62
مرحباً أصدقائي في المنتدى هذه القصة اللطيفة هي محاولة كتبنها صديقة لي أسمها "نغم" أنقلها لكم و أطلب منكم الأطلاع و التشجيع للمحاولات الأولى لهذه الصديقة الشابة و الموهوبة في مجال جميل جداً ألا وهو مجال قصة الأطفال...
صديقكم: عمــــــــار كنــــــــو.
* الطفل الصغير *
كان هنالك بلدة صغيرة وبعيدة, كان أهل هذه بلدة لا يعرفون من هو المسيح, لكنهم كانوا أناس طيبين وودودين. في يوم من الأيام انتقلت عائلة مكونة من أب وأم وطفلهما ثامر إلى هذه البلدة، لقد كانت هذه العائلة مؤمنة بوجود المسيح وبقيامته ولكن عندما عرفت هذه العائلة أن أهالي البلدة لا يعرفون من هو المسيح قرّر الأب هو وزوجته أن يخفيا معرفتهما بالمسيح وقاما بتحذير ولدهما من قول أي شيء عن المسيح المخلص خوفاً من أن يقوم سكان البلدة بطردهم منها. ومرت الأيام وأدخل الوالدان ابنهما في مدرسةِ البلدة وكان كلما سأل أهالي القرية الأب أو ألام عن المكان الذي أتوا منه كانوا يخفون ذلك ويقولون أنهم أتوا من بلاد بعيدة جداً.. جداً، فكان الأهالي يتركونهم ويذهبون راضين بإجابتهم، وسارت الأيام والعائلة تعيش في البلدة وهي تخفي معرفتها بقصة يسوع المسيح.
في أحد الأيام وعندما كان ثامر في مدرسته حصلت مشكلة في وقت فرصة الغذاء، فبينما كان أصدقاءه يلعبون، قام أحد الأولاد بدفع صديقه إلى خارج المدرسة فوقع وانكسرت يده، فخاف أصدقاءه وهربوا لأنهم يعلمون أن كل من يخرج من المدرسة في خلال الدوام يعاقب عقابا شديدا ولكنه بالرغم من علمه بذلك ذهب وساعد صديقه على الوقوف، فعندما أتى الأساتذة ليروا ما حدث فوجئوا بثامر يساعد صديقه وهو ليس خائفا من العقاب الذي سيحل به وقرروا عدم معاقبتهِ لأنهم أعجبوا بشجاعته، وقام المدير بسؤاله عن الذي علمه هذا فقال: يسوع علمني, فاستغربوا من جوابه وتسألوا في ما بينهم عن ماذا يتحدث هذا الصغير، فقاموا بسؤال الصبي عن قوله فأجاب انه ربي والهي الذي ولد وتألم وصلبَ ومات لأجلنا فغضبوا وقالوا له لا اله لك سوى إلهنا، فخاف كثيرا من نظراتهم وركض بكل قوته إلى بيته، فعندما دخل كان مرتعبا من الخوف فسألته أمه عن الذي جرى له فقال انه أخبر الأساتذة عن يسوع، فارتعب الأب وألام وجلسا يفكران بالذي سيقولانه لأهالي البلدة.
بعد الغذاء سمعت العائلة طرقا على الباب، فقام أبو ثامر وفتح الباب وتظاهر انه لا يعرف شيئاً وأنكر إنكاراً شديداً بمعرفتهم شخصاً بهذا الاسم وأن ثامر اخبرهم قصة ملفقة. فحزن ثامر عندما سمع والديه يتكلمان بهذه الطريقة ونكرانهم للمسيح, في اليوم التالي المصادف يوم الأحد قام مدرس المدرسة بتعليم الأطفال لعبة اسماها لعبة شيء لا تستطيع الاستغناء عنه، فطلب من كل واحد أن يقف في مكان المدرس ويخبر الآخرين عن الشيء الذي لا يستطيعون الاستغناء عنه، فقام كل واحد بدوره، فمنهم من قال أبي وأمي والبعض قال اللعب والأخر قال الملابس, ثم جاء دور ثامر, كان خائفاً من أن يقول ما في باله ولكنه استجمع قواه وذهب إلى مكان وقوف الأستاذ ووقف بكل اعتدال وقال بكل شجاعة وأيمان انه لا يستطيع الاستغناء عن المسيح، فذهلوا أصدقاءه وقام الأستاذ بتوبيخه وأمره بان يقول شيء أخر، ولكنه عاد وقال يسوع المسيح فغضب المدرس و أرسله إلى منزله واخبر أهالي البلدة جميعاً فذهب عنهم مأمور البلدة إلى بيت أبو ثامر ولكنه عندما وصل لم يكن أهل ثامر في المنزل فتحدث إلى ثامر وقال له لماذا تحب هذا الرجل الذي تتحدث عنه دائما وأنت تعلم انك تُغضب أهل القرية, هل الرجل قريبك,أجابه ثامر بان هذا الرجل ليس فقط قريباً له، بل انه أباه وأخاه وصديقه وكل شيء بالنسبة له وبالنسبة لأهله أيضا فقاطعه المأمور مفاجئاً وقام بسؤاله متعجباً: ولكن اهلك أنكروا انهم يعرفون هذا الرجل وقالوا انك تحكي قصصا من خيالك! فأجاب ثامر أن أهله خافوا عندما عَرفوا أنكم لا تعرفون من هو يسوع وخصَوصاً أننا هاربين من بلدةِ صَغيرة تقع على النهر وبسبب ديانتنا قاموا بإخراجنا بالقوة من البلدة، وعندما رأينا قريتكم قال أَبي "لعل هذه البلدة تؤمن بالمسيح"، ولكننا رأينا عكس ذلك فقرّر والدي أن لا نقول بماذا نؤمن، ولكني لم اعد احتمل هذا الوضع بعد الآن، لذا إذا أَردت أنت وأهالي القرية أن تطردنا، أرجوك أن تطردني أنا وحدي وان تبقي أهلي هنا. فعندما سمع المأمور هذا الكلام الشجاع من ثامر عن قصة المسيح وكيف انه أتى إلى هذا العالم وتألم ومات لأجلنا اعجب المأمور بقصته، وفي هذه الأثناء كان والد ثامر يفتح باب المنزل فسمع صوت المأمور يتحدث معه فدخل مسرعا وهو خائف من أن ابنه تكلم عن يسوع أمامه فأخذ يسال المأمور إذا ما ثامر اخبره شيء فأجاب انه اخبره كل شيء عن المسيح، ففكر الرجل (الآن يجب علينا أن نحزم حقائبنا ونرحل قبل أن يقوموا بطردنا من هنا) ولكنه فوجئ عندما اخبره المأمور انه سيوافق على بقائهم في البلدة، ففرحت العائلة كثيراً وشكروا المأمور على قراره فقال لهم بشرط واحد, فقالوا ما هو هذا الشرط؟ فرد عليهم قائلا، أن عليهم تعليم جميع من في البلدة بما فيهم هو عن المسيح. وهكذا عاشت عائلة ثامر بسعادة تامة في هذه البلدة وهم يعلّمون أهلها عن يسوع المسيح.
*الخلاصة*
تعلمنا هذه القصة أن لا نخاف أبدا من قول أننا مسيحيين في أي وقت وزمان ومكان وأمام أي إنسان كان...
شكراً
نغم بهاء
كاتبة القصة