عرض المشاركات

هنا يمكنك مشاهدة جميع المشاركات التى كتبها هذا العضو . لاحظ انه يمكنك فقط مشاهدة المشاركات التى كتبها فى الاقسام التى يسمح لك بدخولها فقط .


الرسائل - رحيم العراقي

صفحات: [1]
1
أدب / رد: لاتلوميني يايمه ..
« في: 11:48 07/06/2008  »
(( لوله الظلم، لوله الجبر ..
 مجنون اليفارقك ياعـراق))
وضعت مفرداتك الشعرية على الجرح ياحكمت البيداري..

2
أدب / رد: صدى الخطى
« في: 11:45 07/06/2008  »
(( يهجس بنا
كلينا ،،
النهر قاتم
والطريق ممزقة
والأذرع مبتورة الأكف
لا لمس
ولا تماس...))
.......................

رحيم

3
أدب / رد: جير وبسامير
« في: 06:40 28/05/2008  »
صديقي mohaned_albashi
جرحنا واحد..يمتد من بيت الطفولة
 وحتى آخر محطات الغربة..شكرا لك..

رحيم

4
أدب / جير وبسامير
« في: 12:29 24/05/2008  »
جير و بسامير

رحيم العراقي

ما مشتاكَـ  لا والله .. ولا حاسبكم احباب
بس حملي كسر ظهري..وإلتـّجيت عالباب..
إنفتح باب الجرح والحوش..وباب أسراري من صدري
إعصار وجرف كل عمري
وإنفـتحـت بروحـي أبواب وأبواب..
أول ما دست كاشيه مكسوره
لمن جِـنـّّـه نزحف جانت إتطكَـْـطكَـَ
إيه ياحوشنه الضـّـيكَـ
يامن جان كل  الكون ..
طبـّكَـناه بلف ياعلي.. و كل كاشية من فد لون
لسه بحوشنه يم قاطع الدوره ..على البسمار
أوراق الكهرباء والماي والحـّراس والتليفون
وبالرازونه..كل ما ناكل تباوينه بزون..
لسّـه بحوشنه إمصـّلى عتيكَـ وباريه وماعون فافون 
وطيارة ورق مكَطوعه وجعاب
ودعابل ملحه وإبطالة سفن آب..
أنا الناسي الطفوله وسافر وشاب
ورجع للبيت ..نفسه البيت.. شنهو إستجد بي ..؟
..بس عش الغراب..
حتى الصور عالحيطان ماحفظت ملامحهه ..
إنمحت.. ذابت ..وغابت  ضمن من غاب..
لكَيت بحوشنه إمرايه على الكاشي
شفت بيهه وجه محتار.. ما مفهوم ..
لا راجع ولا ماشي..
شفت عيون تعبانه وتجاعيد وسمار وشيب وتراب
نفخت إبحسره..كل قوتي..
بس ماراح منها..غير التراب..
..بعد بـيَّ محبه ..ومامش احباب
بعد بـيَّّ لعب..و صحابي متغربين..
لو أموات..والباقين شِيّـاب..
جنـّّـه اطفال متعلكَين بالبسمارعلى حيطان غرفتنه..
بصـوَرنه وإحنه طلاب..
بالمدرسه..من أربعطعش مادون
إبكَــهوه بشـارع السـعـدون
وإحنه شـــــــباب
صورنه الحمره ..وإحنه أوجوه ممنوعه
وصورنه الخاكي ...وإحنه جنود
مشروره ملابسنه على الأسلاك والرايات مرفوعه
 صورنه الزركَـه وإحنه أشجار مكَــطوعه
ونأّدي التحيه إلمنجل الحطاب
وعمرنه إيدور بينه ..إيدور دولاب 
لو ذل وحرب ..
لو مدري شيسّـمونه  ..لو إرهاب..
..ياحـوش الطفـوله الماعرفناهه
ولا شاهد علينه إيكَول عشناهه
الشمس حركَت سطحنه و..جير..
من مرزيبنه المشروم ينزل جير
 ودم متخـّـثر بريش العصافير
على شِبّـاك غرفتنه و ستايرنه
المخـتنكَه بجكَـــــــــــــــــايرنه..وينزل جير
بأثر إيدي على الشباك من جنت إنتظر..و ارسم مشاوير..
بتاريخ إمتحان الهندسة والجبر مـكـتوب بطباشير
على الجغرافيه...من صفحه عشرين
 إلصفحه إثمانيه وعشرين.. تحضير..
وعلى آخر شهر تموز عام ثمانيه وستين
من  جابت الفاره بجيس الطحين
وطفت نار المواكَد والكوانين
وإهتزت وطاحت صور لينين
وكل إعكَال..كل شارب..لكَف طين..
ينزل جير...على بصمات ورديه
بكَــــشر زهدي وجنحان الصراصير   
.. لا لوحه  ولا منظر طـــــبيعي ولا تصـاوير
بحيطــــان الغـــــرف.. جـــــــير وبسامير...




رحيم العراقي
الباخرة مردف
البصرة _ دبي

5
أدب / رد: أغنية وصورة..للذكرى..
« في: 11:09 22/05/2008  »
يبقى  لحنين المهاجر
الشكرا الوافر
 و الحب الغامر..

رحيم

6
أدب / رد: أغنية وصورة..للذكرى..
« في: 11:20 20/05/2008  »
شكراً لغادة عنكاوا
 وللمشاعر الطيبة التي لاأجدها
إلا في عباراتها الصادقة..

رحيم
 

7
أدب / رد: أغنية وصورة..للذكرى..
« في: 12:46 19/05/2008  »
شكــــــــراً عزيزي مهند البـــشي
وأجمل الأيام والعهود ماجمعتنا على الألفة والمحبة..

8
أدب / أغنية وصورة..للذكرى..
« في: 11:48 19/05/2008  »
هذه القصيدة ..وتلكم الصورة رأتا صخب الوجود في ذات المكان واليوم من عام 1980 ..
ولولا إحتفاظ كريم بالصورة التي تجمعني بزوجتي الراحلة لغابت لحظاتها في طي النسيان ..
ولولا تلحين جعفر الخفاف الأغنية لفرقة الرشيد لتلاشت كلماتها في دفتر العدم..

يازين مُـــــر بينه ......... نـّــور ليالينه
بسمك حبيب الروح ..... تحله أغانينه ..

******
ياأول الأفــــــــــراح
يلي بحضـني ترتاح
ما يذبل القِـــــــداح ..... تذبل أيادينه..

*******
بالبســـمه والنظرات
ننــسى عمرنه الفات
وعالشفـّـه بالبوسات ..... نكتب أسامينه..

***********

إسكَيني بالإحســــاس
أنا روحي  زهـــرة ياس
وخل ننسى كل الناس ..... هـّـمنـه يكـّـفينه..


*******
مُـــــــر بينه بالأحلام
تدري الكَـلب لوهام
لو صــــبره عالأيام ...... لو مـحـّـد إيعينه...

رحيم
01:10:1980


9
أدب / 74 شمعة
« في: 09:20 01/04/2008  »

تزدحم نافذة القلب الغريب المتعب بأصوات من غادروا
مدى البصر منذ عشرات السنين..و بالسطور المبهمة في أوراق الذاكرة
والصور التي غيبت ملامحها مواسم العطش والأفول كشواهد الطفولة البعيدة..
..ولكنها تتضح في مثل هذا اليوم وكأنها رؤيا الوجود..
فتزيل نبضاته القوية غبار السنوات وآثار الدم والدموع والمعابر التي إمتدت
في مدن النسيان..وتطفئ الشفاه بآهاتها الحارة والحرى..شمعة وليدة..

74 شمعة

74 باقة ورد نضعها برفق على قبور الشهداء النبلاء
74  إطلاقة في الهواء
74  قبلة حميمة تخالطها الدموع
74  شعلة محاطة بالشموع
أيها القلب الحنون العاشق
أيها الضمير الشريف .. الصادق..
يا أجمل من تأرجح على أعواد المشانق
يا أبا الإيثار و التضحيات
والملاحم والبطولات ..أيها الشجاع..المجاهد..
أيها الرائي والشهيد والشاهد
أيهاالجميل..الراقي..
أيها الكادح الطيب..
يا أبا الفنون والثقافة..ياأصل المحبة..
حزبنا ..الجميل.. يا بيتنا الهانيء
يا أبانا ..يا مهد أطفالنا الدافيء ..
جئناك مثقلين بأمراض آلاف السنين..
فجعلت منا الشعراء والمانحين والمبدعين والمربين..
يا أرحم من أمهاتنا..وآبائنا..
وأقرب من ندائنا..أيها البهي النقي ..
أيها السراج المضيء
أيها العفيف البريء ..
يغدرون..فلاتغدر
 ويمكرون..فلا تمكر
ويشيخون بكرههم..وتبقيك المحبة في عزالشباب..
أقبل يديك الكريمتين وجبهتك العالية
أيها الشيخ الجليل الصابر
وانحني واعفر وجهي بترابك الطاهر..
رحيم العراقي
31/03/2008
 

10
أدب / رد: لا تحاسبني
« في: 10:22 08/03/2008  »
الغالية هناء شوقي
كم افرحني أسمكِ الأليف وهو يتكأ في زاوية حادة صغيرة
رأيتها وكأنها زاوية -منفرجة - الأسارير..لكِ موّدتي..

رحيم العراقي
8/3/2008

11
أدب / رد: لو حـّبيت..
« في: 08:23 04/03/2008  »
عزيزي ضياء يوسف
شكراً لك
ولاتخف..فمهما بلغ الكذب
لدى النساء فلن يصل الى ماهو عليه عندنا..

رحيم
4/3/2008

12
أدب / رد: لا تحاسبني
« في: 16:46 03/03/2008  »
الغالية nina_86
مروركِ أسعدني
وما يزال عطر كلماتكِ يملأ المكان

رحيم
3/3/2008

13
أدب / رد: لو حـّبيت..
« في: 08:01 02/03/2008  »
نجمتناGhada Bandak
- الحب هو أن تشعر بان الحبيب هو مركز الكون..
ولا يفصل بينكما سوى ما يفصل البحر عن السماء..

رحيم
2/3/2008

 

14
أدب / رد: لو حـّبيت..
« في: 08:59 01/03/2008  »
amer ramzi الغالي
لـو زُدت  على ماقاله علي بن زريق البغدادي :
جاوزتِ في نُصحِهِ حداً أضرَّ  بـهِ
من حيث قدّرتِ أن النصحَ ينفعه
فسوف أقول : شكراً لك فقد وضعت كفك على الجرح..

15
أدب / رد: لو حـّبيت..
« في: 12:46 29/02/2008  »

ياسيمار أنا كَلبي نهر يروي البساتين
ولو حبيت
يمكن أشتعل بركان ..يسري بالشرايين
ولو بس الرماد إيظل..ملايين
مو حب هالوكت مايبقه يومين..

رحيم

16
أدب / لو حـّبيت..
« في: 14:44 28/02/2008  »


أكيد.. آني أحب بالشعر..بالكلمات
وسنيني كَضت ورقه إبأثر ورقه
أغازل ..ابتسم..
أصفن على الحلوات
وتأسرني إبتسامه وصوت بي رقه
..لكن والله لوحبيت..
يعني الموت...
مو حب هالوكت يومين ما يبقى..

رحيم
28/02/2008



17
أدب / رد: لا تحاسبني
« في: 17:15 27/02/2008  »
inhaa_sefo
لم يشغلني عن هذا الإسم الجميل
 سوى المشاعر الأكثر جمالا
 وهي التي تجمعنا كشقيقين في  منتديات عنكاوا
أسجل إمتناني

رحيم
27/02/2008


18
أدب / رد: لا تحاسبني
« في: 07:50 17/02/2008  »
simar العزيزة
عبارتكِ أغرودة
توافقت هرمونياً مع كلمات الأحبة
لكنها إنفردت بصولو المحبة..

رحيم

19
أدب / رد: لا تحاسبني
« في: 10:04 16/02/2008  »
Dr. Mathematics
لكلماتك اثر المواساة
وملامح الود والمحبة
شكرااا أيها النبيل..

20
أدب / رد: لا تحاسبني
« في: 09:20 05/02/2008  »

الشكر الوافر
والود الغامر
 لك يا صديقي مهند الكانون و..
ما الشاعر سوى  ذكريات مبعثرة في كهوف الذاكرة..

أخوك
رحيم
05/02/2008

21
أدب / لا تحاسبني
« في: 11:05 02/02/2008  »

لا تحاسبني

لا تحاسبني على شيئٍ مضى   ...   وتفتح إجروح و روايات وأسـَّيه
لا تسّـمعني نصيحه وموعظه   ...  لاتشّــرح ذكرياتي واني حــيـّـه
تحت كلماتك وساوس مغرضه   ...   وبثيابك قاضي يبحث عن قضيه
كان ياما كان.. لكنه إنكضـى   ...   وما تكــتبه كل حروف الأبجدية
أنا بعيني ضاكَت الدنيا الفضا   ...   وأبحث بعمري على لحظه هـنية
أدفـع بندمي خطايا باهـضـه   ...   وتبكي تحت الضحكه آلامي الخفيه
ما ملكــت السر لكــني احفظه ...   وحفظ سري طبع في نفسي وسجيه
ما أبيع الماضي بكلمة رضـا   ...   والمشــــاعــــر ما أقــدمها هــــديه
الدنيا مسرح يحكمه حكم القضا  ...   وإنتهت من زمن ..كانت مسرحيه
إحسبهه نزوه أو حكايه غامضة   ...   مات كــل أبطالها قبل الضحـيه
لا تكَـّــلب جمري ..لا..وتحّرضه   ...   لا تخلي النار تحركَـــنه سويه 
   

22
أدب / سندريللا وهاملت.. شعبيان.
« في: 16:12 25/01/2008  »
..عندما إقترح عليّ المخرج المسرحي المعروف محسن العلي الكتابة عن سندريللا
وهاملت في مسرحيتين شعبيتين لم تُنجزا..تذكرت شخصيتين إندفعتا بسرعة الضوء
من كهوف الذاكرة..
سندريلا العراقية : ذات مرة كنا انا وصديقي الفنان قحطان العطار نتمشى
في مدينة الثورة..وكانت هذه هي زيارته الرابعة أو الخامسة للمدينة ... وبعد
ان تجاوزنا حديقة المستشفى في طريقنا الى بيت صديقنا المرحوم قاسم.. قابلتنا
فتاة غاية في الجمال وقد تطاير شعرها في الهواء.. فقال قحطان بصوت خفيض :
الله..شنو هالجمال الإسطوري....؟ ففوجئنا بالفتاة تتحول الى وحش ضاري وتصيح
بصوت قبيح : إنجب..حيوان بن الحيوان ..جلب إبن الزمال..أنعل امك لابو ابوك.. يا..
.... وقالت مالايمكن ان يقال..مما جعلنا نسرع بخطانا قبل ان يجتمع النشامى من
أبناء الثورة الغيارى.. وبعد دقائق إلتقط قحطان أنفاسه وقال :رحيم آني مستغرب
ليش كان رد فعلها قاسي..؟..ومستغرب أكثر إشلون تحولت من ملاك الى شيطان..
فقلت له : أنا مستغرب كيف يكون الكلب إبناً للزمال..؟.
هاملت العراقي : إشتكت إمرأة للقاضي على إبنها جاسم الذي يسئ معاملتها..
فإستدعى القاضي جاسماً ووبخه أمام أمه وقال له : كيف تسئ معاملة امك..؟
ألم تسمع قول الله سبحانه وتعالى (( ولاتقل لهما أفٌ ولا تنهرهما..))..؟
فإلتفت جاسم الى أمه وقال : بنت الكلب آني يايوم كلت لج أُف..؟...


23
أدب / رد: فوازير بغدادية
« في: 08:52 08/12/2007  »
عزيزتي الزميلة الغالية Ghada Bandak
لولا منتديات عنكاوا لهلك رحيم العراقي
جئت الى دبي حاملاً كل ملامح العراقي المحاصر ( بضم الميم و فتح الصاد )
 فتعرفت الى الإنترنيت وكأنني أعيد تجربة والدتي مع الطائرة
عندما أرسلها شقيقي كريم العراقي من دبي الى الحج جواً
حيث أرسل لي الصديق القاص المبدع عبدالله صخي قائلاً ( إكتب في واحدة من أربع
منتديات شريفة وحرة وملتزمة بالإنسان :عنكاوا والحوار المتمدن وإيلاف وكيكا..)
فبدات في الأولى التي يكفيني إعتزازاً بها انها ملاذ الشرفاء أمثالكم ..ودمتِ..

العراقي النبيل mohaned_albashi

شكراً وافرا وإمتناناً غامرا لك
ويشرفني أن تقرأ بقية الحلقات
 
رحـــــــيم العراقي

24
أدب / رد: فوازير بغدادية
« في: 09:09 06/12/2007  »
شكراً للرجل الصافي والصديق الرائع Dr. Mathematics
وأرجو أن تتابع الحلقات الأخرى من الفوازير ..مع وافر إمتناني

رحيم العراقي / دبي

25
أدب / رد: فوازير بغدادية
« في: 10:27 04/12/2007  »
نور الغربة
شكراً لكِ
قال مظفر النواب: في الغربة وبلا نور
أكتب أغاني للناس ولوحشة قلبي..

26
أدب / فوازير بغدادية
« في: 17:01 03/12/2007  »
قررت أن أنشر  اليوم  في منتديات عنكاوا حصرا الحلقات الثلاثين من فوازير بغدادية بمناسبة مرور عشرين عاما على كتابتها لتلفزيون العراق ثم مرورها على شركات بابل والشمس والحضر وسميراميس دون ان ترى النور.


فوازير بغدادية


تأليف وأشعار

رحيم العراقي



المقدمة الثابتة .



- إسمعوا ...هل تسمعون...؟   
- أنظروا...ماذا ترون...؟
- مقهى..
- وبداخل المقهى...؟
- قصه خون..
القصه خون :
 - كان ياما كان كاتب
مسرحي ساخر شهير
كتب سيدتي الجميله
وإنتقد واقع مرير..
- هو كتب بجماليون
طلعوها بالتلفزيون
- وتْذكـــْروا بطلتهه أليزا
سيدتي الجميله..أليزا
- منهو أليزا...؟
- أليزا..فقيره إتبيع أورود
وعالمهه إصغـِّـير محدود
بالصــدفه إتبناهــه معـــلــم
وظل ســت أشهر بيهه يعلم
إشلون تحاور..تحجي..تسـّلم
وتتعامل مع أرقى الناس
إبرقه وأتيكيت وإحساس

- وتالي إشصار إببنت الناس..؟
- أليزا ماكَـــــــدرت تتحــــول
وماكَدرت ترجع بيّاعه مثل الأول
هذا الكــــــاتب..تعرفوه..؟
- نعرف إسمه وحتى أبوه..برناردشوو.

- وأكو فد كاتب كبير
كال قبل القصه خون الفوازير
إبشرط بورثيا المثير
والشرط ألغاز صعبه
عجز عن حلهه بالخطبه
كم خطيب وكم أمير.
_ هذا وليم شكسبير..

القصه خون :
 و فد واحد حب يخطب وِحده
- إصـغـّيره
- إكَصـّيره
- مثل الورده..
- طيري إمعوده..
- بنتي خطبوهه ثمانيه
- إنهجم بيت الباميه.

- تعرف شروط الزواج..؟
- ذهب وجواهر وعاج..
وبيت بحديقه وبلاج
- ماريد منك إقصور
ولا لبن ديناصور
شرط المهر حزوره..
ورحلات بالمعموره
كل بلد بيهه إنزوره.
- وشخصية الحزوره..؟
- موجود بالبلوره..

- هي حكايه بيهه بدايه..وإلهه نهايه
- حزوره هيَّ ورمز
ولازم تحل اللغز..
- إنتَ َرجل ممتاز
تعرف تحل ألغاز
- الغــاز والبنزين
اعرفهه كلش زين..

- بصفك نصف الأسره..وضدك نصف الأسره
وأنا أب ديمقــراطي..وعندي وسيله حـــــــره
يا أهـــل البيت
سّوو نصويت
- نسوي تصويت
- صوّتو...
 يبوووووووووووووووووو


(( تمت المقدمة ))





الحلقة الأولى


شارلي شابلن



1
القصه خون : إخواني حديثنا الليله عن السينما شاشة العجايب والغرايب..صندوكـَ الدنيا بس إتطور..وصار أكبر..صار فن واسع.. وبحر شاسع..يحوي الحلم والواقع..وتطور السينما ما صار بليله وضحاها..وإنما تعبوا الفنانين والمثقفين إببناها..الى أن وصلت هذا مستواها..
ياإخواني الحاضرين..من بين الفنانين..ممثل لندني عاش بالغرب..وأعلنوا على أفكاره الحرب ..ولما عجزوا عن حجب أعماله..قرروا ينصبون تمثاله..
 
2
الصديق : سمعت راح يسوولك تمثال في غاية الجمال.                                               
الفنان : على كل حال..ماأغير نظرتي إلهم ..وضيق أفقهم وجمود عقلهم..بل وجهلهم..       
الصديق : بس مشروع التمثال إذا صار ..يكلف خمسين ألف دولار..                                 
الفنان : خمسين ألف دولااار..آني مستعد أوكَف بمكان تمثالي ليل نهار..مقابل خمسين دولار..

3
هـو : صحيح أكو فنانين عانوا..وضّحو وتفانوا...بس أكوغيرهم عالسينما طارئين.. موفنانين.. يشتغلون بفلوسهم منتجين وممثلين ومخرجين..
هــــي :  وإعتيادي هم الوحيدين اللي يشوفون أفلامهم..ويصدكَون أوهامهم.. 
هـــــو : وأعرف فنان فـلته..أنتج هو ومـرته..وأطفاله السـته..فـلم عن حياتهم..ولعْــوزو المخرج بطلباتهم.   


4
         الزوجة  : 
 إكتب ودّون بالسجل
طلعني وبساكَي حجل..
المنتج :
 مثل اللقالق تك رجل
 وبإيدها باقـة فجـل
الزوجة:
طلعني احلى من الرسم
أعلج ووجهي مبتسم..
الزوج :
وطلع من أطفالي قسم
يصير منظرنه دسم
الزوجة :
أعتقد ينفع ما يضر
لو تطلع إعيوني خضر..
الزوج :
وصـّورني مشهد أحتضر
ويمي زوجتي تنتظر..
المخرج :
صار عيوني صار
 مشهد إحــتضار:
الزوج : آني أحتضر وراح أموت..ولازم أعترف بسر خبيء..
آني إنسان دنيء..كنت أحط لأمج سم حتى تموت موت بطيء..
الزوجة : أعرف حبيبي..وكنا نبدل الصحون..حتى تتناول سّمك وإنته الممنون..

5
هـي :
 نترك الجماعه  ونرجع إلأخينه
ونشوفه يتمشى  إبخطواته الرزينه
ويعثر وقبعته   تنزل على جـبينه..
المجموعة:
: هالسينمي شاف  طفوله حزينه
وللسينما عاش   وأعطاها سنينه..
قدّم الواقع    وبصوره أمينه
بالعصر الحديث وأضواء المدينه..
القصه خون:
وطبعاً سؤالي الآن   عن إسم هالفنان
اللي رسم البسمه  في لوحة الأحزان.

6

الفنان : 
تبتدي سالفتي
بوالدي ووالدتي
كانو سوى على طول
بصالة ميوزك هــــول
يقدمون أغنيات
وعمري خمس سنوات
وبسن مراهقتي
توسعت تجربتي
ونعرفت بدوار
المفلس المحتار
مع فرقه مشهوره
إتقدم فقط صوره
التمثيل صامت كان
مو مثل سيما الآن..


تمت الحلقة الأولى





الخاتمة الثابتة

- ها ...عرفته...؟
- آني ..آني..قاري قصته..
- وين شفته...؟
_ يمكن ألكاه بالمطار
لو إيغفي بالقطار
لو إيهفي عالكباب
لويضم ورده بكتاب..
يمكن ألكَاه إبمدينه
لو على ظهر السفينه
_ إنروح سفره  بجنح نسمه
نكشف امره  ونعرف إسمه
- بأي زمان...؟
وأي مكان...؟ 
-- للزمان الجاي رحلة سفري
ونرجع ونجرد العصر الحجري
والمكان..القمر والجو شاعري
ولعطارد نرحل وللمشتري..
_ بالزهره او بالمريخ
وبصفحات التاريخ..

--  هلا هلا هيا..نطوي الفلا طيا
نروي قصص وأخبار
كلهه سجع وأشعار     بالروحه والجيه
 -هلا هلارسام
ويلون الأحلام
وإكتملت اللوحه
من فكره من روحه 
--  لوحه إنطباعيه
ألفين بالميه..

واللغز شخصيه   إسمهه ما معروف
إتشوفهه حيه          إنتبه زين وشوف..
الخطيب  :
إعرفت الحل  أنا الحـّلال
وجاي أطلب بنتك ياخال..
الأب :
إتزوجت بنتي وعدها أطفال
المجموعه :
إتزوجت واحد جاه ومال
ويكلون إمدللهه دلال..
 الخطيب :
بس آني بعين امي غزال.
القصه خون :
يا ساده ياكرام
عليكم السلام
والرحمه والإكرام
 ووصلنا للختام..


تمت الخاتمة
       

27
أدب / رد: أغانينا..
« في: 14:09 19/10/2007  »
وافر إمتناني لك أيها الصديق wesam Bajoka
وخالص تحياتي وامنياتي للعزيز الفنان رعد يوسف..

رحيــــــــــــــ دبي/تلفزيون سمادبي ــــــــــــــــــــم

28
أدب / رد: أغانينا..
« في: 12:16 18/10/2007  »
تحياتي وامنياتي لك ياصديقي ضياء يوسف
مع وافر الإمتنان..

رحـــــــيم

29
أدب / رد: أغانينا..
« في: 10:54 16/10/2007  »

عندما يتراءى في أفق العمر ظلام الكهولة الوشيك
نفتح نوافذ الذكرى..وذكريات الشباب المضاع..
وافر إمتناني لكِ يا inhaa_sefo العزيزة

رحـــــــيـم العراقي

30
أدب / رد: صورة من أمس
« في: 18:42 10/10/2007  »
 أسعدتني يا عزيزي عماد عكيد بيداويد
بحوارك الحميم مع صور الأمس..شكــــــراً لك..

رحيم

31
أدب / رد: أغانينا..
« في: 18:37 10/10/2007  »
نعم ياغادة الشعر والرؤى
تتغير الملامح
ويوهن الجسد الجامح
وتبقى تلكم السطور..والهمسات
وشماً على   صدورنا..
إنها أغانينا وأن تراكم عليها الصخب


رحــــيم

32
أدب / رد: صورة من أمس
« في: 12:57 10/10/2007  »
شكـــــــــــراً جزيلاً أيها الصديق mohaned_albashi
أتمنى لك الموفقية والراحة والســـــــــــــــــــــــلام..

رحـــــيم العــــــراقـــــي

33
أدب / رد: أغانينا..
« في: 12:49 10/10/2007  »
العزيز mohaned_albashi
شكرا لمتابعتك و قرائتك الحميمة
تقبل وافر إمتناني

رحـــــيم

34
أدب / أغانينا..
« في: 15:59 09/10/2007  »
(( 1 ))
أغنية
ولفي وأريده من هله
كلمات : رحيم العراقي
 لحنها الفنان الكويتي نامق أديب
غناء : قحطان العطار..
 1974

ولفي وأريده من هله ماريد أعاشر ثاني
سافروَخذ كلبي إله واني أدري ما ينساني..

سافر وضيعني وضاع
مبحر وَخذ كَلبي شراع
من بعد ذاك الوداع.... إبلا أمل خلاني..

سافر وَخذ كلبي إله
تذكار من طيبة هله
من بعده غيره ما حله... مابين كل خلاني..
 
يمته يجي ونمشي سوه
غيمات بحضان الهوه
نعتلكـَ للدنيه ضوه ....ونمطر فرح وَغاني..

**********

 (( 2 ))
أغنية
غني كَـــلبي
كلمات : رحيم العراقي
لحن وغناء : قحطان العطار
1981

غـــنّـي يكَـــلبي إشما يصيبك غــــني
و ببيوت أهلنه بطــــيب ســـولف عني
بجفوفي ساكَيتك نده..واني العطش يحركَـني
وبشعري سويتك بحر..وبموجك إتغّركَني..

غــــّني....غــــّني....             غــــّني
يا كَـــــلبي غــــّني ....           غــــّني
كَال لي جروحي إتعبني
كَتله شد جرحك وغــــّني
إبلا جرح  مامش مغـــني......  غــــّني.

..غــــّني يا كَــــــلبي عليهم
ولو إحــــــنه مفاركَـــــــــيهم
هـــم يجـــي يـوم ونجـــيهم ..منهم انه وهُمّه مني..

.. غــــّني ياكَـــــلبي إلأهلنه
وبســــــــوالـفهم إتـغـــــــنه
الصــــحاري تصـــــــير جـــنه ..لو حبيبي على ظني..

.. غــــّني للورده وأملهه
وصـــير ياكَــــلبي مثلهه
غـــّني للأيــام كـــــلهه .. واليالي الســـــــــهرني..



و......سلاماً لتلك الأغاني
سلاماً للأيام الخوالي
سلاماً للصديق الطيب الخلوق الصادق الحبيب
قحطان العطار]
رحيم
دبي/تلفزيون سمادبي.[]

35
أدب / رد: صورة من أمس
« في: 13:39 06/10/2007  »
شكراً لك صديقي الفنان والكاتب  وسام بجوكا 
وأتمنى لك المزيم من التألق والإبداع ..

رحيم العراقي

36
أدب / رد: صورة من أمس
« في: 09:45 04/10/2007  »
صديقي poles_adam
عندما عدت لقراءة قصيدتي بعد سفر طويل
بين الأشعار والمدن المكتوبة في أوراقي المبعثرة
وجدت أنها لم تستكمل شروط فجيعتها..وقائمة موتاها
فكتبتها من جديد..

رحيم

37
أدب / رد: أغنيات لم تر النور
« في: 10:15 18/09/2007  »
العزيزة سيلفاحناحنا :
الشاعر التركي الكبير ناظم حكمت قال: أجمل القصائد هي التيلم نكتبها بعد ..
ولكن .. أشعر ياسيلفا وكأن تتالي السنين بذكرياتها وزحام جدرانها بصور الأحبة
 تجعل من أغانينا القديمة -مهما كانت بسيطة- نخلاً يمتد في جذور الذاكرة
والأحزان الدفينة ..ويعلو في آفاق الأحلام المستحيلة..تقبلي ودي وإمتناني..

رحيم

38
أدب / رد: ((*همــسك الأخـــير *))
« في: 13:14 17/09/2007  »
الرومانسية الرقيقة سيلفا حناحنا :
آخر الكــــأس...الثمالة
وآخر الهمس..الإرتقاء بالجسد والروح..
حيث تحترق وتذوب اللغة علي موقد الأنين..
دمتِ شاعرة تتحدى سكون المشاعر
وتستفز الكلمات..

رحيم العراقي

39
أدب / رد: وسائد المتعبين
« في: 14:00 15/09/2007  »
الغادة العزيزة
في هذه الخاطرة الغافية على وسائد المتعبين رأيتكِ طفلةً تبني رؤاها
كما يفعل الأطفال في ( لعبة المكعبات ) :
يوم تلو يوم
تتكاثر الأيام : ( لعبة الزمن)
تتبخر الأحلام كالدخان : ( لعبة الفشل )

تتجمع الآه فوق الآه : ( لعبة البكاء )

حرائق لا تنتهي : ( لعبة الفزع )

تتراكم الأوجاع : ( لعبة الألم )

 حتى وسائد المتعبين التي أفاقت (افيقت) مذعورة
من غفوة فقدت نعاسها : كانت مبنية بعناية :وسادة فوق الأخرى.
كذلك (التنهدات ) و(القبلات الحارة ) التي ترجو الشمس ان تشرق
و لا يطول احتباسها تصعد عمودياً نحو الشمس..
أيتها الغادة العنكاوية البريئة : إبقي في طفولتكِ النقية ولا تكبري
فعالم الكبار ورؤاهم مفخخة بالضغينة..

اخوكِ
رحيم العراقي


40
أدب / رد: أغنيات لم تر النور
« في: 13:43 15/09/2007  »
Dr. Mathematics
 وافر إمتناني لمرورك على محطة الأغاني القديمة التي لم ترَ النور
ولقرائتك ومتابعتك تلكم النصوص التي بقيت حبيسة بأسوار الذاكرة الواهنة
ولمحبتك العنكاوية الأصيلة التي خيمت أفيائها في موقع كل العراقيين : عنكاوا.

رحيم العراقي
شاعر وكاتب مسرحي ومعد برامج
قناة سمادبي / دبي

41
أدب / رد: أغنيات لم تر النور
« في: 12:10 12/09/2007  »
الشاعرة الرقيقة غادة البندك
قد لا ترتقي بعض نتاجاتنا القديمة الى ماهو جديد...
ولكننا نراها مُفعمة برائحة الأمس السعيد.
و مضمخة بدماء الصبا الشهيد..
فيكون الإطار حميماً ومعبراً كالصورة تماماً..وربما أكثر..
دمتِ لنا غادة عنكاوا الغالية..

رحيم

42
أدب / رد: أغنيات لم تر النور
« في: 11:45 10/09/2007  »
الغالية simar
كلماتكِ الماسية إستحالت تاجاً إسطورياً
ينبغي لمن يضعه على رأسهِ
أن يكون أميراً للعشاق والشعراء..
وافر إمتناني لمجاملتكِ الكبيرة ومروركِ العطر.


رحيم العراقي
دبي

43
أدب / رد: أغنيات لم تر النور
« في: 10:06 09/09/2007  »
العزيز الزميل مهند : رغم كوني مقلاً في كتابة الأغاني ماعدا ما تضمنته مسرحياتي الشعرية إلا أن الحظ حالف هذه القلة من الأغنيات التي غناها صديق العمر الرجل الطيب الصادق المفعم بالمحبة الفنان قحطان العطار ومن بينها : يمه يايمه إشجرالي ،ولفي وأريده من هله ، سهله عندك ، دنيه احنه الواحد للثاني ،و غيرها العشرات..وما لم ير النور يبقى أطلالاً تشير الى زمن حميم  ما تزال آثاره توجع القلب ..

رحــــيم
9-9-2007

44
أدب / أغنيات لم تر النور
« في: 13:54 08/09/2007  »
يا والده


كلمات : رحيم العراقي
ألحان : قحطان العطار
                                                                         1973                                               

إنتي الوفه يلوالده     إنتي الهنه يلوالده
حضنج دفه وإيدج شفه                             
واللي يجــازيج الوفـه     الله بحياته إيساعده..

****
مالي عكَب عينج وِلي                                 
بس إنتي بالدنيه إلي                                 
مشتاكَه ياديرة هلي     ودموع عيني شاهده ..

****

 يا يمه غربني الدهر                                   
والشوكـَ علمني السهر                                     
وشراعي هايم بالبحر      والريح كلهه إتعانده..

****

ياوالده إســـــنين الحــزن                                   
صارن سواجي إعلى الجفن                                   
وإنتي الوفـــه وكَــلبج يحن     حّــن الحمامة الفاكَـده..







ولهانه عليك
جوبي


كلمات : رحيم العراقي
ألحان : علي سرحان
                               1983                   
                                                                                                     
ولهانه عليك   مفتونه بنور عيونك
خليني أوياك   ما اتحـمل من دونك
    يا دهن العـود   يا طيبك                       
عين الحاسود   لتصيبك                   
ربك موجود   الله يحفظك ويصونك..

****
تركًص وتميل     يلطـــولك رمح إرديني
وبيدك مـــنديل     موصوف إلدمعة عيني
إمسهرني الليل     شايل همك وظنونك..

****
آني بيا حــال     وأتحمل هــاي النظــرة
مشغـــولة بال    سحرتني العين الخضره
أحلى الآمــــال   صارت خمريه إبلونك..

****   
ويـــّـه النغمات   تركَــص وتهز إجتافك
وأحـلى الكــلمات     غّـنت مابين إشفافك
كل عمري الفات   ضايع ضايع من دونك.   




يتدلل


كلمات : رحيم العراقي
ألحان : عارف محسن
1977

يتدلل..يعرفنه نريده
يتدلل..والروح بإيده

*****
يتـــدلل مابـيـن أحـبابه
ويازعله وياطول إعتابه
الزعل يروح بأســـــبابه
والحب الأيام إتزيده..

*****
تّـيمني بروحه الشفافه
وأجمل بسمه بين شفافه
الحلو ماتكـــمل أوصافه
دومه يظن عناده يفيده..

*****
ساحرني وآسرني جماله
لكــن عـّذّب حالي دلاله
كــلما أتعّود على حـاله
ألكَى حبيبي بحاله جديده..












وين الوفــــه..

كلمات : رحيم العراقي
ألحان : جعفر الخفاف
1974

وين حبــــــك صار...وين العاطفه
وين وعــــــدك..آه وين الــوفــه..

****** 

عمري ما حســـّبت تنســـاني وتروح
ونته روحي شلون أعيش بلايه روح
من يمر طــــرواك تلجمني الجـــروح
لاني ناســــــيتك ولا وكــــتي صُفه..

********             

لو تلاكََـــــــينه يبو كَـــــلب الصـــلف
تدير وجــهك ليش وتضيع العــــرف
براحة إيدي إسكَـــــيتك الشوكـَ الترف
تالي جــــازيت المحــــبه بالجـــــــفه..

**********

واعـدتني وعـشـت أيامي إنتظـــــار
أنتظـــــر توفي وعـــــودك على نار
يا كـــــلام الليل يمحـــــيه النهــــار
وذاب مثل الشـــمع وعـدك ونطفى..

45
كأس آسيا و أمن جمجمال و الجيش الأردني....!

عندما جلست الى مكتبي كنت قد أعددت العدة لكتابة مقالة أو إستطلاع عن إحتفالات العراقيين بدبي بالفوز بكأس آسيا ومشاعر الأشقاء الإماراتيين الذين كانوا يصفقون أو يشيرون بعلامة النصر من سياراتهم للمشتركين بالمسيرات العفوية بشوارع دبي .. وكذلك الصحف الإماراتية التي خرجت بمانشيتات تقول فيها: ( عـمــــلاق يا عــــــــــــراق ) وغيرها أو قناة دبي الرياضية التي نافست قناتي العراقية والكـــأس القطرية في الإحتفاء بالفوز العراقي ..ولكـــنني توقفت عن الكتابة لسبب بسيط وهو : ربما يظن البعض بأني أمدح الإماراتيين لكوني مقيماً بأرضهم طمعاً لا ولعاً.. وهكذا تحولت عن الموضوع الى موضوع آخر قررت الخوض فيه بعد وصول رسالة من شاعرة عراقية مقيمة في الأردن تصف فيها فرحة العراقيين في الأردن بفوز منتخبهم التي نغصها عليهم الجيش الأردني بطل معركة اليرموك الذي أنزل الأعلام العراقية وضرب حامليها بالعصي .. وأوعدتني بإرسال صور لهذه الصولة الشامية الجامحة .. ولكنني أحجمت أيضا عن الخوض في هذه القضية كونها ستسئ ظن العراقيين بمشاركة العرب أفراحهم بعد أن شاركوهم بكل شئ ولم يبخلوا عليهم حتى بالإرهابيين والتكفيريين.. كما أنها ليست الوحيدة فالعشرات من العراقيين المقيمين في سوريا في منطقة السيدة زينب قاموا برفع الأعلام العراقية فحاصرتهم الشرطة السورية وضربتهم بالهروات مما أدى إلى إصابة ثلاثة أشخاص بالإغماء.. ولهذا فكرت بالرد و الإعتذار من الشاعر السعودي الذي كتب مقالاً طريفاً يقول فيه إن أشقائنا العراقيين لم يسرقوا كأس آسيا منا فحسب بل سرقوا نشيدنا القديم الشهير ( إرفع راسك إنت سعودي )..أيضاً.. والحقيقة أن أغلب العراقيين لم يشاهدوا أويسمعوا هذا النشيد كونه ظهر في وقت لم يكونوا فيه يمتلكون الأطباق الفضائية ولا يشاهدون سوى أناشيد القائد الضرورة.. ومع ذلك أصابني الفتور ولم أتحمس للموضوع  وإتجهت لقراءة الإيميلات البهيجة القادمة من كل أنحاء العالم لتهنئ بالفوزالعراقي وتحمل أسماء أحبتي : موقع النور في السويد و كاظم الساهر وكريم العراقي و هاشم سلمان وأمل طه وعبير حسن وجعفر الخفاف و الدكتورة نازك خلف ومحمود أبو العباس وواحد لا أعرفه إسمه سطيفان.. ولكن .. ثمة رسالة إندست بين هذه الرسائل المفرحة تحمل معاناة أسرة مهجرة من بغداد إضطرت الى الرحيل الى جمجمال وبعد يومين من وصولهم قامت مديرية أمن جمجمال بتهجيرهم مرة أخرى.. لم أصدق ما قرأته رغم تذكري لشخصية العقيد بونديا برواية ( مائة عام من العزلة ) الذي تحول الى دكتاتور لكثرة ماعاناه في حياته من الدكتاتوريين ..ولكن الصدفة وحدها جعلتني أصدق الرواية فقد سألت أحد أصدقائي عن زميلة طبيبة وناشطة حقوق مدنية ..فقال أنها هُجـــرت من بغداد .. ومن ثم هجرها رجال أمن جمجمال الى كركوك..فكتبت في أعلى الورقة :
  بسم الله الرحمن الرحيم     
{الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ} التوبة: 20.
{وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي سَبِيلِ اللهِ ثُمَّ قُتِلُوا أَوْ مَاتُوا لَيَرْزُقَنَّهُمُ اللهُ رِزْقًا حَسَنًا وَإِنَّ اللهَ لَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ} الحج: 58.
{فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأنْهَارُ ثَوَابًا مِّن عِنْدِ اللهِ وَاللهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ} آل عمران: 195.
صدق الله العظيم
و لم أستطع كتابة شئ آخر ..بل قررت فض الشراكة بالعنوان مابين: كأس آسيا و أمن جمجمال و الجيش الأردني.أوإضافة الجيش السوري لهم..فلم أستطع أيضاً..

46
أدب / رد: رغيد..في حضرة المسيح
« في: 14:25 09/07/2007  »
 بارك الله فيكــــــــــــــم
صديقي nashwan_aziz
وبكـــــــــل الطــــــــيبين

صديقك : رحــــــيـم العــراقــي.

47
أدب / رد: رغيد..في حضرة المسيح
« في: 10:52 05/07/2007  »
نعم أيتها الأخت العزيزة دينا
كلنا تمنينا أن ننتقم..
ولأن إنتقامنا النظري يطهرنا فحسب
وهو أضعف الإيمان
فإن الله لا ينسى ثأر أبنائه المخلصين

رحيم / دبي

48
أدب / رد: رغيد..في حضرة المسيح
« في: 10:48 03/07/2007  »
العزيز الكاتب والملحن وسام بجوكا
أحييك أيها الصديق
وسأذكرك دائماً
وأهديك حقوق قصيدتي (( رغيد في حضرة المسيح ))
لتصنع منها أغنيةً تليق بمقام شهيدنا السامي
مع أمنياتي لك بالتوفيق

أخوك
رحيم العراقي

49
أدب / رد: أسوار سمرقند
« في: 09:36 02/07/2007  »
أخي mohaned_albashi
كما إلتقت عواطفنا في بيت الوجدان
وإلتقت كلماتنا في كتاب المحبة
سنلتقي هناك في العراق


رحيم

50
أدب / رد: أسوار سمرقند
« في: 12:28 29/06/2007  »
شكـــــــراً لك أيها الصديق العزيز.
 سأكون معك دائماً
علني أنحت رماد قلبي المحترق
و أُخلق من جديد ..

رحيم العراقي

51
أدب / رد: أسوار سمرقند
« في: 16:20 27/06/2007  »
 شكراً لك Dr. Mathematics
أيها الأخ الطيب
وأتمنى ان نطل في مداراتكم  الواسعة
مع وافر الإمتنان .

رحيم العراقي

52
أدب / رد: أسوار سمرقند
« في: 11:11 23/06/2007  »
العزيزة سيلفاحناحنا 
إن أحصن الأسوار هي التي لا نراها
فلم تُبنى من الإسمنت والحديد
بل من الخوف والإرهاب و روح الظلام
لتقف إزاء الأبناء..
..أحييكِ..

رحيم العراقي

53
أدب / رد: رغيد..في حضرة المسيح
« في: 10:55 21/06/2007  »
أرجو يا اخي Dr. Mathematics
أن تنزل الدموع كالأمطار
  لتنفلق في المدينة
زهرة الشهيد الحزينة..
مع الإمتنان

رحيم

54
أدب / رد: رغيد..في حضرة المسيح
« في: 15:48 19/06/2007  »
أنا أسألك يا أخي Michael Cipi وأسأل الجميع
عما جعل الإرهابيون المجرمون يغتالون الأب رغيد : 

__ هل كان في جيـشٍ  مسيحيٍ مُدّربْ...؟

__ هل كان يطلب أسهماً من نفط موطنهِ المـُهرَّبْ..؟

__ هل نافس الأمراء في  أكلٍ وغلمانٍ ومَشْرَبْ..؟

__ و...ماالذي أبقاهُ في وطنٍ تغَّــرّبْ...؟

رحــــــيم العراقي

55
أدب / رد: أسوار سمرقند
« في: 15:07 19/06/2007  »

لنكن معاً ياpoles_adam ..أو منفردين
نخرج اللسان لخيبات العمر
و نلقي بحطامنا في فراش النسيان والخدر
ونعيش دون مراسيم لنتأكد أننا لسنا موتى
   وأن رقابنا ماتزال متصلة الأطراف

رحيم العراقي

56
أدب / رد: رغيد..في حضرة المسيح
« في: 14:54 19/06/2007  »
العزيزة سيلفا حناحنا
وافر إمتناني أنثره حول عباراتكِ الرقيقة
وأشكركِ ياسيلفا النقية
يحفظكِ الله ويزيكِ محبةً و عنفوانا

رحيم

57
أدب / رد: أسرار العشق
« في: 11:21 19/06/2007  »
وكأنها أُسطورة شرقية غائرة في أعماق الزمان
أو حكاية لأيسوب تتسلل من نافذة الشاعرة الحلوة الطيبة Ghada Bandak
بوركتِ يا أختاه ولن نخفي أسرار عشقكِ في بئر الكتمان

رحيم العراقي


58
أدب / أسوار سمرقند
« في: 15:17 18/06/2007  »
أسوار سمرقند

رحيم العراقي


حين وصل الى أسوار سمرقند..وحيدا 
كان فارساً متشحاً برماد الحرائق 
بل أظنه كان شاعراً 
شارد الذهن ..شريدا
يتأبط كتاب الأفول
ويتلمس ضوءاً شحيحاً ينتهي عند أسوارها..
..لم تكن سمرقند أسيرة بأيدي المغول
تنتظر نيزكاً هابطاً من قمرٍ عتيق
كانت تتجمل في غرفتها
محاطةً بجواري الشباب المُضاع
تشدو اغاني الزفاف الوشيك..
لهذا إرتدى قميص المهـّرج..
ورسم شفتيه ضاحكتين في موكب العرس
ثم تسلل الى عزلتهِ الأليفة..آخر الليل.



59
أدب / رد: رغيد..في حضرة المسيح
« في: 15:35 17/06/2007  »
العزيز فلاح نجيب عظمت
أرهقنا الحزن
وأصابنا الدوار بسبب صراخنا
وأصبحنا لا نخجل من دموعنا
لأننا نعرف كيف نموت غدراً
ولا نعرف كيف نرد الخناجر الى صدور القتلة
ورغم كل ذلك فهم يجاهدون في سبيل دفعنا
الى ميدان الإقتتال..وزوبعة العراك
ليساعدنا الله

رحيم

60
أدب / رد: رغيد..في حضرة المسيح
« في: 11:24 16/06/2007  »
العزبيز وسام الخابوري (( راهب الحب ))
تحية حميمة 
عندما يلمس الجرح جرحاً آخرا
 تقدح المواساة
شكرا أيها الراهب الطيب..

رحيم العراقي

61
أدب / رد: رغيد..في حضرة المسيح
« في: 10:34 14/06/2007  »
أخي lovely_heart
شكـــراً أيها العراقي النبيل
أيها المسيحي الأصيل
ولتسمو القداسة في سماء الشهادة في رحلتها الى الفردوس
تحتضنها رحمة الرب وكل من يسيرون في طريق الهدى والثبات..
 

رحيم

62
أدب / رد: رغيد..في حضرة المسيح
« في: 13:46 13/06/2007  »

الشماس الفاضل كوركيس مردو
نحن لم نفعل شيئاً بعد
إنما أشرنا بأصابعنا الى حيث سقط الشهيد
وبكى بعضنا..وتألم البعض الآخر لشدة ما يخفونه من ألم
أهذا كل شئ...؟
إذن سيموت آباء لنا وشمامسة دون ان تمطر السماء دما
والأرض غضباً ..سيموت أهلنا وأحبتنا وكأنهم يعبرون الشارع
المزدحم من رصيف الحياة الى رصيف الموت..
من جعل الحياة رخيصة كالنفط المـُهـّرب ..؟
من المسؤول عن دمنا المـُراق...؟
من يدمر العراق...؟
من يخلط الأوراق...؟

رحيم العراقي

63
أدب / رد: صورة من أمس
« في: 12:44 12/06/2007  »
زميلتي هناء شوقي
كان الألم العراقي جاثماً في صدورنا
وأصبح الآن يحيط بنا وينتشر حولنا
إنه الماء والهواء
يا شريكة الألم....

رحيم

64
أدب / رد: رغيد..في حضرة المسيح
« في: 11:15 10/06/2007  »
أحبتي ..أصدقائي :
غادة البندك
مهند الكانون
هناء شوقي
بولص آدم
سيمار :
أشكر مواساتكم لكل عراقي وكل مسيحي
و دعوني أخبركم بأني عدت من بغداد الى دبي
قبل أسبوع وأنني كنت قبل أسبوعين ماشياً بين أزقة الكرادة
في طريقي من مقر صحيفة طريق الشعب على دجلة الى إتحاد الأدباء
فشاهدت مجموعة تلميذات لم يتجاوزن العشرة اعوام
يرتدين الزي الرصاصي الموحد ويغنين بلغةٍ لم أفهمها
لكنني ترجمتها الى :
إحرسونا...إقترب الطوفان منّـا
ساعدونا..إدفعوا الجزيةَ عنّـا..   

65
أدب / رد: رغيد..في حضرة المسيح
« في: 10:30 10/06/2007  »
صديقي الأديب بولص آدم
لا نملك سوى الجروح الغائرة
نرد بها طعنات خناجرهم الغادرة
أما الرعاة والكلاب
فقد تركوا المهمة للذئاب..
ليحرسنا الله..

رحيم

66
أدب / رد: صورة من أمس
« في: 13:04 09/06/2007  »
يااااااااه...أبو لينا..ستار الحبيب..
مدير مسرحنا المتمرد على كل اللوائح
حمداً لله إنك ما تزال على قيد الحياة
فالمشردون لا يفتح الناس لهم الأبواب
كذلك  أبواب الجنة..أو الجحيم..
أتمنى ان تراسلني على بريدي الأليكتروني
أو هاتفي بدبي 00971507588998
مع محبتي..

رحيم

67
أدب / رد: رغيد..في حضرة المسيح
« في: 12:11 09/06/2007  »

أختي العزيزة سيمار
 صفاء ونقاء أبينا رغيد  أغاظ الملوثين
ونور أفكاره كشفت ظلام كهوفهم الباردة
ومستنقعاتهم الراكدة
أخافتهم المحبة التي تملأ قلبه المسيحي
و الأُلفة في ملامح وجهه العراقي
لهذا يا أختاه ..مر الشياطين من هناك
وقتلوا الملاك..

رحيم

68
أدب / رد: صورة من أمس
« في: 12:00 09/06/2007  »
صديقي مهند الكانون
أنا ممتن لكل كلمة كتبتها وكل عبارة صغتها
أشكرك جداً...جدا

رحيم

69
أدب / رغيد..في حضرة المسيح
« في: 12:56 07/06/2007  »
رغيد..في حضرة المسيح
(الى روح أبينا رغيد .. الشهيد السعيد)


رحيم العراقي



1

لم تقتلوا حياته
لأنه يمتد في الأشجار والأنهار والنهار..صوب الريحْ
ووجهه  النازف يعلو صفحة المياه مثل القمر الجريحْ
لأنه قد غادر الضريح
لأنه في حضرة المسيح
يشكو ويحكي ماجرى..
معـّفراً في دمِهِ ..ذبيح..



2

المجرمون..الغادرون...القَـتـلَه
الحاقدون..المارقون...السـَفَـلـه
لو أصبحتْ دمائكمْ نهرا
لو نزفتْ قلوبكـمْ دهـرا
فما تساوي قطرةً من دمِـهِ الزكيّ
وبسمةً في وجهِـهِ البهـيّ



       

70
أدب / ريـشـه..وعمر مذبوح
« في: 12:51 06/06/2007  »
كلماتج..تذوب شموعهه بصدري..
كـــل كـــلـمه حـــركـَ  بالـروح
وراحة إيدج..إتمنيت تغرف دمي المسفوح
وضحكـاتج..على الأيام..
صارت تبجي ضحكـاتج بجي المجروح
وخصلة شـعرج النعسانه..خوف إتفوح
ومنديلج بعد ما غفه بعينج لحظة التوديع
ردت أقراه وتهجّى الحجي الممسوح
تمـنيته حـمامه بــس تجــي وتروح
وأدري بيتي المظــــلم.. نزل مترات عل شارع..
واَدرز ..بالحلم لو بالصحو..الفرشـــي العـتيكـَ إســطوح
 أنه الياويل..من بعدج حمل مطروح
مثل سعف النخل بالريح..كَـلبي ينوح
وصدري باب للطعنات ترسم لي عليه إجروح
بنيت أعشاش للملكَــه على الحايط
مـا ظـل منها بـس ريشـه و عُـمُر مــذبوح ..

71
أدب / رد: صورة من أمس
« في: 11:24 05/06/2007  »
غادة البندق..غادة الشعر
شكــراً لمروركِ الهادئ
ولكِ مني وافر الود ..

رحيم

72


بيير رازوك، مؤلف كتاب: حرب يونيو من الأسطورة الى الواقع هو مؤرخ اختصاصي بالمسائل الإستراتيجية.. ومكلف بمهمة في وزارة الدفاع الفرنسية، سبق له وقدم العديد من الكتب مثل «حرب الفوكلاند ـ مالوين» الذي نال جائزة البحرية الفرنسية.
هذه هي الطبعة الثانية لهذا الكتاب الذي يعيد فيه المؤلف تحليل آخر مستجدات الشرق الأوسط على ضوء حرب الخامس من يونيو عام 1967.. التي أسست لمفهوم «الحرب الخاطفة» الذي تكرر الحديث عنه بخصوص الحرب الأخيرة في العراق.
ما يؤكده المؤلف منذ البداية هو أن حرب يونيو 1967 بين إسرائيل والعرب، والمعروفة بـ «حرب الأيام الستة» قد شكلت منعطفاً حاسماً في الصراع العربي ـ الإسرائيلي. ففي الخامس من ذلك الشهر ـ يونيو ـ 1967 بدأت إسرائيل أولاً غارات جوية عطلت فيها عملياً الغالبية العظمى من الطائرات المصرية وهي على الأرض.
وعندما امتلك الإسرائيليون التفوق الجوي بضربتهم الخاطفة استطاعوا خلال ستة أيام فقط دحر الجيوش العربية المصرية والسورية والأردنية واحتلال قطاع غزة وصحراء سيناء والضفة الغربية وهضبة الجولان.
هذه الوقائع معروفة للجميع.. لكن الأسباب الحقيقية لتلك الحرب معروفة بدرجة أقل كثيراً. هذا ما يؤكده مؤلف الكتاب الذي يضعها في سياق الحرب الباردة، مشيراً بنفس الوقت إلى أن الأطراف المعنية بها مباشرة قد أخفت لمدة عقود كاملة الأسباب العميقة التي دعتها للتحرك أو أعطت الضوء الأخضر للقيام بها..
ويقوم بتحديد ثلاثة أسباب أساسية هي البرنامج النووي الإسرائيلي وتبدل التوجه السياسي الذي عرفته السياسة الخارجية الفرنسية في مطلع سنوات الستينات السابقة والتحالف السري بين إسرائيل والولايات المتحدة الأميركية.
بل ولا يتردد المؤلف في القول إن العلاقات الإسرائيلية ـ الأميركية بقيت في صلب تلك الأزمة ثم الحرب كما يدل على ذلك الهجوم الإسرائيلي على السفينة الحربية الأميركية للتجسس «ليبرتي».
كتب مقدمة هذا العمل الأميرال بيير لاكوست، الذي كان رئيساً لجهاز الاستخبارات الخارجية الفرنسية لمدة سنوات، ويرى أن نقطة قوة هذا الكتاب تكمن في أنه ألقى الضوء على الكثير من الوقائع غير المعروفة كثيراً وفسرها في إطار السياق السياسي والإستراتيجي لفترة حدوثها.
ويشير الأميرال إلى أن مبدأ «الحرب الوقائية» الذي رفعته إسرائيل للقيام بحربها عام 1967 غدا في قلب الأطروحات الراهنة التي ترددها الولايات المتحدة منذ سنوات وقد شكلت الخلفية التي شنت على أساسها الحرب ضد العراق في ربيع عام 2003.
وينتهي الأميرال إلى القول إن «الصقور» هم الذين قادوا إسرائيل دائماً إلى الطريق المسدود.. لكن «إعطاء الأولوية للقوة على المفاوضات وللتفوق العسكري الساحق لا يشكل الطريقة الأفضل من أجل تسوية نزاعات معقدة مثل نزاع الشرق الأوسط».
يحاول مؤلف هذا الكتاب أن يجيب عن بعض الأسئلة الجوهرية برأيه والتي يطرحها منذ كلماته الأولى.. السؤال الأول منها: «لماذا حرب الأيام الستة؟». واعتباراً من الفصل الأول، في فصول هذا الكتاب الثمانية، الذي يحمل عنوان «الورطة» يتم تحديد العامل الأساسي في قيام حرب يونيو 1967 في البرنامج النووي الإسرائيلي الذي كان في صلب العلاقات بين إسرائيل وفرنسا والولايات المتحدة الأميركية.
ويقدم المؤلف في هذا الإطار توصيفاً للمساعدات التي قدمتها فرنسا لإسرائيل خلال سنوات الخمسينات والستينات المنصرمة من أجل بناء مفاعلاتها النووية في الديمونة حيث تم إنتاج أول الصواريخ القادرة على حمل قنبلة نووية.
ويؤكد أن المساعدات الفرنسية والتعاون الوثيق بين فرنسا وإسرائيل في الميدان النووي بقي أحد أسرار الدولة التي جرت المحافظة عليها بقدر كبير من الفعالية من قبل عدد قليل من أولئك الذين كانوا يعرفونها من قادة سياسيين ومهندسين فرنسيين وإسرائيليين.
وإذا كانت إسرائيل لا تزال ترفض رسمياً حتى الآن الاعتراف بامتلاكها السلاح النووي فإن المجموعة الدولية تتفق على أن الدولة العبرية تحتل المرتبة السادسة بين القوى النووية العالمية بعد الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا وبريطانيا والصين، وهذه كلها دول أعضاء في مجلس الأمن وموقعة على معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية.
ويشير المؤلف إلى أن دافيد بن غوريون كان هو وراء قرار الشروع ببرنامج للأبحاث النووية في إطار معهد «وايزمان» ودعوة العلماء اليهود الذين كانوا قد شاركوا في «مشروع مانهاتن» بالولايات المتحدة الأميركية لتقديم مساهماتهم فيه.
وكان أحد الأعمدة العلمية الذين قادوا العمل «ارنست دافيد بيرغمان» الذي كان على تعاون وثيق مع الفرنسيين الذين كانوا هم أنفسهم على علاقة بالمشروع. عُيّن «بيرغمان» مسؤولاً عن اللجنة الإسرائيلية للطاقة الذرية عام 1952.
وكانت فرنسا قد سلّمت إسرائيل أول مفاعل نووي قوته 24 ميغاواط في شهر سبتمبر من عام 1956 قبل عدة أسابيع من اندلاع حرب السويس.. واستمر هذا التعاون خلال العقد الثاني أيضاً.
لم ينظر الأميركيون بعين الرضا إلى هذا التعاون النووي الفرنسي ـ الإسرائيلي باسم مخاطر الانتشار النووي، ولم يترددوا في إعلان معارضتهم الصريحة والقوية لذلك.
وقام الجنرال شارل ديغول في منتصف عقد الستينات بوضع حد نهائي للمساعدة الفرنسية لإسرائيل بعد أن أدرك مخاطر عملية تواطؤ جرّت فرنسا وبريطانيا للمشاركة في حملة السويس 1956 ذات النتائج الوخيمة بالنسبة للبلدين.
ويخلص المؤلف في هذا السياق إلى القول إن الحركة المزدوجة المتمثلة في تغيّر واضح في السياسة الفرنسية باتجاه «الانسحاب» من التحالف مع إسرائيل، وبالوقت نفسه في تعزيز تدريجي للتحالف الجديد مع أميركا، السّري أولاً، ثم العلني شيئاً فشيئاً، قد قادت ـ أي الحركة المزدوجة ـ إلى خلق حالة لم تكن بعيدة عن نشوب حرب يونيو 1967.
وينقل المؤلف عن الرئيس عبدالناصر تصريحه يوم 23 ديسمبر 1960 لصحافيين أميركيين أجروا مقابلة معه: «إن تطوير إسرائيل لأسلحة نووية قد يرغم الدول العربية على القيام بهجوم وقائي حاسم ضدها». ويشير المؤلف مباشرة إلى أن مثل هذا القول لم يكن آنذاك أكثر من تصريح «مبدئي وليس تهديداً ملموساً».
وتصريح آخر في السياق نفسه إنما للسفير الأميركي في مصر بتاريخ 18 مارس 1965 عندما قال مطمئناً الرئيس عبدالناصر: «لا تزال هناك بعض المشاكل بين إسرائيل ومصر وقد تكون مصدراً كامناً للحرب..
لكن حكومة الولايات المتحدة ستتابع الضغط كي لا تصبح إسرائيل قوة نووية». ثم تصاعدت «حرب» التصريحات إذ ينقل المؤلف عن الرئيس ناصر تصريحه لصحيفة نيويورك تايمز يوم 21 فبراير 1966 إن «مصر قد تقوم بحرب وقائية إذا أنتجت إسرائيل الأسلحة النووية».
وجاء في عنوان الصفحة الأولى لجريدة الجمهورية يوم 12 مارس 1966 «إن حرباً وقائية يمكنها وحدها أن تمنع إسرائيل من أن تصبح قوة نووية».. بل ويؤكد المؤلف أن الرئيس عبدالناصر أمر قيادة أركان التخطيط لعملية عسكرية بهذا الاتجاه».
ويشرح المؤلف على مدى عدة فصول القوى العسكرية التي كانت متواجدة على أرض المعركة، حيث يؤكد على وجود جيشين كانا على خلاف كامل من حيث العقيدة العسكرية لكل منهما، إذ كانت الجيوش العربية تؤكد على أهمية العدد، الأمر الذي لم يكن بعيداً عن العقيدة العسكرية السوفييتية، بينما كان الجيش الإسرائيلي يؤكد على «نوعية» تسليحه وخططه القتالية..
وتتم الإشارة ضمن هذا الإطار إلى ميزان القوى البري كان لصالح الجيوش العربية، بينما كان هذا الميزان أكثر توازناً في الميدان الجوي.. و لذلك حاول الإسرائيليون الشروع بـ «عملية خاطفة» جوية تؤمن لهم التفوق المطلق بعد حرمان الجيوش البرية العربية من أي غطاء جوي.
هكذا يتضمن الكتاب فصلاً كاملاً عن سير العمليات الجوية الى جانب فصل آخر عن «احتلال سيناء» وقطاع غزة وما فعله جنرالات من أمثال تال وشارون ويوفي في الاستيلاء على شرم الشيخ ومضيق متلا. وما فعله بالمقابل الجنرال سعد الدين الشاذلي مما لم يمنع وصول الإسرائيليين الى قناة السويس قبل وقف إطلاق النار.
وفصلان آخران عن احتلال الضفة الغربية وصولاً إلى جسور نهر الأردن و«الهجوم على الجولان» بعد ان كانت هذه الجبهة قد بدت «هادئة» خلال الأيام الأربعة الأولى من الحرب إلا من بعض عمليات القصف المتفرقة.. ويشير المؤلف هنا إلى رسالة برقية تلقاها الرئيس السوري آنذاك نور الدين الأتاسي من الرئيس عبدالناصر التقطها الإسرائيليون وجاء فيها:
«ان جيشي يتراجع وأنا على قناعة أن إسرائيل بصدد تركيز كل قواتها ضد سوريا لإنهاء الجيش السوري.. أرجوك ان تصدقني وتقبل وقف إطلاق النار الذي يتم التفاوض حوله الآن تحت إشراف الأمم المتحدة وإعلام الأمين العام بأقصى سرعة ممكنة. هذه هي الوسيلة الوحيدة لإنقاذ الجيش السوري الباسل. لقد خسرنا هذه المعركة.. وسيكون الله في عوننا مستقبلاً.
الفصل الأخير من هذا الكتاب يحمل عنوان «الأوراق الخفية» ويرى المؤلف فيه ان حرب يونيو 1967 قد خلقت وضعاً جديداً في الشرق الأوسط لم يكن بعيداً عند نشوب جميع الحروب اللاحقة.
ويعود المؤلف أيضاً للحديث عن قضية قصف السفينة الأميركية «ليبرتي» التي يرى انها لم تكن مجرد حادث «هامشي» كما يسعى الأميركيون والإسرائيليون لتأكيده، وإنما كانت مركزية في تلك الحرب. ويؤكد المؤلف انها لا تزال تثير الكثير من الأسئلة المقلقة دون إجابات.. وان أطروحة الهجوم الإسرائيلي «المقصود» هي الأكثر مصداقية.


73
أدب / رد: دكيت باب الوطن
« في: 18:08 03/06/2007  »
 العزيزة queen_OF_dark
بوركتِ أيتها الشاعرة..فقد طرقتُ باب الوطن ..ودخلت
وتجولت فيه من الخميس 17/5 ولغايةالثلاثاء 29/5 ثم
عدت الى دبي محملاً بالأسى..فلنبتهل من أجل هذا
الوطن الجريح..

74
أدب / صورة من أمس
« في: 15:30 03/06/2007  »
         
b]الى زوجتي الحبيبة في الذكرى السابعة لرحيلها المفجع.                                 
 والى شهداء الإبداع في زمن الإرهاب : جعفر السعدي ،أطوار بهـجـت ،محمد مبارك ، خـــالد ناجـي ،مدني صالح ،منذر الجبوري،عوني كرومي ،عزيز عبد الصاحب ،صاحب نعمة ،محمد صكَـــر ،خليل الرفاعي ،بسام الوردي، طالب الفراتي ،حــنين مانع ، عقيل علي ،هادي السيد حرز ، ذكــــرى الصراف، نخشين حمــــه ، مطشر السوداني ‘الممثل فلاح حسن ،رحيم المالكي ، عماد وتوت، خضير الساري‘عبد اللطيف الراشد و جبار جنكير ..
1
أغانينه....سوالفنه..
نسينا وماكتبناهه
ولمن أثّرت بينه
على باجر تركناهه
ومرت عاصفة أحزان
وسنة همّ..وسنة نسيان..و..الطوفان
وبعد عشرين شفناهه..
أغانينه وسوالفنه..
العلى باجر ..محتها اْيام مسعورة
بعد عشرين شفناهه
على الجفنين والخدين محفوره
وملامح وجهج الحنطي..إنطبعت بالكَلب صوره
..وبعد عشرين..
تدرين الدرب عثرات
 جرحتني ملامح وجهج المنحوت بلوره
وبجتني..أغانينه وسوالفنه..
على باجربجيت وبيدي أيامي
 على باجر بجيت وبيدي إمرايات مكسوره..

2
كلماتج..تذوب شموعهه بصدري..
كـــل كـــلـمه حـــركـَ  بالـروح
وراحةإيدج..إتمنيت تغرف دمي المسفوح
وضحكـاتج..على الأيام..
صارت تبجي ضحكـاتج بجي المجروح
وخصلة شـعرج النعسانه..خوف إتفوح
ومنديلج بعد ما غفه بعينج لحظة التوديع
ردت أقراه وتهجّى البجي الممسوح
تمـنيته حـمامه بــس تجــي وتروح 
وأدري بيتي المظــــلم.. نزل مترات عل شارع..
وأدرز بالحلم لوبالصحو..الفرشـــي العـتيكـَ إســطوح
 أنه الياويل..من بعدج حمل مطروح
  مثل سعف النخل بالريح..كَـلبي ينوح
وصدري باب للطعنات ترسم لي عليه إجروح
  بنيت أعشاش للملكَــه
مـا ظـل منها بـس ريش وعُـمُر مــذبوح..[/b] [/size] [/font] [/b]

75
أدب / ثلاث أغنيات جديده
« في: 14:57 09/05/2007  »
ثلاث أغنيات

كلمات : رحيم العراقي
 


يا والده

إنتي الوفه يلوالده     إنتي الهنه يلوالده
حضنج دفه وإيدج شفه                             
واللي يجــازيج الوفـه     الله بحياته إيساعده..

****
مالي عكَب عينج وِلي                                 
بس إنتي بالدنيه إلي                                 
مشتاكَه ياديرة هلي     ودموع عيني شاهده ..

****

 يا يمه غربني الدهر                                   
والشوكـَ علمني السهر                                     
وشراعي هايم بالبحر      والريح كلهه إتعانده..

****

ياوالده إســـــنين الحــزن                                   
صارن سواجي إعلى الجفن                                   
وإنتي الوفـــه وكَــلبج يحن     حّــن الحمامة الفاكَـده..







ولهانه عليك

                                               
ولهانه عليك   مفتونه بنور عيونك
خليني أوياك   ما اتحـمل من دونك
    يا دهن العـود   يا طيبك                       
عين الحاسود   لتصيبك                   
ربك موجود   الله يحفظك ويصونك..

****
تركًص وتميل     يلطـــولك رمح إرديني
وبيدك مـــنديل     موصوف إلدمعة عيني
إمسهرني الليل     شايل همك وظنونك..

****
آني بيا حــال     وأتحمل هــاي النظــرة
مشغـــولة بال    سحرتني العين الخضره
أحلى الآمــــال   صارت خمريه إبلونك..

****   
ويـــّـه النغمات   تركَــص وتهز إجتافك
وأحـلى الكــلمات     غّـنت مابين إشفافك
كل عمري الفات   ضايع ضايع من دونك.   



يتدلل


يتدلل..يعرفنه نريده
يتدلل..والروح بإيده

*****
يتـــدلل مابـيـن أحـبابه
ويازعله وياطول إعتابه
الزعل يروح بأســـــبابه
والحب الأيام إتزيده..

*****
تّـيمني بروحه الشفافه
وأجمل بسمه بين شفافه
الحلو ماتكـــمل أوصافه
دومه يظن عناده يفيده..

*****
ساحرني وآسرني جماله
لكــن عـّذّب حالي دلاله
كــلما أتعّود على حـاله
ألكَى حبيبي بحاله جديده..

76
أدب / رد: أعذروا تلك المرآة نيتها
« في: 17:06 11/04/2007  »
أحييك أولاً يا صديقي
ولكن....
قد تُخدع المرآة وتخدع
يخدعها وجه يحمل إبتسامة بريئة تخفي حقداً دفيناً في أعماقه..
ويخدعها وجه حزين ..دون رصيد من الأحزان في قلبه....
ونعذرها أيها البيداري الجميل ..فهي مرآة طيبة وليست مرأة..
تقرأ الوجوه وتنفذ عبرها الى الأعماق..

77
يبدو أن الإرهابيين الذين يتقاطرون على سوريا في طريقهم الى العراق وحلفائهم من البعثيين العراقيين الموجودين في سوريا  قرروا أن (( يطقطقون )) في سوريا بعد أن صعب عليهم التسلل الى العراق بعد خطة فرض القانون ولغاية الحصول على فرص أكبر في بغداد.. فقد تزايدت في الآونة الأخيرة الأخبار والشائعات في سوريا حول عمليات خطف أطفال وشبان بقصد ابتزاز أهلهم وجعلهم يدفعون مبالغ خيالية. و بعد فترة وجيزة من قصة الطفل محمد كحيل وفشل الخاطفين في العملية، انتهت الخميس الماضي عملية اختطاف الطفل نادر عجم الذي ألقى به الخاطفون على قارعة الطريق بعد أسبوع من خطفه حاولوا خلال ذلك الحصول على مبلغ قدره 420 ألف يورو.
 ورغم تجاوب أهل الطفل المخطوف مع المجرمين إلا أن الإجراءات الأمنية وملاحقة خطوط الخليوي، جعلت الخاطفين ييأسون من تحقيق مآربهم، فما كان منهم إلا أن ألقوا الفتى على مسافة 30 كيلومتراً عن مدينة حلب شمال سوريا.واللافت أن جميع حوادث الخطف التي وقعت في دمشق وريفها وفي حلب وباقي المدن السورية، تتعلق بأبناء رجال أعمال أثرياء، ما يعني أن الخاطفين عصابات تعمل بصورة منظمة، وهذا يعد أمراً طارئاً في سوريا.
 وذكر موقع ( سيريا نيوز ) أن خطف حفيد رجل الأعمال الملياردير جعل الشائعات في حلب تسري بشكل كبير فتارة يشاع أن الخاطفين قد هربوا الى الموصل، بعد فشل خطف الطفل محمد كحيل، وقد اتصلوا بأبيه من هاتف ثريا وتارة ينقل خبر ( سري ) ومؤكد من مصدر موثوق بأن رجالا من عائلة ((معروفة )) قد فعلوها لتحصيل دين كبير ناتج عن صفقة مشبوهة، وفي اليوم التالي تسري شائعة بأنه قد تم إلقاء القبض على الخاطفين العراقيين في دمشق.. لا شماته.. ولكن من حفر فجوة بحدود أشقائه ليتسلل منها الإرهابيون وأيتام صدام وقع فيها..فالإرهاب لادين ولاعهد ولامواثيق ولاأخلاق له..

 
 

78
أدب / رد: 73 شمعة
« في: 12:40 31/03/2007  »
صديقي Night Lover شكراً لك
ولكل يد ً تشعل الشموع
ولكل الشفاه التي تنفخ عليها  إحتفاءً
لا حُباً بالظلام..

رحيم

79
أدب / 73 شمعة
« في: 15:42 27/03/2007  »
73باقة ورد نضعها برفق على قبور الشهداء النبلاء
73 إطلاقة في الهواء
73   قبلة حميمة تخالطها الدموع
73  شعلة محاطة بالشموع
أيها..الشريف .. الصادق.. العفيف.. الصابر..
أيـها المنار
ياأبا التضحيات و الإيثار ..
أيها الشجاع..المجاهد..
أيها الجميل..الراقي..
أيها الكادح البسيط..
يا أبا الفنون والثقافة..ياأصل المحبة..
حزبنا ..جئناك مثقلين بعقد وأمراض آلاف السنين..
فجعلت منا المانحين والمبدعين والمربين..
يا أحرص علينا من آبائنا..وأرحم من أمهاتنا..وأقرب من حبيباتنا
أيها البهي النقي ..البريء ..
يغدرون..فلا تغدر
ويمكرون..فلا تمكر
ويشيخون بكرههم..وتبقيك المحبة في عز الشباب..
أقبل يديك الكريمتين وجبهتك العالية أيها الشيخ الجليل
وانحني واعفر وجهي بترابك الطاهر..

80
أدب / رد: يبقى العراق عراق ..
« في: 13:56 26/03/2007  »
نعم أيها الشاعر الجميل
أيها العراقي الأصيل
يبقى العراق ..ما بقي الحب..

رحيم العراقي

81
أدب / رد: على الميعاد
« في: 11:02 26/03/2007  »
 جزيل الشكر والود
لك يا etoile ..
وممتن للعبارات الصادقة
  رحيم

82
أدب / رد: على الميعاد
« في: 10:58 26/03/2007  »
مقتبس من:  [b
مُفعم أنا بما كتبتهِ
 لكِ يا هناء .. شوقي ومحبتي

رحيم[/b]

83
أدب / رد: على الميعاد
« في: 10:57 22/03/2007  »
سيلفا العزيزة :
مهما إختلفت تفاصيل ذكرياتنا وتضاريس حياتنا،
 فإن مشاعرنا الحميمة تجاهها تبقى متشابهة كقطرات الدموع
..شكراً لكِ يا سيلفا الطيبة..

رحيم / دبي

84
الأحبة : مهــــــــــــــــند الكـــانون
ســــــــــــــــــــــــــــيلفا حـناحـنا
هـــــــــــــــــــــــــــــــناء شوقي:
أشكركم بكل ما في قلبي من سعادة بمشاعركـــــم الرقيقة..
 ودمـــــتم لي أُســــــــــــرة مبدعــــة في بيت عنكـــــــــاوا....
                          رحـــــــيم / دبي

85
يبدو أنك لم تقرأ مقالة (( مسلمون ولكن..)) أو قرأتها بعجالة ففاتك ما جاء فيها من شؤون وشجون.. والأدهى من ذلك أنك تكرر أن الإسلام فرض الجزية على الآخر ..مع أني ذكرت ذلك في مقالي (( وهو رسالة ليس لي فيها سوى فضل الناقل والناشر..)) وبشكل واضح ..أعد قراءة النص يا صديقي لتكتشف أن لاشيء يستدعي ثورتك وغضبك  وتحريضك لمقاطعتي.. كما أرجو أن تطلع من تثق فيهم على مقالتي و على ردك لتكتشف حراجة موقفك المتسرع..
مع وافر المحبة..

رحيم

مسلمون ..ولكن..

كان المسلمون في مملكة تايلاند البوذية يعيشون بسلام مع جيرانهم البوذيين  و الهندوس و الشنتويين  و كان المجتمع يدعوهم بمحبة للاندماج فيه ، و هم حاولوا جهدهم ليكونوا أفراد فاعلين مندمجين.. كانوا من طينة محافظة لكنها غير منغلقة فلم يكن قد دخل العفن الأصولي بعقولهم و لم تنتشر بعد جرثومة التكفير الوهابية التي إنتقلت من السعودية وترعرعت في إفغانستان أن تضع الحواجز و السواتر و الخنادق في عقل المسلم و تفرقه عن كل شيء... ، هذا ما كتبه صديقي في رسالته عن حكاية المسلمين في تايلند  والتي يكملها بالقول :
- وخلال عقدين من الزمن تفشى هذا الطاعون في المجتمع ، و بدات علامات المرض واضحة  ، فقر ، انغلاق ، تخلف اجتماعي و ثقافي و سياسي  توقف الاستثمارات الاقتصادية و ابتعادها عن كل شيء مسلم  تماماً كما حالة  الريف الجزائري المسكين و المبتلي بهذه  الجرثومة التي تسببت بالدمار و  الخراب ... هذا هو الخراب الاعظم هو خراب العقول التي يستلزم إصلاحها تطهير النظم التربوية و الاجتماعية من  لعنة التربية على أقوال فلان عن فلان عن فلان ، فطلحة و ابن الزبير و غيرهم ليسوا أفضل و أفهم من أب متنور  يقرا الحياة بمنظور واقعي اخلاقي .
ترى لماذا يهرب أئمة الإسلام من التحليل الى التفسير الببغاوي..؟لم لا يناقشون  مسائل ضرب المراة و قتلها واللواطة مع العبيد_ والغلمان في الجنة -..بل والعبودية.. وتكفير الآخر من عباد الله وفرض الجزية عليه  ومسألة إرضاع المرأة للداخلين عليها التي نزلت فيها آية ؟؟؟ و أكلها من اكلها .. هؤلاء يهربون من هذه الاتهامات ليفسروا ما جاء تفسير أخلاقي هرباً من الفضيحة و من ثقلها  يهربون إلى الضمير ليستشيروه ..
فلماذا لا يستشير الكثيرون هذا الضمير قبل أن يسنوا قوانين جنونية هل سمعتم بقانون
سن ليوم واحد في ليبيا يحظر على المراة تحت سن الأربعين أن تغادر بدون محرم  ؟؟؟
و مثلها مثل جارتها الجزائرية التي حولها دعاة التأسلم لواحة من الفقر و التخلف و الفرقة و الإجرام ..
هؤلاء كلهم يناقضون العقل فلا يمكن الجمع بين النار الحارقة و المدمرة و الماء سبب النماء و الخضرة . ..
ويدعوا صديقي أصحاب القرار في ختام رسالته :  كفاكم أوهاماً فضمير حي في زمن الجاهلية أفضل من استشارة مئة عالم و داعية و مفتي وأمير يقتلون بإسم الله والإسلام دين الرحمة والعدل أطفال ونساء وشواهد البلدان الديمقراطيته أوتلك التي تلمست هذا الطريق الشائك..أخيراً..

86
المنبر الحر / مسلمون ..ولكن..
« في: 12:45 20/03/2007  »

- كان المسلمون في مملكة تايلاند البوذية يعيشون بسلام مع جيرانهم البوذيين  و الهندوس و الشنتويين  و كان المجتمع يدعوهم بمحبة للاندماج فيه ، و هم حاولوا جهدهم ليكونوا أفراد فاعلين مندمجين.. كانوا من طينة محافظة لكنها غير منغلقة فلم يكن قد دخل العفن الأصولي بعقولهم و لم تنتشر بعد جرثومة التكفير الوهابية التي إنتقلت من السعودية وترعرعت في إفغانستان أن تضع الحواجز و السواتر و الخنادق في عقل المسلم و تفرقه عن كل شيء... ، هذا ما كتبه صديقي في رسالته عن حكاية المسلمين في تايلند  والتي يكملها بالقول :
- وخلال عقدين من الزمن تفشى هذا الطاعون في المجتمع ، و بدات علامات المرض واضحة  ، فقر ، انغلاق ، تخلف اجتماعي و ثقافي و سياسي  توقف الاستثمارات الاقتصادية و ابتعادها عن كل شيء مسلم  تماماً كما حالة  الريف الجزائري المسكين و المبتلي بهذه  الجرثومة التي تسببت بالدمار و  الخراب ... هذا هو الخراب الاعظم هو خراب العقول التي يستلزم إصلاحها تطهير النظم التربوية و الاجتماعية من  لعنة التربية على أقوال فلان عن فلان عن فلان ، فطلحة و ابن الزبير و غيرهم ليسوا أفضل و أفهم من أب متنور  يقرا الحياة بمنظور واقعي اخلاقي .
ترى لماذا يهرب أئمة الإسلام من التحليل الى التفسير الببغاوي..؟لم لا يناقشون  مسائل ضرب المراة و قتلها واللواطة مع العبيد_ والغلمان في الجنة -..بل والعبودية.. وتكفير الآخر من عباد الله وفرض الجزية عليه  ومسألة إرضاع المرأة للداخلين عليها
 التي نزلت فيها آية ؟؟؟ و أكلها من اكلها .. هؤلاء يهربون من هذه الاتهامات ليفسروا ما جاء تفسير أخلاقي هرباً من الفضيحة و من ثقلها  يهربون إلى الضمير ليستشيروه ..
فلماذا لا يستشير الكثيرون هذا الضمير قبل أن يسنوا قوانين جنونية هل سمعتم بقانون
سن ليوم واحد في ليبيا يحظر على المراة تحت سن الأربعين أن تغادر بدون محرم  ؟؟؟
و مثلها مثل جارتها الجزائرية التي حولها دعاة التأسلم لواحة من الفقر و التخلف و الفرقة و الإجرام ..
هؤلاء كلهم يناقضون العقل فلا يمكن الجمع بين النار الحارقة و المدمرة و الماء سبب النماء و الخضرة . ..
ويدعوا صديقي أصحاب القرار في ختام رسالته :  كفاكم أوهاماً فضمير حي في زمن الجاهلية أفضل من استشارة مئة عالم و داعية و مفتي وأمير يقتلون بإسم الله والإسلام دين الرحمة والعدل أطفال ونساء وشواهد البلدان الديمقراطيته أوتلك التي تلمست هذا الطريق الشائك..أخيراً..

87
أدب / رد: على الميعاد
« في: 13:27 13/03/2007  »

لا أدري يا سيمار الغالية
ما الأجمل ...؟
شعري القديم...أم مشاعركم الحلوة...؟

رحيم/دبي/تلفزيون سمادبي

88
أغنية : دنية إحنة الواحد للثاني
تاريخ التسجيل / 1981
 شعر : رحيم العراقي 20 عاما
لحن المرحوم جابر محمد 26 عاما
غناء : قحطان العطار 31 عاما

ملاحظة : عُدلت وغُيرت كوبليهات الأغنية تنفيذاً لطلب
لجنة فحص النصوص الغنائية..


دنيه إحنه الواحد للثاني
لا يحـبـّيب لا تنســـاني
من غيرك تدريني أتعذّب
ومن غيري تظل إبلا ثاني..

 ********
يلســـــافرت لبعيد // من بين الهموم
حتى إنتظارك عيد // لوحـبَّك إيدوم..

****
لالا تظن أنســـاك // لوتنســـــــه ودي
دمعتك وإنته إهناك // تجري إعلى خدي..

*****
يلسافـرت لسنين // غــيّرت طـبعــك
ومن سافرت للحين // كل يوم اودعك..

****
كم غربة مّرت بيك// يحجولي عنهه
أصعبهه غربة ناس // داخل وطنَّهه..

89
أدب / على الميعاد
« في: 11:20 11/03/2007  »
                                 
أغنية : على الميعاد
 جُددت موسيقاها وغُيرت كلماتها عام 1975وبقي من
الكلمات القديمة ما تحته خط فقط..         
  كلمات : رحيم العراقي 16 عاما
لحن : رضا علي
غناء : قحطان العطار 24 عاما



]تنـسى المواعيد يلما خالفتلك وعد       (موعد)
                                 وأنتظر وصلك سنين بكل حنيني وعد   ( أحسب)
                                 ما فرحتني وأكَولن هاي قسمه ووعد    (نصيب ]
           
شدعي على اللي عن إمحبتي داره                           ( أداره ..قام بتغييره )
            وروحي حمامة وفه ترفرف على داره                           ( بيته )
            من المغفره يا ترف راسم علي داره                            ( دائرة )
                                   كل ما تجيني بعذر أغفر وأكَولن وعد  (وعاد باللهجة الجنوبية تعني لابأس )
 على الميعاد إجيتك         إجيت وما لكـَيتك
ليش إنسيت وعدي         وعمري ما نسيتك 

 
                       *****             
                 ..                 ناسي وعدي دومك
                                     هـاجـرني مـن يومك 
                                     أبـــداً  مـــا  ألـــومك             آنا العـــّـوديتك..

                                            ********
                                    ..يا عـمـري و مـراده
                                      يا تعــبي وحصــاده
                                      أنا بعت الســـعاده             من يوم إشتريتك..

                                                     ********

                                    .. أنا تحّـمـلت يامـــه
                                       مـن عـندك مـلامه
                                       وتظل روحي حمامه           ترفرف على بيتك..
                                                                         على الميعاد إجيتك..

                                 

90

منذ سنوات طويلة والأشقاء السعوديون يرددون أغنيتهم الشهيرة (( إرفع راسك إنت سعودي )) أينما حلوا وإرتحلوا الى حدٍ كادت أن تغطي على نشيدهم الملكي.. ومن حقهم وحق كل مواطن أن يتغنى ويفخر ببلاده إن كانت شوكة في عيون الأعداء أو حتى عيون الأبناء والأشقاء.. لأن حب الوطن لايعني الولع بالسلطة الحاكمة في السعودية أو غيرها ونحن ياما تغنينا بأهداف اللاعبين قاسم زوية وهشام عطا عجاج أيام البكر وصدام وناظم كَزار وبفنون هادي أحمد وفلاح حسن أيام صدام الذي راوغ رفيقيه وإنفرد بالسلطة .. ولكن الأمور تبلغ أحياناً مبلغاً يتجاوز هذه النوايا الطيبة والمشاعر الوطنية البريئة الى سياق آخر تغطيه وتظلله عباءة السياسة وتصدير الأوبئة الفكرية والتدخل في شؤون الآخرين دولاً وأحزاب ومنظمات.. فالأخيرة – السلطات السعودية –رفعت رأسها من خلف الحدود وراقبت المشهد العراقي لتجد لها مكاناً في حلبة الصراع إسوة بسوريا وإيران..وتمكنت من العبور من خلال الممر الطائفي.. فملأت حقائب الحجاج العراقيين بالدولارات مع – كتالوغ صغير – لكيفية صرفها..وأثارت الزوابع الإعلامية حول أحداث عراقية داخلية وحاولت طمس أحداث أخرى مشرقة..وناورت وتشاورت ووفرت المؤتمرات والملاذ التآمري الآمن لكل رعاة الفوضى وتجار الحروب الأهلية ( الضارية ) وجعلت الطريق سالكاً لكل مغامر وإرهابي يستعجل الدخول الى الجنة عبر النارالتي يشعلها في العراق .. ومع ذلك لم تنل رضا الإرهابيين الذين نسجوا لأنفسهم شبكة مستقلة ترعى عملياتهم الإرهابية في العراق بالإتفاق مع مجموعات من الارهابيين والبعثيين ومن يمولهم ويدعمهم لجلب شباب سعودي كمتطوعين للقتال في العراق .. كذلك خسرت موقعها في قائمة أصدقاء أمريكا الذي نالته منذ الحرب الباردة بين المعسكر الإشتراكي وأميركا حيث وظفت المليارات من أجل هذه المهمة الأمريكية المقدسة في وقت كانت تشكو وما تزال الكثير من مدنها وقراها من عدم توفر أبسط الخدمات..مما جعلها تتخبط في مواقفها السياسية المعلنة وغير المعلنة ومن بينها شجبها الطائفي السريع لعملية حزب الله الأخيرة ومواجهته لإسرائيل (رغم رأينا الخاص بموضوعة هذا الحدث..) وقبل أن تشجب ذلك أمريكا و إسرائيل بحيث كان الموقف السعودي من جملة مبررات العدوان الإسرائيلي الوحشي على لبنان..فعادت السعودية ولوَّحت بالدولارات لإصلاح الموقف لا إصلاح الدمار..
ونعود الى العراق حيث يضحك الإرهابيون العتاة على ذقون المجاهدين السعوديين فيحتجزونهم حال وصولهم ويطلبون من ذويهم في السعودية دفع مبالغ كبيرة بحجة انهم خلصوهم من موت محقق ومستعدين لترتيب عودتهم الى السعودية وفي حال رفض ذويهم دفع الفدية يقومون بالتخلص منهم بالسيارات المفخخة.. وإعترفت جريدة "الوطن" أن الشابين السعوديين محمد المنصور وأحمد الدخيل من مدينة بريدة قد قتلا في العراق خلال الأيام الماضية. وأوضحت المصادر أن الشابين في العشرينات من عمرهما قد غادرا البلاد منذ فترة مع مجموعة من أقرانهما إلى العراق عن طريق السفر إلى البحرين وتوجها منها إلى سوريا حيث تمكنوا من عبور الحدود السورية العراقية عن طريق جماعات تدعي انتماءها للفرق الجهادية في العراق. وبينت المصادر أن أعضاء الجماعات المزعومة يتولون ترتيبات دخول الشباب السعودي إلى العراق ويسلمونهم إلى بعض المرتزقة الذين يتولون القبض على السعوديين ويطالبون أهليهم بفدية للإفراج عنهم مقابل 150 ألف ريال للشخص الواحد. وأشارت المصادر إلى أنه في حالة فشل التفاوض على الفدية يقومون بإيداع الشباب في معتقلات داخل العراق لحين استلامهم المبالغ التي يطلبونها من ذويهم..أو يجعلون منهم قنابل آدمية في السيارات المفخخة...لا شماتة ..ولكننا نخشى أن تتحول كلمات الأنشودة السعودية في أفواهنا :
إخفض راسك يا إرهابي
يا تكــــــفيري يا وهابي ..

91
أدب / رد: سهلة عندك ...
« في: 12:01 02/03/2007  »
سيمار
أيتها الشاعرة المعطاء
حقاً..الأغاني لا تشيخ..وكذلك النتاج الحميم
عندما كنتُ في العشرين كنتُ أرى من تجاوز الأربعين مثلي الآن..عجوزاً
وعندما بلغت الثلاثين تساهلت قليلاً وإعتبرته : كهلاً ..
أما الآن فأنا أراه شاباً ..وسوف يتدبر أموره بعد الخمسين..
وربما يتحول الى أغنية دائمة الشباب ...كالشهداء..
شكراً لكِ...

رحيم

92
أدب / رد: شوفي غيري
« في: 12:50 28/02/2007  »
.....قد قلتِ حقاً ولكن ليس يسمعهُ
رحم الله علي بن زريق البغدادي الذي قال الشطر أعلاه في قصيدةٍ مطلعها : 
 أستودع الله في بغداد لي قمراً   في موقعٍٍ من فلك الأزرار مطلعه
وكــــــــم توسل بي ألاّ أفارقه       وأدمعي مســــتهلات وأدمعه 
 الأديبة الغالية هناء شوقي ك
..ليت السنوات تُُخزن في الصدور كالأسرار..فلايعرف العمر طريقها..
وليت الملامح تعبر عما فبي القلب من حيوية وعنفوان..دمتِ لعنكاوه..

رحــــم العــراقي

93
أدب / رد: سهلة عندك ...
« في: 08:10 28/02/2007  »
[=سيلفاحناحنا الغالية:
 كل الشكر وألأحترام لكِ
والإمتنان لزهرتكِ البيضاء وقلبها الأصفر
وما كتبتهِ حق : فلولا الجذور
لما تفتحت الزهور..

رحيم

94
أدب / رد: سهلة عندك ...
« في: 08:03 28/02/2007  »
اميل عامر العزيز :
ليتنا كالأغاني لانشيخ
ليت السنوات الجامحة تتوقف في محطة من العدم
محبتي لك

رحيم العراقي
دبي

95
أدب / رد: سهلة عندك ...
« في: 12:49 27/02/2007  »
الشاعرة العذبة والقاصة المتمكنة : هناء شوقي

قرائتكِ الرومانسية لقصيدتي المُعّـتقة

أضافت لها الغصون الخضراء والزهور اليانعة..

شكـــــراً وافراً لكِ ...

ر.العراقي

96
أدب / رد: نشوة
« في: 12:35 27/02/2007  »
الأديبة العزيزة : هناء شوقي
أنتِ شاعرة بكل ما تعنيه هذه التسمية من آفاق وألوان ومعانٍ مختلفة
لكنني  _ وأعترف بذلك _ متحيّز للقاصة هناء شوقي..وأقرّ بأن ثمة من
يؤيدني ويخالفني..
..ذات ليلة كنا في شقة شقيقي كريم في الصالحية :القرغولي والساهر
والعراقي وأنا وآخرون..كان الجميع ينتظرون ان يغني كاظم..أما أنا فكنت أشتهي
 أغنية لطالب القرغولي على العود..كنت أحسه أقرب الى دواخلي وذائقتي..
بل وحتى كاظم أيدني في ذلك..
وأخيراً : لو إنتخبوني رئيساً لنادي أصدقاء هناء شوقي فإن أول قرار أستصدره
هو تجميد عضوية صديقتكِ...مع وافر محبتي..

   

97
أدب / رد: نشوة
« في: 10:30 27/02/2007  »
 عزيزتي
رغم إعجابي بالأديبة القاصة هناء شوقي
أكثر من الشاعرة هناء شوقي إلا أني لا أستطيع
إخفاء تضامني مع نشوتكِ الجميلة..
تمنياتي لكِ بالتواصل
و أن أقرأ لكِ رواية عراقية خالصة بعد سنوات..

 رحيم /دبي

98
أدب / رد: شوفي غيري
« في: 10:24 27/02/2007  »
سيلفا حنا حنا..أيتها العزيزة
من يعلن الحرب معكِ أو عليكِ هو خاسر لا محالة
أشكركِ .. وليحفظكِ الله في إيقونة المحبة

 رحيم العراقي
دبي/تلفزيون سما دبي
شقيق كريم العراقي الأصغر

99
أدب / سهلة عندك ...
« في: 12:45 26/02/2007  »
أغنية : سهلة عندك ...

تاريخ تسجيل الأغنية: 1982
شعر : رحيم العراقي 20 عاما
لحن :المرحوم جابر محمد 27 عاما
غناء : قحطان العطار..32 عاما


ســـــــــــــــهلة عندك يا حبيبي لو تجافي
وانه يالغالي احلفتلك  غيرك إنته ما اوافي
شغير كَــــــــليبك عليه ..؟
يصير الشاطي ينسه ميه؟
آنا وانته اثنين جنه ..مثل وردة ونبع صافي..
***********
ادري تلكَـــالك حبيب وتنــــسه ودي
وادري تطويني الليالي واظل وحدي
وحتى لو عاشرت غيري
تبقه انته الغالي عندي
وابقه ذاك انه واحبك
مساهر وعيني عله دربك
لمن تذكـــــــــرني وتوافي.

100
أدب / رد: شوفي غيري
« في: 10:51 26/02/2007  »
أدميرال-أنجيل
يا شِهاب عنكاوه سريع المرور
يامن ترك أثراً طيباً في نفسي
 ليبارك الله
ر.العراقي

101
أدب / رد: شوفي غيري
« في: 10:06 24/02/2007  »
جارة الوزيرية
جارة كلية الفنون الجميلة
جارتي العزيزة دينا عصام المتاوي
في أواخر تسعينات القرن المأسوف على أيامه عُرضت ببغداد
مسرحية ( رحيم إسماً ) من تأليفي وإخراج د.شفيق المهدي
في المشهد الأخير يقول رحيم (مثّل الدور بهجت الجبوري ):
- سيأتي المطر وقد يبست الزهور وماتت..؟
و سنجد البيت وقد فقدنا  العوائل..؟
ونجد الحب وقد فقدنا الشباب..؟..
رحم الله أبا العلاء المعري :
كم أردنا ذاك الزمانَ بمدحٍ            فشُغِلنا بذمِّ هذا الزمانِ

102
أخي مهند ...
كنت أراهم كل صباح من أيام الإجازات المُقتضبة الكثيرة...
أرى الطلبة القادمين من جهة القناة..ومن جهة بغداد الجديدة
..ومن جهة الكرخ عبر الباب المعظم..ومن القاهرة والشماسية والصليخ..
كانوا يتجمعون قبالة بيتنا في الفرع الثالث بشارع فلسطين..
وأقول ماشاء الله..ماتزال ثمة حيوية في جسد العراق الحبيب..
- من قتلهم يامهند الكانون..؟
 القتلة القادمون من جهة سوريا...؟
أم التكفيريون القادمون من جهة السعودية..؟
أم المتخلفون القادمون من إيران..؟
أم الميليشيات المتنافسة على كأس السُم الزعاف..؟
من قتل المستنصريين الأحبة..شهداء العلم والثقافة..؟
من خمد أنفاس المحبة ..وإنتظر في كهفه المظلم 
موت الجسد الحبيب المثقل بالطعنات والجراح ..؟




103
أدب / رد: شوفي غيري
« في: 11:00 22/02/2007  »
عزيزي بسام
نحن الذين دفعنا العمر للزمن دُفعة واحدة كالدين الثقيل
ولم نعش لحظاته المتتالية التي أصبحت حيزاً  بين قوسين من العدم
 وكأننا نتخلص من أوجاعه وعذاباته ..ونشيح بوجوهنا عن مشاهدة
أحلامنا وهي تموت ببطء..


104
أدب / رد: شوفي غيري
« في: 10:31 18/02/2007  »
فعلاً أيها العزيز مهند الكانون
لكن ماحدث لكريم كان وجهاً لوجه
وما حدث معي رسالة عبر البريد الأليكتروني
وهذه إشكالية العشق ياصديقي :
أما أن يأتي مبكراً..فلا نعرف قيمته إلا بعد فقدانه أو أفوله
أو أن يأتي بعد الأوان..كالمطر وقد ذبلت الزهور..

105

بيير أندريه تاغييف، مؤرخ للأفكار وفيلسوف ومفكر سياسي وأستاذ في معهد الدراسات السياسية بباريس ومدير للأبحاث في المركز القومي الفرنسي للبحث العلمي ومؤلف للعديد من الكتب من بينها:
«قوة الأحكام المسبقة» و«دعاة الحقد» و«في مواجهة العنصرية» و«الجمهورية المهددة»...«هناك عودة إلى أسطورة المؤامرة في الثقافة الشعبية»، هذه هي الفكرة الأساسية التي يدور حولها موضوع الكتاب الجديد لبيير أندريه تاغييف: «معرض الملتهمين». إنه يحاول أن يبرهن على وجود «رابطة» بين الروايات التي اكتسبت بجدارة تسمية «الجماهيرية» إذ أنها وزّعت ملايين النسخ في جميع أنحاء العالم مثل روايات «دان براون» الشهيرة، خاصة « شفرة دافنشي » التي تقوم على عالم الألغاز وبين الأطروحات التي روّج لها اليمين المتطرّف والقائلة بوجود مؤامرات خفية تنظمها قوى «غير منظورة» تقريبا من أجل إقامة نوع من «الحكومة العالمية» التي ستكون بالطبع مثل دمية بيدها فهي التي تتحكم بخيوط اللعبة كلها.
كذلك يحاول مؤلف هذا الكتاب البرهنة على وجود «رابطة» أيضا بين هواة تلك المسلسلات التلفزيونية والرسوم المتحركة وألعاب الفيديو التي يجمع بينها كلها الاهتمام بجماعات سرية أو مخلوقات تنتمي إلى كواكب أخرى وبين أولئك الذين يقدّمون أنفسهم على أنهم «مؤرخون» بل ويتحدثون أحيانا وكأنهم «علماء» ويشجبون جميعهم «المؤامرة العالمية».
وتنبغي الإشارة منذ البداية أن «تاغييف» قد وضع كأحد أهداف كتابه دحض الفكرة القائلة والشائعة كثيرا بأن اليهود هم أقطاب «المؤامرة العالمية».
النقطة التي ينطلق منها مؤلف هذا الكتاب هي أن نظرية المؤامرة العالمية تستعيد هذه الأيام شبابها وأن الحامل الكبير في هذا «الشباب» يتمثل في النجاح الذي حققته الثقافة الشعبية اليوم والذي تعبّر عنه بوضوح أعمال الروائي دان براون والعديد من الأعمال الأخرى التي جرى نشرها منذ بداية سنوات الثمانينات في القرن الماضي (العشرين).
مثل هذه الأعمال تستوحي موضوعاتها من «مخزون هائل من الإشاعات والأساطير والمعتقدات» التي تعود أحيانا إلى قرون بعيدة ماضية والتي «لا يتم التوقف عن استغلالها من قبل أولئك المختصين بالبحث «عن كل ما يمجّد رائحة العوالم الخفية».
ونظرية «المؤامرة» كما يتم تعريفها، هي ذلك النوع من الكتابة الذي يفسّر مآسي العالم الذي نعيش فيه بتدخل قوى خفية شريرة، وممثلة عامة بمجموعة قليلة «تمثل في أغلب الحالات أقليات نخبوية» تستخدم لبلوغ غاياتها« وسائل سياسية أو مالية أو عسكرية أو بسيكولوجية أو علمية».
وكانت نظرية «المؤامرة» قد برزت «تاريخيا» في نهايات القرن الثامن عشر واتخذت في أوروبا صيغة تآمر مجموعة بافاريه ـ نسبة إلى بافاريا ـ ضد المسيحية. ثم جرى الحديث عن مؤامرة ماسونية وبعدها ماسونية-يهودية لتغدو يهودية بحتة منذ أواسط القرن التاسع عشر.
وما يريد مؤلف هذا الكتاب أن يؤكده هو أن أعمالا أدبية مثل «دا فنشي كود» و«ملائكة وشياطين» لدان براون وألعاب الفيديو عن «النظام العالمي الجديد» والنضال ضد القوى الغامضة التي تسعى إلى تخريبه أو العمل الشهير «سيد الخواتم» للكاتب البريطاني «ج. تولكيين» .
حيث «تواجه القوى المستنيرة قوى الظلام» أو المسلسلات التفزيونية التي تذهب في نفس المنحى وتدعو إلى «عدم الثقة بأحد»، إنما هي أعمال تجد مرجعياتها، حسب رأيه، لدى نفس «المخزون الرمزي» الذي يستلهم منه اليمين المتطرف أطروحاته السياسية. وهذا ما يجمعه المؤلف كله تحت لافتة «بازار الغرابة».
ولا يتردد أيضا في القول أن التركيز على «المظهر الشيطاني» للعولمة الليبرالية السائدة من قبل اليمين المتطرف واليسار المتطرف، إنما يجد مرجعيته أيضا في نفس آلية القول بوجود «مؤامرة عالمية» وتفسير التاريخ على أنه مجرد مؤامرات متتالية تنظّمها وتخطط لها مجموعة من أصحاب المصالح الذين لا يظهرون أبدا على المسرح ولكنهم يحرّكون «الدمى» فوق خشبته.
وما يؤكده المؤلف هو أن «فكرة التآمر» تشكل اليوم أحد أكبر الأساطير السياسية الحديثة. ويرى أن ما يميّزها اليوم هو أنها قد تعدّت حدود الشرائح التي روّجت لها، تاريخيا لتصل إلى شرائح لا علاقة مباشرة لها بالسياسة ولم يعد جمهورها بالتالي مسيسا. وكان من نتيجة هذا التوسيع لإطارها و«خلطها» بموضوعات تنتمي إلى عوالم الأسرار الغريبة جعلها بمثابة «ظاهرة ثقافية».
ويعيد «تاغييف» هذا الصعود الجديد لنظرية «المؤامرة» إلى الانحسار الكبير الذي عرفته الايديولوجيات السياسية الكبرى وفي مقدمتها الايديولوجية الشيوعية وما كانت قد مثّلته لعشرات الملايين من البشر من إمكانية تقديم آفاق مفتوحة أمامهم.
وبغياب مثل هذه الآفاق أصبحت الطريق مفتوحة أمام تبنّي تفسيرات أخرى. ومثل هذه «العودة» معروفة في التاريخ الإنساني كله، لاسيما عندما تكون الايديولوجيات الأخرى تعاني كلها من حالة «الإفلاس».
ويجد المؤلف أيضا أحد أسباب صعود فكرة «المؤامرة» في «غياب الاعتقاد بإمكانية التقدم نحو الأفضل»، ذلك أن مفهوم التقدم نفسه لم يعد يشكل «قوة جذب» لأعداد متزايدة من البشر الذين اتجهوا أو «تركوا أنفسهم يتجهون» نحو الإيمان ب«نزعة الكارثة».
ويتم التأكيد في هذا السياق على أن «الاعتقاد بالتقدم» قد ساد لدى الغربيين عامة لمدة تفوق القرنين من الزمن. لكن «زمن المستقبل المشعّ» قد أصبح في خلفية الصورة ولم يعد «متداولا» إلا لدى بعض الشرائح القليلة، والنخبوية في أغلب الأحيان.
وبالتوازي مع انحسار الايديولوجيات الكبرى، تضاءلت أيضا دائرة النفوذ التي كانت تشغلها المعتقدات الدينية في الغرب. ونجم عن هذا النوع من الفراغ الذي يسمح بتقديم مختلف أشكال الإجابات التبسيطية التي قد يطرحها البشر على أنفسهم. وهذا ما يفسر إلى حد كبير، حسب رأي مؤلف هذا الكتاب، «تعاظم سوق الأفكار الخفية» بل وانتشار حركات وفرق عقائدية جديدة مثل «جماعة معبد الشمس» الذين قد يصل تطرفهم إلى درجة القيام بعمليات انتحار جماعي.
ومثل هذه الأجواء مناسبة جدا لازدهار «نظرية المؤامرة» على خلفية الانجذاب نحو ما هو سرّي وما هو خفي والانبهار بما يمكن أن تقوم به قوى خفية من أفعال والخوف من دكتاتورية مجهولة ما.
ويشير مؤلف هذا الكتاب إلى الدور الكبير الذي تلعبه شبكة «الانترنت» في نشر نظرية «المؤامرة»، ذلك أن القائلين بمثل هذه النظرية يستفيدون من هامش الحرية الكبير الذي توفره هذه الشبكة وحيث يمكن لأية فكرة، ومهما كانت، أن تنتشر مثل النار في الهيشم. أية فكرة أو أية إشاعة أيضا.
ويؤكد «تاغييف» أن ثقافة المؤامرة ما كان لها أن تبلغ ما وصلت إليه من اتساع لولا شبكة الانترنت. ثم هناك فكرة شائعة وهي أنه يمكن الوصول عبر هذه الشبكة إلى المعلومات التي لا توفرها الصحف أو المطبوعات الأخرى أو إلى المعلومات التي تريد إخفاءها.
هذا يعني أن الانترنت «يقدم المعلومة دون مساحيق»، وبسبب الفكرة السائدة أن الصحافيين «يكذبون» أو «يخفون الوقائع»، وأن رجال السياسة لا مصداقية لهم، يمكن للقول بوجود مؤامرة وجماعات سرية وشبكات أن يجد أصداء كبيرة لدى جمهور «الانترنيت».
ويشير المؤلف بهذا الصدد إلى الدراسة التي تحمل عنوان:
«الجماعات السرية وسلطتها في القرن العشرين» والتي ظهرت طبعتها الأولى باللغة الألمانية عام 1993 وتمّت ترجمتها بعد ذلك إلى عدة لغات، ليؤكد بأنها حظيت بانتشار واسع بفضل مواقع عديدة على الانترنت. وهذه الدراسة مستوحاة إلى درجة كبيرة من «بروتوكول حكماء صهيون».

106
بيير أندريه تاغييف، مؤرخ للأفكار وفيلسوف ومفكر سياسي وأستاذ في معهد الدراسات السياسية بباريس ومدير للأبحاث في المركز القومي الفرنسي للبحث العلمي ومؤلف للعديد من الكتب من بينها:
«قوة الأحكام المسبقة» و«دعاة الحقد» و«في مواجهة العنصرية» و«الجمهورية المهددة»...«هناك عودة إلى أسطورة المؤامرة في الثقافة الشعبية»، هذه هي الفكرة الأساسية التي يدور حولها موضوع الكتاب الجديد لبيير أندريه تاغييف: «معرض الملتهمين». إنه يحاول أن يبرهن على وجود «رابطة» بين الروايات التي اكتسبت بجدارة تسمية «الجماهيرية» إذ أنها وزّعت ملايين النسخ في جميع أنحاء العالم مثل روايات «دان براون» الشهيرة، خاصة « شفرة دافنشي » التي تقوم على عالم الألغاز وبين الأطروحات التي روّج لها اليمين المتطرّف والقائلة بوجود مؤامرات خفية تنظمها قوى «غير منظورة» تقريبا من أجل إقامة نوع من «الحكومة العالمية» التي ستكون بالطبع مثل دمية بيدها فهي التي تتحكم بخيوط اللعبة كلها.
كذلك يحاول مؤلف هذا الكتاب البرهنة على وجود «رابطة» أيضا بين هواة تلك المسلسلات التلفزيونية والرسوم المتحركة وألعاب الفيديو التي يجمع بينها كلها الاهتمام بجماعات سرية أو مخلوقات تنتمي إلى كواكب أخرى وبين أولئك الذين يقدّمون أنفسهم على أنهم «مؤرخون» بل ويتحدثون أحيانا وكأنهم «علماء» ويشجبون جميعهم «المؤامرة العالمية».
وتنبغي الإشارة منذ البداية أن «تاغييف» قد وضع كأحد أهداف كتابه دحض الفكرة القائلة والشائعة كثيرا بأن اليهود هم أقطاب «المؤامرة العالمية».
النقطة التي ينطلق منها مؤلف هذا الكتاب هي أن نظرية المؤامرة العالمية تستعيد هذه الأيام شبابها وأن الحامل الكبير في هذا «الشباب» يتمثل في النجاح الذي حققته الثقافة الشعبية اليوم والذي تعبّر عنه بوضوح أعمال الروائي دان براون والعديد من الأعمال الأخرى التي جرى نشرها منذ بداية سنوات الثمانينات في القرن الماضي (العشرين).
مثل هذه الأعمال تستوحي موضوعاتها من «مخزون هائل من الإشاعات والأساطير والمعتقدات» التي تعود أحيانا إلى قرون بعيدة ماضية والتي «لا يتم التوقف عن استغلالها من قبل أولئك المختصين بالبحث «عن كل ما يمجّد رائحة العوالم الخفية».
ونظرية «المؤامرة» كما يتم تعريفها، هي ذلك النوع من الكتابة الذي يفسّر مآسي العالم الذي نعيش فيه بتدخل قوى خفية شريرة، وممثلة عامة بمجموعة قليلة «تمثل في أغلب الحالات أقليات نخبوية» تستخدم لبلوغ غاياتها« وسائل سياسية أو مالية أو عسكرية أو بسيكولوجية أو علمية».
وكانت نظرية «المؤامرة» قد برزت «تاريخيا» في نهايات القرن الثامن عشر واتخذت في أوروبا صيغة تآمر مجموعة بافاريه ـ نسبة إلى بافاريا ـ ضد المسيحية. ثم جرى الحديث عن مؤامرة ماسونية وبعدها ماسونية-يهودية لتغدو يهودية بحتة منذ أواسط القرن التاسع عشر.
وما يريد مؤلف هذا الكتاب أن يؤكده هو أن أعمالا أدبية مثل «دا فنشي كود» و«ملائكة وشياطين» لدان براون وألعاب الفيديو عن «النظام العالمي الجديد» والنضال ضد القوى الغامضة التي تسعى إلى تخريبه أو العمل الشهير «سيد الخواتم» للكاتب البريطاني «ج. تولكيين» .
حيث «تواجه القوى المستنيرة قوى الظلام» أو المسلسلات التفزيونية التي تذهب في نفس المنحى وتدعو إلى «عدم الثقة بأحد»، إنما هي أعمال تجد مرجعياتها، حسب رأيه، لدى نفس «المخزون الرمزي» الذي يستلهم منه اليمين المتطرف أطروحاته السياسية. وهذا ما يجمعه المؤلف كله تحت لافتة «بازار الغرابة».
ولا يتردد أيضا في القول أن التركيز على «المظهر الشيطاني» للعولمة الليبرالية السائدة من قبل اليمين المتطرف واليسار المتطرف، إنما يجد مرجعيته أيضا في نفس آلية القول بوجود «مؤامرة عالمية» وتفسير التاريخ على أنه مجرد مؤامرات متتالية تنظّمها وتخطط لها مجموعة من أصحاب المصالح الذين لا يظهرون أبدا على المسرح ولكنهم يحرّكون «الدمى» فوق خشبته.
وما يؤكده المؤلف هو أن «فكرة التآمر» تشكل اليوم أحد أكبر الأساطير السياسية الحديثة. ويرى أن ما يميّزها اليوم هو أنها قد تعدّت حدود الشرائح التي روّجت لها، تاريخيا لتصل إلى شرائح لا علاقة مباشرة لها بالسياسة ولم يعد جمهورها بالتالي مسيسا. وكان من نتيجة هذا التوسيع لإطارها و«خلطها» بموضوعات تنتمي إلى عوالم الأسرار الغريبة جعلها بمثابة «ظاهرة ثقافية».
ويعيد «تاغييف» هذا الصعود الجديد لنظرية «المؤامرة» إلى الانحسار الكبير الذي عرفته الايديولوجيات السياسية الكبرى وفي مقدمتها الايديولوجية الشيوعية وما كانت قد مثّلته لعشرات الملايين من البشر من إمكانية تقديم آفاق مفتوحة أمامهم.
وبغياب مثل هذه الآفاق أصبحت الطريق مفتوحة أمام تبنّي تفسيرات أخرى. ومثل هذه «العودة» معروفة في التاريخ الإنساني كله، لاسيما عندما تكون الايديولوجيات الأخرى تعاني كلها من حالة «الإفلاس».
ويجد المؤلف أيضا أحد أسباب صعود فكرة «المؤامرة» في «غياب الاعتقاد بإمكانية التقدم نحو الأفضل»، ذلك أن مفهوم التقدم نفسه لم يعد يشكل «قوة جذب» لأعداد متزايدة من البشر الذين اتجهوا أو «تركوا أنفسهم يتجهون» نحو الإيمان ب«نزعة الكارثة».
ويتم التأكيد في هذا السياق على أن «الاعتقاد بالتقدم» قد ساد لدى الغربيين عامة لمدة تفوق القرنين من الزمن. لكن «زمن المستقبل المشعّ» قد أصبح في خلفية الصورة ولم يعد «متداولا» إلا لدى بعض الشرائح القليلة، والنخبوية في أغلب الأحيان.
وبالتوازي مع انحسار الايديولوجيات الكبرى، تضاءلت أيضا دائرة النفوذ التي كانت تشغلها المعتقدات الدينية في الغرب. ونجم عن هذا النوع من الفراغ الذي يسمح بتقديم مختلف أشكال الإجابات التبسيطية التي قد يطرحها البشر على أنفسهم. وهذا ما يفسر إلى حد كبير، حسب رأي مؤلف هذا الكتاب، «تعاظم سوق الأفكار الخفية» بل وانتشار حركات وفرق عقائدية جديدة مثل «جماعة معبد الشمس» الذين قد يصل تطرفهم إلى درجة القيام بعمليات انتحار جماعي.
ومثل هذه الأجواء مناسبة جدا لازدهار «نظرية المؤامرة» على خلفية الانجذاب نحو ما هو سرّي وما هو خفي والانبهار بما يمكن أن تقوم به قوى خفية من أفعال والخوف من دكتاتورية مجهولة ما.
ويشير مؤلف هذا الكتاب إلى الدور الكبير الذي تلعبه شبكة «الانترنت» في نشر نظرية «المؤامرة»، ذلك أن القائلين بمثل هذه النظرية يستفيدون من هامش الحرية الكبير الذي توفره هذه الشبكة وحيث يمكن لأية فكرة، ومهما كانت، أن تنتشر مثل النار في الهيشم. أية فكرة أو أية إشاعة أيضا.
ويؤكد «تاغييف» أن ثقافة المؤامرة ما كان لها أن تبلغ ما وصلت إليه من اتساع لولا شبكة الانترنت. ثم هناك فكرة شائعة وهي أنه يمكن الوصول عبر هذه الشبكة إلى المعلومات التي لا توفرها الصحف أو المطبوعات الأخرى أو إلى المعلومات التي تريد إخفاءها.
هذا يعني أن الانترنت «يقدم المعلومة دون مساحيق»، وبسبب الفكرة السائدة أن الصحافيين «يكذبون» أو «يخفون الوقائع»، وأن رجال السياسة لا مصداقية لهم، يمكن للقول بوجود مؤامرة وجماعات سرية وشبكات أن يجد أصداء كبيرة لدى جمهور «الانترنيت».
ويشير المؤلف بهذا الصدد إلى الدراسة التي تحمل عنوان:
«الجماعات السرية وسلطتها في القرن العشرين» والتي ظهرت طبعتها الأولى باللغة الألمانية عام 1993 وتمّت ترجمتها بعد ذلك إلى عدة لغات، ليؤكد بأنها حظيت بانتشار واسع بفضل مواقع عديدة على الانترنت. وهذه الدراسة مستوحاة إلى درجة كبيرة من «بروتوكول حكماء صهيون».

107
فرنسا العجوز


مؤلف كتاب فرنسا التي تشيخ هو الباحث الفرنسي نيكولا بافيريز الذي نشر سابقاً كتاباً بعنوان: فرنسا التي تسقط، وهو الكتاب الذي نال شهرة واسعة وكان أكثر الكتب الفرنسية مبيعاً عام 2003. وقد ترجم إلى جميع اللغات الأوروبية. وفي هذا الكتاب الجديد يتحدث المؤلف عن هموم العالم الجديد: أي هموم الناس في عصر الدولة التي هدمت الجدران والحواجز بين الشعوب واللغات والثقافات، ويرى أن فرنسا لا تزال قديمة في تفكيرها وممارساتها، وبالتالي فينبغي عليها أن تغير نفسها لكي تستطيع أن تلتحق بالركب وتواكب عصر الدولة الجديد.
ولكن المؤلف يتعرض أيضاً لهموم أخرى عديدة تشغل العالم المعاصر كمشكلة الصراع بين العالم الإسلامي أو حركاته المتطرفة من جهة، وبين الغرب الأوروبي ـ الأميركي من جهة أخرى. وبهذا الصدد يقول المؤلف ما معناه:
بعد ست سنوات من ضربة نيويورك في 11 سبتمبر 2001 نجد أنفسنا مضطرين للقول بأن مهووسي القاعدة نجحوا في مخططهم على غرار بلاشفة 1917. صحيح أنهم لم يستطيعوا تحقيق ثورة إسلامية شاملة لصالحهم ولكنهم وسعوا الهوة والشقة بين الغرب والعالم الإسلامي وحولوا صراع الحضارات من وهم ثقافي إلى حقيقة واقعية ملموسة.
ولا أحد يشك في أن النصف الأول من قرننا هذا، أي القرن الحادي والعشرين، سوف يكون مشغولاً بهذه الحرب الدائرة رحاها بين الديمقراطيات الغربية والحركات الإسلامية الراديكالية. ولهذا السبب نقول بأن الحرب العالمية الرابعة بدأت ولن تنتهي عما قريب. نقول ذلك باعتبار أن الحرب الباردة بين الاتحاد السوفييتي والمعسكر الغربي كانت هي الحرب العالمية الثالثة.
ولكن الخصوصية الأساسية لهذه الحرب الجديدة هي أنها ليست بين دولتين كبيرتين أو جيشين واضحين ومكشوفين وإنما هي بين الدول الديمقراطية والحركات السرية التي لا أرض ثابتة لها ولا معالم واضحة ولا وجه محدد. من هنا صعوبة هذه الحرب الجديدة كلياً من منظور التاريخ الطويل. فالحركات المتطرفة قد تضرب هنا أو هناك ثم ترهب دون أن نستطيع الرد عليها لأننا لا نعرف أين هي بكل بساطة. ولهذا السبب فإن العالم سوف يشهد حرباً أهلية كونية لأن هذه الحركات تعيش معنا، بين ظهرانينا، وتندمج في السكان والجماهير والجاليات المغتربة على وجه الخصوص. ثم يردف المؤلف قائلاً:
لقد ابتدأ هذا الصراع الغريب الشكل بطريقة سيئة بالنسبة للعالم المتحضر الحر فنحن لا نستطيع أن نتنبأ بضربة 11 سبتمبر في الولايات المتحدة، ولا بضربة 11 مارس 2004 في مدريد، ولا بضربة 7 يوليو 2005 في لندن، وعلى الرغم من قوة الأجهزة الغربية واستخباراتها وإمكانياتها إلا أنها فشلت في ذلك. بل إن ردها على هذه الضربات الإجرامية لم يكن مناسباً ولا رادعاً، على الأقل حتى الآن. وان الدليل على ذلك هو أن هذه الحركات الراديكالية لا تزال قادرة على الضرب وتنشر الرعب في كل مكان.
والواقع أنها استفادت من عصر الدولة كثيراً. فالأصوليون المتطرفون على الرغم من أنهم يكرهون الحداثة الفكرية كثيراً إلا أنهم يسيطرون بشكل جيد على مخترعاتها التكنولوجية من انترنت وايميل وبقية الأجهزة. ويستخدمون كل ذلك ببراعة لضرب المدنيين في المدن الكبرى وترويعهم. ولو أن الإرهاب الحالي اقتصر على تصفية الشخصيات السياسية أو الفكرية الكبرى كما كان يفعل الإرهاب السابق لهان الأمر، ولكنه يستهدف المدنيين العزل وبشكل جماعي في محطات القطارات، أو الأنفاق تحت الأرض، أو المخازن الكبرى. وبالتالي فيحصد في ضربة واحدة المئات أو الآلاف.
ثم يردف المؤلف قائلاً: من هنا خطورة الإرهاب في عصر العولمة، فنحن في الغرب نمتلك مجتمعات مفتوحة، حرة، لا تمنع أحداً من التحرك في جنباتها كما يشاء ويشتهي. ولهذا السبب فإن المتطرفين يستغلون هذه الحرية لغايات إجرامية، وبالتالي فالمجتمع المفتوح مناسب لتحقيق مثل هذه العمليات أكثر من المجتمع المغلق الذي تسيطر فيه الدولة الاستبدادية على كل شيء وتراقب كل شاردة أو واردة من حركات السكان، وعندئذ يصبح من الصعب على الإرهابيين أن يقوموا بعملياتهم التفجيرية.
ثم يطرح المؤلف هذا السؤال: ولكن هل ينبغي أن نقلص الحريات ونقيم نظاماً بوليسياً عندنا من أجل مواجهة الإرهابيين على أرضهم بالذات؟ بالطبع لا. فنحن إذا ما تخلينا عن جوهر الحضارة المتمثل بالحرية والديمقراطية نكون قد فقدنا أنفسنا وقيمنا وأعز ما لدينا.
وبالتالي فعلى الديمقراطيات الغربية في أوروبا وأميركا ألا تكثر من سنّ القوانين التي تقيد حركة الناس وتراقبهم أكثر من اللزوم كما يحصل في أميركا في عهد بوش، أو حتى في إنجلترا بعد ضربة 27 يوليو 2005.
لا ريب في أنه ينبغي على الأجهزة المختصة أن تلاحق الشبكات المتطرفة لحماية المواطنين من أذاها وتفجيراتها الإرهابية التي تزهق الأرواح بشكل جماعي. ولكن لا ينبغي التضحية بالحريات الفردية التي تمثل جوهر الحضارة الغربية الحديثة التي تحسدنا عليها جميع أمم الأرض.
ولكن المؤلف يدعو الغرب أيضاً إلى تحمل مسؤوليته أمام البشرية التي تعاني. فالإرهاب لا يُعالج فقط بالملاحقات البوليسية أو الأجهزة الاستخباراتية، ولكن يعالج أيضاً، وينبغي أن يُعالج بأساليب أخرى تقضي على جذوره العميقة وأسبابه الحقيقية. فعصر الدولة مختل التوازن على الصعيد الاقتصادي، فهناك أربعة مليارات ونصف المليار من البشرية يعيشون بصعوبة.
ومن بينهم مليار ونصف المليار يعيشون بأقل من دولار في اليوم الواحد. وهذا وضع لا يُطاق ولا يُحتمل. والفقر كافر لا يرحم. وقد يدفع بصاحبه إلى ارتكاب ما لا تُحمد عقباه. وفي كل الأحوال فإنه يتحوّل إلى مرتع لكل حركات الانحراف والتطرف والجريمة.
وبالتالي فلا يكفي أن ندين الإرهاب والتطرف وإنما ينبغي أيضاً أن ندين الجو العام الذي يحبّذ الإرهاب ويشجِّع على الانخراط في حركات التطرف، وبهذا فإن على العولمة الحالية أن تغير مسارها وأساليبها، لكي تصبح أكثر اهتماماً بالظلاميين والمهمشين، والفقراء، وإلا فإن العالم الفقير سوف يظل حاقداً على العالم الغني، أي علينا نحن في هذا الغرب الأوروبي الأميركي الشمالي.
وبالتالي فالتحدي المطروح علينا نحن أبناء المجتمعات الغنية لا يكمن فقط في مواجهة التفجيرات الإرهابية التي تصيب مدننا وحضارتنا في أعز ما لديها، وانما يكمن أيضاً في اكتشاف أنوار جديدة، أو في بلورة عصر تنوير جديد يتجاوز في أبعاده التسعة عصر التنوير السابق.
نقصد بذلك أن عصر التنوير الذي ابتدأ في أواخر القرن السابع عشر وبلغ ذروته في القرن الثامن عشر والثاني عشر هو الذي شكل أسس حضارتنا الحديثة، ولكنه لم يعد كافياً الآن بعد أن دخلنا في عصر العولمة الشمولية. نحن بحاجة الآن إلى تنوير يتسع للبشرية كلها وليس فقط للأمم المتحضرة في أوروبا الغربية أو أميركا الشمالية.
بمعنى آخر ينبغي على حضارة التنوير أن تتسع لكي تشمل البشرية كلها بنعمها وأطايبها وحرياتها الديمقراطية، وليس فقط خمس البشرية أو سدسها، فنحن في أوروبا وأميركا الشمالية لا نتجاوز المليار شخص، هذا في حين أن البشرية وصلت الآن إلى ستة مليارات شخص.
وبالتالي فينبغي أن نفكر في الخمسة مليارات الأخرى. فلها الحق في الوجود والأكل والشرب وممارسة الحقوق السياسية والتمتع بالحرية الدينية والفكرية وحقوق الإنسان كافة، ولا يمكن أن يستمر العالم على ما هو عليه إلى أبد الأبدين: كتلة عنيفة جداً من جهة، ولكن أقلية، وكتلة فقيرة جداً من جهة ولكن أكثرية.
هنا يكمن أكبر تحد يواجه القرن الواحد والعشرين. وإذا ما استطعنا من جهة الارتفاع إلى مستواه، فإننا نكون قد نجحنا في الامتحان الحضاري العسير والكبير: أي نقل أربعة أخماس البشرية من حالة الجهل والفقر والأمية والاستبداد أو السياسي إلى نور العلم ومستوى المعيشة الكريمة واللائق بالكرامة الإنسانية، نكون قد انتقلنا بهم إلى حياة جديدة قائمة على احترام مواطنيتهم وإنسانيتهم وأعز ما لديهم، وإذا لم يتحقق ذلك فإن البشرية سوف تظل تعاني من الاضطرابات والقلاقل والإرهاب.


108
أدب / رد: شوفي غيري
« في: 11:31 13/02/2007  »
سيمار..أيتها الشاعرة المرهفة
لقد ترجمتِ ذات المشاعر الى اللغة العربية الفصحى
وزينتِها بحُلة العنفوان..أشكر رقتكِ وتواضعكِ وأشياء أخرى لديكِ

رحيم / دبي

109
أدب / رد: شوفي غيري
« في: 10:15 12/02/2007  »
 تكفيني دعواتكِ المخلصة
يا أختي الصغيرة  غادة
مع محبتي ..وأُمنياتي بالسعادة..

رحيم /دبي

110
    
    في مطلع ربيع عام 1953، وصل جان لاكوتور مؤلف كتاب حكام مصريون إلى القاهرة ليجد نفسه بعد فترة قصيرة من وصوله مدعواً مع بعض الأصدقاء إلى فندق عائم، لم يكن في الأصل سوى «اليخت» السابق للملك فاروق.
كانت القاهرة، كما يصفها جان لاكوتور تعج بالأخبار وبالروائع وبالمفاجآت و«كانت الصداقات، تنبت فيها مثل الفطر تحت الصنوبر في منطقة اللاند ـ الفرنسية ـ في شهر سبتمبر»..
وكان الضباط الأحرار آنذاك بقيادة اللواء محمد نجيب وإنما بتوجيهات «البكباشي» جمال عبدالناصر هم الذين يطبقون القانون فيها وإن لم يكن سلوكهم يتماشى دائماً مع الشرعية.
كانت فرنسا ممثلة آنذاك في القاهرة بشخص كان يبدو بأنه قد أخطأ بالطائرة. كان شخصاً بارداً في بلاد تعج بالحياة وبالحرارة. لكن هذا كان يسمح له بأن يبعد مسافة ويكّون نظرة متفردة. وقد قال ذات يوم للمؤلف: «هل ترى يا عزيزي أن العرب يثيرون حيرتي إذ يتمارون في رغبتهم بأن يكونوا محبوبين. مع ذلك فإن هذا أسهل من فهمهم. إن هؤلاء الضباط يطفحون بشكل واضح بالإرادة الطيبة. لكن لماذا ذهبوا وألقوا بأنفسهم بين أيادي الأميركيين الذين ليس لهم هنا سوى هدفين هما ضمان أمن إسرائيل وحماية قطنهم من الصادرات المصرية».
وكان يمكن الاعتراض بأنه كان بين يدي العم سام ما يكفي من الأوراق كما كان الوضع بالنسبة للإنجليز سابقاً في فلسطين». كان طلبة القاهرة يطلقون آنذاك على عبدالناصر تسمية «الكولونيل جيمي».
وان على «كوف دو مورفيل» أن يترك السفارة الفرنسية في «الجيزة» قبل أن يكون «جيمي» قد تم تعميده مرة أخرى بتسمية «بويوف» من قبل أولئك الطلبة أنفسهم.
التقى المؤلف بعد ذلك مرات عديدة بـ «دو مورفيل» تحت سماوات «أكثر ملاءمة لعقلانيته الديكارتية»، في جنيف وغيرها. وذلك بمناسبة ندوات دولية كان موضوعها في أغلب الوقت عبدالناصر ومصر الناصرية.
ويذكر المؤلف بهذا الصدد أن «دو مورفيل» وصل متأخراً لحفلة عشاء كان مدعواً لها عند السيدة «جنثيث تابوي» يوم 13 يوليو 1968. ويومها قال للسيدة: «سامحيني يا صديقتي ـ كان صوته متوسلاً حقاً والأسف بادياً عليه ـ فإن الجنرال ديغول قد عينني للتو رئيساً للوزراء».
كانت مهمته الأساسية كرئيس للحكومة هي جعل الدبلوماسية الديغولية أكثر هدوءاً بعد التأرجحات التي رافقتها مع اندلاع ثورة التحرر الوطني في الجزائر. وكان «دو مورفيل»، منذ أن كان وزيراً للخارجية، قد شكك، قبل الجنرال نفسه، بفكرة «الجزائر فرنسية».
وكان شديد الاهتمام بتحالفات فرنسا مع بلدان المشرق. ويؤكد المؤلف في هذا السياق على أنه كان من أكثر الذين ساهموا بتقديم الحجج للجنرال ديغول والتي قادته إلى سبيل الواقعية «السبيل الصعب».
كانت آخر مرة التقى فيها المؤلف مع «كوف دو مورفيل» هي في مطلع عام 1969 حيث كان قد عاد للتو من زيارة للجنرال ديغول في قرية «كولومبي ذات الكنيستين» التي اعتكف الجنرال فيها بعد أن قرر التخلي عن الرئاسة بسبب فشل إصلاح دستوري كان قد طرحه للاستفتاء الشعبي ولم ينل الأكثرية المطلوبة كي يصبح نافذاً.
وعندما سأل «لاكوثور» عن الحالة المعنوية للجنرال ديغول أجاب كوف دو مورفيل: «الجنرال؟ إنه سعيد يا عزيزي. إنه أكثر سعادة في كولومبي مما رأيته في أي مكان آخر. إنه يفعل أكثر شيء محبب إلى قلبه في العالم: إنه يمارس الكتابة! وإذا كان علي أن أحكم عليه من خلال ما قرأه لي فإنني أستطيع أن أؤكد لك بأن هذا النص ليس وصية إنسان مهزوم».
*إرادة عبدالناصر
كان السؤال الذي يدور في أذهان مؤلف هذا الكتاب وغيره من الفرنسيين المتواجدين آنذاك في القاهرة هو التالي: «ما هي طبيعة هذه السلطة ومن هو الذي يملك زمامها بالفعل؟».
وكان لابد لهذا السؤال من أن يثير الإجابة التالية التي كانت تتردد لدى الجميع والتي مفادها: «إن للنظام وجهاً هو وجه محمد نجيب وإرادة هي إرادة عبدالناصر. فإذا كنتم تريدون أن تبعثوا السرور بأنفسكم فما عليكم إلا أن تقابلوا الأول.. وإذا كنتم تريدون أن تعرفوا ماذا يجري فقابلوا الثاني».
كان اللقاء باللواء محمد نجيب سهلاً بمقدار ما كانت مسؤولياته متواضعة. وبعد أسبوع فقط من وجود مؤلف هذا الكتاب في القاهرة وجد نفسه وهو يستقل القطار بين مجموعة من المدعوين الرسميين للتوجه إلى طنطا في دلتا مصر حيث كان سيجري توزيع أراضٍ على الفلاحين.
لقد جاء محمد نجيب إلى المقطورة التي كانت تقل الصحافيين ليتحدث معهم طيلة ساعة كاملة حول أحوال المزارعين الصغار للقطن وظروفهم المعيشية البائسة والتي تحاول السلطة الجديدة، التي كانت قد طردت الملك فاروق عام 1952، انتشالهم منها. لكنه ابتعد تماماً عن الخوض بالحديث في المواضيع «الساخنة».
كان محمد نجيب يشبه إلى حد بعيد «شيخ البلد في متحف القاهرة» بابتسامته المرسومة. لكنه رفض الإجابة عن أية أسئلة طرحها الصحافيون من موقع اهتماماتهم لمعرفة توجهات المستقبل في مصر بعد يوليو 1952. فمثل هذه الأسئلة كان ينبغي طرحها على ذلك «البكباشي» الذي رأى به الجميع المهندس الحقيقي للنظام الجديد.
هكذا وبعد العودة من طنطا تم تحديد موعد للقاء به في مقر سلطته ذلك البناء العجيب على شاطئ نهر النيل وهو عبارة عن قصر كان يرتاده الملك فاروق سابقاً ويشبه قصر أحد «الباشاوات» الذين أرادوا تقليد أجواء «ألف ليلة وليلة».
جرى اللقاء في مكتب عبدالناصر حيث يشير جان لاكوثور» إلى أن ما كان يثير الدهشة لديه قبل كل شيء هو شخصيته المهيبة وشبابه ثم نظرته التي كان يمتزج فيها السواد العميق مع تعبير حاد ثاقب «مصري جداً.. أو بالأحرى صعيدي».
في بداية اللقاء طرح عبدالناصر نفسه الكثير من الأسئلة حول ما يجري آنذاك في بلدان شمال افريقيا الخاضعة للاستعمار الفرنسي، وكأنه كان يريد تجنب الخوض في الإجابات. إن أسئلته المتكررة جعلته يبدو للوهلة الأولى كـ «تلميذ».
وكان قد أعطى الانطباع بأنه يعرف بأن محدّثه وزوجته التي رافقته أثناء تلك المقابلة كانا من العارفين جيداً بأمور شمال افريقيا، ولا شك بأن أجهزته المختصة قدمت له تقريراً بهذا الخصوص. وإذا كان الصحافي وزوجته قد أحسا بنوع من الرضا لأنهما قد «أعطيا درساً لأحد كبار العالم» فإنهما أدركا بأن «ذلك الثعلب كان أكثر ذكاءً من الغراب العابر».
كان عمر جمال عبدالناصر عندما أصبح السيد المطلق في السلطة 36 سنة. لذلك لم يكن شبابه يسمح له بأن يتنطح للعب دور الحكيم الطاعن في السن الذي يحظى عادة بمصداقية وسلطة كبيرتين في الشرق. بل على العكس دفعه ذكاؤه إلى اتخاذ موقف معاكس وحرص على أن يلعب في البداية دور «الساذج»:
الشاب الذي لا يكف عن طرح الأسئلة. لكن هذه «السذاجة» الظاهرية جذبت إليه تعاطف العديدين من كبار عصره من أمثال «جواهر لال نهرو» رئيس وزراء الهند آنذاك الذي قال عنه «إن هذا الشاب سوف يذهب بعيداً». وكان جوزيف بروز «تيتو» رئيس الفيدرالية اليوغسلافية السابقة من بين المعجبين بجمال عبدالناصر.
لكن منذ أن تم انتخاب عبدالناصر كرئيس للدولة بصورة مدروسة ومعروفة النتيجة في يناير من عام 1956. تخلى عن لباسه العسكري برتبة «بكباشي» كي يرتدي سترة «الرئيس». بنفس الوقت تخلى أيضاً عن لهجة «الثوري الهاوي» كي يتحدث لغة القوة ويردد خطابها .
ويستخدم أدواتها التي يمكن أن تساهم في ترسيخها وتمركزها بيديه وبيد مجموعة من «المخلصين: الذين كانوا حوله.. ومن بينهم محمد حسنين هيكل «صاحب القلم البارع» الذي يستدعي للرأس شخصية «هنري كيسنغر».
ومن بينهم أيضاً علي صبري الذي كان أول رئيس للحكومة في عهد عبدالناصر والمشير عبدالحكيم عامر، صديقه وكاتم أسراره والذي يصفه المؤلف أيضاً بأنه كان «مسلماً جيداً» ويضيف بأن عبدالناصر قد استشاره لفترة طويلة قبل القيام بعملية الإطاحة بالحكم الملكي في مصر في يونيو 1952».
كان جمال عبدالناصر، كما يقدمه مؤلف هذا الكتاب، هو الدماغ السياسي العسكري داخل مجموعة الضباط الأحرار الذين أطاحوا بالملك فاروق في ليلة 22/23 يوليو 1952. وكانت تلك المجموعة تضم ضباطاً من مختلف الأطياف السياسية بما في ذلك المتعاطفين مع الإخوان المسلمين والمؤيدين للشيوعية.
وكان عبدالناصر قد توصل إلى إقناع رفاقه من الضباط الأحرار بإعلان النظام الجمهوري وعدم التعرض لحياة الملك المخلوع فاروق ووضع شخصية لها شعبيتها كواجهة للنظام الجديد.. وهو الدور الذي جسده محمد نجيب.
*عداء للفاشية
كان خصوم جمال عبدالناصر يقولون بأن الحافز الرئيسي وراء عمله إنما كان إحساسه بالفقر وبأنه غير محبوب إذ أن والده كان يعمل في مصلحة البريد بالاسكندرية تزوج لمرة ثانية من امرأة لم تكن تخفي ضغينتها حيال الفتى جمال. وكان عبدالناصر، عندما وصل إلى السلطة، يؤكد في جميع أحاديثه ولقاءاته تمسكه بالديمقراطية وعداءه الكبير للفاشية.
ويؤكد مؤلف هذا الكتاب بأنه قد خبر هو نفسه ذلك مرات عديدة، ويلاحظ بأنه أدرك ابتعاد آلية عمل النظام الناصري عن النموذج الانجليزي. هذا على الرغم من أن عبدالناصر كان من القراء المواظبين لـ «التايمز» ويبدي إعجابه بذلك «النموذج» فيما يخص نمط تسيير الحكم.
إن النظام الذي صاغه جمال عبدالناصر «لم يكن أسود ولا أحمر ولا أسمر وإنما كان بلون الكاكي، أي لون اللباس العسكري.
كما يعبر جان لاكوثور ليشير مباشرة إلى الدور الطاغي الذي لعبته الأجهزة السرية (المخابرات) وإلى الممارسات التي لم تكن تتسم إلا بقدر قليل من الشرعية والانتخابات المزورة والصحافة الخاضعة لرقابة شديدة.. وفي محصلة هذا كله، كانت مصر تعيش بعيداً عن أية معايير ديمقراطية..
واعتباراً من عام 1956 أصبحت الأيديولوجية القومية العربية هي التي «تلهم» الدبلوماسية المصرية مع ما رافق ذلك من خطاب حماسي ودعوات لاسترجاع الحقوق بالقوة.. على أساس أن ما أُخذ بالقوة لا يمكن استرداده إلا بالقوة ـ من إسرائيل. هل كان نظاماً شمولياً؟ يتساءل المؤلف ويجيب:
«لقد كان بكل الأحوال متشرباً بنزعة اشتراكية تسلطية كان لابد لها من أن تقود إلى مجابهات داخلية وخارجية». هكذا انقلبت علاقاته النشطة مع الإخوان المسلمين إلى حرب لا هوادة فيها.
أما علاقاته مع الشيوعيين الذين حارب تنظيمهم من حيث أنه حزب سياسي ممنوع واعتقل العديد من أعضائه، فإنها قد تباينت تبعاً للتغييرات التي عرفتها توجهاته الاستراتيجية، وخاصة العلاقة مع الاتحاد السوفييتي (السابق).
لم يكن هناك ما يثير غضب عبدالناصر أكثر من تشبيه الصحافة الغربية له بـ «موسوليني» أو «هتلر»، هذا إذا لم يكن بـ «فرعون». إنه لمن الصحيح القول بأنه قد جلب من إحدى الواحات القريبة من «ممفيس» التمثال الهائل لرمسيس الثاني الذي كان ملقى على الرمال كي ينصبه على مدخل محطة القطارات في القاهرة.
«فهل كان ذلك بغية تجنب أن يُنصب هناك تمثاله كما كان يرجوه هذا أو ذاك من المتملقين حوله؟» يتساءل المؤلف ثم يضيف في معرض الإجابة: «لكنني رأيته في عام 1954 وهو يخرج مدهوشاً من موقع للحفريات حيث كان قد جرى للتو اكتشاف القارب الفرعوني المسمى «الشمسي» في الجيزة.
وحيث عبر مندهشاً بسذاجة بأن أجداده كانوا يتمتعون بالعبقرية، قبل أن يصدر قراراً قضى بضرورة أن يزور طلبة المدارس المتاحف والقبور (...). لكنه لم يشأ أبدا مع ذلك أن يقدم نفسه كوريث لرمسيس، كما كان موسوليني قد قدم نفسه وريثاً لقيصر».
ويعيد مؤلف هذا الكتاب سلوك جمال عبدالناصر أثناء أزمة قناة السويس ثم حرب 1967 إلى «المساوئ الملازمة» لممارسة السلطة بشكل شبه فردي تماماً..
وكان من نتيجة هذا أن «هذا الرجل الذي عرفناه يجيد الحسابات قد قدم للقيادة الإسرائيلية أفضل سبب لشن الحرب، والمقصود هو الحصار الذي ضربه على مضائق تيران».. إن هذا الرجل نفسه، كما يؤكد المؤلف، كان مع ذلك «مستعداً للقيام بحديث عن طريق المراسلة مع ديفيد بن غوريون بواسطة نائبين انجليزيين من حزب العمال عام 1954 .
ولقد انخرط المؤلف قليلاً بهذه العملية. بل وكان قد وافق على إجراء مقابلة طويلة معه لصحيفة فرانس ـ سوار في مطلع عام 1956 حيث أكد، إلى جانب نقده الشديد لتقسيم فلسطين، بأنه يفكر بإمكانية القيام بمفاوضات مع إسرائيل من أجل الوصول إلى السلام. هذا السلام الذي كان عليه أن يعترف لاحقاً بأنه لا مفر منه عندما قبل بمشروع روجرز عام 1969.
وكان وزير الخارجية الأميركي وليام روجرز قد اقترح آنذاك مشروعاً للسلام الإسرائيلي، العربي ينص على تقسيم الأراضي والمياه والنفط.
إن جمال عبدالناصر، كما يصفه المؤلف، خضع لوهم «التحليق فوق البساط السحري العروبي» بينما كانت الجماهير مسحورة بقدرته البلاغية وفصاحته الخطابية المترسخة شهراً بعد شهر منذ عام 1952. والنتيجة؟ «لقد انسحر هو نفسه بالسحر الذي كان يمارسه... لقد كان رجل دولة يقبع في داخله، لكن الخطيب الشعبي حطمه».
لكن لا يمكن الحديث عن السلطة الناصرية دون تذكر ما جرى يوم 9 يونيو 1967 عندما أعلن فجأة عبدالناصر تحمله لمسؤولية الهزيمة التي لحقت ببلاده وبالعرب في حرب يونيو مع إسرائيل، بأنه قد قرر التنحي عن السلطة وتعيينه زكريا محيي الدين خليفة له. في ذلك اليوم دعته الجماهير الغفيرة للعودة عن قراره والبقاء في السلطة حتى الموت وهي تهتف لجمال بأن «لا يتركها».
ونابليون عندما انهزم، ألم يقرر الهرب متخفياً بلباس عقيد نمساوي؟ وعندما استولى النازيون على موسكو عام 1941، هل رجاه الشعب المخلص بأن يحمل أيقونات روسيا المقدسة حتى اركوتسك؟ وعندما نجا هتلر من طلائع جيش الجنرال الروسي جوكوف، هل استطاع أن يحتفظ بموقعه طويلاً؟
*عصر السادات
ذات يوم، عندما كان مؤلف هذا الكتاب في مقر صحيفة «الجمهورية» بالقاهرة، عاد يهتف باسم «دوك النجتون» الموسيقي الأميركي الكبير، عندما تقدم نحوه ذلك الرجل الأسمر بوجهه القرمزي وبشاربيه المنتظمين..
وعندما وصل إليه بلباسه العسكري ـ الكاكي ـ بادره مرحباً بحرارة باللغة الإنجليزية إنه «أنور السادات» المعروف آنذاك بأنه أحد «كاتمي أسرار» عبدالناصر، وذلك منذ أن كان قد أعلن عبر الإذاعة بصوته «الموسيقي» للشعب المصري «المصعوق» بأن نظامه الملكي الذي يعود لآلاف السنين قد انتهى من غير رجعة.
لم يكن أنور السادات شخصية معروفة جداً عندما قابله مؤلف هذا الكتاب في نهاية شهر أغسطس من عام 1953.
فمنذ استيلاء الضباط الأحرار على السلطة لم يعهد له صديقه عبدالناصر إلا بمهمات ثانوية ربما لأنه كان يخشى من أن تؤدي صلات السادات مع النازيين أثناء الحرب العالمية الثانية إلى إزعاج الأميركيين الذين كانوا قد قدموا له الكثير وكان ينوي الاعتماد عليهم كثيراً.
وفي عام 1970 أصبح أنور السادات خليفة جمال عبدالناصر ولكنه بقي شخصية «مسلية» وبكل الأحوال «هامشية» حتى حرب أكتوبر 1973 وزيارته للقدس وحديثه أمام الكنيست الإسرائيلي عام 1977. اعتباراً منذئذ فرض أنور السادات نفسه كشريك «جدي» في مواجهة إسرائيل.
لم تكن الصورة الأولى التي جرى رسمها لأنور السادات في العالم توحي بأي شيء من مثل هذه «الجدية». وينقل المؤلف عن هنري كيسنغر قوله غداة وفاة جمال عبدالناصر لأحد الصحافيين عما يفكر به حيال السادات:«ليس لهذا الرجل سوى أهمية مؤقتة. ولن يستمر في الحكم سوى بضعة أسابيع».. وكانت الصحافة المصرية التي تحررت فجأة من قبضة الرقابة الشديدة، قد انعتقت من عقالها.
وكتبت ذات مرة: «لقد قتلنا جمال من الخوف ويقتلنا أنور السادات من الضحك». وصرح محمود فوزي الذي كان أول رئيس وزراء اختاره «الرئيس» الجديد، قائلاً: «بعد عصر البطل جاء عصر الإنسان العادي».
وعندما تولى أنور السادات السلطة طلب التلفزيون الفرنسي من مؤلف هذا الكتاب إبداء رأيه بذلك، على اعتبار أنه خبير بالشؤون المصرية، فأجاب: «هل وجدت مصر رأساً؟ إنها وجدت على الأكثر قبعة».
«لقد خدعنا جميعاً!»، يقول المؤلف ثم يضيف: «خلف تلك القامة الشابة الرياضية ذات المشية المرنة وخلف ذلك الوجه البرونزي بجبهته الموشاة ببقعة داكنة بسبب «تأدية الصلوات».
وخلف تلك النظرة الحذرة والضحكة المجلجلة للفلاح ـ الجندي، خلف هذا كله كانت تختبئ عبقرية التخفي التي تعمقت لديه أثناء فترة ممارسة الكتمان زمن العمل السري والعلاقات مع عبدالناصر والتحضير لعمليات 1952 و1973 و1977».
كان أنور السادات قبل كل شيء فلاحاً من دلتا النيل قادراً على استنشاق رائحة الأرض والريح والعواصف وردود أفعال الآخرين. ومن هذا الموقع «كفلاح» كان متعقلاً وحذراً ومتنبهاً وصبوراً.. لكنه كان بكل الحالات مليئاً بالحيوية.. وفي كل الحالات أيضاً كان يردد كـ «مؤمن ورع» مرجعياته الإسلامية فيما يقوم به من أعمال..
وهكذا أيضاً اختار القدس، وليس تل أبيب، بالنسبة لزيارته لإسرائيل.. لقد اعتقد بأنه: «في هذا المكان المقدس سيمكن فقط من أن يغير المعطيات السياسية وحساسية أشقائه العرب»، حسب تعبير مؤلف هذا الكتاب.
لكنه أيضاً «لاعب» جيد، ورجل تحديات. وينقل عنه «جان لاكوثور، قوله في كتاب مذكراته عند اللحظة المخيفة لتسلمه السلطة بعد وفاة عبدالناصر، قوله ما مفاده: «إن سمة التحدي تشكل أحد العناصر الأساسية في شخصيتي.
لكنها لم تكن قوية أبداً بمقدار ما كانت عندما تسلمت السلطة». هكذا قام السادات بتحدي «كتلة» الناصريين وتحدي الاتحاد السوفييتي وتحدي إسرائيل عام 1973 وتحدي الرأي العام العربي عندما استقبل شاه إيران المخلوع في القاهرة. «بدت تلك الحركة ـ استقبال الشاه ـ مثيرة بلا فائدة لكنه أسلوبه كفارس زاد من شعبيته»، حسب تعبير جان لاكوثور.
وكان السادات ناجحاً جداً في علاقاته العامة إذ كان «الرجل الأكثر براعة في عصره في التأثير على محادثيه». كيف؟ باستخدامه لغة المودة والحماس «المصطنع قليلاً» مما كان «يسحر» رجال الصحافة.
ـ ولكن أيضاً المستثمرين والدبلوماسيين وجماهير وادي النيل. وكان يمتلك أيضاً «فن معالجة الحقيقة» كمادة أولية للاستراتيجية الدبلوماسية ومن هنا من المهم القيام بدراسة منهجية لمقابلاته ـ الصحافية ـ على ضوء أفعاله حيث يوجد مزيج من أشكال الصمت المخدرة والتهديدات نصف المموهة».
كانت مسيرة الرئيس الثاني لجمهورية مصر العربية حافلة بالمنعطفات.. وبالأحداث منذ ولادته في ميت أبو الكوم حتى نهايته المعروفة. كان والده فلاحا مصريا وأمه امرأة سودانية. عرف السجن ـ ميدان قرة ـ كضابط شاب» قام بعمليات ضد الاحتلال الانجليزي، وعاش أيضاً الفترات الحرجة التي سبقت انقلاب يوليو 1952 ورافقته وتلته إلى جانب جمال عبدالناصر..
وكان أيضاً وراء عملية العبور الكبير الذي قامت به القوات المصرية لقناة السويس في مواجهة الجيش الإسرائيلي عام 1973. لكن هذا كله لم يكن سوى «مسودة خجولة» لقيامه بزيارة إسرائيل.
في شهر يناير من عام 1977 شهدت القاهرة اضطرابات عنيفة على خلفية الغضب الاجتماعي والبؤس. كانت نسبة 35% من الدخل القومي و50% من الميزانية مكرسة للنفقات العسكرية. وكان لابد من إيجاد حل ـ وكان شعار «مصر أولاً» يعني.
كما فهمه السادات، إعطاء الأولوية لـ «البقاء عن طريق السلام» وليس أن تكون القاهرة «طليعة الحرب ضد إسرائيل». وبالتالي ومهما كانت المخاطرة في أي مشروع بهذا الاتجاه، أفضل، بنظره، من ذلك التعاظم للغضب الجماهيري.
فبأية ضربة جريئة يمكن الخروج من المأزق؟. إن الرسالة التي تلقاها السادات من جيمي كارتر في شهر سبتمبر 1977 جعلته يتتبع بصحة تحليله للوضع. وهو أن ما يفصل بين مصر وإسرائيل أكثر من واقع المواجهة في حروب ثلاث وآلاف القتلى وضياع الأرض، إنما هو يتمثل في جدار نفسي هائل، وهذا هو الذي «ينبغي هدمه بحركة رمزية».
وفي منظور مثل هذه الحركة الرمزية. حضّر السادات بمساعدة وزير خارجيته بطرس بطرس غالي خططاً عدة. لم تكن الخطة الأولى ترمي إلى أقل من عقد اجتماع في القدس تحضره الدول الخمس الكبرى في الأمم المتحدة (الاتحاد السوفييتي ـ آنذاك، والولايات المتحدة والصين وبريطانيا وفرنسا) مع بلدان ساحة المعركة (سوريا ولبنان والأردن ومصر وإسرائيل).
ظهرت بوضوح استحالة تحقيق ذلك، على الأقل فيما يخص أن يجلس ريجينيف والقادة الصينيون حول الطاولة نفسها.في المحصلة قرر السادات أن يتحرك لوحده..
وهكذا تفوه أمام البرلمان المصري وبحضور ياسر عرفات بالجملة التالية كـ «بالون اختبار» إذ قال: «من أجل السلام أنا مستعد للذهاب إلى نهاية العالم.. وحتى إلى الكنيست». لم يتفوه عرفات بكلمة.. وإذن؟
. «وإذن كانت تلك الرحلة الخرافية إلى القمر بالنسبة لخليفة عبدالناصر كما بالنسبة لكل مسؤول عربي، ذلك الهبوط في قلب قلعة العدو». ويقول مؤلف هذا الكتاب عن تلك الرحلة:
«إن بيغن، نظيره الإسرائيلي، كان في أقواله وردود أفعاله أدنى في ذلك الظرف».وبكل الأحوال، دفع أنور السادات حياته ثمن زيارته للقدس.

 



111
أدب / شوفي غيري
« في: 10:12 13/01/2007  »


شوفي غيري
إنتي عشرينيه لسه إبأولج واني إبأخيري
عوفي أوراقي وحبوب القلب تسهر يم سريري
وأخذي وافر أمنياتي  ورفرفي جناحج وطيري
حتى لو مقتنعه بـــيَّ آني ما يقبل ضميري
جيت متأخره..أربعه وعشرين موسم
آني يصغـّيرونتي إتحدد مصيري
قبل ما ينضج بدلعة ثوبج التين الوزيري
شوفي غيري
إنتي لسة إبأول المشوار يم شعر الحريري
واني ماشي إلوحدي آخر مشاويري
يامن تسمعين كسّـارة البندق
أبد متكَدرين تتحملين هذياني وشخيري..




ملاحظتان :
* التين الوزيري : التين المستدير الذي كان يزرع بمنطقة الوزيرية .
* كسارة البندق : باليه ومسرحية ألف موسيقاها:تشايكوفسكي.

112
أدب / رد: مسافرة
« في: 16:32 21/12/2006  »
الزميلة غادة البندك :
أغنيتكِ الفيروزية حملت على جنحيها عبء حزنك الثقيل
وأمنياتكِ المستحيلة التي ترتدي أبجدية الطفولة .. ~
بوركتِ ..وبوركتِ الفتاة في صورتكِ الجديدة..
                                                           أخوكِ المحب
                                                         رحيم العراقي/دبي

113
الباحث نوربيرتو بوبيو المختص بشؤون الفلسفة السياسية يتحدث في هذا الكتاب عن العلاقة بين الليبرالية والديمقراطية عبر العصور منذ الإغريق وحتى يومنا هذا. من المعلوم أن الديمقراطية نشأت لأول مرة في أثينا وكانت تعني منذ البداية حكم الشعب من قبل الشعب أو بالأحرى حكم الكثرة لا القلة.
وكان هناك مبدآن يتحكمان بالنظام الديمقراطي الوليد: أولا مساواة جميع المواطنين أمام القانون. وثانيا حرية الرأي والتفكير والتعبير. وهكذا جمع اليونان بين الليبرالية ـ أي الحرية ـ من جهة، وبين الديمقراطية من جهة أخرى. ولكن كان هناك نقص كبير يعتري ديمقراطيتهم ألا وهي أنها كانت محصورة بالرجال والأحرار.
بمعنى أن العبيد والنساء والأجانب كانوا مستبعدين منها. ولكن على الرغم من ذلك لا يمكن لنا أن نستهين بالإنجازات الإيجابية لأول ديمقراطية ليبرالية في التاريخ. فالناس جميعا كان يحق لهم أن يفتحوا أفواههم في المجالس العامة ويعطوا رأيهم بشأن القضايا العامة التي تهم المجتمع ككل. يضاف إلى ذلك أنهم كانوا متساوين أمام القانون ومؤسسات الدولة لا فرق بين كبير وصغير، أو ابن سيدة وابن جارية.
ثم يتحدث المؤلف بعدئذ عن ولادة الليبرالية بالمعنى الحديث للكلمة ويقول: إن الثورة الإنجليزية التي حصلت في القرن السابع عشر أثرت كثيرا على العلوم السياسية. فقد رسخت في وعي الناس لأول مرة مفهوم الحرية أو الليبرالية بالقياس إلى الحكم الإطلاقي الاستبدادي. وكان إصدار إعلان الحقوق عام 1689 بمثابة الانتقال من العصور الوسطى إلى العصور الحديثة.
والفيلسوف الذي نظّر لذلك كله واستخرج منه الدروس والعبر هو بدون شك جون لوك. فقد انتقل بالفلسفة السياسية من مرحلة اللاهوت المسيحي إلى مرحلة القانون الطبيعي أو الوضعي الذي يسنّه العقل البشري. وميزة جون لوك تكمن ليس في أنه خلق مفهوم القانون الطبيعي وإنما في أنه استخدمه باتجاه الليبرالية أو الحرية الفردية.
فالواقع أن الفيلسوف هوبز كان قد اكتشفه قبله ولكنه استخدمه لترسيخ الاستبداد ولا الحرية. وكذلك اكتشفه قبلهما كليهما عالم هولندي يدعى: غروتيوس.م جاءت الثورة الفرنسية بعد الثورة الإنجليزية بقرن واحد (1789) وأكدت على نفس المبادئ بعد توسيعها أكثر فأكثر.
فعندما أصدرت الإعلان الشهير لحقوق الإنسان والمواطن كان ذلك يعني أن زمن الاستبداد قد ولّى إلى غير رجعة وأن الحكم المطلق لملوك فرنسا قد انتهى إلى الأبد. فلا حق إلهي للملوك المسيحيين ولا من يحزنون.فالناس أصبحوا متساوين لأول مرة في تاريخ فرنسا.
في السابق، أي أثناء العهد الملكي القديم، كان المجتمع الفرنسي مقسما إلى ثلاث طبقات أساسية: الطبقة الأرستقراطية الإقطاعية، طبقة كبار الكهنة ورجال الكنيسة، بقية الناس: أي معظم الشعب من فلاحين وحرفيين.
أما بعد الثورة فقد سقطت هذه التقسيمات بين الناس ولم تعد للطبقة الأرستقراطية أية امتيازات كما كان عليه الحال في السابق. لم يعد يكفي أن تولد في عائلة إقطاعية لكي تنال كل الحقوق حتى بدون أن تعمل أو تبذل أي جهد.
وإنما أصبحت قيمة الإنسان تكمن في ميزاته الشخصية ومدى قدرته على النجاح في الحياة والتفوق في مجال ما من المجالات.
ثم يردف المؤلف قائلا: ولم تعد السلطة السياسية تستمد مشروعيتها من الكهنة ورجال الدين وإنما من الشعب. أصبحت السلطة ناتجة عن العقد الاجتماعي بين الحكام والمحكومين.
فإذا ما أخلّ الحكام بهذا العقد فإن الشعب يسقطهم في الانتخابات المقبلة ويضع في سدة السلطة أشخاصا آخرين غيرهم، وهكذا دواليك. وهذا هو مفهوم التناوب على السلطة.
ولهذا السبب رفعت الثورة الفرنسية الشعار الشهير وكتبته على واجهة كل المباني الحكومية: حرية، مساواة، إخاء.
ولكن ينبغي الاعتراف بأن تطبيق هذا الشعار لم يتم بين عشية وضحاها! وإنما استغرق تطبيقه عدة أجيال: أي منذ القرن التاسع عشر وحتى العشرين. فالنظام الليبرالي الناتج عن الثورة لم يؤد إلى المساواة في الحقوق إلا نظريا.
أما من الناحية العملية فإن الطبقة البورجوازية التي استلمت الحكم بعد إسقاط الطبقة الأرستقراطية راحت تستغل الأمور لصالحها. وهكذا شكلت نظاما ظالما على الرغم من كل التقدم الاجتماعي والسياسي والاقتصادي الذي تحقق في عهدها.
ولهذا السبب ظهرت الحركة الاشتراكية كرد فعل على النظام الليبرالي البورجوازي الديمقراطي. فقد نادت بالمساواة والعدالة.
ومعلوم أن الشعب يريد العدالة قبل كل شيء، وأحيانا قبل الحرية. فما نفع الحرية بدون عدالة، أي بدون خبز؟ إنها مفرغة من مضمونها ومحتواها. ضمن هذا السياق نشأت النظريات المتعلقة بالاشتراكية الطوباوية والاشتراكية الماركسية التي قالت: لا معنى لحقوق الإنسان ولا للحريات الفردية ولا للنظام الليبرالي الديمقراطي إذا لم ترافقه العدالة الاجتماعية: أي التوزيع العادل للثروة على المواطنين.
ثم يردف المؤلف قائلا بما معناه: هكذا نلاحظ أن النظام الليبرالي الدستوري كان يشكل تقدما بالقياس إلى النظام الأخلاقي الاستبدادي القديم. ولكنه لم يكن كافيا. ولهذا السبب ظهرت الأحزاب الاشتراكية والنقابات العمالية للدفاع عن حقوق الطبقات الشعبية والعمالية والفلاحية.
ومن أهم المفكرين الذين نظّروا للنظام الليبرالي الديمقراطي في فرنسا شخص يدعى: توكفيل. ومعلوم أنه أصدر كتابه الشهير عن «الديمقراطية في أميركا» عام (1835): أي في الثلث الأول من القرن التاسع عشر. وقد عبر فيه عن إعجابه بالنظام الذي أسسه الآباء الكبار في أميركا: أي توماس جيفرسون وزملاؤه. ففي رأيه أنه من أفضل الأنظمة.
لماذا؟ لأنه يأخذ رأي الشعب بعين الاعتبار. فالحكام أصبحوا يُنتخبون بكل حرية من قبل الشعب ولا يُفرضون عليه بالقوة من فوق.
وأصبحت للشعب كلمته في الموضوع: أي في طريقة الحكم وسنّ القوانين والتشريعات ثم تطبيقها. وهذا هو معنى الديمقراطية. ولكنها ديمقراطية قائمة على دستور ليبرالي يضمن الحريات والحقوق الأساسية للناس. فلا تفريق بين المواطنين على أساس العرق، أو اللون، أو الطائفة، أو المذهب، أو الدين.
كلهم مواطنون أميركيون بنفس الدرجة، ولا يوجد مواطن درجة أولى ومواطن درجة ثانية، الخ. في الواقع أن التفريق بين البيض والسود كان سائدا عمليا ولم ينته إلا بعد فترة طويلة.
ولكن ينبغي الاعتراف بأن العلاقة بين الليبرالية والديمقراطية لم تكن بسيطة ولا سهلة وإنما مرت بعدة مراحل صراعية حتى اكتملت.
فدول أوروبا الغربية الحالية كلها تعيش على أنظمة ليبرالية وديمقراطية في آن معا. ولكن هذا الشيء حديث العهد ولم يتحقق فعلا إلا بعد الحرب العالمية الثانية.
فإنجلترا، أعرق ديمقراطية في العالم، كانت ليبرالية دستورية طيلة القرن التاسع عشر بل وحتى قبل ذلك. ولكنها لم تصبح ديمقراطية بالفعل إلا في النصف الأول من القرن العشرين. لماذا؟ لأن حق التصويت (أو الانتخاب) كان محصوراً بالطبقات العليا من المجتمع: أي الطبقات البورجوازية ذات الملكية.
ثم عمموه بعدئذ لكي يشمل الطبقات الشعبية من عمال وفلاحين بعد أن انتشر التعليم في أوساطهم وتحضروا وتهذبوا.
وقل الأمر ذاته عن فرنسا. هل تعلم بأن الجنرال ديغول هو الذي أعطى المرأة حق التصويت عام 1945 فقط؟ بمعنى أن نصف الشعب كان محروما من المساهمة في العملية السياسية طيلة القرن التاسع عشر وحتى منتصف القرن العشرين.
وهذا دليل على أنه ليس من السهل تحقيق الليبرالية والديمقراطية في آن معاً.

114
مخائيل ليويس صحافي اميركي يكتب بشكل منتظم في مجلة النيويورك تايمز. وفي كتابه الجديد( المستقبل حدث الآن )الذي اصبح من افضل المبيعات في اميركا نلاحظ ان المؤلف يركز اهتمامه على تحليل ظاهرة الانترنت فهو يبين لنا عن طريق الامثلة المحسوسة كيف ان استخدام الانترنت غير حياتنا، وعملنا، وطريقة تفكيرنا. ويرى المؤلف ان الانترنت يمثل احدى اهم الثورات التقنية التي حصلت في تاريخ البشرية. وسوف تكون له انعكاسات لا يعرف الا الله مداها. لقد اصبح الانترنت سلاحا في يد الثوريين. فالعالم ما بعد الانترنت هو غير العالم ما قبل الانترنت. ولكن الناس في معظمهم لم يشعروا بعد فعليا بمثل هذه الثورة. وهذا امر طبيعي لان المسألة تأخذ وقتا لكي تتوضح كل ابعادها. فعندما ننظر الى الثورات في التاريخ وكيف حصلت نلاحظ ان الاعمال الخارجية التي تحصل ضد النظام القديم مسبوقة دائما بتفكك هذا النظام بالذات وانصراف الناس عنه او انعدام ثقتهم به بعد ان كانوا قد منحوه الولاء زمنا طويلا. والواقع ان هيبة الملوك تسقط من اعين الناس قبل ان تسقط عروشهم. وبالتالي فالعالم القديم، اي عالم ما قبل الانترنت لن يموت فورا او دفعة واحدة. ولكنه سائر في طريقه الى الموت كل يوم اكثر، فالناس الذين لايعرفون كيفية استخدام الانترنت اصبحوا يبدون رجعيين، قدامى، وكأنه عفى عليهم الزمن.. وبالتالي فهم سينقرضون اكثر فأكثر بمرور الزمن. ثم يقسم المؤلف كتابه الى خمسة اقسام يلحقها بمقدمة جديدة في نهايته. اما الاقسام الخمسة فهي التالية: 1) مقدمة عامة تتخذ العنوان المهم التالي: الثورة اللامرئية بمعنى ان ظهور الانترنت شكل ثورة ولكنها غير مرئية بالنسبة لمعظم الناس. 2) الانتفاضة المصرفية وفيها يتحدث عن المتغيرات التي احدثها دخول الانترنت الى مجال المال والاعمال، والمصارف، والبورصات. 3) الاهرامات والكعك، وهو عنوان مجازي يروي تحته جملة قصص عن كيفية استخدام الاطفال للانترنت. 4) انتفاضة الجماهير وفي هذا القسم يتحدث المؤلف عن الانعكاسات الاجتماعية للانترنت وكيف انه دفع بالناس الى التمرد على الهيبة التقليدية التي كانت سائدة قبل ظهور الانترنت. 5) ديمقراطية المعرفة عصر الانترنت وهنا يتحدث المؤلف عن اسهام الانترنت في نشر المعلومات والاخبار على أوسع نطاق، هذا في حين انها كانت سابقا محصورة في نخبة معينة. وبالتالي فالانترنت يمكن ان يستخدم كأداة فعالة في نشر الديمقراطية عبر العالم كله. ولكن المشكلة هي ان الذين يستطيعون شراءه واستخدامه لا يزالون اقلية حتى الآن. فهو منتشر في اميركا وأوروبا والبلدان الصناعية اكثر مما هو منتشر في بلدان العالم الثالث. وحتى داخل بلدان العالم الثالث نلاحظ انه محصور برجال الاعمال والنخبة المثقفة والسلطة السياسية بشكل عام. منذ بداية الكتاب يقول المؤلف ما يلي: صرح السيد الان غرينسبان بأن الانترنت سوف يغير الاقتصاد العالمي الى درجة انه هو شخصيا عاجز عن فهمها بشكل كامل. وأما جاك ويلش مدير احدى الشركات الاميركية الكبرى فصرح بأن الانترنت هو اعظم قوة تؤثر على الاقتصاد العالمي منذ حصول الثورة الصناعية. ان الانترنت هو تكنولوجيا جديدة. ولكن البعض يعتبره اقل اهمية من اختراع المحرك البخاري، او حلج القطن، او التلغراف، او المكيفات الهوائية.. انهم يعتبرونه مجرد اداة لنقل المعلومات بسرعة شديدة. هذا كل ما في الأمر لا أكثر ولا أقل.. ولكن هل هذا الرأي صحيح؟ كان عالم الاجتماع الاميركي مارشال ماكلوها يقول بأن المخترعات التكنولوجية الجديدة تصبح اقل مرئية كلما اصبحت مستخدمة اكثر او كلما اصبح استخدامها مألوفا جدا بالنسبة لنا. والانترنت يبرهن الآن على صحة اطروحته هذه. وهذا يشبه الحادثة التالية: خرج احد النبلاء من قلعته ونظر الى المدفع الذي يصوب فوهته نحو الوادي وقال: كل ما يفعله هو انه يرسل الرصاصات بسرعة!.. في الواقع ان المدفع يفعل اكثر من ذلك. فهو يرهب المهاجمين ويقضي عليهم حتى ولو كانوا بالآلاف اذا كانوا لا يحملون الا السيوف.. وحتى مفهوم الشجاعة تغير بعد ظهور المدفع والاسلحة النارية فلم تعد الفروسية هي كما كان عليه الحال في العصور القديمة. وبالتالي فإن ظهور اي مخترع تكنولوجي جديد يؤدي الى انعكاسات عديدة ومتشعبة. وهذا الأمر ينطبق ايضا على الانترنت. فالواقع ان ارسال المعلومات بسرعة من طرف العالم الى طرفه الآخر ليس هو الشيء الوحيد الذي يفعله الانترنت، فالانترنت اتاح لاناس كثيرين ان يتمردوا على الاعراف والتقاليد السائدة في كافة المجالات. ثم يقول المؤلف ميخائيل ليويس مردفا: لقد وجدت ان الاطفال في سن الثانية عشرة يستخدمون الانترنت ويتمردون على سلطة آبائهم! بل وبعض هؤلاء الاطفال اصبحوا خبراء ماليين او مصرفيين في اميركا. ووجدت ان بعض كبار رجال الاعمال الذين استخدموا الانترنت اصبحوا اعداء للسوق الاستهلاكية الجماهيرية. وهذا امر مدهش وما كان يمكن ان يحصل من قبل. ووجدت بعض التكنولوجيين المضادين للحياة الاجتماعية يتحولون الى مدافعين عن المجتمع والبيئة والحياة الاجتماعية. لقد غير الانترنت عقلياتهم. في الواقع ان الانترنت كأداة تكنولوجية جديدة كان اقل اهمية من الآثار الاجتماعية التي يحدثها على حياة الناس. وحتى مفهوم الرأسمالية تغير بعد ظهور الانترنت، وقل الأمر ذاته عن مفهوم الهوية، ودور الفرد في المجتمع، والعلاقات الاجتماعية، والعلاقات داخل مجال العمل ... الخ. في عام 2000 اصبح مئات الملايين من البشر يستخدمون الانترنت في شتى انحاء العالم. وقد كتبوا مليارات الصفحات بواسطة هذا المخترع السحري الجديد. ويقال بأن خمسة ملايين ونصف المليون فنلندي ارسلوا لبعضهم البعض اكثر من مليار رسالة بواسطة الانترنت عام 2000 بالذات!.. وهذا يعني ان الانترنت اصبح أداة مهمة للتواصل بين البشر. ولم يكن ذلك فقط من اجل العمل، وانما اصبحت رسائل الحب واقامة العلاقات العاطفية بين الجنسين تتم عن طريق الانترنت! ولكن تحصل احيانا بعض الانحرافات في هذا المجال. فهناك اناس فاسدون يستخدمون الانترنت للتعبير عن انحرافاتهم الجنسية دون ان ينكشف امرهم. وكثيرا ما يرسلون الصور العارية، او الصور الجنسية والخلاعية عبر الانترنت. وبالتالي فليست كل الاستخدامات ايجابية. ولكن هذا ينطبق على جميع المخترعات التكنولوجية فبعود الثقاب نستطيع ان نحرق البيت او نستطيع ان نشعل البروتوغاز من اجل وتحضير الطعام.. كل شيء يعتمد على كيفية الاستخدام. ولكن هناك خطر ناتج عن استخدام الانترنت بكثرة. فإذا اعتمدناه كأداة اساسية او وحيدة للتواصل مع الآخرين فإننا سنغرق في الوحدة وننقطع عن الناس فعليا. ومعلوم ان التواصل الحي والمباشر مع البشر لا يمكن ان يغني عنه اي شيء وبالتالي فهناك خطر في ان نجلس ساعات وساعات وراء جهاز الانترنت وننسى الحياة الحقيقية. وحتى الثقافة لا يمكن ان نأخذها كليا من الانترنت. فالكتاب لا غنى عنه، وسوف يظل مهما حتى بعد ظهور الانترنت ولن ينقرض كما تنبأ بعضهم بتسرع. ثم يتحدث المؤلف عن حياته الشخصية ويقول لنا بما معناه: لقد ولدت في مدينة «أورليان الجديدة» بأميركا وبالمقاييس المرتزقة للعالم الحديث فإن هذه المدينة تبدو فاشلة ومن يولد فيها لا يكون بالضرورة مؤهلا للنجاح في عالم الاعمال والمال ففي وقت ما توقفت عن ان تكون مدينة تجارية، بل وحتى عاصمة المال والبيزنيس في الجنوب الاميركي. لقد تحولت الى متحف مثلها في ذلك مثل فينيسيا في ايطاليا. والآن اصبحت عاصمة الجنوب الاميركي كله هي مدينة اطلنطا. فهذه المدينة الناهضة لم ترد ان تكون حافظة للتراث والفولكلور وانما مدينة التقدم والتكنولوجيا والبيزنيس. لقد غيرت اطلنطا نفسها وتحولت الى حد كبير. ولم تعد مدينة وانما مطار كبير وهائل، مطار لا يتوقف عن الحركة والدوران. لقد اصبحت مدينة المال والرأسمال. كما انها اصبحت احد المراكز الاميركية الاساسية للانترنت. ولكن ليست هذه هي حالة «اورليان الجديدة» مدينة طفولتي وشبابي الاول فبعد عدة عقود من الفشل الاقتصادي تحولت الى مدينة هادئة بدون ضجيج. وهذا بحد ذاته يمكن اعتباره ميزة ايضا. فمن «أورليان الجديدة» تستطيع ان ترصد حركة التقدم في كل انحاء الجنوب الاميركي. وتستطيع ان تقيس حجم المسافة التي قطعتها المدن الاخرى وليس فقط اطلنطا. ولكن يمكن ان نقول الشيء ذاته عن مدن اخرى في اوروبا: مثل مانشستر في انجلترا، وباريس في فرنسا. فلكي نفهم معنى التقدم وحجم المسافة التي قطعها في السنوات الاخيرة ينبغي ان نعرف من هم الذين خلفهم وراءه: اي من هم ضحاياه.. ففي أورليان الجديدة مثلا يمكنك ان تجد تلك المستحاثات التي فاتها قطار التقدم. ومع ذلك فهي تعتقد انها سيدة العالم. ومن بين هذه المستحاثات يمكن ان نذكر طبقة المحامين وفي طليعتهم والدي بالذات!.. فهم لا يزالون يتصرفون وكأن العالم هو هو لم يتغير ولم يتبدل حتى بعد ظهور الانترنت وتكنولوجيا المعلوماتية الجديدة. ثم يردف المؤلف ميخائيل لويس قائلا: فوالدي واصدقاؤه من المحامين العتاة في مدينة أورليان الجديدة لا يزالون يرفضون استخدام الانترنت والايميل بحجة ان هذه بدع مستحدثة ولا ضرورة لها.. وهناك محام صديق لوالدي نزع جهاز الانترنت بعد ان ركبوه له في مكتبه.. وهو يرفض ان يرسل الرسائل عن طريق الايميل او الانترنت ويفضل استخدام التلفون العتيق الذي يعود في صنعه الى عام 1919!!.. وهو جهاز كان قد ورثه عن والده.. وهو يقول بأن الانترنت صرعة جديدة سوف تزول، ويفضل ان يبقى وفيا للماضي كالديناصورات قبل ان تنقرض. فماذا يمكن ان نقول عن هؤلاء الاشخاص الذين يرفضون التقدم والتطور؟ انهم يعتقدون بأنهم لا يزالون في مركز العالم، هذا في حين انهم قد اصبحوا على هامشه تماما. انهم يشبهون دون كيشوت الذي كان يصارع طواحين الهواء ويعتقد ان العصر الاقطاعي لا يزال موجودا.. وفي ختام كتابه يقول المؤلف بما معناه: لقد ابتدأت بتأليف هذا الكتاب بعد ان كان الانترنت قد اصبح سلعة تجارية. وحاولت ان ابرهن على ان الانترنت قادر على تغيير الحياة الاجتماعية والاقتصادية للبشر. ولكن النقطة الاساسية في كتابي لم تكن هنا، النقطة الاساسية تكمن فيما يلي: وهي ان الانترنت يمثل فرصة ذهبية لم تستغل بعد حتى الآن بالقدر الكافي. واحدى سماته المدهشة تكمن في سرعة دخوله الى الحياة الاميركية حتى اصبح جزءا لا يتجزأ منها. وهذا الشيء حصل لان الكثيرين من الاميركان قرروا انهم بحاجة له. وهذه الحاجة هي ما يهمني ان أدرسه. يقول احدهم: ان المستقبل هو دائما الحاضر، ولكنه حاضر لم يتحقق بعد.. ومستقبلنا مرتبط بالانترنت حتما. ثم يردف المؤلف قائلا: بعد ستة اسابيع من تأليف هذا الكتاب ونشره حصلت تفجيرات 11 سبتمبر في نيويورك وواشنطن. قد لا يكون المكان ملائما هنا للتحدث عن الاسباب العميقة التي دفعت الى ارتكاب مثل هذا العمل الارهابي. ولكني اعتقد ان الرأسمالية الاميركية ينبغي ان تحاسب نفسها. فالمتضررون في العالم من ازدهارها وتوسعها اصبحوا كثيرين جدا. صحيح ان الارهاب ليس حلا لمشكلة الفقر في العالم الثالث. ولكن الجائع قد يلجأ الى اي وسيلة لاشعار العالم بأنه جائع ومن بين هذه الوسائل الارهاب. ان الانترنت لعب دورا في هذه العملية لان الذين نفذوها ـ او بعضهم ـ على الاقل كانوا متخصصين في استخدام تكنولوجيا المعلوماتية الحديثة. انها ثورة المعلوماتية وخاصة الانترنت التي غيرت حياتنا وتمكط سلوكنا ووصلت آثارها الى اقاصي الأرض.. لكن الى اين يسير العالم؟

115
المنبر الحر / عالم المافيات.
« في: 14:37 22/11/2006  »
جان فرانسوا غايرو مؤلف كتاب عالم المافيات: هو ضابط شرطة كبير وحاصل على شهادة الدكتوراه في الحقوق، كما أنه حائز على شهادة معهد الدراسات السياسية في باريس وشهادة معهد علم الجريمة من نفس المدينة أيضا. سبق له وقدم عام 2002 كتاباً تحت عنوان «الإرهاب» بالاشتراك مع عدد آخر من الباحثين. وله كتاب آخر عنوانه «الوشاية». ماذا تعني كلمة مافيا؟ وما الذي يميزها عن مجرد مجموعة إجرامية؟
ولماذا يعود الحديث اليوم بكثرة عن قوتها وعن ذراعها «الطويلة» وماذا يعرف الناس عن المافيات اليوم؟ وما هي أهم شبكاتها؟ ما هي أهدافها؟ وأسلحتها الجديدة؟ ومناطق نفوذها؟ هذه هي بعض الأسئلة التي يحاول مؤلف هذا الكتاب واحد أفضل الأخصائيين الفرنسيين الإجابة عنها بأكثر من أربعمئة صفحة.
المافيا ـ كما يقدمها المؤلف، يمكن وصفها بأنها «النخبة الإجرامية» على غرار، النخب الأخرى، مع الفارق كـ «النخبة الثقافية» و «النخبة السياسية».. الخ او ربما يمكن تعريفها بشكل ملموس أكثر على أنها «جمعية سرية» ذات سمة اجرامية وتتصف بالاستمرارية، عبر توارث الأجيال، وبالتراتبية، عبر التشكيل الهرمي الذي يتربع على رأسه العراب، وهي تقوم بشكل أساسي على مبدأ الطاعة التامة وغالبا تقوم بتجنيد أعضائها على أساس الانتماء العائلي أو الاثني بحيث أنها تسيطر على بقعة جغرافية معينة.. وفي كل الحالات تتأسس على قاعدة «أسطورة» ما.
بالاعتماد على هذا التعريف، يرى مؤلف هذا الكتاب بإن العديد من المافيات التي يتردد الحديث عنها كثيرا اليوم مثل المافيا الروسية والكولومبية والمكسيكية، رغم ممارستها للجريمة المنظمة، لم تتوفر فيها جميع «الشروط» المطلوبة من أجل تصنيفها في «مرتبة» المافيات.
بالمقابل «يرقى» إلى هذه المرتبة في العالم كله «9» كيانات مافيوزية يميل المؤلف إلى تصنيفها بـ «قمة المافيات الكبرى التسع» أي على غرار «قمة البلدان المصنعة الكبرى الثماني» وتضم هذه المافيات في إيطاليا كل من «كوزا نوسترا» في صقلية إلى جانب مافيات «ندرافيتا» و «كامورا» و «ساكرا كورونا اونيتا» ثم المافيا الألبانية وألمانيا التركية وفي آسيا المافيا الصينية. ومافيا «ياكوزا» في اليابان. واخيرا «كوزانوسترا» الأميركية».
هذه المافيات كلها يجمع بينها أنها تتسم بصفتين أساسيتين لا يمكن تجاوزهما وهما «الاستمرارية» و «امتلاك قدرة التنظيم».. هكذا تواجدت «الكامورا» والمافيا الصينية منذ حوالي قرنين من الزمن رغم كل العقبات التي جرت مواجهتها.. ثم ان كل المافيات كلها، ومع ان لها أحياناً تسليمات شاملة مثل وصفها بـ «صينية» او «البانية» إلا انها كلها تندرج في بداياتها ضمن مجال جغرافي محدد كقرية او حي أو مدينة او منطقة معينة،
وحتى عندما تضطر إحدى المافيات الى الانتقال لمنطقة اخرى بعيدة أو قريبة كما حدث بالنسبة لـ «كوزا نوسترا» بعد الحرب العالمية الأولى حيث أرغم القمع البوليسي الشديد بعض أفرادها وعرابيها إلى السفر للولايات المتحدة الأميركية، إلا أنها مع ذلك حافظت على علاقتها بـ «بلد المولد» ونقلت إلى «بلد الملجأ» نفس نمط الممارسات الإجرامية التي انتهجتها منذ البداية.
واذا كانت الوظيفة الأساسية للمافيات هي الحصول على «المال» فإنها أيضا خدمت في مرات عديدة كـ «جهاز للمحافظة على النظام» وهكذا يشير المؤلف إلى أن مافيات «ياكوزا» اليابانية قد أعطت تاريخيا لنفسها دور الشرطة الموازية «للاجهزة الرسمية الحكومية» وذلك على أساس انها تقوم بتنظيم العنف.. وقد استطاعت عبر هذا الدور ان تنال حظوة لدى العديد من رجال السياسة اليابانيين..
وعلى الأقل من أجل «اتقاء شرها» بل ويشير المؤلف في هذا السياق إلى انه في العديد من الحالات اعتمدت الأجهزة «الشرعية» على بعض «خدمات» المافيات كنوع من الاتفاق «الملموس» و«غير المكتوب» هذا لاسيما وان المافيات؟ وبواسطة قدرتها العالية على حل خلافاتها الداخلية، تستطيع التغلغل داخل الجسد الاجتماعي لتعيش فيه بصورة سرية. مما يؤدي في بعض الحالات كما في مدينة «باليرمو» بصقلية أثناء فترة ما، إلى الشك بـ «الجميع» بأنهم قد يكنون أعضاء في شبكة الـ «كوزا نوسترا»
وقد وصل حرص المافيات أحيانا على ان تبقى في الظل انها ابتعدت تماما عن القيام بكل ما يمكن يضعها في دائرة الضوء. هكذا مثلا في سنوات الثلاثينات من القرن الماضي عندما هاجر شارل «لوكي» لوسيناو إلى الولايات المتحدة الأميركية هاربا من باليرمو ليكون عراب الـ «كوزا نوسترا»، هناك حدد قواعد صارمة تقضي بعدم اغتيال القضاة ورجال الشرطة ورجال السياسة.. باختصار أصبح القتل ممنوعاً «إلا بأمر».
ويشبه المؤلف نمط هيكلية التنظيمات المافيوزية بالمجتمعات الإقطاعية والعسكرية حيث يكون احترام التراتبية والرئيس مسألة مركزية. لكنها تتسم ايضا بوجود روابط قوية بين أعضائها إذ لابد للدخول إلى أية شبكة مافيا ان يكون «المرشح» منتميا إلى نفس العالم بل وإلى نفس الهوية التاريخية والثقافية. وبهذا المعنى تبقى الأهمية ذات الأولوية هي لرابطة الدم والجماعة وليست لأية اعتبارات أخرى.
وهذا ما يميزها عن المنظمات السياسية المتطرفة ومهما كانت الضوابط التي تحكم عملها.. ثم أن المافيا، أية مافيا، إنما تنتج أيضا أسطورتها الخاصة بها وذلك من اجل تحقيق هدف مزدوج يتمثل في إسباغ الشرعية على نشاطاتها والتأكيد على قيمها وعلى فضائلها في نظر أعضائها أنفسهم، وذلك كي يكون انتسابهم لها بمثابة مصدر «اعتزاز» لهم لأنه موازيا، كما تم تقديمه، إلى الانتساب لشريحة «ارستقراطية».
ويلفت مؤلف هذا الكتاب الانتباه إلى ان الحديث والنقاش حول المافيات ودورها الخطير قد انكفأ كثيراً خلال السنوات الأخيرة، وخاصة منذ تفجيرات 11 سبتمبر 2001، في نيويورك وواشنطن كي يبرز على السطح موضوع الإرهاب.. الإرهاب الدولي لكن هذا لا يمنع واقع ان المافيات هي في أصل الكثير من عمليات الجريمة المنظمة بكل تعبيراتها من القتل حتى تجارة المخدرات ومرورا بالدعارة وتبييض الأموال وصالات لعب القمار وعلميات الابتزاز.. الخ
ويشرح المؤلف بأنه قد شاعت لفترة طويلة من الزمن فكرة مفادها ان التحديث السياسي والاقتصادي والاجتماعي الذي رافق الثورة الصناعية وهيمنة العقل العلمي ثم خاصة واساساً، ثورة المعلوماتية وسهولة تبادل المعلومات مع شبكات الانترنت، انما هي أمور سوف تؤدي كلها إلى المنظمات المافيوزية الشرسة وانما ذات البنية القديمة سوف تزول و«تتكنس» إلى غير رجعة.
ما يؤكده مؤلف هذا الكتاب هو ان العكس هو الذي حدث في الواقع.. ذلك ان المافيات لم تندثر ولم تندحر بل لم تتراجع بل انها أثبتت قدرة كبيرة على التأقلم مع المعطيات الجديدة وان تتكيف مع الحداثة، بكل اشكالها وصورها اكثر من غيرها من مكونات المجتمع، لقد أثبتت كما يتبين مؤلف هذا الكتاب قدرة عالية على الحركية والتبدل، لكن هذا كله لا يلغي واقع ان المافيات تشكل «الوجه الأسود للحداثة».
ويتم التأكيد في هذا السياق بإن المافيات التسع الأساسية في العالم أظهرت ذكاء «استثنائيا» في رد فعلها حيال احداث العالم، بل وأفضل من هذا توقع هذه الاحداث.. وبالتالي لم تكن ابدا متأخرة في السياق المحموم للعولمة. بل على العكس ان انفتاح العالم الذي أصبح كقرية صغيرة قد شكل عاملاً مساعداً في اعطاء بعد عالمي للجريمة المنظمة التي تقف المافيات وراءها، لاسيما فيما يتعلق بتجارة المخدرات وتبييض العملات وتجارة الرقيق وفي فترة أخيرة تجارة الأعضاء البشرية.
السمة الأولى للمافيات، وبالتالي للمافيوزيين، هو ان الإيديولوجيات، بكل ألوانها ومشاربها، لا أهمية لها ابداً بالنسبة لها. ما يهم هو المال والثروة.. وبهذا المعنى يبدو اقتصاد السوق الليبرالي الجديد مؤاتياً جداً للنشاطات المافيوزية ومجالاً مثالياً للاستجابة لشهيتها «المفتوحة» دائماً لكن إذا كانت المافيات لا تهتم بالإيديولوجيات فانها تستفيد بصورة شبه مستمرة من بعض التواطؤات السياسية كي تستطيع تثبيت اقدامها والتجذر في هذه التربة او تلك.. ومثل هذا التجذر ليس بعيداً عادة عن الفساد والرشاوى.
المثال الصارخ الذي يقدمه المؤلف على التعامل والتواطؤ بين التنظيمات المافيوزية والسلطات السياسية يتمثل في اللقاء الذي أصبح مثبتاً عبر التحقيقات القضائية، بين المافيا في جزيرة صقلية «كوزا نوسترا» وبين الحزب الديمقراطي المسيحي في ايطاليا..
وقد وصل الأمر إلى التداخل بحيث قفز بعض المافيوزيين إلى مراكز قيادية في الحزب وبالتالي في الدولة عندما وصل الديمقراطيون المسيحيون إلى السلطة في ايطاليا، وفي نفس الإطار يغمز المؤلف إلى وجود علاقات من المطلوب اثباتها ـ بين الحكومة الايطالية الحالية برئاسة سيلفيو برلسكوني وحزب «قوة ايطاليا» ـ حزبه ـ من جهة وبين «كوزا نوسترا» من جهة أخرى.
ويفتح المؤلف قوسين في هذا السياق ليقدم قراءة للعمليات الانتخابية الأخيرة التي شهدتها ايطاليا حيث يدل على ان المناطق التي تتمتع فيها شبكة مافيا «كوزا نوسترا» بنفوذ كبير هي نفس المناطق التي فازت فيها قوائم حزب سيلفيو برلسكوني في الانتخابات لعل الأمر ليس صدفة حسب رأي المؤلف، فمنذ عام 1992 سعت «كوزا نوسترا» إلى تغيير حاميها السياسي.. ومنذ ذاك صعدت شعبية «فورزا ايطاليا» أي حزب برلسكوني.
ان المافيات وعلى عكس ما يمكن ان يبدو للكثيرين، لم تتراجع ولم تصبح اقل أهمية وخطراً، هذا ما يؤكده مؤلف هذا الكتاب الذي يعتبر بأن التركيز على ما يسمى بـ «الإرهاب الدولي» منذ تفجيرات 11 سبتمبر 2001 أدى إلى «نقص التركيز» هذا اذا لم يكن إلى اهمال عالم الجريمة المنظمة والذي يبدو إلى حد كبير «مستفيداً» من توجيه «رادارات» الأجهزة المختصة باتجاه آخر.. ثم ان الأرقام والإحصائيات المنشورة من عدد من الهيئات المختصة خلال السنوات الأخيرة تبين الأرقام الهائلة لما يسمى بـ «الاقتصاد الجوفي»
وما يؤكده المؤلف في هذا السياق هو ان 50% من اجمالي الإنتاج الداخلي لعدد من البلدان مثل البانيا والجبل الأسود مصدره هذا الاقتصاد الخفي، بل ان المؤلف يشير إلى العديد من القضايا التي تثبت ذلك مثل اكتشاف القضاء الايطالي في عام 2001 بأن شخصيات سياسية مرموقة موجودة في قمة السلطة بالجبل الأسود تشترك منذ سنوات طويلة مع «الكامورا» الايطالية في تجارة السجائر المهربة.
وإذا كانت الميادين التقليدية للنشاطات المافيوزية تتمثل في تجارة المخدرات وتبييض العملات والدعارة.. فان شبكاتها تهتم عن قرب بـ «الورشات العامة» حيث انها تمارس أحيانا نشاطات اقتصادية مشروعة تماماً بعد ان تكون قد استخدمت نفوذها للفوز في هذه «المناقصة» أو تلك.. والمثال الصارخ لمثل هذه الحالة يجده المؤلف في ايطاليا حيث يوجد تداخل كبير بين «المشروع» و«اللا مشروع» اذ ان «الكامورا» تمتلك مثلاً في نابولي وحدها وفي المنطقة المحيطة بها مؤسسات تقوم بتشغيل عشرات الآلاف من العمال..
ويؤكد المؤلف إلى وجود أوضاع مشابهة في تركيا واليابان. وتتمثل احدى الأفكار الأساسية التي تتم مناقشتها في هذا الكتاب بواقع استمرارية الظاهرة المافيوزية ومقاومتها لكل اشكال محاولات استئصالها.. لقد ظهرت في الواقع بأنها «مستعصية على التدمير» كما انها «اقوى من القمع»
وهي تشابه إلى هذه الدرجة أو تلك «المحافل الماسونية» لكنها تتميز عنها بقدرتها العالية على التأقلم مع الوسيط المحيط حيث ان المؤلف يشبهها بـ «الحرباء» ثم ان جميع العائلات المافيوزية التي قيل بانها أنهيت من قبل اجهزة الشرطة وإنها لن تقوم لها قائمة، انما استطاعت ان تعيد نفسها بسرعة استثنائية وبقوتها الذاتية.
ولا يتردد مؤلف هذا الكتاب في الصفحات الأخيرة من هذا الكتاب في التحذير من الخطر الكبير الذي تمثله المافيات في عصر العولمة.. فهي تعرف كيف «تعولم» نشاطاتها الإجرامية وبذلك ستصبح أكثر خطراً هذا لاسيما وانه من الواضح بأن المافيات تميل إلى «التعاون» و«تبادل المعلومات» فيما بينها اكثر مما تميل نحو النزاعات وهذا يشكل ورقة رابحة مهمة بالنسبة لها.. بحيث ان يدها« الخفية» قد تتفوق على جميع الإيديولوجيات

116
رونو جيرار، مؤلف كتاب:الكتاب : ((لماذا يقتتلون ..؟رحلات عبر حروب الشرق الأوسط )) ، هو خريج مدرسة المعلمين العليا، التي مر بها قسم كبير من مفكري فرنسا وعلى رأسهم جان بول سارتر وريمون آرون، وهو أيضا خريج مدرسة الإدارة العليا «مصنع» رجال السياسة في فرنسا بمن فيهم رئيس الجمهورية الحالي جاك شيراك. يعمل منذ عام 1984 كأحد كبار صحفيي التحقيقات بمجلة الفيغارو، وذلك كمراسل حربي حيث قام بتغطية جميع حروب العالم تقريبا خلال ربع القرن الأخير.
حصل عام 1999 على جائزة «موم» المعادلة لجائزة «بوليتزر» الأميركية. ويعمل منذ عام 2001 أستاذا للمسائل الإستراتيجية في كلية العلوم السياسية بباريس. يشكل الشرق الأوسط منذ نهاية الحرب العالمية الثانية المنطقة التي شهدت أكثر الحروب في العالم. فلماذا يقتتلون إذن في هذا المجال الجغرافي الممتد من البحر الأبيض المتوسط إلى المحيط الهندي؟
إن مؤلف هذا الكتاب يحاول الإجابة عن هذا السؤال بالاعتماد على قراءته للأحداث التاريخية التي عاشها أو عايشها عن قرب من بيروت إلى بغداد ومن فلسطين إلى جلال أباد، وذلك من موقعه كمراسل حربي، حيث التقى بالمئات من البشر، مسؤولين وناس عاديين، ومن الأكثر شهرة حتى المغمورين، ومن الأكثر قوة حتى الأكثر تواضعا، ومن الصقور كما من الحمائم، المتزمتين والعلمانيين، «المقاومين» للاحتلال والمحتلين. إن التاريخ الذي يكتبه هو في الواقع محصلة ما سمعه وما رآه.
ينطلق المؤلف في حديثه عن الشرق الأوسط من تلك الزيارة التي قام بها للبنان عام 1965. كان عمره آنذاك عشر سنوات، وكانت البلاد «فردوسا»، ويومها وبينما كان يتنزه مع والده في منطقة جنوب بيروت لاحظ وجود جدار تعلوه أسلاك شائكة. فسأل والده: ما هذا السجن؟
ـ هذا ليس سجناً إنه مخيم منذ عشر سنوات. إنهم مرغمون على العيش في هذه المخيمات وليس لهم حق العمل في لبنان.
ثم مرت الأيام والسنوات ليجد رونو جيرار نفسه مراسلاً لصحيفته الباريسية في فلسطين، حيث رأى المسألة من منظور آخر. فإذا كانت الصهيونية تجد «شرعية» في بحث اليهود الأوروبيين الذين عانوا من الاضطهاد عن دولة لهم فإن المقاومة العربية لهذه الصهيونية تقوم على «شرعية» بأنه ليس مطلوبا من العرب أن يدفعوا ثمن الآلام التي عانى منها اليهود في أوروبا.
وتحت عنوان: «الفلسطينيون ضحايا التاريخ»، يؤكد المؤلف من خلال معايناته وزياراته بأن «غزة هي أكبر غيتو في العالم». هذا ولم تكن غزة قبل عام 1948 سوى «واحة بائسة» وسط منطقة صحراوية. لكن فجأة تدفق عليها خلال 1948 ـ 1949 حوالي مائتي ألف شخص من العرب الفلسطينيين المطرودين من بلادهم بعد انتصار الدولة العبرية الجديدة. وبعد حرب 1967 احتلت إسرائيل القطاع.
ثم نصت اتفاقيات أوسلو 1993 على أن يكون للفلسطينيين دولتهم المستقلة في القطاع وقسم من الضفة الغربية. وفي الأول من يوليو 1994 وصل الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات إلى غزة يوم الأول من شهر يوليو 1994 حيث حظي باستقبال جماهيري كبير، لكن مع بقاء 35 بالمائة من قطاع غزة تحت سيطرة المستوطنين الإسرائيليين الذين جلوا عنه في النصف الثاني من شهر أغسطس 2005.
إن المؤلف يتوقف طويلا ليشرح الحالة الاقتصادية والمعاشية الصعبة التي عاشها، ويعيشها، الفلسطينيون في قطاع غزة والضفة الغربية، حيث يشير إلى أن دخل الفرد الإسرائيلي في السنة هو 18000 دولار أميركي بينما لا يتجاوز متوسط دخل الفرد الفلسطيني سنويا 800 دولار، بحيث أن تأمين الحد الأدنى من سبل العيش أصبح الشغل الشاغل للأسر الفلسطينية.
ثم إن أغلبية هذه الأسر لا تجد سبيلا لذلك إلا بإحدى وسيلتين، فإما تصلها تحويلات من الخارج من أحد أفرادها أو يكون القادرون على العمل فيها مرغمين على العمل في إسرائيل. وينقل المؤلف في هذا السياق عن طالبة إسرائيلية، كانت صديقة مجندة لها قد لاقت حتفها في أحد التفجيرات قولها والدموع في عينيها: «كلا، إنني شخصيا لست حاقدة على الفلسطيني الذي قتل صديقتي. إن فعله يدل على يأس مفرط. والوضع أصبح لا يطاق في غزة بالنسبة للفلسطينيين وعلى حكومتنا أن تضع حدا لهذا بشكل ملح».
وبعد أن يصف المؤلف معاناة الفلسطينيين في ظل الاحتلال الإسرائيلي من خلال بعض الأمثلة كـ «قبية، القرية الشهيدة» و«قلقيلية، القرية الممنوعة»، يشير إلى أنه باستطاعة غزة أن تصبح نموذجا إدارياً عربياً جيداً. ذلك أنها أحد أفضل المناطق تعليما في العالم العربي. وأغلبية سكانها يتحدثون، إلى هذا الحد أو ذاك، اللغة العبرية، ويعرفون جيداً الواقع الإسرائيلي. وهكذا قد يمكنهم، إذا حل السلام «أن يخدموا كوسطاء بين الأسواق الإسرائيلية والأسواق العربية».
لكن «إسرائيل مجتمع يعتريه الشك»، كما جاء في أحد عناوين هذا الكتاب، ذلك أنه مجتمع مأخوذ بالشاغل الأمني، لاسيما بعد نهاية ذهنية أوسلو التي لم تعد موجودة في إسرائيل إلا في «حالة هامشية»، كما شخّص المؤلف الوضع منذ بداية عام 2002، وذلك بعد أن كان آرييل شارون قد فاز في الانتخابات التشريعية لعام 2001 على ايهود باراك، وحيث كان الإسرائيليون يتساءلون في الشارع، كما ينقل المؤلف: «أين الرهان الحقيقي لهذه الانتخابات؟ فبين باراك، الكلب المجنون، وشارون، الكلب المسعور، يبقى الخيار ضئيلا». ومع هذا يبقى حلم التوسع الإسرائيلي الحدودي مستحيلا، كما يؤكد رونو جيرار.
لكن، ماذا تفعل أميركا؟
هذا السؤال هو عنوان فصل صغير آخر في هذا الكتاب وحيث يؤكد المؤلف منذ البداية بأن الولايات المتحدة تبقى أحد المفاتيح الأساسية في الشرق الأوسط. وهذا ما أكدته وقائع كثيرة ليس أقلها أهمية تلك المصافحة التاريخية في حديقة البيت الأبيض يوم 13 سبتمبر 1993 بين الرئيس ياسر عرفات ورئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك إسحاق رابين. ثم كانت واشنطن هي التي حضّرت ورعت اتفاق طابا في شهر يناير 2001.
ويتحدث المؤلف في هذا السياق عما يسميه ب«الأولويات الإستراتيجية المنحرفة لإدارة بوش»، وذلك على خلفية الإيديولوجية المحافظة الجديدة التي ترى بأن لأميركا «البلاد المختارة» مهمة إصلاح العالم عبر فرضها عليها ولو بالقوة مبادئ الديمقراطية على الطريقة الأميركية.
ومثل هذه الإيديولوجية لم يكن منها سوى أن غذت طموحات جورج دبليو بوش، وصقور واشنطن، الأمر الذي يستشهد عليه المؤلف بمقابلة كان قد أجراها مع ريتشارد بيرل الذي يعتبره بمثابة «أب مبدأ جورج دبليو بوش» أو «أمير الظلمات». وكان بيرل قد استقبل المؤلف وهو في طريقه إلى تركيا لإقناع حكومتها بقبول مرور القوات الأميركية فيها باتجاه العراق،
وحيث يؤكد: «أعتقد بأن العراقيين سوف يستقبلوننا بالملايين وسيعبرون لنا عن اعترافهم بالجميل»، ثم يضيف في موقع آخر: «من الخطأ تماما القول بأننا إمبرياليون بحجة أن مطاعم ماكدونالد موجودة في جميع أنحاء العالم».
ويصف المؤلف الحرب العراقية بأنها «حرب مقررة مسبقا» مؤكدا بأن العراقيين كانوا قد طبقوا حرفيا حتى عام 2002 القرار رقم 1441. وقام المفتشون الدوليون بعملهم وزياراتهم للمواقع بما في ذلك «القصور الرئاسية». لكن الحرب كانت مقررة، وقبل أن تقوم على الأرض «بدأت معركة الرأي العام».
كما يشير إلى وجود بعض أولئك الذين أرادوا منع قيام الحرب ويذكر منهم «هانس بليكس» رئيس فريق مفتشي الأمم المتحدة لفترة من الزمن. لكن رغم جميع أصحاب النوايا الحسنة فقد كان واضحاً بأن «جحيم الحرب» قادم في العراق. ويؤكد المؤلف بأنه رأى آنذاك بأن عملية عسكرية أميركية ستعيق كثيرا تحقيق هدفين رئيسيين لدى الغرب هما تقليص النزعات الإرهابية وإيجاد حلول للصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي. يقول: «إن الأميركيين رغم النوايا الممتازة، قد اقترفوا حسب رأيي خطأ فادحا في طريقة العمل».
وماذا عن العراق الجديد؟
«العراق الجديد هو بلد انكفأ على هوياته الدينية»، هذا هو العنوان الكبير الذي يعطيه المؤلف لعراق ما بعد الحرب الأخيرة، وذلك بوجود «مجتمع مبعثر». وهذا ما يجد الدليل عليه في انتخابات شهر يناير 2005 التي أظهرت بشكل واضح «تعاظم النزعات الفئوية». أما السمة الأخرى التي يؤكد عليها مؤلف هذا الكتاب بالنسبة ل«العراق الجديد» فإنها تتمثل في «الدائرة الأمنية المفرغة».
ويرى بأنه لا بد من مرور سنوات طويلة لتقدير النتائج الحقيقية للحرب الأميركية الأخيرة في العراق. لكن يمكن مع هذا استخلاص بعض الدروس.
فأولا إذا كان ما أعلنته الإدارة الأميركية عن سعيها لمنع الانتشار النووي من قبل «محور الشر» المتمثل في العراق وإيران وكوريا الشمالية مقبولا بحد ذاته فإن انكشاف زيفه بالنسبة للحالة العراقية قد قلص كثيراً من هامش مناورة واشنطن للتصدي للتهديد الإيراني والكوري الشمالي فيما يخص الملف النووي.
وثانيا بدا بوضوح بأن إيجاد ديمقراطية يشكل مسألة أكثر دقة وتعقيدا من مجرد تكتيك عسكري. وثالثا برزت صعوبات إمكانية إدارة دولة جديدة في أفغانستان حيث يبقى الانتماء القبلي هو «مفتاح السياسة في هذه البلاد». وإذا كانت الإمبراطورية النمساوية قد فشلت في القرن التاسع عشر بإخضاع أفغانستان، ونفس الفشل لاقاه بعدها الإنكليز فإن الأمور قد لا تكون أسهل اليوم بالمقارنة مع مناطق أخرى مثل البلقان،
حيث نجحت الأمم المتحدة إلى حد كبير. ذلك أن البلدان البلقانية «ليست سوى واحات غربية وادعة بالقياس إلى وديان وجبال وهضاب أفغانستان». كما أن مؤلف هذا الكتاب يميل إلى الاعتقاد بناء على مقابلات سابقة كان قد أجراها بأن أسامة بن لادن لا يزال موجوداً في أفغانستان.
وتحت عنوان «باكستان في اللعبة الكبرى» يشير المؤلف إلى أن الجنرال مشرف هو حليف كبير لواشنطن في المنطقة، لاسيما وأنه قرر على خطى كمال أتاتورك أن يضع حدا لتنامي الحركات الإسلامية المتطرفة في بلاده. ولكن حكومته ورغم الإحاطة الشديدة التي تمارسها على الباكستانيين لا تستطيع أن تحقق سوى نجاحات جزئية على هذا الصعيد.
وهكذا دخلت باكستان في «اللعبة الكبرى» الدولية والتي يمثل الطموح الأميركي في السيطرة على الاقتصاد الدولي بواسطة السيطرة على البترول أحد محاورها الرئيسية. «لكنها لعبة معقدة جدا، وما علينا سوى أن ننتظر كي نرى ما ستنتهي إليه»، كما يقول المؤلف.
في الصفحات الأخيرة من هذا الكتاب يقدم المؤلف رؤيته للعلاقات السورية ـ اللبنانية لاسيما من موقع الصعود القوي للحركات الإسلامية، وخاصة حزب الله في جنوب لبنان «في ظل إيران الخمينية» والذي يبقى، حسب التحليلات المقدمة، بمثابة «ورقة رابحة أساسية بالنسبة لسوريا في المجال السياسي اللبناني».
وينتهي إلى القول: إن الأحداث الأخيرة التي شهدها لبنان قد أدت إلى الخروج السوري من لبنان، لكن الشبيبة اللبنانية يعتريها الإحساس بأن «ثورتها المخملية» لم يتولد عنها سوى رحيل الجيش السوري عن لبنان، ولكن دون خلخلة حقيقية للممارسات ذات الطبيعة الإقطاعية السائدة في الحياة السياسية اللبنانية.
وفي المحصلة النهائية، يؤكد المؤلف على نهاية العنف الإيديولوجي في أوروبا. لكن التحدي الكبير الذي تواجهه في القرن الحادي والعشرين إنما هو في قهر الفوضى المهددة.



117
أدب / رد: وقف بما فيه
« في: 16:07 05/10/2006  »
- هذا الذي نثر الحب ومشى ..
الى أين مشى..؟ ولماذا..؟
إنه يذكرني بالغريب في (( عبور الوادي الكبير ) لشاعر العراق الكبير سعدي يوسف الذي
- قال شيئاً وسار..
ماذا قال..؟إنه يثير أكثر من الفضول ويركز في أرض التساؤلات أكبر من علامة الإستفهام التي ألفناها..
قصيدتك  أيتها الشاعرة العزيزة وكذلك الزميلة غادة لا تُفسّر كالوقائع الحياتية
بل تُفسر كالأحلام المبهمة التي نصحو وقد نسينا بعض تفاصيلها..
إنها حياتنا ومخاوفنا وهواجسنا وقد إستحالت حروفاً منظومة..بوركتِ..
                                                                                 رحيم العراقي

118
مؤلف هذا الكتاب هو المفكر الإنجليزي فيليب بلوم المختص بشؤون الفكر الفرنسي والفلسفة السياسية المعاصرة. وفي هذا الكتاب الجديد يقدم المؤلف عرضا وافيا لأكبر مشروع تنويري فرنسي في القرن الثامن عشر: إنه مشروع تأليف موسوعة العلوم، والفنون، والصناعات، والفلسفة الذي أنجزه ديدرو وفريق عمله على مدار ربع قرن تقريبا.
وكان إلى جانب ديدرو مفكر آخر كبير هو دالامبير. هو من أكبر علماء الرياضيات والفلاسفة في عصره. وقد تعاون معهما على كتابة مواد الموسوعة الضخمة عشرات وربما مئات الباحثين والمفكرين في شتى الاختصاصات. ففولتير كتب فيها، وكذلك جان جاك روسو، ومعظم علماء ذلك الزمان. فالموسوعة لا يكتبها شخص واحد.
ومنذ البداية يقول المؤلف ما معناه: إن هذا المشروع الفلسفي الضخم أدى ليس فقط إلى تنوير فرنسا وإنما أيضا أوروبا والعالم كله. فالثورة الفرنسية التي أصبحت منارة لكل الشعوب ما هي إلا ترجمته السياسية على أرض الواقع.
فكيف تبلور هذا المشروع يا ترى؟ على هذا السؤال يجيب المؤلف قائلا: في البداية كان ديدرو وزميله دالامبير يريدان ترجمة الموسوعة الإنجليزية لكي يطلع القارئ الفرنسي على آخر مستجدات المعرفة في عصره.
ومعلوم أن إنجلترا كانت قد سبقت فرنسا إلى النهوض العلمي والصناعي والسياسي. وكانت تمتلك موسوعة «شامبر» المشهورة التي ألفت باللغة الإنجليزية بين عامي 1728 ـ 1742. وكانت تشتمل على مختلف المعارف والعلوم.
ولكن ديدرو بعد تأملات طويلة ومناقشات عميقة استقر رأيه على كتابة موسوعة جديدة لا على ترجمة الموسوعة الإنجليزية حرفيا. وكان يهدف من ورائها إلى استعراض كل مكتسبات الروح البشرية ـ أو الفكر البشري ـ في مجال العلوم والصناعات والحرف على مدار القرون الماضية.
كان يهدف إلى تغيير العقلية الفرنسية عن طريق تشجيع الفكر الجديد ونشر الأنوار الفلسفية في مملكة الاستبداد والظلامية الأصولية. فالفرنسيون في ذلك العصر كانوا جهلة منغلقين على العلم والفلسفة ومحدودي الأفق.
ولذلك فكر هذا الفيلسوف الكبير بتنويرهم وإخراجهم من ظلام الجهل إلى نور العلم. ولكن ذلك لا يمكن أن يتحقق بدون أن يقدم لهم معرفة جديدة غير المعرفة الكنسية السائدة: أي المعرفة التي يتلقونها عن الرهبان والمطارنة. وهي دينية في معظمها ولا تولي أهمية تذكر للعلوم الحديثة.
ثم يردف المؤلف قائلا: وقد انخرط ديدرو مع دالامبير في هذه المغامرة الضخمة لتحقيق هدف نبيل وعظيم. ثم اقتسم العمل مع شريكه منذ البداية. فدالامبير اهتم بالإشراف على المواد الخاصة بالعلم والرياضيات. وأما هو، أي ديدرو، فقد اهتم بمراجعة المواد الخاصة بالفلسفة والدين.
ثم كلف أحد كبار العلماء في ذلك العصر ويدعى «بوفون» بالإشراف على المواد الخاصة بالعلوم الطبيعية من نباتات وحيوانات وتشريح، الخ. وكلف شخصا آخر بالإشراف على المواد الطبية التي ستصدرها الموسوعة، وكلّف آخرين بالإشراف على المواد الاقتصادية، الخ.
هكذا، نلاحظ أنه شكل فريق عمل متكاملا ومطلعا على شتى الاختصاصات لأنه لا يمكن لعالم واحد مهما علا شأنه أن يلمّ بمختلف العلوم. هذا وقد اهتم ديدرو بشرح الآلات والتقدم التكنولوجي الحاصل في عصره. فالعلم النظري لا يكفي وإنما ينبغي أن ترافقه التطبيقات العملية. والواقع أن العلم الذي لا يؤدي إلى تحسين وضع الإنسان المادي لا أهمية له.
لكن من هو جمهور الموسوعة يا ترى؟ نظريا كانت موجهة إلى الشعب. ولكن هل كان الشعب الفرنسي آنذاك يعرف القراءة والكتابة؟ النسبة كانت ضعيفة في الواقع لأن الأمية كانت طاغية وتشمل الفلاحين: أي معظم الشعب.
وبالتالي فالموسوعة كانت موجهة عمليا إلى النخبة التي تحسن القراءة والكتابة وتحب إشباع فضولها المعرفي وتملك النقود الكافية لشراء الكتب. كل هذه المعطيات ينبغي أن نأخذها بعين الاعتبار إذا ما أردنا أن نفهم الجو العام الذي كان سائدا آنذاك.
هذا وقد أوضح ديدرو مقاصده منذ البداية عن طريق افتتاحية العدد الأول قائلا: إن هدفنا من هذه الموسوعة هو جمع كل المعارف التي حققتها البشرية في مختلف العلوم طيلة العصور السابقة.
كما ونهدف إلى نقد التعصب الديني الأعمى وكذلك التعصب السياسي أو بالأحرى الاستبداد السياسي، هذا بالإضافة إلى مدح الروح النقدية للعقل وحرية الفكر. ففرنسا بحاجة إلى أن تتنفس بحرية، إلى أن تتقن الروح النقدية الإبداعية.
هكذا نلاحظ أن هدف المشروع هو محاربة الكنيسة المسيحية المهيمنة على العقول منذ قرون عديدة، وهذه الهيمنة هي التي تؤدي إلى انتشار التعصب والعقلية الظلامية في أوساط المجتمع وبخاصة في الأوساط الشعبية.
وكان ديدرو يهدف إلى تفحُّص كل العقائد بدون أي مجاملة أو مراعاة. فكل شيء ينبغي أن يخضع لسلاح النقد ومنظار العقل بما فيه الدين المسيحي نفسه. ولهذا السبب اصطدم الفيلسوف برجال الدين وحاولوا عرقلة مشروعه بل وأوقفوه أكثر من مرة قبل أن يعود إلى مواصلة العمل من جديد.
وبالتالي فحول الموسوعة الشهيرة دارت المعارك الفكرية والحروب بين شقي فرنسا: الشق الفلسفي العلماني الصاعد، والشق المسيحي اللاهوتي المهيمن تاريخيا. وهكذا اشتبك الأصوليون المسيحيون مع الفلاسفة العلمانيين بكل ضراوة وشراسة.ثم يردف المؤلف قائلاً: هذا وقد صدر الجزء الأول من الموسوعة عام 1751: أي في منتصف القرن الثامن عشر بالضبط.
وأرسلت نسخة إلى المشتركين الذين ينتمون إلى الطبقات العليا من المجتمع: ككبار الأرستقراطيين، وعلماء الكنيسة المستنيرين والبرلمانيين وسواهم ممن يحب المطالعة والقراءة. وكان عدد النسخ المطبوعة منه ألفين (2000).
وفي مقالة بعنوان: السلطة السياسية أو بالأحرى المشروعية السياسية، راح ديدرو يهاجم أكبر شخصية مسيحية في فرنسا: بوسويه. ومعلوم أنه عاش في القرن السابع عشر وكان مضادا للفلسفة الديكارتية وكل العلم الحديث بشكل عام. ومعلوم أيضا أنه كان مربيا لولي العهد.
لقد هاجمه ديدرو لأنه كان يمثل قلعة الفكر الرجعي الفرنسي ولأنه كان يقول بأن ملوك فرنسا يتمتعون بحق إلهي وبالتالي فمشروعيتهم ليست آتية من الشعب وإنما نازلة عليهم من السماء.
وبالطبع فإن هجوم ديدرو على هذه الشخصية الضخمة أثار حفيظة الأصوليين المسيحيين ورجال البلاط الملكي. ولكن ديدرو تلقى دعماً كبيراً من قبل شخصيات أرستقراطية مستنيرة ورفيعة «كما لزريب» وزير الثقافة في ذلك الزمان، وكمونتسكيو، وفولتير، وسواهم.
هذا وقد شهدت الموسوعة نجاحا أوروبيا وليس فقط فرنسيا. فقد تم توزيعها في سويسرا، وإيطاليا، وإنجلترا، وروسيا. ولكن صدور الجزء الثاني من الموسوعة أثار فضيحة كبيرة في أوساط الأصوليين ورجال البلاط الملكي.
فتمت مصادرته فورا وأصبح ديدرو مهددا بالخطر. فراح يتوارى عن الأنظار لكيلا يبطشوا به. وعندئذ اقترح عليه فولتير أن ينقل المشروع إلى برلين عند المستبد المستنير فريديريك الكبير. ولكنه رفض بسبب ظروفه العائلية وأشياء أخرى.

 

119
أدب / رد: سلام الى روحي
« في: 00:27 05/10/2006  »
مفعم أنا يا اختاه

بطقوس وأجواء روحكِ العذبة

وهي تتأرجح ما بين جسدّي:

العروس  و  الشهيدة..


رحيم العراقي / دبي

120

كتاب : العالم هام 2020  هو عبارة عن تقرير أعدّه خمسة وعشرون خبيراً دولياً، بالاعتماد على مجموعة من المعطيات السرية حتى الآن من أجل تقديم صورة لما سيكون عليه العالم الذي نعيش فيه عام 2020.
كتب مقدمة هذا التقرير المفكر الاستراتيجي الفرنسي ألكسندر أدلر كي، يشرح بحوالي خمسين صفحة ما اختار له كعنوان: «نحو عولمة أكثر تعاسة». والكسندر أدلر هو مؤلف ما يزيد على عشرين كتاباً، كان آخرها «موعد مع الإسلام»، ومن كتبه السابقة «الأوديسة الأميركية» الذي قدمه بيان الكتب في أحد أعداده.
التقرير والمقدمة يحاولان الإجابة عن عدد من الأسئلة التي تشغل العالم اليوم مثل: هل ستتسع دائرة الإرهاب؟ هل سيشهد العالم انهيار الهيمنة الأميركية؟ وهل سيتحول مركز الثقل الدولي إلى آسيا؟. إن المساهمين في هذا التقرير يقومون بالاعتماد على المعطيات المتوفرة لديهم.
وعلى رؤيتهم الشخصية مجموعة من السيناريوهات الخيالية والافتراضات «الجدية» كما يقولون، لما ستؤول إليه الأمور مثل رسالة من حفيد أسامة بن لادن موجهة إلى أسرته لإعلان انتصار مشروع خلافة جديدة أو مثل حدوث حوار بواسطة الرسائل الالكترونية القصيرة بين تجار الأسلحة النووية والكيميائية.
ما يؤكده الكسندر أدلر في بداية مقدمته هو أنه لا ينبغي تصديق ما يقوله البعض من أمثال المخرج السينمائي الأميركي «مايكل مور» عندما يقدمون الطبقة السياسية الأميركية الحالمة اليوم في الولايات المتحدة على أنها مؤلفة من مجموعة من الأميين العاجزين عن فهم تعقيد العالم وأنهم أسرى لأحكامهم التاريخية المسبقة منذ الحرب الانفصالية الأميركية بين الشمال والجنوب في القرن التاسع عشر وحتى الحرب الباردة.
إنه يؤكد بالمقابل بأن أميركا لم تتوقف أبداً عن التأمل والتفكير في العالم من منظور مستقبلي والعمل من أجل بناء هذا المستقبل والسيطرة عليه وتحقيق ما يتطلع إليه مجتمع أميركي لا يزال في عز شبابه هكذا كانت أميركا في عام 1820 قد رسمت ما سيكون عليه العالم عام 1900 .
وقد كانت الصورة التي رسمتها فيها الكثير من الدقة وكانت الولايات المتحدة تمتلك من القوة، كما كانت قد تصوّرت ما يمكنها من منع القوى الخارجية من التدخل في شؤون القارة الجديدة.
كذلك صاغت أميركا خلال تاريخها الكثير من «السيناريوهات» و«السيناريوهات» البديلة وهذا التقرير المعد من قبل مجموعة من الخبراء لحساب أعلى هيئة أميركية قومية للتفكير حول المستقبل ينضوي ضمن هذا السياق مع ما يمكن أن تتضمنه هذه القراءة المستقبلية، كما يرى أدلر من اختزال الواقع إلى «بعد كاريكاتوري» لإدخاله ضمن إطار المخطط المعد سلفاً بخطوطه العريضة.
وبالتالي استبعاد بعض الاعتراضات الجلية. بناء على هذا يرى الكسندر أدلر بأن أربع «صور» مستقبلية يرسمها تقرير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية يتم فيها دفع بعض المعطيات إلى صيغ غير منطقية من أجل إدراجها في إطارات معدة مسبقاً يراد لها أن تكون على أقرب ما يكون من الواقع..
وهذا يبدو مثلاً فيما يخص الاستراتيجيات المتعلقة بمخططات إدارة جورج دبليو بوش بـ «السلام الأميركي» في العالم وبـ «العالم حسب رؤية دافوس» كما صاغتها إدارة الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون و«الخلافة الجديدة».
كما ينظر فيها معدو التقرير بالنسبة لتطور الحركة الإسلامية المتطرفة ممثلة بالقاعدة.. و«دائرة الخوف» فيما يخص أحادية القطبية الدولية أو تعدد الأقطاب حسب الأطروحات الفرنسية المعروفة.
وتبدو روسيا في التقرير ضعيفة جداً في أفق الخمس عشرة سنة المقبلة ولكنها ذات ميول «قتالية» بحيث أنها لن تستطيع إقامة كيان حدودي يتمتع بالاستقرار كما يتوقع بأن عزلة موسكو سوف تتزايد أكثر بفعل تضاؤل قوتها العسكرية وعواقب الحروب الانفصالية التي شهدتها يوغسلافيا السابقة بين الكرواتيين الكاثوليك) والصربيين (الأرثوذكس) والبوسنيين (المسلمين).
ومن جهة أخرى، وربما خاصة، سيزداد ضعف روسيا بسبب كون أن القوتين المجاورتين الصاعدتين، أي بولندا (الكاثوليكية وتركيا المسلمة) والتي لابد منهما بالنسبة لعودة موسكو بقوة إلى المسرح الدولي إنما قد أصبحتا، وستظلان، البلدين الإقليميين الأكثر وثوقاً بين حلفاء الولايات المتحدة الأميركية.
أما بالنسبة للصين التي برزت بقوة على المسرح الدولي بفضل نجاح استراتيجيتها بتحقيق معدل نمو اقتصادي مرتفع التي عمل من أجلها دينغ هسياو بينغ لتكون بمثابة «معادل» لتناقضات الصين الشيوعية التقليدية، فإنها تأمل بأن تزيد حصتها كثيراً في السوق الأميركي والأسواق العالمية الأخرى مما سيؤدي إلى عودة نوع من الحرب الباردة تكون الصين إحدى رحاها الأساسية.
ويرى التقرير بأن الصين بدافع رغبتها بأن تصبح «قوة كبرى» على المسرح الدولي سوف تحاول زيادة نفوذها الاقتصادي لدى البلدان المجاورة لها خاصة مع محاولتها بالوقت نفسه تعزيز جيشها.
وترجمة هذا على أرض الواقع هو أن بلدان شرق آسيا قد أدركت منذ الآن بأن عليها أن تتأقلم مع وجود صين أكثر قوة وبالتالي سوف تعمل مستقبلاً من أجل نسج علاقات وثيقة أكثر مع بكين، بل سوف تميل إلى تقديم دعمها لها حول بعض أولوياتها خاصة.
فيما يتعلق بالمسألة الحساسة التي قد تكون موضع نزاع صيني ـ أميركي، أي «تايوان» ويرى التقرير بأن هذه البلاد أي «تايوان» أو الصين الوطنية كما كان معروفاً عنها وبلدان أخرى في جنوب شرق آسيا مثل اليابان قد تطلب العون من الولايات المتحدة من أجل إيجاد «وزن مقابل» لنفوذ الصين المتعاظم.
لذلك من المتوقع أن يلجأ النظام الصيني إلى تحديث ترسانته من الأسلحة وخاصة في مجال الغواصات والصواريخ عابرة القارات أما النفقات الدفاعية الصينية فإنها سوف تتجاوز نفقات بلدان مثل روسيا والقوى الأخرى كي تحتل المرتبة الثانية في هذا الميدان بعد الولايات المتحدة.
بالمقابل قد يؤدي عجز النظام الصيني عن تلبية احتياجات مواطنيه على صعيد إيجاد فرص العمل إلى نشوب بعض الاضطرابات السياسية ثم إن الصين سوف تواجه انطلاقاً من عام 2020 نوعاً من «الشيخوخة» السريعة لسكانها فإنها قد تواجه صعوبات خطيرة بسبب انعدام التوازن الخطير في هذا الميدان الديموغرافي بالمقابل إذا عرف الاقتصاد الصيني بعض التباطؤ فإن أمن المنطقة كلها سوف يعاني من الضعف مما سيزيد بشكل آلي من آفاق عدم الاستقرار السياسي مع ما يترتب عليه من تفاقم مظاهر الجريمة المنظمة بكل أشكالها بالإضافة إلى الهجرات غير المشروعة.
ويرى واضعو التقرير في هذا الإطار أن ازدهار الهند سوف يكون أيضاً مصدر تعقيدات استراتيجية في المنطقة. ذلك ان الهند، مثل الصين، هي أحد أقطاب الجذب المغناطيسي الاقتصادي على المستوى الإقليمي. ثم ان صعودها سوف لن يكون له آثاره في آسيا فقط وإنما أيضاً على صعيد الشمال في آسيا الوسطى وايران وبلدان منطقة الشرق الأوسط.
ويرى التقرير ان مناطق الشرق الأوسط وأميركا اللاتينية وإفريقيا سوف تشهد استمرار وجود قوى مهمة لعدم الاستقرار. لكن بالمقابل يتوقع واضعو التقرير أن الحريات والتعددية السياسية سوف تحرز تقدماً، ولو بواسطة الدم، انطلاقا من الجزائر المأزومة. ثم ان تراجع السوق النفطي سوف يخفض من الصرامة الايديولوجية للبلدان المعنية. هذا مع الإشارة إلى أن التوترات الاجتماعية سوف تخف في بلدان مثل السعودية والعراق.
وبشكل عام يرى التقرير أنه منذ قيام الحلف الأطلسي عام 1949 لم تعرف التحالفات الدولية مثل هذه الحالة من التذبذب الذي تعيشه اليوم؟ وحيث برزت منطقة الشرق الأوسط « في حالة غليان» وبكل الحالات يرى واضعو التقرير أن دور الولايات المتحدة يشكل عاملاً مهما في إعادة صياغة عالم المستقبل. انه في الواقع. ذلك انه سوف يشكل اختيار السبيل الذي سوف تقرر مجمل القوى الفاعلة من دول أو خارج إطار الدول سلوكه.
وفي طليعة القوى الصاعدة يضع التقرير أولاً الصين والهند، وذلك على غرار ما عزمته ألمانيا خلال القرن التاسع عشر والولايات المتحدة في القرن العشرين.. مما سيؤدي إلى تغير كبير في الخارطة الجيوسياسية للعالم.
يقول التقرير بالحرف: «بنفس الطريقة التي يذكر فيها المعلقون بأن المئة عام المنصرمة كانت بمثابة القرن الأميركي، فإن القرن الحادي والعشرين ربما سيتم اعتباره بمثابة الفترة التي ستدخل فيه آسيا بقيادة الهند والصين إلى قرنها الحادي والعشرين».
ويشير التقرير إلى ان إجمالي الإنتاج الداخلي للصين سوف يتجاوز إجمالي الإنتاج الداخلي للقوى الاقتصادية القريبة باستثناء الولايات المتحدة. أما إجمالي الإنتاج الداخلي للهند فقد تجاوز، وهو بصدد أن يتجاوز، إجمالي الاقتصادات الأوروبية. لكن بسبب الوزن الديموغرافي للصين والهند.
حيث سيصل عدد سكان الأولى الى 4,1 مليار نسمة والثانية إلى 3,1 مليار عام 2020، فإن مستوى معيشة الفرد سيبقى منخفضاً نسبياً بالقياس إلى البلدان الغربية المتقدمة. وضمن السياق نفسه تتم الإشارة إلى أن اقتصاد بعض البلدان النامية مثل البرازيل سوف يتجاوز اقتصاد مجمل البلدان الأوروبية تقريباً في عام 2020.
ولكن هذا لا يمنع واقع ان أوروبا الموسعة والموحّدة سوف تكون قادرة، حسب التقرير، على أن تزيد من وزنها على المسرح الدولي. أما اليابان فإنها تعاني من أزمة شيخوخة سكانها مما يجعل آفاق نموها الاقتصادي ملبدّة إلى هذه الدرجة أو تلك.
وهكذا «قد يكون على اليابان أن تختار بين إرادتها في ان تكون وزناً مقابلاً للصين وبين إغراء أن تصعد في القطار الذي يتقدم: «وضمن هذا السياق أيضاً تتم الإشارة إلى أن الأزمة مع كوريا الشمالية قد تجد حلاً خلال الخمس عشرة سنة المقبلة.
ومن الملفت للانتباه أنه عند الحديث عن روسيا يتم ذكر التحدي الديموغرافي الذي تواجهه، والناتج عن النسبة الضئيلة في عدد الولادات وأيضا في انتشار وباء «الايدز» الذي قد يأخذ أبعاداً «متفجرة».
وبالنسبة للتحديات الجديدة التي سوف تواجهها الحكومات يرى التقرير أن الدولة ـ الأمة سوف تبقى بمثابة الخلية السائدة في النظام العالمي.مع ذلك سوف تؤدي العولمة الاقتصادية وتقدم التكنولوجيات، خاصة في ميدان المعلومات، إلى إخضاع الحكومات لضغوط كبيرة.
ويتم التأكيد أن «الإسلام السياسي» سوف يكون له «بحوالي عام 2020 تأثيرا عالمياً مهماً بحيث سيلتف حوله عناصر من قوميات متعددة ومجموعات اثنية وربما انه سوف يقيم نوعا من السلطة التي تتجاوز الحدود القومية والوطنية».
كما يشير واضعو التقرير ليضيفوا أن التأثير الإسلامي السياسي سوف يتزايد لدى المهاجرين المسلمين في البلدان الغربية. وفي الاندفاع نفسه يتم التأكيد أن ديمقراطيات جديدة هشة سوف تقوم لكنها قد تفتقر إلى قدرات التأقلم الضرورية من أجل البقاء والتطور.
ويقول التشخيص المقدّم إن «وجود حكومات ضعيفة واقتصادات متخلفة وهّبة الشباب والتطرف الديني سوف تتضافر لكنها من اجل خلق دينامية للعاصفة وتشكيل مصدر نزاعات قريبة قادمة في بعض المناطق».
لكن احتمال وقوع حرب شاملة خلال الخمس عشرة سنة المقبلة لم يكن أضعف مما هو بالقياس مع القرن العشرين. إنما تبقى هناك مصادر قلق كبيرة حيال إمكانية استخدام الأسلحة الكيماوية والبيولوجية وبدرجة أقل، ومقذوف نووي مما سيترتب عليه أعداد كبيرة من الضحايا. أفكار وتأملات عمّا سيكون عليه العالم في أفق عام 2020.



121
المنبر الحر / محاكم التفتيش
« في: 15:51 13/08/2006  »
مؤلف كتاب_ محاكم التفتيش _ هو البروفيسور إدوارد بورمان المختص بالدراسات الدينية المقارنة. قد كرس كتابه هذا للتحدث عن موضوع طالما شغل المثقفين في الغرب الأوروبي ـ الأميركي: ألا وهو محاكم التفتيش السيئة الذكر والتي طالما قمعت العلماء والمفكرين من كوبر نيكوس، إلى غاليليو، إلى ديكارت، إلى معظم فلاسفة التنوير في القرنين السابع عشر والثامن عشر بل وحتى التاسع عشر فيما يخص إسبانيا والبرتغال.
ومحاكم التفتيش التي ماتت الآن في أوروبا بفضل استنارة العقول تحولت إلى شيء آخر أو مؤسسة أخرى. وهي الآن موجودة في الفاتيكان وتدعى باسم: المجمع المقدس للحفاظ على عقيدة الإيمان المسيحي. صحيح أنها لم تعد تحرق المفكرين وكتبهم كما كانت تفعل سابقاً ولكنها تراقب أي خروج على العقيدة أو أي انتهاك لها وتعاقبه عن طريق فصل الأستاذ من عمله أو منعه من تدريس مادة اللاهوت المسيحي.
يعود المؤلف بالطبع إلى بدايات محاكم التفتيش ويقول: «ان محاربة الزندقة كانت سارية المفعول حتى قبل ظهور محاكم التفتيش كمؤسسة رسمية في بدايات القرن الثالث عشر. فقد كان هناك دائماً أناس يخرجون على هذا المبدأ أو ذاك من العقيدة المسيحية. وكانت الكنيسة تعاقبهم بشكل أو بآخر». ويمكن القول بأن المجمع الكنسي الذي اجتمع في مدينة لاتران عام (1139) كان أول من بلور التشريعات البابوية ضد الزندقة والزنادقة،
وقد طبقت هذه التشريعات على إحدى الفئات المسيحية اثناء الحروب الصليبية لأول مرة وهي فئة «الألبيجيين» التي اعتبرت بمثابة الخارجة على الإجماع المسيحي، وبالتالي فهي مهرطقة أو زنديقة. ثم يردف المؤلف قائلا: «وكان الامبراطور المسيحي هو أول من فكر بالحرق كعقاب للزنادقة عام 1224 وهي عقوبة فظيعة ومرعبة لأنهم كانوا يشعلون النار في الحطب ثم يلقون بالإنسان الزنديق فيها وهو يزعق ويصيح».
ثم صدق البابا غريغوار التاسع على هذا القرار عام 1231 وأصبحت محرقة الزنادقة أمراً شرعياً معترفاً به، بل وخلعت عليها القداسة الآلهة لأن البابا كان يتحلى بمكانة المعصومية في نظر جمهور المسيحيين آنذاك. وبالتالي فكل ما يأمر به أو يفعله مقدس ولا راد له.
وقد كان الهدف من إقامة محاكم التفتيش هو الدفاع عن الإيمان المسيحي في مذهبه الكاثوليكي البابوي الروماني. وقد أسسوها في البداية لمحاربة بعض الفئات المسيحية المارقة في فرنسا، ثم وسعوها لكي تشمل طوائف أخرى عديدة لا تلتزم كليا أو حرفيا بالشعائر المسيحية الكاثوليكية. وأخيراً وسعوها لكي تشمل بقايا الوثنية التي لم تمت بعد في أوروبا، وكذلك لكي تشمل كل أعمال الكفر أي شتم المقدسات المسيحية أو النيل منها أو الاستهزاء بها.
هذا هو هدف محاكم التفتيش في البداية ولكن كيف كانت تشتغل هذه المحاكم يا ترى؟ وما هي منهجيتها في المحاكمة؟ على هذا السؤال يجيب المؤلف قائلا: «كانت تشتغل على النحو التالي: بمجرد ان يشتبهوا في شخص ما، كانوا يقبضون عليه ويخضعونه للتحقيق فإذا اعترف بذنبه تركوه وإذا لم يعترض عذبوه حتى يعترف وإذا أصر على موقفه ألقوه طعمة للنيران وأحياناً كانوا يصدقونه ويعتبرونه بريئاً من التهمة الموجهة إليه فيخلون سبيله».
وكانت محاكم التفتيش مشكلة عادة من رجلي دين أو راهبين اثنين ولكن كان يساعدهما أو يحيط بهما أشخاص عديدون لا ينتمون إلى سلك الكهنوت ككاتب العدل أو كاتب المحكمة، وكالسجان أو حارس السجن..
والشخص الذي كان يرفض المثول أمام المحكمة كانوا يكفرونه فوراً ويخرجونه من الأمة المسيحية وبالتالي يباح دمه ويصبح قتله أمراً مشروعاً ومن يقتله لا يعاقبه أحد ولا يسائله.وكانوا يطلبون من المشتبه فيهم أن يكشفوا للمحكمة عن كل ما يعرفونه عن أسرار الزندقة والزنادقة وكان كاتب العدل يسجل ما يقولونه كمحضر رسمي.
وكان القضاة يلجأون أحياناً إلى الوشاة أو الجيران أو حتى شهود الزور لكي يحصلوا على معلومات تدين الشخص المشتبه فيه والذي يريدون معاقبته بأي شكل لأنه لا يؤدي الشعائر الدينية كما ينبغي، أو لا يؤمن بالعقائد المسيحية كلها بشكل مطلق ودون أي تساؤل.
وكان يصل الأمر بهم إلى حد محاكمة الشخص حتى بعد موته! فإذا ما ثبت لهم أنه مذنب أو خارج على العقيدة المسيحية فإنهم كانوا ينبشون قبره ويستخرجون جثته ويحرقونها معاقبة له.
وكانت العقوبة من نوعين: خفيفة وثقيلة فإذا كان الذنب خفيفاً اكتفوا بتقريع المذنب في الكنيسة على رؤوس الأشهاد وأحياناً كانوا يطالبونه بدفع مبلغ من المال للفقراء للتكفير عن ذنبه أما إذا كان الشخص الملاحق زنديقاً حقيقياً فإنهم كانوا يسجنونه مدى الحياة وفي الحالات القصوى كانوا يلقونه في المحرقة طعمة للنيران..
ويكتب المؤلف: لقد بلغ التعذيب ذروته في القرن الثالث عشر. ففي ذلك الوقت ازدهرت محاكم التفتيش وانتشرت في شتى أنحاء المسيحية الأوروبية من إيطاليا، إلى فرنسا، إلى ألمانيا، إلى إسبانيا والبرتغال، إلخ..
ففي فرنسا أدت هذه المحاكم السيئة الذكر إلى حرق مناطق بأكملها جنوب البلاد، بالقرب من مدينة تولوز، وهي مناطق كانت مسكونة من قبل طائفة مسيحية خارجة على القانون وتدعى: طائفة الكاتاريين. وكانوا يخلطون العقائد المسيحية بعقائد أخرى لا علاقة لها بالمسيحية. ولهذا السبب كفّروهم، وأعلنوا عليهم حرباً صليبية لاستئصالهم في الوقت نفسه الذي وجهوا الحملات الصليبية إلى الشرق الإسلامي.
وبالتالي فالحروب الصليبية ابتدأت أولاً في الداخل قبل أن تنتقل إلى الخارج. وهذا شيء يجهله الكثيرون. فقد كانوا يعتبرون زنادقة الداخل بمثابة طابور خامس يشكل خطراً على المسيحية أكثر من الإسلام. ولذلك حصلت مجازر كثيرة في تلك المنطقة الفرنسية. ولم يستطيعوا التغلب على «الزنادقة» إلا بعد مقاومة عنيفة وجهد جهيد. ولا تزال آثار هذه المجازر حاضرة في الذاكرة الفرنسية الجماعية حتى الآن.
وهي تشكل صفحة سوداء في تاريخ فرنسا. ولذلك فإن الساسة الفرنسيين يقولون عندما تنشب مشكلة داخلية عويصة: لا نريد تحويلها إلي حرب أديان! والمقصود بذلك أنهم لا يريدون العودة إلى الانقسامات الطائفية والحروب الأهلية التي مزقتهم طويلاً في الماضي. وبالتالي فأكثر شيء يرعبهم هو تلك الحروب المذهبية التي جرت في القرن الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر والسادس عشر وحتى السابع عشر..
إنهم يريدون أن ينسوا تلك الذكرى الأليمة لمحاكم التفتيش والحروب المذهبية التي تشكل صفحة سوداء في تاريخهم. وبالتالي فمحاكم التفتيش لم تنته من الذاكرة الجماعية، وإنما لا تزال آثارها عالقة في النفوس حتى الآن. ثم يردف المؤلف قائلاً: بين عامي 1250 ـ 1257، أي طيلة سبع سنوات قاد محاكم التفتيش في جنوب فرنسا زعيم كاثوليكي أصولي متعصّب جداً يدعى «روبير لوبوغر». وقد فتّش كل المدن والأرياف هناك بحثاً عن الزنادقة أو المزعومين كذلك.
وحرق بالنار واحداً وعشرين شخصاً، وسجن مدى الحياة (239)، ورمى في النار الكاهن الزنديق لطائفة «الكاتاريين» المارقة. وحكم على قرية بأكملها بالمحرقة، لأنه اتهمها بإخفاء أحد الزنادقة الكبار من رجال الدين الكاتاريين.
ثم يضيف المؤلف : أما أبشع محاكم التفتيش في العالم فكانت في إسبانيا التي كانت مشهورة بتعصبها الديني الكاثوليكي. وقد ابتدأت هناك عام 1480 قبل انتهاء الحروب التي أدت إلى طرد العرب والمسلمين من إسبانيا. وكان على رأسها الملكة إيزابيل الكاثوليكية جداً، وكذلك زوجها فيردنان.
وقد استهدفت محاكم التفتيش أولاً «المسيحيين الجدد» لمعرفة فيما إذا كانوا قد اعتنقوا المسيحية عن جَدّ، أو لأسباب تكتيكية ومنفعية خالصة. وهؤلاء الناس كانوا سابقاً إما مسلمين وإما يهوداً، اعتنقوا مذهب الأغلبية خوفاً من الاضطهاد والملاحقات. وكان ذلك بعد أن انتصرت الجيوش المسيحية على العرب وإنهاء حكم ملوك الطوائف في الأندلس.
وليس من قبيل الصدفة أن يكون مركز محاكم التفتيش في اشبيلية، إحدى عواصم التنوير الأندلسي في سالف الأزمان.. ومن أشهر قادة محاكم التفتيش ليس فقط في إسبانيا وإنما في العالم كله شخص يدعى: توماس توركمادا. ومجرد ذكر اسمه لا يزال يثير القشعريرة في النفوس حتى هذه اللحظة. منذ كان أكبر أصولي متزمت في الغرب المسيحي كله. وكانت جرأته على القتل والذبح تفوق الوصف.
وكان مقرباً جداً من الملكة إيزابيل التي لا تقل تعصباً عنه. ولذلك عيَّنوه رئيساً لمحاكم التفتيش الإسبانية بين عامي 1481 ـ 1498: أي طيلة سبعة عشر عاماً! وفي ظل عهده «الميمون»، أطلقت محكمة التفتيش في طليطلة الأحكام التالية: حرق عشرة آلاف ومئتين وعشرين شخصاً بالنار. ذبح ستة آلاف وثمانية وأربعين زنديقاً آخرين.
تعذيب خمسة وستين ألفاً ومئتين وواحد وسبعين شخصاً حتى الموت في السجون. شنق اثني عشر ألفاً وثلاثمائة وأربعين شخصاً، متهماً بالزندقة أو الخروج عن الخط المستقيم للدين المسيحي. الحكم على تسعة عشر ألفاً وسبعمئة وستين شخصاً بالأشغال الشاقة والسجن المؤبد. باختصار فإن هذه الأحكام المرعبة شملت مالا يقل عن مئة ألف وأربعة عشر شخصاً، ويزيد. وكل ذلك حصل في منطقة طليطلة وحدها. فما بالك بما حصل في مختلف مناطق إسبانيا الأخرى؟!
ثم يختتم المؤلف موضوعه المخيف : وكل هؤلاء الزنادقة كانوا يجردونهم من أملاكهم وأموالهم وأرزاقهم. ولكن «توركمادا» رفض أن يأخذها لنفسه، أو يغتني على حساباه. وإنما ظل رجلاً فقيراً كأي راهب صغير بعد أن أعطاها للكنيسة أو للجمعيات الخيرية المسيحية.


122
ساهم في تأليف كتاب : التاريخ الديني لأميركا كل من الباحثين إدوين س. غوستاد وليف شميدت. والأول هو أستاذ في جامعة كاليفورنيا، وأما الثاني فهو أستاذ في جامعة برنستون. وبالتالي فهما من كبار الأكاديميين الأميركان. وفي هذا الكتاب الذي أصبح كلاسيكياً من كثرة أهميته يقدم الباحثان صورة متكاملة عن التاريخ الديني للولايات المتحدة الأميركية منذ بداية استعمارها من قبل الانجليز في القرن السابع عشر وحتى اليوم.
من المعلوم أن تدين الشعب الأميركي أو قل شرائح واسعة منه يدهش الأوروبيين العلمانيين بشكل كامل وبخاصة في فرنسا. ففي أميركا قد يجتمع آلاف الأشخاص في ملعب ضخم لكرة القدم من أجل إعلان إيمانهم أو إقامة شعائرهم وصلواتهم في الهواء الطلق. وفي أميركا يؤدي الرئيس المنتخب اليمين على الكتاب المقدس (أي التوراة والإنجيل). وهذا شيء مستحيل في فرنسا. وفي أميركا تجد مكتوباً على العملة الوطنية (أي الدولار) العبارة التالية: بالله نثق، أو نؤمن ... الخ.
ولكن هذا لا يعني أن أميركا بلد أصولي على عكس ما نظن. فالواقع أن الدستور ينص على علمانيتها وفصل الدين عن الدولة. ولكن الشعب الأميركي يظل متعلقاً بالدين أكثر من الشعوب الأوروبية. هذا كل ما في الأمر لا أكثر ولا أقل. وهو تعلق ليس له بالضرورة أي انعكاس سياسي.ولكن هناك نقاط مشتركة مع المجتمعات الأوروبية. وهي بالإضافة إلى العلمانية عدم وجود دين رسمي للدولة. صحيح أن المسيحية في مذهبها البروتستانتي هي المذهب الغالب هناك.
ولكن البروتستانتية ليست دين الدولة. وهذا يريح الكاثوليك الذين يشكلون المذهب المنافس وإن كانوا أقلية، ولكن أقلية كبيرة. وبالتالي فجميع المواطنين متساوون أمام القانون سواء أكانوا ينتمون إلى مذهب الأقلية أم مذهب الأكثرية.
يضاف إلى ذلك أن أميركا بلد تعددي من الناحية الدينية. وهناك تسامح كبير ضمن مقياس أنه لا يحق لدين الأغلبية أن يفرض نفسه على الآخرين، وضمن مقياس أن كل الأديان والمذاهب لها حرية الوجود والتعبير عن نفسها. فهناك بالإضافة إلى المسيحية في مذهبيها الكاثوليكي والبروتستانتي، اليهودية، والإسلام، والبوذية، والهندوسية، وبقية الأديان الأخرى.
وبما أن الدولة علمانية فإنها لا تغلّب ديناً على دين، ولا مذهباً على مذهب وإنما تحترم كل الأديان والمذاهب. فلا يوجد دين واحد صحيح وبقية الأديان خطأ. وأما فيما يخص الأصول الدينية الأولى لأميركا فيقول المؤلفان ما معناه: إن التعددية الدينية تجد جذورها في فتح أميركا ذاته. فهذا الفتح أدى إلى تعايش، وتجابه ثلاثة أديان أو ثقافات: ثقافة الهنود الحمر، أي السكان الأصليين للبلاد، وثقافة الأوروبيين الغزاة، وثقافة الأفارقة السود الذين نقلوا إلى هناك كعبيد للاشتغال في الحقول.
ثم يردف المؤلفان قائلين: وأما تعددية المذاهب المسيحية فتقود إلى تعددية المهاجرين الأوروبيين أنفسهم. فالانجليز حملوا معهم المذهب البروتستانتي، والأيرلنديون المذهب الكاثوليكي ... الخ. ويمكن القول بأن المذهب البروتستانتي هو أول من وصل إلى البلاد مع المستعمرين الانجليز. وكان ذلك في بداية القرن السابع عشر. والكثيرون منهم فروا من انجلترا أو سواها خوفاً من الاضطهاد الطائفي الذي كان الكاثوليك يمارسونه عليهم. وقد وصلوا إلى العالم الجديد عام 1620 لكي يجدوا ملجأ وملاذاً.
وقد وصل هؤلاء على دفعات ليس فقط من انجلترا، وإنما أيضاً من هولندا. هل نعلم بأن نيويورك كانت تدعى في البداية: أمستردام الجديدة؟ وذلك لأن الهولنديين هم الذين استعمروها. بالطبع فلم تكن الدوافع الدينية هي وحدها سبب هجرة كل هؤلاء إلى أميركا. وإنما كانت هناك دوافع اقتصادية أيضاً. فالجميع سمعوا بغنى تلك البلاد الجديدة وكانوا يرغبون في تحصيل الثروة فيها وتحقيق أحلامهم في حياة رغيدة.
وعلى هذا النحو أصبح البروتستانتيون هم السكان الأوائل للولايات المتحدة وهم الذين يشكلون مذهب الأغلبية. بعدئذ سوف تصل الهجرات الأوروبية إلى أميركا وستكون في أغلبيتها كاثوليكية. ولكن قبل أن نصل إلى ذلك ينبغي القول بأن الكنيسة البروتستانتية انقسمت إلى قسمين كبيرين بدءاً من عام 1845: قسم ليبرالي مضاد لاستعباد السود، وقسم محافظ يؤيد هذا الاستعباد بالذات. وقد ساد الأول في الولايات الشمالية، في حين أن الثاني ساد في جنوبها. وهو الذي أدى إلى اندلاع الحرب الأهلية الرهيبة التي حصدت مئات الآلاف من كلا الطرفين وانتهت باغتيال الزعيم الكبير ابراهام لنكولين الذي كان من ألد أعداء نظام الرق والعبودية. فقد اغتاله أميركي متعصب من الولايات الجنوبية. ثم يردف المؤلفان قائلين بما معناه: لقد تعرض المجتمع الأميركي لتحولات ضخمة بعد انتهاء الحرب الأهلية وحتى بداية الحرب العالمية الأولى. فقد أصبح مجتمعاً صناعياً، حضرياً، متعدد الأعراق والمذاهب والأديان.
وأصبح علمانياً أكثر فأكثر بسبب ضغط الصناعة والعلم الحديث عليه. وما عاد بالإمكان أن تبقى جبهة البروتستانتيين موحدة خلف التقليد والكتاب المقدس والقساوسة. فأفكار التنوير الأوروبي كانت قد وصلت إلى أميركا وانتشرت في أوساط المثقفين والطبقات العليا من المجتمع. وشكل ذلك تحدياً كبيراً للبروتستانتية، أي دين الأغلبية، على الصعيد الثقافي والاجتماعي والسياسي.
فقد اندلعت معركة كبيرة عندئذ بين الأصولية البروتستانتية والعلم الحديث وبخاصة نظرية داروين. ويمكن القول بأن هذه المعركة لا تزال مستمرة حتى الآن بشكل من الأشكال. فالأصوليون ظلوا متشبثين بالرواية التي قدمتها التوراة عن نشأة الكون وأصل الإنسان في سفر التكوين الشهير.
أما الليبراليون والعلمانيون والحداثيون عموماً فقد صدقوا رواية داروين والعلم الحديث. وهي الرواية التي صدمت المتدينين كثيراً لأنها تقول بأن الإنسان ما هو إلا عبارة عن حيوان متطور (أو قرد مزود بعقل وذكاء متطور ويمشي على قدمين بدلاً من أربع قوائم)!!
والواقع أن أصل الصدام أعمق من ذلك. فالمتدينون يصدقون كل ما يقوله الكتاب المقدس ويأخذونه على حرفيته. وأما الليبراليون فلا يصدقون إلا ما يقوله العقل التجريبي والعلمي الحديث.
وبالتالي فهناك صدام بين مشروعية الوحي المسيحي من جهة، ومشروعية العلم الحديث ومنهجيته الاستنباطية من جهة أخرى. وهذا الصدام انتقل إلى أميركا من أوروبا في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر. كما وانتقل إلى العالم العربي أيضاً وبقية أنحاء العالم.
ثم انقسم المسيحيون أنفسهم إلى قسمين: قسم أصولي متزمت، وقسم ليبرالي. ما الذي نقصده بالتيار الليبرالي المسيحي؟ إنه التيار الذي لا يقرأ النصوص المقدسة قراءة حرفية وإنما مجازية. فهو لا يعتقد بأن التوراة أو الإنجيل هما كتابان في علم الفيزياء أو الكيمياء أو الرياضيات أو الفلك.
وبالتالي فكل ما يقوله الكتاب المقدس عن نشأة الكون والإنسان ينبغي أن نأخذه على سبيل المجاز: أي كقصة شعرية جميلة ليس إلا. وحده العلم يقدم معلومات دقيقة ومبرهناً عليها عقلياً وتجريبياً عن ظواهر الكون. وبالتالي فلنأخذ بالعلم فيما يخص معرفة الكون والظواهر والطبيعة. ولنعتبر الدين فقط عبارة عن تعاليم روحية وأخلاقية ترشدنا إلى الطريق المستقيم في الحياة والسلوك اليومي.
ولكنه لا يقدم لنا أي معلومات موثوقة عن ظواهر الطبيعة. فليست هذه وظيفته. فهذا الشيء من اختصاص العلم فقط. وبالتالي فالدين إذا ما فهمناه على حقيقته لا يتعارض مع العلم وإنما يكمله. ولكن المشكلة هي أن الأصوليين يأخذون النص الديني على حرفيته، وعندئذ يحصل تناقض إجباري بينه وبين علم الفيزياء أو الكيمياء.
فالنصوص المسيحية تفسر سقوط الأمطار أو هبوب الرياح أو سواها من الظواهر الطبيعية عن طريق قوى غيبية أو خارقة للعادة. أما العلم فيفسرها عن طريق قوانين طبيعية لا علاقة لها بالغيب أو بالأساطير أو بالمعجزات ... وقس على ذلك.يضاف إلى ذلك أن التيار الليبرالي المسيحي يعتقد بأن مملكة الله يمكن تحقيقها على الأرض عن طريق التقدم العلمي وتحقيق الرفاهية والسعادة لكل أبناء المجتمع.
أما التيار الأصولي فيعتقد بأن مملكة الله لن تتحقق إلا بعد يوم الحساب وفي العالم الآخر فقط وليس في هذا العالم. هكذا نلاحظ أنه يوجد تناقض بين التيار الأصولي والتيار الليبرالي في أميركا. ولكن على عكس ما نتوهم فإن التيار الليبرالي هو الذي يشكل الأغلبية وليس التيار الأصولي وإن كان هذا الأخير قد انتعش كثيراً في الآونة الأخيرة بعد ضربة (11) سبتمبر.
أما المذهب الكاثوليكي فقد دخل متأخراً إلى أميركا بالقياس إلى المذهب البروتستانتي. ويكفي أن نذكر الأرقام الإحصائية لكي تتوضح كيفية دخول هذا المذهب. فأول دفعة وصلت عام 1800 إلى الأرض الأميركية. وكانت تضم خمسة وثلاثين ألف شخص. وقد وصلوا من أيرلندا وألمانيا بالدرجة الأولى.
ثم أصبح عدد الكاثوليك مليونين عام 1860، وفي عام 1926 أصبحوا ثمانية عشر مليوناً. وأما اليوم فيتجاوز عددهم السبعين مليون نسمة. وبالتالي فهم يشكلون المذهب الثاني في أميركا بعد البروتستانتيين الذين يتجاوز عددهم المئتي مليون نسمة.
وبعدئذ تجيء الأقليات العربية والإسلامية واليهودية والبوذية والصينية الكونفوشيوسية ... الخ. هكذا نلاحظ أن الولايات المتحدة بلد مليء بالأديان والمذاهب. ولكن الجميع يعتبرون مواطنين من الدرجة الأولى أمام القانون. فلا يوجد أي تمييز بين المواطنين على أساس طائفي أو ديني.

123
ان تصاعد وتائر اعمال العنف المسلح، وتدهور الاوضاع الامنية في بغداد، ووصولها الى ما وصلت اليه من مديات باتت تنذر بالخطر الجسيم، تخفي وراءها اسبابا وجذورا تاريخية، بعضها يمتد بعيدا في عمق التاريخ العراقي، والبعض الآخر منها وسيط خلال الخمسينيات من القرن المنصرم، ومنها ما هو حديث جدا، اي بعد سقوط نظام صدام.
ان تكوينات العنف المسلح في العراق تتداخل مع مجموعة عوامل اولها يبدأ بالتراث الاستبدادي القديم في العراق، الذي عملت الديكتاتورية على تأصيله من خلال مجاميع بشرية كثيرة عاطلة عن الوعي والفكر والمعرفة والمدنية.. الخ. وثانيها مؤسس من قبل القوى العابرة الينا بشكل(قاري) اميركي من خلال دعمها بشكل غير مباشر لاوضاع متشظية وفوضوية في العراق، فضلا عن وجود الضعف الحاصل في المؤسسات الحكومية للدولة العراقية، من خلال صيرورتها ضمن محاصصات طائفية عرقية رسخها كثيرا الزمن الاستبدادي الديكتاتوري والمحتل على حد سواء.
ان امر الخروج من دائرة العنف يكمن في اعادة الاعتبار الى الانسان العراقي الفاقد لجميع مقومات وجود حياة حرة كريمة تتمثل بالاستقرار الامني والاجتماعي، ومن ثم الشعور بالتوازن مع العالم المعاش من خلال ثقافة المواطنة واحترام الهوية الانسائية الفردية مع ما يتلاءم او يرتبط بثقافة القانون.
ان من اهم العوامل في خلق بؤر الاستقرار في العراق، يجري من خلال الابتعاد عن لغة تفضيل المحاصصة او الرغبة في الهيمنة على حساب الآخرين، لان هنالك عقدا اجتماعيا يلزم الجميع بالتعايش وبناء العراق بشكله الحديث فالتعاون يجب ان يجري اولا داخل مجلس النواب، ثم داخل مؤسسات الدولة ثم بين المؤسسات الاجتماعية والاحزاب السياسية وغيرها، كل ذلك يمكن من خلاله تجاوز العنف في البلد.
علينا الا نأخذ الامور من الفراغ، او مبتسرة عن مشهد آخر على صلة وثيقة بها، فبعد ثورة 14 تموز 1958، تكالبت القوى، التي تدعي الوطنية من القوميين والاسلاميين والاقطاعيين  وغيرهم، لوأد الثورة، واستخدموا اساليب التجريف والتجريح، حتى جاء الاغتيال صبيحة 8 شباط 1963 عندما اغتيل القائد الشهيد عبد الكريم قاسم وكثير من اقطاب الحركة الوطنية. الان تتجمع اوصال اولئك بثوبها الجديد، ذلك الثوب الاغتيالي الذي عرفناه، فان تداعيات الاوضاع الامنية في العراق لها جذور تاريخية ولا تأتي من فراغ، لذلك فان الذين تتلمذوا على القتل في الظلام والاختباء في المجاري الآسنة وفي الدهاليز المظلمة، تنمروا وطالت مخالبهم وبرزت انيابهم، هؤلاء يتقنون الرياء، يتفننون في الاغتيال، يتقنون كل الوسائل الذميمة الخبيثة، والان يلبسون كل ثوب، فتارة يلبسون ثوب الدين، وتحسبهم حريصين جدا على الدين، وحريصين على العراقيين اكثر من العراقيين انفسهم وهم يدعون الحرص على الطفولة، ويذرفون الدموع على المساجد والجامعات، وهي طبعا دموع التماسيح. ويعتقد بان هؤلاء في حقيقة امرهم يغتالون الشيء بالشيء، وعلى طريقة(داوني بالتي كانت هي الداء) يذهبون الى المسجد السني فيضربونه ويدعون بان الشيعة ضربوه، ثم يذهبون الى المسجد الشيعي ويدكونه ويدعون بان السنة ضربوه، يفعلون كل هذه الافعال بقصدية خبيثة وغائية في غاية الدهاء والمكر، وذلك معروف في اي زمان، ويقولون هرع الشيعي لقتل السني، وحتى ان هذه الكلمات سني وشيعي وما شابه ذلك ترتجف على شفاهنا، وهي جديدة على قاموسنا، نحن عراقيون تصاهرنا ولعبنا ودرسنا وتخندقنا معا في دواهي وحوالك الايام، علينا ان نقف وقفة واحدة ضد كل من يريد ان يبث الفرقة بيننا، ويثير النعرات الطائفية، والان توشح جدران العراق كما كانت بنفس الوشاح الاسود، بحيث توضع لافتة نعي الشهيد الشيعي بجنب لافتة الشهيد السني. 
ان مساحة الضوء يجب ان ننظر اليها بتفاؤل، فالتضحيات جسام والحرب التي يلوح بها هؤلاء الذين يتباكون على العراق، الذين نراهم على شاشات الفضائيات، ولكنهم يسهمون في دك العراق وفي اعمال العنف بقصدية، ما عدا الشرفاء الذين يعشقون العراق، هذا العراق الشامخ المتجذر الحبيب.
ان السبب الرئيس لتصاعد اعمال العنف المسلح، هو وجود القوات الاجنبية على الاراضي العراقية، فضلا عن وجود بعض الجهات والاطراف المشبوهة الاخرى التي دخلت العراق من الخارج، كما ان القوانين والتعليمات التي وضعها الحاكم المدني السابق للعراق بول برايمر، ومنها قانون ادارة الدولة العراقية، الذي ليس له اية شرعية قانونية، حيث ان الشعب هو الذي يضع القوانين وليس المحتل، وهذا ايضا من الاسباب الرئيسة لما نعانيه اليوم، وقام بول بريمر باساليب مشبوهة ومقصودة بتقسيم المسلمين في العراق، الى الوقف السني والوقف الشيعي، ولم يجد احدا يقف بوجهه او يرفض ذلك، واشار الى بعض رجال السياسة وبعض رجال الدين من السنة والشيعة، الذين يعملون على تحقيق اغراضهم ومصالحهم، هم المكمل لعملية الفساد والخراب الذي وصل اليه الشعب العراقي، بسم الله الرحمن الرحيم ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم) فاغفال بعض اصحاب القرار السياسي وبعض رجال الدين عن ما نبههم اليه القرآن الكريم، قد اوصلهم الى هذا الطريق المسدود، لانهم لا يعملون استنادا الى ارشادات القرآن الكريم، بل يعملون استنادا الى رغباتهم ومصالحهم الشخصية وتفسيراتهم الخاصة، وما يمليه عليهم من الدعايات المغرضة، التي تستغلها وتقوم بتفعليها بعض الجهات المخابراتية من دول اقليمية، وهذا هو جوهر القضية.
على رجال الدين وعلى السياسيين ان يرجعوا الى توجيهات القرآن الكريم وان يستندوا الى ما يأمر به الله سبحانه، وكذلك قول الرسول الكريم(ص):(مثل المسلمين في توادهم وتراحمهم كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا) ولم يقل يقتل بعضهم بعضا، استنادا الى الهوية الطائفية التي لم يأت بها الرسول(ص) . ومن اجل ايقاف نزيف الدم العراقي، يجب على جميع العراقيين بجميع اديانهم وطوائفهم ومكوناتهم، تأييد وتفعيل وتدعيم مبادرة المصالحة الوطنية التي اطلقها رئيس الوزراء المالكي، واجتماع جميع المسلمين تحت راية الاسلام، وليس الطائفية وهذا سوف يوصلنا الى النجاة.
ان ما يحدث من تداعيات امنية تصاعدت في الآونة الاخيرة في مناطق عدة من بغداد، هي ليست تداعيات لوضع طائفي معين، فالعراق لم يعرف الانقسام الطائفي في تاريخه الطويل، اقر بان هنالك وجودا لطائفية بسيطة تشابه التعصب للمدينة او للعشيرة، ولكن لم يكن هناك وجود للانقسام الطائفي بالشكل الذي يحدث الان، والحقيقة ان الصراع هو صراع بين قوى واحزاب ومخابرات ركبت الموجة الدينية من اجل مصالحها، وحولتها الى العنف الطائفي.
هذه القوى مازالت مستمرة في التصعيد الفكري والعملي، لان الخروج من هذا المأزق الطائفي يعني بالتأكيد سقوط الكثير من القيادات السياسية التي لا تملك الشرعية ولا المنهجية الكافية لتوليها القيادة وانما استغلت الخوف الطائفي من اجل الوصول الى مراكز سياسية.
ان اهم الحلول لتداعيات الاوضاع الامنية في مناطق العراق عموما وفي بغداد خصوصا، هو قيام ثقة متبادلة بين مكونات وفئات وطوائف الشعب العراقي من سنة وشيعة وغيرهم، وكذلك دعم المشروع الوطني والعملية السياسية، وقيام الثقة بين الشعب وبين قوى الامن على اختلافها، ولا يكون ذلك الا بضمان امانة هذه الاجهزة وكفاءتها ونزاهتها. 
ان النتائج الوخيمة التي ترتبت على اوضاع معقدة وغير مستقرة، كان مدفوعا بها من قبل اطراف داخلية وخارجية ان تصل بالواقع العراقي الى حد قيام حرب اهلية تحرق الزرع والضرع، ولعلنا لا نكون مختلفين اذا ما اشرنا باصابع الاتهام الى الجهات التي تقف خلف هذه الاحداث المؤسفة والمؤلمة التي يسفك الشعب العراقي جراءها الدم على نحو يؤكد لنا بعد قراءات واعية باهداف تلك الجهات وما ترمي اليه، من ان بقايا النظام السابق تقف على رأس هذه الجهات، وكذلك ما يتعلق بجهات تكفيرية جاءت من المنطقة الموبوءة بالغرض المبيت ضد مصلحة الشعب العراقي وضد امنه واستقراره، اي دول الجوار العربي، مع الاسف.
ان هنالك اكثر من حاضنة تحتضن هذه الجهات الاجرامية التي تدعي الاسلام زورا وبهتانا، بل انها من صميم توجهاتها تكفير المسلمين على عباداتهم وعلى ممارساتهم لطقوسهم الدينية بشتى صورها، وان ما يحصل كل يوم بل في كل ساعة لهو دليل قاطع على وعي قراءتها لهذا المشهد الدموي المؤلم، وكذلك ايضا لا يمكن لنا ونحن نتكلم عن هذه القضية ان نبرئ ساحة الاحتلال، عما يدور وعما يحصل من خلال ضعف الاداء اللوجستي والعسكري والامريكي طوال اكثر من ثلاثة اعوام مضت، ويظهر ذلك في ضعف وتباطؤ الوجود العسكري الاميركي في التخطيط وتنفيذ ما يخطط لاقامة اجهزة امنية عراقية فاعلة وقادرة على استيعاب الهجمة الشرسة ضد الحياة المدنية في العراق.
ان جوهر القول فيما يخص النظرة الى واقع كهذا يتجلى في مرجعياتنا الدينية اولا، لكونها يقع على عاتقها الحجم الاكبر من مسؤولية اراقة الدماء، فالعقلاء المسؤولون عن مسألة توجيه الناس نحو التعامل مع التعدديات في مذاهبنا وعقائدنا الاسلامية، لانها بالنتيجة تنبع وتصب في اتجاه واحد هو الاسلام الواحد، من الضروري ان يكشف هؤلاء العقلاء دوافع الجهات التي تحدثنا عنها آنفا، على اساس ان تلك الدوافع رميت من خلال اوراق ضاغطة تتولى احداث فجوة كبيرة جدا في النسيج الاجتماعي العراقي، ولان المذهبية هي اهم مرتكزات هذا النسيج الاجتماعي  فقد تم استهدافها وفقا لمخططات خارجية استطاعت ان تتوغل الى الواقع العراقي، اثناء مرحلة الانهيار الامني والحدودي ما اوقع اية عملية سياسية او اية ترتيبات لاستقرار الوضع في احابيل تلك الصراعات.

124
المنبر الحر / إتحاد الصداقة..
« في: 16:52 26/06/2006  »
كان مقهى صاحب بقطاع 25 بمدينة الثورة يشكل منذ أوائل عام 1972 محطة مسائية لبرنامجنا الليلي الذي يبدأ بحساب ما لدى العمال والموظفين بيننا من نقود وهل تكفي (( للنزول )) الى شارع السعدون للتجمع ثانية في كازينو البتاوين لجرد مالدى أصدقائنا ثانية إضافة الى ما في جيوب من ينظمون إلينا وضمان كفايتها لمستلزمات السهر في أحد البارات الممتدة خلف ظهر المقهى..
     كان الموظفون والعمال من أصدقائنا يتحملون وزر وتكاليف سهراتنا اليومية وشبه اليومية ومن بينهم الموظف كاظم إسماعيل الكاطع وعامل الكهرباء عبدالحسين حافظ  ولاعب نادي السكك فالح حسون الدراجي وحداد التسليح منعم الربيعي والنجار الشهيد عواد عبدالواحد. أما من شملهم الإعفاء من المصاريف الخمرية فأشهرهم طالب معهد المعلمين كريم العراقي وطالب السادس العلمي داود سالم والرسام الشهيد عدنان وطالب كلية العلوم المرحوم هادي السيد حرز وطالب الأول المتوسط  رحيم العراقي الذي كان يغلب عليه إسم : رحيم أخو كريم..الى أن أهدى له الشاعر الكاطع ديوانه الثالث ( العيد أبو هلالين ) بعبارة :الى الشاعر رحيم..فكان بمثابة إنتقالة نوعية . وكان العشرات من الشيوعيين من مناطق بغداد والمحافظات يزوروننا في المقهى أو يختصرون الطريق فيذهبون الى مقهى السعدون كذلك بضعة بعثيين ممن يرتبطون ببعضنا بعلاقات ثقافية ومنهم بشير العبودي ومكي الربيعي وعبد علي الأطرش وأصدقاء من المنتدى الأدبي الذي كان من بين أعضائه خزعل الماجدي وعبدالله صخي وعبد جعفر وحسن المرواني وعبدالحسين صنكور والمرحوم حسن جعفر.. كان الأغلب ينشرون قصائدهم في جريدة الراصد وأنا من بينهم حيث نشرت قصائدي المبكرة عام1972 ..ولم تتواصل الأيام بذات التكرار فقد كنا في الليالي الصيفية التي لا نسهر فيها خارج مدينتنا لإسباب إقتصادية نغادر المقهى بعد منتصف الليل ونتمشى نحو أبي جعفر الكردي الذي يبيع الرقي في العراء.. ونأكل ما يتيسر لنا من الرقي على أضواء اللوكس.. وبعد أن نشبع يقول له عبدعلي:  سجلها دين علينا. فيسأله أبو جعفر: إنت مُصوكَر يدفع..؟آني يندعيكم كَلابية ركَي..
يجيبه عبدعلي : مصوكَر يدفع  مُصوكَر..
وتنفيذاً لتعليمات ( من فوق ) شكلنا فريقاً بكرة القدم في مقهى صاحب أطلقنا عليه إسم : إتحاد الصداقة .. وتوزعت المهام والمراكزعلى :كاظم إسماعيل الكاطع رئيس فخري للفريق وعبدالحسين حافظ رئيس الفريق وكريم العراقي كابتن الفريق . وكان اللاعب المحترف الوحيد بيننا هو فالح ولكنه لا يستطيع اللعب ضمن فريقنا  بسبب لوائح ناديه الشهير فأصبح مدرباً للفريق.. ومن اللاعبين : جلوب الكاطع حارس مرمى وعدنان وسعدون وحسين ريشان وداود ورحيم و..آخرون..وبعد أسبوعين من التمارين قررنا أن نتحدى فريق إتحاد الثورة الذي يُعتبر فريق البعثيين والذي يلعب بين صفوفه أشهر لاعبي بغداد آنذاك..كانت مغامرة غير محسوبة خاصة وأن بيننا من تجاوز الثلاثين دون أن يجرب لعب كرة القدم  كمنعم الربيعي ولدينا تسعة مدخنين من أصل أحد عشر لاعباً يتكون منهم الفريق.. وهكذا جرت المباراة عصر يوم ساخن من أيام صيف عام 1972 ..بدأ فريقنا بقوة لكنه تهالك بعد ربع ساعة من الشوط الأول وبدأ لاعبوه يلهثون ويسعلون بشدة..وفي الدقيقة العشرين أحرز الخصوم هدفهم الأول ..تبعه الثاني بعد دقيقتين .. ومن هجمة مرتدة أحرزت أنا هدف فريقنا الأول وعند عودتي من بين جمهورنا  الذي كان يقبلني  وجدت أن الفريق الآخر قد سجلوا هدفهم الثالث..وقاد لاعبنا سعدون هجمة مرتدة أخرى وحّول الكرة الى الناحية الأخرى التي كان كريم يشغلها بإعتباره الجناح الأيسر .. لكننا فوجئنا بعدم وجوده حيث غادر الملعب لتدخين سيكارة..إنتهى الشوط الأول بنتيجة ثلاثة أهداف لإتحاد الثورة مقابل هدف واحد لنا..وفي وسط الملعب جمعنا رئيس الفريق عبدالحسين حافظ قائلاً : _اليوم نكَعد بليالي السمر..أكَول ..إشكَد النتيجة..؟
..في الشوط الثاني سجل إتحاد الثورة هدفين مقابل هدف واحد سجله سعدون عندما كان يحاول تمرير مناولة لكريم لكن قدمه إرتطمت بالأرض فأحرز لنا هدفاً دون قصد منه.. وقبل نهاية المباراة بدقائق كان جميع لاعبينا غير قادرين على التحرك.الى درجة جعلت مدربنا فالح يقول للاعب داود:داود إذا متصير زحمه إذا الطوبة فاتت من يمك إضربهه..
إنتهت المباراة بخسارتنا ب 5 أهداف مقابل هدفينا أنا وسعدون..وعدنا الى مقهى صاحب ونحن نسحل أقدامنا بصعوبة ..ووجدنا رئيسنا الفخري كاظم الكاطع بباب المقهى ينتظر وصولنا..متسائلاً:
_ ها كريم ..شنو النتيجة..؟ أجابه كريم العراقي :
_ تعادلنا 5_2.... 


ملاحظة : شكراً للأصدقاء عبدالله صخي و جمال جعفر و حسين ريشان وداود سلمان موسى الذين صححوا بعض الأسماء والأحداث أو شكروا لنا جهدنا المتواضع الذي لم يتجاوز الذكرى..ر.العراقي   

125
الكلدوآشوريين السريان والأطباق الطائرة

ليست لدي مراجع تاريخية ولا مصادر من أي نوع يمكن الإستفادة منها في كتابتي عن هذا الموضوع ذي العنوان الفضفاض والرنان معاً ..ولكنني سأمضي في ذلك رغم قلة زادي وزوادي معتبراً ذلك من قبيل إختبار المعلومات رغم خشيتي من الأخطاء القاتلة التي يمكن ان يرتكبها كاتب مسرحي مثلي محدود التجارب والآفاق والمعارف السياسية.. ولأبدأ من البديهيات التي أعرفها...
الذي أعرفه جداً أن الكلدوآشوريين السريان هم أقلية قومية مسيحية عراقية وليسوا بأقلية كردية..وأن عددهم كان بحدود مليوني نسمه .. وأنهم السكان الأصليون لمناطق : هكاري وسلاميس واورميا و دياربكر وسيواس وأورفه وجزيرة وكرخسلوخ ونوهدرا وأربئيلو وزاخوثا وذلك قبل ان يظهر الأكراد في العراق قبل ثلاثة قرون و الذين إستخدمتهم الدولة العثمانية ( بإعتبارهم من السنة ) لمحاربة الصفويين والحد من نفوذهم في العراق..واعرف من مصادر قرأتها في صباي أن الكلدوآشوريين السريان تعرضوا الى حملات إبادة وحشية في النصف الأول من القرن التاسع عشر من قبل أميريّ السوران وبوتان في هكاري وطورعبدين وزاخو ونوهدرا وسهل نينوى وأربيل .. كما تعرضوا الى مجازر متفرقة لاحقة أبشعها حدث في الربع الأول من القرن العشرين إضافة الى محاولات إجبارهم على الدخول الى الدين الإسلامي.. ورغم كل تلك المعاناة شاركوا أخوتهم الأكراد في النضال ضد حكومة البعث الصدامية إيماناً منهم بعدم التعنصر وإثارة الضغائن والتشبث بحقوق مضاعة.. ولكنهم رغم ذلك أصبحوا عائقاً أمام طموح بعض القيادات الكردية في الإمتداد والتوسع والإنفصال.. وأن عليهم ان يذوبوا في كيان كردي خامل وسياق منسي يتفق والمستجدات التي من بينها أنهم أصبحوا بسبب العوامل التي مرّ ذكرها فئة قليلة لهم في الهنود الحمر أسوة حسنة..وهذا لا ينفي وجود قوى كردية تنظر الى الكلدوآشوريين السريان بعين التقدير والإنصاف وتأييد مطالبتها بحقوقها القومية..هذا ما أعرفه عن الكلدوآشوريين السريان وبقي مالا أعرفه ..
 هل يضطر الكلدوآشوريين السريان الى الإنتماء الى أحزاب كردية رئيسة_ كما فعل أكراد وسط وجنوب العراق بإنتمائهم الى حزب البعث أيام صدام_ ليعيشوا بامان وإستكانة وربما تشملهم رعاية إسرائيل ..؟..أم يواصلوا العمل السياسي المستقل و المطالبة بحقوقهم القومية الكاملة ..؟ أم ينتظروا المتغيرات ومراجعة الأكراد للتأريخ ولأنفسهم ليمنحوا الحقوق القومية للكلدوآشوريين السريان على طبق من ذهب..؟
 

126
مؤلف كتاب : تاريخ الإشتراكية الفرنسية هو البروفيسور بيير بيزباخ استاذ الاقتصاد والعلوم السياسية في جامعة باريس. وكان قد نشر سابقاً عدة كتب نذكر من بينها: قاموس الاقتصاد 2003، وتاريخ فرنسا 2003. وفي هذا الكتاب الجديد يتحدث المؤلف عن التاريخ الطويل العريض للحركة الاشتراكية الفرنسية، ولكي يلم بها جيداً نلاحظ انه يقسم كتابه الى ثلاثة أجزاء كبرى، وكل جزء يتفرع الى عدة فصول. في الجزء الأول يتحدث المؤلف عن بدايات الحركة الاشتراكية في فرنسا تحت عنوان: الاشتراكية الفوضوية ـ الثورية 1789 ـ 1889.

وهنا يتحدث المؤلف عن انبثاق فكرة المساواة لأول مرة في فرنسا التي كانت ارستقراطية اقطاعية تحتقر الشعب وتفصل بينه وبين الطبقات العليا في المجتمع. كما ويتحدث عن سقوط النظام الملكي وحلول النظام الجمهوري محله وصعود نجم نابليون بونابرت وتأسيس الامبراطورية الفرنسية.

ثم يتحدث بعدئذ عن اندلاع الثورة الصناعية التي أدت الى ظهور المعامل وبالتالي طبقة العمال بعد ان كانت فرنسا بلداً زراعياً بالكامل تقريباً. وظهور الطبقة العمالية واستغلال البورجوازيين والرأسماليين لها هو الذي أدى الى انبثاق الفكرة الاشتراكية.

ويرى البروفيسور موريس اغولهون الذي كتب مقدمة الكتاب أن فكرة الاشتراكية في مفهومها الأولي كانت تعني القاء نظرة نقدية على المجتمع. وقد نتجت عنها الإرادة الأخلاقية في تغيير المجتمع نحو الأفضل.

فالاشتراكيون منذ البداية كانوا يعتقدون بأنه يوجد في المجتمع الفرنسي سعداء وتعساء، أغنياء وفقراء، مستغلون بكسر الغين ومستغلون بفتحها، وان ذلك كله ينبغي ان يتغير، وهذا يعني ان تغيير هذا الوضع شيء شرعي بل وواجب علينا اذا كنا نؤمن بالنزعة الانسانية ونحس بآلام الفقراء المدقعين أو الجائعين.

وبالتالي فإن الاشتراكية هي تلك العقيدة المضادة للوضع القائم على عكس المسيحية التي كانت توصي أتباعها بقبول الواقع كما هو لأن الله خلق الناس على هيئة أغنياء وفقراء ولا ينبغي بالتالي تحدي أمر الله أو إرادته. ولهذا السبب اندلعت المعارك بين الاشتراكية والسلطات الكنسية التي اتهموها بالرجعية بل وخيانة الإنجيل لأنها لم تعد تدافع عن الفقراء كما أوصى بذلك عيسى بن مريم عليه السلام.

وينتج عن ذلك ان الاشتراكية هي عقيدة حديثة وعلمانية لمجرد انها تدعو الى تغيير المجتمع ونقله من حال الى حال.كما انها ارتبطت فيما بعد بفكرة الديمقراطية.

ثم يردف المؤرخ الكبير قائلاً: يبدو ان الفلسفة الاشتراكية في بدايتها كانت تعني معارضة الإغراق في الأنانية والنزعة الفردية، بمعنى آخر فإنها كانت ضد الليبرالية المتطرفة التي تفتح الأبواب مشرعة على كل الحريات الفردية، ولكن أيضاً على كل المنافسات الوحشية التي لا ترحم والتي لا ينتصر فيها إلا القوي والغني.

وهي تؤدي بالطبع الى سحق الضعيف والفقير تحت الأقدام. وللدفاع عنهم ظهرت الفكرة الاشتراكية. وبالتالي فمضمونها انساني النزعة منذ البداية ولذلك جذبت اليها كل ذوي النيات الطيبة وقد وصل الأمر بالشاعر الكبير فيكتور هوغو الى حد الإعلان بأنه اشتراكي لانه مفعم بالنزعة الإنسانية والتعاطف مع الفقراء.ولولا ذلك لما كتب رواية «البؤساء» الشهيرة.

وبدءاً من عام 1830 راح الاشتراكيون الفرنسيون ينظمون انفسهم في مجموعات صغيرة سرية مطاردة من قبل النظام.

وكانت السلطة تخلط بينهم وبين الجمهوريين أحياناً. هؤلاء الجمهوريون الذين كانوا يصلون الى السلطة من حين لآخر ولوقت عابر قصير.

ثم نال الاشتراكيون المشروعية السياسية في أواخر القرن التاسع عشر وفي ظل الجمهورية الثالثة. وأصبح لهم الحق في تنظيم أنفسهم داخل حزب محدد. ولكن العدالة الاجتماعية لم تكن حكراً عليهم أو على فلسفتهم. فعلى يمينهم كان الجمهوريون البورجوازيون يعتقدون بإمكانية حل مشكلة الفقر عن طريق إصدار قوانين عادلة وبدون قلب النظام القائم على الملكية الفردية والمبادرة الرأسمالية. وأما على يسارهم فكان يوجد الفوضويون، أي اليساريون المتطرفون الذين لا يؤمنون بإمكانية تغيير الأمور وتحسين أوضاع العمال والفلاحين والطبقات

الشعبية عن طريق النظام القائم حتى ولو كان جمهورياً بورجوازياً ولذلك كانت الثورة الانقلابية هي هدفهم. ثم يردف المؤرخ الكبير قائلاً: في عام 1920 عقد مؤتمر كبير في مدينة «تور» لكل الاشتراكيين الفرنسيين من معتدلين ومتطرفين. وحصل عندئذ الانشقاق الشهير بين هذين التيارين.

وهذا ما أدى إلى تشكل حزبين لا حزب واحد: حزب المعتدلين الاشتراكي، وحزب المتطرفين الشيوعي. ومنذ ذلك الوقت وحتى اليوم نلاحظ أن الحركة الاشتراكية الفرنسية مقسومة إلى قسمين: اشتراكي وشيوعي.

والقسم الأول كان يدعو إلى تغيير النظام البورجوازي عن طريق الإصلاح المتدرج. وأما القسم الثاني فكان يدعو إلى تغييره عن طريق العنف: أي الثورة. وقد شجعهم على ذلك اندلاع ثورة أكتوبر في روسيا عام 1917 وتشكل الاتحاد السوفييتي لاحقاً.

وقد كان الاتجاه الشيوعي هو الأقوى داخل الحركة الاشتراكية الفرنسية منذ الأربعينات وحتى الثمانينات تقريباً.

وقد وصل الأمر بأحدهم إلى حد القول: بين الديغوليين والشيوعيين لا يوجد أحد! بمعنى أن كل الأحزاب الأخرى كانت صغيرة ما عدا هذين الحزبين اللذين خرجا منتصرين بعد الحرب العالمية الثانية.

ولكن التيار الشيوعي في فرنسا فقد الكثير من هيبته ومصداقيته بعد سقوط الاتحاد السوفييتي وفشل الأنظمة الشرقية في تحقيق مجتمع العدالة الاجتماعية الذي كانت تحلم به. ولهذا السبب فإن التيار الاشتراكي تغلب على التيار الشيوعي في فرنسا بدءاً من عام 1981 تاريخ وصول أول رئيس اشتراكي إلى سدة السلطة: فرانسوا ميتران.

فبعد أن كانت نسبة الأصوات التي يحصل عليها الحزب الشيوعي في الخمسينات والستينات تصل إلى 25% من أصوات الشعب الفرنسي أصبحت في أواخر الثمانينات 8% أو حتى 5%. وهكذا فقد الحزب الشيوعي قواعده الشعبية تدريجياً لكي يحل محله الحزب الاشتراكي الذي يدعو إلى الوسطية والاعتدال واتباع الخط الإصلاحي، لا الثوري، في التغيير السياسي والديمقراطي. وارتفعت نسبة التصويت له من 5% في بداية القرن العشرين إلى 30 أو 35% في نهاياته..

وهذا هو أكبر تحول طرأ على السياسة الفرنسية طيلة الربع قرن المنصرم. ولكن يبقى صحيحاً القول بأن انتصار الاشتراكيين على الشيوعيين كان انتصاراً حزبياً لانه لم يؤد الى حل المشاكل العالقة وفي طليعتها مشكلة الفقر وعدم تحقيق العدالة الاجتماعية. وأكبر دليل على ذلك ما حصل في فرنسا مؤخراً من انتفاضات ومظاهرات شعبية عارمة. وبالتالي فلا يزال للتيار اليساري المتطرف مستقبل أمامه.

127
أدب / رد: بيت في الوزيرية...
« في: 18:27 20/05/2006  »
حكمت البيداري....صديقي
ربما نقف مثل هذين الرجاين
وننزف أمانينا....البعيدة
ونغرس بالسكين
  أمانٍ جديدة..                رحيم

128
أدب / رد: بيت في الوزيرية...
« في: 14:10 20/05/2006  »
شكرا لعباراتك الجميلة وتحاياك
وإطلالتك على بيت الوزيرية من رصيف الأمنيات والأحلام المستحيلة

129
أدب / رد: الطير المذبوح
« في: 14:22 18/05/2006  »
ما أن يتوحد الوطن مع القلب
                 وتجري في رافديه الدماء
ويتوحد الحب مع الشهادة والكبرياء
تكون الروح نجمة في أعماق الليل أو قمرا مُضاء
 أو زهرة لاتشبه الزهور
مفعمة بالجمال ومعمدة بالنور والماء الطهور..

130
أدب / بيت في الوزيرية...
« في: 16:47 17/05/2006  »
قصة قصيرة جدا

 إلتقى رجلان متعبان بل وكادا يصطدمان ببعضهما في ذات الجهة من الرصيف المحاذي لأجمل بيتين في منطقة الوزيرية ببغداد وألقى كـل منهما بأثقاله أرضاً ليسـتريح ويمسـح جـبينه بكـم سـترته الرثة ويلهث وينظر الى الأورام المسـتجدة على كفيه..نظــــر أحدهما الى الآخــر نظرة تعلمها من الأفلام الســينمائية القـديمة تعـبرعــن المفـاجاة بوجود الآخـر في ذات الوقـت الـذي إرتسمت فيه النظـرة ذاتها على وجه الاخر..الأول هو حارس المدرسةالقريبة وكان يحمل قنينة غازثقيلة..والثاني غـريب أتى من مدينة الشنافية بمحافظة الديوانية وكان هذا واضحاً للأول بسبب دقة العقال المثبت على قمة رأسه وعنوانه الذي يعقب إسـمة المكتوب على أحدى الحقائب المربوطة بحبال واسلاك كهربائية ..قال_ وهو يكمل حديثاً بدأه  مع نفسه_ :
*: نعم يا أخي ..أتمنى أن يكون هذا ..بيتي..وأشار الى أحد البيتين الجميلين..إبتسم الأول وقال متفاخراً :
*: إذن فأنت تتمنى أن تكون جاري..!!وأشار الى  البيت الجميل الآخر..تساءل الغريب :
*: هل هذا البيت الواسع الجميل ..هو..بيتك..؟ أجاب :
* : لا..ولكنني أتمنى ذلك منذ أعوام..
 


131
أدب / رد: بعد الغضب
« في: 14:53 11/05/2006  »
شكراً لباقة المحبة
التي حملتها عصافير الود إليَّ......
                                         ر.العراقي

132
أدب / رد: بعد الغضب
« في: 16:26 10/05/2006  »
صديقي حكمت البيداري
أفعمتني بالسعادة وأحطتني بزهور المحبة..
لك تحياتي و وافر أمنياتي ...ر.العراقي/دبي

133
أدب / رد: قالت رغد ... انه أسد ...؟
« في: 16:20 10/05/2006  »
أبدعت يا أخي مالك ..تقبل تحياتي وهذه الأبيات المتواضعة:

كَالت رغد : بابا أسد     محروس من عين الحسد..
..صدام قائدنه الصلف
بتك إيد يتحـدى ألـف
خاتل بحفره ويرتجف      والقصــف نازل عـالبلد...
كَالوله :صارت ملحمه
واللطم واصل للسمه
حمــــاوة اللادا حِمه      بس قبل ما يهجم بَرَد..
..صـــدام رب العـنتكــه
وإنتــصـارات الفـبركــــه
ضد شعبه قاد المعركه   وأبدع بقتله وإجتهد ..
                                                               أخوك:رحيم العراقي

134
أدب / رد: بعد الغضب
« في: 19:28 09/05/2006  »
الشكر الغامر والإمتنان الوافر لكِ يا أختي العذبة دينا
                                                          رحيم العراقي 

135
أدب / رد: بعد الغضب
« في: 12:32 09/05/2006  »
شكراً يا زميلتي غـــــــــادة لمروركِ الهادئ على
شاطئ الغضب بعد أن تحولت أمواجه المتلاطمة
الى رذاذ من دموع الندم.. لكِ تقديري وإمتناني
                                                  ر.العراقي

136
أدب / بعد الغضب
« في: 12:38 08/05/2006  »


بعد ما رحتي من يمي       حزينه ، ضميري أنّبني
حسيت الضمير إنسان       غاضب إجه يحاسبني..
.شسوي واني المظلوم      وعـــــيونج تعـــــاتبني
بيَّ هـموم يابو هــموم       تضـنيني وتشــــــيبني
رّبيت الحــزن بالروح           داريته  مــــــثل  إبني..
.أحس كل شي يضايقني    وحولي ناس متحـبني
أتحـمل حجـي مـسموم      يقــهــرني و يـعــذبني
ويمـج أنفجـر بركـــان         أدنى حجايه تغضبني..
.زحام وأشعر إبوحدي         وحدي الزمن غرّبني
مسافر والعمــر موجه         تبعـــــدني وتقّــربني
وأصرخ: يازمن ليوين؟         وين..الصدى يجاوبني..
.

137
شهد الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي حفل توزيع جائزة الصحافة العربية على 13 صحافياً والذي شارك فيه نخبة من رؤساء التحرير وكبار الإعلاميين والكتاب من جميع أرجاء الوطن العربي، وذلك مساء أمس في قاعة أرينا بمدينة جميرا.
وتضمن حفل توزيع جوائز الصحافة العربية تكريماً خاصاً لشهداء الإعلام عام 2005، حيث قام الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بتكريم أسر الشهداء جبران التويني، سمير قصير وأطوار بهجت، كما كرم الإعلاميين جواد كاظم ومي شدياق اللذين تعرضا لإصابات خطيرة خلال العام الماضي. ثم قام بتسليم جائزة شخصية العام الإعلامية، التي منحت هذا العام لصلاح الدين حافظ تقديراً لدوره وعطاءاته الكبيرة في المجال الإعلامي وذلك في ختام حفل توزيع الجوائز.
وأكد خلفان الرومي رئيس مجلس إدارة جائزة الصحافة العربية في الكلمة التي ألقاها في بداية الحفل أن جائزة الصحافة العربية أصبحت خلال فترة وجيزة صرحا تطوق إليه العقول المفكرة وتتنادى إليه المؤسسات الإعلامية حيث أصبحت الجائزة مؤسسة عريقة تضاهي إنجازاتها ما وصلت إليه مثيلات عالمية لها عراقتها وتاريخها الحافل، حيث أعزى ذلك النجاح إلى ما توفر للجائزة من أسباب النجاح في ضوء رعاية صاحب السمو نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي.
وأشار الرومي إلى التقدم المتحقق للجائزة وقال : «على الرغم من حداثة عمر الجائزة إلا أنها أصبحت مكتملة وناضجة من حيث الإقبال عليها ودقة تنظيمها ومستوى المشاركة فيها» وأضاف: «لقد حشدت الجائزة فريقا متميزا في عمله متمرسا في مهنته، يستظل في حكمه بمعايير المهنة ويستلهم في اختياراته بالتجربة المستنيرة».
بعد ذلك بدأت مراسم توزيع الجوائز، حيث شاركت الجهات الراعية للجائزة في تكريم الفائزين وتسليمهم الجوائز. وقام سلطان بن سليم الرئيس التنفيذي لشركة نخيل بتسليم سلامة أحمد سلامة جائزة أفضل عامود صحافي، والتي تمنح لأفضل عامود نشر في إحدى المطبوعات العربية اليومية أو الأسبوعية خلال عام 2005. وسلّم الدكتور عمر بن سليمان مدير عام مركز دبي المالي العالمي حسين محمد الشبيلي من صحيفة الجزيرة السعودية جائزة الصحافة الاقتصادية التي تمنح لأفضل التحليلات والتحقيقات والتقارير المتصلة بالشؤون الاقتصادية والتي نشرت في إحدى المطبوعات العربية اليومية أو الأسبوعية خلال العام 2005.
وقام فاضل العلي مدير العمليات في دبي القابضة بتسليم سامي عبد الإمام من صحيفة البيان الإماراتية جائزة الصحافة الرياضية، التي تمنح لأفضل التقارير أو التحقيقات أو التحليلات الرياضية التي تعالج شؤون الرياضة العربية أو قضايا الرياضة في أحد الأقطار العربية والتي نشرت في إحدى المطبوعات العربية اليومية أو الأسبوعية خلال عام 2005.
وقام غيث الغيث النائب التنفيذي للرئيس- العمليات التجارية في طيران الإمارات بتسليم أمل سرور من مجلة نصف الدنيا المصرية جائزة الصحافة البيئية، التي تمنح لأفضل التحقيقات والتحليلات والتقارير التي تعالج شؤون البيئة في الوطن العربي أو أحد الأقطار العربية، التي تم نشرها في إحدى المطبوعات العربية اليومية أو الأسبوعية خلال عام 2005.
وقام عبد الرحمن المطيوعي مدير عام غرفة تجارة وصناعة دبي بتسليم جمانة حداد من صحيفة النهار اللبنانية جائزة الحوار الصحافي التي تمنح لأفضل حوار بين صحافي وشخصية عامة نشر في إحدى المطبوعات العربية اليومية او الأسبوعية خلال عام 2005.
وكان الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي قد شهد وقائع الجلسة الافتتاحية لمنتدى الإعلام العربي الذي اختتم فعالياته مساء أمس في جميرا سيتي بدبي وموضوع الجلسة «الإعلام الحكومي». واستمع سموه خلال الجلسة إلى كلمتي الإعلامي والسياسي والصحافي الكبير غسان جبران تويني رئيس دار النهار اللبنانية ورئيس تحريرها ومنى غانم المري رئيسة نادي دبي للصحافة رئيسة جائزة الصحافة العربية. غسان تويني تحدث أمام صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم والحضور الذي ضم سعيد محمد الكندي ومعالي محمد عبدالله القرقاوي وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء. ومعالي الدكتور حنيف حسن وزير التربية والتعليم ومعالي الدكتور أنور محمد قرقاش وزير الدولة لشؤون المجلس الوطني وسموالشيخ حشر بن مكتوم آل مكتوم مدير دائرة إعلام دبي ومحمد المر رئيس المجلس الثقافي في دبي إلى جانب عدد من كبار المسؤولين والقيادات الصحافية والإعلامية المحلية والعربية والعالمية، وقال تويني في كلمته مخاطباً راعي الحدث: «صاحب السمو، يا صديق الحرية والكلمة نحن هنا في رعايتكم للبحث في حال الإعلام العربي وقلّ أن دعا حاكم عربي أهل الإعلام العرب للبحث في حال مهنتهم بل رسالتهم من غير أن يكون يبيّت نيّة خطف حريتهم برضاهم وهم صاغرون ،أما أنت يا صاحب السمو فلنا منك أَضْمنَة للخروج من بحثنا بمزيد من الإيمان والثقة لأنك تستقبلنا في عهدة رؤيويّتك وكأنك تساوينا بحكمك أو تدعو لشراكة عضوية ميثاقية معه فنسير معاً على طريق حلمٍ عربي جديد واقعي هذه المرة لأنه ينطلق من إدراك تاريخي لحقيقة فاتت الأجيال والأنظمة السابقة فكانت النكسات حيناً والنكبات أحياناً».
هنيئاً للإمارات وهنيئاً لدبي وهنيئاً لجيلنا العربي الجديد يا صاحب السمو الذي يدعونا أن ننطلق من الرؤية بأن لا مستقبل للإنسان العربي ولا للمجتمع ولا للأمة ولا للدولة حين لا نؤسّس شراكتنا في تنمية تقوم على صهر الجهود في بوتقة النجاح، وهنا يستشهد تويني بكتاب «رؤيتي» لسموه، تتغلب هكذا على المستحيلات تقهرها في البحث الفكري الرافض لليأس ويدعو شعبه لرفض اليأس لأنه يسعى أبداً للتفوق على النفس ،وفي الدين الإسلامي الحنيف الجهاد يعني التفوق على النفس ـ أخالك يا صاحب السمو كنت تعني هذا في كتابك ـ وهكذا تكون التنمية عملية مستمرة لا تتوقف عند حد لأنها في سباق دائم نحو التميز الذي ليس له خط نهاية ـ التحرّر من أوزار التاريخ يدعو إليه حاكم بدوي والبداوة فخر وليست عاراً.
واصل رئيس تحرير صحيفة «النهار» اللبنانية العريقة كلمته المقتبسة في معظمها من كتاب «رؤيتي» مستشهداً بفقرة جديدة من الكتاب ـ «هناك ثلج متجمّد إذا لم يذب ويستحيل مياهاً تسقي الأرض العطشى فلا خير بنبت من الأرض ولا دماء جديدة تسيل في العروق الفتيّة كي لا تيبس قبل أن تصير مصدر قوة دفع خلاّقة أين منها سيلان الذهب الأسْود في بطون أرضنا إن لم نستبْطنْها نحن بالمعرفة والعلوم قبل الهمم والسواعد»؟!
بعد هذه المقدمة الشيّقة والطويلة فسّر تويني المعنى الحقيقي للحرية الثلاثية التي أضلاعها حرية اكتساب المعارف وهي النماذج التي نتوق إليها وأعطيتنا إياها يا صاحب السمو مثالاً ـ أما الضلع الثاني فهو الحوار غير المقيد بأوهام أو هواجس حرية إطلاق الآراء والاجتهادات ولا خوف يقيّدها ولا أوزار مزواريّة تعتقل تحرّكها الخلاّق والخلق الإنساني إن هو إلاّ إنضاج (قبس العقل الفعّال) كما قال الفارابي، أما الضلع الثاني للحرية فهو التعبير بدون عوائق فلا تحدّ حرية التعبير إلاّ قوانينها المقتبسة منها أي التي تستلهم مثاليتها المتجلّية في الحق والخير والجمال. وأضاف: اللاّ حرية الهيولية تشبه الحقيقة المبهمة بل الحرية هي تجسّدها الفعال في الإنسان الحر ومجتمع الأحرار ـ لا حرية مبهمة ـ هنالك أحرار وهناك الانسان الحر.
«الحرية العملية هي الأحرار الذين يفرضون حقوقهم على العالم والتاريخ ويعمرون بالتنمية المستمرة هياكل الرفاهية المستديمة» من أقوال صاحب السمو الشيخ محمد في كتاب «رؤيتي». وعلق الكاتب اللبناني الكبير قائلاً: إن في دبي أحد هذه الهياكل، هيكل أعجوبي فلقد جعلتْها رؤيتك يا صاحب السمو هيكلاً للتنمية وبرهنتَ أن الرمال هي بما نصنع منها وبها ـ ليست هي سجناً ـ وما أكثر السجون في عالمنا العربي ـ الرمال هي بادية الوحي لقد جعلت من الرمال سموكم هيكلاً للخير وللتنمية وللرفاهية، بوركت هذه الأيادي وبورك النموذجُ وبورك الكتاب.
وألقت منى المري، رئيسة نادي دبي للصحافة المنظم للمنتدى، كلمة أشارت فيها إلى الاهتمام الكبير والرعاية الشخصية التي يوليها صاحب السمو نائب رئيس الدولة للمجتمع الإعلامي المحلي والإقليمي. وقالت: «حين وجه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، بتأسيس نادي دبي للصحافة وأمر بإطلاق جائزة الصحافة العربية ومنتدى الإعلام العربي كان هدف سموه الإسهام في جهود تطوير الإعلام العربي وتوفير بيئة مثالية لممارسة العمل الإعلامي وبناء مؤسسة لتشجيع الإعلاميين على الإبداع والتميز».
وأشارت منى المري إلى حديث سموه عن تنامي دور الإعلام وعن أدواره الجديدة المترتبة على ثورة الاتصالات والمعلومات حيث لم يعد الإعلام مجرد وسيلة تقليدية بين مرسل ومستقبل بل اندمج في الاقتصاد وبات جزءاً من مكوناته، وكيف اندمجت فيه الثقافة وباتت بعضاً من بضاعته، مع تفاعله مع السياسة إلى ان صار جزءاً منها، يتنقل بين خدمتها والتأثير عليها والمشاركة في صنعها.
وأكدت المري أن نظره صاحب السمو نائب رئيس الدولة وحصافته كان لها دور محوري في وضع دولة الإمارات على خريطة العالم الإعلامية إلى أن أصبحت واحدة من المراكز الرئيسية التي تستقطب مئات المؤسسات الإعلامية وآلاف الإعلاميين.
وقالت إن الإعلام العربي قد شهد تطورا كميا كبيرا خلال الفترة الماضية مستشهدة بعدد الفضائيات العربية الذي من المنتظر أن يصل قريبا إلى 250 محطة بث فضائي مفتوحة ولكنها ألمحت إلى أن التغيير النوعي قد لا يتوازى مع التغيير الكمي في المنطقة حيث أن معظم الانطباعات والاجتهادات تشير إلى التباس التغير النوعي مع اختلاط الإيجابي منه بالسلبي بينما كان معظم النتاج الإعلامي العربي يفتقر إلى الأصالة والإبداع والعمق.
وحصل عبده وازن من صحيفة الحياة اللندنية على جائزة الصحافة الثقافية، حيث قام سالم الموسى الرئيس لتنفيذي، فالكون سيتي أوف واندرز بتسليم الجائزة، التي تمنح لأفضل الموضوعات أو التحليلات أو التحقيقات الثقافية التي نشرت في إحدى المطبوعات العربية اليومية أو الأسبوعية خلال العام 2005.
وقام عبداللطيف الصايغ الرئيس التنفيذي للمجموعة العربية للإعلام بتسليم صهيب جادالله حسن من وكالة رويترز جائزة أفضل صورة صحافية التي تمنح لأفضل صورة صحافية نشرت في مطبوعة عربية يومية أو أسبوعية خلال عام 2005.
وقام عثمان سلطان المدير التنفيذي لشركة الإمارات للاتصالات المتكاملة لِّ بتسليم جائزة تكنولوجيا المعلومات للأستاذ جمال محمد الدويري من صحيفة الخليج الإماراتية، حيث تمنح الجائزة للتحقيقات والتحليلات والتقارير التي تتناول موضوعات وقضايا تكنولوجيا المعلومات في الوطن العربي أو أحد الأقطار العربية التي نشرت في إحدى المطبوعات العربية اليومية أو الأسبوعية خلال عام 2005.
وفاز محمد أمين المصري من صحيفة الأهرام المصرية بجائزة الصحافة السياسية، حيث قامت نجوى القاسم من قناة العربية بتسليم الجائزة التي تمنح لأفضل التحليلات أو التحقيقات أو المقالات السياسية التي تم نشرها في إحدى المطبوعات العربية اليومية أو الأسبوعية خلال عام 2005. أما جائزة أفضل رسم كاريكاتيري فقد فاز بها عماد عيد حجاج من صحيفة الغد الأردنية، حيث قام عبد الله خوري مدير الشؤون الخارجية، شركة مبادلة للتنمية، بتسليم الجائزة التي تمنح لأفضل رسم كاريكاتيري نشر في إحدى المطبوعات العربية اليومية أو الأسبوعية خلال عام 2005.
بعدها قام جوزيف حنانيا الرئيس التنفيذي لشركة هيولت باكارد الشرق الأوسط بتسليم مساعد أحمد العصيمي من مجلة المجلة جائزة التحقيقات الصحافية التي تمنح لأفضل تحقيق صحافي يتناول موضوعات أو ظواهر اجتماعية أو سلوكية أو تربوية أو خدمية نشرت في إحدى المطبوعات العربية اليومية أو الأسبوعية خلال عام 2005.
وسلمت أفكار الخرادلي رئيسة تحرير نصف الدنيا جائزة صحافة الطفل إلى نبيهة محيدلي مديرة تحرير مجلة (توتة توتة) اللبنانية وهي الجائزة التي تمنح لأفضل عمل صحافي يخاطب الأطفال تحت سن 12 عاماً، تم نشره في صحيفة يومية أو مطبوعة أسبوعية خلال العام 2005.



ممثلوا الإعلام العراقي يجاملون الإعلام العربي الرسمي ويقدمون صورة سوداء عن الإعلام العراقي الجديد :الفساد وغياب الأمن أهم العقبات أمام الإعلاميين العراقيين[/b]
    



    حال الإعلام في العراق في الوقت الراهن كان الموضوع الرئيسي لإحدى جلسات العمل التي عقدت في إطار فعاليات منتدى الإعلام العربي أمس في مدينة جميرا بدبي. وأدار الجلسة جاسم العزاوي، إعلامي عراقي من تلفزيون أبو ظبي(لم يزر العراق سوى مرة واحدة منذ ثلاثين عاما) وشارك فيها من المتحدثين كل من فيصل الياسري، مؤسس ومدير قناة الديار الفضائية العراقية وإسماعيل زاير، رئيس تحرير صحيفة الصباح الجديد العراقية وعدنان حسين كاتب.
وركزت الندوة على الأحوال غير المواتية التي يعمل في ظلها حاليا الصحافيون العراقيون. وأظهر النقاش إجماع الحضور على أن الوضع الحالي للإعلام العراقي ليس افضل حالا مما كان عليه الوضع إبان حكم صدام حسين جراء التدخل الخارجي وفي ضوء حالة عدم الاستقرار الأمني الذي يعانيها المواطن العراقي بشكل عام.
وأجمع المشاركون الذين أكدوا أنهم كانوا على خلاف كامل مع نظام حكم صدام حسين على أن الحال في العراق الآن أكثر سوءا ـ مقارنة بحقبة النظام السابق، مؤكدين على أن الأميركيين يرسمون صورة وردية غير حقيقية عن الوضع في العراق من خلال عمليات التمويل المشبوهة لأبواق إعلامية تروج لسياستهم. وأكد المشاركون على الحاجة الماسة لدعم القنوات والصحف العراقية المستقلة ماليا ومعنويا وفنيا لأن الحكومة والأحزاب في العراق تسخر الإعلام العراقي لخدمة مصالح وأجندات خاصة، على حد تعبيرهم.
وقال عدنان حسين إن كل صحافيي العراق حاليا يعملون تحت التهديد وإن الاحتلال لم يغير الوضع في العراق إلا إلى الأسوأ. واشار عدنان إلى أن الصحافة السياسية، وهي تلك التي تخدم مصالح أحزاب معينة ولا تعمل بأي حال من الأحوال ضمن الميثاق الصحافي المتعارف عليه، هي الآن المتحكمة في الوضع الإعلامي السائد في العراق.!!
وبدوره أكد إسماعيل زاير أن 90% من الصحافة العراقية حاليا تنتمي لأحزاب سياسية وهي في الأساس منقسمة إلى ثلاثة أقسام: صحافة حكومية وصحافة حزبية وصحافة مستقلة. أضاف الإعلامي العراقي أن المشكلة اتي تعاني منها الصحف المستقلة، التي هي قليلة للغاية بالمقارنة بالصحف الحكومية والصحف الحزبية، على حد تعبيره، هي أنها لا تستطيع القيام بالدور الذي من المفترض أنها منوطة به، وبسبب ضعف الإمكانات المادية.
وأكد إسماعيل أن الصحافة المستقلة في العراق على وشك الانقراض بسبب عدة عوامل أهمها غياب البعد الأمني والوضع المالي المتردي. واستطرد قائلاً إن الحالة الأمنية في العراق لا تسمح على الإطلاق بتوصيل صوت تلك الصحف إلى الخارج بسبب ما يواجه عمليات التوزيع والنشر من عقبات جسيمة مثل حظر التجول على سبيل المثال وليس الحصر.
وأضاف إسماعيل: «إن أبرز المعوقات على الإطلاق غياب الدعم المالي إذ لا تمول الحكومة العراقية الحالية أو السابقة تلك الصحف بالدرجة التي تمول بها الصحف التي تخدم مصالحها. هناك 5 أو 6 صحف فقط ملتزمة بالمعايير الصحافية وبعدم بث بذور الكره والعنصرية بين العراقيين مثل صحيفتي «المدار» و«الصباح».. في حين أن صحف الأكراد لا تهتم بالإثارة ولكنها في الوقت ذاته لها أجندتها الخاصة».
وأكد عدنان أن الصحافة المكتوبة العراقية تعاني بشدة من مشكلة الانعزالية، مشيرا إلى أن بعض القنوات الفضائية لها أثر سلبي كبير على العراقيين لما تنشره من معلومات غير دقيقة.!
ودعا إسماعيل إلى توفير الاحتكاك اللازم مع الصحافة العراقية من خلال إفساح المجال لها عبر القنوات الفضائية العربية. وأضاف في هذا الشأن: «من حق المواطن العربي أن يطّلع على ما تقوله الصحافة المستقلة في العراق والتعرف على المشكلات التي تقابل المواطن العراقي. وهنا تبرز أهمية بناء جسور مع الصحافة العربية إذ أن معظم الفضائيات مثل قناة الجزيرة لها مرجعيتها الخاصة بها في الخارج». !
وأكد إسماعيل أن المشكلة في الوقت الحاضر تكمن في أن العراقيين في الماضي لم يكن لديهم أي فضائيات يطلعون عليها أما الآن فإنهم وجدوا أنفسهم أمام فيض هائل من الزخم الإعلامي الفضائي الذي له في أحيان كثيرة أثر سيئ في الساحة العراقية.!
وبدوره أكد فيصل الياسري أن حالة الإعلام في العراق تختلف عن مثيلتها في أي بلد عربي آخر. وأشار الياسري إلى وجود قفزة هائلة مر بها الإعلام العراقي في ضوء دخول أكثر من 26 قناة فضائية جديدة ونحو 40 قناة أرضية. وقال في هذا الصدد: «المشكلة الرئيسية في هذا الشأن لا تكمن في غياب العنصر المالي فحسب وإنما في غياب الكوادر المدربة التي يمكن أن تتعامل مع الوضع الراهن بشكل موضوعي. فالقنوات الحكومية تحصل على نصيب الأسد في التمويل وفي الوقت ذاته ليست لديها خطة محددة للتعامل مع الواقع العراقي»!.

واشار الياسري إلى مناخ الترهيب الذي يعمل تحته الإعلامي العراقي والمشكلات الجمة التي تنجم عن هذا المناخ مثل عدم موافقة المسؤولين على الظهور في برامج حية على الهواء خشية التعرض للاغتيال!

وأضاف الياسري: «في الماضي كان الخوف من الحكومة عند الحديث في السياسة أما الآن فإنه يمكنك التحدث مع مسؤولي الحكومة ولكنك تخشى التحدث مع شخص عادي خشية أن يكون عميلا لجهة ما تقرر اغتيالك لأن ما تقوله يتعارض مع مصالحها»
وقال الياسري إن الأميركيين يشترون ذمم عناصر بعينها من المجتمع الإعلامي العراقي لخدمة مصالحهم.




138
ديرك بيستمان كوته مؤلف الماني من اهم الناشطين من اجل السلام في الشرق الاوسط، والعاملين على فضح مرتكبي جرائم الحرب، يشرف ويشارك في عدة مؤسسات في هذا المعنى.
منذ بداية الانتفاضة الفلسطينية عام 1987، ثم تصاعدها مع بدء المفاوضات السلمية في التسعينيات من القرن الماضي، تزايد اهتمام الناس في المانيا بموضوع المسيحيين الفلسطينيين وشغلهم ايضاً اللاهوت في الاطار الفلسطيني. وجاء اصدار عمل ديرك بيستمان كوته في فترة تاريخية حرجة من احتدام الصراع الاسرائيلي ـ الفلسطيني وتواصل الانتفاضة الفلسطينية الثانية
ومن هنا لم يتم تناول موضوع المسيحيين الفلسطينيين حتى الآن الا من في ضوء الصراع والحرب. ان الاطار الاجتماعي ـ الثقافي، الديمغرافي وكذلك السياسي لحياة المسيحيين الفلسطينيين لن يقرر الماضي، بل الحاضر والمستقبل كذلك. وعلى هذه القاعدة اقام كوته عمله، وعلى الرؤية الواعية والمصاغة بوضوح: مسيحيون فلسطينيون من اجل السلام والعدالة.
فعندما يعرف المسيحيون انفسهم بمبدعي السلام.. كتواصل لطروحات لاهوتييهم السابقين ـ يضعون نصب اعينهم ـ هذه المهمة كرؤية يعيشونها وليس كما قيل: بلاغة سهلة في خطاب عن السلام.
والوضع الجديد القائم لا يضع المسيحيين الفلسطينيين امام مهمة جديدة، بل والرأي العام العالمي ايضاً. فالمسيحيون الفلسطينيون لن يكتفوا بعد اليوم بالبلاغة السهلة في خطاب عن السلام ـ التي يرددها على اسماعهم اخوانهم واخواتهم في الدين ـ لتؤرشف في الاكاديميات والجامعات الالمانية اذ لم يعد بامكانهم السماح لأن يبقوا كموضوع للجدل العلمي، بل لابد من الممارسة العملية لما يقال.
يقتبس المؤلف من مقال في جريدة اللقاء بعنوان (بلاد التوراة بلادي) كتبه جريس سعد خوري: «الانسان، الارض واشجار الزيتون ثلاثية تشكل هوية الشعب الفلسطيني. ولا يمكن ان نسمح بخسارة اية زاوية منها».
انطلق ديرك كوته من هذا الثالوث كرؤية لعمله في تحديد هوية المسيحيين الفلسطينيين في البلاد المقدسة اجمالاً.
يتألف الكتاب من خمسة فصول ومقدمة ومدخل. يتناول الباحث في الفصلين الأول والثاني مدخلاً اجتماعياً ـ ثقافياً للهوية، التراث التاريخي ووضع المسيحيين الفلسطينيين الراهن.
يتناول الفصل الأول وضعهم السكاني كمجموعة دينية هامشية، اي كشريك يمكن التحدث معه من قبل الطرفين اليهود والمسلمين. ومن خلال طرح أربعة موضوعات اساسية تمكن من ـ كما يعتقد ـ الاحاطة بالتحديات والمخاطر وكذلك الآمال التي تواجه المسيحيين الفلسطينيين.
وتتلخص تلك الموضوعات، بالوضع الراهن داخل وبين المؤسسات الكنسية في البلاد المقدسة، مسألة الهجرة للمسيحيين الفلسطينيين، مسألة التعايش الفلسطيني الداخلي، ما هي الاثار التي نجمت، على مر القرون، عن تبعثر الكنيسة المتزايد في تشعبات لا حصر لها في البلاد المقدسة؟ واخيراً يجب تناول وضع المسيحيين في البلاد المقدسة في مواجهة الثقافة الغربية وحاملها المتمثل بالقوى الكولونيالية الاوروبية (وتاليا اميركا الشمالية)، منذ نهاية القرن الثامن عشر والقرن التاسع عشر،
ثم الحاق البلاد المقدسة بهذه القوى ويختتم الجزء التاريخي من الفصل الاول بالنقاش حول مساهمات المسيحيين في بعث الحركة القومية خلال الثقافة العربية للأمة ووضعهم في الساحة السياسية الفلسطينية والعربية تاريخياً وحاضراً.
في الفصل الثالث يتناول المؤلف الصراع في الشرق الاوسط منذ عام 1948 وملامح الوضع الراهن الناجمة عنه والتركيز في الاساس على وضع الفلسطينيين. ويتعرض لاقامة دولة اسرائيل ولنكبة الشعب الفلسطيني المرافقة لها. وتفاقم الوضع المتزايد بعد انتصار اسرائيل في (حرب الايام الستة)، عام 1967 واحتلال الجولان والضفة الغربية وغزة.
ويتناول في البحث ايضاً اوضاع الفلسطينيين حاملي الجنسية الاسرائيلية وحياة الفلسطينيين في المهجر. وفي هذا الجزء تلعب القناعات السياسية والايديولوجية كمقدمات في الجانب الاسرائيلي ما هو الاساس في فهم الوعي الصهيوني اليهودي للفلسطينيين وتقييمه لهم؟ ما هي الاسس التي يمكن طرحها لذلك الوعي الظاهر في الجانب اليهودي، وخاصة منذ عام 1967، لتناغم التقليد الديني، وأوهام القوة السياسية المفرطة مع العنف العدواني؟ اية علاقة لليمين الاسرائيلي مع الارض على المستوى البرلماني..
السياسي او على المستوى الديني القومي للنشاط الاستيطاني؟ كيف يبرر وخاصة المسيحيين الاصوليين الدعم الغربي للفلسطينيين من جهة ولساسة الاستيطان الاسرائيلي من جهة اخرى وماذا يعني كل ذلك بالنسبة للمسيحيين؟ وهل يمكن في النهاية افساح مجال واسع بعد انطلاق منظمة التحرير الفلسطينية وصعودها كممثلة وحيدة لمصالح الفلسطينيين تحت قيادة ياسر عرفات وابعد من ذلك للانتفاضة في نهاية الثمانينيات وبداية التسعينيات وللعملية السلمية منذ عام 1993؟ ان خلاصة الزمن والسياسة اليومية في الشرق الاوسط توضح وتفسر ما تقدم طرحه في الفصل الاول حول القومية العربية والحركة الوطنية الفلسطينية، اذ لا يمكن تقدير الدور المميز الذي قام به المسيحيون الفلسطينيون في يقظة الفلسطينيين كوطن وكحركة وطنية ضمن التطور السياسي في الشرق الاوسط خلال القرن العشرين، ومشاركتهم في معاناة شعبهم وآلامه.
ويواصلون اليوم مقاسمة شركائهم في الوطن من المسلمين الآمال والخيبات، ونصب اعينهم الحياة السلمية الآمنة في وطنهم. فالى جانب التراث الثقافي المشترك للمسيحيين والمسلمين، هناك روابط التاريخ السياسي للفلسطينيين اجمالاً.
وفي الفصلين الرابع والخامس يتناول المؤلف الاطروحات العقائدية للمسيحيين الفلسطينيين وكذلك في الفكر المسيحي عامة والمكرس في السياق الفلسطيني. وهذا السياق ينبثق عن ترابط (الحياة والآلام) للمسيحيين الفلسطينيين: ذلك يعني المكانة الثقافية، الاجتماعية والسياسية الراهنة التي يشغلونها ضمن شعبهم.
في الفصل الرابع تجري محاولة رسم الخطوط العريضة للنقاط العقائدية الهامة وكذلك المستند الديني لعلاقتهم بأرضهم. وهنا يتم استعراض اهم المراكز الجغرافية ومؤسسات اللاهوت الفلسطيني، وقياساً على ذلك الخلفية التراثية لهوية المسيحيين الفلسطينيين القومية والدينية.
وفي الفصل الخامس يقدم المؤلف اهم اربعة مفكرين فلسطينيين والجدل الدائر حول طروحاتهم.
فمنذ 12 عاماً، اي منذ انتفاضة الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة، استطاع الشعب الفلسطيني ان يفرض نفسه من قبل ممثليه بجدارة واضحة استدعت الاهتمام على المستوى العالمي. وجاءت الطروحات المبكرة والتي نشرت للمرة الأولى في اوروبا واميركا الشمالية من الياس شكور (اخوة الدم ـ نيويورك ـ 1984)، نعيم ستيفان عتيق ومتري راهب.
واثناء الانتفاضة صدر عن بطرك القدس ميشيل اسعد صباح (صلاة من اجل السلام في القدس ـ القدس ـ 1990) عالج فيه الوضع السياسي في اسرائيل ـ فلسطين وآفاق السلام الدائم في المنطقة ولاقى مؤلفه هذا صدى عالمياً ملحوظاً.
ويمكن الاشارة الى ان اللغة الالمانية اخذت تستقبل الفكر العقائدي المسيحي الفلسطيني منذ بداية التسعينيات من القرن الماضي. واول عمل في هذا الصدد قدمته انا اليزابيث ـ فلميس عام 1991، كمقارنة مع بعض الفلسطينيين، في رسالة الدكتوراه النهائية ولم تنشر. وفي عام 1992 قدمت مارتينا سيبمان رسالتها حول نقد وتحليل اعمال نعيم ستيفان عتيق.
وفي عام 1993 اصدر توماس دام مقاربة وتقييم فكر التحرر الفلسطيني (من وجهة نظر الماني).
وفي عام 1999 جرى خلاف في الناصرة بين السكان المسلمين والمسيحيين وقد شرح المؤلف الخلاف على ارضية اصرار المسلمين بناء مسجد على قطعة ارض مجاورة لكنيسة. وحين اصدرت الحكومة الاسرائيلية قرارها بالسماح ببناء المسجد، احتفل المسلمون باستملاك قطعة الارض معتبرين ذلك انتصاراً لهم. وفي نفس الوقت وجه الفاتيكان رسالة احتجاج لرئيس الوزراء الاسرائيلي ـ باراك ـ كما دعى كافة رؤساء الكنائس المسيحية والجمعيات الخيرية في اسرائيل ـ فلسطين لاغلاق الكنائس ليوم واحد.
ولم يقتصر الامر على وسائل الاعلام الاسرائيلية بالاشارة الى هذا الحدث وبعناوين بارزة في الصحافة، بل تم تصوير المسلمين المنتصرين والمسيحيين الحزانى وعرضها التلفزيون الالماني، ومن الجدير بالاشارة ايضاً ان المسيحيين الذين تم تصويرهم واقفين امام كنيسة البشارة المغلقة كانوا من السواح والحجاج وليسوا من سكان الناصرة الفلسطينيين. وفي نفس العام نقل التلفزيون الالماني قداساً دينياً في عيد الميلاد من بيت لحم رعاه كل من الخوري متري راهب والاسقف منيب يونان. كل هذه الفعاليات جعلت من المسيحيين الفلسطينيين مجال استقطاب لرأي عام عالمي واسع. ولكن مازال هناك الكثير لفعله من اجل ادخال هويتهم في وعي الجمهور الواسع

139
المنبر الحر / الحاضر الناقص
« في: 17:24 04/04/2006  »
آلان فينكلكراوت هو احد الذين يحتلون مقدمة المسرح الفلسفي الفرنسي الراهن اذ سبق له وقدم العديد من المؤلفات من بينها عمل لاقى شهرة كبيرة عنوانه «هزيمة الفكر» وهو فيلسوف معروف بنزعته الثورية اذ انه من الجيل الذي كان قد شهد الاحداث التي عرفتها فرنسا في شهر مايو من عام 1968 والمعروفة بـ «ثورة الطلبة».
وفي كتابه الجديد :الحاضر الناقص يعلن الفيلسوف «غضبه» و«تشاؤمه» الكبيرين حيال المشهد الفكري الغربي السائد اليوم وحيث يرى ان النفاق هو السمة الرئيسية السائدة، هذا النفاق الذي يبدو من خلال اعلان اي مبدأ وممارسة ضده ويرى ان اصحاب الخطوة اليوم يبذلون كل جهودهم من اجل اقناع انفسهم وفرض الفكرة القائلة وانهم يعانون من الاضطهاد ومن سيطرة الآخرين وانهم سوف لن يسمحوا بذلك، وعلى نفس المنوال لا يتردد اولئك الذين يعتبرون انفسهم بمثابة ناطقين باسم الرأي العام السائد في اعتبار ما يقومون به بمثابة عمل مقاومة وبنفس الوقت يتم اعلان الحرب على اي نوع من الحنين الى الماضي بينما يحاصرنا الحاضر من كل جانب ويسد جميع المخارج.
ان مؤلف هذا الكتاب اذ يتحدث عن الحاضر الناقص انما يريد ان يعلن رفضه لحقبة غابت عنها مجموعة من القيم الاصيلة، رغم انها تنتمي الى الماضي والأمر الذي دعا بعض النقاد الى وصفه بشيء من الرجعية وبـ «مناوءة الحداثة» بل وبـ «كره الذات» لكنه في واقع الامر يثير فقط عددا من التساؤلات حول مجموعة من الوعود التي كان قد تم اطلاقها في الأفق ولكن لم تجد ترجمة حقيقية ملموسة لها في ارض الواقع وبحيث يبدو ان الانسانية تسير بخطى متسارعة نحو نوع من الفراغ.
ويرسم المؤلف ملامح المجتمع الغربي القائم الآن انطلاقا من حرمان مناهضة العسكرية وحتى الهواتف النقالة.. اما اللوحة النهائية فإنها تبدو مظلمة وقاتمة ولا تنبيء بمستقبل افضل من الماضي الناقص القائم اليوم. السائد اليوم هو مجموعة من الكليشيهات التي لا تصنع وعيا ذاتيا وانما نموذج «موديلا» يفتقد الى المرجعيات الاساسية المطلوبة. ان الاهمال يعيث فسادا بكل شيء.. هذا هو الدرس الاساسي الذي يؤكد عليه المؤلف الفيلسوف.

140
 شكراً لكما يأماني
              ويا صميم
              ومن الصميم اتمنى أن تحققا كل الأماني..
                                                            رحيم / دبي

141
72 نجمة في سماء المحبة

72  باقة ورد نضعها برفق على قبور الشهداء النبلاء
72  إطلاقة في الهواء
72   قبلة حميمة تخالطها الدموع
72  شعلة محاطة بالشموع
أيها..الشريف .. الصادق.. العفيف.. الصابر..يا أبا الإيثار و التضحيات
أيها الشجاع..المجاهد..
أيها الجميل..الراقي..
أيها الكادح البسيط..
يا أبا الفنون والثقافة..ياأصل المحبة..
حزبنا ..جئناك مثقلين بعقد وأمراض آلاف السنين..
فجعلت منا الشعراء والمانحين والمبدعين والمربين..
يا أحرص علينا من آبائنا..وأرحم من أمهاتنا..وأقرب من حبيباتنا
أيها البهي النقي ..البريء ..
يغدرون..فلا تغدر
ويمكرون..فلا تمكر
ويشيخون بكرههم..وتبقيك المحبة في عز الشباب..
أقبل يديك الكريمتين وجبهتك العالية أيها الشيخ الجليل
وانحني واعفر وجهي بترابك الطاهر..

 
 

142
 

 

في اول يوم من الدراسة في مدرسة امريكية

 انضم الى الفصل طالب جديد اسمه سوزوكي ابن رجل اعمال ياباني

..وبعد دقائق من أول درس لسوزوكي قالت المدرسة لطلابها: دعونا نبدأ اليوم بمراجعة شيء من التاريخ الأمريكي..ثم سألتهم :من قال " اعطني الحرية او اعطني الموت؟"

تطلعت في بحر من الوجوه الفارغة لطلابها ( الثولان )الذين سيطر عليهم شيطان الصمت

 ماعدا سوزوكي الذي رفع يده وقال :" هذه العبارة قالها باتريك هنري عام 1775"

 قالت المدرسة : " عظيم !

من قال " حكومة الشعب بالشعب وللشعب لن تنتهي في هذه الارض"

مرة اخرى لم يكن هناك استجابة سوى من سوزوكي الذي قال :

" أبراهام لنكولن 1863"

 وبخّت المدرسة الفصل قائلة : أيها الطلاب يجب ان تخجلوا

 . سوزوكي وهو جديد في هذه البلاد يعرف عن تاريخها أكثر منكم

" وهنا سمعت شخصا يهمس :" اللعنة على اليابانيين " فصاحت المُدرّسة :" من قال هذا ؟"

 رفع سوزوكي يده وقال :" لي ايوكوكا عام 1982."

 وهنا قال طالب يجلس في الخلف لزميله القوي:" يجب أن تقتله."

 غضبت المدرسة وهتفت :" حسنا ! من قال هذا؟"ومن تقتلون..؟

 اجاب سوزوكي :" صدام حسين لصباح مرزا عام 1974.يطالبه بقتل علاوي"

 وهنا أمسك طالب آخر بقلمه وصاح غاضبا :"  سوف احشره في فمك !"

 قفز سوزوكي من مقعده وهو يلوح بيده ويقول بأعلى صوت:

" بيل كلنتون مخاطبا مونيكا ليونسكي 1997"

 وهنا ازداد هياج الطلاب واصابتهم هستريا

 فقال احدهم :" ايها القذر الحقير . اذا قلت أي شيء آخر سوف أقتلك ."

 أجاب سوزوكي بأعلى صوت : هذا ما قاله جاري كوندت مخاطبا شاندرا ليفي 2001"
 شكى طالب غاضب لزميله البدين وهو يشير الى سوزوكي: أنا أتجرع هذا كقطرات السم..
أجاب سوزوكي : آية الله الخميني عام 1988..

صاح الطالب البدين:سأجعل موج البحر يحملك الى موطنك..ذلك القبر..
قال سوزوكي: حكمت البيداري بمنتديات عنكاوا في13/3/2006..

 وأغمي على المدّرسة وفي حين كان الطلاب يتجمعون حولها قال احدهم :" اوه ياللجحيم . اننا في ورطة !"

فقال سوزكي : كونداليزارايس في آخر زيارة للعراق..

 

 

 

143
 
  ساهم في تأليف كتاب:مآزق وآفاق حركة الدمقرطة في الشرق الأوسط ما لا يقل عن اثنى عشر باحثا وباحثة من عرب وأجانب. وأشرفت عليه الباحثة الدنماركية بريجيت راهبيك. وكانت المداخلات قد ألقيت أولا في مؤتمر عقد في كوبنهاغن بالدنمارك في شهر فبراير من عام 2005 قبل أن تجمع لاحقا بين دفتي كتاب. وقد ساهم فيها الباحث السوري سمير عطية ببحث قيم ومطول تحت عنوان:
هل تريد أوروبا والولايات المتحدة فعلا أن تحصل إصلاحات ديمقراطية في سوريا؟ أما مقدمة الكتاب فقد كتبتها المشرفة العامة عليه، أي بريجيت راهبيك تحت عنوان: معضلات الدمقرطة أو الديمقراطية في الشرق الأوسط ومآزقها. أما نادر فرجاني مدير مركز المشكاة للبحوث في مصر فقد كتب بحثاً عن تقرير الأمم المتحدة عن التنمية البشرية في العالم العربي.
 ومعلوم أنه كان المشرف العام على كتابة هذا التقرير في الأعوام التالية: 2002، 2003، 2004. وهو لا يرى أي تعارض بين الإسلام والديمقراطية على عكس ما يتوهم الكثيرون.
أما الباحثة العراقية هدى النعيمي الأستاذة في جامعة المستنصرية قسم العلوم السياسية فقد كتبت بحثاً عن الحالة العراقية بعنوان: معضلات الديمقراطية (أو الدمقرطة) في العراق.
 وكتبت الباحثة السعودية فوزية أبو خالد مداخلة بعنوان: المبادرات السياسية الأميركية والغربية في الشرق الأوسط: تحديات الديمقراطية في الشرق الأوسط، دراسة الوضع في المملكة العربية السعودية. والباحثة المذكورة هي شاعرة وأستاذة علم الاجتماع في جامعة الملك سعود بالرياض. وكانت قد نالت شهادة الدكتوراه من إحدى الجامعات الأميركية.
وكتبت الباحثة الفلسطينية حنان عبد الرحمن رباني بحثا بعنوان: وجهة نظر فلسطينية عن الدور الذي تلعبه المنظمات الغربية غير الحكومية في نشر الديمقراطية في الشرق الأوسط ثم بالأخص في الدفاع عن حقوق المرأة.
وكتبت الباحثة العراقية أمل رؤوف شلش بحثا عن مستقبل الديمقراطية في العراق. أما الباحثة السعودية مي يماني فكتبت بحثا تحت عنوان: حدود الإصلاحات السياسية في السعودية. هكذا نلاحظ أن السعودية حظيت بفصلين في الكتاب وكذلك العراق. هذا وقد ساهم في الكتاب بعض الباحثين الغربيين إلى جانب الباحثين العرب الذين شكلوا الأغلبية.
في المقدمة العامة للكتاب قامت الباحثة بيرجيت راهبيك بوضع إطار عام لمناقشة الموضوع وقدمت كل مداخلة ببعض الفقرات للتعريف بجوهرها ومحتواها. وتناولت مسألة سوء التفاهم الحاصل بين المثقفين العرب والغرب، وقالت بما معناه: كانت الديمقراطية مطروحة في العالم العربي في الستينات والسبعينات من القرن العشرين من قبل الأحزاب والقوى التقدمية العربية.
ولكن الغرب لم يعرها أي اهتمام، بل وراح يدعم الأنظمة الاستبدادية الحاكمة لأنه كان مشغولاً أو مهووساً بشيء واحد فقط: مواجهة الخطر الشيوعي والاتحاد السوفييتي. وبالتالي فأي نظام عربي يمشي معه في هذا الاتجاه حتى ولو كان متخلفاً ومستبداً كانوا يدعمونه.
أما الآن فقد تغيرت الأمور بعد أن انقلبت الحركات الأصولية على الغرب وحصلت ضربة 11 سبتمبر.
 ولذلك فإن الغرب غيّر سياسته وابتدأ يتحدث عن ضرورة دمقرطة الأنظمة العربية المستبدة التي ولدت مثل هذه الحركات المتطرفة في أحضانها. وضمن هذا الإطار ظهرت مبادرة الشرق الأوسط الكبير وشمال إفريقيا للولايات المتحدة، أو المبادرة الدنماركية للشرق الأوسط الموسع، الخ.
ولكن المثقفين العرب يقابلون مثل هذه المبادرات بالدهشة، والارتياب وعدم التصديق. فهم يطرحون الأسئلة التالية على المسؤول الغربي: لماذا تريدون إقامة الديمقراطية في العراق وليس في المملكة العربية السعودية مثلا؟ لماذا تطالبون سوريا بتطبيق قرارات الأمم المتحدة فيما يخص لبنان ولا تطالبون إسرائيل بتنفيذ قرارات الأمم المتحدة التي تخصها؟ ثم لماذا يسمح لإسرائيل بامتلاك أسلحة الدمار الشامل ولا يسمح بذلك للعرب؟ومن بين الذين يشكون في النوايا الغربية الباحث السوري سمير عطية.
فمن خلال بحثه المطول عن الحالة السورية نلمح مدى انزعاجه من الموقف الغربي سواء أكان أوروبياً أم أميركياً. فهذا الموقف لم يخدم قضية الديمقراطية في هذا البلد العربي على مدى السبعين عاما الماضية: أي منذ الاستقلال وحتى اليوم. ثم ينخرط الأستاذ عطية في تحليل معمق وتاريخي للحالة السورية منذ البداية ويقول بما معناه:
إن تأسيس الدولة السورية تم ضمن سياق ديمقراطي واعد بالمستقبل. فدولة الانتداب الفرنسية قسمت البلاد إلى خمس دول: دولة دمشق، دولة حلب، دولة العلويين، دولة الدروز، دولة لبنان. ولكن القوى الوطنية التي عرفت كيف تلعب على انقسامات الدول الكبرى استطاعت أن تدحر الاستعمار عام 1946 وتعيد توحيد البلاد.
فالنخب السياسية في المدن السورية الكبرى كدمشق وحلب وحمص وسواها استطاعت أن تقنع القادة الوطنيين لدى العلويين والدروز والأكراد، أي صالح العلي، وسلطان باشا الأطرش، وإبراهيم هنانو بضرورة التوحيد والانضمام إلى المسيرة الوطنية الكبرى. وهذا ما حصل.
وكان يسيطر على الحياة السياسية آنذاك حزبان كبيران هما: الحزب الوطني وحزب الشعب. وهما يمثلان توجهات النخب السياسية والثقافية للطبقات الوسطى في كل من دمشق وحلب. وقد ساهم هذان الحزبان في تشكيل الدولة السورية وترسيخ الديمقراطية في فترة قصيرة. وظهرت في عهدهما أحزاب جديدة ملتقى لأدوات التقويم الجديدة تمثل شرائح معينة من الشعب: كالحزب السوري القومي الاجتماعي، والحزب الشيوعي، وحزب البعث، وحركة الإخوان المسلمين.
وسمح للجميع بالتعبير عن طروحاتهم وآرائهم. ولكن الديمقراطية السورية الوليدة سرعان ما تلقت ضربة موجعة عام 1948 بسبب نكبة فلسطين وتأسيس دولة إسرائيل على أرضها. عندئذ أصبح استقرار سوريا مهدداً، وكذلك العملية الديمقراطية. وهكذا توالت على البلاد انقلابات عسكرية عدة.
وكان اثنان منها مرتبطين بالمصالح البترولية للعراق والسعودية لأن أنابيب نفطهما كانت تمر من خلال سوريا وصولاً إلى البحر الأبيض المتوسط.ثم يردف الأستاذ سمير عطية قائلاً: يضاف إلى ذلك أن سوريا أصبحت تحت ضغط القوى الكبرى في بداية الحرب الباردة. فكلها راحت تتصارع عليها. وقد أثر ذلك بشكل سلبي على الاستقرار الداخلي.
ولكن تحالف الأحزاب السياسية التقليدية والنخب العسكرية أدى إلى إعادة الديمقراطية للبلاد عام 1954. وهذه المرحلة الديمقراطية الثانية التي تلت المرحلة الديمقراطية الأولى للاستقلال كانت فريدة من نوعها ليس فقط في تاريخ سوريا وإنما أيضاً في تاريخ المنطقة العربية ككل. ولا تزال ذكراها العطرة حاضرة في الذاكرة الجماعية للسوريين حتى الآن.
ففي أثنائها جرت انتخابات حرة وانتخب فيها العديد من أعضاء حزب البعث كنواب بالإضافة إلى نائب شيوعي واحد ونائب إخواني واحد (عن الإخوان المسلمين). وأكملت هذه المرحلة الديمقراطية الذهبية بناء مؤسسات الدولة السورية وكذلك الاقتصاد السوري.
وكانت سوريا أول بلد عربي يفتح مصرفاً مركزياً له وينخرط في مشاريع الإصلاح الزراعي وسياسة التصنيع. وحققت نجاحات ملحوظة في ميادين عدة.ثم يردف الباحث السوري قائلاً: ولكن الديمقراطية السورية الوليدة تعرضت لضغوط شديدة من داخلية وخارجية. وقد توجت عام 1957 بتهديدها بالحرب من قبل تركيا وإسرائيل، كل واحدة من جهتها.
وعندئذ لم يبق أمام هذه الديمقراطية إلا أن تقوم بانتحار ذاتي عام 1958 عندما حصلت الوحدة مع مصر. فقد قبل الرئيس عبد الناصر بتقديم سوريا له على طبق من ذهب من قبل القادة السوريين مقابل حلّ كل الأحزاب السياسية.
وكانت النتيجة أن حكم الضباط المصريون سوريا بشكل استبدادي. وأدى هذا الاستبداد إلى تذمر السوريين أكثر فأكثر حتى فرضت الوحدة عام 1961. وتلا ذلك بفترة قصيرة وصول حزب البعث إلى السلطة في 8 مارس من عام 1963. ومنذ ذلك الوقت وحتى الآن تعيش سوريا في ظل حالة الطوارئ والأحكام العرفية.
 وفي عام 1973 ظهر دستور جديد للبلاد يقضي بوضع السلطة كلها في يد الرئيس حافظ الأسد واعتبار حزب البعث قائداً للدولة والمجتمع. ثم شكلت الجبهة الوطنية التقدمية من بقية الأحزاب وألحقت بالبعث. ولكن دورها كان هامشياً عموماً. فالسلطة الحقيقية ظلت في أيدي شخص واحد وبعض المقربين منه. وظل هذا النظام سائداً في سوريا طيلة حكم الرئيس حافظ الأسد: أي منذ عام 1970 وحتى عام 2000.
 ثلاثين سنة بالتمام والكمال. وبالتالي فقد غابت الفكرة الديمقراطية عن البلاد طيلة تلك الحقبة.ولكن تجربة الديمقراطية المجهضة في الخمسينات ظلت حية في اللاوعي الجماعي السوري. وظل السوريون حتى الآن يلقون باللائمة على أوروبا وأميركا لأنها لعبت دوراً كبيراً في القضاء على الديمقراطية السورية بشكل مباشر أو غير مباشر. ثم جاء عهد الرئيس بشار الأسد الذي كان واعداً بالانفتاح والديمقراطية في البداية.
وقد ورد اسم الديمقراطية في خطاب التدشين ست عشرة مرة على الرغم من أنه قال بأن الديمقراطية على الطريقة الغربية لا تصلح لنا. وحصل انفتاح سياسي بالقياس إلى العهد السابق. ولكن ربيع دمشق لم يدم طويلاً. نقول ذلك على الرغم من أن وضع الحريات في عهد الرئيس بشار الأسد أفضل نسبياً مما كان عليه في العهد السابق.
وفي النهاية يرى المؤلف أن الغرب يخشى الإسلام السياسي السوري ولذلك فإن الديمقراطية تظل معرقلة في هذا البلد.
ويرى أن خشيته لا مبرر لها لأن الإسلام السني السوري هو أموي أساسا: أي دنيوي وعلماني ومدني لا متطرف ولا متعصب على طريقة السعودية ومصر وبعض البلدان العربية الأخرى. وبالتالي فهناك مجال لإقامة حكم ديمقراطي على غرار نظام أردوغان في تركيا.وعندئذ تحصل المصالحة بين الإسلام والحداثة وتعود سوريا إلى ماضي عهدها كرائدة للحركة الديمقراطية في العالم العربي.
 
 


[الملحق حذف بواسطة المشرف]

144
أدب / رد: ياموج البحر ..
« في: 10:39 18/03/2006  »
الوطن..هو الجمال الذي تعجز الملامح عن تخيلِهِ ..
الوطن..هو الحياة والدفء والأهل والأحباب..
الوطن .....هو...الوطن أيها البيداري الحزين..
وإذا أصبح الوطن قبراً ضيقاً ..علينا إعادة النظر بموقفنا من الموت..!..

                                                                 الغريب في شوارع دبي
                                                                 رحيم العراقي

[الملحق حذف بواسطة المشرف]

145
صديقي الأديب حكمت البيداري
 كالغصن الأخضر هي إضافتك الجميلة
تجدد الجذور الأصيلة..
 
                                       رحيم العراقي

146
العزيز : صميم ..
                 أتمنى أن نتواصل ..والا تفقد الكلمة تأثيرها وجدواها..
                 
                                                                      زميلك رحيم العراقي

[الملحق حذف بواسطة المشرف]

147
أدب / رد: أهواك
« في: 15:18 15/03/2006  »
 صديقي في عينكاوا وزميلي في الشعر وشقيقي في الوطن : هدير
 ببساطة ودون تزويق لفظي : شعرك لطيف ..ورغم إستخدامك لأكثر من وزن بدءً من الشطر الثالث عقب كلمة ( لكن ) إلا أنك حافظت على روح وإيقاع القصيدة..أتمنى لك دوام التقدم ..

148

 مؤلف كتاب الوضع التناقضي للسلطة الاميركية ، البروفيسور جوزيف س. ناي، هو عميد كلية كندي للحكومة، وهي كلية مختصة في شئون الحكم وتابعة لجامعة هارفارد. وقد شغل سابقاً منصب رئيس مجلس الاستخبارات القومية ونائب وزير الدفاع في حكومة الرئيس بيل كلينتون، وهو مشهور بمقالاته التي ينشرها بشكل منتظم في الجرائد الكبرى: كالنيويورك تايمز، والواشنطن بوست، وول ستريت جورنال.. كما انه نشر سابقاً العديد من الكتب. نذكر من بينها: الحكم في عالم العولمة، والطبيعة المتغيرة للسلطة الأميركية.. الخ. وفي هذا الكتاب المهم الذي صدر بعد تفجيرات 11 سبتمبر الارهابية نلاحظ ان المؤلف يقدم صورة عامة عن وضع اميركا في العالم واسباب النقمة عليها، وضرورة تغيير السياسة الخارجية الاميركية.. والكتاب مؤلف من خمسة فصول هي التالية:
1- القوة الجبروتية الاميركية.
 2- الثورة المعلوماتية،
 3- العولمة،
 4- الجبهة الداخلية،
 5- اعادة تحديد المصلحة القومية الاميركية.
والسؤال الذي يطرحه المؤلف منذ بداية الكتاب هو التالي: ما هو الدور الذي ينبغي ان تلعبه اميركا في العالم؟ ما هي التحديات الاساسية التي تواجهنا في القرن الواحد والعشرين؟ وهل ينبغي علينا ان نحدد طبيعة مصلحتنا القومية؟ ان هذه الاسئلة تتخذ ابعاداً جديدة على ضوء الهجوم الارهابي الخطير الذي حصل صبيحة 11 سبتمبر.
ثم يردف المؤلف قائلاً: منذ عهد الامبراطورية الرومانية لم يتح لأية امة ان تحظى بكل هذه القوة الاقتصادية الثقافية والعسكرية التي حظيت بها الامة الاميركية. ولكن هذه القوة الجبروتية لا تتيح لنا ان نحل مشاكل خطيرة: كمشكلة الارهاب، او تدهور البيئة وتلوثها، او انتشار اسلحة الدمار الشامل.
والشيء الجديد الذي اكتشفناه مؤخراً هو التالي: نعم ان اميركا هي اكبر قوة عظمى ظهرت في التاريخ. بل ولا يمكن ان تقاس قوة الامبراطوريات السابقة بما فيها الامبراطورية الرومانية بقوتها.
ولكن على الرغم من ذلك فإنها عاجزة عن حل جميع مشاكل العالم ان لم تشرك الامم الاخرى في البحث عن هذا الحل.
هذه هي الحقيقة البسيطة التي اكتشفناها. ان اميركا عاجزة عن فعل كل ما تريده في العالم على عكس ما يتوهم الكثيرون. ولهذا السبب فإنه ينبغي عليها ان تغير من سياسة الغطرسة التي اتبعتها سابقاً. ينبغي ألا تنفرد بالقرار لوحدها. فالأمم الاخرى لها كلمتها ايضاً. واذا لم تعرف اميركا كيف تتعاون معها فإنها سوف تفشل في مواجهة التحديات الخطيرة لهذا القرن الذي ابتدأ بشكل خطير جداً.
ثم يردف البروفيسور جوزيف س. ناي قائلاً: ان التهديد الذي يمثله الارهاب والذي يسلّط سيفه فوق رؤوسنا هو اكبر دليل على ضرورة تغيير سياستنا الخارجية. فنحن لن نستطيع القضاء عليه الا اذا تعاونا مع الامم الاخرى سواء أكانت قوية ام ضعيفة، كبيرة ام صغيرة.
أن مأساة 11 سبتمبر ايقظت الاميركيين من سبات عميق. لقد اصبنا بالغرور طيلة سنوات التسعينيات بعد سقوط الاتحاد السوفييتي وانتصارنا في الحرب الباردة. لقد اعتقدنا ان العالم كله اصبح لنا ولم يعد هناك اي خطر يتهددنا.. ففي بداية التسعينيات كانت حرب الخليج قد شكلت انتصاراً سهلاً بالنسبة لنا. وفي نهايتها خضنا الحرب ضد ديكتاتور الصرب ميلوسيفيتش وانتصرنا فيها دون ان نخسر ضحايا بشرية تذكر.
وراح اقتصادنا يزدهر بشكل لم يسبق له مثيل من قبل وأصبحنا في ذروة القوة والمجد والسعادة. ولا توجد قوة عظمى تشبهنا في التاريخ الا قوة بريطانيا ربما في العصر الفيكتوري.
وفجأة حصل ما لا تحمد عقباه وما لم نكن نتوقعه على الاطلاق. وأفقنا من غيبوبتنا على وقع انهيار مركز التجارة العالمي في نيويورك.. وكانت الصدمة الرهيبة التي اصابت اميركا في الصميم.
ثم يقول المؤلف: لكن لنعد الى الوراء قليلاً. في السابق كان الاميركيون غير مبالين بالسياسة الخارجية. كانوا مشغولين بهمومهم الداخلية ورفاهيتهم الاقتصادية وسعادة ابنائهم. ولكن كل شيء تغير بعد 11 سبتمبر. في الواقع انه كان ينبغي علينا ان نرى الزوابع قبل ان تصل. فهناك مؤشرات عديدة كانت تنذر بالخطر.
ففي بداية العام الذي حصلت فيه المأساة كانت لجنة الأمن القومي التي يترأسها السيناتور غاري هارت والسيناتور وارين رودمان قد كتبت تقريراً جاء فيه: ان التفوق العسكري الاميركي لن يحمينا من الضربات الارهابية. ونحن نتوقع ان يموت الاميركان على ارضهم الخاصة بالذات. وربما ماتوا بأعداد كبيرة.
هذا الكلام كتب قبل تسعة اشهر من تفجيرات 11 سبتمبر. ولكن احداً من المسئولين لم ينتبه اليه، ولم يعره اي اهتمام.
ثم يردف المؤلف قائلاً: في عام 1997 كتبت تقريراً مع زميل اخر قلنا فيه: ان الاولوية القصوى التي ينبغي على مجلس الامن القومي ان يهتم بها هي: الارهاب. ولكننا نخشى ان تكون طبيعة المجتمع الاميركي غير ملائمة لمواجهة هذا الخطر. فالعقلية الاميركية تعودت على الا ترى الخطر الا بعد ان يصيبها ويفتك بها.
ان الهجوم الارهابي الذي حصل يوم 11 سبتمبر كان علامة بارزة على المتغيرات العميقة التي تحصل في العالم. ومن اهم هذه المتغيرات ما يلي: ان ثورة المعلوماتية والاتصالات التي حصلت مؤخراً ادت الى انتقال السلطة من الحكومات الى الافراد والعصابات. فهؤلاء اصبحوا يريدون ان يلعبوا دوراً في السياسة العالمية، ولم يعد هذا الدور محصوراً بالدول.
وهذا الدور يشمل ايضاً الاعمال الارهابية، والتدمير الضخم لمنشأة ما او مؤسسة معينة. بمعنى آخر فإن عصرنا الذي يشهد انتشار القطاع الخاص في كل المجالات ادى الى خصخصة الارهاب! اصبحت اي مجموعة منظمة تستطيع ان تهدد الدول عن طريق امتلاك وسائل المعلوماتية الحديثة من انترنت وفاكس وايميل وسواها، ثم عن طريق امتلاك المتفجرات والاسلحة. بل وأكثر من ذلك فإن صيرورة العولمة ادت الى تقليص المسافات. فما كان يحدث في بلد بعيد كأفغانستان لم يكن يعنينا كثيراً في الماضي. ولكنه الآن ينعكس على حياة المواطن الاميركي بشكل مباشر. وكل ذلك بسبب العولمة ووسائل الاتصالات الحديثة التي ربطت اقصى الارض بأقصى الارض.
ثم يردف المؤلف قائلاً: ينبغي العلم بأن العالم انتقل من مرحلة الحرب الباردة الى مرحلة العولمة الشمولية والمعلوماتية. ولكن السياسة الاميركية، حتى امد قريب، لم تكن تمشي على ايقاع هذه المتغيرات. وبالتالي فلم تفهمها او لم تستوعبها. ولهذا السبب فوجئت بهجوم 11 سبتمبر.
ان مشكلة اميركا هي التالية: كيف يمكن ان توفق بين قوتها وبين قيمها دون ان تتخلى عن حماية نفسها من الضربات الارهابية. فبما اننا اكبر قوة في العالم فإننا نثير غيرة الآخرين وكرههم وبخاصة في العالم الاسلامي ولكن هناك الكثيرون ممن تعاطفوا معنا في محنتنا، وبالتالي فليست جميع الشعوب حاقدة علينا على عكس ما يقال.
هناك اطروحتان تتصارعان في اميركا، اطروحة الانعزاليين وأطروحة التوسعيين. فالانعزاليون يقولون أن اميركا سوف تسلم من الارهاب اذا ما انسحبت من العالم وانكفأت على حدودها وكفّت عن التدخل في شئون العالم.
ولكن التوسعيين او حتى الحياديين يقولون: لا، ليس هذا الكلام صحيحاً. فلو فعلنا ذلك لفسره الارهابيون على اساس انه علامة ضعف وانهزام. وبالتالي فإنهم سوف يتجرأون على مهاجمتنا اكثر فأكثر.
ثم يردف المؤلف قائلاً: في الواقع ان الارهاب لا يفهم الا لغة القوة، وبالتالي فإن الرد عليه ينبغي ان يكون حازماً لا هوادة فيه. وهذا ما نفهمه ضمناً من تصريح الملك عبدالله الثاني، ملك الاردن، عندما قال: انهم يريدون تقويض صرح الولايات المتحدة عن طريق هذه الضربات العنيفة. انهم يريدون تركيع اميركا وضرب كل ما تمثله من قيم ديمقراطية، وازدهار، وحريات، وثقافة.
يضاف الى ذلك انه حتى لو انسحبنا من العالم فإن الثقافة الاميركية الشعبية لن تنسحب وسوف تظل تؤثر على البلدان الاخرى وتصل الى اقاصي الارض.. فتأثير السينما الاميركية وافلام هوليوود، وقناة السي. إن. إن والانترنت، والمسلسلات الاميركية كل ذلك سوف يستمر مهما فعلنا. وهو يساهم في الاشعاع الاميركي في الخارج ويخفف من حدة القوة الجبروتية الاميركية، بل ويجعل قبولها اكثر سهولة بالنسبة للشعوب الاخرى. ولكن ليس بالنسبة لجميع الناس.
فالجماعات الاصولية المتطرفة تكره حضارتنا القائمة على الحريات الفردية في شتى المجالات: من دينية، او سياسية، او اقتصادية، او ثقافية، او حتى جنسية.. انهم يكرهون الحرية والنزعة الفردية ويخشون ان ينتقل كل ذلك الى مجتمعاتهم يوماً ما. بل انهم يتهمون اميركا بافساد المجتمعات الاسلامية.. وبالتالي فإن قيم الانفتاح والتسامح والحرية لا تناسب هؤلاء الناس المتزمتين اكثر من اللزوم، وعلينا ان نأخذ علماً بذلك ونعتبره حقيقة واقعة لابد من مواجهتها. ثم يخلص المؤلف الى القول:
ينبغي تعديل السياسة الخارجية الاميركية لكي تصبح اكثر توازناً واحتراماً ليس فقط بمشاعر الامم الاخرى وانما بصالحها ايضاً. وينبغي ان نتخلى عن السياسة العنجهية التي تستفرد بالقرار الدولي ولا تأخذ بعين الاعتبار الا مصلحة اميركا.. ينبغي ان نخرج من نظرتنا الضيقة والانانية لكي نستطيع ان نقيم تعاوناً ايجابياً مع جميع الامم الاخرى. وهذه هي الطريقة الوحيدة لمحاصرة الارهاب.

149
أدب / معلمي
« في: 12:27 13/03/2006  »
                                                                 
معلمي ... معلمي               إني إلـيك أنتـمي
بفضلكَ....وبذلك                فهمتُ سرَ عالمي..
*****
           معلمي..علمتني الكتابهْ                                     
            وقراءة الحروف والحسابَ                                     
           علمتني الفنون والألعابَ   ويالهُ من كرمِ ..         
                       *****
            تُشّكلُ المعارف َ الموّسعه                 
             تجعلها مثلُ الثمارِ اليانعه                 
             إن العلومَ كالنوافذِ مُشْرَعه     نحوَ حدود الحُلُمِ.. 
                       *****
   معلمي أنا ابنك الـذي حضى                         
      منك الحنان والنجاح والرضا                         
    أرفع وجهي داعياً نحو الفضا     يارب صُن معلمي..
*********
كـــبذرةٍ طـــيبةٍ فـينا  نمـا                   
تقديرُنا السامي لمن بنا سما                     
جــميعـُنا نحــترمُ المعــلما     كوالدٍ محترمِ..

150
شكراً يا صديقي بسام العزيز
أتمنى ان تكتمل القصيدة بإضافتك الجميلة
                                  مع وافر المنى
                                              ر.العراقي

151
أدب / رد: دارمي أخير..
« في: 17:01 10/03/2006  »
بإمتنان بالغ قرأت سطور رسالتكِ العذبة يا زميلتي وأختي دينا عصام المتاوي
جعلكِ الله زهرةً في بستان الحنان وملاكاً في الجنان..

152
أدب / رد: رد: دارمي أخير..
« في: 16:14 08/03/2006  »
     صديقي المنصور :عامر فريتي
شكراً لكل كلمة وحرف .. وكل لحظة أضعتها في مواساتي..
أتمنى لك السعاددة وليحفظك الله..

153
أدب / رد: دارمي أخير..
« في: 18:06 06/03/2006  »
غادة
حكمت
مهند..أيها الأصدقاء
شكراً لكم ..وحياتكم الباقية
أنا ياحكمت شاهدة قبر الحبيبة الراحله
أنا يامهند شاهد  خراب المقبرة تحت وطأة الحرب والنهب والإقتتال
شاهد خراب الروح والوجدان
غادة..لم يبق سوى أن يغتالوا قبورنا ..ونحتار أين نبكي أحزان وخسارات العمر..
 

154
أدب / دارمي أخير..
« في: 17:41 01/03/2006  »
  ضّـيّعت ليلى وضاع    عمري وزماني
  حتى الشمس تندار   واني بمكاني..

[الملحق حذف بواسطة المشرف]

155
إلتقى محرر جريدة البيان مع الممثلة العربية رغدة والكاتب المسرحي رحيم العراقي في إحدى قاعات إستقبال قناة دبي الفضائية حيث حلت النجمة رغدة ضيفة على برنامج  ( أهلنا في العراق ) الذي ساهم بإعداده رحيم العراقي في سياق تقديم المساعدات العاجلة لمتضرري الحرب  ..النجمة رغدة كانت متوترة الأعصاب وحزينة ومتشائمة عكس زميلها في اللقاء رحيم الذي كان في قمة التفاؤل والسعادة وهذا ما جعل اللقاء ينتهي بعاصفة رغدوية  و شماتة رحيمعراقية.. نعدكم بنشر تفاصيل اللقاء فيما بعد ..


                                                                            

[الملحق حذف بواسطة المشرف]

156
المنبر السياسي / سادة الحروب
« في: 14:46 01/03/2006  »
 سادة الحروب

عمل: جان باكون مؤلف هذا الكتاب لسنوات كصحفي في اذاعة «بي.بي.سي» البريطانية.و كتب عدداً من الروايات قبل ان يكرس اهتمامه لدراسة تاريخ الحرب.
في هذا الكتاب «سادة الحرب» يؤرخ لفكرة الحرب ذاتها ولـ «سادتها» عبر الآلاف من النزاعات. فإذا لم يكن هناك من يحب الحرب عملياً فإن الانسانية قد عرفت منذ بدايات تاريخها سلسلة لا تنتهي من الحروب.
ولقد قيل كثيراً ان البشر يشنون الحروب لان هذا قد يخدم مصالحهم ويسمح لهم ببيع الاسلحة.. وعبر الحرب يستطيع البعض ان يجعلوا من انفسهم قادة في بلدانهم او على الآخرين او ربما لانهم يريدون ان يتابعوا السياسة بـ «وسائل اخرى» كما ردد كثيراً الفيلسوف الليبرالي الفرنسي ريمون آرون.
ان بعض التحليلات التي يحتويها هذا الكتاب تبدو وكأنها تستجيب مباشرة لما يشهده العالم من احداث في هذه المرحلة الدقيقة من العلاقات الدولية. يقول المؤلف في احدى الجمل. بمقدار ما تكون الحرب قاسية تكون في واقع الامر انسانية.. ذلك لانها تنتهي بذلك بسرعة اكبر».. وهكذا يتم الحديث اليوم احياناً عن حروب قصيرة الامد.. الامر الذي يدل بوضوح على ما يمكن ان تكون عليه من شراسة.
ويقدم المؤلف ايضاً عدداً من الاحصائيات ذات الدلالة الكبيرة اذ نقرأ مثلاً انه «ما بين عام 1496 قبل الميلاد وحتى عام 1861 بعده، اي في مدة 3358 سنة، كان هناك 3139 سنة قد شهدت حروباً بينما لم يبلغ عدد سنوات السلم سوى 277 سنة».. هذا دون ان يأخذ المؤلف في اعتباره الـ 140 سنة الاخيرة والتي شهدت حربين لكونيتين وعدداً كبيراً من الحروب الاقليمية والمحلية، ولكن ايضاً الفترة التي امتلكت بها عدة قوى عالمية اسلحة الدمار الشامل التي ليس اقلها فتكاً السلاح النووي.
والحرب لا يقوم بها «سادتها» بمعزل عن الآخرين: اذ عرفت حروب عديدة تواطؤ القائمون على السلاح مع شرائح كبيرة من التجار وبترحيب اصحاب القرار السياسي وعلى أعلى المستويات.
ويلاحظ المؤلف في هذا السياق ان «الاعتمادات» المكرسة للحروب هي «سهلة المنال» اكثر من اية اعتمادات اخرى مهما كان نشاط المؤسسات المطالبة بها حساساً مثل التربية او حتى الصحة العامة.
من الواضح انه يمكن لهذا الكتاب ان يصبح مرجعاً في ميدان البحث عن «سادة الحروب» عبر التاريخ.. وكان المؤلف قد قدم «نسخته» الاولى منه عام 1981 بصورة ودراسة عن الموضوع ثم طورها فيما بعد في كتاب من اكثر من ثلاثمائة صفحة.. وبكل الاحوال لم يفقد هذا العمل ابداً «راهنيته»
سادة الحروب

عمل: جان باكون مؤلف هذا الكتاب لسنوات كصحفي في اذاعة «بي.بي.سي» البريطانية.و كتب عدداً من الروايات قبل ان يكرس اهتمامه لدراسة تاريخ الحرب.
في هذا الكتاب «سادة الحرب» يؤرخ لفكرة الحرب ذاتها ولـ «سادتها» عبر الآلاف من النزاعات. فإذا لم يكن هناك من يحب الحرب عملياً فإن الانسانية قد عرفت منذ بدايات تاريخها سلسلة لا تنتهي من الحروب.
ولقد قيل كثيراً ان البشر يشنون الحروب لان هذا قد يخدم مصالحهم ويسمح لهم ببيع الاسلحة.. وعبر الحرب يستطيع البعض ان يجعلوا من انفسهم قادة في بلدانهم او على الآخرين او ربما لانهم يريدون ان يتابعوا السياسة بـ «وسائل اخرى» كما ردد كثيراً الفيلسوف الليبرالي الفرنسي ريمون آرون.
ان بعض التحليلات التي يحتويها هذا الكتاب تبدو وكأنها تستجيب مباشرة لما يشهده العالم من احداث في هذه المرحلة الدقيقة من العلاقات الدولية. يقول المؤلف في احدى الجمل. بمقدار ما تكون الحرب قاسية تكون في واقع الامر انسانية.. ذلك لانها تنتهي بذلك بسرعة اكبر».. وهكذا يتم الحديث اليوم احياناً عن حروب قصيرة الامد.. الامر الذي يدل بوضوح على ما يمكن ان تكون عليه من شراسة.
ويقدم المؤلف ايضاً عدداً من الاحصائيات ذات الدلالة الكبيرة اذ نقرأ مثلاً انه «ما بين عام 1496 قبل الميلاد وحتى عام 1861 بعده، اي في مدة 3358 سنة، كان هناك 3139 سنة قد شهدت حروباً بينما لم يبلغ عدد سنوات السلم سوى 277 سنة».. هذا دون ان يأخذ المؤلف في اعتباره الـ 140 سنة الاخيرة والتي شهدت حربين لكونيتين وعدداً كبيراً من الحروب الاقليمية والمحلية، ولكن ايضاً الفترة التي امتلكت بها عدة قوى عالمية اسلحة الدمار الشامل التي ليس اقلها فتكاً السلاح النووي.
والحرب لا يقوم بها «سادتها» بمعزل عن الآخرين: اذ عرفت حروب عديدة تواطؤ القائمون على السلاح مع شرائح كبيرة من التجار وبترحيب اصحاب القرار السياسي وعلى أعلى المستويات.
ويلاحظ المؤلف في هذا السياق ان «الاعتمادات» المكرسة للحروب هي «سهلة المنال» اكثر من اية اعتمادات اخرى مهما كان نشاط المؤسسات المطالبة بها حساساً مثل التربية او حتى الصحة العامة.
من الواضح انه يمكن لهذا الكتاب ان يصبح مرجعاً في ميدان البحث عن «سادة الحروب» عبر التاريخ.. وكان المؤلف قد قدم «نسخته» الاولى منه عام 1981 بصورة ودراسة عن الموضوع ثم طورها فيما بعد في كتاب من اكثر من ثلاثمائة صفحة.. وبكل الاحوال لم يفقد هذا العمل ابداً «راهنيته»








[الملحق حذف بواسطة المشرف]

157
المنبر الحر / في بيتنا خادمة ..
« في: 17:33 27/02/2006  »
خادمة تضع الطفل الصغير في الثلاجة عندما يبكي فتصيبه البرودة الشديدة ويتوقف عن البكاء، وأخرى تضع الدبابيس في رأس الطفل إذا صرخ فيسكت وينام لمدة طويلة، وعندما علمت أن مخدومها الذي توقف عن منحها راتبها الشهري منذ اشهر لا يريدها وسيعيدها إلى بلادها _إيد من ورا وإيد من كَدام _، وفي اللحظات الأخيرة وضعت طفله في الغسالة فمات وهربت، أما الثالثة فتضع الزجاج المطحون في الطعام انتقاما من مخدومتها. سيدة تكتشف أن خادمتها جلبت معها كتب السحر  لإلحاق الضرر بالأسرة خاصة وان اكثر من98% من الخليجيات يؤمن بالسحر والفنجان وقراءة الكف والأبراج . ولم ينته الأمر عند هذا الحد بل إن واحدة تحمل سفاحا من شاب مدلل في الأسرة وتهدد بالفضيحة  ورب الأسرة يسكتها بالنقود  أو بالقسوة والتهديد والوعيد دون أن يعاقب إبنه لأنه شاب والشاب المسلم ينظر الى الأجنبية كبقرة أو جارية بعد أن طوع بعض الأمراء له الوازع الديني ليكون غطاءٍ وستراً .. وزاد الطين بلة أن الطفل يقلد الخادمة في عباداتها الشركية، والمصيبة أنها تجلب الأفلام الجنسية وتشاهدها مع الأطفال الصغار. وهكذا تتحول “الخادمة” في المنزل إلى قنبلة موقوتة يمكن أن تنفجر في أي وقت والضحية الأولى هم الأطفال الصغار، وإن كانت الأخطار لا تقف عند هذا الحد بل تمتد إلى جميع أفراد الأسرة من شباب وشابات وأزواج وزوجات.
      بداية تدق دراسة سعودية ناقوس الخطر وتشير إلى أن 59 في المائة من المربيات والخادمات يفضلن إقامة العلاقة العاطفية والجنسية قبل الزواج، و69 في المائة من الخادمات لا تزيد أعمارهن على العشرين، وجميعهن من أوساط يسودها الفقر والجهل والتخلف، وأن 75 في المائة منهن ينتمين إلى ديانات غير سماوية وان 5.97 في المائة من المربيات يمارسن الطقوس البدائية أمام الأطفال.
وأرجعت الدراسة وجود الخدم في المجتمعات الخليجية إلى عدة أسباب منها، دخول المجتمع عصر الترف، واتساع وتعدد مجالات عمل رب الأسرة وخروج المرأة للعمل وتقصير بعض الأمهات في واجباتهن المنزلية، واتجاه الأزواج إلى إراحة الزوجات وكثرة أفراد الأسرة، وأخيرا التقليد وحب الظهور والتفاخر بكثرة الخدم.
وأكدت الدراسة أيضا أن هؤلاء الخدم يؤثرون سلبا في الأسرة والطفل لأن الصغير يبقى مع الخادمة مدة أطول من بقائه مع أمه، فيتكلم بأسلوبها الركيك ويستعمل الرموز بدلا من النطق ما يؤثر في حصيلته اللغوية، ومما يزيد الأمر خطورة أن الخدم ينقلون عاداتهم وتقاليدهم وثقافة مجتمعاتهم التي تغاير القيم والثقافة الإسلامية، فيؤثرون على الصغار في لغتهم ومعرفتهم ونفسياتهم ما أدى إلى تفشي المنكرات وضياع كثير من الأبناء والبنات بسبب سوء التربية وعدم المراقبة، فتنتشر العقائد الفاسدة والأفكار المنحرفة وتشيع الرذيلة والمفاهيم الخاطئة.
ثقافة وعادات مختلفة
   أن المربية الأجنبية تنقل الى الطفل العربي ثقافة معينة وتربية مختلفة، فتضعف اللغة و _تعولم _  الإنتماء بطريقة عشوائية تخلخل جذوره  وتعزله عن الآباء والأمهات، وبذلك ينفصل الطفل عن الأسرة وينسلخ البيت العربي عن أصوله...
 يجب أن تكون لنا وقفة أمام هذا الخطأ الجسيم لأنه إذا تركنا لهذه المأساة أن تتفشى في مجتمعاتنا  فإننا بذلك نربي أجيالا يغترب لسانها وتفتقد معالم دينها وتتشبع في أحضان مربيات أجنبيات بالغريب من الطباع والتقاليد والبعد عن الدين، فإذا توافرت كل هذه السلبيات فماذا بقي لنا أن نحتفظ به لتربية أبنائنا اللهم إلا ضياع هذه الأجيال القادمة التي يجب أن تحمل رسالة الأمة من مسؤوليات دينية وسياسية وثقافية واجتماعية.
سلبيات بالجملة
 إن وجود المربية في البيت ليس له ايجابيات على وجه الإطلاق بل العكس تماما هو الصحيح، فسلبياتها كثيرة جدا من شتى النواحي، وأكثرها خطرا الخلل الكبير الذي تحدثه في تربية الطفل، فهي تنقل ثقافة البيئة التي نشأت فيها وتغرس ثقافة مجتمعها من عادات وتقاليد وأسلوب تفكير، والكارثة الكبرى إذا كانت من دين مختلف، فيتربى الطفل تلقائيا على مبادئ دين آخر، وقد يكون دينا غير سماوي فالخادمة تجلس مع الطفل وتلاعبه وتتحدث معه أكثر مما تفعل أمه، وبالتالي يتأثر بها بسهولة لأن الطفل بطبيعته يقلد الكبار خاصة من يكونون ملاصقين له باستمرار فيقلدهم بطريقة عشوائية، لأنه لا يدرك الصواب من الخطأ، ومهما حاولت الأم أن تجعل المربية أو الخادمة تحت المراقبة فإنها ستفشل لأنه من غير المعقول أن تراقبها على مدار الساعة، ومن هنا فالأولى بالأم بدلا من تضييع الوقت في مراقبة الخادمة أن تستثمره في تربية ولدها بنفسها والاستغناء تماما عن المربية.
أن غياب دور الأم في التربية يضعف العلاقة الطبيعية التي تنشأ بينها وبين طفلها فيحرم من العطف والحنان اللذين ينتظرهما منها والتي من المفترض أن تشعر بما يدور في رأسه وتفهمه من دون أن يتكلم، ولا ينبغي أن يشاركها احد في هذه المهمة سوى الأب صاحب الحق في هذا والى جانب أن المربية مرفوضة في تربية الطفل فهي أيضا مرفوضة لأنها تفشي أسرار البيت.
مشاعر الأمومة
 إن الأصل في تربية الأبناء أنها تعتمد على الأم باعتبار أن دورها بالنسبة للطفل يتعدى الرعاية المادية المتمثلة في تقديم الطعام وتغيير الملابس وتلبية المتطلبات الأساسية، إلى توصيل مشاعر الأمومة الحقيقية من خلال ابتسامتها وأحضانها الدافئة وإرضاعها له بشكل طبيعي ورعايتها بعد ذلك من خلال العلاقة المباشرة وجها لوجه، والتي تسمح بتعليمه اللغة الصحيحة وبناء القيم الايجابية لديه، بالإضافة إلى تعديل وتقويم السلوكيات الخاطئة حتى تكون لبنات الشخصية الأولى لدى الطفل في إطار اجتماعي صحيح وهذا هو الوضع الأمثل.
 ان الاعتماد على المربية الأجنبية التي تحمل لغة مختلفة وعادات وتقاليد مغايرة وقيما لا تتفق مع مجتمعاتنا العربية والإسلامية، كل ذلك يسهم في إكساب الطفل أنماطا سلوكية شاذة وغير طبيعية لأنه ينشأ على قيم وتقاليد غير صحيحة، بالإضافة إلى أن المربية الأجنبية مهما كانت مدربة على أساليب التربية العلمية فهي لن تستطيع توصيل المشاعر العاطفية التي تشعر الصغير بالحب والأمان، وإذا كانت هناك ضرورة ملحة لوجود الخادمة فلتكن مسلمة ملتزمة بسلوكيات وآداب وتعاليم الإسلام مع إشراف الأم على تربية أبنائها إشرافا كاملا، فغياب هذا الدور يؤدي إلى شخصيات منحرفة غير متكاملة وغير سوية، وقد يحدث أيضا انعدام في التوازن النفسي الذي لا يحققه إلا الأب والأم للطفل.
مرحلة خطرة
  إن مرحلة الطفولة من أكثر وأدق مراحل العمر أهمية في حياة الإنسان عامة والمسلم خاصة، حيث يكون الطفل بطبيعته وفطرته مستعدا لتلقي المبادئ الأساسية للدين الإسلامي والتي تظل معه ويتمسك بها طوال حياته، ولذلك يجب أن يحاط الطفل بجميع أنواع الرعاية النفسية والصحية، وفي الدول المتقدمة يدركون مدى خطورة هذه المرحلة السنية ومن ثم يركزون معظم اهتمامهم على المرحلة الابتدائية، فوجود المربية الأجنبية، خاصة من تدين بغير الإسلام، قنبلة موقوتة وغزو ثقافي لعقول الأطفال يبعدهم عن مبادئهم وأخلاقهم، فإذا كانت الأم قادرة ماديا وفي حاجة إلى من يساعدها على أعمال المنزل، فيجب ألا يكون للخادمة علاقة بالطفل لا من قريب ولا من بعيد، بل يقتصر نشاطها وعملها على الأعمال المنزلية فقط، كما يجب أن تكون مسلمة ملتزمة بأخلاق وقيم ومبادئ الإسلام، وان يكون وجودها في المنزل تحت إشراف كامل، ويقظة من الزوجة طوال الوقت، وألا تكون لابنها مجرد جليسة، بل تكون أما قلبا وقالبا تحتويه بين ذراعيها وفي أحضانها حبا وحنانا وتربيه على الفضائل والأخلاق الكريمة.
نزرع الشوك
العرب كانوا دائما يختارون لأبنائهم مرضعات من طبقات معينة ممن يتميزن بالخلق الكريم والحلم وسعة الصدر، لأن الطفل يتربى ويكتسب خلال تربيته من صفات المربية،و عاداتها وتقاليدها وسلوكياتها خلال فترة معايشتها له والإشراف على تربيته  قاعدته اللغوية والأخلاقية..لذا فان اختيار مربية إسلامية ليس كافيا وحده، فليست كل مربية مسلمة تربي أبناء صالحين لذلك يشترط في المربية أن تكون ملتزمة في سلوكياتها وملابسها وتعاملاتها، لأن الطفل في الصغر مثل “العجينة” التي تتشكل كيفما يريد القائم على أمر تربيته، يتأثر بأي حركة أو صوت أو كلمة، ولذلك يقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: “ما من مولود إلا ويولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه” فالأب والأم مسؤولان عن اختيار المربية الصالحة الملتزمة بتعاليم الإسلام لضمان تخريج أجيال قادرة على تحمل أعباء الريادة في المستقبل، خاصة في هذا العصر الذي أصبح فيه الإسلام والمسلمون هدفا دائما لكل المخططات والمؤامرات التي تدبر وتحاك من قبل الإرهاب اللادني والزرقاوي الضاري ..لتشويه الإسلام والإساءة إليه والإنقاص من شأن المسلمين.
أخيراً فإنه من المؤسف أن نرى الأسر المسلمة تستأجر المربيات وخادمات المنازل من دون انتقاء ومن دون البحث عن الشخصيات الصالحة المؤتمنة، فالأسرة المسلمة مطالبة شرعا بمراقبة سلوك أبنائها وتصرفاتهم مع الخادمات مهما كانت جنسياتهن ودياناتهن والحرص على عدم الخلوة  _ التي يحرص عليها الرجل _من أي نوع لا مع الكبار ولا مع الصغار، فأعظم الخطر يكون على الأطفال الذين يجهلون أمور الدين فيسهل التأثير فيهم وتتزعزع عندهم العقيدة، وتغرس فيهم قيم ومبادئ تخالف الإسلام ويتعلمون قيما وطقوسا باطلة.


158
بمزيد من القلق، نشهد التصعيد الحالي في موجة التوتر المخيفة التي أشعلها قيام صحف أوروبية بنشر صور كاريكاتورية للنبي الكريم محمد (صلى الله عليه وسلم) اعتبرها المسلمون مسيئة إلى حد كبير. سوف نكون جميعاً خاسرين إذا فشلنا في نزع فتيل هذا الوضع، والذي لن يفعل شيئاً سوى خلق أجواء من سوء الظن وسوء التفاهم بين الطرفين ولذلك فمن الضروري ان نناشد الجميع الاحترام والهدوء والإصغاء إلى صوت العقل. والسنة الماضية ترأس رئيسا حكومتي تركيا واسبانيا مبادرة إطلاق العمل على تحالف مشروع الحضارات، انطلاقاً من إيمان راسخ بأن الغرب بحاجة إلى مبادرات وأدوات لوقف دوامة الكراهية والتشويش التي تشكل بحد ذاتها تهديداً للسلام والأمن الدوليين. والحوادث المؤسفة التي نشهدها اليوم انما تؤكد مجدداً على تشخيصنا للعلّة والتزامنا بالسعي لحشد المزيد من الدعم لهذه القضية. لطالما كانت اسبانيا وتركيا منذ القدم على مفترق طرق بين الشرق والغرب، ولذلك فنحن ندرك تماماً ان الطريقة التي يتم فيها معالجة مظاهر التماس المباشر بين الثقافات المختلفة يمكن ان تكون عامل إثراء كبير، لكن يمكن أيضاً ان تكون عامل نزاع هدّام. وفي عالمنا المعولم، الذي يتضاعف فيه باستمرار حجم العلاقات والتبادلات بين الحضارات المختلفة، والذي يمكن فيه ان تكون لحادثة محلية ارتدادات قوية في أنحاء العالم، فمن الضروري ان نكّرس قيم الاحترام والتسامح والتعايش السلمي .. إن حرية التعبير ركيزة أساسية من ركائز أنظمة الغرب الديمقراطية، ولن يتخلون عنها أبداً. لكن ليس هناك حقوق من دون إظهار المسؤولية والاحترام لمشاعر الآخرين، وقد يكون نشر هذه الرسوم الكاريكاتورية قانونياً مئة بالمئة، لكنه ليس حيادياً ولذا يجب رفضه من منظور أخلاقي وسياسي. وفي النهاية فإن كل هذا يعزى إلى سوء الفهم وسوء أظهار الثقافات المختلفة المنسجمة كلياً مع قيمنا المشتركة، وتجاهل هذه الحقيقة يمهد الطريق لسوء الظن والنفور والغضب، وهذه كلها عوامل قد تؤدي إلى عواقب غير مرغوب فيها، علينا جميعاً العمل بجدّ لتفاديها. والطريقة الوحيدة لبناء نظام دولي أكثر عدالة هي من خلال إظهار القدر الأقصى من الاحترام لمعتقدات الثقافات الأخرى. نحن ملتزمون بشكل كامل باحترام معايير القانون الدولي والمنظمات الدولية التي تجسده. لكن لا المؤسسات ولا القوانين كافية لضمان السلام في العالم. علينا ان نرسخ مفهوم التعايش السلمي، وهو أمر لا يمكن تحقيقه إلا إذا كان كل طرف مهتماً بفهم وجهة نظر الطرف الآخر وقام بإظهار الاحترام لمقدساته. هذه هي الأسس المنطقية والأهداف الرئيسية لمبادرة تحالف الحضارات التي تروج لها اسبانيا وتركيا..

159
 بلغ عدد الشعراء وأشباه الشعراء الذين يدعون بأن قصيدة ليلى التي غناها الساهر  هي من تأليفهم أكثر من عشرة شعراء بعين العدو..وقد طلبت من كاظم الساهر وكريم العراقي و بعض الشعراء و الأدباء الذين عاصروا وجايلوا الشاعر حسن المرواني أن يردوا على هذه الإدعائات إلا أنهم قالوا : أنها مجرد أكاذيب رخيصة لا يستحق أصحابها أن نرد عليهم .. ولكن ما نقلته بعض المنتديات عن إدعاء وليد خالد الشطري بأن ليلى من إبداعات أبيه وهو شاعر كبير جعلني أتقدم بشهادتي..
في بداية سبعينات القرن الماضي عرّفني شقيقي الشاعر كريم العراقي  الطالب بمعهد المعلمين ( آنذاك)بالشاعر الشاب ( آنذاك ) حسن فرحان المرواني في حديقة مستشفى مدينة الثورة وبعد ان غادرناه سألت كريماً عن المرواني فحدثني عنه و قرأ لي قصيدتين من إبداعه إحداهما ( أنا وليلى وإشطبوا أسمائكم ) فتأثرت بها رغم أن قصيدته الأخرى لا تقل عنها روعةً والقصيدتان تحملان ذات الأسلوب والمفردات واللغة ..بعدها زرنا أنا و الصديق حسين ريشان الشاعر حسن المرواني في بيته بقطاع 32 بمدينة الثورة والذي لايبعد عن بيتنا كثيراً وإستمتعنا بقصائده الجديدة .. وفي عامي71 و 1972كانت القصيدة تُنقل من دفتر الى دفتر ومن شخصٍ الى آخر وهي تحمل إسم شاعرها المرواني حتى حفظها مئات الالاف في ثانويات وكليات بغداد والمحافظات ولم يجرؤ أحد على أن ينسبها لنفسه أكان شاعراً أو ((ملحناً )) فهي حكاية وهوية وقصيدة الشاعر حسن المرواني..وفي العام ذاته 1972 تعرفت على الفنان الشاب (آنذاك) رياض أحمد في بيت الشاعر كاظم إسماعيل الكَاطع بقطاع 31 بمدينة الثورة وكان معنا الشعراءكريم العراقي وجمعة الحلفي وآخرون فقرأ الكِاطع والعراقي والحلفي بعض قصائدهم وقرأت لهم مقطعاً من قصيدة المرواني فطلب مني رياض أحمد أن أكتبها له بخط يدي فكتبت ما احفظه منها على ان أجلب له بقية القصيدة يوم الجمعة المقبلة في مقهى الزهاوي..ولكنني لم أذهب الى هناك ..وفي عام 1982 إلتقيت بالفنان المرحوم رياض في المدينة السياحية في الحبانية ورغم مرور عشر سنوات ورغم سكره الشديد إلا أنه صاح بي :وين قصيدة ليلى..؟آني حصلتها.. بس ضيعتها..فوعدته بان أتصل بالمرواني وأحصل عليها كاملةً.. في عام 1983 إلتقيت برياض في الموصل حيث دعاني صديقي الفنان قحطان العطار ..فلم يسألني عن القصيدة فقلت لعله نسيها أو حصل عليها من شخص آخر..ولم ألتقي برياض بعدها إلا عام 1986حيث إستضفته ببرنامج كنت أقوم بإعداده..أما المرواني فقد إفتتح في تلك الأيام مقهى شعبياً بمدينة الثورة بالإشتراك مع صديقي حسين ريشان ليعينه على معيشته وظروفه الصعبة إلا أن المشروع فشل وذلك قبل إنتقاله الى الزعفرانية.. ربما أكون قد إبتعدت عن الموضوع إلا أني أردت أن أقول باننا قد عاصرنا المرواني وليلاه وتلقفنا قصيدته كالخبزة الساخنه فكيف لنا أن نسكت على إدعائات كاذبة تنسبها لغير شاعرها كان آخرها وليس أخيرها ما نُقل عن وليد الشطري الذي كان من الأجدر به أن يقوم بتكذيبها إعتزازاً بقصائد أبيه ؟ أتمنى أن يكون الخبر هذا عارياً من الصحة حاله حال بقية الإدعاءات العشر فهي مجرد تجني وكذب رخيص..
وأتمنى أ أخيراً أن لا يدعي صديقي الشاعر حكمت البيداري بأنه كتب هذه القصيدة عن مشرفة الصفحة  الأدبية في منتديات عينكاوا..

160
أدب / رد: ..خاتمــــــــــــه..
« في: 11:21 21/02/2006  »
أشكرك يا صديقي نضال
 وليوفقك الرب و أسرة عينكاوا جميعاً 

161
المنبر السياسي / ماركسية ماركس
« في: 15:30 19/02/2006  »

 
المنظر اللبرالي الفرنسي، والأوروبي الأكثر شهرة خلال القرن العشرين ريمون آرون  تحدث طويلاً عن الفيلسوف الألماني «كارل ماركس» الذي يفترض ان يكون «خصمه» بالتعريف.. فآرون هو «منظرً اللبرالية» و«ماركس» هو رمز الفكر الاشتراكي.
قدم  آرون العديد من الكتب التي اصبحت بمثابة «مراجع» وليس اقلها شهرة كتاب «السلام والحرب بين الأمم» الذي نشره مؤلفه في عقد الستينيات الماضي ولم تتم ترجمته ـ للأسف ـ الى اللغة العربية رغم أهمية العديد من الاطروحات التي تضمنها من أجل فهم أحداث جرت فيما بعد وكان آرون قد «تحدث» عنها برؤية مستقبلية ثاقبة.. ومن مؤلفات آرون الأخرى «مراحل الفكر السوسيولوجي» و«المتفرج الملتزم» الذي تحدث فيه عن العديد من القضايا العربية.. الخ.
هذا الكتاب الجديد الذي يصدر بعد سنوات من وفاة صاحبه يحتوي على المحاضرات التي كان «ريمون آرون» قد ألقاها على طلبته في جامعة السوربون عام 1962 وعلى مستمعيه عام 1977 وتحدث فيها عن فكر ماركس ولكن ايضا وأساساً عن الدور الذي لعبته الاطروحات الماركسية في تكوينه الفكري. يقول: «انني لست مديناً لتأثير مونتسكيو أو توكفيل الفكري.. ومازالت على الرغم مني أولي أهمية أكثر لفهم اسرار رأس المال (كتاب ماركس الشهير) مما أهتم بكتاب الديمقراطية في اميركا لتوكفيل
لكن بالمقابل لا يتردد ريمون آرون: في أن يؤكد «خيانة» الماركسيين أنفسهم لافكار ماركس. يقول: «اذا قمنا بدراسة للأنظمة التي تقول بانتمائها الى ماركس وخاصة من وجهة نظر اقتصادية من النمط السوفييتي ـ السابق ـ فإنه ينبغي علينا ان نلاحظ بان هذا النمط لا يشكل تطبيقاً للافكار التي قدمها كارل ماركس في كتابه رأس المال؟ وذلك بكل بساطة لكون أن هذا الكتاب لا يحتوي على نظرية على ما ينبغي ان يكون عليه الاقتصاد المخطط ـ اي الاشتراكي.
ان ريمون آرون، كما يشير في اشكال متنوعة، ينتمي الى جيل الثلاثينيات من العقد الماضي.. اي الجيل الذي ما كان له ان يكون حيادياً تجاه «الماركسية» وذلك مهما كانت مواقفه «تأييداً» أو «رفضاً».. من هنا تم وصف «ريمون آرون» و«جان بول سارتر» ـ الفيلسوف الملتزم بانهما «الصديقان اللدودان».. «صداقتهما» قامت على اساس انتمائهما لجيل لعبت فيه افكار ماركس دوراً رئيسيا.. وهما «لدودان» بسبب المواقف المتعارضة التي تبنياها حيال تلك الافكار نفسها.
وكان جيل ريمون آرون «يعيش في اجواء» مشربة بالفكر وبالايديولوجيا الماركسية.. فمناهج التعليم، وخاصة الجامعية المكرسة لدراسة العلوم الاجتماعية، كانت تجد في صاحب «رأس المال» احد نقاط ارتكازها.. وعلى الصعيد السياسي كان الحزب الشيوعي هو احد القوى السياسية الرئيسية وقد برز دوره أكثر تأثراً بعد دوره الكبير في مقاومة الاحتلال الالماني لفرنسا خلال الحرب العالمية الثانية ولم يكن الموقع المتميز الذي احتله الاتحاد السوفييتي ـ السابق ـ على المسرح الدولي بعيداً عن «حضور» الفكر الماركسي في شتى ميادين الحياة العامة. في المحصلة العامة لم تكن معطيات الواقع آنذاك الا بمثابة «تربة خصبة» لجعل الماركسية بمثابة مسألة اساسية حتى بالنسبة لاولئك الذين يدحضونها، ومن بين هؤلاء «ريمون آرون» مؤلف هذا الكتاب.
وبمقابل «الحضور» الكبير لافكار كارل ماركس منذ النصف الثاني للقرن التاسع عشر ـ هذا ما يتعرض له المؤلف طويلاً في احد دروس بجامعة السوربون في عام 1962 ـ كان هناك نوعاً من «الغياب» الكبير ايضا للفكر «اللبرالي».. ويعترف «ريمون آرون» نفسه بهذا الصدد بانه لم يقرأ توكفيل، الفيلسوف وعالم الاجتماع اللبرالي الكبير إلا في وقت متأخر.. ويبدو انه لم يتعمق أبداً في «معرفته» لاطروحات «ستيوارت ميل» وغيره من منظري اللبرالية الانجلوسكسونيه.
ان «ريمون آرون» يؤكد مراراً وتكراراً في دروسه ومحاضراته التي يحتويها هذا الكتاب على أن تأثره بالفكر «الماركسي» انما قد جاء في موقع «الند». أي الموقع الذي فرض نوعاً من «الحوار» ومن «المعركة» بنفس الوقت. يقول «آرون» بهذا الصدد: «ان اي انسان يمتلك حسا بسيطا عن آليات الابداع الفكري يعرف جيداً بان الانسان الأكثر اهمية بالنسبة لنا هو ذلك الذي كنا قد دخلنا في صراع وفي نقاشات معه. وهذا ما يفسر بشكل ممتاز واقع ان افضل ممثل للفكر اللبرالي الفرنسي، وأحد ممثليه البارزين عالمياً، خلال النصف الثاني من القرن العشرين قد درس بعناية بالغة كارل ماركس. يقول: ليس هناك مؤلف اخر قد قرأت له وشارك في تكويني الفكري أكثر من كارل ماركس.. لكنه هو ايضا ذلك الذي لم اتوقف ابداً عن قول الآراء السيئة حياله.. لقد اهتم «ريمون آرون»، كما يبدو بوضوح في كتاباته، بكل جدية وتركيز بمعرفة ماركس.. ألا يمثل هذا تمشياً مع القاعدة الاستراتيجية المعروفة: «اعرف عدوك».. قد ينبغي التأكيد هنا بان «آرون» قد رأى في ماركس بالأحرى «خصما» وليس عدوا.
ولعل افضل شاهد على «اعجاب» ريمون آرون بماركس جملته التي يقول فيها: «إن المبدأ الذي حاولت تتبعه يحتل سمة قل أن وصل مبدأ آخر إلى مثلها وهو انه يمكن شرحه بإخلاص في خمس دقائق اوخمس ساعات اوخمس سنوات او في نصف قرن.

162
أدب / رد: ما اسامحك ..
« في: 10:07 19/02/2006  »
..مستعد أجرع الويل           وأمشي وبطولي الجرح
   وأبـد مافاركـَ الليل             لو صــرت إنتَ الصــبح ..
لا تسامحه يا حكمت فمن يخطأ معك أكيد  يستحق العتاب الشديد ..
                                                            صديقك
                                                          رحيم العراقي 

163
أحب وطني ..بي أهلي وبي داري                    (( بيتي ))
وأحـس بكـل معاناته .. وبي داري                    (( أعرف..أدري))
إذا إنتَ صـدكـ حـكــمت وبيداري                        ((لقب العزيز حكمت))
لا تزعل على منتدى الأحباب..
..تصور يا حكمت :إخترعت وزن جديد للأبوذية بفضلك..

164
أدب / رد: الدخيل وقلبي
« في: 14:15 16/02/2006  »
 
            _ يا أماني أنتِ من سلّمتِهِ        قلبَكِ العذبَ وما كـان دخيلا
               ورجوع الحال من حيث بدأتِ     يااماني صار أمراً مستحيلا

165
       * الى الصديق الشاعر حكمت البيداري محاكاة وجدانية لقصيدته ما أسامحك..   

            ..من بعد ما حطـمتني     وما بقـت غير الجراح
            هسه شتأملت مني    وجايني تريد السماح ..؟
           _ ردي و تقّبله مني      حتى لو مُره الحقيقه
             ما أرد لك يلكَلت لي     كـلمن يروح بـطريقه 
              وضيعتني بدرب حزني
             أمشي والنسمه تهزني  غصن بجـفـوف الرياح
                                            وجايني تريد السماح..
                                     * * * *
           ..السماح الكلمه صعبه      بشـفه مليانه مـراره
             إعذرني ما أكَدر عليهه    أبد وأحسبهه خساره   
             بالأخـص وياك إنته
             يلبعت كَلبي وتركته        طير مكسور الجناح
                                            وجايني تريد السماح.
                                    * * * *
           ..ما أسامح ماأسامح        و هــذا آخر ما أكَــوله
             إنتَ لو تقره الملامح        جان تفهمني بسهوله
              تغـّيرت كــل المـعـاني
            وصرت بعدك شخص ثاني   كل حلو بطباعي راح
                                              وجايني تريد السماح..
                                                                         
       

[الملحق حذف بواسطة المشرف]

166
مؤلف كتاب مسرح الحرب  الصحفي والمفكر الاميركي المعروف لويس لافام، وهو المشرف على نشر مجلة هاربير «هاربر ماغازاين» وكان قد نال جائزة اميركا القومية على كتاباته النقدية، وقد صدرت له في الماضي عدة كتب نذكر من بينها: المال والطبقات الاجتماعية في اميركا، وحفلة تنكرية امبراطورية، وفندق اميركا، وبانتظار البرابرة.. الخ،
لافام يكتب الآن ويعيش في مدينة نيويورك. ومنذ البداية يقول هذا الكاتب النقدي الذي لم يخف استياءه من السياسة الاميركية: كل شيء تغير بعد 11 سبتمبر هذا ما تكرره على اسماعنا وسائل الاعلام الاميركية صباح مساء منذ ان كان جورج دبليو بوش قد انخرط في حربه ضد الارهاب. انها حرب دائمة معلنة ضد عدو غير واضح المعالم، ولكن سلوك جورج بوش العنجهي والامبراطوري لا يشذ عن سياسة الادارات الاميركية السابقة على عكس ما نتوهم. فجميعها سياسات امبراطورية وتوسعية تريد الهيمنة على العالم. ولكن البعض يعتقد بان قادة اميركا الحاليين هم اكثر رجعية ويمينية حتى في حكومة رونالد ريغان!
ثم يتحدث المؤلف عن الحروب السابقة التي خاضتها اميركا منذ سنوات عديدة، كالحرب العالمية الثانية، وحرب فيتنام، وحرب الخليج الثانية في عهد بوش الأب وما تلا كل ذلك، وينصح المؤلف القادة الاميركان بعدم التدخل في شئون العالم باستمرار، وترك الآخرين يحلون مشاكلهم بأنفسهم، فبأي حق أو بأي مشروعية يقوم بوش بتأديب العالم؟
ولكن المؤلف في ذات الوقت يدين بالطبع الاعمال الارهابية التي أدت الى مقتل ما لا يقل عن ثلاثة آلاف شخص في نيويورك وواشنطن، ويدعو لمعاقبة المسئولين عن هذه الجريمة الكبرى التي ذهب ضحيتها ما لا يقل عن مئتي مسلم ايضا، هذا بالاضافة الى جنسيات اخرى عديدة من اميركية وغير أميركية.
وفي ذات الوقت يحذر المؤلف من مطلب الوقوع في سياسة الفعل ورد الفعل.
فلا ينبغي ان تبالغ اميركا في الرد، ولا ينبغي ان تعاقب الا المسئولين عن الجريمة. فالعالم الاسلامي شيء، والارهاب شيء آخر ولا يمكن الخلط بينهما.
في الواقع ان صوت المؤلف يبدو نشازاً بالقياس الى الجوقة الاعلامية الداعية الى الحرب العامة المعممة. ولكنه صوت نقدي جريء لا يخشى الخروج على الخط العام للسياسة الاميركية.
يقول المؤلف بما معناه: بعد مرور ستة اشهر على مأساة (11) سبتمبر وقف جورج دبليو بوش امام حفل كبير من الشخصيات المتجمعة في حدائق البيت الابيض تقدم من الميكرفون والقى خطابا حماسياً هاجم فيه الارهاب وعبّر عن رغبته في مواصلة الحرب ضده الى ما لا نهاية اذا لزم الامر كان بوش يخطب امام «1300» شخصية من شخصيات أميركا وكان من بينهم اعضاء المحكمة العليا، ورجالات الكونغرس، والوزراء، وكبار الضباط، ورجال السلك الدبلوماسي بما فيهم السفراء العرب والمسلمون.
وبدأ الرئيس وكأنه يقود حملة صليبية جديدة تشبه الى حد ما تلك الحملات التي دشنها البابا في القرون الوسطى وقال بان حربه عادلة وان الاعداء هم الذين ابتدأوا الضرب وسوف يعاقبهم ويلاحقهم في كل مكان.
ولكن بما انه كانت توجد شخصيات اسلامية وبوذية ومسيحية في الحفل فان الرئيس لم يشر الا مرة واحدة الى المسألة الدينية بالمعنى المسيحي للكلمة ولم يتحدث عن ملاحقة جميع الاشرار في العالم وانما فقط الارهابيين وتحدث عن التحالف الحضاري الذي يضم الجميع من مسلمين ومسيحيين ضد اعمال العنف والتطرف.
ولكن كان واضحا من لهجة الرئيس انه يستلهم اللغة الانجيلية والمسيحية واذا لم تكن كلماته هي نفس الكلمات التي يستخدمها الصليبيون والاصوليون المسيحيون فان المضمون لم يكن مختلفا كثيرا لنحاول ان نجري مقارنة بين خطاب البابا اوربان الثاني وخطاب جورج بوش في عام 1195 اي قبل اكثر من ثمانمئة سنة القى البابا المذكور خطابا مشهورا لتجييش الحملات الصليبية على العالم الاسلامي وكان مما جاء فيه مايلي: اننا نسمع اخبارا مقلقة تأتينا من بعيد نسمع بان جنس الاشرار الذي يضم الاتراك والفرس والعرب قد دنس مقدساتنا المسيحية في الشرق وهم اناس خارجون على ايماننا وعقيدتنا ومغضوب عليهم من قبل الله! فالاتراك يقتلون عباد الله المسيحيين في الشرق ويبقرون بطونهم، ويمثلون بهم ويذلونهم فماذا تنتظرون اذن لكي تنتقموا منهم!
على هذا النحو جيش البابا جحافل الصليبيين للهجوم على الشرق الاسلامي بالطبع فان الرئيس بوش لايستطيع ان يستخدم نفس اللهجة او نفس اللغة لانه لا يعيش في القرون الوسطى ثم انه يتحدث امام جمهور ضخم يضم كل اعضاء السلك الدبلوماسي وفيهم الكثير من سفراء الدول العربية والاسلامية كما قلنا يضاف الى ذلك انه حرص على التفريق بين الارهاب والاسلام وذهب حافي القدمين الى المسجد في واشنطن، ولكنه يستخدم لغة الوعظ الديني التي تذكرنا من بعيد بلغة البابا فجورج بوش واقع تحت تأثير التيار  المتشدد الذي يقوده في اميركا القس بات روبرتسون. قال الرئيس الاميركي بما معناه: اين ارى عالما من السلام والوئام سوف ينهض بعد القضاء على الارهاب فليبارك الله اذن تحالفنا.
وبالتالي فان الرئيس الاميركي يعتقد انه يخوض حرباً مقدسة ضد عالم الاشرار.
وهذا ما قاله والده حرفياً تقريباً عندما ارسل القوات الاميركية الى الصومال عام 1992. قال جورج بوش الأب بما معناه: لكل بحار وجندي وطيار منخرط في هذه المهمة اسمحوا ان اقول لكم بأننا ننفذ ارادة الله، بأننا نخوض حرباً عادلة، مقدسة، وسوف لن نفشل، شكراً لكم وليبارك الله الولايات المتحدة الأميركية.
ثم جاء ابنه لكي يلعب نفس الدور ولكي يقول لنا بأنه ينفذ ارادة الله على الارض. وبالتالي فما اشبه الليلة بالبارحة! ما اشبه جورج بوش الاب بجورج بوش الابن! ولكن يمكن القول بأن جورج بوش الاب كان علمانياً اكثر من ابنه. فمن المعلوم ان اليمين البروتستانتي يحيط بجورج دبليو بوش ويؤثر عليه.
نقول ذلك على الرغم من ان اميركا دولة علمانية. ولكن تعيين جون اشكروفت كوزير للعدل كان يعني انه لا يوجد فصل حقيقي بين الكنيسة والدولة في اميركا. فالرجل أصولي مسيحي، والكل يعرف ذلك. فمنذ ان استلم وزارة العدل اصبح يعتبر نفسه بمثابة المسئول عن تنفيذ العدالة الالهية، لا العدالة البشرية او الارضية.
وبعد ان أعلنت اميركا حربها على الإرهاب راح هذا الوزير المتشدد يتخذ قرارات تحد من الحريات العامة للمواطنين بل ودعا الى تعديل القوانين أو تغييرها لكي تتناسب مع المرحلة الجديدة. فمثلاً سمح بالتنصت على المكالمات الهاتفية لاي شخص يشتبه به. وبالطبع فهناك بعض الابرياء الذين سيدفعون الثمن كما حصل في عهد مكارثي السيء الذكر.
وطالب بتعديل القانون من اجل السماح له بالقبض على المتهمين بالارهاب ومحاكمتهم سرياً امام محكمة عسكرية وعندما تسمعه يتحدث امام لجنة الكونغرس المسئولة عن العدالة والامن فانك لا تستطيع التفريق بينه وبين جماعة الجهاديين الذين يحاربهم! فكلامه يشبه المواعظ الدينية التقليدية مثلهم وبالتالي فهو اصولي يحاكم اصوليين.
وقبل  سنوات صرح في احدى الجامعات الاميركية قائلاً: نحن في اميركا ليس عندنا ملك، ولكن عندنا يسوع المسيح! ثم كرر نفس الكلام امام «6000» من المتدينين الاميركان بل ووصل بالامر الى حد القول بأن الحرية الاميركية نازلة علينا كهدية من السماء! ورد عليه رجال الدين والقساوسة قائلين: آمين. وبالتالي فان هذا الذي يعتقد بأنه يتلقى الأوامر من الله لمحاربة الارهابيين.. وربما كان يعتقد بأن القدرة الفوقية هي التي كتبت دستور الولايات المتحدة ووثيقة حقوق الانسان.
يضيف المؤلف : لا اعرف فيما اذا كانت الادارة الاميركية كلها موافقة على خط وزير العدل وتوجهه الاصولي المسيحي. ولكن اعرف ان هناك الكثير من وسائل الاعلام التي تمشي في هذا الاتجاه ولا ريب في ان بعضها يشعر وكأنه يخوض حربا دينية مقدسة ضد الارهابيين.
مهما يكن من امر فان ادارة الرئيس الأميركي لا تطلب منا ان نحاكمها على أساس ما تعرفه وما تفعله، وانما على اساس نظافة قلبها وطهارة مقاصدها.
وعندما يطرح اعضاء الكونغرس بعض الاسئلة العادية على الحكومة من نوع: لماذ تريدون اعلان الحرب على العراق؟ هل هذا ضروري فعلا؟ كم هو عدد الجنود الذين سترسلونهم.. الخ عندما يطرحون هذه الاسئلة فان الحكومة الاميركية تشعر بالحرج وتتشكك في وطنية اعضاء مجلس الشيوخ! بل وتتهمهم بانهم يزرعون بذور الانقسام والفتنة في صفوف الشعب الاميركي وتقول لهم بما معناه: نحن في حالة حرب مع عدو رهيب لا وجه له ولا هوية وانتم تطرحون علينا هذه الاسئلة التي تثبط هممنا وتضعف عزيمتنا! وهكذا يضطر النواب الى السكوت.. فلا احد يريد ان يظهر بمظهر التقاعس عن محاربة الارهاب بعد كل ما حصل في 11 سبتمبر فالشعب الاميركي معبأ تماما ولن يغفر لاي قائد سياسي تخاذله في هذه الفترة العصيبة. وسوف يسقط في الانتخابات اي نائب يعارض سياسة بوش حالياً، والدليل على ذلك ان بوش استطاع ان ينتصر بشكل صارخ في الانتخابات النيابية التي جرت مؤخراً. واصبح يمتلك اغلبية مريحة في الكونغرس وغير الكونغرس.
وبالتالي فالاصوات النقدية او المعارضة للخط العام سرعان ما تعزل وتحتقر هذا اذا لم تهتم بالخيانة الوطنية. هذا لا يعني بالطبع ان سياسة الحكومة كلها خاطئة او لا عقلانية. فالواقع ان الادارة مشكلة في عدة اجنحة لا من جناح واحد. فهناك المتطرفون وهناك المعتدلون. واحياناً ترجح كفة هؤلاء، واحياناً ترجح كفة اولئك.
ولكن بما ان مصير العالم متوقف على القرارات التي يتخذها الرئيس الأميركي فان العواقب ستكون وخيمة إذا ما اخطأ. وهناك نقطة ثانية ينبغي ان يأخذها الرئيس الاميركي بعين الاعتبار. وهي ان اميركا برهنت على اصالتها وطيب نيتها عندما ساعدت اوروبا واليابان على النهوض بعد الحرب العالمية الثانية. وكانت هذه الدول مدمرة تماماً. ولكن اميركا نظمت لها خطة مارشال ودفعت من جيبها من أجل مساعدتها.
والآن ينبغي على الرئيس بوش ان يبلور خطة مارشال ثانية لكي يساعد الفقراء والجائعين في العالم.

167
[quote author=الأخ مجهول
    شكراً لك..ولست بالمجهول بيننا بل المُعّرّف بحبه للجميع..

168
في زحام الحياة اليومية نتعثر بوحل هزائمنا المنكرة ونغوص في تفاصيل بقائنا وشوارد أفكارنا و هواجسنا و أسرارنا  .. ونلتقي بوجوه قد تضيع بعض ملامحها في مفرق أو زاوية في الذاكرة المتعبة..إلا الكلمات الحميمة التي تحمل رائحة القلب فإنها توشم أكفنا و تواجه أبصارنا بأُلفة كلما  إنفردنا بأنفسنا في عزلتنا العُضال وطالعنا أجسادنا الواهنة..شكراً لكلماتك الرقيقة التي لاأستحقها..شكراً ياصديقي النبيل: فهد اسحق.. الجميل..

..

169
أحس بعمق عباراتك الحميمة الممتزجة بشاهدتي كما تمتزج دماء  جرحين ينزفان حتى النضوب..
شكراً لك يا أخي بسام ..شكراً جزيلا ....

170
هل يستطيع الإرهاب أن يصلب المسيح من جديد..؟



هل يستطيع الإرهابيون المتوحشون قتل الكنائس..وإزهاق روح الله في ذراه؟
هل يعلو عواء الضالين ودعوتهم الى الموت والخراب على أجراس المحبة والدعوة الى العبادة..؟
هل يمحو ضجيج قنابلهم وأحزمتهم الناسفة أصوات التراتيل التقية وموسيقاها البهية ..؟
هل تستطيع خِرَق أعلامهم السوداء أن تحجب الرؤى عن أجمل العيون الزرق والخضر والصفر ..؟
    أوتنسج خيوط العنكبوت الرمادية حول خُصلات شقراوات العراق..؟
هل يستطيعون قتل أطفال يسوع.. وهم ملائكة الأرض..؟
المسيحيون باقون في عراقهم..في الغرب والشرق والوسط و الشمال والجنوب..
المسيحيون ( وجه لحافنه ) وإطلالتنا على الآخر..
المسيحيون رسل محبتنا وعنوان حضارتنا..
المسيحيون صليب شعرنا وفنوننا الجميلة..
 المسيحيون رموز حضارتنا وأفكارنا الأصيلة..
المسيحيون عراقيون قبل أن يكون العراق..
ولو نفخ كل الإرهابين بكل مافي أنفاسهم الكريهة
 فلن يطفئوا ضوء شمعة في كنيسة تمجد الرب
                                           فيحرسها الرب..
             [/font] [/b] [/size]

171
يقدم هذا الكتاب صورة كاملة تعبر عن رؤية غربية لنظرة الغرب الى الإسلام في العصور الوسطى، وهى رؤية رغم ما حاولت الإلتزام به من موضوعية إلا أنها في النهاية لم تتمكن من تجاوز أسر المواقف التحيزية ضد الإسلام رغم أنها تصدر عن مؤلف دارس أكاديمي تخصص في دراسة العصور الوسطى في الغرب وهو ر. و. سذرن الأستاذ المخضرم في جامعة هارفارد والذي أثرى المكتبة الغربية بالعديد من الدراسات المتخصصة عن تلك الفترة.
ومنها «المجتمع الغربي والكنيسة في العصور الوسطى» و «صناعة العصور الوسطى» و «النزعة الإنسانية في العصور الوسطى» ويقدم المؤلف من خلال الكتاب وهو في الأصل عبارة عن مجموعة محاضرات ألقاها ر. و. سذرن في جامعة هارفارد الأمريكية تناولا لفترة ثمانية قرون ونصف من الصراع بين الإسلام والنصرانية.
وانطلاقا من خبرته كمتخصص يميز هنا بين ثلاث مراحل رئيسية الأولى أربعة قرون من عدم المبالاة والثانية محاولات القرن الثالث عشر المختلفة لتقدير الإسلام وتقييمه والثالثة أواسط القرن الخامس عشر حين غاص بعض المفكرين الاوروبيين في قضايا لم تناقش من قبل لعدة قرون، وهو يتتبع في هذا الصدد حسبما يشير المترجمان أسباب المواقف المعروضة المتباينة والى أي مدى أثرت في سير الأحداث أو بررتها هذه الأحداث.
بداية يشير المؤلف الى أن العلاقة بين الإسلام والنصرانية في العصر الوسيط لم تكن موضع دراسة جادة وهو الوضع الذي تواصل الى أن جاء عمل ارنست رينان في وقت متأخر في القرن قبل الماضي حول ابن رشد والرشدية، بمعني أخر أنه لم يبذل مجهود كبير لتفهم إسهام الإسلام في تطور الفكر الغربي أو تأثيره في المجتمع الغربي المجاور للإسلام حتى السنوات الواقعة بين الحربين العالميتين.
 غير أنه ورغم ذلك فإن الشعور العام الذي ساد الغرب على مدى القرون الثلاثة الماضية هو التفوق في مختلف المجالات وهو شعور لم يلق تحديا خلال هذه الفترة الا في النادر وأصبح جزءا من تراث الغرب الذي من المؤلم تعديله أو العدول عنه.
ويعرض المؤلف لجوانب من التحديات التي مثلها الإسلام أمام الغرب آنذاك سواء على الصعيد العملي أو على الصعيد الفكري فعلي المستوى الأول تطلب الأمر كما يقول المؤلف اتخاذ اجراءات معينة كالصليبية والدعوة الى النصرانية والتبادل التجاري وعلى المستوى الثاني
 وباعتباره مشكلة لاهوتية تطلب بإلحاح بعض الأجوبة على بعض الأسئلة التي كان لا بد من طرحها مثل مادوره الذي قدرته العناية الألهية في التاريخ وهل كان علامة على نهاية العالم أو هو مرحلة من مراحل التطور في النصرانية وهل كان هرطقة أو انشقاقا مذهبيا أو دينا جديدا؟ وقد وقف علماء العصور الوسطي وأولى الأمر أمام جميع هذه المعضلات التي عرفناها في مختلف المجالات وألقوا الكثير من الأسئلة التي نطرحها الأن.
 على أن الشيء الوحيد الذي يجب توقع عدم وجوده في تلك العصور هو الروح المتحررة الأكاديمية أو البحث الإنساني الذي تمير به الكثير من البحوث التي تناولت الإسلام في المائة سنة الأخيرة.
وفي سياق دراسته يشير المؤلف الى حيرة الغرب في تفهمه للإسلام وقد عزز من ذلك عدم تمكنه من الحصول على أية مساعدة من الثرات القديم ولا طمأنينة من الحديث فاعتمد علنا ولعصر كامل على الماضي في مواده وقد زاد من ذلك أن الإسلام كان عقيدة بعض الرجال الذين دأب الغرب على الإعجاب بهم باطراد وأحيانا بشدة كالفارابي وابن سينا وابن رشد وأبطال فروسية كصلاح الدين وسواه فكان من الصعب تصديق القول بسذاجة عقول مثل هؤلاء الرجال.
وقد أثرت جميع هذه الاعتبارات المعقدة في رد الفعل الغربي ازاء الإسلام في العصور الوسطي. هذا الى جانب اختلاف الأسس التي يقوم عليها كل من المجتمعين الغربي والإسلامي في ذلك الوقت ففيما حقق الإسلام القوة والثروة والنضج كان الغرب مجتمعا زراعيا اقطاعيا رهبانيا في الوقت الذي تركزت فيه قوة الإسلام في المدن الكبيرة والقصور الثرية وخطوط المواصلات الطويلة.
فضلا عن أن الإسلام قطع خلال اربعمائة عام من وجوده مراحل من تطوره العقلي لم يستطع الغرب تحقيق نظيرها الا بعد مرحلة تطور أطول منها بكثير فقد انتجت البلاد الإسلامية مجموعة ضخمة ومتنوعة من العلماء والأثار العلمية في القرون التاسع والعاشر والحادي عشر تفوق ما أنتجته النصرانية الوسيطة في المدة نفسها من الزمان.
 وفي اشارة الى بعد الشقة بين ما كان عليه حال المسلمين والغرب في ذلك الوقت يقول المؤلف إن مقارنة فهارس الكتب الغربية بقوائم الكتب المتوفرة لدى علماء المسلمين لتعطي انطباعا أليما عن حالة العقل الغربي وهذه المقارنة تقع على حد قوله كأنها قنبلة على علماء القرن الثاني عشر اللاتين الذين كانوا أول من فتح عينيه على واقع هذا الاختلاف.
 وبشكل عام يشير المؤلف الى أنه كان هناك جهل تام بالإسلام في الغرب فهو لم يكن على حد ما يذكر سذرن سوى مجموعة من الأعداء تهدد العالم النصراني من كل صوب وقد لجأوا في محاولة فهم ما يتعلق بالعرب المسلمين الى الكتاب المقدس من خلال تاريخ العهد القديم.
 واذا كان الأسبان هم الذين تعرضوا بشكل مباشر للحكم الإسلامي فإن المؤلف يقدم لنا صورة وردية بشأن وضعهم هناك فالنصارى حسب قوله كانوا يحبون قراءة القصائد والقصص العربية ودراسات الفقهاء والفلاسفة العرب لا لدحضهم بل لامتلاك ناصية لغة عربية سليمة وقد استثار هذا ردود فعل بين حفنة من النصارى وقادهم الى الاحتجاج ضد هذه التطورات التي تمثل ردة عن النصرانية من قبل بعض اخوانهم.
 وقد تبدلت العلاقة بين العالم النصراني والإسلام فجأة بقيام الحروب الصليبية وفي مؤشر على ذلك يقول المؤلف أنه لم يجد قبل سنة 1100 اسم محمد يذكر الا مرة واحدة في الأدب الوسيط خارج اسبانيا وجنوب ايطاليا أما بعد عام 1120 فقد بات لدي كل فرد في الغرب صورة للإسلام ومن هو محمد (صلي الله عليه وسلم)
وإن كانت هذه الصورة رغم ذلك لم تكن مبنية على معرفة حقيقية وهي صورة مشوهة في الغالب تردد بعض ما أتهم به الأقدمون النبي صلى الله عليه وسلم وخاصة تهمة السحر وقد وصل الأمر الى حد ترويج الأساطير التي ليس لها أية علاقة بطبيعة الإسلام ومن ذلك اتهام المسلمين بعبادة الأصنام !
 (وهو الافتراء الذي أعاد طرحه هذه الأيام مساعد وزير الدفاع الاميركي) والخلاصة أن التفسيرات المختلفة التي قدمت للاسلام آنذاك قامت على أنواع مختلفة من الجهل وقد كان لهذه المحاولات في تفسير الإسلام تأثيرها العميق في مستقبل الفكر حيث هيأت للإسلام مكانة في ثلاثة من التقاليد العظيمة للفكر والوجدان وهي تاريخ الكتاب المقدس والنظرة الإلهامية والخيال الشعبي.
 ويعرض المؤلف بعد ذلك الى بدايات التعريف الصحيح بالإسلام فيذكر أن المفارقة أن ذلك تم على أيدي رجال ساهموا بقدر واف في الأدب الخيالي لتلك الفترة ومن بينهم وليام الملمسبري الذي يكشف تاريخه عن شغف خاص بالسحر والأعاجيب لكنه كان حسبما يذكر المؤلف أول من فرق بوضوح بين أساطير عبادة الأصنام والخرافات الوثنية السلافية وبين التوحيد في الإسلام، كما أكد خلافا للرأي السائد آنذاك أن الإسلام لا يعتبر محمدا إلها بل نبيا.
وقد استتبع هذا التطور والذي جاء في بواكير القرن الثاني عشر نشأة عادة البحث المستقل في غربي أوروبا في أوائل هذا القرن وهو الأمر الذي كشف عن نفسه في المأثورات التي تحمل تقديرا صادقا للإسلام وفي هذا الصدد قام بيتر المحترم بترجمة القرآن (معانيه) وأكملها في يوليو عام 1143 وهي الترجمة التي تعتبر علما في طريق الدراسات الإسلامية حيث أنه بهذه الترجمة أتاح ولأول مرة أداة بيد الغرب لدراسة جادة للإسلام وإن كان قد استهدف أصلا بالترجمة مواجهة أية احتمالات لتأثر المسيحيين بالإسلام.
غير أن الجهد الذي كان يبذل في سبيل وضع الإسلام في إطار عقلي كريم فتر بعد عهد بيتر المحترم اذ جاءت أخطار أقوى من تلك التي شد اليها الإنتباه وكان الخطر الذي شعر به معظم المراقبين للإسلام في أخر القرن الثاني عشر ذا صبغة عسكرية وكان الرد البسيط هو الحث على مزيد من الجهد العسكري.
 وإزاء ذلك انقسم العالم الغربي الى معسكرين يقول أولهما بأن لا صليبية على الإطلاق ويدعو الأخر الى صليبية أفضل وأكثر استعدادا وفي كل الأحوال كان على أكثر المؤيدين للحملات الصليبية تعصبا أن يتجهوا بتفكيرهم الى المحتويات العقلية للعقيدة الإسلامية ومحاولة دحضها إما لإضعاف إرادة المقاومة لدى العدو أو أن يسقط في يده وإما لشد الأوتار الواهنة في الغرب ببث إيمان أكبر في جهده العسكري.
وهنا يشير المؤلف الى أثر ظهور المغول والذي بعث أمالا لدى الغرب بإمكان التوحد معهم لهزيمة المسلمين.
 ثم يعرض المؤلف لمجموعة لحظات في تاريخ الغرب لها دلالة في علاقته بالإسلام ويشير في هذا الخصوص الى أن إمتلاك أسلوب فلسفي مشترك كان الرابطة الجديدة الكبرى بين الجانبين في القرن الثالث عشر وهو الامر الذي جاء نتاج جهد مجموعة من المترجمين وقفوا أنفسهم للعمل في طليطلة إبان الربع الثالث من القرن الثاني عشر
وقد قدم هؤلاء الرجال الى الغرب أعمال كبار الفلاسفة المسلمين أمثال الكندي والفارابي وابن سينا وغيرهم ومكنوا الغرب - لأول مرة - من امتلاك تراث الفكر الفلسفي والعلمي اليوناني الذي كان يحتل وضعا متميزا في قرون الإسلام الأولى.
وفي نهاية القرن الثاني عشر أصبح في الإمكان الحصول على جزء كبير من هذا العمل باللغة اللاتينية وقد كان من توابع ذلك تأثر اللاهوت النصراني في أرائه ولغته بالفلسفة الإسلامية وهو مظهر واحد من مظاهر نفوذ فكري إسلامي أوسع.
وفي السياق ذاته يعرض لدور روجر بيكون الذي تجاوز مرحلة فهم المسلمين اعتمادا على الكتاب المقدس معتمدا تماما على الفلسفة مستمدا إياها من فلاسفة الإسلام.
ثم يتناول المؤلف في الفصل الثالث الوضع الذي نجم عن ثبوت وهم الأمال التي سادت من قبل وتمثلت في أنه أذا أعيد المنشقون النساطرة الى الجماعة المسيحية واهتدى التتار فإنه سيقضى على جميع العرب المسلمين بسهولة.
فإزاء عدم تحقق هذه الأمال ساد ما يسميه المؤلف بفترة نحس في تاريخ اوروبا وكانت من علامات العصر آنذاك في القرن الرابع عشر عدم الإيمان بوجود حلفاء خارج اوروبا والإنفصام العميق داخلها ولامبالاة غير محددة بالأعداء في الخارج وخاصة الإسلام عدوها الأكبر.
ومع دخول القرن الخامس عشر كانت الحقيقة الواضحة للعيان هي وجوب القيام بعمل ما تجاه الإسلام الذى بدأ يزداد خطره مع فتوحات الدولة العثمانية، وهو ما انعكس في تفكير شخصية مثل مارتن لوثر الذي راح يؤكد على عدم وجود حل سياسي أو عقلي للمشكلة الإسلامية. أما كيف تغير الحال الى النقيض فهذا مايتجاوز نطاق الكتاب.
 


172
أدب / رد: سلامُ الحب
« في: 15:35 27/01/2006  »
يُحسب لكِ إنكِ تتميزين يا زميلتي دينا بلغة غير مألوفة..وخير المبدعين من تميز في زحام النتاجات الأدبية..
دعي المُفردة تجيء إليكِ وتنقاد الى شعركِ دون أن سابق تحضير..مع وافر المحبة والتقدير ..

173
أدب / رد: لماذا يا بني آدم...!!
« في: 18:25 26/01/2006  »
كل شيء جميل يا أختي كارولين..
مقدمتكِ التي جمعت مابين اللغة العربية واللهجة العراقية بصيغة حميمة.
وإختياركِ لهذا الموضوع الإرشادي .. وتساؤلات الكاتبين الجميلين..
..والله جميل ويحب الجمال..جمال الروح ..الذي تزيده العبادة ألقاً ونورا..

174
أعانق كلماتكِ الحميمة..لأن الشاعر يعشق الكلمات وأن كانت لا تعنيه..
 والمجنون يفسر القصيدة كما يتخيل.. والعاشق كما يريد..والخائف كما يريد الآخرون..
أهيم بالفواصل ..بالنقاط الضائعة في سماء الأفكار  قبل أن تسقط كالمطر على الحروف لتهب المعنى..
أسمع السين وكأنه أزيز الأرق القادم من نوافذ القلق والوحشة.. أحس بالفاء ..وكأنها تحاور الضجر ..
أتطيّب برائحة الطاء وأن كانت أولى حروف الطعنات التي وشمت حكاية موتي...
لا يهمني يا أُختاه أن أكون بطل الحكاية..ولا صديق البطل..ولا الشرير..
يهمني أن أسمع الحكاية..لا كما حدثت تماماً ..ولكن كما أراها في الحلم..أو كما يرويها الطفل..

175
أدب / رد: يا .. انت .. !
« في: 18:06 26/01/2006  »
شكراً لك لما أنت عليه من وضوح وحسم وصراحة...فالعاشق يبقى نقياً وصادقاً الى ان يصبح سياسياً..

176
أدب / الشاهدة..( مع صورة ).
« في: 09:37 26/01/2006  »
 

 

هل تأتِ المحطات الى قطارنا الذي توقف ها هنا..؟
هل تسافر هذه المقبرة العتيقة او تدور حول موتها وأمواتها ؟
و..لكنني الوحيد الذي ينتظر..المطر..البرق..شهاب يحترق وينطفئ..
 طوفان..إعصار يرفع الغبار عن وجهي الذي لا أراه..
 بوابتي..ملامحي مُبهمة الأرقام..
..ألم تكوني معي في كل المحطات التي إنسلت بصمت حزين وموحش في رؤانا
 دونما مطر أو برق أو شهاب يحترق وينطفيء..؟
 كم من الكفن..؟
..كم من الثلج يحفظ جسدك الغض..؟
..كم من الثلج يحفظ جسدك..؟
..كم من الثلج..؟
..كم..؟
..كم من الغبار يتشكل حولي وفيّ لأكون شاهدة قبركِ المُفعم بجسدك الحبيب الغضّ..؟
..ماذا يتبقى من القبلات سوى الغبار..؟
..ماذا يتبقى مني سوى الغبار..؟
هكذا أنا وأنتِ..أنتِ وأنا..قطرتان من المطر..سقطنا معاً..وإختفينا في التراب..
دون أن تنبت زنبقة أو تنفلق بذرة..
لا تكوني الغبار الذي يملأ وجهي..
كوني ..كوني..ولو إسماً..أكتبه الى جانبي..
إسمانا أنتِ وأنا يكبران كحمامتين ويحّلقان معا..
إسمانا أنت وأنا..
أنا..أنا لم أبحث عنكِ ولكن الأرض دارت دورتها ووجدت وجهكِ أمامي..
 في زحام الهواء...استنشقت عينيك ...وصوتك..
وتنفست أحاديث دارت بيننا في تنفس الصبح واستحياء المساء...
في زحام الهواء..
والحقائب تغرقنا بالطرق الطويلة ..
والتذاكر تأخذنا في المطر العميق...تلدنا من فجوة الانتظار كمهاجرين...
في طريق من طرق الهجرة.
وجدت شيئا من ريح الأرض..
شيئا من خصوبة السماء..
ومن الابحار العظيم ..في مواسم النقاء...
الى أحضان الحياة...
وجدت نفسي كطائر جريح ...بين يديكِ الحانيتين...في ذروة الزحام...
.على اطلال نهرٍغريب..جاء ليسكن بجواري ويحيطني بالزُرقة والضفاف ..
وكلما انهيت معزوفة...
نزعت صفحة من ذاتي ...ونثرتها
لتسافر مابين الأمواج الضائعة في ذاتها...
عشقتكِ..إلتصقت بكِ خائفاً.. وكأن كل  ما بيننا هي مسافة الموت..
لِمَ لم يقف الأمر عند هذا الحد..؟ لِمَ لا تعود الأيام الى أوكارها الفارغة..؟
آآآآآآه..أنا لا أبكي..حزني موحش..لاتعرفه الأصوات ولا الألفاظ ولاشواهد القبور..
..قطعة أُخرى من الثلج لتبقين غضةً في ذاكرتي ..
..أريدك...أريدك الآن جسداً لايطاله الموت ..لايضمحل في الغبار..لايتلاشى في التراب..
أريدك حلماً لاتفسده الدماء..أريدك وجهاً مبتسماً كما كان..أريده دافئاً كالآه..
..أريد أسمكِ متماسك الحروف .. مبتسماً بجانب إسمي في إرجوحةٍ أومشنقةً أو حنجرةٍ أو مزمار.. أريدكِ حزنا لا أعيش لحظاته الآن..الآن فقط..وأبكي أحزان حينٍ لا أعيش لحظاته الآن ..الآن فقط..
ولكنني أبكي ..أبكي وحيداً..بلا إسمٍ أليفٍ ولا شاهدةٍ لحياتي..
 أنا.. شاهدة موتها..أبكي إسمي الأليف وشاهدة حياتي ...
..جُنَّ الموت وقطع كل هذه الخيوط..نسيج الأحلام والأوهام معاً..هذه أعصابنا المدماة ..حبال الغسيل التي تجف عليها خيبات العمر..والأشعار المبهمة والدموع..
تعالي ..حطمي المرمرة ..وإختبئي في رأسي..غرفتي الباردة الجرداء..ضعي صورتكِ البهية على جدرانها الصفراء..
وهزي أُرجوحة الحياة..تعالي ننفخ التراب..أو نعبث في الغبار الملون..
لماذا..؟
كيف..تبعثرت حروف إسمكِ الحبيب بين هذه الكلمات ..؟
أين تبعثرت حروف إسمكِ الحبيب..؟
وكانت تشتبك بإسمي في عناقٍ حميم..كما تتداخل الغيوم
كيف أبكي عليكِ..؟
أين أبكي عليكِ..؟..وأنتِ وأنا سقطنا معاً قطرتان من المطر..
لعبنا بإسمينا عندما ثار البركان..فتزحلقت النقاط وملأت الحرف الأخير..مثل سلة العنب..
كانت حروفاً يانعةً..فأصبحت كالشقوق في الجدران التي عجزت عن الإنهيار..
تفطرت الحروف ..أصبح اللام عكازةٍ....ثم افعى..فسوطاً يحمله سين من الحروف ليروض الواو التي تتوسط إسمينا..
فتقفز في وسط الهاء المدورة وهي تزأر كالأسد ..
لم تكن حروف إسمينا مدربةً على الموت ...فسقطت .. وشُغلنا عن سقوطها بالخوف..
إنها تزأر في وجهينا ..الوجه الجميل الميت.والوجه الحزين العاجز..
تنفخ في بلاطة القبر وفي وجهي- الشاهدة
.إقتطعوا الملامح الجميلة مرةً واحدة..
إقتطعوا حروف إسمكِ..فقئوا الإسم الحبيب..فلا يبصر الآن لوحة الحياة..
يالوحشية الموت..وأنتِ أرق من أن تموتي..
..كم من الحراب ينبغي ان نصدَّ..كم من الخناجر...وهي تشق جرحكِ الممتد في جسدي..
ليلى جرحكِ..يمتد الآن في جسدي..ويملأ حياتي بالطعنات..
يا وجعي....يا وجع كل الصور والحروف مهما تشكلت ..طعنات تملأ السلال ..وتثلم الحروف وفُتات الكلمات..
تتسرب من سقف البيت ..من ثقوب الرأس..من الأُذنين والعينين..لا صراخ يلفظها ولا دموع..
 موتي بسلام..يموت معك..
إرحلي بأمانٍ ..يغادر معكِ..حياتي..
هذا قلقي ..من يحمله للحظات عني...؟
من يستخدمه في صياغة قصيدةٍ حزينه.. او يدسه خُلسةً في كتاب..؟
من يبكيني حرفاً فحرفاً..قطرةً فقطرةً على التراب..؟
هذه وحشتي تملأ صحراء الروح..من يرسمها ليلاً طويلاً..دون ضفاف..؟
هذا وجهي  كورق السوليفان.. داسته اللحظات الشاردة وأفرغته من العنفوان.. من يلف به رأسي-منزلي..؟
هذا كفني..من يشتري هذا الكفن المبلل بالدموع..؟من ذا الذي يحمله رايةً بيضاء..؟
من ذا يزينه بالنجوم والسيوف ويرفعه بعيداً عن كل سماء..؟
و..هذه...أنتِ..حبيبتي.. تذوبين في الظلام وتسقط عيناكِ على بلاط سطح البيت كقطعتي فيروزٍ زرقاوين..فأدفن ما تبَّقى من أشياء تحت بلاط سطح البيت الخرب..وأبكي كل شيْ.. ..كل زمان ومكان..كل الوجوه التي غادرت الزمانٍ والمكان.. كل ما غادرني الى مقبرة القلوب الحزينه.. و مقبرة الحياة الحزينة..كل الوجوه التي لا تُخلل ولا تُعتق في زجاجة..
الى غبار..لا شيء سوى الغبار..هذيان الأرض والكلمات التي فقدت صوابها وجدواها..
..أية رائحةٍ تتبع أيها القلب..؟ ستهلك أيها الذئب وأنت تتبع الرائحة الخطأ...
..خراب يا ليلى خراب..
بيتي وحياتي خراب..
أهذا ما تبَّقى..؟ جدران من الكلمات الموصدة والوجوه المقفلة ..أشلاء مُبتلة بالدموع على حبل الغسيل..
أهذا ما تبَّقى..؟
زوايا باردة..ومفارق موحشة تبكي ..ترثي الزمان الحميم..
..درنا مع الأرض ..فإفترست ملامحنا الأليفة بوحشية..
سرنا في الأرض نحو النهايات الحادة للزمن ولم نختبيء في عُشٍ من العدم..
لم تشتبك اللحظات في أصابعنا..ولم نمسك اللحظة الزئبقية..ولم نلوِِ عنق اللحظةالوحشية..أو نحتفظ بها في براد..
..كم من الثلج يحفظ جسدها الذي يتلاشى..؟
..كم من الثلج يحفظ جسدكِ ...؟
أنا البيت المعفر بالتراب..أنا الرأس المليء بالأشباح... ولا أحد سواكِ هنا..
..لاشيء سواكِ هنا..فتعالي.. ننفخ الرماد عن وجهينا..ونستل الغضون ..
نرفع وجهينا في فضاءٍ مشمس..كطائرتين من الورق..ويدخل الضوء منزلي..
..ليت للكلمات لساناً أو سوطاً أو أجنحة من ورق..
ليتها تجف قبل أن تتعفن..أو تتبعثر حروفاً شريدة..
ليتها أزهاراً أو عصافير..
ليتها أزهاراً أو..
ليتها..
..أين..الأزهـار ..؟..أين العصافير..؟..ما ألوانها..؟..أين ألوانها..؟
..بعدكِ أخفت الأزهار أوراقها الغضة وأظهرت لي الجذور المتربة.
.وأخفت العصافير ألوانها بسخام المواقد..
..تعالي نستعيد لقاءً بعيداً..نفتح الملاءات ..صفراء والستائر خضراء..
والزهرية حمراء..خضراء..زرقاء..بيضاء..شمس النافذة..صفراء..بيضاء..
أنا وأنتِ في لقاء بعيد..أين اللقاء يا وحشتي..؟
أين اللقاءات ياوحدتي..يا عزلتي...؟
أنتِ وأنا في غرفة النوم كنا..وكان ثمة من يشحذ سكيناً..
أنتِ وأنا ..نرتدي عُريَنا..في غرفة النوم كنا..وكان الزمن ينسج الكفن..
..أصابعي العشرة ترسم خصلتكِ الحبيبة على جبينك الى حد الخدر..
  وأصابع القدر تمسك معولاً و تحفر القبر..
أنت وانا..نحلم..نتوارى في حلمنا العذب..
نُلون الرؤى وندفع بها الى آفاق و مساحات ..
نكتب او نقول الكلمات الحميمة..أو نكونها..
نلصقها برضاب القبل على وجهينا الحيين السعيدين..
وكان الخراب يزحف في منزلي..رأسي..والنار أسرع..
وكأنها إندلعت من هشيم الطفولة الى المقبرة..
سرى كل شيءٍ..بعد الحريق..مع الرماد والمياه الثقيلة..
..خمسة أعوام..يا بقايا الحريق يا.. حياتي..
..خمسة أعوام وماتزالين ميتةً يا ليلى..
تنفسي الأوراق المحترقة..شُمي هشيم الكلمات
 وإبحثي عن روحها التي تتبعكِ..وترتفع بلا خيوط الى السماء..
الكلمات الميتة الشريدة التي أُوصدت دونها الأوراق والأبواب..
خمسة اعوامٍ وما تزالين ميتة ياليلى
خمسة أعوامٍ وما تزالين..
وانا ..شاهدة قبرك الموصد..شاهد ذاك الزمان الجميل..
أندب أندب الأيام التي إحترقت ..والحبيبة التي تذوب موتاً في التراب..

                                                                          رحيم العراقي/مقبرة النجف
                                                                                    10/1/2006
                                                                                   10ذوالحجة1426
                                                                                    أول أيام العيد الأضحى

   


[الملحق حذف بواسطة المشرف]

177
  أوضح فنانون مسرحيون لصحيفة البيان الإماراتية أن غياب العرض المسرحي العراقي هو نتيجة حتمية لتردي الوضع الأمني في البلد، وان المحرمات الطائفية إضافة إلى السيارات والعبوات والأحزمة الناسفة طالت الثقافة العراقية كما طالت أي إنسان يعيش في العراق.
 وقالت الممثلة سليمة خضير: «إن السبعينات من هذا القرن أنعشت المسرح العراقي وجعلت الفنان يبدع ويقدم أقصى ما عنده، وكانت أعمالنا مثار إعجاب وتأثير في الجمهور العراقي أولا والعالم العربي ثانيا، فمسرحية نشيد الأرض التي عرضت على قاعة مسرح يتسع لخمسمئة شخص كان يحضرها أكثر من سبعمئة شخص، وشتان مابين الأمس واليوم».
وأضافت: «تتمرن الفرقة القومية العراقية الآن، وأنا ضمنهم، على مسرحية (انتبه قد يحدث لك هذا)، واعتقد أننا سنعرضها على جمهورنا العراقي، إلا أنني اجهل الوقت، لأن الحالة الأمنية المتردية جعلت الناس يعزفون عن حضور المسرح، خوفا من ان تستهدفهم مفخخة أو حزام ناسف أو عصيّ الفتاوى».
وقالت: «الفنان العراقي محبط لأنه عندما يتمرن على عمل مسرحي يرى نتائجه في حضور الناس وهذا غير موجود الآن. المسرح توعية وفكر، وأنا أحبه بنحو تقديسي.. انه معبدي.. الوضع الفني في العراق يحتاج إلى وقت طويل ليسترد عافيته».
وقال الفنان جلال كامل: «نحن نمر بمرحلة انتقالية، وتشكيل الهوية الجديدة والمرحلة يتطلب استقرارا نفسيا». وتساءل: «كيف نعرض مسرحية والكهرباء مقطوعة في المسرح الذي من مستلزماته الأساسية الإنارة الكثيفة والصوت والمؤثرات الموسيقية، هذا إذا تجاهلنا الوضع الأمني وقذائف الـ آر بي جي سفن».
وأشارت الفنانة العراقية ابتسام فريد إلى: «أن الوضع الأمني عصب مهم ومحرك ليس للمسرح فحسب وإنما لجميع مفاصل الحياة ولابد من استتباب الأمن لأن الفنان المسرحي بحاجة إلى تمارين يومية ولساعات طويلة يعجز عن ممارستها الفنان الآن».
وأوضحت: «إن مهرجان بغداد الأول الذي أقيم في بغداد قبل سنة ونصف السنة كان تحديا كبيرا للإرهاب في العراق إلا أن العرض المسرحي (مواسم الجفاف) الذي تعبنا فيه كثيرا لم نستطع تقديمه في بغداد بسبب الأوضاع التي أشرت لها سلفا، إلا أننا عرضناه على قاعة مسرح الحمرة في دمشق وحضره حشد كبير من العراقيين المتواجدين هناك».
وطالبت الحكومة العراقية المقبلة بأن تولي الفنان العراقي أهمية اكبر، لأن الفنان العراقي مختنق ويريد أن يتنفس والمسرح دواؤه، بالإضافة إلى أن يشغل الفنانون العراقيون حيزا من تفكيرهم لمواصلة العطاء المسرحي.
وبينت: «أن الفنان العراقي يعاني كثيرا في الغربة، فالفنان بدري حسون فريد الذي خدم المسرح أكثر من ستين سنة على سبيل المثال منسي ومهمل وهو مغترب منذ عشر سنوات في المغرب العربي.
 ومثله فنانون عراقيون كثيرون، فلماذا هذا التهميش والصد لهذا المنفذ الثقافي الذي من خلاله يستطيع الفنان إيصال وجهة نظر السياسي إلى الشعب برمته وبمختلف مستوياته».
وقال الفنان عبد الجبار الشرقاوي: «إن النشاط المسرحي موجود لكنه يعرض في قاعات مغلقة تحضرها النخبة من الفنانين والرواد.. فهل هؤلاء هم جمهور الفنان العراقي؟
بالتأكيد لا.. الجمهور العراقي يخشى الحضور إلى قاعات العرض المسرحي بسبب هيمنة الأحزاب الدينية، وغيرها، من الذين يعتبرون المسرح من المحرمات، إضافة إلى أن الفنان نفسه مهدد وخائف حتى من المواضيع التي يحاول طرحها خشية أن تثير حفيظة احد».
وبين: «أن حرية الرأي في العراق غير متاحة بالكامل كما أن الفنان العراقي يشعر بأنه معاقب من قبل الحكومة. ارتضينا أن نكون موظفين مع علمنا أن الإبداع لا يوظف كي نرضيهم ويعترفوا بنا».
وأوضح: «عندما يتشدق الساسة بأحاديثهم عن الحضارة والحرية والديمقراطية فعليهم أن يعوا ماذا يقولون وأن ينفذوا وعودهم ولا يهمشوا الفنان ويعدونه مجرد أجير أو بوق دعائي لهم، مشيرا إلى أن الحملات الدعائية التي أقامها السياسيون في الانتخابات التي جرت مؤخرا جميعها خلت من شعار الثقافة والفن الذي هو أثمن شيء».
وتساءل: «هل قال احد منهم انه سيرعى الفن والفنانين والثقافة العراقية بأكملها؟».
وأفادت الفنانة الشابة ميلاد سري: «أن هناك حيفا كبيرا وقع على الفنانين العراقيين، كما أن هناك تهميشا لدورهم في الحياة السياسية للبلد».وطالبت الحكومة بوضع حد للمأسي التي يعيشها الفنان العراقي في داخل البلد وخارجه.
 


178
في كتابه الجديد «الأسس اللاهوتية في بناء حوار المسيحية والاسلام» يستأنف الباحث الدكتور مشير باسيل عون سعيه نحو بلورة رؤية معرفية معاصرة في حوار الاديان. ولئن كان سبق لصاحب الكتاب ان مضى بعيدا في حقل التأصيل النظري والعملي لحوار من نوع جديد بين المسيحيين والمسلمين، فعمله هذا هو ادنى الى كونه اطروحة تأسيسية لمثل هذا الحوار. من هنا وجه الأهمية للعمل. ذلك انه ينضوي في سياق المجهودات التي أسس لها المجمع الفاتيكاني الثاني «1962 ـ 1965».
المجهودات التي رأى الكثيرون اليها باعتبارها «ثورة كوبرنيكية» في لاهوت الكنيسة الكاثوليكية حيال الاديان الاخرى، ولا سيما منها الاسلام. مذ ذاك اخذت تتبلور اطروحة لاهوتية تجعل من مبدأ الحوار مع الاسلام والمسلمين في الشرق وعلى الصعيد العالمي شرعة تواصل خلاق ضمن التنوع البشري فلو ان لنا ان نرى الى ما حمله الكتاب على الجملة، لظهرت الاطروحة على مسمى «اكثر جلاء هو» لاهوت الحوار.
 فالكتاب الذي يقدمه لنا الاب عون، يدور كله مدار هذا المسمى ولسوف يتبدى للقارئ مدى الاشتغال الدءوب على «لاهوت الحوار» ليكون اللغة الاصل، في اعادة صوغ مفاتيح نظرية ومعرفية جديدة لانظمة القيم، ولآليات التواصل الايماني والاخلاقي والانساني بين الاديان التوحيدية.
يمكن القول، ان الكتاب هو مسعى تفسيري معاصر للمضامين التي التأم عليها المجمع الفاتيكاني الثاني قبل نحو أربعين سنة. فهو على ما يبين الاب عون، مجمع التجديد اللاهوتي الاوسع أثرا في تاريخ الكنيسة كله، ومن خلاله اختبر الفكر المسيحي اللاهوتي الكاثوليكي صحوة بليغة في تحسس مسائل التعدد الكوني والديني والثقافي والاجتماعي والاقتصادي والسياسي.
 هكذا، يشكل «المجمع» القاعدة التاريخية للتجديد، ولتأصيل اطروحة «لاهوت الحرية» بل ان المؤلف يمضي في توسيع فضاء هذه القاعدة ليجعل منها الارض التي ينطلق منها اللاهوت المعاصر نحو تلك الغاية. وهو في ذلك، لم يبتن غائيته على الفراغ، او على شغف بتجديد خارج حقلي الايمان الكنسي والزمن التاريخي، عنده يقترن «المايجب» ان يكون،
 بما هو كائن فعلا. وعلى هذا النحو يسري الايمان المنعقد بالكتاب المقدس في الزمن الاجتماعي للبشرية، مؤيدا ومسددا بلاهوت بلغ كماله التاريخي بالحوار والسعة، وفهم الخلاص الآثم، على انه خلاص للبشرية كلها، وليس خلاص المؤمنين المسيحيين وحسب.
 لعل قول المؤلف، بواجبية الحوار الواقعة في اصل المسيحية، يفضي الى واحدة من أهم وأدق القواعد الايمانية لـ «لاهوت الحوار». فلكي لا يفهم من انعقاد المجمع الفاتيكاني الثاني على أنه نتيجة تحولات تاريخية وفكرية املتها شروط التكيف مع حركية القرن العشرين، يذهب المؤلف الى ما هو أعمق غورا.
لقد رأى ان القول بضرورة الحوار الوجودية، لا يكفي لتوطيد التصور الحواري في المسيحية والاسلام، ولترسيخ الموقف الحواري الشامل بين المسيحيين والمسلمين اذ لابد من البحث في تضاعيف المضامين اللاهوتية التي ينطوي عليها الدين المسيحي والدين الاسلامي، والتنقيب عن الاسباب اللاهوتية القصية التي تجعل من الحوار المسيحي الاسلامي واجبا دينيا لا معدل عنه على الاطلاق».
ولسوف نرى فيما بعد كيف ان المؤلف وضع الادلة النقلية والعملية على واجبية الحوار، سواء من الانجيل المقدس، او مما ورد في المجمع الفاتيكاني الثاني من مقررات فلو نحن توقفنا مليا بازاء تقرير «واجبية الحوار» لألف بؤرة المعنى المركزية التي اتكأ المؤلف عليها ليصوغ عمارته المعرفية اللاهوتية.
من النقاط المحورية في مسعى المصنف، ان اطروحة الحوارية تنطلق من منطقة اللاهوت بقاعدتيه: الايمانية الانجيلية والتاريخية المعاصرة للكنيسة الكاثوليكية.
وذلك «ان انتماءه الى الفكر المسيحي اللاهوتي الكاثوليكي في مسعاه المستمر الى تحري التجديد وامانة الابداع هو الذي يبرر استناد جميع هذه الدراسات الى التصور اللاهوتي الذي تركن اليه الكنيسة الكاثوليكية في هيئة تعليمها اللاهوتي الرسمي، وفي اختبارات مؤمنيها الوجودية، وفي تلمسات كبار علمائها» «ص 8».
هذه النقطة تظهر مشروعية الكلام على التجديد في حركة اللاهوت، ذلك لأن المتكلم يتكلم من داخل الحقل اللاهوتي، وليس كما يفعل باحثون من خارج المؤسسة فلا يعود لما يقولون من صدقية عملية في ميادين الاجتماع وبين جمهور المؤمنين. بهذا سوف يكتسب التأصيل النظري لـ «لاهوت الحوار» كما قدمه الاب مشير عون، مصداقة في هذا الصعيد المشار اليه.
فلو مضينا في قراءة الفصول الخمسة للكتاب لوجدنا «ضالتنا المرجعية» بامتياز. ذلك، لا يقتصر، بالطبع على الجانب الابستمولوجي، حيث يقترب النص إلى حد وازن من المنهج السوسيولوجي في قراءة الزمان الديني. وانما ايضاً واساساً من كون العمل الذي بين ايدينا هو اقرب إلى ان يكون مشروعاً مفصلاً تنتقل فيه العلاقة بين المسيحية والاسلام.
من طور الجدال السلبي إلى طور التحاور الايجابي. ومد طور التضاد والقطع والمنع والنفي والاقصاء، إلى اطوار مفتوحة على التآخي والوصل والقبول والاعتراف.
لنرى ماذا في الفصول الخمسة:
القسم الاول من الكتاب يتناول: مسألة الحوار الديني في المجتمع الفاتيكاني الثاني. وفيه عرض ونقاش وتأصيل لما جاء في المجمع من «اقوال غدت للكنيسة الكاثوليكية اشبه بنبراس هداية وفرقان في تصور معاني التعددية الدينية، وفي صناعة الفكر اللاهوتي الحواري الخليق بتدبر هذه المعاني.
القسم الثاني وهو تحت عنوان اصول اللقاء الديني المسيحي ـ الاسلامي. وبه سعي إلى تعميق النظر اللاهوتي التأصيلي الذي يقتضي استجماع خلاصات هذا التاريخ المسيحي ـ الاسلامي المشترك الطويل، واستيضاح العوامل الدينية وغير الدينية التي اثرت فيه تأثيراً بينا، واستعراض المواقف التي وقفها المسيحيون والمسلمون بعضهم من البعض الآخر.
 في القسم الثالث يقصد المؤلف استطلاع هيئة الاطار المعرفي اللاهوتي الجديد الذي ترسمه الكنيسة الكاثوليكية في مقاربة الدين الاسلامي. وهنا يستعرض صاحبنا، ما اجمع علماء اللاهوت على تسميته بـ «لاهوت الاديان غير المسيحية، فيستكشف في هذا العلم اللاهوتي المعاصر قرائنه الفكرية والتاريخية، ويبرز منه هوية مسعاه وطبيعة نشاطه، ويترصد له القضايا الكبرى التي يعنى بمعالجتها، وكذلك باستخراج المباديء الاساسية التي عليها تبني الكنيسة الكاثوليكية مقارباتها اللاهوتية للاديان.
في القسم الرابع ينتقل الاب عون إلى نسق «تال» بالاستناد إلى ما مر من كلام حول التصور اللاهوتي الكاثوليكي للدين الاسلامي. حيث يحلل عناصر الاسهام اللاهوتي الذي اتى به المجمع الفاتيكاني الثاني. حين افرد للدين الاسلامي موقعاً مميزاً في تصميم التدبير الخلاصي الاشمل.
فالآراء اللاهوتية التي صاغها آباء المجمع في شأن الدين الاسلامي وردت في وثيقتين مجمعتين، عكف المؤلف على دراستهما وتفحص مضامينهما والتدقيق في مدلولات الاستنتاجات والخلاصات التي تفضيان اليها على وجه التصريح البين او التضمين الخفي.
اما القسم الخامس فيعالج مسألة الوساطة الخلاصية التي يعلن الدين الاسلامي انه يحملها إلى جميع المؤمنين المسلمين وإلى اهل الارض كافة. وتتركز المعالجات في هذا القسم على استجلاء المدلول اللاهوتي الاصلي الذي تنطوي عليه العبارة اللاهوتية الشهيرة، التي اطلقها اهل الفكر والسلطة في المسيحية حين قالوا، بأن لا خلاص خارج الكنيسة.
ومن خلال الاستدلال على التطور اللاهوتي الذي اختبره تاريخ ادراك هذه المقولة اللاهوتية الاساسية يفضي هذا القسم إلى تجديد النظر اللاهوتي في مسألة التوفيق بين اعتراف الكنيسة بما ينطوي عليه الدين الاسلامي من عناصر الحق والخير والصلاح، واقرارها بما يطمح اليه هذا الدين عينه من اعانة للمؤمنين المسلمين على الفوز بالهداية والنجاة والخلاص.
 اللافت ان الباحث الاب عون لا يتوقف على حرفية دلالة المصطلحات المفتاحية في الفهم اللاهوتي التقليدي للاديان غير المسيحية انه يذهب الى التفكيك والتأويل والتفسير والتوسيع والاستفهام لعله يجد فيها المصطلحات التي يمكن توظيفها في بناء الاطروحة الحوارية المأمولة، وهنا يصل الى الكلام عن المباديء اللاهوتية الكبرى في لاهوت الاديان الكاثوليكي وهي المباديء التي يرى اليها على انها خليقة بتعزيز لاهوت الحوار المسيحي الاسلامي وهذه المباديء على الجملة:
1ـ وحدانية الله ووحده التدبير الالهي الخلاصي.
2ـ يسوع المسيح هو الوسيط الوحيد بين الله والانسان.
3ـ شمولية الروح القدس.
4ـ الانتماء الى الكنيسة شرط الخلاص الكامل بمعنى ان الكنيسة الكاثوليكية في تعليمها تعلن في مسألة تعدد الاديان ان الفكر المسيحي لا يسعه ان ينشيء خطابا «لاهوتيا» امينا وسليما ومتماسكا الا اذا ايد تأييدا صريحا ان تكون الكنيسة قد ائتمنها السيد المسيح على رسالة خلاصية كونية شاملة. (ص 103)
5ـ الاسلام دين القربى العظمى الى المسيحية ومؤدى هذه القاعدة ان الكنيسة الكاثوليكية التي باتت تقر بشيء من جدارة لاهوت الاديان تعترف بالدين الاسلامي اعتراف الاحتواء والاكمال والاختتام فهي لا تقصيه من دائرة الوحي الالهي ولو انها لازالت تنظر الى الوحي القرآني نظرتها الى حقل خصب انغرست فيه غير بذرة من بذار الحق والخير والصلاح (...)
فالدين الاسلامي يشتمل على ضمة من المكانز الروحية التي تعترف الكنيسة الكاثوليكية بأنها منبثقة من عمل الروح الخلاق وبأنها قابلة للانتظام والانسلاك في كمال الوحي المتجلي في شخص يسوع المسيح ولما كان الاسلام ينطوي على مثل هذه المعاني الروحية السامية التي يصاحبها (مع ذلك بعض الشوائب والثغرات) فانه يتجلى دينا خليقا بهداية مؤمنيه واكسابهم الخلاص الذي يصبون اليه في نطاق دعوتهم القرآنية في نطاق الغاية القصوى التي يعقدون العزم على بلوغها (ص 105).
خلاصة القول فيما تصرح به تعاليم الكنيسة الكاثوليكية المعاصرة حيال الاسلام ان المسلمين يحصلون في داخل انتمائهم الديني الاسلامي على نعمة في الخلاص ليهبهم اياها الله، الذي كشف للجميع وجه محبته العظمى على محيا يسوع المسيح، غير ان هبة الله الفائقة الوصف لا تمنع المسيحيين من الشهادة الدائمة لايمانهم باعتلان الله الذاتي في شخص يسوع المسيح.
اذ ان الحب الالهي الذي يفيض على الجميع من دون استثناء ولا تمييز هو الذي يستنهض المسيحيين للاعلان عن فعل الله الخلاصي الذي انجزه السيد المسيح ولا يناقض الحب الالهي الاعلان عن سمو هذا الحب ويبقى لله وحده ان يستقبل في ملكوته جميع الذين يحيون حياة الامانة لشخص يسوع المسيح سواء انتموا الى الدين المسيحي او الى الدين الاسلامي.
 من بديهي القول ان النص المديد الذي ساقه المؤلف ليبني في غضونه اطروحته للاهوت الحوار مع الاسلام فضلا عن الاديان الاخرى، فإنما ينطلق من نظام معرفي ديني محدد هو اللاهوت الكاثوليكي المسيحي، وهو ما يعني ان القاريء المسلم سوف يقع على الكثير من الاشكاليات التي يرمي اليها بوصفها اسقاطات عقدية من جانب المؤلف غير ان هذا الاخير سينبه الى هذه العلامة الفارقة والبديهية في قوله:
 ان هذه الابحاث تظل مقترنة بالتصور المسيحي للدين الاسلامي وللحوار المسيحي الاسلامي، فهي لا تقارب السلام مقاربة الاسلام لذاته ـ كما يقول ـ امر طبيعي وشرعي اذ ان مقاربة الاسلام لذاته تفقد الحوار المسيحي ـ الاسلامي سبب وجوده وفحوى جدواه لان الاسلام يعاين ذاته في الدراسات المسيحية (..)وفي هذا السياق اتت هذه الابحاث على ما يقرر المؤلف ـ تستحث المسيحيين على استخراج تصور مسيحي للدين الاسلامي يعين المسيحيين على التوفيق الحقيقي بين احترامهم لغيرية الدين الاسلامي، وصونهم لواجب الشهادة المسيحية التي تملي عليهم ان يسلكوا الاسلام والمسلمين في نطاق تدبير كمال الوحي الالهي المتجلي في شخص يسوع المسيح (...)
والقول بغيرية الدين الاسلامي يقتضي كما يبين لاهوت الحوار ـ الاقرار النهائي القاطع بأن الاسلام منعقد على فرادة لا يجوز افراغها من قوامها الذاتي ولا يجوز ردها الى ما يماثلها من عناصر الشبه والقربى ولا يجوز حصرها في نطاق اي تصور مسيحي لاهوتي مهما سمت مقولاته ونبهت معانيه وتنزهت اغراضه (166 ص).
ايا يكن السؤال الاشكالي الذي تثيره الاطروحة الحوارية التي يطلقها هذا الكتاب فهو قد خطا خطوة وازنة في اتجاه مناخ جديد ومتجدد للاهوت الكنيسة الكاثوليكية المعاصرة وهو ما يرتب على ضمير المتكلم وكذلك على ضمير المخاطب (المسلم) الاستجابة الى حسن الطوية التي يضمرها «لاهوت الحوار» تجاه الاسلام والمسلمين في مطلع القرن الواحد والعشرين.
بكلمات: نجدنا في كتاب اللاهوتي المجدد مشير باسيل عون، بازاء مشروع معرفي جاد لبناء هندسة معرفية للحوار الديني تبتديء من منطقة الايمان بالله الواحد الاحد ثم تعود الى المنطقة نفسها ضمن رحلة مديدة وشغوفة في الاجتماع البشري وتدبيراته التاريخية.
 

179
 
 
  مؤلفا كتاب:(( مستقبل العراق.. هل هو الديكتاتورية، ام الديمقراطية ام التقسيم؟ ))هما ليام اندرسون وغاريث ستانسفيلد الباحثان الانجليزيان الاختصاصيان بشئون العراق. الاول هو استاذ مادة العلوم السياسية في جامعة ولاية «رايت». واما الثاني اي غاريث ستانسفيلد فهو عضو في معهد الشئون الخارجية بجامعة ايكستر وأحد المساهمين في بلورة برنامج الشرق الاوسط. كما انه كان مستشاراً لدى الحكومة البريطانية فيما يخص الشئون العراقية والكردية.وفي هذا الكتاب الجديد يتحدث المؤلفان عن اوضاع العراق السابقة واللاحقة على مدار التاريخ فالفصل الاول مخصص لدراسة الاوضاع العراقية في ظل الحكم الملكي الهاشمي (1920 ـ 1958).
وفي ذلك الوقت كان العراق خاضعاً للانتداب الانجليزي الذي نصب فيصل الاول ملكاً على العراق كما هو معلوم. ثم تتابعت ذريته على العرش من بعده حتى سقوط النظام الملكي على يد عبدالكريم قاسم عام 1958.
اما الفصل الثاني في الكتاب فيتحدث عن الاوضاع السياسية للعراق بين عامي (1958 ـ 1968): اي بعد الثورة وتشكل النظام الجمهوري على أنقاض النظام الملكي القديم.
وهي مرحلة يدعوها المؤلفان بمرحلة الجمهورية والثورة والنهضة.اما الفصل الثالث في الكتاب فيتحدث عن اوضاع العراق في ظل النظام البعثي الممتد من عام 1968 إلى عام 1988. هذا في حين ان الفصل الرابع مخصص لدراسة ما يدعوه المؤلفان بتدمير العراق، ويحصران هذه الفترة بين عامي 1988 ـ 2003.
اما الفصل الخامس من الكتاب فكرس كله للشيعة، هذا في حين ان الفصل السادس مكرس كله للسنة، اما الفصل السابع فكرس للاكراد. وهنا يقدم المؤلفان لمحة تاريخية عامة عن كل من الفئات الاجتماعية الثلاث الاكبر في العراق.
 فهي تشكل مجمل سكان هذا البلد باستثناء بعض الاقليات المسيحية الاشورية، اليزيدية الصغيرة التي لا يتجاوز عددها نسبة 5%.ويختتم الكتاب بفصل سابع واخير بعنوان: حيرة الديمقراطية ومعضلة الديمقراطية وصعوبة ترسيخها في العراق.
والاطروحة الاساسية للمؤلفين تقول ما معناه: كان الهدف المعلن للتدخل الاميركي ـ الانجليزي في العراق هو اسقاط النظام الديكتاتوري لصدام وجلب الديمقراطية إلى هذا البلد وزرعها فيه وترسيخها.
ولكن بعد ان نجح التدخل العسكري بسرعة في قلب النظام السابق تبين ان تشكيل عراق جديد ديمقراطي شبه مستحيل لاسباب عديدة. واهمها ان العراق مكون من فسيفساء من الطوائف والاعراق المتناحرة. فهو منقسم على نفسه إلى سنة وشيعة على المستوى المذهبي.
كما انه منقسم على نفسه إلى عرب واكراد على المستوى العرقي او القومي.
ولهذا السبب فإن التدخل الغربي لن ينجح في مهمته: اي لن ينجح في تشكيل عراق موحد وديمقراطي. فالتناحرات المذهبية والعرقية سوف تمنع نجاح مثل هذا المشروع. وقد اثبتت التجربة ذلك.
فبعد النجاح السريع لقلب النظام السابق ابتدأت حرب العصابات ضد الاميركان والنظام العراقي الجديد وهذه الحرب لا تزال مستمرة حتى الآن. وقد تؤدي إلى تدمير العراق. فهي تحصد العشرات كل يوم سواء من شرطة النظام او من السكان المدنيين او من تدمير البنى والهياكل والمؤسسات ثم يردف المؤلفان :
وبالتالي فربما وصل الاميركيون اخيراً إلى النتيجة التالية: وهي ان الحل الوحيد الممكن في العراق هو التقسيم وليس الديمقراطية.
فالبلد مقسم بشكل طبيعي وجغرافي تقريباً. فالجنوب عربي شيعي اساساً، والوسط عربي سني اساساً، والشمال كردي سني اساساً.. وبالتالي فإذا ما تعذرت الديمقراطية، ويبدو انها متعذرة في الافق المنظور على الاقل، فلا حل الا بتقسيم العراق! وعندئذ تنتهي المشكلة من اساسها، فآخر الدواء الكي كما تقول العرب..
ولكن هذه الاطروحة المتطرفة لا تأخذ بعين الاعتبار ان السنة العرب موجودون في البصرة والجنوب ايضاً، وان الشيعة العرب موجودون في بغداد بكثرة وكذلك في كربلاء والنجف اللتين تنتميان إلى منطقة الوسط. وحتى الشمال الكردي لا يخلو من العرب ومن العناصر غير الكردية كالتركمان والمسيحيين، الخ.
 وبالتالي فكيف يمكن تقسيم العراق؟ الن يؤدي ذلك إلى حرب اهلية شعواء وحملات تطهير طائفي وعرقي في مختلف المناطق؟
هذا السؤال لا يجيب عنه المؤلفان بشكل واضح وانما يكتفيان بالقول بانه لا توجد هوية عراقية راسخة، وانما توجد هوية شيعية، وهوية سنية وهوية قبلية وهوية كردية..
ثم يضيف المؤلفان قائلين: ان العراق هو عبارة عن تركيبة اصطناعية شكلها الانجليز عام 1921 وليس دولة حقيقية ذات نسيج اجتماعي وسياسي موحد. وبالتالي فالعراقيون يدفعون الآن ثمن الاخطاء التي ارتكبها الانجليز، وتشرشل على وجه التحديد، عندما وحد بين ولاية البصرة، وولاية بغداد وولاية الموصل دون استشارة رغبة سكانها.
ومعلوم ان العراق كان مقسماً إلى هذه الولايات الثلاث في ظل السلطنة العثمانية التي حكمت البلاد مدة اربعمئة سنة تقريباً. ثم حل محلها الانجليز عام 1918 بعد هزيمة العثمانيين في الحرب العالمية الاولى.
وهنا يلقي المؤلفان باللائمة على الانتداب الانجليزي لانه سلم السلطة للعرب السنة واستبعد العرب الشيعة من الحكم وكذلك الاكراد.
وهكذا تحكمت الاقلية التي لا تشكل اكثر من عشرين بالمئة من عدد السكان برقاب الاغلبية التي تشكل 80%. وهذا الوضع المختل التوازن هو الذي يدفع ثمنه العراق الآن. بل ودفع ثمنه على مدار الحكم الملكي والحكم الجمهوري والبعثي الذي تلاه عندما كانت الانتفاضات الشيعية والكردية تحصل من وقت لآخر وتقمع من قبل الحكومة المركزية في بغداد والتي تسيطر عليها النخبة العربية السنية.
هنا تكمن مشكلة العراق بالضبط فلو ان الانجليز سلموا الحكم بشكل ديمقراطي الى اغلبية الشعب لما حصلت كل تلك الهزات والخضات التي شهدها العراق على مدار تاريخه الحديث: اي منذ تشكيله كدولة موحدة عام 1920 وحتى سقوط نظام صدام حسين.
ولكن هل كان الشعب العراقي مؤهلاً للديمقراطية؟ هذا هو السؤال فإذا لم يكن الآن مؤهلاً لها فكيف يمكنه ان يكون مؤهلاً عام 1920؟ في الواقع ان الخطأ يكمن في تغليب فئة واحدة هي فئة الاقلية على بقية الفئات الاخرى من قبل الانتداب الانجليزي
 فقد كان بإمكانهم اذا كانت الديمقراطية متعذرة آنذاك، ان يشركوا النخب الكردية والشيعية في الحكم الى جانب النخبة السنية، ولو فعلوا ذلك لتم حكم العراق بشكل متوازن ولما حصلت كل تلك الكوارث والمآسي ليس فقط على يد صدام وانما ايضاً على يد الأنظمة التي سبقته،
فانتفاضات الاكراد كانت متكررة على مدار تاريخ العراق الحديث وفي كل مرة كانت الحكومة المركزية في بغداد ترسل جيشها لقمع هذه الانتفاضات، الشيء الذي يحدث عداء وهوة نفسية سحيقة بين العرب والأكراد وقد ترك كل ذلك بصماته العميقة على شخصية العراقيين.
وبالتالي فمنذ عام 1920 وحتى سقوط نظام صدام حسين لم يشهد العراق اي استقرار سياسي حقيقي وكان يلزمه دائماً حكم ديكتاتوري لكي تهدأ الامور فيه ولهذا السبب فإن الكتاب يقول في عنوانه بأن العراق يقف الآن امام ثلاثة خيارات: اما الديكتاتورية، واما الديمقراطية، واما التقسيم. ثم يردف الكتاب قائلاً: ان حملات قمع الانتفاضات الكردية والشيعية خلفت وراءها جراحاً لا تندمل ولهذا السبب يخشى من تقسيم العراق.
فالأكراد لم ينسوا ما حلّ بهم على يد الحكومات المركزية المتتالية للنخب العربية السنية. وقل الامر ذاته عن الشيعة وبعدئذ يتحدث المؤلفان عن كيفية ولادة الدولة العراقية والفترة الممتدة من عام 1921 الى عام 1958 ويقولان ما معناه:
لكي نفهم المآسي التي يتعرض لها العراق منذ عقود عديدة من السنين ينبغي ان نعود الى لحظة ولادة الدولة العراقية على يد الانجليز صحيح ان اصلها الكولونيالي ليس عيباً بحد ذاته فالكثير من دول العالم أسست من قبل الاستعمار الأوروبي، وهذا لم يمنعها من ان تصبح دولاً حقيقية متماسكة وقابلة للاستمرارية والحياة فيما بعد كالدولة الهندية مثلاً.
ولكن المشكلة هي ان لندن لعبت ورقة القومية العربية التي لم تكن منتشرة كثيراً في البلاد آنذاك ثم انها اعتمدت على النخبة التي كانت متشكلة ومهيمنة في عهد الامبراطورية العثمانية المنتهية: اي العائلات العربية السنية الكبرى في بغداد والموصل واستبعدت من السلطة الطائفة الشيعية التي تمردت على الانتداب الانجليزي وحملت في وجهه السلاح ولذلك سحقها بالحديد والنار في ثورة العشرين وما قبلها وما بعدها.
نقول ذلك ونحن نعلم ان الشيعة يشكلون أغلبية البلاد: 60%.
كما وارتكب الاستعمار الانجليزي خطيئة اخرى عندما ألحقوا جبال كردستان ومناطقها بولاية الموصل بعد ان اكتشفوا البترول في كركوك وكان اكتشافه نقمة على الأكراد لا نعمة لانهم لو لم يكتشفوه هناك لما فكر أحد في ضم الأكراد الى الدولة العراقية الوليدة ولأصبحوا مستقلين منذ ذلك الوقت
وحتى يومنا هذا لولا هذا الضم التعسفي لأناس لا يريدون الانضمام الى دولة عربية لما حصلت المشكلة الكردية التي أنهكت العراق على مدار ثمانين سنة من تاريخه وبالتالي فالحق على الانجليز بدون شك وعلى هذا التشكيل التعسفي للدولة العراقية ثم سلّطوا على العراق سلالة ملكية ليست عراقية الأصل وانما حجازية: هي سلالة الهاشميين.
وعلى هذا النحو تشكلت الدولة العراقية منذ البداية ضد أغلبية المجتمع، وكانت المشاكل التي نعرفها فأنت لا تستطيع ان تحكم دولة ما ضد أغلبية سكانها او ضد 80% من رغبة سكانها ومع ذلك فهذا ما فعله الانجليز عندما سلّطوا الاسرة الهاشمية والأقلية العربية السنية على بقية سكان العراق.. من هنا مرارة الشيعة والاكراد.
واما فيما يخص الفترة الممتدة بين عامي 1958-1968 فيقول المؤلفان ما معناه: سقطت السلالة الهاشمية بتاريخ (14) يوليو 1958 على يد مجموعة من الضباط الاحرار كانت مشكلة على غرار النموذج المصري وعبدالناصر وقد حصلت مجزرة ذهب ضحيتها الملك وقسم كبير من عائلته وحاشيته. وحاول نوري السعيد ان يهرب الى خارج البلاد متنكراً في زي امرأة، ولكنهم كشفوه وسحلوه سحلاً لأنه كان يمثل الرمز البغيض على النظام المخلوع. وكان يعتبر رجل الانجليز طيلة العهد السابق.
ثم قام الجنرال عبدالكريم قاسم بتصفية رفاقه وسيطرعلى الحكم وحده وهكذا انتهى عهد النظام البرلماني في العراق وأعلن قاسم النظام الجمهوري ولبّى رغبة الشعب في انهاء الانتداب الانجليزي بتاريخ (24) مارس 1959 عندما أعلن رسمياً انسحاب العراق من حلف بغداد.
ولكن الآمال التي علقها الشعب على حكم قاسم سرعان ما خابت فالواقع ان النظام لم يستطع تجاوز المشاكل الأساسية للمجتمع العراقي وفي مقدمتها مشكلة الانقسام العرقي (اكراد ـ عرب) والانقسام الطائفي (سنة ـ شيعة) فقد اضطر عبدالكريم قاسم كالأنظمة التي سبقته والتي ستلحق به الى تنظيم حملات عسكرية لقمع تمرد الاكراد
وهكذا دخلنا او قل دخل العراق، في تلك السلسلة من التصفيات الدموية والحملات القمعية ضد فئة اساسية من ابناء شعبه وهي سلسلة جهنمية لا نهاية لها الا باستقلال الاكراد وتقسيم العراق، او بقيام نظام فيدرالي تعددي، ديمقراطي آخر وهذا ما يأمل الكثيرون ان يتحقق قريباً بعد اجراء الانتخابات الحرة وتشكيل حكومة دائمة وشرعية
 ثم جاء بعد عبدالكريم قاسم بفترة من الزمن مستبد آخر لا يقل عنه هولاً ووحشية هو صدام حسين، وبلغت سياسة القمع ضد ابناء شعبه ذروتها من قصف الأكراد بالأسلحة الغازية او الكيماوية وكانت حلبجة وما تلاها ثم كانت انتفاضة الجنوب الشيعي على اثر حرب تحرير الكويت وقد ذهب ضحيتها مئات الآلاف ثم جاء بعد ذلك الغزو العسكري الاميركي وما تلاه من دمار وبالتالي فالسؤال المطروح هو التالي: أليس لمأساة هذا الشعب الطيب والشهم من نهاية؟
 
 
 
 

180
  قامت مجلة «غرانتا» الانجليزية باستجواب اربعة وعشرين كاتباً من مختلف بلدان العالم وقد سألتهم عن رأيهم في اميركا وتجربتهم معها ثم جمعت اجوبتهم في كتاب كامل، ومن بين الكتاب الذين استجوبوا حنان الشيخ، الروائية اللبنانية المعروفة، ثم الكاتب الهندي اميت شودوري الذي يعيش بين كالكوتا واكسفورد.
وكذلك الكاتب الصربي أو اليوغسلافي اليكسا جيلاس الذي يعيش في بلغراد، وهو مؤرخ ومذيع في الاصل، ثم الكاتب الفرنسي بينوا دوتورتر الذي نال جائزة ميديسيس على روايته «الرحلة الى فرنسا» ثم الكاتب الالماني هانز ماغنوس انزنسبيرجر الذي يعيش في ميونيخ وهو شاعر وناثر في ذات الوقت، ثم الكاتبة المصرية الاصل اهداف سويف التي تعيش في لندن وقد نالت روايتها «خريطة الحب» جائزة مهمة في انجلترا عام 1999 ونذكر ايضا الكاتب التركي اورهان باموك الذي يعيش في اسطنبول وقد اصدر مؤخراً رواية بعنوان: «اسمي ريد»، ونذكر ايضا كريم رسلان وهو محام وكاتب يعيش في كوالالمبور عاصمة ماليزيا وهناك كتاب آخرون عديدون من اهمهم الشاعر البريطاني والمناضل السياسي هارولد بانتير.
وفي مقدمة الكتاب يقول رئيس تحرير مجلة «غرانتا» يان جاك الذي قال ان اميركا هي التي تصوغ للآخرين حياتهم وافكارهم. قبل نهاية الحرب الباردة كانت تؤثر على نصف البشرية لمدة عدة عقود واما بعد انتهاء الحرب الباردة فقط اصبحت تؤثر على البشرية ككل ما عدا دولتين اثنتين: كوريا الشمالية وبورما، ان التأثير السياسي والاقتصادي والثقافي الاميركي واضح في كل مكان.
وبالتالي فإن السؤال الذي يطرح نفسه هو التالي: ما رأينا بأميركا؟ هل نشعر نحوها بالخوف، أم بالمرارة، أم بالحسد والغيرة، أم بالغضب، أم بالأمل؟ للاجابة عن هذا السؤال ـ أو بالاحرى عن هذه الاسئلة ـ اعطينا حق الكلام لروائيين وكتاب من مختلف انحاء العالم.
ثم يقول المشرف العام على اخراج الكتاب مردفاً: من الواضح ان العالم له مشكلة مع اميركا.. وعندما اقول العالم فإني لا اقصد فقط العالم الثالث أو حتى العالم الاسلامي وانما اوروبا ايضا، فعلى الرغم من ان الرأي العام الاوروبي تعاطف مع اميركا بعد تفجيرات 11 سبتمبر إلا انه راح يلوم السياسة الخارجية الاميركية والاخطاء التي ارتكبتها هنا أو هناك
وهذا يعني ان النزعة المعادية لأميركا ليست محصورة بفلسطين أو بأفغانستان وانما هي منتشرة في شتى انحاء العالم فحتى في مقاهي لندن، وباريس، أو روما كنا نسمع نفس التعليقات الشامتة بالاميركان، وكذلك الامر فيما يخص مجالس احتساء الشاي في نيودلهي، الجميع كانوا يقولون: انه لشيء جيد ان يعرف الاميركان بأن الخطر قد يصل اليهم وانهم ليسوا بمنأى عن الانتقام! ومن المستحسن ان يلقنوا درساً، فلعلهم يغيروا من سياستهم بعدئذ.
اما الكاتب البريطاني هارولد بانتير فقد كتب مقالة عنيفة هاجم فيها السياسة الاميركية وقال بما معناه: في العاشر من سبتمبر من عام 2001 «اي قبل حصول التفجيرات بيوم واحد» استقبلتني جامعة فلورنسا بايطاليا ومنحتني شهادة الدكتوراة الفخرية. وألقيت خطاباً تحدثت فيه عن مصطلح «التدخل الانساني» الذي يستخدمه الغرب لتبرير تدخله في مناطق مختلفة من العالم. ومعلوم ان حلف الاطلسي استند عليه لكي يخلع المشروعية على قصف بلغراد وسواها في مدن الصرب عام 1999.
قلت في هذا الخطاب ما يلي: في السابع من مايو 1999 قصفت طائرات حلف الأطلسي السوق الشعبي في مدينة تدعى «نيس» وقتلت ثلاثة وثلاثين مدنياً وجرحت عدداً اكبر بكثير ثم نشر حلف الاطلسي بياناً قال فيه بأن العملية «تمت بالغلط» ولم تكن مقصودة.وهي تختلف عن الأخطاء الكثيرة الت قتلت بالخطأ المئات في العراق وإفغانستان.لأن هذا الكلام كذب والدليل على ذلك ان الجنرال ويسلي كلارك صرح قائلاً: سوف نهاجم مناطق الصرب وندمرها عن بكرة ابيها ما لم ينصع الرئيس ميلوسيفيتش لأوامر الجماعة الدولية، سوف ندمر قواته وكل تسهيلات الدعم التي تتمتع بها وهذه تشمل مقر التلفزيون، والمشافي، والمدارس والمسارح، الخ.
ثم يردف الشاعر الانجليزي «هارولد بانيتر» قائلاً: في الواقع ان سياسة حلف الأطلسي كانت تهدف الى ارهاب المدنيين وبث الذعر في صفوفهم وليس فقط ضرب القوات المسلحة الصربية والحرب على يوغسلافيا كانت غير شرعية اساساً، بل انها عمل من اعمال الاجرام التي لا ترتكبها الا العصابات الخارجة على القانون وبالتالي فإن أميركا وحلفاءها انتهكوا القانون الدولي باعلانهم لهذه الحرب وخرجوا على مقررات الأمم المتحدة،
بل وحتى على ميثاق حلف الأطلسي ذاته! ولكنها، أي اميركا بررت الحرب عن طريق عقيدة «التدخل الانساني» التي اخترعتها وبررت سقوط الضحايا المدنيين عن طريق القول بأن ذلك شيء اجباري ويمثل ما تدعوه «بالاضرار المجاورة او المحيطة» والتي لا حيلة لها فيها. والواقع ان مصطلح التدخل الانساني هو حديث العهد، وقد اخترعه الغرب لكي يتصرف في العالم كما يشاء ويشتهي ومعروف ان الرئيس جورج دبليو بوش كان قد تحدث عن الشعب الذي يحب الحرية بالضرورة ولكنه نسي ان هناك اناساً كثيرين يحبون الحرية دون ان يستطيعوا التمتع بها ومن بينهم اشخاص عديدون مرميون في سجون مدينة تكساس التي كان يحكمها.
بل انه يوجد في اميركا «غولاغ» كامل يجهله معظم الناس ينبغي العلم ان عدد المساجين في الولايات المتحدة يصل الى مليوني شخص ومع ذلك فإن الرئيس الاميركي يتبجح بأن بلده هو رائد الحريات في العالم.. هل يعلم سيادة الرئيس بأن معظم المساجين في بلاده هم من السود؟ هل يعلم بأن المساجين الشباب يتعرضون للاغتصاب في سجون بلاده سواء اكانوا نساء ام رجالاً؟ هل يعلم ان اسلحة التعذيب تستخدم هناك ايضاً وبكثرة على الرغم من ادانة منظمة العفو الدولية لها؟ لقد اصبح السجن عبارة عن صناعة كاملة في اميركا ويأتي في المرتبة الثانية بعد صناعة الجنس والخلاعة الاباحية..
وكم هو عدد ضحايا اميركا وعملائها في العالم الثالث؟ انهم يعدون بمئات الآلاف في غواتيمالا، والسلفادور، وتركيا، وفلسطين، وهاييتي، والبرازيل، واليونان، والاورغواي، وتيمور الشرقية، ونيكاراغوا، وكوريا الجنوبية، والارجنتين، والتشيلي، والفلبين، واندونيسيا كلهم قتلوا بدفع من اميركا او بناء على طلبها كل الشعب الفلسطيني ضحية قوة غاشمة تمولها وتسلحها الولايات المتحدة الاميركية لماذا مات كل هؤلاء؟ لانهم طالبوا بالحرية، بحق تقرير المصير، لانهم تحدوا النظام العالمي الجائر الذي يجوعهم ويجوع اطفالهم ونساءهم.
ثم يردف الشاعر والمناضل الانجليزي هارولد بانتير قائلاً: لقد تابعت الولايات المتحدة منذ نهاية الحرب العالمية الثانية استراتيجية لامعة بل وحتى بارعة وذكية لقد مارست نوعاً من التلاعب المنتظم والوقح والوحشي بالأنظمة والسلطات عبر العالم كله وكل ذلك عن طريق اجهزة مخابراتها ذات اليد الطويلة وفي ذات الوقت استطاعت ان تخفي ذلك او تحجبه بواسطة قناع «حضاري» زائف بل والأنكى من ذلك فإنها استطاعت اقناع الكثيرين بأنها تمثل قوة خير وصلاح في العالم.. هنا تكمن عبقرية اميركا بالضبط: ان تفعل الشر ثم تظهر وكأنك رجل خير.
نحن نعلم ان ادارة جورج دبليو بوش رفضت التوقيع على معاهدة كيوتو للحفاظ على البيئة على الرغم من ان معظم دول العالم، ان لم يكن كلها، وقعت عليها كما ورفضت التوقيع على معاهدة تنظيم بيع الاسلحة الصغيرة او الفردية واستبعدت نفسها ايضاً من المعاهدة الخاصة بالاسلحة البيولوجية.
ان الادارة الاميركية تتصرف بشكل متعجرف وتنتهك القانون الدولي على مرأى من العالم كله، كما انها تتلاعب بالأمم المتحدة وتسخرها لصالحها، وفي ذات الوقت تحتقرها وتعطل دورها، ثم يردف الشاعر الانجليزي قائلاً: ان اميركا هي اخطر سلطة ظهرت على سطح الارض انها دولة وغدة ومحتالة، ولكنها دولة ذات قوة اقتصادية وعسكرية لا تضاهى، هذه هي اميركا واما اوروبا فهي حليفتها والمتواطئة معها، وبخاصة انجلترا ويختتم الشاعر الانجليزي كلامه بالقول: ولكني ألمح في الأفق صعود قوة معادية لأميركا ورأسماليتها الكاسحة انها قوة تصعد من كل مكان في العالم،
وسوف تهدد مصالح اميركا يوماً ما. هذا ما قاله الشاعر الانجليزي في جامعة فلورنسا بايطاليا قبل يوم واحد من حصول تفجيرات نيويورك وواشنطن ولا يزال مصراً على كلامه بعد الاحداث ولم يغير فيه حرفاً واحداً، فأميركا كما يقول دولة لا تفهم إلا لغة القنابل والموت وقد أعلنت الحرب على العالم كله وسوف يرد عليها العالم بالصاع صاعين اذا لم تغير سياستها الظالمة في فلسطين بشكل خاص، وفي اماكن اخرى عديدة من العالم.. يقول ذلك على الرغم من ادانته للارهاب الذي قتل الآلاف بشكل عشوائي في نيويورك وواشنطن.
اما الشاعر الصيني «يانغ ليان» منذ غادر بلاده عام 1987 لكي يعيش في لندن كمنشق سياسي او كأديب منفي وعن ذكرياته مع اميركا يقول: قبل وصول ماوتسي تونغ الى السلطة كانت صورة اميركا ايجابية جداً في الصين ولكن بعد وصوله وترسخ النظام الشيوعي تغيرت الصورة كثيراً كما هو متوقع، بل وانقلبت رأساً على عقب اصبحت اميركا بلد الرأسمالية والدولار والاستغلال بعد ان كانت بلد القمر والنجوم والجمال والخيرات والكاوبوي والسهول الفسيحة سهول القمح..
ثم يردف الشاعر الصيني قائلاً: في عام 1980 دعاني احد الاساتذة الاميركان الذين يزورون الجامعات الصينية من حين لآخر الى المطعم لكي نتعشى سوية وفي اثناء الحديث راح ينتقد بالطبع الحالة الداخلية الصينية ويتأسف لوحشيتها وقساوتها وراح يؤلبني على النظام الديكتاتوري القمعي ويتحدث عن مصير الادب الممنوع والرقابة الشيوعية على الفكر والشعر.
وفي نهاية السهرة بعد ان قمنا عن المائدة راح يسألني بكل وقاحة: لماذا لا تأخذ فضلات المائدة معك الى البيت ألستم جائعين في الصين؟ قلت له اني لا أملك اية كلب في البيت فرد علي قائلاً: ولكني لم اقصد ان تأخذها للكلب وانما لك او لعائلتك هذه النظرة الاحتقارية لسكان البلدان الاشتراكية كانت شائعة لدى الكثيرين من الاميركان المتعجرفين.
وفي عام 1992 اتيح لهذا الشاعر الصيني ان يزور نيويورك ويتمتع بجمالها وقد التقى هناك بالعديد من شعراء اميركا وكتابها ولكي يحسن وضعه المادي فإنه لم يتردد عن توظيف زوجته كخادمة في احد البيوت الغنية، اما هو فقد كسب بعض الفلوس عن طريق إلقاء المحاضرات عن الادب الصيني في الجامعات الاميركية وقد قال له احد المسئولين الاميركان: انت تريد تكريس نفسك لكتابة الشعر ثق من انك سوف تأسف على ذلك فالشعر لا يطعم خبزاً وعندئذ تذكر كلام والده الذي كان يكرره على مسامعه كثيراً: الشعراء يموتون دائماً في الفقر.
اما الكاتبة المصرية اهداف سوين فتتحدث عن صورة اميركا في العالم العربي وكيف تشوهت بعد حرب خمسة يونيو 1967 ثم تتحدث عن دور المخابرات المركزية الاميركية في مقتل تشي غيفارا وتقول ايضاً انها تآمرت اكثر من مرة على جمال عبدالناصر أيام الهبة القومية الخطابية وبالتالي فإن العرب لن يغفروا لأميركا اجهاض ما كانوا يعتبرونه حلما بل والقضاء على النهضة العربية عن طريق دعم إسرائيل على طول الخط ولولا هذا الدعم غير المشروط لما كانت هناك مشكلة بين اميركا والعالم العربي فنحن نحب الشعب الاميركي ونقدره ونعجب بالكثير من كتابه وشعرائه وأفلامه ورواياته الرائعة.. ولكن مشكلة اسرائيل حفرت هوة عميقة بين الشعوب العربية والسياسة الاميركية المنحازة باستمرار للمعتدي.
أربعة وعشرون كاتباً من مشارب فكرية وجنسيات مختلفة يطرحون رأيهم بأميركا وسياستها وانحيازها واشكال التمييز التي تمارسها بعيداً عن مبادئ «حق تقرير المصير» التي تنادي بها وكتاب عن اميركا في عيون الآخرين.



181
قبل ان أبدأ الكتابة عن أغرب مظاهر الإحتفال برأس السنة تهادت على خاطري الكثير من الذكريات عن رؤوس السنوات الماضية التي عشتها و نسيت تفاصيلها..ولكنها أجبرتني على  الوقوف عند بعضها بمزيد من الحنين و الأسى على ما مضى دون عودة..
 ففي رأس سنة عام 1973 في (( ليالي السمر )) كنت أنا الفتى اليافع مع شقيقي الشاعر كريم العراقي وأصدقاء يكبرونني بعشرات السنين والتجارب : القاص داود سالم والرسام هادي السيد حرز وآخرين ثملوا فإنضموا الى طاولة أكبر تضم الشاعر أبي سرحان وآخرين معه..وأخذت الطاولات تتجمع حتى تجاوز عددنا الخمسين..ويبدو أنها كانت ليلة رائعة لإني صحوت صباحاً فوجدت كريم نائماً بقربي على سطح بيت في منطقة الطوبجي..سألته عن صاحب البيت..فأجاب: أكيد هو واحد من أصدقائنا..!!!
.. الليالي الأخيرة من 1974 و 1975 قضيتها مع صديقي الفنان قحطان العطار ..وقد مسح فايروس النسيان المكان الذي سهرت فيه ليلت رأس سنة 1976..ولكنني أتذكر أن في الليلة الأخيرة من عام 1977 كنا كريم وداود وأنا ومجموعة أصدقاء نقرأ الشعر ونغني في صالون حلاقة أحد الأصدقاء..وبسبب خطبتي وأنا إبن 19 عاماً فقد إنفصلت عن مجموعة الأصدقاء وسهرت مع خطيبتي في بيت أحد الأقرباء في القاهرة ليلة 1978 الأخيرة..وجمعتني ليلة رأس عام1979 بزوجتي الحبيبة الصغيرة وأشقائها وشقيقي كريم وأروع الأصدقاء في بيت الشهيد جهاد زمام زوج شقيقتي الكبرى..ثم جاءت رؤوس السنوات الصدامية الجديدة وكأنها رؤوس نووية ولا أريد الخوض في تفاصيلها..رغن أنها لم تخلوا من لمسات الزوجة الملاك ..
عذراً على الخروج عن الموضوع العام الى أزقة العمر المظلمة ولنتحدث عن رأس السنة في مدن العالم  ولنبدأبالساحات العالمية الشهيرة فهي تكتظ ليلاً بالناس الذين تدفعهم الرغبة بعمل شيء استثنائي في تلك اللليلة فنشهد من يلقي بالقنابل والدخان ويكسر السيارات أو الرقص الجنوني والشرب المفرط أو حتى انتظار تلك الليلة والقيام بأعمال خرقاء كالانتحار الفردي أو الجماعي. ومنهم من ينتظر تلك الليلة لإتمام مراسم خاصة كالزواج بتبادل الخواتم لحظة الساعة 12 أو الزواج تحت الماء وبناء الحصون الثلجية وتبادل القبل لحظة المرور بين السنتين. ولعل ممارسة بعض الأشخاص عادات وطقوساً غريبة في ليلة رأس السنة قد يلقي بظلال سوداء إعلاميا على بعض المشاهير كما حدث مع الأمير هاري ابن ولي العهد البريطاني الأمير تشارلز حين ارتدى قميصا رسم عليه الإشارة النازية.
ومهما اختلفت الوسائل والطرق فإن معظمها يبدو مقبولا وممتعا في حين يبدو بعضها غريباً وشاذا عن المألوف.لاحتفالات رأس السنة في الساحات العالمية طقوسها وغرائبها التي تجري كل سنة اذ تشهد تلك الساحات احتفاليات من نوع خاص، ويتدفق إليها الناس من كل حدب وصوب ويمارسون تقاليدهم وألوان فرحتهم تبعاً للعادات والبلد الذي يحتوي هذه الساحة وربما تكون ليلة رأس السنة فرصة للقاء أكبر عدد ممكن من الناس في تلك الساحات أو لحضور المراسم وأشكال عامة من الاحتفالات كالرقص وتبادل التهاني والتمتع بمشاهدة الألعاب النارية والعروض الفنية وغيرها.
وحسب التقليد المتبع في لندن يستمع مئات الآلاف من الأشخاص الى ساعة (بيج بن) وهي  تدق 12 مرة في “ترافلجار سكوير” من كل سنة ورغم برودة وسوء أحوال الطقس فإن كل تلك الحشود تتجمهر تحت أضواء الساحة اللندنية التي تعج بالكثير من البريطانيين وغيرهم ولدى سماع الساعة يصرخ الكثيرون ويتبادلون التهاني وينتظر العشاق الساعة 12 حتى يتبادلوا القبل وكلمات الحب والوعود بعام جديد وجميل بالحب والإخلاص.
وتتحول حديقة الهايد بارك في لندن ايضا ليلة رأس السنة إلى ميدان للتعبير عن الآراء وإيصالها إلى العالم بأسره لوجود عدد كبير من الناس والجنسيات وفرصة للتكلم وشرح وجهات النظر حتى لو كانت ضد الحكومة نفسها فتلك الرقعة مشهورة بحرية الكلام على أرضها لكل الجنسيات.
وفي فرنسا يتجمع حوالى نصف مليون شخص في جادة الشانزليزيه وينتشرون على امتداد 2،5 كيلومتر خصصت فقط للمشاة تحت حماية مشددة من الشرطة. فرأس السنة ليلة جنون حقيقي في هذا المكان. ونتيجة لتجمع عدد كبير من الناس في الشانزليزيه ومن جميع القوميات والأعراق فإن حصيلة الموتى في كل عام تتزايد بشكل ملحوظ ويعبر كثير من الناس عن فرحتهم بطرق غريبة للغاية فيصرخ بعضهم بشكل جنوني والبعض بشرب الكحول في الشوارع ويتفرغ لإيذاء الناس من حوله أو تدمير واجهات المحلات وإحراق السيارات. وقد يلقي أحدهم قنبلة بين الجموع أو يثير شائعة بوجودها مما يقلب الاحتفال إلى مأتم.
وفي نيويورك يتجمع نحو نصف مليون شخص في ميدان التايمز للاحتفال برأس السنة وإطلاق ألعاب نارية وصنع مجسمات واشجار ميلاد ضخمة وكرنفالات تعبر عن المناسبة.
في برلين شارك المئات من الأشخاص في حفلة ضخمة وسط المدينة رغم البرد القارس وتطلق الألعاب النارية عند بوابة براندبورج حيث يطلق1800 سهم ناري في غضون عشر دقائق. وتشهد الساحة الحمراء في موسكو حفلات موسيقية في الهواء الطلق ومسابقات شعرية رغم البرد القارس.
وفي كوالالمبور يتجمع آلاف الاشخاص في محيط برجي بيتروناس الاعلى في العالم لمشاهدة الالعاب النارية، أما الصينيون الذين لهم تقويمهم الخاص للعام الجديد فإنهم يمارسون كل أنواع الرقص في شوارع بكين ومن أهم وأغرب طقوسهم صنع التماثيل والوحوش والمهرجانات الكرنفالية ونفث النار في الهواء .
وقد يحتفل البعض احتفالا خاصا كرد فعل على الإرهاب والعنف كما حدث في أندونيسيا في جزيرة بالي في حضور خمسة آلاف شخص تجمعوا على شاطئ كوتا بالقرب من الملهى الليلي الذي تعرض لهجوم إرهابي أسفر عن مصرع نحو 200 شخص.
ومن الطقوس الغريبة أيضاً بناء قلاع ثلجية وحصون مزينة من الجليد والتزلج عليها وبناء رجال من الثلج و أسوار وهيئات معينة تدل على تلك المناسبة كما يحدث في الصين على الأغلب حيث يبرع كثير من الفنانين في تلك المناسبة في هذا المجال. وفي بعض السنوات بنى النحاتون الصينيون  تماثيل خاصة لحبيباتهم ليلة رأس السنة .
ومن العادات والطقوس الغريبة المتبعة في ليلة رأس السنة الانتحار اذ يقرر الكثيرون أن تكون تلك الليلة هي الخط الفاصل بين حياتهم الماضية ونهايتها.
اظهرت دراسة جديدة ان عدد المنتحرين يرتفع  ماشاء الله اكثر من عشرة اضعاف في رأس السنة من كل عام. ويقول باحثون في مركز ابحاث الانتحار والوقاية منه في السويد انه نظرا للمغزى الإضافي للأول من يناير/ كانون الثاني حيث يكون الإحساس بالوحدة والعزلة الذي يصيب الناس بالاكتئاب عشية العام الجديد اكبر يزداد الانتحار.
وتقول الاحصائيات ان أربعة أشخاص في المتوسط معظمهم من الرجال ينتحرون كل يوم في السويد التي يبلغ عدد سكانها تسعة ملايين نسمة ولكن المثير في تلك الإحصائية ان هذا العدد يرتفع الى أضعاف مضاعفة ليلة رأس السنة في اليوم الاول من العام الجديد
وتنتشر ليلة رأس السنة ظاهرة الانتحار الجماعي اذ يقرر عدد من الأشخاص وأغلبهم من فئة الشباب أن ينتحروا في تلك الليلة فيبرمون اتفاقا بهذا ويجتمعون ليمسك كل واحد بسلاح ويقتل نفسه أو يضعون أنفسهم في غرف مغلقة ويحكمون إغلاقها ثم يبثون غازا قاتلاً أو يتناولون في تلك الليلة طعاما مسموماً أو يتجرعون مواد قاتلة عند الساعة الثانية عشرة.
وهناك الكثير من المواقف الاحتفالية الخاصة والغريبة في تلك الليلة فبعض العشاق يمسكون بخواتم الخطبة أو الزواج وينتظرون أن تدق الساعة ال 12 لتبادلها مع وعود الحب  وتسجل آلاف من حالات الزواج عندما تدق الساعة 12 كما أن هناك الكثير من المغامرين الذين ينتظرون ليلة رأس السنة بفارغ الصبر ليقوموا بحركات أو قفزة أو شيء مثير وخاصة أمام حشود عريضة من الناس ليلفتوا الانتباه بشكل أكبر من جهة وربما ليصورهم ويشاهدهم عدد كبير من الناس ورجال الاعلام.
ويحتفل البعض بمرور تلك اللحظة في أماكن قد تكون غريبة كسطح مبنى عال أو ضفة نهر أو على متن سفينة أو بين الشموع أو تحت المياه كما حدث مع غواصين أستراليين اذ احتفلا تحت الماء بمرور السنة الجديدة.
ومن المواقف الغريبة التي تمت في احتفالات رأس السنة وأحدثت ضجة كبيرة  هو ما فعله الأمير هاري ابن ولي العهد البريطاني الأمير تشارلز ليلة رأس السنة، اذ ذهب الأمير إلى حفلة تنكرية ببذلة نازية عليها الصليب المعقوف،  أثار تصرفه موجة من السخط اعتذر بعدها بقوة وربما ذكر هذا التصرف الناس ووسائل الإعلام حينها بتصرفات جده الأمير فيليب والذي كثيرا ما كان يُدلي بتعليقات تثير سخط الناس باختلاف ألوانهم وعقائدهم.


182
المنبر الحر / 2005 عام الكوارث..
« في: 10:24 29/12/2005  »
2005 عام الكوارث 
تودع البشرية عاماً حافلاً بالكوارث المأساوية المختلفة في آثارها الإنسانية والبيئية، وتمثل كارثة تسونامي التي حدثت على عتبات عام 2005 مقدمة تلك الكوارث والتي لم تعد كارثة إنسانية وبيئية وحسب بل هي في عميق واقع تبعاتها كارثة حقيقية للمفاهيم الدولية في التعاطي مع هكذا كوارث، وكذلك في جوهر آليات التعاون الدولي في مواجهة آثار الكوارث، وكانت كارثة كاترينا الأكثر حضورا التي جسدت واقع التصدع في آليات مكافحة آثار الكوارث، فعلى الرغم من انها وقعت في دولة من اكثر دول العالم تقدما وقوة من الناحية العلمية والتكنولوجية والعسكرية إلا ان ما شهده العالم في واقع عمليات مكافحة اضرار الكارثة لم يكن بالمستوى الذي ينتظره الجميع من دولة غزت جيوشها مناطق مختلفة من العالم وهزت ترساناتها العسكرية بلدانا بأكملها، وإلى جانب تلك الكوارث التي يحسن ذكرها لإبراز مدى عمق الخلل في واقع التعاون الدولي في مواجهة آثار الكوارث، واقع عمليات الإغاثة لضحايا الكارثة الانسانية التي نجمت عن الزلزال المدمر الذي ضرب منطقة كشمير في باكستان والتي جسدت عمق الخلل في آليات التعاون الدولي وانعدام مبدأ العدالة في العلاقات الدولية في شأن مكافحة آثار الكوارث ومساعدة الشعوب المنكوبة.
والكوارث التي شهدها العالم عام 2005 متنوعة في عوامل بروزها وفي تأثيراتها، وفي ابعادها الكونية، ومنها الكوارث العابرة للحدود وان من أكثر تلك الكوارث حداثة في هذا الشأن حادثة تلوث نهر “سنغ هو” في الصين بالمواد الكيماوية السامة بسبب الانفجار الذي وقع في مصنع البتروكيماويات في مدينة جيلين في 13 نوفمبر/تشرين الثاني من العام الجاري وان ذلك النهر هو أحد روافد نهر “أمور” الذي يشكل الحدود بين الصين وروسيا، ويمد اكثر من مليون ونصف من السكان في منطقة فبابروفسك بمياه الشرب، ويقابل ذلك محنة انفلونزا الطيور التي كانت من المحتمل ان تشكل كارثة إنسانية خطرة اذا ما تحولت الى وباء، وذلك الحادث يطرح تساؤلا في شأن مدى جاهزية المجتمع الدولي في مواجهة المخاطر المحتملة لمحنة انفلونزا الطيور على أمن المجتمعات البشرية، خاصة اذا ما ادركنا حالة التخبط التي رافقت اجراءات الدول لمحاصرة تبعات المحنة.
موضوع الكوارث العابرة للحدود كانت محط اهتمام المجتمع الدولي اثناء كارثة تشرنوبل النووية التي وقعت في اوكرانيا عام ،1986 وان ذلك الاهتمام هو نتيجة طبيعية للمخاطر التي افرزتها حالة انتقال الاشعاعات النووية عبر الحدود لتطال الدول المجاورة، وشكل ذلك حافزا للدول في العمل لإيجاد آلية قادرة على تفادي إمكانية وقوع الكوارث النووية، وفاعلة للتقليل من الاضرار التي يمكن ان تخلفها هكذا كوارث على الانسان والبيئة وذلك ما تمخض عنه تأسيس مركز تشرنوبل للأمن النووي عام ،1995 بدعم من بريطانيا وأمريكا وألمانيا وفرنسا واليابان، وتتمحور وظائف المركز في دراسة تأثيرات الاشعاعات النووية في الحياة الفطرية والتنوع البيولوجي ومخاطر انتقال الاشعاعات النووية عبر الحدود على صحة الإنسان والبيئة، وابتكار الوسائل التكنولوجية المختصة بإزالة آثار التلوث الاشعاعي من المناطق المتضررة، ويمثل ذلك خطوة عملية ومطلوبة ينبغي ان تكون في محط اهتمام دولنا خاصة اذا ما ادركنا الحقائق المحيطة بواقع احتمالات حدوث هكذا كوارث. وما ينبغي ايضا الإحاطة بواقع مخاطره على صحة الانسان الاضرار التي يمكن ان تنجم عن محنة انفلونزا الطيور وان تلك مشكلة في حاجة الى تعاون بين مختلف المنظمات المعنية والدول ذات العلاقة خاصة تلك التي بفعل موقعها الجغرافي تكون متبادلة التأثير والاضرار نتيجة حركة انتقال الطيور بين بلدانها، وبلا شك ان تلك مسائل يدركها الجميع. وقد اشار احد الاكاديميين الاوكران مدير متحف التاريخ الطبيعي التابع لأكاديمية العلوم الاوكرانية، وذلك في إطار حوار جمعنا عام ،2002 الى أهمية ذلك التعاون، وحذر اثناء حديثه من امكانية حدوث خطر ليس في الحسبان تكون له آثاره الخطرة في أمن مجتمعاتنا، وأكد انه إدراكا لذلك بادر في دعوة مؤسسة بيئية خليجية لتكوين مثل هذه الشراكة بيد ان تلك المبادرة لم تجد استجابة فعلية وهو العمل الذي نحن في حاجة الى تدعيم قدراته في بلداننا.
ان شمولية مخاطر اضرار الكوارث التي اجتاحت العالم في عام 2005 تؤكد ضرورة ان يعمل مهندسو الاصلاح في الأمم المتحدة على تبني منهج عاقل ونزيه في وضع آلية قادرة على توحيد قدرات المجتمع الدولي في مواجهة مخاطر الكوارث .

 

 

183
           مؤلف كتاب ( الأديان الكبرى ) هو البروفيسور توماس باتريك بيورك الأستاذ المعروف في الجامعات الاسـترالية والأميركـية و كان قد نشر سابقاً عدة كتب مهمة نذكر من بينها : الكـون الهش، والرؤيا المضادة، والمعارضة، وكان المؤلف قد ولد في استراليا وأكمل فيها دراسته الجامعية قبل ان ينتقل إلى ميونيخ بالمانيا حيث نال من جامعتها شهادة الدكتوراة في العلوم الإنسانية والدراسات الدينية المقارنة،
وهذا الكتاب الجديد الذي نشره مؤخراً بين حصيلة أبحاثه عن الموضوع، وفيه يدرس الأديان الكبرى للبشرية سواء أكانت تلك التي ظهرت في منطقة الشرق الأوسط أم في آسيا والشرق الأقصى. ومنذ البداية يرى المؤلف ان الأديان الكبرى تنقسم إلى قسمين: الأديان التوحيدية كاليهودية والمسيحية والإسلام، والأديان الآسيوية غير التوحيدية كالبوذية، والهندوسية، والكونفوشيوسية، وأديان اليابان القديمة. ففيما يخص البوذية مثلاً يقول المؤلف ما معناه:
لأننا نعيش في الغرب الأوروبي ـ الأميركي فإننا نولي أهمية كبرى لأديان التوحيد المنتشرة عندنا وبخاصة المسيحية، ولكن لا ينبغي ان ننسى ان آسيا كانت مهد الأديان القديمة جداً حيث ظهر بوذا وكونفوشيوس. ولكن من هو بوذا ياترى؟ في الواقع ينبغي ان نقول «البوذا» لأنه ظهرت قبله شخصيات كثيرة تدعى بوذا،
 وكذلك ظهرت بعده، وبوذا تعني في اللغة السنسكريتية: الشخص المستنير، أو الشخص اليقظ المتنبه إلى مسألة المعرفة والحقيقة: أي الذي استيقظ على الوجود بعد طول غفلة. ويعتقد بأن البوذا الكبير أو الحقيقي قد عاش بين عامي 566 ـ 486 قبل الميلاد، وهذا يعني أنه عاش ثمانين عاماً.وقد ولد بالقرب من الحدود الحالية التي تفصل بين الهند ونيبال.
 وكان ينتمي إلى قبيلة «ساكياس» ولكن والده لم يكن ملكاً على عكس الأسطورة الشائعة .. وإنما كان أحد نبلاء الأرياف المتواضعين الذين يعيشون على زراعة أراضيهم الواسعة نسبياً. وكان اسم بوذا الحقيقي «غوتاما» ثم لقب بالبوذا لاحقاً.
 وبعد ان بلغ الشباب وتزوج وأنجب طفلاً ترك فجأة عائلته وطفله وراح يهيم على وجهه في البراري والقفار، راح يبحث عن الحقيقة، حقيقة الوجود والموت والحياة. وبعد أن كان يعيش حياة مرفهة نسبياً من الناحية المادية أصبح يعيش حياة الزهد والتقشف والعزلة الشديدة والفقر.
 ثم يردف المؤلف قائلاً: طيلة سنوات عديدة راح بوذا يجوب منطقة نهر الجانج طولاً وعرضاً بحثاً عن مصير الإنسان بعد الموت وماذا سيحل به. وبحسب ما يقوله التراث البوذي فان بوذا اكتشف الحقيقة بعد ان أمضى ليلة كاملة من التأملات تحت شجرة تين. وفي أثناء هذه الليلة تعرف على حيواته السابقة وولاداته المتتالية! هذا ما تقوله الأسطورة البوذية لأن الأمر كله لا يتجاوز مرحلة الأساطير في الواقع.
 ولكن المؤمنين بالبوذية يأخذون كل ذلك على محمل الجد، وبعد أن استيقظ بوذا على الحقيقة أو اكتشفها بالأحرى استأصل من نفسه كل أنواع الغيرة والحسد والشهوة وحب امتلاك أي شيء في هذا العالم، زاهداً كلياً في متع الحياة الدنيا.
 ثم واصل بوذا حياته المتسكعة في تلك المناطق حتى وصل إلى مدينة «بيرانيس»، حيث ألقى أول موعظة له أمام خمسة من الناس أصبحوا تلامذته فيما بعد.
 ولخص أمامهم العقيدة البوذية في أربع حقائق مقدسة، كما يقال: وأولها ان الألم موجود في هذا العالم ولا يمكن إنكاره، وثانيها ان الشيء الضروري هو أن نبحث عن أصل الألم وأسبابه. وثالثها انه ينبغي أن نجد وسيلة لإيقاف الألم والعذاب في هذه الحياة.
ورابعها انه ينبغي أن نبحث عن الطريق الموصل إلى إيقاف الألم والعذاب. وهذا هو طريق الحكمة الذي يوصلنا إلى الخلاص والنجاة.
 ثم واصل بوذا طريقه شارداً في القرى والمزارع، وقد رافقه تلامذته الأوائل.
 وفي أثناء الطريق كان يلتقي بأناس عديدين ويتناقش معهم، وأحياناً كان يقنعهم بأفكاره فيصبحون من أتباع العقيدة الجديدة، أي بوذيين، وكانوا ينقسمون إلى قسمين، كما في المسيحية: قسم الكهنة، أي رجال الدين، وقسم الناس العاديين أو العلمانيين المؤمنين بالبوذية، ولكن من دون أن يكونوا رجال الدين أو من دون أن يلبسوا مسوح الكهان.
 ثم يقول المؤلف : ولكن بوذا، على عكس المسيح، لم يصطدم بالعداوة من قبل الناس، ولم يتعرض للاضطهاد كما يحصل للأنبياء عادة، وقد انضم إليه أناس من مختلف الفئات أو الطبقات الاجتماعية، وكان من بينهم بعض الأغنياء الذين أعطوه بساتين إلى جوار المدن لكي يقيم فيها المعابد البوذية.
ثم أسس بوذا أديرة للراهبات أيضاً وليس فقط للرهبان، تماماً كما في المسيحية. ولذلك يشبهونه بالمسيح أو قل يشبهون المسيح به، لأنه ولد قبله بخمسة قرون على الأقل! ثم مات بوذا وهو في طريقه إلى إحدى القرى، ولكنه قبل أن يموت ألقى أمام أتباعه آخر موعظة.
 وبعدئذ سلّم الروح أو دخل في السلام الأبدي، كما يقول البوذيون، وهو يعني في لغتهم الشائعة: حالة النيرفانا: أي النشوة النهائية التي تخرجك نهائياً من العالم الأرضي، عالم الألم والعذاب والمتاعب والمصائب.
وباختصار لقد كان بوذا انساناً طيباً، زاهداً في ملذات هذا العالم الأرضي ومتعه. وما كان ينتظر إلا الخلاص منه والذهاب إلى عالم الأبدية والخلود، حيث لا مرض ولا عذاب ولا شيخوخة ولا من يحزنون.
 ثم يخصص المؤلف بعدئذ فصول عدة للهندوسية والطاوية، والكونفوشيوسية، وديانة الشنتو المنتشرة في اليابان على وجه الخصوص. وهي الديانة الوطنية أو القومية لليابان. وقد ظهرت في القرن السابع الميلادي لكي تنافس الديانة البوذية التي دخلت من الخارج إلى البلاد قبل قرن ونصف القرن من ذلك التاريخ، وبالتالي فالبوذية تعتبر ديناً أجنبياً هناك على الرغم من انتشارها الواسع في بعض المناطق. ثم يتحدث المؤلف بعدئذ عن المسيحية في الغرب ويقول بما معناه: لقد تعرضت المسيحية لخضات وهزات كبيرة في القرن التاسع عشر:  أي بعد الثورة الفرنسية، فالكثيرون تخلوا عنها واعتبروها دين الملوك والطبقات الارستقراطية وتحذير الشعوب أو قمعها. كما وتعرضت للاحتجاج والنقد من قبل الفلاسفة والعلماء الذين اتهموها بالرجعية والظلامية ومقاومة التغيير والتطور. ولهذا السبب فإن الكنيسة الكاثوليكية قامت برد فعل عنيف على الحداثة واتهمتها بالكفر والإلحاد. ولهذا السبب أيضاً فإن البابا أدان الجريدة المسيحية الليبرالية التي كان يرأس تحريرها مفكر فرنسي يدعى «لامنيس».
لماذا؟ لأنها كانت تنشر تفسير جديداً للعقيدة المسيحية، أي تفسيراً يتناسب مع روح العلم والعصور الحديثة. وهو تفسير تنويري يتعارض مع التفسير الظلامي للبابا والفاتيكان آنذاك. وهناك سبب آخر لإدانة هذه الجريدة التي كانت تحمل اسم «المستقبل» ألا وهو: انها دعت إلى فصل الكنيسة عن الدولة والاعتراف بحرية الوعي والضمير، فيما يخص الشؤون العقائدية، فالقسر في الدين أو الإكراه أمر غير مستحب، وكل إيمان غير نابع من الأعماق وبطيبة خاطر ليس مهماً على الإطلاق.
وهذا ما يتماشى مع جوهر العقيدة التي تقول: لا إكراه في الدين. فالدين يسر وليس عسر، ومحبة لا كره للآخرين. وهذا ما علّمنا إياه الأنبياء والرسل. ويردف المؤلف قائلاً: والواقع ان الكنيسة المسيحية وجدت نفسها كالقلعة المحاصرة في القرن التاسع عشر، فقد أصبحت محاصرة من قبل العلم واكتشافاته الباهرة،
 ولهذا تشنجت وأصبحت أكثر تزمتاً وعدوانية ضد التطور، ضمن هذه الظروف أصدر البابا بيوس العاشر فتوى شهيرة يدين فيها الحضارة الحديثة بمجملها:أي فكرة التقدم والفلسفة الليبرالية، والعلمانية،وحقوق الإنسان ، وحرية الاعتقاد.. إلخ.
وبعد صدور كتاب داروين عن «أصل الأنواع» ونظرية التطور، شعر المسيحيون في الغرب بصدمة رهيبة، وقاموا برد فعل عنيف ضد التطور المادي المحض لداروين، وقالوا انه ملحد وخطر على البشرية، لأنه ينزل الإنسان إلى مرتبة الحيوان. وظهرت صورة كاريكاتورية بشعة عنه: وهي تصوره على هيئة قرد برأس إنسان أو العكس، وحصل عندئذ ذلك الصدام المروع بين العلم والدين، أو بين العقل والكنيسة المسيحية.
وانقسم الناس إلى قسمين: قسم يؤيد العلم ونظرياته المادية والفيزيائية والطبيعية، وقسم يؤيد الكنيسة والبابا واللاهوت المسيحي القديم، واندلع الصراع بين الطرفين طيلة القرن التاسع عشر ولم يهدأ إلا مؤخراً. وأخيراً فإن المؤلف يعطي بعض الأرقام الإحصائية عن الأديان الكبرى ومدى انتشارها في العالم. ونفهم منها ان المسيحية هي الدين الأكثر عدداً، لأن أتباعها يزيدون عن المليارين، هذا في حين ان الإسلام يأتي في المرتبة الثانية لأن أتباعه يصلون إلى المليار ومئتي مليون شخص: أي بعدد سكان الصين.
 وبعد المسيحية والإسلام يمكن القول بأن الهندوسية تأتي في المرتبة الثالثة، من حيث عدد أتباعها، فهم يبلغون المليار شخص تقريباً، وبعد الهندوسية تأتي الديانة البوذية التي يصل عدد معتنقيها إلى نحو النصف مليار شخص، وهذه هي الأديان الكبرى للبشرية، فهي تشكل أربعة أخماس الكون. بعدها تجيئ أديان أقل عدداً وأهمية كدين الشنتو الياباني الذي يقارب المئة وخمسين مليون نسمة، أو الديانة الكونفوشيوسية التي تصل إلى ثلاثمئة مليون نسمة، أو الديانة الإحيائية المنتشرة في إفريقيا السوداء والتي يصل عدد اتباعها إلى مئتي مليون نسمة.
 


184
مؤلف كتاب_ محاكم التفتيش _  هو البروفيسور إدوارد بورمان المختص بالدراسات الدينية المقارنة. قد كرس كتابه هذا للتحدث عن موضوع طالما شغل المثقفين في الغرب الأوروبي ـ الأميركي: ألا وهو محاكم التفتيش السيئة الذكر والتي طالما قمعت العلماء والمفكرين من كوبر نيكوس، إلى غاليليو، إلى ديكارت، إلى معظم فلاسفة التنوير في القرنين السابع عشر والثامن عشر بل وحتى التاسع عشر فيما يخص إسبانيا والبرتغال.
ومحاكم التفتيش التي ماتت الآن في أوروبا بفضل استنارة العقول تحولت إلى شيء آخر أو مؤسسة أخرى. وهي الآن موجودة في الفاتيكان وتدعى باسم: المجمع المقدس للحفاظ على عقيدة الإيمان المسيحي. صحيح أنها لم تعد تحرق المفكرين وكتبهم كما كانت تفعل سابقاً ولكنها تراقب أي خروج على العقيدة أو أي انتهاك لها وتعاقبه عن طريق فصل الأستاذ من عمله أو منعه من تدريس مادة اللاهوت المسيحي.
 يعود المؤلف بالطبع إلى بدايات محاكم التفتيش ويقول: «ان محاربة الزندقة كانت سارية المفعول حتى قبل ظهور محاكم التفتيش كمؤسسة رسمية في بدايات القرن الثالث عشر. فقد كان هناك دائماً أناس يخرجون على هذا المبدأ أو ذاك من العقيدة المسيحية. وكانت الكنيسة تعاقبهم بشكل أو بآخر». ويمكن القول بأن المجمع الكنسي الذي اجتمع في مدينة لاتران عام (1139) كان أول من بلور التشريعات البابوية ضد الزندقة والزنادقة،
 وقد طبقت هذه التشريعات على إحدى الفئات المسيحية اثناء الحروب الصليبية لأول مرة وهي فئة «الألبيجيين» التي اعتبرت بمثابة الخارجة على الإجماع المسيحي، وبالتالي فهي مهرطقة أو زنديقة. ثم يردف المؤلف قائلا: «وكان الامبراطور المسيحي هو أول من فكر بالحرق كعقاب للزنادقة عام 1224 وهي عقوبة فظيعة ومرعبة لأنهم كانوا يشعلون النار في الحطب ثم يلقون بالإنسان الزنديق فيها وهو يزعق ويصيح».
 ثم صدق البابا غريغوار التاسع على هذا القرار عام 1231 وأصبحت محرقة الزنادقة أمراً شرعياً معترفاً به، بل وخلعت عليها القداسة الآلهة لأن البابا كان يتحلى بمكانة المعصومية في نظر جمهور المسيحيين آنذاك. وبالتالي فكل ما يأمر به أو يفعله مقدس ولا راد له.
 وقد كان الهدف من إقامة محاكم التفتيش هو الدفاع عن الإيمان المسيحي في مذهبه الكاثوليكي البابوي الروماني. وقد أسسوها في البداية لمحاربة بعض الفئات المسيحية المارقة في فرنسا، ثم وسعوها لكي تشمل طوائف أخرى عديدة لا تلتزم كليا أو حرفيا بالشعائر المسيحية الكاثوليكية. وأخيراً وسعوها لكي تشمل بقايا الوثنية التي لم تمت بعد في أوروبا، وكذلك لكي تشمل كل أعمال الكفر أي شتم المقدسات المسيحية أو النيل منها أو الاستهزاء بها.
 هذا هو هدف محاكم التفتيش في البداية ولكن كيف كانت تشتغل هذه المحاكم يا ترى؟ وما هي منهجيتها في المحاكمة؟ على هذا السؤال يجيب المؤلف قائلا: «كانت تشتغل على النحو التالي: بمجرد ان يشتبهوا في شخص ما، كانوا يقبضون عليه ويخضعونه للتحقيق فإذا اعترف بذنبه تركوه وإذا لم يعترض عذبوه حتى يعترف وإذا أصر على موقفه ألقوه طعمة للنيران وأحياناً كانوا يصدقونه ويعتبرونه بريئاً من التهمة الموجهة إليه فيخلون سبيله».
وكانت محاكم التفتيش مشكلة عادة من رجلي دين أو راهبين اثنين ولكن كان يساعدهما أو يحيط بهما أشخاص عديدون لا ينتمون إلى سلك الكهنوت ككاتب العدل أو كاتب المحكمة، وكالسجان أو حارس السجن..
والشخص الذي كان يرفض المثول أمام المحكمة كانوا يكفرونه فوراً ويخرجونه من الأمة المسيحية وبالتالي يباح دمه ويصبح قتله أمراً مشروعاً ومن يقتله لا يعاقبه أحد ولا يسائله.وكانوا يطلبون من المشتبه فيهم أن يكشفوا للمحكمة عن كل ما يعرفونه عن أسرار الزندقة والزنادقة وكان كاتب العدل يسجل ما يقولونه كمحضر رسمي.
 وكان القضاة يلجأون أحياناً إلى الوشاة أو الجيران أو حتى شهود الزور لكي يحصلوا على معلومات تدين الشخص المشتبه فيه والذي يريدون معاقبته بأي شكل لأنه لا يؤدي الشعائر الدينية كما ينبغي، أو لا يؤمن بالعقائد المسيحية كلها بشكل مطلق ودون أي تساؤل.
وكان يصل الأمر بهم إلى حد محاكمة الشخص حتى بعد موته! فإذا ما ثبت لهم أنه مذنب أو خارج على العقيدة المسيحية فإنهم كانوا ينبشون قبره ويستخرجون جثته ويحرقونها معاقبة له.
 وكانت العقوبة من نوعين: خفيفة وثقيلة فإذا كان الذنب خفيفاً اكتفوا بتقريع المذنب في الكنيسة على رؤوس الأشهاد وأحياناً كانوا يطالبونه بدفع مبلغ من المال للفقراء للتكفير عن ذنبه أما إذا كان الشخص الملاحق زنديقاً حقيقياً فإنهم كانوا يسجنونه مدى الحياة وفي الحالات القصوى كانوا يلقونه في المحرقة طعمة للنيران..
ويكتب المؤلف: لقد بلغ التعذيب ذروته في القرن الثالث عشر. ففي ذلك الوقت ازدهرت محاكم التفتيش وانتشرت في شتى أنحاء المسيحية الأوروبية من إيطاليا، إلى فرنسا، إلى ألمانيا، إلى إسبانيا والبرتغال، إلخ..
ففي فرنسا أدت هذه المحاكم السيئة الذكر إلى حرق مناطق بأكملها جنوب البلاد، بالقرب من مدينة تولوز، وهي مناطق كانت مسكونة من قبل طائفة مسيحية خارجة على القانون وتدعى: طائفة الكاتاريين. وكانوا يخلطون العقائد المسيحية بعقائد أخرى لا علاقة لها بالمسيحية. ولهذا السبب كفّروهم، وأعلنوا عليهم حرباً صليبية لاستئصالهم في الوقت نفسه الذي وجهوا الحملات الصليبية إلى الشرق الإسلامي.
 وبالتالي فالحروب الصليبية ابتدأت أولاً في الداخل قبل أن تنتقل إلى الخارج. وهذا شيء يجهله الكثيرون. فقد كانوا يعتبرون زنادقة الداخل بمثابة طابور خامس يشكل خطراً على المسيحية أكثر من الإسلام. ولذلك حصلت مجازر كثيرة في تلك المنطقة الفرنسية. ولم يستطيعوا التغلب على «الزنادقة» إلا بعد مقاومة عنيفة وجهد جهيد. ولا تزال آثار هذه المجازر حاضرة في الذاكرة الفرنسية الجماعية حتى الآن.
 وهي تشكل صفحة سوداء في تاريخ فرنسا. ولذلك فإن الساسة الفرنسيين يقولون عندما تنشب مشكلة داخلية عويصة: لا نريد تحويلها إلي حرب أديان! والمقصود بذلك أنهم لا يريدون العودة إلى الانقسامات الطائفية والحروب الأهلية التي مزقتهم طويلاً في الماضي. وبالتالي فأكثر شيء يرعبهم هو تلك الحروب المذهبية التي جرت في القرن الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر والسادس عشر وحتى السابع عشر..
 إنهم يريدون أن ينسوا تلك الذكرى الأليمة لمحاكم التفتيش والحروب المذهبية التي تشكل صفحة سوداء في تاريخهم. وبالتالي فمحاكم التفتيش لم تنته من الذاكرة الجماعية، وإنما لا تزال آثارها عالقة في النفوس حتى الآن. ثم يردف المؤلف قائلاً: بين عامي 1250 ـ 1257، أي طيلة سبع سنوات قاد محاكم التفتيش في جنوب فرنسا زعيم كاثوليكي أصولي متعصّب جداً يدعى «روبير لوبوغر». وقد فتّش كل المدن والأرياف هناك بحثاً عن الزنادقة أو المزعومين كذلك.
 وحرق بالنار واحداً وعشرين شخصاً، وسجن مدى الحياة (239)، ورمى في النار الكاهن الزنديق لطائفة «الكاتاريين» المارقة. وحكم على قرية بأكملها بالمحرقة، لأنه اتهمها بإخفاء أحد الزنادقة الكبار من رجال الدين الكاتاريين.
ثم يضيف المؤلف : أما أبشع محاكم التفتيش في العالم فكانت في إسبانيا التي كانت مشهورة بتعصبها الديني الكاثوليكي. وقد ابتدأت هناك عام 1480 قبل انتهاء الحروب التي أدت إلى طرد العرب والمسلمين من إسبانيا. وكان على رأسها الملكة إيزابيل الكاثوليكية جداً، وكذلك زوجها فيردنان.
 وقد استهدفت محاكم التفتيش أولاً «المسيحيين الجدد» لمعرفة فيما إذا كانوا قد اعتنقوا المسيحية عن جَدّ، أو لأسباب تكتيكية ومنفعية خالصة. وهؤلاء الناس كانوا سابقاً إما مسلمين وإما يهوداً، اعتنقوا مذهب الأغلبية خوفاً من الاضطهاد والملاحقات. وكان ذلك بعد أن انتصرت الجيوش المسيحية على العرب وإنهاء حكم ملوك الطوائف في الأندلس.
 وليس من قبيل الصدفة أن يكون مركز محاكم التفتيش في اشبيلية، إحدى عواصم التنوير الأندلسي في سالف الأزمان.. ومن أشهر قادة محاكم التفتيش ليس فقط في إسبانيا وإنما في العالم كله شخص يدعى: توماس توركمادا. ومجرد ذكر اسمه لا يزال يثير القشعريرة في النفوس حتى هذه اللحظة. منذ كان أكبر أصولي متزمت في الغرب المسيحي كله. وكانت جرأته على القتل والذبح تفوق الوصف.
 وكان مقرباً جداً من الملكة إيزابيل التي لا تقل تعصباً عنه. ولذلك عيَّنوه رئيساً لمحاكم التفتيش الإسبانية بين عامي 1481 ـ 1498: أي طيلة سبعة عشر عاماً! وفي ظل عهده «الميمون»، أطلقت محكمة التفتيش في طليطلة الأحكام التالية: حرق عشرة آلاف ومئتين وعشرين شخصاً بالنار. ذبح ستة آلاف وثمانية وأربعين زنديقاً آخرين.
 تعذيب خمسة وستين ألفاً ومئتين وواحد وسبعين شخصاً حتى الموت في السجون. شنق اثني عشر ألفاً وثلاثمائة وأربعين شخصاً، متهماً بالزندقة أو الخروج عن الخط المستقيم للدين المسيحي. الحكم على تسعة عشر ألفاً وسبعمئة وستين شخصاً بالأشغال الشاقة والسجن المؤبد. باختصار فإن هذه الأحكام المرعبة شملت مالا يقل عن مئة ألف وأربعة عشر شخصاً، ويزيد. وكل ذلك حصل في منطقة طليطلة وحدها. فما بالك بما حصل في مختلف مناطق إسبانيا الأخرى؟!
ثم يختتم المؤلف موضوعه المخيف : وكل هؤلاء الزنادقة كانوا يجردونهم من أملاكهم وأموالهم وأرزاقهم. ولكن «توركمادا» رفض أن يأخذها لنفسه، أو يغتني على حساباه. وإنما ظل رجلاً فقيراً كأي راهب صغير بعد أن أعطاها للكنيسة أو للجمعيات الخيرية المسيحية.
 

185
..وصلتني قبل دقائق هذه الرسالة من البصرة كتبها إبن عمي _حميد العراقي ..يقول فيها :
((عام جديد 00 عام من الورود والياسمين أليك يأ أستاذي وأخي وصديقي وكل عام وأأأأأأأأأأأأأأأأنت بألف خير 00 حميد العراقي 00 صورتي هذه كانت يوم 25/12/2005 في كنسية الكاثوليك في البصره وهذه رانيا بنت المطران جبرائيل دحنا بطرس وأنا بابا نؤئيل))
 في الحقيقة هزتني هذه الرسالة من الأعماق وجعلتني أشعر بالفخر والإعتزاز بإبن عمي الجميل وهو ممثل مسرحي وكاتب تلفزيوني معروف في البصرة رغم الأخطاء اللغوية التي لايحاسبه عليها أحد في عهدنا الديمقراطي..بل وأحيت في أعماقي املاً ينمو كالزهرة الرقيقة بين أشواك التشاؤم..شكرا ياحميد وسأنشر رسالتك وستشاهد صورتك الرائعة على رئيسية عينكاوا...عام سعيد وجميل ..نغني على أعتابه معاً :

                                                                    ألله يخلي صبري بابا نوئيل البصره
                         
                                                                                              والمجد لله في الذرى
                                                                                             والسلام لنا في الثرى..
                                                                                             اخوك
                                                                                           رحيم العراقي
                                                                                             26/12/2005

186
    .وقف في حوش البيت واهناً مثقلاً بالنعاس والملل وألم المفاصل والأنين المتواصل في أُذنيه..حاول ان يتنفس   بعمق لكنه هبط بصدره ممتعضاً من شئ لا يعرفه ..
     ..الأشجار ..ذات الأشجار وأن إنتزع الخريف ريشها الأخضر .. و العصافير ما تزال تهبط من أعاليها وتعود كعقرب الساعة اليها أو تحط على السياج الرطب وتعود الى العشب وتنقر مابين الجذور المنخورة السوداء..
      حاول الأرمل أن يتقدم خطوة نحو الحديقة لكنه ظل واقفاً متسائلاً __ وماذا بعد..؟
      إعتراه دوار سريع الزوال فتجسد فراش النوم في مخيلته واضح الألوان كحبات الدواء الصقيلة ودافئاً كأنفاسه اللاهثة..
        بدأت العصافير تملإ مساحة شاسعة بعد أن إطمأنت الى التمثال الحزين الساكن..فإختلطت أصواتها بطنين    أُذنيه المتواصل .. تمتم الأرمل قبل أن يعود الى فراشه:
         _ العصافير لا تجلب الربيع..

187

في كتابه الجديد “القيم الأمريكية تتعرض للخطر”، يقدم جيمي كارتر دراسة شخصية للقيم الأخلاقية التي تتعلق بالقضايا المهمة في الوقت الراهن. وهو يدافع بحرارة عن فصل الكنيسة عن الدولة، كما يحذر بشدة من الاتجاه الذي تسير به الولايات المتحدة حالياً، حيث اختلطت معالم السياسة والأصولية الدينية الجامدة.

ويصف كارتر في هذا الكتاب انخراطه في معالجة بعض النزعات الاجتماعية التي تثير القلق، والتي برزت خلال السنوات القليلة الماضية، وتشمل هذه التغيرات المجالين الديني والسياسي، اللذين تداخلا معاً بدرجة كبيرة في الآونة الأخيرة، كما تشمل بعض أكثر القضايا حساسية واثارة للجدل، والتي درج الناس على تناولها ضمن ما اصطلحوا على تسميته “القيم الأخلاقية”.

وجدير بالذكر ان كارتر يقارب القضايا التي يتناولها في هذا الكتاب، بوصفه رجل دين، ان جاز التعبير، ورجل سياسة سابقاً. ولذلك فهو يراها ويرى حلها، في ضوء النصوص المقدسة في الديانة المسيحية. وقد لا يعنينا كثير من هذه القضايا، لأنها تخص المجتمع الأمريكي أكثر من سواه، مثل قضية المثلية الجنسية، والاجهاض، وعقوبة الاعدام، والعلاقة بين الدين والعلم (خصوصاً ان كارتر يتناولها من منظور الديانة المسيحية، في حين أن أغلبية العرب يتناولونها من منظور الديانة الاسلامية)، إلا أن بعض هذه القضايا يهمنا بشكل خاص، لأنه ذو علاقة مباشرة بنا، مثل السياسة الخارجية الأمريكية، ومحاربة الارهاب، وسياسة الحرب الاستباقية وغيرها، وذلك ما يبرر الاهتمام بهذا الكتاب.

ولد جيمي كارتر في بلدة بلينز في جورجيا، وشغل منصب الرئيس التاسع والثلاثين للولايات المتحدة. وقد أسس مع قرينته روزالين “مركز كارتر”، وهو منظمة غير ربحية تهتم بمنع الصراعات وحلها، ويعزز الحرية والديمقراطية، ويرعى الشؤون الصحية في بقاع كثيرة من العالم. وكارتر مؤلف عدة كتب، منها كتاب “قبل الفجر بساعة”. : و “القيم الأمريكية تتعرض للخطر: أزمة أمريكا الأخلاقية”، 

188
 
  تعتبر الأحداث التاريخية ذات الصلة باليهود، من القضايا التي تشغل فكر الكثير من الباحثين وتستحوذ على الجانب الأكبر من اهتماماتهم وطاقاتهم، وهي في الأصل ليست دعوة للعودة إلى الماضي بقدر ما هي استشراف للمستقبل، لاسيما في هذه المرحلة الحرجة من الصراع العربي ـ الإسرائيلي. يتصدى المؤلف لإشكاليات حساسة، لكنها مهمشة من حيث الزمان والمكان،
 كما يحاول كشف النقاب عن زيف الادعاءات اليهودية ذات النزعة العنصرية وهو ما يعتبر بالطبع ذا أهمية كبيرة في إدارة هذا الصراع. يتكون الكتاب من أربعة فصول إضافة إلى المقدمة والخاتمة والملاحق والخرائط. يقدم المؤلف في الفصل الأول إطلالة عامة على اليهود، من خلال استعراضه للتاريخ اليهودي بداية من عصر الآباء وهو عصر الأنبياء الأوائل وفيه خضعوا لسلطة الأمم التي كانوا يعيشون فيها.
 وعصر الخروج وهو خروجهم من مصر مع النبي موسى عليه السلام، بعد خضوعهم لحكم فرعون لمدة 430 عاماً. وعهد القضاة وهو دخول اليهود إلى أرض الميعاد على يد «يشوع» بعد موت موسى عليه السلام، وكان حكامهم في هذه المرحلة من الكهنة الذين يفصلون في المنازعات، وقد استمر هذا العهد أربعة قرون. وعهد الملوك وقد استمر لمدة 80 عاماً تقريباً.
 وعهد الانقسام والنهاية وفيه تعرضوا للتشريد والسبي على يد الرومان والبابليين وغيرهم. كما يستعرض المؤلف المصطلحات التي عرف بها اليهود ومنها: الصهاينة (نسبة إلى جبل صهيون في أورشليم، أقام عليها اليبوسيون من أبناء عمومة الكنعانيين العرب حصناً قبل ظهور بني إسرائيل بحوالي 2000 عام). وتطلق كلمة صهيونية على المنظمة السياسية التي أقامها يهود روسيا (حاييم وايزمان ـ ديفيد بن غوريون) في نهاية القرن التاسع عشر لاستعمار فلسطين باعتبارها وطناً قومياً لليهود.
 والعبرانيون وهي المشتقة من كلمة عبري أو عبراني وأصلهما إبري وأبيرو وهبيري والتي ورد ذكرها في النقوش والبرديات المصرية القديمة والتي تعود إلى القرنين الخامس عشر والرابع عشر قبل الميلاد، كما أن أول من استخدم هذا المصطلح هو «أمنحوتب الرابع(إخناتون)» )9731 ـ 1362 ق .م) والذي حاول صد هجمات قبائل العبيرو على أرض كنعان التي كانت تحت الحكم المصري آنذاك.
 وبنو إسرائيل وتعنى عبد الإله الواحد وأطلقتها التوراة على يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم أبو الأسباط الإثني عشر
 ومنهم يوسف عليه السلام. واليهود، وقد تكونت مملكة يهوذا بعد نزوح قوم موسى إلى فلسطين بعد عصر يعقوب بحوالي 1000 عام وقد انتشر إطلاق اسم اليهود نسبة إلى تلك المملكة على كل من يدين باليهودية. وأول تسمية لليهود جاءت على لسان الملك الآشوري «سنحاريب» )507 ـ 681 ق.م) حيث سمى ملك يهوذا «حزقيا» بـ «حزقيا اليهودي».
 ثم يتعرض الكتاب إلى موضوع الادعاء النسبي الزائف حيث يدعي اليهود أنهم ينتسبون إلى النبي إبراهيم بن تارح بن ناخور بن سروج بن فالج بن عابر بن شالح بن أوفكشاد بن سام بن نوح. المولود قبل الميلاد بحوالي 2000 عام في مدينة «أور» جنوب بابل في العراق.
 كما يشير إلى إرهاصات فكرة التمييز العنصري لدى اليهود وبداياتها لدى «سارة» زوجة إبراهيم عليه السلام على هاجر، الزوجة الثانية والتي أنجبت إسماعيل عليه السلام، وحينما بلغ إسماعيل الرابعة عشرة من عمره، أنجبت سارة أخيه إسحاق.
 وقد تحدثت إلى إبراهيم قائلة : اطرد هذه الجارية وابنها، فإنه لا ينبغي له أن يرث مع ابني إسحاق. ويشير التاريخ إلى ارتكابهم الموبقات والخطايا، بدايةً من تحايل زوجة يعقوب «رفقة» لولدها إسحاق ليكون له حق البكورية على ولدها الثاني عيسو، واعتداء راؤبين (الولد البكر ليعقوب) على زوجة أبيه، وأن يهوذا قد زنى بابنته تامارا وولدت من الزنى «فارض» و«زارخ»، وتآمرهم على أخيهم يوسف ليباع فيما بعد عبداً لعزيز مصر.
 ويتناول الكتاب التقسيمات اليهودية القديمة (الفريسيون ـ الصدوقيون ـ القراؤون)، والحديثة مثل (الأشكيناز ـ والسفارديون). وعن لغة اليهود يشير الكاتب إلى أنها كانت «الآرامية» والتي تحولت فيما بعد إلى العبرية والتي كانت تكتب بها التعاليم الدينية والتوراة مما أضفى عليها بعض القدسية أي أن اليهود كانوا يتداولون الآرامية فيما بينهم ويتحدثون لغة الشعوب التي يعيشون فيها مع أهلها ويكتبون التوراة بالعبرية. وهى بالطبع ليست لغة موسى الأصلية (المصرية) التي نزلت بها التوراة الأصلية (كتبت التوراة في السبي البابلي بعد موت موسى بحوالي 600 عام).
 وفى الفصل الثاني يقدم المؤلف وصفاً تحليلياً لمدينة يثرب وتحولاتها السياسية مستعرضاً موقعها الجغرافي وأساس تسميتها (نسبة إلى يثرب بن قانية بن مهلهل بن أرم بن عبيل بن عوص بن أرم بن سام بن نوح)، وأهميتها الزراعية وسكانها سواء من القبائل والبطون التي عاشت فيها قديماً (عبيل ـ صعل ـ فالج ـ والعماليق بنو عملاق بن أرفخشد بن سام بن نوح).
 وقد اختلفت الروايات حول سبب قدوم اليهود إلى يثرب والعيش بها، وإن كانت تلك الروايات قد تركزت على السبب الديني بوصفها بلداً في وسط أرض العرب سوف يظهر بها خاتم الأنبياء كما أخبرتهم التوراة.
 وسبب سياسي يتعلق بالملاحقة التي تعرضوا لها عبر التاريخ. وأهم القبائل اليهودية هي: بنو النضير وبنو قريظة وبنو قينقاع. ومن القبائل العربية (الأوس ـ الخزرج) ومنهما خرجت بطون عديدة مثل:
 (مرة ـ ثعلبة ـ لوزان ـ بنو الظفر ـ بنو عبد الأشهل ـ كعب ـ عمرو ـ جشم ـ الحارث). ويتحدث الكاتب عن العلاقات السياسية والاقتصادية والتحالفات في يثرب مركزاً على دور اليهود السياسي والاقتصادي.
 وبعد وصول النبي صلى الله عليه وسلم تباينت مواقف اليهود وتوجهاتهم، وكانت كالتالي: التوجه الأول وقد عبر عنه بعض أحبار اليهود ووجهائهم وقد صدقوا الرسالة تماشياً مع ما ذكر في كتبهم المقدسة. والتوجه الثاني مثلته غالبية اليهود، من أحبارهم وزعمائهم وعلية القوم، وكان رفضاً قاطعاً وعداوةً شديدةً. والتوجه الثالث وهم من أسلموا ظاهراً وظلوا على شركهم سراً. والتوجه الرابع وهو موقف المخلصين ممن ضحوا بالغالي والنفيس لحماية الدين الجديد.
 وفى الفصل الثالث يستعرض الكاتب موضوع تنظيم العلاقات الإسلامية اليهودية من خلال قراءة تحليلية لنص الوثيقة (الصحيفة) والتي كتبها الرسول صلى الله عليه وسلم بين المهاجرين والأنصار واليهود وأهل المدينة، وقد كانت تلك الوثيقة بمثابة دستور للدولة الناشئة، كما رسمت العلاقات الداخلية بين المسلمين أنفسهم ووضعت أسس العلاقات مع اليهود الموجودين ضمن إطار المجتمع الإسلامي، واعتبار قيادته هي المرجع الأخير في حل جميع المشكلات.
وقد قننت الوثيقة التعاملات الخارجية لليهود بعيداً عن مجتمع المدينة وفرضت عليهم أخذ الإذن في حالة الرغبة في الخروج من المدينة. كما أطلقت الوثيقة لليهود حرية ممارسة طقوسهم الدينية بشرط عدم التآمر على المسلمين وموالاة أعدائهم، في الوقت نفسه الذي اعترفت فيه الوثيقة بوجودهم وأشركتهم في القرار باعتبارهم يشكلون جزءاً مهماً فى المنظومة الديمغرافية الجديدة.
 إلا أن اليهود وكالعادة لم يلتزموا بها وقفزوا عليها ونقضوها، مما دفع المسلمين للصدام المسلح معهم، وهذا ما يناقشه الكاتب في الفصل الرابع، حيث كان اليهود (وكالعادة) ينتظرون تدخل قوى أخرى (قريش) لإجهاض المشروع الإسلامي، ولكن ذلك لم يحدث بل حدث تدعيم لأركان الدولة الناشئة، مما دفعهم لإظهار ما يضمرونه من عداء، كما لجأوا لممارسة الضغوط الاقتصادية على الناس من خلال الربا والاحتكار وأساليب الابتزاز الممنوعة والمتأصلة فى أعماقهم.
 وبدأ الصراع الفعلي المسلح من خلال ضربات مركزة لبعض ناشطيهم في عداء الرسول والإسلام وللدولة كلها حيث قتل كعب بن الأشرف وابن سنينة وأبي رافع والعصماء بنت مروان. وبدأت الحرب على القبائل اليهودية (النضير ـ قريظة ـ قينقاع) والمتحالفين معهم مثل الخزرج وزعيمهم ابن أبي.
 وكانت آخر المعارك العسكرية هي فتح حصون خيبر، حيث كانت تضم مجموعة كبيرة من الحصون المنيعة مثل: النطاة ـ الصعب بن معاذ ـ ناعم ـ قلعة الزبير ـ الشق ـ أبي ـ النزار ـ الكتيبة ـ القموص ـ الوطيح ـ السلالم. وتم ذلك بعد صلح الحديبية ونقضه من قبل اليهود.
 وكان من نتائج تلك الحروب انتهاء الكيان اليهودي في الجزيرة العربية بعد ما كانوا يتمتعون به من هيمنة سياسية واقتصادية، فتشتتوا في البلاد البعيدة عن سلطان المسلمين، واندمجوا مع شعوبها، وذابوا فيها مع احتفاظهم بالعادات القديمة والمتأصلة فيهم.
 

 

189
 

يعبر شعار: “اللائكية/ العلمانية” عن أحد الإشكالات الفكرية والسياسية المطروحة بقوة داخل واقعنا الثقافي والسياسي المعاصر. وثمة رؤية شائعة سواء عند المدافعين عنها أو عند المناهضين لها تختزلها في كونها فصلا للدين عن السياسة، بينما هي في حقيقتها تتجاوز هذا المستوى الإجرائي الشكلي، حيث إنها فكرة شاملة ومشروع يحدد “رؤية إلى العالم” بكل ما يحمله الاصطلاح من بعد عقدي وفلسفي شامل. وككل الأنساق الثقافية الغربية فإنها تستلزم منا الوقوف موقفا منهجياً، يبدأ أولا بدراسة السياق التاريخي لنشأتها قبل البث في مدى صلاحيتها كمشروع مجتمعي.فهي إيديولوجية نشأت في سياق تاريخي خاص، وارتبطت بالميراث الفكري للغرب وإشكالاته الواقعية.ومن هنا تغدو مقاربتها بالمنظور التاريخي ليس من باب الترف بل أمر واجب لفهمها أولا وتصحيح الرؤية إليها ثانيا. وأرى أن تشغيل هذا المنظور المنهجي التاريخي يؤدي،في تقديري، إلى الاقتناع بكونها نتاج صيرورة تاريخية خاصة، ومن ثم فهي ليست بالضرورة معالجة قابلة للنقل والاستنساخ.
            كان جورج هوليوك كان أول من سك لفظ العلمانية كمصطلح ذي مدلول محدد، وذلك في منتصف القرن التاسع عشر، وبالضبط سنة ،1851 وقد لخص محدداتها في: “العلم كدليل حقيقي للإنسان، والقيم كمصدر دنيوي وأرضي لا ديني، والبرهان المنطقي كسلطة وحيدة، وحرية الفكر والرأي كأساس للعيش، توجه وتصوب جهودنا للحياة التي نعيشها فقط”.
واضح من خلال هذا التعريف الطابع الرؤيوي الأيديولوجي الشامل للفكرة العلمانية. وهذا الشمول في الطرح يختزل مجموعة من التراكمات الثقافية التي شهدها سياق التاريخ الأوروبي. لهذا يغدو التوقف عند سؤال النشأة والصيرورة ضرورياً.

فكيف نشأت العلمانية؟ وما الشروط الثقافية والمجتمعية التي أدت إلى بروزها؟

ليست العلمانية فكرة طارئة أو نتاج حدس انبجس فجأة في ذهن فيلسوف؛ وما سك جورج هوليوك للمفهوم سوى وصف لظاهرة ثقافية ومجتمعية كانت آخذة في الهيمنة على بنيات المجتمع، وليس تنظيرا يعبر عن مطلب، بل إن الكيان الثقافي والحضاري الغربي، في تقديري، هو من حيث طبيعته كان مهيئا لانبثاق وتشكل الايديولوجية العلمانية قبل عصر الحداثة. ولهذا نجد عديدا من الباحثين، ينتمون إلى تيارات فكرية متباينة مثل الجابري وحسن حنفي والشيخ القرضاوي وعماد الدين خليل... وغيرهم يؤكدون على كون العلمانية نتاجاً خاصاً بالتجربة الغربية وإفرازاً لصيرورتها التاريخية. لكنني لاحظت أن الجابري وكذا الشيخ القرضاوي... مثلهما مثل العديد من الدارسين والكتاب يرجعان شروط انبثاق العلمانية إلى الدين المسيحي وتجربته الكنسية، معتمدين على كون المرجعية الدينية التي هيمنت على التاريخ الغربي كانت هي المرجعية المسيحية التي فصلت بين الروحي والدنيوي، حيث جعلت “ما لقيصر لقيصر وما لله لله”، بحسب التعبير الشائع المنسوب للمسيح عليه السلام. بل وصل الأمر ببعض الباحثين إلى اعتبار السيد المسيح أول من زرع بذور العلمانية، بحسب هذه المقولة، مع أن سياق ورودها لا يفيد العلمنة، لأنها كانت تعقيباً للخروج من مأزق مع الحاكم الروماني أراد اليهود أن يوقعوه فيه، حيث نقرأ في سفر متى: “حينئذ ذهب الفريسيون وتشاوروا لكي يصطادوه بكلمة. فأرسلوا إليه تلاميذهم مع الهيرودسيين قائلين يا معلم، أيجوز أن تعطى جزية لقيصر أم لا؟ فعلم يسوع خبثهم وقال لماذا تجربونني يا مراؤون أروني معاملة الجزية. فقدموا له ديناراً، فقال لهم لمن هذه الصورة والكتابة؟، قالوا له لقيصر. فقال لهم أعطوا إذا ما لقيصر لقيصر وما لله لله فلما سمعوا تعجبوا وتركوه ومضوا”.
إن النسق الثقافي الأوربي يرتكز، ما قبل القرون الوسطى، على محددين رئيسيين هما المحدد اليوناني والمحدد الروماني. وفي هذين المحددين ينبغي البحث عن مكانة الدين وموقعه من الحياة. حيث ستتضح الجذور الاعتقادية والفلسفية للعلمانية، على نحو لن نستغرب معه ما ستؤول إليه التجربة الحضارية الغربية لاحقا، لأنها مجرد نتاج منسجم مع المقومات والأصول الثقافية المحددة للهوية الأوروبية. بمعنى أن الوعي الغربي في أصوله القديمة هذه كان وعيا مهيئا للتأسيس للعلمانية واقتبالها. إن الأطروحة التي أدافع عنها هي أن النسق الثقافي الغربي في أصوله الإغريقية والرومانية، فضلاً عن صيرورته خلال القرون الوسطى، هو نسق يقوم على تضاد بين الدين ومقومات المعرفة والحياة. ويكفي لإدراك ذلك دراسة مفهوم الألوهية داخل التراث الإغريقي، فلو رجعنا إلى الفكر الأسطوري سنلاحظ أن مفهوم الإله مفهوم ضامر القيمة، ليس له مقام الأولوية والإجلال. ولو تأملنا جيداً كتاب “التيوغونيا” لهزيود سنلاحظ أن الألوهية ليست مبدأ الكون، بل ظهرت لاحقا، فهي حسب هذا التصور الوثني اليوناني الساذج لم تخلق لا الإنسان ولا الكون!
ثم لو انتقلنا إلى دراسة مفهوم المعرفة وعلاقتها بالدين في الهوية الفكرية لأوروبا سنلاحظ أن حصول الإنسان على المعرفة يقترن بالصراع مع الآلهة، وضدا على إرادتها. وهذا ما تجسده البرومثيوسية. فلو رجعت إلى أسطورة برومثيوس، ستلاحظ أن زوس رفض إعطاء الإنسان المعرفة، فقام برومثيوس بسرقة قبس منها وأعطاه الإنسان. بمعنى أن الحصول على المقدرة على المعرفة كان مخالفة للإرادة الإلهية واحتيالاً عليها!
ولاشك أن هذا التصور كان له تأثير سلبي في معنى الدين في الوعي والوجدان الغربي، ومهيئاً إياه لاحقاً أي بدءا من القرن الثامن عشر  لاقتبال وتجسيد المشروع العلماني في أقصى صور تطرفه. بمعنى أن علاقة الدين بالمعرفة والعلم لم تكن علاقة تضاد في نهاية القرون الوسطى كما يعتقد البعض، بل كان هذا التضاد موجودا وثاويا داخل الرؤية الدينية الأوروبية قبل ظهور السيد المسيح نفسه.
وبناء على ما سبق أقول: إن العلمانية بما تعنيه من فصل للدين عن المعرفة وبنيات الاجتماع، أمر لا يجد حوافزه وبدايته في التجربة الأوروبية خلال القرون الوسطى، بل ثمة ما يحفز على ذلك في الأصول القديمة المحددة للهوية الثقافية لأوروبا، وما كانت تجربة الكنيسة خلال العصر الوسيط إلا عاملاً أضيف إلى سبق.

 
 

190
المنبر الحر / نســــاء بوش...
« في: 12:07 17/12/2005  »
 
 
  مؤلفة هذا الكتاب هي الكاتبة الاميركية لورا فلانديرز التي تقدم برامج عديدة في راديو سان فرانسيسكو وتكتب المقالات بشكل منتظم في العديد من المجالات والجرائد. وفي كتابها الجديد هذا تتحدث المؤلفة عن مختلف السيدات اللواتي يحطن بالرئيس بوش بدءاً من زوجته لورا بوش وانتهاء بمستشارته لشئون الامن القومي كوندوليزا رايس مروراً بسيدات عديدات اخريات.
 ومنذ البداية تقول المؤلفة ما معناه: ما كان جورج دبليو بوش ليدخل البيت الابيض ابداً لولا وجود امرأة تدعى كاترين هاريس، الوزيرة في ولاية فلوريدا. فقد فعلت كل شيء لكي تسرق الرئاسة من آل غور وتعطيها لمرشحها المفضل بوش، وقد كانت بارعة في الدفاع عنه وعرفت كيف تستخدم وسائل الاعلام بكل مهارة.
 وقد لفتت السيدة هاريس انتباه الجمهور الاميركي لأول مرة عندما اصبحت هي الحكم الذي سيفصل في النزاع بين بوش وآل غور عام 2000. وعندئذ ما عاد الناس يهتمون بما تقوله على شاشة التلفزيون بقدر ما اهتموا بمظهرها الجميل، وتسريحة شعرها، وجاذبيتها التي لا تقاوم.
 وبالتالي فمن حظ بوش انها كانت في ذلك المنصب آنذاك. والواقع ان بوش محاط بمجموعة من النساء المناضلات المستعدات للتضحية بكل شيء من اجل تحقيق مآربه ومطامعه. هذا فيما يخص السيدات المهمات أو اللواتي يحتلين مناصب المسئولية.
 ولكن ماذا عن وضع النساء الاميركيات بشكل عام في عهد بوش؟ طبقاً لما تقوله الاحصائيات التي أجريت عام 2000 فان نسبة الفقر تزايدت بين النساء والاطفال في الثمانينيات والتسعينيات في القرن الماضي. وكان ذلك قبل وصوله الى السلطة بالطبع، وعلى الرغم من ان البلاد كانت تعرف ازدهاراً اقتصادياً لم تشهد له مثيلاً من قبل.
 وتقول الاحصائيات ايضاً بان سبعين بالمئة من نساء اميركا واللواتي يقل عمرهن عن الستين اما انهن يشتغلن أو انهن عاطلات عن العمل. ونصف الاطفال الفقراء يعيشون في بيوت اليتامى التي تشرف عليها السيدات عادة. و7,11% من هؤلاء الاطفال يعيشون تحت مستوى حد الفقر.
 والسؤال المطروح الان هو التالي: هل تغيرت هذه الاوضاع يا ترى بعد وصول بوش الى السلطة؟ والجواب هو كلا للاسف الشديد. ففي عهد بوش ازداد الاغنياء غنى والفقراء فقراً. والواقع انه ولد في أسرة غنية جداً ولم يعرف معنى الحاجة في حياته. وربما لهذا السبب فانه لا يهتم بالفقراء.
ومن المعلوم ان منافسه الديمقراطي على الرئاسة جون كيري يهاجمه من هذه الناحية ويدعو الى تحسين اوضاع الطبقات الشعبية والى اصلاح الضمان الصحي والاجتماعي لكي ينطبق على جميع الاميركيين وليس فقط على الطبقات الموسرة التي تستطيع ان تتداوى بدون ضمان صحي اصلاً.
 ثم تخصص المؤلفة عدة صفحات للتحدث عن زوجة الرئيس لورا بوش وتقول بما معناه: تعرف عليها الرئيس بشكل متأخر نسبياً وبعد ان بلغت الثلاثين. ومع ذلك فقد أصر على الزواج منها لانه وقع في حبها على ما يبدو. نقول ذلك على الرغم من انها تنتمي الى عائلة متوسطة لا غنية مثله. ثم ان عائلتها تنتسب الى الحزب الديمقراطي لا الجمهوري.
 ولكن كل هذه الاعتبارات نسيها بوش عندما تعرف عليها. وفي السنوات الاولى من حياتهما الزوجية لم يرزقا باطفال. وعندئذ فكرا بالتبني. ولكن فجأة حملت السيدة لورا وأنجبت له طفلتين دفعة واحدة.
 ويبدو ان بوش يقيم وزناً كبيراً للحياة العائلية ولا يخون زوجته على عكس كلينتون. فهو محافظ من هذه الناحية ومتدين ويحترم قيم المجتمع والعائلة الى اقصى حد. ويبدو ان زوجته تكتفي بلعب دورها كست بيت تؤمن لزوجها الحياة العاطفية الهادئة والمتوازنة. وقد لعبت دوراً كبيراً في تحقيق التوازن النفسي له بعد ان كان قد عاش حياة صاخبة في شبابه الاول وأدمن على الشراب والسكر.
ثم تخصص المؤلفة فصلاً كاملاً للسيدة كوندوليزا رايس مستشارة الامن القومي في البيت الابيض واحدى أقرب المساعدات للرئيس بوش. ويبدو انها كانت مقربة من والده بوش الاب وتشتغل في مكتبه قبل ان يتعرف عليها الابن ويعرض عليها المنصب في البيت الابيض.
 وكان عنوان الفصل المكرس لها هو التالي: الحلاوة والنور. فالسيدة رايس تمثل كل حلاوة المرأة الجاذبة وأنوار المرأة السوداء الجميلة. وقد أثبتت هذه المرأة مقدراتها السياسية في عدة مجالات. وكانت بالاصل مختصة بالشئون الروسية. ولكنها وسعت من دائرة اهتماماتها لكي تشمل الشرق الأوسط وقضايا اخرى عديدة.
 ثم تروي المؤلفة قصة حياة كوندوليزا رايس منذ طفولتها الاولى وحتى تخرجها من الجامعة ودخولها معترك السياسة في الحزب الجمهوري وتعرفها على عائلة بوش حتى اصبحت عضواً فيها تقريباً. وبالتالي فهناك علاقة عائلية حميمة مع آل بوش من الأب الى الابن.
 وتقول المؤلفة بان السيدة رايس تتميز بشخصية قوية وبطاقة كبيرة على العمل ومتابعة والأضابير والملفات الصعبة.
 من المعلوم ان كوندوليزا رايس كانت قد نشرت كتابين في الثمانينيات: الاول بعنوان «ولاء غير موثوق: الاتحاد السوفييتي والجيش التشيكوسلوفاكي بين عامي 1948 ـ 1983». وفيه تدرس العلاقات بين البلدين طيلة أكثر من ثلاثين عاماً. وهي العلاقات التي انتهت بشكل مأساوي في ربيع براغ عام 1968.
 اما الكتاب الثاني فكان بعنوان «عهد غورباتشوف. وفيه تتحدث عن فترة الشفافية أو البريسترويكا التي أدت في نهاية المطاف الى سقوط الشيوعية والاتحاد السوفييتي ونهاية الحرب الباردة لصالح الغرب وعلى رأسه الولايات المتحدة الاميركية. وبالطبع فان الكتاب يتحدث عن الكثير من القضايا السياسية الاخرى التي تهم اميركا وروسيا.
 
 

191
 
  تنبع راهنية المجتمع المدني في أوضاعنا العربية من بلوغ التناقض بين الدولة الشمولية والمجتمع المدني ذروة لم يعد ممكنا معها سوى حذف أحدهما أو انهيارهما معا، ومعلوم أن الدولة الشمولية هي المعادل السياسي للمجتمع التقليدي المبني على القرابة أو العصبية بالتعبير الخلدوني،  لا على مبدأ المواطنة الذي قامت على أساسه المجتمعات الحديثة والدول الحديثة. كما تنبع راهنية المجتمع المدني من تطلع العرب في سائر أقطارهم إلى الإصلاح الديمقراطي والنهضة القومية التي هي شرط عودتهم إلى التاريخ الذي أخرجوا وخرجوا منه منذ هزيمة يونيو والى سقوط بغداد، والأمة في انحدار..
 المؤلف مدرس لغة عربية في مدينة السويداء وباحث ومفكر وأحد مؤسسي لجان المجتمع المدني في سوريا وأكثرهم نشاطا وله عدة مؤلفات: حرية الآخر، حوار العمر مع المفكر الياس مرقص، قضايا النهضة.. وينشر في الدوريات والصحف العربية..
 لا يمكن أن يكون المجتمع المدني «تقليعاً» و«فكرا مستورداً» كما يصفه عزمي بشارة وغيره من المثقفين العربي الذين يصفون أنفسهم بالاستنارة والتقدمية والديمقراطية وهي مقولة السلفيين أصلا ؟ يتهم الباحث عزمي بشارة بالجمع بين النفاق السياسي والوهم النظري، في معرض رده على دعاة المجتمع المدني في سورية.
 فبشارة يتوهم أن المجتمع المدني يلعب خارج أوربا دورا مزدوجا ومشبوها، دور القابلة المتسترة على إجهاض سياسية، أوعملية معاداة السياسة باسم الديمقراطية ثم إدارة الظهر للديمقراطية باسم كونها معركة سياسية. بشارة يضع السجال الإيديولوجي في منزلة الفكر النظري بتعميم حالة فلسطينية مخصوصة على المجتمع المدني خارج أوروبا ، كأن مفهوم المجتمع المدني تاريخي في أوروبا وسكوني خارجها! يردّ الجباعي على أطروحة بشارة التي ترى في ظهور المجتمع المدني في النظرية السياسية الغربية، بعد غياب طويل، لتأطير تمرد المجتمع ضد الدولة «الاشتراكية» بالقول أنه
  أنه تمرد على النظام الشمولي التي كانته الدولة «الاشتراكية» في البلدان الموصوفة بالاشتراكية. ومن الغريب أن معظم الأصوات المناهضة للمجتمع المدني تنتمي أما إلى اليسار الستاليني أوالاشتراكية العربية الثورانية ومن الغريب أيضا أن واحدا مثل عزمي بشارة، «النرجسي المجروح في الذات القومية» يرى أن المواطنة تتناقض مع الصهيونية وينسى أنها تتناقض مع الاستبداد والاحتكار «الثروة، السلطة، الحقيقة، الوطنية»؟!!
 يتصدى المنافحون عن الاستبداد من وعاظ السلاطين باتهام المجتمع المدني بأنهم «جمعيات غير حكومية مشبوهة» و«ممولة من الخارج»؟ وهي مهاترات كلامية لا ترقى إلى مستوى علم الكلام. يتبادل فيها مثقف السلطان والجلاد الأدوار والمواقع؟ فيغدو المثقف مشرعا والجلاد مثقفا؟ مع أنّ بعض هذه الجمعيات المتهمة تعنى بالبيئة أوما يسمى «العولمة الاجتماعية» وهي جمعيات خدماتية إنسانية لا تعنى بالسياسة إلا من بعيد؟
 يحيل مفهوم المجتمع المدني إلى عناصر هي الإنسية والعلمانية والعقلانية والديمقراطية والحرية والعدالة والمساواة والحقوق المدنية وانفرادية الواقع ومشروعية الاختلاف والمواطنة وسيادة الشعب والدولة ومنظومة الحريات الأساسية وغيرها. وباستعمال مصطلح المنظومات: المجتمع المدني هو منظومة ذاتية الاشتغال ويرتبط بالمجتمع السياسي ارتباط المضمون بالشكل والحرية بالقانون وما اندراج هذا المفهوم اليوم إلا ردا على العولمة الاقتصادية المتوحشة ودكتاتورية السوق والاستبداد.
 أهم تحديدات المجتمع المدني انه مجتمع غير ديني «اكليروسي» يقوم على مقاصد بشرية خالصة، المؤسسة الدينية فيه غير حاكمة ويستبعد دولة الأقلية «الاوليغارشية» ودولة الطغمة ودولة العشيرة ودولة الحزب الواحد بقدر ما يستبعد الدولة الدينية، فهو مفهوم علماني ويقوم ثانيا على مبدأ المجموعات التشكيلية الرياضي، أي أن العلاقات التي يقررها هو العمل وعملية الإنتاج والمنفعة والمصلحة المفهومة فهما صحيح.
 أي أن مضامين حداثتها لا تقوم على الروابط الأولية «الدم والنسب».. ولا عناصر الهوية ما قبل القومية. فالمجتمع المدني ميدان الضرورة، والحرية في نطاقه هي وعي الضرورة. والمجتمع المدني، ثالثا، هو الحالة التي تحقق للأفراد اندماجا اعمق في وسطهم الطبيعي والاجتماعي، إذ تجمع بينهم في العمل، لا الروابط الأولية الدموية والقراباتية،
 مع الاعتراف بأن شكل الملكية يقيم فروقا وحواجز لا تنتهي تتعمق طردا مع تركز الثروة والقوة والسلطة في أيدي فئة اجتماعية تتمايز مصالحها وتستقل تدريجيا . وهواستقلال يمليه الواقع كونها جزءا من المجتمع والجزء لا يحدد الكل.
يرد الجباعي على أطروحة دولة «الإكراه» التي يبشّر بها فقهاء السياسة السلطوية الذين يستعير الباحث عبد الرزاق عيد، من المتنبي لهم لقب «العضاريط». يسمي الجباعي دولة الاكراه «بدولة الكراهية» أو «الدولة الكريهة» وهو «تبشير» ينم عن نزعة كلبية قوامها احتقار الشعب وتغييّب مفهوم المجتمع المدني أوغيابه عن الوعي والضمير.
 والنظر إلى المحكومين، وهو مصطلح أدنى من الرعايا، على انهم كائنات توليتارية يحركها الطمع والخوف،
 كما هو حاصل، وإلى الشعب الذي يطنبون في تبجيله على انه مادة صلصالية حقيرة وطيعة تستجيب لإرادة الحاكم الذي يمتص قوته. وتستتبع هذه الدعوى غياب مفهوم الدولة الحديثة والدولة الوطنية ومفهوم الوطن ومفهوم المواطن، فالمسألة عند هؤلاء لا تتعلق بنظرية الدولة التي أسّها الفرد الطبيعي، والعائلة «الأسرة الحديثة» والمجتمع المدني، بل تتعلق بقوة الدولة وطريقة استخدامها وتنم عن مكيافلية مبتذلة ومختزلة غايتها اقذر من وسيلتها،
 غايتها فرض القانون وترسيخ النظام بالعسف والإكراه اللذين يتغاذيان ويتلازمان، القانون هنا ليس سوى إرادة الحاكم وبطانته. والنظام ليس سوى مصلحته المادية المباشرة، والحاكم عليه أن يكون مهابا لا محبوبا. التنظير السياسي لهؤلاء ينصرف إلى آليات ممارسة السلطة وتصنيف مختلف أشكال الدولة والأنظمة السياسية كالانتخابات وتوازن السلطات وتحليل مدى تأثير الأحزاب وجماعات الضغط ..
 تستحيل الدولة بهذا إلى إدارة عامة للبشر والأشياء. العسف والإكراه نتيجتان منطقيتان لغياب الحدود بين المجتمع المدني والمجتمع السياسي ونتيجتان منطقيتان للسديمية والاختلاط ووسيلتان ناجعتان لاختراق المجتمع وانتهاك حقوقه وتنسيق بناه. ومضادان لحكم القانون الذي ليس له سوى اسم «روح الشعب وماهية الدولة».
 وكما تكون الشعوب تكون قوانينها، ما دامت هي التي تضع القوانين، كما يفترض. العيب ليس دائما في الدساتير والقوانين بل في مؤسسات الدولة التي يضمر فيها عنصر العمومية «مبدأ الجمهورية» وتنفلت المصالح الخاصة من عقالها الاجتماعي والقانوني والأخلاقي ولا تعود روح القوانين هي ذاتها روح الشعب.
 

 

192
أدب / رد: مــــــوال..
« في: 13:11 08/12/2005  »
 ..الشكر لكم يانضال
   ولكل من قرأ الموال
  تقبلوا محبتي وإعتزازي..

193
    آنا أهواك وما أحجيلك        لوردت أحجي منين أبديلك
 ياما تمشي وأمشي وراك
 بس ما أكَدر أحجي معاك         أسكـت وعيوني تناغيلك..
                             * * * * *
  ..تمـنيتك مـّــره تباوعـني
  لو أسمع كلمه تشجعّني
             وأقــرالك أوراق ظنوني
             والهم الساكن بعيوني
                                       واجمع أفكاري وأحجيلك ..
                            * * * * *
 ..بوجودك انا عايش وحدي
   واللحظات الحــلوه تعــّدي
             إشعربيَّ..ياخي إسألني
             كــلّمني.... لا تتجاهلني
                                        لتضّيعني بظـلمة ليلك ..
                            * * * * *
 .... يامـــا قــابلتك بالصـــدفـه
وحاسب نفسي شخص تعرفه
             ومثل الطيف بدربي تفوت
             وكـل كلمات الحب تموت
                                     و..أسكت وعيوني تناغيلك..

194
 
     تماشياً مع الحملة الشرسة التي بدأها رئيس الوزراء العراقي د.إبراهيم الجعفري وطبّل لها المنتفعون والمتشيعون الجدد من لصوص مصارف ومقامرين ورجالات إعلام بعض الرموز الإنتخابية تعرض د. إياد علاوي
الى محاولة إغتيال جديدة في مرقد الإمام علي ( ع ) من قبل جماعة مسلحة بالمسدسات والسكاكين الطويلة التي تستخدم عادةً للتطبير (شج رؤوس حامليها) في ذكرى إستشهاد الإمام الحسين( ع ) في ذات سيناريو إغتيال الشيخ المبجل الشهيد مجيد الخوئي..
    الشرطة العراقية لم تكتفِ بموقف المتفرج ودس ( حَمَلة الأحذية ) بعد فشل الإغتيال بل تعدت ذلك الى تشويه الحادث و تسـويق الصورة المشـوهة والمُفبركة الى وكالات الأنباء فقد نشرت صحيفة الإمارات اليوم في العــدد(78) الصـادر هذا اليوم الأثنين 5/12/2005 خبــراً تقول فيه : أعلنت الشرطة العراقية لـرويتر أن غاضبين شيعة إنهالوا على علاوي بالأحذية....الخ..
   هذا هو دور الشرطة العراقية التي إنشغلت عن الإرهابيين وتركتهم يسرحون ويمرحون ويفجرون ويغتالون ويحتلون المدن في وضح النهار وتفرغت لإداء دورها الإنتخابي المقدس الذي جعلها ( تجاهد ) في تشـويه صــورة أحد المناضلين الذين عجـز صدام عن تركـيعهم ومن ثم عن إغتيالهم ولولاهم لظل الدكتاتور يذيقهم مرارة الموت والذل والمهانة..   

195
أدب / ..خاتمــــــــــــه..
« في: 11:30 05/12/2005  »

  .....لا فرسان ..لا هيئتنه عشاكَـَ
متوّسدنه راحة بال..لاملكَه ولا فراكَـ
             على غفله عمرنه إنباكَـ.
والله مهزله..                       
خش بالغسل ثوب الأماني وضاكَـ
      وإحنه إثكَال خلّصناهه زكَزاكَـ
....على ياهي نخاف وناخذ الراكَـ
   على خالي بلاش إنذوب       
                    وتعذبنه لشواكَـ
ونْدّّورقضيه إلموت مهزوم     
   باع آخر جروحه بثمن مسواكَـ
إذا متنا..بلا أمجاد
           لاشاهده..
                    لا ملويه لا طاكَـ
..الُبُكَه براسك                           
  خاتمة الحزن و السو ء... يعراكَـ..


              ر.العراقي /دبي فجر5/12/2005


196
 
                  مدينة الثورة التي أهداها الزعيم عبد الكـريم قاسم أرضاً بكـراً ودون مقابل الى المهاجرين من جنوب العراق الذين سكنوا بادئ ذي بدئ في الشاكـرية والجدّيدة والعاصمة وباب الشيخ والميزره ..هـذه المدينة التي عانت ما عانت منذ بدية السـتينات وحتى اليوم..أطلق عليها العارفيون إسم (حي الرافدين)
 فلم يصمد هذا الإسـم سوى بضعة أعوام وعادت الثورة الى تسميتها القاسمية القديمة التي لم تغادرها..
و أطلق عليها صدام إسم مدينة صدام فلم يستخدمه أحد من ساكنيها سوى في(العرايض) والمخاطبات الرسمية ومقرات الحزب الحاكم وظل ( سكنية السيارات ) يصرخون : ثيره / فاب شجي وهو إسم الدلع لعبارة ( ثوره / باب الشرجي ) أو ثيره فاب عذّم :( ثوره/باب المعظم ) . أو جفادر : ( جوادر ). أو لرداخي :( للداخل ) . حتى أن شرطة مكافحة الإجرام فيها علّقت على مقرها يافطة كتبت فيها: ( مكافحة إجرام صـدام ) ثم عادت وعدلتها الى ( مكـافحة الإجرام في مدينة صـدام ) لأن مكـافحة إجرام صدام ليس من إختصاصها بل من واجب المعارضة والأمريكان وفيها قولان..
             مدينة الثورة التي قدمت الشعراء:عريان السيد خلف وكـاظم إسماعيل الكـاطع وكـريم العراقي و حسن المرواني وعبدالزهرة زكي وغازي الفهد وجمعه الحلفي و خالد مطلكـ و كـاظم السعدي وجودت التميمي وخيون الفهد وخزعل الماجدي وجاسم التميمي وفالح حسون الدراجي وطالب كاظم وعبدعلي سلمان وطالب السوداني وجواد الحمراني وحمزه الحلفي وعباس الخياط  وجمال جمعة وعشرات غيرهم ، والقصـاصين والروائيين : عبدالله صخي وفاضل الربيعي وحميد المختار و علي حميد عوده ومهدي الراضي و علي حمدان الفالح وسامي المطيري وداودسالم وكاظم حسوني وحسن موسى وباسم الأنصاري .والكتاب والصحفيين :علي البدري وحسام حـسن وسيف الدين كَاطع وتوفيق التميمي وسعيد الأسدي والمسرحيين : طه سالم وعواطف نعيم وعزيز خيون ورحيم العراقي وعباس لطيف  وعبدالجبار الصغير وعباس حربي وخضير الساري ، والموسيقيين:سلمان المنكوب وعبادي العماري وحسين سعيده وفــرج العماري وفالح حسـن وصباح الخياط وعلي سرحان و حسين البصري وجمعه العربي وعلي خـصاف وحسن بريسم وعبد فلك ومهند محسن  وصلاح حسن،والرياضيين :فلاح حسن وكـاظم وعـل ورسن بنيان وناطق هاشـم وإبراهيم علي وكاظم لعيبي و مهدي جاسم وشعوب قحطان وحسين لعيبي و سعدجاسم و كاظم وكريم و رحيم ونعيم صدام وعلي صبري والشهيدين صبري كريم وحمود خلف وعشرات بل ومئات غيرهم لايقلون عنهم أهمية ولا شهرة ..وقدمت العوائل المناضلة من أمثال ((عائلة حمادي : خالد وخزعل وشاكر وباسم ونجاة وحياة وسعاد أرملة الشهيد الشاعر أبي سرحان )).. إضافة الى آلاف الضحايا والشهداء ..
            مدينة الثورة التي حملت اليوم إسم المجاهد الكبير والعالم الفاضل الشهيد محمد صادق الصدر قدس سره
هذه المدينة اُختُطِفت يا جماعة..نعم أختطفت..لم يختطفها أمريكان ولا غرباء هبطوا عليها بمركبات فضائية بل من قبل عدة آلاف من أبنائها السمر الذين يديرون كل إداراتها المنتخبة و الحكومية ، فمنعوا الفـرح والإحتفال و الغـناء في الأعراس وإعتبروا الكـمان عورة  والعود آلة شـيطانية تثير الشهوات فأصبح العازفون ينقلون آلاتهم وكأنها من أسلحة الدمار الشامل ،منعوا السفرات المدرسية الترفيهية لغير المراقد والمقابر وفرضوا الحجاب عبر مـضايقتهم لإصغر الفتيات غير المحـجبات وإفتعال الشـجارات مع ذويهن..وكــما ضيّـق صدام الخناق على الشعراء ولم يجدوا سوى باب المدح لسيادته متنفساً لهم لم يجد شعراء مدينة الثورة سوى (اللطميات) فرعاً أدبياً يبدعون من خلاله..ويا ليتكم سمعتم لطميات الشاعر اليساري كاظم الكَاطع التي تُبكي الصخر ..! وليس بعيداً أن يتم رفع العلم العراقي في المدارس على وقع اللطم الجمهوري..
          حارب الخاطفون الأفكار والمقرات ( الشوعية ) كما كان يلفظها مذيعوا تلفزيون بغداد أيام الجبهة الوطنية التي ضمت : الحــــــــزب القـــائــــــــد حـــــــــــــزب البعــــــــث العــــــــربي الإشــــــــــــــتراكي والحزب الشيوراقي.. ومنعوا الخــمر رغم أن غالبية الســكارى ومدمني الكبسـول قد إنضموا إليهم و إمتد طابورهم المخمور الى شواطيء الأعظمية وأبي نؤاس ليلاً..
          مدينة الثورة أُختطفت يا جماعة . ويطلب الخاطفون على ما يبدو : أن نستكين الى ظل الإستبداد من جديد ونهدر ما تبقى من أعمارنا المسكينة التي أهدر النظام المقبور أجمل أيامها في متاهات ومسالك وعرة ومتخلفة و ضيقة كأُفق من حفروها على الأرض التي لم ترتوي بعد ...

197
أدب / مــــــوال..
« في: 13:33 24/11/2005  »
...الى قحطان العطار....صديقي..


                                                     تبعد عليَّ الوصل ياصاحبي إشمالك
                                                     واني يمينك إذا ما كــّـفت  إشمالك
                                                      إشغيرك يا ترف عن دربي إشمالك
                                      ..وينهــار حــد الصـــبر واني ولا أنهار
                                      أمطرلك دموع عيني وأجري ليك أنهار
                                      خلي نتقاسم عمرنه الفات ليل إنهار
                                                 وإشماإلي إمن الهنه ومن الضناإشمالك .

198
فوجئت بقرار قحطان الرحيل والهجرة الى خارج العراق الذي أعلنه لنا أنا وصديقنا الثالث قاسم فاخر ( أنهى المرحوم قاسم فاخر المتوسطة معنا ولكي يتخلص من إداء الخدمة العسكرية إشتغل في سجن الموصل.. وبعد سنوات من المعاناة والصمت على ما يجري من فظائع في السجن أدمن على الخمر فخاف مسؤولون من أن يتحدث عن بعض ما رآه ويراه يومياً بعد أن لاحظوا عدم توازن تصرفاته وجنوحه الى العزلة الموحشة فحقنوه بـ (( أبرة الموت )) وحملوه الى أهله ليموت بعد إحتضار دام ثلاثة أيام وأمروا أهله بعدم نصب مأتم له وعدم إستقبال مُعّزين  )
..صعقنا أنا وقاسم بقرار قحطان وحاولنا إثنائه ..لكنه كان مصراً بشكل غريب وبدا وكأنه قد حزم امره  :
                  __ سأنظم الى أي وفد فني يغادر العراق ..ولن أعود معهم..لن أعود..
..وغادر قحطان الى أميركا..ولم نتراسل أو نتصل ببعضنا مباشرة طوال سبع سنوات عجاف ..كنت ألتقط أخباره من افواه الأصدقاء المرتبطين باواصر القربى مع المغتربين و ممن يسافرون ويعودون بخيبة الأمل..
سـبع سـنوات..تزوجـت مبكـراً ..وأنهيت الرابع والخـامس الثانوي  بعد ولادة إبنتي الثانية ..و ضـموني الى   ( النشاط الوطني ) وهي منظمة خاصة بتدجين الشيوعيين السابقين وتأهيلهم ليكونوا بعثيين نافعين للوطن..وإشتغل قاسم في سجن الموصل حيث يُعفى العاملون في السجون من الخدمة العسكرية المقيتة..
          ..إقتنص قحطان فرصة مؤاتية وجاء الى العراق في زيارة كان يظنها قصيرة جداً لكن إندلاع الحرب العراقية الإيرانية منعه من السفر فإضطر الى البقاء على أمل السماح له بالسفر..
          ..إلتقيت بقحطان كثيراً وبتنا أياماً متفرقة في غرفة واحدة ببيتهم هي ذات الغرفة التي شهدت أجمل الأغاني والحكايات وأحاطت فرحنا ومرحنا وضحكاتنا ودموعنا الساخنة بجدرانها الصّماء ولكن نافذتها لم تعد مشرعة على فضاء الأمل ..إلتقينا بعد سبع سنوات في ذات الأماكن التي أحببناها و لكننا  لم نعد كالسابق..أصبحنا نصمت طويلاً ..ونضجر..ونشرب لا لنضحك و نتألق ..بل لنثمل أونشكو أونبكي أولننام نوماً نتمناه ثقيلاً ..أو لنقرأ ونجتر ما قرأناه
من رسائل و قصائد كتبتها لقحطان إذبان غربته ولكنني لم أستطع إرسالها :
                                                .يلســافـرت لبعيد   من بين الهْموم
                                                حتى أنتظارك عيد   لو ودك  إيدوم ..
                                                ..لا لا تظن أنساك   لو تنســى ودي
                                                دمعتك وأنته إهناك  تجري إعلى خدي..
                                                ..يلسافرت لهموم    غــّــيرت طبعـك
                                                 ومن سافرت لليوم   كل ساعه أودعك..
                                                ..جم غربه مرت بيك  يحجولي عنهه
                                                  أصعبهه غربة ناس  داخـل وطّنهه ..
..وكان قحطان يتجرأ ويغني في جلسات خاصة تجمعنا باللاعبين:كاظم شبيب وناظم شاكر و آرا همبرسوم والأصدقاء المرحوم محمودحسين وكاظم فاخر وبشير وعلي عبدالحسين و الفنانين هادي سعدون والملحن الشاب الراحل جابر محمد وسواهم بعض الأغاني والمقاطع التي كتبتها بمناسبات وأوقات خاصة مثل الأبوذية التي كتبتها بعد إعدام لاعب كرة القدم الدولي الشهيد بشار رشيد:
                                         صبـاح الشـــر يلبشّـــرت بشــّار           ((بالشر ))
                                         إغـراب البين هــم فد يـــوم بشار         ((حمل بشرى سعيدة ))
                                         صدكَ هاي الحكومه إعدمت بشار        (( اللاعب بشار ))
                                         لا مـا مــات والمعـــدومــــه هيَّه ..
..أو أغنية ساعي البريد لرضا الخياط التي غيّرت كلماتها :
                                               إعيونّا تربــي يغازي
                                               وإنته أكــبر برجوازي
                                               وبالسياسه إنتهازي    دفنتك بالنجف عيد.. 
   ..أو نغني على إيقاع أوبريت ((الليلة الكبيرة )):
                                       طار ف الهوى شاشي    وإنت متدراشي    ياجدع
                                       حــزب البعــث فاشي     وإنت متدراشي    يابكــر ..   

          ..حاول قاسم في زياراته المتكررة لنا أن يثير فينا الحماسة والحيوية والعنفوان وهو يتحدث عن المشاريع والفرص ..لكننا كنا نسخر منه في دواخلنا المنهارة..كان قحطان لا يطمح إلا لشئ واحد هو أن يسافر بعد ( فتح السفر ) ..وكان طموحي أن أنهي الثانوية لكي لا أرتدي البدلة العسكرية وأن أجد بيتاً للإيجار مهما كان البيت وأن أعمل مهما كان العمل..وأن أواصل الحياة و أعيش لمجرد العيش..ولم ييأس قاسم فعّرف قحطان بملحن شاب مجدد إسمه مجيد الجابري ((يعمل حالياً بائع لّفات فلافل سفري على رصيف بساحة الميدان وينام بملابسه الرثة في نفس المكان بعد أن يشرب حتى فقدان الوعي))
..لحن الجابري لقحطان أغنية (أنااروح وياك) كلمات كريم العراقي و(سهله عندك) و(دنيه إحنه الواحد للثاني ) و(حاول تتذكر )من كلماتي والأخيرة كان قحطان يغنيها في الجلسات الخاصة ولم  يسجلها رغم إعجابه بها :
                   حـاول تتذكــر يلناسي    لو ذكــرانا إتمر
                   اللحظات الحلوه تواسي  بس حاول تذكر  
                                           * * & * *
                 _ جنت أتصور حبك دنيه  وماتنسه الأحباب
                    ولدارك لوسّير طيفي   تتلـّكَـــــاه بالباب
                     شو كــلشي تغـير بوصافك
                     حتى البسمه إبّين شفافك
                     ويـّه ظــنوني تدور أطـيافك    وبروحي تخضّر..
                                                        بس حاول تذكر..
                                          * * & * *
                 _ من شوكَي سّيرت إشراع   مايبحر لولاك
                    ولو تنـسه الغيمات الكَــاع   لاتظن انساك
                    أنا كلشي غيّرته بصبري
                    حتى الدمعه تنّور عمري
                    جابتني الدنيه وما أدري     الأيام تغـــــيّر..     
                                                     بس حاول تذكر..
                                       
    ..وطالت أيام الإنتظار ولم تُفتح أبواب السفر فعاد قحطان الى المعهد وواصل دراسة الموسيقى.سألني قحطان ذات مرة بصوت مخمور واهن :
        _ لماذا لا نستعيد أوقاتنا الجميلة ..لماذا لا نعود الى حالنا السابق..؟
        _ قحطان هي هذي المشكلة..إحنا نتمنى نعود الى أيامنا  بعد ما يئسنا من أن تعود أيامنا إلنه..
 أو يعوضنا الزمن بأيام مثلها..الزمن مابي لوفه (يوتيرن) يرجعك للفلكه الزمنيه اللي تجاوزتها..وحتى لو ... إحنا تغيّرنامن الداخل..مات الوفاق مع الضمير وإنهتكت الهدنه مع النفس..
صاح قحطان_ إفتهمت..الأيام الحلوة اللي كنا ننتظرها وتحملنا من أجلها كل شي ..هي هاي الأيام الحزينه
     اللي ينعدم الزمن من بعدها..طيب و ين النضال وين قدرتنا على الصراع..؟؟
  _الصراع كان خارجي..وتكثف وإحتدم بأعماقنا..ولهذا إحنا بصراع مع نفسنا..مع ضميرنا..مع المقاوم المهزوم بداخلنا.
              ..ورحل قحطان رحلته الأخيرة عند أول فرصة سنحت له..وإنقطعت أخباره من جديد..وتفرق إخوانه بين مناطق بغداد والمحافظات..ومات قاسم..وأنهيت دراستي في قسم المسرح بكلية الفنون الجميلة بعد ثلاثين عاماً على إنهائي الدراسة المتوسطة بعد أن عرضت مسارح العراق عشرين مسرحية من تأليفي أخرجها :د.حسين هارف ومحسن العلي ومحسن العزاوي وآخرون..وقد تذكرت اللقاء الأخير بقحطان عندما كان الممثل بهجت الجبوري يمثل دور رحيم في آخر مسرحية لي أخرجها د.شفيق المهدي عام1999 s..كان يقول:
   _ عمري ما عشته يوم يوم ..عمري فات مره وحده
      مثل دين جمعته ودفعته للزمن..
      شنو الفايده لو أنصفنه الزمن باجر وإحنه متنه ثلاثين سنه
     شنو الفايدة..ينزل المطر بعد موت الأشجار..
     ويجي الحب ...وإحنه تجاوزنا الشباب..
     ويجي البيت..وإحنه بلا عوائل..بلا عوائل..

[الملحق حذف بواسطة المشرف]

199
 __قحطان العطار ...الجزء الأول


..إذبان العام الدراسي 72_1973  إشتدت ممارسات الطلبة الأعضاء في الإتحاد الوطني ضراوةً رغم طرح ميثاق العمل الوطني والتفاهم حول الجبهة الوطنية مما جعلنا نحن أعضاء إتحاد الطلبة المكشوفين في متوسطة أبي عبيدة الجراح   نبحث عن مدارس أخرى تأوينا ..وأعياني البحث الى أن وجد شقيقي كريم العراقي حلاً لمشكلتي :
                     _ أعرف مطرباً شاباً لم يصور سوى أغنيتين كتبهما عريان وكاظم الكَاطع يدرس في ثانوية مسائية ويحبه الجميع ويحترمه المدرسون في الثانوية ..إسمه قحطان العطار ..إنه غاية في الطيبة وحُسن الخُلق ...
..ذهبت مع كـريم الى منطقة كـمب الكـيلاني القريبة من الباب الشرقي حيث يسكن قحطان وسبعة من أخوانه و  أخواته في بيت عتيق وواسع ..كان اللقاء الأول بقحطان كافٍ لأن أرسم له كاركتراً في مخيلتي :
شاب وسيم بل جميل وطيب القلب ومتواضع وحنون لكنه محدود الوعي لتواضع بيئته الأجتماعية ثقافياً فقد كان يدخل علينا كل عشر دقائق أحد أقربائه وهو يحمل ادوات كهربائية أو إحتياطيةللسيارات أو يلف رأسه بمنشفة فيعّرفنا به:   
_ هذا إبن عمة زوجة أخوي جبار..سايق على خط بغداد _ العماره..حشر عنده الكَير بالعزيزية و..ويكمل الشخص قصة الكَير الذي حُشر  متحدثاً لمدة ساعة طويلة وكأن البراغي والوشرات تتطاير من فمه..وهكذا..
..عمل لنا قحطان الشاي بنفسه وكان مبهوراً بكلامي الذي يعتبره أكبر من عمري الى درجة أنه كان يحاول حفظ بعض العبارات التي قلتها للمزاح مثل:  (( البكر بعين أمه رئيس )) وكنت أقصد أن الرئيس معدوم الصلاحيات والرئيس الفعلي هو النائب صدام...ومن خلال الحديث عرفت بأن قحطان أنهى خدمته العسكرية من زمان ويكبرني بعشر سنوات لكنه يماثلني دراسياً _ في الثاني المتوسط _
.. توسط لي قحطان وقبلوني في ثانوية المعهد العلمي في البتاوين وصرت زميلاً لقحطان يشاركه نفس الرحلة الخشبية والحلم الكبير في إنهاء الثالث متوسط لكي ندرس معاً في معهد الفنون الجميلة : هو في قسم الموسيقى وانا في قسم الدراما..وتقاسمنا العوز والقصايد وبرودة الشتاء والصمون وكاسة اللبلبي :
_ أموت على اللبلبي ..رحيم لا تاكل اللبلبي بكَشوره يصير عندك غازات..
_ على كيفك ..فضحتنا..
فيضحك قحطان من الأعماق..ضحكته الطفولية الحميمة ..
..طلب قحطان من مهدي سمين رئيس الأتحاد الوطني في الثانوية عدم التعرض لي فأجاب الطلب ..ومضت
الأيام والليالي هانئةً وجميلة نلتقي خلالها بإستمرار ..نذهب الى البتاوين سيراً على الأقدام ونعود الى كمب الكيلاني كذلك لنجد شقيقته المرحومه مهديه قد وضعت لنا العشاء في صينية مغطاة في غرفة الضيوف التي إتخذناها غرفة لنا..بدأ قحطان يحي الحفلات بل وأصبح مطلوباً جداً في الحفلات العامة والعائلية لكنه سرعان ما أخذ يتهرب منها لخجله الشديد من إستلام الأجور..كنت أراه يحمر خجلا و هو يمد يده المرتجفة لإستلام النقود رغم إنهم كانوا يحترمون رغبته في وضع النقود في مظروف وكأنه هدية رمزية..
كان إيجار بيتهم 12 دينار فقط ومع ذلك بدا هذا المبلغ فاحشاً في ظل ظروفه العائلية بعد عزوفه عن الحفلات ..ما عدا المجانية ..فقد رفض مرة إحياء حفلة عرض عليه أصحابها أضعاف أجره وذهب تلبية لدعوة شقيقي كريم العراقي لإحياء عرس الصديق الشاعر فالح حسون الدراجي في الثورة..وكان أن طرده أهل العريس شر طردة كونهم طلبوا فنانة أو فناناً ريفياً.. وظلت هذه الحادثة تؤلم قحطان لسنوات طويلة..
..إكتشف قحطان بي موهبة الشعر الغنائي الشعبي تحت وطأة حاجته الى شاعر غنائي بعد ان كانت محاولاتي في الكتابة مقتصرة على المسرحيات والشعر الفصيح .. فقد قرر ذات يوم إعادة غناء ((على الميعاد )) للفنان الراحل رضا علي بعد أن يقوم أحد الشعراء الثلاثة :عريان وكاظم وكريم بتغيير جميع المقاطع _ الكوبليهات_ لكنهم غابوا عنه في تلك الأيام ..ففاجئني ذات مساء بان أعطاني دفتراً وقلماً وقال بلهجته الحانية:
                   _ رحيم ..حاول تكتب المقاطع وسأعمل لك شاي بالهيل يخّبل ..
.. ذهب لإعداد الشاي ..وعاد بعد ربع ساعة  ووجدني قد كتبت:
                                   ..ناسي وعدي دومك
                                     هـاجـرني مـن يومك 
                                     أبـــداً  مـــا  ألـــومك             آنا العـــّـوديتك..
                                    ..يا عـمـري و مـراده
                                      يا تعــبي وحصــاده
                                      أنا بعت الســـعاده             من يوم إشتريتك..
                                    .. أنا تحّـمـلت يامـــه
                                       مـن عـندك مـلامه
                                       وتظل روحي حمامه           ترفرف على بيتك..
                                                                         على الميعاد إجيتك..
..قرأت لقحطان ما كتبته فصرخ: الله..تعالوا مهديه ..جبار ..كريمه..هاشم..لميعه..طارق..عدنان.إسمعوا..
ولم يدعني قحطان أذهب الى بيتنا حتى كتبت موالاً يلائم معاني الأُغنية ..فكتبت :
                                 ..تنسى المواعيد يلما خالفتلك وعد       (موعد)
                                 وأنتظر وصلك سنين بكل حنيني وعد   ( أحسب)
                                 ما فرحتني وأكَولن هاي قسمه ووعد    (نصيب )
           شدعي على اللي عن إمحبتي داره                           ( أداره ..قام بتغييره )
            وروحي حمامة وفه ترفرف على داره                           ( بيته )
            من المغفره يا ترف راسم علي داره                            ( دائرة )
                                   كل ما تجيني بعذر أغفر وأكَولن وعد    ( وعاد بالهجة الجنوبية تعني لابأس )
..كتبت لقحطان بعدها : يمه يا يمه إشجرالي ،ولفي وأريده من هله وعشرات الأغاني والمواويل ..
..عرفني قحطان بكل أقاربه وبأصدقائه في كمب الكيلاني : نينوس ووديع وجاسم إبن الشرطي وكلبرت وسنحاريب وإلبيرت وألفريد ..وكنت أقول لألفريد عندنا مثل يقول:ألفريد ولا بلاك واحد..
..كذلك عرفني بعجائز المنطقة:عندك ام بطرس تموت علي تحبني أكثر من بطرس ومتي..تسوي كليجه مسيحيه تخبل..
..وأنهينا الدراسة المتوسطة ..فقُبل قحطان بمعهد الفنون الجميلة..ولم أُقبل أنا..فتهشم نصف حلمنا الجميل..
وإشتدت الحملات والمضايقات في منطقة سكناي وأُعتقل شقيقي كريم وإنقطعت أخباره تماماً مدة ثلاثة أشهر فسافرت للعمل (ناصب سقالات)في مشروع عسكري نائي من مشاريع الشركة العامة للمقاولات الإنشائية (مشروع العقد1/75)  بمنطقة صحراوية مابين بيجي وسامراء ..وأضعت عاماً دراسياً هو الأول من عشرات الأعوام التي ضاعت فيما بعد.وواصلت اللقاءات بقحطان أثناء الإجازات لنكتب ونتجول بين المقاهي وبيوت كمب الكيلاني الدافئة والمُفعمة بطيبة ساكنيها ونسهر في نادي التأمين أوبيوت الأصدقاء في الثورة والحرية والكرادة والشعب أو مع أحد الأصدقاء المقربين: كاظم فاخر أو الشهيد قاسم فاخر أو اللاعب كاظم شبيب أو الملحن الذي لحن (يمه إشجرالي) المرحوم جابر محمد أو نذهب الى معهد الفنون الجميلة أو معهد الدراسات النغمية في الوزيرية --في معهد الدراسات النغمية طلبنا من الملحن الأستاذ حميد البصري التدخل لقبولي  حيث قال له قحطان : رحيم أخو كريم من جماعتكم ..لكنه رفض وقال : دراسة الموسيقى للموهوبين في الموسيقى فقط ..هذا ما تعلمناه من أساتذتنا العظام..كان موقفاً مشرفاً للبصري تمنيت أن يقفه المسؤولون في قسم الدراما بمعهد الفنون الجميلة الذين رفضوني لمجرد عدم الإنتماء للحزب الحاكم--وأذكر أنه عرفني على مطرب شاب من طلاب المعهد لم يسجل للإذاعة سوى أغنية واحدة ( حلوه يلبغدادية ) إسمه صلاح عبد الغفور قال لي إنه قريبه من جهة المرحومة أمه.
بعد ذلك نقلت عملي الى مشروع العقد 74 لبناء مدارج الطائرات في الكوت ليتسنى لي مواصلة الدراسة الثانوية المسائية في ثانوية الكوت..وهناك وبمساعدة قحطان سكنت في بيت أبي زيد رحمه الله وهو إبن عم قحطان  الذي إلتزمني وعرَّفني على السيد محسن الدنبوس رئيس عشيرتهم ( كنانه )وأصبحت واحداً من أفراد عائلة أبي زيد المُحبة والمتوادة :زوجته المرحومة ام زيد وإبنيهما المرحومين زيد الذي كان سجيناً سياسياً والشهيد زهير وإبنتهما أزهار التي سمعت خبر وفاتها قبل عشرة أعوام وكأن خريفاً قاسياً عصف بشجرة العائلة هذه وأسقط أوراقها وزهورها اليانعة..
بالرغم من إبتعاد قحطان عن هموم السياسة إلا أن وعيه الذي بدأ يتبلور وحساسيته المفرطة جعلته يشعر ويعاني الكثير من أمور الحياة اليومية والعلاقات المزيفة وعدم الصدق والتعامل وفق النوايا الحسنة :
                  __ رحيم أنا عملت في فرن بالبتاوين وعمري لم يتجاوز العاشرة ..وكان إسحاق صاحب الفرن يحبني ويعطف علي ويحترمني لكن بعض الشواذ العاملين معي في الفرن كانوا ..تصور كانوا يمزقون مؤخرة بجامتي التي أرتديها قبل العمل ليسهل عليهم الإعتداء عليّ ..كنت أبدأ يومي في العمل بخياطة بجامتي قبل إرتدائها..كنت متماسكاً ..حافظت على نقائي وإحترام الآخرين لي ..ولا أريد شيئاً سوى أن أشرب الشاي في أماكن حميمة مع ناس..بشر بمعنى الكلمة..مع عائلة..عائلة ..أم أحد أصدقائي..عمه ..خاله ..في وجهها ملامح الرحمة والدفء للمرحومة أمي.
..كان قحطان قد بدأ يشعر بزيف الآخرين..وعدم وجود مُثُل عليا..الكل يتزاحم بالمناكب من أجل فرصة لغيره و لايستحقها.
                 __ رحيم انا لاأحب المنافسة بهذا الشكل ..أنا أحب كل المطربين..وأحب كل الجيران..أحب أصعد عالسطح وآخذ خبزة حارة من جارتنا ..أحب أتريّق شوربة في كافتيريا المعهد..لكنهم يظنون أني أمثل عليهم دور المتواضع..
..كان قحطان في أوج النجاح وقمة الشهرة فبعد أغنياته الأولى جناح الفرح ويا ضوه ولاياتنه وبالكيف وآه يازماني سافر الى القاهرة بصحبة حسين نعمه وياس خضر وسجل هناك :يا فيض و متى الجيه وشكَول عليك وغيرها ثم عاد وصور للتلفزيون :يكَولون غني بفرح و لوغيمت دنياي وتنافس على عرش القمة مع سعدون جابر قٌبل أن يتدهور سعدون..رغم خوفه من المنافسات..
..وفوجئت ذات يوم بقحطان يقرر الرحيل...

200
أدب / رد: شعر
« في: 17:39 21/11/2005  »
 أصدقائي واخواني :  د.نهلة  وحكمت وشمش..
                           شكراً لمشاعركم النبيلة
                              ومروركم كسحاب ممطر على قصيدتي العطشى
                                      أتمنى لكم ما تتمنونه لأحب وأعز الناس ....
                                                                                   
                   العزيز :صميم :شكراً لك..دارمياتي موجودة في المنبر الحر
                      في القسم ( 3 ) من كاركترات..وقد كتبتها عن صديقي
                      الحبيب والوحيد الفنان : قحطان العطار حين كنت طالباً ..
                                                                         ر.العراقي
                                                                           

201
أدب / رد: ورده وكرستال
« في: 15:14 19/11/2005  »
الأحبة : أبو ماريو ، عبود إسحاق ،ليل الضنا ، الفريد ، بسام ..
                 شكرأً لأصدقاءٍ غادروا قصور الكرستال وشاركو العاشق وردته
                  وأن كانت رمزاً لخيبته و فشله ..لكنها ورده...
                                                       

202
أدب / رد: إيناس
« في: 15:01 19/11/2005  »
شكراً أيتها السيدة البابلية
                     أتمنى لكِ المزيد من العنفوان ..
                     أما أنا فقد ملأ الشيب قلبي
                                 بعد أن أخطأ الطريق الى رأسي وذقني ..
                                                         ليحفظكِ على أرض السعادة من في السماء.
 

203
                             نعت عصبة الأنصار في مخيم عين الحلوة في جنوب لبنان إثنين من عناصرها قُتلا خلال قيامهما بعمليات ضد القوات الأميركية في العراق . وأعلنت العصبة عبر مكبرات الصوت داخل المخيم
 مقتل العنصرين : أبو محمود الكردي و  نضال مصطفى  خلال تأدية ((واجبهما )) الوطني ! sوتصديهما للغزاة الأميركيين في العراق.. وهذه هي المرة الأولى التي تعلن فيها العصبة عن مقتل عناصر لها في العراق..
                            يأتي هذا في حين كانت ثمة تقارير تحدثت في وقت سابق عن سفر قائد عصبة
الأنصار (( أبو محجن )) الى العراق بعد أن إنضم الى جماعة أبي مصعب الزرقاوي..
                            هـذا نـص الخـبر الـذي نشـرته البيان الإمـاراتية عـن نعي العصـبة ((المتشنجة )) لإرهابيين صّدرتهما الى العراق ((مو إحنه ناقصين إرهابيين )) ..فما رأيكم.. ؟

204
..كان ملاكاً
     في زمنٍ يخشى البراءة والعذوبة
   وشجاعاً..في ليلٍ يتحسس فيها الناس رقابهم قبل أن يناموا
    بوركتَ من أجل أروع قصيدة قرأتها في منتدانا حتى الآن
                             قصيدة إلتزمت الوزن والقافية والمفردات الجزلة 
   وليرحم الله شهيد الإنسانبة جمعاء والأمة الآشورية العريقة مار إيشا شمعون ..         

205
شكراً يا نادين و مريمات وأخوتي عبود و جان وإبن العراق وأبوماريو وعوديشو
                  مواساتكم أحاطت وحشتي بشموع السلوان
                                وأشعرتني بوجود من يبكي معي
                                  أو يربت على كتفي في مأتم حبيبتي
                                           الذي أحمله معي أينما أكون..

206
 
 ..ليلى يا زوجه وصديقه    ليلى يا باجر و امس
   ليلتي الحـلوه الرقيقه     يا ضوه وحب وهمس
   مستحيل ومو حقيقه      تندفن هاي الشمس..
                                                        دبي15/11/2005                       

                               * *                                                       
         
..ضيّعت ليلى وضاع           وكتي وزماني

   تـفتر عليَّ الكَــاع            واني بمكاني..
                                                         دبي14/11/2005   
                                 **
             ..بيَّ دموع   بس أمنين أجيب عيون
             وكلام بصدري يهذي بي ألف مجنون
           بجيت ومطرت الدنيه
          شفت حتى السما تبجي على المحزون ..
                                                           
                                                            دبي 13/11/2005
   
                                 ** 
 التطلبه مو خساره يضيع        خساره يضيع اليطلبك
التحبه مو خساره يموت         خساره يموت اليحبك. .
 .إصرخ  مثل  ذيب  البر          وإدفـن  بالألم  حـبك
ماظل خير   ماظل شر           بـس أحـزانك بكَـلبك ...

                                                            دبي12/11/2005

207
 الحلقة الأولى : الخال عوده..

في أواسط الستينات من القرن الماضي وعندما بدأت اراضي مدينة الثورة التي وزعها الزعيم عبد الكريم قاسم على سكنة صرائف الشاكرية والجديّدة  والعاصمة ممن هجروا أراضيهم الزراعية في جنوب العراق وسكنوا تلك المناطق العشوائية _عندما بدأت تبنى بالطابوق بدل الصرائف وغرف الطين بدأ الصبي عوده عمله في بيع صور المشاهير من الفنانين المطبوعة بألوان متنافرة على الورق المقوى _ الكارتون _ بواقع   30 صورة مرقمة في _الطبقة الواحدة_..وإزدحمت ذاكرة عودة المضطربة بأسماء : جيمس ستيوارت وألن لاد وستيف ريفز وإسماعيل ياسين وفريد شوقي والنابلسي والأطرش وعبد الحليم وإسمهان و..غيرهم. لهذا كان يصرف كل ما كان يكسبه على متابعة الأفلام السينمائية في سينما الفردوس والنصر و ميامي وغرناطة والوطني وركس وغيرها..الى أن أُفتتحت مقهى أبي عبدالله في قطاع 32 في الثورة فأصبح من روادها الصـغار الذين يدفـعـون خمسة فلوس لقاء الجلوس دون شرب الشاي أو الحامـض..ثم سرعان ما إنتقـل الى مقهى عبد الزهـرة هـرباً من أنصـار فـريد الأطــرش الذين إتهمـوا أم كـلثوم بإغـتيال إسـمهان وأطلقوا على مطربه الأثير عبد الحـليم لقب _المريض أبو الصوندات_ بعد أن إتهموه بعلاقة شائنة مع عبد الوهاب وكان يتمتم:(( ناقص يقولون هو اللي قتل عبدالكريم والمهداوي وسلام عادل..))
                  كان عوده الذي ترك دراسته الإبتدائية في مدرسة إبن جبير قرب مرآب النهضة مثار إزعاج شديد لـرواد المقهى وقلق لصاحب المقهى فهو لا يتوقف عن الحـديث وسرد أحداث الفيلم قبل ظهورها    و بصيغة أقرب الى الهذيان :
             _ فريد شوقي راح يكتشف جريمة محمود المليجي ويضربه ست بوكسات وأربع كلات و خمس
راجديات وكفختين ويسلمه للبوليس ويبوس هدى سلطان وتطلع النهاية والسلام الجمهوري..فريد شوقي ورشـدي أباظه وأحمد رمـزي على راسـي ياخـذون حـقهم بأيدهم ..شكـري سـرحان مثقف يضحي دائماً  يمكن شيوعي يافحل..عماد حمدي جبان ولا زغراً بيك ما يحب يتعارك،يروح يشتكي للشرطة ،دايماً يلبس برنص لّماعي وأمه إسمها تيزه لو طنط ..هذا الشايب الشايل مبخره يومياً يبخر كل الأفلام  ،الفلم المابي همبكه_توفيق الدقن_مابي مؤامرات، شاديه و كمال الشناوي راح يتباوسون بعد ربع ساعه بالأسانسير ، شكري سرحان ومحسن سرحان مو أخوان ،الله يرحم إستيفان روستي ..
            وتتعالى صيحات الإستنكار والتهديد والوعيد من بقية رواد المقهى مطالبين عودة بالصمت المطبق  وعادة ما تنتهي بمشاجرة لاتتوقـف إلا بتدخل عبد الزهـرة أو إطفاء التلفزيون مؤقـتاً ..ولكن الحالة تتكرر في  مساء كل يوم خميس حيث تُعرض الأفلام العربية وظهيرة كل جمعة اثناء عرض فيلم الأسبوع العربي،و مع
عرض مسلسلات : الضحية والرحيل وبنت الحتة وسعدية وكابتن كريف ووليم تيل ..
             كان إسماعيل ياسين هو النجم المُفضل للصبي عوده وكان يقهقه بصوته المجلجل قبل أن ينطق (سُمعه) كما يسميه بكلمة واحدة بل ويردد العبارات معه لأنه يحفظها عن ظهر قلب ..وقد تأثر عوده بفيلم (إسماعيل ياسين في الجيش) الى حدٍ جعله يتطوع في الجيش ظناً منه أن الحياة العسكرية ملأى بالمرح
والفرح والمفارقات المضحكة ..
              قضى عوده بعد ذلك عشرين عاماً مُتنقلاً بين جبال كردستان يحارب العصاة البارتيين البرزانيين هناك ومعسكرات الزبير وعشرات غيرها ، وكان يقضي إجازاته المتباعدة والمُقتضبة في غرفته الضيقة دون
أن ياتي الى المقهى متذرعاً بعدم إعجابه بالممثلين الجدد:محمود ياسين ونورالشريف وعادل إمام وحسين
فهمي.وأصبح عودة لايضحك إلا نادراً..وفي عامه الأخير في الجيش عام 1984 في منطقة الفاو أُصيب بعدة رصاصات في ساقه ويده اليمنى التي بُترت فيمابعد وأطارت قذيفة إيرانية جزءً لايتجزء من فكيه فأُحيل على
التقاعد ..
        شاهدته  في أواخر عام 1990  وقد إقتعد رصيف شارع سوق مريدي أمام بسطته عارضاً بضاعته من صور ممثلين   لا يعرف أسمائهم ..وسألته عن الصحة والأحوال.. فأجاب :
          _ حالي مثل حال عبد الوارث عسر بمسلسل بنت الحته ..فقر وتعب ومرض ومهانه ..ليت محمود
المليجي يعود الى الحياة ويخنقني ليلاً دون أن أشعر وأخلص..


                                                                                                                رحيم العراقي
                                                                                                         مجلة (عيون الفن) العراقية

208
أدب / إيناس
« في: 09:01 12/11/2005  »
 إيناس


أحبها بضراوة وعنفوان وهي تصغره بعشرين عاماً
وكأنها فرصة سعادته الأخيرة التي جاءت بعد عشرين أوان..


إيناس إشلون إبإيناس

                        هـيَّ فرحتي وهيَ عذابي

لو مّرت يتحـــّرك كَلبي

                         مثل الطـير إبّين إثيابـي

هيَّ النشوه التسري بروحي
                       
                        والنار التحــركَ أعصـابي

يا حب متأخر على وعدك

                         شَّيـبت  وجاي إتدكَ بابي ..   

209
أدب / أطفالنا يحلمون..
« في: 14:03 31/10/2005  »
أطفالنا يحلمون
            والحزن في الأعماقِ والعيونْ
                                          يحلمون ..
               في شارع الظلام والخراب والدمارْ
         والظل في رصيفهِ
                             يدور حيث النارْ
                          تدور في محاجر الأشرارْ...
   .. أطفالنا يحلمون
                        ببدلةٍ جديدةٍ..بقلم الرصاصْ
                       ونُزهةٍ بشارعٍ
                                  خالٍ من الرصاصْ  ..
    ..أطفالنا يحلمون
                         بهالةٍ من شمسنا الجميلهْ
                    تفتح في خيالهم نوافذ الطفوله...
                                

210
تقدم المحقق الدولي ديتليف ميليس أخيراً بتقريره “الأولي” حول التحقيق في اغتيال الرئيس رفيق الحريري، وتم وضع سوريا في دائرة الاتهام، بعدم التعاون معه بشكل يؤدي إلى كشف الحقائق.
قد يكون هذا التقرير خطوة أخرى “مهمة” على مستوى المشروع الأمريكي و”الغربي”، بالنسبة للمنطقة.
ما هو مؤسف ومحزن، ان بعض الحكومات العربية وخاصة السورية، مازالت غير قادرة على استشراف النتائج الأخيرة لمشروع كبير هدفه سوريا والمنطقة، الذي يشابه في ثناياه “مشروع سايكس بيكو” للقرن الماضي. حيث قسمت المنطقة بالمسطرة والقلم، لتمزق بلاد الشام، وتزرع “إسرائيل”، وتنشأ دول، يبدو أنها وبشكلها الحالي وبعد قرن من الزمن، مازالت قادرة على الحركة وبقوة، لذا لا بد من تفكيكها وفرطها نهائياً إلى دويلات أصغر، عندها يمكن التحكم بها وإلى ما شاء الله.
لقد اثبت الزمن المعاصر وعبر تجربة مريرة، لقيادات عربية، لم تحسن الأداء في اسلوبها مع شعوبها ومع التطورات على مستوى العالم، أن الطرق القديمة، المشتقة من تاريخنا القديم في الحكم والسياسة، مازالت فاعلة وبقوة، ومازالت قضية الطوائف والمذاهب والفردية، محاور هذا السلوك السياسي، المنافي لعصره وزمنه، وغير الملائم لمواجهة أي مخطط غربي يدعو إلى استكمال مشروع “سايكس بيكو”.
هل يكون ميليس حلقة فاصلة قبل فرط ما تبقى من سوريا وغيرها من الدول المجاورة؟ وهل يمكن لعقول أمنية شمولية، حكمت عقوداً زمنية متتالية، أن تواجه الحصار القادم المشرّع قانونياً “حقاً أو ظلماً” على مستوى العالم؟ لا نعتقد.
ما هو مؤسف أن سوريا “المجرّبة” جدا في التعامل مع السياسة الدولية بالماضي، قد تراجعت كثيراً في مستوى أدائها، ولم تكن قادرة، أو غير راغبة، في فهم، أو تدارس اخطاء الماضي، التي طغت بسبب الوضع الدولي وعامل القطبين آنذاك. ولم تستطع أن تغير من سلوكها داخلياً وخارجياً، بما يتماشى وعصر التغيرات، وعصر القطب الواحد. لذا ارتكبت السلطة السورية اخطاء الماضي بزمن الحاضر، وما كان مقبولاً في الماضي لم يعد مقبولاً وبأي صيغة اليوم، لأن أي خطأ يمكن أن يقود إلى إدانة دولية، فالقرارات مشرّعة وكذلك الحصار والحرب إذا اقتضى الأمر.
لا يهم إن كانت السلطة السورية، أو اجهزتها الأمنية متورطة في جريمة اغتيال الحريري، لأن سلوكها بعد الاغتيال، ساعد من يتهمونها وما تقرير ميليس “الثعلب” إلا طريقة لدعوة كل من اشار إليه تقريره، إلى التمرد على التقرير والدفاع بحجج قانونية أو غيرها، تدعو هؤلاء إلى التعاون كما يريد، خاصة أنه يملك مصداقية كاملة على مستوى الدول الغربية، ومهنية لا يشوبها شائبة.
لقد صرح الرئيس السوري بشار الأسد، بأنه يرغب في كشف الحقيقة، وأنه إذا ثبت تورط أي سوري بالجريمة، فإنه سيحاكم على أنه خائن. إذاً لماذا لم يتم التعاون السوري الكامل مع المحقق الألماني؟ ولماذا لا يتم التحقيق مع الأشخاص التي وردت أسماؤهم في الخارج؟ ولماذا أيضاً “انتحر” غازي كنعان، في مثل هذه الظروف الحالكة في تفاصيلها؟
لقد وضعت العقلية الأمنية، ومساحة تفكيرها “الخارجة عن عصرها”، الحكم في سوريا، والدولة والشعب السوري في دائرة الاتهام على مستوى العالم، خاصة من قبل تلك الدول ذات المشاريع الخاصة بالمنطقة، أمريكا وأوروبا.
ولم تستطع القيادة السورية، وبكل أسف، أن تتوجه إلى الداخل، لتعمل على مصالحة شعبها، وتمحو من الذاكرة السورية المعاصرة، فترة مؤلمة من تاريخ الحكم الشمولي. هذا الحكم الذي افرغ المجتمع من الطبقة الوسطى المثقفة والفاعلة، عماد سوريا وعماد أي دولة في العالم.
ولم تعد هذه السلطة قادرة على مواجهة الأحداث، والتوجه إلى هذا الشعب الأبي “المخنوق” تحت مداحل الأجهزة الأمنية، والسلطة العسكرية. هذه الأجهزة المحاصرة بعقلية الأمن التشاوشيسكي والستاليني الذي اصبح ذكرى في بلاد أخرى.
لقد اعطي الحكم السوري الجديد أكثر من فرصة، ليعمل وليبادر وليتحول إلى دولة مقبولة من الشعب السوري ومن دول العالم. لكنه وكما يبدو فشل ويصرّ على فشله باستخدام أساليب “الحرس البعثي القديم التي إستهلكها صدام”  في التعامل مع الأحداث، لذا هل تدرك القيادة السورية، واقع الأحداث وتسارعها اليوم، وما يمكن أن تؤدي إليه، بسبب الإصرار على التعامل بعقلية ذات وتيرة واحدة؟ وهل تكون سوريا البوابة الحقيقية لخطوات تالية في المشاريع القادمة، ديمقراطياً على الطريقة الأمريكية، وطوائف ومذاهب وقوميات على طرق أخرى؟ وهل يحتاج العالم العربي إلى انكماش سوري يؤدي إلى تفجير داخلي، قد يطيح بسوريا وتوازن وعقلانية شعبها في مواجهة الأحداث القادمة، بسبب، قصر نظر وفشل في معالجة القضايا الراهنة؟
لقد دعا الناشطون السياسيون والكتاب في الداخل والخارج ومنذ سنوات، إلى عقلانية أخرى في مواجهة حركة التاريخ الجديدة، لكن العقل الأمني الذي انهكه الفساد مازال يرفض وللأسف، بعقلية عثمانية أو ممالكية.
قد يكون الوقت متأخراً لقيام مصالحات وطنية سريعة، تدعى إليها كل الأطياف السورية من قبل الحكومة، ذاتها غير القادرة على رؤية الآخر السوري المعذب في وطنه وخارجه قسراً. لكن عسى دائماً من يحاول، قبل أن يهدم المعبد على كل ساكنيه.

211
أدب / رد: سل النفس
« في: 21:14 26/10/2005  »
لاأدري كيف دخلت الى رأسكِ وقرأت أفكاركِ..
فمنزل الشاعر هو رأسه..بل هو ديوان شعره الذي تبحث فيه الشوارد عن كيان من الكلمات والعبارات..
وآفاقه : هي سعة خيالاته الشريده ما بين نجوم الفرح ورياح الأسى..
..إذا كنتِ تعنين بالضبط ما تكتبين فأنا لم أفهمكِ إلا كما يفهم البحار عروس البحر العائمة  مابين شباكه وبين هذيانه المحموم ..لكني أشهد بأني قرأت شعراً ..
 شكراً يا أختاه..وعذراً لأني لم أكتب كل ما أردت
                                       وكتبت بعض ما أضاع القصد.. 
                                                                                               رحيم

 

212
أدب / الى القائد الفذ..!!
« في: 19:50 19/10/2005  »
ظنك خاب ياموهوم
                       وتبهذلت أحـوالك
تتنخى العراقيين
                    وتعاتبهم..إشمالك.!
إعتب على الأمريكان
                    واللي حطك وشالك
إعتب على البعثيين
                     وأعمامك و أخـوالك
واللي سلمتهم مال
                    مابي فلس من مالك
((ذول الصفكَو من نصبو التمثال
        نفسهم صفكَو من طاح تمثالك))

213
أدب / رد: رحيل
« في: 14:26 19/10/2005  »
قبل رحيلك
تركتِ بصمتكِ الشعرية
   ومفرداتكِ الشاعرية
 لإعادة تكوين وجودكِ المؤثر..

214
              لو قرأنا شعارات جميع الحركات والجهات والأحزاب العراقية المحسوبة على طوائف أو أديان  أو آيديولوجيات مختلفة لرأيناها تلتزم جـانب المصلحة الوطنية ووحدتها في ظل التآخي والتآلف وإحترام الخصوصيات بهدف إعلاء صفة المواطنة وتكريس بدائل ومعالجات سليمة لمشاكل البلد و التأسيس لبناء عراق موحد متجانس التوجه والأهداف ..وبهذا تبدو دعوة د.أياد علاوي لتأسيس مشروع وطني عراقي لايقـوم على الطائفية السـياسية والقـومية وكأنها تقـوم على أرض صـلبة وتسـير بمـوافقة الريح لتدخل   نافذة القبول في البيت العراقي الكبير .. ولكن..
                 : هل تصدق كل الجهات والحركات والأحزاب في شعاراتها وتعني ما كتبته في اليافطات العلنية _ وليس الإعلانية_  التي تزين الشـوارع وتسـتنطق المباني والمـقرات المحروسـة بالمليشيات المتوجسه...؟
              إن قراءة متأنية لسطور مقالات الشخصيات المحسوبة على بعض الحركات الطائفية والأحزاب العراقية وخاصة في الخارج بل ولأدبيات هذه الجهات والتي تحمل أجمل العناوين التي تبهج القلوب وتعبد الدروب تصـدمنا بمعانٍ ومضـامين لا تتناسـب ولاتتفق مع تلكـم العناوين التي تبدو وكـأنها مجـرد شـفرات مطلسمة لتمرير المفاهيم الجامدة والعتيقة للعنصرية والإنغلاق والتكتل وإستصغار الآخر ونبذه و رفضه من الألف الى الياء وإحتقار أفكـاره وعاداته وتقاليده وبعبارات لايخفى مـعناها مهما تلونت وأحاطـت نفســها بعلامات الإستفهام وكأن الشفافية هي أسلوب مشروع نتناول فيه أخطاء الآخرين فقط ..والصراحة هي لغتـنا عندما نتحـدث عـن تجاوزاتهم .. والديمقراطية هي الحق في أن ننتقد ونعري كل من لا يتفق معنا     100 % ..
             لن أطيل عليكم وأعزز ما ذهبت إليه بأمثلة أخرى وهي كثيرة ولن أتحدث بإسهاب عن تفاصيل وجدوى وأسـباب دعوة هـذا الرجـل العلماني الذي نحترمه جميعاً فكـثير من النوايا الحســنة ضاعت في غياهـب المناقشـات البيزنطية والشكــوك وغيـبت في مقـابر الأفكـار الجمـاعية.. بل أدعـو صـادقاً جـميع الشـخصيات والفئات والأحـزاب والحـركات الـوطنية والتقدمـية الى تبني شـعاراتها والتخلص من الإنفصام الآيديولوجـي والتوفـيق مابين وسـائلها غـير المـعلنة وبين أهـدافها المـعلنة من أجل إنجاح هذه المبادرة   الوطنية الجـريئة والكريمة وا لفرصة التأريخية الثمينة.. وأن لا تحـاول وأدها بغية إحيائها ..و إفشالها تحت   شعار إنجاحها .. و خوائها و تفريغ محتواها بهدف تعميقها.. وليحفظكم الله جميعاً أيها العراقيون ..   

215
أدب / رد: انا والبحر
« في: 18:45 13/10/2005  »
أنا أعرف البحر منذ طفولتي..ولا أعرف سارينا
ولكنني بعد قراءة الإضمامة العذبة :أنا والبحر..تعرفت على سارينا الشاعرة الطيبة والمرهفة
 وتعرفت على البحر من جديد..إنه بحر آخر ..لايملك من صفات البحار الأُخرى سوى اللون
 أما أعماقه فهي بعمق الأسرار وليس لها قرار
 وأمواجه تتقلب مابين الأسفار والإستقرار..وتخفي بين طياتها : الإعصار..
  يا سارينا ليس البحر بأوسع من عينين زرقاوين مفعمتين بالود والمحبة..
  ..ليحفظك الله..
                                                                            رحيم العراقي
                                                                        معد برامج بتلفزيون دبي
                                                               عاشق عينكاوة المدينة والتاريخ والموقع دبي                                         

216
تنتشر المقالات الرخيصة والتحليلات السياسية المجانية في العشرات من القنوات الفضائية والمجلات والصحف العربية متباكيةً علينا نحن العراقيين بعد أن خسرنا صدام وفقدنا نظامه البوليسي القمعي و فارقنا أيام بل سنوات الذل والمهانة والتغييب والتهميش والرعب والإستبداد الذي لا يعرفه سوى من عاش بين لُظاه..ويستغل هؤلاء الواهمون كل حادث وحديث في سبيل بث سمومهم المؤطرة بالحرص على شعب العراق والتباكي على أطلاله القومية.. ويلتقي هذا المسار مع مجرى أو مجاري الأعلام العراقي النسب والذي يطل برأسه من بين دفتي حقيبة المال العراقي المسروق والمغسول في: البغدادية والشرقية وما يتبعها من صحف وهتافين..بل أنها تعتذر الى الأُخوة الإرهابيين كونها تبث الإعلانات العراقية التي تدعو الى الوحدة والتآزر..فتقول لهم : إنه مجرد إعلان مدفوع الثمن نحن نضطر الى بثه لحاجتنا الى المزيد من المال..أخوتنا العرب يطالبوننا بمقاومة الإحتلال الذي مر من بين موانئهم وأجوائهم وحدودهم البرية الى العراق دون أن يجرؤ حكامهم على مجرد الشجب والتنديد الذي برعوا فيه منذ بداية القضية الفلسطينية ذلك أنهم لم يتوقعوا بأنه سيطال عروشهم المعتقة ..فالتغيير آتٍ لاريب فيه..والمواطن العربي بدأ يستفيق من التخدير السلطوي ويسخر من الشعارات الرنانة وقد نفذ كنزه الذي ظن الرؤساء أنه لا يفنى ألا وهو القناعة..عذراً أيها الأشقاء العرب..لن نقاوم أمريكا وستخرج من أرضنا حالما ترى ونرى ذلك مناسباً .. لو أن النبي يوسف عليه السلام قد رفض العبودية و الخروج من البئر الذي ألقاه فيه صدام وإخوته العرب ..لمات في البئر..ولكنه أمسك بالحبل الأميركي وخرج من البئر وتحمل الكثير من المعاناة  ليحقق أخيراً أهدافه..وهكذا نحن ..نحن الذين لايفهمنا سوانا ..نحن الذين لم نعش في وطن ..بل في قطار مختطف لخمسة وثلاثين عاماً..كان كل منا يحتضن عائلته مرتجفاً..والخاطفون يدورون حولنا بأعتى الأسلحة وطرق التخويف والتهديد..ولا يتورعون عن القتل دون سبب بأمر رئيس عصابتهم ومباركة الصمت القومي.. لهذا كنا نهتف بحياة صدام وننشد الأغاني ونقتل أنفسنا في حروبه لأنها أرحم من الموت بسلامٍ بين يديه..والقليل من حالفهم الحظ وغادروا الوطن_القطار المختطف..أو ماتوا في طريقهم الى الحرية..
آن الأوان لنتجرد ونتعلم لغة العهد العراقي الجديد الواضحة والشفيفة والصادقة والشجاعة ..وإلا فسنكون حال الثورات التي يخطط لها الدهاة والمفكرون وينفذها الشجعان والمغامرون..و..يكسبها الجبناء..ولكن  ..هذا محال أن يحدث ثانية .. لقد ذقنا طعم الديمقراطية..و لن نفرط بحريتنا وبإنسانيتنا المستعادة بعد الغياب والتغييب..لن نضعف أمام زرقاوي أو صفراوي..لن نعود الى التذلل والتوسل..لا نريد عطفكم أيها الأشقاء فأنتم من يستحق العطف..وكلنا يهزأ بـ (تصريحاتكم ) و (تحليلاتكم ) مدفوعة الثمن وكانكم تبوأتم  عروش ذلنا القديم ..sوآن لنا أن نقول بصدق: هيهات منا الذلة..
                                                                                                    










                                                                                                                  رحيم العراقي    

217
أدب / رد: إحساس
« في: 13:11 13/10/2005  »
العزيزان أبو ماريو و ناقد
شكراً لمشاعرك ولرد فعلك العذب إزاء القصيدة . .ولنواصل الكتابة للآخرين ولوحشة قلوبنا..و _ليحفظنا الرب جميعاً _ وما أعظمه من دعاء ..
                                                                                                       رحيم العراقي
                                                                                                 شاعر وكاتب مسرحي
                                                                                             ومعدبرامج بتلفزيون سما دبي

218
أدب / ورده وكرستال
« في: 18:51 12/10/2005  »
إنتي حال و آني حال        وحبنا في حكم المحال
أنا جيت أهديج ورده           شفت بيتج كـرستال
إستحيت ودرت وجهي       رحت..صحتيني :تعال
أنا وين وإنتي وين              ماكو بيها أي مجال..
إنتي مثل الشمس تزهي   وآني عايش بالظلال
ألتقي ويه اصدقائي           بغرفه أضيق من سؤال
المحبه شمس بيتي          والفقر دائي العُضال
ورغم إنتي حلم روحي        بس حلم صعب المنال
إنتي موبس وحده حلوه       إنتي دنيا وكرنفال..
..وبطريق الصدفه مره         بصدفه ما تخطر ببال
بعيني شفتج ويه غيري       ثري إلحد الإبتذال
إيده جانت على إيدج          وإبتسمتي وهو كال:
راح أزرع لـج جنائن               ترتوي بماء الزلال
والورد ما إله قيمه               بالذهب نملي السلال
وقبل ميكمل كلامه             وقبل ما أفهم إشكال
رحت لاتفكير عندي               ولادمع بالعين سال...
..الوردة ذبلت بين إديه         وموسم الآلام طال
وخايف أذبل ويه روحي         إبلا حبيبه ولا وصال
وخايف الأيام تمضي            وكفي قابض عالرمال
أنا جيت أهديج وردة            ورده يابنت الحلال
شفت موسمكم لآلئ          تعمي عين الإحتمال
وشفتج تروحين مني           وآني رايح بالخيال....

219
أدب / إحساس
« في: 18:10 12/10/2005  »
مره أحس العمر طاب       وعلى الريح و بالكتاب
                                 وعالرمل أرسم احباب
ومـره  لحـظـاته  حـزينه
ومره احس عمري سفينه   بين إعصار وسراب..
                         * * * * * *
مره احس العمر جامح
بالأحـباب  و بالملامـح
وأذكر وأنسى وأسامح      مثل ما أقرأ كتاب ..
                        * * * * * *
مره أحس العمر غابه
ليل و وجـوه  وكـآبه
كلها ياروحي تتشابه        مثل لحضات العذاب..
                      * * * * * *
ومره أحس العمر هان
وأشتري بخوفي أمان
وشفته بجفوف الزمان       هالعمر حفنة تراب..

220
أدب / غريب
« في: 12:34 11/10/2005  »
                                       
                     أنا عايش غريب         وماعندي صحاب
                                                 ولاحولي احباب
                      هلي أول ظنوني
                         يامن ضيعوني       مثل طير بضباب ..

                     ...أنا مـبتلـي بلـوه
                    وأشعرروحي حصوه
                     أريد أمشيلي خطوه    بس منين أجيب ..
 
                     ..يغيب الأمل ويصح
                    وقبل ما نامل إيشح
                     عندك شئ مفـرح    يا وطني الحبيب ..؟
                     عندك شئ مفرح      يا وطني الحبيب .
                                                                                          رحيم العراقي /دبي
                                                                                            11/10/2005

221
أدب / رد: بين الريح والمطر
« في: 13:12 10/10/2005  »
ما ان قرأت بين الريح والمطر للدكتورة الشاعرة نهلة الصالحي حتى بدأت دون وعي تام مني بالكتابة فوق وتحت وبين أبيات القصيدة..خاصة وأني وجدت في أغلب أبياتها المقدرة الشعرية الفائقة على التعبير والتمكن من السيطرة على الوزن فيما عدا بعض الأبيات التي جعلتني أستغرب كونها خارجة عن _ قانون الوزن _ .. ولما راجعت ما كتبته وجدت أني أضفت كلمة:( قد ) الى البيت الثالث بعد كلمة: ( بوجهك )..و :
                  مررت مبتسماً تمضي على عجلٍ    (( كغيمةِ الليل تعبر صفحة القمرَ  ))
                  رجعت والريح والأمطار بي عبثت      وحورتني (( ولم تُبقِِ سوى أثري   ))
 تحياتي للصالحي وعذراً للتصرف فإن الوجوه الجميلة تغري باللمس ..
                                                                                              أخوك
                                                                                        رحيم العراقي
                                                                             مسرحي ومعد برامج قناة سما دبي

222
 أجمل مافي القصيدة_ وهي أقرب الى الخاطرة_ أنها دونت تمردها وخروجها عن المألوف والساكن بلغة أليفة أشارت الى رقةٍ  تنساب تحت كهوف الرفض والغليان بعذوبة وشاعرية..
                                                                                             
                                                                                                    رحيم العراقي
                                                                                          كاتب مسرحي ومعد برامج
                                                                                                تلفزيون سما دبي 

223
أدب / شعر
« في: 16:27 05/09/2005  »
امس سويت حفلة عيد ميلادي
    ونفخت النجمه والاهات علشباك مطبوعه
   وشريت العمر علحبل بلكت تنشف ادموعه
يعمري الماثبت عل كيك
            عمري بالرصيف أنفخ على شموعه 
   وسنين العمر بلماي جنها أغصان مكطوعه
جمعت إسنين عمري ورحت للحطاب
         لكيت احلامي..حتى أحلامي مبيوعه

صفحات: [1]