ankawa

الحوار والراي الحر => المنبر الحر => الموضوع حرر بواسطة: المونسـنيور بيوس قاشا في 13:54 25/05/2019

العنوان: الكذبُ كذبٌ وإن كان أبيضاً
أرسل بواسطة: المونسـنيور بيوس قاشا في 13:54 25/05/2019
الكذبُ كذبٌ وإن كان أبيضاً

المونسنيور د. بيوس قاشا
    البدء
بداية ، لنقرأ الفصل الخامس من سفر أعمال الرسل حيث قصة حننيا وسفيرة،
 فقد قال بطرس لحننيا "أنت لم تكذب على الناس بل على الله" (أع 5:5)، وما إن سمع حننيا هذا الكلام حتى وقع ولفظ روحه، وهكذا زوجته من بعده (أع 10:5).وقال المسيح الحي:"أنا الطريق والحق والحياة"( يو6:14). ويُحكى أن واعظاً وقف وسط شعبه وقال لهم هذه العبارة "رأيتُ جنّازة يشيّعها مليون، فقلتُ: مَن المتوفى؟، فقالوا لي: الحق"... ونحن اليوم أمام عالم نقول عنه عالماً فاسداً، وأمام مهمات وظروف تجعلنا أن نقدس كلامنا وإنْ لم نكن صادقين، وأصبحنا نسمّي الفساد موهبة، والكذب مقدساً وأبيضا ، والحياة مسيرة سُجلت محطاتها باسمائنا ، ومن المؤسف أن تصل بنا الحياة إلى هذه الحالة التي فيها نحن سادة القوم بلا منازع ، فنحن الامراء بكلامنا واوامرنا وكبريائنا متى نشاء ومتى كانت فيه مصالحنا  . 

     ماهو الكذب؟
   الكذب ، هو إخفاء حقائق أو جزء منها وقولها بإيحاء يتنافى مع الواقع أو يعطي انطباعاً آخر يخالف الحقيقة، يعني هو قول أمر يعني به القائل أمراً آخر ليجعل السامع يفهم الكلام على محمل غير سليم، فهو حلّ سهل وإليه تلجأ جميع شرائح المجتمع بمختلف درجاتهم وأماكنهم ومراكزهم، فهو في أفواه الأغلبية الساحقة. ومن المؤسف أن الكذب أصبح اليوم عادة سلبية، وحلاً مقدساً ، أخذت تنتشر بسرعة هائلة.وتزداد بشاعته كلما عظمت مكانة مَن تكذب عليه أو تملّقه أو تكون بوجهين من أجل مصالح دنيوية وأرباح زائلة وصداقة مزيَّفة، وكما يحمل صاحبه إلى خلق جو من التذبذب وعدم الثقة والمصداقية مثلاً: بين الزوج والزوجة، بين رئيس الدائرة وموظفيه، بين العاملين ورب العمل، بين الأولاد ووالديهم... وما ذلك إلا دليل على الخوف وضعف الشخصية، أما الإنسان الصادق فهو شجاع إذ يتحمّل مسؤولية أعماله حتى لو أصدر كبار الزمن حكماً كبريائيا بحقه من اجل تبرير انفسهم . وفي هذا المجال تدخل المحطات الاخرى لمسيرة الكذب ، التمليق ، المحاباة ، والمديح الزائد والتباهي وخاصة اذا كان صاحبه بوجهين، والظن السيء والرياء والنفاق والذي يقول نصف الحقيقة او يعكس مفهوم الحقيقة .

     سؤال لأنفسنا
لنسأل أنفسنا: لماذا نكذب؟، هل البشر كلهم ينتحلون صفة الكذب؟، لماذا يكذب بني البشر؟ هل بسبب الخوف؟هل من أجل مصلحة أنانية شخصية وهدفية؟ هل لإبعاد الحقيقة عن الإعتراف بها؟ هل لينجو من مواجهة أو عقاب أو الخروج من مأزق وضع نفسه فيه؟، هل يدرك الإنسان حينما يكذب ماذا يترتب على ذلك؟ والرب قال في وصاياه إلى موسى "لا تشهد بالزور" (خروج16:20) الوصية الثامنة)؟، أيجوز جعل قول الكذب حقيقة؟، وابن سيراخ يقول في هذا الصدد "الكذب عار قبيح في الإنسان" (سيراخ 26:20).
   إذاً دوافع عديدة وأسباب متعددة يضعها الإنسان من أجل تبرير موقف خاطئ ارتكبه، أو تغطية عيب، أو ضعف عنده. فالموظف الذي يتأخر عن الذهاب في الموعد المحدد إلى دائرته قد يكذب ويدّعي أن المواصلات لم تأتِ في موعدها المحدد، أو هناك ازدحام في السير، وتفتيش وسيطرات أو حادث اصطدام. والطالب الذي لم يكمل واجباته المطلوبة قد يكذب ليخلّص نفسه من توبيخ المعلّم، وقِسْ على هذا المنوال.

        الكذب الكذب
   قد يكون الكذب مباشراً أو غير مباشر، وناقل الكذب يعتبر كاذباً أيضاً لأنه شريك في الكذب ونشره (مثل مروّجي الاشاعات)، فالذي يسمع الكذب ويقبله إنما يشجع الكاذب على الاستمرار بكذبه، لذلك فخطيئة الكذب يشترك فيها ثلاثة: الكاذب، ناقل الكذب، متلقي (قابل) الكذب. فالإنسان ينقل خبراً قد يكون جاهلاً حقيقة أمره أو مبالِغاً فيما يسرده من أخبار، أو أن مصادره التي استقى منها المعلومات غير سليمة وقد يكون فاسد النيّة بضمير تجاري مصلحي  فيما يقوله. فالرب قال في وصاياه العشرة لا تشهد شهادة زور(لا تكذب) .. فالكذب خطيئة وعصيان لوصايا الله. فحالة الكذب خطيئة مزدوجة، أي أن هناك خطيئة أخرى دفعته إلى الكذب. فلو كنا نعيش في عالم مثالي لأمكن أن تصدق كل ما يقال، ولكن ما دام الكذب موجوداً في العالم فيجب علينا أن نحقق وندقق قبل أن نصدق. فلا يجوز استعمال أساليب ملتوية، فمهما يبدو الكذب نبيلاً لا يمكن أبداً أن يغيّر من حقيقة أنه كذب، ولا يمكن للأمور أن تستقيم إن كان الكذب هو الأسلوب المتَّبع لإخفاء الحقائق أو لتحقيق مكاسب بأسلوب لا يليق. ومار بولس يقول "اطرحوا عنكم الكذب وتكلّموا بالصدق كل واحد مع قريبه" (أفسس25:4)، وايضا "ابتعدوا عن كلام الكذب" (خروج7:23).
   فنحن هنا نقول: إن الكذب كذب وإنْ اختلف شكله ومضمونه وألوانه، فلا يوجد كذب أبيض أو مقدس أو أسود. فالكذب مهما حاولنا إخفاءه أو معالجته فهو كذب، وما هذه التعابير أو الصفات لتجميل لون الكذب إلا محاولات الناس لإقناع الآخرين بقبول كذبهم، كأن يقول البعض أن الكذب حلال غذا كان هدفه هدفاً نبيلاً أو عظيماً كإخفاء حقيقة مرض خطير عن المريض، أو أدراك الحقيقة ونقلها بأسلوب ملتوٍ محشو بروح كاذبة . واعلم ان الكذب يأتي بمزيد من الكذب، ومثال في ذلك قصتنا مع أبينا آدم، ثم حواء، ثم الحيّة، أغوتهما الحية ليأكلا من الثمرة فيصيران شبيهان بالله، عارفين الخير والشر، فأتت الشهوة بكسر وصية الله، ثم كان السقوط نتيجة الخطيئة بسبب محاولة كل طرف إلصاق التهمة بالآخر، وأخيراً وُجِّهت التهمة لله نفسه وكأنّ آدم يقول لله "لو لم تكن أنتَ قد أعطيتني هذه المرأة لما كنتُ قد أخطأتُ هكذا" (تكوين12:3)، ثم النتيجة كانت الطرد من الجنة... فالكذب في المسيحية غير مباح مهما كانت الأسباب، كما قد يوجد أحياناً في أديان أخرى.
   
        الخاتمة
   ليعلم كل إنسان أن ما يخفيه اليوم أو ربما يهرب منه أو يداريه بالكذب لابدّ أنه سيدفع ثمنه غداً، وهذا هو القانون الطبيعي لا محالة، وسيأتي الوقت الذي فيه سينكشف الكذب مهما طال الزمان، فالمسيح الرب يقول "ليس خفيٌّ إلا سيظهر، ولا مكتومٌ إلا سيُعلَن" (لو17:8). ومن المؤكَّد ستبقى الحقيقة تقاوم الشر والشرير وإن لبسا أثواباً ملونة بأصنافها ودرجاتها ومعالمها. والإنسان الصريح والواضح في فكره له الإحترام الكبير من مجتمعه، والإعتراف بالخطأ يزيد ثقة في نفس صاحبها... للاقلاع عن الكذب يتطلب قناعة تامة وتصميماً إرادياً،. ، لذا فالاستقامة والصراحة والوضوح كلها مفاتيح مهمة، ثم التصميم الذي يجعلني أكون حاسماً مع نفسي، فالرب يسوع قال "ليكن كلامكم نعم نعم ولا لا، وما زاد على ذلك فهو من الشرير" (متى37:5) .
فلا تصدق كل ما يقال، ولا تحكم بدون تحقيق حتى لو قالها كبار الزمن أو صغاره ، هم الذين يقولون كلاماً يُظَنّ منه حقيقة، فكلامهم ملون حسب مصالحهم وحسب مشيئتهم من أجل دنيويات زائلة فهو مليء بالمحاباة والتملق والنفاق ، ولاسباب شخصية تدفعهم إلى طمس الحقائق أو إلى الدسّ والإيقاع بين الناس، ولهم رغبة خاصة في إيذاء شخص معين أو جماعة معينة لغايات مشبوهة ومصالح أنانية. فلا يصحّ أن يكون الإنسان سماعاً يصدق كل ما يسمعه، أو يكون توّاقاً لسماع الاتهامات الباطلة،. وفي هذا المجال ما أكثر الاتّهامات التي توجَّه إلى الأبرياء ولكنها كذباً ودسّاً ووقيعة، وللأسف تكون مثل هذه التهم أحياناً محبوكة حبكاً عجيباً حسب مهارة الشيطان في تبرير الشر، وفي كثير من الأحيان تكون أخباراً مختلفة جداً عن الواقع والحقيقة وأخيرا لنصرخ مع المزمّر(2:120 ). " فيا رب نجِّ نفسي من شفاه الكذب ومن لسان الغش" والرب يسوع يقوللا تخافوا ان تعرفوا الحق فهو " يحرركم " (يو32:8) ، ومع غاندي أجعلني أن اقول الحق في وجه الاقوياء .



العنوان: رد: الكذبُ كذبٌ وإن كان أبيضاً
أرسل بواسطة: نذار عناي في 17:32 25/05/2019
بارخمور ابونا
ان اسباب الكذب والتمويه والغش والخداع والتضليل هي كثيرة سبق وان اشبعها دراسة علماء النفس. وقد اصبحت ركيزه من ركائز السلوك الحياتي لبني البشر في يومنا هذا. انما نجاحها وتطبيقها على ارض الواقع لايكتمل الا عندما يتقبلها متلقي ويصدقها. اذا, الحل لا يمكن ان يبدأ بالمصدر وانما بالمتلقي. وقد وضع باحثي علم الادارة بعض الوسائل لتقوية (رجاحة العقل) وشحذ هذه الموهبة لدى البشر لمحاججة المعروض امامهم واستبيان الحقيقه مما يقال قبل قبولها.
هنا, نحن, وبالاستئذان من حضرتكم, نود ان نكمل ما قمتم بتوضيحه ونقول وننضح اخواتنا واخوتنا ان يتريثوا ويعطوا لحظات لمحاججة ما يقال امامهم قبل ان يتقبلوه كحقيقة, لأن لحظات قليلة قد تغير مسار القبول من الرفض.
شكرا ابونا على ما تدونه وتقوله. ادامك الرب
نذار عناي
العنوان: رد: الكذبُ كذبٌ وإن كان أبيضاً
أرسل بواسطة: متي اسو في 02:46 26/05/2019
الاخ نذار عناي المحترم ‏

بعد اذن الاب المونسنيور د. بيوس قاشا المحترم

اسمح لي اخي العزيز نذار بالتوسّع قليلا في هذا الامر .‏
اعتقد ان تقديم النصح للمتلقّي بعدم قبول اي خبر يُلقى ‏على عواهنه قبل التريث والمحاججة قبل تصديقه تكاد ( ‏النصيحة ) تكون عديمة الفائدة تقريبا في " هذه الايام ".‏
قد تكون مفيدة احيانا في الامور الشخصية فقط ..‏
لكن للاسف ، ففي الامور العامة ، خاصة السياسية منها ، ‏اصبح الكثير من الناس الآن يصدّقون ما يريدون تصديقه ‏فقط ..فالخبر عندهم صحيح ما دام يناسبهم !!!‏
من على هذا المنبر تُنقل اخبارا كاذبة وتداليس مغلفّة جيدا ‏بـ " سيلوفين المراجع !" ،  ولا يصدقها غير " الكذّاب ‏نفسه " ومعه الجوقة التي تؤيد مقاصده !!!... رغم ان ‏الحبكة احيانا هزيلة ( اي ان الجذب ما مصفّت زين ) ، ‏الا ان الجوقة تلتهمها .. ‏
صحيح ان الكذب يتفشّى في الحقل السياسي ، لكن الكذب ‏‏" عيني عينك " كما يقولون لم يكن ابدا بهذا السوء . ‏اخشى ان يزعل " مسيلمة الكذاب " اذا وصفناهم به ....‏

تحياتي للجميع
متي اسو








العنوان: رد: الكذبُ كذبٌ وإن كان أبيضاً
أرسل بواسطة: يوسف ابو يوسف في 10:08 27/05/2019
شلاما وايقارا :

يقول يوسف ابو يوسف :

في زماننا الاغبر هذا ,ان كنت كاذباً فتلك مصيبه وان كنت صادقا فالمصيبه اعظمُ.
لهذا ليس البشر فقط ,بل ابينا السماوي الرب الاله والسيد المسيح وامنا العذراء لم يسلموا من كذبنا ونفاقنا من اجل مصالحنا الخاصه لكسب الثروات الزائله على حساب العميان الذين فقدوا بصيرتهم من زمان بعيد ,لانهم غير مستعدين ان ينفقوا يوميا خمس دقائق لقراءه ما جاء في الكتاب المقدس لخلاص نفوسهم ,فصدقوا هذا وذاك من اصحاب المصالح البشريه البحته الذين ينادون خلاف الحقيقه الكتابيه عن سيدنا المسيح وامنا العذراء ليحق فيهم قول السيد المسيح (الوَيلُ لكُم يا مُعَلِّمي الشَّريعةِ والفَرّيسيّونَ المُراؤونَ تُغلِقونَ مَلكوتَ السَّماواتِ في وُجوهِ النّاسِ، فلا أنتُم تَدخُلونَ، ولا تَترُكونَ الدّاخلينَ يَدخُلونَ. (متى 23\13)).هؤلاء الذين قال عنهم بولص الرسول منذ بدايه المسيحيه 6(. عَجيبّ أمرُكُم أَبِمِثلِ هذِهِ السُّرعَةِ تَترُكونَ الذي دَعاكُم بِنِعمَةِ المَسيح وتَتبَعونَ بِشارةً أُخرى  7. وما هُناكَ بِشارةٌ أُخرى، بَلْ جَماعةٌ تُثيرُ البَلبلَةَ بَينَكُم وتُحاوِلُ تَغيـيرَ بِشارَةِ المَسيحِ.  8. فلَو بَشَّرناكُم نَحنُ أو بَـشَّرَكُم مَـلاكّ مِـنَ السَّماءِ بِبِشارَةٍ غَيرِ التي بَشَّرناكُم بِها، فلْيكُنْ مَلعونًا.  9. قُلْنا لكُم قَبلاً وأقولُ الآنَ إذا بَشَّرَكُم أحَدٌ بِبِشـارَةٍ غَيـرِ التـي قَبلتُمـوها مِـنَّا، فاللَّعـنَةُ علَيهِ.  10. هَلْ أنا أستَعطِفُ النـاسَ كلاَّ، بَلْ أستَعطِفُ اللهَ. أيكونُ أنِّي أطلُبُ رِضا النـاسِ فلَو كُنتُ إلى اليومِ أطلُبُ رِضا النـاسِ، لما كُنتُ عَبدًا لِلمَسيحِ.  11. فا‏علَموا، أيُّها الإخوَةُ، أنَّ البِشارَةَ التي بَشَّرتُكُم بِها غَيرُ صادِرَةٍ عَنِ البَشَرِ.  12. فأنا ما تَلقَّيتُها ولا أخَذتُها عَنْ إنسان، بَلْ عَنْ وَحيٍ مِنْ يَسوعَ المَسيحِ.(غلاطيه 1)). فهل بعد هذا الكلام سنجد اليوم في زماننا الاغبر هذا, احد هؤلاء تهتز شواربه ليعود الى تعاليم المسيحيه الحقيقيه التي علمها السيد المسيح لنا ليُنادي بها وينال الخلاص كما ناله اللص الذي صلب مع فادينا ؟ ام هؤلاء قد حلقوا شواربهم كي لا تهتز ولا هم يحزنون !!.

تحياتي.

                                 ظافر شَنو