافية وأن بين تعبيري ( حكومة وطنية مشتركة وحكم انتقالي ) خيط رفيع سرعان ما ينقطع بوجود وتحكم مؤسسات النظام وأولها الأمنية أما التمسك الاعلامي المسبق بالبندين ( 12  و 13 ) ورغم مشروعيته الا أنه يناقض بحسب مفهوم فيينا 2 مبدأ أو بند ( توجه الأطراف الى جنيف من دون شروط مسبقة ) وهو ماأشار اليه المبعوث الدولي في تقريره لمجلس الأمن خاصة وأن وفد الهيئة لايملك الأوراق التي تمكنه من تنفيذ رغباته سوى ورقة الانسحاب وهي أضعفها بتوفر البديل من أشباه معارضين من أتباع النظام وجماعات موسكو وطهران .
     القضية السورية كثورة شعب على الاستبداد لن ترى الحل النهائي لافي جنيف ولاغيرها ويعتبر البعض أن الاجتماعات هناك مضيعة للوقت وأن الأطراف المحلية المعنية المتواجدة هناك على علم بهذه الحقيقة ولكنها تمضي قدما مثل الدول الكبرى باتجاه تصفية الثورة وتقزيمها بعملية تفاوض لانهاية لها على أن يكون لها حصة في ادارة الأزمة وليس حسمها حفاظا على هياكلها ومواقعها وفي حالات اجرائية تفاوضية مشابهة مثل الأزمة القبرصية مازالت المفاوضات جارية بين القبارصة اليونان والأتراك منذ خمسة عقود والحالة نفسها تتكرر بالصومال ومن منظور مسألة وجود الثورة السورية والمدة التي تحتاجها  للانتصار هناك الثورة الفرنسية على الاستبداد دامت عقودا  .
  في مثل هذه الحالة الراهنة لم يعد أمام السوريين سوى التكاتف أمام المخاطر المصيرية المحدقة وعدم تخوين البعض أو اضاعة بوصلة الفرز بين العدو والصديق والمهم والأهم والاجماع على دعوة عقد المؤتمر الوطني السوري الانقاذي العام واذا كنا قد أطلقنا النداءات من أجل ذلك قبل الآن فان الظروف المأساوية الراهنة الانسانية والتراجعات العسكرية والاخفاق السياسي الحاصل بسبب جنيف وغيره يضاعف من أهمية المؤتمر المنشود ليس للمراجعة بالعمق وممارسة النقد والانتقاد بل في سبيل التوصل الى برنامج سياسي متفق عليه وانتخاب مجلس سياسي – عسكري يقود المرحلة القادمة ويواجه تحديات الحرب والسلام .
 ومسيرة الألف ميل تبدأ بخطوة .
 


 
 

437
من يمثل الكرد في جنيف 3 ومابعده ؟
                                                               
صلاح بدرالدين

  من جملة ماأثارتها الاشتباكات الكلامية الأخيرة حول تعريف وأهلية واختيار من من أطراف ( المعارضة ) له الأحقية بتمثيل الشعب السوري وثورته في اجتماعات جنيف 3 مسألة التمثيل الكردي التي أخذت وماتزال حيزا في المناقشات الدائرة بعد استبعاد حزب الاتحاد الديموقراطي وتفرعاته العسكرية باعتباره حزب موال للنظام وليس معارض بالرغم من المطالبة الروسية الملحة بدعوته الى جانب جماعات وأفراد من ضمن ماعرف بقائمة – موسكو – وبذلك تلقى هذا الحزب ضربة موجعة ليس من مناوئيه الكرد فقط هذه المرة بل بما يشبه الادانة من قوى وأطراف اقليمية ودولية مما أعاد الى الأذهان مجددا تساؤلات سابقة حول السبيل الى اعادة بناء وتعزيز الدور الكردي في الحياة الوطنية السورية .
 وكما أرى فان الطريق الى تحقيق ذلك هو بتوحيد الكرد بطريقة جديدة وليس بالوسائل القديمة البالية عندما كان الاعتقاد السائد أن وحدة الكرد بوحدة أحزابهم علما أن الأحزاب لاتشكل أكثر من 5% في المجتمع الكردي وهي بالأساس فقدت صدقيتها بعد أن عجزت عن تجديد نفسها وتعاملت سرا وعلنا مع النظام المستبد الحاكم منذ عقود وليس لها برامج واضحة ولامواقف سياسية شفافة من أمور استراتيجية مثل مستقبل سوريا والنظام والثورة أي لدى معظمها الحذر من الحركة الوطنية الديموقراطية السورية وتستسهل أقصر الطرق وهو التفاهم مع السلطة هكذا كان تاريخها ومازالت أقسام منها بنفس الحالة .
 هناك خطأ شائع ليس في الوسط الكردي فحسب بل على الصعيد الوطني أيضا وهو اعتبار الحركة الوطنية الكردية مقتصرة على الأحزاب في حين أنها أوسع وتشمل الوطنيين من مختلف الطبقات الاجتماعية والفئات والمستقلين ( الذين يتضاعف عددهم ) ومنذ اندلاع الانتفاضة وتحولها الى ثورة ظهر قطاع حيوي جديد في صفوف الحركة وهو الحراك الشبابي الثوري وحركات المرأة ومنظمات المجتمع المدني وفي الوقت الحاضر هؤلاء مغيبون ومبعدون من الأحزاب والائتلاف وهيئة التنسيق أي لاوجود لممثلي الشعب الكردي  الحقيقيين في الهياكل الراهنة التي تتصارع على الموقع المعارض .
  هناك أزمة حقيقية بنيوية في الساحة الكردية اختل فيها التوازن لعوامل كردية ووطنية واقليمية وظهرت جماعات – ب ك ك – المسلحة لتزيد الأزمة تفاقما عندما تحالفت مع نظامي ايران والأسد وأرادت قلب المفاهيم الوطنية الكردية بقوة السلاح والعنف والقمع أي عزل الحركة الكردية عن مجالها الطبيعي الحيوي  وأقصد الاطار الوطني الديموقراطي وحركة الثورة ضد النظام فلايمكن ليس نظريا فحسب بل بالتجربة  ايجاد حل عادل للقضية الكردية عبر الأنظمة الدكتاتورية المستبدة مثل النظام السوري .
 ان حل الأزمة الوطنية الكردية يستدعي التفاهم من أجل عقد مؤتمر وطني عام وشامل يجمع كل التيارات والحركات والجماعات المؤمنة بالحل السلمي الديموقراطي للقضية الكردية وبالثورة السورية كطريق لاعادة بناء سوريا الجديدة التعددية ومن خلال التوافق مع الشريك العربي والمكونات الوطنية الأخرى في سبيل تحقيق الحل بحسب ارادة الشعب الكردي السوري وحقه في تقرير مصيره القومي والاداري في اطار سوريا الموحدة  والكف عن أوهام المراهنة على القوى الخارجية المعادية للشعب السوري ولقضية الثورة أو المغامرة في التورط باستغلال الوضع الوطني العام في ظل محنة الشعب السوري .
 لقد خذلت الأحزاب الكردية شعبنا الكري والسوري مرة أخرى عندما أشعلت ساحتنا فتنا ومواجهات وصراعات وتوزعت بين موالاة النظام والجهات الخارجية وتوزعت على مختلف الأطر السياسية ( المعارضة منها وغير المعارضة ) وتسببت في عزل الكرد وقضاياهم عن كل المحافل التي تطرح فيها القضية السورية جادة كانت أم عابرة ومن المشاهد المقززة أن نجد بعض الأحزاب في وفد النظام وبعضها متهم بالتعاون سرا مع سلطة النظام من جانب الكرد والعرب والقوى الخارجية وحتى الأمم المتحدة وبعضها استحوز مكانا هزيلا غير فاعل في وفد مؤتمر الرياض هذه هي نتائج مازرعته الأحزاب الكردية .

438
افتح فمك لأرى هل أنت معارض ؟ ولمن ؟ ولماذا ؟
                                                               
صلاح بدرالدين

  سجل أعداء الثورة السورية ( نظام الأسد – روسيا – ايران ) نقطة أخرى في سجل انتصاراتها السياسية والعسكرية على معسكر الثورة أو من يدعي أنه من ضمنه وذلك عندما فرضوا منذ حوالي الشهرين خطابا مستحدثا مدروسا في تناول الجميع لايبحث في مصير الثورة والنظام ووقف القصف الروسي وبراميل النظام وانقاذ الجياع في مضايا وغيرها بل فقط في زج المعارضات بأتون سجالات محمومة ومماحكات ومنافسات حول من هو المعارض ومن هو الموالي طبعا خارج اطار الثورة التي لاناقة لها ولاجمل فيما يحصل ومساهمة منا في محاولة الاحاطة بجوهر الموضوع نقول :
في البلدان التي تعيش أوضاعا غير طبيعية وتجتاز ظروف الانتفاضات والثورات من أجل التغيير الديموقراطي وفي سبيل الحرية والكرامة وتمر بمراحل انتقالية تتعرض فيها سلطة الأنظمة الحاكمة الى التفكك والانقسام كما في سوريا وتسود فيها أحيانا وفي حالات معينة الولاءات الفرعية من دينية وقومية ومذهبية على حساب الانتماء الوطني الجامع والقضية الرئيسية وذلك كشكل من اشكال اطالة الأزمة وعجز الفرقاء المعنيين في تطبيق الحلول الناجزة خاصة عندما ينتقل الصراع الداخلي حول طبيعة النظام السياسي والمستقبل الى دائرة أوسع تلعب فيها القوى الخارجية الدور الأكبر وتتنافس على مواقع النفوذ والمصالح الخاصة الى درجة تجاوز الجوهر الحقيقي لطبيعة الصراع بماهي ثورة من أجل الحرية والتغيير وتحويله الى صورة تعكس العوامل الخارجية على حساب الأسباب الداخلية المشروعة وبسبب ضعف العوامل الذاتية لاتجد قوى الصراع الداخلي نفسها الا وهي تحارب باالوكالة من أجل الآخرين . 
  في معظم تلك الحالات السائدة في عدد من بلدان المنطقة تنقلب قوانين التعامل المجتمعي على عقب وتسود مظاهر سياسية وثقافية غير مألوفة تنطلق من مفاهيم مغلوطة مصطنعة لاتاريخية على غرار الاندفاع الانتهازي نحو استغلال الظروف الاستثنائية بدلا من مراعاتها والمشاركة في اعادتها الى طبيعتها السابقة وركوب الموجات الدينية والمذهبية والقومية المغالية وانتهاج طريق ( كل شيء أولاشيء ) ومقايضة الدعم المالي والعسكري المتدفق من الخارج باالولاء الكامل والتبعية المطلقة حتى لوكان ذلك الخارج عدوا للشعب والوطن والقضية كل ذلك من أجل الاستمرارية والحفاظ على سلطات الأمر الواقع الحزبية والشللية المستحدثة واطالة عمرها وهناك أمثلة بارزة في هذا المجال تتقدمها تجربتا ( جماعات – ب ك ك – في سوريا وجماعة الحوثيين في اليمن )  .
  الحوثييون وتسميتهم تكشف خلفيتهم المذهبية وهم موالون لجمهورية ايران الاسلامية يصرون في اعلاناتهم أنهم ثائرون من أجل التجديد والاصلاح بل جزء طليعي في ثورات الربيع مع كل عبثهم بأمن واستقرار اليمن وانضمامهم عسكريا وسياسيا الى نظام – علي عبد الله صالح – المستبد رمز الدكتاتورية والفساد والقمع في المنطقة والذي انتفض عليه الشعب اليمني في أوسع موجة من أجل الحرية والتغيير ووجهت بالحديد والنار لقد استغل هؤلاء ظروف اليمن المعقدة  وبساطة شعبه وحرصه على الوحدة والسلم الأهلي واستطاعوا التمدد والسيطرة على معظم المناطق اليمنية ان لم يكن جميعها واعتقدوا أن سلطتهم المذهبية الانقلابية التي فرضوها بالقوة ستدوم ولكن مالبثت المعادلة أن انقلبت على أهل سلطة الأمر الواقع ويمنون بالهزيمة النكراء ويفرون كالجرزان أمام قوات المقاومة الشعبية والسلطة الشرعية .
  وعلى المنوال ذاته تدعي جماعات – ب ك ك – ليل نهار أنها تقوم بثورة ( أحيانا كردية وتارة سورية وديموقراطية ) من دون معرفة ضد من قامت ثورتهم ومن أجل ماذا ؟ فعلى الصعيد الكردي لاتلتزم بأدنى مبادىء قوانين التحرر القومي في الانفتاح على الشعب وقبول الآخر المختلف والاستقلالية في القرار والموقف والممارسة كما عملت على افراغ المناطق التي تحت سيطرتها بسبب القمع والملاحقة والتهديدات وتتخذ مواقف استفزازية عدائية تجاه قيادة اقليم كردستان العراق وانجازات شعبه وتتدخل في أمورها الداخلية وتتعاون مع مراكز قوى عراقية معروفة تناهض  الاقليم وان لم تكن مذهبية صرفة مثل الحوثيين فانها مركز قيادتها لايخلو من ذلك مع موالاتها مثلهم أسوأ نظامين مستبدين طائفيين في المنطقة أما مسألة مواجهتها لارهابيي – داعش – فان الحوثيين أيضا يواجهون – القاعدة – وكذلك – داعش – مؤخرا وهذا لايغير من المشهد شيئا في حسابات اكتساب صفة الثورية الزائفة فهناك نظم دكتاتورية وفاشية تشتبك مع مع هذا التنظيم الارهابي المجرم وهناك أطراف اقليمية خلقته وتستثمره وتحاربه أحيانا  .
  في سياق عرضنا هذا لن ننسى الفروقات العميقة بين الثورة السورية كمشروع تغييري وفعل كفاحي وفكر وطموح وارادة الغالبية الشعبية من جهة وبين سائر المجموعات التي تدعي – المعارضة – ومن ضمنها – الائتلاف وقبله المجلس – ومايضم من أفراد باسم – المجلس الكردي – ففي البدء كانت الانتفاضة والثورة ثم جاءت الأحزاب التي كانت تعيش أسوأ حالاتها مهزومة مأزومة منقسمة لتجد أمامها فرصة للظهور مجددا واستثمار الانتفاضة لمصالحها الذاتية ولم يكن ليتحقق ذلك الا بابعاد الشباب وتنسيقياتهم ومجمل الحراك الوطني الثوري المستقل عن الطريق وكان ذلك بداية ولادة مقدمات الردة المضادة التي تقوم الآن بوظيفتها في اجهاض مكاسب الثورة والالتفاف على أهدافها عبر ( الهيئة العليا للتفاوض ) ومن خلال جنيف3 كحصيلة لمقررات فيينا 2 القاضية بالحفاظ على مؤسسات النظام المستبد وتجاوز أهداف الثورة ووأدها .
  لقد خذلت الأحزاب الكردية شعبنا للمرة الألف وأضرت بقضيته أكثر مما يلحق النظام بها فقد شاءت دون ظهور كيان موحد يعبرعن مطامح الكرد وابعاد وازاحة وتهجير أصحاب القضية الحقيقيين من الحراك الشبابي والوطني الكردي المشارك في الانتفاضة منذ البدايات ومما يندى لها الجبين أن تنزلق الأحزاب ( الكردية ) الى هاوية التبعية ليس لجهات اقليمية فحسب بل لأفراد أقل مايقال عنهم أنهم منبوذون حتى من بيئاتهم ويفتقرون مثلها الى الشرعتين الثورية والوطنية وهم الآن يشفعون لتلك الأحزاب ويشهدون زورا على تمثيلها للشعب الكردي في لوزان وجنيف .

439

    صلاح بدرالدين :
    مزاعم ( الكونفدرالية الكردية – الاسرائيلية ) محض هراء .
    هناك ( معارضة حميدة ) وبينها الائتلاف لاتمثل الثورة و ( معارضة خبيثة ) وبينها جماعات – ب ك ك - ضد الثورة .
    حتى لو عقد جنيف 3 لن ينجز الحل العادل للقضية السورية .
   عجز – المجلس الكردي – يدفعه للانشغال بالأمور الأسهل .
    الأحزاب الكردية السورية متشابهة وفي خندق واحد ولكن جبهة الشعب مفككة .
   
   كورد ستريت -  روز أوسي
  بسبب تسارع الأحداث حول القضية السورية خصوصا وفي المنطقة عموما ومن ضمنها الوضع الكردي ارتأينا التوجه الى القيادي والمفكرالسياسي الكردي السوري صلاح بدرالدين مجددا لاستطلاع مواقفه حول مايجري وما يراه بشأن القضيتين القومية والوطنية وآفاق مستقبلهما وكان هذا اللقاء :
 1 – هل سيحقق جنيف 3 السلام ان عقد ؟
                                      "  جنيف 3 "
 ج1 – حتى اللحظة هناك عقبات أمام عقده منها جدية تتعلق بالمواقف السياسية الجوهرية حول مستقبل البلاد ومنها مصطنعة من خلال عراقيل محور ( موسكو – طهران – دمشق ) لاطالة أمد الأزمة وكسب الوقت عسى أن ينجح في تحقيق انتصارات عسكرية على الأرض لتبديل موازين القوى السياسية وفرض الشروط على الطرف المقابل وبشكل عام وحتى لوعقد جنيف3 فلن تكون نتائجه الا كسابقاته في جنيف وفيينا أي تحقيق الارادة الدولية على ضوء التوافق الروسي الأمريكي بتمرير حل يناسب مصالح الدولتين الكبريين بالحفاظ على النظام السوري بكل مؤسساته العسكرية والأمنية والادارية والحزبية وهو مايتناقض مع طموحات الغالبية الساحقة من السوريين ومع أهداف الثورة التي استشهد من أجلها مئات الآلاف وهجر وشرد واعتقل ونزح الملايين لذلك لاأرى أن جنيف3 وبالشكل الذي يراد له سيحقق السلام المنشود أو ينجز الحل العادل والشامل للقضية السورية  قلنا سابقا وقالها آخرون حريصون على الثورة بأن الائتلاف اقترف خطأ لايغتفر عندما ( شبه له ) بأنه يمثل قوى الثورة أو مخول من الشعب السوري للتصرف كمايشاء ومضى ليفاوض النظام ويتفق معه في حكومة واحدة وليس لاسقاطه أو تبديله وليتماشى مع السلطة الحاكمة بكل مؤسساتها القمعية وليس لتفكيكه كما قرر الشعب السوري وكما تعمل من أجل ذلك قوى الثورة فقد كانت هناك فرصة للعودة الى الشعب والحصول على اذنه قبل تقرير مصيره غيابيا وذلك عبر الدعوة لعقد المؤتمر الوطني الشامل لصياغة البرنامج السياسي وانتخاب المجلس السياسي – العسكري لقيادة المرحلة الراهنة فاذا كان الائتلاف ( كمعارضة حميدة ) ينتهج هذا الموقف الضعيف المتهاوي فكيف اذا انضمت أطراف ( المعارضة الخبيثة ) من هيئة تنسيق وجماعات – ق م د – و – قمح – وطحين ....الى الوفد المفاوض ؟ .
 2 – دمحمد صالح جمعة الذي يقدم نفسه كمستشار سياسي للسيد رئيس اقليم كردستان العراق وفي مقابلة مع موقع كردستريت معه( 14 – 1 – 2016 ) يقول : " أن الحل الأمثل للأزمة السورية هو بمبدأ المحاصصة وأن حل القضية الكوردية في كلٍّ من العراق وسوريا يكمن في إنهاء وجود هاتين الدولتين , ذلك بالتزامن مع استقلال دولة كوردستان وصولاً إلى البحر الأبيض المتوسط , وفي النهاية يصار إلى إقامة نظام اتحادي ” كونفيدرالي ” مع دولة إسرائيل ” وفق منظوره " فماذا تقول ؟
   
          الحل السوري – القضية الكردية – كردستان والعرب واسرائيل
 ج 2 – بداية وبقدر اطلاعي ومعرفتي لم أسمع مثل هذه المواقف لاشفويا ولارسميا ولا بوسائل الاعلام من قيادة اقليم كردستان العراق هذا من جهة ومن الجهة الأخرى يحق لأي شخص أن يعلن عن مايراه حتى لو اختلفنا معه وكماأرى فان الحل الأمثل للقضية السورية هو كما طرحه المنتفضون منذ خمسة أعوام من خلال التظاهرات الاحتجاجية وشعاراتهم المرفوعة ( الشعب يريد اسقاط النظام ) وكما طرحتها الثورة منذ اليوم الأول في أهدافها وأدبياتها باسقاط النظام وتفكيك سلطته ومؤسساته واجراء التغيير الديموقراطي عبر ممثلي الشعب والسلطة التشريعية وصولا الى نظام سياسي ديموقراطي تشاركي تعددي وبدستور جديد يضمن حقوق كل المكونات وخصوصا الكرد وحل قضيتهم حسب ارادتهم وبالتوافق مع شركائهم في الوطن .
  نحن كتيار سياسي كردي سوري تاريخي أول من طرح موضوعة الاعتراف المبدئي بحق تقرير مصير الشعب الكردي في اطار سوريا ديموقراطية موحدة ومازلنا نؤمن ونسعى الى تحقيق ذلك ليس في سوريا فحسب بل في كل الدول المقسمة للكرد وموطنهم التاريخي كردستان وكذلك لكل الشعوب والقوميات غير الكردية أيضا وقد ناضلنا من أجل ذلك ودفعنا الثمن عندما ربطنا قضيتنا بالقضية الوطنية الديموقراطية السورية وباسقاط نظام الاستبداد الأسدي وحينها كان العديد من مزايدي اليوم يتهموننا علنا بالتطرف والمغامرة وكانوا يجتمعون ويتشاورون مع مسؤل الملف الكردي الضابط الأمني – محمد منصورة - ويتآمرون علينا .
  غالبا بعض المزايدين اليوم لايفقهون تفاصيل القضية السورية وغير ملمين حتى بالجغرافيا وبحدود ومساحة التواجد الكردي السوري وأغلب الظن غاب عنهم طول المسافة بين أقرب نقطة بين منطقة جبل الأكراد وعفرين وبين البحر الأبيض المتوسط من جهة الغرب ومن يسكنها وقوميتهم وأديانهم ومذاهبهم ويبدو أنه اختلط على بعضهم الأمر من جهة اعتبار شواطىء الاسكندرون وانطاكيا قريبتان ولكن من دون أن يدري هذا البعض أنهما تركيتان وليستا سوريتان ولايؤمنون بالثورة ومعادون للتعايش الكردي العربي ولذلك يلقون الكلمات المثيرة للمشاعر من دون أي شعور بالمسؤلية .
 أما مايتعلق بما ادعي بالكونفدرالية الكردية – الاسرائيلية فمحض هراء وماهي الا أضغاث أحلام فمصالح الشعب الكردي مرتبطة بالشعوب المجاورة المتعايشة وخاصة 300 مليون عربي وليس مع عدة ملايين اسرائيلي ولابدولة اسرائيل التي قامت على حساب حقوق الشعب الفلسطيني والتي كما سائر الأنظمة الشوفينية بالمنطقة لم توافق على الحل الديموقراطي للقضية الفلسطينية والتجربة الوطنية الكردية تختلف عن تجربة المسألة اليهودية فالأولى تقوم على الحل الديموقراطي والتعايش بين الشعوب والتاريخ المشترك والسلام والازدهار الاقتصادي أما الثانية فتقوم على التهديد النووي والعسكريتاريا والتهديد  .
 3 - ما رأيك بالحملة التي قام بها المجلس الوطني الكردي من أجل جمع مليون توقيع لتقديمها لبان كي مون ؟
                    مؤشرات  افلاس – المجلس الوطني الكردي -
 ج 3 - يحاول ماتبقى من " المجلس الوطني الكردي " ومنذ حين بالتستر على فشله باشغال الناس في أمور شكلية سهلة وذلك بخوض امتحانات التأهيل للتفاعل مع الواقع الجديد حول أصول الاعتصامات السلمية والتظاهرات القانونية والالتزام بحرفية منظومات ادارة سلطة الأمر الواقع في مسائل السفر والعبور الى كردستان العراق وجمع التواقيع لتقديم عرائض الاستجداء والاسترحام تماما كماكانت أحزابه تنتهج نفس الممارسات وأكثر ( سرا وعلنا ) مع نظام الاستبداد وأجهزته ولابأس أن تكون بعضها لبان كي مون ولاننسى أيضا المشاركة في الدورات التدريبية لفهم فن – المفاوضات – مع النظام والعودة اليه مجددا بعد انقطاع لاارادي وبعد كل ذلك نتساءل هل هناك فروقات تذكر بين سلوكيات أحزاب المجلسين ؟ وأين المشروع القومي الذي يتغنى به ليل نهار ؟ ثم ألا يعزز المجلس بمايقوم به ادعاء سلطة الأمر الواقع بأنها تمارس الديموقراطية وتسمح بالاعتصامات والتظاهرات ؟ هناك كلام منتشر حول امكانية تعرض البقية الباقية من المجلس الى خضة جديدة في المستقبل القريب لأنه ببساطة بني على أساس باطل .
 4 - كيف تقييمون مشروع  حزب السيد حميد درويش القاضي الى تشكيل أطار مؤلف من خمسة أحزاب (حزبه - تف دم-  ب د ك س- الوحدة - اليكيتي) ؟
                        الفرز بين جبهة الشعب وخندق الأحزاب
 ج 4 – سبق وأن كتبت بضرورة وحدة جميع الأحزاب الكردية السورية لأسباب عديدة أولها التشابه في الفكر والموقف حول القضية الكردية والثورة والنظام فجميعها بشكل وآخر ليسوا مع الثورة وأقرب الى النظام وثانيها من أجل أن تتبلور أسس ومفاعيل الصراع السياسي والثقافي والفرز الفكري بين نهجين : الأحزاب من جهة وجبهة الشعب الكردي المتمثلة في الحراك الشبابي الثوري ومنظمات المجتمع المدني والمستقلين والوطنيين من الجهة الأخرى حينها لايمكن للأحزاب استغلال الساحة والادعاء بتمثيل المستقلين والانفراد بها أو ابعاد الآخر المختلف ولاشك أن المساعي المبذولة الآن من جانب اليمين الكردي ليست ببعيدة عن مشروع النظام السوري وحليفيه الايراني والروسي حول القضية الكردية   .
  ختاما أشكر موقع كرد ستريت والصحافية الناشئة روز أوسي .


440
السبيل لخروج " مؤتمر الرياض " من مأزقه
                                                                     
صلاح بدرالدين

    من غير المحتمل أن يتخطى المشاركون في مؤتمر الرياض للمعارضة السورية وهيئتهم العليا للمفاوضات الجدار المسدود أمامهم عندما أعلنوا عن أسماء عسكرييين ومن فصائل مسلحة على راس الوفد التفاوضي كمحاولة في الاستجابة لملاحظات أوساط واسعة من الوطنيين والثوار السوريين حول تصدر شخصيات وافدة من صلب النظام للهيئة العليا للمفاوضات والخشية من حصول صفقة ما على حساب الثورة فالخطوة بكل المقاييس جاءت ليست متأخرة فحسب بل بدون أي تأثير على سير الأحداث والنهج المتبع أيضا فلن يغير تبديل الأشخاص من المشهد السياسي شيئا مادام هناك التزام بقرارات فيينا 2 المعبرة عن التوافقات الدولية والاقليمية والمشاركون في مؤتمر الرياض مسؤلون جماعات وأفرادا عن مأزقهم الراهن للأسباب التالية :
   أولا - عندما يعلن – فرحان حق – باسم هيئة الأمم المتحدة عن تأجيل توجيه الدعوات الى الفرقاء المعنيين للحضور في التاريخ المحدد سابقا وهوالخامس عشر من الشهر الجاري لحين الاتفاق على قائمة أسماء الوفد المعارض فهو يعني ضمنا رفض الأسماء المرشحة في الهيئة العليا للمفاوضات المنبثقة عن مؤتمر الرياض للمعارضة السورية والالتزام ببنود قرار مجلس الأمن  - 2254 – الذي ينص على : " .... جمع أوسع نطاق ممكن من أطياف المعارضة.... وإذ يحيط علما بالاجتماعات التي عقدت في موسكو والقاهرة وبما اتخذ من مبادرات أخرى تحقيقا لهذه الغاية، وإذ يلاحظ على وجه الخصوص جدوى اجتماع الرياض...وفقا لبيان جنيف و ”بياني فيينا“..."  وكما هو معلوم فان المعارضة المعنية باجتماعات موسكو والقاهرة هي من تصر روسيا على حضور ممثليها الى جانب من شارك في مؤتمر الرياض .
  ثانيا - ومن المعلوم ان مؤتمر الرياض بمخرجاته وماتمخض عنه هو من نتاج قرارات فيينا 2 ومكملا لها ومتوافقا مع خطوطها العامة حول الحل التفاوضي المنشود من التوافقات الدولية وخصوصا بين – واشنطن وموسكو - على أساس الحفاظ على مؤسسات الدولة وعدم المساس بها ووقف اطلاق النار وتحقيق المصالحة والاندماج بين المعارضة والسلطة الحاكمة بحكومة مشتركة انتقالية ذات صلاحيات واسعة وشاملة وهذا يعني التراجع عن أهداف الثورة السورية في اسقاط النظام وتفكيك سلطته القمعية الاستبدادية واجراء التغيير الديموقراطي وصولا الى سوريا ديموقراطية تعددية تشاركية في ظل دستور جديد .
  ثالثا – على ضوء ماتقدم لامعنى لرفض " الهيئة العليا للمفاوضات " المنبثقة عن مؤتمر الرياض مشاركة الجماعات الأخرى في التفاوض مع النظام بوفد مشترك أو خلافه لأسباب عديدة أولها : أن القبول بالجلوس مع وفد يمثل النظام وقد يكون فيه جلادا أو مخبرا لايمنع الجلوس مع موالين أو تابعين أو مخبرين للنظام نفسه وثانيها أن نهج التفاوض مع النظام والقبول ببقاء مؤسساته والمشاركة معه في حكومة واحدة هو ماكان تنتهجه الجماعات الأخرى من معارضات موسكو وطهران منذ بداية الثورة وتبقى أفضلية المشاركة لها وليست لغيرها أو لمن كان محسوبا على خط الثورة حتى الأمس القريب . 
  رابعا – كانت بداية المأزق في عدم انصياع الائتلاف لنداء عقد المؤتمر الوطني والعودة الى الشعب والشرعية الثورية ففي مثل هذه الحالات المصيرية كان الواجب يقضي بالدعوة للمؤتمر الوطني السوري الشامل كما حصل في عشرينات القرن الماضي عندما انعقد المؤتمر السوري الاتحادي لانقاذ وحدة البلاد من الفوضى والانقسام والحرب الأهلية والخروج ببرنامج انقاذي ومجلس سياسي – عسكري لقيادة المرحلة ومواجهة تحدياتها في السلم والحرب .
   خامسا – وممازاد بطين المشاركين في مؤتمر الرياض بلة تسليم الهيئة العليا الى الفئات الوافدة من صلب النظام ومؤسساته الدبلوماسية والحزبية والأمنية والادارية والاقتصادية وما يخلق ذلك من شكوك وعدم ثقة بجدوى التفاوض مع النظام وهذا لايعني بتاتا الانتقاص من قيمة أفراد تلك الفئة التي تزخر بالشرفاء ولكن ليس من الحكمة تسليم مصير السوريين الى قرارهم مادام هناك شبل ثائر ووطني صامد .
   سادسا – لسنا من دعاة الحياد في مجابهة محور ( طهران – دمشق ) وتوابعه من الميليشيات المذهبية المعادية لثورتنا ولانخفي انحيازنا الى الجهود المبذولة من جانب أصدقاء الشعب السوري مثل المملكة العربية السعودية وغيرها لصد النفوذ الايراني ووقف تدخلاته بشؤن شعوب المنطقة ولكننا لسنا مع الذهاب بعيدا في سياسة المحاور الاقليمية ان تحولت الى صراعات مذهبية أو حول المصالح الضيقة لأننا ثورة وطنية ديموقراطية ودعاة حرية وتغيير ومساواة .

441
(  سوريا – الكرد – المعارضة – العرب – اسرائيل )
                                                                       
صلاح بدرالدين


     روز أوسي  -   بسبب تسارع الأحداث حول القضية السورية خصوصا وفي المنطقة عموما ومن ضمنها الوضع الكردي ارتأينا التوجه الى القيادي والمفكرالسياسي الكردي السوري صلاح بدرالدين مجددا لاستطلاع مواقفه حول مايجري وما يراه بشأن القضيتين القومية والوطنية وآفاق مستقبلهما وكان هذا اللقاء :
1 – هل سيحقق جنيف 3 السلام ان عقد ؟
"  جنيف 3 "
ج1 – حتى اللحظة هناك عقبات أمام عقده منها جدية تتعلق بالمواقف السياسية الجوهرية حول مستقبل البلاد ومنها مصطنعة من خلال عراقيل محور ( موسكو – طهران – دمشق ) لاطالة أمد الأزمة وكسب الوقت عسى أن ينجح في تحقيق انتصارات عسكرية على الأرض لتبديل موازين القوى السياسية وفرض الشروط على الطرف المقابل وبشكل عام وحتى لوعقد جنيف3 فلن تكون نتائجه الا كسابقاته في جنيف وفيينا أي تحقيق الارادة الدولية على ضوء التوافق الروسي الأمريكي بتمرير حل يناسب مصالح الدولتين الكبريين بالحفاظ على النظام السوري بكل مؤسساته العسكرية والأمنية والادارية والحزبية وهو مايتناقض مع طموحات الغالبية الساحقة من السوريين ومع أهداف الثورة التي استشهد من أجلها مئات الآلاف وهجر وشرد واعتقل ونزح الملايين لذلك لاأرى أن جنيف3 وبالشكل الذي يراد له سيحقق السلام المنشود أو ينجز الحل العادل والشامل للقضية السورية  قلنا سابقا وقالها آخرون حريصون على الثورة بأن الائتلاف اقترف خطأ لايغتفر عندما ( شبه له ) بأنه يمثل قوى الثورة أو مخول من الشعب السوري للتصرف كمايشاء ومضى ليفاوض النظام ويتفق معه في حكومة واحدة وليس لاسقاطه أو تبديله وليتماشى مع السلطة الحاكمة بكل مؤسساتها القمعية وليس لتفكيكه كما قرر الشعب السوري وكما تعمل من أجل ذلك قوى الثورة فقد كانت هناك فرصة للعودة الى الشعب والحصول على اذنه قبل تقرير مصيره غيابيا وذلك عبر الدعوة لعقد المؤتمر الوطني الشامل لصياغة البرنامج السياسي وانتخاب المجلس السياسي – العسكري لقيادة المرحلة الراهنة فاذا كان الائتلاف ( كمعارضة حميدة ) ينتهج هذا الموقف الضعيف المتهاوي فكيف اذا انضمت أطراف ( المعارضة الخبيثة ) من هيئة تنسيق وجماعات – ق م د – و – قمح – وطحين ....الى الوفد المفاوض ؟ .
2 – دمحمد صالح جمعة الذي يقدم نفسه كمستشار سياسي للسيد رئيس اقليم كردستان العراق وفي مقابلة مع موقع كردستريت معه( 14 – 1 – 2016 ) يقول : " أن الحل الأمثل للأزمة السورية هو بمبدأ المحاصصة وأن حل القضية الكوردية في كلٍّ من العراق وسوريا يكمن في إنهاء وجود هاتين الدولتين , ذلك بالتزامن مع استقلال دولة كوردستان وصولاً إلى البحر الأبيض المتوسط , وفي النهاية يصار إلى إقامة نظام اتحادي ” كونفيدرالي ” مع دولة إسرائيل ” وفق منظوره " فماذا تقول ؟

الحل السوري – القضية الكردية – كردستان والعرب واسرائيل
ج 2 – بداية وبقدر اطلاعي ومعرفتي لم أسمع مثل هذه المواقف لاشفويا ولارسميا ولا بوسائل الاعلام من قيادة اقليم كردستان العراق هذا من جهة ومن الجهة الأخرى يحق لأي شخص أن يعلن عن مايراه حتى لو اختلفنا معه وكماأرى فان الحل الأمثل للقضية السورية هو كما طرحه المنتفضون منذ خمسة أعوام من خلال التظاهرات الاحتجاجية وشعاراتهم المرفوعة ( الشعب يريد اسقاط النظام ) وكما طرحتها الثورة منذ اليوم الأول في أهدافها وأدبياتها باسقاط النظام وتفكيك سلطته ومؤسساته واجراء التغيير الديموقراطي عبر ممثلي الشعب والسلطة التشريعية وصولا الى نظام سياسي ديموقراطي تشاركي تعددي وبدستور جديد يضمن حقوق كل المكونات وخصوصا الكرد وحل قضيتهم حسب ارادتهم وبالتوافق مع شركائهم في الوطن .
نحن كتيار سياسي كردي سوري تاريخي أول من طرح موضوعة الاعتراف المبدئي بحق تقرير مصير الشعب الكردي في اطار سوريا ديموقراطية موحدة ومازلنا نؤمن ونسعى الى تحقيق ذلك ليس في سوريا فحسب بل في كل الدول المقسمة للكرد وموطنهم التاريخي كردستان وكذلك لكل الشعوب والقوميات غير الكردية أيضا وقد ناضلنا من أجل ذلك ودفعنا الثمن عندما ربطنا قضيتنا بالقضية الوطنية الديموقراطية السورية وباسقاط نظام الاستبداد الأسدي وحينها كان العديد من مزايدي اليوم يتهموننا علنا بالتطرف والمغامرة وكانوا يجتمعون ويتشاورون مع مسؤل الملف الكردي الضابط الأمني – محمد منصورة - ويتآمرون علينا .
غالبا بعض المزايدين اليوم لايفقهون تفاصيل القضية السورية وغير ملمين حتى بالجغرافيا وبحدود ومساحة التواجد الكردي السوري وأغلب الظن غاب عنهم طول المسافة بين أقرب نقطة بين منطقة جبل الأكراد وعفرين وبين البحر الأبيض المتوسط من جهة الغرب ومن يسكنها وقوميتهم وأديانهم ومذاهبهم ويبدو أنه اختلط على بعضهم الأمر من جهة اعتبار شواطىء الاسكندرون وانطاكيا قريبتان ولكن من دون أن يدري هذا البعض أنهما تركيتان وليستا سوريتان ولايؤمنون بالثورة ومعادون للتعايش الكردي العربي ولذلك يلقون الكلمات المثيرة للمشاعر من دون أي شعور بالمسؤلية .
أما مايتعلق بما ادعي بالكونفدرالية الكردية – الاسرائيلية فمحض هراء وماهي الا أضغاث أحلام فمصالح الشعب الكردي مرتبطة بالشعوب المجاورة المتعايشة وخاصة 300 مليون عربي وليس مع عدة ملايين اسرائيلي ولابدولة اسرائيل التي قامت على حساب حقوق الشعب الفلسطيني والتي كما سائر الأنظمة الشوفينية بالمنطقة لم توافق على الحل الديموقراطي للقضية الفلسطينية والتجربة الوطنية الكردية تختلف عن تجربة المسألة اليهودية فالأولى تقوم على الحل الديموقراطي والتعايش بين الشعوب والتاريخ المشترك والسلام والازدهار الاقتصادي أما الثانية فتقوم على التهديد النووي والعسكريتاريا والتهديد  .
3 - ما رأيك بالحملة التي قام بها المجلس الوطني الكردي من أجل جمع مليون توقيع لتقديمها لبان كي مون ؟
مؤشرات  افلاس – المجلس الوطني الكردي -
ج 3 - يحاول ماتبقى من " المجلس الوطني الكردي " ومنذ حين بالتستر على فشله باشغال الناس في أمور شكلية سهلة وذلك بخوض امتحانات التأهيل للتفاعل مع الواقع الجديد حول أصول الاعتصامات السلمية والتظاهرات القانونية والالتزام بحرفية منظومات ادارة سلطة الأمر الواقع في مسائل السفر والعبور الى كردستان العراق وجمع التواقيع لتقديم عرائض الاستجداء والاسترحام تماما كماكانت أحزابه تنتهج نفس الممارسات وأكثر ( سرا وعلنا ) مع نظام الاستبداد وأجهزته ولابأس أن تكون بعضها لبان كي مون ولاننسى أيضا المشاركة في الدورات التدريبية لفهم فن – المفاوضات – مع النظام والعودة اليه مجددا بعد انقطاع لاارادي وبعد كل ذلك نتساءل هل هناك فروقات تذكر بين سلوكيات أحزاب المجلسين ؟ وأين المشروع القومي الذي يتغنى به ليل نهار ؟ ثم ألا يعزز المجلس بمايقوم به ادعاء سلطة الأمر الواقع بأنها تمارس الديموقراطية وتسمح بالاعتصامات والتظاهرات ؟ هناك كلام منتشر حول امكانية تعرض البقية الباقية من المجلس الى خضة جديدة في المستقبل القريب لأنه ببساطة بني على أساس باطل .
4 - كيف تقييمون مشروع  حزب السيد حميد درويش القاضي الى تشكيل أطار مؤلف من خمسة أحزاب (حزبه - تف دم-  ب د ك س- الوحدة - اليكيتي) ؟
الفرز بين جبهة الشعب وخندق الأحزاب
ج 4 – سبق وأن كتبت بضرورة وحدة جميع الأحزاب الكردية السورية لأسباب عديدة أولها التشابه في الفكر والموقف حول القضية الكردية والثورة والنظام فجميعها بشكل وآخر ليسوا مع الثورة وأقرب الى النظام وثانيها من أجل أن تتبلور أسس ومفاعيل الصراع السياسي والثقافي والفرز الفكري بين نهجين : الأحزاب من جهة وجبهة الشعب الكردي المتمثلة في الحراك الشبابي الثوري ومنظمات المجتمع المدني والمستقلين والوطنيين من الجهة الأخرى حينها لايمكن للأحزاب استغلال الساحة والادعاء بتمثيل المستقلين والانفراد بها أو ابعاد الآخر المختلف ولاشك أن المساعي المبذولة الآن من جانب اليمين الكردي ليست ببعيدة عن مشروع النظام السوري وحليفيه الايراني والروسي حول القضية الكردية   .


442
في الفصل بين معارضتين
                                                       
 صلاح بدرالدين

    عقدة تشكيل الوفد المفاوض باسم المعارضة السورية والتجاذبات الدولية والاقليمية حولها خصوصا بين عواصم ومراكز القرار في الدول المعنية بالملف السوري بدأت تطغى على ماسواها من أسباب سياسية جوهرية ومن عراقيل ومعوقات في طريق مؤتمر جنيف3 كما رسم له في فيينا وفي خطوات تكميلية في مدينة الرياض وغيرها وكما يوحي اليه المشهد الراهن فان معادلة الصراع على سوريا لاتقتصر على الجانب العسكري في تورط الروس والايرانيين وملحقاتهما الميليشياوية بل تنسحب الآن جليا على الجانب السياسي وبكلمة أوضح في اصرار الطرفين على ادخال من يمثلهما في الوفد ( المعارض ) المفاوض أمام والى جانب من يمثل الأطراف الاقليمية الأخرى" المنافسة " على تقسيم الكعكة السورية رغم ( عفونتها ) .
  من مسلمات المشهد الراهن أن كل الأطراف المعنية من النظام مرورا بالدول الاقليمية والنظام العربي الرسمي والدول الكبرى ممثلة بأشكال مختلفة قد تكون رمزية في بعض الأحيان في أدوات ومكونات الحراك الراهن حول الملف السوري باستثناء قوى الثورة صاحبة القضية الرئيسية التي تعبر عن مطامح الغالبية الساحقة من السوريين لسبب بسيط وهو غياب أهدافها وشعاراتها وخطابها الأصيل من جميع برامج وأطروحات وبيانات ومطالب مختلف الأطراف وبالخصوص التي تدعي معارضة النظام وفي المقدمة – الائتلاف – الذي يحاول عبثا تغليف ضعفه بالمطلب الديماغوجي الاشكالي : ازاحة الأسد والتمسك بمؤسسات النظام وصيانتها !! .
  هذه الحالة التي أشرنا اليها لاتخضع الى الأحكام المطلقة أو الفرز القسري بين أبيض وأسود فهناك دائما الرمادي وللأمانة التاريخية نقول ليس هناك تطابق كامل بين حيثيات ومنطلقات معارضة كل من الائتلاف من جهة والجماعات الأخرى من هيئة التنسيق الى تنظيمات تابعة لل – ب ك ك – ومجموعات مرتبطة بالأوساط الايرانية والروسية فالأول في عداد ( المعارضة الحميدة غير الثورية ) أما الثانية فاما في خندق النظام أو تابعة لحلفائه وهي في عداد ( المعارضة الخبيثة المعادية للثورة ) .
  قلنا سابقا وقالها آخرون حريصون على الثورة بأن الائتلاف اقترف خطأ لايغتفر عندما ( شبه له ) بأنه يمثل قوى الثورة أو مخول من الشعب السوري للتصرف كمايشاء ومضى ليفاوض النظام ويتفق معه في حكومة واحدة وليس لاسقاطه أو تبديله وليتماشى مع السلطة الحاكمة بكل مؤسساتها القمعية وليس لتفكيكه كما قرر الشعب السوري وكما تعمل من أجل ذلك قوى الثورة فقد كانت هناك فرصة للعودة الى الشعب والحصول على اذنه قبل تقرير مصيره غيابيا وذلك عبر الدعوة لعقد المؤتمر الوطني الشامل لصياغة البرنامج السياسي وانتخاب المجلس السياسي – العسكري لقيادة المرحلة الراهنة .
  بدلا من ذلك سلم أمره لغير السوريين في اختيار من يمثل المعارضة ومن سيفاوض وعلى ماذا ومن أجل ماذا والأنكى من ذلك تسليم أمر التفاوض الى من كان جزء من مؤسسات النظام الحزبية والادارية والأمنية والدبلوماسية والاقتصادية وبذلك تم تغييب قوى الثورة نهائيا واستبعاد الفئات والتيارات والشخصيات الوطنية والفكرية والثقافية المؤمنة بقيم الثورة والملتزمة بأهدافها وشعاراتها وقد ظهر جليا أن الائتلاف وبكل ما حظي به من دعم مالي واحتضان لم يكن الا كيانا ورقيا هزيلا فاشلا .
  ان انزلاق الائتلاف نحو التمحورفي الصراعات الاقليمية – الدولية والتي لها أسبابها الاستراتيجية والمصلحية وطابعها المذهبي البغيض قد تدخل القضية السورية في دوامة لانهاية لها وتسيء الى مبادىء الثورة في الحرية والكرامة والتغيير الديموقراطي بل ستضفى نوعا من الصدقية للجماعات الأخرى ( من المعارضة الخبيثة ) الموالية للنظام وايران وروسيا للتوصل بالأخير الى نتيجة ( الكل متشابه ...) .
  لتلك الأسباب السالفة الذكر وبسبب الأخطاء المتراكمة والقرارات غير المدروسة لانستبعد أن يسجل النظام نقاط التفوق سياسيا وعسكريا وينجح في تقويض وحدة وتماسك الفصائل المسلحة المعادية له والاستفراد بها وأن يظهر نفسه أمام العالم كمحارب لداعش وللارهاب وضمانة لوحدة البلد كما لانستبعد التسويق ( للمعارضة الخبيثة ) وتثبيتها كطرف في المفاوضات خاصة وأن الجميع لايحمل تفويضا شعبيا للتحدث باسم الثورة .
   
 

 

443
الخشية من أن يكون الآتي أعظم
                                                             
صلاح بدرالدين


مايجري تداوله في وسائل الاعلام بشأن انغماس " الهيئة العليا للمفاوضات " المنبثقة من مؤتمر الرياض في عمليات تعيين وتبديل الأسماء المرشحة للتفاوض مع السلطة الحاكمة والنية في افتتاح دورة تدريبية في مهارات التفاوض تبدأ في الأيام القادمة يوحي بأن الهيئة المعنية بدأت تتورط في انتهاج السلوك المطلوب من جانب النظام باطالة الأمد لكسب الوقت الذي يمر لصالحه على الصعيد العسكري الميداني .
من المؤكد أن " الهيئة العليا " والمشاركون في مؤتمر الرياض ليسوا بغافلين عن مايحاك من مؤامرات وما يخطط من جانب محور ( دمشق – موسكو – طهران ) من أجل تحقيق هدف الحفاظ على النظام عبر اجراء تعديل في موازين القوى العسكرية واختراق الجبهات الساخنة من خلال المفاوضات المباشرة بصورة انفرادية هنا وهناك  واذا كان الأمر كذلك فانه يعني أن هناك نوع من التفاهم المتبادل بشأن القبول بشروط النظام وحلفائه المرضية عنها من جانب الادارة الأمريكية .
ثم لماذا الدورة التدريبية في مهارات التفاوض ؟ هل لعدم فهم المشاركين في مؤتمر الرياض ماذا يريده الشعب السوري ؟ هل لعدم ادراك هؤلاء لأهداف الثورة وشعاراتها ؟ وهل يحتاج الأمر الى دورات ومهارات ؟ ان أي فرد ثائر وأي وطني صادق من الحراك الوطني الثوري وتنسيقيات الشباب وأي عسكري حر وأي سوري ينتمي الى الوطن والشعب وذاق مرارة الاستبداد يمكنه تمثيل الثورة في طرح أهدافها من دون عناء وهل يحتاج الأمر الى خبراء في العلوم والرياضيات والفيزياء ؟ نحن لدينا مناضلون قضوا جل عمرهم في مقارعة النظام وخبروا سجونه ومعتقلاته ولم يتراجعوا أو يضعفوا أو يندموا فمثل هؤلاء من بامكانه تمثيل ارادة الشعب من دون دورات أو تدريب .
من حق السوريين أن يشككوا في مدى صدقية " الهيئة التفاوضية العليا " ونيات المشاركين في مؤتمر الرياض فمنذ البداية لم يكن المدخل سليما عندما تم غض الطرف عن التحضير قبل انعقاد مؤتمر الرياض  بالدعوة لعقد المؤتمر الوطني السوري من خلال لجنة تحضيرية سورية للاتفاق على البرنامج السياسي وانتخاب المجلس السياسي – العسكري للتصدي لتحديات الحرب والسلام وتفويض لجنة للقيام بالواجب وليس عبر التعيينات غير الشرعية وتبديل الأسماء وجلب أناس لايؤمنون بأهداف الثورة وكانوا حتى الأمس القريب في صفوف النظام ومؤسساته الحزبية والأمنية والدبلوماسية والادارية والاقتصادية فهل أن هؤلاء على قدر المسؤلية التاريخية لتقرير مصير شعبنا وثورتنا ؟ وهل يستطيع هؤلاء مواجهة رموز سلطة الاستبداد وحتى النظر في عيونهم ؟
 الحل هو التراجع عن قرار مهزلة التفاوض مع النظام تحت ظل الشروط السياسية القائمة وأمام التراجعات العسكرية المتتابعة والتصفيات المستمرة للقادة العسكريين المحسوبين على الثوار والعودة الى الشعب بالتحضير والتهيئة لعقد المؤتمر الوطني الشامل للخروج بمشروع برنامج سياسي وخارطة طريق وانتخاب مجلس سياسي عسكري يستند الى الشرعية الثورية ويواجه تحديات الحرب والسلام .
 أما الاستمرار بالمهزلة وماتستتبع من اطالة أمد اللعبة  فسيلحق الأذى بالشعب السوري وثورته وستستمر عمليات النظام والروس بضرب المدنيين في المناطق المحررة كما يحصل اليوم في ادلب والغوطتين وحوران وغدا في أماكن أخرى وسيؤدي الانتظار الى تحويل الصراع الرئيسي بين الشعب ونظام الاستبداد بما هو قضية تغيير ديموقراطي الى مشاحنات ومناشدات انسانية لانقاذ واغاثة مضايا وهذه المنطقة وتلك بمبادرة من النظام وتقديم الشكر الأممي له على سماحه لانتقال قوافل الاغاثة  .
  على اللذين أوصلوا الأمور الى هذا المأزق من كيانات المعارضة وخصوصا الائتلاف مكاشفة الشعب بوضوح والا ستكون مسؤلة عن كل مايترتب مستقبلا من اخفاقات جديدة تضاف الى سابقاتها .




444
2016 : نحو اعادة التنظيم وتصويب المسار
                                                                             
 صلاح بدرالدين

 لايختلف اثنان على مدى سوء الأحوال العامة في بلادنا والمعاناة المأساوية للسوريين التي تعجز عن وصفها العبارات مهما كانت بليغة واذا كانت من السهولة بمكان وضع المسؤلية على الأعداء والخصوم من النظام وحليفيه الايراني والروسي وسائر الميليشيات اللبنانية والعراقية وصنيعته – داعش – وبقية أصناف المرتزقة والشبيحة من مختلف الملل والنحل – وكل ذلك صحيح – الا أن الشعور بالمسؤولية الوطنية تجاه الشعب والتحلي بالشجاعة الأخلاقية يقتضيان العودة الى العامل الذاتي أولا والمكاشفة بتحديد أوجه التقصير في قوى الثورة وجملة الخطايا والانحرافات في هياكل المعارضة وخصوصا – الائتلاف وسلفه المجلس – من منطلق زعمهما " التمثيل الشرعي الوحيد " التي مهدت السبل لاختلال الموازين العسكرية على الأرض وفقدان الثقة بالنفس والاخفاقات السياسية في الداخل والخارج  .
   للأسف وحتى اللحظة تتكابر قيادات المعارضة وتتهرب بشأن تعريف وظيفتها الحقيقية هل هي تمثل الثورة ومخولة بالنطق باسمها أم أنها مؤيدة لها وعلى مسافة منها قد تتخذ مواقف وسياسات متعارضة مع أهدافها الاستراتيجية المعروفة : " اسقاط النظام وتفكيك سلطته ومؤسساته واعادة بناء سوريا جديدة " كما حصل بشأن التعاطي مع قرارات فيينا2 التي كانت بمثابة التجاهل الأممي لقيم الثورة السورية ان لم يكن الحكم بالاعدام عليها وكذلك الالتزام مع مخرجات مؤتمر الرياض وتوجهها العام نحو عقد صفقة التصالح مع النظام القائم وليس تغييره ومايثير الريبة أكثر اخفاء الحقيقة عن السوريين من جانب كل الذين – استقتلوا – من أجل الحضور في مؤتمر الرياض وهذا بحد ذاته مؤشر في غاية الخطورة .
  اذا كان مؤتمر الرياض وبنظر معظم المتابعين سيكون مصيره الاخفاق فالسبب يعود بكليته الى مواقف المعارضة الخاطئة المتجاهلة لحقائق القضية السورية وفي المقدمة عدم اذعانها لواجب الاعداد عبر عقد مؤتمر وطني سوري أولا من خلال تنظيم واعداد لجنة تحضيرية سورية للخروج ببرنامج سياسي انقاذي وانتخاب مجلس سياسي – عسكري تتصدى لتحديات الحرب والسلام والتهيئة للتعامل مع كل المشاريع الدولية والاقليمية خاصة وأن الجميع على علم واطلاع بمدى الانقسامات في الصف الوطني والتشرذم في صفوف قوى وفصائل الثورة وبالتالي انتفاء شروط امكانية تمثيل الشعب وثورته والتحاور مع الآخرين في المرحلة الراهنة وفي الظروف القائمة ان ظلت من دون تغيير وفي أجواء اقليمية – دولية غير ودية .
   فاالدول الكبرى والصغرى العضوة في هيئة الأمم المتحدة التي اتخذت جانب الحيطة والحذر من موجات ثورات الربيع منذ أيامها الأولى كما أنها وبالرغم من اعلان (الصداقة ) مع الشعب السوري في العديد من المحافل الا أنها لم تتبن يوما من الأيام أهداف الثورة باسقاط النظام وتفكيك سلطته ومؤسساته واجراء التغيير الديموقراطي وصولا الى سوريا التعددية الجديدة كلنا لاحظنا أن بعض الأطراف الدولية المؤثرة شجع جماعات الاسلام السياسي وخصوصا حركات الاخوان المسلمين لتتصدر الثورة قيادة وشعارات تحت ذريعة ( الاسلام المعتدل ) ليس حبا بها أو حرصا على انتصارها بل من اجل وضع العراقيل الارتدادية  أمامها  وكان ذلك ايذانا أن تلك الأطراف لم تكن موافقة على الأهداف الحقيقية لثورات الربيع ولم تجد فيها مايحفزها لدعمها من منظور تناقضها مع مصالحها الآنية والاستراتيجية لذلك أقول لم تتغير مسلماتها بل استمرت كماكانت .
      هذا " العالم " لم يعتبر يوما أن هناك ارهاب دولة من جانب النظام السوري ولم تنقطع صلاته – الاستخباراتية – مع أجهزة نظام الأسد الذي استطاع تنفيذ خطة واسعة للظهور بمظهر العلماني أمام الاسلاميين التكفيريين ! ساعده في النجاح أكثر المعارضة السورية البائسة وفي الوقت الحاضر تميل أكثرية الدول الغربية الى جانب روسيا في انتهاج موقف المهادنة مع نظام الأسد بل تأهيله لمحاربة الارهاب تحت حجة خطورة – داعش – خاصة وأن قوى الثورة لم تنجح في اعادة بناء نفسها وهيكلة تشكيلات الجيش الحر واعادة مركزة القرار المستقل مما شكل ذلك فراغا عميقا مكن أصحاب النفوس الضعيفة من التسلل الى صدارة المشهد المعارض .
   أمريكا وسائر ( الأصدقاء ) المفترضين قد يضمن أيا كان حتى من حملة السلاح ماعدا الثوار الحقيقيين الذين يسعون الى تحقيق الأهداف التي راحت في سبيلها مئات الآف من الشهداء وقد سمعنا من يقول ( أن المجتمع الدولي مصر على تصدر رجالات الدولة الوافدين من مؤسسات النظام الهيئة التفاوضية لمؤتمر الرياض ) وفي هذا الكلام عبرة لمن يعتبر وليس هناك من شك أن المقبولين بنظر ( الأصدقاء ! ) هم واضافة الى أعمدة مؤسسات النظام الحالية القائمة الغالبية من ( المعارضين ) في الكيانات المختلفة خاصة من الذين يحظون بالرعاية من جانب النظام العربي الرسمي والملتحقين حديثا وكانوا عاملين في المؤسسات الأمنية والادارية والحزبية والدبلوماسية أو في قطاعات اقتصاد النظام لأن هؤلاء جميعا ليسوا متمسكون بأهداف الثورة  .
  في ظل هذا الوضع المعقد وبالرغم من كل المعوقات هناك على الدوام آمال معقودة على الارادة الشعبية وقوى الثورة والتغيير من أجل انجاز بعض المهام على صعيد العامل الذاتي باتجاه اعادة هيكلة تشكيلات الجيش الحر وترميم ماتهدم من جسم الثورة واعادة تصويب النهج السياسي الوطني ولاشك أن المهام الوطنية العامة المطلوبة انجازها  تنطبق مع بعض الخصوصيات على الساحة الكردية أيضا سبق وأن تناولناها تفصيلا خاصة بما يتعلق بندائنا من أجل عقد المؤتمر الوطني الكردي الانقاذي بالتوازي والتكامل والتكافل والتشارك  مع المؤتمر الوطني السوري العام .

445
من جديد الى شركائنا العرب السوريين
                                                                     
صلاح بدرالدين

  تحت ظل الظروف الاستثنائية الراهنة ومنذ اندلاع الانتفاضة الثورية في بلادنا وفي أجواء اشتداد المعارك واستهداف السوريين الذين مازالوا في الوطن من قوى النظام واعوانه الروس والايرانيين والميليشيات المذهبية والجماعات المسلحة الوافدة من كل حدب وصوب وتحت وطأة انعدام الثقة والاختراقات الحاصلة في صفوف مختلف الجماعات المسلحة وتشرذم تشكيلات الجيش الحر والانقسامات الحاصلة في صفوف القوى المحسوبة على الثورة وافتقارها الى مركز موحد المواقف وتوسع الهوة بين الثوار من جهة والكيانات المعارضة وخصوصا الائتلاف من الجهة الأخرى نقول لمجمل هذه الأسباب تتسرب مفاهيم خاطئة حول الكرد السوريين وتجد مكانها في  بعض العقول والمواقع الاعلامية نتيجة التفسيرات العصبية المتسرعة تحت أصوات المدافع وقصف الطائرات لابد من التصدي لها وتصحيحها خدمة لوطننا في وحدة مكوناته ولثورتنا في تعزيز لحمتها .
  في حقيقة الأمر لست معنيا بمتابعة ماهب ودب من مواقف صادرة من جماعات أو تيارات أو أفراد من شوفينيين عنصريين أصحاب مواقف عدوانية مسبقة من الكرد وحقوقهم موالين للنظام أم في صفوف المعارضة ولكنني أشعر بواجب مناقشة الأمر مع من أراهم شركاء المصير ورفاق الدرب في مسيرة ثورتنا الوطنية حتى لو اختلط عليهم الأمر تجاه القضية الكردية وأخطأوا التقدير نتيجة جهل بتفاصيلها المعقدة وعدم اطلاع على خلفيتها التاريخية كما حصل مع الضابط الحر العميد أحمد رحال في مقالته الموسومة " معارك وحدات الحماية الكردية في الشمال … معارك تحرير أم تقسيم؟؟؟ " المنشورة في موقع : كلنا شركاء في اليوم الأول من العام الجديد وسأحاول ايجاز مداخلتي بالخلاصات التالية :
 أولا – قبل معاتبة الآخر " الخارجي " من أمريكيين وأتراك وأوروبيين واتهامهم بالتقصير وعدم التزامهم بخطوطهم الحمر وتدخلهم بشؤوننا الداخلية حسب مقتضيات مصالحهم وليس كماتقتضيه شروط وحدتنا الوطنية وتعزيز صفوف مكوناتنا وانتصار ثورتنا علينا الالتفات الى أوضاعنا الداخلية المزرية وتفكك قوانا وخطل سياسات معارضتنا ليس بخصوص الثورة والسلم والحرب والصراع بل بما يتعلق بالموقف من الداخل السوري ومشاكله المتراكمة وبالأخص سبل حلها وفي المقدمة برنامج حل القضية الكردية بالشكل السلمي الذي تفتقره الساحة الوطنية والذي ان توفر سيشكل حافزا لالتفاف الغالبية الكردية السورية الساحقة حول الثورة .
 ثانيا – طبعا لست في وارد وضع الشروط المسبقة لمشاركة الكرد في الثورة – وهم مشاركون على أي حال – ومن المؤمنين بأن المسائل الوطنية الداخلية لن تحل الا بتوفر النظام الديموقراطي في سوريا التعددية الجديدة أي بعد انتصار الثورة وتحقيق اهدافها في التغيير ولكن لايجوز لأي فصيل أو جهة أو جماعة أو تيار أو فرد فرض مواقفه في هذه المرحلة الانتقالية أو الاساءة لأي مكون وطني لأي سبب كان مع تفهم كامل لطموحات كل السوريين بمختلف أطيافهم بمافيهم الكرد بشأن ماستكون عليه سوريا مابعد الاستبداد ولكن من دون فرضها على الآخرين لافي مرحلة الثورة ولا مابعد انتصارها الا من خلال التوافقات الوطنية وصناديق الاقتراع .
 ثالثا – هناك اشكالية التمثيل المعارض في الجانبين العربي والكردي فعلى الصعيد العربي السوري نجد هوة واسعة بين قوى الثورة من جهة والمعارضة وخاصة ( المجلس والائتلاف ) من الجهة الأخرى تنعكس سلبيا على الطرف الكردي حيث تتوزع الأحزاب الكردية بين كل من – الائتلاف وهيئة التنسيق – ويتم تجاهل الحراك الثوري الكردي من تنسيقيات الشباب ومنظمات المجتمع المدني والمستقلين والشخصيات الوطنية والفكرية والثقافية وهو كان المبادر الأول في الانتفاضة والمعبر الحقيقي عن طموحات الكرد والغائب السياسي الآن عن المسرح وعن كل المؤتمرات بما فيها مؤتمر الرياض بارادة النظام أولا والأحزاب ثانيا والمعارضة السورية ثالثا .
 رابعا – هناك خلط يكاد يكون متعمدا من جانب بعض الأخوة والأصدقاء بين مواقف أحزاب وجماعات كردية وبين الموقف الشعبي الغالب فأحزاب – المجلسين – ( غرب كردستان والمجلس الكردي ) لاتعبر عن ارادة الشعب الكردي تماما مثل أحزاب وجماعات – الائتلاف – التي لاتمثل لا الشعب العربي السوري ولاثورته لذلك ليس من المناسب سحب موقف حزب كردي معين على شعب بأكمله حتى لو كان مسيطرا بقوة السلاح على مناطق شاسعة وبالمقابل هل يجوز اعتبار تبعات مواقف – داعش – المحتل لمناطق ومحافظات سورية بأضعاف ماهو تحت سلطة الأمر الواقع ( الحزبية الكردية ) وهو تنظيم عربي على الشعب العربي السوري ؟
 خامسا – يمكن تفهم رفض مشروع – ب ي د – وخططه السياسية والعسكرية وادانته بالتواطىء مع مخططات النظامين السوري والايراني وتجاوبه مع التآمر الروسي ولكن لايجوز تقبل الاساءة الى الحركة الوطنية الكردية والتشكيك في ارادة عشرات الملايين من الكرد المقسمين قسرا الموزعين بدون ارادتهم في دول المنطقة في الجوار حول حقهم في تقرير المصير كما يشاؤون بالتوافق مع الشعوب التي يتعايشون معها  أو الاساءة لاقليم كردستان العراق ونعته بأنه كانتون في حين أنه اقليم فدرالي بحسب الدستور العراقي مابعد الدكتاتورية أوليس تعزيز الصداقة والتفاهم مع ملايين الكرد بالمنطقة لمصلحة سوريا الجديدة القادمة ؟.
  لن تستقيم العلاقات بين المكونات الوطنية السورية بما فيها العلاقات الكردية العربية الا بالاعتراف بتعددية المجتمع السوري القومية والدينية والمذهبية واحترام وجودها وحقوقها وتثبيت ذلك وضمانه في دستور سوريا الجديدة القادمة والى أن يتحقق ذلك فان قدرنا جميعا أن نكون معا وسوية واعادة اللحمة عبر المؤتمر الوطني العام والخروج ببرنامج الانقاذ وانتخاب المجلس السياسي – العسكري لمواجهة تحديات الحرب والسلام وهو السبيل لانتصار الثورة واسقاط الاستبداد  .

   

446
" ورقة الكرد " تسيل لعاب روسيا وغازهم يؤرقها

           
صلاح بدرالدين

  طوال التاريخ عانت شعوب التحرر الوطني وخاصة المستضعفة منها من استثمار – الكبار – لقضاياها المشروعة اما باطالة أمدها لتحقيق المزيد من المكاسب ومقايضتها بمسائل أخرى في أماكن مختلفة مع القوى المواجهة المتنافسة على النفوذ ونهب مقدرات الشعوب واما بترك مصائرها للمجهول واستغلالها للمزايدات اللفظية القومية والآيديولوجية والأخلاقية أو بنعتها بكل الصفات السلبية من انفصالية وارهابية وحجب الشرعية الوطنية عنها كذريعة لادامة الاستبداد والحفاظ على الأمر الواقع والتحكم بالسلطة الى مالانهاية قاطعة الطريق على ارادة التغيير الديموقراطي والاصلاح والتطوير .
   الى جانب " الورقة الكردية " التي   قيل عن استغلالها الكثير من جانب القوى الدولية والاقليمية منذ أكثر من قرن وحتى الآن برزت " الورقة الفلسطينية " في العقود الأخيرة وتحديدا منذ قيام دولة اسرائيل وانبثاق منظمة التحرير وصعود النضال الفلسطيني حيث بدأ النظام العربي الرسمي وتحت الضغط الشعبي والتعاطف الجماهيري الواسع الى استثمار القضية الفلسطينية كورقة حتى في الأمور الداخلية والصراعات السياسية ضد الخصوم وفي الحالتين يعود سبب استثمار الورقتين من جانب الآخرين الى ضعف البنية االاجتماعية للحركتين الوطنيتين الكردية والفلسطينية والافتقار الى عوامل المقاومة والصمود اضافة الى تجاهل المجتمع الدولي لحقوق الشعبين وحجب الدعم عنهما . 
       المداعبة الروسية المستجدة " للورقة الكردية " 
  منذ بدايات الانتفاضة الثورية السورية ودخول روسيا الاتحادية طرفا في اللعبة الدولية حول سوريا من بوابة تقديم كل أنواع الدعم العسكري والدبلوماسي والسياسي الى جانب ايران  للنظام المستبد الحاكم  بدأت بالبحث عن قنوات سورية غير حكومية لتعزيز تواجدها في صفوف منظمات وأحزاب وتيارات محسوبة على المعارضات المرضية عنها من أوساط نظام الأسد بشكل خاص بعد أن لفظتها قوى الثورة وردت مندوبيها على أعقابهم في أكثر من مناسبة ومن جملة من انفتحت عليهم الدوائر الروسية الدبلوماسية – الأمنية حزب الاتحاد الديموقراطي حيث استضيف ممثلوه مرارا الى موسكو وأصبح في قائمة – لافروف – بشكل دائم كطرف ( معارض ! ) مرشح للمشاركة في وفد المعارضة السورية للتفاوض مع وفد النظام كما أقره اجتماع فيينا 2 . 
 لقد شكل التقرير المفصل الذي عرضته قناة روسيا 24 الرسمية المقربة من الرئيس الروسي فلادمير بوتين،قبل أيام  عن"  الورقة الكردية"  في الصراع الروسي -التركي وذلك ضمن برنامج"  الحقائق " نموذجا ساطعا لحقيقة المفهوم الروسي الانتهازي للقضية الكردية وخصوصا في تركيا حيث أكد التقرير أن القضية الكردية هي أكثر ما تسبب الألم للرئيس التركي رجب طيب اردوغان ، وتعتبر من أهم نقاط الضعف والألم الدامي لنظامه ويتوقف الأمر على كيفية تعامل روسيا مع الورقة الكردية على حد تعبير التقرير .
كما اشارالتقرير أيضا الى ان الرئيس المشترك لحزب الاتحاد الديمقراطي- السوري - اعرب عن أستعداده للتنسيق مع روسيا  لهذا يجب على روسيا أن تسرع الخطى لجذبهم إلى جانبها بأسرع وقت قبل أن يفعلها الأمريكان ،هذا مهم جدا و يجب أن تكون هذه الخطوة من أولويات روسيا في هذا الوقت الحساس، لكن يجب على روسيا أن لا تنسى إن الكرد حلفاء لأمريكا ولكنها  لا تسمح لهم بتخطي نهر الفرات غربا لكي يوصلوا كوباني بعفرين و ذلك إرضاء لحليفتها تركيا .
    وذكر التقرير أن الكرد في سوريا قدموا مؤخرا طلبا لفتح سفارة لهم بموسكو و هم يؤيدون العملية العسكرية الروسية ضد الارهاب في سوريا والمقصود هنا حسب المفهوم الروسي ومن دون الافصاح علنا عن علاقات – ب ي د – مع النظام السوري هو أن هذا الحزب الى جانب جماعات سورية أخرى هم ضمن صفوف أصحاب الموقف الذي يعتبر كل من يعارض نظام الأسد سياسيا وعسكريا هم من الارهابيين طبعا مع هامش من حرية ممارسة التكتيكات عندما تقتضي الحاجة واللعب بالتعابير والمصطلحات عندما يتطلب الأمر التستر على الأسرار وتزييف الحقائق  .
  اللعبة الروسية با " الورقة الكردية " باتت مفضوحة من أول الطريق فاضافة الى محاولة استثمارها ضد تركيا لحين حل الخلاف معها من دون أية اشارة الى القضية الكردية كمسألة شعب مكافح من أجل الحرية ليس في تركيا فحسب بل في العراق وايران وسوريا فان السياسة الروسية ترمي الى تعميق الخلاف واقثارة الفتنة الكردية – الكردية وتأليب جماعات – ب ك ك – ضد حكومة وشعب اقليم كردستان العراق وعلاقاته المميزة المتطورة مع تركيا منذ عقود التي تصب لصالح الطرفين وقد رافق الاثارة الروسية للفتنة الكردية التركية الداخلية اثارة اعلامية مضللة باتهام الاقليم بنقل نفط داعش الى تركيا عبر معبر ابراهيم الخليل مما حدا بحكومة الاقليم الى تقديم مذكرة شديدة اللهجة الى الحكومة الروسية عبر قنصليتها بأربيل والمطالبة باجراء تحقيق دولي لتعرية الادعاءات الروسية الباطلة .
   لم يعد خافيا أن الطغمة الروسية الحاكمة تستخدم كل آلتها العسكرية المدمرة ضد الشعوب الآمنة في أكثر من بلد وخصوصا في أوكرانيا وسوريا وتعادي الدول والحكومات وتصفي الخصوم والمنافسين بمختلف الطرق بمافي ذلك السموم  واليورانيوم القاتل في سبيل تحسين شروط بيع الغاز في الأسواق العالمية وتخاصم البعض من أجل قطع الطريق على منافستها في تجارة الغاز وأمام ذلك لانستغرب قيامها باي اجراء لاقانوني ومناف حتى لشرعة حقوق الانسان وميثاق الأمم المتحدة من أجل تحقيق نزعاتها التجارية الربحية على صعيد طرق الامداد وأسواق العرض والطلب ولاشك أن جزء من معاداتها لاقليم كردستان العراق يعود الى امكانية تصدير النفط والغاز الكردستاني الى الأسواق التركية والعالمية .
  لاشك أن الرأي العام الكردي في مختلف المواقع يقف الى جانب الاقليم الكردستاني العراقي ليس لأنه نتاج عقود من النضال وثمنا لدماء الشهداء والضحايا وتجسيدا لمبدأ حق تقرير مصير الشعب الكردي في جزء من وطنه بل  لمواقف قيادته الشرعية المنتخبة الثابتة ضد الارهاب وانتهاجها سبيل العقلانية والاعتدال تجاه القضايا الداخلية والخارجية وبنفس القدر فان الغالبية الساحقة من الكرد تستهجن المواقف الروسية الانتهازية ليس بخصوص القضية الكردية فحسب بل تجاه ثورات الربيع عموما والثورة السورية على وجه الخصوص ووقوفها الى جانب الطغاة المستبدين .


447
قرار مجلس الأمن في الغاء الثورة السورية
                                                                     
صلاح بدرالدين

    كنا قد أعلنا في حينه وأكدناه مرارا وتكرارا بأن اعلان فيينا 2 قبل نحو شهر كان بمثابة الحكم بالاعدام من جانب القوى الدولية والاقليمية على فكرة ثورات الربيع وفي مقدمتها ظاهرتها الأكثر فرادة والأغنى تجربة الثورة السورية الذي استند الى قرارت جنيف قبل ثلاثة أعوام ومداولات القوى الكبرى خصوصا الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا وكان القرار الأخير لمجلس الأمن الدولي في التاسع عشر من الشهر الجاري قرارا تحت رقم  ( 2254 ) حول سوريا بمثابة الضربة القاضية ويتكون من مقدمة وستة عشر بند تتضمن خلاصة توافق الكبار حول القضية السورية انطلاقا من مصالحهم ورؤاهم من دون مشاركة وموافقة من يمثل السوريين وثورتهم وفي هذه العجالة محاولة في مناقشته بالعمق وتقييمه وابداء  مآخذنا على مايرمي اليه من أهداف خبيثة :   
أولا – التزام القرار – كماجاء بالمقدمة – بخطاب النظام حول تسمية سوريا وجميع رموزها وليس بمفهوم الثورة ومفرداتها حول مصدر الشرعية حتى أنه ( القرار ) لم ينح الطريق الوسط المحايد حول الاشكالية الوطنية منذ خمسة أعوام ولم يراعي مشاعر غالبية السوريين وحتى مواقف العشرات من الدول الأعضاء بمجلس الأمن ومنظمة الأمم المتحدة بخصوص رفع الشرعية عن نظام الأسد  .
 ثانيا  – تحميل المسؤلية للسلطة – كما جاء بالمقدمة - في الحفاظ على مواطنيها وليس بصيغة اتهامية أو ادانة اعتراف بشرعية النظام الدستورية والقانونية وتجاهل مسؤلية الثورة في انقاذ الشعب من الاستبداد بحسب أهدافها ومبادئها وشعاراتها .
 ثالثا  – تناقض بين تأييد بيان جنيف حزيران 2012 وهيئة حكم انتقالي بكامل الصلاحيات وبين تعابير " مع كفالة استمرارية المؤسسات الحكومية " في الفقرة ذاتها فهل ستكون هيئة الحكم جزء أو امتدادا لمؤسسات النظام الحاكم أم ستقام على أنقاضها ؟  .
 رابعا  – مساواة بين الضحية والجلاد أو النظام وغالبية الشعب الثائر كما جاء بالمقدمة بدلا من ادانة نظام الاستبداد الذي يقترف الجريمة تلو الجريمة منذ خمسة أعوام متحديا الشعب والرأي العام والمجتمع الدولي وهيئة الأمم وكل قوى الحرية في العالم في حين أن السوريين هائمون على وجوههم بالملايين في اصقاع الدنيا والبحار وفي الداخل السوري .
خامسا – عدم وضوح فقرة " وحماية حقوق جميع السوريين بغض النظر عن العرق والدين والمذهب " أولا حمايتهم من من ؟ وتعرضهم للاضطهاد منذ عقود من جانب من ؟ وحدود ومضمون حقوقهم وضماناتها الدستورية .
 سادسا  – الخلط بين الثورة والمعارضة الحقيقية من جهة وبين مدعي المعارضة أو الموالين للنظام عندما يتم التساوي بين مؤتمرات المعارضة وبين لقاءان موسكو والقاهرة و اجتماع الرياض " ذو الجدوى " على حد تعبير القرار وهذا مؤشر الى نجاح الطغمة الحاكمة في موسكو في ضم الجماعات الموالية للنظام قريبا الى الوفد المفاوض بالرغم من اعتقادنا بأن مختلف كيانات المعارضة بما فيها مؤتمر الرياض تعرضت للاختراق من جانب أدوات النظام .
 سابعا  – في الفقرة الرابعة التاكيد على مدة ستة اشهر للمفاوضات ثم انتخابات ومشروع دستور في غضون عام ونصف العام على قاعدة استمرار النظام دون الاشارة الى مصير راس النظام وهو أمر غير مستغرب عندما يتم الاتفاق على الحفاظ على مؤسسات الدولة والرئاسة جزء منها على أي حال .
 ثامنا – في الفقرة الثامنة يبدو واضحا تعريف فصائل ومجموعات أخرى بالارهاب اضافة الى داعش والنصرة مع غموض في التسمية وهل جماعات ايران والعراق وحزب الله من بينها ؟ .
 تاسعا – الاعتماد في تعريف الارهابي من غيره على موقف الأردن والدول الأخرى وليس على تشخيص الثورة ومفهومها انطلاقا من مصالح الشعب السوري .
 عاشرا  – في الفقرة 14 حول اللاجئين والنازحين هناك غموض وعدم حسم وفقدان الخطة والبرنامج مما يوحي بادامة معاناتهم الى آجال غير معلومة .
  كل ماأشرنا اليه وغيره سيشكل عقبات في طريق الحل السلمي للقضية السورية ومصدر خلاف بين القوى الدولية والاقليمية المعنية وبينها مجتمعة من جهة والشعب السوري من جهة أخرى ومؤشر على اطالة المعاناة والصراع في وقت تفتقد الساحة الوطنية الثورية السورية الى بديل احتياطي لمواجهة التحديات الماثلة بسبب العجز حتى اللحظة عن عقد المؤتمر الوطني الشامل المنشود لصياغة البرنامج المناسب وانتخاب المجلس السياسي – العسكري لقيادة المرحلة .
 

448
  تنسيق روسي – اسرائيلي لمحاربة الارهاب !
                                                                     
صلاح بدرالدين

  " تنسيق روسي اسرائيلي لمحاربة الارهاب " بتلك العبارة المضللة أنهى الناطق الرئاسي الروسي الرسمي تصريحه حول المكالمة الهاتفية بين رئيسه بوتين  ورئيس الحكومة الاسرائيلية نتانياهو وقبل ذلك بخمسة أعوام أعلنت الأوساط الروسية الحاكمة أنها تتعاون مع نظام الأسد لمحاربة الارهاب وتنسق مع نظام جمهورية ايران الاسلامية وملحقه حزب الله اللبناني للغرض ذاته أي محاربة الارهاب وأن تدخلها العدواني العسكري في سوريا من أجل ضرب الارهابيين وأن تدخلها السافر بشؤن البلدان السوفيتية السابقة التي استقلت بارادة شعوبها الديموقراطية الحرة مثل جورجيا وأوكرانيا من أجل محاربة الارهاب أيضا وهكذا تحول هذا الشعار المشروع الى ستار يغطي كل موبقات النظام الحاكم في موسكو .
   ارهابييون غلاة يركبون موجة محاربة الارهاب
  معروف عن نظام – بوتين – أنه يمثل تحالفا مصلحيا بين بقايا رؤس الأجهزة الأمنية السوفيتية السابقة وممثلي تروستات الصناعات الحربية من الضباط والعلماء العسكريين وأباطرة المافيات التي ازدهرت في أواخر سنوات النظام الشيوعي مدعوم من رؤوس الكنيسة الأرثوذكسية المتنفذين وغلاة القوميين المتعصبين الروس المدفوعين من غرائز الانتقام من الشعوب المنفصلة عن روسيا وكذلك الغرب المتقدم معا ولاشك أن طبيعة نظام كهذا لاتبشر بالخير وستكون بصورة تلقائية ضد حق الشعوب في تقرير مصيرها وليس بالنقيض من الحريات الديموقراطية في الداخل الروسي فحسب بل بوليسي قمعي دموي تجاه الأقوام غير الروسية التي تنشد الحرية يصفي الخصوم المعارضين بلمح البصر أو يجبر الفئات المثقفة والاعلامية للرضوخ لقاء المغريات وبهذه الصفات غير الحميدة يتبوأ هذا النظام قمة الارهاب الدولتي الرسمي .
  الحركة الصهيونية التي انبثقت دولة اسرائيل من أحشائها هي حركة عنصرية مدانة من جانب هيئة الأمم المتحدة والنظام الحاكم في اسرائيل بالرغم من كل الرتوش والعملية البرلمانية والديموقراطية الظاهرية فان تاريخه منذ عقود عبارة عن رفض تنفيذ قرارات الهيئات الدولية بخصوص سلوكه تجاه الشعب الفلسطيني ومضيه في سياسة القمع والاضطهاد وانتهاك ارادته بحقه في تقرير المصير وبحسب منظور المجتمع الدولي وقوى الحرية والتقدم في العالم فان الدولة الاسرائيلية تصنف ارهابية ولاتعفى من هذه اللطخة حتى لوواجهت بين الحين والآخر جماعات دينية متطرفة توسم بالارهاب .
  جمهورية ولاية الفقيه الاسلامية الايرانية التي تحكمها مجموعات قومية متطرفة تحت ستار الدين والمذهب باتفاق بين غلاة رجال الدين من الحوزات الشيعية وعسكر الجيش والحرس الثوري والميليشيات الأخرى والطغمة المسيطرة على البازار وخصوصا في العاصمة طهران بتوافق على تصدير الخمينية والانتشار في بلدان المنطقة من العراق الى الى لبنان مرورا بسورية وانتهاء باليمن ودول الخليج عبر انشاء ميليشيات مذهبية مسلحة تمارس العنف والتصفيات والاغتيالات وتتحول طرفا ضد ثورات الربيع وتخريب الحياة الداخلية واثارة الفتن ونشر الاقتتال والوقوف ضد التنظيم الدولتي لمصلحة دول الميليشيات أو دول داخل الدولة وفوق كل ذلك خنق شعوب ايران من كرد وعرب وبلوج وآذريين وغيرهم حيث تعتبر التيوقراطية – القومية الحاكمة أقل من نصف الشعوب الايرانية المحكومة المضطهدة وتنطبق عليها في معياري السياستين الداخلية والخارجية صفة الارهاب الدولتي .
  أما نظام الاستبداد الأسدي فحدث ولاحرج يكفي أنه مسؤل عن اراقة دماء مئات الآلاف من السوريين وتدمير أكثر من نصف مساحة المدن والبلدات وتشريد وتهجير واعتقال الملايين وليس هناك في عالمنا الراهن نظام بهذه الدرجة من الدموية والاجرام تنطبق عليه معايير ارهاب الدولة المارقة وتعارضه وتتصدى له الغالبية الساحقة من الشعب السوري بمختلف مكوناته وأطيافه ويدينه المجتمع الدولي الحر ويعتبر رأسه الحاكم فاقد للشرعية منذ أعوام .
  هناك الى جانب ذلك معلومات موثوقة على تورط النظامين الايراني والسوري والحكومة العراقية على ايجاد – داعش – وانمائه لأغراض متنوعة منها مذهبية لادانة المسلمين السنة وتفرقة صفوفهم واثارة القلاقل في المنطقة ومنها سياسية لاغراق الثورة السورية بالجماعات الاسلامية وازالة صفة الثورة والحرية عنها وفي جميع الأحوال لم يعد سرا أن القاعدة كتنظيم أم و- داعش – و – النصرة – تتنازعها مرجعيات عدة في الوقت الحاضر من بينها مرجعيات ايرانية وسورية وظواهرية وغيرها .
  وهكذا تتوالى مخططات التضليل والافتراء من جانب الطغمة الروسية الحاكمة وحلفائها لايهام الرأي العام بأنهم في مواجهة الارهاب في حين أنهم يستندون الى نظم ارهاب الدولة والمصدر الرئيسي لداعش وأشباهه والعائق الأساسي أمام محاولات اجتثاث جذور الارهاب من جانب شعوب المنطقة وثوار سوريا حيث يتعرضون كل يوم الى هجمات الروس والايرانيين وحزب الله وجيش الأسد وشبيحته .
 

449
اعلان فيينا وبيان الرياض : أوجه الاتفاق والاختلاف
                                                                                             
صلاح بدرالدين

  سبق وأن استخلصت الى القول في حينه بشأن الاجماع الدولي حول سوريا في اتفاق فيينا 2  بالرابع عشر من تشرين الثاني \ نوفمبر هذا العام  أنه بمثابة مفترق طرق نحو أولا - افتتاح مرحلة جديدة في الصراع الخارجي على سوريا بدلا من المواجهة الداخلية فيها وثانيا – اعتبرت مجمل الاتفاق كعهد دولي على انتهاء ثورات الربيع وفي المقدمة الثورة السورية ولم تظهر تلك المسلمات الدولية الموحدة من فراغ بل استندت الى مبرراتها المعلنة والمقنعة للرأي العام العالمي وتحت ضغط التفجيرات الارهابية التي نالت من أمن واستقرار عواصم أوروبا في ضرورة الاسراع باطفاء الحريق السوري ( منبع جرائم داعش ) كيفما كان وبأية طريقة كانت من دون التوقف عند طموحات السوريين في تحقيق خياراتهم وتقرير مستقبلهم .
"   أكد اتفاق فيينا2 على الترابط الوثيق بين وقف إطلاق النار،ومسألة النازحين واللاجئين وعملية سياسية موازية وفقاً لبيان جنيف-1 وهذا ما أكد عليه أيضا مؤتمر الرياض بالاضافة الى اطلاق سراح المعتقلين وابطال الأحكام الجائرة  ورحبت المجموعة بالتعاون مع المبعوث الدولي الخاص ستيفان دي ميستورا وآخرين، لجمع أكبر عدد ممكن من أعضاء المعارضة السورية، المختارة من السوريين. فهم من يختارون ممثليهم في المفاوضات ويحددون مواقفهم من المفاوضات، وذلك لتمكين بدء العملية السياسية " .                                                                                ماحصل أن مؤتمر الرياض في التاسع والعاشر من الشهر الحالي جمع عددا من كيانات المعارضة ومجموعات ( جل أفرادها من المنتمين السابقين الى مؤسسات النظام والمؤيدين للتحاور ) بحسب اجتهادات الجهة المكلفة وليس " من أعضاء المعارضة السورية المختارة من السوريين " حيث كان من الأنسب أن يسبقه عقد مؤتمر وطني سوري عام وان كنا لم نتوهم يوما ولحظة بصدقية وجدية ونزاهة – المعارضة - وخصوصا ( المجلس والائتلاف ) الا أننا نقف مشدوهين أمام سكوت وتباطىء الثوار من الجيش الحر والفصائل والحراك الوطني المدني وغياب أية مبادرة توحيدية وخطوات لاعادة البناء والهيكلة والدعوة لعقد المؤتمر الوطني السوري المنشود لصياغة برنامج التصدي للتحديات وانتخاب مجلس سياسي – عسكري انقاذي طارىء للتعامل مع المستجدات وتمثيل أهداف الثورة السورية.                                                             
     لاخلاف بين فيينا والرياض ( ونقصد بالأول المجتمع الدولي وبالثاني المشاركون من – المعارضة – وليس الدولة المضيفة ) حول : " الالتزام بوحدة سوريا واستقلالها وسلامتها الإقليمية، وطابعها غير الطائفي، ولاخلاف أيضا حول ضمان سلامة مؤسسات الدولة ( وهي في تعريفها العملي :الأمنية والعسكرية والاقتصادية والمالية والادارية والحزبية ) ومن الواضح أن الجانبين لم يأبها للواقع التعددي السوري من حيث الأقوام والثقافات ولم يضمنا رفع الاضطهاد والقمع عن كاهل الكرد وتضمين حقوقهم بالدستور والاعتراف بوجودهم كقومية رئيسية كما لم يؤشرا الى وجود وحقوق باقي القوميات غير العربية من تركمان ومسيحيين وغيرهم بخلاف عبارات عامة مثل : وحماية حقوق جميع السوريين، بغض النظر عن انتماءاتهم العرقية أو الطائفية .
ليس هناك خلاف على : دعم العملية الانتقالية الواردة في بيان جنيف 2012. من شأنها إقامة حكم شامل ذي مصداقية وغير طائفي، في غضون ستة أشهر، ووضع جدول زمني وعملي لإعداد مسودة دستور جديد، على أن تجرى انتخابات عادلة وشاملة بحسب الدستور الجديد خلال 18 شهراً، وأن تكون بإشراف الأمم المتحدة بما يحقق رضا وارتياح إدارة الحكم، وأعلى معايير الشفافية والمساءلة الدولية. وجميع السوريين، بمن فيهم السوريون في الشتات، يجب أن يكونوا مؤهلين للمشاركة "
  صحيح أن هناك نوع من التشدد في أحد بنود بيان مؤتمر الرياض تجاه رأس النظام وزمرته الا أن ذلك لايتناقض كليا مع مسار فيينا2 لأن مجرد جلوس وفد المعارضة على طاولة الحوار مع الوفد الذي سيكلفه رأس النظام والتراجع عن هدف الثورة الأساسي : اسقاط النظام وتفكيك سلطته الأمنية والعسكرية بمثابة المضي قدما في ذلك المسار ومن الواضح أنه لولا عبارات التشدد تلك التي تحافظ ولو نظريا على ماء الوجه لما تجرأت تلك الفصائل العسكرية من المشاركة في مؤتمر الرياض .
  بالنهاية فان ماجرى بالرياض هو تنفيذ لما عهد به دوليا الى المملكة كدولة عربية مؤثرة داعمة للمعارضة الراهنة من أجل استكمال لما تم البدء به في فيينا بارادة الجميع .

450
حكاية " السيادة " في سوريا والعراق
                                                                 
صلاح بدرالدين

  يطيب لنظام الاستبداد الأسدي وفي وسائل اعلامه التغني بسيادة سوريا والتباكي عليها وادعاء انتهاكها من جانب كل من يتعاطف مع قضية الشعب السوري في كفاحه العادل من أجل الحرية والكرامة معيدا كل انتكاساته وهزائمه السياسية والعسكرية وتفكك جيشه وتراجع سلطته الأمنية والادارية الى أقل من ربع مساحة البلاد الى الاسطوانة المشروخة بالقاء اللوم على التدخلات الخارجية والاعتداء على الاستقلال والسيادة الوطنية وكأنه مازال يعتقد كدكتاتور أرعن فاقد للشرعية مسؤول عن اراقة دماء مئات الآلاف وتدمير البلاد أنه يجسد قيم الوطن وسيادته . 
  قام السورييون بثورتهم معتمدين على أنفسهم وعلى ارادتهم الفولاذية وصدق تمسكهم بمبادىء الحرية والعدالة وحتى مضي أعوام من معاناتهم بسبب الاختلال في موازين القوى لدى مواجهة النظام الذي استخدم كل موارد وقوى الدولة ضدهم لم يطالبوا بأي تدخل خارجي مطلبهم الوحيد بهذا الصدد اقتصر على شعار– التدخل الانساني - رفعه المتظاهرون المحتجون السلمييون في مختلف المناطق وهو مطلب مشروع تحقق في أكثر من منطقة وبلد بأوروبا وافريقيا وآسيا أجازه الأمم المتحدة والقانون الدولي لايتناقض مع السيادة الوطنية .
  مقابل ذلك ومنذ الأشهر الأولى لانتفاضة الشعب السوري كان الهم الأول للنظام وعلى رأس جدول اهتماماته تحقيق أمرين باتجاهين متكاملين : الأول دعم وتهيئة الجماعات والتنظيمات الارهابية المحلية وتنظيم صفوفها واستدعائها من وراء الحدود وزرعها وتوزيعها في مناطق التماس مع قوى الجيش الحر واستحضار مجموعات وأفواج من مسلحي – حزب الله اللبناني – وكتائب عراقية مذهبية ومقاتلي الحرس الثوري الايراني وجماعات – ب ك ك - ووضعها في مختلف محاور القتال في طول البلاد وعرضها واستجلاب كل هؤلاء أو دخولهم ومشاركتهم بقتل السوريين ليس انتهاكا للسيادة فحسب بل جرائم دولية ضد الانسانية .
  أما الثاني فكان استدعاء الجيوش النظامية الايرانية والروسية لتدنيس أرض الوطن وابادة السوريين بمختلف الأسلحة الفتاكة والمحرمة ومن الجو والبر والبحر بالترافق مع تنفيذ مخططات واجراءات من قبيل تغيير التركيب الاجتماعي والمذهبي ومحو المعالم التاريخية الدالة على التنوع القومي والثقافي والديني في المجتمع السوري فأية سيادة يتغنى بها نظام الاستبداد بعد كل الذي حصل مما يضع على كاهل الثورة وبالاضافة الى انجاز مهامها في الحرية والكرامة والتغيير مهمة استرجاع السيادة الوطنية وصيانتها .
    يتكرر المشهد بالعراق الذي ابتلى بحكم البعث عقودا تماما مثل سوريا بصورة مشابهة على مبدأ أينما حل حزب البعث انعدمت الحرية والكرامة والسيادة فتارة يتغنى حكام بغداد من مخلفات العهد البائد بالصبغة المذهبية وليس القومية بالسيادة عندما يتعلق الأمر باستحقاقات شعب اقليم كردستان وأحيانا في سبيل تنفيذ سياسات تخدم المحور الايراني السوري الروسي ضد دول وحكومات من محور آخر مثل تركيا وبلدان الخليج كما يحصل في هذه الأيام حول انتهاك الجيش التركي لسيادة العراق .
وكما هو معلوم ومنذ الانسحاب العسكري الأمريكي بعد سقوط النظام الدكتاتوري في بغداد تحول العراق الى بلد سائب وغير محصن منقوص السيادة فمن جهة نظام الجمهورية الايرانية الاسلامية يتحكم بمفاصل الحكم والعسكر والأمن والاقتصاد ومن جهة أخرى الميليشيات المذهبية تقتسم النفوذ والسلطات المحلية والقوى الارهابية من داعش وغيرها تسيطر على مناطق شاسعة وتقيم سلطتها والحكومات العراقية المتعاقبة لم تبادر أو فشلت في الغاء الاتفاقية العراقية – التركية الأمنية الموقعة في عهد الدكتاتورية المنتقصة من حقوق العراق فعلا والتي تخول الجانب التركي بامكانية التغلغل العسكري في العمق العراقي لمسافة ثلاثين كيلو مترا .
   يضاف الى كل ذلك الاتفاق العراقي الاستراتيجي مع الحلفاء بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية  لمحاربة داعش وضربه من الجو والبر وبمشاركة آلاف الخبراء والمستشارين  والاتفاقية الأمنية الرباعية قبل نحو شهرين  مع روسيا وايران ونظام الأسد ومركزها بغداد وهذا كله يوجز المشهد العراقي الراهن ويظهر الحالة الحقيقية على الأرض بمافيها حكاية السيادة  التي أشرنا اليها بالبداية.
هناك تواجد عسكري تركي رمزي في العراق وفي بلدة - بامرني – بكردستان من 150 جندي نتيجة الاتفاقية الأمنية القديمة وبعد قرار التحالف الدولي بدعم العراق ضد داعش تحول هؤلاء الى مدربين للبيشمركة بالبداية ثم لمتطوعي محافظة الموصل المحتلة من داعش بزعامة المحافظ السابق للمدينة وبعلم وموافقة الحكومة العراقية كما يتردد  ولهم عدة قواعد للتدريب في كردستان وكما هو معلوم وعلى ضوء الخلاف الروسي – التركي هناك من يريد اثارة هذا الموضوع والمبالغة فيه ليس من أجل السيادة العراقية المشروعة بل ضد تركيا ودعما لروسيا وعلى مايظهر فان جماعات النظام الايراني تقف وراء الحملة .
  تحولت السيادة مثل أية سلعة أخرى الى مادة للبيع والشراء في أسواق حكام سوريا والعراق .














451
الذين سيجتمعون بالرياض مالهم وماعليهم
                                                           
صلاح بدرالدين

  ليست المرة الأولى التي سيجتمع فيها " معارضون " سورييون ولن تكون الأخيرة فقد سبق ذلك وفي غضون مايقارب الخمسة أعوام مئات وآلاف اللقاءات والمؤتمرات في سوريا ودول الجوار ومصر والخليج وأوروبا وأمريكا وآسيا واذا كانت نتائجها لم تكن حاسمة ومفصلية باتجاه وحدة الصفوف وتحقيق الحل السلمي ونصرة الثورة الاأنها لم تكن الى تلك الدرجة من السوء فعلى الأقل اجتمع الناس وتعارفوا وبانت النوايا أكثر وتكشفت حقائق حول جدية البعض وهزال البعض الآخر وسوء نوايا هذه الجماعة أو تلك وذلك التيار وذينك الفرد ومدى هشاشة ادعاء تمثيل الجميع للثورة والاساءة اليها عن علم أو جهل بدون استثناء .
  بالرغم أن جغرافية مكان الاجتماع تؤشرعادة بشكل قوي على مضمونه ونتائجه مسبقا خاصة اذاكانت في عاصمة الدولة العربية الأهم الا أن منطق الأمور يعيد الكلمة الأولى والأخيرة لارادة العنصر البشري المتمثل في المشاركين ويضع المسؤلية والتبعات على عاتقهم خاصة وأن موضوع اللقاء ليس مباراة شعرية أو حوار حول قضايا الفكر والثقافة والبيئة بل يقتصر على مصير السوريين ووطنهم ومستقبلهم بعد كل الدماء المسالة والخراب والدمار والنزوح والهجرة والمعاناة وبناء عليه فان الأولى بأي وطني سوري حريص وقبل الافتتاح حتى لو لم يكن واثقا من جدوى اللقاء توجيه الملاحظات والمقترحات الى المدعوين وليس الى الدولة المضيفة .
  كما كنا ندعو دوما ازاء مئات دعوات الاجتماعات – المعارضة - وقبل عقدها فاننا نلفت الآن النظر ومن أجل تحقيق النتائج الايجابية المرجوة الى ضرورة أخذ المسائل التالية بعين الاعتبار :
   أولا – من الواضح للعيان وللسوري قبل الأجنبي أنه لاقوى الثورة وخاصة الجيش الحر ولا كيانات المعارضة وخصوصا – الائتلاف – في وضع تنطيمي وسياسي يؤهلها للقيام بأدنى الواجبات الوطنية الناجزة كما أنه ليس لقوى الثورة ولا المعارضة  قيادة منتخبة موحدة أو برامج وخطط فاعلة معبرة عن مصالح وطموحات السوريين وبالتالي لايمكن اعتبار المجتمعين بالرياض كائنا من كانوا وفي هذه المرحلة الراهنة وبذلك الشكل الذي أشرنا اليه بأنهم يمثلون الشعب السوري ويحملون أهداف ثورته وان أخطأوا فالشعب لايتحمل التبعات .
  ثانيا – لقد أضاعت قوى الثورة وخصوصا الجيش الحر فرصا عديدة لاعادة بناء هياكلها وتشكيلاتها ورسم طريقها السياسي في حالات الحرب والسلام وضرب – الائتلاف – كل نداءات المراجعة والاصلاح وعدم الاستئثار ودعوات الالتزام باالعملية الديموقراطية في التجديد والتبديل والتوسيع عرض الحائط ولم يتشجع جميع الذين يتهافتون الآن على الحضور في سلوك درب التحضير لعقد المؤتمر الوطني السوري الشامل للتوصل الى خارطة طريق وصياغة مشروع البرنامج السياسي المرحلي وانتخاب المجلس السياسي – العسكري الشرعي بطريقة ديموقراطية لقيادة المرحلة بما في ذلك مشاركة ممثليه في مختلف النشاطات والفعاليات والاجتماعات بوفد واحد وبرنامج واحد وموقف واحد معبر عن مصالح الثورة والمعارضة وغالبية السوريين .   
  ثالثا – لو تشكلت لجنة تحضيرية وطنية سورية للاعداد للحضور وصياغة الوثائق والمشاريع وتحديد ممثلي الثورة والمعارضة لكانت سهلت الأمور حتى على الدولة المضيفة والأطراف المعنية الاقليمية والدولية أما بدون ذلك فستختلط الأمور على الجميع وسيكون السورييون أول الخاسرين خاصة اذا علمنا بوجود أطراف دولية فاعلة ومؤثرة تؤيد نظام الاستبداد وتواجد جماعات وأفراد يستخدمون اسم المعارضة ولكنهم موالون للنظام وأن اجتماع الرياض مرسوم له حسب التوافقات الدولية والأمريكية – الروسية خصوصا أن لايتخطى سقف فيينا 2 الحريص على بقاء نظام الأسد والدفع باتجاه التصالح معه . 
  رابعا – ليس هناك من لايدعو الى وقف القتال ولايرغب بتحقيق السلام ولكن كيف وعلى أي أساس ؟ هل بمكافأة نظام الاستبداد بدل محاكمة رموزه واسقاط سلطته الجائرة المجرمة بحق الشعب السوري ؟ هل بتعزيز الوجود الروسي العسكري العدواني ؟ هل بتحسين ظروف الاحتلال الايراني وميليشياته السائبة ذات المذهب الواحد والمتعددة الجنسيات ؟ هل بتوزيع مناطق  النفوذ بين القوى الدولية والاقليمية المتصارعة على سوريا  ؟ هل بتأهيل نظام الأسد من جديد وجيشه الفئوي القاتل وتغطية ارهابه تحت ذريعة محاربة – داعش - ؟ .
  بطبيعة الحال لايمكن لأي عاقل أن يدعو الى تعطيل الاجتماعات والمؤتمرات أو منع الارادة الدولية في تطبيق قراراتها التوافقية وتفاهماتها الجانبية السرية لسبب بسيط وهو أن مايجري في سوريا ومن حولها خارج عن سيطرة وتحكم الشعب السوري ولكن فقط نقولها للتاريخ بأن مايجري وبشكله الراهن  لن يحل القضية السورية كما يريدها ويتمناها السورييون وبذلوا في سبيلها مئات آلاف الشهداء وملايين المعتقلين والجرحى والنازحين والمهجرين ولن يزيد شعبنا الا أهوالا ومآسي ونكبات .

452
التصعيد الروسي : نحوتبديل قواعد اللعبة
                                                                 
صلاح بدرالدين

  كما ذهبنا اليه سابقا فان المستفيد الوحيد من العمليات الارهابية المتواصلة من جانب – داعش – وأخواته في المنطقة وأوروبا هو النظام الروسي وكذلك الأمر بخصوص حادث اسقاط طائرة سوخوي 24 بنيران الطائرات التركية وبمعنى آخر فان الاسترتيجية العسكرية والسياسية التي ينطلق منها حكام موسكو تجاه سوريا والمنطقة لن تتحقق الا على أصوات التفجيرات ووقع أنين الضحايا وبين ثنايا الدمار وأشلاءالنساء والأطفال حسب معادلة حادث ارهابي هناك وخطوة روسية هنا لذلك يجمع المراقبون على أن " الفرع الداعشي الممانع " المرتبط بالمحور الثلاثي الايراني – السوري – الروسي والتابع لأجهزة – قاسم سليماني - يقف وراء التفجيرات وأن الأوساط الروسية الحاكمة هي من دفعت الأمور نحو اسقاط احدى طائراتها الحربية .
  لقد نجحت الدبلوماسية الروسية استثمار تفجيرات فرنسا وحالة الاستنفار الأمني الشامل في بروكسل عاصمة الاتحاد الأوروبي وفي ظل ( الارتخاء ) الأمريكي الى أبعد الحدود والى درجة التأثير في قرارات اجتماعات فيينا 2 بشأن سوريا وتوجيه دفتها بحسب تفسيرها من جانب ( لافروف ) وخاصة حول منح الأولوية الكاملة والوحيدة للنظرية الروسية المسيسة المنحازة الدارجة في التعاون حتى مع نظام الأسد لمواجهة ارهاب - داعش – وقد لمسنا نوعا من التجاوب الأوروبي العام وحتى الأمريكي وارتفاع أصوات تحت ضغط العمليات الارهابية وموجات المهاجرين السوريين لاتعترض على الدعوة الروسية .
   وانعكست النتائج الظاهرة السريعة للاستثمار الروسي على تصاعد اللهجة المتعالية ومظاهر العنجهية لدى المسؤلين الروس الى درجة التصرف وكأنهم أسياد المنطقة ببحارها وأجوائها وبرها يطلقون الصواريخ البعيدة المدى من بحر قزوين لتنفجر معظمها في الأراضي المسكونة ( كان نصيب اقليم كردستان العراق صاروخان ) ويصدرون الأوامر لوقف الملاحة الجوية في مطارات بيروت وأربيل وبغداد من دون حتى عناء مناقشة الأمر مع سلطاتها تماما مثل ممارسات دولة استعمارية محتلة أو منتدبة تنتهك سيادتها مترافقا مع كل ذلك تشديد الضربات الموجهة الى فصائل المعارضة السورية بتعاون وتنسيق مع جيش نظام الأسد والميليشيات المذهبية .
  ولم تمضي على اسقاط الطائرة ساعات حتى كانت المنظومة الصاروخية المتطورة ( س 400 ) في طريقها الى ميناء اللاذقية ومطاراتها وازدياد عدد طائراتها المقاتلة لتصل الى نحو ثمانين ووصول الدبابات الحديثة من نوع تي 90 الى ضواحي حلب مع مضاعفة أعداد الجنود والضباط الى حدود المئات والآلاف وبذلك يتم تجاوز قرارات فيينا التوافقية حول التعاون الدولي بمساهمة روسية في الحرب على – داعش – والعمل على تحقيق العملية السلمية بعد وقف اطلاق النار ليصبح الدور الروسي ليس فقط لحماية نظام الأسد بل لتأمين أسباب تقدمه العسكري في بعض خطوط التماس وتحسين وضعه الميداني لينتقل من وضعية الهزيمة والتقهقر الى حالة الهجوم والتدمير وتنفيذ المجازر ضد المدنيين .
  من دون شك سيتبع الاختلال الواسع للميزان العسكري الروسي على الأرض السورية تصعيد سياسي عميق خاصة بعد الاتفاقيات الجديدة بين بوتين وخامنئي ينال من جميع توافقات فيينا ويعزز التحالف مجددا بين المحور الثلاثي في سبيل تحقيق مشروعهم القديم – المجدد في الحفاظ على نظام الأسد ووأد الثورة السورية وتحويل القضية السورية بماهي ثورة الشعب على الاستبداد الى مسائل فرعية خاضعة لمنطق حروب المواقع ومعادلة اما النظام أو – داعش - وذرائع محاربة الارهاب والتحاق من يريد من المعارضة با" الحكومة المشتركة " وليس حتى بالادارة الانتقالية ذات الصلاحيات الواسعة التي أقرها جنيف1 .
  حتى الاجتماع المفترض بالرياض وحتى ان سابق الزمن لن يكون سهل التحقيق وحتى ان تم لن يغير من وقائع الميدان شيئا وأغلب الظن أن خطة المحور الثلاثي بقيادة روسيا تهدف الى نسف ذلك الاجتماع بتوفير أسباب فشله كما أن الأداء التقليدي المكرر منذ خمسة أعوام لعقد اجتماع الرياض يشكل سببا آخر من اسباب الاخفاق والمقصود هنا عدم الاعتماد على لجان تحضيرية سورية للاعداد والتنظيم وصياغة الوثائق والاستناد في اختيار المشاركة على قوى الثورة والثوار والوطنيين الصادقين وليس على قوائم تختارها مخابرات الدول الداعمة و" الصديقة " ! أو المحتلة  المتورطة المعادية لارادة السوريين .
  لن تنجح المشاريع والخطط المطروحة في تحقيق الحل السلمي واستئصال شأفة الارهاب الا بتنفيذ عدد من الخطوات ومنها : الانسحاب العسكري الروسي وكافة الميليشيات الغريبة الايرانية وأعوانها من بلادنا والوقف الفوري لجرائم النظام وشبيحته بحق السوريين وتنادي قوى الثورة المؤمنة باسقاط الاستبداد والتغيير الديموقراطي دون شروط والحراك الوطني العام الى عقد مؤتمر وطني سوري تحت اشراف لجنة تحضيرية مناسبة من أجل صياغة البرنامج السياسي الانقاذي وانتخاب مجلس سياسي – عسكري لقيادة المرحلة ومواجهة تحديات الحرب والسلام .



453
فتش عن الفرع " الداعشي الممانع "
                                                           
صلاح بدرالدين

     لم يعد خافيا حقيقة توزع منظمات القاعدة التي خرج – داعش – من رحمها على أكثر من مرجعية ومصدر قرار فزعامات تلك المجموعات الارهابية المحلية الموزعة في مختلف البلدان بالمشرق وافريقيا تحتاج في سبيل تنفيذ مخططاتها الى حلفاء ميدانيين يقدمون الدعم المالي واللوجستي تتوافق مصالحها وتتشابه أهدافها بصورة وقتية عابرة أو دائمة  ومن أجل ذلك تتخذ أقصى درجات المرونة لتنفيذ المبتغى مع من يعتبر نظريا من أعدائها وكمثال على ذلك الاتفاق الاستراتيجي الذي تم بين قاعدة بن لادن ونظام طهران والتعاون بين امتداداتها في العراق وبين نظام صدام حسين والعمل المشترك بين جماعات عديدة من منظمات الاسلام السياسي السنية وبينها ( النصرة وداعش وقبلها فتح الاسلام ) اضافة الى جماعات الاسلام السياسي الارهابية الشيعية وبين النظام الأسدي في سوريا ولبنان والعراق  .
  مع اندلاع الانتفاضة الثورية السورية استندت استراتيجية محور دمشق – طهران – روسيا وكما هو معروف على فرضية الاصرار بتسويق مفهوم أن لاثورة وطنية شعبية في سوريا بل أن الصراع هو بين نظام علماني من جهة وبين جماعات اسلامية ارهابية مسلحة واتخذ ذلك المحور الخطوات والاجراءات التي تخدم الترويج لذلك المفهوم بمافي ذلك التواصل المباشر مع مختلف تيارات منظمة القاعدة والجماعات الأخرى وقد ساهم التكوين الآيديولوجي ( الاسلاموي – العنصري ) لداعش وغلبة البعثيين في صفوف الدرجة الأولى من قيادته في تقريب وجهات النظر مع نظام البعث السوري وتوافق المصالح المشتركة مع حكام طهران وأبرزها محاولة اغراق الثورة في وحل الجماعات الارهابية المسلحة وخنقها وتصفية عمودها الفقري من الجيش الحر والحراك الوطني .
  موضوعيا فقد رافق الثورة السورية اصطفاف محلي - اقليمي – دولي بين فريقين أحدهما في  خانة ( أصدقاء الشعب السوري ) بينهم حوالي ستين دولة تتصدرها أمريكا وفرنسا وبريطانيا وايطاليا وألمانيا وبلجيكا وهولاندا ... الخ وغالبية دول الجامعة العربية وبينهم بعض دول الجوار مثل الأردن وتركيا واقليم كردستان العراق والآخر في الجهة المعادية المقابلة المتجسدة في المحور الثلاثي ( دمشق – طهران – موسكو ) ومواليه وأتباعه من الميليشيات المذهبية والجماعات الارهابية وجماعات – ب ك ك – المسلحة اضافة الى حكومة بغداد .
  في غضون العامين الأخيرين وخصوصا بعد الاتفاق النووي مع ايران والتدخل العدواني الروسي العسكري الأخير على بلادنا طرأ تبدل ملموس في استراتيجية الخندق المعادي للثورة السورية بعدم الاكتفاء بالحرب الداخلية ضد السوريين في مختلف المناطق وممارسة القتل الممنهج والتدميرواستخدام حتى السلاح المحرم دوليا بل باالتوسع في ميادين المواجهة مع ( أصدقاء السوريين وحتى المحايدين ) خارج سوريا ونقل المعركة الى عواصم ومدن  بلدانهم في اقليم كردستان وتركيا والسعودية والكويت والبحرين وتونس وفرنسا وبلجيكا وألمانيا وقد تساءل الكثيرون من المتابعين لماذا لاتستهدف عمليات – داعش – ايران مثلا وحتى النظام السوري ؟ .
  لقد تصاعدت وتيرة الاعتداءات الى درجة الاشتباه بالمحور الثلاثي بدفع فرعه الداعشي للانتقام الهجومي غير المسبوق وخاصة على فرنسا التي تتميز موقف حكومتها المناصر للشعب السوري  بعد ظهور الخلافات على السطح بين الأطراف المشاركة بمؤتمر فيينا 2 حول مصير النظام ورأسه وكأن الهدف منها هو ممارسة الضغوط والتهديدات لتراجع الدول الأوروبية والغربية عموما عن مواقفها المعلنة والتخلي عن أوجه دعمها – ولو بحدودها الدنيا – غير الحاسمة أصلا لبعض أطراف المعارضة المسلحة .
  التعبئة الاعلامية الدبلوماسية باللهجة المتعالية من جانب الطغمة المافيوية الروسية والتصعيد العسكري المتزامن لزيارة القيصر الروسي الى طهران وما تخللها من قرارات بمنح صوارخ س 300 الاستراتيجية للايرانيين اضافة الى – الطرود النووية – المكتملة المفعلة وردود الفعل الهيستيرية التهديدية على اسقاط طائرة سوخوي 24 من جانب سلاح الجو التركي قد يخبىء التحضير لعمليات اعتداءات جديدة تطال دولا ومدنا ومناطق أخرى بمافي ذلك استهداف تشكيلات الجيش الحر وقوى الثورة في بعض المناطق وذلك عبر فرعهم الداعشي الممانع وهو ما يطرح بالحاح اتخاذ المزيد من الحيطة والحذر في الأيام والأسابيع المقبلة .
  لقد باتت الأولوية الآن لوقف النزيف في كل مكان وليس في سوريا وحدها والسبيل الى ذلك هو تجفيف منابع الشر والقضاء على مصدر الارهاب باسقاط نظام الاستبداد الأسدي أولا واستكماله بالقضاء على – داعش – وتوابعه بكل السبل اللازمة وباستخدام كل الامكانيات المتوفرة خاصة بعد أن وصل الارهاب الى قلب أوروبا وفضاءات العالم الحر .
   
   
 

454
كارثية " التجريبية المستدامة " في السلوك المعارض
                                                                 
صلاح بدرالدين

      بداية لابد من توضيح أنني لست بصدد مناقشة ومقارنة المذاهب الفلسفية المعرفية – العقلية منها والتجريبية والنقدية - فهي خارج موضوعي المطروح ومتروكة لأربابها كل ما أنشده هو تناول المسار السياسي المعارض الذي يعيد تكرار تجاربه الفاشلة في العديد من القضايا المصيرية من دون الاستفادة ولو لمرة واحدة من الدروس المستقاة من الاحباطات المتتالية التي كانت نتائجها وخيمة على الثورة والقضية السورية عامة وأطالت عمر الاستبداد وضاعفت من درجات المعاناة وأعداد الضحايا ونسبة الدمار .
    من جهة أخرى فانني أخص بالذكر هنا – الائتلاف – الخارج من رحم – المجلس – وأميز شكلا ومضمونا وفي المستويات السياسية والفكرية بين الثورة المندلعة منذ مايقارب الخمسة أعوام نتيجة اندماج وتلاقح الحراك الوطني الثوري وتشكيلات الجيش الحر من جهة وبين تنظيمات المعارضة وعنوانها الرئيسي جماعات الاسلام السياسي التي ظهرت تاليا كوسيط مالي – سياسي بين أنظمة الدول الخارجية المانحة وقوى الثورة من دون أداء الواجب المطلوب على أكمل وجه ويسجل لها براعتها في أمر واحد فقط وهو قدرة حفظ التوازن بين مصالح الأطراف المتناقضة المعنية بالقضية السورية في معظم الحالات .
  منذ مؤتمر – أنتاليا – في العام الأول من الثورة كان من في الخارج أمام امتحان النجاح في انجاز الخطوات اللازمة لتقديم الدعم والاسناد لثوار الداخل والقيام بدور تنظيم أوجه الخدمة لنصرة قوى الثورة وتعزيز وحدتها وكانت حينها تشكيلات الجيش الحر القوة العسكرية الوحيدة المنظمة المسيسة على الأرض ولكن ورغم القرارات والتوصيات السليمة التي صدرت عن المؤتمر الا أن الأحزاب التقليدية والشمولية المؤدلجة منها وقفت عائقا أمام تنفيذ المهام وبالضد توجه المؤتمرين الذين كانوا بغالبيتهم الساحقة من الوطنيين المستقلين من معظم المكونات السورية ان لم يكن كلها .
  بعد ذلك كرت سبحة الاجتماعات من جانب – الاخوان المسلمين – السوريين على وجه الخصوص الذين وجدوا في الجغرافيا التركية والمساعدات القطرية وصعود جماعات الاسلام السياسي في بلدان الربيع العربي عاملا مشجعا وفرصة تاريخية – حسب قراءاتهم – وحصل نوع من السباق بين التيارات والجماعات السياسية في الداخل والخارج حول من يمثل ومن يقود ومن يشكل المرجعية وتعددت مراكز المعارضة حتى شملت كل الاتجاهات السياسية والمكونات السورية من العرب والكرد والمسيحيين والتركمان ولم تكن أوساط النظام بعيدة عن الكثير من تلك الهياكل والمسميات مما استدعت حالة التشرذم والانقسام بمجملها وتحول المعارضة الى معارضات من جانب الكثيرين وخصوصا من قبل المانحين و( أصدقاء الشعب السوري !!) الى وقفة مسؤولة واعادة اللحمة بين المختلفين عبر الدعوة الى مؤتمرات توحيدية لرص الصفوف والتفاهم من جديد .
   وبمناسبة نداءات مؤتمر فيينا 1 و2 لتوحيد المعارضة من أجل الاتفاق على وفد موحد للتحاور مع النظام وصولا الى الدخول معه في حكومة مشتركة وتكليف الأردن لفرز المعارضة المعتدلة عن الارهابيين وصدور ثلاثة قوائم بأسماء المرضي عنهم من جانب الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا والمملكة العربية السعودية وتكليف الأخيرة برعاية مؤتمر عام للمعارضة المسلحة منها والمدنية نقول بأن الوضع عاد من جديد الى نقطة الصفر خاصة من جهة تعريف ودعوة المعارضة من جانب الأطراف الخارجية وتجاهل الثورة وقواها وتخطي أهدافها وشعاراتها .
  وأمام الطابور المنتظر لنيل حظوة الوصول الى الرياض مع كل تمنياتنا لهم بتحقيق المبتغى نعيد الى الأذهان كم من مؤتمرات واجتماعات عقدت للمعارضة في العواصم العربية والاقليمية والأوروبية والآسيوية بهدف الوحدة ولكنها لم تجلب سوى المزيد من التشتت والانقسام لسبب واحد وهو غياب المعني بالأمر وأقصد هنا قوى الثورة الحقيقية أو من هو مخول من جانبها ومحاولات تجييرها لأجندات خارجية وليس من أجل مصالح السوريين وثورتهم  .
  عشرات المؤتمرات والاجتماعات عقدت في تركيا والقاهرة والدوحة وعمان واسبانيا وفرنسا وبريطانيا وموسكو وكانت بغالبيتها تحت عنوان الوحدة والاتحاد وكل واحدة منها كانت برعاية دولة معينة ووكيل معين ولكن من دون أي تمثيل للثورة حتى في الحدود الدنيا كما أن العديد من اللقاءات تمت بهدف اعادة البناء وهيكلة الجيش الحر ولكنها فشلت منذ ساعاتها الأولى فأية معارضة هذه التي تعجز عن تعريف نفسها وتشخيص السيء والأسوأ من الجماعات المسلحة والارهابية وترضى بقيام الآخرين بتصنيفها ومعاينتها من الأعلى الى الأسفل ؟ وهل من حقها في هذه الحالة أن تدعي الوطنية والثورية ؟ .
  مسؤلية المعارضة الرئيسية في تكرار اعادة التجارب الفاشلة لاتعفي دول الجوار والاقليم والعالم من اعادة المسلسل ذاته ومع نفس المعارضة الا اذا كان الغرض منه المضي في ادارة " الأزمة  " السورية وليس ايجاد الحلول لها وهو المرجح على أي حال .
 

     
   

455
هكذا نفهم السلام في سوريا
                                                               
صلاح بدرالدين

  لم تندلع الانتفاضة الثورية السورية السلمية في ربيع 2011 طلبا للحروب والمواجهات بل جاءت لتقطع الطريق على مخطط التفتيت والانقسام والفتنة داخل المجتمع وتستعيد الحرية والكرامة وتعيد بناء الدولة الديموقراطية التعددية التشاركية لكل المكونات وتعدل موقع ودور سوريا حيث وضعها النظام في خندق الممانعة ومستنقع الطائفية والارهاب ولتزيل أسباب الحرب الأهلية والصراعات المذهبية والعنصرية التي أسس لها نظام الاستبداد منذ انقلاب آذار البعثي بداية الستينات وحركة حافظ الأسد بعد نحو عقد منه فعندما استعر أوار الانتفاض الشعبي كانت بلادنا على شفير الهاوية تتحكم بها الطغمة الفئوية المستغلة وتنهب خيراتها وتحكم الشعب عبر وسائل القمع والمنع من جانب عشرات الأجهزة الأمنية ومؤسسة عسكرية موالية للنظام وضد ارادة الغالبية الشعبية وضعت خصيصا لتأديب الشعب وليس لاسترجاع الأراضي السليبة .
  السلام الذي تنشده الثورة منذ مايقارب الخمسة أعوام وقدمت في سبيله مئات آلاف الشهداء وملايين الأسرى والمعتقلين والمهجرين والنازحين ويرفضه النظام ويحاربه بكل آلته العسكرية وأجهزته الأمنية وميليشياته المذهبية وقطعان شبيحته ودواعشه وسائر المجموعات الارهابية الأخرى يكمن في اعادة تقرير مصير البلاد الى ارادة الغالبية الشعبية بالوسائل الديموقراطية وبضمانة أممية عبر مجلس الأمن بدلا من طغمة فئوية مارقة متورطة في اهراق الدم السوري والخلاص من نظام القتل والاجرام والذي يجب أن يحال الى المحاكم الوطنية والجنائية الدولية لينال جزاءه العادل .
  من الواضح أن المجتمع الدولي من هيئة الأمم المتحدة الى الدول العظمى والكبرى والصغرى ودول النظام العربي الرسمي والاقليمي وبينهم ( أصدقاء الشعب السوري ! ) وبأكثريتهم لم يعيروا اهتماما بجوهر القضية السورية بماهي ثورة وطنية شعبية رديفة لحركة ثورات الربيع في سائر أرجاء المنطقة ولم يصغوا الى موقف قوى الثورة والتغيير وبالتالي لم يلبوا مطالب السوريين لتبديل موازين القوى على الأرض التي تحسم بنهاية الأمر النتيجة السياسية وبالنهاية لم يتفهموا مضمون السلام السوري الحقيقي الذي سيكون في حال تحققه لصالح الشعب السوري أولا ووحدة وطنه ولمصلحة الاستقرار والأمن الاقليميين ويصب في مجرى محاربة الارهاب على الصعيد الدولي وتنظيف سوريا من بؤره الموزعة الآن في بعض مناطقها .
  خلال أعوام من متابعة الأداء الخارجي حيال الملف السوري نتوصل الى مدى الاستخفاف الدولي حول ثورات الربيع عموما والثورة السورية على وجه الخصوص عندما تم تدليل النظام السوري وعدم معاقبته لا على ايغاله في القتل والاجرام والتدمير والبراميل المتفجرة ولا لاستخدامه الأسلحة الكيمياوية ولا لانتهاكه سيادة البلاد بجلب واستحضار الجماعات الارهابية والميليشيات المذهبية ولا لاستدعائه التدخل الروسي العدواني السافر ولالتسليمه مصير ادارة الحكم الى جنرالات الولي الفقيه لجمهورية ايران الاسلامية بل وخلافا لكل المبادىء الأخلاقية والانسانية يتم مساواة الجلاد بالضحية في أكثر من محفل دولي .
  اذا كانت مقدمات اجتماعات جنيف 1 و 2 قد أفسحت المجال لبصيص أمل من أجل وقف المذابح على أقل تقدير الا ان اجتماعات موسكو التي كانت ومازالت تتم خلسة وبالطرق الأمنية الباهتة بهدف انتهاك وحدة الصف المعارض وتفتيت قوى الثورة واثارة البلبلة بين السوريين أظهرت مدى الحقد الروسي على الشعب السوري ودرجة انتقامه العدائي وارتباط خططه بمشروع نظام الاستبداد واستخدام سوريا كبلد ممرا ومقرا لصراعات طغمة موسكو المافيوية الحاكمة مع المراكز المالية الأمريكية والأوروبية وأمام كل ذلك مازالت البقية الباقية من ( أحزابنا الشيوعية العالمثالثية ) تعتقد أن لينين يقود روسيا ( السوفيتية ) حتى اللحظة .
  نتائج اجتماعات فيينا 1 و 2 شكلت تراجعا واضحا عن سابقاتها في جنيف خاصة بعد ضغوط تفاعلات تفجيرات باريس المخططة لها والمقررة كمايبدو أن تكون من جانب فرع داعش الايراني – السوري – الروسي عشية لقاءات فيينا وأنتاليا ( قمة العشرين ) لأنه وبحسب المعلومات والوقائع جرى التحضير لهجمات واسعة موجهة ضد ( أصدقاء الشعب السوري ) المفترضين من فرنسا وبلجيكا وتركيا وانكلترا والسعودية وأمريكا للتأثير على مواقفهم في المحادثات مما أفسح المجال تماما لعنجهية وتمادي الوفود الروسية الى درجة المضي في اقحام أنفسهم بمهام تعريف الارهاب على الساحة السورية وتشخيص من هو معارض بحسب مفهومهم المطابق لربيبتهم وطفلهم المدلل رأس نظام الاستبداد بدمشق .
  أمام تصريح – بوتين – الاتهامي " إن تمويل تنظيم "داعش" يأتي من 40 دولة بينهم دول من مجموعة العشرين،" وسكوت الآخرين تختلط الأوراق في اللعبة من جديد خاصة أننا لم نسمع من وفود ( الأصدقاء المفترضين ! ) جوابا يشفي الغليل مثل أن الارهابي الأكبر بعد الخليفة والأسد هو القيصر الروسي الذي يشارك تحمل مسؤلية الدم السوري المراق .
  السلام السوري واضح ومعلوم للقاصي والداني أما مزاعم السلام من جانب روسيا واللاعبين الدوليين الآخرين في الخارج فما هي الا نذر حروب طويلة لن تتوقف .






456
" لعنة ميسوبوتاميا "
                                                       
صلاح بدرالدين

  منذ البارحة الثاني عشر من نوفمبر يعرض فلم " لعنة ميزوبوتاميا " للمخرج الكردي السوري ( لاوند عمر ) في صالات السينما بأربيل ودهوك والسليمانية وبغداد والذي يدور حول أحداث الرواية التاريخية الأهم لدى شعوب منطقة مابين النهرين وخصوصا الكرد .
 الفلم يجسد اسطورة البطل الكردي الثائر على الظلم قبل ألفين وستمائة عام – كاوا الحداد – الذي كان في عداد المبعدين الى الجبال حيث تقول الحكاية بأن الملك الظالم ( أزدهاك أو الضحاك ) قد أصيب بمرض خطير ونبت على كتفيه مايشبه ثعبانين نصحه حكماء ذلك الزمان بتقديم وجبتين من دماغ البشر لهما حتى لاينتشرا أكثر في جسم الحاكم وكان المكلف بتنفيذ القرار يحمل بعض الرحمة مما يعتق أحد القربانين ويذبح خروفا بدلا عنه بشرط أن يتوارى الناجي ويلجأ الى الجبال .
 بمرور الزمن تجمع على قمم الجبال جماعات من المواطنين وكان بينهم الحداد – كاوا – الذي تجسد فيه صفات القائد واتفقوا على الاعداد للخلاص من الطاغية تحددت ساعة الصفرفي ليلة الحادي والعشرين من شهر آذارالذي يصادف باكورة الربيع في كردستان واليوم الأول من نوروز ( اليوم الجديد ) تحتفل به غالبية شعوب المنطقة ويعتبره الكرد عيدا قوميا يحتفلون به لمدة ثلاثة أيام متتاليات .
  اسم  " لعنة ميزوبوتاميا " الذي أطلقه المخرج على فلمه يرمز الى اعتبار منطقة مابين دجلة والفرات لم تشهد الراحة والاستقرار منذ العصور الغابرة وأن شعوبها وأقوامها ومن بينها الكرد كانت ومازالت عرضة للابادة والتهجير والحروب والغزوات تعاني من – أزدهاك – ما في كل مرحلة على شكل طاغية أو دكتاتور أو نظام مستبد وصولا الى – داعش – الذي ظهر أيضا في المنطقة ذاتها – ميزوبوتاميا - .
  يغلب على الفلم مشاهد الرعب اسوة بطبيعة الأسطورة المخيفة بشأن الثعابين ودماغ البشر وهي ميزة جديدة تضاف للسينما الكردية التي كانت في معظم الحالات اما درامية أو كوميدية .
  المفارقة الغريبة أنه وبعد البدء بتصوير الفلم بأربيل ومناطق كردستان والذي يدور حول الارهاب بمفهومه الواسع قبل نحو عام شن ارهابييو داعش هجماتهم على المناطق القريبة من مواقع تصوير الفلم مما اضطر المخرج الى وقف التصوير واعادة الممثلين والعاملين الى ديارهم حيث كان من بينهم اضافة الى ممثلين كرد أمريكان وأوروبيين ومغاربة ومكسيكيين وعرب ثم أكمل التصوير فيما بعد بدولة المملكة الأردنية الهاشمية والمفارقة الأخرى أن عرض الفلم تزامن مع عملية تحرير – سنجار – من احتلال ارهابيي داعش .
  الفلم ناطق باللغة الانكليزية ومدته ساعة وخمسة وثلاثين دقيقة يعرض الآن بصالات ( المنصور مول والنخيل مول ببغداد ).

457
أفراح " درويشي عبدي وكجكا سموقي " في شنكال
                                                                     
صلاح بدرالدين

  لجبال ومنطقة وسكنة شنكال أو – سنجار – مساحة واسعة في تاريخ الكرد وسائر شعوب الجوار على الأصعدة القتالية والبشرية والروحية والحضارية كان لها دورا مميزا في عهد – الزنكيين – وشكلت خزانا بشريا مقاتلا في مواجهة الحملة الصليبية بقيادة صلاح الدين وكان أحد الثغور الاستراتيجية والممرات غير المكلفة لموقعه النائي على الأطراف لمختلف جيوش الطامعين المحتلين منذ العهد العثماني ومرورا بالاحتلال البريطاني وانتهاء بالحكومات الشوفينية المتعاقبة على الحكم في العراق .
لايخلو الأدب الشعبي الكردي وهوتاريخهم غير المدون من ذكر الجانب الانساني لأهل شنكال وملاحم بطولة ساكنيه ومروءتهم تجاه القريب والبعيد ومن قصص الحب والجمال والتضحية التي تحكى في الأغاني وتنقل من جيل الى آخر مثل أغنية الفارس الكردي الأزيدي – درويشي عبدي - الذي عشقته احدى الأميرات الكرديات من أعرق العائلات الكردية المسلمة وكذلك أغنية – كجكا سموقي – تلك الفتاة الكردية الأزيدية التي تبادلت الحب مع فارس كردي مسلم .
  ولكن الأعداء استسهلوا موقع شنكال كخاصرة رخوة للمنطقة الكردية  لاذلال الكرد وخصوصا الغالبية من أتباع الديانة الأزيدية القديمة في أكثر من مرحلة في التاريخ القديم والحديث وآخرها العدوان الهمجي العنصري – التكفيري المقيت من جانب ارهابيي داعش والبطش بأهلنا هناك والذي انطلق من مفاهيم عنصرية ودينية اختلط فيها فكر البعث مع الأصولية المتطرفة في نهج الاسلام السياسي خاصة اذا علمنا أن خليفتهم ومعظم مساعديه وأتباعه وأمرائه ومجرميه كانوا أعضاء في البعث العراقي وضباطا بجيش الدكتاتور المقبور الذين ساهموا أيضا بجريمة حلبجة وعمليات الأنفال والقتل والابادة .
لم يكن احتلال شنكال قبل نحو عام حدثا عسكريا بحتا بقدر ماكان تنفيذا لمخطط سياسي عنصري قديم – جديد شارك في وضعه أكثر من طرف وجهة محلية واقليمية بدءا بنظام البعثين في بغداد ودمشق كما كشفت عنه " وثائق سنجار " المنشورة في عدة منابر اعلامية قبل أعوام ومرورا بنظام جمهورية ايران الاسلامية وجماعات الشيعية السياسية المسلحة وحشدها الشعبي وكذلك جماعات سياسية وعصابات مسلحة كردية تقف في خندق المحور السوري – الايراني .
  ليست مصادفة أن يتحرك أصحاب النوايا المبيتة السيئة من جماعات – ب ك ك – المسلحة وفي جنح الظلام باجتياز الحدود الدولية والتسلل الى بعض المواقع في جبل شنكال مستغلة عفوية بعض الشباب بالتضليل وقلب الحقائق تلك الجماعات التي عقدت صفقة الانقلاب على السلطة الشرعية المنتخبة لحكومة اقليم كردستان العراق من بوابة شنكال مع الجهات الاقليمية الراعية لها مثل نظامي الأسد وطهران وعصابات الحشد الشعبي كتعبير عسكري للشيعية السياسية وقد تردد أن تلك الجماعات ( الكردية ) فاتحت الروس حول الخطة – المؤامرة كموضوع يتم ادخاله في مقايضة لمصلحة – ب ك ك – حول الملف السوري مع مقايضة سابقة مع حكومة المالكي ولاحقة مع الحشد الشعبي ( الذي فجر أمس معركة مع البيشمركة في خورماتو تزامنا مع عملية تحرير شنكال ) تنص على اعلان كانتون يتبع حكومة بغداد ويفصل عن كيان اقليم كردستان الفدرالي وبالضد من ارادة الغالبية الساحقة لأهل شنكال  .
  منذ البارحة عملية التحرير متواصلة بنجاح باشراف مباشر من القائد العام لقوات البيشمركة رئيس اقليم كردستان العراق مسعود بارزاني وبدعم جوي من طيران التحالف ومباركة من القوى والأطراف الديموقراطية العراقية والأصدقاء في العالم وليس سرا أن تحرير شنكال وقطع دابر الدواعش هناك يعني قطع طرق الامداد بين مسلحيهم في العراق وسوريا وسيكون لعملية التحرير التي يشارك فيها شبابنا الكرد السورييون بقوة تأثير ايجابي مباشر على قوى الثورة السورية لتتفرغ لمعركة اسقاط النظام وحلفائه وصنيعته داعش .
  هنيئا لشعب كردستان العراق وقيادته الحكيمة الشجاعة ولأهل شنكال وبني قومنا الأزيديين الصابرين الصامدين في معركتهم التحريرية المشرفة وانتصارهم الرائع وكل التقدير والاحترام للشهداء الذين ضحوا من أجل الحرية والكرامة الذين ساهموا جميعا في اعادة الفرحة بعد الحزن والأمل بعد المحنة والحق المسلوب لأصحابه .
  وأخيرا من حق أهل شنكال احياء أفراح ( درويشي عبدي وكجكا سموقي ) حتى ترفرف أعلام الحب والوفاء والتسامح والعيش المشترك من جديد على قمم جبل الشجاعة والمروءة والاباء .

458
راهنية الصراع الداخلي في الحالة الكردية السورية 
                                                                 
صلاح بدرالدين

  لم يطرأ أي تبدل معترف به شعبيا واقليميا ودوليا في طبيعة وواقع الجغرافيا الوطنية والتقسيمات الادارية على الصعيدين الدستوري والقانوني لامن جانب سلطات النظام الآيل للسقوط والفاقد للشرعية ولا من قبل قوى الثورة السورية كونها المصدر الوحيد للشرعيتين الثورية والوطنية ليجعلنا نميز أو نفصل الحالة الكردية عن الوضع الوطني العام ولن تعني فرمانات واذعانات سلطات الأمر الواقع المؤقتة الأحادية الجانب بواسطة العنف والتهديد والتصفيات وجز الحلاقيم  شيئا في بعض المناطق والمدن والأحياء التي تقف من ورائها مجموعات مسلحة فالتة من عقالها صنعها النظام أو استجلبها من الجوار مثل – داعش أو النصرة أو الميليشيات الأجنبية المذهبية اللبنانية والعراقية والايرانية أو جماعات – ب ك ك - .
  فما يسري على السوريين جميعا في حدود الوطن وبكل المناطق من واقع راهن يتسم بالمعاناة ومواجهة الاستبداد وطموحات من أجل مستقبل أفضل وآمال معقودة على الثورة يسري على الكرد في مناطقهم أيضا فالمكونات الوطنية بمختلف مشاربها ومن ضمنها الكرد مازالت في اطار معادلة الصراع بين مشروعين : واحد وطني ثوري يحمل برنامج التغيير الديموقراطي واعادة بناء سوريا تعددية تشاركية جديدة يستند الى الارادة الشعبية وطموحات الأجيال القادمة ويتفاعل ايجابيا مع موجات ثورات الربيع التي تعم شعوب المنطقة وآخر مشروع نظام الاستبداد المعبر عن مصالح قلة من فئات محدودة تستغل خيرات البلاد وأموال الشعب استنادا الى أجهزة القمع وأوساطا من البيروقراطية العسكرية الفاسدة وتتاجر بشعارات الممانعة بمفاهيم مذهبية بالية .
  ولكن ماذا عن – صراعات – الساحة الكردية ؟
  كان ومازال التناقض الرئيسي قبل الانتفاضة ومابعدها بين الجماهير الكردية وتعبيراتها السياسية الثورية والوطنية من جهة وبين نظام الاستبداد منذ انقلاب حزب البعث بداية ستينات القرن الماضي وقد تعمق أكثر حتى أخذ شكل المواجهة المستمرة المتصاعدة في اطار الصراع التناحري منذ أن واجه النظام الانتفاضة الشعبية السلمية بالحديد والنار واستخدم كل امكانيات الدولة العسكرية والأمنية والاقتصادية في القتل والهدم والتدمير والابادة مع وضع خطط خاصة للتعامل مع الفئات المجتمعية المتمايزة تحت الشعار المضلل ( حماية الأقليات ) غلب عليها طابع الترغيب لاستمالتها وتحييدها أواستخدامها ضد الثورة وكان للكرد وبعبارة أدق ( كرد ال ب ك ك ) النصيب الأكبر من الاستقطاب خصوصا  بتوفر سابقة قديمة وعوامل اقليمية وكردستانية .
  كما حصل في الاطار الوطني المعارض العام فقد أستعادت الأطراف الحزبية التقليدية الكردية أيضا زمام المبادرة على حساب تراجع فعل التنسيقيات الشبابية ورديفها الحراك الوطني المدني الذي كان يتصدر النشاطات الاحتجاجية ويطرح الشعارات المناسبة المعبرة عن طموحات الجماهيرومطالبها وبذلك حصل مايشبه ( الردة المضادة ) في حركة المعارضة والثورة وانعكس ذلك سلبا على الساحة الكردية وعلى الدور الكردي تجاه الثورة والالتزامات القومية والوطنية والأخلاقية ولم يعد المشروع الوطني الكردي الرديف العضوي للمشروع الديموقراطي على مستوى البلاد مطروحا أو محل اهتمام والتزام الأحزاب الكردية المأزومة الفاشلة أصلا منذ عقود والمتخلفة عن تجديد نفسها أو مراجعة ماضيها المليء بالانحرافات والخطايا خاصة في مجال التعامل والتعاون مع أجهزة النظام الاستبدادي الحاكم .
  لقد هدمت الأحزاب في غضون خمسة أعوام ما بني في أكثر من تسعة عقود وأضاعت فرصة لن تعوض للشعب الكردي وألحقت الأضرار بالقضية الكردية السورية بحيث تضاهي مالحق به من نظام الاستبداد منذ أربعة عقود وكأمثلة سريعة فان الكرد عامة وللمرة الأولى بتاريخ الحركة الوطنية السورية في دائرة الشك بخصوص المشاركة في الثورة ولم تشهد الساحة الكردية كما يحصل الآن من انقسامات ومواجهات وانعدام الثقة وتفكك الجبهة الداخلية واندثار المنظومة الأخلاقية وحتى مبادىء الحوار والتعامل مع الآخر المختلف وفقدت الحركة الوطنية الكردية أكثر من أي وقت مضى استقلاليته الفكرية والسياسية وأضاعت شخصيتها وكيانيتها واحترامها لدى الشقيق والصديق والشريك وتفتقر الساحة أكثر من أي وقت مضى الى برنامج ومشروع للخلاص وتعرضت المناطق الكردية وللمرة الأولى الى التفريغ ورحيل الشباب والطبقة الوسطى والمثقفين من النساء والرجال .
  ينفون وجود ثورة في البلاد ويزعمون أنهم أشعلوا ثورة كردية ! كيف وأين ولماذا ؟ غير معلوم الا اذا كانت – ثورة الردة – يتصارعون ليل نهار على الحصص الجمركية والنفوذ وتوزيع المنافع السلطوية ولا نسمع خلافا حول السياسة والمصير القومي والوطني ولاحول النظام والثورة السورية ولا حول المختطفين والأسرى بالأيدي الكردية فما الفرق أن تكون ضد الثورة أو خارجها مع النظام أو في صدد الرجوع اليه مع ايران علنا أو في الطريق للتعامل معها مع المشروع الروسي التدميري العدواني أو طامح في الوصول الى موسكو حتى عبر الطرق الالتفافية مع – هيئة التنسيق – أو – الائتلاف – في الحالتين لاشيء غير التبعية والقيام بدور الملحق المكمل وغير المقرر .
  تنظيمات  – داعش – و- القاعدة – ارهابية ويجب القضاء عليها ومواجهتها مسألة وطنية سورية ولاتقتصر على الكرد وليست المهمة الوحيدة للكرد وغير الكرد ومقاتلتها يجب ان لاتكون  على حساب تناسي ارهاب الدولة في دمشق كمصدر ومنبع لكل أنواع الارهاب الموزعة في بلادنا ولن يكتب النجاح في استئصالها الا باسقاط نظام الاستبداد والبناء السياسي والثقافي وتضافر الجهود وتعزيز صفوف قوى الثورة واعادة هيكلة تشكيلات الجيش الحر كما أن مواجهة الكرد للارهاب تستلزم تعزيز الصفوف والسير وراء المشروع الوطني الكردي وليس وراء المنافع الحزبية الضيقة .
  من المهم أن يقول الشعب كلمته بحرية في الساحة الكردية حول كل مسألة وأن يعبر عن معارضته لمن لايمثل طموحاته ولكن قيام البعض بتقزيم الارادة الشعبية في أمور هامشية ودفع الناس الناقمين الرافضين للعبة الحزبية للتظاهر من دون رفع برنامج واضح ومشروع شفاف يتناول القضايا الرئيسية ماهو الا تضليل وتهرب من الواجبات ومحاولة الضغط من أجل العودة الى المحاصصة وتوزيع النفوذ وفي الوقت ذاته قطع الطريق على المعارضة الشعبية للظلم والانحراف واجهاض مشروع الاستنهاض والتصدي  .
 

     

459
غالبية الكرد السوريين خارج اللعبة الحزبية
                                                                       
صلاح بدرالدين

  اذاكانت شعوب العالم تهدف من وراء بناء الأحزاب اغناء الحياة السياسية وتنظيم الطاقات لتحقيق مصالح المجتمع أو أجزاء منه عبر الطبقات الاجتماعية والفئات والجماعات المتميزة والمتنوعة من أجل التقدم وترسيخ الاستقلال الوطني والسيادة والعدالة والمساواة ومواجهة التحديات الداخلية والخارجية وارساء النظام الأمثل من خلال التنافس السلمي والحوار حسب الأصول والمبادىء الديموقراطية وقواعد – اللعبة – البرلمانية في البلدان المستقلة أما بخصوص بلدان وشعوب التحرر الوطني فللأحزاب مهام متشابهة من حيث المبدأ ومختلفة بحسب متطلبات مراحل اسقاط النظم الاستبدادية واجراء التغيير الديموقراطي أو انتزاع الحقوق القومية والوطنية وفي المقدمة ارساء الجبهات والتحالفات الواسعة بين الأحزاب والحركات والفعاليات المعبرة عن مصالح مختلف الطبقات والفئات والشرائح والتيارات السياسية . 
  وفي مختلف الحالات فان الشرط الأساسي لنجاح الأحزاب والتنظيمات في أداء وظائفها هو عملية التجديد المستمر عبر المؤتمرات والاجتماعات الدورية للعوامل الذاتية من قيادة وأساليب عمل ومواقف سياسية وبرامج وخطط وممارسة الشفافية والوضوح والمحاسبة والنقد والنقد الذاتي والعودة باستمرار الى الشعب واكتشاف مايرنو اليه من أهداف ومايحمل من طموحات وقبول التعاون مع الآخر المختلف على قاعدة التنوع في اطار الاتحاد بمعزل عن وسائل العنف والتهديد بالسلاح عند ذلك يمكن القول بأن هذه الكيانات المنظمة تشكل جزءا فاعلا مبدعا منتجا من منظمات المجتمع المدني .
  في سوريا وبلدان ثورات الربيع الأخرى ومع بعض الاختلافات الخاصة بين طبيعة ودرجة تطور هذا البلد وذاك والتمايز في مسألة التعددية القومية والدينية والمذهبية وعدم التشابه في حالات طبيعة ووظائف ودور الجيش الوطني وموقعه من الثورة والتغيير هناك قواسم مشتركة متشابهة بين ثورات الربيع في جميع البلدان ومن أبرزها : 1 - تصدر الفئات العمرية الشبابية للتحركات الاحتجاجية والانتفاضات الثورية وتقديمها التضحيات 2 – تخلف القوى والأحزاب التقليدية ( القومية والاسلامية واليسارية ) عن اللحاق بتلك الانتفاضات بل فوجئت بحدوثها 3 – محاولة التسلل والالتفاف للسيطرة على مقاليدها بعد تحولها الى حالة جماهيرية على طريق الانتصار وازاحة القيادات الشابة بوسائل الترهيب والترغيب ومحاولات حرفها عن أهدافها الحقيقية .
  الحالة الكردية السورية نموذجا
  عشية اندلاع الانتفاضة الوطنية السورية كانت الأحزاب والتنظيمات الكردية التقليدية تعيش أسوأ أيامها من أزمات فكرية وسياسية وتنظيمية وانقسامات حادة الى درجة أن كل جماعة حزبية كانت عبارة عن عائلة أو تحالف بين مجموعات ذات مصلحة مشتركة حتى الصراع الفكري الذي أدى الى بلورة نهجين يساري قومي وطني ويميني انتهازي أواسط ستينات القرن الماضي لم يعد له حدود واضحة لأن مشروع النظام حول الحركة الكردية قد كتب له النجاح في عهد الضابط المسؤل عن الملف وعن جهاز المخابرات العسكرية في محافظة الحسكة ( اللواء محمد منصورة ) بعد أن نفذ مخططه في تفتيت – حزب الاتحاد الشعبي الكردي -  واستمالة أعداد من قيادته بالجزيرة خصوصا في توظيف البعض ببرلمان النظام والبعض الآخر بمواقع أخرى واغرائهم  .
  بعد اضعاف وتقسيم الاتحاد الشعبي لم يعد هناك معارضة على المستوين القومي والوطني في الوسط الكردي وهذا ماكان يهدف اليه النظام بالأساس بعد أن عقد الاتحاد الشعبي تحالفات واسعة على الصعد الوطنية والعربية والكردستانية والأممية ووضع الخارج في حقيقة صورة المشهد الكردي السوري وخصوصيته القومية وحقوقه المشروعة وارتباطه العضوي بالحركة الديموقراطية السورية والمصالح  المشتركة في ازالة الدكتاتورية والتغيير الديموقراطي وهذا ما كان يزعج النظام بل يهدد بحرمانه من التلاعب بالورقة الكردية واستخدامها كما يشاء عبر وكلائه المحليين من جماعة اليمين والمنشقين والأتباع .
  بعد أن شعر النظام عشية اندلاع الانتفاضة بضعف وهزالة أتباعه السابقين من مجموعات الأحزاب والتنظيمات التي فاق عددها الثلاثين بهمة ( أبو جاسم – محمد منصورة ) وافتقارهم الى الحد الأدنى من المصداقيةوانكشاف أمرهم أمام الملأ وخاصة أمام الجيل الكردي الشاب الذي عاصر أو سمع وتابع قضايا الصراع الفكري والسياسي في الحركة عموما وبين اليسار واليمين على وجه الخصوص وتأثر بنهج كونفرانس الخامس من آب 1965 وأدبياته السياسية والثقافية ووثائقه الفكرية والبرنامجية عمد على الفور الى العودة الى حلفاء الأمس من جماعات – ب ك ك – واستحضار مسلحيها والبدء بعمليات التسليم والاستلام والاعتماد الكلي عليها من دون سواها مما أصبح اليمين والأتباع الآخرين بغير ذي قيمة واهتمام يذكر لدى أجهزة النظام وفي الدرجة الأدنى من الحظوة .
  ومن هنا بدأت مرحلة جديدة في الوسط الحزبي الكردي أهم معالمها في عامي ( 2011 – 2012 ) التنافس حول من هو الأنفع للنظام والتزاحم على الموالاة على ضوء وقوف ( مجلس غرب كردستان مع النظام وضد الثورة ووقوف المجلس الكردي على الحياد وخارج الثورة ) وحصلت العديد من اللقاءات بشأن ذلك مع مداخلات اقليمية وتلا ذلك وبعد سيطرة جماعات حزب – ب ك ك – نهائيا وبقوة السلاح على مختلف المناطق أصبح الموقف الحزبي العام ضمن اطار محاولات التفاهم على اقتسام السلطة والمحاصصة من دون أي خلاف يذكر حول النظام والثورة والقضية الكردية وبمعزل عن أي استناد الى رأي الشعب الكردي وموقفه ومصالحه .
  لذلك نقول بأن الشعب الكردي بغالبيته الساحقة غير معني بألاعيب الأحزاب  .

460
خذوا العبرة من أقوالهم
                                                             
صلاح بدرالدين

    في مؤتمر عقد قبل أيام في العاصمة الأمريكية – واشنطن – نظمته جامعة – جورج واشنطن - حول الاستخبارات بمنظورها الوطني والعالمي وعرض فيه الكثير من الأبحاث والمداخلات حول قراءة أحداث الحاضر واستشراف المستقبل من وجهات نظر مدارس استخباراتية مختلفة ومؤسسات عالمة بالأسرار وقريبة من مصادر قرار تتحكم بمصائر البشرية ومايهمنا قوله هنا بالدرجة الأولى فان غالبية المداخلات – المنشورة - كادت أن تتماثل الى درجة التوافق حول الحالة السورية المأساوية الراهنة ومآلها ومصيرها وكمثال نتناول رؤيتي أعرق مؤسستين أمنيتين معنتين مباشرة بالقضية السورية قديما وحديثا وهما الأمريكية والفرنسية .
   فمدير وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية "سي آي ايه" جون برينان يرى ان ( "الشرق الاوسط الذي نعرفه انتهى، وأشك بأن يعود مجددا". التقسيم آت اضاف " نحن نرى ان سوريا مقسمة على الارض، النظام لا يسيطر الا على جزء صغير من البلد: ثلث البلد الذي تأسس بعد الحرب العالمية الثانية. الشمال يسيطر عليه الاكراد، ولدينا هذه المنطقة في الوسط التي يسيطر عليها داعش"، في اشارة الى تنظيم الدولة الاسلامية. واكد ان "الامر نفسه ينطبق على العراق"، مضيفا "لا اعتقد ان هناك امكانية للعودة الى الوضع السابق" وأضاف : "عندما انظر الى الدمار في سوريا وليبيا والعراق واليمن يصعب عليّ ان اتخيل وجود حكومة مركزية في هذه الدول قادرة على ممارسة سيطرة او سلطة على هذه الحدود التي رسمت بعد الحرب العالمية الثانية". من جهة ثانية اعتبر المسؤول الاميركي ان "الحل العسكري مستحيل في اي من هذه الدول". واعتبر انه من الخطأ الذهاب مباشرة باتجاه البحث عن "تسوية نهائية" في الوقت الراهن، بل يجب اعتماد استراتيجية الخطوات الصغيرة، عبر السعي اولا الى "خفض درجة الحرارة، خفض حدة النزاع، بناء بعض الثقة بين الاطراف الموجودين هناك والراغبين فعلا في التوصل الى تسوية سلمية".) .
أما مدير الاستخبارات الفرنسية – الادارة العامة للفرع الخارجي برنار باجوليه فيرى أن (  "الشرق الأوسط الذي نعرفه انتهى إلى غير رجعة"، مؤكدًا أن دولًا مثل العراق أو سوريا لن تستعيد أبدًا حدودها السابقة واعرب باجوليه عن "ثقته" بأن "المنطقة ستستقر مجددًا في المستقبل، ولكن وفق اية خطوط؟، في الوقت الراهن لست اعلم. ولكن في مطلق الاحوال ستكون مختلفة عن تلك التي رسمت بعد الحرب العالمية الثانية". اضاف ان "الشرق الاوسط المقبل سيكون حتمًا مختلفًا عن الشرق الأوسط ما بعد الحرب العالمية الثانية" ).
  وهكذا نرى أن مسؤلي البلدين الكبيرين المعنيين بالملف السوري والمصنفين في صدارة قائمة الدول ( الصديقة ) للشعب السوري يذهبان في نظرتهما القريبة والمتوسطة لمآل القضية السورية الى تصورات مناقضة لما يراها ويتمناها السورييون لحاضر ومستقبل بلدهم وذلك بخصوص المسائل التالية :
 1 – لاوجود للثورة وأهدافها في خطاب المندوبين بل التركيز ينصب الى وجود أزمة وحروب ومواجهات حتى في مجال تناول منطقة الشرق الوسط يخلو الخطاب من أية اشارة الى ثورات الربيع التي اندلعت منذ خمسة أعوام في أكثر من خمسة بلدان عربية وحملت أهدافا وشعارات واضحة حول الحرية والكرامة والتغيير الديموقراطي .
 2 – الاختلاف واضح بين كل من ارادة الشعب السوري المتمثلة بثورته من أجل سوريا مختلفة جديدة تعددية تشاركية عادلة ديموقراطية موحدة من جهة وبين رؤية المسؤلين الأمريكي والفرنسي حول سوريا مختلفة عن السابق ولكن منقسمة متشظية متناثرة من الجهة الأخرى .
 3 – التسوية السياسية التي تنشدها الثورة وقدمت في سبيلها التضحيات تنحصر في اسقاط نظام الاستبداد وتفكيك سلطته والانتقال الى فترة انتقالية لتنظيم نقل السلطة الى الشعب عبر انتخابات حرة نزيهة وبرلمان يمثل كل المكونات الوطنية القومية والدينية والمذهبية ويشرف على اقامة السلطة التنفيذية ومراقبتها أما رؤية المسؤلين الأمنيين الأمريكي والفرنسي للتسوية فتختلف الى درجة النقيض وتنطلق من الاعتراف بالأمر الواقع والتقسيمات الراهنة الحاصلة في ظروف الحرب والدمار والفراغ والتعامل مع من في الميدان وخاصة النظام والميليشيات والعصابات المسلحة وسلطات الأمر الواقع وتحقيق التسوية السياسية عبر خطوات جانبية مناطقية محدودة قد تطول سنوات وعقودا .
 4 – السورييون يناضلون من أجل قضية عادلة ومبادىء سامية وينشدون المجتمع الدولي بتقديم الدعم والمساندة أما خطاب الأمريكي والأوروبي فينطلق من حسابات الربح والخسارة ومنطق تقاسم النفوذ حتى بين أعضاء تحالف ( أصدقاء ) الشعب السوري وبينهم وبين روسيا طغمة بوتين الحاكمة ونظام جمهورية ايران الاسلامية .
    أمام هذا التحدي المستجد خاصة بعد التدخل العسكري الروسي المعادي وبعد – خيانة الأصدقاء – الغربيين نقولها للمرة الألف اذا لم تبادر النخبة الوطنية لقادة الجيش الحر وزملائهم من مناضلي الفصائل الثورية الأخرى والحراك الوطني المدني الى التحرك والعمل من أجل التئام مؤتمر وطني سوري انقاذي طارىء لانجاز مهمتين عاجلتين : صياغة البرنامج السياسي المرحلي وانتخاب مجلس سياسي عسكري مشترك فان الوضع سيسوء الى درجة الانهيار وسيعمل الروس والأجهزة السورية – الايرانية الأمنية على التواصل بوسائل ( الاغراء والتهديد ) مع فرد هنا ومجموعة هناك لتفكيك ماتبقى من صفوف الثوار ونخب الجيش الحر وهذا لايتمناه كل وطني شريف ينتمي الى شعبنا السوري العظيم .   

461
بيان " فيننا " أو العهد الدولي ضد ثورات الربيع
                                                                   
صلاح بدرالدين

  المشاركون في التوقيع على بيان – فيننا – في الثلاثين من الشهر المنصرم يمثلون مباشرة أو تمثيلا أو تعبيرا مجازيا المجتمع الدولي برمته فاضافة الى ممثلي الدول السبعة عشر هناك نوع من التمثيل للدول الأعضاء في الأمم المتحدة بما فيها اسرائيل والنظام السوري ودول الاتحاد الأوروبي وأعضاء الجامعة العربية ( على الأقل حتى اللحظة حيث لم يصدر أي اعتراض من اي طرف ) وكانت – المعارضات – السورية بمختلف مسمياتها المعلنة وخصوصا – الائتلاف – حاضرة عبر المرجعيات المؤسسة والمانحة والراعية ولم تسعفها كثيرا محاولة الحفاظ على ماء الوجه بتصريحات شكلية لاتتعلق بالجوهر بل بمسألة مدة بقاء رأس النظام التي باتت بقدرة قادر العنصر الوحيد في القضية السورية ! .
  عودة الى البنود التسعة الواردة في البيان الختامي والى جانب تعبيرات وجمل انشائية وترديدا ببغائيا للمبادىء العامة لهيئة الأمم المتحدة ومنظمات المجتمع المدني وحقوق الانسان نلحظ على مثيل المثال ماتضمنه البند الثاني : "   أن تبقى مؤسسات الدولة سليمة " وهو يناقض ارادة السوريين وثورتهم من أجل اسقاط نظام الاستبداد وتفكيك سلطته الأمنية والادارية وبنيته الاقتصادية واجراء التغيير الديموقراطي ولم تبق عائلة سورية الا وقدمت قرابين وتضحيات لتحقيق ذلك من شهيد أو أسير أو مختطف أو مهجر أو نازح أو دمار منزل وحرق ممتلك .
  جاء في البند السابع : " فان المشاركين وجهوا دعوة للأمم المتحدة من أجل تحديد ممثلين عن الحكومة السورية والمعارضة السورية من أجل عملية سياسية " أي القفز فوق الثورة والمعارضة واعتبار الشعب السوري تحت الوصاية تماما كما حصل لشعوب العالم وحركاتها التحررية في عهد ( عصبة الأمم ) وفي البند الثامن جاء مايناقضه بصورة التفافية : " ستكون هذه العملية السياسية بقيادة سورية تامة على أن يقرر الشعب السوري مستقبل سورية بنفسه " تماما على الطريقة الروسية : تدخل سياسي ودبلوماسي وعدوان عسكري من دون ارادة السوريين والمطالبة بترك مصير النظام للشعب السوري !؟ .
  مع اختلاف الزمان فقط هناك تشابه كبير بين كل من مؤتمر فيننا 1814 – 1815 الذي ترأسه الدبلوماسي النمساوي – مترنيخ – وبحسب – ويكيبيديا - الموسوعة الحرة كان هدفه تسوية العديد من القضايا الناشئة عن حروب الثورة الفرنسية وأسفر هذا المؤتمر عن إعادة رسم الخريطة السياسية للقارة وإنشاء مناطق نفوذ للقوى الكبرى وكان المؤتمر نموذجاً لعصبة الأمم وكانت الخلفية المباشرة هزيمة فرنسا النابليونية واستسلامها الأمر المثير للاهتمام في مؤتمر فيينا هو أنه لم يكن مؤتمراً بالمعنى الحرفي للكلمة حيث لم تعقد جلسة عامة أبداً كما جرت معظم النقاشات بصفة غير رسمية، ووجهاً لوجه بين القوى العظمى مثل فرنسا والمملكة المتحدة والنمسا وروسيا وفي بعض الأحيان بروسيا، مع مشاركة محدودة أو معدومة من قبل المندوبين الآخرين .
  أما مؤتمر فيننا الحالي المنعقد بعد قرنين بالتمام والكمال من سابقه فكأنه اعادة للتاريخ على المسار نفسه يحاول وضع النهاية المأساوية لارادة شعوب منطقة الشرق الأوسط والاعلان الصريح من دون مواربة عن نهاية حقبة ثورات الربيع بعد تردد وتضليل وازدواجية من جانب المجتمع الدولي والدول العظمى والكبرى والصغرى وبعد كل أنواع التحايل من جانب النظام العربي والاقليمي الرسمي في غضون أعوام خمسة كان ثمنها باهظا لدى شعوبنا المقهورة من الدماء الزكية والقتل والدمار والمعاناة الانسانية وصنوف الظلم والعدوان .
  آثار – الخيانة – بادية على وجوه ممثلي الدول – الصديقة ! – في مؤتمر فيننا ولن ينجحوا مهما تفننوا في وسائل التضليل أن يحجبوا صورتهم السوداء ومواقفهم المشينة عن أنظار ومسامع السوريين وفي الوقت ذاته وان كنا لم نتوهم يوما ولحظة بصدقية وجدية ونزاهة – المعارضة - وخصوصا ( المجلس والائتلاف ) الا أننا نقف مشدوهين أمام سكوت وتباطىء الثوار من الجيش الحر والفصائل والحراك الوطني المدني وغياب أية مبادرة توحيدية وخطوات لاعادة البناء والهيكلة والدعوة لعقد المؤتمر الوطني السوري المنشود لصياغة برنامج التصدي للتحديات وانتخاب مجلس سياسي – عسكري انقاذي طارىء للتعامل مع المستجدات وتمثيل أهداف الثورة السورية .
  في جميع الأحوال فان كل مايصدر من مؤتمر فيننا وخلافه لايعني الشعب السوري وأن القرارات والتوصيات والخطط المرسومة لن تؤسس للسلام العادل والشامل بل ستزيد من المآسي وستنقلب على واضعيها من دول وأنظمة مزيدا من الحروب والمواجهات والمعاناة وهذا مالايتمناه أي انسان سوي عاقل .
                                                           
                                 

462
تفتقرالثورة لقيادة مشتركة وليس " كاريزمية "

صلاح بدرالدين

   في خضم المناقشات الدائرة منذ حين بين مثقفي ومناضلي الثورة السورية حول ايجاد السبل المناسبة للارتقاء الى موقع يوفر شروط الانتصار ومواجهة التحديات الخطيرة الماثلة عبر انجاز المهام والخطوات اللازمة لتوحيد طاقات وقوى الثورة وفي المقدمة عقد المؤتمر الوطني السوري الشامل عبر لجنة تحضيرية معبرة عن الواقع الوطني وتتميز بالكفاءة والنزاهة تشرف على تنظيم وادارة المؤتمر للخروج ببرنامج التوافق الوطني وانتخاب مجلس سياسي عسكري على قاعدة مبدأ القيادة الجماعية أقول بهذا التوقيت بالذات يخرج علينا البعض وفي حركة معاكسة للتيار الوطني الحريص على اعادة بناء الثورة وتصليب عودها وايجاد قيادة جماعية ديموقراطية لايصالها الى شاطىء الأمان والانتصار بالتنظير لعملية ولادة القائد الفرد الكاريزمي اسوة بالكاريزمات الاستبدادية في الأنظمة الدكتاتورية الرهيبة المنهارة مثل العراق وليبيا واليمن اضافة الى بلادنا والتي قامت ثورات الربيع بالأساس من أجل اسقاطها .
   وقد نشرت في بعض المواقع والمنابر مداخلات وآراء تحث على البحث عن قيادات كاريزمية واستدعائها لانقاذ الثورة وخلاص الشعب السوري تماما مثل مانشاهد في أفلام – الفانتازيا – عندما يظهر البطل المخلص على شاكلة – رامبو - ويقوم بالأعمال الخارقة ويملأ الفراغ عوضا عن مجموع الشعب وحركته التاريخية هذا البعض يغرد خارج أسوار التاريخ عندما يربط مصير شعب بأكمله ووطن ومكونات وثورة وقضايا الحرية واعادة البناء والخلاص من الاستبداد بفرد ينزل من بين الغيوم بمظلة ويوهم الشعب بأنه لامناص من انتظار – غودو – الذي لن يأتي أبدا مهما طال الزمن .
   بدلا من انشغال هذا البعض باجراء مراجعات في العمق حول تجربتهم ( المعارضة ) الفاشلة ان  كان ضمن اطار ( المجلس الوطني السوري ) أو على صعيد دوره الفردي وماأقترف من أخطاء وخطايا وممارسة النقد الذاتي الجريء وتقديم الاعتذار للسوريين وثورتهم ثم طرح المشاريع والمقترحات الجديدة لاعادة بناء هياكل الثورة ولملمة صفوف الكتلة التاريخية الثائرة في وجه الاستبداد نرى هذا البعض مستمرا في محنته الفكرية وضياعه السياسي لاينفك أن يعود الى الذات بدلا من المجموع وكأن ليس له تجربة في هذه الحياة سوى سيرته الشخصية ينطلق منها وليس من أي شيء آخر في كل تفكيره وهواجسه وكأنه هو بطل نفسه والكاريزما الموعود لخلاص البلاد والعباد .
  نحن الآن أمام مواجهة بين نهجين : منطق الثورة ومنطق الدولة في الأول يتم التداول في كيفية الوصول الى اعادة توحيد قوى الثورة وتشكل قيادة جماعية لقيادتها كما تتطلبها قوانين ثورات الربيع المندلعة بمبادرات الجيل الشاب وبقياداته الناشطة المتعاونة المتكاملة وبمعزل عن الزعامات والوجاهات ومتزعمي الأحزاب التقليدية وفي القلب منها ثورتنا الفريدة وفي الثاني البحث عن القائد الفرد الكاريزمي المنقذ على غرار قادة القرنين العشرين والتاسع عشر أي العودة قرنين الى الوراء والمضي عكس حركة التاريخ  .
  لا أحد ينكر دور الفرد في صناعة وكتابة التاريخ ولكن ألم تضع ثورات الربيع في قرننا الجديد الحالي في منطقتنا وقبل ذلك الثورات والانتفاضات في أوروبا الشرقية ومناطق أخرى بالعالم تعريفا جديدا لدور الفرد يختلف قليلا أو كثيرا عن تعريف ( بليخانوف )  عندما تجاوزت الأحزاب وشخوصها الكاريزمية والزعامات التقليدية لمصلحة المجموع والقيادات الشابة بعقولها المنفتحة ونزعتها العفوية الصادقة المتمسكة باالعمل الجماعي المتكامل .
  على ضوء عتاب بعض  ( الأكاديميين ) عندما ينطلقون من ذواتهم وتجربتهم الشخصية في – المعارضة – متذمرين من تعامل الآخر ومسؤوليته في عدم تنصيبهم – كاريزميين - تذكرت تصريحا لأحدى - الأكاديميات – المغمورات في قيادة ( المجلس الوطني السوري ) في باكورة اعلانه على فضائية عربية تقول فيه بما معناه : أن مجلسهم من صنع الأكاديميين وهم سيقودون الثورة الى بر الأمان وحينها ندبت حظي وحظ الشعب السوري كيف لا وأن القاعدة الرئيسية في قوانين الثورات وشروط نجاحها والربيعية منها خصوصا هي توفر البرنامج السياسي الثوري والقيادة الجماعية الثورية السياسية والعسكرية المشتركة أما الخبراء والأكاديمييون فوظيفتهم صياغة الدراسات والمشاريع والتحليلات والأبحاث وتقديمها للقيادة لتأخذ منها ماتراه نافعا .
  ليست لي مشكلة شخصية مع أحد وسأظل  أحترم كل من أتفق أو أختلف معه كشخص وانسان ولكن أليس مطلوبا من الجميع وكل من موقعه السابق كشف ملابسات تأسيس – المجلس الوطني السوري – بقيادة وسيطرة جماعة الاخوان المسلمين السورية وقصص وخفايا جلب واستخدام ( الأكاديميين ! والليبراليين ! )  ورحلات بعضهم  المكوكية بين باريس – الدوحة – باريس – استانبول ومن ثم قبوله العمل كعلماني وعالم اجتماع تحت امرة عتاة الرجعية من جماعات الاسلام السياسي ؟ وأمام  كل ذلك تطالب الثوار قبولك القائد الكاريزمي المنشود !!! .
 


463
تعقيبا على مقالة رحال : " ارحمونا ..كفى لعبا بالثورة "

صلاح بدرالدين

     لقد أثارت مقالة العميد الركن أحمد رحال المنشورة الآن في موقع كلنا شركاء انتباهي والتي أعتبرها صرخة صادقة لانقاذ الثورة من الضياع ولكن للأسف وحسب متابعاتي أرى أننا معشر مدعي المعارضة والثورة لانقرأ لبعضنا البعض لعدم الايمان بالحوار ولأن معظمنا مازال متأثرا بثقافة الاستبداد أو لمواقف مزاجية مسبقة من أسماء الشخوص وعناوين المقالات فعلى سبيل المثال وأمام مئات بل ألوف الأبحاث والمقالات والبرامج والمشاريع التي تنشر من جانب خيرة مثقفينا ومناضلينا الوطنيين الثائرين مدنيين وعسكريين وتتناول القضية السورية وشؤون المعارضة والثورة وتتوجه بالملاحظات النقدية القيمة الى الفصائل الثورية المقاتلة وقيادة الائتلاف لم أجد يوما ردا أوتوضيحا أو متابعة من المعنيين الى درجة أن الساعين الى الاصلاح والتطوير واعادة بناء الثورة والمعارضة باتوا في وضع فقدوا فيه أي أمل بتحسين الوضع وأصيبوا بالاحباط وبدأوا يتحولون الى استخدام خطاب اتهامي ردحي أحيانا تجاه متزعمي العمل الوطني من قبيل " كفى لعبا بالثورة " و " ياقيادة الائتلاف مصداقيتكم بالميزان " وغيرهما .
    في الملاحظات والرؤا والمهام :
أولا – أتفق مع الكاتب على أن ماتم بين الائتلاف ومجموعة من الفصائل لايرقى الى مستوى خطورة المرحلة الراهنة ومتطلبات القضية السورية التي تمر في أدق الظروف وهناك فرق شاسع بين اصدار بيان عابر لايلتزم به حتى الموقعون عليه وبين مؤتمر وطني عام ملزم 
  ثانيا – بكل صراحة فان الائتلاف لايمثل الثورة وهي اندلعت قبله وقبل سلفه ( المجلس ) وكل المعارضات وظلت دون قيادة سياسية شرعية منتخبة حتى اللحظة حتى على الصعيد الكردي أخفق في الاختيار عندما تجاهل قوى الحراك الثوري الكردي الحقيقية في الميدان من تنسيقيات الشباب الى وطنيين ومناضلين مستقلين انتهاء بمنظمات المجتمع المدني وتصرف حسب طبيعته الطبقية والسياسية والفكرية وقراءته الخاطئة لواقع المشهد السياسي في المناطق الكردية في استحضار الأحزاب التقليدية الفاقدة الصلاحية والصدقية في المجتمع الكردي والمخترقة أصلا من اجهزة سلطة الاستبداد والتي وقفت بالبداية ضد التظاهرات في المناطق الكردية وهزمت شر هزيمة أمام جماعات – ب ك ك – المحسوبة على النظام وعندما يبرر ذلك بالزعم أن اقليم كردستان العراق رشح أحزاب المجلس الكردي لتمثيل الكرد فان عذره أقبح من الذنب  .                     
ثالثا  – علمتنا تجارب وخبرات السنوات الأربع الماضية بأنه لاجدوى من الركض وراء وهم اصلاح المعارضة خاصة بعد أن رأينا بأم العين كيف أن تغيير اسم – المجلس الوطني – الفاشل الى – الائتلاف – وتبديل بعض الوجوه لم يزد بالطين الا بلة اضافة الى عمليات التسلق والتغلغل والاختراق في الأعوام الأخيرة وصنوف الفساد المترافقة مع الردات السياسية كل ذلك أدى الى ظهور مراكز قوى في الائتلاف ومؤسساته ومجموعة مستفيدة تقدر بمائة شخص تشكل العائق الدائم أمام أية محاولة تغيير ونهوض وتقوم مقام ( الثورة المضادة )  .
رابعا – أشاطر الكاتب الرأي بأن ابعاد ضباط وأفراد الجيش الحر ( وهم العمود الفقري للثورة ) كان حسب خطة مرسومة بدأ تنفيذها من جانب – المجلس الوطني – بقيادة الاخوان المسلمين للاجهاز على الثورة وافراغها من القوى العلمانية الثورية وأسلمتها تمهيدا لأخونتها وصولا الى مانحن عليه اليوم من سيطرة جماعات الاسلام السياسي الارهابية كداعش وباقي مجموعات تنظيم القاعدة .
 خامسا – أختلف مع الكاتب في اعتباره مؤتمر أنطاليا " مشؤوما " ولست أدافع لأنني كنت مشاركا وألقيت فيه كلمة المكون الكردي بل لأن ذلك المؤتمر كان الجمع الأول لمعظم ممثلي المكونات القومية والدينية والمذهبية والتيارات السياسية والجيش الحر والمؤتمر الوحيد الذي عقد بتغطية مالية وطنية ولم يكن تحت سيطرة – الاخوان المسلمين – حيث لم يكن لهم أثر يذكر ورفع فيه لأول مرة شعار ( واحد واحد الشعب السوري واحد ) وأن ( المعارضة لاتمثل الثورة بل تخدمها ) ولكن للأسف لم تلتزم الهيئات المنبثقة عن المؤتمر بقراراته وتوصياته ورضخت صاغرة لضغوط الاخوان الذين مافتئوا يزرعون الألغام أمام الجميع ويعقدون الاجتماع الجانبي تلو الآخر حتى مهدوا السبيل لاعلان ( مجلسهم الوطني ) تحت جنح الظلام وبغفلة عن الثوار والغالبية الساحقة من الوطنيين السوريين .
 سادسا  – كما أرى فان الهدف المشترك الرئيسي لكل الوطنيين السوريين في المرحلة الراهنة مازال الالتزام بمبادىء الثورة وشعاراتها في اسقاط نظام الاستبداد وتفكيك سلطته الجائرة واجراء التغيير الديموقراطي نحو سوريا تعددية جديدة .
 خامسا  – في مقدمة المهام لتحقيق ذلك الواجب السامي العمل على اعادة بناء جسد الثورة ولملمة أجنحتها واحياء وتوحيد ومركزة تشكيلات الجيش السوري الحر ودمج وصهر مقاتلي كل الفصائل والمجموعات والحراك الوطني السياسي المدني في بوتقة الثورة السورية الواحدة .
  سابعا  – السبيل لتحقيق ذلك هو عقد المؤتمر الوطني السوري الشامل لمن يتشاركون بالهدف الرئيسي أعلاه من ممثلي المكونات الوطنية والقوى والتيارات السياسية والجيش الحر والفصائل المقاتلة باستثناء – داعش والنصرة وتوابعهما مهمته الأساسية انجاز البرنامج السياسي المرحلي وانتخاب مجلس سياسي عسكري مشترك لقيادة المرحلة الراهنة ومواجهة تحدياتها .
ثامنا  – الشرط الأساسي لنجاح المؤتمر هو اناطته تنظيما وحضورا وادارة بلجنة تحضيرية خماسية أو سباعية تمثل قدر الامكان المكونات والفصائل والمستقلين والشباب والمرأة وذلك لقطع الطريق على محاولات استئثار طرف أو أطراف معينة .
تاسعا   – يجب التعهد من جانب الكل بأنه ومنذ اللحظة الأولى للبدء بأعمال المؤتمر يكون بارادة المشاركين فيه سيد نفسه والمصدر الوحيد للشرعيتين الوطنية والثورية وللقيادة المستقبلية الممثلة للشعب السوري  وثورته والتي ستستلم وتتولى كل مايتعلق بمصالح وعلاقات واتفاقيات وأموال تخص الثورة سابقا ولاحقا  .
  ختاما أدعو الجميع الى المساهمة بالنقاش واعتبار مقالة السيد العميد منطلقا للبحث عن السبيل الأمثل لتحقيق الأهداف المشتركة .







464
حول " البيشمركة " الكرد السوريين

صلاح بدرالدين


من واجبي التوضيح بأنني استبعدت كلمة " روزآفا " التي يتم استخدامها ( كخطأ مقصود )  في وسائل اعلام الأحزاب الكردية السورية اشارة الى البيشمركة الكرد السوريين المتواجدين في اقليم كردستان العراق لسببين أولهما لأن التسمية مجازية وليست واقعية فهم يحملون شارات واسم – زيرفاني – كتشكيل معروف من بيشمركة الاقليم ويتبعون له اداريا وميدانيا وثانيهما لأن مصطلح – روزآفا – أي – الغرب – باللغة العربية يكتنفه الغموض ويستهلك من جانب الأحزاب عند اللزوم حاملا أكثر من تفسير بحسب الزمان والمكان .
  كقوة عسكرية بدأت باالتجمع في معسكرات تدريب بيشمركة اقليم كردستان العراق بمبادرة أخوية كريمة من رئاسة الاقليم منذ اندلاع الانتفاضة السورية آذار 2011 من شباب الحراك الثوري الكردي وبعض المنشقين عن جيش النظام وحتى لوكان البعض منهم ينحدر من عائلات ينتمي أفرادها الى أحد الأحزاب الكردية الا أن الغالبية الساحقة غير منتمية ومن المفيد والضروري والمتبع بقاء هؤلاء الشباب مستقلين وعلى مسافة من الأحزاب في هذه المرحلة بالذات التي فقدت الأحزاب كلها من ( المجلسين ) التي تجاوزت الأربعين الصدقية والى أن تعالج أزمة الأحزاب ويعاد بناء الحركة الوطنية الكردية من جديد التي ستشكل هذه القوة جزءا أساسيا منها لابد أن يستمروا في كسب الخبرة العسكرية ويكونوا حتى ذلك الحين من حيث الثقافة السياسية والموقف في خدمة قضايا الشعب والوطن ملتزمين بأهداف الثورة السورية في اسقاط نظام الاستبداد وفي التغيير الديموقراطي واعادة بناء سوريا الجديدة التعددية التشاركية ينعم فيها الكرد بحقوقهم المشروعة دستوريا وقانونيا واداريا بحسب ارادتهم واختيارهم الحر في اطار سوريا الموحدة  .
  واذا كان الكرد جزء من الشعب السوري حتى اللحظة وحركتهم في اطار الحركة الديموقراطية العامة فلاشك أن مختلف الفعاليات الشعبية والطاقات الشبابية والجماهيرية في الداخل والخارج ومن ضمنها البيشمركة الكرد السورييون لاتتجزأ من الحراك الثوري العام بالرغم من كل المحاولات الهادفة الى زرع الفتن والانقسامات بين الشعبين والصادرة من الجماعات والتيارات الشوفينية والانعزالية العربية والكردية .
  نسمع بين الحين والآخر أصواتا من جهتين : 1 – استباقية من جماعات – ب ك ك – السورية ترفض وبالقوة عودة هؤلاء البيشمركة الى ديارهم ومنازلهم ووطنهم ولها سابقة في هذا المجال عندما غيبت تسعة ضباط من المجلس العسكري الكردي بعد القاء القبض عليهم على حدود سوريا مع اقليم كردستان والمجلس كان  فصيلا من تشكيلات الجيش السوري الحر ونقول لتلك الجماعات أن موضوع عودتهم مسألة قومية ووطنية بالدرجة الأساس وليست حزبية تتعلق بمصالح الكرد كشعب وبالثورة كمعبرة عن تطلعات غالبية السوريين وعندما تتوفر الشروط سيعودون شاء من شاء وأبى من أبى 2 – استعجالية من أحزاب – المجلس الكردي – التي تحاول استثمارهم واستخدامهم لغايات حزبية صرفة والاستحواز على فتات المشاركة والمحاصصة في سلطة الأمر الواقع وسوقهم الى معمعمة الصراع في المناطق الكردية السورية والمصير المجهول ونقول لهذه الأحزاب اذا كنتم عاجزون عن عقد اجتماعاتكم في تلك المناطق أو الاقامة فيها بحرية فكيف ستضمنون حياة ومستقبل هؤلاء الشباب ؟ .
    أما اذا كنتم ترغبون في عودة البيشمركة الى الوطن من أجل مواجهة – داعش – فالأفضل أن يظلوا في مواقعهم المواجهة لقوات – داعش – نفسه ( الذي لايمكن الفصل بين من في الرقة أو دير الزور أو الموصل ) في خطوط التماس باقليم كردستان العراق الفدرالي المستهدف أصلا والذي يعتبره الكرد في كل مكان انجازا قوميا رائعا يجب الحفاظ عليه وصيانته من شرور الأعداء والخصوم من الخارج والداخل خاصة وأنهم أصبحوا على دراية واطلاع بتفاصيل جغرافيا الاقليم وأبلوا البلاء الحسن في صد هجمات الارهابيين والحاق الهزيمة بهم في أكثر من موقع وجبهة  .
  بالاضافة الى البيشمركة الكرد السوريين المتواجدين بالاقليم الكردستاني هناك ومنذ أعوام مجموعات كردية في العمق السوري أو على جانبي الحدود السورية – التركية أو كخلايا ( نائمة ) اما منضوية في أطر تعود الى الجيش الحر أو شبه مستقلة وقد تنادت للتدريب وحمل السلاح للدفاع عن الوطن عموما والمناطق الكردية خصوصا ضد جيش وشبيحة النظام وارهابيي – داعش – وملحقاتها ومنذ ذلك الحين كانت هناك مساعي من جانب الوطنيين الكرد الشرفاء من أجل تجميع وتوحيد كل تلك المجموعات بمافيها بيشمركة كرد سوريا في تشكيل واحد تنتظم علاقاته التنسيقية مع قيادة الجيش الحر وتحافظ على خصوصيتها واستقلاليتها من الأحزاب والمعارضات في آن واحد وقد اصطدمت تلك المساعي الصادقة بعقبات وتخريب ومحاربة من جهات عدة بينها سلطة نظام الاستبداد الأسدي والنظام التركي ومسؤولي الأحزاب الكردية في – المجلسين – و – المجلس الوطني السوري -  .
  أعود وأكرر بأن الأولوية للعمل السياسي وأن مصير اخواتنا واخوتنا وبناتنا وأبنائنا من بيشمركة كرد سوريا وغيرهم من العسكريين الكرد في كل مكان داخل البلاد وخارجه سيبقى مرتبطا بمصير شعبهم ووطنهم وليس ببعض الأحزاب والقيادات الفاشلة التي لاهم لها سوى المتاجرة وتوزيع الصور التذكارية وايهام – الائتلاف – بأن هؤلاء يتبعون لها وأن الشرط الأساسي لانطلاقتهم في ربوع الوطن هو تحقيق المشروع الوطني الديموقراطي واعادة بناء الحركة الكردية عبر المؤتمر الوطني الانقاذي المنشود الذي سيشكل هؤلاء مع الحراك الثوري الشبابي والمستقلين وسائر الوطنيين ومنظمات المجتمع المدني القلب النابض له  .
 
 

465
الى قيادة – الائتلاف – : مصداقيتكم بالميزان

صلاح بدرالدين

   لانريد العودة الى الوراء كثيرا فلاوقت للقيل والقال أمام هول الفاجعة ولسنا الآن في هذه اللحظة في موقع تقييم ونقد سلوك هيئات ومسؤلي الائتلاف وسلفه السيء الصيت – المجلس الوطني السوري – مع ضرورتهما بل من حقنا كمواطنين سوريين وطنيين ديموقراطيين معارضين للدكتاتورية والاستبداد منذ أكثر من نصف قرن دفعنا الغالي والرخيص كحركات ومنظمات وأفراد في مسيرة طويلة لدحر واسقاط النظام أن نسائلكم بصدق وشفافية على ضوء مزاعمكم بأنكم الممثل الشرعي الوحيد للشعب السوري وثورته وتحظون بصداقة ودعم أكثر من ستين دولة عربية واقليمية وعالمية ماذا أنتم فاعلون ازاء المخاطر الحقيقية المحدقة بثورتنا خاصة بعد العدوان العسكري الروسي حديثا والايراني سابقا ولاحقا ؟
  معروف أن بلادنا شعبا وأرضا تمر بظروف القتل والدمار والتهجير منذ أعوام ووصلت المأساة الى ذروتها الآن عقب العدوان العسكري الروسي – الايراني المشترك في اطار ( تحالف مخابراتي رباعي ) المتزامن مع تعزيز وتوسيع وتشجيع سلطات الأمر الواقع من جانب دولة الخلافة الداعشية وأقرانها ومتفرعاتها من جهة والجماعات المحلية والخارجية الفالتة من عقالها في أكثر من منطقة من الجهة الأخرى لتتحول الى كارثة حقيقية تهدد ماتبقى من فكرة الوطن السوري والعيش المشترك وقوى الثورة والمقاومة وتنذر بتغيير موازين القوى العسكرية الميدانية رأسا على عقب .
  نحن نفهم أن القوى الحية الصادقة التي تقود حركات الشعوب وثوراتها من صلب مهامها استشراف المستقبل واتخاذ الخطوات الاحتياطية لمواجهة كل أنواع التحديات والتعامل مع كل الاحتمالات ولم نلمس شيئا من هذا القبيل منذ بداية اندلاع الانتفاضة الثورية لامنكم ولامن سلفكم –غير الصالح  – لقد فشلتم في جميع الامتحانات الفرعية منها والفصلية والسنوية ابتداء من :
  1 – تشكيلاتكم القيادية والمسؤولة واختياراتكم اللاديموقراطية والمزاجية لممثلي المكونات الوطنية السورية واخفاقكم للوصول الى درجة انجاز شروط التحالف الجبهوي في مرحلة الثورة الوطنية الديموقراطية حيث خسرتم الكتل التاريخية للجميع  من كرد وعلويين ومسيحيين ودروز منذ أن وضع – الاخوان المسلمون – اللبنة الأولى لمجلسهم حيث تفرعتم عنه كصورة طبق الأصل مع بعض الرتوش المصطنعة المضللة  ايذانا بأسلمة وأخونة الثورة في اطار المشروع الأكبر لأخونة ثورات الربيع ولم تجلبوا معكم مشروعا مغايرا بديلا على أي حال .
  2 – على الصعيد الكردي أخفقتم في الاختيار عندما تجاهلتم قوى الحراك الثوري الكردي الحقيقية في الميدان من تنسيقيات الشباب الى وطنيين ومناضلين مستقلين انتهاء بمنظمات المجتمع المدني وتصرفتم حسب طبيعتكم الطبقية والسياسية والفكرية وقراءتكم الخاطئة لواقع المشهد السياسي في المناطق الكردية في استحضار الأحزاب التقليدية الفاقدة الصلاحية والصدقية في المجتمع الكردي والمخترقة أصلا من اجهزة سلطة الاستبداد والتي وقفت بالبداية ضد التظاهرات في المناطق الكردية وهزمت شر هزيمة أمام جماعات – ب ك ك – المحسوبة على النظام وعندما تبررون ذلك بالزعم أن اقليم كردستان العراق رشح أحزاب المجلس الكردي لتمثيل الكرد فان عذركم أقبح من الذنب .
  3 – لقد ساهمتم عمليا بضرب الثورة عندما سرتم على خطى – السلف – بتجاهل واستبعاد خيرة ضباط وأفراد الجيش الحر لعدم امتثالهم لأوامر – الاخوان المسلمين - وامتنعتم عن اعادة هيكلة تشكيلات هذا الجيش الذي هو العمود الفقري الصلب لثورتنا بل أنكم تماديتم في اهمالهم وتجويع عائلاتهم وبث الفرقة في صفوفهم .
  4 – تنتهجون منذ البداية سلوكا مريبا في اخفاء الحقائق عن الشعب حول علاقاتكم العربية والاقليمية والدولية ليس بخصوص المسألة المالية وتفاصيلها وأوجه الصرف فحسب بل في ماذا طلبتم من هذه الأطراف لمصلحة السوريين وثورتهم من قبيل الدعم المالي والعسكري والتمويني والتسليحي والتدريبي والمناطق الآمنة وحظر الطيران واللاجئين والمهجرين والنازحين وأين استجابت وماذا رفضت ؟
  5 – نحن نفهم أن لحركات الشعوب وثوراتهم قيادات سياسية وعسكرية وأن العمل العسكري تعبير عن المواقف السياسية وتنفيذ لتوجيهات وقرارات سياسية ولكنكم بسبب افتقاركم الى البرنامج السياسي والموقف الواضح الموحد من الثورة والتغيير والنظام والسلطة والبديل والمفاوضات وجنيف وديموستورا وروسيا فانكم غير مؤهلين لتمثيل الثورة السورية ولاللتعبير عن متطلبات القضية السورية بالأمس القريب رضختم لموقف الفصائل المقاتلة بصدد رفض مقترح المبعوث الأممي ( وهو موقف سليم ) ليس عن قناعة بل تزلفا ومجاملة .
  6 –محاور قوى الأعداء والخصوم تعمل بين الحين والآخر على تطوير خططها المعادية لشعبنا وثورتنا فقد قررت مثلا توسيع كل من التدخل العسكري العدواني الروسي والايراني وتشكيل التحالف المخابراتي الرباعي وتهديد تركيا والاردن والضغط على رئاسة اقليم كردستان العراق فماذا فعلتم أنتم ان كان في مجال مواجهة الخطط الجديدة أو على صعيد تحضير مبادرات وانجاز خطوات بشأن جبهات حلب وحماة والساحل والعاصمة والجنوب أو من أجل اعادة بناء قوى الثورة والمعارضة لتصليب ارادة المواجهة والاستمرارية حتى تحقيق الانتصار .
    نعود ونكرر أن مواجهة الكارثة المرتقبة وتحويلها الى انتصار ستتم عبر انجاز مهمتين متكاملتين : الأولى بالسعي لتشكيل اللجنة التحضيرية للاعداد للمؤتمر الوطني السوري الشامل الذي يناط به أمرين واحد صياغة برنامج سياسي توافقي وآخر انتخاب مجلس سياسي – عسكري انقاذي لقيادة المرحلة الراهنة ومواجهة تحدياتها الماثلة والمحتملة والثانية بالسعي لتنظيم المناطق الآمنة المحمية من طيران العدو على طول الحدود الدولية السورية مع تركيا والأردن وكردستان العراق  .

466
في جذور وشرورالتيار المغامر بالحركة الكردية
                                                                     
صلاح بدرالدين

        لم يكن انتقال الحركات القومية الكردية الثائرة بوجه الظلم القومي والاجتماعي المبعثرة في سنوات القرن العشرين من حالة التفكك المناطقي والانقسام العشائري العائلي والارتهان لدور الفرد شيخا كان أو آغا أو وجيها أوسليل ذلك البيت العريق أوذاك الى مرحلة الانتظام في أحزاب ومنظمات والتحول الى فضاءات حركات التحرر الوطني مثل سائر شعوب الشرق بالأمرالسهل لأسباب موضوعية تتعلق بدرجة الوعي المتدني وتفشي الجهل والأمية وسيطرة العلاقات الاجتماعية مادون القومية وتحكم البيروقراطيات العنصرية الفاسدة في مقاليد حكم الامبراطوريتين العثمانية والصفوية وحظوتها لدى مراكز المتروبولات الاستعمارية الأوروبية وذاتية تتعلق بانعدام فئات اجتماعية متنورة في المجتمع الكردي مؤهلة لفهم قواعد الصراع وماهو لصالح الكرد وطرق افهام الآخرين بأحقية ومشروعية القضية .
  حركات الشعوب العربية والتركية والايرانية وخصوصا في الدول الأربعة المقسمة للكرد ووطنهم التاريخي سبقت الحركة القومية الكردية بأجيال ونالت ماكانت تصبو اليه في تحقيق الدولة القومية التي يربو عمر بعضها على القرن في حين لم يتحقق للكرد الا كيانا فدراليا غير مأمون الجانب حتى الآن وعندما اكتملت شروط الانتقال الكردي الى مرحلة بناء الأحزاب في أطر الدول الأربعة القائمة كان لديها مؤسسات أمنية وعسكرية وادارية ونفوذ وسيطرة .
  الأحزاب الكردية بين القرار المستقل والتبعية
    فقسم من تلك الأحزاب نشأت بعيدة عن تحكم السلطات وقسم آخر كانت تحت السيطرة منذ اليوم الأول وقد كان الأخير أحد المنابع الرئيسية للتيارات المغامرة والمقامرة التي ألحقت الأذية بالشعب الكردي في حروبها العبثية باقتتال الاخوة والأضرار الفادحة بحركته الوطنية واذا كان بعض تلك الأحزاب وكما ذكرنا نشأ تحت رحمة وتوجيه القوى الحاكمة السائدة بغية التحكم بها واستخدامها ضد الأطراف الكردية الوطنية والديموقراطية الساعية الى حل القضية الكردية سلميا على أساس حق تقرير المصير وبالتوافق والتضامن مع القوى الديموقراطية للشعوب المتعايشة من عرب وترك وايرانيين وكمثال فقد نشأ كل من حزب ( الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة الطالباني ) و ( حزب العمال الكردستاني بزعامة أوجلان ) في أحضان نظام الدكتاتور حافظ الأسد وهما وماتفرع عنهما من ( حركة التغيير – كوران ) و(الاتحاد الديموقراطي – ب ي د ) يشكلون النموذج الساطع للتيارات المغامرة بالحركة الكردية في المرحلة الراهنة .
  قسم آخر من المنظمات الكردية من غير ذي وزن أوشأن في الدول الأربعة من صنيعة الأجهزة الأمنية وتحت حمايتها محسوبة ثقافيا وفكريا على التيار نفسه وهي اما استنجدت بالسلطات جراء هزيمتها في الصراعات السياسية ولفظها من قبل الجماهير الشعبية مثال ( الحزب الديموقراطي الكردي – جناح اليمين – ) الذي احتاج الى كلمة التقدمية فيمابعد أو مثال الأحزاب الكرتونية التي اخترعتها أجهزة نظام الدكتاتور صدام حسين ابان بيان الحادي عشر من آذار لعام 1970 .
  المنحى العام لهذه التيارات المغامرة تبعيتها للأنظمة المقسمة للشعب الكردي بل تمثيل مصالحها في أغلب الأحيان واستناد خطابها الى نزعة الغاء الآخر المختلف وثقافة التعبئة المناطقية والمذهبية بدلا من الوطنية والقومية الديموقراطية وعدم تبنيها لمبدأ حق تقرير المصير واستخدام مصطلحات مضللة بهذا الشأن وممارسة سلوك الترويع والمبالغة بدلا من طمأنة الناس والصدقية في مخاطبة الجماهير ولجوئها الى الشارع عبر الغوغاء لتنفيذ أجندتها حتى لوكان ذلك على حساب أرواح المواطنين والأخطر من هذا وذاك انخراطها في الوقت الحالي بمحور – طهران – دمشق – الممانع والذي يقود حملة مواجهة الثورة السورية الوطنية وتوسيع النفوذ المذهبي على حساب الوطني في كل المنطقة عبر جماعات مسلحة والحؤول دون بناء النظم الديموقراطية واعادة ترميم الدولة تأسيسا لحكم الميليشيات كما يحصل في لبنان .
  فقط للتذكير تعتبر الأنظمة الممانعة من أشد المعادين للكرد وارادتهم في انتزاع حق تقرير المصير وهي تستخدم التيارات المغامرة في كل من سوريا والعراق لأغراضها الخاصة منذ عقود وحتى الآن ومن أجل اجهاض المشروع الوطني الكردي وتفتيت الحركة وخاصة تيارها الديموقراطي المعتدل الساعي الى السلام والعيش المشترك .
  يحلو لمسيري التيارات المغامرة الكردية اطلاق شعارات اليسار المغامرأحيانا وهم عادة من أثرياء الأعمال المافيوية وأمراء الحروب ومتلقي أموال الأنظمة الغاصبة للكرد ووطنهم وناهبي أموال الشعب  ثم العودة الى نقيضها اليميني الرجعي المذهبي في الوقت ذاته وبذلك يمكن أن تكون أوساط تلك التيارات عرضة لنمو النزعة الارهابية في صفوفها وتكون الأبواب مفتوحة أمامها للالتحاق والتمازج مع نمط ارهاب الدولة السائد الآن في نظامي سوريا وايران .
  السبيل الأمثل لمواجهة التيارات المغامرة هو اعادة الاعتبار للمشروع الوطني الكردي الديموقراطي في كل جزء وتعزيز صفوف قوى الاعتدال والتنسيق فيما بينها والتعاون مع قوى الثورة والتغيير الديموقراطي لدى الشعوب العربية والايرانية والتركية .



467
في الموقف الكردي من العدوان الروسي
                                                                         
 صلاح بدرالدين


  منذ بداية الانتفاضة السورية وقف النظام الحاكم في روسيا وبكل ثقله العسكري التسليحي والدبلوماسي الى جانب نظام الاستبداد في بلادنا وأكثر من ذلك نشطت أجهزته المخابراتية واستنفرت خلاياها للتواصل مع مجموعات وأفراد من المحسوبين على المعارضة السورية وكذلك الموالين وبعض المجموعات المسلحة من بينها المرتبطة بحزب – ب ك ك - بهدف تشجيع بعضها على الاقتراب أكثر من السلطة وتشتيت قوى البعض الآخر وزرع الانقسامات وعدم الثقة في صفوف الجميع وذلك بتنسيق مباشر مع أجهزة الجنرال علي مملوك وكذلك قائد مايسمى فيلق القدس الجنرال قاسم سليماني المشرف اضافة الى جيش من الايرانيين وضباط يشرفون على المعارك ومفاصل الأمن بمافي ذلك الحرس الرئاسي والعاصمة على ميليشيات مذهبية لبنانية وعراقية وأفغانية وباكستانية أيضا .
  لقد ورثت الطغمة الروسية الحاكمة من سلفها النظام السوفيتي السابق تركة غنية واسعة من العلاقات الاقتصادية والثقافية والسياسية وحتى الاجتماعية لمدة زمنية طويلة وأهمها خصوصا التعاون  العسكري في مجالات التدريب والدورات الذي شمل جيلين من الضباط الموالين للنظام والعائلة الحاكمة ولاشك أن الحلقة الأهم في هذه السلسلة هي استخدام الجيش السوري للسلاح الروسي منذ عقود وازدياد وتيرة استيراده بتغطية مالية خليجية وايرانية فيما بعد بعد تورط النظام في لبنان واستهداف منظمة التحرير الفلسطينية وتسليح ارهابيي ماسميت بالمقاومة العراقية ورفع الشعار التضليلي في التوازن الاستراتيجي مع اسرائيل وما استدعى ذلك كله من مشاركة خبراء ووسطاء وفئات اغتنت من وراء العمولات والصفقات على هامش النظام الشمولي الأكثر فسادا منذ قيام الدولة السورية الى درجة نمو جماعات ثرية اغتنت من وراء ذلك وارتبطت مصالحها بطرفي المعادلة : النظام من جهة وممثلي الصناعات الحربية الروسية من الجهة الأخرى  .
  لذلك فان التدخل الروسي العسكري العدواني الواسع في الشؤون السورية الهادف الى حماية النظام والحاق الأذى بالثورة السورية والذي فاق كل التصورات المتوقعة للمراقبين ماهو الا ترجمة عملية على أرض الواقع لمداخلات سياسية واستخباراتية سابقة استمرت خلال أعوام عمر الثورة اتخذت سبلا وتوجهات مختلفة لم تخلو من التضليل الممنهج والكيل بمكاييل وتوريط بعض شخوص ( المعارضات ) واستدراجها لتكون بمثابة شهود زور ومادة لبناء الذرائع في معاداة الثوار ووصم الثورة بالتطرف والارهاب ورافقت مسارات جنيف ولقاءات موسكو العلنية منها والسرية وبهذه الطريقة تقدم الروس خطوات على شريكهم  الايراني الذي ذهب بعيدا مع نظام الأسد في الجانب العسكري – الأمني – المذهبي وانكفأ سياسيا وفشل في أي اختراق سياسي واسع على صعيد المعارضة عموما سوى ببعض الحالات الفردية المحدودة .
  الكرد في الحسابات الروسية
  منذ البداية لم تكن الأوساط الروسية المشرفة على الملف السوري غائبة عن ادارة النظام منذ عهد الدكتاتور الأب للحالة الكردية بنسختها الأوجلانية بما فيها مسائل التسليح والعتاد عبر وسطاء من صلب النظام وباندلاع الانتفاضة وانتقال مسلحي – ب ك ك – من قنديل الى سوريا ووقوف فرعه السوري الى جانب سلطة الأسد ومواجهة الحراك الثوري الكردي الذي كان جزء من  الثورة السورية واستغلال غطاء الانخراط في هيئة التنسيق لتنفيذ الأجندة المرسومة أصبح الطريق سالكا الى موسكو كضيف مفضل للقيادة الروسية الى درجة اعلان بوتين من على منبر الجمعية العامة بنيويورك من أن استراتيجيته العسكرية القادمة في سوريا تستند الى طرفين : جيش نظام الأسد وقوات ( الحماية الشعبية ) التابعة لفرع– ب ك ك – الاتحاد الديمقراطي .
  عراقيا وكما هو معروف وقف الروس حتى اللحظة الأخيرة الى جانب نظام صدام حسين وتردد أن سفارتهم ببغداد قامت بنشاطات مخالفة للقانون الدولي عشية سقوطه من قبيل نقل أسلحة وأموال لمصلحة نظام الأسد وحزب الله اللبناني ثم تطورت علاقاتهم مع حكومة المالكي ونشر الكثير حول فضائح مالية ورشاوى بشأن تجارة السلاح وفي كل هذه الفترة والى الآن ظل الروس حذرين من قيادة اقليم كردستان العراق واعتبارها أقرب الى الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية وقد ظهر وبحسب تصريح صادر من وزارة بيشمركة الاقليم أن الكرد ليسوا جزء من التحالف الرباعي ( روسيا وايران وسوريا والعراق ) والذي بدأت اجتماعاته في بغداد .
  أمام مساعي خلط الأوراق من جانب جماعات – ب ك ك – نقول أن الحالة الكردية العراقية تختلف بصورة جذرية عن مثيلتها السورية فقيام اقليم كردستان الفدرالي جاء بعد توافق سياسي ودستوري بين المكونات العراقية وخصوصا مع المكون العربي وبعد عقود من العمل الكردستاني العربي المشترك على صعيد المعارضة الوطنية والثورة ضد النظام الدكتاتوري والذي توج باسقاط النظام والبدء بالعملية السياسية ورغم ظهور الخلافات واستمرارها الا أن الجميع على توافق في مواجهة الارهاب الداعشي ويشكل اقليم كردستان الجبهة الأكثر صمودا أمامه وتحظى قيادته الشرعية المنتخبة وحكومته الائتلافية بدعم واسناد وطني وخارجي سياسيا وعسكريا خاصة من جانب التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة ولاشك وفي هذه الحالة فان قيادة الاقليم ترحب بأي مسعى من أي طرف كان لتوجيه الضربات الى ارهابيي داعش .
  عنجهية الطغمة الروسية الحاكمة وعدوانها المتكرر بأحدث طائراتها على قوى الثورة وأزيز صواريخها القادمة من بحر قزوين في أجوائنا ومحاولاتها البائسة في تقسيم الصف الكردي تارة بتفضيل الموالين لنظام الأسد وتارة بتأليب هذا الطرف على ذاك لن ينجح في – تعكير المياه – والحؤول في نسيان حقيقتين ساطعتين : الأولى أن مصير الكرد السوريين ومستقبلهم لاينفكان عن مصير كل السوريين وهم جزء لايتجزأ من الثورة السورية والثانية ليس لدى الطغمة الروسية أي موقف مبدئي تجاه حق الشعوب لافي روسيا ولافي خارجها وفي المقدمة قضية الشعب الكردي في سوريا .

468
مهمتان عاجلتان : مؤتمر وطني ومنطقة آمنة
                                                           
صلاح بدرالدين

      لايختلف اثنان حول مدى درجات الخطورة القصوى التي يعيشها ويعاني منها  شعبنا ووطننا والتي جاء الاحتلال الروسي الحديث مشاركا الاستعمار الايراني الذي سبقه ليضاعفت من احتدام نيران الحروب والمواجهات الداخلية والخارجية  التي قد تقضي على البقية الباقية من الأخضر واليابس في قادم الأيام وتحول البلاد والعباد تحت وطأة الصراع الاقليمي والدولي من أجل  النفوذ والمصالح في وعلى وحول سوريا الى قطع متناثرة تتحول مرتعا لوحوش جماعات التطرف العنصري – الديني – المذهبي التي أسس بنيتها الأولى وأفرزها ويرعاها الآن محور الممانعة بقيادة نظام الجمهورية الاسلامية ونظام الأسد المنضوي تحت لوائه مع جماعات الاسلام السياسي الشيعية منها والسنية في العراق ولبنان واليمن وفلسطين ومن ضمنه صنيعته المستحدثة – داعش – الفالتة من عقالها على الصعيد الاقليمي وصولا الى مظلته الدولية الروسية المباشرة والصينية غير المباشرة هذان القطبان  الباحثان عن النفوذ والساعيان الى تحقيق نقاط على الخصوم الغربيين في معركة " لعبةالأمم " حول المصالح العابرة للقارات حتى لوكان ذلك على حساب دماء السوريين ومستقبل بلادهم .
  لن تجدي المناشدات صوب الأرض والسماء المتواصلة النابعة من قلب المعاناة منذ أعوام خمسة ولن تنفع مذكرات الاستغاثة لجلب الاستعطاف الاقليمي والعربي والاسلامي والمسيحي وكذلك العالمي ان كان عبر هيئات الأمم المتحدة أو مجلس الأمن أو الجمعية العامة أو مجلس حقوق الانسان أو الاتحاد الأوروبي أو الكونغرس الأمريكي ولم ينفع السوريين ولم يحررهم لا المعارضة ( الخارجية والداخلية ) ولا الوسطية ولا الموالية وقد خذلهم الاخوان المسلمون ومن سار في ركبهم من علمانيين وقوميين وشيوعيين باحثين عن المال والجاه كما أشاع وسطاء الدول المانحة مثل قطر والسعودية وتركيا ووكلائها من السوريين ( المعارضين !!) جوا من الريبة والشكوك بين صفوف الثوار كانت نتائجها وخيمة الى أبعد الحدود من تشتيت لتشكيلات الجيش الحر وتعطيل لقدرات وطاقات الآلاف من نشطائه وقادته وأفراده أي توجيه ضربة مؤلمة للعمود الفقري للثورة السورية ناهيك عن استبعاد المناضلين ونشطاء الحراك الشبابي .
 مهمتان عاجلتان للانقاذ الوطني
 الأولى – السعي الجاد لتهيئة شروط عقد المؤتمر الوطني السوري ومن أهمها على الاطلاق التوافق على تشكيل اللجنة التحضيرية للاعداد والاشراف والتنظيم التي من المفيد أن تتكون من ممثلين عن مختلف المكونات والأطياف والتيارات السياسية وعن المستقلين والحراك الشبابي الثوري يراعى في ذلك الحقائق الميدانية على الأرض وعدم سيطرة جهة معارضة لوحدها أو فصيل معين واحد على غالبية أعضاء تلك اللجنة وأن يدعمها الجميع دون تردد لانجاز وظيفتها في الاعداد للمؤتمر المنشود الذي من شروط تحقيقه النجاح مشاركة الجميع من أطراف المعارضة والفصائل المقاتلة المؤمنة بأهداف الثورة وشعاراتها في اسقاط النظام وتفكيك سلطته الاستبدادية ومواجهة كل أنواع الاحتلال والانتداب وسلطات الأمر الواقع الداعشية وغيرها وصيانة السيادة والاستقلال والاحتكام بعد ذلك سلميا وديموقراطيا لارادة السوريين في اختيار من يمثله في البرلمان والنظام المناسب في سوريا الجديدة التعددية الموحدة  .
  ليس من المستحيل تحقيق هذه الخطوة وانجاز عقد المؤتمر لخروجه بصيغة برنامج سياسي مناسب وانتخاب مجلس سياسي – عسكري انقاذي لقيادة المرحلة الراهنة  التي تعتبر المقدمة الأولى والضرورية للخروج من أجواء الأزمة وواقع الجمود وتأثير صدمة الاحتلالين الايراني والروسي الى جانب استبدادية النظام وايغاله بعيدا في الاجرام والتدمير ولتعلم قيادات الائتلاف والفصائل التي أصدرت بالأمس بيانا مشتركا الذي ورغم مضمونه الايجابي ورفضه لمقترحات الوسيط الدولي الا أنه لم يطرح نهجا بديلا متكاملا واضحا منظما كما أنه لم  يشكل آلية ملزمة لأحد ولن يؤسس لاطار جبهوي أو حركة موحدة مستقبلية وسيبقى مجرد بيان قد يطعن بمصداقيته حتى بعض الموقعين عليه .
  الثانية – استجابة المجلس السياسي – العسكري المنتخب لمطلب الثوار والمنتفضين والمحتجين السوريين منذ أكثر من أربعة أعوام وحتى الآن في تحقيق مناطق آمنة ومحمية من طيران الأعداء تناسب ظروف السوريين الصعبة بالدرجة الأولى وقد تتوافق مع مصالح دول الجوار التي تستقبل ملايين المهجرين والنازحين على أراضيها ويمكن أن تمتد هذه المناطق الآمنة على جوانب الحدود السورية المشتركة مع تركيا ولبنان والآردن وكردستان العراق خاصة وأن الذريعة التي كانت تتحجج بها الادارة الأمريكية والدول الأوروبية والعربية من جهة تأمين وضمان قرار دولي قد انتفت بعد حدوث الاحتلال الروسي الفاقع بعد الانتداب الايراني المخفي عن الأنظار من جانب واحد ومن دون أي اذن من مجلس الأمن وبالضد من ارادة غالبية السوريين وبعد تشكيل غرفة عمليات استخباراتية مشتركة في بغداد من الدول الأربعة ( روسيا – ايران نظام الأسد – العراق ) والمجموعات والميليشيات المسلحة المعادية للثورة السورية .
 

469
البيان المشترك .. معاني ودلالات

                                                             
صلاح بدرالدين

  تأملت كثيرا في نص ومضمون البيان المشترك الصادر قبل عدة أيام بين كل من المكاتب السياسية لنحو ثمانين فصيل عسكري من جهة وقيادة الائتلاف السوري من جهة ثانية يدور حول رفض مقترح الوسيط الدولي – ديمستورا – بصيغته المطروحة بشأن الاعلان عن تشكيل مجموعات عمل أربعة بمشاركة النظام والمعارضة واستخلصت جملة من الملاحظات من أبرزها :
 أولا – من المفيد الاتفاق بين كل من يعارض نظام الاستبداد قوى ومجموعات وأفرادا حول كل مسألة تتعلق بالقضية السورية ولكن ليس كافيا الاعلان عن رؤا مشتركة حول المسائل الفرعية فحسب ( رغم أهميتها ) وترك الأمور الأساسية الاستراتيجية جانبا فالبيانات المشتركة تصدر عادة بين قوى متباعدة أحيانا أو مختلفة وليس بين أطراف الجسم الواحد وأصحاب القضية الواحدة دائما .
  ثانيا – يمكن لأي متابع أن يستشف من شكل ومضمون البيان المشترك فشل الائتلاف كجسم سياسي معارض في تبني مبادىء وأهداف وشعارات الثورة في الواقع العملي فحسب بل حتى في القدرة على توحيد تلك الفصائل ليس في تنظيم موحد بل حتى في تحالف جبهوي رغم كل ادعاءاته في التمثيل الشرعي والاعتراف الدولي ولعب دور الوسيط في تلقي المعونات وكان واضحا أن الائتلاف هو من سار وراء الفصائل المسلحة في مضمون البيان وبنوده المعبرة عن ارادة السوريين وثورتهم والتحق بها وليس العكس لأنه لم يكن ضد خطط ديميستورا ولا حتى ضد العلاقة مع الروس حتى زمن قريب .
  ثالثا – البيان ذاك يؤكد مجددا على مأساة قوى الثورة والمعارضة وتشرذمها المخيف حيث الموقعون على البيان يربو على الثمانين اسما من الفصائل العسكرية وهو تعبير سوداوي درامي عن حالة تشكيلات الجيش الحر الذي كان بمثابة العمود الفقري للثورة السورية والمشتتة والموزعة الآن بين الفصائل الأكثر حضورا والأوفر حظا في تلقي المساعدات من الخارج وبينها من يرفع شعارات دينية ويخلط الدين بالسياسة بعكس مفاهيم غالبية عناصر الجيش الحر الأقرب الى العلمانية والمبادىء الديموقراطية .
 رابعا – يعتبر – المجلس الوطني السوري – السيء السمعة المسؤول الأول والأساسي عن تشرذم وتفتت تشكيلات الجيش الحر ودفعهم الى الانخراط والتعامل مع منظمات بدون قناعتهم عندما حاول نشطاء – الاخوان المسلمين – الذين كانوا يديرون المجلس منذ البداية بفضل الجغرافيا التركية والمال القطري ( أخونة الثورة السورية ) ضمن المشروع الاقليمي – الدولي الأكبر في أسلمة وأخونة ثورات الربيع ومعروف للكثير من المطلعين كيف تصدى العديد من قادة وأفراد هذا الجيش لخطط الاخوان ولم يسمحوا لهم بمصادرة ارادتهم واغرائهم بالمال للانتساب الى صفوفهم ومعروف أيضا أن البعض منهم كان مصيره الموت مثل المقدم حسين هرموش أو التعرض لمحاولات التصفية مثل العقيد رياض الأسعد أو العزلة في المخيمات مثل المئات من خيرة الضباط والأفراد الناشطين .
  خامسا – كل وطني سوري يتمنى أن يتحقق الاتحاد الحقيقي الكامل بين كل المعارضين لنظام الاستبداد والمؤمنين بأهداف الثورة وبسوريا ديموقراطية تعددية جديدة قادمة خاصة في هذه الأيام التي نشهد فيها تطورا خطيرا في قيام نظام الطغمة المافيوية الروسية بالتكشير عن أنيابها وتحولها من العداء السافر التسليحي للنظام والدبلوماسي لحمايته الى الاحتلال العسكري الاستعماري المباشر لأجزاء من بلادنا اسوة بنظام ايران وأدواته من الشيعية السياسية والجماعات المسلحة الارهابية الأخرى الموزعة في مختلف المناطق السورية .
  سادسا – لن يتحقق الاتحاد المنشود بين قوى الثورة والمعارضة الا على أرضية الاتفاق بالالتزام بأهم أهداف الثورة وهو اسقاط النظام وليس تجميله أو الاكتفاء بالمطالبة بعزل بعض رموزه والخلط المقصود بين مفاهيم ( الدولة والنظام والسلطة ) ونعود نكرر أن الدولة هي – الشعب والأرض والسلطة ومايريده شعبنا وترمي اليه ثورتنا هو تفكيك سلطة نظام الاستبداد وليس تقويض البلديات بل تحسينها وليس ازالة الشعب بل اعادة حريته والقرار المسلوب اليه وليس تقسيم الأرض بل تعزيز وحدته .
  ولايمكن تحقيق مايصبو اليه السورييون الا بالعمل على توفير شروط عقد المؤتمر الوطني الجامع والخروج ببرنامج الانقاذ الوطني وانتخاب القيادة السياسة – العسكرية المشتركة الكفوءة للتصدي لجميع التحديات الماثلة من داخلية وخارجية .

470
الظاهر والمخفي في مؤتمر – ب ي د -
 ( 3 – 3 )
             في تهافت الأحزاب الشقيقة
      أما تهافت أحزاب اقليم كردستان العراق على حضور مؤتمر – ب ي د – في رميلان حيث بلغ عدد الحضور ( 25 ) حزب مع كل التسابق الخطابي في ابداء التأييد والدعم والتعاطف فيفسر بايجاز أنه لأطماع تقاسم " الكعكة " النفطية خاصة اذا علمنا أن الأحزاب الكردية العراقية الدائرة في فلك ايران وقاسم سليماني قد أفتتحت معركة رئاسة الاقليم مبكرا ومازالت تسعرها رغبة في اضعاف ذلك المركز السيادي ورمزه الذي أصبح بنظر العالم المعبر عن آمال وطموحات الكرد المشروعة أو السيطرة مستقبلا لهدفين : الأول ربط سوريا بايران جغرافيا كتطلع استراتيجي قديم لكل من نظام الجمهورية الاسلامية والنظام السوري منذ عهد الدكتاتور حافظ الأسد وحلفائه الكرد عبر الحدود الشمالية للاقليم والتي تتوزع فيها قوات – ب ك ك – والهدف الثاني من أجل التحكم بالحدود المشتركة بين اقليم كردستان وتركيا وسوريا البوابة الأخرى نحو العمق السوري والبحر المتوسط وخصوصا مناطقها الكردستانية المحاذية الغنية بالمياه والانتاج الزراعي والحيواني والتي تحتوي على منابع النفط في قرة جوخ – رميلان المتصلة جيولوجيا بنفط عين زالة بالاقليم .
       لقد فات معظم هؤلاء الضيوف بسبب جهلهم لشعاب بلادنا ومناطقنا واستعلائهم على الجزء الأصغر وعدم اطلاعهم على تاريخ حركتنا أو لأسباب سياسية بحتة بأنه لو لم تظهر جماعات – ب ك ك – وسيطرتها بدعم النظام وايران وبعض القوى الكردستانية العراقية على المناطق الكردية السورية منذ اندلاع الثورة السورية تحديدا لتمت مواجهة نظام الاستبداد و– داعش – والنصرة – بنجاح وبكل الوسائل المتوفرة من جانب تحالف  الوطنيين الكرد والحراك الشبابي الثوري وتشكيلات الجيش الحر وبدعم واسناد اقليم كردستان والمجتمع الدولي أما صفات الشجاعة فلاتقتصر على حزب أو مجموعة بعينها بل هي تسري على جميع شعوب العالم التواقة للحرية والخلاص وبينها شعبنا السوري ومن ضمنه الكردي .
     في كل الأحوال من حق أي طرف أو حزب أو تنظيم كردي ومن اي جزء كان اتخاذ الموقف الذي يناسبه لسبب موضوعي بسيط وهو افتقاد الكرد الى مركز قومي جامع واخفاق الأحزاب الكردية الكبيرة منها والصغيرة في التوصل الى اتفاق ينظم علاقاتها القومية على أسس وقواعد واضحة بل مازالت تقود الشعب الكردي الى المزيد من الانقسامات وتكرس طاقاته لصالح الأجندات الاقليمية والخارجية وتقضي على أية فرص لحل قضيته واستعادة حقوقه ويعتبر ذلك أحد تجليات فشل السيستيم الحزبي السائد الآن في جميع أجزاء كردستان وأحد أسباب الأزمة الراهنة التي تعصف بالجميع دون استثناء  .
        في موضوع التمثيل الواسع للأحزاب الكردستانية العراقية في الجلسة الافتتاحية وباستثناء الحالة الخاصة لحضور وفد الحزب الديموقراطي الكردستاني الذي راعى جملة أمور ومنها الحدود المشتركة والمعابر والتبادل والتواصل البشري حيث هناك في الاقليم مايقارب ( 300 ألف ) مهجر ونازح ولهم أقارب وعائلات في الطرف الآخر ظهر من كلمات ورسائل الأحزاب - 25 – حزب كردي عراقي – وغالبيتها هزيلة - مدى الجهل في معرفة كردستان سوريا وشعبها وحركتهم وقضيتهم القومية وثورتهم الوطنية مما يستدعي ذلك وبصورة قاطعة ضرورة اعادة بناء الحركة القومية الكردية ووضع برامج جديدة وخطاب جديد والتخلص من السيستيم الحزبي الذي يشكل عائقا حتى في تعرف كرد الأجزاء الأربعة على بعضهم البعض وفهم قضاياهم المشتركة والتعاون والتنسيق فيما بينهم .
     لم يطرح أحد من الضيوف في كلماتهم وحتى من باب الوفاء للحقيقة والشهادة للتاريخ  ملاحظات حول تجاوزات – ب ي د – ومسؤليته في تفريق الصف الكردي وتفريغ المنطقة من سكانها وسلوكه الدكتاتوري بتخوين الآخر المختلف وقمع المعارضة ونهجه المنحرف في علاقاته مع نظام الاستبداد وتبعيته للسياسة الايرانية فهل ذلك يعني أن الضيوف المندوبين التزموا بمواقف أحزابهم تجاه تلك المسائل ؟ وأنهم يقفون ضمنا مع نهج الحزب المضيف ؟  أم أنهم كانوا مغلوبين على أمرهم في تنفيذ أجندات اقليمية ؟ .
  معظم ان لم يكن جميع الأحزاب الكردية العراقية الشقيقة ! التي تمثلت في مؤتمر – ب ي د – شارك في المعارضة العراقية السابقة والانتفاضة الثورية بهدف اسقاط الدكتاتورية والتغيير الديموقراطي واعادة بناء العراق التعددي ومن ثم الفدرالي وحل القضية الكردية في الاطار الوطني الديموقراطي كما اعتبر كل من خرج عن الصف القومي – الوطني منظمات وأفرادا وهادن النظام ووالاه بمثابة خونة الشعب والوطن أو – جحوشا – بحسب الاستخدام السائد في كردستان العراق فماذا جرى حتى  اختلفت المعايير الآن في حالتنا الكردية السورية ؟ .



471
الظاهر والمخفي في مؤتمر – ب ي د –
( 2 – 3 )

                 نفط  رميلان مقابل الاعتراف
                                                                                          صلاح بدرالدين

          مادام مؤتمر حزب جماعات – ب ك ك – السورية - ب ي د – انعقد في ( 20 – 21 – 9 – 2015 )  بمنطقة الجزيرة كان من المنطقي أن يكون بمركز القامشلي ولكن تفاديا للاحراج أراد المنظمون ابعاد الحضور وخاصة من المغررين بهم من رؤية حقيقة التعاون الأمني مع أجهزة السلطة بالعين المجردة من خلال المربعات الأمنية هناك واختير بدلا من ذلك موقع آبار النفط لأغراض ليست خافية على أحد حتى يقولوا للجميع : النفط مقابل الاعتراف السياسي .
        لم تكن مصادفة أن تقوم احدى الفضائيات القريبة من مراكز قرار حكومة اقليم كردستان العراق عشية مؤتمر – ب ي د – بنشر تقرير موثق عن نقل نفط رميلان عبر الاقليم الى تركيا منذ أكثر من عام وأن ذلك يدر على الحزب المذكور الحاكم في منطقة الجزيرة مبلغ عشرة ملايين دولار شهريا قابل للزيادة ويعتقد واضعوا التقرير أن نظام الأسد يحصل على نسبة كبيرة من ذلك المبلغ وهذا يعيد الى الأذهان ماكشفت من وثائق سرية  في أواخر العام 2011 وبداية 2012 عن عقود موقعة بين ممثلي الحكومة السورية من جهة ومن يمثل – ب ي د – تقضي بقيام الحزب بمهام حماية نفط قرة جوخ – رميلان لقاء مبلغ شهري وقد شكلت تلك الاتفاقيات المالية تجسيدا للتعاون السياسي الذي بدأ وتعمق من خلال جلب مسلحي – ب ك ك – من قنديل واجراء عمليات تسليم واستلام للممكاتب والمواقع والادارات والمعابر الحدودية على ضوء متطلبات المشروع االايراني – السوري المشترك  بخصوص القضايا الداخلية واستدراج المكونات القومية والدينية والمذهبية تحت بند ( حماية الأقليات ) وخاصة الكرد لمواجهة الثورة .
      هناك أطراف أربعة معنية مباشرة بمسألة النفط السوري برميلان : نظام الأسد وحزب – ب ي د – واقليم كردستان والحكومة التركية وبصورة غير مباشرة الشركات الأوروبية والأمريكية وروسيا والطرف الوحيد الذي سيتضرر هو المالك الشرعي الحقيقي للثروات الوطنية المنهوبة الموزعة بين ارهابيي داعش وأمراء الحرب الآخرين وأعني الشعب السوري المغلوب على أمره الذي ليس بيده حيلة ويصارع من أجل البقاء أمام تحديات القتل والدمار وقسوة سلطات الأمر الواقع الناهبة لخيراته وتجاهل القريب والبعيد والشقيق والصديق والمجتمع الدولي برمته .
      بعد التجارب الأمريكية الفاشلة السابقة في المنطقة وخاصة بعد تحرير العراق من الدكتاتورية وخروجها من " المولد بلا النفط العراقي " بعد كل تلك الخسائر البشرية والمادية والمعنوية تحاول روسيا الاتحادية الادلاء بدلوها في الحالة السورية الراهنة وتغامر باستثمار الفشل الأمريكي وضعف ادارة أوباما وتقاعسها بالاندفاع العسكري نحو ترميم قاعدتها البحرية على الساحل السوري ووترميم واعادة تشغيل العديد من المطارات العسكرية وترسيخ تواجدها عبر نقل المزيد من الجنود والطائرات الحربية والمعدات وذلك بالضد من ارادة الشعب السوري كل ذلك لتحقيق أهداف استراتيجية عديدة من أبرزها التحضير لمعركة النفط والغاز واستثمار الحقول والمنابع بالداخل السوري وخاصة حقول نفط قرة جوخ – رميلان التي تحتفظ روسيا بأرشيفها الكامل من قدرة انتاج واحتياط والتي باشرت الشركات السوفيتية باكتشافها وتوسيعها وتهيئتها قبل عقود وكذلك الموجودة في البحر المتوسط وذلك بالتفاهم والتشارك مع اسرائيل وقبرص ولبنان هذا بالاضافة الى التحكم بقرار منع تمديد خط الغاز القطري عبر الشواطىء السورية بحسب بعض المصادر .
     واذا كان نشر التقرير المشار اليه في هذا الوقت بالذات يرمي الى اعتبار عملية نقل نفط رميلان الى ميناء جيهان التركي عبر أراضي اقليم كردستان العراق كمساعدة اقتصادية من حكومة الاقليم لكرد سوريا فاننا ومع كل تعظيمنا لأوجه الدعم السخية المقدمة من شعب ورئاسة وحكومة الاقليم منذ أعوام وحتى الآن لشعبنا في سائر المجالات الأخرى الا أننا  نرى العكس تماما بهذا الشأن لأن المبالغ المترتبة عن البيع والشراء وكما يتضمن نفس التقرير تعود الى كل من سلطتي الأمر الواقع ونظام الأسد وتستخدم ضد السوريين والكرد من غير المنتمين الى جماعات – ب ك ك - من بينهم وخصوصا بمنطقة الجزيرة النفطية وحركتهم الوطنية وحراكهم الثوري الذين وبغالبيتهم الساحقة اما هجروا أو قمعوا أو تعرضوا للاذلال بتلك الأموال وغيرها التي تحصل عليها سلطة الأمر الواقع من مصادر أخرى وكل ما يقال من مزاعم بأن ذلك يشكل مساعدة لشعب ( روزآفا ) ماهي الا ادعاءات باطلة لاتمت الى الحقيقة بصلة .
 افتح الرابط : http://www.google.iq/url?sa=t&rct=j&q=&esrc=s&source=web&cd=1&cad=rja&uact=8&ved=0CCMQFjAAahUKEwi734Sxq5LIAhWHSBQKHSlsBCI&url=http%3A%2F%2Frudaw.net%2Farabic%2Fkurdistan%2F210920156&usg=AFQjCNHaQz7VjyrKcOsuZIbBMU4czy_wGw



472
الظاهر والمخفي في مؤتمر – ب ي د -
(1 – 3 )
               على نهج قيادة قنديل
        لم نجد من المفيد التطرق لبيان مؤتمر – ب ي د – الختامي عن مؤتمره السادس برميلان ( 20 – 21 – 9 – 2015 ) لعدة أسباب أولها لفقدان قيادة هذا الحزب المصداقية منذ أمد بعيد وعدم التزامها بكل مايصدر عنها من بيانات وتصريحات وماتوقع عليها من تعهدات مثل اتفاقيات هولير ودهوك وثانيها لتبعية هذا الحزب المطلقة لمركز – قنديل – العسكري وعدم توفر أي هامش في الاختلاف والاعتراض داخل صفوفه تماما مثل التنظيمات شبه العسكرية ذات النزعة العنفية التي نجد مثلها في شرقنا وثالثها لأن عقد المؤتمر كان قرارا سياسيا محضا جاء في ظل تصاعد الهجمة الايرانية في المحيط بعد اتفاقية النووي والتمدد الروسي العسكري العدواني على بلادنا والتي تهدف برمتها الى استعراض القوة والحؤول دون اسقاط نظام الاستبداد الأسدي وقطع الطريق على انتصارات قوى الثورة كل ذلك تحت يافطة : محاربة الارهاب وداعش .
       حتى ممثلوا الأحزاب المستضافة في كلماتهم وكذلك الذين بعثوا برسائل الى مؤتمر – ب ي د – لم يجدوا أية انجازات قومية أو وطنية تذكر لهذا الحزب لطرحها في كلماتهم الذي وضع – أوجلان – لبنته الفكرية – السياسية الأولى من دون اعلان عندما كان في ضيافة آل الأسد ومرورا بانتقال قيادته من – قنديل - وظهوره المفاجىء كحاجة لنظامي دمشق وطهران منذ الانتفاضة السورية سوى كيل المديح له في مواجهة – داعش – الحديثة العهد والتي لن تدوم طويلا ولاملامة على هؤلاء فسنوات عمر هذا الحزب – المجيش – المنقاد بالعقلية العسكرية وبكل تواضعها لاتحمل سوى صفحات سوداء في تصفية ورفض وقمع وتخوين الآخر المختلف من جماعات سياسية ومنظمات أهلية وشبابية ومواقع ومنابر اعلامية مع مسؤلية هذا الحزب وأدواته عن اختطاف واراقة دماء الآلاف وبينهم شباب ( قصر ) هناك قائمة من أسماء المناضلين والقادة العسكريين الكرد من الجيش الحر لم تعد لها أثر منذ أعوام .
       وكمثال معبر فقد وقع الضيف النروجي اليساري من الحزب الأحمر ضحية مقلب مرتب فقد شرح المسكين كيف أن حزبه ( كموقف مؤيد للكرد ) يعارض دولته العضو بحلف الناتو في بيع الأسلحة لتركيا عدوة الكرد ولم يعلم أن رفاقه من الحزب المضيف استلموا سلاح الناتو من زعيمة الامبريالية العالمية ومؤسس الناتو الولايات المتحدة الأمريكية من الجو والبر ويبحثون ليل نهار عن رضاها وأن ملهم الحزب المضيف عقد صفقة – اتفاقية السلام – مع تركيا الناتووية وهذا جزء يسير من تناقضات هذه الجماعة وتضليل القريب والبعيد وتخبطها يمينا وشمالا .
       أكدت الشعارات والمصطلحات المستعارة والصور المرفوعة على كون المؤتمر لفرع تابع للحزب الأم – ب ك ك - وظهر من كلمات ومداخلات مسؤولي جماعات هذا الحزب أنهم صادروا خلسة وفي جنح الظلام  التراث المجيد للحركة الوطنية الكردية السورية منذ بدايات حركة – خويبون – مرورا بقيام الحزب الكردي المنظم الأول في 1957 والحركة التجديدية من جانب اليسار القومي الديموقراطي عام 1965 التي رسخت المسار ووضعت برامج النضالين القومي والوطني نعم لقد صادرت وشوهت وأساءت لتاريخ مناضلينا وابداعاتهم وتضحياتهم وتقديماتهم الفكرية والثقافية ولكنها لن تستطيع أبدا تزوير التاريخ أو الغاء حقائقه وحاول قبلها آخرون من طغاة العصر وسقطوا وبقيت الحقيقة صلبة حية في أذهان وعقول وقلوب الجماهير .
      الدرس الأول الذي يمكن أن يستفيد منه الكرد السورييون أمام مثل هذه المظاهر الطارئة اليتيمة الوقتية ( التي قد تدوم لحين ) النابعة عن هوامش تاريخ شعبنا وليس من صلبه خاصة بعد استمرار نهج مركز – قنديل – في قيادة – ب ي د - هو التمسك بمبادئهم ومسلماتهم القومية والوطنية ومواصلة البحث الجاد عن ما يجمعهم باحياء المشروع الوطني الكردي الديموقراطي السوري من خلال اعادة بناء حركتهم القومية – الوطنية المتجددة عبر المؤتمر الوطني الانقاذي الكفيل بتنظيم طاقات شعبنا تحت ظل البرنامج السياسي الموائم مع أهداف الثورة السورية ومستويات التطور على الصعيدين الكردي والسوري والاقليمي وصيانة وتعميق الشخصية الوطنية الكردية في سوريا الجديدة التعددية القادمة واعادة الاعتبار لقرارها المستقل .
    أما الدرس الآخر المستخلص من مهزلة مؤتمر – ب ي د – فهو برسم نخب شعبنا الثقافية والفكرية ومسؤوليتهم  باالانكباب على مراجعة مفهوم الحركة القومية الكردية السائد حتى الآن من خلال ممارسات القبائل والجماعات الحزبية والعلاقة الجدلية بين القومي والوطني واعادة قراءة كل المفردات والمصطلحات المتعلقة بالفكر القومي والتي مابرحت تستخدمها الأحزاب المناطقية والمؤدلجة مشوهة وفارغة من المضمون لمصالح خاصة طوال القرنين التاسع عشر والعشرين وذلك بصورة علمية وموضوعية ونقدية وبمعزل عن المشاعر والأهواء واستخلاص الدروس والعبرالتي ستؤسس لمنهج جديد لحركاتنا الوطنية وتنير الطريق أمام الأجيال القادمة لتقرير ماتراه مناسبا .
•   للبحث صلة .
 


473

  صلاح بدرالدين
 قضية للنقاش ( 139 )
  ماهو سر عدم رضا ملابختيار ؟
في ندوته بمكتب حزب – حميد درويش - اليميني بالقامشلي وبعد مشاركته بالجلسة الافتتاحية لمؤتمر فرع – ب ك ك – السوري حزب – ب ي د – برميلان قال ملا بختيار القيادي بحزب الطالباني – الاتحاد الوطني الكردستاني - : ( لم نكن راضين عن ادارة اتفاقيات هولير ودهوك ..) فماذا يعني ذلك ؟
   كما أرى وكما ذكرت كتابيا وشفهيا منذ أربعة اعوام فان أمين عام حزبه كان عراب – المجلس الوطني الكردي – نتيجة تكليفه من نظامي دمشق وطهران وعبر رجله في الساحة الكردية السورية من أجل جمع الأحزاب كلها ( ديسمبر – 2011 ) بالقامشلي في اطار واحد بهدف عزل كرد سوريا عن الثورة السورية ودرءا لأي طارىء مفاجىء أو احتمال ارتفاع أصوات تطالب بدعم الثورة كان السيناريو البديل الرهان الرئيسي على جماعات – ب ك ك – وعند انتقال الملف الى رئاسة الاقليم ومحاولتها الجمع بين الأطراف وتحقيق الحلول الوسط امتعض الطرف الآخر:  حزب الطالباني والمشرفون الايرانييون على الملف وقيادة قنديل وعملوا على الاعتماد الكلي على جماعاتهم السورية والتخريب على مساعي رئاسة الاقليم الحميدة  ثم بدأ الشقاق المدبر في صفوف المجلس الكردي وتم الفرز والاستقطاب والتحايل وظهرت ازدواجية الموقف والنزعة الانتهازية – المصلحية بين جميع قيادات أحزاب المجلس بدون استثناء ولايفوتنا هنا أن – المجلس الوطني السوري – الذي استحضر قبل ذلك في صفوفه أسوأ مافي المشهد الكردي احتضن نظيره المجلس الكردي على علاته على حساب استبعاد الحراك الشبابي الكردي والوطنيين المستقلين والمناضلين الصادقين ازاء كل ذلك وللأسف الشديد لم يبذل المشرفون المكلفون من الرئاسة على الملف الكردي السوري أية جهود للتطويرواعادة النظر خصوصا مايتعلق بضرورة العودة الى الشعب وقواه الحية الشبابية والمستقلين ومنظمات المجتمع المدني وكان آخرها مقترح ( مؤتمر وطني كردي سوري انقاذي ) قيد البحث .
 ملابختيار يريد القول : نحن من اليوم الأول لسنا على الحياد بل جزء من المشروع الايراني – السوري الرسمي ولانؤمن بالحلول الوسط بهذا الشأن ونحن مع جماعات – ب ك ك – في السراء والضراء وفي نهج واحد بمواجهة الطرف الآخر ... وقد نجحنا وعلى الآخرين الالتحاق بنا وأراد أن يؤكد مجددا على كون حزب اليمين الكردي في سوريا كان ومازال بمثابة مطية طيعة لحزبه منذ أواسط الستينات وتعبير عن موقفه الموالي لنظام الأسد ( الأب والابن ) منذ اعلان مولد حزبه بدمشق عام 1975 في ظل ومباركة الجنرال على دوبا ورجال النظام الآخرين . وقد تحتاج القضية الى نقاش .

474
تحذير الى الأحزاب الكردية الشقيقة
                                                                   
صلاح بدرالدين

  لقد آلمنا كثيرا ذلك الاقبال الواسع الى حد التزاحم على حضور مؤتمر – الاتحاد الديمقراطي – في رميلان في وقت تعلمون جميعا أن هذا الحزب والمسميات التابعة له وهم جميعا امتداد لقيادة ب ك ك – قنديل  قد سيطروا منذ بداية الثورة السورية بصورة غير شرعية وبقوة السلاح وبدعم مباشر من نظام الاستبداد السوري وحليفته الجمهورية الاسلامية الايرانية على معظم المناطق الكردية السورية ومارس السلطة بعقلية انفرادية حزبية آيديولوجية ورفض الآخر المختلف قمعا وطردا وخطفا وتصفيات كما نقض كل التعهدات والوعود التي التزم بها في اتفاقيات هولير ودهوك باشراف السيد رئيس اقليم كردستان .
 كما تعلمون أيضا أن خلافات هذا الحزب مع غالبية الكرد السوريين من حراك شبابي ومنظمات المجتمع المدني وأحزاب المجلس الوطني الكردي الى جانب عدائه مع سوريي المعارضة والثورة وهم حلفاء الكرد وشركاء المصير لم تتوقف بعد وأن كل الدعاوى السياسية والجرمية الموجهة لقيادة هذا الحزب بما في ذلك مسؤلية افراغ المناطق من الكرد مازالت بدون جواب وبدلا من أن تدينوا سلوك قيادة هذا الحزب وفي أضعف الايمان تمارسوا الضغط عليها وتبذلوا المساعي الأخوية الحميدة لاصلاح ذات البين تتسابقون في كلمات وفودكم بل تزايدون على بعضكم الآخر في كيل المديح والثناء واعلان الوقوف الى جانب – ب ي د – وتقديم كل أنواع الدعم والاسناد مما يعني بأنكم بعد الآن شركاء هذا الحزب في كل مايلحق من أذى بالكرد والحركة الكردية السورية وهذا مالانتمناه لكم .
 ان هذا الموقف الصادم من جانبكم سيؤسس لسابقة خطيرة ضمن صفوف الحركة التحررية الكردية ولن يساعد على تقارب القوى السياسية الكردية في أي جزء ومكان بالمستقبل وقد يحصل لأي حزب من أحزابكم أو أي جزء من اجزاءكردستان مثل هذه المحنة التي يعيشها شعبنا الكردي السوري الذي كان سباقا طوال التاريخ في خدمة الأشقاء وخاصة في كردستان العراق وسيشعر المفجوع آنذاك كم هي مؤلمة عندما يبقى وحيدا في الساحة عرضة للظلم والاكراه محروما حتى من تعاطف الأشقاء .
 مسبقا نقول لكم بأن تبريراتكم المسربة منها والتي ستعلنون عنها قريبا حول اقترافكم هذا الخطأ الكبير من قبيل الزعم بمساعدة ( روزآفا ) عبر التعامل النفطي مع – ب ي د - أو الاستجابة للوعود الأمريكية المزعومة الخادعة والضغوط الايرانية غير المعروفة لن تكون مقبولة من الكرد السوريين اذا كانوا هم من ضحايا تلك التصورات حتى لو كانت مناسبة لكم وكفيلة بتحسين صورتكم أمام الآخرين .


475
من أجل تحرك عاجل  لانقاذ السوريين العالقين

صلاح بدرالدين


  لم تعد مشاعر الأسى والحزن تجدي نفعا لدى متابعة مشاهد مئات آلاف اللاجئين السوريين وهم اما يغرقون بالبحار أو يختنقون في شاحنات الموت أو يهيمون على وجوههم في أطراف الحدود الدولية بدءا من سوريا وانتهاء بألمانيا ودول اسكندنافيا ومرورا بتركيا واليونان ومكدونيا وصربيا والمجر وكرواتيا وسلوفاكيا والنمسا حيث هناك مايقارب المليون انسان من الرجال والنساء والأطفال اما بصدد التحضير للهجرة ببيع المسكن والأثاث وانتظار ايفاء متطلباتها المالية لمهربي البشر أو على موعد للعبور الى مجاهل القدر أو في قلب معاناة التعرض لمخاطر الغرق والموت جوعا وبردا في جبال ووديان البلدان المتوسطية الأوروبية .
 كما لم تعد تنفع المناشدات المتتالية من منظمات هيئة الأمم المتحدة والجمعيات المعنية بحقوق الانسان والمهجرين قسرا من الموت الى الموت فكل تلك الاستعطافات والتمنيات لم تؤثر في القيمين على حكومة المجرالانعزالية مثلا للسماح بالعبور وعدم اعتبار بلادهم مقرا بل فقط ممرا ولم ترف جفن متعصبي سلوفاكيا اليمينيين الحاقدين أمام هول الكارثة هؤلاء حكام بعض دول أوروبا الشرقية المتسولين الذين لايستطيعون العيش يوما واحدا من دون المساعدة الانسانية الأوروبية وخصوصا من اغنيائها مثل ألمانيا الاتحادية ولكنهم يمتنعون عن تحمل ولو جزء بسيط من واجبات الانسان تجاه الانسان .
 واذا كان النبش في مثل هذه الحالات بخفايا الأسباب والمسببات أو تشخيص أطراف ومصادر المسؤلية لن يفيد ذلك اللاجيء أو المهجر أو المهاجر ولكن قد يخدم جهود البحث عن حلول ولو وقتية للتخفيف قليلا من المعاناة الانسانية تلك ولذلك نقول أن نظام الاستبداد بأجهزته وعسكره وشبيحته وأعوانه وميليشياته السورية واللبنانية والايرانية والعراقية  وداعمه الروسي ومجموعاته من سلطات الأمر الواقع هم المسؤلون أولا وأخيرا  عن تهجير السوريين والكرد بينهم بسبب  مايحصل من قصف وتدمير وقتل بالجملة والمفرق وحصار اقتصادي وقمع سياسي هذا من حيث المبدأ .
أما بالتفاصيل فان – الائتلاف – يتحمل قسطا من المسؤلية على صعيدين : الأول – لفشله في تنفيذ أهداف الثورة من اسقاط النظام واجراء التغيير الديموقراطي في البلاد بعد أن أعلن أنه الممثل الشرعي الوحيد للشعب السوري وعجزه عن اعادة هيكلة قوى الثورة والجيش الحر وبالتالي فشله حتى في اصلاح نفسه مما خلق كل ذلك انطباعا سلبيا لدى السوريين وأفقد الأمل بل أصيب السورييون بالاحباط فتوجهوا نحو أصقاع الدنيا حتى عبر البحار وشاحنات الموت .
الثاني – لغيابه الكامل عن مشهد الهجرة والتهجير وعدم وجود أثر له في محاولة تحسين ظروف اللاجئين السوريين بعد أن وصلوا الى دول الجوار وبلدان أوروبا وانتشروا هائمين على وجوههم في جبال ووديان اليونان ومكدونيا وصربيا والمجر ويتعرضون للجوع والبرد والاهانات فيشعرون أن لاأحد يدافع عن محنتهم ويعلم مسؤولو الائتلاف أن معظم المهجرين هم من مؤيدي الثورة وكانوا ناشطين في تنسيقيات الشباب أو مقاتلين ضد الاستبداد ويستحقون كل الرعاية والاهتمام .
 لاشك أن القضية كبيرة وفوق تحمل أي طرف بمفرده وتندرج في اطار أولويات بعيدة المدى مثل مواصلة الكفاح لاسقاط نظام الاستبداد واستعادة مصير البلاد وتحقيق أهداف الثورة التي تلخص ارادة غالبية السوريين وكل ذلك يتطلب تحقيق مهام على صعيد الثورة والمعارضة والحركة الوطنية السورية برمتها ومن ثم اعادة البناء وهذا يحتاج الى وقت طويل الى جانب ذلك وبالترافق مع تلك المهام البعيدة المدى هناك امكانية لتنفيذ خطوات سريعة لانقاذ مايمكن انقاذه خصوصا بمايتعلق الأمر بااللاجئين ومنها :
 1 – مطالبة دول الجوار السوري التي تستضيف المهجرين بمحاولة تحسين ظروف الحياة المعيشية من مسكن وتموين وصحة وتعليم وعمل وتدريب مهني وتنظيم مسألة الاقامة حتى يتمكنوا من الصبر والصمود أمام المحن وعدم التوجه الى الخارج الأوروبي والبقاء قريبا .
 2 – تنظيم تظاهرات سلمية – قانونية في كل البلدان وتوجيه مذكرات الى سفارات الدول المعنية بالقضية السورية للمساهمة الايجابية في ايواء وتحسين ظروف العالقين بين حدود الدول وتبليغ مذكرات الاحتجاج الشديدة اللهجة لحكومات الدول التي تسيء معاملة اللاجئين السوريين وخصوصا المجر وسلوفاكيا .
 3 – تتويج هذه التحركات بمظاهرة احتجاجية مليونية أمام مقر الاتحاد الأوروبي في بروكسل والمطالبة بايجاد حلول عاجلة لمعاناة العالقين قبل استفحال موجات البرد وانقطاع السبل .
  ومن أجل تحقيق ذلك أناشد كل منظمات المجتمع المدني السورية خارج البلاد وناشطي الحراك الشبابي وجميع أطراف ( المعارضات ) ومن بينها وبالأخص – الائتلاف – الى التواصل من أجل تشكيل لجنة موسعة للاشراف على هذه المهمة النبيلة والتحضير لهذا التحرك العابر للدول .

476
في حقيقة اجتماع  " صلاح الدين "
                                                                       
صلاح بدرالدين

     كنت ومازلت وسأظل مع أية محاولة لتوحيد ليس الصف الكردي فحسب بل صفوف كل الوطنيين السوريين في ظل ثورتنا الوطنية الديموقراطية ونسعى مع كل المخلصين من بنات وأبناء شعبنا الكردي الى ايجاد قواسم مشتركة على قاعدة التعاون والتنسيق في سبيل المشاركة الأكثر جدوى في الثورة مع شركائنا في وطننا سوريا وأن تتراجع جماعات – ب ك ك – السورية عن نهجها الخاطىء المدمر المغامر وتقطع الصلة عن مركز – قنديل – على أقل تقدير ولاتربط القضية السورية وضمنها القضية الكردية السورية بصراعات – ب ك ك –  وتحالفاته الاقليمية هنا وهناك وأن ترضخ لنداء العقل والمنطق وأن تلتزم بكل الاتفاقيات السابقة التي تمت بشهادة ورعاية قيادة ورئاسة اقليم كردستان العراق والى جانب ذلك لن نكون شهود زور على أباطيل هذه الجماعات وأضاليلها الاعلامية المستمرة وآخرها مزاعمها حول اجتماع صلاح الدين .
       كما أرى وحسب معلوماتي وتقديري الشخصي من الخطأ اعتبار الاجتماع ( 16 – 9 – 2015 ) بأنه لقاء بين الرئيس بارزاني وصالح مسلم والأصح أنه لقاء بين رئيس اقليم كردستان والوفد الأمريكي برئاسة سفيرهم ببغداد حضر مسلم جانبا منه عند مناقشة الحرب على داعش خلال مأدبة العشاء بناء على رغبة الطرف الأمريكي خاصة بعد اعلان حزب مسلم الذي هو تابع لقيادة – ب ك ك – بقنديل بأنه على استعداد لمحاربة داعش في أي مكان ويأتي ذلك ضمن التحضيرات الأمريكية والتحالف الدولي  لمعارك عديدة في الأنبار والموصل  وعدد من المناطق في سوريا ويتردد في الأوساط السياسية العراقية والكردستانية أن مشاركة صالح مسلم جاءت بناء على تمني  ايراني أيضا على الجانب الأمريكي ومن قاسم سليماني المشرف على الملف في العراق وسوريا وذلك ضمن التنسيق الايراني – الروسي حيث صدرت تصريحات روسية من الرئيس بوتين ووزير خارجيته لافروف عشية اجتماع صلاح الدين تدعو الى اشراك قوات حزب صالح مسلم و ( الوطنيين السوريين المعتدلين !) وجيش نظام الأسد في الجهود الحربية ضد الارهاب .
      من جهة أخرى قد يكون لاحضار صالح مسلم واشراكه في جانب من اللقاء من جانب قاسم سليماني علاقة بمؤتمر – ب ي د – المزمع عقده في القامشلي مع تسريبات عن محاولات لابعاد مسلم نهائيا وعودته الى مهامه السابقة في – فرقة الاغتيالات – بقنديل والاتيان بمن يمثل الجناح الآخر ولاشك أن صراع الأجنحة في هذا الحزب يعكس ماآل اليه وضع الحزب الأم – ب ك ك – الموزع ولاءاته بين مراكز ثلاث :  عبد الله اوجلان وقنديل ودياربكر .
     لوكان الاجتماع فعلا لقاء بين الرئيس بارزاني وصالح مسلم لكان جدول الأعمال سيقتصر على مصير اتفاقيات أربيل ودهوك التي لم ينفذها حزب مسلم ولشارك فيه مجلس الأحزاب الكردية أيضا كما هو متبع ولكن لم يتم بحث وضع الثورة السورية ولاالمسألة الكردية السورية ولا قضية التصدي لنظام الاستبداد في ذلك الاجتماع بل اقتصر كما ذكرنا على مشكلة داعش .
     أما ماتردد على مواقع التواصل الاجتماعي من جانب البعض عن عودة ( بيشمركة كرد سوريا ) الى وطنهم فماهي الا تمنيات وأوهام أو تضليل مقصود لأن السبب السياسي الذي يمنع عودتهم مازال قائما ولم يكن الاجتماع المكان المناسب لبحثه أصلا وهو اعتراض حزب مسلم الذي يعتبر مواليا لنظام الأسد بعكس منتسبي البيشمركة من خيرة شبابنا المستقلين المتمسكين بقضاياهم القومية والوطنية الذين يعتبرون أنفسهم مع الثورة السورية ولاأعتقد أن قيادة اقليم كردستان العراق بصدد ارسالهم هكذا ورميهم تحت رحمة أصحاب السياسات المغامرة من دون اتفاق مبرم واضح وضمانات وموافقة المعنيين الأساسيين وأقصد أصحاب الشأن من أفراد البيشمركة  .
     مسألة الحرب على داعش باتت دوامة أو دويخة فالكل يعلن عن الاستعداد لمحاربة داعش لأغراض سياسية واستهلاكية بحتة من الأمريكان الى الروس الى الايرانيين الى الأتراك ونظام الأسد بمافيهم اسرائيل وبذلك أصبحت محاربة  داعش ولو نظريا مقياس الوطنية والبطولة وحافزا للمديح الأمريكي ومنح أنوات الشجاعة وعامل توحيد بين المتناقضات ولكن الى حين .
     ومن الملفت أن البيان الرسمي لرئاسة اقليم كردستان والمنشور في موقعها حول الاجتماع يتجاهل بصورة قاطعة الاشارة الى صالح مسلم وهو تأكيد آخر على ماذهبنا اليه بهذا الخصوص .
(  نص البيان الرئاسي :
رئيس اقليم كوردستان يستقبل وفدا مشتركا من وزارة الخارجية والجيش الاميركي
KRP.org |  |   
16/09/2015 
 
استقبل السيد مسعود بارزاني رئيس اقليم كوردستان اليوم الثلاثاء 2015/9/15 في صلاح الدين وفدا مشتركا من وزارة الخارجية الاميركية والجيش الاميركي، تالف من نائب مساعد وزير الخارجية الاميركي بريت مككورك و السفير الاميركي في العراق ستيوارت جونز والجنرال جيمس تيري المشرف على القوات الخاصة للجيش الاميركي والجنرال توني توماس قائد القوات الخاصة للجيش الاميركي في العراق وعدد من المستشارين والضباط التابعين لوزارة الدفاع الاميركية.

في اللقاء تم التباحث حول الظروف الميدانية في جبهات القتال ضد ارهابيي داعش في سوريا والعراق وسلط الحاضرون الضوء على اخر التحضيرات فيما يتعلق بعملية تحرير الموصل وكيفية اخراج ودحر الارهابيين وافشال خططهم، بالاضافة الى العمليات المشتركة بين قوات التحالف وقوات البيشمركة والقوات العراقية.

كما قيم الوفد الضيف التعاون بين قوات البيشمركة والجيش الاميركي عاليا مؤكدين على ان هذا التعاون اصبح اساسا للانتصارات التي حققتها العمليات العسكرية المشتركة ضد الارهابيين دون المساس بالاهداف المدنية.

واكد الوفد المشترك لوزارة الخارجية الاميركية والجيش الاميركي دعمه الكامل لاقليم كوردستان مؤكدا على الاستمرار في مساعدة الاقليم وقوات البيشمركة في الحرب ضد الارهاب.

كما تم التطرق ايضا للوضع السياسي في المنطقة بالاضافة الى العلاقات بين الاقليم وبغداد ومستقبل سوريا )  .ا.



 
 


477
في الصلة بين أحداث تركيا والمخطط الايراني – الروسي
                                                                       
صلاح بدرالدين

  لسنا بصدد المفاضلة بين واشنطن وموسكو ولايعنينا كثيرا ان تفوق أحدهما على الآخر نوويا واستراتيجيا واقتصاديا أو سياسيا فكلا النظامين من طينة انتهازية واحدة يبحثان عن المصالح والنفوذ والتجارة الرابحة حتى لو كان على حساب استقرار ومصائر الشعوب كما لسنا في موقع تصحيح المواقف الأمريكية تجاه القضية السورية أو تحذير واشنطن من مغبة الركون الى الوعود المعسولة الصادرة من حكام طهران أو الاطمئنان لعناوين التفاهمات مع الطغمة الروسية الحاكمة فأمريكا – العظمى – كما القارة – العجوز - أدرى بمصالحهما وكلاهما يعلمان ماذا يفعلان وماذا يريدان وليس سرا أن الهم الأساسي للأحزاب الحاكمة في تلك البلدان هو ارضاء الطبقات العليا المتحكمة بالاقتصاد وتروستات الصناعات الحربية والمرافق المالية وكم من العقود التجارية تستطيع ابرامها حتى لوكانت مع نظم استبدادية شمولية أما قضايا الشعوب وثورات الربيع ومخاطر ارهاب الدولة في المنطقة فخاضعة للخطط المرسومة والمشاريع المتبعة .
 أوردت هذه المقدمة الموجزة لفهم مايدور في بلادنا ومن حولنا فلم يكن الروس ليتمادوا أكثر بالتدخل العسكري على الأرض واطلاق التصريحات الى درجة الوقاحة لولا جملة من التفاهمات حول المبادىء الأساسية في عملية ادارة ( الأزمة السورية ) بحسب توصيفهما ولم يكن نظام جمهورية ايران الاسلامية ليقدم على تنفيذ جملة من الخطط العسكرية والأمنية والعملياتية في مختلف بلدان المنطقة بدءا من سوريا وانتهاء باليمن مرورا بالعراق ولبنان ولم يجف حبر الاتفاق النووي بعد منفردا وبالتكامل والتكافل مع الحليف الروسي من دون شراء سكوت الولايات المتحدة وتهافت دول أوربا ورضاها .
 لقد تم توزيع الأدوار مسبقا بين كل من ايران وروسيا في اطار نجدة النظام أولا الآيل للسقوط ومده بجرعات الاستمرارية ولو الى حين بلورة المشروع المشترك والتسويق له وفرضه كأمر واقع ذلك المشروع القديم – الجديد المعمول به منذ أكثر من ثلاثة أعوام والذي استوى في مطابخ موسكو وطهران ونال مباركة حفنة من ( المعارضين ) المعروفين لدى الثوار بالمتسلقين المدجنين الباحثين عن مواقع يقضي بالابقاء على أسس ومؤسسات النظام كما كانت من دون تفكيك أو اسقاط كما يريده السورييون كشعار رئيسي لثورتهم التي ذهب في سبيله مئات آلاف الشهداء ومن أجل التعجيل في تحقيق المشروع تم وضع خطط متشعبة متنوعة أهمها المتعلقة بالداخل بين زيادة الضغط العسكري ومضاعفة التدمير وتسهيل وسائل الهجرة والنزوح لافراغ المناطق من الفئات الشابة وخلق أجواء اليأس والاستسلام أمام سلطات الأمر الواقع في ظل تقاعس قيادة الائتلاف وعجزها عن التطوير واعادة البناء وهيكلة قوى الثورة والجيش الحر .
 على المستوى الاقليمي أطلق نظام طهران العنان لفيلق القدس المعني بالمنظمات والجماعات الارهابية والمذهبية للمضي قدما في ترسيخ النفوذ واثارة القلاقل أمام كل من يريد الخير للشعب السوري ويتعاطف معه في محنته أو لايسير في ركب المشروع الايراني – الروسي من دول وقوى وذلك اما بدفع الجماعات الموالية مثل حزب نصر الله لمزيد من التدخل العسكري لمصلحة نظام الأسد والتمهيد لاجراء التغيير الديموغرافي على أساس المذهب أو بمضاعفة الدعم للانقلابيين الحوثين ضد الشرعية ولوقف العملية السلمية واثارة القلاقل الأمنية في دول الخليج والاستمرار في تشجيع الانقسام الفلسطيني ومنع الاصلاحات والمصالحة الوطنية في العراق وزرع العراقيل أمام مسيرة التطور والنمو والعملية الديموقراطية في اقليم كردستان العراق الى درجة التدخل السافر في شؤونه والوقوف طرفا الى جانب التيارات المغامرة الهادفة الى تصفية مكاسب شعب كردستان .
  أحداث تركيا
  تنفرد وسائل اعلام كردية وعراقية موالية لنظام ولي الفقيه بطهران بادعاء حدوث ثورة قومية كردية يقودها حزب العمال الكردستاني ضد النظام التركي في مناطق شمذينان وهكاري وجزيرة متناسية الحقائق الموضوعية التي تؤسس للمشهد هناك وأولها حصول عملية حوار سلمي منذ أعوام بين زعيم – ب ك ك – والحكومة التركية رافقته خطوات فسرت أنها ايجابية بخصوص بعض الحقوق السياسية والثقافية وللمرة الأولى في تاريخ الجمهورية التركية ومع كل ملاحظاتنا على مضمون وآليات ذلك الحوار واعتبارنا أن حقوق شعب كردستان تركيا وبعكس ماتطرحه جماعات – ب ك ك - لاتقتصر على رزمة حقوق أو عبارات غامضة مثل – الأمة الديموقراطية - بل هي قضية حق تقرير المصير الا أن الحوار اياه حقق نوعا من السلام وأوقف النزيف اضافة الا أنه أنتج مشاركة كردية واسعة بالانتخابات الأخيرة توجت بفوز كاسح ( 80 ) نائب وكان المتوقع أن يستمر الحوار وبتوسط قيادة اقليم كردستان وقوى دولية من أجل استكماله الا أنه ظهر وجود مراكز قوى متعددة في – ب ك ك – حيث مركز زعيم الحزب الذي يقود عملية الحوار ومركز قيادة قنديل الموالية لايران ومركز آمد – ديار بكر – السائر ضمن شروط ونتائج الحوار والذي يؤمن به كطريق نحو تحقيق الحقوق والا لم يكن ليقرر المشاركة بالانتخابات ومن الواضح أن ماحصل من مواجهات دامية في بعض المناطق كان بقرار من قيادة قنديل تنفيذا لرغبة ايرانية لصالح مشروعها السوري بالضغط على تركيا التي تعتبر نفسها صديقة للثورة السورية وتأوي كل أطياف المعارضة ومكاتب الائتلاف والحكومة المؤقتة ومخيمات الجيش الحر وعوائله وأكثر من مليوني لاجىء بينهم مئات الآلاف من الكرد السوريين .
 هناك أهداف ايرانية عديدة ستتحقق اذا ما استمر قيادة قنديل في تأزيم الوضع خاصة في المثلث الحدودي التركي – العراقي – الايراني وعلى أطراف خط المواصلات الدولي ومن بينها وضع النهاية لعملية الحوار السلمي الكردي – التركي والعودة الى الحروب والتدمير وتجميد وساطة قيادة اقليم كردستان العراق ووقف الدورة الاقتصادية التي يعيش ضمنها شعب الاقليم للتحول الى خطوط التواصل مع ايران والتزود فقط بمواردها ثم التأثير على الوضع الداخلي التركي لمصلحة المعارضة وهي اما قومية عنصرية معادية للكرد ( MHP ) أو مذهبية علوية مناصرة لنظام الأسد ( CHP  ) وسيكون من نتائج ذلك المزيد من التوتروالتجييش على الساحة الكردية السورية الملاصقة جغرافيا لمواقع الحدث مما يدعو كل ذلك الى القلق والحذر .
 على السوريين جميعا مواجهة هذا المشروع الايراني – الروسي الهادف الى تصفية ثورتنا واطالة عمر النظام وتغيير التركيب الديموغرافي لبلادنا والقضية باتت وطنية بكل المقاييس .
 

                                                                                                               

478
عدالة القضية الفلسطينية وسوء الادارة السياسية

صلاح بدرالدين
 
  لأنني أجد نفسي من المؤيدين الكرد للقضية الفلسطينية العادلة وكان الحزب الذي كنت أترأسه من أوائل من نسج علاقات التنسيق والصداقة مع معظم فصائل المقاومة ومن أصدقاء قيادات الحركة الوطنية الفلسطينية منذ ستينات القرن الماضي الأحياء منهم والراحلون ومنهم ياسر عرفات وأبو أياد وأبو جهاد ود جورج حبش وكان لي شرف الحصول على أرفع وسام من الأخ أبوعمار تكريما لي في العمل على تعزيز الصداقة الكردية الفلسطينية كما كان لي شرف المساهمة في بناء وترسيخ العلاقات النضالية بين حركتي الشعبين الفلسطيني والكردي واقامة جمعيات الصداقة وخصوصا علاقات السلطة مع اقليم كردستان الفدرالي لكل تلك السباب أرى من مسؤليتي التاريخية تحديد الموقف من ما صدر عن ( أمين السر الجديد المعين ) لمنظمة التحرير الفلسطينية السيد صائب عريقات في لقائه مع – الكاشف نيوز – عمان  – 26 – 8 – 2015 – الذي أعلن عن مواقف المنظمة تجاه جملة من القضايا ونطرحها هنا بايجاز مع التعليق عليها :
  يقول صائب عريقات :
( – موقف المنظمة حياد ايجابي والرئيس عباس يحتفظ بعلاقات اخوية مع كافة الاطراف في النظام السوري والمعارضة ايضا – موفد رئاسي سيلتقي الرئيس الاسد لاطلاعه على حصيلة تحركاتنا – وذلك بعد لقاء الرئيس ابومازن في القاهرة بوفد ورئيس هيئة التنسيق حسن عبد العظيم وكان هناك توافق كبير بين الجانبين – عدم الوقوف امام مسالة رحيل الاسد – لان الاخوان وراء ذلك تمهيدا لازاحة النظام الحالي – ونحن متفقون مع هيئة التنسيق أن بقاء الاسد افضل مليون مرة من مجيء الاخوان – كماالتقينا بصالح مسلم رئيس – ب ي د – وبالرغم من محاولته معارضة البارزاني في الدعوة الى الاستقلال الا ان باطنيته كشفت عن نية اكراد سوريا الى الانفصال - حيث أن قيام دولة كردية ستكون بمثابة خنجر مسموم مغروس في الجسد العربي،- وأضف لذلك العلاقات السرية والعلنية بين الأكراد واسرائيل، وهو ما يعني تحالف (اسرائيلي-كردي) لإضعاف الموقف العربي، ومن الأهمية بمكان عدم اغفال النزعة الانفصالية للأكراد وعلاقتهم باسرائيل . )
 أولا – في الملف السوري : منذ البدايات وقبل اعترافات – عريقات - كانت أوساط الثورة السورية تراقب بقلق مواقف السلطة الفلسطينية في احتضانها لعناصر ( المعارضة السورية المدجنة القريبة من النظام ) وتزكيتها أمام مسؤلي جامعة الدول العربية وتاليا القيادة المصرية وتزويد بعضها بجوازات سفر ( في آي بي ) وقد تحول ذلك القلق الى شعور بالخيبة من قيادة السلطة عندما ظهرت علاقات سرية وعلنية مع أوساط نظام الأسد وبعد أن تفاقمت أزمة مخيم اليرموك وتواصل مندوبي الرئاسة الفلسطينية مع نظام الأسد وتقديم التنازل تلو الآخر كما أن السيد – ناصر القدوة – الذي استلم مسؤلية الاشراف باسم الجامعة العربية على الموضوع السوري قد سار على نفس المنوال بتوجيه مباشر من رئيس السلطة وكان واضحا مدى الانقسام في الموقف الفلسطيني فقد كان ومازال هناك  مؤيدون كثر للثورة منظمات وأفرادا ومشجعون  لتعزيز المصير المشترك الفلسطيني السوري كما عبر عن ذلك بوضوح الأخ ياسر عبد ربه أمين سر منظمة التحرير حتى قبل اعفائه منذ أقل من شهر وقد يكون ذلك الموقف النبيل أحد أسباب عزله الاشكالي .
 ثانيا – حول الموقف من القضية الكردية : كما يظهر هناك تطابق كامل بين مواقف ( أمين السرالجديد المعين وغير المنتخب ) من الكرد وقضيتهم وسياسات سابقة لنظام صدام حسين ولاحقة لنظام الاستبداد الأسدي وكل التيارات الفاشية والشوفينية العنصرية من قضية الشعب الكردي التي لاتقل عدالة ومشروعية من القضية الفلسطينية كان الأولى بالسيد الأمين – غير المؤتمن – أن يتذكر جزء من ماقدمه الشعب الكردي وحركته الوطنية من دعم ومساندة لقضية الشعب الفلسطيني وما أبداه الرئيس مسعود بارزاني من تضامن ومواقف ايجابية وأقله الرعاية الكاملة المادية والمعنوية لقنصلية فلسطين في أربيل عاصمة اقليم كردستان .
 لقد وقفت حركات الشعوب التحررية وقوى التقدم في العالم مع النضال الفلسطيني عندما كان يجسد المبادىء السامية في نشدان حق تقرير المصير والوقوف الى جانب القضايا العادلة ومع الشعوب في كفاحها ضد الدكتاتورية والاستبداد ولكن نتساءل ماذا ظل من تلك الأهداف النبيلة بعد أن حولت حركة حماس الجزء الأكبر من النضال الفلسطيني التحرري الى مجرد شكل من أشكال الصراع الديني العنفي الموسوم بالارهاب ؟ وبعد أن استكملت قيادة السلطة والمنظمة مابدأته حماس بتحويل البقية الباقية من ذلك التراث المجيد الى مطية لأنظمة الاستبداد وضد ثورات الربيع وقضايا الشعوب التحررية ؟ .
 


479

حان وقت إصلاح الائتلاف!

                                 
صلاح بدرالدين

أكد القيادي السوري الكردي صلاح بدر الدين لـ"إيلاف" أن اصلاح مؤسسات المعارضة السورية بعد إخفاقاتها أصبح أمرا واجبا، مؤكدا أن محاولات الترقيع لا تكفي لانقاذها، مطالبا بمؤتمر وطني يصوغ برنامجا موحدا.
وقال: "اذا كنا معشر الوطنيين السوريين المستقلين المناضلين ضد الاستبداد منذ عقود مرورا بالجيل الناشئ الجديد الذي يواكب مسيرة الثورة والتغيير منذ اندلاع الثورة وتشكيلات الجيش الحر التي انتقلت الى صفوف الشعب مجموعات وأفرادا جنودا وضباطا وسائر تيارات الحراك الوطني نحن جميعا من المنتمين الى أطراف معارضة أو غير منتمين لا نخفي حزننا وألمنا على ما آل اليه وضع المعارضة بشكل عام والائتلاف بشكل خاص باعتباره، حسب نظرنا، ليس أسوأ الموجود رغم كل اخفاقاته".

وأضاف "لقد جرت محاولات عديدة في سبيل اصلاح المعارضة وخصوصا الائتلاف وأخفقت ".

وعزا أسباب ذلك الى "عدم فائدة عمليات الترقيع وتبديل شخوص بآخرين بل إن الأمر يحتاج الى أكثر من ذلك، الى الغوص في عملية تبديل بنيوية لأن هذا الكيان عبارة عن امتداد لما قبله وأقصد المجلس الوطني السوري الذي أقيم على قاعدة هشة غير ديمقراطية تحكم فيه اللون الاخواني الواحد الذي استحضر كموظفين وليس مقررين شخوصا مطواعين من تيارات أخرى حتى يضلل السوريين بأن المجلس جبهة وتحالف واسع وكانت النتيجة وخيمة ومزيدا من الاضرار بالثورة وتجميد ومحاصرة وابعاد قوى الجيش الحر وفرض الاسلام السياسي حيث اختلط في مجاميعه الارهابي وغيره".

وذكّر بدر الدين بمحاولة "هيكلة الائتلاف وتوسيعه وتطعيمه بقوى وتيارات وأفراد قبل نحو عامين"، ولكنه رأى أن "القيمين عليه كانوا بالمرصاد"، مستقتلين "على ابقائه كماهو والحفاظ على امتيازاتهم المالية والقيادية وصلاتهم السرية بمصادر المال والعواصم المانحة".

وشدد على أن "العلة فينا كسوريين وليست في الأنظمة والحكومات المعنية لأن أجهزة مخابراتها المشرفة تعمل لأجندتها الخاصة ولايهمها بحسب عقليتها الأمنية مصير السوريين أو نجاح أو فشل ثورتهم الوطنية بقدر مايهمها مصالح بلدانها ومكاسبها بالنقاط في كسب ود وتبعية هذا الفصيل المعارض أو ذاك".

وأضاف: "في أوساط الخندق الداخلي من مختلف المكونات والمناطق في بلادنا تتعالى أصوات ناقدة بحسن نية على مدار الساعة تشخص أوجه الخلل والخطأ والخطيئة وتبحث عن الانقاذ من دون تحديد السبيل المباشر الى ذلك الا في الحالة الكردية حيث (برنامج الانقاذ مطروح عبر ندائنا)، وبحسب اطلاعي المتواضع هناك الآلاف من خيرة ضباط وناشطي الجيش الحر وبما يتجاوز الضعف منهم من الوطنيين الشرفاء والمستقلين وناشطي التنسيقيات الشبابية داخل الوطن وخارجه من بين من يرفعون الصوت عاليا وأقول: لقد آن الأوان للخطوة العملية الأولى ورحلة الألف ميل نحو الاصلاح والتغيير واعادة البناء تبدأ بخطوة ".

وقال "ليس خافيا أن الائتلاف بطبيعته الراهنة لا يصلح لتمثيل قضية مقدسة مثل قضية الثورة والتغيير الديمقراطي وكل يوم يخفق في تمثيل ارادة السوريين ومصالحهم ان كان في الداخل أو في المحافل الدولية ويعجز في الوقت ذاته عن اصلاح داخله أو افساح المجال لغيره لذلك لم يعد بالامكان ترك الأمور دون معالجة خاصة وأن شعبنا على شفير الابادة الكلية وبلدنا تحت رحمة العدو ان كان نظام الاستبداد أو المستعمر الايراني وحزب الله والشبيحة وسلطات الأمر الواقع المسلحة الباغية وباقي عصابات الطائفية السياسية الشيعية منها والسنية".

واقترح بدر الدين أن "تبادر مجموعة مهما كانت صغيرة من هؤلاء الحريصين على انقاذ الثورة والقضية بعقد لقاء موسع وانتخاب لجنة تحضيرية من سبعة أشخاص للاعداد لمؤتمر وطني ليس بالضرورة أن يكون موسعا بسبب الامكانيات وقبل ذلك تقوم بصياغة مشروع برنامج سياسي تتمخض عن المؤتمر مجلس سياسي – عسكري موسع ينتخب بدوره مكاتب اختصاص ويناط بالمجلس مهام قيادة المرحلة الراهنة ومواجهة تحديات السلم والحرب وارهاب الدولة والمجموعات الاسلامية الأخرى مثل – داعش والنصرة – وغيرهما".

وكان يحيى مكتبي الامين العام للائتلاف الوطني السوري اعترف في لقاء مع بي بي سي بوجود حالات فساد ومحسوبية واقصاء داخل مؤسسة الائتلاف.

وأكد مكتبي أن الاصلاح بات حاجة ضرورية وملحة في إطار تفادي السلبيات التي شابت مسيرة الائتلاف في المرحلة السابقة.

وقال مكتبي إن ترتيب البيت الداخلي للمعارضة السورية بحاجة الى تضافر جهود الجميع مشيرا الى أنه دون اصلاح داخلي فلا يمكن للائتلاف ان يطرح نفسه كشريك قوي في المشهد السوري الراهن.

وفي تصريح آخر رأى ردا على الاتهامات أنه "من حيث المبدأ نحن نميز بين النقد الموضوعي البناء وهو مطلوب دوما ونعتبره سلوكا حضاريا، وبين التشهير وكيل الاتهامات بالمجان ودون دليل، والتجريح وتحطيم الرموز والمؤسسات والأفراد وهو مرفوض مطلقا، ونعتقد أن النظام وأعوانه قد أسهموا إسهاما كبيرا في ذلك حتى يضربوا الثقة عند شعبنا في كل شخص أو مؤسسة أو كيان يعمل للثورة. بالتأكيد لم يرتقِ مستوى أداء الائتلاف إلى مستوى تضحيات شعبنا وآلامهم وآمالهم، ولذلك أسباب عديدة منها داخلية وأخرى خارجية".

لكنه أكد " أن الائتلاف يعمل على تحسين طريقة تعاطيه مع الثورة وشعبنا ضمن الإمكانات المتاحة القليلة، ولعل أبرز محطة في هذا الصدد تواصله مع الكتائب العسكرية والجيش الحر من أجل التنسيق والتكامل بين العمل السياسي والعسكري، الذي هو حجر الزاوية في انتصار الثورة كما نعتقد؛ وقد قطعنا شوطا لا بأس به في هذا الإطار".

وأضاف "نحن بحاجة إلى المزيد من اللقاءات والجلسات للخروج بنتائج إيجابية تكون محل رضى وقبول لدى شعبنا الأبي".

بهية مارديني/ايلاف


480
المعوقات الراهنة لحل القضية الكردية في تركيا

                                                                 
صلاح بدرالدين

 منذ عدة سنوات وفي ظل حكومة حزب العدالة والتنمية بدأت عملية سياسية لتحقيق السلام التركي – الكردي ووضع النهاية للمواجهات العسكرية التي راحت ضحيتها عشرات الآلاف من الأرواح واذا كان الحوار بدأ سرا بين مندوبي جهاز الأمن التركي – ميت – وممثلي حزب العمال الكردستاني – ب ك ك - في البداية ببلدان أوروبية ثم انتقل مباشرة مع رئيس الحزب – عبدالله أوجلان – وهو في سجنه وتمخض عن كل ذلك ماسمي بوثيقة ( هاكان– أوجلان ) نسبة الى رئيسي – الميت – و ب ك ك - التي وضعت المبادىء الأساسية للاتفاق المتضمنة لوقف القتال وترك السلاح وعودة المقاتلين الى ديارهم وأعمالهم المعتادة ماعدا الذين عليهم دعاوى جرمية سيحالون الى القضاء واستمرار الحوار السلمي لحل مختلف القضايا بما في ذلك تحسين ظروف وأحوال المناطق الشرقية ( كردستان ) وتحقيق الديموقراطية والمشاركة .
 هناك حقائق لابد ذكرها وأولها الدور البارز لحكومة اقليم كردستان العراق في حض الطرفين على الحوار والتوسط بين الجانبين أكثر من مرة وتقديم التسهيلات اللازمة لتواصل الوفود وتبادل الرسائل بين كل من أنقرة و- ايمرلي - ومركز – قنديل – وذلك من منطلق الحرص على قضية الشعب الكردي في تركيا وصيانة مصالح الأطراف بما فيها مصالح شعب اقليم كردستان العراق خاصة بما يتعلق بمسألة عودة آلاف المسلحين المقيمين في مناطق شاسعة زراعية وجبلية واستراتيجية من أراضي الاقليم الى ديارهم واعادة الحياة المدنية الاعتيادية الى مئات القرى والبلدات التي نزح منها أهلها من الفلاحين والقرويين بصورة اضطرارية ومواصلة العلاقات التجارية المزدهرة مع تركيا كممر أساسي للتبادل التجاري مع أوروبا وانتقال الأفراد .
 وثانيها أن تحقيق السلام التركي – الكردي من شأنه ابعاد – ب ك ك – عن التورط بصراعات داخلية محلية وزج نفسه في قضايا داخلية تمس أمن وسلامة اقليم كردستان حيث هو المركز الكردي القومي الوحيد الذي تحقق فيه شيء على الأرض من انجازات الفدرالية والتنمية والبناء وخوض تجربة ديموقراطية فتية وانفتاح على العالم الخارجي الى جانب محاذير استخدام – ب ك ك خاصة قيادته في – قنديل – المقربة الى نظام ايران الى حدود الموالاة كمخلب قط من جانب أعداء الكرد في الجوار للاجهاز على المكتسبات وضرب التجربة الوليدة .
 وثالثها كان ومازال تحقيق السلام الحقيقي بمثابة انتصار للشعبين التركي والكردي وكل شعوب تركيا ورغبة جامحة لدى الطبقات الرأسمالية الصناعية للانخراط في عملية اعادة بناء البنية التحتية من جديد في مناطق كردستان عبر المشاريع الاستثمارية الضخمة بعد عقود من حرمان المنطقة وقبل هذا وذاك فان ذلك كان سيحسب نصرا مؤزرا لحزب أردوغان الذي كان أول المبادرين في كل تاريخ تركيا الحديث لايجاد حلول سلمية عبر الحوار ولاشك أن – ب ك ك – كان سيحصد كل الانتصارات في الجانب الكردي .
 وهنا لابد من التميز بين أمرين حول التعامل مع القضايا الكبرى بوزن القضية الكردية في تركيا : الأول بالتعامل التكتيكي الوقتي في اطار ادارة الأزمة وليس حلها والثاني باتخاذ الخطوات الكفيلة للحل الجذري والتهيئة الفكرية والثقافية والسياسية ووضع البرنامج الاستراتيجي لايجاد الحل الحاسم التاريخي بما في ذلك قبول التنازلات المتبادلة على قاعدة التوافق الوطني .
 بنظرة سريعة الى وثيقة ( هاكان – أوجلان ) بالرغم من اختراقها لقواعد اللعبة والمسلمات في تركيا لايمكن اعتبارها أساسا سليما لحل القضية الكردية في تركيا بل أنها لاتتطرق من قريب أو بعيد الى جوهر المسألة ناهيك عن تعريف الحقوق القومية وحدودها وشكلها وكما أرى فان اللغط هنا يعود الى طبيعة الطرفين المتحاورين وقصورهما في فهم وتفهم القضية وبالتالي عجزهما عن تمثيل كل من الارادة الشعبية الكردية والرأي العام التركي والمصالح العليا لتركيا تعددية تشاركية ديموقراطية .
 الطرف التركي يمثل حزبا من أحزاب الاسلام السياسي وبالرغم من تقدمه على منطق حركات الاخوان المسلمين في المنطقة خاصة وأنه يتقبل العمل كحكومة في ظل الالتزام بمبادىء الدولة العلمانية الا أن الاسلام السياسي لايحمل ارثا تاريخيا ولاتجربة مشجعة في حل المسألة القومية أما الطرف الكردي المتمثل في – ب ك ك – فهو حزب ذو نزعة فاشية عسكريتارية مدان من الولايات المتحدة وأوروبا بالارهاب قريب الى حدود الموالاة لمحور طهران – دمشق والأخطر من كل ذلك أنه لايحمل برنامجا واضحا في حل القضية الكردية الى درجة أنه يرفض مقولة ( حق تقرير مصير الشعوب ) ويستعيض عنها بمصطلح لالون ولاطعم له وهي ( الأمة الديموقراطية ) المبهمة .
  لذلك لايمكن انتظار نتائج ايجابية في حوار هذين الحزبين بشأن قضية كرد تركيا حتى الخطوة الأولى أي وقف اطلاق النار لم تتحقق ولن تكون مضمونة في ظل عدم حسم الحزب الحاكم التركي موقفه المناسب حول القضية والرفض القاطع لحزبي المعارضة الرئيسيين ( MHP  ) و ( CHP  ) لأي حوار مع الكرد أو اعتراف بحقوقهم الى جانب التناقض الحاصل بين مراكز (ايمرلي ودياربكر وقنديل ) حيث الأخير الذي يقود المسلحين يأتمر بأوامر ايران ونظام الأسد في ضرب أي توجه للسلام في خضم الصراع الاقليمي المذهبي والسياسي .   

481
أيها المعارضون الوطنييون تحركوا قبل فوات الأوان
                                                                 
صلاح بدرالدين

  اذا كنا نحن معشر الوطنيين السوريين المستقلين المناضلين ضد الاستبداد منذ عقود الى جانب الجيل الناشىء الجديد الذي يواكب مسيرة الثورة والتغيير منذ اندلاع الثورة وتشكيلات الجيش الحر التي انتقلت الى صفوف الشعب مجموعاتا وأفرادا جنودا وضباطا وسائر تيارات الحرك الوطني نحن جميعا من المنتمين الى أطراف معارضة أو غير منتمين لانخفي قلقنا على حرمان ثورتنا من أي تمثيل سياسي يدير الدفة وحزننا والمنا على ماآل اليه وضع – الائتلاف – باعتباره حسب نظرنا ( ليس أسوأ الموجود ) بكل اخفاقاته ورائحة فساده التي تزكم الأنوف .
 لقد جرت محاولات عديدة في سبيل اصلاح المعارضة وخصوصا – الائتلاف – وأخفقت وأغلب الظن أن السبب يعود الى عدم فائدة عمليات الترقيع وتبديل شخوص بآخرين بل أن الأمر يحتاج الى أكثر من ذلك الى الغوص في عملية تبديل بنيوية لأن هذا الكيان عبارة عن امتداد لكيان مريض وأقصد ( المجلس الوطني السوري ) الذي أقيم على قاعدة هشة غير ديموقراطية تحكم فيه اللون الاخواني الواحد الذي استحضر كموظفين وليس شركاء مقررين شخوصا مطواعين من تيارات أخرى حتى يضلل السوريين بأن المجلس جبهة وتحالف واسع وكانت النتيجة وخيمة ومزيدا من الاضرار بالثورة وتجميد ومحاصرة وابعاد  قوى الجيش الحر وفرض الاسلام السياسي حيث اختلط في مجاميعه الارهابي وغيره .
 نتذكر جميعا محاولة – هيكلة – الائتلاف – وتوسيعه وتطعيمه بقوى وتيارات وأفراد قبل نحو عامين ولكن القيمين عليه كانوا بالمرصاد مستقتلين على ابقائه كماهو والحفاظ على امتيازاتهم المالية والقيادية وصلاتهم السرية بمصادر المال والعواصم  المانحة وهنا أرى أن العلة فينا كسوريين وليست في الأنظمة والحكومات المعنية لأن أجهزة مخابراتها المشرفة المعنية تعمل لأجندتها الخاصة ولايهمها بحسب عقليتها الأمنية مصير السوريين أو نجاح أو فشل ثورتهم الوطنية بقدر مايهمها مصالح بلدانها ومكاسبها بالنقاط في كسب ود وتبعية هذا الفصيل المعارض أوذاك .   
 في أوساط الخندق الداخلي ( المعارض من أهل البيت ) من مختلف المكونات والمناطق في بلادنا تتعالى أصوات ناقدة بحسن نية على مدار الساعة تشخص أوجه الخلل والخطأ والخطيئة وتبحث عن الانقاذ من دون تحديد السبيل المباشرالى ذلك الا في الحالة الكردية حيث ( برنامج الانقاذ مطروح عبر ندائنا ) منذ حين وبحسب اطلاعي المتواضع هناك الآلاف من خيرة ضباط وناشطي الجيش الحر وبما يتجاوز الضعف منهم من الوطنيين الشرفاء والمستقلين وناشطي التنسيقيات الشبابية داخل الوطن وخارجه من بين من يرفعون الصوت عاليا وأقول : لقد آن الأوان للخطوة العملية الأولى ورحلة الألف ميل نحو الاصلاح والتغيير واعادة البناء تبدأ بخطوة .
 ليس خافيا أن – الائتلاف – بطبيعته الراهنة لايصلح لتمثيل قضية مقدسة مثل قضية الثورة والتغيير الديموقراطي وكل يوم يخفق في تمثيل ارادة السوريين ومصالحهم ان كان في الداخل أو في المحافل الدولية ويعجز في الوقت ذاته عن اصلاح داخله أو افساح المجال لغيره لذلك لم يعد بالامكان ترك الأمور دون معالجة خاصة وأن شعبنا على شفير الابادة الكلية وبلدنا تحت رحمة العدو ان كان نظام الاستبداد أو المستعمر الايراني والحزب اللهي والشبيحة وسلطات الأمر الواقع المسلحة الباغية وباقي عصابات الطائفية السياسية الشيعية منها والسنية .
 كما أرى بالامكان أن تبادر مجموعة مهما كانت صغيرة من هؤلاء الحريصين على انقاذ الثورة والقضية بعقد لقاء موسع وانتخاب لجنة تحضيرية من سبعة أشخاص للاعداد لمؤتمر وطني ليس بالضرورة أن يكون موسعا بسبب الامكانيات وقبل ذلك تقوم بصياغة مشروع برنامج سياسي تتمخض عن المؤتمر مجلس سياسي – عسكري موسع ينتخب بدوره مكاتب اختصاص ويناط بالمجلس مهام قيادة المرحلة الراهنة ومواجهة تحديات السلم والحرب وارهاب الدولة والمجموعات الاسلامية الأخرى مثل – داعش والنصرة – وغيرهما .
 لم يعد مجديا لاالعتاب ولاجلد الذات فتحركوا قبل فوات الأوان

482
ملاحظات على مبادرة – دي ميستورا –
                                                                         
صلاح بدرالدين

       هناك ملاحظات عدة على مبادرة السيد – دي ميستورا - ممثل الأمين العام للأمم المتحدة بشأن سوريا التي أقرها مجلس الأمن الدولي بالاجماع في السابع عشر من الشهر الجاري على أن تنطلق في ايلول – سبتمبر وتتضمن تشكيل أربع مجموعات عمل حول الأمن والحماية ومحاربة الارهاب والمسائل السياسية والشرعية واعادة الاعمار باجراء عملية سياسية نحو مرحلة انتقالية على أساس تفاهم متبادل مع تأمين استمرارية عمل المؤسسات الحكومية كما جاء في صيغة المبادرة ومن تلك الملاحظات والمآخذ :
 أولا – بنود المبادرة مبهمة وغير واضحة وقابلة لتفسيرات متناقضة وهذا يدل على أنها حصيلة تفاهمات أمريكية – روسية كحل وسط غير حاسم رسم على عجل لرؤا الطرفين حول القضية السورية وكما يبدو أراد القطبان لها أن تكون غير واضحة المعالم وكأنهما بذلك يرغبان في تمديد الصراع الجاري حول وعلى وفي سوريا رغم كل الدماء التي تسال كل ساعة ودرجات الدمار وآثار البراميل المتفجرة التي تحصد الأرواح على مدار الأيام وذل بانتظار تفاعلات ونتائج  الاتفاق النووي بين الغرب وايران .
 ثانيا – صيغة – مجموعات عمل – الغامضة لجهة طبيعتها ومكوناتها وصلاحياتها تنسف حقيقة أن هناك ثورة في مواجهة نظام الاستبداد بل تجاوز لكل القوى الثورية ومجموعات الحراك الثوري الوطني التي تقاوم منذ أكثر من أربعة اعوام وقدمت التضحيات بمئات آلاف الشهداء من أجل الحرية والكرامة ومن أجل تمرير الصيغة والتغطية على المخطط تم اللجوء الى جماعات موالية للنظام واعتبارها معارضة وتم تزكيتها واستدعاؤها من جانب روسيا وايران وحتى من قبل – ديمستورا – الذي قابل – 200 – شخص من ( المعارضة ) غالبيتهم نادوا بأولوية محاربة داعش وليس النظام بحسب زعم ممثل الأمين العام .
ثالثا – هناك التفاف واضح على جنيف 1 وخصوصا على بند " مجلس حكم انتقالي بصلاحيات كاملة " وبدلا منه التوجه نحو حكومة انتقالية أي ادخال ( معارضين ) في حكومة النظام الحالية عبر التعديل أو التشكيل من جديد باشراف رأس النظام وحسب ارادته .
 رابعا – هناك حسم واضح في بنود المبادرة لجهة الابقاء على نظام الاستبداد تحت ذريعة الحفاظ على مؤسسات الدولة وفي الحالة هذه لايمكن محاسبة من تلخطت أياديهم بدماء السوريين ومن نهب خيرات سوريا وأموال الشعب ثم ماذا عن الأجهزة الأمنية القمعية بكل مسمياتها التي تزيد عن ( العشرة ) وتعيس في البلاد اجراما وفسادا والمسؤولة عن حماية النظام المستبد منذ عقود وأكثرها دموية وتقتيلا مثل – المخابرات الجوية – وهل الدولة متوقفة على سلطة نظام الاستبداد أم أنها تعني الأرض والشعب ومتطلباتهما المعروفة : اسقاط سلطة النظام واعادة بنائه ديموقراطيا من جديد للحفاظ على الأرض والسيادة وتحسين ظروف حياة ومستقبل الشعب ووحدته الوطنية .
 خامسا – في مسألة الارهاب فان المبادرة لاتعترف بكل بنودها على أن سوريا الشعب والكيان تعاني من ارهاب الدولة منذ سبعة عقود بل تقفز على هذه الحقيقة لتختبىء وراء ارهاب – داعش – ومن دون حتى الاشارة الى أن الاستبداد هو من خلق واستحضر مختلف الفصائل المسلحة الارهابية في سبيل أن يثبت للعالم أن لاثورة شعبية وطنية وماهي الا مجرد ارهابيين ومسلحين أغراب تمولهم دول معينة وحتى يعزز – دي ميستورا – من خطته استحضر العديد من ممثلي الأطراف السورية الموالية للنظام باسم – المعارضة – حتى يكونوا شهود زور على مبادرته الخبيثة التي لن يكون مصيرها الا مثل مبادرته الأولى حول – حلب أولا - .
 سادسا – لقد استغل جميع الأطراف ( هيئة الأمم وأمريكا وروسيا وايران ) تشرذم المعارضة السورية وتعدد ولاءاتها وانسياق غالبيتها لخدمة النظام الحاكم وبعض الأنظمة الاقليمية وخصوصا ايران كما استثمروا ضعف وهزالة – الائتلاف – الذي خسر الأصدقاء والأنصار بسبب العجز عن اصلاحه وتجديده والاستغناء عن الفاسدين والمفسدين وخروجه عن الاطار الديموقراطي الذي تعهد بالالتزام بمبادئها تنظيميا واداريا وتراجع عن اتخاذ المواقف السياسية الحاسمة تجاه القضايا المختلفة وابتعد أشواطا عن قوى الثورة وتشكيلات الجيش الحر وكذلك عن الحراك الشبابي والوطني الثوري عموما .
 سيستمر نزيف الدم السوري وسيبقى النظام المستبد قائما رغم ضعفه وستستمر قوى الشر في التلاعب بشعبنا وقضيتنا واستنزاف ثورتنا وخنقها وستتواصل الصفقات والمبادرات والمخططات من وراء ظهر شعبنا وسيستمر نظام ايران في استثمار اتفاقه مع الغرب لمواصلة دعمه لنظام الأسد والمجموعات المسلحة الأخرى المعادية للثورة مادام هناك تجاهل لانجاز المهام العاجلة المطلوبة وفي المقدمة العمل على عقد المؤتمر الوطني السوري من قوى الثورة والحراك الوطني الديموقراطي والتوصل الى برنامج سياسي واضح وحاسم وينبثق عنه مجلس سياسي – عسكري لقيادة المرحلة القادمة .
 

483
لقاء مع قنال ( TRT kurdi  ) حول القامشلي
                                                           
صلاح بدرالدين

  في لقاء – تلفوني – صباح هذا اليوم مع القنال الكردية – ت ر ت – كردي التي تبث من العاصمة التركية أنقرة دار حول الذكرى السنوية لبناء مدينة القامشلي وتمحور على عدة أسئلة بشأن تاريخ المدينة ومكوناتها ومعالمها الثقافية والسياسية ووضعهامابعد الثورة السورية وحالتها الراهنة فكانت اجاباتي على الشكل التالي :
 اولا – ليس هناك يوم محدد ( لميلاد ) القامشلي وقبل أن تتحول مدينة كانت عبارة عن بيوت طينية بسيطة وخيم الفلاحين والرحل على ضفاف نهر ( جقجق ) وفي 1921 وضعت اللبنات الأولى وبعد ذلك بخمسة أعوام جرى وضع مخطط لمدينة القامشلي من جانب سلطة الانتداب الفرنسي وحينها كان السكان خليطا من الكرد والعرب والمسيحيين ( أرمن كلدان سريان آشوريين ) واليهود وقامت المدينة على قاعدة تعددية بتلاوين جميلة ومكونات متآخية مؤمنة بالعيش المشترك طبعا كانت القامشلي بالبداية امتدادا لمدينة – نصيبين – التاريخية العريقة وبعد اتفاقية سايكس – بيكو 1916 ومعاهدة سان ريمو 1920 بدأت القوى الاستعمارية السائدة البحث على تثبيت الحدود الدولية السورية – التركية انطلاقا من خط السكك الحديدية الممتدة بداية من حلب الى نصيبين والقامشلي ( سرخت وبن خت ) وانتهاء بالحدود الراهنة .
 ثانيا – على الصعيد الكردي هناك معالم تاريخية هامة ومنها انعقاد الاجتماع التأسيسي الأول لحركة – خويبون – في منزل قدور بك بالحي المسمى باسمه ومازال بالقامشلي وتنظيم معظم مؤتمرات واجتماعات الحركة الكردية بهذه المدينة وريفها كما أن العديد من الشعراء مثل – جكرخوين – والكتاب والشعراء والفنانين الكرد ولدوا أو أقاموا في هذه المدينة وأنجبت قامشلو المئات من المناضلين والسياسيين البارزين الذين لعبوا أدوارا في الحركة السياسية الكردية .
 ثالثا – منذ اندلاع الثورة السورية وقفت غالبية مواطني القامشلي كردا وعربا ومسيحيين مع الثورة انطلاقا من أن مصالح الكرد والمكونات الأخرى مع انتصار الثورة وظهرت فيها الحركات والتنسيقيات الشبابية الكردية التي شاركت بفعالية بالتظاهرات الاحتجاجية وجامع – قاسمو – كمنطلق للتحرك كان مثالا بارزا وظاهرة نضالية فريدة وقد ودعت المدينة العشرات من أبنائها على درب الحرية وفي مقدمتهم الشهيد مشعل التمو والشيخ معشوق الخزنوي وفقدت آخرين عبر الاختطاف مثل المناضل جميل أبو عادل .
 رابعا – بكل أسف الحالة الراهنة في منتهى البؤس بعد أن انقسمت المدينة بين كل من مربعات نظام الاستبداد الأمنية وسلطة ألأمر الواقع التابعة ل – ب ك ك – وبسبب التحكم بقوة السلاح ورفض الآخر المختلف وتخوينه وسوق الناس عنوة الى العسكرة حصل فراغ وتهجير حيث أن أكثر من 60% من الشباب الكرد تركوا قامشلو وانتشروا في الشتات ويجري بتخطيط مدروس تغيير معالم هذه المدينة الجميلة المتعددة الأعراق والأديان سياسيا وثقافيا واجتماعيا وأصبحت بسبب الفوضى والقهر والانقسامات الداخلية فريسة سهلة لاعتداءات الارهابيين وخاصة – داعش - .
 شكرا لادارة الفضائية على استذكار تاريخ مدينتنا واستضافتنا .

 

484
بدون من يمثل الثورة حقا لن يحل السلام

                                                                           
صلاح بدرالدين

       الروس والأيرانييون وبينهما الأمريكيون يعلمون علم اليقين أن كل محاولاتهم لاختراع واختيار جماعات باسم المعارضة السورية والاصرار على تسمية الموالي معارضا وفرض من يشاؤون كممثلين للشعب السوري وثورته وتوزيع الدعوات بسخاء للحج بموسكو الطغمة المافيوية الحاكمة تلك العاصمة التي لم تعد فيها أي أثر لرواد عاهدوا على الدفاع عن حق الشعوب ونصرة ثورات التحرر الوطني نعم الكل على بينة بأنهم يزرعون الأوهام  وليسوا بصدد تحقيق السلام ولا حل القضية السورية لسبب واحد وهو غياب من يمثل الثورة السورية بأهدافها الواضحة وهو المحاور الأساسي والطرف المعني بمستقبل البلاد والعباد .
  ان كل تحركاتهم وخصوصا الأوساط الروسية والايرانية تهدف الى جلب مواليها ومن يتقبلها زورا وسيطا نزيها عادلا ووجدت ضالتها في بعض المنبوذين وممثلي الشبيحة والمسلحين الموتورين الذين غنموا المناطق وحولوا سكانها الى رهائن والمستعدون للموافقة على شطب الطبيعة الارهابية لنظام الاستبداد ( ارهاب الدولة ) والاختباء وراء ادعاءات محاربة ارهابيي - داعش – متناسين جميعهم أن ارهاب النظام قائم قبل داعش بحوالي سبعة عقود .
       اذا كانت دول الاقليم والعالم المعنية بالقضية السورية تتحادث وتتحاور أو تتصارع فيما بينها حول الملف السوري فانها بذلك تبحث عن مصالحها في جزء استراتيجي هام من العالم أولا وأخيرا واذا ماتطابقت  مصالح السوريين جزئيا في تطلعاتهم الى غد أفضل وفي بعض الجوانب ومن دون تخطيط مسبق أو تنسيق وبمحض الصدفة مع مصالح البعض فهذا لايعني أن السوريين الطامحين الى التغيير الديموقراطي واسقاط الاستبداد وبناء البديل الوطني يشاركون في تقرير مصير مستقبلهم عبر جماعات معارضة بمختلف توجهاتها ومسمياتها بما فيها – الائتلاف – والتي أخفقت في كسب ثقة الثوار خلال الأعوام الماضية وبالتالي عدم تمثيل طموحاتهم في تحقيق شعارات الثورة وأهدافها .
        جماعات المعارضة بكل أطيافها القديمة منها والمموهة والمدجنة والمتسللة بعيدة عن الفعل والمبادرة وبسبب افتقارها الى الحد الأدنى من تمثيل الشرعيتين الثورية والوطنية وعدم امتلاكها البرنامج السياسي الواضح الحاسم وقيامها أصلا على قاعدة هشة غير ديموقراطية وغير شعبية وبدون قيادات مجربة صلبة منتخبة فانها تدعى الى العواصم الاقليمية والعالمية والاجتماعات ولاتدعو رغم أنه من المفترض أن القضية سورية وتهم الشعب السوري بدرجة أولى وحتى لوكانت الجهة الداعية من هيئة الأمم المتحدة وليست من أطراف معادية للشعب السوري مثل نظام روسيا فانه قابل للنقاش والأخذ والرد لأن من أولويات مبدأ حق تقرير المصير لأي شعب أو دولة أن يكون الشعب عبر ممثليه مصدر قرار الحاضر والمستقبل .
        فاذا كان نظاما ايران وروسيا في طور تبديل سياستهما تجاه القضية السورية كما يدعي البعض استنادا الى مؤشرات فهذا يعني فشلهما بعد أن اقترب نظام الاستبداد الى هاوية السقوط بفضل ضربات الثوار وصمود السوريين وبفضل عوامل دولية أيضا وان غيرا تكتيكهما السياسي فلاشك من أجل تطبيع النفوذ والسيطرة ( المذهبية والعسكرية ) في حال تمت أية صفقة حول مستقبل سوريا وفي الحالة هذه يجب أن لايحسب  " تودد ونفاق "النظامين كحسنة أو منة بل يجب مطالبتهما بالاعلان الصريح عن الندامة في دعم نظام مجرم قاتل لشعبه بسلاحهما وأموالهما وتقديم الاعتذار للشعب السوري ويجب أن لايكافآ بالاستحسان والتحاور وتلبية مطالبهما في التحول من عدو الى وسيط نزيه هكذا بكل سهولة أو محج لعقد المؤتمرات ومحطة لجمع المعارضات من كل حدب وصوب .
       حتى الآن وبسبب ( مافي بالميدان غير حديدان ) راهن بعض السوريين وعن حسن نية على امكانية أن يقدم – الائتلاف – خدمة ما للقضية السورية ولكنه بات يثبت يوما بعد يوم أنه مجرد ديكور مصطنع ووليد مشوه خرج من رحم الكذبة الكبرى في التاريخ السوري ( المجلس الوطني السوري ) وأفراد مستفيدين من صدقات المحاور الاقليمية يعتاشون ويغتنون من الرواتب بحسب المحاصصة على أساس الدين والقوم والمذهب وحتى من مكافآت الكتابة بالقطع على صحف خليجية معروفة كوسيلة مبتكرة في الارتشاء على حساب الدم السوري والأنكى من كل ذلك يقوم بدور شاهد زور في نحر الثورة والقضية وأداة طيعة في تنفيذ المشروع الايراني المدعوم من روسيا .
      على السوريين وبالسرعة الممكنة التهيؤ لمواجهة التحديات القادمة واستحقاقات المستقبل وذلك من خلال مؤتمر وطني جامع لقوى الثورة والحراك الوطني الثوري وكل من يسعى الى اسقاط الاستبداد واجراء التغيير الديموقراطي واعادة بناء سوريا الجديدة التعددية الديموقراطية من دون شروط مسبقة انطلاقا من مبدأ اللجوء الى الشعب وصناديق الاقتراع الحر وينبثق عن هذا المؤتمر مجلس سياسي – عسكري يقود المرحلة الانتقالية بكل متطلباتها وبخلاف ذلك فان المستقبل وحتى لو سقط رأس النظام هناك تخوف حقيقي من عقدصفقات من وراء ظهر السوريين والابقاء على النظام بكل أركانه مع ترسيخ نفوذ روسيا وايران وتبديل الطبيعة الديموغرافية والجيوسياسية لوطننا وهذا لن يحقق السلام ولن يعيد بناء سوريا المهدمة بل يؤسس لحروب أهلية طويلة أكثر شراسة وتدميرا من كل ماحصل منذ أكثر من أربعة أعوام .

485
قراءة في رسالة الرئيس بارزاني
                                                           
صلاح بدرالدين

       كان من  أبرز العناوين الرئيسية التي تضمنتها الرسالة المفصلية الحاسمة لرئيس اقليم كردستان العراق في التاسع من الشهر الجاري حول الأزمة السياسية الراهنة في الاقليم وبايجاز شديد : ( عدم توصل الأحزاب " كوران – يكيتي – اتحاد اسلامي – الجماعة الاسلامية " الى التوافق مع الحزب الديموقراطي الكردستاني حول مسألة انتخاب رئيس الاقليم وأصر بعضها على محاولات- انقلابية – وافتعال الأزمات من دون حمل أية مشاريع لحل الأزمة وحماية الاقليم  - بعد سرد موجز حول المراحل التاريخية التي اجتازها الاقليم وشعب كردستان ودوره في الانتفاضة و ارساء العملية السياسية وتحقيق الانجازات والتزامه بمبادىء الثورة والنضال المتجسدة بنهج الشيخ عبد السلام بارزاني ومصطفى بارزاني ينتقل الى الأزمة الراهنة – منذ الشهر الرابع من هذا العام أبلغ شعب كردستان برسالة معلنة بوجود محاولة خطيرة لاعادة تخريب الصف الكردي واعادة حكم الادارتين وتقسيم الاقليم -  هذه المحاولات ستضعف محاربة الارهاب وخاصة – داعش - وعملية الدفاع عن أرض الاقليم وستعيد القضية الكردية ومسألة حق تقرير المصير الى الوراء – نظامنا برلماني وليس الشعب كله أعضاء الأحزاب لذا من الضرورة بمكان انتخاب الرئيس من الشعب مباشرة – لن تنجح أساليب الانقلاب وفرض الرأي ولابد من العودة الى مبدأ التوافق أو الذهاب الى انتخابات مبكرة ) .
  لاأغالي بالقول أنها ليست مجرد رسالة وفي هذا الوقت بالذات بل أنها طرح سياسي شامل واحاطة شديدة الوضوح بالأزمة وأسبابها وربط موضوعي تاريخي بين الماضي والحاضر واجابة شافية شفافة على كل التساؤلات الظاهرة منها والمخفية وتوضيح لما تتتعرض لها انجازات اقليم كردستان وتجربتها الديموقراطية الوليدة الواعدة من مغامري – الثورة المضادة الداخلية – والأعداء الخارجيين ولأن موضوع البحث يتعلق عضويا بمآل المركز الرئيسي للقضية القومية الكردية والتحديات المطروحة أمامه فانني أرى أننا جميعا معنييون بتناول الموضوع بمسؤولية والمساهمة فيه من موقع الحفاظ على المكتسبات والانجازات ووحدة الشعب والارادة السياسية والاستفادة من عبر ودروس تجربة الأشقاء في ذلك الجزء العزيز .
 أولا – في مبدأ التوافق :حيث أن المبدأ كتطبيق عملي أثبت فاعليته بجدارة ليس لأنه وضع حدا لمسلسل الاقتتال الداخلي بالاقليم على قاعدة التنازلات المتبادلة للبعض الآخر ودفع باتجاه التفاهم بين القوى السياسية الكردية المختلفة وفتح الآفاق أمام عملية البناء وترسيخ الاستقراروخوض التجربة الديموقراطية ضمن الائتلاف الجبهوي بين القوى والأحزاب والوقوف الموحد أمام التحديات منذ أكثر من عقد من دون اغفال أن حل القضية الكردية في العراق وادارة الحكم في عراق مابعد الدكتاتورية وسير العملية السياسية برمتها قد تم على قاعدة التوافق الوطني لذلك فكل طرف يسعى الخروج من اطار هذا المبدأ عراقيا وكردستانيا يهدف الى هدم ماتم تم بناؤه .
 ثانيا – في محاولات – الانقلاب – وافتعال الأزمات – لم يعد سرا أن التيار المغامر في الحركة التحررية الكردستانية بمختلف الأجزاء ومن ضمنها كردستان العراق لايترك وسيلة الا ويستخدمها بما فيها الانقلابية والعنفية واثارة خطاب ماقبل القومية ومادون الوطنية من أجل تصفية الانجازات والعودة الى الوراء لمصالح حزبية ضيقة أولا وتنفيذ الأجندة الخارجية فهذا التيار لم يكن وليد الارادة الشعبية في يوم من الأيام ولم يخرج من رحم النضال الوطني التحرري وتراكماته النوعية بقدر ماهو صنيعة الأنظمة الغاصبة للكرد يحمل كل المساوىء والأمراض والانحرافات التي تتمثل في الردات المضادة لحركة الشعب الكردي الوطنية التحررية وفي مواجهة التيار المعتدل الديموقراطي الذي أثبت جدارته وتفوقه في ادارة الكفاح والائتمان على مصالح الشعب والصراع مع العدو في المراحل المختلفة .
 ثالثا – دور نهج البارزاني في انجازات الاقليم ومجمل الحركة القومية حيث لايمكن الطعن بحقائق التاريخ وماقدمه نهج القائد القومي والوطني مصطفى بارزاني في مجالي السياسة والدفاع منذ مواجهة الاستعمار البريطاني والحكومات التابعة مرورا بثورة أيلول وشعارها ( الديموقراطية للعراق والحكم الذاتي لكردستان ) والانتفاضة والتحول نحو مرحلة بناء الكيان وانتهاء بالفدرالية والتمسك بمبدأ حق تقرير المصير .
 رابعا – مخاطر التقسيم وعملية التلويح باعلان اقليم السليمانية وكركوك ظهرت بأجلى صورها عندما اشتد الصراع بين حكومة ورئاسة الاقليم من جهة وحكومة المالكي التي كانت مدعومة من قائد – فيلق القدس – الحاكم الفعلي للعراق من الجهة الأخرى حول استحقاقات شعب كردستان الدستورية والمالية والادارية ولم يكن حضور القنصل الايراني لبرلمان الاقليم مؤخرا في جلسة أرادها البعض للاساءة الى الرئاسة وسيادة شعب كردستان الا استمرارية للتدخل الخارجي لمصلحة التيار المغامر  .
 خامسا – لقد أصبح التيار المغامر في الحركة الكردستانية بكل عنجهيته وتوجهاته الفاشية العدوانية واعتماده القمع والعنف بدلا من المنطق والحوار مصدر كل آلام ومعاناة الكرد ومنبعا للثورة المضادة يجلب الحروب والمواجهات ويعمل على تفريغ المناطق الكردية وتهجير السكان وسوق الشباب عنوة الى الحروب كما في الحالة الكردية السورية ويرفض الاحتكام الى مبادىء العمل المشترك والتوافق ويخون الآخر المختلف ويقدم الذرائع لتدخلات الأنظمة والحكومات الشوفينية عسكريا وأمنيا وضرب البنى التحتية للوطن .
 سادسا – دور المستقلين كغالبية شعبية في حسم القضايا العالقة وتحقيق الوحدة الوطنية والسلم الأهلي بدأ يتعاظم خاصة وأن غالبية الأحزاب الكردية أصابها الوهن وتسرب الى صفوفها الفساد ولم تعد الحزبية الضيقة مناسبة لقيادة المرحلة الراهنة في بداية القرن الجديد وصحيح بكل تأكيد أنه ليس كل الشعب من الحزبيين وسيبقى دائما وأبدا مصدر الشرعية القومية والوطنية .
 سابعا – فوز حزب بأصوات أكثر لايؤهله لتغيير الدستور والنظام السياسي فتجربة الاخوان المسلمين بمصر وتونس مازالت ماثلة أمامنا فالحزب الفائز يحكم مؤقتا ولفترة زمنية محددة ( أربعة أعوام على الأغلب ) ثم يرحل ليأتي حزب آخر وهكذا يتم تداول السلطة – وليس التحكم بالنظام السياسي والدستوري -  الحزب المصري تجاوز حدوده واخترق المحرمات ولم يستمع حتى لنصائح رفيقهم – الرئيس أردوغان – عندما اقترح عليهم أن تبقى الدولة المصرية علمانية كما في تركيا والحكومة اسلامية فكان مصير قادته السجون وأحكام الاعدام أما الحزب التونسي فاستفاد من سقطة رفاقهم بمصر فهل تتخذ الأحزاب الكردية العراقية من التيار المغامر بعلمانييه واسلامييه العبرة ؟ ومتى كانت هذه الأحزاب الشمولية ديموقراطية أصلا !؟ .
 فلتتوحد كل الجهود وليسود الحوار والتآلف ولتستمر العملية السياسية بمسارها الديموقراطي السليم لخير شعب كردستان العراق .







486
تعقيب على ملاحظات حول ندائنا لعقد مؤتمر وطني كردي
                                                                   
صلاح بدرالدين

  بعد أن نشرت " النداء من أجل عقد مؤتمر وطني كردي سوري انقاذي " في وسائل الاعلام طالبت في الوقت ذاته بتناوله نقديا من جانب نخبنا الثقافية والسياسية والناشطين من شبابنا وكل من يعنيه أمر الحركة الوطنية الكردية وذلك بهدف الاغناء والمشاركة في السعي نحو الحقيقة وخلال الأيام الثلاثة عشر من اطلاق النداء واضافة الى الاقبال الملحوظ على دعم النداء والتوقيع عليه ( تجاوز 700 ) اسم تم تناوله عبر البوستات السريعة وكذلك من خلال مقالات مركزة من بينها مانشر باسم الأساتذة ( روني علي وعبد الله امام وجلال منلا علي  وعلي مسلم وبافي عزيز حم وسوسن موسى ودرويش محما وأكرم حسين ) على موقعي – ولاتي مة وولاتي – ومواقع التواصل الاجتماعي وقد يساهم آخرون مستقبلا .
 لاأخفي سعادتي بذلك الاهتمام من - أهل البيت أصحاب القضية - بكل أشكاله وماتخلله من دعم معنوي وملاحظات نقدية لأنه يجسد بنظري عين المشاركة الشعبية والنخبوية بحدودها الممكنة في ظل هذه الظروف الاستثنائية ( الأمنية – العسكرية ) داخل بلادنا ومناطقنا ومن أجل توسيع وتعميق النقاش أرى لزاما علي توضيح الأمور التالية :
 أولا – النداء ليس برنامجا سياسيا مطروحا للنقاش بل مدخل ومقدمة من أجل صنع واقرار مشروع اعادة بناء الحركة الوطنية الكردية السورية عبر تنظيم مؤتمر عام ومشاركة شعبية بواسطة لجنة تحضيرية ودعم واسناد لذلك لاأرى الجدوى الكثير في المغالاة بنبش بنود وكلمات النداء وأدعو وعوضا عن ذلك مناقشة قضايا المؤتمر المنشود من الآن مثل : مكونات الحضور والمشاركة  ودور المستقلين والأحزاب وجدول أعمال المؤتمر والموقف من الحالة السورية الراهنة والثورة والشراكة وسوريا القادمة وحدود الحقوق الكردية ودور العمق الوطني السوري والكردستاني في مصير ومستقبل الكرد السوريين وتفسير مبدأ حق تقرير المصير وتطبيقه على الحالة الكردية السورية وعوامل الاتفاق والاختلاف والتشابه والتباعد بين كل من مجلسي غرب كردستان والوطني الكردي وهل يشكلان موضوعيا مشروعين مختلفين أم مشروعا واحدا  ؟ .
 ثانيا – يتفق معنا كل المداخلين حول وجود أزمة متفاقمة على صعيد الحالة الكردية السورية ساهمت الأحزاب بصنعها وتعميقعها وعجزت عن أداء المهام المطلوبة قوميا ووطنيا بأمس الحاجة الى حلول وضرورة البحث عن مخرج وبديل وهذا الاستنتاج في غاية الأهمية بنظري .
 ثالثا – هناك نوع من الاستعجال تسلل الى بعض المداخلات كمن يريد استباق الوقت والزمن مع نوع من ضغط المواقف المسبقة الى درجة الاقتراب من حافة – شخصنة – موضوع استراتيجي مصيري يتعلق بشعب بأكمله وقضية عميقة الجذور فوق الأفراد والأحزاب والجماعات .
 رابعا – صحيح أن غالبية الموقعين من النساء والرجال مقيمون خارج البلاد ( بمافيهم الأساتذة المداخلون أيضا ) وهذا لايشكل عيبا أو انتقاصا فاالجميع وطنييون من ناشطي المجتمع المدني والحركات الشبابية والقواعد الحزبية والنخب والمهنيين وجلهم متضررون وعانوا الأمرين من استبداد النظام وصحيح أيضا أن المناطق الكردية أفرغت لأسباب معروفة من سكانها بنسب تفوق الستين بالمائة مثل الجزيرة وجبل الأكراد و تسعين بالمائة مثل عين العرب – كوباني .
 خامسا – النداء وكما ذكرت ليس منزلا وعاصما ولكنه لايمنع أحدا من الأطراف والجماعات والأفراد من المشاركة بالمؤتمر المنشود بل يحدد بكل من يؤمن بمبادىء الثورة السورية في اسقاط الاستبداد واجراء التغيير الديموقراطي وبمشروعية الحقوق الكردية التي يقررها الشعب الكردي بحسب ارادته ولايشكل جزء من مشروع النظام وأجندات نظام طهران ويحترم أسس الشراكة والعيش المشترك ولايلغي الآخر المختلف ولكن وكما أرى فان سلطة الأمر الواقع ترفض كل تلك المبادىء ولم تلتزم حتى بالاتفاقات التي وقعت عليها في أربيل ودهوك وتنتهج موقفا تخوينيا تجاه كل من ليس في صفوفها وبالرغم من ذلك فلتعمل اللجنة التحضيرية للمؤتمر المنشود على دعوة الجميع بمافيهم – ب ي د - .
 سادسا – كما ذكرت في كتاباتي السابقة وفي لقائي مع موقع – ولاتي – فانني وبحكم العمر والحالة الاجتماعية ليس لدي أية نية في تزعم أوقيادة أي تنظيم أو حزب ولم أنخرط في أية مشاريع كردية أو معارضة سورية وأتعهد من هذه اللحظة بأنني لن أترشح لأي موقع قيادي في المؤتمر المنشود أو البحث عن اي دور كما يتراءى للبعض بل سأكون داعما واضعا كل خبرتي في خدمة الشباب والمناضلين من جيلنا الجديد الناشىء كما كنت دائما وخاصة منذ بداية الثورة السورية وأكثر من ذلك أقترح أن يشكل المؤتمر لجنة لمساءلة القيادات الحزبية السابقة ( وأنا منهم ) واللاحقة منذ التأسيس مرورا بكونفرانس الخامس من آب وحتى الآن وتحديد درجات مسؤلياتهم في الاخفاقات .
 مرة أخرى أدعو الجميع الى المزيد من البحث والنقاش والحوار حول قضايانا المصيرية .




487
لماذا " مؤتمر وطني كردي سوري انقاذي " ؟ 
                                                                 
صلاح بدرالدين        
   
          منذ أسبوع وتحديدا في السادس والعشرين من الشهر السابع أطلقت نداء أدعو فيه الى عقد مؤتمر وطني كردي سوري للانقاذ وخلال أيام حظي النداء على شبكات التواصل الاجتماعي بدعم وتأييد المئات من بنات وأبناء شعبنا في الداخل والخارج وخصوصا من الناشطين الشباب والمستقلين والنخب السياسية والثقافية وبادر البعض منهم بادراج النداء وبنوده على بساط البحث والنقاش حيث مازال جاريا باقبال جيد وقد أحيط معظم الأطراف الوطنية ( قوى الثورة وديموقراطيي المعارضة ) والكردستانية والاقليمية والدولية المعنية بالقضية السورية علما بمضمون النداء ومايرمي اليه ويتم الآن مناقشته بكل شفافية وبمنتهى المسؤلية مع الأشقاء في قيادة اقليم كردستان العراق . 
        كما أشير اليه في نص النداء هناك حاجة موضوعية لاعادة بناء الحركة الكردية الوطنية السورية والعودة الى جوهرها الأصلي التاريخي الذي قامت عليها منذ مايقارب القرن كجزء من الحركة الديموقراطية السورية وتنظيم الطاقات الكامنة في الساحة الكردية من جديد لتعيد اسهاماتها الايجابية في الحراك الثوري الوطني العام بعد أن عبث بها وشرذمها أكثر من طرف وكل حسب مصالحه وأجندته بدء من النظام وانتهاء بالأحزاب الكردية .
      لقد أدت ممارسات الأحزاب الكردية بشكل عام ومنذ اندلاع الانتفاضة الوطنية السورية وتصرفاتها الخاطئة المدمرة في انخراط البعض منها في مشروع النظام مثل – ب ي د – وهو الفرع السوري ل – ب ك ك – وأحزاب المجلس الكردي التي كان القسم الأعظم منها موال للنظام قبل الانتفاضة وظل بلالون وطعم ودور مابعدها كما لم يشكل ولو جزء من المشروع الوطني الكردي لمواجهة مشروع النظام ومن ضمنه – ب ي د – وفشل في أن يكون بديلا له في الساحة الكردية رغم احتضانه من جانب – الائتلاف – ودعمه من جانب محاور اقليم كردستان .
       لذلك فان نداءنا من أجل عقد مؤتمر وطني كردي سوري للانقاذ هو استجابة موضوعية لارادة غالبية الكرد السوريين توجهنا فيه الى شعبنا أولا بكل طبقاته الاجتماعية وتياراته السياسية والثقافية ونخبه الوطنية ومثقفيه ومستقليه لنستمد منه القوة والتصميم والشرعية ونعود اليه للمشاركة في صياغة برنامج المستقبل بعد أن خذلته الأحزاب الكردية ولم تعد تمثل ارادته ومصالحه وطموحاته المشروعة بل أن الشعب هو من يدفع ثمن فشل واخفاقات تلك الأحزاب على حساب وجوده ومعاناته وهجرته وتشتته في أصقاع الدنيا .
        نداؤنا هو محاولة بالعودة الى المشروع الوطني واعادة الاعتبار للشخصية الوطنية الكردية السورية المستقلة وازالة الشكوك عن حقيقة الدور الكردي الوطني واعادة رسم وصياغة حقوق وطموحات الكرد ضمن الحالة الديموقراطية العامة في البلاد وصيانة الوجود الكردي بقطع الطريق على أي طرف يهدف الى استغلاله لصالح أجندات خارجية ثم التوصل الى علاقات تواصل وتنسيق مع الشركاء والأشقاء والأصدقاء على أسس سليمة واضحة .
         محاولتنا الراهنة جاءت بعد حوارات طويلة مع المعنيين بحاضر ومستقبل الكرد السوريين وخاصة الأشقاء باقليم كردستان العراق وبشكل أخص رئاسة الاقليم حيث يشاركوننا الاهتمام بالموضوع والحرص على انقاذ حركتنا وتعزيز صفوفها وتوحيد قواها واسعاد شعبنا كما أننا أجرينا اتصالات مسبقة مع نخب من شركائنا من الوطنيين الديموقراطيين السوريين من معارضي النظام بينهم أعضاء في – الائتلاف – ومستقلين كما أوضحنا فكرتنا لبعض أصدقاء الشعب السوري على الصعيدين الاقليمي والدولي .
       نتمنى أن تتجاوب الأحزاب الكردية مع ندائنا وتساهم معنا في اجراء الاصلاح واعادة البناء مع معرفتنا بأن هناك قسم من أصحاب المصالح في قياداتها لاتتمنى اجراء أي تغيير وسيحاول كما يظهر على زرع العراقيل طبعا هناك المئات من مناصري الأحزاب أيدت النداء وشاركت في التوقيع عليه الى جانب أن هناك قلق عام لدى رؤساء الأحزاب الكردية السورية وبعض المستفيدين من قياداتها ليس لأن كردستان سوريا قد تكاد تكون افرغت من السكان وليس بسبب فشل تلك الأحزاب وسيطرة سلطة الأمر الواقع وقوى النظام على المقاليد وليس لأن كرد سوريا أمام طريق مسدود بل فقط لأن هناك ارادة للتصحيح والتغيير من جانب شعبنا  والمتجسد راهنا بندائنا من أجل عقد مؤتمر وطني كردي سوري  انقاذي والاقبال المنقطع النظير على النداء ووصول المشاركين في التواقيع قرابة 700 ناشطة وناشط خلال أيام معدودات وتقبل ذلك بدرجات متفاوتة من جانب قيادة الاقليم وقوى الثورة السورية .
       لقد اصيبت قيادات الأحزاب بالذهول ولأنها لاتملك خططا للاصلاح ولاتعترف بعجزها وافلاسها فان البعض منها اختارت الطرق الالتفافية لمواجهة مشروع المؤتمر ظنا منها ان ذلك سيوقف المشروع أو يؤخره  كان عليها اذا كانت نياتها صافية أن تتعامل بشجاعة ومسؤلية مع هذا المشروع الاستراتيجي للانقاذ وان تطرحه للمناقشة والنقد البناء كما طالب بذلك مقدم المشروع .
       ذهب متزعم أحد الأحزاب بعيدا في محاولة الالتفاف امعانا في المضاربة على المشروع بأن طالب الأحزاب الكردستانية بالمساعدة متناسيا أن أزمتنا الداخلية نحن مسؤلون عنها ولايمكن لاحد حلها غير شعبنا وشبابنا وناشطونا وان لكل حزب كردستاني مشاكله واهتماماته الخاصة وازمته الداخلية ثم لماذا التهرب من واقعنا المزري ورمي ( قذارتنا ) على أبواب الآخرين
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=476995 *  نص النداء
 


488
في الذكرى الخمسين لكونفرانس الخامس من آب
                                                                         
صلاح بدرالدين

 كان ذلك مساء الخامس من آب عام 1965 عندما اجتمعنا نحو ثلاثين شخصا في غاية السرية بعيدا عن أعين المخبرين بغرفة ضيقة في قرية – جمعاية – التي استقبلت قبل ذلك بعام وفي منزلنا المتواضع مندوبي الكونفراس الرابع للحزب الذي كان من أبرز قراراته تجميد الممثل المزمن  للتيار اليميني والذي لم ينصاع واستمر في تفكيك تنظيمات الحزب مستغلا اعتقال جميع أفراد القيادة باستثنائه وعقدنا العزم باسم قواعد – الحزب الديموقراطي الكردي في سوريا – في معظم المناطق بأن نتصدى للتحدي الماثل أمام ناظرينا في اجهاز التيار اليميني الانتهازي المتعاون مع السلطات على جذوة الحزب المتقدة بفضل الرواد الأوائل والمناضلين الذين ضحوا وتفانوا منذ قيام حركة – خويبون – في عشرينات القرن الماضي مرورا بالمحاولات الجنينية الأولى في تمهيد السبيل لتنظيم أسس الحركة الكردية وانتهاء بقيام – الحزب الديموقراطي الكردستاني في سوريا – عام 1957 .
 أول مايتبادر الى الذهن هو لماذا كونفرانس الخامس من آب وماهي قضايا الخلاف في الحزب والحركة آنذاك وفي تلك اللحظة التاريخية وهل مازالت تلك القضايا الخلافية قائمة بعد مضي نصف قرن ؟ .
 والجواب كما أرى بحكم مشاركتي في الكونفرانس والاعداد له والمساهمة في صياغة الوثائق والبيان الختامي والبرنامج السياسي المرحلي هو تبلور الخلاف بين تياري اليسار الذي كنا نمثله واليمين القومي حول 1 - موضوعة طبيعة الحزب وهيكليته التنظيمية وبرنامجه السياسي فقد كان اليمين يريده جمعية اصلاحية وليس حزبا سياسيا متسلحا ببرنامج نضالي ثوري . 2 – حول مااذاكان الحزب يشكل جزء من الحركة الديموقراطية السورية المعارضة لنظم الحكم الاستبدادية كما كنا نراه أم متوافقا مع السلطات ومواليا لها ومنتظرا أفضالها من جرعات مسكنة كما كان يعتقد اليمين القومي 3 – حول تعريف الكرد السوريين وهل هم شعب من السكان الأصليين مقيم على أرض الآباء والأجداد ومن حقه كقومية ثانية بعد القومية العربية الحصول على حقوقها كاملة في اطار سوريا الواحدة كما كنا نراه أم أقلية مهاجرة بحسب رؤية اليمين القومي 4 – حول هل على الحزب أن يشارك في النضال الاجتماعي ونصرة حقوق الفقراء ويواجه سلطة النهب والاستغلال كما كنا نراه أم أن يعزل نفسه عن ذلك حسب رؤية اليمين القومي 5 – هل سيقف الحزب الى جانب ثورة ايلول التحررية في كردستان العراق وقائدها الزعيم مصطفى بارزاني كما كنا نرى أم يقف بالضد منها حسب ارادة النظام السوري والمنشقين عنها كما كان يتمناه اليمين القومي .
 انبثق عن كونفراس آب – قيادة مرحلية – تنتهي ادارتها بعد عام على أن تحضر لعقد المؤتمر العام وصدر عنه بيان ختامي كما كلف لجنة – وكنت في عدادها - للاتصال بأعضاء القيادة السابقين وكنت قبل انعقاده بأشهر التقيت بسجن – القلعة – في حلب مع أعضاء القيادة المعتقلين ( عثمان صبري – عبدالله ملاعلي – رشيد حمو – كمال عبدي وآخرين ) وشرحت لهم ماآل اليه الوضع وكان الجميع مع انقاذ الحزب وتأييد أية خطوة بذلك الاتجاه وبعد انتهاء أعماله بأشهر كان هؤلاء القادة قد خرجوا من السجن وتوجهنا للقائهم كل على انفراد وبعد طرح التفاصيل طلبنا منهم العودة الى قيادة الحزب فكان رد آبو عثمان ايجابيا وسباقا وقررنا بالاجماع اعتباره سكرتيرا للحزب احتراما لمكانته وبعد عام انعقد المؤتمر الأول قرب القامشلي بعد التأسيس وتم انتخاب لجنة مركزية .
 بعد مرور نصف قرن مازالت نفس قضايا الخلاف في الحركة الكردية قائمة ولكن بأشكال أخرى وفي أوضاع سورية وكردستانية واقليمية ودولية مختلفة فالنظم والحكومات المتعاقبة المستبدة الشوفينية تتخذ من اليمين القومي متكأ له في مواجهة الخط الوطني النضالي المنبثق عن مدرسة الخامس من آب والممثل للارادة الشعبية والمقياس الأساسي في ذلك هو انكار الكرد وجودا وحقوقا وعزل حركتهم عن المعارضة الوطنية الديموقراطية السورية بل استخدامها وخاصة في عهد حكم آل الأسد مطية وأداة وقد وجد هؤلاء ضالتهم منذ الثمانينات عندما حط – أوجلان – الرحال في عهدة – جميل الأسد – منذ ذلك الوقت انطفأ وهج اليمين القومي التقليدي لدى النظام ( من دون الاستغناء عنه تماما ) بتوفر من يقدم خدمات أكثر .
 في اللحظة التاريخية الراهنة نستعيد المضمون الجوهري لطموحات وآمال ورغبات وشعارات رواد كونفراس آب في محاولة : 1 – اعادة بناء الحركة الكردية السورية على أسس سليمة 2 – تموضع الحركة الكردية في قلب الحركة الوطنية السورية وفي الحالة الراهنة ضمن صفوف الثورة 3 – اعادة التوازن بين القومي والوطني 4 – الحفاظ على الشخصية الوطنية الكردية السورية واعادة بناء العلاقات الوطنية والقومية على ضوء ذلك 5 – تعزيز العلاقات النضالية مع اقليم كردستان العراق وخصوصا مع رئاسته الحاملة لنهج الزعيم مصطفى بارزاني الذي وقف بكل قوة الى جانب أهداف كونفرانس الخامس من آب ومن أجل تحقيق كل ذلك العمل على عقد مؤتمر وطني كردي سوري انقاذي على غرار الكونفرانس الخمسيني .
 كل التحية لرواد الخامس من آب وحاملي نهجه وطلاب مدرسته الأحياء منهم والأموات   . 

489
نداء من أجل
 عقد مؤتمر وطني كردي سوري للانقاذ
الى :
- شعبنا الكردي السوري بكل طبقاته الاجتماعية وفئاته وتياراته السياسية .
- جميع قوى الثورة والتغيير وشركائنا في المصير الوطني بكل مكوناتهم القومية والدينية والمذهبية الطامحين الى وطن حر ديموقراطي تشاركي .
- أشقائنا بالجوار في إقليم كردستان العراق وكردستان تركيا وجميع تيارات الحركة التحررية الكردية .
- الى أصدقاء الشعب السوري وكل الأطراف الإقليمية والدولية المعنية بالقضية السورية .
نحييكم جميعا وندعوكم الى التضامن والتعاون والاستجابة لأماني شعبنا في الخلاص من محنته وتحقيق طموحاته المشروعة في تنفيذ المهام الانقاذية التالية :
أولا – العودة الى الإرادة الشعبية الهادفة الى وحدة الهدف والصف تحت ظل برنامج المشروع الوطني الكردي السوري والمشاركة الفعالة المتساوية في المصيرين القومي والوطني من مختلف التيارات والقوى والفئات المستقلة والشبابية والحزبية والمدنية بحسب مصالح شعبنا التي لاتنفصل عن مصالح السوريين جميعا باسقاط الاستبداد وفي سوريا جديدة تعددية ديموقراطية تشاركية موحدة تعالج في ظلها القضية الكردية حسب إرادة الكرد الحرة وعلى قاعدة التوافق الوطني .
ثانيا – الإقرار بفشل الخطط الحزبية الكردية لأحزاب المجلسين ( غرب كردستان والوطني الكردي ) والخروج من دائرة مشروعنا الوطني التاريخي والعجز عن تنفيذ التزاماتها وتعهداتها بل تسببها في الحاق الأذى بشعبنا وقضيتنا من تهجير وتفريغ للمناطق وتدمير ممنهج للمدن والبلدات واثارة الفتن الحزبية والفئوية والعنصرية والتنازع حول الحصص والمصالح الضيقة على حساب افقار البقية الباقية من الشعب ومعاناته تحت ظل الفرمانات والقمع والخوف والملاحقة وكذلك الاعتراف بعجز طرف واحد في ادعاء قيادة الشعب وتحقيق أمانيه والأخطر من كل ذلك تشويه حقيقة القضية الكردية السورية العادلة ومضمونها الديموقراطي السلمي .
ثالثا – إعادة الاعتبار للشخصية الوطنية الكردية السورية المستقلة التي تم العبث بها وجودا ومصيرا وقرارا وإعادة التوازن الى الخلل الحاصل بين الجانبين الوطني والقومي وايلاء الأهمية للبعد الوطني حيث بلادنا في ثورة ومقبلة على تغييرات جذرية تقتضي المزيد من المساهمة والحضور للتمكن من نيل الاستحقاقات في المستقبل القريب .
رابعا– اتخاذ الاستعدادات اللازمة والتهيء السياسي والتنظيمي والدفاعي لكل التحديات الماثلة والاحتمالات القادمة في أجواء تضارب المشاريع والمخططات في منطقتنا وبلادنا خاصة بعد الاتفاق النووي الإيراني الذي تشير كل التوقعات الى أنه لن يجلب الاستقرار لبلادنا وشعبنا وقضايانا .
خامسا – ان مايتردد ( بغض النظر عن مدى صحته ) عن اصطفاف ثنائي وارتباط مزدوج لكرد سوريا بين كل من قيادة ورئاسة إقليم كردستان العراق وقيادة حزب العمال الكردستاني – تركيا ( ب ك ك ) والاقتصار على خدمة مصالحهما يعتبر إهانة لشعبنا وإساءة الى علاقات الأخوة والاحترام المتبادل بين الأشقاء ويسيء اليهم بالدرجة الأولى ولايفيد الجوهر الحقيقي للحركة الكردية لدى كل الأطراف وللأمانة التاريخية وردا على تلك الاشاعات المغرضة نقول أننا ممتنون الى شعب كردستان العراق وقيادته في إيواء مئات الآلاف من مهجرينا ونازحينا والتعامل الأخوي في ظروف المحنة والمعاناة وتدريب وتأهيل المئات من شبابنا في معسكرات البيشمركة الذين سيشكلون قريبا زخما في اسناد المشروع الوطني الكردي السوري ولايمكن بأي حال مقارنة الحالتين لأن – ب ك ك – صادر إرادة شعبنا بقوة السلاح ويمارس الدكتاتورية والقمع تجاه الآخر المختلف وينتهج سياسة الموالاة لأعداء شعبنا من نظام الأسد الى حكام طهران .
سادسا – المخرج الوحيد من الأزمة والمدخل الوحيد لتحقيق المشروع الوطني هو العمل من أجل توفير الأسباب اللازمة لعقد مؤتمر وطني كردي سوري جامع لمن يتمسكون بحقوق شعبنا ويؤمنون بمبادىء الثورة السورية في اسقاط الاستبداد وتحقيق التغيير الديموقراطي ويحترمون العمل الجماعي وأصول الحوار وقبول الآخر المختلف ويمثلون إرادة شعبنا وطموحاته وأهدافه وفي المقدمة قوى الحراك الوطني الثوري والمستقلين والفئات الشبابية ومنظمات المجتمع المدني ومناصري الأحزاب في الداخل والخارج وذلك من خلال لجنة تحضيرية خماسية تتشكل من الموقعين على هذا النداء .
ان الموقعين على هذا النداء يناشدون الجميع وخاصة الأشقاء في إقليم كردستان العراق وفي المقدمة الزعيم السيد مسعود بارزاني رئيس الإقليم ( الذين كما نلمس أنهم على دراية بفشل كل المحاولات السابقة المبذولة من أجل الاتفاق وأسبابها ومسببيها ) على تقديم الدعم والاسناد والتسهيلات لتحقيق مشروعنا بعقد المؤتمر المنشود الذي يبقى الأمل الوحيد لشعبنا في المرحلة الراهنة الشديدة الدقة والخطورة والسبيل الى حل العديد من الإشكالات وتوضيح الكثير من الأمور بوضع النقاط على الحروف وإزالة اللبس والغموض عن العديد من الجوانب خاصة وأن الأخطار والتحديات المحدقة لن تستثني أحدا .
  الموقعون :
1– صلاح بدرالدين – سياسي – إقليم كردستان العراق – 2 – أسعد الشهادات – دبي 3 – رائد محمد – شاعر 4 – عبد الجليل محمد – ألمانيا 5 – زردشت حمي 6 – شيار خليل خليل 7 – عمار مرعي 8 – فرانسوا سيدو 9 – ألماس خليل 10 – محمد دقوري – ناشط – ألمانيا 11 – عدنان كالو 12 – أحمد رشاد بكر – مهندس 13- – محمد زيد الرفاعي 14 – شيخموس كوكمن 15 – شيلان إبراهيم 16 – بافي ديلان محمد 17 – د أحمد رشيد – طبيب – ألمانيا 18 – نيركز بريمو 19 – بسام إسماعيل 20 – جهاد كورو 21 – شيخ نبي أمين 22 –د فهيمة رشيد 23 – جوان يوسف 24 – طه خلو – طالب دراسات عليا - ناشط – مصر 25 – د عبد الكريم بدرالدين – طبيب – إقليم كردستان 26 – شيار أكو 27 – جميل ميشو 28 – خالد حسو – حقوقي – ألمانيا 29 – عدنان عمر 30 – هفال عينو 31 – روز مقصو 32 – رائد فياض 33 – زينب رشو 34 – محمود كرعو – محامي – مجلس الكرد المستقلين 35 – حسن شندي – ناشط 36 – جوان رشيد 37 – شيار أومري 38 – عثمان حسين مجلس الكرد المستقلين 39-– نصيب يوسف حمشلك – أوكرانيا 40 – ماموستا بدرالدين عبد الله – ناشط اعلامي – إقليم كردستان 41 – ابرام هميلو 42 – عمر بافي حمود 43 – روني مسور عيسى 44 – سيد رقيب 45 – بافي ديروك حسين عبو 46 – أنس محمود 47 – أبو عبدو أبو عبدو 48 – ريبر كله ماباتي 49 – دكتور عماد خلف 50 –روني برازي 51 – بهادين سلو 52 – فهد قزو إبراهيم 53 – عمر القاسم 54 – جمعة أبو علي 55 – أصلان حسكو حسكو 56 – باران درباس 57 – جلال منلا علي – سياسي مستقل – إقليم كردستان 58 – أحمد رشاد بكر 59 – محمد محمود 60 – أحمد جمعة 61 – يزدان شيري كردا 62 – شريف حسين 63 – زبير بوزان 64 – أسعد الشهادات 65 – شادية بوزان 66 – عمر شريف 67 – شبال إبراهيم – ناشط شبابي – سوز وسجين سياسي سابق 68 – عزيز هيرني 69 – علي حمي 70 – محمد شيخ نوح 71 – شيار حسين 72 – نورس عزيز 73 – أنور عبد الرحمن 74 – أمير أفندي 75 – كردو شعبان 76 – غمكين تنكو 77 – دكتور خوشناف سليمان – اقتصادي – المانيا 78 – جمعة أبو علي 79 – م محمود حاجي 80 – روكانيرو كاباريوس 81 – محمد حشري 82 – حواس محمود – كاتب وباحث – النروج 82 – محمد عمر بافي لوند 83 – فرحان عمر – عضو سوز 84 – جهاد كورو – ناشط سياسي – تركيا 85 – فرمان بونجق كاتم وناشط في مجال حقوق الانسان – إقليم كردستان 86 – علي شيخموس – مهندس – إقليم كردستان 87 – د روند مصطفى – دكتوراه في جراحة الفم والاسنان – تركيا 88 – السيدة ( ك م جي ن ) – حقوقية – المانيا 89 – ادريس إبراهيم – صحافي – ديريك 90 – أنور سعدو – تيار المستقبل 91 – دريعي سمر – رسامة تشكيلية – رومانيا 92 – آلان حسن 93 – أحمد طلاس أبو طلاس 94 – أيدا سيحا 95 – أيمن ملا 96 – حسين حسن 97 – خةبات إبراهيم 98 – محمد رمضان 99 – عبد الجبار شاهين –سياسي مستقل – فرنسا 100 – عبيد خضر 101 – بحري خليل 102 – ديا جوان 103 – بافي جان 104 – محمد داري 105 – الشيخ عبد القادر الخزنوي – ناشط سياسي – تركيا 106 – حسن بتو – تركيا 107 – عماد إسكان – ناشط شبابي – المانيا 108 – عبد الرحيم خلف – مستقل – المانيا 109 – نركز إسماعيل – ناشطة مستقلة – سويسرا 110 – أحمد شيرزاد – النمسا 111- محمد علي حاجي – السودان 112 – مصطفى بكي – ناشط مدني – الدانمارك 113 – جان سليمان – إقليم كردستان 114 – عثمان محو زادة – الربيع الكردي – تركيا 115 – شيخ نبي أمين – تجمع المهندسين بكوباني – تركيا 116 – مصطفى نبو – سياسي مستقل – كوباني 117 – صلاح عمر – ناشط حقوقي – المانيا 118 – سيدرا علي – تركيا 119 – كسرى محمود 120 – جوان سوز – اعلامي – إقليم كردستان 121 – أحمد مصطفى – إقليم كردستان 122 – عبدو خليل – ناشط اعلامي – تركيا 123 – راشد أمين 124 – محمد قدري 125 – وائل ملا 126 – محمد عارف 127 – فتحي حسين 128 – جلادت بدرخان 129 – برين حسن 130 – أفين مصطفى – محامية –131 – ياسر خلف 132 – محمد حزني 133 – صلاح الدين كالو 134 – رشاد حمي 135 – جوان حسو 136 – شيركو ملا درويش 137 – لورين حسين 138 – وائل دادالي 139 – أيسل حاجي 140 – آزاد رمضان 141 – عبد الرحمن حمو 142 – أميرة مصطفى 143 – عدنان خليل 144 – سهيل عبدي 145 – بافي ملول 146 – شيرين حسين أحمد – ناشطة شبابية 147 – سارا علي حسن 148 – محمد الشيخ – ناشط سياسي – إقليم كردستان 149 – كاوا حسن 150 – ياسر ايو 151 – خالد إبراهيم – شاعر وكاتب – المانيا 152 – محمد شريف 153 – سمير أحمد 154 – كديانو اليكو 155 – شفين مصطفى 156 – رودي شيرو 157 – محمد مشارقة 158 – محمد شيخموس 159 – بسام مصطفى – كاتب واعلامي – إقليم كردستان 160 – آزاد الشام 161 – كاسي يوسف – كاتب 162 – أمير ديريك 163 – لورين جتو 164 – كوستاف سليمان – سجينة سياسية سابقة – ناشطة شبابية 165 – زينب شريف 166 – إبراهيم والي 167 – محمود كولو 168 – إسماعيل شريف 169 – نعسو فرهاد – كاتب – إقليم كردستان 170 – جوان مرعي 171 – نوبار مصطفى – مهندس – إقليم كردستان 172 – بريهان حامد 173 – دياموند رشو – ناشطة سياسية 174 – سهيل عبدي 175 – د إبراهيم خليفة – طبيب – المانيا 176 – فيان إبراهيم 177 – دكتور سور زر – كاتبة وناشطة – المانيا 178 – خورشيد اليكا – كاتب 179 – ديا روان 180 – عادل جودي 181 – د تمام الاسعد 182 – مردان العزيز 183 – روني قامشلو 184 – أبو محمد الحوت 185 – بارزان بشير 186 – بافي بنكين 187 – جمعة أبو علي 188 – مناف سليمان 189 – بيركان مسلم 190 – محمد حزني 191 – محمد علي جولاق 192 – د هفال سليمان ميرو – بروفيسور وباحث –أستاذ جامعي – المانيا 193 – أنس كلي خيري – النمسا 194 – ثائر الحاجي – تيار المستقبل 195 – محمد صالح علي – إغاثة اللاجئين – تركيا 196 – الشيخ مبارك الخزنوي – سياسي مستقل – فرنسا 197 – مروان تمر – إقليم كردستان 198 – ديسم سيتي – ناشط – تركيا 199 – أحمد عبد الكريم – السويد 200 – محمد البوزو – مستقل – إقليم كردستان 201 – آزاد عطا – ناشط شبابي – سوز- المانيا 202 -202 –حميد إبراهيم – ناشط سياسي عضو صوت المعتقلين – المانيا 203 – دكتور فرهاد سيدا – أستاذ جامعي – المانيا 204 – شيار شيخي – المانيا 205 – علاء بركات – ناشط – تركيا 206 – سكفان خليل – أمريكا 207 – محمد حشري – المانيا 208 – مصطفى نبو –كوباني 209 – سهيل عبدي – آزادي – السليمانية 210 – جيان عمر – ناشط سياسي – تيار المستقبل 211 – محمود سمو – ناشط – المانيا 212 – ديسم سيتي – ناشط بشؤون اللاجئين – تركيا 213 – هيما مالينا – ناشطة نسائية – تركيا 214 – محمد قادرو – ناشط – أربيل 215 – احمد مسلم – ناشط – أربيل 216 – ملا حقي – ناشط – تركيا 217 – احمد رشاد بكر – مهندس – الدانمارك 218 – عدنان عمر – ناشط مهتم بالفولكلور – نركيا 219 – محمد نور احمد ناشط – سوريا 220 – نديم عبد الله – مستقل – أربيل 221 – فوزي محمد – رجل اعمال – المانيا 222 – زياد رشيد – ح د ك – س – المانيا 223 – فرهاد يوسف – عضو منظمة الصليب الأحمر الدانماركي 224 – آري محمد - ناشطة –تركيا 225 – فرهاد بصراوي ناشط – تركيا 226 – دكتور رضوان شيخ سلي – طبيب مختص – اليونان 227 – عبد الكريم دلو عضو ح د ك – س – لبنان 228 – نغم دريعي – ناشطة نسائية – المانيا 229 – فاروق عثمان 230 – علوان عبدي 231 – سليمان الأومري علي علي - فنان - – تركيا 232 – عبد المجيد عبد الباري 233 – رامان سليمان – ناشط شبابي – إقليم كردستان 234 – سليمان رشيد – ناشط سياسي – تركيا 235 – شمدين نبي – ناشط سياسي 236 – تقسيم علي – بيشمركة روزآفا 237 – داليا سليم – جامعية – إقليم كردستان 238 – فواز حسة – ناشط 239 – رضوان غارو – ناشط 240 – وسو حسن – ناشط 241 – ريبر آرمانج – فنان – الدانمارك 242 – كسرى عبد السلام مراد 243 – آراس محمد 244 – جهاد فرعون 245 – سامان محمود – ناشط شبابي – سوز – إقليم كردستان 246 – أم مهرفان – ناشطة 247 – آلان رشيد – ناشط شبابي – إقليم كردستان 248 – عبد القادر مصطفى – كاتب – السويد 249 – روزين خيركي – طالبة جامعية وناشطة 250 – ياسمينة الشام – ناشطة – إقليم كردستان 251 – عبد القادر خليل 252 – عادل عموكا 253 – محمد جاويش 254 – ليلى قطوان 256 – سيامند ميركاني 257 – سربست النجار 258 – قهرمان احمد 259 – ثريا ملا إبراهيم رشيد 260 – ساما مصطفى 261 – نارين بوزان 262 – دزوار توفيق 263 – سيبان سليمان ديبو – ناشط شبابي – إقليم كردستان 264 – امينة احمد 265 – بهية مارديني – إعلامية – بريطانيا 266 – دكتور عبد الله تركماني – مناضل شيوعي – الامارات 267 – هيفارون شريف – ناشطة سياسية – تركيا 268 – عارف شيخي أبو دلشاد 269 – سكفان كاكلو 270 – شيب بافي جلال 271 271 – عبد الرزاق مصطفى – ناشط سياسي – أربيل 272 - محرم دوديري (جان كورد) - ألمانيا الفيدرالية - المتحدث الاعلامي للمجلس الوطني الكوردستاني – سوريا 273 – فريال حسين – ناشطة سياسية – المانيا 274 – زينب فرحات – ناشطة - مديرة مسرح – تونس 275 – نجاح محمود –ة ناشطة سياسية – المانيا 275 – فدية حنان – ناشطة سياسية – المانيا 276 – ميديا سليمان – ناشطة – تركيا 277 – عبد القادر حمي – ناشط شبابي – المانيا 278 – جوان إبراهيم – ناشط شبابي – المانيا 279 – مصطفى سعيد – كاتب ومسرحي – الدانمارك 280 – رولا حسن – ناشطة إعلامية – المانيا 281 – احمد بلال – ناشط اعلامي 282 – زردشت كاباري 283 – شيرو رسول 284 – علي شيخو – كاتب 285 – زاهد علواني 286 – آلان حجي – حلاق – أربيل 287 – يوسف سليمان – محامي ونقابي – أربيل 288 – أحمد الجبوري – ناشط سياسي – المانيا 289 – غسان المفلح – كاتب – سجين سياسي سابق – سويسرا 290 – رودي حسن – ناشط اعلامي 291 – جاكر محمد – ناشط شبابي – تركيا 292 - نادر عيسى- دراسات عليا-تاريخ الشرق القديم -مقيم في المانيا 293 - الدكتور ناصر الناصر .مستقل – رئيس اللجنة الطبية – درباسية 294 - فرهاد عمر . صحفي . مقيم في تركية 295 – نصر الدين احمة أبو رامان – ناشط شبابي – مدير ومؤسس بيت قامشلو بانطاكيا – المانيا 296 – الرائد عبد الله النجار – جيش حر – تركيا 297 – سيروان رشيد – مخرج – السويد 298 – رشيد جعفر – المانيا 298 – طارق الأمين – كاتب – المانيا 299 – بافي شبال عبد الغفور برزنجي – ناشط سياسي – أربيل 300 – الدكتور عبد الرحمن خليل – طبيب مختص – إقليم كردستان 301 – خورشيد نايف – ناشط 302 – بيريفان إسماعيل 303 -303 – ربحان رمضان – ناشط سياسي – سجين سياسي سابق 304 – ادريس عمر – ناشط سياسي وكاتب 305 – ليلى نعسو – ناشطة 306 – جودت رشو رشو – رجل اعمال وناشط - أربيل 307 –ممو حاجي – ناشط شبابي – أربيل 308 – إسماعيل محمد – ناشط ومعتقل سياسي سابق – كوباني 309 - كاميران سليمان . عضو الهيئة العامة للشباب الكورد .المانيا هامبورغ 310 – بافي جوتو – حسن عاكولي – ناشط سياسي 311 – أفين حسن – ناشطة سياسية 312 – مصطفى عبدي – اعلامي وناشط سياسي – كوباني 313 – هيزا الكردية – ناشطة سياسية 314 – أحمد برازي – ناشط سياسي – استراليا 315 – دلشاد دلو – ناشط شبابي 316 – عبدين قليرو – ناشط 317 – لينا درويش – ناشطة 318 – سيامند ميركان – ناشط شبابي 319 – جنكين عبد الرحمن – ناشط شبابي 320 – محمد جاويش – ناشط – قهرمان احمد ناشط 321 – صلاح بوزان بلال – ناشط سياسي – تركيا 322 – حسين عفرين كوتو – ناشط 323 – سيد رقيب – ناشط سياسي 324 – هوزان شيخموس – ناشط 325  - أبو عبدالله محمد موش – جبل الأكراد – اللاذقية 326 - نيروز مصطفى جمعان - مقيمة بكوباني - ناشطة سياسية 327 - جلابي حسي(ناشط حقوقي وسياسي قامشلو) 328 - حسن عمر ناشط (سياسي) 329 - المهندس عز الدين عمر (النمسا- فيينا) 330 – هلال خلف – سياسي – قامشلو 331 - محسن عمر ( حراك شبابي- ليينز النسما)332 - روشن نصر الدين ابراهيم (ناشطة- قامشلو) 333 - نصر الدين احمد ابراهيم (ناشط- قامشلو) 334 - محمد خالديان – ناشط سياسي – الدرباسية 335 – المهندس لازكين محمد – ناشط – السويد 336 - الدكتور حسين شيلو – ناشط – بلغاريا 337 – رياض الأحمد – ناشط – بلغاريا 338 – محمود برو – ناشط سياسي – المانيا 339 - أرسل الأستاذ أبو نواف تأييد " حركة الربيع الكردي " 340 - عبدالرحمن جوهر..ناشط شبابي وعضو منظمة سوز..كييل ..المانيا 341 - عبدالرحمن خليل - عفرين PDK-S 342 – رضوان جارو – ناشط سياسي – المانيا 343 – ديار نعمو – ناشط شبابي – أربيل 344 – لقمان مصطفى – ناشط 345 – كاوا احسان شوكت – ناشط سياسي – فنلندا 346 – نورجان زردشتي – ناشطة سياسية – تركيا 347 – جنان بلال – ناشطة – هولاندا 348 – مصطفى عطي بافي آرام – ناشط سياسي – تركيا 349 – جلادت بدرخان – ناشط سياسي – تركيا 350 – المهندس برزان بشير – ناشط – الأردن 351 - حسن مشو - محامي وناشط حقوقي –ألمانيا 352 – آكسن الموسى – ناشط سياسي 353 – كردو قامشلو – ناشط – أربيل 354 – أبو محمد الحوت – ناشط سياسي – لبنان 355 – عزت بكر – ناشط سياسي – تربسبي 356 – سليمان محمود البوطي – ناشط شبابي 357 – دكتور صاحب عيسى – أستاذ جامعي 358 – صلاح عيسى – ناشط شبابي – أربيل 359 هفال بكر – ناشط شبابي 360 – سونكول حسين – طالبة جامعية – أربيل 361 – محمد حزني – ناشط شبابي – تركيا 362 – كاميران جتو ناشط – سوريا 363 – دلير مصطفى – ناشط شبابي – السويد 364 – رفيق أوصمان – اعلامي كي تي في – إقليم كردستان 365 – جمعة شاويش – ناشط شبابي – تركيا 366 – آراس محمد – ناشط شبابي – أربيل 367 – سورية شعبو – الحراك الثوري 368 – بافي فرهاد – سياسي – المانيا 369 – محمد كورجو – ناشط سياسي – المانيا 370 – د حسن عبد الرحمن عبدي – طبيب اختصاصي – المانيا 371 – سليمان خالد – اعلامي – سويسرا 372 – محمد جمو – ناشط سياسي – حلب 373 – نادية خلوف – كاتبة وناشطة سياسية – تركيا 374 – وليد النبواني – مهندس – ناشط سياسي – الامارات 375 – جريس الهامس – مناضل وقائد سياسي – هولاند 376 – فرهاد بصراوي – ناشط سياسي 377 – زوزان سامي – ناشطة شبابية – حلب 378 – كمال سيدو – ناشط سياسي 379 – ليلى جتو – كاتبة – سوريا 380 – افين ديبو – ناشطة شبابية – تركيا 381 – زينب شريف – ناشطة شبابية – لبنان 382 – جيهان تمر – ناشطة 383 – نضال عيد – ناشط شبابي – أربيل 384 – ميديا داغلي – ناشطة شبابية – تركيا 385 – نضال الشريف – ناشط سياسي – اللاذقية 386 - الدكتور محمود الحمزة- رئيس المجلس الوطني لاعلان دمشق في المهجر - مقيم في موسكو 387 - بريفان موصلي - عضو في هيئة رئاسة ممثلية لبنان للمجلس الوطني الكردي ..المانيا 388 – باسل إسماعيل – ناشط شبابي – إقليم كردستان 389 – حميد السينو – ناشط سياسي – تركيا 390 – ديلان بريندار – ناشطة سياسية – لبنان 391 – كمال قليج – ناشط شبابي – آلسدورف 392 – ريناس رمو – مراسل ميداني – الفليبين 393 – دارا محمد – ناشط شبابي – المانيا 394 – اردلان اوصمان اوصمان – تيار المستقبل – المانيا 395 – عارف محمود كوباني – ناشط شبابي – أربيل 396 – خارزي برازي – ناشط – كوباني 397 – جوان نصرو – طالب جامعي – سوريا 398 – جلال حمكو – طالب جامعي – تركيا 399 – ميرخان ميرخان – ناشط شبابي – تركيا 400 – حبش يوسف – ناشط سياسي – سوريا 401 – إبراهيم حسين – قاضي منشق – ناشط حقوقي – تركيا 402 - عدنان ابراهيم خليل - بكالوريوس علم الإجتماع - مقيم في أربيل كامبى دار شكران 403 شيار حسين - ناشط سياسي - المانيا بون 404 - هيفارون شريف - مستقيلة من المجلس الوطني الكوردي 405 - اسامة اندرون مجلس ثوري ريف اللاذقية 406 – لازكين محمد – مهندس – السويد 407 – محمود سمو – مستقل – المانيا 408 – محمد بشير ماريكا – ناشط سياسي – المانيا 409 – طارق الأمين – ناشط سياسي – رجل اعمال – الأردن 410 – صالح سليمان – ناشط سياسي – السعودية 411 - مصطفى شيخ سيدي -عضو هيئة رئاسة سابقا ممثلية لبنان للمجلس الوطني الكردي..المانيا 412 – رمزي كردي – ناشط – تركيا 413 – محمد عبدي – ناشط سياسي – المانيا 414 – أمينة احمد – ناشطة سياسية – ماليزيا 415 – دلشير كردستاني – ناشط ثقافي – المانيا 416 – نجاح محمد – ناشطة سياسية – حلب 417 – فادية حنان – ناشطة سياسية – الدانمارك 418 – سكينة محمد – ناشطة سياسية – كوباني 419 – حسين حسن – بيشمركة روزآفا 420 - جيان زكريا حصري - باحث - من عفرين ومقيم في هولير 421 - علي يوسف أبو جوان من عفرين مقيم في فنلندا 422 - فياض اوسو - حقوقي من كوباني .مقيم في هولير 423 - محمد بشير. مرعيكا. ناشط. ألمانيا 424 - محمد انور احمد ... كوردستان – سوريا 425 - نديم عبدالله-مستقل - اربيل إقليم كردستان العراق 426 - زياد رشيد /عضو الهيئة الادارية لمنظمة المانيا لحزب الديمقراطي الكوردستاني سوريا /المانيا 427 - 427 - سرحد مصطفى قطوان – ناشط شبابي –هولير 428 – فدوى كيلاني – أديبة وكاتبة وناشطة في المجال الثقافي – المانيا 429 – لينا درويش – ناشطة سياسية – تركيا 430 – نوزاد اوسي – ناشطة – هولاند 431 – بريفان إسماعيل – ناشطة شبابية – أربيل 432 - حوران عبدالعزيز حم عضو المجلس المنطقي لحزب الديمقراطي الكردستاني - سوريا منظمة لبنان 433 – شيرين أفرين – ناشطة شبابية في منظمة سوز – تركيا 434 – دكتور ادهم باسو – تركيا - حزاب ازادي الكردي في سوريا 435 - كمال حنوش - محامي. كوباني436 - ازدهار مطر سليمان رئيسة منظمة حقوق الغنسان للكورد السوريين المهجرين قسرا (( ألمانيا )) 437 - ابراهيم علي أبو شورو- نائب رئيس منظمة حقوق الإنسان للكورد السوريين المهجرين قسرا - المانيا 438 - معصوم فيصل سيمو - رئيس حزب اليساري الكردي في سورية ( تيار الإصلاح ) – المانيا 439 – مسعود حسن – ناشط – المانيا 440 – سكفان اوصمان – ناشطسياسي – المانيا 441 – جلال مرعي – ناشط سياسي - سوريا – 442 – محمود محمود – ناشط سياسي 443 – نهاوند يوسف نايف – فنانة – إقليم كردستان 444 – ليانا بدر – كاتبة – ناشطة ثقافية – فلسطين 445 – كمال حنوش – ناشط 446 – محمد علي موسى – ناشط سياسي – المانيا 447 – إبراهيم زورو – ناشط 448 – علي عوني – مسؤول فرع شيخان ل ب د ك – العراق 449 – بيشمركة روزآفا – إقليم كردستان 450 – علي دوكو – ناشط سبابي – المانيا 451 – هيبت بافي حلبجة – كاتب وناشط 452 – خالد منلا علي – ناشط سياسي 453 – جوان علي – ناشط سياسي 454 – شفان كنعو – ناشط سياسي 455 – اشرف سينو – ناشط سياسي 456 – عامودا رنكين – ناشط سياسي 457 – نصر شيخو – ناشط سياسي 458 – تمو مصطفى – ناشط سياسي 459 – لوند عمر – حرفي – أربيل 460 – انتون سعدون – ناشط سياسي 461 – راسنت علي – ناشط شبابي 462 – حسن شعبان حسن – ناشط شبابي 463 – هيمن ديبو – ناشط شبابي – السويد 464 – خوشناف نعسو – ناشط سياسي – إقليم كردستان 465 – عبد المجيد شنكالي – ناشط سياسي 466 – عيسى سعيد حسن – ناشط شبابي 467 – خالد هورو – ناشط سياسي 468 – جاني صبري – محامية 469 – مسعود عطي – ناشط سياسي 470 – حسين مراد – جامعي – المانيا 471 – خضر عثمان بيررش – ناشط سياسي 472 – حاجي حمزة – ناشط شبابي 473 – نزار شيخ حسين – ناشط 474 – احمد آ مصطفى – ناشط 475 – زهر نصرالدين – ناشط 476 – هوشنك اوصمان – ناشط سياسي – المانيا 477 – ياسمينة عبد الكريم – ناشطة شبابية 478 – يازي اوصمان ناشطة شبابية 479 – مقداد الحاج خالد – محامي 480 – شيخو اسعد – ناشط – تنسيقية أحفاد صلاح الدين بالحسكة 481 – جميل حسين سيدو – ناشط شبابي 482 – سوسن موسى – مهندسة – ناشطة سياسية – فرنسا 483 - الصحفي عقيل صفر كوباني ـ كوباني 484 - روني حسن صوفي - شاعر في تركيا485 – احمد رياض غنام – معارض وناشط سياسي وطني سوري – فرنسا 486 – شاهين سويركلي – ناشط سياسي وثقافي – استراليا 487 - امين خليل منظمة حقوق الانسان ..هولير 488 – اوسف خضركان – شاعر – عفرين 489 - محمد باقي رشيد مستقل 490 - سربست كالي . عفرين ناشط سياسي . مقيم بتركيا 491 - خالدرسول المحمد . الحقوفي 492 – شريف ملا موسى – ناشط شبابي 493 – جنكو احمد – ناشط شبابي 494 – محمد قدري – ناشط شبابي – المانيا 495 – نايف شلهمون – ناشط حقوقي – فلسطين 496 – ولات إسماعيل – ناشط سياسي 497 – عبيد حاج يوسف – ناشط سياسي 498 – عمران عمري – ناشط سياسي – المانيا 499 – رشيد روني جعفر – ناشط سياسي 500 – يسرا عيسو – ناشطة سياسية – سوريا . 501 - علي خليل/عضو مكتب الاعلام ..اتحاد تنسيقيات شباب الكورد في سوريا 502 – عمر خليل – ناشط – الدانمارك 503 – مهران بركل – ناشط 504 – بنكين حمزة – طبيب – سوريا 505 - لقمان خليل عفرين ناشط سياسي 506 - شيروان ملا إبراهيم - صحفي - كردستان العراق 507 – قطب داود – سجين سياسي سابق – إقليم كردستان 508 – محمود رمو – ب د ك – س – إقليم كردستان 509 – صلاح شيخموس – ناشط سياسي – 510 – احمد دباغ – جامعي – المانيا 511 – هيلين جتو – ربة بيت – السويد 512 – المهندسة لوران دقوري – المانيا 513 - فيروشاه شيخموس ..شاعر . 514 --طاهر صالح علي (قيادي سابق في اليسار الكوردي قامشلو) 515 - جنكيز خان فارس يوسف (تنسيقيات قامشلو) 516 - عمار شيخ علي (رجل اعمال قامشلو) 517 - زردشت مصطفى (رئيس القوى الديمقراطية الكوردية في سوريا ديريك)  -518 – عبد الله امام – محامي وناشط سياسي 519 – رائد حسين – ناشط ومسؤل منظمة آزادي لحماية حقوق الكرد – روسيا 520 – المحامي خالد رسول المحمد – ناشط سياسي – ب د ك – س تركيا 521 – وليد حسو – ناشط سياسي – المانيا 522 – نيروز شهبان – ناشطة – اربيل 523 – محمود خلي – ناشط سياسي – تركيا 524 - كولى نابو - خريجة كلية الحقوق – المانيا 525 - 518 – عبد الله امام – محامي وناشط سياسي 519 – رائد حسين – ناشط ومسؤل منظمة آزادي لحماية حقوق الكرد – روسيا 520 – المحامي خالد رسول المحمد – ناشط سياسي – ب د ك – س تركيا 521 – وليد حسو – ناشط سياسي – المانيا 522 – نيروز شهبان – ناشطة – اربيل 523 – محمود خلي – ناشط سياسي – تركيا 524 - كولى نابو - خريجة كلية الحقوق – المانيا 525 – وهاج عبد الرحمن محمد – ناشط – ب د ك – س – المانيا 525 – سوسن سليمان – طالبة جامعية – اربيل 526 – حمي مالك – ناشط حقوقي – اربيل 527 - صلاح مصطفى – طبيب – اقليم كردستان 528 - الصحافي سيامند ابراهيم . رئيس تحرير مجلة آسو الثقافية في سوريا - صاحب مكتبة سيامند ابراهيم في قامشلو 529 – فيصل عامودا – ناشط سياسي – ألمانيا 530 - - لوند كيكي – ناشط شبابي – المانيا 531 – المحامي رستم التمو – محكم تجاري – سوريا 532 – ملا حقي – الاغاتة – تركيا 533 –المحامي عمر عطي – ناشط – كوباني - – شلير رشيد – ناشطة شبابية – تركيا 536 – انور دقوري – اعلامي مدير موقع كميا كوردا – المانيا 537 – نارين متيني – ناشطة سياسية – شخصية نسائية مناضلة – سوريا 538 – المحامي احمد شريف – ناشط شبابي 539 – محمد م موباتي – جامعي مترجم – المملكة العربية السعودية 540 – سعد الربيحي – ناشط سياسي 541 – منال حسكو – ناشط سياسي – السويد 542 – المحامي رديف مصطفى – ناشط حقوقي – تركيا 543 –اسماعيل ابراهيم – ناشط سياسي 544 – جانا دلال – ناشطة – سوريا 545 – مشل الطحان – شخصية وطنية سورية – السعودية 546 –شيرين روزآفا – ناشطة سياسية – سوريا 547 – راست مرعي – ناشط حقوقي – اربيل 548 –روماف احمد – ناشطة شبابية – اربيل 549 – هوزان درويش – فنانة – اربيل 550 – المقدم ابو ثائر البيضا – الجيش الحر – تركيا 551 – بافي لورين – تنسيقيات شباب عفرين – سوريا 552 – فريال عبد القادر – اعلامية – سوريا 553 – بركات مراد بافي لورين – ناشط سياسي – المانيا 554 – المهندس مصطفى حرشو شاهين – سياسي مستقل – اقليم كردستان 555 – هيلين مصطفى شاهين – جامعية – اقليم كردستان 556 – رودي محمد اسماعيل – السليمانية 557 – دكتور ياسر عباس –مستقل – النمسا 558 – بيركان مسلم – ناشط – تركيا 559 – الدكتور محمود حسان – طبيب – سلوفاكيا 560 - علي رشيد – ناشط سياسي – بريطانيا 561 – شازاد أنور – صحفي وكاتب – اربيل 562 -562 – محمود ملا – ( سكرتير الحزب اليساري الكردستاني – سوريا ) قامشلو 563 – دلبر فاروق شاهين بك – ناشطة سياسية – اربيل 564 - جوان مصطفى - مهندس مدني – دبي 565 - اكرم سيتي – سينمائي – المانيا 566 – سلمان حسين – ناشط سياسي – المانيا 567 – كليزار خليل – ناشطة – لبنان 568 – نازلي حسن – ناشطة – اربيل 569 - المهندس عبد الكريم خلف – ناشط سياسي – اقليم كردستان – 570 - ابو ليندا نادر – ناشط سياسي – لبنان – 571 - خالد سليمان – ناشط سياسي – المانيا – 572 حميد مصطفى رستم – ناشط سياسي – تركيا 573 – جوان الابراهيم – مستقل – اربيل 574 - كاوى شكري سليمان - بيشمركة - تل كوجر 575 - عبد الستار كنجو الفارس - ممثل حركة شباب الثورة – المانيا576 - حسن أوسو – ناشط حقوقي – اقليم كردستان 577 - آزاد علي – ناشط سياسي مستقل – اقليم كردستان – 578 - كوله عمر ام باهوز ناشطة من عفرين مقيمة في اسطنبول تركيا – 579 - محمد حفيظ حاج موسى - حراك شبابي – قامشلو 580 – خةبات محمد – ناشطة – المانيا 581 – دكتور علي رؤف – سويسرا 582 – المحامي ابراهيم عبد الرحمن – ناشط سياسي – المانيا 583 – يلماز محمد – اعلامي – ب د ك – 584 – عصام دمشقي – تيار مواطنة – سجين سياسي سابق - سوريا 585 – آواز مصطفى – ناشطة – اقليم كردستان 586 – عبد الرحمن مهابادي – معارض ايراني – فرنسا 587 – نوزاد وانلي – ناشط سياسي – السويد 588 – محي الدين فقة – ناشط سياسي – المانيا 589 – بافي شيروز حسكو – ناشط – اقليم كردستان 590 – ابو محمد الحوت – ناشط – لبنان 591 – سوزة سوز – طالبة جامعية – المانيا 592 – منى ميقري – ناشطة – السويد 593 – دكتور بختيار الحسين – طبيب – كوباني 594 – دلناز كيكي – ناشطة سياسية – امريكا 595 – شيخموس كوكمن – ناشط – تركيا 596 – ديمان محمد – ناشطة – بيشمركة روزآفا 597 – محي الدين فياض – حزب آزادي – اقليم كردستان 598 – آيجان حسكو – ناشط سياسي – تركيا 599 – بيريفان تاتوز – ناشطة – تركيا 600 – زوزان سليمان – ناشطة – تركيا . 601 - سالار يوسف كوردستان مؤسسات المجتمع المدني602 - عبدالواحد علواني... كاتب وصحفي.. الرياض.603 - شيخ زيدو باعدري - كادر متقدم في ب د ك - العراق - 604 - حبش محمد - ناشط مستقل605 - رانيا مصطفى..موظفة(وسيطة مالية بالبورصة) ..هولير 606 - جيهان محمد- ناشطة - الدانمارك607 - حسين. بتو. - ناشط - اسطنبول. 608 - حسين داوود - ناشط ومعتقل سياسي سابق - -ألمانيا 609 - سمير علو - ناشط - الدنمارك610 - محمود خللي من كوباني -مقم تركيا ميرسين 611 - المحامي محمد فاروق العلي - تركيا 612 - المهندس ملاذ محمد - عضو المجلس الوطني الكردي في عفرين 613 - كاوا شيخو - ناشط سياسي و عضو الهيئة القيادية في الهيئة العامة للثورة السورية سابقا .حلب - سوريا 614 - علي يوسف أبو جوان من فنلندا - عدنان شرو ناشط اعمي - مصور - ألمانيا615 - خليل عبد الحنان خليل – ب د ك – س – عفرين 616 - مروان الاطرش. دبي... 617 - عدنان شرو ناشط اعلامي - مصور – ألمانيا 618 – اوسي سيدو – ناشط – كوباني 619 - المهندس الزراعي محمود حاجي كردستان العراق 620 - - شكري علي .ناشط شبابي ..اقليم كوردستان 621 - جميل ايزولي (ابو كاوا) ناشط سياسي (دمشق) – تركيا 622 - ابراهيمم رمو ناشط سياسي (درباسية) 623 - احمد حيدر (ابو شيرين) ناشط سياسي (دمشق- 624 - محمود خلو ناشط سياسي مستقل (عامودا) 625 - امينة بيجو ناشطة اعلامية (اقليم كوردستان) 626 - دلشا عبد الرحمن (برزنجي) ناشطة سياسية (قامشلو ) 627 - مصطفى جرتو- نيويورك - الولايات المتحدة الامريكية628 – عبد الباقي سليمان حسن – ناشط مدني – قامشلو 629 – كاميران فهد دقوري – مستقل – عامودا 630 – محمود احمد جوي – مستقل – عامودا 631 – سالار فهد دقوري – صيدلي – مستقل – عامودا 632 – الدكتور بهزاد احمد نوري – طبيب – مستقل – عامودا 633 – عن حركة المستقلين الكرد في سوريا - كوستاف كولستان 634 – ريزان قامشلوكي – ناشط – المانيا 635 - - آزاد عثمان – ثائر كردي – تركيا -636 - علاء الدين احمد حمام - ناشط سياسي - اربيل 637 - اسماعيل ابراهيم - شاعر كوردي - مقيم في المانيا 638 - د فرهاد شيخ بكر - ناشط سياسي - تركيا 639 -شاه زاد رمضان / استاذ جامعي / اقليم كوردستان الان بكو :كاتب وناشط سياسي مستقل :قامشلو 641 - يونس الحكيم – كاتب وناشط – المانيا 642 - – روني علي – كاتب وناشط سياسي – اقليم كردستان 643 - خليل عبد القادر فنان تشكيلي – المانيا 644 - – داليا سليم – جامعية – اقليم كردستان 645 –لوجين برواري – ناشطة – اقليم كردستان 646 - – سربست بوطاني – ناشط – اقليم كردستان 647 - – روهلات دمليو –– ناشط – حلب 648 - أفين برازي – سينمائية . 649 – بافي شهروز حسكي – ناشط – اقليم كردستان 650 – أمين ليبشر – ناشط مستقل – ألمانيا 651 – شيلان عبد المناف – اعلامية وناشطة سياسية – اقليم كردستان652 – عمر محمد اسماعيل ( عمر كوجري ) ناشط اعلامي وسياسي – اقليم كردستان 653 – بافي هافين – ناشط – المانيا 654 – ايمان ملكشاه ناشطة حقوقية – اقليم كردستان 655 – أحمد شريف – ناشط – المانيا 656 - محمد كيلو عباس - محامي وناشط حقوقي - كوردستان العراق 657 – خالد ميقري – مستقل – المانيا 658 - إبراهيم علي - ناشط مدني - ائتلاف افاهي للثورة السورية – سوريا 659 – قادو شيرين – كاتب وناشط سياسي – هولاند 660 - نوبار علي – ناشط شبابي - اقليم كودستان العراق661 - مليحة محمد علي - عضو الهيئة ادراية لرابطة هيرو للمراة الكردية في كوباني- تركيا 662 – سمير أحمد – ناشط – اقليم كردستان 663 – أفين ديبو – ناشطة شبابية – تركيا – 664 – جانيار شمو شمو – ناشط حقوقي 665 سرباز فرمان – ناشط شبابي – المانيا-666 - عبد السلام محمد علي عمر (ناشط سياسي ) قامشلو 667 - حمزة خلف يوسف (مستقل) قامشلو 668 – ابراهيم مراد – ناشط – اقليم كردستان 669 – بافي ادريس كردي – ناشط 670 – محمد خلف – ناشط سياسي – سوريا 671 - لقمان جميل – فنان – مستقل – المانيا672 – فيصل ابراهيم ابراهيم – روناك ديموقراطي – اقليم كردستان673  - محمد سليمان حمي (ناشط شبابي قامشلو) 674 - نديم خضر عمر (حراك شبابي قامشلو 675 - ) ازاذ ابراهيم عزيز (لينز النمسا ) 676 - عبدو (ابو نشتمان) (كوباني تركيا) 677 - فارس الشوفي – ناشط سياسي سوري – مستقل 678 – نيركز اسماعيل – جامعية مستقلة 679 – محمود قدري – جامعي – ناشط – تركيا 680 – علي خليل – اتحاد تنسيقيات الشباب الكرد 681 – ليلى ماجد – ناشطة – اليونان 682 – حسن ابو كاوا – ناشط – جامعي – تركيا 683 – جان درويش – ناشط – بورجهولم 684 – بهزاد ميران – اعلامي – اقليم كردستان 685 - كاتو كشمان – جامعي – مستقل – تركيا 686 – عمر بافي حمود – ناشط – سوريا 687 – خير منلا علي – اعمال حرة – اليونان 688 – جانفيدا بارزاني – ناشط شبابي – اقليم كردستان 689 – خليل عبد الحنان – ناشط – تركيا 690 – شريف حسين – وطني مستقل – سوريا .691 - بافي عزيز حم - ناشط مستقل - لبنان692 - خليل رشيد - ناشط سياسي 693 – آلان حبيب – اعلامي – اقليم كردستان 694 – بهمن كياني – محلل سياسي 695 – علي كرو – ACF - مستقل 696 – حنان قاسم – ناشط سياسي – المانيا697 – نوري حسو – ناشط شبابي – سوريا 698 – دلدار اسماعيل – شاعر – المانيا 699 – حاجي سليمان – ناشط سياسي مستقل – المانيا 700 – كاميران بافي خليل – ناشط – اقليم كردستان 701 – أحمد شيرزاد – ناشط – ألمانيا702 – رضوان عمر – ناشط سياسي – اقليم كردستان 703 – رشيد علي – محامي – اليونان

490
نص النداء من أجل عقد مؤتمر وطني كردي سوري وقائمة أسماء الموقعين ( 500)
نداء من أجل
 عقد مؤتمر وطني كردي سوري للانقاذ
 الى :
- شعبنا الكردي السوري بكل طبقاته الاجتماعية وفئاته وتياراته السياسية .
- جميع قوى الثورة والتغيير وشركائنا في المصير الوطني بكل مكوناتهم القومية والدينية والمذهبية الطامحين الى وطن حر ديموقراطي تشاركي .
- أشقائنا بالجوار في إقليم كردستان العراق وكردستان تركيا وجميع تيارات الحركة التحررية الكردية .
- الى أصدقاء الشعب السوري وكل الأطراف الإقليمية والدولية المعنية بالقضية السورية .
نحييكم جميعا وندعوكم الى التضامن والتعاون والاستجابة لأماني شعبنا في الخلاص من محنته وتحقيق طموحاته المشروعة في تنفيذ المهام الانقاذية التالية :
أولا – العودة الى الإرادة الشعبية الهادفة الى وحدة الهدف والصف تحت ظل برنامج المشروع الوطني الكردي السوري والمشاركة الفعالة المتساوية في المصيرين القومي والوطني من مختلف التيارات والقوى والفئات المستقلة والشبابية والحزبية والمدنية بحسب مصالح شعبنا التي لاتنفصل عن مصالح السوريين جميعا باسقاط الاستبداد وفي سوريا جديدة تعددية ديموقراطية تشاركية موحدة تعالج في ظلها القضية الكردية حسب إرادة الكرد الحرة وعلى قاعدة التوافق الوطني .
ثانيا – الإقرار بفشل الخطط الحزبية الكردية لأحزاب المجلسين ( غرب كردستان والوطني الكردي ) والخروج من دائرة مشروعنا الوطني التاريخي والعجز عن تنفيذ التزاماتها وتعهداتها بل تسببها في الحاق الأذى بشعبنا وقضيتنا من تهجير وتفريغ للمناطق وتدمير ممنهج للمدن والبلدات واثارة الفتن الحزبية والفئوية والعنصرية والتنازع حول الحصص والمصالح الضيقة على حساب افقار البقية الباقية من الشعب ومعاناته تحت ظل الفرمانات والقمع والخوف والملاحقة وكذلك الاعتراف بعجز طرف واحد في ادعاء قيادة الشعب وتحقيق أمانيه والأخطر من كل ذلك تشويه حقيقة القضية الكردية السورية العادلة ومضمونها الديموقراطي السلمي .
ثالثا – إعادة الاعتبار للشخصية الوطنية الكردية السورية المستقلة التي تم العبث بها وجودا ومصيرا وقرارا وإعادة التوازن الى الخلل الحاصل بين الجانبين الوطني والقومي وايلاء الأهمية للبعد الوطني حيث بلادنا في ثورة ومقبلة على تغييرات جذرية تقتضي المزيد من المساهمة والحضور للتمكن من نيل الاستحقاقات في المستقبل القريب .
رابعا– اتخاذ الاستعدادات اللازمة والتهيء السياسي والتنظيمي والدفاعي لكل التحديات الماثلة والاحتمالات القادمة في أجواء تضارب المشاريع والمخططات في منطقتنا وبلادنا خاصة بعد الاتفاق النووي الإيراني الذي تشير كل التوقعات الى أنه لن يجلب الاستقرار لبلادنا وشعبنا وقضايانا .
خامسا – ان مايتردد ( بغض النظر عن مدى صحته ) عن اصطفاف ثنائي وارتباط مزدوج لكرد سوريا بين كل من قيادة ورئاسة إقليم كردستان العراق وقيادة حزب العمال الكردستاني – تركيا ( ب ك ك ) والاقتصار على خدمة مصالحهما يعتبر إهانة لشعبنا وإساءة الى علاقات الأخوة والاحترام المتبادل بين الأشقاء ويسيء اليهم بالدرجة الأولى ولايفيد الجوهر الحقيقي للحركة الكردية لدى كل الأطراف وللأمانة التاريخية وردا على تلك الاشاعات المغرضة نقول أننا ممتنون الى شعب كردستان العراق وقيادته في إيواء مئات الآلاف من مهجرينا ونازحينا والتعامل الأخوي في ظروف المحنة والمعاناة وتدريب وتأهيل المئات من شبابنا في معسكرات البيشمركة الذين سيشكلون قريبا زخما في اسناد المشروع الوطني الكردي السوري ولايمكن بأي حال مقارنة الحالتين لأن – ب ك ك – صادر إرادة شعبنا بقوة السلاح ويمارس الدكتاتورية والقمع تجاه الآخر المختلف وينتهج سياسة الموالاة لأعداء شعبنا من نظام الأسد الى حكام طهران .
سادسا – المخرج الوحيد من الأزمة والمدخل الوحيد لتحقيق المشروع الوطني هو العمل من أجل توفير الأسباب اللازمة لعقد مؤتمر وطني كردي سوري جامع لمن يتمسكون بحقوق شعبنا ويؤمنون بمبادىء الثورة السورية في اسقاط الاستبداد وتحقيق التغيير الديموقراطي ويحترمون العمل الجماعي وأصول الحوار وقبول الآخر المختلف ويمثلون إرادة شعبنا وطموحاته وأهدافه وفي المقدمة قوى الحراك الوطني الثوري والمستقلين والفئات الشبابية ومنظمات المجتمع المدني ومناصري الأحزاب في الداخل والخارج وذلك من خلال لجنة تحضيرية خماسية تتشكل من الموقعين على هذا النداء .
ان الموقعين على هذا النداء يناشدون الجميع وخاصة الأشقاء في إقليم كردستان العراق وفي المقدمة الزعيم السيد مسعود بارزاني رئيس الإقليم ( الذين كما نلمس أنهم على دراية بفشل كل المحاولات السابقة المبذولة من أجل الاتفاق وأسبابها ومسببيها ) على تقديم الدعم والاسناد والتسهيلات لتحقيق مشروعنا بعقد المؤتمر المنشود الذي يبقى الأمل الوحيد لشعبنا في المرحلة الراهنة الشديدة الدقة والخطورة والسبيل الى حل العديد من الإشكالات وتوضيح الكثير من الأمور بوضع النقاط على الحروف وإزالة اللبس والغموض عن العديد من الجوانب خاصة وأن الأخطار والتحديات المحدقة لن تستثني أحدا .الموقعون :
1– صلاح بدرالدين – سياسي – إقليم كردستان العراق – 2 – أسعد الشهادات – دبي 3 – رائد محمد – شاعر 4 – عبد الجليل محمد – ألمانيا 5 – زردشت حمي 6 – شيار خليل خليل 7 – عمار مرعي 8 – فرانسوا سيدو 9 – ألماس خليل 10 – محمد دقوري – ناشط – ألمانيا 11 – عدنان كالو 12 – أحمد رشاد بكر – مهندس 13- – محمد زيد الرفاعي 14 – شيخموس كوكمن 15 – شيلان إبراهيم 16 – بافي ديلان محمد 17 – د أحمد رشيد – طبيب – ألمانيا 18 – نيركز بريمو 19 – بسام إسماعيل 20 – جهاد كورو 21 – شيخ نبي أمين 22 –د فهيمة رشيد 23 – جوان يوسف 24 – طه خلو – طالب دراسات عليا - ناشط – مصر 25 – د عبد الكريم بدرالدين – طبيب – إقليم كردستان 26 – شيار أكو 27 – جميل ميشو 28 – خالد حسو – حقوقي – ألمانيا 29 – عدنان عمر 30 – هفال عينو 31 – روز مقصو 32 – رائد فياض 33 – زينب رشو 34 – محمود كرعو – محامي – مجلس الكرد المستقلين 35 – حسن شندي – ناشط 36 – جوان رشيد 37 – شيار أومري 38 – عثمان حسين مجلس الكرد المستقلين 39-– نصيب يوسف حمشلك – أوكرانيا 40 – ماموستا بدرالدين عبد الله – ناشط اعلامي – إقليم كردستان 41 – ابرام هميلو 42 – عمر بافي حمود 43 – روني مسور عيسى 44 – سيد رقيب 45 – بافي ديروك حسين عبو 46 – أنس محمود 47 – أبو عبدو أبو عبدو 48 – ريبر كله ماباتي 49 – دكتور عماد خلف 50 –روني برازي 51 – بهادين سلو 52 – فهد قزو إبراهيم 53 – عمر القاسم 54 – جمعة أبو علي 55 – أصلان حسكو حسكو 56 – باران درباس 57 – جلال منلا علي – سياسي مستقل – إقليم كردستان 58 – أحمد رشاد بكر 59 – محمد محمود 60 – أحمد جمعة 61 – يزدان شيري كردا 62 – شريف حسين 63 – زبير بوزان 64 – أسعد الشهادات 65 – شادية بوزان 66 – عمر شريف 67 – شبال إبراهيم – ناشط شبابي – سوز وسجين سياسي سابق 68 – عزيز هيرني 69 – علي حمي 70 – محمد شيخ نوح 71 – شيار حسين 72 – نورس عزيز 73 – أنور عبد الرحمن 74 – أمير أفندي 75 – كردو شعبان 76 – غمكين تنكو 77 – دكتور خوشناف سليمان – اقتصادي – المانيا 78 – جمعة أبو علي 79 – م محمود حاجي 80 – روكانيرو كاباريوس 81 – محمد حشري 82 – حواس محمود – كاتب وباحث – النروج 82 – محمد عمر بافي لوند 83 – فرحان عمر – عضو سوز 84 – جهاد كورو – ناشط سياسي – تركيا 85 – فرمان بونجق كاتم وناشط في مجال حقوق الانسان – إقليم كردستان 86 – علي شيخموس – مهندس – إقليم كردستان 87 – د روند مصطفى – دكتوراه في جراحة الفم والاسنان – تركيا 88 – السيدة ( ك م جي ن ) – حقوقية – المانيا 89 – ادريس إبراهيم – صحافي – ديريك 90 – أنور سعدو – تيار المستقبل 91 – دريعي سمر – رسامة تشكيلية – رومانيا 92 – آلان حسن 93 – أحمد طلاس أبو طلاس 94 – أيدا سيحا 95 – أيمن ملا 96 – حسين حسن 97 – خةبات إبراهيم 98 – محمد رمضان 99 – عبد الجبار شاهين –سياسي مستقل – فرنسا 100 – عبيد خضر 101 – بحري خليل 102 – ديا جوان 103 – بافي جان 104 – محمد داري 105 – الشيخ عبد القادر الخزنوي – ناشط سياسي – تركيا 106 – حسن بتو – تركيا 107 – عماد إسكان – ناشط شبابي – المانيا 108 – عبد الرحيم خلف – مستقل – المانيا 109 – نركز إسماعيل – ناشطة مستقلة – سويسرا 110 – أحمد شيرزاد – النمسا 111- محمد علي حاجي – السودان 112 – مصطفى بكي – ناشط مدني – الدانمارك 113 – جان سليمان – إقليم كردستان 114 – عثمان محو زادة – الربيع الكردي – تركيا 115 – شيخ نبي أمين – تجمع المهندسين بكوباني – تركيا 116 – مصطفى نبو – سياسي مستقل – كوباني 117 – صلاح عمر – ناشط حقوقي – المانيا 118 – سيدرا علي – تركيا 119 – كسرى محمود 120 – جوان سوز – اعلامي – إقليم كردستان 121 – أحمد مصطفى – إقليم كردستان 122 – عبدو خليل – ناشط اعلامي – تركيا 123 – راشد أمين 124 – محمد قدري 125 – وائل ملا 126 – محمد عارف 127 – فتحي حسين 128 – جلادت بدرخان 129 – برين حسن 130 – أفين مصطفى – محامية –131 – ياسر خلف 132 – محمد حزني 133 – صلاح الدين كالو 134 – رشاد حمي 135 – جوان حسو 136 – شيركو ملا درويش 137 – لورين حسين 138 – وائل دادالي 139 – أيسل حاجي 140 – آزاد رمضان 141 – عبد الرحمن حمو 142 – أميرة مصطفى 143 – عدنان خليل 144 – سهيل عبدي 145 – بافي ملول 146 – شيرين حسين أحمد – ناشطة شبابية 147 – سارا علي حسن 148 – محمد الشيخ – ناشط سياسي – إقليم كردستان 149 – كاوا حسن 150 – ياسر ايو 151 – خالد إبراهيم – شاعر وكاتب – المانيا 152 – محمد شريف 153 – سمير أحمد 154 – كديانو اليكو 155 – شفين مصطفى 156 – رودي شيرو 157 – محمد مشارقة 158 – محمد شيخموس 159 – بسام مصطفى – كاتب واعلامي – إقليم كردستان 160 – آزاد الشام 161 – كاسي يوسف – كاتب 162 – أمير ديريك 163 – لورين جتو 164 – كوستاف سليمان – سجينة سياسية سابقة – ناشطة شبابية 165 – زينب شريف 166 – إبراهيم والي 167 – محمود كولو 168 – إسماعيل شريف 169 – نعسو فرهاد – كاتب – إقليم كردستان 170 – جوان مرعي 171 – نوبار مصطفى – مهندس – إقليم كردستان 172 – بريهان حامد 173 – دياموند رشو – ناشطة سياسية 174 – سهيل عبدي 175 – د إبراهيم خليفة – طبيب – المانيا 176 – فيان إبراهيم 177 – دكتور سور زر – كاتبة وناشطة – المانيا 178 – خورشيد اليكا – كاتب 179 – ديا روان 180 – عادل جودي 181 – د تمام الاسعد 182 – مردان العزيز 183 – روني قامشلو 184 – أبو محمد الحوت 185 – بارزان بشير 186 – بافي بنكين 187 – جمعة أبو علي 188 – مناف سليمان 189 – بيركان مسلم 190 – محمد حزني 191 – محمد علي جولاق 192 – د هفال سليمان ميرو – بروفيسور وباحث –أستاذ جامعي – المانيا 193 – أنس كلي خيري – النمسا 194 – ثائر الحاجي – تيار المستقبل 195 – محمد صالح علي – إغاثة اللاجئين – تركيا 196 – الشيخ مبارك الخزنوي – سياسي مستقل – فرنسا 197 – مروان تمر – إقليم كردستان 198 – ديسم سيتي – ناشط – تركيا 199 – أحمد عبد الكريم – السويد 200 – محمد البوزو – مستقل – إقليم كردستان 201 – آزاد عطا – ناشط شبابي – سوز- المانيا 202 -202 –حميد إبراهيم – ناشط سياسي عضو صوت المعتقلين – المانيا 203 – دكتور فرهاد سيدا – أستاذ جامعي – المانيا 204 – شيار شيخي – المانيا 205 – علاء بركات – ناشط – تركيا 206 – سكفان خليل – أمريكا 207 – محمد حشري – المانيا 208 – مصطفى نبو –كوباني 209 – سهيل عبدي – آزادي – السليمانية 210 – جيان عمر – ناشط سياسي – تيار المستقبل 211 – محمود سمو – ناشط – المانيا 212 – ديسم سيتي – ناشط بشؤون اللاجئين – تركيا 213 – هيما مالينا – ناشطة نسائية – تركيا 214 – محمد قادرو – ناشط – أربيل 215 – احمد مسلم – ناشط – أربيل 216 – ملا حقي – ناشط – تركيا 217 – احمد رشاد بكر – مهندس – الدانمارك 218 – عدنان عمر – ناشط مهتم بالفولكلور – نركيا 219 – محمد نور احمد ناشط – سوريا 220 – نديم عبد الله – مستقل – أربيل 221 – فوزي محمد – رجل اعمال – المانيا 222 – زياد رشيد – ح د ك – س – المانيا 223 – فرهاد يوسف – عضو منظمة الصليب الأحمر الدانماركي 224 – آري محمد - ناشطة –تركيا 225 – فرهاد بصراوي ناشط – تركيا 226 – دكتور رضوان شيخ سلي – طبيب مختص – اليونان 227 – عبد الكريم دلو عضو ح د ك – س – لبنان 228 – نغم دريعي – ناشطة نسائية – المانيا 229 – فاروق عثمان 230 – علوان عبدي 231 – سليمان الأومري علي علي - فنان - – تركيا 232 – عبد المجيد عبد الباري 233 – رامان سليمان – ناشط شبابي – إقليم كردستان 234 – سليمان رشيد – ناشط سياسي – تركيا 235 – شمدين نبي – ناشط سياسي 236 – تقسيم علي – بيشمركة روزآفا 237 – داليا سليم – جامعية – إقليم كردستان 238 – فواز حسة – ناشط 239 – رضوان غارو – ناشط 240 – وسو حسن – ناشط 241 – ريبر آرمانج – فنان – الدانمارك 242 – كسرى عبد السلام مراد 243 – آراس محمد 244 – جهاد فرعون 245 – سامان محمود – ناشط شبابي – سوز – إقليم كردستان 246 – أم مهرفان – ناشطة 247 – آلان رشيد – ناشط شبابي – إقليم كردستان 248 – عبد القادر مصطفى – كاتب – السويد 249 – روزين خيركي – طالبة جامعية وناشطة 250 – ياسمينة الشام – ناشطة – إقليم كردستان 251 – عبد القادر خليل 252 – عادل عموكا 253 – محمد جاويش 254 – ليلى قطوان 256 – سيامند ميركاني 257 – سربست النجار 258 – قهرمان احمد 259 – ثريا ملا إبراهيم رشيد 260 – ساما مصطفى 261 – نارين بوزان 262 – دزوار توفيق 263 – سيبان سليمان ديبو – ناشط شبابي – إقليم كردستان 264 – امينة احمد 265 – بهية مارديني – إعلامية – بريطانيا 266 – دكتور عبد الله تركماني – مناضل شيوعي – الامارات 267 – هيفارون شريف – ناشطة سياسية – تركيا 268 – عارف شيخي أبو دلشاد 269 – سكفان كاكلو 270 – شيب بافي جلال -271 – عبد الرزاق مصطفى – ناشط سياسي – أربيل 272 - محرم دوديري (جان كورد) - ألمانيا الفيدرالية - المتحدث الاعلامي للمجلس الوطني الكوردستاني – سوريا 273 – فريال حسين – ناشطة سياسية – المانيا 274 – زينب فرحات – ناشطة - مديرة مسرح – تونس 275 – نجاح محمود –ة ناشطة سياسية – المانيا 275 – فدية حنان – ناشطة سياسية – المانيا 276 – ميديا سليمان – ناشطة – تركيا 277 – عبد القادر حمي – ناشط شبابي – المانيا 278 – جوان إبراهيم – ناشط شبابي – المانيا 279 – مصطفى سعيد – كاتب ومسرحي – الدانمارك 280 – رولا حسن – ناشطة إعلامية – المانيا 281 – احمد بلال – ناشط اعلامي 282 – زردشت كاباري 283 – شيرو رسول 284 – علي شيخو – كاتب 285 – زاهد علواني 286 – آلان حجي – حلاق – أربيل 287 – يوسف سليمان – محامي ونقابي – أربيل 288 – أحمد الجبوري – ناشط سياسي – المانيا 289 – غسان المفلح – كاتب – سجين سياسي سابق – سويسرا 290 – رودي حسن – ناشط اعلامي 291 – جاكر محمد – ناشط شبابي – تركيا 292 - نادر عيسى- دراسات عليا-تاريخ الشرق القديم -مقيم في المانيا 293 - الدكتور ناصر الناصر .مستقل – رئيس اللجنة الطبية – درباسية 294 - فرهاد عمر . صحفي . مقيم في تركية 295 – نصر الدين احمة أبو رامان – ناشط شبابي – مدير ومؤسس بيت قامشلو بانطاكيا – المانيا 296 – الرائد عبد الله النجار – جيش حر – تركيا 297 – سيروان رشيد – مخرج – السويد 298 – رشيد جعفر – المانيا 298 – طارق الأمين – كاتب – المانيا 299 – بافي شبال عبد الغفور برزنجي – ناشط سياسي – أربيل 300 – الدكتور عبد الرحمن خليل – طبيب مختص – إقليم كردستان 301 – خورشيد نايف – ناشط 302 – بيريفان إسماعيل - 303 – ربحان رمضان – ناشط سياسي – سجين سياسي سابق 304 – ادريس عمر – ناشط سياسي وكاتب 305 – ليلى نعسو – ناشطة 306 – جودت رشو رشو – رجل اعمال وناشط - أربيل 307 –ممو حاجي – ناشط شبابي – أربيل 308 – إسماعيل محمد – ناشط ومعتقل سياسي سابق – كوباني 309 - كاميران سليمان . عضو الهيئة العامة للشباب الكورد .المانيا هامبورغ 310 – بافي جوتو – حسن عاكولي – ناشط سياسي 311 – أفين حسن – ناشطة سياسية 312 – مصطفى عبدي – اعلامي وناشط سياسي – كوباني 313 – هيزا الكردية – ناشطة سياسية 314 – أحمد برازي – ناشط سياسي – استراليا 315 – دلشاد دلو – ناشط شبابي 316 – عبدين قليرو – ناشط 317 – لينا درويش – ناشطة 318 – سيامند ميركان – ناشط شبابي 319 – جنكين عبد الرحمن – ناشط شبابي 320 – محمد جاويش – ناشط – قهرمان احمد ناشط 321 – صلاح بوزان بلال – ناشط سياسي – تركيا 322 – حسين عفرين كوتو – ناشط 323 – سيد رقيب – ناشط سياسي 324 – هوزان شيخموس – ناشط 325 - أبو عبدالله محمد موش – جبل الأكراد – اللاذقية 326 - نيروز مصطفى جمعان - مقيمة بكوباني - ناشطة سياسية 327 - جلابي حسي(ناشط حقوقي وسياسي قامشلو) 328 - حسن عمر ناشط (سياسي) 329 - المهندس عز الدين عمر (النمسا- فيينا) 330 – هلال خلف – سياسي – قامشلو 331 - محسن عمر ( حراك شبابي- ليينز النسما)332 - روشن نصر الدين ابراهيم (ناشطة- قامشلو) 333 - نصر الدين احمد ابراهيم (ناشط- قامشلو) 334 - محمد خالديان – ناشط سياسي – الدرباسية 335 – المهندس لازكين محمد – ناشط – السويد 336 - الدكتور حسين شيلو – ناشط – بلغاريا 337 – رياض الأحمد – ناشط – بلغاريا 338 – محمود برو – ناشط سياسي – المانيا 339 - أرسل الأستاذ أبو نواف تأييد " حركة الربيع الكردي " 340 - عبدالرحمن جوهر..ناشط شبابي وعضو منظمة سوز..كييل ..المانيا 341 - عبدالرحمن خليل - عفرين PDK-S 342 – رضوان جارو – ناشط سياسي – المانيا 343 – ديار نعمو – ناشط شبابي – أربيل 344 – لقمان مصطفى – ناشط 345 – كاوا احسان شوكت – ناشط سياسي – فنلندا 346 – نورجان زردشتي – ناشطة سياسية – تركيا 347 – جنان بلال – ناشطة – هولاندا 348 – مصطفى عطي بافي آرام – ناشط سياسي – تركيا 349 – جلادت بدرخان – ناشط سياسي – تركيا 350 – المهندس برزان بشير – ناشط – الأردن 351 - حسن مشو - محامي وناشط حقوقي –ألمانيا
352 – آكسن الموسى – ناشط سياسي 353 – كردو قامشلو – ناشط – أربيل 354 – أبو محمد الحوت – ناشط سياسي – لبنان 355 – عزت بكر – ناشط سياسي – تربسبي 356 – سليمان محمود البوطي – ناشط شبابي 357 – دكتور صاحب عيسى – أستاذ جامعي 358 – صلاح عيسى – ناشط شبابي – أربيل 359 هفال بكر – ناشط شبابي 360 – سونكول حسين – طالبة جامعية – أربيل 361 – محمد حزني – ناشط شبابي – تركيا 362 – كاميران جتو ناشط – سوريا 363 – دلير مصطفى – ناشط شبابي – السويد 364 – رفيق أوصمان – اعلامي كي تي في – إقليم كردستان 365 – جمعة شاويش – ناشط شبابي – تركيا 366 – آراس محمد – ناشط شبابي – أربيل 367 – سورية شعبو – الحراك الثوري 368 – بافي فرهاد – سياسي – المانيا 369 – محمد كورجو – ناشط سياسي – المانيا 370 – د حسن عبد الرحمن عبدي – طبيب اختصاصي – المانيا 371 – سليمان خالد – اعلامي – سويسرا 372 – محمد جمو – ناشط سياسي – حلب 373 – نادية خلوف – كاتبة وناشطة سياسية – تركيا 374 – وليد النبواني – مهندس – ناشط سياسي – الامارات 375 – جريس الهامس – مناضل وقائد سياسي – هولاند 376 – فرهاد بصراوي – ناشط سياسي 377 – زوزان سامي – ناشطة شبابية – حلب 378 – كمال سيدو – ناشط سياسي 379 – ليلى جتو – كاتبة – سوريا 380 – افين ديبو – ناشطة شبابية – تركيا 381 – زينب شريف – ناشطة شبابية – لبنان 382 – جيهان تمر – ناشطة 383 – نضال عيد – ناشط شبابي – أربيل 384 – ميديا داغلي – ناشطة شبابية – تركيا 385 – نضال الشريف – ناشط سياسي – اللاذقية 386 - الدكتور محمود الحمزة- رئيس المجلس الوطني لاعلان دمشق في المهجر - مقيم في موسكو 387 - بريفان موصلي - عضو في هيئة رئاسة ممثلية لبنان للمجلس الوطني الكردي ..المانيا 388 – باسل إسماعيل – ناشط شبابي – إقليم كردستان 389 – حميد السينو – ناشط سياسي – تركيا 390 – ديلان بريندار – ناشطة سياسية – لبنان 391 – كمال قليج – ناشط شبابي – آلسدورف 392 – ريناس رمو – مراسل ميداني – الفليبين 393 – دارا محمد – ناشط شبابي – المانيا 394 – اردلان اوصمان اوصمان – تيار المستقبل – المانيا 395 – عارف محمود كوباني – ناشط شبابي – أربيل 396 – خارزي برازي – ناشط – كوباني 397 – جوان نصرو – طالب جامعي – سوريا 398 – جلال حمكو – طالب جامعي – تركيا 399 – ميرخان ميرخان – ناشط شبابي – تركيا 400 – حبش يوسف – ناشط سياسي – سوريا 401 – إبراهيم حسين – قاضي منشق – ناشط حقوقي – تركيا 402 - عدنان ابراهيم خليل - بكالوريوس علم الإجتماع - مقيم في أربيل كامبى دار شكران 403 شيار حسين - ناشط سياسي - المانيا بون 404 - هيفارون شريف - مستقيلة من المجلس الوطني الكوردي 405 - اسامة اندرون مجلس ثوري ريف اللاذقية 406 – لازكين محمد – مهندس – السويد 407 – محمود سمو – مستقل – المانيا 408 – محمد بشير ماريكا – ناشط سياسي – المانيا 409 – طارق الأمين – ناشط سياسي – رجل اعمال – الأردن 410 – صالح سليمان – ناشط سياسي – السعودية 411 - مصطفى شيخ سيدي -عضو هيئة رئاسة سابقا ممثلية لبنان للمجلس الوطني الكردي..المانيا 412 – رمزي كردي – ناشط – تركيا 413 – محمد عبدي – ناشط سياسي – المانيا 414 – أمينة احمد – ناشطة سياسية – ماليزيا 415 – دلشير كردستاني – ناشط ثقافي – المانيا 416 – نجاح محمد – ناشطة سياسية – حلب 417 – فادية حنان – ناشطة سياسية – الدانمارك 418 – سكينة محمد – ناشطة سياسية – كوباني 419 – حسين حسن – بيشمركة روزآفا 420 - جيان زكريا حصري - باحث - من عفرين ومقيم في هولير 421 - علي يوسف أبو جوان من عفرين مقيم في فنلندا 422 - فياض اوسو - حقوقي من كوباني .مقيم في هولير 423 - محمد بشير. مرعيكا. ناشط. ألمانيا 424 - محمد انور احمد ... كوردستان – سوريا 425 - نديم عبدالله-مستقل - اربيل إقليم كردستان العراق 426 - زياد رشيد /عضو الهيئة الادارية لمنظمة المانيا لحزب الديمقراطي الكوردستاني سوريا /المانيا - 427 - سرحد مصطفى قطوان – ناشط شبابي –هولير 428 – فدوى كيلاني – أديبة وكاتبة وناشطة في المجال الثقافي – المانيا 429 – لينا درويش – ناشطة سياسية – تركيا 430 – نوزاد اوسي – ناشطة – هولاند 431 – بريفان إسماعيل – ناشطة شبابية – أربيل 432 - حوران عبدالعزيز حم عضو المجلس المنطقي لحزب الديمقراطي الكردستاني - سوريا منظمة لبنان 433 – شيرين أفرين – ناشطة شبابية في منظمة سوز – تركيا 434 – دكتور ادهم باسو – تركيا - حزاب ازادي الكردي في سوريا
-435 - كمال حنوش - محامي. كوباني436 - ازدهار مطر سليمان رئيسة منظمة حقوق الغنسان للكورد السوريين المهجرين قسرا (( ألمانيا )) 437 - ابراهيم علي أبو شورو- نائب رئيس منظمة حقوق الإنسان للكورد السوريين المهجرين قسرا - المانيا 438 - معصوم فيصل سيمو - رئيس حزب اليساري الكردي في سورية ( تيار الإصلاح ) – المانيا 439 – مسعود حسن – ناشط – المانيا 440 – سكفان اوصمان – ناشطسياسي – المانيا 441 – جلال مرعي – ناشط سياسي - سوريا – 442 – محمود محمود – ناشط سياسي 443 – نهاوند يوسف نايف – فنانة – إقليم كردستان 444 – ليانا بدر – كاتبة – ناشطة ثقافية – فلسطين 445 – كمال حنوش – ناشط 446 – محمد علي موسى – ناشط سياسي – المانيا 447 – إبراهيم زورو – ناشط 448 – علي عوني – مسؤول فرع شيخان ل ب د ك – العراق 449 – بيشمركة روزآفا – إقليم كردستان 450 – علي دوكو – ناشط سبابي – المانيا 451 – هيبت بافي حلبجة – كاتب وناشط 452 – خالد منلا علي – ناشط سياسي 453 – جوان علي – ناشط سياسي 454 – شفان كنعو – ناشط سياسي 455 – اشرف سينو – ناشط سياسي 456 – عامودا رنكين – ناشط سياسي 457 – نصر شيخو – ناشط سياسي 458 – تمو مصطفى – ناشط سياسي 459 – لوند عمر – حرفي – أربيل 460 – انتون سعدون – ناشط سياسي 461 – راسنت علي – ناشط شبابي 462 – حسن شعبان حسن – ناشط شبابي 463 – هيمن ديبو – ناشط شبابي – السويد 464 – خوشناف نعسو – ناشط سياسي – إقليم كردستان 465 – عبد المجيد شنكالي – ناشط سياسي 466 – عيسى سعيد حسن – ناشط شبابي 467 – خالد هورو – ناشط سياسي 468 – جاني صبري – محامية 469 – مسعود عطي – ناشط سياسي 470 – حسين مراد – جامعي – المانيا 471 – خضر عثمان بيررش – ناشط سياسي 472 – حاجي حمزة – ناشط شبابي 473 – نزار شيخ حسين – ناشط 474 – احمد آ مصطفى – ناشط 475 – زهر نصرالدين – ناشط 476 – هوشنك اوصمان – ناشط سياسي – المانيا 477 – ياسمينة عبد الكريم – ناشطة شبابية 478 – يازي اوصمان ناشطة شبابية 479 – مقداد الحاج خالد – محامي 480 – شيخو اسعد – ناشط – تنسيقية أحفاد صلاح الدين بالحسكة 481 – جميل حسين سيدو – ناشط شبابي 482 – سوسن موسى – مهندسة – ناشطة سياسية – فرنسا 483 - الصحفي عقيل صفر كوباني ـ كوباني 484 - روني حسن صوفي - شاعر في تركيا485 – احمد رياض غنام – معارض وناشط سياسي وطني سوري – فرنسا 486 – شاهين سويركلي – ناشط سياسي وثقافي – استراليا 487 -امين خليل منظمة حقوق الانسان ..هولير 488 – اوسف خضركان – شاعر – عفرين 489 - محمد باقي رشيد مستقل 490 - سربست كالي . عفرين ناشط سياسي . مقيم بتركيا 491 - خالدرسول المحمد . الحقوفي 492 – شريف ملا موسى – ناشط شبابي 493 – جنكو احمد – ناشط شبابي 494 – محمد قدري – ناشط شبابي – المانيا 495 – نايف شلهمون – ناشط حقوقي – فلسطين 496 – ولات إسماعيل – ناشط سياسي 497 – عبيد حاج يوسف – ناشط سياسي 498 – عمران عمري – ناشط سياسي – المانيا 499 – رشيد روني جعفر – ناشط سياسي 500 – يسرا عيسو – ناشطة سياسية – سوريا .

491
السبيل الى " قوة عسكرية كردية سورية موحدة "

                                                           
 صلاح بدرالدين

   تدور منذ حين سجالات ونقاشات بين من يرى في الوسط الكردي السوري 1 - بضرورة عودة بيشمركة روزآفا من اقليم كردستان العراق الى الوطن وتشكيل " قوة عسكرية موحدة "  2 – برفض عودتهم والاكتفاء بقوات – الحماية الشعبية – التابعة لحزب – ب ي د – ومساهمة مني في هذا النقاش أرى :
     قبل التفكير " بقوة عسكرية كردية موحدة " علينا العمل من أجل قوة سياسية كردية متجانسة وموحدة الأهداف والسياسات والمنطلقات فالعمل العسكري وفي كل زمان ومكان تعبير عن الموقف السياسي واذا ماتشكلت قوة عسكرية موحدة في الظرف الراهن عن أية سياسة ستعبر ؟ ومن أجل أي هدف ستعمل ؟ .
     هناك قوة عسكرية تنتشر في معظم المناطق الكردية السورية تابعة لحزب الاتحاد الديموقراطي والذي بدوره يتبع لحزب العمال الكردستاني – التركي الذي يشكل الحزب الأم لكل فروع مايسمى ( بمنظومة المجتمع الديموقراطي ) وهي تخدم فعليا وعلى أرض الواقع أجندة قيادة – ب ك ك – في قنديل – وخصوصا في ساحتهم المركزية تركيا وتستخدم كرد سوريا وقضيتهم بحسب سياسة الحزب الأم وليس بحسب مصالح الكرد السوريين التي كانت ومازالت تقتضي الانخراط الكامل في الثورة السورية وفي كل الحراك الثوري والسياسي لشركائنا في الوطن من أجل اسقاط الاستبداد واجراء التغيير الديموقراطي وإعادة بناء سوريا الجديدة الكفيلة بحل كل المسائل الوطنية وفي المقدمة إيجاد حل للقضية الكردية بحسب إرادة الكرد في تقرير أوضاعهم الإدارية والسياسية والدستورية والقانونية في اطار الوطن الواحد وعلى قاعدة العيش المشترك مع المكونات السورية وخاصة الشريك العربي .
       في حين نرى أن تلك القوة العسكرية لم ترفع يوما شعار اسقاط النظام ولم تعمل من أجل ذلك ولم تقبل أي تعاون مركزي مع تشكيلات الجيش الحر وقوى الثورة بل اصطدمت معها في أكثر من مكان ( اثارة موضوع جماعة أبو عيسى وبركان الفرات ماهي الا للاستهلاك والتضليل ) بل أن الحزب الذي يقودها متورط حتى الأذنين في العلاقة والتعامل والتعاون مع نظام الأسد ونظام ايران وحتى الحكومة العراقية ولاشك أن تلك القوى العسكرية ليست من تقرر الخط السياسي بل هي منفذة للأوامر ليس الا وبينها فدائيات وفدائيين شجعان نقدرهم .
      هناك خلاف سياسي عميق في الساحة الكردية السورية بين اتجاهين : واحد ومنذ عقود ومابعدها يرى أن السبيل الأفضل للكرد هو التعاون مع الأنظمة والحكومات المتعاقبة والابتعاد عن المعارضة الوطنية صحيح أن الثورة السورية المندلعة منذ أكثر من أربعة أعوام قد أدت الى مايشبه الزلزال في الحياة السياسية وأثرت على هذا الاتجاه كثيرا وأجبرته على إعادة النظر خاصة بعد تراجع قوى النظام ونهايته المحتومة ولكن ليس الى درجة التخلي عن النهج الانتهازي المتردد اللاعب على عدة حبال وقد ظهر هذا الاتجاه منذ بداية تأسيس ( الحزب الديموقراطي الكردستاني – سوريا ) بخمسينات القرن الماضي من خلال اليمين القومي وتبلور عاريا منذ كونفرانس آب 1965 وجاءت جماعة أوجلان بالثمانينات لتنتهج الخط ذاته ولكن بطريقة أخرى وما نشاهده اليوم ماهي الا امتدادا لماسبق والجديد فيه أن هذا الاتجاه أصبح ذات قوة عسكرية ولديه سلطة أمر واقع تخدم سياسة الموالاة للنظام ومعاداة الثورة والقوى الديموقراطية السورية .
     أما الاتجاه الثاني الذي يعتبر أصيلا وتاريخيا ومعبرا عن مصالح ومطامح الغالبية الشعبية الكردية فيعيش وضعا صعبا حيث وقف مع الثورة عبر الحراك الشبابي الكردي والوطنيين والمستقلين منذ الأيام الأولى ولكنه حورب من النظام ومن الاتجاه الكردي السالف الذكر وهو الآن مغلوب على أمره أمام سلطة الأمر الواقع وقواها الأمنية والعسكرية وفي مطلق الأحوال لو تمتع هذا الاتجاه بقوى عسكرية دفاعية لكان نسق مع الثورة وتعاون معها وناضل جنبا الى جنبها ولحقق خطوات أخرى على درب كسب مواقف الثوار السوريين تجاه الحقوق الكردية بدرجات أكبر .
      بكل أسف فان البعد الكردستاني الراهن لكرد سوريا ليس كله إيجابيا وكمثال دور ومواقف – ب ك ك – كماذكرنا آنفا لايخدم الحالة الكردية بل يزيدها تعقيدا والموضوع سياسي قبل كل شيء ومما يزيد الوضع سوءا هو الضعف الكامن في البعد الوطني وعدم قدرته على استيعاب الحالة الكردية كما نتمناه وبشأن الموقف الدولي وخاصة أمريكا فان مايهمها آنيا ليس مصير الكرد ولامصير السوريين بقدر مايهمها تحقيق خططها في مواجهة – داعش – حتى لو أدى ذلك الى التحالف مع الشيطانين الإيراني والسوري وعلى الصعيد الكردي فان الإدارة الأمريكية تبحث عن مقاتلين على الأرض بالتزامن مع قصف الطيران الحربي وقد برزت على هذا الصعيد مصالح مشتركة في إقليم كردستان العراق الفدرالي وقد تتطور وتتوطد العلاقات الثنائية هناك أما في سوريا فالأمر مختلف تماما مع – ب ك ك – وعلينا عدم المبالاة بالتقارير الصحفية وعدم الارتكان اليها .
      خلاصة القول الأولوية كما أرى هي معالجة الحالة السياسية والتوصل الى اصطفاف كردي قومي ووطني بعد إخفاقات المجلسين الكرديين حتى في تنفيذ مااتفقا عليه بأربيل ودهوك وسقوط مشاريعهما والحاق الأذى بالقضية الكردية وافراغ المناطق من سكانها واثارة الصراعات الجانبية ذات الطابع العنصري وخلق انطباع سلبي لدى الشركاء العرب حول االشك في نيات كردية مبيتة وذلك من خلال مؤتمر وطني جديد بمضامينه ومشاركيه وشعاراته وأهدافه يجمع بشكل خاص ممثلي الحراك الشبابي الذين خبروا مهام تنظيم التظاهرات الاحتجاجية وعانوا السجون والمعتقلات والتشرد ومنظمات المجتمع المدني وسائر الوطنيين المستقلين مع ممثلين عن قواعد وأنصار الأحزاب بحدود 10 الى 15% وممثلين عن مقاتلي قوات الحماية الشعبية وبيشمركة روزآفا وقوى الثورة السورية ولو بمشاركة رمزية وحضور من يمثل بعض الأحزاب الكردستانية كمراقبين ضيوف ويخرج المؤتمر ببرنامج سياسي متوافق عليه وكذلك بلائحة مصدقة حول تشكيل قوة عسكرية كردية مقاومة رديفا لقوى الثورة السورية وملتزما بأهدافها وبالحقوق الكردية .

   

492
حول رسالة زهران علوش " الى الاخوة الكرد "
                                                                     
صلاح بدرالدين

       وجّه السيد “زهران علوش” قائد جيش الإسلام، عدة رسائل خلال اجتماع عقده مع مجلس قيادة جيش الإسلام بعيد عودته إلى الغوطة قبل أيام ،وقد كانت احداها : (  " رسالة الى الاخوة الكرد " تضمنت اشادة بالعلاقات بين الكرد والعرب منذ العصور الغابرة واعتبار صلاح الدين الأيوبي إشارة مضيئة فيها وأشار الى الآية القرآنية حول سفينة النبي نوح ( واستوت على الجودي ) وقال أن جبل الجودي يقع في منطقة كردية منذ قديم الزمان كما اعتبر أن الإسلام هو من جمع بين الشعبين على المحبة .
      وأضاف : عندما نادى العرب بالقومية العربية والأتراك بالقومية الطورانية نادى الأكراد أيضا بالقومية الكردية وحينها دب الخلاف منذ أن تخلوا عن تعاليم الإسلام وقام البعثييون باثارة الخلاف والعداء وضرب البلاد والعباد .
       هناك أطراف دفعت الأمور باتجاه الفتنة والتصادم وبينها ( حزب العمال الكردستاني ) وهناك دول أيضا تساهم بذلك ليس لخير شعوبنا بالنهاية نحن والكرد اخوة وأدعوهم الى اليقظة وعدم الانجرار وراء المفسدين  ) .
        قبل مناقشة – الرسالة – أود التنويه بأنني وخلال مشاركتي بمؤتمر " مجلس قيادة الثورة " الذي انعقد بالريحانية قبل نحو شهر تعرفت عن كثب على ممثلين لعدد من الفصائل ( الإسلامية المعتدلة غير المؤدلجة ) المقاتلة بالميدان ضد قوى النظام وارهابيي داعش والنصرة في أكثر من منطقة ومدينة سورية من مكونات ذلك المجلس وأهمها – جيش الإسلام – وفيها أيضا تشكيلات وضباط من الجيش الحر وخرجت بانطباع ( قد أكون مخطئا ) بأن غالبية تلك الفصائل ان لم يكن كلها وبينها فصيل السيد علوش تقف موقف العداء من كل من – داعش والنصرة – وهو أمر مهم جدا وعلى مسافة بعيدة من جماعة الاخوان المسلمين وهو بنفس الأهمية ومن خلال النقاشات بالمؤتمر ظهر لي بأنه ورغم الاختلاف السياسي والفكري في العديد من المسائل ومن أبرزها تعريف المجتمع السوري وطابعه التعددي قوميا ودينيا ومذهبيا وحقوق الآخرين مع مندوبي تلك الفصائل بالمؤتمر الاأنه ومقابل ذلك شعرت بإمكانية التفاهم والتوافق من خلال الحوار خاصة بغياب الآيديولوجيا المتزمتة والعقلية الشمولية والنزعة الاقصائية التي ينتهجها الاخوان وداعش والقاعدة .
         على ضوء ماسلف أرى أن " رسالة السيد علوش " تعتبر إيجابية في مضمونها العام فهو يؤكد فيها على تعددية المجتمع السوري حيث ذكر – العرب والكرد والتركمان - ويقبلها ويعتبر الكرد شركاء العرب واخوتهم في الحاضر والمستقبل والمصير كما أنه يبرر للكرد ومن منطلقه الإسلامي – ولو بشكل غير مباشر –انخراطهم في حركتهم القومية بعد أن سار العرب في دربهم القومي وكذلك الترك في طورانيتهم ويدين بقوة ممارسات حزب البعث الشوفيني العدوانية تجاه البلاد والعباد وهو كمايبدو يقصد جرائم نظام الاستبداد الأسدي تجاه السوريين وكذلك فظائع نظام صدام وحربه الكيمياوية ضد الكرد في حلبجة ومقابره الجماعية التي خلفها في كل العراق .
      يحذر السيد علوش الكرد من مؤامرات الدول المعادية التي لاتهمها الا مصالحها ويدعوهم الى الوقوف مع الوطن كما يحمل – ب ك ك - مسؤولية الفتنة والابتعاد عن الثورة وموالاة النظام ولكن مقابل ذلك لايطرح البديل وطرق النجاة من المؤامرة والسبيل الى إعادة اللحمة وبناء العلاقات العربية الكردية من جديد وعلى قاعدة عقد جديد والتي لن تتم كما أرى الا بإعادة بناء الثورة السورية عبر المؤتمر الوطني الشامل وبمشاركة كل المكونات الوطنية والخروج بمجلس سياسي عسكري وبرنامج متوافق عليه وخارطة طريق كل ذلك كان قد طرح في مؤتمر الريحانية " لمجلس قيادة الثورة " من جانب العديد من المشاركين العرب والكرد والتركمان علمانيين واسلاميين وبينهم كاتب هذه السطور .
        في محنتنا الوطنية القاسية ليس لنا الا التحاور على قضايانا المشتركة .

493
في داعش وبيشمركة روزآفا والقضية السورية
                                                                     
صلاح بدرالدين

 س1 - كيف تنظر الى ماحدث في كوباني من مجزرة بحق الاهالي من قبل الداعش ؟.
    ج1 – مايتعلق الأمر بالمجزرة وعملية القتل والتصفية الاجرامية ضد أهلنا الكوبانيين  فقد أدمت قلوبنا حيث كان من بينهم معارف وأصدقاء أيضا وجلبت ادانتنا للجناة واستهجاننا لمدى جدية سلطة الأمر الواقع في الحفاظ على أرواح المواطنين الذين فرضت عليهم تلك السلطة من دون ارادتهم الحرة وماهو أكثر مرارة هو تلك السرية المفروضة على مختلف مناحي الحياة لمواطنينا هناك بمافيها اخفاء الحقائق عنهم حول أسباب ونتائج وتفاصيل وأدوات تلك العملية الاجرامية والأسلوب المتبع ينم عن عقلية شمولية لاتختلف عن طبيعة المنظومات الأمنية المستبدة الحاكمة في دمشق وبلدان أخرى وقد أثار انتباهي ماعبر عنه – بوست – نشر باسم ( زيان عامودا ) في الفيسبوك والذي لخص الوضع المأساوي الاشكالي باالتالي ( كان الجناة ينظمون السير في كوباني ويختارون ضحاياهم !؟ )  .
 س2 -  كيف تنظر الى مؤتمر المجلس حول تبني البشمركة ؟.
   ج2 – ماسمعته وقرأته بهذا الشأن أن مؤتمر ( المجلس الوطني الكردي ) الذي انعقد بحماية المربعات الأمنية العائدة لكل من – سلطات النظام وسلطة الأمر الواقع - بالقامشلي " قرر تبني بيشمركة روزآفا واعتباره قوة عسكرية تابعة له " أما قراءتي النقدية لهذا القرار فتتلخص بالتالي :
 1 – ان الأعضاء المنضوين بتشكيلة مايطلق عليه – بيشمركة روزآفا – يتحدرون من عائلات وطنية كردية سورية وكانوا قبل توجههم الى اقليم كردستان العراق وبغالبيتهم نشطاء في تنسيقيات الحراك الشبابي الكردي الثوري ومن المستقلين عن التنظيمات الحزبية .
 2 – انطلاقا من ارادتهم الحرة والحاحهم في اكتساب الخبرة العسكرية وتجاوب قيادة الاقليم المشكور ومع هذا وذاك مطالبات وتمنيات الوطنيين الكرد السوريين المتواجدين بالاقليم لتنظيم طاقات هؤلاء الشباب وتأهيلهم فقد انخرطوا في دورات تدريبية مكثفة في معسكرات بيشمركة كردستان العراق .
 3 – منذ بدايات الثورة السورية وعندما كانت الحاجة ماسة لعودة من أنهى تدريباته من هؤلاء الشباب الى وطنهم لم نسمع أن حزبا كرديا سوريا ما أو مجلسا قد هيأ مستلزمات عودتهم أو حتى طالب بذلك أو أعلن أن له قوات عسكرية قيد التدريب في الاقليم .
 4 – هؤلاء الشباب مجتمعين وفرادى وكما نعرفهم تربوا على المفاهيم القومية والوطنية ويؤمنون بمبادىء الثورة السورية في اسقاط النظام والتغيير الديموقراطي ومتمسكون بحقوق شعبهم كاملة وهم يتمتعون الآن بالشرعية القومية والآفاق مشرعة أمامهم لاكتساب الشرعية الوطنية مجرد مساهمتهم في مواجهة نظام الاستبداد وأعوانه داخل البلاد ولاأعتقد أن ذلك سيتم عبر بوابة مجلس بعض الأحزاب الكردية فهم بأنفسهم قادرون على تقرير مصيرهم وتحديد مستقبل نضالهم من دون أن تتم مصادرتهم من جانب من لايتوافق معهم بالرأي والموقف السياسي أو يسعى للاستقواء بهم وزجهم بأتون الصراعات الحزبية والتضحية بهم في سبيل المواقف المائعة وبالمناسبة فهم ليسوا مقيمون بدور الأيتام  حتى يأتي من يتبناهم بل في الصفوف الأولى من مواقع شرف الدفاع عن الحرية وأمن وسلامة شعب كردستان العراق .
 5 – من باب الوفاء القول أن لقيادة اقليم كردستان العراق وخصوصا مؤسسة الرئاسة الفضل الأكبر في تأهيل وتدريب هؤلاء الشباب الذين أبلوا البلاء الحسن في معارك التصدي لارهابيي داعش في أكثر من جبهة وموقع وقدموا الشهداء الأبرار بكل شجاعة وبطولة .
س3 - كيف تنظر الى المستقبل القريب لسورية وسط تصاعد حدة المواجهات في المناطق المختلفة ؟ .
   ج3 – مازالت القضية السورية تراوح مكانها وتزداد تعقيدا يوما بعد يوم وقد نجح النظام جزئيا وأعوانه المحلييون والاقليمييون والدولييون من اغراق الثورة بالارهابيين من جماعات الاسلام السياسي واثارة المزيد من الفتن القومية والدينية والمذهبية في المجتمع السوري ولكن بالرغم من كل ذلك فالنظام يعيش أصعب أيامه ولايسيطر الا على ربع مساحة سوريا أو أقل ويتوقف اسقاطه النهائي على تحقيق عدد من الشروط والأسباب والخطوات وأولها اعادة بناء قوى الثورة وهيكلة الجيش الحر والتوصل الى عقد مؤتمر وطني عام يصادق على برنامج انقاذي مرحلي وينبثق عنه مجلس سياسي – عسكري جديد لقيادة المرحلة القادمة بما فيها استلام السلطة وقيادة البلاد نحو بر الأمان والوحدة الوطنية والشراكة العادلة لكل مكونات البلاد وايجاد الحل الديموقراطي للقضية الكردية على قاعدة تلبية ارادة الكرد لتقرير مايصبون اليه بحرية في سوريا الجديدة الديموقراطية الواحدة .
 ( كرد ستريت )
 

494
موضوع قديم يثار من جديد
                           
                                                                   
صلاح بدرالدين

      يكثر الحديث هذه الأيام وتحديدا منذ العودة الأخيرة لارهابيي – داعش – الى ( عين العرب – كوباني ) والاقدام على ذبح وتصفية المئات من النساء والرجال والأطفال داخل المدينة وخارجها على ضوء الادانة الشعبية للتقصير الواضح لجماعات سلطة الأمر الواقع التابعة ل – ب ك ك – حول ضرورة دخول بضع مئات من قوات معروفة باسم  - بيشمركة روزآفا – وترجمته العربية – فدائييو كردستان الغربية أو السورية ومتواجدة في اقليم كردستان العراق من أجل تعزيز أمن وسلامة الكرد السوريين وباقي المكونات من المواطنين .
  هناك بعض اللغط في تناول هذا الموضوع بين من يعتبر هذه القوة العسكرية مستقلة عن الأحزاب ملتزمة بمبادىء الشعب والوطن كجزء من الحراك الشبابي الكردي الثوري وبين من يعتبرها الجناح العسكري لأحزاب المجلس الوطني الكردي وبالتالي يجب استثمارها بحسب أجندة المجلس ونقلها الى ساحة الصراع عبر استجداء رضى جماعات – ب ك ك – المسلحة وبين من يرى الحفاظ على وجود وهيبة هذه القوة الوليدة وعدم زجها بمعارك الصراعات الحزبية أو اشتراط انتقالها الى الوطن لحين قدوم الظرف المناسب وبالتنسيق مع قوى الثورة السورية ومن أجل المساهمة في توضيح جذور المسألة كان لنا المداخلة التالية من على بعض المنابر .
     قوات ( بيشمركة روزآفا ) هم شباب ثائرون كان جلهم ان لم يكن جميعهم ناشطون في تنسيقيات الحراك الشبابي الكردي الثائر في جميع المناطق الكردية السورية ومن الناحية السياسية التزموا بمبادىء الثورة السورية ورفعوا شعاراتها ونسقوا عبر مجموعاتهم ونشطائهم مع تنسيقيات الشباب السوري منذ عام 2011 في معظم المناطق والمدن من دير الزور والرقة الى درعا مرورا بحلب واللاذقية ودمشق وحمص كما يؤمنون بضرورة حل القضية الكردية على أساس تلبية ارادة الشعب الكردي في تقرير مستقبله كمايريد في أجواء الحرية والديموقراطية تحت ظل سوريا الجديدة التعددية المنشودة وفي اطار الوطن التشاركي الواحد .
 الغالبية الساحقة من هؤلاء الناشطين والشباب الذين حصلوا على تدريبات عسكرية وبدنية وتأهيلية على أيدي خبراء وكوادر بيشمركة كردستان العراق في منطقة دهوك خصوصا كما يشاركون بصورة تطوعية ومن ملىء ارادتهم الحرة في التصدي لارهابيي وجحافل داعش وأبلوا البلاء الحسن في عدد من مناطق التماس وقدموا شهداء على هذا الطريق واكتسبوا الخبرة القتالية أيضا نقول أن غالبيتهم شباب في مقتبل العمر ينحدرون من عائلات وطنية ولم يكونوا أعضاء ومنتمون الى الأحزاب والتنظيمات بل مستقلون ملتزمون كما ذكرنا بقضايا شعبهم ووطنهم .
 في الحالة هذه وعلى ضوء تصدر الأحزاب الكردية ( في المجلسين الكرديين ) المشهد قسم منها موال للنظام والآخر بين موال ومحايد وجميعها بدون استثناء في واد وقضية الثورة وقضية الكرد السوريين في واد آخر نعتقد أن شعار أو مطلب أن يتبنى هذا الحزب أالكردي و ذاك ( بيشمركة روزآفا ) ليس واقعيا لأسباب عديدة أولها الاختلاف السياسي كما ذكرنا وثانيها عندما يعود هؤلاء - البيشمركة - الى وطنهم ومناطقهم وهو حق مشروع لايحتاج الأمر الى شفاعات حزبية أو تبني لأنه من شأن ذلك التضحية بهؤلاء عبر زجهم بالصراعات الحزبية أو المتاجرة بدمائهم بغياب البرنامج الوطني الواضح في الوقت الراهن .
من جهة أخرى وبما أن هناك قوى ثورية على مستوى البلاد ومن بينها تشكيلات الجيش الحر الملتزم بمبادىء الثورة والذي نعتقد أنه مازال العمود الفقري للثورة السورية عسكريا  لابد من تنسيق وتعاون مشترك وتوزيع المهام وتقديم الدعم للبعض الآخر بينه وبين بيشمركة روزآفا قبل وبعد عودتهم الى الوطن خاصة وأن قوات ومسلحي الجماعات التابعة ل ( ب ك ك ) ترفض بشكل قاطع وجود أية قوة عسكرية أخرى كردية خصوصا عطفا على سياستها الشمولية الرافضة للآخر المختلف وضربها لاتفاقيات اربيل ودهوك عرض الحائط .
أعتقد أن مسألة بيشمركة روزآفا وبعد تأخير عودتهم لأعوام بسبب رفض سلطة الأمر الواقع وضغوطات ايران قد أصبحت جزءا من القضية العامة وأقصد هنا تحديدا بأن مصيرهم يرتبط بالجهود المبذولة لاعادة النظر والبناء وعقد مؤتمر وطني كردي سوري جديد وبمضمون جديد يكون الوطنييون المستقلون والحراك الشبابي ( وبينهم بيشمركة روزآفا ) ومنظمات المجتمع المدني في القلب منه وليس سرا أن هناك جهودا تبذل على هذا الطريق من جانب المعنيين منذ عدة أشهر ونأمل أن يحالفها النجاح .



495
المنبر الحر / أضواء على الأحداث
« في: 11:11 28/06/2015  »
أضواء على الأحداث
                                                                   
صلاح بدرالدين

-   * -
     لم تعد تفاجئنا – باطنية – متزعمي جماعات ب ك ك السورية واخفائها الحقائق عن الشعب وآخرها التحايل على وقائع وأحداث ( عين العرب – كوباني ) الدامية وتطورات الوضع في الحسكة فمن أبرز تجليات – الصعود الايراني – في بلدان المنطقة انتشار خطاب التضليل الممنهج بين أتباع ولاية الفقيه والجماعات السائرة في ركب – قاسم سليماني – : حزب نصرالله يمارس في لبنان وسوريا بعكس مايدعي والحوثييون يضمرون مواقف ويمارسون أعمالا بالضد من كل مايعلنون والشعب الفلسطيني مازال يعاني من ازدواجية – حماس – وقادة بعض الأحزاب الكردستانية العراقية تتبع الآن المسار ذاته وهذا الخطاب الايراني يخفي أيضا المسؤلية في خلق وتنمية داعش وباقي أجنحة القاعدة الارهابية ولن يكون هناك سلام وأمان في منطقتنا الا بالحاق الهزيمة بمشروع حكام طهران واسقاط مطيتهم نظام الاستبداد بدمشق .
-   * -
  الكوبانييون الشرفاء قلوبنا معهم فهم من أهلنا الأكارم لانميز بينهم وبين مواطنينا الحسكاويين وأشقاء وشركاء المناطق والمدن والبلدات السورية الأخرى لكنهم عانوا وتحملوا وقاوموا وهب لنجدتهم القريب والبعيد وناضلوا مبكرا ضمن صفوف الحركة الوطنية الكردية السورية منذ بدايات حركة – خويبون - مايصيبهم يصيبنا ان كان من ارهاب نظام الاستبداد أو ارهابيي داعش أو " ظلم ذوي القربى الأشد مضاضة ووطأة " نتمنى لهم الخلاص من مصادر الشر والتهديد وأن تعاد بناء مدينتهم آمنة مسالمة متألقة خالية من السلاح والمسلحين ويلم شملهم في ظل سوريا جديدة تعددية ديموقراطية حرة .
-   * -
  النص الرسمي الكامل للقسم الذي تلاه جميع أعضاء البرلمان التركي الجديد :
" أقسم أمام الشعب التركي العظيم بشرفي وكرامتي على أن أصون الدولة واستقلالها ووحدة الوطن والشعب من دون قيد أوشرط وأن أصون في ظل القانون الجمهورية الديموقراطية والعلمانية ومبادىء ثورة أتاتورك وسأبقى وفيا لرفاهية المجتمع مؤمنا بالتضامن القومي العادل وحقوق الانسان والحريات الأساسية ومخلصا للدستور " .
-   * -
    سوريا " الوقت الضائع " أو " المرحلة الانتقالية " شعبها منهك ومنهمك في الهجرة والنزوح ودفن الموتى والنظام وأعوانه ماضون في التدمير والابادة ورسم الخرائط البديلة وجماعات الاسلام السياسي الارهابية منشغلة في اضعاف الثورة وتشتيت قواها بتنسيق مع جبهة النظام أو على حسابها الخاص وجماعات وافدة ( عربية وكردية وايرانية ولبنانية ووو) فالتة من عقالها تحمل أجندات خارجية تبحث لها عن مواقع وبؤر وأوكار وأمجاد على حساب سوريا شعبا وأرضا والقوى الاقليمية والدولية مشغولة بترتيب السيناريوهات والوطنييون السورييون الحريصون على العيش المشترك في سوريا جديدة تعددية ديموقراطية موحدة بكل أطيافهم خارج دائرة القراروالفعل الى حين .. نعم أقول الى حين لأن ارادة الشعب هي المنتصرة بالنهاية .
-   * -
   الحاق الهزيمة بارهابيي – داعش – و – القاعدة – وكل من لف لفهما من جانب أي طرف كردي أو عربي أو أمريكي ( وتل أبيض نموذجا ) هو بالنهاية يصب لصالح القضية السورية اذا تم استثماره بالرؤية الوطنية في اطار أهداف الثورة ( اسقاط النظام والتغيير الديموقراطي نحو سوريا تعددية جديدة )من دون اغفال حقيقة اختلاط الأوراق على الساحة السورية واختراقات أجنبية تحمل أجندات خاصة وهيمنة ثقافة الغاء الآخر المختلف بمنطق قوة السلاح والمعالجة لن تكون بمزيد من التشنج ( العنصري والديني والطائفي ) بل بتمهيد السبيل لعقد مؤتمر وطني عام لوضع أسس جديدة للعيش المشترك بين المكونات السورية حسب ارادتها الحرة والحفاظ على وطن تشاركي موحد يحمي الجميع ويعبر عن طموحاتهم .
-   * -
  خلال انعقاد مؤتمر " القوى الثورية والوطنية " في الريحانية ترددت أصوات فردية زعمت بحدوث ممارسات التطهير العرقي ضد المواطنين العرب من جانب مسلحي – ب ي د – وكان جوابنا : ندين ونرفض أي اجراء تتخذه سلطات الأمر الواقع في أية منطقة ببلادنا ومن جانب أية مجموعة مسلحة كردية أو عربية أو خلافها تمس بالوحدة الوطنية وتسيء الى العيش المشترك بين المكونات الوطنية أو تفرض قرارات وقوانين من دون ارادة السوريين والتوافق الوطني وخارج ارادة الثورة السورية ونعتبرها غير مشروعة على قوى الثورة القيام بابطالها وازالتها .
-   * -
      حزب ( الشعوب الديموقراطية ) نال نسبة أقل من نصف الأصوات الكردية اضافة الى أصوات ( علويين ومسيحيين ويسار راديكالي ) في عموم تركيا ويكون هؤلاء صوتوا لبرنامجه الخالي من أي مشروع لحل القضية الكردية في بلد يحوي أكثر من نصف أكراد العالم ويتردد أن تصويت الفئات غير الكردية كان مشروطا بعدة بنود منها عدم التحالف مع حزب أردوغان وفي هذه الحالة مامصير اتفاقية ( أوجلان – هاكان ) للسلام ؟ وماذا سيكون الموقف من الثورة السورية ؟ والعلاقة مع اقليم كردستان العراق ؟ طبعا يهمنا نحن السورييون وفي المقدمة الكرد أن يعم السلام في بلد جار وأن يتطور ويتعمق دعم المهجرين والنازحين واسناد الثورة السورية لتحقيق أهدافها وأن توضع قيود لتدخل ( كرد ب ك ك ) بشؤوننا الداخلية بقوة السلاح حينذاك سنقدم التهاني والتبريكات للفائزين وفي كل الأحوال نجاح الانتخابات بسلاسة انتصار للعملية الديموقراطية السياسية لجميع شعوب تركيا وقواها ومكوناتها .


496
قراءة مختلفة لنتائج انتخابات تركيا
                                                             
صلاح بدرالدين

      ربما يتساءل أي متابع لشؤون تركيا ألم يكن نجاح ( حزب الشعوب الديموقراطية – h d p  ) في الانتخابات الأخيرة بولايات كردستان تركيا ومدينة استانبول ذات التواجد الكردي الواسع  وتخطيه نسبة العشرة بالمئة والتفاف شعب كردستان تركيا حوله دعما غير مباشر لمشروع الرئيس التركي  وخطوة نحو مد اتفاقية السلام بين " أوجلان – هاكان " المزيد من الدفع ؟ لقد راهن – أردوغان – منذ وقت طويل على الورقة الكردية – التركية لتثبيت أركان حكمه وتحقيق سبق ملامسة الحل السلمي عبر حزبه الاسلامي الى درجة أن خصومه من العسكر والمعارضة المدينة اتهموه مرارا بتجاوز الخطوط الحمر والتفريط بوحدة تركيا والاساءة لمبادىء باني تركيا القومية – كمال أتاتورك -  ولاشك أن جزءا من اندفاعته كان انطلاقا من مصالح حزبه ومن يمثل من فئات اجتماعية خاصة من طبقة الرأسماليين ذات النفوذ الواسع والمؤثر في الحياة المدنية والادارة والاقتصاد والسلك الدبلوماسي ومن مصلحتها استتاب الأمن والاستقرار في البلاد وتنشيط الدورة الاقتصادية في المناطق الكردية الغنية بالموارد والأيدي العاملة لتعبيد الطريق الأسرع نحو عملية البناء والاستثمار في الاقليم الكردستاني العراقي المجاور الغني بالنفط والغاز والأحوج مايكون الى خبرات تركيا في مجال الاعمار واعادة البناء لمنطقة تعرضت الى الدمار خلال عقود خلت .
 أن نجاح أي طرف تركي سياسي في سدة الحكم وعلى رأس الحكومة اسلاميا كان أم علمانيا في وقف النزيف وايجاد حل سلمي للقضية الكردية  سيحظى بتقبل الرأي العام على المدى القريب والبعيد وسيسجل له نصرا تاريخيا بعد قرون من الحروب والمواجهات تحت ظل الامبراطورية العثمانية سابقا والقمع والاضطهاد وسياسات التتريك والتهجير طيلة عقود في ظل النظام الجمهوري لاحقا كما سيكون ذلك بمثابة حسن سلوك لتخطي عتبة الباب الأوروبي المغلق أمام تركيا لسببي القضية الكردية بدرجة أولى وملف حقوق الانسان وفي هذا المجال فقد جاهر الرئيس – أردوغان - بموقف متقدم ( وليس كما هو مطلوب طبعا ) نسبة الى السياسات التركية التقليدية المتبعة تجاه الكردانطلاقا من الحل العسكري منذ عهود سلاطين الامبراطورية العثمانية  ومرورا بنظام كمال أتاتورك وحكومات الجنرالات وحتى المواقف الشوفينية المتشددة لكل من حزبي المعارضة : الحركة القومية – m h p - والشعب الجمهوري – c h p  - وسبق ذلك تعزيز العلاقات الاقتصادية والسياسية والانفتاح مع اقليم كردستان العراق وبناء عليه وفي حساب الربح والخسارة بالمدى المنظور والأبعد فان حزب الرئيس انتصر ونال أسبقية  حمل مفتاح حل القضية الكردية رغم أنه خسر بعض الأصوات الكردية ونال امتعاض الأوساط العسكرية .
  من السمات البارزة لأنظمة الحكم المتعاقبة في تركيا ازدواجية ظاهرة بين من يحكم مدنيا نتيجة صناديق الاقتراع ومن يتحكم فعليا من جنرالات من وراء الستار في بلد الدولة فيه تبقى علمانية بدستورها وشكلها العام حتى لو جاء حزب اسلامي عبر الانتخابات ليحكم لعدة سنوات ولمدد قصيرة أو طويلة كما هو حاصل الآن وبما أن تركيا تعتبر من الدول – العميقة – أيضا فهي عرضة لتنافس وصراعات مراكز قوى متعددة الأصول والميول مرئية وغير واضحة المعالم فقد تحكمت منظمة – أرغنكون – السرية على سبيل المثال ولسنوات عديدة بمصادر القرار العسكري والأمني وبادارة الصراع الداخلي على الطريقة المافيوزية وتصفية الناشطين من الكرد والديموقراطيين واليسار وضرب القوى ببعضها عبر منظمات وهمية تركية وكردية باسم الاسلام والقومية وكان لجناح من حزب – أوجلان – دور في تلك المنظمة كما دلت عليها الوثائق المعلنة لذلك من غير المستبعد وجود قوى موازية فاعلة داخل هذه الدولة العميقة تعمل بدون علم قيادة الحزب الحاكم أو بالتنسيق مع أجنحة منه باتجاه تغيير خارطة الصراع التقليدي من رؤية أنه حان وقت ايجاد حل ما للمسألة الكردية بصيغة توافقية يرضي السكان ويحافظ على وحدة البلاد قبل فوات الأوان وتجد في زعيم حزب العمال الكردستاني – أوجلان – ضالتها لتحقيق ماتصبو اليه وما نتائج الانتخابات الا جزء من استراتيجيتها المرسومة تعقبها خطوات أخرى على الطريق .
مايحدث على الحدود الجنوبية لتركيا داخل الأراضي السورية وتحديدا في المناطق الكردية والمختلطة من انتشار التنظيمات الكردية السورية التابعة لحزب – أوجلان -  عامل آخر له علاقة وثيقة بمايجري داخل تركيا وكما يظهر ( ولنترك جانبا التصريحات الاعلامية والمزايدات من هنا وهناك ) فان توسع انتشار تلك الجماعات لم يواجه بردود أفعال مناقضة من جانب الدولة التركية التي كان بمقدورها ( سياسيا وعسكريا وعمليا ) الحد منها على الأقل أو عرقلتها ان لم يكن وقفها مع الأخذ بعين الاعتبار توفر عوامل أخرى ولاعبين آخرين مثل النظام السوري وايران وروسيا وفصائل المعارضة السورية وقوى الثورة حيث نتائج الصراع لم تحسم بعد بانتظار ماسيؤول اليه الوضع على ضوء ماستتمخض عنه المفاوضات بين الغرب وايران والصفقات الاقليمية الجانبية المرتقبة خصوصا بين تركيا من جهة وايران والعراق من الجهة الثانية والحالة في اليمن ومآلات القضية السورية .

497
 
عرب سوريا وكردها والمسألة المركزية
                                                             
صلاح بدرالدين

     بادىء ذي بدء نقول أن نظام الاستبداد ومنذ عقود انتهج سبيل اضعاف العامل الوطني الجامع وضرب أسس الوحدة الوطنية عبر تجاهل مكونات الوطن المتعددة في مناهج التربية والتعليم ووسائل الاعلام وقمع أية محاولة لاظهار الوجه المتنوع الجميل لمجتمعنا وردع كل صوت مختلف قوميا واجتماعيا الى درجة تحول سوريا الى سجن كبير ومرتع – شوفيني – على الطريقة البعثية لصهر المختلف ثقافيا وأثنيا بكل الوسائل الزجرية المتوفرة مما نتج عن كل ذلك وخلال تعاقب جيلين اختفاء ثقافة التعدد وقبول الآخر واضعاف البعد الوطني الى درجة الزوال وانعكس ذلك سلبا على مساعي التوافقات الوطنية وفهم وتقبل الآخر غير العربي وغير المسلم السني من جانب النخب السياسية والثقافية السورية كما أدى الى حرمان الوطنيين الكرد المتمسكين بحل القضية الكردية عبر الحوار الوطني وعلى قاعدة الاستجابة لارادة الكرد في تقرير شؤونهم في اطار سوريا الديموقراطية الموحدة المؤمنين بالعيش المشترك من مزية سند البعد الوطني بسبب هزالته ومن ثم – استئساد – التيارات والمجموعات الكردية الموالية للنظام الى درجة السيطرة على المقدرات بقوة السلاح ولذلك نرى : 
 افتتحت هزيمة – داعش – في تل أبيض سجالات متجددة منطلقة من تفسيرات من عدد من مثقفي شركائنا العرب با( المعارضة ) ذات الطابع العنصري وكأن أصحابها كانوا بانتظار تحرير المدينة على أيدي لها صفة ( كردية !) لينفسوا حقدهم الدفين بعضها تجاوز الخطوط الحمر تسربت الى دروب متشعبة كادت أن تنسينا الجوهر في المسألة السورية متناسين أن ( المحررين ) الذين سبق وأن هزموا – داعش – في ( عين العرب – كوباني ) بدعم اقليمي ودولي ليسوا مخولون من الكرد السوريين للتعبير عن مواقفهم ومصالحهم وطموحاتهم وأن الغالبية الساحقة في الحركة الوطنية الكردية السورية الأصيلة ليست على وفاق مع سياسات حزب الاتحاد الديموقراطي تجاه النظام والثورة وأنظمة الاقليم والقضية الكردية بشكل عام والذي لايحمل الصفة الكردية أساسا لافي اسمه ولا في برنامجه وسيطرت قواته الوافدة من خارج الحدود بقوة السلاح على المناطق الكردية والمختلطة برضى النظام وتسهيلاته ودعم لوجستي ومادي ايراني .
 لقد قلنا ونكرر أن الحاق الهزيمة بارهابيي – داعش – و – القاعدة – وكل من لف لفهما من جانب أي طرف كردي أو عربي أو أمريكي ( وتل أبيض نموذجا ) هو بالنهاية يصب لصالح القضية السورية اذا تم استثماره بالرؤية الوطنية في اطار أهداف الثورة ( اسقاط النظام والتغيير الديموقراطي نحو سوريا تعددية جديدة )من دون اغفال حقيقة اختلاط الأوراق على الساحة السورية واختراقات أجنبية تحمل أجندات خاصة وهيمنة ثقافة الغاء الآخر المختلف بمنطق قوة السلاح والمعالجة لن تكون بمزيد من التشنج ( العنصري والديني والطائفي ) بل بتمهيد السبيل لعقد مؤتمر وطني عام لوضع أسس جديدة للعيش المشترك بين المكونات السورية حسب ارادتها الحرة والحفاظ على وطن تشاركي موحد يحمي الجميع ويعبر عن طموحاتهم .
 كما قلنا ونكرر ردا على الاتهامات والادانات المنطلقة من المواقف المسبقة  الزاعمة بحدوث ممارسات التطهير العرقي ضد المواطنين العرب من جانب مسلحي – ب ي د – أننا جميعا ككرد سوريين ووطنيين مؤمنين بالثورة والتغيير : " ندين ونرفض أي اجراء تتخذه سلطات الأمر الواقع في أية منطقة ببلادنا ومن جانب أية مجموعة مسلحة كردية أو عربية أو خلافها تمس بالوحدة الوطنية وتسيء الى العيش المشترك بين المكونات الوطنية أو تفرض قرارات وقوانين من دون ارادة السوريين والتوافق الوطني وخارج ارادة الثورة السورية ونعتبرها غير مشروعة على قوى الثورة القيام بابطالها وازالتها ".
  من الملاحظ أن تلك السجالات العقيمة المثيرة للحساسيات القومية استندت الى اتهام الكرد كشعب وقوم بالتجني والتحول من موقع الضحية الى موقع الجلاد ( هكذا بطرفة عين ) من دون تشخيص طرف أو حزب معين أو تيار سياسي بعينه حيث يمكن في هذه الحالات النظر فيها ومناقشتها وبمعزل عن أي دليل أو قرائن مادية ملموسة ومن الملفت أنها بغالبيتها صدرت عن أفراد ينتمون الى تيارات آيديولوجية ( قومية ودينية متشددة ) يرفضون تعددية المجتمع السوري أقواما وأديانا ومذاهبا ويدعون الى اللون الواحد تماما كما هو عليه نظام الاستبداد ( أحادية القوم والطائفة والحزب والعائلة والخطاب والادارتان العسكرية والأمنية ) ولايقبلون الآخر المختلف ولايعترفون بوجود الكرد كشعب يعيش على أرضه التاريخية يأتي بالمرتبة الثانية بعد الشعب العربي وحقوقه المشروعة المنصوصة عليها في شرعة حقوق الانسان ووثائق الأمم المتحدة وأدبيات الثورة السورية وحتى في برامج بعض – المعارضة - .
  مهما علت أصوات هؤلاء الشوفينيين المسعورين الساعين الى اشعال فتنة قومية بين العرب والكرد في هذه الظروف العصيبة ومهما قامت الفضائيات – الرسمية – بنقل سمومهم بالصوت والصورة فاننا نحن الوطنييون الكرد السورييون لن نمنحهم شرف تمثيل الصوت العربي الحقيقي والعاقل الحريص على الوحدة الوطنية وعلى وشائج الصداقة الكردية العربية تماما كما لاننظر الى مواقف الجماعات الكردية السورية التابعة لحزب العمال الكردستاني – التركي كممثل للرأي العام الكردي السوري أومعبر عن طموحات الغالبية الكردية الحقيقية خاصة في مسألة الموقف من الثورة والنظام ودول الاقليم ومجمل القضية الكردية بالمنطقة .
 هناك بين عرب سوريا وكردها وكل مكوناتها من تيارات سياسية وجماعات وأفراد من يحاول تجاوز الثورة وأهدافها وشعاراتها ونصرة مشروع النظام بسبل مختلفة والدفع باالقضية المركزية الى مجاهل النسيان هناك من هؤلاء من يحاول اعتبار – داعش – الطرف الارهابي الوحيد وأن النظام شريك في محاربته وهناك من يرى التناقض الرئيسي مع الكرد ( الانفصاليين ) وليس مع النظام والقوى الارهابية الأخرى وهناك من يعتبر أن الثورة انتهت ويجب الرضوخ لقوانين وشرائع من بيده السلاح وسلطة الأمر الواقع ونحن بدورنا نقول لهؤلاء جميعا : أنتم لاتعبرون عن ارادة الغالبية الساحقة من السوريين وأن الثورة الوطنية قامت لتنتصر وأن الشراكة العربية الكردية متجذرة في عمق التاريخ وضرورة آنية مستقبلية لاعادة بناء سوريا الجديدة .




498
مؤتمر القوى الثورية والوطنية السورية 
       
                                                             
صلاح بدرالدين
  بدعوة من " مجلس قيادة الثورة " وتحت شعار ( حتى لاتسرق الثورة ) التأم في مدينة – الريحانية – بمحافظة – انطاكيا – في يومي ( 10 – 11 – 6 – 2015 ) مؤتمر تشاوري للقوى الثورية والوطنية حضره مايقارب ال 200شخصا يمثلون معظم فصائل الثورة المقاتلة من الاسلاميين خارج اطار ( داعش والنصرة والاخوان المسلمين ) وكذلك ممثلين عن بعض تشكيلات الجيش الحر والوطنيين المستقلين كما دعى المجلس كضيوف عددا من الشخصيات الوطنية والثقافية وسياسيين من بعض المكونات وبينهم اضافة الى كاتب هذه السطور السادة – رياض سيف وسهير الأتاسي وأحمد معاذ الخطيب واللواء سليم ادريس وموفق نيربية وأنس العبدة وعقاب يحيى وبسام العمادي – وآخرين  وكان لبعضهم كلمات في الجلسة الافتتاحية .
 كما ذكرنا فان المؤتمر كان تشاوريا وبمثابة حوار لتحضير وتنفيذ خطوات لاحقة عبر تشكيل ورش عمل لصياغة المقترحات البرنامجية وصولا الى عقد مؤتمر وطني عام .
  وبالاضافة الى كلمتي في الجلسة الافتتاحية فقد طلب منظموا المؤتمر أن أقدم لهم تصورا حول تعريف الشعب السوري وحقيقته التعددية عامة والقضية الكردية على وجه الخصوص وكانت الصياغة التالية :

  ( التعددية الوطنية
         التأكيد على أن شعبنا السوري العظيم بكل مكوناته الذي أشعل الثورة منذ الخامس عشر من آذار – مارس – 2011 ويقدم القرابين كل يوم على مذبح الحرية والاستقلال والسيادة هو شعب واحد موحد متعدد القوميات والثقافات ومتنوع الديانات والمذاهب بغالبية عربية يليها الكرد كقومية ثانية , ومسلمة تليها المسيحية وهناك أقوام وأثنيات وديانات ومذاهب أخرى مثل الأرمن والآشوريين والتركمان والسنة والعلويين والدروز والاسماعيليين  والشركس والأزيديين الذين يشكلون جميعا النسيج السوري المتنوع والمصمم على العيش المشترك في اطار الوحدة الوطنية والشراكة والحقوق المتساوية .
    ومن أجل اعادة الاعتبار للحقيقة السورية الغنية باشعاعها الحضاري على مر القرون سنعمل على اعادة كتابة تاريخ سوريا القديم والحديث كماهو بكل تنوعه بعد أن تعرض الى التزييف الآيديولوجي الأحادي بدوافع شوفينية وفئوية ضيقة على أن تعاد اليه ألوانه الحقيقية المتعددة الجميلة  ويعاد الاعتبار الى كل مكون ساهم بقسطه في معارك التحرير والاستقلال والبناء وعلى أن تكون سوريا الجديدة دولة ديموقراطية تعددية لكافة مكوناتها القومية والدينية والمذهبية بدستور يكفل حقوق الجميع ويضمن شراكتهم على أساس العدل والمواطنة المتساوية بالحقوق والواجبات .
   القضية الكردية   
 نؤكد على أن الشعب الكردي من سكان بلادنا الأصليين وجزء أساسي من الهوية الوطنية للشعب السوري تعرض منذ عقود وحتى الآن الى صنوف الاضطهاد والتميز من بينها مخططات التهجير والاقصاء والحرمان من حق المواطنة والأرض وتغيير تركيبة مناطقه الديموغرافية وأن قضيته القومية جزء من القضية الوطنية الديموقراطية العامة وسيكون الحل بازالة كافة الآثار السلبية المترتبة منذ عقود بما في ذلك التعويض المناسب عن مالحق بأبناء هذا الشعب من ظلم وغبن معنوي ومادي , وحل قضيته باقرار الحقوق القومية المشروعة السياسية والثقافية والادارية بحسب ارادته في اطار الوطن السوري الواحد .
 على أن يراعى في صياغة الدستور الاقرار بوجود الشعب الكردي السوري الذي أنكره نظام الاستبداد كقومية وطنية أصلية ثانية شريكة متآخية مع القومية العربية وضمان حقوقه الأساسية وصيانة وتعزيز هويته وترسيخ شراكته المصيرية وايجاد الحل العادل لقضيته القومية حسب ارادته الحرة واختياراته عبر الاستفتاء في اطار الوطن السوري الواحد وعلى أساس التوافق الوطني ومعالجة كافة قضايا القوميات والمكونات الأخرى ) .




499
المنبر الحر / حتى لاتسرق الثورة
« في: 02:36 14/06/2015  »

                                             نص كلمة السيد صلاح بدرالدين
                                        في الجلسة الافتتاحية
 
          حتى لاتسرق الثورة
  السيدات والسادة السيدة أم الشهداء
 " حتى لاتسرق الثورة " صرخة معبرة تستحق الوقوف عندها والعمل من أجل تحقيقها وماأراه بهذا الصدد هو :
-   قامت الثورة السورية على قاعدة تلاحم وتلاقح كل من الحراك الوطني الثوري العام وفي القلب منه التنسيقيات الشبابية ومراتب الجيش الحر من ضباطوأفراد الذين انحازوا الى صفوف شعبهم .
-   بسبب بقاء الثورة بدون قيادة مركزية وانعدام الضبط والربط تم النيل منها وحصارها ماديا وسياسيا وعسكريا من جانب قوى النظام وأعوانه من جهة والأحزاب الآيديولوجية التقليدية المحسوبة على المعارضة من ىالجهة الأخرى .
-   في البدء كانت الانتفاضة التي تحولت الى ثورة دفاعية مقاومة ثم وبعد نحو نصف عام ظهرت – المعارضة – من خارج صفوفها ومن دون غطائها الشرعي .
-   الثورة كارادة وطنية وأهداف شعارات وكفكرة وطموح وشهداء وضحايا السجون والمعتقلات والنزوح والتهجير بالملايين هي لأساس وهي الطرف الأوحد الذي يشكل مصدر الشرعيتين الثورية والوطنية .
-   يجب التفريق بين الثورة من جهة والمعارضة من الجهة الأخرى فالأولى قامت على هدف اسقاط النظام وتفكيك سلطته واجراء التغيير الديموقراطي اعتمادا على ارادة السوريين والثانية ظهرت من دون الالتزام بتلك الأهداف من ضمن أجندة اقليمية وقسم منها يسعى لابرام الصفقة مع النظام .
-   الثورة بأهدافها المعلنة وطنية شاملة تعبر عن طموحات كل المكونات والأطياف السورية القومية والدينية والمذهبية تسعى لارساء سوريا تعددية موحدة جديدة أما المعارضة فيغلب عليها الطابع الفئوي والآيديولوجي والمناطقي وغير المستقل .
-   الثورة وعاء جامع لكل السوريين ومعبر عن وجدان وضمير الوطنيين الحريصين على رفعة الوطن والعيش لمشترك والعدل والمساواة .
-   لقد تمت سرقة الثورة منذ اليوم الأول لقيام الكيانات المعارضة وعلينا الاعتراف أنه ومنذ أربعة أعوام ثورتنا مسروقة .
-   من المهام الأساسية الآن استعادة الثورة الى أيدي أصحابها الحقيقيين ولكن كيف السبيل الى ذلك في هذه الظروف البالغة التعقيد والخطورة ؟ .
-   الانطلاق ن مبدأ أن مايجمعنا كمكونات وأطياف وتيارات سياسية هو المهمة المركزية أي : اسقاط نظام الاستبداد كمرحلة أولى ثم التوافق على التصدي للمرحلة التالية وهي اعادة البناء واجراء التغيير الديموقراطي على قاعدة الارتهان لارادة الشعب وصناديق الاقتراع في الاختيار الحر لمستقبله الاقتصادي والسياسي والاجتماعي .
-   كل طرف أو جماعة أو فئة عربيا كان أم كرديا أم تركمانيا علمانيا كان أم اسلاميا أو مسيحيا سنيا كان أم علويا ودرزيا يؤمن بتلك المبادىء ويلتزم بها يمكن أن يتعاون ويسير في طرق الثورة ويشكل جزءا من حاضرها ومستقبلها .
-   صحيح لكل مكون أو طرف أو فئة أو تيار أو فرد طموحات وأهداف خاصة فهناك من يريد نظام ديموقراطي بديل أو قومي أو اشتراكي ومن يأمل في في نظام الشريعة الاسلامية ومن يطمح في أنواع من الاستقلال الذاتي المحلي ومن يرغب في سوريا واحدة موحدة على أساس المواطنة وهي كلها موقع الاحترام ولكن لايجوز فرضها الآن كشرط وفي هذه المرحلة بوجه الثورة لأنها ببساطة لن تتحقق في في ظروف الفوضى والاقتتال وبوجود نظام دكتاتوري مستبد وأن أي بديل يجب أن ينبثق عن توافق السوريين وارادتهم الحرة .
-   تشخيص أعداء الثورة واصدقاءها والا تفاق على ذلك .
-   والحل من أجل استعادة الثورة كما أرى هو بدمج العسكري بالسياسي باعادة البناء والهيكلة وصياغة البرنامج المرحلي الانقاذي وانتخاب مجلس سياسي – عسكري عبر مؤتمر وطني عام .
-   ارى ان اي مشروع مرتقب يجب وبالضرورة أن يستند على مفهوم اسقاط النظام وتفكيك سلطته وقراءة واقعية في تعريف المجتمع السوري والاعتراف الصريح بمكوناته القومية والدينية والمذهبية .
-   قبل نحو مائة عام انبثق الاتحاد السوري كضرورة وطنية وانعقدت مؤتمرات ثلاث في أعوام ( 1913 – 19 – 21 ) في لداخل والخارج والتي توجت بتشكيل " الاتحاد السوري " مجسدا الارادة الوطنية في وجه الانتداب والتقسيم وكأننا اليوم نعيش أجواء ماقبل قرن من الزمان بمهام لصون السيادة والوحدة الوطنية واجراء التغيير الديموقراطي واعادة بناء الدولة السورية التعددية الموحدة بين مكوناتها على قاعدة الاتحاد الدستوري الطوعي التعاقدي والعيش المشترك والمصير الواحد يضمن طموحات الجميع .
والسلام عليكم

500
اضاءات في زوايا الوطن الجريح
                                                       
صلاح بدرالدين

-   * -
 تلقيت استفسارات من أصدقاء سوريين حول ماتتناقلها الجهات السياسية والمنظمات الحقوقية والمنابر الإعلامية الوطنية والخارجية عن اقدام الكرد على تنفيذ خطوات التطهير العنصري ضد العرب في محافظة الحسكة ومن أجل توضيح الحقائق كمهمة تقع على كاهل كل الوطنيين الكرد أقول لكل الشركاء في بلادنا   :  أن تلك الجماعات لاتمثل الإرادة الكردية ووفدت لتسيطر على المناطق بتسهيلات من نظام الأسد بهدف إيذاء الثورة وازاحة ممثلي الكرد في الحراك الثوري الشبابي  والوطني العام وهي تقوم بتطهير – وطني وسياسي  وحزبي – في ظل سلطتها الأمر – واقعية ضد الكرد أولا حيث نصف كرد سوريا الآن تقريبا في ديار الهجرة والنزوح  و80% منهم يعيدون السبب الى تسلط تلك الجماعات المسلحة وان حصلت ممارسات ضد العرب فهي من باب اثارة العنصرية والفتنة بين صفوف السوريين لتشويه الثورة الوطنية ضمن خطط النظام المعروفة .
-   * -
زيارة وزير الخارجية السعودي لمصر التي استغرقت ساعات لن تتسع لمباحثات مفصلة حول مختلف القضايا الساخنة ومن المتوقع أن يحمل الوزير رسالة تتضمن رفض السعودية وبالنيابة عن كل من تركيا وقطر عن أي دور للأسد ونظامه في مستقبل سوريا وعن أي نفوذ لإيران مابعد الأسد بعد أن ظهر توجه الاجتماع المرتقب – لمعارضين – تحوم حول غالبيتهم شكوك الموالاة في القاهرة نحو ابرام صفقة مع النظام بدور واضح للقاهرة وموسكو تحت مسمى الحل السلمي وحجة مواجهة الإرهاب وهذا يفند ماذهب اليه البعض من أن اجتماع القاهرة سيمهد لاجتماع آخر بالرياض يكمل الأول والسؤال : هل سيلغى اجتماع القاهرة ؟ أم سيلتئم فقط حفاظا على ماء وجه القيادة المصرية وبعض مقاولي المؤتمرات من السوريين ؟ .
-   * -
بمناسبة – اطلالة الجولاني – من قنال الجزيرة أقول : من حيث المبدأ لايمكن انكار تعددية مجتمعنا المكوناتية والسياسية ولايمكن تجاهل طبيعة وشروط مرحلة الثورة الوطنية التي تتطلب أوسع التحالفات حول مسألة مركزية وهي اسقاط النظام أما من حيث الواقع فبسبب هشاشة الحالة الراهنة وتفكك قوى الثورة وانعدام قيادة ثورية موحدة فمن الاستحالة بمكان تجيير أي تحالف مع ( داعش والنصرة وتوابعهما ) الى مصدر قوة لأنهم أصحاب أجندات مدمرة وأهداف مختلفة ونزعات فاشية إجرامية بقي أن نقول أن أقوال الجولاني على ذلك المنبر في مرحلة الاستحقاقات هذه تعبر عن ثقافة وموقف – الاخوان المسلمين – بصراحة بالغة تفتقدها الجماعة عادة وأتوجه الى الثوار والوطنيين كافة : هل وصلت الرسالة ؟ .
-   * -
أعتبر اعتداء مسلحي ( ب ك ك على مسلحي ب د ك ايران ) في – كةلة شين – الحدودية عملية مخابراتية إقليمية بامتياز لمصلحة الأنظمة المقسمة للشعب الكردي وخاصة نظام طهران فكل يوم تتوفر شواهد وقرائن جديدة على الدور المريب الطابور – خامسي لجماعات – ب ك ك – ليس في تركيا فحسب بل في سوريا والعراق وايران في وقت تشهد فيه الأحزاب الكردية عموما التي تفتات على حسنات الغير وتستقوي بمصادر إقليمية معادية صراعات ومواجهات عنفية ومخططات تآمرية بين بعضها الآخر في كل مكان وتعجز عن الاتفاق على أبسط الأمور والحل المتوفر الأسلم هو البحث عن بدائل سياسية جديدة في الحركة الوطنية الكردية بدلا من الاستمرار منذ عقود في المضي بثقافة المجاملات الفارغة والنفاق على حساب النزيف والمعاناة وتراجع الحق الكردي المشروع واضاعة الفرص التاريخية .
-   * -
النظام الإيراني بصدد إعادة ترتيب أوراقه وتموضع قواه الأمنية والسياسية والميليشياوية في سوريا والعراق ولبنان بعد صفعات – عاصفة الحزم - مستخدما وسائل الهجوم – الدفاعي أما النتائج على الساحة الكردية السورية ففي طور التشكل : مزيد من القرارات الزجرية الصارمة ضد الأهالي من جانب سلطة الأمر الواقع بعد اجتماع مطار القامشلي وظهور المجلس الكردي المخترق بالكامل على حقيقته كطابور خامس في خدمة جماعات – ب ك ك - وتنفيذ الخطة – ب – باسم الخط الثالث من فلول الأحزاب المرتدة برعاية – فيلق القدس – الإيراني والكرة الآن بملعب الوطنيين الحريصين على إعادة بناء وتنظيم الكتلة التاريخية المعبرة عن إرادة الكرد السوريين بدعم واسناد الشركاء والأشقاء .
-   * -
مثله كمثل الذي " سكت دهرا ونطق كفرا " فجورج صبرا وفي لقاء على احدى الفضائيات ( الصديقة ! ) يقول في معرض التعليق على تقدم – داعش – واحتلال أو استلام تدمر بما معناه : أن المعركة بين الطرفين الارهابيين  داعش والنظام وسيقضي أحدهما على الآخر أي أنه يبرىء النظام من صناعة داعش بعكس كل الوقائع والدلائل والقرائن وبالضد من موقف الثوار بهذا الخصوص على كل يزول العجب عندما نعلم أن المومى اليه ( الحاصل على الجنسية التركية بوساطة اخوانية ) يعتبر جبهة النصرة الإرهابية القاعدية جزء أساسي من ثورته السورية ؟! .


صفحات: [1] 2