ankawa

الاخبار و الاحداث => أخبار شعبنا => الموضوع حرر بواسطة: عنكاوا دوت كوم في 18:32 08/08/2019

العنوان: فنانون ومثقفون لبنانيون يتضامنون مع "مشروع ليلى" بحفل فني تحت شعار "صوت الموسيقى أعلى"
أرسل بواسطة: عنكاوا دوت كوم في 18:32 08/08/2019
فنانون ومثقفون لبنانيون يتضامنون مع "مشروع ليلى" بحفل فني تحت شعار "صوت الموسيقى أعلى"



عنكاوا دوت كوم/ أردو بوینت نتورك‎‎‎ ۔ / سبوتنيك
 أعلن فنانون ومثقفون وأكاديميون لبنانيون، اليوم الأربعاء، عن "تنظيم حفلة مجاني بعد غد الجمعة رداً على منع حفلة لفرقة "مشروع ليلى" الموسيقية، و"دعماً لحرية التعبير"، معتبرين أنّ "منع الموسيقى اليوم يعني منع الكلام والرأي غداً".

وتم إطلاق الدعوة للحفل المجاني التضامني، خلال مؤتمر صحافي عقد في أحد مسارح شارع الحمراء في بيروت، قال فيه المشاركون إنّ "القمع ليس مشروعاً، ولأننا ما زلنا صامدين، شاركونا في حفلة موسيقية مجانية ليلة التاسع من آب، في نفس تاريخ وتوقيت حفلة مشروع ليلى الملغى، ستشارك فيه مجموعة من الفنانين والفنانات تضامنا مع مشروع ليلى وضد القمع"​​​.

وأضاف بيان الدعوة إن مدينة جبيل "كانت على موعد مع حفل غنائي لفرقة مشروع ليلى، ولكن المناسبة ألغيت من لجنة مهرجانات بيبلوس بعد حملة همجيّة منظّمة استهدفت الفرقة وهدّدت سلامة جمهور الحفلة"، مشيراً إلى أنه "في وقت تهجّم البعض على مشروع ليلى تحت حجج مذهبيّة، لم توفر الدولة الحماية اللازمة للناس وتجاهلت التهديدات، وحوّلت الضحيّة، فرقة مشروع ليلى، إلى متّهم خاضع للتحقيق".

وقالت رانية برغوت، صاحبة مسرح "ذا بالاس" حيث سيتم إحياء الحف، "إننا ندعم كل حركة وكل انسان فكره حر وانتماؤه حر... ولذلك قررنا بعد منع أكثر من فرقة موسيقية، فتح المسرح لفنانين لأن صوت الموسيقى أعلى".

وتابع "هذه حلقة من مسلسل طويل من التعدّي على الحريات العامّة والفرديّة، ومن حملات تشويه السمعة التي يتعرض لها أيّ معارض لهذه المنظومة السياسية، سواء على خلفيّة معتقداته وآرائه، أو ميوله وهويّاته الجنسيّة، وهي ظاهرة يشهدها لبنان بشكل متكرّر ومقلق، بما يهدّد أبسط الحقوق المدنيّة والإنسانيّة، خاصة في ظلّ تخلّي الدولة ومؤسساتها عن مسؤوليّتها بحماية الفنّ والثقافة والحفاظ على أمن وسلامة كل سكانها".

وكان من المتوقع أن تحيي فرقة "مشروع ليلى" أمسية في مدينة جبيل يوم 9 آب/أغسطس، إلا أن حملة تعرّضت لها من قبل الكنيسة الكاثوليكية وناشطين مسيحيين أدت إلى إلغاء الحفل.

وبدأت الحملة عبر مواقع التواصل الاجتماعي عيد أعاد ناشطون مسيحيون نشر مجموعة وضعها حامد سنّو، المغني الأساسي في فرقة "مشروع ليلى"، وتعود إلى العام 2015، وتُظهر إحداها أيقونة للمسيح ومريم العذراء جرى استبدال وجهها بوجه مغنية البوب مادونا.

كذلك، ندّد المحتجون على وسائل التواصل بأغنيتَي "جن" و"أصنام" في الألبوم الذي أصدرته "مشروع ليلى" في العام 2015، معتبرين أنها تتضمن إهانات للدين المسيحي بسبب الإشارة إلى الصلب والثالوث الأقدس.

وردّت الفرقة اللبنانية، التي قدّمت عروضاً في مدن كبرى في جميع أنحاء العالم، في بيان على هذه الاتهامات، معتبرة أنها تتعرض لحملة تشهير في لبنان بهدف النيل من حرية التعبير.

وأوضحت أن "كل الهجوم علينا بنشر صورة للفنانة مادونا، قيل أن الفرقة كلها مسؤولة عن فبركتها. وهذه الصورة لم تفبركها الفرقة ولم تنشرها أبدا على أي من صفحاتها. جلّ ما حصل هو أن أحد أعضائها نشر على صفحته في عام 2015 مقالاً كتبه الكاتب سكوت لونغ يحتوي على هذه الصورة، وهو مقال تناول تحويل الثقافة الشعبية لبعض الناس إلى أيقونات ثقافية، قبلما يعود ويحذفها عن صفحته في العام 2016"، مشددة على أن "كل ما عدا ذلك من صور نُسبت إلى الفرقة أو إلى أي من أعضائها هي صور مفبركة وملفقة وغير صحيحة".

وأضافت أنه "في ما يخص كل التحوير والتفسير الخاطئ لبعض العبارات الواردة في أغنتين للفرقة من أصل 50، يهمّنا التوضيح بأن هاتين الأغنيتين تم تأديتهما في لبنان منذ 2015 ولم يعترض عليهما أحد منذ ذلك، ونكتفي هنا بالقول والتذكير أن المعاني التي يحملها العمل الفني غالبا ما تختلف عن المعاني اللغوية المباشرة، وبخاصة إذا نزعت من سياقها، وهذا هو سبب كل هذا اللغط".

ولم تتوقف حملات التنديد عند مستوى مواقع التواصل الاجتماعي، حيث هدد ناشطون بالتظاهر التظاهر في مدينة جبيل يوم الأمسية، ومنها بالقوة، فيما طالبت المؤسسات الدينية السلطات بمنع الحفل.

واعتبرت اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام أنّ "الحرية قد تحوّلت في نظر البعض إلى فعل أي شيء وقول أي شيء، من دون النظر إلى القيم الإنسانيّة الّتي يُبنى عليها المجتمع"، مؤكدة أنّ "الحرية ليست بالتفلّت من مسؤوليّة احترام الآخر واحترام الأديان، وهي ملزمة بعدم المسّ بالشعائر الدينيّة لأنّ في ذلك خطراً على المجتمعات وتهديداً للسلم الأهلي".

وكذلك أصدرت مطرانية جبيل المارونية بياناً رسمياً وصفت فيه أهداف الفرقة بأنها "تتعرّض للمقدّسات المسيحية"، مشددة على أن "جبيل مدينة التعايش والثقافة لا يليق بها استقبال حفلات مماثلة على أرضها، وخصوصا أنّها تتعارض بشكل مباشر مع الإيمان المسيحي والخلقيات الدينية والإنسانية".

وبناء على ذلك، أعلنت "لجنة مهرجانات بيبلوس الدولية"، الأسبوع الماضي، أنّها اضطرت لإلغاء حفل فرقة "مشروع ليلى" وذلك "منعا لإراقة الدماء".

وأوضحت لجنة المهرجانات أنه "في خطوة غير مسبوقة ونتيجة التطورات المتتالية، أجبرت اللجنة على ايقاف حفلة مشروع ليلى منعاً لإراقة الدماء وحفاظاً على الامن والاستقرار"، مبدية "أسفها" لما حصل، واعتذارها من الجمهور.

وانتقدت منظمة العفو الدولية السلطات اللبنانية لعدم توفير الحماية للفرقة الموسيقية، فيما دعت جماعات حقوقية لتحرك قانوني ضد "التحريض على الكراهية" في لبنان.

الجدير بالذكر أن الرقابة على الأعمال الفنية في لبنان هي من صلاحية جهاز الأمن العام، ولكنّ في القضايا الدينية غالباً ما تؤخذ وجهة نظر المؤسسات الدينية المعنية.

وفي وقت لاحق، أعلنت فرقة هولندية إلغاء حفل مدرج ضمن برنامج مهرجانات بيبلوس تضامناً مع إلغاء حفل "مشروع ليلى".

وقالت فرقة "ويذن تيمبتيشن" الهولندية، في بيان عبر صفحتها على "فيسبوك"، إنه "بصرف النظر عن حقيقة أن السلطات اللبنانية في هذه اللحظة غير قادرة على توفير الأمان للفنانين ليعملوا بسلام فقد قررنا إلغاء حفلنا في جبيل تضامنا مع مشروع ليلى ودعما للتسامح وحرية الكلام والتعبير".

وأكدت لجنة مهرجانات بيبلوس أنها أُبلغت بإلغاء الحفل وأبدت أسفها لهذا القرار.

وفرقة "ويذن تيمبتيشن" هي فرقة ميتال هولندية تأسست عام 1996 على يد عازف الغيتار الهولندي روبرت ويسترهولت والمغنية الهولندية شارون دين آدل التي تعتبر المؤدية الرئيسية في الفرقة بوصفها أيضا مؤلفة كلمات الأغنيات.

مشروع ليلى هي فرقة موسيقى روك بديل لبنانية مكونة من خمسة أعضاء. الفرقة تشكلت في بيروت، لبنان عام 2008 أثناء ورشة عمل موسيقية في الجامعة الأميركية في بيروت. أصدرت الفرقة ثلاثة ألبومات استوديو حتى الآن.

وعلى مدى العقد الماضي أثارت أغاني، التي يجاهر أحد أعضائها بمثليته الجنسية، جدلا في العالم العربي، ولا سيما في لبنان والأردن ومصر، من خلال كلمات تتناول الاضطهاد والطبقية والطائفية ورهاب المثلية والمساواة بين الجنسين.