ankawa

المنتدى الثقافي => زاوية الشعر الشعبي => الموضوع حرر بواسطة: عماد كاظم عبدالله في 18:35 15/06/2013

العنوان: قصة قصيرة بوسني ....قبلني...............على طريق الكوت
أرسل بواسطة: عماد كاظم عبدالله في 18:35 15/06/2013
قصة قصيرة
بوسني ....قبلني...............على طريق الكوت

عماد كاظم عبدالله

ترجل من سيارة الأجرة ,نظر إلى جانبي الطريق السريع وعبر مسرعا نحو قريته الهادئة..اليوم هو الخميس موعد إجازته الأسبوعية ..لا توجد برامج تحتاج إلى تصحيح لغوي خلال أيام الخميس والجمعة لذلك هو يقطع حقول السنابل الممتدة وهو يحلم بالنوم ..من الغريب أن يكون النوم أمنية..هكذا راح يحدث نفسه وهو ينظر إلى أحد بيوت الطين الموجودة وسط الحقل ملتفتا ليعرف مصدر السعال الذي يسمعه قبل أن تفاجئه إحدى الفتيات القرويات وهي تقطع الطريق عليه وتسحبه من يده بين شجيرات كثيفة ...أربكته المفاجأة فراح يعيد ترتيب نظارته ,جمع كلماته قائلا
-هل أنت من البنات أومن الجنيات؟
كانت الفتاة حشاشة من طراز فريد لكثرة عملها في الحشائش فردت عليه بتهكم بلهجتها القروية التي تمط الكلام مطاً
-آنه من السعلوات
-لا تقولي سعلوات قولي سعالي ..سعالي
فردت عليه الفتاة بأبيات من شعر الأبوذية
-أريدك تحس بيه من سعالي
وأحب جدمك يغالي مِن سعى لي
تكَلي شلون انتي من سعالي
وأنا بنية وأريدك تحس بيه

فاجأته الفتاة فقال لها :
-أنا لا أتكلم اللغة العامية...ماذا تريدين مني؟
بدأت الفتاة تحدثه عن مشاعرها نحوه وكيف أنها تنتظر مروره الأسبوعي مساء كل خميس بسرواله البني وقميصه الأزرق!
ثم بدأت الفتاة بالاقتراب منه أكثر فأكثر فيما صرخ في وجهها
-أنا متعب من العمل دعيني أذهب إلى البيت كي أنام
-شنو انت شتشتغل؟...قالت الفتاة,وقد التصقت به فيما تسمر هو مستندا بظهره الى جذع شجرة
-شتشتغل..؟..قولي ماذا تعمل
بدأ صبر الفتاة ينفد
-فضها...ماذا تعمل؟
مدّ رقبته بزهو شديد
-أنا مصحح لغوي
أجابته الفتاة بتهكم
-يعني انت تعدل الحجاية العوجة...ولك انت معدل
حاول أن يدفعها بيديه بعد أن بدأت الفتاة باحتضانه وهي تهمس
-بوسني....بوسني
-لا تقولي بوسني ...قولي قبلني..قبلني ..لن أفعل حتى تقولي قبلني ...قبلني..فأنا لا أنفذ الأوامر إلا إذا كانت باللغة العربية الفصحى
-يلله يمعود ...قبلني...قبلني
ارتسمت ابتسامة عريضة على وجهه طلب من الفتاة أن تغمض عينيها ..أغمضت الفتاة عينيها ..أخرج قلمه الأحمر من جيبه أسند الفتاة إلى جذع الشجرة وقال لها قولي بلهفة...قبلني ..قبلني
-قبلني قبلني..قبلني قبلني
-أعيدي الجملة مرة أخرى
-قبلني ,قبلني.....قبلني ..قبلني
رفع القلم ليكتب على شفتيها.. صُحِحَتْ من قبلي ,,ووقع فوق الجملة بعد أن كتب اسمه

عاد إلى عمله في بغداد ..بينما يتحدث الناس عن فتاة مجنونة تخرج كل مساء من الحقول حتى تصل الى الطريق السريع بين الكوت وبغداد تمشي مسرعة وتقف فجأة لتصرخ :
-بوسني ...قبلني ...تم التصحيح
 بوسني... قبلني ...تم التصحيح