عرض المشاركات

هنا يمكنك مشاهدة جميع المشاركات التى كتبها هذا العضو . لاحظ انه يمكنك فقط مشاهدة المشاركات التى كتبها فى الاقسام التى يسمح لك بدخولها فقط .


مواضيع - سعيد الياس شابو

صفحات: [1]
1
مذكرات بيشمركة / 107
الحدث الساخن ..
سعيد الياس شابو / كامران
2020.08.30
كثيرة هي الأحداث الساخنة في تلك السنوات والحقبات  الزمنية للأنصار والبيشمركة على الساحة الكوردستانية العراقية  منذ أندلاع ثورة أيلول من عام 1961 ، وما تلاها من الحركات المتعاقبة المفعمة بالتراجيديا والتقلبات المناخية العسكرية والجيوبوليتكية متأثرة بالمستجدات والأحداث الساخنة التناحرية والمشكلة عقبات أمام التطور العسكري والسياسي لأحزاب الساحة ( الثورية ) !.
وتواصلت مفرزتنا بالمسير من مقر قاطع بهدينان ( الزاب ) وبعد الساعات المتعبة .. بلغت مفرزتنا قاطع أربيل في ( قرية كافية ) ، ونحن أثبتنا دوما للعالم بأن الأرض كروية وبقناعة لا نظير لها .
وبعد راحة يوم  .. ونحن في أواخر ديسيمبر/ كانون الأول 1985  ، والثلوج تكسو الأرض والجبال ونتحمل المزيد منها .. وإذ بالرفيق النصير أبو دلشاد محملنا والرفيق النصير دكتور سعيد ، رسالة .. وأن تصل الى الأخوة الرفاق في حزب ( حزب زحمتكيشان / حزب كادحي كوردستان ) والمنشقين عن الحزب الأشتراكي الكوردستاني / سوسياليست ، على أثر خلافاتهما بأستشهاد القيادي والكادر العسكري قادر مصطفى قبل أشهر .
وعلى أن تصل الرسالة على الفور الى جماعة أو حزب زحمتكيشان وسكرتيره الأخ قادر عزيز ورفاقه ، في مقر ( توبا ) والذي يبتعد عن مقر كافية حوالي ( 45 ) دقيقة تصاعدية !! دون  الخوض بالتفاصيل من قبلنا ولا من قبل أبو دلشاد .. عن ماهية الرسالة وفحواها  ..!!
أسرعنا للوصول الى مقر قادر عزيز ورفاقه .. والطريق الى ذلك المقر يتطلب الحديث المتنوع لكي تنسى نفسك .. وما وصولنا الى المقر للحظات قليلة .. وإذ  بالمقر .. أي مقر ( توبا ) مطوق من جميع الأتجاهات والجهات .. الوديانية والجبلية  .. كلما لقى بصرك ورأيت من الجهات الأربعة وقمم الجبال إلا الأخوة الرفاق  بيشمركة الحزب الديمقراطي الكوردستاني/ البارتي ،  بقيادة الأخوة ( رضا وشمال ) وبيشمركتهم القرويين لمنطقة زيبار ، محوطين و مطوقين المقر .. وداخلين على مقر الكادحين .. ليجردوهم من السلاح ويقتادونهم الى قرية كافية .. وفي الطريق وبعد مسير عشرات من الأمتار الدكتور سعيد  وكاتب السطور .. سلاحنا على كتفنا  أو كتوفنا  وأكتافنا !!!!.. وبيشمركة زحمتكيشان  الكل مجردة من السلاح .. أصروا بيشمركة حدك لتجريدنا من السلاح .. غير عارفين نحن من ؟! أوضحنا لهم نحن شيوعيين ... وهم ناظرين إلينا  بعيون غابرة غير مصدقين بما نقوله .. وشاهرين بنادقهم نحونا .. سلمونا أسلحتكم ..! ونحن غير صاغين اليهم ... وهم مصرين على تجريدنا من السلاح .. وصارخا  بوجوههم  .. كاتب السطور .. ألم تستحون من فعلتكم المشينة هذه .. هؤلاء بيشمركة كوردستان حالهم حالكم وهذه فعلتكم مشينة ومخزية .. مجاوبين .. عندنا أوامر من القيادة بذلك .. والذنب ليس ذنبنا !! ومصرين على  أن يجردوننا من السلاح .. فسلمنا أسلحتنا مع الدكتور .. وضاحكين .. وما هي إلا عشرات من الأمتار الأخرى .. وبعد أن تحدثوا مع مسؤوليهم ومرؤسيهم .. ومعتذرين منا .. ومسلمين أيانا بنادقنا .. ونحن مصرين من أن نتضامن مع زحمتكيشان في محنتهم .. لا نريد بنادقنا !! وهم مترجين أكثر من مرة أخطئنا بحقكم لكوننا لم نعرفكم جيدا ، أستلمنا بنادقنا .. هم نحن ضاحكين على ما يحصل لرفاق الجبل ! ولو خرجت رصاصة طائشة  ما من فوهة بندقية ...؟! لحصلت مجزرة قل نظيرها في التأريخ الكوردستاني!! أو كانت مكملة لأحداث هكاري وبشت آشان !!.. وبعد تدخل الأحزاب تم عودتهم الى مقراتهم مع أسلحتهم ، وعادت المياه الى مجاريها الطبيعية دون أية مشاكل تذكر .
وعند بلوغ المقر توجهنا مع الدكتور سعيد لنعاتب ونغضب بشدة على فعلة أبو دلشاد بعدم أخبارنا بالواقع وعدم أختياره البيشمركة والأنصار الآخرين ليحملوا الرسالة الى مقر زحمتكيشان  وضاحكا أبو دلشاد شاحب اللون على فعلته والموقف !.
.... مام خضر روسي و حاجي جمال  .. وفي ذات يوم الرفيقان الطيبان مام خضر روسي وحاجي جمال .. يطلبان العون من إداري القاطع الرفيق النصير ( ملا حسن ) أبو آسؤ ، لمساعدة حزب الكادحين بمبلغ مالي ليتمكنوا من تسير أعمالهم التموينية والمعاشية .. وبالكاد أقر الرفيق ملا حسن بمبلغ قدره ( الفان دينار عراقية / 2000 ) لا غيرها ، ومن ثم عتاب الكادحين على المبلغ الضئيل والذي لايسد ولا يمد !! لأحتياجاتهم وضرورة المواصلة .
... الدكتور سعد ... ها هاورئ كامؤ جاهز للشلع قلع ؟! ، مبديا إستعداده كامؤ ... يلا يمعود دخلصنا من الآلام يا رفيق !! والعزيز سعد ..لعد  دخلي أعقم الكلابتين .. بس طرة البنج / المخدر ما عندي .. كامؤ مو مشكلة .. هي ظالة على المخدر !! ومشكورا الرفيق الدكتور .. بدأ بالأول وأنتهى بالثالث  دون (( أيي .. وآه )) لعادل الإمام الطيب !!! .
... والرفيق حاجي دهام الطيب  .. كان إداري الفصيل وهو خفر في ذلك اليوم .. مناشدا الرفيق ملا حسن .. رفيق ماذا نطبخ اليوم للرفاق .. ؟ مجاوبا ملا حسن ...((( هاورئ ساوار لئ نئ !! به س توخوا زؤر لئ مه نئ با خه سار نه بيت !! ))) !! ويفصد الرفيق ملا حسن .. أطبخ ( البرغل )!! بس لا تطبخ المزيد لكي لا يخسر!!! ويشيش حاجي دهام .. أي رفيق كله هو برغل ..  الحيوان لا يأكله ... وحاجي دهام متهسترا .. هيك مني ..  وهيك مني ..  واليوم الأسود اللي صرت بيه إداري ! والكل ضاحكة على الرد  المقصود من حاجي دهام .

وأستقبلنا العام الجديد وفي عشية الرأس السنة الميلادية ( 1985 – 1986 ) ، تبضعنا البعض من ( العلوشيشات / الدييكة الرومي / الفسيفسات عدد ثلاثة  ) القروية السمانة وبسعر مناسب لا يتجاوز سعر الواحد عن ثلاث دنانير عراقية أصلية وذبحها على الطريقة الشرعية ومن ثم سلخ جلدها دون المتاعب وفي مسكن الرفيق الرفيق أبو جنان وعائلته الكريمة وأطفاله الحلوين ميلاد وريزان .
ومن ثم لعب الورق ( الكونكان ) ومن الخاسر الأكبر .. أحتسينا وسقينا كؤوس العيد مع اللحم اللذيذ .. ومكانكم خالي ، وأخيرا خسر الرفيق العزيز النصير دكتور زكي المبلغ ، ونحن منتعشين وقهقات العيد تصل الى مسامع القرويين الطيبين في قرية كافية  .

... الرفيق أبو خالد الخياط .. وأنت من العشرة الأوائل !! ، أهتم الحزب وحسب الضروف والأوقات والمواقع والضرورة بتوفير البدلات الخاكية ( الكورتك والشروال ) للرفاق البيشمركة الأنصار ، وسبقت الخياطة العمل السراجة لصناعة ( الرخت ) لحمل المخازن أي مخازن الكلاشنكوف وخاصة في ناوزنك و توجلة !! ، والرفيق أبو خالد الخياط .. يعمل بصدق وبدون توقف وخياط من النوع الجيد ، وفي الوقت ذاته مزاجي تمام ....
ها رفيق أشوكت سراي .. رفيق أنت من العشرة الأوائل ! ولو خمسون نصير واقفين بالسرة .. فلا ضير بذلك .. فكلهم من العشرة الأوائل .. وتفاصيل أخرى تقدم وتؤخر موعد خياطة البدلة !.
رصاصة أغتيال .. بينما كنا نسير ذهابا وأيابا في ساحة المقر لقضاء الوقت .. وإذ نسمع رصاصة من بعيد والمحاولة هي محاولة أغتيال الرفيق أبو جنان والذي كان يسكن مع عائلته في مقدمة القرية وعلى بعد حوالي مئة متر من المقر ومن القرية .. والرصاصة ليست من إتجاه القرية .. أي من الطرف الآخر .. وبسرعة البرق هرعنا الى المكان .. بحيث أبو جنان حائرا من مصدر الرصاصة والتي كانت تطيح به وتسجل ضد مجهول .
... (( الحمار المثقف )) !
من الصعب تمشية الأمور في حياة القرويين دون تواجد الخيول والماشية والدواجن وما الى ذلك من الكائنات الحية .. كالحيايا والعقارب والفئران والقنافذ والضفادع وتلك البيبان القروية القديمة والتي في الكثير من الأحيان لا تطبق على الحيطان ، مما يدث شرخا بين الباب والحائط .. ويدخل من خلاله صاحب الحجم الملائم مع الشرخ ، وكانت الحية تتحرك في سقف مسكن الرفيقة النصيرة أم جنان والتي تحملت وأفراد العائلة مصاعب الحياة القاسية ولسنوات عدة الى جانب أبو جنان وأولادهما ، نبحث عن الحية وعندما تسمع الضجيج .. فتراها أخفت نفسها في السقف .. وهي تبحث عن أعشاش العصافير والحشرات .. وهكذا كانت الحية طليقة وغير مؤذية في البيت المؤجر في القرية .
وقصة الحمار المثقف الذي تعلم وعودوه من أن يتناول فضلات الأكل والخبز من المقر ومن طبخ المنزل .. وبعيدا عن التبن والحشيش المفقود أصلا !! وكانت العائلة تستخدمه لجلب الماء من الينبوع في أسفل القرية .. والساقي الطفل في السادسة والسابعة من عمره النصير الصغير ميلاد .
النصير الصغير ميلاد .. كنت في طريقي الى مقر القاطع الصاعد والعاصي والطريق المتعب .. وطرح الرفيق الصبي ميلاد من أنه يرغب مصاحبتي الى المقر .. بعد أستأذانه من والدته أم جنان .. ونحن في الخطوات الأوول في الصعود والذي يحتاج المرء من خمسون دفيقة تقريبا .. وكاتب السطور يسلم بندقيته الى الصبي ميلاد .. في الصعدة والحديث مع ميلاد .. ها .. كيف تجد البيشمركة ..؟! وميلاد .. لا صعبة ..!! هاي كيف تتحملون كل هل ثقل وعلى طول الخط ؟! وكاتب السطور لميلاد .. أحذر التقليد .. لا تصير مثل الوالدين ومثلنا !! وميلاد ضاحكا .
 




2
مذكرات بيشمركة / 106
الحراك الأنصاري البيشمركايتي ..
سعيد الياس شابو / كامران
2020.08.28
لم تكن حركة الأنصار البيشمركة للحزب الشيوعي العراقي وأحزاب الساحة خالية من الحركة المستمرة وذات توجهات ومفاهيم عديدة .. ونحن نقف عند أنصار حزبنا المتواجدين في حوالي خمسين مقر وقاعدة على نطاق كوردستان ... من قاطع السليمانية وكروك ومرورا بقاطع أربيل ودهوك ..  والبعض من المقرات التي شاهدتها .. (((((  ناوزنك ، توجلة ، نوكان ، وادي السجن بين ناوزنك وتوزلة ، كاني قرجال الصيفي ، ره زكة ،  دؤله كؤكا ،  كوستة 1 ،  كوستة 2 ليلكان ، روست ، سريشمة ، ورتئ ، ملكان ، شيخ وسان ، المقر القريب من بناو تحت جبل ( كؤرك ) ، قرناقة وبشت آشان ، بولئ ، ليوزة ، ، كاروخ الصيفي ( مكئ ) ، هه ورئ ، بركة ، بارزان ، ريزان ، آستئ ، شيوي شيخ ، كافية التحت وكافية الفوق ، توبا ،  مرانا ، الزاب للقاطع ، ليلكان ، موسلؤك العليا ، موسلؤك السفلى ، دجلة ، آرموش العليا ، آرموش السفلى ، ده راو العليا ، ده راو السفلى  ،  بيربنان ))))) . والمقرات التي لم تسعفني الذاكرة من    من ذكرها والتي لم أشاهدها  مثل بيتوش  ودشت أربيل ومقرات في بهدينان  ، وزد على ذلك المفارز المتجولة والفاعلة في العمق وفي مناطق ذات النفوذ السلطوي والأقتتال الداخلي للأحزاب آنذاك . والحرب العراقية الأيرانية التي وسعت الرقع والمساحات الحربية في كوردستان مما ضاقت الخناق أكثر على حركة الأنصار .. وهذا ما عكس تطور العمل الأنصاري .. بينما أثناء البدأ بالحرب بين الدولتين .. سحب النظام العراقي البعض من معسكراته ورباياه العديدة لزجها في الجبهات القتالية في الوسط والجنوب العراقي / العراقيين ، ونحن الأنصار نتحرك على الأبتعاد عن سوح الحرب ، متخذين أماكن شبه آمنة ( ونارهم تأكل حطبهم ) طالما لسنوات عدة وهو شعار الحزب .. وقف الحرب العراقية الأيرانية فورا ، والشروع الى طاولة المفاوضات !!
فإذن نحن لا نتحمل مسؤلية الحرب المدمرة ونتائجها وخساراتها .. طالما العالم مقسم الى ( الكتلتين ) الشرقي والغربي ، وثمة من يريد من الرقص على الأشلاء ويغني على ليلاه وأسواق أسلحته مفتوحة للتبضع مقابل صفقات سرية ( أيران كيت ) .. ونحن محترقين  ومكويين بشعار الوطنية والتقدمية وهو صلب إيماننا وديدننا  في الحياة .

ولنأتي الى حراكنا البيشمركايتي الأنصاري .. لم تكن حركة الأنصار في يوم من الأيام خاوية أو متذمرة أو متشائمة أو منهارة في أتعس الضروف بالرغم من تخرصات الوضع الدولي والسياسات الجوفاء والمتعجرفة للمجتمع الدولي أزاء ما جرى ويجري بين البلدين الجارين ونزيف الدم الرخيص لأولاد الخايبة .
ومفارزنا تصل الى مقر قيادة الحزب في ( بيربنان ) توزعت قواتنا على القاعات ..  ((ناطرين )) أنتهاء أجتماع اللجنة المركزية للحزب .. كانت الثلوج في منطقة المثلث ( الخواكوركي ) تقاس بالأمتار وليس

بالسنتيمترات العراقية الحدودية .. ثلوج كثيفة وطقس بارد لا يطاق !
ومن حسن الحظ .. الحطب وفير وحتى البعض القرويين هم جيران الحزب في المقر وهي قريتهم أصلا  وهم يعملون بأجور عند الحاجة لما ينقلونه من والى ، ومستفيدين من الحزب .
ونحن القادمون من  مسافات بعيدة منهمكين القوى وضيوف على البرنامج حالنا حال الرفاق القادمين من مناطق ومقرات أخرى الى مقراتنا .
... كاتب السطور ؟؟ ألم حاد في القلب كما حدث له  في ( مريوان ) البلدة الأيرانية قبل عام ونيف ، كاتب السطور .. آلام في الأسنان الثلاثة في وسط الفك السفلي .. وهي في دور الحراك أيضا !! تحرك غير ثابتة مؤذية في موقعها .. وعند تناول الطعام .. يكون الوضع على أسوئه ! لا طبيب للأسنان في الموقع !.
وكاتب السطور ذاهبا الى غرفة الطبابة .. والرفيق القيادي النصير الدكتور ( أبو يسار ) الطيب .. ها رفيق كاميران  .. خيرا .. أشبيك ..؟
كامؤ ... رفيقي أبو يسار ........ قلبي .. قلبي ( يوجعني ) يؤلمني !! منذ متى ..؟؟!! من يوم أمس البارحة .. واليوم أكثر .. وواضعا أبو يسار الطيب ..  عدته وسماعة الفحص للصدر .. سالم مسلح .. طيب .. أتمدد على الطريقة الأنصارية .. وخالعا البعض من الملابس الفوقية ( القمصلة والكورتك والقميص ) واضعا أبو يسار ( الوايرات ) التابعة لجهاز فحص وتخطيط القلب .. وتخرج الشخبطات صاعدة نازلة مسجلة على ورق ( السيرة الذاتية لقلب كامران ) !!
... الرفيق الدكتور مبتسما .. لا يا رفيقي لكاتب السطور .. قلبك قوي سالم و سليم .. أفضل من قلبي ب.....!!!!!. ، طيب والحل ؟!
وللمرة الثانية فحصني وتخطيط آخر للقلب .. وإذ بالجهاز يعطل عن العمل أمام قلب كامران القوي  !! .
أبو يسار .. هاي شنو رفيق هذا قلبك حديد .. ؟! أوقف الجهاز عن العمل ! .
طيب رفيقي العزيز .. أنتهينا من القلب الحديدي والسالم مسلح .. والأسنان المتحركة المتزعزعة بحاجة الى العلاج .. الى (( الشلع قلع )) ، وهي ثلاث خربانة ! وذهب الرفيق الدكتور أبو يسار ليستشير من هم في الهرم السلطوي ( للرفيق أبو عامل ) الطيب ، وعاد الطبيب معتذرا بعدم المجال السانح  للذهاب الى إيران الجارة بعدما طرحت الحل من قبلي  بالذهاب الى إيران .. أي بالذهاب الى رضائية وقلع الأسنان وتركيب البديل عنها لكي يتمكن المرء من أن ( يمضغ ) الطعام والحفاظ عن المعدة !! وبالمناسبة كانت السيارات على المقربة من المقر لو لا كثافة الثلوج المتراكمة والقوات والسيطرة الأيرانية تنصف الطريق ، وبالرغم من هذا كانت الوجبات تذهب وتعود لقضاء أمورها .
... دون جدوى ودخل على الخط .. الرفيق الدكتورالنصير  ( سعد ) أبو الخيرات من  أهل الشط .. مستعدا لقلعها بعد عودتنا من مهمتنا الى مقرات ( كافية ) وبالمتريال الموجود عنده ( الكلابتين ) !! وراضيا كاتب السطور بمقترح الدكتور سعد  ، ومتأملا كاتب السطور بالعودة الهنيئة وقلع الأسنان بدون مخدر ( البنج ) !! ، وعسى الخلاص من الحالة التعيسة .
وحينها تمعنت وتيقنت  وأستيقظت من سباتي  من أن ((( الماركسية اللينينية ))) أخطأت في مقولتها الشائعة والعظيمة ( الأنسان أثمن رأس مال )!.
... أنتهى الأجتماع وما هي أيام قلائل .. بحيث شدينا الرحال والعودة الى مقراتنا والطرق التي أكساها الثلج .. أكستها الثلوج .. عدنا والمفرزة أصبحت تزيد عددا .. بحيث البعض من الرفاق القياديين الجدد من ( العشرة المبشرة ) الرفاق أبو ( رنى ) ، ( أبو جنان ) والرفاق الأنصار الدكتور ( غفار رواندوزي ، أبو لقاء ) ورفاق آخرين ملتحقين بمفرزتنا .. أبو رنى / أبو رنا وأبو جنان القادمين من الخارج لحضور المؤتمر .. ممتطئين البغال .. ولا يجيدون التعامل مع البغال وكيفية لبس الزي الكوردي ولا تجميع الحطب لصناعة النار الجبلية وما الى ذلك من الحياة والمتطلبات الجبلية  حالهم حال الملتحقين الجدد .. محقين بذلك لكونهم رفاق جدد على الساحة الأنصارية .
كانت العودة وبعد اليوم الأول من المسير بطرق أخرى وبمناطق جبلية لم أراها منذ قبل .. ( روبارى شين ) النهر الأزرق ومياهه الزرقاء الهادئة .. أسم على مسمى .. ليس كالدون الهاديء !! وفي أحدى صعدات الجبل القوية والبغال تتوسط المفرزة المشتركة والرفيق عباس هندال إبن القائد النقابي الرفيق هندال  .. الرفيق الذي يحمل  رشاش العفاروف .. الرفيق الذي لا يحمل في قلبه الضغينة .. الرفيق الذي إذا أسمعته فشارا بذيئا !! فتستلم وتتلقى المزيد منها !! والصعدة التي لم تترك الغازات في البطون .. وبدأ البغل الذي يسير خلفه الرفيق النصير عباس  ، يطلق الغازات ومشكل أصوات غير مخفية .. أي أخرج ريحا من فتحة الشرج  مع صوت  ( الضرطات العديدة ) والرفيق عباس مكملا  الشريط ! واختلط الحابل بالنابل  ، وأنا خلف الرفيق عباس  ضاحكا .. والرفاق أستلموه .. ها عباس قول مو آني !! البغل بدأ بالتعب لكونه حامل حمل والمسير والصعدة الشاقة .. وعباس حاملا الرشاش العفاروف الثقيل مع سلسلة الرصاصات بدل الشواجير .. ( هه ى دايكت ده جيم له و هه ورازه )!! والمفروض والمقصود ( دايكت ده جيم هه وراز )! يعني عوض أن يقول ( هيك من أمك الصعدة ) وهو يقول أفعل مع أمك على الصعدة أي الجبل ! وهكذا الحراك الأنصاري خلط الغازات الأنصارية مع غازات البغال ولتشكل موضوع يشهد له التأريخ الأنصاري ومكملا عباس أحوات الكحبة على هاي هم حاسديني ؟! .
كانت المنطقة الجبلية العاصية والغريبة علينا .. كلفوني من أن أكون في مؤخرة المفرزة ك ( قفل ) المفرزة .. ونحن نسير وإذ بالرفيق النصير العزيز نشأت ( أبو لقاء ) وبخطوات بطيئة يسير ويدولغ مورثا سيكارته تلو الأخرى .. متطئطأ الراس صاغيا ألراديو وأغانيه المفضلة وهو قادم من دولة أشتراكية ليكمل مشوار الكفاح المسلح .. وأنتظر قدوم أبو لقاء .. ولأاكثر من مرة .. دون جدوى التبيهات بعواقب التأخير والخطرة من قبل قطاع الطرق والمخربين في المنطقة .. وأخيرا .. أبو لقاء .. دروحوا آني بعدين أجي .. آني قفل !!
... وتلك المناطق الجبلية والروافد والينابيع والأشجار المثمرة .. كلها تجدها في مناطق العشائر ( سندي ، كولي ، برواري ، ريكاني ، زيباري وتلك القرى الجميلة والناس الطيبين .. ، عبرنا نهر الأزرق ( الشين ، شين ) ، أرادوا الرفاق قسطا من الراحة وتناول وجبة غذاء سفري سريعة دون  الشاي .. ترجل الرفاق الخيالة .. ومفترشين الأرض جلوسا .. وممتدين أرجلهم من كثر الركوب على البغال ... ينتظرون من يبادر ويتطوع لتجميع الحطب وأشعال النار و كتلي شاي في هذا الموقع الرومانسي والبارد والطبيعة الخلابة والجذابة ... وموجهين نظراتهم الى كاتب السطور كالعادة .. وفي المفارز السابقة  ومبادراته السريعة .. يسرع في لملمة الحطب وإشعال النار بالسرعة الفائقة .. لكون كاتب السطور عاشق للنار والشعلة الزرادشتية ، إلا أن كاتب السطور لم يقتنع بالأشارات النظرية !!
شدينا الرحال والمسير الى منطقة برواري بالا ومكوث ليلة ثانية في الطريق ، وفي الصباح وبعد تناول الفطور القروي والخبز اللذيذ على التنور .. مما يزيدك طاقة وتواصل ويزيل المتاعب وفشار عباس !!.
.... وأخيرا بلغنا مقر القاطع بعد قطع مسافات ليست بالقليلة ( مقر الزاب ) لقاطع بهدينان ومقر الرفيق توما توماس ( أبو جوزيف ) الطيب ورفاقه ورفيقاته .
... الرفاق الصبيان .. نادية ،  سمسم ومشمش .. اللذان يدخلان القلب ويكسرانه ، مع الأطفال الآخرين .. لقى بصري على الطفلين وفي باحة المقر الواسعة .. ياترى ماذا يفعلون هنا .. حتى الدببة غير راضية بالموقع النائي ؟! تجولنا في القاعات ملتقين الرفاق الطيبين وفي الصباح شدينا الرحال لنكمل المشوار والطريق الى ربية الدوشكة والمسير لساعات عديدة أخرى غير آبهين من الثلوج الساقطة والمتساقطة في جبل ( كارا ) والمنطقة .

 

3
مذكرات بيشمركة / 105
القيادات المترهلة ..
سعيد الياس شابو / كامران
2020.08.26
الترهل الشخصي يختلف تماما  عن الترهل الشخصي السياسي، والترهل الشخصي السياسي يختلف عن الترهل الفكري التنظيمي والحزبي والعسكري  .. وما يلحقه وتلوحه من وصفات ومواصفات تنطبق على الشخص الواحد والمجموعة وقيادة الحزب ( برمتها ) ونحن أي حزبنا جزء من الواقع المفروض على الساحة العسكرية الأنصارية والساحة السياسية الخارجية والداخلية التنظيمية في الدولة البوليسية المخابراتية وأجهزتها المتنوعة وتسخير ثروات النفط الهائلة للنيل من حزب الشيوعيين العراقيين طيلة عقود ......!
وبعد أنتهاء المؤتمر الوطني الرابع للحزب الشيوعي العراقي .. أختلطت الفصائل لتودع بعضها بعضا بين الراضية والرافضة .. والخلاص من التجمع الكبير للرفاق والقصف المدفعي وحركة الطيران .. ألتقيت الرفيق أبو حكمت لأودعه والعودة الى المقرات التي تحولت من  منطقة بارزان البارزانية  والى مناطق ( كافية ) الزيبارية وحواليها .
أوقفني أبو حكمت جانبا  وشاكرني لما قمت به طيلة الأشهر الستة الماضية .. نريدك وقاصد بكاتب السطور .. نريدك  كآمر الفصيل .. سوف نشكل فصيل للجبهة الكوردستانية وموضحا .. من كل حزب ( 5 ) بيشمركة وسيكون النواة للتعاون القادم بين الأحزاب ويكون في مقر القيادة في ( بيربنان )!
وكاتب السطور  لأبي حكمت .. لست مقتنعا  بالفكرة و بالعمل هنا وأنا عائد الى رفاقي من حيث ما أتيت .. كامران باي .. أبو حكمت  باي !!
عودة مفرزة قاطع أربيل ..
عاد المؤتمرون الى حيث ما أتوا ..
.............................
في أواسط الشهر الحادي عشر / نوفمبر .. تشرين الثاني  من عام 1985 .. والمفرزة بقيادة الرفاق سعدون وملازم كارزان والرفاق القياديين ممتطئين البغال ( أبو سيروان ، أبو ربيع  ) والأنصار البيشمركة بقوة فصيل متنوع كحماية .
بحثت عن البغل الذي تركناه عندما أصاب الرفيق أبو حكمت  حال سقوطه من البغل وذهابنا للعلاج .. أصبح البغل يتحمل الواجبات الملقاة على عاتقه ليل نهار قبل وبعد أيام المؤتمر لنقل الخيم والتموين والكساء وما اليه من الأحتياجات الأخرى .. ومتحملا القصف المدفعي أثناء تنقلاته المرئية والغير مرئية  دون أن يهاب القصف !!.
و البغل شعر بغبن كبير للفترة التي تركته مجبورا  ولا إراديا .. وكأنه يشتكي عند لقائنا .. ومبديا صهيله  وحبه وإشتياقه لصاحبه الأول ، ولو تحدث لقال الكثير عن الوضعية برمتها !
... ودعنا الرفاق محملين البعض من البطانيات والوجبات الغذائية السريعة وسلكنا الطريق في السهل الجميل ( برازكر و دشت حياة )، بينما بلغنا منطقة شبه عارية وخالية من الأشجار إلا ماندر .. وإذ بالرفاق ملازم كارزان وسعدون .. سائلين من أننا سنستريح  هنا لوجبة الغذاء !! وكاتب السطور ( كامؤ ) لا يارفاق الموقع لا يصلح أبدا لكون الطائرات ترصدنا فيما لو  حامت في السماء ونحن والدخان والبغال كثرة .. يبدوا أن التعب والبرد  والجوع قد نال من المفرزة  .. وهم مصرين على الراحة وكاتب السطور رافضا الموقع والمسير لربع ساعة أخرى والأشجار الكثيفة .. لزموا الصمت الرفاق الطيبين ومتواصلين الى المكان الأمن والمحمي تحت الأشجار والأحراش ... وما إلا دقائق عشرة عراقية .. والطائرات تجول وتحوم  السماء عن بعد .. الرفاق كلهم يتربصون  و ينظرون على والى  المكان السابق والمكان الحالي مبدين أرتياحهم ومبتسمين دون الكلام لما طرحته وأصريت عليه .
وبعد حوالي ساعة من الراحة والشاي المخدر على نار الحطب .. يزول و تزول القسم من المتاعب والتشنجات والدم الجاري في عروقنا والبغال متحملتنا دون أن تنطق ! والمسير المستمر والمتواصل والسريع متجاوزين منطقة ( عادل بيك ) المحفوفة بالمخاطر  ومتجاوزين الى أن أدركنا الظلام ويجب علينا المبيت في قرية ( بيندرؤ ) الحدودية العراقية التركية كوردستانيا . والقرية كانت مأهولة بتواجد البعض من عوائلها العائدة بعد تهجيرها في عام 1975 .
شرعنا بالتوزيع .. أي توزيع الرفاق وحسب العادة والمتبع أنصاريا .. إثنان إثنان .. كان الرفيق ( هردي ) أبن الرفيق مام ( علي كوتك ) يعلم بالمنطقة وزارها أكثر من مرة بحكم الدليل والمفارز الرايحة والجاية !! توزعنا .. ولا أتذكر من كان مع الرفيق أبو سيروان ليرافقه .. كلما ذهبوا الى البيت .. إلا وأعتذر صاحب الدار من إيواء الرفيقين .. !! وحدثت دمدمة  ..  الصوت العالي وخرجنا من البيت .. معقبين ما حدث ..! والرفيق يشكو من الوضعية ... والرفيق الطيب أبو سيروان خجولا .. لما يحدث له من قبل الأخوة القرويين .. مناديا الرفيق هردي .. ( ها ورئ هه ردي ) أنت تعال معي !! والرفيق هردي .. محاولا التوزيع في أكثر من مسكن وبيت .. جميعهم رافضين الرفيق أبو سيروان بسبب كبر المساحة التي يحتاجها أثناء المبيت وربما تناول الطعام ..  ومدعين القرويين من إن أماكنهم لا تستوعب لمثل هذه الوضعية .. وهردي الى أبو سيروان ضاحكا ومازحا ... والله رفيق أنا هم ما أتوزع معاك !! والى أن تم تدبير مكان للمبيت بالكاد وببالغ الصعوبة !
والقول للفلاح القروي .. ( والله أتو هي بيشمركايتي ني .. برؤ خؤ زه عيف كه ) ويقصد وما معناه أنت لا تصلح للبيشمركة وأذهب رشق نفسك !!
...... وفي خريف من عام 1981 عندما قدموا إلينا الرفاق أبو فاروق وأبو سلام للذهاب الى سوريا وعبر الحدود .. وقول القروي تحسين .. أي أنتم شنو قادمين تصبحون بيشمركة .. أنتم مسنين .. وبدل ما يخسر عليكم الحزب .. خلي يصرفها الحزب على الشباب !!
وفي عام 1984 خريفا عندما توجهت مفرزتنا الى الحدود بغية علاج المرضى .. وراكبا البغل الرفيق أبو مخلص .. مستعجلا للوصول الى المقر .. والمرضى عليهم من أن يتسارعون سيرا على الأقدام ليلحون مسير البغل !
وفي النهوض الصباحي وتجمع بيشمركة المفرزة وتجدد الحديث بما حدث ليلا للعائلة القروية ولهردي.. وإذ بهردي .. والله بعد ما أتوزع مع الرفيق أبو سيروان لو أعرف يسقط النظام .. لماذا يا رفيق هردي ... رفاق والله للصباح الباكر .. لا أنا نمت وغفيت .. ولا أهل الدار !! طيب لماذا هذا التشائم ..؟؟!! رفاق مو تشاؤم .. الشخير الذي لم يعطينا مهلة ولا لحظة !! وللشخير حديث آخر!!!.
وبعد يومين آخرين من المسير الشاق والطويل بلغنا مقر كافية أي مقر قاطع أربيل .
.. وما إلا أسابيع ثلاثة من وصولنا الى مقر القاطع ... وإذ بتبليغ جديد مفاده التهيئة الى مفرزة والثلوج متساقطة على أكثر المناطق الجبلية وحواليها .. الى أين رفيق سعدون .. ؟ الى المثلث الذي قدمنا منه !! طيب رفيق مو قبل ثلاث أسابيع كان تواجدنا هناك وهل نسينا شيء لنجلبه ؟! الرفيق سعدون كلا .. أجتماع اللجنة المركزية ! طيب رفيقي العزيز أختار رفاق آخرين ! لا أنتم رجال المهمات الصعبة وأحنة متعودين على بعضنا الآخر !! وشكلت مفرزة من الرفاق ال ( 15 ) ومنهم الرفاق ( أبو سيروان ، أبو ربيع  هردي ، دكتور سعد ( خيري ) ، أبو تغريد ،  حمه ريش ، ملازم كارزان ، سعدون ، كوبي ، هوبي والرفاق الآخرين وكاتب السطور  ، على أن نلتحق في اليوم الأول مع مفرزة الرفاق والقادمة من قاطع بهدينان بالقرية التي تقع في زار كلي في المدخل الذي يقودنا الى جبل ( متين ) الشهير .
ونحن قادمين من مقر كافية والعبور الليلي من شارع عمادية شيلادزة !! وتمكنا بتجاوز الشارع الذي كانت المدرعات الليلية تجوبه كدوريات بحثا عن ( العصاة المخربين )!! .ولكون البرد القارس والذي يمنع من تواجد الكمائن لساعات عديدة من الأنتظار في الموقع دون حركة ولا أشعال النار ولا توريث السيكاير ولا التبول !!!.
وفي الليل ألتقينا مع رفاق قاطع بهدينان الرفاق ( أبو جميل ، أبو يوسف ، و أبو ..... ) مع الرفاق الحمايات وتجمعنا جميعا في جامع القرية  .
وبعد التوزيع في القرية  وهي على مقربة من قضاء العمادية ..  وتناول العشاء القروي والخبز اللذيذ .. كانت وجهتنا الى جامع القرية الكبير والمنتظم والنظيف  ودفأ الصوبة الحطبية ... رفاق لم نلتقيهم منذ سنوات والأحاديث الشيقة والأستفسارات المتنوعة والضحكات والقهقات .. وإذ بالرفاق القياديين ( أبو جوزيف ، أبو سليم وأبو سيروان ) بسرعة البرق أطفئوا المكائن ..... ومن ثم بدأوا بالشخير المتنوع والعجيب  الغريب .. لكل واحد منهم عدة أصوات تختلف من شخير الى شخير .. أحدهم يرفع والآخر يكبس !!!  بحيث الحرس خارج الجامع يسمعهم بكل وضوح .. وبالرغم من أحاديثنا وقهقهات ضحكاتنا وتعليقاتنا .. بيد أن الوضع لم يتغير وهكذ أصبح البعض منا محروم من النوم للصباح الباكر !.
تواصلنا في الصباح وبعد تناول وجبة الفطور القروية من الصعود وقطع الجبل العملاق ( متين ) ومتحزمين بالمباديء الرفاقية .
ونتواصل المسير ونقطع المسافات تلو المسافات ، جبال تلو الجبال  وعلى قول المصري صعدة ورا صعدة !!.. عشرات الكيلومترات المسير في كل يوم من عمر الكفاح المسلح ، وفي اليوم الثالث نجتاز منطقة عادل بيك .. وفي نزلة وبغل الرفيق الشهم والطيب والخلوق والمخلص والنبيل ( أبو سيروان ) يتنرفز ويبدي أمتعاضه ومعرضته لوضعه الصحي من الجرح البليغ في ظهره أي متحملا مسافات كلها جبال ووديان وطرق في غاية الصعوبة ولأيام عديدة ....!!!! دون أن يترجل الرفيق أبو سيروان والرفيق أبو ربيع للحظة واحدة ! وإذ يطلق أبو سيروان على البغل ( والله .. به خوا هيستريكى خرابه ) والمقصود من أن البغل ليس جيدا !
وبمجرد من سماعي الجملة .. عدت مدافعا عن الحيوان البغل .. وناطقا كاتب السطور ( والله لو آني بغل .. منذ مدة لطرحتكم أرضا  أنت وأبو ربيع  .. كما طرح البغل الرفيق أبو حكمت )!! والرفيق أبو سيروان .. ليش رفيق  كامران .. ؟ والجواب .. صاعد نازل أنتم ممتطئين البغال .. العامل يعمل باليوم ثماني ساعات ويرتاح بقية الساعات الأخرى ال ( 16 )!! ، طيب نحن مو موشكلة نسير على الأقدام ( 15 ) ساعة وأكثر .. بس البغال شنو ذنبها تتحمل كل الوضعية التعبانة ؟؟!! .
كلا مو صوج البغال .. صوجنا رفيق ! والرفيق العزيز أبو سروان تقبل الكلام برحابة صدر وأيد كاتب السطور بطيبة قلب ... ونحن بحاجة الى وجبة الغذاء وفي المكان ذاته في دشت ( برازكر / حياة ) ، والنار الحطبي والشاي الحار .. تواصلنا المسير لساعات متعبة والحرمان من النوم الليلي .. ونحن نسير وتأخذنا الغفات وغموض العيون بين النايمة والصاحية وأحيانا نقع من كثر الإجهاد والتعب والحرمان من النوم !.
ونتيجة الترهل المزمن في الفكر والتنظيم والعمل السياسي .. لم يفلح الرفاق زكي خيري وعامر عبدالله ويوسف حنا وغيرهم من المواصلة في مواقعهم الحزبية في المؤتمر الرابع للحزب ، ونتيجة ترهل الرفيق عزيز محمد ( أبو سعود ) سلمت أمانة الحزب للرفيق حكيد مجيد موسى ( أبو داود )  ، ونتيجة الترهل الواضح شكل الحزب الشيوعي الكوردستاني من قبل البعض من القيادي في الحزب الشيوعي العراقي ، ومن ثم تشكيل حزب العمل ( كار ) ، ومن ثم الميول للأفكار القومية في الدفاع عن الحرب العراقية الأيرانية والدفاع عن النظام من قبل البعض من القادة المفكرين !! فأما الترهلات العسكرية عند القادة فحدث ولا حرج !!!!!!!.
جلها تقع في خانة الترهلات المتنوعة .

4
مذكرات بيشمركة / 104
عاش المؤتمر الرابع !!..
سعيد الياس شابو / كامران
2020.08.24
تميز الحزب الشيوعي العراقي ومنذ تأسيسه في ال 1934.03.31 من القرن المنصرم بالوطنية والأخلاص والنزاهة والدفاع عن حقوق القوميات وخلق وعي طبقي ملحوظ لدى العمال والفلاحين والكسبة وكافة شرائح المجتمع ومعلنا من أن الصراع نحو الأفضل هو ديدننا  في العمل السياسي ، وبناء وتشكيل  الأتحادات المهنية ودعمها سياسيا لتطوير العمل المهني.. وخاصة إتحاد نقابات العمال ، إتحاد الجمعيات الفلاحية ، والمهنية المتنوعة من الطلبة والشبيبة والمرأة ، المعلمين والمحامين والزراعيين والصناعيين والأطباء وما الى ذلك من التسميات الجميلة وكل ذلك من أجل سير عملية البناء المؤسساتي نحو الأفضل والى الأمام .
... وعقدت مؤتمرات الحزب على الشكل التالي :-
المؤتمر الأول .. عام ( 1945 )
المؤتمر الثاني .. عام ( 1970 )
المؤتمر الثالث .. عام ( 1975 )
المؤتمر الرابع .. عام ( 1985 )
وما بين المؤتمرات عقدت الكونفرانسات الحزبية العديدة والموسعات  ... والعراق النفطي مطمئن من سياسات الحزب المسالمة والسلمية والحزب يقدم الشهداء والضحايا والخسائر والقرابين تلو الأخرى طالما لا يدعي ولم يفكر بإستلام السلطة من أجل البناء وليس الدمار !!.
.. عاش المؤتمر الوطني الرابع والمنعقد في 1985.11.10  ولمدة الأيام الثلاثة  والقصف برشقات مدفعية  عديدة خلال عقد جلسات المؤتمر  ، والوضع العصيب الذي تمر فيه المنطقة من حيث التخرصات في الوضع العام ومنها السياسية والعسكرية وفي الصدارة الحرب الضروس بين العراق وإيران الدولتان الجارتان !! ،،،، وعلى الصعيد الداخل و المنطقة والتي عقد فيها المؤتمر .. كونها ملتهبة بين القوى المتحاربة الكوردية الكوردستانية والمتصارعة فيما بينها من طرف الأقتتال الداخلي بين  (( أوك وجود )) إنقسام الحزب الأشتراكي الكوردستاني السوياليست  ( حسك ) الى قسمين ومشكلين (( حسك + زحمتكيشان / كادحي كوردستان )) والأصطدام المسلح فيما بينهم وأستشهاد المناضل قادر مصطفى ، والأقتتال الداخلي بين الحزبين الكوردستانيين (( حدك العراقي و حدكا الأيراني  ))  كوردستانيا ،

 والصراع بين قيادات (( أوك و آلاي شؤرش ))  ، والقتال الدائر وتصفية الحسابات بين (( الكؤمه له والديمقراطي الكوردستاني الأيراني )) والصراع الموجود بين البعض من قادة (( البككة )) واللجوء أحد قياديهم  الى مقراتنا  !!!!!!!!!!!!!!!! ، وأخيرا الصراعات والتوجهات والأختلافات على الصعيد الحزبي الداخلية المرئية والغير المرئية !! وبالرغم  من كل ذلك عقد مؤتمر الشيوعيين العراقيين على  أرض الوطن الجريح .
تمتاز  منطقة برادوست بتضاريسها الجميلة .. وأنا كنت أبحث عن حوالي المقرات ، وأستهوتني فكرة أختيار الصخرة الكبيرة  والتي تبتعد عن المقر أكثر من مائة متر آرموشية عليا  ... لأتخذ منها موقعا للجلوس والسماع الى الراديو الترانسستر الرائع والذي تبضعته من مدينة الرضائية في عام 1982 ، لمتابعة الأخبار والسماع للأغاني التي كانت تخفف من البعد والغربة والحرمان والتمتع بالموسيقى .. وإذ بربع سرب من الطائرات المقاتلة العراقية وهي على مرتفع عالي وهي مرئية بالناظور أكثر وبصوت واضح ومرتفع يستفسر الطيار من قاعدته .. حول بقاء الصواريخ في الطائرات لم يتمكنوا من إنزالها على رؤوس الأيرانيين في الحرب .. وما العمل ؟؟!! والجواب من القاعدة الحربية للمطار .. يرشدوهم الى تفريغها في القرى الحدودية !! أنتهى !!.
.. وأخترت الصخرة موقعا للراحة والواقعة على يمين مقر آرموش العلوي عندما يكون بصرك على حدود الجارة تركيا .. متخذا من الصخرة مسندا للبندقية .. ومستخرجا من العليجة الأوراق التي كنت حاملها لتدوين ما يجول في المكمن والخاطر وتسطير  البعض من أبيات أو أعمدة الشعر الحر والتي كانت كإلهامات عابرة ،  وإن لم تدون فيكون  مصيرها الزوال  والنسيان .. بينما كتبت  القليل .. وإذ برصاصة أو طلقة أغتيال بالقرب من الرأس   ( فن ) .. تكاد أن تنال مني حياتي لو لا قدرة القادر !! أنظر شمالا .. يمينا .. وسحبت أقسام بندقيتي للرد .. مركزا على إتجاه الطلقة بالناظور  دون جدوى  لكون تعرجات ومطبات المنطقة كثيرة وشائكة ! ومن ثم تاركا المكان بسرعة فائقة دون التواصل بالكتابة  وتكملة الخواطر الجبلية .
... وفي ذات يوم كنت أتجول وعلى بعد أكثر من مائتان متر عراقية من مقر موسلوك العلوي .. وإذ بمقاتل رابض دون حركة  أمام موضعه المخفي .. أو القبو المخفي عن الأنظار كليا .. لم أسأله ولم يسألني .. وعدت مسرعا لأخبر الحزب بما شاهدته .. وتبين من أن هناك مقاتلين من حزب ( ب ك ك ) حزب العمال الكوردستاني  وملجئهم المخفي والغير متوقع والغير معلن .. والذي هرب أحد قياداتهم ليطلب حمايته في المقر .. وقد جائت مفرزة مقاتلة منهم ليستفسروا عن رفيقهم اللاجيء الينا .. دون تسليمه .. وهذا ما فعلوه أكثر من مرة ، وكان الهارب  في حالة يرثى لها وخائفا على ذاته لما يحصل اليه فيما لو مسكوه  أو قبضوا عليه .
... وفي اليوم الأول لعاش المؤتمر .. وإذ بالقائد الأنصاري الرفيق ( أبو عايد / أبو رائد ) مترجلا الى المقر السفلي .. مبديا أستيائه وتذمره لما حصل ونزوله الى مقرنا بصحبة رفيق .. تبين من إن مقرنا هو  للمعارضة  أو ما شابه ذلك .. فرحبت بالرفيق العزيز أبو عايد  وكأس الشاي الحار يدفأ الأعشاء .. وضاحكا كاتب السطور .. لا دير بال رفيقي العزيز حالك حالنا وكلنا بالهوى سوى !!! وهكذا بعد إنتهاء المؤتمر عاد أبو عايد  الى مقر آرموش العلوي .
... وفي ذات يوم من الشهر الحادي عشر / تشرين الثاني .. بينما كنت أصغي الى الراديو وإذ بخبر وفاة الفنان والمطرب الكوردي ( محمد عارف جزراوي ) وسرد تأريخ حياته الشخصي والفني وتلك الأغاني الرائعة بحيث تاثرت كثيرا لما حصل للفن والموسيقى والغناء !! والكتابات تؤشر على وفاة المطرب الكوردي في 1986 وأنا غير مقتنع بذلك !!
وعاش المؤتمر الذي أنصب العشرة المبشرة بتعين فرضي .. وعاش المؤتمر الذي تمكنا من بعده الحصول على بطانيات لماعة وجديدة بالنايلون ومزركشة بألوان زاهية وبنوعيات قل نظيرها وبأحجام محترمة بحيث البطانية الواحدة تكفي العائلة ! وقتها حصلت على ثلاث بطانيات فاخرة ومن الدرجة الأولى والتي خلقتني مشاكل فيما بعد من الرفاق الطيبين بالرغم من إعطاء واحدة الى رفيق آخر .



5
مذكرات بيشمركة / 103
المؤتمر الوطني الرابع للحزب .
.
سعيد الياس شابو / كامران
2020.08.22
وصلت جحافل المؤتمرين والقادمين من كل حارة وصوب .. أي من داخل العراق ومنهم الأنصار البيشمركة  والكوادر الحزبية المشاركة من الخارج والداخل والقادمة لتشارك إنعقاد المؤتمر دون أن يعلم أي  أحد وأي كان وأي منهم أي القادمين بعقد المؤتمر ! أي لم يكن عضو اللجنة المركزية  القيادي ( يوسف القس حنا ) أبو حكمت عالما بعقد المؤتمر .. بالرغم من قدوم كوادر الحزب من الخارج .
... العمل الدئوب والمستمر
والجنود المجهولون والرفيق أبو دنيا ..
..................................
كانت حركة الرفاق الأنصار البيشمركة مستمرة على قدم وساق وتواصل عملها أكثر من عمل خلية النحل إن صح التعبير .. والمقر .. ( آرموش العليا ) ، ونحن في أواخر تشرين الأول / العاشر  من عام 1985 .. والطقس مائل للإعتدال المناخي البارد ليلا والمنطقة متأثرة بمناخ المثلث العراقي الأيراني التركي ، ولفصل الخريف  معاني كثيرة عند الأنصار  .. يعني التهيئة لخزن الذخيرة وتدبير وتجميع الحطب .. وبالمناسبة والفرق بيننا وبينهم أي رفاق مقرات القيادة كان يتمتعون بإمتيازات ومنها المرئي ( المنشار الكهربائي العامل على البنزين  لقطع الأشجار ) بينما نحن أبو الطبر !! .. والحصول على القماصل الرديئة!! وتأمين الحشيش والتبن والشعير للبغال .. وفي الخريف تحلى الفواكه المتشبثة بالأشجار والزعرور الجبلي اللذيذ ، وتسقط البعض من أوراق الأشجار  نتيجة إنتهاء مهلتها  لتخفف عن كاهل الأشجار السنوي .. والقسم الآخر نتيجة ضغط  القصف المدفعي .. وتحترق الأحراش والأشجار لتقتل ما فيها من الكائنات والزواحف والطيور وخلايا النحل .. وينقلب لون القش الذهبي الجميل  الى السواد المصخم لتبتلى بدلات الأنصار بالسواد ومن ثم غسيلها !
مقر آرموش ..
.................

سلمنا الرفاق القياديين الى المقر وحركة الرفاق الدائمة مشكلة الزحام  .. والتعانق والقبلات والمصافحات  والقهقهات  .. والرفيق عزيز محمد سكرتير الحزب لايزال بالزي المدني  قميص وبنطال / بنطلون  ، قادما من السفر .. وبعد أن تصافحنا الرفاق .. فأرشدوني بالنزول الى  المقر التحتي ألا وهو مقر آرموش السفلى الهاديء والبعيد عن الصخب الرفاقي !!.
... يتكون المقر من غرفتان ومدخل يتوسطهما .. ملطوش ومطلي بالطين نظيف ويشبه بنائه المقرات التي بنوها رفاق حزب تودا وسازمان في تلك المناطق  لكونها منتظمة ومرتبة أكثر .
الرفيق النصير جهاد كان في المقر .. جهاد البرطلي .. والبعض من الرفاق الآخرين ..
.... صراع القوى !!
ومن ضمن الصراعات بين القوى الكوردستانية ..
...............
... بينما كنت ناطورا وحرسا منتبها ويقظا والساعة تشير من الثانية الى الثالثة ليلا أو صباحا .. وإذ بجقجقة وحركة وأصوات مختلطة مع بعضها الآخر .. البغال مع البيشمركة .. النساء مع الرجال  غير مألوفة في المساحة المطلة بين النهر والمقر .. وهي أراضي زراعية متروكة بسبب الترحيل .. تقربت أكثر فأكثر الى القوة المسلحة وعبر الناظور الليلي .. فتبين لي ولكاتب السطور  كامران  .. من إن القوة المسلحة غريبة و غير طبيعية في المنطقة .. وعدت مسرعا الى رفاقي في مقر آرموش العليا لأبلغهم بالحركة المرصودة والغير طبيعية بعدما  أوعيت البعض من الرفاق النائمين في المقر السفلي  لكي نتلافي الأشكاليات  .. وفي هذا الوقت الحساس من إنعقاد المؤتمر .. وكل ظني ذهب وقادني الى فكرة  تقدم قوات النظام وربعها  الى المنطقة !
والملفت للنظر والغريب في الأمر .. قدوم مفرزة تقدر بأكثر من تسعون مقاتلا وأكثرهم غرباء على المنطقة .. والمفرزة مجحفلة فيها  البغال المحملة بأنواع الأسلحة .. الدوشكات ، البيكيسيات ، مدافع الهاون ،  الآربيجيات سفن  ، وما الى ذلك من الذخيرة .. والمفرزة تتضمن المقاتلين والمقاتلات النساء  من   تنظيمات لحزب ( كؤمه له ى ئيران  - حيزبي كومنيستي ئيران  ) جمعية أو عصبة كوردستان إيران .
شددنا الحراسة لتلك الساعات الصباحية .. بعدما نزلنا إليهم حيثهم والأستفسار منهم بعدما أصغينا الى لهجتهم الكوردية المغايرة لأهل المنطقة .. كانوا في غاية التعب والمتاعب .. قالوا لنا نحن  ( كؤ مه له ى ئيرانين  ) .. تحدثنا اليهم بالتفصيل .. ووجهتهم والمنطقة ليست لصالحهم ولكونها والجماهيرفي كوردستان إيران .. يميلون ويتبعون تنظيميا الى حزب الديمقراطي الكوردستاني / إيران .. !! دون جدوى ودون أذن صاغية  .. وفي الصباح دعيناهم الى مقر الرفيق أبو زاهر .. ومجموعة تمثلهم من قيادة القوة .. معا .. والرفيق أبو حكمت .. شرحنا كل ما يتعلق بالوضع والأمر والمنطقة ومصيركم ومحاولاتكم الفاشلة وضياعكم في الجبال ووديان المنطقة القاسية ..!! وجرى التأكيد والتكرار لما سيحصل لهم في حال إصرارهم على  المواصلة للأمام .. وبإمكاننا من أن نساعدكم بالعودة الى حيث ما جئتم !! دون أذن صاغية من قبل الأربعة المتواجدين والمناقشين معنا .. إثنان من المقاتلات وإثنان من المقاتلين .. لم ولن يقتنعوا بما تحدثنا إليهم !!
رافقتهم بالعودة الى رفاقهم .. وكاتب السطور مترجيا ومكررا من إن طريقكم  هو محفوف بالمخاطر وأنتحاري وهو التياه في المنطقة وإصراركم هو خسارة لا غيرها .. ضاحكين على ما نقوله !
وشرعت مفرزتهم بالحركة وشد البغال في الصباح  بما أنزل منها ليلا .. وفي المساء وقعوا في الكمائن التي نصبوها لهم بيشمركة ( حدكا ) والقتال الدائر بينهم وبين ( حدكا ) والنتيجة .. قتل وأستشهاد أكثر من ( 85 ) من المقاتلين والمقاتلات وضياع البعض منهم في متاهات ودهاليز الكويستان وعودة أربعة من المقاتلين والمقاتلات ومنهم إثنان من الذين ألتقيناهم وتحدثنا إليهم .. وهم .. نادمين على ما حصل لهم وعدم الإصغاء والأخذ بكلامنا الجدي والصريح  ولكن بعد ماذا ؟! وقدمنا لهم العون والراحة والعودة الى حيث ما أتوا  .
المنطقة البرادوستية مكتظة بالجبال والوديان والسهول والهضاب والينابيع والروافد ، وغنية بقراها والتي تتجاوز المائتان وأكثر بين الصغيرة والكبيرة ، مما تميزها عن المناطق الأخرى هو طقسها المتنوع .. لذا ليس بالغريب من أن تسقط الثلوج الجديدة لتتماسك مع الثلوج القديمة والتي تشكل جسورا في البعض من المناطق الحدودية وهكذا تبقى الثلوج على مدار السنة وربما يكون هذا الثلج أزلي ومن تحت الجسور الثلجية سواقي وخرير المياه من كل صوب لتشكل أخيرا رافد يغني ويرقص لتلك الأرض الطيبة والمقاومة .
.... كان لي حب الإطلاع على حوالي المقرات وأينما حليت ضيفا .. ومقر آرموش السفلى هو في جبل وجبل في جبل تصاعديا ومقابيلهما جبال ووديان ..  وأنا قاطعا العشرات الكثيرة من الأمتار .. وقفت على مدخل وادي كثيف الأشجار والأحراش وأتجاهل الوادي السحيق وما يحتويه والى أين يقودني فيما لو أخترت النزول اليه .. وما إلا لحظات وأنا أسمع صوت خرخشة يتقرب رويدا رويدا دون رؤية أي شيء .. وكاتب السطور وحيدا وفي وضح النهار .. حسبت من إن حيوانا مفترسا يتقرب مني ... وما حصلت من مفاجئة غير متوقعة .. قروي يبحث عن صيد القبج .. وهذا ما أدعى به فيما بعد .. وكاتب السطور يسحب أقسام البندقية ومناديا بصرخة قوية فازعة .. ( كوره ئه تو كئ )؟! ما معناه من تكون أنت يا رجل ؟! ومواصلا ومكملا الجملة ( جه ك به )! أنزع سلاحك !! وهو شارحا ومترجيا من أني قروي وأبحث عن القبج وهو في ( كلي ره ش ) وإبن المنطقة .. دون جدوى .. وكاتب السطور مصرا على تجريده من السلاح وعدم القيام بأي حركة .. وفي حال الرفض ستكون العواقب وخيمة .. فألتزم مشكورا  ووضع سلاحه جانبا .. وتناولت السلاح وتريثت حوالي نصف ساعة لأرى هو لوحده أو مع مجموعة .. فتبين هو على حق والأستفسار منه على بيشمركة المنطقة وعلمه بهم .. فتم إعادة بندقيته اليه مع الأعتذار له .. لكون المنطقة شبه محرمة .. وهو شاكرني وفرحا وقلت له أسلك الطريق الذي قدمت منه .. مودعا بالله ( خوا حافيز .. خوا حافيز ) وفعلا تندمت على الفعلة بالرغم من إني محق بذلك الفعل .
 
... ميخائيل شولوخوف الكاتب السوفيتي الروسي  وروايته التي كتبها خلال ( 12 ) سنة وعام ..
ورواية الدون الهاديء بأجزائها الأربعة ..
كان الجميع منشغل في الحضور الى المؤتمر الرايع للحزب أو بالأحرى لحزبنا الشيوعي العراقي وأولئك الحاضرون سواء كانوا من مندوبي المؤتمر .. أم من الحاشية والمرافقين المتنوعين والقادمين وقاطعين عشرات الكيلومترات إن لم تكن المئات والآلاف البعيدة للقادمين من الخارج  بغية المشاركة في المؤتمر الوطني الرابع للحزب وتحت عنوان ( الوقف الفوري للحرب العراقية الأيرانية وإسقاط النظام الدكتاتوري في العراق ) !!.
كاتب السطور لم يكن من أعضاء المؤتمرين  أو المؤتمرون  أو المندوب في المؤتمر .. بل هو والرفاق الآخرين من ( رجال المهمات الصعبة ) كما تطرق الى الجملة الرفيق ( سعدون ) البطل فيما بعد ..
آرموش السفلى .. ورواية الدون الهاديء ..
.............................................
المصدر ..
مكتبة نوبل نشرت الكتاب أو الرواية عام 1965.
كتاب عن الثورة والإنسان ..
أحداث ساخنة وقصص سلسة عن الدون ( الصاخب ) الهاديء .. أبطالها ( غريغوري وأكسينيا )!!
وكان عليك من الوقوف بالسرة الأنصارية لكي تحصل على الجزء الواحد لقرائته .. وفقط ليلة واحدة أي تستعيره في المساء وتسلمه في الصباح .. دون مناقشة تذكر وعلى ضوء اللالة / الفانوس .. عليك بالقراءة ( 512 ) صفحة .. لم يغمض عيناه كاتب السطور  وحتى الصفحة الأخيرة والفطور الصباحي .. سلمت الرواية للرفاق .. لكي تكون من نصيب الرفاق الآخرين ..
وفي القرية القوقازية شارك كل الشباب البالغين واليافعين في جبهات القتال .. وترك النساء ومنهن أكسينيا  زوجة غريغوري ( كريكوري ) الشابة الجميلة تعشق صبيا في القرية لتطفيء ما في مكمنها من العشق دون الأصغاء لأهل القرية وحديث النساء والشيوخ للشيخ المختار والد غريغوري .. من إن الأمر يتطلب الدفاع عن الشرف !! وزاعما المختار لكنته من أن تعلن التوبة والألتزام بالعرف القروي وصيانة الشرف شارحا الحماه / الحماة لكنته .. وأكسينيا ترد على حماها .. أنا أريد .. أنا أريد .. فهل بإمكانك من فعل ذلك ؟؟!! .
صامتا المختار بواقع كنته الشابة الجميلة أكسينيا .





6
مذكرات بيشمركة / 102
ليلة صعبة من ليالي البيشمركة الأنصار ..
سعيد الياس شابو / كامران
2020.08.20
تعود و ترتبط وتنتمي قرية آلوتان الحدودية إداريا الى مدينة أو بلدة ( خانة / بيرانشهر ) ، وهي على نفس المسافة تقريبا مع مدينة أو بلدة سردشت وعبر قرية ( بيوران ) ، وتبتعد ( ئالوه تان ) عن بيرانشهر  حوالي ساعة وأكثر بالسيارة والطرق الكويستانية الخضراء والمناطق الوعرة والشاقة .. وتمتاز آلوتان ببيئة رمادية اللون ومتاثرة بمناخ جبال قنديل ومامندة و دؤلي كؤكا ، وغيرها من الجبال والمناطق الباردة والمثلجة شتويا .
.. بينما كانت مقرات رفاقنا من بشدر وبيتوين متمركزة في ( كويزة و دؤله كؤكا ) الحدوديتين  ،  قدم إلينا الرفاق  .. سليمة سور ، حسن خدر والرفاق الآخرين  مشكلين مفرزة ليقودونا ويدلونا في المساء المتأخر والذهاب في الطريق الشائك بالألغام والكمائن والقصف المدفعي من طرفي الصراع القائم بين العراق وإيران واللقاء المرتقب  .
... الليالي المظلمة أحيانا قد تكون في صالح البيشمركة .. والوقت المتأخر ليلا .. أيضا في صالح الأنصار .. وكالعادة الرفيق أبو حكمت يمتطئ البغل ..  والشروع بالصعود والنزول الجبلي  المنحدر والطريق السالك من الكاروانجية ( القجقجية ) من والى .. طريق الموت لكثرة الحوادث الواقعة فيه !
وفي الطريق صادفنا ونحن نازلين من الجبل مجموعة  من الكاروانجية محملين بالضائع المتنوعة من العراق الى إيران كوردستانيا .. تحدثنا معهم عن ماهية الطريق وما من الجديد .. ؟! فاكدوا لنا من سلامة الطريق في هذا الوقت .. بينما نحن في طريقنا الى مقر الحزب الديمقراطي الكوردستاني الأيراني ( حدكا ) والواقع في قرية ( كؤره شير ) المهدمة والواقعة في العراق كوردستانيا !!.
الدكتور صادق شرف كندي ( دكتور سعيد ) ..
...........................................................
وفي غياب وسفر الدكتور عبدالرحمن قاسملو الأمين العام للحزب الديمقراطي الكوردستاني – إيران ..  الى الخارج .. كان ينوب عنه  دكتور سعيد وهو عضو المكتب السياسي للحزب المذكور .
بلغنا المقر بعد ساعات محفوفة بالمخاطر .. لكون الجبهة أو الجبهات القتالية  الأيرانية العراقية مشتعلة في أكثر المناطق كوردستانيا وعراقيا .. وفي حوالي الساعة الثانية عشرة من اليل بلغنا المقر .. وكانوا ينتظروننا بفارغ الصبر .. أستقبلنا الدكتور سعيد ورفاقه بوجوه مفعمة بالأبتسامة والضحكة والحفاوة والطيبة .. والجدير بالذكر  من إن الشخص المناسب في المكان المناسب كان يطبق  على .. دكتور سعيد .. شخصية سياسية وعلمية ومحبوبة عند رفاقه ويثبت جدارته من خلال أخذ وعطاء وإصغاء جميل ومناقش ومقنع بجدارة ..  ونحن جالسين أكثر  من ساعة والحديث العام جاري وتناول العشاء المتأخر .. وإذ بالقصف المدفعي  الشديد من الطرفان ..... وتنهال علينا القذائف من كل حارة وصوب .. قصف مدفعي مستمر وتسقط  قذائفه أو قنابر المدافع  بالقرب من موقع مبيتنا .. ألا وهو مقر المكتب السياسي .. ( ده فته ري سياسي ) ، وكأنهم يقولون نحن عارفين بكم !! والحديث للدكتور سعيد .. والموجه إلينا   ..  أنظروا ما يحصل لنا  أمام عيونكم ومسامعكم .. !! والبعض يتهمنا من إننا عملاء لنظام  ( صدام )  !! ، هذا هو حالنا على الدوام أي العراق وإيران يقصفوننا بالمدفعية متى ما يشائون  ويرومون  .. يا لها للحيرة ..!
وبعد مبيت ليلة في كؤره شير عدنا في الليلة التالية الى أدراجنا وفي الطريق ذاته .. والكاروانجية سائليننا في هذه المرة  حول مخاطر الطريق والكمائن كما سألناهم قبل ليلة !
كانت الدولتان الجارتان قد زرعت عملائها في الأحزاب على الساحة السياسية وتكاد حذرة تلك الأحزاب عند تعاملها مع الأحزاب الأخرى .. والشكوك لدى قيادات الأحزاب العاملة في الساحة من أولئك العملاء تكاد تكون بين الشك واليقين .. دون إتخاذ أي رادع ضدهم .. أي ضد العملاء ضعيفي النفوس والطقوس .
... عدنا الى قرية ( رازان ) والى خيمتنا الأولانية وبجانب خيمة آلاي شؤرش .. والحديث اليومي واللقاءات الدافئة المتنوعة .
وتمر الأيام ببطء مرتقب و قدوم الرفاق من الخارج بغية المشاركة في المؤتمر الرابع للحزب والمنعقد والقريب من المثلث التاريخي وهنا أسبق الحدث بذكر واقعة المؤتمر  !!!.
.... فأما الرفاق المكلفين بنقل المواد الغذائية من االبلدات الأيرانية بعد شرائها من الأسواق .. مستمرة على قدم وساق وبجهود مظنية دون التلكؤ أو التقصير ..
ألتقينا بالرفاق كريم أحمد وأحمد باني خيلاني وإبنته ريواس / ريواص .. في رازان القرية .. تأجرنا لاندروفر لتستقلنا وتنقلنا  الى مقر دراو وعبر جبل (كيله شين ) الشهير ونحن في أواسط الشهر العاشر وربما أكثر بقليل / تشرين الأول / أوكتوبر 1985 .
ونحن في اللاندروفر وكثرة الصعدات والنزلات واللوفات الطرقية .. مما صعدت الحماوة عند كاتب السطور .. ليلقي بما تناوله منذ أسبوع من المواد الغذائية والمخزون في معدته ( عيع و عوع ) وأكثر من نصف الطريق وكاتب السطور كامران .. يتقيأ .. خجولا منزعجا .. وألباب الخلفي للسيارة مفتوح ووجه كامران وقدمه اليسرى خارج الباب ليبعد ما تناوله وأجتسائه طيلة شهر من الزمن  .. وتقف السيارة عن المسير .. للراحة .. دون جدوى .. أتركوني وأنا قادم سيرا  على الأقدام لكي لا تتذمرون مني والرائحة والمنظر المزعجان والمقززان .. !!
بلغنا الى مقر ده راو وحركة البسيج والجنود الإيرانيين على قدم وساق  والمدفعية النمساوية تدك من بعيد المواقع الأيرانية ..  ومن ثم الى مقر آرموش العليا والسفلى ..!!

7
مذكرات بيشمركة / 101
مدينة رضائية / أرومية / ورمئ ...


سعيد الياس شابو / كامران
2020.08.18
تنويه وأعتذار ..
...............
((( سبق وأن نشرت حلقتان من المذكرات / 101 - 102 تحت عنوان الفرس الجميل وتتمة الفرس الجميل ، لذا سيتم تغير الأرقام حسب التأريخ القادم من الأيام ويتم تغير الأعداد أو الأرقام مستقبلا .. 101 _ 102 ))) .
 
تقع المدينة الخضراء الجميلة ( رضائية ، أرومية ) في شمال غرب إيران ، وهي مركز محافظة آذربيجان الغربية .. في إيران الشاه  الى عام 1979 ميلادية ، ومن ثم تغير أسمها الى ( أرومية ) بعد سقوط الشاه  ومجيء الجمهورية الأسلامية الإيرانية ، وأصبحت المدينة حائرة من تسميتها  بين ( رضائية ، أرومية .. الأخوة  الفرس والترك ،  وورمئ الكورد والأقليات الأخرى من الآشوريين والكلدان والأرمن وو .. الخ . ).
وفي المدينة الجميلة والتي تستوعب كل الأديان والمذاهب  والقوميات والطوائف والخصوصيات من اللغات المتعايشة سلميا والقبول بالآخر ،  ليست إلا تحصيل حاصل لقساوة حكم الشاه وبسط القوانين الصارمة على الجميع .. وعلى سبيل المثال وليس الحصر .. عند تخاصم ونشوب شجار  بين شخصان دون معرفة هويتهما .. فيسيقان الشخصان الى السجن ولمدة ستة أشهر دون أدنى  نقاش والتداخلات من أحد ، ومن ثم يتم التحقيق معهما والتحكيم فيما بعد وإجراء اللازم .. لذا لم نرى في ذات مرة من أن يتضارب الأثنان سوى التعصب بالكلام وكلمة ( بزن ) والمقصود أضرب ! وهكذا يتراجعون الشخصان كل الى حيث ما أتى دون إراقة الدماء  !

والحديث عن رضائية وأرومية  وورمئ لا ينتهي بعبارات وأسطر وصفحات  .. لكون المدينة الحدودية العريقة والتي تربط الدول الأربعة حدوديا .. العراق ، تركيا ، القوقاز وإيران  سوية ، فأما موقعها وتأريخها فيعود الى ثلاثة آلاف من السنين وفيها ما يؤكد آثار للديانات مجتمعة من الزرادشتية والمسيحية واليهودية والأسلامية ، والسياحية وبحيرتها الرائعة .
البغل الذي قادنا الى المدينة ..
في الثلث الأول من شهر آب من عام 1985 .. وصلنا الى مدينة رضائية بعدم التعرضات  .. وممثل الحزب الديمقراطي الكوردستاني ( البارتي ) ، الأخ شوكت عقراوي .. مرافقنا الى مستشفى أرومية / رضائية وفحص الطبيب وتشخيص الأشعة .. الأمور كلها جرت بسرعة فائقة دون تأخير أو تماطل .. ومن ثم التشخيص والتقرير الطبي لحاجة الرفيق أبو حكمت لمدة شهر زمان من  العلاج الطبيعي المكثف ( فيزيوترابيك )!
... كانت وجهتنا  وقبلتنا الى العائلة الكريمة للحديث معهم في إيوائنا ضيوفا لمدة شهر بالكامل .. فرحبوا بنا وأستقلينا العيش في غرفة واسعة ومريحة .. كانت دردشتي مع أبو حكمت من أن نساعد العائلة في كل شيء وذلك لعدم بقائنا كاهلا وثقلا  عليهم ومعيشتهم ودخلهم المحدود .. كاتب السطور لأبي حكمت .. خال .. والخال يصغي .. فلوس الفندق نعطيها بدل إيجار الغرفة لشهر .. طيب .. نتبضع من السوق ما تحتاجه العائلة والمتكونة من ( 5 ) أشخاص .. أي هم ثلاثة ونحن  إثنان ..  من كل صغيرة وكبيرة .. طيب .. وفلوس الكحول الذي نحتسيه أنا وأنت  ..فأيضا لهم .. أوكي .. الخال أوكي !.
... تركت الرفيق الخال أبو حكمت في المسكن .. ونزلت الى السوق العامر أو الأسواق العامرة بالبضاعة المتنوعة والنوعيات المختلفة .. البطاطة ، البصل ، الرز ، الجبن ، الخضروات والطماطة والخيار والفواكه  والدجاج واللحم وما إحتياجات الثلاجة كلها تجمعت في أكياس وكارتونات .. والتاكسي الذي أوصلني الى البيت مشكورا .
... أستغربت ربة البيت .. أم ( ميلز ) من المسواق المتنوع وبالسرعة الفائقة وكيفية معرفة كل تلك الأحتياجات .. بالمناسبة ( فلوس ) الحزب  ( لا تسد ولا تمد ) أمام الكلفة الباهضة للمواد الغذائية .. ولكن كانت العشرات من الدنانير العراقية الخاصة في جيوبنا صرفناها على الحالة .
فأما الأجهزة والأدوات الطبية الموجودة في مركز العلاج الطبيعي الأهلي .. فحدث ولا حرج !! كما المستشفى الراقي والنظيف والواسع في المدينة .. وبالمناسبة أجريت لي إستئصال اللوزتين في خريف من عام 1981 في نفس المستشفى ومكثت في نفس المسكن وعند العائلة الكريمة والطيبة !
... جلسات علاجية عديدة خلال شهر آب والقسم من أيلول دون إنقطاع  .. والتحسن الملموس على صحة الرفيق أبو حكمت وحركة ذراعه المخلوع نوعا ما .
...  وخلال الفترة الزمنية التي مكثنا بها بالمدينة .. كانت اللقائات العديدة للرفيق أبو حكمت بالأخوة ( رسول مامند ، سيد كاكة ، خالة حاجي ) من الحزب الأشتراكي الكوردستاني ( سوسياليست ) و في مسكن رسول مامنذ ، ومن ثم لقاء الأخ ( سامي عبدالرحمن )  رئيس حزب الشعب الكوردي في مكتبه بالفندق ، ولقاءات عديدة أخرى وبعيدا عن اضواء الشارع .
!!!!! ... وكلما جلسنا على مائدة الطعام .. والعجوزة تثرثرت وأشتكت من الأزمات وصعوبة القدرة الشرائية وغلاء المواد الغذائية وو ........ ( خوني شيتا جاتونيلا ) ما معناه .. أخي السنة صعبة صعبة !! فأقول ماذا تحتاجين لأدبره لك ؟؟!! وهكذا أرد عليها بأسلوب أدبي ومؤدب ولكن دون جدوى ! كنت أقوم بكل الواجبات العملية المطلوبة .. وفي الصباح كنت أتبضع الصمون والخبز الحار والقيمر والعسل .. إلا أنها دون جدوى وهي متعودة على الكلام بحكم سنها ما بين الستيني و السبعيني ..
وفي ذات يوم قدم الينا من سفره إبنها الغالي الذي كان ضيفا عندنا  في 1980.. مبتهجا ، فرحا .. بلقائنا ومستفسرا من كاتب السطور .. خؤ أمي ما ضوجتكم ؟! فكان الرد قاسيا وشرحت له كل الأمور .. فقال ضاحكا سأخبر أمي بما تفوهت به من ( الكلام ) البذيء!! قلت في الحال وبدون مستحى سمعتها ما قلت لأبنها وكلنا ضاحكين والقهقات التي أنستنا وأنستنا البعض من همومنا .

.. بعد العلاج ونحن في أواسط من شهر أيلول من عام 1985 ، عدنا الى قرية ( رازان / راشان ) والفرق بين الحرف والحرف يفقد المعنى ، عدنا الى الخيمة المجاورة لخيمة الأخوة في آلاي شورش / رأية الثورة .. وكاك سالار وماموستا جعفر وأعتقد أسم آخر .. دانا  والذين كانوا ضيوفا عند ( حدك )، عدنا وهم مرحبين بنا وكلانا ضيوف ( حدك ) وبالرغم من خيمنا .. ثمة خيمة مربعةكبيرة  ذات ( 400 ) باون الوزن  .. وكانت منصوبة للضيوف المتنوعين ومن كل الجهات والذين لجئوا الى الخيمة !!! وتناول الوجبات الثلاث من المقسوم والمبيت فيها ، فاما نحن كانت خيمنا تبتعد بعض الشي من مقر المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكوردستاني / البارتي ( حدك ) .
... الزيارة الى آلوتان و كؤره شير !!

... وضمن تحرك الرفيق أبو حكمت للجولات المكوكية السياسية حول الكرة الأرضية المصغرة .. ألا وهي زيارتنا الى صادق شرف  كندي ( دكتور سعيد ) سكرتير الحزب الديمقراطي الكوردستاني الأيراني / ( حدكا ) في قرية كؤره شير  المهدمة  كؤره شير .. تحركنا من رازان وعبر بلدات وقرى كوردستان إيران  ( خانة / بيرانشهر / ئالوتان ) بحيث  أستقبلتنا العائلة الأنصارية والمناضلة ..  الرفاق المناضلين والمتحملين كل أشكال الحرمان والصعوبات في تلك المقرات وحالهم حال العوائل الأخرى من رفاقنا في كوردستان ، عائلة الرفاق نوري ونسرين ودانا وتارا .. في مسكنهم المتواضع في قرية آلوتان الحدودية .. والترحيب الرفاقي الرائع من قبل العائلة المناضلة بكل معنى من الكلمة .


8
مذكرات بيشمركة / 100
عاش البغل ..  الذي قادنا الى المدينة ..!!
سعيد الياس شابو / كامران
2020.08.16
أن نتناول جانب من العمل اليومي البيشمركايتي الأنصاري ونجحف بحق الجانب الآخر على حساب الواقع المرير والمتنوع .. فمن حق الجانب الآخر من أن يعترض وينتقد ضمن المسموح به .. ولكن من أن تنتقد وأنت غير محق !! فهذا إن دل على شيء .. فإنما يدل  على عدم الصواب في العمل والنقد  البناء .
وفي الكثير من الأحيان كانت المقرات والرفاق يعانون من الواقع المزري للحياة العامة برمتها ، ومنها خصوصا السياسية والعسكرية والمعانات المتنوعة ممن يمتلكون القرارات والتي تصدر منهم عبر مكاتبهم وتنظيماتهم لتطبق على الوحدات والتشكيلات الأنصارية ، ومن ثم مدى إستيعابها وقبولها والألتزام بها من الجانب ( الأدنى ) في الواقع على الأرض .
... وعندما نتناول موضوعا ما .. ونبقى بصلبه وطرحه من أجل الإفادة وليس لإبعاد الكرة من الملعب .. ومن خلال مناقشاتنا وتقيمنا للأوضاع والأنتقادات العلنية وأمام الملأ .. وإذ بالرفيق النصير ( أبو لقاء ) نشأت وفي مقر بير بنان .. ( يجرخني ) بتقرير لقيادة الحزب والله أعلم ما كان في طياته !!
والكل يعلم من  إن كامران كاتب السطور ومنذ أزمنة بعيدة قبل الأنصارية ينتمي الى المعارضة وحتى في الحزب أثناء الأعوام ال ( 11 ) وأكثر من العمر الشبابي  الأنصاري .. جلها تعلن عدم القناعة بما هو غير جدير ومفيد  وصادق .
...................................
((( ... تعزيز بأسماء الرفاق والمقرات من قبل الرفيق النصير الدكتور أبو كاوه مشكورا ... )))
 ((( تحياتي لك احبيب , نبدا من موقع لولان الذي اسس عام 1983 بعد بشتاشان مباشرة وكان هو مقر للمكتب السياسي وفيه من الانصار بالاضافة لرفاق م س ابو صارم,ابو زينب , ابو كاوة ,محمود من عين كاوة ابو احلام مالية , علي مالية , انسام ,ابو حاتم , ابو بسيم , ابو زينب الشايب ابو عبيس ,ا ,بالاضافة الى موقع لولان كان لنا موقع في الاسفل على النهير هو موقع للضيافة ,,,,, بالاضافة الى ذلك لاحقا شكل موقع للاعلام يبعد بحدود نصف ساعة عن موقع لولان تقريبا .... واذا سرنا باتجاه دراو السفلى وبعدها دراو العليا والذي هوموقع م . س بعد ان انتقل من لولان الى هناكومنى الرفاق الذين تواجدوا في لولان السفلى منهم اذكر ابو روزا وام روزه وماموستا هجار ,,,ابو عشتار كان ذلك عام 1984ومن دراو العليا خلفها قمة في طرفها الاخر اسس موقع سبيكا الذي كان الرفيق ابو دنيا مسؤوله ومن الانصار ساطع ,ابو العقب , عادل الاحيمر ( عدنان )وفي الطرف الاخر من النهر مقابل موقع سبيكا كان موقع ارموش ومن ثم موقع الاعلام بعد ان انتقل من لولان وفيه من الرفاق شاخوان , ,
ابو قيس و ئه ستيره ,ابو شهاب المهندس , ابو دجلة المهندس ابو ليث السينمائي وزوجته ام ليث,مفيد الجزائري علاء المخابر ابو سرمد المخابر, ابو جعفر الاداري ,جاسم المذيع وكذلك الرفيق ابو مخلص , مقابل موقع الاعلام ( موقع سفين ) ,كان موقع دجلة الذي انعقد فيه المؤتمر الراابع للحزب وهو قريب جدا من موقع الاعلام (سفين ),وعلى بعد تقريبا ساعة او اقل موقع موسلوك والذي هو مقر المكتب السياسي ,وبعد ذلك على بعد تقريبا الساعتين موقع بيربنان وهو عبارة عن موقع الضيافة وموقع م س وفيه الكثير من الرفاق الانصار منهم ,, بنياد ,, ابوزويه وزوجته ليلى , ابو محمد روماني , ابو حمدان , ابو صبا , ابو لمى , ابو فيدل ,بولا وزوجته ليلى وايضا الطبابه كانت في موقع الضيافة وفيه دكتور ابو كوران وابوكاوة ودكتورة مريم ,الشهيد ابو نصير وام عصام وكثيرين لا اتذكرهم ,,, طبعا رفاق كثيرون عاشوا في تلك المواقع بشكل عام , ابو عبله , ابو عواطف , ازاد ( قيصر ) دكتور رافد ,حجي سامي ,ابو كفاح ,ابو حمدان , ابو احمد التركماني و رزگار ,,,, تحياتي ومودتي لك واذا كان هناك استفسار انا موجود ,بالاضافة لرفاقنا كان معنا مجموعة كبيرة من الرفاق الضيوف من حزب تودة ومنظمة سازمان ))).
........................

... عاش البغل !
أن نوصف البغل وماهيته وأنواعه وكيفية مجيئه للكون  ، لابد من أن نوضح بعض الأمور المعرفية والتي تخص القرويين ونحن على السواء وذلك الواقع والذي يحير الأنسان جيناتيا وأجنداتيا .. وفيسيولوجيا وتكوينيا وإلاهيا وما الى ذلك من الأمور التي تتدخل في تكوين البغل !
... وعند التزاوج بين الحمار والفرس .. فيكون التحصيل الحاصل بإنجاب ( البغل ) أو ( البغلة ) ، والبغال وأنواعها وأحجامها تختلف من دولة الى أخرى وحتى في الدولة الواحدة ثمة أختلافات في النوعية والشكل والحجم !!! وفي كل الأحوال نبقى عند حسن ظن البغال في المقرات ومنهم ( عاش البغل )!
-
تمتاز البغال بتحملها وبتحميلها أوزان وحمولات ثقيلة والسير لمسافات بعيدة وفي ضروف قاهرة  ومنها الطرق الضيقة والوعرة .. أي لو نقارنها مع الحصن أو الأحصن  والأفراس أو الفراس .. فتبقى المعادلة تميل الى كفة البغال ! وللبغال تقريبا ثلاث أحجام .. والقامات منها القصيرة والمتوسطة والعالية الضخمة .
أخبرني الخال أبو حكمت من أن أكون جاهزا يوم غد ونحن في شهر آب من عام ( 1985 ) لجولة تتظمن زيارة كاك مسعود بارزاني رئيس الحزب الديمقراطي الكوردستاني – عراق ، في مقره الواقع في أراضي كوردستان العراق في منطقة المثلث المايل الى العمق ويبتعد لساعات عن مقراتنا .
تهيأة البغل الذي تعودت من أن أكون عونا له  و معه صديقا ورفيقا ومداريا له على طول الخط .. لكوني في كل يوم أستبدل  مكانه لمرات عديدة بحثا عن الحشيش وسقيه  أو إروائه من الساقية أو من الينبوع أو في السطل وحسب الموجودات المتوفرة على الساحة النضالية وذلك من أجلإستبعاد الذبان الوحشي عن جسده  ومراعاته من حرارة القيض  ، ومن ثم تدبير الشعير الدائم وذلك من أجل إطاعته وألتزامه بالقرارات الصادرة مني له ، وبين يوم وآخر كنت أغسله بالصوندة أو بالسطل ، وحبله الطويل لكي يتسنى له الحركة  وربطة في الحديدة ( السجة / السكة ذات الحلقة  ) في الأرض لكي لا يلتف الحبل على  وحول عنقه عندما يكون مربوطا .. بالشجرة  .. وقلما ربطناه بالشجرة إلا ما ندر ، وربطه بالقرب من المقر للإطمئنان أكثر و من السرقات والحيوانات المفترسة .
الرفيق العزيز بولا العربي أو التركماني أو .... صاحب الوجه الضحوك والدليل الرائع .. قادنا .. الى المسير من مقر بيربنان ومتجهين نحو تلك الوديان والجبال وما إلا الساعات القلية من المسير .. وفي الصعود لمرتفع جبلي ترابي والقش الذهبي اليابس ، والنزول لأقل من مترين وإذ بالبغل يتهستر صاعدا نازلا .. بعدما ثقل الرفيق أبو حكمت نزل على الجرح  وتزحلقت قدما البغل  .. مما أدى الى عدم قبول البغل بالرفيق أبو حكمت ممتطئا له .. و وقوعه أو سقوطه .. وممتدا ومطروحا على المكان القاسي و بعد رفعه أكثر من متر من على ظهر البغل والى تلك الأرض الصلدة ودون سابق أنذار من عاش البغل!
كاتب السطور كان في المقدمة وأبو حكمت في الوسط وبولا في الخلف وبيننا حوالي خمس أمتار وأحيان أكثر ، والحبل بأيادي أبو حكمت .. حدث صوتا أثناء سقوط أبو حكمت .. صوتا مشتركا وخلطت الأصوات .. عدت اليه وقدم اليه الرفيق بولا .. ونحن مستغربين من الحالة المؤذية .. وبالرغم من تنبيهي للرفيق أبو حكمت بخصوص النزلات المؤذية للبغل فعليه من أن يترجل عند النزول  .. إلا أن العمر الستيني والأنصار البيشمركايتي لم يسمحا بذلك .. وكبار السن والحياة الأنصارية .. القاسية والمعقدة ( كجا مرحبة ) !!.
خال .. خال .. الخال مدمي بالوجه والأيادي .. جروح وخدوش ورضوض وخلع في الكتف اليمين ومتاعب جمة .. خال .. الخال .. فقراتك ..  خؤ ظهرك ما بي شي .. ؟ بعد هزه من قبلي .. قال لا ما بي شيْ  فعقمت له الوجه واليدين !! والدماء تسيل من الخال ..
خال .. الخال .. خو رقبتك بعد تحركها ما بيها شيء ؟؟؟!!! ، كلا سالمة .. فقلت لا دير بال سآخذك الى إيران للعلاج  وكاتب السطور ضاحكا ومازحا ومحبا لعاش البغل الذي ستقودنا الحالة التمتع بالمدينة !! . ولا يهمك خال والخال في موقف محرج من أن يزور إيران ، فقلت له .. لا دير بال عندي معارف كثيرون ومنهم عائلة كان أحد أبنائهم نصير ضيف عندنا وعنده أخ معوق وأم وأخت ...... ومستفسرا الخال عن مدى قبولنا ضيوفا عند أهل الدار أو  أهل البيت .. ؟! فأصريت من إنهم لا يمانعون .. وسنشرح لهم الأمر ! عائلة في قمة الطيبة .. والخال متألما من كتفه المائل للنزول وعدم تمكنه من رفعه وحركة يده بسهولة ..  وهكذا بالرغم من الآلام والأوجاع عدنا الى مقر بيربنان لنحصل على ( 4000 ) أربعة آلاف تومان إيراني يقسم الى الأثنين للأكل والمنام الفندقي خلال شهر .. زائدا مبلغ للعلاج الطبيعي ( الفيزيوترابيك )!!. هذه كانت فيما بعد العودة من عند الرئيس كاك مسعود بارزاني ،

وصلنا الى مقر كاك مسعود بارزاني .. وشرح القصة من قبل الرفيق أبو حكمت لكاك مسعود ومبيتنا لليلة واحد في الموقع المخفي كليا  ما عدى البعض من الكبرات  ( للجلو ) المحمية بقطوعات صخرية ..
في اليوم الثاني عدنا والآلام المبرحة لأبي حكمت .. أوجاع في كل مكان .. حصلنا على المبلغ من الرفاق في إدارة الحزب  أبو تارة ، أبو أحلام وعلي مالية .. وهم كانوا يسكنون في قاعة مكتبهم وأوراقهم وصناديقهم وملفاتهم  وأقلامهم الملونة .

9
مذكرات بيشمركة / 99
معانات البغال من .. نحن !!
ومعاناتنا من البغال ..!!
سعيد الياس شابو / كامران
2020.08.14
البغال  .. جمع البغل .. والبغل حيوان أليف ومطيع وخدوم عندما تهتم به من حيث متطلبات الحياة بتوفير ما يحتاجه .. تناول العلف  ومراعاته .. ومنه .. الحشيش اليابس ، الحشيش الأخضر  والجت  ( وينجه )، التبن ، والشعير  وما الى ذلك من قشور الرقي والبطيخ والفواكه فيما إذا تواجدت .. وفي حال فقدان كل هذه المواد فيلجأ البغل أو الحصان أو الفرس ، أو الحمار .. الى تناول أغصان الأشجار وقشورها وحتى الخشب ..!!!! ، وعند فقدان كل هذه الأشياء  وإن ترك البغل مربوطا لمدة أكثر من اللازم فيبقى البغل بحوافره .. يدق و يضرب الأرض بكل ما يمتلك من قوة مع خروج اصوات النجدة والأنقاذ من الحالة المزرية!!!.
و منذ البداية الحزب وإداراته والمتمثلة بالرفيق أبو أحمد / عبدالرحمن القصاب  ورفاقه .... إهتموا بالبغال في ناوزنك بحيث كان للبغال  قاعتان وغرفة لحفظ العلف ، والأهتمام بهم من حيث تناول الوجبات الغذائية المنتظمة ، والتنعيل ،  وحتى تفريشها بفرش أو فرشاة  خاصة والأهتمام بالكراتين / الجلالات  والحبال .. وحمايتها من الحيوانات المفترسة ومنها الذئاب .
لذلك كانت معانات البغال غير جديرة بالذكر .. وبشكل عام متختخة وراضية من الرفيق حمة يوسف وأبو أحمد  ، وفيما بعد من الرفيق علي رزكة ورفاقه الأوفياء ..
فأما في المقرات الأخرى وخاصة في مناطق بيربنان ، آرموشين  .. آرموش السفلى والعليا .. موسلوكين .. موسلؤك  السفلى والعليا .. ده راوين .. ده راو  السفلى والعليا  .. سبيكا .. والمقرات الأخرى .. كانت تعاني من الأهتمام بها ، وذلك يعود لعجز البعض من الرفاق من المثقفين وأصحاب الشهادات والمقصرين والقيادات  .. وأنا لست مع التعميم أبدا  وثمة رفاق كان لهم جهد مشهود لخدمة البغل عندما كان دوره كخفر حيوان ومنهم الرفيق الفيزياوي أبو كفاح البريطاني في مقر موسلوك .. لعدم إستيعابها المتطلبات التي يحتاجها البغل في حياته اليومية والموسمية ، لذلك ترى البعض من البغال أنتحرت من كثر حملها وجوعها وجروحها البالغة في الرابط الأعلى بين الرقبة والجسد من الفوق وفي القسم السفلي من بطنه عندما تكون شدة الحمل غير عملية وقوية على حساب الدراية ومن عدمها !!ومعاناتها .. عند إستغلالها من قبل الرفاق الذين لا يرومون النزول منها ومتشبثين ومصرين في البقائهم على  ظهور البغال والبقاء في الحالة في الصعود والنزول ولمسفات بعيدة .. وأن يكون الرفيق من الوزن الثقيل لا يروم الأعتماد على ( رينو 11 ) أي السير على القدمين ! ولكل حادث حديث !!

وأحيانا .. كنا نطلق على الحالة المزرية في تجويع البغال .. من إنها تعمل على ( الباتري ) البطارية !
وأكيد الكثير من الرفاق كانوا يهتمون بالحيوانات والبغال وحسب درايتهم  ... وعند تجاهل  جروحها البالغة والإصرار على تحميلها دون إلتئام جروحها وأحيانا حتى الديدان ( الدود ) تعتاش على تلك الجروح ، ناهيك على عدم معرفة لغة الحيوان ومراعاة مشاعره والحديث معه  وإليه .
فأما ربطه بعيدا عن المقر وحركة المقر وخاصة في الليالي .. كانت حياتهم معرضة لخطر الإفتراس الذئابي والخوف لطيلة الفترة وحرمانه أي البغل من النوم  وفي اليوم التالي أمامه مهمات أخرى وهكذا في كل يوم ! جلها معانات البغال منا .. ومن .. نحن الثوار العلمانيون ، لذا ترى البعض من البغال في أول فرصة سانحة لها .. تتركنا وتهرب الى حيث الخلاص بجلدها والمصير المجهول تاركة الحركة الأنصارية وإختيار الطريق الآخر !! .
وعندما يكون الطريق مثقلا بالثلوج وبنسب عالية ومحملا بالحمولة مما تطمس أرجله الأربعة وشل حركته بالشكل الذي يحير الإنسان من إيجاد البديل ، وعندما تكون حوافره سايفة .. أي لم يكن البغل تحت حوافره ( النعل الحديدي ) والذي يستخدم البشر عوضا عن هذا .. الحذاء .. وخاصة في المناطق الصخرية والجبلية بحيث لا يطيق السير والمسير لمسافات بعيدة والألم الذي يراوده  ، والحمولة الغير نظامية من الحطب .. فأما ربط الحيوان بحبل قصير لا يلوح البغل من الوصول الى  الحشيش ويراه بأم عينيه ومحروم من إسقائه الماء لفترة طويلة ونسيانه في ذات المكان وخاصة في الصيف  فهذا تعودوا عليها وأصبحت حالة شبه طبيعية عندهم ، وترك ( الكورتان ) الجلال على ظهره / ضهره .. مما حمل المشقات في الحمل والوزن والمسير الطويل  والمزيد من تعرق جسده وظهره المبلل والمحتاج الى التمرغل على الأرض الطيبة ليتيبس جسده وحكه في الوقت ذاته  مقلبا الى اليمين تارة والى الشمال تارة أخرى .. فأما وقوعنا نحن والبغال في الكمائن أو عند قصف المدفعية والطيران (( وإستشهادها )) ومحاولاتها بإنقاذ أجسادها من الرصاص ...!!! ..... !!! جلها المتطلبات البغلية في الحركة الأنصارية البيشمركايتي .
وفي الجيش العراقي .. كانت سرايا النقل الجبلية ( الخيالة ) منتظمة ومنظمة من حيث تسمية البغال وترقيمها ولها سجلات خاصة ووشماة بالوشم على آذانها وإسطبلات محترمة  وعلف مخصص لها .. ولكل مجموعة من البغال  ..جندي ( سايس ) يعمل بشكل جاد من أجل خدمة البغال وغسلها وديمومتها وترويضها وتمرينها على واقع الحال .
فأما معاناتنا من البغال فلكل حادث حديث وحسب القادم من الأيام .......
... الهجوم الإيراني على منطقة برادوست .. في منتصف تموز من عام 1985 .
بدأت القوات العراقية والأفواج المقاتلة معها من ( الفرسان ) في بداية شهر تموز ..  بتحركها نحو المناطق المتوقعة لصدها فيما بعد الهجوم في أطراف ناحية سيدكان وجبالها من ناحية الشرق ..  حصاروست ، كؤشينة وسيدكان .. معلنة  الحركة الأستباقية من قبل القوات العراقية والتشبث بتلك المواقع الحساسة والتصدي للقوات الإيرانية المهاجمة وفتح جبهات جديدة لنزيف الدم !!.
... وبدأت الهجمات التعرضية من قبل القوات الإيرانية في أواسط شهر تموز والقتال الشرس بين طرفي النزاع والوقوف والتصدي من قبل القوات العراقية وأستخدام كافة أنواع الأسلحة لشل القوات الأيرانية المهاجمة .. وتلك المدفعية التي لم ينقطع أصواتها ليل نهار !!.
... المدفعية النمساوية .. الصور من ( غوغل ) .

يبدو إطالة زمن الحرب بين الدولتين الجارتين كان يتطلب المزيد من سفك الدماء وتجريب وأستخدام  الجديد من مبتكرات الأسلحة الفتاكة ومنها .. المدفعية النمساوية العملاقة والمدمرة للجبهات المعادية لحسن أدائها وتصوبيها وكثرتها العددية وغزارة قصفها .
وبدأت الجمهورية الأسلامية الأيرانية في منتصف شهر تموز من عام 1985 بالتعرضات الى القطعات العراقية وشق الطرق عبر تلك الجبال والوديان مصرة على ( التفوق العسكري ) وتفديم المزيد من الضحايا وأكثريتهم من الشباب الذي يحمل المفتاح الورقي  من آية الله الأمام الخميني للدخول الى الجنة! ، وعملت المكائن الثقيلة في المنطقة ووادي ( ده راو ) العاصي والبلدوزرات التي تعمل في شق الطرق على الجانب الآخر من المقرات .. أي مقرات حزبنا الشيوعي العراقي العديدة .
ويبدو حصول العراق على تلك المدفعية المؤثرة في الجبهات من حيث التأثير كان بالغ الأهمية على الطرف الآخر .. وخاصة في الليالي وعندما كانت تنطلق تلك المدفعية وأصواتها الرهيبة ومنيرة طريقها بضوئها القرمزي الأحمر .. وعويلها المسموع منذ إنطلاقها وحتى سقوطها على الأرض  والمرء كان يعتقد من إن الطيران أي السمتيات تطير وتحوم في السماء بهذا الضوء وليس المدفعية الفتاكة  وحديثة الأستخدام  في جبهات الحرب العراقية الأيرانية .

... البعض من الرفاق والرفيقات الذين تمكنا من لقائهم والحديث اليهم والأشتياقات والفراق لسنوات وأشهر .. ففي مقر الأعلام .: التقينا بالرفاق والرفيقات  عبدالرزاق الصافي / أبو مخلص ، رجاء الزنبوري ، آستيره للمرة الثانية بعدما ألتقيناها في شتاء 1983 – 1984 في قرية رازان في بيت الرفاق أبو حياة وفيان ، دارا ، هاشم كؤجاني ، أبو آمل  ، هؤكر ، آسؤ كريم ، كاروان عبدالله ، أبو واثق ، راويز ، آزاد ميران ، كاروان آكريي والرفاق والرفيقات الآخرين .
فأما في مقر بيربنان والمقرات الأخرى ألتقينا بالبعض من الرفاق .. ريبوار ، رؤزكار ، آمانج ، سامال ، آسؤ ، أبو حاتم ، أبو علي ، أبو زويا ، ليلى ، عبير ، أبو يسار ، أم بهار ، علي مالية ، أبو تارة ، أبو أحلام مالية ، مام علي ، زمناكؤ ،  كاوه عنكاوه ، أبو لقاء ، أبو الجيس ، يوسف وسوزان ، بولا وريزان ، دلير سيد توفيق ، آسؤ كرمياني ، مامؤستا هزار ، دكتور أبو كاوه ، أبو هادي ، أبو أسطيف ، أبو زاهر ، أبو دنيا ، جهاد ، أبو جعفر ، فصيل القناص ، أبو كفاح ، دكتور بروسك / أبو أحمد ، دكتور أبو يسار ،كتور أبو كؤران وأم صباح ، أبو حازم وشيرين ، سامان ونوروز ، والرفاق أعضاء المكتبين السياسي والعسكري  وو.......... الخ ! وبالتعاون مع الرفيق روزكار تمكنت من الحصول على البعض من أسماء الرفيقات والرفاق الذين كانوا مع البعض .. مشكورا هاورى روزكار .
... بينما كان الرفيقان أبو فاروق ( عمر علي الشيخ ) المتواضع في لعبة حماسية للشطرنج مع الرفيق أبو حكمت وهما مفترشين الأرض والمنافسة على من سيتفوق .. ولقى بصري ونظري على الحذاء السمسوني في قدمي الرفيق أبو فاروق العضو في المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي .. مسودة ومصخمة القدمين دون إرتداء الجواريب .. ومن لا يلاحظ الوضعية يعتقد من أن الجواريب هي سوداء اللون .. والساقية تجري من أمامنا في مقر موسؤك الجميل .. فلم يتحمل كاتب السطور وكالعادة ... رفيق في هذا الشهر بين تموز وآب .. لماذا لا تلبس حذاء ( أديداس ) المريح والنظيف .. وأنظر ما هو لون قدميك ..!!!!!! ومبتسما الرفيق أبو فاروق  ....... ( شو ) الفرق .. ما الفرق ؟؟!! ، وكاتب السطور .. أي دشوف أشصاير برجليك بقدميك .. ؟؟!! وبحركة سريعة من أبو فاروق مخفيا قدميه تحت أفخاذه ومعلنا أختفاء قدميه ..!! وقهقات ضحكاتنا الصادقة .




10
مذكرات بيشمركة / 98
النقطة الفاصلة بين الدول الثلاث كوردستانيا !!!
سعيد الياس شابو / كامران
2020.08.12
... تعتبر مقاطعة برادوست وعاصمتها سيدكان  ،  أو منطقة برادوست من المناطق الواسعة والشاسعة والأستراتيجية جغرافيا وإقتصاديا وأجتماعيا وفي المستقبل ( سياحيا )! ومن حيث الموقع الجيوسياسي تربط ثلاث دول شرق أوسطية مع بغضها الآخر حدوديا ،   ومن حيث مصادر المياه ,, قلما توجد في منطقة معينة ثلاث روافد حية والمياه الزلالية وجداول عدة وينابيع قل نظيرها ( وكاني خاسكئ ) نموذجا لا يقبل الجدل  والتأويل .
ولو تناولنا تحديدا نقطة الحدود الفاصلة  أو المثلث في منطقة الحدود المرسومة .. فما هي إلا أضحوكة لمن يقف ويمسك بيده الحديدة البارزة في الكتلة الأسمنتية الكونكريتية الدائرية  بطول متر مرتفعة عن الأرض لترسم الحدود بين الدول الثلاث .. أي إيران ، تركيا والعراق منذ قرن من الزمن .
ولو تناولنا القرى الواقعة على نفس المسافة تقريبا .. لنرى قرية ( كجلة ) في جمهورية الأيرانية الأسلامية ، وقرية ( كليشم ) في الدولة التركية ، و قرية ( آري ) المهدمة في دولة العراق الفدرالي!!! .
... إجتماع أحزاب  جبهة جوقد في تموز 1985 ..
جبهة ( جوقد )! .. الجبهة الوطنية والقومية الديمقراطية .. تشكلت في دمشق العاصمة السورية في عام 1980 ميلادية من القرن المنصرم ، وضمت جوقد الحزب الشيوعي العراقي  ( حشع ) ، حزب التجمع العراقي الديمقراطي ، الأتحاد الوطني الكوردستاني ( أوك ) ، حزب البعث ( اليساري ) الموالي لدمشق ، والحزب الأشتراكي بالعراق ، وحزب الأشتراكي الكوردستاني ( حسك ) السوسياليست ،  ومانع  ( أوك ) والبعث من دخول الحزب الديمقراطي الكوردستاني ( حدك ) الى جبهة جوقد ... مما شكلت فيما بعد جبهة  ( جود ) الجبهة الوطنية الديمقراطية .. بين حشع ، حسك  وحدك !!! .
وظلت جوقد تتراوح غي مهرولة .. وصيتها مسموع في الخارج أكثر مما في سوح العمل البارتيزانية ، وعقباتها المتنوعة وتخرصاتها وتعرضاتها الدولية وإنتماءات أحزابها فكريا  الى الدول العديدة منها سوريا وإيران وليبيا !!!.
فتحركت جوقد لتجتمع على أرض العراق تحديدا ، وذلك لكي يكون القرار ( عراقيا ) صرفا و صافيا دون تأثيرات الدول على القرارات الصادرة عن  الأجتماع  وذلك بغياب ( أوك ) والبعث عن الأجتماع !!.
... وفي تموز أختيرت منطقة المثلث ورشمالاتها الكبيرة السوداء ، لا تفرق عن رشمالات الرعاة أي رعاة


  الأغنام في الكويستانات الحدودية   لكي لا تجلب الشبهات للطيران العراقي والذي كانت أكثر صولاته عبر المنطقة والى إيران ،  وممثلي الأحزاب الموجودة في الأجتماع .. الشيوعي العراقي والرفاق ( كريم أحمد ، رحيم عجينة ويوسف القس حنا / أبو حكمت ) ، والأخوة الرفاق في الكفاح المسلح من الديمقراطي الكوردستاني ( كاك مسعود بارزاني ، علي عبدالله  ،  روز نوري شاويس ، فاضل ميراني ، فرنسو الحريري وحميد أفندي ) ، والأخوة الرفاق في الكفاح المسلح من الأشتراكي الكوردستاني ( رسول مامنذ ) وممثلين الأحزاب الأخرى المشتركة لا أعرفهم سوى لاقت عيوننا في الكويستان الرائع / كويستان  ( خواكورك ) .
... القائمين على تقديم  الخدمة والحراسات وعائدية الخيم الرشمالات ووجبات الغذائية الثلاثة  ونحر الخرفان كلها مهمة الأخوة في الحزب الديمقراطي الكوردستاني والمبيت لثلاثة أيام أو أربعة .. في الليالي لا تطيق النوم من البرد بالرغم من توفر البطانيات .. وفي النهار ترى الشمس قريبة علينا ولا تؤثر حرارتها التموزية ..
فعلا تم عقد الأجتماعات المتكررة والمتتالية لأيام ثلاثة دون التوقف وأخيرا الحيرة كانت في صدور وإصدار  البيان الختامي للإجتماع  وإرضاء الدول المؤثرة على الساحة آنذاك !!!
... وفي اليوم الأخير للإجتماع وبعد تناول الوجبة الغذائية الدسمة .. تفتحت الشهية لسماع أصوات الرصاص ووضع ( النيشان ) الهدف للرمي .. ألا وهو ( سيكارة ) ثبتت بين صخور مرئية  وعلى مسافة تقدر ب ( 60 - 70 م ) وهي بالكاد مرئية .. والهدافون البعض من القادة ... يرمون ويصوبون ويتناوبون دون إصابة الهدف .. وترخصت من أن يسمحوا لي  بإطلاق طلقة واحدة ومبتسمين  البعض من الأخوة القياديين  .. وفي الرصاصة الأولى أصبت السيكارة لتطير مختفية وأستغراب الحضور الكريم وفرحتهم لما حدث وخاصة الرفيق أبو حكمت والأخ الكبير فرنسو حريري .
.. .. مقر موسلوك ..
يحكى والعهدة للراوي ..  أحد القرويين من أهل المنطقة .. من أن هناك شخص عاشق من القرية ..   أعجبته فتاة وعشقها وأحبها  حب العبادة وأراد من أن ينال رضاها وهي إبنة المدينة ، فيوصف لها  ومقارن أياها أي قرية موسوك بمدينة موصل / الحدباء  .. من حيث الجمال والنهر الجاري من أمامها وبساتينها وكرومها المثمرة وهوائها العذب وجمال موقعها وطيبة أهلها .. وكلها على طريقة أبيات النثر والشعر الحر والقصيدة بوزن والقافية ، فأقنعها وهي أي البنت الشابة أعتقدت الموصل هي المقصودة .. فجلبها الى قرية موسوك .. وتستغرب لما حدث لها ومعها !!
... الحركة الديمقراطية الآشورية ..
... خيمة الضيوف .. تتوسط ساحة المقر الواسعة خيمة تتسع لبضعة أشخاص وأمامها تجري ساقية مياه عذبة قادمة من الينبوع ولتروي أشجار الجوز في المقر ، ومضيفة هدوءا وجمالا على المقر والساحة وفي هذه المرة الضيوف من الأخوة الرفاق في الكفاح المسلح من الحركة الديمقراطية


 الآشورية .. ( نينوس ، يونادم كنا ، دكتور سرجون . بيرس وبيشمركة آخر ) ضيوف الحزب الشيوعي العراقي والمرحب بهم لعدة أيام .. وكنت كحلقة وصل لتلك الأيام بين الرفاق وبينهم ، وفي ذات يوم يطلب مني الأخ يونادم من الأنظمام اليهم .. وهو يقول ( ته مه لئ بيشت منن )! ( ليش ما تصير بيشمركتنا ؟! ورادا كاتب السطور .. مو آني وياكم في الوقت الحالي بالخيمة ؟! رابي يونادم .. لا أن تصبح ويانا  نسويك مسؤول عسكري !! وضاحكين ومرحبين بهم  ومن ثم ....
 توجهوا الى أيران  بعد أن تدخل الحزب بينهم وبين حزب الديمقراطي الكوردستاني وتسوية البعض من المعوقات في قاطع بهدينان  .. ليستقروا فيها لسنوات مع البعض من عوائلهم .
... آلاي شورش .. راية الثورة ..

وفي شهر تموز من عام 1985 .. ألتجأ الى مقرات حزبنا ومرحبين بهم كما بالحركة الديمقراطية الآشورية .. الأخوة المنشقين  عن حزب الأتحاد الوطني الكوردستاني .. كتلة أو جماعة ( ملا بختيار ) تحت أسم راية الثورة ومعلنين تسمية تنظيمهم الجديد بقيادة الأخوة ( ملا بختيار ) المعتقل وهو تحت الأقامة الجبرية وبحراسة مشددة أثر الخلافات بين الطرفان ، والأخوة ( سالار عزيز  ، مامؤستا جعفر وكادر  آخر لا تسعفني الذاكرة من أسمه ) وهم  ضيوف الخيمة ذاتها وأيضا كنت حلقة وصل بيننا وبينهم ومراعاتهم لأيام معدودة والنقاشات الهادئة ولكن لم يطرحوا علية الأنتماء اليهم .
... الدكتور ( أحمد أبو بروسك / أم الدكتور بروسك أبو أحمد ..!! رفيق رائع وعد قيادة الحزب ومنهم الرفيق عزيز محمد .. سكرتير الحزب في الخارج من أن يشارك في عملية الكفاح المسلح وذلك بتطوعه كنصير بيشمركة لمدة ستة أشهر !!! وهو طبيب أخصائي جراح يعمل كمدير لمستشفى في إحدى الدول وأعتقد ( الجزائر ) ،  قدم متحمسا وهو من الأربائيلويين / توركمان أربيل ويجيد العربية والكوردية والتوركمانية والأنكليزية .. وجراح ماهر ، وأثبت جدارته عند قيامه ببتر إحدى الساقين لبيشمركة الحزب الديمقراطي الكوردستاني الأيراني ( حدكا )  مصاب بالجرح الخطير والمؤدي الى ( الكانكري ) وفقدان حياته فيما لو لم يتم أو تتم له العملية الجراحية .. دون وجود المادة المخدرة .
أجيئوا بالمقاتل المجروح .. مطروحا أمامه .. الدكتور متحدثا المجروح ورفاقه .. لا خيار آخر سوى بتر وقطع الساق !! وليس لدينا ( البنج ) المخدر ! وسائلا الطبيب مريضه .. هل بإمكانك من أن تتحمل بتناول قنينة ويسكي .. ؟! كمادة مخدرة معوضة ، فأتفق الجميع .. فجلبوا للطيب أبو أحمد ( المنشار الحطبي الكبير ) ليعقمه جيدا ومن ثم يباشر بالعملية الجراحية ونجاحها ، ولا يزال الجريح حي يرزق .
معانات البغال من الرفاق .. والرفاق من البغال ..
( كجل حسن .. حسن كجل )!! .. في حلقة سابقة تطرقت عن الخيول وتكاثرها ومدى تحملها وتغذيتها والتعامل معها والإهتمام بها والوزن الذي تتحمله في حمولتها  وما هي أحتياجاتها في الرأس والرجلين القدمين وعل ضهورها  وجلالاتها ( الكراتين ) وما الى ذلك .
والرفيق الدكتور الجراح المرح واللطيف وصاحب الصوت الشجي عندما يغني ( القوريات ) وحديثه عن أربيل ( هه ولير ) وذكرياته الطفولية والشبابية وأصدقائه بالشكل الجذاب .. يشتكي من معاناته من وضعه ملتزما بالواجبات من قبل مسؤول الواجبات ( كخفر حيوان )!! أي الطبيب الأخصائي الجراح حاله حال الحطاب والكاروانجي دون أية مراعاة تذكر .. وصلت الكلام للمسؤولين القادة .. ومسؤول الفصيل مجاوبا .. أي رفيق .. إذا الطبيب ، المهندس ، الفيزياوي ، الكيماوي ، المسؤول السياسي ، خريج الجامعة  والمسؤول العسكري والرفيقات  والضيوف .. كلهم يمتنعوا ولم يتناوبوا على خفر الحيوان .. فمن يداري ويراعي (( الرفيق ))البغل ..؟؟!!
بالطبع من إن الأشهر قريبة ومجاورة على بعضها الآخر .. أي حزيران جاره تموز وتموز جاره آب !!!
رب سائل .. لماذا لا تستخدمون الماطورات والبايسكلات في حياتكم اليومية وفعلا في وقت ما سئل هذا السؤال ؟ ومن لايعلم بالواقع فلا ضريبة على الكلام !!

       


11
مذكرات بيشمركة / 97 ( ج )!
الأحداث كما هي ..
سعيد الياس شابو / كامران
2020.08.10
تتسارع الأيام الربيعية  في دشت هيرت / سهل هيرت في منطقة سيدكان / البرادوستية ، وينبوع ماء قرية ليلكان تتدفق مياهه  العذبة ليروي منه الجميع وزيادة !! وبعد مرور أيام ونحن مجموعة المفرزة تحركنا بأول زيارة نقوم بها الى الحزب الأشتراكي الكوردستاني / سوسيالست ومقر الواقع في قلب جبل ليلكان  ومسؤوله الرفيق ملازم بروا  ..  جبل ليلكان وصاعدا في الطريق الى الأعلى، حيث الكبرات الصيفية والنهر القادم من ( ده راو )يجري من أمامهم والوادي الذي يفصل الجبال عن بعضها الآخر ، واللقاء الى الأخوة قادر عزيز ، ماموستا سعد عبدالله، دكتور سردار ، به لين ، بهمن والرفاق الآخرين .. وترحيبهم بالرفاق ..  أبو حكمت ومام خضر روسي ، أبو راستي ، أبو دلشاد ، خيري ، هزار روستي وكاتب السطور كامران . بحيث تناولنا شاي العصرية .. معاتبيننا من إننا لم نخبرهم مسبقا لتناول وجبة الغذاء ! ومن ثم حددوا يوم للوليمة الدسمة بالرغم من وضعهم الأقتصادي التعبان ! بعد أيام عدنا إليهم  لنلبي طلبهم مشكورين وعندها وأثناء تناول الدسم تنفتح الشهية وتزداد المودة ويأتي الكلام أكثر فأكثر أنفتاحا ومرحا .
الصور من العم ( غوغل ) وكيبيديا .. مشكورين . مسلة كيلشين ..

وتمر الأيام والأسالبيع والرسائل المتبادلة بين الرفاق في  قيادة الحزب والمكتب العسكري أي بينهم وبين الرفيق أبو حكمت .. وإذ برسالة محرجة من المكتب العسكري الى أبو حكمت مفادها .. وفحواها .. خروج قوات الأنصار للقاطع والأقليم خلال ( 48 ) ساعة أو ( 72 ) ساعة وترك المنطقة بأمر من الشيخ البارزاني محمد خالد ، ونظر أبو حكمت بنظرة حيرة ومحيرة .. ما هذا التحول في هذا الوقت ..؟ والحزب يروم  رأي أبو حكمت .. فرد أبو حكمت من أن الشيخ محمد خالد ليست له علاقة بالأحزاب وهو مستقل ومدعوم إيرانيا .. فالخروج هو أفضل وسيلة للتخفيف والتقليل من التشنجات التي ستحصل في حال الرفض من قبل أنصار وبيشمركة الحزب ، وهذا ما حصل وتحول القاطع الى مناطق كافية والصوب الآخر للنهر .. أي الرحيل من منطقة بارزان والتحويل الى منطقة زيبار / زيبارتي .
!!!!!!!!!!!!!!!!
... ازدياد حدة التوتر وفتح جبهات قتالية جديدة  بين العراق وإيران !!
لقاء الرفيق أبو حكمت بعلم الرفيق الحزب  .. بالشيخ كريم خان في سيدكان ..

وفي ذات يوم ونحن في حزيران من عام  ( 1985 ) وبعد مراسلات عدة بين المكتب العسكري وأبو حكمت من جانب .. وأبو حكمت والشيخ كريم خاني رشيدي لولان .. والدعوة من قبل الأخيرللقاء الأول وفي ناحية سيدكان .
تهيئنا في العصرية للنزول التدريجي من قرية ليلكان وبإتجاه ناحية سيدكان والقرى التي تسبق سيدكان والرشمالات وأصحاب الماشية والذين أستقبلونا بحفاوة  في الوادي الهضبي .. ونحن الأربعة لا غيرنا .. الرفاق .. أبو حكمت ، هزار روستئ ، خيري ، وكاتب السطور بلغنا أقرب نقطة الى سيدكان وربما ساعة سيرا على الأقدام وأقل من ذلك .. بحيث تم تغير الزي البيشمركايتي بالزي المدني الكوردي التقليدي والذي يرتديه أهل المنطقة ( الشيل و شبك ) ، أبو حكمت وهزار تهيئا للمسير .. بعد أن أظلمت الدنيا ومن ثم ركوب السيارة الى حيث موقع الأتفاق .. ونحن .. أي أنا وخيري .. أصبحنا نتناوب على الحراسة وحتى الصباح الباكر في الرشمال  .. وكانت عقارب الساعة تقترب من الخامسة صباحا أي قبل بزوغ الشمس .. عاد الرفاق ليغيروا زيهم المدني بالأنصاري من جديد وتناول الفطور المفعم بالفوائد .. من البيض المقلي  المحلي والجبن والقشطة واللبن والشاي على النار الهادئة  وخبز الصاج اللذيذ .. ومكانكم خالي !
عدنا الى  أدراجنا ولا يحق لنا من الأستفسار والمداخلات عما حدث .. ولكن بلغت الأستنتاج من خلال التحركات هنا وهناك  وما حدث فيما بعد .. وربط المواضيع  .. كان فحوى اللقاء من عدم تعرض قوات الأنصار والبيشمركة في المنطقة حال تقدم الفرسان ( الجاش ) الى المنطقة بسبب الهجوم المرتقب من القوات الأيرانية فيما بعد وعلى محاور سيدكان !! .
... الدكتور كامران ........ كاتب السطور ..
وفي كل مرة عند زيارتنا للمقرات أو مكوثنا فيها أو توصياتنا للقادمين إلينا .. أرى من الضروريات والأوليات من أن يكون في ( عليجتي ) القماشية والتأريحية ( الأدوية الضرورية ) ولابد أن تحتوي بالأضافة الى الألبومات للصور  .. وقصة الصور قصص مأساوية ! البعض من الأدوية المهمة والتي نحتاجها نحن والقرويين .. ومنها الحبوب المسكنة ومنها مسكن لآلام الكلى  ( بسكؤبان ) وحبوب ضد الحساسية وضد الأسهال والبانداش اللفاف الطبي والقليل من المعقمات السائلة  والقطن  وأقراص وكبسولات الفيتامينات .. يعني صيدلية سفري !! تركنا سهل هيرت بعد أيام ومتوجهين الى المقرات تدريجيا أي الى أكثر قربا للحدود .. بينما الوقت أدركنا ونحن في الطريق لنرى في قرية عائلة فلاحية لوحدهم أي مسكن واحد !
سلام عليكم .. مرحبين بنا  .. دون الضحكة والأبتسامة .. وجوههم شاحبة اللون ، الكل صغارا وكبارا .. أنتابهم الصمت والدهشة ..  أفترشنا فوق السطح مكانا للراحة والمبيت وبالكاد يتحركون .. أنتظرنا من أن يطعموننا بخبز وشاي ، وهذا ما حدث مشكورين .. وخلال الحديث معهم تبين من أن الجميع مصابون  ( بالأسهال ) المزمن وحالتهم يرثى لها .. شاحبي اللون  .. صعوبة النطق .. أستفسرت ما السبب .. ماذا تناولتم .. كم مدة الحالة .. ؟؟؟ الجواب من زمان .. وبين فترة وأخرى يحصل لنا  هذا .. نزلت الى الدار لأرى الفئران حرة طليقة  تلعب بيها لعب .. فوق الذخيرة وفوق الخبز وتتراكض من غرفة الى أخرى دون خجل ومستحى !!.
أرشدتهم وأنصحتهم من رفع كل ماهو على الأرض لعلو مرتفع  بحيث يكون بعيدا عن متناول الفئران وما شابه ذلك .. هسع .. الآن  .. تحمون الماء وتسبحون جيدا .. وأنا سأطيبكم حالا .. !!  وواثق من نفسي من إنهم سيطيبون نفسيا قبل من أن يطيبون طبيا !! أعطيتهم كل شخص حبايتان ضد الأسهال  زائدا  قرص فيتامين سي فوار  بالماء .. لم يمر ساعتان  وثلاثة وإن التحسن الملحوظ في الوضع الصحي بدأ يظهر على خلقتهم و أصبح يشعرون فيه ، وهكذا في الصباح حباية ضد الإسهال ، وشعروا من إنهم بصحة جيدة دون متاعب ، شكرونا على الحالة وحسن التعامل من قبل الدكتور كامران !!!!.
..... من قرية ليلكان الى ده راو !!
تمتاز جغرافية المنطقة بتضاريسها المعقدة ووديانها الكثيرة وجبالها الشامخة وروافدها وطرقها الضيقة وجمال طبيعتها الخلابة وحكم الأنسان وتكييفه معها وترك بصماته على الواقع ومام خضر روسي نموذجا حيا  للواقع القروي .
الطريق من ليلكان الى دراو  ..  كان هناك طريقان .. وفي الكثير من الأحيان لم تكن مريحة ومعقدة ولا يسع إلا أن يسلكهما  شخص واحد وهكذا مع البغال والماشية .. صعود ونزول ومنحدرات في غاية الصعوبة ، وأكثر من بغل أنتحر نتيجة تذمره من الوضعية ومن الرفاق على حد سواء وذلك بسبب جوعه وعطشه وزيادة حمله وقلة راحته  وما الى ذلك من معانات ( بارتيزانية )!
بلغنا مقرات ( ده راو ) السفلى والرفاق من هورمان ( تودة وسازمان ) ورفاقنا .. جميعا منشغلين بالوضعية والمستجدات وقدوم الرفاق من الخارج ونقل الأرزاق بالرغم من الحصار القاتل على المقرات ، وبناء المقرات الجديدة والكبرات الجديدة ، والأهتمام بمزرعة الرفيق الأداري ( أبو جعفر ) ، وكلما طلبوا الرفاق مادة غذائية من الرفيق أبو جعفر .. فرد مسرعا .. ماكو!!
رفيق .. ( نبي ) نريد رز .. ماكو ! نريد دقيق ( طحين ) ماكو !! ، محتاجين زيت ( دهن )! ماكو !! نريد سكر ( شكر ) هم ماكو ..  وأحد الرفاق قال مرحبا أبو جعفر ! فرد أبو جعفر مسرعا .. ماكو رفيق ! فقال الرفيق .. هي .. هي .. هي .. أقول مرحبة ! مرحبة هم ماكو ههههههههه وضاحكين الرفاق لينسوا هموم الحرب العراقية الأيرانية والأقتتال الداخلي وحصارات دول الجوار المتصارعة .




 

12
مذكرات بيشمركة / 97 ( ب )!
أسرار الجبال ..
سعيد الياس شابو / كامران
2020.08.08
تعتبر الجبال وأنا أقصد البعض من  جبال كوردستان العراق وما يجاورها  .. من أهم المعاقل للشريحة التي أختارت  تلك المواقع الحصينة والشامخة مواقع للعيش في القرى المشيدة على المقربة منها منذ القرون .. وذلك لتوفر شروط العيش فيها أي القرى وأهاليها التي تكيفت مع وجود مصادر المياه والمراعي والحماية المتوفرة عند الشدائد والصولات العدائية ، وقلما تشاهد جبل .. دون وجود ينبوع ماء في أسفله أو في وسطه أو على أعلى  قمته  وجبل كوليت نموذجا !!! وقلما تشاهد من ان الجبال قد كشفت على جميع أسرارها لأهاليها والدخلاء من زوارها المتنوعون .
فعندما أستقلتنا سيارة الزفيق خيري القاضي ( أبو ريبين ) العبور من جبل ( هيبت سلطان ) في منطقة كويسنجق ، كانت الرحلة مريبة ، وحينها وسبق وأن رأينا الجبال ( كيوه ره ش ، آسؤس ) في منطقة رانية ، فأيضا لهما أسرار وأسرار لا يجيدها من عاش مئة سنة بالقرب منها ، وعندما شاهدنا جبل ( قنديل ) في منطقة قلعة دزة الحدودية في البداية كان أسطورة ! وعندما قطعناه ذهابا وإيابا .. تبين من أن الأنسان لا يجيد السر الجبلي ومطباته بالشكل المطلوب ، وعندما عشنا في سفح جبل ( مامندة ) وصعدناه .. فلم نعلم عن أسراره سوى القليل جدا ، وهكذا بخصوص جبال ( نوكان و داوداوه ) الحدودية مع إيران ، وهكذا مع جبل ( كيله شين ) المشترك  في منطقة ( شنؤ ) الإيرانية  وأسراره الكثيرة في مختلف المواسم ، فأما جبال منطقة وقرية ( كليشم ) التركية الأيرانية والقريبة من العراق وهي الأخرى أهل المنطقة لا يتجاوزون حدودهم المحدودة  لكثرة الجبال اللمساء والخالية من الأشجار بحكم كثرة تساقط الثلوج وتواجد الكتل الثلجية على مدار السنة !!! . فجبال منطقة ( نيكول وشبتة وبالوتة وكؤستا الحدودية بين الدول الثلاث وهي الأخرى تبقى أسرارها مخفية .. وكم مرة أستفسرنا من القرويين .. هل تمكنتم من الصعود الى جبل ( سونئ / ستونئ ) في الأراضي التركية والحدودية مع العراق ؟ يقال من أن أضواء أربيل ليلا مرئية بسبب علو الجبل .. ! فلا أحدا يجيد بالسر ذلك وقطعا لم يتسلق أحد الى القمة !
وعند مقرات كوستا وجبالها الشامخة عند تسلقها وأخبار التقدم .. ثمة جبال شاهقة ومخفية وكاتمة أسرارها عن العيون ، فأما الجبال تلو الجبال بين مقرات كوستا وقرية آري فلا تحصى ولا تعد وفارضة الصمت لكي لايكشف أمرها وسرها !! وجبال ( خواكورك ) الشهيرة والشاهقة وفي ذات مرة توفى راعي  تاركا الماعز والأغنام في تلك الجبال .. وهي تبعثرت في تلك الجبال خوفها من الذئاب والحيوانات المفترسة ، فقصدت الجبال  لتتكاثر فيما بعد في تلك الجبال وأصبحت الماعز جزء من الماعز الجبلي بمرور السنين !
وجبال ليلكان ، برادوست ، ده راو ،  آودلكيوي ، كؤليت ، كؤشينة ، حصاروست ، حسن بك ، الأسود ، سكران ، مامه روت ، هندرين ، كاروخ ، ملكان ، ده ره شير ، ده ره دار ، هه ورئ ،  بني هرير ، سفين ، زيتي ، شيرين .. وعند جسر ريزان ثمة نفق هوائي بطول وعرض مترا واحدة ويتمكن الإنسان من الدخول اليه للحظات قليلة لسره العجيب الغريب .. اي في الصيف يخرج منه الهواء البارد كالسبليت ! وفي الشتاء هواء حار فلا تشعر في فصل الشتاء وكأنه حماوة السارة والصوبة !! )!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! وعشرات الجبال الأخرى تسلقناها دون معرفة أسرارها ومقاومتها للأوضاع البائسة .
وفي ذات يوم وفي وقت المساء قدمت الينا من قرى غير قريبة على المقرات ثلاث قرويين مع ست بغال .. قاصدين مقر القاطع لأستلام حصتهم التموينية المتوفرة .. وما إلا دقائق بدا الرفيق الخفر بتوزيع وجبة العشاء .. بحيث الأخوة القرويين واقفين بالسرة حالهم حال البيشمركة الأنصار .. مستلمين حصتهم كل ثلاثة أشخاص  في ( إناء / ماعون ) من اللحم المقلي والمحمس بالبصل والبهارات .. وكلما تناولوا لقمة فأشادوا بطعم اللحم والطباخ دون أن يسألوا ما هو نوعية اللحم .. كما الرفاق أختاروا السكوت والرضى طالما لم يسأل منهم  أحدأ !!.
مفرزة الرفيق أبو حكمت / يوسف القس حنا ..
ونحن أقتربنا من الأسبوع الأول من شهر أيار مايو من عام 1985 ميلادية من القرن المنصرم واثناء تناولنا  وجبة الغذاء مع الرفاق الخال أبو حكمت وخيري العراقي الذي كان يغدرنا بالأكل ، أي يتناول الطعام بسرعة .. وكلما قلنا له .. خيري أكل خبز مع الرز / التمن .. لكي تشبع ! إلا أنه رافضا وغير آبها لما نقوله .. ورادا فيما بعد ... وكيف بي من أن أمضغ لقمة خبز .. بينما أنا أتناول أربع ملاعق من الرز المطبوخ !! ونقسم الرز في الإناء على ثلاثة أقسام .. إلا أنه حافرا بملعقته تحت حصتنا  لتقع كمية من الرز الى وسط الماعون ليسحبها بملعقته وكأنها مجرفة عامل البناء .. وهكذا على طول الخط .
ونحن مستمرين في الغذاء .. فطرح الرفيق أبو حكمت من أن أرافقه .. بس لمدة طويلة والى منطقة ليلكان البرادوستية ومقرات القيادة والمستحدثات من الزيارات !! أبديت أستعدادي ورغبتي وبعد يوم تهيأت مفرزة الرفاق والبعض من الرفاق الذين أتذكرهم .. أبو حكمت ، مام خضر روسي ، أبو دشاد ، أبو راستي ، خيري العراقي ، حمه ريش ، هزار روست ، أركان ، هؤشنك أخو هلؤ ، هزار دشت أربيل ، وكاتب السطور كامران وحوالي خمس رفاق آخرين لا تسعفني الذاكرة من معرفة أسمائهم الجميلة .
الجبل .. برادوست .. يقابله عن بعد جبل قلندر
.......................
بعيد تناول وجبة الغذاء تهيئنا وتحزمنا حاملين هموم الطريق المحفوف بالمخاطر وتدريجيا نحو قرية ريزان .. ونيل قسطا من الراحة وفي العصرية .. بدئنا بالصعود التدريجي والطريق الذي لا يشبه الطريق في صخوره وتعرجاته وصعداته وكأنه غير سالك أبدا .. وبين الحين والحين الرفاق المدخنين يتناولون قسطا من الراحة ونحن كذلك والحديث المتنوع والحذر الشديد .. لكون الطريق هذا يمر عبر أخطر منطقة حدودية شائكة بالألغام والكمائن وعبر بلدة ( ميركسؤر ) مباشرة .
الدليل .. الرفيق هزار روست وهو من أهالي المنطقة وعارف بتضاريس وتعرجات المنطقة زائدا الأتفاق مع عديله وهو آمر سرية الفرسان  أو آمر المجموعة ( الجاش ) والذين قدموا لنا الكثير عند إستقبالهم لنا في المسكن ومن ثم الأدلاء بالمعلوات بخصوص الكمائن وما شابه ذلك .
وكلما أقتربنا ليلا من البلدة .. فمسكني الرفيق العزيز أبو راستي ..  (كوره كامران ) هاورئ / رفيق .. هاي وين مودينا ؟! ويقصد الى أين نحن في هذا المكان المحفوف بالمخاطر ؟! ومجاوبا كاتب السطور .. أبو راستي ولا يهمك .. طالما معانا أهل البيت ! وأستمرينا وتأخرنا متعمدين بعض الوقت .. تحسبا للطواريء .. أبو راستي .. والله أخاف لا يصير بينا مثل ( ممؤ )!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!.
كامران .. لأبو راستي .. هسه مو أحنة سوية ؟! ، بس نشعر بالخطورة فيحترق الأخصر مع اليابس ! بلغنا مسكن الأخ النجيب آمر السرية عديل هزار روستي وبمسكنه أستقبلنا جميعا ..
 وجماعته .. ملتمين حولنا مرحبين بنا بحذر شديد .. تناولنا وجبة العشاء الدسمة ويبدوا كان لهم علم بقدومنا اليهم كضيوف .. وحوالي في الساعة الثانية والثالثة بعد منتصف الليل خرجنا من بلدة ميركسؤر ( بلدة الرفيق الشهيد فاخر ميركسؤري ) ، ومعنا الدليل من الأخوة الى أن تجاوزنا الخطوط الحمراء ، ويبدو كان هناك كمين للعساكر والجحوش  في وقت مبكر ومن ثم أنسحب  لكثرة وقت الأنتظار دون وقوع الفريسة في الفخ !!
وفي العاشرة صباحا بلغنا طلائع من البيوت لقرية ليلكان والعزيز ( ره شؤ ) من أهالي قرية ليلكان البرادوستية وأهلها الطيبين ، وفور وصولنا القرية بينما البعض من الرفاق في المؤخرة  ( ليستنشقوا ) القليل من الدخان عبر سيكائرهم السومرية البغدادية ، وبعد دقائق جلبوا لنا طاسات من الشنينة الباردة ( الماستاو / دؤ ) لكي نكسر ونروي عطشنا المزمن والمستفحل وكل على طريقته الخاصة وضميره ! ومن بين المتأخرين الرفيق العزيز أبو راستي .. وأنا رافع الطاسة ومستمر بالشرب وكنت ناوي من أن تكون للجعب / للكعب ، إلا أنني تريثت بعد سماع صوت أبو راستي متوقفا عن الأحتساء .. ليكون ما بقى في الطاسة من حصة الرفاق ومنهم أبو راستي .. وبمجرد دخوله الغرفة وسلامه .. فقدمت له الطاسة المنصفة .. وهو رافظا أياها .. ( كوره ده برؤ  .. وه حشى .. ئه من باشماوه ى توو ده خؤمه وه !! ويقصد .. دروح بابة قابل آني أشرب الزائد عنك !! وتسيء علاقاتنا لأكثر من سنة ونيف من العمر الأنصاري  البيشمركايتي على أثر هذا الكلام  .
بات مكوثنا مع الرفاق وعوائلهم بحيث إتخذنا من إحدى الغرف موقع تحركنا والمنام فوق السطح ونسيم الربيع الصباحي المنعش ، والرفاق الآخرين أختاروا المقر في جبل ليلكان لمبيتهم ، وأيام ونحن نتجول ونتحرك على كافة الأصعدة بعد زيارات واللقاء بوجهاء من أهل القرية ومودتهم لنا .

الخال أبو حكمت .. ومن الصغر وبحكم العلاقات العائلية تعودنا من أن نسمي الرفيق أبو حكمت بالخال ، وهكذا أستمرت طيلة سنوات النضال والى أن فقدناه ، ولأبي حكمت وهو أصلا أبو جميل .. علاقات متشعبة وواسعة وشاسعة مع من لاقاه وتعامل معه ، ولا يعقد الأمور مهما كانت .. وهنا لست بصدد المدح ولا التلميع بقدر ما أتناول المواضيع من زواياها الحقيقية ، أبو حكمت سيساسي منذ الأربعينات من القرن المنصرم ودخل السجون والمعتقلات لسنوات مع رفاق دربه في سجون ( نقرة السلمان ) ، وأطلق سراحه في ثورة تموز  1958 ، وفي أوائل الستينات ألتحق بالجبل الى عام 1970 بين التنظيمات الداخلية والكفاح المسلح ، وفي عام 1974 أختير ليكون عضوا في المجلس التشريعي والتنفيذي الكارتونيان في أقليم كوردستان العراق الى جانب رفاقه من الأعضاء والوزراء الذين يمثلون الحزب الشيوعي العراقي .. ومن ضمن الرفاق في المجلس التشريعي الرفاق نجم الدين مامؤ ، أبو حكمت ، أبو تارة ، خيري القاضي ، محمود بشدري / أبو دارا  وربما الرفاق الآخرين !!
والرفاق الوزراء في الأقليم .. الرفاق عادل سليم وزيرا للمواصلات ، أحمد حامد وزير الأشغال والأسكان . وبواسطة الحزب وعن طريق منظمة عنكاوا للحزب والرفيق أبو راستي تعينت بأجور مؤقتة كمراقب عمل في الأشغال وأنتسبت الى منطقة خليفان وجسور كلي عليبيك ، وهذا كان في خريف من عام 1975 بعيد أنهيار الحركة الكوردية ! ومن ثم لم أستفيد من العمل هناك .. فلجئت الى البرق والبريد والهاتف وتعينت بالواسطة عبر صديق لصديق والدائرة تابعة لوزارة المواصلات وللمواضيع قصص كثيرة مضحكة ومبكية  !!.
العلاقات الحميمية بين الرفيق أبو حكمت والشيخ كريم خان ..

لذا  .. لأبو حكمت علاقات متشعبة مع أعضاء المجلسين الكارتونيين التشريعي والتنفيذي في كوردستان ومنهم الآغوات ورؤساء الفرسان ( الجحوش ) والمنتمين من الأعضاء الآخرين الى حزب السلطة الغاشمة والدكتاتورية ، ومن تلك العلاقة مع الشيخ كريم خان الرجل الأقوى في عشيرة أو عشائر البرادوستيين والمسموعة كلامه عند عشيرته و السلطات العراقية ونظام الحكم برمته .

 
 

13
مذكرات بيشمركة / 97 ( أ )!
ديناميكية الأنصار البيشمركة ..
سعيد الياس شابو / كامران
05.08.2020
الربيع كان جميلا ومخضرا ويعني لنا الكثير ، يعني زيادة الأوكسجين في الجو ..  وليس بالمستشفيات ! الخضار الطبيعي ، الأرض  تستيقظ من سباتها كما الحشرات والزواحف ، النباتات والأعشاب تعلن من إنها هي الآخر جاهزة للتعامل معها ، الينابيع التي خفت مياهها في فصلي الخريف والشتاء  وكانت أصواتها خافتة .. أصبحت تضخ ما بداخلها وسرعة جريانها مشكلة سواقي باصوات الخرير  ، العصافير والبلابل تغرد فرحة بواقعها  الجميل ، ونحن ..!
ديناميكية الأنصار الحقة ..  أجادت ومنذ اللحظات الأوول طريقها للعمل في الألتحاقات ، نصب الخيم ، بناء المقرات ، قطع الخشب ، إزاحة الثلوج ودور ( الباكوردان / الحادلة ) المفارز المتنوعة من والى ، دور الأدلاء في تلك السهول ولهضاب والجبال ، الإدارة وأعمالها ، الطبابة ومهامها ، العلاقات مع أحزاب الساحة ، تكييفنا مع تغير أنتمائاتنا للحصول على أوراق عدم التعرض من الأحزاب ،  الأقتتال الداخلي ، البغال ومهامها ، الملتحقين الجدد ، الأعلام وإبداعه ، الشكوك والريبة ، المناسبات القومية والوطنية والحزبية ، المحاضرات والدورات الحزبين والعسكرية  العشق وممنوعاته ، زيارات العوائل ، متغيرات الجو وحاجة الأنصار الى الكسوة ، الصيد المتنوع ، أستشهاد الرفاق في المفارز وعن طريق  الكمائن  وأخطاء مسؤوليهم وفي الأقتتال الداخلي ، هموم التنظيمات الداخلية  وكشف البعض منها عن وشايات الخونة والإهمال التنظيمي  ، مايحدث بالداخل وما بالخارج  ، أجهزة الأتصالات اللاسلكية ، قدوم الضباط / الملازمين  البيشمركة من الدورات العسكرية ، إستقبال ممثلي الأحزاب والقرويين ، الحصول على العسل وتبضعه من القرى ، القصف المدفعي والأهداف المتنوعة ، العلاقات الحميمية والصراعات الداخلية ، أخبار غير مسرة عن الحرب العراقية الإيرانية ، نشاطات المفارز وتحركها للعمق ، زواج الرفاق والطلاق  ومن ثم الزواج ، معانات الرفاق من اللغتين العربية والكوردية لمن لايجيد سوا إحداهن  و تنوعات ومنوعات كثيرة أخرى ............... !
والبعض من الأسماء للرفاق الذين يجب أن نتذكركم الى جانب الرفاق الآخرين حينما تسنح الفرصة لذكرهم ..
الرفاق البيشمركة الأنصار ...
ملا نفطة ، 2.مام خضر روسي ، 3.حاجي جمال ،4.أبو راستي ،5.ملا حسن ،6.عولا حاجي ،7.محسن ياسين،8. ماموستا رزكار ، 9.محمود دكتاريوف أو تكتاريوف ، 10. بكر تلاني ، 11.مام كاويس ، 12.ملا جلال ، 13.أبو جنان ، 14. دلزار الشاعر ، 15.ماموستا روند ، 16. هدايت كركوكي ، 17. دكتور صادق ، 18.أبو ناصر ،19 . أبو طه ،20. أبو أحلام مالية ، 21. زيا /سردار ، 22.جميل ، 23.آراس ، 24.كاظم ، 25.عبد ، 26 ، كريم ، 27.سعيد ، 28.معروف ، 29.صابر ،30. علي مالية ، 31. أبو أحمد ، 32.أبو شاكر ، 33. أبو سربست ،34.أبو عمشة ، 35.أبو رزكار ، 36.أبو حربي ، 37.خليل أبو شوارب ، 38.سلام ، 39.خالد ، 40.أبو مكسيم ، 41.أبو أسمر ، 42.أبو نصير ، 43.نجم الدين مامو ،44. توفيق هريري /خوشناو ، 45.مام طه/مام هزار / أحمد شامي ،46.أبو علي /حسين كوج/حسين وسو ، 47.خضر حسين ، 48.غفار رواندوزي ،49. هيوا رواندوزي ، 50. خوشكة فريشتة الشاعرة أخت الشاعر دلزار ، 51. أحمد رجب ، 52 .دكتور فارس ، 53 . ملا علي ، 54.سامان ،55.زمناكو ، 56.عادل قهوة ، 57.بولا زينداني ، 58. بولا الأخرس ، 59.سيروان كركوكي /م.سيروان ، 60.شوان كويي ، 61.لينا النجفية ، 62.أبو فلمير ،63.أبو دارا وعائلته ،64.أبو شوان ،65. سيد باقي ، 66. برشنك ، 67.به يان ، 68.ملا عثمان ، 69. فرصت ، 70 . بوتان كريم أحمد ، 71.نريمان كريم أحمد . 72 .حمدية زوجة كريم أحمد ، 73 .نسرين / بخشان / أم بهار ، 74.حسن كاكة ، 75.رؤوف كويي ، 76.كانبي كه وره ،77.ده شتي ، 78 ، كانبي كجكه ، 79. ماموستا كوجر ،80.يوسف المخابر، 81 .كاكة شيخ ، 82.عوني ، 83. عوني شرطة ، 84 . عباس ، 85. مام عجيل ، 86. مام أحمد ديلة ،87 . مام مجيد ، 88 .مام بايز ، فاخر ، 89 . أبن مام بايز ، 90 ، مام زرار ، 91 .مام روستم ، 92.اسماعيل ، 93 . رشو ، 94. عزيز شيوعي ، 95 . حاكم وريا ، 96. بريار ،97.كاروان ، 98.شيخة ، 99.شاخوان ، 100. لطيف ، 101.جوتيار سياسي ، 102.هزار ، 103. سالم ، 104.مام قادر أقليم ، 105.أبو سركوت ، 106.كارزان ، 107.هيوا / أبو شوقي ، 108.أحمد عوينة ،109. روستم ، 110.أبو صباح /نوري / أبو دانا ، 111.سليم ه سور ، 112.بختيار عنكاوا، 113.أبو دلشاد ، بختيار هولير ، 114. أبو محمود ، 115. ملا عمر ، 116.سالار الكادر ، 117. أبن سالار الكادر ، 118 . خدر ، 119. سوران ، 120.اسماعيل ، 121. رشو ، 122.ماموستا هيرش ، 123.محمود كاوان ، 124 ، غريب ، 125 . شيركو ، 126 . هندرين رواندوزي ، 127 . هندرين ، 128. هوشيار ، 129.سامان كرمياني ، 130.أحمد حصاري ، 131.بيروت/ الباء بثلاث نقاط ، 132. نهرو ملكاني /حاجي ، 133. محمود / خولة أخو رابه ر ، 134. فاطمة المحسن ، 135. زوج فاطمة المحسن ، 136. أبو الصوف ورفاقه في فصيل بغداد الذين لم أكن أعرف جلهم ، 137. سالم أبن أخ ملا نفطة ، 138. عولا حاجي ، 139 . عولا الشاب ، 140 .سامال ، 141 . سامان ، 142 .دلير ، 143. آزاد ، 144. فاخر هريري ، 145. مام هدايت / روزهلاتي كوي ، 146 . ئامانج ابن أخيه ، 147 . أخو آمانج ، 148.سلام الشاب طالب كلية ، 149 .نوري جيرتانوف ، 150.أبو عادل الأداري، 151.حيدر فيلي،152.د.سربست،153.آراس أبو العيون الزرق ، 154.شيخ سعيد ، 155.مام رسول سور ، 156.مام صالح ، 157.سيد توفيق ، 158.ابراهيم / بله ، 159 . عارف ، 160 . حمه بجكول ، 161.محمد خدر ، 162. محمد حسن ، 163. عولا مينة ، 164.سامان ، 165. نوروز ، 166. علي حاجي ، 167. محمود حاجي ، 168.حمه يوسف،169.رائد ، 170. سوره ، 171 . كامران كاتب السطور. !! وعشرات الآخرين الذين لم تسعفني الذاكرة من ذكرهم وهناك قسم من الذين لم أذكرهم كانت لي علاقة حميمية معهم ولكن هذه هي قدرة الشخص من الأحتفاض بالذاكرة وعذرا وألف عذر لمن لم أتذكرهم هنا لكوني لم أعرف الكل عن قرب وهناك من يقول تسلسل الأسماء لماذا بهذا الشكل وقد يعتبر نفسه مغبونا !! وأنا أقول ثمة حقيقة ينبغي أن تقال بأن الرفاق عاشوا وتحملوا أكثر من طاقتهم في ناوزنك وهنا بعض الأسماء القليلة جدا جدا  .. لم يقاوموا  الوضعية سوا  أيام وأسابيع ومن ثم عادوا الى من حيث أتوا نادمين أو متعوبين أو قد جاءوا لمهمات أخرى !.
غلما كان في مدينة  مهاباد مقر  للرفاق والرفيقات ،  ورفاق في قاطع السليمانية وبهدينان  وكؤستا  ، لم نلتقيهم الا فيما بعد .

وفي كل عام يتذكر الشيوعيون العراقيون وأصدقائهم ذكرى تأسيس حزبهم المجيد .. الحزب الشيوعي العراقي في الواحد والثلاثين من شهر آذار من كل  عام  ( 1934 . 03 . 31 ) ويتهياون للإحتفال به وحتى في السجون والمعتقلات وكل على وحسب طريقته الخاصة والضروف الموضوعية والذاتية ، وهكذا في عيد العمال العالمي في الأول من شهر مايو / أيار .
أحتفل الحزب بهذه المناسبتين وكانت الجموع حاضرة وفرحة  مع ..  والأحزاب المدعوة للمشاركة والقاء كلماتها والخطابات الحماسية والمسرح في الهواء الطلق والدبكات والرقصات والغناء كلها تشاهدها في المناسبتين في ربيع من عام 1985 وفي مناطق بارزان .
 الطيبان العم عزو والعمة ماريا  وعوائلنا .. عند عودتهما من ريزان وبغياب أبنهما الرفيق النصير ( آزاد ) ، الى البيت .. أي عودة الوالدين  وفي الطريق أي عند سيطرة معسكر سبيلك التأريخي أوقفوهم جميعا والتحقيق الرهيب من العوائل ، ولو لا تدخل آمر المعسكر المقدم  ( محمد حسين السورجي ) ولمعرفته بالعم أبو آزاد .. لكان مصير الجميع في داهية .
واطلق سراح الجميع وهم عائدون الى أربيل ، ولم يمكثوا سوى أيام الوالدين معقبين أبنهم العزيز للإطمئنان عليه .. سالكين طريق بهدينان واللقاء به هناك وربما كانت بلدة بامرني وضواحيها .
البرتقالة ....

وعند عودته .. رفيقي العزيز فارس .. ولقائه الأهل وإطمئنانهم عليه ، عاد الى مقرات بارزان وحاملا ( عليجته التأريخية وفيها ( البرتقالة ) وهي منكمشة على ذاتها .. فات عليها الوقت ومحتفظا بها بسرية تامة .. وعند لقائنا ومن بعيد .. أخونا ( أخي ) جلبت لك وبعلو صوته ( هدية ) ورادا كاتب السطور دون معرفته بالخبر .. قائلا .. أعرف ! آزاد .. ماذا ؟! كاتب السطور .. ( برتقالة ) وما آكلها !! ومستغربا العزيز آزاد .. ومن أين علمت وحزرت  يا كامؤ  من أنها برتقالة ؟! وفعلا لم آكلها لكون طعم البلاتقال وأكلها حرام علينا نحن الأباة !!.
الخباز جمع الخبيزة  ( تؤلكه )!

وفي شهر نيسان ترقص وتتراكض الحصن والفراس والبغال وهي الأخرى تنتعش لكثرة تواجد الحشيش النابت  في كل حارة وصوب ، وتفتح شهيتها بعد تناول أكثر من فصل تبن وحشيش يابس .
ونحن .. نبحث عن النباتات والحشائش المفيدة ، ومنها نبات الخباز المفيد ! وهل لم تصغون للفقير .. عندما يقول ( أركض والعشا خباز )! بينما كنا مع الرفيق خيري باحثين  في مناطق الخباز والحصول عليه  وغسله جيدا ووضعه في قوطية الدهن المغسولة ذات الخمسة كيلو غرام ، وواضعين الخباز في القوطية ليغلي ومن ثم نقلي البصل ونضيف اليه الخباز .. ومن بعيد قدم الرفيق النصير أبو دلشاد ومعلنا .. ها عندكم لحم ! ونحن مبتعدين عنه مزحا ولمسافة ! وهو يلحقنا في كل مرة .. الى أن بلغنا وشاهد الخباز ( جمع الخبيزة ) في القوطية التأريخية  وهكذا تناولنا وجبة مشهية منه .
 
 

14
مذكرات بيشمركة / 96 ( ج )!
مقر ( ريزان ) والرفاق الأبطال ..
سعيد الياس شابو / كامران
2020.08.02
اليوم يصادف الذكرى الثلاثين لأحتلال الكويت ولنا قصص مع هذا اليوم ونحن ثلاثة عشر رفيق في 1990.08.02 .
لابد من ذكر البعض القليل .. القليل  من الرفاق الأبطال والذين حملوا رايات الحزب والأنصار البيشمركايتي وهموم شعبهم عاليا خفاقة وقدموا الصور الرائعة في البطولة والشموخ أينما تطلب الوضع والوقت  والحاجة ..

... محمود حاجي وعلي حاجي نادر ، مام جوامير ، سليمه سور ، حسن خدر  ، عارف ، حمه بجكؤل  ، عولا مينة ، حمه كريم ، مام رسوله سور ، همزه سور ، ملازم كؤران ، محمد خدر  ، آوات ، نهاد  ومئات الرفاق الآخرين الذين نجحف بحقهم من عدم ذكرهم !!
قرية ريزان ....

تقع قرية ريزان في سهل زراعي ومحسن  والمطلة على نهر الزاب الأعلى والقادم من منطقة ( جه مئ جوو ، بالنده ،  بارزان ، بلئ ، ريزان ومرورا بمناطق عدة الى أن يبلغ سد بيخمة  ونزولا  الى إفراس وآسكي كلك ) ، والمحاطة بالجبال والتلول والهضاب  ولو نظرنا بتمعن و بعين ساحرة على المنطقة برمتها لنرى توفر كل مغريات السياحة فيها  .. أي الجبال والوديان والسهول والنهر الجميل والرائع والشمس الوهاجة وسحر الطبيعة من كل الأطراف والجهات وحتى جبل بيرس لو لا الربيئة العسكرية ، وتلك المنطقة الساحرة فيها جميع شروط السياحة وفي كافة فصول السنة ،  ولو قسنا المسافة جويا بين .. بلدة  ( ميركه سؤر وريزان .. لنرى نفس المسافة بين بارزان وريزان !! إلا أن جبل برادوست هو الفاصل بين ميركسؤر وريزان  ويشكلان مثلث متساوي الضلعان .

وبين خطوة الى الأمام وخطوة الى الوراء .. لنرى الأحداث وما بين السطور المهمة والتراجيدية تدعي من إنها يحق لها من أن تكون في الوجود وتبرز ذاتها بالرغم من مرور الزمن الغابر عليها .

مباغتة المرتزقة .....
ففي الخريف الذي سبق الربيع والشتاء .. قام البعض من المرتزقة الجحوش ومن على الجبل المطل على المقر ومن إتجاه المقابل أي ميركسؤر من رمي عدة رشقات وصليات نارية بإتجاه المقر محدثة بلبلة في المقر لكون الرفاق لايزال ,, لايزالون  كانوا يتخذون من السطوح أماكن للمنام الليلي .. وما من الرفاق الأبطال إلا التقدم نحوهم و يعقبونهم و الرد بالمثل والصعود اليهم .. بحيث ولوا فارين تاركين المنطقة منهزمين خائفين .
الحدث الساخن .... الأخوة ملازم علي وخورشيد شيره ..
...........................
وفي ذات يوم خريفي آخر .. وإذ برفاقنا والمتواجدين في مدرسة ريزان المتروكة وحواليها من الأبنية يعتقلون ((جحش )) أي فرسان حسب الخبر وهو يتجول بالمنطقة ، وقابضا الى المقر من أجل التحقيق معه .. ويبدوا الخبر تسرب و وصل من أهل أو معارف المعتقل الى الأخوة في الحزب الديمقراطي الكوردستاني ..  وما إلا وقت قصير مرسلا الأخ  ( ملازم علي ) العضو القيادي في الحزب الديمقراطي الكوردستاني / البارتي ، مبعوثا من بيشمركته لإطلاق سراح المعتقل ! بينما كان الرفاق يحققون معه أي مع المعتقل دون إثبات التهمة عليه  أثبتت فيما بعد .. وبين الوقت والوقت فكان الرد من رفاقنا من إننا سنحقق معه ومن ثم نرى ما المطلوب .. وعاد البيشمركة ليخبر ملازم علي بالخبر .. ومن ثم أرسل رسالة مع مبعوثين من رفاقه البيشمركة  ويطلب فيها إطلاق سراح المعتقل فورا !! وإلا سيطلق سراحه بالقوة ! وبعد دراسة الرسالة من قبل الرفاق  القياديين في بتاليون ( 31 ) آذار  وعودة الأخوة المبعوثين بأيادي فارغة .. فما من  ( الأخ الملازم علي )( والأخ خورشيد شيره  ) مسؤول الفرع الثاني على رأس مفرزة كبيرة متوجهين نحو المقر في ريزان للأفراج عن المعتقل المتهم ! وسرعان ما أصدر الرفاق العسكريين في المقر بعدما رأوا الموقف .. أوامر من أنتشار الأنصار البيشمركة فوق السطوح والمواقع المهمة وبكافة أسلحتهم من الآربيجيات والبيكيسيات والعفاروفات وإتخاذ المواقع للحسابات القادمة .. وما من المسؤول السياسي الرفيق النصير ( مامؤستا رزكار ) من أستقبالهم بطيب خاطر و تهدئة الوضع مع الرفاق في الكفاح المسلح الأخوة خورشيد شيره وملازم علي بالوصول الى صيغة التفاهم المطلوبة ومن ثم إطلاق سراح المعتقل فيما بعد ، وهنا لابد من الإشارة الى  الأخوة الذين تعاملوا مع مفارز حزبنا ومنذ اللحظات الأوول بالتي هي أحسن وخاصة عندما كانا كل من ملازم علي وخورشيد شيرة في مناطق خانة ونغدة وبارزان والمناطق الأخرى ومقدمين كل التسهيلات والضيافة الطيبة لما أحتاجوه رفاقنا .
.... السائق الذي أجاد اللعبة الأمنية .. !!
منطقة بارزان وتوابعها كانت من المناطق المحرمة جغرافيا وعسكريا من قبل السلطات العراقية وسيطراتها العديدة ، وصاحب البيكآب تيوتا .. والمرتبط بدوائر الأمن يسرح ويمرح بالتنقلات بين أربيل والمنطقة ، حاملا بريد الحزب وحتى البعض من الرسائل الشخصية من والى .. وكلها تمر عبر دائرة الأمن لتطلع على ما فيها من المعلومات دون  أي ....  أي ردع بالرغم من الحديث اليومي من قبل البعض من الرفاق بخصوص ذلك .
الحكومة العراقية تصدر قرار العفو ..
السلطات العراقية الحاكمة أجادت اللعبة منذ أستلامها زمام الأمور بتبويش أوضاع الحركات والكفاح المسلح لأحزاب المعارضة والعاصين على السلطات من الهاربين من ( خدمة العلم ) من المتطوعين والمكلفين من جانب .. ومن الجانب الآخر للبيشمركة والأنصار من الأحزاب الموجودة على الساحة  الكوردستانية ، وذلك من أجل إمتصاص النقمة والحصول على المعلومات التي يمكن الأفادة منها وخاصة عند المنهارين ممن يستسلمون للقدر وتعامل الأجهزة القمعية معهم وأستخدام القسوة والترهيب والأغراء  مع من أرادوه فريسة سهلة الهضم .
في شهر نيسان من عام ( 1985 ) أصدرت الحكومة عفوا للجميع من الهاربين والسياسيين  وأمده شهر واحد ! والربيع الجميل والمغري والمتاعب الجمة والأشتياق للأهل والبلدات والمدن والقيمر والعسل أثناء الفطور والسهرات الليلية والشباب الذي أصبح عازبا .. وأعوذ بالله من العزوبية .. وأشتياق الزوج لزوجته واطفاله .. والأقتتال الداخلي التعيس الذي دمرنا .. جلها مغريات وحقائق دامغة وشكلت طموح لدى البعض من أن يتخذ القرار ويفضل الحياة الهادئة عوضا حياة الجبل المزرية !
الرفيق .. ( م ش ) متهجما على الحكومة وقرارها البائس والعفو الصادر والمسبات والفشائر وبصوت جهوري مسموع لمن يتخذ قرار العفو مسلكا له .. وبعد دقائق معلنا ( والله مام علي ئه من ده رؤم ته سليم ده بمه وه )! ويقصد والله العم علي ويقصد الرفيق مام علي رزكة ، من أنا راح أروح أسلم ... والقلابة كانت واقفة في الشارع ، فهرول ليركب فيها مهوسا  ..  والضحكات والقهقات من الجميع دون المغثة ، فلاحقه ( س )  و ( ه ) والآخرين من الرفاق الطيبين عند قدوم زوجاتهم .. فودعوا الرفاق بكسر الخاطر وبقناعة مخجلة .
وتوجهت البعض من عوائلنا مستغلين قدوم عيد الفصح المجيد ( عيد القيامة ) للمسيحيين والواقع في السابع من نيسان أبريل من عام 1985 ،  وقرار العفو بزيارتنا الى ربيع ريزان وبارزان ومحملين سيارة بيكب بالمواد الغذائية المتنوعة من الدجاج المجمد  عدد ( 12 ) صندوق عرق ( 12 بطل أو قنينة ) فواكه وحامض وكرزات وحلويات .. جلها من العم  ( عزو فرنسي / عجيبة ) أي ( أبو فارس )  آزاد ملا عزيز ، ووالدته العمة ماريا ، ومعهم الزوجات ( أم رافد ) زوجة الدكتور سعيد ، وأم ( فيدل ) زوجة كامران كاتب السطور ، وزوجة  هيوا أبو شوقي  وهو ذاهب للعلاج ،  وعوائل أخرى تتوجه الى المقرات للغرض نفسه أو ما شابهه من ذلك .
كان ذلك عصرا من أول أيام العيد وجلسنا مع بعضنا ومجتمعين مع الرفاق ووزعنا ما يمكن توزيعه بغياب الرفيق ( آزاد مه لا عزيز ) كان في زيارة ومهمة الى منطقة في قاطع بهدينان ، وهيوا عائد من العلاج وهو في قرية ليلكان ، فإذن ما جلبوه عائلة الرفيق آزاد ملا .. يحق لنا من أن نتصرف به .. لكونه غائب واستلمنا الدجاج والعرق حامليها الى المقر وموزعين الدجاج لتصبح وجبة غذائية .. فأما صندوق العرق وبكتمان تام لأنه من الممنوعات كليا على الأنصار من تناوله ! وزعنا القليل القليل والباقي بدأنا بأحتسائه وبالسرية التامة ، بحيث تركنا للعزيز آزاد بطلا واحدا فقط ، والأمر أي توزيع وأحتساء العرق عارضه الرفيق ( حمه سعيد أبو جنان ) وقائلا من أن اللمواد المرسلة هي للنصير آزاد ! فلا يحق لكم من العبث فيها ! ونحن غير مبالين  بالرأي ، وعند عودة آزاد  قلنا له لك بطل ولن تشربه وحيدا ! بل نحن كلنا في الهوى سوى !!. وهذا ما حصل بعد مجيئه تهيئنا مع الرفاق للخروج عند التلول والمياه الزلالية التي تشكل ينابيع موسمية من تحت الصغور وتلك الزهور الحمراء والبضاء والبنفسجية الموسمية تحكي للقاصي والداني من أن الربيع هو ربيع الجمال والرقة والتمتع بالطبيعة .
فأما نحن العوائل أي الرفيق هاني ( د. سعيد وزوجته أم رافد ) ، ( وسعيد كامران وزوجته أم فيدل ) والبحث عن فندق خمس نجوم .. وبعد دردشات مع الرفاق أبو جنان وأم جنان ، تمكنا من أن نستعير غرفتهم في مقر الأقليم .. لتصبح لنا مبيتا لليلة واحدة فقط ، وهي غرفة بالطول أكثر مما تكون بالعرض .. قسمنا الغرفة في بطانية عسكرية سوداء اللون  لكي تصبح سياجا محميا  بين العائلتين ولردع أصوات ( النشاز الليلي )! والضحك داهمنا .. وهكذا قضينا ليلة من ليالي العسل ! ، وفي الليلة الثانية كان مكوثنا في ريزان .. وأعارونا الرفاق أبو حياة وفيان غرفتهم في ريزان وفي هذه المرة لوحدنا وليس للعائلتين !! مشكورين الرفاق على أتاحتهم الفرصة لنا لأجراء اللازم !!..

15
مذكرات بيشمركة / 96 ( ب )!
النصير بولا الأخرس / ( فهد ) .
سعيد الياس شابو / كامران
2020.07.30
ليس من السهل من أن نتناول كل الرفاق الأنصار البيشمركة والحديث عنهم بالتفصيل وحتى بالتلميح .. لكون الأنصار كانوا يتعاملون بسرية تامة وخاصة بالأسماء والوظائف وأماكن  سكناهم وتفاصيل أخرى وذلك حرصا من أجل تلافي الوقوع في فخ الأمن والأستخبارات ومن خلال الوشايات للعملاء القرويين و الموجودين في ساحاتنا !!!.
والرفيق ( حمدأمين رواندوزي ) والمسمى بالحركي ( بؤلا ) الباء بثلاث نقاط ، ومن مواليد رواندوز بالكايتي ، ومن بيشمركة الحزب منذ أن كان مراهقا وبحكم الأهل والأقارب والرفاق وخاصة منهم الرفيق خضر حسين والرفاق الآخرين الذين علموه القراية والكتابة في المقرات ، وفي الوقت ذاته كان يعمل شغيلة المقر الشاطر والمخلص والوفي والمبدئي .
وهو من الملتحقين الأوائل في قاعدة ناوزنك في عام 1979 من القرن العشريني الماضي ، وحمدأمين بولا وهو الآخر أعتقل في أقبية أمن رواندوز وعذب على أيادي الجلاوزة  وأغروه بالمال لكي يتعاون معهم أي مع ( الأمن والمخابرات ) دون الأصغاء اليهم ومقاوما ببسالة .. وناطرا وساهرا  ( وصاغيا )!!من موقف الرفاق وخروجهم الى الجبل ! التحق الرفيق بولا الشاب الوسيم والطموح والذكي والمبدئي  ( الأطرش والأخرس ) لمواصلة النضال في صفوف الأنصار البيشمركة لحزبنا الشيوعي العراقي ، والحديث عن الرفيق بولا يكسر الخاطر .. شاب طموح للزواج ومحروم منه بسبب حالته الأعاقية ، نصير يحمل السلاح وهو حامل بندقية كلاشنكوف وكأنه حامل مسدس !! أثناء إغارة الطيران على المقر .. لا يشعر ولا يسمع وهو حائر ينتظر تحركات الرفاق !! وعند عقد الأجتماعات العامة .. فيبحث على المترجم الجيد ونحن لم نفهم بلغته إلا القليل !! وهو جدي وملتزم أكثر منا جميعا أثناء النهوض الصباحي والقيام بواجباته ، ومرح للغاية مع الجميع .. إلا وأن أغثه أحدا !! وأكثر المازحين معه الرفيق ملا عثمان والدكتور  ( آزاد سرسور ) ، وأكثر مطول البال وعارف بلغته خضر حسين ومام خضر روسي ، وهو من أفضل الحطابين وأفضل الخبازين وأجمل قيافة من كل الآخرين من الرفاق . عمر وبنى تنانير وأفران الخبز والصمون ، علم الكثير من الرفاق على مهنة الخبازة وكسر الحطب ( التحطيب ) بالشكل الجيد .
وفي ذات يوم كان الرفيق بولا مع المفرزة القادمة من مقر الأعلام المركزي وبأتجاه مقرات قاطع أربيل والأقليم والرفاق ( ملا عمر و هؤكر أخو أبو دلشاد ، وآسؤ كريم  ، شمال حويزي ، كاروان آكريي  وكاروان عبدالله والرفاق الآخرين ، وفي إحدى القري وأثناء مبيتهم ليلا في القرية صادفوا عائلة محترمة وعندهم أبنة .. بنت بمواصفات فهد بولا  واللي قاتل نفسه للزواج .. إلا أنها وهي الأخرى طرشة وخرسة  أي ( صم و بكم ) .. ووافقت العائلة والفتاة أعجبها الوضع .. إلا أن  ( فهد بولا ) رافضا الأتفاق وموضحا .. في حال الزواج وعندما  من أن يكون لنا أطفال .. فكيف نقوم بواجبنا تجاههم ؟؟؟؟؟!!!!! ، وعندما يطرق الباب أحدا فمن منا يسمعه ؟؟؟؟؟!!!!! . هذا الغيض من الفيض .
والآن الرفيق فهد بولا متزوج من بنت الحلال تسمع وتتكلم ولهما  ثلاث بنات  ومعبرا عن سعادته عندما ألتقيته بعد غياب حوالي ثلاثين عام عراقية غير فدرالية .
... المرأة المقاومة ( آمنة ) ..
.......................................
من هي آمنة ؟! وما بين السطور الغير متباين والغير ظاهر للعيان ويبقى في طي النسيان لا يقل عما الذي يكتب في السطور !
أمينة أو آمنة .. إمرأة برزانية مؤمنة تنتظر قدوم ( خودانى بارزان ) الشيخ أحمد بارزاني / والذي تنتظره أمينة  بفارغ الصبر في المكان الذي أختارته ومنذ سنين عديدة وهي تقارب الثمانين والتسعين من عمرها   ، وهي رابضة تحت شجرة أتخذت منها مسكنا دون بناء  ودون غطاء ، موقعا دون سور . ليس فيه أبسط حقوق الحماية  ومن كل النواحي .. وعلى أربعة فصول السنة متخذة من الموقع والمكان المبيت الآمن ومعتقدة بعودة الشيخ الجليل رحمه الله قد جلس في يوم ما تحت هذه الشجرة الباسقة  والقريبة من النهر الجاري ، نستفسر منها ونحن مفرزة كبيرة ... ؟! كيف تحصلين على الطعام ؟! وكيف تحمين نفسك من الحيوانات المفترسة ؟! ومن البرد القارس وحر الصيف ؟؟!! والى متى ستبقين تنتظرين هنا و هذا المكان ؟! كانت تتكلم وتجاوب بكامل قواها العقلية .
الشتاء المثلج والقاسي ..
.......................
نحن رأينا وعشتا  .. شتاء ناوزنك ، كؤستا ، رؤست ، لولان  ، سريشمة ، بشت آشان ، وها شتاء بارزان القاسي ! وأي شتاء لم يكن قاسي ؟! سؤال وجيه لمن لم يرى تلك المناطق الخلابة وفي جميع فصول السنة ، وفي شتاء ( 1984 - 1985 ) م . سقطت ثلوج كثيرة في كافة المناطق الجبلية ومنها منطقة بارزان وحواليها  ، بحيث بلغت درجة الحرارة في تركيا ( _ 35 ) أي خمسة وثلاثين درجة تحت الصفر ، وافادت الأخبار عبر الراديو الى مسامعنا من كون الحالة الطقسية يرثى لها .. بحيث تجمدت المياه في أنابيب المياه مما أدى الى أنفجارها ، كذلك السيارات أدى الى أجمادها وتعطيلها عن العمل والخلل في الكهرباء بشكل عام  والتعطيل عن العمل وما شابه ذلك .. هذا في تركيا .. وفي العراق كانت الحالة مشايهة وأقل تضررا وأقل درجة الهبوط الحراري .. ومن يتذكر نسبة البرد وتساقط الثلوج في منطقة بارزان ، وأنا أقدرها بناقص ( 25 ) درجة تحت الصفر .. لكوننا لم نمتلك مقياس الحرارة  بحيث ونحن في مفرزة من بارزان والى الطريق المؤدي الى قرية شاندر ونزولا ولأول مرة نزور كهف شاندر الشهير  .. بحيث الزفير يتجمد على الشوارب ويصبح على شكل بلورات كريستالية ( ثلجية )!.
مام نعمان ..
 
... الرفيق مام نعمان .. النصير مام نعمان .. فلاح من قرية ( بيبازوك ) من أطراف قضاء كويسنجق ( كؤي )وهو اكبر عمرا من شقيقه ( مام كاويس ) ومحبا له بشكل لا يطاق .. والرفاق من أهالي كويسنجق كانوا قد التحقوا منذ أو قبل إعلان الحزب الألتحاق بالرفيق الجبل ، ومن الرفاق الذين أتذكرهم .. رؤوف ، حسن كاكه ، مام كاويس ، مام نعمان ، سيد نزيف ، سيد أحمد / أخوة ، كريم أبن أخ الشقيقان المامات . فاما من قرى أطراف كوي وهم كثرة أبطال مقاومين بكل صور المقاومة .
وفي ذات يوم وقبل الشروع في نزول مفرزة مام كاويس الى العمق الكوردستاني .. بينما كان الرفيق مام كاويس يختار رفاق المفرة بدقة .. وإذ بالرفيق مام نعمان يسمع بالخبر .. ومام نعمان الكبير بالسن أصبح يرتدي بدلته ومهتم بقيافته العسكرية ماسكا بيده بندقيته وحاملا عدة الشواجير على ظهره ومعلنا أستعداده للمشاركة لو طلب منه مام كاويس ! ومام نعمان مستمرا بالذهاب والإياب وبخفة الحركة والدم ، ناظرا يمينه وشماله !! وما أن ألقت عيون مام كاويس على مام نعمان .. مبتسما وضاحكا مام كاويس مازحا ومعلقا .. أنظروا .. أنظروا على مام نعمان كيف أصبح شابا  وحسباله بعده شباب !!
... الرفيق خاله خوله .. وما أروع من خاله خوله في جميع الأوقات ، وفي أوقات الشدة خاصة .. إنه الرفيق الذي التحق في أوائل الثمانينات وظل وفيا ومن أنصار وبيشمركة الحزب في أواسط السبعينات وهو في ريعان شبابه .. كان يعاني من الآلام في الساقين وخاصة عند المسير الشاق والطويل ، أجاد تحركات القرويين وكيفية الدخول في مواضيع تقرب القرويين إلينا أكثر فأكثر وخاصة الكبار منهم  في السن من النساء وبمجرد بلوغ مفرزتنا الرشمالات / بيوت الشعر ونحن في فصل الربيع من عام 1985 ، وبمفرزة كبيرة بقيادة مسؤولي القاطع الرفاق أبو حكمت  وأبو ربيع ، والرفاق مام خضر روسي والدكتورة ساهرة وأبو راستي  ومام رسول بناوي وخيري العراقي  وحاكم بوتان  ودكتور رنجبر وعلي الصجي  وأبو ديما  وخاله خوله وهزار روستي  والرفاق الآخرين ونحن حوالي ثلاثين نصيرا  مترجلين في ذلك الربيع المفعم بالجمال والخضار للطبيعة الخلابة بين طرفي نهر الزاب .
أصحاب الرشمالات فلاحين ورعاة الماشية والقادمين من قرية سليشمة / خليفان ، وهدية رفاق القاطع بندقية كلاشنكوف مظلي للرفيق الفلاح  صاحب الوليمة .. وبمجرد بلوغنا البيوت الشعرية وبدا خاله خوله بحديثه الشيق لصاحبة الدار ( هه ى هه ر سئ جاوه كانت كؤره بيت هه تا ئيستا شيوه كه ت حازر نه بووه ) والكلام للرفيق خاله خوله ( عمت عيونك الثلاثة .. لحد الآن لم تجهزين الطعام ) وأمام الملأ من الرجال والنساء من أهل الرشمالات وهم عائلة كبير .. وأستمر الضحك والمزح وردت المرأة القوية مازحة ( إحدى عيوني عميانة والآخرتان صالحتان .. وزاد الضحك والمزح  والمرح وذلك الطبخ واللحم المحموس على الرز الكوردي وما رافقهما من المرق والشنينة . وقضينا أوقاتا ممتعة مع الأخوة أهل الرشمالات الطيبين دوما .
 
 


16
مذكرات بيشمركة / 96 ( أ )!
الصيد ..
سعيد الياس شابو / كامران
28.07.2020
الصيد ,, كمهنة وكحرفة وهواية لها طعمها الخاص لايشعر بها سوى من أتقنها .. و هي موجودة على الأرض منذ قدم الزمان  ، وللصيد قصص وروايات أصغيت اليها منذ الصغر ، ولكن لم نمارسها سوى الخفيفة منها وذلك المسمى ..  بصيد السمك الصغير وعبر الدشاديش عندما كنا صبيان في الماء الجاري من الساقية / الكهريز في قريتنا ، و العصافير وعبر المصيادة ، ومن ثم صيد الحيايا ( الحية ) في البساتين أي بساتين البطيخ والترعوزي  وعن طريق العودة الخاصة  أو الأيد ، ومن ثم العصافير في نصب المصيادات الخاصة بهم  في الأراضي المحروثة توا  ، أو عند نصب الفخ لهم في الغرف التي تتواجد فيها الحنطة والشعير .. وصيد الفئران في الفخ أو المصيادة البيتية والتي أي الفئران كانت تجوب كل حارة وصوب وتلعب فيها لعب .
فأما الصيد في منطقة بارزان .. كان دسما ومتنوعا من قبل من رغب بذلك والتجأ اليه وأجاده بالشكل الجيد والمضبوط ، وتمتاز منطقة بارزان كمحمية للحيوانات البرية منذ القدم ,, والتوصيات الصادرة من قبل شيوخها الأفاضل  بحماية الحيوانات البرية من الإبادة وتشريدها الى مناطق أخرى .. لتبقى الحالة والأستمرارية للأجيال والأتزام بها على طول الخط .

فأما نحن البيشمركة والأنصار والمحرومين من أكل اللحوم المتنوعة منذ سنوات وحاجة الجسم الى البروتينات مما يجبرنا من أن نبحث عن الصيد وتنوعاته وفرائسه العديدة في الأوقات المتاحة والمناسبة  ومنها ما هو ( حلال )! ومنها ما هو ( حرام )! بالنسبة الى القرويين وبالنسبة لنا أيضا !!
ومنذ العصر الحجري بحث الأنسان عن الصيد وخلق وصنع أدواته من الحجر وربما من الخشب وعاش ذلك الأنسان حياته القاسية ومتطورا نفسه حسب الحاجة والوقت والزمان والمكان ! فاما مطاردات النمور والأسود في الغابات من أجل الحصول على لقمة العيش وتواصلها من أجل البقاء فهو الآخر حق من الحقوق من أجل أن تكون .
وفي منطقة بارزان توجد الدببة ، الذئاب ، الثعالب ، الخنازير البرية ، الماعز الجبلي المتنوع ، الغزلان ، الأرانب البرية ، الدحالج ( دحلج ) ، القنافذ ، السنجاب  او السناجب ، الطيور بأنواعها .. والأسماك بانواعها وبأحجامها . واخيرا الزواحف المتنوعة والحشرات وما الى ذلك مما تراه العين ............... .بالإضافة الى تربية المواشي والدواجن والنحل .


( الخنزير ) ...  يقول الشاعر الكبير مظفر النواب لحكام العرب ( حظيرة خنزير أطهر من أطهركم )! فإذن يمكن التعامل مع الخنزير بشكل وآخر ، طالما هو اطهر من الحكام !! وقرويين المنطقة أصابهم الضجر من الخنزير لكونه مضر ومتضرر للزرعات والمزروعات .. لكونه يحفر في الأرض ليبحث عن البصيلات والمواد الغذائية المفيدة الموجودة تحت سطح  الأرض الطيبة ليتغذى بها  ومنها بالإضافة الى الفواكه الساقطة والمتناثرة من الأشجار  على الأرض الطيبة في موسم الصيف والخريف .
وللخنازير تنظيم وقيادة وأدلاء  وحراس  فيما بينهم ! وخبرة ومعرفة بالأماكن التي يختارونها وذلك من أجل حماية أنفسهم من الصيد البشري والحيواني المفترس  ، وهم مختارين المناطق العاصية والبعيدة عن الأنظار والضوضاء ، وفي الصيف وفي أحيان كثيرة يختارون المواقع المشجرة الكثيفة للأختفاء والقريبة من الأنهر تلافيا من الحر الصيفي .

وبالنسبة لنا  كأنصار .. بيشمركة حزبنا منقسمين الى قسمين وثلاثة بين الحلال والحرام الديني من جانب ، وبين الحلال والحرام والعيب الأجتماعي !!
فأما تكاثرها وهو الآخر مرهب ، لذا ترى الأم منشغلة بحماية فروخها العديدة أو أولادها والمسميان بال ( خنانيص ) جمع خنوص ، وخاصة عند عبور الأماكن المحذورة أو الخطرة بالنسبة لها .
وتمتاز الخنازير البرية بأحجامها وأوزانها الثقيلة وخاصة البالغة منها تصل الى ( 200 – 300 ) كيلو غرام عراقي حلال !! والخنوص الصغير لا يقل عن خمسون كيلوغرام ، ولحم الخنزير البري يختلف تماما عن الخنزير أو الخنازير التي تربى في البيوت أو في الحظائر التجارية ، أي البري أطيب بكثير من البيتي أو الحظيري!! ، وعندما فرغت دبة الطرشي للرفيق زكي .. وصدنا خنزير بحيث زاد اللحم عن الحاجة وقمنا بعمل ( قلية ) أي قلينا اللحم المملح الجيد وبدهنه الخالص .. واضعين أياه في الدبة ومحتفظين به أي باللحم المقلي للشتاء القاسي والطويل  لكون التغذية تكون صعبة للغاية وخاصة الحصول على اللحمات .
وهنا لابد من الشارة الى لحم الماعز الجبلي والمفضل عند الجميع والأطيب والألذ .
غرفة الرفاق مام نعمان ، مام زرار ، مام رؤستم ، مام بايز وفاخر .. تقابلنا وبيننا أقل من عشرة أمتار .. والرفاق المامات ( الأعمام ) لا يتركون الصلاة أبدا وهم في غاية الطيبة والأخلاق وكان الكل يراعي مشاعرهم ونحن أكثر لأننا ( جيران ) ونبتعد عن المقر أكثر من تلك المسافة التي بيننا ، لذا نراعي مشاعرهم ونأكل بخفاء عنهم أن صح التعبير ! والرفيق العزيز ( حمه سور ) قادما وفي يده ( شيش .. شيشلك ) من اللحم المشوي وشاهرا الشيش أمام الرفاق ليقطعه في أسنانه أمام الملأ .. أي أمامنا وأمام المامات .. ومتنرفزين الرفاق المامات يعني العمام ( جمع العم ) من فعلته وكادت تصبح مشكلة عويصة لو لا تدخلنا وتهدئة الرفاق المحرومين من اللحم .. وهم مترددين .. أي  ( حمه سور ) تأكل قزل قرت .. أي دكل بعيد عنا .. لماذا تأتي وتثير مشاعرنا  وتزكم أنوفنا ؟! وهو ضاحكا ومازحا  وغير مباليا ولم يعير  أية اهمية لخصوصيات الرفاق و للوضعية .
والسؤال هنا يطرح نفسه عن الحلال والحرام .. ألا وهو ..؟؟!!
أيهما حرام .. خلق الحروف وتدمير البلدان وأقتصادها أم أكل الخنزير ؟؟!!
وأيهما حرام تهجير القرى وقتل أبنائها في المجمعات القسرية أم أكل لحم الخنزير ؟؟!!
و.. و.. أيهما حرام قتل المناضلين وعوائلهم والمخلصين للشعب والوطن وزجهم في السجون والمعتقلات وتشريدهم أم تناول لحم الخنزير ؟؟!!
ومن ثم أيهما أفضل قتل الشعب وسرقة ثروات النفط والكهرباء وتلوث البيئة للمواطن وفي كل الأزمنة .. أم أكل لحم الخنزير مقيا أو مشويا ؟؟؟!!!
وأيهما حرام أن تمتل المليارات المسروقة وتضعها في أقبية خاصة والبنوك العاهرة أم من أن العائلة العراقية لا تمتلك مسكنا ولقمة العيش ؟؟؟؟!!!!
وعشرات الأسئلة الأخرى عن الحلال والحرام تبقى في طي الصفحات التأريخية المظلمة وسيكشف التأريخ عنها  سواء عاجلا أم آجلا .
 



17
مذكرات بيشمركة / 95 ( ج )!
نحن من  .. ؟!
سعيد الياس شابو / كامران
25 . 07 . 2020
نحن من .. أو من نكون نحن .. ؟! والسؤال الشائك يقودونا الى أكثر من جواب وعالم أكثر تحررا .. وفيه الكثير والكثير من الألغاز والتعقيدات والتخلف والصواب والعادات والتقاليد في شقيها الأيجابي والسلبي.. أي الحسنات والسيئات والمطبات والأختلافات للحياة اليومية .. منها السياسية والعسكرية والأجتماعية والبيئية  والمفاهيم التي تقودك الى عالم مليء بالتناقضات .. غير عالم الديالكتيك والقبول بالآخر .. ! لا بل أكثر من هذا .. يقودك الى المعانات والصراعات والنتائج الوخيمة التي تبنى عليها العلاقات المستقبلية ( المتأزمة واللاحميدة ) وذلك الواقع يملي ويحمل في طياته البرود واللائلفة والبغض والشعور بالنقص لدى البعض !!!.
والغاية من هذا السؤال .. من أجل الأفادة وليس الوقوع في مطبات متعبة و مظلمة ومهلكة ..!!
... نحن من .. ؟! نحن رفاق وأصدقاء ومؤيدين وأنصار بيشمركة الحزب الشيوعي العراقي .. برفاقه ورفيقاته من الرجال والنساء وبمختلف الأعمار والمواقع الحزبية والعسكرية والأجتماعية ، والعلمية والمهنية والدراسية والمفاهيمية والمزاجية والجدية وما الى ذلك من الأنتمائات التصنيفية لتك الآلاف من الشيوعيين وأصدقائهم .. وخيمتهم التي تضمنت مختلف الألوان . وتلك الألوان تارة متفقة وأخرى ( متصارعة ) فيما بينها ولكل طرف أجندة ورؤى وتوجهات وأفكار متجذرة عند البغض ومستحدثة عند البعض الآخر! وما يتبنى عليها من الأمور التنظيمية والسياسية والعسكرية وحتى الأجتماعية .
من نكون .. نحن ؟!
.............................
من  ( فطاحلة ) و ( خبراء ) و ( بسطاء ) السياسة والأقتصاد والعسكر والشهادات العليا في الدراسات والمهن المختلفة من الأقتصاديين و الأطباء والمهندسين والفنانين  والأعلاميين  والأساتذة والصيادلة والموظفين وأصحاب المهن الحرة  .. والمقاتلين الأشداء  والكوادر الحزبية والطلابية والعمال والفلاحين والمزارعين والرعاة والطلبة خريجين الدراسات العليا  والسياسية تازكين الدول الأشتراكية للألتحاق بحركة الكفاح المسلح ، وأولئك الطلبة الشباب من الجنسين ناذرين أنفسهم للحزب والمباديء والقيم والنضال ومتحملين كل قساوة الحياة في تلك الطرق الخطرة والجبال والوديان والسهول ناقلين ومهتمين بنقل  الأسلحة ، بناة المقرات  ، معالجين المرضى معلمي الدورات ومقتحمي الربايا  ... ومصرين على القسم الذي أدوه للحزب عند الأنتماء اليه .
ومن حيث تشكيلة القاطع أي قاطع أربيل بين الحين والحين تطرأ عليه تغيرات وتنقلات ( والخزعبلات ) وفي كافة المواقع العسكرية والسياسية والأدارية ، وهذا يكون حسب المتطلبات والحاجة والضرورة والمتغيرات .
وتشكيلة القاطع عادة ما تكون من ثلاث رفاق .. السياسي ، العسكري والأداري ، فاما اللجان الحزبية وهي مختصة بالمهمام الحزبية المناطة بها وهي متداخلة تنظيميا بين قيادة القاطع ولجنة التنظيمات الحزبية وفي تلك الجبال والسهول والوديان . ومقر سرية القاطع أو القوة التي تتواجد في مقر قاطع أربيل .. الرفاق أبو حكمت المسؤول السياسي ، مام كاويس المسؤول العسكري ، أبو ربيع المسؤول الأداري ، والرفاق أبو قحطان السياسي للسرية ، خيري العراقي العسكري للسرية ، وأبو أحلام ( أبو الفك ) إداري السرية ، والفصائل الأثنان أو الثلاثة القائمة بواجباتها على ما تناط بها من مهمات ، بالأظافة الى طبابة القاطع والسرايا والأعلام الذي يقوم و يبذل جهودا لأصدار نشريات  دورية ونشاطات مسرحية وأحتفالية بالمناسبات والأعياد القومية والوطنية والحزبية ومعارض الصور والمستجدات الحاصلة .
... وفي الخريف الزاخر بالنشاطات .. تم فتح دور حزبية لحوالي ( 15 ) كادرا حزبيا من الشيوعي العراقي والأشتراكي الكوردستاني ( السوسيالست ) وفي أحدى القاعات .. القت محاضرات على أعضاء الدورة من قبل الرفيقان المحاضران .. مامؤستا رزكار ومامؤستا هؤكر ، الأول من القاطع والثاني من الأقليم .. وتضمنت الدورة المحاضرات بالمادية الديالكتيكية والمادية التأريخية .
... من نحن ؟ نحن نقرأ الماركسية ولم نستوعبها  بواقعها الحقيقي !! ونحن في القراءة نفتقد الى وضع النقاط على الأحرف !! ونحن نعتبر أنفسنا أمميين وبحاجة الى الثقافات الأكثر تطبيقا على الأرض !! ونحن نهضم الديالكتيك ولا نقبل بالنقد والنقد الذاتي !! ونحن نقول الأنسان أثمن رأسمال .. وفي التطبيق عكس ذلك !! ونحن نحمل السلاح ونقدم الغالي والنفيس والتضحيات ويزغلوننا الآخرين !! ونحن نتحدث بالحداثة والتجديد ومتشبثون بالكرسي رغم فشلنا بالعمل !! و نحن من أقدم الأحزاب في العراق .. ولم نفكر ونعمل من أجل أن  نستلم السلطة !! ونحن نسعى للتحالفات و نخسر بالتحالفات ويربح الآخرين !!ونحن نعبد الطريق والآخرين يحصروننا بالحفريات !! ونحن من قتل نفسه للأممية الأشتراكية .. والأنظمة الأشتراكية لم تأخذ موقفا مشرفا من قتلنا !! ونحن ونحن ونحن .. ألخ .
... والفقرة الثانية والأهم .. من الأولى .. من نحن .. ونحن من .. ؟؟!!
نحن الذين بنينا  المقرات وساهمنا  في  بناء القرى وزرعنا البسمة والأمل في نفوس القرويين وقدمنا لهم يد العون والمساعدات المادية والأنسانية والطبية والتنويرية ودافعنا عن المرأة والسلام واخلصنا في تحالفاتنا وقربنا وجهات نظر الأحزاب المتصارعة ، و أشتركنا في عمليات عسكرية  معا ، نحن من حبينا بشغف الشعب والوطن ونكرنا الذات ، نحن من دافعنا عن القيم والمباديء وقسمنا رغيفنا مع من أحتاج اليه ، ونحن أثبتنا من أننا في المواقف المبدئية جادون و مخلصون .
... ما حصل لنا لأكثر من عقد من السنين الغابرة والمليئة بالأحداث الساخنة وتلك الدماء التي سالت على أرض العراق بشكل عام وكوردستان بشكل خاص يتطلب من المستمرين في الحياة وأعوانهم من العمل الجاد لمراجعة الذات والنفس ، والعمل على ما فاتتنا من أمور ينبغي الوقوف اليها  وعليها ، وتبني المسائل والقضايا كما هو الحق والمعمول به في هذا العصر العاهر!
ومن هنا .. عندما نقول من نحن .. ؟! في عمر الرابع عشر من السنين والأعوام يلتحق الشاب ( بالجبل ) ويحمل السلاح ويشارك في مجمل الحياة الأنصارية البيشمركايتية ولمدة سبع سنوات ويحرم من حقوقه بحجة صغر سنه ! من المعيب السكوت على أصحاب الحق وهناك الكثيرون ممن حرموا من حقوقهم ومنهم المؤنفلين والمؤنفلات والشهداء تحت طائلة المسمياة  والأوقات !! ومن الجانب الآخر أعداء الشعب والأرض والمباديء بواسطة الأحزاب أبرزوا في الساحة على مشاعر دماء الشهداء والمناضلين .
... لنا شهداء مبعثرين أشلائهم ورفاتهم وثمة حفيد يسأل عن قبر جده ؟! ومتى يبدأ العمل من أجل عودة الحقوق للأولئك الشهداء وعوائلهم .. وثمة وزارات للشهداء والمؤنفلين في المركز والأقليم ؟!
... متحف يليق بصور الشهداء والمواقع التي أستشهدوا فيها وعليها ، وتلك المقرات والجبال والوديان والسهول التي أوتهم وتحملتهم ، والأصرار على كتابة التاريخ بوجهه الحقيقي مطلوب !.
نحن والقرويين !!
....................
نحن من ننتقل من منطقة والى أخرى وحسب الضرورة والطلب والحاجة والتكيف وذلك من أجل المواصة في النضال وتطوير العمل السياسي والعسكري ونقدم ما بوسعنا لأهالي القرى سواء عن قرب أو بعد .. ونحن في منطقة بارزان لنا مقرات وحركة مستمرة وأختلاط مع الجميع دون الكسب السياسي أو كسبهم الى جانب حزبنا الشيوعي ، مكتفين من أن يكونوا أهل القرى بخير وراضين عنا بشكل وآخر ومقدمين لهم كل ماهو متوفر في مقراتنا وخاصة المؤن أي الأرزاق من المواد الغذائية من السكر والشاي والدهن والرز والطحين وما الى ذلك .. والقاطع يزود كل من قدم وطلب المساعدة بذلك دون مقابل . رفاق الطبابة .. الدكتور صادق ، الدكتورة ساهرة ، دكتور أبو بافل ، دكتور سعيد ، دكتور نوزاد وحتى ( دكتور زانا ) يمشي الشغل لكونه دخل دورة زرق الأبر !
فأما الدور المتميز للرفيقة النصيرة الدكتورة ساهرة فهو الأكثر بارزا بين العوائل وخاصة النساء والتي كانوا يتعاملون معها بكل صدق وأحترام ونالت أعجاب ورضى الجميع من الأنصار والقرويين على حد سواء  ، سواء بالمقرات أو بجولاتها مع المفارز أو عند الطلب من القرويين لتزورهم في بيوتهم وخاصة عند الولادة والحالات المستعصية الأخرى .
الدكتورة ساهرة ..
................
خسأت الحكومات الكوردستانية والعراقية المتعاقبة على سدة الحكم  في تقيمها لدور المناضلات والمناضلين الشيوعيين الذين قدموا خيرة عمرهم الشبابي وقارعوا الدكتاتورية ونظامها القمعي طيلة سنين يصعب وصفها في زمن القمع والبطش والسجون والمعتقلات والتعذيب الوحشي والأملاءات التعسفية والتصفيات الجسدية دون الرجوع الى القوانين والعرف الدولي والأخلاق البشري الأنساني  وهم يقاومون أشرس دولة بوليسية قمعية واصعب جيش ( عقائدي ).
وأقول خسأت .. الكل يبكي على ليلاه  ..  ولا يفكر بغير سواه !!
بينما كنت أحطب وأفصل الحطب  في ( الطبر ) واعوذ بالله من أبو الطبر !! الى وصل وقطع تنسجم وحجم الصوبة الحطبية ، ومن ثم تقطيع صغيرات ومتفرعات الأغصان في ( الداس ) وهي شبيهة بالمنجل الصغير ، وأضرب وأقطع .. أضرب واقطع .. الى أن أنزلق الداس وضاربا مفصل الرابط بين الزند واليد اليسرى ومحدثا قطعا وجرحا نازفا على طول الخط !! الدم يسيل وأنا ضاغطا على الجرح دون فائدة .. وبعد أن فكرت من الوضع اصبح لا يطاق .. ففكرت بالذهاب الى غرفة الطبابة .. وبعد التعقيم وخياطته بثلاث خياطات وشد اليد بلفاف طبي من قبل العزيزة الدكتورة ساهرة .. تلاشى نصف الألم .
.. والدة الرفيق الدكتور زكي .. وهي والبعض من الأمهات كانوا يبحثون على أولادهن أكثر من الأمهات الآخريات .. وإذ بأم زكي قادمة ومعها كالعادة ( كيس كبير / كونية ) مليئة بالذخيرة .. والمكان مقر الرفاق علي رزكة وغريب وتوانا وملازم شوكت وسنكر وهيمن والرفاق الآخرين .. وبعد أستراحة والدردشة والأستفسار من قبل الرفاق توانا وغريب .. بخصوص وجود بطل عرق .. ؟! ناكرا دكتور زكي من أن عرق لا يوجد !! وبعد أن غادر زكي مع أمه ليودعها بالسيارة .. وإذ بغريب وتوانا ( فالين الكيس ) ومخرجين منها البطلين ولا غيرهما .. وشد الكيس كما كانت !! عاد دكتور زكي الى المقر ليحمل كيس أمه الى غرفتنا .. وبعد فتحها ليرى ليس فيها أي بطل أو قنينة عرق ! عائدا الدكتور الى المقر مستفسرا حول ما حصل ؟ والجماعة ردوه بالشكل الذي جاوب زكي عندما سألوه ؟ .. هل من بطل عرق ؟!.
وكان في الكيس دبة طرشي كبيرة ودبة صغيرة من مربى التين اللذيدة .. من صناعة أيادي الأم الحنونة والطيبة  أم زكي .. ومواد متفرقة أخرى ، ومع الرفيق خيري . و في كل يوم أو بين يوم وآخر نتناول واحد أو أثنين من قطعة المربى الطيبة دون أن يشعر الرفيق زكي بذلك ، وكما فعلنا بالمربى هكذا بالطرشي والى أن ظل فقط ( الشيرة ) بدبة المربى ،  ( وماء الطرشي ) فقط بدبة الطرشي !! وفي ذات يوم عزم الدكتور زكي الدكتورة ساهرة وزوجها الرفيق أبو ( ديما ) على الطرشي .. وبعد محاولة زكي من أخراج الطرشي من الدبة .. حائرا ..... ماذا حصل للطرشي وهو لم يمسه سوى مرتين أو ثلاثة !! وموجها أصبع أتهامه لنا ! ونحن ضاحكين .. من أننا حياتنا مشتركة في السراء والضراء !!.
وتتدحرج الأيام وتشكل مفارز في المنطقة وغايتها الخلاص من المقرات والجولات التفقدية بين الرشمالات .. التي تقابل قرية ( شاندر ) المهدمة وفي وقت المغرب وقبل عودة و قدوم الرعاة مع مواشيهم .. وأثناء التوزيع مع الرفيق خاله خوله أتفقنا من أن نختار بيت الشعر .. وإذ بأمرأة مشغولة بالطبخ وتهيئة الطعام .. ونحن بدون سلام وكلام  ! وكاتب السطور سائلا الفلاحة عن .. هل عندكم طبر للتحطيب ؟! بعد أن شاهد كومة أشجار و جذوع كبيرة دون أن يمسها أحد ، وربما تنتظر قدوم الراعي مساءا ويقوم بواجبه على أكمل وجه ، وكسر وتحطب  كاتب السطور بما فيه الكفاية من الحطب للصوبة والطبخ يكفي لأيام !!! وعند قدوم الأخ الفلاح الراعي ليرى البيشمركة يحطب وصاحب الدار غائب وفي الواجب ، فأي ترحيب وتقدير وشكر قدمه لنا بعد أن رأت المرأة موقفا لم تراه من قبل !! وشاكريننا والعشاء الدسم والبرد الذي لا يطاق ليلا في الرشمال .. وقالوا وكرروا القول .. كلما تأتون الى هنا .. فأنتم مرحب بكم وأهلا وسهلا .
( قرية بريسة )!!
.................
وصل الخبر الى القاطع ومفاده وجود مرضى في القرية والواقعة على الجانب الآخر من النهر أي الزاب والمنطقة هي تابعة الى ( زيبارتي ) وليس بارزان ، وتهيأ الرفيق خيري مع مفرزة لمرافقة الدكتورة ساهرة ، والعبور من النهر في موقع لم نكن نعرفه منذ قبل ! وبعد صعودنا الطريق المؤدي الى القرية من جانب اليمين .. وبلوغنا القرية وإذ بمجاميع من ذوات الأحتياجات الخاصة .. من المعوقين والمجانين والمشوهين قد أجمعوا في هذه القرية ويبدوا كانت هناك إدارة تسير أمورهم بالشكل المطلوب .. ولم يسلموا من مزح الرفيق الخيري وجميعهم أرتاحوا لخيري آمر المفرزة .
المفرزة الى ( جه م جو ) جمجو القرية ..
.....................................
والشتاء أنذر بقدومه والثلوج أبيضت السهول والوديان  والجبال واصبحت الحاجة الى البطانيات لا تقبل التأجيل بعد قدوم الرفاق من الخارج وزيادة عدد الملتحقين .. جلها يتطلب التهيئة لتدبير البطانيات .. وعلى وجه السرعة .. شكل الرفيق العزيز مام خضر روسي مفرزة من ثماني رفاق وعبور جبل ( شيرين ) ونحن في أواخر من شهر كانون الأول / ديسمبر   /  1984  من القرن الماضي والمنصرم وبعد أيام قلائل حملنا حمولتان من البطانيات الجيدة  بعد مرورنا ذهابا وأيابا بقرى ( تيلئ و داويدكا )  ومن ثم جمجو  ( نهر اليهود )، واثناء العودة وفي قرية  ( داويدكا ) أصغينا الى أهلها الطيبين وذلك الشيخ الجليل وأحد أبنائه الكبار الذين أنفلتوا منهم أي من النظام العراقي ,,  أي من عائلته ثمانية اشخاص ومن ضمنهم ولداه الأثنان وزوج أبنته ( نسيبه ) والطفل في عمر الرابع من السنوات العراقية ! وبعد سردهم للواقع المؤلم والتراجيديا التي حصلت بحق المؤنفلين البارزانين .. لم يسعنا إلا وأن نبحث في جيوبنا ..  أنا ومام خضر روسي ونستخرج الدنانير العشرة لكل واحد منا ونقدمها الى الطفل الذي كان بجنبنا جالسا ، علما كان ما أمتلكه فقط خمسة عشر دينار عراقية أصيلة !
والمنظر الذي أستهواني ليلا وفي تلك الثلوج الساقطة والبرد القارس .. ألا وهو صعود وتشث الديوكة الروم ( الفسيفسات ) ( العلوشيشات ) والواقفة على تك رجليها وبالتناوب وعلى أشجار الجوز العالية ، وهي خائفة من ( الثعالب ) وغدرها ! وفي الصباح ونحن في الأول من شهر كانون الثاني 1/1/1985 من القرن العراقي المنصرم تحركت مفرزتنا وبأعجوبة تمكنا من تجاوز المحنة وهم أي أهل القرية منذرينا بالخطورة  .. والوصول والرجوع والعودة الى الرفاق أنسانا متاعبنا .

 




18
مذكرات بيشمركة / 95 ( ب )!
الأحداث الساخنة ..
سعيد الياس شابو / كامران
2020.07.22
ليس من السهل سرد كل الأحداث الساخنة وأختزالها في هذه السطور ، وإعطاء حقها بالصور الكاملة ذات المرتوشة  في ستوديوهات الدولة النفطية والبوليسية القمعية وأجهزتها المخابراتية والأستخباراتية والأمنية ومرتزقتها المتنوعة والعديدة والتي تعمل جاهدة من النيل من الأنصار البيشمركة  لحزب الشيوعيين وتنظيماته من خلال  شبكاتها المتنوعة وأتصالاتها ذات الأبعاد الذكية والسريعة وأولئك العملاء المزمنين والمعتقين في صفوف الحزب الشيوعي العراقي وغيره من أحزاب الساحة !!!.... وفي كل مرة يستحدث حدثا ساخنا .. ليضاف الى الأحداث التي سبقته والمستجد هنا .. وفي  الخريف المبكر بينما كانت مفارز الحزب وكوادره تعمل في داخل محافظة أربيل والمناطق المتاحة هنا وهناك والأخبار المندسة والشائكة والواقعية تختلط مع بعضها لتشكل اللغز الذي ليس له حلا سريعا وعمليا بالطرق السياسية والعسكرية لكون المسافات بعيدة وأجهزة الأتصالات السلكية واللاسلكية  مفقودة بين تلك التنظيمات التي تعمل في الداخل ومقر القاطع ! لذا للدعايات موطيء قدم في العملية واللعب بالمقدرات متاح أمام السلطة والنظام وأعوانهما !!
الخط الساخن الأول .. ألا وهو كيفية إيصال الخبرالى مفرزة الرفيق عباس ورفاقه والكوادر العاملة معهم من أن يتوجهوا أو يعودوا الى بارزان من أربيل ! وذلك يتطلب  وصول أخبار عديدة بخصوص المفرزة ، تلافيا من الألغام والفخوخ أو الأفخاخ التي يمكن الوقوع بها وفيها! لكون  ( العميل ) المزدوج  مامند ( ممؤ ) وأخيه ( ره شؤ ) والمتعاونين معهما ومع السلطة ناذرين أنفسهم للنيل من الحزب وتنظيماته وأنصاره وكوادره في اية فرصة سانحة ، علما ممؤ منذ عام 1976 وهو خائن !!!!!!!!!.
ومن الطرف الآخر( تختخة ) الرفاق لمغريات المدينة وما الى ذلك بالمقارنة بين حياة المقرات وحياة المدينة ونسيان الذات والمهمات وطريقة العمل التنظيمي المعارض في الدولة النفطية المخابراتية !
وكان رفاق القاطع وقيادته أي قاطع أربيل  وقيادة الأقليم  ورفاقه  .. جلهم مشغولين ومنشغلين  بالأخبار المتضاربة والغوغائية الصادرة  والواردة من والى !! هذا كان الخط الساخن الأول والمهم  والذي أحدث شرخا بين قيادة القاطع والأقليم ، علما كان  مسؤول الأقليم الرفيق أبو آسوس والرفاق نجم الدين مامؤ ومام قادر والرفاق الآخرين !!!.
... والخط الساخن الثاني والذي يرتبط ضمنيا مع الخط الأول .. ألا وهو تهيئة مفرزة الرفاق الأبطال  توفيق سيدا توما ( ملا عثمان ) آمر المفرزة ،   فهد الياس هرمز ( فرهاد ) ،  زهير بهنام أوسا  ( نبز )  باسم يوسف نيسان  ( نوزاد ) ، حكمت ، كفاح مورتكه ، وفكرت عرب ، وحاملين معهم رسالة الى الكوادر والمفرزة اللذين يعملون في الداخل ويحثونهم على الخروج بأسرع وقت ممكن تلافيا من الوقوع في الفخ الذي وقعوا فيه! بالإضافة الى المهمات الأخرى والحاجة المادية للحزب وما الى ذلك من واجبات أخرى مناطة بهم أي رفاق مفرزة ملا عوسمان . وفي ( 17/9/1984 ) شرعت المفرزة بالحركة من بارزان متواصلة طريقها الى المناطق المشرفة على منطقة برانتي ( كاوانيان زراري .. سه رسوور زراري ). و
في( 19/9/1984 ) من القرن الماضي ، وقعت المفرزة في الكمين الذي نصبته قوات من الأتحاد الوطني الكوردستاني ( أوك )  بحيث كانت تنتظرهم المفرزة و تلك القوات معززة بسيارات تحمل البيكيسي .. وقبل أن يقعوا الأنصار البيشمركة في الكمين .. حذرهم الرفيق نوزاد من أن يسلكوا طريق الوادي الذي يقع على أيدك اليمين وتختفي فية الجمال والبعران والسيارات والمفارز لسعته وتعرجاته ،  وليس الطريق الترابي ! إلا أن آمر المفرزة أصر على عكس ذلك ، عدم مباليا بالمقترح وبعد دقائق وقعت المفرزة تحت نيران البيكيسي والرشاشات بعد المقاومة البطولية لرفاق المفرزة .. وعلى أثرها أستشهد كل من الأبطال ملا عثمان ، كفاح مورتكه وحكمت ، وفي الصباح تم أسر .. المجروحين ومصابين بعدة أطلاقات نارية ..  كل من الرفاق الأبطال  .. فرهاد ونبز !! وتمكن من الأفلات من الكمين الرفاق الأبطال .. نوزاد وفكرت عرب !! وفي اليوم التالي أرسلت قوات أوك خبر الى ذوي الشهداء والجرحى من مراجعة مقرهم لأجراء اللازم .. وتم تسليم الجرحى والشهداء الى التنظيمات وأهاليهم ، والبعض من المعلومات مستمدة من أقوال الرفيق جاسم خيلاني والرفيق كاوة أخو الشهيد فرهاد ، فهد .
وهكذا ألتحق فرهاد ونبز بعد فترة  بمفرزة الرفاق عباس وبريار ورفاقهم ليسلموهم مع المفرزة جميعا متسممين ( بالكوكا كولا الباردة ) وليقودوهم الى أقبية دوائر الأمن والمخابرات لينالوا المصير المجهول عن طريق ممؤ الخائن !! وكتب الرفيق فرهاد ( جتؤ به رانتي ) بخصوص ممؤ الخائن .
... والخط الساخن الثالث وشاغل الكل  .. البناء ومقوماته من حيث الأحداثيات .. نقل الصخور ونقل الخشب المتنوع بعد قطعه من أماكن ليست قريبة من المقرات ، وتهيئة الصوبات  والنفط وتدبير الأرزاق ، الذخيرة وخزنها في أماكن صالحة وسالمة .. المؤن للشتاء القاسي لتلك السنة وشراء البطانيات .. كلها مرتبطة بعضها بالبعض الآخر ، وفي ذات الوقت ساعدنا رفاق الاقيلم في البناء ، كما ساعدنا ببناء مقر الرفيق علي ره زكة ، وساعدنا ببناء غرفة للرفيق أبو جنان وعائلته .. بينما كنا نبني ونقطع الخشب المتنوع ونجمعه لحين عملية التسقيف .. ولاقت أنظار الرفيق ابو جنان على قطعة خشب تصلح من أن تكون يدة الطبر الذي نقطع ونفصل فيه الأشجار .. إذ بالرفيق أبو جنان رافعها من بين الأخشاب معلنا من أن هذه تصلح لبدة الطبر .. واضعها في موقع آخر ! بينما يبحث عن القطع الأخرى .. وأحد الرفاق حاملها لتكون جزءا من سقف البناء وليس اليد للطبر ! وإذ بأبو جنان للوهلة الثانية رافعا .. وهذه .. هم تصلح ليدة الطبر ! وعادها رفيق آخر القطعة لتكون جزءا من البناء وتلك الضحكات والقهقات والتشقلات الرفاقية .
وبخصوص البناء .. وعندما حصلنا أوكي من رفاق القاطع .. شرعنا بالبناء مع الرفيق هيوا أبو شوقي .. وإذ بالرفيق دكتور زكي قادما الينا .. ها شتسوون ؟! نبني غرفة ! شاركوني وياكم .. وهيوا موافقا وكاتب السطور رافضا !! دكتور زكي وهيوا .. أي ليش ؟! كاتب السطور .. طالما تاتيك إمدادات من الوالدة ولم تعطي حصتنا فعليك الأبتعاد عنا ! وحدث الشرخ بيني وبين هيوا .. وهيوا زعلان وخرب مزاجه ! كاتب السطور .. طيب أذهب وقل لزكي من أن ياتي ليشاركنا البناء وقطع الخشب وبمساعدة الرفاق .. قدم الدكتور بسرعة مبديا أرتياحه والأمطار كانت قد رطبت الأجواء وحيطان الغرفة مبللة والمياه تجمعت في أرضية الغرفة ! وفعلا تم تسقيف الغرفة بمساعدة البعض من الرفاق ، دكتور سعيد ، خيري ، دكتور نوزاد ، آزاد ملا عزيز . وبعد أتمام كل شيء .. أشعلنا النار في داخل الغرفة لتجف من الرطوبة القاتلة ! ونصبنا فيها الصوبة لتشتعل وتساعد على التجفيف ومن ثم فرش النايلون  .. والرطوبة لم تنتهي من أرضية الغرفة ، ونحن تحولنا فيها معززين مكرمين .. بعد أن رفض الرفيق ملازم عادل معارضا البناء ( للقطاع الخاص ) ومتذمرا ومراجعا ومشتكيا عند رفاق القاطع .. إلا أنه لم يفلح بذلك ومكسور الخاطر طيلة فترتنا بالقاطع ! أي ليش ما نبني .. أي مو أنتم ثلاثة في غرفة !! طيب ليش مكتب القاطع هم ثلاثة في الغرفة ؟! أي هذولة مسؤولين !! أي هم أحنة مسؤولين عن أنفسنا ! وما لك بالمنع ؟! لم نطلب من أي شخص مساعدة .. من  أن يساعدنا بالبناء وقائمين بذاتنا وما الى آخره من الأحاديث ! ونجحنا بقضاء الخريف والربيع في تلك الغرفة والتفاصيل قادمة !
فأما الخط الساخن الرابع .. الصيد المتنوع للحيوانات البرية والسارحة والمارحة في كل حارة وصوب ..  الخنازير البرية المضرة للزراعة والفلاحين وسيئة السمعة لدى الأكثرية أسما ! والماعز الجبلي المتنوع وبأحجام ولحمها اللذيذ ، الغزلان الجميلة ، الدحالج  ( سيخور ) أنواع السمك وبأحجام مختلفة .. الرفيق محمد أسطة .. أفضل الصيادين في حينها .. رصاصته لم تخطيء إلا واصاب الهدف ( الغزلان والماعز البري ! مامز .. وبزنه كيوي ) وإن تحدثنا عن الصيد ومفاهيمه وفنياته وخصال صاحبه .. كلها يجب أن تكون في الصياد ، لأنه في حال جرح الحيوان وعدم قتله للوهلة الأولى أو بالأحرى بالرصاصة الأولى  يعتبر جريمة لكون الحيوان سيعاني من ذلك الجرح وربما يسبب الأمراض للحيوانات الأخرى ويتعذب في الوقت ذاته ! وللحوم قصص وحكايات ومشاكل ترفع عن طريقها الشكاوي والتقارير لتصبح الخط الساخن وليدخل أسمها التاريخ ! وبالطبع للصيد كان له مردودات إيجابية وسلبية وتفاصيل ومفاهيم بيزنطية بين المؤيدين والمعارضين للحم الحرام والحلال في تلك المناطق النائية والأزمنة الغابرة والحرمان من كل ماهو ينتمي للحياة المدنية وعشاقها .
وكانت البطون والمزاجات قد تغيرت من تناول اللحم مرة في الأسوع أو مرة لكل أسبوعان .. كان اللحم المتوفر للماعز الجبلي ما يسد ويكم الأفواه !
... والخط الساخن الخامس ، ألا وهو القصف المدفعي المستمر على المقرات .. وعل السابلة القرويين الذين يعيشون في قراهم ويتبضعون أو ينقلون ما قسمه الله من حصصهم من أرزاق في الخريف .. وفي ذات يوم خريفي .. بينما كنا مع الرفيق خيري في طريقنا من شيوي شيخ والى مقر الرفاق علي حاجي وسرية بيتوين وبشدر وكرميان وو ... الخ في قرية ريزان المطلة على النهر ، ونحن تجاوزنا الجسر الذي يتوسط الطريق بين بارزان وريزان وبالقرب من مقر فصيل الرفيق علي رزكة ورفاقه الطيبين ( فصيل النقل الجبلي ) والمختص بالخيول وصناعة الكراتين للبغال أي الجلالات وإدامتها  ..  وفي الطريق قافلة  من  القرويين محملين بالذخيرة الأرزاق والمؤون من منطقة ريزان وما بعدها وبحوالي أكثر من خمسة عشر حمل ، وكلهم في مجموعة دون المسافات الفاصلة بينهم .. وأستمر القصف المدفعي من جبل بيرس على رؤوس القرويين وحيواناتهم المحملة .. أستمر القصف حوالي لربع ساعة متقطعة ولعدة قذائف ومستهدفة وسط التجمع .. بحيث أصبحت الحالة يرثى لها وبعثرة الحيوانات وميلان الحمولات ونزولها الى حد البطون والرقبة للبغال .. والقصف مستمر .. سارعنا الى أن نصل الى القرويين لمساعدتهم ومساندتهم والأمساك بالبغال المحملة وتجميعها وتعديلها وتسليمها الى أصحابها من أهل القرى البارزانيين ، وهم مستغربين ومتعجبين من فعلتنا هذه إتجاههم .. أي في هذا الوقت العصيب والقصف مستمر ونحن لا نهاب الموت ! وكانت البعض الجروح الطيفة أصابتهم !
.. وحتى أثناء بناء المقرات وبعدها وقبلها وما بينهما القصف لا يبخل علينا  بنزول حممه  وخاصة عند تناول وجبات الطعام .. بحيث تعودنا على مثل تلك الحالات والأصوات النشاز من تلك الربيئة العسكرية القابعة في موقع أستراتيجي من على جبل بيرس .
وفي ذات مرة .. قصفت المدفعية بإتجاهات مختلفة بحيث وقع الرفيق آزاد ملا عزيز من شدة القصف  ووقعت يده على قوطية لحم القواطي المعلب فارغة ، وهي حادة أكثر من السكين .. بحيث الجرح في يده كان بليغا ومدميا .. ولو لا الرفاق الأطباء لكانت الحالة قاتلة ودخل أسمه ضمن الشهداء!.
الوادي السحيق والذي يقسم القاطع الى شقين في الغرف والقاعات يسع الى الحركة وفيه مجال للنشاطات وأعلام القاطع والمتمثل بالرفيق ماهر والرفاق الآخرين ومن ضمن نشاطهم إقامة معرض للوحات الفنية الجملة والهادفة وكان على رأس المعرض الرفيق النصير مؤيد ، وقدوم الرفاق من المقرات الأخرى لزيارة المعرض في الهواء الطلق والصور معلقة على أكياس  والجواني ( الكواني ) وفي الأحراش وبين الصخور القطعية ، مما نال رضى جميع الزوار .

19
مذكرات بيشمركة / 95 ( أ ) !
من ( ده راو ) الى بارزان ..
سعيد الياس شابو / كامران
2020.07.20
جائني  الرفيق سامان .. بلا مقدمات  ( يلا .. خلي نروح ! ) دون الأوليات ! جهزت حالي مودعا  الأخوة رفاقي في الثورة والكفاح المسلح وفي الجبال من ( خنيرة ) البرادوستية  الحدودية ومتوجهين الى وادي ( ده راو ) في منطقة برادوست  الحدودية ،.. كانت ليلتنا البقاء والمكوث في المقر ولقاء الرفاق والتهيئة للصباح الباكر في النهوض ! وتناول الفطور الصباحي  واستلام البريد .. حيث جرى الحديث عن  وجود رفيق معكم ووجهته الى بارزان وهو قادم من الخارج .
ورسالة خاصة الى الرفيق أبو حبيب من رفيق  .. والرسالة  مرسلة  من أربيل .. وأكد من إيصالها اليه بدون تأخير أو ضياعها  !!
الرفاق أبو حسن القامشلي ، سامان أبو ريبين، وكاتب السطور ، والطريق التموزي و العليجة تسع  .. للخبزات والبعض من المعلبات  وأدوات الحلاقة وألبومات الصور والبعض من  الأقراص حبوب مسكنة وضد الأسهال  للطواريء  ، وفي الزمزمية ماء نقي من الينبوع الصافي ، وبدا المسير الثلاثي كمفرزة صغيرة بعددها وكبيرة بمعنويات رفاقها وأصرارهم على تجاوز الصعوبات والمواقع الخطيرة .. المهم .. كان المسير إعتيادي وبيننا مسافات أكثر من الأعتيادية أحيانا ، وأحيانا أخرى نسير كمجموعة وحسب المناطق ! كانت ( دشت هيرت ) سهل هيرت مصفرا  نتيجة القيض الحار وتغير  لون الحشيش منقلبا الى لون  القش الذهبي وعبور نهر الحياة الى ( دشت برازكر ) سهل الخنازير وهو الآخر مصفرا ، لكون الصيف والشمس قد أيبستا الحشائش وأحيانا الحرائق تلتهم الأخضر واليابس ، وتسود المنطقة لكي يبرز للعيان الطريق السالك أكثر فأكثر وتلك القرى المهدمة!! والجدير ذكره لتلك السهول مناظر خلابة برافديهما الجميلان والنابعان  من الحدود العراقية الأيرانية التركية !!! دول الجوار!!! ، ونسير بخطى فيها اليقظة والحذر اللازمان والمطلوبتان  وها نحن نبلغ منطقة وجسر العبور النقطة الحاسمة والصعبة ( عادل بيك )  المسطحة ، وتعتبر هذه المنطقة من اخطر المناطق المحصورة في حال  وجود الكمين للجندرمة التركية ، لكون منطقة مطلة ومسيطرة ومحمية بجبل ومواقع حصينة جدا  من الجانب التركي كوردستانيا ، والرفيق أبو هادي والرفاق الآخرين كتبوا بخصوص هذا الموقع عندما وقعت أحدى مفارز الجزب في كمين فيما بعد  .
تجاوزنا وعبرنا  تلك النقطة الساخنة شتاءا وكيف بها بالصيف ؟! الداخلة في العراق كوردستانيا ! جبال مشتركة وسهول مشتركة ومياه مشتركة والشعب مشترك وحدود فاصل الى الدولتان !! وعن بعد مسافة ..  كان صوت الرصاص مسموع في الجبال المطلة على منطقة شيروان مزن وتوابعها مما أنتبهنا للحسابات وفي الكثير من الأحيان يكونوا الصيادين في مواقع مهمة لأجل الصيد ،  وفي المساء وصلنا الى قرية ( سبينداره  ) والمبيت فيها لتلك الليلة ونحن في حالة يقظة لكون القرية قريبة من الحكومة والربايا بين الحين والآخر يحمون بنادقهم وأسلحتهم من الدوشكات والرباعيات والهاونات  لكون شمس تموز لا تكفي ولا تفي لأحماء تلك البنادق والأسلحة  !!!!!!!!.
قطعنا تلك المسافات والمناطق والوعرة والجبال العديدة  ( زيتئ ، ئيدلبئ ، كاني بؤت ، بيديال ، هوستان وآخرهما بارزان ، وقبل بلوغنا بارزان ونحن في الطريق بين بيديال  وكاني بؤت وهوستان  ..  غدرنا العطش والحرمان من الماء لكون المنطقة تخلو من الينابيع إلا ما ندر  ، وخاصة الرفيق العزيز أبو حسن قامشلي لكونه الضيف الجديد في مثل هذه المفارز .. والعرق الذي يصب من مسامات جلده ليست كعرقنا ( النافث ) والنافذ  من أجسادنا !! وما منا الأ  أن نلجيء الى التفكير بضرب رصاصة الى الأنبوب الذي نازل من الجبل والى القرية لكي نثقبه و يرتوي عطشنا اللامحدود في تلك اللحظات القاتلة ، وبالرغم من وجود الرافد القادم من كيلة شين ، جامه  ، ومن ثم جسر ريزان وبارزان ، إلا أن الرافد في وادي سحقيق ليس بالأمكان من النزول اليه  ..  أي من الطريق و الى الرافد من تلك المناطق !
بارزان وحواليها كانت مكتظة بالمقرات ، الأشتراكي الكوردستاني ( السوسيالست / حسك ) ومن ثم زحمتكيشان ، الديمقراطي الكوردستاني ( البارتي / حدك )  ، والشيوعي العراقي ( حشع ) وأقليم كوردستان .
ونحن منهمكين بلغنا الى قرية بارزان ولقاء الرفاق في الموقع وكان الوقت بين العصر والمغرب ، وإذ بالرفاق الهلكانين والتعبانين والمبعثرين الرفاق الأبطال واللذين خاضوا معارك وقدموا الشهداء نتيجة المعارك التي دارت بين الأتحاد الوطني الكوردستاني ( أوك ) وقوات حزبنا في مناطق جبل سفين  ....  و ( قلاسنج ) والمناطق الأخرى ، وذلك على أثر نصب كمائن محكمة من قبل ( أوك ) في كل الطرق والينابيع التي يمكن أن يسلوكها أنصار الحزب ، ويرتووا من مياهها أولئك الأنصار  الشجعان والمصممين لمقارعة النظام الدكتاتوري !
وإذ بالرفاق يصلون الى بارزان  ..  يلهثون وهم قاطعين تلك المسافات وفقدان الرفاق وبعثرتهم في تلك الجبال والوديان والشهداء  الشباب ، والرفيق أبو سليم النفط .. الذي أرتوا من مجرى مياه القرية  .. وفي عتمة الليل من مجرى مياه قرية ( آموكان ) والعليقة ( زه رؤ ) التي تشبثت بزردومه وبلعومه لكي تمتص دمه .. وتسمن تصبح بقدر حباية حمص .. وتؤثر على مجمل حياته .. من حيث أمتصاص دمه ، ومن ثم الدم السايل من حنجرته وقطع أنفاسه وضيقها .. والأطباء كلهم في حيرة من أمره !! ماذا حصل للرفيق أبو سليم نفط ؟! لا أحد يعلم من أن زيرو اللعين أستقر في البلعوم وفعل فعلته !
وبعد بلوغنا المقر التحتي للرفاق علي ره زكة ورفاقه ، حيث كان في أحدى القصور في بارزان ، بحيث  كان المقر وكانه ليس ( مأهول )! وتناولت المكنسة وبعد رش الحوش أي  الحديقة المتروكة وسرعان ما تجمع الرفاق .. حاكم بوتان وغريب وتوانا والرفاق الآخرين في حملة تنظيف لكل المقر ! وإذ شعرت من أنني موجود! ، وكان البعض من الرفاق في طريقهم الى مقر القاطع العلوي في ( شيوي شيخ ) .
وبعد سماع الرفاق مجيئنا وبلوغنا المقر السفلي .. فأسرعوا للنزول للقائنا والأشتياق الينا ! وكانت وجهتنا الى المقر العلوي واللقاء مع الجميع من الرفاق اللذين فقدتهم وأشتقت إليهم لأشهر.
والحديث عن قرية بارزان يقودنا الى الكثير من الأمور منها الجغرافية والتأريخية والسياسية والعادات والتقاليد التي يلتزمون بها أهل القرى والمنطقة ، وتمتاز بارزان بموقع أستراتيجي وحصين لكونها محمية في جبلها الشامخ .. جبل ( شيرين ) وقراه والنهرين الجاريين من حولها أي بارزان القرية وطبيعة أهل قراها والذين لا يتجسسون للحكومات المتعاقبة وهم مقاومين لقساوة الحياة ومطيعين لشيوخهم وملتزمين بالتوجيهات التي تصدر اليهم .. وعلى سبيل المثال وليس الحصر .. أكثرية قرى المنطقة كانوا يتحملون قصف الطائرات والمدفعية وعدم توفر الأرزاق .. المواد التموينية وشحتها وهم متشبثين بقراهم ومعمرينها ، ومن الطرف الآخر بارزان تعتبر محمية لكل أنواع الحيوانات البرية الجميلة وتلك الطيور المتنوعة وحتى الأسماك في الأنهر لا تصتاد بالمواد المتفجرة ! وفي الوقت ذاته أكثرية القرويين من أهالي المنطقة وهم فلاحين ومزارعين وكسبة يعتاشون على قوة عملهم وحبهم لمناطقهم وقراهم ، لذا من النادر ترى من أن القرية خالية من خلايا النحل وتربية المواشي والدواجن وزراعة الكروم وجني الأثمار المتنوعة ومنها العفص والسماق والسسي والعلك الكوردي والقزوان ( حبة الخضرة ) ومن ثم يتقلب الى ( البطم ) بعد عملية نقعه بالماء المغلي وتمليحه  ..  والبلوط ، وزراعة البساتين الموسمية والخضروات وحتى زراعة الشلب في البعض من المناطق تراه موجودا ، هذا ما شاهدته فيما بعد وبمرور الأسابيع  و الأشهر .
والعودة الى الرفاق المتوزعين على المقرات العديدة ومنها قرية بارزان والعديد من البيوت ( القصور ) وقرية آستي ، وقرية ريزان والموقع الجبلي في القسم العلوي من وادي الشيخ ( شيوي شيخ ) وموقع رفاق الأقليم ومواقع أخرى .. وأكثرية الرفاق في كبرات صيفية والمصنوعة من سيقان  الأشجار وغصونها وتلك الأوراق التي تلطف الجو .. وتمنع حرارة الصيف من أن تكون أكثر تأثيرا  على صحة البيشمركة الأنصار وضيوفهم   !!
المئات من الرفاق في المقرات والعشرات كانوا في المفارز والقسم منهم عاد الى المقرات بعد المعارك التي دارت بين  (ألأخوة الأعداء)!.
مقر قاطع أربيل يعلو كل المقرات من حيث الموقع أي يتوسط الجبل وبمواقع صخرية متنوعة ونادر ما تلقى مساحات مسطحة ولكن فيها مايكفي من الأشجار لصناعة الكبرات ..  وثمة كبرات عديدة لمنام الليلي وراحة النهار .. وبعد أيام قليلة أتفقنا مع الرفاق مام خضر روسي وهيوا وكاتب السطور من القيام بتوسيع الكبرة الى أخرى أكبر .. بحيث تسع الى الينا والضيوف القادمين ، وفعلا هذا ما حصل وبمساعدة الرفاق الطيبين ، وبعد تكملة الكبرة وتعديل الأرضية ورشها بالمياه .. وكانها مصح حقيقي في تلك المنطقة المهملة .  ( غار ) البعض من الرفاق على نوعية الكبرة ومقترحين من الأنظمام الينا .. ونحن مانعين ذلك الطلب ! لكون المزاجات يجب أن تتفق فيما بينها ! كان لنا أواني لحفض المياه للشرب .. ومن تلك الأواني المصنوعة من مادة صناعة  ( الخرج ) لنقل المياه على الحمير ، ومصنوعة خاصة للماء وبالذات عندما تستخدم لتبريد الماء بعد تعليقها على الشجرة ليلا ، ومن ثم ترى في الصباح أن برودة المياه قد تغيرت كثيرا ، لكوننا ليس لدينا لا الكهرباء ولا الثلاجات ولا البرادات والمياه قادمة في الصوندات !
وبعد أيام من تلك الوضعية  التعيسة والمؤذية للرفيق أبو سليم نفط .. خرجت العليقة ( زيرو ) مجبرة لكبر حجمها  وعدم تحملها  .. والضغوطات المتنوعة وصياح الرفاق عليها ! وكانت الفرحة لا توصف ونسينا الشهداء في جبل سفين وقلاسنج  !!.
الرفاق الدكتور صادق والدكتورة ساهرة  والدكتور سعيد  والدكتور نوزاد والآخرين أستخدموا كل الأساليب المتاحة لهم ولديهم ..  ولكن لم يعرفوا من أن العليقة هي السبب في أذية أبو سليم النفط ! والقصف المدفعي لا يمهلنا أيام .... وإلخيارات لأهل الربايا من العساكر والتي تقابلنا جويا وتراقبنا بواسطة الناظور وليس بالعين المجردة ! ومتى ما يشتهون العساكر يرشقوننا بعدة قذائف محترمة ولأكثر من إتجاه .
ويحكوا  ويسردوا الرفاق عن الربيع الذي سبق صيف 1984 ، بحيث كان ربيعا  مخضرا  زاهيا ومفعما بزيارات العوائل الى مناطق بارزان واللقاء الى أعزائهم ، فأما بالشتاء كانت الطائرات الحربية تقصف بارزان وتفرغ حممها المريضة على رؤوس القرويين والأنصار والبيشمركة .
جبل ( بيرس ) المطل على النهر والذي يقابل أراضي شاسعة وواسعة في منطقة قرى ( بلئ ، بارزان ، ريزان  هؤستان ، ئاستئ  ، بازئ ) والقرى الأخرى وجبل شيرين ومنطقة زيبارتي  وقراها ( ميركه ،  هه رنئ ، هؤكئ ،  ئالكان ، سيدان )  والقرى الأخرى .. كلها تحت مرمى الربية المسلطة على رؤوسنا وهي محمية ومجهزة بأدوات وأجهزة  رصدية متطورة وتراقب عن كثب كل التحركات في المنطقة وتوابعها  وتعاقب من تريد ومتى ما شائت أهوائها !.
وتمر الأسابيع والأشهر والرفاق البيشمركة الأنصار يتمرضون ويتمارضون ويخرجون وقادمون ويستشهدون ويختلفون ويقاومون كل الأساليب الحياتية الصعبة من أجل القضية وقاطعين مسافات ومسافات من أجل الوصول الى الهدف المرجو ، ألا وهو أسقاط النظام !
وفي  نهاية شهر الثامن وأوائل شهر أيلول  سيبتمبر / 1984 ميلادية من القرن المنصرم .. كنا محموعة أنصار مرضى متنوعون .. منهم من أتعبته ساقيه  وسوفان ركبتيه ،  عيناه ، أسنانه  ،  وكليتاه ..  وما الى ذلك من الحالات المتنوعة ,, والرفاق أبو جنان  وشوان من الكوادر المحلية ، ملا عثمان وخيري من الكوادر العسكرية ورفاق أخرين وكاتب السطور التحقنا بمفرزة الرفيق القيادي عبدالرزاق الصافي ( أبو مخلص ) وآمر مفرزته الرفيق مخلص ألقوشي الشاب المتحمس والنشط (وقليل التجربة)  ، ونحن للعلاج ومفرزة مخلص قادمة من قاطع بهدينان  ويعتقدون أن المرضى ليسوا بحاجة الى الراحة .. فنحن أنظمينا الى مفرزتهم .. بحيث  شكلنا مفرزة بأمرة العزيز مخلص ، وكالعادة تحركنا من مقر القاطع في بارزان مترجلين والبعض الآخر يمتطئون البغال !! دون أن يعرق جبينهم ، وأخيرا  سلكنا نفس الطريق الى المناطق الحدودية ومقر ( ده راو ) بحيث صارت أشكاليات في الطريق نتيجة عدم أستيعاب الرفيق آمر المفرزة لوضعية المرضى وتقدير وضعهم الصحي وكنا له بالمرصاد الرفاقي ، وعندما ننادي الرفيق أبو مخلص .. أبو مخلص .. !! متعصبا أبو مخلص بالرد ... منو قالكم ( كالكم ) أنا أبو مخلص .. ؟! أنا أبو سامي ! يا رفيق صارلنا سنوات نناديك بأبو مخلص !! مو ننسى الأسم المستحدث وهكذا يبقى سوء الفهم بالذاكرة وتتبنى عليه ( مردودات ) سلبية !
بلغنا مقر القيادة ومن ثم في اليوم التالي الى مدينة أشنوية ورضائية .. بالطبع المرضى فقط !!!!! ، وفندق الحافظ وأكثر نزلائه من البيشمركة والأنصار ومراجعة الأطباء والدردشات والمزح الذي قل نظيره في العالم ..  شياب محرومين من كل شيء .. وها  الأنصار  تستهلك البعض من أعضائهم الجسدية وهم في عمر الخامس والعشرين عاما وما أقل أو أكبر من هذا السن  وبحاجة الى الأدامة والتعمير والتعديل .
وبعد مكوث  ( زوج ) من الأسابيع في الفندق ( حافظ ) وأخذ العلاج .. تهيئنا للعودة الى مقرات قرية بارزان وتوابعها ، ومتهيئين للقادم من الأيام والتهيئة لبناء المقرات من جديد وحسب الحاجة والأنسجام الرفاقي والأريحية !!
مفرزة ملا عثمان ( توفيق سيدا ) ورفاقه ..
بينما كنا لا نزال في الكبرات والطقس معتدل بالنسبة للصيف الذي تلاشت أيامه القيضية وثعبانه المتنوعة وعقاربه الملونة وحشراته المتنوعة والقصف المدفعي بين الحين والآخر  !!
فقبل نزول أية مفرزة وتحركها  .. ثمة أخبار تشير الى صحة الخبر ، والخبر ينشر ويتداول به والمشاورات ومعرفة المزيد تسمعه من الغير وليس من أفراد المجموعة أو المفرزة !! بينما كنا جالسين وأحاديث تجمعنا نحن من أهالي المنطقة واللغة والديانة والأنسجام ( ...... ) والحديث والضحك والنكات والحرشة جلها مجتمعة فينا دون المساس بما هو غير لائق وغير محبذ ويخلق التشنج والأذية والتفرقة  أو الصراعات اللاخدومة!
الرفيق ملا عثمان ( مه لا عوسمان ) مخاطبني بضحكته الجميلة .. هاورئ كامران .. تجي ويانة .. ؟ وين ؟ راح ننزل مفرزة الى عنكاوا ! ومهمتنا كذا وكيت !! مجاوبا كاتب السطور .. هذا من كل عقلك تنزلون مفرزة ؟! أي سوف ننزل وو ......... إلخ ، شرحت له بالتفصيل الوضعية السياسية  والعسكرية والجغرافية  ( والأشكاليات )  للمنطقة والطرق الشائكة وموضحا  له من أن مفارزنا  كانوا هناك وطوقوا من كل الأتجاهات وحدث الوضع المأساوي لرفاقنا بايادي ..قوات  الأتحاد الوطني الكوردستاني في معارك غير متوقعة وغير متكافئة !! فهذا من طرف .. فاما من الطرف الآخر فقوات النظام المتنوعة ومخابراته والمختارية وأجهزتهم اللاسلكية والكمائن للعساكر والجيش الشعبي .. هذا يعني الدخول في أطواق غير حميدة  وغير سليمة عسكريا وبارتيزانيا  والدخول في فكي الكماشة  وسيكون الثمن غالي !!  وبمناطق متشابكة  ليس لنا  اليد الطولى فيها  .. فأين المفر في الدخول والخروج ؟؟!!
ويبدوا لم يكن لكلامي وتوضيحي .. أذن صاغية ، وحتما الرفاق الآخرين  والرفيق خيري العراقي وضحوا بالأمر والنصيحة .. ولكن دون جدوى !. وتحدثت مع الرفيق ابو حكمت من باب الحرص ..  بصفته العضو القيادي في الحزب وفي القاطع  ، وموضحا له الوضعية  ومعانات مفرزتنا عندما دخلت عنكاوا في 1979 .. وكان الرد هم يرغبوا ومصرين على النزول الى العمق !
تدريجيا والطقس يميل الى الخريف الجميل ،، حيث  تصفر و تحمر أوراق الأشجار وتتساقط ببطء ونحن في المقر الصيفي العلوي وقررت قيادة القاطع والسرايا من أختيار المواقع الجديدة للمقرات المستحدثة . والشروع بتقطيع الأشجار المتنوعة وخاصة السبيندار من ضفاف النهر وقرية ( بلئ ) وهي قريبة من بارزان ، وتم أختيار  ( شيوي شيخ ) وادي الشيخ  الموقع السفلي مقرا جديدا  وهو يبتعد عن القرى لمئات الأمتار عن القرى ، وبقايا البيوت  القرية القديمة  وذلك الصرح التأريخي للبناء وبأحجار كبيرة ومتناسقة يفوق كثيرا الحجم الطبيعي لأحجار البناء الأعتيادية  ،، والبناء الذي يشبه مقر الضيافة أو جامع القرية وربما  الكنيست  أو الكنيسة القديمة  لليهود أو للمسيحيين ، وبالمناسبة في الأربعينيات من القرن الماضي كانت تسكن بارزان القرية ..( اليهود ، المسيحيين والمسلمين  )  ولكل من تلك الديانات بخمسون عائلة وبالتعايش السلمي وقبول الآخر . وموضوعنا هو البناء ومتاعبه وأشكالياته وتخرصاته !!!! وكاتب السطور بخصوص مقر القاطع والذي يتكون من الشقين .. كما الوادي مقسم الى شقين .. تم بناء غرفتان  ومدخل أو غرفتين لمكتب القاطع ومقر السرية في الجانب ، وفي الجانب الآخر قاعة كبيرة  أو قاعتان للرفاق الأنصار ومن ضمنم الطبابة  والأعلام .. وبعد أتمام بناء الرئيسيات ومخزن الأرزاق والمطبخ والتنور .. فكر الرفاق ( مام نعمان ، مام رؤستم ، مام زرار ، وفاخر ) من بناء غرفة بعيدة عن الضوضاء ( والثقافات )! وبما أننا بنينا الرئيسيات للقطاع العام .. فعلينا من أن نفكر بذواتنا .. دردشنا مع رفاق القاطع ( أبو حكمت  ، أبو سيروان ، أبو ربيع والدكتور صادق ) بالحصول على الأوكي ببناء غرفة لنا ( الرفيق هيوا أبو شوقي ، الرفيق دكتور زكي وكاتب السطور ) !!!





 

20
مذكرات بيشمركة / 94
من حوض روست الى طهران العاصمة  الإيرانية ..!
سعيد الياس شابو / كامران
2020.07.12
 أجواء المنطقة تغيرت تدريجيا ونحن في أواسط سبتمبر/ أيلول من عام 1983  ، وخاصة بعد أن حطت ووضعت  الحرب العراقية الأايرانية أوزارها في المنطقة والجسر الجوي المستمر للقوات العراقية وسمتياتها في منطقة حاجي عمران وضواحيها  .. كؤدو  .. كردمند ، بحيث بدل رائحة الجوز والكمثري العرموط  .. والمشمش والتفاح والعنب والتين والسماق والعسل ( والأستقرار النسبي ) في المنطقة .. ليحل محلها رائحة الدمار والخراب  والبارود و ( الزفر ) السياسي والعسكري والبيئي أن صح التعبير!! تدريجيا محت وأختفت الأبتسامة عن وجوه الناس من أهل قرى المنطقة والرفاق الأنصار والبيشمركة على حد سواء .. الكل يحسب الحسابات القادمة والمستقبلية !! الردة ومردوداتها .. فالكثير من الأهالي الذين عمروا بيوتهم وقراهم أصبحوا في حيرة من أمرهم بين الخيارين .. أحلاهما مر !! مر علقم فيما لو بقوا في منطقة الحرب والمصير المجهول ! والأمر منه ترك متاعب السنوات والمحاصيل السنوية التي يتأملها الفلاح القروي  وخاصة  الزراعية  منها  .. وتركها دون الأستفادة منها !!
وفي ذات يوم أيلولي .. ومع الرفيق هيوا .. كنا متوجهين من سميلان الى روست المقر .. وإذ في منصف الطريق نرى عائلة متكونة من رجل وأمرئتان .. أي متزوج من أثنتان وهم  أي العائلة متحزمة ومتهيئة للرحيل !! أدينا السلام والتحية .. مناديننا .. تفضلوا بتناول قدحا من الماء البارد .. أو طاسة شنينة ( ماستاو ) اللبن ....... فلبينا طلبهم ونحن بحاجة الى معرفة المزيد ونيل قسطا من الراحة ........ ، وكأنهم توقفوا عن الشهيق والزفير!! سألونا حائرين بخصوص الوضع والأوضاع في المنطقة ومستفسرين عن المستقبل الذي نحن بحاجة الى معرفته! وبعد شرح من قبلنا .. وهم أي العائلة كانت محتارة بين الأختيارين .. العودة الى المجمعات التتي  قدموا منها ( ملا ئؤمه ر ) و ( حرير ) .. أم الرحيل الى إيران الدولة الجارة ! والمنظر الذي شدني أكثر .. إحداهن من يمينه والثانية من شماله أي زوجتاه  الجميلات الحائرات وزوجهم الذي يتوسطهما !
واصلنا الطريق للمقر ونحن نتبادل الأحاديث .. لم تحولت جبهة الحرب الى هذه المناطق الجبلية والبعيدة عن النفط والمدن الحظارية والكثافة السكانية  ؟؟؟!!! ونتيجة الأوضاع التعيسة بكامل تفاصيلها أي الأنصارية منها والوضع بشكل عام  ، كنت قد قررت من أن أنال قسطا من الراحة والى المجهول ( المجهول )! ومتحدثا الى الرفاق المسؤولين في  طرح وتبيان وجهة نظري وما يجول في خاطري .. فلم يمانعني أحدا سوى ذات العلاقات الأقرب مستفسرين عن الوجهة التي أختارها !
وتسير الأيام وتمر  كئيبة ..  وليعلن  فصل الخريف عما  يحمله في خلده ويفرض  ذاته   على المنطقة  .. ومفرزة رفاق محلية أربيل والرفيق توفيق حريري .. تحركت المفرزة صباحا ونحن في القسم الأول لشهر تشرين الأول العاشر وربما أكثر بقليل من عام 1983 . ومتجهين من مقر روست ومن ثم مقر ( كؤشينة ) والرفاق عند التوقف عندهم !!بحيث كانوا مستيقظين بأجساد متقلصة و منكمشة  على ذاتها .. بحيث برودة الطقس ليلا والخيم لاتفي يالوضعية الطقسية السياسية والعسكرية ومقاومة بيئة المنطقة وما اليها من أمور أخرى ومنها التموينية !
توقفنا لدقائق .. وإذ بالرفيقين العزيزين الى جانب كل الرفاق الأعزاء .. مخرجين كل من الرفيق ( آزاد ملا عزيز و كؤران ) الفارسين العنكاويين .. من جيوبهم الورقة النقدية ذات الخمسة وعشرين دينار ( 25 ) عراقي  .. واضعياها في جيبي عنوة وهما يقدران الوضعية عندما تختار المجهول من مكان  ما  كطريق للمستقبل الشائك ! مشكورين الرفاق على موقفهم النبيل والجاد  ، ما قصرتم  .
واصلت مفرزتنا طريقها وبعد ساعات من المسير وفي ( الكويستانات ) مناطق الرعي الخضراء المعتدلة نهارا  و الباردة  ليلا .. ومقابل الينبوع الذي يتوسط الطريق بين روست وليلكان والذي يمتاز بتلك الأشجار الكبيرة والمثمرة للجوز والتي أصبحت محطات أستراحة لنا وللآخرين من السابلة القادمين والذاهبين الى المناطق الأخرى . بينما المفرزة  مستمرة  في خطواتها المثقلة بالمتاعب .. وإذ  ب ( غنم / غنمة ) ميتة  متروكة  على  الأرض الخضراء .. دون أن يمسها طيرا كاسرا ، حيوانا مفترسا ،  سابلة من البشر  و دون رائحة كريهة .. ولم نعلم وقت وسبب غيابها عن الحياة !! وكأنها هبة من الله والفلاحين الرعاة  .. وبعد مشاورات الرفيق توفيق حريري مع كاتب السطور .. حول الأستفادة منها ونحن لم نتناول وجبة اللحم حوالي شهر بسبب أوضاع المنطقة الغير مستقرة ! وبعد دردشة أتفقنا من أن يكون موقعها على رأس حمل البغل ( سه ر بار ) وهي لا تتحرك ساكنة .. ونحن في المؤخرة ، أي مؤخرة المفرزة ! والمسير مستمر والحلم بتناول وجبة الشوي أي اللحم المشوي في المساء أصبحت تزودنا بالطاقة الأضافية للمسير وشحن الخلايا  بالرغم من أننا لم نتناوله بعد ! وأستمر المسير ولكن بمناقشات أجتماعية وصحية ودينية وشخصية وصراعية .. حول أكل لحم الغنم الحيوان الميت حلال أم حرام ؟؟!!. وأختلفت الروايات والآراء الى أن بلغنا موقعا  .. فيه ما يكفي  من الحطب لأشعال نار  على طول الليل وحتى الصباح .. ومن ثم أقطع  .. قطعة .. قطعة لحم اللي تعجبك وأشوي وكانها مذبوحة على الطريقة الشرعية ولم نعلم من أن فطسها أي الغنم جاء منذ دقيقة أو ساعة أو يوم !!! .
وعند تحويل النار الحطبي الى الجمر والجمرات  ... واللي يأكل اللحم المشوي أبد ما مات ! منظر جميل ورائع والرفاق دون الفراش على الأرض الطيبة وقاطعين مسافات سيرا على  الأقدام مع حمولتهم وحرمانهم من النوم واللحم  وأمامهم طريق بعيد وبعيد !
وبعد ( تحتحة ) وأنتشار  رائحة الشوي  للحم  الطيب والذيذ .. سرعان ما أنقسم الرفاق أي رفاق المفرزة ونحن حوالي 12 نصير بيشمركة الى قسمين !! أي مؤيد ومعارض لفكرة الحلال والحرام ... رفاق المعارضة  أمتعاضهم  وغضبهم  تصاعد كثيرا من الوضعية .. ونحن نهدئهم ! طيب رفاق ما يعجبكم اللحم أكلوا خبز وشاي والمعلبات !! وتشتد الوضعية من قبلهم .. لكونهم ليس فقط لا يأكلون اللحم ! بل رائحة اللحم المشوي والذي ملآ المنطقة برمتها  يؤذيهم أكثر ! وكانت مراود البنادق خير وسيلة للقيام بواجباتها في ذلك الليل وحتى الصباح !
الرفاق لا يزالون في طور التهيئة للتوجه الى ليلكان ومن ثم الى بارزان حيث المقرات والتي سبقونا في أختيار مواقعها ، فاما أنا وجهتي الى حدود الجارة إيران ، الجمهورية الأسلامية الأيرانية والوقت تداركنا مع الرفيق هيوا وهو رافقني للتوديع الى المجهول !! وفي الطريق صادفتنا سيارتان جبليتان على شكل سازوكي اليابانية  ..  نازلتان من جبل ( كيله شين ) الى الأراضي العراقية كوردستانيا محملة بالأخوة من الحزب الديمقراطي الكوردستاني وفي أحداهما الرئيس كاك مسعود بارزاني رئيس الحزب الديمقراطي الكوردستاني / العراق  .. حيث أدينا السلام والتحية والتركيز بالنظرات على بعضنا الآخر  دون معرفة المزيد .. أي نحن  صاعدين وهم نازلين ...  وأدركنا مع الرفيق هيوا الوقت بحيث كان الوقت يميل للمساء والرشمالات لا تزال في المراعي الكويستانية بالقرب من  منطقة بيركمة ، وفي ذلك المساء حلينا عليهم ضيوفا مرحبين بنا ، والعشاء الكويستاني لا يخلو من الطبخ مساءا واللحم المقلي والمحفوظ  في بستوكة ومملح بشكل جيد لكي يقاوم فترة زمنية أطول لكي لا يفسد كالحكومات !! وكانت ليلة باردة بالرغم من وجود الفراشات الجيدة ، وفي الصباح تناولنا الفطور والذي تميز بالصناعة المحلية من الجبن واللبن والبيض والقشطة  والخبز الحار ودفو النار للموقد القريب من موقع الخيمة الكبيرة .
ودعت الرفيق هيوا ليعود الى منطقة ليلكان حيث مقر الرفاق في الجبل و عوائل الرفاق أبو دلشاد وهزار روست وأخيه عبدالله وعوائلهم في الموقع الذي يبتعد عن القرية لعشرات من الأمتار .
فأما كاتب السطور .. مسك الطريق الصاعد الى جبل كيلة شين حيث تلك الصخرة  الخضراء أو الحجر التأريخي  والتي تقسم الجبل الى حدودين العراق وإيران  ، والذي مكتوب عليه وكأنها مسلة حامورابي ! ومن ثم النزول الى الجانب الآخر  الأيراني ومن ثم ركوب سيارة الأجرة الى مدينة شنؤ ( أشنوية ) الجميلة حيث المكوث فيها .
وفي مقر أشنوية حيث تواجد كاك فرنسو حريري العضو القيادي في  الحزب الديمقراطي الكوردستاني / العراق ( حدك ) والأخوة البيشمركة المتواجدين في المقر  والذين رحبوا بي أيما ترحيب وكانت للوهلة الُاولى ألتقينا معا   ..  بعدما أوصلنا مفرزة الرفيق أبو عادل الشايب  بقيادة الرفيق مام خضر روسي ، وهذه للمرة الثانية ، وفور وصولي المقر .. أبلغوا كاك فرنسوا الحريري بذلك أي بقدوم كامران ، فدعاني كاك فرنسؤ الى غرفته ، ومستفسرا عن الحال والأحوال والوضعية وسبب قدوم رفاقكم أي رفاقنا الى ترك الساحة و طلباتهم للحصول على عدم التعرض الى طهران والمدن الأيرانية الأخرى .. وضحت الوضعية بشكل واقعي وصريح دون لف ودوران !! وكاتب السطور مبديا ومصرا على مبدئه ولكن الوضعية بهذا الشكل ، ومبديا كاك فرنسؤ  تفهمه  ومبديا  كمسؤول حدك في الموقع ، كل أستعداده لتقديم يد المساعدة لكل الرفاق واللذين قصدوا المقر لم يبخل المقر بحق أحدهم !!
كاك فرنسو .. ماذا تفعل كامران ؟ كامران .. في الحقيقة لا أعلم وأنا بحاجة الى قسطا من الراحة ! مبديا أرتياحه وأستعداده وناد  على  الأخ  ( هه ور  حسن نوفل  ) كان مسؤول المجموعة بعد الأخ كوركيس يلدا والذي كان في بيته في زيوة بحكم تكوين العائلة الجديدة ، فقدم كاك  ( هه ور ) سمعا وطاعة ..  (به لئ كه وره م ) .. نعم سيدي .. ومستمرا كاك فرنسو .. كامران ضيفكم .. وهو مسؤولكم في الوقت ذاته ما تخرجون من كلامه أبدا  ولا تزعجوه ! مفهوم  .. !! وتبلغ كل البيشمركة المتواجدين في المقر!
مدينة أشنوية كانت مركز المقاومة للوضعية المفروضة  تحت حكم الباسدارية  والصراع والقتال الداير بينهما ، وفي كل ليلة  والمدينة لا تخلوا من الهجومات والرمي المتبادل والكمائن بين قوات ( حدكا ) الحزب الديمقراطي الكوردستاني الأيراني ورئيسه الدكتور قاسملو ، وبين  قوات الباسدارية واللذين يرمون  بالرصاص الحي على كل شيء وحركة ليلية يرصدونها !! . وبعد نيل أسبوع من الراحة في المقر مع الأحبة والأخوة البيشمركة ... هلمت ، هه ور ،  هيرش ، سفين ، توانا ، هندرين ، جميل ، نؤيل ( نوكا ) ، سابير صاروخ  والأخوة الآخرين .. قررت السفر الى العاصمة طهران وبأجازة مدتها أسبوعان !! ودعت كاك فرنسو والأخوة الموجودين في المقر ومبدين أمتعاظهم أو بالأحرى أستيائهم  لما حصل .. أي لم يرغبوا بسفري وتركهم .. لكونهم تعودوا علية  وتعودت  عليهم  ومتأثرين بالواقع ! ومبديا كاك فرنسوا فيما لو  تحتاج  أية مساعدة  .. ويقصد  أنا أحتاج النقود للسفر  ومستمرا بالحديث .. كامران .. أنا أخيك الكبير وعلى طول الخط  و  عندما لا تفلح بالسفر الى الخارج .. فبأمكانك الرجوع الينا ضيفا  مرحبا بك على الرحب والسعى !!.
ودعتهم بقلب حزين  وكسر الخاطر كما ودعت رفاقي الشيوعيين .. وفي جيبي مبلغا  من المال حوالي مئة دينار عراقي حولته الى التومان الأيراني ..  وعدم التعرض .. وشراء تذكرة السفر في الترمينال النقليات ومن رضائية .. أورمية المحافظة  الهادئة والجميلة ،  كانت حركتنا والى بلوغنا طهران  العاصمة وكانت الساعة تشير الى السادسة والسابعة صباحا بعدما خرجنا من رضائية بين العصر والمساء  .. والزمن هو  حوالي منتصف شهر 11  نوفمبر / 1983 . وفي جيبي عنوان لأبن العم بويا كوركيس وعائلته و الأخوة  .. فريد جورج باسيل و عادل حنوش ولوقا بطرس  حيث يسكنون بالقرب من ميداني آزادي / ميدان الحرية وبالضبط في دير مار بهنان أو مار بهنام ، حيث مقر سكناهم المؤقت ولم يكونوا لوحدهم في هذا الموقع بل هناك الكثير من اللاجئين ( المسيحيين ) تصادفهم في الذهاب والأياب وفي الكنيسة عند القداديس في أيام الأحد .
... موقع جميل للدير المذكور  حيث أقامة سيادة المطران .. وبعد الفطور ألحوا الأخوة عادل و فريد من أن نزور الرجل الديني في غرفته وكاتب السطور رافظا الزيارة لكونه يكتفي بالوضعية التي هو فيها ! إلا أنهم أصروا على الزيارة والمديح له أي لسيادة مطراننا  الكلداني الموقر والذي لا أتذكر أسمه الكريم  .. سمعا وطاعة .. أدينا الواجب .. فدخلنا بسلام والمصافحة .. ومن ثم قدموني كضيف جديد قادم من الجبال ( العراقية )!! ولم ينتهوا من التقديم والتعارف .. إلا أنه سيدنا المطران مبديا أمتعاضه الحقيقي !! أنا لا أقدر من أن أساعدك بأي شيء وفي كل يوم والعراقيين قادمين الينا طالبين يد العون والمساعدة  ! وصعدت الحماوة لدى كاتب السطور مجاوبا ورادا بالتي هي أحسن ..... ومن قال لك من أنني بحاجة الى المساعدة ؟! ومن ثم سيادتك  تمثل المسيح  ( الرمز المسيحي وممثل الكنيسة ) فواجبك من أن تساعد المحتاجين حسب أقوال سيدنا المسيح .. وتذكر كاتب السطور المفارقة بين مام أحمد روست ( المسلم ) والذي قال لكاتب السطور كامران .. من أن الزكات لهده السنة  .. أي الخمس للمسلمين من أهالي القرية لك ومن حصتك ! وسيدنا المطران الكريم يقول ليس بأمكاني من مساعدتك  وأنا لم أطلبها قط!
خرجت دون أن أودعه ومتعصبا على الحالة السلبية وأنا لم أطلب شيئا  يذكر وعكر المزاج  العام والخاص وأنا في اليوم الأول في العاصمة طهران .
دردش الأخوة كيفية مسواقهم والحسابات اليومية والكلفة والتقنين في المصاريف وحصة كل فرد الواقع على عاتقه والواجبات التي ينبغي ويجب من أن يقوم بها ! نزلنا الى طهران الجميلة وأسواقها (وباركاتها) أي حدائقها  المنتظمة والجميلة والنظيفة بالرغم من الحرب الدائرة والصواريخ التي تسقط على العاصمة في القصف الطيراني العراقي وما الى ذلك من أساليب الدمار الحربي !
قضيت أسبوعين في طهران وزيارة  (كوجة مروي ) الموقع الذي يتجمع  فيه العراقيين  ،  والشاي على الحطب  وشوربة العدس في عربانات صنعت خصيصا للكسبة ، ودكاكين تزوير الوثائق والحصول عليها مقابل مبالغ مالية !! لم تعجبني الوضعية أبدا !! والأخوة فريد وعادل أبديا أستعدادهما لأنصاف ما يمتلكانه من النقود ومساعدتي بالخروج معهم الى الخارج .. وبإلحاح شديد وإصرار على موقفهم النبيل دون التراجع ! إلا أنني شاكرهما على موقفهما الذي لا يزال في ذهني وفي قاموسي الشخصي !
تطاير المبلغ الذي كنت حامله في جيبي !  لكوني أصرف وأسرف !! مما راودتني فكرة العودة الى أشنوية .. ولا أؤثر سلبيا على الأخوة فريد وعادل ولكي ينقذا نفسهما من الوضعية الغير المستقرة في إجمهورية أسلام الأيرانية ، وهناك ألتقيت في الكنيسة   .. القس رمزي والذي ساعد العراقيين بشكل عام والمسيحيين بشكل خاص وفي كافة جوانب الحياة والمتطلبات التي يمكن الحصول عليها .
قرار العودة الى أشنوية ..
من جديد ضيف مرحب بكاتب السطور في مقر كاك فرنسوا  ، الأخ الكبير والأخوة الآخرين .. فكان الترحيب أقوى من السابق بحيث أصبحت الضيف وصاحب الدار في آن واحد !! وشد حيلك كامران فعليك تجاوز كل المصاعب وحوالي في شهر  ال ( 12 ) دسيمبر كانون الثاني تحول مقرنا من مدينة شنؤ الى مجمع زيوة الشهير والذي بني في عام 1975 لما تبقى  من البيشمركة وعوائلهم من الحركة الكوردية أبان أنهيارها !
وفي زيوة كانت الأوضاع أهدأ  بكثير من مدينة شنؤ  .. وكثرة المعارف والحركة والقرب من مدينة رضائية .. كلها أسباب مترفهة نوعا ما لو لا الطقس الجحيمي وكثرة سقوط الثلوج والرياح والمخيمات التي تحمل أهلها كل أساليب القسوة لما تعنيه الكلمة من المعنى .
ومن ضمن العوائل التي تعارفنا على أهلها الطيبين  قبل  هذه الأوقات .. عائلة  العم سعيد ميرخان ، مام جبلي ( جبؤ  )  ومام يلدا  ومع كافة أفراد عوائلهما بالأضافة الى الأخ سركيس آغا جان والرئيس أيو والآخرين  من عوائل بديال والقادمين للسفر تدريجيا الى الخارج .
وفي ذات يوم شتائي قارس توجه الينا الرفيق لويس شاكر ( نوشير ) في زيارة وإذ بالخبر الصاعق والذي لم يحسب له  حساب من قبل الرفيق نوشير .. موجها كلامه لي  .. ألا تعلم ماذا حصل في عنكاوا ؟! كاتب السطور .. كلا ! ماذا حصل ؟ أي أخت الرفيق سامان قتلوها !! أخت توفيق يوسف حكيم  ويقصد ( منيرة ) بنت العشرين عام وهي أخت زوجتي أم فيدل وأبنة خالي وأبنة عمتي !!!! وكان الخبر كالصاعق نزل في الصميم ، بحيث لأازمتني وضعية صعبة وصدمة مؤلمة وقوية .. و راجعت أكثر من طبيب وتخطيط القلب والعلاجات لم تكون مجدية أبدا !
ومرت أشهر ثلاثة ونحن في بداية الشهر الرابع من عام 1984 ميلادية ، بحيث أبلغونا بالتهيئة للمفرزة وبالمناسبة سألوني حول رغبة بذلك من عدمها ؟ وكانت الأجابة لم لا  ولنخلص من هذا الروتين اليومي والممل  للحياة اليومية والسماع لأخبار غير سارة؟!
.... المفرزة كبيرة والمتكونة من الأخوة والسادة القياديين  .. فرنسو حريري ، روز نوري شاويس ، فاضل ميراني ، حميد أفندي  ، فريدون جوانروي وآزاد  قرداخي والبيشمركة الحمايات ........ والحركة من رازان والى مناطق السليمانية وتوابعها حيث الفرع الثالث والرابع للحزب الديمقراطي الكوردستاني ومسؤولهما القيادي نادر هورامي  ، وعبر مدن كوردستان إيران وبحافلات والسير على الأقدام  وعبر المناطق القتالية بين العراق وإيران ،  قاطعين المئات من الكيلومترات وبمراحل أربعة أو خمسة !!!!! وبالنسبة لي كانت الحالة مرحب بها لكوني لم أرى أكثر تلك المدن الحدودية والقرى والجبال لكوردستانين العراق وإيران الجارتان !! وصلنا الى قبر المطرب الرائع والراحل مقابل مدينة بوكان ( حسن زيرك ) بحيث ترجلنا وزرناه ووقفنا لمدة عشر دقائق وكان السياج الحديدي يحيط بالقبر وعلى قبره عشرات البطالة القناني الزجاجية مكسوزة على ضريحه وهذه كانت وصيته .. أي من يزور قبري فعليه من تحطيم زجاجة خمر فارغة  على ضريحه المتواضع !
مكثت المجموعة القيادية حوالي شهرين من الزمن في تلك المناطق والمقرات ومنها ( خؤرناوزان ، كرزال وعبور الى مناطق بالامبو  وشاربازير وغيرها  .. شاهدنا   ( خانة  ،  ربد أو ربت  ، كامياران ، ديواندرة ،  بوكان ، سقز ، مريوا ن  وبحيرتها الجميلة ، سنندج  ، بانة  ، روانسر ، ومدن وقرى جميلة أخرى موزعة على الخارطة ، وعبرنا الى بينجوين العراقية وكانت آثار القتل والدمار والأسلحة الكيماوية المستخدمة بالضد وقتل المتشابكين بالقتال والأسلحة الخفيفة والسلاح الأبيض بين القوات العراقية والأيرانية .. وسرنا  ونحن نشاهد القطع من الأسلحة المدمرة والسواد المنتشر في أرجاء المنطقة ! بالطبع المدن ليست حسب التسلسل الجغرافي  .. وفي ذات يوم وكاتب السطور شكى من الألم في القلب والوضع النفسي تعبان .. فقادوني الى الطبيب في مدينة مريوان وكان لقائي مع الرفاق  ( بولا زينداني  و حمه صالح قره جتاني ) في مقر البارتي في مريوان وهم أيظا كانوا قد قدموا للعلاج  وألتقطنا الصورة الثلاثية ! وبعد تخطيط القلب والفحوصات تبين من أن كامران سالم مسلح !!
باصات ( 2 )  كانت تقلنا في التنقلات في المناطق الأيرانية .. وقرية ( دزلي الجميلة وجبالها وبيوتاتها وكانها لوحة مرسومة بفرشاة بيكاسو الشهير ! والصعود الى الجبل الشاهق ومن ثم المسير الى مناطق أخرى حيث سهل شارزور الشاسع والواسع والمدن المرئية من بعيد  ( حلبجة وسيد صادق ) والجبال المطلة على سهل شهرزور ( جبل هورمان ) الشاهق والشامخ والمقاوم . وفي ذات يوم وفي المساء المظلم تهيئنا للنزول الى قرية  ( أحمد آوا ) وبحذر شديد وذلك من أجل لقاء كاك رؤز نوري شاويس  مع  والدته وأخته  واللتان قدمتا من مدينة السليمانية للقائه  في القرية ..  وادي جميل  يرشدك الى  القرية  ومياه زلم  النابعة من الجبل .. وعلى وجه الصبح عدنا الى أدراجنا  وذلك الكهف الجميل وقصصه التراجيدية تحكي للتأريخ المنسي .
وعند أنتهاء مهمة القادة للحزب الديمقراطي من مهامهما التنظيمية في أحد المواقع والقريبة من شاربازير .. أوقفت سيطرة الباسدارية لتفتش الياصات لتبحث عن شخص وهو بيشمركة أوشوا به والمطالبة به وإجباره على النزول .. ترجلنا جميعا وذلك الصدام والمناقشات الحادة وعدم الرضوخ والتنازل لسيطرة الباسدار وكان موقف أكثر سخونة من كاك رؤز .. بحيث لم يترك أي مجال للتدخل بشؤنهم  الى أن عدنا الى الباصات وتواصلنا الطريق .
ونحن في اليوم الأخير وقادمين ومنسحبين عبر  مقرات خورناوزان والجبل الذي لا يرى إلا القليل نورا ولا شمسا والجبل مشقوق الى نصفيه .. أنتهت مهمة الأخوة القادة ونحن منسحبين .. بحيث كنت قبل كاك فرنسو .. أي نحن الأثنان سبقنا كل  القوة من أجل تلافي الخطورة والخسائر في حال الرمي أو الكمين وفي وضح النهار  ..  وذلك لسبب خطورة المنطقة والدبابات الموجودة في سهل شارزور ورصدتنا .. وأنطلقت قذائفها نحونا وكنا في عداد الشهداء والقتلى لولا الحظ  وقدرة قادر !! بحيث يصوبون   نحونا لو صاعد لو نازل والشظايا تتطاير من حولنا ونحن مسرعون للوصول الى منطقة الأمان  ومحمين بخلف الجبل  ، وكان مقر الباسدارية متمركزا ومحصنا من على خلف الجبل .
وفي أوائل  وأواسط  من شهر حزيران عادت  القوة و المفرزة الى رازان وزيوة  بعد متاعب جمة لأكثر من شهرين من الزمن الغابر  .
وبعد أيام من وصولنا وبلوغنا المقرات وإذ بالتهيئة لنقل المقر الى الحدود وبالضبط الى منطقة لولان وقرية ( خرينة ) وكان توجه حدك بنقل المكتب السياسي والأعلام والأذاعة الى الأراضي العراقية كوردستانيا ، بدل البقاء في الأراضي الحدودية الأيرانية ، وهذا ما كان محبذا ومناسبا في ذلك الوقت  مما كانت التوجيهات لأعضاء قيادة الديمقراطي / البارتي / من بناء مقرات في المنطقة المذكورة ، علما سبقونا البعض من القوات الشروع بالبناء في وضع الأساسات وكل حسب وضعه وسرعته !
وفور وصول ربعنا الى قرية ( خرينة ) المدمرة .. شرعنا بالتخطيط للبناء .. أول خطوة بدأنا بها ألا وهي قطع الأخشاب السبيندارات وإزالة قشورها لكي تيبس وتجف  بسرعة ، ومن ثم خلطات من الطين و وصناعة ( اللبنات ) جمع لبنة وهي بحجم ( 40 سم طول ، و30 عرض )  ومن ثم حفر الأساس بعد وضع خريطة للبناء ومدى مقاومته للطبيعة ومأخذين بالحسبان القصف والسيول الجارفة وكثرة سقوط الثلوج في المنطقة !!! وخلال أسبوع  والعمل لساعات متاخرة من المساء تم بناء غرفتين ومدخل مع كل التفاصيل ..  بحيث كاك فرنسو أصبح يمزح مع الجماعة واللذين سبقونا في البناء وهم في منتصف الطريق وأقل .. شوفو شوفو .. أسطة كامران .. كيف بهذه السرعة بنا البيت ؟؟!! بالطبع الأساس المحكم يجب أن يكون من الصخر ، لكي الرطوبة والمياه لا تتسرب للداخل ومن ثم المواصلة بدل البناء بالصخور كان الأختيار الطابوق الطيني الكبير ( اللبن ) هو الحل ! بينما العمل لم يكتمل وإذ بالرفيق توفيق يوسف هرمز الحكيم ( سامان ) وصل الى موقع البناء ونحن في أواخر شهر حزيران بعدما كان قادما الى إيران للعلاج .. وكانت مفاجئة .. ها خيرا .. ؟! يلا بنا لنعود الى المقرات .. تريث لكي ننتهي من البناء وهذا ماحصل .. وودعت الأخوة الرفاق في الحزب الديمقراطي الكوردستاني / حدك والأخ الكبير والعزيز فرنسو حريري على حسن الضيافة والأحترام المتبادل فيما بيننا ، دون سماع  كلام غير لائق ، سوى الأحترام والتقدير والمودة من الجميع .
 

21
مذكرات بيشمركة / 93
قيادة الحزب والجروح البليغة ...
سعيد الياس شابو / كامران
2020.07.06
ثمة مواضيع جمة بحاجة الى التعرج اليها من منطلق الحرص على الشعب والحزب ورفاقه وأصدقائه ومؤاريه ومؤيديه وجماهيره ، وليس من باب التهجم والتهكم وتصفية الحسابات والوقوع في باب العداء  للحزب ومبادئه !
وهنا لابد من ذكر الجروح البليغة التي أصابت الحزب ورفاقه في حقبات من الزمن العراقي وبأيادي ( الحكام والسلطات العراقية ومن لف لفهم ودعم تلك السلطات والأنظمة للبلوغ الى دفة وسدة الحكم وبمساعدات الدول العديدة منها البعيدة ومنها الجوار والأقليمية )!
فبدأت الحالة بإعدام كوكبة من خيرة  رفاق الحزب وقادته وممثلة بقيادات الحزب وسكرتيره يوسف سلمان ( فهد ) ورفاقه  حازم و صارم في الرابع عشر من شباط 1949  وذلك  كان الجرح الأول والبليغ لضرب الحزب الشيوعي العراقي في الصميم وبمباركة الوصي البريطاني!
ومن ثم قيام ثورة تموز أو أنقلاب تموز كما يسمونه البعض في عام 1958 من القرن المنصرم والأنجازات التي قدمها حكم  عبد الكريم قاسم الزعيم الأوحد وجماهيره الملاينية السبعة ، والذي أي قاسم الذي أسقط نظام حكمه في الثامن من شباط من عام 1963 في انقلاب شباط الأسود وبمباركة غربية وأمريكية ودول الجوار والتي تكالبت وتعاونت لعدم بقاء تجربة قاسم ونظام حكمه وجماهيره وذلك لعدم أنتقال العدوى الى دول الجوار النفطية !!! .
لم تكن الفترة الذهبية بين (( 1958.. 1963 )) أبان  فترة حكم الزعيم عبدالكريم قاسم خالية من قتل وأعتقال ونفي الشيوعيين ومحاربتهم وأستخدام شتى الوسائل للنيل منهم ومن حزبهم المناضل و المخلص والوفي للوطن والوطنية ، واستمرت الحالة لتزداد المرحلة الثانية من الجروح البليغة  في يوم  الأنقلاب الأسود لتصل ذروتها وبشاعتها بقتل وأعتقال وتشريد عشرات  الألوف منهم ومن الشعب على حد سواء  !! دون الأخذ بالحسابات المسبقة من قبل رفاق قيادة الحزب  والحسبان الأهم ألا وهو كيف توقف عدوك عند حده وتنقذ رفاق حزبك من الخسائر الجمة ! لكي لا يكونوا  رفاق الحزب وأصدقائه  فريسة سهلة تبلع دون التمضغ !
والرفاق في قيادات الحزب والذين أستشهدوا ببطولة ومن هرب لينقذ بجلدته ومن أعتقل ومن أستمر بالنضال وإن لم تكون كل الأسماء وهذا الجزء الأكبر منها ..
أستشهد الرفيق سلام عادل .. سكرتير الحزب ورفاقه بعد تعذيب وحشي وقاسي دموي بكل ما يحمله من كلمة  .. وإجرام قل نظيره ومثيله  في التأريخ  .. من أن تفقء عيناه وتخرج من موقعهما وتضع على كفا  يديه لكي يعترف .. وهو يقول عيناي فدوة للحزب والشعب !
والرفاق في قيادة الحزب .. عزيز محمد ، حميد مجيد موسى ، كريم أحمد ، عمر علي الشيخ ، زكي خيري ،عزيز الحاج  ،  بهاءالدين نوري ، عامر عبدالله ، ثابت حبيب العاني ، مهدي الحافظ ، ماجد عبدالرضى ، أحمد باني خيلاني ، يوسف القس حنا ، عبدالوهاب طاهر ، عبدالرحيم عجينة ، توما توماس ، آراخا جادور ، فخري كريم ، كاظم حبيب ، فاتح رسول ، عبدالرزاق الصافي ، بشرى برتو ، نزيهة الدليمي ، عايدة ياسين  ، يوسف اسطيفان بوكا ، عادل حبة ، باقر ابراهيم ، أبو يوسف ، أبو جبار ،  أبو سيروان ، أبو العباس والرفاق الآخرين ........ ! ممن بقوا على رأس الحزب وتنظيماته بين الأختفاء في الداخل وقيادة التنظيمات ومن ألتحق بالجبل ومن خرج الى الدول الأشتراكية ومن أودع السجون والمعتقلات .
وتلك القيادات الموقرة والمناضلة  والطيبة أصبحت تقود الحزب وتساير الأوضاع عن قرب ومن بعد منذ وحوالي لعقد من الزمن أي من  1963 وحتى 1973 أي وقت تشكيل ما سميت بالجبهة الوطنية والقومية التقدمية بين البعث والشيوعي !! وطيلة هذه السنين العشرة لم يسلم رفاق الحزب من الأعتقال والسجن والأغتيال والأرهاب والمحاربة المتنوعة وشراء الذمة والى عشرات الأمور الأخرى ! والقيادات المترهلة ساكتة بشكل وآخر !! ومكملة المشوار بعد قيام الجبهة ..
وشكلت الجبهة الوطنية والقومية التقدمية لمآرب واضحة للعيان ومنها كشف تنظيمات الحزب ومحاربته في كل صغيرة وكبيرة ومحاربة كل ماهو نزيه وتقدمي .. ومن الطرف الآخر البعث تمكن من تقوية تنظيماته وإيجاد قواعد جديدة في الداخل والخارج الأشتراكي في تحسين سمعته وبناء منظماته وتقويتها على  أساس تقدمية الجبهة المذكورة !
لذا دشن البعث مرحلته الجديدة والسيطرة على كافة مرافق الدولة وخاصة بعد أنهيار الحركة الكوردية في آذار 1975 من القرن المنصرم ، وليتخذ قرارا بتجميد منظماتنا الديمقراطية .. الشبيبة والطلبة والمرأة وما الى ذلك من الأسماء الجميلة وتقويضها عن نشاطها وقيادات الحزب ساكتة خرساء !! الى أن وصل الأمر بالبعث الى أتخاذ قرار تصفية الحزب في عام 1978 !! بعيد إعدام ( 32 ) من  خيرة العراقيين وتنسيب تهمة الشيوعيين اليهم !
 والجرح البليغ الثالث ..  بدأت التصفيات للتنظيمات الحزبية من البصرة  في فصل الربيع   ثم الجنوب .. وبعد ذلك محافظات فرات الأوسط وبغذاد صيفا .. ومن ثم خريفا وشتاءا في الشمال العراقي ومحافظات كوردستان !!! وقيادة الحزب ساكتة على  .. على الجريمة دون إتخاذ أي ردع للوضعية والحسابات المتوقعة !!وأنفلت العشرات من الآلاف من الشيوعيين وأصدقائهم ومؤازريهم ومحبيهم في حملات قمعية بوليسية ( أمنية ) ومخابراتية مدشنة حقية جديدة من الأرهاب والقمع والسجون والملاحقات والمحاربة الفكرية والتنظيمية ..... وإجبارهم الأنتماء القسري للبعث الحاكم !! والقيادة ذاتها أي قيادة الحزب لم تحرك ساكنة لما حدث ويحدث ومفكرة بإنقاذ جلدها من الدبخانة .. أي دبخانة البعث القذرة التي أوصلت العراق والعراقيين الى يومنا هذا !
ومن ثم عزل القواعد عن القيادة .. وضن القيادة حتى تلك اللحظات من أن البعث يناور وربما يتراجع من أفعاله القمعية والعودة الى الجبهة الوطنية والقومية التقدمية  ثانية !!
وركوب قيادة الحزب المرحلة الجديدة والتي بدأت في أواخر من عام 1978 وأوائل من عام 1979 فما صاعدا والمرحلة الجديدة لتبني الكفاح المسلح في الجبال والسهول والوديان وذلك بفرض الرفاق في قواعد الحزب ومؤيديه وأصدقائه ، والوقوف بوجه السلطات الغاشمة وتقديم القرابين تلو القرابين !!
وأصبح قرار الكفاح المسلح مرا لدى البعض من أعضاء القيادة وعزمها على التبجح بالوطنيات والتقدميات وخاصة بعيد إندلاع الحرب العراقية الأيرانية وتسجيل الموقف ( الوطني ) والعودة الى الحوار مع النظام القمعي في بغداد من جهة ، ومحاربة الكفاح المسلح وأفشاله من الجهة الأخرى !!
.. والمفروض هنا من أن تستقيل قيادة الحزب بأكملها أزاء ما جرى لرفاق الحزب طالما لم تتمكن من إيجاد طرق النضال الأخرى والتي من المفروض من أن تسبق الحملات المنظمة للنيل من الشيوعيين وأصدقائهم ! إلا أن القيادة أصبحت على رأس الحزب وكما في كل مرة !
والجرح البليغ الرابع الذي كان قد شكل ضرب الرمح في الخصر .. ألا وهو جرح بشت آشان ! وهنا لابد من وقفة تأمل والموضوع الشائك لعدم إستيعاب قادة الحزب السياسيين والعسكريين لما يحدث في المنطقة وبشت آشان ، وخاصة بعد معركة شيخوسانان وباليسان !! وعدم إتخاذ الخطوات الرادعة لوقف هجمات الأتحاد الوطني الكوردستاني ( أوك ) من قبل قوات الحزب في بشت آشان وذلك لردع تلك القوات وعبر الوسائل البارتيزانية المتاحة والتدابير اللازمة اللوجستية الأخرى لكي تتوقف تلك القوات المهاجمة عند حدها !! وهل عندما تهجم على المركز الرابع للاتحاد الوطني ؟ وهم يبقون مكتوفي الأيدي ؟!
أين التفكير السياسي والعسكري في عهد الكفاح المسلح ؟! أين خبرة الكوادر السياسية والعسكرية الموجودين في قواعد بشت آشان ؟! أين سرعة البديهية عند الشيوعيين الذين درسوا وكتبوا ونظموا وشاهدوا وعاصروا ما لم يعاصرونه الآخرين ! أين المكتب السياسي والمكتب العسكري لتفهم الواقع المفروض ؟! كلها أسئلة تبقى بدون إجابات مرضية !
والمفروض من أن يستقيل المكتب العسكري والمكتب السياسي بعد الخسائر الجمة ! ومن ثم بشت آشان الثانية لماذا ؟! وما نتج من الأوضاع السيئة العديدة في تلك الحقية الزمنية والتي قدمت قرابين جديدة أخرى وزادت الطين بلة!
كانت منطقة حوض روست خالية وبعيدة عن الحرب العراقية الايرانية وجبهاتها القذرة ، ومعتبرة المنطقة منسية لو صح التعبير ! وتزامنت الأحداث الساخنة أي الهجوم على منطقة حاج عمران وبشت آشان سوية ، وذلك مما خلق في منطقة حاج عمران وحواليها منطقة حرب مدمرة وساخنة .. بحيت أصبح جبل ( كودو وكردمند ) من المناطق الأكثر سخونة .. والحديث والرؤيا والروايات لا تشكل الا الغيض من الفيض لما حدث من معارك مستنزفة وقتل ودمار  و آثار على الجريمة طالت لأيام وأسابيع وأشهر وسنين !
ففي أحدى الأيام ونحن نترقب السماء والهجوم مستمر .. وحسبت في العيون والناظور أكثر من  ( 150 ) طائرة هيلوكوبتر متنوعة شاركت في نقل الجيش والجثث من والى  ، بحيث كانت الجثث تصبح سواتر للقتال .. والقتال الدائر بين قوات الدولتين الجارة ! هذا كان في يوم واحد وفي المساء تصغي الى البيان العسكري العراقي والصادر من قيادة القوات المسلحة ...  أثنان قتلى وثلاث جرحى !!
كان مقر روست قد أصبح شبه مهجور بعد أن  دعوا رفاق القيادة الرفاق والقوات الموجودة لمشاركتها   في الهجوم على بشت آشان الثانية ! وكان الرفيق القيادي أبو يوسف في خيمته تتباعد حوالي ثلاثين أو أربعين مترا عن بناية المقر وتحت ظل الأشجار الباسقة ، ومع مجموعة من الرفاق والرفيقات واللذين لا يتجاوزون عدد أصابع اليدين ، فأما الرفاق الموجودين في مقر ( كؤشينا ) وهم في واجبات قتالية عند الحاجة ، والبعض من الرفاق كوادر الحزب وهي الأخرى في المنطقة .
وأصبحت المنطقة جحيم من حيث الأجواء واليأس دخل قلوب القرويين من أهل المنطقة .
وإذ بفلاح قروي يتقدم بخطوات بطيئة ومكسور الخاطر .. مترددا على عدم الرضى وحاسبا الحسابات التعجيزية بالجواب المرضي والشافي ومتذمرا من نفاذ عتاد بندقيته الكلاشنكوف ، وسائلا .. هل بإمكانكم من أن تبيعوا لي عشرين ( رصاصة ) طلقة ؟! وكاتب الصدور متجاوبا مع القروي .. أجل ! الفلاح بكم الرصاصة وكم سعر العشرين ؟ كاتب السطور .... اتبعني .. قف هنا لأجلب لك .. والفلاح أروم معرفة السعر ربما ليس عندي المبلغ الذي تريدونه ! ضاحكا كاتب السطور .. مالك دخل / ما عليك بالسعر ! وإذ بكاتب السطور يتجه نحو الكهف الصغير والذي كان بمثابة مشجب للحفاض على ما يتواجد فيه ! حاملا مائتان رصاصة وتسليمها للفلاح القروي مجانا ! ومستغربا الفلاح من هذا السخاء ! مع ملاحظة من كاتب السطور للفلاح من أن لا يرمي الرصاصات على الطيور سوى أستخدامها عند المعارك لو أراد ذلك ! شاكرني للعمل على ما قمت به .

   

22
مذكرات بيشمركة / 92
الردة والتأزم الحاصل !!!
سعيد الياس شابو/ كامران
2020.07.01

أنا .. وأعوذ بالله من الأنا ! أجل أنا جزء من الكل .. وأنا لا أختزل نضال جميع  الأنصار البيشمركة لحزبنا بهذه المذكرات أو الحلقات أو سموها ما شئتم ! لو .. ولو كتب كل بيشمركة نصير عما جرى في تلك السنوات من نضال وويلات وردات وإرهاصات لخرج كل واحد بكتاب مسمى، يختلف محتواه عن الآخر ! وربما تتصارع الكتب بينهما على الوقائع والمفاهيم والصور المتنوعة وحتى في المفاهيم الحزبية والسياسية والعسكرية والأدارية وختى الأجتماعية ! لكون نحن لم نكن جميعنا بمستوى واحد من حيث التكوين البدني والسايكولوجي والأستيعابي والمستوى الدراسي والسياسي والتصرفاتي وحتى الأخلاقي وما الى ذلك من الأمور التي يمكن الوصف بها كل نصير بيشمركة وواقعه اليومي.
(( العدو الثالث )) ..
......................
ثمة مقولة .. ربما أخ لم تلد أمك ... وهنا برزت المقولة الجديدة .. ربما عدو لم يكن ضمن الحسابات الثورية واللوجستية !!
بعدما كان لنا عدو مشترك ومجحفل والمتكون من الجيش والفرسان (الجحوش/الجاش ) ، واليوم زاد عدو شرس وهو ركن أساسي في الكفاح المسلح والذي سبقنا بتقديم التضحيات ..  اليوم وبالأمس كان لنا معينا  وحليفا بجبهة جوقد .. ألا وهو العدو الثالث الأتحاد الوطني الكوردستاني ، والذي خلط الأوراق بين الثورية والمساومات مع النظام العراقي الفاشي، والذي فضحت خططه فيما بعد للأتحاد الوطني الكوردستاني  عندما فشلت مفاوضاتتهما  وماهية هذا النظام ولكن بعد ماذا ؟!
.. وتجمعت جحافلنا في وادي روست وحواليه بحيث أصبحت المنطقة مكتضة بالبيشمركة والأنصار التابعة لقوات جود  والرفاق من الأحزاب الأيرانية / رفاق تودة ، واستحداث مقرات جديدة من حيث البناء والخيم والبساتين  في المنطقة ؟
وعند بلوغنا الى المقرات وأنتشار الأخبار المتنوعة منها تفاوض رفاقنا القياديين الأسرى عند أوك ، وأسرى المقاتلين الذين وقعوا في الأسر ، وعشرات الشهداء الذين قدموا لأسقاط النظام الدكتاتوري ، ومدافعين عن الحركة الكوردية منذ إندلاعها ، وهم من بنوا وعمروا وساعدوا القرويين بمحنهم وقدموا الكثير لردع الصدأ بين الأحزاب الكوردية والوقوف الى جانب التحالفات وليس التناحرات والأقتتال  فيما بينها !!
وهذا الأمر ما خلق عند أنصارنا وضعية تعيسة وعدم الأستيعاب الحقيقي لما حصل من مجزرة ومجازر في بشت لآشان الأولى والثانية وكانت قرابيننا وخيرة رفاقنا سال دمهم  ليعلنون الشهادة والبطولة .. وإن كانت المدة بينهما  بينهما أشهر من الزمن !!!.
كثرة الشهداء والخسائر والمقرات والرفاق وكثرة المشاكل التموينية  والزيارات العائلية والقادمة من البعض من المحافظات والبلدات جلها خلقت عند الأنصار البيشمركة أوضاع لا تحمد ويحمد عقباها طالما الوضع أصبح أكثر تعاسة ، بعدما كان لنا عدووان والآن أصبح ثلاثة !!!
الصراعات أصبحت تتخذ أشكالها وألوانها وتسربات وطفح وإبراز والأنتقادات والأتهامات جلها أصبحت الحديث اليومي لبيشمركة وأنصار حزبنا الشيوعي العراقي!
كوادر الحزب في أقليم ومحلية أربيل وأنصارهم في جولات ونشاطات عائلية وتموينية وتثقيفية والرؤيات التنوعاتية وأكثريتهم لم  يعاشروا أهل المنطقة من قبل ولا  دراية بالمنطقة وطبيعة أهلها  !
التسيب النسبي من قبل الحكومة ..
.........................................
دأبت السلطات العراقية وكعادتها من أن تستغل الأوضاع السلبية لصالحها ، وذلك بصدور قرارات العفو للهاربين من خدمة العلم أو الخدمة العسكرية والمسمون بالفرارية  ، وللبيشمركة ، وخلق  حالات اليأس والضعف والزعزعة بين أحزاب المعارضة وأنصارها ، وهذا ما يخلق الأوضاع النفسية الصعبة لدى البعض ممن حرموا من لقاءات أهلهم وعوائلهم ومحبيهم  وكثرت مشاكلهم العائلية دون مجابهتها وإيجاد الحلول الموضوعية لها ، وزيادة الشكوك لدى البعض الآخر تجاه من يستسلمون للأمر الواقع ، وذلك يعود لعدة أسباب !!!.
وفي حينها صدر العفو .. وتوجهت العديد من العوائل للزيارات واللقائات بغية سماع أخبار أبنائهم في المنطقة وخاصة بعد الأنسحاب من مناطق خوشناوتي والى مناطق بالكايتي ... والجدير ذكره كانت  أيام في الأريحية وفي الوقت ذاته  فيها التعاسة والريبة  من حيث المقارنات بين من زاروه أهله وبين من حرم لأكثر من عقد من الزمن من الزيارات وحتى معرفة الأخبار لبعضهم الآخر !
هنا لست بصدد  التقيم والوقوف  عند زيارات تلك العوائل وكيفية وصولها الى المناطق المحررة وعبر الكثير من السيطرات .. وإنما أنا بصدد التنوع في الوقائع التي كانت جزء من حياتنا ووقائعنا ومسايرة الأحداث وحسب الممكن تبيانه للقاريء الكريم ولأرشفة التأريخ لحقبة من الزمن العراقي البغيض  .
الغيض من الفيض .. وإذ بأمهات ثلاثة رفاق .. دكتور زكي ، ئاواره ، سنكر .. في سيارة وصلت الى قرية شيركاوة ..  ومن ثم قرية سميلان ، وإذ بوالدة الرفيق دكتور زكي وهي حاملة معها كونية .. كيس كبير مليئء بالمتنوعات الغذائية اللذيذة والطيبة من إيد الأم .. والدكتور زكي أستلمها دون أن يمسها أحد ! ولم يسمح لنا أو يزودنا بالقليل مما يحمله الكيس المشدود بالخيط الثخين  وبأيادي الوالدة الحنونة ! ففكرت .. كيف لنا  .. من أن نحصل على حصتنا دون معرفته .. ؟! راودتني فكرة سريعة .. ألا وهي .. تحدثت مع الرفاق  الموجوين في لحظتها  أمام الدكان المطل على الشارع  والقرية وقلت .. رافقوا الدكتور زكي الى العشرات من الأمتار وأبعدوه عن الدكان الموجود على الشارع تاركا أياه الكيس في الموقع  في شيركاوة وتحدثوا وأشروا الى الربية التي أحتلها الرفيق خدر كاكيلي ورفاقه الأبطال  .. وألهوه بالكلام .. وماعليكم ! ولدقائق قليلة جدا طال الحديث !! وإذ بفتح الكيس وأخراج  مالذ وطاب من الكونية .. الكليجة والكرزات والفواكه وو .. وربط الكيس كما هو ! وإبعاد المواد عن رؤية زكي .. وهو متنبها من أن هناك حدث خللا ما  في الكيس ونقص وزنه وصغر حجمه  خلال دقائق وهو غير متوقع لما حصل للكيس مستفسرا .. ؟ الكيس كان مليان ! ونحن له بالمرصاد  وقهقات الضحك  المتواصلة .. يعني قابل سرقناه ؟! هذه شدة أمك من يقدر من أن يجيسها ! وهكذا تناولنا حصتنا من النفط بعد ما أخذ الكيس الى مقره في ( كؤشينه ) مع الرفاق أبو نبأ والآخرين  ، وبينما نحن مع والدة الرفيق ئاواره عنكاوا نروم إجتياز ساقية بعرض متر .. وإذ بالوادة مستغربة من العبور وهي تردد .. وهل تعبرون هاي الشط وهي تقصد الساقية  ؟!
وقدمت من بغداد  عائلة الرفيق كاردو  للزيارة .. أي أمه وأخواته ونسيبانه وهم مفترشين الأرض في قرية سميلان  وملتمين فرحين بلقاء العزيز كاردؤ .
كما زارت أبنة الرفيق الشهيد فاخر ميركسوري وكانت الزيارة سرية للغاية والتقت الرفاق أبو حكمت  وهزار  والرفاق الآخرين ..
وفي ذات يوم حزيراني من عام  1983 وصلت الى قرية  شيركاوه ( 16 ) إمرأة ورجل للقاء أبنائهم وأخوانهن  وأزواجهن وما الى ذلك من صلة القرابة ..كلهم من عنكاوا  و في سيارات عديدة  ...... ولم يكن هناك فندقا ولا مصحا ولا موتيلا ولا ( دوم أديخ ) بيت الراحة .. بل كلما في الأمر بيت من معارفنا الطيبين رجالا ونساءا .. بحيث طرحت عليهم أي عائلة ( خاله مينه وأولاده علي وعمر والنساء ) عائلة تستحق الميدالية  الذهبية الى جانب العوائل الأخرى وهي ملتزمة وأحد أبنائهم من بيشمركة الأتحاد الوطني الكوردستاني وكافة أفراد العائلة ينتمون الى تنظيمات أوك ، بحيث قلت نحن نعلم بصعوفة الضروف والحياة الأقتصادية ولكن هذا واقعنا ! وبكل ترحيب وسعة الصدر والأبتسامة الدائمة والكلام الطيب واللطيف النابع من القلب وعن الرضى  أستقبلونا . وكانت هذه المرة الثانية لأستقبالنا بمثل هذا العدد ونفس العائلة الكريمة .
الضيوف القادمين من عنكاوا .. الرفيق والأستاذ الراحل الياس هرمز عجمايا وزوجته  وأحبة آحرين من أهل وأقارب الأنصار بحيث أستغرب الجميع من أمكانية إيواء  ( 16 )  شخصا في بيت قروي وعلى السطح وتهيئة وجبة عشاء والفطور !! وإذ بالرفيق أبا جودت وهو مبتسما  ومازحا  .. هؤلاء  أولاد  عمك ؟!
وفي ذات  يوم آخر  توجهت عوائلنا .. مع عوائل الرفاق ليلتقوننا ويطمئنون علينا بعد الأحداث الساخنة بين الأخوة الأعداء .. وفي ذلك اليوم كانت مجموعة من الرفاق الكوادر الحزبية  في قرية شيركاوه قدموا  للتبضع والتجول بالمنطقة وكان عددهم حوالي (12) رفيق . وهم في طريقهم للعودة الى مقرهم . وإذ بخبر تقدم الفرسان ( الجاش ) وسماع أصوات الرمي في منطقة الجبل الأسود ( شاخى ره ش ) ونشوب معركة .. بينما كنا جميعا في  القرية مع الرفاق الكوادر ومنهم الرفيق حسن كاكه .. والرفاق الآخرين  ........ أنا  والرفيق كؤران .. فارس بطرس الياس .. وفور سماعنا الخبر .. فقلت رفيق كؤران أنا ذاهب ومتجه  للمعركة لدعم القوة .. فساخرا الرفيق كؤران وكيف تذهب لوحدك ؟! فأنا معك .. لو ميتين لو أحياء سوية ، وموقف مشرف  ومتوقع من كؤران الورد ، بينما كانت المعركة ليست مع رفاقنا الشيوغيين وإنما مع حلفائنا من الحزب الديمقراطي الكورستاني / البارتي ، ونحن مهرولين  في ذلك اليوم التموزي .. وأصبحنا بالقرب من المعركة ونحن في الصعود اليهم وبيشمركة البارتي بأصواتهم العالية .. أجو .. أجو .. هاتن بيشمركه ى شوعى .. بما معناه جائو الأنصار الشيوعيين ، بحيث الجاش والبيشمركة كانوا يسمعون صوت الآخر .. وبمجرد سماع الجاش أسم الشيوعي .. فأنسحبوا من المنطقة ! وهكذا كانت فرحة البيشمركة لا توصف بالرغم من إننا فقط (2)! وسجلنا موقف مشرف للحزب الى جانب المواقف الأخرى  المشرفة .
بينما كانت عوائلنا قد أوقفتها السيطرة في قرية دار السلام وذلك لوجود القتال في المنطقة دون أن نعرف ببعضنا الآخر !! ويبدوا كان هناك عنصر طيب في السيطرة وهو أرشدهم أي العوائل الى التريث والأنتظار الى أن يستقر الوضع ، ومن ثم بعد توقف القتال أفسح لهم المجال ليتواصلوا الى شيركاوة .
الرفيق أبو جبار والرفيقة أم جبار ..
........................................
في حوض المنطقة أي قرى سريشمة وكرتك وروست وسميلان مناظر جميلة وخلابة تقود الإنسان الى عالم البسمة والأمل والسياحة والجمال والتمتع بالطبيعة وليس بالأقتتال الداخلي  والخراب والدمار  وسفك الدماء ! والرفيق أبو جبار أداري القاطع مع زوجته أختاروا بستان قريبة من المقر موقعا لمبيتهم .. وألرفيقة الرائعة والطيبة أم جبار .. قد سافرت الى أربيل وعبر السيطرات بزي نسائي كوردي جميل .. بحيث مستبعد الشك من أن تكون نصيرة وزوجة أبو جبار .. ولكن الحدث الغير المتوقع في جنطتها تركت  رصاصة مسدس تحت الملابس في أسفل الجنطة دون معرفتها  بذلك  .. وبالرغم من التفتيشات بالسيطرات ........ إلا أنهم لم يعثروا على الرصاصة ! وفي العودة .. وإذ بأم جبار تفتح الشنطة وتلقي نظرة على الرصاصة .. وتستغرب من الحدث وكادت أن يصيبها الرعب والخوف وهي في المقر وبعيدة عن السيطرات .
علما كنا ذاهبين بزيارة الى الرفيق أبو جبار لنستلم المبلغ الذي كان في ذمة الحزب لأشهر عديدة .. تأخر الحزب بدفعها لأنصاره .. علما في بشت آشان أستولى أوك على المبالغ الطائلة من النقود المتنوعة ... وهذا ما وقع على مسامعنا من الرفاق .. والمبالغ التي ( ضاعت ) عند البعض من رفاقنا والتي وزعتها القيادة عند الأنسحاب من بشت آشان عبر جبل قنديل !
هنا لابد من وقفة تستحق التامل الصادق .. أستشهد خيرة رفاقنا الأبطال في المعارك هنا وهناك وآخرهم بشت آشان الأولى ! ولابد لي أن أتذكر القليل منهم والتي أرتبطتني وأياهم أواصر لايمكن التعبير عنها بسهولة الى جانب الرفاق الآخرين أثناء بشت آشان الثانية وبعد ذلك ..
الرفيق الوفي والمخلص والشجاع الشهيد  / أبو سحر / ناصر عواد أبن الديوانية البطلة ..  والذي عرفته منذ عام  1973 .
الرفيق البطل الشهيد خضر كاكيل والذي عشنا معا ونمنا الى جنب البعض لمدة سنة  في المقرات وكانت علاقاتانا مفعمة بالصدق والأخلاص والأصغاء للبعض والعمل سوية بكل تفاصيل الحياة ومع الرفاق الآخرين ، وعندما كنت أراه منزعجا ومصابا بالحرارة / السخونة ومعكور المزاج .. ويقول لو مو أنت أنا ما أحب الدواء والحبوب !
الرفيقة البطلة عميدة عذيبي حالوب / أحلام / صابئة مندائية وعشنا معا وشاركتنا المفارز وكانت بمثابة الأخت قبل الرفيقة للكل وبدو أستثناء وخاصة عندما يتمرض نصير ..
الرفيق البطل الشهيد أبو مكسيم والذي ألتحقنا سوية في أيار 1979 وعبر تنظيمات الأتحاد الوطني الكوردستاني / أيزيدي الديانة
الرفيق البطل الشهيد موفق رحيم كوندا / سمير /  مسيحي الديانة والذي عشنا في محلة واحدة وفي كل يوم كنت أزور بيتهم ومن بلدة واحدة ..
كلهم جائوا  وتركوا مدارسهم ووضائفهم ومهنهم  ليحاربوا  ويقاتلو نظام القتلة في بغداد
والرفاق الآخرين الذين أصبحوا ضحايا السياسات الخاطئة للأحزاب الموجودة على الساحة وهم كثيرون .. ومن هنا للشهداء ننحني .

 

23
مذكرا ت بيشمركة / 91
تتمة الأنسحاب المنظم  من شيخ وسان ..
سعيد الياس شابو / كامران
2020 .06 . 22

ما من شك من أن  نتفق أو نختلف  وفي مثل تلك الضروف العصيبة  .. وتنوع وجهات النظر والرؤيا والصور العديدة في كل موضوع عشناه وسايرناه إلا تحصيل حاصل لكل نصير و مدى خوضه التجربة وسعة المخزون في ذاكرته لتلك اللحظات والدقائق والساعات والأيام والأشهر والسنين والمفارقات الجغرافية برمتها .
الرتل أو الأرتال أو القوى المنسحبة من شيخ وسان وقرى المنطقة لقوات جود ، ومشكلة تلك الصور المأساوية والتراجيدية وحتى الكوميدية في البعض منها !!!
كانت فصائل الجود ..  وعلى جبل بني حرير وتواصلها أي تلك الفصائل تختلف عن انسحاب مفرزة متكونة من مجموعة بيشمركة أو أنصار ، لكون الفصائل الكثيرة والرتل الجرار والمتاعب الجمة والجوع والعطش والحمل الأضافي وفقدان النوم وعدم الدراية بالمنطقة والحسابات الأخرى ..... جلها تشكل العبأ على النصير والبيشمركة !! ونحن متواصلين بالمسير بحيث أختلاط الأنصارفي الرتل ليس بالغريب .. لكون عندما يتوقف بيشمركة أو نصير لقضاء حاجة ما ... الرتل لا يقف أبدا ، ويكون المسير الليلي مستمر ، وأنت و شطارتك ومتابعتك للوضعية واللحاق بفصيلك أو سريتك يبقى عليك ودورك  والعكس صحيح !
وكانت الساعة تشير بين الثالثة والرابعة ونحن في النزول من منحدر الطريق الجبلي المشوب بالحذر والخطورة ، لكون الشارع المبلط الرئيسي والمؤدي من فوق جبل بني حرير وسبيلك ومرورا بخليفان وهو الشغل الشاغل لتوقعات بنصب الكمائن من قوات النظام المجحفلة ! بينما عند النزول تتساقط الصخور مشكلة عواقب غير حميدة ، والأنزلاقات العديدة والمتكررة عند النزول وبلوغ الشارع لكون الأمطار تخلخلت البعض من  المواقع  وأنهيارات الصخور وكثافة عبور الرفاق وحلفائنا  ككل في الطريق ذاته ، هنا أنا لا أعلم من أن كل القوات عبرت أم قسم منها إتجهت نحو طريق آخر !!
السبيل الوحيد والخيار الأكثر وحداني والتوجيهات كانت من أن نجتاز الشارع وحتى فيما لو نصادف  و  هناك كان كمين أو كمائن .. أي نجتاز الطريق بطريق أقتحام الكمائن عبر القتال  وليس خيار آخر أمامنا  غير ذلك ، لكون ليس بديل آخر في كل الحسابات البارتيزانية !
والجدير ذكره والحقيقة المرة والتي ربما من أن  تكون عند البعض من الرفاق والقراء الأفاضل عسيرة الهظم والإيحاء بها .. أو الحديث عنها .. والرفيق القيادي الشهم والطيب والمخلص أبو جبار وهو إداري القاطع .. و عند مجاميع الصخور وهو في إستراحة نصير ومقاتل وتعبان .. ونحن أيضا تناولنا قسطا من التوقف والراحة والعطش كان لنا بالمرصاد .. وإذ بالرفيق أبو جبار يطلب زمزمية الماء .. ففتحت قبق الزمزمية وملئت القبخ بالماء وقدمته له لكي يكسر عطشه وضمئه الكبير ، إلا أنه طالبا كل الزمزمية وما فيها من الماء الذي متروس من البركة أو المستنقع !! فرفضت ذلك قطعا ..  وقلت بالحرف الواحد أن الماء أغلى من كل شيء لأنقاذ الرفاق المحتاجين ! علما أبو جبار قد تناول العديد من زمزميات الرفاق ليرفعها الى الأعلى مفرغا أياها وتسلميها خالية الى أصحابها الأنصار وهم مستغربين من الصورة ! ومن باب المزح سألت الرفيق أبو جبار عن وجهتنا .. ؟ فرد والله رفيق ما أعرف ! وضحكت بالرغم المتاعب وقلت .. أنا أعرف ! فأصر من أن أبوح بالتوجه ! إلا أنني نكرت معرفتي بذلك !
وبعد عبور الشارع تنفسنا الصعداء وها نحن نقترب من قرية سليشمة وبلغنا القرية ولا تزال الظلمة والشروق يتصارعان فيما بينهما ولكن بهدوء جميل !!
قصدنا جامع القرية .. وكم جامع أتخذ موقع للمنام والراحة والحراسات وحتى تناول الوجبات الغذائية فيه ؟!
هنا لابد من القول .. أنا والرفيق هيوا كنا ضيوف بمقر قاطع أربيل .. أي ليس كالرفاق الآخرين عندنا فصائل وسرايا ، وأدينا واجباتنا كالرفاق الآخرين وأكثر عندما طلبوا منا أو أناطت بنا المهمات والواجبات ، وفي الجامع  ..  من أتخذ له بندقيته كوسادة لأخذ قسطا قليلا  من الراحة والنوم لكسرالمتاعب وهناك من ظل ينتظر بزوغ الشمس ويتوزع في البيوت لتناول وجبة الفطور وما الى آخره من الأمور !
هنا أختلطت المجاميع أكثر فأكثر وأصبحت الحالة شبه طبيعية لكون قسم من الرفاق بالغين القرية والقسم الآخر يتواجدون قبلهم والقسم الآخر لا يزال في الطريق !!!
تناولنا الفطور  ..  وقيل من أن هناك محطات ورشمالات ورعاة الغنم وهم مكلفين من قبل المسؤولين في الأحزاب وخاصة قيادة الحزب الديمقراطي الكورديتاني / حدك ، وقيادة قاطع أربيل بنحر الذبائح والطبخ وكلها موجودة على الطريق !!
وعند خروجنا من قرية سليشمة والتي كانت مفرزتنا في شهر الحادي عشر تشرين الثاني من عام 1979 قد مكثت لليلة واحدة  ونهار كامل في مسكن أحد الأخوة من الكوادر السابقة لحدك .. بحيث ساعدنا كثيرا بإيواد المفرزة في بيته ومع عائلته ووجبات غذاء دسمة وبقاء نهارا  مزعجا كاملا  للأنتظار في القرية !! المهم موضوعنا ليس هذا .. كان الصعود التدريجي والسماء الملبدة بالغيوم والأمطار الموسمية ومتاعب الطريق جلها ترسم خارطة وأنت ماشي تتأمل الربيع الجميل وبلوغ الهف المنشود ألا وهو المقر الذي ننتمي اليه !
والحقيقة المرة لم نصادف الخيم أو الرشمالات والطبخ اللذيذ  ... زخات مطر لدقائق مريحة .. الطريق والجبل الواسع يقودك الى الأحتمالات وتفكر في كل شيء ولا العودة الى الوراء !! طبيعية من أن تستريح وتجتاز  الرفاق  والقادمون من الرفاق أن يجتازوك .. طبيعية من أن تنام ساعة أو أكثر والرفاق يجتازوك ويواصلون المسير .. طبيعية من أن تخفف من وزنك لكون الأثقال قد أرهقتك وأتعبتك ! طبيعية من أن يبقى الرفيق المسن عزيز شيوعي من أن نتركه نائما في الجامع ولم نفيقه ! وهو لاحقنا بالفشائر والمسبات !
نحن وجبل برادوست ..
.............................
تقع قرية سريشمة  في موقع جغرافي حصين.. يحيطها الجبال والمرتفعات العالية وبيوتها كانت في الكثير من الأحيان حينها متباعدة عن بعضها  الآخر  وقرية تتوسط جبل حرير وجبل برادوست  ، ويمتد جبل برادوست من  كلي عليبك الى قرب قضاء ميركسور وبارزان والى أن يتقرب من جبل شيرين ، ويجري أمامه وخلفه  رافدان جميلان أحدهما قادما من مناطق شيروان مزن وحواليها ومن الطرف الآخر بارزان وما فوقها وحواليها !!
والصعود طال من خلف جبل برادوست والوادي السحقيق العريق ومطبات الجبل وغاباته وصخوره  .. والرفاق يتناوبون على الصعود .. بحيث البعض منا قرب من  النقاط  أو المواقع العليا  في أعالي  الجبل .. لكون الجبل يمتد عبر سلسلة طويلة جدا ومواقع عاصية ! وبالقرب من المرتفع النهائي للجبل وعند نقطة العبور شاهدنا ونحن منهمكين بيت شعر ( رشمالات ) وعدد من النساء وهن  في غاية  التعب  لكونهن يتسابقن على مهمتهن ألا وهي عمل وصناعة وتهيئة الخبز على الصاج وبطريقة سريعة ! وهنا يبدوا أن قوات / حدك قد سبقونا في المسير في هذا الطريق .. وهم أي قوتهم قد شرعت بالنزول وهم ينتظرون الظلام القادم .
يبدو أنهم لا يقدرون الأنتظار الطويل أو الخلاص من الزخم الكبير للقوات المتعاقبة  وصعود الجبل ببطء والممل نوعا ما  نتيجة المتاعب الجمة نتيجة الأوضاع ، أو لحسابات أخرى قد نجهلها !
بينما كان الجوع قد فرض نفسه علينا بقوة وبقساوة لأن في وقت الوجبة الغذائية لم نكن نصل الى ما قالوه  لنا الرفاق ! والنساء الأربعة والبعض من الرجال في الخيمة وخاصة النساء كانت تعمل جاهدة في تهيئة الخبز! وفور وصولنا  أي الرفيق نبز عنكاوا  وأنا  بالقرب  من  الرشمال أي الخيمة وقد لاقت  أبصارنا على الدخان والنار الصاعد من النار اوهاج من تحت الصاج  والخبز الحار ونص ستاو  ، والرفيق  المزين شعر رأسه صفر من سرية دشت أربيل والذي تناول أكثر من رغيف الخبز وبأياديه أربع أرغفة وينتظر الحصول على المزيد ... وبادرته ( ماندى نه بى هاورئ ! أي الله يساعدك رفيق ومكملا كاتب السطور .. رفيق زودنا برغيف من المقسوم .. لكوننا جواعة ولا نتحمل المزيد وبطوننا تشكو الجوع .. خاطر نقاوم ونواصل الطريق ! فكان رده قاسي كالصاعق الذي يفجر على صاحبه .. ( والله بئ  جاك ببيت ناتده مئ ) ! ويقصد  ما أنطيك لو أعرف تطيب به !! فكرر الرفيق نبز ولكن دون جدوى ! وسائلين أياه .. وهل أنت رفيق ؟ بالطبع  بعد صفنة وأستغراب وتعجب من قبلنا ونحن رفاق الدرب !! وقلت بأسف وهل ستنقذنا فيما لو  أنجرحنا في القتال ؟! وهو ذاهب في غييه وغيبوبة مخه العفن وتصرفه الأرعن ! وكانت صدمة بالنسبة لنا  و الوقت يدركنا وفي حساباتنا من أن هناك رفاق قد سبقونا ، ولكن لم يكن يسبقنا الرفاق سوى العدد الذي لايزيد عن عدد أصابع اليد الواحدة وهم في حالة أستراحة لا توصف !
وسرعان ما لفت نظري الى  الأمام وأنا لا أعرف من الذي سبقنا إلا فيما بعد .. وقررت من أواصل المسير بعد الأستفسار من المجموعة التي سبقتنا في الطريق ألا وهي مفرزة  شركائنا  .. الحزب الديمقراطي الكوردستاني والكل نازل من الجبل ما عدى الأخير وهم في أنتظار بسط الظلام على النور ، ووصيت الرفيق نبز عنكاوا من أن يخبر الرفاق من أنا في التواصل مع المسير ! إلا أنه ضاحكا بضحكته الجميلة وحيويته الصادقة .. مبديا سخريته من الحالة الغير طبيعية .. والحديث لنبز .. أنا قادم معاك ولا أتركك لوحدك !! فعلى الرحب والسعى ، وقفنا  وننتطر الحركة والنزول من جبل ( برادوست ) والمطل على مناطق واسعة وعلى يدنا اليسرى  واليمنى .. قرى وبلدات صغيرة  بكهرباء مضوية ، وأمامنا قرى شيروكيان وحسقيل وقرى أخرى !
شرعت قوات حدك بالنزول وما .. منا أحد إلا وتزحلق ويجلس على مؤخرته ولأكثر من مرة وذلك نتيجة طبيعة الجبل الحاد في البعض من مواقعه والأمطار الكثيرة  والغزيرة وكثرة المارة عبر الطريق ، وتدريجيا بعدما قلت للرفيق نبز .. نبز  ... إذا واحد يموت أو يستشهد على الأقل يكون شبعان البطن أو بالأحرى بطنه شبعانة ويموت (  بالآوداني  ) أفضل من الجبل ، أي يموت بالقرية أفضل من الجبل ! وقلت رفيقي العزيز نبز ..  لكي نسرع الخطوات ونسبق الى أن نصل مقدمة الرتل ، ولكي نكون في المقدمة وليس في مؤخرة الرتل وذلك لحسابات عديدة ! لم يمنع نبز من ذلك .. فأسرعنا الى أن بلغنا قبل وصول القرية والتي أتجاهل أسمها عذرا ! وإذ بمسؤول الرتل وآمره  ( ؤستا يونس / أسطة يونس , والذي كانت لي معرفة سابقة معه  ،  عندما كانت مفرزتهم وقعت في كمين وأصاب أحد مقاتليهم بأصابة خطيرة في الرقبة ومحملينه في سدية عسكرية وهم في طريقهم الى إيران  والمصاب الجريح كان مام  ولي ديوانه فيما لو لم أكن خطئانا ! وبعد الترحيب بنا من قبلهم  .. أتفقنا على العبور من الشارع بينما نحن لم نبلغ القرية في أسفل الجبل .
القرية ..
..............
هي عبارة عن مجموعة بيوت فلاحية ويمتهنون الرعي وتربية المواشي وربما أمور أخرى .. يا للعجب .. الكل في القرية من أهاليها أختفى ! المواشي في  مواقعها الحصينة من الذئاب ، لا صوت ولا من يستقبلنا والعشاء جاهز في البيوت دون أن يمسه أحد من أصحابه الحقيقيين  ! ربما وضعت الأطعمة في الأواني ومتروكة دون أن يمسها أحد !
أنا ونبز .. دخلنا بيتا طينيا .. والبرغل  المطبوخ في القدر من دون قبق ..  وجدر اللبن وضع الى جانبه !! ما العمل ؟ وما حل  بالقرويين  الطيبين ؟ هل رعبوا منا وحسبوا حسابات أخرى ؟! أم ماذا ؟ تناولنا المقسوم والعشاء الساخن الذيذ ، ووضع السفري من البرغل والخبز  في كيس نايلون كان قد شاهدناه وهو نظيف  للطواريء ووضعه في العليجة ، وكتبت على قصاصة ورق .. نحن بيشمركة الحزب الشيوعي العراقي والذي تناولنا من مائدتكم الطيبة وعذرا لكي لا يصبح حرام ونشكركم على ما حصل ، بالطبع كتبت باللغة الكوردية وتركت الورقة تحت الجدر .
الجموع كانت تحسب حسابات الكمائن المتوقعة لكون المنطقة تابعة للاخوة الفرسان ( الجحوش ) ، وأتفقنا مع الرفيق نبز والأخ أسطة يونس من أن نكون في المقدمة .. أي  مقدمة المفرزة  معهم للأستطلاع عبر الناظور الذي كان بحوزتنا .. وبعد تمحيص وتدقيق جيد ومتابعة مستمرة تبين لنا خلو الشارع المؤدي من ديانا الى ميركه سؤر من الكمائن ، وعبرنا  جميعا والحسبان لحسابات عسكرية ! وهكذا تجاوزنا الشارع الرئيسي بسلام ، وواصلنا الى قرية ( حسقيل ) بحيث كان مبيتنا والقسط من النوم والراحة وحتى الصباح وبعد تناول الفطور الصباحي واصلنا المسير الى الى سهل هيرت أي دشت هيرت ومنطقة برادوست .
وما  أجمل من الرشمالات من أن تكون في وسط المراعي الربيعية وتقدم للنازحين الجدد والمنسحبين وجبات غذائية  دسمة ! حلينا ضيوفا على الرشمالات والتي قامت بتقديم الأكل للجميع البيشمركة والأنصار القادمين من بعيد ، وعند الظهرية  تناولنا  الغذاء مع مفرزة الرفاق البارتي / حدك ، وإذ بمفرزتنا القادمة وصلت الى الرشمالات  .. والحديث هنا للرفاق .. ها .. هاي أنتم وينكم الرفاق ما خلو .. وتركوا أحدا و واحد ما يستفسرون منه بخصوصكم ! أي الرفاق آزاد ملا عزيز ، هيوا ، سامان والرفاق الآخرين الذين كنا معا في المجموعة  ورفاق القاطع الذين أصبحوا  في الخلف ونحن سبقناهم .
وكان رد الرفيق أبو حكمت  .. للرفاق ألذين خابصين أرواحهم علينا .. أمشوا ولا تخافون عليهم ... كامران يندل المنطقة !
غادرونا مفرزة حدك وهم متوجهين الى الى مناطق بيركمة ومن ثم الى مناطق تجمعهم في أشنوية وزيوة وأماكن أخرى .
بينما نحن أنا ونبز انتظرنا الرفاق الى أن تناولوا وجبة الغذاء ومن ثم واصلنا الى قرية كوليتان وعبور جبلها الشهير .. جبل كوليت  ، بحيث حلينا ضيوف على القرية تلك الليلة وكان التأريخ  السادس أو السابع من أيار 1983  ، وفي اليوم التالي تحركت مفرزتنا لتبلغ مقر روست الشهير والمنطقة برمتها أصبحت مأهولة بالبيشمركة للشيوعي والسوسيالست والبارتي !!!.


24
مذكرات بيشمركة / 89
إنسحاب شيخ وسان !
سعيد الياس شابو / كامران
2020.06.10
في العشرين من شهر آذار من عام 1983 ميلادية من القرن المنصرم  تحركت مفرزة كبيرة تقارب بين الثلاثين والأربعين من المقاتلين الأنصار البيشمركة لحزبنا الشيوعي العراقي وبقيادة الرفيق مام خدر كاكيل والرفاق الآخرين  .... والقوة مشكلة من السريتان في سريشمة وروست ، متوجهة الى ذاك الصوب .. أي الى بشت آشان  وليوزة من طرف ومقر قاطع أربيل في شيخ وسان من طرف آخر .
أنطلقت المفرزة المتحزمة لتتحرك في المساء المتأخر وعتمة الليل .. لكي يبدأ مسيرها الليلي وهي منطلقة من المقرات ومتجهة نحو الطريق العلوي للقرى جيزان و جيزلنكئ ، بحيث أنظم الرفيق رنجبر الى المفرزة وحتى شارع العبور ، وبعد عبور الشارع المفعم بالخطورة وبالرغم من برودة الطقس والثلوج الكثيفة التي سقطت بالشتاء وكثرة الأمطار الموسمية وصعوبة العبور من النهر الهائج والقادم من عدة أتجاهات أي مناطق حاج عمران وجومان وكلالة والجبال والوديان في طرفي النهر .. إلا أن عزيمة الثوار وهي قاهرة للطبيعة . وبالرغم من أن كان هناك جسرفي المنطقة بحيث تعلوه ربيتان عسكريتان مسيطران على الجسر والمنطقة إلا أن خيارنا كان العبور من النهر ! وفي عشية عيد نوروز ، وعند العبور تبقى الإجتهادات والخيارات لكل شخص من أن يقرر في تلك اللحظة .. كيف يعبر .. بكامل ملابسه وعدته أو منزوعا منها وملفوفة على شكل شدة يربطها على  ظهره أو عنقه !! المهم عبرنا بقدرة قادر .. مياه نهر ريزان والنهر الفائض كادت مياهه المجنونة من أن تغدر بنا لو لا تماسك الأيدي مشكلة طاقة وقوة إضافية .
وبعيد عبور النهر وسلامة الجميع ، بحيث كانت الكتل الثلجية الصغيرة لا تزال تجد موقعا على ضفتي النهر وحواليه ، وما الحسابات الكثيرة إلا وأنت مرغم بالعبور وتحمل كل العواقب الممكن تحديها وتجاوزها والوقوع بها في الحالات السيئة !
وفي الصباح الباكر بحيث أصبحت الرؤية الواضحة تحدد الأشياء . بلغنا الشارع وقرية رزوكريان ( الفحامة ) وكانت القهوة أي الجايخانة تستضيف روادها ، ولقت أبصارنا على بيشمركة الأخوة الأتحاد الوطني ( أوك ) وكانوا بكامل عدتهم ، وكانت النظرات المشحونة الغير حميدة بين طرفينا هي السائدة بالرغم من سلامنا وردهم للسلام !!
وفي ره زوكه ريان تفرقنا الى مفرزتين ، نحن الثمانية كنا قاضدين قاطع أربيل  بقيادة الرفيق أبو علي الشايب .. أتجهنا نحو اليمين أي بأتجاه قرية ( دركلة ) ومفرزة  الرفيق خدر كاكيلي قصدوا اليسار ومتجهين الة قرية ( ليوزة ) ومقر الرفاق روستم وحاجي جمال وأبو دلشاد والرفاق الآخرين . ومتحدثا وطالبا مني  خدر كاكيلي أي من كاتب السطور من أن ألحق معهم وأنه أي مام خدر بعد حين وهو الآخر يروم زيارة القاطع ! إلا إنني لم أقتنع بالتوجه الى المنطقة أي ليوزة وبشت آشان  ! فهم واصلوا بطريقهم الى ليوزة ونحن الى دركلة  بحيث تناولنا وجبة فطور عند بيوت الرفاق وعند رؤية قرية دركلة تمنيت من أن أسكنها في حال السلام والأستقرار لو أمكن !
وعبر المناطق والقرى والجبال والوديان الجميلة وصلت مفرزتنا الى مقر القاطع بحيث الرفاق الذين لم نكن نراهم لسنين وربما منذ التحاقهم لأول مرة .
وتسبق قرية شيخ وسان .. قرية باليسان وتحيطهما جبال ومرتفعات مطلة على المنطقة من جهة الشرق ، وما وراء تلك الجبال ثمة وادي سحيق وعاصي ومحيط بالجبال والذي تعودنا على ذكر أسمه لأكثر من مرة .. ألا وهو وادي  ( مه له كان ) الشهير والعاصي والجميل بطبيعة تكوينه والمقاوم لكل الحكومات ! فأما من جهة غرب القريتين أو القريتان فجبل ( هه ور ئ ) وجبل هوري وهي سلسلة ممتدة تطول من ا لشارع الممتد بين شقلاوة وسيساوة ومتواصلا الى مناطق عليا جغرافيا وتلك القرى والمناطق الجميلة والى أن يبلغ مناطق ( جيوة )  ومنطقة بيتواته والى أن يبلغ بالقرب من منطقة ( جوارقورنة ).
والمنطقة برمتها أي وادي آلانه وقراه العديدة كانت مناطق تابعة لبيشمركة الأحزاب المتمثلة باجود من طرف .. ومن الطرف الآخر حزب الأتحاد الوطني الكوردستاني ، بحيث تتواجد ومتمركزة قوات أوك بالدرجة الأساسية في قرية باليسان و شيري العليا والسفلة و كاني برد وقرى أخرى ومفارز جوالة صاعد نازل  وكانت تصادف مفارزنا مع أوك في تلك القرى قبل التشنج الحاصل فيما بينها !
فأما قوات جود والمتمثلة بالأحزاب الأشتراكي الكوردستاني السوسياليست ، الديمقراطي الكوردستاني البارتي . والشيوعي العراقي ، حشك  ، والمتمركزين في قرى شيخ وسان . توتمة ، بناوي ، وملكان ومفارز جوالة صاعد نازل ! أي كنا جوارين غير حميدين ولا نحبذ  بعضنا البعض  الآخر أي أحزاب جود وأوك !!
وكان ربيع تلك السنة ممطرا وحركة المفارز مستمرة والتشنجات والصدامات والعداء واللقاءت جلها غير حميدة ولا تبشر بالخير! لابل كان الطين يزيد ويزداد  بله تدريجيا في الآونة الأخيرة ، ومن ثم كانت بعض العوائل والتي لها بيشمركة أنصار تنتهز الفرص للقيام بزيارات لأولادها ومحبيها وهي قادمة من المدن والبلدات حاملة معها وفي علاليكها وقدورها وفي أكياسها وصناديقها ما لذ وطاب .. لكون البيشمركة محرومين من الكثير من المواد الغذائية والضروريات الأخرى ، وسأكتفي بسرد القليل القليل جدا منها !
المدرسة الوحيدة في قرية شيخ وسان والتي كان التدريس فيها معطلا نتيجة الحرب العراقية الأيرانية وسيطرة قوات المعارضة على تلك القرى أي نحن وأوك ، وغياب المعلمين من تلك المارس مع الفرارية منهم والذين أختاروا القرى الكوردستانية المحررة مواقع سكناهم وبحماية البيشمركة !! وبالرغم من كونهم طلقاء وتحت حمايتنا إلا أن البعض الغير القليل كان يستفزنا وينتفدنا ويحاربنا والقول لهم أي أنكم معارضين النظام وتتحاربون وتتقاتلون فيما بينكم !!
فأما نحن البيشمركة النصار والقادمين من مختلف بقاع العراق الغير فدرالي كنا نستغل البعض من أيام الربيع للتنزه والتمتع لساعات في الربيع وحاملين ما في جعبنا من المجود والمقسوم ونستأنس أنفسنا ونتنفس الصعداء وننسى الحرمان والأوضاع البائسة والقادمة من جميع الجهات ، هناك من هو نصير ويستشهد إبنه  ، أخيه ،  وأقاربه في جبهات الحرب بين العراق وإيران ، وهناك من ينتظر الفرج والذهاب الى إيران أو وقف الحرب !!

وكان قرار قيادة قوات جود بالأنسحاب من المنطقة  .. نزل  كالصاعق على رؤوس الأنصار والبيشمركة ومشكلا التذمر عند الكثيرون دون أن يعلموا ويعوا  حقيقة ما هو البقاء في المنطقة وخاصة بعد سقوط بشت آشان في الأول من أيار وما يليها من مخطط جهنمي للإيقاع بقواتنا !
...
 

25
مذكرات بيشمركة /  89
القائد الأنصاري ملازم خضر / أبو عايد
والأنسحاب  المنظم من شيخ وسان !
سعيد الياس شابو / كامران
2020.06.10
في العشرين من شهر آذار من عام 1983 ميلادية من القرن المنصرم  تحركت مفرزة كبيرة تقارب بين الثلاثين والأربعين من المقاتلين الأنصار البيشمركة لحزبنا الشيوعي العراقي وبقيادة الرفيق مام خدر كاكيل  وارفيق أبو علي الشايب والرفاق الآخرين  .... والقوة مشكلة من السريتان في سريشمة وروست ، متوجهة الى ذاك الصوب .. أي الى بشت آشان  وليوزة من طرف ومقر قاطع أربيل في شيخ وسان من الطرف الآخر .
أنطلقت المفرزة المتحزمة لتتحرك في المساء المتأخر وعتمة الليل .. لكي يبدأ مسيرها الليلي وهي منطلقة من المقرات ومتجهة نحو الطريق العلوي للقرى جيزان و جيزلنكئ ، بحيث أنظم الرفيق رنجبر الى المفرزة وحتى شارع العبور ، وبعد عبور الشارع المفعم بالخطورة وبالرغم من برودة الطقس والثلوج الكثيفة التي سقطت بالشتاء وكثرة الأمطار الموسمية وصعوبة العبور من النهر الهائج والقادم من عدة  جهات و أتجاهات أي مناطق حاج عمران وجومان وكلالة والجبال والوديان  الواقعة في طرفي النهر  أي نهر ريزان .. إلا أن عزيمة الثوار وهي قاهرة للطبيعة . وبالرغم من أن كان هناك جسرفي المنطقة بحيث تعلوه ربيتان عسكريتان مسيطرتان على الجسر والمنطقة إلا أن خيارنا كان العبور من النهر ! وفي عشية عيد نوروز ، وعند العبور تبقى الإجتهادات والخيارات لكل شخص من أن يقرر في تلك اللحظة .. كيف يعبر .. بكامل ملابسه وعدته أو منزوعا منها وملفوفة على شكل شدة يربطها على  ظهره أو عنقه !! المهم عبرنا بقدرة قادر .. مياه نهر ريزان والنهر الفائض كادت مياهه المجنونة من أن تغدر بنا لو لا تماسك الأيدي  والسواعد مشكلة طاقة وقوة إضافية .
وبعيد عبور النهر وسلامة الجميع ، بحيث كانت الكتل الثلجية الصغيرة لا تزال تجد موقعا على ضفتي النهر وحواليه ، وما الحسابات الكثيرة إلا وأنت مرغم بالعبور وتحمل كل العواقب الممكن تحديها وتجاوزها والوقوع بها في الحالات السيئة !
وفي الصباح الباكر بحيث أصبحت الرؤية الواضحة تحدد الأشياء . بلغنا الشارع وقرية رزوكريان ( الفحامة ) وكانت القهوة أي الجايخانة تستضيف روادها ، ولقت أبصارنا على بيشمركة الأخوة الأتحاد الوطني ( أوك ) وكانوا بكامل عدتهم ، وكانت النظرات غبر مريحة من طرفينا .. هكذا قرأتها في حينها  !!
وفي قرية  ( ره زوكه ريان )  قرية الفحامة  ،  تفرقنا الى مفرزتين ، نحن الثمانية كنا قاصدين قاطع أربيل .. أتجهنا نحو اليمين أي بأتجاه قرية ( دركلة ) ومفرزة  الرفيق خدر كاكيلي قصدوا اليسار ومتجهين الة قرية ( ليوزة ) ومقر الرفاق روستم وحاجي جمال وأبو دلشاد والرفاق الآخرين . ومتحدثا وطالبا مني  خدر كاكيلي أي من كاتب السطور من أن أكون  معهم وأنه أي مام خدر بعد حين وهو الآخر يروم زيارة القاطع ! إلا إنني لم أقتنع بالتوجه الى المنطقة ! فهم واصلوا بطريقهم الى ليوزة ونحن الى دركلة  بحيث تناولنا وجبة فطور عند بيوت الرفاق وعند رؤية قرية دركلة تمنيت من أن أسكنها في حال السلام والأستقرار لو أمكن !
وعبر المناطق والقرى والجبال والوديان الجميلة وصلت مفرزتنا الى مقر القاطع بحيث الرفاق الذين لم نكن نراهم لسنين وربما منذ التحاقهم لأول مرة .
وقرية شيخ وسان تسبق  .. قرية باليسان وتحيطهما جبال ومرتفعات مطلة على المنطقة من جهة الشرق ، وما وراء تلك الجبال ثمة وادي سحيق وعاصي ومحيط بالجبال والذي تعودنا على ذكر أسمه لأكثر من مرة .. ألا وهو وادي  ( مه له كان ) الشهير والعاصي والجميل بطبيعة تكوينه والمقاوم لكل الحكومات  والأنظمة ! فأما من جهة غرب القريتين أو القريتان فجبل ( هه ور ئ ) وجبل هوري وهي سلسلة ممتدة تطول من الشارع الممتد بين شقلاوة وسيساوة ومتواصلا الى مناطق عليا جغرافيا وتلك القرى والمناطق الجميلة والى أن يبلغ مناطق ( جيوة )  ومنطقة بيتواته والى أن يبلغ بالقرب من منطقة  و بلدة ( جوارقورنة ).
والمنطقة برمتها أي وادي آلانه وقراه العديدة كانت مناطق تابعة لبيشمركة الأحزاب المتمثلة بالجود من طرف .. ومن الطرف الآخر حزب الأتحاد الوطني الكوردستاني ، بحيث تتواجد ومتمركزة قوات أوك بالدرجة الأساسية في قرية باليسان و شيري العليا والسفلة و كاني برد وقرى أخرى ومفارز جوالة صاعد نازل .
فأما قوات جود والمتمثلة بالأحزاب الأشتراكي الكوردستاني السوسياليست ، الديمقراطي الكوردستاني البارتي . والشيوعي العراقي  ، حشع ، والمتمركزين في قرى شيخ وسان . توتمة ، بناوي ، وملكان ومفارز جوالة صاعد نازل ! أي كنا جوارين غير حميدين ولا نحبذ البعض أي أحزاب جود وأوك !!
وكان ربيع تلك السنة ممطرا وحركة المفارز مستمرة والتشنجات والصدامات والعداء واللقاءت جلها غير حميدة ولا تبشر بالخير! لابل كان الطين يزيد ويزداد  بله تدريجيا في الآونة الأخيرة ، ومن ثم كانت بعض العوائل والتي لها بيشمركة أنصار تنتهز الفرص للقيام بزيارات لأولادها ومحبيها وهي قادمة من المدن والبلدات حاملة معها وفي علاليكها وقدورها وفي أكياسها وصناديقها ما لذ وطاب .. لكون البيشمركة محرومين من الكثير من المواد الغذائية والضروريات الأخرى ، وسأكتفي بسرد القليل القليل جدا منها !
المدرسة الوحيدة في قرية شيخ وسان والتي كان التدريس فيها معطلا نتيجة الحرب العراقية الأيرانية وسيطرة قوات المعارضة على تلك القرى أي نحن وأوك ، وغياب المعلمين من تلك المارس مع الفرارية منهم والذين أختاروا القرى الكوردستانية المحررة مواقع سكناهم وبحماية البيشمركة !! وبالرغم من حمايتهم إلا أن قسم منهم كانوا يعادونا بشكل وآخر ، والقسم القليل ظل وفيا في تلك القرى ينتظر بفارغ الصبر الأنفراج الغيبي !
كان موقع قاطع أربيل ورفاقه هو المدرسة المبنية بعد انهيار الحركة الكوردية في عام 1975 وحتى الشوارع التي كانت قد شقت طرقها عبر الشركات ومنها الشركات الرومانية وطبليتها الجيد الغير مغشوش كانت من ضمن الخطط العسكرية ! والمدرسة الكبيرة نوعا ما كانت ذو غرف وصفوف تستوعب للمئات القليلة من الطلاب مع المرافق الأخرى كالمخزن وغرف الأدارة والمرافق الصحية وما الى ذلك وهي  أي المدرسة كانت بالقرب من المقبرة الكبيرة للقرية وتبتعد عشرات الأمتار عن القرية .
وعند بلوغنا القرية بحيث لم يكن لنا موقع في الغرف للمنام .. أي كل الغرف والقاعات مليئة بانصار القاطع  والأقليم ومحلية أربيل للحزب . ونحن أخترنا المنام في جامع القرية لأسابيع ، ومن ثم تناول الوجبات الغذائية في المقر ، وعوائل رفاقنا المترددة لزيارات أبنائها كانت تجلب المقسوم ومن ثم يشارك الأكثرية بما يتوفر في تلك الجداري والعلاليق !!
وفي ذات يوم قدمت للزيارة  أخوات الرفيق خيري العراقي لزيارته في شيخ وسان ، علما كان مقرهم أي سرية ملكان في قرية ملكان ونوعا ما بعيد لساعات أربع أو خمس سيرا على الأقدام في حال الصحة الموفورة لعابرين الجبال سيرا على الأقدام ! المهم رحبنا بهن وأستلمنا البضاعة التي جلبوها لأخيهن ،  وهن فرحات  بلقائنا إلا أن أخيهن كان غائبا .. أستلمت الحاجيات وإذ بخمس قمصان جديدة ومن النوع الجيد والمحبذة عند الرفيق أي ذات الطباقات وليس الدكم ! مع الكليجة والحلويات .. وبدون علم خيري وزعت القمصان الأربعة !!!! وتركت قميص له للذكرى ! والحلويات هكذا ألتهمناها بالسرعة الفائقة , وبعد فترة توجهت إلينا مفرزة قادمة من ملكان وهو أمرها .. وأستلم القميص مع التفاصيل بالحديث لما جرى ! فشكرني دون أية إنزعاج منه !
فأما عن ربيع المنطقة برمتها فحدث ولا حرج كما توصفه الروايات .. البيئة التي يعتاش عليها الأنسان والحيوان والكائنات الحية الأخرى .. والمروج والمراعي والأشجار المثمرة المتنوعة وينابيع المياه العذبة وزراعة البساتين والكروم والمواقع السياحية الجميلة .. جلها لا تحلو بعيون الأنسان ويصبح ناكر الجميل في الكثير من الأحيان !
وفي ذلك الربيع المتشنج بشريا ومعكرا للمزاج القروي أكثر من المزاج الأنصاري وما حمله في طياته من مفاهيم تعيسة وإنكسارات منيت بها كل الأطراف المتصارعة على الحلبات وما سجله التأريخ من مآسي وقساوة وأحتراب وإسالة الدم وكتابة التأريخ والى يومنا  هذا لا يوجد أي حل لتسوية الخلافات بالشكل المرضي والحقيقي لما آل اليه الوضع وتخرصاته بالرغم من حكم الأحزاب الكوردية  المتصارعة وبلغوها سدة الجكم  الفاشل  !!!!!
علما كانت هناك أيام للتمتع بها وبلطافة طقسها  أي المنطقة والخروج الى البساتين لأستنشاق الهواء النقي وتناول الكأس المتوفر أحيانا مع المشوي ومساهمة الرفاق بالخدمة ، وما هو بين السطور هو أكثر بكثير من كتابة السطور المدونة في هذه الأوراق !
وفي الأيام الأخيرة قبل وقوع القتال بين طرفي الصراع المتحاربين على من سيربح المليون ، كانت سيطرة الأتحاد الوطني في باليسان تطلب الهويات من العوائل القادمة الينا وتدون أسمائهم للأحتفاض بها ! وفي كل ساعة ويوم كان التشنج والعداء يزداد سوءا وبغضا  وحماقة!!
الأنسحاب التأريحي والمنظم!
......................................
بعد مرور أربعة أيام من معركة باليسان والحرب الباردة وخلق أجواء معكرة صفاء المنطقة وساكنيها ! وإذ بخبر يذاع عبر مذياع إذاعة الأتحاد الوطني الكوردستاني ومفاده سقوط بشت آشان بيد قوات أوك ، والهجوم اللاذع والحماسي التعيس والمفعم بالعداء والعنجهية على الحزب الشيوعي العراقي وقيادته ورفاقه المسالمين متهيمننا أي الحزب وقيادته بالتحريفيين  !!!!!
وأصبحت المعادلة معكوسة ( والنصر) في شيخ وسان وباليسان .. أصبح مرا كالعلقم نتيجة ما حصل في مقرات وقاعدة بشت آشان مع التفاصيل الأخرى !!
أجل في المعارك  .. فأما تربح وتتفوق عسكريا وسياسيا ! أو  .. أما تخسر وتنكسر عسكريا وسياسيا وفي كلا الحالتين الطرفان في حسابات المباديء الحقيقية وهم خسرانين .
وكانت الحالة في منطقة باليسان وشيخ وسان مقززة وأخذت طابع المجابهة الغير مسلحة سوى نصب الكمائن في المنطقة !! وهذا ما طال سوى الأيام الثلاثة بعد مجزرة بشت آشان والخسائر التي منيت بها أحزاب جود ونال حزبنا حصة الأسد منها من الأستشهاد والأسر والخسائر المادية بما يتضمنه السلاح والمال والذخائر وممتلكات أخرى كالاذاعة .
كنا قد تركنا الربية العليا من على الجبل لنتناوب على الكمائن والواجبات الأخرى المناطة بنا ليل نهار ومنها الكمائن الأمامية في مواقعنا .
الجموع أصابه التذمر بمجرد إصغائنا للأخبار المتلاحقة . وأصبحنا نحلل ونفسر ونضرب ونقسم وما الى ذلك وكيفية الخروج من الحالة العصيبة والغير متوقعة من قبل قيادات الحزب العسكرية والسياسية ، ولهذا الموضوع تحليل آخر !
... في الثالث  أو الرابع من شهر أيار من عام 1983 تم أقرار الأنسحاب وبعد أجتماع  بين أحزاب جود ودراسة الأوضاع والمستجدات في توازن القوة بين المتصارعين  ، ولا أعرف فيما كانت هناك نداءات من الحزب بخصوص الأنسحاب أم من عدمه !!
وفي الثاني أو  الثالث من آذار دعوني قيادة القاطع السياسية والعسكرية والمتمثلة بالرفاق أبو حكمت وأبو عايد ملازم خضر وكان بعيدا عنهم الرفيق أبو جبار إداري القاطع  والرفيق ثابت حبيب العاني وهو الآخر كان بعيدا .. دعوني في غرفتهم للأستفسار حول إيجاد وعلمي بالطريق الذي يقودنا الى روست والمنطقة وعبر جبل بني حرير ومنطقة خليفان لتجاوز الشارع  ومن ثم منطقة برادوست ومقر روست ؟! وكان جوابي أنا لم أسلك هذا الطريق المطلوب وليس لي معرفة تامة كدليل ، سوى معرفتي القليلة بجبل بني هرير والأكثر في منطقة برادوست !
وفي اليوم التالي قرروا  أحزاب جود الأنسحاب لقوات يزيد عددها عن ( 1200 ) مقاتل لأحزاب جود . وكانت قوات حزبنا هي الأكثرية الساحقة في ذلك الوقت أي تقدر ب 800 مقاتل  وأكثر  ما عدى الكوادر الموجودين  في مناطقهم ، مع الأخوة البارتي والأشتراكي والتي كانت تقدر قوتيهما ب 200 + 200 لكل منهما  في ذلك الوقت .
كان هناك أربعة من العاصين على الحكومة من الفرارية والذين كان اثنان منهم في قرية شيخ وسان ومؤجرين غرفة عند فلاح قروي وهم محسوبين على ملاكنا وأثنان في قرية بناوي وحالتهم لا تختلف عن بعضهما !! وأبلغتهما بالخبر وهم شاكريني لأنقاذهما من البقاء في المنطقة  لكون لا أحد أعلمهم بخبر الأنسحاب السريع والمفاجيء  وحملوا ما لم يحمله!!
... بدأ الأنسحاب بعد وجبة الغذاء الأخيرة في مقر القاطع ومحلية أربيل وبين الثانية عشرة والواحدة ظهرا ..وزعت ما يمكن توزيعه من الذخيرة والخبز والمعلبات والعتاد والأدوية والبطانيات وما الى ذلك من الموجودات الضرورية على الرفاق وحمل كل حسب طاقته وكل حسب حاجته !!.
تخيلو المنظر بكل صوره الجميلة والمحزنة في آن واحد !! وبدأ المسير من المقر وبرتل ليس له نظير ولم أشاهده قط .. المئات معقبة ومشكلة أرتال غير مبتعدة عن بعضها الآخر ، الوجهة مجهولة تقريبا لو لم يسألوني رفاق القيادة , بلغنا بالقرب من قرية بناوي قرية مام رسول وهو كان ضمن الأدلاء في المنطقة مع الأدلاء الآخرين ، أستراحة في الموقع لحين التجمع من قبل الكل أي نحن والأحزاب الحليفة ، كان لي بطل عرق مضموم بالعليجة وبالرغم من الممنوعية بتناول الكحول إلا أني كنت محتفظا به ! وعند الأستراحة ولأجل تخفيف الحمل أخرجته من العليجة ، ومع الرفاق أبو جنان وأبو علي الشايب وهيوا وصاحب البطل .. نطحناه أية نطحة في ذلك الربيع ! وبدأنا بالصعود في حوالي الساعة الرابعة عصرا  ، وجبل بني هرير / حرير ، في السابق عند الصعود على الجبل كان العطش يهلكنا !! ففي هذه المرة العرق كان عاملا مساعدا بكسر العطش ! يجوز مسلألة علمية ونحن لا نعلم شيئا عنها !
بركة المياه الآسنة على سطح جبل بني حرير !
.........................................
الذي كان معلوما عندنا والأهم من كل ذلك ألا وهو عدم وجود المياه والماء والمي على جبل بني هرير الشاسع والواسع بمساحته ، سوى مصدر واحد وهو ( كوناو ) أي ثقب الماء ومصدره في كهف في عمق الجبل ومجهول المكان سوى للعارفين في الجبل شبرا شبرا ومن أهالي المنطقة ، ويمكن أن تحصل على لتر من الماء وتنتظر أكثر من ساعة وهو ليس على طريقنا !
بينما نحن والربيع والطقس الحار نوعا ما وشهر أيار والصعود الجبلي لأكثر من ساعة ، وإذ ببركة مياه أسطناعية تقدر مساحتها بفلكة كبيرة وتستوعب لحوالي 300 برميل ذو سعة مائتان لتر وبألوان زاهية منها الأزرق والأخضر والرمادي وربما البنفسجي ، صنعوها الفلاحين  أصخاب الماشية الغنم والماعز والأبقار لسقي حيواناتهم كلها زائدا البغال والكلاب ، وحتى التشطيف التحتي وغسل الهدوم الملابس في أواني الغسيل ، الطشوتة كلها في البركة توجد لها مكان !
وفور وصول المجموعة الأولى الى القسم العلوي للجبل ولقت أنظارنا على وسعة الجبل طولا وعرضا ، فنلنا قسطا من الراحة الى أن يكونون كل الرفاق في تجمع وأستلام والأصغاء على التعليمات الصادرة من قيادة الأرتال ، وبنظرة وحساب خاص ودون السؤال من البعض من النساء المتواجدات في الخيم وهن عوائل الرعيان ، رفعت كمامات القميص و الكورتك .. فشرعت بغسل اليدين والوجه ومن ثم كسر العطش بشرب أكثر من لتر ماء وملأ المطارة الزمزمية العسكرية بنفس الماء بعد إزاحة المواد المتجمعة من على سطح الماء وربما تسمى بالطحالب وزقزقة الضفادع من كل حارة وصوب البحيرة الصغيرة ! وعندما رأى البعض من الرفاق الصورة وأنا أشرب وأملأ الزمزمية .. وهم أيضا فعلوا ذلك دون تردد وليس كلهم ! وثم رفاق لعبت أنفسهم من العملية والمشهد متحملين العطش الظالم لساعات كثيرة !
ومن على سطح وأعالي الجبل الذي يشبه السهل وبهضاب وتلول تجمعت الأنصار البيشمركة مشتركة ، والتوجيهات بكيفية المسير المتواصل وعدم المماطلة لأي سبب كان وكانت الرشادات تأتي عبر مسؤولين المجاميع والتسلسل الرتلي .
وبعد مسير لساعات ونحن بطول جبل حرير وليس بعرضه !! وكانت الساعت تشير الى بعد منتصف الليل قليلا ، وهناك البعض من الرفاق الخيرين والأبطال والمناضلين لم تعجبهم الوضعية فأختاروا ، خيارا صعبا ألا وهو ترك القوة والذهاب الى مناطقهم وقراهم !!!!!!!!!! وذلك نكية بالأقتتال الداخلي والتحارب اللاشرعي بين الأخوة الأعداء !!!!!.
وكاتب السطور كان يراقب بكثب عما يجري والأخذ بالحسبان البعص من الحسابات في وقت الشدة وذلك نتيجة الممارسة الفعلية في عسكرية الجيش العراقي وخاصة في الحركات الفعلية من جانب ، والممارسة والخبرة والتجربة لحياة الأنصار البيشمركة ، والمخزون وسرعة البديهية أستوقفتني بعد متابعة وضع الرفيق ملازم خضر بحيث كانت عيناه تكاد أن تخرج من موقعهما وذلك نتيجة التعب والأرهاق  والأجهاد والسهر ومتابعة كل الأمور الصغيرة والكبيرة وقيادة كلل المجاميع وتوجيهها ، وكنت أحس من أن وضعية زفاقنا وهي في متاعب ربما لا يحمد عقباها لو حصل سوء ، فتركت موقعي مهرولا الى أبو عايد ... رفيق .. أنا أعلم وعارف وأحس من أننا كلنا وأنت تعبانين الى درجة والوضع في غاية الصعوبة ! والذي أترجاه منك من أن يتوقف الرتل لعشرات الدقائق القلية وأن تخطب بالرفاق خطابا حماسيا بتجاوز المرحلة ونحن منتصرون بإنسحابنا ، والأزدياد في المعنويات وما الى ذلك ، فأقتنع الرفيق أبو عايد بالفكرة وسرعان ما حدث ذلك والخطاب الحماسي !! ومن يتذكر من الرفاق ذلك فليدلي به دون أي تردد ، لأنني قبل سنين ألتقيت الرفيق أبو عايد وذكرته بذلك .. إلا أنه لم يتذكر الخطاب الحماسي نتيجة المتاعب الجمة والمسؤوليات وسنين العمر !

 

26

مذكرات بيشمركة / 86
مقر سريشمة / سه ريشمه
سعيد الياس شابو / كامران                                                                                    
2019.08.04                                                                                 
 قرية سريشمة غنية عن التعريف عما حملته من صفحات مشرقة في التأريخ البارتيزاني لحقبة من الزمن وخاصة في الربع الأول من عام 1983 ميلادي من القرن العشريني الماضي ، ولتك القرية الشامخة بشموخ أهلها الطيبين تحكي للقاصي والداني عما تحمله من جمال الطبيعة وفي كل فصول السنة !!!! ولكل فصل لون مميز يختلف تماما عما قبله أو بعده !! وما موقعها الجغرافي إلا شاهد حي على مقاومة تلك القرى وقرية سريشمة على تحمل أهلها ومقاومتهم لكل أشكال التهجير والتشبث بتلك الأرض المثمرة والخصبة ، فاما موقعها الجغرافي والذي يحاط القرية .. الجبال – حصار روست ، هلكورد ، شاخي ره ش وحسن بك والجبل الذي حضن القرية ألا وهو جبل ( به رده بووك ) وه هه وارى رواندزيان / أي مصيف أهل رواندوز .
والصورتان قد  أرسلهما لي مشكورا هاورى عمر خدر كاكيل ، والتذكير من قبل الرفيق ره نجبر في أسم جبل بردبوك  وهو مشكورا أيضا دعمني ببعض الصور للمنطقة والرفاق .
وخلال شهر أيلول 1982 تم بناء المقر والمتكون من قاعتين تستوعب لأكثر من أربعين شخصا وغرفة كمخزن للذخيرة والضيوف من الفئران التي تحمي الذخيرة من الحشرات !!
خلال شهر من العمل الشاق والمظني بجهود الرفاق تم نقل الأحجار وقطع الأشجار لتسقيف البناء  من الجبال القريبة والبيوت المهدمة وتجميعها بالقرب من موقع البناء وتلك الخيمة الكبيرة / 400 باون والتي تكسوها تلك أشجار الجوز المثمرة ، ولنقل ..   تتربع تحت اشجار الجوز والذي حشناه  أي قطفنا الجوز كمادة غذائية مهمة و كذخيرة للشتاء  الطويل والمثلج القارس، وكان التنور الجديد ايضا له حصته من البناء ما يحميه من الثلوج والأمطار ، ولحمام الأنصار البيشمركة لا يقل أهمية من التنور وغرف النوم !! وذلك الينبوع الصافي وهو يجاور أو تجاور التنور والمطبخ وهما يبتعدان عشرات الأمتار عن قاعات النوم . فاما جلب التنور من قرية بعيدة بحد ذاته يحتاج الى صفحة واحدة من الكتابة ! ، وغرفة الحيوانات أي البغال يجب أن يهتم بها لكون البغال هي جزء مهم من حياتنا اليومية وتشكل تلك البغال وبدونها ليس بمقدورك أن تقوم بنقل الأرزاق وما يتطلب من نقل الأمور العسكرية والأعلامية والمرضى والحطب وخاصة قطع تلك الجبال دون وجود السيارات ووسائط النقل الأخرى كالقطارات والبواخر والطائرات !!! أنها بغال تستحق النصب التذكاري !
ويسرد الرفيق علي الصجي عن كيفية مقترحات ودراستها ووضع خطة لأحتلال جبل حسن بك ومعسكره !! ومشاركة مقر الأخوة الرفاق في النضال / حزب الأشتراكي / سوسيالست ومسؤولهم كاك أحمد فقي ره ش ورفاقه ، ومقترحات كثيرة دون الوصول الى نتيجة مرجوة !
وخططت قوة من بيشمركتنا وأنصارنا لأقتحام سه ري حسن بك ..  إلا أنه  لم تتحقق طموحاتهم .
وكلما نتحدث عن التأريخ تستجد أمور يومية وحياتية وإدارية وسياسية واقتصادية وعسكرية وأجتماعية ومناخية وبيئية وما الى ذلك من متنوعات في حياة الأنصار البيشمركة .
ولأشهر عديدة ونحن لم نستلم المساعدات الشهرية من الحزب والتي كانت خمس دنانير عراقية ومن ثم لتصبح العشرة دنانير تدريجيا ، وهي كانت فقط رمزية لتبضع الأحتياجات الضرورية عند الحاجة والطلب !! والرفيق كاظم الأنضباط الحبيب أبو سعد يتبضع سيت من البيض أي (30) بيضة وزد على ذلك ست (6) بيضات أخرى لتصبح متنوعة في تناولها . أي مسلوقة ومقلية ولم يشارك أحدا كشريك له .. طالما الدكان في قرية شيركاوه / يتوفر المزيد منها وهذا الحديث منقول من الرفيق النصير علي الصجي الورد .
وفي ذلك العام المفعم بالخيرات لأهل القرى نتيجة جني أثمارهم .. وكان مقترح العم أحمد روستي والذي كان مسكنه وعائلته تسكن في موقع جميل وحصين في الوادي الذي ينحدر من المقر وتلك الأشجار التي تغطي تلك الغرف مشكلة من أجمل المواقع المصيفية ، وطرح مام أحمد .. كامران هذه السنة قررنا نحن أهل القرية من أن يكون الزكاة من حصتك !!
وهو مازحا وزوجته وأبنه وأبنته جالسون وهم يحتسون الشاي القروي اللذيد والمصنوع على الحطب وليس الغاز أو النفط أو الكهرباء !!! مناديا هؤ كامران .. كامه ران ده وه ره  جايه جى بخؤ / تعال وأحتسي كاسا من الشاي !! ومضيفا كامران بؤ شه هاده ناينى / أي لماذا لا تقر الشهادة ؟!
أي لماذا لم تصبح مسلما في المفهوم الديني وهو مازحا .. تعال وصير منا سأعطيك بنتي ! وأنا بسرعة البرق مرددا .. أشهد أن لا الاه الا الله .. وأشهد أن محمد رسول الله ، وكلنا نضحك الضحكات الصادقة والمفعمة بالطيبة القروية والنقاء البيئوي لأهل المنطقة وقراها الجميلة وجبالها الشامخة ووديانها العميقة المزدانة بمختلف الأشجار والنباتات والقطوعات الصخرية وتلك القلعة الشامخة تتوسط المنطقة وهي تتسع لهبوط طائرة هيلكوبتر كبيرة  واحدة  وأكثر عند الحاجة .
 والمنطقة فيها الكفاية من الغابات وأشجارها المتنوعة والمثمرة وحطب الوقود وقص تلك الأشجار يتطلب الدراية والمعرفة والخبرة وخاصة الأبتعاد عن قص الأشجار المثمرة لكونها هي عامل مساعد للأنسان والحيوانات والطيور والحشرات ، وحتى النحل يتخذ أحيانا أعشاشا له ولتكن وتصبح له محمية من المؤثرات الخارجية وهي عديدة منها حرارة الصيف وبرودة الشتاء ووفرة الثلوج وهجوم الدببة وأستحواذ الأنسان !!
فأما بخصوص الحصول على الأرزاق وشرائها في تلك السنة فكانت مكلفة وباهظة الثمن وعلى الرفاق الأداريين من بذل جهود للحصول عليها وخزنها للشتاء المعقد والطويل والمثلج !!! وما من شك من قطع الأشجار وتجميعها في أكثر من مكان لتصبح وقودا سهلة للتنور والطبخ والصوبات المدفئات الكبيرة لتحمينا من البرد وتصبح صديقا حميما لنلتف حواليها ونسرد ما يخطر ببالنا .

27
مذكرات بيشمركة / 85  .. مهام الأنصار البيشمركة لحزبنا
سعيد الياس شابو / كامران
2019.08.31
كانت مناطق وادي خؤشناوتي وئالانه وباليسان وشيخ وسان  ومناطق أخرى من كوردستان الجميلة مفعمة بالحركة المستمرة ، أي حركة السيارات والعوائل والبيشمركة والفرارية ،  وأصبحت الحاجة الى  إيجاد وبناء المقرات المستحدثة من الخيم  وبناء القاعات والغرف من الحاجات الملحة والضرورية  ونحن على أبواب الخريف .. ولابد من الحساب لشتاء كوردستان القادم والرفاق الملتحقين توزعوا على كل القواطع والمقرات ، وقدوم وخلط الدماء الجديدة ومزجها بالدماء القديمة وأرواء الفعاليات بالدماء الزكية أصبح مطلوبا طالما عدونا الذي تعود على قتلنا وسفك دمائنا وسجونه ومعتقلاته مليئة بمناضلينا ومناضلي القوى الأخرى في الساحة المعارضة ومنها أحزاب الجبل ، يقتلنا بكافة وسائل التعذيب الجسدي والنفسي ومحاربة العمل والدراسة والأندساس والسطوات والملاحقات ، ويقتلنا في القصف المدفعي المتنوع والراجمات والدوشكات وفي السيطرات وفي قصف الطيران المتنوع ومن ثم يسمينا بالعصاة والمخربين والشعوبيين واللاوطنيين وما من تسميات أخرى جلها تليق به وليس بنا !! وعدونا هو النظام القمعي البائد وغطرسته العمياء والمفعمة بقتل الأنسان والحيوان والنبات وحرق كل ماهو خارج إرادته  ورغبته !!
وفي ذلك الصيف الطويل من عام 1982 ، بينما كانت أحدى  مقرات حزبنا الشيوعي العراقي تحت سفح جبل كورك ( كؤره ك ) الشهير وفي وادي ئالانة وبالقرب من قرية ( بناوي ) قرية الرفيق مام رسول بناوي ، وكانت الخيم والكبرات تسع للرفاق المتواجدين فيه والضيوف القادمين ، ونحن منهم أي مكثنا لعدة أيام وليالي في المقر والمدفعية وقنابرها لم تبخل بحقنا أبدا !! أي في الصباح كانت تنزل علينا في وقت الفطور وفي وقت الغذاء والعشاء !!! وكاننا مطلوبين ولا يحق لنا من أن نكون في هذا الموقع الجبلي وهذا الوادي العريق .
في الحقيقة كانت الوضعية مملة للجميع وخاصة الرفاق الجدد والذين كانت الصدمة قوية أي هم أنقذوا بأرواحهم وأبتعدوا عن سوح الوغى ووصلوا الى بر الأمان ! إلا أنهم أصبحوا تحت مرمى مدفعيتهم لحد يوم أمس كانوا صاحب المدفعية  ! واليوم أصبحوا من الأعداء عند ( الحكومة العراقية ) ! والصورة التي أستغربتني ورفاقي الآخرين في الحالة التي شاهدناها من أحد الأخوة الرفاق الملتحقين في هذا المقر ألا وهي عند مشاهدته لذبح الدجاج الأبيض دجاج ( المصلحة ) وعند مشاهدته الموقف فأغمية عليه وكسر خاطرنا بينما لم يهاب القصف في كل يوم من الزمن العراقي !
وبعد أيام ونحن متوجهين للخريف تركنا المنطقة نحن كمفرزة ومجموعة من الملتحقين قاصدين مقرات روست والتي كانت مفعمة بالحيوية والنشاطات والحركة من قبل أهل القرى والذين كانت حياتهم مرتبطة بقراهم ومزارعهم وماشيتهم وتلك الطبيعة الخلابة والنقية .
ومن الطرف الآخر كانت مقراتنا مفعمة بالحركة المستمرة من الملتحقين والرفاق القادمين من الخارج وحركة المفارز والبناء والرفاق الضيوف من الأحزاب الأيرانية والتركية المعارضة مشكلين مقرات ومفارز تموينية وما تطلب من أمور أخرى ، الى جانب حركة الأحزاب الكوردستانية العراقية ومقراتهم ومفارزهم والعلاقات التي كانت تربطنا كمناهضين للدكتاتورية والحكم الأستبدادي القمعي ولم تخلوا أوضاعنا من البعض من التخرصات لكون القسم القليل القليل كأشخاص  من أهل القرى الساكنين في قراهم المهجرة والذين عادوا لأعمارها مرتبطين بالنظام العراقي ومخابراته ويلعبون دورا قذرا في نقل المعلومات وإثارة الشغب وزرع الفتن بين تلك الأحزاب وبيشمركتها وناهيكم عن مندسين النظام الصدامي بين أحزابنا مجتمعتة !!!!! .
في ذلك الخريف كانت مزارع القرويين وأشجارهم المثمرة تندر  عليهم مبالغ غير قليلة من المال نتيجة جني تلك المحاصيل والأثمار  المتنوعة .. الفواكه المتنوعة والجوز والعسل والصوف ومشتقات الألبان وغيرها من الأمور وعلى سبيل المثال وليس الحصر .. خشب السبينداروالعجول ..
وفي ذات يوم أحد الكاروانجية والقادمين من كوردستان إيران ( رؤشهلات )! محملا حصانه بضاعة ومنها قمصان !! واوقفناه للتبضع ما يمكن شرائه لكونه كاسب ... وبعد أن عجبتنا البعض من القمصان هههههههه ، وهي مكتوب عليها صنعت في العراق ! يعني من العراق شاهدت طريقها الى إيران الجارة ومن ثم عادت الينا في العراق ! وما الغريب في الحكاية ؟!
وليس بغريب من أن تبتعد عن القصف في مقر بناوي وجبل كورك .. وأن تقترب وتواجه القصف بالهيلوكوبترات السمتية وصواريخها الأكزوزست الذكية والدعايات في التقدم من قبل الجيش والمرتزقة الجحوش !! جلها عليك فهمها وإلا تنهار دون الخوض في تفاصيلها ، وكانت ردود أفعالنا معكوسة تماما أي على الرحب والسعى لكل الضروف والهجومات وما رافقهما !
أستمر بناء مقر سليشمة روست بعدما كان لنا مقران أو مقرين كبيرين وأصبح الثالث في الجانب الآخر من وادي روست وكرتك جاهزا للسكن فيه وكان البناء صعب وفي كل سنة نبني ، نبني لأنفسنا ونبني للقرويين الطيبين ونأكل الزاد سوية ، نحن في خدمتهم وهم في خدمتنا وهمومنا مشتركة !! إلا أنهم يمتلكون العوائل والبساتين والزرعات وينامون مرتاحين ، بينما نحن نحرسهم والمنطقة برمتها من الأشرار والخونة والمندسين ، وهم أي أهل القرى مقسمين على أحزاب الساحة والنفوذ والصراعات والحكومة وعلى أنفسهم وعلى جبالهم ووديانهم ومرؤسيهم !!!!!!!!!! .

28
مذكرات بيشمركة / 84   الزمن الصعب         
                           
سعيد الياس شابو / كامران
2019.07.28

كانت الأحداث تتسارع في تلك الحقبة الزمنية  أي في أواسط من شهر آذار وأنت صاعدا .. في العراق وخاصة في الحرب العراقية الايرانية وعلى صعيد كوردستان قد  بلغت ذروتها في تصاعد نسبة الهاربين من الجيش ( الفرارية ) ومشكلين الفارين شريحة مؤثرة لكونها القسم الأكبر منها معلمين وموظفين متنوعين لم يرغبوا بتلبية رغبات السلطة وندائاتها بالألتحاق في الخدمة الأحتياطية في الجيش العراقي لتصبح وقودا للمعارك الساخنة والطاحنة في تلك الحرب القذرة وتخرصاتها ، ومن ثم ألتحاق تلك الشريحة العاصية على السلطات في القرى التي تقع تحت سيطرة القوات البيشمركة والأنصار التابعة للأحزاب المعارضة ومنها الأتحاد الوطني الكوردستاني (أوك)والديمقراطي الكوردستاني (بدك)والسوسيالست (حسك) والباسوك ، والشيوعي العراقي (حشك)، وإن تقدمت وتأخرت الأسماء إلا أنها أحزاب غير متجانسة فعليا لأسقاط سلطة بغداد ولم يكن لها خطة هادفة للعمل الجاد لأضعاف النظام والذي كان يعمل لأضعاف والوقوع في الفخات التي كانت ترسم في أقبية الغرف المظلمة المخابراتية ويخطط لها حسب البرنامج وهذا ما حصل تدريجيا !
أي لكل حزب أجندته بالرغم من وجود جبهة (جود ) بين الأحزاب ما عدا وعدى ( أوك ) الذي كانت مناطق واسعة في كوردستان ماعدى منطقة بهدينان تحت سيطرة نفوذه التنظيمية ولكونه سبق تلك الأحزاب في تلك المناطق ومنها وادي باليسان أي تواجد قواته ومفارزه وسرعة حركتهم كان مرئيا ! ومقرهم الرئيسي قرية باليسان وتعتبر من المراكز المهمة والمغلقة لهم ! وقرية باليسان شبيهة بجنينة لكون مياهها الوافرة والبساتين الكثيرة مشكلة قطعة خضراء تختلف كليا عن القرى التي تجاورها سواء كانت من قريب أو من بعيد !!
وكانت الحالة بين تلك القوات والمفارز أعتيادية وشبه أعتيادية من حيث التصعيد والصراعات إلا ما ندر هنا وهناك ولم يؤثر على الوضع العام ونحن في أواسط سنة 1982 وصاعدا بحيث كنا نبقى في قرى ونلتقي وندردش فيما بيننا لمن له عرف وأقارب وأصدقاء ونتبادل الأحاديث دون مشاكل مستعصية! وهكذا لكل حزب مفارزه وكوادره تتجول في المناطق الواسعة من سهل أربيل ومناطق خوشناوتي وبالكايتي وبشدر وبيتوين ، وكويسنجق وسهل حرير والمناطق الأخرى !!!
هذا نحن البيشمركة الأنصار .. وهم أصحاب الياخات البيض ( الفرارية ) أصحاب الجاه والمال والمعرفة !!!  كانوا شريحة وأكثريتهم لا معنا ولا مع السلطة أي لأنفسهم يشكلون (طبقة) وتنتظر الفرج القادم من الله  أي وقف الحرب بين الدولتان المتحاربتان والمتحاربتين ، وفي أحيان كثيرة يستضيفوننا لتناول وجبة طعام وتبادل الآراء في الوضعية السياسية الرديئة وطبيعة الجبهات القتالية بين الدولتان الجارتان  ووضعية الأحزاب الكوردستانية والتشنجات الغير حميدة  فيما بينها !!
وكانت السلطات العراقية تفكر بتبويش الحالة الموجودة في الساحة بأصدار قرار العفو للهاربين وأفساح المجال لتشكيل الأفواج الخاصة الخفيفة لأصحاب الجاه والنفوذ وعدم بقاء الفرارية العاصين في مواقعهم خوفا من أن يلتحقوا بالبيشمركة ومن ثم تزايد نفوذ البيشمركة سيكون له التأثير المضاعف والتصعيد في العصيان الشعبي والعسكري ، وهذا ما لايحمد عقباه طالما الخسائر في جبهات الحرب مع إيران يستنزف القوى والطاقات البشرية العراقية .
وفعلا نجحت السطلة في بسط نفوذها وعاد الكثير والكثير من الهاربين من الحرب ، وليلتحقوا بالأفواج الخفيفة ومشكلين ربايا ومعسكرات جديدة لتعادي حركة البيشمركة والأنصار في المناطق التي كانت محررة ومتروكة عسكريا بسبب الحرب ، ولكن كانت البعض من تلك القوات والجماعات والأشخاص متعاونين مع البيشمركة أثناء مواقف سانحة !
وعند صدور قرار العفو من قبل السلطات العراقية للهاربين .. حدثت وبرزت  حركة عوائل متنوعة في الزيارات الى مناطق التي تتواجد فيها مقراتنا ومقرات الأحزاب ولكل أجندته واهدافه وطموحاته وتوجهاته . وبقى الخيرين من الملتحقين والذين التحقوا بتلك الأحزاب في الساحة وهي تقدر بالمءات الكثيرة والآلاف القليلة وكل حزب زاد رصيده من تلك الجموع الكبيرة والشبابية .
حرق الأفرشة العفنة والنتنة لقريتين ( شيري العليا والسفلى )!!
عندما يكون الحديث عن حياة الأنصار البيشمركة ولكل الأحزاب ، فلا يمكن أختزال تلك الحياة فقط في القتال وحمل السلاح !! لا بل أمور كثيرة بحاجة الى أن تخرج للمتلقي والقاريء والمتابع من المثقفين والروائيين والكتاب والممثلين والمسرحين ويقرؤا تلك الصور التي عشناها بحذافيرها ومفرداتها لكي تكون درسا ودروسا ، وذلك من أجل البناء وليس السخرية والأتجار بالدماء الزكية والتي هدرت دون وجه حق سواء على مستوى الأقتتال الداخلي بين الأحزاب أو على الصعيد الأكبر بيننا مجتمعين وبين النظام الدكتاتوري !!
بينما كنت أترقب مجيء رفيقة الدرب أم فيدل والأطمئنان على وضعهم أي الاهل ومعرفة المزيد عن الذين تركتهم كبشا للعذاب وما تحمله الأيام والشهور والسنين لهم ولم أكن وحيدا لأسرد ( البطولات )!، وإذ بأم  فيدل وهي قادمة وأنا غير مصدق وفي هذا الصيف الجاف والحار مع الراحلة رفيقة الدرب الأخت  منيرة أسحق في سيارة تاكسي بحيث حرنا بالوضعية  وما الحل لنحصل على مكان للراحة والأستجمام !! .. أين ستكون وجهتنا ونحن لا نعرف أية عائلة تأوينا  في المنطقة ، ولو لا الرفيق الشهيد توفيق هريري لكانت الحالة متعبة ، لكونه أي الرفيق خوشناو / توفيق حريري كان كادرا في تلك المناطق وهو ذو علاقات طيبة مع الكثرة من الناس والقرى والفلاحين .. فدعانا الى أكثر من بيت في شيرئ العليا بحيث قضينا مع العوائل الموجودة هناك أيام جميلة والتقيت برفيقة الدرب منيرة أسحق والتي جائت لزيارة حبيبها النصير ثائر حنا صليوا وكان الرفيق هيوا أبو شوقي بصحبتنا ولكن دون أم شوقي ، وكانت النكات والمزح والحرشة بالرفيق هيوا أكثر من قوية ومؤذية !!!!
بينما كنا في القرية الشبيهة بالمصيف من حيث البساتين وموقع القرية في الجبل الغير محسود عليه ونحن نسمع مما حدث للأفرشة المحروقة !
وربط بسيط بما يمكن تبسيطه وتبيان الحقيقة لما آل اليه الوضع الصعب لأهل القرى الفقيرة ومفارز البيشمركة المتنوعة حزبيا وعدديا .. أي كانت المفارز والقوات الكثيرة للأحزاب منقسمة وثابتة وشبه ثابتة ومتحركة تتوزع في البيوت لتناول الوجبة والوجبتين والثلاثة !!! وليوم ويومان وثلاثة !!! ولأسبوع وأسبوعان وثلاثة !!! وهكذا تذهب مفرزة وأخرى قادمة تحل محلها ، وتتحرك قوة ... وأخرى قادمة وهي أكثر عددا وعدة !! بحيث أهل القرى أصابهم اليأس من ندرة المؤن الغذائية والأرزاق وصعوبة الحصول عليها والغلاء والمتاعب التي تتحملها تلك العوائل ...... وأثناء التوزيع في البيوت في المساء ودور العشاء والقسمة وأنت وحظك ! تتعشى المقسوم وتطلب الفراش أي المخدة والدوشك والبطانية أو اللحاف... وأنت حامل الفراش أو أحد الأبناء حامل الفراش الى سطح الجامع أو داخل الجامع لكي تقضي ليلة أو ليلتان وأكثر وحسب الوضعية !!! وعليك بالقدوم والعودة الى الفطور الصباحي وهكذا ، وبما أن المفارز الكثيرة والكثيرة كانت تزداد يوما بعد آخر .. فالوضعية كانت من قبل القرويين الطيبين من أن الفراش والأفرشة الوسخة والقذرة هي من نصيب البيشمركة !! والأفرشة فيها الكفاية من البرغوث والقمل المتنوع والروائح النتنة وفيها ما يكفي من الفايروسات لتنقل الى الآخر ، ناهيكم تلك الروائح الكريهة والنتنة والعفنة !!!
وإذ بتوجيه من  كاك كوسرت رسول وهذا حسب ما سمعته وهو كان في المنطقة في تلك الفترة .. فأرسل رفاقة من البيشمركة وكل واحد منهم من أن يجلب أكثر من يطغ / فراش ولمرات عديدة بحيث لم يبقى عند القرويين الفراشات القديمة وليجمعوها في بيدر من الأفرشة وفي وسط القرية ليندلعوا فيها النيران بعد سكب الكميات الكافية من النفط عليها  وليرتفع نيرانها وتصبح عبرة للآخرين بحيث على الفلاحين القرويين من أن يحترموا البيشمركة ويقدموا له الفراش النظيف الذي يستحقه وليس الفراش القذر ! وهكذا أنتشر الخبر في المنطقة وأصبحت الحالة درسا فيما بعد .
فأما العم الراحل بطرس الياس / أيليا بطروزا  أبو الدكتور سليم أبو كوران قدم وزارنا في دولي آلانا أي وادي آلانا وهو ناويا ومقترحا .. للرفيق كوران / فارس بطرس الوفي ، متوسلا .. أبني طرة آني فكري يمك وأنت شباب وأمامك مستقبل وأخوتك مشتاقين وسوالف عديدة ومكسور الخاطر .. إلا أن العزيز كوران متعصبا ومتهسترا بالرفض لكل ما يطرح من قبل الوالد ... عود الى حيث ما أتيت ولهنا وبس ! وهكذا عاد العم بطرس / بتي  بعد القبلات والتحياة للأهل والأصدقاء وعنكاوا الحبيبة  ، وتبادلنا العناق مع العم أبو سليم بعد الحديث الشيق ومن ثم غادرنا بكسر الخاطر وأصرار الشيوعيين على الوفاء للنضال ونكران الذات ومعرفة العدو اللدود الذي لايمكن الوثوق به أبدا .

29
كونفرنس ستوكهولم لجمعية بيشمركة الحزب الشيوعي الكوردستاني

سعيد الياس شابو / كامران                                                                             
2019.07.14   
                                                                                       
في البدء أود أن اشير الى البعض من الأمور التنظيمية البحتة من وقائع وحقائق لم يتذكروها الرفاق والرفيقات البيشمركة في الكونفرانس الذي أغنوه وأغني بتوافد وحضور الرفاق والرفيقات من المدن المختلفة الى العاصمة السويدية الجميلة ، ومشكورة مملكتنا السويد والتي هي بلد الحرية والديمقراطية والنشاطات المختلفة والتي تحظن وتحتظن جاليات عديدة من مختلف الدول والذين طلبوا اللجوء اليها بعدما تواجدت الشروط والأسباب لتلك الطلبات .. منها السياسية والأقتصادية والأجتماعية وما الى ذلك من أسباب مقنعة و مقتنعة . وهنا لست بصدد شرح حالة اللاجئين ولا ديمقراطية السويد وثمنها ، بل الغاية من هذا السرد ليس إلا السرد المختصر للكونفرانس وإضافات ماهو مكمل للرفاق الذين أغنونا والكونفرانس  بما سطروه وكتبوه ودونوه في الصفحات الألكترونية وصفحات التواصل الأجتماعي الخاصة بهم معبرين عن الفرح والسرور والبهجة التي غمرت قلوب الجميع في ذلك التجمع الرفاقي وبحضور الرفيقات والصديقات وأمهات وأخوات من  مختلف الأعمار .
في بدء حديثه تناول الرفيق حمه رشيد قرداغي ممثل الجمعية في كوردستان ورئيسها  ..  الوضع السياسي بشكل عام وكوردستان بشكل خاص ، ودور جمعية البيشمركة القدامى ( كؤمه له ى بيشمه ركه ديرينه كان ) العامة والتي تستوعب أو بالأحرى المشكلة من بيشمركة الأحزاب الأربعة المناضلة في الساحة العراقية والكوردستانية  والمتمثلة بالحزب الشيوعي الكوردستاني ، الأتحاد الوطني الكوردستاني ، الحزب الأشتراكي الكوردستاني ، و حزب كادحين كوردستان / زه حمتكيشان .
فأما الجمعية الكوردستانية لحزبنا الشيوعي الكوردستاني والتي تمثل البيشمركة المنتمين اليها والتي تأسست منذ عام 1996 وعقدت أول مؤتمرها في سنة 2000 ميلادي من القرن المنصرم .
والجدير ذكره .. لحزبنا الشيوعي العراقي جمعية أو منظمة  تحت أسم الأنصار ( أنصار الحزب الشيوعي العراقي )  ، ومن ثم للحزب الديمقراطي الكوردستاني ( البارتي )  مؤسسة أيلول  ( ده زكاى أيلول ) نسبة الى الثورة الكوردية والمندلعة عام 1961 ميلادية من القرن الفائت والمنصرم ..  ونضال التنظيمات الداخلية وأهل القرى جاء الى جانب تلك الأحزاب المناضلة والتي قدم الجميع خيرة مقاتليهم شهداء كقرابين للذود عن الحرية والديمقراطية والحقوق لشعب عان ما عاناه  من الأنظمة الدكتاتورية وحكامها طيلة عقود من الزمن الذي كان الراعي يرفع بقوة الحبل الى الطيارة .. ليلقي من علو مرتفع ويرى ماهو عجيب في عيونه وهو حي ليلقى مصرعه !! بالطبع الحديث مطعم !!
وتواصل الحديث والغايات التي تأسست الجمعيات ومنها جمعيتنا أي الحقوق والواجبات والمطالبات المستمرة لتلك الحقوق بعد ما قدم الغالي والنفيس من قبل أولاءك الشباب والعوائل المضحية على السواء ، وكما أقرت تلك الحقوق من قبل برلمان كوردستان سنة 2007 ميلادي .
وعلى صعيد الداخل والخارج تطرق الرفيق حمه رشيد عن تواجد تشكيلات لتلك الجمعيات في أربيل ، سليمانية ، دهوك ، سهل نينوى ( دشت موصل ) ، سؤران ، شاره زور ، وكرميان .
فأما تواجد تشكيلات لتلك الجمعيات في الخارج .. ومنها في الدول ... السويد ، ألمانيا ، هولندا ، دانمارك ، نمسا وفي أستراليا .
وتتطرق الرفيق حمه رشيد على كيفية تأخير وأسباب التاخير والتلكؤات في تأخير عقد الكونفرانس والمؤتمر وعدم الشرعية عندما تتجاوز الحالة في تأخير إجراء عملية الأنتخابات ومنها أسباب شخصية تتعلق بالحصول على الفيزا ومنها ما يرتبط بالوضع العام والخاص في العراق وكوردستان .
علما قد تجاوزت شرعية أنتخاب الجمعية بحدود ثلاث سنوات !!! ومن المفروض أن ينعقد المؤتمر كل أربع سنوات مرة واحدة ، ومستمرا .. نحن أرتئينا من أن نزور ونجتمع ونلتقي تنظيمات ورفاق الخارج لكي يشاركوا المنتخبين منهم في المؤتمر القادم والمزمع عقده  في عاصمة أقليم كوردستان / أربيل / هه ولير ، وذلك بعد فترة زمنية  سانحة أي بعد الأنهاء من الأجتماعات والأتفاق على الموعد المحدد ، علما تكون نسبة التمثيل لكل ( 15 ) عضو في الجمعية مندوب واحد في المؤتمر .
وبخصوص مشاركة الممثلين المنتخبين في هذا الكونفرانس في ستوكهولم سيشاركون كمندوبين السويد في الكونفرانس المزمع عقده لاحقا  في أحدى الدول والمسمى بكونفرانس أوروبا وبمشاركة ممثلين عن الجمعيات التي تتواجد في الدول المذكورة أعلاه ، ومن ثم أنتخاب ممثل للجمعية من بين الحاضرين ليقوم بدوره متابعة المهام الملقاة على عاتقه طيلة فترة أربع سنوات بالشكل المطلوب ألا وهي الفترة الزمنية المتفق عليها بين المؤتمرين أو المؤتمران للجمعية .
فأما بخصوص مالية الجمعية والتي تتكون من المساعدات من الحكومة والتي كان يحصل عليها زائدا الأشتراكات التي يسددوها الأعضاء وذلك تنفق تلك المالية على النشاطات والمرضى والوفيات والسفر وما يستجد من أمور وحالات تتطلب ويتطلب الوقوف عندها . وهنا كانت الدعوة من كل الأعضاء من أن يكونوا بالقرب منا ونكون معا ليتسنى لنا من تقديم الأفضل لخدمة الجميع .
وأستطرق ممثل جمعيتنا بخصوص وعود المسؤولين في الأحزاب والحكومات الكوردستانية وطلب تنفيذ ما أدلوا به من وعود صرحوا بها لا تزال لم تطبق لنيل الحقوق وحلحلة البعض الأمور المتعلقة بتعدد الجمعيات وأجندتها كل لحدى !!!! بينما كان من المفروض من أن تكون هناك جمعية واحدة وموحدة للكل ، والعمل بالمساوات والعدالة وتطبيق القوانين المسنة من قبل البرلمان أي برلمان أقليم كوردستان .
وبخصوص ما تطرقوا اليه الرفاق في مداخلاتهم وأنتقاداتهم  وأستفساراتهم والبعض من التشنجات والتلكؤات في عمل الجمعية والوصول الى الصيغ العملية الهادفة والتي ينبغي من أن يكون دور ممثلين الجمعية بالشكل المطلوب والأفضل ، قدمت عدة مقترحات لأجل خلق مجال وتعامل يهدف الى تطوير عمل يرضي الجميع ونعلي من شأن العمل المشترك والتقارب بين وجهات النظر وتغير صيغة الأتصالات واللقاءات ووضع برنامج للعمل به وعلى أساسه ، وذلك يتطلب الجهود الخيرة من الجميع وأوأكد العمل الجماعي وليس الوقوف متفردا وبعيدا عن الواقع ! وبعقلية وحب التسامح وقبول الآخر والتعاون البناء والمشترك والهادف  من قبل الجميع ، وكانت المطالبة من الكادر الحزبي من أن نكون قربا وقريبين  أكثر من الحزب لكوننا نحن قدمنا في الضروف الصعبة والعصيبة والخطرة ما لم يخطر ببال الآخرين !!!!! وماذا اليوم وبعد مرور كل هذه السنوات ونحن نتخذ موقف هنا وموقف هناك ونحسب أنفسنا بالخندق الذي ليس محبذا ولا حميدا  ! بينما نحن قدمنا مئات الشهداء ومن كل الفسيفساء الكوردستاني والعراقي وبكافة قومياته ومسمياته الجميلة ، فإذن المطلوب الأكثر تعاونا والأكثر التصاقا للعمل المشترك لكون الوضع لايحمد عقباه والتدخلات الدول في شؤوننا لا تزال قائمة وتشكل خطورة  سواء اليوم أو غدا ، وهل نتذكر ما كنا عليه في السنين والعقود الماضية ؟!
ولا ننسى من أننا نتحمل ما حمله التأريخ لنا لأكثر من أربعون عاما وأكثر والمطبات المتنوعة والأنكسارات والتخرصات التي أصابت بها كوردستان منذ وضعية قيام الحركة الكوردية وبيان أذار 1970 – 1975 من العقد المنصرم ومن ثم 1979 بعد مشاركتنا في الكفاح المسلح في الجبال والسهول والوديان ، وما رافق تلك الفترة من الصراعات الداخلية والأقتتال الداخلي بين الأحزاب ومن ثم عمليات الأبادة الجماعية والأنفال وما آل اليه بعد الحروب وهدم القرى الكوردستانية والأنتفاضة الشعبية وتشكيل أول حكومة وبرلمان في كوردستان  وتهميش حزبنا الشيوعي ومن ثم نصب وفرض الأدارتين وتقسيم كوردستان الى زومان أو زومين ومعانات الشعب من التقسيم لسنوات عدة ، وما رافق العملية من أبتلاء الأدارتين بالفساد المتنوع والأثراء الفاحش من قبل أحزاب السلطة وما آل اليه الوضع من أخذ كل زمام الأمور بأيادي المتنفذين في الحزبين الحاكمين متناسين من أن حزبنا ورفاقه وجماهيره  وأصدقائه قدموا الغالي والنفيس من أجل الحرية والمساواة والعدالة والتحرر ، وسالت دماء رفاقه في كل حارة وصوب وفي كل الأزمنة .
ولم تخلوا مداخلات الحاضرين من أنتقادات قادات الحزب طيلة الفترة الماضية من العمل والتقصير في كافة المجالات وبلوغنا الى الوضعية الحالية والتي لا تليق ونضال شعبنا وتضحيات رفاقه وأصدقائه ومؤازريه وشهدائه وعوائلهم والتي تتطالب بالكف من اللاعدالة الأجتماعية في ترسيخ حقوق الشهداء وعوائلهم والبيشمركة الذين أوفوا بواجباتهم ولا تزال الكثير من حقوقهم مهدورة ومهضومة هنا وهناك !!.
وفي مناقشات جانبية وهامشية والتقصير في العمل من كل الأطراف وما آل اليه من خلق البرود وقصر الرؤية سواء كان متعمدا ومقصودا أو من غيرهم من المفاهيم !! وقد تبين من أن الحلول باتت مطلوبة وليس النظر الى البصيص الذي لا يدفأ البردان فيه !
الحالة التنظيمية والتكنيكية للكونفرانس كانت بحاجة الى التهيئة أكثر وتسمية الكونفرانس !! القاعة كانت تفتقر الى العلم السويدي الى جانب العلم الكوردستاني وشعار الحزب !!!
مداخلات محقة وجميلة وأنتقادات ومقترحات وأرشادات جلها يتطلب الوقوف عندها ووجود أذان صاغية من قبل من يهمهم الأمر هنا وهناك أي في السويد وكوردستان العراق بغية الأهتمام بالمناضلات والمناضلين وعوائلهم والسماع اليهم لكونهم بحاجة الى مراعات متنوعة ومنها الشخصية والنفسية والجسدية والحقوقية والواجباتية والبلوغ الى إرضاء الأكثرية .. نعم الأكثرية .
وكما ذكر الرفيق المناضل أحمد رجب في مقالته عن الكونفرانس وتبين ووضح عن الواقع الموضوعي في كونفرانس ستوكهولم والذي عقد في العاصمة السويدية في الرابع عشر من تموز 2019 وفي جو رفاقي حماسي تلاشت التذمرات وجرت الدماء في العروق الرفاقية وفرحت الوجوه والقلوب وأسعدت الأوقات وعلينا جميعا من العمل الجاد والمشترك .
المطلوب .. علمتنا الحياة من أن نسهل الأمور ولا نعقدها ، والقادم من الأيام ليست أفضل مما سبقتها !! لذا جهودكم جميعا مطلوبة للتعاون وتقارب وجهات النظر !!


30
المرأة التي أنجبت هي التي
تتحمل العقوبة !!
سعيد الياس شابو / كامران                                                                
2019/7/ 9
تحت شعار .. الأمهات التي أنجبت! فعليهن من تحمل العواقب !                                                                           
 الأنفال المبكر ... أنفلت أمهاتنا في  الخامس عشر من شهر تموز 1987 ميلادي . بعد أن قررت السلطات الأمنية والعسكرية والمخابراتية القمعية المجرمة في مديرية أمن عنكاوا من إصدار قرار مجحف وسيء الصيت زالمخزي والعار في جبين القتلة .. ألا وهو أنفلة امهات البيشمركة وهذا ما نفذ في عنكاوا وطبق بحق أمهاتنا ، ولا نعلم إن كان هناك أمهات أخريات  في كوردستان والعراق ؟ سيقت للموت المأزوم والمحقق في ذاك التأريخ المقزز وفي منتصف شهر تموز والقيام بتنفيذ العملية العسكرية بحقهن و ونقلهن الى معسكر أربيل ومن ثم الى سجن محافظة أربيل ( السراي ) ومن ثم لتنقل الأمهات أي أمهاتنا  العنكاويات وعبر السيارات الزيل العسكرية وفي تلك الحرارة القاتلة والخوف والرعب الدكتاتوري القمعي دون مراعاة أية شعور إنساني وبشري وبدون أية غيرة تذكر نقلت تلك الأمهات المسنات والعجوزات والمعوقات والمريضات والتعبانات والمتعوبات والخائفات ( والفخورات ) بأولادهن من كونهم بيشمركة أنصار يناضلون بالضد من عنجهية ومغرورية ودكتاتورية السلطة الحاكمة على رقاب الشعب بشكل عام والحزب الشيوعي العراقي بشكل خاص !
وأنا هنا لست بصدد كتابة كل التفاصيل والأمور الشائكة والمعقدة وسياسة الفرق تسد كما أستخدمتها السطة القمعية الدكتاتورية على رقاب عوائل الأنصار البيشمركة برمتها  من جهة . والسطات العراقية الحالية في المركز والأقليم على السواء والكيل بمكيالين والغبن والضرر الذي اصابنا وعوائلنا . بقدر ما نطلبه هو أنصاف وإنصافنا بالحقوق الدستورية كما حلى لأحزاب السلطة من القياس بمقايسيهم لأنفسهم وحاشياتهم ، ونحن أصبحنا في خبر كان !!
وصلب موضوعي هو الحالة الغريبة في بلد العجايب ... العجائب والعرائب ( وبلد الحظارات والقيم السامية ) وما آل اليه العراق من تسميات جمة كلها مخجلة وخجولة ومخزية في التاريخ الهزيل لحقبات زمنية عراقية سجلت باسطوانات مشخوطة قذرة وابطالها المنهزمون الأنتهازيون !!
الحدث الخامس عشر من شهر تموز عام 1987 من القرن المنصرم .. أجمعت الأمهات وعبر القوات المجحفلة من قبل العساكر و قوات الأمن في المنطقة معلنة أعتقال أمهات البيشمركة الأنصار وأخراجهن وأحراجهن أمام عوائلهن من النساء والأطفال والرجال المتبقين ليعلنوا وبكل قباحة ودون أي أخلاق لولد الشوارع من أن /// الأمهات التي أنجبت /// وهي التي يجب أن تعاقب بهذه الطريقة !!
وكل تلك الأوليات ويكمن بيت القصيد .. من أن والسؤال يطرح نفسه .. هل وهل رايتم في دولة في العالم من أن يتنكل وتتنكل الحكومات والسلطات وأجهزتهما .... بمواطنيها ومواطناتها العزل ويتعاملون بهذه الطريقة القذرة دون ارتكابهم جريمة تذكر ؟!
بينما كان الطفل فيدل في العاشرة من عمره . وهو في طريقه وقاصدا بيت جده وجدته من الأم ( يوسف هرمز حكيم وصارة شابو بوري ) وهو قبل أن يصل البيت بأمتار وإذ يرى بعيون قاهرة من أن جدته مرفوعة على أيادي الأقزام وهي غير قادرة على السير لعجر الأطراف والرجلين على السير بسبب المرض السكري والأمراض التي تصاب العراقيين والعراقيات !! وبسبب كون أولادها الأثنان / جلال وتوفيق / أبو شوقي وأبو ريبين وهم من ( العصات )! ونسيبها / سعيد / أبو فيدل وهو الأاخر عاصي !.
شمروها في الزيل العسكري والحفيد يرى بأم عينيه ما يحدث لجدته من الأم دون أن يتمكن من الدفاع عنها ولا يتمكن من التقاط صورة لأرشيف الزمن الغابر  وهو الآخر خايف مما حصل  في عنكاوا الجميلة ، فأراد وأختار  العودة في الطريق الذي سلكه والعودة الى بيت جدته من الأب ليخبرها مما حصل لجدته المعوقة صارة ...... وقبل بلوغه البيت المسكن لجدته  بربارة وإذ الصورة المماثلة لجدته وإذ بجند النظام وأمنه .. يقودونها ورافيها بسهولة الى وسط الزيل العسكري لتلقى المصير ذاته . والصغير فيدل أصبح في حيرة ! وماذا حصل لجدتيه في وقت واحد أقتادوهما تلك القوات القمعية المتنفذة بأوامر من أسيادهم !! وفيدل عاد بضع أمتار حائرا ليلهلي ويلتهي نفسه باللعب خوفا من أن يعتقلوه كما ظن ، ولما أنصرفوا وأعتقلوا جدته وهو مقيم في هذا البيت أصبح حائرا أكثر من جدته صارة لكونه يذهب اليها في زيارات يومية !
تم تجميع الأمهات التي أنجبت في تلك السيارات وأقتيدت الى معسكر أربيل وسجنها ، الا أن ضابط الخفر لم يستلم الأمهات التي أنجبت لأسباب كون الأمهات كبيرات في السن ومريضات ولم يعلم شيئا بهذا الخصوص ولا يرغب بتحمل المسؤولية وصعوبة مراعاة وضعهن جلها عائق وعوائق تشكل الرفض من قبل الضابط !!
فنقلوهم من معسكر أربيل .. الى مركز محافظة أربيل آنذاك وسجن السراي الذي شاهد الكثير من الشيوعيين وعوائلهم ومنذ أوائل الستينات كان مبيتا خصبا ومأوى لا يحسد عليه !! وهو الأخر المسؤول عن السجن رفض من أستلامهن الدائمي لكون المعتقلات من العجائز وليس له أي معلومة عن ذلك وباية طريقة يمكن أن يراعيهن !!! وبعد أيام أقتيدت الأمهات التي أنجبت ( البيشمركة الأنصار ) من تجميعهن في سيارات عسكرية ومن ثم التوجه نحو مناطق قضاء كويسنجق / كوي . اي المناطق الغير المأهولة بين كوي وبيبازوك وتلك المناطق التي لا بمكن المقاومة فيها دون المأوى والمأكل لساعات فقط ، تناثرت النساء في تلك المناطق لكي يعاقبن بسبب فلذات أكبادهن . أبنائهن العصاة !! وهكذا تعذبن وخافن وبهدلن الأمهات التي انجبت في تلك المناطق النائية لتكن تلك الأمهات عرضة للحيوانات المفترسة من الذئاب والكلاب والواوية والفطط البرية والحيايا والخوف والجوع والحرمان من النوم والتفكير بما هو الأسوء ! وهناك تفاصيل أخرى أطلب من الأخوة والاخوات أغناء الموضوع بما يستحق ، كما أطلب من المسؤولين في الحكومات المركز والأقليم من أتخاذ الأجراءات المطلوبة لشمل تلك العوائل بالحقوق المادية والمعنوية وإقامة نصب لتلك الأمهات التي أنجبت وتحمل الأنفلة الأولى في منتصف تموز 1987 .

31
مذكرات بيشمركة / 83
الصدمة والتجديد !!
سعيد الياس شابو / كامران
2019.03.12
يمتاز جبل قنديل وحاله حال الجبال التي شاهدتها وقطعنا تلك الجبال بمختلف الطرق ومنها ما مكثنا فيها ليلة واكثر ومنها ما عبرناها وقاصدين مناطق أخرى ومنها لمرة واحدة ومنها عدة مرات وذلك ليس سياحيا !! وبينما نحن أي أنا والرفيق هيوا أبو شوقي منحدرين ومتدحرجين  من جبل قنديل والوقت يدركنا تدريجيا وكان النصير هيوا يعاني من القرحة في المعدة والألم في الساقين .. والانحدارأو النزول من جبل قنديل والمسافات تتطلب قطعها دون تلكؤ .. وأن تكون أشطر منها ! وإلا التاخير والمماطلة لأي سبب كان فهو بحد ذاته الضياع والبهدلة والمتاعب الأضافية وربما الهلاك الحتمي ، لذا كنت أصر على شد الهمة والعزيمة والوصول الى المقر أي مقرات بشت آشان دون مماطلة والتأخير
هذا الجبل الشامخ ليس فقط جبل وتتجاوزه وتقصد الغاية المرجوة ،  وفيه ما يكفي من  المطبات والتضاريس وسلسلة جبلية طويلة وعريضة ، وفيه الكثرة من الطيور المتنوعة ، وكم تمنينا من أن نكون بمثابة طيور ونقطع تلك المسافة بسهولة ودون متاعب !! وقبل الغروب بنصف ساعة أقتربنا من السياج الطبيعي من الأشواك ويعتبر محمي للبستان أو الزرعات في القرية المهجورة ، ومن بعد المئات القليلة من الأمتار ومن ثم العشرات من الأمتار البعيدة والقريبة من موقع المقر .. وأنا بعلو صوتي الجاهر ...... رفاق .. رفاق .. هاورييان .. هاورييان .. رفاق ، جلها دون فائدة ! بينما نسمع أصوات في اللحظات الأخيرة قبل بلوغ المقر وفي الساحة التي كان الجموع فيها يلعبون كرة القدم  والطائرة !
... الصدمة مع الواطيء .. الواطي كلمة تستخدم لأنسان يحمل تلك الصفات السيئة وما تحمله الكلمة من معاني وتفسر حسب المفهوم الشخصي والدراية وكيفية وضعها بالجملة في المكان والزمان !!وتدخل ضمن الحسابات السوقية لفاعل فعلة ......... !
وقبل وصول السياج بعشرة أمتار بحيث أتعبنا الصياح والعياط .. وإذ ( بالواطيء ) ينظر الينا وشاهدنا ويعرفنا من قرب .. هيوا وكامران ونسير بخطى ثقيلة وغير مسلحين .. والقى نظرة علينا وألينا بعدما رفع رأسه من خلف السياج ، وللمرة الثانية وإذ ( بالواطي ) يسحب أقسام الكلاشنكوف بأية شدة وقساوة وصارخا لا تتحركوا .. لا تتحركوا !! موجها .. السلاح لو جهنا ! وكان الرد منا أقوى من أشهار بندقيته القذرة .. ولك جبان .. تشاهدنا ونحن لا نحمل غير العوجية العصا وليس غيرها وتريد تخوفنا ! مو وكلناك وشربناك في كوستا وروست !! وهسع تبين  (بطولاتك) أمام الملتحقين الجدد والذين يلعبون الطوبة أي الكرة !!
الصدمة الثانية .. بلغنا المقرات والتجمع الأنصاري الرفاقي في ساحة وأرض مساوية بحيث تصلح للتجمعات والأعراس والدبكات والأستعراضات العسكرية الخفيفة والتدريب وما ألى ذلك ! وإذ بدائرة كبيرة  وموسعة مشكلين الأنصار واكثرهم من الملتحقين الجدد وهم بالمئات ، مشكلين سراوين وثلاث .. بحيث الغناء والسوالف والنكات المتنوعة كانت حاضرة و الطاغية على الأمسية الترفيهية للأنصار الرفاق وهم تملأ أفواههم الضحكات والقهقات ومن ضمن الحضور شاهدنا رفاق من لحمنا ودمنا من أهل المنطقة بحيث كانت الأمسية الترفيهية يقودها الرفيق النصير القيادي في الحزب عبدالرزاق الصافي / أبو مخلص .
والصدمة هي .. وبعد أن رغبنا ونحن تعبانين من المكوث لليلة واحدة ! أي الليلة التي بلغنا فيها المقر ! والنوم حتى الصباح .. وتحدثنا مع أكثر من من يهمهم الأمر !! إلا أن كان الرفض بالبقاء في الموقع والسبب ما عندنا مكان !! يمعودين بعد ما نقدر نواصل !! والرفض كان لنا بالمرصاد !! وتذكرت عندما قدم الرفيق أبو شوان / قادر رشيد الى كوستا وكانت حاجتهم هو وأبنته وأبنه  وابنة الرفيق نائب عبدالله الى البغل / الحيوان . ونحن لا نمتلك الحيوان في حينها ! وفعلا الرفيق أبو شوان على صواب عندما يطلب البغل ونحن لانلبي طلبه ويقول صارلي ثلاثين سنة شيوعي وما تنطونا بغل !
ونحن نقول مو أحنا ماكو واحد ما أستقبلناه وداريناه وما قدمنا له كل الخدمات المتمكنة وصارلنا من سنة 1963  مناضلين ! واليوم ترفضون مكوثنا ليلة واحدة في بيتنا الأنصاري الحزبي !! وكان أرشادهم الى مقر الضيوف في قرية أشقولكا المهجورة !
واصلنا المسير والمبيت في ذلك المقر المقزز من حيث البطانيات والتواجد وعدم الشعور من أنك تنتمي الى فصيل البشرية ! وهكذا كانت صدمتنا وأستغرابنا قويتان وعسيرتا الهضم والأستيعاب والجارحة للمشاعر !!.
وفي الصباح الباكر .. شدينا الرحال ولم نشعر بطعم النوم ولا الأنتماء ولا الوجود ولا الحميمية التي كنا نتعامل مع كل الرفيقات والرفاق طيلة الفترة التي تعاملنا الكل الزائرين لمقراتنا من الضيوف والأنصار والبيشمركة ومنهم بيشمركة الأحزاب التي كانت في الساحة .
أستقلينا سيارة من الشارع والى منطقة ورتة ودركلة ومن ثم عبور تلك المناطق الجبلية الشاهقة وما أدراك بها وما فيها من أسرار وكيف قاومت تلك الفصائل ( الثورية ) المعارضة للنظام وكان مرحب بها من أهل القرى المتناثرة في تلك الطبيعة الخلابة والمناهضة للسلطات المتعاقبة على زمام الحكم .
كان الوضع السياسي بين الأحزاب الكوردستانية المعارضة في وضعية لابأس بها لكون الأقتتال الداخلى لم يكن كما كان قبل عام وبعد عام !!! بحيث كان هناك شعور آخر والحالة طبيعية في الكثرة من المناطق التي تتواجد فيها قوات جود والأتحاد الوطني الكوردستاني .
وبعد يومان بلغنا ووصلنا الى رفاقنا المنتشرين ومقراتهم في منطقة باليسان وشيخ وسان وبناوي وشيرئ و ملكان وغيرها من المناطق  بحيث المفارز كانت تتجول والقرى معمرة بالعاصين على الحكومة من الفرارية ومشكلين قوة أجتماعية لا يستهان بها !
وبعد أيام من التجوال في المنطقة ونحن زودنا بالسلاح  من جديد من قبل رفاقنا في المنطقة ، والجميل أكثر من الكل .. أي كل أحزاب المعارضة كانت تتجول في هذا الوادي دون أية أصطدام صارخ يذكر ، وهذا ما كان ينعش القوات البيشمركة  برمتها ويعطيها زخم أقوى وأنشط ! ولو كان هناك تنسيق بين كل القوات المعارضة .. لكانت الحكومة المركزية سقطت في المنطقة منذ ذلك الحين أي 1982 .
الصدمة الثالثة .. كلفنا كمفرزة بالقرب من قرية بناوي وآلانة وعلى الشارع المؤدي من رانية وجوارقورنة ومارا بمنطقة بيتواتة  وبأتجاه ناحية خليفان .. من نصب سيطرة على الشارع الرئيسي وذلك من أجل نشر سياسة الحزب وحث الناس القادمين من والى تلك المناطق بمعارضة السلطة وعدم الأنصياع لقرارتها وفضح أساليبها القمعية والخلاص منها ودعم البيشمركة الأنصار في نضالهم العادل بغية أقراب ساعة الخلاص من الدكتاتورية ، ومن ثم الدخول في تفاصيل أقتصادية أجتماعية وحرب بين العراق وأيران والكوارث التي يمكن تجنبها من تلك الحرب الطاحنة !!
وفي الوقت ذاته من يرغب بتزويدنا بالبنزين من السيارات التي يستقلونها وذلك لكون المولد التابع للمخابرة بحاجة الى الوقود في ا، وكان التجاوب جيد ونحصل على عشرات اللترات من البنزين في كل مرة .
بينما نحن أوقفنا في ذلك اليوم عشرات السيارات .. وإذ بسيارة ( كيا ) فيها أكثر من ثماني معلمات وهن يستقلن السيارة في سفرة مدرسية  بمعية سائق يقودها .. وأنا .. وأنا ..  وأنا .. ملثم دون غيري من الرفاق تقريبا .. لكي لايكون أحد من المارة قد تعرف على هويتنا ووجهنا (القبيح) من البوح به للأجهزة القمعية مستقبلا .. وكنت لاف الجمداني ومغطيا راسي وكامل وجهي ولابسا العوينات  السودة ! وإذ بنزول صبية سمراء جميلة وهي أحدى من المعلمات الثمان ، ومباشرة متوجهة لي وأنا أصلا بعد لم أكن متحدث في تلك اللحظة ... وإذ تقول أنت  سعيد ؟!؟!؟!
فأزحت الغطاء ومعلنا .. أجل أنا ! أنا سعيد ! ومن تكوني أنت يا بنت الحلال ، وكيف عرفتيني وأنا لم أتحدث ومخفي الخلقة ؟! أنت تشبه أمك ضاحكة ههههه وحصلنا على المزيد من البنزين والكرزات والكليجة والكلام المعسول وأخبار الأهل . وبلغي الأهل سلام وقولي نحن في المنطقة !
وكانت صدمتي جدا قوية بحيث لم أعرف تلك المعلمة سوى والدها وأصلا هي مولودة خارج قريتنا أو بلدتنا ولم أشاهدها أو أسمع بها لا من قريب ولا من بعيد !
... فأما التجديد !!
كانت الحياة في وادي باليسان على غير المناطق الأخرى .. أي حركة مستمرة ونشطة وقريبة من السلطات وحتى البيشمركة الأنصار منتعشين أكثر من المناطق الأخرى حركة العوائل والأهالي في أزدياد ، الألتحاقات كثيرة وكان عندنا سيارة يابانية مكشوفة حصل عليها وهي الأخرى تحتاج الى الوقود ليس فقط المولد ، المدفعية تقصف المقر الصيفي والرابض تحت جبل ( كوره ك ) وفيه الكثرؤة من الأنصار الملتحقين منذ شهور .. بعضهم متذمر .. خلصنا من الحرب العراقية الأيرانية .. جئنا لنستقبل الحرب والقصف !! أين نذهب ؟! وين نروح !
البعض من المعلمات وفي البعض من المدارس جميلات وهن شابات يحق لهن ممارسة الحب وتبادل النظرات وكل على طريقتها الخاصة .. وهناك أكثر من مفرزة وأكثر من حزب فيه الكفاية من الشباب سواء كانوا مراهقين أم بالغين ، وثمة من يغرمون في الشخصية الواحدة وبحبها أكثر من شاب !! وهذا ما حصل و  شكل عوائق وتشنجات بين آمر مفرزة وأخرى ومفرزة وأخرى وحزب وآخر ، وربما من أن تلعب تلك الفتاة أو تلك المعلمة من دور غير محمود عليه  وربما يكون مخابراتي بثوب الحب ، والشباب كتلة من جمر ونار ومفعمين بالحيوبة ومحرومين من عطر ورائحة الأنوثة !! جلها أحداث وصور كانت موجودة في تلك القواميس والصفحات اليومية .
فتحية وتقدير لأهالي تلك القرى وتحية الى المعلمات واللواتي حرمن من حبهن وعشقهن بسبب الأوضاع السائدة آنذاك .

32
مذكرات بيشمركة / 82
جبل قنديل !!
سعيد الياس شابو / كامران
2019.03.09
أنا .. واعوذ بالله من كلمة أنا!!! ولا أود ولا أريد أن يختزل حياة البيشمركة الأنصار لحزينا فقط بهذه المذكرات البسيطة والعابرة والمسيرة النضالية لأكثر من العقد الواحد ( 10 ) سنوات من الزمن العراقي وتلك المسيرة النضالية لآلاف من الأنصار الشيوعيين وأصدقائهم واللذين كانوا في السجون والمعتقلات والزنزانات الأنفرادية وحرمانهم من كل ماهو أنساني بكل معنى من الكلمة . لكون الأدوار والمناطق والأزمان كانت تختلف من نصير الى نصير ومن نصيرة الى نصيرة وهكذا من فصيل الى آخر ومن مقر الى مقر ، ومن قاطع الى آخر !! وهكذا يسجل الأمر والواقع والكثير مما فقدناه لكون خيرة رفاقنا أستشهدوا في سوح النضال وبمختلف الصور والأوقات والأماكن ، وثمة من ترك الساحة بكيرا لأسباب عدة ! وهناك من لم يروق له الوضع الصعب ، وهناك من أصطدم بمتاريس ( المسؤولين ) والحواجز العديدة والمتنوعة ، ولا ننسى التاثير المباشر وأواصر العلاقات العائلية وحاجة المرأة .. الزوجة الى زوجها ، والأم الى أبنها ، والأخت الى أخيها والخطيبة أو العشيقة الى خطيبها أو عشيقها أو الضغوط التي تمارسها السلطات القمعية بالضد من العوائل ، والأقتتال الداخلي المعيق الأكثر والأشد خطورة ومعاناة ، وما الى ذلك من أسباب قاهرة  أخرى صحية وصعوبة العيش الهنيء !
تنويه وأعتذار .. وفي مكالمة هاتفية مع الرفيق العزيز علي الصجي تبين أن ما تذكرته في الحلقة 81 من المذكرات بخصوص رسالة الرفيق النصير أبو ميلاد وأخ النصير ( هيمن ) وهو الأصل والصحيح أخو الرفيق النصير ( هلمت ) هه لمه ت ، وأخيه الشاب طلعت ، والذي حكم عليه بالأعدام ، نتيجة الرسالة التي حملها وبشكل آخر .. أي أخبر عائلة أبو ميلاد من أنه جلب لهم رسالة وسيسلمها يوم غد ! وفي يوم غد أستقبل العزيز طلعت من قبل ((رجال)) الأمن بعد ما أعلمت العائلة بخصوص الوضعية أي الرسالة ! وبعد أعتقاله وصدمته .. نكر الواقع وغير سيناريو  الفلم من رسالة من نصير .. أي هي الرسالة من جندي ألى أهله ! ومن ثم بعد معانات كبيرة وقصة فلم الرفيق  طلعت ،  أدعى من أن الرسالة أستلمها من جندي وفي الكافيتريا ( الكهوة ) الجايخانة ! وفي كل يوم يجلس طلعت بمعية رجال الأمن والعوينات السوداء مغطاية عيونه  لكي يكتشف أمر الجندي صاحب الرسالة ! ولكن دون جدوى!! والسجن دام لسنوات عدة ، ومن ثم لم ينفذ بطلعت حكم الأعدام الى أن أزيح الصنم ! وهكذا طلعت نجى  من الأعدام !
مقر روست الصيفي .. للبعض من الرفاق الأنصار دور أكبر واوسع بالمنطقة وذلك بحكم العلاقات مع أحزاب الساحة وصلة القرابة والمهنة .. جلها مجتمعة ومشكلة الهوية البارزة ومنهم مام خدر روسي ومام خدر كاكيلي والدكتور رنجبر والبعض من الرفاق الآخرين  وخاصة الأداريين ، والنتيجة تعود الى العمليات العسكرية والتصدي للنظام وتقديم الخدمات المتنوعة لأهالي القرى ومنها الخدمات اللوجستية الطبية .
وفي ذلك المصح والمصيف الصيفي أي الموقع الجديد للمقر في كرتك .. ثمة ساقية تجري من الأعالي وهي مشكلة منظر خلاب ، ولكن البساتين المتروكة لم يكن هناك من يراعيها ويهتم بأروائها وسقي لأشجارها المثمرة  إلا ماندر ، وعند أقتطاف الأثمار ليس بغريب من أن ترى اشخاص يمارسون العمل ، وذلك من أجل الربح !! وأنا .. وكثيرا ما قمنا به في توزيع تلك المياه الهادرة الى سواقي صغيرة أروائية تستفاد منها الأشجار الظمآنة والعطشانة ونرويها من المياه التي حرمت  منه لسنوات إلا مياه الأمطار والثلوج الموسمية .
وفي تلك الأيام التحقت الرفيقة جوان عادل سليم في المنطقة بعدما كانت الرفيقات منى وأحلام وأم جبار وعوائل مام خدر روسي وهزار روستي وأولادهم  موجودين في المقرات .
فأما الموجودين في المقرات الأخرى ، ثمة ضيوف من الأحزاب الأيرانية والأحزاب التركية ، وهم ضيوف مرحب بهم دون التدخل بشؤونهم وقائمين بذاتهم وعند بناء المقرات والقاعات الجديدة فهم مبدعون وجديون ومن كلا الجنسين .
خضر كاكيلي يتمرض .. مام خدر كاكيل .. كان يدور في خلده الكثير مما لا يروق له وحساس جدا ، بحيث يتأثر من الحالات التي لم ترضيه ، وسرعان ما يكون التأثير السلبي على صحته ، وليس بغريب من أن يصاب بالسخونة وتردي المزاج وأحيانا يصل الوضع الى القلة في  الشهية ، والسكوت كان مرامه .. إلا عند البعض من رفاقه المقربين له شخصيا وهو أي خذر كاكيل كاتم الأسرار ويتخذ الموقف الصعبة أحيانا !! ..... طبخت له شوربة خاصة من الرز ، وبالقوة تناولها ، زائدا قرص .. حب مسكن ، وشربت البرتقال المجفف ، والمزح الرفاقي ، وفي الصباح مام خضر على أفضل مايرام ! خرة بعرضك أنت شنو دكتور وضاحكا بأبتسامته النادرة ونظره المفعم بالصواب والقدرة الخارقة .
طلب التمتع بالأجازة ... راودتنا الفكرة والتمتع بالأجازة الى منطقة خوشناوتي .. ونحن في منطقة بالكايتي !! وعبر الأراضي الايرانية الجارة .. أنا كامران والرفيق هيوا .. طلبنا الرخصة ، وتمت  الموافقة ونحن في نهاية شهر تموز 1982 . لم نكن نحمل السلاح لكوننا ذاهبين الى الحدود والصدفة التي خدمتنا شكلنا مفرزة بعد تواجد الأخوة الرفاق من بيشمركة البارتي  ، الحزب الديمقراطي الكوردستاني في المنطقة .. ألا وهم الكوادر الحزبية كل من ملا عزيز ، شيخ الله ، وبيشمركة آخرين وبأتجاه مدينة خانة / بيرانشهر الأيرانية ، ومن ثم استقلينا سيارة ، ومن ثم المسيرة الراجلة ومعهم بغال (2) محملين ببعض الذخيرة ، وبدا الصعود جبل وراء جبل !!! وتلك المناطق الغريبة كليا علينا من الجانب الأيراني الجغرافي وتلك البحيرة الصغيرة في تلك المنطقة وأصحاب المواشي الذين يتنعمون بتلك الطبيعة الساحرة والجذابة والخلابة وتلك السنون الصخرية  والكتل الثلجية والأرتفاع العالي بحيث تشعر من أنك قريب من الله والأنبياء ضميريا ودينيا !!
والصعود الى قنديل يحتاح الى الجهد والطاقة والدراية وفيه التفرعات في الطرق لكون أصحاب الأغنام والمواشي متخذين مواقع الرعي الجميلة وتلك الجاجي وجبنها اللذيذ والذي يصنع ويخزن في الجلود الخاصة والمصنوعة بالطرق البدائية ( العلمية )! وتحفظ تلك الأجبان لأشهر دون أن يمسها سوء وعفونة .
وبعد سويعات ونحن بلغنا المستويات العليا للجبل وبعد شرح من الأخوة والذين كنا نعرفهم منذ سنة 1971 وخاصة الأخ الكادر ملا عزيز وهو كان كادرا للبارتي في عنكاوا ، بحيث كانت علاقاتنا منذ ذلك الوقت وعبر نقابة العمل ويعرفنا جيدا كوننا معارضين لكل ما لا يروق لنا منذ ذلك الوقت ! وكانت رحلة متعبة  ولكن فيها الأريحية والسوالف والأحاديث القديمة ومنها السياسية والنقد لما بلغنا اليه نحن كطرفان سياسيان !!
وبعدما وضحوا لنا الطريق وهم مأخذين جانب أي أتجاه يمين الطريق وهم قاصدين مقرهم في أيندزة ، بينما نحن قاصدين مقراتنا في بشت آشان .


33
مذكرات بيشمركة / 81
( الحسابات الخاطئة ) !!!!!!!
سعيد الياس شابو / كامران                                                                       
2019.03.06                                                                             
... إرهاب الدولة البوليسية                                                           
من المؤسف حقا  من أن تكون دولة عريقة الأنشاء ك(العراق) وتكون عضوا في الأمم المتحدة والمتكونة من ال 196 دولة وعضو في دول عدم الأنحياز التسعين وعضو في جامعة الدول العربية ال 22  وتكون الدولة ويكون نظامها قمعي دكتاتوري أجرامي أرهابي قاتل بكل ما تعنيه الكلمة من المواصفات و التسميات والأكثر بكثير مما أشرت اليها بحق مواطنيها العزل والذين لم يفعلوا شيء سوى من أنهم لا يرضخون للأملاءات ! والصورة هي وحدة من الملايين الصور القاتمة والمظلمة والتي عاشوها العراقيين بكل تلاوينهم ، وتلك الصور تتحدث عن مآسات عاشها العراقيين وأنا أضرب مثلا واقعيا فقط من تلك الصور البائسة ... ففي الربيع من عام 1982 ، وفي منتصف الليل هرعت قوة مشتركة من الجيش الشعبي والأمن لتطوق مسكن الوالدة والعائلة والمتكون من مساحة (60)متر مربع وفيه غرفة واحدة تستوعب الأم والأخت والأخوة (2) والزوجة والطفل بعمره الخامس !!!!! ،  والبحث على الأبن المعيل الشارد ((الشارد)) من العسكرية والنظام القمعي والملتحق بثوار الجبل وحزبهم الشيوعي العراقي وبعد الأنفلات من الألقاء القيض الصادر بحقة في بداية شهر الخامس من 1979 من القرن المنصرم .
تصوروا أحبتي من أن أي رعب  وأي أرهاب يستخدم بالضد من العائلة المسالمة وهي غائصة في المنام ويطوق دارها الآمن  .. يطوق الدار الدار من قبل قوات الدولة والمدججين بالسلاح ويخرقون حرمة العائلة والمسكن دون وتدنس بساطيلهم القذرة صدور الأطفال البرياء و بدون  أي خبر مسبق أو أعلام ولو بخبر متسرب من هنا وهناك .. لكي تكون العائلة في الصورة !! بينما والمفروض من أن يكون الشعب محميا من قبل السلطات وليس أستخدام العنف بالضد من الأطفال والنساء العزل وهم غير عاصين على ( النظام ) ويطوق الدار من جميع الأتجاهات أي من الدرابين  والفروع وسطوح المنازل المتخومة للدار والقفز من الحائط  الأمامي الذي يتواجد ومثبت فيه باب الحوش وهو يرتفع لأكثر من متران عراقيان !!
لماذا .. ولماذا .. لأن بلغ مسامع المخابرات وأجهزتها الأمنية من أن سعيد / كامران ، يتواجد في المسكن ومختفي! والغاية من الصولة القاء القبض عليه ! وهكذا زرع الرعب في نفوس العائلة والأطفال وأستمرت  ودامت الحراسة من قبل الأوغاد الى الصباح المتأخر  ولكي يظهر سعيد وهو أساسا في روست في تلك الفترة ، وبلكت يظهر ويلقون القبض عليه ! وهكذا كانت حساباتهم خاطئة !
... أعدام حامل الرسالة                                                                         
بين فترة واخرى كان يتردد علينا أب أو أخ أو أم أو زوجة وما شابه من ذلك ، وذلك من أجل هدف معين والغاية في قلب الشاعر ! وبين الربيع والصيف من تلك العام 1982 ، زار أخ لأخيه وهو ملتزم بالتنظيم الداخلي للحزب وأعتقد فيما لو لم تخونني الذاكرة .. أخ النصير هيمن أو هاوار  ، وهو شاب في غاية الروعة والهمة  وخفة الدم .. ومن خلال سياق الحديث والفضولية والرغبة والحاجة وكلها مجتمعة مع بعضها الآخر .. فبين أستعداده من تقديم اية خدمة للبيشمركة وأنصار حزبنا ، وذلك بأيصالها بأمانة وفي أية مدينة كانت ! وإذ بالرفيق أبو ميلاد يكتب ويبعث برسالة الى أهله في مدينة الثورة وذلك من أجل معرفتهم وأطمئنانهم عليه و بسلامته لكونهم لم يعلموا ويعرفوا شيئا عنه خلال أربع سنوات خلت !!!! ، وفعلا أستلم أخو رفيقنا الرسالة ، حاملها الى أهل أبو ميلاد .. وبعد بلوغه الدار والأهل مخرجا قصاصة ورق ومدعيا من أن الرسالة من أبنكم (أبو ميلاد ) وهو الأسم المستعار ، وهم أي أهل الرفيق أبو ميلاد .. مرعبين وغير مصدقين الحالة !! لا بل أكثر من هذا وذلك ..  ذاهبين الى أبعد من ذلك ومعتقدين من أن هذا فخ نصب اليهم من قبل الجهزة الأمنية  للإيقاع بهم ! وأرسلوا أحد أبنائهم لأخبار الأمن بالحالة ! وبسرعة البرق توجهت قوة الأمن لتطوق البيت وتلقي القبض على حامل الرسالة  و زج الشاب حامل الرسالة  في الزنزانات والسجون  وكانت النتيجة أعدامه !! وهكذا كانت البعض من الحسابات خاطئة !!
... هذا ليس بنزين .. هاي ( مي ) ماء !!                                                 
قبل البدأ بالتهيئة للتحويل من المقر الشتوي في قرية روست الى المقر الصيفي الجميل في قرية كرتك المحاذية لروست ، بدأنا بالتهيئة واخرجت مولد الكهرباء لتنظيفه وملئه بالبنزين وتبديل الدهن وتنظيف البلاك من السخام !!! وفي باحة المقر والرفاق أكثريتهم داير مداير المقر وفي الساحة وهناك من يتفرج اللوضعية وأنا أحاول من تشغيل المولد والذي حملناه وجئنا به في أصعب عملية من أرومية مدينة رضائية الأيرانية الجارة والحديث يطول عن طريقة جلبه ونقله والحفاظ عليه !
وإذ بالرفيق النصير العزيز أبو خلود والذي علمتهما هو والرفيق العزيز النصير أبو ديمتري الذي سبق أبو خلود كمخابر في قاعدة كوستا ، وكيفية التعامل والحفاض على الجهاز اللاسلكي والمولدة والشفرة وما الى ذلك !!! إلا أن الرفيق أبو خلود جاء من بعد أمتار وشاهرا قداحته أي ولاعته !!! وساحبا الصوندة الذي  ينزل منه البنزين من مخزن أي تانكي المولد لكي يشتغل المولد .. ومعلنا أبو خلود .. لا يا رفيق كامران هذا مو بنزين هذا مي !! وهو مولعا القداحة وفي أسفل المولدة ..  لكي يرتفع النار لأمتار عدة نتيجة أحتراق المولد  والتفاصيل الأخرى ليس بالضروري من ذكرها !! وهكذا كانت الحسابات غير حميدة وخاطئة !!
... قطع شجرة الجوز ومحو آثار الجريمة                                                                 
لكل شعب وكل قوم وكل منطقة وكل قرية خصوصيات وثقافات وفيها ما يكفي  من الأيجابيات والسلبيات في الحياة اليومية والتي يعايشوها وخاصة أهل القرى ومنها قرية روست أو بالأحرى الجانب المقابل لروست والفاصل بينهما وادي صعب المنال وتلك البساتين الرائعة في أشجارها المثمرة والمتنوعة والطبيعية واللذيدة ومنها العنب بأنواعه والرمان والتين والكوجة الأنجاص والخوخ والعرموط الكمثري والقيسي المشمش والتفاح وكلها ذات أنواع مختلفة في الحجم والشكل والطعم ، فأما الجوز الذي لا يستغنى عنه أبدا وهو الاخر متنوع الأحجام واللذة ، وهناك مساحات لزراعة الخضروات والمحاصيل الزراعية الأخرى !!!!. والحديث عن مشاكل أهل القرى ذو شجون وفيه الكثير من الآلام والقساوة الى جانب الطيبة والرضا ، وهنا أتناول المعضلة التي طالت سنوات بين أولاد العم من دين وقوم وقرية وأرض واحدة .. المشكلة المزمنة والعويصة  ألا وهي شجرة الجوز المشتركة وليس آبار النفط !! بين الحين والآخر يحدث شجارا وشكاوى بين الجيران وهم في بستانين جميلتين وفيهما ما يكفي من الرزق ! إلا أن الحالة كانت تسؤ بين الحين والفين !! وبعد محاولات عديدة من تدخل الأحزاب الموجودة  على الساحة .... إلا أن الفشل كانت النتيجة صفر باليد !! وبعد زيارة للعائلة أنا والرفيق النصير حاكم بوتان ، ودردشة الوضع .. فأقترحنا من أن تقطع الشجرة المشتركة والتي يتناثر منها الجوز بين الطرفان وتكون حصة أحدهما أكثر من الآخر وتكون العمليات الحسابية غير متساوية وخاطئة  !! المهم أنصاعوا الى المقترح ومشكورين وحلت المعضلة المزمنة بين العائلتين دون الرجوع الى الحكومات والبرلمانات والأحزاب !!! فلتكن الشجرة الضحية ولا أراقة الدماء الزكية .
... يفضل تسليم الجهاز الى رفيق شيوعي !
في صيف من عام 1982 بينما نحن في المقر الشتوي لروست وحركة الأنصار البيشمركة على قدم وساق وفي أوج حركتها والتغييرات السريعة أبان الحرب العراقية الأيرانية وما تلاها من أنكسارات وألتحاق أعداد من الهاربين والفارين من جحيم الحرب بالقوى والاحزاب على الساحة الكوردستانية والشعور بالغرور من قبل احزاب الساحة ونحن منهم، وإذ ببرقية من المكتب العسكري يقول أو تقول ..  مفادها والمذيلة باسم الرفيق أبو عامل ، مسؤول المكتب العسكري .
نص البرقية .. يفضل من أن يسلم الجهاز اللاسلكي  في قاعدة روست الى رفيق شيوعي / أبو عامل .
وجئت بالبرقية فورا الى الرفيق النصير مام خدر روسي  باعتباره المسؤول الأول عن البتاليون الفوج أي كان الرفاق مام خضر روسي وخدر كاكيلي وأبو داود وعلي كلاشنكوف وابو علي الشايب كهيئة وقيادة الفوج . سلمت البرقية وإذ  بالرفيق مام خضر صاحبته الضحكة ! مبديا أستيائه وغرابته من الفلم أو القصة أو البرقية والحالة كلها إذا صح التعبير ! وأصررت على ترك الجهاز وتسليمه بعد فترة بالرغم من الرفض القاطع من قبل الرفاق . وهكذا كانت الحسابات الخاطئة بين السلطات والحكومة العراقية من أن نقول أحنة مو شيوعيين وما عندنا تنظيم !! فلا يصدقوننا أبدا لأ ..  الشيوعية طابو علينا ونفتخر فيها وبها وبدم شهدائها ، ومن الطرف الآخر الحزب لا يقر بشيوعيتنا المخلصة والمبدئية !! وأنت عزيزي المواطن قارن بين الحسابات الخاطئة هنا وهناك ! والزوجة تعتقل والأم تؤنفل والأطفال يحرمون من الدوام المدرسي ويعاقبون وبصفعونهم براجديات وكلها من أجل الشارد!
... المقر الصيفي                                                                               
في بداية شهر حزيران من تلك السنة تحول المقر من الشتوي الى الصيفي وأختار الرفاق الموقع الأجمل في البساتين وذلك بنصب البعض من الخيم والكبرات وتحت الاشجار  وشبه مبعثرين ومنثورين في رقعة كبيرة من البساتين المخففة للآلام والمزيلة للحزن والكآبة والمتاعب الجسدية والنفسية وهموم المخفي من السنوات العجاف وكاهل ثقلها المتراكم وما نسمعه من الأخبار والتي تقرا في كل نشرة صباحية ومسائية أن تواجدت من الأعدامات في السجون والشهداء في مفارز الحزب المنتشرة في قواطع بهدينان وأربيل والسليمانية والمضايقات المتوعة هنا وهناك .
انشغل البعض من الرفاق في زراعة البعض من الخضروات الصيفية والأرض الخصبة والمياه النابعة من تلك الأرض الطيبة وحركة المفارز المستمرة من والى لا تنقطع .. رفاق قادمون من الخارج ورفاق قاصدين الخارج !! بالطبع السير على الأقدام بواسطة رينو 11 ولعدة أيام مفعمة بالخطورة والمعانات والمتاعب !!!
وفي أواسط من شهر تموز أي 14 ، 15 ، 16 / تموز السابع وفي كل وقت الظهرية ونرى غيوم تتكالب على سماء المنطقة و تشكل سوادا والقادم هو ( الحالوب والثلج ) فوق المنطقة وجبل حصاروست الشهير ويستمر لدقائق !!! ..  !!!! .. !!!!! ومن ثم بعد التوقف لتزهي المنطقة بخضارها وجمالها وتنتعش البساتين وما أجمل تلك المنطقة وذلك الطقس التموزي .
                                       



34
مذكرات بيشمركة / 80
أوراق أنصارية  متناثرة !!!!!!
سعيد الياس شابو / كامران                                                               
2019.03.02
عندما ننهض في الصباح الباكر والعتمة لا تزال تئن من كثرة بقائها كطاغية تحيط المنطقة الجميلة في كرتك وروست وربيعهما البهي الزاهي بالرغم من الحرمان الذي تعودنا عليه وقبلنا به لكون خيارنا هو النضال وليس القبول بالمساومات والأملائات!!
... الرفيقات .. في ربيع وصيف من عام 1982 توجهت مفارز عدة والقادمة من قاطع بهدينان ومتوجهة الى مناطق سوران ومن ضمن تلك المفارز رفيقات منورات .. وهن بالطبع من الجنس الناعم واللطيف من حيث الوصف الطبي والأدبي والأجتماعي والبيولوجي  والروائي !!!! إلا أنهن أي الرفيقات حاملات العدة الكاملة كما الرفاق ، وأكثر من ذلك فيهن المرح يتناثر ليعكس الصور الجميلة في تلك الضحكات من الرفيقة العزيزة نادية أم راحيل وزوجة الرفيق أبو حسن قامشلي وهي زوجة أخ الرفيق العزيز أبو مازن  وبالرغم من متاعب الطريق والضحكة لا تفارق الوجوه الجميلة والصادقة وهناك من لفت الجمداني حول عنقها ومن وضعت الكاسكيت الخاكي بدل القبعة ، مبهرات المقر وخالقات جو آخر عند الرفاق وأحيانا منزعج لكون الجنس الناعم واللطيف في تلك الأجواء البيشمركايتية القاسية من كل جوانبها ستكون أكثر صعوبة بالنسبة للرفيقات والعيش المشترك وفي غرف مشتركة دون الخصوصيات فهو الآخر أمر جديد !
الرفيق النصير أبو ذكرى والرفيقة النصيرة أم ذكرى ..                               
... الخال أبو ذكرى وأم ذكرى .. تعود الرفاق والرفيقات على العمل المشترك وفي مجمل الحياة الأنصارية البيشمركايتي والنهوض وأظهار الصور المتكاملة دون تردد وتراجع .. مثلا المفارز الجوالة  والقتالية ، التحطيب ، الحراسات ، نقل الحطب ، أستقبال الضيوف ، الطبابة ، الخفارات وما الى ذلك من واجبات متنوعة أخرى .
ولكن نصب الرفاق ومزحهم مع الرفاق الآخرين يشكل هاجسا وشعورا مرضيا ومتنرفزا ويقودك الى عوالم أخرى أحيانا يكون الضحية من سكت  .. والقاعة الأولى والأمامية في المقر والتي تأوي أكثر من عشرين رفيقا  وبالطبع هناك أكثر من قاعة وهناك عوائل .. عائلة مام خضر روسي وهزار روستي يسكنان خلف المقر في غرف المدرسة المتروكة  ، فأما الرفاق الذين يتواجدون في الفاعة .. بسراوين مقسمة القاعة بحيث بالكاد من أن يكون شبرا عازلا بين الرفيق والآخر !! وإذ بقهقات البعض من الرفاق وهم في حال الغوص في المنام ومنهم من حلم ومنهم من يشتم رائحة الأصوات القادمة من تحرك الخال وزوجته دون أن أن يفعلا شيئا !! وفي الصباح الباكر وعند النهوض وإذ بالرفيق أبو حازم وأبو سحر وكاظم الأنضباط ورنجبر وعلي الصجي وأبو ميلاد وأبو فيروز  وسيروان وملا عثمان وأبو بافل و فراس و سعدون  وهوبي  وأبو حاسم وسالم وأبو قحطان وهيمن و شيرزاد روستي  وأبو سعيد وأبو مازن وأبو محمود و أبو غريب وبولا الأخرس وأبو تغريد وأبو خلود و هوبي وأبو سيف وأبو بافل وصلاح
   وابو ناتاشا ونبيل  وبشتيوان وكوبي و هيرش وكاروان  والرفيقة منى  وأحلام وملازم علي وئاواره ونهاد وكامه ران  و زريان وفاخر وجليل وفرهاد وأبو نشأت وأبو وليد  وسليم ومنتصر وسالم ( وتوت ) وأبو عمار وفاتن  وأبو روزا كوستة وأبو زهرة ( نيكوتين ) وأبو آمال  وسرود وماجد و ثائر  والرفاق الآخرين ناصبين على الرفيق هيوا / أبو شوقي .. بعدما كانت أحيانا رجل أي قدم  أبو ذكرى طخ رجل هيوا أي يصبح التماس بين الرجلين ويصيح هيوا .. هاي رجل من ؟ وبعدما يخرجان الزوجان أبو ذكرى وأم ذكرى من القاعة .. الرفاق لهيوا .. هيوا هذا الخال أبو ذكرى يقول هسع بس اخلص من أم ذكرى راح أجيك !!
والنصير هيوا بعقلية ( فلاحية متخلفة )  أحيانا وغاضبا ومسجلا أكبر وأكثر  عدد من الكلمات والجمل الغير لائقة محذرا الرفاق من أنه لايقبل بهذا الوضع ! والكل تضحك مونسة على الوضعية بين رفاق الدرب المخلصين .
الرفيق النصير علي الصجي ..                                                     
...  جمع الحطب .. وكالعادة وبعد الفطور الأنصاري ( العدسي )  يتلو علينا أحد الرفاق المتحدثين بأسم الحزب نشرة الأخبار ومن ثم الكل تقريبا يتوجهون الى المناطق التي يتواجد فيها الحطب اليابس وخاصة لعميلة الطبخ والمخبز التنور والصوبات والحمام وذلك يتطلب همم الجميع ويستثنى المريض والخفر والذاهب في الواجبات وهكذا وبعد نصف ساعة ترى الحطب مكوم أمام المطبخ والتنور ويبدأ العمل اليومي !! فاما في ذلك اليوم التعيس وذكرني به الرفيق النصير على الصجي .. وبعد المطرة القوية .. ذهبنا لجمع الحطب سوية وإذ بالعزيز أبا عماد يحمل خشبة كبيرة وينزل أي أنزلاق خطير أثناء النزلة الحادة وإذ بالخسبة تضرب راسه ويغمى عليه طيلة الساعات الثلاث القاسية ، وأنا أصرخ أثناء وقوعه ... .... .... رفاق .. رفاق .. بدربكم بطانية لنحمله !! وبعد أن لبوا الطلب والثلاث الساعات الكبيرة وأنا أنتظر بصيص أمل لكي ينبس علاوي القادم من الناصرية  بكلمة آه ! ولك ياعلي دكوم دأحجي !! وكان الفرج بعد فيقه من الأغماء .. وتنفست الصعداء .. هي أخل ( كحبة ) ! مو قتلتني كل هذه المدة ورايح يكولون الرفاق أنت كتلتة ومتعمد !! لا يا أبو عماد الطيب وما عندك غير العافية وبوذياتك الرائعة .
الرفيق النصير أبو زيد ..                                                             
... أبو زيد .. أخو الرفيق النصير كمال / علي مولود ، والرفيق أبو زيد فيه حالة قل ما شفناها في الرفاق الآخرين وهو يغمز من دون أرادته وحركته تشبه حركة أقناع وأرضاء النساء في حال الغزل والحركة لا تنقطع خده الأيمن  في النهار الواحد لمئات المرات دون أن يقصد فيها شيئا !! وفي ذات يوم كانت المفرزة مقسمة في أحدى القرى في المنطقة .. وإذ الرفاق ينتظرون تناول وجبة غذاء في المسكن الفلاحي القروي , وبعد الأنتظار جلبت أم البيت صينية فيها المقسوم لتضعه أمام الضيوف البيشمركة .. وإذ برب البيت يلقي بصره ونظره الى أبو زيد معلنا حركته النشازية كالعادة دون قصد شيء ما .. وإذ بالأخ الفلاح صاحب البيت والمضيف مرتبكا وذاهبا ليجلب سلاحه وينتقم من العزيز أبو زيد لكون الأخير يمس عرضه !! وكان حس الرفاق أسرع من صاحب الدار وإذ بهم يشرحوا حالة أبو زيد الواقعية  ، ومن ثم وبعد التركيز من الفلاح على أبو زيد وهو يستخدم الغمزة التعيسة  حتى مع الفلاح والأنصار جميعا وكان التغير والضحك من نصيب الجلسة واصبحت  سالفة من سوالف العصر النضالي !
الرفيقان سيروان وملا عثمان ..                                                           
... سيروان وملا عثمان !!                                                           
كلما أكتب والألم يحاصرني وأبدأ بماذا ؟ أأبدأ بالخصال التي توصف الشجعان والأبطال والمناضلين  أو أبدأ بما حملته الأيام من سوالف وقصص وأحاديث طرزوها رفاق العمر في تلك الجبال والغرف والقاعات العديدة بدءا من ناوزنك ونوكان .. أم في كوستا وروست ، أم في شيخ وسان ودولي ئالانة أو في ريزان وبارزان ومناطق أخرى من الأرض الطيبة ؟؟؟؟؟؟؟ .
حال نزول وسقوط المطر الكل تتخذ من القاعة موقعا للراحة والكل يبحث عن التنفيس وتناول المواضيع المتنوعة .. منها السياسية والثقافية والأجتماعية والغرامية وما تجلب أنظار الشباب من المستجدات على الساحة في القرى والمقرات .. وإذ بالرفيق النصير سيروان .. حاملا من أحدى القرى مجلة وفيها صورة لشمبازي يتناول أو تتناول قطعة كيك ! وشاهرا أياها أي الصورة في المجلة وهو واقفا في باب القاعة .. رفاق بشرفكم هاي ما تشبه الرفيق ملا عثمان ؟! وكالعادة الجميع أنصاع للضحك الجميل والمسعد ، ولعدة مرات !!! وفي البداية ضحك ملا عثمان ، مه لا عوسمان حاله حال الرفاق لكونها من منطلق المزح ولكن تكرارها لمرات عديدة زهق ملا عثمان على سيروان وابتعد سيروان قليلا ثم عاد ليقول .. هاي شنو الميمون يأكل الكيك ؟! والرفاق أستلموا سيروان .. شنو شنو ؟؟ سيروان ها كيك .. هم ضحكوا أي الرفاق .. سيروان ليش تضحكون ومترددا كيكات .. ها أكيوك !!! كلها جمع كيكة  والكل متمددا على ظهره من شدة الضحك ! وتعصب سيروان بعدما الكل غيرت الموقف الى أن هي  .. أخوات الفلان أشو كلما أقول شيء كلكم تضحكون !! وهكذا كان التنفيس والمزح الرفاقي خلق جو منعش دون أي سوء يذكر وأنقلبت الآية على راس صاحبها ؟
تقدم الجحوش الفرسان .. في ذات يوم وإذ بالجحوش أرادوا من أن يجربوا قوتهم وطاقتهم ليتسللوا من قرية بيشة وما ورائها وعازمين إيقاع الخسائر والحرب النفسية في صفوف البيشمركة والأنصار ، وبعد أن وجهت لهم فوهات بنادق الأنصار والبيشمركة على السواء نحو الجحوش والقتال الذي لم يدوم كثيرا ، بحيث شاهد الجحوش الأنصار يقاتلون وهم واقفين دون أن يهابوا رصاصهم ، وفاخر وجليل ورفاقهم أبلوا بلاءا حسنا ، ومن ثم ولوا الفرسان بالفرار وخابت آمالهم وكان للمعرة صداها بين القرويين والجحوش مما خلق عندهم كسر العزيمة بالرغم من كونهم سلطة مجحفلة !!
الرفيق هيوا / أبو شوقي                                                 
... خباثة البعض من الرفاق !!                                                       
بين فترة واخرى كانت الهيلكوبترات الحربية السمتية تزورنا من دون دعوة تقدم لها وتهدينا بما لها من الحمل وتلك الصخرة العظيمة والقوية التي موهت مقر روست بحيث صواريخ ارض أرض لا تهزها ! والطائرات تعتقد من أن تلك الصخرة هو الحائط الأمامي للمقر ، وفي ذات مرة كان شدة القصف وكثافته مما أربك البعض القليل من الرفاق من أن يخرج بدون بندقية ومرغما عليه وأن ينقذ بجلدته الى أن تسنح الفرصة ليعود الى سلاحه والفرق يمكن ليس أكثر من ثلاثين مترا للتحصن في المواقع الحصينة ! وإذ بالرفيق هيوا حاملا تلك البنادق الثلاثة الى الأشكفته الكهف الأقرب الى المقر ، وهو كعادته يمزح بكلماته وجمله اللامعة !! وبعد أيام الخباثة أخذت منحى آخر من الرفيق هيوا وقدموا شكوى بخصوص أي هيوا ينام أثناء الكمين الذي يوضع في كل صباح مبكر غي منطقة عليا من المقر وذلك للأنذار المبكر من كل ماهو قادم من هنا وهناك !! وفي ذات مرة ناور البعض ومن الخلف من أن يمسكوا بهيوا .. لإلا أن هيوا كان لهم بالمرصاد وسحب الأقسام بحيث خابت آمالهم وعادوا نادمين وخجولين !
الرفيق أبو ناتاشا ..                                                                 
أبو ناتاشا القناص .. الحديث عن الأنصار وطبائعهم وخصوصياتهم وطموحاتهم وتكوينهم وسايكولجيتهم وأمكانياتهم ونظرتهم للحياة تختلف من نصير الى آخر  أو شخص الى آخر! وبالطبع ليس غريبا من عدم الرضا من البعض من الرفاق والبعض من القرويين من أن ينبذوا ويشمئزوا من أكل الحية ! والرفيق أبو ناتاشا القناص كانت له رغبة في أصطياد الحيايا وتناول لحوم تلك الحيايا شوي على النار وإن كانت الحالات قليلة جدا .. إلا أنها كانت موجودة ، وخلقت أشكاليات واحاديث غير مجدية ، وكان الرفيق أبو رشا يصاحب أبو ناتاشا وفعلا في ذات مرة دعانا من أن نتذوق اللحم المشوي وكان أطيب من السمك ، علما المغاوير في الجيش العراقي السابق كانت الحالة أعتيادية عندهم من قتل الحية وتناول لحمها دون الطهي أو الشوي ! وكما في البعض من الدول الآسيوية وشعوبها تتناول لحوم الحيايا والضفادع والكلاب وما يعدبهم من تلك اللحوم المحللة لهم!
السجن الكوردي أفضل من السجن العربي !!                                   
... السجن الكوردي أفضل من السجن العربي !! وفي الصيف تتوافد أصحاب المواشي والأغنام لتبحث عن المراعي الصيفية في كويستانات كوردستان ومنها منطقة جبل ( هلكورد الشهير وحواليه ) ، وفي ذات يوم اصبح سوء فهم وسببه العشق الشبابي مجرد نظرات كما قال وقيل ، وإذ بالرفيقين ( س , ص ) مجردين من السلاح من قبل أهل الرشمالات أصحاب المواشي الرحل واللذين يقضون حوالي ثلاثة أشهر وأكثر في تلك المناطق المرعية وطبيعة هوائها النقي الممزوج بعشق الطبيعة والمياه العذبة والشلالات الرائعة وجمال وضحكة الصبايا اللواتي يجبرن الشباب من أتخاذ موقف ( رجولي ) فيه التكامل للحب الذي حرم منه شبابنا ورفاقنا الأنصار طيلة سنوات عجاف !!!!!!!!!!! ، والغيرة عند أهل المخيمات السوداء أي الرشمالات لا تقل عن غيرة الثوار في الكثير من الحالات ! وإذ بالرفاق الذين حوصروا من قبل البعض من الشباب بحيث جردوا الرفيقان من السلاح !! وعادوا الى المقر خجولين !! وبعد دردشة الوضع وتداعياته ,, أتخذ قرار في المساء من تهيئة قوة فاعلة من الرفاق لتطويق تلك الرشمالات ومنذ الصباح الباكر ، بحيث الكل في حالة الأنحلال والخلد الى النوم الكويستاني ! وتمكنت القوة الأنصارية من تحقيق الهدف بالقبض على الفاعلين الحقيقيين وأرجاع البندقيتين ، وإيداع أثنين من أهل الرشمالات في سجن صنع خصيصا لهما ، غرفة محترمة وأكل حالهم حال الرفاق .. وإذ بالشيخ الكبير والمام المحترم الذي ضييف مفرزتنا في عام 1979 في منطقة كانت في غاية الخطورة ! وهو قادما لزيارة ولديه السجينين .. حاملا معه القدر الكبير من اللبن الروبة وسخلة .. معزة  كهدية للمقر .. وباديا أعتذاره لما حصل من أشكال والنتيجة .. وقائلا ,, أنا أشكر ربي من أن ولداي في السجن الكوردي وليسا في السجن العربي ، ويقصد على الأقل من أن السجن الكوردي يمكن زيارتهما والحديث مع المسؤولين بلغة التفاهم ، فأما في السجن العربي فلا يحق لك من القيام بذلك !! وهكذا أطلق سراح الأخوة الضيوف وحلت المشكة دون العودة الى المحاكم !
حاجي خالد ومريم ..                                                                 
... الأقارب الجدد في روست .. وتمر الأيام وإذ نحن مجموعة من البيشمركة الأنصار كنا في واجب لجلب البنزين من قرية سميلان وشيركاوا ، والحديث بلغتنا الخاصة السورث أي السريانية ، وإذ بامرأة ذات دم حلو وعيون مكحلة ولم تتجاوز من عمرها الثلاثيني وهي واقفة بأمتار قليلة جدا من الطريق الذي صاعد نازل الى روست وأمام دارها .. مبتهجة وفرحة أية فرح وبضحكة ملؤها الود .. فتقربت منا لتقول ( سورايتون )وتقصد هل أنتم مسيحيين ؟! وبلغتنا الجميلة .. أجل نحن .. وأنت ؟! وبدأت قصتها الترايجيدية الخت مريم زوجة حاجي خالد الحاج خالد ، وخرج الحجي خالد من المسكن ليرحب بنا أي ترحيب .. مناديا مريم هم زين طلعلج أقارب وظهرج قوى بعد ما أكدر عليج !! وهكذا تعززت علاقاتنا أكثر فأكثر وفي كل مرة في الذهاب والأياب لازم ويجب علينا من أن نزور أقاربنا الجدد وإلا الزعل يخرب ذات البين !!
عذرا من الرفاق والرفيقات اللذين لم تسنح الذاكرة من ذكرهم ، وعذرا من الرفيقات والرفاق اللذين أستشهدوا وأنا جبت طاريهم والحديث بالخصوصيات ,, المجد والخلود للشهداء والمزيد من الأعمار للقرى الطيبة .

                                                       

35
مذكرات بيشمركة / 79
مكونات وعقول أحزابنا المعارضة في الجبال!!!!!
سعيد الياس شابو / كامران
2019.02.25
مخاض الجبل ليس كمخاض الدشت أي السهل ، لكون الجبال هي المحميات لتلك المكونات من الأحزاب التي تكونت من أجل الدفاع عن حقوق شعوبها ونيل ما يمكن نيله وكل على طريقته الخاصة وسياسته التي رسمها في دهاليزه ومن ثم التطبيق العملي والنظري على أعضاء ومؤازري تلك المكونات وتنظيماتها الحزبية والهرمية ، وذلك عبر الأنظمة الداخلية لتلك الأحزاب والمكونات كوثائق تعود اليها وتسترشد أعضائها وتثقف نسبيا بتلك ( الثوابت ) جاهدة ومعلنة الهوية الحزبية والسياسية وخارطة الطريق للذين آمنوا وللذين يسايرون العمل الحزبي والجماهيري المنظماتي !!
مقدمة بسيطة وعدم الخوض في التفاصيل الدقيقة والعميقة وما بين السطور لتلك المكونات والأحزاب التي شكلت وخاضت تجربة الكفاح المسلح في تلك الجبال الشامخة والأهوار الجنوبية وما تلاها من أنعكاسات أيجابية وسلبية بين أطراف تلك المكونات والتخرصات الحاصلة والمؤدية الى التناحرات والصراعات القاتلة ومؤديا الى الأرتباكات الجمة والتي أطالت بعمر النظام الدكتاوري طيلة عقود وما رافقته من الخسائر لكل الأطراف والتبعيات المترتبة على الشعب من جهة وعلى المناضلين من جهة أخرى !!
.. شكل الحزب الشيوعي العراقي في 31 آذار 1934 من القرن الماضي ومن ضمن تشكيلته فيما بعد أقليم كوردستان العراق التنظيم السياسي وعندما قال ( فهد ) يوسف سلمان يوسف مؤسس الحزب قبل أعدامه بسنين !!!! ، الكورد بحاجة الى حزب العمل وليس حزب ( هيوا ) الأمل .
ومن ثم شكل الحزب الديمقراطي  الكوردي ومن ثم الكوردستاني ( البارتي ) في السادس عشر من شهر آب عام 1946 من القرن المنصرم .
وفي عام 1964 حدث أنشقاق بين مؤسسي قيادة الحزب الديمقراطي الكوردستاني .. بعد أنشقاق إبراهيم أحمد وجلال الطالباني وملا ( ماطور ) وعمر دبابة وغيرهم من كوادر الحزب مشكلين معارضة للحركة الكوردية تحت مسمى ( الجلاليين ) نسبة الى مام جلال الطالباني  ومتحالفين مع الحكومة العراقية  ومسمين الطرف الآخر ب ( الملاليين ) نسبة الى الملا مصطفى البارزاني قائد الحركة الكوردية واندلاعها في العراق منذ أيلول من  شهر أيلول من عام 1961 . وقبلها كان  البارزاني  وزيرا للدفاع في حكومة وجمهورية مهاباد الفتية أي في عام 1946-1947 ميلادية ، بقيادة القاضي محمد رئيس أول جمهورية كوردستانية في مهاباد والتي طال عمرها (11) شهرا .
أنظم التيار الجلالي ومتعاونا مع السلطات العراقية ومشكلين فصائل مسلحة تحارب وتعيق تنظيمات الحركة الكوردية وحدث الكثير من الأرهاصات والقتل وخاصة في المدن وتصفية الحسابات بين تلك القوات التابعة للأخوة المنشقين !! ودامت الحالة الى سنين عدة !!!!!.
وفي عام 1968 حدث أنشقاق مؤذي وقاتل في الحزب الشيوعي العراقي وأقليم كوردستانه التنظيمي بقيادة المنشق عزيز الحاج والقيادات والكوادر الفاعلة و ( الثورية ) مشكلين الأكثرية المؤيدة لهم في البداية وزاعمين من إن جماعة اللجنة المركزية هم من الخونة والتحريفيين !! وكما يسميهم جماعة اللجنة المركزية ويطلقون على جماعة القيادة المركزية ب ( التحريفيين )!! وينعتونهم بتسميات أخرى !
وأستمر النزيف لسنوات قاتلة وحدة الخلافات والصراعات والتصفيات الجسدية والوشايات هنا وهناك مما قصم سنم البعير !!
وفي الحادي عشر من آذار 1970 أتفق الطرفان المتصارعان الحركة الكوردية بزعامة البارزاني مصطفى وحكومة العراق المتمثة برئيسها أحمد حسن البكر ونائبه صدام حسين التكريتي !! والأتفاق الثنائي وبندوده السرية في حجب نشاط الحزب الشيوعي العراقي وأنصاره المسلحين في الساحة الكوردستانية  وهذا الأمر دام لسنوات !!!_!!!! , وبدأت النوايا والخبايا للطرفان تتزعزع تدريجيا وتتخذ طابع اللاحرب واللاسلم طيلة أكثر من أربع سنوات ومن ضمنها المحاولة الفاشلة لأغتيال زعيم الحركة الكوردية في صيف من عام 1971 ، وفي عقر داره ، وبترتيب  من رئيس الجهاز المخابراتي آنذاك الجزار ناظم كزار وحاشيته ، ومن ثم محاولة أغتيال أدريس البارزاني بعد جولة محادثات قبل البدأ بالحرب والقتال من جديد عندما ترك المفاوضات وعائدا من بغداد بعد تغير مساره وعودته الى الجبال 1973 - 1974 !
وكانت كل محاولات الحزب الشيوعي العراقي من أن لا  تحدث الحرب ولا يندلع القتال وبناء  أسس الدولة الديمقراطية التعددية ولكن دون الأخذ بنظر الأعتبار أجندة حكام النفط العراقي وثرواته المتنوعة !!
وغزل النظام الحاكم في العراق وإرتباطاته في الدول ( الأشتراكية والأتحاد السوفيتي ) ومصالح تلك الطرفان مما حدث حب غير نزيه وشكلت الجبهة الوطنية والقومية التقدمية بين حزب البعث العربي الأشتراكي والحزب الشيوعي العراقي وهذا كان في تموز من عام 1973 من قرن العشرين الماضي والمنصرم والفائت والمقبور ، وعلما كان نظام البعث وحكامه قتلوا  وسجنوا عشرات الآلاف من الشيوعيون ومؤيديهم وأصدقائهم ومتناسين من أن النظام لا يختلف بينما ثروات النفط بأزدياد !
أفلح النظام العراقي بكسب آراء قيادة الحزب الشيوعي والبعض من الكوادر والأعضاء والجمهور من خلق أرضية نتيجتها هشة لخوض جولة جديدة من العلاقات الغير متكافئة والغير نزيهة والتفاصيل كثيرة ، وأهم تلك التفاصيل تجميد المنظمات الديمقراطية  والمتمثلة بالطلاب والشبيبة والمرأة والعسكر وهذا ما حدث بعد عدة أشهر من أنتعاش نظام الحكم الدكتاتوري بعيد انهيار الثورة الكوردية ، وكانت تجميد منظمات الحزب في تشرين الثاني 1975 ، وو ... الخ  !!!!!!!!!!!!!!!! .
ومن الطرف الآخر زعامة الحركة الكوردية وفصائلها المسلحة زادت خناقها على تنظيمات الحزب الشيوعي وفصائله المسلحة تحت أسم الأنصار البيشمركة ، مما لم يكن هناك بصيص أمل للتعاون بين من خاضوا معارك هندرين وسري بردي وهندرين وعشرات المعارك الأخرى ، وليس هذا فقط ! مما أدى الوضع المتأزم الى المحاربة في الرزق وعدم تعين ولا فراش ولا كناس ولا موظف منتمي للشيوعية وفي الوقت ذاته أعتقال البعض من الكوادر ورفاق وبيشمركة الحزب وزجهم في الزنزانات ، وفتح صفحة سوداء بين من أعطوا دمائهم للحركة الكوردية الكوردستانية وما ترتب فيما بعد من ردود الأفعال الغير سليمة والعقيمة في النتيجة النهائية وفي كل مرة السلطات العراقية  وهي المستفيدة أولا وآخيرا  !!
وفي عام 1974 أعادت البعض من التنظيمات العسكرية للحزب حاملة السلاح بالضد من الحركة الكوردية ، محملة الحركة بعدم الأنصاف والدفاع عن النفس والحزب هو لا بديل عن هذا الخيار ومن ثم التعاون مع الجيش العراقي وأجهزة السلطة القمعية مما أدى الى الأحتقان الزائد بين الحزب الديمقراطي الكوردستاني والحزب الشيوعي العراقي .. علما أن أكثر الشيوعيين وأصدقائهم لم يكونوا مقتنعين بهذه الوضعية ! إلا أن الخياران أحلاهما كان مرا وعلقما وهذا ما أثبتته القادمة من الأيام  والسنين العجاف !! .
وأندلعت الحرب في كوردستان بعد الهدنة التي دامت أربع سنوات وفي آذار 1974 بدأت   وفي آذار  1975 ميلادية أنتهت وتوقفت الحرب على أثر أتفاقية جزائر بين صدام والشاه وهواري بومدين أي العراق وإيران وعلى أرض الجزائر !!! ونوعية المساومات التي أدت الى حصر الحركة الكوردية ومن ثم أنهيارها الذي ترك أثرا في ضمائر كل الثوار المخلصين ومحبين للحرية والنضال ، وكانت النتيجة خيار الأستسلام للسلطات العراقية وهذا ما حدث من قبل الآلاف وعشرات الآلاف من المقاتلين الكورد والكوردستانيين مع أسلحتهم الى المعسكرات والمخافر الحدودية  ، وذلك اليوم التعيس والذي هز مشاعري ومشاعر كل الشرفاء والمناضلين لكون أن الخاسر الوحيد هو الشعب وقواه الوطنية والمحبة للتعايش السلمي الديمقراطي المبني على الأسس السليمة .
وأنتعش النظام العراقي بعدما قدم الجيش 16000 قتيلا من مختلف الصنوف و60000 جريحا ومن مختلف الصنوف ! والخسائر المادية وكوارث المجتمع لنتركها عرضة للرياح الموسمية والدكتاتورية والمساوماتية والأتفاقات الجهنمية الخبيثة واللعينة والتعيسة وابطالها الخاسرون .
أستغل نظام البعث ما حدث بعيد أنهيار الحركة الكوردية  .. وقدوم الآلاف المؤلفة لتكون اللقمة السائغة لمنظمات البعث  وأستيعابها وتنظيمها  .. بعد ما كانت أغلب القيادات الرئيسية في الحركة الكوردية لم تستسلم للسلطات العراقية وأصبحت أسيرة إيران الشاه ووزعت في المدن والمجمعات السكنية تحت مراقبة سلطات الشاهنشاهية وسافاكها ،  والقسم الآخر هاجر الى الخارج طالبين اللجوء .. وحتى في الخارج تتعرض تلك القيادات الى حالات الأغتيالات كما حدث للرئيس كاك مسعود بارزاني  في العاصمة فيينا  / النمسا وذلك في آذار 1979 . من القرن المنصرم .
وبعيد أنهيار الحركة الكوردية في ربيع من عام 1975 ، أستيقظ الضمير الذي كان له أمتدات سبقت سنة الأنهيار أي شكلت نوايا وتنظيمات ( الكوملة ) ( كومه له ى ره نجد ه را نى كوردستان ) الماركسية في عام 1970 ونواتها من الشهيد آرام ورفاقه المتحمسين للنهوض بالكفاح المسلح من جديد وفي أسرع وقت ممكن وهذا ما حدث فعلا أي كانت الفعاليات القليلة لذلك التنظيم مع التنظيمات الأخرى فيما بعد شكلت قوى ومن ثم عسكرية والمتمثلة ( ببزوتنه وه ى ديموكراتى كوردستان ) الحركة الديمقراطية الكوردستانية  والقيادة الموقتة وكل في طرف غير متفقين فيما بينهم على النضال المشترك ، وهذا لا يعني من أن كانت هناك في بعض الأحيان التعاون ومن ثم التناحر وهذا ما بدأ منذ عام حزيران 1975 والى بعد ذلك بسنوات !
في ناوزنك الأتحاد الوطني الكوردستاني وهو متكون تنظيميا من الخط العريض بقيادة مام جلال و مجموعة كادحي كوردستنا بقيادة نوشيروان مصطفى  ... و شكل الشهيد الراحل صالح اليوسفي ومحمود عثمان  ورفاقهما  في عام  1976 الحزب الأشتراكي الديمقراطي الكوردستاني ، بعد أنشقاقهم من الحزب الديمقراطي الكوردستاني  والذي أوجد مفارزه ومقاتليه الى جانب مفارز ومقاتلي الأتحاد الوطني الكوردستاني بقيادم مام جلال الطالباني  وكانوا يوما ما  مع الاتحاد وسرعان ما تفرقوا وتصارعوا وتقاتلوا !! وأخذ كل منهم جانب من منطقة كوره شير وشينى وسنى وناوزنك  وحتى في العمق الكورستاني لم تسلم المفارز من التوترات السياسية والمصادمات العسكرية ، وقبلها حدثت بين الطرفان  معارك وكارثة هكاري في 1978 في منطقة بهدينان بين الأتحاد الوطني والقيادة المؤقتة .. مما كانت خسائر الطرفان والضحايا التي بقى أثرها كبيرا على الحزبان البارتي واليكتي والسوسيالست والأهالي والمنطقة والتأريخ ، وسجلت تلك الأحداث بالأسوء في تاريخ الحركة الكوردية الجنوبية .
فإذن الأتحاد الوطني الكوردستاني والأشتراكي الكوردستاني هم من أنشقوا من الديمقراطي الكوردستاني وتقاتلوا فيما بينهم وسنوات الخلافات لها أمتدادا منذ عام 1964 وحتى أواخر السبعينات كمرحلة أولى متناحرة وقاتلة ومدمرة بمختلف صورها البشعة والسيئة وسجلت سواء من كان يحبذ تلك الوضعية أو من لم يرغب بذلك كما تجرع العلقم ، وأخذ منحى وإتجاه آخر وسلم نفسه للسلطات الحكومية تارة الى العراق وأخرى الى تركيا والثالثة الى إيران !!! ولهذا السرد رباط كبير لما عاشه الشعب الكوردي والكوردستاني والحركة التحررية الكوردية وبيشمركتها وأنصارها المتمثلة بالحزب الشيوعي العراقي والى مرحلة عام 1979 .
الأمور بحاجة الى الحلول وليس خلق المعضلات الجديدة والحديثة !!!
 



36
مذكرات بيشمركة / 78
العقلية العسكرية !!
سعيد الياس شابو                                               
              2019.02.22                                                         
كانت اللغة والعقلية العسكرية العراقية هي الطاغية والمسلطة على زمام وأمور ورموز الدولة مما كانت تؤدي تلك العقلية الى حسم الأمور بالشكل المخطط لها  في غرف العمليات المتنوعة والمدعومة ماديا ومخابراتيا ولوجستيا بغية تحقيق النتائج التي أوجدت تلك الفكرة سواء كانت محقة أم من عدمها ، وهذا ماهو كان في دهاليز السلطة ورفوفها وماهيتها وأجندتها !!! ومن ثم مرؤسي تلك الأجهزة وكيفية تعاملهم مع ( الواقع ) وإتخاذ مايلزم بالضد من الطرف الآخر أي المعارضة في الداخل والخارج ومنها السياسية والعسكرية ومنها الفصائل المعارضة المسلحة العديدة و( الغير متجانسة كليا فيما بينها ) إلا البعض منها متعاونة فيما بينها  نسبيا هنا وهناك و ذلك لا يعني خلو الساحة من التشنجات والأصطدام المسلح بين المفارز المعارضة ولأسباب عديدة !!
فإذن نحن البيشمركة الأنصار أمام واقع عسكري متشبع وعقلية عسكرية عقيمة ومفعمة بالعنجهية والغرور ومنظمة ومنتظمة ( عقائديا وعسكريا ) !! الفصائل والسرايا والأفواج والألوية والفرق والفيالق ومنها الصادة ومنها المجحفلة .. المجحفلة عادة تكون في خوض الحروب سواء كانت داخلية أو خارجية وعلى سبيل المثال يكون سرب الطائرات الهيلكوبترات تابع أحدى القطعات العسكرية ومنها الكتائب أو البطاريات المدفعية تابع لتلك الفرقة أو لذلك اللواء ، وهكذا الفصيل أو السرية الكيمياوية ، وحتى سرية النقل الجبلية ( البغال ) المرقمة والمسماة بأسماء جلها مسجلات ومنتظمة ولها ما تمتلك سيارات النقل من والى المناطق التي تنقل اليها لغرض الحركات العسكرية !
هذا بخصوص التنظيم العقلية العسكرية والمجهزة بأحدث الأجهزة السلكية واللاسلكية  وطائرات الأستطلاع ورصد كل حركة وأعطاء وتزويد القيادات في الدولة ( الموقف العسكري ) أي في الصباح والمساء وما بينهما حسب الطلب والضرورة .
فأما الأجهزة التي كانت تسيرها الدولة وتقودها وهي مخلصة ومنفذة التوجيهات والأوامر بحذافيرها .. الأجهزة الأمنية والمخابراتية العديدة والمتنوعة وتحت تصرفها مختلف أنواع أجهزة التجسس والتنصت والمصروفات المادية والسيارات العديدة التي تستخدم في العمل اليومي وناهيكم عن العشرات لا بل المئات من السيطرات العسكرية المجفلة عسكريا وأمنيا والتي زرعت في مختلف الطرق المؤدية بين البلدات والمحافظات والمعسكرات ، ومشكلة عائق حقيقي في السفر والعمل البيشمركايتي والأنصاري ! فأما الأخطر والأتعس من كل ذلك تلك الأفواج الخفيقة والتي تقدر بالمئات !!!!! وهي بالطبع صنعت خصيصا لمحاربة البيشمركة ، وهي قادرة على المناورة وسرعة الحركة وعليمة بالمناطق جغرافيا ونابعة من صلب الشعب الكوردستاني برمته ! ولا ننسى من أن تلك الفصائل المسلحة والمسمياة بالأفواج الخفيفة تعمل ومرتبطة بتنظيمات عسكرية وأمنية مخابراتية ومجهزة بأجهزة تتصل مباشرة مع القيادات العسكرية في المنطقة وعند الطلب تستنجد بالطيران المدعوم وما الى ذلك من أحتياجاتهم اللوجستية ، وكان مرؤسي تلك الأفواج والسرايا من المناطق والنفوذ العشائري المتنوع من زاخو الى خانقين وحامين تلك المناطق من تواجد البيشمركة الأنصار من تحركاتهم ومن ثم رصدها ونصب الكمائن ليلا ونهارا والهجومات المزدوجة مع عساكر النظام القمعي وبالتعاون مع العملاء والمندسين والمختارية في القرى الكوردستانية !
وكلما تحدثنا عن العقلية العسكرية العراقية تستجد عندنا مسائل عديدة والأبداع في تنفيذ تلك الفعاليات وعلى سبيل المثال وليس الحصر .. ليس غريبا من أن يقصف الطيران العراقي سوق ( قاسمة ره ش ) في عام 1981 الحدودي ويقتل الكسبة والبيشمركة ، ويحرق الأخضر واليابس ، وليس غريبا من أن يقصف المقرات في صواريخ أكزوزيست من سمتيات متطورة في سنة 1982 وفي المقرات توجد البعض من العوائل والأطفال !! وليس غريبا من أن يقصف الطيران في الأسلحة الكيماوية المحرمة دوليا مقرات الحزب في قاطع بهدينان وقبلها في شيخ وسان وباليسان وأن يقصف القوات المشتركة من الجيشان العراقي والأيراني في بنجوين في ربيع من عام 1984 ، ويقتل الجميع بدون رحمة ! وليس غريب من أن ترسل وتنزل الهليكوبتر بحبل الى الراعي أو السابلة .. ليعلو به الطيار ومن ثم يرتفع الى علو مرتفع ومن ثم يقوم الطيار برمي الراعي أو الشخص أو البيشمركة من ذلك العلو لكي يقتل بدم بارد دون أن يعلم لماذا !! ، وليس بغريبا من أن يقع أسيرنا وشهيدنا ومجروحنا بأيادي السلطة من أن يسحسل ويسحب خلف السيارات ويعتبر عبرة للآخرين !! وليس بغريب من أن تعود القوة العسكرية من الجيش العراقي مققهرة في الحرب ومكسورة الخاطر لعدم التصدي أو الخسائر الكبيرة في الأرواح وأن ترى في طريقها للعودة من أن هناك من ينتظرها ليعدم من عاد خاسرا أو منسحبا لأمور عسكرية بحتة ! وليس بغريب من أن يشد العسكري على صاروخ ويرسل الى إيران وليلقى نفس المصير !! وليس غريبا من أن يعدم العسكري أو يقتل من الخلف .. ويكتب على الصندوق أو التابوت الذي يحتضنه من أن ( الجبان ) كلمة يستحقها ، وليس غريبا من أن يقصف الطيران  في صيف من عام 1986 القرى البريئة يسقط الأطفال من شدة القصف من السطوح ويموتون الأطفال كما حدث في ( يك ماله ) ! وو ........................ ! وليس غريبا من أن تقصف المدفعية قافلة لنقل الأرزاق وأدخارها للشتاء من قبل القرويين كما حدث في خريف من عام 1984 !! وليس غريبا من أن تقصف الطائرات مجمع زيوة في عام 1985 ويقتل الأبرياء وعوائلهم  ، وليس غريبا من أن تملأ القاعة أشخاص سياسيين أو من الأهالي وأن يجرب وتجرب  عليهم الغازات الكيماوية وذلك من أجل معرفة مدى سرعة القتل والتأثير عليهم .. أي كم هي شدة تلك الغازات  وقوة مفعولها ، وحتى القصف في مدينة سردشت الأيرانية لم تسلم أهاليها من القصف الكيمياوي ! ومئات القصوفات الأخرى خلال تلك السنوات التي كانت المعارضة العراقية والكوردستانية في أوج قوتها على الساحة الكوردستانية .
هذا غيض من الفيض من العقلية العسكرية العراقية وذلك لتبسيط الصور ووضع النقاط على الأحرف وما آل اليه نتيجة التفكير الساذج لتلك العقول وخاصة بعد منح الرئيس العراقي صدام حسين أبان حكمه رتبة عسكرية لا يستحقها دون أن يكون عسكريا وملما بشؤون العسكرية لا من قريب ولا من بعيد !! وكان المقترح من الرئيس اليوغسلافي الراحل جوزيف بروستيتو ! لكون العراق بحاجة الى الحزم الدكتاتوري وليس الديمقراطية !! .
فأما عقليتنا العسكرية كانت لا تصب ولا تسنجم مع العقيلة العسكرية العراقية .. لا بل عكس ذلك تماما وجل تفكيرنا يصب في منحى آخر وعقلية الخلاص من الدكتاتورية ووقف الحرب العراقية اليرانية ووقف النزيف الدامي بين الشعبين وإيجاد الحلول السلمية الناجعة بديلا عن الحرب الطاحنة بكل ما تعنيه الكلمة من معاني قاسية بين الدولتان الجارتان !!
وكانت أوليتنا البناء بكل معانيه من الكلمة أي بناء ومساعدة القرويين في العودة الى فراهم ، بناء المقرات للأنصار البيشمركة  والعوائل الموجودة وتعليم ألأطفال على القراءة والكتابة ، حل المشاكل المزمنة بين القرويين وحثهم على العودة والعمل والعيش بسلام ، التقريب بين وجهات النظر بين الأحزاب العاملة في الساحة ، بناء التنظيمات الداخلية وتوسيع رقعة المعارضة للنظام الدكتاتوري ! والتصدي بحزم لمخططات عقلية حكومة المركز وذلك بدعاياتها المغرضة أعلاميا وعسكريا ، والتصدي للتحركات العسكرية والهجومات من قبل الفرسان ( الجحوش ) ، ومن ثم الرد على تجاوزات الربايا والمعسكرات التي كانت تستمتع وتستلذ بإيصال الأذى الى أهالي القرى المسالمة في تلك الوديان والجبال وراضية بالحد الأدنى من العيش على أراضيهم وبساتينهم ومزارعم ومواشيهم وأرض أجدادهم !
سلاما على أهل القرى الطيبة وسلاما على الجاعلين الحتوف جسرا الى الموكب العابري ( الجواهري الكبير عندما قالها في وثبة 1948 عندما أشتشهد أخيه جعفر ) .


37
مذكرات بيشمركة / 77
من هم الأنصار البيشمركة ؟!
سعيد الياس شابو / كامران                                                           
2019 . 02 . 18                                                               
اليوم يصادف الذكرى ال ( 56 ) لتشكيل أول نواة وقوات أنصارية البيشمركة للحزب الشيوعي العراقي بعد نكسة شباط في عام 1963 من القرن المنصرم ، وفي قرية ( سماقولي ) وقرية ( ئاوه كرد )  والسليمانية  ومن ثم في مناطق بالك وشقلاوا  وجبل ألقوش وبهدينان  ، حيث كان الرفاق الناجون من حملة الأعتقالات المنظمة والمبيت والمخطط لها منذ اللحظات الأولى لأستلام الحرس القومي لزمام الأمور في ذلك اليوم الأسود وما تم من ألحاق الأذى بالشيوعيين والوطنيين وأصدقائهم وعوائلهم وزج أولئك الناس المخلصين للشعب والوطن في السجون والمعتقلات والأوكار والأقبية المتنوعة بغية النيل منهم والتنكيل بهم وأستخدام كافة الوسائل والأساليب الدنيئة والقذرة وبأساليب بوليسية رخيصة نابعة من الحقد الدفين والدموي بالضد من الوطنيين الشرفاء والأوفياء .
وسأترك مابين السطور وبين السنين وألتزم المرحلة الثانية لتشكيل الأنصار في أواخر من عام 1978 وأوائل من عام 1979 ميلادي .
من هم الأنصار البيشمركة الأنصار الشيوعيين أو الشيوعيون وأصدقائهم وتنظيماتهم الداخلية وعل مراحل متفاوتة من التأريخ الأنصاري العراقي والكوردستاني .
... العمال وبكل مسمياتهم واصنافهم ، الشغيلة وأقصد شغيلة اليد والفكر ، ومن ضمن الشغيلة حراس المقرات المتنوعة والسواق العاملين في نقل الجرائد والبريد الحزبي  والعاملين في المطابع الحزبية المتنوعة ، وشغيلة الفكر الكوادر الحزبية والتنظيمية والصحفيين والكتاب والمشرفين وأختصاصات اللجان والمكاتب المتنوعة ، العمال واصحاب المهن ، الفلاحين والمزارعين ورعاة المواشي والبقر ، الكسبة وأصحاب المهن الحرة ، الطالبات و الطلاب وفي مراحل متنوعة عديدة منها المراحل الدراسية .. أي أعداديات الزراعة والصناعة والتجارة ، طلاب في مراحل مختلفة من الأعداديات والمعاهد والجامعات ، أطباء وصيادلة  من الجنسين ، معاونين أطباء وصحة ومخدرين في حقول الصحة ومصورين الأشعة والعملين في مداخر الأدوية ، أساتذة من المعلمين والمدرسين ومن الجنسين أي الأناث والذكور وأختصاصيين وجراحين في الطب وخريجي مختلف الجامعات العراقية ودول الخارج ، العسكريين المفصولين السابقين وضباط الجيش القدامى المفصولين ومنهم من عمل في الأنصار وذوي خبرة  ، ضباط تخرجوا من الكلية العسكرية من جمهورية اليمن الديمقراطية ، عوائل ومن ضمنها أطفال تركوا مدارسهم عنوة ، عناصر التنظيمات الداخلية والتي يكشف أمرهم ، الطلاب وخريجي الدراسات المختلفة في دول الشتات المتنوعة واللذين حصلوا على شهادات علمية ومهنية ، قيادة الحزب بشقيها الموافج وغير الموافج !!
وليس مخفي عليكم أحبتي القراء من أن النصيرات والأنصار قدموا الكثير من أجل البلوغ الى الغايات التي نذروا أنفسهم من أجل تحقيق الغايات النبيلة وألتحقوا بالحزب وبالجبال وثمة من أستشهد في اليوم الأول من ألتحاقه والآخر في الأسبوع الأول من ألتحاقه والآخر في الشهر الأول من ألتحاقه والآخر في السنة الأولى من ألتحاقه والآخر في العقد الأول من ألتحاقه والآخر بقى ليسرد لكم وللتأريخ الحقائق كما هي ودون رتوش !
عقولنا وفكرنا وتكويننا لم تقبل بالمساومات أي كان شكلها ومصدرها .. وفي الوقت ذاته لم تكن تؤمن بالخراب والدمار والقتل وما يدور في فلكيهما تلك المقارنتان التي فرضت علينا عنوة وما آل اليها الوضع من تداعيات سلبية وإيجابية عند الحالتان !!
فإذن لا خيار غير خيار الكفاح المسلح وذلك للبقاء والدفاع عن النفس والمباديء في المراحل الأولى من التجمع الأنصاري البيشمركايتي بعد تشكيل المفارز البدائية في مناطق دشت كويسنجق ودشت حرير ومناطق بشدر وبيتوين وبهدينان وقرداخ ومن ثم شيني وزلي وناوزنك ونوكان وعشرات المناطق الأخرى .
ومن أين هؤلاء البيشمركة الأنصار لحزبنا .. ؟!                                     
.......................................................                                 
الرفيقات والرفاق وأصدقائهم .. هم من الفسيفساء الموزائيكي العراقي بكل تلاوينه وحلاوته .. الأيزيديين ، الكلدانيين والآشوريين والسريان ، الأرمن والصابئة المندائيين ، الكورد والعرب ومن مختلف القرى والبلدات والمحافظات العراقية ألتحقوا بالجبال ليقولوا لا وكلا لللأرهاب والتنكيل والتعسف والدمار للعراق والعراقيين وألف لا لقمع الحريات وبناء دولة المواطنة والمؤسسات ونبذ العنف والسفالات !!
فهنيئا لكم أيها وايتها الأنصار الشجعان في عيدكم ال 56 وللشهدء ننحني



38
مذكرات بيشمركة / 76
مهام ومهمات الأنصار البيشمركة
سعيد الياس شابو / كامران                                                                                 
2019.02.14                                                                     
في الذكرى السبعين ليوم الشهيد الشيوعي                                                                   
ننحني لشهدائنا .. ولأارواحهم السلام .                                                                                                                                       
قبل البدأ في ذكر ومعرفة المباديء التي أصبح النصير من أجلها .. لا بد من أن نعرج على الأهم .. ألا وهو من هم أحزاب الساحة والتي تحمل الأاهداف والبرامج والسلاح والقوات والفعاليات بوجه الحكومة العراقية وما يترتب من التسميات والفروق بيننا أي كفصائل ( ثورية ) مقاتلة وبين السلطة التي تمتلك كل الوسائل والأمكانيات عدة وعددا !!
و أحزاب التي تحمل شعار الكفاح المسلح وإن أختلفت وتفاوتت الأوقات لمن سبقونا بعد أنهيار الحركة الكوردية ( مع واو الزائدة ) في عام 1975 من القرن الماضي .. ألا وهم الأشخاص المناضلين من بقايا الحركة الكوردية ومعهم عناصر متعطشة للماركسية والأشتراكية والقومية والفلاحية التنظيمية والطلابية .. مصممين من أن لا خيار بديلا عن ( الثورة ) ! وفعلا سبقونا الأتحاد الوطني الكوردستاني والقيادة المؤقتة الحزب الديمقراكي الكوردستاني وحزب الأشتراكي الكوردستاني وبالطبع كان لتلك القوى أثرا إيجابيا في تكوين نوايا الثورة المسلحة بفصائلها ونحن المكملين لتلك الأحزاب لنشكل حركة أكثر فعالية والعمل لضعف الحكومة العراقية وآلاتها القمعية المتنوعة والمتمثلة بثروات نفطها وجيشها القوي وجيشها الشعبي واتحاد طلبتها وفتوتها وطلائعها وأنواع أجهزتها الأمنية والمخابراتية والأعلامية وشراء الذمم والحكومات الدولية !
هذا هم .. أصحاب السلطة والدولة والحكومة العراقية كتشكيلة بالضد من أحزابنا وتكوين الفصائل المسلحة والمناهضة لتلك السلطة في أمكانياتها المتواضعة والبسيطة والخلافات التي أصبحت نقمة في التأريخ ونحن تحملنا عواقبها ونتائجها الوخيمة وسأعرج فيما بعد من القادم من الأيام على التفاصيل!
ولنعود الى مهام البيشمركة الأنصار ..                                                               
.........................................                                                       
المهمة الأولى والأساسية هي إسقاط السلطة !! أية سلطة هذه المتكونة من أكثر من نصف مليون جندي ومتطوع ورتب عسكرية أي قادة عسكرين متدربين وخريجي كليات الأركان وسلاح طيران متنوع من الهيلكوبترات الصغيرة والسمتية والهنترات المحسنة والسيخوي والميك بأنواعها والراجمات والمدفعية المتنوعة والناقلات والدبابات المتطورة ، وأفواج الفرسان ( الجحوش ) الخفيفة والمختارية والعملاء من كل الفئات المستفيدة والتابعة للنظام القمعي الدكتاتوري !
أن تلتحق كبيشمركة أو نصير .. فعليك من أن تختار أحدى تلك الفصائل المقاتلة المسلحة وتتبع لها وببرنامجها وتكون اليد الضاربة لما يخطط لك ! وأن لا تكون جبانا في الرفض وحتى لو لم تكن مقتنعا ! وأن تبني غرفة أو قاعة أو كبرة للعيش داخلها ، وأن تبحث عن لقمة العيش وتجلبها من المناطق الأخرى وحتى لو كان الطحين وأنت محمله على البغل لمدة ثماني ساعات أو أكثر ، وأن تجلب البضاعة الأخرى من الدول الجوار ! وعليك من العلم والخبرة بتقطيع الأشجار من أن لا تكون مثمرة ، وعليك من أن لا تترك سلاحك بعيدا عنك أثناء الجلوس في البيوت ! وعليك المعرفة بأمور الساعة !وتجيد الطبخ وألا ستتحمل النقد اللادع والمؤذي !! وأن تجيد عمل العجين للخبز على الصاج وفي التنور والبرميل وكيفية أشعال النار بدون دخان !! لكي لا يرصدك الطيران !! وكيف تزرع في الموسم الربيعي من الخضروات لكي تستفاد منها في الصيف ، وكيف تساعد أهل القرى في البناء ونقل الأحجار المتنوعة وخبطة الطين بعد تجميع التراب من المناطق الصخرية وفقدان المعاول في الكثير من الأحيان وجلب أعمدة البناء للسقف والعيدان التي تسطر فوق الأعمدة أي أخشاب السقف ! وكيفية سلق البيض يحتاج الى الدراية وعمل شوربة عدس فهو الآخر هو يتطلب الدراية والمعرفة .. فأما خزن الأرزاق في المكان المناسب والحفاض عليه من الرطوبة ومن الفئران وو ... ألخ ! فأما حفر المواضع الدفاعية في الأرض كانت من العوائق المتعبة في الأراضي الصخرية !! وبناء الحمام وأختيار موقعها وكيفية وصول المياه إليها أيضا يحتاج الى الخبرة وحتى أختيار موقع التنور يحتاج الى العلم العسكري خوما من قصف المدفعية والطيران !! وكيف تتعامل مع الضيوف القرويين وبيشمركة الأحزاب وحل المشاكل التي كانت قديمة ومستعصية وتتحمل الخلالفات القروية والعسائرية والسياسية والشخصية وغيرها من الأمور جلها بحاجة الى المراعات والدراية ! والترجمة أيضا مطلوبة من والى الكوردية للعربية !! فأما تنظيف السطح من الثلوج وأستخدام الباكوردان وشد  الجلال ( الكورتان ) وحمل العطب ونقله وربط الحيوان أي البغل والبغال كلها مطلوبة وحتى خزن التبن والشعير وقص الحشيش الربيعي وخزنه كان مطلوبا ! وأن تجيد القرائة والكتابة والتحدث بقواعد اللغة كان مطلوبا وأهم من كل تلك المواضيع ألا وهو الشجاعة والأنتباه بالحراسة كانت من المواضيع المهمة ! وعليك من أن لا تنجر وراء المغريات والحب اللاشرعي والمساومات والتكتل والمحسوبية داخليا وخارجيا !!
وعشرات الأمور الأخرى كلها بحاجة الى الوقت الكافي لكي يكون سيديء وعزيزي القاريء في الصورة الحقيقية للوضع الأنصاري البيشمركايتي .
وبعد وصولنا الى مقر روست والربيع الذي كان  يقود الأنسان والحيوان الى التأملات بمواصة الحياة أكثر من الفصول الأخرى حيث تواجد مختلف أنواع الأحشاش والنبتات ومنها ( الفطر ) والذي يزن مختلف الأوزان وأحيانا يصل الى الكيلو وخاصة بعد الأمطار والرعود الربيعية ويمتاز جبل حصاروست بهذه الأنواع اللذيدة من الأفطر ، و( الريواص ) و( الكنكر ) الكاعوب والخباز !!!!
فإدن الربيع والنار الوهاجة لصقر الحزب والأنصار خضر كاكيلي لا يخمد ولا تخمد في تلك الأمسيات والليالي الربيعية  والكتلي المغلي والشاي أبو الدخان اللذيذ !
الرفيق القائد والبطل الأنصاري خضر كاكيل الى جانب كل الأنصار الشجعان واللذين أخلصوا للقضية تحملوا الكثير والكثير في زمن القحط والحرمان هم وعوائلهم من أجل الثورة عبر الكفاح المسلح والتغير نحو الأفضل والأتيان بالبديل وكانت أحلام نرجسية وبنفسجية وأمنيات ثوار وليس الجحوش !!
وفي المساء .. بعدما كان النار وهاجا وبعيدا عن المرئى للربايا والجبل المسلط على المنطقة ( حسن بك ) وعلى مسافة أعلى من المقر في روست أضفنا الى تلك النار أخشاب وحطب متنوع كان تحت الأنقاض وفي البساتين متروكا وهكذا و في كل مساء والى الساعات المتأخرة من الليل ... وكم كان أشواء الفطر لذيدا في القادم من الأيام وعلى تلك الجمرات الزرادشتية ؟!
في موسم الربيع الكوردستاني بشكل عام وقرى كرتك وروست وما حواليهما  بشكل خاص يختلف عن المناطق الأخرى .. لكون أهل القرى المذكورة لهم خصوصيتهم المنطقية وبالشكل الآخر ..  أكثر أنفتاحا بالعلاقات الأجتماعية وفي أول الربيع يخرجون أهل المنطقة وخاصة الشبيبة يعني الشباب والشابات الى تلك المناطق الجميلة للبحث عما هو نبت جديدا من الكاعوب والريواص والفطر والحشائش الأخرى ويكون هذا من الصباح الباكر وحتى المساء  .. ومن ثم الدبكات والأغاني التي تحمي الطقس الشعبي والبيئي وبعد ما يولي الشتاء القاسي وما يرافقه من المتاعب طيلة أشهر !!!! وقدوم فصل الربيع المنعش والبهيج  بكل معانيه الصادقة .
والألتفاف حول النار الوهاج  الذي كنا نجتمع حوله وخيمة مام خضر كاكيلي في الباحة التي تعلو المقر وهي خيمة صغيرة للمنام والتي كانت تشبه السيطرة للرايحين والجايين من المقر والى كبرة المطبخ الأنصاري .. بحيث يلاحظ مام خضر أية وضعية تستجد وعبر نظره الثاقب والصريح !! وإذ بأحد الرفاق يسير ( متعرجا ) ومعلنا من إن ثمة خلع .. في رجله أي أحدى قدميه  ! وبعد عدة مرات لاحظ مام خدر كاكيل من أن الرفيق النصير الطيب متمارض وليس مريض !! وإذ بمام خدر ... رفيق تعال .. أستريح ... مام خدر مكملا .. رفيق هاي رجلك أشبيها ؟! الرفيق الطيب ... والله رفيقي مام خدر هاي بالطريق أنزلقت وحدث ما حدث والآن فيها ما يشبه الخلع !! ومستمرا مام خضر ... لا رفيق هاي كلشي ما بيك وأنت مو  ( مريز ) يعني مو مريض ! ومكملا المام  .. شوف والله لو يجي ويأتي العدو .. فلا يعرف ولا يفرق من أنت مريض لو صاحي !! يقتل الكل !! فمن هذه اللحظة أمشي عدل وفك اللفاف عن رجك وأمشي عدل !
والرفيق النصير صاغيا الى الكلمات التي تخرج من فوه مام خضر .. الكلمات الصادقة والنصيحة في مكانها .. وحدث هذا مباشرة  وفعل النصير العزيز والراحل عنا وفقيدنا الطيب قابلا بكل رحابة صدر رفاقي وروح رياضية واعية ما قاله الرفيق مام خدر كاكيلي ، وفعلا الرفيق المتمارض شكر مام خضر على كل كلمة قالها له ومبديا أستعداده من نفس اللحظة على فك الرباط الذي كان ملفوفا حول قدمه مبديا شكره لنصيحة المام خدر .. وبعد أن ذهبت المفرزة وضمنها الرفيق من روست الى بشت آشان .. كتب الرفيق رسالة الى مام خضر مبديا فيها من أنني تعلمت درسا منك لايمكن نسيانه أبدا وأنا شاكرا لك على كل كلمة تبؤت بها وأصبحت لي قناعة بما ذهبت اليه وتقبل مني أحلى سلام وتحية / رفيقكم أبو فلان .وبعد قرائة الرسالة فعقب مام خدر .. شوف هذا هو مبدأ الحياة وغيرها من الكلمات الرقيقة الشعبية والقوية والتي أثمرت نتائجها آنيا ومستقبليا !!             

39
مذكرات بيشمركة / 75
صناعة الموت المتنوع!
سعيد الياس شابو / كامران                                                                       
2019 . 02 . 08                                                                             
تمر اليوم الذكرى والفاجعة والنكسة السوداء في ذكراها ال ( 56 ) الأليمة ويا للمصادفة بين التأريخان وبعد مرور كل تلك السنين أي يوم الجمعة في 8 شباط الأسود 1963 _ واليوم جمعة في 8 شباط 2019 . ولا يزال العراق موقع ومصر على أتفاقية صناعة الموت وفي أساليبها وتنوعاتها العديدة والعديدة !!
وكثيرا ما كتبوا بخصوصية الأنقلاب الأسود في 8 شباط والذي أحدث ذلك الأنقلاب نزيفا مستمرا في الجسد العراقي وشعبه ، ومنذ ذلك التاريخ الأسود أحدث شرخا قاتلا تبني وتبنى عليه كل الحكومات ما يحلو لها دون أن تصغي الى كلمة الحق والأخلاق وتخلط الأوراق عمدا !!
واليوم أنا لست معنيا بسرد كل الأحداث الدامية في العراق طيلة الخمس عقود ونيف الماضية من التاريخ الحافل بقتل الأنسان العراقي من دون العودة الى القوانين الدولية والشرائع السماوية والأجتماعية وفقرات الدساتير والمواثيق الدولية ، لا بل أكثر من كل ذلك يقتلونك بدم بارد .. وعليك بدفع سعر الطلقة أو الرصاصات التي قتلوك بها !! هذا بإختصار!!
... أستنفار قوات النظام الصدامي .. !!                                                           
...............................................                                                         
وبعد تلك الأيام الثلاثة أي 15 – 17 من شهر نيسان 1982 من القرن الماضي وإلظلام يدركنا ونحن مقبلين على وصول مفرتنا الى مقر  ( روست ) الشهير والذي شاهد أو بالأحرى مقرات روستي الشهيرة .. شاهدت تلك المقرات والمنطقة برمتها  كافة أنواع القصف والتنكيل من قبل الطائرات والمدفعية والراجمات وهجوم الجحوش ونشر الجواسيس والمخبرين وعملاء السلطة للحصول على .. كيفية ومن قام بالعملية البطولية والجريئة وفتح آفاقا جديدة باتحدي ومقاومة النظام وآلته العسكرية ومعسكراته ورباياه المستعصية وكيفية وصولها .. جلها كانت أسئلة من قبل المتعاونين مع السلطة من عملاء وخونة متنوعون يتجولون المنطقة للحصول على حقيقة الأمر والمتنفذين !!
قرية روست وجارتها ( كرتك ) بالكاف الثخينة وهي من القرى الجميلة والمزدهرة في مياه ينابيعها العديدة والساحرة والعذبة  وبساتينها المثمرة ومناخهما المنعش صيفا وطبيعتهما الخلابة وعلاقات أهل القرى مع بعضهم الآخر ومع الآخرين ، ولم تكن تلك القرى لوحدها بل هناك قرى عديدة في المنطقة أي منطقة ( بالكايتي ) الجميلة وتلك الجبال الشامخة والتي تحيط المنطقة ومنها جبل ، هلكورت ، حصاروست الشهير ، حسن بك ، والجبل الأسود ( شاخي ره ش ) !
وبعد أن تناولنا قسطا من الراحة وتناول القسمة المتوفرة في المقرات .. والأهم هو لقاء الرفاق الأنصار بعد كل فترة وأخرى والتغيرات الجارية في هستيريا قوات النظام وغضبها مما يحدث من مستجدات وتحولات في المنطقة فبالأمس كانت السيارة العسكرية وقعت أسيرة وجنودها بيد المفرزتين من الحزب الشتراكي الكوردستاني والحزب الشيوعي العراقي .. وما تتخذه تلك القوات من أجراءات إحترازية للدفاع عن أزلامها ومواقعها المحصنة عسكريا وجغرافيا !!
وإذ بالمقر ..  خبر محزن طغى على النصر الأنصاري المقرون بأقتحام  مقر السرية الرابض على أعلى قمة في المنطقة ألا وهو جبل ( سري سرين ) الشامخ والحصين  وذلك عشية ذكرى تأسيس الحزب الشيوعي العراقي في 31 آذار ، والحصول على كميات من الذخيرة والأسلحة والأسرى العسكريين ومن ثم حرق الممتلكات الباقية وبنيان الربية لكي لا يستفاد منه ثانية !
الشهيد الرفيق الدكتور وهو معاون طبيب ( مقدام ) البطل ، أستشهد في تلك العملية البطولية والتي قادها وخطط لها الرفيق البطل خضر كلكيل ورفاقه الأبطال ، وكان عدد من الرفاق الجرحى في تلك العملية البطولية ومنها جروح مؤذية ومنها طابت في التداوي الخارجية ، وكان الجرح المؤذي للرفيق أبو داود في العين ! بحيث لم يكن بوسعه من أن يرى فيها شيء ! والرفيق خذر كاكيلي والبعض من الرفاق الآخرين أيضا مجروحين بالشظايا المتنوعة والرصاص الملعلع أثناء المقاومة من الأخوة ( الجنود ) المخضوبين على أمرهم !
فأما  الأسرى المعززين والمكرمين .. فكان الخيار لهم من أن يعودوا الى النظام أو الذهاب الى إيران أو بقائهم الى جانب الأنصار لمحاربة الدكتاتورية ونظامها الدموي القاتل !
أكتبوا معي رفاقي عن الشهيد البطل والمؤدب والخلوق والطبيب مقدام الجنوبي ! أكتبو كم قام بتقديم الخدمات الجليلة لأهل القرى وبيشمركة الأحزاب والأنصار ؟ أكتبوا عن شبابه ووسمة هندامه وألتزامه الخلقي وعمله اليومي الأضافي بالأضافة على والى مهنته كطبيب !
الرفاق الأنصار .. ها .. ما شافكم الطيران الذي يحوم المنطقة ؟! كلا يس من بعيد .. مو قصف اليوم عشوائيا !! هم زين وصلتم با لسلامة !
كان حزننا شديد لفقدان رفيق مخلص يحتذى برفاعة الخلق والأداء لمهامه ، ولكن نحن متعودين على الشهادة والسجون والمعتقلات والمنافي وبناء مقار الأنصار وبناء المساكن لأهل القرى واللذين قدموا من مجمعات حرير و ملا أومر .. أي المجمعات التي أسكنت فيها أهل القرى .. كرتك وروست وسليشمة وسميلان وغيرهم من القرى الجميلة ، مجمعات قسرية ونتيجة أستمرارية الحرب العراقية الأيرانية وتواجد قوات البيشمركة الأنصار في المنطقة .. فقد عاد الكثير من أولئك المرحلين ليسكنوا قراهم ويرعوا بساتينهم المثمرة والعودة الى الأرض المحرمة لها مدلولاتها .
النصير خدر كاكيل .. لماذا خدر كاكيل ؟! وهل ليس هناك قبله وبعده أنصار وبيشمركة ؟! وهل هو لوحده قوة لا تقبل التقهقر ؟! وهل خدر كاكيلي خريجة الأكاديمية العسكرية ؟! وهل خدر كاكيل خريج الدراسات العليا ؟! وهل خدر كاكيل زعزع العساكر في المنطقة ؟! وهل خذر كاكيل لم يكن مدرسة ناجحة ؟! وهل خدر كاكيل لم يهاب الموت ولم يخاف الرصاص ؟! جلها أسئلة تبقى دون جواب شافي !! وأخيرا وعشرات هل أخرى ستبقى بدون جواب ... وهل أخيرا لم تتراجع البعض من المعسكرات و الربايا من عنجهيتها وترسل خبرا من إننا لا نضربكم فيما لو لم تضربوننا ؟!.
أنصار روست وكوستا .. بالرغم من المسافة بين كوستا وروست والتي تقدر بحوالي 100 – 120 كيلومتر أرضا وتضاريسها المتنوعة ، إلا أنها جويا تقدر بأقل من نصف المسافة ، والرفاق الذين أسسوا قاعدة روست جائوا من مقرات كوستا ليعمروا المدرسة المهدم سقفها أثناء الترحيل ، وكان ذلك البناء وأعمار المقر في شباط 1981 عندما قدم الرفيق أبو عايد من الخارج وقاد مفرزة من كوستا الى روست وكان ضمن المفرزة الرفيق مام خضر روسي وأكثر من عشرون رفيق آخر وفي عز الثلوج والشتاء والبرد وقدوم رفاق آخرين من الطرف الآخر عبر جبل سكران ومامة روت !!
وهؤلاء الرفاق واللذين بنوا مقر كوستا في أواخر عام 1979 من القرن الماضي كانوا النوات الأولى لبناء مقرات كوستا ومعهم القادمين من الطرف الآخر من مقرات ناوزنك وتوابعها .
فإدن العلاقات الحميمية بين الرفاق الأنصار كانت علاقة أكثر قوة من الشيوعية التنظيمية في المدن المعتمدة فقط على التنظيمات والأجتماعات  ومضيفة أليها أي العلاقات الشيوعية  .. أي علاقات التحدي والقتال والحرمان والكفاح والطموح بإسقاط النظام والعيش المشترك أكثر من أفراد العائلة الواحدة لكوننا وكونهم ليل نهار ونحن مع البعض ونتقاسم كل الهموم والشر ، والضحك والأبتسامة ولقمة العيش المتساوية وناكرين لكل ماهو محاصصاتي ، وعندما يتمرض نصير فنجمع له دينار واحد من كل نصير والمقترح من النصير أبو سحر .. ومن يتجنب الدفع يعاين عليه بعين عدم الرضى والسخرية !!
المجد والخلود للشهيد مقدام وكل شهداء الحركات التحررية
والخزي والعار للقتلة في كل الأزمنة

40
مذكرات بيشمركة / 74
( المد الثوري )!
سعيد الياس شابو / كامران                                                                         
2019 . 02 . 04                                                                     
ما من شك بأن الثوار اللذين قاموا وأشعلوا أو تبنوا  الحركات الثورية وذلك من أجل التغير أي تغير واقع شعوبهم ودولهم المزرية بغية تحقيق العدالة الأجتماعية والمساوات وإزاحة الظلم والمظالم المسلطة على رقاب الشعب أو الشعوب ،  ونبذ كل ماهو سيئ تدريجيا وبناء ماهو يمكن بنائه في المجالات الشتى ومنها السياسية والأقتصادية والتربوية وما تستوعبه تلك الكلمة الجميلة ( التغير ) ، ومن هذا المنطلق يعني تغير الأمور البالية وتدشين أسس الحياة الجديدة بكل معانيها  .. إلا وكان النصر حليفهم  وهذا ما أثبتت في العالم إلا ما ندر !!.
وفي العراق .. النظام الدكتاتوري القمعي والمسلط على رقاب العراقيين بكل ألوانهم ومن ضمنهم أزلام السلطة واللذين بعتبرون اليد القمعية أو اليد القامعة في تنفيذ الأوامر الصادرة اليها من أسيادها وبكل جوانبها ومفرداتها من معاني وصور سيئة وأفعال شنيعة مستخدمة بالضد من إرادة الشعب المقهور !
وفي سبيل المثال وليس الحصر .. بحدود خمسة عشر كيلومترا عرض وبطول مئات الكيلومترات على الشريط الحدودي بين تركيا الجارة وإيران الجارة مع العراق هجرت وهجولت أهاليها !! والتهجير القسري له مدلولاته السلبية وصوره القاتمة ! وفي الحسابات الأقتصادية يعني فقدان ما هو يمكن تطويره لو أستخدمت البدائل من الطرق السياسية العسكرية في بناء الدولة الحضارية المتطورة !
وهنا أتناول جانب بسيط  وذات أهمية  .. ألا وهو الخيول والمواشي .. الخيول الأليفة والتي أصبحت وحشية ! وبعيد ترحيل أهل القرى الكوردستانية في العراق وبالذات عام 1975 من القرن المنصرم وبعد أنهيار الحركة الكوردية ، دأب النظام العراقي على تعزيز الأجهزة المتنوعة وبنائها بشكل مخيف ومرعب و بسط حكم العساكر وفي كل المجالات منها زرع وبناء القلاع العسكرية الضخمة تصلح لجمع الترسانة العسكرية وفي الوقت ذاته أن تكون  معتقلات وسجون قمعية وسيطرات جغرافية وبالطبع كانت قلاع حصينة وذات أشكال هندسية متشابهة !
ومن الجانب الثاني توزيع وزرع المعسكرات والربايا والمرابات في الجسد الكوردستاني وناهيكم عن المئات من السيطرات وعلى كافة الطرق من والى المدن !! وبالطبع أمور كثيرة أخرى تبقى في طي النسيان وحفظها في صناديق منسية مغلقة !
الخيول .... بعد ترحيل القرى أصبحت الخيول في تلك القرى المرحلة طليقة ، حرة ، ( سائبة ) مشكلة مجموعات وكروبات وبشكل منظم من قبل مرؤسيها ( ئه سبه غون / ئه سبه كون ) يعني الحصان القوي صاحب الخصي !! ، وتلك المجاميع من الخيول المتكونة .. من البغل ، البغلة ، الحصان ، الفرس ، الحمار ( المطي ) والحمارة ( المطية ) وللحمير قصص كثيرة ، وكل هذه وتلك الخيول كانت تعتبر وسائل النقل القروي من التجارة والأرزاق المؤن والحراثة والسباقات القروية أثناء العرس والمناسبات وفي عبور الروافد وأمور أخرى عديدة .
فأما المواشي أو الماشية .. والمتكونة من الثبران والأبقار والغنم والماعز والى دانب الخيول والماشية الدواجن !! فأما النحل المربي والوحشي البري !!!!!!!!!! وخلط كل الأوراق وزجها في مجمعات قسرية مما أدت الى ترك تلك الأراضي الزراعية المروية والديمية على السواء !
وبعدما كانت تلك الخيول جلها أليفة وبعد سنوات اصبحت جلها ( وحشية ) تنهزم عندما ترى أنسانا ما عدا النساء ! ، وبالمناسبة الفلاح كان خبيرا بما يدور من حواليه لو أستخدم العقل معه ! أي بدل ترحيله .. بناء السدود وتحسين الزراعة وتربية المواشي كلها كانت البديل الأفضل للترحيل القسري!!
وبالمناسبة فيما لو أردتم الحصول على البغل ! فلا تحيرون وما عليكم إلا أن تتزوجون الحمار المطي مع صديقته الفرس ومن ثم يكون المولود الجديد البغل أو البغلة !! وإن لا .. فلا بغل هباءا !!
والعودة الى مفرزتنا من كوستا الى روست .. ونحن في اليوم الثاني تجاوزنا وسرنا من قرية ليلكان البرادوستية بإتجاه قرية كوليتان والجبل المتعب صعودا ! ونزولا ! ، وفي الصباح وكالعادة الحرس الأخير ملزم بإنهاض الكل والتهيئة لتناول لقمة الفطور الصباحية الأنصارية في القرى الكوردستانية والمفروض عليها حصار الدولة النفطية والقمعية !! وعلينا أكثر من حصار واكثر من واجب !!
وفي الصباح من اليوم الثالث شدينا الرحال وحملنا مع الرفاق الطيبين الشجعان والناكرين للذات الحمل أي الجهاز اللاسلكي المجحفل وبكامل عدته وكانه المولود الجديد ويجب أن نحميه من كل مكروه ! وفي تلك المناطق الحدودية الربيع يكون متاخر قليلا لكون المنطقة باردة والثلوج لا تزال تصرخ ببقائها وتقول أنا هذا موطني فاتشبث به على طول الخط ! وبعد مسير حوالي أربع ساعات أخرى بحيث بلغنا تلك الواحة الخضراء الجميلة ونبعها الصافي وأشجار الجوز النادرة في المنطقة ذاتها !! وإذ ببعض الرفاق أرادوا من نيل القسط من الراحة في الموقع المكشوف عسكريا وخاصة الرفيق القادم مع المفرزة الجديدة من جيكوسلوفاكيا  بعد التخرج من كلية الهندسة وملتحق بالأنصار حاله حال المئات الكثيرة من الرفاق والرفيقات واللذين شكلوا مدا ثوريا بالأضافة الى رفاق الداخل وأصدقاء الحزب والفارين من جبهات القتال ولهم خلفيات سياسية ومبدئية وتنظيمات داخلية ، ومشكلين سرايا وأفواج وفصائل عسكرية وفي مواقع عديدة برزت النشاطات المختلفة في حينها بحيث جن جنون السلطة العراقية من تلك الألتحاقات !
وبعد الدردشة والمعارضة مني بعدم جدوى هذا المكان للاستراحة والراحة لكون المكان مكشوف ومعرض لرؤية الطيران والربايا المطلة على ناحية سيدكان !! إلا أن الرفيق أبو  شيرزاد القادم من الخارج وآثار التعب مبينا عليه و في المسير الذي طال أسابيع واسابيع مهلكة وعبور تلك المساحات من الهضاب والوديان والجبال والأنهار ..  كلها شكلت عنده ألم مضاف على آلامه السابقة وهو مبديا أمتعاضه من الحالة  ... ليش المكان ما يصلح مو هاي الجبال خلفنا ؟! وكان أصراري بالرغم من معارضة أكثر من رفيق لرأي ، بيد أنني أفلحت وبتأيد من الرفاق الدارين بالأمور  بتجاوز المنطقة لمدة ساعة أخرى حيث الغابات والأشجار الكثيفة والمنطقة العاصية !! وإذ بأصوات الطائرة هيلوكوبتر وهي ترتفع المنطقة البعيدة منا نسبيا ومشكلة حاجز اليقظة  والحذر وهي تحوم بالمنطقة ومرئية من بعيد ! وبعد ذلك والمشادة الكلامية ..  أيدوني بما ذهبت اليه من المعرفة بالأمور ونحن بمهمة نقل الجهاز المهم ! وأيدني النصير أبو  شيرزاد بعدما كان متذمرا ومتعصبا من الحالة التي دافع عنها دون دراية بالأمور اللوجستية والعسكرية !
المد الثوري ... وعندما نتحدث عن المد الثوري أبان الحرب العراقية الأيرانية وخصوصياتها وتداعياتها وأرهاصاتها ومن هنا يبرز المد الثوري الجزئي والذي بين ثماره وخاصة بعد ..  بعد الرابع والعشرين من شهر نيسان 24/04/ 1982 أي في حرب المحمرة / خورمشهر والى يوم 12 / 05 / 1982 ميلادية أي بعد انتهاء تلك الهجومات وأسر حوالي 20000 عشرون ألف أسير من القوات العراقية وقتل أكثر من خمسة وثلاثين ألف 35000 فقط من القوات العراقية وناهيك من قتل الآلاف المألوفة من القوات الأيرانية !! وبعد ذلك الدمار وإعدام كبار القادة العسكريين للجيش العراقي من قبل النطام العراقي بحجج الأنكسار في الجبهات !
ومن هنا بدأت الالتحاقات ومن مختلف الفاريين من الجبهات القتالية بقوات البيشمركة للأحزاب الموجودة على الساحة ومنها حزبنا الشيوعي العراقي  ، وكانت الشبيبة وبالمئات قد التحقت بقوات أنصارنا وفي مختلف القواطع أي قاطع بهدينان ، أربيل والسليمانية وكركوك .
فأما القسم الذي لم يلتحق بأي قوة من تلك الأحزاب الموجودة الحزب الديمقراطي الكوردستاني ، حزب الأتحاد الوطني الكوردستاني ، الحزب الأشتراكي الكوردستاني وغيرهما من الأحزاب الموجودة في ساحة النضال ! أو سوح النضال !!! ألا وهو قسم المعلمين الفرارية والداعين لخدمة الأحتياط في الجيش العراقي ، وهذا القسم الذي في الكثير من الأحيان لعب دورا غير محبذا وغير مجديا !! أي أصبح عبئا ومعرقلا في الساحة ومتفرجا ومتخذا مواقع مهمة في القرى وذلك نتيجة الأمكانيات المادية التي بحوزتهم وكشخة توالبتات شعرهم البراق وزيارة عوائلهم وجلب لهم مالذ وطاب من قبل تلك العوائل وأتصالاتهم الدائمة مع السواق وتعلملهم وثقافتهم التي جلبوها من ...  من المدن والبلدات العديدة!
وكان الصراع قائما بينهم وبيننا وإن لم يكون مع الكل إلا أن الحالة كانت تبرز الصراع بين الثوريين وبين الفرارية من الحرب والقادسية المشؤومة والتي ذهب ضحاياها الملايين من البشر وناهيكم عن خسارة المليارات من الدولارات ! ومجيء الحكام المحاصصاتيون والطائفيون الجدد !!!!!!!!!!!!!!!!.
تحية للسواعد التي حاربت الدكتاتورية وللشهداء جميعا ..
والأمنيات بعودة الأهالي لقراها وبنائها من جديد و
وفاءا لتلك الخيول التي شكلت مجاميع وتحدت النظام وقاومت كل الأساليب وتكاثرت دون مراعات من أية قابلة مأذونة وتحملت آلام مخاض الولادة !


41
مذكرات بيشمركة / 73
( الكلب شاهؤ ) !
سعيد الياس شابو / كامران                                                                       
2019 . 01 . 28                                                         
                                                                         
وأنا أكتب وأسمع واشاهد الأخبار وإذ بخبر مؤسف ومحزن ألا وهو  وفاة
أمير الطائفة الإيزيدية مير تحسين بك عن عمر ناهز الثمانون
فلروحه ألف سلام وأقدم تعازي الحارة الى كل الرفاق الأيزيديين وعوائلهم والطائفة الأيزيدية بهذه المناسبة الأليمة وأن يكون رحيله أخر الأحزان .
.................................................                                                                         
كلما تحدثنا عن الربيع بشكل عام تبرز صور جميلة عند الأنسان ، فأما الربيع في كوردستان له وقع خاص في قلوب البيشمركة الأنصار بشكل مغاير يختلف تماما عن اللذين يعيشون في النعيم بشكل دائم وبشكل آخر الحياة في المدينة متوفرة فيها كافة أنواع المأكولات والمتطلبات الحياتية ! فأما نحن فنبحث عن الحشايش الطبيعية لكي نصنع منها وجبة غذاء فيها التغير ولو قليلا وعلى سبيل المثال وليس الحصر / وجبة كاعوب بالبصل أو خباز بالبصل أو أمور أخرى تختلف من منطقة الى أخرى ( كالكاردي بالسماق ) والتي تنظف الأحشاء من التراكمات المتعلقة بالأحشاء والمعدة !! فأما العقول تبقى تتمنى دون الحصول على الأفضل إلا ماندر!!
وفي الثلث الأول من شهر نيسان من عام 1982 ميلادية ، وصلت إلينا مفرزة قادمة من ذاك الصوب أي قاطع بهدينان ومقراته العديدة وفيها محموعة من الرفاق المناضلين والخلوقين والطيبين حالهم حال أكثرية الرفاق المضحين وقاطعين مسافات والسير على الأقدام لأيام أنصارية عديدة وضمن المفرزة الرفاق أبو أقبال وأبو حاتم وأبو شيرزاد ورفاق لا تسعفني الذاكرة من ذكرهم ، وبعد راحة واستراحة أنصارية لمدة ثلاث تيام !!! والبرقية من المكتب العسكري لقوات الأنصار مفادها .. نقل المخابرة والجهاز اللاسلكي وكافة المعدات من مقر كوستا والى مقر روست دون تأخير !
الكلب شاهو .. قبل هذا التأريخ كانت مفرزة تتجول في في دشت هيرت ومنطقة ميركسور .. وإذ بالرفيق النصير زكي الطيب  ........ التحق مع المفرزة وبالذات مع العزيز زكي  ....الكلب  شاهو وفي ومخلص وذكي لحد النخاع ! كلب أبيض ومسميه ب ( شاهؤ ) ، وشاهو لا يترك النصير زكي ومتنفذا لأوامره وإرشاداته على أجمل وجه ! وتعود على تناول وجبة أكل طعام كما نحن الرفاق !
فأما همومي أنا كامران وفي هذه المرة ليست بالسهلة أبدا لكون معدات المخابرة ليست بالقليلة وفيها مسؤوليات لا تقبل المماطلة والأهمال  ! ورزم الجهاز الكبير المتكون من قطعتين وسماعات وجمبارات متفرقة !! وبطارتين أو بطاريتان ذو حجم كبير والتي تستخدمها السيارات ، ومولدة الكهرباء للشحن ومسائل متفرقة أخرى !! كلها بحاجة الى رزمها لكي لا تتعرض الى الدمار والعطل !!
وفي منتصف شهر نيسان تهياة مفرزتنا المجحفلة لتعلن الوداع لمقر كوستا الأم ومعلنة من أن الواجبات القادمة ينبغي من أن نكون في العمق أكثر بغية التحولات المرتقبة والسريعة تتطلب المزيد الحركة الدؤوبة ونكران الذات .
ومن هقر كوستا الشهير تحركت مفرزتنا بإتجاه مقر روست ، وفي مراحل ثلاثة واليوم نحن في المرحلة الأولى وقبل بلوغ النهر الهائج ( حاجي بك ) والقادم والمجمعة مياهه من كل حتة ومن كل وصوب !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! ! مياه الأمطار الربيعية زائدا دوبان الثلوج الجبلية زائدا الينابيع الطبيعية  والشلالات  الرائعة .
لم يكن بمقدورنا عبور النهر لا في السباحة ولا يوجد جسر ليساعدنا في العبور .. بيد أن هناك أختراع جديد ألا وهو ( شنكل بانة ) الأنصارية والقروية وتسمى بال ( بؤسة ) أي العبور بواسطة سلك مربوط بقوة ومتانة على أشجار وصخور على جانبين النهر ويطول السلك حسب عرض النهر ومربوط بحبال في طرفين العتلة التي تقوم بمهمتها ذهابا وأيابا !!
ويبدوا كانت إرشادات الرفيق زكي من أن يربط الكلب في المقر لمدة والى أن نجتاز الطريق ولم يعقبنا لكون الفلاحين لا يرغبون من أن يروا الكلب مع البيشمركة لكونه نجس !
وبعد أن تهيئنا للعبور عن طريق السلك المحكم وفي الأحيان الكثيرة يكون ويتكون هذا السلك من أسلاك الكهرباء للضغط العالي السميك والرصين !! الكل تهيأ للعبور وحسب الأولية والحاجة وبفريق واحد .. وبعد إنزال حمولة البغلان الحيوانات التي حملناها بمستلزمات المخابرة ، وتدريجيا تم نقل كل المواد الى ذاك الصوب أي الجانب الثاني للنهر المجنون ربيعيا ! والذي أتعبنا كثيرا ليس عبورنا نحن الأباة !! وإنما البغلان القويان أو ربما القويتان وذلك لشدة جريان النهر وقوة دفع المياه في الثانية !! ولمرات ثلاث متتالية نحاول مع البغل السباح بالفطرة  من أن يعبر النهر دون حمل .. إلا أنه يقطع المسافة الى النصف وإذ تدفع أمواج الماء وتعيد الحيوان الى حيث ما أتى ولكن بعد تراجع حوالي عشرات الأمتار الى الخلف ! وبعد متاعب جمة أفلحنا والبغال في أجتياز المرحلة الصعبة والمهمة !!
وبعد أن أجتازت  المفرزة من هذا الجانب الى الجانب الآخر من النهر ونحن عازمون على شد الحمولة من جديد على الحيوانات بغية المواصلة في المسير ونجاح التجربة المفروضة علينا  !!
وإد ( بالرفيق شاهؤ ) قادما من مقر كوستا وهو يلهث وقاطع المسافة لمدة سبع ساعات ربما بساعة أو ساعتان لا أكثر لكونه متحمس وعلى الريحة تعقبنا كل تلك الكيلومترات دون أن يرى إتجاه مسيرنا وقبلتنا الأنصارية !!
الرفيق زكي غاضبا على الكلب الوفي شاهو  وبعد محاولات عديدة من الكلب لعبور النهر إلا أن كل محاولاته بائت بالفشل وبقى مصرا على وفائه ! زكي .. للكلب .. لك رفيق أرجع .. شاهو أرجع ! شاهو محدقا بالجانب الآخر دون جدوى  .. أرجع ! ليش جيت ؟! لك هاوري أرجع .. أرجع ولعدة مرات وبقلب محروق ولكن نحن علينا أن نتواصل المسير واصبح الكلب الوفي يبكي ومن شدة متاعبه لم يكن بمقدوره أن يعوي ويطير الى الجانب الآخر ، ونحن بين الضحك ونزول الدمعة لوفاء الكلب زادت همومنا لكوننا لم نقدر نحمل الكلب لنعبره معنا الى بر الأمان !! ولا نعرف ماذا حصل لذلك الوفي بعد ما تركناه في الجانب الآخر من النهر أي أصبح في الجانب المحرم عسكريا وغير ماهول ماعدا الحيوانات المفترسة والخنازير وقطعان الخيول ( الوحشية ) والتي تركها الفلاحون بعد تهجير قراهم في منطقة دشت سهل برازكر أي ( سهل الخنازير ) !
وفاءا لشاهؤ ووفاءا للبغال .. وتحية للأنصار البواسل .


42
مذكرات بيشمركة / 72
منطقة برادوست
سعيد الياس شابو/ كامران                                                                               
2019.01.23                                                                               
لو تناولنا كل منطقة من مناطق كوردستان العراق الجنوبية .. لنرى الكثير والكثير مما لاتراه العين الغامضة العمياء المريضة والمتربصة بثروات النفط الغدار بحق شعب تحمل الكثر والكثير  من الصعاب والويلات وفي أزمنة وحقب مختلفة من الأنظمة الحاكمة على العراق و منذ عقود الست الماضية وما تلاها من التشنجات والأقتتال الداخلي الكوردي وفرض سلطة الأدارتين من قبل الأحزاب الحاكمة وتقسيم الثروات والغنائم لسنوات دون حساب ورقيب وترك تلك المناطق الواسعة التي دمرتها السلطات العراقية المتعاقبة على زمام نظام الحكم ومنذ أن تدهور الوضع أبان حكم عبدالكريم قاسم والى يومنا هذا يستمر القصف الشديد لدول الجوار بين فترة وأخرى من قبل جمهورية ايران الأسلامية والدولة الجارة تركيا والتي تقصف في كل يوم تلك المناطق الجميلة من الشريط الحدودي من الحدود السورية المحاذية ومرورا بمناطق العمادية ومناطق سيدكان ومناطق جبل كاروخ وورتي وانتهاءا بمناطق جبال قنديل وما ورائهما وبينهما من مناطق جميلة جلها تصلح من أن تكون من أجمل مصائف الدنيا وتحت ذرائع وجود الفصائل المعارضة للدولتين الجارتين !! وأغلبية سكنة تلك المناطق محرومون من أبسط الحقوق الأنسانية ألا وهو العيش بأمان وتناول لقمة العيش في كل زمان ومكان بينما المجتمع الدولي لا حول ولا قوة له وفي الكثبر من الأحيان يتخذ موقف المتفرج !! و
تعتبر منطقة برادوست من المناطق الكوردستانية الواسعة جغرافيا وأكبر مساحة لو قورنت بالمناطق الكوردستانية الأخرى في العراق وتمتد منطقة برادوست الى شرق منطقة شيروان مزن وميركه سور ، والى المنطقة القريبة من منطقة ديانا / سوران ، والى منطقة بالكايتي ومن ثم جبل حسن بك الشهير ومن ثم الى حدود الدولتين الجارتين تركيا وايران .
بينما أكتب هذه السطور وأنا أتابع التلفاز المصري وإد بالرئيس عبدالفتاح السيسي يكرم عددا من أسر الشهداء المصريين خلال أحتفالية عيد الشرطة ال 67 !
والكل يقول تحيا مصر !
ولو ماعليش وشهدائنا متنوعون !!!!!!!! وأحيانا منسيون !! والكثرة من العوائل من رفاة وقبور أبنائهم محرومون !! والكيل بالمكيالين مبدعون !! والحكام للواقع متناسون ومصممون !! وللحديث عن الواقعية كارهون !! ولأنفسهم وحاشياتهم مبدعون !! وللمحاصصة وتقسيم الثروات محتاجون !!
فأما منطقة برادوست تمتاز بالطبيعة الساحرة ومن كل الجوانب ومثلثها الفرمودي وتلك النقطة أو الكتلة الكونكريتية والتي قسمت حدود ثلاث دول أي ايران ، تركيا والعراق كوردستانيا !!!
وأهم تلك الجبال التي تقوي وتزين المنطقة .. هلكورد ، شاكيو ، أودل كيوي ، سياكيو ، قلندر ، بولي ، بزين  وكوشينة وعشرات الجبال الأخرى بمحاذات الحدود للدولتان الجارتان .
فأما تلك السهول والهضاب والوديان الجميلة والمزركشة بتلك الروافد والنهيرات القادمة من الشريط الحدودي وجل مياهها نابعة من أرض العراق كوردستانيا ومشكلة عشرات الكيلومترات مناظر جميلة جذابة وخلابة  تصلح لزراعة كل ماهو مثمر ومفيد وناهيكم من الثروات السمكية اللذيذة والعسل البري !! وأهم ذلك  النهير مصغر النهر .. نهير بوكن الكاف الثقيلة ، نزاري ، قلندر ،  وأهمهم نهر حاجي بك  ومصادر مياهه القادمة من  سحر الأرض الطيبة قبل وصول الى جبل ( كيله شين ومثلث خواكورك السحري والذي توزع مياهه الى ثلاث روافد !!! رافد تجري مياهه الى كوليتان ومن ثم منطقة سيدكان ، والثاني يصب في وادي ( ده راو نازل الى خلف جبل ليلكان قاصلا بين دشت هيرت ودشت برازكر وهناك من يسميه بروباري حياة أي نهر الحياة ، فأما الفسم الثالث والذي تصب مياهه من الحدود أي المثلث الكوردستاني وقرية آري والينبوع السحري ( كاني خاسكئ ) وينابيع وذوبان الثلوج الموسمية ومرورا بمنطقة مقرات كوستا ، ويعتبر هذا النهر الفاصل بين الدولتين الجارتين تركيا والعراق كوردستانيا !!  وفي الأخير تصب تلك المياه في النهر أي الشط ( زئ ) الكبير .
وتلك السهول الجميلة ومنها حوض سيدكان و دشت هيرت ودشت برازكر / الكاف الثقيلة ! ومن أهم الوديان العاصية والتي كانت الدببة لم تهاجر تلك الوديان ( كلي حواكورك ) ، كلي ( كوستا ) ، ( كلي ره ش ) الوادي الأسود  و( كلي ليتان ) ووديان أخرى بعيدة عن الأنظار وقرى مخفية فيها كقرية صيرو وزرؤ الأشوريتان  وربما كلدانيتان وربما يهوديتان لأن الكنائس المطمورة لتلك المسمياة الجميلة لا يزال آثارها شاهد على العصر !!!
والحديث يطول عن أفخاذ العشيرة والشيوخ والأمراء الذين كانوا يحكمون المنطقة طيلة قرون من الزمن وحمايتهم للمنطقة من النزاعات والحروب التي كانت تصيب المنطقة حالها حال المناطق الأخرى وخاصة الغزوات من الدول الجوار بغية السيطرة على المنطقة لكونها استراتيجية جغرافيا وأقتصاديا .
والعودة الى الأهم ومفرزتنا التي يجب أن تستمر الى حيث بلوغ مقر كوستا الشهير وبعد مسير لنهارين وبحوالي 15 ساعة في كل يوم وبعد متاعب جمة بلغنا الى مقر كوستا الأم !
ومنذ بدايات العام الجديد 1982 من القرن المنصرم كانت طاحونة الحرب العراقية الأيرانية يتصاعد وتيرتها وأخذت منحى آخر من حيث كثرة الصولات والهجومات لجيشين جارين ودولتين جارتين ومسلمتين وأزدادت الخسائر الطرفين وأستمرار النزيف الذي قل نظيره في حروب العصر الحديث بحيث هرب من الجيش العراقي أعداد غفيرة وخاصة المكلفين وساعرج على الموضوع في منتصف السنة أي 1982 .
فأما على صعيد التحاق الرفاق في منظمات الحزب وتوجههم الى قواعد الأنصار البيشمركة كانت على قدم وساق واحر من الجمر، حاملين هموم الوطن وتاركين جامعاتهم ومتخرجين من جامعات وأكثرها من الدول الأشتراكية سابقا ! ومن جمهورية اليمن الديمقراطية الجنوبية الشعبية .
وعلى صعيد الداخلي للعراق وخاصة في مناطق كوردستان ومنها أربيل وشقلاوة  والسليمانية ومناطق أخرى ومن خلال وصول المفارز الى جامعة صلاحدين وعصيان الطلبة مما زادت عند الأهالي الحميمية والسخط الذي كانت نتائجه قد أثمرت وذلك  نتيجة تذمر شرائح واسعة من الأهالي و الطلاب والمعلمين المدعوين للخدمة الغسكرية والجنود الفارين من جبهات القتال .
والغريب في الموضوع .. كانت تلك المناطق المحرمة شتويا الحركة فيها نتيجة تساقط الثلوج الكثيرة إلا أن الحاجة أم الأختراع كانت هي القوى في حركة المفارز !
وتمضي الأيام والأسابيع والأشهر القليلة وحيث الربيع المفعم بالحركة والفعاليات المتنوعة وجريان الدماء في الأجساد الثورية وقدوم الرفاق والرفيقات الجدد حاملين معهم المعدات المتنوعة ومتحمسين لأسقاط النظام وماخذين في الحسبان من أنهم لم يبقى لهم فرصة للإنقضاض على النظام ....... لكون النظام الدكتاتوري القمعي في العراق آيل للسقوط القريب والحتمي !!!
الربيع والطموحات المشروعة ....
..........................................
بينما كانت مفرزة من رفاقنا تتجول في مناطق دشت هيرت ومنطقة ميركه سؤر بغية نشر الوعي بين أوساط أهل القرى وتوزيع منشورات الحزب والخوض في تكوين العلاقات بين الحزب ومفارزه والقيام بفعاليات ممكنة ، واستمرت المفرزة لحوالي أسبوعين في المنطة وفيها تححق عدة فعاليات وأهمها نصب اللافتات وكتابة الشعارات وما رافقهما من مسائل أخرى بالضد من الأجهزة القمعية والتي كانت الأداة القمعية للنظام ووجهه القبيح !!
وبين عودة المفرزة في الصباح الباكر من يوم الأول من شهر نيسان 1982 وبعيد يوم 31 آذار وهي مناسبة عزيزة على قلوب الشيوعيين العراقيين وأصدقائهم ومحبيهم ، ونحن في المقر كان الرفاق الطيبين قد أشتهوا بهذه المناسبة أحتساء كأس عرق والذي حرموا منه وهو من المحرمات في حركة الأنصار وكان قد جلب من صديق يتعامل معنا مقابل ثمن ومشكورا على جهوده ...... الطيبة .
إلا أن الوضعية أي وضعية رفاقنا والبالغ عددهم حوالي عشرة رفاق أنصار في المقر في ذلك اليوم .. ولا أعرف سبب التسمم والتقيؤ الذي أصابا به هو الغذاء أم الكحول ‘ علما في ذلك المساء نذرت نفسي من أن لا أتقرب منه ! وبعد ساعات من تناولهم الكحول والعشاء فقد أصابهم ما أصابهم من التذمر القوي والحالة التي يرثى لها بعد أن صغيت أصوات التقيؤ والمكوث خارج القاعة ومحاولات عديدة مني لتهدئة الوضع ولكن متاعب تلك الليلة لا تنسى أبدا ! أي بقيت الحرس الوحيد الساهر وحامل هموهم من الساعة التاسعة ليلا وحتى الصباح الباكر !!!!!!!!! حاسبا كل الحسابات العسكرية والطواريء ولحسن الحظ .. عادت مفرزة أبو وليد الى قواعدها سالمة الى كوستا ومن ثم تنفست الصعداء وجرت وعادت الدماء الى عروقي ! وتدريجيا عاد الرفاق المصابين بالحالة الى وضعهم تدريجيا ولم يصدقوا بما حدث لهم من سوء !
للشهداء ننحني
وللأحياء سلام



43
مذكرات بيشمركة / 71
حذاء السمسون ( صامسونك )!
سعيد الياس شابو/ كامران                                                                              
2018 .12 . 29                                                                           
بعد الدرشة مع الذات ولأيام عديدة وأختيار أسم وعنوان أكثر مثيرا الحلقة وبعد ضرب الأخماس بالأسداس .. ولكن كل الخيارات وقعت على هذا الأسم فلا خيار آخر يكون  بديله!
ولكي أن يكون القاريء  الكريم في الصورة الحقيقية .. تجاوزت مذكرة أي الحلقة ال السبعين الى وقت آخر والى أن تختمر الفكرة أكثر!
وصلت مفرزتنا مقر روست في الرابع والعشرين من شهر دسيمبر من عام 1981 وبعد قطع مسافات ومتاعب كثرة سقوط  الثلوج والبرد والجوع والحرمان من النوم وما يرافقهما من متاعب أخرى !! وكلها ليست بمهمة بقدر ما هو صلب الموضوع ألا وهو النضال من أجل إسقاط السلطة والاتيان بالبديل الديمقراطي والحكم العادل من أن يحل بدل حكم القتلة !!!
وخلال هذا الأسبوع من ذلك العام أو تلك السنة حظيت المنطقة برمتها نزول كميات وافرة من الثلوج بحيث كست مناطق واسعة بمنديل أبيض أو مناديل بيضاء تزيد الطبيعة جمالا وتوفر المياه للفصول القادمة بغية الستفادة منها !!! وخاصة جبل هلكورت وحصاروست وحسن بك وجبل الأسود وما حواليهم من قرى وسهول ووديان و الجبال والمناطق ( الكويستانات )!
وفي الصباح الباكر من يوم الجمعة المصادف 1 / 1 / 1982 ميلادية  وبعد تناول وجبة الفطور /  الريوك / المقسومة وفي غالب الأحيان كانت الوجبة متكونة من العدس المفيد واللذيذ لو لا ( ملينا منه لكثرة تناوله بالمناسبة ودون مناسبة )!!
يقال من  إن هناك من يفطر في أربيل .. ويتغدى في أستنبول .. ويتعشى في دبي !!! وهذا كله من فضل ربي ! والله أنعم عليهم ثروات نزلت من السماء !!  ولا شاننا بهذا الموضوع الشائك   ولنعود الى موضوعنا .. وفي ذلك  الصباح المشمس الصافي بزرقة السماء الجميلة دون وجود أي قطعة غيم في المنطقة إلا  البرد والهواء النقي بنقاوة أرض كوردستان الطيبة وبمناظرها الخلابة وطبيعتها الساحرة الجذابة  ومياهها العذبة التي تشفي الغليل والعليل  والبخيل والرذيل  وو ....!
وكانت مفرزتنا يزيد عدد أعضائها العشرين نصيرا بيشمركة وكلهم متهيئين للمواصلة وكسر الثلوج القاسية بهممهم وطاقاتهم وإصرارهم وعزيمتهم ومتسابقين على من يكون يتحمل الأكثر تعبا بفتح الطريق الغير مرئي سوى السير على الأتجاه الجغرافي !
ربما لو تذكرت البعض من أسماء الرفاق وتركت البعض الأخر سيصبح الأمر معيبا ! ولكن الحقيقة المرة من أنني لا أتذكر جميعهم وسأتذكر البعض من الرفاق وعسى من أن يكملوا الرفاقي الأحياء تلك الأسماء الجميلة .................
الرفاق .. هاوار ، أبو سحر ، أبو آمال ، أبو وليد ، نبيل ، رنجبر ، علي الصجي ، هزار روست ، فرهاد ، سيامند ، أبو عسكر ، رياض ، أبو زهرة ، سرود ، زكي ، ثائر ، ماجد ، كوبي ، شيرزاد روستي ، أبو حازم ، أبو داود وكاتب السطور كامران وأولاءك الأبطال اللذين لا أتذكرهم ولا تسعفني الذاكرة وربما البعض القليل القليل من هذه الأسماء قد خلطتت في المخيلة !
سقوط الثلوج وتكرار هذه الجملة لها معانيها ومدلولاتها  في تلك المناطق والمناطق الأخرى يختلف كثافة ونسبة وماخذين بنظر الأعتبار الرياح التي تزيح الثلج من منطقة الى أخرى بحيث يزداد الأرتفاع ويشكل عائق إضافي للمسير وخاصة عندما ينطمس وينغمس الرفيق فرهاد حتى خصره !! .. وكان التناوب على كسر الثلج وفتح الطريق من قبل اكثرية الرفاق إن لم يكن جلهم!
من روست الى كوستا وهي مسافة السير على الأقدام لمدة ثلاثة أيام وبمعدل عشرة ساعات في الأجواء الأعتيادية !!! فكيف بمثل هكذا ألأجواء  القاسية ؟!
( حذاء السمسون )!!                                                                                 
.........................                                                                                   
محافظة سمسون تقع في دولة تركيا الجارة للعراق وهي أي المحافظة مطلة على بحر الأسود وتعتبر من المناطق السياحية وأنا لم أشاهدها ! ويبدوا صناعة هذا النوع وأنواع أخرى وبشكل مواصفات أخرى تصنع في مصانع هذه المحافظة ! وأنا لست بالدعاية السياحية ولا هم يحزنون ! الحذاء السود السمسون والذي يلبسه أغلب الأنصارالبيشمركة لحزبنا  والأحزاب الخرى لكونه النوعية الأفضل ويقاوم الشتاء القاسي وليس بغريب من يستخدم من قبل البعض في الفصول الأخرى وحتى فصل الصيف وذلك لعدم حصولهم أو قناعاتهم وأحيانا هو (قائد)! وسأعرج لاحقا على المشهد!!
فتح الطريق .. والثلوج الكثيفة .. الساعة بساعتين أو أحيانا بثلاثة لو قورنت في المسير في أيام الصيف !!! والعنصر الذي يكون في مؤخرة المفرزة  وهو الآخر يتعب ويتحمل القسط من المشقة ! إلا انها العملية متعبة أكثر عند الأول والثاني والثالث وهكذا دواليك !!
فأما من أن تكون سمينا ومتربعا ومتراصا كالرفيق فرهاد / ( أنور ) فهذه مصيبة ! والمصيبة الأكبر عندما الرفاق ..  رنجبر/ (رزكار) وسيامند / ( عبدالله ) و كامران / ( سعيد ) من أن يكون المزح عندهم جدا طبيعي وفي الأوقات الحرجة وما شابهها من تلك الحالات  .. في حياة البيشمركايتي  !
( الرفيق النصير فرهاد / أنور ) من الوزن الثقيل لو قورن مع الرفاق الآخرين .. صاحب كرش وضحكة دائمة ولطيف ومرح وطيب القلب .. بينما كان المسير دون توقف وإذ بفرهاد دون الآخرين يغمس في برك ثلجية دون الآخرين من البيشمركة ويطلب النجدة .. أنقذوني ! وإذ بنا نحن الثلاثة نهرع لنطمسه أكثر في الموقع مضافين على رأسه وجسده الثلج وضاحدين دون أي حساب للخطورة والمتاعب الأضافية ومن ثم نساعده بإخراجه من الموقع التعيس وتكررت الحالة أكثر من مرة !!!!! .. وهو الآخر ضاحكا ( هه ى خوشك و دايكتان بجيم ، هه ى قه حبه بابينه ) بؤ وا ده كه ن ؟! ويعني هيجي مع أخواتكم وأمهاتكم وأبوكم الغاهر!! لماذا تعذبوني هكذا ؟! ولعدة مرات والضحك يخفف من متاعبنا والكلمات القاسية لا تؤذينا لكونا صادرة من الدفء الرفاقي  ، ونحن وخاصة النصير الرفيق رنجبر يزيد من لكماته المتعددة على فرهاد وخاصة بعد خروجه من واقعه المؤلم !
فاما حذاء السمسون فقصته قصة مأساوية بحق وتستحق نيل شهادة الدكتوراه الجبلية ! وللتوضيح وتبيان الصور الصور الواضحة لحالة الأنصار وخاصة في قطع المسافات الطويلة وفصل الشتاء كان يتطلب المزيد من الدراية والأخذ بنظر الأعتبار .. كيفية إقهار السلطة الغاشمة و الطبيعة والطقس وليس العكس وهذا ما حصل مع الرفيق أبو داود الكربلائي !
الرفيق أبو داود  آمر المفرزة ..
............................................
وبعد ساعات بعدد أصابع اليد الواحد .. وإذ بالرفيق أبو داود يشعر بالبرودة في رجليه وهذا ما كان غريبا ولأول مرة ! ولأكثر من مرة شكى من الحالة بينما نحن مستمرون في المسير لكون كثافة الثلوج وعدم إيجاد موقع قدم لرؤية ما حصل لأبى داود ! وبعد الألحاح وقفنا مرغمين لنرى ما حصل .. !! وإذ بأبو داود يرفع كل رجل أي كل قدم وهي منزوعة الحذاء السمسوني !! وهكذا القدم اليسرى بعد اليمنى !! ولم نعرف متى وأين حصل هذا أي قبل أي وقت بالتحديد !! وألتفنا حول الرفيق أبو داود لأيجاد الحل المناسب والمرضي المؤقت لتلافي ما حصل والأستمرارية في المسير والمواصلة ! وكل من موقعه .. نلف الرجلين بالجماداني تارة وتارة أخرى نقص قطع من البشدين حزام الظهر !! ولكن كلها لا تقاوم إلا ساعات قليلة وهي لا توفي بالطلب الواقعي وأمامنا المشوار الطويل ! وهكذا خان السمسون رفيقنا أبو داود والأفلات من رجليه نتيجة المسير الطويل في قطع الثلوج وهكذا كانت الطبيعة قاسية وغير عارفة بالأنسانية !!
وفي هذه الحالة .. والظلام يدركنا تدريجيا .. فما علينا كمفرزة ألا من التفكير بالبديل ألا وهو تغير إتجاه مفرزتنا من الطريق الأصعب الى الطريق الصعب !! أي التوجه الى أقرب قرية خلف سيدكان المدينة الحدودية في منطقة برادوست مع الجارتان إيران وتركيا .
وقد أقلقتنا وضعية أبو داود لكون هذه الوضعية ستؤدي الى الكانكرين والخطورة التي ستليها بعد الحالة في حال تفاقمها وأستفحالها !! ونحن نسير قلقين على ما حدث ، وفي حوالي الخادية عشرة ليلا بلغنا أول قرية ونحن في غنى عنها في الضروف الأعتيادية ونتجنب ما هو قريب عن السلطة جغرافيا إلا في حالات المهمات العسكرية والسياسية !! ومشكورين أهل القرية وغير مصدقين من أن مفرزتنا في ضيافتهم .. فتناولنا العشاء المتأخر ليلا وتعاطفوا معنا وزودونا بزوج حذاء مطاط ( لاستيك ) بدل ضايع !!..!! وبعد أستراحة أكثر من ساعتان وتدليك قدمين أو رجلين  أبو داود الجامدتان!! شرعنا في المسير ثانية نحو قرية كوليتان ولكن من الجانب الآخر ، بينما كنا على الجبل المطل على ناحية سيدكان كانت الأضوية المشعة للكهرباء يعكس بريقها على الأشباح الذين لم يصدق أحدا من أنهم ثوريون بلا حدود!! وكان جامع قرية كوليتان قد أضافنا مشكورا ، ولكن هجوم الكلاب التي تحرص أهل القرية ومواشيها لم يتركنا من النيل قسطا من الراحة وحتى الصباح !!!!!!!!!!!!!.
للشهداء ننحني ..
وللقرويين تحية حب ومودة ..

44
مذكرات بيشمركة / ٦٩
اثار على الثلوج !
سعيد اليأس شابو/كامران
٢٣/١٢/١٩٨١

اثار على الثلوج في الجبال .. ليست كآثار على الرمال في منتجعات الدول السياحية الشرقية والغربية والشرق الاوسطية والآسيوية وما وراءهما من الدول والأقاليم والجزر الجميلة والتي تعمل جاهدة لكسب السواح ومن مختلف دول العالم .
فإما آثارنا على الثلوج تختلف كليا وتحاكي البشرية على واقع مزري في الجمهورية العراقية. سابقا وجمهورية العراق لاحقا !!
وأنت في بلدك والشريط الحدودي وفيه آلاف القرى مهدمة ومهجرة وأهاليها محصورة في مجمعات قسرية وغير منتجة نسبة إلى ماكانت تنتجه في السابق من المنتوجات الزراعية والحيوانية بكل مشتقاتها ومسمياتها وعلى سبيل المثال .. الحبوب بأنواعها والفواكه اللذيذة المتنوعة والعسل المتنوع وتربية المواشي ولحومها ومشتقات الاجبان والألبان والدسم الزبدة الخالصة وغيرها من الأمور ذات الأهمية الاقتصادية والبيئية ، ناهيكم عن الاستقرار لعشرات لا بل لمئات الآلاف من الناس الذين رحلوا وتركوا قراهم عنوة ومرغمين على قبول الإملاءات من قبل ازلام السلطة ومرغمين إلى الانتماء إلى حزب السلطة ومنظماته القمعية وتعين القسم من اولاءك المرحلين في وضاءف غير موجودة أصلا وخلق بطالة مقنعة غير مجدية .
ولتعود إلى صلب موضوعنا .. الا وهو اثار على الثلوج. .. في يوم ٢٣/١٢/١٩٨١ ، مفرزتنا القادمة من ناوزنك إلى بشت اشان انتهى مفعولها والكل ذهب إلى مهمته .. الا ان كانت مفرزة قادمة من مقرات روست  إلى بشت اشان بمهمة أخرى والرفاق الشجعان وبعد انتهاء مهمتهم يرومون العودة دون ان نعلم من هم! وفي ذلك الصباح الأنصاري البشتءاشاني الجامد والحيوي وإذ بحوالي الثانية عشرة ظهرا ونحن متهيئين لمواصلة الدرب وإذ بالرفاق أبو داود وأكثر من عشرة رفاق اخرين في وضعية التهيئة ومتحزمين وعلاءجهم على ظهورهم وفيها الذخيرة من الخبز والمعلبات والمنشورات والبعض من الأدوية وكل حمل حصته من المقسوم !!!وبدءنا المسير والكون من حوالينا ناصع البياض الا الأشجار الشامخة وخاصة أشجار الجوز والبلوط وو……..إلخ .وبمجرد السير وفتح الطريق لمواصلة السير وتشكيل الرتل الأنصاري وبعد حوالي نصف ساع وأكثر وإذ الثلوج تغطي كروم المنطقة والظاهر فقط البعض من رؤوس تلك شجيررات العنب الواقفة على أوتاد ساندة وراسخة في الأرض الطيبة وهي مكسوة بالثلوج التي سقطت خلال الأيام القليلة الماضية ، وبعد التفكير بما تحمله هذه الكروم من خفايا الأيام والترحيل وفي هكذا طقس مثلج وبارد والفضولية مني وأصرت على الخروج من الرتل لأبحث عن عنقود عنب لربما يحلي حلوقنا ونحن بحاجة ألى السكريات الطبيعية ! وفعلا ما اردته تحقق بمجرد ازاحة الثلج عن شجيرة صغيرة يقدر ارتفاعها اقل من متر واحد وميلانها بعض الشيء إلى الأسفل لكون كثافة الثلج شكل عبء على كل الكروم !! وقطفت اكثر من عنقود وكأنه العنب في حافظة وخزان دون ان يحدث له أي تغير أو عفونة ، عنب اسود وفيه روح المقاومة والتحدي لكل ما هو موءثر سواء من من رحل القرى أو من كثافة ثلوج الساقطة في موسم الشتاء .
وبعد مسير حوالي اكثر من ساعة أخرى وصلنا إلى الشارع الموءدي من المنطقة والى قرب قرية (ره زوكه ريان ) ومن ثم  الصعود الإجباري إلى جبل ( مأمه روت ) الشهير. ! استمرت المفرزة ورفاقها الأبطال بفتح الطريق وبالتناوب وحتى تسلقنا في أعالي. الجبل وبالرغم من الظلام الدامس وفي هذا الشهر …. الا ان بياض وبريق الثلج هما أفضل وسيلة تساعد المفرزة من روءية الطريق والسير فيه ، وأحيانا أخرى يمكن من ان يكون الثلج عدوا يموه الطريق والاتجاه ويخلط الحابل بالنابل وتدور المفرزة في حلقة مفرغة ومتاعب كثيرة وقاتلة فيما لو تعكس الوضعية على الدليل والمفرزة! وهذا ما حدث مع البعض من مفارزنا في أوقات سابقة ولاحقة!! وبعد بلوغ القمة ومن ثم الشروع في النزلة وهي في الكثير من الأحيان تكون اصعب بكثير لكون الجبل الحاد يكون الانزلاق فيه اكثر خطورة ! عبرنا الروبار / الرافد القادم من حاجي عمران وكلالة نازلا إلى مناطق سكران وما أسفلها من قرى وبلدات ، وكان العبور اختياري ههههههههه يعني أنت تختار وأنت ترتدي حذاء السمسون المطاطي أو حافي القدمين !! وكلا الخيارين موءذيان دون التفكير والعودة إلى العقل وعليك التفكير الفوري ان يكون خيارك! وعبرنا الرافد ومياهه الجامدة ولكن لم تكن تشكل قوة كالربيع وخاصة بعد سقوط الأمطار وميعان وانصهار الثلوج الموسمية مشكلة عواءق جمة أمام المفارز العابرة.
واستمر المسير إلى الصباح بعد ان تجاوزنا كل الربايا العسكرية المطلة على المنطقة والى ان بلغنا قرية شيركاوا واهلها الطيبين والذين قدموا الكثير لكل الأحزاب ومفارزها بدون استثناء ، ومن هنا تحية خالصة إلى أهالي شيركاوا وقرى المنطقة والتي اوتنا وقدمت لنا الكثير ، كما نحن قدمنا لهم الكثير في الخدمات الطبية والبناء وامور عديدة أخرى.وبعد تناول الفطور في قرية شيركاوا واحماء أنفسنا بعض الشيء .. واصلنا المسير إلى مقر روست وكان الحلم قد تحقق ببلوغنا في. وقت الضهيرة ولقاء الرفاق الذين اشتقنا اليهم بعد هذا الغياب!
المجد والخلود لكل الشهداء وتحية للبيشمركة الانصار الذين وهبوا سنين أعمارهم للقضية


45
مذكرات بيشمركة / 68
طبيعة الصراعات ................!
سغيد الياس شابو / كامران                                                                                     
2018.12.21                                                                                   
عندما يولد الطفل من أمه أو تولد الطفلة من أمها  وهو باتأكيد عاريا وهي بالتأكيد عارية ويبدأ بالبكاء وتبدأ  والصراخ والعويل مبديان وحاملان  هموم العيش والوجود ولا يعلمان  من أن والديهما وأفراد عائلتهما متمكنون ماديا من القيام بالواجبات المطلوبة إتجاههما أم لا ؟!
وهنا تماما .. كانت خياراتنا على عكس ذلك .. أي أنت تعلم أو أنت لا تعلم من أن الصراعات عديدة وتختلف كليا عما هو ولادة الطفل ! أي وفي الكثير من الأحيان والكثير من الأنصار البيشمركة لا يمتلكون الخبرات العملية لحياة جبلية ذات تعقيدات جمة .. إلا فيما بعد  والمتطلبات الكافية لمواصلة الأيام والحياة الصعبة وفي كل حالاتها وإن اختلفت من وقت الى آخر وأقصد المكان والزمان !!.
تعالوا معا أحبتي القراء والبيشمركة الأنصار لندردش ونتذكر البعض من تلك الحالات الكثيرة التي واجهتنا سواء بقناعة أم من عدمها !!
الصراع مع السلطة بكل أجهزتها وإمكانياتها العسكرية واللوجستية المخابراتية ، الصراع مع الطبيعة القاسية .. الجبال والسهول والوديان !!! الأمطار والثلوج والحالوب !!! النوم والغذاء والتجوال في المفارز !!! النوم والغذاء والحراسات والواجبات في المقرات الدائمة وعند الحالات الأخرى !!! الصراع مع الأمراض وشحة الأدوية وأوجاع وآلام الأسنان وعلاجها في حالات يرثى لها !!! الصراع مع القمل والبرغوث والبعوض والفئران والحيايا والرطوبط والحيوانات المفترسة !!! الصراع والأقتتال مع قوى حليفة وصديقة لك وهي تقابلك وقريبة منك أجتماعيا وجغرافيا وسياسيا كمعارضة وو ... ألخ!!! الصراع مع البعد مع الأهل والأقارب والأصدقاء وو...... ألخ!!! الصراع مع الأداريين والسياسيين في داخل الحزب وخارجه !!! وأخيرا وليس آخرا المندسين والجواسيس المتواجدة في حزبك والأحزاب الأخرى وهي طليقة تسرح وتمرح وأمام أبصارك وتعمل جاهدة للنيل منك ومن حزبك !!! ، فأما الصراع والمعانات مع شد البغل والتحطيب وضوء الفانوس وو ..........................!!!
هذه المقدمة ليست إلا الغيض من الفيض الأنصاري وطبيعة الصراعات الموجودة على صفحات المناضلين الذين وهبوا خير أعمار شبابهم الى القضية ومبادئها وذلك ليس من أجل  النجاة بقارب الأمان وإنما من أجل الشعب والوطن والحزب !!!
بمجرد خروجك من قاعدة ناوزنك ومتوجه الى العمق العراقي .. ثمة جبل والشبيه بالتلة الكبيرة المدورة ومن بعيد يرصدون أية حركة في المنطقة وكلما تسير وتدور وتبقى هذه الربية مسيطرة على مسار المفارز من والى ناوزنك !!
والعودة الى مفرزتنا المتفرقة والمكوث لليلة واحدة في مقر ( رزكة ) بشدر وبين ناوزنك ورزكة قرية مهدمة وتلك الينبوع .. عين الماء والتي تجمع مياهها في حوض أسمنتي مربع الشكل وتلك الأسماك المحصورة ليل نهار في الحوض وأكبر تلك السماء يقدر وزنها بحوالي الكيلوين والأخرات أقل وزنا وحجما !!!! وهي الأخرى كانت تعاني من الحصار والدوران في حلقة مفرغة ، ولكن كانت تلتهم الحشرات الموجودة والقريبة منها ومن ضمنها حشرة العليق ( زيرو ) والتي تعتاش في العيون المتروكة والمياه الراكدة والبعض من المجاري المتنوعة ، فإن شربت الماء وهو مطعم برائحة الأسماك ! وإن لم ترغب بذلك فعليك المواصلة ضمآنا وعطشانا !! وفي الصباح من اليوم التالي توجهت قوتنا الى قاعدة بشت آشان ( خلف الطواحين ) ، وبعد ساعات لا أتذكر هي كم بلغنا المقر! كانت بشت آشان مغطاة بالثلوج الموسمية ، بحيث الكل قابع في موقعه لشدة البرد القارص وكثرة تساقط الثلوج واصوات غرير المياه والشلالات الجميلة والمفيدة لو أستخدمت لوفرة وصناعة الكهرباء وهي في الوقت ذاته تصلح كمنطقة سياحية شتاءا وصيفا لكون جبل قنديل المطل على المنطقة يشكل واسع وهو الآخر شاهد على المقاومة والتصدي وقاهر الحكومات الدكتاورية والفاشية وعلى مرور الأزمان !!! وبعد الوصول الى المقر وذلك الجسر الخشبي الذي يفصل المقر ومقر الأقليم بعشرات الأمتار بحيث تواجد البعض من الرفاق القدامى والذهاب اليهم واللقاء بهم وبدأ لي من أن ( الضيوف ) يشكلون عبئا بعض الشيء على المقرات والرفاق !! ولم يكن هناك مطعم وفندق عدا مقرات ومطابخ الحزب المتواضعة !!
وعند بلوغ مقر الحزب للضيوف والحديث عن المستجدات والجديد وإذ بالخبر الصاعق من أن البعض من السجناء قد فروا من السجن الذي تكون عليه الحراسة المتناوبة على قدم وساق ولمدة 24 ساعة ! وذلك بهدم وإخراج تلك الصخور من الحائط أي إحد حيطان الغرفة دون أية  معرفة من الفاعل ومن ساوم وخان وساعد السجناء من الخروج وفرارهم  ووصولهم الى بر الأمان وفي تلك الأجواء الغير الأعتيادية ونحن في الثلث الأخير من شهر ديسمبر 1981!!!!
أبو فلان يشهر بالرفاق القيادين وأينما كان ومع من كان وخاصة مع البسطاء من الرفاق الأنصار ويصور نفسه ملائكة وثوري ومثقف وو ....! دون أي ردع أو محاسبة وهكذا ليكسب ود الآخرين المستائين من الوضعية السياسية والعسكرية والجيوكرافية !!
ولذلك أخترت البقاء في مقر الأقيم لمة ليلتان مفعمة بالحراسة والتحطيب ومساعدة الخفر!!! لكون البعض من الرفاق في المحلية والأقليم كانوا من كبار السن نسبيا واوضاعهم الجسدية والصحية غير قادرة على القيام ببعض تلك المهمات وبالرغم من وجود البعض الرفاق الشباب واللذين لا يبخلون  القيام بواجباتهم بصورة صحيحة .
في تلك الليلتان من شتاء بشتئاشان القاسي نزل ما نزل الكثير من الوفر / الثلج وبكميات غير محسودة عليها كما نزلت يوم أمس في مناطق عمادية وسوران ولكي تشكل مناظر خلابة على الطبيعة الكوردستانية وتزيدها جمالا وخيرا ، والفرق شاسع بين اليوم والأمس الأتصاري !!.
للشهداء ننحني ..




46

مذكرات بيشمركة / 67
الوقود الثوري .......... !

سعيد الياس شابو/ كامران                                                                        
2015.01.07 .. 18/12/2018                                                                       
وربما كان المكوث لليلة واحدة أخرى في مكان آخر قبل بلوغ المقرات القيادية لحزبنا الشيوعي العراقي في ناوزنك والمسير في ذلك اليوم في حدود ست (6) ساعات أخرى في الثلوج الحدودية وشراء واقيات الرجلين ( بلبيجك / به له بيج ) وربما له تسميات أخرى في الأجزاء الأخرى من كوردستان ، ومن ثم الألحاح الجدي من قبل الرفيقة النصيرة أم كوران !

تقول العجوزة القروية المحترمة ........                                                                         
-------------------------                                                                         
عندما كنا في قرية كوليتان .. وبطريقة مازحة وضحكة خجولة ... تطرح سؤالها ؟ مام خدر .. هل أنتم تقومون بفعلتكم مع هذه المرأة الوحيدة ؟! أي أنتم ثمانية رجال وهي أمرأة واحدة ! وكانت الضحكة على أشدها من قبلنا ، وطرح الرفيق مام خدر روسي ..  السؤال بشكل آخر على الخالة والعمة العجوزة .. ورد مام خدر مسرعا .. بأن زوجها معها ونحن رفاقها ، وهل أنت تقبلين بهكذا أمر ؟! وضحكنا وردة العجوز لا لا !! كيف يمكن هذا ؟! وهكذا وبعد الألحاح المتكرر من قبل الرفيقة الرائعة أم صباح / أم كؤران عما قالته العجوزة على صيغة السؤال ونحن لم نبوح به لرفيقتنا ولكنها شعرت من أن هناك شيء غير طبيعي نتحدث به ولم نبوح لها أي لأم صباح ، وربما كان الكل يضحك والرفيق أبو عادل الشايب يخرجنا ببلتيقة أخرى مؤنسة ومخففة للآلام .
وبعد المسير لتلك الساعات المتعبة والمثلجة وبلوغنا المقرات وكانت الخيمة الكبيرة للمستشفى تتوسط الموقع والرفيق النصير الدكتور صادق مرحبا بنا ومعالجا مرضاه في الخيمة الطبية ومن ثم الرفاق الآخرين والواقفين على مفترق الطرق بالقرب من الخيمة .
الرفاق القياديين ينتظرون ...                                                                   
_______________                                                                 
الرفاق أبو فاروق ، أبو سرباز وأبو حكمت ، ينتظرون بفارغ الصبر قدوم وفد قيادي في الأتحاد الوطني الكوردستاني بقيادة مام جلال والجولة التفاوضية بعد معارك الخريف من سنة 1981 في مناطق جبل كاروخ وليوزه / الزاء بثلاث نقاط! ، وبعد القاء النظرة الخاطفة ومشاهدة ( العلوكات) الديوك الرومي / العلوشيشات ) الثلاثة !!! والسؤال المطروح من قبلي كان .. لمن هذه الطيور القروية ؟! وكان الجواب للضيوف القادمين ، والقصد الضيوف البيشمركة المفاوضين بعيد وقف المعارك النسبية  وفتح صفحة جديدة للعمل اللاحق بين القوى المتنازعة والمتحاربة !!.

وفي التفاتة سريعة ومشاهدة حاملي الطيور الثقيلة وزنا واللذيذة عند تناول لحومها المطبوخة ونجاح الاتفاق بين المتصارعين في الساحة السياسية وبالطبع لم تكن هناك آبار نفطية شريكة وتقاسمها ولا مناطق متنازع عليها غنية بالثروات الهائلة وسيل اللعاب لها !!! المهم .. وكالعادة لم يكن بمقدوري من السكوت على المشهد والفلم المصور في مخيلتي ونحن عدنا من شيركاوا وفي هذه الأجواء القاسية والصراع مع الطبيعة وتحمل مخاطرا وعواقبها الجمة .. وبصوت مليء بالغصب .. أليس أفضل من أن تصفون حسابكم هنا مع البعض ( ولكن بطريقتي الخاصة وفيها الفشار الكلام الذي يجب أن يشتريه الأنسان ويستخدمه عند الطلب والحاجة !!
وكان الرد من قبل الرفاق .. أجل هذه هي السياسة والدبلوماسية ومستغربين من عصبيتي وكلامي !!
كان الشتاء قاسيا والثلوج تكسوا كل المناطق ولكن الحركة للبيشمركة والأنصار كانت قائمة من جهة ،  وحركة التجار الذين يعملون ليل نهار لغرض كسب قوت الحياة والعيش مستمرة على الشريط الحدودي بين الجارتان العراق وإيران كوردستانيا . وبعد أن التقيت البعض من الرفاق الأنصار القدامى في مقرات نوكان ودردشة بعض الأمور والصعود الى قسم المخابرة بحيث التقيت الرفاق أبو شاخوان وحجي رائد وسامال ، هناك أستقبلوني بحماوة بالرغم من الحذر المفروض على الضيوف من أن يكونوا ضيوفا عند المخابرين وذلك لسلامة العمل المطلوب والحسبان لكل الحالات !
الرفيق المخابر سامال/ سالم ، يمعود دتعال شنو ممنوع ؟! شي يصير خلي يصير قابل رفيق أبو عامل راح يعدمنا ؟! وكان السهر والعتاب وكيف أرسلت الرسالة المشفرة وفيها كل الفشائر والمسبات وأستلمها المكتب العسكري وخلقت مشاكل ألنا  وأحنا في غنى عنها ومنها !!!! يبدوا للمزح إيجابياته وسلبياته !! وكيف تقضيها كل تلك السنوات بلياليها ونهاراتها بدون المزح ؟؟!!
اليوم يختلف عن يوم أمس !! أي الحياة في الجبال كانت معقدة وصعبة للغاية وفيها الكثير من الغموض والأشكاليات والمفاهيم الصدامية دون التأمل الكبير بالعواقب لكون قانون الغاب كان هو السائد لحد ما وفي حالات كثيرة مما ينعكس سلبيا على مجمل الحركة المسلحة في كوردستان العراق وأحزابها المتعاونة تارة والمتحاربة تارة أخرى!!
فأما اليوم وهي ذات الأحزاب والتي تجتمع وتتفق على تقاسم السلطة والمال والجاه وتعمل جاهدة على الحصول على أكثر إمتيازات وأكثر ( مستحقات ) ناسين ومتناسين تلك الأيام ويفصلون كل شيء على قياساتهم غير شبعانين مما حصلوا عليه طيلة الثلاث العقود الماضية من الثروات الطائلة والهائلة وذلك بتقاسم الكعكة لحد الشبع!!
وفي الصباح من يوم 21/12/1981 ، شكلت مفرزة من ست ( 6 ) رفاق متفرقة وفيما لو لم تخونني الذاكرة وأكون منصفا بحق الرفاق .. دكتور صادق ، علي الصجي ، عصام ، آزاد عولا حاجي والخامس حبذا لو يذكرون الرفاق والسادس كامران ، والبغل كان سابعنا وهو محمل بأنواع الأدوية !
وفي الصباح من ذلك اليوم الصاحي وزرقة السماء الجميلة دون أي وصلة غيم مرئية لا من قريب ولا من بعيد !! وبمجرد السيرلدقائق عشرة وربما أكثر بقليل ...... وإذ بغيوم سوداء ممطرة وبشكل غير متوقع أبدا ، وكأنها حاملة الغضب الكوني لنزل علينا رحمته من الأمطار ولمدة ست ساعات دون توقف !!!!!! أي من خروجنا من قاعدة ناوزنك والى بلوغنا مقر ( ره زكة ) ، بحيث أصبح الماء يسيل من كل أسم مسمى بالجسم الأنصاري وبمجرد بلوغنا مقر رزكة توقف المطر كليا! فكان رفاق بشدر لنا عونا لأحماء الصوبة وتناول الوجبة الغذائية المقسومة وحلينا ضيوفا على رفاقنا الطيبين الشجعان ، وفي اليوم التالي ومن الصباح شدينا الرحال لنواصل المسير الى مقرات بشت آشان .





47

الأخوات والاخوة – الرفيقات والرفاق المحترمون
أيها الحفل الكريم


نهنئكم وأنفسنا بمناسبة الذكرى ال 83 لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي  والكوردستاني ، الحزب الذي ولد من صلب الشعب .. من كادحيه ومثقفيه ، وخاض طيلة العقود الماضية وما يزال نضالا شاقا من أجل تحقيق مستقبل أفضل للكادحين من العمال والفلاحين ولشغيلة الفكر ، التواقين الى الحرية والديمقراطية ، الى الخبز والكرامة والتي أصبحنا بأمس الحاجة اليهما الى جانب الأمن والأمان ، والى العدالة الأجتماعية وحقوق الانسان ،   وبناء الدولة المدنية الديمقراطية .
ومنذ بداية نضالاتهم كان الشيوعيون العراقيون والكوردستانيون في طليعة المدافعين عن القضايا الوطنية والقومية ، والأممية ، والمناضلين من أجل قضايا السلم والأشتراكية وبناء مجتمع خال من كل صنوف الظلم والقهر والإضهاد ، وتنعم الشعوب بحق تقرير مصيرها بنفسها ، وفيها تتساوى حقوق المرأة والرجل . لذا قدم الحزبان من أجل الأهداف الكبيرة هذه آلاف الشهداء في سوح النضال من اعضاء ومؤازري وكوادر وقادتهما أعدموا في السجون والمعتقلات ، وهم ينادون بأن الشيوعية أقوى من الموت وأعلى من أعواد المشانق .
والحزبان الشيوعي العراقي والكوردستاني  غنيا عن التعريف وهما الحزبان السياسيان الأول في منطقة الشرق الأوسط واللذان أقرا  ومنذ تأسيسهما بحق تقرير مصير الشعوب ومنها الشعب الكوردي الكوردستاني .
فأما على الصعيد الوطني اليوم .. واليوم نرى ,اكثر من أية وقت مضى بأننا بحاجة ماسة الى محاربة الفساد المستشري في حياة الدولة العراقية برمتها والمتمثلة بالبرلمان والحكومة والمحاصصات التي دمرت البلد وهدرت ملياراته من الدولارات النفطية لتذهب الى الجيوب والحسابات الخاصة المتنوعة والعديدة ، وتاركين الشعب منهمكا وباحثا عن السلام والأمان ولقمة العيش ، وما الحروب المفتعلة والخراب والدمار والذي أصاب البلد إلا مسألة ، قادتها المحاصصاتيون يبدعون على قتل الأنسان العراقي والذي من المفروض من أن يعي حقيقة الأمر  .. وأين تكمن مصالحه ومصالح و  وذلك في العمل من أجل عراق ديمقراطي مزدهر للجميع وأن يتوجه أبنائه الى  صناديق الأقتراع في الأنتخابات القادمة ويدلوا بأصواتهم  لمن يحبوا العراق وشعبه ويخلصون لبنائه دون الرجوع الى الطائفية المقيتة والمحاصصات الخبيثة وعلى حساب الشعب المضحي .

أيها الحفل الكريم .. لا أحد منا أو منكم أو من أهلنا وعوائلنا  المتشتتين في بقاع العالم الكروي لم يسلم من الأرهاب والأذية والبهدلة المتنوعة ومنها البطش السلطوي الإرهابي ومنها دخول السجون والمعتقلات والملاحقات ومن ثم ترك الوطن وأعتبارنا من الدرجات الثانية والثالثة وما يئول الى ذلك من نتائج مخزية  بحق المواطنة الحقيقية ، ولا نود من أن نوسع رقعة الحديث وإنكم عارفون بمجريات الأمور هنا وهناك ، والمطلوب منا جميعا البناء السليم وعلى كافة الأصعدة والمستويات ، ولن .. ولن .. ولن  ... نبخل من أجل المساواة والحرية والسلام والأمان والتعبير عن الرأي والعدالة الأجتماعية والديمقراطية من أجل بناء الأنسان أولا وأخيرا .
الأخوة و الأخوات  ... باسم منظمي هذا الحفل ، أصدقاء و رفاق الحزب نرحب بكم و نشكركم على مشاركتكم معنا في هذه المناسبه الوطنية السعيدة مناسبة تأسيس الحزب الشيوعي العراقي والحزب الشيوعي الكوردستاني  ، و في الحقيقة  .. الاحتفال بهذه المناسبة و في هذا الوقت بالذات و تحديدا في السويد له معاني تتجاوز المناسبة الحزبية إلى ما هو ابعد بكثير ، ولذلك نرى من  أن الهدف من الاحتفال بهذه المناسبة في السويد هو لإبداء تضامننا واحترامنا لتضحيات هذان الحزبان ولشهدائهما وعوائلهم وجماهيرهما  المضحية  وإظهار تعلقنا بالقيم والمباديء الوطنية والإنسانية له ، و رغم بعدنا كل هذه المسافة عن المكان الحقيقي الذي يعملا فيه الحزبان ورغم أن كثير من الأهداف التي ناضلا  الحزبان من أجلها وقدما التضحيات الغالية لها ..  لم تتحقق !ّ! إلا أن ذ لك لا يعني أن هذه الأهداف لم تكن صحيحةأو تستحق الثناء من أجلها ، احتفالنا اليوم هو التأكيد على أهمية ان لا ننسى قيمنا الوطنية و ان نسعى قدر الإمكان دعم القوى الوطنية التي تناضل من أجل  البلوغ الى الأهداف النبيلة وترسيخ لحقوق المواطنة الحقة والمساواة والعدالة الأجتماعية وكرامة الأنسان  .
وننتهز هذه الفرصة لنهتيء أبناء شعبنا السورايي في أرجاء المعمورة بمناسبة السنة الجديدة أكيتو وكل عام وأنتم بخير .
ولكم أوقاتا سعيدة بقضائها وحفلنا الكريم
الحزب الشيوعي العراقي والكوردستاني
1/4/2017 السويد / مدينة أسكلستونا

48
تكملة المشوار مع الشهيد
الدكتور حبيب المالح



سعيد الياس شابو                                                                 
2016.02.26                                                                 
في أواسط السبعينات من القرن المنصرم ، كانت هناك أجندة لكل طرف من الأطراف السياسية  في الساحة العراقية  .. أراد من خلالها خلق أجواء منها الأستحواذية على السلطة والأنفراد بها وتسخير الثروات لتحقيق مآربه وأطماعه المريضة وتوسيع قاعدته ( التنوعاتية والمسماتية التنظيماتية ) وتسخير وهيمنة على الثروات و التنظيمات على حساب الطرف الآخر .. أي حزب السلطة الدكتاتوري القمعي أراد من اللعب على الورقتان ألا وهما .. قيام الجبهة الوطنية والقومية التقدمية وتعزيز العلاقة مع الحزب الشيوعي العراقي ( الحليف ) ! ومن الجانب الآخر المستور هو .. كشف التنظيمات المهنية والحزبية من خلال العلاقات المختلفة وعلى كافة المستويات ، ومن ثم الإيقاع بتلك التنظيمات من خلال تشكيل اللجان الجبهوية في المحافظات والأقضية والنواحي والفعاليات المتنوعة !.
ومن الطرف الآخر والمشكل الجانب الثاني والمكمل للجبهة الوطنية والقومية التقدمية في سنة 1973  بقناعة قيادات الحزب ومعارضة الأكثرية من قواعده وجماهيره آنذاك ، و كان في قاموس الحزب الشيوعي العراقي .. أجندة غير أجندة السلطة القمعية وحزبها الحاكم .. ألا وهي خلق أجواء ديمقراطية وطوي صفحة الماضي الدامية والمؤلمة والانفتاح بالتغير المرجو ،  وذلك عبر تلك المؤسسات ضنا منه .. أي الحزب .. بأن سوف يتم أطواء الصفحات المظلمة الماضية وخاصة في الستيات والتي كانت صفحات دموية  في غاية المتاعب والخطورة ويجب تلافيها .. ومن خلال العمل الجبهوي يمكن بناء عراق مزدهر وما شابه ذلك من الجمل والمصطلحات البراقة ! ومن ثم الأتيان بالتي هي أحسن  باذلين كل ما في وسعهم من أجل تحقيق الأماني في الدولة النفطية !
هنا لابد من الأشارة الى تجميد منظمات الحزب المهنية .. العمال والفلاحين والرابطة والطلاب والعسكر وما الى ذلك في الشهر الحادي عشر/ تشرين الثاني  من سنة 1975 !!!!!.
والغاية من هذه الأوليات .. يكفي لحزب حاكم فقط خمس سنوات ليثبت جدارته في خلق أرضية ونوايا حسنة ، وخلق أرضية وتطور وإزدهار في المجتمع ، وإلا يجب الوقوف بالضد من هذا الحزب وفضح أساليبه وأطماعه الغير الشرعية !!
والدكتور حبيب المالح .. كان في خصاله ومفاهيمه ومبادئه وجرأته ... أي أجمل الخصال وأنبلها مجتمعة فيه ومشكلة زخما لا يمكن نسيانه أبدا ، فمثلا .. كان يتعامل مع الجميع من أنه ليست له أي خصوصيات عائلية خاصة وعلى أساس القرابة أو الصداقة أو الوظيفية أو المباديء ... وجه بشوش .. ضحكة صادقة .. شامخ القامة ومرفوع الرأس  .. رافعا يديه للسلام .. متحدثا بجرأة مع الطرف الآخر ..  مضحي في كل الأوقات ومن كل جوانب الحياة ، فليس غريبا من أن يذهب في الثانية عشرة ليلا ، وفي الثانية أو الرابعة صباحا لعلاج المرضى الفقراء دون مقابل ، وحتى تدبير الأدوية للمحتاجين ماديا وعلى حسابه الخاص ! ومن ثم متابعته لمرضاه  ، الشاب الدكتور حبيب المالح كان صادقا مع الجميع .. أي الأصدقاء والأعداء .. ولم يتردد أبدا في فضح النواقص والأخطاء .. أحبه من لاقاه ومنذ اللحظة الأولى .. ضحكته  تعبر عن المشاعر المخلصة ونكران الذات  .. أبتسامات وتعابير الوجه ونظرات ثاقبة ( راسبوتينية ) أحيانا ! لا يشكو همومه إلا القليل وعند من يحسون بهمومه ، سريع البديهية كما ذكر الأخ حبيب فرنسيس قجي ، واثقا في خطواته المبدئية .. ناسيا من أن هناك من يرصده بالسؤ لكي ينال منه وغير معيرا أهمية للسلطة الغاشمة والتي ترصده في كل حركاته وخطواته عبر ( المجندين والوكلاء المتنوعون )!!! .
حبيب المالح .. شابا وإنسانا وطبيبا وشيوعيا خلوقا .. قدم الكثير من أجل أن نتذكره ونحتذي به كونه هو بطل وعلى كافة المستويات المناطقية والجماهيرية والمحلية والشعبية والتنظيمية ولا يخون المباديء وثقة الناس والحزب فيه ، وبالرغم من كونه طبيب براتب جيد وشريكة حياته وهي الأخرى معلمة براتب جيد .. إلا أنه غير مقتنع من آن الراتب له ولعائلته فقظ ! بل هناك حصة الفقراء والمساكين والمحتاجين من كل الناس يجب تقديمها كيد العون لأولئك الناس وحسب حاجتهم .
ومرت الأيام وتعززت علاقاتنا الشخصية والعائلية وتبادل الزيارات وزيارة الأصدقاء والمرضى على قدم وساق  والحديث عن هموم الطبقة العاملة .. أنا العامل وهو الطبيب ، ومن ثم كان لنا لقاء في مقر محلية أربيل للحزب وفي المحاضرات بخصوص لجان العمل الآيديولجي وكان الحزب في حينها يعول على تلك اللجان في بلورة وطرح المواضيع الساخنة .. وسرعان ما  في يوم من الأيام من سنة 1976 من القرن المنصرم .. سألت عن نسبة العمال الموجودين في المحاضرة ؟! وكانت النسبة مخيبة للآمال .. أي ضئيلة جدا جدا .. والكل يقول حزب الطبقة العاملة  !! فأعترضت على الواقع .. فكاد من أن يذهب أسمي في القائمة السوداء  الغير حميدة لو لا لم تكن كنيتي سليمة ! كان المحاضر الرفيق الشاعر الكوردي أحمد دلزار .. مديد العمر والصحة والعافية .
وفي العام ذاته ألتقينا في محاضرات أخرى في مقر الأقليم للحزب .. وكان المحاضرون من الرفاق الألمان الديمقراطيون  وباللغة العربية وبطلاقة ، وكانت أحدى المحاضرات بخصوص الخلافات الصينية السوفيتية وما يترتب عليها من أمور وأشكالات وأختلاف في الرؤى الماضية والمستقبلية !!
فإذن تعززت العلاقة أكثر فأكثر بيننا و عند تواجدنا مع البعض وفي أماكن تستحق التقدير والاحترام وعلى أساس المباديء والخلق الرفيع دون المصالح والمفاهيم الضيقة . فخلقت عندنا تلك المحاضرات واللقاءات نقطة تحول في التعامل اليومي , بالإضافة الى جلسات التنفيس والترفيه المسائية .
وبدأت العلاقة العائلية تتعزز .. الزيارات المتبادلة والهموم المشتركة .. أنا أسكن في غرفة ومن ثم نصف غرفة ملحق ونحن سبعة أشخاص .. أي عائلتين متحابتين غير متصارعتين .. أي عائلتي وأمي وأخواني والأخت !!!!!!!.
أشكو همومي وهو يشكي همومه .. والعائلة المتكونة أي عائلة الدكتور حبيب .. متكونة من خمس نفرات .. الأب والأم وثلاث صبيان ، والسكن القديم الذي استعاره من والده لم يكن ذلك السكن المرضي وأنما الحاجة الى السكن وعدم دفع مبلغ الأيجار .. كانا قد شكلا النوع من الرضى والقبول بالواقع المزري .. أي لم تكن هناك حمام للغسيل في المسكن وخاصة بعد أن كان الحمام القديم في طور الهلاك .. وكانت معانات العائلة حقيقية ! يا له من عراق نفطي  والطبيب يعاني من أزمة السكن والمليارات فيه تسرق الى يومنا هذا !! ، ففي ذات يوم كنا قد دعينا العائلة الكريمة أي عائلة المالح .. معزومين مساءا .. في بيتهم الثاني .. وكان الحمام حارا والماء يغلي بواسطة الغاز .. وأستغربنا من أنهم وبعد طرحهم .. أي لا يمتلكون حمام ! فالوالدة بربارة هرمز والملقبة ب (ببي ) .. مبدية دعوتها لكي يحسبوا من أنهم في بيتهم الثاني .. فتهيأة كل المسلتزمات وباشروا بالإستحمام وغسيل الملابس بعد أن جلبوا ملابسهم من بيتهم القريب من دارنا في محلة ( ده ركه الشعبية ) .
فكانت البداية وليست النهاية .. والأرتياح العائلي من الطرفان والعلاقات السليمة والمعززة وخاصة أرتياح عائلة الدكتور حبيب المالح على حسن الضيافة والكرم والمودة الصادقة من قبل الوالدة .
ومرت الأيام والأشهر والسنين لتتعزز تلك العلاقات لتصبح متراصة مفعمة بالمودة والتقدير والجدية وتبادل المواضيع السياسية  والأقتصادية والحزبية والشعبية وهموم الناس المتنوعة ومنها السكن الذي كانت أكثر العوائل محصورة تعاني غصبا في بيوتها الطينية القديمة ولكنها ..مفعمة بالكهرباء والماء اللذان لا ينقطعا أبدا  ولم يكن هناك تجاوز على الكهرباء من أي كان !! و
لجبيب المالح كانت رؤى تختلف عن رؤى الآخرين .. صدقه بالآخرين وبساطته وطيبته .. مما تقوده الى أن يفتح قلبه ويكشف عما  ما في جعبته .. ضنا منه من أن كل الناس طيبين ويمكن الحديث اليهم ! دون الرجوع الى الخلفيات الأجتماعية والسياسية وما لها من تداعيات الوضع السياسي والاقتصادي وشراء الذمم وتسخير المال من قبل السلطة الغاشمة لتجنيد أناس وعلى كافة المستويات والاعتماد على أولئلك ( المنتسبين ) وبغية الإيقاع بفريستهم الدسمة وخاصة في حال تناول الكحول .
الرفيق الدكتور حبيب المالح .. شخصية فيها الكثير من الميزات التي تقوده الى أن يكون محبا لحزبه وشعبه وقريته ووطنه ، ولم يبخل يوما ما في تقديم العون لمن أحتاجه أو زاره ، أو طلب منه . وليس بعاطفة عابرة أو خيال مؤقت .. لا بل عن دراية بأمور المحتاجين من الفقراء وبغض النظر عن أنتمائاتهم المناطقية أو الدينية أو القومية ، وهذا ما حصل أمام البصيرة .
والدكتور حبيب المالح .ز كان يتمنى من أن يكون له مسكن يليق بالعائلة وحاله حال الكثيرون من الناس والى يومنا هذا الأمنية لم تتحقق عندي وعند الكثيرون من أمثالي ، وربما ستكون الأمنية في حال الحلم الذي لم ولن يتحقق وذلك لأسباب ولتفسر كما يشائها القاريء الكريم !
وفي ذات يوم .. قلت للدكتور حبيب .. لابد من أن يأتي ذلك اليوم ويتحقق فيه حلمك الشرعي .. ألا وهو بناء المسكن والا ستقرار النسبي لأفراد العائلة .
ومرت .. الأيام والأشهر والسنوات .. وكلما سألته عن حالة شخصية بأنه اليوم مزاجي كذا وكيت .. مو على بعضه .. وللأسباب العديدة .. فيقول .. تناول كأسا أو كأسان من العرق اللذيذ !! أقول عندي ... ، ..... ، يقول أشرب بيك معي ، وستصبح الحالة أعتيادية وراح أطيب  ، وعند التطبيق .. كانت النتيجة حسب مقولته وقوله وحسن خلقه وطيب وجدانه ونبل خلقه وتعامله .
وفي الهجمة الشرسة على الحزب .. بدأت في الربيع من عام  1978  في مدينة البصرة والجنوب العراقي .. متمادية الى بغداد العاصمة ومدن الوسط  .. صيفا ، ومن ثم خريفا وشتاءا في كركوك ومحافظات كوردستان العراق وموصل الشمالية ، وكانت الحملة البوليسية المخابراتية على أشدها وسبق وأن سخر النظام القمعي في بغداد كل أساليبه وإمكانياته للنيل من الحزب الشيوعي العراقي وتنظيماته وأصدقاء الحزب ومؤازريه .. مما أدرك حبيب المالح من كون التهيأ والتصدي لهذه الحملة الشرسة يتطلب المزيد من القراءة في كراريس الحزب .. فطلب مني من أن أدبر له ( كراس ) مناضل الحزب ! فقلت له سيكون في متناول يدك  مساءا ، بعد أن كنت حاصلا أياه .. أي على الكراس هدية من الحزب وذلك تثمينا للنشاط الجماهيري والحزبي وحصلنا على كراسين أنا ورفيق آخر في التنظيم في سنة 1976 . علما كانت مكتبته عامرة في الكتب السياسية العديدة بالإضافة الى رباعيات شمران الياسري ، ونقلت كل كتبه قبل الحملة على الحزب في مسكني لأضيف على مكتبتي الثروة الهائلة ، ومن ثم لتقبر كل الكتب في جنط عديدة في حفرات داخل المنزل ومن ثم لتصب ساحة البيت الصغير في كونكريت مسلح وتطمر الى الأبد من قبل الوالدة والأخوة وهذا ماكان في خريف 1978 .
وتحقق حلم بناء المسكن من قبل الدكتور حبيب المالح وحصل على قطعة أرض وبناء  مسكنا وكان في دور التكملة ، بعد زيارة سوية الى المسكن .. كانت الحاجة الى المزيد من المادة والمساعدات .. فابديت رغبتي في تنظيف اطارات الشبابيك من بقايا الجص والأسمنت ومن ثم طليها وصبغها  مكررأ وذلك لتظهر بمنظر جميل وفعلا كان العمل في وقته مثمرا ومعبرا عن يد العون التي تربينا عنها طيلة عقود من الزمن المظلم والتعيس في عمر العراقيين  !!.
وهنا لست بصدد طرح ما قمت فيه من العمل الجيد والمثمر تجاه صديق ورفيق عزيز على قلبي وقلب الآخرين من أمثالي ! وإنما ثمة حقيقة يجب أن يعرفها من هم في السبات الوسخ والعقول التي كساها الغبار ، معتقدين من  أن ركوب موجة الأنتهازية هي الوسيلة الوحيدة في تحقيق المآرب والطموحات اللانزيهة للوصول الى المبتغى !
الدكتور حبيب المالح بين الأعتقالت والتنقلات الوظيفية بين هيران وأربيل وآسكي كلك ... والعمل المثابر والجهد الصحي والطبي والأجتماعي الذي يبذله في عمله .. مما يترك آثار بصماته عند كل خطوة يخطوها في رؤية ووجهة نظر الجماهير ومنها  ذلك  اليوم الربيعي في 5 / 5 / 1979  من القرن المنصرم والذي زرته في موقع عمله ب مستوصف آسكي كلك بين الموصل وأربيل ، ومدى المراجعين القادمين  من أربيل لكي يعالجهم ، بينما  موقع عمله  يبتعد عنهم عشرات الكيلومترات .... أي بين أربيل وآسكي كلك ( كه له كى ياسين آغا ).
وفي اليوم ذاته ودعته بعدما كان مع مع الراحلان الطيبان حنا توما ( بابلو ) وتوما باسيل ( توما باسا ) طاب ذكرهما ولكن دون أن يعرفا بما حصل بيننا ، أي بعد أن قلت ونبهته نصا .. من أنك وعليك بالألتحاق بالجبل وليس البقاء هنا ! مع السلامة مع السلامة ، وكان اللقاء الأخير بيننا .
والكلمة التي أردت من إيصالها الى مسامع كل من أحب العراق بصدق وأخلاص من أن يعوا حقيقة الأمر ويبنوا عراقا شامخا وليس كعراق اليوم والكل يريد من أن ينبش في قبره الهالك ! المجد والخلود للشهداء الخالدين ومن كل الفسيفساءات الوطنية .


49
ذكريات مع الشهيد الدكتور حبيب المالح

سعيد الياس شابو
2016.02.17
 
صناعة الموت في العراق لها تأريخها وأسبابها وحيثياتها وتنوعاتها وأساليبها وابتكاراتها ومسمياتها وابداعاتها! وطرقاتها وسفالاتها وانعكاساتها التراجيدية وأخيرا وليس آخرا .. تحليلاتها  الدياليكتيكية.
ومن تلكم الصناعة المتنوعة والمتطورة بأساليبها والابداع بقتل الانسان في العراق والابتكار بالطرق الغير الشرعية والتي لا يقبلها العقل السليم وحتى العقل المريض !! من أن تقتل أبن بلدك ! لآسباب غريبة عجيبة لم ولن تتواجد إلا في قواميس الشرق الأوسطية ومنها العراق التأريخي !
الدكتور حبيب المالح الأبن البار لعنكاوا كان طالبا مجتهدا حاله حال المئات من أبناء عنكاوا الطلاب والذين واضبوا الدراسة من أجل مستقبل أفضل ليقدموا ما يمكن تقديمه في حال تخرجهم في وضائف متنوعة بالرغم من الحالة الصعبة التي مر العراقيون بها في الستينات من القرن الماضي بسبب الأوضاع السياسية القاسية والضروف التنوعية العسكرية والأجتماعية المزرية التي مر بها العراقيون عموما وأهل عنكاوا خاصة والطلاب في مقدمتهم وحبيب المالح واحدا منهم الى جانب العشرات لا بل المئات من الأشخاص المناضلين في سبيل الحرية و الذين دخلوا السجون والمتقلات في تلك الحقبة الزمنية المظلمة من التأريخ العراقي وبالذات في سنة 1963  من القرن المنصرم .
 
وبحكم واقع النشاط الحزبي والدورات والندوات والمحاضرات تعرفت على الشخصية المتواضعة الفذة في أواسط السبعينات من القرن المنصرم مع الشخصية الاجتماعية والسياسية والمهنية الطبيب حبيب يوسف توما (كرمة ) المالح . 
وقبل هذه الفترة كانت مرحبتنا عابرة وغير حميمية كما في أواسط السبعينات .. بحيث أصبحنا في وضعية اللقاءات الدائمة وفي أكثر من يوم ومكان ومناسبة ومن ثم الدخول في مواضيع أبعد من ذلك ، ومن ثم مناقشة الأوضاع السياسية بالرغم من إننا لم نكن في تنظيم حزبي واحد .
حبيب المالح / أبو إيفان – جوليان – سيفان وشريك الحياة للسيدة المعلمة صبيحة توما ، كانت علاقاتنا عائليا وليس فقط على مستوى الأشخاص أو الرفاقية .
الدكتور حبيب المالح .. كان يقول في كل مرة .. لو عندي كذا شيوعيين مثلك لكان وضع الحزب بشكل آخر وخاصة بعد أن يشاهد توزيع جريدة طريق الشعب من قبل العائلة برمتها أي من قبل الوالدة والأخوان والأخت وعلى مدار السنة وفي كل الفصول وفي كل الأيام وفي كل الأوقات .. وكنا نقول ونتردد الخبز الحار .. أي توزع الجريدة فور وصولها الى مقر عنكاوا .. دون الانتظار الى الساعة الفلانية أو درجة الحرارة مرتفعة أو منخفضة أو طقس ممطر غير صالح ، الكل في الأنذار وفي اليوم الواحد كانت توزع حوالي 25-27 جريدة في محلة دركة الشعبية حيث الدار الذي تسكن فيه عائلة حبيب المالح ، والدار كان يعود لوالده ويفتقر الى الكثير من الأمور بالرغم من كونه من البيوت المتطورة في وقتها أي في الخمسينات والستينات من القرن المنصرم .
الدكتور حبيب المالح دخل السجون والمعتقلات منذ صغر سنه بسبب أوضاع العراق السياسية وتحمل وزر الحرمان والتضحية بالرغم من يسر الوضع المادي لوالديه لو قارننا وضعهم بأهالي عنكاوا في الستينات من القرن الماضي ، وعاش حياة طلابية قاسية محفوفة بالمخاطر والملاحقات .. وعاش حبا وعشقا مع شريكة حياته أم إيفان ، أحب أولاده وعائلته بشكل ، كان يعشق كثيرا ومولع بأبنه الصغير جوليان ، حبيب المالح ... أحبه كل من شاهده وتعرف عليه من اللحظات الأوول ، شاب مفعم بالحيوية والطيبة وصاحب المعشرة السريعة وصاحب النخوة والقدرة الفائقة .. أسلوب مقنع ورائع .. لا يفرق بين الدين والآخر ولا بين البشر والبشر ، أحب الصدق والاخلاص ودود ، لا يمل الانسان من لقاءه أبدا .
الدكتور حبيب المالح / بعد تخرجه من كلية الطب من جامعة الموصل .. كان ضابطا مجندا حاله حال الخريجين من الكليات الأخرى ، كان قد طلب منه أكثر من مرة من قبل الجيش البقاء في صنفه كطبيب عسكرى مع ترقية الرتبة من ضابط الى النقيب ، بيد أن رفضه كان قاطعا على طول الخط .
كان تنسيب الدكتور حبيب المالح في سنة 1976 في المركز الصحي لناحية هيران التابعة الى قضاء شقلاوا ، وفي ذات يوم صيفي  دعاني لأزوره في ناحية هيران وكلما جاء أسم هيران فيرتبط بها أسم نازنين !! أي هيران و نازنين ، مناطق وقرى جميلة وناس طيبين .. لبيت الزيارة .. لأزوره وكنت مشتاق لرؤية قرية هيران السياحية الثورية وجبلها الشامخ – جبل سفين – وفي طريقي الى هيران حيث كان الصيف لا يطاق من حيث حرارة الجو وكسافة الطريق المار الذي يربط شقلاوا ب هيران من حيث وعورته وعدم تبليطه لكون العراق لا يمتلك نفطا!
فأما كثرة وكثافة تواجد القوات العسكرية المجحفلة في ذلك الطريق وفي حينها كان العائق أمام أهل المنطقة برمتها من تطويرها سياحيا وحتى زراعيا مما خلق عند أهلها التذمر وحالة من اليأس لكون أهالي المنطقة بحاجة الى التنفس والحصول على لقمة العيش وإيجاد السوق الذي يمكن من أن يحملوا بضاعتهم اليه ومنها المحاصيل الصيفية وخاصة الفواكه المتنوعة .
ومن الصدف في ذلك المساء المتأخر .. توجه الى المستوصف شخص من القرية ليطلب يد العون لأنقاذ المرأة الحامل وهي مصرة على الإنجاب أي الولادة ، فلا بديل في القرية لكون الطريق غير مسموح به عسكريا في الليل ، وليست هناك طبيبة أو ممرضة نسائية !! لذا الخيار كان على الدكتور حبيب المالح .
يالها من قمة الأنسانية الحقيقية في زمن ومكان ينذران بالخطورة والخيار الأصوب والأنجح من قبل أفراد الأسرة المحترمون وأهل قرية هيران واللذين كانوا يكنون كل الأحترام والتقدير للدكتور حبيب المالح وخاصة عائلة الشيخ الكريم الروحي للقرية ( كاكى هيران ) . ممتنين وشاكرين الدكتور على حسن ولطافة تعامله مع الجميع ، أي الصغير والكبير ، المرأة والرجل ، الصاحي والمريض .
فأسرع الدكتور حبيب المالح ليلبي الطلب ، ألا وهو ولادة المرأة الحامل على أياديه الكريمة ، وفعلا تم ذلك بنجاج وسمي المولود الجديد ب ( حبيب ) من قبل رب الاسرة وشاكرين الرب والدكتور على عمله المهني المقدس والأنساني في آن واحد .
المجد والخلود للدكتور الشهيد حبيب المالح الأبن البار لعنكاوا المناضلة في ذكرى أستشهاده الخامسة والثلاثين .


50
فارس يوسف ججو
وزير العلوم والتكنلوجيا العراقي
 في أستضافة نادي بابل الكلداني في
مدينة أسكلستونا السويدية

25/07/2015                                                                                                   
في البدأ .. رحب رئيس الهيئة الأدارية للنادي الأستاذ نوزاد يوسف بالحضور والوزير الضيف ، ومن ثم فسح المجال أمام الضيف القادم ليضع الحضور الكريم في الصورة الحقيقية لوضع العراق بشكل عام و( المسيحيين ) والمكونات الدينية والقومية الأخرى بشكل خاص .
السيد الوزير .. شكرا لحضوركم والهيئة الأدارية للنادي لإتاحة الفرصة لي لأكون بين أخواني وأخواتي الحضور ومشاركتكم الندوة والتي بأمكاننا من خلالها إيصال ما يمكن أختصاره من الوضع العام والخاص وبشكل مركز .
الوزير فارس ججو .. في مقدمة مختصرة .. أشار الى نقطتين أساسيتين تشغل الشغل الشاغل للوضع العراقي الحالي ، ألا وهما "الأرهاب" و"المهجرين واللاجئين" .
وهنا ركز السيد الوزير عن كتلة الوركاء الديمقراطية .. التحديات الصعبة لحكومة العراق الفدرالي ورئيسها السيد حيدر العبادي والوضع المعقد والشائك ، ولكن ثمة أرضية وأرادة لأصلاح الوضع ومجابهة التحديات والعمل على أيجاد البدائل وتحدي وكيفية من أن تتعامل الكتل السياسية لمقاومة الأرهاب ومساعدة المهجرين واللاجئين والذين بلغ عددهم أكثر من 3,1 مليون نسمة ، وكيفية الأستفادة من التحالف الدولي والأقليمي في أحتواء الأزمة وتقديم المساعداة اللازمة بغية التخفيف من معاناتهم أي اللاجئين .
 
فارس ججو .. الأرهاب وتداعياته وتداعيات الوضع العام المعقد وأشكالهما مستمرة الى يومنا هذا ، والكيانات الصغيرة العراقية هم الضحايا الأكثر تضررا من نظام المحاصصة والطائفية والحديث عن المأسات التي حصلت للمسميات الجميلة المسيحين بجميع مكوناتهم السريانية والآشورية والكلدانية والصابئة المندائيين والأرمن ، والأخوة الأيزيديين والذين تضرروا بأبشع الصور والأخوة الشبك والكاكائيين والأخوة التوركمان والكورد والعرب وهم أيظا لم يسلموا من هذا الأرهاب الشامل في عراقنا الحبيب .
وأنا ألمس بأن الرئيس العبادي له نوايا جادة في محاربة الفساد ووضع الحلول لتلك المآساة .
الوزير العراقي .. الأرهاب شاغل وضع الحكومة بشكل أساسي و ( 4,2 ) ترليون دينار عراقي يذهب الى مصروفات وزارة الدفاع وهذا المبلغ ليس بالهين أبدا وأنما يشكل عبئا على ميزانية العراق .
 
الوزير فارس يوسف ججو .. كان صادقا كما عرفناه في طرحه وعدم تلكؤه بالكلام وواقعية الأحداث وبعيدا عن المزايدات السياسية أو الوعود التي هي غير مجدية .. إلا بتقديم الأفضل والأنسب والخدوم لمستقبل شعوبنا العراقية بشكل عام وشعبنا السورايي بشكل خاص ، تحدث مشكورا عن العصابات الأرهابية المتمثلة بالداعش والمتعاونين معها وما أدى اليه الوضع بعد سقوط الموصل في 10 حزيران من العام الماضي 2014 . ومن ثم سقوط ديالى والرمادي والمناطق المتنازع عليها مما زاد تعقيدات الوضع وتأزيمه ، بينما الكتل الساسية فيما بينها لم ترتقي الى الشكل المطلوب لمجابهة الوضع السيء ولا زالت غير جادة وقادرة على إيجاد الحلول المناسبة ، ولكن توجد أرادات سليمة لأيجاد الحلول للقظية وتشخيص الخلل .
سعادة الوزير .. حرصنا ووجهة نظرنا من أن يجيد وينبغي من إيجاد أقليم كوردستان الحلول لأضلاح المشاكل الموجودة بين الأقليم والمركز.
فارس ججو .. فأما بخصوص توزيع المناصب على الكتل والطوائف الشيعية والسنية والكوردية فثمة مصالح في توزيع تلك المناصب ويجب على جميع الأطراف الأرتقاء الى المستوى الوطني المطلوب ويجب علينا أن نعمل لتفكيك تلك المصالح الطائفية الغير سليمة وأختيار الشكل الأفضل .
 
وما أصاب الأيزيديين والمسيحيين وجميع المسميات الجميلة الأخرى من الظلم والقتل والبطش والتنكيل والأغتصاب والأبعاد الغير السليمة لما تركته آثار تلك الجرائم ... لذا المجتمع الدولي والأمم المتحدة أمام مسؤوليات وهي دارسة الموضوع من إيجاك صندوق أعمار ومساعدة ما خربه الوضع بأيادي داعش .
الوزير .. 112 ألف عسكري أنسحب من المناطق التي أحتلت من قبل داعش ، وهذا ما أثر سلبا على قوات البيشمركة ، وسرعان ما تداركت قوات البيشمركة في الأقليم وقوات التحالف بالوقوف ضد زحف الداعش لتل المناطق المتنازع عليها بين المركز والأقليم وتصدت قوات البيشمركة وأوقفت زحف داعش ، علما أن البيشمرك القدامى للأحزاب وجماهيرها حملت السلاح من جديد لتقف بوجه الأرهاب المتعطش للدماء وتلقينهم دروسا بالغة .
 
الوزير ججو .. ركز على المكون المسيحي والذي لايريد يسميه من باب الطائفية والنزعة الغير السليمة !! ولكن هذا تحصيل حاصل لما آل اليه العراق اليوم .. المكون المسيحي في الوزارة .. أن يكون لنا مساهمة في الدفاع عن مناطقنا وأن يكون لنا حضور من قبل أخواننا المسيحيين وفي نظرنا أهلنا وشعبنا لا يتقبلون فكر داعش وهناك أدانة وأستهجان في الأقليم والمركز .
الوزير فارس ججو ( ناظم ) .. تعويض المدنيين واللذين خسروا ممتلكاتهم وطلبنا من الأخوة كل المناطق تسجيل ما تم خسارته وتعويضهم مستقبلا .
سيادة البطريرك مار لويس ساكو .. دعى الكتل والأحزاب الساسية لشعبنا السورايي الى عقد أجتماع وذلك لوضع النقاط على الأحرف والخروج بمطالب وحلول مشتركة غير متجزأة .
رئيس جمهورية العراق .. الدكتور فؤاد معصوم لدى زيارة الوزير للرئيس ، مبديا الرئيس أستعداده للمساعدة وطلب الرئيس من أن تكون هناك مرجعية واحدة للمسيحيين يجمع الكتل والأحزاب السياسية لكي تنسق مع الأقليم والمركز ، وهذا ما يصبوا اليه الخييرين من أبناء الشعب ، شكرا لنصيحتكم سيادة الرئيس وسبق وأن نبهنا من قيادات الأقليم ورئيسه كاك مسعود بارزاني .
الوزير .. هناك تخوف من قبل أهل المنطقة أي بعد داعش .. كيف سيكون وضع المنطقة ؟!
الوزير..تشكيل غرفة عمليات مشتركة لتحرير نينوى ونطلب من شعبنا من أن يساهموا في التحرير .
ججو .. أختلاف الرؤى لدى تنظياتنا القومية المسيحية توجد وعلينا من أن يكون لنا صيغة التزام .
 
الوزير ..في بداية شهر آب سيكون لنا لقاء مع رئيس حكومة الأقليم السيد نيجيرفان بارزاني .
الوزير ..المهجرين وأحتياجاتهم هو الشغل الشاغل في تفكيري ولن يكون أرتياح لهم طالما وضعهم غير مستقر وبعيدين عن قراهم وبلداتهم ومدنهم ، ولا ننسى من أن الأقليم .. أقليم كوردستان العراق قدم الكثير جاهدا الى التخفيف من معاناتهم وتقديم الخدمات المناسبة وفي مناطق مختلفة لهم .
السيد الوزير .. نحن في سهل نينوى يجب أن نعمل دون العودة على أستحواذ أمور غير صالحة كالتواعد بالتعينات الغير سليمة والوعود التي لا تخدم شعبنا في المنطقة . وعلينا بالأخذ بتحقيق فرص عمل على أساس الخدمة والشهادة والكفاءة وأن تدار أرضنا من خلال أبناء شعبنا ولنا وشائج أخوية مع شعبنا الكوردي والعربي والشعوب الأخرى الجميلة وطريقة الأدارة بالتعاون مع الجميع ، وهناك أصرار موجود لطرد داعش ولكن ماذا سيحصل فيما بعد دحر داعش وكيفية أدارة شؤون المنطقة ومن أي منطلق ورؤى مختلفة سننطلق.
الأخ الوزير ..ورأي الشخصي من أن يكون هناك أستفتاء شعبي وشعوب المنطقة حول نوعية الأدارة وماهيتها .. والخيارات .. الأدارة الذاتية .. الحكم الذاتي .. محافظة وذلك بالتعاون مع الأمم المتحدة والأقليم والمركز ، وأن يكون استفتاء على نوع وشكل الأطار السياسي وأغناءه وهناك همة في محاربة الأرهاب من فبل أبناء شعبنا بالتعاون مع أخوتنا البيشمركة والجيش والعشائر . ولا ننسى من أن التمسك بالأرض هو من أساسيات بقاء شعبنا في الوطن .
وأغنى  الحضور بمداخلاتهم وأسئلتهم وأحتسائهم للقهوة والشاي معا ومن ثم التصوير مع الوزير وتواضعه وضحكته وبشاشته وصدقه والذي نال رضا الجميع .


51


ندوة
يستضيف نادي بابل الكلداني في أسكليستونا / السويد ، السيد فارس يوسف ججو ( ناظم ) وزير العلوم والتكنولوجيا العراقي ، لعقد ندوة .. حول وضع المسيحيين بشكل خاص والعراق الحالي والأفاق التي نعمل معا من أجل غدا أفضل لشعبنا .

وذلك في يوم السبت المصادف 25 / 07 / 2015 .
وفي تمام الساعة 18.30 . السادسة والنصف مساءا ،
في بناية النادي .

والدعوة عامة للجميع
الهيئة الأدارية لنادي بابل الكلداني

52
أنا وبرنامج جهد الشهداء ..
( ره نجى شه هيدان )

سعيد الياس شابو                                                                                           
2015.05.03                                                                                         
على أثر برنامج فضائية روداو / الحدث ومع كاك رنج في 2/5/ 2015
منذ أكثر من 9 أشهر وعلى أكثر من جبهة تقاتل قوات البيشمركة في كوردستان العراق وعلى مساحات واسعة وجبهات عديدة تمتد مئات الكيلومترات طولا مشكلة عبئا على الأقتصاد الكوردستاني والعراق على السواء ، ناهيكم عن الخسائر والضحايا البشرية والمادية والأقتصادية مشكلة صور عديدة منها صور أفتخار وكبرياء وشهداء وجرحى وعلى مختلف الأصعدة العسكرية البيشمركايتية ومقاومتها  ... لقوة صنيعة ومن صنع دولي من طراز خاص وبأسم الدولة الأسلامية في العراق والشام ( داعش ) واسلحتها وأرتالها المدججة بأحدث أنواع الأسلحة والسيارات العسكرية المتنوعة ودعمها بالمال والعمل اللوجستي المتنوع مشكلة قوة تسيطر على أكثر من ثلث من مساحة العراق الفدرالي ومنفتحة على الأراضي السورية لتكبر مساحتها مناورة بين الهجوم والأنسحاب والأستفادة من الكتل البشرية الموجودة بين البلدين ومن ثم ألتحاق العناصر من مختلف دول العالم وتحت طائلة مسمياة دينية وسياسية وطائفية ، وما هذه المقدمة إلا الغيض من الفيض الذي أصاب شعوب المنطقة بشكل عام وكوردستان بشكل خاص ، والحقيقة الصارخة في سنجار وكوباني ومناطق أخرى ليست إلا دليلا ساطعا على جرائم ( داعش ) بالضد من قوانين الأسر والقتال والسيطرة على البلدات والمدن ومن ثم فرض الأتاوات والجزية والشروط التعجيزية على من لا يتبعهم ( شرعيا ) والتفاصيل الأجرامية كثيرة ومتنوعة !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! .
 
وأنا هنا لست بصدد شرح أبعاد الوضع السياسي والعسكري والشعبي والأفرازات التي ستنتج حاليا ومستقبليا على الساحة ومدى تأثيرها على ( الأقليات ) المسيحية والأيزيدية وغيرها من المسمياة القومية والجغرافية المنطقية ولا بصدد التحليل لما آل اليه الوضع الحالي من تخرصات وأستنتاجات وتنبؤات بالمستقبل ، وأنما الذي يهمني من وقفة حقيقية مع الشهداء وعوائلهم والجرحى وعوائلهم .
 
وهنا ثمة أمور كثيرة للطرح والوصول الى النتيجة المرجوة والتي نحن كلنا بحاجة اليها والأفادة مما هو صائب وواقعي وعملي .. يعمل به ويتخذ منه الأفضل والأنسب وفي سياقات منطقية دولية ومحلية خاضعة الى التطوير والأبداع والتغير وحسب الوقت والزمان والمكان والأستيعاب الفكري والذهني والأخذ بنظر الأعتبار الأولويات والأهم في مفردات وعموميات المسألة ، وهنا صلب الموضوع .. عوائل الشهداء الخالدون في ضمائرنا .
ولنقف عند الموضوع وأهميته الديالكتيكية والسايكولوجية والأقتصادية والتأريخية وما يؤول اليه من تحليلات وتفسيرات عند هذا وذاك .. ممن سيبحثون في مفردات الموضوع ويفصلون طولا وعرضا في مفاهيمهم ، ونحن بعد لم ننتهي من مشكلة ... إلا وجاءت الثانية لتزيد الطين بله !
أنا .. سبقت برنامج كاكه ( رنج ) ( ره نج سه نكاوى ) ، الأعلامي الناجح ومقدم برامج عديدة ومنها ( ره نجى شه هيدان ) ، ورنج المدافع الحقيقي في فضائية روداو ( الحدث ) ، وسبق وأن عرفت رنج في غرف البالتوك ومنذ عام 2002 وكاك رنج يعمل جاهدا مدافعا حقيقا ويذود عن مصالح الشعب الحقيقة في فضح الفساد والفاسدين وتقديم البدائل الى جانب الأعلاميين الآخرين في فضائيات أخرى / وهنا لست بصدد أبراز دور الأعلامي لكاك رنج وأنكار دور التقدميين والنشطاء من الأعلاميين  المتنوعيين في هذا الوقت بالذات والذي نحن جميعا بأمس الحاجة اليه لوضع اللبنات على البناء الصحيح وديموميته والنهوض به .
 
وأنا .. وماذا عن أنا ؟ بعد النكسة أي انهيار الحركة الكوردية وتهديم قرى الشريط الحدودي في سنة 1975 من القرن الماضي ، رحلت القرى قسرا وذلك من أجل السيطرة على كوردستان وعزل حركة الثورة الكوردية وخلق فراغ لا يستفاد منه المقاتلين وعودة الفصائل المسلحة الى الساحة ثانية !! وهنا رباط ( الحجي ) الكلام ... جائت عائلة من قرية ( بديال ) البارزانية وهي عائلة مسيحية طيبة ليس من باب الطائفية أبدا ! وأستأجروا بيتا الى جانب بيتنا المتواضع وكان الشهر العاشر من سنة 1975 من القرن الماضي المنصرم!! ووصل الخبر الى أسماعي من كون العائلة مرحلة ومحتاجة الى المساعدة والعائلة متكونة من أكثر من رجل وأمرأة وطفل !!! وهم بحاجة الى المساعدة وفي وقتها كنا  نفتقد كل المعلومات عن المرحلين والحاصلين على التعويض من قبل حكومة المركز في بغداد !
وفي نفس اليوم وبالرغم من أمكانياتنا المحدودة والوضع المادي المزري والتعيس .. إلا أني أتفقت مع الوالدة .. من أن تنصف العائلة بكل ما نمتلك في البيت من الغطاء والذخيرة والمواعين وغيرها من الأمور البيتية .. وذلك لأرضاء الضمير الأنساني ! وفعلا هذا ما حدث في اليوم الثاني ونحن مرتاحون الضمير ! أنتهت أنا الأولى !
 
أنا الثانية!! .. عندما كنا حاملين سلاح الشرف ونقاوم أعتى سلطة دكتاتورية فاشية وجبروت أمكانياتها المتنوعاتية العقائدية !! ونحن في مفرزة لجلب البطانيات من قرية ( جه م جوو ) الى مقرنا الشيوعي في ( شيوى شيخ ) وادي الشيخ في قرية بارزان المقاومة ، وكان هذا اليوم 31 / 12 / 1984 من القرن العشرين المنصرم .
مفرزتنا المتكونة من ثمانية رفاق أنصار بيشمركة وكانت المفرزة بمسؤولية الرفيق مام خضر روسي ، بينما كانت حمولتنا بطانيات جديدة من سوق ( جه مى جوو ) الجيم الأولى بثلاث نقاط !! وبعد مسير شاق والثلج الكثير والذي شكل لنا عوائق لكون البغلان محملان بالحمولة القصوى !! والوقت يدركنا والظلمة عاتمة بالرغم من بياض الثلج الجبلي ( الشيريني ) جبل شيرين المشتاق لرؤيته وقرى المنطقة والتي أوتنا ووقفنا مع أهلها في كل الأوقات العصيبة من الزمن المنسي  .
وكانت الساعة تشير الى الخامسة مساءا ، ولا نعرف بأن البشرية تحتفل في الكريسمس ! همومنا كانت أيصال الحمل المحمل على البغال الحيوانات .. وإذ نتفق من المكوث وأن نحل ضيوفا في قرية ( داويدكا ) وتقع القرية خلف جبل شيرين أي في الجانب الآخر من قرية بارزان .
قرية داويدكا .. عاد أهلها وعمروها من جديد وحلموا بالعيش الزهيد والبعيد عن الحكومة .. إلا أنهم لم يعرفوا من أن شبابهم سيعتقلون في ( قوشتبة ) القرية والمجمع الذي حوصر من قبل أزلام النظام البائد في سنة 1983 من القرن المنصرم وذلك بغية تطويق المجمع وأعتقال جميع الرجال شيبا وشبابا ، وسوقهم الى الموت الحقيقي وأنفلتهم دون وجه حق أو يرتكبوا جرم ما لا بحق الحكومة ولا بحق من يكون ! وهنا لست بصدد وضع آلاف البارزانيين المغدورين .....  ، ونحن حلينا ضيوفا على أهل القرية الطيبة وتوزعنا كل أثنين في بيت واحد .... أنا ومام خضر في بيت والرفاق الآخرين في بيوت أخرى ، وبعد السلام والترحاب من قبل الأخ الشاب والأب المسن الناجين من الأعتقال .. إلا أن ولدهم ونسيبهم .. أثنان من البيت كانا ضمن المعتقلين .. وأبنتهم متزوجة وأسمها شيرين ولها طفل بعمر الثالثة أو الرابعة من السنين العراقية التعيسة ! وبعد الترحيب وأحماء الصوبة وتجفيف الملابس والعشاء المقسوم والكلام المتنوع .. فقصوا علينا قصة كيفية أعتقال الذكور في  ذلك اليوم المشؤوم وضيع أخبارهم وأولادهم .. أبن واحد ونسيب  ضمن الخمسة آلاف من الرجال !!!!! ، فأصابنا ما أصابنا من أستياء ونحن أمام وضع غير محسود عليه وهم أي العائلة تعاني من الوضع المادي .. وإذ بنا أنا ومام خضر نفتح الجيب ونقدم يد المساعدة للعائلة الكريمة ، وأنا  .. أنا  .. أنا  كنت أمتلك خمسة عشر دينار عراقي قوي !!!!!!!!!!!!!!! ، (15) دينار ، فوزعتها على الشكل التالي :- عشرة دنانير لهم .. وخمسة لي ! ميحتاج صفنة أنا قررت وأنا ريحت ضميري ووجداني .
أنتهت أنا  .. مالتي .. وما المقصود بجهود ره نجي شهيدان ؟!
...................................
أولا .. أنا شخصيا أدعم كل الجهود للخيرين والمتمكنين من أن يساعدوا المحتاجين وفي أي مكان كان من هذا الكون المليء بالعجائب ، وأشد على كل الأيادي الخييرة وأيادي كاك رنج والمتبرعين من الرأسماليين والطلاب وغيرهم ممن يقومون بمساعدة عوائل الشهداء والوقوف معهم في محنتهم التي هي ليست سهلة أبدا كما لعوائل الشهداء الذين سبقوهم .

في 2 / 5 / 2015 ، وفي برنامج ره نجى شه هيدان وبحضور جمع من الرأسماليين الكورد وأصحاب الشركات المتنوعة ومقاطع من ما قالوه الشهداء البيشمركة وعوائلهم وطلبهم يد العون من الحكومة لمساعدتهم ومقاطع من توضيح مقدم البرنامخ ومداخلات الحضور والحاضرين الأكارم وعبر الأتصالات الهاتفية ودعمهم ومن شارك عبر ممثلين عنهم ، وبحضور اللجنة الموقرة للأشراف على العملية .. تمكن من الحصول عل شيكات بمبلغ ال ( 16 ) مليون دولار $ أمريكي والبعض من الآلاف من الدولارات مشكورين على فعلتهم ومشاركتهم جميعا .
وهنا لابد من وقفة تضامنية مع الشهداء وعوائلهم والوقفة ليست بحاجة الى التوسل ولا طلب المساعدة من رأسماليين الكورد ، ولو عدنا قليلا الى الوراء ... الخلف ؟!

من مجموع ( 17 ) ملياردير علني بالدولار الأمريكي والمئات من المليونيرية بالدولار الأمريكي وناهيكم من المليونيرية بالباوندات البريطانية واليوروات الأوروبية !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! فقد جمع فقط ( 16 ) ستة عشر مليون دولار لا غيرها !!!!!!!!!!!!!!!! .

والسؤال الجدي الذي يطرح نفسه على الساحة الكوردستانية ؟! هل كان هناك في كوردستان العراق قبل عشرين عاما مليونيري .......؟! أو قبل 2003 ؟! ، طيب إذن في كوردستان وحكم البيشمركة ثمة مليارديرية ومليونيرية وهم أي أكثريتهم ليسوا على أستعداد من تقديم يد العون لمن يدافعون عن شرف وكرامة الشعب ومنهم الرأسماليين الجدد ، وعندما شرحت الموضوع لشريكة حياتي القاسية .. فقالت ....... أي شنو هذا المبلغ بأمكان الواحد من المليونيرية من أن يقدمه !

لأنه المليونير يمتلك الملايين من ثلاثة الى 1999 مليون دولار ، ومن ثم الملياردير يمتلك من 2000 مليون وأكثر يعني 2000000000 ألى مليارات أخرى قادمة في ظل حكومة البيشمركة والشهداء الجدد ، نحن بحاجة الى الضرائب القانونية وتخصيص رواتب ثابتة لكل المواطنين وخصم الضرائب من الكل وكل حسب أمكانيته ووضعها تحت تصرف قانون وبشفافية وليس بأستعطاف من الرأسماليين ... ولمن ؟ لمن يفدمون الدماء الزكية على أعراضكم جميعا ، فكفي من اللعب بمقدرات الشهداء وعوائلهم !

والسؤال الأخير .. أوليس معيبا من مجموع تلك المليارات والملايين من أن تقدموا 16 مليون فقط ؟! كنت أضن من أن بأمكان مليونير واحد يقدم أضعاف هذا المبلغ لمن سفكوا دماءا عن الحرية وليس الجموع الرأسمالية تقدم ما نحن خجلنا منه ! ولو قدم مليار دولار لعوائل الشهداء لأسكتتنا الوضعية وقلنا عاشت جهودكم وجهود الخييرين!

53
البعض من الشيوعيين العراقيين
الذين أختاروا الخارج !




سعيد الياس شابو                                                                                             
2015.04.02                                                                                           
اليوم يصادف وتصادف الذكرى ال 42 على التحاقي في الخدمة العسكرية ، أي في الثاني من أبريل / نيسان من سنة 1972 ميلادية . والذكرى المؤلمة من أن تخدم العلم والوطن اللذان لا يشتهان !! وهذا حقا ما هو مؤسف في دولة ( عريقة ) كانت تمتلك جيشا جرارا مدربا على الآلة العسكرية المتنوعة وكثيرا ما أستخدمت تلك الآلة في الحروب والقتال الداخلي ( الوطني ) والخارجي مع دول الجوار ! وربما الى الحدود الأبعد وبالذات فلسطين في سنة 1948 .

ورباط الكلام هو أن تخدم العلم .. أي الخدمة العسكرية في بلدك ولبلدك وأن تحتقر بمفهوم الدولة القمعية وسلطتها الدكتاتورية .. ولا تمتلك النقود من أن تدفع فلوس الكروة بالعامية! أي من أن تتمكن من شراء تذكرة سفر ذهابا وأيابا وخاصة أيام تمتعك برخصة السفر ( الأجازة ) من والى المعسكر !!
الغاية من هذه المقدمة البسيطة .. الحياة التي عاشها ويعيشيها العراقي في عز شبابه ومدى التضحيات التي يقدمها في الدولة النفطية والتفاصيل المرتبطة في حياة الفرد والجماعة !!.

وهنا لابد من الأعراج على البعض من النقاط القليلة ... لما أصابنا نحن وتحملنا لويلات .. الويلات التي  .. لا لنا فيها ناقة ولا جمل !! بل الأكثر طرافة من أن ينتقدوننا سواء شملنا النقد أو من عدمه !
وبالتأكيد الذي يهاب النقد والنقد الذاتي .. فعليه من أن لايتعامل مع الواقع  ، ويختار عنق الزجاجة أو يتهرب من الشاردة والواردة وما دام تعمل يعني ترتكب الأخطاء ، وسواء كانت الأخطاء خدوش أم خنادق ، أسطر أم صفحات ورقية مليئة بالأحداث الساخنة ، صغيرة أم كبيرة ، أختيارية أم فرضية ، وجلها تصب في خانة العمل وخاصة السياسي في البلدان المتعوبة والتعبانة سياسيا  والمنهوبة أقتصاديا  والمنهمكة حروبيا، والعراق واحدا من تلك الدول العديدة  التي شبع شعبها الضيم من الحكام المتعاقبين على سدة النظام الحكمي التعاقبي والمختلف من فترة الى أخرى أسوأ صورا وتأريخا !.
المشهد الأول !                                                                                                     
أولا .. الزمن والمكان .. الصيف من عام 1977 وفي مقر الحزب الشيوعي العراقي / أربيل / عنكاوا . والصيف اللاهب لايقل خطورة على السياسي من أرهاب الدولة والحزب الحاكم على من لايرضخون ولا يوافقون لسياسة البلد والحزب والواحد الخاطئة وأختياراتها التعسفية وتسخير ممتلكات وثروات البلد وأستخدامها  للنيل من الوطنيين والسياسيين التقدميين وفي طليعتهم الشيوعيون .
وهنا لا ننكر دور الأحزاب الأخرى وحركاتها المسلحة التي قاومت أعتى الجيوش وأشرسها في الجبال والهضاب والوديان الكوردستانية في أوائل الستينات وأواسط السبعينات ومن حسن الحظ العراقيين وعند البهدلة السياسية والتشريد من بلدهم فيكون الطقس في غير صالحهم والألغام لاترحمهم قط!!
 

بينما كنا نتصفح عصر ذلك اليوم وفي المقر .. نتصفح جريدة طريق الشعب ، الجريدة المركزية الناطقة بأسم الحزب الشيوعي العراقي والمرخصة أعلاميا وحكوميا وتوزع في كل المدن والبلدات والقصبات العراقية وهذا ما هو معلوم للقاصي والداني لمن عاش في العراق في حقبة السبعينات من الزمن العراقي في القرن الماضي ، وما كان عنوانا بارزا وبحروف كبيرة ومثخنة بالنفط!
العراق ينتج  ( 3,750 ) مليون برميل نفط ، والجدير ذكره كان سعر البرميل الواحد  ب ( 25 ) دولار أمريكي ، وفي عملية حسابية بسيطة 25 * 3750000 = 93750000 دولار$ يعني مايقارب 94 مليون دولار في كل يوم ، ولا نحسب الواردات والثروات المتنوعة الأخرى !في كل يوم !
فثارت ثائرتي .. و لم أكاد من أن أتحمل ذلك الرقم في ذلك الزمان والمكان ونحن أشترينا الثلاجة للمقر بواسطة جمع المساعدات لأحد الرفاق المرضى ومن ثم الفائض من المبلغ تبضعنا و أشترينا فيه ثلاجة بسعر ( 120 ) دينار عراقي! وللموضوع رابط آخر ربما سيمكن الحديث عنه !
كانت الصرخة مدوية وعلامة التعجب والتعصب لم ولن تتركاني من السكون وكالعادة ... قمت بهذيان .. وصعود السخونة السياسية ، وكانت  كلمات وجمل ومنها ... لا مكان لنا نحن الشيوعيون في العراق النفطي والذي دعمناه في شراء سندات الصمود التعيسة ! ومن ضمن الجالسين الرفاق منصور مربين ، خننيا عسقيل ، حنا يوسف أيشوع ، أسحق بطرس ، توفيق حريري ، أميل حنا ، يعقوب توما ، رحم وطاب ذكر الراحلين  والشهداء عنا ، ورفاق آخرين شباب صغار بعمر الورود ، فأكثرية الرفاق أصطدموا بالواقعة والتغير الذي طرأ على كلامي بسرعة البرق ! فسألوا لماذا هذا التخوف والأنفعالية منك يا سعيد ؟! فقلت بالحرف الواحد ... وماذا سيكون دورنا والواردات العراقية بأيادي غير أمينة ؟!
نقاشات بيزنطية ومثمرة والكل في جانب معارض لرأي ! وقلت الأيام القادمة ستبين صحة ما أذهب اليه واللبيب تكفيه الأشارة!
..............................................
المشهد الثاني!
ثانيا ... طريق الشعب !
تخللت الفترة التي سبقت سنة 1977 وبعدها .. الكثير من الأمور المعقدة السياسية وحجب التنظيم الشيوعي والضغوط على المنظمات المهنية للحزب ومنها الطلبة والشبيبة ورابطة المرأة والتنظيمات العسكرية وغيرها من الأمور التنظيماتية ، مما حذى بالحزب الى المثول تحت الأمر الواقعي وغير الواقعي ، وأحلى الخيارين كان مرا ! وبين فترة وأخرى كان النظام المقبور يعتقل رفيق وصديق هنا وهناك وعدم قبول الطلبة في المدارس المهنية والجامعية إلا بقبول انتمائي خاص ، والحصول على فرص العمل إلا بأمور قذرة أنتمائية عفنة وطرق غير شريفة ومحاربة الرزق وشراء الذمم ووعود غير نزيهة .. أفسدت الطيبة العراقية وتفسخ الأنسان بقبوله تلك الأملاءات وخلق مدرسة أستمدت ديمومتها لحد هذا اليوم بين الأحزاب المتنفذة في السلطة وخلق أرتباكات وآثار سلبية ونفسية على نفسية وشخصية الفرد العراقي وتراجع دور المخلصين منهم في عزلهم ومحاربتهم في كل شاردة وواردة مما حذى في الدوائر المعنية بلوغ الذروة في المحسوبية والمنسوبية ! .
مالبث وأن مر أقل من سنة من سعر بيع النفط العراقي والواردات العراقية المتنوعة وحصر كل وظائف الدولة بأيادي غير أمينة ، وسرعان ما غضبت الدولة ومؤسسساتها الحاكمة لفرض شروط تعجيزية أخرى خشية من المد الجماهيري للحزب ، والوقوف من قبل الأجهزة البوليسية المتنوعة بوجه تلك المنظمات وفرض أملاءات أخرى عديدة وأهمها .. عدم توزيع طريق الشعب! وأرهاب الناس بشكل عام وجماهير الحزب بشكل خاص وكما في كل مرة أستحداث أجندة عنتيكية وفرض شروط كسيفة بغية ملاطفة أسيادهم الخليجيين آنذاك ضنا منهم بأن الحزب الشيوعي العراقي وهو الوحيد الذي يشكل خطورة على المنطقة بشكل مبين وواضح !
كان الأرهاب بدأ بالجنوب العراقي .. بدأ من محافظة البصرة الجنوية ونحن لم نعلم بالوقائع إلا القليل القليل الشخصي ! وجريدة الحزب المركزية توزع رغم العثرات العديدة التي تخلق من أزلام النظام الدكتاتوري وتصل الى أيادي القراء وحسب التنظيم الحزبي المواقعي . وكانت جريدة الراصد تلعب دورا قذرا وبكتابها المسمويين والذين كانوا يبدعون في التهجمات الأعلامية على الحزب!
أستلمنا رسائل معنونة من قبل مديرية أمن عنكاوا ، مكتوبة بطابعة تقليدية .. مشيرة بأن علينا الحضور الى بناية مركز شرطة عنكاوة ومن ثم دائرة الأمن ! .
ربيع عام 1978 من القرن الماضي المنصرم التعيس ، أستدعينا من قبل مديرية أمن عنكاوا بتبليغ من قبل المختار وعبر الرسائل ، ونحن نفتقر الى السبب ! وكانت التفسيرات والتحاليل مرعبة بالنسبة للشباب الصغار لكونهم سمعوا بسيط ( الأمن ) المخزي ، علما كنت في كل يوم أوصل جريدة حزبنا الى منظمة حزب السلطة ، وكثيرا ما يلحون علية من أجلس معهم ، ولكن كنت أرفض بسبب الأنشغال !
نحن تسعة موزعون مطلوبون لدائرة الأمن ..... في الوقت المعين وصلنا الى دائرة الأمن وكان بأستقبالنا ومرحبا بنا الملازم ( غالب ). بحيث دام الحديث حوالي ساعة ونصف وبعد الترحيب بنا مستفسرا .. بخصوص علمنا لسبب الأستدعاء الى هنا أي دائرة الأمن ؟، فكان جوابنا بالنفي ، وسرعان ما جلب العامل في المركز .. الشاي ، فرفضنا من تناوله ! فقال ... فيما لو لم تحبون الشاي فهناك ( بارد ) مشروب كوكا كولا ، فأصرينا بشكرا لكوننا مطلوبين وليس معزومين!! فكان النقاش ونقاط البحث بهدوء وبأفساح المجال ومن الأول والأخير كنا المتحدثين أنا وهو ، ورفاقنا وأصدقائنا الصغار فقط يصغون الى ما ننطق به ونتبادل الحديث المشوب بالحذر لكون الموقع ليس في صالحنا ! .
ولكي لا يكون ألأجحاف بحقهم بعد أن رأوا المناقشة والحديث فيها المجابهة وأخذ وعطاء من الطرفين !! تنفسوا الصعداء ولم يتنازل أحدهم بما ملآ علينا من قبل ملازم غالب ، أي عدم توزيع جريدة طريق الشعب ، شباب أبطال وشجعان وكأنهم يقولون بأن سعيد هو رأس الرمح !
ومن الشباب الشجاع أتذكر منهم أنور بطرس الياس، نجيب بهنان يلدا ، نصير صليوا أيشو وخمسة رفاق آخرين ، وحبذا لمن يتذكرهم لكي لا يغيب ويتغيب ما قاموا به من العمل النضالي في تلك الحقبة الزمنية المؤلمة والتعيسة من أرشيف الدولة العراقية الفاشلة . وما جرى من حديث وبأختصار ....
الأمن / مقدمة .. بخصوص توزيع الجريدة ولا يحق لكم من توزيعها لكونكم لا تمتلكون رخصة التوزيع وهذا غير مسموح به أبدا ! وأنتم تجبرون الناس لشراء جريدتكم وفرضها على المشتركين عنوة أو بتأثيرات شخصية وو ......... !
التسعة / بما أنه نحن نعمل للحزب مجانا وبأختيارنا الشخصي ومادام الجريدة تصدر في العاصمة وتصل الينا ، فلا داعي من أن نلتزم قراركم ! ونحن سنقوم بتوزيعها ! وهات مثلا بالرجل الذي ضغط عليه من أن يشارك في شراء الجريدة عنوة ؟! دون الأجابة!
ومن ثم عليكم منع صدور الجريدة من بغداد العاصمة وفي هذه الحالة لا نمتلك الجريدة وعندئذ ستصبح الجريدة سرية وسنوزعها في الطرق السرية كما كنا نفعل ذلك في الستينات من القرن الماضي ونحن مدمنون بتوزيع صحافة الحزب !
الأمن / طيب .. لماذا لا توزعون جريد الثورة الى جانب طريق الشعب ؟
جواب التسعة / الثورة هي جريدتكم وأنت حكومة ودولة وبحوزتكم كل الأمكانيات المادية وتمتلكون كل الوسائل والتنظيمات فبأمكانكم من توزيعها ، وهي جريدتكم .. فلماذا نحن نقون بتوزيعها ؟!
الأمن / طيب .. ننطيكم فلوس ووزعوها !
مجموعة التسعة / أعطوا فلوسكم لجماعتكم بدل  ما تعطوها ألنا !
الأمن / طيب وزعوها الثورة مجانا وسندفع لكم أجورا حق التوزيع !
التسعة المطلوبين / لا أحد من ربعنا يشتروها  نحن غير معنيين بذلك أبدا!
ومن ثم الدخول في جدالات أخرى وطلبت من فرصة للحديث .. لكي أعبر عن وجهة نظري السياسية .. فقلت للأمن .. نحن نمتلك جريدة طريق الشعب وهي تصدر بموافقة الدولة الرسمية وهي لم تعاديكم وأنتم تهابونها ونحن في ( الجبهة الوطنية والقومية التقدمية ) وتمنعوعا من الصدور ، وأنتم تمتلكون النفط ، الجيش ، الجيش الشعبي ، الأمن المتنوع ، الطلبة ، الفتوة والطلائع وكل ثروات البلد في تحت أمرتكم وتصرفكم ناهيكم عن تسخير كل موارد الدولة وأستخدام تلك الموارد لحجب صدور جريدتنا نحن الوطنيين والمخلصين للدولة والشعب والحزب ، وتعملون جاهدين للحد من نضال الشرفاء بينما العراق بأمس الحاجة اليوم الى البناء أطر الدولة الديمقراطية ومؤسساتها .. لا بفرض الشروط التعجيزية السياسية علينا نحن المخلصون تأريخيا للعراق وشعبه وأنتم تهابون الجريدة .
وجملة الختام من مجموعة التسعة / سأقول لكم جملة وعليكم أيصالها الى قيادتكم العليا ... ولكي يحاسبونني على قولي هذا ... لأننا وطنيون بأمتياز  .. نحب وطننا وشعبنا وحزبنا .
الأمن / تفضل !
التسعة / سيأتي يوما .. ويسألوكم وكما يقول المثل الكوردي .. أين أذنكم ؟ وأنتم تؤشرون في اليد اليمنى الى الأذن التي تقع في يسار الرأس !
الأمن / ماذا تقصد ؟!
التسعة / يعني الأمثال تضرب ولا تقاس ... يعني راح الوضع يتيه عليكم ! أي الرجعية العربية وأسيادكم سيعملون على خراب العراق وأهله !
الأمن / ظل ساكتا .. صاغيا .. متريثا .. دون أن ينطق بكلمة ولا جواب !
الأمن / أنا بلغتكم بعدم توزيع الجريدة وسنحاسب من يستمر بالعملية هذه !
نحن التسعة / سنوزع الجريد مادام الجريدة تصل الينا !
 
التسعة / مع السلامة
الأمن / مع السلامة دون أي تعصب أو غضب !
مدة الحديث  / ساعة ونصف وانتهى المشهد الثاني
..........................
المشهد الثالث!
سنين عجاف بين الموافق والمناهض لحكومة (الجبهة الوطنية) وعنجهية النظام القمعي في بغداد ، بينما الرفاق أكثريتهم غير مقتنعين بالعمل الجبهوي مع حزب البعث السلطوي! وذهبت السنون وتهيئة وتسخير كل تنظيمات السلطة الحاكمة للحد من نضال الشيوعيين وأصدقائهم وذلك بغية تقديم التنازلات وأرضاخ الحزب الشيوعي العراقي وقبوله بالأملاءات وجره أي الحزب الى وضعية اللا صوت والصورة ، وربما اللاطعم والرائحة ، وربما اللاحول ولا قوة !!! ولكن أصرار الشيوعيين العراقيين وأصدقائهم عملوا ماعملو لأنقاذ ما يمكن أنقاذه وترك العراق عنوة وذلك بعد تعرض عشرات لا بل مئات الألوف من الشيوعيين العراقيين وأصدقائهم الى الأعتقالات والسجون والتعذيب المتنوع وحتى الأغتصاب للرجال وناهيكم النساء من الشيوعيات البطلات ومحاربتهم في قوتهم اليومي ، وهنا لايسع الوقت لذكر كل الأمور لكون القاريء سيمل من جر الموضوع الى عشرات  المواضيع الأخرى !
فكانت النتيجة .. ترك قسم من الشيوعيون العراقيون البلد والألتحاق في بلدان المهجر الأشتراكية آنذاك أي في 1978-1979 من القرن المنصرم ، والقسم الآخر من الشيوعيين وأصدقائهم في الفترة ذاتها .. ألتحق في المناطق القروية العاصية في أطراف كويسنجق وسهل حرير وبشدر !!! وشكلت مفارز وبنت مقار وحملت سلاح الشرف للدفاع عن الوطن والشعب والحزب وهذا ماكلفنا مئات الشهداء الابطال بعد ماتركوا عوائلهم ووضائفهم المتنوعة ودراساتهم الجامعية والمهنية ، ليقولوا لا لا لا لا لا لا لا لا لا  وألف لا للدكتاتورية القمعية ! نعم من أجل بناء عراق مزدهر يتمتع الكل في ثرواته ، وترك الكثيرون ممن كانوا قد حصلوا على المقاعد الدراسية دراساتهم والتحقوا في حركة الأنصار ليقدموا ما يمكن تقديمه من الأفكار التي حملوها مبدئيا .
وهنا وبعد مرور أكثر من عقد من الزمن وبكل تفاصيله وتخرصاته ومسمياته ومعاناته .. أختار الشيوعيين النضال في الكفاح المسلح وبناء القرئ وتقديم الخدمات الطبية وخلق علاقات مع أولئك الناس البسطاء المضحين وتقديم مايمكن تقديمه وترسيخ العلاقات والعمل المشترك بين فصائل القوى الكوردستانية المسلحة  وما آل اليه من الأقتتال الداخلي وأحتراب القوى فيما بينها ومجابهة أعتى الجيوش في العالم من حيث العدد والعدة والخبرة المبيتة ، وأستخدام كل الأسلحة الفتاكة بالضد من المواطنين العزل والبيشمركة والأنصار التابعة للأحزاب الكوردستانية والعراقية ومن ثم مقاومة البيئة الصعبة في كل فصولها السنوية بعيدين عن راحة البال والخيال ، وما هي هذه السطور غلا مقدمة للدخول في صلب الموضوع .
وبعد خوض الكفاح المسلح السياسي لأكثر من عقد من الزمن ونحن الأنصار البيشمركة للحزب الشيوعي العراقي لم يكن لنا خيار آخر يمكن الحديث عنه  وبعد أن نزل وأختار البعض من الرفاق الموت والنضال في الداخل ومن ضمنهم المفارز الصعبة ، إلا أن البعض الآخر صفى على الحدود العراقية الأيرانية والوضع الذي لايمكت تحليله وتفسيره بسهولة أبدا ، أي اللي كات مراهقا .. أصبح ( أيجة ) ، والشباب أصبحوا شيابا ! والصاحي جسديا أصبح مريضا ! واللي كان متزوج ... القسم منهم طلقت زوجاتهم عنوة ! واللي كان صاحب خمسة أطفال صغار .. أصبح صاحب خمسة شباب !!!!! وو ...............................................................................الخ!
بلغنا  في روسيا الأتحادية وقبل وبعد روسيا قصص ( جثيرة ) أي نعم كثيرة!!!!!!! وبعد أن كنا حائرين .. كيف يمكننا من الوصول الى بر الأمان الى دول اللجوء الأوروبية والأخذ القسط من الراحة بعد المتاعب الجمة والكوارث التي حدثت للمجتمع برمته ، وحالفنا الحظ نحن المئات وفي تلك الفترة أي في سنة 1992 من اللجوء الى مختلف الدول ، ولا بد من ربط الكلام وكل الأمور التي سبقت القصة ، وللقصة ربط جدلي وواقعي وعلمي وسيكولوجي وأجتماعي !!!!!!
ففي سنة 1991 وبعد محاولات وأتصالات عديدة من المعنيين ( لرحيلنا )! الى الخارج ومشكور الأساتاذ الأخ والرفيق المناضل ( أبو عادل ) داود كوركيس والآخرين من الرفاق الذين قدموا خدماتهم وأمكانياتهم لوصولنا الى بر الأمان وذلك عبر الأمم المتحدة وصليبها الأحمر .
أوليات كثيرة وطويلة القصص والربط ..... وبعد المقابلة مع اللجنة المتوجهة من وزارة الهجرة السويدية واللقاء الينا وبحضور نائب وزير الهجرة السويدي وبصحبة وفد ومترجمين كورد 1+1 ـ والمقابلة التي كانت الأولى من أن نرى أناس يهتمون بنا كناس وأشخاص ومناضلين ويحترموننا .
وكان السؤال على الشكل التالي وعبر المترجم ؟ لماذا تريد من أن تكون لاجئا في السويد ؟! وأكثر من عشرة أسئلة أخرى أتركها ,
فكان الجواب / الضحكة الصاخبة والطويلة ... ربما أزعجت الحضور ! وبعد أستفساره السيد النائب ؟ قلت ... ليس ولم يبقى لنا متر مربع في الأراضي الكوردستانية من أن نعيش فيها ، لكون الجيش والجاش أحتلوا كل الأماكن ، مستمرا وهل بأمكانكم من أن نذهب للعراق وأقصد أن نسافر الى الحدود ونعيش معا وخاصة بعد أستخدام الأسلحة الكيمياوية والمحرمة دوليا وأنفال سيئة الصيت ولقصص الأنفال أبعاد أخرى . فرفض السيد النائب وبعد ذلك أصبح في الصورة الحقيقية .
هكذا البعض من الشيوعيين أختاروا الخارج وعندما كنا في الداخل .. كنا في الخارج !!
وعندما كنا في الخارج ونحن في الداخل !! وهذه هي فلسفتنا دائما ، أي لا نتاجر بشعبنا وسنبقى نضحي من أجله وأن متنا بعيدين عنك يا وطن ؟ فبلاد الغربة أوطاني .


54
مذكرات بيشمركة / 66
العلاقات الودية
سعيد الياس شابو / كامران                                                                     
2014.12.17                                                                       
 
بينما كان المسير الشاق في سحق الثلوج الوافرة المثلثية وشق الطريق الغير سالك .. مستمر .. وأبو عادل الشايب لم يترك حديثه جانبا .. إلا وجاء بالجديد الطازج .. وحتى غفورين لم يسلما من التعليقات .. فهو يقول .. بالله عليكم .. هسع أحنة متوازين ومجبورين أن نقطع المسافات .. بس أنتم ليش / لماذا ؟! ويرد غفور .. نحن كسبة وهاي قسمتنا .. بس أنتم ليش ؟! ونواصل المسير ونتجاوز النهر البارد ( كاده ر) ، وبمجرد تجاوز النهر .. الجبل الشامخ بأنتظارنا .. إنها صعدة قوية ومسير وتسلق في غاية الصعوبة والخطورة وأي تأخر في المسير سيقودنا الى الهلاك حسب تصريحات الغفورين !!.
وبالرغم من البياض الناصع الذي أبيض المنطقة وكسى كل الجهات ..إلا أن الظلام المسائي .. قد  داهمنا وكأنه الحظ لعب دورا خدوما ويسر لنا من أن نتقرب من القرية في خطوات بطيئة وسريعة !! متعبة ، وقبل بلوغنا قرية بيمزورته بعشرات قليلة من الأمتار عتمت الدنيا بوجهنا وإذ بعاصفة تلجية قوية غاضبة استقبلتنا ! ولدفائق قليلة أنهكت وانهمكت قوانا ونالت منا الكثير ومما زادت متاعبنا ومعتقدين .. من أن بلوغ القرية أصبح من الصعب، بحيث كانت العاصفة قد أنذرتهم منذ وقت في القرية والمنطقة ونحن بلغناها وليست هي !! لكون وبعد رؤية مصابيح القرية .. تنفسنا الصعداء .. بحيث إن البعض من أهل القرية الذين كانوا يترقبون قدوم غفورهم .. وعندما لقيت أبصارهم  الحركة الغير الاعتيادية  .. استغربوا مما شاهدوه! كيف نجينا من الموت العاصفي المحقق والمحتوم وهذه الأجواء المحرمة طقسيا ومناخيا ووطنيا ودوليا وحزبيا !!!!! المهم بعد بلوغ القرية وكانت الساعة تشير الى السابعة مساءا من ذلك التأريخ .. أي في 17 / 12 / 1981 .                             
كانت المناظر الخلابة في المنطقة وخاصة القرية الحدودية لو لا العاصفة لرسمت و طبغت صور أجمل في الذاكرة الأنصارية لمسيرة مستمرة في ذلك اليوم والتي استمرت ل 15 ساعة جبلية ... فمن اللامعقول ما قمتم به من السفر في مثل هذه الأجواء قالوا .. والقول منسوب لأهل القرية!
وأضاف القروي مستمرا في حديثه .. محظوظين أنتم ! لو بقيتم اليوم في الطريق لكان مصيركم الجماد الى الشهر الرابع الربيعي .. لكون الطريق لا يسنح في مثل هذه الأجواء من الخروج لتلك المسافات والضروف المناخية في المنطقة ! ونحن لا نعير أية أهمية تذكر لحديث القروي .. لكوننا .. ليس لا أباليين .. وإنما لامفر لنا سوى الخيار الذي سلكناه وقررناه !!.
 
قرية بيمزورته (بئ مزورتئ ) لم نشاهدها ونطل ضيوفا فيها وعلى أهلها الطيبين وبيوتهم المتواضعة وفلاحتهم ومراعيهم وأكواخهم المصنوعة من الروث ( روث الحيوانات والماشية ) والذي يستخدم لأحماء التنور عند الخبز والتدفئة اليومية في الصوبات الحطبية وللطبخ وسخن المياه للأستحمام وفي الوقت ذاته يعتبر مادة غذائية سمادية للمحاصيل الصيفية وخاصة زراعة الخضروات .
كانت أم غفور قلقة وقلبها يتسارع الدق ! ! ! ! ! كلما أظلمت الدنيا وزاد من عتمتها .. لكون فلذ كبدها وعدها بالمجيء سالما حاملا معه الحمل الذي كاد أن يصبح الممول الحياتي الجزئي بعد مبيعه بثمن مربح  لكون القرويين هم بأمس الحاجة لمثل هذه الأعمال وخاصة القرى الحدودية .
وعند مدخل القرية .. المصابيح سلطت أضوائها على البياض الثلجي ويعكس بريقها وكأننا في الصباح وليس في المساء ، وكانت أم غفور شغوفة وحنينة وحنان الأم وقلب الأم وتأمل الأم وتفكيرها .. كل الأمور تصب في وصول الأبن بسلام الى قواعده ! وفعلا هذا ما حدث .
استقبلتنا أم غفور الطيبة .. أيما ترحيب ؟ وسارت الدماء في عروقها وشرايينها وكادت لا تصدق مجيء غفور سالما .. أي كان قد وعدها بوصوله قبل يوم ! وها نحن أخرناه عنوة يوم آخر!
الوالدة العجوز .. أسرعت الخطوات ملتفتة يمينا  و شمالا .. المفرزة في ضيافتها .. أبو عادل الشايب ، أبو كوران وأم كوران ( أم صباح ) ، أبو جميلة  ( كوكب حمزة )، إحسان ، ماجد ، ومن طرف مفرزتنا مام خدر روسي ، ملا عوسمان و كامران .                                               
وعند مدخل البيت القروي للعزيز غفور ... ثمة غرفة كبيرة تتسع للجميع ، ويتوسط الغرفة تنور أرضي ! والفرق بين التنور الأرضي المغروس والتنور الذي يكون مرتفع عن الأرض ثمة فرق ، هنا في التنور الأرضي يحتفظ بالحماوة لمدة أكثر عند الخبز ومن ثم يمكن التدفئة عبر انزال الرجلين في عمق التنور وذلك من أجل التدفئة ومن ثم تجفيف الملابس وتسخين الطبخ البارد وربما أمور أخرى واستخدامات لم نجدها نحن الأنصار البيشمركة .
لازال الدخان كان محصورا عند السقف ورائحة صفائح الروث و دخان التنور والخبز الحار والفطائر والبرغل المطبوخ جلها تتدافع فيما بينها ومتشابكة ومشكلة حقيقة قروية صادقة محرومة مما تمتلكه الدولة النفطية العريقة ! ، وليس غريبا من أن نرى القطة تبحث عن الرزق ألا وهو الفأر ! والفأر يبحث عن لقمة من الرزق المقسوم ! والدجاجة تضع بيضتها في زاوية والصرصر يتجول على الحيطان وأتعسهم البرغوث الذي عقدنا ولم يسمح لنا من النوم إلا القليل القليل جدا !
وبعد تناول المقسوم من أيادي أم غفور والشاي الساخن وقادتنا الى كيفية وضع رجلينا في عمق التنور لكي نعوض عما أصابنا من البرد وشدته نتيجة المسيرة الشاقة .
فأما  كاك غفور والذي لا يتركنا إلا ومدحنا في كل صغيرة وكبيرة عند الوالدة .. ولم يكتفي في الوصف والتعامل السليم والعلاقة التي طالت حوالي يومان من الزمن وتناول الخبز والشاي ومبيت ليلة مهلكة والتثقيف الذي تعودنا عليه في جذب المقابل الى المبتغى وكيفية مشاركته في الحديث واعطائه المساحة الكافية للحديث والأصغاء اليه .
غفور لم يتركنا وحيدين ! وعدنا في الصباح الباكر من أن يرافقنا الى مدينة أشنويه / شنؤيئ / شنؤ ، بعد أن أتفق الرفيق مام خضر معه حول أمكانية إيواء البغل ومداراته طيلة فترة الشتاء وحتى حلول فصل الربيع ... غفور الطيب لم يرفض أبدا ما وكل اليه ، مبديا أستعداده القيام برعاية البغل على أكمل وجه والقيام بالواجب ، ومام خضر أعلن استعداده بدفع مبلغ مقابل ذلك لتدبير علف الحيوان البغل .. التبن زائدا الشعير .. لمدة 3-4 أشهر من الشتاء القاسي ، وفعلا هذا ما حدث ولكن لا أعرف فيما بعد ما آل اليه الوضع  وحبذا لو يوضح مام خدر ذلك مشكورا  لكي أكون في الصورة .
 
وفي الصباح الباكر أي في يوم الثامن عشر من كانون الأول من عام 1981 من القرن المنصرم أجرنا سيارة لاندروفر أستوعبت الكل زائدا كاك غفور الذي وعدنا من أن يقودنا ويرشدنا الى المدينة التي أشتقنا اليها من جديد ألا وهي ( شنؤ ). علما كنا قد حلينا ضيفا في فندقها في بداية الشهر الخامس من عام 1980 ، عندما كانت مفرزتنا في طريقها الى كوستة .                                       
فرنسوا حريري ..                                                                                         
-----------------            في الطريق الى أشنوية ومن بيمزورته كان الحديث بخصوص طيبة المسؤول البارزاني والقصد كاك فرنسوا ( فرنسو ) حريري وتعامله السليم مع أهل شنو والقرى المجاورة والتفاعل معهم وتبسيط الأمور وحلحلة الأمور المعقدة ، هذا ما تحدث به غفور القروي الطيب ، بينما نحن نسمع ونستمتع بأشتياق الى حديثه الذي أوصلنا الى شنؤيه ولم نشعر بالرغم من الثلوج الكثيفة المغطية المنطقة برمتها .
ويعد بلوغنا المدينة الطيبة والمفعمة ببساتينها الصيفية والمكسوة شتاءا بمناديل بيضاء وجبالها الجرداء من الأشجار ، إلا ماندر . فأما السكان الطيبين وأسواقهم العامرة والزي الذي يرتدونه الرجال والنساء لهو جميل بشكل وجذاب .. بحيث تشعر من أنك متخلف ! و أخترت المقرات النائية ولم تختار العيش في المدينة الثورية الجميلة .
كانت أجواء المدينة مشحونة سياسيا وعسكريا والحزازيات بين أطراف النزاع والكفاح المسلح قائم بذاته وأصوات الرصاص تسمع في أكثر من منطقة !!! والكل تعود على الحالة العسكرية وربما الهدوء كاد لم يعجب السابلة ، وإذ بسائق السيارة واقفا أمام المقر الرئيسي في المدينة والذي يقع في قلب المدينة .. ترجلوا أنكم في أمان .. هذا هو المقر مؤشرا بيده للحرس .                         
ترجلوا .. قال غفور غفوري .. وصلنا الى المقر .. الحرس استقبلنا برحابة صدر .. أهلا وسهلا ! فخطى غفوري بخطوات وهو واثق من نفسه من كونه يقدم لنا العون في المقر ، ويبدو للعيان من أن غفوري لم تكن زيارته الأولى للمقر .                                                                     
كاك فرنسوا .. جالس في مكتبه في غرفة كبيرة وأمامه كل مستلزمات المكتب من منضدة وكراسي وقرطاسية وهاتف أرضي ، نهض ليستقبلنا بحفاوة وحماوة بالغتان وبأبتسامته الدائمة بعدما أبلغوه من أن مفرزة قادمة من .. ما وراء الجبال الحدودية ، أهلا وسهلا وقواهم ( ماندوونه بن )! وقدمنا غفوري مبديا بأننا بحاجة الى مساعدة موجها كلامه الى القيادي في الحزب الديمقراطي الكوردستاني ( البارتي ) ، كاك فرنسوا هريري ، طالبا منه من أن يسهل لنا الأمور ، وبعد مجاملات بيشمركايتية لطيفة بيننا وأستفسار من قبل كاك فرنسو حول أمور المنطقة وأوضاعها والمقرات وو ....... الخ .
فقال كاك فرنسو .. غفور ... هسع أنت بأمكانك من أن تطلب أي مساعدة على خاطر المفرزة ، أي مفرزتنا ! هنا توسعت شرايين كاك غفور الطيب وأرتاح أكثر فأكثر كلما شاهدنا مندمجين وفرحين فيما بيننا .                                                                                                   
كاك غفور .. أسترخص منا وشكرنا وشكرناه وبقت ذكراه الطيبة عالقة في ذهننا الى هذه اللحظة التعيسة من الزمن !                                                                                   
وداعا غفورنا العزيز .. كانت أول لقاء وآخر لقاء بالنسبة لي ! يالها من التعاسة ما لم تتمكن من اللقاء ثانية بأناس طيبين أمثال غفوري .                                                             
ويبدوا أن كاك فرنسوا .. كان على علم بكل صغيرة وكبيرة ومتابعا جديا لما يحدث وعلاقات مقراتنا في منطقة كوستا مع مقر كاك حميد أفندي ومقر عريف أحمد ومقر كتينا / دكتور سعيد بارزاني ، ولم تكن أسماءنا غريبة عليه .. ويبدوا المفارز التي كنا نستضيفها في مقراتنا في كوستا .. تتحدث بالروح الرياضية التي كنا نتعامل معها كبيشمركة .. وإن اختلفت أحزابنا ومفاهيمنا .. إلا أن علاقاتنا متينة ومبنية على أسس التعاون السليم  وصدق التعامل .
وبعد إجراء اللازم وتناول كؤوس الشاي والحديث المريح .. أصبحت لنا علاقات جديدة وقاعدة جديدة ووجوه طيبة وشخصيات قيادية  تقدم لنا الدعم ، وهنا وفي كل مرحلة وبمرور الأيام كنا نتفاعل مع الجديد ويكبر قاموسنا الأنصاري ونتعلم الجديد ونستفاد ونفيد .. هكذا هي الحيات أخذ وعطاء!!
أودعنا الأخوة الرفاق في مقر شنو .. مستقلين سيارة  لاندروفر أخرى من أشنوية .. الى مدينة نغدة الفسيفسائية المختلطة من كل القوميات الكوردية والتركمانية والفارسية وو ...الخ .
 خورشيد شيره ........                                                               
------------------------    كاك خورشيد شيره وهو الآخر العضو القيادي في الحزب الديمقراطي الكوردستاني ، وفي هذه المرة ليس المقر لنحل عليه ضيوفا .. وأنما ضيوف العائلة الطيبة .. أستقبلونا بكل حفاوة وطيب الخاطر ، مام خدر الوجه الأجتماعي والذي معا كنا نقهر الصعاب ونجيد التعامل والأسلوب الأجتماعي الذي نتعامل به يخلق الأرضية الخصبة ويجد موطيء قدم في العلاقات مع الأحترام المتبادل والذي يعكس الصور الناجحة والواضحة ونضع الكل في الصورة .
هذه المرة في مدينة نغده .. وهي أكبر من أشنوية وشهدت أحداث دامية في القتال بين مختلف الفصائل وحكومة المركز ونشوب القتال الطائفي السيء الصيت وذهبت ضحايا كثيرة ومن كل الأطراف ، لست بصدد سرد تأريخ المدن .. وشعوب المنطقة والحركات المسلحة والتعصب القومي .
أخجلتنا الأخت ( مامز ) أم آزاد وأخيه .. وهي زوجة  كاك خورشيد شيره .. بحيث قامت بالواجب الذي تعودت عليه النساء المناضلات وخاصة نساء البيشمركة وهنا أم آزاد .. قدمت مائدة عامرة من الطعام اللذيذ والشباب آزاد وأخيه وهما لا يفارقونا طيلة الفترة التي قضيناها ضيوفا في البيت الغني بأحترامه وتقديره والعائلة الطيبة ، كان الأهتمام الأكبر بالرفيقة أم صباح ، ومن جميع الجوانب ، كاك خورشيد شيره .. أعادنا الى ذكريات الماضي والسبعينات ومناقشة أمور الثورة وتحاليل سياسية واقتصادية وأجتماعية وأن نكون قد تعلمنا من الماضي اللاخدوم !
 
مشكورين العائلة الطيبة ... وجبة غذاء دسمة وعشاء لايقل عن ذلك وفطور القيمر وعسل والجبن واللبن والخبز الطيب ، علما كانت العائلة تشكو من قيمة إيجار المسكن وربما يقرضون المال لكي يرضون ضيوفهم  ومن كافة الأحزاب والجماعات والأشخاص .. والله أعلم .
شاركونا الجلسة الأخوة الرفاق البيشمركة وكوادر الحزب الديمقراطي الكوردستاني / البارتي كل من كاك شيخ الله ، كاك ملا عزيز ، كاك بارزان ملا خالد ، فمن هنا تحايا طيبة للجميع .
وفي الصباح اليوم التالي أي في 19 / 12 / 1981 . استقلينا لاندروفر أخرى الى أن وصلنا مقرات نوكان الشهيرة !         

55
مذكرات بيشمركة / 65
( غفور سيدكاني و غفور بيمزورتيي )

سعيد الياس شابو/كامران
2014.03.13
 
بعد العودة من مقر روست ووصولنا الى قرية كوليتان وكانت الساعة تشيرالى الحاديةعشرة ليلا .. والكل في القرية متحللين و أهلها غاصين في النوم وربما حالمين ... وبعد طرقات عديدة !!!،!!!،!!! مزعجة من قبلنا .. لكون الساعة متأخرة شتاءا في الحياة القروية ، وبعد الاصرار المستمر من قبلنا ، ونباح الكلب المستمر علينا وهو مربوط من عنقه ، وإلا لهجم علينا .. ليثأر لما حدث لصديقه وربما شقيقه الكلب والذي قتله النصير عبير وذلك دفاعا عن نفسه ، والبنت القروية الأخت مراريخان غاضبة ومتعصبة بحيث رشقتنا بكلمات وجمل وماذا تفعلون بهذا الوقت المتأخر .... مصرة على رؤية ملامحنا و رافعة الفانوس القروي بوجهنا  ... لترى وتطمئن ... من نكون نحن ؟!
 
أفتحي الباب وقولي ماشئت بكسر التاء ! وكلما غضبت .. كلما كان ردي هادءا .. افتحي الباب ..لا نريد العشاء ولا النوم ... بس نريد نتدفا / دفو الصوبة الحطبية القروية !! وبعد التأكد من أننا لسنا أعداء ... فتحت الباب وبجانبها أخيها ( الفقي / الملا الصغير )، وبعد السلام والاستفسار عن أوضاعهم الأخوة القرويين ؟! فسارعت البنت القروية الشجاعة ... خليتونا حال وأحوال ... يومية جاية مفرزة منا ويومية مفرزة راجعة منا ! أي تقول البنت المحقة .. ما هذه الأشكاليات .. لماذا مفارزكم قادمة من الطرفين أي من كوستا وروست وما خلفهما ... لترجع كل مفرزة الى حيث ما قدمت .. أتت منه !! وتقصد بأن لا نمر في القرية ولا نحل عليهم ضيوفا ..........................!
وبعد اللعب في الصوبة .. لإحمائها وتيبيس وتجفيف الملابس المبللة والمتصلبة !! تناولنا الحديث حول جدوى مفارزنا ومهماتها وحركتها المستمرة حول الشريط الحدودي والمهمات الملقات على عاتقها .. وشرحت لها بالطريقة السهلة والمبسطة .. فقلت أنت محقة بذلك .... ولكن فيما لو رغبتم بالذهاب الى كويستانات جبل كيلة شين .... أي من الطرق تسلكون ؟ فأشرت الى الطريق ، وواصلت وفيما لو رغبتم بتبضع الذخيرة ومنها الدقيق / الطحين .. فأي طريق تسلكون ؟ فأشرت الى الطريق المعاكس ، فردت ضاحكة وبعد التعصب الشديد  ........... ها ! فقلت أجل هكذا هي الحياة .. فتصوري نحن أخوانك وضروفنا تتحكم علينا هكذا حياة .. فما موقفك؟ فأصبح تغير الفهم والموقف كليا .. بحيث أصبحت الأخت مراري خان في الصورة الحقيقية والواقعية لمهام البيشمركة الأنصار .. ولم تكتفي بذلك الشرح أبدا .. وقالت وأنتم أين ذاهبون ....؟ ها نحن ... نحن ذاهبون للموت ! وضحكت مع أخيها الشاب الصغير .... ألم تقولين ... وهل تبحثون على الموت ؟! فقلت نحن ذاهبين لأيران الجارة بعد ما كان الطريق فيه صعوبات للعبور ! فقالت وردت .... وما استفادتنا منكم ونحن نستقبلكم طيلة هذه المدة ومفارزكم تمر عبر قريتنا في فصول السنة ومدارها ، ولم يكن الوضع والحال غريبا من أن تلتقي في القرية أكثر من مفرزة في آن واحد .
ولقفت الجملة ..  وماذا تريدون وما تطلبون .. أمركم على الرحب والسعى كما طلبكم ؟ وتقول الآنسة الفاضلة مراري خان .... ثمة سوارات ( بازنه ) في مدن كوردستان ايران جميلة وهي مصنوعة من فضة ! وفيما لو عدتم فسأعطيك ثمنها وأكون شاكرة لك !
 
يالها من صدفة .. ويا له من طلب أخوي .. ويا لها من مناسبة .. أين نحن الآن ؟ ويمكن اعتبارنا في القطب وكل حسب تفكيره ومفهومه .... والأطرف من ذلك ..... قهقهات من الضحك المستمر .. انتعش قلبي وحقق البعض من طموحنا .. وهم مستغربين ببعض الشيء ! لماذا كل هذا الضحك .. تسأل البنت الجبلية الصادقة والجريئة ؟! لماذا تضحك ؟ هل تستهزأ بنا ؟!
كلا يا أختي ... وأطلبي بعد !!!! فأكتفت بذلك ، فبحثت عن العليجة التأريخية ... وبعد فتح الزنجير/ المخرط ، فأخرجت ألبوم صور وفيه جميع الصور منذ ربيع 1979 ولحد صيف 1981 ، صور رائعة وقصتها قصة ! المهم أخرجت ( 6 ) أسوارات فضية وبنقوش رائعة .. أخرجتها من خانة الصور وقدمتها .. وقلت .. السوارات أشتريتها لشريكة حياتي ومحتفظ بهم ، وهي تصاحبني في كل الأوقات .. والآن أصبحت من قسمة أختي مراري خان ، بينما كنت مشتريها من مدينة مهاباد في صيف 1979 .
فرفضت من استلامها وهي تقول .. انها هدية لزوجتك ! فأصريت بأنني سأشتري غيرها وهذه هي من نصيبك وقسمتك ، وهنا الصدفة لعبت دورها .. وبعد حلف اليمين والقسم ، وليس كقسم البرلمانيين الحاليين / يقسمون ويكذبون ! حلفت بأن تقبلها هدية من زوجتي أم فيدل ! فقبلت الهدية مشكورة .. والحديث يطول .. وبما أنك متزوج ... لماذا تجول هذه الجبال وفي هذه الأوقات الصعبة للغاية وو ........................ عشرات الأمور السريعة الأخرى ! تناولت الاسوارات / المفردات .. وتقلبهم وتفحصهم بدقة متناهية .. فيما لو تكن مزورات .. وتنظر على النقوشات الجميلة .. غير مصدقة بتحقيق الأمنية وبهذه السرعة والصدفة .. وزاد الحديث شياقا وتلاشت العصبية .. فأخذ العزيز الأخ الصغير الألبوم ليتقلب فيه .. ومشاهدة الصور ومن ضمنها صورة العائلة الزوجة والطفل الصغير فيدل والبالغ من العمر سنتان !! .. ويستفسر .. هل هذه عائلتك ؟ أجل عائلتي وتركتها لأدافع عن الحق والمبدأ وأمور أخرى مبسطة وبلغة القرويين الطيبين .
وكاد الارتياح على الوجوه في طريقه ليرسم صور أجمل وأجمل ، والحديث مستمر وتناولنا وجبة عشاء المقسومة .. فزاد الحطب في الموقد / المدفأة الحطبية ، وماذا يا أخت مراري .. أنت طلبت .. وأنا جاء دوري لأطلب ...... وبالسرعة الفائقة .. أعتبرينا أخوة أضافييين لك .. نحن بحاجة الى نصف صفيح / تنكة طحين وعمله خبزا ليوم غد ! والساعة قد أقتربت من الثانية عشر ليلا .. فردت مسرعة ( به سه رجاو ) على عيني .. لم أتوقع بأن طلبنا والذي كان ليس سهلا أبدا قد يتحقق بهذه السهولة ! فشرحت لهم الحالة وحاجة مفرزتنا الى الخبز .. ونحن أمامنا مشوار ليس بالسهل أبدا ويجب تجاوزه !
اتفقنا مع الرفيق مام خدر قادر عالائي /مام خدر روسي آمر المفرزة ومفرزة أبو عادل الشايب الضمنية على إيجاد صيغة عمل الخبز أو الحصول عليه وبأي ثمن كان ! فعدت الى رفاق المفرزة .. وبضحكة .. مام خدر ... الخبز راح يدبر / أي سيكون جاهزا وفي الصباح الباكر .. وفي الصباح استلمنا الخبز والبعض من مربى التين القروي الطيب والبعض من الجوز من البيت الموقر وبدورنا لم نبخل بحق صاحبي الدار بمبلغ بسيط وقدره عشرة دنانير عراقية غير فدرالية !!
مشكورة الأخت مراري خان وأخيها وكافة أفراد عائلتها .. ومن هنا أبعث بتحيات أخوية صادقة لكافة أفراد القرية ومنها العائلة الكريمة .
وفي الصباح كانت الأرزاق جاهزة ومتهيئة في كيس .. هنا لابد من الأشارة من كوننا وبالرغم من عدم المنام الكافي .. إلا أننا انتعشنا بعد تأمين الخبز للأيام القادمة !! واصلنا الطريق وبوصفة من القرويين بأننا نعود .. ونسلك  الوادي .. والعلامات الدالة والفسحة والصعدة والمواصلة .. وبعد مسير أكثر من الساعتين وبلوغنا المرتفع الجبلي المطل على موقع قرية لولان المهجورة ... وبما أن بلوغنا الى نقطة مرتفعة في المنطقة والمطلة على المنطقة برمتها بحيث ترى الجبال الشامخة للحدود المثلثية وما أجملها المنطقة بكسوتها الشتائية ..و الثلوج مغطاة ومكسية المنطقة برمتها ومشكلة عائق أمامنا ! وبعد القاء النظرة الخاطفة .. وإذ بالغفورين يسلكان الطريق من قرية لولان المهجورة بإتجاه الحدود مع أيران الجارة كوردستانيا .
وبيننا مسافة غير قليلة أي بين مفرزتنا والكاروانجية غفور سيدكاني وغفور بيمزورتيي ، نحن من موقعنا المسيطر ومسلحين وهم في منخفض أي في القرية المهجورة ومركزها المهجور !!
وبالسرعة الفائقة واستخدام المنطق والبديل السريع .... سحبت أقسام البندقية .. وأطلقت رصاصة بأتجاه الغفورين أو الغفوران الطيبان القرويين الكسبة ! الطلقة الأولى .. جلبت انتباههم .. إلا أنهم واصلوا السير بالرغم من النداء الموجه اليهما وبصوت جهوري / راوه ستن ، قفوا قفوا قفوا ! واصلوا المسير قليلا دون أن يعيروا أية أهمية للوضعية لكونهم لايعلمون شيئا عنا ولم يكن اتفاق مسبق بيننا ! وربما حسبوا حسابات الطريق .. الرصاصة الثانية أوقفتهم على الفور ! والتزلج على الجليد والركض الغير المتوقع في النزلة والنداءات المستمرة أوقفتهم .. الى أن وصلت اليهم بحالة متعبة جدا والرفاق لا يزالون في خطوات أولية من النزول الجبلي والثلوج الكثيفة التي سقطت في كل حارة وصوب موزعة في الوديان والجبال برمتها.
توقفو عن المسير في أماكنهم مع حمولتهم من المواد التي محملة على البغال والمتكونة في أغلب الأحيان من الشاي العراقي والذي يهرب من العراق والى توركيا وايران وعلى طول الخط ومنذ عقود ، لكونه أي الشاي العراقي مرغوب فيه ونوعيات ومواصفات تقدر بالعالية .. هذا في حينه وليس كالحصة التموينية!
وقف الرتل .. حائرين فيما بينهم .. م السبب وماذا حدث ؟ ولم كل هالركض والسرعة في النزول وربما حسبوا حسابات لم تكن في الحسبان ، الله يساعدكم ! تريثوا لنذهب معا ..! أين أنتم ذاهبون ؟ جلها أسئلة في ثواني معدودة أطلقتها عليهم ، والجواب .. نحن الى ايران ..... ، طيب انتظرونا ........ معنا إمرأة وعجوز مريض !! وضعنا لايحسد عليه .. أنتظرونا لنشكل مفرزة واحدة ! فكانت الاجابة .. ليس بوسعنا من أن نتأخر أبدا ... والوقت يدركنا فيما لو تأخرنا وكانت الساعة تشير الى العاشرة صباحا من يوم ال 16 / 12 /1981 . ودار الحديث بيننا وكانت الحيرة من الموقف الذي نحن فيه .. أي نحن وأياهم .. محملين بضاعتهم ومصرين على السير في الدرب ! وبجملة مفيدة .. أوليس لكم ....... ؟! وكيف تتركوننا لوحدنا ونحن نفتقر الى الدليل ؟! عدنا الى المركز المهجور الى أن وصلت المفرزة الينا .. أي أنا والغفوران والبغال ننتظر قدوم الرفاق والانتظار طال حوالي ساعة الى أن وصل الرفاق الى المركز المهجور في قرية لولان الحدودية ، وبعد الدردشة ووضعنا .. قررنا من أن نكون ضيفا في البناية المهجورة للمركز ... وهي بالطبع بناء من الكونكريت الأسمنت ومسقفة بشكل جيد .. ولكن أخليت البناية من البيبان والشبابيك برمتها .. والتيار الهوائي في القطب المثلثي وفي البناية لم يرحم أبدا !.
غفور غفوري من قرية بيمزورتئ في كوردستان أيران ، وغفور سيدكاني من قرية تابعة الى ناحية سيدكان ، همومهم مشتركة أجبرناهم على البقاء معنا بقناعة! ونحن بحاجة الى الدليل .. وفيما لو واصلنا المسير ....................................... لربما ومن المحتمل وبالتأكيد لكان بقاءنا الى الربيع في وادي أو جبل أو ماشابه ذلك !!!.
ساعدنا الرفيقين الغفورين من فل وحل الحبال وانزال الحمولة من البغال .... نتحدث اليهما .. شاكرين لطفهما وموقفهما النبيل وانسانيتهما .. وهم غاضبين بعض الشيء  .. وتلاشى الغضب تدريجيا بعد الشروحات والتعامل الأخوي معهما طيلة النهار الكامل الذي قضيناه معا في المركز المهجور .
وماذا بعد ؟! قرية لولان هجرت في السبعينات من القرن المنصرم .. بناءها وخاصة بيت الشيخ .. أي شيخ رشيدي لولان وأسرته وعشيرته البرادوستية  .. كان بنائه  .. أي مسكنه  ومضيفه من طراز خاص من حيث الحجم والمساحة ونوعية الحجر الكبير المستخدم في البناء ، فأما أعمدة البناء الخشبية والتي تستخدم في التسقيف .. ذات الأحجام والمواصفات من حيث الحجم سمكا وطولا و التي قلما شاهدته في الحياة الجبلية ولحد الآن !
بحيث نقلنا البعض من الأخشاب من مساكن أخرى لنزيد الجمرات القديمة نارا وهاجا .. وكان السؤال من قبلنا  ؟ بعد أن تناولنا عمودا كبيرا لنضيفه الى الموقد ولم يهتز أبدا ولم يقبل بالتحريك .. ساكنا ... ويقول ... أنا لست لأحرق وأصبح رمادا ! بل أنا شاهد على العصر ! وكان الجواب من الغفورين .. بأن 300 شخص من رجال الشيخ والقرى ساهموا بنقل الأشجار وبطرق عديدة وعجيبة في حياة النقل القروي .
فأما موقع قرية لولان المسطح  ..تحيطه جبال ووديان ونحن حلينا ضيوفا لآول مرة على والى المنطقة ونفتقرالى المعرفة بجغرافيتها .. ولم نسلك تلك الطرق ولا نعلم كيف كنا قد فكرنا لنسلك الطريق وبهذا الطقس الشتائي القاسي وما هي العواقب والصعوبات التي ستصادفنا لو لا مفرزة الأحبة غفوران .. ومركز الشرطة المهجور .. أخلعت بيبانه وشبابيكه الحديدية من قبل القرويين ، البغال في غرفة كبيرة من بناية المركز ، ونحن في غرفة شباكها وبابها المخلوع مع الغرف الأخرى تشكل تيارا هوائيا على طول الوقت .. والدخان يعود في وجهنا ومستنشقين الكميات الكبيرة منه والقسم الآخر نحتفض به بملابسنا لكي لايذهب سدى وبدون فائدة ! والقسم الآخر تدفأ الحيوانات البغال به وتستفاد منه لتلافي البرد القارص والذي لايطيق أبدا !
وبمجرد تهيئة الوجبة الغذائية من المقسوم وكان بذمة غفوران الجبن ونحن نملك الجوز ومربى التين والشاي العراقي الغير طائفي والغير مزور ! فأبدينا بأحتساء الشاي الحار وبأقداح الأخوة وفي كتاليهم + قواطينا وأبدينا الحديث المتنوع الشيق والجلوس على الخشب والأرض الباردة لكونها مطلية بالسمنت ولم ولن تحمى نفسك أبدا طالما الثلوج والجماد قد وجدت موطيء قدمها في الغرف وعبر الشبابيك المخلوعة !
 
يا أهلا وسهلا ... يا هلا ومرحبا ... في هذه المرة ضيوفنا الأحبة ليسوا بشرا ! بل الكلب الوفي والقطة .. اللذان عاشا وتصادقا بسبب الترحيل .. نحيلان .. وربما نحيلتان .. ضعفاء البنية الجسدية منقطعان عن الكرة الأرضية ..إلا ما يمر من هنا ويترك لهما ما يزيد من المائدة ! أصدقاء أوفياء لم يتحاربا ولم يتشاكسا ولم يزاحما بعضهما بعضا ولم يغدرا بغضهما بعضا ، ولم يتسابقا على سرعة الحصول على اللقمة ! شاهدان على العصر ! ويطرحان نقطة نظام ! ويشتكيان همومهما ومعاناتهما .. يحتاجان الدفؤ حالهم حالنا ! وهما بحاجة الى الحياة وديمومتها والألفة والصداقة .. ونحن نعلم من أن الكلب والقطة أعداء وليس أصدقاء ، ولكن في هذه المرة أصبحا وبحكم الضروف القاسية .. أصدقاء وأسمهما دخل التأريخ ويحق لهما وعلى الأقل من أن يطالبا وفي زاوية من زاوية المركز من عمل تمثال لائق بهما يشير الى الحقبة الزمنية الغادرة من العصر العراقي الذي سبق الفدرالية !
أعطيناهم المقسوم وحالهما كحالنا وكم كانت الصدمة قوية .. نحن في وضعية وهم في وضعية أخرى تماما ؟! وما الحلول لعدم توفير الحلول وخاصة التفكير بنقل الأصدقاء أي القطة والكلب الى بر الأمان وهذا ما جربناه وحاولنا معهما .. إلا أنهما لايرغبان بترك المنطقة وكأنها طابو غير مزور بأسماءهما !! ليست الغرابة في العراق النفطي .. كل شيء قابل للتغير ! وحتما لو يصر مخرجا سينمائيا  من المخرجين بكتابة السيناريو والتعامل مع الممثلين القادرين ليروضوا قطة وكلب وفي الموقع ذاته .. لنال الأعجاب ومن المحتمل سيفوز الفلم بجائزة أوسكار وفي مهرجان كان السينمائي !
ومن المحتمل المخرج  الكوردي بهمن قبادي من أن يتبنى الفكرة ولتصبح  الفكرة .. قصة ومن ثم فلما يشاهده العالم بأجمعه ! ولكن لنا حصة من الوارد وليس جله لكم !
قضينا وقتا وحتى الصباح الباكر بين اللعب بالنار والحديث المتنوع وغفلة المنام والحراسة والتأملات العديدة والتهيأ للرحلة القادمة والنهوض الصباحي المبكر .. أو بالأحرى التهيئة للرحيل لكوننا ليس بمقدورنا من أن ننام في مثل هذا البرد القارص والمكان الغير ملائم .
وفي الصباح الباكر والساعة بين الرابعة والخامسة صباحا .. تحركنا وبعد تناول الفطور الأجباري ! وبهمة وعزيمة وتفاؤل .. أصبحنا مفرزة واحدة مختلطة ولا فرق بيننا .. وهم ونحن نسمي بعضنا بعضا ب (هاورئ) أي رفيق ، نحن نفتح الطريق ونسهل للبغال ما يمكن تسهيله ، أبو عادل الشايب الوحيد الذي يستقل بغلا .. وبين الحين والحين / يجحفط في فمه وهي أصبحت سولة أو عادة عنده .. ليجلب النظر في كل مرة ! ولم يترك تعليقاته جانبا إلا وخرج بالجديد من التعليق المناسب  واللطيف والمزيل للمتاعب.
والمسير مستمر ومستمر ومستمر الى أن بلغنا النهر ( روبارى كاده ر ) نهر كادر ، وأهل القرية أعلمونا بأن الطريق سهل .. فقط  .. تسيرون مع النهر وتعبرون النهر  ومن ثم تصلون القرية الحدودية  ، الماء الوحيد الذي يجري في النهر أو الرافد الشبه الهاديء .. وقفنا قليلا قبل العبور .. لتناول وجبة الغذاء السريعة من الخبز والماء البارد الجامد والذي لا ينجرع بتاتا !
وكانت نقطة النظام .. هل نعبر الرافد ونحن بدون أحذية ( حفاي ) أم مع الحذاء ؟! والطريقتان .. كلاهما وهي صائبة ومخطئة !! أي لو عبرنا مع الأحذية .. سيكون الماء قد دخل كل مفاصل الرجلين والجواريب والحذائين وأنت تتحمل عواقب الروماتيزم ! وفي حال العبور وحاملين الأحذية .. فمن المحتمل الانزلاق وجرح الرجلين وتحمل عواقب في حال حدوث ذلك ، وهذا الأمر يبقى عند الفرد واجتهاده الشخصي ويختار نوعية العبور ! وبما أن يمكن للمرأ من الأختيار و العبور الأجباري ل (12) مرة من النهر على التوالي ! أو مرة واحدة ومن ثم صعدة حادة وتسلق الجبل ! فأتفقنا على العبور لمرة واحدة ومن ثم صعود الجبل والمسير في طريق العبور لمرة واحدة وليس 12 مرة !


56
مذكرات بيشمركة / 64
القروي الخال مينة

سعيد الياس شابو/كامران
2014.03.06
 
بعد متاعب الطريق .. والذي أصابنا في مفرزة الرفيق أبو عادل الشايب  نتيجة التسمم والسبب يعود للمدة الزائدة لبقاء اللحم على الصوبة ، وبلوغنا مقر روست ولقاء أنصار المقر بحيث تتلاشى المتاعب ويمكن القول من اننا نزيد الشحنات الأضافية ونستعيد الطاقة التي فقدناها نتيجة المسير والوضع الصحي التعيس والمضاعفات التي قد يصاب وأصاب بها البعض منا .
وصلنا ليلا ونحن في الأسبوع الأول من شهر تشرين الثاني من عام 1981 ميلادي ، ونحن بأمس الحاجة الى الراحة المتنوعة ولقاء الرفاق الأنصار والذين عشنا معا لفترات مختلفة ، مقر روست الشهير وكما عودتنا الحياة الجبلية من أن نبني ونعمر أينما كنا ، ولن نفرق بين ماهيات القرويين وانتماءاتهم المتنوعة ونمطية تفكيرهم وسايكولوجياتهم ومفاهيمهم وأن نساعدهم في حال أحتياجهم لنا ولم ولن نبخل بتقديم الممكن من أجل عودة الحياة الى مجراها الطبيعية ، وبالشكل الآخر عودة الفلاحين الى قراهم واستقرارهم ومن ثم ابعادهم عن السلطة القمعية والحرب الضروس القائمة بين الدولتين الجارتين العراق وايران .
وبعد الراحة النسبية وتحسن وضعنا الصحي والتجوال في البساتين العديدة والمتروكة لسنوات من الزمن نتيجة الترحيل المبرمج والمنهجي وهدم القرى وتفجيرها ... بحيث تقف حائرا .. متأملا .. مزهوقا .. متذمرا .. متسائلا ؟ لماذا نحن هنا ؟! لماذا كل هذا الخراب والدمار ؟! البساتين عطاشى .. الفواكه متناثرة وأشجارها تصرخ وتشتكي العطش والضمأ والحرق بواسطة المدفعية والطائرات السمتية !! والقسم الآخر هناك من يراعي بساتينه ويسقيها كلما سنحت له الفرصة ، ونحن لم نبخل بقدر المستطاع من أرواء البعض من البساتين ، أنواع الفواكه لازالت متشابكة ومتعانقة أشجارها وليست الغرابة من أن ترى أربع أو خمس من أنواع الفواكه المتشابكة أشجارها .. التين والعرموط والعنب بأنواعه والانجاص والتفاح فأما الجوز المنثور وهو الآخر يصرخ ويأن من الوضعية ! وقرى كرتك وروست هي متشابكة ومتقابلة لبعضهما الآخر ، أنواع عديدة من التفاح وأنواع عديدة من العنب ، فأما العرموط .. فهو الآخر أنواع يمكن خزنه طول الشتاء ، أنواع طيبة من المشمش المتنوع اللذيذ والانجاص والسفرجل ذو الرائحة والنكهة الطيبة ، التين الجبلي المتنوع ، السماق والنبك الشبيه بالتفاح الصغير وألذ منه بكثير ، الفطر الجبلي أحيانا تزن الواحدة منها أكثر من نصف كيلو ، العسل الوحشي ! الحطب اليابس المتنوع من بقايا المساكن المهدمة والأشجار المتروكة واليابسة والمحروقة ! وهناك من يقص الأشجار المثمرة !!!!!!! ضنا منه من أن الفلاحين قد أستلموا التعويض
 
رفاق روست .. القسم الأكبر منهم قدم من كوستا والآخر من بهدينان والآخر من ناوزنك .. خليط من كل الطوائف والأديان والقوميات والأجناس ، والأحزاب العراقية والتركية والايرانية وأكثرهم كوردستانيين كورد وعرب وكلد وآشور وسريان وأرمن وصابئة وايزيديين وتوركمان ، مسلمين ومسيحيين ، رجال ونساء .... أطباء .. مثقفين ، أصحاب الشهادات المتنوعة ، طلاب الجامعات وخريجيها ، اختصاصيين ، موظفين ، فلح ، عمال ، طلاب في معاهد ، قرويين ، تاركين جبهات القتال وملتحقين جدد ، أصحاب مباديء وضيوف من هنا وهناك .
بما أن منطقة روست جميلة بشكل وتضاهي المصايف الراقية جغرافيا وزراعيا من حيث الفواكه وكثافة بساتينها ومصادر مياهها العذبة وموقعها الاستراتيجي الحصين مشاتيا وحتى جويا ، ولكونها محاطة بالجبال الشامخة ومنها جبل حصاروست ، هلكورت / هلكورد ، حسن بك ، الجبل الأسود وكردمند وجبال أخرى مختلفة الارتفاعات .. لذا تراها الطائرات السمتية تفرغ جام غضبها بين الحين والآخر .. وخاصة بعيد أن ظل السائق العسكري بسيارته الطريق ومعه مجموعة من العسكريين ومنهم حيدر والذي أصبح يسمي الكل .. با لرفاق .
وقصة السيارة العسكرية اللاندكروزر أو الشوفرليت الصيفية .. كانت قادمة من منطقة حاجي عمران وفي طريقها الى العمق ... بينما ظل السائق طريقه .. بدل من أن يختار الطريق الصحيح .. فأختار الطريق المؤدي الى قرية دار السلام ومن ثم الطريق المؤدي الى قرية شيركاوه ! بحيث شاهد نفسه واقعا في كمين غير منصوب .. بين البيشمركة والأنصار التابعان للحزبين السوشيالست والشيوعي العراقي ، بحيث كانت القوات من الطرفين متجمعين ومتواجدين في قرية شيركاوا ، وهذا .. كان في أواخر الصيف وأوائل الخريف حسب علمي ، وبسبب تلك السيارة العسكرية أستنفرت الحكومة والجيش للوصول الى حقيقة الأمر ... أي كيف يمكن أن يحدث هذا الفعل بسهولة ؟! وتقسمت الغنائم وما في السيارة .. وتكاثف الطيران الحربي والهيلكوبترات من طلعاتهم الجوية ... بغية الحصول على موقع السيارة وربما يحسبون ألف حساب عسكري ! وبعد ذلك أتفق من أن تكون السيارة مقلوبة وجاثمة في موقع وبالقرب من جسر قرية سميلان ومخفية وقابعة تحت شجرة الجوز .. أي آخر ما يوصل ويؤدي الشارع الغير المبلط اليه والقادم من شيركاوه .
وبعد مرور أيام من الانتظار في مقر روست والتساؤل حول إيجاد المخرج وأن نعبر الى ذاك الصوب ، وكلما سألنا الرفاق وامكانية العبور ؟! إلا أن الجواب محير والضبابية كانت النتيجة ! أي أنصار مقر روست لم يتمكنوا من الوصول الى الحقيقة بخصوص سلامة الطريق والعبور والوصول الى الموقع المراد .. ألا وهو بشت آشان ومن ثم ناوزنك .
 
كانت مفارز الرفاق تجول القرى العديدة في المنطقة والدكتور أبو عادل والقادم من بهدينان عبر كوستة والرفاق الآخرين وهم كثرة بحيث المقرات لا تستوعبهم وهم أيظا كانوا ينتظرون العبور .. وفترة تجوالهم في القرى قدموا خدمات طبية مجانية دون الرجوع والعودة لماهية هوية المرضى وانتمائهم السياسي ، لابد من أن أتذكر الرفاق الدكاترة الذين قدموا الكثير من الخدمات الطبية .. الدكتور مقدام ، أبو بافل ، رنجبر ، أبو نشأت ، سعد ، أبو شمران ، أبو صارم ، أبو يأس ، أبو بدر ، كامران ، أبو عقب ، سربست ، سفين ، أبو هفال ، أبو كوران ، أبو عادل ، صادق ، سعيد ، والدكتورة ساهرة وربما أحبة آخرين . وكان الدكتور أحمد وهو الآخر يقدم خدماته الطبية والمواد المتوفرة  له وهو ضمن مفرزة الأخوة الرفاق من الحزب الاشتراكي الكوردستاني / سوسياليست ، والمقر بقيادة أحمد فقي ره ش ، وقادر سوور ، والبيشمركة المخضرم قادر بيشه يى ومير مصطفى .
.. الحاجة الملحة لمعرفة الواقع على الأرض .. قررنا من أن نكون في قرية شيركاوا بعد الانتظار في المقر والشتاء قادم ..لامحال ! قررنا من أن نكون مفرزة مستقلة صغيرة ونبحث عن الطريق والخبر الصحيح الذي يهمنا ...  وأصبح الوضع والانتظار لمدة أسابيع في المقر والمنطقة مما حدى بنا من أن نعتمد على أنفسنا وليس على رفاق المقر ، وبعد جولة والمكوث في القرية وتوزيعنا كما تعودنا عليه .. دوو .. دوو / اثنان أثنان ، وبما أن الوضع الاقتصادي لأهالي المنطقة برمتها لم يكن مرضي ومنتعش .. فتعودت من أن أملأ كيسا من الموجود في الدكان وعلى حسابي الخاص ... حاملا الكيس للعائلة المضيفة وذلك شعورا مني من أن لا نكون عبئا على العائلة الكريمة وهذا ما حدث عشرات المرات ، والبخل يقتل أصحابه ويزيد الانسان كراهية عند الآخرين .
 
عائلة العم القروي .. الخال مينة / خاله مينه
.............................................
حالفنا الحظ .. أنا ومام خضر روسي .. الرفيق الذي أجاد الحديث القروي ودخل القلوب بأسلوبه المقنع والشيق والمقبول لدى الكثيرون والكثيرون من القرويين الطيبين طيلة السنوات التي زادت عن عقد من الزمن أو العمر البيشمركايتي الأنصاري في جبال كوردستان .
سلام عليكم !
....................
وعليك مالسلام .. ميوان راده كرن / هل تقبلوننا ضيوفا ؟
وبعد الترحاب المشوب بالحذر .. ياخوا به خير بين / أهلا وسهلا بكم والله بالخير !
وأنا بدوري سلمت العلاكة .. أي الكيس الذي فيه المنوعات من الحلويات والمتبضع من الدكان المطل على شارع شيركاوه ، هذا من أخوانكم .. أجل نحن أخوانكم ! أعتقد الأسم الحقيقي هو محمد أمين وزوجته العجوزة وأولاده الأخ العزيز خالد وعمر وعلي والبعض من الأخوات النساء والبعض من الأحبة الصغار ، ومنذ اللحظة الأولى كان الأرتياح على أسلوب التعامل وطريقة الحديث والدخول في معانات القرويين والبيشمركة ومصالحهم المشتركة وهمومهم المستقبيلة ، كانت الأريحية منذ اللحظات الأوول قد رسمت على وجوههم البسمة والضحكة .. علما العائلة الكريمة كانت مرتبطة بتنظيم الأخوة الرفاق من الاتحاد الوطني الكوردستاني / أوك ، وأحد أبنائهم من بيشمركة الاتحاد ، وكان القتال قد أنتهى في ذاك الصوب أي منطقة جبل كاروخ ، وبالرغم من وقف القتال إلا أن الأوضاع كانت متشنجة وغير حميدة .
في الساعة الأولى من اللقاء وبعد العشاء ... وكأننا أصدقاء وأقارب والدخول في السياسة وأجنداتها المتنوعاتية من الايجابية ومنها السلبية !! نحن نعلم أنتم من تكونون .. ومع تنظيمات الاتحاد الوطني الكوردستاني .. هذا شأنكم ومن حقكم ولا يمكن لأي كان من أن يقول لكم أنتم مخطئون ... ونحن بيشمركة الحزب الشيوعي العراقي .. نعتبركم أخوة لنا ولا يحق لأي كان من أن ينال منكم أو يتصرف سوءا بسبب الأوضاع السائدة  بين الأحزاب أو مسائل أخرى ، ونحن بدورنا سنبلغ وسنعلم رفاقنا بهذا الشأن لكي لا يصيبكم أية أذى عند التعامل مع الآخرين .
وطلبنا من الأخ خالد وهو كان يعمل عاملا في الأشغال في المنطقة .. نريد خبرا يقينا وصريحا .. أن تستفسر عن قرب  ..عن واقع المنطقة .. أي نحن نروم العبور الى ذاك الصوب ونريد خبرا مفاده .. ماهو الوضع وهل بإمكاننا من العبور أم لا ؟!.
فوافق مشكورا .. الأخ خالد .. من ركوبه السيارة ووجوده في المنطقة .. وعاد بخبر مفاده بأن الوضع ليس بصالحنا ، أي منطقة العبور لا تزال .. هي تحت سيطرة بيشمركة الاتحاد الوطني الكوردستاني ، بالطبع كان الخبر في اليوم التالي ، وهنا لابد من الوقوف للحظة تأمل من قبلنا ..! والمصداقية التي خلقت وتكونت بيننا  علاقة روحية وعلى أساس الطيبة في التعامل وخلق الأجواء الملائمة بين الطرفان المتنازعان آنذاك .
شكرنا العائلة الطيبة على فعلتهم وتفهمهم للواقع على الأرض ومنذ تلك اللحظة أصبحت العائلة الكريمة .. أي عائلة الخال مينه .. محط الاحترام والتقدير وأوصينا الرفاق برمتهم بخصوص طيبة العائلة .
فأما نحن ... أمام أمر الواقع وخاصة بعد مرور أسابيع خمسة قضيناها في المقر والقرى التي قدمت لنا الكثير ، ولو سألنا الأنصار ومنظمتهم ؟ وماذا قدمتم من مشروع لقرى البالكايتي المنطقة التي أوتنا .. أضافة الى المناطق الأخرى ؟! وليكن الجواب ..............................................!
عدنا الى مقرنا مطمئنين الفكر ومرتاحي الضمير .. والثلوج قد حلت ضيفا ودخلت كل حارة وصوب وأكتسحت المنطقة برمتها .. أكتسحت الأخضر واليابس فرشت منديلا ناصع البياض .. كمنديل العروسين في ليلة الدخلة !!.
فعلينا التفكير مليا .. ومن ثم أتخاذ القرار في أختيار طريق العودة الى النصف الأول للمربع ! ألا وهو قرية كوليتان وأختيار الطريق الآخر الصعب !
وبعد أيام قليلة جدا !!! ، تهيئنا للعودة والخروج من الورطة المنطقية وتحمل عواقب الطريق المحفوف بالمخاطر الجمة ومنها كثافة الثلوج الساقطة وخاصة في الكويستانات ، والمنطقة هي موطن الثلوج الموسمية بحيث اليوم الكل يناقش مسألة المياه وأهميتها ، وأصبحت الشغل الشاغل لدول الجوار لبناء السدود والسيطرة على مصادرها عبر بناء السدود ومشكلة عامل الضغط السياسي لأستخدامها كورقة ضد الطرف الآخر !
 
الرفيقة خجؤ وأختها ورفاق المفرزة ...............
::::::::::::::::::::::::::::::::::::
المفرزة المتكونة من ثلاث مفارز مختلطة .. أي مفرزتنا ومفرزة رفاق كوستا ومفرزة الرفاق الضيوف من كوردستان تركيا ، وهم في طريقهم للخروج الى سوريا ، أكثر من أربعين رفيقا .. نصيرا وبيشمركة .. عليهم التهيأ والنهوض الصباحي المبكر المبكر !! الرابعة صباحا !!!! والفطور الصباحي ( شوربة عدس ) والتي تزيدنا قوة وطاقة والمواصلة الدائمة .. أي ديمومة المسير ، وربما يكون السؤال ؟ ألم تكن الظلمة والعتمة في الرابعة صباحا ونحن في أواسط الشهر .. كانون الثاني وبالذات في 15 / 12 / 1981 .
كلا وكلا أبدا .. لو نهضت في أي وقت من الساعة .. أو في أية ساعة من الليل .. فلا انزعاج من الرؤية .. لكون الطبيعة ناصعة البياض ، لكون الثلج الشتائي لونه أبيض اللون ! وربما يختلف قليلا عن لون الثلج الربيعي !
التناوب من قبل الرفاق على فتح الطريق المخفي والمختفي كليا .. غير محسود عليه .. أي بحاجة الى الهمم والقوة والطاقة الشبابية والدراية في المسير والخبرة واختيار المواقع الجغرافية لتلافي الوقوع في الفخاخ الغير منصوبة!
وبعد مسير حوالي  15 ساعة متواصلة في فتح الطريق وتناول وجبة سريعة في الهواء الطلق وبدون شاي حار ولذيذ ومطعم برائحة الدخان .. مما أتعبنا المسير .. بينما لم نصل الى المبتغى أو الهدف المرحلي ! وبين الساعة السابعة والثامنة ليلا .. كان تجمعنا ووقوفنا عند نقطة عبور نهر/ الرافد القادم من منابع جبل ( كيله شين ) وقرية بيركمة المهدمة والمرتفعات الشاهقة .. ! وبعد العبور وحاجتنا الى استراحة  يتضمنها النار الألاهي والدفؤ .. وو ... فقلت للرفاق وبصوت فيه التحدي ؟! وماذا تقولون لو نوقد نارا وهاجا على الصخور المثلجة ؟! وهناك من الرفاق من يستهزأ ! كيف بنا من أن نوقد ونشعل الحطب والكرة الأرضية مبيضة وجامدة والحطب اليابس متروك .. طغى عليه الزمن وأختفى تحت الثلوج .. الأشجار فيها المزيد من الحطب اليابس المبلل !! والمتنوع !.
أزحت البعض من الثلج من على الصخرة الكبيرة .. بدأت بعمل النسيج الحطبي الفني وفيه المجال للتنفس والحركة .. فأخرجت قطعة كبريت مكعبة وقطعة صغيرة من حذاء سمسون محتفظها في العليجة التأريخية ، وللعليجة التأريخية قصص لطيفة ! وأوقدت نارا تدريجيا ومن ثم نارا وهاجا بحيث يتصاعد اللهيب الى أمتار وخاصة بعد وضع الحطب اليابس والمتروك والمجروف من أماكن أخرى نتيجة المياه الربيعية الفائضة ، وبمساعدة الرفاق أصبح النار ممنوع عليه ! أي لم يكن بوسعي من الاقتراب اليه وذلك لحاجة الرفاق الماسة اليه .. إلا قليلا !
الرفاق أختاروا البقاء لمدة أكثر عند النار الوهاجة / فاكهة الشتاء كما يطلق عليها وتضرب كأمثلة ، وفي التاسعة ليلا .. واصلت مفرزتنا أي مفرزة الرفيق أبو عادل الشايب طريقها بأتجاه كوليتان .. ووادي كوليتان لم يكن كما الطريق ذو ثلوج وافرة .. أي أخف بكثير ، وفي الحادية عشرة ليلا .. أصبحنا نطرق الأبواب  !.!.!.!.!.!
طاق ! طاق ! طاق! .. لا أحد من يريد من أستقبالنا .. الكل في حلم .. النوم القروي العميق والأحلام اليقظة والحقيقة لا يمكن من تجاهلها .
قرية كوليتان والواقعة جغرافيا خلف ناحية سيدكان وفي الوادي العميق والمشكل منطقة عاصية وهي آخر قرية حدودية لم تهجر والقريبة من الشريط الحدودي المثلثي نوعا ما ، فأما أهلها المغضوبين على أمرهم .. فكل المفارز المارة من والى كوستا وروست .. يجب أن تأخذ من القرية محطة استراحة ومبيت ليلة في القرية ! وهم أصلا .. أي أهل القرية كانوا عداوة مع قرية أخرى نتيجة هدر الدم فيما بينهما ، فأما الكلاب الشرسة والتي هي العائق الوحيد أمامنا من دخول القرية والحركة فيها ليس بالسهل أبدا !
وبعد الطرق على الباب المستمر .. بين الطرق المصر والخجول !!!!!!!!!! مين ؟ على كولة المصري ؟! كئ يه كئ يه ؟! من الطارق .... ئيمه خؤيينه / نحن الأهل ! وماذا تريدون في هذا الوقت المتأخر من الليل ؟! تصرخ البنت الشجاعة القروية (مراري خان ) وماذا تريدون بهذا الليل .. مكررة قولها ؟ ونحن مصرين .. كلشي مانريد .. بس أفتحي الباب ! وهي تقول وبصوت جهوري .. هل تبحثون عن الموت / ئه وه له مردن ده كه رين ؟! / فجاوبتها وبسرعة المورس ! به لئ .. له كوييه .. كوا مردن هه يه ؟! كان الجواب .. أجل ! أين هو الموت ؟! والحديث يطول .. حوالي نصف ساعة الى أن فتحت الباب مع أخيها الشاب الصغير والذي يدرس القرآن الكريم في الحجرة عند ملا القرية مع الطلاب الآخرين من القرى القريبة والتي لا تتوفر فيها المدارس .
البنت السباعية الأخت مراري خان .. بدأت الحديث وعدم الرضى والشكوى من كثرة المفارز المارة والقادمة من منطقة بهدينان كوستا ومن الطرف الآخر ناوزنك بشت آشان وروست ، وهي تقول ومحقة بذلك والحصار على القرية وصعوبة الحصول على الأرزاق والغلاء الفاحش وكثرة المفارز وو .................. ألخ .
بينما الأخ الصغير يقدم لي القران الكريم في قطعة قماش بيضاء .. تناولت كتاب الله المقدس ووضعته الى جانبي .. وهو أي الملا الصغير يراقبني .. وربما يجربني ويجيس النبض من ديانتي ومعرفتي في الدين وربما فكر بأمور أخرى ؟! إلا أنه تناول القرآن الكريم مقبلا أياه وواضعا على جبينه الكتاب وتلاوة من الآيات القرئانية الكريمة ، مكتفيا بذلك ومرحبا بنا .


57
مذكرات بيشمركة / 63
مفرزة أبو عادل الشايب السريعة!

سعيد الياس شابو/كامران
2014.02.28
 
مفارز قادمة من الخارج والداخل الى مقر كوستا الشهير! والمفارز المتنوعة والتي تحمل ومحملة السلاح والاذاعة والأدوية ..! وكلما أتذكر الأدوية وأسمع بأسم الأدوية .. أتذكر الأدوية التي كانت متروكة ومعرضة لضربة الشمس! في المقر الصيفي الواقع بين توزلة وكاني زرد ! وكلما ذهبت وأشكي الحالة للرفاق المسؤولين و بالرغم من اني زائر في تلك الأيام للموقع .. إلا أنني أفلحت بذلك بعيد تقديم الشكاوي لخزن المئات من الكيلوات من تلك الأدوية والقادمة لأستخدامها للعلاج وليس تركها معرضة لحرارة الصيف والغبار الدولي ! علما نفق على نقلها الكثير والكثير من المبالغ النقدية من مصدرها وحتى وصولها الى المقر وذلك بواسطة الحيوانات !
فأما الرفيقان العزيزان في كوستا الملتحقان الجدد من منطقة خؤشناوه تى .. يا لروعتهما .. شباب بعمر الورود .. شباب القرية متحمسين للعمل لم يكن يعرفا ماهو المبدأ ولا الشيوعية ولا الحزب .. كلما شاهدوا مفرزة مسلحة وفيها شباب كانا قد تمنيا من أن يحملا السلاح ويصبحا  بيشمركة .. وكان الفرق بين سردار ومحمد من حيث الجوهر والاصغاء للكلمة والتعلم وحتى الالتزام مرئيا ومسجلا .. كلاهما يجيدان شد الحمل والتحطيب الجيد والعمل الفلاحي الملازم للعمل البيشمركايتي الأنصاري .. وليس من الغرابة بأن النصير محمد يقبل بكل أنواع الأكل أي الرز / التمن والمرق وما شاكالهما ، فأما النصير سردار .. فيكتفي بالخبز والشاي المحلى .. أي يجب أن يكون نصف الكوب سكر والآخر شاي !
تحية طيبة للشباب القرويين الرفاق الطيبين ، وسأكون سعيدا فيما لو أحصل أو أكون قد علمت منهم خبرا .
فأما البيشمركة الملتحق من قرية ملكان في مفرزتنا عام 1979 ، فبعد نزوله مع المفرزة في 1981 الى المنطقة .. ترك صفوف الأنصار وأخذ معه بندقية برنو .. ثمنا لخدماته كما أدعى فيما بعد .. أي بعد أن تابعته مفرزة لأرجاع وتسليم البندقية للحزب وحسب القوانين لا يجوز لأي كان من أن يطلب السلاح كتعويض بدل الخدمة .. إلا بموافقة الحزب ، فقال النصير العزيز حاجي / والحركي نهرؤ .. ألا أستحق بندقية برنو ؟ ثمن خدماتي طيلة هذه المدة ؟! ، تحية لأهل ملكان وتحية لحاجي نهرؤ .
وليس بالغريب من أن يكون النقاش حامي بين الرفيقين .. وأن يصفع الرفيق براجدي من رفيقه بعد المزح الزائد والتقليد ! ومن ثم الرفيق المضروب وهو قادر من أن يرد .. إلا أن الضحك والمزح كان البديل الأفضل للثأر الرفاقي.
كما ليس بغريب من أن يتمرض الرفيق ويتقيأ لأيام ويصل الى الحالة الخطيرة وأنت تنظر اليه بحرقة القلب وكسر الخاطر !
وأبدا ليس بالغريب من أن ترى رفيق مكسور الخاطر يترك المقر وهو يغادر المقر ويودع الرفاق وهو غير مقتنع بالمغادرة !
وما الضير من أن يهجم الكلب الشرس الرفيق النصير ومن ثم يجابه بالرصاصات !!!!! الصلي ومن ثم تصبح الحادثة مسجلة بالضد من مفارزنا ؟!
وليس بالغريب من أن يترك الرفيق عند الاستحمام بريده والنقود التي جلبها من الخارج لكي يسلمها للحزب حين وصوله القاعدة .. يتركها خارج الحمام وهو في الداخل ! والمبلغ لم يكن قليلا أبدأ ! ومن ثم يسلم المبلغ وبعد نصيحة رفاقية .. وهذا لو ضاع المبلغ لأتهم الرفاق أجمعهم ! ولكي لا يكون الموضوع لغزا .. قسم من الرفاق القادمين من الخارج يحملون البريد الحزبي الى جانب المبالغ المالية لتغطية نفقات الحزب ، ومن ثم عند الاستحمام وغسل الملابس وترك العدة خارج الحمام الى حد الانتهاء من العملية .
ولا فيها الغرابة .. !! عندما يضعون الثاليوم لك وأنت لا تتوقع أبدا من أن الشربت فيه السم القاتل وبأيادي قروية خبيثة !!
وليست من الغرابة من أن يأتي أبو حسين ( الضابط الأحراري) من الخارج وبالسرعة الفائقة لحاجة الأنصار والمكتب العسكري اليه ! ومن ثم يعود بسرعة رافظا الوضعية .. وبعد ذلك يقوم ويرتكب العمل الجبان .... ويستشهد خلاله 2-3 من بيشمركة الأخوة في الحزب الديمقراطي الكوردستاني وذلك لتقديمهم العون (لأبو حسين)سيء الصيت ويرميهم ومن ثم يسلم نفسه الى الربايا العراقية والفريبة من الحدود وهم في طريقهم للخروج الى سوريا !.
وهل الغريب في المسألة من أن تقطع المفرزة مسافة المئات الكيلومترات الجبلية لتأتي للأسناد للأقتتال الداخلي ومن ثم يتوقف القتال ولم تشارك المعركة ؟!
هناك الكثيروالكثير بحاجة الى تذكره ليصبح مادة و أحداث مابين السطور والعشرات من الأمور الأخرى المهمة أصبحت في خانة النسيان وكتمان الأسرار المهنية!
ولنعود الى المفرزة السريعة !
_____________
الأنصار البيشمركة الأدلاء .. شأنهم شأن الخبراء المعتمدين عليهم في أمور تخصهم ، والديل أو الأدلاء لهم أهميتهم  ومفاهيمهم وعالمهم الخاص والعام وابداعهم وتفهمهم للواقع ومن ثم تقديراتهم واستنتاجاتهم ومن ثم كيفية الخروج بالنتيجة وبأستخدام الجهود المضنية عند المستجدات والمتطلبات  والخروج بالحصيلة والأخذ بنظر الاعتبار عالم الخيار والحكمة والثقة النسبية  والحرص الشديد لتلافي الخسائر المحتملية نتيجة أخطاء قد يتوقعها الرفيق الدليل .
وصلت الى قاعدة كوستا مفرزة الرفيق أبو عادل الشايب / أبو علاء بصرة وطاقم المفرزة المتكون من الرفاق الأعزاء أبو جميلة / كوكب حمزة ، الدكتور أبو كوران  وزوجته أم صباح ورفيق آخر لا أتذكر اسمه ، وربما هنا يعتقد من أن تكون المبالغة قد نالت موطيء قدم في المسألة .. إلا أن الواقع كان أكثر من ذلك !
تحركت المفرزة السريعة وحسب ما أعتقد في بداية شهر آب من مقر قاطع بهدينان والى أن وصلتنا الى مقر كوستا .. راح ضحيتها أكثر من شهر ونيف ... ومن ثم استقبلنا المفرزة بالحماوة الفائقة والترحاب ومنذ اللحظة الأولى كان الارتياح من قبل الكل للرفاق القادمين وخاصة بعد أن عزموا رفاق المقر بذبيحة دسمة لكونهم يمتلكون النثرية الكافية لتغطية نفقات المفرزة السريعة والتي وصلتنا بعد مضي أكثر من أربعين يوما ... والطريق يمكن قطعه بالأيام الاربعة أو الخمسة ، ولكنهم أي الرفاق اتفقوا والكل عند حسن ضن الرفيق الشايب أبو عادل .
ومن ثم تكيفت المفرزة وأخذت قسطا من الراحة في مقر كوستا بحيث أصبحنا جزء لايتجزأ .. الرفيق أبو عادل المرح والمسهل للأمور والمحنك السياسي والمنكت والجاد لأمور كثيرة وبالرغم من وضعه الصحي التعبان ... إلا أنه قدير على الاتيان وخلق النكتة والموضوع والكل تكون راضية وبحق .
وبعد مكوث المفرزة مايقارب الشهر في مقر كوستا ونحن في آواخر شهر العاشر تشرين الأول من عام 1981 ميلادية من القرن المنصرم ، وإذ ببرقية تؤكد على حركة المفرزة بالسرعة الممكنة ووصولها الينا .. أي الى قاعدة ناوزنك ومقر المكتب العسكري والقيادة السياسية .
وبعد الدردشة ومن سيقود و يوصل المفرزة الى نيوزنك وبالسرعة المطلوبة وبأمان ؟! ونحن في بداية الشهر الحادي عشر من  تشرين الثاني الخريفي والزاهي في ألوانه وأوراق أشجاره الساقطة المحمرة والصفراء .. وكان الخيار من أن نوصل المفرزة الى نيوزنك واصر مام خضر روسي وقرر من أن نكون من ضمن المفرزة والأدلاء .. أي أنا وملا عثمان وكاكه شيخ وكان الشاب الرفيق أحسان ورفيق آخر ، علما الرفيق احسان كان قد مكث في المقر لفترة غير قصيرة وذلك لوجود مشكة في رجله ، وبعد التحسن وهو الآخر كان ضمن المفرزة .
مام خدر روسي آمر المفرزة ..
تحركنا من المقر وبأتجاه قرية ليلكان البرادوستية ... وقبل وصولنا القرية .. فكان مبيتنا في قرية بعد تجاوزنا روبارى / نهر الحياة ، نسبة الى قرية الحياة المطلة على ضفاف النهر القادم من الحدود ، وكان مبيتنا في القرية ونحن جميعا في بيت فلاحي واحد وربما كان شيخ القرية ، ومن ثم في الصباح التالي وكالعادة نشكر صاحب الدار المضيف ونحمد ربنا ونشكره على الديمومة وقطع المسافات الطويلة والجبال والسهول والهضاب دون انزعاج يذكر .. حتى لو كانت البطون خاوية من المقسوم والعيش بالأمل والمودة ولم نكن نفكر بالحياة المرفهة وحتى لا نحلم فيها لكونها مغيبة ومحظورة بالنسبة لنا ! المهم واصلنا الطريق في اليوم الثاني ... وهنا ربما تكون التواريخ قد تقدمت أو تأخرت .. إلا أن الواقع المسرود لا يقبل لا التأويل ولا التغير .. وكما عودتنا الحياة من أن نكتب كما هو ! ولماذا كل علامات التعجب ؟!
وفي قرية ليلكان أخذنا قسطا من الراحة لتبضع ما يمكن تبضعه من القرية وملآ الزمزميات بالمياه النقية ومن العين وعيون وينابيع كوردستان تتضائل مياهها نسبيا كلما تقربنا من الخريف الى أن تتساقط الأمطار والثلوج في فصلي الخريف والشتاء ومن ثم الربيع .
وهكذا استمرت المفرزة بالمسير المريح نسبة الى المفارز الاخرى مراعاتا بوضعية الرفاق ، علما كان الرفيق أبو عادل الشايب يستقل بغل سالم وغير مؤذي ويلتزم لكونه لا يترك جوعانا أو ضمآنا !!
وعصرا ... بلغنا قرية الشيخ والرجل الطيب محو شيخ زادة .. صاحب الطيبة والحاجبان والشوارب الكثيفتان  .. بيوت قليلة مطلة على مرتفع سياحي بين قرية ليلكان وجبل كوليت كوليتان الشهير ، وكان العم محو شيخ زادة متعاطفا معنا ومع كل البيشمركة ويعتبر موقعه حكومة مستقلة لكون الفلاحة والكسابة مهنتان مقتنعتان يجيدهما أهل القرى وهي كافية وتلبي الحد الأدنى من متطلبات الحياة القروية .
الدكتور أبو كوران / الكاف الثخينة
_______________
وبما أن الدكتور ( دختؤر ) معنا ... فهذا بحد ذاته انتصار للقضية ! ألا وهي قضيتنا الأنصارية .. وللدكتور الطبيب وزن خاص ومراعاة واحترام لا يقبل القسمة والمساومة .. كما كان لمام خضر روسي الاحترام ذاته في المنطقة أي منطقة برادوست وبالذات ده شتى / سهل هيرت ، الرفيق الدكتور النصير أبو كوران / بالكاف الثخينة ، وزوجته أم صباح ، هكذا كانت التسميات بالنسبة لهم .. طيبين للغاية .. وهذا لا يعني بأن الرفاق الآخرين ليسوا بطيبين ، وبمجرد وقوع كلمة الدكتور على سماع الشيخ مام محو .. فرحب بنا وموجها كلامه للرفيق النصير مام خضر ... مام خدر ..... ما تشوفون جارة للصبي الراعي والذي أصيب برصاصة مسدس أستقرت في ركبته اليسرى ؟!
وبعد الاستراحة وتناول الشاي ومجيء الراعي الصغير ... تم فحصه من قبل أبو كوران وهو مخاطبا الشاب الراعي ... أنت سبع مو ماتخاف ؟ وما تتألم .. طرة مخدر ماعندي .. أي لا أمتلك مادة تخديرية تذكر ، وهناك من استخدم الويسكي البديل عن المادة المخدرة لآجراء العمليات ! وبعد الترجمة من قبلنا وتعليق أبو عادل ومزحه .. فأخرج أبو كوران بعد فحص موقع الرصاصة المشكلة عائق أمام سير الراعي الجبلي ... وأخرج آلته الجراحية وبعد تعقيمها .. والبدأ بالعمليات الصغرى ومباشرة على الهواء الطلق وأمام أنظار الجميع ! أخرجت الرصاصة ووضعت في يده .. أي الصبي الراعي وربما كان ولده . والراعي الشاب تنفس الصعداء .. بعد زوال ألمه المرافق له منذ مدة ليست بقصيرة ، وهكذا كنا شهود عيان لما قام به الدكتور أبو كوران وبلحظات ومن ثم مداوات الجرح والبعض من الأنتيبيوتك المضادات الحيوية ضد الالتهابات ، وكان المبيت لليلة عند العم محو شيخ زادة والوجبة الدسمة كانت قد أزالت البعض من متاعبنا .
وكالعادة في الصباح يكون الفطور القروي بصحبة الدكتور أقوى من المعتاد والمتعود عليه .. أي الجاجي يكون أو تكون مادة اضافية الى البيض والجبن واللبن وما رافقهما والخبر على الصاج وهو الآخر يفتح الشهية .. ومن ثم الفطور الجيد يساعد على صعود الجبال وقطع المسافات بسهولة ويضيف طاقة أضافية للطاقة الأصلية فيما لو وجدت !!
ولا ننسى حتى البغل شيع حشيش مع الشعير وهو الآخر بحاجة الى تجديد كريات دمه .. صح بأنه حيوان .. غير عاقل .. ولكنه يجيد اللعبة وبأمكانه من أن يتخذ قرار الانتحار فيما لو لم تكن الوضعية بجيدة ! أي فعليه أي الحيوان لا يجب أن يترك عطشان وجوعان / يوعان ، وأن يتخلى لوقت من الكورتان / الجلال .. لكي يحك جسده ويتقلب بالتراب بغية الراحة وازالة عرقه .. نتيجة الحمل والمسير الطويل .
وفي اليوم الثالث .. فعلينا من التهيئة لصعود جبل كوليتان .. ويمكن تسلقه بساعة ونصف أو ساعتين ومن ثم استراحة على القمة وبعدها تستمر النزلة لأكثر من ساعة ، وهذا حسب المفرزة والشخص . وبما أن الوضع لا يسمح بالنسبة لنا من المواصلة أكثر من ذلك وأيام الخريف تكون قاصرة .. فأختارينا البقاء في قرية كوليتان لليلة .. وبعد التوزيع الوقتي .. أتفقنا على شراء ذبيحتان .. وهذه المرة ليست البزن / السخلة ، وأنما الديك الرومي .. وليس واحد .. بل أثنان ، وعلوشيش القروي طيب ولذيذ وخاصة عندما تشتريه ويدفع رفيقك وليس أنت ! وانشغلنا بترتيب الأمور وبالسرعة الفائقة .. عملنا جاهدين لنعمل وجبة غذائية وعشاء جيد ،، وبعد بذل الجهود وطريقة العمل .. لم يكن لحم العلاوين قد أستوى ! لكونهما كبار بالسن .. وبالرغم من تناول وجبة العشاء متأخرة .. وعدم استلذاذ من لحم العلوشيشان!! والدردمة من الرفاق وبين الرضى وعدمه ... قررنا من أن نحتفظ بالبقية في قدر .. وتكون النار الهادئة وعلى الصوبة وحتى الصباح !  .............. فنهضنا في الصباح وكان اللحم متهرءا أي أستوى الى حد أصبح .. مهلهل .. اللحم مهلهل بالقدر / بس شلون جدر  وكيف أصبح اللحم وحتى العظام أصبحت تطاق وتنجرع ؟!
وبعد الخروج من القرية .. أي قرية كوليتان المغضوب عليها ! تركنا القرية وما زلنا منتعشين وبعد سويعات قليلة .. أو بالأحرى أقل من ساعتين .. أبدينا متذمرين نشكو من الوضعية ! والمسير مستمر وكل عشرة دقائق نرى رفيقا .... يختار الوقوف والرتل ماشي ... وهكذا أصبنا الجميع بالتسمم الذي لم يحمد عقباه ... تسمم .. بحيث ما أكلناه قبل أسبوع أصبح التقيوء والاسهال قد أزاحه عن بطوننا ، واستمر الاسهال والكل تريد أن تخفي آثار الجريمة ..! ولكن الحقيقة هي هي ، وفي الطريق وبالرغم من المتاعب والوضعية الصعبة ومناظر الخريف الخلابة في الوادي .. إلا أننا لم يحرمنا الوضع من الوقوف وتناول الكمية الكافية من / الحيزران الجبلي / النبك الجبلي اللذيذ وخاصة بعد المطرات الخريفية وعطر التربة التي تفوح وتطيب الأنوف ويزداد الأمل بقدوم فصل الخريف الجميل .
الملحن الكبير كوكب حمزة ( الرفيق النصير أبو جميلة ) والذي كنا نبحث عنه ونسمع ألحانه وكلماته .. وها هو بين الجبلين .. الوادي الرائع .. كويستان من دون أهلها .. أي في الخريف ينسحبون منها ... تبقى كئيبة وحزينة لبعض الوقت الى أن ترتدي الثوب الناصع البياض ، تجاوزنا الموقع الذي كنا نحسب له حساب طائرات الهليكوبتر .. لكون المنطقة التي سنتجاوزها وهي سهل أخضر اللون وعلى طول الخط ، ونسير مع النصير أبو جميلة وندردش .. وموضوع الساعة هو الشاي الذي أصبحنا بحاجة اليه .. وخاصة الجاي المر / علقم / وهو يساعد على توقف الاسهال ! بعد أن توقف التقيؤ ، وبالرغم من تناول الحبوب لوقف الحالة وفقدان السوائل والسير المستمر ..... إلا أننا لم نكن نحسب لحالتنا غير التواصل وقطع المسافة المتبقية ، ومن ثم الالحاح على الرفيق العزيز أبو جميلة وبعد أن تمنى ونحن جميعا .. من احتساء كأسة شاي ! ونحن سائرون وسالفة الشاي لا تنتهي ... وشرطت على أبو جميلة ! بما انني بحاجة الى سماع .. الدندنة ... ، وستكون الدندنة مقابل عمل الشاي ! فهو مستاءا جدا .. ويقول .... ئؤ هؤ .. احنة بيال حال وأنت بطران .. بيا حال ؟!  خرة ب .............. ! يمعود دخلينا هسع ! ولكن بلا جدوى ... الى أن وافق على الدندنة ... وبالرغم من وضعنا التعيس إلا أننا اتفقنا على القسط من الراحة وعمل الشاي وتناول الوجبة السريعة من الغذاء ، وبمجرد وصولنا الى المكان الذي يمكن اختياره صالحا للأستراحة وعمل النار مع الدخان! القوطية كانت ترافقنا لتقوم بواجبها وهي بديلة الكتلي ! وبسرعة البرق .. أوقدنا نارا وهاجا ... وصناعة الشاي في القوطية له طعمه الخاص ... إلا أن وضعنا التعبان والحالة المؤذية لم تستذوقنا طعم الشاي كما في كل مرة ! لكون طعم حلوقنا غير طبيعي ومزاجنا ليس كما كنا في السابق ! وأبو جميلة ليس راضيا ... هذا شلون جاي ؟! وهذا الشاي أبدا مو طيب ! وو ...... الى أن دخل الرفيق أبو عادل الشايب على الخط ! بابا دأشرب .... مو زين خلف عليه كامران ... سوالك شاي ؟! قابل هو يشتغل يمك ؟! مو هو حالته هم مثل حالتنا ؟! واقتنع واحتسى ثلاث كلاصات أو بالأحرى ثلاث شيش معجون !!! ولم  يترك الرفيق أبو عادل بدون تعليق .... وقال هاي شلون يارفيق أبو جميلة ؟! إذا الشاي مو طيب تشرب ثلاث مرات ؟! وإذا طيب شلون ؟! .
وهكذا استمر المسير الى أن حلينا ضيوفا على رفاق مقر روست .
 
 


58
مذكرات بيشمركة / 62
المزرعة السعيدة والنمط التفكيري!

سعيد الياس شابو/كامران
2014.02.16

 
كلما بحثنا عن الحقيقة .. لنراها بالعين المجردة تارة وأخرى بالناظور ومن ثم أمور لا يمكن رؤياها أو بالشكل الآخر  تأثرت بالتراكمات الزمنية وما شاكلها من الغطاءات المتنوعة وليكن الحال  هكذا طالما الذهنيات ونمط التفكير عند البعض من الرفاق قد يكون بعيدا كل البعد عن مدى تحقيق الشعار الأنصاري بأسقاط السطة الدكتاتورية القمعية بالتفكير الذي لم يكن بمستوى الحدثّ!
وبعد العودة من السفر أو السفرة المتعبة والسريعة والمضاعفات والتجريد من السلاح ! ، كانت مزرعتنا السعيدة منبهرة وتتحدث عما في خلدها وما تحتويه من المنوعات من الخضروات والتي كنا بأمس الحاجة اليها للقوت اليومي  للأنصار البيشمركة ، والأرض الطيبة لم تشتكي من المعاول والمجارف ومن محراث زلفي القروي .. لا بل أكثر من هذا حتى ورود المزرعة السعيدة كانت هي الاخرى يفوح منها عطور الأرض الطيبة و المتروكة لحقبة من الزمن !
صيف من عام 1981 مقر كوستا الصيفي .. وبعد التجريد من السلاح كعقوبة لمدة اسبوع !!!!!!! ، ومني أنا .. ثلاث أسابيع مدعومة  !!! لم يفهمها الرفيق الطيب آمر الفصيل أبو آمال والمسؤول السياسي الرفيق أبو جواد الطيب ( أبو شذى الناصرية )!، وكم كانت ليالي هنيئة أن تقضيها بدون الحراسات والواجبات الليلية في حال تواجدها ؟! وفي الليلة الأولى والثانية والثالثة ... شعروا الربع بأرتكاب خطأ ما ! ولكن فعلوه ! وإذ بأبو آمال .. جاء من جديد هامسا في أذني بصوت خافت ومكسور الخاطر ... رفيق أنت حرس من ساعة كذا .. لكيت ! وعندما تكون النيات والنوايا طيبة ..... فلا يفكر الانسان بالعواقب ولا بالمضاعفات ولا ولا ...! وكان الرد .. لا يا رفيق ! وكيف توازن بين الجرد من السلاح والالتزام بالحراسات ؟! ورد قائلا ...... ها رفيق مو أحنة رفاق وانت وأنت !! فكان الجواب بالنفي القاطع من قبلي والتزامي بالأوامر المكتبية أي مكتب الفصيل ! علما كان المقر قاعدة وليس مقر فصيل  فقط ! أي أيام يكون الموجود من 50-60 نصير وأيام أخرى ليس من المستغرب من أن يكون الموجود 10 بيشمركة فقط !
اقتنع من حيث لم يقتنع ! عاد الى الفصيل ليرسل أبو جواد المسؤول السياسي وليتدخل بالموضوع ... وكان ردي قاسيا على الرفيق أبو جواد بحيث استلمته حاصلا فاصل !! وكان قد أكتفى بكتابة التقرير للفوج وهددني بالكتابة الى المكتب السياسي .. فلم أقصر معه بعد التهديد والوعيد .. بل أغضبني أكثر .. أخبطت الأخضر باليابس ! الرفاق جلهم لم يشاهدوا موقفا مثل هذا ! وبالمناسبة الرفيق أبو جواد كان مركزه الحزبي أقوى تنظيميا من مسؤول الفصيل ... المهم  .. العزيز أبو جواد كان يتعامل مع رفاق الفصيل وكأنهم طلاب مدرسة ابتدائية أو ما شابهها .. وقبل هذه الفترة كان النصير أبو جواد .. يبلغ رفاق الفصيل بأن يكونوا جاهزين للتفتيش في الصباح وينظر الى قيافتهم وأياديهم وكأننا في رهط الجيش العراقي ! . ولم يكتفي بهذا فقط ! وانما ذهب الى أبعد ... أي أصر على منع الرفاق الدكتور أبو هفال وأبو دنيا من السماع لراديو مونتيكارلو ..  وهنا بيكبن .. لندن !! وصارت المناقشات والمداخلاات والمعارضات وكنت من المدافعين اللدودين على الرفاق لكوني من الرفاق القدامى والمخابر الوحيد في القاعدة  ، وبعد ذلك أدخلت كل من الرفيقان أبو ديمتري وأبو خلود أي بعد تعليهما وممارستهما العمل الفعلي  للمخابرة والعمل على الجهاز اللاسلكي في القاعدة.
أصبحنا مع الرفيق أبو جواد لا نطاق يعضنا بعضا .. أصبحنا في خلاف دائم ! وفي ليلة من ليالي .. يقول الرفيق مام خضر روسي .. هاورئ كامران .. بلكت الليلة تلزم الحراسة وتساعدني .. من أن أنام مرتاحا ! فقلت ... لا يا مام خدر .. أنا في فترة النقاهة ! والراحة والاستجمام الكوستوية !
ولكنني التزمت الخفارة اليومية وذلك تضامنا مع الرفاق والتزمت بما يلقي على عاتقي من الفهم والتعاون الأنصاري وبعيدا عن الذهنيات التي قد حاربناها في السابق ! أي مادام نأكل .. فعلينا الالتزام بخدمة الرفاق ... وفي ذات يوم أقترحت على الرفاق من أنني سأعمل لكم وجبة خيار بدل الشجر في صنع المرق ! فكان رد الرفاق ....................... لا هاي شنو ؟! شلون يصير أي كيف يمكن صنع مرق الخيار؟! والحديث كان شيقا .. بعد تناولهم الوجبة الحقيقية من مرق الخيار اللذيد وبالبصل والطماطة المحلية وبأضافة الكرفس الجبلي وكلها من مزرعتنا السعيدة ، وبعد تناولنا الرز والمرق أي مرق الخيار .. ومن ثم الاستفسار من قبلي حول طعم المرق ؟ ..... ئي عاشت أيدك رفيق كامو .... فعلا طيبة ! وسرعات ما تدفقت القهقهات وبعلو صوتي  وبضحكة تسمع من بعيد لكوني حققت ما ذهبت اليه من نمطي في التفكير .. فأما نمطية الرفاق الآخرين والتي سببت الكثير من الأشكال للرفاق وهناك من ترك الأنصار والحزب بعيد عدم شعورهم وكونهم فعلا أحرار و أنصار الحزب للمضايقات المتنوعة ! وهذه الحالات وإن كانت هي قليلة جدا .. إلا أنها كانت موجودة  على الجداول !.
الرفيق أبو شوان والذي رحل قبل حوالي أكثر من شهر  .. والرفيق أبو شوان الكل يشهد لما قدمه للحزب طيلة مسيرة الحزب في العقود الماضية ومدى شجاعته وبسالته واشادة الرفاق بذات الرفيق ، وصل الرفيق أبو شوان في خرييف 1981 ومعه رفيقتان  شابتان  أبنته وأبنة الرفيق نائب عبدالله وشاب صغير لا يتجاوز الرابعة أو الخامسة عشرة من العمر .. وفي طريقهم الى قاطع بهدينان ... وإذ بالرفيق أبو شوان يطلب منا بغل أي حيوان لآستخدامه كواسطة نقل  جبلية وحاجتهم اليه .. طالبا بتوفير بغل ! وسرعان ما جاوبناه بأننا لا نمتلك بغل في الوقت الحالي ! وفعلا في ذلك الوقت كنا نفتقر الى البغال والموجودة منها  في السابق كانت في الواجبات ، وإذ بالرفيق الراحل .. طاب ذكره .. يقول الرفيق أبو شوان ... ئي شلون ما تدبرون لي حيوان وأنا منذ ثلاثين سنة شيوعي .. أنظروا الى طيبة الشيوعيين ونمطية تفكيرهم أحيانا ! وربما كان يصر على أن ندبر له حيوان وبأي ثمن كان نظرا لحاجتهم اليه وهم مستحقين بذلك ! ولكن علينا أن نفهمها  وهي طايرة ؟! طاب ذكرك أيها الرفيق الطيب أبو شوان وقبله الرفيق الفقيد ماجد عبدالرضى والرفاق الآخرين .
الرفيقان العزيزان أبو فاروق وأبو سلام .
وفي خريف من عام 1981 وصل الرفيقان الى مقر كوستا بغية المشاركة في اجتماع اللجنة المركزية الاجتماع المزمع عقده في سوريا فيما بعد .. وبعد وصولهما الى مقرنا .. ( الشياب ) .. وحسب قول القروي الشاب الصغير فرست ( فرصت ) والذي جاء للعلاج لكونه مجروح بالداس أو الطبر ! ومكث ابن قرية ( كؤله كه ) لأكثر من اسبوع في المقر .. بعد أن كان مام خضر روسي يقود المفارز لجلب الأرزاق من المنطقة والى المقر .. الشاب فرصت أصبح يتكلم بهاورييان ... رفيق .. وتعلم بعض المفردات العربية وأصبح ينتقد الشياب الموجودان في المقر ، ألا وهما أعضاء المكتب السياسي واللجنة المركزية الرفيقين أبو فاروق وأبو سلام وهم لايزالان على قيد الحياة والله يطول بعمرهما وبعمر كل الرفاق .
 
فسأل فرصت القروي .. مو أنتم شياب وكذلك صاحبنا تحسين القروي الذي جاء ليوصلهما عن الطريق السريع ، وهو الآخر مستهزءا بعمر الشياب الملتحقين الجدد ! بابه .... دروحوا أقعدوا في البيت ! أنتم شنو .. يستفاد الحزب من عندكم ؟! وهكذا قضينا أيام .. والألطف من ذلك والحديث الشيق بين الملتحقان الجدد ونكتهما ومزحهما ونصبهما الذي تعلمت منه الكثير في القادم من الأيام ، كان للرفيق أبو سلام / بهاءالدين نوري ماكنة حلاقة تعمل على الباتري .. وهو محتفظ فيها وحاميها أكثر من كل الأشياء الأخرى لكونه لا يستخدم الفرشة ومعجون الحلاقة والعدة الحلاقية ... وبمجرد اخراجها من الكيس ووضعها أمامه ليواصل ويبدأ  بحلاقة الذقن لكونه لا يحب أي يظهر بمظهر العجوز ! فسرعان ما تناول الشاب القروي الرفيق فرصت الماكنة ومن ثم فتحها بقوة ! بحيث أصبح العطب نصيبها ! ومن ثم غضب أبو سلام على الشاب وفعلته الشنيعة ! فجاوبه الرفيق أبو فاروق / عمر علي الشيخ ، هي كانت مكسورة أصلا .. لماذا هذا الغضب والتعصب ؟! فجاوبه ودعمه فرست .. بلي كانت مكسورة ! ولماذا تتعصب علية ؟! والحالة صعدت عند أبو سلام وهكذا كان المشهد فيه الكثير والكثير الذي من المزح والتشقلة .
طاب فرصت وغادرنا وعاد الى أهله بسلام بعد فترة النقاهة والعلاج .
اقتتال بين الاخوة الأعداء تارة والمتحاربين تارة أخرى !
............................................................
وفي الخريف من عام 1981 أشعلت الفتيلة .. أي فتيلة الاقتتال الداخلي النسبي في مناطق ذاك الصوب .. أي مناطق جبل كاروخ ودركلة وو ...!  بين قوات جود والاتحاد الوطني الكوردستاني .. بحيث تشنج الوضع العسكري والسياسي للأطراف والأحزاب وبعد فترة قصيرة توقف الاقتتال ومن ثم البدأ بالمفاوضات بين أطراف النزاع أخذ مجراه! وبالرغم من اصلاح الوضعية التعيسة وترتيبها فيما بعد .. إلا أن تفاعلاتها وتجلياتها وآثارها السلبية وانعكاساتها بقيت في القواميس والدرابين المظلمة وخبايا الزمن القادم .


59
عنكاوا أنجبت سباعا وذئابا و صقورا
وليس ( جرذان )! 2-2
سعيد الياس شابو
2014.02.13
 
وماذا إذن  يا سلام؟!
وهل نختصر ونلخص ما فعلوه الحرس اللاقومي ومن لف لفهم في سطور وصفحات قليلة من الأوراق والصحف الألكترونية ؟! ، أم أن نتطرق الى الغيض من الفيض ؟! في عنكاوا وليس العراق برمته في زمن الانقلاب الأسود في الثامن من شباط 1963 من القرن الماضي !
الأبن البار لعنكاوا / بويا يوسف دخوكا والملقب ب ( بويا سبو دخوكا ) أعتقل مع المئات من الناس الشرفاء الطيبين ... العامل النقابي النشط أبا حازم وصارم أعتقل بأيادي المجرمين ومن ثم أصبح حقل للتجارب بعد أن استخدموا معه كافة الوسائل و الأساليب القذرة وصنوف التعذيب المتنوعة ومنها الضرب بالكيبلات وتعليقه بالمراوح / البانكات / ورأسا على عقب  .. بالمقلوبي ! وحرمانه من كل حقوق السجين ولم يكتفوا بكل الوسائل البشعة باستخدامها للنيل منه .. وآخرها قلع الأضافر والكوي بالمكوي / الأوتي ! الكوي بالمكوي ( الأوتي)! والكوي بالأوتي لكون كان جسده معقجا ! وهل تعلم ياسلام ؟! ماذا يعني من أن تكوي جسد الانسان ؟! ..... أي كوي الجلد وتصور الصورة كيف وكيف تفوح رائحة اللحم المشوي والجلد الملتصق بمكوى التعذيب والتصاق الملابس الداخلية اللباس والفانيلة بالجسد الطاهر ؟! وهل تعلم  كيف كان جسده الفقيد ( بويا سبو دخوكا ) بعد كل هذا التعذيب على أيادي الجلاوزة الأقزام ؟! تصور المشهد مقزز ومغزي وغريب في قاموس البشرية إلا ماندر وما حصل للعراقيين بشكل عام ولأهل عنكاوا بشكل خاص ... كان الراحل بويا سبو قد احتفضت عائلته بتلك القمصان والملابس الداخلية لفترات من الزمن ، وهل تعلم بأنني عملت معه بفندق في أواخر الستينات من القرن المنصرم وتحدث لي عن أمور أغض عنها النظر .. لكونها معيبة اجتماعيا ؟!
فأما العسكرببن المفصولين فحدث ولا حرج !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!.
فأما العم حنا صليوا / والملقب ب حنا سلو ، معقبا بأنه قد سجن وعذب بعد اعتقاله من قبل الحرس القومي ، ضانا بأنني لم أتذكره وأتجاهل ما حصل له .. وكيف كان مختفيا في الغرفة المتروكة والتي كانت غرفة لطيور الحمام الزاجل وفيها مخزن حافض للحنطة (عمبر) ، ومن ثم أطلقوا طلقة بأتجاه موقع الاختفاء .. لشكهم كونه موجود داخل المخزن .. ومن ثم أفلحوا بخطتهم القذرة وفعلا تم كشفه واعتقاله وضربه أمام أفراد الاسرة والأطفال الصغار ، علما كان العم أبو عصام من بيشمركة ثورة أيلول ، ولحد الآن حقوقه مهضومة وكم من الحقوق مهضومة يا أبا عصام ؟! وكم من الناس المغدورين بحاجة الى اثباتات في عصر العولمة المعلوماتية ؟؟؟ !!!
كان هذا الجزء الصغير والقليل .. رابطا  بين المرحلتين أي شباط من عام 1963 وحتى عام 1975 !.
وفي تشكيل الجبهة اللاوطنية واللاقومية واللاتقدمية في تموز 1973 وبعد صفاء النية المقيتة والمشوبة بالحذر والضروف القاسية التي مر بها الحزب الشيوعي العراقي ومنذ تأسيسه وتحمله الويلات  في انقلاب 8 شباط وبعده ... حسبت الحسابات بحاسبات خاطئة وشاشاتها المغوشة وخاصة بعد  الافراج التدريجي في أواخر الستينات للمعتقلين والسجناء السياسيين .. ومن ثم التأمل بالشروع والتخطيط للمشاريع القادمة في عصر الكارتل النفطي الدولي العملاق والمتحكم بريموند كونترول وحتى تغير الألوان وتقصيرها وحسب الطلب كانت أجندة جاهزة أخفت وجوهها الأجهزة المخابراتية لنظام بغداد الدكتاتوري القمعي .
وحال قيام الجبهة الوطنية .. بين الحزبين البعثي والشيوعي وبمباركة السوفيت والتطبيل لها وخاصة بعد تأزم الوضع وتشنجه بين حزب البعث العربي الاشتراكي والحزب الديمقراطي الكوردستاني من جهة ، وبين الحزب الديمقراطي الكوردستاني  والحزب الشيوعي العراقي من جهة أخرى .. فأعلن عن العشق والغرام المزيف بين البعثي والشيوعي ومن ثم الزواج وبدون مهر ولا مقدمة ولا مؤخرة تذكر .. ومن ثم الطلاق فيما بعد من طرف واحد !
 
والعودة الى سنة 1975 وبعد أتفاقية الجزائر في آذار بين الشاه وصدام وبومدين أي بين ايران والعراق والجزائر مقابل رسم خارطة جديدة  للمنطقة !! أرفعلي وأرفعلك - أكبسلي وأكبسلك!! تنازلات واتفاقات ومن ثم انهيار الحركة الكوردية والتي أدى انهيارها الى عودة الدماء من جديد في عروق نظام بغداد .. مما أدى الى التفكير لما بعد المرحلة  ..أي مرحلة النكسة الكوردية وافراغ الساحة العسكرية والسياسية للحزب القائد!. ومن ثم نصب المصيدة والفخ والعودة الى نقطة اللاعودة! وليس غريبا أبدا ...........
بدأب الحزب الشيوعي العراقي بشقيه العراقي الفراتي الجنوبي _ والكوردستاني على بناء وتشكيل التحالفات مع القوى القومية وأحزابها الموجودة على الساحة ومنذ  1957 قيام جبهة الاتحاد الوطني ، ومن ثم إيلاء الأهمية والأولية من قبل الحزب لإنجاح تلك الجبهات ومنها جبهة جود وجوقد والجبهة الكوردستانية منذ مطلع الثمانينات وحتى بعد أواسط الثمانينات من القرن الماضي ، وعمل الحزب وسخر كل جهوده وامكانياته وثقله الجماهيري والوطني من أجل وصول العراقيين الى بر الأمان وتسخير كل الامكانيات من أجل مصلحة الشعب والدولة ، ناسيا مصالحه الذاتية وعمل وتضحيات رفاقه وعلى طول الخط ... واثقا...... بالأطراف الجبهوية الأخرى ضانا منه أي الحزب ... بأن في العراق نيات صافية وأقدام حافية وقلوب راحمة !!! ناسيا ومتناسيا وفي كل حقبة ندفع الثمن الباهض ! ولو سئلت ما البديل ؟! لسوف يكون نفس الجواب ! فإذن ما الحل ؟! ونحن في الدولة النفطية والمخابراتية والنيات الصافية أصبحت في خبر كان !
 
وهل تعلم يا سلام ؟ الشيوعيين العراقيين ومنهم العنكاويين وخاصة في السابق ... هم من أنزه وأخلص الناس على طول الخط .. لكونهم المضحين والواعين والمسالمين وداعين للحب والمودة وبناء المجتمع وليس كما تصف البعض منهم ب – الزمرة الشيوعية القذرة !
وهذا نص رسالة سلام !
الرسالة كما هي ...
شبكة عنكاوا للجميع سلام عنكاوا / الموقع الرسمي على الفيسبوك .
بيد بيد من أجل عنكاوا أو من أجل مصالح الشيوعيين في عنكاوا؟
قبل بضعة أيام نشر بصفحة التي يستخدموها بعض الشيوعيين العنكاويين لمصالحهم الشخصية منبرا للدعايات الكاذبة بأن جميع أقرباء مدير بلدية عنكاوا جوهر توما قد استلموا قطع أراضي لكونهم ، أقارب مدير البلدية!!
انوه جميع مشتركين هذه الصفحة بأن لا يصدقوا بما ينشره الزمرة الشيوعية القذرة الذين أساسهم مبني على الكذب والنفاق والدجل لتمرير مصالحهم الشخصية على حساباكم
انهم هؤلاء الأجناس المعفنة أنفسهم الذين ألطخت اياديهم بدماء ابناء عنكاوا بداية انتفاضة عام 91 والآن أيضا يسعون بأسقاط البعض بأفواه الآخرين بدعاياتهم الكاذبة
انهم خبراء باخراج وتمثيل سيناريوهات الكذب والنفاق اتحدى أكبرهم وأثقلهم بان يثبت باستلام أي شخص من اقرباء مدير البلدية بقطعة أرض
كفاكم نفاقا ودجلا يا جرذان الجبال
لنفترض ان مدير البلدية كردي هل يمكنكم بفتح أفواهكم؟؟
كلا وألف كلا لآن جرذان لن يستطيعوا بالوقوف امام عملاق يدعسهم بحذائه ويرميهم في مزبلة التاريخ
نصيحتي لجميع الذين يصغون لهؤلاء المعفنين لا تصيروا مثل القردة ترقصون وتصفقون امام من يأتي بكلام واشاعة لاصحة لها
في الختام أريد أن اوضح بأني لست مدافعا عن أي شخص بل مدافعا عن نفسي لآن كوني أحد أقرباء مدير بلدية وتسودني علاقة غير جيدة بمدير البلدية للعلم فقط .
سلام المقدسي
انتهى نص رسالة سلام مقدسي المشرف على صفحة عنكاوا للجميع .
 
وبعد نكسة الحركة الكوردية في آذار 1975 ، وانفراد قيادة حزب البعث بمفهوم تسخير العراق وثرواته والسيطرة السياسية والعسكرية على مجمل مرافق الدولة العسكرتارية والبوليسية والمنظماتية والمؤسساتية ..... وذلك بفرض الشروط والاملاءات على الطرف الآخر في الجبهة .. ألا وهو الحزب الشيوعي العراقي ، ومن ثم بسط نفوذ البعث على كافة المرافق الحياتية ومحاربة كل ماهو خير الشعب دون الرجوع الى الاتفاقيات السياسية بين أحزاب الجبهة الوطنية والقومية التقدمية كما كانت تسمى في أيام المزبن !
وأمثلة بسيطة تدعم صحة ما آل اليه الوضع .. ! وهل تعرف يا سلام كم كانت خسائر العراق في الحرب الداخلية خلال سنة واحدة وحسب تصريحات القيادة العسكرية العراقية آنذاك ؟! وخلال سنة فقط .. أي منذ آذار 1974 – والى آذار 1975 ، كانت الحصيلة التقديرية ب ( 16000 ) عسكري من كل الصنوف /ستة عشر ألف قتيل و( 60000 ) ستون ألف جريح ، من أولاد الخايبة بالمفهوم العراقي ، فأما الخسائر المادية وهدم القرى الكوردستانية وتخريب البيئة الزراعية وزرع الرعب في نفوس الاخوة الذين عادوا الى المعتقلات والسجون والمنافي وبيوتهم وارغامهم من اللحظات الأوول لأنتماءهم الى الحزب الدكتاتوري الفاشي ، كيف عان الجموع منه ، وقد سلم القسم من الاخوة العائدون من دون أن يرضخوا لأبتزازات السلطة القمعية وفكروا مليا بقبول النفي الى الجنوب وقطع الأرزاق ودخول السجون ولا القبول بالاملاءات السلطوية القمعية للدولة العراقية وآلتها العسكرية المنهارة !
وسرعان ما شعرت قيادة البعث بمليء رئتيها بما يكفي من الأوكسجين وبدون أية مضايقات تذكر !! ومن ثم تفريغهم لنا ..((((( كما يصفنا الأخ سليم بولص بالتحريفيين )))))! كحزب شيوعي عراقي وفرض الشروط التعسفية والمليئة بالعنجهية السياسية والعسكرية ، بعدما فرضوا شروطا واملاءات على كافة القطاعات ووضع شروط لقبول تلك القطاعات والفئات بقبول شروط السلطة الدكتاتورية القمعية .. ومنها لا يقبل الطالب في مجالات التعليم إلا بأنتمائه الى إحدى منظمات التابعة لحزب البعث ومنها الطلائع والفتوة والطلبة والشباب والمنظمات الحزبية والعسكرية والأمنية وغيرها من المسمياة القمعية .
فكان نصيب الحزب الشيوعي العراقي .. حصره في زاوية ضيقة بعدما كشفوا البعض من تنظيماته والتغلغل النسبي بعد شراء البعض من النفوس الضعيفة مقابل التعينات في الدوائر المختلفة وقبولهم في المعاهد ودور المعلمين والجامعات !!!!!!! ومحاربة كل من هو تقدمي وشيوعي في رزقه وقوته اليومي ! ولم يكتفوا أي ( ألاخوة الرفاق البعثيين )! بالمحاربة وأشكالاتها .. بل فرضوا قيودا وشروطا عنتيكية !!! ألا وهي تجميد المنظمات الديمقراطية والتي تؤهل الشباب قبل دخولهم الحزب أو بالاحرى ثمة هناك شباب وشابات غير راغبة بالانتماء للحزب ، وتكتفي بالعمل التنوعي والجماهيري الغير السياسي .. أي بالشكل الآخر كما تسمى اليوم بمنظمات المجتمع المدني .. ومنها اتحاد الطلبة العام والشبيبة الديمقراطية ورابطة المرأة العراقية ومهنيات العمال والفلاحين ومن ثم العسكريين كان أولهم!.
وهل نسيت يا سلام ؟!
عندما قال الجواهري الكبير في مؤتمر السباع في عام 1948 ، عندما استشهد أخيه جعفر !
يوم الشهيد تحية وسلام ... بك والنضال تؤرخ الأعوام
بك والنضال الغر يزهوا شامخا ... علم الحساب وتفخر الأرقام
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
فإذن جمدت منظماتنا المهنية الديمقراطية .. وجوبهنا وحوربنا بقطع الأرزاق .. !! تخلوا عنا الرفاق البيشمركة أبان الثورة الكوردية للحزب الديمقراطي الكوردستاني .... ونحن تخلينا عنهم أصبحنا في حالة الخصمين !! أستغل الوضع من قبل السلطة الدكتاتورية وفرضت أجندتها على الطرفين بعدما كنا أقوياء سوية .. أصبحنا ضعفاء وقبلنا بحكم الخصم اللدود ومن ثم التانزلات تلت التنازلات  وعلى مرور الزمن!
ولم يكتفي النظام البائد بفرض الشروط علينا في الشهر الحادي عشر تشرين الثاني 11/ 1975 بتجميد المنظمات .. بل ذهب الى أبعد الحدود .. فألتجأ النظام الى ترحيل آلاف القرى الكوردستانية في سنة 1975 – 1976 ميلادية وزج الفلاحين والمزارعين وعوائلهم بمجمعات قسرية وارضاخهم للأملاءات مقابل التعينات المتنوعاتية ومنها على شكل البطالة المقنعة في دوائر ومسمياة  عديدة ومن ثم تنظيم البعض منهم وتسخيرهم لمحاربة كل ماهو وطني وتقدمي من طرف ومن ثم محاربة ومتابعة عشرات الالوف التي عادت الى بيوتها وقراها ومدنها لكي تعيش وضعيتها التعيسة !.
وبدأ النفط يتدفق ويزيد انتاجه وتصديره بحيث بلغ في اليوم الواحد ( 3,750 )مليون برميل في اليوم الواحد! وبسعر 25 دولار أمريكي للبرميل الواحد .
وماذا يحدث اقتصاديا للدولة ونظامها القمعي فيما لو لم يسخر رأسمال الدولة ويتصرف فيه الحزب الواحد والقيادة الواحدة والفرد الواحد ؟! بالتأكيد سيكون التفكير بتسخير تلك الأموال لأغراض لا تخدم مصلحة المواطن والشعب والتفكير الغير السليم بما يقود الدولة ونظامها الى تبضع السلاح المتنوع وشن الحروب وو ....... الخ !
ولنختصر يا سلام الطريق الموحل والشائك .. وأخطر شيء عند القائد والحزب والنظام ... عندما  يكون التفكير غير سليم ! وعندما يفقد الانسان آدميته ويسمح لذاته من أن يكون عنوان وهو غير جدير بذلك!
والأخطر من ذلك من أن تتصور من أن الدولة وممتلكاتها هي من صنعك وأنت مالكها وتتصرف بها !
فإذن المحاربة وضيق الخناق والاجبار على الانتماء وقطع الأرزاق وأساليب القمع والسجون والقتل المتنوع والابداع فيها تشكل نقطة التحول عند السلطة القمعية وقياداتها ! ونقطة الخزن والمعانات وايجاد البدئل عند الضحايا سواء كانوا أشخاص أي أفراد أو جماعات وأحزاب .. وسبقى هذا المخزون الى أن تسنح الفرصة السانحة والتهيوء للمجابهة حين الطلب وعنده ! وهذا ما حصل فيما بعد !
 
فإذن نحن أمام واقع مر ! وفي وضع جغرافي لا يحسد عليه والدولة وجبروتها المادي والعسكري والنفوذي السلطوي في تزايد ! ومن الطرف الآخر ضعف القوى الوطنية وابعادها عن كل ماهو مهم وحساس ومؤثر في الساحة ..  خلق ميلان في كفي الميزان الى الطرف الواحد .. ألا وهو طرف السلطة القمعية .. وذهبت السلطة الدكتاتورية الفاشية الى التفكير بالانفراد بكل ما هو ممكن وموجود! وفعلا حدث ذلك بأعدام ( 28 ) شيوعيا عسكريا بتهمة التنظيم !
وهل تعلم ياسلام ؟! ماذا قال المخلص للوطن العراقي .. سهيل شرهان ؟ قال عندما ساقوه الأقزام الفاشست  الى ساحة الرمي !!!! قال ....... ستأسفون حقا عندما تعرفون وطنيتي الحقة !
وهل تعرف ياسلام ... ما معنى بيت القصيد وهو لم يرتكب جرما مخلا بالشرف أو خيانة الشعب والوطن أو مختلس ومزور للحقائق والوثائق ولا هو جاسوس لدولة معينة ؟!
 
ومن ثم تفرغ حزب القائد! وعند المظاهرات والمسيرات أن يوجه أبواق دعايته والصياح بصوته الجهوري النشاز العالي ووجهه القبيح .... شعب شعب كل بعث .. موتي يارجعيا ! شعب شعب كل بعث .. موتي يا رجعية !
ومن هذا المنطلق أصبح الوطنيون الشرفاء المخلصين للوطن ..... رجعية ! روح يا سلام .. أصبحنا رجعيين عند أسلافك ! وزمرة قذرة وجرذان الجبل عندك!
وفي عام 1978 أنفل الآلاف من الشيوعيين العراقيين وأصدقائهم من النساء والرجال شباب وشيبة المخلصين والأوفياء للوطنية الحقة والملتزمين بالوثائق والاتفاقيات الموقعين عليها .. والمواثيق الدولية والعاملين من أجل السلام وترسيخه أصبحوا تحت أمر الواقع والقبول بأحد الخيارين .... والخيارين أحلاهما مر !!
أي .. أما أن تقبل بإملاءات النظام الاجرامي وتتنازل عن مبادئك الشخصية وحريتك الذاتية وانسانيتك ووطنيتك وحزبك وتبقى أسيرا للنظام القمعي !.
أو تختار الطريق الآخر .. ألا وهو طريق المجابهة والمقاومة وحمل السلاح بوجه كل ماهو قبيح و مشمئز وقذر وسافر ومتعجرف ومتخلف !!!!!! وهذا فعلا ما حصل .. الاختيار السليم في تلك المرحلة من الزمن أختار القسم الغير القليل من الشيوعيين العراقيين وأصدقاءهم الوقوف بوجه الدكتاتورية وحملوا سلاح المحبة للعراق وسلاح الشرف والمقاومة والدفاع عن القيم والمبادي الانسانية وانقاذ الذات !
وفي أواخر السبعينات وبالذات في أواخر من عام 1978 وبداية سنة 1979 أجبر الشيوعيين العراقيين على البحث عن البديل .. أي بديل يا سلام ؟! من أن يكون الانسان يتحمل الأذية في سبيل شعبه ووطنه وحزبه وأن يكون قائما بذاته ولا يخضع للأرتزاق والاملاءات التعسفية .
الطلاب والعمال والفلاحين والكسبة والموظفين والأساتذة والكوادر الحزبية قالوا كلمتهم وبحثوا في القواميس العتيقة عن البديل .. وكان الجبل خير بديل للأحتماء به ! ولكن بعد ماذا ؟! بعد كل الخسائر التي قدمها الحزب ... لألتزامه بالقيم الوطنية والتحالفات الخاسرة !
وهل تعلم يا سلام ؟ عن ردود الأفعال أو شيء من هذا القبيل ؟! أي ردود أفعال التي قام بها النظام العراقي طيلة أربعة عقود من القتل المتعمد وقطع الأرزاق وآلاف المسائل والمواضيع الأخرى ؟!
 
ما رأيك يا سلام عندما تفصل عن الدراسة والعمل وتحارب وتسجن وتقتل أنت وعائلتك وأصدقاءك ومحبيك ورفاقك وتسلب حريتك وتتوقع على اعدامك ؟!
وما رأيك يا سلام .. ؟ وكيف تنظر الى الأمور عندما تخدم العسكرية للنظام وتسجن وتهان ومن ثم تلفق التهم بحقك ومن ثم تعدم ؟!
ماهو رأيك يا سلام ... كلها أسئلة شرعية لكي تكون في الصورة الواقعية ؟! رأيك لو توقف بالأنتظار لمدة دقائق اضافية في موقف الباص .. والباص يتأخر ؟!
وماذا لو دخل أحد أحبابك الى غرفة العمليات وتريد من أن تسمع خبر نجاح العملية . والعملية تتأخر ؟!
وماذا عن الأم  والأب والزوجة والأخ والاخت والأبن ينتظرون بفارغ الصبر عودة ولي أمرهم بعد غياب سنوات قضاها في الجبال أو السجون ومن ثم يستشهد بالوسائل المتاحة للسلطة ؟! وأن تفرض السلطة وتجبر أهل الضحية من دفع ثمن الرصاص والتابوت ؟!
 
ماهو رأيك يا سلام ؟ .. لماذا أعدم حبيب الياس عليبك في أواسط السبيعينات وهو أبن عنكاوا البار ؟!
لماذا أعدم الأبن البار لعنكاوا المربي منير عسكر في 1979 ؟!
ولماذا أعدم الأبن البار لعنكاوا المربي حنا عزو في 1979 ؟!
ولماذا أعدمت الأبنة البارة لعنكاوا نادية كوركيس في 1979 ؟!
ولماذا أعدم الأبن البار لعنكاوا الطبيب حبيب المالح في 1981 بعد أن أعتقل وسجن وعذب لمرات عديدة من قبل النظام الذي تدافع عنه سواء عن جهل أو تعمد؟!
ولماذا استشهدت الشابة في العشرين من عمرها الأبنة البارة منيرة يوسف في 1983 ؟!
ومن المسبب بأستشهاد الابن البار لعنكاوا البيشمركة سؤران / عبدالمسيح بولص ؟!
ولماذا أعدمت العائلة البارة لعنكاوا برمتها .. عائلة العم بولص وهتة نركس والبنات العازبات ؟! ومثلت بأجسادهن ؟!
وأنا لا أتحدث عن الحرب العراقية الايرانية والخسائر التي لحقت بعوائل العنكاويين من الشهداء والأسرى والمفقودين ولحد الآن هناك من ينتظر الخبر السار بعودة أبيه وأخيه وأبنه وزوجه .
وأنا لا أتحدث عن أمهاتنا اللواتي أعتقلت وسجنت وعذبت وتحملت الويلات في مختلف مراكز الدولة القمعية ومن ثم أنفلت في آخر المطاف !
فأما ما بين السطور ..... فأتركه للزمن البغيض عندما لا تلتقي أفراد العائلة لمدة 14 سنة وأكثر ومن ثم يموتون البعض منهم وتصبح حسرة وحصرة عندما تقول الوالدة .. ألم تقولون سيأتي ؟!؟!؟!؟! .
وعشرات الأمور الأخرى التي قام بها أزلام السلطة للتعذيب في السجون والقتل والرمي بالمعسكرات والوشاية وكتابة التقارير المؤذية والصولات الليلية لتشخيص العوائل التي وضعت في خانة المعارضة من الطرف الواحد ! ومن ثم السجون والقتل والحرمان من العودة الى عوائلهم !
فأما خسائر العراقيين وبكل تلاوينهم جراء أداء السلطات القمعية وبدءا بالكورد الفيلية وأحزاب المعارضة منها الشيوعي والدعوة والأحزاب الكوردية الكوردستانية .. الحزب الديمقراطي الكوردستاني والاتحاد الوطني الكوردستاني وحزب الاشتراكي الكوردستاني ، والحركة الديمقراطية الآشورية ، فأما قتل القياديين في حزب البعث وكوادره  السياسية والعسكرية.. فلم يسلموا من التصفبات بدءا بالجزار ناظم الكزار وحردان التكريتي وأحمد حسن البكر وعدنان حسين ومحمد العايش وعبداللطيف السامرائي والأخوين كامل وصدام ومئات الكوادر الأخرى ، فأما أن نعي ونرضخ للأمر الواقعي ونتحدث عما خسرته عنكاوتنا ضمن الوطن العراقي وتقديمها خيرة أبناءها قرابين كشهداء وضحايا وخسائر وتحت أسماء عديدة ومتنوعة وزمنية !!! وردود الأفعال التي تولد العنف ضد العنف والخاسر الأكبر هو شعب عنكاوا ومهما بلغ السبب والأسباب إلا أنها نتيجة ظلم النظام والأنظمة على الشعوب وتحت طائلة مسمياة مختلفة .
وأخيرا وليس آخرا .. على الجميع من أن يتكاتفوا ويتعاونوا ويقودوا ما تبقى من عنكاوا الى بر الأمان والاستفادة مما حدث من المآسي للجميع .. وهل نتعلم من أن نكون أوفياء ونحترم الحيوان قبل الانسان ؟! والجواب متروك للقراء الكرام والتأريخ الذي لايرحم!

60

عنكاوا أنجبت سباعا وذئابا وصقورا
وليس ( جرذان )! 1-2

سعيد الياس شابو
2014.02.08


نحن نعلم والكل يعلم .. وأنت لا تعلم ! .. عندما قال .. الجواهري الكبير شاعر العرب .. محمد مهدي الجواهري ألقى قصائده الشهيرة ارتجاليا .. متحديا السلطات الغاشمة .. ومفعمة تلك القصائد بحب الشعب والوطن والكلمة القيمة وأبيات بقت شامخة كشموخه .. وأبا الفرات .. قضى خيرة سنوات عمره بالمعتقلات والسجون والانتفاضات والمنافي وآخرهم الغربة اللعينة !
قضى الجواهري الكبير.. تسع عقود من عمره المفعم .. بالشموخ والكبرياء .. أبا من القول .. إلا .. الكلمة الحرة في أبيات من قصائده  ، وحتى أبيات المديح كان لها طعم ، ومقارعا الأنظمة الدكتاتورية الفاشية ، أنظمة لا ترحم الانسان وحتى الحيوان ولا تراعي البيئة وهي عدوة  كل ماهو تقدمي وانساني  !! ورحل شاعر العراق والعرب وهو يتأمل من يوم الخلاص من الظلم الجائر والجاثم على صدور العراقيين طيلة عقود خمسة أحرقت العراق والعراقيين نتيجة السياسات العوجاء الذي مارسها النظام في بغداد وآخرها الغزو الأمريكي الدولي وبعد تقديم كل التنازلات من قبل حكومة بغداد وذلك تشبثا ببقاءها في السلطة والاستمرار في حكمها المدمر لمختلف العراقيين وتربتهم .. وإن كان الفرق بين هذا وذاك في تحمل الأذية المتنوعة تختلف من منطقة الى أخرى ، ومن شخص لآخر إلا أن توزيع الظلم كان بالتساوي!
ويقول الجواهري .. أتعلم أم أنت لا تعلم .... بأن جراح الضحايا فم .
والبحث في ( الغوغل ) عن الجواهري وقصائدة خير وسيلة لمعرفة الحقيقة العراقية التأريخية .
وما رباط الكلام بين عنكاوا والجواهري ؟!
وما العلاقة بين السباع والذئاب والنسور ،، و( الجرذان )؟!
أترك الشق الأول لمن يريد خير العراق والعراقيين بعد كل الذي حصل ! أن يربطوا الحبل السري بين الطفل وأمه ..أي بعد قطع ذلك الحبل الديالكتيكي والإلاهي .. أو الإلاهي والديالكتيكي أثناء الولادة !
وعندما نتحدث عن العراق في الزمن الغابر والعقود الخمسة الماضية والتي نالت من حياة العراقيين برمتهم .... علينا إنصاف الواقع والحديث بشفافية والبعد التربوي و الرؤيوي الواقعي والذي سايرناه وعشناه تارة وأخرى سمعناه ولمسناه وقرأناه عبر الوسائل العديدة ، وهنا ليس بوسعي ولا أتمكن من أعطاء الحق لطرف على حساب الطرف الآخر ! وانما سرد الصور التأريخية وفي الذاكرة العنكاوية ... القرية التي أنجبت السباع  والذئاب والصقور ومن ثم (((الجرذان)))!

ليس بالعيب من طرح أي موضوع والكتابة عنه وحوله  .. وتناول أبعاده من قبل أي شخص كان أو حتى جماعة  ، وانما العيب بالشخص فيما لايروم ولا يحترم التأريخ سواء كان ذلك متعمدا أو لايفقه ألف باء السياسة العراقية وحكامها الاستبداديين الدكتاتوريين الذين قادوا العراق الى بر الغير الآمن ! ، ومن ثم السباحة في الماء ( الجايف )! المياه العكرة والتي لاتصلح لا للشرب ولا لسقي الحيوانات! ولا لأرواء الزرعات العطشانة !
ولنعود الى رشدنا والتأريخ الحديث ومنذ ( 8 شباط ) الأسود من عام 1963 من القرن المنصرم ونحن في الذكرى الدموية الأليمة ال ( 51 )! من عمر العراق والعراقيون ، ولست بصدد العراق !

عنكاوا الأم والتي أنجبت سباع وذئاب وصقور و ................
الزمن .. القرن العشرين!
التأريخ 8 شباط ( الأحمر دمويا ) والأسود تأريخا وتأريخيا .
المكان / عنكاوا الأم .
الموضوع / توضيح لمن لايعلم ! وإن علم أن يقدم اعتذاره وليس أكثر في عصر العولمة .
هذه هي رسالة سلام المقدسي .. أحد أبناء عنكاوا المهاجرين خارج الوطن.
 

اليك يا سلام .. تعال معي لكي نكون في الصورة والشعب العراقي برمته وخصوصا أهل عنكاوا وبالذات الشيوعيين العنكاويين المضحين طيلة الخمس العقود الماضية !!!!!.
8 شباط 1963 .
..................
كانت حصيلة تكالب أعداء الديمقراطية في عهد أول رئيس الجمهورية العراقية الزعيم عبدالكريم قاسم ، الاطاحة بنظامه من خلال تعاون كل قوى الشر في منطقة الشرق الأوسط وبأستخدام كافة الوسائل المتاحة لها لإستخدامها والابداع بها .. ومنها الأكاذيب المصطنعة والفتن المنسوجة بخيوط الغدر والخيانة الشعبية والوطنية ومن ثم تنسيب تلك الأعمال الشنيعة الى قوى الخير ومنها الشيوعيين العراقيين ، وأن نتناول الموضوع بجميع جوانبه .... نحتاج الى المزيد من الوقت وهذا ليس بسانحا  في الوقت الحاضر !
انقلاب .. أو ثورة الرابع عشرمن تموز بقيادة الزعيم عبدالكريم قاسم وانجازات الثورة خلال حكمها من 14 تموز 1958  - 8 شباط 1963 ميلادية من القرن المنصرم تحدث عنها الكثيرون ممن واكبوا تلك الحقبة الزمنية وكيف كان الشعب يعيش أعراسه الدائمة بالرغم من الفاقة والفقر والحرمان الذي كانت قطاعات واسعة من الشعب تعانيه من الأوضاع الأقتصادية ! ، وقبل هذا التأريخ أي في شباط 1949 ، أعدم فهد وصارم وحازم قادة الحزب الشيوعي العراقي ومؤسسيه على يد جلالة الملك المعظم أو بالأحرى الأسرة الملكية فاروق وغازي رحمهما الله وطاب ذكرهما ! نقطة خلاف بدأت وردود الأفعال مازالت قائمة !.
جاء الزعيم عبدالكريم قاسم وأعدم الملك ونوري السعيد وبعض الآخرين على يد العسكريين سواء بعلم الزعيم أو من دون علمه !! والنتيجة سفك الدم من جديد ، وسنت قوانين عمالية وضمانية وزراعية وفلاحية وملكية ونقابية وجمعياتية وبنائية .........!!!!!!!!! ومدينة الثورة في بغداد واسكان ما يقارب النصف مليون عراقي في مساكن لابأس بها ، بعد أن كانوا نزل الصرائف والتنكات .. أصبحوا يحمون نفسهم من حر الصيف وبرد الشتاء !!
وهذا ما لا يهمنا أبدا !
جاء الحرس اللاقومي بقطار الاخوة الأمريكيين وبدعم ومساعدات الدول الشرق الأوسطية لكي لا تعدي شعوبها بفايروس الديمقراطية الشعبية القاسمية التي أصاب بها الشعب العراقي طيلة عمر الثورة !
وهذا أيظا لا يهمنا !
جاءت قوات الحرس القومي في ظهيرة الثامن من شباط من عام ألف وتسعمائة وثلاثة وستون ، 8/2/1963. جاءت ودنست أقدامها أرض عنكاوا الطاهرة .. أرض الآباء والأجداد سابقا وأرض الغير لاحقا ! وهنا ربما لايحلو للبعض من الأخوة من أن نقول الحقيقة بخصوص أراضي عنكاوا !!.
سيارات الحرس اللاقومي قدمت من أربيل لتبرز عضلاتها في عنكاوا ، وركابها شاهرين أسلحتهم وأياديهم على الزناد ومن ثم أطلاق الرصاص في الهواء الطلق .. وذلك  لكسر عيون أهل المنطقة وارعابهم وزرع الخوف والرعب في نفوس القرية المسالمة والمتحابة للجميع .
صليات رمي . وو .......
..........................
ومنذ ذلك التأريخ أصبحت مهمتهم .. الاعتقال والسجن والتوقيف والرشاوي والفصل والقتل والنهب والاغتصاب وعشرات الأمور الأخرى .. كمهمة ومهنة للحرس المايسمى بالقومي ! فإذن الحرس القومي سيء الصيت ... زرع في نفوس العراقييين بشكل عام وعنكاوا بشكل خاص .. كل الصفات المدمرة ولم ينجوا منها وحتى البعض من البعثيين والعسكريين أنفسهم من تلك الشنائع المتنوعة !

عنكاوا .. ومنذ اللحظات الأوول  وقبل هذا التأريخ أدخل البعض من مناضليها السجون والمعتقلات والبعض الآخر نسب للمنافي في الجنوب  .... ، ومن ثم أصاب الظلم والقهر والحرمان أكثرية بيوت عنكاوا .. أي المئات من العوائل العنكاوية أصابها الهروب وترك الوظائف والمدارس والجامعات ومن ثم الالتحاق بالجبال كأبطال وسباع وذئاب وصقور وليس (كالجرذان) يا سلام !
ومن ثم خيرة الشباب والشياب أدخلوا السجون والمعتقلات عذبوا وفصلوا وحرموا من الحياة اليومية والقسم الآخر .. كان نصيبه الاختفاء والعمل بأعمال ليست من اختصاصهم ولا تليق بهم! وذلك من أجل العيش بشرف وبكرامة وليس من أجل السقوط والذل والتخاذل  وقبول الاملاءات التعسفية .
وهل تعلم أم أنت لا تعلم ؟! أن أول عصيان على الحكومة الانقلابية القومية البعثية كان قد شارك فيه خيرة الشباب من أهل عنكاوا؟!.
وهل تعرف يا سلام ومسمي نفسك بسلام عنكاوا!! العجيب بأن تكون أبن عنكاوا ولا تجيد التأريخ وغير متعلم من أن تحترم المناضلين أو بالأحرى القسم من المناضلين من بلدتك الشجاعة وأهلها المقاومين وتسميهم بجرذان الجبل وتقصد البيشمركة الأنصار ! أليس كذلك ؟! .
وهل تعرف يا سلام .. بأن الشباب سحقوا الشرطة وأستولوا على أسلحتهم ومن ثم التحقوا بالجبل كثوار وليس .. ك(جرذان الجبل)؟!وهل تعلم بأن النساء شاركت الرجال للوقوف بوجه العساكر واستولت على السلاح ؟!
وهل تعلم ماذا حدث بعد ذلك ؟! بالطبع فيما لم تعلم ليس بعيب ! وإنما لن ترغب بأن تعلم .. فهذا عيب والعيب يعني عيب من أن تكتب وتتجاهل تأريخ قريتك وبلدتك وشعبك العراقي ، والعيوب متنوعة .... ! وهل تعلم كيف كان يتعامل مركز الشرطة والحرس اللاقومي مع أهل عنكاوا ؟! ، سأرسم لك صورة ولوحة تراجيدية وخجولة !!!!!! . أعتقل العشرات ثم المئات وكان الشتاء قاسيا وشباطا أسودا .. كظلام الليل الشتائي .. قارصا .. كئيبا .. حزينا ومؤلما .. !!!!!!! الجموع حرمت من العيش بأمان ، فصلت من وضائفها ، سحبت اليد عن رواتبها ، باحثة عن البديل ومختارة البديل ................... ! .

الموقع .. مركز شرطة عنكاوا القديم والذي كان يقابل مركز شرطة عنكاوا الحالي والجديد .. الأرض مرطوبة وجامدة في شهر شباط ! باحة المركز مفتوحة .. ليس العجب ولا الغرب .. هكذا كانت الأمور ... الكل أخذت حوش المركز الغير مسقوف .. موطيء قدم لها .. ضيوف المركز هم نزلاء الاعتقال المنظم .. عليهم من أن يقبلوا بالأرض المرطوبة والموحلة ...... فراشا لهم ومن السماء القاسية كسوة لهم !! وليس هذا وبس ! وانما كانوا يسقون حوش وساحة المركز المفتوحة بالمياه .. لكي يزيدوا الطين بلة! وحرمان الأهل من جلب وجبة غذاء لفلذات أكباد الأمهات حرام وحرام أو بقوة الارتشاء! ، وهل تعلم يا سلام المبيت على الأرض المرطوبة وبدون غطاء ولا أكل ... ماذا يعني ؟! ولأكثر من يوم وليلة و وأشهر وسنوات ؟! ولو لم أرى في أم عيوني لما تحدثت عما جرى ياسلام .
= عشرات الأمور الأخرى أتركها لمنظمات المجتمع المدني والأحزاب السياسية للتوضيح أكثر بهذا الخصوص والموضوع الذي تناولته من جانب واحد وهو ناقص في العملية الحسابية !
*- ومن ثم جاء عقيد خليل في ربيع 1963 ، جاء وكأنه عنكاوا تمتلك ترسانة من الأسلحة .. طوقت عنكاوا بالعساكر المجحفلة بقيادة العقيد خليل ، والذي سبا أهلها أية سبية ؟! طوقت عنكاوا والتفاصيل كثيرة ومتنوعة وأنا أخشى من القاريء الكريم لكي لا يمل من كثرة السطور ، وأخشى ياسلام من أن لا تتعلم !
ولو .. ولو .. ليتحمل القاري الكريم قسطا مما ترك لنا التأريخ العراقي !ولتستفيد أنت وأمثالك من الدروس الواقعية وآلام العراقيين وعلى مدى العقود الخمسة الماضية !!!!! ، القوات المجحفلة طوقت عنكاوا من كل منافذها ونزلت القوات وانتشرت في الداخل متراصة صفوفها مجحفلة بأسلحتها والزي القتالي الكامل أي الجعب والخوذة وصناديق العتاد الاضافية وكأنهم سيدخلون الحرب !
لملموا العساكر بقية الناس الباقين ممن لم يعتقلوا ولم يلتحقوا بالجبل ثوارا وليس ( جردان يا سلام )! وكان موقع القيادة العسكرية المجحفلة عند حديقة عنكاوا الوحيدة أي الموقع الحالي لجمعية مارعودا الزراعية  ، ويقال كان العدد بين 300 – 400 شخص قادر على تحمل الضرب ومنهم خالي المرحوم يوسف هرمز حكيم والذي كان جسده يشبه .. جسد الممثلين الأتراك عندما يعذبوهم في المسلسلات التي تعود العراقيين من مشاهدتها !.
هل تعلم يا سلام .. لم ينجوا من العملية القيصرية سوى الأطفال والمعمرين والنساء من العملية ! وهل تسأل يا سلام ؟ عن نوعية العملية ؟! اخراج الناس قسرا من البيوت ووضعهم وربطهم في وضعية لا يحسد عليها أبدا ..... هههههههههههههه ! كل اثنان أو اثنين سمان يربطون بالحبل أو الكندير أو الحزام الكوردي ( البشدين ) ، بحيث ضهرهما يتطابق على الآخر وهما مربوطان جيدا .. والضرب المبرح الى أن يغمى عليهما !! وهكذا الضعفاء بنيويا أو جسديا !! ومن ثم رمي تلك الجثث الهامدة في الحديقة ولساعات !!!!!!! .
وهل تعلم يا سلام بأن أول شهيد من عنكاوا كان في ذلك اليوم هو من محلة والدك وجدك أي محلة قصرة ودركة !! وهو الشهيد أسحق عيسى أوستا رواندوزي  ، والملقب ب ( أجي ). ضرب ضربا لا يطاق من تحمله حتى الحيوان ! و الى أن استشهد .. تاركا خلفه الطيبة والكلمة الحلوة والنكتة اللطيفة والابتسامة الجميلة .... والغريب والأغرب من هذا وبعد الضرب المبرح ... قالوا أنتم كذا أبناء عنكاوا كلكم شيوعيين !! والمسكين الشهيد أسحق اعتقد لو قال أنا من رواندوز .. سينقذ بجلدته ! إلا أنهم قضوا عليه بعد أن تفوه  ... أنا من رواندوز ! وقالت العساكر .. أي ... أحنة ندور عليك / أي نحن نبحث عنك يا مسكين!!!! ، ولم يكن الشهيد أسحق لوحده وأنما أثنان آخران من الأخوة القرويين الكورد استشهدوا على أثر الضرب المبرح  من قبل جنود النظام !.
وهل تعلم ياسلام ...
الطفلة والتي كانت تبلغ من العمر سبع سنوات أصابت بمرض الصرع أثر خوفها ورعبها أثر رؤية الجنود المدججين بالسلاح أثناء قيامهم بواجبهم العسكري ؟! وهل تعرف من هي الطفلة التي عانت لفترة زمنية غير قليلة الى أن انتحرت بتناول الحبوب بكمية كبيرة بحيث أدت العملية الى وفاتها .. ( الطفلة خالدة يوسف هرمر شمعون حكيم ) وهي أبنة خالي وأبنة عمتي وأخت لزوجتي !!!!!!!! .وهل تعلم  كم كان سعر الدواء الشهري للمصابة بالصرع ؟! والغاية ليست كلفة الدواء والعلاج والقهر والعذاب ولا أتحدث عن من يصاب بالصرع لكون الحالة متعبة ومؤذية وخاصة للإناث !وكم هي مخجلة ومعيبة في مجتمعاتنا !!
ومن ثم سجن الخال يوسف هرمز حكيم لمدة ستة أشهر في سجن خلف السدة في بغداد فيما بعد ، وهل تعلم لماذا يا سلام ؟!
أجل أنا سأقول لك برحابة صدر وبروح رياضية عالية .. سجن لكون اسمه يتطابق مع أبو الشهيد جيمس البطل والذي كان أسمه والد الشهيد جيمس .. العم يوسف هرمز ( أوسا شوانا ) ، لكون الأخير شيوعيا ويمتهن مهنة الراعي ، وكان الخال يخجل من أن يقول لست أنا .. بل كان صاحبنا ونسيبنا أبو جيمس .
وهل تعلم بأن الحمير أدخلوا السجون وحرموا من المواجهة من قبل أصحابهم لكي لا يجلبوا لهم قوتهم اليومي من التبن والشعير ؟!
هذه أمثلة بسيطة جدا وهي الغيض من الفيض بتأريخ عنكاوا .. فأما الزيارات والمواجهات والتي كانت تقوم أمهات السجناء ونسائهن بها الى السجون والمعتقلات من عنكاوا والى أربيل وبعقوبة وبغداد وكركوك وشثاثة عين التمر في كربلاء المقدسة ونقرة السلمان .. كلها شواهد حية على جرائم النظام وأتباعه ، وهي اجحاف بحق مواطنة الفرد !
وهل تعلم بأن الأبن البار لعنكاوا الشهيد عبد الأحد المالح أعدم ! من دون أن يرتكب جريمة تذكر ؟!
وهل تعلم يا سلام كيف عملت الأمهات والأخوات جاهدات من أجل تدبير لقمة العيش في ذلك الزمن الصعب والغدار وأهل عنكاوا لميرتكبوا جرما ؟! وأنما دفعوا الفاتورة ثمن تقدميتهم وحبهم للشعب والوطن وعدم القبول بالإملاءات والنجاسة وبيع الضمير ؟! وهناك الكثير مابين السطور أتركه للتأريخ والمرحلة الثانية ستكون من عام 1975 والى يومنا هذا .

61
مذكرات بيشمركة / 61
التجريد من السلاح !!!!!!! .

سعيد الياس شابو/كامران
2014.01.16

 
بالأمس كنت آمر المفرزة وأوصلت الرفاق الى بر الأمان بعد مسير طال (27) ساعة ! وبلغنا مقرات الرفاق في نوكان وحاملين البريد ، وللبريد قصص أخرى! والرفاق الأنصار توزعوا حسب ال الخطة ، أي كل أخذ موقعه والمرضى أستقبلوا في الخيمتان اللتان نصبتا على الطريق الموصل الى المقرات ومنها القيادة .
 
وفي الطريق ... وإذ بالرفيقان العزيزان الطيبان أبو جنان وأبو طه ... مبسطين ومتحللين كليا ومأخذين راحتهم على كولة العراقيين ! أي كانوا عازمين على غسل الهدوم الملابس ، ومن ثم الحمام الصيفي وغسيل الجسم ، وليس غسيل الأموال ! ، وبمجرد وصولي وقروبي اليهم يبدو  كانت دردشتهم وهمهم مخفي بالنسبة لي .. أتفقا على أطلاق جملة واحدة ! ها .... هاي شتسوي بهل جبال ؟! دروح شوف متزوجين زوجتك للجاش !
وكان ردي سريعا دون الخوض بالتفاصيل والتزام الآداب ومعرفة وقراية الممحي !! آخ من الممحي ! فتصديت لهم بقوة ....ّ ونطقت .. ئي ليش لاء ! على الأقل الجحش كوردي ! فأما نسوانكم مزوجيها للمصرين !! وكأن الصاعق نزل على رأسهما الرفاق الطيبين .. أصبحا ينظران الى بعضهما الآخر ويتبادلان النظرات المثيرة ! ومن أين علمت اليقين والخبر ليس منتشرا أبدا ! وبعد لحظات .. تقرب مني النصير أبو جنان / عنكاوا ، وبكلمات هادئة ومستغرب من معرفة الخبر ! عن أي خبر تتحدث أبو جنان ؟! قال ئي من وين تعرف من أن زوجته أي الرفيق العزيز علية وأعتزه كثيرا النصير أبو طه ، والذي طلقت زوجته عنوة بقوة الأمن ومن ثم تزوجت للمصري مقابل أغراءات وأجبارها بقوة !!
 
وأترك الفصل اليكم يا ناس يا حكومات يا رفاق الأنصار البواسل .. القراء الأعزاء الكرام !!!!!!! وكم زوجة أغتصبت وكم زوجة  دعيت وأستدعيت وسجنت  وطلقت وأجبرت لتحطيم أصحاب المبادي  من قبل السفلة أزلام السلطة وشركائهم ؟! وكم أم وأخت وأخ وأب  وطفل وأقارب حتى الظهر السادس والسابع والثامن عذبوا من أجلنا ؟!
واليوم عندما تطالب بحقوقك يقولون أين أنفلت ومتى أنفلت ومتى سجنت أمهاتكم ؟؟؟؟!  ........................................ ؟! أين الأوراق التي حصلتم عليها كغنائم ؟! ابحثوا كم مرة ضرب الأطفال والطلاب في الصفوف الابتدائية والمتوسطة وطردوا من المدارس وأرسبوهم وهددوهم وأجبروهم على ترك المدارس وكم من أم أعتقلت ورميت في الجبال لتصبح عرضة للحيوانات المفترسة دون مأوى وطعام وخوف ورعب زرع في النفوس ؟! ابحثوا أيها السادة ودققوا بذلك أيها المعنيين الطيبين .
وبعد برهة من سماعي الخبر ، أي الطلاق عنوة بين الزوجين أو الزوجان أي الزوج والزوجة .. شعرت بالكلام المقرف والمقزز أزاء الرفيق أبو طه ، أي نطقت مجردا وغير داريا بأي شيء سوى برد الفعل لكلماتهما ، تأثرت كثيرا كما تأثروا وتحملوا وزر مزحهم الطيب الطبيعي والذي عودتنا عليه حياة الأنصار الشجعان .
وبعد حوالي نصف ساعة تركت الرفيقين لأواصل المشوار المتبقي لأتابع مسألة العلاج الذي جئت من أجله والنصير أبو سرور الى نيوزنك ونوكان .. ألا وهو اللوزتين وأبو سرور الانزلاق في العمود الفقري المتعب ! وبعد بلوغ مقر (م.ع) المكتب العسكري والرفاق أبو عامل وأبو حكمت وأبو عايد  ، وربما رفاق آخرين كانوا يرأسونه .
الخيمتان .. كانتا للضيوف والبعض من المرضى والمتمارضين والتعبانين والمتعوبين من الأنصار .. وكان هناك من أنتظر لمدة شهر وأقل وربما أكثر وهذا حسب قولهم أي الأنصار الرفاق .
وبعد أن شاهدت منطقة ومقرات نوكان .. زدت أشتياقا وكراهية في آن واحد إذا صح التعبير .. أي زدت حنينا واشتياقا لكوننا أسسنا المقرات منذ البداية .. وزدت كراهية لكون التعامل كان غير سليم مع الآخرين ، أي أمور بإمكان حسمها ومهما كانت الأسباب والروتين كان قد أخذ شكله العراقي!
وفي الجانب الآخر التقيت البعض من الأنصار في المقر بحيث كان الرفيق النصير حمودي شربة وطربه وقهقات الرفاق وطربهم  يملئء ويفعم الوديان ببهجة.
فأما حالة البناء الجديد كانت على غير سابقاتها ! أي في البداية نحن تناولنا زمام البناء .. فأما اليوم البناءين والعمال من القرى القريبة من المنطقة .. بيوت وبناء وغرف نظامية ومريحة ، وبعد زيارة الرفاق الأنصار في قسم المخابرة .. أبو شاخوان ، سربست ، حجي رائد ، زمناكو .. الأنصار الطيبين .. قبلوني ضيفا ، وفي اليوم الثاني تجولنا في مناطق توزلة وقاسمة ره ش ، بحيث كانت طائرات النظام العراقي الحربية .. قد أنزلت حمم غضبها على السوق الدولي في قاسمة ره ش وهي صاعدة نازلة تقصف غير أبهة من الأسلحة المضادة الموجودة في المقرات ، وكانت قد قصفت القرى والمقرات وأسواق المنطقة وكانت الخسائر والضحايا كثرة كثيرة ، فهل من تقديم أسماء الضحايا من الشهداء والجرحى والمتضررين لتقديم الطلبات لتعويضهم من قبل حكومة العراق الفدرالي ودرجها العملية ضمن الابادة الجماعية وتعمير تلك القرى بالشكل الذي يليق بها وما قدمته من تضحيات .
في اليوم الثاني مساء رتبت الأمور بالحديث مع الرفاق والحصول على المنحة لغرض العلاج وفي الوقت الذي يحسد عليه من قبل الرفاق الأنصار ، أي في أقصر وأدنى  وقت .. وذلك لكوني مخابر ويجب أن أعالج بسرعة وأعود الى حيث ما أتيت .. وبما أني حصلت على منحة العلاج ( 2000 ) تومان من العملة الايرانية ، ولم أنس أبو سرور .. رفيق كوستا / تحية خاصة الى رفاق كوستا ، فطرحت موضوعه ووضعه المتعب  وأنا سأقدم له العون والمساعدة في رضائية المدينة الجميلة صاحبة ( الدرياجة ) البحيرة الجميلة .
حصلنا الموافقة لصرف المبلغ ذاته للنصير أبو سرور ، وبلغته مساءا من أن يكون جاهزا ليوم غد لنسافر لغرض العلاج ! كان الخبر كالصاعق نازلا على الرفاق ! أي كيف بهم ينتظرون كل تلك المدة الطويلة ونحن نحصل على أوكي في خلال أقل من يومين ؟!
@ المفروض من أن يكون عنوان هذه الحلقة من المذكرات بأسم الأسرى السويدين ، لكون في الخيمة المستقلة كان رفاق السليمانية قد أسرا رفيقان سويديان أو سويدي وألماني فيما لو تخوني الذاكرة ، وكانا معززين مكرمين .. يجلبون لهم جرائد وكتب وأهتمام خاص بوجبات الغذاء ، وهما حائران .. ماذا يفعلان بيت تلك الجبال الشاهقة؟!
وفي الصباح من اليوم الثالث تهيئنا للسفر وإذ بالرفيق الدكتور ماجد عبدالرضى .. وحزامه العريض الذي يشبه حزام الرفيق أبو عباس طاب ذكرهما وحزامهما يشبه حزام القصابين ، الرفيق ماجد عبدالرضى ورفيق آخر يرافقه وأنا وأبو سرور ورفيق آخر ، لا أتذكر اسمه ، أي نحن خمسة أنصار تهيئنا للسفر ، في البداية مشيا على الأقدام وبعد صعود الجبل والنزول الى قرى ( مامكاوا وداوداوا ) الايرانيتان ، وبالمناسبة كانت المناوشات حامية بين الأحزاب الكوردية المعارضة ومن ضمنها ( حدكا ) الحزب الديمقراطي الكوردستاني الايراني من طرف وقوات الجمهورية الاسلامية الايرانية من طرف آخر .
كانت وجهتنا الى شيناوا أولا .. وبما أن قذائف مدافع الهاون تسقط بين تارة وأخرى !! فسائق اللاندروفر .. حبذ من أن يستغلنا ويضاعف الأجرة بحوالي عشر مرات أكثر من السعر الحقيقي ! فرفضت السفر لكون ما بذمتنا من المصروف للفندق والطعام وأجور العلاج .. فقط الفين تومان ، وفي حال دفع كل واحد منا (500) تومان فقط لهذه المسافة ! فكيف السبيل بنا ونحن  في بداية المشوار ؟! رفضت وأبو سرور موافقا رأي ، وأصر الرفيق ماجد عبد الرضى عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي والمقيم في الجزائر وهو يعمل استاذ جامعي فيها وكان يمتلك شنطة صغيرة مليئة بأنواع العملات من الدولار والتومان والدينار الجزائري هذا الذي شاهدته بأم عيني والله على ما أقوله شهيد .
أصر الرفيق ماجد  من أنه سيكتب لنا رسالة للحزب فيما لو وافقنا السفر ودفع تلك الأجور المرتفعة بالنسبة لنا ! وافقنا على شرطه ، وأكدت عليه أكثر من مرة ! وبعد أن واصلنا من شيناوة الى رضائية .... وبمجرد وصولنا مدينة الرضائية ونزولنا من السيارة .. وذكرته بما قال !!!!!!!  الرفيق ماجد عبد الرضى ومرافقة أستقلا  سيارة أجرة تاكسي على الفور ! من دون أن يتعب نفسه بفيأمانالله ، في أمان الله ! مع السلامة ، والى اليوم أصبحت الحالة عندي فقدان الثقة . رحمك الله وطاب ذكرك وكم قرأنا كتاباتك وكم مدح صاحبنا في السبعينات من القرن الماضي نشاطاتك  وأبداعك التنظيمي ومسائلك الفكرية؟
كانت الصدمة قد تلافيناها لآننا نقاوم النظام الدكتاتوري .. نحمل هموم الشعب والحزب وهمومنا ليست بمشكلة أبدا !.
أصبحنا نزلاء الفندق في رضائية .. ومن ثم الحمام الشعبي .. لغسيل كل ماهو قذر ملتصق في جسدنا ! دخلت أنا وأبو سرور في غرفة حمام واحدة لكونه لم يتمكن من غسل جسده .. فكيف بملابسه ؟! وبعد التدليك والمساج والمياه الوفيرة للغسيل والشاي مع الحامض .. طاب أبو سرور بعض الشيء فشكرني وهكذا لمدة أيام متتالية الحمام وتناول الوجبات المقبولة وراحة البال والنوم .. جلها أدت الى تحسن وضع النصير القروي أبن العشائر الخجول المبدئي الطيب أب سرور ، كان قد نطق بكلمات طيبة .. لتبقى بين السطور ، كما الكلمات والتعابير المتنوعة الأخرى!.
 
وبعد أيام حصلت ( أوكي ) على إجراء العملية للوزتين المزمنتين!! وأجريت لي عملية بمساعدة الآخرين أي توسطهم لكون اللوزتين لم تكن تحمل الجراحة ! وأنما السخونة والمتاعب الجمة كانت معوقات مما أقدمت على إجراء العملية ، وفي العملية كانت المصيبة أكبر ! بحيث فقدان كمية كبيرة من الدماء الأنصارية !! هو ... وين الدم ؟! أصلا نحن كنا بحاجة الى التغذية الجيدة وهي مفقودة ! المهم  ... بعد العملية تركت الفندق ومكثت ضيفا في بيت صديق لمدة أربعة أيام  ، وبدل إيجار الفندق كنت أسوق للعائلة الكريمة للتعويض ،، لكون حالتهم الاقتصادية على غير مايرام ، وفي ذات يوم أشتهيت سوب دجاج ! فقلت لصاحبة البيت أطبخي الدجاج بهذا الشكل ( كثيثة بمايه ) الدجاج مع السوب فقط ! إلا أنها غدرتني ولم تعمل كما وضحت لصاحبة البيت ، رحمها الله .
وفي اليوم الخامس واصلت الطريق الى زيوة المجمع السكني للاجئين الكوردستانيين العراقيين وعوائل البيشمركة للحركة الكوردية .
وبعد يومان تهيئنا للعودة من زيوة ومرورا بكجلة ومن ثم خواكورك ومن الجانب الحدود العراقية الكوردستانية ، وكانت مفرزتنا متكونة من ( 4 ) أشخاص ثلاثة منهم من الحزب الديمقراطي الكوردستاني / البارتي ، وهم الرفيق القيادي كاكه ريبوار يلدا والرفيق كاكه نجم وبيشمركة آخر وكاتب السطور ، وكانت قرية آري ومن علو مرتفع نشاهدها في المنحدر وكثافة أشجارها ومصادر مياهها .. تجبرك للولوع بالتفكير للبقاء ضيفا عليها ، وهذا ما لم يحصل ! وبعد مبيتنا ليلة في الطريق الجبلي وكنت قد تبضعت من سوق رضائية كيس منام سفري جيد من حسابي الخاص ، علما عندما كنت في الرضائية كتبت رسالة مستعجلة لرفاق المكتب العسكري بخصوص العجز المادي .. فسرعان ما أرسلوا لنا مشكورين المبلغ بسبب أجور السيارة .
كان كاكه ريوار يلدا قد عزم على الزواج وكان قد انتظر ببالغ الصبر خطيبته ومن ثم أصبحت شريكة حياته أم بنيامين ، بعد أن عادا الى زيوة ، تحية لهما وكانت رحلة ممتعة لمدة يومان في الجبال الشامخة .
عدت الى المقر أي مقر كوستا الأم منهمك القوى فاقد الطاقة والدم .. وبعد يوم اجتمع مكتب الفصيل بقيادة الرفيق أبو جواد المسؤول السياسي والرفيق وأبو آمال المسؤول العسكري والرفيق الاداري  . فقرروا من أن يعاقبوني بأسبوع .. التجريد من السلاح !!!!!!! ، جائني الرفيق أبو آمال مترددا منزعجا حائرا .. ضانا منه لم ولن أتجاوب مع القرار ! يحوس ... يجيب جملة منا وكلام من هناك .. ويرسملي الخارطة !! كول يا رفيق وفضها ! وقال  ها يارفيق مو أنت تدري أوامر وألتزامات ووووو الخ ، فقلت شكو عندك أبو آمال .. قال مشكورا .. ها رفيق لازم نجردك أسبوع من السلاح ! أثلج صدري ، ضحكت ضحكة لم يتوقعها ! قلت ومني ثلاث أسابيع أخرى لتكمل شهرا بالتمام ......


62
مذكرات بيشمركة / 60
خضر كاكيلي (1)
سعيد الياس شابو/كامران                                                                                       
2014.01.12     
                                                                                             
من السابق لأوانه من أن أتناول أي موضوع بخصوص القائد الأنصاري خضر كاكيل ( خدر كاكيلى ) لكوني لم أراه ولم أسمع طاريه لا من بعيد ولا من قريب ، إلا فيما بعد .. أي بعيد وصولنا الى مقر البتاليون / الفوج  الخامس ، والذي كان القائد الأنصاري البيشمركايتي الرفيق علي كلاشنكوف يرأسه عسكريا وألرفيق أبو علي الشايب المسؤول السياسي ، و(( أبو هيمن )) أداري الفوج ، وكان الرفيق خدر كاكيلي معاون آمر الفوج ومقره الصيفي في جبل كاروخ ، وأما أن أصف جبل كاروخ بتضاريسه ومساحته وعلوه وشموخه وقممه  وكتله الصخرية ومياه الينابيع الموجودة في الجبل والكتل الثلجية التي يستفاد منها أهل المنطقة في الصيف الحار ومقاومته الباسلة لأعتى الأنظمة الدكتاتورية القمعية على مر السنين والعقود .. فهذا يتطلب الكثير والكثير والتصوير في فلم يليق بمقاومة وعراقة الجبل ، وبعد وصولنا وكالعادة أحببت من أن أتناول الكشف على البعض من جوانبه أي الجبل .. وفعلا مع البعض من الرفاق أخذنا صفحة اليمين وبأتجاه القمم الصخرية والكتل الثلجية الموجودة في البعض من تلك الصخور ، وما الارتفاع الشاهق إلا دليل على القامة الشامخة لجبل كاروخ والجبال التي يمكن رؤيتها عبر الوسائل المتاحة والعين المجردة والتأمل في القادم من الأيام .
كان مقر البتاليون في علو مرتفع وفي موقع يحسد عليه وحصين وموقع سياحي بحيث بالنهار عليك من أرتداء القمصلة وفي الليل أحسب حسابك! وتلك الخيم المنصوبة للذخيرة والمنام وهي الأخرى تعاني من كون لونها ليس كلون بيوت الشعر .. فأما السواقي ومياهها العذبة والتي يشكل انحدارها مناظر خلابة في الجسد الجبلي المتنوع ، أي جسد الجبل  المليء بالصور الناطقة .. من جهة زراعة الخضروات والمحاصيل الصيفية وما الالتفاتة والنظر الى اليمين واليسار إلا وأن تلتقي نظراتك على تلك البيوت الشعرية ( الرشمالات  ) متوزعة في المنطقة مع الماشية ، مشكلة نبض الحياة في القرى الجبلية ، وفي هذه الحالة بأمكان البيشمركة من أن يتبضعوا ما يمكن الحصول عليه من اللبن والجبن لتصبح وجبات غذائية للأنصار .
وبمجرد وصولنا الى المقر المعلق في الجبل .. سارع الرفاق بتقديم المقسوم من الخبز والشاي والبدأ في شرح انشغالية مفرزتين من المقر وهي في طريقها الى قرية ( ده ركه له ) التأريخية ، وبالمناسبة كان الرفيق ئاوات والرفيقة بيمان من أهل دركة التحقوا في وقت سابق في مقر كوستا ، والحديث جاري بخصوص مفرزة الرفيق خضر كاكيل أي ذهبت المفرزة لتستقبل المفرزة التي ستلتحق بالحزب .. ألا وهي مفرزة من الأفواج الخفيفة (الفرسان) وكما كانت تسمى في ذلك الوقت ( جاش ) الجحوش ، والعاصي على الحكومة وآمر المجموعة ورفاقه .. عولا ماويلي وهو من قرية ( ماويليان ) ، والكل في حال الأنذار والتهيئة وحساب ألف حساب !!!!! .
لم يحالفنا الوقت من أن نرى لا الرفاق مفرزة خضر كاكيل ولا مفرزة الرفاق الجدد عولا ماويلي إلا فيما بعد ، وبعد الدردشات والمداخلات وشرح أبعاد التحاق المفرزة وكان يبدوا كل الأحزاب الكوردستانية راغبة من أن يلتحق فيها عولا ماويلي وجماعته .. لكونه معروف ونشط في المنطقة وفي الوقت عينه شاب ومن المنطقة ويمكن الاستفادة منه ومن مفرزته  مستقبلا .
@ فأما @! فأما المفرزة التي أقتحمت حقل الألغام والتي كانت في مهمة في طريقها وهي على جبل هندرين الشهير .. يالها من تعاسة عندما تصف وتكتب عن الحالة وأنت غير موجود فيها ! مفرزة من الأنصار تقع في حقل الألغام والرفاق ملا عمر وسيروان وفيما بعد ملازم سيروان .. تنفجر عليهما مجموعة ألغام وفي الليل .. وبعد اصابة الرفيقين وحالتهما المزرية والجروح البليغة التي أوقعت بهما وخاصة بالرفيق سيروان .. بحيث وقع النصير سيروان نازفا دمه مغميا عليه مستلقيا في ذلك الحق اللعين .. بينما النصير ملا عمر تمكن بمساعدة بيشمركة المفرزة من إخلائه والسير ومواصلة الطريق الى أن وصلوا الى مجموعة رشمالات ومن ثم حلت المفرزة ضيفا على الأخوة الفلح أصحاب الكويستانات الجبلية .. النصير سيروان / بولا .. ترك من غير قصد في وسط الحقل  !! ضن الرفاق بإستشهاده  وهو ضمن القرابين الأنصارية !!.. ولا يمكن لأي قوة من أن تنقذه أو تسعفه وهو في حقل الألغام ، وهذا ما يؤكد عليه جميع العسكريون وخبراء الجيوش والأنصار البيشمركة .
ظل النصير سيروان لمدة ساعات مستلقيا في الحقل وجروحه البليغة  لا تعد ولا تحصى  أي من كعب قدميه وحتى شعر رأسه !! لم تبقى له عضلات في الرجلين جسده وأياديه مصابه بجروح بليغة وعديدة متنوعة .... وبعد ساعات نهض رفاق .... هاورييان ..... هاورييان ...... ! كلا وألف كلا .. لا جواب ولا من يسمع .. الكل منسحبين  من موقع الجريمة !!.. أستمر في المسير بعد خروجه من الحقل التعيس .. وهو يدمدم ويسب بكلمات تعودنا عليها عند وقت الضيق ... وبعد أن حس وشعر بأنه قد ترك صاروخ لقاذفة ( آربيجي 7 ) قد وقع منه في الموقع وبعد مسير ساعة والابتعاد عن حقل الألغام .........!! تذكر من أن الوضعية حانته ونسى شيئا ما .. إلا أنه عاد الى الحقل ليجلب ويعيد القذيفة التي تركها مجروحا وعن غير قصد ... عاد بالقذيفة حاملها مرة ثانية حاسبا من أن يقولون الرفاق ... أنت جبان .. كيف تترك قذيفة آربي جي ؟!! عاد من جديد وواصل المسير وفي الصباح لينهضوا الرفاق وأهل الرشمالات البيوت الشعرية ........ ليشاهدوا سيروان البطل  لحمه محروقا ، دمه منزوفا ، ابتسامته وضحكته التي تعودنا عليها أصبحت على غير عادتها .... خرة بشرفكم شلون تتركوني ؟! وبعد دقائق قليلة ......عاد الأمل الى رفاق المفرزة البطلة والتي كانت في حالة متعبة وشاقة ومزرية بعد ضنهم من أن استشهاد النصير سيروان هو حتمي ، وبقاء جثته دون قبر وموقع ليبقى شاهد على التأريخ المعاصر!
 
والعودة الى مقر الفوج ولقاء البعض من الرفاق الذين كانوا في بداية المطاف في مقرات ناوزنك وخاصة الرفيق الرائع كاروخ ، والنصير زؤزك الكوميدي وهو أيظا من رواندوز والنصير شمعون من شقلاوا وأنصار آخرين .
وبما أن نحن أمامنا مشوار طريق فبعد أن قضينا يومان في المقر وفي اليوم الثالث شكلت مفرزة من أنصار متفرقة ، وكان قوام المفرزة بحوالي عشرون نصير – بيشمركة ومن ضمنهم البعض من مرضى وكان النصير أبو سرور في وضع متعب جدا ، وأنيطت مهمة قيادة المفرزة إلية ، أي أن أكون آمر المفرزة .. وهنا كان الأختيار الصعب بالنسبة لي .. ومحك تحمل قيادة المفرزة ولآول مرة وفي تلك الوضعية والضروف المعقدة .
المهم .. نهضنا في الصباح الباكر أي في الرابعة صباحا .. بعد أن تناولنا وجبة الفطور وأخذ الخبز والمقسوم من المعلبات معنا والنصير أبو سرور يستقل البغل لكونه غير قادر على السير .. سوى خطوات قليلة جدا !
شد حيلك يا كامران .. وهذه تجربة أولية ومحك في الجبال وبإتجاه  مقر قيادة الحزب في نيوزنك ، وهل تعتقدون العملية سهلة ؟! بدأنا المسير من جبل كاروخ والى أن بلغنا مقرات نيوزنك ونؤكان بعد المسير المستمر ولمدة ( 27 ) ساعة مستمرة ومن ضمنها الاستراحات الربع ساعة والنصف الساعة وذلك لتناول وجبة سريعة وقضاء الحاجيات ، وكلما أراد رفيق التأخير والتلكؤ والمحاججة بالتعب وغيرها من الأمور .. وقفنا له بالمرصاد الكلامي والجمل الرافظة بالتأخير وبقاء ليلة في الطريق ، الى أن وصلنا قرية ( كؤره شير ) بحيث كانت المتاعب قد نالت منا وليس بالإمكان مواصلة قطع المزيد من المسافات الشاقة .. حلينا حوالي ساعتين في القرية أو البيوت المهجورة الى أن أشرقت بعض الشيء .. بعد قضينا حوالي ساعتان بالنوم العجيب الغريب .. ومنذ ذلك اليوم والى بعد خمس سنوات حصل لي ألم في الكلى في الجانب الأيمن بعد النوم والتقلب والحجر الصغير الذي كان بجانبي ولم أراه عند المنام ومن ثم أثناء التقلب أصبح تحت الجنب ، بحيث أيقظني الألم الناتج من ضغط الجسم على الصخرة الصغيرة ، ومن ثم حث الرفاق البيشمركة على النهوض .. وكانت لحظات صعبة جدا جدا .. لكون الكل بحاجة الى الراحة بعد هذا المسير العسير .


63
مذكرات بيشمركة / 59
جبل كاروخ
سعيد الياس شابو/كامران
2014.01.08

 
عندما أسر مصري الجنسية في قاطع بهدينان من قبل أنصار القاطع .. وبعد المسير الجبلي الشاق والصعب وحديثه الذي يكسر الخاطر .. وكلما بدأ الانحدار .. الى النزلة .. أي النزلة من الجبل والرفاق البيشمركة الأنصار يكيفون الى النزلة وكما السيارة تحبذ ذلك .. أي متاعب النزلة أقل من الصعدة !! إلا أن الأخ المصري الأسير .. مبديا تذمره و استيائه وامتعاضه ويصرخ بصوته .. إيه ده .. ؟! النزول كمان ؟! وسرعان ما يجاوبون أنصار المفرزة .. ليش يا رفيق مو هاي نزلة ؟ ! ، ولا يفتهمون همه ! وهو محق ..كل الحق .. ويبدا الاستغراب وعدم الرضا من شكوة الرفيق المصري .. وأخيرا سألوه ؟ ليه بتضوج من النزلة الجبلية ؟ وأبدى برأيه ..... يا أخوان .. مو بعد النزلة .. تأتي الصعدة !! وكم نزلة وكم صعدة .. ؟! نزلنا وصعدنا ؟!؟!؟!؟!؟!؟! .
ولو عدنا الى موضوع عالم الأنصار المتنوع وفي كل حلقة .. سنرى الجديد وقصص بطولية سطرها الأنصار البيشمركة البواسل في مجالات مختلفة ومتنوعة ومن الجدير سردها للدراسة لتصبح مادة لنيل الشهادات المتنوعة ومنها الدكتوراه .
مفرزة في جبل هندرين .. تقتحم حقل الألغام !
النساء تطلق عنوة ! وتتزوج عنوة!
قوة من المسلحين الكورد الأفواج الخفيفة تروم الالتحاق بقواتنا .
عوائل تعتقل !
الحرب العراقية الايرانية يتوسع نفوذها !
المقرات تتكاثر كالأميبيا !
أعداد الأنصار في تزايد ..............................................................
تقارب بين القوى الكوردستانية العراقية  ....
سنة واحدة تكفي ليستهلك النصير!
قبل الحرب بين العراق وإيران .. ثمة من يقول .. لماذا التحقوا أولادكم بالجبل ؟!
وبعد قدوم التوابيت الى أهاليها .. والله عقال أولادكم .. خلصوا أرواحهم ؟ّ وكأنه نحن نلعب ونحزر !!
 
كان الشروع ببدأ عودة البعض من القرويين الى قراهم الأصلية بغية الافادة من المحاصيل الصيفية المتنوعة ومنها الفواكه والحنين الى الأرض الطيبة أصبح الشغل الشاغل لدى البعض من القرويين .
 
فأما مفرزتنا .. نهضت في ذلك اليوم التموزي وربما كنا في أواسط شهر تموز من عام 1981 ميلادية من القرن المنصرم .. وبعد( الفطور الصباحي ) والمسير عبر الوادي وبمحاذات الرافد القادم من قرية بيركمة .. والمسير يمكن أن يستغرق لمدة ساعتين متواضعة والتي لا تشكل متاعب فيما لو لم تكن البطن خاوية من المحروقات ! ، فأما بعد ساعتين وعبور النهر بإتجاه اليمين وليس اليسار .. لأن على إيدك اليسار تقع قرية بيركمة ومن ثم قرية لولان وقصتنا طويلة مع لولان ومن ثم جبل ( كيلة شين ) الـتأريخي .
قصدنا يد اليمين وعبور النهر الجاري ومياهه العذبة بالرغم من وجود أصحاب الماشية ورشمالاتهم / البيوت المصنوعة من النسيج / شعر الماعز وليس صوف الغنم ..وبعد صعود بضع من الأمتار وإذ بحية كبيرة جدا تشبه عفريت ! وكأنها هي الأخرى لا طريق لها سوى طريقنا ومضطرة من أن تعلن من أن هذا الموقع .. هو مسكني ومحلي ! فماذا أنتم تفعلون هنا ؟!
فبمجرد أن قطعنا  الأمتار المتبقية من المرتفع .. وإذ بواحة جميلة جدا .. عالم آخر ، ألا وهو عالم المصايف والسياحة ( عالم الكويستان ) الجميل مراعي وواحات خضراء .. مناخ معتدل صيفا في النهار .. في الليل عليك من إيجاد البديل ، لم تكن الواحة غريبة بالنسبة لنا وإنما للوهلة الأولى نرى الموقع ما عدى الأدلاء من الرفاق الأنصار ، لو نظرنا عسكريا للمنطقة .. فعلينا من الحسابات العسيرة والخروج بنتائج غير مرضية .. أي بالصيغة الأخرى .. الموقع لا يصلح للمسير فيه قط ! أي من اليمين هناك مرتفعات تصلح لنصب الكمائن أي المنطقة قريبة جدا من بلدة سيدكان وهناك ربايا يمكن أن تشاهدنا في الناظور ، فأما من طرف اليمين .. سلسلة جبلية طويلة عريضة .. فبأمكان الواحد من أن يوقف السير ويقطعه ويؤذي الرتل ! ، ولم يحصل لنا سوء في هذا الطريق طيلة السنوات الثلاث التي استخدمناه وسلكناه وفي كافة فصول السنة !!!!.
وبالرغم من أني سلكت الطريق للوهلة الأولى .. إلا أني كنت في مقدمة المفرزة بحوالي 200 متر والرفاق الآخرين بين رفيق ورفيق أكثر من 100 متر ، لكون الطريق عدل الى أن تبلغ المرتفعات القادمة !! وفي وسط الطريق هناك رشمالات وأصحابها وماشيتهم مقيمة في المواقع الصيف كله ، وبعد بلوغ المجموعة الأولى من الرشمالات .. وبألتفاتة على اليسار وإذ بينبوعان يتدفق منهما ماءا لا يصلح إلا أن يكون دواءا! وفي الينابيع مجموعة من السطولة والقدورة وأمور أخرى .. وبدون أذن من أحد لكون الرشمالات تبتعد عن العيون أمتار تكتفي من ترفع الدبة المليئة بالشنينة الماستاو (دؤ) ، والى أن يصل الرفاق قد يكون عطشي قد تلاشى والعرق الذي فتح كل المسامات وقلل من نسبة الأملاح في الجسم .. فلا يعوضه .. سوئ ال ( دؤ )! ومن ثم وصل الرفاق تدريجيا الى الموقع .. فتوزعنا في الرشمالات لتناول وجبة الغذاء ، فأما شجرة الجوز المحسود عليها تقع في منتصف الجبل وهي وحيدة معمرة .. ربما يتجاوز عمرها أكثر من مئة سنة وأكثر ، كما أشجار الجوز المطلة على الينابيع مشكلة منظر إضافي جميل الى جمال الموقع السياحي الكويستاني .
ومن ثم استمرت المفرزة الى أن وصلنا المرتفعات وقطعنا المسافة أي الواحة .. بحوالي ساعتان وربما أكثر ، وبعد بلوغ المرتفعات .. الحسابات العسكرية تتغير .. أي لا يمكن من وضع أي اعتبار للكمائن العسكرية ، ولحد هذه الأوقات أحلم بهذا الطريق وعلى شكل الكوابيس تارة  واخرى على شكل سائح جبلي يحب الطبيعة!
وفي المساء التقينا رفاق روست في مقرهم بعد أن كانت المنطقة محروقة بالقصف المدفعي وطيران الهيلوكوبتر .. البكاء لحرق المنطقة ليس معيبا كما البكاء للشهداء والذي نال منا دموع غزيرة .
 
بعد أيام قلائل تهيأنا لعبور الى الطرف الآخر .. في هذه المرة مناطق عسكرية بحتة ربايا ومعسكرات وكأنه الجيش العراقي لم ينسحب بالرغم من مرور ما يقارب السنة من الحرب الطاحنة! الرفيق أبو داود قاد المفرزة والرفاق كثر عددهم .. أي تضاعف  العدد .. والسير في مناطق غريبة ولآول مرة جبال عديدة  أحاطتنا من كل حدب و صوب ، جبل هلكورد ، حصار روست ، حسن بك ، الجبل الأسود ، ( شاخي ره ش ) وجبال أخرى غير مسماة بالنسبة لنا ! وتجاوزنا قرى جيزان وجيزلنكئ ودار السلام ومن ثم عبور الشارع المؤدي من سوران .. كلالة ، جومان والمسمى ب شارع ( هاملتون ) ، ومن ثم عبور النهر القادم من المناطق الحدودية والمشكلة مياهه خطورة للعبور وخاصة في الليالي وتواجد مواقع الكمائن والتي تشكل خطورة بسبب تواجد جسر ريزانوك والمسيطر على المنطقة ورباياه وثكناته المتنوعة .. ونحن أخذنا موقع أعلى بعد تفحص وتمحص وتدقق وكشف المواقع وشمرة الحصو أي الحجر .. لكشف الكمين في حال تواجده !! انها من أبداعات أنصارية لكشف الكمائن .
عبرنا الموقع الخطر وأصبح اختلاط الأصوات المتنوعة يشكل هاجسا غريبا لدى البعض منا .. وربما لدى البعض من الحنود والذين مكتوب عليهم ( قلة الراحة ) وهم من الغير الراغبين في أذيتنا ! كما سمعنا فيما بعد من (الربع) أي أصحابنا القرويين ، عبرنا وتجاوزنا الأصوات المختلطة من الضفادع والكلاب والرعاة وأصوات العبور وأنفاس الجنود القابعين في الربايا عنوة ومن ثم خرير المياه والهدير المشكل حافز للعبور والمواصلة .
 
فأما جبل ( مامه روت ) الجبل الحاد والخالي من أي ينبوع يذكر حسب طريقنا السالك وصعوبته .. فهو الآخر نال من طاقتنا الكثير ، وعند بلوغ المفرزة وتجاوز الخطورة .. فأحلينا ضيفا على بستان البطيخ والترعوزي في الجانب الآخر من الجبل .. ومن ثم الاستراحة القصيرة وتناول وجبة الفطور المقسومة ... واصلت المفرزة طريقها الى المقر الصيفي لرفاقنا في جبل كاروخ الشهم .


64
مذكرات بيشمركة / 58
عالم الأنصار المتنوع

سعيد الياس شابو/كامران
2013.11.23

عالم الأنصار ليس كعالم الأطفال أو عالم الحيوان أو عالم الانسان أو عالم الطيور والأسماك أو عالم التمنيات ! بل عالم تربطه أمور كثيرة من تلك العوالم المليئة بالصور المشتركة والمتقاربة ذات المعاني الديالكتيكية الواقعية والمتداخلة فيما بينها، مشكلة أواصر مشتركة شاركت وأكملت المسيرة لحقبات من الزمن العراقي الواسع في تجلياته ومفاهيمه الدراماتيكية والسايكولوجية والتأريخية .
عالم الأطفال وباللغة الروسية ( ديتي مير – ديتسكي مير ) ، هذا ما شاهدته في روسيا المكتوب في أماكن يوجد فيها كافة وسائل ملاعيب الأطفال والمواد التي تخصهم ، وربما يقول سيدي القاريء ما الربط بين هذا وذاك ؟! ورباط الكلام ( الحجي) ، هو الفضولية مني .. أي كنت أسأل من الأنصار القادمين من روسيا السوفيتية أثناء حديثهم باللغة السلافية المشتركة مع الكثير من الدول الاشتراكية .. واللغة الروسية فيها كلمات مشتركة مع اللغة الكوردية في التلفظ ، وكنت اسأل مامعنى كلمة الفلان والفلستان .. ( خليب ) فيقولون خبز ... وما معنى ( مه له كؤ ) فيقولون حليب ، وما ( مياتسه ) فيقولون لحم ، ( تورمئ ) يعني سجن  أي ( القلق ) بالعربية وعشرات الكلمات الأخري وكنت أحيانا ادونها في ورقة وأحيانا أخرى أتعلمها مباشرة  في مرة واحدة دون الرجوع الى الأوراق ، وغايتي الآن ليس سرد اللغة الروسية وقواعدها ولا تعلمي الكلمات !!! وإنما واقع الحال .. طلاب تركوا الدراسة ليلتحقوا بالجبل ، أصحاب شهادات أكملوا الدراسة ومن مختلف الدول التحقوا بالجبل محملين بجنط وعليجات / علاليك ، أحيانا لا يريدون من أن نتعلم المفردات ويحكون فيما بينهم باللغة الروسية .. لا يراعوننا سايكولوجيا .. نحن الأميين !! مفاهيم غير محبذة خزنت في الذاكرة .. ياترى عماذا يتحدثون ؟! هل يتحدثون علينا نحن المتخلفون ؟! أم عن المواد الغذائية ويقارنوها مع المواد الموجودة في ( المكازينات ) المحال هناك ؟! أو ما يذهب اليه الخيال الى أبعد من ذلك ؟! ، المفرزة التي تدخل من سوريا .. تمر بمراحل صعبة وفي غاية الخطورة الى أن تتجاوز الحدود ..... ، رفاق والتجربة الحديثة .. من دول تتوفر فيها النعمة بكل معنى من الكلمة قادمة .. الى الحرمان والعطش والجوع والمسيرات الراجلة وحمولة البضاعة والأثقال المتنوعة والمسير الليلي المشوب بالحذر والمخاطر والوقوع في الكمائن وهم لا يعلمون بأية أمور عسكرية ولا جغرافية وحتى لغوية المنطقة !
 
نصير تعبان .. يترك مخازنه عند العين متعمدا .. لكون التعب والارهاق نالا  منه الكثير وبنيته الجسدية  لا تساعده على حمل الوزن الزائد أي الشواجير / مخازن الكلاشنكوف ، يتركها عند الاتستراحة عند العين !! فالرفاق الآخرين الذين في المؤخرة .. يجلبون الربطة ... فرحين لكونهم أعتقدوا بأنها أي العملية غير مقصودة ! ومن ثم يقول الرفيق (... ....)! ئؤ هؤ ... هم جبتوها ؟! ويستمر الضحك والسوالف ، رفيق آخر ... يرمي مخزن واحد أثناء وقوعهم في الكمين ومن ثم يرمي الشاجور ، ضانا من أن الشاجور هو كغلاف الباكيت أي علبة السكاير ... وبعد نفاذ السكاير .. تشمر العلبة الفارغة ! ورفيق آخر في الطريق يخفف من الملابس التي حملها في شنطتته لكي يخفف وزنها .. ورفاق آخرين يساعدون التعبانين والمنهمكين طاقويا .. ويحملون أسلحتهم بالتناوب متعاونين فيما بينهم  ، بغل يختار طريق الوادي محملا أمور كثيرة !
 
والبعض من الرفاق يرسلون من الدول عنوة عبر منظماتهم الحزبية ! والبعض الآخر يقطع دراسته ليلتحق بالكفاح المسلح مندفعا متحمسا .. نشطا ومفعما بالحيوية ، رفيق آخر بمجرد الوصول الى القاعدة ييأس ويتذمر أ شاكلات وأشكال عديدة ومتنوعة .
الرفيق النصير أبو نادية .. شخصية لطيفة وجسورة .. عالمه عالم لطيف ومنذ اللحظة الأولى من وصولهم الى كوستا في شهر آذار من عام 1981 . حظر الى غرفة وتحدثنا بأمور متنوعة .. بحيث سرد قصته عندما كان في منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان في أحدى كتائبها وأعتقل نتيجة استخدام الوسائل المتاحة للسفارة العراقية ومخابراتها في لبنان .. بحيث وضع بالصندوق بغية أرساله الى العراق بالطائرة .. لولا التدخل السريع من قبل الرفاق ومنظمة التحرير لكان أصبح من المنسيين !
وبعد أن رأى الوضع في كوستا .. لم يعجبه الوضع .. غادر كوستا بإتجاه ناوزنك بعدما كان مسؤولا في كوستا مع الرفيق أبو جواد / أبو شذى فيما بعد ، أبو جواد كان تعامله كمعلم مدرسة مع الأنصار وأصطدم بالكثير من المواقف !!!!!!!!!! .
كنت قد كتبت أكثر من رسالة للحزب والمكتب العسكري بخصوص وضعي الصحي وخاصة اللوزتين / البلاعيم وهناك من يسميها بالبلاعين !.
السمك المنتهية صلاحيته .. !!
--------------------------
المفرزة الأولى التي أشارك فيها بإتجاه كرتك وروست ومن ثم ورتئ والى ناوزنك !!! ، أحيانا ليس من المحبذ ولا الصواب من أن تتذكر البعض من الأنصار واعطائهم الحق والدور وتنسى الآخرين !! لذا أرى ثمة تقصير غير متعمد بهذا الخصوص من قبلي .
لم أحصل على الموافقة من قبل المقر ومسؤوله الرفيق النصير أبو جواد ! إلا أني أصريت بالذهاب الى العلاج وترك الجهاز كمخابر الى فترة والعودة بعد العلاج والعملية .. والحق يقال كانت ولايزال أخص بصفة ميزة لا يمكن تجاوزها ، ألا وهي .. فيما لو لا يعجبني شيء .. فلا ألتزم بتنفيذه والقيام به .. إلا نادرا !.والمفرزة كانت متكونة من ( 12 ) نصير ، من ضمنهم أنا المريض والمريض الأكثر سوءا كان الرفيق النصير أبو السرور .. النصير أبو سرور ومعاناته من أية حركة كانت .. رتب له بغل واطيئ البنية .. بحيث أبو سرور إلا قليل وقدميه تصل الأرض ! مو قلنا كان زلمة على كولة العرب .
وعندما تتهيأ المفرزة للرحيل .. فبالتأكيد يجب استشارة الرفيق الاداري وكان النصير آزاد خانقيني .. وحصلت الموافقة على الحصول على البعض من القواطي السمك المعلبة ، والمنتهية صلاحيتها أي تجاوز تأريخ الاستخدام لمدة ثلاث سنوات !!! . و
 
في الطريق الى روست ومن كوستا ولآول مرة .. خرجنا من المقر في الصباح .. حاملين الخبز وعدة الشاي أي كتلي سفري والسكر والشاي والقواطي المعلبة ... وبعد مسير لساعات (5 -6 ) وقبل الوصول الى النهر .. أي نهر حياة .. بحيث الجوع نال منا ومراعات أبو سرور ووضعه الصحي .. اتفقنا على تناول المقسوم في موقع يصلح وبعيد عن أنظار الطائرات .. لآ أحد يتمكن من أن يقول أنت متجاوز ولا يحق لكم الجلوس في هذا الموقع ! ، بعد اشعال النار الهادئة وملآ الكتلي بالماء لنغليه ونعمل ونخذر شاي على الحطب .. وللشاي على الحطب يختلف طعمه من الشاي على الغاز والنفط العراقي الذي يسرقونه الحرامية وتغرق البيوت والمدن بمياه الأمطار والحكومة لا تحرك ساكنة !! ما علينا .. المهم أن يغلي الماء ونضع فوقه ( كفة ) شاي ! ، أه .. الشاي في القواطي أطيب من الكتالي .. وخاصة عندما يختلط بطعم الدخان ورذاذ الرماد الطائر من النار .
بينما نحن نفتح القواطي الملفوفة والمغلفة بورق أحمر من الشركة المصنعة ... وإذ بالرفيق ... القى نظرة على التأريخ ، أي تأريخ الانتهاء ... وإذ بالمدة المتجاوزة حوالي ثلاث سنوات .. يعني السمك في القوطية عمره ست سنوات وربما ثماني سنوات !!!!!!!! . لا يا رفيق .. وماذا نأكل ؟! فعلينا أن نرضي باخبز والشاي !! ، رفض الكل من تناول وجبة السمك المعلب المنتهية صلاحيته .. وفي هذه الأيام وفي عراقنا الجريح الكثير من الأمور منتهية صلاحياتها ومضت عليها أشهر وسنين مواد غذائية وأدوية فاسدة تتلف بالأطنان .. مجالس المحافظات متشبثة بالوضع بالرغم من انتهاء مدتها الدستورية ! أمور أخرى تتبناها الحكومات بسرعة البرق وأخرى تؤجل لآشهر وسنوات !! ،، . أصريت على أنني سأتناول السمك المعلب حتى لو تجاوزت  صلاحية استخدامها عشر سنوات ..........! لآنه التأريخ في العراق كله فاسد !! أي من سنة 1963 – 2013 ، أي خمسون سنة ولم أرى شيء لم يفسد !!
أكلت السمك والكل مستغرب ! .. وسرنا في الطريق بعد تناول المقسوم والرفاق بأنتظار .. ماذا سيحصل لي ؟! وفي الأخير سرنا أكثر من أربع ساعات أخرى ولم يحصل لي شيء ! وعادة الأكل الفاسد يتبين أثره ومفعوله بعد ساعات ثلاث !!!.
في المساء وفي شهر تموزي حلينا ضيوفا على قرية ليلكان بعد عبور جسر الحياة .
وفي اليوم الثاني .. واصلنا الطريق من قرية ليلكان بإتجاه قرية العم محو زادة والتي تبتعد لساعتان أو ثلاث .. والمسير في كوردستان أي المناطق الجبلية لا يقاس بالكيلومترات .. بل بخطوات المفرزة نفسها .
ومنطقة دشت هيرت هي الأخرى ما تنجرع صيفا من الحرارة والمنطقة التي سنتجاوزها  ليست منطقة عاصية  أي مرتفعات هضابية ، فأما الجبال المحيطة بالمنطقة وهي  جبل قلندر ، كؤشينة ، كؤليت ، آودل كيوي ومرتفعات أخرى .
والمنطقة تشتهر بتربية المواشي والزراعة الموسمية والكسابة المتنوعة والرعي والسوق الحرة بين العراق وايران وتركيا . فأما نحن الأنصار البيشمركة نبحث في الكثير من الأحيان عن لقمة طعام  دون أن نزعج أهل القرى الطيبين .. المهم واصلنا الطريق الى أن وصلنا الى قرية العم محو شيخ زادة .. بحيث لم يكن أهل القرية موجودين وهي عائلة واحدة في القرية .. أي كانت العوائل الرحالة ( كؤجه ر ) في المصايف الحدودية ( الكويستانات ). وفي استراحة في القرية  اخراج القواطي السمك المنتهية صلاحياتها !!! والربع .. أي الرفاق أبدوا استعدادهم لتناول الوجبة الدسمة ! طالما أكلت ولم يحدث لي شيء من قبيل التسمم وما يرافقها العملية ! تناولنا وجبة أخرى من السمك ! وفي هذه المرة لم نفلح ولم نسلم من التسمم في الاسهال الحاد .. أي نحن جميعا أصبنا بالوضعية التعيسة .. وبالكاد من أن وصلنا قرية كوليت ، وهي الأخرى لم يكن أهل البيوت القليلة موجودون في القرية ! فرشنا من السطح مدراسا ومن السماء لحافا !! الله كم هو جميل من أن تكون في قرى غير مأهولة !! فلا حاجة الى التوزيع إثنان إثنان .. دوو .. دوو ، كانت ليلة من العمر والنصير أبو سرور حاله حالنا وفي النهوض الصباحي ولا واحد يشتكي وحتى أبو سرور يضحك .. وربما للمرة الأولى شاهدت أبو السرور يضحك ، وبعد تناول الخبزات والشاي اللذيذ وخاصة عندما يكون محلا أي حلو ، وفي ذات يوم الرفيق النصير أبو زهرة الطيب ..... في وقت الغذاء ونحن في مقر كوستا .. وبعد الغذاء مباشرة كان الشاي جاهز .. وطريقة عمل الشاي كانت خصوصية .. أي يوضع السكر في الكتلي مع الماء الى أن يسخن الماء ويغلي جيدا ومن ثم يضاف كوب أو حفنة شاي الى الماء .. الى أن يصبح جاهزا للشرب واحتسائه حارا ! وإذ بالنصير أبو زهرة وهو لايحبذ احتساء الشاي المحلي .. فسأل من الخفر والجموع الجالسين ... رفاق الجاي الشاي .. محلى .. محللا ؟ وكان الرد بسرعة أي رفيق محلى ! فأبو زهرة ذاهب في دالغة عراقية .. فوضع سكرا اضافيا على الكوب مالتة .. وبعد أن تناول جرعة ! من الجاي الذي أصبح حلاوته لا تطاق بالنسبة له ... وبلش بالمسبات والفشار .. خرة بعراضكم .. هاي شنو ؟! أشو سألناكم الشاي محلى ..؟! قلتو أي أشو خلينا سكر صار أحلى !!!!! وبدأ الرفاق بإستلام إحدى الزهراويات الجديدة .. الكل انتعشوا في ذلك اليوم ، إلا أبو زهرة الزهكان !.
وفي ذلك الصباح التموزي نهضنا من جديد .. وكالعادة أمامنا صعدة قوية الى جبل كوليت / كوليتان ، وبعد أكثر من ساعتين وصلنا الى أعلى الجبل وسبحان الله .. رأينا ينبوع متروك لم ينظفه أحدا .. بحيث فيه أي العين المزيد من الحشرات والضفادع والحشائش وأصبح مستنقع صغير ، وربما يروي عطش البعض من الحيوانات والطيور ومن الصعب من أن يروي عطشنا .. فكانت استراحتنا في ظل الكتل الضخرية والشجيرات .. فأراد الرفاق من أن يكسروا عطشهم من الرطوبة المخلوطة بالطين والنباتات وآثار الواوية .. المهم .. لم أفسح المجال لآي كان من الرفاق من أن  يشرب ولو قطرة ماء ! إلا بعد أن  أخرجت الحربة ومن ثم أبديت بتوسيع العين وتعميق الحفرة بالشكل الذي يليق بالأنصار والجبل والسابلة المتنوعة .
وبعد حوالي نصف ساعة من العملية البيئية السليمة .. آزرقت الحفرة وتغير لونها من الكسيف  .. الى .. بحيث يمكن الآن من سقي وإرواء العطاشا .. فالكل ارتاح للعملية وأصبح العين جاهزا للقادمين ليروي عطشهم .. وحتى الطيور كان تغريدها أفضل من السابق! واصلنا المسير والنزلة أتعس من الصعدة في القيض الكوردستاني العراقي الحدودي ، النزول يكون أسرع ولكن مؤذي للانسان لكون الركبتين تتأذى أكثر في حال أن تكون النزلة حادة .. وجبل كوليت يمتاز بالصعدة الحادة ونزلته !!
وفي وقت بعد الظهيرة وصلنا الى قرية كوليتان والتي كانت مأهولة بالسكان أي عوائل موجودة .. والرافد الجاري من قرية بيركمة ومياه كويستانات العذبة والباردة والنقية ، التعب والأرق كان يرتسم على وجوهنا بعيد التسمم .. بالرغم من تناول أقراص الحبوب الدوائية الموجودة عند الدكتور أبو شمران ، وتوزعنا اثنان اثنان كالعادة .. وأهل القرية كانوا متذمرين من المفارز الدائمة في المنطقة القادمة والمغادرة من والى القرية .. وكانت حصتنا عند عجوز في رشمال السودة / الخيمة السوداء ورافد النهر الجاري من أمامنا .. بحيث بريق الماء والصخور التي يصرخ لمعانهما  للقادمين .. أهلا وسهلا بكم !! وسرعان ما زهقت العجوز .. دردمة وعدم الرضى مبديا على حالتها والعمر الذي أتعبها وصعوبة حصولها على المواد الغذائية / الأرزاق ، وكثرة المفارز مما حدى بها من أن تأخذ موقف ! وسرعان ما أجدت اللعبة .... دكتور ( بابرؤين )! لنذهب .. خطوات بطيئة وخجولة من قبلنا ....! وبمجرد أن تلقت أذن العجوزة القروية نغمة وموسيقى .. دكتووووور ! فعدلت من دردمتها وعدم رضاها .. ها .. ( دختورتان ده كه له ) معكم الطبيب ؟ فعادت ورحبت بنا من جديد ... تفضلوا أستريحوا بصيغة أمر ! رأسي يؤلمني كثيرا .. حرقة في المعدة .. وهكذا جلسنا عند الوالدة العجوزة .. قدمت لنا القليل القليل من اللبن في إناء أوسع !! وبمجرد أن دارت وجهها  وسارت لخطوات بعكس اتجاهنا .. نطقنا مع الدكتور أبو شمران .. كيف بنا الحال والشبع بهذه الكمية القليلة من اللبن ونحن جياع ؟!
 
وبحركة سريعة مني .. فأخرجت كمية جيدة من اللبن من القدر الموضوع في النهر والموجود فيه لكي لا يحمض .. بحيث بعد عودة العجوزة .. شاهدت ثمة تغير حاصل في الإناء من حيث الكمية ! ونظرت علينا بعين خجولة ! وبعد أن صار الحديث بيننا وكأننا متعارفين منذ أزمنة بعيدة ! وكان المبيت لليلة أخرى في كوليتان .


65
مذكرات بيشمركة / 57
أبو داوود
سعيد الياس شابو/كامران                                                                                       
2013.11.19   
                                                                                   
عذرا من الشهداء .. رفاقنا الأنصار البيشمركة والذين لا نحسن من ذكرهم تارة ! وأخرى الذاكرة ليست بمستوى المطلوب ! وأحيانا تمر السنين والغربة تؤدي الى الابتعاد الفكري عما سطروه من أحداث أروعها الشهادة ، وأحيانا أخرى .. الزمن الغدار ! وكثرة الغبار والذي شكل طبقة على عقول البعض ! والبعض الآخر الذي لايود من أن يسمع ولا يتكلم بالتأريخ الأنصاري ! وعذرا ...
عذرا من عوائل الشهداء .. لعدم المواصلة معكم بالشكل المطلوب وأنتم فقدتم الغالي والأغلى ، عذرا من القرويين .. ربما نلتم حصتكم من القصف الخاطيء وكانت عقوباتكم قاسية من الجلادين والدكتاتورية وقدمتم التضحيات بسببنا ولم ينصفكم واقع الحال والحزب ورفاقه .
عذرا .. من الأشجار التي قطعناها وكانت تبكي من الطبر الحادة والملهوفة لقطع تلك الأشجار ومنها المثمرة إربا إربا !!!!!!
عذرا .. من النحل الذي هدمنا خلاياه المتناسقة والتي كانت مرتبطة بالأشجار داخليا وبالشكل الهندسي والعمراني  والتي كانت تلك الأشجار فيها الكفاية من العسل الجبلي .
عذرا .. من الأسماك التي صدناها بالطرق الغير الشرعية وقتلها الجماعي وفي مختلف الأوقات والمواسم الفصلية التي يمنع فيها من الصيد لأسباب وضع البيوض الموسمية .
وعذرا من الرفاق الأحياء .. ربما في يوم من الأيام كان الخطأ والتعصب والاصرار هو السائد .
.. عذرا .. من البغال التي جوعناها وعطشناها .. وحملناها حمولات أكثر من طاقاتها .. ومن ثم انتحرت .. مختارة وديان في غاية العمق والخطورة  بحيث لا عودة أبدا !
وعذرا .. وعذرا .. وعشرات أعذارات واعتذارات  أخرى .. منكم جميعا .. أنتم ونحن ضحايا الارهاب والدكتاتورية والسلطات الغاشمة والتعامل الغير السليم  .. بينما الأنصار القدامى في وضع الانقراض التدريجي متمنين بالعيش الرغيد والحنان الى الوطن وهم لا يمتلكون أبسط مقومات العيش فيما لو عادوا نادمين !! أو حابين وراغبين العودة الى الوطن الذي أحبوه من طرف واحد ! .
أبو داوود ..                                                                                           
....................                                                                                   
أبوداود .. لم يكن وحيدا ممن يستحقون ذكرهم في سوح النضال في الأيام العصيبة من الرفاق الأنصار .. وإنما الكثيرون والكثيرون من  البيشمركة الأنصارالمجهولين والذين قدموا الكثير من أجل البناء والقيم والمباديء والتي تعلمناها في المدارس التي درسنا فيها وتعلمنا ما يمكن تعليمه ومن إيصاله الى الآخرين عبر المواقع المختلفة والأوقات المتاحة .. وأبو داوود الرفيق والنصير الذي قدم الكثير الى جانب الرفاق الآخرين ، سلمان الكربلائي ( أبو داود ) القادم من منطقة الفرات الأوسط والجنوب العراقي .. أملح .. أملح .. حسن الاداء والفطنة .. طيب المعشر والقلب ،، شجاع وصبور .. عامل وفلاح ومثقف .. يتحمل الصعاب ويسهل الامور ، وربما أمور أخرى ليس من الضرورة  بذكرها ، كانوا أي الرفيقان أبو داود وأبو علي الشايب في دورة حزبية في ألمانيا الشرقية الديمقراطية .. التحقوا في قاعدة بهدينان ومن ثم في مقر كوستا .
وعندما يكون مسؤول رفيع المستوى في الحزب أو الأنصار  في مقر أو قاعدة معينين .. بالتأكيد سيكون العمل على جهاز المخابرة اللاسكي فيه الكفاية من ارسال واستلام البرقيات المتنوعة وأحيانا تصل الى ( 400 ) مجموعة من التيتا تي تا تيتيت ، لغة ليست سهلة وتحتاج الى سرعة الاستلام والارسال ومن ثم فتح الشفرة ( الجفرة ) كما تسمى بالعسكرية ! وهنا لابد من الاشارة الى دور المخابر وارتباطه مباشرة بالمسؤول الموجود بالقاعدة أوتوماتيكيا من حيث المهمات .. في البداية كان الرفيق أبو علي الشايب ومام خضر روسي وأبو داود المسؤولين في القاعدة ، وبعد ذلك جاء أبو حكمت ، ومن ثم أبو عايد ، والرفيقين أبو حكمت وأبو عايد .. انتقلا الى ناوزنك ، فحل محلهما أي التحق كل من أبو نادية وأبو جواد ، النصير أبو نادية المسؤول العسكري ، أبو جواد المسؤول السياسي ، والفرق بين مفاهيمهما  .. من الأرض للسماء .. فإذن في الحزب هناك اختلاف في أمور كثيرة وذات تنوع وأبعاد تكاد تكون اصطدامية في حالات وتوافقية في حالات أخرى !! .
السامع بأسم كوستا .. يعتقد انها .. عالم خاص أو شيء كبير وفيه الكثير من المتطلبات الحياتية !! ولا يعلم بأنها قاعدة استقبال وتسفير المفارز البيشمركايتية الأنصارية وتهيئة متطلبات الحياة اليومية والموسمية ، وحتى بيشمركة الحزب الديمقراطي الكوردستاني ( البارتي ) يحلون علينا ضيوف أي أكثر مفارزهم ترتاح ليلة عندنا ومرحبين بهم على طول الخط وأحيانا الرفاق يتهمونني بأني من البارتي ! لكوني أهتم بهم كثيرا ! وها أنا أقول والى اليوم البيشمركة يعني بيشمركة ومن أي حزب كانوا .. وكان البعض من الرقاق .. يقولون .... ئي مو هاي مقراتهم خمس دقائق تبتعد عنا !!!! ، كان قلبنا واسع للجميع  ودون الرجوع الى المفاهيم الضيقة والتعصب السياسي والحزبي  ، وعندما كانت مفارزنا ورفاقنا يستضيفونهم الاخوة في الحزب الديمقراطي الكوردستاني في خانة وشنويه ونغذة ومواقع أخرى لا يرونها بعيونهم ..  إلا أن يلمسوها ويعيشوها !!.
العائلة الوحيدة ..                                                     
........................                           
العائلة الوحيدة التي كانت من رفاقنا في كوستا وهي عائلة هزار روست المتكونة من أخوين النصير فاخر وعبدالله .. وزوجته آفتاو والطفلين هيرش وشورش ، وبما أن الأرزاق والمؤن مقننة ومحدودة .. لذا ترى العائلة والأطفال بحاجة الى الأكثر والأكثر ، وفكر الرفاق بتعليم الأطفال القراءة والكتابة والخلاص من الأمية بالنسبة الى الطفلين ، وأحيانا كنا نتجاوز على الأرزاق لتزويد العائلة بالمزيد من تلك الأرزاق الموجودة .
فأما الاعتذار من السمك ..                                         
.......................
السمك مادة غذائية جيدة وخاصة سمك الأنهر الطبيعية وليس المصطنعة والمربية في أحواض السمك الحالية .. وبما أنه كان يتواجد عندنا المزيد من أصابع الديناميت .. فالنصير هزار وفاخر أبدوا استعدادهم بالصيد الثمين والوفر .. طك .. وآنه طك !! علما قبل الفترة كان الرفاق الأنصار يصيدون السمك .. بس بالسنارة / الصنارة ، ولكن في هذه المرة بالجملة وهناك سمك كبار تتجاوز الخمس كيلوات للسمكة الواحدة وأنت نازل الى الكيلو .. أصبح الغرور في أكل السمك وتنوعاته أي تنوعات الابداع به هو الشغل الشاغل لبعض الوقت ، ومنها المزكوف العراقي .. أه يا أبو نواس لو تعيد أمجادك في السمك المزكوف ؟! ، ومن ثم القلي بالدهن ، وأخيرا وضع السمك المنظف بالصينية المغطاة بالصاج والذي كنا نخبز عليه ، ومن ثم يلطش الصاج من الجوانب بالطين الأحمر .. ومن ثم نار وهاجة من الحطب الجبلي والأشجار التي نعتذر من قصها وتقطيعها .. كانت قد توضع فوق الصاج لنحترق وتصبح جمرا .. ومن ثم يستوي السمك .. أيوة .. كان السمك لذيذا وطيبا ومفيدا ويزل من قصر البصر الذي أصابنا في أوقات مختلفة . وعند صيد السمك كان الرفاق السباحين الجيدين يتهيئون فعليا للعملية وخاصة في المياه العميقة والدوارة .. بحيث السمك الكبير لا يطوف إلا فيما بعد .. ولا ننسى تلك الأيام التي أصبحت ذكريات ، وكان المقر معمر بالبيشمركة من أحزاب كوردستان تركيا وخاصة ( د د ق ، كوك ، ب ك ك ، آلاي رزكاري ) وضيوف آخرين . وفي ذات يوم كان البيشمركة بسيم من حزب كوك .. عطشانا وهو في النهر .. فطلب اناء ليروي عطشه من الماء النقي .. فرفض طلبه .. فقلنا له أنت في النهر .. فكيف تعطش ؟! فكرر الطلب .. ورفض من قبلنا بإستهزاء والضحك .. فسرعان ما تناول حذاء سمسون وملآها من الماء من العين القريبة منه ليروي عطشه ! وكان الضحك لا يطاق ولا يوصف .
قطع الخشب المتنوع ربما يتكرر أكثر من مرة وموقع وجلبه من مسافات قد تكون بعيدة بعض الشيء .. والطبار الجيد يقع على عاتقه تقطيع الشجرة ذات الأغصان الغليضة والممتدة والمتفرعة .. أحيانا المزايدة على حمل الخشبة الأكبر تصبح المزحة بين الرفاق وتأخذ جانب القوة والغيرة وأحيانا أخرى تصب في مجرى تصريف الأزمات الوقتية ! وفي ذات مرة حدثت معي وحدثت مع الآخرين .. حملت القطعة وإذ بعد الوصول الى المقر ورمي الخشبة في موقع التحطيب .. فحصل لي الآلام في الفقرات .. أي الانزلاق في الفقرة .. وطال الألم لأسابيع .. المسكنات لم تكن مجدية .. فقدت الراحة وطعم النوم .. الحركة برمتها كانت صعبة وأي كان نوعها .. للغذاء لم يكن له طعما .. فكرت مليا بالعمل القادم أي فكرت بالصعود على الصخرة التي كانت على قارعة الطريق المؤدي الى المقر .. وبأختصار قفزت من الصخرة بعدما حاولت الارتفاع مرغما ومن ثم قافزا الى الأسفل .. سرعان ما تلاشى الألم وزال الانزلاق وأصبحت في وضعية جيدة وعدت الى النشاط  ! ، علما كنت أعاني من التهاب المزمن في اللوزتين .. بحيث كانت الحماوة والسخونة أي الحرارة تشكل عائقا وأذية صاحبتني لمدة سنتين !! وبالرغم من علاجات الدكاترة وزرق الابر .. إلا أن الوضعية كانت تعيسة ! .
النصير أبو السرور .. رفيق رائع .. فلاح جنوبي من الناصرية وهو الآخر أصابه الانزلاق في الفقرة .. آلام لا تطاق ,, إعوجاج في الجسم .. ميلان صفحاوي عند المسير ، رفيق طيب المعشر ، زلمة على كولة العشائر .. وقع وانطبح بالفراش .. وضعية تعيسة أكثر مني .. ساعدته والرفاق الأنصار في الكثير من الأمور .. احماء الحمام وغسل الملابس ومراعات متنوعة فيما بعد ...!
 
المفارز قادمة ........ !                                                                                   
-----------------                                                                                   
مفارز قادمة من كل حارة وصوب من بهدينان من كرتك وروست من جانب المثلث أي من ناوزنك وما وراء ناوزنك أي السليمانية .. رفاق متلهفين ومفعمبن بالنشاط والحيوية لجلب قطع السلاح القادم من بهدينان .. عفاروف كان أكثر وزنا وسوطا وفاعلية .. أبو الروض وكاظم الانضباط وأبو دنيا وأنصار آخرين يبدعون بحمله ، وبعد فترة الستريلا كانت في طريقها الى ناوزنك .. الاذاعة هي الاخرى وصلت محملة على بغال وفي أوقات متفاوتة !!!
 
مزرعتنا .. تكبر كلما اتجهنا نحو الصيف .. البعض من الأشجار المثمرة تنادي وخاصة التوت .. ها أنا جاهزة لآقدم لكم أثمار طيبة ولذية .. لكي تواصلون النضال ، ( كوزه له ) نبات طيب ينعش في الينابيع وينبت طبيعيا .. الكاعوب ( كه نكر ) مفيد كنبات ، خباز كان حاضرا ، الصيف أبو الفقراء ! أبو .. أبو .. أبو .. أبو والعديد من أبو لا يفهمونها البعض من الأنصار والتي شكلت عندهم عقدة !! وأكثرية الرفاق كانوا يسمون بأبو .. أبو علي الشايب ، أبو داود ، أبو سحر ، أبو حازم ، أبو ثائر ، أبو باز أ أبو تغريد ، أبو هاشم ، أبو وليد ، أبو روزا أ أبو سعد ، أبو الروض ، أبو شمران ، أبو هفال ، أبو نادية ، أبو جواد ، أبو حكمت ، أبو عايد ، أبو بافل ، أبو آمال ، أبو غريب ، أبو ميلاد ، أبو حاتم ، أبو شيرزاد ، أبو بسام ، أبو جمال ، أبو وصال ، أبو عادل ، أبو علاء ، أبو كوران ، أم صباح ، أم بسيم ، أبو عمار ، أبو فيروز ، أبو شذى ، أم رحيل ، أبو مازن ، أبو جميلة ، أبو ماجد ، أبو خلود أ أبو ديمتري ، أبو ديما ، أبو قحطان ، أبو زهرة ، أبو سامر ، أبو كريم ، أبو روزا مكرر ، أبو شيرزاد ، أبو واثق ، أبو حسام ، أبو حاسم ، أبو جاسم ، أبو حسن ، أبو رضية ، أبو فاروق ، أبو آذار ، أبو يوسف ، أبو سعيد ، أبو وفاء ، أبو ناتاشا ، أبو مكسيم أ أبو أسمر ، أبو سمرة ، أبو سربست أ أبو أحلام ، أبو أحرار ، أبو تحرير، أبو خالد الخياط ، وأبو خالد 2 ، أبو ميسون ، أبو فراس ، أبو سلام ، أبو شوقي ، أبو راستي ، عدا الرفاق الآخرين المسمين بأسماء دون الأبو !، ومئات أبو وأبو .. شكلت عائق وتعقيد لدى البعض !! وكانت الوضعية التعيسة تأخذ أحيانا سوء الفهم والمحاربة وتتغذى  بروح غير رياضية ويصرح بها وأنت ماشي !
كثرة الآنصار القادمين للمشاركة في حرب الأنصار وتعدد الدول التي قدموا منها وأفكارهم وتوجهاتهم وتأثرهم بتلك الأمور الفكرية من بعض العناصر القيادية في الحزب ووقوع بعض الرسائل البريدية من والى ..... ! أي وضعت قيادة الحزب والمكتب العسكري الرقابة على البريد وبضوابط .. أن تمر الرسائل عبر قنوات المراقبة الحزبية والعسكرية  .. إلا نادرا ما كانت تسلم الرسالة الى صاحبها !
وفي ذات يوم كتبت رسالة مشفرة الى الزميل والرفيق المخابر في قاعدة نيوزنك التأريخية في 1981 من القرن المنصرم .. سربست ، بحيث الرسالة وعبر البريد وهي متكونة كلها .. من نقاط وخطوط ..   تيتا .. تاتا .. تاتا تا تيتيت ،، تا تا تا تا تيت وعلى هل منوال ! وتقع الرسالة بيد المكتب العسكري ، وبعد شرح من قبل الرفيق سربست بخصوص محتوى الرسالة وهي عبارة عن الاستفسار عن الصحة وبعض المسبات والفشائر العراقية !!!! ، المهم كان شبه ارهاب تجسسي على الرفاق والدخول في خصوصياتهم وحياتهم ، وبالتأكيد كان هناك من يحارب فكرة الكفاح المسلح ويعمل على فشل التجربة الوحيدة التي تدافع عن بقاء الحزب في عصر الدكتاتورية .
                                       


66
مذكرات بيشمركة / 56
حوض زيوة
سعيد الياس شابو/كامران                                                                                 
2013.11.15   
                                                                                 
المثلث الكوردستاني العراقي الايراني التركي .. ذو أبعاد جغرافية واقتصادية واجتماعية وسياسية وبيئية له مدلولاته المتعددة ويعتبر النقطة الوحيدة والاستراتيجية الحاسمة والتي قسمت كوردستان في سنوات الحرب العالمية الأولى وبالذات في سنة 1916 وبأتفاق الدول الكبيرة في معاهدة سايكس بيكو السرية بين فرنسا وبريطانيا وروسيا . وربما يسبق تأريخ التقسيم أي قبل تلك المرحلة وبعدها وما آلت الأوضاع اليه أكثر مما يتوقعها الانسان عبر السرد السريع والدخول في التفاصيل هي من صلب المؤرخين الحقيقيين والمعمرين الذين عاصرو المراحل والحقبات التأريخية .
فأما ( النقطة الحاسمة في المثلث وهي عبارة ، عن بوري محصور في حلزونية من الكونكريت المسلح وأغرس في نقطة معينة )! . وكان هذا العمل أي عملية الغرس في سنة 1975 بعيد انهيار الحركة الكوردية ، وللمثلث قصص متنوعة  عجيبة غريبة وخاصة عند قدوم فصل الشتاء القاسي  ÷ وفي الوقت ذاته .. يمتاز بطبيعة خلابة ومياه المثلث تقابل الثروة النفطية في كوردستان العراق فيما لو استخدمت الطرق العلمية والعملية في الحفاظ عليها .. وعين الحسود بيها عود من المياه والنفط !
حوض زيوة ..                                                                                         
يمتاز حوض زيوة بحيوية ونشاط دائم من حيث الحركة المتنوعة والطبيعة الخلابة والجذابة والخضار الدائم ووسعة أراضيه الزراعية .. فليس من الغرابة من أن ترى السهل أخضر ربيعا .. صيفا .. خريفا .. والشتاء يكسوا بمنديل أبيض ناصع كمنديل العروسة !                                               
فأما نحن .. وبعد وصولنا منهمكين القوى موحلي الملابس محمضي الروائح مدخني الجسد .. منتعشين النفس وخاصة بعد أن وصلنا الى قرية ( رازان ) الزاء بثلاث نقاط!!! ، وكان الوقت بعد الظهر من بداية شهر حزيران 1981 .
كاك مسعود بارزاني ..                                                                               
...................................                                                                             
كاك مسعود بعد سماعه .. من وجود طبيب شيوعي يرافق المفرزة والجريح أحمد ملا سوار .. فيبعث بأحد مرافقيه المتواجدين في مقر اقامته في رازان .. يدعو الطبيب الى مقر المكتب السياسي .. فلبى الطلب من قبل الدكتور الرفيق النصير أبو شمران .. وقال أبو شمران .. لنذهب .. فرفضت طلب أبو شمران لكون ملابسي ووضعي الصحي لا يسمحان بذلك ! فبإمكانك الذهاب وتلبية طلب الرئيس بارزاني ، وبعد أن لبى الطلب من قبل أبو شمران ومن خلال الحديث .. فأكد الدكتور أبو شمران بأنه ليس وحيدا من الشيوعيين وإنما نصير آخر ينتظر خارج البناية وهو عاصي !.
أليس من حقنا من أن نسرد تأريخنا ونفتخر به وأخيرا من أن نصبح أقلية بالرغم من كل تضحياتنا وشهداءنا وأنصارنا وتأريخ حزبنا العريق ؟!                                                   
كاك إدريس بارزاني ..                                                                                         
..............................                                                                                     
                                  خطوات سير بطيئة مفعمة  بالتأمل والنجابة .. أحاسيس في الرؤى قبل الشروع في الحديث .. ابتسامة ملوءة بالكبرياء .. شموخ وتواضع .. رجل ذو فطنة عالية .. يصغي الى المتحدث المقابل ويشاركه التأمل .. حوالي نصف ساعة أو أكثر اجتمعتني وأياه بعد أن كنت جالسا على الأرض الطيبة .. وبعد النهوض أصر كاك ادريس من أن أبقى جالسا متربعا .. فهو راح يشاركني الجلسة .. لكوني مرهق وتعبان  ومريض ، وكانت أحاديث متنوعة بيننا بخصوص الوضع في منطقة كوستا وضروف البيشمركة الأنصار ، فشكرنا  وأشد على أيادينا لما قمنا به من واجب ، وأنا بدوري شكرته على مجيئه واهتمامه  بالقادمين من وراء الحدود المصطنعة والاصغاء اليهم !
وبما اني كنت مخابر .. فطرحت على كاك ادريس .. بأننا بحاجة الى بعض اللمبات الاحتياطية  والفيوزات لجهاز المخابرة وأمور أخرى .. فسرعان ما تحقق المطلب والطلب وجاء مسؤول المخابرة ليأخذني الى المخزن وقسم المخابرة واستلام ما يمكن استلامه من المواد المطلوبة والاتفاق على مواعيد الاتصال اللاسلكي فيما بيننا أي قواعدنا وحزبينا  .
ومن بعد ذلك التقينا بالإخوة البيشمركة من الحزب الديمقراطي الكوردستاني في رازان وخاصة كاكه ريبوار يلدا وكاكه جان وأدور وقايل جبلي شابو الطيبين .. فعدنا الى مجمع زيوة والذي كان متكون من أكثر من خمسون قاعة كبيرة مقسمة الى قواطع والتي تسمى  بالمجمعات القسرية وهي الأخرى تم بناءها في سنة 1975 من القرن المنصرم لللاجئين الكورد العراقيين في 1975.
والوضع الذي أفرح عائلة مام جبلي شابو ( مام جبو ) ، أي أنهم كانوا في وضع قلق .. قد وصلهم خبر بأن أبنائهم البيشمركة وهم نازلين في مفرزة الى قرية هاوديان بعد ما كانوا بيشمركة في مقر كتينة .. والخبر مفاده بأن الاخوة أنور وهاول قد وقعا بالكمين .. وأخبارهم مقطوعة !! البكاء والدموع التي كانت تسيل كل يوم ! ، فبمجرد وصولنا الى القاعة بحيث مزج واختلط البكاء بالضحك وخاصة بعد أن وضحت وأكذبت صحة الخبر ! أي الاخوة كانوا موجودين قبل أيام عندنا .. لقلع السن ! ، أي قبل أيام كانوا في مقر كوستا الشهير .. وتقدم الخدمات الطبية حتى للجندرمة لو أرادوا ذلك !
موطيء قدم ..                                                                                           
.................                                                                                               
في أية قرية وفي أي موقع ومع أي شخص .. يحتاج الانسان من خلق أرضية ملائمة للتعامل السليم وفيه ذلك  التعامل من الرؤية الواضحة والافادة المشتركة والاحترام المتبادل . ونحن كنا من الشاكلة المذكورة .. أي نحن بحاجة الى الوضعية .. ومام خضر روسي كان له اليد الطولى في خلق مثل تلك العلاقة .. أين ما نذهب إضافة الى الرفاق اآخرين وأعوذ بالله من الأنا !!
وفي جولة قصيرة في بازار زيوة والذي كان متكون من عدة دكاكين صغيرة للتبضع وشراء ما يمكن شرائه والحصول عليه .. وإذ بالرفيق مام خدر يتجول في البازار ... وكاك تحسين الذي يجلب لنا البضائع الى مقر كوستا وهو الآخر في حيرة في البازار .. فقلت يلا بنا ... وهم مستغربين .. قلت .. لي أقارب هنا ! وهم مستغربين ! فأصريت أن أجلبهم معي دون سابق انذار للعائلة الكريمة .. أي عائلة مام جبو .. وبعد مشوار ومسواق كيس من المواد وكالعادة التي تعودت عليها .. فجئنا وضيوفنا اليكم نرجوا المعذرة ! فرحبوا بنا أجمل ترحيب .. ويالها من صدفة .. نحن أربعة وهناك التقينا بالأخوة البيشمركة الرفاق التابعين للحزب الديمقراطي الكوردستاني .. كاك سركيس آغا جان ، مامؤستا آخر
 تحسين دؤله مري ,اهل الدار الطيبين .. صفرتكم  عامرة ودائمة .. بحيث تناولنا وجبة طيبة من الطبخ المقسوم من أيادي لا يمكن نسيانها .. تشبه أيادي الأمهات والأخوات والعزيزات . أصبحت علاقتنا مع الناس على أساس الدفاع عن حقوقهم واحترامهم ومراعات مشاعرهم أينما كانوا .
العم سعيد ميرخان وهو الآخر .. كان عائليا في خدمة القادمين والضيوف البيشمركة .. عائلة تستحق كل الثناء والتقدير ، أبو آزاد والعمة خونجة .. أسماء تستحق كل الثناء و أن يدخل اسمها تأريخ ومتحف الحزب فيما لو يوافقون رفاق اليوم ! عوائل عديدة منسية في التأريخ الأنصاري ، مام خضر سريع الاندماج ويجيد التعامل الفلاحي ويتكلم بلغتهم ويتعاطف معهم .. لذا تراه دائما من يبادر بالحديث والاستفسار عن الأوضاع ، كان ممثل منظمة الحزب في رواندوز لذا يعرف عائلة العم سعيد ميرخان مسبقا ، والمجتمع الفلاحي يحترم المسؤول وخاصة عنما يكون من النوع الغليض والسمين !
وبعد أيام قليلة عادت المفرزة بعد أن حصلنا على الدواء المتنوع والمواد التي نحتاجها من البيورات والداسات والمواد الغذائية  من الأسواق .. فغدنا وعبر قرية كجلة الحدودية  بحيث ثلاث حمولات بغال من الذخيرة المتنوعة وخاصة الجبن التنكي الأبيض المالح .
القول لمام خضر روسي .. يقول بينما كنا نسير في الكويستانات ونرى اصحاب المواشي ورشمالاتهم / خيمهم المنصوبة بالرغم من طاحونة الحرب العراقية الايرانية .. كلما رأينا تجمع وحتى إن كنا متناولين للقسمة .. إلا أن الرفيق النصير أبو آذار ... يقول مام خضر ... خلي نأكلنه خبز ولبن ! ويرد مام خضر ... يارفيق مو هسع أكلنا ... ويجاوب أبو آذار ..... يعني مام خضر .. قابل خسرانين خسارة .. شو الخبزات واللبنات مال الفلح !! فتحية للفلح وأهل الرشمالات .
المجد والخلود لكل الشهداء والمفقودين البيشمركة و الأنصار ومن كل الأحزاب اللذين قارعوا الدكتاتوريات والعمر المديد للأحياء منهم .


67
مذكرات بيشمركة / 55
أحمد ملا سوار
سعيد الياس شابو/كامران                                                                                     
2013.11.12           
                                                                         
الجدير ذكره وفي الوقت ذاته .. ليس من السهل اعطاء الأولوية  للرفاق الأنصار البيشمركة للحزب الشيوعي العراقي في حين البيشمركة ومن كل الأحزاب التي شاركت النضال المسلح لحقبة من الزمن و من المفروض إنصافهم ولو بسطر أو جملة وحتى كلمة واحدة للإشادة لما قدموه وحملوه من هموم متنوعة مشتركة في الشريط الحدودي وفي العمق الجغرافي ، وحتى ان اختلفت الحالات من موقع الى آخر .. ألا أن الواقع يتطلب المزيد من التضحيات ... ومن تلك الواجبات وليس التضحيات فعلينا الحديث بشفافية وبمسؤولية ونكران الذات وهذا ما حصل بالنسبة لنا وشاركنا بقدر المستطاع الأوفى والأفضل ، وربما سرد الأحداث كما هي تشكل عائقا عند البعض ولا يحلو للبعض الآخر من سردها ولا ذكرها ولا يجيب طاريها أبدا ..!! إلا أننا مطالبون بأرشفتها وسرد أحداثها وأرشفتها كما هي !!
وعندما يكون الأمر والضرورة يتطلبان البقاء والمواصلة والخيارات العديدة أمام الفرد والجماعة وأقصد بالذات نحن البيشمركة الأنصار الذين جاءوا من كل حارة وصوب ونجتمع في الشريط الحدودي والذي طبل له وزمر والحقيقة لا تنكر التطبيل والتزمير .. لكون الشريط  الحدودي كان فارغا ومفرغا من كل ماهو اسمه بشر، أي انسان بمعنى الكلمة .. ماعدانا نحن الاباة ... وهناك قطعان من الذئاب والخنازير والدببة والخيول وحيوانات أخرى متنوعة وحتى الحمير .. جلها أصبحت وانقلبت من أليفة الى وحشية ! ونحن أيظا .. انقلبت خلقتنا بعض الشيء وأصبحنا عبأ على الواقع نكره .. أي كنا نكره المدينة ونحب الجبل ! لكون المدينة فيها عساكر ( قتلة )! مأمورين راغبين .. مجبورين .. مغضوب على أمرهم ! وربما متعاطفين مع غير واقعهم .. ولكن المشيئة والقدر أنصبتهم أصنام في رباياهم وقببهم ونقاطهم الحراسية .. وفي صولاتهم الجهنمية .. وطائراتهم الحربية .. ومدافعهم النمساوية .. وأجهزتهم المخابراتية .. وأموالهم النفطية !.
حاجتنا الماسة والضرورية الى التكييف مع الواقع مما أدى بنا الأنصار الى التفكير الجدي لإيجاد التغير في البنى الغذائية والحاجة الماسة الى زراعة الخضروات المتنوعة والأرض الطيبة المتروكة لسنين من الزمن بسبب التهجير وكيفية حراثة المزرعة السعيدة والتي ستحتوي على الطماطم / طماطة ، قرع  بأنواعه/ شجر ، بيذنجان أسود ، فلفل ، باميا ، بطيخ ، خيار ، كرفس ، الزهور الجميلة .. كلما ذهبت المفرزة الى قرية ما .. ويمكن الحصول على البذور والشتل فلا يبخلون الناس الطيبين لتقديم العون وقسم من البذور الذي كان بحوزتنا من العام الماضي .
وبسواعد وهمم الأنصار .. بدأنا نستمر بحراثة الأرض ولعدة أيام .. مزرعة واسعة بالنسبة الى العام الماضي .. تنوع أكثر واهتمام جدي ، ولا بد من الإشادة بجهول النصير أبو عسكر والذي عمل جاهدا بدون أي ابراز للعضلات أو كما يحلو عند البعض من أن يقولوا أنا ! الله يجفينا شر الأنا !! طيب نحن عملنا .. زرعنا وحصدنا فيما بعد وأطعمنا القرويين وجميع المقرات أي مقراتنا ومقرات الاخوة الرفاق التابعة للحزب الديمقراطي الكوردستاني ، والقرويين الذين شردوا من جحيم الحرب العراقية الايرانية والقادمين من ميركه سؤر .. وكؤره توو .. الى منطقتنا ( كوستا ) .
وفي أواخر من الشهر الخامس / مايو أيار وبداية شهر حزيران من العام نفسه 1981 ، وإذ ببيشمركة الحزب الديمقراطي الكوردستاني ..  دكتور صلوات ( سلافات ) لكون والدته روسية واسمه .. سلافات .. ويسموه البيشمركة بصلوات ، وبيشمركة آخر .. طالبين يد المساعدة والعون أي طبيب من مقرنا في كوستا ، ولحسن الحظ .. في ذلك اليوم لم يكن هناك من يجيد اللغة الكوردية في مقرنا أي مفارز ذهبت في مهمات منها الى مقرات كرتك وروست منها مام خضر روسي قاد مفرزة  المتكونة من أبو آذار وأم بسيم وأبو واثق ورفاق آخرين الى مقرات القيادة في ناوزنك ، وبعد دردشة مع النصير الدكتور / أبو شمران ، وهو لم ينتهي من الدراسة ويتخرج طبيبا وأنما في مرحلة كلية الطب ومارس المهنة بشكل جيد وأجاد الكثير من الأمور الطبية .. علما البيشمركة صلوات لم يكن طبيبا وانما يجيد زرق الأبر وربما دخل دورة سريعة حاله حال ممارسين الدورات التي يحتاجونها مفارز البيشمركة الأنصار في الأوقات الحرجة والواجبات البارتيزانية وتتكون عندهم خبرة تؤدي الى انقاذ الجريح وتقديم الاسعافات الأولية عند الحاجة والضرورة وللضرورة أحكامها .
أحمد مه لا سوار ..                                                                               
..........................                                                                               
أحمد ملا سوار آمر مجموعة وقائد بيشمركة الحزب الديمقراطي الكوردستاني ، و المقاتل( سفري) هو الآخر مسؤول مجموعة ومقاتل يحتذى به وعشرات البيشمركة الآخرين نصبوا كمينا بالقرب من جبل سري بردي (سه ريبه ردى ) منطقة برادوست / سيدكان ، وسري بردي شاهد معارك عنيفة بحقبات زمنية من التأريخ أي في الستينات والسبيعنات من القرن المنصرم بحيث أنصار الحزب الشيوعي العراقي أبلو بلاءا حسنا في تلك المعارك الى جانب بيشمركة الحزب الديمقراطي الكوردستاني والحركة الكوردية .. عربا وكوردا  وكلدان وآشوريين كانوا مقاتلين أشداء نسور وصقور سجلوا أروع الصفحات ، والشهيد الياس خير مثال على ذلك ، واليوم جاء القائد أحمد ملا سوار ورفاقه ليكملوا المشوار والمسيرة ، قوة ضاربة نفذت برنامجها وخطتها العسكرية وانسحبت الى قرية ( ليره سماق ) في ده شتي هيرت ، وسرعات ما كان هجوم مضاد من القوات المجحفلة وطيران الهيلوكوبتر والمدفعية استخدمت بمعركة غير متكافئة .. وعلى أثرها جرح  أحمد ملا سوار بجروح بليغة وفي أماكن عديدة وكان وضعه في بالغ الخطورة .. وفي اليوم الثاني هم ونحن التقينا في الدشت ومن ثم المواصلة بإتجاه الوادي الأسود ( كلي ره ش ) .
فأما كيفية وطريقة نقل المصاب المجروح بالشظايا والرصاص وفي أماكن متعددة من الجسد أي من الرأس وفي المكان الخطر وحتى القدمين .. فبمجرد وصولنا الى المفرزة والمتكونة من  حوالي (40) مقاتلا من البارتي وبالذات من مقر ( كتينه ) وفي دشتي برازكر وفي مدخل الكلي .. كلي ره ش الشهير ، وقفة للتداوي وفحص الجريح والاطمئنان عن وضعه وخاصة بعد أن كان المصاب البيشمركة القائد أحمد ملا سوار في حالة خطرة جدا وبدون نطق وحتى الوننة كانت مخيفة !
النصير الدكتور أبو شمران  .......                                                                       
الدكتور أبو شمران عربي الجنسية عراقي الوطن التحق في الأنصار ليصبح نصيرا ويمارس ما يمكن ممارسته وهو لم ينتهي أو ينال الشهادة الطبية حاله حال المئات من طلاب الجامعات ومن مختلف الأقسام والكليات والمراحل .. طلاب علم ومعرفة أبناء الجنوب العراقي وهم بيشمركة أنصار .. يبنون المساكن للقرويين ويساعدوهم في أمور عديدة ويقدمون الخدمة المجانية .. الطب مثلا .. الارشادات ، إجلاء جرحى القصف المتنوع وحتى عملية الانجاب الولادة ! بينما الجحوش الكورد يتقدمون العساكر في هجوماتهم وصولاتهم وتهديم قراهم والوشاية المتنوعة ونصب الكمائن وأمور أخرى مخجلة ! لست بصدد المقارنة في هذا الموضوع ولا تشخيص الخلل ولا مدح من قدم الكثير من أجل يوم النشوة والانتصار وزرع بذور الخير في النفوس التي قاومت أعتى أنواع العنجهية العسكرية الدكتاتورية !
 
والعودة الى صلب الموضوع والحيرة على وجه دكتورنا أبو شمران والذي لا يجيد اللغة الكوردية .. المهم .. أول خطوة اتخذها لأنقاذ حياة المصاب كاكه أحمد ملا سوار .. هي وضع وربط المغذي بالسرعة القصوى .. لأن المصاب قد فقد المزيد من الدماء الزكية البيشمركايتية  ، لكونه أي الجريح منذ يوم أمس والحالة كانت صعبة للغاية ! ومن ثم زرق إبرة ضد الكزاز ومن ثم ابرة مسكن نوفالجين وهكذا بين الحين والحين الابر المسكنة جاهزة ! وفي كل مرحلة يكون التوقف والاستفسار من المريض المصاب المجروح .. وبعد ربط المغذي .. أعاد البسمة على وجوه البيشمركة الحائرين والمهمومين لكون قائدهم في وضع صعب .. فأما كيفية نقل الجريح .. فهي بحاجة الى عمل سدية مثل تلك السدية بالضبط !! عيدان غير نظامية بحدود مترين ونصف وبطانيات سودة مع العيدان عمل وصنع منها السدية لحمل المصاب على الأكتاف ومن ثم نقله من دشت حياة والى أول قرية كوردستانية إيرانية ( كجلة ) . وهنا لابد من الاشارة لهمم آولئك البيشمركة المتحمسين والمندفعين ومتحملين المتاعب والصعوبات الجمة والمعانات من الطريق الذي لايسع وفي الكثير من الأحيان والمسافات .. إلا الى شخص واحد ! فكيف بحمل الجريح لساعات عديدة وفي مثل هذه الأوصاف للطريق والسدية .. أربعة مقاتلين بيشمركة يتناوبون على رفع الجريح والسير في الطريق وأحيانا عديدة أثنان يتناوبون على ( داره به ست ) السدية ..  والمطلوب من الأربعة من أن يكونوا في مستوى ارتفاعي مشابه لكي لا يتأذى الجريح ! وفي كل وجبة تناوب ليس بالإمكان من مواصلة أكثر من خمسين متر .. أي الكل منهمكين والكل سهرانين والكل في وضع نفسي غير مرضي .. فأما من يضييق الطريق أي طريق الكلي .. فكانت الحالة صعبة للغاية وأصعب من أن يتخيلها المسؤولون البيشمركة في الأقليم اليوم لكونهم يستقلون هم وحاشيتهم / المونيكات والونوشات وليلى العلويات واللاندكروزرات ومن جميع الأنواع والموديلات .. فأما الفلل والمزارع والعمارات والقصور والمحال والأرصدة والمال المتنوع والخدم والحشم والاتجار بأسم البيشمركة القديم فحدث ولا حرج ! أيوة على كولة المصري الكيمياوي خلى اللهكات / لهجات !!!! أجل أختلطت اللهجات وأصبحت لهجة الغنى عند البعض هي السائدة والفقر والحاجة عند الآخرين هي الرائدة !
 
وفي الطريق .. حاول الدكتور أبو شمران من إخراج شظية من الجريح الرفيق أحمد ملا سوار .. فأفلح بذلك وأخرجها بنجاح ، وحاول من اخراج الثانية .. فلم يفلح بذلك ، وبعد قطع مسافات والمسير لساعات تجاوزت العشرة .. وصلنا الى منطقة المثلث السفلى ,, بحيث أدركنا الوقت والظلمة التي طغت بالرغم من تواجد كتل الجليد المتنوعة .. كان طقسا باردا لا يطاق وبين الفين والفين يعصفنا هواء بارد ! وبهمم الجميع .. حاولنا من جلب الخشب المتنوع ومن ثم إيقاد النار الوهاجة .. النار الجبلية الى جانب الثلوج الجبلية .. وبالكاد ترى عزيزي المسؤول من أن تتمكن من اختيار موقع للراحة ولو لدقائق !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! ، مواقد جبلية بين الصخور ... الأرض الطيبة فراشنا وسماء الله لحافنا وغطائنا .. ومن ثم علينا في التأمل  ليوم غد !!                                     
الله  ....كم كان الوقت عصيبا من أن تبقى في مكان غير محسود عليه !! موقع خواكورك يشبه مثلث فرمودا القاتل .. لو قدمت وأرسلت عاصفة ثلجية ... فلا يمكن لأحد من النجاة ! ولا يمكن لكائن ما من بقائه في الحياة ! فكنا محظوظين من جانب الطقس .. البرد نتحمله .... نيران وهاجة ! تلتف يمين يسار .. تحمي المقدمة وتجمد المؤخرة ! تحمي المؤخرة .. تجمد المقدمة .. وعلى هل منوال وحتى الصباح الباكر .                                                                                               
ولكن هنا لابد من أن نتعلم شيئا جديدا .. حطب متروك لسنوات .. البعض جلس على حطبة ، البعض الآخر حاول من عمل الشاي في قاعدة الزمزميات والكتلي الوحيد .. والمهنة الجديدة التي شاهدتها وتعلمتها من رفاق البيشمركة البارزانيين .. ألا وهي شوي الجبن الطري الأبيض ، أي وصل صغيرة على شكل قطع لحم التكة ... فكان الجبن المشوي ما أطيبه ، أي كانوا البيشمركة خبراء بهذا الخصوص .. فوزع على الجميع .. والكل يسألون الدكتور ... ها شبعت ؟! أهل أنت في وضع جيد ؟! المهم حتى الصباح حلمنا بالنوم ! ولكن الخبز والجبن والشاي .. أدفؤنا وشحنونا وأوصلونا الى المبتغى .                                                                                                       
وفي الصباح الباكر من يوم آخر من بداية شهر حزيران من عام 1981 ، بدآنا المسير ومواصلة بهمم الجميع وكالعادة عند الصباح ترى الأجساد متقلصة وجوه ليست بحاجة الى الغسيل .. تشنجات وآلام تخزن لتخرج فيما بعد .. معنويات عالية فطور وحمل الجريح والصعود الى أعلى منطقة المثلث ... المسير غلى البياض كثبان جليدية مناطق جميلة لو كنا سواح ... أعالي المثلث والمسير لساعات ومن ثم النزول التدريجي الى أن بلغنا قرية كجلة الحدودية .. وبمجرد وصولنا الى القرية كانت قوات البشمركة بإنتظار وصولنا مع التراكتور واللاندروفرات .. وبالسرعة الممكنة ركبنا السيارات والى أن وصلنا قرية ( رازان ) حرف الزاء بثلاث نقاط !                                                                                                                                                                                                                                                                                                     


68
مذكرات بيشمركة / 54
ربيع عام 1981

سعيد الياس شابو/كامران
2013.11.08   
                                                                                   
تمتاز المنطقة الجغرافية للمثلث الكوردستاني العراقي الايراني التركي بجبالها الشامخة ومصادر مياهها العذبة وروافدها العديدة ووديانها وقراها العاصية وطبيعتها الخلابة وكثرة سقوط الثلوج فيها مشكلة ( روبارات )! أنهر.. فمن جانب يمين المثلث وأنت عزيزي القارئء واقف وبيدك الخارطة .. لترى جبل كوليت ومياه قرية بيركمة المشكلة نهر .. تجري مياهه الى منطقة سيدكان ، فأما من الطرف الثاني نهر قادم من منطقة .. كاده ر .. ومن ثم .. قرية لولان .. والمار في منطقة قرى  عديدة ومنها ( ده راو ) ، وبأتجاه اليسار تدريجيا وروبارى كلي ره ش .. مشكلة مياه منطقة سهل حياة ( ده شتى حه يات ) ومنطقة كؤله كه .. في دشتى برازكر ودشتي هيرتئ  ,, ومن ثم نهر كوستا الشهير وروافد عديدة في الربيع تشارك هذا الوادي الكبير والمسماة من قبل مام جلال ب ( دؤلى فشه ) ويعني وادي المزح أو ما يقابله والمعنى في قلب الشاعر ! فهذا كله في جانب كوردستان الجنوبية ، العراق ، وفي الجانب الايراني من شرق كوردستان تقع مدينة – شنؤ -- ( شنؤيه ) أشنويه كما تسمى بالفارسية وحوض ( زيوة ) في محافظة رضائية / أرومية / ورمئ ، المشهورة في بحيرتها وسهولها الخصبة وتنوع شعوبها وقومياتها و أمورها الزراعية المتنوعة . فأما من طرف توركيا وكوردستان الشمالية أو شمال كوردستان .. فحوض شمدينان وقراه العامرة والكثيرة . وفي هده المناطق المثلثية يبدأ الربيع الحقيقي  من الشهر الرابع والخامس والسادس  ولكن هناك مناطق يبدأ الربيع متأخرا ، أي كلما صعدت من الدشت السهل .. يبرد الطقس وسترى كثافة الثلوج ولون البياض هو السائد .. كتل ثلجية جبال ثلجية .. روافد تجري مياها من تحت قناطر وجسور الثلج المعتق العتيق كالبيشمركة العتيق ! ويقولون بأن طرشي النجف معتق ولذيذ وطيب وفي العراق يروجون له دعايات كثيرة !
ومنذ بداية السنة وصلت الى مقر كوستا مفارز عديدة وبمراحل وبطرق عديدة .. حاملة معها البعض من المواد التي تخص رفاق المفارز منها الجنط الشخصية كسواح ! ومنها الملابس الداخلية والخارجية ! التي يمكن من أن يستفادون منها للتبديل من العسكري والى المدني أثناء النزول الى المدينة ! قمصلات يمكن الاستفادة منها  عند تركها فيما بعد ! كثرة الكاميرات الشخصية للتصوير والراديوات لسماع الأخبار ..  شكلت مشاكل وخاصة السماع الى مونتيكارلو و لندن .. أي كانت من الممنوعات عند البعض وغير محبذة لكونها تبث أخبار مسمومة ! يالها من العجابة !! ، فلابد من ذكر المهم .. ألا وهو  رفاق المفارز وكيف لا أذكر البعض الذي أتذكره ....
 
أنصار شباب من مختلف أنحاء العراق وكوردستان .. من محافظات ومدن وقرى عراقية والعايشين والمقيمين في خارج الوطن .. قدموا من جمهورية يمن الديمقراطية الشعبية ، من سوريا ولبنان من بلغاريا والسوفيت من جيكوسوفاكيا وألمانيا الديمقراطية من لندن وهنكاريا من رومانيا وآذربيجان .. من توركيا وعربستان  .. جلهم أوتهم كوردستان ! رفاق متحمسين و متعطشين لأسقاط النظام .. رفاق طلاب جامعات ومعاهد أصحاب المهن والوضائف المتنوعة كوادر حزبية .. شبيبة وشياب من كل القوميات والأديان والمذاهب .. مفاهيم مختلفة مزاجات حامضية وبرتقالية وبنفسجية وأخطبوطية .. المقر جاهز لأستقبال الكل وبدون استثناء رفاق من خيرة الناس وطليعة المضحين وهناك من لا يقبل من أن يستفيد ويتعلم ! الطيور على أشكالها تقع ! .
بالطبع في مطلع من عام 1981 والمفارز القادمة مشكلة العائق والضغط على رفاق مقر كوستا من حيث الايواء السكني ومشكلة البطانيات أي الفراش الفوقي والتحتي .. اختلاط أحذية السمسون أحيانا يشكل مشكلة عويصة ! أي الحذاء الممزق يمكن من أن يتبدل سواء عن قصد أو غير قصد بالجديد أو غير ممزق .. أرقام متشابهة وقريبة من بعضها .. سمسون مدينة توركية صناعية تقع على البحر مشهورة بصناعاتها المتنوعة وشركاتها المتنوعة ومنها أحذية سمسون والتي يمكن من أن تدخل متحف الحزب فيما بعد وتدخل التأريخ الأنصاري لحقبة من الزمن .
الرفاق ........ أبدأ بمن وأنتهي بمن ؟! .. رفاق ليس من السهل ذكرهم .. وعتابهم مقبول .. من منكم لم يمر في كوستا .. إلا القليلين أعزائي الأنصار .. سعدون ، أبو فيروز  ، أبو آذار ، سليم ، أبو سرور ، أحمد ، وضاح ، أبو حاتم ، أبو قيس ، أبو كريم ، أبو روزا ، أبو ذكرى أم ذكرى ، أم بسيم ، علي الصجي ، ثائر ، ماجد ، أبو روزا الثاني ، أبو قحطان ، أبو سامر ، أبو سمرة ، أبو أسمر ، أبو حاسم ، رياض ، أبو وليد ، نهاد ، هاوار ،  سردار ومحمد ، أبو ميلاد ، شيرزاد ، د.زكي ، آزاد ملا ، أبو خالد الخياط ، أبو خالد ، أبو حسن حبيب ألبي ، أبو حسن بواري ، أبو واثق ، نوروز ، أبو نورس ، أراس ، أبو جاسم ، أبو شيرزاد ، أبو حاتم ، أبو عسكر ، سليم آخر ، أبو سليم نفط ، حاجي مجيد ، أبو ديما ، أبو ديمتري ، د.ساهرة ، أبو مازن ، مازن ، أبو سعيد ، أبو خلود المخابر ، ماهر ، سلام أبو شهلة ، عبود ، سلام كبة ، سلام العريف ، سامي وتوت ، أبو زهرة نيكوتين ، والأطباء الدكاترة .. أبو عقب ، سلام ، أبو ياس ، أبو كوران وأم صباح ، أبو شمران ، أبو بدر، مقدام ، أبو هفال ، ومن ثم رفيقات ورفاق آخرين  عايدة ، نادية ، فاتن ، بدور ، صلاح ، أبو غريب ، أبو جميلة ، أبو عادل الشايب / أبو علاء ، أبو مكسيم ، سلام أبو شهلة ، سالم البزن ، زريان ، قادر شوان أ أبو فاروق ، أبو سلام / بهاءالدين نوري ، أبو جواد ، أبو نادية ، أبو سرمد ، كريم ، عمار ،أبو صارم ، أبو دنيا ، أبو سعد كاظم الانضباط ، أبو آذار ، علاء ، مشعل وأخيه ... ومئات الآخرين من الرفيقات والرفاق تواجدوا في المقر وعبر مفارز متقطعة ومتنوعة .. فأما مفارز جلب ونقل السلاح القادمة من مقار قاطع السليمانية ومقار ناوزنك فهي الأخرى مفارز عملت الكثير وقدمت ما بوسعها من أجل تطوير وضعية الكفاح المسلح الأنصاري والرفاق الذين قدموا من تلك المناطق .. أي البعض من الأنصار البيشمركة  ماموستا رزكار ، مام اسكندر ، سليم سور ، همزه سور ن محمد حسن ن حسن خدر ، عوني ، شاخوان ، شيخة ، صادق ، وعشرات الآخرين ، فأما رفاق كوستا الجالبين لوجبات السلاح من بهدينان والى مقر كوستا .. ملا عثمان ، مام خضر روسي ، كاكه شيخ ، سرود ، رياض ، أبو عسكر ، نهاد ، هاوار ، سردار ومحمد وعشرات الرفاق ممن خاطروا وتحملوا حالهم حال رفاق المهمات الصعبة .
وفي ذات يوم ومفرزة السلاح محملة الدوشكة وأسلحة متنوعة وآمرها مام خذر روسي وفي أحدى قرى بهدينان شاهدوا قرية وعلى سطوحها ناصبين العوائل ( كوللا ) أي القريولات فوق السطوح ومحاصرة بقطع من القماش الملونة ومنها وردي ومنها بنفسجي ومنها أزرق ..... وكانت تمنيات كاكه شيخ .......... وإذ يقول لمام خضر ... هل سيأتي يوم ونحن سننصب الكوللا / الكلا ، وننام مرتاحين مع عوائلنا ؟!؟!؟!؟!؟!؟!؟!؟!؟!؟!؟!؟!؟!؟!؟!؟! أمنية نصير تحققت للبعض وليس للبعض الآخر الذي استشهد وأصبح الزواج والكللا في زمن كان ! أمنيات شباب لم تتحقق !!
وفي ذات يوم نوروزي من شهر آذار وإذ برتل عائلي صغير قادم من منطقة ( كتينا ) مقر الحزب الديمقراطي الكوردستاني  ، قاصدا الطريق الموصل الى إيران وعبر الأراضي التوركية وقطع المسافات بأيام صعبة للغاية والمحفوفة بمخاطر جمة !!! ، وأنا وحيدا كنت على قارعة الطريق قادما من جهة النهر .. وعند مشاهدتي والقائي نظرة الى الرتل وإذ ببنت في عمر السادسة عشرة تقريبا تقود الرتل والبغل والذي كان يحمل إمرأة حامل وبزي المدينة ومن ثم أفراد العائلة مشكلين رتل واحد يلو الآخر ... صبايا ونساء وأطفال .. المنظر كان قد شكل عندي تأمل واستفسار ؟ لماذا هذه العائلة وفي هذا الوقت الشتائي العصيب تسلك وتخاطر في حياتها ؟! وبمجرد مشاهدة وضع المرأة الحامل .. فكرت بأنها في وضع صعب .. فتخليت عن السروال / الشروال وأصبحت في وضع مرتدي البيجامة الداخلية .. فألحيت للأخت التي كانت راكبة على ظهر البغل وأصريت ... بأن الشروال سيفيدها في مثل هذا الطقس ! فتناولته مني مشكورة وودعتهم بعد أن عرفت بأن عائلة العم جبلي شابو هي هذه العائلة الكبيرة والتي ستقصد زيوة عبر الطريق المحفوف بالمخاطر !
 
عدت الى المقر .. في الوضعية واستفسار الرفاق مما حصل لي ؟! أي قبل دقائف كنت بزي تمام .. والآن فقط السترة أي الكورتك والبيجامة الداخلية ... يالها من أمور عراقية غريبة وعجيبة !
                                                                                   


69
قصيدة مهداة للضحيتين في الذكرى الثلاثين ..
سعيد الياس شابو/كامران
2013.4.23
 
الشهيد آزاد عزيز ( دكتور سربست ) والشهيد أحمد قمبري
اليكما أهدي ...
ومن وطني أبدي ..
بخبر غير مجدي ..
ألم يكفي العد سوى بلغة التحدي ؟!
كفانا .. كفانا .. كفانا .. وكفانا
البكاء والعويل وضياع حقوقنا  وأن نستجدي!!
.............
أنتم يا من صنعتم التأريخ ..
الذي أصبح عند البعض بدي لوحدي ..
والبدي والبدك والبدهم أنا أحمر وأنت أخضر وكلانا دمنا القرمزي وحدي .
تجمعوا .. تلملموا .. تطبلوا .. تزمروا !!!! نسوا أنهم عبدي .
..................
الصمت .. السكون .. قهقهات خافتة .. تأملات بين الجد والهزل !!
مرتفعات أصبحت مواقع رصدية ..
الكل ينادي وأصبح تفكيره بفوهة البندقية !
تجمعوا .. تجمعوا .. تجمعوا ....
فقرروا .. لا يكمن الحل .. إلا بواسطة إلاهيه !
........................
الزمن غدار وربيع العام كان نديا ..
العصافير والبلابل والفراشات استيقظت ..
تنادي لا للمنتصر في زمن القادسية ..
لست شاعرا ولا قاصا ولا روائيا ..
ولم لا يحق لي من أصف الوضعية بالهزلية ؟!
شيوخ ونساء وأطفال ..
تنادي .. الى متى لا تتعلمون من شبه الجزيرة الكورية؟!
........................
لا .. للكيل بمكيالين .. لا للعمل بمعيارين .. ولا تسمعوا بمزمارين !!
وعليكم جميعا من أن تتقون شر البلية .
تهيأوا .. تبوءوا .. تزمروا .. توعدوا وأخيرا ..
أصبح النسيان للقضية ..
...........
أناديكم .. أناديكم .. من أنت ؟ ومن أنا ؟ ..
وكلانا ضحايا العنجهية ..
ربايا ومتاريس ومواضع ..
جلها في خدمة الدكتاتورية ..
الظلام خيم على الجميع .. بالرغم من امتياز الربيع بالندية ..
وبدأت القوات بتنفيذ الخط....ط العسكرية!
............
ساعة الصفر قد دقت أجراسها ..
من الرابعة صباحا ..
وبعد 19 ساعة ومن ثم انتهت ..
في الحادية عشرة من تلك الليلة القدرية ..
المطر بدأ منذ الصباح الباكر ..
وتوقف عند إنتهاء الحرب الحقيقية ..
..................
كان النظام في بغداد قابعا ..
متعبا من الحرب العراقية الايرانية ..
بينما نحن متذمرين مما حصل ..
والسلطة داعية أزلامها للعزومية ..
لا .. للكيل بالمكيالين ..
أحدهما كبير والآخر على الطريقة الطقطقية ..
...............
عدنا لصوابنا بعد وهلة ..
والندم ما يفيد حتى لو استخدمنا الطرق التقليدية ..
أنخاب وكؤوس رفعت ..
واليوم أصبحت المسألة من القظايا المنسية ..
توتمي وباليسان وكاني برد وشيخ وسان ..
جلها قرى تحتاج منا الأسف والمعذرية ..
لنعمل مشروعا شعبيا وحكوميا وبيشمركة برمتها ..
من أن يكون الحق يعلوا.. ولا تعلوا عليه أية قضية ..
.........................
القصيدة مهداة للشهيدان البطلان في الذكرى الثلاثين .. الشهيد الشيوعي دكتور آزاد عزيز / سوره ، والشهيد من الاتحاد الوطني الكوردستاني /أوك ، الشهيد أحمد قمبري ، طاب ذكرهما وعذرا فيما لو أن هناك شهداء آخرين في معركة ( كه رده لول ) المشتركة  لم أكون أعلم بذلك ، المجد والخلود للشهداء الخالدين .
علما كانت الكه رده لول المشتركة قد وقعت أحداثها في السابع والعشرين من شهر نيسان – 27 .04 .1983 من القرن المنصرم بين قوات جود وقوات أوك في منطقة دولي خؤشناوه تي وفي منطقة باليسان وشيخ وسانان .


70
مذكرات بيشمركة / 53
وطنيون بلا وطن !

سعيد الياس شابو/ كامران                                                                                       
2013.4.16     
                                                                                             
كلما هدمت السلطة العراقية القمعية كوخا .. بستانا .. ينبوعا .. مسكنا أو قرية ... كلما فكر البيشمركة الأنصار بالاتجاه العكسي 180 درجة .. متأملين ببناء ما تم هدمه والاتيان ببدائل موجبة وتقديم ما يمكن تقديمه للمدنيين القرويين وتلبية حاجياتهم وخاصة ببناء القرى بعد ترحيلهم أي القرويين الطيبين والمضحين والداعمين للكفاح المسلح بطاقاتهم المحدودة وامكانياتهم المتواضعة .
بنينا وعمرنا في ناوزنك ومن ثم في كوستا وها جاء دور كرتك وروست .. أي تفكير هذا من قبل السلطة ؟ من أن تهدم القرى المنتجة وتهدر ثروات البلد وبطرق عديدة ومنها ثروات القرى الكوردستانية المنتجة من المشتقات المتنوعة  للزراعة والصناعة والثروات الحيوانية وعلى مدار السنة ، ولو بحثنا بالتفاصيل الانتاجية لتلك الثروات لوجدنا مفردات لا يمكن الاستغناء عنها في الحاجة اليومية للمواطن !! فأما الوطن الذي يخرب ويهدم وتسرق ثرواته الكبيرة والكثيرة ووطنيوه المخلصين يحرم عليهم العيش في بلدهم ... لا بل تضيق السجون بالمساجين والمعتقلين الوطنيين  ويحرمون من العيش في الوطن الذي أحبوه وعبدوه وضحوا بالغالي والنفيس ودافعوا عنه في وقت الشدائد والمحن وقدموا المقترحات البناءة من أجل النهوض به وإيصاله الى بر الأمان .                                                             
 
ووطنيون بلا وطن .. أصروا على مواصلة السير قاطعين مسافات طويلة وشاقة وفي مناخ وطقس لا يحمد عقباه ، طقس يشبه بالمعجزة لو صح التعبير .... شتاء كوردستان القاسي يتطلب المزيد من التحمل فيما لو بقيت في المقر! فكيف إذن في بداية شباط تقطع مسافات طويلة ومسيرات راجلة وفي اليوم الواحد ما يقارب ال- 15 ساعة .. أجل في اليوم الواحد .. وفتح الطريق الغير سالك في مواقع كثيرة من المناطق المرحلة والشريط الحدودي الذي يمتاز بقساوة طرقه وروافده النهرية وجباله العالية الشامخة وكويستاناته المثلجة !!! ، فأما  الكمائن والحسابات الأخرى فحدث ولا حرج !! .
خرجت مفرزة متكونة من حوالي 25 نصير من مقر كوستا في الصباح الباكر من ذلك اليوم الذى كسى المنطقة بالثلوج الكثيفة ناصعة البياض مشكلة مناظر جميلة خلابة شبيهة بمناطق التزلج الأوروبية .. حاملين أمتعة تخص الأنصار من السلاح والدواء والقسمة من الغذاء ومن ثم المسير بإتجاه ده شت برازكر وقرية كؤله كه ، ومن ثم العبور عبر البوصة للوصول الى ذاك الصوب .. أي صوب قرية ليلكان ، فأما البغال التي تحمل بالمواد الثقيلة .. فعليها من إيجاد السباحة والعبور الصحيح وليس الانجرار وراء الأمواج وسرعة مياه النهر ... وفي حال خوف وعصيان البغل وتركه للمفرزة .. فهي مصيبة أخرى محيرة جدا وغير محبذة ... لأن الرفاق كلهم يقولون .... ها ها شوفو صدك حيوان ! ولا يقدرون بأنه أي الحيوان حاله حالنا وهو وطني ولكن بدون وطن !! أي هدمت قراه وأصبح جبليا ( كيويا – كيوي ، جيوي بلا وطن!! وحتى الأشجار والقرى المهدمة أصبحت .. كيوي !! فأما الدبب أصبحت أليفة عكس البغال لكون القرى تعاني من تواجد البشرية في عصر العراق النفطي !! ) .
 
في كل الأحوال لا يمكن للمفرزة من أن تتجاوز قرية ليلكان البرادوستية في مثل هذا الطقس ، بالتأكيد أنا لم أكن مع هذه المفرزة ، وبعد مبيت المفرزة ليلة واحدة في القرية وتوزيع الرفاق لتناول وجبة العشاء القروية .. أنت وحضك وما يصيبك من القسمة الفلاحية القروية ، وبالتأكيد كان مير القرية أي مير محمود سخيا يقدرنا ويستضيف المفرزة كاملة في مضيفه في القرية وعلى الدوام طعامه جاهز ألعم أبو جلال ( جه لؤ ) للتحبيب يسمى هكذا . وفي اليوم الثاني على المفرزة من أن تجيد وتواصل طريقها من ليلكان بإتجاه قرية العم محو شيخ زادة وأيظا هي منطقة برادوست والشيخ زادة  أو البكزادة هم فخذ من أفخاذ العشيرة البرادوستية والمنطقة أيظا تسمى بمنظقة برادوست والتي تربط الدول الثلاث حدوديا أي العراق وإيران وتركيا ، ومستمرة المفرزة قاطعة مسافات وعرة سهول ووديان وهضاب وجبال وبالكاد من أن تواصل وتجتاز جبل كوليت الشهير.. الصعدة حادة كالنزلة !! وهناك على قمة الجبل سترى عين ماء وجدت منذ الأزل في وطن وعلى أعلى قممه ينابيع تروي العطاشى من الأوادم والحيوانات  والطيور والحشرات ، وكلما فكرت بالطبيعة سترى من الأمور التي قد لا تصدق كيف ومن بناها تلك العين والتي تكاد بالكاد من أن تروي العطاشا في فصل الشتاء .. فكيف  في فصل  الصيف ؟!، ومن ثم عليك بالنزول من جبل كوليت بإتجاه القرية في الوادي أي وادي بيركما ومن ثم كوليت ومياهه العذبة والنقية صيفا . بينما نحن في بداية الشهر الثاني شباط 1981 من القرن المنصرم ، وعلى المفرزة البقاء في القرية المتذمرة من مفارزنا المستمرة والتي سأعرج عليها وأتناولها في أوقاتها ، وبعد مكوث ليلة في قرية كوليت – كوليتان .. وفي الصباح على المفرزة من النهوض المبكر ومواصلة الطريق الأصعب والأصعب والأكثر صعوبة من جميع الطرق لكون الطريق يمتاز بكثافة الثلوج الساقطة في المنطقة بحيث  تكون الثلوج مرتفعة أكثر من مترين وربما ثلاثة .. والطريق يكون غير مسلوك لكون المنطقة لا توجد فيها أية قرية تذكر سوى شجرة جوز مرتفعة في سفح الجبل وشجرتان جوز مشكلة دليل للطريق المنصف مسافاتيا والتي تقع في موقع يحسد عليه صيفا وينبوعه ذات المياه العذبة  .. فعلى الأنصار البيشمركة من المواصلة وحتى الوصول الى منطقة كرتك وروست ، والمشكلة في الشتاء .. تظلم الدنيا مبكرا أي في الرابعة عصرا .. ولكن عزيمة الثوار كانت تطغي على الصعوبات الجمة والطقس الشتائي والمليء والمحفوف بالمخاطر وخاصة عند جدوث عواصف ثلجية ، وفي اليوم الثالث من المسير تصل المفرزة الى منطقة روستئ وجبل حصاروست الشهير وهلكورد الشامخ وفي الجانب الآخر جبل حسن بك وجبال أخرى شامخة .
 
كانت قد سبقت رفاقنا الأنصار في المنطقة  قوة من رفاق البيشمركة التابعة لحزب سوسيالستي كوردستان/ الأشتراكي الكوردستاني بقيادة أحمد فقي ره ش وبيشمركته مير مصطفى وقادره سؤر ، وكان مقر التابع للحزب الديمقراطي الكوردستاني في موقع بين القريتين (جيزان و جيزلنكئ ) بقيادة الرفيق نجم الدين كؤراني ،حرف الكاف عليه خط ، وفي الوقت ذاته كانت مفرزة متجولة في المنطقة التابعة للحزب الاتحاد الوطني الكوردستاني بقيادة الرفيق حسن كويستاني ، فإذن الكل رفاق مقاتلين وبيشمركة وإن انتموا الى ألأحزاب المتنوعة وهمهم الأول والأخير إسقاط نظام القتلة القمعي الدكتاتوري في العراق النفطي الغني في ثرواته الهادرة والمقسمة الى الكوبونات النفطية !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! . 
وصلت المفرزة الى قرية روستئ المهدمة والمكسوة بالثلوج أي المنطقة برمتها تكسوها الثلوج وموقع مقر أحمد فقي ره ش الاستراتيجي أي كان الموقع ذات أهمية عسكرية وكان بمثابة قلعة ويسع الموقع لهبوط طائرة هليكوبتر ، كانت قرى بيشه ، شيركاوه ، جيزان ، جيزلنكئ ، دار السلام .. عامرة أي لم يصيبها الترحيل والأذى كما أصاب قرى كرتك وروست وسليشمة روست وسميلان وقرى أخرى .
وبعد بناء المقر الجديد من قبل الرفاق في موقع مدرسة مهدمة ولكن الجدار .. أي جدار المدرسة أبت السقوط وأصبحت شاهد حي على جرائم النظام في بغداد ! وبعد أيام قلائل عاد الرفيق أبو عايد مع مفرزة صغيرة وبقت قوة من رفاقنا في المقر الجديد بقيادة الرفيق أبو داوود والرفاق الآخرين الأبطال والمتحملين كافة أنواع الوصفات الاجتماعية والصحية والعسكرية !!!.
عاد القائد الأنصاري أبو عايد مسرعا الى مقر كوستة .. وكان الرفيق أبو حكمت قد غادر كوستة متوجها الى مقر ناوزنك الشهير وكان يرافقه رفيقين هيوا أبو شوقي وبولا المخابر أي بولا زينداني ، وفي كل الأحوال المفرزة تحتاج الى الدليل فيما لو لم تكن المفرزة عارفة بالطريق والخارطة ! والاتجاه ، وتحتاج المفرزة على أقل تقدير لمدة أربعة أيام لكي تصل الى أول قرية ايرانية وقادمين من القرى التركية ، وصلت مفرزة أبو جكمت بعد مصاعب جمة الى ناوزنك وأعلمونا لاسلكيا بوصولهم بسلام ، وبعد أيام قلائل من وصول أبو عائد الى مقر كوستة عائدا من بناء المقر الجديد في روست .
رافقت الرفيق النصير ملازم خضر/أبو عايد مجموعة من الرفاق ومن ضمنهم الرفيق النصير الشاب أحمد .. أخو النصير وضاح  وهو شاب مرح مستقيم القامة بشوش الوجه ، هاديء ورائع المزاج ومتحمس جدا وفيه مواصفات وجهوزية عالية بالرغم من تواجده فقط لأيام قليلة في مقر كوستة . وتهيأت المفرزة لترافق ملازم خضر في رحلتها الأصعب ، وبالمناسبة شتاء المثلث الحدودي قاسي جدا من الشهر الحادي عشر وحتى شهر الرابع وربما الخامس .
الوطنيون بلا وطن شدوا الرحال ومصرين على الالتزام بالمبادي الوطنية ونحن في الثلث الأول من الشهر الثاني من شهر شباط 1981 ، تحركت المفرزة حاملة العلايج .. مسرعة الخطوات  وهذه المرة المسير جله  في كوردستان الشمالية / توركيا الجارة ، وبدأت الرحلة والأنصار مصرين على المواصلة بدءا من كوستة ومرورا بقرى – شه به ته ، بالوته ، نيركؤله الى آخر قرية حدودية وهي قرية كليشمة ، ويبدو قد تلاحمت مفرزتين أي مفرزة الحزب الشيوعي ومفرزة الحزب الديمقراطي .. لتصبحا شريكتان في فتح الطريق وتجاوزه بالرغم من كثافة الثلوج والعاصفة الثلجية والتي أدت نتيجتها بوقوع خمسة شهداء من الحزب الديمقراطي الكوردستاني / البارتي ، ومنهم الشهيد  جيجو وإبنه وسيد وشخصين آخرين حسب قول البيشمركة جان جبلي ، وكان والد الأخ جان .. العم جبو / جبلي شابو قد نجى من الموت وبأعجوبة لو لم تكن مساعدة رفاقنا الأنصار الشباب من مساعدته بحيث تم سحبه لمسافات على الثلج اللعين والمؤذي في المنطقة القطبية ! وفور وصول المفرزة المشتركة الى القرية الايرانية كوردستانيا هيشماوا ، أرسلت مفرزة من حدك لمتابعة الوضع واستخراج الشهداء الجامدين وحمل الجثث الى حيث القرية لتدفن معززة مكرمة ، بينما واصلت مفرزة رفاقنا الى نيوزنك تدريجيا . والسؤال المطروح على الأحزاب الكوردستانية الحاكمة ... هل لديكم فكرة من أن يصبح التأريخ البيشمركايتي الأنصاري في أرشيف واحد ، ونستخلص منه  دروس وعبر من تضحياتنا نحن جميعا وليس كل لوحده ؟!.


71
مذكرات بيشمركة / 52
(( البديل ))!

سعيد الياس شابو/كامران                                                                                                
2013.04.07                                                                                                 
 
البديل ككلمة تعني الكثير وذات أبعاد متنوعة ومتشعبة وأحيانا تكون مريحة وأحيانا أخر تكون تعيسة ! وهنا لست بصدد البديل السياسي للحكومات والأنظمة الشمولية والدكتاورية والتي تبدل من التعيسة .. بأتعس منها ! ومن نظام الحرامي الواحد بملايين الحرامية !! لا بل بصدد البدائل التي فرضت نفسها علينا أو كنا مقتنعين بالقبول فيها عنوة أو اختياريا وحسب الزمان والمكان والضروف الموضوعية والذاتية للأنصار البيشمركة في شتاء سنة 1980-1981 م من القرن المنصرم .
والعم جوجل / كوكل .. يصعب عليه ترجمة الحاءات ومفردات أخرى في اللغات .. وأيظا هذه ليست بمشكلتنا في الوقت الحاضر !!                                                                                       
وأن نعود الى العمل الأنصاري البيشمركايتي في تلك الحقبة من الزمن الشاق وبالغ التعقيد والخطورة والمليء بالمجازفات والمتاعب الجمة ! فعلينا أن لا ننسى ما فرض علينا عنوة ! وما كانت الأمور بإختياراتنا ورضانا .. وذلك كله من أجل المباديء والقيم السامية والتي فقدت الكثير منها في عصرنا الحالي نتيجة التغير الحاصل في الوضع السياسي والاقتصادي والاجتماعي والبيئي والتداخلي وفرض نظرية أخذ وأسكت !، وأنت مغدور فليست بمشكلة أبدأ !.                                                   
 
حياة الأنصار كانت مليئة ومحفوفة بالمخاطر .. منها وقتية ومنها زمنية .. والعودة الى كلمة البديل ونحن كمخابرين معتمدين ومخلصين لعملنا ... أحترقت الخمسة الفيوزات للماطور التي كنا قد نحتفظ بها أكثر من أي مادة أخرى تخص الجهاز اللاسلكي الأمريكي كما يقول الرفيق النصير أبو شاخوان ، معلم دورتنا الأولى في عام 1979- 1980م . وبعد نفاذ الفيوزات راودتني فكرة البديل عما حدث .. وفعلا تناولت خشبة صغيرة وقلمتها على شكل الفيوس أو الفيوز والذي كان حوالي سنتيمترين وربط سيما على رأسين الخشبة الحلزونية وبعد ربطهما بشكل جيد واستخدام ذلك الفيوز .. كان بديلا ناجحا وبقت قصته قصة  وأحترق أو حرق المولد ولم تحترق الفيوزات!                                         
 
فأما الرفيق النصير بولا .. ومعاناته من ألم ووجع السن اللعين ( الرحات ) السن الأخير والذي أذاه كثيرا بحيث لم يكن بمقدوره لا النوم ولا تناول الطعام !! ومن ثم التفاتة منه الى صندوق المواد الاحتياطية الصغير .. ولقى بنظرته الى ( جسبي دوقولو ) أي اللحيم الفوري الذي يستخدم للمواد المكسورة ومنها الزجاج والحديد ... ولكن هاورئ بولا زينداني بعد أن نظفنا سنه من بقايا الترسبات وبشكل جيد .. خبطنا خليط من تلك المادة وحشينا سنه الموجع دون الرجوع الى وصفة الطبيب الغيرموجود أصلا وأنا أقصد طبيب الأسنان ! وفعلا الى يومنا هذا أصبح السن صالح للعمل ! . لا غرابة من الخيارات في البدائل أي كان الاتحاد السوفييتي قوة عظمى واختار بديلا للاشتراكية الرأسمالية !! .
 
فأما طاحونة الحرب العراقية الايرانية التي أدت الى إحراق الأخضر واليابس وخلط الأوراق مما حدا بالعساكر من أن يختاروا البديل الآخر أو بالأحرى البدائل ..... ، أولهما من أن يفر العسكري ويختبأ في زاغور ما ! والبديل الثاني من أن يلتحق بقوى من القوى المعارضة المسلحة الكوردستانية والعراقية ومن ثم العراقية أهوارا والخيارالأصعب هو الأسر والخيار المحبذ لدى أوساط غير قليلة اللجوء الى ايران ومن  ثم محاولة اللجوء الى الدول الأوروبية فيما بعد .                                                 
أصابت طائرة عراقية بمضادات جوية ايرانية وحاول الطيار العراقي من أن تسقط طائرته بالقرب من الثكنات العسكرية العراقية ، وفعلا نزل الطيار في البرشوت في منطقة ده شت هيرت ( ده شتى هيرتى ) وتم إخفاء الطيار من قبل راعي في المنطقة ومن ثم ألبس الطيار الزي الكوردي وتم اختفائه بين الأغنام  لنهار كامل خوفا من وقوعه بقبظة البيشمركة ، ومن ثم إيصاله وتسليمه الى السلطات العراقية والتي كانت تقصف أكثر القرى الكوردستانية إن لم تكن كلها بمختلف الأسلحة الفتاكة ومنها الطائرات .
 
فكان خيار الراعي بهذه العملية خيارا صعب الاستيعاب والهظم والقبول ومن ثم قيل بأنه أي الراعي قد كوفيء بالمال والعفية من قبل السلطة والطيار نفسه بعد أن أطل الراعي ضيفا على أهل الطيار !!
 
والأيام كانت تخطو خطوات مسرعة وعقارب الساعة كانت تقارب الثانية عشر ليلا ... بينما نحن كنا في احتفال برأس السنه الميلادية الجديدة 1980-1981 م. والكل يرقص ويغني في داخل قاعة صغيرة مزدحمة بالأنصار البيشمركة الذين اختارو الكفاح المسلح بدل الذل والهوان والتخاذل للسلطة القمعية الدكتاتورية الفاشية البوليسية المخابراتية والتي دمرت العراقيين وثرواتهم وانتهكت أعراضهم لحد يومنا هذا !! ، احتفلنا بمغادرة العام واستقبال عام جديد وكان شرابنا الشاي المحلي وفعلا الكل كان مقتنعا بالمقولة بأنه الشاي خمرة الثوار ! فأما الغبار الصاعد من البطانيات السودة المصخمة فملأ القاعة وعلينا بإستنشاق الموجود عبر الشهيق، كانت ليلة من ليالي العمر !
 
!!(وفي ذات يوم)!! وأنا أنصت على البرقية المرسلة من قاطع بهدينان الى مقر المكتب العسكري في ناوزنك .. وإذ تقول البرقية والمعنونة الى المكتب العسكري خبر مفاده ( اسشهاد الرفيق النصير هرمز أبو إيفان وهو شقيق الرفيق الراحل أبو عامل أثر نصب كمين من قبل المرتزقة والجيش ! وفي الحال جئت لأفصح عن مضمون البرقية الغير المعنونة لنا للرفيق أبو حكمت ... وسأل الرفيق أبو حكمت ؟ من أين حصلت على الخبر ؟ فهنا كان الحرج قد وضعني قاب قوسين وفي زاوية محصورة !! فكتب الرفيق أبو حكمت بخصوص طريقة وكيفية استشهاده أي الرفيق أبو ايفان سطرا يسأل ويستفسر عن التفاصيل ؟ وإذ بالرد السريع من المكتب السياسي والعسكري .... من أين علمتم بالخبر وكيف وصلكم الخبر السري ؟! فصار كتابنا وكتابكم والبرقيات على قدم وساق يتم تحريرها وجميعا أشفرها وأرسلها .. لكون الشفرة كانت بذمتي وبعلم الرفيق أبو حكمت والمسئولين الآخرين أثناء تواجدهم بالساحة ، ومن ثم أستلم برقية مفادها .. من أن تسحب الشفرة من المخابر وأن يحتفظ  فيها المسئول وتكون بذمته ! إلا أن البرقية لم ترى الصواب بعد أن سلمت الشفرة الى الرفيق أبو حكمت وفي اليوم الثاني عادت الشفرة لتكون جزءا من الأسرار وأحتقظ فيها أكثر من أي شيء آخر ، ومن ذلك الوقت الوضع علمني عدم الافصاح بالأمور التي لا تعنيني وتسبب لي مشاكل وأنا في غنى عنها !!                                 
 
وكان الشتاء قاسيا ومثلجا والمنطقة تمتاز بجبالها الشاهقة والشامخة والكل يترقب ويسرع للمشاركة في اسقاط النظام ! وكثرة عدد الرفاق وعدم استيعاب المقرات لعدد الرفاق مما عمل الحزب من إيجاد البديل عن طريق بناء مقرات وقواعد جديدة وخاصة في المواقع التي تركتها القوات العسكرية العراقية بعيد قيام الحرب المدمرة بين الجارتين والقصص الخرافية التي يتحدثون بها الفارون من الجحيم !! .                                                                   
 
فجأة وصل القائد الأنصاري المخضرم أبو رائد - الرفيق ملازم خضر ( ملازم خدر ) الى مقر كوستة وبرفقته رفيق مرح لم يخطر اسمه ببالي بعد أن كان الرفيق المرافق لملازم خضر مسجونا في تركيا أئر وقوعه في كمين أثناء العبور وبقاء الرفيق المرافق لعدة أشهر بالسجن في الجارة تركيا .. ومن حديث الرفيق المسجون ... يقول .. علينا من تعلم يوميا حوالي (70) سبعين كلمة ! أجل في كل يوم سبعين كلمة وإلا الفلقة جاهزة ! وهكذا تحدث الرفيق المرافق للرفيق أبو عايد .. اللغة التركية بطلاقة وهو يتحدث وبسيم الوجه والشكل والابتسامة لا تفارق عن وجهه و تقاسيمه قط ! وبعد مرور أسابيع قليلة جدا وبعد القاء المحاضرات العسكرية والأمور الأنصارية وتطويرها والتهيأ لفتح مقر جديد .... سبقت فتح المقر ندوات ومحاضرات عسكرية وسياسية القاها القائد الأنصاري الذي زاد من معنويات الأنصار البيشمركة إرادة وعزما وعلوما ، أي شعر الجميع بوجود أبو عائد كرمز من رموز الأنصار القدامى والقادة الميدانيين الحقيقيين والذين كانت قواتنا الأنصارية بأمس الحاجة اليهم .
 
وفي إحدى المحاضرات شكلت لنا بعض المشكلة .... بينما يلقي الرفيق أبو رائد محاضرته القيمة وإذ بالرفيق النصير بولا الأخرس يساهم بالتوضيح ويشارك الرفيق أبو رائد بالحديث الاشاراتي وإذ بالرفيق ملا عثمان يستفز الرفيق بولا بوضعية عسكرية وكاد بالرفيقين بولا الأخرس وملا عثمان من خلق وضعية متشنجة لو لا تدخل الرفيق أبو عايد .                                                                 
 
وفي بداية الشهر الثاني توجهت مفرزة متكونة من حوالي خمسة وعشرين نصيرا متحمسا رغم برودة الطقس وكثرة تواجد الثلوج وهطولها في المنطقة برمتها أي من قاعدة كوستا وحتى جبل حصاروست الشامخ .... البيشمركة الأنصار لم يكن ببالهم الجوع والهطش والبرد والسهر والثلوج ورداءة الطقس ومخاطر الكمائن وتحليق الطيران والاصابة بالكانكري وما شابههما من أمور قد تصادفهم في المسيرة الشاقة ...... وهكذا تم فتح مقر جديد في منطقة كرتك وروست .                                           
 


72
مذكرات بيشمركة / 51
( الحرمان )!

سعيد الياس شابو/كامران                                                                                            
2013.3.9                                                                                                 
 
حاءات الحزب والحرمان كانت كثيرة ومتنوعة وأحيانا غالية الثمن ، فأما المفردات التي تبدأ بحرف الحاء ( ح ) وهي كثيرة وأكثر بكثير من الحاءات التي ذكرتها أدناه ، وربما بعض الحاءات لم تتبلور عندي لهذه اللحظة العصيبة من ذكر وتسطير وقائع يسردها الأنصار الباقون في الحياة المأساوية تارة و(المريحة)! تارة أخرى وكل حسب مفاهيمه وتكيفه للوضعية التي تكيف وانسجم معها .. أي الحالة ومنها الغربة اللعينة والتعيسة وكلما وقع البيشمركة النصير في العمر زادت عنده الحنينية والعودة الى الأيام الخوالي والتي تأريخها أصبح نكرة عند البعض ومعرفة عند البعض الآخر .
 
الحزب والحاءات العديدة وأهمها .......                                                                               
.........................................                                                                               
الحزب ، الحساب ، الحياكة ، الحركة ، الحب ، الحياة ، الحديث ، الحيوان ، الحمدلله والشكر ، الحبال ، الحنين ، الحماقة ، الحيرة ، الحداثة ، الحقيقة ، الحيتان ، الحلو ، الحمير، الحاجة ، الحطب ، الحل ، الحقوق !!! ، الحزازيات ، الحكمة ، الحصار ، الحرقة ، الحريق ، الحية ، اللحاف ، الحميمية ، الحلال والحرام ، الحواء ، الحلاقة ، الحزام ، الحد ، وآخرهم الحدود .
 
الحزب الشيوعي العراقي كان يعاني من حسابات مادية أي كان الرفاق الأنصار يقبضون أو لا يقبضون خمسة دنانبر عراقية مقابل شهر من الخدمة وأي كانت نوعية الخدمة .. سواء كنت في مفرزة بارتيزانية مقاتلة أم في مفرزة الطريق أو في المقر تتناوب على الحراسات المتنوعة والخفارات المتنوعة والتحطيب المتنوع والواجبات الأخرى المتنوعة . وهنا ليس بالأمكان من سرد كل التفاصيل الدقيقة والأعمال المتنوعة التي كانوا الرفاق الأنصار يقومون بها ، لكون الحالات متنوعة وعديدة .
 
وبعد مرحلة الخمس دنانير عراقية .. جاءت مرحلة العشرة دنانير وخاصة بعد وصول الدولار الأمريكي الى مقر كوستا وعبر ناوزنك وكانت وجبة لابأس بها .. بحيث كان الخيار في استلام الدولار بدل الدينار العراقي وخاصة لأصحاب العوائل المتزوجين والذين تركوا عوائلهم .. أي خصص الحزب للزوجة عشرة دينار ولكل طفل خمسة دينار وذلك دعم لمساعدة العوائل وكانت خطوة حديثة بحيث كان شعورا زاد حبا وحنانا عندنا وفي الوقت ذاته كان حلا مناسبا لخروج العوائل المحتاجة من المأزق الحقيقي والتي كانت تعاني منه عوائلنا برمتها . وجاءت تلك المساعدات بعد غياب صرف المخصصات الشهرية أو المساعدات الشهرية لمدة 3 أشهر عراقية !!! ، وأتذكر حينها قبضت 100 دولار وكانت للوهلة الأولى من أن أرى أوراق الدولار الأمريكي أي العملة الصعبة وجديدة بالباكيت .. أقلبها لعدة مرات ولم أصدق كيف أحمل تلك الورقة الجديدة وكيف أصرفها ؟ المهم احتفظت بها مع الأوراق لكي لا تضيع الى عند الحاجة والزمان والمكان المناسب والصرف المناسب ، علما كانت الورقة من المحرمات أي هي والسفارات والحلويات لكون الحصار علينا من كل الأطراف ! .                                         
 
كان فصل الشتاء على الأبواب والكل بحاجة الى واقيات تحمي البيشمركة الأنصار عند المسير وحتى في المقار من أن نبحث عن ما يناسب كأشياء واقية وصنعت من الحياكة اليدوية المتنوعة وخاصة واقيات الساق والتي كانت موجودة في معضم قرى كوردستان الحدودية ، وبما أن حاجتنا كبيشمركة المقرات الموجودة في منطقة كوستة للقرى أي مقر حميد أفندي ومقر عريف أحمد ومقر مام خضر روسي ... هكذا كان يطلق على اسم المقرات الموجودة في حينها ، كما ان القرويين كانت حاجتهم أكثرمنا لإعادة بناء جسر كوستة الذي هدمته الجندرمة التركية قبل فترة ، ونظرا لكون الجسر ذو أهمية استراتيجية دائمة فجرى حشد كبير وتم تبليغ القرويين وخاصة قرى ستونئ ، كوستا ، شه به ته ، بالوته والمقرات المذكورة .. اجتمعت مع الحبال المتنوعة .. وفعلا تم اعادة الحياة الى جسر كوستة الشهير ، ولكن بعد متاعب ومصاعب كثيرة تم ذلك وبجهود الجميع وشعرنا بأننا قادرون من عمل ما يخدم الجميع وليس طائفة معينة أو حزب معين !!                                                                                       
 
حركة مستمرة وبأتجاهات مختلفة ...                                                                               
-----------------------                                                                                 
كلما رأينا إمرأة قروية ... كلما زدنا حبا وحنانا وعطفا ومحبة لعوائلنا .... أمهاتنا .. زوجاتنا .. أخواتنا .. أولادنا .. وكلما رأينا عائلة .. صعدت عندنا الحميمية وحب الوطن بالرغم من الحرقة التي تسببها عند الكثيرين من الأنصار المواد الغذائية وفي الكثير من الأحيان وهي منتهية الصلاحية أي أكسباير مضاعف أو تالفة .. الطحين فيه الكثير من القمل والفئران لها خبرة في المنطقة وهي موجودة على طول الخط في مخزن المواد الغذائية .. ننصب لها المصيدة واحيانا تأكل التمرات وتفلت منها .. الحمص والرز والعدس والفاصولياء شكلت عند الكثير من الأنصار التعقيدات والجالي في المعدة والحرقة الدائمة والطبيب يحير من ايجاد العلاج للرفاق ، والحزب كان يعاني من قلة الشيوعيين التنظيميين وقلة من يتحملون المسؤليات وكان يجري لقاءات انفرادية .. وفي الكثير من الأحيان كانت مجابهات سكونية صامتة دون نتائج مثمرة وأحياتا تعصب مؤلم ! ولكن حب الرفاق للحزب كان يفوق مرات عديدة مما يتصوره البعض ، وبعد تناول العدس صباحا ومساءا .. فكانت جملة الحمد لله والشكر حاضرة سواء كانت قبل الجالي أو بعد الجالي أي حرق المعدة .
 
بما أنه نحن والحيوانات المتنوعة كان تواجدنا في المنطقة والصراع قائم بيننا ونحن مسلحون وهم مطلقون من قبل البيئة وأصحابهم اللذين رحلوا بعد هدم وتخريب قراهم في أواسط وأواخر السبعينات من القرن المنصرم .. وازدياد الحاجة الى البروتين .. فأصبحنا نبحث عن اللحوم وخاصة ( المهرة الصغيرة ) لكون لحمها طازج .. وكلما رأينا الحيوانات تمارس الحب .. فيزداد حبنا الى زوجاتنا غيابيا ، فأما الحمار عندما يمارس الجنس مع الفرس ومن ثم ينجبون البغل أو البغلة ... فنحن نشاهد الموقف بخجل ونحسده على فعلته الشنعاء .... وأحيانا يشكل الموقف صراع وخلاف عند البعض والضحك واللطافة عند البعض الآخر من الرفاق المحرومين جنسيا .                                                                                     
وحتى أكل الحية أصبح فيما بعد يشكل موضوعا عند الرفاق وهناك من ينسجم مع الموضوع وهناك من يعارض وهناك من ينشر الخبر بحماقة وعداء وفي نفس الوقت تشكل حزازيات عند البعض ولا يتقربون من الرفيق الذي يأكل الحية وإن كانت الحالة شاذة تقريبا إلا انها كانت موجودة ومن ثم يكون الابتعاد عن الرفيق أبو ناتاشا الورد المحبوب حالة غير محبذة فيها وكان تحصيل الحاصل أي حرمان الرفاق من كل متطلبات الحياة يبحثون عن البدائل وهناك من يرى الحلال والحرام هو السائد وهناك من لا يعير أهمية تذكر .. لكون الحواء كسرت وخرجت من وصية الله بأكل التفاحة التي حرمت منه كوصية ومن ثم أصبحت الحالة الى يومنا هذا الحلال والحرام ، حلال عليكم وحرام علينا !!
 
ومن ضمن سياقات الحاء أي حرف الحاء .. كان حكم الواقع بأن نرى بدائل .. كان الرفيق أبو حكمت لا يحبذ كثافة الشعر على رأسه .. وفي ذات يوم طرح علية من أن أحلق شعر رأسه .. وقلت وماذا لو أخرب شعرك ؟.. فقال ليكن ! مو مشكلة ... وفعلا بعد الحلاقة .. شعر الراحل عنا أبا حكمت بالراحة وبعد ذلك كانت المفارز القادمة من مناطق أخرى وليس كلها .. كنت أحلق من يرغب ومن يحبذ وفعلا في ذات يوم صيفي فيما بعد حلقت رؤوس 17 نصيرا وعلى التوالي والمفرزة كانت قادمة من قاطع السليمانية وأربيل وناوزنك لجلب السلاح وهي بطريقها الى بهدينان .


73
مذكرات بيشمركة / 50
خريف كوستة المؤلم
سعيد الياس شابو/كامران                                                                                       
2013.2.27                                                                                     
في صيف عام 1980 قدم النصير زمناكو من مقر ناوزنك ليصلح الخطأ الذي لم أجده في حينها لتصليح الخلل في الاتصال اللاسلكي ، وتحمل الرفيق زمناكو عبأ الطريق وعاد مسرعا الى حيث ما قدم .
الخريف كان جميلا في كوستا من حيث الطبيعة الخلابة والجبال الشامخة من كل حدب وصوب والنهر الجاري من المثلث الحدودي العراقي الايراني التركي/الكوردستاني ، والجداول المتنوعة وبناء مقر آخر ليستوعب عدد الرفاق الأنصار المتزايد والتحاق عائلة النصير هزار روستي وأخوته النصيران فاخر ورزكار ، وكانت عائلة هزار متكونة من زوجته آفتاو وولديه الصغار هيرش وشورش ، عائلة محترمة قدمت وتحملت الكثير  وفي ضروف صعبة وفقدان أبسط متطلبات الحياة العائلية .
وكان النصير بولا زينداني قد قدم الى كوستا كمخابر ثاني ، الرفيق بولا زينداني كان في ريعان شبابه ومتحمس للنضال الثوري حاله حال الرفاق الآخرين ، وبعد أسابيع قليلة من قدومه بحيث أصبحت خلافاتنا تبرز بينما نحن ننام في غرفة واحدة وتحت أقدامنا الجهاز اللاسلكي والبطاريات الكبيرة .... وفي ذات يوم أوصلنا الوضع الى مقاطعة الحديث والعصبية وكان الرفيق بولا يصغرني بسنوات عمر وهو شاب في مقتبل العمر لا يتحمل أي كان وهنا لست بصدد سرد بطولات الرفيق بولا وإنما الوضع الأنصاري كان معقدا في الكثير من الحالات ، وفي تأمل والتفاتة ومبادرة طيبة مني ... ابتسمت وحضنت الرفيق بولا مقدما شرحا بسيطا أي اننا يجب أن نتفاهم بيننا وليس من يساعدنا .... وبعد القبلات الصادقة أصبحنا نضحك وأخذ الخاطر .. بحيث صفيت القلوب ووضعنا أيادينا وسواعدنا في خدمة الأنصار والحزب بينما نحن نتغدى ولا نتعشى !!
والعجيب هو البرلمان العراقي اليوم يتفق على أن لا يتفق !!!!!!!!!! البرلمان العراق أو البرلماني العراق يقبض الملايين من الدنانير كراتب شهري ناهيكم عن الهبات والصفقات المتنوعة ولم يداوم ويقبض راتب ولم يتفق على الموازنة العراقية للميزانية وتؤجل الجلسات العديدة لكون المحاصصة والطائفية لم تبلغ حدها القصوى والعراقيين في حيرة من أمرهم ....... ماذا يفعلون ؟ّ!
وإن خرجت عن الموضوع قليلا ... المهم الواقع العراقي مزري !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!.
استشهاد النصير أبو يوسف ..                                                                                   
..................................                                                                                 
استشهد الرفيق الشاب النصير أبو يوسف نتيجة خطأ بحيث أثر استشهاده بشكل غير مصدق وكان حادث استشهاده يبتعد عن المقر الشتوي بحوالي عشرين دقيقة أي في قرية زولفي ( هردنئ ) ، وكانت الحالة الأولى من أن نرى رفيقا غادرنا قبل ساعة ومن ثم يأتينا خبر استشهاده . وفي تجمع مهيب من قبل أنصار المقر أدينا التحية الأنصارية العسكرية رافعين السلاح في حال التنكب / تنكاااااااااب سلاح ! ومن ثم كل نصير يرمي إطلاقة واحدة حدادا وتقديرا لوداعية النصير الشاب الوسيم المحبوب لدى الجميع أبو يوسف . وداعا أبا يوسف وقد تركت الطيبة والبسمة عند رفاقك ورحلت عنهم وهم كانوا بحاجة ماسة اليك  .
خريف كوستة كان ممطرا وخاصة على الشريط الحدودي وأحيانا كثيرة المثلث الحدودي يمتاز ببرودة الطقس وكثرة الأمطار والثلوج وليس بغريب من أن يسقط الوفر / الثلج الجديد على الثلج الجليدي القديم والذي يشكل جسورا في المنطقة بحيث ترى الرافد المائي والسواقي المتنوعة خريرها لا يقبل من سماع صوت الطيران لتنوع مصادره وكثرة شلالاته ومياهه الباردة ، وفي ذات يوم من شهر 11/1980 كانت قد مطرت كثيرا بحيث نهر كوستا ( روبارى كوسته ) قد زادت نسبته الى أضعاف ما كانت تجري فيه .. وسرعة المياه وكثرتها شكلت عائقا أمام قدوم مفرزة قادمة من مقر بهدينان ، وكان الجسر الخشبي الرابط بين الحدودين قد هدمته الجندرمة التركية ، والرفاق تعبانين بعد قطع تلك المسافة .. رفاق المقر نزلنا الى حيث النهر الذي يبتعد عن المقر حوالي 150 – 200 متر ليس أكثر ، وكان الرفيق أبو حكمت في المقدمة لتجيك الوضع بعد أن شاهدنا رفاق المفرزة ينادون الرفاق في المقر وعبر أصواتهم الجهورة والخافتة أحيانا لكون التعب قد نال القسط الأكبر من طاقاتهم ، نحن في جانب والرفاق في جانب آخر وعلينا أن ننصب ونربط ( بؤسه ، أو بوصة ) كما تسمى ، أي السلك الرابط بين نقطتين أو جانبي النهر وهناك بوصات ثابتة أو مؤقتة وهي متكونة من الأسلاك الحديدية أو حبال متوعة وحسب الموجود .
أراد الرفاق من أن يجتازوا النهر في السباحة .... فلم يكن بمقدورهم ذلك لكون المياه كثيرة مشكلة عائق والخطورة ، الرفيق بولا زنداني وفي ذلك الوقت لم يكن زينداني بلقبه .. حاول تبسيط الأمور وتشجيع الرفاق من عبور النهر ... بحيث قال أنا سأعبر النهر ! وسرعان ما جاوبته ( به بياوان ده كرئ ) يعني فقط الرجال يتمكنون ! فهو مترددا الكلمة  يعني أحنة مو بكدها ؟ المهم تجرد عن ملابسه سوى السروال النصفي اللباس الداخلي .. بحيث عمل الحركات البهلوانية بأياديه وقطع النهر بسرعة البرق وعاد ثانية الينا بأعجوبة !!!! كيف يتمكن المرأ من قطع هذا النهر ذهابا وإيابا بهذه الجرئة وهذه السرعة .. فأستغربنا من الموقف والصورة ، ولكن ما أحد من رفاق المفرزة القادمة قدر من العبور ، فسرعان ما جمعنا موادنا ونصبنا بوسة للعبور وعبر الرفاق فيما بعد والبعض تردد من العبور حتى من البوسة لكون البوسة غير صالحة وغير نظامية وهم محقين بذلك .
برقية عاجلة ...                                                                                               
..........................                                                                                         
في المنتصف الأخير لشهر تشرين الثاني 11/1980 وصلتنا برقية مفادها من تشكيل مفرزة سريعة الحركة وقادرة على التحمل وحمل ما يمكن حمله من البطانيات والمواد الغذائية وخاصة الخبز وإيصال تلك المواد الى القوة القادمة وعبر المثلث ( خواكورك ) المؤلفة من الرفاق الأخوة من الحزب الديمقراطي الكوردستاني (البارتي) بقيادة الشيخ خالد وإدريس بارزاني والقوة متكونة من العشرات البيشمركة والمسؤولين قادمين من مقرات سلفانة ورازان وزيوة متجهين الى مقر كتينا/ميركه سؤر ، وهطول الثلوج الكثيرة في ذلك اليوم مما أدى الى تأخرهم في الطريق الصعب والشاق ، وفعلا تم تشكيل مفرزة من أكثر من عشرة رفاق محملين على ظهورهم المطلوب من البطانيات والمواد الغذائية ، ومن الصباح الباكر جدا خرجت المفرزة متجه نحو المثلث وعبر وادي كوستة الشهير .... ، ولكن متاعب الرفاق ذهبت سدى أي لم يكن بمقدورهم من لقاء الأخوة الرفاق في الحزب الديمقراطي الكوردستاني لكون قوة الديمقراطي سلكت الطريق الآخر والذي يتجه نحو  ( كلي ره ش ) الوادي الأسود ، وكانت الأمور في غاية الصعوبة وقد تجاوزتها قوة البارتي ، وفي الليل من نفس اليوم وصلت الينا البعض من تلك القوة الى مقرنا في كوستا والمتكونة من حوالي خمسون مقاتلا بيشمركة من الرفاق البارتي بقيادة حسو وحاجي ميرخان والمسؤولين الآخرين بحيث أستقبلناهم بكل حفاوة وعمل المواقد النارية للصباح الباكر لكون لم تستوعب قاعتنا الصغير لإيواء الجميع  ، ومن ثم الغذاء وجبة دسمة  كانت قد تناولناها مع البعض وبمناسبة قدوم قوات عمرت المنطقة، فأما وصول رفاقنا في نفس اليوم ولكن في وقت متأخر من الليل مما أصابهم الذهول !! أي كيف بمتاعبنا تذهب سدى والرافاق الضيوف موجودون في مقرنا ، وهكذا أصبحت متاعب الرفاق فرحة وضحكة بوصول مفارز الديمقراطي بسلام دون وقوع خسائر نتيجة الطقس الكارثي ، وكان القياديان كاك إدريس وشيخ خالد قد وصلا مقر كتينا من المعبر الآخر ، حيث كان في استقبالهما الدكتور سعيد بارزاني . وجدير ذكره كانت مع تلك القوات خيول متنوعة وأصيلة وجميلة بشكل بحيث كانت ترعى من قبل خيالة خاصة مهتمة فيها بشكل تستحق تلك الخيول من تقديم ما يمكن تقديمه اليها


74
مذكرات بيشمركة/49
كمين الجندرمة والرصاص
الذي أصاب الهدف

سعيد الياس شابو/كامران                                                                                       
2012.7.16                                                                                   
 
خريف عام 1980 م من القرن المنصرم .. كان بالنسبة لنا خريفا متعبا وفيه نقاط تحول وصور متنوعة أختلفت بعض الشيء عن الصور الاعتيادية التي تعودنا عليها .. فمن حيث الامكانيات المادية تغيرت الأمور من سيء نحو أفضل ، والحركة زادت بقدوم المفارز ووجبة السلاح المتخلف .. وصلتنا بعض الأسلحة .. المسدسات الجديدة .. بعض البنادق المسماة ب- (ماو) وفي العامية كنا نسميها (ماوه زير) والذي صنعت أبان الحرب العالمية الثانية وهي صينية الصنع وهي قادمة من الحدود السورية وتحمل الرفاق مشقات الطريق في حملها وايصالها الى المقر وهناك من قال بأن الأسلحة الجيدة تبقى في قاعدة بهدينان والنوع الغير المحبذ ترسل تدريجيا الى المقار البعيدة عنهم ! ، المهم استلمت البنادق من قبل الرفاق ووزعت وكانت حصتي (ماو) من الماويات .. لحين ذلك الوقت لم يكن لنا سلاح في حين رفض البعض من الرفاق من حملها أي البندقية ماو .. لكونها معقدة العمل والاستخدام نسبة الى بندقية الكلاشنكوف ، الذي تتوفر فيه مزايا جيدة وقليل العطل وسريع الرمي وحتى وزنه مناسب .                                       
 
كنت أرافق الأطباء الدكاترة والاداريين ..أحيانا الى قرى كوردستان تركيا بغية العلاج للمرضى القرويين والترجمة وشراء ما يمكن شرائه من مواد تتوفر في القرى وخاصة البيض واللبن والماعز  والحاجيات التي يمكن الحصول عليها مقابل ثمن ، ومن ثم العودة الطبيعية بدون أية معوقات تذكر ماعدى متاعب الطريق والحذر من التصادف مع الجندرمة التركية .. وفي أكثر من حالة تصادفنا ونحن في القرية وهم يشاهدوننا .. فيبتعدون عنا ..كما كنا نحن نفعلها .. أي نبتعد عنهم .. دون الخوض في التفاصيل !!
 
الجندرمة التركية .. حالها حال جيوش العالم تلتزم بالأوامر القادمة اليها من السلطات العليا ! والجندرمة التركية الحدودية وفي ذات يوم صيفي خريفي وبعد الانقلاب العسكري التركي الذي استلم زمام أمر الدولة في 12/9/1980 .وتغيرت الأمور والأوضاع من سيء نحو أسوأ عسكريا وعكست تلك الصور علينا في واقعها .. بينما كانت الأوضاع قبل هذا التأريخ طبيعية الى حد ما لو قورنت بالقادم من الأيام .
 
وكالعادة .. ألح النصير سعد الاداري من أن نكون معا في شراء معزة (بزن) من قرية ديركة وهي تقع في الجانب الآخر.. من الجارة تركيا .. وفي العصرية .. سرنا باتجاه القرية بعد أن أستلمت بندقية كلاشنكوف مع مخزن احتياط .. عبرنا الجسر الذي يربط الشقين والمعمول والمصنوع أي الجسر على الطريقة الفلاحية العلمية أو على الطريقة البيشمركايتية وطوله بحدود عشرة أمتار وعرضه حوالي متر ونصف، وبعد وصولنا القرية والحصول على البزن اللعين .. شلع قلبنا .. لا يرضى من أن يكون معنا وكأنه حاس من أن مصيره سيكون الذبح ! المهم نسحسله ونتوسل اليه من أن يطيعنا الى المقر ..... ومن ثم سنكون معه متساهلين !! دون جدوى .. وفي طريق العودة ... وإذ بالكمين المنصوب من قبل الأخوة الجندرمة !!!!!!!!!! من فوق قمة جبل و موقع عسكري مسيطر ... الرصاص يلعلع .. المفرد والصلي .. بحدود.. عشرة جندرمة يرمون علينا ..يمطروننا بوابل نيرانهم .. ونحن في موقع مبسط .. حقل زراعي مساحته تقدر بكيلومتر مربع وربما أكثر بقليل .... الرمي مستمر .. ومنذ أن أطلقت الرصاصات الأولى .. انبطحت عسكريا ومن ثم سحبت الأقسام وبأتجاههم .. أي الرامين علينا وأنهيت المخزن بثلاث صليات أو أربع .. من منطلق الدفاع عن النفس .. وبعد أن رميت باتجاههم ... أوقفوا الاخوة الجندرمة عن الرمي .. أي أصبحت في مخفى عنهم لكون الجبل أصبح عازلا بيننا .. بعد أن زحفت بإتجاه الجبل وهم من الفوق ونحن من التحت .. صاحبي ماموستا سعد الاداري .. عبر النهر خلال لحظات وعبر النهر وليس عن طريق الجسر وهو مستغربا ! كيف عبرت النهر بهذه السهولة  ؟!.. مبتسما وضاحكا .... وضحكته الحلوة .. وبعد حوالي ربع ساعة من الانتظار في موقعي .. تنفست الصعداء وأشاهد .. ماألذي حدث بهذه السرعة ؟! عبرت أنا الآخر والتحمنا في صفحتنا أي جانبنا وأصبحنا نرى بعضنا الآخر مع الجندرمة وهم ينظرون الينا بنواظيرهم .. بحيث لا يسمح القانون الدولي من أن يكون الاصطدام بيننا نافذ المفعول ! وبعد عبورنا صادفنا الرفاق في مقر عريف أحمد وأحمد برنو من رفاق (حدك) .. مستفسرين عما حدث مع الجندرمة ؟ فروينا لهم القصة .. وبعد الوصول الى المقر ومعنا البزن الحيوان الذي شعر بالغدر .. اتبعنا بسهولة بعد أن سمع أصوات الرصاص الناتو والجيسي !! وبعد حوالي ساعة نزلت الجندرمة الى موقع الذي كنت قد أطلقت النار منه .. ليبدءوا بتجميع كبسولات الرصاصات الفارغة التي وقعت في موقع الجريمة !!
 
وصلنا الى المقر .. أي مقر كوستة .. التف الرفاق حولنا .. سائلين عن الوضع ؟.. فشرحنا لهم القصة وبعد تفحص ونظر الرفاق الى وضعنا !! فسرعان ما لقى نظر الرفاق على السروال .. سروالي الذي أصابته  أطلاقات عديدة في القسم الوسطي والسفلي !! كانت لحظات عصيبة وحسبت في البداية بأنني مصاب ولكن دون أن أنزف دما !! كل هذا الرصاص وأنا سالم ؟! وبعد اللقاء بالرفيق أبو حكمت ومستفسرا عن وضعنا وهو ضاحكا ... ليش رموا عليكم ؟ والله رموا علينا .. وأنا رميت عليهم .. لم يرضى الرفيق أبو حكمت .. بردي .. بثلاثين اطلاقة .. بينما نحن بحاجة الى رصاصة واحدة ! فقلت لو عندي أكثر لرميت .. وهم الذين بدأوا وهم أمطرونا بنيران أسلحتهم والروح عزيزة يا هاورئ !!
 
وهكذا توخينا حذرنا فيما بعد .. وقللنا من الذهاب الى الجانب الآخر إلا في وقت الضرورة .
 
الرفيق القروي زلفي وابنه عوزير ..                                                                                   
...............................................                                                                                 
في صباح باكر.. من أيام خريفية جاء أبو عوزير ليطلب النجدة من مقرنا .. لكون الذئاب قد افترست ماشيته / حلاله ..بينما عوزير نايم في الحاضنة التي هي بجانب حضينة الماشية أو السياج الواقي من بعثرة الحيوانات وأن تكون الماشية محمية من الذئاب والدببة .. الحقوني .. الحكوني .... !!!! راح حلالي .. يصرخ ويستنجد بأعلى صوته ... هرعنا الى موقع الحدث والذي يبتعد عنا بحدود عشرة دقائق ... وإذ بعد الأخ عوزير نايم تماما ولا يتحرك له جفن ساكنا ... وإذ بالذئاب أفترست عدد غير قليل من النعجات وكان اللحم في ذلك اليوم لا يستهان به ! بينما الأخ زولفي قبل فترة طلب منا تعويضا للسبيندارات المقطوعة وخلق عندنا بعض المشاكل بعد مناقشات الرفاق حول حصوله على التعويض من حكومة بغداد بعد الترحيل . تحية لزلفي المقاوم .
 
سحب القوات العراقية من المناطق المتاخمة لده شتي برازكر ..                                                   
...............................................................................                                                 
بعد أن سحب الجيش العراقي رباياه وقواته من مناطق ده شتي برازكر ومنطقة حياة وده شتي هيرتي نسبيا .. أصبح هناك فراغا  تدريجيا .. مما أتاح لنا الفرصة من الحركة أكثر وزيارة المناطق والقرى المحرمة بالنسبة للبيشمركة .. وسواق اللوريات استغلوا الفرصة من جلب البضاعة المتنوعة وبيعها بأسعار تزيد عن سعر السوق العادية .. ومنها الدقيق/الطحين والرز والدهن والسكر وعلب كبيرة من حليب النيدو وقواطي سمك معتقة !!!!!!.. وحملة الرفاق على شراء وجبات محترمة من الطحين والمواد الأخرى .. بينما كنا نحصل على أرزاق عراقية تذهب الى الجارة تركيا ومن ثم تعود الينا بأضعاف مضاعفة وذك عبر القرويين الوسطاء والذين يستفيدون من الطرفين .
مام خضر روسي والرفاق الآخرين أبلوا بلاءا حسنا بجلب الأرزاق وخزنها في المقر .
 
العسل الكوردستاني ..                                                                                             
__________________                                                                                           
كلما تحدثنا عن العسل .... لا يمكن نسيان عسل قرى كوردستان التي شاهدناها وأطعمونا فيها العسل .. ومن ذلك العسل .. العسل الذي باقي طعمه لحد الآن .. عسل مدينة شنو ، نيركولا ، ستونئ ، روست ، يكمالا وغيرها من القرى المضحية .                                                                                 
وفي سياق حديث بيشمركة الحزب الديموقراطي الكوردستاني وخاصة الأخ حميد أفندي والذي يمتلك وله خبرة فيما يخص النحل وأنواعه وما يتميز به عمل النحل ونوعية العسل ومراعات النحل بعد استخراج محصول النحل أي العسل وابقاء حصته للموسم الشتوي لكي يقاوم الشتاء الطويل بعسله كمادة غذائية الى الفصل القادم ، وهنا لابد من الاشارة الى الوعد الذي وعدوا به الرفاق في حال تخصيص يوم لإنضمام رفاق من مقرنا الى مفرزة البارتي وذلك من أجل حملة لاستخراج العسل من خلايا النحل الموجودة في الكهوف والأشجار ولمدة يوم كامل .. فالرفيق الدكتور ئازاد سه رسور ، مع الرفاق الآخرين تطوعوا الى المشاركة في الحملة .. وفعلا في المساء جلبوا حوالي تنكتين كبيرة ملآنة بالعسل الجيد بالاضافة الى قوطية ذات خمس كيلوات ، فأما بيشمركة حدك والذين كان لهم باع طويل في تلك الخبرة أي جني العسل ومنذ سنين ........... ومن ذلك الوقت أصبحنا نجيد متابعة النحل ومكان إيوائه ومن ثم الحصول على المادة الثمينة والمفيدة والتي أصبحت لنا ذكريات مع المادة أي العسل .
 
والرفيق الدكتور آزاد .. تناول في المرة الأولى واستفرط بتناول كمية العسل وهو حار .. وخاصة بعد استخراجه من الشجرة ومن ثم اللجوء الى كسر العطش بالماء وهذا ما أدى به الى الهلاك لمدة ساعات !!!!!!!!! والى اليوم الثاني أصبح رفيقنا الدكتور في وضع اعتيادي .


75
مذكرات بيشمركة/48
بلا رتوش

سعيد الياس شابو/كامران                                                                                        
2012.7.9                                                                                   
 
وبدأت الحرب العراقية الايرانية في 22/9 أيلول سيبتمبر 1980 من القرن المنصرم وأسراب الطائرات تحركت من الصباح الباكر لتعلن طاحونة الحرب قد بدأت وأجراس الدمار والخراب والفساد  قد دقت بين الدولتين الجارتين !! وهنا لست بصدد الحرب بين الطرفين وما آل اليه الوضع بعد ثماني سنوات حرب ضروس بين الدولتين الاسلاميتين أو بالأحرى الدولتان الاسلاميتان الجارتان ، ثماني سنوات !!!!!!!! .
 
بينما كنا واقفين مع الرفيق النصير أبو حكمت / يوسف القس حنا .. عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي ... ونحن نتحدث عن بدأ الحرب بين الجارتين والصدمة التي لم نكن نتوقعها بالرغم من الحرب الاعلامية التي بدأت قبل بدأ الحرب الحقيقية .. ومن ضمن سياق الحديث والامكانيات العسكرية واللوجستية والجغرافية ومسائل أخرى .. فأبدى الرفيق أبو حكمت برأيه وهو لا يفرضه ! من أن الحرب ما تدوم لشهر واحد فقط ! وأبديت رأي بأن الحرب ستطول لمدة سنة ! المهم الحرب طالت ثماني سنوات عجاف !!!!!!!!.وفيما لو حسبنا وقت العمل في اليوم الواحد وثماني ساعات لليوم الواحد ..في هذه الحالة سيكون عمر الحرب 24 سنة .
وقبل بدأ الحرب ونحن في مقر كوسته .. كانت الجيش العراقي في منطقة ( ده شت برازكر)منطقة حياة قد ترك رباياه والبعض من معسكراته  قبل أيام قليلة من بدأ الحرب ونحن لم نعلم بالأمر ! إلا بعد بدأ الحرب وصلتنا أخبار بأن الجيش انسحب من المنطقة تاركين وراءهم أدوات متنوعة !
 
مفرزة سريعة جدا ...                                                                                               
__________________________                                                                       
وبمجرد وصول الخبر الى الرفاق في المقر .. شكلت مفرزة سريعة من حوالي عشرة رفاق غرضها تجيك الوضع ومتابعة ما حدث من متغيرات .. وصلت المفرزة الى البعض من الربايا وبقايا المعسكر .. وبعد التجوال فيها .. كانوا قد تركوا بعض الامور التي لا نستفاد منها .. إلا برميل فارغ بسعة 200 لتر .. جلب البرميل الى المقر بعد مشقات كبيرة تحملها الرفيق أبو آذار والرفاق الآخرين ..أي حملوه لمدة ساعات (5) وعلى أكتافهم وظهورهم رابطينه بالبشدين/الحزام الظهري متحملين الصعوبات الجمة من أجل أن يصنع من البرميل الفارغ .. التنور المستقبلي لصناعة الخبز .
 
مفرزة قادمة من بهدينان ......                                                                                       
__________________                                                                                         
وصلتنا مفارز متكونة من خمس أو ست رفاق أنصار بيشمركة بعد متاعب جمة في الطريق ومن ضمن الأنصار أبو روزا بهدينان وأبو كريم وأبو رضية وأبو أفكار وأبو سمرة ورفاق آخرين ، وقبل أن يصلوا بأمتار كان الرفيق أبو سحر قد تضايق بعض الشيء من الرفيقين أبو كريم وأبو روزا واللذان كان يمزحان معه بشكل محبب وغريب .. فقال الرفيق أبو سحر ... أي فرصة راح نشد أبو كريم ونأذي !! وبعد أن عرف اللعبة أبو كرييم فسرعان ما صاح بعلو صوته .. والكلمات التي تعودوا عليها فيما بينهم .. مزحهم الذي يبقى في القلوب ولا تنساه الذاكرة وطيبتهم وشهامتهم هي حية كما هم أحياء في الذاكرة والقلوب .
 
النصير أبو كريم هاج بحيث خمسة بيشمركة أنصار لا يتمكنون من الامساك به والسيطرة عليه بعد أن أجاد اللعبة وكشفها!! أصبح يضرب يمينا وشمالا وسحب الأقسام ! أي واحد منكم يتقرب مني أقتلكم !!! أخذ بوش الجميع .. فزاد من حبه للرفيق أبو سحر وزاد من مزحه وكلماته الجميلة .. كانوا الرفاق في منظمة التحرير الفلسطينية وفي سوريا الجارة  قد تعارفوا مع بعضهم  الآخر ومن ثم في مقر قاطع بهدينان منذ البداية مع الرفاق الآخرين .
 
أبو كرييم .. يطلب اجازة من أبو حكمت  وحتى المصاريف.. أبو حكو وبحيل صوتة .. حكمت ... للتحبيب يسمى بحكو.. أنا ما أعود الى بهدينان إلا بعد العودة من الاجازة .. ! أي يجب أن أزور ايران وآكل (جلوكباب)يقول أبو كرييم !! أبو حكمت يقول .. المفرزة جاءت بمهمة .. وعليها أن تعود ... ولكن دون جدوى .. أبو كرييم مع رفاق آخرين ذهبوا لأيام في اجازة قصيرة ومن ثم عادوا مشحونين بطاقة جلو كباب .
 
ثلاث كيلوات البهارات في النهر...                                                                                       
...........................                                                                                         
بعد كل القال والقيل .. ولا تكثروا الكاري والبهارات في وجبات الأكل !! ولكن دون جدوى ! .. وفي ذات يوم ومن الصباح الباكر وإذ البهارات التي حملوها الرفاق ولمدة أيام سيرا على الأقدام !!.. وإذ البهارات شاهدت نفسها غذاء للأسماك في نهر كوستة الشهير والقادم من مثلث الحدود .. مارا بقرية كتينة ومقر الدكتور سعيد بارزاني ، ومن ثم ليصب في الزاب الأعلى بعد مروره بمناطق وعرة ، البهارات أصبغت النهر بلون نارنجي وطعم لذيد .. وربما لأول مرة .. السمك يتذوق طعم البهارات وهو حي !! وفي المساء يبحثون الرفاق عن البهارات ؟؟؟ هنا كان محطوطا ! لا .. لعد وين ؟! أنا حطيطة بإيدي ! لعد ليش مباقي ؟! يناقشون الرفاق ويستفسرون .. الحيرة .. قابل طارت ؟!
 
ومن ثم أقول بكل برودة أعصاب .. روحو جيبوها من النهر ! لا يمعود .. قول (كول) غيرها ! ئي والله بالنهر !! غضبوا الرفاق .. مو خوش فعلة !! حتى الرفيق هيوا أبو شوقي الذي عنده قرحة ويعاني من الحرقة في المعدة  زعل على الفعلة تضامنا مع الرفاق الآخرين.. أبو حكمت لم يغضب أبدا .. وهو الآخر انتقد الفعلة ! المهم أصبحنا بدون بهارات وتعب الرفاق ذهب دون جدوى وليس بإمكانهم من الحصول مرة أخرى على البهارات !
 
ونحن بصدد الحرب والحديث حول..                                                                               
...........................................                                                                               
قلت للرفيق أبو حكمت ومن باب الميانة والعلاقة .. هاورئ لماذا لا تخططون وأنتم القادة في الحزب للقيام بالعمليات العسكرية ؟ وذلك من أجل إضعاف النظام واسقاطه ؟! فكان الرد سريعا في مخزون الرفيق أبو حكمت .. أنت كل عقلك تحكي ؟! فقلت ولم لا ؟! فقال بالحرف الواحد أي الرفيق أبو حكمت .. في لقاء مع أحد الكبار الروس العارفين والخبير  بشؤون العراق ... قال.. أنتم تضربون رؤوسكم على صخر (حجر)! ويقصد بالكفاح المسلح ! فإذن الخبير الروسي السوفيتي يعلم بالآلة العسكرية العراقية والمعدات والجيش وإمكانيات الدولة وجيشها وأجهزتها وامكانتياتها المادية .... فإذن ما العمل ؟!
 
إحدى مفارز الحزب الديمقراطي الكوردستاني/البارتي ..                                                           
_____________________________                                                           
بوصول الرفيق أبو حكمت زادت حركة بين مقارنا أي نحن ومقرات التابعة للحزب الديمقراطي الكوردستاني وترتبت أمور الاتصالات بعد أن زار مقرنا آمر المفرزة التابع الى مقر كتينة الأخ بهرام شيرواني والذي أصبح ضيفنا لليلة واحدة ومن ثم التداول في أمور المخابرة ( والشفرة) وكيفية الاتصال ووضع برنامج بخصوص ذلك ، وبعد ذلك قمنا بمرافقة الرفيق أبو حكمت لزيارة مقر كتينة ولأول مرة بحيث كان الدكتور سعيد بارزاني رحب بقدومنا وتحملنا المسير لساعات ذهابا وأيابا وخلال الزيارة تطرقوا البيشمركة الى مشاهدة حالة غريبة في نهر كوستة الجاري اليهم .. أي لون الماء متغير في ذات يوم وحسبوا من وضع مادة غير طبيعية في النهر من قبل السلطة والنظام العراقي ! ولكننا شرحنا لهم القصة ونحن الفاعلون وليس النظام .. ومن ثم اطمئنوا على ذلك .
 
 
الذي عاش تلك الأيام وحمل اسم البيشمركة النصير ..                                                   
.........................................................                                                     
من المعلوم .. وأجزم بالقول وثمة حقيقة يجب أن تقال .. بأن الواقع الحالي بالنسبة للبيشمركة القدامى .. مزري ومخجل وإن لم الحال مع الجميع ! ولكن العملية تحتاج الى دراسات مستفيظة ووافية وعقلانية وعلمانية واجتماعية وإعادة النظر بالتأريخ الأنصاري والاصغاء اليهم واعادة التقيم الخاص والعام ووضع النقاط على الأحرف وكتابة التأريخ النزيه وبأيادي نزيهة فيما لو بقيت تلك الأيادي !!
 
أنا والشهيد فؤاد ..                                                                                                   
......................                                                                                                     
بعد استشهاد الرفيق فؤاد ( توما كليانا ) إبن عنكاوا البار ووصول الخبر الينا بعد فترة ............. ، تألمت كثيرا لشبابه ، أي الرفيق فؤاد ومع الرفاق الآخرين قد جلسنا عند ينبوع الماء النقي في قرية ( هدنى ) وتحدثنا كثيرا وضحكنا ومزحنا .. لم يكن في بالي أن أفقده بهذه السهولة ... الشاب الشجاع البطل والمؤمن بما يحمله من أفكار .. الشاب الذي أحبه الجميع .. القروييون أكثر من غيرهم .. تحمل الكثير وشاهد مفارز عديدة وكان دائما في المقدمة ولم يحسب حساب الردة .. ولا التخاذل .. ولا الجبن ! فؤاد الذي قلبه أكبر من عمره وشجاعته أكثر وأكبر من خبرته .. فؤاد إبن العشرين ربيعا .. طريقة استشهاده تعبر عن مدلولات كثيرة .. فؤاد البطل .. التزم بما اتفقنا في مدينة مهاباد الايرانية عندما كنا في اجازة .. أي عدم التخاذل والاستسلام للعدو والاحتفاظ بطلقة أو رمانة .. لأن العدو الغاشم لا يستحق من أن يرى نفسه قويا ! فلا غرابة ول ا عجابة بجرئة الرفيق النصير فؤاد واللجوء البطولي .. من أن يفجر رمانته الأخيرة وبعد المقاومة البطولية الشرسة ونفاذ العتاد ..من اللجوء الى عدم الاستسلام ونيل شرف الشهادة البطولية .
 وفي كل يوم أذهب سرا للقرية .. هدنى .. أذهب لأجلس في نفس الموقع وحول العين الجميلة .. أبكي لفؤاد .. أذرف دموعا .. لحد آخر دمعة .. أنظر يمينا شمالا .. من أن لا .. يشاهدني ويراني رفيقا من رفاقنا البيشمركة من الطرفين أي نحن والبارتي .. أبكي بكاءا .. الى حد آخر دمعة ومن ثم أعود لأبدا بالشعر الشعبي والذي يلهمني وأياه الوضع التعيس بعد استشهاد النصير فؤاد .. ولمدة طويلة .. وفي العودة يشاهدونني رفاق .. ها .. وين رايح يوميا لوحدك ؟! ، أضحك وكأنه ماكو شي !! وأحيانا الشاطر يقول .. أشوف عيونك محمرة ؟! لا .. ماكو شي .. يجوز حساسية ! وما نايم الليلة !
 
مع الرفاق ..                                                                                                               
....................                                                                                                             
في طلب الرفاق من توفير اللبن ( الروبة ) وتوفيره من القرية الواقعة في الصوب الآخر ..ديركة.. من أن نشتري جدرية لبن بعد تحسن الوضع المادي نسبيا بعد قدوم الرفيق أبو حكمت وجلب ( الدولارات ) من قبل الرفاق .. والله لم أكن أعلم بأن شكل الدولار ولا رسوماته .. بس سامع بأنه النفط العراقي يباع البرميل الواحد بسعر 25 دولار في ذلك الوقت واليوم تضاعف الى أربع مرات وحسب الطلب !!!! وسأكتب في يوم من الأيام مقالة بعنوان ( طاح حظك ياعراق!) طاح بختك يا عراق وأقصد هنا العراق الدكتاتوري والفدرالي !! ، وأحيانا نذهب أكثر من رفيقين للقرية .. وفي هذه الحالة أصبح مترجما للرفاق وأهل الدار  ، ونجلب قدر من اللبن الحامض ليكون وجبة فطور مشهية ولذيذة !!
 
لحم الحصان اللذيذ ..                                                                                               
..........................                                                                                                 
الحاجة أم الاختراع .. يترددها العراقيون القدامى والجدد .. ندرة اللحم وشحته .. وفقدانه .. وغلائه .. وبخل الاداري لو صح التعبير .. وعدم توفر الأسواق .. المولات ( هلا أربيل – هه لا هه ولير) ماجدي مول !! حاجتنا الى اللحم .. كانت كحاجة الرضيع الى حليب أمه ! أو العاشق الى عشيقته .. أو المقاتل الى سلاحه أو المحتاج الى عطف وسخاء الحكومة عليه !! أو حاجتنا الى اللحم .. كانت كانتظار الشاب الى يوم زواجه .. أو الأرض العطشانة الى قطرات الندى أو زخات مطر خريفي .. أو حاجة راكب الخيل الى فرسه .. أو حاجة الجسم الى بروتينه .. أو المدمن الى كحوله .. أو المدخن الى سكارته .. أو المصلي الى كنيسته أو جامعه أو لالشه أو كنوشتته .. أو .. أو .. أو .. الخ .
في كل اسبوعين يسمح من أن يشتري الحزب أو بالأحرى الاداري شيء أسمه ( سخلة/ بزن ، أو غنم أو نعجة ) وأحيانا تزيد المدة لأسباب !! ويلوحك لو مايلوحك نص ربع كيلو أو ربع كيلو مع العظم .. أنت وحضك ! لو تصير اسهال بلحم البزن لو لا ! وفي حال لا .. فأنت محظوظ ! وفي حال بلي ! فعليك البحث عن المضادات !! حبوب منع الاسهال ! لو يكون عندنا ضيوف لو لا !! وفي حال عندنا ضيوف .. فأوتوماتيكيا تقل حصتك .. وفي حال الذئب يتقرب ويأكل نصف المعزة والحرص غافي كما حدث في ذات مرة في مقر كوستة .. بحيث أكل الذهب أكثر من نصف الفريسة !! وفي هذه الحالة انتظرنا اسبوعين آخرين !! لذا البحث عن لحم الحصان ..هو خير بديل ومو حرام .
أبو عادل الاداري كان يقول فيما لو لم يكن العظم باللحم .. فالبيشمركة ما يرتاح ولا يشعر بأنه مستذوق طعم اللحم .
الرفاق في زيارتهم للقرية .. هدنى .. عجبهم من أن يصيدوا حصان ( بري) وللحيوانات البرية في كوردستان قصص !! ممتعة وكثيرة .. وصل الخبر الى المقر بوجود لحم كثير بعد أن جلبوا جزء من الفخذ ! الله دائما بجانب الفقراء والمساكين والمعوزين والمبدئيين والغرباء على وطنهم !!!!!
 
ها خير .. والله صدنا حصان .. مترددين الرفاق بالفعلة ! بين الرضي واللا موافج .. الأكثرية وافقت وذهب الرفاق لجلب المزيد من لحم الحصان .. ويقال أن في أوزباكستان أحدى جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق .. لحم الحصان هو المفضل عندهم .
 
جيبو اللحم جيبة والمايريد ما يعيبة !                                                                           
..................................                                                                           
بدأنا بطبخ اللحم .. أطيب كثير من الماعز وغيره .. أنظف بكثير من اللحوم الأخرى .. ملينا من سلق اللحم .. فكرنا بالشوي .. عارض الرفيق بولا الأخرس من تناوله .. يحرض ضد كل من يأكله .. أصبح يشاهد ويشم طعم الشوي .. الكل ملتزم ماعدى الرفيق بولا الأخرس .. وفي اليوم الثاني لم يقاوم الوضعية أبدا .. وهو مستفسرا ؟ هل هذا طيب ؟ الكل يمدحون به .. وبعد ذلك لم يفسح مجال إلا وكانت عيدانه الخشبية ملآنة باللحم الطازج .. وهكذا كسرنا الطوق والعيب ولا يجوز وبالأخير يجوز .
 


76
مذكرات بيشمركة/47
الحركة المستمرة والتغير

سعيد الياس شابو/كامران                                                                                       
2012.6.24                                                                                     
 
صيف عام 1980 كان مفعما بالحركة المستمرة والدؤبة بالنسبة لنا .. فمن ناحية المقر في كوسته .. توسع بعض الشيء والرفاق الأنصار البيشمركة أصبحوا يبحثون عن التغير وخاصة بعد أن جلبنا مولد الكهرباء ! والحديث عن الطريق وجمال مدينة أورمية/رضائية الإيرانية وخضارها المريح للعقلية الانسانية وأسواقها المعمورة بالبضاعة المتنوعة .
في إجتماع موسع لأنصار المقر والذي قادوه الاجتماع الرفاق أبوعلي الشايب ، مام خضر روسي ، أبو داوود .. والذي تم تناول أمور عديدة فيه ومقترحات وأسئلة ومناقشات وأجوبة .. رفاق طلبوا الاجازة للسفر الى جمهورية ايران الاسلامية لمدة اسبوع + الذهاب والاياب .. حصلت الموافقة ، مقترح بأن يلتزم الرفاق المسؤولين مام خضر وأبو علي الشايب .. بأن يلتزموا بالخفارة بعد أن طرحوا فكرة الاعفاء عنهم لكثرة انشغالهم والمسؤوليات الملقاة على عاتقهم .. أصريت على أن تكون حصتهم من الخفارة حالهم حال الرفاق الآخرين ..................... ، نجحت الفكرة والتزم الرفيقين مام خدر وأبو علي بالفكرة مشكورين وقابلين بالمقترح !
 
المزح والنصب كان موجودا ..                                                                                           
______________                                                                                           
حياة الانصار لم تخلوا من النكتة والشقة والمزح والنصب والجدية ! طرحت الفكرة من قبل الرفاق ... محتواها ثمة فكرة انشقاق في الحزب وذلك بالخيارين 2 ، الأول الرفيق عزيز محمد ينوي الكفاح المسلح والرفيق ملا نفطة يروم الكف عن الكفاح المسلح والالتزام بالخيار السلمي والتفاوض مع السلطة وما شابهها من أفكار .. مجموعة رفاق قسم منهم استشهد وقسم باقي بالحياة الله يطول بعمرهم ... ناقشوا وطرحت الفكرة لإبداء الرأي بين الحلقة الضيقة والمتفقين عليها .. مع من أنت ؟! وكان الضحية النصير نهاد الحلاوي ... فكان رأيه مع المساومة وبعد أن انكشفت اللعبة ... أصبح النصير في موقف محرج للغاية ومن ثم أختار طريق الخارج مودعنا بعد القيل والقال !
 
جيفكوف يزور بغداد !                                                                                                   
________________                                                                                             
الوضع الذي كان قد أزعجنا أمميا ونحن مخلصين للأممية زيارة الرئيس البلغاري ( جايفكوف الى بغداد !) أصبحنا نسميه بدل جيفكوف .. جايف كوف !                                                                 
 
كثرة الالتزامات بالنسبة لي !!!!!                                                                                     
___________________                                                                                     
المخابرة ذات مسؤوليات عديدة ومنها الفنية .. أي تشغيل المولد وشحن البطاريات والاعتناء بالجهاز والعمل على الشفرة وحمايتها !! وتدبير الاتصال لوجبات ثلاثة على أقل تقدير .. لإعطاء الموقف وحتى صياغة البرقيات وارسالها عبر المورس واستلام البرقيات وفتحها .. جلها تحتاج الى الذهنية الصافية والراحة المفقودتين أصلا من قاموسنا الأنصاري . نصبنا سلكين للكهرباء للقاعة والغرفة .. عند شحن الباتري .. نرى النور الكهربائي ويستغل من قبل الرفاق للقراءة وو...... ، أنهض في الصباح الباكر لأسقي مزرعتنا المتواضعة ، ومن ثم التهيئة للأتصال ، جلب الحطب ، الخفارة – الخدمة الرفاقية ، استقبال الضيوف والترحيب بهم والترجمة المباشرة عند الحاجة في المفارز القصيرة وليست عبر (كوكل)، البناء ، الحراسة ، تحضير الطبخ السريع للمفارز القادمة من مناطق أخرى ومنها مفارز حزبنا الشيوعي ومفارز الحزب الديمقراطي الكوردستاني والأحزاب الأخرى ، العل اقات مع مقر الأخوة في الحزب الديمقراطي الكوردستاني وتأمين برقياتهم من والى م س ، تهيئة العجين للخبز عندما أكون في الدور ، تهيأة الحمام واحمائها للمفارز التي تقدم الينا ، أصبحت حلاق عند الحاجة وفي ذات يوم حلقت رؤوس 17 رفيق فيما بعد ، المشاركة في المفارز القريبة في ذاك الصوب وعبر النهر الفاصل بيننا للترجمة وشراء (البزن) الماعز .. أي كوردستان العراق وكوردستان توركيا وأمور أخرى هنا وهناك .
 
الزيارات اليومية لقرية القروي الفلاح  زولفي ( هدنى ) من قبل الرفاق من أجل الحصول على الفواكه والتغير من الجو الممل للمقر والحار جدا .. صيد السمك والسباحة في النهر .. دوري الشطرنج بين الأنصار .. الخبز الجديد لم يكن ..كخبز الصاج ! خبز الرفيق النصير بولا الأخرس الخباز الجدي والنظيف والمثابر والخبير في كل شغلة يجيدها وهو محاضر جيد لمن يفهمه وحطاب جيد وملتصق بالحزب منذ طفولته . القروي زولفي .. يطلب التعويض بدل السبيندارات المقصوصة وفعلا ناقشت الفكرة وحصل على التعويض .. بعد أن كادت الفكرة من أن تخلق مشكلة ..لكون زلفي حصل على تعويض من قبل النظام العراقي الذي رحل آلاف القرى في الشريط الحدودي.
 
الأنصار الأبطال                                                                                                         
*************                                                                                                     
الرفيق النصير أبو سحر ..                                                                                               
لم أرى ولحد اليوم من أن يكون هناك رفيقا مخلصا للحزب والشعب والوطن والمقر وبصفاته الايجابية وقلبه الكبير ... أبو سحر / ناصر عواد ، وهذا لا يعني من أن الرفاق الآخرين يمكن التقليل من تأريخهم  أو التقليل من شأنهم الشخصي والنضالي .... وإنما أبو سحر نموذجا للأخلاق العالية والطيبة التي هي موجودة عند الكثيرين ولكن أبو سحر هو النموذج الأفضل وهذا رأي الشخصي .. مقترحات خدومة تضحيات جسيمة .. جمع ما يتمكنه من جمعه من الأنصار ووضع المبلغ في جيب الرفيق المحتاج والمسافر عند الحاجة أو المرض .. الاهتمام بالمقر .. وجه يبتسم في أشد الأوقات .. قالوا ثمة تقدم في ذات يوم .. نحن غير مسلحين .. توزعنا مع بيشمركة الأخوة حميد أفندي وعريف أحمد وأحمد برنو .. صعدنا على قمم الجبال بيشمركة من البارتي وبيشمركة من الشيوعي ومن الصباح الباكر وحتى الرابعة عصرا .. بسبب تسرب اخبارية بخصوص انزال القوات العراقية في المنطقة ومن ثم التقدم .. معنا خبزات وماء !! كانت الحميمية موجودة .. أبو سحر يتفائل ويقول ( قواويد وين الروح الى هنا لاحقينة )؟! والضحكة لا تفارق وجهه ووجوه الرفاق الأنصار .. كلهم مستعدين للمقاومة والبطولة والفداء وتحمل الصعاب .. الدعاية عززت العلاقة بيننا أي بين بيشمركة الحزبين .. كانت النيات صافية ، حسن التفاهم .. توزيع الهمم والمواقف وليس الثروات !! الكل يعمل من أجل انجاح المسيرة . جاء الرفيق النصير المخابر زمناكو أبو سرباز ليصلح العطل وعاد بسرعة الى ناوزنك مشكورا .
 
عادت مفرزة الرفاق حاملة معها عدد من الكيلوات ( البهارات الطيبة ) !! الرفاق انتعشوا واستمتعوا بعض الشيء وتغير من مزاجهم وأكلوا (جلوكباب)الرز.. فوقه كباب .. أكلة مشهورة في ايران الشاه ومن ثم في الجمهورية الاسلامية ، تغير 180 درجة ، الرفاق في مفرزة التغير أبو وفاء،أبو هاشم بعد لم يستشهد في ذلك الوقت وأنا أجحفت بحقه وكان استشهاده بعد فترة ، أبو سحر ، أبو حازم ، آزاد ، أبو نضال ، أبو سلمى .
عادوا حاملين بعض الحلويات والبهارات الحارة .. بينما نحن نشتكي من الجالي والحرقة في المعدة لكون غذائنا الرئيسي لو تواجد ؟! فهو متكون من الفاصوليا اليابسة والحمص والعدس كوجبات أساسية وبطاطا وبعض الامور الأخرى وهذا كان واقع الحال آنذاك !!!
 
 
 
مهلا يارفاق بإستخدام البهارات ! ولمرات عدة وأسابيع ...... طالت المسألة دون الاصغاء أو الالتزام بما نقوله !! يارفاق كفى من تكثير البهارات في وجبة الغذاء ! ، دون جدوى والسماع والاصغاء  الى رأينا !! الرفيق هيوا أبو شوقي كان يعاني بشكل لا يطاق من معدته .. ولكن لم تكن هناك مطاعم خاصة أو رستورانات لنغير من وجبتنا الغذائية ! فصرحت وقلت ... رفاقي الأعزاء بأمكانكم أن تضعوا ما يحلوا لكم ولكن بعد الفاصل ! أي أعزلوا لنا قليل من الأكل قبل وضع البهارات في الطبخ ! أو.. ضعوا في مواعينكم .. كل لحاله .. وأتركونا من أن نأكل وجبتنا !! ولكن وبعد كل الكلام المعسول .. دون جدوى .. صرحت بأنني ناوي من أن أخبط البهارات في النهر أو الرافد الكبير في كوستة وسنخلص منها !! حسبت بأن الرفاق قد تحملوا الكثير من متاعب بحمل الكيلوات في الطريق ولمدة يومين !! ولكن لم يصدقوا بكلامي وسبق م ن أن أحرقت الشطرنج لآسباب أخرى ووضعت الشطرنج في الموقد لتحترق وليرتفع منها  دخان غير عادي .. وبعد الاستفسار عن الشطرنج ؟! قلت أذهبوا ها هي أصبحت رمادا !!! الرفاق كانوا في غاية المحبة والتقدير والانزعاج من الفعلة !! لم يصدقوا لحد اليوم !
 
الرفيق أبو حكمت وصل الى كوستة بعد اجراء العملية                                                             
__________________________________                                                           
بمجيء النصير أبو حكمت العضو القيادي في الحزب الشيوعي العراقي تغيرت الحركة وانتعش المقر بالزوار من البيشمركة والمسؤولين وحتى القرويين المهنئين .. الوضع المادي تحسن بعض الشيء ، عاد أبو حكمت وفي جيبه كيس وضع فيها 16 حجر ملون ومختلف الأحجام كانت بذمة كليته ... بعد إجراء العملية لاستئصال إحدى كليتيه وهو قادم من الجارة سوريا . وفي نفس الوقت حدثت أمور تكاد لا تحمد عقباها لو لا إيجاد الحل والحراسة المشددة والدائمة لتلافي الأشكالات .
 
الأيام تركض ونشطت حركة الأرزاق والمفرزة قادمة من بهدينان فيها الرفاق ومنهم أبو روزا وأبو كريم ورفاق آخرين .. مفارز صغيرة .. كان الحدود مراقب ومفارزنا تتحمل المزيد من السير لكي لا تقع في شباك العساكر والربايا ورؤية الطيران !!! الحرب العراقية الايرانية لم تبدأ بعد !
 
بوصول الرفيق أبو حكمت .. عقد الاجتماع الموسع للحديث عن الآفاق والتطورات القادمة وحياة الأنصار ... وفي ذات يوم صباحي خريفي من شهر أيلول .. وفي صباح يوم 22/9/1980 واقفين أنا والرفيق أبو حكمت عند مفترق الطريق والذي يتبعد عن المقر حوالي خمسون مترا ... نتشمس بعد أن حلوت الشمس في ذلك اليوم وبعد النهوض المبكر .... وإذ بسرب من الطيران قادما من ايران وبإرتفاع منخفض متوجها الى العراق ليقصف


77
مذكرات بيشمركة/46
الملح .. المر ! علقم !

سعيد الياس شابو/كامران                                                                                           
2012.6.17                                                                                         
 
البناء والعمل المتنوع .. كان يحتاج الى جهود وطاقة وهمة .. وكل من طرفه أي البيشمركة لا يبخلون بتقديم الأفضل والمزيد وبالرغم من نوعية المواد الغذائية وشحتها .. إلا أن عزيمة الأنصار البيشمركة كانت الأقوى متجاوزة حالة الحصار وشحة المواد الغذائية ورداءة نوعيتها وتقنين الاداريين للحصة ومفاهيمهم المتغيرة من نصير الى نصير .. لذا كانت معانات الاداريين لا يحسد عليها ! العمل اليومي يتطلب النهوض الصباحي المبكر .. التحطيب .. نقل الأحجار لغرض البناء ومن مسافة .. نقل الأشجار المقطوعة للبناء .. قطع ( الجلو ) لاستخدامه في عملية البناء ( للتسقيف ) ، حفر وتجميع التراب وجبله أي عمل خبطة ليصبح طينا صالحا متماسكا للبناء .. العمل من أجل ترتيب حقل صغير لزراعة الخضروات الصيفية ، الطماطم ، القرع ، البصل الأخضر ، الخيار وما يتوفر من شتلات و البذور التي يمكن الحصول عليها ، وتهيئة وجبات الأكل .. العجن والخبز .. الحراسات النهارية والليلية وغسل الملابس وعملية الحفر والبناء .. جلها مطلوبة ! وخلال الشهرين أيار وحزيران 1980 من القرن المنصرم كان العمل لا يقبل التأجيل ولا التأويل ، والمطلوب الأكثر أهمية هو تدبير المواد الغذائية لأكثر من ثلاثين (30) نصيرا في قاعدة كوستة .
 
بين فترة وأخرى نقوم بزركة .. يتم تشكيل مفرزة صغيرة من مجموع أربعة أو خمس رفاق ليتجولون في بعض القرى في كوردستان توركيا للحصول على الأرزاق الذخيرة سواء كانت محمولة على البغل / الحيوان أو حاملين الأرزاق على ظهورنا ولساعات ثلاث وأكثر .. وبحوالي ( 30-40 ) كيلو للنصير الواحد من أن يحملها ..  أرزاق- أي مواد غذائية منها الدقيق/الطحين والعدس والفاصولية اليابسة والسكر والبعض من المواد الأخرى ....... وآخرهم الملح المر !
 
قصة الملح المر !                                                                                                     
..........................                                                                                                       
 أتذكر قصة الملح المر التي جلبناها وحاملينها على ظهورنا ومعتزين بها أكثر من كل شيء آخر .. لكونها الملح هي ديمومة الحياة وحياة البشر .. ولا يجوز تناول وجبات الغذاء بدون الملح !!! والمشكلة الأتعس والتي دمرتنا لمدة شهر ألا وهي ( الملح الحيواني المر )!
في نهاية فصل الربيع وبداية الصيف يقل مخزون الفلاحي القروي للمواد الغذائية المخزونة لفصل الشتاء ، وبعد حصولنا على ملح الذي يستخدم للحيوانات الماشية ، ملح خشن وليس ناعم .. كان الملح مرا .. علقما .. لا ينجرع ! كلما يقول الرفيق الاداري أبو سلمى للنصير الخفر .. اليوم لا تستخدم  .. بعد الملح عن الطعام !! فالطعام طعمه غريب .. لا ينجرع .. يشكل عند الانسان وضعا تعيسا .. فكيف بالبيشمركة الذي يعرق جسده وهو بحاجة الى الطعام المالح ؟! فكيف يكون الحال الطعام بدون ملح ؟! ومن ثم في اليوم الآخر .. يقتنع الاداري ومعه الرفاق ................................... بوضع الملح في الزاد والطبخ .. فيصبح الطعام ( قزل قرتا ) وبعيدا عن أحترام الزاد والطعام ... ثم يأتي توجيه في إضافة السكر على الطبخ المقسوم لكي توازن المعادلة .. فيخرح الطعام أصخم وأتعس ! فلا ينجرع .. ما يقارب الشهر تحملنا في كوستة الملح المر !
 
وخلال الشهرين أيار وحزيران من عام 1980 ، كانت الوضعية أثرت على الرؤية  وضعية النصير وذلك بعدم الفرز ومعرفة وتشخيص الفرد ، وهذا ما أثرنا به لأوقات قصيرة .. وكانت قد أثرت علية شخصيا ، أي لا أميز الانسان لأمتار معدودة قليلة جدا ! وكنت لا أبوح ولا أشكو من ذلك .. إلا بعد افصاح بعض الرفاق عن واقع الحال من ذلك الأمر .. أي هم يعانون من القصر في البصر نتيجة سؤء التغذية والعمل المستمر وقلة الراحة ..  ! تحية للرفاق الذين تحملوا وعانوا من الملح المر في قاعدة كوستة !
 
قصة الكبرة !                                                                                                         
.....................                                                                                                         
الكبرة .. عادة يرتكز بنائها على أربعة ( أستوندات ) جذوع قوية لعمل الكبرة ويحمينا في الحراسات من حر الصيف ومن ثم يصلح للمنام في الصيف تحته لكونه يشكل ظلا ويحافظ على مقاومة حرارة القيض الملتهبة والتي تصل أحيانا الى أكثر من 45 أربعين درجة مئوية في المناطق الجبلية  .
 
كلما نبني الكبرة ونسقفه- ها- بعناية والطين فوقها .. إلا أنها بعد ساعة أو أكثر .. تسقط الكبرة ! ولمرات ثلاثة خلال اسبوع واحد .. زعل وأغضب الرفاق والرفيق أبو على الشايب أكثر من الجميع لكونه مهتم به أكثر وذلك من أجل قضاء ساعات تحت الكبرة .. وأخيرا تركنا الكبرة لوحدها وكأنها مقصوفة بالطيران وأصابها الخراب والدمار!
 
أنجز بناء غرفة المخابرة والجهاز بعده لم يعمل بسبب عدم وجود الشحن أي مولد كهربائي يستخدم لشحن البطاريات ، تم بناء موقع للتنور ومن صخور كبيرة مسطحة صنعت خصيصا .. لتستخدم بدل التنور العادي ، والحمام أكمل بنائه (( على الطراز الغربي ))!! المتطور تدريجيا بحيث طورناه فيما بعد أن حصلنا على جدورة / قدورة كبيرة تستخدم لإحماء الماء داخل الحمام والموقد يكون خارج الحمام / الطريقة الأنصارية المتطورة .. قليل من الدخان يدخل الى الحمام بحيث أن لا ينزعجون الرفيقات والرفاق من حمام كوستة الشهير عند الاستحمام وغسل الملابس .
وفي ذلك الصيف واُثناء موسم زرع الخضروات والفضل يعود للرفيق أحمد شامي / مام طه / مام هزار  حرف الزاء بثلاث نقاط .. أي علمنا وعلمني الاهتمام بهذا الحقل المهم في الحياة الأنصارية لما له من أهمية غذائية ومردود جيد على الواقع الحياتي للأنصار ... ، حفرنا الأرض بأظافرنا أن صح التعبير .. لكون المقر فيه القليل من المواد التي تستخدم في حراثة الأرض .. مجرفة تحفر ولا تحفر !! ..هيم / باري ، ما أدري من أين حصلوا عليه الرفاق ؟! ربما كان موجودا منذ فترة !
فأما المحصول في ذلك الصيف الذي ساعدنا بتناول الكثير من الخيار والطماطة والخضروات الطيبة الذيذة .. بعيدا عن المواد الكيماوية .. خالصة من كل الشوائب المؤذية .. بحيث في ذات يوم من شهر آب اللهاب .. حسبت ( 45 ) طماطاية  في شتلة واحدة منها محمرة ومنها من هي خضراء وذات أحجام متفاوتة .. نوعية جبلية تقاوم .. مياه نقية وباردة .. السقي صباحا أفضل من مساءا .. كانت الطماطة والخيار الوجبة .. كاملة الدسم ! في الصيف وخاصة بعد حصولنا على الملح الصالح للطعام .
 
كانت الأشجار قد أثمرت .. البعض منها كالتوت ونوع من الفاكهة في دور النضوج .. الكوزه لة تستخدم بدل الكرفس والرشاد .. صيد الاسماك الصغيرة في وسائل و طرق بدائية .. المناقشات حامية .. التهيئة للسفر الى رضائية لشراء مولد كهربائي من الجارة .. الجمهورية الاسلامية الايرانية / جمهوري اسلامي ايران ، والمفرزة المرتقبة المتكونة من مجموعة رفاق .. مام خضر روسي ، أبو داود ، كامران ، ملا عثمان ورفاق آخرين ..!! .
 
ما فائدة جهاز اللاسلكي دون العمل ؟!                                                                               
...........................................                                                                                 
شكلت المفرزة السريعة لتكون ذات مهمة سريعة وعاجلة !! قطعنا المسافة من كوستة الى كجلة ومن ثم زيوة .. المجمع السكني بمدة يومين سيرا على الأقدام وبهمة واصرار وفي طريق لم نسلكه من قبل.. في السابق وحسب الوصفة .. والطريق الذي لا يمكن من أن نسميه طريقا .. لكثرة صعوداته ونزولاته ووعوراته وتعرجاته وسنونه الصخرية وخطورته الحدودية ! وصلنا الى قرية كجلة .. للمرة الثانية في غضون شهرين .. نزلنا الى مجمع زيوة نبحث عن أصدقاء ومعارف ومن يقدم لنا يد العون .. كلها أمور شرعية وطبيعية عندما يحتاج الانسان ويقع في الغربة .. !!
كانت زيارتنا الأولى لبيت البيشمركة المناضل وعائلته المضحية .. أهل رواندوز التأريخية .. كاك سعيد ميرخان وزوجته الحنونة الأخت الكبيرة ( خونجة ) وابنه آزاد وأفراد عائلته الموقرين / تحية من القلب وشكرا لكم أيها الطيبون الكرماء  ساعدتونا وأنتم محتاجين .
 
كانت ضروف معيشية صعبة .. آفاق وأحلام وهموم مشتركة .. عائلة العم سعيد ميرخان كانت على معرفة مع الرفيق مام خذر روسي في رواندوز .. عندما كان مام خضر كادرا في رواندوز أيام العز ! استقبلونا بحيث أن نخجل من أنفسنا .. رحبوا بنا أجمل ترحيب .. الحمام وغسل الهدوم تغير الملابس .. القسمة من طبخ الوالدة أم آزاد .. وبين لحظة وأخرى يرحبون بنا .. به خير بين سه ر جاوان ! علرأس وعل عين ... وهكذا طول الوقت . وفي السيارة .. الى المدينة الجميلة رضائية وفي الفندق مكثنا يوم واحد وفي اليوم الثاني .. حصلنا على مولد  أكبر من الحجم الصغير .. تم شرائه من محل بعد متاعب كثيرة لكوننا لم نجيد التجوال في المدينة ، ((( ومن اللطافة في الفندق وبعد العشاء .. طلبنا شاي .. أي استكان شاي ! ومن ثم جلب عامل الفندق قوري شاي خفيف خفيف ... وبعد طلب الشاي السنكين الطوخ !! فحار العامل ومن ثم صاحب الفندق .. فجاب أكياس الشاي ليبتون .. لكل فرد كيس .. وسرعان ما طلب الرفيق أبو داود .. المزيد من الأكياس والمزيد من السكر الناعم .. وهذا ما أغصب صاحب الفندق .. وحسب بأنه سيستفلس في حال بقائنا لمدة طويلة كنزلاء الفندق !!!! وفي اليوم التالي عدنا الى  مجمع زيوة .. حاملين المولد الى بيت العم سعيد ميرخان ومن ثم بقاء يومين آخرين في المجمع ومن ثم العودة الى قرية ( كجلة) الحدودية محملين بعض الأرزاق للمقر عبر تأجير البغلين من القرية ليجلبا البضاعة أصحابهما بعد أيام الى مقر كوسته مقابل أجور .
 
وفي العودة مساءا أي بعد أن أظلمت الدنيا بعض الشيء وصلنا الى منطقة المثلث ونحن نازلين الى مدخل وادي المؤدي الى العين الشهيرة ومياهها المعدنية العذبة ( كاني خاسكى ) ، مياه وفيرة تخرج من الجبل .. باردة نقية .. كميات وافرة .. تدخل الرافد المؤدي الى كوستة .. مخيم لأصحاب المواشي أهل كويستانات النشامى .. استضافونا في ره شمالاتهم / خيمهم المنسوجة من شعر الماعز .. عدة كاملة .. فراش وكأنه نيام في فندق المدينة .. عشاء خاص .. الرز وللحم وفي هذا المكان المثلثي المعزول عن عالم الحضارة .. أناس يستحقون كل التقدير والاعمار والمكافئة ، من كثر البرد وخرير المياه ونباح الكلاب الحارسة للماشية .. بالكاد من أن تغطس عيونك وتقودك للمنام .. ليس بالمهم المنام وأنما البطن شبعانة .. وفي الصباح الباكر .. لم يكن بمقدورنا من غسل وجوهنا بمياه العين والرافد الجاري !! .. الفطور كان جاهزا .. بعض الديوكة نهضت متأخرة .. وكأننا في قرية .. عصرية .. وجبة ريوك كاملة الدسم .. نار وجمرات حارس الغنم الراعي لا تزال موقدة .. حطب وفير لا ينتهي .. جبال شامخة .. تمنينا من أن نصبح أصحاب البلم واليخت وننحدر مع انحدار المياه وليس العودة في الطريق الذي قادنا للوهلة الأولى المواقع العاصية والمتعبة ، ومن ثم واصلنا المسير في طريق العودة وبمحاذات النهر صعودا ونزولا .. وكانت في أحيان كثيرة نساعد البغل على محنته وعدم وقوعه من القطوع ونمسك بذيله محاولين ومقدمين له مساعدات مباشرة ... فأما البغل ونحن .. طر ... وآنه طر .. فيخبط تنفيسنا ويقودنا الى الارتياح وتطهير البطون من الغازات القاتلة والله يذكرك بالخير يا رفيق عباس على السوالف !!
 
عدنا محملين بالمولد والبطارية الأخرى وبعض الحاجيات الضرورية المتنوعة للمقر ومنها المجارف والمعول والطبرات وو..... الخ . وفي العودة .. كان كاك حميد أفندي وبيشمركته قد شاهدونا ونحن راجعون من السفر والاستفسار عن الأحوال .. وتبادل الحديث والوقوف عندهم لدقائق عشرة .. استرخصنا وواصلنا الى المقر .. وبعد برهة كان الرفيق النصير هيوا أبو شوقي في طريقه الى  ... ، شاهده ماموستا حميد أفندي ... مستفسرا مازحا .. من تكون أنت ؟! وسرعان ما جاوب هيوا .. بيشمركة الحزب الشيوعي .. ومن ثم استمر حميد أفندي .. لم أراك من قبل ؟! ومن ثم .. رد .. هيوا أنا في مقر مام خدر ! وأستفسر كاك حميد أفندي ثانية ؟ .. طيب فيما لو أنت بيشمركة مام خدر ؟ أين مام خدر الآن ؟! فجاوب كاك هيوا .. مام خدر في ايران ! فقال حميد أفندي .. لعد أنت كلش ما تعرف ! مستغربا هيوا .. مكملا الاستاذ حميد أفندي ... لو أنت صدق بيشمركة الحزب وتعرف مام خدر .. لعلمت وين مام خدر !! فسرعان ما علم هيوا بأننا عدنا الى المقر من الجانب الآخر .. الاستاذ حميد أفندي بيشمركة وقائد وشخصية تحملت في حينها الكثير والكثير في جبال كوردستان الشماء


78
مذكرات بيشمركة/45
فؤاد،غفار،أبو هاشم، د.عبدالرحمن

سعيد الياس شابو/كامران                                                                                            
2012.6.12                                                                                     
 
بعد أيام قلائل من وصول مفرزتنا الى قاعدة كوسته وزيارة الرفاق البيشمركة من الحزب الديمقراطي الكوردستاني /حدك ، جرى الحديث بخصوص تشكيل مفرزة مشتركة مصغرة وسريعة الحركة وذات مهام متنوعة !! وفعلا تم الأتفاق بين رفاقنا ورفاق الديمقراطي على الوجهة والخيار الصعب آنذاك .. لكون المنطقة شائكة بالربايا والمعسكرات والكمائن المتنوعة المجحفلة من الجيش والجاش والعملاء المتنوعين والمنتشرين في كل حارة وكل صوب !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! .
 
مفرزة متكونة من الرفاق الأنصار- أبو هاشم ، غفار ، فؤاد ، والرفاق البيشمركة من الديمقراطي د.عبدالرحمن وأعتقد  حسن نجار وربما بيشمركة آخرين لا أتذكرهم من الطرفين ..!! وبعد أيام قلائل جدا شكلت المفرزة البطلة لتقول ... جئنا للتحدي وحرب العصابات ونقول .. نحن هنا لا نهاب آلتكم العسكرية بالرغم من .. من أنكم تتفوقونا في العدة والعدد ومحتلين كل الطرق والمرتفعات المهمة والاستراتيحية ومستخدمين ثروات البلد وانفاقها على ديمومتكم المصابة ب (داء العظمة)!!! .
 
دكتور عبدالرحمن الذي زارنا وللوهلة الأولى كان يرافق ماموستا حميد أفندي ، كان من العناصر الشجاعة والخبرة الجيدة حسب ما وصفوه رفاقه وهو بيشمركة قديم ومن أهالي المنطقة أي منطقة بالكايتي المتاخمة مع منطقة برادوست ، وفي حياة البيشمركة والأنصار المضمد الصحي ومعاون الطبيب والمخدر والمدخري والبيطري الذي يجيد زرق الأبر والطبيب = كلهم يساوي ويسمى بالدكتور ! وللدكتور احترام خاص ومكانة خاصة ، وأحيانا البيشمركة يدخل دورة مركزة خاصة لمدة أيام معدودة ليتعلم زرق الأبر وو...!! ويسمى أيظا بالدكتور ، ولنا سوالف مع النصير دكتور زانا و( الدكتور خاله خوله ) فتحية وتقدير لكل الدكاترة الذين قدموا الكثير وتحملوا الكثير وأنقذوا الكثير .
دكتور عبدالرحمن                                                                                           
..............................                                                                                     
 
فأما الدكتور عبدالرحمن كان مقاتلا وبيشمركه نشط  من الحزب الديمقراطي الكوردستاني ، وضحكته تدخل القلوب منذ أول لحظة أن تلتقيه وهو لطيف المعشر ودم خفيف وابتسامة معبرة عن الأخلاص والحب ، وجسم نحيف ورشيق ولكنه عزيمة لا تلين أبدا .. مصرا على تحمل الصعاب وسوء التغذية وقلة النوم والراحة الفكرية والجسدية .. أي قضى عمره الشبابي في البيشمركايتي ، وبالرغم من اني التقيته لمرتين فقط .. ففهمت منه بأنه من المخلصين للتعاون مع البيشمركة ومصرا على مقارعة الدكتاتورية المتمثلة بالنظام العراقي ، ومتحملا هموم شعبه وثورته المسلحة من أجل اسقاط النظام .
 
سيد هاشم / أبو هاشم                                                                                                     
..................................                                                                                               
جبار فنجان الرفيق النصير الذي لا يمكن نسيانه أبدا .. حاله حال كل البيشمركة الذين عايشناهم والرفاق الطيبين الذين قدموا خيرة عمرهم الشبابي للقضية والوطن والشعب والحزب والرفيق أبو هاشم لم أعاشره سوى أيام معدودة !!!! وخلال تلك الأيام تبين لي بأن الرفيق النصير أبو هاشم يحمل مخزونا هائلا من الهموم الحزبية والعائلية والاجتماعية والأنصارية متحملا هموم شعبه وتأريخ العراق الدكتاتوري وأزماته وحثالاته ومآساته .. تاركا لحيته السوداء السارحة وممشطا أياها لتخفي رقبته السمراء .. عيون خضر وسمار وجهه البشوش وهدوئه اللامحدود .. كلها تعابير وهمم الرجال الجنوبيون .. ودمعة العين عند الرجل ماهي إلا تعبيرا عن المعانات المتنوعة ، كان الرفيق أبو هاشم .. كتلة من العزيمة والأصرار لا يلينان .. مؤمنا بمباديء الحزب ونضاله .. الطبقي آنذاك ! ناكرا للذات .. محبا لرفاقه ومن اللحظات الأوول تفهمنا لصعوبات عملنا والهموم العراقية المشتركة وكيفة الخلاص من الدكتاتورية وذلك بتقديم المزيد من القرابين والدماء من أجل نصرة القضية .
 
غفار رواندوزي                                                                                                         
.........................                                                                                                       
الرفيق النصير غفار .. شاب متحمس وكتلة من الطاقة وفي الكثير من الأحيان ( رينكو ) لا يتفاهم .. وجه مشرق وشاب متحمس .. ورائع يجيد استخدام السلاح بالشكل اللائق والمطلوب .. أبوه  شهيد الحزب .. من عائلة مضحية .. كل أفراد العائلة من البيشمركة أربعة إخوة .. أبناء + الأم + البنت الشابة .. متحملين أصعب الضروف وأقهرها .. ملتصقين بالحزب ومعانات عائلية في الجبل من حيث السكن والمأكل والملبس والقصف وو ...!!! البيشمركة النصير هاوري غفار .. سياسي وعسكري وناشط في الحركة الطلابية والشبابية وذات روحية رياضية .. محبوب لدى الجميع .. التدخين على قدم وساق .. أقطع ! عنه الأكل ولا تصرح بتقليل أو الحد من التدخين !! موظف وشاب أعزب ، متحمس للغاية وجسور وصفات طيبة أخرى .. جلها موجودة في الرفاق والرفيق غفار على حد سواء .
 
فؤاد الشاب الوسيم                                                                                                       
..............................                                                                                                 
الرفيق النصير البيشمركة توما كليانا بهنان / فؤاد ، شاب في مقتبل العمر من مواليد عنكاوا البطلة 1960 ، التحق بصفوف الأنصار للحزب الشيوعي العراقي في 26/2/1979 من القرن المنصرم مع مجاميع أخرى في روزهلاتي كوي ، طالب في سنته الأخيرة اعدادية الصناعة في أربيل ، منذ التحاقه في المفرزة الأولى في روزهلاتي كوي مع رفاق دربه والرفاق في الحركة الاشتراكية الكوردستانية / مفرزة البيشمركة المقاتل الجريء قادر مصطفى ورفاقه والذين ساعدوا بيشمركة الحزب أثناء التحاقهم وقدموا لهم كل العون ، وكان النصير فؤاد سباقا في تحمل الواجبات بالرغم من صغر سنه ال 18-19 ربيعا .. ترك والدته الأرملة واخوانه وأخواته .. ليلتحق بالثوار .. تاركا أصدقائه المتأثرين بخصاله وشجاعته وشهامته .. شاب وسيم .. يجذب ويجلب المقابل من أن ينظر اليه بشكل ملفت للنظر .. سريع التفاعل مع القرويين .. طول قامته يتحدث .. ابتسامته تجذب الشبية وخاصة عندما يشاه دونه أكثر من سلاح .. الكل يود التقرب منه والحديث اليه .. جريء وسريع الحركة وملتزم بالقرارات العسكرية الى حد التضحية .. الخوف لم يكن في قاموسه ، قاطع المسافات الطويلة بمدد تختلف عن الآخرين ! مرح وطيب المعشر وله قابليات في ترويض الخيل والسيطرة عليها بشكل عجيب .. أمنيته .. أن يصبح قائد عسكري ميداني في الأنصار وكان لا يحبذ الخوف والتماطل في الواجبات المناطة به  واليه .
 
كانت حركة المفرزة المشتركة في اليوم الثامن أو التاسع من شهر أيار 1980 م . أي بعد أيام قلائل من وصولنا الى مقر كوسته ونحن قادمين من ناوزنك !!!! وماهي إلا أيام معدودة بعد نزول المفرزة الى المناطق المقررة .. عبر النصير فؤاد متوجها الى منطقة ( سى 3 كاني ) في ده شت كوي ملتحقا بالمفارز المشتركة والتي كان تواجدها في شكل بارتيزاني ، فأما البيشمركة الأنصار ..المفرزة المشتركة دكتور عبدالرحمن و أبو هاشم وغفار .. أصبحوا يتجولون لأيام في المنطقة أي بالكايتي –برادوست ، وما الخبر التعيس الذي نزلنا علينا كالصاعق بإستشهاد الرفاق الأبطال وذلك من خلال كمين عسكري مجحفل نصب لهم وأوقعهم في الفخ الذي من الصعوبة تجاوزه سالما ! وحين وصول الخبر الى مقراتنا .. كان الخب ر بمثابة كارثة لا تصدق .. فقدنا بيشمركة أبطال من الطرفين البارتي والشيوعي وخسارة لا تعوض .............. ، وبعد فترة أخرى سمعنا نبأ استشهاد الرفيق فؤاد في منطقة سيكاني .. أثر معركة قوية وقوات غير متكافئة مع النظام البائد ومرتزقته الخونة .. خونة الشعب والوطن!! ،
 
وعن استشهاد النصير توما كليانا / فؤاد .. وصلتنا أخبار تحكى عن طريقة استشهاده البطلة في يوم 12 أيار الشهر الخامس / 1980 .. وقيل بأن بعد معركة غير متكافئة وضخامة قوات الجيش والجاش ودعمهم اللوجستي اللامحدود واشتباك القتال وعلى أثر ذلك الهجوم جرح الرفيق فؤاد بجروح بليغة ونفذ عتاده ... ومن ثم فجر على نفسه قنبلة أي رمانة يدوية .. لكي لا يقع في الأسر وهو جريح ومن ثم يسحسل مربوطا بحبل وراء السيارة وأمام رؤية الجميع للتنكيل بجثة الشهيد وكسر عين أهل القرى والمدن والتي تعود النظام القذر من فعلها وبالطريقة الشنيعة وأمام أنظار الجميع !!
 
هكذا كانوا أبطالنا البيشمركة الشجعان .. لا يهابون الموت ولا حكم العساكر ولا يرضخون للابتزازات ولا يفكرون بالأملاك والممتلكات ولا بعوائلهم ولا بمستقبلهم .. قدموا أرواحهم والغالي والنفيس من أجل العدالة الاجتماعية وحكم القانون والدفاع عن الكسبة والفقراء والمسحوقين ورفع راية الحزب عاليا .
مجدا لشهداء حركة البيشمركة الأنصار برمتها والموت للقتلة المجرمين الفاشست خونة الشعب والوطن والضمير والهواء النقي والمياه العذبة والتربة الصالحة والجبال الشامخة  والأهوار والسهول والوديان وأعداء الأحياء والأموات والبيئة الصالحة .
 


79
مذكرات بيشمركة/44
العمل الدئوب والتكيف مع ..

سعيد الياس شابو/كامران                                                                                        
2012.6.6                                                                                                         
 
في الأسبوع الأول من شهر الخامس مايو/أيار 1980 من القرن المنصرم ، علينا من التكيف مع الوضعية الجديدة والمقر الجديد والرفاق الجدد والعمل الجديد والتفكير الجدي .. تركنا مقرات نيوزنك والرفاق من بيشمركة أحزاب الاتحاد الوطني الكوردستاني والأشتراكي الكوردستاني ورفاقنا الشيوعيين ، وتحولنا الى منطقة الرفاق بيشمركة الحزب الديمقراطي الكوردستاني ( البارتي ) والذين سبقونا في المنطقة أي كوسته ، تحت أسم القيادة المؤقتة .. وفور وصولنا ومنذ اللحظة الأولى التقيناهم عند نقطة المعبر الجسر الذي يربط حدودي تركيا والعراق كوردستانيا !! وبعد ( جاك و خوشى ) أي الاستفسار عن الأحوال والترحيب بعودة الرفاق القدامى مام خضر روسي وأبو علي الشايب والرفاق الجدد .. عزز المقر وأرتفعت المعنويات وتغيرت المزاجات وأصبحت الحركة تبشر بالخير .. الحراسات تخففت من الرفاق .. من الليلية .. وستصبح بين ليلة وأخرى .. العمل ازداد وتنوع .. فكرن ا ببناء غرفة للمخابرة في أول المطاف .. وبناء كبرة للمنام والحراسات .. بناء حمام على الطراز الغربي ! بناء تنور وكبرته لتحمي الخباز والتنور في آن واحد .. زراعة بعض الممكن من الخضروات .. السبيندارات .. بعيدة من مقرنا .. قرية هدنى .. هه ده نى .. هردنى !!! يسمونها كل حسب تلفظه ..  ، قرية مهجورة .. يبكى لها ويحزن  .. قرية مدمرة .. آثار الجريمة كانت تصرخ .. أشجار الحور والجوز والبلوط وأنواع الفواكه المتنوعة في طريقها الى التحدي .. متحابة بعضها البعض .. تقبل بالحوار والجوار .. تركوها أصحابها عنوة .. مرغمين ..مرحلين الى مناطق لا يحبذوها .. جئنا لنصبح أصدقائكن أيتها الأشجار المثمرة .. سنغير مسير الماء .. الماء .. الماء المقطوع عنكن .. أشجار تحكي قصصها !! سنهتم بالقرية يا زلفي ! سنهتم بالقرية يا عوزير إبن زولفي ويا محمد إبن زولفي .. قرويين بقوا في قرية ديركى  في الجانب الآخر ولم يقبلوا بالترحيل .. حنوا الى أرض الآباء والأجداد .. تشبثوا بالرؤية ورائحة القري ة .. أبوا الخضوع للدكتاتورية العسكرية ! وقبلوا بحكم الجندرمة وإملاءاتهم! جلها من أجل الأرض !
 
مقرنا .. كان يبتعد حوالي عشرين دقيقة أو ربما أكثر بعض الشيء من القرية المدمرة وهي واحدة من ال 4000 قرى كوردستان المدمرة ، وبين مقرنا وقرية هردنى كان هناك رافد آخر .. مياهه عذبة ونقية أكثر من ( روبارى كوسته ) نهر كوسته العذب ، والرافد الآخر كانت مياهه لا تحتاج الى التصفية ومصدره من قرى مدمرة وحسب ما فهمت فيما بعد بأنها قرى مسيحية مدمرة ( صيروى – زيروى ) وشاهدت القرى المدمرة والعاصية في المنطقة . لم نفكر من استغلال الوادي ومياهه العذبة لنستخدمه كمقر صيفي ونستغل مياهه ومساحة أرضه الزراعية لزراعة الخضروات الصيفية والى حد الخريف !
 
كان الربيع منعشا .. واحات خضراء .. أراضي زراعية متروكة .. خلايا النحل قاومت الترحيل .. قبلت بالعيش بالكهوف والأشجار مختارة مساكنها الجيدة .. يقال بأن هناك قسم من المعاعز والغنم الداجن أصبح في خانة العصيان وأصبح (كيويا) أي جبليا .. غير أليف ! السبيندارات متروكة في القرية وهي شامخة القامة ..مرتفعة .. غليظة ..متناسقة .. تغير مجرى المياه الذي كان يروي عطشها .. ضمئها .. مرتعشة .. ضانة إننا عساكر .. سننال منها ما نرغبه !! وما ذنب العساكر عندما تأتيهم أوامر قذرة ؟!
 
كلا نحن لسنا عساكر من النوع المؤذي !! نحن جئنا بمحض ارادتنا .. وإن ........ ! هذا هو واقع الحال ، عين ماء تخرج من تحت شجرة ( جنار) حرف الجيم بثلاث نقاط .. مياهها وموقعها وسحرها .. يدعونك الى الاستراحة قبل البدأ بالعمل .. وحتى إن لم تكن ضمآنا ... فتجبرك العين لإرتواء حفنة ماء !! وحفنتين وثلاثة !! النحل يعتقد أنك الغازي .. نخافه ونضايقه .. وأحيانا نقضي عليه دون التفكير بأنه مهجر ومغذور وترك خليته الأصلية مقاوما الدكتاتوريات القذرة .. وأحيانا نشعر بأنه الوحيد من الأحياء يقربنا .. كل حسب تفكيره .. مفهومه .. البيئة التي تربى وترعرع فيها .. الرفاق الذين يتفقون على مفهوم !!! ، نرى الى الجانب الآخر .. دورية جندرمة تسير بخطوات حثيثة .. هادئة .. القانون الدولي لا يسمح من التدخل في الجانب الآخر بالرغم من الاتفاقيات الموجودة للدخول في أراضي البعض !! 17 كيلومتر عمقا !! ، كنا في وضع لا يحسد عليه !
 
اتفقنا على قطع السبيندارات العديدة ومختلفة الأحجام والأعمار .. الطبر والمنشار يقصان السبيندار بسهولة أكثر من شجرة البلوط والعفص .. وعلينا ازالة الغلاف الخارجي للسبيندار .. لكي يتيبس بسرعة ويصلح للبناء !! طريقة فلاحية علمية وخبرة اكتسبناها من خلال العمل والعلاقات .. تركناها السبيندارات المقطوعة لأيام في موقعها .. أيام عديدة كانت مهمتنا قطع الأشجار الصالحة للبناء .. فأما الدنك ( أستوندات ) من الأشجار يجب أن تكون من أشجار البلوط المقاومة وبمواصفات لا تقبل الغلط ! وبعد ساعات نعود الى المقر .. ووجبة الغذاء !! كانت أمورنا الغذائية موادا .. أي نوعيا وكميا تعيسة للغاية .. وهذه المعانات لا يفهمها إلا من شاهد الأفلام والحصار في العراق !! أجل نعمل ونعمل ونبني ونقاتل ونستقبل ونسقي ونزرع ونجلب!! ونحرس ، وندرس ، ونتفق ، ونختلف ونضحي من أجل القضية التي نؤمن بها وليس القبول باللانزيه والمصلحجي والانتهازي وبا ئع المباديء وارتداء الثوب المزور اللماع !!
كان مزح الرفاق ومسباتهم وفشاراتهم يزيل عنا .. كل المتاعب وخاصة الرفاق أبو داوود – هيوا- ملا عثمان- فؤاد ، رفاق ما أروعهم .. فأما الرفيق أبو سحر نكاته وتعليقاته وجديته .. تحتاج الى صفحات.
نسيت .. وفاتني من أتذكر أسم الرفيق أبو محمود في العدد 43 من المذكرات ، عذرا هاورى أبو محمود ! وربما فاتتني أسماء أخرى تحملت الكثير في تلك الحقبة الزمنية من الوقت البغيض !!
 
ربما لا يتمكن المرأ من سرد كل الأمور التي دخلت في حياة الأنصار طيلة أكثر من عقد من الزمن 1979-1991 من القرن المنصرم وربما المجلدات العديدة لا تستوعب لكتابة ما قاموا به الأنصار طيلة الفترة ( الذهبية ) من عمر الحزب ورفاقه وكل حسب عمله وموقعه وامكانياته وتأريخه الأنصاري البيشمركايتي ورؤيته لواقع حاله .. وأنا أكتب الجزء من أجزاء أكثر من ثلاثة آلاف بيشمركة عاشوا التجربة خلال أكثر من عقد من ناوزنك الى ناوزنك ! وما بعد ناوزنك !
 
مقرات الرفاق حميد أفندي وعريف أحمد من الحزب الديمقراطي                                                                                                   
.................................................                                                                               
عاد الحزب الديمقراطي الكوردستاني ( البارتي ) بعد النكسة واتفاقية جزائر المشؤومة في آذار 1975 من القرن المنصرم ، عاد وشكل مفارز ومقار في البعض من مناطق كوردستان .. منها منطقة بهدينان / مفرزة الشهيد محمود يزيدي والمناطق الحدودية المتاخمة للحدود التركية العراقية والايرانية التركية العراقية .. وبأسم القيادة المؤقتة وتدريجيا بعد ربيع من عام 1976 ، ومن ضمن المناطق التي شاهدنا المقار الموجودة في عام 1980 ، مقر حميد أفندي ومقر عريف أحمد في كوستة ومقر دكتور سعيد في منطقة أو قرية كتينة .. والتي تقرب من منطقة ميركه سور جغرافيا .. والمقران التابعان للأستاذ حميد أفندي وعريف أحمد يبتعدان عنا مقر حميد أفندي حوالي نصف ساعة عنا ومقر عريف أحمد وأحمد برنو .. حوالي خمس دقائق !!!!! لا غير ، فإذن البيشمركة كلهم وجلهم رفاق وأخوة ومناضلين ومتحملين الكثير سواء كانوا من الحزب الشيوعي العراقي أو الحزب الديمقراطي الكورد ستاني أو الاتحاد الوطني الكوردستاني أو الحزب الاشتراكي الكوردستاني أو الباسوك أو ........... ، وهم رفاق في النضال والصراع والمقاومة البطولية وتحمل ما لم يتحمله الآخرين .. فإذن لماذا التفرقة بين هذا وذاك في الحقوق ؟! ألم نقدم دماءا زكية وشباب عمرنا من أجل مناهضة الدكتاتورية والقمع والظلم والاضطهاد ! أعيدوا النظر يا سادة في حقوق البيشمركة وعوضوهم بما يليق بهم وليس بمفاهيمكم المتخلفة نسبيا والكيل بمكيالين .. بين شوعي وشيوعي وبين بارتي وشوعي وبين يكيتي وشوعي وبين .. وبين .. وبين مقاتل عمل الكثير وقدم الكثير  ، وبين الياخة البيضاء و صاحب الرقبة الرقبة السمينة والكرش المغشوش ونافض البدلة والمداح في غير محله !!
 
وبعد أيام قلائل من وصولنا الى  مقر كوستة .. أرسل عريف أحمد خبرا مع أثنان من بيشمركته ( هلكورد و عبدالرحمن )مفاده بأن سيدا حميد أفندي سيزورنا  ويحل علينا ضيفا وهو من قيادة الحزب الديمقراطي الكوردستاني وأحد المسؤولين العسكريين للحزب وشخصية سياسية واجتماعية معروفة في منطقة برادوست .
عريف أحمد  ومقاومته  في الجبال .. بيشمركة تحمل الكثير .. شوارب وحواجب تختلف عن الآخرين .. شوارب وحواجب  كثة ومفتولة  .. وبين لحظة ولحظة .. يفتل بشواربه .. البرنو في حضنه لا تفارقه قط .. يجذبك الى الكلام ..  وصلت المفرزة .. موزعين بعضا من المقاتلين الى داير مداير المقر .. متخذين البيشمركة وضع الحماية .. المهم استقبلنا ضيوفنا بحفاوة وكرم بتقديم كأسة شاي والحديث الشيق واللطيف والاستفسارات المتنوعة .. لم نخجل من الضيوف أبدا لكوننا لا نمتلك ولا قطعة حلوى لا عراقية ولا تركية ولا إيرانية !!! تعززت العلاقة فيما بيننا من اللحظات الأولى  وكانت الزيارات مستمرة ومن ثم شكلت مفرزة صغيرة مشتركة بين بيشمركتنا وبيشمركة الديمقراطي .
 
 


80

مذكرات بيشمركة/43
أنصار كوسته

سعيد الياس شابو/كامران                                                                                            
2012.5.31                                                                                             
 
وصلنا الى مقر كوسته بعد متاعب جمة .. وبعد استقبالنا من قبل الرفاق الأنصار الموجودين في المقر والمنقطعين عن العالمين الداخلي والخارجي !! سوى ما يسمعونه من وعبر الراديوات التي يمتلكوها وربما البعض منها عاطلة بسسب نفاذ باترياتها .. لكون السوبرماركات معزلة بالمنطقة ! ومن الجانب الآخر نحن حاملين معنا بعض المواد الاحتياطية ومنها باتريات الراديو مع جهاز اللاسلكي والذي وصل بسلام الى مقر كوسته .. بعد مراعاته كثيرا .. حاسبين انه سيخدم القضية كثيرا ، وفعلا خدمنا .
 
الرفاق .. أبو داوود /سلمان ، سيد هاشم ، أبو سحر ، أبو يوسف ، أبو سلمى ، أبو حازم ، آزاد ، أبو سلام ، نهاد الحلاوي ، أبو صارم الدكتور ، أبو يوسف ، أبو وصال والرفيق أبو علي الشايب الذي عاد مع مفرزتنا وربما رفاق آخرين ... !!! لم أتذكرهم بعد ما بقى الرفيق أبو يعكوب في ناوزنك ، رفاق نذروا أنفسهم للقضية .. بعيدين عن الحزب جغرافيا ، متحملين جل الصعاب .. لحيايا طويلة والأسباب كثيرة .. الشحة في المواد الغذائية وندرتها ... خلتهم يشعرون بالمباديء أكثر ومصرين على المقاومة .. متفهمين للوضع الصعب .. ندرة السلاح .. بالكاد يجيدون الكلمات الكوردية ماعدا الرفيق آزاد خانقيني .. غابات كثيفة .. غرفتين .. أو بالأحرى غرفة وقاعة مخفييتان بسسب كثافة أشجار المنطقة وجبالها الشماء .. بطانية استخدمت لتكون بمثابة الباب أو الحاجز الذي يقيهم أي الرفاق من البرد .. ويمكن أن تحميهم من الحيوانات المفترسة ومنها الذئاب والدببة وا لثعالب والخنازير والحيايا والعقارب وو............ الخ .
 
الرفاق الأنصار .. كانوا من صنف الشباب ومن عرب الوسط والجنوب ولا يؤمنون بالتعصب القومي أو الطائفي أو المحاصصاتي وخريجين المدارس الحزبية أو طلاب جامعات ومعاعد مهنية .. مهتمين وملتزمين بأمور غريبة عليهم كليا في الحياة الأنصارية .. أي الجموع في قاعة واحدة وهي مستوعبتهم وحاضنتهم الشتاء كله بدون أن تشكو من الزحام وضيق المكان ولم تسمح للرفاق من أن يشكوا لهذا وذاك بسبب الوضعية .. لا .. بل متحملين أكثر من طاقتهم الى أن وصلت مفرزتنا التعزيزية .. ويقال بأن القاعة كانت مبنية في السابق والتابعة لبيشمركة القيادة الموقتة .. البيشمركة الأنصار تنفسوا الصعداء بعد وصولنا .. نحن أيظا كنا في حالة مشابهه للرفاق ومع الفارق .. أي في ناوزنك كان الفصائل كثيرة ومتنوعة وحركة مستمرة واتصال موجود .. ولكن قلة السلاح هو العامل المشترك بين مقار الرفاق بالاضافة الى قلة وشحة المواد الغذائية .. الأنصار في مقر كوستا تحملوا الكثي ر وخاصة بعدم ايجادهم لغة المنطقة اللغة الكوردية ولهجتها المنطقية الحدودية  المختلطة .
كانت المنطقة من المحرمات .. أو بالأحرى يحق للحكومة العراقية وقواتها العسكرية من أن تقتل أية حركة بشرية أو حيوانية تتواجد في المنطقة لكون الشريط الحدودي مهجر ومحرم ، وقراه مدمرة عنوة  وحرام على أهلها من العودة الى أرض الآباء والأجداد والتي ترعرعوا فيها وحلموا بعيش كريم فيها !
 
أين تقع كوسته ؟!                                                                                         
............................                                                                                         
كوسته الأصلية هي قرية متكونة من بيتان تقع في الجانب الكوردستاني التركي وفي وادي مخفي ولم تشاهد البيوت إلا بعد أن تبلغ المرتفعات المطلة على القرية المخفية .. والوادي والمنطقة مسماة بكوستة .. ومقرنا أيظا سمي بكوسته .. ومقر كوستة فيما بعد أصبح قاعدة أكبر وأكثر من مقر في المنطقة بعد أن كانوا قد سبقونا الرفاق في القيادة / الحزب الديمقراطي الكوردستاني في المنطقة .
 
 
وإذا ما أخذنا صورة لكوستا .. فسنرى منظر جميل يحمل في طياته معاني كثيرة .. الشموخ والمقاومة .. عودة الحياة الى الطبيعة .. زرع الأمل في النفوس !! ، تغير الحسابات بيننا وبين السلطة الغاشمة .. دعم القوى الموجودة في المنطقة لوجستيا ومعنويا .. انتعاش المنطقة والتحريض لعودة المهجرين قسريا منها .. خلق حالة من الوعي في قرى المنطقة فيما بعد .. قاعدة وسطية لوجستية بالنسبة للحزب بين ناوزنك وبهدينان .. تقديم الخدمات المطلوبة للوافدين اليها سواء كانوا من البيشمركة أو أهالي المنطقة ! وقاعدة كوستا تقع بين الشريط الحدودي الفاصل بين تركيا والعراق أي بين كوردستان المجزئة تأريخيا .. وفيما لو لدينا خارطة .. سنرى من الشمال تركيا ومن الجنوب العراق ومن الشرق ايران ومن الغرب سوريا .. وبالشكل الجغرافي المصغر تقع قاعدة كوسته بين قرى .. آري من الشرق وهدنى / هردنى من الغرب وصيروى وزيروى من الجنوب وقرى ديركى وسونى وشبتة و بالوتة من الشمال .. فأما الجبل الشامخ والذي يسيطر ويعلو على جميع جبال المنطقة ( جبل سونى ) ويقال بأنه ممكن مشاهدة العاصمة أربيل فيما لو تكون على قمته وهو يبتعد أكثر من 100 كيلومتر جوي منها .
 ويمر من أمام قاعدة كوستا رافد- نهر كبير مفعم بالمياه والحياة .. ربيعا وصيفا ..مياه نقية زلالية قادمة من الشريط الحدودي المثلث العراقي الايراني التركي .. الكوردستاني ! آه وألف أه للعين السحرية ( كانى خاسكى ) وفي عز الصيف وشهر تموز .. المياه تدفق من أسفل الجبل وتصب في الوادي .. كلي كوسته الشهير مشكلة مياهها خط واضح المعالم لكثرة صفاء ونقاوة وحلاوة تلك المياه وبردوتها  .
 
وبعد حوالي ساعة من وصولنا الى المقر .. ياله من موقع جميل نهر من أمامه ورافد صغير من جانبه ، أي مقر كوسته .. الرفيق الخفر .. تهيأ لتهيئة وجبة غذاء متكونة من العدس ، يقال بأن العدس مادة غذائية جيدة لو يتم تناولها بالأسبوع مرة ! وليس بالأسبوع سبع مرات أو أكثر! المهم نصف رغيف خبز .. خبز على الصاج وليس بالتنور .. لأن الرفاق في كوستا لم يكن بمقدورهم من الحصول على التنور الجاهز .. إلا فيما بعد ! وفي العشاء تناولنا بقية العدس كوجبة مكملة للنهار !
 
الرفاق في كوستة كانوا محرومين من كثير الأشياء .. وجئنا لنشاركهم أفراحهم وهمومهم !! وفي المساء ومن ثم الليل والحيرة كانت المسيطرة ونقطة بارزة في حسابات الرفاق وخاصة على رؤية الاداري ! الأنصار البيشمركة .. بحاجة الى مكان النوم وداخل القاعة .. لكون المنطقة متأثرة بالجبال المحيطة بالمقر والثلوج ما تزال هي تعلن تواجدها ومقاومتها .. والبطانيات هي الأخرى شحيحة ولا تفي المطلوب ! القاعة لا تستوعب للأنصار جميعهم !! ومن ثم تقسيم الموجود والحشر في القاعة .. البعض منا أختار مكان منزوي في المطبخ .. البعض الآخر اختار المنام فوق السطح .. بطانية سودة مصخمة .. مفروشة لتكفي للرفيقين .. وبطانية للغطاء للرفيقين ! وفي الليل البارد .. هذا يجر من صفحة والآخر يجر من صفحة أخرى .. وفي الصباح كانت الشكاوي وعدم الرضى موضوع الساعة .. فأما من أختار المنام داخل القاعة .. هو الآخر يشكو من الازدحام وروائح القاعة .. الرطوبة وح ذاء السمسون الشهير .. وبقايا العدس عندما تتحول الى غازات قاتلة في بطون الرفاق ويجب افراغها وعبر القنوات المتنوعة والسانحة للرفاق الأنصار .. الدخان والحرس .. أو الحرس والدخان .. دخان الصوبة والتتنات- السكاير داخل القاعة .. لم يكن من الممنوعات أبدا ، نهضنا في الصباح الباكر .. العدس كان جاهزا كوجبة ثالثة .. بالطبع ليس لحد الشبع والتقنين في كل شيء .. حرصا على سلامة وصحة الرفاق الأنصار !! نسينا البرد ومنام الليل .. بدأ العمل من اليوم الأول بما هو مطلوب .. الحديث الأنصاري والاستفسارات عن ناوزنك والرفاق والأخبار المفرحة والتطورات المستقبلية والهموم المشتركة كانت قد وضعت الرفاق في خانة التعارف والتقارب فيما بينهما  وعززت أواصر الرفاق فيما بينهم لكي يكونوا في الصورة .. بالطبع هناك أسئلة محرمة كالعادة  يجب الأبتعاد عنها .. مثلا البحث عن الأسم الحقيقي ومن أين أنت وحتى التصوير كان ممنوعا وقضايا أخرى سنعود اليها مستقبلا !!                                           
 
كانت أول وجبة مرق حمص ( لبلبي ) مع البصل وبدون معجون .. عجبتنا مع نصف رغيف خبز وثلاثة في ماعون واحد !!! أكل دنعل أبو الحكومة التي كانت تبيع يوميا ما يقارب 4 ملايين برميل نفط يوميا ، والبرميل الواحد يقدر ب 25 دولار ، والدينار العراقي كان يصرف ب ثلاث دولار وعشرة سنت ، واليوم الدولار الأمريكي يصرف بما يقدر 1200 دينار عراقي طايح الحظ !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!.
 
جلال البغل بكسر الجيم ( كورتان ) !!                                                                             
..................................................                                                               
                                                                                             
وفي الليلة الثانية فكرت مليا بالخطوة القادمة .. أن أستعير الكراتين الموجودة في المقر !! دون الافساح بالأمر ولا حتى بموافقة أحد ولا بموافقة البغال !! وفي الليل والكل أخذ موقعه للمنام ! فأما أنا حصلت على بطانية لأفرشها تحتي ومن ثم أن تكون الكراتين – الجلالات  في هذه المرة ستصبح غطاءا دافئا .. تحميني من كرصة البرد الليلي المتأثر بمناخ الكويستانات ، لفيت اليشماخ ( الجمداني ) على رأسي لكي يكون بعيدا عن رائحة عرق البغل .. مغطيا بالكورتانين .. !! وحتى الصباح .. كانت نومة هنيئة !! محميا .. قابلا برائحة الكورتان ولا برد الذي سيقودك الى أمراض عديدة !! ، فإذن ليلة من ليالي العمر .. وفي الصباح الباكر وكالعادة الرفاق اشتكوا من البرد ومن المنام ... ضاحكا ومسيطرا .. فقلت .. ها ها ها ها ها .. الليلة أصلا ما بردت ! استغربوا الرفاق من الجملة ومن الرضى !! وسرعان ما سأ لو كيف ؟! فوضحت الحالة ....... ! وتصير الضحكة والمسخرة والتعجب !!!!! وكيف نمت بالكراتين وعملت منهم لحاف أو غطاء ؟! فقلت أنا رضيت وأنتم لا ترضون ! وسرعان ما أعترض أحد الرفاق على الفعلة واعتبرها  .. بحب الذات ! وطلب من الحصول على كورتان واحد لكي يكون حصته ويحميه من البرد ...!!! لليالي ثلاثة على التوالي يعاني من النوم والبرد ، وكان الطقس يتحول يوم بعد يوم الى ألطف وأدفأ ومن ثم الحصول على بعض الفراشات من القرى التي كانت قد ساعدتنا مشكورة .


81
مذكرات بيشمركة/42
في الطريق الى مقر كوسته

سعيد الياس شابو/كامران                                                                                          
2012.5.23                                                                                     
 
كان الوقت والطقس لا يسمح لنا بالمواصلة والمسير أكثر فأكثر .. لكون أجواء المنطقة كانت ملبدة بالغيوم وشبه عاصفي  ، حذرونا الأخوة القرويون من الحركة في مثل هذه الأجواء .. استضافونا في تلك الليلة ولا أتذكر أسم القرية .. وناسها الطيبين ، وفي الصباح الباكر وبعد الفطور الربيعي .. استأجرنا منهم ( بغل ) لكي نحمله حمولتنا الجهاز وملحقاته ..... ، وفي الوقت ذاته ..سيكون صاحب البغل هو الدليل أوتوماتيكيا ! وكلما ابتعدنا عن الحدود أو منطقة المثلث .. كلما تبينت مؤشرات وعلامات فصل الربيع الجميلة والخضار والزهور وروافد المياه المتواجدة في كل مكان .. يالها من طبيعة خلابة ومياه عذبة ..ليست بحاجة الى الكلور والتنقية ولم ولن تخبط بمياه المجاري .. أشرب وأنت ماشي .. وكل شي بلاشي ! والكل يعلم بالبلاش ما ينعاش ! وللمرة الأولى نحن ندخل الأراضي المحرمة وحذرونا من الجندرمة ..علما الجندرمة في ذلك الوقت لم تكن نشطة في المنطقة بسبب برودة الطقس وعدم بقاء القوات الحدودية في الربايا المتواجدة في المنطقة شتاءا ، وتستغل تلك الربايا فقط في الصيف والخريف ومن ثم في الشتاء المبكر تنسحب منها .. والحكم العسكري بعده لم يكن حاصلا لينفذ أجندته إلا بعد أشهر من الزمن .                                                                           
 
الرفيق النصير أبو علي الشايب .. وهو لا يزال بحيوته وليس بالشايب كما سمي لكثرة تواجد أكثر من أبو على عندما كان في مقر بهدينان قبل مجيئه الى كوستة ، وبمجرد مجيء أسم الديمقراطية والخيارات ....... أوقفوا .. ئوكفوا ! وتحدث بخصوص الفانوس والديمقراطية !
 
وقصة الفانوس والديمقراطية ..                                                                                 
............................................                                                                                     
تحدث الرفيق أبو على الشايب .. في ذات يوم من الشتاء ونحن جالسين في الاجتماع الأنصاري في مقر كوستة .. نناقش جملة قضايا تخص تطوير الوضع الأنصاري ومن ضمنها الأمان ... وبعد الوصول الى النقطة ( المتفرقة ) التي تخص وضع الفانوس واختيار الموقع المناسب له .. ومن جوانب عديدة .. أي يضع الفانوس في الشباك ؟! أم يعلق بالسقف عبر سيم نازل ؟! أم على الأرض بالقرب من الصوبة ؟! أم في مدخل الغرفة وعند الباب مباشرة ؟! ومداخلات أخرى ! وكل من موقعة وحسب مداخلاته ومقترحاته ووجهة نظره وفهمه للقضية المصيرية (الفانوس )! وتوسعت النقاشات وحمت وكل الرفاق تقريبا شاركوا في ما هو مهم وعملي .. وإذ بالرفيق أبو على قابضا على يدة الفانوس ... ليشمره خارج القاعة وأكيد الرفيق الحي أبو حازم والباقي على قيد الحياة والله يطول بعمره وبعمر كل الأنصار والبيشمركة لكل الأحزاب التي ناضلت .... وهو لا يزال في ذاكرة جيدة ما دام يتذكر القروي زلفي وسوالفه وحلاله ، والنصير أبو حازم عاش في مقر كوستة منذ الأيام الأوول وتحمل هو الآخر الملح المر!!،!!،!!،!!،!!،!!،!!،!!،!!،!!،!!،!! الملح المر!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!.
 
واصلنا المسير في الطريق لساعات عديدة حذرين ..!! الى أن وصلنا القرية الجميلة ( نيركولا ) ما أجمل نيركولا من حيث موقعها الجغرافي وزراعتها المتنوعة وموقعها الجذاب .. و في القرية الكوردية الكوردستانية نيركولا شاهدت منظرا ربيعيا جميلا .. وكأنه حلم ! القرية محاطة بتلول مرتفعة .. موقع مسطح فيه الزراعة الصيفية المتنوعة وموقع دافيء فيما لو قورن بالمواقع الأخرى ... التبغ ( ألتتن ) وكانت حاجة البيشمركة الأنصار للتتنات كبيرة ومهمة لا يستغنى عنها أبدأ .. وصلنا القرية في المساء .. بحيث .. علينا .. من أن نبقى ليلة أخرى في الطريق .. ناس طيبن .. فلاحين جلهم طيبة ويحترمون البيشمركة العربي أكثر من البيشمركة الكوردي ويستعطفون عليه أكثر من غيره ويحبذون أن يشاركونه في التفاهم والنقاش .. قرى طيبة محرومة من أبسط الخدمات ! والسيء فيها ( البرغوث )! وكلما جاء طاريء البيشمركة والقرى والاشكفتات .. فالبرغوث حاضر !
 
وفي الصباح الباكر وفي نهار ربيعي زاهي وجميل ومشمس ونحن نقترب رويدا رويدا الى رفاق كوستة وهم ينتظروننا بفارغ الصبر . نهضت في الصباح .. لأرى .. قطعة خضار وزرع متنوع مشاتل من الخضروات القرع / الشجر والطماطم والبيذنجان .. التبوغ .. عباد الشمس .. أشجار الجوز والفواكه .. خلايا النحل و .. الأبقار والأغنام والماعز وصياح الديوكة والدجاج .. زقزقة العصافير الطيور وتغريد البلابل .. كلها موجودة في القرية .. سواقي صغيرة من المياه الموزعة .. تمنيت من أن أكون فلاح في القرية وأزرع .. ولن أذهب وأواصل الى مقر كوستة !
 
وضمن الحديث المتنوع بيني وبين صاحب الدار ولكون القرية جميلة وزراعتها المبكرة .. فأشار الفلاح الطيب الى شتلات التبغ / التتن .. متحدثا وفرحا ومفتخرا .. بأن الزعيم الكوردي المناضل ملا مصطفى كان يدخن من هذا التتن ... لكون نوعيته أي التتن جيدة وممتازة وذو شهرة ومواصفات عالية .
 
فأما الفطور الذي لا يمكن نسيانه أبدا ونحن في القرية نيركولا .. الكشوة ، الجبن الأبيض المحلي ، البيض المقلي ذات الصفار المميز عن بيض المصلحة ، العسل الطيب ، مربى التين ، كلاص حليب طازج ومواد غذائية أخرى . تحية الى أهالي القرى المضحية وشكرا على الضيافة .
 
وبعد وجبة الفطور .. شكرناهم الأخوة القرويين وواصلنا المسير الى أن وصلنا الى قرى بالوته وشبته واللتان يبتعدتان عن المقر حوالي ثلاث ، والمسافة بين القرى الجبلية تعتمد على الشخص ذاته والمفرزة ومهمتها وطبيعتها ، وفي تلك القرى الجميلة في المنطقة هناك الوفرة من المياه وطبيعة خلابة وزراعة ورعي للمواشي وتربية للنحل وأديرة وكنائس مطمورة .. أكل الدهر عليها وشرب .. وتصرخ للزوارها وأهل القرى يتحدثون عن التأريخ وما حدث لشركائهم في الماضي من الزمن !
 
مكثنا ليلة واحدة في قرية ( شبته / شه به ته ) ، وكان في القرية معلمين وتتواجد فيها مدرسة .. المعلمان من قومية تركية لا يجيدون الكوردية .. أصبحنا ضيوف عند صاحب الدار والذي رحب بنا .. وبهم .. نتحدث ولغة الحديث غير مفهومة بيننا أي بين الثوار البيشمركة ( ديفرمجي ) حرف الفاء بثلاث نقاط .. وكما افتهمت بما بمعناه الثوار .. وفي حينها لم أفتهمها الكلمة التي عادوها مرات عديدة وعديدة ويقصدوننا نحن البيشمركة الثوار .
 
نهضنا في الصباح الباكر من يوم 4/5/1980 ، وبعد الفطور وتحميل الحمل وهذه المرة على بغالنا .. بعد أن أشترى الرفاق البغلين من القرية .. لنواصل المسير و محملين وتاركين وراءنا قرى وأناس طيبين .. بينما الدكتور سربست يقدم لهم ما يحتاجونه من دواء ونصائح وارشادات وتعليمات طبية .
 
لم يكن لدينا شبكة التواصل الاجتماعي ولا جهاز للاتصال المباشر الموبايل .. بل الرفاق في مقر كوستا كانوا ينتظرون قدوم المفرزة بفارغ الصبر .. وذلك عبر الناظور الذي يقرب المسافة كثيرا بحيث يمكن تشخيص الشخص وأن تفرقه عن الآخرين ، وخاصة عندما يكون الناظور من النوع الجيد .. وأن تكون عيون الناظر جيدة أيظا !! أي لا يرى بعين مغوشة وبعين صافية !! .
 
وكان اشتياقنا لا يقل عن اشتياق الرفاق الموجودين في المقر .. وكان في أول المستقبلين والمتلهفين الرفيق النصير أبو سحر والرفاق الآخرين .. وبمجرد أن شاهدت ضحكة وصياح أبو سحر .. صرخت وبدون السيطرة وفاقد الالتزام .. ناصر عواد ........ والرفيق أبو سحر .. مازحا ... هاي شنو فضحتنة ؟ ونتباوس ونتعانق ويسأل منو ؟! نسى بأنه كنت فل الديوانية عسكري ونسى زيارته الى عنكاوا سنة 1976. وبمجرد الوصول الى المقر .. تلاشت متاعبنا وزدنا كبرياءا واعتزازا .. وما أجمل اللحظات عندما تصل المفرزة وفيها الرفاق وخاصة الرفاق الذين تربطك وأياهم علاقات سابقة .
 


82

مذكرات بيشمركة/41
مثلث كوردستان

سعيد الياس شابو/كامران                                                                                        
2012.5.18                                                                                         
 
وصلنا بلدة أشنوية / شنويه .. في كوردستان ايران ، بحيث التعب ومتاعب الطريق نالوا  منا حصتهم .. ونحن كالعادة .. في كل جديد والتغير مستعدين لقبوله وحسبان القادم سواء كان أفضلا أم  أسوءا ، وبعد النزول من القلابة وليست اللوري ! ومباشرة دخلنا فندق / أوتيل راقي .. فندق أشنويه ، ولم يكن بمقدورنا من أن نتجول في المدينة الجميلة بطبيعتها الخلابة وأهلها الطيبين وجبلها الشامخ ( جيله شين / كيله شين )، فندق المدينة كان راقيا ونظيفا والخدمة فيه جيدة نسبة الى الفنادق الأخرى .. يعود الفندق الى أبن أخت  الدكتور عبدالرحمن قاسملو، في ذلك الوقت أي في أواخر نيسان 1980 ، وأول ما سألنا ولقت عيوننا على الحمام .. فبدءنا بالغسيل والتنظيف .. ومن ثم تناول وجبة عشاء جيدة .. الكباب فوق الرز والمقبلات والشنينة .. بحيث نسينا ركوب القلابة لساعات عديدة !!!!!! ، وكان الفندق قد أعجبنا كثيرا وتمنينا من أن يكون مقرنا القادم في كوستا ..شبيها به ..أي بالفندق ! كانت ليلة هنيئة لو لا حسابات القادم من الأيام .... ، وفي الصباح الباكر نهضنا وكالعادة التهيئة للسفر .. وبعد الفطور الصباحي المرضي وكانت وجبة جيدة من العسل والبيض المقلي واللبن الطيب والخبز الحار .. وبالمناسبة كان العسل أهم وجبة غذاء بالنسبة لنا في حال تواجده .. وللعسل الحقيقي الغير مزور والمغشوش .. !! فوائد عديدة وهو بمثابة الدواء وغير مضر .. إلا في حال التكثير منه ..أي تناوله في الوجبة الواحدة وخاصة عندما يستخرج من الشجرة وهو حار .. والتكثير بشرب الماء من بعده ، كما حدث للرفيق الدكتور سربست!
 والرفاق الذين لم أتذكرهم والذين كانوا معنا الرفيق الدكتور سربست /آزاد ، سرود وهاوار
وبعد الفطور ومرورنا في الشارع العام .. بحيث كانت البلدة مفعمة بالنشاط والحيوية والحركة .. والمحال المعمرة بالبضائع المتنوعة .. بحيث تركت البلدة عندنا مشاعر طيبة وراحة نفسية .
 
وهذه المرة ليست قلابة ! .. بل سيارتان من نوع لاندروفر .. بعد التعامل مع العديد من اصحاب السيارات لغرض نقلنا الى منطقة أخرى ... ولكن السواق  .. يبدو كانوا على علم بالحادث الأليم والذي ذهب ضحيته عائلة بأكملها ! في القصف الطيراني المروحي قبل يوم في المنطقة المقصودة ذاتها !
 
وبعد أن أقنع السواق من قبلنا .. بدفع المزيد من التومنات .. لهم ككروة السيارة !! مضاعفا !! والناس كسبة تريد من أن تعيش وتدبر قوتها اليومي وتدبير المال الحلال وليس الحرام ! فأقنعناهم بالسفر ونقلنا الى الموقع الذي نقصده أي بالقرب من مناطق مجمع زيوة السكني ، وبعد الاتفاق معهم .. أي مع السواق وهم خائفين وحاسبين لو .. لو وصلتنا .. الهيلوكوبتر ؟! فما العمل ؟! .. كان البعض من رفاق المفرزة مسلحا والقسم الآخر متناوبين على جهاز المخابرة والمواد المرفقة له .. من بطارية كبيرة وسماعات ووايرات وأنتينات ومواد احتياطية أخرى ، وفعلا تم الاتفاق على أن نكون على أهبة الاستعداد للحادث الطاريء والتوقعات التي ستصادفنا بالطريق المحفوف بالمخاطر ! ولم يكن لنا بديل آخر بتاتا .. إلا الطريق نفسه ! وشدينا العزم وبدون تردد من قبلنا .. إلا أن السواق يعتبرون أنفسهم أصحاب عوائل ! ويعتقدون بأننا خرجنا من باطن الأرض !! وأصبحنا بيشمركة ! المهم .. انطلقت السيارتان بيقظة وحذر .. كان الطريق الرئيسي من أشنوية الى زيوة غير مسلوك بسبب الألغام ودورية الطيران وحدثت  أكثر من كارثة في المنطقة حسب قول أهل المنطقة .. وبعد الصعود القوي الى المرتفعات والدخول في مطبات كويستانية .. وإذ بطائرة هليكوبتر ... غر غر غر غر غر ... غر إر إر .. .. .. وصلت وهي تبتعد عنا مئات الأمتار ومن ثم عشرات الأمتار ،،،، ونحن ليس بمقدورنا من أن نرمي عليها .. وقفوا السواق السيارات وأراد السائقان من التهرب من داخل السيارة !! إلا أننا حاولنا التهدئة .. تهدئة الموقف والبقاء في السيارتين دون اشهار السلاح ! فلزموا الصمت .. وبعد أن عادت الطائرة .. بعد دورتها ! فنزلنا مسرعين .. حاسبين حساب عودة الطائرة من جديد .. وفعلا حدث هذا التوقع ! ولكننا اختفينا في مواقع بحيث لا تفرق الانسان من الثلج ..أي بسرعة البرق أختفينا بكتل الجليدية الكثيرة والمتنوعة والصخور الكبيرة والمواقع التي وكأنها صنعت خصيصا لأجل اختفائنا .. والسيارتان مركونتان في الموقع .. وإذ في هذه المرة طائرتان هيلوكوبتر تحوم من على ارتفاع منخفض جدا .. ولكن الرفاق البيشمركة الأنصار والسواق قد أجادوا اللعبة .. أي لعبة الاختفاء وكانت الكتل الجليدية صلدة بحيث بالكاد من أن تتمكن من جمع الثلج إلا بقوة الحربة !! فكانت محاولاتي الشخصية اخفاء الرفيق هيوا أولا ! وقلت له .. فيما لو ذهب واحد فيبقى واحد ! أي في حال القصف من قبل الطائرتين .. أكيد لن نسلم وستكون الخسائر فادحة بالأرواح !! وبعد جولة قريبة وترقب المنطقة ..... فسرعان ما انسحبت الطائرتان دون اطلاق رصاصة واحدة ! استغربنا وحمدنا ربنا وشكرناه لكوننا نحن أناس ثوار .. ولسنا أشرار وقتلة لكي تنال منا الطائرتان المحلقتان في السماء ذهابا وايابا !! .
 
عادت الطائرتان.. مسرعتان .. ونحن استخدمنا صراخنا و نداءنا بقوة وكل من جانبه .. والسواق استغربوا من الحدث والحظ الذي حالفنا وأسعدنا واياهم !! استقلينا السيارتان من جديد .. ولكن بعد معاناتنا مع السواق .. أي أرادوا العودة .. ولم نسمح لهم بذلك .. فعلينا المواصلة الى الحد الذي يمكن الوصول اليه ... ! وصلنا الى قرية جيلاس (كيلاس) وجامعها الكبير .. وبعد النزول والترجل من السيارات ..قصدنا الجامع ومن ثم توزعنا لتناول وجبة الغذاء موزعين في بيوت القرية .. ومن ثم الصعود بالسيارات .. متضايقين بعضنا بعضا على مقاعد السيارتين ، فأما حماية الجهاز من الكسر .. بلي كان ملفوف بكارتونات وبطانية ومخيطين له بطانية على شكل عليجة ..نهتم فيهه أكثر من  ...! ألله يا جهاز كم خدمت الأنصار !!!!! كنت تستحق من أن يدخل أسمك التأريخ من باب أوسع .. وكم قدمت وأختصرت الوقت ووصلت الخبر في وقته المبكر؟وكم حملناك كمادة عزيزة وبنينالك غرفة وحولنا مواقعك من مقر الى مقر ؟؟؟؟ ومن موقع صيفي الى شتوي و... !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! .
 
وصلتنا السيارات الى قرية ( كجلة ) ومن ثم أجرنا تراكتورين مع العربانات وواصلنا الى أن بلغت بنا الجرارات التراكتورات قرية شقلاوة الحدودية وقرية أخرى لم يخطر ببالي أسم القرية ، المهم مكثنا في القرية ومن ثم التوزيع في البيوت اثنان اثنان ( فندق بلاش )! القرى الكوردية تستحق كل الثناء لما قدمته من تضحيات وخدمات للبيشمركة دون الرجوع الى من هذا ومن ذاك .
 
وكلما تحدثنا عن التوزيع في البيوت القروية .. كلما نتذكر البرغوث وكأنه معاقبين من الله عزوجل وسلط علينا عدو متواجد معنا لا يفارقنا أبدا ! وفي كل مرة براغيث مؤذية ... يابة والله نقبل بالقمل ! بس مو برغوث ! البرغوث ومساوئه لا تحصى ولا تعد بالنسبة لي .. إنه ذلك المفترس الصغير في حجمه وكبير في أذائه .. سريع الحركة .. يجيد الاختفاء بشكل لا يصدق .. متمرن على أكثر من حرب العصابات .. ينال منك ما يريد .. وبعد قتله والسيطرة عليه وخاصة عندما يتواجد موقد نار .. فبعد مماته أضعه فوق الصوبة أو بداخلها لكي ينال جزائه العادل و يحترق وبئس المصير ! لم أنام في تلك الليلة الا لسويعات قليلة جدا .. وصاحبي الرفيقي مام خضر روسي ينام ويشوخر .. فأما صاحب الدار الذي نزع ثيابه وبقى بطرك اللباس .. نام للصبح ! وبعد الفطور وكالعادة تهيئنا للحركة .. بعد أن أمننا نقل الجهاز والبطارية والمواد الاحتياطية وذلك تم الاتفاق مع شخصان مقابل أجر وهم أيظا أدلاء من والى القرية الأولى في الأراضي التركية الجارة .. بعد الجارة ايران .
المثلث الكوردستاني المنقسم !!!                                                                             
.............................                                                                                   
ويعتبر المثلث العراقي الايراني التركي من المناطق المحرمة تقريبا وخاصة في ذلك الوقت .. أي جميع الدول الثلاث العراق وجمهورية إيران الاسلامية وتركيا تتواجد فيها الحركات المسلحة البيشمركة والاحزاب المعارضة متفقة فيما بينها تارة وأخرى متناحرة ! وما الفرق بين الحدود سوى وضع كتلة أسمنتية بطول أكثر من متر وفي داخلها بوري حديد ! والأرض هي نفسها مقسمة على الثلاثة دون وجه حق ! أي بالشكل الآخر .. أخ في ايران وأخ في تركيا وأخ في العراق وهناك أبناء العشيرة الواحدة مقسمين على ثلاث دول تربطهم علاقات دم وقوم ودين والقرابة والنسابة وما أجمل الأيام عندما يكون العرس وتبادل العروس ( كصة بكصة ) وركوب الخيول والسباقات والدبكات ونحرالعجول والخرفان .
 
في الصباح الباكر .. الثاني من أيار خرجنا من القرية الحدودية محملين ما نمتلكه من المقسوم الوزن .. والعاملان المؤجران ..حملوا الحمل الذي كنا لا نطيقه ! كل واحد حمل حوالي 50 كيلوغرام وربما أكثر وهم أدلاء .. سلكنا الطريق المعقد الغير مسلوك الا ما ندر في هذا الفصل الربيعي وبعد أن تكون الثلوج في طريقها الى الذوبان لتشكل مجاري وروافد متنوعة مشكلة عوائق وحسب المنطقة ووعورتها وكثافة الثلوج المتساقطة في تلك المنطقة .
 
أصعد .. وآنة أصعد .. نحن مصرون على الصعدة .. صعدة وراء .. صعدة ! ووراء الصعدة ..نزلة !! وصلنا الى علو الجبل أو بالأحرى جبال متقاربة تتجاور بعضها البعض الآخر .. وكثافة الثلوج تتخوف ونحن في شهر أيار من 1980. وكلما نظرنا الى البعد الجغرافي للدول الثلاثة !!! ليس هناك إلا البياض .. مالح اللون .. لون الثلوج في فصل الربيع تميل الى اللون المالح .. وصلنا الى علو مرتفع بحيث النزلة قوية وطويلة !! وهناك خياران أمامنا !! فأما أن نسلك الطريق الذي يسلكونه الكاروانجية أو العمال المؤجرين والذين يحملون بضائعهم من والى تلك القرى باحثين عن لقمة العيش لهم ولأطفالهم وتدبير تلك اللقمة والتي أحيانا تصبح تلك اللقمة من السبب في هلاك الكاسب ووقوعه في الكمين المنصوب من قبل الباسدارية أو الجندرمة أوالجنود أو القصف بالمروحيات !!!                                         
 
قسم من الرفاق الشباب أختاروا طريق النزول التزلج على الثلج بدل أن ينزل خطوة .. خطوة !! وتأخذ وقت ! أصبحنا فوق مرتفعات شاهقة بحيث نشعر نحن قريبين من السماء ..كما كنا في جبل كيوة ره ش ، مع الفارق !! الشباب قرروا من أن يختاروا طريق التزلج .. النزول وهم جالسين على وضع الرجلين للأمام .. نزلت مجموعة منهم .. ثم أرادت أن تنزل مجموعة أخرى .. فحذرتهم دون فائدة .. النصير ملا عثمان وفؤاد .. تهيئا للنزول على الطريقة ذاتها .. قلت للنصير هيوا أبو شوقي .. مالك دخل وتصبح في خانة الشباب .. لم يسمعني .. كررت قولي بينما فؤاد وملا عثمان وبعد لحظات وهم في قعر الجبل والوادي .. هيوا أراد التقليد .. ياالله .. هيوا وبعد حوالي خمسين متر من التزلج .. وإذ بهيوا صاحب خمس أطفال تركهم لتعيلهم والدتهم !!!!! ، نزل هيوا وأنا أنتظر القادم .. وإذ بالنصير الرفيق هيوا .. يأتي رأسا على عقب ! بحيث لم يسيطر على وضعه .. ولو لا بندقيته البرنو .. لأصبح كتلة ثلج تتدحلج تريجيا لأصبح في باطن الكتلة !! نزلت مسرعا لانقاذه .. ها أبن الق....... ! ما قلت لك مالك دخل بأمور لا تليق بك ! الرفيق هيوا كان في وضع صعب جدا .. سألته فيما لو يعاني من الألم في الظهر أو الرقبة أو ... ؟!                                                                                                                   
 
نزلنا تدريجيا الى أن وصلنا القرية الفلانية ... ! وفي الطريق كان التصنيف والمزح والضحك والتشقلة الرفاقية بين هيوا وفؤاد وملا عثمان .. لا تنتهي أبدا .. بل تخف من معاناتنا وهمومنا .


83
مذكرات بيشمركة/40
بين الجد والهزل..!

سعيد الياس شابو/كامران                                                                                              
2012 .5 .10                                                                                             
العلاقات الرفاقية بين الأنصار البيشمركة كانت مبنية على الجدية والعمل والمثابرة والاحترام المتبادل ونكران الذات وإيجاد الصيغ للوصول الى تطوير العمل الأنصاري وخلق علاقات مع من نتعامل معه سواء الرفاق البيشمركة من الأحزاب الموجودة على الساحة آنذاك ومع أهل القرى من الفلاحين والكسبة ، ومن الجانب الآخر نعمل على تعزيز العلاقة بين بيشمركتنا وتقديم الخدمات الأفضل في الخدمة الرفاقية / الخفارة ، ونسهر ونبذل جهدا لكي نقدم العمل على أفضل صوره .. وبالاضافة الى عملنا ... كنا نقوم بمساعدة الأنصار البيشمركة في حال احتياجهم الى المساعدة وتقديم يد العون وخلق حالة واقعية وعلاقات رفاقية بين البيشمركة الشيوعيين وأصدقائهم .
 
وفي ذات يوم شتائي قاسي للغاية .. وبالكاد من أن يتمكن المرء من أن يوقد الحطب وتهيئة الفطور الصباحي ومن ثم تهيئة الوجبة الغذائية .. وإذ بالرفيق هيوا / أبا شوقي  يقدم يد العون للكثرة من الرفاق الذين لا يجيدون طريقة الطبخ الجيد والمقبول والمرضي والنظيف أثناء الخفارة .. وكان هناك من لا يجيد من قلي بيضة ! فكيف بطبخ الرز والمرق واللحم في حال تواجده !!! وهناك من كان يتكاسل في التعليم المطلوب من كل رفيق خفر .. وهناك من يعمل بتقديم الأفضل ويخلق من لا شيء .. شيء ! وهناك من يحسب (جفيان شر ) ! وو ........................   !
 
وكالعادة النصيرالمخلص والوفي هيوا .. شارك وبادرة بمساعدة رفيق وتعليمه طريقة طبخ التمن الرز .. وكان الرفيق الخفر يحاول من أن يتعلم الطريقة .. وإذ برفيق آخر .. يقول ... أتركه ! أتركه ! ليعمل هيوا .. فإنه ....... ! ، وبعد أن سمعت الجملة من الرفيق الفلاني .. استغربت حقا من هذا المفهوم والذي أزعجني وأغضبني كثيرا !! ومباشرة قلت للرفيق هيوا اترك المساعدة وستكون آخر مساعدة من هذا القبيل !! أراد الرفيق من أن يخلق جوا آخرا وأن يتراجع من حديثه وموقفه السلبي .. ومفهومه للحالة .. إلا أننا أصرينا على عدم مساعدة من لا يستحق من أن نساعده !! خزنت عندي وكانت صدمة بالنسبة لنا .. أي أنا والرفيق هيوا والرفاق الآخرين الذين كنا نتعامل معهم كأخوة وكرفاق .
 
الرفيق .. عزيز شوعي ونحن ..                                                                         
......................................                                                                         
كلما تحدثنا عن ذكريات البيشمركة الأنصار .. علينا بتلطيف الجو وليس تشنجه أ وخلق أجواء جديرة بخلق المزح والمرح وذلك لتخفيف من معاناتنا اليومية والروتين اليومي الممل ، وقبل وجبة الغذاء .. عملت كرة ثلجية مضغوطة .. وبمجرد خروج الرفيق مام عزيز شيوعي والد الرفيق حاكم وريا / تحية لهما .. وكان عزيز شوعي في الجانب الآخر من المقر أي يفصلنا عنه حوالي 15 متر وادي منحدر ومجرى المياه النازلة من الفوق ... وأضرب الكرة ولتأتي في المكان الخطر ! ( الخصاوي ) للعم عزيز ! وبسرعة دخلت في الغرفة دون أن يشاهدني !! وباللحظة نفسها .. خرج الرفيق ماموستا هيرش / عزالدين ، وهو بريء من الضربة .. إلا أن بصيرة عزيز شوعي جاءت وحسبت بأن هيرش هو الفاعل ! ومام عزيز .... ( هه ى خوشك و دايكت ..... هه ى ..... !!! ) بما معنى لم يترك مام عزيز لآ أخت ولا أم سالمة ولا الرفيق نفسه من الكلمات البذيئة إلا ونطقها واستخدمها بالضد من هيرش !!! فبالرغم من توضيح الرفيق هيرش ونفيه للفعلة ! إلا أن الوضع قد تشنج أكثر وأكثر .. وقلت هاورى عزيز .. أنا كنت الفاعل وضربت ورميت كرة الثلج ! إلا أنه لم يصدقنى وكانت الفعلة لا تحمد عقباها لو لا تدخل أكثر من رفيق .. والى اليوم لم يصدق الرفيق عزيز شوعي بأنه كامران الفاعل الحقيقي !
 وبين الجد والهزل والشتاء القاسي وعدم رغبة البعض من الرفاق بتهيئة المزيد من الحطب واشعال الصوبة التي لم نتمكن من أن نستغني عنها أبدا ..... وفي ذات يوم قررت من ترك الغرفة التي كانت تستوعبنا كحضيرة بيشمركة .. وكانت غرفة فارغة لا تصلح للمنام ومتروكة .. فقررت من أتحول اليها وبأخذ موافقة من أجل ذلك .. وبعد الدردشة حصلت على الموافقة ، ولكن دون تزويدي بالفانوس والنفط !! فأصريت على شراء الفانوس والنفط !! وبعد تعديل الغرفة وتدبير صوبة وفانوس  وليس اللالة ! والرفيق أبو أحمد طيب الذكر ( عبدالرحمن القصاب ) زودني بالفانوس والنفط !! واستغربوا الجماعة ! أزمة النفط والحصة ثابتة ومقننة .. ووو .......... !! وبعد اشعال الصوبة والفانوس وتنظيف الغرفة وترتيبها بشكل مرضي .. فجاء الرفيق ملا نفطة / ملا أحمد .. معلنا انضمامه الى غرفتي .. وجاء الرفاق الآخرين مازحين من قبولهم أعضاء في الغرفة !!! رفاق ما أروعهم .. مخلصين .. شجعان .. أبطال .. كانت المعانات ليست فقط سياسية وعسكرية وتسليح ومواد غذائية وأدوية وكهرباء والبعد عن الأهل وإنما الصراع مع الطبيعة القاسية وعلى طول الخط  ، والمندسين قادمين ذهابا وأيابا دون أن ..!                                                                               
 
وفي ذات يوم آخر من أيام البيشمركايتي .. يكون النقاش حاميا بين رفيقين ويعتبرون من الكوادر الوسطية في الحزب .. وإذ بأحد الرفيقين يناقش الرفيق الآخر بكون الفأر وجمعه ( الفئران ) ! ويعتبر الفأر مادة في الديالكتيك .. ولا يعتبر الانسان مادة !! ويقول الرفيق الآخر بأن .... كيف الفأر مادة وأنا انسان لست / مادة ! يالها من حيرة .. يقول الرفيق في حال أن تكون الفأرة مادة .. وأنا انسان لست بمادة ! فهذا يعني سأنتحر ! ،،، مجدا للرفيقان الطيبان وكل الرفاق وسذاجة الموقف !
 
الرفيق النصير حاجى / نهرو .. تكيف مع الوضعية الأنصارية .. كان ينام لحد الشبع ونحن ننهض مبكرين .. إلا هو .. يبقى متأخرا .. أصبح ماشاءالله من المحبوبين بين الرفاق .. طلب الرفيق أبو أحمد من أن يكون نهرو قريبا منه في حضيرة النقل .. ونقل نهرو الى الموقع الجديد وأبو أحمد بالعربية ونهرو بالكوردية .. كان التفاهم قائم بينهما وعلاقات طيبة غيرت من مفهوم الرفيق نهرو بأن عرب .. عسكر .. عدو .. صه كبابن !!                                                                                       
 
وفي عيد القيامة من السنة ذاتها .. اتفقنا مجموعة من الرفاق من أن نسافر من جديد الى مدينة مهاباد .. وبعد ذلك اتفقنا على الفور من أن نسافر الى محافظة رضائية .. ومنذ الوهلة الأولى استغربنا بالشوارع المشجرة والمرتبة والنظامية والجميلة والمحال النظيفة .. وعند وقت الغذاء .. ونحن نشبه القرويين عندما يدخلون المدينة الحضارية !! متعجبين ومستغربين وغرباء عن اللغة الفارسية والتركية أو التوركمانية التي يتحدثونها أهل المنطقة ، وعجبنا .. أن نبحث عن مطعم ذو أكلات لذيذة وطيبة !! ونحن جيوبنا مقننة !! ونحسب ألف حساب فيما لو يزيد سعر الوجبة الاعتيادية تومنان أو ثلاث !!! وإذ بمطعم .. فيه ( جلو كباب ) شيشين كباب فوق التمن ، والدولمة ( الملفوف ) وهي الأخرى موضوعة في بلم ! حسبت بأن الموجود في البلم هو حصة شخص واحد ! قررنا من الدخول للمطعم .. واول ما طلبت الدولمة والرفاق الآخرين طلبوا الجلوكباب ، وبعد دقائق جلب أخونا العامل .. صحن فيه خمس دولمات !!!!! وربما كانت أربعة !!!! أي بصل واحد ! قطعة شجر ! طماطة ! وورق عنب أثنين !! والكل مخفية في البلم وليس في الصحن ! ، فقلت .. هاي شنو ( بو نه ديدى ) بالتركية وكنت أعرف كم كلمة تركي وأخرى فارسي .. فأوضح بأن هذا هو غذاء النفر !! فقلت ما أريدها .. لكونها ما تشبعني ! فأستجاب لطلبي مشكورا وبدلها بالكباب والرز الطيب مع الطرشي والخضروات النظيفة والمتنوعة ، وبعد تناول وجبة الغذاء بحثنا عن المرطبات .. دخلنا محل مرطبات وإذ بالدوندرمة المتنوعة و ( البالوده ) شعرية رز بماء الورد .. طيبة ومريحة جدا ولذيذة .                                             
 
بينما نحن نحطب وعرقانين ( عركانين ) وإذ بالرئيس مام جلال قادم من مقره في ناوزه نك بأتجاه نوكان مع أربعة بيشمركة من حمايته .. يبدوا كان مام جلال معزوما عند وجيه القرية مام أحمد ، وبعد السلام وتبادل الكلمات التي تخفف من متاعبنا .. ووقوفه لدقائق معنا !!!!! ودعنا مسرورا ومتحدثا ...
 
 
 
معركة قزلر .. في شهر آذار من عام 1980 من القرن المنصرم .. كانت الصدمة قوية بالنسبة لأنصار الحزب وكانت بمثابة فاجعة بالنسبة لنا .. أي استشهاد كوكبة من رفاقنا الأنصار ونحن في بداية الطريق .. وهمومنا وقلقنا على الرفاق الذين نجوا من المعركة كان الشغل الشاغل لكل البيشمركة الأنصار .... بينما أسمع من رفيق قيادي ... ملوحا بيده حجم البرتقال .. جيبلي أربعين برتقالة !! ومتحدثا الرفيق الذي كان يذهب للمسواق الى بيوران ، وأنا  مستغربا من الحالة .. بينما نحن لم نكن نبلع ريقنا حزنا على الرفاق الشهداء ووصول ورجوع بقية الرفاق الينا سالمين ! وأنا بدوري وبعلو صوتي .. جيبلي فرد صندوك ! أيوه صندوق !! هو أحنة ماعدنة فلوس الكيلو ! فمن أين يا ترى نتمكن من شراء الصندوق بكامله ؟! كانت قلوبنا مع رفاقنا وينزعجنا كل خبر مؤذي ، والرفيق القيادي أيظا متأثر وكثيرا .. ولكنه يرغب بالعيش ويراعي صحته وهو محق بذلك ، ولكن الحالة بالنسبة لنا ما نفهمها ونستوعبها كما يتعامل معها الرفيق القيادي .                                                         
 
كان الرفيق أبو حكمت قد شارك في الذكرى الأولى لرحيل البارزاني الخالد في آذار من العام نفسه .. وكانت باكورة العلاقات بين حزبنا وبين الحزب الديمقراطي الكوردستاني في ذلك الوقت بعد انقطاع دام لسنين من الخلافات والصراعات التي أدت الى استفادة النظام الدكتاتوري الحاكم في العراق ! ،
وفي أواسط شهر نيسان 1980 جائتنا مفرزة قادمة من قاعدة كوستا .. الرفاق أبو يعكوب / أبو باز وأبو علي الشايب وربما رفاق آخرين معهم !! .. بعد أن كانوا منقطعين الأخبار نسبة الى القواعد الأخرى .... ومن ثم ترتيب الامور بنقل مجموعة من الأنصار الى قاعدة كوستا .                       
 
والرفاق الذين أتذكرهم ضمن المفرزة .. أبو علي الشايب ، مام خضر روسي ، خضر حسين ، مام طه ، دكتور آزاد  ، غفار ، كاكة شيخ ، هيوا أبو شوقي ، فؤاد ، ملا عوسمان /عثمان ، بولا الأخرس ، هيوا أخو غفار ، وربما رفيقين آخرين .. وكاتب السطور .. كامران .
 
وبعد هذا وذاك ومناقشات والاتفاقات والمزاجات والدردشات والارتياحات الشخصية والمناطقية ... !!! تجمع الحضور من الصباح الباكر وفي أواخر نيسان من العام ذاته ، تحركت مفرزتنا بأتجاه قرية مامكاوا وداوداوا ومن ثم الصعود والركوب بال- قلابة ! وشلون قلابة نقل ..! وبالطرق التي يمكن من أن تجنبك من حركة الطيران الهيلوكوبترات !! كان الطقس باردا ومناطق كويستانات ولا تزال الجبال مثقلة بالثلوج الموسمية ! وكأنه نحن معاقبين ! والسيارة تستمر بقطع المسافات الطويلة بحيث الطريق أصبح مضاعفا .. بلدات وقرى غريبة علينا !! محاولتنا أن نخفي أنفسنا في القلابة .. تحسبا من الوشايات والاخباريات وو ... ! وقبل الظلام أي مساء يوم 30 نيسان 1980 وصلنا الى بلدة ( شنو )  شنويه /أشنوية .                                                                                                       


84
مذكرات بيشمركة/39
بدل أن تحملنا السيارة..
نشق لها الطريق !!

سعيد الياس شابو/كامران                                                                                                
2012.5.2                                                                                                     
 
أعياد الميلاد ورأس السنة الميلادية 1979- 1980 ،  أقتربت رويدا رويدا ... وتبلورت الأفكار عندنا للتمتع بأيام قد نستحقها ونتمتع بها كإجازة العيد ! وفعلا طرحت الفكرة ، وكل من موقعه .. قدم طلبا شفهيا للموافقة عليه ، ومن ثم التجمع في فروشكا ناوزنك الشهير ! ومن ثم الانطلاق من النقطة المتفق عليها ، وكنا بحدود عشرة رفاق بيشمركة .. والسير على الأقدام بحيث الثلوج مغطية الطرق والبياض الناصع هو السائد في كل المناطق التي سنتوجه اليها ..... كلما نظرت الى البعيد .. سترى الثلوج .. الوفر ينزل من السماء ، بدأنا بالحركة منذ الصباح الباكر بعد أن حصلنا على الترخيصات الورقية عبر العلاقات الموجودة بين حزبنا والاتحاد الوطني الكوردستاني ( أوك / ينك ) والتي كانت بمثابة تراخيص عبور وهي تعتبر نافذة المفعول .. من والى التأريخ المذكور في الورقة ، وتناوبنا على فتح الطريق ومواصلة ا لسير .. فبالتأكيد الأول والثاني والثالث هم الذين يشقون الطريق والآخرين يتبعونهم ..... وهكذا الى أن وصلنا توجلة –كاني زه رد – مرورا بالقرى الى أن وصلنا القرية الكبيرة بيوران ، ومن ثم ركوب باصات النقل التي تتسع لحوالي عشرين راكب وربما أكثر بقليل .. صاعد نازل محملين الأخوة القروين بضائعهم ومسواقهم .. وكأننا جالسين في السوق وليس في السيارة !! المهم وصلنا البلدة الكبيرة سردشت ونحن نشعر بأننا منذ اسبوع خارجين من المقر !!
 
وفي حوالي الرابعة عصرا .. مساءا لكون الدنيا مظلمة من حيث الليل والنهار .. وناصعة البياض بسبب تساقط الثلوج الكثيفة .. وانتعشنا بعض الشيء لكوننا وصلنا مدينة وسنكون ضيوف الفندق ! وبحثنا عن فندق رخيص كان اسم الفندق ( رامسر ) ، فندق .. غرفه تحتوي على البرغوث والصراصر في ذلك الوقت وفراشه .. فيه الكفاية من القمل !!!! ونحن جلبنا معنا الموديل الجديد من القمل أي جبلي أصلي ،،،، وتصير معركة قوية بين البراغيث والقمل !! ويفوز قمل الفندق لكونه طويل العمر وشبعان من دماء البيشمركة والقرويين !! فأما البرغوث فهاج علينا بعد أن شعلنا الصوبة الزيتية / كازوايل ..بحيث الدخان ورائحة الزيت يكفي من أن يسهرك الى الصباح فيما لو كانت لديك حاسة الشم قوية !
 
وبعد العشاء .. عديم الطعم واللون والرائحة في الفندق المذكور ... بالمناسبة كانت الأوضاع العسكرية والسياسية والاقتصادية مزرية للغاية بالنسبة الى مناطق كوردستان ايران والركود الاقتصادي كان ممل للغاية والافق غير مرئية بسبب القتال الدائر في البعض المناطق من كوردستان ايران بين القوات الايرانية الحكومية وبين قوات المعارضة الكوردية والمتحالفين معها من الأحزاب الايرانية .
 
تناولنا أحاديث كثيرة في المساء والتهيئة ليوم غد أي يوم 31 / 12 كانون الأول / ديسيمبر ، كانت ليلة تعيسة ... نعاني من البرد أي انتهى كاز الصوبة وحركة البراغيث والقمل المستمرة وعدم النوم !!! جلها ليست على مايرام .. ولكننا نعيش ونتأمل ... سعداء .. فرحين .. لم نحسب سوى لأيام في تلك الفترة .. لم نحسب كما يحسبون اليوم الربع ! ( الدفاتر ) أو ( البلوكات ) أعوذ بالله من الأثنين قد يفسدون أحيانا الانسان الثوري التقدمي والنصير البيشمركة في حال عدم ايجاده التصرف والتعامل مع المال ويصبح في خانة ( الياقات البيض )! وربما يستعلوا على من كان أخلص وأنزه منه بكثير !!
 
وبعد الفطور الصباحي .. الخبز واللبن الذي يجلبهما صاحب الفندق من داره والذي يقع بجانب الفندق ! فأما الشاي الذي يحرجنا نحن العراقيين ويحرجهم الأخوة الايرانيين أصحاب المقاهي والمطاعم .. لكون الفرق كبير بين شاي نا / جاي نا – وشاي هم / جاي هم !! وهم أي الاخوة الايرانيين يبحثون عن مراعاة الصحة وهم أكثر اقتصاديين منا في حساباتهم ، فأما نحن نحتسي شاي سنكين وحلو !! وهم شاي خفيف ودوشلمة . المهم .. في هذه المرة ستقلنا سيارة فارهة .. منِشئة كبيرة مريحة تستوعب ل 50 – 60 شخص مع البضائع ، ومن الصباح تواجدنا في  ترمينال / كراج منتظم ، وقاطعين تذاكر السفر ومرقمة وحسب الكراسي .. مقاعد مريحة .. سيارات نظيفة .. ركاب على أروع ما يكونون .. مريحين ومحترمين الضيف الغريب .. مرحبين بالبيشمركة .. وبمجرد خروجنا من البلدة سردشت ( سه رده شت ) قاصدين البلدة الأكبر مهاباد ( سابلاغ ) الجميلة أول جمهورية كوردستانية في العصر الحديث ، علينا النزول والاستمرارية في المشي وذلك من أجل فتح الطريق أمام المنشئة وركابها !!! وفي كل مرة ينزل ويترجل الركاب الشباب .. علما كانت الزناجيل مربوطة على اطارات المنشأة .. وهكذا يتم تبديل المجاميع وبالتناوب وخاصة الشباب .. الى أن وصلنا ! وفي الطريق هناك صاعد ونازل أي ركاب جدد ووجوه جديدة .. فأما الأحاديث الشيقة والغناء الشعبي في المنشأة .. فهو الذي يخفف من المتاعب ويختصر الطريق .. كان من أتعس الطرق الوعرة والخطرة والضيقة نسبة الى السيارات الكبيرة التي تعمل على الطريق وبإستمرار .. وإعاقة الثلوج وعدم تنظيفها كان يسبب مشاكل جمة للمسافرين من والى وطريق ساعة ونصف أو ساعتين أصبحت أكثر من 6 ساعات !!!!!! . وصلنا الى الفندق .. أوتيل حافظ في مدينة مهاباد وهناك أوتيل حافظ في مدينة (ورمى ، أرومية ) رضائية الجميلة بطبيعتها وشعبها المتنوع وبحيرتها الجميلة .
 
وفور وصولنا وحجز الغرف في الفندق .. كانت المبادرة الأهم .. ألا وهي المسواق المتنوع من السوق الجميل في مهاباد .. فواكه متنوعة ونوعية ممتازة .. خيار وطماطة ما أطيبهم .. طرشي وزيتون .. تكة وكباب لليلة العيد .. رأس السنة الميلادية .. أغاني على المسجل والغناء الحي .. الفردي والجماعي .. المشروب الكحولي كان ينعشنا .. نشربه ولا يشربنا .. انتهت الدبة والتي كانت تستوعب ستة قناني من وزن المتوسط /حجم 700 وليس لتر كامل .. كانت القريولات قد صعدت على بعضها .. !! أي قريولة على قريولة وذلك من أجل توسيع المكان في الغرفة لإستيعاب عدد الحضور في الغرفة الواحدة ! .. الدبكة التي خلقت مشاكل للجيران المقيمين في الفندق .. شكاوي عديدة ... مسبقا خبرنا صاحب الفندق واسترخصنا منه .. بكوننا نحتفل في العيد ونحن في الغربة .. نفذ المشروب بعد الثانية عشرة ليلا .. الحيرة بما نفعل ! كان الليل غير مريح والأوضاع متشنجة وغير مستقرة في مهاباد !! الحلول .. تدبير المزيد .. الكل منتعش .. ونحن بحاجة الى المزيد .. فوقع الخيار على كامران بطلب من أبو شاخوان ، للزركة وتدبير دبة أخرى ! توكل على الله في الأوقات الحرجة .. وبعد ربع ساعة حضر المقسوم الآخر .. أصبحت الفرحة فرحتين واستمرينا في الغناء والرقص .. نزلاء الفندق يأتو ليصنتوا .. ماذا حصل في هذه الليلة ؟! ومن نكون نحن وفي هذا الوقت المتأخر ونسبب الحرج لصاحب الفندق ونزلائه  وهو يدافع عنا ؟ ! ياله من رجل طيب شاركنا معاناتنا وأفراحنا وهو يتحدث اللغة التوركمانية والفارسية . وقضينا تلك الليلة وحتى الصباح الباكر ! كانت ليلة من العمر .. ليلة مفعمة بالحيوية والانسجام ونسيان الهموم .. الذي يمتلك القروش والذي لا يمتلك .. كلهم في الهوى سوى ، عذرا من الأخوة الذين لم نقبل من أن يناموا وأزعجناهم في تلك الليلة .. وبقينا ذلك النهار في مهاباد وفي 2/1/1980 عدنا الى قواعدنا سالمين ، وكان الطريق سالك وليس فيه الصعوبات كما كانت في رحلتنا من سردشت الى مهاباد .
 
عدنا الى الدورة لنكمل المشوار .. أي دورة المخابرة .. استمرينا في الدورة وكان الأمتحان النهائي هو التقيم النهائي وأختبار لمدى تعلم واستفادة الرفاق من الدورة التعليمية وبعد اجتياز الامتحان والنتائج المعلنة .. فكنت أنا الثاني على الدورة والرفيق زمناكو أحمد باني خيلاني الأول على الدورة .. والرفاق الآخرين كانوا الجميع بمستوى جيد جدا . وهذا ما أثلج صدورنا بتخرج أول دورة مخابرة في الجبال وبالسرعة الممكنة والنتائج المرضية  ، والمسألة اللطيفة .. كان يقول أحد رفاق الدورة وهو على قيد الحياة .. يقول ... أنا أجيد عدة لغات !!!! ولكن هذا المورس .. لا يدخل في دماغي !! تحية لرفاق الدورة الأولى والذين تحملوا الكثير من أجل تطوير العمل الأنصاري في بداياته .
 
وفي كل يوم نؤمن الاتصال للوجبات الثلاثة !!! وذلك للتدريب الفعلي على الأجهزة المتوسطة بين المقار الموجودة ولتأمين الاتصال الأفضل .. علينا الصعود فوق المرتفعات لكون مقرنا في وادي لا يصلح للاتصال اللاسلكي ! وفي كل اسبوع مرة واحدة نخرج للتدريب الفعلي خارج المقرات للتمرين وهذا ما جلب انتباه السابلة والمقرات الموجودة  وكان الحدث الجديد في المنطقة .. أي قاعدة خرى ناوزنك .
 
وفي ذات يوم ربيعي من شهر آذار .. ولا تزال الجبال وخاصة قممها .. تكسوها الثلوج و اقترح معلمنا النصير أبو شاخوان .. من أنه يود أن يؤمن الاتصالات لمسافات أبعد ! جمعنا ما موجود من الأسلاك / الانتينات / الأريلات الافقية والعمودية .. وصعدنا الى جبل مامندة وفي وسط الجبل من اليمين ومن اليسار .. سلك أكثر من ثلاث (300)مئة متر أفقي وكان موقع مقر كاك نوشيروان فوق مقرنا القيادي وموقع الخيمة ومن الجانب الآخر بأتجاه القرية ولكن على يمين القرية .. نشد الأسلاك ببعضها لتشكل أنتين واحد طويل يسحب المديات الأكثر بعدا ! كاك نوشيروان مصطفى .. يسأل هازا رأسه ... ماذا ناوون أن تفعلون ؟! الجواب نريد أن نصب أريل يؤمن المسافات الأكثر ! نصبنا وربطنا جانب من السلك بشجرة لكي يكون عازلا بسبب الصواعق الكثيرة في فصل الربيع ومن ثم بصخرة لكي لا تأوول الشجرة الى السقوط وهكذا من الجانب الآخر ، وكان ارتفاع الأريل حوالي مائتان (200 )متر !! . نزلنا بعد أن ربط الأريل ومن ثم ربطه بالجهاز .... أصوات الأجهزة العالمية .. أصوات الاذاعات .. وكل صواعق المنطقة كان يسحبها وأحترق أكثر من لمبة بحيث لا يمكن للجهاز أن يتحمل العبأ الزائد ! أي لا يجوز من ربط أريل بهذا الحجم وبهذا الشكل.. بهذا الجهاز أو جهاز آخر !! وفي اليوم الثاني صعدنا لغرض انزاله لعدم حاجتنا اليه علميا وعمليا !!
 
وفي ذات يوم ربيعي من بداية شهر نيسان 1980 ، خرجنا للتمرين الى مقر ( توجه له ) حرف الجيم بثلاث نقاط .. خرجنا جميع المخابرين لنجيك الأجهزة ونتدرب على الماطور / المولد الكهربائي متوسط الحجم .. الكل جرب نفسه مع المولد .. ولكن دون جدوى ودون فائدة .. وكان الرفيق أبو سرباز حاضرا في الموقع / تحيات للرفيق أبو سرباز  وسلامة صحته ، وبعد متاعب وجهود بذلناها من أجل تشغيل المولد !!!! وأخيرا .. كالعادة تحدثت وقلت يا رفيق ... لو قرأت سنة في الاتحاد السوفيتي وتدربت على الماطورات والكهربائيات .. مو أفضل من الماركسية ؟! الكل صمت بين راضي وغير راضي !! عذرا والقصد لم يكن الطعن .. بل .. ما العمل ومن يساعدنا ؟ كل الخيارات أمام الشيوعيين يجب أن تدرس ! ليس فقط التنظيمية والسياسية !! وفي كل الأوضاع وأن يعلموا رفاقهم على الحياة المتنوعة وليست فقط الاهتمام بالسفرات والاجتماعات والحفلات !!!! ولم يقبل المولد من أن يعمل ولحد الآن لم يعمل !


85
مذكرات بيشمركة/38
دورة المخابرة

سعيد الياس شابو/كامران                                                                                           
2012 .4 . 24                                                                                               
 
الحاجة أم الاختراع .. وحاجة الحزب والأنصار الى المخابرين والمخابرة أصبحت حاجة مهمة وضرورية لا تقبل التأجيل ، لآ بل أصبحت الحالة المطلوبة بعد أن تزايد عدد المقرات في منطقة ناوزنك وتوجه له ، ونوكان ، و زه لى وشينى وسونى .. مقار قاعدة ناوزنك ومع مقار مناطق بهدينان و السليمانية / بيتوش ،حتى مقر الرفاق في قامشلو بعد ذلك أصبح الاتصال به طبيعيا .
 
وبما أن الشاه .. أي شاه ايران أصبح في حكم كان ! والتغير الحاصل في بنية الدولة الايرانية الشاهنشاهية وقيام جمهوري اسلامي ايران بعد سقوط حكم الشاه وزبائنيته من بعد أن حكموا قرون من الزمن البغيض بالحديد والنار والتدخل في شؤون الدول المجاورة الى حد العظم !! وسقط الشاه بعد المظاهرات المليونية وأصبحت الفوضى في ايران هي السائدة وأصبحت السيطرة من الأطراف المنظمة على ممتلكات الدولة  شيء طبيعي ومنها المعسكرات والذخائر المتنوعة والأسلحة ، ومن تلك الذخائر المتنوعة .. أجهزة اللاسلكي ألمانية الصنع  ( جي آر سي ) المتنوعة وذات مديات مختلفة وبأحجام كبيرة وصغيرة مع محتوياتها حصل عليها الحزب من الأحزاب العاملة في المنطقة وخزنت في الغرف المظلمة .. الى أن جاء دورها  .. لترى النور وتعود الى المهمة التي صنعت من أجلها  !!
 
وفي ذات يوم من أواسط الشهر الثاني عشر من عام 1979 م . وإذ برسالة من المكتب العسكري يطلب فيها ..  تشخيص نصير (موثوق) من أن يترشح للدخول في دورة مكثفة أمدها شهرا واحدا وتخرجه بصفة مخابر .. يعتمد عليه في تأدية واجباته بصورة جيدة . وبعد دردشة في السرية والفصيل .. فوقع التشخيص والاختيار على كامران أي أنا ، من الفصيل ومن ثم الفصائل الاخرى ونحن كنا بحدود 12 بيشمركة نصير .. تهيأنا لدخول الدورة بعد المقابلة الأولى لشرح أبعاد الدورة  مع مسؤول الدورة الرفيق أبو شاخوان ، وكان الرفاق المخابرين في بداية التشكيلة  كامران ، بولا ، زمناكو ، سربست ، سلام ، طارق ، أبو سلام يوسف ، عادل وريباز وآخرين من الأنصار الذين لا أتذكر أسماءهم ومن ثم لم يستمر ويواصل القسم منهم بالدورة .
 
استلمنا جدولا بأوقات الدوام الصباحي والمسائي ومكان الدورة التعليمي النظري والعملي ولمدة شهر واحد مع التكثيف في الدروس المتنوعة النظرية المكتوبة والعملية بتعليم ( المورس ) والكهربائيات والبطاريات ونصب الأعمدة والأسلاك والأريل الهوائي وكيفية التعامل مع الحفاظ على الجهاز وديمومته وطرق الشحن وقضايا فنية أخرى وعلى مختلف الأجهزة ..... والأمر الأكثر تعقيدا الخيمة الضيقة التي لا تستوعب للكثير من الرفاق أعضاء الدورة .. وبرودتها بالرغم من وجود صوبة علاء الدين نفطية .. تعمل ليلا نهار بسبب البرد القارص والثلوج الكثيفة !!
 
واصلنا الدورة من حيث السرعة والتكثيف في التعليم وكثافته المتعبة .. أي الدورة المعنية تحتاج الى ستة أشهر على أقل تقدير وذلك حسب القوانين الدولية .. وكان أصعب الدروس .. ألا وهو ( المورس ) أي تعليم النوطة / النوتة الموسيقية ... تي تا ..تي تا .. ، تي تا تيتا تيت ، تا تا .. تا تيت ، والى أخره من الحروف أي تسمع الموسيقى وتكتب الرقم أو الحرف ومن ثم الكلمة ومن المفروض أن تستلم 90 حرف في الدقيقة الواحدة .. أمور فنية معقدة جلها غريبة علينا ، ولم يقول الحزب عندما انتمينا اليه بأننا سندخل دورة المخابرة ولم يبوح بأننا سنصبح أنصار وبيشمركة .. ولكن والقول للحزب والذي قال .. أنكم ستدخلون السجون ! وقال أول من تضحون وآخر من تستفادون ! ولحداليوم أول من ضحينا وبعد الآخر والآخر .. و لم نستفيد !!!!!!!!!!!!!! .                                                             
 
فأما ايجاد عمل الشفرة وفنياتها يتطلب الامكانيات والدقة والمهارة والعمليات الحسابية الفنية لكي لا يكشف أمرها فحسب .. بل عليك أن تحميها من الذين ....... !!!! وحتى التمويه في الشفرة يتطلب وضع رموز متنوعة لكي لا تكون الأرقام مكررة وذلك المتابعين في الجيوش يمكن من أن يحلون الرموز عبر الجدولة والعمليات الحسابية المتكررة ، وهذه تدخل ضمن سياقات التطور التكنولوجي الحساباتي . لذا الوضع كان يتطلب الابداع في العمل الفني والمهني ، والشفرة كانت مركزية بالطبع .
 
ولكون صنف المخابرة في الجيوش النظامية كان يشكل العصب المهم والحساس .. لذا اختيار وتشخيص العناصر الأنصارية كانت مزكية ومعتمد عليها 100% . ولذلك على المخابر من إيجاد التعامل السليم مخ الخبر والحدث وكتمان الأسرار والتنفيذ والقناعة التامة في الالتزام العملي بأوقات ممارسة العمل والسرعة في العمل والثقة بالنفس وحتى كتمان الاسرار وليس فقط بتلك الأوقات من الزمن ! وانما فيما بعد أيظا مطلوب منك الاحتفاظ بالأسرار وخاصة عندما تكون الشفرة في عهدة وذمة المخابر وليس عند القائد السياسي أو العسكري .
 
تساقط الثلوج الكثيفة كانت تشكل عائقا أمام عملنا اليومي وعدم اتساع الخيمة للعدد الانصاري المشخصين للدورة هو الآخر عائق والنصيرالمدخن لا يجيد لغة التفاهم .. أي يورث سيكارته ولا كأنه ! وأجهزة عديدة موجودة في الغرفة تضيق من الحركة وتشكل حيزا لا بأس به ... بينما نحن في الخيمة وبين فترة وأخرى عليك الخروج من الخيمة لكي تنفض الثلج وتبعده عنها وإلا رحت بداهية !!
 
النصير أبو شاخوان كان مخابرا في الجيش العراقي منذ بداية الستينات من القرن المنصرم وفي نفس الفترة التحق بالأنصار بسبب انتمائه السياسي ومن ثم سنوات ولم يمارس ذلك العمل أو المهنة .. بحيث كان حائرا في بعض الامور التعليمية والعملية منها وهذا ما شكل عائقا أمامنا وأتعبنا كثيرا .. ومن خلال عملنا في نصب ( الأنتين ) الأريل وحسب المواصفات والمقاييس العلمية يتطلب الدقة في العمل والدراية واختيار المكان وألا يحرق اللمبات العديدة وهذا ما حصل لعدة مرات !!
 
كانت دورة المخابرة دورة ناجحة والمعلم بذل أقصى جهده من أجل ايصال الدروس النظرية والعملية الى المتلقي النصير بشكل جيد بالرغم من كل المعوقات التي صادفتنا وهمة البيشمركة واصرارهم أثبتوا بأن بإمكانهم تحقيق ما يوكل اليهم من مهام ليست فقط قتالية صرفة .. وانما المهام الاخرى هي أيظا من صلب العمل الأنصاري البيشمركايتي ، وبالاضافة الى أبو شاخوان كان الرفيق يوسف لخ خبرة وامكانيات واسعة في المورس .. الارسال عبر التيتا تيتا تيتا تيتيت ، فأما الأرقام أيظا كانت الحاضرة لتمثل الحروف والكلمات وعبر الميكروفون والمورس .
 
وفي ذات يوم أحترق أكثر من لمبة جهاز والرفيق أبو شاخوان أصابه الصداع النصفي كالعادة وعيونه تدمع .. مورثا السيكارة تلو السيكارة .. متعصبا من منطلق الميانة الرفاقية ... الحل ما هو ؟ وكانت العملية تتكرر بينما نحن مستمرين في الدورة صباحا ومساءا ، كانت مهمة المخابرة وتعليم الدروس هي الشغل الشاغل بالنسبة لنا !! أي خلصنا من المدرسة والدروس وعدنا الى الدروس مندفعين ومتلهفين الى تحيق الأماني الأنصارية وبناء المطلوب الملقي على عاتقنا والمهام المناطة بنا وعلى طول الخط  وبدون تقصير أو اهمال يذكر .                                                                         
بعد العودة من المفرزة                                                                                     
...............................                                                                                       
أصبحت حاجتنا الى الراحة والاستجمام والاستحمام !!! ضرورية لعودة الراحة الى عقولنا وأجسادنا .. والأيام تغادرنا تدريجيا والشتاء أصبح لا يطاق والثلوج تشكل مناظر جميلة وتغطي مجمل المناطق والحاجة الى اشعال الصوبات ليل نهار بات من الأولويات قبل المادة الغذائية ... بعض الرفاق لا يرغبون بجلب الحطب للغرفة !! الرفيق حاكم وريا تمرض وتعذب من السعال الدائم والمستمر لأشهر .. حار الأطباء ومنهم الرفيق الدكتور صادق طبيب القاعدة من الفحوصات وتدبير العلاجات ... جلها دون فائدة ، النوم أصبح وشكل عندنا معضلة في غاية التعقيد .. أي سعال الرفيق حاكم وريا قد أزعجنا وأزعجه !! وبالرغم من ذهابه الى مدينة سردشت ومهاباد للعلاج .. إلا أنه دون جدوى .. الحالة عقدته وتعصب وهو الآخر أصاب بعقدة عدم النوم لحد الشبع ! الرفيق ملا نفطة تحول عندنا في الغرفة ليعيش معنا .. التدخين على قدم وساق !! التنور والطبخ والحمام والصوبة كلها تعمل بقوة الحطب !!!! الثلج بحاجة الى ازاحته من فوق السطوح الأرزاق تجلب على الظهور .. الخفارة والحراسة الليلية مطلوبة .. غسل الملابس تشكل عائقا عند البعض وفي حال عدم الغسيل تشكل روائح كريهة .. حذاء السمسون أو ما يعادله لم يقصرون معنا أبدا !! الضيوف الرفاق .. عند تواجد وجبة اللحم شكل عندنا من المشاكل المؤذية تتطلب المناقشات وكتابة التقارير .. ناس تحب اللحم وتشتهيه !! كل اسبوعين يحقلك أن تأكل وجبة لحم بحوالي أقل من ربع كيلو ومن ضمنه العظم ! الخبزة لا تبدل أنت وحظك ! سواء كانت محروقة أو غير مستوية أو فيها .... إن !! أربعة في ماعون .. العدس .. الحمص .. الشوربة .. الرز .. فاصوليا يابسة .. برغل .. راشي ودبس .. جوز .. بطاطا مسلوقة .. لوبيا مسلوقة ، كانت الوجبات الحاضرة في الشتاء وأصبحت الخمس دنانير الراتب الشهري للبيشمركة النصير وعليه أن يلتزم ب! .


86
مذكرات بيشمركة/37
الواقع المرير واستخلاص
الدروس

سعيد الياس شابو/كامران                                                                                        
2012.4.6                                                                                       
 
من المعلوم .. الديالكتيك قرأوه الكثيرون من الساسة كمادة للتسليح الفكري والعملي والخروج من الدائرة المفرغة وايجاد السبل الواقعية للمجابهة .. أي مجابهة كل ما يتطلب مجابهته ، وإيجاد أرضية للبناء القوي الرصين والانطلاق من الممكنات وان كانت بدائية وصولا الى حالة الذروة والانتصار . ونحن كان واقعنا مريرا ومفعما بالمصاعب والاشكالات والمجابهات والتوجهات وحتى المؤشرات والحسابات لم تكن لصالحنا قط ! الواقع المرير .. من السيء نحو الأسوء !! أي من حالة متعبة .. الى حالة تزيد الوضع متاعبا !! لا بل التهيئة للتحقيق .. للمجلس العسكري !!!
 
عدنا الى قواعدنا في ناوزنك سالمين ، في وقت الظهيرة .. وقفنا للحظات لنلقى نظرة الى المقر الواقع في أسفل الوادي .. وادي نيوزه نك / واشتغل الصفير .. الصراخ .. استقبلونا الرفاق بقبلات صادقة والهلاهل الرجالية والأفراح والدبكات المتنوعة ، وهناك من قال .. هم رجعوا .. أي عادوا !! ولماذا الفرح ؟ .. بقدوم الأنصار الذين فارقوا رفاقهم واشتاقوا الى بعضهم ؟ وعودة مفرزتهم والتي شكلت وحققت نصرا وسجلت تأريخا وصفحات مشرقة في التأريخ الأنصاري البيشمركايتي وفي ظروف بالغة الخطورة والتعقيد وفقدان الموازنة العسكرية وارجاح الكفة الى العدو لكونه يتفوق على مفرزتنا بكل الوسائل .. ماعدى المباديء التي يحملها الطرفان وكل مؤمن بواقعه متحملا وحاملا أوزار الزمن .
 
الرفاق .. ملا نفطة ، ملا حسن ، كانبي كه وره ، كانبي كجكه ، ماموستا ناصح ، ملا جلال ، مام كاويس ، أبن أخ مام كاويس ، أحمد عوينة ، مام خدر روسي ، سالار ، ماموستا لشكري ، حاجي جمال ، روستم ، ماموستا روند ،أبو راستي ، عولا حاجي ، محسن ياسين ،أبو دلشاد ، بكر تلاني ، غفار ، حمه سور ، آسو كريم ، هيوا أبو شوقي ، جوتيارسياسي ، هوشيار، أبو عادل اداري ، سلام ، صباح قيباشي ( حاكم وريا ) ، عزيز شوعي ، عوزير ، دلير ، آزاد ،هندرين مام الياس ،فرصت ، ماموستا هيرش ، حاجي دهام ، سامال ، سمكو/اسماعيل ، ره شو الرفاق اللذان تركونا وعادوا قبلنا من موقع آخر ، سالم ، أحمد ديله ، مام مجيد ، مام عزيز وابنه ، فاخر ، شيخ لطيف ، مام روستم ، مام نعمان  مام هدايت، ملا عثمان ،محسن دشتي ، ملا عمر ، لطيف وعشرات الرفاق الآخرين الذين كانوا في المقر السفلي من الوادي والذي كانت البعض من غرفه زرائب للماشية والبغال !
 
فأما الرفاق الذين أعلنوا كتقليد بين الجد والهزل !! ( هم رجعوا )! وهم محقين أيظا وان كانوا قلة في الحسابات التقليدية ولكنهم محقين ! أي .. بلي محقين ... !!! ، كيف ؟! بالطبع الاداري يحير من كانت المفرزة تعود الى قواعدها بسلام !.. وذلك بسبب شحة المواد الغذائية والنقص في تنوعها وبسبب ضيق وعدم استيعاب المقرات للبيشمركة الأنصار وكثرة عددهم والنقص في البطانيات ( السودة ) السوداء ، بحيث أصبحت الغرف مكتظة بالرفاق ومزدحمة بحيث الرفاق أحمد عوينة وروستم وحاجي جمال كانوا قد نصبوا خيمة فوق سطح الغرفة التي كانت تأوينا وهي أصلا صنعت خصيصا كزريبة للماشية !!
 
وبعد أيام قليلة من عودتنا من المفرزة .. دعينا الى المكتب العسكري للتحيق معنا وكل على حده ! أي التحقيق بخصوص تلك المشاجب التي تركت في ( أرض المعركة ) وعن غير قصد ! دعونا وفتح المجلس التحقيقي بذلك الخصوص من قبل الرفيق أبو جوزيف / توما توماس والذي كان يرأس المكتب العسكري في عام 1979 . وكل من رفاق المفرزة والذين كانوا في العملية تم التحقيق معهم ! أي كيف حدث وما المسببات ومن أي طرف الاهمال وأسئلة عديدة ؟!؟! وأخيرا أقريت بأن الذنب ذنبي وأنا المقصر وأتحمل المسؤولية وبإمكانكم اتخاذ الاجراءات اللازمة وليكن مايكن !! علما لا تربطني ولا تخصني المشكلة وترك الشاجورات الثلاثة في الموقع لكون المواد المتروكة في الموقع كانت بذمة أحد الرفاق في المفرزة أثناء تركها ، وقد تهرب من قول الحقيقة وحسب بأن النقطة السوداء ستدخل سجله !. والواقع المرير وبالرغم من كل هذا الذي فعلناه وعملناه وتحملناه ،،،،،، وكأنه الهزيمة هي من قسمتنا وساومنا على مباديء الأنصار !!
 
المهم .. الموقف ! المسؤولية هي جماعية ما دام المفرزة موجودة معا في العملية وهكذا هي الحياة .. أن أكثرية الرفاق الذين عشت معهم منذ البداية قد تركونا ... شهداء أبطال .. رحلوا عنا بسبب العمر والأمراض ، السجون والمعتقلات ، الكيماوي والأنفال ، دس السموم والخيانة ، الانتحار أثناء نفاذ العتاد وهم في المعركة وحالات عديدة أخرى !
 
العودة الى الحياة الروتينية                                                                                     
......................................                                                                                         
كانت حضيرتنا متكونة من مجموعة أنصار .. ره شو ، اسماعيل ، حاكم وريا ، لطيف ، دلير ، آزاد جاوشين ،عزير ، وكاتب السطور كامران . وهكذا الحال مع الفصائل الاخرى ، وكان على رأس الحضيرة .. مسؤول السياسي حاجي جمال وآمر الحضيرة هاورى روستم .
 
كانت حياة البيشمركة .. حياة معقدة للغاية وفي كلا الحالتين سواء كنت في المفرزة أو العودة الى المقرات !! وسبب ذلك التعقيد يعود الى الحرمان من كل شيء !،!،!،!،!،! ، حرمان من الحظارة ومماثلاتها !! حرمان من المدينة وذكرياتها !! حرمان من كان وأخواتها !! ، !! حرمان من بطالة الكحول ومشتقاتها !! حرمان من العائلة ومفرداتها ، حرمان من المادة واستخداماتها !! حرمان من الدنانير وتوماناتها !! حرمان من النوم وحلماتها !! حرمان من الصداقة وصادقاتها !! حرمان من الفواكه وحمضياتها !! حرمان من الأمان ومرتكزاتها !! حرمان من النظافة وخزعبلاتها !! حرمان من القراية ورواياتها !! وحرمان ... وحرمان من السيارات وباصاتها !!
 
فأما القبول بالواقع .. فعليك ايجاد الآتي :-
التحطيب الجيد وحمل الحطب حتى لو يصاحبك ألم في الضهر أو ...! وعليك معرفة نوعية الأشجار التي ستصادفك وتفرزها .. المثمرة من عدمها ، والغليظة من الرفيعة ، وفيها خلايا النحل أم لا ؟! وهل تقرب من المقر أم تبعد مسافة لا تؤثر على الوضع العسكري ؟! وأن تجيد طريقة استخدام المبرد لتحديد الطبر ( بيور ) و ( الداس أو التورداس ) ، فأما طريقة الشد والفل للحمل والحيوانات أي البغل والفرس والحصان .. فيحتاجون خبرة ودراية والمام ، جلها أمور بحاجة الى نكران الذات وتقدم خطوة الى الأمام ونسيان إن كنت عاملا أو مزارعا فنيا أو مهندسا أو طبيبا أومدرسا أو فنيا صناعيا أو طالبا جامعيا أوفيزيائيا أو ............. طبيبا جراحا !! أو ابن عم الخياط !! ، وحتى جبل الطين يحتاج الى معرفة ودراية عندما نبني غرفة أو قاعة ، وعند هطول الأمطار والثلوج .. فعليك أن تجيد كيفية مراعات السطوح وعدم ترك الثلج ( الوفر ) لمدة طويلة على السطح خوفا من الثقل الذي يشكل على الأخشاب القديمة خوفا من سقوطها ، فأما ( الباكوردان ) وكيفة التعامل معها يتطلب الخبرة لكي لا تصبح فوق السطح تعمقات أو تعرجات تحدث الخلل ومن ثم ينضح الماء عبر تلك المواقع التي تشكل نقاط خلل ! وحتى اشعال الصوبات ونوعية الحطب الذي يقاوم أكثرفأكثر في مدة الاشتعال ودخانه يحتاج أيظا الى الدراية ، فأما ايجاد الطبخ وتهيأته في الوقت المحدد وحتى طريقة غسل المواعين والتعامل مع الرفاق ... كلها تحتاج الى الخبرة والمعرفة والاسلوب والآداب والخلق ، ومن لا يجيد طريقة الخباز .. فعليه ايجاد طريقة العجن ، أي طريقة صناعة العجين وتخميره ، وبناء الكبرات واخيار أخشابها وحتى يدات الطبر ( البيور ) أيظا هي الاخرى تحتاج الى أسطة ! ولقصة يدة الطبر لصاحبنا قصة أخرى ! وفوق كل هذا وذاك .. عليك ايجاد استخدام الأسلحة وأنواعها والتعبئة والتنظيف والحفاض على ذلك السلاح من التلاعب به وأحيانا هناك من يسرق الابرة للتنكيل والاهانة !! وفنون القتال والغش والاختفاء وسرعة المناورة والتحمل في المواقع المطلوبة هي الاخرى بحاجة الى الأمكانيات ، والسياسة هي مطلوبة من الجميع وهناك من يختبرك من اللحظات الأوول ! وعليك أن تجيد الاقتصاد والحسابات والنوم بنصف يطاغ ! أي خمسون سنتيمتر عرض تكفيك للمنام ! لكون الغرفة لا تقبل من أن تتجاوز على المساحة المخصصة لك ! وعليك بتحمل الدخان ورائحة المدخنين والحذاء السمسون ! والقبول من الطرف الآخر في الحالات المتنوعة هي الاخرى لها علاقة ببنية الانسان وتربيته واستيعابه للواقع المرير ، وفوق كل شيء مراعاة الدين والناموس والعادات والتقاليد والحفاظ على الاسرار وعدم البوح بتلك الأسرار ، وتحمل الأوضاع وخاصة عندما يعيش النصير معك ومن ثم يعلم عليك كثيرا ومن ثم يأتي أخيه أو أبيه أو أمه أو زوجته أو حبيبته أو عمه وخاله ... ويقرأون له ( غزالة ) ومن ثم يقتنع ويشد الرحال ويودعك !! باي باي !!!! بايباي ! وأحيانا يشلع ! دون أن يبلغ أو ينوه من حواليه !
 
ولكم أيها الأحبة                                                                                                     
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟                                                                                                     
حادثة واقعية وكنت متردد من طرحها وتجنب ما وقع وبوجود مجموعة رفاق بيشمركة .. أي جاءت والدة أحد الأنصار وطرحت عليه فكرة التسليم ! وبعد مناقشات واطروحات من والدة البيشمركة وابنها البيشمركة ونحن تداخلنا وأقنعنا والدته بعدم اصرارها على الرأي .... ومن ثم وفي اللحظات الأخيرة تباكت الأم الحنونة وقالت ... يا بني .. وهل تعلم كيف وصلت هنا ؟ أي الى قاعدة ناوزنك وكم تحملت عبأ الطريق ومتاعبه وكلفته المادية والبرد .... بحيث لو لا الكاروانجي ( القاجاقجي )لم يطبق ظهره على ظهري .. لما دفيت وهلكت بالطريق !! المرأة قالتها بنية صافية وهي محقة بذلك لكون متاعب الطريق ليست سهلة أبدا !!!! ولقفها الجملة رفيق آخر لم يتمكن السيطرة على نفسه ،،،،،، وقال ... هاء .. ها .. والله دايكي تو ...... !! ويالها من فتنة وصل الأمر بنا الى الاستنفار .. الضحك اختلط بالتعصب وخربان المزاج والموقف !! فحار الولد بسماع الجملة التي تخص والدته الحنونة والاتهام الباطل والسرعة في البديهية من قبل البيشمركة ! وبعد لحظات أقر الولد لوالدته مادام قال لك هذه الجملة واتهمك بال (!) فأنا ذاهب معك ! وداعا وداعا وقبلات حارة يا رفيقنا العزيز !
 
كان تساقط الثلوج على قدم وساق في المنطقة ومنذ الصباح وبعد انتهاء وجبة الريوك الفطور الكل تتهيأ ما عدى الخفر أو الخفراء على حملة التحطيب أي التقطيع ومن ثم نقل الحطب وتجميعة في المواقع المخصصة له ومن ثم التقطيع الثاني للتنور والصوبات والحمام وحسب الحاجة والطلب ، ومن ثم العودة الى الغرف الباردة والقذرة .. والغرفة التي كانت تأوينا فيها نضح المياه لكونها مبنية ومشتركة مع الجبل وهي أصلا زريبة للحيوانات والماشية .. فيها القمل والبرغوث والحية والسلحفات والضفادع والفئران والخفاش والله أعلم الذي لم نشاهده كان ربما جنيا !! ونحن الرفاق الأنصار .
 
فأما خيمة الرفاق المنصوبة فوق سطح غرفتنا .. والرفاق الثلاثة التي تقلهم وهم راضين بالحالة ... لكون المرأ أحيانا بحاجة الى إيجاد العوامل المشتركة بين العايشين في موقع ما ، الا أنه الأمور كانت وكانت ... !! وفي ذات ليلة الرفيق حاكم وريا .. تحياتي لك يا رفيقي العزيز .. وفي تلك الليلة المثلجة والضجر من قبل وريا ،، وإذ بتكة حذاء سمسون في داخل الصوبة ونحن نائمين !!!!!!!!!! وإذ بالصوبة الحطبية ... بر بر بر بر بر .. وكانها ترغب بالطيران ،،  والدخان يتصاعد ويخرج من فتحة الصوبة السفلى والعليا بحيث الرفاق في الخيمة وبالكاد كانوا قد نجوا من الكارثة المتوقعة .. أي الخنق بالدخان الأسود القاتل الناتج عن حرق حذاء سمسون في الصوبة ! وفي الصباح الباكر قامت القيامة !!! اجتماع بعد  اجتماع ! الحادث لم يكون مقصود ... ولكن الحالة مؤذية جدا !! المهم وصلنا الى الحلول المرضية وتلافي والتغاضي عن الواقعة السيئة والخروج من الورطة !
 
ولو نعود قليلا الى واقعة المفرزة ومفرداتها ونتائج ما قامت به مفرزتنا البطلة وفي تلك الأوقات العصيبة من الزمن لنرى أن سرا لا يمكن الحفاظ به وحمايته من الافشاء به أبدا !!!! أي بعد وصولنا الى المقر بدقائق !!!!!!!!!! وأصبح ما عملناه بشهرين أصبح قصة متداولة بين أفواه الجميع !! بينما نحن تحدثنا عن كتمان الأسرار و و ............ ! ولكن دون جدوى أي بعض الرفاق سردوا التفاصيل وكأنه انتصرنا ولم يبقى عدونا على الحياة !! وصلت الى قناعة واستنتاج بأن المشاركة في المفارز البارتيزانية ليس من السهل بعدما أصبح المستور مكشوفا ومبينا للجميع ! فإذن كان الدرس بليغا ومن أوجهه العديدة بحيث من الصعب التوافق مع الكل لكون القادم هو أكثر من الماضي . تحية للرفاق الباقون بالحياة والمجد والخلود للشهداء منهم .. رفاق لا يمكن نسيانهم أبدا .


87
قبل أربعين (40)سنة
كان يوم جمعة





سعيد الياس شابو                                                                                                    
2012.4.14                                                                                                  
 
قرية ( به ستوره ) أو كما نسميها بسطورة التأريخية تقع بين العاصمة أربيل وجبل بيرمام / مصيف صلاح الدين ، وبستوره أو ( به ستى به ستوره ) جرف تجمع فيه مياه الأمطار الربيعية .. مشكلة أحواض مائية ونهير متغير .. موسمي وبمختلف الرؤى وحسب مناسيب المياه و الأمطار القادمة من المناطق العليا والجارية باتجاه الوادي المنحدر الواسع والشاسع مشكلة مناظر خلابة طبيعية تتغازل مع مشاعر الانسان الثوري التواق للحرية والطبيعة وخاصة عند الطلبة  والشبيبة .. ويقال بأن المياه  كانت تصب وتجري عبر المجاري الارضية متجهة نحو قلعة أربائيلو التأريخية في ماضي من الزمن لتروي أهل القلعة وربما أكثر من هذا ! ومنطقة بستورة تعتبر من المناطق السياحية الغير نظامية في كوردستان العراق ، لكونها المنطقة الأوسع التي تستوعب آلاف الناس القادمين من مختلف من اطق أربيل مشكلين حلقات ومجموعات تقضي ساعات النهار الكامل في الموقع مستفيدة من مياه الأمطار والمروج الخضراء الجميلة وخاصة في أعياد الربيع ومنها يوم تأسيس اتحاد العام لطلبة العراق – اتحاد الطلبة العام ويوم ميلاده في 14/4/1948 م ، أي قبل 64 عام وفي ساحة السباع في بغداد العاصمة المحاصصاتية الحالية ! وعاصمة الرشيد سابقا . بغداد الشامخة خجولة اليوم من واقعها المزري .. بغداد الرشيد وأبي نواس والجمهوري والأحرار وحافظ القاضي والسعدون و و ......!!
 
الصورة التقطت في 14 نيسان سنة 1972
كان عمر الاتحاد الطلبة 24 عاما
في الصورة الجالسين من اليمين سليم بطرس الياس ، حبيب عزو
الواقفين .. 1- غير معروف الاسم ،أنور بطرس ، بهجت هرمز ، بولص خضر ، سعيد الياس كاتب السطور ،حبيب أسحق ، غير معروف ، سالم شعيا ، جوزيف منصور .
..........................................
قبل أربعون عاما من الزمن العراقي الكوردستاني .. اتفقنا نحن الطلبة أن نقول كلمتنا بحق وبوفاء وباخلاص ونتحمل العواقب والنتائج المترتبة على تجمعنا الطلابي الكبير ومن مختلف المناطق المحيطة بأربيل مشكلة تجمهر مؤمن بالعمل من أجل تحقيق المكاسب للطلبة وحثهم أي الطلبة للمطالبة بحقوقهم الدراسية وتحسين وضعهم الدراسي وحل المشاكل البارزة عبر الاتحاد وتهيئة الكوادر الحزبية لأنخراطها فيما بعد بالمنظمات الحزبية لكي تكون الوجه المستقبلي المشرق والواعي والمضحي على طول الخط .
كان يوما ربيعيا مشمسا .. الكل مبلغ للحظور في الصباح الباكر أي الثامنة صباحا .. حوالي ( 180 ) طالب من ناحية عنكاوا فقط المنتمين الى اتحادهم المناضل .. اتحاد العام لطلبة العراق والذين أبدوا استعدادهم بالرغم من الظروف السياسية الغير طبيعية آنذاك بالنسبة لنا !!
 
وقد استأجرنا  عجلتان كبيرتان ( لوري ) من حجم كبير عدد 2 وبعد التعامل مع السواق أبدوا استعدادهم للحظور في الوقت الصباحي وحملنا !! ذهابا وأيابا .. أي رايحة وجاية !! وبحوالي 4 دنانير لكل لوري .. من عنكاوا الى به ستوره ، عدد الطلاب المسجلين.. حظروا  في الصباح الباكر حاملين معهم وجبتهم الغذائية في أكياس .. ومن ثم ركوب اللوري وبحشد كثيف في اللوري والقسم من الطلاب فوق الرف الأمامي للوري وقسم مثبتا نفسه بالجوانب .. ومنذ أن بدأنا بالحركة والى السيطرة الأولى قبل أن نصل بسطورة كانت الشعارات والأهازيج والأغاني الطلابية والشعبية يصل مدياتها الى مسافات بعيدة .
 
وكان سعرالنقل يجمع من الطلاب وكل حسب امكانيته المادية .. هناك من دفع 25 فلسا ، درهم واحد أي خمسين فلس عراقي ومن دفع 100 فلس أي درهمان .. وهناك من لا يمتلك أي قرش !! وفي السيطرة أوقوفونا ! من أين قادمين ؟! الى أين ذاهبين ؟! وكان الجواب نحن طلاب كذا ...... !!! وطالعين للسفرة الربيعية !! اقتنع الانضباط العسكري وربما خاف من الحشود الشبابي وفي الصباح الباكر !! ونحن أيظا حاسبين الحسابات !! أنا كنت عسكري هارب من الجيش ولكون الموقف صعب بالنسبة لي ورأسي مزين صفر ,,,,, لذا أشتريت عارقجين ( كلاو ) قبل يوم من السفرة .
 
تجاوزنا السيطرة بعد زغل الانضباط العسكري بجملة خدمتنا ! وتنفسنا الصعداء بعد تجاوزنا السيطرة ... ومن ثم الاستمرار في الرحلة الصباحية وفي حوالي التاسعة والنصف وصلنا الى موقعنا المختار والذي كانوا البعض من الزملاء في الاتحاد المناضل قد سبقونا وكانوا متهيئين المسرح الخشبي المصنوع من الخشب والصفائح المليئة بالتراب .. وأبدوا الزملاء الطلبة بعد أن تجمع المئات من الطلبة في الموقع الاحتفالي معلنين الوفاء والاخلاص للعمل الطلابي .. ودقيقة صمت للشهداء من الطلبة الذين سقطوا في ساحة السباع في بغداد والذي ارتجل الجواهري الكبير بعد سقوط أخيه شهيدا وقال .. أخي جعفر ........................................................................................... .
 
كان أحتفالا طلابيا رائعا وحتى الخامسة مساءا والكل بهيج باليوم الطلابي وعيده المجيد وفرحته الكبرى بالطموح الى مستقبل زاهر خالي من العنف والعدوان والقمع والدكتاتورية وتحقيق الأماني الطلابية بتوفير الأبنية المدرسية الملائمة وواقع الطلابي وتوزيع القرطاسية والمواد المدرسية وايجاد المختبرات العلمية وتوفير الزمالات الدراسية والأقسام الداخلية المريحة وزيادة المخصصات للطلبة المشمولين في المعاهد والمدارس المهنية والكليات والاهتمام بالمناهج الدراسية وغيرها من الأمور الطلابية .
بينما كنا ننتظر عودة اللوريات لتقلنا الى عنكاوا .. أي أن نعود الى أهالينا وهم بأنتظارنا !!! ولكننا اصطدمنا بحالة غير متوقعة بتاتا .. ألا وهي حالة اللاعودة من قبل اللوريات الينا !! وبعد المسير والغناء والأناشيد قررنا من أن نعود سيرا على الأقدام ونقطع المسافة الى حيث مجيء اللوريات !! وخطوة وراء خطوة والجموع حائرة ولكن دون ضجيج ودون مشاكل تسجل وإذ بنا اقتربنا رويدا رويدا الى عنكاوا .. بحيث أقلقنا عدم عودة السواق الينا !! وهم أي السواق كانا قد استلما أجورهما كاملة لكون الثقة كانت موجودة بيننا ... ولكن الذي حصل تحملناه بكل رحابة صدر .
 
فأما يوم 14/4/1988 من القرن المنصرم يشكل يوما مشؤوما في التأريخ العراقي وذلك ببدأ الأنفال السيئة الصيت من قبل النظام العراقي / نظام القتلة وسفاكي الدماء واستخدام الأسلحة الكيماوية في مناطق باليسان وشيخ وسان وو ... !! المجد للشهداء الطلبة والمؤنفلين والموت لنظام القتلة .


88
مذكرات بيشمركة/36
مفرزة الأيام الستين
الأيام الأخيرة

سعيد الياس شابو/كامران                                                                                              
2012.3.29                                                                                             
 
تساقطت أوراق الكثير من الاشجار والشجيرات معلنة الخريف الحقيقي الجميل الزاهي بألوانه الصفراء المحمرة ومشكلة لوحات فنية تضاهي لوحات بيكاسو الفنية ، فأما الحنين الى مدافيء ( صوبات ) المقرات أصبح حلما يراودنا ، وترك المنطقة التي تعودنا عليها جغرافيا وطيبة أهلها أصبح من الصعب نسيان ما تحملناه لمدة شهرين ،الرفاق الأنصار في وضع لا يحسد عليه .. أبطال واسود تحملوا الكثير من أجل المباديء التي كانوا يؤمنون بها ، حاملين هموم شعبهم بكل تنوعاته ، مدافعين عن القيم ، ناكرين الذات و متعاونين على كل صغيرة وكبيرة ومختلفين فيما بينهم لمواجهة الوضع الصعب والمعقد عسكريا ومناخيا وطوبوغرافيا ولوجستيا وسايكولوجيا ، مقارنين بين الأمس الحضاري المنتعش ماديا واليوم الصوري التنوعي والمتخلف كليا !!                                                                       
 
طريق العودة الى ( قاعدة ناوزه نك ) لم يكن سهلا ومعبدا بالورود وأيامنا الأخيرة في ده شت حرير كانت حركتنا سريعة معلنين لأنفسنا بأن اقامتنا قد انتهت ! وفي عملنا الأنصاري الذي دام شهرين من الزمن وصلنا الى قرية بسطورة (به ستوره) ومنطقة برانتي وزرارتي وخوشناوتي ماوه ران ، زيباروك ، سه ركه ند ، ره زكه ، كراو ، بابجيجك ، قرى الحوض جميعها تقريبا والى خليفان وسليشمة  دولتيسو ولا ننسى عنكاوا الأم .... محرضين ضد النظام الدكتاتوري وأجهزته القمعية ومؤسساته التنوعية وامكانياته المادية واللوجستية ، قاطعين مئات من الكيلومترات الجبلية وطرقها الوعرة والخطرة ، مدافعين عن الثورة والحزب والشعب ومعلنين العمل على اسقاط النظام ومهما كلفنا الثمن والدماء الغالية وتاركين وضائفنا ومدارسنا وو .................................!!
 
كان الرفيق شوان الشاب البالغ من العمرما يقارب العشرين عاما وهو طالب جامعي في سنته الأولى ملتزم ومساعدا للحالات المطلوبة وناضجا من النواحي السياسية وهو الآخر يستوعب الوضع السياسي وكان ناشطا وايجابيا في المفاهيم التي تتطلب وفرتها في المفارز البارتيزانية في ذلك الوقت ، ومن ثم بعد دخوله الدورة العسكرية أصبح الرفيق ملازم شوان عسكريا يحتذى به الى جانب الرفاق الآخرين .
تركنا المنطقة لتصبح آمنة بعض الشيء لأهلها والذين كانوا حائرين بين الخيارين أحلاهما مر بالنسبة لهم ! أي يعيشون الازدواجية بين مساعدة البيشمركة أو التعاون مع السلطة !! ولكن هذا ما كانت الحالة عليه بالنسبة الى المناطق التي تتواجد فيها مفارز البيشمركة الأنصار .
 
كانت عقارب الساعة تشير الى السابعة مساءا ونحن على مقربة من جبل حرير وبالذات بالقرب من قرية خروتان والتي أنقذتنا قبل شهرين من العطش والجوع وتلك الليلة في الزريبة والنهار الطويل بصحبة من في الزريبة الحظيرة المشتركة من الماشية والطيور والفئران وو ..!!
ونحن في طريقنا الى الصعود الى الجبل ( بني حرير ) (( تمرض )) أحد الرفاق المفرزة بعد أن تركنا رفيق آخر ليختار العائلة الكريمة وتأسفنا كثيرا لما قام الرفيق به .. لكونه من الرفاق الجيدين والطيبين ولكن الخيارات كانت مفتوحة واختيارية من قبل النصير البيشمركة ، فتحية له . والرفيق الذي تمارض وهو الآخر أراد أن يختار الطريق الذي بصالحه وهو الآخر رفيق جيد ونشط وشجاع وموثوق به ولكن الحالة كانت بهذا الشكل ! فلم تسمح المفرزة وخاصة آمر المفرزة من أن يختار الرفيق من أن يكون في موقع آخر إلا موقعنا البارتيزاني ، فحاولنا مع الرفيق ولكن دون جدوى !! فأجبرنا على حمل الرفيق المتمارض لمدة أكثر من خمس ساعات صعود وفي الحالات الاعتيادية الطريق لا يتجاوز الساعتين ، الرفاق وبالتناوب حملنا الرفيق على ظهورنا  وكانت حصة الرفيق الشهيد فؤاد حصة الأسد في الحمل ونحن البيشمركة ساهمنا جميعا بالحالة ومن ثم الرفيق الذي لم يتمكن من حمل الرفيق فحمل بنادق عدة وجعب المخازن والعتاد وقاذفة البازوكة ، وهكذا بالتناوب الى أن شاهدنا مفرزتنا تصل فوق الجبل ! ولكن بعد ماذا ؟! الطريق صعب ووعر ومتعجرف ومؤذي وبالكاد من أن يتمكن المرء من صعوده ونحن حاملين أوزان بالصعود !! بعد أن انهكت قوانا ونفذت مياه زمزمياتنا المليئة وكان العرق ينضح من ( الخصاوي )!! هي ليش كانت باقية خصاوي ؟! وبمجرد الوصول الى القمة فعاد الرفيق طبيعيا معلنا تضامنه معنا والعدول عن قراره والخيار الآخر ، أي خيار المواصلة !! تحية للرفيق الذي لم يتركنا وكل الخيارات هي من حق الرفيق إلا الخيانة ! وهذا ما لم يكن في قاموسنا أبدا .
واصلنا المسير على جبل بني حرير والذي لا تفرق في الظلمة والعتمة أوله من آخره أو بدايته من نهايته لو لا المعالم الجبلية الاخرى !! انه جبل شاسع وواسع يكفي لأستحداث محافظة بني هرير المستقبلية ! كانت الساعة تؤذينا كثيرا في حالات عدة ! وهي الاخرى كانت تعادينا !! أي الوقت كان مهم جدا بالنسبة لنا لتجاوز مراحل الخطورة ، وادراك الوقت بالنسبة لنا كان بمثابة الانتحار !! ، واصلنا المسير وحتى النزول من الجبل بأتجاه المضيق ( الكلي) الذي يفصل جبل ( كورك ) الشهير من الطرف الآخر اليمين قرى آلانة وبناو وو...! وقبل الدخول في المضيق وتجاوز السبيندارات والحفريات وبرك المياه كانت هناك بيوت أو بالأحرى بيت على الطريق المؤدي الى المضيق الذي يحملنا الى قرية بله السفلى والعليا وملكان .
 
أصوات الوادي وخرير المياه الجاري اختلطت بزقزقة العصافير وتغاريد البلابل ونباح الكلاب وأشتداد الرياح وجقجقة السلاح والجعب وتعثرنا بالحواجز والأسلاك الشائكة ، وصلنا الى هذا المسكن الفلاحي الشهم وهو حاسبا حسابات كثيرة والربايا العسكرية مسيطرة على المنطقة وخاصة المرتفعات المطلة على الوادي بينما نرى الأضوية الخافتة للربايا ، فحار الرجل في حساباته ! ما هذا التواجد المتأخر في الحسابات أي الساعة تشير بين الثالثة والرابعة صباحا والموقع حساس ! أسئلة عديدة كانت في ذهن الرفيق الفلاح الذي التهمنا ما في كوخه وبعد راحة حوالي ساعة في البيت المضيف ، أطمأنيناه بأننا مغادرين المنطقة بعد قليل ومودعينك وشاكرينك ، فغادرنا الموقع الحساس الى أن دخلنا الوادي العاصي وعبرنا عبر قنطرة أو جسر في الوادي المؤدي الى أن بلغنا قرية ( بله ) السفلى وكانت الساعة تشير بين السادسة والسابعة صباحا ونحن في أواخر الشهر الثاني عشر .. كانون الأول / دسيمبر من عام 1979 . من القرن المنصرم وها مر على التأريخ أكثر من ثلاثين عام والبيشمركة القديم يئن من التأريخ ومفاهيمه التقليدية والصولاتية العنتيكية الأخطبوطية !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!.
 
قرى كوردستان فيها من الوفاء والجمال والطبيعة والمقاومة بما يكفي من أن يشيد المرء  بالواقع المسموع والمرئي ، ولكل منا وجهات نظر وحسابات ومفاهيم تجاه كل حدث ومفصل من مفاصل الحياة وأيظا رؤى تتحكم الى التباين في التقيم والمزايدات وعلى حساب الواقع !! إلا أن واقع الحال على غير ما هو واقع الحالي الذي نسمعه ونشاهده عبر شاشات التلفاز !! أي في الكثير من الحالات نرى الوضع الذي يرثى اليه وعليه !!
وفي الصباح الباكر القرويون يتهيأون للعمل والصلات والاهتمام بالماشية والمرأة القروية هي الأخرى تنهض مبكرة لكي تعمل وتقوم بواجبها المتنوع ، الاهتمام بالأطفال وتغذيتهم وتعد الوجبة الصباحية سواء كان العجين أو غيره ومن ثم عمل ذلك العجين الخبز الحار وعلى الصاج أو التنور ، أو عمل خبز بالدهن ( ناوسيلى ) ، أي قرص العجين المفتوح يضع في المقلي بعد أن يكون الدهن محمرا بعض الشيء وهناك من يضع في هذا العجين قطع الشحم المقلية ويسمى بالسورث ( قلوطي ) ، ومن ثم تصبح على شاكلة لحم بعجين ، وتعطي الوجبة الطاقة والانتعاش وخاصة بعد تغير وجبة ( الجاجي ) !!
 
فتوزعنا في بيوت القرية اثنان اثنان ونحن صفينا عشرة بيشمركة نصير بدل ال ثلاثة عشر الرقم المشؤوم ! وأنا أكره الرقم ال (13)! فبمجرد الطرق على الباب فتح لنا الباب وسلمنة على أهل الدار وقبل دخول الدار كانت هناك رائحة القلي ولكن لم نحزر ما موجود في الفطور الصباحي !! وبعض الصبيان بعدهم نيام الا واحدا منهم والرجل وأم الدار التي سارعت بالقلي .............. والى المزيد !! لم نعطيها فرصة لتفكر وتعزل البعض من الأقراص للصبيان النيامى !! بل نحن قلنا .. أخذي حصة الجهال وظميها عندما ينهضون ليتناولوها جواعة !! فشكرتنا على الفكرة !! والتهمنا كل ما قلي .. وهي غير قادرة من تهيئة المزيد من الناوسيلي لسرعة التهامنا وغير قادرة من أن يصل سرعة عملها الى سرعة تناولنا الأقراص الحارة بنا أبدا !! الله يساعدك ويساعدكم ويساعدنا ، وكأنهم مطلوبون لنا ! وكان الشاي اللذيذ هو الآخر قد نفذت المياه في الكتليين !! وبعد استراحة قصيرة غادرنا القرية ( بلة السفلى ) متوجهين نحو( بلة العليا ) وتناول الغذاء فيها ، ومكثنا حتى المساء الى أن غادرناها ومن ثم الوصول الى قرية ( ملكان ) .
 
في قرية ملكان أصبحنا نبحث عن الراعي الذي وعدناه في عودتنا سنلتقيه وسندردش فيما يرضى أن يكون بيشمركتنا ؟ وهو راضي أكيد ، ولكن علينا أن نلتقي أهله ونحثهم بما يجري ل ( حاجي ) الشاب الراعي منذ طفولته وهو محروم من الدراسة بحكم وفات أمه وأبيه .. وهو مكلف من قبل خاله بالقيام بالعمل المنسب اليه ، فتحدثنا الى خاله وأخذ موافقته ولم يكن الخال راضي بأن يكون حاجي من بيشمركتنا وشرح وضع ابن اخته لنا بالتفاصيل وأمامه !! ولكن اصرار حاجي واعجابه بطريقة تعاملنا واحترامه ما حذى به أن يقرر ترك الرعي وانتمائه والتحاقه بنا .. وقال خاله بالحرف الواحد بأن حاجي ما يفيدكم .. لكونه كان راعيا في الجبل وافترست الذئاب نصف ماشيته وهو غارق بالمنام دون أن يتحرك له جفن !! ولكن نحن نريد أن يكون لنا قاعدة في ملكان للمفارز القادمة !
 
بتنا في ملكان ليلة واحدة وفي الصباح التحق بنا الشاب ( حاجي ) وسمي بأسمه الحركي ب ( نهرو ) ، فرحنا به وتعاملنا معه بشكل فائق التقدير والاحترام وأصبح محبوب المفرزة ونتحدث معه بلغته ونحثه على أن يكون ملتزما وكاتم الأسرار وأن يفكر بأهله وقريته ويصبح عنصرا جيدا في المستقبل ليدافع عن الموطن والوطن . وكل من جانبه أصبح يتابع نهرو أبن الجبل الأصيل ويحاول من ايصال الأفضل الى عقل نهرو الراعي سابقا والبيشمركة لا حقا .
واصلنا المسير متوجهين الى أعالي الطريق وبين فترة وأخرى نرى التغير على الرفيق نهرو الذي أراد بكل ثمن من أن يتغير ملابسه وعمله ومهنته وانتمائه وقريته وأصدقاءه وحتى تعامله !! بحيث أصبح ملتصقا بنا الى أبعد حد !! نهرو كان ضعيف البنية ، طيب المعشر ، يود الافادة والتعلم والتغير ، واصلنا المسير وعبر كويستانات ( ساوسيوه كان )وجبل كاروخ الشامخ المفعم بالحيوية والمشرف على المنطقة برمتها والذي يمتاز بطقسه البارد شتاءا وكثافة ثلوجه ولطافة جوه صيفا ، وتمسكه بمبادئه المقاومة لأعتى الدكتاتوريات وآلتها العسكرية وقهره لقصف راجماتها ومدافعها وطائراتها وقواتها المجحفلة !!! ، وبعد مسير لساعات وصلنا الى قرية ( بلنكان ) بعد نزول طريق حاد ومعقد !! وصلنا قرية بلنكان التابعة الى ناحية سركبكان ( سه ر كه بكان ) وادي دوله ره قه ، قرية بلنكان تمتاز بجمال طبيعتها الخلابة والجبال التي تضيق الخناق اليها مشكلة حوض عميق ذات فتحة من اتجاه واحد ، أهلها الطيبين استقبلونا وأخجلونا في تعامل وأضرب مثلا .. تلك الفتاة الشابة الرائعة والجميلة وأخيها الشهم الذي أثلج صدورنا ووضعنا في وضع لا يمكن نسيانه .. توزعنا في القرية وفي بيت شهم وكانت الفتاة الكوردية القوية لشخصيتها وشخصية أخيها وعائلتها وقريتها .. أي بعد السلام ! والسؤال فيما تواجد الرجال في المسكن لسماحنا بالدخول اليه وحسب العادات والأعراف القروية .... فجاوت البنت الجريئة ...... تفضلوا .. تفضلوا .. بلي موجود !! فدخلنا الى البيت النظيف النزيه بكل معنى من الكلمة .. لم تلتقي بصيرتنا على الرجال ، وبعد برهة .. سألنا أين الرجال دون أن نعرف من يكون في البيت ؟! فسرعان ما جاوبت الأخت العزيزة .... ها لحظات وهو قادم أي أخيها قادم بعد أن كان في التحطيب للشتاء القاسي ، وفي المرة الثانية والثالثة ... فكان الجواب ها ( ئه وه هات ) ويعني وقد جاء فورا !! وهي تتحدث الينا بكل جرئة وشموخ وتنسينا بخصوص سؤالنا ، وبعد وصول أخيها الكريم مستفسرا منها ؟ أي من أخته ؟ هل كسرت خاطر الجماعة ؟! وهو يطلب المعذرة في حال عدم استقبالنا على الرحب والسعى ؟! فكان جوابنا ... أنكم قللتم من متاعبنا وتعبنا ودخلتم التأريخ من بابه الرئيسي وسجلتم المثال النموذجي للشخصية الكوردية القروية . فتحية لكما ولأهل القرية والمنطقة برمتها .
 
وفي الليل المتأخر نوعا ما تركنا القرية وعبر الشارع وربايا ومعسكرات المنطقة وخرير المياه وكأنه حلم ومواقع خيالية كما يشاهدها المرأ في أفلام تقترب من مخيلتي والزمن أنسانا الكثير مما كان من المفروض أن يؤرشف في وقته ، ولكن هذا هو حكم التأريخ والزمن !!
 
تسلقنا جبل كيوه ره ش من جديد للمرة الثانية خلال شهرين ومكثنا ليلة أخرى على جبل كيوه ره ش لعدم مقدرتنا على التواصل وعتمة الليل ، وكنا نحاكي البعض من الكواكب المرئية ونشعر بأنها تقترب منا ! وهي الوحيدة التي تتحدث الينا بالأشارات وترسل الينا بريقها وتشعر هي الاخرى نحن بحاجة الى من يفهمنا !! لا بل تشعر بأننا بحاجة الى بصيص أمل وحتى من السماء !! النوم لساعات ومن ثم مواصلة المسير وبين الفين والفين نقف ونتأخر لأخذ قسط من الراحة وواصلنا المسير وقطعنا ساعات أخرى وفي حوالي الخامسة مساءا وصلنا قرية ( ماخو بزنان ) أي المفروض أن نصلها في الثالثة بعد الظهر !! واستغرب أهل القرية الذين كانوا مندهشين في غاية الاندهاش !! أين كنتم ؟! يسألوننا وكأننا نزلنا من السماء ! أين كنتم ؟! ونحن نسأل ها .. خير ! وهم مكررين استفسارهم لعدة مرات ؟ وأخيرا تبين بأنه تقدم محكم وبقوات مجحفلة نصبت الكمائن وتقدمت الى المنطقة ظانة من اننا سنصل في الوقت المتوقع وهم أي القوات المجحفلة من الجاش والجيش كانوا لنا بالمرصاد ! وتأخيرنا هنا وهناك أنقذنا من الوقوع في كارثة ! تناولنا وجبة عشاء من المقسوم (!) وتوجهنا بالمسير الى أن وصلنا وادي شهيدان ( دولى شه هيدان ) وعبورنا من جديد تلك المناطق الخطرة والمعقدة والتواصل في المسير الى أن وصلنا قرية ( كرتك ) قرية الرفيق الدليل الأول عولا مينا ، وفي القرية لم يكن لنا دليل ولم نجيد الطريق الذي سنسلكه ليقودنا الى المبتغى السالك الى ناوزنك ! ذهبنا الى بيت أو بالأحرى الى شاب ، فنكر من أن يكون دليلا جيدا ... ذهبنا الى الآخر ... فأوشى بشاب متمرس ومتمكن وهو دليل مضبوط ( بيرفيكت ) فذهبا اليه رفيقين من النوع الذي لا يمكن التماطل أبدا .. فبعد السلام أخبراه  من أننا بحاجة ماسة اليه كدليل ومقابل ثمن أي مبلغ من المال ! أعتذر بحجة أن زوجته ستنجب وهي في أيامها الأخيرة ، وبعد التوسل لم يفيد معه إلا بعد أن وضع قاب قوسين أو أدنى وحاصروه  بأن مصيرنا في خطر وسنبقى في القرية فيما لو لم يكن لنا دليل !!!!!! فأجبرناه بعد أن وصلنا الى الرفيقين بقوة السلاح من الخروج من مسكنه وهو طالبا التريث وايجاد البديل ، ولكننا لم نتركه لما يبتغيه أو هروبه من قبظتنا ، اعتذرنا من زوجته الحامل متمنين لها راحة البال والطمأنينة والخير ، فوافق الشاب السبع والشهم والطيب أن يرافقنا ولم نتركه من أن يسير في المقدمة لكي لا يتأذى ويصاب في حال وقوعنا في الكمين وهي المنطقة الفاصلة بين مناطق الحكومة والبيشمركة ، واصلنا الحديث الليلي الى أن تجاوزنا الخط الأحمر ومن ثم نقول له عود الى حيث ما أتيت ! إلا أنه يقول بعد ما أقدر وليس ممكن أن أعود في الوقت الحاظر لكوننا على وجه الصباح الباكر ! وبعد قليل من الراحة أوقدنا نارا وبدون رحمة أي انتشلنا الضيم والغبن الذي أصابنا وتقلصت شرايننا بسبب البرد والمنام على الأرض الجرداء والمرطوبة ، أصبح الشاب الذي لم نركز و نسأل عن اسمه صديقا لساعات وهو شجعنا فيما بعد لما نقوم به من الدفاع عن كوردستان ، واصلنا الطريق الذي لم تبقى للخطورة وجود ولا حسبان ، فحار الرفيق فؤاد بالبازوكة معلنا بأنه سوف يجرب صاروخ واحد ليطلقه على هدف ما ! وليتأكد من مدى صلاحيته أو مفعول القاذفة والصواريخ ولماذا لم تنفجر أثناء نصبها في عنكاوا وخليفان ؟! فأصر على ذلك وحصل على الموافقة من الرفاق ونحن كنا قد شجعناه من ذلك ، وبعد نصب الصاروخ على البازوكة ووضع السبابة على الزناد !!!!!!!! أخابت آمالنا !!! الصاروخ لم ينطلق وتبين بأن الصواريخ أكثريتها فاسدة لا تتفجر !! وفي العصرية وصلنا الى قواعدنا سالمين أي في 4 / 12 / 1979 وبعد شهرين من البارتيزانية .. لم يصدقوا الرفاق بأننا سنعود بسلام الى حيث ما انطلقنا منه والعم أحمد صاروخ كان شاهدا في خيمته في مدخل ناوزنك الشهير .


89

مذكرات بيشمركة /34
مفرزة الأيام الستين
هم ..... ونحن

سعيد الياس شابو/كامران                                                                                      
2012.3.9                                                                                   
 
تمر علينا في هذه الأيام المباركة الذكرى ال-21  لانتفاضة شعب كوردستان برمته وليس انتفاضة الشعب الكوردي كما يحلوا لبعض الألسنة من ترددها ، ويحق لنا بأن نفتخر بهذه الانتفاضة الجماهيرية الواسعة والتي شاركت فيها كل القوى الخيرة في القرى والمجمعات والبلدات والمدن الكوردستانية بدءا من بلدة رانية البشدرية وانتهاءا بكركوك النفطية ، وخلال خمسة عشر يوما تم تحرير معظم البلدات والمدن الكوردستانية من جحافل القوات العراقية المتنوعة وضرب أوكار الأجهزة التعسفية الأمنية والمخابراتية والتي كانت تعمل لإذاء المواطن بالطرق التي تدربت عليها وابتكرت أساليب وحشية للنيل من كل من لايرضخ أو يرتبط نفسه وذاته بتلك السلطة المجرمة وأجهزتها المبدعة في الاجرام .
وهنا لسد بصدد الانتفاضة والانجازات التي تحققت خلال 21 عام من عمر الانتفاضة والتعثرات والتلكؤات والارهاصات التي حصلت خلال تلك المسيرة والتي قدم شعب والاحزاب الكوردستانية قرابين جمة ، سواء في تحرير كوردستان أو فيما بعد التحرير والأتعس من الكل هو الأقتتال الداخلي والذي ذهب ضحيته ما ذهب ، ومن ثم العودة الى المائدة التي يمكن الاتفاق على دسمتها .. وخير على خير حصل للشعب الكوردستاني وأحزاب الساحة للاتفاق على الاتفاقية الاستراتيجية للحزبين الرئيسين الديمقراطي والاتحاد الوطني الكوردستانيين ، ونأمل أن لا تكون الاتفاقية الاستراتيجية من أجل مصالح الحزبين والديمومة في السيطرة على ثروات كوردستان ... بل أن تكون الاتفاقية من أجل الدفاع المستميت عن حقوق المواطنين بشكل عام وحقوق البيشمركة القدامى وعوائل الشهداء والمؤنفلين والسجناء السياسيين والمتضررين وو ........................................................... بشكل خاص !
 
هم .. من يكونوا هم ؟!
 
...........................    :- هم أولئك القرويين الطيبين والتنظيمات الداخية ومحبينا ومقدمين العون لنا دون أن يحسبوا حساب الخطورة ! القرويين الذين يمكن أن نقدرهم بالبناء ونقدرهم بالعون وبالكلمة الطيبة ، أصحاب الضمير من تحملونا في بيوتهم وتحدثوا معنا عن معاناتهم في حال التقدم والهجوم .. أي كيف سيكون مصيرهم في حال تقدم العساكر ؟! ولكنهم حريصين علينا وعلى أنفسهم .. أي يقولون ..انهم مجرمون قتلة أي العساكر سيحرقون الأخضر واليابس .. لذلك نحن حريصون على عدم البقاء في القرية !! القرويون وتكوينهم المتنوع .. كما شاهدناه وعايشناه وهم يودون العيش بالأمان والأستقرار وأن يعملون دون اللجوء الى العنف وهم متشبثين بحلالهم من الزراعة والماشية والعمل الشريف والدعم الآخر واستقبال الضيوف والتعامل مع الحدث وحماية تراثهم ومحترمين المتعلمين والمثقفين ومن يكبرهم في السن ، وراضين بالمقسوم وحتى إن حرموا من الكثير من الخدمات ، لا بل الشعور بالشعور الآخر دون الرجوع للاستثناءات أو الشواذ منهم ، وكما يقول المثل ويضرب ... ماكو زور يخلى من الواوية ( جوم بى جه قه ل نابى ) ! وهم أي الفلح كانوا قد شاهدوا أحداث ساخنة في سنوات مضت ويعلموا جيدا بأن النظام القمعي الدكتاتوري وجبروته لايرحمهم بتاتا وأبدا !!
 
ومتمسكين بأرض آباءهم وأجدادهم ويحرثونها ويزرعونها مفكرين بالمنتوج القادم والرزق الحلال والعيش الزهيد ! والذهاب الى المدينة من أجل تبادل السلع الممكن تبادلها ومن ثم العودة الى العش القروي راضين بدون الراتب من الدولة وبدون كهرباء .. أي لا يدفعون فاتورات ( الكهرباء الوطنية التعبانة والمولدات المتعوبة ) ، ولا مستوصف صحي ولا مدرسة ولا شارع مبلط ولا هاتف نقال ولا أرضي أو وايرليت !!! وهم ينتجون الاوكسجين للمدينة ويقدمون جبناتهم ونعجاتهم وعسلهم وألبانهم ومحاصيلهم الزراعية وفواكههم المتنوعة وعملهم الحياكي بأسعار رخيصة جدا لأهالي المدينة ، ولنا مجانا دون المقابل !! هم أي الفلاحون المحرومون يقدمون لنا وجبات وربما يحرمون عوائلهم منها !! ويشاركوننا الحديث السياسي ويقدمون لنا النصائح مستفيدين من تجاربهم التأريخية !! هم وعلى الأكثر غير مرتبطين بطرف أو جهة سياسية ما ..... ولكنهم يحاولوا من أن يكونوا بالقرب من أطروحاتنا وتوجهاتنا !! ونحن من سخرنا كل ما في وسعنا من أجل الحفاظ على المباديء والقيم الاخلاقية والانسانية والوطنية والحزبية ... وعملنا ما في وسعنا من أجل الدفاع عن الحقوق برمتها وقدمنا أزكى الدماء من أجل العدالة الاجتماعية ونبذ العنف وبناء الانسان والدفاع عن حقوقه المسلوبة .
 
ونحن حاملين أرواحنا على أكفنا ، ناذرين أنفسنا ومصممين على النضال ، ومقاومين لكل المخططات الجهنمية المرسومة في أقبية الاجهزة المخابراتية والأمنية من أجل عدم الوقوع في الفخ ... لا بل التحدي والمواجهة بالرغم من الفروق بين الفريقين المتصارعين !!
 
نحن .. المفرزة البارتيزانية الأولى في منطقة ده شتى حرير ، مجموعة من الشباب الثائر .. طلاب في المدارس الغير المنتهية .. طلاب جامعة متأملين الدراسة وليس حمل البندقية ، طلاب علم وليس الرضى في الحرمان ، طلاب المعرفة والآداب وليس الكوردي متعود على العصيان بمعية كيس التتن وخبزات ويتجول في الجبال !! أجل المفرزة البارتيزانية الأولى والتحدي والاصرار لحكومة قوام جيشها كان لايقل عن 250 ألف جندي في حينها وأما الجيش اللاشعبي وال ..... وال ....  وال !!!!
 
التحدي بروحية رفاقية وبعزم لا يلين .. واليوم شاهدت قلعة دوين في الفيسبوك من قبل الرفيق النصير ( جتو ) فرهاد ، مشكورا زار القلعة وقرى ( ره زكه ، سه ركه ند ، كراو ) والقلعة تصرخ لحكومة الواحد وعشرين عام !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! ، تصرخ وتناشد القلعة من تجديدها لكي تكون منطقة سياحية للسواح و لأهلها الذين قدموا الكثير لكوردستان.
 
أجل نحن المقصرون !! جميعا حزبا ورفاقا ، جماعات وأشخاص !! قيادات وقواعد !! أحزابا وتيارات !!
 
المهم .. بعد العودة من منطقة خليفان والتجوال في قرى المنطقة أي قرى دشت حرير ... زعزعت الثقة في الأجهزة الأمنية والمخابراتية !! أي كيف لمفرزة أن تنشغل السلطات والمؤسسات القمعية .. دون أية معلومات تستند اليها تلك المباحث من أعوانها و(أزلامها) الأقزام !
وكانت الحالة الهيستيرية قد أصابت السلطة وتنشر الأخبار في القرى .. أي ثمن قتل البيشمركة النصير الشيوعي هو ( 1000 ) دينار عراقي أصيل وليس كما حال الدينار العراقي الحالي الطايح حظة !!
 
وثمن قتل البيشمركة الآخرين للأحزاب الكوردستانية المناضلة هو ( 500 ) دينار عراقي لكل بيشمركة !! يالها من سياسة فرق تسد استخدمتها السلطة بالضد من المناضلين البارتزانية  ولم تفلح بالنجاح الا في ضروف قليلة استخدمتها !
 
كان المناخ الكوردستاني ينذرنا بين الحين والآخر.. وذلك بسقوط أمطار خفيفة هنا وهناك ومن ثم الحاجة الى الدفؤ والطاقة وذلك للمقاومة الزائدة والتحمل المطلوب .. لكون النار كانت من المحرمات علينا !! لكي لا يكشف أمرنا البارتيزاني !!
 
وفي ذات يوم بقينا وفي وضح النهار في ( ره شمالات ) الخيم السوداء الذي يستخدمونه القسم من أهالي المنطقة وخاصة الاخوة الكرام من الفلاحين العشائر الهركية والتي خدمتنا كثيرا وقدمت الكثير فيما بعد ، والموضوع هو .. هم ونحن ... هم أي أهل الرشمال استقبلونا في حوالي الساعة العاشرة بعد أن سرنا كثيرا ونحن جواعة محرومين من العشاء ونسير طول الليل وحتى الصباح .. وبعد السلام والتحية والاستفسارعن الأمور ؟! فحلينا عليهم ضيوفا .. والأطرف من هذا وذاك وصلنا في الوقت المناسب أي وقت الخبز الحار وعلى الصاج ... ولهيب ووهج النار المنتعشة للذات بحيث التفينا حولها حتى رخت أجسادنا بعض الشيء بعد التعب والانهماك والمسير الطويل والجوع الغير المتوقع ، ربة البيت شدت من عزيمتها بعد أن شاهدت المفرزة ترغب الراحة والجوع قد نال منهم وهي معنية كربة البيت من تهيئة المزيد ، وبسرعة البرق الكل انشغل أي أهل الرشمال بتدبير الأمور ، رب البيت وابنته الكريمة فرشوا للجلوس والأم الحنونة واصلت من صنع الشنك وفتحها الى أن تصبح خفيفة ودائرية ووضعها فوق الصاج لتصبح رغيفا لذيذا مشهيا ، خبزا حارا طازجا ، مكسبا وفي الهواء الطلق ! فأما الجبن الطازج واللبن والقشوة ( سه ر تو ) والزبدة والجاجي كلها كانت من صنع محلي .. صنع الأيادي الخيرة ..كانت جاهزة ومقدمة في صواني متنوعة الأحجام ، وفيما لو كانت هناك كاميرا فيديو لأصبح الفلم أرشيفا ويدخل التأريخ ، والطريف الظريف هو أحد الرفاق من الرفاق الأبطال استلم الواقع وبلش بتنوال الطعام الفلاحي القروي السريع الى أن أكل ( 8 ) أرغفة خبز حار مع المشتقات الالبانية وأنا كنت قد حسدته من انني أكلت  ( 5 ) رغاف فقط ! والأطرف من هذا تناول ( 11 ) أحد عشر كلاص شاي من السماور ِاي محلى بالسكر !! وبعد الادعش (11) طلب من صاحبة الدار فيما هناك شاي دوشلمة ؟! أي أي قطعة السكر الصلبة في الفم ومن ثم تناول الشاي فيما بعد ! وهذه الطريقة تعودت عليها واستخدمها منذ ذلك اليوم ، وكم عدد الأرغفة التي تناولها الرفاق في المفرزة ؟ فألله أعلم ! فتحية الى العائلة الكريمة وحبذا لو نعود الى المنطقة ولو ليوم واحد ونعيد الذكريات مع الباقون في الحياة والله يطول بأعمارهم ، والله يخلي برأس المسؤولين المالكين من عودة البناء والحياة الى قلعة دوين الأثرية .



90
مذكرات بيشمركة / 33
مفرزة الأيام الستين
نحن والقرويين

سعيد الياس شابو/كامران                                                                                       
2012 . 2 .23                                                                                           
 
ألم يحن الوقت بأن نكون منصفين في وصفنا للقرويين ؟! والجواب هو ... أجل ! لم يحن الوقت الى أن تكون الأمور مختمرة أكثر فأكثر ومن ثم الشروع في العمل !! فأما نحن ، وهم أي القرويين ، أو كل لحاله ... والخوف من أن يعيد التأريخ نفسه ويحاسبنا على تقصيرنا !!
 
تنويه للقراء الأعزاء .. بخصوص تأريخ وصول المفرزة الى عنكاوا في 30 /10 /1979 وليس كما ورد  سهوا 30/11 . عذرا ....
 
وعدنا منهمكين وفي الوقت ذاته .. منتعشين فرحين بالوصول الى رفاقنا الذين كانوا ينتظروننا بفارغ الصبر ، وهم أي الرفاق الباقون في المنطقة كانوا قدر المستطاع كاتمين سر ذهابنا الى العملية وفي الصباح تعانقنا من جديد في القلعة ( قه لاى دوين ) وبعد العناق الرفاقي الحار والعتاب والاستفسار عن الذي حصل ؟! وشرح أبعاد العملية وعدم عودة الرفيقين معنا .. وظن الرفاق بأن الرفيقان قد قدمناهم شهداء وضحايا في العملية !! ولكن بعد الشرح المفصل .. أطمئنوا على سلامة المفرزة ، الا أننا وضحنا العراقيل والاشكالات والذي حصل معنا ... فكانت عودتنا سالمين بمثابة نجاح العملية وأكثر ، ومن ثم تغير زيينا الحقيقي الخاكي والخلد الى النوم .. أي لم ننام لمدة نهارين وليلتين على التوالي !! يالها من أسطورة من أن يعطون الرفاق حقك الى الآخر ! وكأنه شيء لم يحصل !! المهم أصبحنا في مأمن بعد عودتنا والتحصن في القلعة والخلد الى النوم ... النوم على الأرض الطيبة ... الأرض المرطوبة بعض الشيء .. النوم بعد 48 ساعة من المسير الشاق والصعب والمحفوف بالمخاطر !! لم نفكر بالطعام ولا بالشاي ( خمرة الثوار ) ، بل همنا الوحيد من أن ننام ساعة أكثر !
 
وفي المساء سلمنا الملابس المستعارة من القرية وشكرنا الطيبون القرويون دون الافصاح بما قمنا به ! وهم أيظا في حيرة لعدم معرفتهم بما نقوم به ! وهم يساعدوننا بكل شيء ونحن نعمل بكتمان تام !
 
كانت الأجواء قد تغيرت من حيث الطقس الحار نهارا الى معتدل بعض الشيء وبدأ التغير في المناخ قد دق ناقوسه .. أي زخات مطر .. ومن ثم المطر الخريفي والذي يعطي نكهة ورائحة طيبة للأرض ومن ثم عودة الحياة الى الأرض بعد فصل الصيف وتنبت الحشائش وتخظرالبقع وتتشنج الاجساد وتتعقد الامور ويصبح المزاج أحيانا لا يطاق ! وتتباين الآراء وتشكل المعارضة والاستياء تقرئه على  الوجوه ومن ثم تكون المجابهة الكلامية لتشكل الواقع المفروض على رفاق المفرزة ، والكل ملتزم بالتوجيهات وحتى في حال عدم اقتناعك بالعمل ! ولكن المهمة تتطلب الالتزام التام .
 
وبعد الاستراحة في القرية المشتاق الى رؤيتها ( رزكه ) وتناول العشاء المقسوم .. غادرنا القرية متوجهين الى  منطقة تتوسط  دشت حرير وفيها موقع يصلح للاختفاء ولم يتوقع أحدا بأن البيشمركة وفي النهار يختارون مثل هذا المكان !! هذا المكان الذي بإمكانك أن تنبطح فيه وبالكاد يمكن للمرء من أن  يقف شامخا ويرى ما حواليه ، إلا عليه الخروج في الموقع الذي يشكل شبه وادي مهضب ، وكل اعتقادنا بأننا في مأمن تام ولا أحدا يمكن أن يأتي الى هذا الموقع ! فأما الحراسات فكل في موقعه وبعد ساعات قليلة من اختفاءنا في المنطقة وإذ .... نباح الكلاب وهجومه علينا أصبح من الصعب فهمه .. ماذا حدث ؟! ومن أين هذا الكلاب ؟! وإذ بالأغنام تتقرب منا ومن ثم الراعي الشاب الصغير والذي لا يتجاوز عمره عن ال 16 ربيعا ، وهو الآخر حائرا بما حدث له ! المهم بعد الحديث معه واستفساراته واستغرابه !!! بأن من نكون نحن ؟! ولماذا الاختفاء في هذا المكان العجيب الغريب والذي حتى لا يصلح للمواشي لضيق ممراته وتعرجاته ، الا أننا أخترناه أي المكان من أن  يزيل الشكوك حول مواقع تواجدنا وخاصة بعد العملية .
 
الشاب الصغير أراد من أن يتملص ويتركنا ليتابع ماشيته ..... ولكننا لم ندعوه من أن يتحرك ، أراد بكل الوسائل من أن يغادرنا ويتابع أغنامه وماعزه .... إلا أن المجابهة كانت من ان أرواحنا أعز من ماشيتك أيها الراعي النبيل ، فعذرا منك يا عزيزنا الغالي عليك البقاء حتى العصرية ! ومن ثم ستغادرنا وتتابع الماشية ، التزم مشكورا بحيث أصبح في وضع مطمئن من كوننا لسنا سيئين ولا غدارين .. بل مجبورين ومرغمين من فرض الاقامة الجبرية لمدة الساعات ( الست 6 ) من القيام بالعمل الاحترازي لعدم الكشف عن مواقعنا ويحاصروننا في المكان الذي لم يكن في صالحنا بتاتا ! فأصبح الشاب جزء منا أي دار الحديث والاستفسارات لساعات تزيد الستة ، وقد نسى نفسه بأنه أسير ونسى الغنمات والمعزات وأصبح يسأل عن ما البيشمركة وماذا يفعلون ولماذا في هذا الموقع ؟! بينما نحن نجاوبه ونحاول أن نتقرب منه  في مهنته ومعاناته وتشجيعهه للدراسة والدفاع عن شعب كوردستان وتربتها وأن يكون عنصرا يحب وطنه وشعبه ، ودارت بيننا أحاديث كثيرة ضمنها الحب والغراميات والوطنيات والجغرافية وهمومه وما يطمح اليه . أصبح الولد في ذلك اليوم جزء منا وأحبنا وتكيف مع أحاديثنا ، فتحدثنا معه في كتم الأسرار والدفاع عن البيشمركة وليس العكس ، وبعد الرابعة عصرا ... تركناه ليتابع ماشيته والتي لم تتحرك من المنطقة وهي الاخرى وكأنها مدربة على الالتزام ... وحتى الكلاب أصبحت تنطرنا من المكروه وأصبحت تحس بأننا لسنا ضد الحيوانات والبيئة والبشرية وتتأمل منا لقمة خبز ، وفعلا أعطينا قسم من خبزنا لهم لكي تتعاطف معنا وتلتزم السكوت .. و لم تترك الكلاب الراعي الشاب الى أن أخلينا سبيله من الحجز ، معتذرين من فعلتنا وذلك لسلامة المفرزة ، لك تحيات حارة أي الصبي الصبور ..أيها الراعي الشهم .. أيها ابن القرية الموقرة ، غادرنا مشكورا وكأنه أصبح جزأ منا ولا يروم مغادرة الموقع لإرتياحه على كلامنا ودردشتنا ولطافتنا وتعاملنا السليم معه .
 
وفي المساء غادرنا الموقع متجهين نحو قرية ( أشكفته ) ، بعد أن قطعنا مسافة غير قليلة مرورا من أمام ربايا ومعسكر الواقع قرب قرية ( ئاموكان ) وكانت مسيرة شاقة ومحفوفة بالمخاطر بسبب نباح الكلاب الكثيرة في المنطقة والتي تكشف هويتنا من بعيد !! وكانت أي الكلاب تشكل بمثابة عدو اضافي على الأعداء المتنوعين ! واصلنا المسير الى أن صعدنا الوادي التي تقع القرية فيه وعلى مرتفع من الشارع .. وصلنا القرية أي أشكفتة وتناولنا فيها وجبة عشاء وقسط من الراحة وعلى وجه الصباح الباكر تركنا القرية بعد أن زودت المفرزة بالخبز والماء ومن ثم غادرناهم بعد اللقاء مع البعض من الرفاق الذين قدموا من .... ، ومن ثم التوجه نحو الطريق المؤدي الى وادي أو كلي بيخمة ، يالها من مناظر جميلة ومرعبة !! أصوات هدير المياه تتعالى وتشكل شلالات ورذاذ هنا وهناك .. وكلما نظرنا يمينا وشمالا .. نقول وكيف بهذا الموقع العاصي لن يصلح لبناء المقر السري ! واصلنا المسير الى أن وصلنا قرية ( دوله تيسو ) ، وبعد السلام على البعض من النساء والرجال المتواجدين في القرية وكانت الأكثرية الموجودة في القرية من الأخوات النساء ، والرجال كانوا في أعمالهم منشغلين .. وبعد أن تحدثنا الى الاخوة والاخوات حول مهمتنا وماهيتنا ومفرزتنا .... بحيث لم يصدقوننا ولن يصدقوننا الى اليوم !! استغربوا من شرحنا وتعجبوا من أقوالنا .. أي نحن أنصار بيشمركة الحزب الشيوعي العراقي ، ولم يصدقوننا أبدا !!!! وكان ردهم بأننا ( جاش-الجحوش ) وننتحل أسم البيشمركة لتوريطهم ! أي والحديث لهم ... نحن لم نرى بيشمركة في قريتنا حتى في سنة 1974 ، لم تدخل قريتنا ولا مفرزة ! المهم كان اعتقادهم في صالحنا ... أي هم مطمئنون بأننا لا نشكل خطورة عليهم بل جئنا من أجل جس نبظهم !! وغادرنا القرية بعد أن حصلنا على الخبز والجبنة المالحة ( جاجي ) ، واصلنا المسير الى أن وصلنا قرية ( سليشمة ، سريشمة ) القريبة من بلدة خليفان  ، والتي تبتعد بعض الشيء القليل من خليفان .
 
المسير ثم المسير ثم التحمل .. دخلنا بيتا واحدا في القرية وليس بيتان ولا بيوت ، أي العائلة الكريمة التي أوتنا بحكم صلة المعرفة والنجابة استقبلتنا وأوتنا وتعاملت معنا وكاننا من لحمهم ودمهم ، وصاحب الدار كان من بيشمركة ثورة أيلول وبموقع آمر بتاليون في قوات الثورة الكوردية بقيادة الزعيم الراحل بارزاني الأب والحزب الديمقراطي الكوردستاني المناضل ، والرفيق البيشمركة القديم أخجلنا وعائلته من كثر الاهتمام بنا ومن جميع النواحي ولا يحضرني اسمه ، ولكن شهامة الأب وكافة أفراد العائلة أقدم لهم شكري وتقديري لما قاموا به من تهيأ  كافة الخدمات وتحظيرالوجبة الدسمة الكاملة ومفرداتها ، بحيث شعرنا بأننا لسنا من أجل الحزب حاملين السلاح .. وانما من أجل الشعب المغضوب على أمره !!
 
قظينا نهارا كاملا في المسكن دون أية حركة في القرية وبكتمان تام وحتى الجيران حرام عليهم بمعرفة المزيد ،،،، وفي المساء بعد أن أظلمت الدنيا ... تناول الرفاق المناشير وقذيفة البازوكة لينصبوها ... وموجهة نحو مديرة أمن خليفان ! بعد أن تم توزيع أدبيات الحزب ، وبعد عودة الرفاق الابطال الى الدار الكبير بأهله وشهامتهم واحتساء آخر كأسة شاي في بيت الرفيق الشهم من الحزب الديمقراطي الكوردستاني والذي تحدث لنا بإسهاب حول تجربته ومعانات الثورة الكوردية من المسلحين الكورد والذين كانوا يسمون بأفواج خفيفة !! وقال بالحرف الواحد ... فيما لو أردتم من انتصار ثورتكم .... فعليكم ارضاء رؤساء العشائر والاغوات ، أي انهم يشكلون القوى المعارضة ولهم اليد الطولى في معارضة واجهاض الثورة !!! هذا  كان في مفهوم الأخ الكريم الشهم الذي ودعنا بحفاوة وتمنى لنا الموفقية والانتصار .
 
وعند المغادرة من القرية كانت التراكتو / الجرار .. لتقلنا الى مسافة خارج القرية ونحن في ( العربانة ) ! آه .. كم الفرق من أن نمشي ونمشي .. نسير ونسير ونقطع المسافات البعيدة والشاقة والطويلة وتعودنا على النوم في الجبل دون فراش ونكتفي بالنوم القليل ساعة أو ساعتين ونتحمل الجوع والعطش والحر والبرد .... لا بل التسلح بالافكار وايجاد الجديد من أجل فضح أساليب النظام القمعي الدكتاتوري ، وتقبل الرأي الآخر .. لا بل تقديم الخدمات الطبية الممكنة مجانا !! ، !!(( ولم تكن عملية القصدرة تكلف المريض شيء سوى فليسات وليس مئات الدولارات ))!! وكانت الخدمات الطبية مجانا والدواء مجانا وفحص الطبيب أيظا مجانا !! أجل ... القرى الكوردستانية تستحق من أن تقدم الحكومات الكوردستانية الكثير لها  وبدون مقابل ، وليس العمل بمنية من أحد ولا تقوم الحكومة بتقديم الخدمات واعتبار تلك الخدمات بأنه من سخاء الحكومة !!! لا بل هذا من ملك الأفراد وواردهم وحقهم المهضوم طيلة سنوات الماضية .
 
واصلنا المسير الليلي ونحن في وضع لا يحسد عليه !!!! ، انهمكنا التعب ومسيرة الليل وظلامه الدامس وعدم الدراية بالطريق وعدم وجود الادلاء ... كلها من العوائق وتشكل عند الرفاق مصاعب يمكن أن تصبح أمور معقدة  كلما بقينا في الجبل!!
 
ونسير ونسير وإذ بحرس المعسكر ... يصرخ ..... قف ! قف قف !! وسرعان ما انبطحنا وبدون حركة الى دقائق ,,, وحسبالنا الصياح لنا نحن الاباة وليس للمجرمين للطغاة !! وإذ بضابط الخفر  ... ضابط خفر !! الجندي ..... سر الليل ؟؟ الضابط  ( د د د د د د ) الجندي تقدم ! يالها من عملية معقدة وأين وقعنا ؟! وعرفنا بأننا في موقع خطر !! وآمن في نفس الوقت ، أي لا أحد يصدق البيشمركة يصلون الى معسكر سبيلك الشهير السيء الصيت . وبعد حوالي عشرة دقائق من السكون والسكوت من طرفنا وغادر ضابط الخفر النقطة للحراسة ، ومن ثم زحفنا حوالي خمسين مترا الى أن ابتعدنا بعض الشيء عن الحرس ، ومن ثم سرنا في طريقنا الاتجاهي ..... وبعد حوالي نصف ساعة من المسير .. شاهدناا     وهجا وضياءا ولهيبا وتصاعد دخان .... ياترى من يكون ولمن تكون النار الوهاجة ؟! وبعد أن شاهدنا في الناظور الليلي .. أي راعي غنم ( كاكة علي ) ، راعي الغنم لوحده فوق جبل حرير والقريب من المعسكر ! اقتربنا رويدا رويدا وبحذر ... استغربنا من عدم نباح الكلاب الشديد في مثل هذه المواقع ، لم نكن على معرفة سابقة مع علي الراعي ! وهو مستغربا في هذا الوقت من تكونون أنتم ؟! وكالعادة نحن التايهين في الجبال ! يسموننا مناظلين ، شجعان ، لا نهاب الموت ، أول من نضحي وآخر من يستفيد ، نحن أبناء البلد الذي لم ولن يبيع مبادئه في السوق السوداء ، نحن من حمل هموم شعبه ولم يتنازل ، نحن البيشمركة ، نحن أصدقاءك يا علي ، وماذا تفعل ياعلي لوحدك في هذا الموقع ؟! فرد كاك علي ... هذه المواقع هي مواقعي وعشت وترعرعت وكبرت فيها حاملا هموم شعبي وغنمي وو,,,, !
 
لم يصدق على بأننا بيشمركة ،،،،،،، وكالعادة فتحنا الاسطوانة وشرحنا له من جديد ... ولم يصدق وناره الوهاجة .. أخفت وقللت من همومنا ومتاعبنا ... بحيث تفاعلنا مع الراعي الطيب الرفيق علي ، وأصبحنا نسأله لماذا لوحدك كاك علي ؟ والجواب والله الرزق بيد الله ، لم تصبح القسمة والنصيب ... ليست لي أخت !!! لكي أبادلها  ( كصة بكصة )! تبادلنا المشاعر مع علي وشرحنا له بأننا ذات مصير واحد وكل على طريقته الخاصة ، كانت المياه في الكتلي تغلي على الجانب ومن ثم سائلا .. ماذا تفعلون في هذا المكان المحفوف بالمخاطر ؟! غير مصدقا متهمنا ب ( ..... )! لا ياعلي نحن كذا  وكيت ! وندخل التفاصيل ويسأل علي ؟ هل لكم عوائل ؟ نعم ! ولماذا تركتم عوائلكم وتعيشون حالتي المزرية ؟ّّّّ
 
سؤال محير وجواب أتعس ... علينا اعادة الاسطوانة من جديد ..... صح كاكه علي نحن نمتلك خواص مشتركة .. الشاي أصبح جاهزا وعلى الجمرات ,,,, استلمنا الكتلي .. صب وآنة صب .. والنعلة على المايحب ! فأخرج علي كيس الخبز والجبنة الطيبة ..  فطحنا بجميع ما يمتلك الرفيق علي بحيث بقى له خبزة واحدة فقط لكي يتناول الفطور الصباحي ، وكان يمتلك الخبز لمد اسبوع ، أي كل اسبوع يجلبون له المواد الغذائية وهذا حسب قوله ، ولم يبدي ضجره أو استيائه أو عبوسيته بسبب تناولنا لطعامه الاسبوعي ، تحية كاك علي وقبلة على جبينك ، بينما  العم علي يتحدث الينا ودخان سكائره يعلو الأصوات الليلية ، وبعد أن شبعنا وملأت بطوننا من المقسوم وأخذ التوجيهات من كاك علي بخصوص الطريق ، واصلنا المسير بأتجاه قرية اشكفته ولكن من اتجاه آخر ، وكانت الساعة تشير الى الخامسة صباحا وربما أكثر قليلا ..... ولكننا لا نزال على جبل بني حرير ، وسرعان ما طرح ووضحت الفكرة من قبل الرفيقين المسؤول السياسي وآمر المفرزة .... بأننا ليس بامكاننا من الذهاب الى قرية أشكفتة لأسباب ...كذا وكيت !! ودار النقاش الحاد ومعارضة بعض الرفاق الشباب في المفرزة .. أي لماذا لا نذهب ونواصل الى القرية بعد هذا التعب والجوع وسنبقى ليلة أخرى في الجبل ؟! الكل غير راضي بالوضعية ! الرفيق الشاب ( كوردو ) وهو طالب في الكلية في السنة الاولى .. كانت معارضته للبقاء في الجبل أكثر من الآخرين ... زخات مطر صباحية أبردت الطقس وأرطبت الأرض الطيبة ... ناقشنا الموضوع من الجوانب العديدة ..... النتيجة كانت البقاء في موقعنا الى المساء !! التزمنا بالأوامر والتوجيهات ومكثنا في موقعنا بعيدين عن الانظار ، النقاش الحامي والسؤال المطروح ؟ لماذا قبل ليلتين دخلنا القرية لم تكن أشكال ؟ ولماذا الآن ليس بمقدورنا من أن نذهب من جديد الى القرية ؟! كان التباين في الآراء والمواقف .... وكاد الوضع ينذر بالعصيان لو لا دعم للقرار !
 
وفي المساء .. نزلنا الى القرية أي ( أشكفته ) فبهت أهل القرية !!!! أين كنتم أنتم الجنية ؟! لماذا أيها الاخوة وماذا حصل سألناهم ؟ فالكل حائر .... كانت القوات الحكومية المجحفلة تمشط المنطقة شبرا شبرا !! أي المحاور التي تتقدم منها القوات من.. شقلاوة ، معسكر سبيلك ،طريق عقرة بيخمة ، ومن محورين في حرير !!!!! ، ونتنفس وننتعش لبقاءنا في الجبل وانتصر رأي البقاء والأنصار جميعا شعرنا بأن المانع كان خيرا ، أخذنا قسطا من الراحة في القرية وكانت فرحة أهل القرية لا تقل عن انتعاشنا ، وبالرغم من كل هذا وهذاك لم ندلي بموقعنا !!
 




91
عقدة الكورد من الحدث
والحلول العلمية

سعيد الياس شابو                                                                                                      
2012 . 2 . 17                                                                                                            
 
رسالة الى حكومة وشعب كوردستان بأحزابه الحاكمة والمعارضة
من مواطن كوردستاني مخلص لوطنه وشعبه وحريص على المسيرة
.........................................................................................


 
الشعب الكوردي يمتاز بفطنة وعقلية تستحق الوقوف عند صغرياتها وكبرياتها ، ومن هذا المنطلق المثير والعلمي يتطلب وضع أناس مختصين بهذا الشكل المعني مظهريا وجوهريا ، بغية الوقوف أزاء كل حدث ،،، حدث في التأريخ البعيد والقريب والذي يسجل هزاته حسب مقياس ريختر (( 9 ))! وناهيكم عن الردات التي تسبق وتلي الهزات القوية ومدى تأثيرها السلبي على مجمل مجريات الامور وعبر التأريخ والامثال تظرب ولا تقاس بتنوعاتها منها الخلافات السياسية والمساومات والاقتتال الداخلي وتوزيع الثروات وقيام المعارضة وآخرها أحداث السابع عشر 17 من شباط من العام الماضي أي 2011 .
 
والشعب الكوردي الكوردستاني قدم الكثير من التظحيات الجسام من أجل نيل حقوقه الشرعية المتمثلة في الحكم الذاتي في بيان آذار 1970 من القرن المنصرم ، ومن ثم العودة الى المربع الاول في 1974 . والى اتفاقية الجزائر المشؤومة في 1975. ومن ثم بدأت الحركة الكوردية الكوردستانية من عودة أجندتها ونشاطها الشرعي المتمثل في الكفاح المسلح وخوض طليعة الشعب المتمثلة بالأحزاب القومية الكوردية الكوردستانية ومنها الحزبين المناضلين ( الحزب الديمقراطي الكوردستاني / البارتي ) و( حزب الاتحاد الوطني الكوردستاني / يكيتي ) كقوة موجودة في الساحة ومنذ 1976 ، الى جانب القوى الاخرى مثل( حزب الاشتراكي الكوردستاني / سوشيالست) ومن ثم الحزب الشيوعي الكوردستاني والعراقي . والاحزاب المناضلة برمتها قدمت خيرة رجالها كقرابين سواء كانت في الاقتتال الداخلي أو المجابهة والعمليات العسكرية والغرض منها هو الخلاص من الدكتاتورية القمعية والاتيان بنظام ديمقراطي ونيل الحقوق .. سواء كانت التسمية الحكم الذاتي أم الفيدرالية وحتى الاستقلال !
 
وليس في الأمر أي شيء شاذ وغريب ونشاز !!! والكل متفق على سرد التأريخ عبر أحداثه المفرحة والمحزنة ،،، وعندما نتوجه نحو التأريخ لنرى نوروز الربيع تتفتح فيه الازهار والجداول تروي العطاشى والمروج الخظراء تصرخ بوجه المتاعب وتلد الاغنام وتضع ضغارها حاملة معها معطياتها من الالبان الطيبة والفلاح القروي يشعر بأن متاعبه لم ولن تذهب سدى !!
 
ونحن أيظا تتوسع شرايننا ونتأمل الحب والازدهار ونتنفس الصعدار وتمليء الرئيتين بالاوكسجين الغير الملوث ! وتتغرد البلابل وزقزقة العصافير تخفف من متاعب كل من عاش وأحب تربة كوردستان الطيبة بشعبها وأرضها وتأريخها ، ومن ثم أرض كوردستان يكفيها ما شاهدته من قساوة وتنكيلات بحقها وبحق شعبها الأبي .
 
هنا لست بصدد .... سرد كل الاشياء الجميلة والمثيرة للأحداث ! بل الذي هو في صلب الموضوع هو كفى لشعب شاهد أحداث وكوارث مؤلمة منها حديثا انهيار الحركة الكوردية في عام 1975 بعد خسائر جسيمة تحملها الشعب والحركة الكوردية الكوردستانية منها البشرية ومنها المادية ومنها جغرافية أي المناطق المستقطعة أو ما تسمى بالمتنازع عليها ، ومن ثم قتل الاخوة البارزانيين وبدم بارد وبدون أن يقترفوا جرما في حق أي كان ، ومن ثم استخدام الاسلحة الكيماوية في مناطق عديدة من كوردستان العراق ، بهدينان ، هلبجه ، باليسان ، شيخ وسان وغيرها من المناطق البريئة والتي تأن من شدة وهول الحدث .
ومن ثم الاقتتال الداخلي الذي دام سنوات وفي مراحل مختلفة 1981 ، 1983 ، 1994 وقبل هذا التأريخ وبعده !!! والنتيجة هي تقديم الخسائر بما لا تقدر بثمن ! لا بل وفي كل مرة يزداد الطين بله !
وربما يقول الاخوة السياسيين هذا ما يحدث في دول العالم بأجمعه !! وأنا أقول ... أجل يحدث في لعب كرة القدم وفي صراع الثيران وفي الانتخابات وفي الثورات والأمراض والتسونامي وفي المفخخات والبرد القارص والمتغيرات المناخية وفي حوادث السيارات وحتى بين العشائر وربما من أن يكون الحمار من يدخل الزرعات !! جلها موجودة وأكثر !! ولكن نحن بحاجة الى الفرد والعائلة والبناء والسلام والوئام والطمأنينة ومصير الشعب في أعناقكم .
 
الحديث الشائك ورباط الكلام من أن الكورد في ذاكرتهم يخزن الكثير أضربلكم مثلا شعبيا .. ربما يقول البعض من الاخوة ...... ما هذا الربط ؟!
وعندما كنت في سن المراهقة ونحن واقفون في محلة دركة في عنكاوا أي مجموعة من الشباب مع مجموعة من الشياب الوقورين من أهل المنطقة وهم يسردون القصص والحكايات وكان ضمن الموضوع عن الحرب العالمية الأولى والعسمليين والحرب الثانية ومسائل عامة ومن ضمن الحديث الشيق والمخزون في ذاكرتي ................................................................!
 
كان في القرية الفلانية مجموعة من العوائل وهي تعيش أي العوائل كأحباب ومحبين فيما بينهم ، وفي ذات يوم كان أحد الرجال جالسا  ....! والجلسة خانته ! بخروج البعض من الغازات مشكلة ( طر ) أي الضرطة !! فقامت القيامة عند الرجل ... فأراد الانتحار ! المهم ركض الى المنزل متأملا من القيام بفعلة ما .. ؟ لكونه أي الرجل المسكين كيف يحدث له هكذا وهو رجال ؟! وسرعان ما ساعدوه بقية العائلة بإيجاد الحل والخروج من المأزق !! الأهم .. اتفقت العائلة على ترك القرية والرحيل منها الى منطقة بحيث أن لا يعلم أحد أخبار الرجل والعائلة !! غادروا القرية وبعدوا عنها ولم يتصلوا بأي كان !!
 
وبعد مرور سبعين سنة ( 70 ) عام مر على الحدث ومن ثم الغربة التي أثرت على العائلة لترسل أحد أبنائها وهو أكبر من السبعين عام أي كان طفلا لا يعرفونه أهل القرية عندما كان صغيرا  .. فوصل القرية لا يعرف أحدا .. لا من قريب ولا من بعيد !! سوى سامع بالأقارب !!
 
وبعد السلام من العجوز وهو طفل من ترك القرية ..! السلام عليكم ( خودا قوتى ) الله يساعدكم ! فردوا عليه بالخير والسلام ... وقف لبرهة .... ومن ثم أصبح يحوس .... من أنتم ؟! فشرعوا بالتوضيح والكشف عن هوياتهم وألقابهم !!!! ومن ثم جاء الدور لهم ..أي الشياب المحترمون الموقرون الطيبون .. من تكون أنت يا أيها الكاهل الغريب وأنت في هذه الديرة ؟!؟!؟!
 
فقال أنا إبن فلان !! وبمجرد أن سمعوا اسم الأب والجد واللقب !!! فخرج مزعجا ليدلي بمخزونه .....! أوهوووووووووو ! أنت ابن الذي  ( ظرط ) قبل سبعين عاما !!!! فحار الشيخ الكاهل وبعد سبعين عاما من أن يعرفوه عن طريق ظرطة أبيه !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!....
 
ومن ثم في عام 1982 من القرن المنصرم كنا بيشمركة في منطقة بالكايتي أو بالأحرى منطقة قرى ( كرتك وروست وسريشمة وسميلان وشيركاوه وجبل حصاروست ) ، والمشكل !! وليست المشكلة !! كان النزاع بين عائلتين قائم منذ سنوات ومشاكلهم وصلت الى أبعد الحدود ، عائلتين ( ولد العم ) جيران في البستان الصيفي ، ومشكلتهم هي الحدود ، حدود البستان وليس أكثر !! ليست بآبار نفطية بين العراق والسعودية أو بين ايران والعراق !! بل هي مشكلة شجرة الجوز التي تنصف الاثنين !! لم يكن بمقدور الأحزاب الموجودة على الساحة آنذاك من حل المشكلة العويصة أبدا ولا تدخل الوجهاء !!
 
# وفي ذات يوم قررنا من أن نحل المشكلة !! وذهبنا مع الرفيق البيشمركة حاكم بوتان وهو باقي في الحياة والله يطول بعمرة وبإمكان المتتبع من أن يستفسر حول صحة الحدث ؟! فيما لو تكن ذاكرة حاكم بوتان غير متغيرة ، وبعد حوالي ساعة من الجلسة مع أفراد العائلتين ... حلينا المشكل !! المشكلة صارت تحت السيطرة ولم نترك من أن تأخذ مجرى آخر !! ورب سائل يسأل.. ما هو هذا الحل السحري ؟! والجواب هو شرح بسيط وعقلاني وعملي وايجاد الحل المرضي للطرفين .. ألا وهو قطع الجوزة ووضعها في الصوبات ليحترق خشبها وتمحي آثارها السيئة !! عملوا بما اتفقنا حلت المشكلة .
 
عدنا الى حيث مقراتنا وشكرونا والى اليوم ، فتحية الى أهل بالكايتي والقرى الجميلة وأهلها الطيبين .
 
وفي ذات يوم وأنا حرس في الصباح الباكر في مقر قرية بركة أي منطقة خوشناوتي .. وإذ بمفرزتنا القادمة والتي قامت بفعالية ويتقدمها آمر مجموعة ( الجاش ) وهو بمثابة آمر سرية وهو شخص غير مؤذي ونعرفه عائليا وأكلنا في بيته زاد وملح ، المهم أتوا به أسيرا !! كسر خاطري فعلا !! وعندما ألقى نظرات خجولة ... شاهدني وبلهفة ..  كامران .. ( ئه وه ئه توى ) ويعنى أهذا أنت ؟ صافحته وجلبت له  ( تكة سيكاير وملابس داخلية ) وأصبح ضيفنا ! ومن ثم بعد كتابنا وكتابكم وحصوله على تخفيض السعر المتفق عليه لحصوله على ( ئوكي .. أوكي ) وبعد مجادلات ومناقشات نزلت السعر الى الربع وشوية أكثر مقابل الافراج عنه !! وسأكتب القصة فيما بعد في المذكرات وتفصيليا ، خرج الرجل فرحانا ومعه والدته وابن عمه ... مقبليني شاكريني .ز وأنا ممنون !
 
ان سرد القصص والحكايات تعطي مغزى وتتقارب وجهات النظر ، ونحن الشعب الكوردستاني بأمس الحاجة الى ايجاد الحلول وليس تعقيداتها وخاصة الذي حصل في السابع عشر من شباط وقبله وبعده من العام الجاري بحاجة الى ايجاد حلول علمية وعقلانية وتكون الخسارة الى النصف وليس ابقاء الامور معقدة وشائكة وخوفا وتحسبا من أن تستفحل القظية ويكون ربان والسفينة في وضع ( تيتانيك ) لا سامح الله !! الحل هو بسيط وبأقل ثمن لو تكن النيات صافية وأنا مستعد للتظحية والفداء من أجل الشعب وتظحياته الجسيمة وليس من أجل أن يكون المرء متفرجا ... تذكروا شهدائنا ، أيتامنا أراملنا شبابنا قرانا .. حوالينا .. ابنوا للأجيال .. قبلوا أيادي البعض وليس أيادي الغريب ..
 
خلاصة الكلام .. ابحثوا عن صناعة السلام وتطوير كوردستان ولتكن الخسائر بالعشرات وليس الشعب بأكمله ومن ثم الندم لا يفيدنا وأياكم .. وليسجل التأريخ على أيادي رجال ولنبحث عن الحلول الوسطية الممكنة ، والملعب بحاجة الى لواعيب والساحة موجودة ونأمل من حكمنا أن يتحكم بالعقل !
 
مجدا لكوردستان التضحيات ولنقلل من هموم الامهات الثكالى .


92
مذكرات بيشمركة / 32
مفرزة الأيام الستين
العملية البطولية ، الفاشلة!

سعيد الياس شابو/كامران                                                                                         
2012 . 2 . 8                                                                                         
 
الحكومات تهاب من أن تقر .. بأنها قد فشلت في رسم خطة ما .. في برامجها .. والتي كانت قد رسمتها أو ناوية القيام بها وهي ضمن برنامجها المعلن والمخفي ، وذلك من أجل ديمومة بقاءها ونيل المكتسبات وعلى حساب ووضع الشعب المضحي والذي قدم أي الشعب قرابين جمة والحالات كثيرة لو سردناها .. الكهرباء نموذجا صارخا ، فوضى كثرة السيارات ، الفساد الاداري  والمالي  وترك القرى والتوجه الى المدن وترك الزراعة  وعدم الاهتمام بالقرى المضحية والتي قدمت الكثير والكثير !!
 
ومفرزتنا البطلة والتي كانت تعمل جاهدة لتقهر جل الصعوبات وتتحداها وفي وضع مشوب بالحذر من كل حركة تقوم بها المفرزة ، لكون تعقيدات الوضع متنوعة ، لذا كان المطلوب منا الالتزام بالمفرادت الصغيرة والتحركات الدقيقة المهمة وذلك بغية الحفاظ على انجاح العملية والتي قل نظيرها في عصر الحركات الثورية المسلحة لما تحمله من تخطيط  ومعاني وجرئة وإصرار وتحدي و في وضح النهار !
 
قبل أيام من من الشروع في النزول والمخطط العملي للقيام بالعملية .. كان أحد الأنصار قد وصل بطريق التمساح ( كيسه ل ).. السري الى عنكاوا وذلك بغية الاطلاع على المستجدات وكيفية التعامل مع الحدث ومن ثم عودته الى المفرزة حاملا معه  (البريد) ، ومن ثم التهيئة للعملية .
 
بعد دردشة ودراسة الخطة من قبل المجموعة المعنية والتي تحمل الخطة في طياتها ضرب أوكار دائرة الأمن ومنظمة البعث في عنكاوا وفي يوم العيد ، عيد الأضحى المبارك للأخوة المسلمين والذي صادف في يوم 30 / 11 / 1979. تم الاتفاق على الخطة وتنفيذها وتحمل أعبائها المتوقعة وليكن الثمن ما يكن ولتكن عواقبه مظاعفة في حال الشروع في العملية !! .
 
وفي ذلك الصباح المرطوب.. والعتمة الهادئة والليل الذي طال علينا كثيرا وتهيئة المستلزمات المطلوبة للقيام بالشروع في النزول ... بحيث أهل قرية رزكة نياما .. وربما حالمين وقد تكون البعض من أحلامهم يقظة ! والاخرى في وضع الكتمان والتأمل وازاحة الكوابيس وعزلها عما  تؤول اليه من مسببات شخصية مؤثرة وتنشد الخلاص من الواقع المزري للبيشمركة والقرويين الطيبين على السواء من تلك الحكومة الشرسة في العداء لكل ماهو مقدس وانساني وحتى الحيواني .
 
وحبذا لو يقرأون المتنفذين في كوردستان من أن يعملوا من أجل إحقاق الحق واعطائه للبيشمركة وعوائلهم دون الرجوع الى التحزب والتخندق والمحسوبية والمنسوبية
وحبذا لو أن تسمى الأشياء بمسمياتها وتعود المياه لمجاريها الطبيعية !!
وحبذا أن تكون هناك خطة لدراسة وضعية البيشمركة القدامى على أساس الانتماء الوطني وليس الانتماء الشخصي أو الحزبي وتصليح ما تم افساده في العقدين الماضيين وإظهار الصور في شكلها الطبيعي دون العودة الى الرتوش أو الى الريش النتفانة !!
 
وحبذا لو تدارست أمور البيشمركة القدامى على أساس عقلاني والعمل على تلافي الأخطاء بصوابات تستحق الوقوف والتقدير !!
وحبذا لو لم يتم الكيل في المكيالين !! وللكيل في مكيالين قصة أخرى !!
 
وحبذا لو يتم تعويض البيشمركة القدامى بمستحقاتهم قبل مماتهم !! ومن ثم البكاء المخزي عليهم !!
 
وحبذا .... وحبذا ...... وحبذا ........ وحبذا وحبذا ........ وحبذا .......... وحبذا ! وحبذا لو تكون هناك لجنة قديرة تبحث عن البيشمركة القدامى وتلتقيهم وتصغي اليهم وتدرس الغبن الذي أصابهم .. هم وعوائلهم ، وليس مدح المسؤولين هنا وهناك ولكونهم هم فقط المستفيدين وليس غيرهم !! لا تسدوا الابواب بوجه البيشمركة القدامى ! لا تبخلوا ( بسخائكم الذي تعطوه لخدمكم )! أعطوا ما يحق للبيشمركة المعتق وبدون منية !!
 
جلها مطالب وامنيات نأمل من أن تتحقق في القريب العاجل ويضعوا المسؤولين الذين يهمهم حقوق البيشمركة القدامى أمام بصيراتهم وليس في اناء عميق كوليمة اللقلق والثعلب !!
 
لنعود الى مفرزتنا وهمومها ومخططها ولا يزال الصباح الباكر والكل نيام في القرية ما عدانا نحن والرفيق (الحمار) ، إي نعم الرفيق الحمار الوفي ، الذكي ، الشاطر ، الملتزم ، المتدرب ، المتحمل وزنا لا يطاق ولا يتحمله أي رفيق من رفاق المفرزة البطلة  !!
 
وفي حوالي الساعة الرابعة صباحا ... نهضنا أو بالأحرى لم تخلد عيوننا الى النوم ولا غفوة نوم ونحن مصممين على ان نكون في الحدث ونسجل للتأريخ بأننا قادرون وعازمون ... لا بل متلهفون ، رتبنا الحمل وحسب الخطة أي البنادق المتوفرة عندنا من أن تكون حمل على ظهر الأخ الحمار ، لكون الحمل الذي يحمله العزيز الحمار هو مواد تنقل بمناسبة العيد ! السلاح وقذائف البازوكة محملة على الحمار ونحن غيرنا ملابسنا التي نرتديها كبيشمركة أي الخاكي ، وكنا قد تهيأنا الملابس القروية والتي تسمى ب ( شيل و شه بك ) أي ملابس تختلف كليا  عن بدلاتنا البيشمركايتية ، وهذه الملابس أي البدلات يستخدمونها أهل مناطق بهدينان والمناطق التي تحاذيها وخاصة الاخوة السورجيين والهركيين والخيلانيين ، وحقا كانت ملابس العيد ولكن غريبة علينا بعض الشيء في اللبس ولم نتعود عليها  وفي المسير كانت تعقينا بعض الشيء ولكن للضرورة أحكامها .
 
وفوق حمل السلاح المغطى .. ثمة لحاف ملون ،،، زرق ورق ، وفي حال تساءلنا في الطريق .. فسنقول ذاهبين للعرس  وهو يوم عيد !! وعلمنا الحمار ..... على أن يلتزم بما نبتغيه ونصر عليه !! الله ... ياله من تكوين والتزام تام بالتعليمات ، والله التزامه أكثر منا  !!! ، وأضربلكم مثلا على ذلك .. كان من المفروض أن نسير بشكل جماعي وليس على شكل رتل ! إلا أن لم نلتزم بذلك السير وأخذنا الشكل الآخر الممنوع ! ألا وهو السير في رتل وهذا يعني اننا كذا ومتعودين على السير العسكري  ....... !
 
وبما أنه أسلحتنا محملة على الحمار ولكن حاسبين حساب الطواريء والحاجة للسلاح وفله سريعا عنذ الحاجة ، إلا أننا كنا نمتلك .. كل شخص رمانتين يدويتين في حزامنا والبعض من المسدسات المخفية ، ونغني ونرقص والمسجل الصغير بعلو صوته يغني ! والذي كان يعمل على البطاريات ونحن في وضح النهار نواصل المسير والحمار في وسطنا نحن السبعة + واحد ، وحتى الحمار كان يجيد اللعبة وكأنه مدرب على الشغلة لسنوات .. كالكلاب البوليسية وأكثر ! يقف مع وقفتنا وتحلو له المنحدرات الواطئة بدلا  من الاشهار بذاته في المرتفعات ، يلتزم الصمت حتى لو يرى (الحمورة ) الانثى المطية !! ولا يرغب من اشهارنا وفضح أمرنا وهو الآخر مولع بعض الشيء بتلك الراحة لتناولنا  الوجبة الخفيفة ونعطيه مقسومه ، ونحن نأخذ قسطا من الراحة ولكن هو المسكين يشعر بأن الحالة تتطلب منه أكثر عطاءا وتحملا !! واصلنا المسير من الصباح الباكر وعبر محططات استراحة وتجيك الوضع بين فترة وأخرى ولم نصادف من القريب سوى أشخاصا كانوا على مسافة بضع المئات من الأمتار وهكذا بعض السيارات وكنا نحاول الابتعاد عن الطريق السالك بقدر الامكان ، لكي لا ينكشف أمرنا وحتى الجمدانيات بدلنا ديكورها  وشدتها .. لتشبه وتلائم الزي!! وكان الوقت يقترب من العتمة مساءا بحيث أشرفنا على معالم مجمع بحركة القسري بحيث البعض من السابلة يلمحون بنظراتهم القروية البريئة والمحملة للنظرات المشكوكة ، لكون ما هذا التجمع وفي هذا المساء وهم أي أهل المجمع يشاركوننا في الهموم لكونهم مجبرين على العيش في هذا التجمع والمجمع القسري الذي بناه النظام بعد عام 1975 !!
وكلما أظلمت الدنيا كلما أصبح السير بطءا وحذرا !! كان الجو يميل الى البرد قليلا ولكن أجسادنا حامية من كثرة المسير والتعب والحسابات الجهنمية واللوجستية المتوقعة ومجابهتها عند الضرورة .
 
وقبل أن نصل الى عنكاوا الحبيبة المقاومة للأنظمة القمعية ورؤية مصابيحها الصفراء وأزقتها القديمة المعبرة على قدمها وأصالة أهلها .. فتوقفنا لنخطط من الخلاص من الرفيق الذي سنخونه !! العزيز الذي أوصلنا الى المراد ، الزميل الذي لا يرغب بمفارقتنا ولو للحظة ! الحمار الذي لا يمكن نسيانه .. الحمار الذي أصبح في حيرة من أمره ! أي أصبحنا أكثر مما يتصوره البعض وأكثر مما نتصوره ! وأكثر من القصص التي يتمتع بها الكبار والصغار ، والحمار الذي أصبح في حيرة وأصبح لم يستوعب الوضع وما المتغيرات ؟! وهو شاهد المطية ولم يتنازل لها بسببنا ! وتحمل ثمانية عشرة (18)ساعة دون أن يخطأ أو يرتكب مخالفة في السير أو يظهر جبنا لا سامح الله !
 
فتركنا الحمار ليختار الطريق الذي يختاره ...... آبها من أن يتركنا ... لا بل يتعقبنا ويلتصق بنا  ولا يرغب بالابتعاد عنا ولو للحظة ولا لمتر واحد ! ونتوسل اليه ونرجوه ونقبله ... أي اتركنا وشأننا !!! اتركنا .... انتهت مهمتك كحمار !! فهو يرد ... مو آني زميلكم وصديقكم ورفيقكم !! لماذا تتركوني عرضة للذئاب والمفترسات من الحيوانات ؟! ولم أجيد طريق العودة ! لكوني لم أفكر فيها أبدا !! ولكن الحصرة في قلوبنا لا تقول هكذا ! ولعدة مرات نترجاه ونترجاه ونقبله ولا نريد أن نتركه في العراء وهو خائفا خجولا دون أن ينطق !! فبكيت للحالة الخيانية التي قامت بها مفرزتنا الانصارية !! ولكن دون جدوى ! فاتفقنا من أن نربط أطرافه بحبله وهو غير قابلا بذلك ! ولكن أصرينا بالرغم من علمنا بالخيانة تجاه هذا الذي نسميه ( الحمار الوفي ) ولا نعرف إن كان يحسب له حساب في التأريخ المزور أم سيبقى حاله حال الآخرين !! وداعا .. وقبلات ومعذرة كانت كلماتنا الأخيرة له وطلبنا الاعتذار منه وبالرغم من انه من صنف الحيوان ، فهل يطلب الآخرون المعذرة وهم من صنوف البشر أي الكائنات العاقلة وتتمتع بالعقل والذكاء وتسيء الى تأريخ البشرية ؟!
 
ربطناه وتركناه ... وواصلنا المسير والساعة كانت تقترب من الحادية عشرة ليلا عندما وصلنا الى مشارف عنكاوا والذي خدمنا العتمة النسبية ،، قبل طرق الباب الذي سيستقبلنا دون انذار مسبق !
تم توزيع المجموعة لثلاث مجموعات في عنكاوا .. وكل حسب اختياره دون معرفة تلك البيوت مسبقا بالأمر ، 2+2+3 ، فطرقت باب البيت الذي سيفتح لنا .... دك ..دك .. طاب ..طاب .. وبعد أن سمعت صوتا لعجوزة وإذ تنادي بصوت خافت جدا ......( منيلى ..؟ منيلي ..؟ ولعدة مرات ، أي من الطارق ؟ وكان الرد .. أفتحي يا .. أنا .. أنا ... ألا  تعرفيني ؟! وهي مصرة على عدم فتح الباب وللمرة الثانية والثالثة وقلت في حينها أنا فلان !! وهي تقول منو ؟ فقلت أنا فلان .... ، وعندما فتحت الباب ودخلنا مسرعين أنا وصاحبي وسألت بخصوص المتواجدين في المسكن ؟ ومن ثم الترحاب الحار بنا لحين زوال الكحول الذي كان قد تناوله صاحب الدار وزوجته حائرة بما حدث وهي خائفة من اللحظة الاولى بعكس الرجل الذي كان منتعشا بعض الشيء وهو يشاهد الطرب في التلفزيون ، وبعد ساعتين وأكثر ... صحى الرجال واختفى وتلاشى وتبخر كحوله ... فجاء الينا ونحن في غرفة لايحسد عليها أي غرفة الارزاق وفيها القطة والفئران والروائح الكريهة تنال منك الكثير الكثير ... وبعد سويعات قليلة وإذ بالرجل العجوز يطرق باب غرفتنا !!! مناديا ... أنهضوا ! أنهضوا ! هو ليش احنة نائمين ؟! فعرفت السالفة والرعب قد دخل قلوب العجوزين المحترمين ، ها خير شكو ؟ فقال الرجل العجوز ... فاتت الدورية للشرطة من هنا وصرحت بأن هنا بيشمركة !! عجيب من أين سمعت أنت ؟! وفي عمرها الدورية لم تفوت من هنا  وفي حال معرفتهم بنا سيحرقونكم وأيانا وسينزل الغضب علينا وعليكم!
 
فأصر على قوله وفعلته الشنيعة اتجاهنا .. مشحوب اللون مرعوش الجسد وفاقد الكونترول .... فقلت له روح واذهب واخلد الى النوم حتى الصباح ،،،، ولكن دون جدوى أصر على أن نترك الموقع في ذلك الليل والحالة هذه اقتربت من الساعة الرابعة صباحا !!!!
 
المهم تركنا المكان وتحولنا الى البيت المجاور له .. عسى أن يكون الموقع أفضل وأئمن ! على أية حال أخبرنا صاحب الدار بتهيئة المكان لنا وقضاء يوم كامل في الموقع المناسب !! ويا للصدفة التي تصادفنا وتعرقل امورنا ...بأن أهل الدار متفقين من أنهم سيخبزون منذ الصباح الباكر .. جماعيا .. أي الكل  سيجلب عجينته في تشطهه  والتنور سيحمى والكل سيخبز !! ونحن في مكان أتعس من السابق ، في القسم الخلفي للحمام وكان بمثابة المخزن الذي يحتوي على برميل نفط عراقي !! وقناني غاز ومفردات أخرى !! والحيرة ليست لنا فقط .. لا .. نحن متعودون على الاسطبلات والزرائب وغرف الحمام والغرف المظلمة ،،، ولكن الحيرة لأصحاب وأهل الدار ... لو كشف أمرهم وأمرنا ! ولكننا تحملنا المزيد .. الى أن انتهت المجموعات من عملهن وفرغ البيت من الغربة ، إلا أن الزوار الجيران بعد فترة وأخرى ... طابين طالعين !! ونحن متلهفين لقدوم الليل ولم نلتقي الأهل والأحباب خوفا من كشف أمرنا !! وفي العصرية أصبح الحوش هاديء نوعا ما ... وإذ بالأخت (  ..... ) تدخل المسكن وهي تعلم بموقعنا .. وبعد برهة من الانتظار خرجت من موقع لأستلم الرسالة والتي فيها الاتفاق على خطة العمل ومواعيد التجمع للقيام بالعملية المرسومة !!
 
وعند وصولنا الى عنكاوا .. أصبحت مجموعتنا أو قسمت الى ثلاث مجاميع ... لتتمكن من توزيع المهام وعدم جلب الأنظار من العيون الراصدة ! فذهبت مجموعة الى أربيل لتجلب في يوم غد ،  سيارة بيكاب التابعة للشرطة والتي تسمى ب ال ( مسلحة ) ، وهذا كان ضمن البرنامج المتفق عليه والخطة العسكرية التي ستطبق دون الخشية من أن يكشف أمرنا ونذهب في داهية على كولة المصريين ، وتفشل مهمتنا وحينها ستكون العواقب لا يحمد عقباها ولا تحسب من الخطط الناجحة والتي ستؤدي نتيجتها بكارثة للمفرزة والمنطقة .
 
قظينا ساعات تعيسة في المكان الى أن الكل انصرف بعد الانتهاء من الخبز الجماعي والذي تعودنا على تناوله ونحن صغار ، وبعد الانصراف جائتنا أخت من التنظيم الداخلي مشكورة لتجلب قصاصة ورق بعد أن استفسرنا عن كلمة السر والتي تربطنا أي أعضاء المجموعة مع بعضنا ،،، ومن ثم التهيئة لتطبيق الخطة ليلا ... أي بعد أن تظلم الدنيا بعض الشيء !
 
وفي المساء كنا قد التقينا البعض من الاخوة اللذين يمكن الحديث اليهم بعض التفاصيل وهم مكان ثقة ، وهم مستفسرين عما يجول في خاطرنا والعمل الذي قدمنا من أجله ؟ ومسائل عامة بخصوص الكفاح المسلح ووضع الحزب وو ......... ! وبعد العشاء الدسم والذي معدتنا لم تقبله فيما بعد ! تهيئنا وشدينا على أن ننال من الخونة الذين أوصلوا العراق الى يومنا هذا !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! . ومن ثم لسنا بحاجة الى أن نخفي أنفسنا ...لا بل التهيء للعمل القادم والذي سيكون صداه وصدى العملية أكبر مما يتوقعون الأوباش .. الأجهزة الأمنية القمعية وحثالاتهم ! انتظرنا الموعد المقرر أي الساعة الثامنة والتاسعة والعاشرة أصبحت دون أن نرى المسلحة قادمة الينا !! أي فات الميعاد لحوالي ساعتين !! يالها من ساعتين وكأنها سنتين !! وبعد المراسلات والاستفسارات اتفقنا على أن نخرج من البيوت .. متجهين نحو مكان قريب من قبة ( القديسة مارشموني ) طاب ذكرها .
 
ماالعمل بعد أن علمنا من مصدر بأن الرفيقين النصيرين لم يوفقا في الاستيلاء أو الحصول على السيارة المسلحة ولا يصلنا الخبر المفرح سوى عدم الخبر الذي .. الذي كان بمثابة الصاعقة أي بقاء الرفيقين في وضعية غير معلومة لنا في حينها بقدر ما ... يجب علينا ترك الوضعية وانقاذ أنفسنا لكون الوقت قد تداركنا وأصبحنا أمام أمر الواقع الذي لا يخدمنا وعملنا المرتقب والقيام بالعملية !!
 
فكان التفكير سريع جدا .... بينما نحن ممدين على الأرض لكي لا يكشفنا الضوء أو الأضواء الكهربائية عبر أعمدتها والتي كانت الكهرباء أيامها بخير ، ليست كهذه الأيام طايح حظها !!
ونحن ممدين وإذ يقتربان شاب وشابة يمارسان الحب والعشق والحديث .. ، نحن نراهما وهما لا يشاهدوننا .. لكوننا ممدين في العتمة وهم أمام الضوء .. احنة بيا حال وهمة بيا حال !! و
 
الحيرة .. لا تتمكن من أن تقول شيئا ! ولا تتمكن من أن تقف حجر عثرة كالحسودين والغيارى !! وبعد برهة انصرفوا وعادوا الى حيث ما أتوا ، ونحن الخمسة بعد ما كنا السبعة الفدائيين البيشمركة وبالسرعة الفائقة والعقل المدبر ، خطط للعمل البديل وبالسرعة التي لا تقبل المناقشة ! وفعلا .. تم اختيار رفيقين من أن يقوما بنصب سيطرة على الطريق المؤدي من بحركة الى عنكاوا وبالعكس ،، ووضع ثلاث رفاق كحماية للسيطرة لإيقاف سيارة من نوع بيكاب ولكي نقوم بمحاولة بديلة !! إلا أننا لم ننجح بالعملية لكون أكثر من سائق لمن شاهد الوضعية والمسلحين ليس في زي البيشمركة وفي الساعة تقترب من منتصف الليل أي 1 /11/1979 . والكل محتفلين بالعيد ، إلا نحن ...... ! ولم نتمكن من إيقاف أية سيارة وكانت ثلاث محاولات باءت بالفشل !!! لكون السواق بمجرد رؤيتنا فيدوسون على 120 ! وبسرعة غير متوقعة !! وبعد أن حسبنا .. بأننا الوضع لا يخدمنا وكل الحالات غير مجدية ولم تفلح بالنتيجة المرجوة .. فبدلت الخطة بسرعة ...! أي عدنا الى منطقة ( مرشموني ) ولنخطط من جديد ، ووقع الاختيار البديل على سيارة أخرى وهي قريبة من موقعنا .. وفعلا ذهبنا الى أمام المنزل والتي تركن السيارة أمامه !! إلا أن سور الدار كان عاليا !! وتوقعنا بأن نفشل في حال عدم فتح الباب !!
 
وبعد لحظات تم الاختيار الثاني ألا وهو الجدار الناصي للسور ،،،، والبيت الذي لا نرغب من أذيته ولا بمس أي كان ،، ولكن !! علينا من القيام بخطوات تنقذنا من الوضعية المعقدة ، وفعلا تم اختيار بيت وسيارة الأخ العزيز والذي اسمه سيدخل التأريخ من باب الحدث ألا وهو الاخ وصديق الدراسة والطفولة والمحلة ( ناصر حنا المالح ) السائق الذي يدبر قوته اليومي ومعيشته عبر الكسابة ومن خلال السياقة اليومية في سيارته التي تحمل وتستوعب لثماني نفرات وربما أكثر !!
 
فتحية الى الأحياء في هذا المسكن والرحمة للموتى . ومقترح لوزارة الشهداء والمؤنفلين في أقليم كوردستان والسلطات البلدية في عنكاوا من أن يسجلوا اسمه في استمارة المتضررين ، لكونه متظرر حقا وتحمل الاعتقال والضرب المبرح فيما بعد ، وإن سبقت الحدث ولكن الوفاء يجب ذكره .
 
ففي خطة سريعة لم يتجاوز فيها الدقائق ويتم تنفيذها مهما كلفنا الثمن ، وكانت الخطة على الشكل التالي :- أن يقفز الرفيقين من على الحائط الناصي نسبة الى البيت السابق ويختفون بحيث لا يراهم أحد من الشباك ! ومن ثم يطرق على الباب الخارجي لباحة المسكن وأيظا أن يكونوا مختفين بحيث لا يراهم أحدا من الشباك ! والبيشمركة الآخرين أن يكونوا بموقع الحماية ، وبعد طرق الباب الخارجي وبعد لحظات فتح الباب الداخلي لمشاهدة .. من الطارق ( دك ، دك ، دك )!!! وبمجرد فتح الباب هجم الرفيقين وفتح باب المسكن عنوة وبقوة الدفع وإذ بالأخت صبيحة حنا المالح والعمة شوني الوالدة الطيبة وألف رحمة على قبرها ، وتمت المعارضة القوية من قبل النساء وأفراد العائلة ، إلا أن تم دعم الرفيقين برفيق آخر بغية توضيح الموقف من .. أي اننا لسنا أعداء ... بل منجبرين على القيام بمثل هذا العمل والتصرف ولا بديل لنا !!
 
وبعد التماطل والتماسك بالأيدي وشجار الكلام والصياح خرجت الاخت غريبة خظر ( خدو ) من مسكنها لتدافع عن جيرانها في الكلام ،،، إلا أننا بصيحة قوية ادخلي جوة ! وبدون كلام ! التزمت الاخت  غريبة مشكورة ودخلت المسكن غير مقتنعة بذلك !
 
غايتنا الحصول على السيارة ومغادرتنا المنطقة !! وبعد طلب المفتاح ( السويج ) من الأخ ناصر حنا ولعدة مرات ومحاججته بأن في السيارة لا يوجد الوقود الكافي !! بيد أننا أصرينا على ذلك !! فرفظ من أن يسلمنا  مفتاح السيارة ! ولكن تعصبنا وتحدثنا بلغة السلاح وألا !!! فتدارك الموقف وأصبح في حيرة بين اختيارين أحلاهما مر بالنسبة له !! أي تسليمنا السيارة لوحدنا أم أن يوصلنا الى البعد ومن ثم أن يعود بالسيارة !! فاختارالخيار الثاني من أن يوصلنا ويعود بالسيارة وليكن ما يكن !!
 
وخرج في طرك الفانيلة والبجامة !! يا لطيف يا ناصر ... بينما نحن جلنا ملثمين من البداية وحتى النهاية !!! وفي الطريق وعند السياقة والحديث عما .. من نكون نحن ؟! وماذا نفعل هنا ؟! وكلما نرغب السكون وعدم الكشف عن هويتنا الشخصية وأن نكتفي بتوضيح مهمتنا فقط ، ولكن بين الفين والفين يرى بأن وجوهنا بالرغم من كونها مخفية إلا أن شعوره بمعرفة البعض منا لم يخونه ! ويقول لي أعتقد اني شايفك ! وردد القول لمرات ولمرات دون أن أنطق بكلمة ! وهو أي الأخ ناصر ... أنا ... عندي اثنان من أولاد عمي معكم أي مع الحزب الشيوعي وهم أيظا صاعدين للجبل !! وكنا نتجاهل معرفتهم !! وهو يقصد بأولاد عمه كل من النصيرين  سامي وسالم بهنام المالح ، فتحية لكم ولنظالكم . وبعد الوصول الى الموقع الذي لايمكن من أن تخرج السيارة أكثر ، أوقفناه وتحدثنا معه بخصوص العدة التي بقت في المكان الذي كنا ننتظر مجيء المسلحة !! والعدة كانت البعض من مخازن العتاد واللوازم المتنوعة وحثيناه الأخ ناصر من أن يحمل تلك المواد وليخفيها لكي لا يكشف أمرنا !! وفعلوا ذلك بالفعل وهم مشكورين ومقدرين فعلتهم التي لا تنسى .
 
عاد الأخ ناصر وحيدا ليتحمل في اليوم الثاني التحقيق في الامن والضرب المبرح والاعتقال !!! بينما نحن وصلنا الى قرية من قرى برانتي المغدورة ، وقررنا أن يساعدوننا أهل اللاندروفر ، إلا أنهم قالوا من الصعب في هذا الليل من أن تكون اللاندروفر عملية ! بل سنعطيكم تراكتور مع العربانة بأنها ممكن من أن تصلون الى الهدف المنشود ، وفعلا استقلينا التراكتور الى أن وصلنا الى الحد الذي ليس بمقدور التراكتور من المواصلة !! ودعناهم مشكورين السائق وأقاربه على عملهم الخدوم والمجدي .
 
وفي السادسة صباحا وصلنا الى مكان يمكن القتال فيه وعاصي بعض الشيء وإذ بخمس هيلوكوبترات وهي تحوم خجولة للبحث عن الأبطال الانصار البيشمركة اللذين قاموا بالعمل البطولي وخاصة نصب الصاروخ على دائرة أو مديرية أمن عنكاوا من قبل رفاق جريئين ومضحين ، وتوزيع والمنشورات الحزبية بفضح أساليب النظام وتعريته !! وكانت للعملية صدى في أوساط الجماهير ولكمة على عنجهية النظام وزبانيته .
وبعد حوالي أكثر من نصف ساعة الهيلوكوبترات تبحث في دشت برانتي ولم تتوقع من أن نكون متحصنين في هذا الموقع ، وبعد حوالي ساعة من البقاء في مكاننا .. غادرنا المكان متوجهين الى حيث انطلاقنا أي قرية رزكة ، ظل الحمار لا يفارق تفكيرنا وهواجسنا والى اليوم .. كلما أرى حمارا أعطف عليه وأتذكر صاحبنا الوفي ! فلا غرابة من أن يكون ممثلا للحزب في الحكومة الكوردستانية المرتقبة ويعمل جاهدا من أن يكون نصب لهذا الحمار الذكي والوفي والذي خنناه في العملية البطولية الفاشلة  ، من أن يكون له تمثال مجسم وفي قرية رزكة بالذات وذلك وفاءا له وللقرية العزيزة!!


93

مذكرات بيشمركة / 31
مفرزة الأيام الستين
التشبث بالمواقع !

سعيد الياس شابو/كامران                                                                                          
2012.1.31                                                                                             
 
في الوقت الصباحي المبكر ، أخترنا المرتفعات والسلسة المطلة على دشت ( ده شتى ) حرير من الطرف المقابل لجبل حرير ، بحيث من الصعب التكهن بمعرفة مواقعنا المختارة ، ولكون المرتفعات لا تقع على الطريق السالك .. إلا الطرق القليلة والتي تربط المنطقة ببعضها ، ونحن ابتعدنا قليلا من تلك الأحداثيات ، وأخترنا بين الأحراش  (الجلو ) شجيرات البلوط الصغيرة والتي لا تعلو أكثر من متر في تلك المنطقة ، لكون الفلح يقلمون تلك الشجيرات سنويا لتبقى وريقاتها علفا للماعز في الشتاء وخاصة عندما يكون الشتاء قاسيا ، بينما أخترنا نحن أعضاء المفرزة ال 15 نصيرا أي 2+13 ، الموقع الملائم لبقاء يوم كامل بحدود خمسة عشرة ساعة في المكان وعلى الأرض التي تعتبر من أجود المفروشات الإلاهية دون تصنع أو تعديل أو تجميل أو طرد الحيايا والعقارب وحتى الثعالب حارت بنا !!! لكوننا عرفنا بمواقعها وتستغرب تلك الثعالب عندما ترانا نعطف عليها ولم نرمي عليها !! بل نحن راضون بأن نكون أهل غير معتدي ومعتدى عليه !!
وإخترنا .. كل موقعه بعد التعديلات التي يمكن تعديلاتها بواسطة الحربة ومن ثم قص البعض من الأغصان والفروع  لتكون تشكل عامل الغش والاختفاء ونربطها فوق رؤوسنا وأجسادنا عند الحركة والتنقل الموضعي ، علما لا يجوز من الوقوف بطول القامة إلا نادرا وذلك حفاظا على المفرزة ولكون المنطقة حساسة جدا . ومن ثم التناوب في الحراسات  .. ومن يرغب بالنوم أو الحديث أو التدخين في الخفاء فهو حر ، ومن حسن حض المفرزة كان أكثرية الرفاق الأبطال لا يدخنون السكاير ! ولا يحتسون الشاي لكونه مفقود من القائمة !! فأما الجمداني / اليشماغ والتي تساعدنا بالحفاظ على المنفس عندما نغطي بها الرأس ونصف الجسد ، وخاصة في الليالي التي كانت تميل الى البرد وتقترب من الخريف .
 
ومن حسن حظ المفرزة                                                                                                 
...............................                                                                                                 
               
ومن حسن حظنا وحظ مفرزتنا وأهلنا .... لم يكن في مفرزتنا أي عنصر مشبوه ، لا يثق به في التعامل ونحسب حسابات الخيانة ! كما حدثت للبعض من المفارز المتنوعة في حزبنا والأحزاب المناضلة الاخرى على الساحة الكوردستانية ، والأهم من هذا .... كل الذي قمنا به وعملناه من توزيع الادبيات واللقاءات في البيوت والعمليات العسكرية في تلك الفترة أصبح في طي الكتمان ولم يبوح به أحدا .
 
وربما أن يقول القاريء الكريم ويذهب الى بعيد .. ما هي تلك العمليات والفعاليات يمكن القيام بها ؟!
والجواب هو :- مهمتنا فضح النظام الدكتاتوري القمعي الفاشي ونواياه المستقبلية ومن ثم التحدي الصارخ من أن تلعب مفرزتنا دور الكوادر الحزبية والسياسية والعسكرية وبإمكانيات ضئيلة جدا لو قورنت مع السلطات القمعية !!! ومن ثم اعادة البعض من التنظيمات وربطها بأن تكون عامل مساعد في مساعدة المفارز ولعب دور المحرض والمتحدي للسلطة القمعية ، وأكثر من هذا ... بأننا موجودون وسنعمل في دحر الدكتاتورية وخلق أجواء تعيد ثقة الجماهير بالحزب وتنظيماته ، ومن طرف آخر شرح الأبعاد السياسية للقرى وعزل المرتبطين بالنظام من خلال القيام بفعاليات مهما كان نوعها ، من توزيع نشرة وحتى نصب صاروخ على الأبنية الأمنية !! ولعب التحريض دورا مهما لكشف نوايا السلطة القمعية واتخاذ موقف من القرويين بدل الميل الى السلطة ، أن يتخذوا الشكل الصحيح بالميل الى المفارز البطلة والتي تحارب الدكتاتورية المرعبة والجاثمة على الصدور !
أصبح ارتباطنا بالأرض كارتباط الطفل بأمه ، والعشيق بعشيقته والبيشمركة لوزارته وجمعيته !! والانسان بمقدساته والشاعر لبيئته والفلاح لمزرعته والعامل لآلته والقس لكنيسته والمؤذن لمأذنته والمعلم لمدرسته والرياضي لملعبه والباب لحارته .
 
فإذن أرض كوردستان والانصار البيشمركة يرتبطهما  وتربطهما عامل مشترك ألا وهو النظال ضد الطغيان ... أجل الطغيان أي شكله كان ومهما كان مصدر ذلك الطغيان .                                                           
 
وبعد ساعات من النوم وإذ بطائرة هيلوكوبتر ، هلكوبتر غير حربية وهي تطير مسرعة قادمة من أربيل بإتجاه معسكر سبيلك على جبل حرير ، وكانت حساباتنا من أن موقعنا قد أنكشف بعد سماع صوت الطائرة العابرة وهي على مرتفع منخفض جدا من على موقعنا المرتفع .
 
كان صباحا مفعما بالحركات والصور المتحركة ن نرى القرى المتناثرة في الحوض ونرى الشارع العام عبر الناظور وحركة السيارات والتراكتورات ورعاة وما شيتهم ، كانت الشمس المشرقة كئيبة بالنسبة لنا ومسعدة في الوقت ذاته لكونها قد أحمت ظهورنا بعد مبيت الساعات الليلة في الموقع ،  وهكذا بفارغ الصبر بين الحين والحين ندردش  ونتناول المقسوم ومن ثم التهيئة لاختيار القرية الموقرة لكي نختارها من أن تكون قد تحتظننا لسويعات ( ونشرب فيها كأسة شاي ) بعد حديث شامل مع صاحبي المسكن ونخوض في السياسة ومسائل عامة وهموم القرى والفلاحين وايجاد الحلول الكلامية للوصول الى الحل لتلك المعوقات التي كانت مزمنة وأهمها الكهرباء وتبليط الشوارع وإيصال الخدمات وصلح بين المتنازعين على الأرض والممتلكات والعقارات ، كانت الأمور متشابكة وسيئة بين البعض من أولاد العمومة في البعض من القرى والتي كانت تشكل وضعية صعبة ، ووصلت الحالة الى حرق البيوت والحشيش المكبوس والى النزاع المسلح ! دون أن يقدروا وضعيتهم التعيسة والحالة التي لايحسدون عليها . وفي المساء أجدنا الطريق الصحيح السالك لقرية ( قاديانة ) ومن ثم التوزيع في القرية لتناول وجبة عشاء ، وعلى هل منوال أنت و نصيبك والمضياف القروي الكريم والبخيل وربة العائلة والتي تحير أحيانا لعدم وجود أي مادة يمكن أن تكون جاهزة للطعام !!
 
في القرية التقينا الى ومع معلمين ( 2 ) وتناولنا الوضع السياسي وكان أحدهم غير مريح مع ذاته وخائفا ومحميا بمختار القرية ظنا منه بأننا سنحاسبه أو سننال منه !!
 
علما كانت لنا توجيهات بأن لا نحاسب أي كان ولا نتهجم على أي كان ولا نؤذي أي أحد ، لا بلعكس وأن نساعد كل من يحتاج المساعدة والارشاد والنصيحة والتوضيح ، وتقديم الخدمات الطبية للمحتاجين بالرغم من شحة المواد الطبية المتوفرة لدى المفرزة .
 
كانت جولاتنا في كل القرى مشوبة بالحذر ويقظين أكثر كلما مر يوم جديد ونحسب الحسابات المتوقعة لكون المناطق العسكرية قريبة جدا من أماكن تواجدنا ، ولكن حركتنا الليلية وفي العتم الليلي وتغير المسار ذو الاتجاهين .. كان التمويه الكلي على حركتنا والخفة في الحركة وعدم المبيت في القرى لساعات كثيرة ..... جلها تصب في عملية عدم سناح الفرصة للعدو من النيل منا ، وعدم تمكنه أي العدو من أن يكون سيد الموقف ونقع في فخه .
 
تشبثنا بالمواقع كان ضمن التعليمات الدائمة بإستخدام الوسائل والطرق الناجعة والتكتيكات الأنصارية ... فعلينا أن نزحف عند الحاجة وأن نقفز تارة أخرى وعند الحاجة أن نقف ونتحرك ، ولكن كلها ضمن سياقات عسكرية مموهة ، وهذا ما كانت تخدمنا في عملنا الاختفائي في المواقع وبعد ترك المواقع نحاول أن لا نترك أثرا مبينا وذلك تلافيا من للقادم .
 
فأما البرغوث والقمل واللذين أصبحوا جزءا لا يتجزأ من أجسادنا !! والبرغوث يعتبر من أكبر الحيوانات المفترسة !!!! بالرغم من أنه  ليس حيوانا حقيقيا !!  وبالرغم من انتمائه الى فصيل الحشرات المؤذية ،،،، ولكنه أتعس حشرة خلقت على وجه الأرض ! فكان البرغوث ينال منا ويعقدنا ويمتص الدماء ولا يتركك من تنام ،،، لا بل يقودك الى الملل والضجر والكفر والالتهابات في حال عدم معرفتك بمحاربته ،،،، وهو سريع الحركة والتنقل وأشكاله وأحجامه ومواقع تواجده ومدى حقده ،،،، جلها تصب في العداء للبيشمركة !                                                                                 
فأما القمل المسكين هو الآخر يختلف من موقع وجسم لآخر ! وبأحجام  متنوعة وألوان تختلف من  فراش لآخر ومن مسكن لآخر وفي جسد من آخر ، وكنا نقول خمسون  قملة ولا برغوث واحد ! عانينا كثيرا من تلك (النواعم)الطايح حظها ، وكانت متوفرة في كل البيوت والقرى وحتى في  أماكن الاختفاء !                                                                                                                                                       
وخلال تلك الفترة ونحن نفتقر الى أشياء كثيرة وأهمها تجاهل العادات والتقاليد الاجتماعية القروية وكانت لغتنا الكوردية تخوننا في أحيانا  كثيرة لكونها ليست لغة الأم وحتى اللهجة الأربيلية تختلف عن اللهجة في حوض دشت حرير ومن ثم  هناك أشخاص يرغبون ويبحثون عن هوية الشخص بعد أن يعلمون حقا أنه ليس كورديا .. بسبب عدم اتقانه اللغة بالشكل الجيد و المطلوب !                             
 
وحدث هذا في ذات يوم حينما  كنا في قرية من القرى العزيزة .. بينما نحن نتناول العشاء وأتذكر العم حجي ( مام حاجي ) وكانت وجبتنا المفضلة ( ال ) ، وبالمناسبة أكثرية قرى كوردستان كانت تطبخ وتهيأ المقسوم في المساء كوجبة رئيسية وليس في وقت الظهر أي وجبة الغذاء ، وبعد الحديث وشرح الوضع السياسي وتصنت العم على حديثي .... فتداخل مشكورا بالسؤال عن كنيتي وهويتي لكون لكنتي الكوردية فيها ( الشك واليقين ) !! فجاوبته بأنني توركماني من كركوك ! وإذ بالعم حجي يفتح الموجة منقلبا من الكوردية الى التوركمانية وبدون أي توقف وادعى بأنه خدم العسكرية في مدينة كركوك النفطية !!! فأحرجني قليلا ... وكان ردي لماذا كل هذا التدخل ... لهنا وبس ! فإكتفا مام حاجي مشكورا بتحديد الجواب من طرفي ، ولكن رحب بنا كل الترحيب .                                                         
وفي الليل أختفى كل من الاخوة الرفاق الأعزاء اسماعيل و ره شو ، وهم قاصدين منطقتهم روزهلاتى كوي ، شرق كويسنجق  ، رفاق لا يمكن نسيانهما ، شباب متحمسين ، خلوقين ، مبدئيين ،  يتأملون مؤمنين بالدفاع عن الحزب وقظيته العادلة في حمل السلاح للذود والدفاع عن النفس والحزب والشعب والقوم وكوردستان .                                                                                                     
 
كانت أيام صعبة بالنسبة للقرويين أكثر منا لو صح التعبير !!!   أجل انهم محقون بذلك ، نحن سياسيين ناذرين أنفسنا للحزب ، وهم قرويين ساكنين في قراهم باحثين الأمن والأمان والعيش ( الرغيد ) ، وهم أي الفلاحون القرويون ( الفلح ) تحملوا الأعباء الزائدة عن طاقاتهم وكانوا يهابون السلطة الدكتاتورية القمعية بتدمير قراهم في حال تواجد البيشمركة في قراهم وإبادة القرية عن بكرة أبيها ، لذا كان تعاملنا على أساس أن ندخل بيت المختار قبل غيره وبيت وجهاء القرية اجتماعيا وعشائريا قبل بيوت المساكين الفقراء !! تعاملنا وسياستنا كانت صائبة مع أهل القرى ، والشعار الذي كنا نغازل به أهل القرى بأن من سيحمي قراكم في حال سوء استخدام السلطة من قبل حكام العراق ؟!
 
لذا وفي إحدى الليالي ونحن موزعين في قرية من تلك القرى الجميلة .. وقد أخذنا سياق الكلام الى التدخل في العمق السياسي والاقتصادي والاجتماعي .... وبعد حديث مطول لساعات ...!!! فقال مام حاجي آخر وليس الأول أكلو وخاصوا والله معكم ! أي  .. ألم تكونوا أنتم ........... ! وكأنه الصاعق قد نزل على رأس رفيقي العزيز ، بحيث كان رد الفعل قويا لو لم أحسم الموضوع مؤيدا الرفيق الفلاح القروي مام حاجي وواقفا معه بالضد من الرفيق المسؤول ! وتطرقت الى الأزمة السابقة والأزمة اللاحقة التي وقع الحزب بها في كلا الحالتين !! مستخدما اسلوب .. قبول الآخر والاصغاء اليه مادام نحن نريد التغير والقيام بتغير النظام عبر الكفاح المسلح ، مبديا كل التضامن مع الفلاح وتاركا الرفيق ليحك برأسه وهو محرجا من الموقف ولكن متحملني في المسألة العسيرة الهظم  !
فقلت للفلاح في تلك القرية ... أصبر لمدة سنة وسترى كيف سيكون السبيل بكم والى أين ستصلون بعد انفراد السلطة الدكتاتورية بإتخاذ القرارات وستخرب قراكم ويزول حلالكم وسترون ما يحصل للعراق !
فرد مسرعا الفلاح الشهم ... ( تو خوا وا مه لى )! يعني الله عليك لا تقول هذا !
 
وفعلا بعد سنة قامت الحرب الايرانية العراقية !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
 
وفي ليل آخر من ليالي دشت حرير ونحن قاطعين مسافة غير قليلة ومن ثم كانت نيتنا أن نزور قرية من القرى الطيبة ، إلا أن صاحب الدار كان متهيأ ومن بعيد بعد أن سمع نباح الكلاب ونحن مقتربون من القرية فخرج بمسدسه رافعا فوهتها برمي  رصاصة واحدة وهي اشارة للحكومة والمعسكرات ورافعا الضوء القوي عبر لايته الكبير ويشبه البروجكتور ، فكان بإمكاننا القظاء عليه ، ولكننا كنا نقدر وضع القرى ومدى استعدادها لقبول البيشمركة من أن يكونوا ضيوفا مرحب بهم .
 
وفي ليلة متعبة .. توزعنا في القرية وكان الجوع والتعب قد أنهكنا فعلا ,, وبعد أن وضعت صاحبة الدار الاناء الذي يحوي على ( كشكي ) المعمول من اللبن المخلوط مع البرغل ومن ثم ييبس في الهواء الطلق الى أن يصبح مادة غير قابلة للفساد ، وهي صنف من أصناف الجاجي ولكن يشبه على شكل كبة حامض ليس طعما بل شكلا !! إنها الأتعس عندما تكون مطبوخة ومضى عليها ساعات أو يوم ! وبعد أن شاهدت المادة في الاناء ... منجبرا من أن أتناول بعض الشيء ! ولكن بعد الملعقة الأولى والثانية شعرت بأنني غير مجبر من تناول تلك المادة المضرة والمنتهية صلاحيتها !! فناديت الأخت صاحبة الدار ... وهل بإمكاني من أطلب بيضتين مقليتين !! فردت الأخت لتبحث عن البيضات ، فشاهدت بيضة واحدة بعد أن تناولتها نصف دينار ثمن البيضتين وهي تمتلك بيضة واحدة ! المهم ... بعد قلي البيضة الواحدة بحيث قسم من البيضة اختفى في المقلي والقسم الآخر شاركني البيضة الطفل الذي كان بعمر الخمس سنوات وربما أكثر ، وهل بإمكاني أن أمسك يديه ؟!
 
وفي ليلة أخرى ذهبنا الى قرية حبيبة أخرى في دشت حرير ، وبعد وصولنا القرية والتوزيع في بيوتها ومن ثم توزيعنا في بيت مختار القرية وهو يعتبر من الشخصيات المسيطرة في القرية وقبل أن ندخل مضيفه في القسم العلوي ( الديوخانة ) فخرج منبها بأنه سوف يعلم السلطات بتواجدنا في القرية !!
 
فكان رد فعلنا ... مختلفا ومنزعجا وقاسيا !!! وحتى  الذي نتأمله ليس كرد فعلنا ولكن كان الأمر صعب علينا جدا ... عندما يقول المختار سأخبر عنكم فورا !!!! وبعد أن سحبنا الأقسام منددين بأننا سنقوم بقتلك .. قبل أن تقتلنا !!! فهو حسب حساب القتل ، ونحن في قاموسنا ليس القتل بل الردع لمثل هذه المفاهيم ! ومن ثم بدأنا بشرح أبعاد الاخبارية والتعامل بيننا وبينكم وكيف الحال مع أهل القرية ، وشرحنا بالشكل الذي يفهمه أخونا العزيز ، شرحنا له بأن الاخبارية تؤدي الى هلاكنا ... وبالشكل الآخر تود أن تقتلنا وتبيد المفرزة !!! فإذن نحن نقتلك قبل أن تقتلنا !! فهو موضحا الأمر ليس بهذا الشكل ،،،، وإنما الواقع في حال عدم أخباره للسلطات .... فهناك في القرية من سيخبر قبله وفي هذه الحالة سيتحمل المسؤولية !! فإذن الحيرة محيرة ! ولكن تناولنا الموضوع من جانب آخر وخرجنا بمفهوم أفضل لكي لا يعاقب السيد المختار في اليوم الثاني في المعسكر حسب إدعائه !!
 
فقلنا انتظر ساعة واحدة بعد  خروجنا من القرية ومن ثم خابر وأنت حر !! أقنعناه الأخ الفاضل ولكن بعد أن تناولنا العشاء في بيته ، وبعد خروجنا من بيته بدقائق رفع الفانوس ولعدة مرات ومن ثم داخلا خارجا في يده الفانوس ، ونحن مسرعين متجهين نحو مواقع بعيدة في هذه المرة .
 
على أية حال ... كم هو صعب من أن يقول الانسان بأنني سأخبر عليكم وبصلافة  ؟! وبعلنية وبدون تردد  ، سواء كان محقا أم غير محق ، خائفا أم مندفعا أمام مغريات السلطة ؟! وكيف سيكون رد الفعل فيما لو لم تستخدم المنطق والعقل ؟! ما ذنب القرويين من أن يتحملوا عنجهية ودكتاتورية النظام ؟! ما هو المجزي والمنبوذ في هذه الحالة ؟! كيف يحلل علماء النفس الكوردستاني الحالة هذه ؟! والصواب لمن ؟!
فمن هنا تحية لكل القرى الجميلة وأهلها الطيبين في دشت حرير
 
والحلقة القادمة ستكون جميلة للغاية .. أي كيف قمنا بالوصول الى عنكاوا في عيد الأضحى المبارك في عملية مموهة ومتنكرين أزياءنا الحقيقية في 30 /10/1979 !!                                                                                           

94
مذكرات بيشمركة / 30
قلعة دوين المقابلة
لقرية رزكة

سعيد الياس شابو/كامران                                                                                  
2012 .1. 24                                                                               
 
تمتاز كوردستان العراق بالمناطق التأريخية ، حالها .. حال المناطق الكوردستانية الاخرى في دول الجوار !!!! ، وقلعة دوين الشامخة هي إحدى المعالم المنسية في ربوع كوردستان ، ولو لا برنامج الطريق ( ريكا ) الذي يقدم عبر شاشة زاكروس تي في لبعض المناطق التأريخية والشرح المرضي ، لتجاهل الكثيرون من سرد الحقائق وتبيان صحتها وحسب الدراسات التأريخية المثبتة في كتب المؤرخين وأحاديث المعمرين والملمين بتلك الأحداث المتغيرة نتيجة الحروب والغزوات وتغير الحقائق التأريخية والمصدرية . و                                                                                               
تمتاز القلعة القديمة والأترية .. بعلوها على مرتفع جبلي  يقابل قرية رزكة وقرية ( رزكة ) هي الأخرى تمتاز بموقعها الجغرافي الحصين وكثافة بساتينها النسبية وخاصة ( الرمان ) ، فأما طيبة أهلها .. فحالهم حال أهل القرى الأخرى . والقلعة التأريخية الحصينة المهدمة والباقية آثارها و تشهد للقاصي والداني ، ومعالم القلعة يشهد على ما تحمل أهل المنطقة من أعباء ودمار و حروب وغزوات ، وبناء القلعة الهندسي لهو شاهد آخر على وجود الحظارة في المنطقة ودخول تلك الحظارة وحكامها في دوامة الصراع والقتال ، وليست القلعة الوحيدة في المنطقة ...بل هناك قلاع أخرى تبتعد عنها بعض الشيء ، وتقترب من جبل بيرمام ومدينة أربيل .
 
وبعد مكوث لساعات في قرية ( كراو ) والتي هي الأخرى قريبة نوعا ما من قرية رزكة والقلعة الشامخة وطلب المقسوم من الخبز والماء وما يمتلك الفلاح القروي الفقير الحال من المواد الغذائية المتوفرة عندهم ، ومدى استعداده للتجاوب معنا أو بالأحرى مدى ارتباطه الروحي مع البيشمركة وفهمه لطبيعة تلك الحياة الصعبة والمعقدة !!
وقبل منتصف الليل غادرنا قرية كراو متوجهين الى قرية رزكة المحاذية ، وفي تلك القرية المطلة على الوادي العميق .... وتشعر بنشوة الانتصار لكون القرية تقع على مرتفع  مرتبط بجبل شامخ يبتعد عن القرية من طرف الشرق ، وتقع قرية (سه ر كه ند ) سركند الخيلانية على بعد كيلومترين تقريبا من قرية رزكة .
رحب بنا في قرية رزكة وهي قرية الفقيد الراحل المناضل مام علي رزكيي  ، لكون أهل القرية يتعاطفون مع مفارز البيشمركة بشكل عام .... أي الكل متعاطفين معنا  من  الشيخ الكبير إمام القرية  وحتى الى أصغر طفل ، رجالا ونساءا ، الله يرحمك أم كاظم ( كازو ) وهي أخت الرفيق مام علي  رزكة ، وهي صاحبة لدكان صغير .. فيه البعض من المواد يمكن الافادة منها ، لكون السوبرماركتات معزلة !! المهم بعد مكوثنا لسويعات أخذنا الفراش المقسوم وصعدنا لمدة عشر دقائق بإتجاه الجبل المطل على رزكة ، ويمتاز بقطوعه وعلوه ولونه الكستنائي الجميل . وفي حوالي الساعة الرابعة صباحا ....  تركنا المرتفع ، متجهين نحو القلعة لنمكث فيها حتى الغروب دون أية حركة ! ما عدى الحراسة المتناوبة في الموقع الاستراتيجي من ثلاث أطراف ، والطرف الآخر من الخلف يعلو جبل مرتبط بسلاسل جبلية  ومرتفعات تنتهي نهايتها في جبل سورك المطل على بلدة شقلاوة الحبيبة .
 
بالتأكيد الممنوعات العديدة كانت تفرض علينا وخاصة الحديث عن مواقع الاختفاء والطريق المسلوك وعمل الشاي واشعال النار وترك الحراسات والغوص في النوم ونسيان الحاجيات الشخصية والحديث عن المتاعب وتمديد الأرجل وترك السلاح بعيدا عن موقع الجلوس وحتى عند تناول الوجبة المقسومة من الجبن القروي المسماة ب ( الجاجي ) المخزون في الجلود الحيوانية لتبقى لمدة أكثر من نصف سنة وهي مالحة وعسيرة الهظم ! وممكن أن تبقى لمدة أيام  خارج مكان حفظها وهي لا تفسد ..!! لكونها هي أصلا فاسدة !! وكيف تفسد تلك المادة ونسبة الملوحة فيها حوالي عشرة بالمئة ؟ !!!!!!!!!! ، والله لو تكون عندي في الوقت الحاظر قليلا من تلك الجبنة التأريخية لأحمد ربي وأشكره . الله يساعد الفلاحين القرويين لما قدموه للبيشمركة لسنوات وسنوات منسية  وأصبحت في زمن كان والنسيان المتعمد !!
أتذكركم أيها الطيبون في كل أحاديثي وعند الضرورة ولابد من أن نكون أوفياء في يوم من الأيام ونزوركم ونتذكر تلك الأيام العصيبة لمن بقى في الحياة ، ورحم الله كل من غادرنا الى عالم الحق ، وترك البصمات النظيفة في صفحات التأريخ المنسي !
وفي المساء وبعد أن أصبحت الرؤية من بعيد .. عديمة التشخيص والرؤية .. فتسرسحنا بإتجاه القرية من جديد ومع تناول العشاء توزعنا اثنان اثنان في البيوت الكريمة السخية والتي تقدم الينا ما يمتلكون من القسمة القروية والتي لا تمتلك الثلاجات ولا الكهرباء !! الله يساعدكم يا فلاحيننا وقروينا الكرام .. ومن المفروض أن تخصص حكومة الأقليم من نسبة ال 17 /% من حصة الأقليم من ميزانية العراق الفدرالي ،،،،،، أن تخصص من ميزانية الأقليم بنسبة 17 % الى قرى كوردستان وذلك مكافئة لما قاموا به من تقديم العون  والمؤن ومساعدة وايواء البيشمركة لمدة عقدين من الزمن !!
 
وبعد تناول الوجبة المسائية وأخذ الخبز السفري وما يتوفر من المادة الأخرى لتشرك الخبز والماء من تكون وجبة كاملة الدسم ! ذهبنا الى نفس المكان الذي كنا نعتبره بمثابة ( الفندق ) أوتيل خمس نجوم !!!!! ، وكالعادة في الصباح الباكر جدا جدا نهضنا وتركنا الفراش في مكانه بعد أن علمو بمكان المنام ، أي عليهم أن يجلبوا في الصباح الفراش وذلك لكي لا يعلمون بمكان توجهنا منطقيا !!
 
لم نكن نترك المجال لأي كان من أن يعلم بتوجهاتنا المسيرية والاختفائية .. تحسبا لحسابات المتوقعة عسكريا ، لكون السلطة أستنفرت وأصبحت تبحث عن كل صغيرة وكبيرة !! وصلتنا المعلومات بأن في بلدة شقلاوة تتحدث الأجهزة الأمنية والمخابراتية المعنية لجمع المعلومات بخصوص مفرزتنا وقبلها كان التقدم من محاور عديدة ظنا من السلطة بأننا سنقع في الفخ العسكري المخابراتي المجحفل من الجيش والجاش ، تميزت السلطة القمعية في العراق من إشراك الأطراف العديدة بجمع المعلومات عبر التشكيلات والتنظيمات الأخطبوطية والتي كانت السلطة الدكتاتورية تنفق الكثير من المال العراقي لخلق عدة كاملة ومتكاملة بغية توصيل الخبر الدقيق ومن أكثر من مصدر !!! مثلا .. كانت هناك البطالة المقنعة والتي تقدر بعشرات الآلاف .. تم تعينهم برواتب دون المستوى بحيث تربط القسم الأكبر إن لم يكن جلهم بالتنظيمات الحزبية والأجهزة الأمنية والمنظمات المهنية ،،، وذلك ظنا منها أي السلطة بأن يمكن للفرد أن يخضع في حال استلامه المبلغ المقر شهريا ، وعلى سبيل المثال وليس الحصر .. كانت هناك ملاكات دون الاستحقاق .. في المساجد والدوائر الزراعية والمدارس وغيرها من الدوائر مسجلين دون أن يعملوا شيء يقبضون رواتب شهرية . المهم .. القسم الأكبر من المختارية مرتبطون بالمعسكرات والأجهزة الأمنية ، ومجبورين أن يوصولون الخبر بالسرعة الممكنة !! وحتى المختارية كانوا يحسبون ألف حساب في حال التأخر في تقديم الاخبارية الكاملة ... سواء عبر الاتصال المباشر أو الاجهزة اللاسلكية أو الاشارات المتفق عليها كرفع الفانوس وانزاله أو اللايتات ( التورجات ) وأخيرا عبر وسطائهم ، وحتى القسم من رعاة الماشية هي الاخرى تمتلك أجهزة الاتصال وتربط تلك الأجهزة في القسم الأسفل من بطن فحل الغنم والمسمى في اللغة الكوردية ( بران ) . ويستخدم ذلك الجهاز عند الحاجة والطلب !! يالها من بدع شيطانية و جهنمية تستخدم بالضد من نذروا أنفسهم للدفاع عن الشعب والوطن .
 
من الصعب من أن أتناول الموضوع من جميع أوجهه .. لكون الموضوع شائك ومقزز ومقرف ومدان من أن المفرزة البطلة راضية في النوم على الأرض وبدون فراش وبدون طعام وبدون استحمام وبدون دواء وعلاج وبدون ماء وكهرباء ونكران الذات والتحمل بدون أن يكون لك الحق من أن تنام ليلة هنيئة ! ولا يحق لك من النظر بعيون الشعراء والفنانين التشكيلين ، ولا يحق لك من أن تشكو من الارهاق والتعب وسوء التغذية !!! وعليك أن تتحدث لمدة ساعة أو ساعتين وأكثر في السياسة المرتبة وربط القظايا وتحليلها وأن تجيد العادات والتقاليد القروية  ... وجل هذا يقول بعالي صوته ..... سأخبر عليكم ! وفي حال عدم تقديم الاخبارية .... فسيخبر غيري ! وأنا سأذهب في ستين داهية ! سيشتكون أهل القرية بما فيها ال---- ! . وكان الأوفى بالنسبة لنا  .. هو القمل ( كمل ) والذي لا يفارقنا أبدا !
 
طيب يا أهلنا الكرام .. أنتم محقين بالاخبارية ولكن اصبروا حتى أن نخرج ومن ثم خابروا ،،، كان هذا حديثنا في حوالي عشرين قرية في المنطقة التي أشتاق اليها في الوقت الحاضر .
 
خرجنا من قرية رزكة الحبيبة والتي ساعدتنا كثيرا في ذلك الوقت العصيب وتحملت الكثير من أجلنا ، وبالرغم من عصابة الوقت إلا أن أهل القرية أوونا في مفردات كثيرة وليس أهل رزكة لوحدهم بل قرى كثيرة في المنطقة . وفي العتمة ... تركنا أفرشتنا في المكان وكنا نحسب في حال التقدم الصباحي المبكر .. من أن لا تكون اللزمة من قبل أهل القرية بأنهم متعاونين معنا ! وبالرغم من وجود جامع مرتب في القرية إلا أننا نفضل المبيت في العراء ... لكون حتى الحيوانات تفضل المبيت في الهواء الطلق وبشرط أن يكون مسيج ومحميا من الذئاب ، ونحن عكسهم تماما أي عكس الحيوانات !!
 
غادرنا الموقع والكل نيام ومن المحتمل القسم منهم أي الاخوة القرويون الطيبون  قد استيقظ على حلم مخيف ومرعب لكون الانصار البيشمركة يتواجدون في قريتهم وفي حال التقدم .. ستباد القرية عن بكرة أبيها وسيحرق الأخظر مع اليابس !! وستكون القصة مفرحة عند البعض الآخر !! ولكن نحن أي مفرزتنا توجهت الى السهل القريب نحو قرية ( سور سوره ) ولكن قبل وصول القرية ثمة وادي يمكن الاختفاء في تعرجاته ومطباته ومن الصعب المسير فيه لكونه لا يقع على الطريق وفيه أماكن اختفاء تصلح كثيرا لإختفاء أكثر من مفرزة وهو بعيد عن أنظار الحكومة وقواتها المجحفلة .
 
وكالعادة مكثنا في الوادي الى أن أغربت الشمس وتلاش ضوئها الحزين المسائي ... ونعتبر العتمة والظلام في صالحنا و تكون زمام الامور بيدنا ونحن سيد الساحة ونتحرك على ضوء الوضعية المتاحة لنا والخطة المرسومة والالتزام الكلي بالتوجيهات التي تصدر من قبل مكتب المفرزة .
من ضمن الممنوعات التي كنا نكرهها ... الدخان ! الذي يكشفنا  وهو النقطة الدالة على انه تواجد البشر في الموقع ! وهذا ما لا نحبذه ... فإذن حرام علينا الشاي طول النهار !!
 
وبعد حوالي ساعة من المسير والوصول الى قرية سورسوره ، رحب بنا من قبل صاحب الدار الكبير والقرية التابعة له الأخ الفاضل أكرم آغا ورجاله وعياله ، فأي ترحيب وقد تغيرت نظرتنا بعض الشيء على البعض من الآغوات ، هناك سواره آغا ساعدنا وهنا أكرم آغا رحب بنا بدون أي احتراز وأي حساب ، وبعد العشاء ونيل قسطا من الراحة وأخذ السفري معنا ، وكانت وجبة العشاء دسمة بحيث تكون المعنويات قد ترتفع بعض الشيء  ويمكن من المواصلة في السير الى مسافات أكبر ، وعدنا أدراجنا الى المنطقة التي فيها السلسلة والمرتفعات الشبه الجبلية والتي تفصل قرى بابجيجك وكراو ورزكه .
 
                                                                           

95
مذكرات بيشمركة / 29
قرية بابجيجك و كراو

سعيد الياس شابو/كامران                                                                                           
2012.1.19                                                                                         
 
 الكرام أهل الدار .. والحيوانات التي ضيفونا لنهار طويل مع الدواجن التي شعرت هي الأخرى نحن بحاجة الى مساعدتهم ومأواهم !! شكرا لكم أحبتي من هذا المنبر لما قدمتموه من غطاء مبرر لنا ولحمايتنا وحماية أهل الدار !! ودعتنا الحيوانات بمختلف العياطات والصياحات وكأنه شعرت تلك الحيوانات بأننا قد نمكث طويلا ... ضيوفا على البرنامج !! حاسبة بأننا قد ضايقناهم بعقر دارهم ... واحتلينا مواقعهم وأعشاشهم !! شعرت تلك الحيوانات بأننا ... لسنا المحتلين ولا المتحايلين ولا حتى المتضايقين .... بل نحن ضيوف مجبورين !! في الاسطبل راضين .. وبالحقيقة عارفين .. وللزحمة رافعين .. وبالمساومة غير آبهين .. وللشعر الشعبي قارئين .. وفي السياسة عارفين .. والكل يعلم ومن الظلم أن يكون .. الكيل بالمكيالين !!                                                                               
 
وودعونا أهل الدار المضياف في القرية العزيزة خروتان بعد أن اكتشفوا الطريق الذي نستخدمه عند الخروج ، ولحوالي بضع مئات من الأمتار ... تحسبا من تواجد مواقع الكمائن ... بحجة أن بقرتهم الحلوب قد ضاعت !! أجل ضيعوا البقرة من أجلنا وتحملوا ( الكذبة البيضاء ) من أجلنا ... يالها من طيبة قروية عندما تستخدم في مكانها وزمانها .                                                                 
أجل فتش الطريق من قبل النساء لنخرج بسلام  ... غادرنا المسكن مودعيننا .... كأنهم مطلوبون لنا !! كلا يا أعزة ... يا أفاضل .. يا أكارم .. نحن مطلوبون لكم ولحيواناتكم ولقريتكم ولجبلكم الشامخ . ومن هنا نقول اعذرونا الى ساعة الحسم !! اعذرونا لأن الأوراق خابطة !! المباديء أصبحت لا تقاس بزمن التضحيات !! هناك من يلتهم لحد التخمة !! وهناك من تناسى حقيقة الأمر !                         
 
ونحن لازلنا في الثلث الأول من الشهر العاشر من سنة 1979 . والظلام الدامس بحيث الرؤية أصبحت من الصعب وبالكاد من أن ترى رفيقك لأكثر من متر وربما أقل !! شكلنا رتل صغير بحيث أصبح التماسك بالأيادي هو الحل الوحيد لنتجاوز المسافات ببطأ شديد ، وذلك تلافيا من أن يبقى أحدا خارج المسيرة الليلية ويذهب في داهية ، لأن المنطقة لا تسمح بذلك ، تجاوزنا الشارع الأولي القديم والذي يربط شقلاوا مارا بحرير ومن ثم سبيلك خليفان ومن طرف اليسار متخذا جسر بيخمة وصولا الى عقرة.  وبعد كل بضع كيلو مترات من المسير ... نعاين على المنطقة .. الحركة والسير وننظر في الناظور الليلي الذي كنا نمتلكه وهو الوحيد الذي يعطينا المسافة في التشخيص الليلي ويعمل بالأشعة الحمراء ( تحت وما وراء البنفسجية ) !!! كان ناظورا قد أفادنا في أحيان كثيرة عند الاستخدام والظرورة ، وكنا نخاف عليه أكثر من سلاحنا الشخصي .                                                                             
 
من الصعب أن نعبر عن تلك الأيام بالأسلوب الروائي الأدبي !! لكون أعصابنا كانت مشدودة وأفكارنا تحسب ألف حساب ، نتجاهل المنطقة كليا ، ماعدى رفيق أو رفيقين وهم أيظا لم يحسبوا في يوم من الأيام يصبحون بيشمركة وسيتجولون ليلا في المناطق التظاريسية الصعبة أحيانا وبالرغم من أن اسم المنطقة ب( دشت حرير) أي سهل حرير إلا أن في المنطقة مناطق تصلح لاختفاء المفارز !!
 
وهكذا كنا نقهر المسافات بعزيمتنا وهمتنا ونتحمل كل الصعاب ... كانت خطتنا الأنصارية أن لا نسير في الطريق الصحيح .. المعبد أو الترابي !! لكون المشاكل والكمائن كانت متوقعة !! لذا نختار الطريق الشائك والصعب وفي أحيان كثيرة كان الضياع والتأخير قسمتنا وفي كل ليلة تقريبا !! وبالرغم من إني أسبق هذا الضياع الليلي .. ولكن في حال تكراره تختلف الآية ومن حالة الى أخرى !
 
كانت بعض الأراضي المحروثة في المنطقة تشكل عائقا وتأخيرا في المسيرالليلي المزعج والذي يؤدي الى متاعب إضافية ليشكل أعباءا متنوعة منها الرؤية وعدم النوم والارهاق ومتاهات أخرى !
ونحن مستمرين في المسير لساعات عديدة .. حوالي ثماني ساعات ليلية متعبة ومن المحتمل أن يقطعها الفرد بوضح النهار بثلاث ساعات أو أقل ! وعلى وجه الصباح الباكر وبعد معانات كبيرة وصلنا الى الطريق المؤدي الى قرية  ( بابجيجك ) ، بعد أن تسلقنا التلول الجبلية والتي تشكل الفاصل بين بلدة حرير وقرى بابجيجك وكراو ، وتمتد هذه السلسلة المرتفعة الى قرى رزكة وسركند وزيباروك وو .. ، ويعلو ويسيطر على قرية بابجيجك تل كبير بالإظافة الى السلسلة ، ويعتقد بأن التل المذكور هو مكان أثري !! . وبين النهوض الفلاحي لأهل القرية وصياح الديكة وأصوات وجقجقة بنداقنا أصبحت الرؤية تبشر بالخير ونفرز ونركز على المنطقة ونحسب حسابات الأخطر وفي وضح النهار أصبحنا ضيوف في القرية الطيبة بأهاليها والذين لم يصدقوا بأننا أنصار بيشمركة !! وبعد المعرفة الحقيقية للرفيق توفيق حريري ( خوشناو ) لكونه من أهل المنطقة فأصبح الأمر اعتياديا وتوزعنا في القرية لتناول الفطور ولم نترك التلة أبدا بدون الحراسات المتناوبة ... على التلة وفي جامع القرية . كان الأمر ليس سهلا ولا أحد يصدق من بقاءنا في القرية وحتى أهل القرية غير مصدقين بما شاهدوه !!! وربما لو كانت مفرزة أخرى لاتهمناها ( بالخيانة )!! ، كان هذا يدخل الحسابات التمويهية لمفرزتنا الأنصارية وفي خططتها التكتيكية ،، ومكثنا في القرية الى المساء بحيث أخذنا قسطا من الراحة الجسدية وخلد الى النوم كل من أراد ذلك ، بينما الحراسات مستمرة وعند المساء ... بدأنا المسير من جديد بإتجاه قرية  ( كراو ) ، وقبل أن نصل قرية كراو ثمة مقبرة تعود لمئات السنين في المنطقة ، لكون الأشجار العالية والضخمة والكبيرة في التفرعات الغصنية ، يقدر عمر تلك المقبرة من أشجارها والتي يحافظون أهل القرية على تلك الأشجار أكثر من زرعاتهم !! لكون القرويين الطيبون يمتلكون ويلتزمون الأعراف الدينية والعشائرية والقومية والمنطقية الطيبة ، ويمنع منعا باتأ من استخدام تلك الغصون والأشجار المتنائره في المقبرة من استخدامها لأي سبب كان ، وكان عليهم حرام وعلينا حلال ... أي نحن بمقدورنا من استخدام تلك الأغصان لعمل وجبة شاي في القوطية أو لغرض التدفئة عند الحاجة .
 
وبعد استراحة في المقبرة التأريخية وجس نبض المنطقة فتقدم المفرزة .. رفيقين لعشرات من الأمتار ............. تحسبا للمفاهيم التي كانت تشغلنا على الدوام !! وبعد عشرات الدقائق وصلنا الى قرية ( كراو ) / حرف الكاف عليه فتحة ، وتمتاز قرية كراو بمياه معدنية ( كبريتية ) تصلح أن تكون دواء لمن يصيب بالأمراض الجلدية ، وتقع قرية كراو بين قرية بابجيجك و ( ره زكة ) . ومن ثم استغراب أهل القرية أي كراو من وصولنا في هذا المساء المبكر !!!! يا ترى من أين قدمنا ؟! وبعد المكوث في القرية لساعات ثلاث وربما أكثر وتناول وجبة العشاء القروية المحرومة وتناول الشاي ، وكانت أصعب ساعات تحملناها في القرية ليس بسبب الطعام أو أهل القرية لا سامح الله ... وإنما رائحة وطعم المياه الكبريتية القاتلة بالنسبة لنا !! كل شيء فيه طعم ورائحة الكبريت .. حتى الهواء ومن بعد ربع ساعة وأكثر والرائحة تزكم انوفنا ووصلت الحالة بنا من أن لا نزور القرية في المرة القادمة ولكن في المرة الثانية والثالثة أصبحت الحالة شبه اعتيادية ، من هنا نقدم تحياتنا وشكرنا الى أهل القريتين بابجيجك وكراو وكل القرى الطيبة في المنطقة .                                                           

96
التغير الديموغرافي
في عنكاوا ( 2 )

سعيد الياس شابو                                                                                                     
2012.1.15.                                                                                                       
 
ما لم نعرف عن الذي حدث في عنكاوا طيلة العقود الخمس الماضية بتفاصيلها ..... ، فليس من السهل تشخيص العلة التي أدت الى استفحال الأزمة ! والتي ستستفحل أبعادها في المستقبل وتأخذ أشكالا  لا تقل شأنا وتأثيرا عن شؤون الترحيل والتهجير كما حدث لقرى وبلدات كوردستانية عراقية أخرى ، والزمن هو الفيصل بين كل المفاهيم والطروحات لاثبات على صحة ما جرى ويجري خلف الكواليس وتطبيق أجندة غير معلنة ومصاغة بشخصنة  الفكر المنظم والعمل على خلق الافكار المستجدة منطلقة من ما خطط للوصول الى المبتغى المدروس والمرسوم والمتنفذ بأيادي وعقول أهل الدار !! وذلك الذي حدث في عنكاوا ليس بمعزل عما حدث في المدن والبلدات والقصبات وبأيادي متنوعة منها أيادينا العنكاوية الممتدة لكل من هو قادم ونفضله على أهل المنطقة !!
 
وبما أن التغير الديمغرافي الحاصل في عنكاوا يتحمله الجميع بشكل أكثر واقعية ولكن الأجهزة الادارية والسلطات الحكومية المتنفذة لأجندتها الاخطبوطية ... يقع على عاتقها المسؤوليات الأكبر ، لكون العوامل الموضوعية والذاتية هي التي تقرر في تسير وبرمجة تلك العوامل والتي تشكل البسمار في النعش الذي أرادوه أن يتحمل الأعباء تلو الأعباء المرحلية والدائمية .
 
ومن هذا المنطلق وعندما يشاركان العامل الذاتي والموضوعي في الجريمة المنظمة لتغير ما يمكن تغيره من أجل الوصول الى الغايات والمبتغات التي قد تحقق بعض المآرب الشخصية وغيرها من الأمور المخفية سواءا كانت عن قصد أو عن غير قصد ، ولكن البرمجة في العمل والتخطيط ... بالتأكيد تعبر عن الغاية في القصد ، من حيث العمل بثوابت واستخدام الوسائل المتاحة وتسخيرها من أجل الوصول الى ما يمكن الوصول اليه وتحقيق ما يمكن تحقيقه وحسب الجدولة والخطط المرسومة .
 
وكما هو معلوم للجميع وكلنا يعرف بأن العامل الذاتي هو الفرد العنكاوي والمجتمع العنكاوي بجميع تلاوينه الجميلة وأجنداتهم المختلفة ومفاهيمهم المنطلقة من الذات والتي تصب بمجرى غير المجرى الذي حافظ عليه آباءنا وأجدادنا !! وبالرغم من التغيرات والمتغيرات الحاصلة بين الماضي والحاظر .. إلا أن المستقبل يتطلب عدم الفرط بالموازنة وترك الحصان بدون لجام وعنان !!
 
فأما العامل الموضوعي هو نظام الحكم الذي يسير الامور ويخطط لها والضروف المؤاتية لذلك النظام بشكل عام ، وما المستجدات التي حصلت بعيد انتفاضة شعب كوردستان بوجه الجلادين في سنة 1991 . من القرن المنصرم والتي أتاحت للشعب الكوردستاني من أن يتنفس الصعداء ، وأن يكون شعب أو شعوب الأقليم من أن يكونوا قائمين بذاتهم وترتيب أمورهم من حيث الادارة المنهمكة المتروكة بعد انهيار الادارة المركزية للدولة العراقية وسقوط المحافظات الجنوبية ال 14 . بيد الشعب المنتفض الغير مدعومة من أية جهة ما ... كما حال الشعوب المنتفظة اليوم وهي الاخرى تعاني من ركوب الموجة العاتية وسرقة تضحيات الشعب وشهدائه وبناء الكيانات التي يمكن أن تخدم أجندة على حساب عموم أهل البلد وثمة من يأتي ليرتزق ويتاجر بمقدرات الشعب .
 
من منا لا يعلم بأن تطور المجتمع وبناء المؤسسات ورسم الخطط وتطوير البنى التحتية بجميع مفرداتها والبناء الفوقي ، جلها هي في برمجة الدولة والحكومة وتشكل عاملا موضوعيا لقيادة الدولة عبر مؤسساتها التشريعية والتنفيذية وتتطبق بفترات زمنية وبمساهمة شرائح المجتمع والجماعات والأفراد ، وتكون تلك الحكومة قد أصابت في الصميم عندما تكون بدراية وتعمل بالمفاهيم التي تخدم الجميع وليس فئة ؟ ، وبالعكس يكون الواقع عندما تعمل المؤسسسسسسسسسات ! المتنوعة من أجل الحصول على المكتسبات الفئوية والحزبية والشخصية ،،، ويكون العامل الموضوعي من خلال متنفذيه قد أخفق في تقديم الأفضل ويشكل خطوات عثرة أمام كل ماهو صالح ومفيد للمجتمع ومن ثم يشكل الأداة الفاسدة تعمل جاهدة من ابعاد كل من يروم أن يكون وطنيا ومبدئيا ويعمل جاهدا الى الوصول الى ما يصبوا اليه من التطور والحظارة والارتقاء الى المفاهيم الغير بالية والالتحاق بركب الشعوب المتحظرة ، كما هو الحال في البلدان الاوروبية والطرف الآخر الشرق الأوسطية من بلدان تمتلك الثروات والعقول والحظارة والتأريخ ، ولا تتفق الى احترام حقوق الفرد وفي بلدانها وعقر دارها !!! فلا عجابة بذلك عندما نقول كفاكم بأن عجلة التأريخ في بلدانكم ...... مزنجرة ومتأكسدة وهي عرجة كإيمانكم بذاتكم واصولكم !
 
عندما نتحدث عن التغير الديموغرافي في عنكاوا ... ينبغي أن نكون واقعين ومشخصين للحالة من حيث بدائياتها ومفرداتها وكيف آلت تلك الحالة وما هي أسباب الحالة وارهاصاتها والحلول الناجعة للخروج من الازمة والتقليل من ما آل اليه والتفكير الجدي المرضي لجميع الأطراف وليس المعادات والتخبط والتأويل والتحريض والقبول بالاملاءات على حساب المباديء والقوانين الانسانية ، وعندما نشخص الموضوع ونبسطه ... ومن ثم أن تدون كل قظايانا ولا نهاب أحدا وذلك من أجل مصلحة الجميع وليس ارضاءا لطرف وعلى حساب الطرف الآخر .
 
أولا تشخيص نوعية وشكلية الوضع :-
............................................
 
نحن نعلم وخاصة المتابعين لشأن عنكاوا ... كيف مرت الامور والضروف العصيبة على أهل عنكاوا بشكل خاص والعراق وكوردستان بشكل عام ، والكل وخاصة الذي تجاوز الأربعين من عمره يتذكر الحروب والقتل والسجون والمعتقلاات والأسر والأمراض والجوع والفساد وقظايا أخرى .... كيف نالت من المجتمع العنكاوي وبالرغم من كون مجتمع عنكاوي كان أفضل من غيره لو قورن ماديا في تلك الفترات العصيبة وخاصة بعد الانتفاضة في عام 1991 . أي بعد فترة سنة وسنتين أصبحت عنكاوا تعاني الحصارين ، الحصار الحكومي والحصار الدولي ، هبط قيمة صرف الدينار العراقي من حال سيء الى أسوء !! بعدما كان الدينار العراقي يصرف بثلاث دولارات وعشر سنتات .... أصبح الدولار الأمريكي يعادل 800 دينار عراقي ، وبلغة الأرقام كل 100 $ تعادل 8000 ألف دينار عراقي ( طايح صبغة ) !
المخزون الذي كان يمتلكه الناس قد نفذ !! المواد الغذائية ارتفعت أسعارها وساءت نوعيتها وردائتها الى شكل عجيب !!! الكل أصبح يعاني من الوضع ما عدا حفنة من الناس والمتنفذين في الساحة السياسية ، أصبحت القيم والمبادي لا تشكل الأهم عند المواطن ، بل أصبح الحصول على رغيف الخبز هو الشغل الشاغل للكثيرين من الشرائح النزيهة والفقيرة ، وهم محقين بذلك ، وعانت أكثرية العوائل من الوضع المزري ولو سردنا التفاصيل التي كنا بعيدا عنها شخصيا في تلك الفترات لتخرج كوميدية وتراجيدية وملونة لكون الانسان قد أصبح أتعس رأسمال ! وليس كما ادعى ماركس بأن الانسان أثمن رأسمال . والقيمة العليا يستحق التقدير ، فدخلت الأحزاب المناضلة الى البلدة والاحزاب الكوردستانية والمعارضة العراقية بعلمانيها واسلاميها والدول الجارة ، وعلى سبيل المثال وليس الحصر ، دخلت الجارة توركيا لتوزع الأرزاق على المعوزين شريطة أن يسجلوا توركمانا !! وسجل أهلنا توركمانا مقابل ربما كانت أرزاق الامم المتحدة وبمبالغ عراقية !!! وهكذا دخلت المنظمات التركية على الخط وفتحت مقارها ومكاتبها وأجرت بما يكفيها من مساكن لتكون الفاعلة لزيادة نسبة الاخوة التركمان المؤيدين لتركيا الجارة الشمالية . ودخلت الجارة ايران لتساعد الأحزاب الاسلامية المتعاونة معها ..بدعمها ماديا ولوجستيا بغية تشكيل النواة وتطويرها ومن ثم فرض وتطبيق القوانين على من التزم التعاون معها وذلك بارتداء الحجاب وتطبيق ما يمكن تطبيقه من طرق الشريعة الاسلامية ولا ننسى دول الخليج وهي الاخرى فرضت وعملت بأجندتها لتحصل على موطيء قدم بمساعدة تشكيلاات أحزاب ومنظمات وتأجير مقار لها لتنقيذ مآربها وتطبيق أجندتها ،
ومن ثم دخلت الحركة الآشورية وبيث نهرين وتنظيمات أخرى والأحزاب الكوردية والكوردستانية والعراقية المتنوعة في مفاهيمها وشكلت المعارضة للنظام القائم آنذاك على الخط ليملأوا الفراغ السياسي والاداري الحاصل نتيجة انسحاب الادارة المركزية العراقية من دوائر الدولة ، وكل عمل بأجندته للحصول على المكاسب بعنكاوا وتوزيع الأدوار والمسؤولية في الدوائر المعنية ورسم خارطة لتوزيع ما يمكن توزيعه من الشعب والجغرافية ، أو بالأحرى بعد أن أصبح فراغ سياسي كان يقوده النظام منذ عقود !! فقد ارتأت أوساط غير قليلة بأنتمائها الى الشرائح الموجودة للخلاص من الثوب الذي كان ملصقا بها وهي آبهة أو غير آبهة بذلك الثوب !! ومن ثم توزيع مفاهيم أهلنا بين تلك التنظيمات السياسية الموقرة ، ونكن لها جل الاحترام والتقدير ، وعملت تلك التنظيمات والمنظمات المتنوعة لتغير فعلي في عقلية الفرد والشعور الذي أصبح المواطن أمام أسئلة محرجة تستحق الوقوف ، فمن طرف التغير القومي والسياسي والشعبي والانتمائي والسيكولوجي ومن الشمولية الى الديمقراطية اللبرالية !! فتوزعت والتزمت الشرائح بتلك التنظيمات والمبادي ودافعت عنها ظانة بأن الحل هوالقائم ولا بد للمتغيرات بأن تأتي بأجندة جديدة وتفلح تلك الأجندة وتعمل وتسير على السراط المستقيم .
 
ربما أجندة أخرى لا  أجيدها فمعذرة وعذرا لكوني لا أؤمن بالعنصرية ولا الطائفية ولا المحاصصصصصصاتية ولا بالانتماء القومي الضيق ولا بلف ودوران ولا باكساء الحقيقة واخفائها عن الأنظار مادام نروم لشعبنا الخير والسلام والوئام ، وحقيقة الأمر وعندما عملت تلك الاحزاب والتنظيمات على تقسيم الكعكة العنكاوية وبأيادي عنكاوية خالصة وبعلم الجميع وكل أخذ حصته من المقسوم العنكاوي ، وزعت الوظائف الحكومية والمراكز المهمة وزعت الأراضي على شكل عرصات صغيرة وكبيرة لفئات متنوعة وبأحجام متنوعة من 200 متر 300 ، 400 ,500 , 600 , 1000 ، 2000 ، 5000 ، 10000 متر مربع وربما أكثر من هذا العدد !!!!
والأطرف من هذا لنا وعندنا بيشمركة الذي ضحى بعائلته ودراسته ومستقبله أي انسان من عنكاوا أبا عن جد ، مواطن صالح ، مناضل ومدافع عن الوطن واسمه في قائمة الأنصار البيشمركة وبعد مراجعات عديدة ليطالب بحقه !!!!! إلا أن لا توجد أذان صاغية لابن البلد والقرية والمحلة ، والسؤال المطروح من يجاوب على السؤال ؟ ! ونريد الجواب من أهل البلدة والسادة المسؤولين في البلدية لما حصل من أشكال بحيث اسم الشخص جاء ضمن قائمة ال 19 والآن الأخ الفاضل والكريم حرم من أبسط حقوق البيشمركة وربما هذا الخلط بالمواضيع يصعب على الغير فهمه ، وأنه يدخل ضمن التغير الديموغرافي لعنكاوا الحبيبة .
                                                                                                                                                                                                       

97
الحزب الديمقراطي الكوردستاني
يتحمل المسؤولية التأريخية
والشعبية والقومية
أزاء عنكاوا

سعيد الياس شابو                                                                                                          
2012.1.9                                                                                                           
 
لست بصدد سبر أحداث التأريخ العريق النظالي لحزب الديموقراطي الكوردستاني (البارتي) والذي تأسس في 16 آب / 8/ 1946م . من القرن المنصرم في كوردستان الجنوبية / كوردستان العراق بقيادة الزعيم الراحل بارزاني الأب ونخبة من مناضلين أبوا الرضوخ ، وقدموا التضحيات الجسيمة من أجل كوردستان وشعبها العريق والمتكون من خليط متجانس قائم على أساس العيش المشترك ونيل الحقوق المغتصبة والتي راح ضحيتها ألوف الشهداء ومن جميع المسمياة الدينية والقومية والشعبية والحزبية ، وذلكم من أجل العيش بالكرامة وعدم الرضوخ للحكومات المركزية التي حكمت بالحديد والنار !! وقدم شعب كوردستان بتنوعه الديني والقومي والشعبي خيرة مناضليه من أجل نيل الحقوق الشعبية المقرونة بشعار الديمقراطية للعراق والحكم الذاتي لكوردستان .
 
ومن الواضح والتأريخ شاهد على نظال الحزب الديمقراطي الكوردستاني أبان تشكيله بعيد قيام جمهورية مهاباد في كوردستان ايران في 1946 ، وقيام أول جمهورية كوردستانية فتية بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية بقيادة الشهيد القاضي محمد ( بيشوا قازي محمد ) ، وبعد التدخل السافر من المعنين والمتنفذين الحكام بتقسيم المنطقة الى مناطق نفوذ !!! شرعت قوات الشاه بزحفها نحو مهاباد وبعد مفاوضات غير متوازنة وغير مجدية أجبر القاضي محمد على الاستسلام لقوات الشاه والدولة الفارسية ، وأعدم قائد الثورة الفتية بعد أن حسب القائد الفذ القاضي محمد بأن روحه الطاهرة ليست أغلى من شعب كوردستان ... ومن ثم قرر الاستسلام تلافيا من سفك الدماء والنفوس الغالية والضحايا الجسام في حال رفضه أوامر دولة الشاهنشاهية آنذاك .
 وبعد اشتداد الازمة والدخول في حالة قتال مع القوات الشاهنشاهية المدعومة من أمريكا بغية السيطرة على الجمهورية الفتية وعدم قيام جمهوريات مماثلة لها ... ولكون ايران الشاه وقعت تحت النفوذ الأمريكي والغربي ، لذا تطلب الموقف من عدم البقاء في المنطقة والتي ستشهد المزيد من الحروب والقتال الغير المتكافيء ، لكون الآلة الحربية الشاهنشاهية تفوق عدة وعددا ونفوذا في المنطقة المتاخمة لجمهورية مهاباد والأخذ بالحسبان الأوضاع الدولية وحساب القوى ،،، لذا قاد المناضل الكبير ملا مصطفى البارزاني ( بارزاني الأب ) ، الرحلة مع مقاتليه الأشداء ال ( 500 ) ، متوجهين نحو حدود جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق في آذربيجان وأرمينيا ، بعد قتال واصرار على قطع المسافات الشاقة والصعبة وقاطعين الجبال و عابرين نهر آراس بأعجوبة قل نظيرعا ! متجاوزين كل المحن من أجل عدم الرضوخ واحقاق الحق !!
 
المدرسة البارزانية قدمت الكثير منذ نشأتها كمدرسة ثورية ... قدمت الشهداء الكثيرون ، شاهدت الغربة والضروف الصعبة والمعقدة وشاهدت الحرمان وناضلت وقدمت الكثير من أجل نيل الحقوق ... حقوق شعب برمته .. الشعب الكوردستاني .. ومنذ الثلاثينيات من القرن المنصرف حارب بارزاني الأب وقبله الشيوخ الأفاضل ودخلوا السجون والمعتقلات ونفي قسم منهم الى المدن الجنوبية وأبوا أن يرضخوا لأعداء كوردستان وحملوا السلاح مدافعين أمناء عن شعب كوردستان برمته .
 
وبعد وصول القافلة البارزانية الى تلك الجمهوريات السوفيتية ومعاناتهم بالعيش في بيئة أخرى دون بيئتهم الحقيقية والى يومنا هذا نقرأ ونسمع برحيل رفاق بارزاني الأب الذين رافقوه في رحلته الصعبة يغادروننا وهم قد سجلوا تأريخا وسطروا بطولات لأجيال قادمة تؤرخ قصصهم وأحاديثهم وتصبح مواد تأريخية للأجيال بغية الاستفادة والافادة منها لتصبح مادة علوم حياتية واجتماعية وعسكرية وسياسية .
 
المدرسة البارزانية أنجبت مناضلين وقادة سياسين محنكين بعد عودتهم الى العراق في 1959 . من القرن المنصرم ، وعلى رأسهم البارزاني الخالد والذي قاد حركة مسلحة ومنذ أيلول 1961 ، الى أن أصبحت الحركة ... جماهيرية أمتد نفوذها من زاخو الى خانقين وقدمت الثورة الكوردية المئات لا بل الالوف من الشهداء وهدمت قرى كوردستان ورحل أهلها واستخدمت كافة الوسائل  للنيل من الثورة وما اتفاقية الجزائر المشؤومة بين شاه ايران والرئيس الجزائري وصدام العراق في آذار 1975 . إلا دليل على تكالب الدول على فشل التجربة الكوردستانية من قريب ومن بعيد !! وهذا ما لا نتمناه لكوردستاننا العزيزة والتي قدمنا من أجلها دماء زكية وغالية ... نحن جميعا .
 
ولا يخفى عليكم كم تحملتم أثناء اللجوء الى ايران وضغوطات الحكم الشاهنشاهي بفرض أجندته على مجمل الحركة والحزب الديموقراطي الكوردستاني والعائلة المضحية برمتها عائلة البارزانيين المناضلين والذين أعادوا المياه الى مجاريها الطبيعية الى جانب الأحزاب والقوى الكوردستانية الاخرى وعودة النواة الأولية والخيرة والبذور الصالحة في عودة الكفاح المسلح من جديد في عام 1976 . القيادة الموقتة ، وكم كانت الحياة صعبة ؟ وكم تحمل مقاتليكم وكوادر وقيادات حزبكم المناضل من أجل النهوض وعودة الدماء لتجري في الشرايين من جديد وبمفاهيم أخرى مبنية على قبول الآخر والمطالبة بالحقوق كاملة ، ومن ثم كم من الشعب الكوردستاني ذهب كفداء لكوردستان والحركة التحررية الكوردية الكوردستانية ، ومن منا ولا يتذكر هدم القرى وقتل البارزانيين بالجملة وبدم بارد في قوشتبة ومجمعات سكنية  ومن منا  لا يتذكر استخدام الاسلحة الكيماوية والأنفال والسجون والمعتقلاات ؟!
 
ومن ثم عشرات القظايا الاخرى والمسائل المهمة التي ناضل و تحمل شعب كوردستان من أجل نيل حقوقه وبوجود أحزاب الساحة ومنها حزبكم المناضل الحزب الذي بناه بارزاني الأب مع كوكبة من المناضلين واليوم قسم منهم على أعلى مستويات في العراق وكوردستان والمناضل الكبير الرئيس كاك مسعود بارزاني والشيخ الراحل شيخ أحمد بارزاني و المناضل نيجيرفان بارزاني وعشرات القادة المناضلين والذين قدموا الكثير في حياتهم وقسم منهم استشهد في القتال ، لذا كل هذه المقدمات ليست إلا جزءا قليلا من نظال حزبكم وتأريخكم العريق وأمامكم الكثير والكثير من أجل حل مشاكل عنكاوا قبل استفحالها لا سامح الله ، ونحن الى جانب كل الذين يطالبون بعودة ونيل حقوقهم والاصغاء الى مطاليب الشعب برمته وخاصة فيما يتعلق الأمر بالأراضي المستولي عليها من قبل المتنفذين والمستفيدين أولا وأخيرا على حساب الناس الفقراء والمساكين .. ويهابونكم من أن يطالبوا بحقوقهم !! نحن الى جانب شعبنا برمته من أجل نيل حقوقه المغتصبة ووقف جميع أنواع المشاريع التي نصبح ضحيتها وتحت مسمياة ومنوعات !! ولنعمل جميعا من أجل كوردستان حرة مرفهة يسودها القانون والحقوق والأمن والأمان وكفى أن نصبح كبش الفداء من أجل من يرومون السيطرة على كل شاردة وواردة , والآخرين يأكلون حو ( حه و ) !
متمنيا من رئيس الأقليم والمسؤولين الكرام الأفاضل في الحزب الديمقراطي الكوردستاني من أن يضعوا مصلحة أهل عنكاوا أمام نصب أعينهم لكوننا شركاء في النظال ولسنا نزل ونطلب الشفقة ، ولنسد جميع الأبواب على من يتربصون بكوردستاننا العزيزة ونقطع الدابر الفاسد أمام كل من لا يرغب التطور والازدهار الى تلك الأرض الطيبة والتي صبغناها بالدماء الزكية .
كلي أمل وثقة بأن المدرسة البارزانية المناضلة برمتها ستقف الى جانب الحق وتعمل جاهدة من أجل حقوق الفرد والجماعة والى جانب المدرسة البارزانية التي أنجبت الأبطال سيكون المسؤولون في الحزب الديمقراطي الكوردستاني الى جانب عودة الحقوق لأصحابها الشرعيين وبسقف زمني مطلوب وليس الانتظار الى عدم ايجاد الحلول وبقاء الامور مستعصية !!


98
التغير الديموغرافي
في عنكاوا ( 1 )

سعيد الياس شابو                                                                                                   
2011.11.6                                                                                                 
 
عنكاوا .. البلدة التي تقع شمال العاصمة أربيل /هه ولير (أربائيلو) الآلهة الأربعة في كوردستان العراق وتبتعد عن مركز العاصمة أربيل خمسة (5) كيلومترات ، هذا كان في السابق !! واليوم هي جزء من محلات أربيل ، لكون الاعمار والبناء بعدما كانت تفصل عنكاوا مع أربيل الأراضي الزراعية الخصبة والكثيرة . وبعد حكم النظام الدكتاتوري السابق والذي خطط لتغير معالم البلدة وفي شتى الوسائل ... منها التعريب الجزي والتبعيث شبه الكلي  وخلق بؤر فاسدة تعمل بأجندة خاصة ومنتظمة ومنظمة للنيل من هذه القصبة ومن ثم البلدة التأريخية ، وذلك عبر تطبيق أجندات تحقق البعض منها من خلال تلك الممارسات التي وضعت أهل البلدة قاب قوسين )( أو أدنى !! .                                                                 
 
وخلال العقود الخمس الماضية شهدت عنكاوا ( الظيم والظلم والخراب والدمار )!!!! بعد أن شارك أهلها في قسم من هذا الظلم وبحكم أمر الواقع المزري والذي فرضته الظروف القاسية على سكنة البلدة العريقة الذي يزيد عمرها عن بضع آلاف من السنين وهي أثبتت جدارتها بالحفاض على .. والالتزام بالقيم والأخلاق والعادات الاجتماعية والانسجام والتكيف مع القرى التي تحيط جغرافيا بعنكاوا الأزلية !، وبالرغم من تغير ونمو الكثافة السكانية في العراق والعالم .... إلا أن القانون الدولي والمحلي يصر على البقاء وعدم الافراط  بديموغرافية المنطقة وتغيرها ...بحيث تفقد ما احتفظت به خلال قرون مضت ، وبجرة قلم أن تصبح عنكاوا في زمن كان !!!!! وينص دستور العراق في المادة (23) ثالثا باء
 
والتي تنص على حضر التملك !( حضر التملك )! ، أقروا يا ناس ياهو يا حكومات يا عالم يا مؤسسات المجتمع المدني ... يا أهلنا الطيبين ... يا جيراننا وأخوتنا ساعدونا بالكف من التلاعب بمقدراتنا !! ولنعود الى المادة 23 من الدستور العراقي والتي تنص على حضر التملك لأغراض التغير الديموغرافي !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!.
 
فإذن نحن تحت أمر القانون الدولي ! والتغير الديموغرافي يعنى تزيف التأريخ وتغيره والتلاعب بمقدرات الشعب والأرض ، كما حصل في مناطق واسعة من كوردستان والشمال العراقي ، وعلى سبيل المثال وليس الحصر ... كركوك النفطية ، خانقين وتوابعها ، مخمور ، سنجار وربما مناطق أخرى !!
 
ولن نذهب الى ما حدث في فلسطين واسرائيل ، ولن نعود الى تأريخ الهجرة المعاكسة الى اسرائيل في عام 1948 من القرن الماضي ، ولن نحصر قظيتنا ونقارنها مع تلك التي حصلت بالدول الاخرى ،، وانما نحن في كوردستان العراق التي قدمت الكثير من أجل عودة عجلة التأريخ الى الوراء لما حصل لها من اجحاف بحق ساكني المدن والبلدات التي ذكرناها أعلاه ، وما قدم أهل تلك البلدات من دماء زكية للعودة والتشبث بتلك الحقوق التي اغتصبت منهم عنوة ، واليوم نحن أمام محك ! أي شعب كوردستان برمته من جهة والحكومة الكوردستانية من جهة أخرى !!. وهنا ليس القصد من عزل الحكومة عن الشعب ، وانما الحكومة تنفذ الأجندة وتخطط لمستقبل شعوب والمسمياة والبلدات من أجل بقائها .. قائمة بذاتها وعدم التلاعب بتأريخها ومصير أجيالها القادمة ، وهي تتحمل ما أفسدته الأنظمة الحاكمة الدكتاتورية السابقة ، وليس من واجبها أن تزيد الطين بلة ، كما هو حالنا اليوم !
 
واليوم نحن نرزح تحت أمر الواقع المزري والاملاءات التي أمليت بأيادي متنوعة وضمنها أهل البلدة اللذين شاركوا في الجريمة المنظمة بالنيل من عنكاوا ! والخروج من المأزق يتطلب الدراسات الأكاديمية والسياسية والشعبية دون العودة أو التفكير بالعنف أو العداء لأي كان . وعلينا أن نعمل بالطرق المتاحة  وإيجاد الحلول الأكثر دبلوماسية فيما لن نرى عودة المياه الى مجاريها الطبيعية ، ومأخذين بنظر الاعتبار النمو السكاني وازدياد الجنس البشري والتطور الحاصل في أختلاط أهل عنكاوا مع مختلف شرائح الاخرى الطيبة والتي أصبحت حالة وأمر الواقع وليست ظاهرة وأنت ماشي !
 
التغير الديموغرافي / التغير في التركيبة السكانية !!                                                         
تغير الشعب والأرض !!                                                           
.....................................................                                                                 
 
ما من شك من الذي حصل للتغير الديموغرافي وأسسه في عنكاوا يتحمل عقباه في الدرجة الأولى أهل عنكاوا الغير متماسكين ! ومن ثم الأنظمة الحاكمة الى يومنا هذا !! ولأهل عنكاوا والقراء الكرام البعض من الصور التي هي بذهني تحكي ما آل اليه الوضع في عنكاوا وليس المناطق الأخرى التي أرزحت تحت تأثيرات التغير السلبي الحاصل لعنكاوتنا الحبيبة المغدورة ! وبالرغم من العمران المتنوع والذي نال أبعادا فوضوية ومنها تجارية ومسمياتية خلق التفكك والفوضى في مجتمع عنكاوا المتفرج ! . و                                           
 
في أواخر الخمسينات وأوائل الستينات كانت هناك منطقة فاصلة وهي أرض عنكاوية غير مأهولة بالسكان كقرية !! وانما ورشة عمل ( كورة ) يعني موقع لصناعة الفخار أو الطابوق أو صناعة أدوات الفلاحين من مناجل ومواد الحراثة الحديدية وغيرها من الأمور ، وهذه الأرض بيعت من قبل شخص عنكاوي الله يرحمة ويرحم موتاكم ، ومن ثم تطورت المنطقة الى أن أصبحت كوراني عنكاوا ، فأهلا وسهلا بأهالي وسكنة أهالي كوراني عنكاوا والذين دعموا بعظهم الآخر الى أن أصبح الواقع تحصيل حاصل ، وكانوا سكنة كوراني عنكاوا والذين تعلموا لغتنا السورث بحكم أعمالهم وقربهم منا جزء من عنكاوا . وهنا الأخ القروي المسكين والمغضوب على أمره .. كلما كان محروما ومعدوما اقتصاديا .. كلما زادت رغبته الجنسية وأنجبت العائلة المزيد من الأطفال !! تماما عكس الاغنياء !
 
وفي الستينات أيظا فكرت الحكومة من أزدياد وتطوير المعسكرات في المنطقة ، ومن ثم الوافدين من القرى والبلدات الى عنكاوا ، والذي دمر جغرافية عنكاوا عندما استولى النظام الدكتاتوري على أخصب أراضي عنكاوا الزراعية ألا وهو المطار العسكري في بداية السبعينات من القرن المنصرم !
 
ومن ثم بناء منظمة البعث واستحداث مديرية أمن عنكاوا ومؤسسات أخرى عملت جاهدة لزيادة مرتزقتها والمنتمين اليها ناكرة أصلها وفصلها وانتماءها وقوميتها !!!!! قابلة بالإملاءات  والاجندة الحكومية والحزبية الضيقة والتي أدت الى خلق هوة بين أهالي المنطقة  ،،، وهذا التلخيص وليس الكل الذي حدث ! ومن ثم أصبح شرخا بين أهالي عنكاوا ونئن منه الى يومنا هذا ! ومن ثم العمل من قبل تلك المؤسسات من أجل نقر بأننا ...... نحن ( عرب ) ! ومع أحترامنا للاخوة العرب وتقارب لغتنا لكوننا ساميين ونحن قبلهم في المنطقة منذ مئات لا بل الآلاف من السنين !! وبعض التقارب في اللغة والذي يشكل تقاربنا / مايه = ماء ، طلاثة = ثلاثة ، أربة = أربعة ،  خمشة + خمسة  ،/ بيثة = بيت ، آله = الله /إلاه ، مشيحا = مسيح ، ئينة = عين ، وهكذا عشرات الكلمات الاخرى هي مشتركة بين لغتنا ! ولكن كيف وقعنا ونحن تأريخنا منذ آلاف السنين في كوردستان وتجاورنا وتشاركنا بعمق القرى الكوردستانية والبلدات الجميلة التي ساعدتنا في البقاء ونحتفض بتأريخنا ولغتنا وعاداتنا وتقاليدنا وو ......الخ . ومن ثم أملت علينا الحكومة المركزية في الدكتاتورية بأننا ( عرب ) وسجلت الكثير عنوة بأننا عرب ! والأطرف من هذا في بيت من أهالي عنكاوا وفي تعداد عام 1977 . ثلاث أخوة سجل كل  واحد منهم انتماء قومي يختلف عن الآخر !!! أي الأخ الكبير سجل كلداني والأخ الوسطي سجل كوردي والأخ الأصغر سجل عربي !! ويا لها من مسخرة عندما قارنوا أنفسهم بأن أمهم قد تزوجت ثلاث رجال ومن أديان وقوميات مختلفة !!!.
 
لسنا بصدد سرد القصص لالهاء أهلنا في عنكاوا ، وإنما الاملاءات  التي تفرضها الأطراف الحاكمة متنفذة أجندتها الغير مجدية ماضيا وحاليا ومستقبلا !!
 
ونحن هنا بصدد التغير الذي حصل في عنكاوا الأم ! ومن ثم رحلت الحكومة المركزية الى حيث لا رجعة في انتفاضة عام 1991 . بعد أن كان في قاموسها من ترحيل أهل عنكاوا الى مناطق تكريت ، ولم يكتمل مشروع الحكومة المركزية آنذاك والحمد لله . وحررت المحافظات الكوردستانية الثلاثة أربيل ، سليمانية ودهوك وأصبحت المحافظات الثلاثة تتنفس الصعداء وتعمل جاهدة من أجل اعادة المياه الى مجاريها الطبيعية وتشكيل الحكومات المحلية واداراتها بعد انسحاب ادارة الحكومة المركزية من المحافظات الكوردستانية الثلاثة وبقت كركوك تحت رحمة الحكومة المركزية !
 
ومدينة كركوك .. عان شعبها وخاصة القسم الأكبر من الكورد والتوركمان والمكونات الأخرى من التعريب والتبعيث والتهجير القسري بغية تغير هوية كركوك  وافراغها من مكوناتها الأصلية ظنا من المركز الدكتاتوري بأن لا حل إلا النيل من مكونات كركوك الأصيلة  ، ولحد الآن لم تحل أزمات كركوك المعقدة بالرغم من وجود رئيسين كورديين أي رئيس الجمهورية ورئيس الأقليم والمشاركة في صنع القرار الحكومي والبرلماني ولا تزال المادة ال 140 من الدستور العراقي أمامها تعقيدات وتعاني من العراقيل   للحؤول دون تطبيق المادة المذكورة في دستور العراق الفدرالي ! .
 
ونحن بصدد عنكاوتنا التي أثقلتها اللعب والتلاعب بمقدراتها الديموغرافية من قبل أهلها والحكومات الكوردستانية التي حكمت منذ عشرين عاما وخصوصا بعد أن ربطت عنكاوا مباشرة في دائرة صنع القرار في مجلس الوزراء الموقر .                                                                               
 
فهنا .. القسم الكبير من شباب عنكاوا قد هاجرها نتيجة ضروف عصيبة ومعقدة بعد أن  خرج من عنكاوا متوجها نحو بلدان الجوار وخاصة أثناء الحرب العراقية الايرانية بعدما أستشهد عدد غير قليل من الشباب في جبهات القادسية والتي دامت ثماني سنوات !!!!!!!! حرب طاحنة وبعد توقفها والخسائر التي لاتحصى ولا تعد ... فصرح رأس النظام العراقي آنذاك بأن الحرب كانت من عمل الشياطين !
 
فإذن كانت أجندة الشياطين قد تحققت !! ، وقبل حرب العراقية الايرانية خرج خيرة شباب عنكاوا لمقارعة النظام ومقاتلته .. حاملا الهوية الوطنية مدافعا عن مبادي اللا تنازل وعدم الرضوخ بالأملاءات ومدافعا عن مبادي الحزب ونظالاته ومقاوما أشد مما يتوقعه البعض وفي الضروف العصيبة  ، وهذا لايعني بأن الشباب الذي بقى في الداخل لم يعاني من الوضع السائد ! لا بل هناك من عمل مرارا في ضروف صعبة ومتنوعة من أجل زعزعة وضع النظام والعمل الذي كان مساعدا ومكملا للعمل الأنصاري البيشمركة . وهنا النظام خاض حروب ضروس متتالية ، الحرب الداخلية والحرب العراقية الايرانية  واحتلال الكويت ومن ثم الحرب الخليجية لإخراج القوات العراقية من الكويت ومن ثم انتفاضة المحافظات ال 14 التي كادت تسقط النظام لو لا تدخلاات الدول التي كانت لها أجندة تتطبق من خلال العراق وخاصة المملكة العربية السعودية .                                                                         
 
وبعد أن تحررت كوردستان من أيادي وسلطة النظام المركزي في انتفاضة آذار 1991 من القرن المنصرم ، أصبحت عنكاوا تعاني من الوضعية الاقتصادية المزرية حالها حال البلدات والقصبات الكوردستانية والعراقية !! وسرعان ما دخلت المنظمات المتنوعة على الخط وعملت تلك المنظمات وبأسامي متنوعة منها الأمم المتحدة المتنوعة ومنها ... ومنها ...! وقد عملت تلك المنظمات  وبالرغم من استفادة البعض من حيث المال وانتعاش جيوب البعض .... !!! الا أنه خلقت تلك المنظمات حالة من التخريب المتنوع بين أهالي المنطقة ، وأصبح التنافس على ترك المساكن وتأجيرها والعمل مع تلك المنظمات الشغل الشاغل لأهالي المنطقة ، والعمل على تقديم كل الطلبات لإرضاء تلك النفوس التي لعبت بأخلاق بعض الناس وإن لم يكونوا الكل مشاركين في الوضعية  التعيسة !!! وهنا  الوضع خلق أناس طفيليين مستفيدين ضاربين بعرض الحائط القيم التي حافظ أهل عنكاوا من أجلها ومنذ القرون احتذى بها ودافع عليها من أجل البقاء ، وهناك نموذجا حيا لمقاومة أهل عنكاوا انقلاب شباط الأسود في عام 1963 . عندما كانت المئات من أهالي عنكاوا قد دخلت السجون والمعتقلاات وتوجهت نحو الجبال  لمقارعة النظام ، ولم تتنازل تلك الشرائح ،بل بذلت أهالي المنطقة ما بوسعها من أجل الحصول على رغيف الخبز بشرف وكرامة .                                                                                     
 
وبعد أن حرم العنكاويين من رغيف خبز في الحصارين الحكومي المركزي والاممي المتحدي !! على العراق وكوردستان ، فعان أهل عنكاوا وبحثوا عن البدائل وخاصة الشباب منهم ليعلنوا الرحيل بعد أن رحلنا نحن البيشمركة بعد الأنفال والكيمياوي وعدم توفر رقعة تقدر بمتر مربع الا وقصفت وشاهدت تمشيطا متنوعا !!! فهجر الشباب ... شباب عنكاوا بعد الاقتتال الداخلي بين الرفاق في الحزبين الحليفين الديمقراطي الكوردستاني والاتحاد الوطني الكوردستاني والذي أدت الأمور الى  أكثر تعقيدا ، أو بالأحرى تعقيدا اضافيا الى الأزمة المعيشية ومتطلبات الحياة ، وهنا تنافس الشباب على ترك البلدة  وخلق ثغرات عميقة وفراغ يتحمله الجميع !! وماذا بعد أن أصبح التنافس على ترك البلدة عنكاوا وبين العمل في دائرة المنظمات وأجندتها ؟! وعندما نتحدث عن خصوصية أهل عنكاوا .. هذا لا يعني من أن لا نوضع النقاط على الأحرف وأن نزكي أهلنا في الداخل بأنهم جلهم خيرين !! لا  .. أبدا الروايات والقصص نحتفظ بها والأعمال والأفعال السيئة لا زالت هي قائمة والمنافسة بالاثراء السريع والحصول على أكثر أمتيازات على الغنائم وبالطرق الغير النزيهة والغير شريفة هي الاخرى قائمة وتأخذ طوابع متنوعة والخدع والتزوير والاتجار بالطرق الملتوية بدعت فيه بعض الأطراف المتنفذة والمستفيدة وعلى حساب المواطن وحقوقه وبيئته وسلامته وراحته وأخيرا سايكولوجيته !!!!!!!!!! .
 
وبعد ترك الآلاف من أهل عنكاوا ... ملآ الفراغ (......)  من قبل الاخوة الوافدين اليها ... والمتنوعين في طيبتهم ومفاهيمهم ومبادئهم وأعمالهم وتوجهاتهم وو ...... الخ . فهنا لا نود خلط الأوراق وأن نتهم كل القادمين الى عنكاوا بالغير مرحبين بهم ! لا وكلا ... على الجميع من أن يحموا عنكاوا وكإخوة وليس ما يقصده البعض من أن على أهل عنكاوا أن يثوروا !!! وانما أهل عنكاوا جميعهم يتحملون ما آل اليه الوضع السيء وايجاد الحلول للخروج بنتائج تؤدي وتخدم سكنة أهل عنكاوا وشعبها وذلك عبر العمل  بأجندات عقلانية و  برنامجية طموحة .............
                                                                 



99
مذكرات بيشمركة/28
قرى دشتي حرير
وأهلها الطيبين

سعيد الياس شابو/كامران                                                                                                                                                     2011.11.2.                                                                                                    
 
يمتاز سهل حرير (ده شتى هه رير) بوسعة أراضيه الزراعية الخصبة والتي تقدر با لآلاف من الدونمات الخصبة للزراعة ومحاصيلها المتنوعة والتي يمكن الأعتماد عليها فيما لو تسخر من أجل تطوير الزراعة لكون المنطقة تمتاز بقربها من مصادر المياه الكبيرة والقادمة من منطقة جبل كاره وديرلوك وشيلادزي وبالندة وبارزان ومياه كلي عليبك.. مشكلة الزاب الكبير وتضيق تلك المياه في كلي بيخمة لتشكل زخما من المياه الخابطة في كلي بيخمة .. لكون الوادي فيه انحدارات قوية وتشبه مياه الوادي أي الزاب بالمياه ذو اللون الأسمنتي ! ومن ثم في قرية قنديل سترى المياه مستريحة هادئة لكون المنحدرات تقل نسبيا الى أن يهدأ الزاب في المنطقة ، وبأمكان أرواء حوض دشتي حرير من ذلك المصدر وبالطرق العلمية وتشغيل أهالي منطقة دشتي هرير وأهلها الطيبين بالزراعة المتنوعة منها الموسمية المتنوعة ، ناهيكم من ازدهار الثروة الحيوانية والصناعية الى جانب الثروة الزراعية .
 
بعض الأسماء الجميلة لقرى                                                                                          
حوض دشتي حرير                                                                                            
...............................                                                                                                
عذرا فيما لو نسيت أسماء  قرى جميلة  أو لم أكون بمعرفة حقيقية لتلك القرى المنسية !!
الحوض البيضوي والشبه الدائري لمنطقة حرير يحتوي على تربة خصبة وقراه موزعة وتحاصرها أو بالأحرى تحدها حرير ذاتها ، شقلاوة ، بابه جيجك وقنديل . أي القرى الواقعة في هذا الحوض .... قنديل ، كاني جركان ، هه راش ، به ربيان ، ناو شوان ، ده ربندوك ، ركاوه ، كاني تاوك ، قاسمية ، به رده كه ور ، ماموديان ، باشور ، باسرمة ، فاتاوا ، شيناوا ، خروتان ، ئازه ران ، جه مه سور ، مه رزان ، سيساوا ، مامه ختي بيان ، قاديانه ، سه ر كه ند ، ئه شكه وته ، ئاموكان وبابجيجك ورزكه وقرى أخرى لم أعرفها !!!!!!!!!
فتحية لتلك القرى الجميلة ولأهلها الطيبين ... قرى كوردستان الجميلة التي قدمت الكثير في زمن القحط
 
فأما مفرزتنا التي أنهك قواها وتكاد أن تذهب في داهية لو لا العزيمة القوية للأنصار البيشمركة الشيوعيين في ذلك الليل التعيس وتحمل أفراد المفرزة المشاكل الجمة والمتنوعة وأهمها فقدان الطريق ومن ثم العطش الذي يصعب وصفه !! ، وهنا أود أن أعبر على تظحيات البيشمركة في حقبة زمنية منسية من تأريخ العراق وكوردستان على السواء !!
 
كانت مفرزتنا في مأزق !!.. وعلينا  أن نختار الوضع الذي يناسبنا ويحكم علينا واقعه المزري ، وهنا كانت العزيمة .. مواصلة السير في الطريق الغير مسلوك وثمة مصاعب في  النزول من جبل بني حرير بمنحدرات عجيبة غريبة !!! والساتر يا رب ، لقد تحولنا الى ماعز الجبل ( بزنه كيوى) نقفز ونقفز ... !! وما شاهدنا أنفسنا إلا .. في أسفل الجبل !! ، فإذن المبتغى تحقق جزئا منه ، تنفسنا الصعداء .. فعلينا اختيار المكان الذي يمكن أن ينقذنا من عطشنا !! وليس بامكاننا من دخول بلدة حرير ومجمعه السكني ، لكون المعسكر والربايا والقوات الأخرى كلها متهيئة وهي تعلم بقدوم المفرزة الى المنطقة !! .
خيارنا ..... الصعب !                                                                                                    
...........................                                                                                                      
قرية خروتان (خاروتان ، خيروتان) ، التي تبعد عن حرير ربما كيلومترين أو ثلاثة تقديريا ، والتي تقع على الشارع القديم .. القديم الذي كان يربط طريق شقلاوة حرير والمتروك في ذلك الوقت نسبيا الا عند الحالات الضرورية والعسكرية ، والقرية متكونة من عدد قليل من البيوت ... وصلنا القرية في حوالي الرابعة صباحا ، وبعد اجتياز بعض الحواجز التي تقام لحماية الماشية من الذئاب وعدم بعثرتها أي تلك الماشية الحلوبة والتي أصبحنا معها ( عائلة واحدة )!! ، وبعد أن دخلنا السياج ورأينا متالهفين أواني وصفائح مليئة بالماء  في باحة الموقع المسيج ..... ونحن عطاشا أي عطش ؟! ... بحيث طحنا بالماء الذي كان متهيئا للماشية !! المهم شربنا الموجود وبسرع البرق !!! وهذا ما شكل خطورة على حياتنا بحيث أصبحنا في وضع لا يحسد عليه !! ولم نكن نعلم بأن العطشان الكثير والذي يفقد سوائل جسمه ... لا يجوز من أن يتناول كميات كبيرة من الماء !!! ولكننا وبعد برهة تمددنا في الموقع ذاته وانتفخت بطوننا بسبب تناول الماء الامحدود .... وكلما شربنا أكبر كمية من الماء كلما زاد عطشنا !!! يالها من عملية علمية لم نفهمها !!!! وكان المفروض بنا أن نتناول المياه قطرة ..قطرة وليس طاسة طاسة أو غطس الرأس بالإناء حتى الانتفاخ !!
وبعد برهة سيطرنا على وضعنا ولكن بمتاعب جمة ، وبعد طرق الباب ولدقات هادئة ومتكررة لكي لا يسمع الجيران ، تجاوب صاحب الدار في فتح الباب مستغربا .. بأننا أين كنا ؟ وفي يوم أمس كان التقدم من خمس محاور .. 5 محاور تقدم الجيش المجحفل ولم يشاهدنا !! ولو لا عصياننا في بني حرير .. لوقعنا في الفخ !!!!! ،و في البيت الذي استضافنا مع الرفاق الحيوانات البقر والماعز والدجاج والفئران وفي ذلك الاسطبل الذي يستوعب ل 15 نصيرا...............!!!!!!!!!!!!!!!. فصاحب الدار مشكورا تجرأ من أن يجازف بحياته وحياة عائلته وأهل قريته !!! فقال مشكورا عذروني !! لا بديل عن اسطبل الحيوانات وفيه جميع تلك الحيوانات ! فأما الرائحة والروث  وماع ماع (البزن) السخلات وبوع بوع الأبقار لكونها لم تذهب للمراعي بسبب الصباح المبكر والكل بانتظار شروق الشمس لكي تخفف من ضيق المكان ونهوض أفراد العائلة النيام ، وبعد أن غادرتنا البقرات الحلوبة ... فهيئوا لنا الفطور المشهي وفي المكان المشهي !! أجل نحن ضيوف الماشية والطيور والفئران والصرصر !!! وأثناء تناولنا الفطور الكل هجم علينا الماعز المريض والدجاج الذي نوبخه !! ولم يلتزم لكونه هو الآخر جوعان ! وهناك من أصعبت عليه البقاء في الموقع وتناول الطعام في مكان غير صالح حتى للحيوانات في البلدان المتطورة ! الا أننا أكتشفنا بأن الحاجة أم الاختراع !! والضرورة الحتمية لإنتصار قظيتنا العادلة ، وخوفا من البوح الفضولي ووصول الاخبارية الى الحكومة القريبة !! ونحن في غنى عنها !!.
 
أخذنا قسطا من الراحة وشبعنا من المأكل وشرب الماء والشاي ... يالها لو شاهد أحد الفضوليين من أن صواني الطعام تدخل للأسطبل !! أعتقد أن الوضع كان صعبا للغاية .. ولكن حماية أرواح الناس وأرواحنا يتطلب التضحية والقبول من أجل أن تكمل مهمتنا في أوجه أشكالها المتعددة .
بقينا مرتاحين !! في الموقع الذي لا يتوقعه العدو أبدا ! وبعد وجبة الغذاء الجيدة الرز والدجاج والسلطة أصبح الوضع بشكل أفضل والراحة تكاد أن تصبح طبيعية ، ولكي يكون القاريء الكريم في الصورة والتأريخ يكتب كما هو !!
 
المرافق الصحية .. هي الاخرى في الأسطبل !! وفي هذا الحال ... ما العمل ؟ ليس بأمكاننا الخروج الى مرافقهم الصحية في المسكن القروي المتواضع ! فتحية الى صاحب الدار وعائلته وأهل القرية وحتى الماشية التي قبلتنا وأوتنا في أماكنها الشخصية وأبعدتنا عن شكوك وأنظار العيون التعيسة !! ... بينما نحن من صنف آخر ! فشكرا لقرية خروتان وللرفيق وعائلته الذين تحملوا المصاعب والخوف والكلفة .
 
ومن ثم الانتظار الى أن يحين وقت العشاء !!!! وجاء وقت العشاء معتذرا الرفيق المضياف والذي اعتذر كثيرا من كوننا تحملنا جل هذا الوقت في المكان المخصص لنا وأياهم !! وبعد العشاء والظلمة غادرنا القرية نحو قرية بابجيجك .



100
مذكرات بيشمركة/27
مفرزة الأيام الستين
الكمين..وبني حرير

سعيد الياس شابو/كامران                                                                                            
2011.10.26.                                                                                                
 
كانت نياتنا صافية وقلوبنا مفعمة بالأمل والمحبة وتفكيرنا .. جله ، النيل من السلطة القمعية وليس الغير !! وبما أن الوضع كان يشوبه بعض الغموض والحكومة العراقية وأجهزتها القمعية توصل الأخبار الكاذبة القاتلة وتنقلها عبر أقزامها وأعوانها في القرى والأرياف للنيل من المفارز وبأي ثمن كان .. فكانت أحاسيسنا لا يشوبها أي غرور ، ولا أللاأبالية ، ولم نكن نتوقع في أن ينصب لنا كمين في المنطقة ! لكوننا بعيدين جدا عن مواقع السلطة ، لكون أمامنا مسافة غير قليلة للوصول الى المناطق التي يتحكم بها الجيش والربايا والمعسكرات ، وبعد أن خرجنا وتركنا قرية ملكان وكانت الساعة تشيرالى .. بين الثالثة والرابعة عصرا .. ونحن سلكنا الطريق قاصدين قرية بله ( بله العليا ) وبعد وقت قصير ... وإذ نرى البعض القليل جدا من السابلة القرويين ينظرون علينا بالريبة والشكوك والقصد وخاصة عندما قربنا من موقع الكمين المنصوب لحسابات خاطئة مبنية على معلومات خاطئة وفيها  السم المدسوس !! الأخوة لم يدلوا بالكمين المنصوب لنا  ولم يخبروننا بالكارثة لو وقعت وضحاياها ... نحن فقط !! و
 
البطل سليمان بيريجي                                                                                        
........................                                                                                      
الرفيق البطل سليمان بيريجي  قد نصب كمينا محكما دون أن يطلق رصاصة علينا !!! ظنا منه بأننا جئنا الى المنطقة لنضربهم ونطاردهم حسب الأخبارية التي أوصلوها اليه خونة الشعب وعملاء السلطة في المنطقة !! والكمين المنصوب كان في موقع مفتوح وهم أي الرفاق البيشمركة مفرزة الشهيد سليمان بيرجي قبل استشهاده قد سبا الحكومة وقواتها !! ولم نكن نعرف الكثير عن سليمان بيريجي إلا ما سمعناه في سنة 1978 . عندما أسر سيارة فيها الموظفين في قسم المساحة وهي تقوم بواجبها ووقعت في الكمين ومن ثم أطلاق سراح الأسرى والدعاية التي انتشرت في منطقتنا بالرغم من الأوضاع التي كانت تخيف الكثيرون من الحديث حول البيشمركة ، وكان الأخ سالم شعيا قد تحمل أياما في الوضعية التعيسة !! ومن ثم تم اخلاء سبيلهم ، وهذا ما كنا نشتاق من رؤية سليمان بيريجي قبل استشهاده بأيادي خائنة وخبيثة وبالطريقة القذرة التي اعتاد عليها خونة الشعب من اسلاكها والالتزام بها .
 
بينما نحن وصلنا الى المكان الذي ستطلق علينا  الصلية الأولى وبالرغم من اننا نسير بمسافات عشرة أمتار بين الشخص والآخر أو بين الشخصين والآخرين وحسب الموقع .. الا أننا ولحسن الحظ ، قد شخصونا ... بأننا لسنا أولئك المقصودين !!!!!!! لكون آمر المفرزة كاكه سليمان بيريجي شخصنا وعرف ان الخبر الذي وصله ليس كما هو المطلوب !! فنهض من موقعه وأمر بعدم اطلاق النار علينا .... ومن ثم خرج المسلحون من بين الصخور والمتاريس والمواقع التي كانوا قد اختاروها لضربنا وابادتنا ... دون أن نعمل شيئا ما !!                                                                
 
والسؤال الذي طرح و يطرح نفسه ... ماذا لو حصلت الكارثة ؟! ومن المسؤول من حصول الكارثة ؟ وماذا عن مقدمي الأخبار المدسوسة والكاذبة ؟ وكم من تلك الأخبار الكاذبة التي فعلت القتال وراح ضحيتها الشهداء ومن كل الأحزاب دون التريث والتحقيق في الخبر الموصل من والى من يهمه الأمر ؟!
 
ومن ثم تجمعنا في الموقع نحن وهم .. وتصافحنا للدقائق ، فأما الرفيق خوشناو وقف لأكثر من ربع ساعة ، ولم يكن في حساباتنا الذي حدث ولم نكن نتوقعه أبدا !! المهم تركنا بعضنا البعض ، ونحن استمرينا في المسير وبعد مئات الأمتار وصلنا بيتا وحيدا على ايدينا اليسرى وبالقرب من الطريق والذي استوقفنا رجل فلاح يحرث الأرض بالمحراث وبالطريقة البدائية مستخدما الثيران القوية للحراثة .. والتي تحرث الأرض للموسم  القادم وتزرع بالمقسوم وبالرغم من قلة مساحة الأرض التي تصلح للزراعة في المنطقة ...الا أن الفلاح يستغل المساحات المتاحة له من أن يستفيد منها .                                                                    
 
وبعد وقفة قصيرة من الرفيق آمر المفرزة أي مفرزتنا البيشمركة أحمد شامي والذي انتبه وسلط نظراته الى الفلاح القروي الذي أتعبه الدهر من العمل المتواصل في القرية والفلاحة ...... وإذ صاح ( خال .... خوا قووه تت بدا ) أي خال الله يساعدك ! وإذ بالفلاح وهو الآخر شعر بأن هناك من يحترمه ، رادا على أحمد شامي تاركا للحظات الحراثة .... وإذ بالرفيق مام أحمد شامي مشكوكا بمعرفة الرجل .. وهل هذا سيكون صديقي القديم بالعسكرية ؟! فتقرب منه مستفسرا عن أحواله دون الدخول في التفاصيل !! وبعد الحديث المتنوع .... سائلا مام أحمد ... القروي الطيب ... ألست أنت صاحبي ( فلان ) ؟ في العسكرية ! وإذ الدمعة تسيل من عيونهما رفاق وأصدقاء أيام زمان في بداية الخمسينيات من القرن المنصرم ، واليوم يلتقون متلهفين لسماع أخبار الغيبة الطويلة ! متماسكين ومتحاظنين بعضهم الآخر، وكان اللقاء بمثابة الصدمة والفرحة الكبيرة في آن واحد . ومن ثم قلنا ويضرب المثل الكوردي ( جيا به جيا ناكه وى  ،  جاو به جاو هه ر ده كه وى ) ويعني الجبال لا يتلاقيان وانما العيون تتلاقى ! وفعلا بعد 27 سنة التقى الجنود العراقيين المسرحين !! ولكن كل بثوب آخر وبموقع آخر ، وفعلا كان اللقاء في قمة الروعة والحميمية .. وكم كانت حاجتنا الى ذلك اللقاء الجميل ومع شخص أمين ومخلص ، وبعد طلب الرخصة من الفلاح راغبين في المسير .............. الى المنطقة الأخرى ، الا أن اصرار الرفيق الفلاح ونفيه لما نقوله أي سنواصل المسير ! فأبدى غير راضيا من تصرفنا ! وكيف سيتركنا دون ضيافتنا لليلة واحدة ! لنأخذ قسطا من الراحة ! يالها من الانسان أن يكون طيبا ! وأن يكون له أصدقاء وليس أعداء ! وكم كانت سعادة الجميع في ذلك البيت الفلاحي القروي ؟ وكأننا في بيت أخينا وعمنا وخالنا وصديقنا ووالدنا ! هكذا كان تعامل الفلاحين معنا ... نشكرك يا عم ، ونقول احنة مقصرين بحقك وحق العائلة الكريمة ، والعم ... ترك حراثته كليا ... ليأمر بالذبيحة وبأسرع وقت ممكن ! والكل أهل الدار أصبحوا بالانذار ! أي الكل أصبح يتهيأ لوجبة عشاء فاخرة قروية ... وسرعان ما قطعت اللحمات أربا أربا ... ووضعت في القدر وفي القدر الآخر التمن الذي يضاف عليه ماء اللحم يزيد من لذاذته وطعمه .
 
بيت فلاحي يأوي 15 نصيرا بيشمركة ، الفراش للجميع دون الذهاب الى أهل القرية لطلب النجدة وخاصة الأفرشة والأغطية والمواعين والخبز ، كلها كانت جاهزة للضيوف الكرام ، وشبعنا عن الحديث المتنوع وعودة ذكريات الرجلين قبل حوالي أكثر من 25 سنة من الفراق واللقاء الغير متفق عليه والغير مرتقب وعودة الدفؤ والحنان والحميمية والحديث بالصدقية والطيبة .
 
في ظهيرة اليوم الثاني غادرنا  بيت العم بعد تناول الفطور المشهي ، وودعنا العم طالبا المعذرة لكونه يعيش في القرية ... ولكون القرية تفتقر الى سوق عصري فلا يمكن الحصول على جميع المواد المطلوبة !! لا ياعم .. أنت والعائلة الكريمة قمتم بالواجب ونحن المقصرين باتجاهكم ! تحياتنا لكم ونحن مديونون لكم بصك على شكل الصكوك التي توزع في كوردستان على الناس المضحين !!
 
سلاما على قرى كوردستان التي أوتنا وقدمت لنا الموجود ومن قوتهم وقوت أطفالهم وتحملوا الخوف والمرارة لفترات طويلة .
وفي وقت العشاء توزعنا في قرية بله السفلى ( بله السفلى ) ونحن متهيأين على المواصلة وأمامنا مشوار صعب وخطر ! وبعد العشاء في القرية وتزويدنا بالمقسوم من الخبزات والماء في الزمزمية والتي تستوعب لترا واحدا فقط ! ونبهونا بأن في الطريق الذي سنسلكه ليس هناك ماء يمكن الاستفادة منه !!! لكون الطريق الذي سنسلكه وهو محفوف بالمخاطر !! وكان هدير المياه في الوادي النازل الذي تشكل فيه أصوات الضفادع والطيور وخفافيش الليل الطائرة والظلام الدامس وعدم وجود الدليل لكوننا لم نقر الى أين ذاهبين للأخوة القرويين خوفا من تحسبات التعامل مع السلطة من قبل البعض من القروين ونحن غرباء عن المنطقة .. كلها شكلت عندنا هواجس غير مريحة ، وبالاضافة الى ذلك الكمائن لكون تقاربنا من الربايا والمعسكرات في المنطقة ، ونحن نسير بخطى خفيفة وهادئة وبين الحين والآخر نتوقف لدقائق ونرى من خلال الناظور ! فأما بالعين المجردة فأصبحت الرؤية في ذلك الليل الحالك من الصعب أن ترى لمتر واحد وليس أكثر ، ويقول الرفيق (س) على الله وعليك لا تتركني ما أرى وأشخص أي شيء !! وفي أحيانا كثيرة نمسك بأيادينا كسلسلة لكي لا نترك رفيقا يتيه الدرب !!
 
وكان المعسكر قريب من مكان عبورنا والربايا فوق المعسكر بحيث الفوانيس تبين وأضوية كهرباء المعسكر ليس بالبعيد عنا ! وربما لهذا السبب لم ينصب الكمين ! والله أعلم ربما محظوظين في تلك الليلة الحالكة لم تصلح للكمين ! المهم تجاوزنا المنطقة ووصلنا الى أن نعبر الشارع القادم من  منطقة جوارقورنة مرورا وقاطعا العشرات من الكيلومترات وحتى  الوصول الى منطقة خليفان ، بعد أن تقع قرى باليسان وتوتمى وآلانة وقرى أخرى عديدة على جانبي الشارع البعيد بعض الشيء .
 
وبالرغم من تنبيه رفاق المفرزة بأن يلتزموا بالاحتفاظ بالماء الموجود في الزمزمية ... إلا أن الالتزام كان ضعيفا ويفتقر الى الدراية بحقيقة الأمر !!! وكيف يصبر المرأ من كل هذا التعب والعرق وقطع المسافات الطويلة والغاية في الصعوبة وأن يحتفظ بالماء الموجود عنده ؟!
وفي كل مرة نصرخ ونقول لا تشربوا الماء الا عن طريق قبق الزمزمية والذي يستوعب ربع دسيلتر في مقياس اللتر !! ، المهم .. التزم البعض القليل منا بالتوجيهات والبعض الآخر أصبحت مطارة الماء ( الزمزمية ) مديونة للرفاق أي ما فيها ولا قطرة من الماء !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!.
 
فإذن أمامنا مشوار طويل ومياهنا  قد نفذت ! الا القليل باقي في بعض الزمزميات للحالات الطارئة والطريق الصاعد الى الجبل الذي كان قد أودى بحياتنا الى الهلاك والجحيم وبأس المصير !!!
والساعة تقارب الثانية عشرة ليلا ، والتعب والعطش قد نال منا الكثير وأمامنا الصعود الى .....
 
الجبل .. أجل جبل بني هرير ( بني حرير )                                                                                                    الأسطوري                                                                                            
......................................                                                                    
                                                                                    
بدءنا الصعود مرغمين ومصرين على الصعود وهذا ليس تناقض أبدا ... علينا المواصلة واستمرينا الى أن صعدنا على الجبل .. متمنين الماء ومن ثم الماء وأخيرا الماء !!! بينما نسير وبين فترة وأخرى نوزع قبق ماء وليس أكثر ! ويتوسل الرفيق الذي نفذ  ماء  مطارته .. طالبا  بالقبق الثاني !! الا أنه يصطدم برفض طلبه وهكذا الى أن قاربت الساعة بين الثالثة والرابعة وبعد أن تيهنا الطريق ! وليس أمامنا خيار آخر إلا البقاء على الجبل الى المساء المتأخر واليل !! ومطلب الرفاق جميعهم هو فقط الحصول على الماء ، وفي جبل بني حرير يوجد فقط أمل واحد فيما لو عثر على الموقع المخفي ألا وهو ( كوناو= كونه ئاو) يعني ثقب الماء !! وهذا الموقع لا يندله الى القليلين جدا من أهالي المنطقة ! ونحن معنا رفيقين من أهل المنطقة ... ولكن يفتقرون الى الاتجاه والموقع الصحيح !! المهم بعض الرفاق ومن ضمنهم الرفاق خوشناو وأحمد شامي وأعتقد بعد رفيقين صاحبهما وبعد وقت متعب وصلا الى المنطقة حاملين البعض من الزمزميات المليئة بالماء من كوناو والذي يمكن ملأ الزمزمية وتعبئتها عبر التنقيط من الكهف الذي هو في باطن الجبل !!                                                                  
 
من كثر العطش لم يكن بمقدورنا أن ننام !!                                                                          
...............................................                                                                          
في أعالي الجبل أو بالأحرى على سطح الجبل لم تكن هناك مناطق وصخور كبيرة من أن نحتمي بها من شمس النهار ومن رؤية الحطابة والفلاحين وحتى الصيادين ، الا القليل ! المهم اختارينا مكان وعلى وجه الصباح من أن نتخذ من ذلك الموقع مكانا للمنام والحراسة ، وكيف ينتهي النهار جله بدون الماء ؟! لأن الماء الذي جلبوه قد فرغت الزمزميات منه ، أو عوقبت الزمزميات وعليها أن تعطش هي الاخرى !! وكيف تقول لا تشرب الماء والعطش يصيح .. أليس الماء للسقي والشرب يارب ؟! لو أمامنا ساقية لنفرغها من مياهها الجارية !! ولم تروي عطشنا وظمئنا !!                                        
 
كانت الفرحة لا تقاس عندما جلبوا الرفاق الماء من ذلك الموقع وفي الشهر العاشر ونحن في الثلث الأول منه من عام 1979 . وهكذا بقينا النهار بين النيام والترقب والحراسة في موقع المنام وليس بأمكاننا أن نتحرك وأصبحنا كالأشجار اليابسة ! لو استخدم عود كبريت لأشتعلنا كالبانزين ! لأن اجسادنا قد فقد الكميات الكبيرة من السوائل ! وأمامنا مشوار طويل لكي نوصل الى المنطقة المأهولة !
 
وبفارغ الصبر انجلى الليل و ودعنا النهار الطويل في المكان المقيد ولو نظر الينا جندي من جبل كورك العالي لشاهدنا !! وبعد أن ودعنا النهار ... الليل نعتبره لنا نحن الأباة وليس للمجرمين الطغاة !! وفي الظلمة المسائية تحركنا من جديد قاصدين كلي خانزاد أو بالأحرى الوادي الصعب في الجبل ، ولم يكن بمقدورنا تشخيص الطريق الصحيح في هذا الوادي !!! بينما ننزل الى الوادي ونسير ونقفز وكأننا (!!!!)!. ونستمر لأكثر من ساعة في النزول الغير شرعي ! لكون الطريق الحقيقي فيما لو وجد ، نفتقر الى معرفته ، وبين فترة وأخرى نشك بأن هذا الطريق لا يصلح حتى للحيوانات البرية ، ونناقش ونستمر بالنزول الى أن أوقفنا قطع يبلغ أكثر من ثلاث أمتار ارتفاعا !!! هنا ... لا بد من التفكير الجدي بالطريق وجاءتنا فكرة .. من أن أتسلل عبر ( البشدين ) الحزام الظهري والذي يتكون من أكثر من خمس أمتار وفي الأسفل استخدمنا الضوء ( التورج = اللايت ) لكون الوادي قد أخفانا عن الأنظار !! ونزلت عبر الحزام القماشي وماسكين في الحزام أكثر من رفيق بطل ، حاسبين بأننا سنصل الى الطريق الذي يمكن أن ينقذنا من الكارثة ! بيد أن جميع المحاولات باءت بالفشل وخابت آمالنا !! ولكن بين فترة وأخرى نقول سنشاهد الطريق ونعيش بالأمل ونزيد من معنوياتنا ونقويها ونشد أواصر الرفاقة أكثر فأكثر ، لكون الوضع الذي نحن فيه لا يحسدنا عليه أحدا في الكون !!
 
اتفقنا على أن يسحبونني من الحفرة الجبلية الصخرية وكأنهم جلبوا السمنت وعملوا حوض في هذا الموقع بينما الصخور تجوي من الحماوة !! ، بدأ الرفاق بالسحب من الحفرة وعبر حزام القماش الذي يربطه البيشمركة على خصره ، وتصوروا يا رفاق في وزارة البيشمركة الجوع والعطش والسهر والخطورة وضياع الطريق وغيرها من الأمور ...... !! العزيمة التي كنا نحملها لا تلين ... بل مصرين على تجاوز المحن وفي أوقات عصيبة . وبعد أن سحبوني من المكان وكاد الوضع من أن لا يطاق من شدة الحر والعطش والجوع ونحن نمتلك الخبز !! ولكن لا نتمكن من أكل الخبز بدون ماء !!
 
عدنا الى أدراجنا ومن حيث الطريق في العودة ونرى آفاق أو بصيص أمل لإيجاد طريق ينقذنا وأصبح الصعود لا يطاق وذهبت أكثر من أربع ساعات !!!! واحد ينظر على الثاني وعيونا بحيث أصبحت مئات العيون للبحث عن الطريق وبعد معانات لا توصف أيها الأخوة والأخوات القراء الأعزاء وقد شاهدنا بصيص أمل !! ألا وهو آثار لطريق الواوية ، وناديت بعلو صوتي .... رأينا الطريق يا رفاق ! والكل عادت قواها المنخورة وكأنه قد حققنا الانتصار على العدو ! وتسلقنا الصخور وأحيانا نتراجع الى الوراء لكون الطريق ليس بطريق السابلة !! المهم  نواصل الصعود وبعد أكثر من ساعة أخرى صعدنا الى الجبل ولكن أصبح ضياء كهرباء حرير مرئي وكأنه نحن أصبحنا في عالم آخر !! أخذنا قسط من الراحة ، وما العمل ونحن بعيدين من المبتغى والطريق ليس بمقدورنا أن نجيده !! فقررنا أن نسير والرفيق فؤاد قد سبقنا وكانت نظراته الثاقبة تساعده على الرؤية أكثر منا بكثير ، سرعان ما شاهد شبه طريق والصخور الكبيرة الملساء وكأنهم صنعيها في معامل ( الملكة خانزاد ) التي حكمت في الوادي أيام ما كانت الملكة في أمارة المنطقة وقصرها الشامخ شاهد على تلك الحظارة العريقة في وادي .. كلي خانزاد الشهير . وسلكنا وفرضنا أنفسنا بأنه طريق ! والله لم يكن طريق !
 
بدأنا النزول والجريان على تلك الصخور ! وهناك لمن الصعب على الكل من أن يكونوا مثل الرفيق فؤاد ، لكونه مجازف ولا يهاب ولا يحسب حساب الخطورة والتردد !!! ونستمر الى أن وصلنا من أن حرير وأضويتها تبهرنا ونهاب من كشف أمرنا من خروج الأصوات والجريان وضرب أخماص البنادق على تلك الصخور !! وكلما نزلنا كلما أخذنا اليسار ، لكوننا لا نقدر من أن نبات في ناحية حرير ، والساعة تقارب الرابعة صباحا وصلنا الى قرية ( خيروتان ).
 
قرى دشتي هرير وأهلها الطيبين .....
...........................
 
 



--

101
مذكرات بيشمركة/26
مفرزة الأيام الستين
(النصير أحمد شامي)

سعيد الياس شابو/كامران                                                                                      
2011.10.21.                                                                                             
 
شقلاوة                                                                                                         
...................                                                                                                         
البلدة التي تقع في قلب جبل سفين الشامخ أنجبت رجالا ومناضلين من الطراز الأول لا يهابون الموت ولا يركعون للأنظمة الدكتاتورية والقمعية والرفيق أحمد شامي نموذجا آخر من الأسطورة والبسالة ، حاملا هموم شعبه وبلدته وحزبه ، رافعا راياتها بعلو جبل سفين ... مؤمنا بنظاله الطبقي والقومي والوطني والأممي ، ناسيا همومه الشخصية والعائلية !! وحاملا سلاحه من أجل الدفاع عن كل ماهو نزيه ومبدئي وهو لا يبخل بالغالي والنفيس من أجل الأرض الطيبة .. أرض كوردستان التي كان تواقا الى أن يشاهدها محررة من الفاشست القتلة المجرمين .                                                                     
مام طه ... مام هزار / حرف الزاء بثلاث نقاط .. أحمد شامي .. جلها أسماء واحدة لا تقبل المساومة ، أسماء لرجل وفي  .. ترك إمرأة وتسع أولاد من البنين والبنات ، أي ( 6 ) بنين و ( 3 ) بنات .... 1+6+3= 10 نفرات ... أي عشرة أشخاص بحاجة الى رعاية بعد أن تركهم المعيل الوحيد للعائلة !! هذا من الطرف المادي ! فأما من الناحية والطرف الاجتماعي (!!!!!!!!!!)! أبدا ليست مشكلة !
 
مام طه .. كان أسطة .. بناء .. يعتاش على قوته اليومي والرزق الحلال بعرق جبينه  وعدم قبوله بالإملاءات لا من قريب ولا من بعيد .. لا بل أكثر من هذا ملتزم بالصوم والصلات ونكران الذات !!.
 
وربما يعتقد البعض من الأخوة و يقول .... ولماذا لم يذكر كامران شيء عن عائلة الرفيق توفيق هريري ؟! والرفيق خوشناو ترك أيظا زوجة وخمس أولاد ... ( 3 ) بنين و ( 2 ) بنات وفي نفس الحالة المشتركة !! وبما أن الرضى بأحد الخيارين بين الخيار السهل والخيار الصعب !! فبالتأكيد الخيار الصعب والرقم الصعب هو خيارنا ، وليس خيار الذل والقبول بالمساومات .
 
مام طه الوحيد الذي يمتلك الكلاشنكوف وهو آمر المفرزة ، أي مفرزتنا  التي  لم تتأثر بالمتاعب ، ولا تؤمن بالراحة ، ولا تجيد طعم المنام ، ولا الاستذواق بالطعام ، ولا تسير حسب الخرائط ، ولا تهاب الجوع والخوف والنوم في العراء !!! وهي صديقة للكل ! وحتى النمل تطعمه من فتات الخبز وتهتم بالطرق التي تناثرت منها الحجارة ، وتعمل جاهدة من أجل تنظيف عيون الماء أو ينابيع الماء المتروكة التي  أصبحت البعض منها أثرية مختفية بالحشائش رافظة الاختفاء الكلي وزوال الشكوك من عدم عودة الحياة اليها  وعاهدت تلك الينابيع من أن تواصل عطائها .. وان قلت مياهها الا أن خضارها يبقى حيويا يزدان الأرض ومعبرا بأن الحياة لم ولن تموت مادام هناك أمل في ديمومة الحياة وتواصلها!
 
وادي ملكان                                                                                                     
.......................                                                                                                 
يمتاز وادي ملكان ( دولى مه له كان ) بخصوصيات كثيرة من حيث الجغرافية الصعبة والمتخلفة  آنذاك ، أي لا طريق سيارات في هذا الوادي بتاتا  ولا مدرسة ولا مستوصف ولا قزل القرت! والوادي يعتبر من المناطق المحرمة على العساكر ومرتزقتها ، وسألنا  في  ذات مرة سكنة الوادي ... هل أنتم لستم ضمن العراق ؟! فأجابوا بالنفي قطعا ( آبسليوت ) ! فقط  .. ذات مرة جاءت العساكر في سنة 1975 . ومن ثم لم نشاهد الحكومة  والحمد لله على ذلك .
فأما قرية ملكان المتناثرة بيوتها بالوادي الجميل .. العاصي والمتين والمحاط بالجبال العالية ومياهه النقية الباردة والتي تنبع من أول خطوة تشعر بأن في القرية حياة وترى أول شجرة جوز شاهقة ومعمرة !! والبيوت متوزعة على ظفتي الطريق ولكون الوادي قد أخذ طولا وساقية المياه تنصف الوادي الى شطرين .. لذا ترى الجمال الطبيعي والحقيقي لقرى كوردستان التي عشقناها قد أزالت
من متاعبنا  بعض الشيء ونقلتنا الى عالم آخر غير عالم الذي كنا  نحن فيه !! وكلما واصلنا المسير في الوادي .. كلما زادت عدد البيوت الى أن تصل الى القرية الكبيرة وجامعها الكبير الواسع والمرتب والسخي . فأما الأشجار المثمرة والتي ملأت الوادي من الفواكه وزراعة الخضروات في الأماكن المتاحة وتصوراتنا بأن العالم يعيش في النعيم وليس في الجحيم !                                                                   
الجوز بمختلف أنواعه وأحجامه وحتى طعمه .. فأما العنب والعناقيد المتماسكة وكأنه الدولة عملت مشاريع وساعدت الفلاحين لتطوير زراعتهم الطبيعية !!!!!!!!!!!! ، العنب الأسود المتنوع طعما وحجما وقسم منه عمل زبيبا أسود ، والعنب الأبيض والأحمر المتنوع وبمختلف الأشكال والأرناك والأحجام وحتى الطعم !! فأما التين لمناطق خوشناوتي  وبالكايتي لا يوصف الا عندما تناوله طازجا أم متيبسا ومكبوسا ، والتفاح والعرموط والانجاص والرمان ... كلها تجدها في الوادي !! فأما السماق وهو الآخر يشكل ثروة لأهالي المنطقة ، ونادرا ما تلقى مسكنا لا يمتلك النحل ! فأما عسلهم فهو الآخر من الدرجة الأولى وهو يشفي العليل والغليل على السواء ، أجبان وألبان محلية طازجة .. ليست مستوردة من دول الجوار !! لا .. كلا أبدا !! انها من صنع محلي لم تدخله مواد حافظة ... والدعوة عامة للجميع أي المأكل والملبس والمنام ..جلها على حساب أخي وصديقي ورفيقي الفلاح .. !!
 
 وصلنا الى جامع القرية وفي وضح النهار بعد دردشتنا في الطريق حول وضعية القرية وبقاءنا في المنطقة الآمنة من عدمه ، والكل وخاصة الرجال كانوا متواجدين في الجامع المسجد الكبير في القرية .. بينما نحن انتظرنا الى الانتهاء من الخطبة والصلاة .. بحيث خرج العشرات من الجامع .. ينظرون الينا بعين غريبة فيها نوع من الشكوك والحذر !! ولم يروا مفرزة من بيشمركة الحزب الشيوعي العراقي في واديهم وقريتهم الجميلة لا من قريب ولا من بعيد !! وبعد الحديث مع وجهاء القرية ... بأننا جماعة الحزب الشيوعي ونود أن نأخذ قسطا من الراحة والتوزيع في البيوت لتناول وجبة غذاء لتزيدنا المواصلة في تحمل المسير والصعاب ... فكان استقبال أهل القرية قد أزال من متاعبنا .. لكونهم أي أهل قرية ملكان ومن هنا أوجه لهم تحيات محبة ووفاء وأمنيات طيبة ، رحبوا بنا وتوزعنا وعلى راحتنا أي نحن بعيدين عن السلطة القمعية !  وبعد الغذاء وتزويدنا بالقسمة الفلاحية القروية الطيبة من خبز وماء ، عدنا الى الجامع وقد شاهدنا مسلحين طبيعيين بأزياء مختلفة ليست كلها خاكية كملابسنا ، ومن ثم تبين لنا انهم بيشمركة مقيمين في القرية وهم من أهالي المنطقة والذين رحبوا بنا كل الترحيب وقد أفادونا بالمكوث في قرية ملكان في ليلة منام والراحة في الجامع وهذا ماكنا نحنتاجه ونتوق اليه بعد المسير الطويل وقطع المسافات الطويلة .                                                                       
 
كان ضمن الأخوة البيشمركة عولا بور ، حمد بور  وآخرين من الشباب ، وسرعان ما كان الأرتياح من الطرفين بحيث أصبحنا نتعامل بمجمل الوضع السياسي ودور البيشمركة في محاربة السلطة الدكتاتورية وعدم الاقتتال بين البيشمركة وقظايا مصيرية ، وقد سمعنا بتواجد المفارز في مناطق أخرى وخاصة مفرزة المناضلين سيد كاكة ومفرزة سيد سليم وصباح بور وسليمان بيريجي في مناطق متفرقة .
 
لم يكن جو البيشمركة مستقرا آنذاك بسبب وجود الأجواء المشحونة بين أطراف عديدة ، ولكن لم تكن المفارز كثيرة لكي تؤدي الى صدامات مسلحة .... وبعد أحاديث الأخوة في المنطقة من البيشمركة وأهالي المنطقة ... قد أخذنا حذرنا  وأصبحنا في الصورة الغير المتكاملة عن ما يحدث في ذات البين ، وسرعان ما أخبرونا بأن يوم غد هناك عرس في القرية وقدموا لنا  دعوة بأن نبقى في القرية لليلة واحدة ومن ثم النهار وحتى العصر ، أي بعد الانتهاء من حفلة العرس وتناول وجبة غذاء دسمة بهذه المناسبة . وبعد بقاءنا في القرية لتلك الليلة وأصبح الجامع مسكننا بعد أن جلبنا الأغطية من البيوت وفي العشاء غيرنا  توزيعنا في بيوت غير التي تغدينا فيها ! وذلك لكي لا يمل الفلاح القروي الشريف من استقبالنا ونحن كذلك ! وفي العودة والتجمع من جديد في الجامع ووضع الحراسات الليلية والانتباه بخصوص أي تحرك في المنطقة ، فكانت ليلتنا غير مريحة وبالرغم من اننا شبعانين وفي القرية  على عكس الصورة كما كانت مفرزتنا في جبل  كيوة ره ش !! و في الليل نهضنا أكثر من مرة !! كانت الحركة غير طبيعية في القرية ، كنت حرسا بكلاشنكوف ... البندقية الوحيدة التي يمتلكها آمر المفرزة تصلح للحراسة ، والجامع مغطي عليه بأشجار الجوز الكبيرة والعالية وهو مخفي من كل الجوانب ، وخرير المياه وعتمة الليل جلها تنذر بأن لا تنام وتغمض العيون ولو للحظة في الحراسة ... وإلا الكل يذهب في داهية عندما يشمر أحدا رمانة يدوية عليكم وأنتم غافلين في النوم وربما قد يحلم الانسان !
 
وفي حراستي شاهدت هناك حركة .. لايتات ( تورجات) غير طبيعية وكانت الساعة تقارب من الثالثة صباحا !! فأستيقظت البعض من الرفاق لكي يكونوا على استعداد للطاريء المرتقب ، فأصبحنا متهيئين وإذ بمسلح يتوجه الى الجامع ... وسرعان ما صحنا ( زه لام ئه توو كيى ) ؟! أيها الرجل من تكون أنت ؟ وسرعان ما أطفى الرجل ضوء لايته وأختفى شاردا !!! لم نعرف ماذا كانت نوايا الرجل وما مبتغاه !!
 
المهم أصبحنا حذرين من المسألة الى الصباح الباكر ، وفي الصباح توزعنا في البيوت من جديد والفطور المشهي والخبز الحار والشاي على السماور وكانت البيوت سخية بما تقدمه لنا وهم ممنونين ويصرحون ... نحن ممنونين فيما أنتم لم تحاربون فيما بينكم ( بينتاتكم ) فإذن الفلاح أخلص منا للقظية وهو يرشدنا الى طريق الصواب ، فكنا نؤيده ونضيف الى ما يقوله من تعابير وجمل ارتياحية تزيد من عزمه واصراره من أجل ايواء البيشمركة ودعمهم بالممكن والتزامه بالطرق الصائبة والصالحة للتعامل مع البيشمركة دون وضع العراقيل أو التعامل مع المفاهيم الازدواجية !! أي ان البيشمركة جميعهم من نفس الطينة بالرغم من الفروق الحزبية والانتمائية والمناطقية .
 
وفي الظهرية تصاعدت أصوات الموسيقى .. الطبل والمزمار ( دول و زورنا ) ( دهول و زورنا ) ، وتجمعت الجموع في مكان مسطح يصلح للتجمع والرقص الكوردي الكوردستاني الدبكة ( شاي و هه لبه ركى )، وهذا ما أسعدنا كثيرا ونحن في قرية ومنطلقين بين أحبتنا القرويين ورفاقنا البيشمركة الآخرين وهم مهتمين بنا في كوننا لسنا عدائيين لأي طرف ومسالمين ونبحث عن الجديد في محاربة  السلطة القمعية ،  كانت تلك الصور باقية في الذاكرة !!
 
وسرعات ما حمت العقول والأجساد والكل مسلحين أهالي المنطقة يمتلكون أسلحة متنوعة وأصبحت الطاب والطيب .... قررررررررررررررررم قرم الرمي بالصلي والمفرد وكأنه حرب وقتال !! ونحن مكتوفي الأيدي أي مفرزتنا التي ملتزمة بالتوجيهات والأوامر بعدم الرمي !! ومن عادات وتقاليد القرويين المساهمة في الأفراح مع الناس ! ونحن نقتصد بالذخيرة ونفتقر الى كثرها ... الا أن الحاح الرفاق البيشمركة علينا واتهامنا بالبخلاء !!! مما أخذتنا الحمية من أن نرمي كل واحد طلقة طلقتين لتجريب السلاح والمشاركة في العرس القروي ، وبعد أقل من نصف ساعة الكل نفذ عتاده !! بينما نحن احتفظنا بطلقاتنا متحدينهم بأن هذه الاطلاقات ليست للعرس وانما هي لأوقات الشدة والقتال مع العدو !! وبعد دقائق قليلة من حديثنا ... جاء شاب مسرعا يلهث من شدة الركض والخوف ويصرخ .... تقدمه ... تقدمه ... يعني تقدم القوات الحكومية الى المنطقة ! هم قالوا الحكومة لا توصل هنا !! والآن تقدمه ! الأخوة الذين نفذ عتادهم حاروا ماذا يفعلون ! وكيف يتعاملون مع الواقع الذي فرض عليهم وهم بأيادي خالية لا يمتلكون ولا رصاصة !! وحتى رصاصة الرحمة التي كانت في جيوبنا نحن البيشمركة .. هم لا يمتلكونها !! وسرعان ما صعدنا على الجبال للمقاومة بحيث توزع الكثير منهم معنا الى أعالي الجبال وكان الخوف والرعب زرع في نفوس أهل القرية ولم يعرفون ماذا يفعلون وكيف يتصرفون بعد الحدث ! ونحن نبحث عن مناطق وصخور قوية وكبيرة في المنطقة المرتفعة وإذ نصادف راعيا شابا صغيرا وهو يرعي الغنم في الجبل وبالقرب من كهف عاصي ومخفي عن الأنظار .... والرفيق الراعي كان قد أتعبته الماشية وهو يبحث البديل الديموقراطي والخلاص من المهنة التي  اتقنها وهو في سن الطفولة ، الراعي الأخ ( حاجي ) أجل اسمه الحقيقي حاجي أراد أن يترك المعزات في الجبل وفي الهواء الطلق !! ولكن بعد أن اقنعناه بالعدول من قرارة نفسه السريع .... التريث الى أن نعود من المفرزة وتنتهي مهمتنا .. وحين ذلك ستلتحق بنا كبيشمركة ملتحق ، ونح أيظا كنا بحاجة الى الفرد من المنطقة لكي يصبح لنا قاعدة في المنطقة .
 
وبعد حوالي ساعة من الانتظار والتقدم غير مجدي !! كانت الدعاية المغرضة وعدنا أدراجنا الى القرية الا أن العرس لم يبقى على حالته !! ومن ثم تناولنا الوجبة من الرز اللذيد وعليه لحمات طيبة والسلاطة القروية تحتوي على البصل وفي مواعين كبيرة .
 
الكمين المنصوب.. لنا !!                                                                                                             

102
مذكرات بيشمركة/25
مفرزة الأيام الستين
(النصير توفيق الحريري)





سعيد الياس شابو/كامران                                                                                  
2011.10.16.                                                                                      

ما من شك بأن الشخص الذي ينذر نفسه للحزب وللشعب والوطن ، لا يقل شأنه عن شأن الجبال وشموخها ومقاومتها واصرارها على التحدي للأقزام والجلاوزة واعطاء الصور الحية للمقاومة البطلة من قبل أولئك المجهولون والذين لم يفكروا بذواتهم وراحتهم وعوائلهم ، والرفيق توفيق هريري ( خوشناو ) نموذجا حيا للمقاومة والبسالة وتحمل الصعوبات في أوقات  الشدة ، والالتزام بما هو مطلوب والخروج من المفاهيم البالية والقبول بالأمر الواقع والتجديد الدائمي لما يخدم قظايانا العادلة .                      

ربما لو بحثتم في السجلات الكوردستانية العراقية على اسم توفيق حريري ..... فلا تجدون اسما بهذا العنوان لكون اسمه لم يكن توفيق ! ولكن أبو خانزاد عرفناه وتعارفت عليه في أواخر عام 1975 . في مقر الحزب في عنكاوا ، والرفيق خوشناو أي توفيق هريري غني عن التعريف ، رفيق مبدأي ، غير متكابر ، تحمل السجون والمعتقلات والأوضاع المزرية ، ولم يكن يوما من الأيام في مفهومه من أن يساوم على المباديء التي أؤمن بها ، وقدم جل التضحيات للحفاض على ماهو مقدس ونبيل والديمومة في النظال وتطوير عمل الحزب وبالرغم من عدم رضاه بسياسة الحزب لفترات من الزمن !!!

الرفيق خوشناو وهو الأسم الحركي الأنصاري للرفيق توفيق ، وهو المسؤول السياسي لأول مفرزة مسلحة تنزل الى العمق الكوردستاني متحديا  الكمائن والمتاريس والربايا والمعسكرات وما شابهها ... بينما كان العراق المجحفل بأوج قوته وعنجهيته العسكرية واللوجستية والمخابراتية !!!.

بينما نسير ونحن نتجاهل المنطقة بعد أن أوصلونا الأخوة رجال كاكه سواره آغا الى مسافة ومن ثم سنعبر الشارع الى أن نوصل ونقطع المسافة وفي وضح النهار .... وإذ نصادف مفرزة مسلحة وهي متجهة بعكس اتجاهنا وهم مسرعين أيظا ونحن !!! وبعد السلام والرؤية وهم مسلحين تسليحا جيدا وكان أكثر سلاحهم متكون من البندقية الروسية كلاشنكوف ، وفجأة التقت وتلاقت نظراتنا الخاطفة على بعضنا الآخر  وإذ بالرفيق البيشمركة من الاتحاد الوطني الكوردستاني (أوك)  ملازم خولا (خووله) ، والذي جمعتنا معه العسكرية في عام 1973 .من القرن المنصرم ، والأطرف من هذا وبعد لحظات وإذ بالرفيق البيشمركة كاكه أسماعيل والذي تربطني فيه الوظيفة والعمل في مديرية الدفاع المدني في أربيل وفي حينها كنت منسوبا الى الدائرة من قبل مديرية برق وهاتف أربيل ، وكاك اسماعيل وهو تركماني القومية و كوردستاني المبدأ والمنشأ ، وأيامها وقبل الصعود للرفيق الجبل ! كنا نتحدث بأمور كثيرة وبدون تردد ، وهو الذي كان يجلب أخبار متفرقة من بعض ما تقوم به المفارز من نشاط في المناطق الجبلية ، ولكي أكون منصفا بحق هذا الرجل.. كان مخلصا وجريئا وصريحا معي . وبعد أن شاهدوني الرفاق ملازم خولة وكاكه اسماعيل وهم  بيشمركة أوك ... فصار الصياح والعياط بقوة .... سعييييييييييييييد ! كاك سعيد ( ئه وه ئه توى )؟ ويعني أخ  سعيد .. أهذا أنت ؟ لا يعرفون كيف يعبرون عن سعادتهم بلقاءنا وفرحة كبرى كانت بالنسبة لنا وهم أكثر من 20 بيشمركة ومسؤول المفرزة كان ملازم خولا عبدالكريم فرحان الاسم الثلاثي  له ، وبعد حوالي عشرة دقائق توقفنا مع البعض والقبلات الحارة والاستفسار عن الوضع وعن احتياجنا ؟؟ فكانت الاجابة ممنونين ... فقط سلامتكم ، وبعد أن فضحوا اسمي الحقيقي أما الرفاق الأنصار ... لكون القسم من المفرزة لم يكن يعرف الأسم الحقيقي كما نحن لم نكن نعرف كل الأسماء الحقيقية في المفرزة ! .                                                      

فبعد السؤال من رفاقنا وما تحدثنا به وهذه الحميمية النقية والصافية لبيشمركة من التنظيم والحزب الآخر !! فإذن الدنيا بخير عندما تكون العلاقات بشكلها الجيد والمبدئي بين الأحزاب ومبنية على أسس قوامها المبدأ والنظال ومحاربة العدو المشترك ، ومن ثم يشعر الطرفان بالأمان والطمأنينة والعزيمة القوية . وسرعان ما كان الحلم قد تلاشى بعد فراقنا !! ومن ثم المسير نحو دولي بلنكان وقرية بلنكان العاصية وهي محاطة في الجبال الشامخة والعالية وبيوتها المتواضعة والبساتين المتنوعة وطيبة أهلها .. واستقبالهم لنا بحفاوة وكرم بالغين . وبعد وصول القرية وأخذ قسطا من الراحة والدردشة في البقاء لليلة واحدة  في هذه القرية لكي نتمكن من أن نواصل المسير في الصباح الباكر ... فقظينا ليلة شبه مريحة بعد أن توزعنا في البيوت اثنان اثنان ( دوو – دوو ) ، فكانت البسمة على وجوه أهل القرية تدل على سعة صدرهم وحفاوة استقبالهم لنا ، ونحن من جانبنا حاولنا أن تكون لنا علاقات طيبة مع أهل القرية ومن ثم كل القرى التي نتعامل معها على أساس الاحترام المتبادل والعلاقات الطيبة .

وبعد مبيت ليلة في تلك القرية الكوردستانية وفي ذلك الزمان الغدار ولو عرفت الحكومة بهم وبتعاملهم معنا .... فالويل ينتظرهم وسيكون حسابهم عسيرا عند السطة القمعية ، ومنذ الصباح الباكر ... أي الكل نيام وبمجرد صياح الديك الأول في القرية ... فنحن تركنا القرية متوجهين نحو الطريق العلوي وبالكاد نرى الطريق السالك ... ونصعد الجبل الشامخ ونتسلق أحيانا ... ونصعد في الطريق الصعب والذي فقط يكون محبب عند مشاهدة الأفلام الكابوي الأمريكية ! وبعد حوالي ساعتين وأكثر و!ذ تأتينا جبال شامخة ومرتفعات جبلية قوية  وعالية ... ولكن طريقنا لم يكن نحوها وبأتجاهها !! فإذن نحن الآن على علو لا يحسدنا عليه أحد ! والذي نفتقره خرائط المنطقة والقرى ، وعند الراحة والاستراحة فنتحدث ونرى ونستغرب مما يحدث لنا وللقروين الطيبين وللمناطق الجميلة في كوردستاننا التي ذاقت الكثير من المرارة .. وأكيد جلكم تعرفونها تلك المرارة !!

قاذفة البازوكة                                                                                                        
..................                                                                                                      
كان الجموع قد جاء لمشاهدة السلاح الغريب أي البازوكة وصواريخها !! والتي أتعبتنا تلك الصواريخ العديدة .......... وشايليها وحامليها وكأنه نحن لا نعيش بلية بازوكة ! والكل يستفسر ؟؟؟ ما هذا السلاح ؟ ومن أين لكم ؟ وكيف حصلتم عليه ؟ وما هي استخداماته ؟ وأسئلة أخرى متنوعة ، ونحن نشعر بالقوة الزائدة عندما يشعر الفلاح ... نحن لدينا السلاح الجديد الذي يمكن لنا أن نقاتل به الدبابات والطائرات وحتى تجمعات العساكر المجبورين ! ويشرح لهم الرفيق النصير والذي كان يجلب النظر هو وسلاحه البازوكة !!
الرفاق في الصورة وحسب التسلسل ومن اليمين الشهيد توما كليانا ( فؤاد ) حامل البازوكة والرفيق الثاني الشهيد توفيق هريري ( خوشناو ) ، في الوسط من الواقفين سعيد الياس شابو ( كامران ) كاتب السطور ،  والذين كانوا ضمن المفرزة الرفاق الجالسين .. من اليمين فاروق حنا ( ديدار ) وحكمت كوركيس ( بختيار ) .

وكلما سألونا عن مصدر السلاح فنقول لهم هذا يخصنا ... ونتباهى بها أي البازوكة الثقيلة والمزعجة بالنسبة لحاملها ، ولم يتمكن أحد من حملها ولو لساعة واحدة ! وانما الرفيق فؤاد حملها لمدة شهرين وكأنها حبيبته الغالية يجب أن لا يتركها ولو للحظة واحدة !




 

ونحن هنا لسنا بصدد المديح لرفاقنا الأبطال بما قدموه وأنذروا أنفسهم للقظية بقدر ما هو سرد الواقع في صوره الحقيقية !!

وواصلنا المسير في أعالي الجبال وطبيعتها الخلابة والدنيا أصبحت مرئية وبدون مبالغة بحيث نرى جبال ووديان ومناطق جميلة جدا بحيث ستكون أمنية لو عمل فلم يخص البيشمركة وحياتهم ومشاعرهم وأحاسيسهم وتشاهده الملايين عبر الشاشات ولكي يكون المسؤول الحالي في الصورة الحقيقية ،،،،، لكونه قد نسى التأريخ الذي يتحدث عنه ووضعه في الرفوف العالية وأصبح الغبار قد أخفاه ذلك التأريخ البطولي .

وفي عصرية من ذلك اليوم وبعد قطع مسافات غير قليلة بين منحدرات وصعود ونزول وقد شاهدنا أنفسنا في وادي ملكان العاصي والجميل ( قرية ملكان ) وواديها الطويل وعلى الجانبين جبال شامخة وفيها أي في قرية ملكان كافة أنواع الفواكه والكروم وأشجار الجوز .... وفعلا شاهدنا الكل يحوش الجوز أي تجمع الأثمار بصعوبة وخاصة الجوز لكون العمل المتنوع يحتاج الصعود على الأشجار وضرب الأغصان وتحريكها ، ومن ثم عمل حواجز في الماء لكي لا ينزل الجوز عبر السواقي وما شابهها ،  ومن ثم نرى العوائل منشغلة في عملها ... ونحن منشغلين في عملنا وتصوراتنا ونقول .... والله هذه القرية جميلة لو عمل سدا صغيرا ليتجمع الماء فيه ومن ثم يتوزع لفلاحين القرية ... على منازلهم وزرعاتهم !! حقا لكان المنظر لا يزال في الذاكرة .

103
مذكرات بيشمركة/24
مفرزة الأيام الستين
(يجوز- لايجوز)

سعيد الياس شابو/كامران                                                                                   
2011.10.9.                                                                                   
 
الأخوين حسن وحسين تعلما اللغة العربية في سن متأخر بعض الشيء ، ولكون اللغة العربية هي اللغة الثانية بعد اللغة الكوردية بالنسبة لهما .... فإذن لا عتب على من لا يجيد غير لغة الأم ، وبالنسبة الى الاخوة حسن وحسين وقد تكون المسألة افتراضية ! أو بالأحرى قد تكون المعنى للجملة لرباط الكلام ! والكلام يجب الافادة والاستفادة منه ! لكون تأريخنا ينقل كلاميا أو مكتوبا أو موثقا بالطرق العديدة منه القصصي والروائي أو الصوري أو ماهو أكثر وضوحا كالافلام الوثائقية التي نشاهدها في عصرنا هذا !
 
ولكي لا نبتعد عن صلب الموضوع والدخول في التفاصيل المتنوعة والجميلة والتي تشكل عاملا مهما في حياتنا وتؤرشف تلك الحياة للأجيال القادمة بغية الافادة منها وتصبح مادة دسمة تأريخية ! فعلينا من سرد الواقع وليس الذهاب الى السراب الخيالي المرسوم في غرف العمليات وتغير نوع الديباجة !
 
بدأ حسن لأخيه حسين .... كاكه حسين ....... شنو معنى يجوز ؟ ، فرد .... حسين مسرعا .. يعني نابي !! ، وبعد لحظة واصل حسن بالسؤال الثاني ..... ؟ كاكه حسين شنو معنى لا يجوز ؟، فرد حسين على أخيه حسن ..... يعني ما تعرف ؟! فقال .. كلا !! ومن ثم بدأ حسين مشكوكا بالأمر .... فقال يعني ( هه ر نابى )، ( هه ر نابي )!! فإذن ... اذا كانت اليجوز يعني ( ده بى ) وبواسطة تجاهل اللغة تصبح نابي يعني لا يجوز !! ومعنى ( هه ر نابي ) لايجوز بتاتا !! أي لا يجوز خلط الأوراق والتسميات !! أي بالشكل الواقعي والأفضل ....... سموا الأشياء بمسمياتها ، لكي التأريخ يرحمنا ويرحمنا .. أي سموا البيشمركة القديم  بالبيشمركة ولا تشاركون نضالات البيشمركة من لا يستحقون ذلك العمل والنضال الصعب وفي تأريخ صعب ومعقد ! لا تخبطوا الأوراق !! ابحثوا عن البيشمركة القديم ( بيشمه ركه ى ديرين ) وابحثوا عنه في الأوقات الضائعة ! وابحثوا عنه لكون التأريخ هو مزيف !! هناك من ( يخجل )!! من أن يقول كنت بيشمركة قديم يوما ما !! ليس لسبب بأن أسم البيشمركة ليس مقدسا وحسب التعبير المجازي !! كلا أبدا وألف كلا !!!! البيشمركة القديم قدم خيرة سنين عمره من أجل القظية ! وماذا اذا قلنا .... القظية لا تشتهي ؟! كفى أن يشاركونا ويتقدمونا الآخرين ! كفى أن تكون اليجوز واللايجوز تكونا = نابي وهه ر نابي !! الياء الأخيرة في اللغة الكوردية الجميلة لا تقبل النقاط !
 
فإذن هناك الخلط بين يجوز ولا يجوز والتأريخ يسجل وتنقل الأمانة للأجيال القادمة وتصبح التوصيات ونقل الأمانة من صلبنا وسنحث المسؤولين على العمل والمطالبة بالحقوق كاملة وبدون عجز !!!
 
جبل كيوه ره ش                                                                                                       
......................                                                                                                     
ونحن نتأمل من على موقع مرتفع شامخ من على جبل (كيوه ره ش) ، بحيث شعرنا بأننا قد قربنا من السماء وزرقتها الداكنة ، وأصبحت النجوم تغازلنا والبعض من تلك النجوم نشعر بأنها تتحرك وهناك من نجوم تخرج منها شرارة وتقدح !! وأصبحنا في مأمن في تلك الليلة !!! أي من يصل الى كيوه ره ش في هذه الليلة ومن يندل ويجيد مكاننا ؟! ونحن بالكاد لا نعرف أين موقعنا وربما فقط بالقصصصصص الخرافية أو بالأحلام يمكن أن يشاركنا في هذا الموقع !!!!! وفتحنا الراديو الذي يحمله الرفيق البطل المسؤول السياسي لمفرزتنا النصير توفيق حريري ( خوشناو ) . وأصبحنا نتحدث بعلو صوتنا وجهوريته وفرشنا من الأرض مدراسا ومن السماء غطاءا ومن الحجر وسادة !!! وبعد مسير طويل ... أصبحنا على أن نأخذ قسطا من النوم والراحة مع رفيقنا كيوه ره ش ، وبعد الحديث المتنوع من قبل رفاق المفرزة وهناك من ذهب الى الشخير القوي والصارخ والمتنوع الأصوات منها متقطعة ومنها مضحكة !! وفي اليوم التالي أي في السادس من  تشرين الأول 6/10/1979 . واصلنا المسير باتجاه ( دوله ره قه ) منطقة سركبكان أي المنطقة التي كان يتواجد فيها الرفيق الآغا الشاب سوارا آغا ( سواره ئاغا ) أبن عباس آغا أبن مامند آغا . أي كان في المقر الصيفي هو وقواته المسلحين في المنطقة ، ولم نكن نعرف عنه كثيرا ولا عن المنطقة ولا جغرافيتها وطبيعتها وكأنه فلم داخل فلم !! الذي نعرفه عن الآغوات انهم مع السطة !! والمنطقة تابعة لهم لا شريك لهم سوى رب العالمين والحكومة !!.                                                                                                       
 
رسالة من مام جلال نحملها الى سواره آغا !!                                                                     
..................................                                                                     
لم نكن نعرف ماهو موجود وما تعنيه الرسالة من معاني ومطاليب ... ولكن من خلال الحديث مع الرفاق تبين بأن المطلوب مساعدتنا في الدليل من والى .... وكان وقت الوصول الى مقره الصيفي  في حوالي الساعة العاشرة صباحا من ذلك اليوم ، والمكان رائع ويعتبر من المصايف الجميلة كموقع وبعد السلام والمصافحة من قبل كاك سواره آغا ورجاله ..... والترحاب بنا الى أن أصبحنا نشعر بالطمأنينة وراحة البال والاستقبال الحار الذي ترك عندنا وجهة نظر أخرى وخفف من متاعبنا ، وبعد توجيهات سواره آغا الى رجاله وبسرعة البرق !!!!! هيأوا الطعام ... البيض المقلي والجبنة واللبن والخبز الطيب والشاي الذي فقدنا طعمه ونسيناه ويقال بأن الشاي يعتبر ( خمرة الثوار ) ! وبعد استلامه لرسالتنا وترحيبه بنا ... فبين استعداده للمساعدة وعلى الشكل المطلوب .                                                                     
كاكه سواره آغا .. كان شابا مليئا ذات ملامح وبالعامية مرصرص أسمر اللون بعيون كبيرة وشوارب سوداء غامقة ، متمنيا له العمر المديد والصحة والسلامة ومن هنا  لشخصه الكريم ورجاله الذين ساعدوننا .. تحية طيبة ووفاء ، و كانت نظراته مؤشرا على الحنكة والدراية والأمر بالنهي والكل يصغونه وينفذون أوامره ! رجال واقفين .. رجال جالسين .. حراس ... رجال من يقدم المائدة الطيبة ، وبعد حوالي ساعتين واصلنا المسير بعد أن وضع اثنان من رجاله في خدمتنا كأدلاء للطريق وودعنا بالشكل الذي يليق بالضيوف الكرام حاملين رسالة من مام جلال وذلك لمساعدتنا ، وفعلا هذا ما حدث واستبشرنا بالخير ، وبعد السؤال من الاخوة الذين رافقونا كأدلاء تبينوا لنا بأن سواره آغا ليس مع السلطة  ، كان هذا موقف سواره آغا  ورجاله من  مفرزتنا البطلة .                                                                                                                       

104
مذكرات بيشمركة/23
مفرزة الأيام الستين
الجبال الشامخة

سعيد الياس شابو/كامران                                                                                       
2011.10.5.                                                                                       
 
تعتبر الجبال الشامخة في كوردستان الجنوبية أي كوردستان العراق مصدر من مصادر القوة وجمال الطبيعة الخلابة وهي أي الجبال بمثابة الأوتاد الراسخة والظهير القوي لشعب كوردستان المتنوع ، الشعب الذي رزح تحت وطئة المفاهيم البالية لدى الأنظمة المتعاقبة التي حكمت العراق لعقود من الزمن ، وعملت تلك الأنظمة ما بوسعها من أجل عزل الانسان الكوردستاني من بيئته الطبيعية الحقيقية وحشره في مجمعات سكنية تشبه الثكنات العسكرية المتخلفة ، وذلك اصرارا منها من فرض سيطرة الرضوخ والقبول بالاملاءات المتنوعة !!.
 
وأهم تلك الجبال لكوردستان العراق والتي هي معروفة بشموخها وعلوها ومقاومتها وجمالها وطبيعتها ، وان اختلفت الوصفة والحالة من جبل الى آخر .... الا أن الحالة تبقى في خصوصياتها ومزاياها الجميلة والمتنوعة واشتهارها أي تلك الحالة بالأزمان والأوقات العصيبة ! وجيل كيوه ره ش يمتاز عن بقية أصدقائه واخوانه ورفاقه من الجبال ..... بالقساوة وعدم الرحمة الى حد كبير ! ولو توقفنا قليلا .. وبدءنا بالحديث وذكر تلك الجبال .. فذلك يحتاج الى الخبرة والدراية العلمية والواقعية والمستمدة من مصادر تأريخية وعلمية وحياتية ، ولكوني أفتقر الى كل المعلومات بخصوص تلك الجبال فأكتفي بذكر الوقائع التي عشتها وشاهدتها لعقود من الزمن في هذه الأرض الطيبة وجبالها الشامخة ، ولنكن عند حسن ظن القاريء الكريم والمتابع لأمور وتنوعاتها والجغرافية والحب لتلك الجبال الشامخة والمقاومة والراسخة التي لا تتبدل ولا تتغير من مواقعها ولا يهزها الريح أو الرياح العاتية من الوجهات الجغرافية الأربعة !!!! .
وجبل كيوه ره ش واحدا من تلك الجبال ، وجبل آسوس يقابله في الطرف الآخر ! جبل قرداخ ، جبل أزمر ، جبل كويزه ، جبل بيره مكرون ، جبل بمو ، جبل هيبت سلطان ، جبل كوسره ت ، جبل باواجي ، جبل هلكورد ، جبل حصاروست ، جبل حسن بك ، جبل كيله شين ، جبل قلندر ، جبل بيران ، جبل زوزك ، جبل مامندة ، جبل قنديل ، جبل سكران ،  جبل هندرين ، جبل كاروخ ، جبل كوليت ،  جبل كورك ، جبل سفين ،  جبل مامه روته ، جبل كتينة ، جبل سري سرين ( سه رى سه رين ) ، الجبل الأسود ( شاخي ره ش ) ، جبل كوشينه ،  جبل شاكيو ، جبل بردبوك ، جبل مقلوب ، جبل بيخير ، جبل سنجار ( شنكار ) ، جبل كاره ، جبل متين ، جبل الأبيض ( كوسبى سبي ) ، جبل بيرس ، جبل شيرين ، جبل قرجوخ ،  جبل برادوست ، جبل بني حرير ، جبل حمرين وعشرات الجبال الأخرى المنسية والتي نفتقر الى المعرفة اليها والتي تشكل جغرافية كوردستان الجميلة ، ومن هنا أقترح الى كل من يهمه شأن كوردستان .. من أن يتم دراسة الموضوع بشكل علمي وجغرافي من التفكير بالبناء السكاني واستحداث مناطق ومدن سياحية وعلى تلك الجبال واعمارها بما يلائم التطور الجغرافي والحضاري والعلماني واستغلال تلك المناطق المهمة تحسبا للطواريء القادمة والمتغيرات الكونية !!
 
سلاما على تلك الجبال الشامخة التي قاومت كل أشكال الهجومات العسكرية التعسفية والقصف المتنوع من قبل الأنظمة العراقية المتعاقبة ولعقود من الزمن ومن الدول الجوار العراقي !! ومن هنا أقول ........ هناك دول لها تلول ومرتفعات شبيهة بالجبال وهي تفتخر بها وتمجدها وتصنع منها مناطق سياحية !!!! وهل نحن لا يحق لنا من أن نفتخر بجبالنا الشامخة والتي تعد بالعشرات ان لم تكن بالمئات  وشموخها يصرخ للقاصي والداني وتنادي أجل آن الأوان بالتفكير الجدي لبدأ بالعمل على هذا المنوال ، ألا وهو البدأ من جبل بني حرير واعماره ولتصبح محافظة بني حرير ولتستخدم دشتي حرير للزراعة فقط ؟!!!!!!. وربما الرؤية سابقة لأوانها والتفكير بهذا المشروع يعجز المسؤولين من التفكير مليا وجديا في مثل هذا المشروع ، الا أن أهمية هذا المشروع يحتاج الى دراسات ستراتيجية والخروج من معمعة التفكير في الذات فقط ! وهذا ما يدخل ضمن الأمن القومي الكوردستاني .


105
مذكرات بيشمركة/22
مفرزة الأيام الستين
القرى الطيبة !

سعيد الياس شابو/كامران                                                                                        
2011.9.30                                                                                     
 
القرى الكوردستانية تعد بالآلاف ، ومن المحتمل معلمي وأساتذة الجغرافية لا يعرفون .. كم عدد القرى مجتمعة وحتى لو سألت المعنيين في الأقليم والعراق فلا أحد يمكن أن يجاوبك على هذا السؤال ؟! فإذن الجغرافية في العراق ( مخبوطي ) على كولة المصلاوي ! لكون العراق كان سباقا في هدم قراه الجميلة .. الطبيعية .. الخلابة في مناظرها ومواقعها الاستراتيجية وتكوينها الغير مكلف بالنسبة للدولة العراقية ( القمعية )! ، ويقال ومن المحتمل أن يكون العدد يزيد عن هذا العدد 4000 !!!! أربعة آلاف قرية مهدمة في ربوع كوردستان العراقية ، ومن لم  يشاهد بأم عينيه ذلك الهدم والخراب والدمار ... فلا يصدق تلك الأقاويل المغرضة ! ومن لا يروم قول الحقيقة وحتى على نفسه فإنه مريض !!
 
وليست العجابة والغرابة فيما لو نقول ونصرح بأن الجينوسايد والتغير الديموغرافي واستخدام كل الوسائل لابادة شعب هو من صلب الدكتاتوريات والعقول المتعجرفة التي درست في مدارس فاشلة ظنا منها التحكم بمصير الشعب وتغير ما يمكن تغيره من مقومات وتأريخ ذلك الشعب مما سيؤدي به الى الفناء والزوال وبمرور الزمن سيقضي عليه وتختفي آثار الجريمة !! ولا يعلمون بأن قبل أسبوع أكتشفت قنبرة أو صاروخ كيمياوي غير منفجرة في مدينة حلبجة أثناء العمل في المنطقة ، وسرعان ما الجميع هرولت لتفجير الصاروخ بوجود الخبراء ومنهم الأمريكان !! يا للعجابة والغرابة !! بدل من أن يوضع الصاروخ الغير المفجور في المتحف في مدينة حلبجة التي تعاطف العالم مع تلك الواقعة الكارثية الذي هزت مشاعر العالم بأجمعه ، فأسرعت القوات لتفجيره والخلاص منه لكون أي صاروخ عسكري مرقم عسكريا ومكتوب عليه منشأ الصنع !! وهكذا تم التملص من الجريمة ومرتكبيها وفاعليها !!
 
هنا نحن بصدد القرى الطيبة الجميلة وعلى الشريط الحدودي الكوردستاني العراقي والمحاذي لمناطق جغرافية مقسمة الى الدول تركيا ، ايران ، سوريا والعراق ! والجغرافية والديموغرافية هي مشتركة بين كوردستان المجزئة الى  أربع مناطق أقليمية دولية وحدودها يصل الى أرمينيا ، احدى دول الجمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق ! . ونحن بصدد قرى كوردستان الجميلة التي هدمت ودمرت بعد اتفاقية الجزائر المشؤومة في سنة  1975   من القرن المنصرم أثر انهيار الحركة الكوردية التحررية ، وما آل اليه الوضع لتلك القرى وساكنيها ، ومن ثم الاستمرار في ترحيل( الفلح ) مختصر ومحبب , الفلاحين الطيبين الذين تشبثوا بتلك الأرض الطيبة وما فيها من الزراعة والصناعات المحلية وتربية المواشي وغيرها من الأمور الكثيرة والمتنوعة ........... ، والمبكي في هذه القرى المدمرة تبكي آثارها وتأريخها وساكنيها الذين قد رضوا بالحد الأدنى ولم تكن مطاليبهم ...... لا الماء ولا الكهرباء والشوارع ولا المستوصفات ولا الترميمات !!!!! وفوق كل هذا وهذاك هدمت القرى الطيبة والمتناثرة على الشريط الحدودي ولمسافة 17 كم عمقا !!!!!!!!!!!!!!!!!. فأصبحت القرى محرمة على أهاليها وحرمان أصحابها الشرعيين في صفحة ..... وقراهم الجميلة الطيبة في صفحة أخرى !! ونحن أصبحنا في الوسط الظالم !.
 
هل يكفي أن نتحدث عن القرى عابرين دون أن نتذكر ماهي تلك المحاصيل والزراعة والصناعة المحلية ونكتفي بوصف تلك القرى هي طيبة ؟!
وان اختلفت الثروات والمحاصيل من قرية الى اخرى وتنوع تلك المحاصيل .. الا ان النتيجة هي خسارة للبلد والشعب والفرد !!! ومن هنا التغير الذي حصل في عقلية هرم الدولة الحاكم هي العقلية المتخلفة المتنفذة دون الرجوع الى قوانين الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية وحتى البيئية !!!! فإذن نحن أمام المعادلات والحسابات التقليدية النسبية مما ينبغي الحديث فيه اليوم قبل بكرة !!
ومسالة المحاصيل الزراعية التي تكونت من الحنطة ، الشعير ، الرز ، العدس ، الحمص ، السمسم ، الجت ( وينجه )، مزارع البصل !! وأنواع الكروم والبساتين الديمية والسيحية الاروائية وأنواع الفواكه الجبلية التي تمتاز بنوعيتها الطبيعية ذات الطعم الذيذ والمحبذ ، وسأعرج على تلك الفواكه في حلقات قادمة . فأما الثروة الحيوانية من تربية المواشي والدواجن والنحل وتصديرها للمدن لكون الطرفين مستفيدين من البظاعة المحلية الوطنية الرخيصة !! ولو تحدثنا بأرقام ونسب متقاربة وليس المزايدات من أجل كسب أو العطف على ..!! ليس بالمهم ! ، ولو حسبنا 4000 قرية بينها صغيرة ومتوسطة وكبيرة ، فهناك قرى متكونة من بيت واحد أي عائلة واحدة أو يتواجد فيها أكثر من بيت وتسمى ب ( يكماله ) أي  البيت الواحد ، وهناك قرى وصل عدد مساكنها الى 400 بيت أو أقل وعلى سبيل المثال وليس الحصر قرى كرتك وروست منطقة بالكايتي وليس قرية كرتك الحدودية الأولى وهي قرية الرفيق عولا مينا .
 
ولكي نحسب في ذلك الزمان العصيب فقط صناعة العسل وليس أي شيء آخر ! لو ولو وان أصبحت لو لم تخرب تلك القرى ! ولو أصبحت تلك القرى عند حسن النظام والدولة ! ولو اهتمت الدولة عبر مشاريع مزدهرة ودعم أهلها بتطوير تلك الثروة النحلية ... 50 كيلو أضربها في 4000 كيلو ، أي نسمي القرية بكيلو = 200000 . مائتان ألف كيلو عسل ينتج فقط من القرى المهدمة وهناك فقط قرية واحدة تنتج بمئات الكيلوات ان لم تكن بأكثر من طن من ذلك العسل ! واحسب الفواكة والخضر والمحاصيل والمواشي والخشب والصوف والسماق وعصير الرمان والفاكهة اليابسة ناهيك عن الطازجة  على هذ الحساب البدائي ! أحسب لو لم تسرق مليارات النفط !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! أين يصبح العراق في ومن الخارطة العالمية ! وحديثنا ليس سرق المليارات ! بل القرى الطيبة المهدمة !
 
ونواصل المسير وقد أرهقنا المسير المتواصل والذي بلغ بحدود 24 ساعة أي من 4/10 –واليوم هو 5 /10/1979 . أي مشينا من الواحدة ظهرا وحتى الواحدة ظهرا وبالرغم من كوننا تعبانين ولم ننام طول الليل ! والى أن وصلنا قرى ممكان وجلكان التابعتين الى ناحية( سه نكه سه ر) . القرى كان يرثى لها في وضعها المزري !! أي بيوت متناثرة فقيرة وساكني تلك القرى الغير مهجورة وبيوتهم الطينية منشغلون برعي المواشي والزراعة الشتوية ، وبعد أن شاهدونا ونحن في عز النهار ووضحه !! استغربوا من الأمر !! بعد أن توقعوا نحن لسنا بيشمركة !! ولكن بعد شرح وافي من قبلنا وخاصة الرفيق المسؤول السياسي للمفرزة الرفيق توفيق حريري ( خوشناو ) والرفيق أحمد شامي آمر مفرزتنا ، وبعدهم الرفيقين لم يستشهدا . وشرح ما يتطلب شرحه يحتاج الى المخزون عند كل من يتحدث بالسياسة والفلاح الكوردي له المام بالسياسة وبالتأريخ ولن يفوته شيء ولا ينسى الأحداث بسهولة !
 
وبعد شرح والمداخلات وجر الحديث طولا وعرضا ... والفلاح لا يعلم بأننا نسير في الطريق منذ يوم أمس ! المهم توزعنا في ذلك اليوم ، وعند التوزيع هناك من كبير القوم أو الوجهاء أو من شابههم يقومون بتوزيع البيشمركة على البيوت ! وكثيرا ما يتوزع البيشمركة زوجيا .. أي 2 مع بعض وأحيانل أكثر من 2 ، وأحيانا واحد ! وذلك لكي لا يتحمل صاحب الدار الفلاح القروي الكلفة الزائدة ! وأية قسمة في ذلك اليوم وزعت لوحدي أي نحن كنا 15 نصيرا  بيشمركة ، بعد أن غادرونا الأدلاء الرفاق عائدين الى المقرات في ناوزنك التأريخية .
 
لأول مرة أتوزع في البيت الفلاحي القروي العراقي لوحدي ! بعدما  توزعنا مع الرفيق خوشناو في بيوران ، وحسبنا الحساب فيما لو نكون ثلاثة في البيت ستكلف الفلاح قسطا غير قليلا والناس القرويين مساكين ومحصورين في تلك القرى والتي تبتعد عن المدينة والحظارة وحتى مداخيلهم محدودة بالنسبة لأهل المدينة ولكن سخائهم أكبر من سخاء أهل المدينة ! ، وبعد السلام من قبلي والحديث والانتظار والاسفسار من قبل صاحب الدار عن هويتنا العسكرية والسياسية وفي عز النهار كيف نتواجد في هذه المنطقة ؟! فكان الجواب ... نحن بيشمركة الحزب الشيوعي العراقي .
وبدأ صاحب الدار من لقاء نظرة مشكوكة ومشوبة بالحذر الفلاحي ! ولكن أصر على أن لا يرحب بظيفه ولا يبتسم له !! ولصاحب الدار كان هناك ضيف حقيقي قادما من .. ؟ ويبدوا من قيافة وهندام الضيف القادم بأنه مرتب وكشخة ! ويشاورون فيما بينهم .... وهم جالسين في الصدر وأنا فرش لي في الأسفل أي نبتعد عن بعضنا حوالي خمس أمتار !!!!! ، وبعد الانتظار جاءت صاحبة الدار حاملة صينية وفيها أرغفة الخبز + نوع من صنوف دقيق الجبن المسماة ب ( زازي _ جاجي ) أي حرف الزاء بثلاث نقاط !!! ، وهذه النوعية من صنوف الجبن لا تفسد أبدا ، لكونها هي فاسدة أصلا ! وان ليست كلها فاسدة ... بل هناك نوعيات طرية طيبة وتحفظ هذه النوعيات من الجبن في الجلود المصنوعة خصيصا لحفظ الأجبان وحفظ المياه والماستاو ( دوى كوردى ) ومواد أخرى وحسب الطلب والحاجة .
 
وفي نفس الوقت .. جلبت صاحب الدار لرب البيت وضيفه الكريم صينية فيها ماعون رز وفوقه لحم مقلي وماعون مرق مع بصلات وخبز !!! لم أرى ولن أرى مثل هذا الموقف أبدا !!! وربما لم يكون بالشكل الذي فهمته !! فإذن بعد بسم الله وحمده ... بدأ الاخوة بضرب المعالق بالمرق وبالتمن وأنا أنتظر حصتي من الطبخ وحسبت بأن الجبنات هي أضافية لضيفهم البيشمركة !! ولكن دون جدوى !! وانتظرت بحيث صعدت الحماوة عندي !! فبدأ صاحب المنزل بنظراته الخائبة.. ناطقا بكلمات خجولة .... لماذا لا تأكل ؟! ومكررا الكلام !! فبدأت بحيرة من أمري وخجلي من أمر الواقع والمعروف عن القرى الكوردية بأنهم مظيافين ومضحين ... هنا وقفت للحظات وقلت بهدوء .... كيف آكل شكل وأنتم تأكلون شكل آخر ! أي قلت بالشكل الواضح وبدون مستحى أو خجل .. هاتولي من نفس الغذاء والنوعية وأنا أيظا بشر وانسان ونفس مثلكم ! وسرعان ما جاوب الأخت ربة البيت بأنه هذا الأكل للضيف فقط ! فقلت وكررت أعملوه بالنصف أي ناصفونا مع ضيفكم الكريم وهو الآخر ساكنا لم يتحرك ولم يؤنبه ضميره الانساني القروي الطيب ، وهم استمروا بتناول الطعام الطيب وأنا ناهظا من موقعي مغادرا الغرفة الطويلة .. دون كلمة مع السلامة ( خواحافيز ) ، فشعر صاحب الدار من مغثتي وبدون أن أتناول لقمة غذاء في هذا الدار ... فقال صاحب الدار مدندنا ... أليس من المفروض أن تقول للزلمة مع السلامة ؟! فكان جوابي شبه قاسيا ! وخرجت من الدار دون أن أكون زهقانا أم غاضبا أم ناطقا كلمات بذيئة ، بينما الرفاق الآخرين قد أصابتهم وجبة محبذة وحاملين معهم الخبز الاحتياطي للطريق . فهنا أشك أنا من واقع صاحب الدار لكونه لم يثق بأننا بيشمركة ! بل ذهب الى أبعد من ذلك وحسب حساباته لكوننا ( الفرسان ) ومن ثم فيما يعلمون بأن القرويين يتعاملون بشكل سليم مع البيشمركة .. فإنهم يتحملون عواقب فعلتهم الشنيعة أي تناول وجبة غذائية تساعد البيشمركة لمواصلة السير وتسلق الجبال والسير في الوديان وقطع مسافات طويلة بغية الوصول الى الهدف المنشود ! وبعد حوالي ساعتين في القرية المتكونة من عدة بيوت منعزلة عن بعضها تجمعنا في المكان المحدد وعند صاحب الدكان الذي فيه بعض الحاجيات البسيطة ومنها البسكويت !! ومن النوع العادي وأشترينا ما نحتاجه بعد أن نفذ ما في العليجة لكوننا لم نصادف قرى مأهولة بالسكان ! ومن ثم وداعا  يا أيتها القرى المحرومة من كل الخدمات !!!!! عجيب دولة نفطية أمرها وغريب قدرها !!! وكل هذا المخبرين على أتم الاستعداد من النيل منا وايصال الخبر الى السلطات لكون تواجد ((( المخربين))) ! في المنطقة ! وداعا بعد السؤال عن الطرق المختلفة واتجاهاتها وما يتواجد في تلك الطرق من عوائق ، وأخذنا الصوب الذي جئنا منه أي طريق العودة !! لكي لا يعرفون من أين قدمنا والى أين اتجاهنا !!
 
فإذن العمل صعب للغاية .. لسنا على دراية بأمور المنطقة ولا طرقها ، ولا نعتمد على شخص واحد في حال وجود الشخص الثاني والثالث ، نسأل وعند السؤال يعلمون حقا اننا غربة على المنطقة والشغلة !! وفعلا الحالتين تشملنا ولماذا المستحى ؟! فإذن نحن تحت أمر الواقع . وبعد السير لدقائق بحيث اختفينا عن الأنظار تقريبا .. ومن ثم عدنا بعكس الطريق متوجهين باتجاه  جبل (كيوه ره ش)العريق ، الجبل الذي يمتاز بقلة الينابيع وخاصة فوق الجبل والطريق الذي اخترناه !
 
سلسلة كيوه ره ش ( تعني القمة السوداء ) ولكيوه ره ش قصص وأحاديث كثيرة وهو يمتاز بالبراكين الكثيرة التي حدثت في العصور الغابرة وفيه قمم ومسنات عجيبة غريبة وفيه وديان ومناطق عاصية من الصعب الدخول في تفاصيلها الا عبر الأقمار الصناعية التجسسية أو العلمية لكي يغزوه ويستخرجون ما في باطنه ! ربما قد نبتعد قليلا عن صلب الموضوع ولكن لي ذكريات مع كيوه ره ش ، منها المتعبة ومنها الصعبة ومنها المؤذية ومنها التعيسة !!!! ولذلك بعد مسير لساعات أخرى فوصلنا الى فوق الجبل وفي مكان يصلح للمبيت لكون المساحة صالحة لأن نبات على الجبل الشامخ ومخدتنا الحجر وفراشنا الأرض الطيبة ولحافنا زرقة السماء وجيراننا العقارب والحيايا والحيوانات التي تضيع الطريق والطيور التي تعشق الطبيعة الخلابة !!!!




106
مذكرات بيشمركة/21
مفرزة الأيام الستين
أبناء الجبال !

سعيد الياس شابو / كامران                                                                                         
2011.9.23.                                                                                             
 
 أجل.. ولدنا في السهل يوم أمس ! واليوم أصبحنا أبناء الجبال !! لا نجيد العادات والتقاليد الجبلية واختلافها من منطقة الى اخرى ! وعلينا أن لا نري أنفسنا بأننا نفتقر الى تلك المعرفة ولا يجوز نسيان حاجياتنا في البيت أو المكان الذي نمكث فيه لدقائق أو لساعات أو قد نبيت فيه ليوم ! ومن هنا كانت الارشادات والتعليمات على قدم وساق ومنذ اللحظات الاولى الى أفراد المفرزة ، والالتزام بالعادات والتقاليد أثناء الجلوس وتكون البندقية في حظنك  أوبشكل قريب منك حيث تلامسها بشيء ما من جسمك وأن لا تكون شارد الذهن ! ولا تتعامل بالغباء ولا ببلادة ولا بالخوف ولا تري للمقابل بأنك تعبان من المسير ولا تتباهى بالحظارة والرقة لكونك طالب أو موظف أو ….. ! ولا يجوز أن تبدي برأي بطنك لكونك جوعان ولا عطشان … لكون البيشمركة يتكون من صناعة خصيصة لمقاومة الجبال ! وبالفعل عليك أن تلتزم بالمفردات والا قد يصيبك القادم من المجهول !! ، وملاحظات أخرى كثيرة وأهمها أن لا تنسى حاجاتك في المحل الذي مكثت فيه وأن لا تترك آثار الجريمة !! والجريمة هي عند تناولك شيء ما .. كقوطية لحم أو مسائل أخرى … فعليك أن تخفي تلك القوطية من العدو … لكي لا يعرف ويكشف العدو  مكان استراحتك وكم عدد البيشمركة في المفرزة وحتى موقع الراحة وخاصة عندما تجلس على الحشيش وتبقى آثار الجريمة وطبع بصمات العز !! وهي الاخرى شاهدا على الجريمة !
 
ونحن مستمرين في المسير ويزداد عطش النصير نوزاد / مجه ، والتعب قد بين على وجوه رفاق المفرزة وحسابات القرب من السلطة العسكرية هو الآخر كان ضمن العمليات الحسابية والرفيق فؤاد .. بالاظافة الى حمله ووزنه …. أصبح يساعد الرفيق خوشناو في حمل بندقيته البرنو ، ونواصل المسير ونوزاد يطلب ( قوميكى ئاو ) يعني كمع ماء أي جرعة ماء !!! الكثرة لا يتجاوبون مع مطلبه !! لكوننا نبهناه وأعلمناه وأخبرناه وأصرينا على أن يحمل الزمزمية العسكرية ! ولكن دون جدوى !! فهنا فيما لو عادت الأيام وأن يرغب أحدا بأن يصبح بيشمركة ،  فعليكم أن تنتبهون على هذه النقطة المهمة !
 
ونحن على وشك الغروب واختفاء الشمس  والعتمة قد تقربت من أن  تطغي على أنظارنا وتخفينا عن أنظار الربايا البعيدة نوعا ما  في المنطقة التي سلكناها …. وإذ نفاجأ بأصوات هيلوكوبترات ولكن من بعيد … وأخذنا الحذر من تلك الأصوات … وتدريجيا اقتربت منا … ونحن أصبحنا في حيرة من أمرنا … أي في هذا الوقت لم نحسب حسابات للطائرات …. كلما في الأمر كان حسابنا حساب الكمائن ! ولكن تهيئنا وأصبحنا في صلب أبناء الجبل ، وفعلا تم العمل على تلافي واختفائنا عن أنظار الطيارين الذين قد باتوا بالقرب منا والذي ساعدنا هوتضاريس المنطقة ووعورتها وقرب النهر منا وبالرغم من قلة الأشجار في المنطقة الا أننا أخذنا مواقعنا المطلوبة وبدون أي أية حركة تذكر وأن تلتزم بالتعليمات المتنوعة والغريبة أحيانا لكون الواقع شكل والمطلوب شكل آخر !
 
خمس هيلكوبترات وربما أكثر من هذا العدد ونحن في موضع مربك جدا للغاية ! ليس بمقدورنا أن نقاتل الطائرات ولم نكن متوقعين أن نحسب حساب الطائرات لكون المغربية والظلمة هي لصالحنا وليس لصالح العدو ! المهم بعد حوالي نصف ساعة من تجوال الطائرات في المنطقة وبحثها عن مفرزتنا ….. ولكن الحيرة لم تكن لنا فقط  وانما حاروا الطيارين من اختفائنا وأين أصبحنا وهم على يقين بأننا موجودون في هذه الرقعة وليس لنا أية صحون طائرة ولم تكن هناك اشكفتات أو جبال وحتى مرتفعات تستحق الذكر !!
 
فإذن …. الله أكبر من السلطان ، ونحن بعد كل هذا وهذاك أصبحنا قلقين وحاسبين حسابات القادم الذي ينذر بالأتعس ! لكون انكشاف أمرنا مبكرا وبعد راحة قليلة واصلنا المسير وبضحكة حذرة وقلنا انهم زواج .. أي الطيارين ! ولكن الذي لم يفعلوه هو عدم رميهم عشوائيا على المنطقة والا لانكشف أمرنا وذهبنا في داهية ! ونحن أحياء قد نسانا التأريخ وطغى عليه الفساد وكيف بنا لو أصبحنا شهداء منذ الوهلة الأولى ؟! و
بعد قهقهات واصلنا الطريق ونحن على بعد ساعات قليلة من قرية الرفيق عولا مينة ، ونسير والظلمة قد طغت على الأنظار والرؤية الليلية أي يمكنك أن ترى لأمتار فقط وتشخص الحركة والصوت …. وإذ في وادي نصادف مجموعة من العوائل .. أطفال ونساء ورجال ومعهم حمولاتهم !!!!!! والمشكلة التي صادفتنا والتي أرعبت الطرفين وهم أي العوائل أكثر منا !! المكان .. حذرنا منه لكونه يمتاز بموقع  ستراتيجي عسكري فيه الصخور الحيطانية المدورة على شكل أسوار وهو موقع الكمائن المنصوبة من قبل السلطة وأعوانها ونحن لا نجيد الطريق بتاتا !! سوى الأدلاء وهم حالهم حالنا  لو وقعنا في الكمين ! ولكن العوائل المسكينة تفرقوا بعض الشيء لحساباتهم أي هم وقعوا في الكمين وبعد الصياح من طرفنا ….  كوره كيى ؟ وسحب الأقسام لأرعاب العدو ! ولكن المساكين الفقراء الطيبين عادوا الى الطريق بعد أن تركوا الطريق السالك ، ظنا منهم بأننا الكمين وهم الضحية ، ومن ثم مناداتهم للتجمع ووقفة قصيرة … حيث سألناهم عن مخاطر الطريق ووجود الكمائن  ومخاطرها ؟! فأبدوا بأن ليس هناك أية مخاطر تذكر ، لكون الكمائن تنصب قبل الغروب لكي يتم ترتيب الأمور وتوزيع الأفراد على المواقع التي يمكن الاحتماء بها من الطرف الآخر ! ومن المعلوم عسكريا بأن الكمائن تنال من الطرف الآخر وتوقعه خسائر فادحة بحيث من الصعب لملمة ما تبقى من الطرف الآخر الا بعد صعوبات جمة ، والكمائن في منطقة بشدر التابعة الى مناطق قلعة دزة وتوابعها كانت مجحفلة ومختلطة من الطرفين أي من العساكر الجيش المتنوع والمقاتلين المرتزقة الكورد والمسمين من قبل البيشمركة ( بالجاش / الجحوش ) ومن قبل النظام بالفرسان أي فرسان صلاح الدين الأيوبي القائد الكوردي والمذكور في التأريخ وعن نجاحه في صولاته وحروبه .
 
وواصلنا المسير وقبل منتصف الليل من ذلك اليوم 4 /10 /1979 . وصلنا الى قرية عولا مينا الشهم النصير الذي نكن له جل الاحترام والتقدير والطيبة ومع النصير هاورى حمه يوسف ، وأشك في وجود رفيق آخر معنا ولكن …. وحبذا لكل من يتذكر أن يراسلني لكي ندخله التأريخ الغير مزور وتسجل له نقطة نظام !
وقبل وصول القرية واذ الخطورة لا تقل عن الكمين اذا صح التعبير .. ألا وهو نباح وعويل الكلاب الشرسة  وهجومها علينا وكأننا  غزونا القرية! ولم يفيد معهم أي الكلاب ونحن نقول بأن  معنا رفاق من قريتكم ! ولكن دون جدوى وأن الاصغاء من قبلهم أي الكلاب لم تكن في بالهم أن يستروا علينا وكانت الربايا قريبة من القرية ، والنباح يدل على وجود الغربة وأكثر من واحد في المنطقة وبعد استراحة  قليلة  والحصول على ما يمكن حصوله من الخبز والماء وتوديع الرفيقين الدليلين .. أصبحنا لوحدنا نبحث عن الطريق الصحيح والمرسوم وأصبح اعتمادنا على الطرق المسلوكة واتجاه القرى وأحيانا الادلاء مقابل ثمن أم مجانا وبنخوة كوردية طيبة أو معرفية أو عطفية !!!!. وبالرغم من اعطاء قسم من الخبزات للكلاب الشرسة ... الا انها لم تطيعنا ! لا ..بل زادت من هجومها أثناء الخروج من القرية !! يا لها من عدو اظافي ولم يكن في الحسابات العسكرية ولم نكن نعرف عن الحالة التعيسة شيء من هذا القبيل ، ولا يهمنا التعب والعطش والسهر والمسير والظلمة والحمل ولا ... ولا أي شيء سوى وان تكررت الجمل وطال الحديث عنها ..... وهي مشكلة الكمائن ، ومن لم ينصب كمينا ويرى موقعه ... فلا يعرف خطورته ! وأحيانا تصبح الآية مقلوبة لو كانت القوى الاخرى أو الطرف الثاني أقوى وملم ومتمكن من اقتحام الكمين !
 
وأخذتنا الاستمرارية في المسير وتجاوزنا ئاوي شهيدان بحيث كان هناك مشروع لأرواء وتوزيع المياه عبر قنوات أسمنتية وطريق يصعب وصفه .. أي علينا القفز وتجاوز تلك القنوات وأحيانا المرور في السواقي دون أن ننزع تكرمون أحذيتنا المتنوعة الاديداس والسمسون والبوسطال العسكري وكان الرفيقين فؤاد وكوردو قد حصلا على البوسطال وذلك عبر الشراء من أسواق مهاباد .. وكان حجم بوسطال الذي يرتديه الرفيق الشهيد البطل فؤاد نمرة ( 50 ) ! وبالكاد قد حصل عليه لكون رقم خمسين كبير الحجم ولم يكن هذا شائعا في ذلك الزمن !! ومن ثم نواصل السير بأتجاه ماخو بزنان و جلكان وممكان !!! .




107
مذكرات بيشمركة/20
مفرزة الأيام الستين
بداية التحدي

سعيد الياس شابو/كامران                                                                                     
2011.9.10.                                                                                     
 
كلما تحدثنا عن التأريخ والجغرافيا  والبيئة والمجتمع والانسان والقانون والسياسة والتطور والحظارة والتخلف والبناء والدولة والحروب والاقتصاد  والفساد وهظم الحقوق واعطائها لغير مستحقيها..... فلابد لنا من العودة الى الطبيعة السياسية للأنظمة الحاكمة والمتحكمة بمقدرات ذلك الشعب الذي يصبح عجينة قابلة للتكيف من صنع أي مادة منها  على شكل دمى متنوعة !، وشعبنا العراقي برمته عان من الأمر!  ومن نظامه الدموي المتسلط على رقابه وعلى ممتلكاته ، وشوه تأريخه وخلقه  وحظارته .
وربما يكون السرد عسيرا ولا تستوعب الصفحات لكتابة دقائق الأمور وتفاصيلها ، وهنا سأتناول بعض الأمور لتوضيح صور النظام البائد الدكتاتوري المجرم بحق الشعب والدولة العراقيين ... ! لكي يكون الكل في الصورة الحقيقية  والمؤلمة للجميع ومنهم أزلام وتبعية النظام المباد خصوصا والعراقيين بشكل عام ولم يسبق له مثيل في عالم السياسة أو بالأحرى لم نسمع بهذه الشاكلات المعذبة لأبناء الوطن وبأيادي أبناء الوطن !. و
 
منذ استلام زمام الأمور من قبل حزب البعث  ونظام الحرس القومي في 1963 من القرن المنصرم ونحن العراقيين لم نرى بصيص أمل ليظيء لنا النفق والطريق الشائك و المظلم الحالك !! ومن هنا بدأت المآسات الحقيقية ، أي ان النظام أسقط العراقيين أغلبهم ان لم يكن جلهم ! وأنا أؤكد وبأثباتات وليس الحديث العابر وتتطاير منه الكلمات لتشبع وترضي أهواء البعض وتتذمر مزاجات البعض الآخر !!
 
النظام البعثي التسلطي القمعي الفاشي أسقط البعثيين قبل الآخرين ..! ، ويكون السؤال  كيف ولم ؟! كل من ينتمي الى حزب السلطة القمعي عليه أن يملي القسيمة أو الاستمارة ويوقع عليها أو يبصم بأصبعه فيما يكون أميا ! على تلك القسيمة ويوقع على اعدامه ( إإإع ع ع ددد ااام م م ه ه ه ) ! أجل كل من انتمى الى  حزب السلطة .. وقع على اعدامه !! و من هنا بدأت الكارثة على العراقيين ! ، فكيف بالعراقي فيما يرغب بأن يبدل حزبه فيما  لو يكون ذلك الحزب  دكتاتوريا  ؟ !  فيتحمل الاعدام !! فهنا الخوف والرعب قد أدخل قلوب الملايين من العراقيين وحسب قولهم 7 ملايين بالغ انتمى للحزب الشمولي  ! طيب ... ليس كل هؤلاء مجرمين ولا قتلة ولا حرامية ولا سيئين وانما أسقطهم حزبهم من حيث يدرون أو لا يدرون ! ولحد هذه اللحظة يتذكرون الجريمة ويحسبون لها حساب !!! وهذا يدخل في حقل السقوط السياسي ! وهذا لا يعني انهم ساقطين اجتماعيا أو أخلاقيا أو أو .... ! والسقوط السياسي المتعمد والمقصود مؤذي وخاصة أن يكون من الحزب الذي يضعك في قفص الاتهام وأنت في بداية المشوار .. وعليك التفكير بما هو منصوب لك من فخ ! ولحد الآن آثاره السلبية تتفاقم وتظيف على المجتمع الآثار السلبية سايكولوجيا ونمط التفكير يكون محصورا  وخاصة لمن عاشوا وعاصروا الحقبة الزمنية المظلمة ، وعلى العراقيين أن يفكروا مليا بالدراسات العلمية والبحوث الاجتماعية لمساعدة من يحتاج المساعدة للخلاص من الكوابيس الجاثمة  على الصدور ولحد هذه اللحظة  !! وهذا ما يحصل الآن وعلى الملأ !! وهل كان هناك في جبالنا عشرات الآلاف من البيشمركة وعشرات الآلاف من الشهداء وعشرات الآلاف من السجناء السياسين وعشرات الآلاف ....؟؟!!  أسقط النظام البعثي القادة العسكرين وشوه سمعتهم وقادهم الى الجريمة المنظمة !! وماذا لو كانت توجيهاته على عكس ما حدث للعراق ؟ أي تسخير الجيش للبناء والدفاع عن الوطن وترسيخ الحياة الديمقراطية وأن يكون الفرد والمجتمع قائم بذاته ويبني مستقبله من خلال المؤسسات الصحيحة وليس من خلال المقابر الجماعية للعراقيين بجميع تلاوينهم  وتنوعاتهم ومفاهيمهم ؟!
 
وأسقط  فئات واسعة من الطلاب والشباب وفي مختلف المراحل الدراسية ... منها الابتدائية بأنتمائهم الى منظمات الطلائع ومنها المرحلة المتوسطة بانتماءهم الى الفتوة واتحاد الوطني لطلبة العراق الذي أصبح أداة قمعية للطلبة وليس المدافع على حقوقهم ، فأما قبول الطلبة في المدارس المهنية ... فهي كارثة أخرى ! فمن لا ينتمي الى مؤسسات السلطة القمعية ..فلا مكان له في التعليم المهني وما شابهه !! فأما المعلمون المغضوبون والمغضوب على أمرهم .. فأسقطهم مهنيا أي عليك الانتماء أو ترك سلك التعليم !! وحتى لو تترك التعليم فعليك أن تكون عند حسن ضن الحكومة أثناء تقديم والحصول على عمل آخر ! ، فمن هنا في حال عدم الانتماء فيسقط الشخص اقتصاديا ، ومن ثم الاسقاط قوميا ... !! أي في كل تعداد سكاني ويكتب القومي الآخر ... عربيا ! ياله من ابداع! وياله من زرع عنصر الخوف والرعب والارهاب لكل من لا ينتمي !! عجيب ! غريب ! ، فأما العسكري المغضوب على أمره !! فليست الحاجة الى شرح وضعية الجيش العراقي وحروبه المفتعلة وتدمير الآلة العسكرية العراقية ، والسقوط من النوع الاتعس ..!! أن تكتب تقرير على صديقك وجارك وعمك وخالك وكنتك وبنتك  وو ..... !! فأما المختارية في القرى والبلدات والمدن .. فعليهم أن ينتموا الى الأمن ويقدموا تقارير على الجميع ويتابعون عبر سماسرة آخرين ممن يعملون وسطاء للأمن مقابل رواتب ومساعدات شهرية ونوعية الاخبارية !! والخسائر الأكبر الذي يتحمله الشعب العراقي برمته الملايين من الأرامل والأيتام والمعوقين والمصابين بعاهات متنوعة والمرضى والنفاق والكذب وتشويه الحقائق واحتقار الذات والقبول بالرذيلة والانزلاق الى منزلقات خطيرة وأبعادها سيئة الصيت وتشويه كل ما هو انساني ،
 
فأما (الأخوة) ( الفرسان ) الجحوش والذين قد شكلوا أكبر طبقة في المجتمع الكوردستاني بعدما كانوا سرايا وفصائل ، فهي الاخرى وان ليس الكل متهم بالاجرام ، ولكن الكل مشارك بالجريمة ظمنيا !! ونسأل كل من يمكن سؤاله .. أن يجيب على السؤال وبرحابة صدر وأن يعود الى رشده ويتعلم الدرس ؟
 
أوليس السقوط العائلي عندما تكتب تقريرا على أحد أفراد عائلتك ؟!
أوليس السقوط المهني أن تتغير مهنتك وأنت مرغم على ذلك من معلم أو مدرس أو .. الى مهن لا تجيدها ؟! أوليس السقوط من أن تجبر انسانا ومجتمعا من أن ينتمي قسريا وتقطع رزقه بمجرد انتمائه الفكري ؟! أوليس جريمة من أن تغير قوميتك مجبرا ؟!
أوليس من السقوط السياسي فيما أصبحت قيادتك و حزبك عار على حزبك !  وشعبك ! ودولتك ! وحتى عائلتك ؟! فهل من يعتذر للعراقيين ؟! فهل العراقيين يتوحدون في انتمائهم للقيم والأخلاق ويعودون الى الطيبة العراقية ويبنون مجتمعا خاليا من العبودية والفساد ؟! وهل العراقيين سيحاربون الكذب قبل السرقة ؟! وهل العراقيين سيجيدون الحساب ولغة الأرقام المسروقة ؟! وهل العراقيين سوف لا يفرزون في الانتخابات القادمة الصالح من الطالح ؟!
 
ربما يقول البعض لماذا كل هذا السرد والوقائع وعنوان القصة بصفحة وسرد الحقائق بصفحة أخرى !
كلا أبدا ...! ليس للعراقيين سوى التوحيد في البناء الجديد والخروج بنظرية لتزيل التراكمات وبناء الانسان العراقي الذي أفسدوه الأنظمة والى يومنا هذا وكل على مقياسه وليلاه وطول قامته  وليس فقط في زمن النظام الدكتاتوري المباد !
 
ولنعود الى المفرزة .. مفرزة الأيام الستين الصعبة وكل الامور التي سردتها ، ليست الا غيظا من الفيض العراقي في نظاميه المقبور والمنتظر اقباره ! وخلط الأوراق لا يخدم الواقع ، وسرد الحقيقة لا يعني المساومة والتعميم قد لايجيد الصواب في القواميس المتنوعة والعديدة والمكتوبة على الأهواء !
ومن هذا المنطلق ننطلق الى التحرك من ايجاد الصيغ البديلة لتعوض الحقبات الزمنية المتشنجة تارة والمريحة عند البعض تارة أخرى ! وتكشف المعادن الحقيقية للانسان عند المحكات والشدائد والضروف العصيبة والحساسة والمستجدات التي قد لا تكون ضمن الحسابات والتوقعات التي قد اقتنع البعض وحكم عليها مسبقا ودونها في وريقاته الصفراء المريضة والمتهرئة وكتب ليسطر التأريخ المخزي وعلى أهوائه وبأقلامه الملونة !!
 
فإذن نحن هنا أمام مجمل القظايا والمفاهيم والوقائع والحقائق ، ومن يتجاهل ولم يكون ملما بالملف العراقي العسكري والجغرافي والسياسي ولم يكن على دراية بالمجريات ... فبالتأكيد يصطدم بكل صغيرة وكبيرة !! ويعقد الامور ويبرز صغائرها ! ظنا منه بأنه سيفلت من المجريات والاحداث ويعيش أيامه وتحقق رغباته ونزواته ومن ثم يحمل غيره على التلكؤات والتقصيرات ومصرا على الصواب الفاشل !
 
التأريخ 1979.10.4. الموقع ناوزنك
 
الحركة بعد الغذاء الدسم لذلك اليوم مباشرة
ولنعود قليلا قبل الشروع في المفرزة وتطلعاتها وتحركاتها ومهامها المتعددة الجوانب !!!!! وأكثر ، وقبل أن يكون موعد تحرك المفرزة .. كانت هناك مشاورات واجتماعات ولقاءات ودراسات من قبل الرفاق والمكتب العسكري وكيفية اختيار العناصر القديرة وتتجاوز المحن والموثوقة وخارقة كل الخطوط العسكرية وتتحدى الأساليب العسكرية وتتجاوزها ومن ثم تتنفذ ما يقع على عاتقها ورسم لها من الخطط  وبدون ملل أو كلل أو خلق المتاعب لعناصر المفرزة ذاتها والرجوع الى المستجدات فيما لو حدثت ، وتجاوزها دون الرجوع الى مركز القيادة في ناوزنك وذلك لعدم وجود الاتصال المباشر مع القيادة العسكرية ومسؤول مكتبها العسكري الرفيق أبو جوزيف .
 
كان بعض الرفاق في المقرات في حيرة من الأمر ... ألا وهو الشروع في النزول في أول مفرزة والى العمق الجغرافي والعسكري والمحفوف بالمخاطر ومجابهة العنجهية والعقلية العسكرية العراقية ، والقسم الآخر من الرفاق يحسدوننا على ما نتجرأ القيام به !! ليس لكونهم غير راغبين بالقيام في مثل تلك المهمة !! وانما الواقع المفروض كان بذلك الشكل .. أي قلة السلاح المتوفر لدينا وحتى أعمار الرفاق لكونهم كبار في السن ووضعهم لا يساعدهم في تحمل الضروف العصيبة وتجاوزها ، فأما القسم الآخر من الانصار البيشمركة .. وهم يحوسون ويتظاربون ويضربون ويفركون بأياديهم وأكفهم ويركضون هنا وهناك ويراجعون المسؤولين رغبة منهم في المشاركة في المفرزة ومتحمسين للمهام الموكلة اليهم ... وهم قادرين بدنيا  لتحمل كل الأمور والمستجدات !!! الا أن الواقع والاتفاق كان على العدد المحدود من البيشمركة وذلك من أجل تجاوز الاشكالات وتنفيذ الخطة بدقة متناهية ، لكون أي خطأ ... حتى لو كان صغيرا قد يؤدي بحياتنا ومن ثم الندم لا يفيدنا !!
 
فأما رفاق مقر أربيل وليس جلهم ... بل القليلين منهم كانوا في حيرة من أمرنا ... كيف بنا ونحن في هذه الامكانيات والعدة البسيطة ننزل الى العمق ونقاتل أشرس جيش وآلته الحربية ومؤسساته البوليسية القمعية وتفوقه اللا محدود عدديا وآليا وتسلحا متنوعا يتفوقنا بنسب لا تقبل الحساب !
المهم كل الأفكار التي راودت الرفاق وحسبوا لها حسابات .. كانوا محقين بها وهم على  صواب ، الا أن اصرار الرفاق والعناصر المختارة لتكون وتسجل التأريخ الانصاري وبذلك الزمن والوقت العصيب حال دون العودة من حق الأنصار واصرارهم  من أجل القظية .
 
وكل ما في الأمر ... أنت بيشمركة وجئت من أجل القظية وان استشهدت من أجل القظية فهذا حق وفيما لو بقيت الى يومنا هذا وتطلب حقوقك فهذا أنت غير محق !!! لا يا ..!  يا قادة لا تزورون الحقائق !!
لا يا خونة الحزب والشعب والوطن !! كيف تخلطون الأوراق ؟!....؟! ....؟!....؟! ، كيف لا تبحثون في سجلاتكم المتهرئة عن الحقائق والتأريخ وكيف يتساوون البيشمركة والأعداء؟! لا بل ... كيف بكم أن تنسون وتزورون تأريخ الأنصار والبيشمركة ؟! وكيف تقييمون واقع الحال وكيف تزورون التأريخ وكيف تخلطون الأوراق ؟! وأنا أقصد كل الأحزاب التي كانت لها البيشمركة !! وسأعود لهذا الأمر وان سبقت الأحداث !!!!! ولكن لكي نبقى في الصورة المظلمة والمشوهة للحقائق وتزيفها !!
 
الرفاق 13 + 2 + 2
المجموع 17 نصيرا ومن المحتمل قد نسيت نصيرا هنا وهناك وأقبل بكل رحابة صدر من اضافته والبيشمركة ال 17 ليس جلهم مفرزة ثابتة العدد والقوام ، بل كان قوام المفرزة 13 نصيرا ثابتا واثنان الدليل للطريق ليوم واحد واثنان للالتحاق في تنظيمات وبيشمركة مناطقهم في روزهلاتي كوي .
 
الرفاق الأنصار في المفرزة الثابتة :-
توفيق هريري / خوشناو
أحمد شامي / مام طه
عوني شرطة
مصطفى مجة / نوزاد
فاخر هريري
توما كليانا / فؤاد
حكمت كوركيس / بختيار
كوردو / روز هلاتي كوي
شوان / م .شوان فيما بعد
غريب / باوكي ديار
فاروق حنا / ديدار
دكتور آزاد / سربست سوره
سعيد الياس / كامران
 
الرفاق الادلاء للطريق من ناوزنك الى أول قرية غير مهجورة ( كرتك )
عولا مينة
حمه يوسف
والله ما أتذكر فيما لو كان هناك دليل آخر أم لا !
فأما الرفاق ره شو  واسماعيل الطيبين الخلوقين المحترمين الجريئين الشباب الصغار والمتحمسن فهم في طريقهم للالتحاق في تنظيمهم والبيشمركة المتواجدين في منطقتهم .
 
وما هي الأسلحة التي نمتلكها يا رفاق هاضمي ومتناسين حقوق بيشمركة يوم أمس والذين سطروا أروع البطولات وسجلوا تأريخا لكوردستان والعراق والحزب و........... !!!!!!!!!! ؟!. والأنصار ووزارة البيشمركة والجبهة الكوردستانية .
 
أسلحتنا الأولية كانت عزمنا واصرارنا على مقارعة الفاشية السياسية والعسكرية !!
وأسلحتنا الحقيقية كانت متكونة من البرنو والبرشوت والكلاشنكوف والجيسي / ج3 ، ومسدس ، وبازوكة ورمانات يدوية وقذائف احتياطية لبازوكة ومناشير الحزب والقمصلة ! والعزيمة التي لا تلين ولا تقبل التزوير !
 
النصير فؤاد / حامللا البازوكة والتي تزن حوالي ثماني  الى 10 كيلو غرام + قذيفتين + رمانتين + مسدس زائدا عليجة للمواد التي يمكن حملها + زمزمية ماء ..تسع للتر من الماء أو ما يمكن الحصول عليه ! والنصير مام هزار يحمل وحيدا كلاشنكوف ! وهو آمر مفرزة وأنا لا أكتب عن استشهاد الرفاق هنا لكوننا بعدنا  في الحياة . والنصير خوشناو يحمل برنو ومسدس ورمانة وعليجة ظهر زمزميه ماء ، والرفاق الآخرين بين برنو وبرشوت وج3 ، وأنا حاملا البرشوت والتي تستوعب خمس اطلاقات وكان لي خمسون طلقة فقط وثلاثون منها مزنجرة غير صالحة للرمي حسب القوانين العسكرية وحاملا رمانتين وقذيفة وليس قاذفة بازوكة وعليجة ظهر فيها الاحتياجات والخبز أحيانا وبعض الادوية .. وهكذا أغلب الرفاق حاملين قذيفة وليس قاذفة احتياط لغرض الاستخدامات عند الحاجة !! والرفيق مام طه أيظا يمتلك ثلاث مخازن للكلاشنكوفات لا غيرها + رمانتين يدويتين ومطارة ماء أي زمزمية ، ونحن كلنا نحمل مطارة ماء ، والوحيد فينا الذي لم يحمل هذه المطارة النصير نوزاد / مجة والذي خلقنا مشاكل فيما بعد من وراء عطشه !! والرفاق في المقر عندما يرون الرخت أي حاملة الاطلاقات بهذا العدد القليل من الطلقات ونحن متهيأين لقتال أقوى جيش في الشرق الأوسط ،،،،، فكانو يبتسمون بأستهزاء ! كيف نتحمل هذه المسؤولية وكيف؟ وكيف؟ ومن ثم ودعونا وحظنونا وقبلونا وحسبالهم .. بأننا لا نعود ونعتبر من ضمن الشهداء واحنة كبش الفداء ومن خسائر الحزب !
 
وبعد وجبة الغذاء الدسمة أي ذبحوا لنا ذبيحة لكوننا في مهمة تطول .. تجمعنا في الطريق العلوي الذي يواصل الى شينى وسونى وبالضبط  كان موعد تجمعنا في الساعة الواحدة ظهرا ، ومن ثم بدأت المسيرة ومنطلقين من المباديء المفعمة بالاخلاص ونكران الذات وحاملين الهموم المتنوعة أهمها الطبيعة القاسية والوزن الغير الاعتيادي وتحمل متاعبه  في حمله  ومقارعة العدو الغاشم المتمثل بالسلطة القمعية الفاشية وعنجهيتها وآلتها العسكرية المدمرة والقاتلة والمتسترة تحت شعار الوحدة والحرية والاشتراكية !!!
فإذن نحن علينا أن نحسب جل الحسابات ونكون على أهبة الاستعداد لكل طاريء ومستجد ونحن بهذه الأسلحة المتخلفة .. لا وان  قورنت مع السلاح الذي يستخدمه الجيش العراقي ومرتزقته ، ولكي نذكر من يهمهم الأمر وكيف تحملنا ما لم يتحمله الآخرين ولن نحبذ خلط الأوراق  .... أي خلط أوراق البيشمركة مع غيرهم ، لا بل الذهاب الى أبعد من هذا أي الاستهتار بمقدرات البيشمركة وابراز دور من كان عدوا وو...... !!! وهنا الجيش العراقي كان في أوج عظمته من حيث السلاح المتنوع منه الطائرات الميك 17 ، 19 ، 21 , طائرات هنتر والتي طورت فيما بعد . وطائرات السيخوي وطائرات الهيلوكوبتر ومنها السمتيات المتنوعة الكبيرة والصغيرة والراجمات والدبابات والناقلات المتطورة والمدافع المتنوعة ومختلفة العيار والدوشكات والبيكيسيات والقناصات والآربيجيات والآربيكيات والكلاشنات والرمانات والألغام وأجهزة الاتصال والعملاء والمخبرين والكم الهائل والامكانيات المادية وجميع الخرائط والطرق بأياديهم وقظايا أخرى لن ندخل في تفاصيلها !!
 
فأما نحن العدد الصعب 13 نصير ............. علينا أن لا نسأل عن أي تفاصيل وحتى أحيانا أسماء القرى والأشخاص الذين نتعامل معهم ونبيت عندهم ولا يجوز أن تسأل من هذا ؟ فيما لو لنا نية في تدوين مذكراتنا فيما بعد أو على الأقل أن نذكر الشخص الذي قام بالواجب أن يكافيء فيما بعد !!
 
المهم واصلنا المسير ونتجاهل الطريق كليا .. ما عدى الرفاق الأدلاء (عولا مينة) و(حمة يوسف ) الطيبين الفلاحين  المخلصين ، وأعتقد كان معنا رفيق آخر دليل ، ولكن لا أتذكر حقيقة الأمر ! وهؤلاء الرفاق الادلاء هم من أنزه النزيهين الى جانب الرفاق النزيهين الآخرين .
 
خطواتنا كانت في وضح النهار وأمام أنظار المقرات المتنوعة  في المنطقة ونحن نسير برتل وعلى الطريقة العسكرية أي في مناطق يتطلب فرديا أو زوجيا .. وزيينا الموحد الخاكي وبعد مسير ساعات قليلة !!! حيث عطش الرفيق / مجة !! بينما أكدنا عليه أن يحمل الزمزمية العسكرية المليئة بالماء .. لكي لا يطلب منا وأن يكون قد يساعد نفسه ونحن أيظا !! الا أن تكوين نوزاد / مجا ، كان بهذا الشكل  التعس ! وهذا ما عانين منه منذ الساعات الأول للمسيرة وبالرغم من كون هناك قرى مهجورة وفيها منابيع المياه المتنوعة والمهملة لكون القسم من تلك العيون مهملة بسبب التهجير القسري للقرى وأهاليها ومنذ سنة 1975 من القرن المنصرم !
ومنذ اللحظات الأولى اهتمينا بطريقة والعلم العسكري أي الغش والاختفاء .. فسرعان ما قصينا وقطعنا بعض الغصون والتفرعات الورقية الصغيرة من أشجار البلوط وغيرها وثبتناها على البنادق لكي لا تعطي ببريقها وحتى على رؤوسنا .. ظنا منا بالغش وخاصة أثناء الحركة الدائمة !! لكون الأشجار تتأثر أغصانها وتتحركها الرياح المنطقية و الموسمية ولكون مفرزتنا تحركت في 4 /10 / 1979 . ولكن مازال الطقس والمناخ حار جدا نهارا !! وبعد حركة مستمرة ونحن نشعر وحيدين في هذه المنطقة وغريبين عليها ونتجاهلها جغرافيا واجتماعيا وشعبيا .... وكأننا أصبحنا في معادلة ليست في صالحنا !! ومن ثم وصول قرية رزكة والتي تقصفها في هذه الأيام مدفعية جمهورية الاسلام الايرانية الجارة والطائرات التركية الجارة !!.
وأثناء الاستراحة وعند العين الذي كان مسيجا في حوض سمنتي وفيه عدد من الأسماك ورائحة الأسماك كانت طاغية على طعم الماء وقد تغير طعم تلك المياه ولكن نحن مجبورين أن نشرب ونمليء زمزمياتنا من تلك المياه ... وبالمناسبة تواجد تلك الأسماك  في تلك العين المتروكة له ايجابياته أكثر من سلبياته !! والايجابية الأهم ألا وهي ... في حال عدم وجود تلك الأسماك في العين .... فبالتأكيد سيتكاثر فيها عليقات خطيرة وتسمى بالكوردي  ( زه رو – زيرو ) وهذه العليقات تشكل الخطورة عندما يتناول الانسان او الحيوان من تلك المياه وهي مستعدة أي تلك العليقة من أن تلصق بي البلعوم ومن ثم تمتص دم الضحية والرفيق النصير أبو سليم نفط ، شاهد عيان وسنعرج عليه في الوقت المناسب ونتذكر حالته والتي كانت قد تؤدي به الى الرحيل من هذا الكون لولا يكون محظوظا  في تموز 1984!
 


108
مدارس العراق الفدرالي
والزي الموحد !

سعيد الياس شابو                                                                                                   
2011.9.10.                                                                                                 
 
السلك التعليمي في العراق ومنذ تشكيل الدولة العراقية في 1921 من القرن المنصرم والى يومنا هذا ، قد شاهد المزيد من التعثرات والمتغيرات .. منها الايجابية ومنها السلبية !! وبالرغم من كون السلك التعليمي العراقي قد تأثر في عقلية العسكارتارية العراقية ! وإن يختلف الوضع  والمفهوم من وقت الى آخر ... إلا أنه المسموع والمقروء والمشهود يدل على واقع الحال وان اختلف من مرحلة الى اخرى الا أن الجوهر هو يعبر عن الواقع العراقي ، ولكي لا نظلم المعلمين والأساتذة الأكارم وبجميع مراحلهم واختصاصاتهم قد قدموا الكثير من أجل الأجيال وتعليمهم والوصول بهم الى مايمكن الوصول اليه من كسب العلم والمعرفة والتعليم المهني والاختصاصي المتنوع .... ويبقى الأمر في حكم الوظيفي والمسلكي وليس الغير .                                                                                         
 
وبالرغم من ان العراق يمتاز في قدم حظارته وتنوع شعوبه وقومياته وأديانه ومذاهبه وطوائفه ومناطقه ولغاته ومفاهيم القائمين والعاملين في هذا السلك والمجال ، ولكن نبقى في سلسلة عملية التربية والتعليم  وما شاهده هذا السلك من انحرافات في فترات متفاوتة والتي عكست الصورة السلبية على مجمل السلك التعليمي ! وهنا السلك التعليمي ليس فقط المعلم ولا الطالب ولا الفراش ولا المدرسة !!!! ، بل الكل مجتمعة زائدا تفرعات واختصاصات اخرى تتدخل في العملية مباشرة ، وهنا أتذكر من القول الحقيقي ... أي في العشرينات من القرن المنصرم كان بإمكان أن يصبح المرء معلما بعد أن يتخرج من الصف السادس الابتدائي !!!!!! وأحيانا يسأل ماهي عاصمة العراق ؟ وعندما يجاوب ببغداد ! فالنجاح يصيبه ! وفي حال عدم المامه ، فلا يكون استحقاقه من أن يصبح معلما ! وأحيانا بعد السادس الابتدائي يدخل في دورات تعليمية لكي يصبح معلما ، وبالطبع ليس كل الحالات بهذا الشكل ومع كل الاحترام لمعلمينا الموقرين الذين ضاقوا مرارة الحياة وفي فترات تعيسة من الزمن وتحملوا الويلات والسجون والمعتقلات وسحب اليد والى ضغوطات للانتماء القسري للأحزاب السلطوية !!!
 
ولكن يبقى السلك يحتفظ بقدسيته لكون الكل يمر عبر بوابة السلك التعليمي والتدريسي .
وهنا .. ومن هذا المنطلق لا أود في الخوض في تقيم الأساتذة الكرام وأنال من ما قدموه طيلة عقود من الزمن وفي ضروف عصيبة وقاهرة وتحملهم لكل المشقات وصنوف الكراهية لمن لم يتنازل عن مبادئه ، فعليه أن يتحمل العقوبات القسرية .. منها عدم ترقيته ومن ثم نقله الى المناطق النائية والموبوئة واخراجه من سلكه ومهنته أو بالأحرى نفيه الى مناطق تختلف كليا عن البيئة التي عاش وترعرع فيها وقظايا أخرى لا نود الخوض في تفاصيلها !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! .
 
ولا نود الحديث عن المدارس في العراق وقلتها  وتناوب الطلاب على المدرسة الواحدة ولوجبات ثلاثة واثنين ، ولا نريد الخوض في كيفية القيام والجلوس العسكري وتحية العلم وحرمان الطلاب من القرطاسية وبيعها في السوق السوداء وهي عائدة الى الوزارة ! ومن ثم عدم الاهتمام بالحانوت المدرسي وتأجير الحوانيت مقابل مبالغ محترمة وسوء نوعية المادة وسعرها الغالي ومن ثم عدم الاهتمام بالنظافة وحفظ البعض من المواد في الثلاجات لكون الكهرباء  وهي الاخرى لا ترغب أن تتواجد في العراق لكون السرقات قد شردت رئيس هيئة النزاهة القاضي العكيلي ! والبرلمان العراقي لا يرغب باستقالته ولا يتمكن البرلمان من محاسبة الحرامية الكبار ( حرامية العصر ) وهم جثيرين !!
 
وموضوعنا ليس الحرامية ولا الحوانيت ولا المرافق الصحية في المدارس ولا توزيع وجبة غذاء للطالب ولا توزيع الزي الموحد ولا منع الطالب من الذهاب الى التواليت الى أن يفعلها في بنطلونه ولا بيع الأسئلة مقابل ثمن ولا الغدر على الطلاب وقبولهم بسبب انتماءاتهم ولا حرمانهم من الوارد العراقي الذي يسرق على شكل مليارات وليس الملايين ولا على قلة المدارس وردائتها وعدم ترميمها وتوفر الشروط الصحية فيها !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!.
 
موضوعنا وبأختصار هو فرض فكرة عسكرتارية الملابس الأبيض والرصاصي وحرمان الطلاب من الألوان الجميلة الزاهية الأحمر والأخظر والأصفر والقهوائي والازرق  والأسود والرماني والبنفسجي والشذري والفستقي والكستنائي والنيلي والسمائي والمائي !!!! والحلوائي والفاتح والغامق والقوس قزحي ! ومئات الألوان الأخرى عندما يتم خلطها علميا !!                                                     
 
وهنا السؤال المطروح للقائمين على الدولة العراقية والتي ينهب ثرواتها  .... ؟ بدل من أن تسرق هذه الثروات وتحرمون الطلاب ولمدة اثناعشر سنة وتحجبون عنهم الألوان الزاهية الالاهية والجميلة !!
فأعطوا لكل طالب حصته من النفطات المسروقة لكي يشتري فيها ملابس ملونة جميلة ويشعر بأنه ليس عسكري ! بل هو طالب ويشعر بأن اللون الطاغي الوحيد مفروض عليه ويجب ازاحته من المدارس !!
وعندما ترومون المساوات في اللبس والملبس للطلاب !!! فأعطوهم حقوقهم من الواردات العراقية وليصبح قانون في العراق الفدرالي !! ومن هذا المنطلق بامكانكم أن تخصصون ميزانية لملبس الطلبة في الزي الموحد ، ليس اللونين فقط وانما بأمكانكم أن تشترون أقمشة جميلة ونوعية جيدة وتوزع مجانا للطلبة أو ما يعادلها من المبالغ وأن يكون القماش فيه كل الألوان الجميلة .. لكي لا يعقد الطالب وأهله  من اللونين وتذهب حاسة اللون الى الجحيم !!                                                           
مبروك لطلاب العراق الفدرالي العام الدراسي وقزل قرت على سارقين قوت العراقيين ، وليناضل الطالب من أجل حقوقه المسلوبة ويدافع عن مستقبل الطلاب في غد أفضل .                                                             



109
لنجعل من عنكاوا نموذجا
يحتذى به الآخرين

سعيد الياس شابو                                                                                                
2011.9.1.                                                                                               
 
من أجل تشكيل جمعيات لا تعارض جمعياتنا الحالية وتعمل جاهدة من أجل عنكاوا !
 
ما من شك أن لكل قرية أو مدينة أو دولة أو قومية أو شعب أو وحتى المحلة .. خصوصية ! وكما للقرى والبلدات الأخرى خصوصيات وهكذا لعنكاوتنا خصوصية ، لا بل خصوصيات تختلف عن القرى المجاورة التأريخية لعنكاوا ومنذ آلاف السنين . وبما ان لنا خصوصيات فلابد من أن يكون لنا ايجابيات وسلبيات كشعب صغير في هذه الرقعة الطيبة والتأريخية والتي تشكل رمز من رموز التعايش الأخوي السلمي بين القوميات والأديان المختلفة وبمرور العصور التي تجاهلت في الكثير من الأحيان حقوق الفرد والجماعة على حد سواء !! ، وليس في الغرابة والعجابة عندما نقول نحن أهل عنكاوا لنا خصوصيات جميلة وعادات وتقاليد نحتفظ  بها  بالرغم من مرور قرون عديدة وحتى في بلدان المهجر وهي ماشية دون اللجوء الى التعصب أو التخلف وهذا ما يشكل عائقا ويصبح أداة غدر وتعكس علينا  الحالة السلبية وندفع ثمنها في كل مرة !
 
ومن هذا المنطلق لا يفيدنا لف ودوران في حلقة مفرغة وأن نراوح في مكاننا ونقف مكتوفي الأيدي أزاء ما حدث ويحدث لأهلنا من تجاوزات وارهاصات وتخبطات على الانسان والبيئة عموما .
وهنا لابد من وقفة مع كل من يريد ويروم أن يضع النقاط على الأحرف من أجل عنكاوا نموذجية نفتخر بها نحن ويحتذى بها الاخوة الآخرون سواء عاشوا في المنطقة منذ سنين أو عقود أو هم ضيوف لأسباب تتعلق في الوضع السياسي والاقتصادي الذي تدهور في العراق وعكست تجلياته على مجمل العراقيين عموما وعلى أبناء جلدتنا خصوصا .
 
من أين نبدأ بالحديث عن عنكاوا ؟!
 
ليس من الغرابة من أن نقول نحن أهل عنكاوا ... طيبين القلب والمعشر ونياتنا صافية ونحب ونحترم الغريب بما لا يشعر بأنه غريب وقادم من المناطق الجميلة الأخرى ومن ثم يصبح واحدا منا ، لا بل يذهب الآخر الى اللعب في مقدراتنا  بينما نبقى نحن الأهل الأصليين متفرجين على الوضعية التعيسة !! وهذه تدخل ضمن خصوصياتنا الايجابية والسلبية !!
وفي عنكاوا الأم التى تحملت الويلات والمآسي وبالطرق العديدة والازمنة المختلفة والتي لا تزال آثارها وبصماتها تشكل الصورة المتعبة لما جرى لها ولأهاليها من ظلم واضطهاد ولحق بها ما لحق وان لم يشعر أهلها اليوم فغدا الأمور تتدهور فيما لم يكن التدخل وبشكل عقلاني في الأمور التي ساءت وتسوء والحلول قد تكون غير منصفة لساكنين عنكاوا أي لأهلها الأصليين ولمن أوفدوها وأصبحوا جزءا لايتجزأ من أهاليها الأصليين ومن ثم يمطروها بوابل الكلمات البذيئة !!
 
وهنا لابد من وقفة تأريخية لأكثر من نصف قرن والتي عشتها ولمستها بأم عيني وبمشاعري وأحاسيسي وكما لمسوها وعايشوها الاخوة الآخرين من أهل المنطقة ، ومن ثم الحكم على كل صغيرة وكبيرة والخروج بنتائج وأنا لا ازكي أهل عنكاوا بأنهم هم أفضل من الوافدين ولا ازكيهم بأنه هم الخيريين والآخرين من النوع الغير جيد !!
 
والوقائع تشهد بأن أهل عنكاوا ليسوا بعنصريين وانما لا يتركون الغريب أن يكون الا هو صاحب الدار وهم الضيوف .. فهذا ليس بغريب أبدا ، ولكي تكون الصور أكثر وضوحا  للقاريء الكريم ولأهل عنكاوا جميعا وأن يكونوا مساهمين حقيقيين في عملية البناء وليس الابتزاز بأنياب تكبر حجما وتأثيرا من أنياب الحيوانات السامة والمفترسة ويغرسوها الى أن نقول كفاكم أيها الاخوة !! لقد طفح الكيل ! ولنبتعد بعض الشيء عن الخصوصيات العنكاوية ولكي نكون في الصورة الواقعية وتجليات الوضع وارتباطاته منذ العقود الغابرة والمليئة بالاحداث الدرامية والتراجيدية والعنتيكية !!
 
ففي أوائل القرن العشرين المنصرم فقد جاء شخص شقلاوي واسمه مام جوتيار من شقلاوة لكي يخطب بنت اسمها .. حنية ( حن ) ، وهي أخت لجدتي ماريا زوجة  جدي المرحوم شابو مربين بوري / الملقب ب شبو مري . وفعلا تم عقد القران وتزوجا على أن يكون القادم خيرا وفعلا العم جوتيار وأخت جدتي حنية أنجبا  .. كل من الراحلين عنا ، العم ويردو / مام ويردو ، مام آدم ، مام أسحق / ئيساق ، العمة ساري والعمة إشة . .......... وهنا الاخوة الخمسة ثلاثة ذكور واثنتان من الاناث .. وقد تزوجا جميعهم وأنجبا أعدادا من الاولاد والبنات وهكذا تزوج الأحفاد  ومن ثم أصبحوا والله يزيدهم أعدادا غير قليلة واليوم أكثريتهم ساكنين عنكاوا وهم أقاربي وأفتخر بهم ومن دمي ولحمي والآن يمتلكون قصورا وتكيفوا معنا وأصبحوا جزءا من أهل عنكاوا وهم ناشطون في أعمالهم ، ولهؤلاء أيظا أقارب بحكم النسابة من أهل عنكاوا وشقلاوا وغيرهم من أوجيب مايا ( تحياتي لأوجيب مايا أيظا تربطنا النسابة والقرابة وأصبحنا تحت أمر الواقع وعلينا فهم هذا الواقع ومن منطلق ديني وقومي وشعبي وعائلي وانساني ، فإذن نحن هنا بصدد الواقع وليس الخيار !!
 
ومن ثم في أوائل الخمسينات من القرن المنصرم لقد تنوعت عنكاوا بضيوفها وأهلها القادمين من ديانا ورواندوز وبدييل وحرير وباطاس ( باتاس)  وعقرة، وأصبحوا جزءا من أهل عنكاوا وقد انجبوا وتكونوا عوائل وتكاثرت تلك العوائل وقسم منها هاجر الى بغداد للبحث عن لقمة العيش ومن الذين أتذكرهم وأصبحوا جزاءا من سكنة عنكاوا الأصليين الاستاذ الموقر رابي عاشور والاستاذ الموقر بويا شابا رواندوزي والعم الموقر برجم والعم أرسانيس رحمهم الله وأدخلهما فسيح جناته ، وهؤلاء السادة أصبحت لهم ذكريات طيبة وقدموا ما قدموه  من خدمة وعوائلهم أيظا أصبح لها جذور في عنكاوا ويكفي لأي ساكن أن يسكن منطقة ما لمدة عشر سنوات وأن يفتخر بالمنطقة وأن يشعر بأن المنطقة الفلانية بأنها منطقته وليس ظيف يدبج على السطح !
 
ومن ثم كانت عائلة العم عسقييل ( حسقيل ) الطيبة والذين سكنوا محلة دركا التأريخية وهم كانوا جيراننا ولا ننسى السيدة المعمرة شوشان والتي كانت تعيش لوحدها وكانت قد تجاوزت الثمانين من عمرها وشيب رأسها يدل على عمرها وطيبتها ، ومن ثم الذين سكنوا عنكاوا من الأخوة الكورد ومنذ الستينات من القرن المنصرم السادة الأفاضل جودت ، واحد ، فاروق ، نهاد ، وغيرهم وهم موظفين في دوائر الدولة بحيث أولادهم تعلموا لغتنا السورث بحيث لا تفرق من كونهم كورد ومسلمين ، وأيظا من سكن عنكاوا من الشقلاويين والقوشيين (الألاقشة)، ومن برطلة وكوي ومن كركوك (قلعة كاور) ومن مناطق وقرى أخرى وسكنوا عنكاوا واحترموها وتكيفوا مع أهلها وأصبحت الجيرة والنسابة والتعامل هو العامل المشترك بين هذه المكونات ، وبالرغم من البعض منهم قد لم يكن يشعر انه من عنكاوا وأكل من خيراتها وترعرع فيها وتكونت شخصيته وعمل على استغلال نقطة الضعف للعنكاويين في غير تماسكهم (العنصري)ومرحبا به بدون شروط ومقابل !! وعمل جاهدا من أجل نحر الفريسة أربا أربا ، وان كان هذا النفر لا يؤثر على مجمل الأمور الا انه موجود والى يومنا هذا !
 
المقترحات من أجل الحفاظ وتطوير عنكاوا
 
بما أن في عنكاوا الفسيفساء الجميل ومن كل أطياف السورايي والقرى والبلدات المتنوعة العراقية أصبحوا جزءا لا يتجزء من دماءنا المشتركة والحالة أصبحت أمر الواقع ! لذا يتطلب من الجميع الحفاظ أولا .. على وقف ازدياد حجم التغير الديموغرافي والذي قد تشبع الفلتر ولم يكن بمقدوره من العمل والقيام بواجبه الصحيح أي الفلتر !!
 
ثانيا .. لكي لايفهم البعض أو تحوير الموضوع لتأجيج الوضع من أجل خلط الحابل بالنابل ونحن نريد الحفاظ على ما تبقى  من خصوصياتنا والاحتفاظ بها وهذا ما يتطلب جهود الجميع أي ساكنين عنكاوا وأقصد أهلها الاصليين والاخوة الأعزاء الذين قدموا اليها من الربوع الاخرى ،،،،، وهنا ستبين حقيقة الأمر ! هل من قدموا الى عنكاوا نياتهم صافية ؟ أم جاءوا على الهريسة وليس البكاء للحسين الشهيد .
 
وبشكل آخر وفيه من الوضوح كفاية ولكي لا نقع في غلطات مستمرة كما حدث لعنكاوا وأهلها ومن عمل على خلط الأوراق وبدون وجه حق ، وما آل اليه الوضع بسبب التفاقمات والارهاصات والتسيبات والمتاجرات التي حدثت للتغير من واقع عنكاوا من سيء الى أسوء !! والكل شاهد على ما حدث والكل مساهم في الجريمة المنظمة وبالرغم من وجود أجندة خارجية وعمل تلك الأجندة من أجل تغير تأريخ ومعالم عنكاوا التأريخية ، الا ان المطلوب هو البناء والحفاظ على ما يمكن الحفاظ عليه ، وأن نكون عاطفيين على حساب واقعنا ، فاننا نتحمل المسؤولية التاريخية الضمنية فيما لو نتحرك ساكنين مرواحين خذلانين راضين بالفتاة وحفنة من الدولارات !! وهنا عندما نفقد أرضنا التي عاش عيها الآباء والأجداد والأحفاد  ونتركها الى المصير المجهول ! فما العمل في حفنة من الدولارات وهي أصلا تلك الدولارات عائدة الينا !!
 
ومن هنا ننطلق وليس تعصبا ولا مزحا ولا نكاية بأحد ، ولا الوقوف متفرجين على ما حدث وما يحدث وانما المطلوب محاسبة المقصرين وعن طريق القانون ! وهنا السؤال من كتب القانون ؟! ومن يعمل به ما لم ينهض شباب واعي يدافع عن الموطن والوطن وليس البحث عن المتطلبات وحتى انها تشكل ضرورية ! الا انها ليست الحل ، وانما آنية الحل الزائل وعلينا أن نفكر مليا للأجيال القادمة !
 
كثيرة هي الأفكار والتعامل بها ومعها ومن منطلق التحكم في المصائر !!!!
 وهنا لي وقفة لسرد ما تحدثت اليه مع أبونا القس سليم البرادوستي في تموز 1996 من القرن المنصرم وأبونا القس سليم البرادوستي حي يرزق ونتمنى له الصحة والموفقية والخير . وجرى الحديث بيننا ونحن على مائدة الغذاء ، فتطرقت على كيفية الحفاظ على عنكاوا وتطويرها وحمايتها من المبتزين !! وقلت بالحرف الواحد ... أبونا عليكم أنتم أي الكنيسة والجهاز الاداري ومنظمات المجتمع المدني وظمنها الأحزاب السياسية !!! بأمكانكم حماية عنكاوا وتطويرها والتشبث بها ، علما كان الوضع الاقتصادي مزريا للغاية والسياسي على أفضل تعاسته !! أنتهى الموضوع !
ونحن في دول المهجر قمنا بواجباتنا تجاه أهلنا وبأشكال مختلفة بمساعدة أهلنا الطيبين وهناك قوائم تشهد بتلك المساعدات ، واليوم أهلنا الطيبين قد تغيرت أحوالهم المادية وهم يقولون ... مساكين يعيشون في .......!!!!!!! خطية أي نحن خطية لكوننا عدنا خطوتين الى الوراء وأهلنا في عنكاوا تقدموا خطوات !!! وان كان التعميم ليس صحيحا وانما واقع الأمر يقرأ على الكف !
 
ونأمل أن يتحسن وضعهم وتتحسن بيئتهم ألا وهي الأهم من المال ! مالم يكن الانسان يشعر بالامان وراحة البال والصحة والاستقرار ... فما يزيد الانسان مالا ..الا التعاسة وتخريب المجتمع والعائلة على السواء ، لا بل الذهاب الى أبعد من ذلك فيما لم يكن العاقل من أن يفكر مرتين !!
 
كيف نحافظ على عنكاوا ؟ ومن من نحافظ على عنكاوا ؟
لسنا عنصريين ، ولسنا أشرار وما تبوئت به لأبونا القس سليم البرادوستي أصبح تماما عكس ما قلته !! أي الكل عمل على ليلاه ومزاجه وسطواه أي الاطراف مجتمعة وحصل ما حصل !! وهنا الانتقاد لا يعني الانتقاص من شخص أو جماعة أو حزب ، وانما من أجل وقف التدهور الحاصل وايجاد البدائل المرجوة وأن نصبح جميعا يدا واحدة ومحاسبة المقصرين وناهبين ثروات الشعب وتسخيرها لمبتغياتهم الشخصية المريضة ومن ثم ترك عربات القطار تسير الى حيث المجهول !
وهنا لابد من الاشارة الى كل الخيرين والطيبين ومن كل الفسيفساء من العودة للتفكير مليا وجديا  ، بما عليها عنكاوا الأم وكيف التعامل مع الأحداث التي من المكن ستكون أكثر قساوة وغير مرضية !! وللحياة استمرارية وديمومة وعلى الجميع أن يصغون ويعملون من أجل الحفاظ على شعب عنكاوا برمته وليس جزء منه ، ونحن نشد على أيادي المخلصين الذين يعملون من أجل عنكاوة أفضل ، ومستعدين للتعامل السليم للنهوض بعنكاوتنا دون الرجوع الى الحلقات التي قد سافت وانقطعت والعمل على الافادة من ما ارتكب من أخطاء جسيمة بحق أهالي عنكاوا وخاصة بتوزيع آلاف القطع ( العرصات) من الاراضي لغير أهاليها الحقيقيين !!!! ومن ثم حرمان أعدادا غير قليلة من السكان الأصليين أبا عن جد وقد حرموا من حقوقهم !! وماذا سيكون الأمر بعد خمسون سنة أو أكثر وتوجهنا الرأسمالي الفوضوي والسطوي على الممتلكات قائما على أوجه أشكاله ؟! وماذا بعد كل اللذي حدث ؟!
 
أين نحن من كل هذه الأمور ؟! وماهو موقفنا ؟! وكيف نتعامل بعقلانية وبثبات من أجل الوقوف بوجه المحاولات التي لا تخدمنا ؟!
 
من هنا أوجه ندائي الى شعب عنكاوا وأقصد الجميع ..أن يعوا خطورة الوضع والكبت المخزون وبدون التعصب والعنصرية وان لم يفكر بمستقبل الأجيال القادمة وخاصة الشباب الذي قد يحرم من ماله وحقه ويهدر ويعطى الى الآخرين !!! ولم يبقى ويقف مكتوف الأيدي طالما الحرمان سيكون من نصيبه !
 
لذا المطلوب من السادة المسؤولين في عنكاوا أن يعيدوا النظر بما آل اليه الوضع ووقف توزيع العرصات الا لأهل عنكاوا الأصليين ، ولم تعطى أرض لمن كان وتحت أية تسمية كانت !
 
_ والتفكير الجدي ببناء لكل عائلة وشاب من أهل عنكاوا الأصليين مسكن أو شقة وذلك عبر الطرق الشرعية والقانونية وأن يساهموا الشباب في تكوين أنفسهم والتفكير بالمستقبل .
- الحفاظ على عنكاوا يتم من ايجاد الخطط السنوية والخمسية وبعيدة الأمد الخمسينية ، والتفكير بايجاد العمل المتنوع والاعتماد على ماهو ممكن وليس الخيال ! والذهاب الى الاحلام التي تكون قد تلاشت في أول نهوض صباحي !
 
أقترح من قيام جمعيات أو ما يتفق عليه من التسمية في الداخل والخارج وأن تكون العضوية فيها حسب شروط وليس على الغرار السياسي أو الحزبي وذلك أن تساهم هذه الجمعيات بقسط عال من العمل من أجل عنكاوا أفضل ، وهذا لا يعني بأنه المنتمي الى حزب ما لا يحق له أن يكون عضوا في الجمعية .
أي وشكل آخر أن يكون العامل في الحزب من أجل خدمة وتطوير عنكاوا وليس العكس صحيحا !
 
أن يدفع العضو في تلك الجمعيات مبلغا لتطوير وبناء عنكاوا وهذا يكون قد اتفق عليه من خلال عقد اجتماعات وكونفرسات ومؤتمرات ، ومن ثم لا تكون الجمعيات بديلة عن المجلس البلدي وأية ادارة أخرى ، لا بل ستكون عونا لها ومن أجل مساهمة الجميع ، ونطلب أن يحذوا جميع قرانا ما نفكر به ونود القيام من أجل النهوض وتطوير قرانا وبلداتنا .
مقترح من أجل تطوير مدارسنا في عنكاوا بحيث لا يتعارض قوانين وزارة التربية والوزارات المعنية الأخرى .
 تطوير الحدائق بالشكل الذي يليق بعنكاوا وساكنيها ، ومن هنا يمكن أن تجلب موارد للعاملين في الكافتريات فيها واستمرارية تقديم الخدمات لزوار تلك الحدائق.
 
أود التأكيد على أن تكون لكل عائلة شقة ولشاب أو شابة أكملوا العشرين شقة صغيرة في حال ان أراد ذلك .
البحث عن الملفات الادارية  ونفقاتها خلال السنين الثمانية الماضية لمعرفة الخلل والتجاوزات والسرقات التي حصلت !! لكي لا تتكرر من جديد ويحاسب المقصر ويكافيء الكفوء والنزيه .
 
التفكير ببناء قلعة سياحية انتاجية ورياضية وتكون على غرار القلاع التي يمكن أن نقول نحن صاحب الحظارات القديمة والحديثة .
 
مقترح لبلديتنا الموقرة وأجهزتها الفعلية أن تفكر مليا باقامة مشاريع مختلفة مادام لكوردستاننا ميزانية محترمة .. أن يكون التفكير بسنتر هاديء بعيدا عن ضوضاء السيارات والعربات المتنوعة وأن يكون سوقا كبيرا وسياحيا بحيث يكثر من فرص العمل ويكون موقع للراحة .
 
وأن يكون لبلديتنا في عنكاوا فرق عاملة واشراف مستمر من أجل تلافي الفيضانات وتعديل وترميم الأرصفة وتقديم الخدمات لمن يحتاجها .
 
الضرائب والضرائب والضرائب لمن يروم أن يصبح غنيا على حساب الشعب والبيئة والبلدة وتعقيب في الشوارع والازقة ومحاسبة المخالفين .
 
نعم مقترحات للدراسة والخروج بالنتيجة المرضية مستقبلا وحاليا
 
نعم يكون المقر الرئيسي للجمعية والقيادة في عنكاوا الأم
ولنشارك جميعا من أجل عنكاوا أفضل ولنجعل منها نموذجا يحتذى به الآخرين ، وفي جعبتي الكثير من أجل عنكاوا الأم وليعش كل من يضع لبنة لبناء عنكاوا ومن ثم كوردستان والعراق .
والدعوة موجهة لكل من يريد أن تكون عنكاوا متطورة ويمكن تشكيل لجان موثوقة وعبر الصفحات الألكترونية وغير سرية ونتحدث ونكتب بعيدا عن الكتمان والأسرار ويكون الاشتراك السنوي وتنشر الأسماء والمبالغ التي يساهمون بها الاخوة الكرام ومن ثم سيكون حلقة الربط بعنطاوا الأم ، ومن هنا بالتأكيد ستبرز أسئلة واستفسارات ومن القائمين على هذا المشروع الدائم ؟ ونحن سنكون عند حسن ضنكم وأن نربط الخارج بالداخل ونبني جميعا وننسى ما خربته الأنظمة البالية ووصلتنا الى نحن ما عليه الآن ، لنعمل جميعا من أجل النهوض بعنكاوا
 


110
المنبر الحر / مذكرات بيشمركة / 19
« في: 22:00 25/08/2011  »
مذكرات بيشمركة / 19

سعيد الياس شابو/كامران                                                                                           
2011.8.21.                                                                                                 
 
بالتأكيد كانت حياتنا منظمة ومنتظمة بعض الشيء الكثير ، أي النهوض الصباحي وأوقات تناول الوجبات الغذائية والخفارات التي لم يفلت منها الا بالكاد !! ربما يكون الرفيق القيادي وعلى مستوى القيادة العليا ، أو يكون مريض وبتأيد من الطبيب وحتى الرفيق الذي بحاجة الى وصفة غذاء جيدة فعليه أن يحصل بأوكي من الدكتور ومن ثم تصرف له مخصصات وحسب الوضعية ، فكان الرفيق أبو فلان  قد حصل على الوصفة الغذائية من النوع الجيد الدسم والرفيق فؤاد أيظا حصل على المادة الأضافية وخاصة الخبز لكونه لم يشبع في الكثير من وجبات وبالتأكيد كان هناك رفاق آخرين ولم نعلم بهم ، وهنا لابد من الاشارة والعودة الى الحلقات التي سبقت الحلقتين بخصوص الطبابة والتي قدمت الكثير والكثير بالرغم من وجود مهام أخرى للرفيق الدكتور صادق والذي تحمل الكثير وخاصة من رفيق شاب قد أصابه الصرع نتيجة تعذيبه من قبل أزلام النظام البائد خونة العراق وشعبه ، وفي أقبيتهم الأمنية التعسفية ، مما أدى بالرفيق الشاب من أن يصاب بالصرع والهستريا وكانت قد عكست الوضعية على الطبابة وعلينا جميعا ، فمن هنا تحيات خاصة للرفيق المصاب بالصرع  والرفيق الدكتور صادق والذي أكن له كل التقدير و قد يعتبر من سرد موضوع الأبرة التي زرقنياها كانت مقصودة ! وبالمقابل زرق الابرة للمسؤول الذي لم أذكر اسمه أي الرفيق أبو سرباز وهو رقيد الفراش ومتمنيا له الصحة الجيدة والعمر المديد ، والفهم الذي لم يكن في حساباتي التملق للمسؤول أبدا وأبدأ ... لكون الرفيق الدكتور وهو نذر عمره وشبابه ليعيش في الأكواخ والخيم والسهر على صحة وسلامة الرفاق والقروين المرضى ، فلا شك فيما قدمته الطبابة وعلى مدى أكثر من عقد من الزمن وكل حسب امكانيته  ولكن الحالة كانت بذلك الشكل وفي ذلك الوقت لكون المواد والتجهيزات الطبية قليلة وغير موفورة كما يعرف الجميع واستخدام تلك الابر لأكثر من مرة ، وهي مصنعة لاستخدامها  لمرة واحدة فقط حسب المواصفات الطبية حالها حال ماكنات الحلاقة ونحن نستخدمها لعدة مرات !!!.                                                                                             
 
فأما أنا والدكتور سربست كنا نتجول في أحيانا قليلة  لشراء بعض الحاجيات التي يمكن الحصول عليها من القرى القريبة كالدجاج والبيض واللبن والذبيحة ...وغيرها من الأمور كالمريض الذي لا يتمكن من المجيء الى الطبابة  فنذهب اليه حاملا الرفيق سربست عدته البسيطة ومتكلين وكالبين من أن يكون أمر المريض ليس فيه صعوبة وتعقيد.                                                                                                                                         
والرفيق النصير هندرين مام الياس رواندوزي والمشهور في القرى لكونه مصلح الراديوات والمسجلات وعلى طول الخط .... وقل ما تجده في المقر وهو يتجول في القرى حاملا عدته ولحيته وشاربه الكثيفتان وكانه راسبوتين الروسي في أيام القياصرة ، فهو الآخر يرسل في مهمات للحصول عليها وسرعة تدبيرها ، ولم نكن اداريين فعليين وانما مساعدة من أجل الحصول على المواد المتنوعة وحسب الطلب والحاجة .                                                                                             
والحديث عن مفارز صغيرة وسريعة الحركة هي الاخرى لم  تكن بعيدة عن العمل اليومي والحصول على الاحتياجات وحتى الاستطلاعات القريبة والمرابات والأعمال المتنوعة ، جلها من أجل النهوض بقضيتنا العادلة ألا وهي الكفاح المسلح ، وهنا لابد من الاشارة الى رؤيتنا المبدئية بأن البيشمركة جلهم من طينة واحدة بالرغم من انتماءاتهم وتنظيماتهم السياسية ، لذا البيشمركة والأنصار التابعين لأحزاب المعارضة العراقية وهم في مواقعهم شركاء في تحمل المصاعب والحرمان ومجابهة الآلة العسكرية العراقية امكانياتها الكبيرة من حيث العدة والعدد والأمكانيات المسخرة لأختراقات في صفوف البيشمركة وبجل تنوعاتهم ( هفالان و هاورييان ) . يعنى الرفاق لكلا التسميتين ، وكثيرا ما  كان التعامل مع الآخرين وحتى الكاروانجية بكلمة هاورى ! وليس من  الضروري أن يكون الاستيعاب للبعض من الأمور من أن تعكس على سير الأمور واتخاذ موقف قد لا يكون  من أن يصب في البودقة وأن تؤدي بنا على ما نحن فيه الآن !!                                                                                               
فأما الرفيقين الخبازين في المقر الجديد بعد  مقر نوكان الصيفي والذي قصفتنا فيه الطائرات السمتية ، فكان المقر في وادي بين ناوزنك ونوكان ، وهو مخفي من  الأنظار بشكل عجيب أي واقع في وادي وبين مرتفعات ومن ثم الجبال التي تشكل مأمنا ومحمية  من الصعب كشفه الا أن تصل اليه لكون التعرجات الجبلية الكثيرة وعدم وجوده في الخرائط العسكرية لكون المقر لا يقع أو غير مبني على أنقاض القرى المهدمة والموجودة في الخرائط العسكرية العراقية .                                         
 
والحديث عن المقر الجديد  .. فلا يصح ويعقل من أن يكون مقرا والعيش فيه وخاصة غرفتنا ( النموذجية )!! الغرفة متكونة عبارة عن اسطبل متروك للحيوانات أو الماشية ... نصفه محفور بالجبل والنصف الآخر مبني من الحائط الناصي بالكاد أن تقف بقامتك وأن تدخل المسماة بالغرفة للبيشمركة فهذا من غير المعقول أن تكون حظيرة الحيوانات المتروكة من أن تصبح غرفة الأنصار ... وبالرغم من عدم آهلية المقر للعيش فيه بسبب الرائحة التي تزكم الأنوف وخاصة بعد تنظيفه في حملة وتسوية قسم من أرضه ووضع التراب بغية الحلم في النوم الهنيء ويصبح هذا قصرنا وموقع استقبالنا الرفاق والزوار الكرام والضيوف الأعزاء ... فكانت في الغرفة مسندان يتوسطا الغرفة ومن ثم وفي نفس الغرفة من الجانب المتروك والذي لا يصلح للنوم لكونه لا يوصف بما فيه من الغرائب من السلحفات وكانت السلحفات موجودة فيه والفئران فحدث ولا حرج !! فأما العقارب مرة صفرة ونقول هاي مو خطرة ومرة سودة ومرة خضرة !!! فأما المياه الناضحة من الجبل وفي غرفتنا ونحن بعدنا في الخريف ولم تمطر .... ولكن لكون المنطقة تمتاز في مصادر مياهها الكثيرة والنهر العابر والقادم الى المنطقة السفلى والذي  يبتعد  العشرات القليلة من الأمتار من موقع مقرنا الجديد وغرفتنا ( خمسة نجوم )  ، ولكن بدون ايجار ولا نسدد فاتورة الكهرباء لكونها أي الكهراء من المحرمات والممنوعات وليست كأيامنا هذه  في العراق ولكثر وفرتها أي الكهرباء وقد انقطعت أسلاكها لشدة الفولتية فيها !!!!!!.                     
 
وقد ابتعدنا بعض الشيء عن الخبازين الاسطوات الرفاق عوني شرطة ورفيق من رواندوز .. لا يخطر ببالي اسمه في الوقت الحاظر وحبذا الرفاق أن يذكروني به ، الرفيقين يخبزان وبشكل مستمر دون ملل أو كلل .. وخبز البرميل كان يظاهي خبز التنور ، والمشكلة أثناء وجبات الطعام ويتم توزيع رغيف خبز مع الوجبة .. ولكن لا تبدل الخبزة فيما لو كان القسم منها محروك أو غير مستوي وفي تلك الحالتين هناك من لا يحبذهما !! انت وحظك !! يا لروعة المبدعين وتراهما أي الرفيقين بشوشين فرحين وينامون مرتاحين بدون حراسات وكان لهم امتياز ! نعم امتياز دون الرفاق الآخرين ! وربما كنا نحسدهم على عملهم ولكن دون كراهية !! والامتياز لم يكن المساعدات الشهرية ولا دبل ماعون من الأكل .. كلما في الأمر وجبات جاي اضافية ليس غير !!.                                                   
وبالاظافة الى غرفتنا كانت هناك ثلاث غرف أخرى شبيهة بقاعات صغيرة ولكن أفضل بناءا وبيئة ،  ومن ثم مخزن للمواد الغذائية ومطبخ فيه موقدين ولكن ليس على الغاز ولا النفط ولا الفرن الكهربائي !!! وانما الحطب الذي نجلبه عن بعد نصف ساعة وحاملينه على أكتافنا ونعبر النهر أي من الضفة الأخرى لكي لا تبين مواقع المقرات خالية من الأشجار ، وهذا ما كان يشكل العائق لدى بعض الرفاق ! أي أمامنا أشجار كثيفة ولماذا الذهاب الى النقطة البعيدة ومتاعب الطريق ، ومن ثم كانت أحيانا تصبح منافسات بين الأنصار لمن يحمل أكبر جذع ! وفروع الأشجار المعمرة كانت بمثابة الجذوع .. فكيف بالجذوع لأشجار تجاوز عمرها ال100 سنة وعام !                                     
 
وفي قانون الأنصار اللامكتوب ، لايوجد هناك غني وفقير في العمل اليومي ومن الايجابيات التي تستحق الذكر الدائم وخاصة في البداية .. أي البطانيات كلها سودة ونفس الموديل العسكري الذي تستخدمه الجيوش ومن ثم نفس نوعية الغذاء للجميع وحتى الواجبات والحراسات تشمل الجميع والخفارات وطبخ الوجبات الغذائية ومن ثم غسل المواعين كان الرفاق يتسابقون لمساعدة بعضهم بعضا ، فأما الاختصاصات وهي الاخرى تقوم بواجباتها على أفضل ما يرام وبدون تلكأ ، وهذا لاينفي بأن هناك كانت لا  تحدث أشكالات وتلكؤات وما شابهها .. ولكن المساوات كانت على  أفضل صوره في النسبة الأكبر من مجمل الأعمال وحتى الملابس ..،  والقماصل والتي يختارونها القائمين على لجنة المشتريات ويختارون النوعية السيئة لكونها بسعر منخفض ولكي يوفروا للحزب المبالغ التي يمكن توفيرها ، لذا ترى القمصلة بعد وقت  قليل تراها مفتوكة وممزقة وتفتح ألوانها ولا تحمينا  من حالات البرد فيما بعد ! وهذا ما كان يصفه الرفاق البيشمركة بالسلبية على لجنة المشتريات ويدخل ضمن الحسابات الغير حميدة !                                                                                               
وبالتأكيد ضمن  الاختصاصات كان هناك المكتب العسكري والذي يقود قوات الانصار ويجهز التنظيمات العسكرية بالأسلحة  ويساهم في رسم الخطط الانصارية ويوجهها أثناء نزول المفارز وتحركاتها وهو أيظا معني بالعلاقات مع القوى الأخرى اظافة الى جانب التنظيمات السياسية ، فهنا المكتب العسكري ومن ثم الادارة والطبابة والمخابرة والتشكيلات العسكرية والمقرات وحضيرة النقل وغيرها من الامور والتوجهات التي يمكن ذكرها هنا .                                                                             
تنويه للقاريء الكريم .. بأن العدد القادم من المذكرات ،اظافة الى الرقم التسلسلي سيكون اسم  للموضوع  .                                                                                                       


111
المنبر الحر / مذكرات بيشمركة / 18
« في: 15:09 17/08/2011  »
مذكرات بيشمركة / 18

سعيد الياس شابو/كامران                                                                                       
2011.8.17.                                                                                             
 
الوضع في الجبل .. أيظا كان مشوبا بالحذر والخطورة نوعا ما ، بعد أن كانت الطائرتين القادمتين من جمهورية ايران الاسلامية تستطلع المنطقة الحدودية بين سردشت وقلعة دزة ، لكون المنطقة وخاصة وادي ناوزنك مشهور ويأوي الأحزاب المعارضة لعراق وايران ، ولكونها أي الطائرات الايرانية المرسلة الينا تمتاز بحجمها الكبير وهي من نوع ( كوبرا ) السمتية والتي لا تهاب الدوشكة ولا البرنو ولا الرشاشات !!! ، أي بعد الزيارة الأستطلاعية الخاطفة وتصوير المنطقة وبدون أن تقوم برمي على مقر معين ، ودردشة الوضع من قبل قوات البيشمركة والتهيئة للقادم المنذر بالخطورة ، ومن ثم وبعد أيام قليلة ومن جديد توجهت طائرتين وحسب الخطط المرسومة لها وبدأت تتفرغ حممها على المقرات المستطلعة سابقا وكان الرمي غير موجه لمقراتنا في المرة الأولى ، وانما على المقرات للمعارضة الايرانية ، ولكنا .. لكون الأمر يتعلق بالمنطقة ولم نعرف الرمي على من ؟ فبدأت الأسلحة المتنوعة ترمي على تلك الطائرتين الجارتين بدون أن تهز شعرة من شعرهما !! ونحن نرمي ببنادقنا البرشوت والبرنو ونهدف عليها و ( نطخها ) ولكن الطائرات غير آبهة .. ولا تهتم !! وفي ذلك اليوم أنفقنا الكثير من العتاد وهو أصلا المخزون قليل جدا، وتكررت الحالة في الرمي ومن ثم تدارست الأوضاع بشكل آخر
 
أي مادام الطائرات لاتقوم وغير راغبة بالرمي علينا وعلى مقراتنا ... فما الضير من ذلك واستمرارها بالقصف !!، ولكن الاستطلاع الثاني وتثبيت نقاط التي انطلقت منها الرصاصات وتواجد المقرات لم تذهب سدى في الحسابات العسكرية وغرف العمليات التي تطبخ فيها التحركات العسكرية وتطبيق أجندتها !! ، وهنا نحن اطمئنينا بعض الشيء ولكن هذه طائرات  هي متوجهة الى المنطقة لتزعزع مواقعنا ونحن لم نكن نعتبرها طائرات معادية مادام الشاه قد سقط !! ولكن تواجد قوات الأحزاب المعارضة وهي تشكل ساحة مشتركة ومنطقة مشتركة والمعارضة هي معارضة !! وفي الصباح الباكر أي بين الساعة الخامسة والسادسة صباحا ، وبدون سابق أنذار اقتحمتنا الطائرتين وبرمي صواريخ موجهة ومتعددة ودون سابق انذار !! وعلى مقرات متنوعة وأصابت مقرنا أربعة صواريخ في الصميم ، والرفاق لا يزالون بين مسكرين العيون في المنام وبين النهوض وكان الرفيق هيوا أبو شوقي خفر في ذلك اليوم وأنا كنت الحرس الأخير ، وموقدنا الذي كان قد صعد لهيب حطباته والدخان الصاعد قد كشفنا ووقعت الصواريخ بالقرب منا جدا ، حيث أصابت القدورة في المطبخ الصيفي  في مقر نوكان الصيفي وأصبنا بالصخور المتطايرة وليس بالشظايا ، وكانت العملية ليست في حساباتنا أبدا ومن الصباح الباكر أن  تستلمنا الطائرات وننهض على صوت الصواريخ من طرف لم نكن نحسبه في خانة الأعداء !                                                                                                                 
 
ومن الطرف الآخر كانت هناك مناوشات فردية أو أكبر من فردية وتهجمية سياسية بين قوات الاتحاد الوطني الكوردستاني وقوات الحزب الاشتراكي الكوردستاني ، وحتى مسير البيشمركة لقوات الاشتراكي كانوا يسلكون الطرف الآخر لمقرات ناوزنك ، أي الجانب البعيد والمسالم لكي لا يحدث الأصطدام بين القوتين !! وهذه الحالة أيظا كانت من الحالات السلبية بين الطرفين وبالرغم من تدخلات حزبنا لتسوية العلاقات وتقارب وجهات النظر ، الا أنها استمرت وانتقلت الى المفارز فيما بعد ، وربما أتت من العمق وأصبحت عقدة في ناوزنك !!
 
وهنا وبعد القصف من قبل الطائرات السمتية وتكرارها للعملية ..... ودخول الرفيقين مام بكر تلاني وملا جلال بالدورة العسكرية لعدة أيام !! ومن ثم رباط الكلام الذي ذكرته في الحلقات السابقة والتي شكلت مشكلة للرفيقين المخلصين ، فأرسل الرفيق بكر تلاني خبرا مفاده ( ئه رى مه لا جلال ........ بو نايى داوه ك دانيى بو ئه م هيلكوبترانه ) !! ويقصد لماذا لم تأتي وتنصب فخ للطائرتين التي تقصفنا وهو يقصد نصب صواريخ  بازوكة اللذان دخلا عليهما الدورة العسكرية ! وهنا وصل الخبر الى ملا جلال وهو الآن بصحة غير جيدة نتمنى له الصحة والشفاء والسلامة ، فثارت مشاعره وغصب من الرفيق بكر تلاني واعتقد ملا جلال بأنه يستهزأ بما تعلمه الرفيق ملا جلال ، ومن ثم كتابة الرسائل الأنتقادية من قبل الرفيق ملا جلال !! ومن ثم غضب الرفيق بكر تلاني وحديثه الشيق والغير ممل .... عندما كان يقول ( باوكه ئه كه ر ... ره خنه كه وته سه ر كاغه ز  ئينسان  قيمه تى  نامينى ؟!) والمقصود بأن عندما النقد يكتب على الورقة فلا قيمة للانسان !  وكانت الجملة حكمة الرفيق الشهيد البطل بكر تلاني .
 
فأما الرفيق النصير فؤاد ، الشاب الوسيم والجريء والمتمكن من حيث الكثير من الأمور العملية وبالرغم من صغر عمره أي كان أقل من عشرون سنة عند الالتحاق وهو طالب في اعدادية صناعة أربيل ، ومحبوب عند أكثرية الرفاق ان لم يكونوا جلهم والرفيق فؤاد العنصر المتحمس لما تناط به من مهمات ومهما كان شكلها ونوعها وبدون تردد ، وهو مبديا استعداده دون الحسابات لما تأول اليه من النتائج المترتبة أو المردود العكسي للعمل الذي ينفذه ، والرفيق توما كليانا ( فؤاد ) غني عن التعريف في جرئته وتحمله المتاعب الجمه ، وكان النصير فؤاد يمتاز بقدرة لم تكن موجودة عند الآخرين ، فعلى سبيل المثال وليس الحصر ... وبالرغم من تواجد وامتلاك الحزب للحيوانات القليلة جدا !!!! وفي حال وجود حيوان للنقل وهو شرس أي غير مروض ... فهو يمسكه من اذنه ولا يتحرك ومن ثم الركوب السريع وبدون الجلال على الحيوان !!! وسرعة وخفة الحركة ومن ثم السباق به وكأنه نحن في سهل وليس في الجبال والمناطق الوعرة !! والحديث عن الرفيق فؤاد سنأتي اليه ونتناوله لاحقا .
 
الحديث عن قاعدة ناوزنك ومجريات الأمور اليومية كانت تتغير بمرور الأيام وتغير الوجوه والمسؤولين والأحداث وتأخذ مجريات عديدة ومتنوعة ... منها ماهو سلبي ومنها ماهو ايجابي ، الالتحاقات مستمرة ومن ضمن الملتحقين عناصر سيئة مشبوهة ومنها من شكلت خطورة وكارثة على الحزب .. جاء والتحق فلان وعلان ... رجع نادما بعد كشفه أسرارا وأشخاصا في المقرات !!! جاء بكامرته وصور الرفاق ومن ثم ترك المقر ليعود الى أهله سالما ! عاش في المقرات ومن ثم ذهب الى ايران في مهمة اخرى ! تحول من هذا الحزب ليلتحق بالقوة الاخرى ليختفي في ثوب الحزب الذي تركه  ، جاءنا وبقى في المقرات ومن ثم مصرحا بأن قصده أن يسافر الى الخارج ,، تعلم بانه غير نزيه وله علاقة بالأمن وكان دوره قذرا ... ولكن المحسوبية والمناطقية والعشائرية ، كلها وعليك الخضوع لها ! فإذن الواقع مزري وغير مشرف ، ولكن قدراتنا وممارساتنا اليومية كانت تتغلب على النفوس المريضة التي قد تظن بأنها قادرة للنيل من المبدئيين الذين نذروا أنفسهم من أجل قظيتهم ، وأضربلكم مثالا على حالة من الحالات التي كان يستخدمها النظام المقبور لكشف التنظيم الداخلي ..... فيرسل شخص له معارف في القوة المعينة وعلى أساس انه ملتحق !!! فيبحث الملتحق المندس بطرح مسائل مهمة بكون الطبيب الفلاني أو الشخص الفلاني .. هو من العناصر الجيدة في المدينه ويمدح ويستمر ويصغي الى المشاركة التي قد تفلت وتثبت على الشخص الفلاني ومن ثم يربط الكلام مع بعضه ويطرح الموضوع في أكثر من مكان وأكثر من شخص !! الى أن يجمع المعلومات وقد عمل تقريرا وأرسله أو عاد الى من حيث أتى وتورط الشخص الذي قد يعمل في التنظيم الداخلي ، أو الصورة الأخرى القبيحة للنظام المقبور للكشف عن العناصر التنظيمية ... تطلق المبادرة من كون الفلان قد اعتقل في الداخل لكونه يرتبط بالتنظيم الداخلي ويوصل الخبر الى المقرات بأن الشخص فلان قد اعتقل وهو أصلا غير معتقل !! ويجس النبظ ويصغى الى الردود التي يطلقونها الرفاق ... أي والله  كان ( جان ) نشط ! ومن ثم يعتقل الشخص بعد مرور الزمن من قبل عناصر النظام على أئر المعلومات التي صدرت والغير مقصودة من قبل الرفاق في المقرات !
 
النوايا الحسنة التي كانت من صلبنا كانت قد ورطتنا ونالت منا الكثير وخسرنا الكثير من التنظيمات الداخلية واعتقل العدد الغير القليل نتيجة تسيبات هنا وهناك وتجاذبات بين هذا وهذاك ، علما كان النظام البائد يمتلك زمام المبادرة والمناورة والحركة ولكون النظام البائد قد خلق أرضية خصبة وتنظيم بين مختلف الصنوف السياسية والعشائرية والوضيفية منها الرجال والنساء وبأعمار مختلفة ومتفاوتة ، ولكون الدولة النفطية الحاكمة تسخر المبالغ الطائلة لتخريب المجتمع عبر المؤسسات المتنوعة المرتبطة بغرف عمليات لايذاء المعارضة المسلحة وجمع المعلومات عنها وعبر المندسين المتنوعين والمناطة بهم مهمات متعددة ومستخدمة ازدواجية الصور وعبر الخطط المرسومة لهم ، لكي تؤدي النتيجة الى سياسة فرق تسد واتهام هذا الحزب أو هذه القوة أو هذا التيار وايصال الأخبار الخاطئة والمتنوعة للنيل من قوات البيشمركة الأنصار ومن ثم خلق حالة من الغثيان والتراشق الاعلامي ومن ثم الوصول الى الاقتتال الداخلي الذي حصل لطيلة سنين ماضية وكانت الخسائر لكل الأطراف والمستفيذ الوحيد كان النظام البائد وأزلامه الأقزام ومريده ، وفي الوقت ذاته قدرة الأحزاب المعارضة التحكمية بأفرادها  كانت ليست على مستويات عالية التفكير والتنظيم والاداء الجيد ، مما تظاربت القظايا والمسائل التأريخية لتكون الحالة الحاضرة متى ما شاءوا من ابرازها لكون الحالة المخزونة في أرشيف القوى المعارضة قد وضعت حين الطلب ، وهذا ماكان يرتبك فيه الكثيرون ، واليوم كل القوى مطلوبة بأن تعيد النظر لما حصل لها من العداء والخسائر على النطاق البشري والسياسي والسايكولوجي والاجتماعي واتخاذ الخطوات الجريئة لوضع النقاط على الحروف والاقرار بالحقوق التي اهدرت ووضع برنامج آني ومستقبلي للدراسات الشاملة والمستفيظة للنتائج المزرية التي يعتقد البعض بأنها أصبحت في خانة النسيان وطغى عليها الزمن !! المطلوب تقارب وجهات النظر بايجاد الحلول العلمية والاجتماعية والسياسية الواقعية وفتح صفحة جديدة قادرة على استيعاب الجميع في مفهوم جديد وليس ترك الحالات والمواضيع للآتي من الزمن !! مادام هناك عقول خيرة وان كانت بغير كثيرة الا انها موجودة ونتفاءل بالوصول الى الهدف والمبغى في بناء الانسان .                                               
 


112
المنبر الحر / مذكرات بيشمركة / 17
« في: 17:30 12/08/2011  »
مذكرات بيشمركة / 17

سعيد الياس شابو/كامران                                                                                        
2011.8.12.                                                                                               
 
بعد الظهيرة من ظهيرات شهر آب واذ بالرفيق مام جلال والرفيق د.عثمان والرفاق الحماية الذين وقفوا على بعد أمتار من المقر الصيفي في توزلة وبعد السلام والأحوال فسأل مام جلال ( هه رى جايه كمان ده ده نى به به له ) هل ستشربوننا كأسة شاي بسرعة ؟ وسرعان ما أشعلنا النار من الحطب الموفور والمتنوع وخلال عشرات الدقائق وبعد الحديث الشيق من قبل الرفيقين وتناولهما الشاي المخدر على الجمر وعلى نار هادئة يعطي طعم ونكهة خاصة ليست كالشاي المعمول على  طباخ الغاز والنفط ، وسرعان ما غادرونا بعد تناولهما الشاي متوجهين وهم قادمين من مقراتهم بأتجاه طريق كاني زرد .
 
وبالمناسبة لم يتوفر لنا الأريكة لكي يستريحا الرفاق ويسردا حديثهم الشيق ولم نكن نعرف بأن الرفاق مام جلال ود.عثمان ، قد يصبحا في رأس الهرم العراقي ومتنفذين وعلى أرفع المستويات ، أي الرئيس لدولة كانت قد حرمت عليهما من شرب الماء من الدجلة والفرات !! ولم يكن النظام العراقي البائد يعرف التأريخ والجغرافيا !! ولم يكن  يعرف النظام من أن مصادر المياه النقية واللذيدة تنبع من الجبال الشامخة متوجهة لتشكل السواقي والروافد ومن ثم الزاب والنهر ، واليوم العراق الحبيب منشغل ومشغول وخاصة قادته المحاصصاتين والملهوثين وراء سرقة أمواله وعبر الطرق الملتوية وغير الشرعية وناسين ومتناسين ما يحدث للزراعة بشكل عام في العراق الفدرالي وخاصة النخيل العراقي الذي قد أصابه في ظل النظامين القطع واحراقه بالجملة أثناء الحرب العراقية الايرانية واليوم بعد أن بنت تركيا سدودا لحجز المياه وايران الاسلامية وفي شهر رمضان الكريم تقصف القرى الكوردستانية وتقطع مياه نهر ألوند التأريخي !!
 
كنا نجلس على الأرض ونتربع في الكثير من الأحيان لم يكن هناك حصير أو قطع منسوجة للجلوس عليها ، الا نادرا ، ولكن الضيوف لم نتركهم أن يجلسوا على الأرض الجرداء ، الا وأن فرشنا لهم  شيئا من الموجود والمقسوم ، وفي كل وجبة طعام للوجبات الرئيسية الثلاثة كان التربع على الرجلين لنتخذ منهما مقعد أو مسند ، أو التربع على أرض الطاهرة التي لم تصيبنا بالأمراض التي يمكن نقلها من الحشرات والحيوانات وما شابه ذلك الى الانسان !! علما لم نكن نبدل بدلة النهار ونستخدم بدلة الليل كما هو حال الناس العاديين في المدينة أو القرية ولم تكن لدينا بدلات متوفرة لكي نستخدمها على العموم في الحالات المطلوبة وفي الكثير من الأحيان يحرم البيشمركة من تنظيف أسنانه بالفرشات والمعجون ! ولم يكن هناك معطرات تذكر لتظيف على الملابس النكهة الاظافية بعد غسيلها ، المهم
 
النشرات الاخبارية والتي قد تأخذنا الى الطرف الآخر والرابط البعيد والقفز من غسيل الملابس الى نشرات الأخبار !!! أجل هكذا كانت حياتنا ... وفي الصباح الباكر وفي أثناء تناول وجبة الفطور ( الدسمة )!!، فأنت مقبل على قراءة وسمع نشرة الأخبار والتي يعممها الحزب وفيها أما اعتقال الرفاق في الداخل أو استشهاد الرفاق وهم في الطريق الينا ، فأما وقوق الرفاق في كمين والخ .... من هذه الأخبار التعيسة ! وان لم تكن في وجبة الفطور فتكون في وجبة الغذاء أو في وجبة العشاء !!!
نعم كانت قلوبنا كبيرة وقاسية وتتحمل المزيد من اللامرغوب فيه والغير المحبذ الا عند الأعداء !! ومن هنا بدأت الأفكار تتبلور عندي وعند الآخرين .. ما العمل ولماذا نسمع النشرات الأخبارية المزعجة ؟!!
بينما كنا في الداخل نسمع الموسيقى الهادئة وأغاني فيروز الكبيرة وغيرها من المطربين وكنا نشارك الحفلات والمناسبات والأعراس وأعياد الميلاد وو.........! ومن بعد  ذلك  تنقلب الموازين والمفاهيم الى عكس ما نوده ، فالعاطفة تقل تدريجيا فيما لو كنت بعيدا عن الحظارة والأهل ! والوطن الذي يحكمونه جلادون محترفون أصبح عليك من المحرمات والممنوعات وأصبحت في خانة الشعوبيين والمخربين !! وامكانية الدولة السياسية والتحكمية المتنوعة والقرار أصبح بيد غير آمنة كليا !! وأصبح العراق محبذ فيه لمن لم يروموه ، ويتربصون به الى يوم الحساب ، والداخل أصبح جحيم لا يطاق وحتى المقربين منك لا يقدرون من زيارة أهلك لتقديم العون اللازم فيما لو احتاجت العائلة وحتى الأقارب والرفاق أصبحوا لا يستوعبون ما حدث للوضع العراقي بشكل عام والشيوعي بشكل خاص !! المهمات التي خرجنا من أجلها لم تكن على المستويات المطلوبة !! أناس بقت في الداخل تعاني من جملة مواضيع وخاصة السياسية وانفرد البعث بفرض الانتماء الى منظماته القمعية منها الطلائع والفتوة والاتحاد الوطني لطلبة العراق والجيش الشعبي والانتماء الى صفوف البعث عبر التنظيمات المتنوعة والقبول بالمر ، العلقم الذي لم يبغى من أن يتجرعه الكثيرون الا بعد أن تسد الانوف ومن ثم تناول الجرعة !!
 
عجيب أمركم غريب ياالعراقيين المظلومين دون ارتكابكم جرم يذكر وأنتم مرغمون على الخيار الذي لا يقبل المساومة الا من قبل القليلين ، وهم عليهم تترتب القادم الذي ينصبك في خانة الأعداء للحزب والثورة والعراق وحتى شرم الشيخ  وليلى وحسنة ملص !!!!!!.                                             
والأيام تأخذنا ونفقد الرقة وننسى القراءة تدريجيا ونبحث عن الجديد ... الطلقة والبندقية وأنواع الأسلحة ووصول صوتنا الى العمق الجغرافي والسياسي والاجتماعي ، وأصبحنا في خانة الرجال الذين نذروا أنفسهم وتخلوا عن ذواتهم كليا من أجل الشعب والوطن والحزب ، ومن ثم التفكير المفعم بالقبول بالواقع المتنوع منه ما هو متخلف قح ومنه ما هو نزع البدلة المدنية والحضارية والانسلاخ من الكثير مما هو موجود على الربط الشخصي ومن ثم ايجاد البدائل والتعامل معها وعلى مختلف الأوجه منها الأسطدام بالعادات والتقاليد البالية والمزاجيات والمزاجات الرفاقية ومنها اقهار الطبيعة وما حواليها .
 
والرفيق النصير نوزاد ( مجة ) والذي كان يترنح ويون من شدة عدم خروج كلمه وهو يرتل في بداية حديثه ولم يخرج كلامه الا بصعوبة وكان بيشمركة ( 1974 )!، والبيشمركة نوزاد بعد ما أن سمع بأنه لم يعطوا للرفيق الذي ذهب ليجلب حيوان لنقل البظاعة من والى المقرات وذلك لكوننا لا نمتلك حيوان خاص بالمقر لنستخدمه كواسطة نقل ،،،،، وسرعان ما صاح وغضب نوزاد / مجة ..... وكيف ما ينطون .. من هذا !!!!!! وتعال وياي دون أن يأخذ رأي أحد وبدون الرجوع الى المسؤولين وذهب الرفاق الأثنين وقال نوزاد ...بس أنت أشرلي على الرافض من بعيد ! وفعلا أشر الرفيق على الرفيق الكاروانجي صاحب الدكان ومن ثم كان نوزاد متشنجا متهيأ لما يحدث من عواقب ، وسرعان ما قدم بخطوات متسارعة شاهرا كلاشنكوفه التي استعارها من رفيق وليرفع أخمص بندقيته لينزلها كالصاعق على كتفي الكاروانجي بضربات متعددة ومتتالية .... محذرا أياه من تكرار ما رفضه من تزويد بيشمركتنا ببغل لنقل المؤنة !!! ولم يكن يستوعب الكاروانجي ما حدث له وبالسرعة الفائقة دون مشاهدته للرفيق نوزاد والحديث معه !! وبعد استفسار الكاروانجي من نوزاد ؟ فقال شلون ما تعطينا حيوان ! ها قابل احنة مو رجاجيل ؟ ومن هل كلام الذي أحار الكاروانجي مبديا استعداده لتزويدنا بالبغل ، ولكن نوزاد رفض من استلام البغل وذهب الى أبعد من هذا ... بأن عليك المجيء وتحميل البغل ومن ثم لا تتكرر العملية برفضك تزويدنا بالحيوان ! وجاء مشكورا ومحملا الحمل ورجع نادما مبديا استعداده لتلافي ما حصل من سوء فهم ، ومن ذلك اليوم كان دولارنا  قد صعد عند الكاروانجية ونوزاد حصل على عافية لما قام به من عمل يضع حدا للآخرين لمن لا يحترمون المؤدبين والداعيين للتعامل بالأصول !!
 
ومن ثم تحول قسم من مقرنا الى نوكان الصيفي والذي كان يبتعد عن قرية نوكان بضع المئات القليلة من القرية ، وكان الموقع حصين ومخفي نسبة الى المنطقة والمقرات الأخرى المتنوعة ولم نكن نعلم بتواجد مقر يبتعد عنا وخلفنا والتابع لأحدى الفصائل الأيرانية المعارضة والمناوئة لجمهورية ايران الاسلامية ، وأعتقد كان لفدائيي خلق ، ولكون طريقنا لم تكن تمر من هناك ولم نكن نعرف المنطقة بشكل جيد ، لذا المقر كان في عداد التمويه ومن ثم تم كشفه عبر الطائرات الأيرانية القاصفة فيما بعد !



113
المنبر الحر / مذكرات بيشمركة / 16
« في: 02:34 07/08/2011  »
مذكرات بيشمركة / 16

سعيد الياس شابو/كامران                                                                                              
2011.8.6.                                                                                                     
 
بالرغم من صعوبة الحياة وتعقيداتها ، وكونها أي الحياة متشعبة بالمتاعب والعمل الدؤوب .. بيد انها لم تخلي تلك الأيام والسنين من الضحكة والنكتة والمشاكسة أحيانا ! ومن يقول جل أيامنا كانت حرب أو قتال .. فلا يحق له ذلك بتاتا ولم يكن على صواب ، ولكن جل أيامنا كانت الحرمان المتنوع ...الحرمان من التربة التي ترعرعت فيها وتكونت شخصيتك فيها طيلة سنوات ، والحرمان من البيئة التي تعلمت منها وتكيفت مع الواقع الذي ترك بصماته في قاموسك الشخصي والمحلي والمناطقي ، وتركت الجيران والأصدقاء والرفاق والأحباب والعائلة وان من المفروض أن يكون تسلسل العائلة في المرتبة الأولى ومن ثم الرفاق الذين لم يكونوا يوما عدو العراق وشعبه ! لا بل كل الطروحات والمفاهيم كانت تصب من أجل نبذ الحروب ونتائجها وتطوير اقتصاد العراق ومسيرته والنهوض به والارتقاء الى درجة المظاهات للدول المتطورة !! ولكن حكم الدولة النفطية ونظامها القمعي والذي خطط للتعسف والأنفراد بالسلطة وتسخير أموال الشعب والمواطن من أجل قمعه وتدميره ومن ثم التخطيط لما آل اليه العراق في الثمانينات والتسعينات وحتى يومنا هذا لكون الضحية أصبحت أتعس من الجلاد في سرقات قوت الشعب والحبل على الجرار ، وما دام النفط العراقي يسرق وبطرق ملونة وعديدة فلا بصيص أمل في القريب العاجل من طمأنينة العراقيين على أموالهم وآمالهم في تحقيق السلام والوئام ومحاربة الأرهاب ولا في نزاهة الأنتخابات ولا في محاربة المحاصصات !!!!
 
ولنعود الى مذكراتنا التي أصبحت جزء من التأريخ لحفنة من الزمن البغيض ، ولكون حالتنا لم تخلي من الضحكة والنكتة .. ففي يوم صيفي حار جدا ونحن نتظايق من عدم شبع النوم ليلا والنهوض للحراسات في الليالي ومن ثم النهوض المبكر والسهر في الليالي الصيفية والحديث المتنوع ، ومن ثم حميمية الرفاق التي تترك آثارا لا يمكن نسيانها مدى العمر وحتى في الضروف الميسورة والتي قد ينسى الانسان البعض من همومه ويبحث عن النقاط البديلة والتي قد تؤدي في بعض الأحيان الى انكار التأريخ والوقائع وتغيرها لكون ذاكرة البعض قد أصابها العطل أو التخلف أو عدم هظم القظية التي صادفته وأراد من تحريفها لكون الذاكرة والاستيعاب عنده قد أصابه الزنجار والغوغاء !!
 
وفي عصرية من عصريات الصيف الحار ونحن  لازلنا في عام 1979 . ونحن مجموعة من الرفاق الأنصار البيشمركة .. ملتمين وواقفين في الشمس وندردش ونضحك بشكل لا تصنع فيه وكانت الفرحة والنكتة والضحكة تراودنا في الكثير من الأوقات ولم يكن في حساباتنا أن نصطدم من أقرب المقربين الينا !! ومن كان الأنصار الحاضرون والمجتمعون في تلك العصرية وأمام مجرى العين ومياهها العذبة ، فرحين وكأنه نحن في عرس ومنطلقين .. وسرعان ما توجها الرفيقين العزيزين الطيبين والذين كنا نكن لهم جل الاحترام والتقدير الى يومنا هذا أي بعد استشهادهما ورحيلهما عنا وذكرياتهما عطرة في قلوبنا وتحية لأهاليهما وذويهما ورفاقهما وأصدقائهما ألا وهم الرفيق الشهيد مام كاويز والرفيق الراحل ملا نفطة . وهم قادمين ومتسرعوا الخطوات باتجاهنا ومتذمرين من ضحكاتنا المليئة بالبرائة وصفاء النية وراحة البال والأتفاق على المستقبل النير والعيش اللا عنصري مع الجميع !! وجاء الرفيق مام كاويز الشهم ليعلن عن عنصريتنا ونحن نجتمع ونضحك ونشكل تجمع وو..........!!! وبعد أن استلمت الموضوع وقلت وبصوت غير خافت وبأستغراب مما حدث لمفهوم مام كاويس الأممي الشعبي الطيب!! وبعد اعطاء المجال الأكثر للشهيد مام كاويز ولا يجوز الحديث عن الشهداء أبدا وقد يعتقد البعض بأنني أود النيل من مام كاويس !! كلا أبدا وانما ثمة حقيقة في خلال خمسة دقائق تراجع الرفيق مام كاويس من طرحه وتهجمه ، بعدما استلمت النقاش والمداخلة وشرح ما هو المفهوم الذي تأثر به مام كاويس وملا نفطة والتغير الحاصل بين ليلة وضحاها ، وشرح الأبعاد التي جئنا من أجلها ويحق لنا أن نضحك بلغتنا ونتحدث بلغتنا ونجتمع بلغتنا ونتجمع ونسافر بلغتنا !!!! وبعد الوضوح انسحب الرفيق مام كاويز والرفيق مه لا نفطة من الحالة الهيستيرية التي كان قد شحنا بها من قبل بعض ضعفاء النفوس من الأنصار الموجودين في المقر ، ومن ثم وبعد دقائق تساوت المفاهيم واقتنعوا بأنهم على غير واقع  لفهم الحقيقة وخاصة حقيقتنا ونياتنا الصافية وكنا نعدل الأعوجاجات ونساهم بحل وحلحلة المشاكل التي يمكن حلها وهنا الجديد من أن يستفيد المرء من خطئه بالسرعة الفائقة واتخاذ البديل الصائب ألا وهو الأعتراف بالخطا ، ولو لا شجاعة مام كاويس واصرارنا على ما يحق لنا ، لكانت الصورة اتخذت ابعاد اخرى تحصرنا في زاوية ميتة وبناء المستقبل الذي طال على تلك النظرية الخاطئة والنظرة السلبية للتعايش على أساس المودة والأحترام ونبذ الخلافات في طرق التفاهم وليس العنجهية المميتة ، وهل تعلم الآخرون الدروس والعبر مما ارتكبوه من أخطاء تجاه الغير ؟!
 
ومن حسن الحظ والنجابة وقدراتنا على تجاوز المحن كنا متفقين على أكثر الأشياء التي كانت تصادفنا ، إلا في الحالات النادرة والقليلة جدا ومن حسن حظنا أيظا كنا متفقين فيما بيننا على المواصلة والشهادة والتعاون في الضروف المتنوعة ولا بد هنا من ذكر المجموعة التي كنا مع البعض في أكثر التجمعات في تلك الفترة ، النصير ملا عثمان ، النصير فؤاد ، النصير هيوا ، النصير سامال ، النصير ديدار ، النصير بختيار ، وكاتب السطور النصير كامران ، وهنا لكي لايفوتني الشيء الألطف وفي ظهرية لاهبة ونحن في الكبرة جالسين وإذ بالرفيق هيوا يسير بأتجاه مقرنا .... فأصطدمت كيف ترك الرفيق هيوا ، 5 أطفال أكبرهم لا يتجاوز من العمر 10 سنوات وبدون معيل !، فتقربت من الرفيق هيوا وهمست بأذنه ... انته ليش جاي يا أبا شوقي ؟! فكان رده مسكتا أقوى من طرحي ... أنت ليش جاي ؟!؟! ومن ثم أسكتني رده وكان بمثابة صاعق ! ومن ثم القبول بالأمر الواقع مما جعلنا كعائلة واحدة واخوة مصممين على التعاون والتكاتف والتماسك بالقيم والمبادي ورفع هاجس الخوف والتملق من أرشيف الأيام القادمة .
 
وفي ذات يوم من الصيف الذي لا يطاق ولم نكن قد اتفقنا على أن ننام بعض الشيء في الظهرية الا الرفيق هيوا كان قد تمدد وأسابيعه الأولى في الجبل وشخيره الذي جلب انتباه الرفاق ملا عثمان ، بختيار وفؤاد وهم ينوون القيام بعملية قد تؤدي الى مضايقته وايقاضه من النوم العميق والشخير الذي كان يشبه شخير الجنود القوقاز العائدين من الجبهة في رواية الدون الهاديء والحالة الأخرى الشبيهة بين البيشمركة هيوا والجندي القوقازي هو الشوارب الكثيفة وحتى التعامل في بعض الأحيان والتصرفات ، وبالرغم من فارق العمر بين هيوا وملا عثمان وفؤاد وبختيار الا أن المزح والشقة كانت السمة المشتركة بينهما ، وأبا الرفاق الشباب المتحمسين والمتعطشين لقضاء أوقاتا من أن يأخذ الرفيق هيوا قسطا من الراحة ويستيقظوه من منامه الهنيء !! وفكروا بخطة عمل ... ألا وهي أن يضعوا التتنات / دقيق التبغ المستخرج من كطف السكارة ووضعه على شوارب هيوا / أبا شوقي ومن ثم يتنفس ويسحب التتن نحو الجهاز التنفسي عبر عملية الشهيق والزفير !! ومن ثم يحرم من النوم مادام نحن لم ننام ،،، ومن ثم ينهض كاكة هيوا عاطسا ، غاضبا ، ولم تبقى الكلمات التي كانت بذمته الا واستخدمها ... ولكن بغير عصبية ولا مؤذية محملا أياهم العمل والفعل الشنيع والرفاق ونحن ضحكاتنا وققهاتنا بحيث يسمعها الجانب الآخر ، ومن ثم ينذرهم بالعواقب الوخيمة وعيهم تحملها وكلما أردنا التهدئة وايجاد البديل الا أن اصرار هيوا من الثأر لم يذهب سدى !! وبعد حوالي ساعة من الموقف والدردشة المتنوعة وسرعان ما طلبوا من النصير هيوا الاكتفاء بهذا القدر ونسيان ما حدث !! ولكن بعد منامهم أي الرفاق الثلاثة وشخيرهم الذي لا يقل عن شخير هيوا !! وقد ملآ الرفيق هيوا ، سطلا واناءا من الماء البارد المثلج وتهيأ لسكب المياه الباردة على الرفاق وهم نايمين وربما حالمين بالطموح الثوري لأسقاط النظام الدكتاتوري القمعي الهمجي !!! وما ذنب الرفاق وفي هذا العمر ...أي بعمر الورود والجنبط ، أن يحرموا من أهاليهم وأحبابهم ومدارسهم وهم لم يرتكبوا عمل مشين أو جريمة تذكر !! ،، المهم في لحظات سريعة استعد هيوا لعمل فعلته وهو يسكب السطل ومن ثم الأناء .. وهم يفزون من النوم وينهضون على صراخهم والماء البارد وهم غير متوقعين من هيوا الرد السريع والأقوى !! ومن ثم الضحك الذي كان يخفف من شدة حرارة الصيف والحرمان من الحظارة والبعد من الأهل والأحباب والموطن والوطن ومن كل ماهو اسمه نعيم وليس جحيم !
 
هنا لابد من قول الحقيقة .. كانت تربطنا بأكثرية الرفاق علاقات جدا طيبة ومتبادلة وكانوا يكنون لنا احتراما فائقا عن اللزوم ورفاق فقدناهم وليس من السهل التعويض عنهم ، وهنا كان الرفيق آزاد جاوشين ، الشاب الأسمر المرح والمليء بالنشاط والحيوية وكان طموحه وجل تفكيره ..... وكان يقول ... هاورى كامران ... هل سيأتي يوما ونحن نشاهد وضعنا  ونح مستقلين سيارة لاندروفر وناصبين عليها دوشكة ونسير في شوارع أربيل ؟! وهو يقصد انتفاضة شعب كوردستان في عام 1991 من القرن المنصرم ولم يبقى الرفيق آزاد الشهيد الا أشهر قليلة ومن ثم يستشهد ولم يتحقق حلمه الا بعد استشهاده ، تحية لكم أيها الشهداء الذين قدمتم أغلى ما تمتلكونه من أجل الوطن والشعب والحزب .




114
المنبر الحر / مذكرات بيشمركة / 15
« في: 13:59 01/08/2011  »
مذكرات بيشمركة / 15

سعيد الياس شابو/كامران                                                                                     
2011.8.1.                                                                                                 
 
في هذه الأيام القليلة الماضية من 27-29 تموز 2011. انعقد المؤتمر السادس للأنصار البيشمركة البواسل في أربيل العاصمة وبحضور العشرات من البيشمركة القدامى ليمثلون المئات ممن نذروا أنفسهم للشعب والوطن وهم يقترحون ويتمنون ويطالبون بتحقيق امنياتهم في ظل الحكومة الكوردستانية والتي أكملت العشرين من عمرها والحكومة العراقية المحاصصاتية والتي أكملت السنة الثامنة بعد التغير اللي حصل !!!! وما يزال رفاقنا يتمنون ويطالبون الحصول على قطعة أرض يمكن أن يحلمون بسكن لائق أسوة باللذين حصلوا على أكثر من قطعة وهم كانوا ألد أعداء كوردستان والثورة والعراق وتبربعوا في زمن الطاغية وهم يتبربعون الآن ورفاقنا يطالبون المسؤولين ومنذ عقدين !! بيد أن الأذن التي لا تصغي أساسا وقد وضع فيها القطن ليحميها من السمع لمطالبة بالحقوق الشرعية وليس الأمتياز عن الآخرين ، وعند ممات البيشمركة يتاجرون بدمه ولحمه وخدماته ونضاله وسمعته ويطبلون ويزمرون بأنه كان نموذجا كذا وكيت  !!!!!!                                                     
فهنيئا للأنصار البيشمركة البواسل مؤتمرهم السادس والمجد والخلود لمن فارقونا وتركوا حبا في قلوبنا ولا يمكن نسيانهم وتحية للأنصار الباقين وهم على قيد الحياة وهم يرزحون تحت وطئة للمطالبة بالحقوق في ظل حكم البيشمركة والمسؤولين المستفيدين  الذين يخرجون ببدلاتهم اللماعة وسياراتهم الفارهة ، فمن هنا نقول كفاكم والتأريخ سوف لا يرحم ليكون الكيل بمكيالين لمن قدم جل عمره للقظية والشعب والآن هو متذمر من الحصول على حقوقه !! وهناك الكثيرين مما قدموا الكثير وهم منسيين ولم يصغي عليهم أحد كان في العصر الذي تعلمت فيه شرائح غير قليلة من الصعود والتشبث بالمناصب وليس المطالبة الموازنة في الحقوق التي كادت أن تكون مخجلة عند البعض والمتاجر فيها عند البعض الآخر !!                                                                                                                 
 
كلما دخلنا الصيف ، كلما زادت الحماوة وصعدت البعض من وتيرتها ، ونضجت الفاكهة المتنوعة في الجبال والوديان ، وزادت معانات الرفاق من حيث الحاجة لمن ترك عائلته وأصبح في خانة العزاب وكتب على صاحبنا ... أحترم نفسك وانجب !! أن ما هو القادم هو الألتزام بالعرف والعادات والأخلاق والمباديء وغيرها من الطرق التي على المرء الألتزام بها وتطبيقها ومراعات الواقع جملة وتفصيلا ، ولكن الرفيق عزيز شوعي الكبير في السن كان رأس البلاوي ولم يلتزم بما يملأ عليه من تصرفات وعكس ولده حاكم وريا تماما !! وكثيرا ما كانت الاحتدامات بينهما وبشكل متواصل ، وخاصة عندما يسرد الأب عزيز شووعي كما كانوا يسمونه الرفاق الأنصار . والرفيق عزيز شوعي مالح العينين وكان يخرب على العجائز وحتى القميص المغسول والمنشور على الأشجار ..... يعتقد بأنها أنثى تؤشر له وتغازله !! والبيشمركة عزيز شوعي كان مبالغا الى حد السخرية والخرافات وخاصة عندما كان يسرد ويروي قصصه عندما كان بيشمركة الحزب في السابق ويقول ..... عندما صادفنا كذا من الناس ......أو وضعنا كمين وسحبت أقسام البرنو ورميت .... قرررررم ، قررررررررم !! وسرعان ما يجاوب الأبن حاكم وريا .... ئي هي فلان وهو يسب ويفشر من الكلمات الصعبة !!!! ئي وين البرنو يرمي صلي !!
 
وبعدين كم واحد أنت قتلت ! وسوالف كانت تخفف من متاعب الرفاق ، ومن كثر عدم التزامات الرفيق عزيز شوعي بالتوجيهات وكان يقترح البعض من الرفاق أن يحاسب بشدة وهو ما عنده شيء ولكن طبيعته كانت مزاحمة ومبالغة وهكذا الرفيق عزيز أصبح في ذلك الوقت الحديث النكتوي والطاغي وخاصة في الجلسات التي يتبادلون الرفاق في زياراتهم التفقدية ، وفي الزيارات التفقدية وخاصة المرتبة والمتفق عليها مسبقا وبمعرفة من قبل البعض الآخر .. أيام تواجد اللحم في المقرات أي ذبح المقسوم لكي يتناول الرفاق وجبة دسمة في كل اسبوعين مرة واحدة  وأحيانا في كل اسبوع مرة ! المهم في حال تواجد اللحم قد تعود البعض من الرفاق أن يدعوا رفاقه الى الزيارات والتي شكلت مشاكل فيما بعد !! لكون الحصة هي مخصصة للمتواجدين في المقر وليس للضيوف الذين يتناولون القسم من حصتهم اللحمية !! وبالرغم من الحديث وتوزيع الأرشادات من قبل الحزب ! إلا أن الألتزام كان قد طغى عليه راحة اللحم الطيبة وفي تلك الأيام العصيبة ! ، وبالمناسبة كانت المساعدات الشهرية أو ( الراتب ) الذي يتقاضاه النصير خمسة دنانير وأحيانا قد استلمنا دينارين أو ثلاثة !! ،!!! . ودينار أبو أحمد كان قوي في العراق ولكن عندنا كانت الكاروانجية تضيف على البظاعة سعر النقل لذا كانت المواد الغذائية والأستهلاكية غالية بالنسبة لنا .
 
كان الحزب يعاني من شتى الوسائل المعقدة ، منها الآثار السلبية على وضع الرفاق عموما ومنها الرفاق الذين دخلوا السجون والمعتقلات وأصابهم التعذيب المتنوع والأمراض الخطيرة كالصرع والهيستريا وحتى الأغتصاب واستخدام الوسائل التي لا يقبلها العقل البشري ولا تتواجد الا في قاموس المجرمين الطغات الذين دمروا العراق وعلى مر العقود ومن ثم يتشبثون بالجندي الأمريكي ليضعوا بسطاله على رؤوسهم ويقبلوا بكل الأملاءات ويقدموا كل التنازلات من أجل بقاءهم في السلطة ويستخدمونها للنيل من شعبهم ولم يكتفوا بهذا القدر وانما ذهبوا الى أبعد من ذلك واتخذوا اجراءات تعسفية بالضد من ارادة العوائل المقاومة وذلك بفرض الطلاق لمن التحق بالجبل الشامخ الذي لم يكن يعرف كلمة المساومة وأبى أن يكون الى جانب الطغات وخونة الشعب والتأريخ والبشرية ، أوليست جريمة النظام المباد بأن يحاكم عليها قانونيا وشرعيا من كون النظام عمل ضد الحقوق الأنسانية وفصل أفراد العائلة المقدسة وفرض عليها الطلاق وتزويجها الغير الشرعي بالطرف الآخر الغير المحبذ والمدمر للأخلاق الانسانية وكم من هذه الحالات صادفت العراقيين ؟!
 
وكانت المعانات من قبل رفاقنا تخف كلما حصلت قوات الأنصار على قطعة سلاح وبمرور الأيام تزداد المعنويات وتزداد الفصائل ويزداد حاجة النصير الى التعليم المهني للأنصار ومن القظايا التي ينبغي أن يتعلمها النصير ، مراعات وضع الفلاحين القرويين ومساعدتهم والتحطيب المتنوع منه قص الأشجار ونوعيتها ومن ثم التحطيب للتنور والمدفأة ولمواقد الطبخ ومنه لبناء الغرف وهذا أيظا كان فيه التنوع لأن خشبة التي تتوسط الغرفة أو القاعة تختلف عن التي توضع على السقف ، ومن ثم إرتداء الزي الكوردي الكورتك والشروال وربط البشدين على الظهر وشدة الجمداني والتي كانت قد عقدت بعض الرفاق واستخدام كل شيء بشكل صحيح وغير مبهدل مما يعطي للمقاتل وزنا آخر ، وعليك أن تتدرب على فنون القتال والمهارة القتالية وإلا في أول معركة ستستشهد ويخسرك الحزب ، ومن ثم أن تتعلم أصول البناء واختيار الأحجار التي تستخدم في البناء ونوعية الطين وجبل الطين وتخميره من أجل التماسك واختيار المكان المخفي عن قصف الطائرات ! فأما شد الحصان والحمل كانا يشكلان عائق ومشكلة عندنا الا القليلين ممن عاشوا حياة الفلاحين وأجادوا الصيغة أو المهنة !! والمشكلة الأخرى
 
عند أكثرية الرفاق والطريفة في نفس الوقت الا وهي تسمية كل الحيوانات للحمل بالحصان أو الفرس ولم يكن بمقدورهم من فرز البغل والبغلة والحصان والفرس عن بعضهما !!!! وحتى ربط الحصان كان يشكل عائقا لمن لم يجيد ربطه في مكان مناسب ! فأما المفردات التي تخص الحيوانات وهي الأخرى كانت بحاجة الى تعليمها ، واللغة الكوردية أيظا كانت العائق الأكبر لمن لا يجيدها وخاصة الرفاق العرب ومن هنا أوجه تحيب حب وأعتزاز للرفاق الأنصار العرب والآخرين ممن كانوا لا يتقون اللغة الكوردية واللهجات الكوردية العديدة وقاموموا وتحملوا الصعاب وأجادوا كل الأمور التي منذ البداية كانت العائق أمام المسيرة والمشوار الطويلين !! فأما نوعية الغذاء الذي كان يشكل هو الآخر مصيبة بالنسبة للأكثرية ممن كانت أوضاعهم ميسورة ولم يتعودوا على نوعية الغذاء القروي والمقراتي !! فأما المنام في داخل الغرف والقاعات وأحذية سمسون المطاطية التي رائحتها تزكم الأنوف وتسود الرجلين لكونها مصنوعة من البتروكمياويات والتي كانت تشكل الحل السهل والحصول عليها لم يكن صعبا ، وحتى المسير في الطرق كان يحتاج الى معرفة ودراية ودقة لكون كل الطرق وعرة ومحفورة بحفارات الخيل المحمولة البضائع المتنوعة ! ومن عاش في ناوزنك في ذلك الوقت من الزمن ولم يسمع أو يشاهد مام أحمد صاروخ ! والذي كان يتعامل بالجملة لأستيراد وتصدير ويحتل موقعا مهما وعلى الطريق وأنت قادم من الحدود واذ المسكن والخيم منصوبة لتنزل وتصعد البظاعة المتنوعة .
 
ومن ضمن الحالات التي كانت هي الأخرى من الصعب هضمها وتقبلها .. كانت زيارات الرفاق البيشمركة من بعض الكوادر من الأتحاد الوطني الكوردستاني لرفاقنا وخاصة المناطقية والمعارفية وأيظا السياسية لتعزيز العلاقة وفتح المواضيع والأشتياق لماضي من الزمن وحاجة المستقبل لبعضنا الآخر وكانت زيارات تقتصر على العدد القليل جدا وهنا أود الأشارة بأننا كنا نفتقر الى ماحدث بعد انهيار الحركة الكوردية بقيادة الزعيم الراحل مصطفى البرزاني واخماد الثورة الكوردية لوهلة من الزمن الذي لم يدوم كثيرا وسرعان ما قامت طلائع من القوى التي تبنت نهجا ماركسيا في جعل حركتها الثورية استمرارا لما بعد النكسة التي قدمت الحركة الكوردية خسائر فادحة لا تقدر بثمن ، وسرعان ما تبنى الأتحاد الوطني الكوردستاني ( أ و ك ، أو ينك ) والحركة الأشتراكية الكوردستانية والقيادة المؤقتة / الحزب الديمقراطي الكوردستاني ، وكنا نفتقر الى ما حدث من مآسات في أحداث هكاري وما أدى اليه من الصراع بين القوتين الرئيسيتين من أحداث دامية مؤلمة والنتائج السلبية التي قد أخرت النهوض في قيام الثورة المسلحة من جديد بينما الحكومة العراقية بذلت الكثير من أجل تأجيج والترويج لما حدث وكان حزبنا قد صمت أزاء ما حدث ولم نكن نحن في الصورة لما حدث في عام 1977 من القرن المنصرم ، لذا كنا على حياد بين أي طرح قد يؤجج  التصعيد لكون مهمتنا هي فضح أساليب النظام العراقي ! وهنا كنا نصدم بالرفاق الزوار ونشرح لهم بأننا وعليكم فتح الصفحة الجديدة ونعمل من أجل لملمة جراحنا وقواتنا ونعمل للأطاحة بالعدو المشترك ألا وهو النظام القابع في بغداد !!
 
والنظام القابع في بغداد ومنذ اللحظات الأولى وفي السابق قد أجاد الطرق التي يمكن فيها أختراق تنظيمات حزبنا وعلى كافة المستويات وليس فقط في حزبنا وانما على مستوى الأحزاب العراقية والعمل على كشف العناصر المناوئة للسياسات التي كان قد فرضها النظام العراقي على الساحة العراقية من خلال التعامل المباشر أو على مستوى المعارضة في الداخل والخارج ومنها المسلحة ومنها السياسية وكان التعامل كل على طريقته الخاصة.                                                                         




115
المنبر الحر / مذكرات بيشمركة / 14
« في: 00:12 24/07/2011  »
مذكرات بيشمركة / 14

سعيد الياس شابو/كامران                                                                                      
2011.7.23.                                                                                               
 
بعد أن تشكلت الفصائل وحسب القناعات والأجتهادات والمناطقية الا القليل منها الذي وزع حسب الوضعية السائدة آنذاك ، فكان فصيل المدفعية أول فصيل قد  شكل من العناصر الشابة والطموحة في اسقاط النظام وكان كل من النصير ماموستا رزكار المسؤول السياسي والنصير محسن ياسين المسؤول العسكري وبالتأكيد يجب أن يكون هناك مسؤول اداري لتكمل الحلقة المبني عليها تنظيم الفصيل أو بالأحرى التشكيلات الأنصارية في 1979.
وبما أن النصير محسن ياسين كان قد دخل دورات في الأسلحة والمتفجرات في السابق وهو بدوره كان معلما لبقية الأنصار الذين رشحهم الحزب ليكونوا ضمن الدورات التعليمية وحتى من الأحزاب الأخرى الموجودة في ناوزنك كانت قد دخلت البعض من بيشمركتها تلك الدورات ، وكانت الأمور تتجه نحو بناء ووضع اللبنات الأولية لتحرك المفارز والتهيئة لما هو طموح شرعي لتطوير قوات البيشمركة الأنصار وذلك لمقارعة أعتى نظام عسكري وآلته الحربية القمعية المدمرة والمستخدمة جل أنواع الأسلحة للقضاء على الخصم اللدود ... ألا وهو البيشمركة الذي يمتلك في أغلب الأحيان كلاشنكوف ليس أكثر !! أو برنو !! ، وهنا لابد من الأشارة الى مسألة حساسة وعلمية !!، كيف يسقط النظام في البندقية ؟!.
 
هنا ما أود من ابراز دور نصير عن الآخر والعمليات كانت متكاملة لبعضها البعض ولكن دور السلاح واستخدامه وكيفية التعامل معه يتطلب الخبرة والدقة والدراية وحتى حماية السلاح من التلف والحفاظ عليه والتلاعب به .. جلها أمور عسكرية بحتة ينبغي التعامل معها بحذر وألا لتصبح الرمانة اليدوية عدوك بعد أن يرخى صمام الأمان وربما ستنفجر عليك وهذا ما حدث فعلا  ، ناهيك عن عدم القيام بتنظيف قطعة السلاح ومما يؤدي الى عدم الأستجابة من السلاح وخاصة السلاح الأيراني والغربي الأمريكي .. ج 3 . والذي كان كثير التوقف والعطلات ، لكوننا لا نجيد التعامل معه .
 
وهاوري محسن كان مزاجه برتقاليا وبسرعة ان لم تعجبه الوضعية فيقول .. ئي كورى خوا !!!!!! ومن ثم يكمل الجملة ، ومعنى كوري خوا = ابن الله .
وكان ضمن الداخلين الدورات والتي وصل صداها الى ماوراء البحار النصيرين مام بكر تلاني وملا جلال ( مه لا خدر ) والرفاق الآخرين والقصد من تلك الدورات تدريب الرفاق الأنصار ليكونوا مستعدين لتسخير علومهم العسكرية وخبراتهم عند الحاجة المطلوبة ومن حسن الحظ الذين دخلوا الدورات وسببت له مشاكل عدة الرفيق ملا جلال والرفيق بكر تلاني ، وساعود الى المشكلة الكبيرة بالنسبة لهم والكوميدية بالنسبة لنا لكوننا لم ندخل تلك الدورات ، ومن ضمن العلوم التي اتقنوها في تلك الدورة ... نصب الصواريخ المستخدمة في الأستخدام المزدوج التي تستخدم في البازوكة وانطلاقها عبر التوقيت !! ، وهنا لابد من الأشارة من أن ماهو أو ماهي البازوكة ؟؟!!، البازوكة هي عبارة عن انبوب في حال عدم تجزئتها وفي حال تجزئتها تصبح انبوبين ولكن دون عزلهما عن الآخر وهي خاكية اللون وتستخدم ضد الدروع وصواريخها فعالة جدا في حال أن تكون صالحة للاستخدام وهي فعالة لمن أجاد استخدامها وكانت جديدة بالنسبة لنا ، لكونها  من الأسلحة التي لم نشاهدها في استخدامات الجيش العراقي وحتى يمكن استخدامها ضد الهيلوكوبترات والمشاة وهي مرعبة أيظا لكونها غريبة الحجم لو قورنت مع ال-آربيجي 7.روسية الصنع .                                                                         
 
لنعود قليلا الى التشكيلات الجديدة التي حصلت وشكلت مقرات ونحن في مقر المشرف على قرية توزلة الصيفية بين تلك المناظر الخلابة الجميلة ولو اعتليت بشموخ الجبال لشاهدت القرية الصيفية وكأنها شجرة كبيرة واحدة وليس مجاميع البساتين المتشابكة اشجارها المثمرة والمشكلة صورا للبيئة الناجحة دون البذل من الدولة عطاءا يذكر أو كلفة تستحق الذكر !!                                                   
كان الرفيق آراس الألقوشي اداريا لفصيل المدفعية الواقع  في مشارف ناوزنك وتوزلة وكانت أسلحتهم متكونة من مدفع هاون 60 ملم و80 ملم و120 ملم ودوشكة.                                                   
 
فأما نحن في مقر أربيل الصيفي والموجودين فيه قد زاد عددنا  تدريجيا الى أن وصل بحيث المقر لا يستوعب كل أولاءك الأنصار البيشمركة والأكثرية غير مسلحين الا في وقت المهمات المناطة بهم والخروج من المقرات للزيارات التفقدية أو أثناء اداء الواجب ، والحلم الذي كان يراود أكثرية البيشمركة من أن يمتلكوا سلاح مسمى ! دون العودة لأسم السلاح وكانت حصتي من المقسوم ( السلاح المتطور جدا جدا ألا وهو أو بالأحرى ألا وهي بندقية برشوت ) والبرشوت صنعت قبل عشرات السنين من ذلك الوقت  وبندقية برنو كانت أفضل بكثير من البرشوت وكانت أحدث من البرشوت والتي تستوعب ل-5 رصاصات أو 5 أطلاقات ونفس الرصاص الذي يستخدم للبندقيتين المذكورتين وكان لي 10 شاجورات أو شواجير أو مخزن وكل شاجور يستوعب 5 طلقات وكانت الطلقات غالبيتها مزنجرة وقديمة ولكن كنت أحس بأنني موجود وبأمكاني أن أقاتل العدو عند الحاجة وهكذا كنت قد قمت بتنظيف السلاح من الزنجار والتأكسد والرصاصات وكاننا بيشمركة ثورة أيلول التي قاتل ثوارها بأسلحة بدائية .
 
والعودة لمقر أربيل واستيعابه مجاميع من البيشمركة المخلصين لقضيتهم وشعبهم وهم يحلمون  بالثورة على عدو شرس ، نظام قمعي وحشي دكتاتوري عسكري فاشي متسلط على رقاب العراقيين دون استثناء ، متسلط على رقاب العساكر قبل الآخرين !، المهم كان المقرعلى المقربة من الطريق بين ناوزنك ومرورا بتوزلة ومستمرا الى كاني زه رد ومن ثم التواصل الى سردشت ، ولم ينقطع السير في هذا الطريق ليل نهار والحركة المستمرة والضيوف الدئميين منها البيشمركة ومنها المرضى ومنها السابلة من والى !!                                                                                                 
الرفيق مام كاويس الشهم المسؤول العسكري للمقر والرفيق ملا نفطة المسؤول السياسي وملا جلال المسؤول الأداري !!! ومن ثم في المقر الكوادر العديدة منها عسكرية ومنها سياسية وادارية وطاقات متنوعة أملها في بناء المستقبل الأنصاري ، وعندما نقول مقر أربيل ... لايكون رفاق المقر حصريا من أربيل فقط وإنما الرفاق من عنكاوا وتوابعها ومن شقلاوة وتوابعها ومن كوي وتوابعها ومخمور وتوابعها ورواندوز وتوابعها  وحتى من مناطق كركوك كانت على ملاك مقرنا.
 
فإذن التشكيلة الجديدة لم تنقذنا من المشاكل الجديدة والتي كانت تستحدث في كل دقيقة وساعة ويوم وفي الحالات الكثيرة كان الكل مكروهون أي المسؤولين خاصة وعلى رأسهم الأداري ، لكون الأدارة في الكثير من الأحيان لا توفي بوعدها وغير قادرة على تلبية طموحات البيشمركة وخاصة الشباب ، أي كانت الحصة التموينية مقننة وفي كل شيء تقريبا !!!! وسياسيا كانت المعالم غير واضحة وتتداخل فيها الاجتهادات بين تبني سقوط النظام من عدمه !! فأما عسكريا .. فها  هي الأيام تمر والأسابيع والأشهر المقاتل البيشمركة يقف خجولا دون الأعتبار في حال ذهابه الى جلب بغل لنقل الأرزاق والمؤن من المقر والى المقر !!                                                                                         
كانت البداية أو بالأحرى منذ التشكيلات الجديدة أن تلتزم بما هو مقرر ومرسوم في الخطط الأدارة العامة والتي على الأداري أن يلتزم بالقرارات ومن ثم أن يرضي البيشمركة في الحصص المخصصة لكل واحد ، وان طريقة العمل والأجتهاد كانت تتغير من اداري لآخر تختلف وتمتاز بالفطنة والأبداع إلا أن الواقع كان مريرا وصعب الأستيعاب والأصطدام في الكثير من الأحيان بين من يروم الأصطدام وخلق ما يمكن خلقه من مشاكل وكان دورنا في تهدئة وتطبيع الأمور مبينا وبشهادة الجميع ولم نكن لوحدنا وثمة رفاق آخرين كانوا على تسهيل الأمور وتجاوز ما يمكن تجاوزه من أخطاء لربما تتفاقم وتأخذ منحى آخر ومن ثم يكون المخزون قد زاد الى المخزون الماضي وتتحرك الأجندة في الحالات التي يمكن نبشها من جديد وتصيغها بشكل آخر !!!
 
كيف كانت طريقة العمل في القاعدة أو في المقر وكيف كان التصرف من قبل الجميع ؟،نحن كنا مستعدين على التضحيات دائما وعلى حساب الذات ! ونحن كنا المسهلين للأمور وحالين المشاكل التي يمكن حلها وبالطريقة السريعة ! ونحن كنا من العناصر المهدئة والناشطة في الحالتين وكل حسب حالته !! ونحن كنا حلقة وصل في الكثير من الأحيان بين الخصوم !! ونحن كنا ملتزمين بما يقع على عاتقنا من واجبات ومساعدة الآخرين !! ولحسن الحظ الكل كان يحترمنا ويقدر الى حد بعيد الوضعية !! ونحن كنا من العناصر التي لا تهاب في تقديم الكثير من النقاط التي تخدم تحسن أداء الاداريين   !! ونحن قد تحسننا وضعية الأدارة في مقرنا  ونوعية الوجبات الغذائية دون التزامنا بالمسؤولية ورفضها في الكثير من الأحيان !! نحن كنا في استقبال الضيوف ومراعاتهم ومداراتهم وتقديم الخدمات للحالات المطلوبة !! نحن كنا في المقدمة والنهوض الصباحي الذي خلق أشكاليات للكثيرين في تلك المرحلة الصعبة !! ونحن كنا الأفضل في العلاقات مع الجميع دون الرجوع الى السوابق التي كان البعض قد اختزنها في أروقة أفكاره المريضة والعنتيكاتية !! ونحن لم نري الى الرفاق الآخرين سوى ما كنا نؤمن به ألا وهي القضية التي جئنا من أجلها ، فعلينا أن نتحمل الكثير !! ونحن لا نريد أو نروم ذكر الكثير لكوننا لسنا من طينة خاصة بالنسبة لأبناء الشعب العراقي وانما كانت لنا مواقف مشرفة !! وربما يسأل أخي ورفيقي النصير من كل هذه النحن ؟ وربما يسأل القاريء الكريم سواء كانت هي أو هو ، من نحن ؟ والجواب هو نعم نحن وان كنا قليلين في العدد الا اننا فعلنا الكثير ومنذ اللحظات الأولى من بناء قواعد الأنصار ولم نبخل بالطاقات والأفكار النيرة التي قدمناها الى تطوير وضع الأنصار وبناء الغرف والقاعات وتحسين نوعية الأداء في تقديم الوجبات الأفضل نوعية وبنفس الكمية من المواد الغذائية المقررة ، وهنا يأتي دور الفرد في ايجاد البدائل الأفضل ، فمثلا وعلى سبيل المثال وفي الكثير من الأحيان كان النصير الخفر لايجيد تلبية أو القيام بواجباته بصورة صحيحة وخاصة عند طبخ الرز .. التمن ، وأنواع المرق وحتى طبح اللحم الذي كان يشكل عائقا كبيرا أمام الأكثرية وكثيرا ما كان لا يستذوقه البيشمركة بالرغم من قلته وندرته في تلك الأيام العصيبة أي في كل اسبوعين مرة واحدة يمكن أن تتناول وجبة غذاء من اللحم وكثيرا ما تكون الضحية من الماعز التي تشكل العامود الفقري للفلاح لكونها تقاوم الضروف المناخية الصعبة وتتسلق فوق الأشجار الواطئة نسبيا لكي تجيد لها طعاما في فترة الشتاء وخاصة عند سقوط الثلوج الكثيفة .                                                       
 
ومن ثم المسألة الأخرى والتي كانت قد أزعجتنا الحليب وفي الصباح الباكر تنهض وتتهيأ لتناول كوب حليب مع خبزة واقترحت وقمت بعمل اللبن عوظا عن الحليب القواطي وكان نوع الحليب نيدو اللذيذ ونصنع منه أجود أنواع اللبن كامل الدسم ، ومن ثم شعور الرفاق بتحسن الوجبات ومقاومة البطون التي كانت تبقى خاوية ، والوضعية المملة !! فأما وجبة الرز التي كان في الكثير من الوجبات يشبه العجينة أو غير مستوي أو محروق وحتى الحكاكة لا يمكن الأستفادة منها ، ومن ثم وضع القياسات النسبية لطبخ الرز والذي كان يشكل المادة الأهم في حال وجوده ! ، ومن ثم تعليم ومساعدة الرفاق الخفراء على كيفية الألتزام بالطرق التي أصبحت فيما بعد الأكثرية قد التزمتها وأجادتها الا التعبانين والمتعوبين من الأنصار البيشمركة ، وكان مقترح عمل الصمون عبر بناء فرن والخبز لجميع المقرات لنا دور مشهود فيه بعد ما كان عدد الرفاق في تزايد وتحسين النسبي بتنوع المواد الغذائية ووفرتها وكيفية التعامل معها ، وفعلا تمت بناء فرن لتصبح الفرن الذي يزود كافة المقرات من الصمون في كل يوم وبهذا قد  تحسن وضع الرفاق ..... وكان يقول الرفيق أبو أحمد طيب الذكر ... لا توزعون صمون حار ، لأن شهية الرفيق راح تنفتح ويأكل المزيد !!                                                           
 
فأما الرفيق ملا جلال الأداري الذي حاله حال كل الادارين غير محبذين عند الرفاق وأنا لا أعمم أبدا ولكن هذه كانت حقيقة الأمر ! أي اختار ما بين الاثنين ..... أرضاء الأداري الرئيسي أم أرضاء البيشمركة ! خيارين أحلاهما مر !!
بما أن الواقع كان مفروضا عليك ، فعليك الألتزام أو التذمر !! فعليك أن تتقاسم ماعون الرز أو صحن التمن والذي يكفي لنصير واحد ! ، فيتم التعامل مع الماعون أربعة أشخاص أي أنصار !!!! ، أو ثلاثة فيما بعد ويعني قوطية رز والتي كانت معلبة وفيها معجون الطماطم وتفرغ لتصبح مقياس طول العمر الأنصاري ! هذا في حال وجود الرز فأما شوربة العدس والحمص أيظا كانت من الوجبات المفضلة والموجودة على الساحة ، لكونها لا تؤثر بالعوامل الخارجية والطقسية والخزنية !!!
 
وقد تسير الأيام وتزداد التعقيدات والحلول ضعيفة والدوار في حلقة مفرغة كانت قد شكلت يأسا نوعا ما عند البعض وبالرغم من بعد كل وجبة تناول الطعام فكنا متهيئين للدبكة الشعبية المتنوعة ومنها سيبه يي ، سوسكه يى ، شيخاني ، كولشيني وعلى أنغام أغانينا الشعبية ( كوبارى ، هه ي نركس ، وأغاني أخرى متنوعة يشاركون الرفاق فيها ويزيدون ما لم نجيده من أنواع الغناء الشعبي التراثي ، والحقيقة كان أكثر الرفاق مبدعين في العيش المشترك بالرغم من الحياة الصعبة المعقدة !!  والصيف ليس كالشتاء !! أي في الشتاء تكون الحاجات فيها أكثر قساوة والحصول على تلك الحاجات تحتاج الى جهد ومال  والتدبير ، فمثلا الشتاء كان قاسيا ويحتاج الة الكمييات المضاعفة من الحطب للاستخدام اليومي ومنها التدفئة التي نحن اليها حاليا ،، ومنها الحصول  على القماصل الشتوية لتحمينا من شدة البرد وخاصة أثناء الحراسات والمفارز وحتى الملبس العادي وقظايا أخرى متنوعة كالمنام وو...... ! ، والعجيب في الأمر كان بعض الرفاق وفي الحراسات وفي كل ليلة يسطون على قدر اللبن ( الروبة في العربية ، وماست في الكوردية ) ،!! ، كيف والحراسات لا تنقطع ... أي الحرس يسلم البندقية الى الحرس المتناوب وحتى الصباح أي الخفر الأخير يكون الحرس الأخير وان كانت الحالة تختلف من مقر الى الآخر بالنسبة للحراسات ، الا أنها كانت الحالة متشابهة في الكثير من الأحيان ، وكيف تختفي في كل ليلة ( كشوة اللبن ) وتنوكل والحراس أحياء !! ، وقد أحارتنا وأصبحنا قلقين جدا ! ما هذا اللغز , ونحن بعيدين عن أبو الطبر !! ولم يكون في البال بأن الحرامي هو من أهل الدار والسالفة طالت أسابيع !! ومن ثم نقاشات واجتماعات ....... ولكن دون جدوى ولا هزة ضمير ولا .. ولا ...!! يالها من غرابة وتعقد الأجتماعات وتكون المقترحات كذا وكذا !! ولكن في ليلة نصبنا كمينا لنصيد صيدة قد تكون تقودنا الى اتهامات باطلة للرفاق الأعزاء ، ومن ثم في اليوم الثاني تكاد الفضيحة تكون أكبر من ووتركيت !! وفضحنا الأمر وصارت المشادات الكلامية بحيث هبطت البورصة عند الرفيقين بما التجئوا اليه من عمل غير محمودة عقباه ، ومن ثم سهلنا الأمور لنتجاوز الخطوط الحمراء لكون الوضع كان مقصودا لتأذية الرفيق الأداري .

116
المنبر الحر / مذكرات بيشمركة / 13
« في: 00:25 14/07/2011  »
مذكرات بيشمركة / 13

سعيد الياس شابو/كامران                                                                                       
2011.7.13.                                                                                             
 
منذ أن كثر عدد الأنصار البيشمركة في أواسط  عام 1979 من القرن المنصرم ، أصبحت الحاجة الى ايجاد مصادر التسليح وتدريب البيشمركة على استخدام الأسلحة ودخولهم أي الأنصار في دورات متنوعة وخاصة الذين لم يكن لهم خلفية استخدام السلاح ، فمثلا من لم يكن بيشمركة قديم ومن لم يخدم العسكرية في الجيش العراقي ، لكون الجندي العراقي يجيد استخدام الكلاشنكوف وما شابه ذلك السلاح الناجح دوليا  ، وفي نفس الوقت وهناك اجماع في الرأي عند قيام الحركات المسلحة واشتعال الثورات أو الحركات المسلحة وخاصة تجربة البيشمركة الأنصار في العراق والمبادىء الأولية أن يكون السلاح المستخدم يشبه السلاح الذي تمتلكه القوات العسكرية لتلك الدولة ، لكي تستفيد الحركة من السلاح الذي يمكن أن تستولي عليه قوات وفصائل الأنصار عبر العمليات التي تقوم بها من خلال الخطط المرسومة بغية الأفادة من تلك الأسلحة لمحاربة الخصم ، وبالتأكيد عندما نتحدث عن السلاح ويكون ضمنه المعدات العسكرية المتنوعة وقطع الغيار كالعتاد المتنوع من البندقية الى الدوشكة ومن المدفع الصغير عيار 60 ملم فصاعدا ، ومن ثم آربي جي 2- 7 . والأنواع الأخرى من الأسلحة .                                           
 
هنا لابد من الاشارة الى دور الرفاق في تحصيل ما يمكن تحصيله من السلاح القديم والمستخدم وأحيانا المتصدأ وعبر الطرق العديدة منها الشراء ومساعدة القوى التي كان الحزب يتعامل معها ومن ثم ضغط الأنصار على الحزب بتدبير قطع السلاح وتحقيق مطالبهم بتشكيل المفارز الصغيرة والأظهار أمام القوى الموجودة في المنطقة وخلق أجواء غير مملة وايمان الرفاق البيشمركة بالكفاح المسلح لا سبيل للعودة الى الوراء !! جل المحاولات كانت تؤدي الى الاصرار للنزول وحتى لو كلف الرفيق دمه ! أي الأكثرية مستعدة لتقديم الدماء والتضحيات من أجل الوطن والشعب والحزب والقظية ، وسرعان ما كثرت قطع السلاح الموجود عددا لابأس به ، والنوعية التي لا يمكن الاعتماد عليها في الحالات القتال المتوقعة
 
وكانت القطع المتكونة من .. البرنو ، سيتير ، برشوت ، كلاشنكوف ، ج3 ، والرمانات القنابل اليدوية وأسلحة قليلة أخرى كالبازوكة ، آربيجي 7 . ومن ثم الهاونات !                                               
وكان الرفيق محسن ياسين المدرب الرئيسي اظافة الى الرفاق الآخرين لأدخال الأنصار الى الدورات المتنوعة ومنها صواريخ الكاتيوشا  والتي كانت مزدوجة الاستخدام ، أي عبر اطلاقها في البازوكة ومن الطرف الآخر يمكن نصب تلك الصواريخ عبر التوقيت الدقيق ، ومن هنا بدأت بعض المفارز الصغيرة تقوم بمهمات في المناطق القريبة من مناطق بيتوين وبشدر الحدوديتين والواقعتين في مناطق رانية وقلعة دزة ، وكان لرفاق بشدر الدور المشهود له في تلك الأيام لكونهم أبناء وفلاحين المنطقة .
 
ومرت الأيام والأسابيع والكل ينتظرون قدوم صفقات السلاح !!! وفي كل ساعة ومن أي قادم ومحمل بثقل أو حمل ..... إلا وسئل ؟ هذا سلاح ....؟ فكان الجواب كالعادة ب كلا ! وكانت مفارز التموين قد نشطت بعد أن زاد عدد المقرات والرفاق الأنصار وتوزيعهم على شكل مقرات وفصائل ولكن ليس على أساس طائفي أو ديني أو .......!!!!!!! ، وبالرغم من وجود بعض الأخفاقات في توزيع الرفاق في المقرات الا أن الأريحية والمناطقية كانت موجودة ولكن دون العنصرية وان حدثت بعض الأمور الا أنها لم تشكل عائقا أمام المبدأ الذي كان هو الفيصل والحاسم في التعامل اليومي .
 
ونحن كان مقرنا على مشارف قرية توزلة الجميلة والمغطات بالأشجار الكثيفة وكثرة مصادر مياهها العذبة وكانت القرية الصيفية والشتوية أي المساكن الدائمة تقع في القسم العلوي والمزارع تقع في القسم الصيفي البساتين الجميلة وفيها كل أنواع الفواكه .. مالذ وطاب ، فأما أشجار الجوز الشامخة والشاهقة والمعمرة والتي كانت طاغية على المساحات ولا يمكن للطيران أن يميز المقر من المسكن العادي وكانت أكثرية المقرات أو المقار في منتجع توزلة الجميل ، ومن ظمنهم مقر القيادة العسكري والسياسي والاداري وكانت فترة نقاهة تقريبا لو قرنت بالفترة السابقة ، والرفاق الأداريين كانوا قد تحركوا نحو أسواق سردشت لشراء وخزن المواد التي يمكن خزنها كالنفط والبنزين والمواد الغذائية المتنوعة التي تقاوم حرارة القيض اللاهبة ، ومقرنا أيظا بالرغم من وقوعه على القسم العلوي الا أنه كان هو الآخر مخفي عن الأنظار بالرغم من كون الطريق الرئيسي يقع على بعد ليس أكثر من 30 مترا ، ونحن نشاهد كل المارة من والى ، لذا كنا ننتظر بفارغ الصبر وصول السلاح !!!!!!!!!!!!!!!!!....
وبدون  جدوى ! والأطرف من هذا .. كان أحد الحمولة التي في طريقها الى المقرات والتي تحتوي على حمص والذي يستخدم ( لبلبي ) ويستخم لطبخ المرق واليوم يستحسن استخدامه وليس اليوم وانما منذ أزمنة لصناعة الفلافل وحمص بطحينة للذين يرغبون ذلك !! ومن منا لا يعرف الحمص والعدس ولم تكن وجبته الرئيسية والأساسية ولسنين عديدة !!!!!!!!!!!...، . والكيس أو الكونية التي يتناثر منها الحمص لكون الثقب في الأسفل قد ضغطت عليه الحمص ولتخرج الى الهواء الطلق !! ومن ثم رفيق فضولي يسأل ؟ ما هذا في الحمل ؟! فسرعان ما جاوب الرفيق الاداري ..... ليش تسأل ؟ ( حزب ده زانى ) والمقصود بأن الحزب يعرف ! ، ومن ثم الرفيق الفضولي الذي كان ينتظر السلاح ، لم يتحمل قد نفذ صبره !!!! وبعد قهقهة من الصميم .... قال وهو لم ينتهه من الضحك الغير المصطنع .... يابه ..يا حزب ده زاني ! هو الحمص كل راح ومنثور في الطريق !!!! المهم !!!!!! .
 
فأما الرفيق جوزيف وعذرا منه ومن كل الرفاق والرفيقات الذين أذكر أسماءهم هنا بأن لا يكون القصد هو النيل منهم ..حاشا ، وأنما هو ذكرهم هو الحق التأريخي وسأحاول أن لا أمس قيد شعرة من حالة الرفاق الذين عايشتهم وحتى في وجود تقصير ما ومن أي كان .
هنا لابد من الاشارة الى الجوز الطري الأخضر والذي كان قد رتبت من قبل بعض الرفاق وخاصة جميل .. جوزيف أبن الرفيق والفقيد الراحل توما توماس ، طابت ذكراه وغدا سيرفع الستار عن نصبه في القوش الثائرة التي أنجبت رجال لا يهابون الشهادة من أجل مبادئهم التي حملوها على مدى العصور والى يومنا هذا ، فتحية لأبا جوزيف وهو وأن ابتعد عنا جسديا الا أنه حي في ضمائرنا وأفكارنا ، ولكن لنعود الى الرفيق جميل والذي أطاح بالجوز ولم يسمح للشجرة أن تحتوي حتى حصة السنجاب الذي يعيش على الجوز صيفا وشتاءا !! وربما يقول سيدي القاريء كيف شتاءا والثلوج قد تكسوا الأرض الطيبة ؟ وأنا أقول السنجاب ( سموره ) بالكوردية ، وهو يخفي الجوز في فصل الصيف في أماكن بعيدة المنال الأنساني والحيواني في الأشجار وحتى تحت الأرض بعد أن يحفر الأرض ومن ثم يضع الجوز في الحفرة ومن ثم طمرها بالتراب وهكذا هو أحد أسباب تكاثر أشجار الجوز في المناطق الجبلية .
 
فأما الرفيق نوري والذي كان من رفاق الذين ينقلون المواد الغذائية من سردشت الى المقرات وهوكان من يمتازون بسريعي الحركة والحديث الكوميدي الشيق ، وفي ذات مرة الرفيق نوري والملقب بنوري جيرتانوف لكثرة استخدامه تلك العملية ومع الجميع تقريبا ، وقد تسلق شجرة الجوز بأعجوبة وبعد أن يمر الرفيق من هناك أي بالمقربة منه ... فهو بكل قوته وجيييييييييييييييييرت !!!!!!!!!!! ، وفي ذات مرة حار الرفيق الفقيد طاب ذكره الرفيق ملا نفطة .. من أين تأتي هذه الأصوات ولم يشاهد أحدا !! ولتكراره لعدة مرات ولكن دون جدوى وأصبح حائرا من أين تأتي تلك الأصوات ومن أين تخرج  وهو وشجرات الجوز فقط !!
وكان مزح ونقاشات الرفيقين الفقيدين الدكتور فارس وملا نفطة ومن يشاركهما قد يصل أحيانا الى حد العراك ولكن دون حمل المغثة والتجاوز وخاصة عندما كانوا يدافعون عن أربيل والسليمانية ويبحثون عن النكات التي تنال من بعضهما  البعض ، وكانوا من خميرة المقر وتحفته ولبناته الأولى .
 
ولكي لا ننسى ونهضم حقوق الرفاق والذين قدموا الكثير وفي مجالاتهم العملية والعلمية وخاصة الطبابة ومنذ الأيام الأولى لتواجدها أي الطبابة وأخص بالذكر في حينها الرفيقين الدكتور صادق والدكتور ئازاد سه رسوور والذين لم يألوا جهدا الا وبذلوه من أجل تقديم أفضل الخدمات الطبية للقرويين والبيشمركة على السواء وفي الكثير من الأحيان تصرف الأدوية النسبة الأكبر الى القرويين الطيبين ونحرم منها ولكن هذا ما كان صلب الأنصار الشيوعيين في ذلك الوقت العصيب من الزمن ، وفي ذات مرة ولو يتذكر الرفيق الدكتور صادق ضربني ابرة وكانت قديمة ومستخدمة لعدة مرات وأثناء سحب الأبرة فتألمت كثيرا بحيث سحبت معها القليل كنقطة أو كشامة صغيرة من اللحم ... وصحت   ،،،،،،،والعصبية وبعد برهة وعند زوال الألم أصبحت نكتة ومن ثم جاء رفيق قيادي وأنا حاضر فأخرجت له ابرة بالباكيت جديدة ومغلفة ولم تسحب ورائها قطعة لحم !!! تحياتي الى الرفيق الدكتور صادق والرحمة الأبدية وطيبة الذكر للشهيد الدكتور آزاد الذي قدم الكثير لقرى كوردستان ايران وتركيا والعراق لكونه انتقل من منطقة الى أخرى الى يوم استشهاده.
 
                                         

117
المنبر الحر / مذكرات بيشمركة / 12
« في: 17:51 10/07/2011  »
مذكرات بيشمركة / 12

سعيد الياس شابو/كامران                                                                                     
2011.7.10.                                                                                             
 
ونحن عائدون من مدينة مهاباد متأثرين بما شاهدناه من طيبة شعبها ، ورقة أهلها ، ورخص بضائعها المتنوعة ، والصورة الأكثر التي كانت قد عكست والتي تدل عن ثقافة الشعوب الأيرانية ألا وهي الحمامات الشعبية والنظيفة والمتكاثرة والتي تعبر عن واقع حالهم أي نفس الحمام للرجال والنساء ولكن الغرف كل لحاله أي الرجال يدخلون في غرف الرجال والنساء في غرف النساء وهذا ما لم نشاهده في العراق الذي تركناه ! ، والشيء الآخر بالاضافة الى المسائل الأخرى التي قد بقيت في ذاكرتنا وطعمها في حلوقنا ألا وهي أنواع الحلويات المختلفة وخاصة التي تسمى ب- ( قنادي )،وكنا قد تركنا بقلاوة العراق المشهورة وخاصة في محلات الشكرجي في بغداد والموصل وأصبحنا نكره حتى البقلاوة العراقية من وراء النظام القمعي ونحن نفضل قنادي مهاباد !! فأما نوع من أنواع القنادي والتي تصنع من العسل الخالص بدل السكر وخاصة لمن لم يكن أو مصاب بداء السكري .. فأكل لمن تشبع .
 
وفعلا المدينة الجميلة وأهلها تركت في مخيلتنا  انطباعات جميلة وخففت القليل من بعدنا عن أهلنا وهكذا في كل مدينة وقرية نتعلم العادات والتقاليد ونظيف الى أولياتنا ما هو جديد ومفيد ونصبح أكثر أغناءا مما نحمله من أفكار والخبرات الحياتية اليومية ولتصبح مخزونا  في أروقة تفكيرنا  وكل يستخدم ما امتلكه من خبرات على طريقته الخاصة . وفي مهاباد كانت الثقافة ومكتبتها المفعمة بالكتب ليست بعيدة عن المتناولين والباحثين عن الثقافة ، وكان الرفيق الشاعر دلزار قد وجد له موطيء قدم من اللحظة الأولى ليتعامل معهم وليطبع من جديد ديوانه الشعري ، وعندما عرفوه من قريب كانوا قد يكنون له احتراما فائقا عما هو متداول بين الناس العاديين .                                                               
 
بعد العودة من مهاباد ونحن نواصل السير من بيوران وقد اشترينا أو تسوقنا بعض الأمور التي تفيدنا في الحياة اليومية وخاصة الملابس الداخلية وقميص اضافي ، لكون ما نمتلكه من التومنات كان قد بقى بسبب المصروف الذي أنفقه علينا الرفيق غازي فرنسيس طابت ذكراه ورحمه الله ، ومن هنا أقدم لزوجته وابنه وبنته ولأهله جميعا الشكر الجزيل ولم ننسى أبدا الأيام التي قضيناها معا في مهاباد .
 
ونحن نواصل السير من بيوران ومن ثم بعض القرى نسيت أسماءها مثل بني خلف وقاسمة ره ش ، ومن ثم كاني زرد وتوزله ومن ثم ناوزنك .... وقبل وصولنا الى ناوزنك بحيث تفاجنا برتل من البيشمركة ... عشرات البيشمركة لا بل أكثر من العشرات وهم يسلكون أكثر من طريق وموزعين بين الطريق الصاعد والطريق النازل قبل الوصول الى قرية توزلة ( الزاء بثلاث نقاط )، ومن ثم مشاهدة الرفيق البيشمركة مام جلال والرفيقة البيشمركة هيرو خان عقيلة مام جلال وهم من ضمن الرتل وقاصدين الى عكس اتجاهنا وبعد مرور الرتل ونحن لم نصل قاعدة ناوزنك ... أي قبل وصولنا توزله ، وإذ نتفاجأ بالرفاق على الطريق وقد تحولوا من المقر الشتوي الى المقر الصيفي وهذا ما كان مفرحا بالنسبة لنا أي خلصنا من القمل والبرغوث وو...... ! والمقر الجديد الصيفي كان على مقربته عين ماء لم أشاهد مثلها طول عمري وبالرغم من مما شاهدته لمئات العيون الطبيعية ، والخاصية الموجودة في تلك العين أو ينبوع الماء هو غريب عجيب .... مثلا الماء البارد البارد وكأنه ماء من الفريزر وليس من الثلاجة !! وعند تناول طاسة ماء أو كأس من الماء وبعد الغذاء ..... لترى نفسك بعد ربع ساعة من تناول وجبة الطعام ...... وترى نفسك بأنك جوعان وجوعان والحيرة أن تختار بين ذلكم الماء المعدني النقي وبين أن تبقى ظمآنا وعطشانا وجوعانا وكان الرفاق من أهل مدينة الناصرية العراقية يقولون ( يوعان ) بدل الجوعان فتحية لهم ، ووقفنا منبهرين في المقر الجديد الواقع على مشارف قرية توزله الجميلة والمليئة بأشجار الجوز وأنواع الفواكة والبساتين السيحية وحتى التتن التبغ يزرعون فيها وكانت الفلاحة متنوعة في المنطقة وغنية الى حد ما ، أي كان الفلاح يربي الماشية ويعمل في الكروة أي نقل البضاعة من والى والزراعة المتعددة الجوانب منها الفواكه والخضار وتربية النحل لتنتج أجود أنواع العسل فيما لو صنف عالميا ، فأما الجوز في منطقة توزلة فلا نظير له ... حتى الجوز الأمريكي لا يظاهيه ، حتى التبوغ التي تزرع في المنطقة كانت نموذجية ولكن لا تظاهي التبوغ في منطقة المثلث العراقي الأيراني التركي وخاصة قرية ( نيركولا ) ولقرية نيركولا قصة أخرى سأعرج عليها في حلقات قادمة . وبعد الأستقبال من قبل رفاقنا في المقر الجديد وايجاد الفراشات والجويلات التي قد تركناها في المقر القديم وتسوية ما يمكن تسويته واضافة ما يمكن اضافته على الموقع الجديد وايجاد السبل التي يمكن أن تزيد الراحة اليومية في المقر ... بدأنا في البحث عن البديل بعد ما أن كانت بعض الخيم منصوبة للمنام وتحسبا من الأمطار الصيفية المتوقعة أحيانا ! وحفظ الجنط والأغطية من حماوة الشمس المحرقة الصيفية ومن الغبارات المتوقعة بالرغم من نقاوة الجو صيفا في المنطقة وأحيانا كانت الخيم بالرغم من الحرارة ووخمةجو الخيمة الا أنها كانت تأوينا للمنام فيها ، في الليل والنهار وحسب الوضعية ومتطلبات الوضع وخاصة عند المرض !                                                           
 
وبعد يوم من وصولنا الى المقر الجديد فبدأنا بقطع ولم الأشجار التي نحن بحاجة اليها لبناء كوشك ( كبرة ) صيفية لحمايتنا من حرارة الصيف ولتصبح لنا غرفة ومضيف بدل الخيمة ، وكنا قد اتفقنا مجموعة من الرفاق أن نقوم وعلى أوجه السرعة من عمل وبناء كبرة تسع لأكثر من خمس رفاق في الحالات الأعتيادية ، وفعلا في اليوم الثاني وبمساعدة الرفاق الآخرين الذين ساعدونا .. قمنا بقطع وتجميع المستلزمات وبناء كبرة محترمة وكبيرة بحيث نالت اعجاب الكثيرين وأغضبت البعض من كوننا نشطاء وبالسرعة الفائقة تمكننا من بناء كبرة محترمة  وتعديل وتسوية الأرض بالشكل المطلوب ورش الأرض بالماء الى أن أصبحت تحتاج الى مالنج لكي تصبح أرضية الكبرة ملساء وفي اليوم الثاني حفرنا خنادق أو ملاجيء لحمايتنا وتحسبا من قصف الطيران المتوقع !!! لكوننا قد خرجنا من وفاق الجبهة الوطنية والقومية التقدمية العراقية وتبنينا الكفاح المسلح وعلينا أن ندرك ما هو قادم من غضب السلطة القمعية واحتسلب ألف حساب وحساب ! وبعد يومين أو ثلاثة أصبحت الكبرة جاهزة للمنام واستقبال ضيوفنا الشخصيين وكنا نأخذ قسطا من الراحة ليلا ونهارا في الكبرة بعد أن تركنا الخيمة للرفاق الآخرين ، ومن ثم البدأ بتعديلات المقر الأخرى كتوسيع المكان العام للرفاق والضيوف وتوسيع موقع المطبخ وبناء الحمام العام أي مكان الأستحمام لكون الرفاق قد تحولوا في المقر منذ يومين أو ثلاثة قبل مجيئنا ، وكان للمقر الجديد ميزة تجلبك الى الجو الشاعري وأنت على مرتفع شامخ ومن خلفنا سلسلة جبال مامندة وغيرها من المرتفعات الشامخة وأمامنا كل ما نظرت ولقت عيناك على جمال الطبيعة الخلابة والهواء النقي والكروم البعيدة التي تخضر الجبال صيفا وتعطي رونقا اضافيا على جمال الطبيعة الخلابة في كوردستاننا العزيزة ، ومن ثم منحدرات وأراضي القسم القليل منها سهلة والقسم الآخر مدرجات زراعية ومنحدرات عجيبة غريبة لو ينحدر البغل منها وأراد أن ينتحر !
 
كان فلاحنا صاحب الموقع قد زرع بعض الشيء من التبغ والبستان من التعروزي والبطيخ والخيار والطماطم والبيذنجان والفلفل والريحان وحتى الورود الصيفية الزاهية والجميلة ...... يا له من ذوق سليم من قبل الفلاح الكوردستاني القروي الذي قلما كان يجيد القراءة والكتابة ومفقود الحضارة والتكنلوجيا ومحروم من أبسط الخدمات الدولية !!!!!!!! بيد أنه قائم بذاته ويتحمل الصعاب ويسهلها وهو يرشد البيشمركة بعدم اللجوء الى الأقتتال الداخلي ! لا بل أكثر من هذا يقول .......... نحن مستعدين لتقديم الغالي والنفيس فيما أنتم اتفقتم على التوافق والصلح وبناء مستقبل شعبنا ، كان الكل سياسيين وحتى النساء العاملات ليلا نهار في الحقول يتحدثن ويجيدن السياسة .
 
لنخرج قليلا من عالم السياسة ونبقى في  القظية ، ألا وهي ... نحن لم نكن نرغب تلك الوضعية واختيار تلك الحياة الصعبة معادلاتيا ولم نحرق مؤسسة حكومية ولم نقم بالثورة أو انقلاب لنسقط النظام ولا نحاسب الدولة على سرقة الواردات السنوية وعائدات النفط ولم نحاسب النظام على الساعة ولا على عروبته القححة التي احتلت الكويت فيما بعد ولا علة اسلامية النظام قبل أن يحارب ايران لمدة ثماني سنوات ومن ثم التصريح بأن الحرب كانت من عمل الشياطين ! ولا نحاسب النظام من أختيار طريقه الشائك بسيطرته على مجمل مؤسسات الدولة ولا ... ولا   ... ولم نحاسبه على الكثير من القظايا الأخرى والتي قدمنا مساومات وتنازلات للطرف السلطوي الحاكم لكي يجرنا الى الطريق المسدود ألا وهو أما الأنتماء الى حزب شمولي قومجي دكتاتوري يتحكم علر رقاب العراقيين وأما اختيار الأصعب والأسهل بالنسبة لنا ألا وهو العيش بالكرامة وبالطرق البدائية وتحمل ما يمكن تحمله من عواقب مستقبيلية وخاصة بتقديم أشرف وأنزه ، دماء عراقية مخلصة للشعب والوطن كقرابين للوضع السائد آنذاك !
 
بعد أن كنا نتحدث عن السلم العالمي وندعم الحركات التي التحررية في العالم معنويا وماديا وبعد أن كنا نريد أن نبني عراقا جبهويا مزدهرا سياسيا واقتصاديا واجتماعيا والمدافعين على الأنجازات وخاصة تأميم النفط ! فأصبحنا في خانة العداء من قبل النظام العسكرتاري الفاشل الذي زج الجيش العراقي في معارك خاسرة ومن ثم مساومته على رضوخ الجيش العقائدي أمام اتفاقيات لا نفع فيها !! واليوم أصبحنا نبحث كيف نحلل ما آل اليه الوضع وكيف نبحث عن كراريس للثوار الكوبيين والفيتناميين لنجعل منها دروسا للإفادة لكوننا أنصار الحزب الجدد .                                               
 
وهنا يعجبني أن أقف وأنتقد الحزب المضحي من أجل الشعب واسعاده والذي قدم دماء زكية ألا وهو الحزب الشيوعي العراقي بشقيه العراقي والكوردستاني على ما لم يقم به طيلة سنوات بعدم ابراز دور الأنصار البيشمركة الشيوعيين منذ عام 1970 من القرن المنصرم وخاصة بعد بيان 11 آذار التأريخي ,، وهذا ما أعتبر التقصير المتعمد واللامبدئي من قبل الحزب بشكل عام ، وبالرغم من ايجاد أعذار هنا وهناك الا أن هذا هو تأريخنا النضالي وقدمنا من أجله الدماء الزكية .                     
 
كانت سياسة الحزب الشيوعي سياسة مبدئية أزاء الوضع العراقي في السبعينيات الا أن من حيث التكتيك مع حزب يتحكم بأموال النفط ويسرقها ويحرم الشعب من أبسط حقوقه ، لا بل أكثر من هذا أراد النظام العراقي الفاشل من بسط سيطرته على كل القيم والمفاهيم عبر مؤسساته القمعية المتنوعة ، لذا كان على الحزب الشيوعي أن يتخذ خطوات جديرة في فضح النظام وتعريته داخليا ودوليا ، وهذا ما لم يحدث ، لابل زاد من جبروت النظام عند قتل الشيوعيين كانت رموز النظام تحصل على أوسمة مزيفة من الحكام المحسوبين على الأممية !! وللسياسة وجهان ، وجه حق و وجه باطل !! والمصالح الدولية التي أصبحنا لها كبش الفداء ، لم تنقذنا ! لا بل أصبحت تعمل على احباط المعنويات التريجية الى أن كشفت نوايا النظام المباتة أزاء كل صغيرة وكبير وبمرور الزمن وكشف نوايا النظام الدكتاتوري بافتعالات الحروب الداخلية ومع دول الجوار العراقي وبهدر الطاقات العراقية الوهابة منها المدنية والعسكرية والمواردية .                                                                                       
 
كلما ابتعدنا عن السياسة وسرعان ما نعود اليها ثانية وثالثة وو ...... ولم ولن ننتهي منها والحديث يطول ، فأما نحن اليوم نريد أن نشكل مفارز مسلحة ولم يكون بوسعنا أن نمتلك ذلك السلاح الذي يمتلكه الأخ الجندي العراقي البريء هو الآخر من النظام ! ونبحث عن أوليات كراريس الكفاح المسلح ومن عرف الآلة العسكرية العراقية آنذاك وخدم العسكرية ، فيقول طوبى لمن يختار الجانب الآخر ، الجانب المعارض ، لكون الجيش العراقي  يعتبر من الجيوش المسلحة نوعيا وعدديا ومجهز بأحدث الأسلحة المتطورة على الساحة العربية والشرق أوسطية .                                                   




118
المنبر الحر / مذكرات بيشمركة / 11
« في: 12:28 05/07/2011  »
مذكرات بيشمركة / 11

سعيد الياس شابو/كامران                                                                                           
2011.7.3.                                                                                             

في الاجازة الثانية والتوجه الى مدينة مهاباد وكان المسير من ناوزنك ومرورا بالقرى الكوردستانية الجميلة وأهلها الطيبين والمستظيافين للبيشمركة وتوقفنا بين الحين والآخر والتأمل بتلك القرى ومغدوريتها من الخدمات العامة وخاصة الطرق المعبدة والكهرباء والخدمات المتنوعة الكثيرة كالمستوصف الصحي و.......! وعشرات الخدمات الآخرى المفقودة برمتها !! لا بل أكثر من هذا تحمل القرويين أكثر من طاقاتهم  ألا وهو ايواء البيشمركة والأنصار والذين يقع طريقهم وتواجدهم في تلك القرى ، ونحن نواصل المسير واستراحتنا في محطات ووقفنا قليلا في قرية كاني زرد الجميلة ويا لها من موقع اسطيافي لو اهتمت الدولة في تطوير المنطقة لخدمة أهاليها وتشغيلهم في الزراعة والسياحة الطبيعيتين ، ولا أعلم الآن شيء بخصوص تلك القرى في المنطقة ومن ثم الأستراحة الثانية والثالثة ومن ثم المحطة الأخيرة هي قرية بيوران التابعة الى مدينة سردشت الجميلة والتي قصفت المدينة بالأسلحة الكيماوية من قبل النظام العراقي أبان الحرب العراقية الأيرانية ، أو الحرب الأيرانية العراقية والطرفين أرادوها متشبثين ببقاءهم في دفة الحكم والخلاص من أطراف المعارضة في الدولتين الجارتين المسلمتين وشعبهما العزل!!.                                                                               

وقرية بيوران تمتاز بشتاءها القاسي لكثرة الثلوج التي تتساقط  في فصل الشتاء وتعتبر من المناطق الزراعية والقريبة من الحدود الايرانية العراقية ، وثمة شارع غير مبلط كان يربط حدود قلعة دزة –بيوران – سردشت ، وبالرغم من وجود جايخانة – قهوة على الشارع الرئيسي الا أن القرية تفتقر الى مضيف أو فندق ولكون وقت وصولنا مساءا والقهوة معزلة .... لذا استخدمنا شعار التوزيع في البيوت أي اثنين .. اثنين في البيوت التي تأوي البيشمركة وكانت المرة الأولى في حياتنا الأنصارية أن نتوزع في البيوت القروية وأن يكون القروي بمثابة العائلة الثانية لنا بعد العائلة التي تركناها في العراق الدكتاتوري سابقا  والفدرالي لاحقا !!.                                                                                           
تم توزيع الرفاق وعلمنا بأماكن مبيتهم أي البيوت القريبة من بعضها لكون المنطقة نجهلها تماما وما في حساباتنا كان يختلف عن حساب القرويين وبعد الأستفسار من العائلة التي أوتنا وشرحنا لهم من نحن والغرض من التوزيع في البيوت لكون عدم وجود فندق للمنام ومطعم لتناول وجبة عشاء تختلف عما هو موجود في المقر وبعد أن أطمئنا من العائلة الكريمة بالأمان وبالترحيب الحار من قبل ربي العائلة والتآلف الذي حصل بيننا بحيث أصبحوا أصدقاء وكانت تلك الليلة الأصعب ولو قرنت مع الليالي الأخرى من حياة الأنصار وذلك ليس الا ... في قرية بيوران وكانت أكثر البيوت تقوم بتربية  الماشية في نفس البيوت التي يسكنوها ، فمثلا تأخذ العائلة القسم أو الطابق السفلي من المنزل إيواءا للماشية الحصن والماعز والأغنام والأبقار والطيور الداجنة وغيرها من الأمور .... والطابق العلوي الثاني لسكن العائلة وهناك تختلط الأصوات ويبتكر البرغوث في انتقاله من منطقة الى اخرى في الجسم ومنذ اللحظة الأولى أصبح الجسم لا يتحمل ويا للأعجوبة وكأنهم يربون البرغوث ويدربونه للتملص من القبض عليه ! ولكن الحديث القروي الشيق وتناول وجبة عشاء  قروية تقودك الى التفكير بالمستقبل الأنصاري وتحمل ما هو مخفي في أسرار القرى الأفقر وفي مختلف المناطق الكوردستانية ، وكانوا قد جلبوا لنا من وجبة متنوعة وبصحبة الرفيق توفيق حريري والذي جلب انتباه أهل الدار المظياف في حديثة الشيق وسرعة التعارف وتبادل الأراء والحديث عن الكوردايتي وكيفة تحريرهم من الوضع المأساوي الذي تعيشه كوردستان في ذلك الوقت من الزمن أي تموز 1979.                                                           

ولم أنام تلك الليلة ولو للحظة واحدة ولكنني أحوس بالفراش وبالرغم من انه شهر تموز ولكننا نمنا في داخل الغرفة ولكون المنطقة مناخها كويستاني أي تعتبر من المناطق التي تتأثر بالثلوج التي تسقط وتبقى في بعض المناطق الى الصيف المتأخر وتكون تلك المناطق من الصعب المنام فوق السطوح كما هو الحال في القرى الكوردستانية الأخرى                                                               .                                                                                             
وفي الصباح الباكر وكالعادة ينهض القروي الفلاح ليطعم الماشية والطيور الداجنة من المخزون واخراج البعض الآخر للمراعي ليقودها الأبن الراعي ليسرح ويمرح بها في السهول والجبال والوديان ويغنى لها ويعزف على الناي وحتى المساء وهكذا في كل يوم من الحياة القروي المناضل من أجل البقاء في قريته ويطعم الضيوف البيشمركة وعلى مر السنين وأشهر !!!!!!!!!!! , 3

لماذا الأنزعاج من البرغوث التعيس والذي لم يتساهل أبدا مع الكثير من البيشمركة وهناك من لا يتأثر جسمه في عظة البعوض أو البرغوث أو القمل ونحن الكثيرون كنا نتجنن وتصيبنا ما يقابل الهستيريا أحيان عندما لا تنام لليالي وأيام متواصلة وخاصة عندما يكون في الجسم أكثر من واحد !! ومن الصعوبة القضاء عليه لكونه يتنقل بسرعة من منطقة الى أخرى ولصغر حجمه وصلابة بنيته ... ومن الصعب القضاء عليه حتى في أخلاء الملابس الداخلية والتي فعلتها كثيرا الا أنه عقدني وخرب مزاجي في الكثير من الأحيان وعمل فيما بوسعه من أذيتنا عوضا عن النظام الدكتاتوري العراقي ، وكان الجسم يصبح بقع بقع وعليك أن تحك تلك المنطقة وأحيانا كانت تلتهب وحتى في بعض الأحيان نشتري دواء لمحاربة البرغوث ولكنه لا يستجيب لطلبنا !! والعجيب في الأمر الرفيق القروي لا تهتز شعرة فيه ولا كأنه البرغوث موجود على الساحة والأغرب من كل شيء أنه موجود في أكثر قرى كوردستان  وخاصة التي تربي الماشية خاصة .

وفي الصباح الباكر بعد تناول وجبة الفطور الجيدة والمتكونة من الجبنة الكوردية واللبن الروبة والبيض المقلي والعسل المحلي والشاي الخفيف اللون وعليك أن لا تقلب استكانك وأن تشرب الى أن يقل الماء في السماور وفي الكثير من الأحيان الدوشلمة أي السكر المحول الى قطع صغيرة وللدوشلمة قصة أخرى ، سأتناولها في حينها ، وبعد الأسترخاص من قبل أهل الدار الطيبين وكأنهم مطلوبين لنا وهم يعتذرون فيما لو قصروا في تقديم الخدمات المقدمة الينا في استظافتهم لنا في تلك الليلة ! وأكدوا في زيارتنا القادمة لهم في حال الأمكان ومنذ ذلك اليوم انطبعت لدينا وفي ذهننا صورة الفلاح القروي الكوردستاني الذي قدم الكثير للثورة الكوردية منذ نشأتها واندلاعها في أيلول 1961 .                 

واصلنا المشوار بعد تقديم شكرنا للعائلة الكريمة ومن ثم تجمع الرفاق في المكان الذي اتفقنا عليه ألا وهو القهوة التي تقع على الشارع الترابي وبعد الدردشة فيما بيننا تبين الكل لاقوا استحسان والقبول من مظيافيهم ، ومن ثم ركوب سيارة ذات ال 18 نفر الى مدينة سردشت ومن ثم الى مدينة مهاباد ولكن في تغير السيارة الى منشأة بحيث الصعود والنزول ونقل البضائع القرويين المتنوعة، وغناءهم وصيحاتهم الصاخبة والتي تدل على متاعبهم في الحياة اليومية وكأننا في حفلة متنقلة والمناطق الجميلة واللوفات المزعجة !!!! المهم المكوث والنزول في فندق في مهاباد وحساب ألف حساب عن ترتيب أمورنا ماديا وعدد الأيام التي يمكن أن نقضيها وبعد ساعة في الفندق خرجنا لتنفس هواء المدينة النقي وبعد حوالي ساعة أو ساعتين من التجوال ونحن نتحدث بلغتنا السورث / السريانية والضحك وصراخ الرفيق ملا عثمان وضحكة الرفيق بختيار ووو ........، وإذ من الخلف يتابعنا شخص وبخطوات بطيئة وترقب بين الشك واليقين ! انها اللهجة العنكاوية صرف ! يا ترى من يكونوا هؤلاء الشباب ؟ ومن أين هم ؟ وماذا يفعلون هنا ؟ جلها أسئلة شرعية ومحق بها ؟!

الأخ والرفيق المناضل الشهيد غازي فرنسيس والذي قارع النظام الدكتاتوري منذ الستينيات من القرن المنصرم بأنتمائه الى الحزب الديمقراطي الكوردستاني ، وكان البيشمركة غازي فرنسي من العناصر الشجاعة في مهماته المنسوبة اليه ، المهم وهو يترقبنا بحذر وبعد أن تأكد من اليقين وزال الشك من أننا عنكاوين ونحن منطلقين ومعبرين عن سعادتنا ، فقال السلام عليكم شباب وبعد الألتفاته من اللحظة الأولى عرفته بأنه غازي بعد أن الكثيرين من أهل عنكاوا لم يعرفونه بسبب تواجده عائليا في محافظة كركوك وعمله هناك ولكن أنا قد شاهدته سابقا وكنت على علم بأنه بيشمركة وملتحق في صفوف الثورة الكوردية وماضي في بقائه في ايران ولم يعود بعد انهيار الحركة الكوردية ، وسرعان ما صحت ها .... كاك غازي كيف الصحة والأحوال وهو مستغرب من معرفتتنا به وهو لم يعرفنا ! وتواصلنا الحديث ولكوني أكبر سنا وعشت وأعرف جميع أهل عنكاوا في حينها وحتى اللذين عاشوا في مدن بغداد وكركوك ، لذا الصورة مخزونة في ذاكرتي .                                                                 

وبعد تبادل الأحاديث والأستفسار عن أهل عنكاوا ووضعهم وتقارب وجهات نظرنا في الوضع السائد آنذاك والدخول في تفاصيل واستفساره عن الأقارب والأهل وما هو أبعد من هذا وذاك ... دعانا أن نترك الفندق وأن يستظيفنا في منزله في مهاباد ، فنحن رفضنا !!!! وأصرينا بأننا دفعنا اجور منام في الفندق ! فقال مو مشكلة أنا أدفعلكم أجور الفندق ! ولكن بعد الأقناع والرغبة من الطرفين ، لبينا طلبه ورضخنا للأمر الواقع ومشينا الى الفندق والتحدث الى صاحب الفندق بأننا سنترك الفندق لكوننا شاهدنا أحد معارفنا هنا .... وو.   فلم يعترض صاحب الفندق وتركنا ثمن سعر المنام لليلة واحدة بدون المطالبة بالمبلغ وهو الآخر شكرنا لكوننا بيشمركة ونتخلى عن المبلغ المدفوع له !!                                 

استلمنا الجنط السياحية !!، هي اشبيها الجنط ؟! خاولي وملابس داخلية لتبديلها مرة واحدة ليس أكثر وأدوات الحلاقة !                                                                                                   
ومن ثم كان سوق المدينة المشهي لكل أنواع اللحوم ومنها السمك ! فأما الخضروات والفواكه كانت تتكلم بوجه صاحب الجيب الغني ! فبدا كاك غازي ... ماذا تشتهون ؟ بس قولوا ! فأسرعت كل شي ! الرفاق الآخرين يقولون ما نريد أي شيء وهو أي كاك غازي قال بس أنت ... والله ... فأول ما أشرت على السمك ومن ثم الفواكه المتنوعة فقلت أشتري من كل الأصناف !! وفعلا حدث هذا ومشكورا على ما قام به الرفيق غازي فرنسي وعائلته وعلى مدى اسبوع كامل تحملونا وشعرنا بأن هناك ناس لا يزالون يمثلون طيبة العراقيين وسخائهم بمالهم الخاص وليس على شاكلة اليوم تسرق أموال العراقيين وفي وضح النهار من قبل المتنفذين !!! وهنا أود الأشارة الى أن كاك غازي وهو أخ الصديق عبد فرنسيس والآن يعيش في الولايات المتحدة الأمريكية .                                                   

وتفاصيل ذلك الأسبوع تحتاج الى ليس حلقة واحدة فقط وانما حلقات عدة !!!!!!!!!!.                 
وكانت مهاباد الجميلة منبهرة وفوضى بعض الشيء في سوقها الذي يباع فيه مختلف الأسلحة من المدفعية وأنت صاعد ونازل وبحيث عند تجريب السلاح من قبل مالكي السلاح ومجربيه وفجأة تخرج الرصاصة من فوهة السلاح وما تسمع الا كلمة ( ببخشه آغا ) يعني أعذرني سيدي ! وهناك الكثيرون قد قتلوا وجرحوا بهذه الطريقة البدائية للتعامل مع السلاح ، ونحن بدورنا كنا نؤشر على ماهو خطأ وصواب وتعلمنا منهم الكثير أيظا ! وليس في الغرابة أن نقول كنا قد شعرنا بأن تلك المدينة هي مدينتنا الحقيقية وأهلها هم الضيوف ، فتحية لشعب وأهل مهاباد والرحمة وطيب الذكر للشهيد غازي فرنسي الذي عانى في عودته الى العراق في خريف 1979 وذلك بأصدار بيان العفو سيء الصيت ومن ثم ملاحقته من قبل الأجهزة الأمنية القمعية في عنكاوا أربيل / العراق ، ومن ثم التحاقه ببيشمركة الأتحاد الوطني الكوردستاني في منطقة ره جو كريان ، ورتي ، ده ركله ومن ثم مرضه بعد أن كان يعاني من الألم في المعدة

119
المنبر الحر / مذكرات بيشمركة / 10
« في: 14:55 30/06/2011  »
مذكرات بيشمركة / 10




سعيد الياس شابو/كامران                                                                                      
2011.6.30.                                                                                             

في أول زيارة أو الأجازة لمدينة سردشت ومهاباد الجميلة والتي أهلها يطلقون عليها واسمها الحقيقي هو ( سابلاغ )، وسابلاغ تشتهر في الكثير من القظايا منها على الصعيد التأريخي والجغرافي والقومي وبيئتها النقية ومياهها العذبة وخضارها الدائم وبساتينها المتنوعة منها الديمية ومنها السيحية ومنها عبر قنوات السقي لكونها تمتلك المدينة مياه وافرة وسدها الشهير (سد مهاباد) الذي يروي مناطق واسعة من المناطق الزراعية وأيظا تعتبر من المدن السياحية في المنطقة ولكون مناخها شبيه بالمناخ الأوروبي لذا ترى تعامل ورقة أهلها الطيبين يتركون لدى الزائر انطباعات لا يمكن نسيانها أبدا .                                             
ومن الجانب الزراعي المحلي ترى أنواع البقول والمحاصيل الزراعية وأنواع الفواكه والمنتوجات الزراعية والحيوانية تمتليء المحال التجارية بتلك الأنواع ذات الجودة العالية من المنتوج المحلي ، فأما أسماكها والتي تباع في الأسواق وبأسعار يمكن أن تكون غالية السعر بعض الشيء الا أنها طيبة بشكل ولا يمكن الأستغناء عنها وخاصة عند العزومات وجلسات الولائم الدسمة !                                   

ونحن بعد في الأجازة الأولى ولم نعد الى ناوزنك وقد التقينا الرفاق الموجودين في مقر الحزب في مهاباد والذي كان سري ولكن الكل كان يعرف موقع المقر !! والتقينا بالرفاق ونحن شغوفين لتلك اللقاءات وقد فاتت أشهر على انقطاعنا عن بعضنا الآخر لأسباب كل وقع في صفحة وفي جانب بسبب الضروف السياسية !! والتقينا الرفاق الموجودين في المقر وكانوا بحوالي عشرين رفيق بين رجل وأمرأة وبين من رحب بنا ومن انزعج من عددنا الستة أو السبعة ، ونحن فرحين وسعداء بذلك اللقاء الرفاقي الأنصاري وبلهفة لا نظير لها !! وهناك من كان يحسب حساب عدد الضيوف والكمية التي ستظاف على الحصة التموينية وصعوبة الخدمة وحسابات متنوعة منها أمن المقر !، وبعد زيارة أو زيارتين للمقر يبدوا أن الرفاق قد أجتمعوا على أن لا تكون الزيارات الا بمهمة حزبية ومحدودة العدد لكونهم أي الرفاق هم محقين بذلك أي لو تركونا لحالنا لكنا أرسلناهم الى حيث المكان الذي أتينا منه ، ونحن نحل محلهم لكون المدينة الجميلة مهاباد وأريحية أهلها وطيبتهم وجمال طبيعتها والراحة الموجودة في فنادقها وشوارعها النظيفة وحدائقها المعطرة والمتنوعة بأجمل الورود ... جلها أدى الى العودة الى المقرات ببطء ثقيل!! ولكن الحنين الى المقرات والرفاق مما لا يتركك أن تكون بعيدا عنهم.

وبعد أن عدنا الى مقرنا في ناوزنك ولقاء البيشمركة الأنصار ومشاهدة الوجوه الجديدة وكثرة عدد الرفاق الملتحقين وعدم توفر أماكن لأيوائهم وصعوبة الحصول على الأرزاق والأفرشة والأغطية تم تشجيع الرفاق أكثر للأجازات نحو المدن القريبة وكان الموقف يشبه اجازات الجيش العراقي ومع الفارق عندما تغيب في الأنصار لا يسجنوك ولا يحاسبوك الا اذا كنت في واجب مهم يمكن أن يستفسر وذلك للاطمئنان ليس الا ، ومن ثم تجمع الرفاق واستفساراتهم وكيفية قضاء تلك الأيام في المدينة وهم يشاهدون بعض اللمعان والتحسن في وجوه الرفاق بعد العودة من الاجازة ، ونحن بدورنا نشرح للرفاق الأعزاء والمخلصين لقضية حزبهم وشعبهم كل ما شاهدناه وعشناه وتعلمناه في رحلة الأسبوع الأولى وكيفية التعامل مع الواقع المادي الذي امتلكناه وجيوبنا الخاوية وقلبنا الكبير وكأننا نمتلك ما في البنوك السويسرية من حصة النفط العراقي المسروق !                                                                   
في العودة من مهاباد الى ناوزنك وقد سلم لنا البريد الحزبي لكي نسلمه بدورنا الى القيادة الموجودة وأثناء استلام البريد .. فقلت يارفيق أشو من اجيناكم تقولون طرة صعبة أن نأويكم ومستعصيات أخرى تبرزونها في وجوهنا ونحن قادمين لأيام فقط والآن تتحملوننا مسؤولية البريد الحزبي وربما فيه بخصوص زيارتنا لكم ومنعنا من تكرارها !!! وفعلا كانت أحدى الفقرات ذلك البريد من أن الزيارات الكثيرة من قبل رفاقنا البيشمركة الأنصار تحرجنا وتسبب لنا أشكاليات ونحن في غنى عنها ، ولكي نراعي الوضع الأمني وسلامة الرفاق والكلفة لم تكن بعيدة عن مفهوم الرفاق .                         
ذهبت وجبة أخرى من الرفاق الذين كانت جيوبهم عامرة والذين كان لهم معارف في المجمعات الأيرانية من البيشمركة القدامى واللاجئين في ايران أبان انهيار الحركة الكوردية في 1975. والذين تحملوا الكثير من الصعوبات في تلك المجمعات وقاوموا وتحملوا الضروف المعاشية الصعبة والوضع السياسي وعنجهية أجهزة المخابراتية الشاهنشاهية والعراقية على السواء ، أي كانت الأجهزة القمعية العراقية والايرانية تتعاون فيما بينها في ذلك الوقت لعدم قيام البيشمركة من عودة الكفاح المسلح الى كوردستان العراق ومحاربة كل ماهو أسمه بيشمركة ، ولكن قد عادت الى ربوع كوردستان وجبالها الشماء ووديانها وسهولها نواة ثورية وفارز مسلحة بالأسلحة البدائية ولكن بروح ومعنويات عالية متحملة جل الصعاب وخائضة كل الأساليب الممكنة للإفلات من جبروت الآلة العسكرية العراقية ومجابهتها عند الحاجة وكانت مفارز من البيشمركة الأبطال من الأحزاب الكوردستانية القيادة المؤقتة التابعة للحزب الديمقراطي الكوردستاني والاتحاد الوطني الكوردستاني والحزب الأشتراكي الكوردستاني ومن ثم الحزب الشيوعي العراقي وظمنه أقليم كوردستان .

وقد خاضت تلك المفارز العنيدة والمقاومة لأبشع وأقوى وأعتى وأجرم آلة عسكرية عراقية بحيث لم ينجوا كل من وقع تحت قبضة السلطة العسكرية وجيشها العقائدي مستخدمة أبشع أنواع التعذيب وكل الطرق العسكرية في القضاء على الخصوم المسلحة عبر جواسيسها المتنوعين وأجهزتها القمعية المتنوعة وضننا منهم من أنهم سينالون من المفارز وسيقضون على ما هو اسم لبيشمركة ويتهمونهم بالعملاء والخونة وتسميات غير لائقة الا لأزلام النظام المباد وما المفارز البطلة للبيشمركة الأبطال من أمثال الشهيد سليمان بيريجي ، الشهيد سيد سليم ، الشهيد محمد يزيدي والشهداء الآخرين في الأوقات الصعبة في أواخر السبعينيات الا نموذج حي لتضحيات أولاءك النشامة الذين أبوا من أيكونوا في عون النظام من أجل حفنة دنانير نفطية !! لابل قاوموا الآلة العسكرية الغاشمة وسطروا ببطولاتهم أروع القصص والأساطير والمعارك ومقارعة النظام بطرقهم البدائية !!
 
ونحن جئنا لنكمل المشوار وكل على طريقته الخاصة ومبدئه ومفاهيمه وتواصلنا بالرغم من عدم الوضوح في الرؤيا منذ البداية من أين نبدأ والى أين ننتهي ! فبنينا منذ اللحظات الأولى الغرف والقاعات ونصبنا الخيم وساهمنا بعدول القظية ولعبنا دورا مشهودا له كأنصار وبيشمركة في وضع الخطط السياسية والعسكرية وساعدنا على العمران وطورنا ما حوالينا واستعدلنا أماكن كانت من الصعب أن يكون العيش فيها سهلا وتحملنا الجوع والعطش والسهر والحراسات وصلح ذات البين من اللحظة الأولى وكانت لقاءاتنا الشخصية والجماعية التأكيد على وحدة الصف وتقارب وجهات النظر أزاء ما يقوم النظام الدكتاتوري المتسلط على رقاب الشعب عنوة ومستخدم العنف ضد الظهر السادس والجار السادس لكل من عصى على النظام ، وحاولنا أن نتقارب بين وجهات النظر ومن اللحظة الأولى والبحث عماهو مشترك من أجل النهوض وبناء أعمدة راسخة من أجل وحدة الصفوف وعدم تفرقتها لكون النظام يمتلك القوة والنفط وقد اشترى الذمم حتى في المعسكر الأشتراكي عبر سفاراته المسمومة العاملة على متابعة النشطاء من المعارضة وهذا مافعلت السفارة العراقية في طهران في 1979 . من القيام بدور لشراء الذمم هنا وهناك وذلك لعودة العوائل المعارضة للنظام القمعي التي كانت على ملاك الحركة الكوردية والقيام بتعميم قرار العفو الصادر من قبل النظام وفعلا تم الألتزام وطاعت المئات من العوائل وذهب الى الحدود متوجهة الى العراق عبر بوابات الحدود وهذا ما ساعد النظام الى الكشف لهويات عوائل المعارضة وأشخاصا قد حملوا السلاح ضد النظام ومن ثم تعقيب عوائل الملتحقين في قوات البيشمركة والضغط عليهم بغية اضعاف تلك القوات المقاومة ورضوخها  ووضعها تحت المجهر!

وبعد مرور أكثر من أسبوع وبعد عودة الجماعات المجازة وقد اتفقنا بأن نأخذ قسطا آخرا من الراحة وربما سيقول سيدي القاريء لماذا هذا التناقظ في الحديث !! من طرف نحن مفلسين ومن طرف نذهب مجازين !! أجل الرفيق توفيق حريري ( خوشناو ) قد باع مسدسه الشخصي مقابل مبلغ محترم في ذلك الوقت ، بحيث طرح علية فيما لو رغبت بمبلغ من سعر المبيع !! فرفضت لعدة مرات مبينا أنا أمتلك من النقود بما فيه الكفاية ولكن اصراره كشف بأنني لم أمتلك ولا قرش ! وبعد أيام والحاح والحديث يطول ... فقلت فيما لو أخذت المبلغ من عندك لا أعتبره قرض !! فضحك وقال كلاما بذيئا وهاجمني لكوني ما أستحي وما أخجل وما ..... وقال بعيون دامعة أهل أنت سعيد الذي نسى ماضيه ؟! فقلت يارفيق لو قرضت مبلغ منك واستشهدت .. فسيبقى المبلغ من دون دفع وأنا الذي أرفض هذا ....! ومن ثم قال الرفيق الشهيد البطل المناضل أبا خانزاد وأبا دلشاد وبختيار ....... قال مبتسما روح أنت استشهد ولا ترجعني المبلغ أبدا مو مشكلة واستلمت المبلغ في ذلك الوقت 500 تومان ايراني وليس دينار عراقي  ، ومن ثم شدينا الرحال واتفقنا ثانية وهذه الصورة أعلاء في السفرة الثانية أو في الاجازة الثانية لمهاباد الجميلة .
والصورة من اليمين الواقفين الشهيد توما كليانا / فؤاد ، الشهيد توفيق حريري / خوشناو ، الشهيد الحي سعيد الياس شابو / كامران ، الشهيد الحي حنا يوسف ايشوع / مام قادر ، الشهيد توفيق سيدا / مه لا عوسمان ، الجالسين / فاروق حنا عطو /ديدار ، حكمت كوركيس / بختيار . الصورة التقطت في تموز 1979 في مدينة مهاباد

120
المنبر الحر / مذكرات بيشمركة / 9
« في: 00:19 24/06/2011  »
مذكرات بيشمركة / 9

سعيد الياس شابو                                                                                                 
2011.6.23.                                                                                                   
 
بين ليلة وضحاها أصبحت الآية معكوسة بالنسبة لنا ! ، أي من الجبهة الى الخصم اللدود ! ومن المدينة الى الجبال ثم الكهوف ومن الفراش ناصع البياض والنظيف الى بطانيات سودة وملحة ! ومن الغرف النظيفة والمساكن المريحة نوعا ما .... الى الغرف المظلمة والمرطوبة ! ومن صوبة علاءالدين والطبخ على الغاز الى صوبة الحطب التي تتسرب الدخان من أماكن عديدة ! فأما الطبخ على المواقد الحطبية عندما تكون ملتزم بالخفارة وبالكاد بالمقدور أن تجهز المطلوب منك في الوقت المحدد ! والنهوض الصباحي الذي كان يعكر المزاج في الكثير من الأحيان وخاصة عندما تستحق ساعتين حراسة أو ساعة واحدة ، وتنهض في أي وقت و أنت حرس وبدون تأخير أو حجج واهية أو تتمارض ، جلها محسوبة عليك ! فأما النهوض الصباحي المبكر وفي الظلام الذي كان قد سبب متاعب اضافية للرفاق وفي الكثير من الأحيان عندما تنهض متأخرا ، فترى أمامك قد رفعت المائدة وعليك أن تتحمل العواقب من وراء النهوض المتأخر ألا وهو الحرمان من الريوك / الفطور ومن ثم يحسب الرفيق المتأخر من التنابل في أحيان كثيرة ! وكان الرفيق البطل بكر تلاني قد يرش بالماء البارد الذي يتأخر في النهوض الصباحي ... وكنا نسأله ؟ ليش يارفيق ترش الرفيق بالماء البارد وهو نايم ونائم ولا يحس الا بعد دخول رذاذ الماء الى أذنيه ، ومن ثم يصرخ ويشتم ويسب ولكن بدون جدوى الى أن ينهض !!
 
ولم تكن السلطة القمعية وأجهزتها القمعية عدوا لنا ونحن في الجبل وحيدة تقوم بأذيتنا ....وانما ثمة أعداء آخرين لا يقلون إيذاءا من السلطة ونحن في الجبل ألا وهم ( القمل والبرغوث  والصرصر والفئران والحيايا والدخان والرطوبة الموجودة في الغرفة منذ بناءها أو عند الأمطار الكثيرة يصبح الماء يتسرب عبرالحجر لكون البناء هو بين الصخور الكبيرة  ومن الحجر، والنوم على مكان يتسع عرضا ليس أكثر من 40 سنتيمترا أو أقل وهذا ما كان يتحكم به عدد الأنصار البيشمركة الموجودين ) ومسائل أخرى كالمرض والسعال والتدخين والقائمة تطول وتطول !!                                     
فإذن عوائق وصعوبات كثيرة وحياة معقدة للغاية وأحيانا تصل الى الحدية في اتخاذ البعض من المواقف التي كانت في أحيانا كثيرة لايحمد عقباها وتشكل عوائق وأشكاليات تخزن للوقت الذي يمكن اثارتها تلك أو ذلك المخزون والنيل من صاحب الشأن الذي يكون مقصودا أو من عدمه !!                           
 
وبالرغم من أداريي الحزب الجيدين والقائمين بأعمالهم ويقدمون ما بوسعهم من أجل تقديم الأفضل للبيشمركة الا أن الوضع الذي عايشته وعاشه الأنصار البيشمركة لا يحسدون عليه ولا يمكن من ذكر جل القظايا التي حدثت في المسيرة المليئة بالمعوقات والشائكة في بداياتها وحتى نهاياتها ولا تخلوا من الجدية بل مليئة بالاصرار والجدية ونكران الذات وتقديم الغالي والنفيس من أجل النهوض وايصال حركة الأنصار الى الطريق الصحيح ومواصلة النظال وتقديم ما يمتلك الأنسان قربانا للقظية ألا وهي روح الأنسان وكرامته وعزة نفسه ودمه الزكي . وهنا لست بصدد المدح ورتوشية الصور لا بل ثمة حقيقة ينبغي الصراخ في البوق وليس فقط خروج الصوت من الحنجرة ، والبعض من أداريي الحزب في البداية كان الرفاق أبو أحلام مالية ، علي مالية ، أبو سركوت ، أبو سربست ، سيد باقي ، وأبو أحمد وبعض الرفاق الآخرين وأبو أحمد الذي كان يلعب دورا غير محمودا أحيانا في التحريض بالضد من بعض الرفاق القياديين وذلك خلق بعض الأشكال وعلى مسائل تافهة لا تستحق كل ذلك !!!.
 
والصيف على الأبواب وكثرة الرفاق من حيث العدد وبدون العدة العسكرية الكاملة وعدم استيعاب الغرف للمنام وبالرغم من البعض ينامون مبكرا فوق السطوح الا أن ضيق المكان مما فكر الحزب بفتح الأجازات الى المدن الكوردستانية الأيرانية وخاصة سردشت ، مهاباد الجميلتين ومدن أخرى كسنندج (سنه) وسقز وبوكان وخانة وو..!                                                                           
 
وبعد أن كنت مفلسا الى حد الدينار العراقي وبعد مرور أسابيع قليلة فتح باب الخير من الحزب ، أي طلب منا ! أنا والشاعر دلزار وأبو مكسيم وأبو أسمر أن نقدم قائمة بالمصروفات التي كنا قد صرفناها من جيوبنا أثناء الألتحاق وسرعان ما كتبنا كل على مصروفه ولم نكن نعرف أن نسرق من الحزب الذي علمنا الجدية والمبدئية والنزاهة والأخلاص ونكران الذات وغيرها من القظايا الخلوقة ، وسجلت 14 دينار عراقي فقط ! وكان للدينار قيمة شرائية وخاصة عند المقتصدين وعارفي وشايفي القرش الأبيض لليوم الأسود ! واتفقنا مجموعة من الرفاق أن نسافر الى مدينة مهاباد مدينة الشهيد قاضي محمد رئيس أول جمهورية كوردستانية بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية 1945 – 1946.               
 
وصرفنا الدنانير الى تومنات كل دينار مقابل 18 تومان والذين يمتلكون الدنانير كنا ثلاثة والثلاثة الآخرين لا يمتلكون الا القليل جدا جدا وبالكاد يكفي ليوم من الأجازة ! ولكننا جمعنا ما في جيبنا من تومنات وشدينا الرحال والسير على الأقدام ولمدة ساعات 3 – 4. وفي طرق وعرة ومليئة بالأشجار والقرى الجميلة والمهملة وذلك مرورا بقرى توزه له ، كاني زرد وقرى أخرى حتى وصولنا الى القرية الكبيرة بيوران ومن ثم ركوب السيارة في أول اجازة مدتها سبعة أيام (7) ، وبعدم تعرض من الرفاق في الأتحاد الوطني الكوردستاني أي بأوراق نماذج من اجازات وكل بيشمركة يمتلك عدم تعرض ويبرز عند الطلب من قبل الرفاق في الحزب الديمقراطي الكوردستاني الأيراني (حدكا) لكونهم هم القوة التي تتمتع بالحكم بعد سقوط الشاه في شباط 1979 . وكانت مناطق واسعة في كوردستان ايران تحت سيطرتهم وقوات الكوملة هي الأخرى تمتلك البيشمركة وأحزاب أخرى كان لها نفوذ مسلح وسياسي في ذلك الوقت .
 
وفي تلك الليلة مكثنا في فندق في مدينة سردشت ( خمس نجوم ) !!!!!،والمقصود ناقص خمس نجوم وياللغرابة من أن البرغوض والقمل زادنا عددا بعد أن كنا حاملين نماذج من القمل كل حسب طاقته ودسمه !! وفي اليوم الثاني صباحا ركبنا منشأة كبيرة بحيث الغناء من قبل بعض الركاب من المطربين الشعبيين الذين أعجبونا وأعجبناهم وهم يغنون ونحن نصفق ونرقص وكأنه نحن جزء منهم ولم نشعر بالغربة أبدأ ، وبعد حوالي أكثر من ساعتين وصلنا الى مهاباد الجميلة الرقيقة وأهلها الثوار الطيبين الذين يرحبون بكل قادم اليهم ويرونه وجه مدينتهم عبر ابتساماتهم وانحنائة رأسهم وجسدهم كتحية وترحيب وأحترام للمقبل وطلب المعذرة ( خايش ميكنم ) وكأنهم مطلوبون لنا !! شعب تحمل الكثير من أجل نيل حقوقه وقدم التضحيات منذ الأزل وحركاته التحررية التي تطالب بالحكم الذاتي (خودمختاري).
 
ولكون الطريق بين سردشت ومهاباد غير معبد وملتوي ذات لوفات ومعرجات كثيرة ونقاط الوقوف متعددة منها سيطرات ومنها صعود ونزول المسافرين ، وهكذا وصلنا المدينة الجميلة في أول اجازة وحاملين معنا الحيوانات الصغيرة ( القمل ) ، وبدون توقف الى الحمام الشعبي الجميل والنظيف والرخيص والذي أنقذنا من الحيوانات التي تمتص دمائنا ولم تتركنا أن ننام بحيث كنت أتمنى أن تحتوي ملابسي على خمسون قملة ولا برغوث واحد  ! وفعلا في الاستحمام الأول وتبديل الملابس ولمدة سبعة أيام تم القضاء كليا على القمل والبرغوث بحيث ننام مرتاحين وفي اليوم الثاني لم نحك حكة مخجلة والدم هو دمنا لايحق للقمل والبرغوث أن يتقاسمنا وأياه !                                                     
وهكذا بدءا من اليوم الأول اتفقنا على جدول غذاء وأن نأكل في اليوم الأول ( جلو كباب ) ويعني الكباب فوق التمن ومعه بصل وطماطة مشوية ورز ايراني من النوعية الجيدة وبطبخ اسطواطي وخبراء ببزل الرز ومن ثم  توضع قطعة زبدة خاصة تضاف على بلم الرز ومعه كأسة لبن شنينة (ماستاو) . ومن ثم الشاي المعطر وذو النكهة وعلى السماور ! فأما الوجبات الأخرى نقتصد كليا بحيث تكون وجبة بطاطا وخبز أو بيض مسلوق وخبز ومعهما خيار وكثيرا ما يكون الفطور قيمر أو لبن وعسل .                 
 
وفي اليوم السابع نعود كما قدمنا ونحن نفتقر الى التومان والدينار وقد أخذنا قسط من الراحة وتغيرنا من النهوض الصباحي ومن جوزات أبو أحمد ومن الخفارة والحراسة والحيوانات الصغيرة وو..الخ ولم تفارقنا وجوه الرفاق ووضعهم حتى في الأجازة ! وهنا الحظارة تلعب دورها في ايجاد المنفذ للتنفيس والتعبير والمقارنة واستخلاص الدروس والخروج بالنتيجة المرضية سواء كانت تلك النتيجة ايجابية أو سلبية ، وكان التشجيع من قبل الرفاق في ايجاد المنفس والمنفذ من أجل عدم استيائهم من الأوضاع التي كانت قد اجتمعت جلها لتنال من عزيمتنا ! الا أننا كنا لها بالمرصاد وتجاوزناها  بمرور الزمن وخلقنا البدائل الممكنة وساهمنا في رسم ما يمكن رسمه وتطويره من أجل النهوض ومقاومة أعتى دولة وحكومة قمعية دكتاتورية و على مر التأريخ. 


121
المنبر الحر / مذكرات بيشمركة / 8
« في: 00:40 15/06/2011  »

مذكرات بيشمركة / 8

سعيد الياس شابو/كامران                                                                                     
2011.6.14.                                                                                         
 
قسم من الرفاق والرفيقات الذين لم تسعفني الذاكرة من أن أذكركهم في /7 .هم فؤاد ، ديدار ، تارة واختها بنات الرفيق عزيز محمد ، ئاسو كريم ، كوردو ، حمد أمين كاوان وليس محمود كاوان كما جاء الأسم ، أبو هيوا ، نوزاد / مجه ، أبو هيمن ، وهناك الآخرين وهم غير قليلين لم تدون أسماءهم .
 
وناوزنك القاعدة التي يطول الحديث عنها ومن الممكن أن تكتب روايات وقصص بخصوصها لكونها اشتهرت أولا .. بجغرافيتها وتستحق أن تنال الحكم الذاتي وثانيا بما شاهدت تلك القاعدة مالم تشاهده القواعد الأخرى في عام 1979 من الزمن الأنصاري البيشمركايتي ونظرا للخصوصيات السياسية والأقتصادية والحركة التجارية المتنوعة التي لم تقف ولو لساعة واحدة !                                 
ويقع سوق ناوزنك المشهور ب-(فروشكا ) يعني بالكوردي والفارسي سوق ، وهذا السوق الذي يتوسط مقرنا العلوي والنهر الجاري من منابع جلها قرى كوردستانية ايرانية ومياه ذلك النهر الخابط لا تصلح للشرب أبدا وان شربنا منه لكوننا لم نشاهد ما يخلط فيه من مياه القرى والمقرات ولم نصيب بأي شيء يذكر ! على أية حال شربنا لحد الشبع وهذا ما كان واقعنا أن نشرب من الماء المتوفر وللماء المتوفر قصص عديدة وغريبة سأعرج عليها كل في وقتها .                                                     
 
فهذا السوق يقع على أرض زراعية متروكة أو بالأحرى حقل متروك وبمساحة مسطحة لابأس بها وتنتشر على تلك البقعة الخيم بأحجام مختلفة ومتنوعة وبعض الكوشكات المصنوعة من الجنكو والحصران والخشب والى جانب الخيم ترى الحصن والبغال التي تنقل وتستخدم كوسيلة النقل للبظاعات التي تنقل من والى السوق في ناوزنك ، فأما ما يتواجد في الخيم فعجيب غريب من جل القظايا المتنوعة من اطارات السيارات واللوريات والثلاجات والمبردات والمشروبات والبطانيات ومواد الغذائية المتنوعة ومنها الكمبوت أي الفواكه المعلبة وقواطي السمك واللحم وقظايا عديدة ومتنوعة أخرى كالسكاير و............................!                                                                             
وهناك في الخيم كانت تحيك قظايا أخرى لكون المنطقة غير أمينة ومخابرات الدول كان لها تواجد في ذلك السوق الحرك وهناك من يتعقب خطوات البيشمركة من داخل تلك الخيم وحتى تسحب صور للأنصار البيشمركة والغاية في قلب الشاعر ولم تتمكن من محاسبة أي كان لأن الكل مرتبطة بالكل والكل لها أجندتها !! وهناك الكثيرون منهم كسبة يبغون العيش على تلك المهنة الحرة التجارية وكثيرا ما تكون بين البلدين وما أحوج الشرائح الأجتماعية والفقراء منهم لتلك التجارة القاسية وفي الكثير من الأحيان كلفتهم أرواحهم وممتلكاتهم دون أن يعيروا لها الخوف أو الأنقطاع من ممارسة المهنة !
كانت الحركة التجارية مستمرة ومربحة وهذا ما تحدث به البعض من العاملين في مجال حركة الأستيراد والتصدير وجلها على حيوانات النقل وحتى الماشية الأبقار والأغنام كانت تمر عبر هذا المنفذ الأستراتيجي لكون الطرف الكوردستاني الأيراني قراه معمورة وفيها الفلاحة تعتبر من الأعتماد الرئيسي على تمشية أمور العائلة وكانت تلك القرى الجميلة تعاني من وطئة الحصار نوعا ما بسبب الأوضاع في المنطقة برمتها وتواجد تلك الأحزاب المعارضة في المنطقة .                               
 
وبسبب ذلك التواجد والزحام والحركة التجارية المتنوعة وطريقة نقلها على الحيوانات من والى ناوزنك ومكوث جل تلك الحيوانات وبقاياها من الروث والحمولة والقواطي الفارغة المتنوعة والنفايات الكثيرة وبالرغم من محاولات اتلاف وحرق البعض منها ووضع البعض الآخر في حفر وطمسها في تلك الحفر الا انها كانت تشكل تلوث وأمراض ونادر وبالكاد أن ترى قد خلص شخصا من حالة من الحالات التي تصيب الأنسان في مثل تلكم الأجواء !                                                                           
وبخصوص التعامل التجاري فيما يخص الكاروانجية أو بالأحرى كما كان يسميهم البعض بالقجقجية وهم متنوعين وشطار وقادرين على تجاوز الصعوبات ومصرين على مواصلة المهنة ، منهم من له العلاقة مع البيشمركة وينقل ويوصل البريد والأخبار والأشخاص ومنهم من مرتبط بالنظام المخابراتي مقابل اتفاق وثمن ! ولم تخلي الحالة في الدولتين الجارتين أي عراق وايران وحتى المخابرات الدولية الأخرى كانت متواجدة في المنطقة ، فأما تبديل العملات الدولية موجود وكان السوق حامي بتبديل العملة !! فالعملة الايرانية كانت تومان مقابل الدينار العراقي ، وكل دينار عراقي كان مقابل 18 تومان في البداية وكان التومان في ايران الجمهورية الأسلامية بعد سقوط الشاه قوي وله سمعة وكان التومان في عهد الشاه أقوى ! ولكن بعد بعد فترة هبط التومان وصعد الدينار نسبيا وهذا ما كان مرتبط بالوضع السياسي والأقتصادي في الدولتين !!                                                                                 
 
وكان صرف الدولار الأمريكي والين الياباني والشيكل الأسرائيلي والليرة التركية يصرف في سوق ناوزنك الحرة وكثيرا ما كانت تستخدم الحاسبات الألكترونية لسرعة التعامل وتمشية الأمور وترى التعامل يجري بصفقات وأنت لا تمتلك دينار واحد فعليك أن تنظر وتشتم رائحة الدينار أو التومان أو ..............! وهنا بيت القصيد ، وليست من الغرابة أن ترى وتشتم رائحة حيوان مفطوس وطيور نافقة وروائح التواليتات العصرية ! في السوق ورائحة الفطيسة تزكم الأنوف وتصعد من شدة المتاعب الجسدية وتنقلك الى عالم الأموات والمقابر وسوح الوغى في بلداننا !!                                     
 
الصيف في المنطقة كان غير مريحا وكان جافا ورائحة النفايات مؤذية وخاصة لمن كانت حاسة الشم عنده قوية ! وحساباتنا لم تكن كحسابات العاملين في السوق ! نحن في خندق وهم في خندق !! فإذن ما العمل ؟ كان وضع الحزب المالي سيء الى درجة في البداية وبالكاد نحصل على أرزاق وأغطية للمنام وقظايا اخرى وكانت حصة النصير البيشمركة من الوجبات الغذائية خجولة ومخجلة للنصير الأداري وللنصير الذي يقوم بمهام كثيرة من الصباح الباكر وحتى المساء المتأخر !                             
 
قد يستغرب البعض عندما لم يكن الأنسان عاش تلك الأيام الصعبة والحياة المعقدة نوعا ما ! وكيف بالبالغ سواء كان رفيق أو رفيقة ، شاب أو كبير السن ، مريض أو صاحي ، يعمل أو لايعمل ، حطاب أو دكتور ، قادم من مفرزة أو متربع بالمقر .. الكل عليها بأن ترضى بنصف خبزة أو خبزة في الريوك / الفطور مع كوب شنكو أو المنيوم صغير شاي وبفص واحد شكر ! وبقطعتين جبن مثلثات !! ، أوكوب حليب ونصف خبزة أو (5) جوزات قد تكون ثلاثة منها غير صالحة للتناول وتكون خربانة ! أو قليل من الزبدة وبعض الأمور الأخرى ! وتتكون الوجبة الغذائية الرئيسية من الرز / التمن الأحمر أو العدس أو مرقة بطاطا أو مرقة بصل وكنا نسميها مرقة هوى ! أو أو أو تكون قد أختلفت قليلا وربما أحيانا تكون المرقة مع التمن وهذا ما كان يعتبر انجاز وعيد وتكون الفرحة والدبكة مظاعفة بعد الوجبة ! ومن ثم العشاء وكثيرا ما يكون قد زاد الرز واحتفظ  به ليخلط مع القليل من معجون ويصبح شوربة حمرة ! أو خليط الرز الباقي مع المرقة الزائدة وتشكل شوربة عنتيكة ! فعليك أن تأكل أو لا تأكل وان تحدثت فأنك لا تحب الحزب وتبحث عم مشاكل ومن المحتمل أن تتهم بالمشاغب أو المعارض أو المخرب !!! ومن حسن الحظ الأكثرية كانت تحب وتجيد وتفضل الصمت على المطالبة بالتنوع أو الأكثار من الطعام ، ولا ننسى الجوز كان في الكثير من الأخيان وحتى جبن المثلثات وجبة العشاء !! المهم أن تنام ولن تكون بطنك خاوية ! وأبدا مو مشكلة لو عدت من البناء أو من التحطيب أو من المرابات أو من الواجبات الأخرى المتنوعة !
وبالطبع الأمكانيات المادية بين الرفاق أي ما يمتلكونه كان قد يختلف عن بعضهم الآخر وهناك من كان جيبه عامرا ومحفظته فيها بما فيه الكفاية لكي يتمكن من شراء من ما يشتهيه ولكن في البداية كان يمنع الرفيق من أن يجلب المادة ويتناولها أمام الملأ خوفا وتحسبا من انعكاسات نفسية على الرفاق الذين لا يمتلكون ولا قرش ! وهذا ما كان موجودا في البداية وتلاشى بمرور الزمن وتدريجيا تحسن الوضع بعد أشهر من الزمن ! وهنا أقصد بأن حال الرفاق الشخصي وليس الحزبي كان يختلف أي من كان متمكن ماديا وهناك من لا يمتلك وهذه الحالة موجودة في كل العالم أي الفقير والمتمكن ماديا وكانت هناك وفي الكثير من الأحيان من مساعدة بعضنا بعضا في الدعوة لتناول قوطية سمك مشتركة أو قوطية لحم معلب ، فأما النصير الخفر في البداية كانت مهماته صعبة للغاية أي عليه أن يجلب الحطب ومن ثم أن ينهض من الصباح الباكر في الثالثة أو الرابعة صباحا لكي يهيأ الفطور وخاصة الشاي ! وكثيرا ما كنا نشرب الشاي ! لكون ليس بأننا لا نحب الشاي ! وانما نحب الشاي الحلو ! وكيف يحلى كوب الشاي بفص من الشكر المربعاتي أو بالفصين !! روح ثلاثة !!! وكثيرا ما كنا نساعد من يحب الشاي الحلو الذي يحتاج على الأقل من 4 – 6 فصوص أي قطع صغيرة وأحيانا أكثر ! ونضحي بذلك الفص ونرفض من تناول الشاي الذي كان الجسم والمخ بحاجة اليه !!!!!!!! وانكضت أيام المزبن وشلون ماتنكضي أيام اللف !


122
المنبر الحر / مذكرات بيشمركة / 7
« في: 22:50 08/06/2011  »
مذكرات بيشمركة / 7

سعيد الياس شابو/كامران                                                                                            
2011.6.8.                                                                                                 
 
بعد وصول المفارز والألتحاقات العديدة في ناوزنك أصبح وضع أنصارنا في قاعدة وادي الأحزاب في ناوزنك ، مفرح ويبشر بالخير من حيث الأعداد ووصول الرفاق بأمان وبعد متاعب الطريق وتجاوز خطورتها ، الا أن ، السلاح الذي كنا نفتقر اليه يشكل عائقا أمام الكثير من القظايا التي لا يمكن القيام بها بدون السلاح ، أي من الصعب أن تعير لك أية أهمية بدون السلاح وحتى الحية لا تحسب لك الحساب فكيف بالآخرين !
عذرا من الرفاق والأصدقاء الذين قد نسيتهم ولم أذكر أسمائهم هنا أو لم تسعفني الذاكرة في الوقت الحاظر من أن ادون اسمائهم لكون التأريخ لم يسمح لي بأن أدون تلك الأسماء في تلك المرحلة الصعبة والغاية في الخطورة من تدوين وكتابة المذكرات على الورق ، لا بل كلما في الأمر هو الأعتماد على الذاكرة الشخصية والقسم الآخر بالأستعانة من بعض الأنصار البيشمركة في تذكير بعض الأسماء الجميلة التي ضحت بالغالي والنفيس وأصبحت قرابين للوضع الأنصاري والحزبي .
 
هنا لابد من قول الحقيقة والتأريخ في الكثير من الأحيان هو مشوه وكتب على أهواء الذات ورغبة السارد  والكاتب في التعامل مع الأحداث التي أصبحت قصص وحكايات ومذكرات وأحيانا مهازل من مهازل التأريخ !! وللتأريخ وجهان أو أكثر !!..!. ومن ثم ذلك التأريخ الذي أصبح منارا للأجيال القادمة ويدون في الاعلام المرئي والمقروء والمسموع ويصبح أرشيفا في الواقعية وتحتذي به الأجيال من حيث الواقعية ويبقى الوجه الآخر مخفيا أو غير معلنا أو نشازا فيما لو دونت جل قظاياه خوفا أو الحسابات العسيرة التي قد تكون لم ولن تخدم القظية التي قد ضحى انصار بيشمركة الحزب من أجلها وقدمت ما بوسعها من أجل انقاذ الحزب من الوضع الذي آل اليه والأتيان بالبديل الأفضل من أجل مواصلة مسيرة الحزب ومجابهة عنجهية الدكتاتورية الجاثمة على صدور الشعب بشكل عام والحزب بشكل خاص .
 
وبذل الحزب ما بوسعه في حينها أن يلم البعض من  رفاقه وأصدقائه ويوصل بهم الى قاعدة ناوزنك ومن ثم قاعدة السليمانية الحدودي وقاطع بهدينان وبعض المناطق الأخرى والقسم الذي خرج الى دول الجوار كتركيا / توركيا وسوريا واليمن الديمقراطية (الجنوبية ) ومن ثم الى الدول الأشتراكية وخاصة بلغاريا والأتحاد السوفيتي وغيرها من الدول التي أوت ما وصلت اليه من الرفاق الذين انقذوا بجلدتهم خوفا وتحسبا من الوقوع في أفخاخ النظام المتنوعة ، والقسم الآخر أصبح يعمل في الداخل وخاصة أصدقاء الحزب سرعان ما قلب منهم من صديق الى التنظيم الداخلي والقيام بأعمال متنوعة وأنشطة عديدة لم يكن بوسع الرفاق من القيام بها لكونهم معروفين أمام الأجهزة القمعية والتنظيمات السلطوية المتنوعة .
وقاعدة خري ناوزنك التي تجمع فيها خلال الأشهر القليلة المئات من الأنصار ومن جميع الوجوه والفسيفساء العراقي المتنوع والغيور على حزبه وشعبه ووطنه ، وكان في قاعدة ناوزنك الكلداني والآشوري والسرياني والكوردي والصابئي المندائي والعربي والتوركماني ولا ننسى من الديانات المتنوعة الأيزيدي والمسلم والصابئي والمسيحي وربما اليهودي أصلا قد لا نعرفه لكون الطائفية والمحاصصاتية لم تكن على شاكلة اليوم !!
وهنا تجمعت الحشود النسبية القادمة من العراق الجحيم وناوزنك لا تستوعب كل هذه الحشود من التنظيمات الحزبية وأصدقائهم ومؤازريهم وهم بحاجة الى التنظيم العسكري وتوزيعهم في فصائل ومقرات وتسميات متنوعة ، وهناك من يمتلك خبرة أنصارية سابقة وكان يفتخر بذلك وله باع طويل في العمل الأنصاري ويسرد قصص وامور بشأن البيشمركة الأنصار وهناك من جرح في تلك السنين ويعتبر من درجة الأعاقة وهناك من كبر بالسن وعليه واجبات دون المراعات أحيانا ودون حساب أي حساب لأن الكل في الهوى سوى ! والكثير من الأمور الحياتية اليومية كان من الصعب مراعاتها الا نادرا ! ومن ثم العمل وبدون كلل من أجل النهوض بتلك التجربة القاسية في مفاهيمها ومضامينها وزمنها ومكانتها الجغرافية .
 
الرفاق الموجودين في المقرات في قاعدة ناوزنك وتوابعها منذ البدأ بالعمل الأنصاري والذين أتذكرهم ومن القيادة الرفاق أبو جوزيف / توما توماس ، أبو سرباز / أحمد باني خيلاني ، أبو آسوس / فاتح رسول ، أبو سعد ، أبو حكمت / يوسف القس حنا ، أبو عباس ، أبو سليم / كريم أحمد كان قد غادر ناوزنك متوجها الى مقر مهاباد ورفاق آخرين قد لايكونوا في البال في الوقت الحاضر ومن الكوادر والبيشمركة الأنصار المختلطين ومن الصعب عليك أن تفرز من هو المتقدم في الحزب من عدمه لكونهم الأكثرية يجيدون السياسة والتحدث وهم بأعمار مختلفة وعلوم وامكانيات مختلفة ولكن عند تناول الطعام والمنام والبطانيات والواجبات الكل سواسية ما عدى بعض الأستثناءات التي تكون بعيد كل البعد عن الفرق بين الرفاق وهذا ما كان يفرح الوضعية . والرفاق الذين شاهدتهم وعشت معهم مرارة الحياة وحلاوتها وما شاكلها من الأمور اليومية في قاعدة ناوزنك في تلك الأيام العصيبة والمعقدة الرفاق الذين تحملوا مالم يتحملوه الآخرين في حقبات من الزمن الغابر !!
 
1.ملا نفطة ، 2.مام خضر روسي ، 3.حاجي جمال ،4.أبو راستي ،5.ملا حسن ،6.عولا حاجي ،7.محسن ياسين،8. ماموستا رزكار ، 9.محمود دكتاريوف أو تكتاريوف ، 10. بكر تلاني ، 11.مام كاويس ، 12.ملا جلال ، 13.أبو جنان ، 14. دلزار الشاعر ، 15.ماموستا روند ، 16. هدايت كركوكي ، 17. دكتور صادق ، 18.أبو ناصر ،19 . أبو طه ،20. أبو أحلام مالية ، 21. زيا /سردار ، 22.جميل ، 23.آراس ، 24.كاظم ، 25.عبد ، 26 ، كريم ، 27.سعيد ، 28.معروف ، 29.صابر ،30. علي مالية ، 31. أبو أحمد ، 32.أبو شاكر ، 33. أبو سربست ،34.أبو عمشة ، 35.أبو رزكار ، 36.أبو حربي ، 37.خليل أبو شوارب ، 38.سلام ، 39.خالد ، 40.أبو مكسيم ، 41.أبو أسمر ، 42.أبو نصير ، 43.نجم الدين مامو ،44. توفيق هريري /خوشناو ، 45.مام طه/مام هزار / أحمد شامي ،46.أبو علي /حسين كوج/حسين وسو ، 47.خضر حسين ، 48.غفار رواندوزي ،49. هيوا رواندوزي ، 50. خوشكة فريشتة الشاعرة أخت الشاعر دلزار ، 51. أحمد رجب ، 52 .دكتور فارس ، 53 . ملا علي ، 54.سامان ،55.زمناكو ، 56.عادل قهوة ، 57.بولا زينداني ، 58. بولا الأخرس ، 59.سيروان كركوكي /م.سيروان ، 60.شوان كويي ، 61.لينا النجفية ، 62.أبو فلمير ،63.أبو دارا وعائلته ،64.أبو شوان ،65. سيد باقي ، 66. برشنك ، 67.به يان ، 68.ملا عثمان ، 69. فرصت ، 70 . بوتان كريم أحمد ، 71.نريمان كريم أحمد . 72 .حمدية زوجة كريم أحمد ، 73 .نسرين / بخشان / أم بهار ، 74.حسن كاكة ، 75.رؤوف كويي ، 76.كانبي كه وره ،77.ده شتي ، 78 ، كانبي كجكه ، 79. ماموستا كوجر ،80.يوسف المخابر، 81 .كاكة شيخ ، 82.عوني ، 83. عوني شرطة ، 84 . عباس ، 85. مام عجيل ، 86. مام أحمد ديلة ،87 . مام مجيد ، 88 .مام بايز ، فاخر ، 89 . أبن مام بايز ، 90 ، مام زرار ، 91 .مام روستم ، 92.اسماعيل ، 93 . رشو ، 94. عزيز شيوعي ، 95 . حاكم وريا ، 96. بريار ،97.كاروان ، 98.شيخة ، 99.شاخوان ، 100. لطيف ، 101.جوتيار سياسي ، 102.هزار ، 103. سالم ، 104.مام قادر أقليم ، 105.أبو سركوت ، 106.كارزان ، 107.هيوا / أبو شوقي ، 108.أحمد عوينة ،109. روستم ، 110.أبو صباح /نوري / أبو دانا ، 111.سليم ه سور ، 112.بختيار عنكاوا، 113.أبو دلشاد ، بختيار هولير ، 114. أبو محمود ، 115. ملا عمر ، 116.سالار الكادر ، 117. أبن سالار الكادر ، 118 . خدر ، 119. سوران ، 120.اسماعيل ، 121. رشو ، 122.ماموستا هيرش ، 123.محمود كاوان ، 124 ، غريب ، 125 . شيركو ، 126 . هندرين رواندوزي ، 127 . هندرين ، 128. هوشيار ، 129.سامان كرمياني ، 130.أحمد حصاري ، 131.بيروت/ الباء بثلاث نقاط ، 132. نهرو ملكاني /حاجي ، 133. محمود / خولة أخو رابه ر ، 134. فاطمة المحسن ، 135. زوج فاطمة المحسن ، 136. أبو الصوف ورفاقه في فصيل بغداد الذين لم أكن أعرف جلهم ، 137. سالم أبن أخ ملا نفطة ، 138. عولا حاجي ، 139 . عولا الشاب ، 140 .سامال ، 141 . سامان ، 142 .دلير ، 143. آزاد ، 144. فاخر هريري ، 145. مام هدايت / روزهلاتي كوي ، 146 . ئامانج ابن أخيه ، 147 . أخو آمانج ، 148.سلام الشاب طالب كلية ، 149 .نوري جيرتانوف ، 150.أبو عادل الأداري، 151.حيدر فيلي،152.د.سربست،153.آراس أبو العيون الزرق ، 154.شيخ سعيد ، 155.مام رسول سور ، 156.مام صالح ، 157.سيد توفيق ، 158.ابراهيم / بله ، 159 . عارف ، 160 . حمه بجكول ، 161.محمد خدر ، 162. محمد حسن ، 163. عولا مينة ، 164.سامان ، 165. نوروز ، 166. علي حاجي ، 167. محمود حاجي ، 168.حمه يوسف،169.رائد ، 170. سوره ، 171 . كامران كاتب السطور.
 !! وعشرات الآخرين الذين لم تسعفني الذاكرة من ذكرهم وهناك قسم من الذين لم أذكرهم كانت لي علاقة حميمية معهم ولكن هذه هي قدرة الشخص من الأحتفاض بالذاكرة وعذرا وألف عذر لمن لم أتذكرهم هنا لكوني لم أعرف الكل عن قرب وهناك من يقول تسلسل الأسماء لماذا بهذا الشكل وقد يعتبر نفسه مغبونا !! وأنا أقول ثمة حقيقة ينبغي أن تقال بأن الرفاق عاشوا وتحملوا أكثر من طاقتهم في ناوزنك وهنا بعض الأسماء القليلة جدا جدا لم يقاوموا سواء أيام وأسابيع ومن ثم عادوا الى من حيث أتوا نادمين أو متعوبين أو قد جاءوا لمهمات أخرى ! .
وعلما كان في مقر مهاباد رفاق ورفيقات ورفاق في قاطع السليمانية وبهدينان لم نلتقيهم الا فيما بعد .


123
من أجل مؤتمر دولي
لتطوير عنكاوا الأم

سعيد الياس شابو                                                                                              
2011.5.30.                                                                                               
 
عندما نتحدث عن مشكلة ما ، فعلينا بايجاد الحلول الناجعة للخروج بنتائج ترضي الأكثرية ان لم تكن الكل ، والكل يعني شبه المستحيل أو بالأحرى المستحيل لو صح التعبير المعبر على المدلولات والواقعية في عصرنا القرصني الواقعي ، وهذا مايعاني منه العراق وكوردستان بشكل عام وعنكاوا بشكل خاص. وعنكاوا التأريخية لايقل عمرها عن أية بلدة أو قرية عراقية وكوردستانية ان لم تكن أقدم بكثير من تلك الشهود الأثرية من معالم الحظارة التاريخية أو الدينية .                                                           
 
ونحن هنا بصدد الوقوف أمام المنطق والواقع وليس التعبير الخيالي والمزاجي والمتاجرة بتأريخنا الذي يكاد أن يتاجر فيه في بعض الأحيان من قبل البعض الذي لا يهمه سوى همومه الشخصية ونزواته المريضة والتفكير الذي لايعمق به ولا يرى الأفق سوى سرابا شاردة تارة واخرى بعد الاستيقاظ من النوم العميق ومن ثم البكاء الذي لا يذرف دموعا وان ذرف فلنعتبره دموع التماسيح .                     
 
وهنا لابد من سرد تأريخ عنكاوا وتوابعها وفي عنكاوا الأم هناك معالم تأريخية يعود عصرها الى مئات لا بل الى آلاف من السنين والى جانب القصرة التأريخية يشهد تأريخ كنيسة ماركيوركيس (مركوركيس) ، ومارتشموني ( مرشموني) ، ومارقرداخ وماريوسف ، وقبب مريم العذراء التي  تبتعد عنها حاليا حوالي عشر كيلومترات ومار قرياقوس الذي يقع في عقار عنكاوا والقريب من قرية كزنة والتلة التي تقع بين قبب مريم العذراء ومار قورياقوس الذي يزورونه الأخوة من المسيحين والمسلمين
يقع على نفس المسافة من عنكاوا كما قبب مريم العذراء . واليوم تغيرت الحالة ولم تبقى عنكاوا الخمسينيات والستينيات من القرن المنصرم من حيث ديموغرافيتها وفلسفتها التأريخية ولا اعتبارلها الا من جوانب الأفادة منها كتحصيل حاصل لما شاهدته المنطقة برمتها من تغير ايجابي وسلبي وعنكاوا جزي من أربيل أي كناحية تابعة الى محافظة أربيل (أربائيلو) التأريخية وهولير الحالية وقبل عقود أو بالأحرى قرون من الزمن ومصيرنا مرتبط ولنا كل الشرف بأخوتنا الكورد قوميا وبأخوتنا المسلمين دينيا ، وهذا ما يؤكد عليه تأريخيا ومن أقرب المقربين بأن عنكاوا لم تشهد من الجيران والشركاء أي سوء يذكر وعلى مر الأزمنة القديمة والحديثة ، لابل أصبحت رمزا للتآخي ولكل الأديان والأقوام والمذاهب والشعوب .                                                                                                 
 
وتأريخ عنكاوا حافل بالبطولات والتي قاومت أعتى الأنظمة الدكتاتورية وقدمت قرابين وشهداء كثيرين وعلى مر التأريخ منهم من أستشهد في أقبية قصر النهاية ومنهم في الحروب الداخلية للنظام البائد ومنهم في الحرب مع ايران والكويت ومنهم في انتفاضة شعب كوردستان ومن ثم المنوعات التي تطال القائمة وجلها ويعود أسباب استشهادهم وقتلهم وفقدان أرواحهم الى فعلة النظام البائد !!!!!!!!!.
فإذن عنكاوا قدمت الكثير ومن كل الأطراف ولست بصدد كتابة الأوقات والأسماء والأحداث التي ضحوا من أجلها ، وانما  نروم وضع النقاك على الحروف وذلك من أجل افادة الجميع وليس لفئة حاكمة مستفيدة بل الى الأجيال القادمة وهذا ما يتطلب من وضع خطط ودراسات مستفيظة تشارك فيها أطراف عديدة وفي مقدمتها حكومة كوردستان وحكومة العراق الفدرالي ومن ثم أهلها الخيرين في الداخل والخارج وذلك عبر وضع جدول زمني وخارطة الطريق الواضح لتطوير خارطة عنكاوا بحيث يليق هذا التطور بعنكاوا وأهلها الساكنين فيها وزوارها الكرام ، ومن هنا يكون المؤتمر الدولي الشامل مدعو للقيام بواجباته الملقاة على عاتقه وتقوم به وتهيأ له كل المؤسسات التي يهمها شأن عنكاوا التأريخية ومنها الكنائس والأحزاب والمؤسسات المجتمع المدني والجاليات الكبيرة الموجودة في دول العديدة ومنها أمريكا وكندا واستراليا وأوروبا والبلدان العديدة الأخرى ودعوة المتنفذين والسياسيين في تلك الدول أن يلعبوا دورهم المادي والفني من أجل المشاركة الفعالة في تطوير عنكاوا من حيث البناء والاهتمام بالبيئة والمشاريع الأقتصادية التي تخدم المنطقة ومنها السياحة أولا !
 
عنكاوا التي لعب بخلقتها طيلة فترات ماضية يتحمل عواقبها الجميع منها الأحزاب السياسية الحاكمة  والأحزاب التي اسفادت من تواجدها في المنطقة ومنها رجال الكنيسة ومنها مؤسسات المجتمع المدني ومنها المتنفذين والتجار بالعقارات ومنها أشخاص لا يهمهم سوى أرباحهم ومنها ومنها ...... !                                               
 
ومنذ فترة ليست بقصيرة يعاني أهل عنكاوا من شدة السيطرة على العقارات منها مشاريع مفيدة للمنطقة برمتها كمطار أربيل الدولي الذي يقدم خدمات لا يستغني عنها أبدا والكل مستفيدة منها ما عدى أهالي عنكاوا لو قرنا بين أهل عنكاوا صاحبي الأملاك التي بنيت عليها المطار ، علما قد استولت على أكثر أراضي المطار الحالي من قبل النظام الدكتاتوري البائد وما تم تكملته فيما بعد من قبل  الحكومة الكوردستانية الموقرة . وان هناك أمور ليست بالسهولة كما يراها القاريء الكريم ويستوعبها أن لم يكن قد عاشها ولكن ثمة حقيقة يجب أن تقال ، بأن أهل عنكاوا مغبونين ماعدى السماسرة المستفيدين من هنا وهناك وعلى حساب عنكاوا الأم !.                                                                       
 
بعد الأنتفاضة في 1991من القرن المنصرم شاهدت عنكاوا تغيرا سلبيا ، أي ترك الكثير من شبابها المنطقة بحيث أصبح هناك فراغا والتجأ الشباب الذي للتو قد  خرج من حرب الخليج ألأولى والثانية ولم يرى بصيص أمل في البقاء في بلدته التي لم يفكر أهل عنكاوا في يوم من الأيام أن يتركها وهذا ما حوكمت عليها بالأعدام وان كنت مبالغا بعض الشيء أي أقل من الأعدام وقبل هذا التأريخ قد خرج قسم من الشباب الى الجبال ليحمل سلاح الشرف ومحاربة الدكتاتورية واستشهاد قسم من خيرة شباب عنكاوا بأيادي النظام القمعي ، ومن ثم المرحلة التالية في الأقتتال الداخلي بين الحزبين الحاكمين الديمقراطي الكوردستاني والأتحاد الوطني الكوردستاني بحيث خلق استياءا كبيرا لدى أهالي المنطقة والشباب منهم خصوصا ، ونقول الحمد لله ونشكره لكون الأمان في كوردستان والأستقرار قل نظيره في المنطقة ، الا أن الوضع العام بحاجة الى دراسات لتطوير ما يمكن تطويره والبدأ به مادام هناك خيرين يرومون المواصلة في البحث عن البديل المرجو والأتيان بالأفضل والممكن .                                     
 
لذا علينا جميعا أن نقول نحن صاحب القظية والقظية هي عنكاوا بالدرجة الأولى ومن ثم عنكاوا وحبذا لو ساهمت الجاليات الأخرى بما نطمح اليه من تقدم وأزدهار لقرانا وتأريخنا الحافل بالطيبة والتسامح وقبول الآخر والتفكير المليء والنير لإيجاد البدائل التي تسير في الديمومة كما يجري النهر والساقية ومن ثم لاعودة الى الوراء ، وهذا جله يتطلب الخطوات العلمية الأستباقية لعقد مؤتمر دولي يشارك فيه الجميع وأن تساهم فيه كل الشرائح وأولهما ساكني عنكاوا وأهلها الطيبين ، وقبل فترة سمعنا وقرأنا عن الروايات المختلفة من اقالة مدير الناحية ومدير البلدية ومن ثم ترددت الأقاويل بأن مدير الناحية قد قدم استقالته مبكرا واليوم قد أستلم مدير الناحية الجديد السيد جلال حبيب وهو من أهالي عنكاوا وقد صرح في مقابلة مع عنكاوا كوم بأنه سيبذل ما بوسعه من أجل تطوير عنكاوا وتقديم الخدمات اليها ونقول للسيد المدير الجديد مبروك المهمة الجديدة من أجل خدمة عنكاوا وتوابعها ونقول استاذي الفاضل نحن معكم في كل خطوة تخدم أهل عنكاوا وساكنيها وبدون أي فرق كان ، ومسافة الألف ميل تبدأ بخطوة والمهام الملقاة على عاتقكم هي أولا توفير الكهرباء لمدة 24 ساعة لأهل عنكاوا أي بدون انقطاع !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!.                                                                                   
 
ماذا نفعل في مؤتمر دولي تساهم فيه الجميع ؟
لنرفع شعار يا عنكاوا استيقضي ... وفي عنكاوا الكثيرون من الأخوة الأعزاء الذين اضطروا الى القدوم اليها وأصبحوا جزءا منها شئنا أم أبينا وهناك الكثير من تاجر في تأريخ وواقع عنكاوا ولا يزال ومن ثم أراد المكسب والسطو على العقارات وتحت طائلة مسميات وهنا المدير الجديد سيسطدم بالواقع ولكون المنطقة فيها متنفذين سياسيين وعسكريين ووو صاحبي الصفقات لذا يتطلب الجرأة في اتخاذ القرار وأن يكون مدعوما من أهالي المنطقة وليس ترك المسؤول الأداري للهواء الطلق ونحن في دولة لا يزال القانون والتشريع بحاجة الى التفعيل الأكثر لكي نصبح دولة القانون والمؤسساتية لكي نوضع الكل في دائرة القانون وتبقى هناك بعض الأستثناءات التي لا يمكن أن تؤثر على مجمل التطور الحاصل في عملية التغير ويجب أن تكون مدعومة من الجميع وستكون نتائجها مرضية وايجابية على مرور الزمن. وهنا لابد من وقفة ايجابية وأن ندخل المعمعة الثانية بعد تطوير عنكاوا الفوضوي في البناء الكثير والمتنوع الذي أخذ طولا وعرضا وأصبح فيه كل شيء تجاري خالص الماء والهواء والشارع والمطعم والنادي والمدرسة والدائرة والبيت والكهرباء و..... !
مقترح لحكومة كوردستاننا الموقرة والمسؤولين عن مطار أربيل الدولي أن تدفع عن كل مسافر من والى المطار دولار واحد وذلك لتحسين بيئة عنكاوا ما دام أراضيها استخدمت لبناء المطار الحضاري الذي يقدم خدماته للجميع . وتكون الفكرة على شاكلة بترو دولار للمدن التي يتواجد بها وتنتج النفط !
 
من ماذا تعاني عنكاوا ؟
عنكاوا تعاني من الفساد أولا ! الفساد هو كثير الأنواع ومتعدد الجوانب وأن حوسب واحد فيجب أن يحاسب الآخرين وبدون لف ودوران !! والأمثلة كثيرة وما خطاب سيادة المطران بشار وردة في الكنيسة بعد القداس عندما قال وبملأ فمه وبصوته من أين لكم هذه العمارات ومن أين لكم هذا ؟
سيادة المطران الجليل نريدك الى حد الشهادة أن تستقيم ما تم عوجه في السنوات العجاف ونحن السند الدائم لعنكاوا وأهلها وكنائسها ولسيادتكم وشخصكم الكريم .
عنكاوا تعاني من السطو على أراضيها وعودة أراضيها الى أصحابها الشرعيين وتعويضهم العادل لما لحق بهم من غدر واضطهاد وتوزيع أراضيهم لمن هب ودب وحرم البعض من أهاليها من حصولهم على قطعة أرض اسوة بالقادمين اليها !! وهذا ما يؤسف له ولكن بالأمكان تعديل المسيرة والسير في قوام الخيرين والنزيهين والكل يحمل شعار من أجل عنكاوا أفضل لساكنيها .
 
عنكاوا بحاجة الى الخارطة التي يمكن الاعتماد عليها حاليا ولاحقا وذلك بعمل :-
أنفاق تحت الأرض وذلك للأفادة من باطن الأرض لغرض التقليل من زحام السيارات التي تمر في عنكاوا دون مهمة تذكر ! وعنكاوا بحاجة الى جسور جوية تقاطعية واخرى جانبية هندسية وذلك من أجل التقليل من الزحام والضجيج الذي مل منه أهل عنكاوا وزوارها ، عنكاوا بحاجة أن يتطور مركزها القديم بحيث لايمكن لآلاف السيارات تمر في تلك الشوارع يوميا دون غرض في عنكاوا !!! فبأمكان ايجاد البدائل وهذا يجب أن يدرس ويقنع ساكني عنكاوا ! والعودة الى المدارس الحديثة والبناء المتطور والأستفادة من المساحات لغرض بناء الملاعب الرياضية والمختبرات وأقسام الصحية ومياه الشرب للطلاب وبناء أدارات جيدة للمعلمين والمدرسين والمطاعم المدرسية التي يفتقرون اليها الطلاب و ..!
 
عنكاوا تعاني من ممرات لعبور الطلبة الى المدارس أو الجسور التي يمكن استخدامها للعبور أيظا !! وعنكاوا بحاجة الى مواقف لوقوف السيارات وتنظيمها بلديا وذلك ببناء مواقف للسيارات من عدة طوابق وذلك للخلاص من الزحام في الشوارع الضيقة ومادام الأرض في عنكاوا قد انقرضت !
 
عنكاوا بحاجة الى ملاعب متنوعة ، أي في كل منطقة ينبغي أن يكون على الأقل ملعب لكرة القدم ولهو الصغار وناهيكم عن النقص في الحدائق !! عنكاوا بحاجة الى ثقافة الماء والكهرباء لأن هناك من يعاني من الأثنين وهناك من يبربع بالأثنين !!                                                                             
عنكاوا بحاجة الى سنتر سياحي بدون مرور سيارة الا لأغراض تخص السنتر وذلك لقظاء أهل عنكاوا وزوارها الكرام أفضل وأهدأ الأوقات !!                                                                       
عنكاوا بحاجة أن تكون قضاء وليس ناحية والأهتمام بالشوارع وفتح متنزهات دون العودة الى المشروبات الكحولية واستغلال الحدائق المسدودة وفتح أبوابها أمام أهل المنطقة وحمايتها من العابثين بها سواء كانوا صغارا أو مخربين !!
عنكاوا بحاجة الى قلعة سياحية منتجة سياحيا واجتماعيا وقدتكون الفكرة غريبة  بعض الشيء ولكن تطبيقها ليس من المستعصي أبدا وهذا يكون عبر الأسهم من قبل أهالي المنطقة ، بدل من أن يهربوا نقودهم الى الخارج الأفضل أن يستثمروها من أجل انتعاش اقتصاد المنطقة ويقلل من البطالة !!
 
عنكاوا بحاجة الى دعم أهلها في اللقاءات وعبر المؤسسات الموجودة فيها وتكاتف أهلها وعدم انغلاقهم في حلقة ضيقة وتشكيل وفود للقيام بمهام مستقبلية ولتكون عنكاوا قدوة لكوردستان والعراق ويحتذي بها أهلها ولتكن نموذجا لكل العراق !!!                                                                           
عنكاوا بحاجة الى تحسين بيئتها وذلك بأخراج المسيئين من بين المحال السكنية وايجاد البدائل لكل ماهو غير مجدي ومريح !!                                                                                     
عنكاوا بحاجة أن تبني عمارات سكنية تليق بحظارتها التأريخية وليس من أجل قطع الخضار والبناء  من السمنت من أجل الربح على حساب الحياة البشرية !!                                                 
عنكاوا بحاجة الى تقديم كل الأفكار ومن الجميع من أجل انقاذها مما وقعت فيه من أخطاء جسيمة وعلينا جميعا في الاسهام في عدول ما يمكن تعديله !!                                                       
من أجل عنكاوا أنقى وأفضل وأنظف لنتضامن جميعا أي أهل الداخل وأهل الخارج والرسالة موجهة الى كافة المسؤولين المعنين في العراق الفدرالي والكنائس ومنظمات المجتمع المدني والأحزاب والتنظيمات السياسية والمهنية والأشخاص والى من يهمه الأمر وشأن عنكاوا.                                                            .                                                                                   
                                                     
 


124
المنبر الحر / مذكرات بيشمركة / 6
« في: 17:00 25/05/2011  »

مذكرات بيشمركة / 6

سعيد الياس شابو/كامران                                                                                          
2011.5.25.                                                                                               
 
بعد أيام من وصولنا الى قاعدة ناوزنك وبحكم الدراية والأهتمام بوجبة الغذاء لكونها الوجبة الرئيسية والمهمة في حياة الأنصار البيشمركة فقد اقتربت واقترب مني الرفيق الأداري الرئيسي للحزب أبو أحمد وكان الرفيق أبو سربست يساعده ويجيد الكثير من تلك القظايا التي تخص الادارة في حينيها وبالرغم من قلة المواد الغذائية المتوفرة وصعوبة الحصول عليها وخزنها وتوزيعها ، بيد أن الأدارة كانت ناجحة ومعقدة كالوضع السياسي والأجتماعي !!! . وبعد أيام قلائل تقرب مني الرفيق أبو أحمد صاحب الفطنة القوية والحنكة السياسية والبسمة الدائمة والخبير في اقناع المقابل والحريص أكثر من اللازم على مالية الحزب وصحة الرفاق واللهجة المصلاوية القح ، اقترب مني وهمس في اذني وبالكاد أن أسمع ماهو المطلوب وهو متردد لكون خفارتي منتهية قبل يومين ... وقال أغيدك تساعدني ،أي أريد تساعدني ، ممكن ؟ ، فأبديت دون معرفة ماهي شكل المساعدة ؟! وبدأ بالحديث فقال ..احنة عدنه دعوة لمام جلال والجماعة بمناسبة الحفل الذي سيكون بمناسبة تأسيس الحزب وعيد العمال العالمي وبالرغم من مرور فترة على تأسيس الحزب أي 31 آذار وعيد العمال 1أيار ، المهم أبديت استعدادي للعمل وتهيئة كل المستلزمات مع الرفاق الآخرين أي ليس من السهل تهيئة الغذاء لأكثر من 200 بيشمركة نحن والضيوف الكرام ، وحصلنا على كافة المستلزمات من القدورة والطشوتة والعدة الكاملة وبعد عمل المواقد الخاصة لتهيئة وجبة غذاء دسمة أي متكونة من اللحم الطازج بعد أن نحروا عجلين !! أي نعم عجلين سمان ولذة طعمهم لحد الآن باقية ! ، وبعد تقطيع أوصال صغيرة ووضعها في قدور وتحت نار الحطب الهادئة وليس الغاز أو النفط !! وكان الرفاق البيشمركة يعملون وكأنه يوم عرس ، لا بل أكثر من العرس أي تأسيس الحزب وعيد العمال وقدوم قيادة ووفود الأحزاب المدعوة في ذلك اليوم وعلى رأسهم مام جلال القائد والرجل الأبرز من الحاضرين وكشخصية معروفة ومناضلة . الكل كان يعمل كخلية نحل وبصدق لكون الحالة تتطلب العمل والجدية لتناول وجبة شهية في المناسبات مجتمعة ، بينما كنت أعمل كل ما في وسعي وأبذل جهدي بأن يكون اللحم يستوي وعلى طريقتي الخاصة أي وضع اللحم في القدورة بعد غسيله وبدون ماء ! أي على نار هادئة لكي يكون الشحم قد أصبح دهنا سائلا ومن ثم سكب الماء الساخن فوقه بعد أن يكون قد فقد اللحم النسبة الكبيرة من الماء الموجود أي طراوته وفي هذه الحالة ستكون الطريقة أفضل أي لم تكن رائحة الزفر قد بقيت في اللحم بعد أن البصل يلعب دوره في تلذيذ وتحسين طعم اللحم .                                                                                           
قزانات وجدورة لم أعرف كيف دبرت وحصل عليها وطبخنا وتهيئنا وجبة الغذاء المتكونة من اللحم مع السوب اللذيذ ، رز من النوعية المحلية رز كوردي كما يسمى ، مرق فاصوليا يابسة وبطاطا ( بتيتة ) ، الكل منهمك بالعمل وأكثرهم أنا ( هنا الأنا ) تلعب دور لكونها ليست فيها فائدة بل هي متاعب اضافية !! وبعد أن انتهى الجميع من القاء كلمته والعزم على مواصلة النظال لأسقاط الدكتاتورية والتعاون بين قوى وأحزاب المعارضة وشد العزيمة لقوات البيشمركة من أن يتعاونوا فيما بينهم وبين تحمل الصعاب وتجاوز أخطاء الماضي وقد اقتربت الساعة من وقت الغذاء والقى الرفيق مام جلال في وقتها كلمة حماسية ارتجالية وشعرنا بأننا سننتصر عن قريب وقد أشار أحد الأخوة الرفاق من بيشمركة الأتحاد الوطني الكوردستاني الى جبل مامندة وقال بخصوص معركة أوقعت خسائر جمة في صفوف قوات الجيش العراقي في شتاء 1978-1979 . أي قامت القوات العراقية من شن هجوم كبير يرافقه عملية انزال جوية على المنطقة بحيث أدى الهجوم الى اندحار تلك القوات في حينها وذلك الذي ساعد بيشمركة أوك الطقس البارد ونزول الثلج بكثافة أثناء عملية الأنزال سيئة الصيت وكانت الجثث قد بقيت الى ربيع 1979 مع اسلحة الجنود الذين كانوا وقودا للنظام القمعي الدكتاتوري العسكري !!! .
 
وتحدث عن المعركة والغنائم التي حصلت عيها بيشمركة الأتحاد وهم بدل ما يذهبوا الى المعسكرات والربايا ... أي هم جاءوا الينا وحصلنا على أجهزة وأسلحة ومعدات .                                     
وبعد القاء الكلمات حيث اختلاط بيشمركتنا وبيشمركة الأتحاد الوطني وكأننا من طينة واحدة كبيشمركة بالرغم من انهم مسلحين بشكل أفضل ونحن كنا نفتقر الى الأسلحة وخاصة الكلاشنكوفات ! ولا ننسى بأن بيشمركتنا قد صرحوا في حينها بأن مام جلال ساعدونا بعدد من القطع من الأسلحة في بداية التحاقنا في منطقة ناوزنك وخاصة رفاق بشدر وبتوين (بيتوين). وكانت الحالة من الأختلاط والتعاون تزيد قوات الطرفين من مواصلة النظال الصعب للغاية ولم تخلوا الحالة أيظا من المشاكل اليومية !
 
وبعد القاء الكلمات ... جاء دور الغذاء الذي يلعب دورا أريحيا وسايكولوجيا وسياسيا ايجابيا ويغير من مزاج الفرد والجماعة وهذا مالمسناه في حياة البيشمركة الأنتصار طيلة سنوات التي قضيناها في أوقات عصيبة ولمسناه من الرفاق عندما كنا ندردش بعد التوزيع في البيوت والأستفار عن ما تناوله النصير البيشمركة من وجبة دسمة ! وسأعرج مستقبلا على المسألة وتفاصيلها .                                   
كان الغذاء في ذلك اليوم مشبع ولذيذ وطيب وفيه عوازة وزيادة ومتنوع وحميمية القادة والبيشمركة في هذه المناسبة زادت كل القوى عزما واصرارا وبعد تناول مام جلال ماعونين من هذا اللحم اللذيد فسأل فيما بعد لو أن هناك عوازة وطلب بأن يشاهد البيشمركة الذي جهز اللحم ويشكره ! وأخذت الماعون الثالث وفيه ما يكفي ليكون آخر ماعون لحد الشبع وبعد الجلوس والحديث في غرفة القيادة لحزبنا شكرنا مام جلال ورفاقنا على ما قمنا به من واجب تجاه الضيوف ونال الغذاء رضائهم وبعد تناول الشاي والأحاديث العامة والأنطلاق ودعناهم بمثل ما استقبلنا رفاق الأيام الصعبة رفاق الكفاح المسلح رفاق منطقة وقاعدة ناوزنك ، علما مقر مام جلال لم يكن يبتعد عن مقر القيادة الا حوالي 200 متر ، فقط ومن مقراتنا يقع على نفس المسافة .                                                                     
           
وبعد أيام ونحن ننتظر قدوم المفرزة الكبيرة أو بالأحرى المفارز المندمجة القادمة من العمق وبفارغ الصبر وصل الرفاق البيشمركة وأكثرهم غير مسلح وبأياديهم عيدان وعكازات وهم يبتسمون وصعود الصياح والعياط يصعد للسماء بعد أن كانت الدعايات قاتلة أي وقوع رفاقنا بالكمائن !!
وهنا بدأ الأرتياح والطمأنينة وعشرات الرفاق الجدد قد قدموا الى قاعدة ناوزنك والترحاب بهم من كل صوب وتجمع الرفاق الآخرين لمعرفة من بقى بالمنطقة وكيف تسير الأمور في تلك المناطق التي قدموا منها أي شرق كوي وكيف بالملتحقين الرفاق الجدد الذين ينون القدوم والألتحاق بنا ونحن على مسافات بعيدة !!. المهم صرنا كثار نوعا ما وقد زادت قواتنا وفي كل يوم تقريبا تزداد قواتنا ، علما كانت لنا قواعد في بهدينان وفي السليمانية الا أننا لم نكن نعرف كل شيء بخصوص الوضعية السائدة !
وكان لنا مقر في مدينة مهاباد الكوردستانية في ايران بحيث كان مقر غير معلن عنه لكون المقر يتواجد فيه البعض من الرفاق القياديين والكوادر والنساء والمرضى و... 

125
المنبر الحر / مذكرات بيشمركة / 5
« في: 18:14 17/05/2011  »
مذكرات بيشمركة / 5

سعيد الياس شابو/كامران                                                                                       
2011.5.17.                                                                                                 
 
وصلنا الى قاعدة ناوزنك بين الساعة التاسعة والعاشرة صباحا ونحن قد قطعنا عشرات الكيلومترات المليئة والمحفوفة بالمخاطر الجمة منها كمائن العساكروالجحوش ومنها اجتياز المناطق في الظلام الدامس وعبور الجداول المائية ونحن في عز الربيع وكانت الثلوج في حال ذوبانها وعدم معرفتنا في النقاط الدالة في حال حدوث المستجدات وخاصة الوقوع في الكمائن المتوقعة والتي كانت لا ترحم عندما كانت تفتح وتستقبل القادمين بوابل النيران و الرصاص الذي لايرحم وهو خارق حارق وبكثافة لا نظير لها في رؤى الجيوش الدولية الأخرى في حينها !. وبعد الوصول واستقبالنا من قبل الرفاق ، بحيث نسينا وتناسينا  تعبنا والصعوبات في تجاوز الطريق المحفوف والشائك بالمخاطر لو نصب كمينا مشتركا ، ونحن كنا قد أصرينا على تجاوز كل الصعوبات المتوقعة في طريقنا .                                                                                                     
ناوزنك – نيوزنك – خرئ ناوزنك ، جلها أسماء يستخدمها الوافدين والمغادرين الى ومن المنطقة وناوزنك هي قرية كوردستانية ايرانية متكونة من عدد من البيوت والتي لا تتجاوز عددها أكثر من أصابع اليد الواحدة ،وبيوت تشبه الأكواخ في منطقة حدودية نائية جغرافيا وموبؤة صحيا ، ولكن مفعمة بالنشاط والحيوية سياسيا واقتصاديا وعسكريا وحركتها الدائمة ليل نهار وبدون توقف وخاصة في النهار .                                                                                                                   
وقبل الوصول الى قاعدة ناوزنك قد التقينا الرفاق الموجودين في مقر رفاق بشدر والذي أتذكر منهم الرفاق سليم سور ، همزة سور ، محمد حسن ، عولا مينة ، عارف ، حمه بجكول ، رسول سور ، أبو آزاد ، مام رسول ، حمه يوسف ، علي حاجي  ومحمود حاجي ورفاق آخرين ولم أكن أعرف من كل الرفاق بأستثناء الرفيق أبو آزاد .                                                                                       
واستقبلنا في مقر ناوزنك من قبل الرفاق الواقفين وأتذكر منهم الرفيق الاداري الناجح عبد الرحمن القصاب ( أبو أحمد ) وأبو شاكر ومن ثم جاءوا الرفاق الآخرين المتواجدين في المقر وربما سأنسى البعض منهم وأتمنى أن لا يعاتبونني ومن منهم يتذكر ليعاتبني وعتابه مقبول ، والرفاق بعد سماعهم الصياح والألتحاق الجدد وقدوم أربعة رفاق جدد والكل فرحانين وبدأ النزول من مواقعهم وكان الرفيق أبو جوزيف وأبو آسوس ، أبو أحلام مالية ، زيا ، آراس ، ملا نفطة ، أبو جنان ، ماموستا رزكار ، جميل ، أبو عمشة ، أبو سربست ، د.فارس ، سلام ، خالد ، حكمت ، بكر تلاني ،أحمد حصاري، حيدر فيلي ، أبو سعد ،أبو سركوت ، د.صادق ،  والرفاق الآخرين الذين قد لا أذكرهم في هذه اللحظة ومن ضمن الرفاق الذين ذكرتهم قد لا يكونوا موجودين في تلك الأيام أي التحقوا فيما بعد لكون الحالة غير سهلة من ذكر كل الأشياء وبدون الكتابة يوميا ، بيد انني قد التقيتهم أي الرفاق في تلك الفترة القريبة في ناوزنك من يوم 7 / 5 / 1979 . والكل فرحانين ومنزعجين في نفس الوقت من قدومنا .. أي كانت الأمور صعبة للغاية بحيث الصعوبة من أن توجد مكان عدل أو مسطح من أن تبني فيه ولو غرفة واحدة وليس قاعة ! من يسمع بقاعدة ناوزنك في عام 1979 فسيقول .... آه ، لازم شلون مساحة عندها تلك القاعدة التي تأوي كل الأحزاب والمقرات العديدة والكثيرة ولا تمتلك أرض مسطحة ، والمكان المسطح كان فقط فوق سطوح الغرف المبنية لإيواء الأنصار البيشمركة والذين كانوا يتوافدون في كل يوم تقريبا ومن جميع المحافظات وخاصة في الأشهر الخامس والسادس والسابع من تلك العام .                                   
 
لماذا الفرح والانزعاج في آن واحد ؟! نعم الرفاق كانوا فرحين وسعداء بلقاء الرفاق الجدد في المنطقة المحررة وزيادة عدد الرفاق يعني له مدلولاته الكبيرة والمتنوعة أي اننا نبني ما تم هدمه من قبل الدكتاتورية والعيش بعيدا عن املاءات النظام المقبور ، والانزعاج من قبل الرفاق أي بعضهم وليس  الكل من عمل حسابات مكان النوم والأكل وتوفير الأرزاق والبطانيات السودة والتي كان من الصعوبة الحصول عليها لكي ننام ولو ليلة هنيئة ومريحة ولكن بأمكانك أن تحلم فقط في الحلم من النوم الهنيء وفي كل يوم جديد أو اسبوع جديد نرى وجوه طيبة جديدة للرفاق وأنا كنت واحد من الذين يرحبون بهم وسعداء بكل قادم جديد ، والحصول على الأرزاق كانت عملية صعبة ومكلفة والبطانيات وتوفير الغرف أو بناء الغرف كان صعب للغاية !! وكانت أجواء ناوزنك قاسية باردة حيل والثلوج لا تزال موجودة وبكثرة على قمم المنطقة وخاصة جبل مامندة الشهير !!                                                           
 
وتقع ناوزنك جغرافيا بين الحدود العراقية الايرانية والفاصل بين الحدودين هو ساقية صغيرة عرضها لا يتجاوز المتر صيفا وتكبر شتاءا وربيعا بسبب انصهار الكتل الجليدية وينابيع المنطقة وهي اسم على مسمى ، وناوزنك أسم قد دخل التأريخ الأنصاري وقبل الأنصاري كانت هناك مقرات وقيادة بيشمركة الأتحاد الوطني الكوردستاني والأحزاب الأخرى وهي معمرة المنطقة قبلنا بسنوات !!!. ولكون ناوزنك منطقة صعبة المنال عسكريا وبعيدة من الشوارع وكونها قرية لغير دولة جغرافيا وسقوط الشاه أبعد الجيش الأيراني من المنطقة ووقوع المنطقة عسكريا وسياسيا في أيادي الحزب الديمقراطي الكوردستاني الأيراني ( حدكا ) قد خدمت القادمين اليها من كل حارة وصوب ، ولكون تواجد مقرات ألأخوة الرفاق في الأتحاد الوطني الكوردستاني منذ القبل أي قبلنا بمدة هذا ما سهل من البناء والاستقرار في المنطقة لمدة من الزمن وتعميرها أكثر فأكثر وتقديم الخدمات الطبية للمنطقة بأجمعها ومنذ اللحظات الأولى من تواجد مقراتنا .                                                                                               
نيوزنك التأريخية تحدها من الشمال قرية توزلة ( حرف الزاء بثلاث نقاط ) أي توجلة كما يسميها البعض من الرفاق ومن بعد توزلة قرية كاني زرد ، ومن جنوبها قرية شينئ وسونئ ، ومن شرقها جبل مامندة الشاهق وصعب المنال ولجبل مامندة قصة سأتناولها تدريجيا ومن ثم في الطرف الآخر من مامندة قرى هيرو وهلشو ومن غربها قرية نوكان الجميلة .                                               
 
وناوزنك والمنطقة كانت تسمى بوادي الأحزاب العديدة منها الأتحاد الوطني الكوردستاني (أوك ) والحزب الأشتراكي الكوردستاني (حسك ) ولو كانت مقراته بعيدة بعض الشيء عنها الا أن اسم ناوزنك كان الطاغي ، وكانت مقراتنا الحزب الشيوعي العراقي مختلطة مع مقرات أوك ، وكانت  الأحزاب الايرانية المعارضة للجمهورية الاسلامية الايرانية منها الكوملة وحدكا ومجاهدين خلق وتودا وغيرها من القوى المسلحة والسياسية ولا ننسى حتى الأحزاب التركية المعارضة هي الأخرى كانت متواجدة منها آلاي رزكاري وددقا وبككا وغيرهم، والكل تعمل جاهدة معارضة أنظمتها والحلم بمستقبل ديمقراطي !!
 
وفور وصولنا مقر ناوزنك كنا قد تعبنا وهلكنا بعض الشيء ولكن  قوة عزيمتنا والذي قلل من تعبنا استقبال الرفاق وخاصة من عرفناهم سابقا وسأل الرفيق أبو أحمد الأداري الناجح للقاعدة ؟ وهل أنتم متريكين ؟ قلنا لا أبو أحمد ليش بجيبنا فلوس أي نقود خاطر نتريق أو نأكل تشريب من الصباح أشو في المقر الذي ارتاحينا فيه قليلا لم يكن لديهم أكل والله ومن ثم والله لأنه سألتهم فيما لو عندهم خبز وشاي ؟! هكذا كان حال المحبين ! يأكلون هوى وكان يتحملون أكثر من طاقاتهم بعدة مرات ! ، المهم ألرفيق أبو أحمد أكد على أن يشبعنا ولو لوجبة واحدة ونحن بين الفطور والغذاء فجلب الرفيق الخفر خبز وقطعتين جبن مثلثات وبعض الجوزات وأكلوا لمن تشبعون وبعد ساعتين راح نتغدى وبعد الأحاديث مع الرفاق ووضع الطريق والرفاق والمستجدات وو .......... ! أقتربت الساعة من وقت الغذاء بحيث تناولنا وجبة تمن أحمر مع خبزة والماء بأمكانك أن تشرب اشكثر ما تريد لكونه الماء مجانا يوزع ولا نتعب في جلبه كثيرا بل هو نازل في الصوندة وبدون أي مشكلة وباااااااااااااااااااارد  حيل ، وبعد الغذاء أخذنا قسطا من الراحة ، وأنا كنت مفلسا بعد أن دفعنا كل منا عشرة دنانير لصاحب الحيوان وكلفة الملابس والمتفرقة كانت حوالي أربعة دنانير يعني 14 دينار وهي أصلا لم تكن لي تلك الدنانير بل اقترضتها من صديقين حميميين !! ، المهم عندما يستفلس الانسان ماديا وهو في دولة نفطية يقهر بعض الشيء !!!!!!!!!!!! .                                                                                       
ولكن أهم شيء بالنسبة لنا كان الوصول الى المبتغى ولا نهتم الى المادة أو الحسابات الأخرى القادمة ومن هنا بدأت الحياة الجديدة والتي فبل يومين كنا في العراق كعراقيين من نوع وبعد يومين أصبحنا من نوع آخر !! والفرق بين من يختار الأسلوب كبير أي بين أن تترك الحظارة بكل مسمياتها وطيبتها وأن تترك العائلة والأصدقاء والمحبين وحتى رفاق يوم أمس ! والكهرباء والسكن وركوب السيارات والولاءم والأكل اللذيذ وغسل الهدوم من قبل العائلة وقراءة الكتب والجرائد ومشاهدة التلفزيون وسماع الراديو ومن السير على الأراضي المسطحة وفي الشوارع ومن الراتب والوظيفة الى ترك كل تلك الأمتيازات واختيار حياة حرة كريمة ومفروضة عليك من جوانبها العديدة أي مفروضة عليك أن تترك حنان الأم والأب والعائلة الصغيرة والكبيرة وأن تختار العيش في أماكن التي لاتليق بعيش الحيوانات وفي الكثير من الأحيان وأن تقاوم عنجهية النظام القمعي الدكتاتوري وأزلامه ومريده ومنتسبيه المتنوعين ! وأن تختار سهر الليالي والحرمان من كل ماهو طيب ولذيذ من أجل عدم الرضوخ وعدم القبول بالأملاءات المريضة والمخزية للعقل البشري ! من أجل انقاذ العراق والعراقيين من بؤر الفساد والقمع والدكتاتورية المريضة التي سنحت للأعداء أن يتربصوا بذكاء للثروات العراقية المهدورة طيلة عقود من الزمن وحرمان أهلها من تلك الثروات لابل أكثر من هذا .. تكديس تلك الثروات واستخدامها لشراء الذمم والأسلحة الفتاكة لاستخدامها اللاواقعي واللامبدئي وفي غير أماكنها !
 
وفي اليوم الثاني من العيش في المقر كان الجدول والقائمة بأسماء الذين يشاركون الرفاق في كص الحطب وجلبه للمقر وجماعة الى البناء أي الغرفة الجديدة بعد تسوية مكان مسطح يصلح للبناء وكانت كل العمليات صعبة للغاية  وخاصة خفر المطبخ في حال عدم درايته بالطبخ وحتى غسل المواعين، أي علينا استخراج وتجميع الحجر من أماكن تواجدها ومن الجدول الذي يفصل الجانبين العراقي والايراني حدوديا وأحيانا أبعد من ذلك وجلب الحطب هو الآخر كان صعبا أي أحيانا نتسلق بقوة ولازم يكون المكان بعيد عن المقر لكي لا تكشفنا الطائرات الحربية ولكي يكون منظر المقر أيظا لطيف وجميل ويحمينا من الشمس الحارقة صيفا والجلوس تحت ظلال الأشجار أو النوم تحتها والحسابات الأخرى المتنوعة !                                                                                                           
بينما كنا في المقر ونحن نسمع وننتظر قدوم مفرزة كبيرة من رفاقنا والذين التحقوا بها في فترات متفاوتة ، وكانت المفرزة أو بالأحرى مفارز ملتحقين فيهم منوعات طلبة ، أساتذة ، كوادر الحزب ، كسبة ، مقاتلين قدامى من البيشمركة ومنهم من كان قد التحق في نهاية الشهر الثاني في المفرزة وتحمل الكثير من المشاق والصعوبات ومنهم من كان معوقا ومريظا ومنهم من كان في عمر الصغار والشباب المتحمس وكانت المفرزة تتجول في منطقة شرق كويسنجق (كوي) وكما تسمى ب روزهلاتي كوي ، وكان الى جانب مفرزتنا في المنطقة مفرزة التابعة لحزب الاشتراكي الكوردستاني / حسك بقيادة المناضل المقاتل قادر مصطفى والذي ساعد رفاقنا بالكثير من الدعم في ذلك الوقت هذا حسب ما ذكروه رفاقنا عندما كانوا مع المفرزة وخاصة الرفيقين النصيرين أبو جنان وماموستا رزكار والآخرين الذين عاشوا أياما في غاية الصعوبة والخطورة مع البعض أي مع مقاتلين الأشتراكي ، علما كان أكثر رفاقنا غير مسلحين ولكن كما قلت عزيمتهم كانت سلاحهم وهم من انتظرناهم بفارغ الصبر وكانت جل همومنا أن يصلوا بسلام بدون الوقوع في كمائن النظام العسكري المقبور ! وفي منتصف شهر أيار 1979 . قد وصلت المفرزة بأمان وهم كثيرين .                                                             

126
المنبر الحر / مذكرات بيشمركة / 4
« في: 20:02 06/05/2011  »
مذكرات بيشمركة / 4

سعيد الياس شابو/كامران                                                                                           
2011.5.6.                                                                                                 
 
قبل أن نوصل بأمان الى زاراوه (حرف الزاء بثلاث نقاط).كنت قد طرحت على الرفيق أبو حكمت والرفيق ملا عباس (مه لا عه باس) والباقي في الحياة حسب ما علمني بالخبر الرفيق النصير البيشمركة الفنان شه مال عادل سليم مشكورا ولتوضيحه حول مقر الأقليم وموقعه في محلة عرب الجديدة وكان بيت الرفيق الراحل المناضل عادل سليم يقع بالقرب منه ، أي من المقر ، مشكورا الرفيق شه مال على التصحيح وأنا كتبت تعجيل / عرب .   وقال الرفيق أبو حكمت بأننا باقين يومين ثلاثة ومن ثم سنقفل المقر ، وفعلا هذا ما حدث وبعد أيام معدودة التحق الرفيق أبو حكمت بالجبل .                                                           
المهم .. قبل 32 عاما من اليوم أي في 1979.5.6.وصلنا الى المنطقة الواقعة بين رانية سه نكه سه ر وقلعةدزة الحدوديتين مع الجارة ايران الاسلامية . وللتأريخ يجب وينبغي من ذكر الحقائق والوقائع الحلوة والمرة وليس كما يحلو للبعض بأن يجب أن يكون للصورة المشوهة رتوش لكي تجملها وتدخل الأرشيف وتسجل النقاط لغير مستحقيها ، ومن منا لم يكن في الصورة ... كيف كانت أرض كوردستان الحبيبة مزروعة بالمعسكرات والربايا ؟ وكيف كانت السيطرات العسكرية المجحفلة تتعامل مع العراقيين جميعا ؟ وكيف كانت تتعامل مع العسكريين عندما كانوا مجازين في الذهاب والاياب ؟ وكيف يحتقر الجندي العراقي الى حد الرذيلة ! وكان بالنسبة لنا تجاوز أكثر من عشرة سيطرات معجزة وفي الصباح الباكر ، والخروج من أربيل عبر طريق مخرج سيداوة – كسنزان – ديكه له – كويه /كويسنجق ، ومن ثم جبل هيبت سلطان الشامخ والمقاوم ومن ثم الصعود وعلى اليمين وقبل النزول وعلى ايدك اليمين كانت جناروك تصرخ لنا أبقوا وارتاحوا قليلا لنا ذكريات معكم ... الا اننا في حالة غير ما كنا عليها في السابق .. وفي هذه المرة نحن لسنا سواح ولم نأتي للسفرة ، بل ذاهبين للتعزية في قلعة دزة !!.                                                                                                                 
وبعد أن ودعنا الرفيق خيري القاضي وتسليمنا الى البطل الذي يعمل في التنظيم الداخلي للاتحاد الوطني الكوردستاني ( أوك) ومكوثنا في السبيندارات وتناولنا الوجبة بعد الوصول الى موقع الأنتظار الذي دام حوالي 12 ساعة وفي نفس المكان ولم يبتعد عن السيطرة والمراباد الا بضع مئات من الأمتار !! وكان التعب والارهاق قد عكر صحتنا أي أنا لم أنام لليلتين ولا في النهار والليلة أيظا سنكون في الطريق المعقد والشائك وسأعرج على الطريق فيما بعد ، ولنعود الى الموقع الجميل الذي مكثنا فيه .. ساقية كبيرة من المياه تجري أمامنا والزرعات والخظار والحقول والمروج والزهور وخرير المياه وزقزقة العصافير وتغريد البلابل ومقربتها منا جلها كانت عامل الاطمئنان والراحة بالنسبة لنا ، وكنا نحسب حسابات الوشاية من القرية وخاصة المختارية والجواسيس التي وجدت في كل زمان ومكان ، بيد أننا كانت قلوبنا ونياتنا صافية وتفوح رائحة الوطنية والاخلاص منا وما زرعناه في الحياة قد نستفيد منه والله أعلم . أصبحنا مع الرفيق الشاعر أحمد دلزار والرفيق أبو أسمر والرفيق أبو مكسيم لوحدنا في المنطقة ولم يرانا في ذلك اليوم لا من قريب ولا من بعيد في الموقع عدى المراسلون ، وكم يطول الحديث لعشرة ساعات أو أكثر وبدون التمشي وعمل ما !!. الرفيق دلزار كانت نبرة صوته فيه البحة والهدود والرقة ولطيف المعشر وبشوش وقامة طويلة مليئة بالمعاني الطيبة والاخلاص وجله ذكريات وبدأ بالحديث حول أنصار البيشمركة التابعين لحزبنا في الستينيات من القرن المنصرم وخاصة في منطقة دركلة وبرسلين وهندرين ومناطق أخرى من أيام النظال المشترك مع بيشمركة الحزب الديمقراطي الكوردستاني ( البارتي ). وأتذكر ما قاله بخصوص معانات رفاقنا بالحصول على البيض لتناول البيشمركة ولو لوجبة منها وصعوبه حصولهم على البيض ... ولم يكن سهلا ذلك وبعد أن طرح النصير عوديش القس يونان بأنه مستعد أن يشتري بيضات من القرى وفعلا هذا ما حدث وتمكن من جلب البيض وبرخص وبسرعة البرق !! وعن معانات وبطولات البيشمركة في الستينيات من القرن الماضي ، وكان الأصغاء من قبلنا عند الحديث الشيق من قبل الرفيق دلزار حافزا ويزيدنا معنويات ويضعنا في الصورة التأريخية والتي كنا بحاجة اليها ، فأما الرفيق أبو أسمر كلما تحدث وكأنه في مقر جريدة طريق الشعب في بغداد .... صوته جهوري وعالي بحيث الا شوية تسمعنا المرابات العسكرية والسيطرة القريبة منا ، وكلما نصحناه ولكن بدون جدوى ... صوته خشن وعالي ولهجته غريبة عن المنطقة وتصرخ ..... ها أنا هنا ...... والله هنا يوجد مخرب !!! وكان الرفيق أبو أسمر والرفيق أبو مكسيم الطيبان الخلوقان يعملون كشغيلة الحزب في بغداد وفي جريدة طريق الشعب الغراء وهذا ما سمعناه منهم والرفيق أبو مكسيم عكس تماما من الرفيق أبو أسمر .. أي الهدوء والرقة في الحديث والطمأنينة تبدو على وجهه ويسرد حديثة بحيث بالكاد أن نسمعه . وأنا أيظا كنت ملتزما بالهدوء وأتحدث عن ذكريات الماضي مع تجميع المساعدات وارسالها الى البيشمركة والمعانات في العسكرية وكنا جميعا نشارك ونتحدث بما نجيده ونرتاح اليه ونحن بصدد تمرير الوقت العصيب وفي الموقع العصيب والخطر !! ولا أنسى بأن الرفيق دلزار كان أكبر سنا وضعيف البنية الجسدية نوعا ما لكونه قد تحمل السجون والمعتقلات أيام النظال المتنوع وكان أيظا بيشمركة في الستينيات وفي مجرى وسرد القصص والأحاديث تطرق الشاعر دلزار بأنه في ذات مرة وفي قرية دركلة قدمته فتاة في عمر الزهور وردة من بستان بحيث كانت التفاتة رائعة من الفتاة القروية الجبلية نحو الرفيق أحمد دلزار بحيث أفرحته كثيرا ومن ثم قبل يدها بنزاكة واحترام على الفعلة القروية البريئة ومفعمة بمحبة البيشمركة الذين يضحون من أجل الوطن وليس من أجل تقسيم الغنائم كما حالنا اليوم !! وكان الوقت  وعقارب الساعة تتباطأ وكان الطقس بديعا مشمسا والهدوء أيظا كان قد يساعدنا على سماع أصوات القادمين وعيناي كانت تراقب كل صغيرة وكبيرة وما يستجد من الذهاب والأياب وحتى من بعيد وكان كل شيء على مايرام ، والله ومن ثم والله والذي تمنيته في ذلك النهار الطويل هو بطل عرق قجخ وفي هذا المكان الجميل والوحش ومزرعة البصل كانت قريبة من عندنا وليحدث ما يحدث !! ولكن أحلام كانت قد ماتت قبل أن تتحقق في تلك القرى الفقيرة والمقهورة والمغضوبة على أمرها ! يبدوا ان الساعة كانت تسير ولكن بسرعتها الاعتيادية وليس بسرعتنا السريعة ونريد أن تظلم الدنيا ويأتينا الليل ، والليل هو لنا ونحن نصبح سيد الموقف بالرغم من اننا غير مسلحين ، وفي المساء أي قبل غروب الشمس كان الرفيق دلزار / أبو آزاد ، قد شكى من كرصة البرد وكان محقا بذلك لكوننا جالسين في موقعنا دون التحرك لا يمين ولا شمال والمنطقة مؤثرة مناخيا في الجبال المحيطة بها ولو من بعيد بجبال قنديل وآسوس وكيوة ره ش وغيرها من الجبال الشامخة وحتى بحيرة دوكان مناخها كان مؤثرا بالرغم من بعدها ولا ننسى الغابات وظلالها كانت هي الأخرى مؤثرة والعمر أيظا كان مؤثرا !!!!!!!!!!!!. وسرعان ما نزعت البلوز الربيعية التي كنت قد ارتديتها احتياطا من البرد وقدمتها الى الرفيق دلزار ليلبسها تحت الكورتك وتتقيه من شر البرد ولكونه بحاجة الى الدفأ ... الا أنه رفضها ولعدة مرات !! ولكن اصراري على ذلك مما أجبرته بجملة .. ألا وهي .. يا رفيق خذ والبس ! وأنت كبير في السن فيما لو تتمرض فسيكون عليك من الصعب الشفاء وأمامنا طريق طويل وصعب وبرودة أكثر ! وأنا في حال استبرادي وتمرضي فسأطيب بسرعة لكوني أصغر منك عمرا !! وفعلا صغى مشكورا وتناولها وأرتداها ودفأ بعض الشيء ,أصبح يشكرني على التضحية التي ليست غريبة بين الرفاق الشيوعيين وأصدقائهم وسرعان ما أظلمت الدنيا طقسا وانبهرت عندنا قلبا وقالبا لكون الظلام يخدمنا !!.
 
الساعة كانت قد قربت من الثامنة مساءا ونحن ننتظر من الساعة الثامنة صباحا وقبل الثامنة بعض الشيء ، الكل متهيأ للرحلة وكان الرفيق العامل في التنظيم الداخلي للأتحاد الوطني الكوردستاني قد تهيأ لنا حيوانات (بغال ) عبر الكاروانجية العاملين الكسبة من أهل المنطقة وأحيانل يطلقون عليهم قجقجية / أي العاملين في السوق السوداء ! وهذا العمل كان ولايزال منذ أزمنة قديمة يزاوله أهل الحدود للحصول على لقمة العيش ليعيلوا بها أهاليهم وأطفالهم وكثيرا ما تزهق أرواحهم الى حد الشهادة في عملهم الشاق !                                                                                       
وها قد ظلمت الدنيا وتلاشى الأنتظار والبسمة المرتقبة على وجهونا وجقجقات الحصن والبغال وأصوات الفلاحين القرويين الكاروانجية كلها شكلت عاملا حاسما بالمواصلة الى حيث المبتغى ، بعد أن تم الحديث مع الفلاح المعني الذي جلب لنا لكل واحد بغل محترم شبعان حشيش وليس كبغال التي كانت تربط أيامها وتأكل حصو في بعض المقرات !! وتم الأتفاق على تغير أسمائنا أي نحن الأربعة وسميت نفسي ب محمد وهو اسم شائع في القرى وهو أسم الرسول العربي (ص). وكان للرفاق أسماء اخرى لا تسعفني الذاكرة لكونها أسماء لليلة واحدة فقط وكنت أتعامل مع صاحب البغال أنا لكوني لم أستخدم البغل ورغبت بالمسير الى حيث الوصول ما عدى أثناء العبور من نهر كان في طريقنا ( ئاوي شهيدان ) وهكذا استقل كل رفيق بغله وشكلنا مفرزة والبعض من الكاروانجية القرويين مسلحين بكلاشنكوفات وكأنهم بيشمركة حقيقيين بالملبس وشدة الحيل والعزم وواصلنا الطريق الشاق والصعب والمليء بالأحداث المتنوعة والسابلة والحركة المستمرة وعلى طول الليل ! في هذه الحالة يجب أن أسحب وأقود البغل والذي يفترض أن يقودني هو ، واصلنا المسير ونحن في المقدمة والكل خائفة من الكمائن العسكرية التي تنصبها الجيش والفرسان ( الجاش ) أي الأخوة الجحوش الذين أدخل اسمهم التأريخ من بابين !!.
واصلنا المسير.. ولساعات وبالطريق كنا نصادف جداول ماء وقرى مهدومة متناثرة هنا وهناك ومفارز من الكاروانجية عائدة من السفر المربح والكسابة المشروع ومحملة ببضائع متنوعة وأيظا ربعنا الذين تحركنا سوية محملين بالمواد المتنوعة منها الشاي والكل تتراكض وتواصل المسير ولكن لا أحد يريد السباق لكون الخطورة من الكمائن لا تزال موجودة ، والكمين يعني الدمار والقتل ومصيبة !!! ونحن كنا في المقدمة أي أنا قبل الدليل بأمتار وقلت له في حال الخطأ بالطريق تنبهني !! وأوصيته بأن ينتبه على الجماعة ولم نقل له ما في نيتنا ونحن من ولا أعرف أدلى الرفيق المكلف بنا شيء بخصوصنا أم لا !
بين الحين والحين نصادف جماعة ويصير سحب الأقسام للأسلحة والصياح ( كوره كيى ) ؟ يعني من أنت ولكن بدون اطلاق الرصاص وسرعان ما تجفل البغال وكأنها متدربة على الوضعية دون أن أن يسقط واحدا من الخيالة على الأرض وهكذا صادفنا جماعات ومفرزتين من البيشمركة دون الخوض في التفاصيل معهما ... الى أن اقتربنا على وجه الصباح الباكر  بعد مبيتنا حوالي ساعتين ثلاثة في مكان آمن من الكمائن وتواجد الحكومة والقصف ، اشعلت نارا من قبلنا بعد أن كان الجمر القديم باقي في المكان وسألنا هل هناك خطورة بعد في طريقنا ؟ فقالوا لا انتهينا من الخطورة وتحمينا ودفئنا أنفسنا وتنفسنا نفسا مليئا بالأوكسجين وبمليء رئتينا وكان الأخ الرفيق الكاروانجي قد جهز الشاي ووضع المقسوم أما ضوء نار كوردستان ولم أعرف ما أسم المكان بالضبط لكي أدونه هنا وبعد سويعات نهضنا من جديد وشدينا الرحال وفي السابعة صباحا وصلنا الى أول مقر لحزب السوسيالست الكوردستاني وكان المقر يقع في منطقة دوله تو والقريبة من كوره شير وكان أول مقر مكثنا فيه لمدة ساعة تقريبا حيث ارتاحينا بعض الشيء دون أن نتناول فيه شيء يذكر وكان المقر يفتقر الى قضايا كثيرة ولم يكن في المقر تواجد ما عدا بعض الرفاق من البيشمركة التابع لحزب سوشيالستي كوردستان ، وواصلنا الطريق وبعد حوالي ساعة وكسر ونحن منهمكين ونسير لوحدنا دون الدليل بعد أن وصف بيشمركة المقر الطريق الينا وسلكناه  ووصلنا الى سونى وشيني والى ناوزنك التأريخية ،  وفور وصولنا الى أول مقر للاشتراكي دفعنا اجور البغال المؤجرة للكاروانجي وكانت عشرة دنانير لكل شخص ونحن أربعة ، ولكي لا تفوتني السالفة ونحن في الطريق واذ بالخال الكاروانجي يصيح علية محمد .. محمد .. محمد ، ولكن دون جدوى وقد نسيت بأن اسمي محمد ! وبعد أن عجز عن الصراخ فتناول حجر  ذات حجم صغير وأصبح ينبهني بالحجر واستوقفني متأثرا وقال والله أسمك مو محمد والا كل الصياح والعياط لماذا لا تجاوب ! ومن ثم وصلنا الى ناوزنك بحوالي الساعة التاسع والعاشرة صباحا من يوم السابع من أيار 1979 . حيث استقبلنا الرفاق الموجودين في المقر ، فتحية الى كل من قدم لنا المساعدة وحتى ان كانت بالمال أو بدون مقابل .                                                                                                                                         

127
المنبر الحر / مذكرات بيشمركة / 3
« في: 19:38 02/05/2011  »
مذكرات بيشمركة / 3

سعيد الياس شابو/ كامران                                                                                
2011.5.2.                                                                                     

كان ربيع كوردستان في 1979 . ربيعا جميلا من حيث الطقس والطبيعة ، إلا أن الجو والطقس السياسي كان مشوبا بالحذر ونذر بالخطورة القصوى لإنفراد حزب السلطة القمعي بالتحكم بكل مفردة من مفردات الدولة والمجتمع وأصبح يخطط لما بعد ضرب الحزب الشيوعي العراقي واستباحة كل ماهو وطني وتقدمي تحت طائلة من المسمياة منها عراق الرمز وعراق صدام حسين وعراق الوحدة والحرية والاشتراكية ومنها البوابة التي تحمي العرب وعراق الثورة ، وو....................................... !

وطالت تلك الليلة أي ليلة 5 / 5 / 1979. في مقر أقليم كوردستان الواقع في منطقة تعجيل / عرب ، أربيل / عاصمة الأقليم وكان هذا المقر موجود منذ بداية السبعينيات من القرن المنصرم وكان في السابق مقر للمحلية ومن ثم أصبح مقرا للأقليم على ما أعتقد ، وكان المقر مفعما بالنشاط  طيلة سنوات السبعينات من قبل الرفاق الشيوعيين .                                                                                 
الليل أصبح ليالي ....... ! ولم ينجلي الا بصعوبة وكيف تمكث في مقر الأقليم يا سعيد وأنت عسكري محظور عليك أن تشتم رائحة التقدمية وكيف بك الحال أنت في مقر الشيوعي ! . لم تغمض الجفون ولم تنام العيون !! والحسابات كثيرة وأحيانا صعبة جدا فيما لو فسرت ونوقشت ولكن الحزب في هذه المرة وخاصة بعد الضربة هو على صواب أي يفكر باللي هو أفضل من أجل إيجاد البديل بعد ما تركت تنظيمات الحزب ورفاقه تحت رحمة الحكم الدكتاتوري الشمولي القمعي البوليسي البعثي الذي لم يفكر لا بالشعب ولا بالبلد ولا بالمواطن ولا بالبيئة ولا ولا ولا ......... فكيف الحال مع من يسميهم ( بالخونة ) والشعوبيين وتابعين الأجنبي !! والله حيرة من أمر العنجهية الدكتاتورية القمعية المزدوجة في تعاملها مع الواقع .                                                                                                             
أبلغونا بأن النهوض سيكون مبكرا والحركة ستكون في الظلام أي في الرابعة صباحا وبدون أي تأخير ستنقلنا سيارة الى حيث المبتغى دون معرفة المكان المقصود والتوجه اليه ، ومن نامت وغمض عيونه ولو لدقائق معدودة ؟ المهم نهضنا وتناولنا  الصمون واللبن والشاي الذي هيأ الصفرة الرفيق عباس وبعد أن شاهد الموقف وأنا لابس الزي الكوردي وحازم نفسي ومصر على خفة الحركة ، فأبدى ملاحظته ومقصودا أنا من بين الرفاق الآخرين ، بأنك تصلح للبيشمركة ، فأفرحني حديثه وجملته ومن ثم تهيئنا لقدوم الرفيق والسيارة الى المقر وكانت الرابعة صباحا من يوم 6 / 5 / 1979 . وفعلا في الوقت المحدد وإذ بالرفيق الجريء والمضحي والشهم خيري القاضي ( أبو زكي ) . فقد وصل وبدون أية أصوات وكأنه راح نوقع بالكمين ! ركبنا السيارة وكانت ( لادا ) أبيض اللون استقلها الرفيق خيري وهو يسوقها وبعد أن ركبنا في المقعد الخلفي بتوجيه منه ونحن ثلاثة أي أنا والرفيق أبو مكسيم والرفيق أبو أسمر ، وياترى لمن سيكون المقعد الأمامي ؟!، وواصلنا في شوارع أربيل وبعد دقائق وصلنا الى مسكن كان فيه الرفيق الشاعر أحمد دلزار . وأعتقد كان الرفيق مخفيا في ذلك المسكن التابع لأقاربه ، المهم واصلنا المسيرة ونحن راكبين السيارة بعد صباح الخير من قبل الرفيق دلزار ، وكأنها لم تسير بنا ولا تقلنا !!!!!!! أي نعم نريد نوصل بسرعة ومهما كلفنا الثمن ونحن مصرين غير حاسبين لأي كان ماذا سيحصل لنا وكيف سنوصل الى بر الأمان وكيف نجتاز كل تلك السيطرات العسكرية المزروعة في الجسد العراقي بشكل عام وفي كوردستان بشكل خاص .                                     

الرفيق أبو زكي كان عضو مجلس التشريعي الكوردستاني  الكارتوني الذي شكل على أثر انهيار الحركة الكوردية في 1975 . والرفيق المنسق بين التنظيم الداخلي بمسؤولية الرفيق الدكتور حبيب يوسف المالح الذي كان يقوده بالرغم من كونه عنصرا معروفا لدى الأجهزة الفاشية القمعية الأمنية آنذاك ، كان الرفيق يوسف القس حنا (أبو حكمت ) حلقة الوصل ومنظم الخروج والتهيئة وهو الآخر أي الرفيق أبو حكمت كان عضو مجلس التشريعي الكارتوني الذي أبدعه النظام الدكتاتوري أبان حكمه وجرائمه في أواسط السبعينيات من القرن الماضي . فإذن الرفاق الدكتور حبيب المالح ويوسف حنا وخيري القاضي يستحقون تمثال رمزي لما قاموا به من عمل جبار يستحق الوقوف عنده ويسجل لهم هذا الموقف بالأضافة الى المواقف الأخرى .                                                                         

بينما نحن راكبين السيارة ونتحدث الكوردية وكانت صيغة التفاهم باللغة صعبة للغاية مع الرفيقين أبو مكسيم وخاصة مع الرفيق أبو أسمر ! وسرعان ما ينقلب الرفيق أبو أسمر بين كوردي وعربي ويخلط اللغتين وبالكاد أن نفهم منه الجملة لكون الوضع اللغوي مشابه بالوضع السياسي ، ولكن كانت الحميمية والرفاقية والطيبة والشهامة هي الطاغية على كل الوضع ونحاول أن نفهم كل شيء وفعلا هذا ما حصل ، وكان الضحك والنكات قد يشاركوننا في وضعيتنا الصعبة ونحن نجتاز السيطرة تلو السيطرة !! .
كانت لي معرفة مسبقة مع الرفاق القياديين وخاصة الرفيق أبو حكمت ومع الرفيق خيري القاضي ومع الرفيق الدكتور حبيب المالح والرفيق الشاعر أحمد دلزاز قد ربطتني به  رابطة عندما كان يحاضر في موضوع سياسي بخصوص لجان العمل الأيدويولوجي والذي كنت أمثل فيه ممثلا عن هيئتنا العاملة ولم أتفق معه في طريقة تمثيل الممثلين وخاصة النسبة العمالية في حزب الطبقة العمالية وبعض المسائل الأخرى ، وحينها بلغت بالطرح وأصريت على رأي دون التنازل منه وأثبتت صحة قولي فيما بعد وهنا لست بخصوص سرد المواضيع الحزبية الصرفة وما أدى اليها الوضع من مآسي .                 
الرفيق دلزار جلس في المقعد الأمامي وبدأنا نتحدث بأمور إجتياز السيطرات وما سيكون الحديث عند الأستفسار ونحن في الصباح الباكر والظلمة وطريق توجهنا  في حال الاستفسار في السيطرة من قبل الأنضباط العسكري وهو الآخر لم تشبع عيونه النوم ومغضوب على أمره !! ولكن على طريقة أخرى وليست على طريقتنا ! وسرعان ما تحدث الرفيق خيري القاضي ...... فيما لو سألوكم ؟؟؟ فستجاوبون بأننا ذاهبين للمشاركة في التعزية / الفاتحة والميت في قلعة دزة !!! هنا وفي أول سيطرة تجاوزناها عرفت بأننا أماممنا طريق طويل وشاق وسيطرات عديدة لكوني كنت عسكري في 1974-75 . في المنطقة ، وهذا ما أفرحني نوعا ما ، وتجاوزنا حوالي عشرة سيطرات سيئة الصيت وبعدنا في الصباح المضيء وتجاوزنا جل تلك السيطرات بين الأستفسار وطلب الهويات وبعض الأسئلة الفنية .. إلا أننا كنا مصرين على المشاركة في التعزية وضيق وقتنا والعادات والتقاليد تتطلب المساهمة ليس الا !
ونجحت الخطة بعد وصلنا الى زاراوه وبه سته ستين في قرى بين رانية وقلعة دزة أي بعد تجاوز جبل كيوةره ش وعبر المضيق المار الى قضاء قلعة دزة .                                                           
وبعد تجاوز كل تلك السيطرات جاءتنا ضحكة مليئة بالصرار ونكران الذات والتحمل واجتياز المحنة الثانية بعد المحنة الأولى المكوث في مقر الأقليم لليلة واحدة .                                                   
وبعد السيطرة الأخيرة بمئات القليلة من الأمتار ترجلنا نحن الأربعة ، سعيد ، دلزار ،أبو مكسيم ، أبو أسمر وأبو زكي بعد سلمنا الى شخص كان في انتظارنا في المنطقة ، والشخص كان شابا وسيما يرتدي بدلة كوردية ذات لون أسود وعينتاه مخفتيان بعوينات سوداء اللون وكانت تشبه العوينات التي يلبسونها الجنود المارينز الأمريكان اليوم .                                                                       
كان علينا ممنوع من دخول أية تفاصيل مع المستقبل لنا في القرية أي مع الشاب الوسيم وقبل الوصول الى الشخص المستقبل فقال لنا بعد أن سألنا الرفيق أبو زكي من هذا الذي يستقبلنا فقال أنه من رفاق التنظيمات التابعة لمام جلال / والمقصود بالأتحاد الوطني الكوردستاني (ينك). وبعد المصافحة مع الشاب الوسيم ، فألف تحية له من هذا المكان ، والترحاب بنا أخذنا لمسافة خمس دقائق في زرعات وسبيندارات وهناك كانت ساقية كبير والربيع كان في أوجه في المنطقة وبعد فترة وصولنا ومكوثنا في الموقع جلب لنا شخص آخر صينية أكل وشاي ونحن جائعين والتهمنا كل ما كان في الصينية والمواعين وبعدنا نحن في الصباح وننتظر متى يأتينا المساء !

128
المنبر الحر / مذكرات بيشمركة / 2
« في: 13:06 12/04/2011  »
مذكرات بيشمركة / 2

سعيد الياس شابو / كامران                                                                                    
2011.4.12.                                                                                         
 
قبل الحصول على آخر اجازة عسكرية من الوحدة الواقعة على الحدود العراقية التركية في منطقة زاخو كنا نسمع عن مفرزة الشهيد محمود أيزيدي وكان صداها منتشر في المنطقة ، أي منطقة زاخو  وتوابعها والمفرزة كانت تابعة للقيادة الموقتة للحزب الديمقراطي الكوردستاني  ، حيث عساكر النظام كانوا بمعرفة بعض الأمور اليومية ، وكنت مع المطوع طالب من أهالي الناصرية ندردش بعض الأمور بعد أن علم بعدم انتمائي لحزب القمع الدكتاتوري وكان يراقب ما يحدث بالوحدة وخاصة بعد ما كنت أعود من التحقيق في كل مرة ويسأل ها خير ؟ شنو القظية وياك في كل مرة ؟ فأرد قائلا ... بأنهم يريدون أن أنتمي اليهم وأستمر هذا مستحيل !!! وهو يتنفس الصعداء بدلا عني وعنه ويقول أي خوي خوي أريدك ما تتنازل لهذولة ........ ! ويستمر طرة اني هم مو بعثي ! كنت أصدقه مئة بالمئة لأنني كنت على دراية بما يحدث للعساكر عندما كنت مكلفا في 1972 في الديوانية ، ومن ثم كنا متفقين لو جاءت مفرزة محمود أيزيدي سنحاول أن نسلم مخزن السلاح الذي كان بأمكان أي عسكري أن يسلمه وذلك انتقاما لما تقوم به الوحدة من أذية جنودها ، وفي كل مرة أعود من التحقيق والأذية وخاصة الأوقات المتأخرة ليلا ، يقول طالب أخوي أخوي فيما لو تروح وتذهب .... أخذني وياك !!! ، وكأنه يعلم من أن الصبر نفذ ! والله وثم والله لو كنت أعرف سأجتاز كل المحن وسأصل الى بر الأمان لكنت قد أخذته معي .                                                                                                             
وكنا نتحدث بأمور عديدة مع طالب وخلقت ثقة بيننا وكاننا في تنظيم واحد لا يقبل التجزئة ، ولكن تركت طالب الذي لا يمكن نسيانه أبدا  دون الآخرين في الوحدة .                                                       
وحصلت على الاجازة في الثانية عشرة ليلا وكانت أصعب فترة بالنسبة للحصول على الاجازة لكون المستحقين قد حصلوا على الاجازة وغادروا الوحدة متوجهين الى أهاليهم ونحن باقين في الوحدة ، بيد أن حاستي السادسة كانت تتحدث .... سعيد أنقذ بنفسك واحصل على الاجازة خميس وجمعة فقط لا غيرها ! ، وكنت في الاجازة السابقة قد تحدثت مع التنظيم الداخلي للحزب بأنني لا أقاوم وأتحمل أكثر من هذا الوضع القاسي والمزري ، وكان هناك باستمرار الرفض من قبل التنظيم من أن أترك التنظيم وألتحق بالحزب في المنفى !                                                                                       
وبعد التوسل والوعود الكاذبة حصلت على الأجازة لمدة يومين أي خميس وجمعة ، علما كنت قد حصلت على نموذج من اجازة غير مؤرخة وقد سرقتها من قلم الوحدة أنا و ماشي وكنت أحتفظ بها دون معرفة حتى طالب وكانت ضمن السرييات للغاية ، ولم أعرف طعم النوم تلك الليلة أي ليلة الأربعاء – الخميس وفي الصباح الباكر وفي الرابعة صباحا وكأنه الله يقولي ولك كوم / قوم وانهض وراك مسيرة أكثر من  7  كيلومترات مشيا على الأقدام الى أن توصل الى زاخو . وبعد تناول لقمة سريعة وكأسة شاي واصلت المسير وحيدا في المنطقة من الوحدة الى نقليات زاخو ، وأنا مسرع في المسير وأتأمل بما سيحدث لي في هذه العتمة لو صادفت كمين أو شيء آخر والمنطقة كانت تعتبر من المحرمات ليلا ، وحاملا الجنطة الصغيرة والى الأمام سير !!! ووصلت الى كراج السيارات ويا لحسن الحظ في هذه المرة وإذ السائق في النقليات يصرخ ويعيط أربيل ... أربيل ... أربيل ! ومن ثم سلمت عليه صباح الخير وهو مستغرب من كوني عسكري وفي هذه العتمة وهذا الصباح الباكر وسأركب معه ! المهم كنت بحاجة الى من يفهمني ولكن الجرئة والاصرار ساعداني بأجتياز المحن ، ركبنا التاكسي وكانت السيطرات بعدها تحلم بالنهار وقدوم يوم مشرق ربيعي جديد ، علما السيطرات لم تكن تعرف طعم وقيمة الربيع في التعامل والتسامح وبناء المشاعر الانسانية وحتى الخيالية ! بل كل ما تعرفه السيطرات .. انزل ! ها من وين جايين ؟ لوين رايحين ؟ أفتح الصندوق الخلفي ! هويتك ! وهكذا دواليك .
في ذلك اليوم الربيعي أي في 5 / 5 / 1979 .من القرن المنصرم وأنا مع الركاب استقلينا سيارة أجرة متوجهين من زاخو الى دهوك ومن ثم موصل ومن ثم أربيل ولم أترك السائق أن يتركني لوحدي في أربيل ( هه ولير ) . فقلت له هل بامكانك أن تأخذني الى عنكاوا وسأدفع لك ثمن 5 نفرات ؟ فوافق مشكورا على الطلب وواصلنا الى أن شبعنا الأحاديث المتنوعة ما عدا السياسية !
وصلت الأهل قبل الظهيرة وسرعان ما اتصلت بالرفيق مسؤول التنظيم وتحدثت بخصوص هذه الاجازة الأخيرة بالنسبة لي وأنا مصر على ترك كل ماهو طيب ولذيد وكل ما هو يرتبط بالزوجة والطفل والأم الحنونة والأخوة والأخت والأصدقاء وو............................................................................!
 
وجرى الاتفاق على كلمة السر التي كان المتفق عليها في حال التعامل وبعد المكوث لبضع ساعات في البيت لا أكثر وبدون علم الوالدة والأخوان بمغادرتي المسكن ولا ببوح الى أين التوجه وبدون تقبيلهم فقررت بين وبين نفسي ... أية قساوة قلب أمتلكها وأية حنان أتركه لأفراد العائلة التي عشنا معا طويلا وأم أتعبت نفسها وأنجبتنا ولم نودعها ونقول اعذريني يا والدة عن التقصير ! اعذروني أحبتي الصغار بأنني سأترككم الى الأقدار وأنتم صغار بدون أب ! سأترككم الى السلطة الحقيرة الهمجية والمنبوذة لكي تتعامل معكم على أهوائها المريضة وأحلامها الفاسدة ورجالها الساقطين اللأحمقين الذين لا يفهمون معنى الصغار ومعنى العائلة ومعنى عدم الانتماء القسري لحزب خونة الشعب والوطن ألا وهو حزب الفاشية والدكتاتورية الحزب الشمولي الذي دمر العراق والعراقين بشتى الطرق والوسائل !
 
وألحيت وكررت قولي لمسؤول التنظيم عليك ترك التنظيم ولنلتحق سويا لكونك معروف ولم تجوز السلطة منك أبدا وعلى من يعمل في التنظيمات الداخلية في العراق الدكتاتوري ينبغي أن لا يكون معروفا لدى أزلام السلطة النفطية وأجهزتها المتنوعة وعناصرها الفاسدة ! أي جارك يتجسس عليك ، يالها من مصيبة أن يكتب أخ على أخيه تقرير وأب على أبنته وكنته وابن العم على ابنة عمه وصديق على صديقه ومعلم على طالبه وطالب على استاذه وهكذا التخريب الفكري والشخصي وتدمير الشخصية العراقية وندفع ثمنها الى اليوم !.                                                                                       
لم أبوح حتى لأعز الأصدقاء بأنني راحل عنكم مشوار ولا للولدة والأخوان خوفا وحسابا للسلطة القمعية في دعوتهم للتحقيق معهم بخصوصي ولم أقول لأبني الصغير الا لشريكة حياتي ورفيقة دربي أم فيدل بأنني سأغادركم الى المجهول ( الجبل ) ! أي جبل هذا ؟ وكيف يترك معيل العائلة بهذا الوضع وكيف تحلف يا سعيد في الكنيسة عند الزواج بأنك تتكون عائلة وتربط بالعائلة كيانا اجتماعيا لا يمكن التجزئة وتركها بهذه الطريقة وكيف تترك يا سعيد كل ما هو ثمين ورائك وتنقذ بروحك الى حيث لا تدري ؟ أجل انه حب الحزب والالتزام حب الشعب والوطن ، حب الناس علمها الحزب لأعضائه ، عدم المساومة تعلمناها منذ أن كنا صغارا ، نكران الذات ، النقد والنقد الذاتي ، مساعدة الناس ، العمل الدؤب ، الوطنية وعشرات القظايا الأخرى علمنياها الحزب وأن نكون أول المضحين وآخر المستفيدين !! وليس كسياسين اليوم أول المستفيدين ولا يريدون أن يضحون !!                                                     
 
مكان الالتحاق وكلمة السر في مقر أقليم كوردستان في أربيل ومقر الحزب يقع بمقربة مع مديرية أمن أربيل ، أي بأمكانهم رصد أية خطوة يخطوها الشيوعيين في ذلك الوقت وبعد الهجمة الشرسة على الحزب ! ، وصلت المقر بعد الظهر أي في نفس اليوم الذي كنت فيه مجاز وأنا قادم من الحدود التركية العراقية ، وبعد السلام والأستفسار فخرج الرفيق عباس ( عباس كوج ) الرفيق المرح الذي تواجد لوحده كشغيل المقر وهو من العناصر التي كان يعتمد عليها الحزب في الكثير من الأمور وأنا كنت أعرف الرفيق عباس منذ عقد قبل الفترة وكانت لنا مرحبة ومعرفة طيبة وعلاقات جيدة وهو يستفسر حول ما أطلبه منه معلنا انه الوحيد في المقر ، علما كان وضع الحزب بأتعسه تأريخيا أي أكثر سوءا من 1963 ، وهذا رأي الشخصي وتقيمي لتلك المرحلة ، وبعد الأستفسار عن الرفيق المسؤول في المقر ؟ فقال انه سيأتي عصرا ، ولكن الحاحي الشديد وضرورة رؤيته أي مسؤول الحزب فأتصل به وجاء بعد حوالي ساعة ومن ثم تحدثنا بخصوص الألتحاق والتهيئة للرحيل من المقر بعد أن أخبرني الرفيق المسؤول بالذهاب الى السوق المحاذي لقلعة أربيل التأريخية ( سوق قيسري ) وشراء الحاجيات التي أحتاجها وأهمها الملابس الكوردية ( كورتك وشروال وبشدين وكلاو وجمداني وحذاء يصلح للمسير !، وسرعان ما ذهبت الى السوق وعلى حسابي الخاص وعليه أن أتسوق الحاجيات دون معرفة أصحاب الدكاكين لما هذه الملابس وما هي نيتي من التسوق حسبالهم العيد قادم ! وللعلم لم يكن لي مبلغ لأشتري كل تلك الأمور وأنا في طريقي قرضت من صديق عزيز مبلغ وقلت له بأنني لم أرجع المبلغ اليك فهو لم يفهم الفكرة وقال هاي أشبيك سعيد ؟ ماذا حصل لك يا سعيد وأنت ولا مرة تحدثت بهذا الأسلوب ! وهو مستغرب من هاي الجملة وواصل وتناولت المستلزمات وعدت مسرعا للمقر ، وفي وقت العشاء نزل من الطابق العلوي الرفيقين أبو مكسيم وأبو أسمر اللذان كانا مختفين في المقر، وتناولنا العشاء المقسوم وتناولنا الحديث المتنوع والتهيئة للصباح الباكر لشد العزم وبعد الحديث حول افراغ المقر وقلة المستلزمات فيه .. فقال الرفيق عباس ... باقينة فقط هذه البطانيات السودة العسكرية والباقية من سنة 1975 عندما كنا نتعاون مع النظام وهاي هسة هم راح نبيعها ونشتري بيها أكل ومن تخلص راح نسد المقر ! وكان مزح الرفيق عباس رائعا ومزاجه أيظا كان رائعا ، فتحية له ان كان باقيا ورحمة الله عليه أن كان راحلا .


129
مذكرات بيشمركة / ( 1 ) .


سعيد الياس شابو / كامران
2011.4.4.                                                                                               
 
في البدأ ، لابد من سرد ونشر الحقيقة لما آل اليه وضع الحزب الشيوعي العراقي بعد تشكيل الجبهة ( الوطنية والقومية والتقدمية ) في تموز 1973 . مع حزب السلطة القمعية الشمولية والمتمثلة في حزب البعث العربي الاشتراكي الحاكم والمناور مع كل من يتعامل معه وعلى كافة الأصعدة التي تخص مجمل الحياة اليومية والدخول حتى بمفردات الفرد والعائلة والمجتمع ! ،ومن هنا بدأنا المعانات اليومية في التعامل مع حزب السلطة الدكتاتورية القمعية المتنفذة والحاكمة على ثروات البلد العديدة والمتنوعة وأهم تلك الثروات ألا وهي النفط العراقي . فمنذ تأميم ما تبقى من شركات النفط في زمن الطغمة الحاكمة والتي أصبحنا لها سند ودعمناها بشراء سندات الصمود الورقية لمقاومة تلك الاحتكارات ومن منطلق وطني لدعم تلك العملية المشوهة ضنا منا بأن تأميم النفط  سيساهم في انقاذ البلد من الفساد والاحتكارات وسنصبح قائمين بذاتنا وسنحمل راية البناء والتحرر من الكارت النفطي الذي كان جاثما على صدور العراقيين !.
والحقيقة الساطعة ينبغي أن تقال وعلى الملأ ... كان الشعب العراقي مبتلي بحزب البعث الحاكم وحزب البعث مبتلي بقيادته القطرية والقومية ، والقيادة القومية والقطرية مبتلية برأس نظامها وزبائنيته المتنفذين وعلى رأسهم الرئيس الذي دمر العراق والعراقيين ودمر اقتصاد البلد وجلب الويلات والحروب والتدخلات السافرة بشؤون العراق السياسية والاقتصادية والحياتية الشاملة ، ومن ثم اخراج الرئيس العراقي من الحفرة التأريخية التي أخزت الآلة العسكرية العراقية وخابت ضنون البعث الحاكم ومريده بالصورة التي عكست الوجه العراقي العسكري .                                                         
ولنعود الى المبتغى ألا وهو التأريخ وشكلت الجبهة الوطنية في 1973 . ومن ثم بدأت الأجهزة القمعية التابعة للدولة العراقية النفطية بكشف ومعرفة أكثر تنظيمات الحزب الشيوعي وذلك عبر توجيهات الحزب وكان قرار وتوجيه من حزبنا بأن يجب أن يكون لكل شيوعي صديق بعثي ! أو أكثر ! ، ولم نكن نقتنع بأصدقاء الدولة العسكرية القمعية النفطية في ذلك الوقت العصيب من تأريخ العراق السياسي المتحول من دولة السجون والمعتقلات الى دولة التطور اللارأسمالي ومن ثم التسميات الخاطئة بالتحول الثوري الديمقراطي ! ، ومن ثم الأحتلام بما هو يمكن الذهاب بتلك الدولة البوليسية الى بر الأمان والاعتماد عليها لتصل الى رحاب الدول الاشتراكية والمتطورة ، ناسين ومتناسين الى أن واردات الدولة القمعية تذهب الى حسابات وأيادي غير أمينة !!                                                                   
ومن ثم تجميد المنظمات الديمقراطية للحزب ومنها الشبيبة ، اتحاد الشبيبة الديمقراطي واتحاد العام لطلبة العراق ورابطة المرأة العراقية والمهنيات العمالية والفلاحية وغيرها ، مما أدى الى حصر الحزب الشيوعي في زوايا ميتة ويضاق على رئيته لكي لا يتنفس وتملأ رئتيه بالأوكسجين ومن ثم الاجهاض عليه وخنقه وذلك بتجميد منظمات الحزب الديمقراطية والتي كانت تنتج و تزود وترفد الحزب بكوادر وأعضاء جديرين بالعلم والمعرفة والثقافة والخبرة لكون تلك المنظمات تحتك يوميا بالشباب في أماكن تواجدها وتعاملها اليومي أي في المدارس والورشات والمحال المتنوعة . وفعلا تم تجميد تلك المنظمات النشطة وخسر الحزب ما لا يعوض بالمادة أبدا ومن ثم أرضخ الحزب الى املاءات البعث الحاكم  منذ قيام الجبهة المشؤومة والوصول بنا  الى أبواب مغلقة بوجوهنا سياسيا وتنظيميا وهذا ما عكست الصورة السلبية لدى الكثرة الكثيرة لدى تنظيمات وشبيبة الحزب والذى عانينا من تلك العملية القذرة ، ألا وهي تجميد المنظمات الديمقراطية لحزبنا الشيوعي العراقي ونحن في عام 1975 .
 
وفي عام 1975 . كان النظام القمعي الدكتاتوري المساوم قد اجهض على الثورة والحركة الكوردية التحررية بقيادة الراحل مصطفى بارزاني ، ومن ثم اصابة الحكم الدكتاتوري المتمثل بحكامه أي صدام وزبائنيته بالغرور العسكري بعد ما كان النظام بعنق الزجاجة لو لا اتفاقية الجزائر المشؤومة بين العراق وايران والجزائر . ومن ثم افرغت الساحة لنظام صدام القمعي لفرض الاملاءات السياسية والعسكرية على كل من يقف بوجه الدكتاتورية ، ومن ثم افرغت الساحة للعب واللعب بمقدرات الشعب العراقي وذلك عبر حصر كل التعينات وقبول الطلبة في الجامعات والمعاهد وكل صنوف التعليم الى بالانتماء وتزكية حزب الدكتاتورية والشمولية ، وأصبحت الآفة الى يومنا هذا يعمل بها في العراق الفدرالي ، لا بل أبدعوا بها الأخوة الحكام الجدد !                                                               
 وفي 1977 قمع النظام الدكتاتوري حركة الشيعة المظلومين في النجف الأشرف والكربلاء المقدسة وحرمت أهلها  حتى من اداء طقوسهم الدينية والشعبية واخمدت الأنتفاضة الشعبية وكانت قد أ سقطت النظام لو كان لها سند  يذكر ، وبعدها أصبح النظام الدكتاتوري قد تفرغ والتهيئة للانقضاض على التنظيمات وخاصة تنظيمات الحزب الشيوعي العراقي ، علما كانت بعض الخلايا والمفارز العسكرية التابعة للأحزاب الكوردستانية تقوم بالدعاية وبالقيام في بعض العمليات العسكرية في مناطق مختلفة من كوردستان العراق وذلك كان الحجب من قبل الحكومة طاغيا عل مجمل نشاطاتهم .
 
وفي  عام 1978 . كان النظام القمعي العسكري البوليسي النفطي في أوج قوته وعنجهيته ، وبما أن للتأريخ ربط في الماضي والحاضر والمستقبل ولا يفوتنا شيء ان كان غير مقصودا ، وللذكر فقط في سنة 76-1977 من القرن المنصرم ونحن جالسين في المقر ، وصلتنا الجريدة الغراء طريق الشعب وبينما كنت أتصفح الجريدة وبعجل لاقت عيني على عنوان بارز ..... بأن العراق ينتج ويصدر 3.750.مليون برميل نفط عراقي وكان سعر البرميل 25 دولار للبرميل الواحد ! وجن جنوني وسرعان ما صرحت والذي يتذكر ليرفع اياديه للحقيقة .... فقلت بعد احنة الشيوعيين ما عدنا مكان بالعراق النفطي ! وسرعان ما تمضحك البعض من الرفاق ..... فقالوا ليش أنت دائما متشائم ؟! فقلت ورديت احسبوا بالقلم لأن في ذلك الوقت لم يكن لنا الحاسوب وهذا المبلغ يقارب الى 100 مليون دولار يوميا كهبة من الله الى حكومة الارهاب والقتل والتدمير والدكتاتورية العراقية في زمن البعث !! وماذا بعد هذا الدخل اليومي من النفط فقط ؟ فأما الموارد الأخرى والضرائب فأحسب ولا حرج !! وقلت ... هل تعرفون سيقتلوننا بفليساتنا النفطية ؟ وكيف يتركون الحزب وأعضائه في العراق لكي يحاسبونه على صغيرة وكبيرة ؟ ومن ثم تجاوزنا الموضوع وأصبح الموضوع مخزون عندي الى يومنا هذا .               
 
ومن ثم تهيأ النظام القمعي وبتهيئة جل مؤسساته العسكرية والمخابراتية والأمنية ومنظماته المتنوعة بتعقيب وضرب الحزب بضربة قاضية بدأ من البصرة والجنوب ومن ثم بغداد والوسط ومن ثم كوردستان والشمال ، واستخدم فيها كل الأساليب الترغيب والترهيب والقتل والتعذيب وأراد من النيل من عزيمة الشيوعيين العراقيين بيد أن النظام المغرور كان يعتقد بأنه سيجهض على الحزب الشيوعي حزب الشهداء والمؤنفلين بعيد استخدامه كل الوسائل المتاحة لديه للوصول الى امحاء الحزب الشيوعي العراقي عن الوجود وتصفيته مما اعتقاده بعد لا عودة الحزب بعد اليوم وان تأسيس الحزب فرض من الخارج وأنتم شعوبين وأنتم كذا وكيت ... والنفط عراقي خالص ! واحنة من قمنا بالثورة ! واحنا أممنا النفط ! ولا نقبل من يتعامل معنا بالساعة و.................................................................!
 
تحمل الحزب الشيوعي العراقي ومؤازريه ومؤيديه وأصدقائه أكثر من طاقتهم وتحمل جل الصعاب والأيام الصعبة والمحن الدائمة والموقتة ودفع ضريبة تعامله مع السلطة الفاشية القمعية ومؤسساتها الهستيرية التدميرية المتبنية فقط الأساليب القمعية لا غيرها وتدمير العراقيين ليس الشيوعيين فقط وانما جميع المكونات العراقية ومنها البعثية أيظا ، وما قتل أكثر من 160 كادر بعثي في 1979 في أجتماع موسع حضره صدام الا دليل على ما أقوله ومن ضمن القيادة التي أعدمت عدنان حسين وزير التخطيط ومحمد عايش وزير العمل وآخرين كثيرين !
 
ولكن عزيمة الشيوعيين كانت هي الأقوى وصداها يسمع في القرى والهضاب والوديان والجبال التي كانت تصرخ ... هيا يا أولاد ونحن  أيظا معكم مظلومون  نعاني من الوحشة والدمار والتهجير والوحدة والقتل والتخريب والتعريب والتبعيث ! وبعد الضربة التي كانت قد شلت أكثر تنظيمات الحزب وعجز الحزب من ايجاد مخرج من المأزق الذي هو وتنظيماته فيه والذين أصبحوا كبش الفداء للتعامل مع سلطة البعث وأجهزتها القمعية وعزلت القاعدة عن القيادة وبأستخدامها أي سلطة الخونة الأساليب المتنوعة للنيل من الشيوعيين وحزبهم وتنظيماتهم بالتشكيك بكل ما هو تنظيم شيوعي والنيل من تأريخ الحزب ، الا أن تأريخ الحزب وتنظيماته وشجعانه ومحبيه أبوا الا أن يلتصقوا بتأريخ الحزب النضالي العريق والمزروع في نفوس المدافعين عن حقوق الشعب والوصول به الى بر الأمان .
وبعد الضربة مباشرة  تم بناء التنظيم السري الشديد للغاية من قبل رفاق وأصدقائهم ومحبي الحزب وشد الحيل والتهيئة لمهام مستقبلية أكبر ولنهوض الحزب من كبوته التي كلفته كثيرا وكثيرا ودماء غالية أصبحت في عداد التالفة والنظر الى أفق صعبة ومغوشة وسراب أحلامه مرة ومفزعة !
 
لا ... يا خونة العهد والتأريخ والصداقة الحميمية التي زرعها الشيوعيون في الذهون العراقية والرفاق أصبحت عداءا لهم من قبل السلطة العفلقية الفاشية أصبحوا متحالفين يوم أمس خونة اليوم ! عجيب بمن تثق وبمن تصدق وبمن تؤتمن وبمن تحتذي ؟ فإذن الشيوعيين لا مكان لهم في العراق الصدامي البعثي وتذكرت ما تبؤت به في المقر في 76-1977 .حيث لا مكان لنا في العراق النفطي مادام الوارد ليس بأيادي أمينة !.                                                                                                 
 
التنظيم الداخلي والالتحاق بالبيشمركة وأنا عسكري !!!
..........................................................
بعد ما كنت عسكري احتياط لمدة ستة أشهر في منطقة زاخو ( قرية برزور ) عسكريا تسمى هكذا وأهل المنطقة يسموها ب ( برزورى ) . وهي قريبة من الحدود العراقية التركية محافظة دهوك الجميلة . ووحدتنا كانت من الوحدات التي لا يحبها أحد لا الحكومة ولا منتسبيها !! أي كانت جميع منتسبيها متطوعين مغضوبين على أمرهم منتهية خدمتهم التطوعية لمدة خمس سنوات وهم ينتظرون التسريح ومعضمهم هم من أهالي الناصرية ( ذيقار )المحافظة الجنوبية التي تذكر بطبيبة أهلها ومقارعتهم للنظام السابق ومعارضتهم له . وبما أن نحن احتياط مكلفين فأيظا من المغضوب على أمرنا ! فبعد الألتحاق في اليوم الأول بالوحدة العسكرية ونحن أكثر من خمسين واحد والقوائم بيد الضابط ومعه ضابط آخر ورئيس عرفاء الوحدة و..... ، أول ما بدأ وقبل أن يستقبلنا بوردة عطرة أو الله بالخير كالتقليد العراقي ،،،،،، وبدأ يسأل ؟ كم واحد منكم بعثي ؟ورفعت الأيادي بحدود 30 من مجموع 50 ، والسؤال الثاني كم واحد منكم كان بعثي ومبطل ؟ هم رفعوا أياديهم مجموعة من الحاضرين ، والسؤال الثالث من منكم يريد من أن ينتمي الى حزب البعث ؟ ورفعت البعض الآخر  أياديها !! والكل وجوههم شاحبة وخائفة من عدم الأنتماء ما عدى نحن الذين صفينا  ( 3 ) ثلاثة فقط !!! شنو يابة انتم عصات ليش ما تنتمون ؟ والجواب جاء مني لا سيدي احنة مالنة دخل بالسياسة !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!.
هاي هاي قال ضابط الاستخبارات ..... ولكم أكو واحد مائلة دخل بالسياسة اليوم ؟ وصحيح هو يصدق ونحن نكذب ! ولكن لازم نكذب وألا جلدنا يروح على الدبخانة !                                             
الثلاثة هم / سعيد الياس شابو ، لويس عطو شيشا ، أدوارد  ، شاب من بغداد الذين قاوموا استفزاز وتعذيب وأساليب القمع للنظام العسكري الفاشي في بغذاد في عهد الطغمة العسكرية الجاثمة على صدور ورقاب العراقيين في عهد الدكتاتور .                                                                   
ومن ثم الاصرار من قبل الضابط بالأنتماء للبعث وان لا تحمل عواقب الرفض وعدم الأنتماء ! وأصرينا كل بحجج متنوعة منها من لا يحبذ السياسة ومنها من مشغول في العمل ومنها من يمنعونه أهله وأحاديث الخبط كانت كثيرة ومتنوعة وغير مقتنعين بها لا نحن ولا أسيادنا الضباط !!! وبعد ثلاثة أشعر من التعذيب المتنوع منها الجسدي وليس الضرب بل الجلوس في انتظار في موقع بارد ورطب وفي عز الشتاء ولمدة ساعات لكي نرد عليهم بنعم ، ولكن على طول الخط كان الرفض والانتماء من مطلبنا ! الحيرة كانت على وجوه الضباط والمخابرات ..... شنو هذولة ما ينتمون ؟ كان التهديد والوعيد في كل ساعة وفي كل مرة يدعوننا وحتى 3 أشهر كان الفلم يتكرر ، وعندما يسألوا أدوارد .. يابة هذولة من الشمال يعصون علينا ، ولكن أنت من بغداد ليش ما تنتمي ؟ ويقول أدور والله سيدي اذا سعيد يصير وينتمي !! أنا راح أنتمي . وهذه كانت ورطة أضافية وجملة أصبحت مشخوطة يترددها كل يوم أدور ، الى أن حصلت على الأجازة في الثانية عشرا ليلا في 4.5.1979.



130
الوالدة قالت .. الشيوعيين خونة !

سعيد الياس شابو                                                                           
2011.3.31.                                                                               
 
تأسس الحزب الشيوعي العراقي في 31 آذار 1934. من القرن المنصرم في الدولة العراقية النفطية وهي إحدى الدول العربية ال 20 أو أحيانا 21 وربما تصبح 22 .وكل شي جائز في هذا العصر !. ومن المسمياة الأخرى للحزب الشيوعي العراقي الذي انتمى اليه من كل الطوائف والشرائح والمذاهب والقوميات والأديان والمدن والقصبات العراقية ، ألا وهي حزب العمال والفلاحين والمثقفين والشبيبة والطلبة والكسبة ، والتسمية الأكثر التي تليق به وهي أكثر واقعية وحسب وجهة نظري الشخصية وأن تظاف الى حزب الشهداء + أي حزب الشهداء والمؤنفلين .                                                                         
وبما أن تأريخ الحزب مليء بالضحايا والشهداء وأعدادهم لا تحصى ولا تعد بسهولة ومنذ تشكيله أي الحزب ولحد الآن لا توجد احصائيات دقيقة بعدد الشهداء والمؤنفلين إذا ما صح التعبير ، فعلى الحزب أن يسجل المؤنفلين على الأقل للتأريخ وليس للتعويض ! ومن منا لا يعرف تضحيات الشيوعيين وعوائلهم وأصدقائهم طيلة 77 عام من عمر الحزب المليء والمفعم والشامخ بالتضحيات الجسام وعبر ما يقارب العقود الثمان من عمر الحزب . والرجوع الى سنة 1963 من القرن المنصرم وقبل وبعد هذا التأريخ سنرى هول الكارثة التي أصابت الحزب في الصميم ، حيث ذهب مئات الآلاف من الشيوعيين وأصدقائهم كضحية من ضحايا الارهاب الوحشي الدموي المجرم لنظام القومجية وتحت طائلة مسمياة عروبوية وثورية واشتراكية التي تبناها الحزب الشمولي المتمثل بحزب البعث العربي الاشتراكي ، والذي أوصل العراق والعراقيين الى ما لا يحسدون عليه اليوم .
 
والمؤنفلين الشيوعيين والشيوعيون ليسوا هم بقلة لو تفتح لهم سجلات وتستحق التعويض المادي والمعنوي ، وهناك من سيدخل على الخط وهو غير مستحق وسيسرد بطولاته وهو بعيدا عن صحتها ، ولكن الحقيقة ستكون أكثرية العراقيين هم مصابون بالأنفلة وخاصة أنفلة الحزب في عام 1978 من القرن الماضي من قبل النظام القمعي الوحشي الفاشي والمدمر للبنى العراقية شاملة ، ومن من العراقيين عموما والشيوعيين خاصة لم يتذكر الهجمة البوليسية القمعية الشرسة والمبيتة والمدروسة من قبل الأجهزة القمعية التابعة والمتنفذة لأوامر رأس النظام العراقي الدكتاتوري واستخدام تلك الأجهزة للنيل من حزب الجماهير والشعب والمخلصين للوطن واستقلاله وازدهاره وبناءه واستبعاده من الحروب الضروس التي دمرت العراقيين وهدرت أموالهم وأوصلتهم الى محاصصات السرقة الشرعية لقوت العراقيين اليومية .
 
من المعروف بأن الشيوعيين العراقيين مصابون بالنزاهة والتضحيات وحب الشعب والوطن والتضحيات ونكران الذات وحماية الوطن وسلامته والوصول به الى بر الأمان ولكن والدتي اتهمتهم الشيوعيين بالخونة ! وسألتها لماذا يا أماه الشيوعيين خونة ؟ وقالت نحن مو شيوعيين ؟ ألم نوزع الجريدة والمقصود طريق الشعب ؟ مو والدك ذهب ليدافع عن ثورة تموز في انقلاب شباط ولم يعود الا بعد ثلاثة أيام ؟ وهل نسيت عندما كسروا الطلبة والشبيبة القريولة الوحيدة التي نمتلكها عندما جلسوا عليها قبل سنة في اجتماع موسع في 14 نيسان وهو يوم ميلاد اتحاد الطلبة العام في العراق ولم يعوضونا ؟ وهل نحن لم نتزوج الحزب كلنا كزواج كاثوليكي بدون طلاق ؟ وهل وهل وهل ؟ الى أن حرت ماذا تقصد الوالدة بسرد التأريخ وهي منفعلة وأعصابها محروقة ولم تسمح لي بالكلام الا وتقاطعني وتقول الى هنا وبس !!!!!! ، فأصريت وسألت الوالدة المخلصة والمضحية ومتحملة المشقات طيلة عمرها .... سألتها شنو السالفة يا عزيزتي ، لماذا كل هذا التذمر والزعل ؟ فقالت ليش ما تنطوني بطاقة وأذهب بها الى حفلة الحزب ؟؟!!.
 
ورباط الكلام هو أولا وأخيرا .... أي قبل 35 سنة وفي شهر آذار 1976 من القرن المنصرم ، استدعانا الحزب الى المقر ومن ثم التوجيه حول جرد الأسماء أي أسماء كل العوائل وكل حسب منطقته ويدونها وكأنه هناك احصاء سكاني ! ومن ثم قمنا بتسجيل بيت بيت ، حارة حارة ، زنكة زنكة لأن الزنكة أصبحت موديل العصر ! وعائلة عائلة وفرد فرد ولم يكن نعرف لماذا بالتأكيد هذا التعداد ! المهم قبل اسبوع من ميلاد الحزب في 1976 . استلمنا بطاقات بأسماء الذين هم أصدقاء الحزب وليس هم منتمين لكي يشاركون حفلة الحزب في قاعة الشعب في أربيل ، ووزعت البطاقات الى الأسماء المسجلة بشكل قوائم واسم الوالدة مفقود أي بالأحرى اسمها غير موجود وغير جديرة بأن تحضر حفلة الحزب لكونها من أكثر المضحين والنشيطين في تلك الأيام وهي تقوم بتوزيع 25-27 جريدة في كل يوم صيفا شتاءا ، ربيعا خريفا وعلى مدار السنة . وكانت المحلة عامرة بالوالدة المؤنفلة وبجريدتها الغراء طريق الشعب والتي فور وصولها توزع الى المشتركين في المحلة ، وكان الكل أي كل أفراد العائلة على أهبة الأستعداد لتوزيع الجريدة لتصل الى يد القاريء الكريم وكأنها خبز حار وطازج ، ولم نكن نحن فقط بتوزيع الجريدة وانما هناك عوائل وأشخاص كثيرون قد قاموا ويقوموا بهذا العمل النزيه وعلى مر السنين ومجانا وبدون مقابل من أجل خدمة الحزب . ولنعود الى بطاقات الحفلة الت أحياها الكبار فؤاد سالم وجعفر حسن والآخرين من المطربين والفنانين علما أنا لم أكن حاضرا في الحفلة !
والوالدة تنتظر البطاقة ولكن دون جدوى وبعد محاولات عديدة للحصول على البطاقة وأنا أوزع البطاقات لحفلة تأسيس الحزب ، وبعد أن سمعت من الوالدة بأننا شيوعيين خونة ! وقفت لبرهة وأيدت الوالدة وأصبحت ضد الحزب بهذا الموقف ! أي شلون الوالدة طول عمرها مضحية وترغب وتتمنى أن تشارك الحزب تأسيسه وميلاده وأفراحه ولم تحصل على بطاقة ، وهي كانت تعتبر بأن بيتنا مقر للحزب ونحن جميعا متزوجين الحزب كاثوليكيا ! وقبل يوم من الحفلة حرت ماذا أفعل للحصول على بطاقة الحفلة للوالدة بربارة هرمز حكيم ! عجيب المحسوبية والواسطة ما فادت ، خدمة الحزب والعمل الدؤب والتضحية جلها غير مجدية !
ففكرت بالاستقالة من الحزب على أمود ومن أجل الوالدة ! واسرعت الى كتابة الاستقالة وبسرعة البرق وقدمتها في لحظات ، وثارت ثائرتهم الرفاق !!!!! شلون وكيف تقدم الاستقالة وما هي الأسباب ؟ قلت من أجل بطاقة لأمي ووالدتي فقط لا غيره !!! وسرعان ما تحرك التنظيم من أجل الحل ! أصبحت الكرة في ملعب الحزب ، وسرعان ما توجه الرفاق لاقناعي وكيف تتجرأ من أن تقوم بهذا العمل ونحن كذا وكذا وأنت كذا وكذا ، ولكن اصراري أثمرت نتيجته وجاؤا ببطاقة حفلة الى الوالدة وهم حاملينها ومعتذرين من ذلك العمل الشنيع بمفهوم أمي ، وكيف أم سعيد ما تستاهل بطاقة ولم يعير لها أهمية بقدر سعر البطاقة وهي مجانا ! وسرعان ما تنفست الصعداء بعد الحصول البطاقة والعدول عن القرار بسحب الاستقالة من الحزب !! وكانت الكل متعجبة بالطلاق ونحن متزوجين الحزب كاثوليكيا ! وهل نسيتم بأن الحكمة تقول ( الجنة تحت أقدام الأمهات )؟ . وهكذا الوالدة شاركت الحزب قبل 35 عاما أفراحه ومن ثم لم ولن نصبح خونة !
المجد ... كل المجد لشهدائنا الأبرار في ذكرى السابعة والسبعون وتحية لعوائل الشهداء ونشد على أياديهم لمقاومتهم الوضع المزري الذي دام كثيرا والى يومنا هذا ، وتحية الى حاملين راية الحزب والشعب والوطن عاليا والخلود لشهداء الحزب منذ تأسيسه ولتصبح قافلة شهداء الحزب منارا للأجيال القادمة . فتهنئة من القلب للشيوعيين العراقيين وأصدقائهم في ذكرى ميلاد الحزب ال 77 .
 


131
خطاب الرئيس بارزاني
والجرح المزمن والحلول ..

سعيد الياس شابو                                                                                        
2011.3.21.                                                                                               
 
تهنة من القلب لشعب كوردستان والشعوب التي تحتفل بعيد نوروز ( اليوم الجديد ) وبما انه أي نوروز  اليوم الأول للسنة الكوردية 2711 . وهذا التاريخ الحافل والمليء بالوقائع الحلوة والمرة من تأريخ الشعب الكوردي ونحن بصدد كوردستان العراق الجزء المحرر من التبعية الدولية وليس  كما هو الحال في دول الجوار الكوردي المقسم . وبما أن كوردستان العراق قائمة بذاتها وتمتلك مقومات الدولة كأرض وشعب ولغة وحضارة وتأريخ واقتصاد،،،،،،،،،،،،،،،،،، وادارة مستقلة منذ عشرون عام ( عشرين سنة ).
وان كانت عقدين من الزمن لم تكن كثيرة للوصول الى الازدهار المطلوب والمرجو في كوردستان المدمرة من العصور الماضية ، الا أنها غير قليلة لو حددت الضوابط  ووضعت أسس للحياة الشاملة وعبر بوابات مشرعة قانونيا وسياسيا واقتصاديا واجتماعيا وماليا ، الى الوصول للغاية التي قامت من أجلها الحركات الكوردية عبر التأريخ ومنها حركة شيخ محمود الحفيد في 1920 + 1921. من القرن المنصرم ومن ثم ثورة أيلول في 1961. بقيادة الراحل الخالد بارزاني الأب . ومن ثم  تشكيل الجبهة الكوردستانية في 1987 . ومن ثم انتفاضة شعب كوردستان في 1991 . وبعد الانتفاضة تم تشكيل أول برلمان وحكومة 50 % و50% ! أي فيفتي فيفتي . ومنذ ذلك اليوم بدأ الجرح يتعمق ويثخن الى أن أصبح مزمنا ومستفحلا ، وليس من السهل علاجه الا بإرادة قوية ونوايا حسنة من الجميع وهذا ما نطمح اليه وتحدثنا به للخروخ من المأزق الذي آل اليه الوضع في كوردستان ومنذ عشرين عام بعد ما كانت جراحنا لا تزال تنزف من الأقتتال الداخلي والذي لا يزال آثاره السلبية وستبقى الى عقود قادمة .
 
الخطاب القيم الذي ألقاه الرئيس بارزاني عشية عيد نوروز في أربيل يحتاج الى الدعم والتطبيق ومن كل الأطراف المتمثلة بالأحزاب الكوردية الحاكمة والتي تسير في رحابها وتطبل لها وتعيش على الفتات والمقسوم والزائد منها  وهي من جماعة ( موافق ! موافج ) ومن الجانب الآخر قوى المعارضة المتمثلة بكتلة التغير ( كوران ) والتي أصبحت كتلة المعارضة الأكبر في كوردستان بعد ان حصلت على 25 مقعد في برلمان كوردستان ولم تريد المشاركة في الحكومة وليس لها أي وزير في حكومة الكابينة السادسة برئاسة الدكتور برهم أحمد صالح رئيس حكومة أقليم كوردستان العراق .
 
 وفعلا الخطاب قيم وجدي ويحتاج الى دراسات وكل فقرة لوحدها وتفاصيلها وتطبيقها يحتاج الى البدأ بخطوات فعلية وجدية وأهمها الشروع والبدأ من واحد ومن ثم أثنين و ............................... ! وكما يضرب المثل الصيني .. قطع مسافة الألف ميل تبدأ بخطوة . ونحن معكم في التغير الجدي والواقعي وايجاد السبل الناجعة الى الوصول الى بر الأمان وبناء كوردستان مزدهرة تحتذي بها العراق ودول الجوار والعالم .
وفي خطاب الرئيس بارزاني بعد تهنئة الشعب الكوردي الكوردستاني في عيد نوروز يدعي فيه الشعب والمعارضة الى تبادل الأراء والافادة من الماضي والشروع خلال 3 الى 4  أشهر ستكون الانجازات  والاصلاحات مبينة وسيكون محاربة الفساد الاداري وانهاء الروتين وتشكيل لجنة النزاهة ومن ثم التوضيح في عقود النفط وتوحيد الادارتين فعليا ومن ضمنها المالية والبيشمركة والآسايش ، واعادة النظر في المساطحات وغيرها من النقاط التي أشار اليها مشكورا ومبديا بأن جاءت ساعة الحسم والشروع بالممكن ، وهناك لم يطرق الرئيس الى نقاط عديدة مهمة ويمكن الأفادة منها وستكون الفائدة لمجتمعنا الكوردستاني برمته وليس لأطراف حزبية مستفيدة .
أنا لا أريد الخوض في تفاصيل التأريخ الكوردستاني منذ الوجود ، ولكن علينا أن نتذكر الوقائع ولا نهابها ولا نخجل منها وذلك من أجل الأفضل ونسيان كل ماهو لا يخدم العملية الديمقراطية  ، ومن هنا علينا أن نقر أخطاءنا  ومن ثم ايجاد الحلول المناسبة والمعقولة والذي حدث في خمس عقود ماضية ليس هو عابرا ولا يمكن نسيانه ما دام نحن نقرأ التأريخ والتأريخ يعني الماضي والحاضر والمستقبل سيصبح لاحقا أيظا تأريخ !
ان الاقتتال الداخلي الذي دام وذهب ضحيته الكثيرون من الأطراف الكوردستانية  وخاصة المقاتلين طيلة سنين مضت لا يزال آثارها باقية وستبقى فيما لو لم يشاركون أصحاب الشأن بالحلول وهذا ما يتطلب تشكيل لجان توضع الحلول الأبدية للقظية وهذا هو تأريخنا .
ولو تفحصنا وتدارسنا أهم نقطة في خطاب الرئيس المناضل كاك مسعود وهو يروم التريث والحلول والمشاركة والاصلاح لكل القضايا وتشكيل حكومة ذات قاعدة موسعة لتشمل ما يمكن شمله .
 
وأنا أبدأ بما يتوفر لي من مخزون الذي درسته وعشته ، وأدخل التفاصيل ...شكل الحزب الشيوعي العراقي وضمنه أقليم كوردستان في 1934 . وقدم الشيوعيين الكوردستانين تضحيات جسيمة خلال عمر الحزب ومن ضمنها سلبيات وايجابيات الحزب ، وفي سنة 1972 خرج الحزب الشيوعي الكوردستاني (أقليم كوردستان ) بمظاهرة قوامها 20000 عشرون ألف نسمة في أربيل ، علما كان الحزب يتظايق عليه من الطرفين أي من قيل الحكم الدكتاتوري ومن طرف حزبكم المناضل . ومن ثم في 1982 كان لنا بيشمركة ما يقارب ال 3000 بيشمركة في قواطع بهدينان وسوران ومن ضمنهم رفاق عرب وكوردستانيين وكلدو أشوريين وسريان وأرمن وتوركمان ومن كل الأديان !
والسؤال المطروح
............................
كم محافظ وكم قائمقام وكم مدير ناحية وكم مدير بلدية وكم مفوض وكم مدير عام وكم مدير مدرسة وكم وكم وكم موقع مهم عندنا في الحكومة الكوردستانية الموقرة ؟
أليس هذا نوع الفساد الذي كلنا نراه ونتغاضى عليه ونسكت ونشارك بالجريمة ؟!!!!
ألا يحق لنا سيدي الرئيس أن ادافع عن كوردستان والتي قدمت خيرة شبابها لنيل السيادة والحقوق والخلاص من الدكتاتوريات التي حكمت بالحديد والنار والى يومنا هذا لا تزال آثارها باقية .
 
لي مقترح لسيادتكم كرئيسا  للأقليم للموقر
......................
أن تنصف  رواتب الرئاسات الثلاث ، رئاسة الأقليم والبرلمان والحكومة وكبار المسؤولين ولمدة سنة الى النصف ! نعم الى النصف ولمدة سنة وهذا مقترح يمكن دراسته في البرلمان , وأن يخصص لكل طالب  مساعدة شهرية  ويبدا من عمر السادسة وحتى الجامعة بحيث يرفع الطالب الثقل والكاهل عن أهله ، ومن ثم شاهدوا الموقف بعد سنوات ومباشرة .
 
ونحن معكم جنودا أمناء يا سيادة الرئيس بارزاني في كل صغيرة وكبيرة من أجل يناء كوردستان متطورة مزدهرة تحتذي بها الكل ، ولكي نضمد جراح الماضي ونفتح صفحة جديدة مشرقة لكوردستاننا يتطلب من وضع الشخص المناسب في المكان المناسب عبر انتخابات مجالس المحافظات والبلديات النزيهة ، ومن ثم اعادة الأراضي المغتصبة لأهاليها وتعويضهم ماديا ومعنويا وحسب الزمن المغدور ونوعه .
فأما بخصوص المساطحات وكيفية توزيعها والسطو عليها فكتبنا الكثير دون الأصغاء من أحد ، وبخصوص تعديل رواتب الحد الأدنى وارتفاعها الى مستوى بحيث تتمكن العائلة من العيش فيها لمدة 30 يوما بالرغم من الغلاء الفاحش ووضع حد لاقتصاد السوق الفوضوي , وثمة قضايا كثيرة يجب التطرق اليها مستقبلا ، نأمل التطور والأزدهار لكوردستاننا ونتمنى الاصلاحات وليس التدمير.
 
ومقترح أن يحصل كل كوردستاني جواز عراقي مجانا وبدون مقابل من قبل حكومة كوردستان وذلك لتعويض ما لحق بالكوردستانيين طيلة عقود ماضية وذلك عبر زمن محدود لا يتجاوز السنة . ناس تمتلك عقارات وأبنية وعمارات ومزارع وفلل وقصور وناس لا تمتلك غرفة وقطعة أرض لتسكن فيها وناس ملئت كانتوراتها وصناديقها أنواع العملات بعد ما اشترت فلل وشقق بالمال الحرام وناس تتلقى العجاج ، والمثل العراقي يقول ناس تأكل الدجاج وناس تتلكى العجاج .
 
ومقترح لا يقبل التأويل والتأجيل الا وهو رسم أفضل الخرائط لقرى كوردستان واعادة بنائها مما يتيح الفرصة لنمو الزراعة وازدهارها وتطورها والافادة من  تجارب الشعوب التي عمرت قراها وأصبحت تلك القرى منتجة وليس مستهلكة وتنتج المشاكل المستقبلية للأجيال القادمة .
وهناك العشرات من المواضيع الاخرى يتطلب الوقوف عندها والعمل بالممكن وتجاوز الروتين والمحسوبية والمنسوبية والاتيان بالأفضل المنشود .
الحلول  لكوردستاننا العزيزة ... الحكم بالقانون على الأقل 80 % . ومن ثم تحسين البيئة من صدق وليس شراء أرقى السيارات ب ستة أو سبعة دفاتر مسروقة وبناء عمارات شامخة ولم توفر الكهرباء للمواطنين وانشغالهم ليل نهار ب ها جاءت الوطنية  ....هربت الوطنية .......... انقطعت المولدة وجاءت الوطنية ، سرقت الوطنية أحترقت الوطنية محولتها .... سرقت من قبل البعض واحترقت محولتها ...غرمت البعض وتغاضى عن البعض الآخر ! الكيل بمكيالين يفقد الأنسان انتمائه ووطنيته.
 



132
مذكرات بيشمركة
( المقدمة )




سعيد الياس شابو / كامران                                                                                        
14 . 3 . 2011.                                                                                            
 
لم نكن نعلم ونسمع الكثير عن البيشمركة قبل الانقلاب الأسود السيء الصيت في 8 شباط 1963 . من القرن المنصرم . وبعد الحكم الانقلابي والذي لم يفاجيء به السياسيين العراقيين على ما آل اليه الوضع السياسي في عهد أول رئيس للجمهورية العراقية والذي دام حكمه من 14 تموز /7 /1958 . أي بعد ثلاث سنوان فقط من الحكم الوطني الجمهوري ساءت الأوضاع السياسية تدريجيا ، وبدأت الشرطة تعتقل وتلاحق الشيوعيين والوطنيين وتودعهم السجون والمعتقلاات وتنفيهم الى المناطق المتنوعة من الجنوب العراقي وهكذا بالعكس ومن الجنوب الى الشمال وكوردستان ، وبدأت الحملة في 1961 . وفي حينها كنت في العاشرة من عمري ، ولكن الذكرى والحدث قد طبع في مخيلتي عندما ابلغت الشرطة باعتقال المربي عبدالأحد شابو عبر مذكرة اعتقال ! ومن ثم عرفنا بأن الاستاذ المطلوب ليس لوحده ! هاربا من وجه العدالة العراقية ! بل هناك أساتذة آخرين مخلصين للسلك التدريسي يجب أن يلقي القبض عليهم لكونهم يحملون الأفكار الهدامة ! . علما كانوا الأساتذة مخلصين وهم يزاولون أعمالهم التدريسية في المدارس التي انسبا اليها وحسب حاجة المدارس في المناطق الريفية الصعبة ! المهم بعد أيام تم أعتقال المربي المخلص والجدي في حياته دون الاسباب ...... !!! إلا ما وضعت لهم من التهم الباطلة للعراقيين النزيهين والمخلصين والشرفاء .
 
وجاء الحرس اللاقومي ! في 8 / 2 / 1963 . ومن لا يتذكر ولم يشاهد الحرس القومي فلا يمكن أن يصدق قذارتهم وأعمالهم الشنيعة وبربريتهم واجرامهم وعطشهم لسفك الدماء البريئة ورميهم العشوائي واغتصابهم لقيم الانسانية واغتصابهم الشنيع لكل من يقاوم أفكارهم الساقطة المريضة ! ومن هذا المنطلق تحرك الحرس القومي لزرع الجريمة وقتل الانسان وتدمير كل ما هو انساني وتقدمي ولم تسلم عوائل العسكريين التابعة لأزلام انقلاب 8 شباط من التنكيل بهم واغتصابهم حتى ملت الناس من تصرفاتهم اللاخلاقية تجاه العراقيين بشكل عام والحزب الشيوعي العراقي بشكل خاص . وإن تناولنا ما فعلوه المجرمين ( القوميين ) طيلة حكمهم من أعمال شنيعة ضد الشيوعيين العراقيين فهذا يحتاج الى الكتاب الكبار ومعاصري تلك التجربة أمثال الأساتذة القديرين والشخصيات الوطنية التي عاصروها ومنهم الأعزة حامد الحمداني وملازم خضر وكاظم حبيب وأحمد دلزار وعبدالأحد شابو والمئات لا بل الألوف من العراقيين الذين عاصروا تلك الحقبة الزمنية الصعبة والكارثية في أوجهها العديدة .
 
ومن ثم وبعد ساعات وأيام من حكم القومجية ملئت السجون والمعتقلات بالعراقيين ( الخونة )! ومن ثم اباحة كل شيء تحت أوامرهم قتل الناس في الشوارع واعتقالهم و فرض الخاوات على السجناء والغدر بالمقدسات والقيام بأفعال شنيعة يندى لها جبين الانسانية . وهنا خرجت اناس ومن مختلف الفئات الشعبية المنتمية للحزب الشيوعي العراقي وأصدقائهم ومؤازريهم الى حيث المناطق بعيدة المنال والبعيدة عن وصول السلطة القمعية المتمثلة بالحرس اللاقومي . وفعلا التحقت قسم من شرائح المجتمع المتمثلة بالطلاب والمعلمين والفلاحين والعمال والموظفين والعسكريين كانوا السند الرئيسي  والمنظم لتلك الشرائح الملتحقة في المناطق ومن ثم المقرات التي تم بناءها تدريجيا الى جانب المقرات والمناطق التي كانت قد سبقتهم التابعة للحركة الكوردية التحررية بقيادة الزعيم الخالد الراحل مصطفى بارزاني ، قائد الحركة الكوردية من 1961 -  1975 . بعد أن قاد معارك ضد الأنظمة الملكية العراقية منذ سنة 1932 في مناطق بارزان الى أن أصبح وزيرا للدفاع في حكومة جمهورية مهاباد الايرانية ولم تدوم طويلا ، أي بحدود 11 شهرا ومن ثم  انسحابه من الجمهورية بعد سقوطها بسبب تدخلات الدول الكبيرة ومساوماتها على حساب الشعوب ومن ثم الانسحاب والتسلل الى جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق . ومن ثم عودته الى العراق بعد حكم عبدالكريم قاسم في 1958 ، ومن ثم عودة مصطفى بارزاني مع مقاتلوه الى أرض العراق في استقبال رسمي وشعبى عبر بوابة البصرة العراقية في 1959 . ومن ثم اندلاع الثورة الكوردية في أيلول 1961 .
 
وفي 1963 التحق المئات لا بالآلاف من الناجين من ارهاب الحرس القومي الى مناطق مختلفة من كوردستان وخاصة المناطق التي لم يكون بمقدور الحكومة من السيطرة والوصول اليها ، وبما أن نحن كنا بحكم العائلة والمحلة والمنطقة معاديين للحرس القومي ومنتمين للوطنية العراقية فكنا نتابع أخبار الساعة ساعة بساعة ويوم بيوم وأحيانا لحظة بلحظة وحسب الوقت المتوفر لدينا ، علما الكل كان باستنفار ! وسرعان القسم من الملتحقين أي الفارين من جحيم ( القومجية ) لم يتمكنوا من مواصلة الوصول الى الجبال والمناطق البعيدة لكونهم يفتقرون الى خارطة كوردستان وصعوبة العيش تلك الحيات وعدم تواجد تنظيمات تأويهم وتهتم بهم ... فعادوا للاختفاء والعمل السري والعمل في مناطق غير مناطق سكناهم الأصلية ، وهناك تفاصيل كثيرة أخرى لا نريد الخوض فيها .
 
وفي تلك السنة الصعبة أي 1963 . حيث كنا صغارا ولكننا بقدر الأحداث التي مرت وعصفت بنا ، حيث كنا نقوم بجمع الأرزاق والملابس والأرزاق المتوفرة في ذلك الوقت والمتوفر منها محليا البرغل والحبية والطحين وغيرها من المواد التي كنا نحصل عليها وكانت تجمع المساعدات ليلا ومن ثم تأتي المفرزة من شخصين أو أكثر وأحيانا كان يأتي شخص لوحده لينقل الحصة التموينية وكان من بين المفرزة الشهيد البطل بيا صليوا والد الشهيد كارزان والباقي في الحياة البيشمركة الحي حسين وسو ، الملقب ب حسين كوج نظرا لعوق يده وهو مجروح في معركة للبيشمركة الأنصار في الستينيات من القرن المنصرم .
وبالاضافة الى جمع الأرزاق كنا نقوم بقراءة الأخبار عن البيشمركة التابعين لحزبنا العريق الحزب الشيوعي العراقي الذي  قدم الضحايا الجسيمة للوطن والشعب والحزب وساهم في بناء قوات البيشمركة الأنصار وخاض معارك بطولية الى جانب بيشمركة الحزب الديمقراطي الكوردستاني (البارتي ) ، ومن منا لم يسمع بالأسم القائد الأنصاري اللامع أنذاك ملازم خضر ! أبو رائد وأبو عايد وريس كمال وملازم رياض !! كلها كانت أسماء لامعة وساهمت في أساطير ، وكانت الأخبار تنقل من فم الى فم ومن فم الى اذن واحيانا يكاد السمع أن يكون محرما لشدة تعسف النظام الحاكم لمن يعرف عليه شبهة الأحمر ! وهكذا كانت السنون العجاف المليئة بالمآسي والبطولات تنقل الينا أخبارها وحكاياتها واليوم أصبح التأريخ في زمن كان ، ولم يعرب بالشكل القواعدي للغة العربية ، أي الضمة تقرأ بفتحة والشدة تصبح بكسرة والمنصوب يصبح مرفوع وهكذا تخرب الجمل بمرور الزمن !
ومنذ ذلك اليوم ونحن نفتخر بالبيشمركة الأنصار وبطولاتهم وتضحياتهم وا قدموه من سنين عمرهم الشبابي للقضية التي انتموا اليها والوديان والسهول والجبال خير شاهد على ذلك .
فتحية الى حاملين هموم شعبهم وحزبهم وهم لم يفكروا يوما الا باستخلاص الدروس للقادمين ونقل الحقيقة بأمان ونكران الذات




133
الضحية والجلاد ينفخون
ببوق مثقوب!!

سعيد الياس شابو                                                                                          
9-3-2011.                                                                                             
الكل يعلم بأن السياسة فن الممكنات ، وللسياسيين أجندتهم واجتهاداتهم ، منها ما يطيب الخاطر ومنها ما تزكم الأنوف ، وبما أن فنون السياسة واجندتها أصبحت لعب بيد الحكام المتشددين والدكتاتوريين وما الوضع في أهم وأكبر الدول العربية إلا نموذجا حيا على ما تتحدث به الألسن والقنوات العولمية وتنقل أحداث الساعة لحظة بلحظة ، وبما أن العولمة أصبحت الشغل الشاغل للشعوب والحكام والجماعات وحتى الأفراد فليس من المعقول أن ينفخ الضحية والجلاد في بوق مثقوب!
البوق المزروف يضيع الصوت الحقيقي للأنغام والموسيقى وحتى يشوش على مزاج الحظور ومن ثم الكل يترك الحفل منزعج خايب الظن ،،،، لأن صاحب الفن وهو الذي أفسد المائدة وهو يتصنع الزرف في البوق متعمدا لكي يلعب في الطبخة لحاله وبدون المعزومين !! وربما يسأل القاريء أو يقول والمالكي نفسه .... "شنو الضحية وشنو الجلاد واشجابنة على الموسيقى والبوق المزروف والضحايا والجلادين " !! ؟ ونحن نقول قبل سبع ثماني سنوات كنت ضحية وتتجول في الدول العديدة منها الأوروبية ومنها العربية وأكيد كنت معارضا لنظام الدكتاتورية وعشت كما عاشوا مئات الألاف من العراقيين في دول الشتات المتنوعة وتحملت الصعاب والضيم والخوف والحرمان وشاهدت ما يدور حولك من الأحزاب المعارضة ومنها الشيوعية العراقية ، وقد سمعت عن تضحيات الشيوعيين واصدقائهم في السجون والمعتقلات وتحملهم الصعاب من الاعدامات في سنة 1949 من القرن الماضي والذي اعدم في تلك السنة الرفاق فهد ، صارم ، حازم ، ومن ثم الشهداء في 1963 وقبلها من اغتيالات والاعتقالات والتعذيب ومن ثم  الضربات الموجعة من قبل النظام القمعي البوليسي الدكتاتوري الذي أوصلنا اليه الأن ونحن نعيش بقايا تلك الأيام في ضل سيادتكم كضحية في السابق وكحاكم اليوم !!
 
بما أنكم يا سيدي المالكي كنتم ضحية من ضحايا النظام فعليكم أن تفكروا كضحية  وليس كجلاد !! . وأنا متأكد أنتم لستم جلادين ولكن الأحداث تشير بأن لكم نيات مستورة وجاهزة للعمل بالأجندة التي ستقودكم الى الجلاد !! لكون المادة والحكم يفسد المرء فيما لو استخدمهما بالسوء وهذا ما نقرأه في الممحي !
 
العجيب في الأمر .... !. لماذا قبل يوم أو يومين من المظاهرات المشروعة للعراقيين المناهضين للفساد والبطالة وسرقات قوت الشعب في ساحة التحرير لم ترسلوا الشرطة لأخلاء الدور التي يستخدمها الحزب الشيوعي العراقي للجريدة الغراء طريق الشعب وهي أول جريدة وزعت في بغداد بعد السقوط في 9- 4 – 2003 . ودعت الجموع للتكاتف والتماسك وبناء العراق الجديد وازالة مخلفات الماضي وأن تسود المساوات في المجتمع وتضميد الجراح وبناء العراق الجديد الخالي من الدكتاتورية ومحاربة الفساد المستشري الى يومنا هذا في جل مؤسسات الدولة التي تحكمونها منذ سنوات غير بقليلة !!!!! وهنا لابد من الوقوف لحظة تأمل ! لماذا الضحية يقلد الجلاد ؟ وهل هناك طعم خاص بذلك ؟
اسأل أنفسكم يا سيادة رئيس الحكومة ؟ الكل يتحدث بالفساد والفاسدين والسرقات بالجملة والمفرد
أنا أقول وهذا رأي الشخصي انكم كلكم حرامية وسارقين قوت الشعب الرئاسات الثلاثة أولا ، أي رئاسة الجمهورية والحكومةوالبرلمان !!! . ولماذا هذا الاتهام وعلى الملأ يا سادتي أنتم سارقون ؟
سؤال وجيه سأجاوب عليه من منطلق علمي واجتماعي وسياسي واقتصادي ، أولا .. علميا لا يجوز أن تصرف لكم رواتب خيالية لو قورنت برواتب الحد الأدنى من المواطنين لكونكم لم تحصلوا على أعلى شهادات علمية !. لنقل بأن الحد الأدنى من الراتب العراقي يكون 230 ألف دينار عراقي ، وكيف أنتم تستلمون 80 ألف دولار أمريكي ـ أي ما يعادل ( 100 ) مليون دينار عراقي وأكثر وهل انت مسلم أكثر ايمانا 400 مرة أكثر من الأنسان العراقي العادي ؟ فأنا لا أدري كيف يقبل حزب الدعوة والدكتور الجعفري عندما يتحدث عن الحق وحق العراقيين في تقديم الخدمات اليهم !! أمور عجيبة غريبة !
ينبغي معالجتها علميا ، ومن المفروض أن نفكر بالأجيال القادمة علميا أي عندما العراق يصبح 100 مليون نسمة ونوفر للأجيال القادمة !!
 
وهل يا سيدي المالكي وأنتم من الضحايا عشتم في بريطانيا أو غيرها من الدول هل رأيت عضو برلمان أو وزير يحصل على أكثر من الدخل المحدود الذي يعيش على المساعدات الاجتماعية أكثر من 10 الى 15 مرة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ! هذا علميا !!
فأما اجتماعيا ....
ما الفرق بينك وبين انسان آخر يذهب للسوق ويرى كل شيء بأم عينه ولم يقدر من أن يشتري ولا شيء مثل الذي جنابكم وغيركم يشتريه ؟ وهل لا يحق للمرأة والطفل العراقي أن يحلموا ولم مرة بالذي أنتم تشتروه لأطفالكم بلحظة واحدة وهم لا يتمكنون من شرائه بسنة واحدة ؟!
سياسيا ..هل يوجد في النظام الداخلي لحزبكم المضحي والموقر والذي أعطى آلاف الشهداء كضحايا لمقارعة النظام الدكتاتوري أن يكون الفرق بهذا الشكل ؟ وأليس الاقتصاد هو جوهر السياسة ؟ أم ماذا ؟.
اقتصاديا ..
في كل العالم الثروات لا تقسم على الأحزاب والطوائف والأشخاص والموجود ليس حصة المجاميع الحاكمة ! بل الثروات هي ملك للأجيال القادمة وعليكم أن تفكروا مليا بالعراقيين وأن تدخروا للأجيال العراقية القادمة وان ثروات النفط هي ملك للأجيال القادمة وليست حصتكم المحاصصاتية !
 
وأخيرا رباط كلامنا .. في ربيع 1978 وبقرار من رئاسة الحكومة العراقية وفي مديرية أمن عنكاوا ،دعونا ونحن ثمانية أشخاص كنا نقوم بتوزيع جريدة طريق الشعب الغراء المدافعة عن العراق والعراقيين على السواء ، ومن ثم لقاء معاون الأمن الملازم غالب ... حيث بلغنا وهو مأمور ومبلغ من القيادة العراقية لآنذاك بأن يمنع توزيع جريدة طريق الشعب !! الله يا للعجوبة .... لماذا يا استاذ وهي تخرج في بغداد ... بأمكانكم أن تمنعوها من هناك ونحن سنتلزم عندما لا تكون الجريدة تصلنا .. فماذا نوزع ؟ فقال لا ! أنتم ما توزعوها ! فقلت وأصريت على التوزيع مادام تصلنا والناس بحاجة الى الجريدة ، ومن ثم قال معاون الأمن طيب .... وزعوا معاها جريدة الثورة الناطقة بأسم البعث ! فقلت انها جريدتكم وبأمكانكم أن توزعوها كما تريدون ، وطرح أيظا بأن نعمل بأجور مقابل توزيع جريدة الثورة ، وكان الرد بأنكم تمتلكون الحزب والثورة والنفط والمال والجيش والمنظمات الحزبية والطلائع والفتوة والجيش الشعبي ومؤسسات أخرى وأنتم آبهين وخايفين من جريدتنا طريق الشعب نحن فقراء لا نمتلك كل المصادر والطاقات التي تمتلكونها وخايفين من هل جريدة المتواضعة ! وفي الأخير أصر على عدم توزيعها أي جريدة طريق الشعب ! ولكن أصريت على رأي وبأننا سنوزعها مهما كلفنا ! وأخيرا قلت له .... استاذ تسمحني أن أقول جملة ؟ فقال تفضل .... فقلت له في ربيع 1978 . استاذ عندي طلب أرجوا أن توصل هذه الجملة الى الرئيس وقيادتك ومن ثم ليعدمونني بعد ذلك .... فقال تفضل كول ، قول ما في جعبتك ّ
فقلت سيأتي اليوم الذي سيسألوكم وين اذنكم وانت ستأشر على أذنك اليسرى بأيدك اليمنى ! ولم يفتهم المثل العراقي ! فقلت بالشكل الآخر ... الرجعية العربية وأسيادكم سيعملون من أجل أن تتخبطون بما حولكم لكي لا ترون الطريق السليم ، وفعلا حدث الحرب الداخلية والحرب مع ايران وكويت والخليج .
ومنذ ذلك اليوم والعراق يمر بأزمات مفتعلة وتشرق ثرواته ! فعلى السادة أعضاء البرلمان والحكومة العمل من أجل أن لا يقعون بمثل هذه الأخطاء الجسيمة وأن يعيدوا النظر في دخل الفرد والفروقات القاتلة والا المصير الغامض بأنتظاركم ونح ما لا نريده لعراقنا ، وانما الحلول السليمة هي التي ستقودنا الى بر الأمان والأستقرار .
عراقي قلب محروق لكل العراقيين ويتمنى الازدهار لشعبه وعدم هدر لثرواته ومدافع أمين عن الديمقراطية .



134
هل يستخدم أبو تحسين التك الثاني
لنعاله لاسقاط حكومة الحرامية !!

سعيد الياس شابو                          
04-03-2011.                                                                                               

لو كنت حتى لو حصلت على أعلى نسبة من المصوتين في الأنتخابات العراقية المزورة في العام الماضي 2010 . لأستقلت عن منصبي ومهما كان اسمي وموقعي في السلطة  أو سأعمل جاهدا للاصلاح وارضاء الأكثرية من الشعب واؤكد الأكثرية وليس الكل ! لأن الكل مستحيل أن ترضى ! وبما أن الدولة العراقية ومنذ تأسيسها في 1920 من القرن المنصرم شعبها يضطهد وتسرق أمواله وتثرى به شرائح وتحت طائلة المسمياة الحزبية والعشائرية والطائفية والمحسوبية والمنسوبية وتحرم الشرائح الواسعة من الشعب العراقي وبكل مسمياته الجميلة من تلك الثروات التي تسرق وتودع في الحسابات الخاصة ومنها ما يهرب للخارج وتدخل ضمن الحسابات المتنوعة وايجاد الشركاء الغير نزيهين كشركاء ليس بالمناصفة وانما بنسب معينة مقابل قبول الوسيط بما يمليء عليه وهو يقدم ما يمكن تقديمه لسيده ( الكبير ) السارق لأموال الشعب المغضوب على أمره ! . وبما أن الحكومات التي حكمت العراق طيلة تسعين عاما ومل منها الشعب ولاتزال تحكم بقرقوشية وعنجهية وخلق التجزئة فيما بين الشعب العراقي تارة باسم الأحزاب الشمولية وأخرى بالطائفية والمذهبية وثالثة بالمناطقية وبما أن الواقع مرير عاشوه العراقيين ويفرزون الصالح من الطالح وبمرور الزمن والوقت أصبح العراقيون يقرون الممحي بالرغم من التزويرات التي حصلت وتحصل في كل انتخاب يجري بفرض الاملاءات على الناخبين وذلك تارة بأسم خطورة عودة البعث المنحل وتارة باسناد المرجعيات واخرى بشراء الذمم وتسخير جزء من ثروات البلد المسروقة مسبقا للدعاية الانتخابية والوليمات وشراء القصور والسيارات كهدية لوجهاء وتحت مسميات متنوعة للحصول على النسبة الأكبر من المصوتين لصالح هذا وهذاك ومقابل وعود مستقبلية في حال الفوز والحصول على ثروات مقابلة فيما بعد وهذا ما حصل ويحصل وان تتفاوت النسب بين منطقة واخرى الا أن المخزى والشكل يعبر عن حقيقة الأمر ، ومن ثم يبني الأساس الفاشل للانتخابات لفترات قادمة لكون الثروة موجودة مسبقا وحصلوا عليها لتمشية مأربهم وتحقيق طموحاتهم المريضة الخبيثة والمستورة تحت مسميات دينية مذهبية وقومية طائفية ومعالم منطقية وما شابهها من الصور التي ابتلى بها العراقيين طيلة تسع عقود من تأريخ العراقي المعاصر .

نعال أبو تحسين !                                                                                               
نعال أبو تحسين ختم حكم الدكتاتورية الذي دام 35 سنة من الظلم والاضطهاد والقمع والتدمير ونهب الثروات وافساد الهوية العراقية وتدمير الشخصية العراقية  ونزول اسم العراق الى الحظيظ  دوليا وداخليا ، وزيادة عدد الأرامل والأيتام وهدم البنى التحتية وبذخ وتسخير الموارد العراقية لشراء ذمم داخل وخارج العراق وذلك بتسخير كوبونات النفط واستخدامها كبوق اعلامي للتطبيل والتزمير وعبر القنواة المتنوعة تلفازيا واذاعيا وفي الصحافات المتنوعة وبندوات مباشرة ضنن (ضنا ) منهم بتطويل وديمومة عمر الدكتاتورية القمعية . وبما أن نعال شيخنا أبو تحسين ختم الحكم الدكتاتوري بضربة قاضية وبتلك الضربة سقط الصنم وتماثيله وبقت بغداد شامخة دون الملصقات والتماثيل رغم التخلف الذي خلقوقه من جاءوا على سدة الحكم من بعده من المحاصصاتيين والطائفيين وهذا ما يؤسف له .

والعم أبو تحسين استخدم تك نعل فقط وليس الأخر أي التك ، الفردة الباقية من نعاله الذي دخل التأريخ من زاويته القائمة وليست زاويته الميته ! ولنعال أبو تحسين قيمة كبيرة وثمن غالي لم يبيعه بمئات الألاف من الدولارات الأمريكية ، لا بل صرح بأن نعاله سيدخل المتحف ليراه الجمهور الكريم زوار المتحف وسيبقى للأجيال القادمة كثروة عراقية وطنية لا تقبل المساومة ونعال أبو تحسين لا يقل فنا وجمالا وقيمة عن اللوحات الفنية لبيكاسو الشهير ولوحات المشاهير دوليا وعراقيا !!

انتهى الشوط الأول من النظام الدكتاتوري العراقي وبقى الشوط الثاني !! ومنذ سقوط النظام في 09 -04 – 2003 . ولحد الأن ماذا فعلتم بالميزانية العراقية ؟!
أجل هناك اختلاسات وسرقات بالجملة والمفرد والأمور عجيبة غريبة ونهيبة ذو مواصفات قل نظيرها في الدول الأخرى !
سادتي الكرام وأعزائي القراء وحتى سارقي قوت الشعب العراقي  لو وقفنا للحظة حساباتية وتأملنا قليلا ونحن متدينين واجتماعيين ونؤمن بالعدالة الاجتماعية وبالإله الواحد وبالنتماء للوطن ونسأل انفسنا كيف تسير الأمور بعد سقوط النظام الدكتاتوري ؟!
لا ماء ، لا كهرباء ، لا استقرار ، دواء فاسد ، شوارع هزيلة في دولة نفطية وعفطية ! لا مدارس ، لا أسواق ، لا اعالة اجتماعية ، زيادة البطالة ، جيش والشرطة ترمي على المتظاهرين وتمنعهم من التظاهر السلمي ، تتهمون الجماهير الجائعة بالبعثيين ! وهذا كذب وافتراء وخبث ! أين انتم من التطور العلمي الدولي وأين أنتم من حظارة العراق التأريخي ؟ أين الشفافية في الميزانية العراقية ؟
تعالوا لنتحاسب ولو قليلا ...
لو افترضنا بأن ميزانية العراق تسعين مليار دولار من حصة النفط ناهيكم عن الواردات الأخرى المتنوعة ، 90000000000 والعراقيين الذين لهم دخل ولكل فرد ل 25000000 خمسة وعشرين مليون عراقي صغيرا وكبيرا ونقسم المبلغ النفطي فقط سنويا ، ستكون حصة الفرد 3600 دولار لكل فرد عراقي سجلس بدون عمل ولا كسابة ومن عمر شهر واحد الى عمر 100 سنة والكل سيعيش بدون استجداء .
لتسقط حكومة بغداد الحرامية ولتسقط السلطة الدكتاتورية الغاشمة المتربعة على العرش لمدة ثماني سنوات ولم تؤمن الكهرباء وتسرق ملياراتها بحجج واهية !

مظاهرات المحافظات العراقية ما هي الا استياء شعبي وتذمر تطالب بالعدالة الاجتماعية والاصلاح في جمعة الكرامة ، ولكم الكرامة وبس !! ألا تخشون من الله وقسمتم بأسم الله وكتبه المقدسة ؟
مظاهرات عراق اليوم تتطالب السلطات :-
نفط الشعب للشعب مو للحرامية
لا لقمع الحريات المدنية
 المايزور التحرير عمر خسارة
احنة أهل النفط عطالة بطالة
المايطالب بالوطن هذا الوطن مو بيتة
هذه هي مطاليب الجموع العراقية المسحوقة الواعية والتي زورتم أصواتها وانتم عارفين طعم المليارات وسبق وان نوهنا عن طعم المليارات المسروقة من قوت العراقيين ، وهوسات العراقيين ستسقطكم ولا تقولون البعثيين وهذه الشماعة أصبحت اكسباير حسب المفهوم الدولي !

ونحن بانتظار الفردة الثانية لنعال أبو تحسين عاجلا وانقاذ العراقيين من المحنة المفتعلة بأيادي الضحية الذين أصبحوا جلادين فيما بعد !
عاش أبو تحسين ونثمن نعله بأسقاط الأنظمة القمعية
تسقط الدكتاتوريات سارقة قوت الشعب

135
جمالية الحكم في كوردستان

والفساد المزروع في النفوس!


سعيد الياس شابو                                                                                                  

26-02-2011.                                                                                                    

 

مما لا شك فيه أن كوردستان الجنوبية أي كوردستان العراق عانت حالها حال الأجزاء الأخرى من الكوردستان المقسمة الى الشمالية / توركيا ، والجنوبية / العراق ، والشرقية / إيران ، والغربية / سوريا . ولكل جزء من أجزاء كوردستان معانات من الأنظمة الحاكمة أي الدول التي تتحكم بمقدرات شعوبها ومنها الجزء المحرر كوردستان العراق ومنذ عقدين تغير الأمر في كوردستاننا العزيزة على قلوبنا ، ونطبل ونزمر لكوردستاننا لكونها تحملت الكثير وشعبها من الويلات والدمار والخراب والاهمال من الأنظمة الحاكمة ومنذ قرون وعقود لم يعير الى الأرض الطيبة الا سلب الحقيقة والتأريخ والجغرافية ومال العام وحرمان الشعب من تلك الثروات التي سرقت ونهبت وحرم الشعب من أبسط حقوقه وكما قلت من قبل أنظمة الحكم الدكتاتورية القمعية والمشوهة للحقائق وعلى مرأى ومسمع الجميع وفي وضح النهار .                                                                                          

ومنذ سنة 1991 . من القرن المنصرم وكوردستاننا تنفست الصعداء بعد ما كان المواطن الكوردستاني يعدم على كيلو تبغ (تتن) وكوردستان كانت مشهورة في زراعة التبغ ومن أنواع جيدة ، وموضوعنا ليس التبغ ! ومنذ الأنتفاضة العارمة بعد حرب الخليج الأولى بين العراق وأمريكا وحلفائها الدول الثلاثين التي ساهمت بالجيوش والمبالغ الطائلة لأسقاط الدكتاتورية في العراق ، وهذا فعلا ما حدث وسقطت 14 محافظة عراقية من مجموع ال 18 محافظة بأيادي المعارضة العراقية وبمختلف أحزابها ومؤيديها وجمهورها ، الا أن عدم رضا الولايات المتحدة الأمريكية بالبديل مما أدى الى إيعاز للحكومة العراقية آنذاك بقمع المنتفظين وضربهم بالعصى الغليظة والتمشيط بالطائرات والراجمات والمدافع والهجوم على تلك المحافظات والمدن لأخماد الوميض والشرارة والثورة العارمة لشعوب العراق . ومن ثم تمت السيطرة على المنتفضين وقتل من قتل وشرد من شرد وسجن من سجن وأصبحت الحالة العراقية يرثى لها ! لكون العراق الدكتاتوري آنذاك يدخل الحرب ويخرج خاسرا ومن ثم يدخل الحرب الأخرى ويخرج خاسرا ويواصل افتعال وممارسة الحرب الثالثة ويخرج منها خجولا ، هزيلا ، خاسرا ، ويطبل ويزمر بأنه منتصرا ، قادرا ، مقدورا ، متمكننا من اشتعال حرب أخرى وطز بأولاد الخايبة !!!

 

وفي كوردستان العراق ومنذ انتفاضة 1991 . تمكنت الأحزاب الكوردستانية وبدعم الجماهير التي قامت بالأنتفاضة وشكلت الجموع الغفيرة ثورة شعبية لم تكن تلتزم بالمفهوم السياسي لحزب ما ، بل كان هدف الجماخير الخلاص من الدكتاتورية البعثية القمعية التي حكمت بالحديد والنار وملأت السجون بالمناهضين والمعارضين للنظام الصدامي الدكتاتوري ، وكان الدور المشهود للجبهة الكوردستانية والمنظوية تحت لوائها الأحزاب الكوردستانية ... الحزب الديمقراطي الكوردستاني ( البارتي ) والحزب الاتحاد الوطني الكوردستاني ( ينك ). والحزب الشيوعي الكوردستاني والعراقي وحزب زحمتكيشان وحزب الشعب وحزب سوشيالست وحزب باسوك و كانت قوى اسلامية كوردية أخرى غير منظوية تحت لواء الجبهة آنذاك وهي موجودة بشكل وآخر بالأضافة الى قوى الحركة الآشورية وبيت نهرين و...  .                                                                                                                  

ولكوردستان طعم خاص ونكهة خاصة وجغرافية خاصة وطيبة خاصة لشعبها المضحي وحكومتها المستفيدة !! الشعب الكوردي الكوردستاني تحمل عقود من الظلم والقمع والاستبداد والصعاب والتضحيات الجسام وبأشكال قل نظيرها في العالم المعاصر ، ومنها الأنفال واستخدام الأسلحة الكيماوية والقبور الجماعية وتهديم وتدمير القرى وبالآلاف ونحن شهود أحياء وعاصرنا وعشنا التجربة المرة القاسية والشعب الكوردي عبر أحزابه شاهد الأقتتال الداخلي ( شه ري برا كوزي ) ، وتحمل أكثر من طاقته الحصارين الدولي والمحلي وتحملت العوائل ما لم يتحمله في الدول الاخرى ومن ثم تمكن من المواصلة بدعم حكومته في كوردستان منذ تشكيل البرلمان والحكومة منذ عام 1992 . وبالرغم من تدخل دول الجوار الكوردستاني العراقي والأقليمي الا ان شعب كوردستان شعر بالطمأنينة وراحة البال وحسب بأن لجمالية كوردستان طعم خاص ينبغي حماية ما يمكن حمايته والسير قدما ، وبالرغم من السلبيات الكثيرة الا أن الطبيعة الديموغرافية وخارطة كوردستان تمتاز بالجبال الشاهقة والجميلة ومصادر مياهها النقية وثلوجها واعتدال مناخها في مواسم وطيبة قلوب فلاحيها المضحين .

 

ومنذ انتخاب البرلمان الأول في 1992 . وزعت وقسمت وتجزءت كل شي 50% للحزبين الحاكمين ، واهملت الأطراف الأخرى في الجبهة الكوردستانية الا ما أعطي من هبات و صدقات وذلك لتكمبم الأفواه وشراء الذمم هنا وهناك وارضاء النفوس الضعيفة بفضلات الحزبين الحاكمين والقبول بالأمر الواقع وذلك لم يكن بمعزل عن التدخلات القوى المتنفذة داخليا وخارجيا وهذا ما خلق بداية الفساد المزروع !! أي عدم اعارة الأهمية لأحزاب خاضت النظال بأشكاله المتعددة من أجل اسقاط النظام الدكتاتوري والأتيان بالبديل الديمقراطي والذي كان طموح الأكثرية الشعبية لشعب كوردستان المضحي ، ومن ثم بدأت توزع الأدوار السياسية والعسكرية والوضائف المتنوعة على الحزبين البارتي واليكيتي ومنها أعضاء البرلمان والوزراء ومدراء العامين والموظفين في جميع مؤسسات الأقليم بأستثناء القليل من الوضائف اليتيمة والتي لا تشكل أسم ما على ملاكات ومن ثم حارب كل من لم ينتمي الى الحزبين الحليفين وحسب التوزيع الجغرافي والمنطقي والقبلي والشخصي ، وهنا خلقت أرضية للفساد الذي يتحدث به سيادة الرئيس مسعود بارزاني رئيس أقليم كوردستان العراق والمسؤولين الآخرين .وبعد الحرب الداخلية في 1996 . تم توزيع الأقليم الى منطقتين وحكومتين وادارتين والى من ليس معي وهو ضدي !! وزعت الثروات على اثنين التجارة على اثنين التربية على اثنين الزراعة على اثنين البعثيين والجحوش على اثنين والمحافظين والقائمقامين ومدراء النواحي والبلديات على 50% اثنين وكل شيء على اثنين والفساد على اثنين والسطو على العقارات والاستيلاء على السوق على اثنين !! وبالرغم من التطور الحاصل في الدخل الفرد في كوردستان وبناء الأبنية والقصور والشوارع وغيرها من الأمور الحياتية ، الا انها بحاجة الى قانون ومؤسساتية تقوم على حماية حقوق المواطنة وليس قانون الغابة وحصر كل شيء بأيادي المتنفذين  ، ونقول لحكومتنا والمسؤولين أجل نريد كوردستانا متطورة أكثر ونحن جميعا لندافع عنها كما دافعنا عنها في وقت الشدائد , وعلما هناك مشاكل عقارات أخرى تتطلب الحل الموضوعي والعملي ، وعندما يكون الأستثمار على حسابي وأرضي وتأريخي و.... !!!!

 

تفضلوا يا سادتي لكم نموذجا من الفساد في كوردستان نطلب الحق والحل واعادة الأرض لأصحابها ولا نريد التصعيد والمادة ال 140 التي تتحدثون بها ليلا ونهارا طبقوها على انفسكم قبل غيركم وقد سمعنا بتشكيل الوفود والوجهاء لاعادة الأراضي المغتصبة ومنذ سنين وفي عهد النظام السابق وفي عهد حكومتنا الكوردستانية الموقرة نريد الحل ومن ثم الحل،،، ولي عشرات لا بل المئات من القضايا الأخرى لمحاربة الفساد في كوردستان الذي زرعتموه بأياديكم وعليكم بالبدأ بالحل الواقعي والحقيقي وبسقف زمني مرسوم وذلك لأن الحقوق المهدورة منذ عقود تتطلب الجرئة والواقعية والحسابات القانونية ، ولكي كلنا نساهم في بناء كوردستان مزدهرة ومتطورة وآمنة يجب اعادة الحق لأصحابه الشرعيين .

  

 

الأرض كانت تزرع الى 1997 ومن ثم ممنوع الزراعة في 1998 ومن ثم استملكت وباعت وغيرت الأمور بدون الرجوع الى أصحابها الحقيقيين ، بين البلديتين ... بلدية عنكاوا وأربيل لم نعرف ماذا حدث وكيف باعت وغيرت صاحبها الشرعي وكيف جرت الصفقى بين البلديتين أو المسؤولين عن هذا العمل وبالرغم من انابة المحاميين المحامي كوفند بابان والمحامي عبدالرزاق عبد المجيد أحمد

الا ان الأمر لا يزال غامظا !! لماذا لا ترجع وتعود الأرض لأصحابها الشرعيين !!

ومنذ28/6/2005 المعاملة لم تنجز بعد أن استلم المحامي الثاني المعاملة

في 9/12/2009 والى اليوم لم يكن هناك جواب عملي

الأرض أرضنا والوطن وطننا والحقوق ينبغي أن تعود الينا

مقاطعة رقم / 5  ، رقم القطعة  287

رقم الجلد لسجل عقاري 979 /12 ونحن نطالب من المسؤولين في الأقليم وفي مقدمتهم الرئيس كاك مسعود بارزاني رئيس الأقليم ورئيس الكابينة الخامسة لحكومة الأقليم الأستاذ نيجيرفان بارزاني و

رئيس الكابينة السادسة الدكتور برهم صالح وكل المسؤولين من حسم القظية واعادة الأرض الى أصحابها الشرعيين وتعويض سنوات التي تم استغلالها بأسم الأستثمارات والتي لم نعرف من هم بنوا عليها وكيف باعت ومن باعها ولمن وكيف وما هي المادة 140 ، وهل المادة 140 هي جزئين لنا ولكم أم هي للجميع الكوردستانيين ؟ نحن الذين ظلمنا في العهد البائد لا نريد أن نظلم في حكومتنا الكوردستانية ، ونطلب من المسؤولين الاجابة والاصغاء لمطاليب الشعب جماعات وأفراد ومسافة الألف ميل تبدأ بخطوة كما يضرب المثل الصيني



136
حكومات .. قشمر ، لا تقشمر !

سعيد الياس شابو                                                                                               
2011-02-07.                                                                                                   
 
بالتأكيد ومن الواضح للعيان وللطبيعة وللمكونات الشعبية والسياسية والعسكرية والعلمية والعملية أجندة في الحياة اليومية كمسيرة وديمومة من اجل البقاء وتحسين الأداء ..... وهذا الاداء وكل من موقفه وموقعه يتطلب تحسينه وعلى الأصعدة والمستويات المتنوعة والعديدة ، منها الحالة المعيشية الشاملة بدءا بالدخل اليومي والشهري والسنوي والى الصفقات والهبات والسرقات الشرعية واللاشرعية والتوزيعات منها الطائفية والمحاصصاتية والموافقاتية والأجنداتية من أجل التشبث بالسلطة والبقاء من أجل ليس خدمة المواطن وتحسين أداء المسؤول والمتنفذ فحسب ، لابل من أجل تمزيق الشعب الى قسمين متناحرين متقاتلين فيما بينهم بالحجارة ومصر العربية نموذجا !! وأنا عندما أقول الحكومات قشمر ، لا تقشمر ، لا أقصد بأن الحاكم أو الوزير أو رئيس الوزراء هو قشمر . لا أبدا لا أنتقص من قيمة أي انسان وليس التعميم المقصود في موقفي واجندتي الفكرية وتوجهاتي اليومية ، وانما الواقع المزري يفصح على المثل العربي ( الإناء ينضح بما فيه ) .
وميزانية الدول خير شاهد على ما أقوله وتعالوا لندردش ونناقش بعيدا عن الازدواجية والتشنجية التي تعودنا عليها بحكم الدكتاتوريات الحاكمة وعلى طول الخط الساخن الذي تعودنا وأياكم عليه !
 
اليست حكومة قشمر ، لا تقشمر ! عندما يمتلك الرئيس مبارك وحاشيته 70 مليار دولار أو أكثر أو أقل ؟!.....؟!،،،،،،،،؟!********؟!........؟!/////--------؟!
وهل أداء الحكومة المصرية برمتها يصب في خدمة الخونة أم في خدمة الشعب ؟! وهل الفرد المصري الذي لا يمتلك الصمون والخبز والسكن وتطلبون منه السكوت ؟ ولماذا ؟ والمصري بيئول ليه وليه ؟؟
لماذا هذا الاجحاف بحق المواطن والفرد والعائلة والشعب يا قشامر ؟
ولكي لا يفوتنا وضع زين العابدين بن علي الرئيس التونسي الشارد والهارب من وجه العدالة والذي أختلس وسطا على أموال الدولة طيلة عقود !!
وما يحدث في الدول الأخرى ليس بمعزل عن ما حدث في العراق الفدرالي من تغير بواسطة القوى الدولية المتنفذة والوضع ينذر في مصر بمخاطر قادمة فيما لو لم تكن هناك قيادات حكيمة لأخذ زمام المبادرة وادارة دفة الحكم وتجاوز المحن التي أساسا المصريين في غنى عنها ، ولكي لا يقعوا في القعر ومن ثم يطفوا غارقين متعوبين ومن ثم انتظارهم طلقة الرحمة الأخيرة ! وربما الطلقة الأخيرة لن تتيح أن تتنفسوا الا بصعوبة ومن ثم تستنسقون الهواء من حنجرتكم السفلى بدل الأنف والفم !! ومن ثم ناركم تأكل حطبكم كما يضرب المثل العراقي .
ولنأتي الى السكة العراقية وهي الأصل والفصل والأهم بالنسبة لنا ، ونحن نعيش الحالة الأتعس !! يخرج المسؤول ويصرح ويقول بملآ فمه هناك عجز بالميزانية العراقية لسنة 2011 بكذا مليار دولار وكذا ترليون دينار والميزانية للعام الحالي 90 مليار دوللاررررررررر! أو ما يعادلاها من الدينار الطايح حظة !! بعدما كان الدينار العراقي في زمن المقبور كان كل دينار 3,10 دولار أمريكي ، وكان الدينار العراقي محترم داخليا ودوليا ، والجواز العراقي أيظا كان هو الآخر محترم بالرغم من كوننا لا نمتلك الجواز العراقي ! وفي يوم أمس صرح الأستاذ الدكتور نوري كامل المالكي رئيس حكومتنا العراقية الموقرة والمشكلة لوزاراتها حديثا وبعد قال وقيل والخروج من البند السابعععععععععععععععععع !!!!!!! ومن ثم دعم العراقيين ولكل فرد ب 15 ألف دينار عراقي !!! واه واه واه ...لا تموتوا جائكم الخير أيها العراقيين الشطار وأنتم تقرأون الممحي !!
أولا على الحكومة العراقية أن تزيل الأصفار الثلاثة لكي لا يقشمر الفرد العراقي !!! ومن ثم تعديل الرواتب بالحد الأدنى والحد الأعلى للقطاع الدولة والحكومي أي لا يتجاوز راتب الوزير وعضو البرلمان عن عشرة الى خمسة عشر أضعاف الحد الأدنى من الرواتب العراقية ! ومن ثم فرض الضرائب على كل القطاعات التي لها موارد كبيرة حيث تلعب بالسوق لعب وتقشمر المواطن ببضاعتها الفاسدة وسعرها الخيالي وبنسب يوضعها المتخصصين ماليا وقانونيا والخبراء الأقتصاديين وذلك لتقارب الفروق بين فئات الشعب ولكي لا يتهرب المليونير والمليادير العراقي بالدولارمن دفع الضرائب وهل نسيتم ركن من أركان الأسلام هو الزكات 5 % من ما يمتلكونه وخاصة الحبربشية والحرامية ! والعراقي يستلم 30-50-70-90-120-150-230-300- ألف دينار عراقي جورك !!!!!!!!!!!!!!!!!!!! وأنتم وفي كل ساعة ويوم تصرفون على زييكم أكثر من هذه المبالغ !!!!
وهنا نقول وعلى الملأ  للعراقيين وبكل ألوانهم وانتماءاتهم وتوجهاتهم الفكرية .. وحدوا صفوقكم وكفى الاستهتار بالمقدسات والمال العراقي ! وهذا المال يوزع ويقسم وينهب بدون الرجوع الى الشعب . وكفى اللعب والضحك على العقول والذقون ولكي تكون الميزانية العراقية شفافة !!
 
افتراض .. وافتراضيا ، ونفترض في العراق يوجد ( 3 ) ملايين موظف عراقي براتب 1000 دولار للشخص الواحد وهذا المبلغ افتراضي أي ألف دولار أ لآنه هناك من يستلم أقل بكثير من هذا المبلغ وهناك من يستلم أكثر بكثير من هذا المبلغ وهناك من يقول عدد الموظفين لا يتجاوز المليونين والله أعلم . وهناك من يستلم الرواتب أصلا ما باقي في الحياة منذ زمان وهناك وزارات تدفع الرواتب لكل من هب ودب ! و............ّ والواوات كثيرة وعلامات السؤال والتعجب هي الأخرى كثيرة ! ولنفترض ميزانية العراق هي 70 مليار دولار ليس أكثر ! و3 مليارات ستنفق شهريا على الرواتب ، 3 في 12 يساوي 36 مليار دولار سنويا لكون سنتنا تساوي 12 شهرا !
آمنا بالله وبرسله وبكتبهم السماوية ، والباقي من الميزانية بالدولار 34 مليار دولار تقديري وربم أكثر بكثير من هذه المبالغ والأرقام ولو هناك لجنة تشبه لجان الأندية العراقية النزيهة بتقديم الحسابات لما كان هناك فساد يفسد العراقيين ويقتلون بأموالهم !!!
ولكي نوزع الثروة العراقية الباقية على المرافق الحياتية وبشكل مشاريع عقلانية وعملية منها انتاجية ومنها خدمية ... 5 مليارات للشقق السكنية والمساكن , وهكذا للصحة وهكذا للتربية والمدارس  ولا ننسى الكهراء في الدولة النفطية الطايح حظها وهي تعاني من الماء والكهرباء والغلاء والمواد والدواء الفاسد !!! واه واه واه
واهات وبعد الحكم ما مات وانشاءالله كل من لا يعمل للشعب ما يجيد النور وكل عمرة يعيش بالسبات وياكم يا حكومة عراقية وليس مع شخص معين ومقصود لكي لا يسيء الفهم ، فأما الباقي من ال 34 مليار دولار بأمكانكم أن تظيفونه الى قظايا تعجبكم مستقبلا !
وماذا يفعل الفرد المحتاج ب 15 ألف دينار شهريا كتعويض بدل حصة النفط مقابل الغذاء ، أو بالأحرى دعما للحصة التمونية والتي يبلغ مجموعها 500 مليار دينار عراقي أو ما يعادل400 مليون دولار أمريكي ، ما هذا الخبط والقشمرة على العراقيين الفقراء والمساكين !!! ولنتحاسب أيتها الحكومة الموقرة
أولا. كيف تصرفون الحد الأدنى من الراتب أو المساعدة وبتقديركم كم هي أنتم تقررون !
اذا ما أكو هناك دفوعات للكهربائين أي الحكومية المفقودة أصلا والمولدة اذا تواجدت
وهل تدفع أقل من 100 ألف دينار للاثنين في حال تواجدهما أم ماذا ؟ بالطبع السؤال الى وزير المالية والكهرباء ؟
وسؤال موجه الى وزير التربية .. بكم تشتري العائلة التي فيها 3 أطفال أو أربعة أو .... طالب وطالبة في المدرسة وتشتري القرطاسية ومشتقاتها وملابس الزي الموحد والجنط لحفض الكتب ومصروف الحنوت في حال تواجده في المدرسة لشراء مادة يحلون فيها حلوقهم ؟!
وهل هؤلاء الأطفال ليس لهم أصدقاء لكي يحظرون ويشاركون مناسبات أفراحهم وخاصة عيد الميلاد والذي أصبح شائعا بين العراقيين ؟!
وهل هؤلاء الأطفال لا يحتاجون الأزياء الملونة والقضايا الأخرى ؟ أم هم لازم أن يكونوا مسحوقين كما أولياء أمورهم ...عاشوا بالفقر والفاقة والحرمان ؟ وهل لا يحتاجون الذهاب الى الطبيب وشراء الدواء عند الحاجة لا سامح الله ؟ وهل العائلة العراقية لا تشارك أفراح وأحزان أخوانها وأخواتها العراقيين ؟ وهل هذه العائلة ما تركب التكسي ؟ وهل هذه العائلة لا تريد أن تسافر الى أقاربها داخل وخارج الوطن ؟ وهل عند اجراء العملية لا سامح الله تلك العائلة المنكوبة تتمكن من دفع عدد من الأوراق لتلك العملية ؟ وهل هذع العائلة يحق لها أن تسافر وتمتلك الجواز العراقي ؟ وهل لا تريد هذه العائلة من شراء آثاث المنزل وتبدلها بعصر العولمة وهل أفراد هذه العائلة ليست بحاجة الى الهواتف النقالة والداتمة والأنترنيت لكي تدخل الفيسبوك وتكون في الصورة لما يحدث حواليهم ؟ وهل تعرفون احتياجات العائلة العراقية من المأكل والملبس والمشرب و........................................ ؟أم ان 200 ألف دينار كافية ؟!
نحن وأنتم لنتردد
لا للفساد الاداري والمالي
لا للمحسوبية والمنسوبية والمنافقية
لا للظلمة الحالكة في دولة يوجد في عقول عباقرة
لا للفروق الواسعة والشاسعة بين رواتب المجتمع العراقي
لا للسكوت على الخونة والمجرمين الذين تلطخت أياديهم بقتل البريء
لا للحزبية والقومية والطائفية والمحاصصاتية الغير نزيهة التي دمرتنا جميعا
نعم للمواطنة ودولة القانون والمؤسسات والتشريعات التي تحفظ حقوق الفرد
نعم من أجل خطة سريعة تحل فيها مشكلة الكهرباء المزمنة ووضع حد آني
نعم لتعديل الرواتب ودراسة الواقع العراقي وخاصة الفقراء منهم ، كفى!
نعم للدولة العراقية النزيهة تعطي حقوق القوميات والأديان والشعوب
نعم من أجل صحة المواطن أولا وليس صحة المسؤول أولا
نعم للعدالة الأجتماعية التي يسودها الأمان والمحبة
نعم في كل بيت شبكة الأنترنيت لتوعية الفرد
نعم للحكومة التي تقدم خدمة
للمواطن وليس ل !

هل يحق لنا أن نسكت ونحن في دولة نفطية وبعد السقوط 8 سنوات والعراقيين يعانون من الماء والكهرباء والصحة والغلاء والخدمات المتنوعة كالسكن والنقل والمدارس والأمراض وتبليط الشوارع وبرك المياه الآسنة وغيرها من القظايا التي تخص المواطن !
وهل يتذكر المواطن العراقي الميزانيات لسنوات بعد السقوط ؟ أم ان قبل الأنتخابات ستوزع صكوك الغفران لشراء الذمم ؟ وهل تعرفون ما قصة قشمر لا تقشمر شني هي ؟
العام الفائت كنا في سفرة لكي نلتقي الأهل في العراق الفدرالي وبالذات في أربيل عاصمة أقلين كوردستاننا العزيزة وهي الأخرى تعاني من مشكلة الكهرباء والفساد ومنها قريتنا الحبيبة عنكاوا الباسلة . وكان ابني وابن أختي يلعبون ( الدامة ) أي الشطرنج المتخلف ، لكون ابني أكبر بسنين من ابن أختي وهو يجيد لعب الشطرنج والدامة ولكون ابن اختي كانت لعبة الدامة جديدة عليه وهو يضرب شاطي باطي وينقل الحجارة بغير قانونها واصولها ، وبما ابني يضحك وكأنه مسيطر على اللعب ، فرد ابن اختي قائلا .... قشمر لا تقشمر !
 
ونحن نقول لا تقشمروا على شعوبكم لأن العصر لا يرحم والله يمهل ولا يهمل وأوكد بأنني لا أقصد أي رئيس حكومة أو وزير أو حاكم وانما رباط الحجي يتطلب أن يكون للموضوع موجه للحكومات الطرشاء الخرساء !!
 




137
النظام الغير مقبور !!

سعيد الياس شابو                                                                                                
17.01.2011.                                                                                                   
 
 
بعدما تناولنا عن الجزيء وليس الجزء من النظام المقبور الشمولي في حكمه وارهابه وتسلطه على رقاب العراقيين وطيلة عقود مضت وما جرى وحدث من ردود أفعال مقابل تعنت النظام وحتى مجيء (العلوج) لاحتلال العراق ودخول تلك العلوج الى الأرض العراقية بينما الاعلام العراقي والمتمثل بوزيره محمد سعيد الصحاف لم يقر دخول القوات الأمريكية الى العراق والمسمات ب ( العلوج ) من قبل سيادة الوزير حفظه الله ورعاه !
والكل يجب أن يصدق ويبارك ما قاله الصحاف والى لحظة السقوط الأخيرة في 9/4/2003 . ومن ثم نهاية الدكتاتورية الحاكمة في العراق كدولة وحكومة منتخبة بنسبة 99.99% . انها نسبة غير قابلة للتراجع والمساومة والجدل لكونها نازلة من السماء وهذا الواقع كان ديالكتيك العراق وتطوره !
ولكي لا نخلط الأوراق ولا نفقد رأس الخيط من الأفضل أن نعود الى النظام الغير مقبور أو النظام اللامقبور وهو حي بعد لم يقبر !! ، وهذا النظام الذي هو الوريث الشرعي للنظام المقبور وأضربلكم مثلا ، لكي لا يكون الحديث عابرا وكلاما للاستهلاك المحلي .... ففي 1963 جاء النظام المقبور بقطار أمريكي وهذا ما يعلمه الكثيرون من العراقيين وخاصة المعارضة للنظام القمعي المقبور ! وصالح مهدي عماش الذي ذكر ذلك في مذكراته وهو كان من الرؤس المتنفذة في النظام المقبور عند مجيئهم للسلطة في 8 شباط الأسود 1963 .
والنظام الغير مقبور ...جاء أيظا في العربات الأمريكية في 9/4/2003 . ولكن في ذلك الوقت كانت القطار الأمريكي ( وسخ ) والأن العربات الأمريكية ( نظيفة ) دسمة خالية وركوب الموجة هي من سمات العصر ويحرم على اولئك من الناس وحلال علينا  لكونها هذه المرة العربات مذبوحة على الطريقة الاسلامية ووجهها للقبلة لأنها جاءت من المملكة العربية السعودية والدول الاسلامية الأخرى!
 
من هو النظام الغير مقبور وماهي ماهيته وكيف يحكم وكيف يقبل بالسرقات ويقتل العراقيين ويدافع عن المجرمين ويحميهم ويكافئهم ويقبل بالمحاصصة الغير نزيهة وكيف يحرم العراقيين من الاعالة الاجتماعية وكيف يودع أرصدته في البنوك في الخارج وكيف يوزع الثروة وكيف يسطو على العقارات وكيف يبدع بالتخلف وتزوير الشهادات وكيف يعين بالفساد المالي وكيف يناقشون ويؤجلون القظايا المهمة ومئات القظايا الاخرى تبقى في ضمن السؤال وبعلامات التعجب ؟!
 
بما أن نحن عراقيين ضحينا وقاومنا النظام المقبور واسقطناه وليس بأيادينا وسواعدنا ونريد ونبغي الحقيقة فيجب علينا أن نصارح بعضنا بعضا لكي لا نقع في المستنقع الذي وقع فيه النظام المقبور في العراق أيام الدكتاتورية البغيضة ، ولا يجب خلط الأوراق وأن نساوي بين النظام المقبور واللامقبور .
والكل يعرف كيف هرعت قوى المعارضة الى أمريكا وبريطانيا وقبلها في صلاح الدين أربيل للاتفاق على التعاون فيما بينها على اسقاط النظام السابق وخصصت الولايات المتحدة الأمريكية 90 مليون دولار أمريكي كوجبة أولى كمساعدات لتلك القوى التي كانت تمثل المعارضة واليوم أصبحت في سدة الحكم المحاصصاتي الطائفي القومي والمذهبي بعيدا عن جوهر الديمقراطية الحقيقية التي ستؤدي بنا من جديد الى الهلاك ان لم يكن اليوم فغدا بأنتظارنا وهذا ما لا نحبذه أبدا لشعبنا الذي قدم بما فيه الكفاية من التضحيات الجسام وعلى مر العقود الغابرة والباقية آثارها الى الأجيال القادمة .
والكل يعلم ان في العراق أيادي عديدة تستخدم باذكاء الصراع الطائفي والقومي والمذهبي والديني والشعبي والمناطقي وذلك لعدم استقرار العراق وشعوبه أو بالأحرى شعب العراق المضحي وبكل تلاوينه العريقة والجميلة وان تغير مفهوم الشعب اليوم لو قورن بوقت ثورة العشرين والانتفاضات التي زعزعت الأنظمة البائدة في وثبة كانون 1948 وفي حزيران 1967 وفي انتفاضة 1991 وأخيرها في سقوط النظام ونعال أبو تحسين خير شاهد على العصر !
ماذا إذن بعد السقوط ؟ بعد السقوط وجاءت المعارضة لتذكي وتظيف على ما ارتكبه النظام المقبور ، بعدما كانت السرقات من قبل النظام المقبور بالطول ! فأصبحت بأيادي النظام الغير مقبور بالطول وبالعرض واضرب بالعشرة وبالمئة وبالألف وبالمليون وبالمليار ولا توقف أبدا ! واصبح الثراء عند البعض هو همهم الأول والأخير والتلاعب بأموال الدولة المنقولة والغير المنقولة لهم ولحاشياتهم ولتوابعهم ولشركائهم لا يطاق وبعد أن ملأت خزائنهم الداخلية من العملات المتنوعة أصبحت تفكر بتصديرها للخارج وايداعها في البنوك وشراء المصالح في الدول العديدة والعقارات وذلك لحسابات مستقبيلية كما حدث للنظام المقبور ، أي ايداع 5% من حصة مبيعات النفط في بنوك سويسرا .
فاما على مستوى التعينات في سلك الدوائر المتنوعة منها العسكرية والمدنية مقابل مبلغ من الأوراق ذات الفئة 100 دولار والحصول على العمل للشخص الذي لا يحب المساومة والمحاصصة وذلك دخلت سلك الشرطة والعساكر اناس لم ولن يريدوا خير العراق والعراقيين ومن ثم البدأ بالتخريب والقتل وبيع الطريق واسلاكه مقبل الأوراق التي تم تعينهم بها ، بغية رجوع المبلغ الذي نفق على التعين ولم يقفوا عند ذلك الحد بل أرادوا أن يثروا بذلك مادام هناك من يثري بمدة 6 أشهر فقط وذلك عبر الصفقات .
 
والنظام الغير مقبور هو امتداد للنظام المقبور وشريكه في الكثير من القظايا التي حدثت للعراقيين وأن لا كيف تمرر القضايا على العراقيين وليس للمرة الأولى سرقة البنوك وما فيها وقتل حراس تلك البنوك وكيف تفتح السجون ابوابها لكي يفرج عن الأرهابيين والمجرمين ولأكثر من مرة كما حصل في بغداد وبصرة والموصل والسليمانية وأماكن أخرى !
لماذا يتم السكوت عن مزوري الشهادات الجامعية والمدرسية الأخرى واناطة المسؤوليات والمناصب بأشخاص مزورين للمبادي الأنسانية ... الا وهي العلوم والمعرفة والآداب والأخلاق والأقتصاد ؟!
 كيف يقبل البرلمان والحكومة في زمن النظام الغير مقبور على نفسه أن يكون راتبه ومخصصاته أكثر من 200% أو 300% أكثر من الراتب العادي ؟!
فبأي شريعة دينية وأنتم مسلمين تقبلون هذا الشرع وهذا التفصيل ؟ وهل تتذكرون عندما كنتن في المهجر ومناهضي للقمع والدكتاتورية ومعارضي النظام ووعدتم بالاحسان والتفاؤل والمساوات والقيم الانسانية ؟
وكيف تقبل المرجعيات بهذا الفرق الواسع والشاسع للحالة المعيشية المزرية للبعض والمنتعشة للبعض الآخر الذي فرض نفسه حاكما عبر تلك المحاصصة البائسة والمنبوذة في المجتمعات المتطورة والتي عاش وترعرع فيها أغلب حكام المتربعين في العراق في أوروبا والغرب المتنوع والذي لا يمكن لعضو البرلمان في أوروبا أن يكون راتبه أكثر من 5—10 أضعاف الحد الأدني والذي يقدم كمساعدة اجتماعية للعائلة والفرد ، اسألوا أنفسكم أيها السادة الجالسين في البرلمان والحكومة !!
والرابط بين النظام المقبور والغير مقبور هو الديالكتيك بالأفعال والمناصب والثراء والثروة الغير النزيهة وسماح للنفس بعدم سؤالها ولم لمرة واحدة أفعلوها أيتها السيدات وايها السادة ... اختاروا 325 شخصا من الشارع العراقي بدون الرجوع الى المحاصصصصصصة وقولوا لهم كم تقبضون وأنا أقصد الفقراء منهم ؟ ومن ثم ابدأو بالكلام وقولوا أيها العراقيين نحن عند حسن ضنكم ! في هذا الشهر سنبدل رواتبنا برواتبكم !! أي كل عضو برلمان وحكومة يستلم 300 ألف دينار! ويسلم راتبه الى الفقير المحروم العراقي سواء كان مسلما أو مسيحيا أو ايزيديا أو صابئيا أو ما خلق من التسميات الجميلة ، وانظروا كيف سيكون رد فعلكم ايها السادة ممثلين الشعب المنكوب والمغضوب على أمره في العصرين المقبور والغير المقبور !!
الستم شركاء في الجريمة وسرقة قوت الشعب وتقبلون أن تكونون أكثر انسانية من 200 الى 300 مرة من الانسان العراقي العادي ؟!
عشرات القضايا الأخرى تعملون بها للاستحواذ على ثروة العراق والعراقيين وأموال الدولة والكل راضيين وبأيماءات مخجلة معبرة عن الرضا !
ألا يحق لنا نحن العراقيين من ضحينا بالغالي والنفيس من أجل اسقاط النظام المقبور من حقنا بالتعويض لسنوات العمر ؟ لماذا توزعون صكوك متنوعة مالية وصكوك الغفران السياسية بحجة هذا مجتث وهذا غير مشمول بالاجتثاث وهذا مجرم وهذا غير مجرم ؟ وهل تعوضون من وقع في سجونكم ولمدد متفاوتة ومن لم تثبت ادانته بالتعويض المادي والمعنوي لكي تصبح عبرة للدولة العراقية ؟ أم هي صفقات وشراكة غير نزيهة ؟ أم هي حكومة عفى الله عما سلف ؟ واذا كانت حكومة عفا الله عما سلف يعني لنقرأ عليكم الفاتحة مسبقا !! لأن المجرمين ان لم يعاقبوا فهذا يعني ان الصالح والطالح كلاهما يذهبون الى الجنة!!
واذا المجرم والسارق والقاتل لم يحاسب فما فرقكم عن النظام المقبور ؟!
ونحن نعرف جيدا ان هناك من ركب الموجة واحتل أماكن وهو كان في النظام المقبور يؤذي الشعب واليوم هو ليس بأقل من يوم أمس وتحت مسميات أخرى يعمل بسكون متظاهرا اخلاصه للحزب أو الطرف الذي انتمى اليه ، فحذاري من هوية الهؤلاء الذين يمثلون بدورين وبنفس القناع مما يتطلب الانتباه من سوابق هؤلاء المسيئين للشعب والدولة والعراقة العراقية .
 
لذا نطلب من الحكومة والبرلمان المؤقرين العمل بجدية والموضوعية لوضع النقاط على الأحرف واعادة الحق لأصحابه ورفع الغبن عن الذين دفعوا الثمن غاليا ولم يعير لهم أي أهمية وهناك ذوات الياخات البيض يتمتعون ويستلمون وينهبون ثروات البلد المضحي  ونحن جزء منه .
وهل يفكر النظام الحالي من بناء مدارس جديدة يكون بنائها متطور بحيث يكون في المدرسة مطعم جيد مدعوم من الدولة وليس تأجيره مقابل الملايين من الدنانير ومن ثم غبن الطلاب ، وفي المدرسة أن يكون هناك مختبر متطور للفيزياء والكيمياء والأحياء ، وحديقة واسعة وأماكن لهو الطلبة اثناء الفرصة ؟ وهل تفكر البلديات بعمل أنفاق أو جسور لعبور الطلبة أثناء ذهابهم للدوام المدرسي ؟
لنبدأ من المدارس أيها البرلمان والحكومة العراقية المؤقرتين ولا تنسوا بدربكم أن يكون لكل طالب مساعدة طلابية لكي يواصل التعليم والدراسة لأنهم جيل المستقبل المفرح




138
النظام المقبور !
والنظام الغير مقبور !!

سعيد الياس شابو                                                                                    

2011.01.10.                                                                                      

 

كثيرا ما تحدث العراقيين به بخصوص النظام المقبور في الوسائل المتاحة لهم وعبر القنوات التلفزيونية والاذاعات والصحف والمجلات والكتب وفي المواقع الالكترونية والنقل المباشر عبر الأشخاص والجماعات والأحزاب في ندوات مباشرة ومقرونة بالصور وشهود عيان عاصروا تلك الحقبة الزمنية من تأريخ الدكتاتورية الحاكمة والجاثمة على رقاب العراقيين والتي طالت أكثر من المتوقع وانتهجت وسلكت في طيات الحقبة الزمنية أشكال قل نظيرها في العصر الحالي الا في الدول المماثلة للعراق التأريخي !!

وللتأريخ وجهان !! ، وجه .. دون واقع الحال التي مرت به البشرية وعبر العصور التأريخية منها المكتوب والمرسوم على الحجار على شكل صور ومخطوطات ومنه المكتوب على الجلود وفي الصفائح المتنوعة ومنه ما دون في الكتب القديمة والحديثة والبشرية والشعوب والدول أخذت منه مصدرا للدراسات والعلوم المتنوعة منها القانونية والفلسفية والاجتماعية والطبيعية والفلكية واللغوية والاقتصادية وغيرها من القظايا التي تخص تتطور البشرية عبر المراحل التي قطعها الأنسان بدءا من المشاعية البدائية وحتى عصرنا هذا عصر الرأسمالية المتطور!

والعراق وحضارته وشعوبه وتربته هو جزء لا يتجزء من هذا الكون المليء بالمتغيرات عبر الأزمان وقد دون تأريخيه في الكثير من الأماكن المتنوعة في الجبال والسهول والهضاب والأنهر وعندما نتحدث عن العراق وقدمه لا نريد الغوص في ( كن أحنة وكن أنتم )* ، بل نريد التحدث عن واقع الحال وعلى حقيقته المكتوبة !!!! ففي الجبال يصرخ التأريخ للصور الحية للحظارة الكلدانية والآشورية والسريانية وفي سهول نينوى أليست حظارة نمرود وقلاعها تحكي للتأريخ المنسي ؟ وفي القوش المناضلة أليست الأديرة والجبال وأنفاقها من صناع حظارتنا ؟ ففي السليمانية وجبل قرداخ شاهد على حضارتنا وفي طاسلوجة وأماكن اخرى توجد شواهد حية على ذلك التأريخ، وفي دهوك وتوابعها ألم يوجد معالم حظارتنا في مناطق متنوعة منها في العمادية وعقرة وخنس وعشرات المناطق الأخرى وفي أربيل وقلعتها والمناطق التي تخوم محافظة ( هه ولير ) العاصمة منها أديرة ربن بويا والمزارات الأخرى القديمة وفي عنكاوا القصرة الذي حفر بحفرات من المفروض أن لا يمسه أحدا ولآي سبب كان لأن البحث عن الآثار في المواقع الشامخة غير مسموح به ! بل يجب البحث عن الآثار في الأماكن المخفية والمطمورة ! ولكن تأريخنا ينبش تدريجيا ويختفي تدريجيا !!

ففي الجنوب العراقي وبالذات في المدن المقدسة النجف وكربلاء هناك آثارنا تصرخ للقاصي والداني من الأديرة والكنائس المطمورة والمندثرة تحت الرمال وعبر التأريخ شوه تأريخنا بأسم الصليبين تارة واخرى لكوننا أهل الذمة والثالثة نحن تبعية الغرب الامريكي والبريطاني وما عجبهم من تسمياة تليق بهم ويدونوها في مذكراتهم المريضة بغية محاربتنا وقتلنا وتشريدنا وحجز والاستيلاء على أموالنا المنقولة والغير منقولة ومن ثم البكاء علينا وتذريف دماء التماسيح الفتاكة !! وشاهد من شهود العصر على الجرائم التي ارتكبت بحق شعبنا في قتله وذبحه في وضح النهار وأمام أنظار الجميع حكومة وأحزاب وكيانات !!! والكل يتباكون علينا ويستعطفوننا برحمهم وسخائهم ويعتبروننا الحلقة الضعيفة الرقيقة قابلة للوي والانطواء بسهولة ! بينما نحن قدمنا مالم يقدمه الآخرين في هذا البلد ومنذ عصور .

ومن الناحية الأخرى التأريخ من وجهه المزور ويكتب بأيادي مريضة وخبيثة ومجبرة تحت استخدام سيط الحكام الدكتاتوريين وشراء الذمم عبر صرف الأموال الطائلة لمدح هذا وهذاك وتدوينه في الصفحات المظلمة وأضرب مثلا على ذلك الحرب العراقية الايرانية ( قادسية صدام )! والتي ادعت بانها انتصرت على الفرس بعد ثماني سنوات من القتال الانتحاري والذي ذهب ضحيته الملايين من القتلى والجرحى والمعوقين والأيتام والأرامل وناهيكم من الخسائر المادية والتي كان بالامكان بناء دول حديثة بتلك المبالغ التي انفقت على الحرب الطائشة والتي دامت ثماني سنوات وبدون توقف .

 

ولو تعمقنا بماهية النظام البائد المقبور وتكوينه ومنذ ساعة حكمه على العراق والعراقيين أي في يوم 8 شباط الأسود 8/2/1963.وحتى ساعة سقوطه في 9/4/2003 . لنرى العجيب والغريب والمستحيل لما حدث للعراقيين من قتل ودمار وخراب الآنسان والبيئة والجغرافية والاقتصاد والحرمان والعوز والدمار والاستهتار بالمقدسات الخاصة والعامة وتدمير الشخصية العراقية وسحقها ومن ثم تزوير الواقع والتزمير للحزب والقومية وعبادة وتأليه النظام والشخص !!! وربط كل ما هو تأريخي بتلك النظرية القذرة التي تمدح الكتاتور وزبانيته وحاشيته المريضة وتحقيق الرغبات القيادية الانفرادية ومن ثم ترهيب ومحاربة كل ما هو غير مرغوب فيه من الانسان والى خلق أرض جرداء خالية من الأنسان. ومن غرائب النظام المقبور :- تسيس المجتمع حسب خططه وأهوائه القمعية المريضة والتي أدت الى تفسخ المجتمع برمته ، وبعيدا عن التعميم أنا لا أقصد الكل !

وكيف حدث هذا التفسخ ؟ ومن أية نظرية استمد النظام المقبور نظريته القمعية الصفراء! وكيف بدأ ؟ الكل يعرف ان تأريخ العراق القديم ليس عربي ، وحكمت العراق حظارات وشعوب عديدة منها من بنت الحظارة ومنها من نهبت ودمرت وقتلت التأريخ وزورته عنوة وأصبح تأريخ مدون في الكتب ودرس في المدارس المتنوعة ، وأنا بصدد النظام المقبور ومنذ مجيئه تحكم بقتل العراقيين وبجميع تلاوينهم التي لم تطيعه وتمرر مآربه وقال بالحرف الواحد ( ان كل من عاش في البلاد العربية وترعرع فيها وأكل من خيراتها ) فهو عربي ! بونكت سلوت : يعني نقطة انتهى ! ليس الموضوع قابلا للنقاش.

كيف تسيس النظام العراقيين ؟ فمنذ مجيئ النظام ومنذ اللحظة الأولى كان الحرص القومي والأجهزة القمعية الأخرى أودعت العراقيين في السجون والمعتقلات المتنوعة وقطعت رواتبهم وحجزت أموالهم وقتلت من قتلت بحجج متنوعة منها الشيوعية ومنها الكوردية الثورية ومنها الاسلامية ومنها الشعوبية ومنها من لم ينتمي اليهم وحزبهم القومي العروبي ( أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة ). وطال الوضع لعقود من الزمن حيث تربت عليه أجيال والملايين من العراقيين الذين لم يكن بمقدورهم التصدي المطلوب لتلك المفاهيم والوقائع لكون النظام المقبور كان يمتاز بواقعه التسلطي وبأستخدامه المفرط للقوة أزاء كل من فكر بالتظاهر والعصيان والتنكيل حتى بالمقدسات الدينية والاجتماعية ومن ثم محاسبة المعارضين حتى الدرجة السادسة من القرابة أي الحكم على العائلة الكبيرة وعقوبتهم دون أن يرتكبوا عمل ما ،ضد الحكومة كحمل السلاح والقيام بالتظاهر أو قتل ممثل حكومي وما شابه ذلك .

 

وبهذا أصبحت الدولة والحكومة العراقية دولة بوليسية قمعية تتعامل بالحديد والنار ، ولاتقر الواقع ولا تؤمن بالمعارضة السياسية والمجتمعية والدينية والاجتماعية والفردية والاقتصادية , وسمحت الدولة البوليسية لنفسها أن يكون لها كل شيء مباح وتحت التصرف وأصمت آذانها وغير آبهة الرؤية وحاجبة له كل ما لايروق لها !! ومن ثم عدم الاصغاء لأي صوت وحتى صوت البلابل أصبح حزينا في النظام المقبور ، ودمرت آلاف القرى في كوردستان وقتلت عشرات الآلاف في الأنفال سيئة الصيت وفي حلبجة والبارزانيين وفي السجون والمعتقلات ، والحديث عن تدمير قرية واحدة هو صعب المنال وكيف بالآلاف ومن فيهم ! ، ودمرت الأهوار وقتلت الحياة في تلك الأهوار ! وقام النظام المقبور بالحروب المفتعلة منها الداخلية والتي طالت كثيرا وأزهقت الأرواح الكثيرة من الفسيفساء العراقي الجميل والذي كان مرغما بالاملاءات عليه وتنفيذ مآرب الفئة المتسلطة على رقاب العراقيين ، وافتعال الحروب الضروس والتي راح ضحيتها الملايين من القتلى والجرحى والأيتام والمعوقيين والمحتاجين والمرضى وخلق حالة فوضى واستياء لدى الكثير من العوائل التي فقدت معيليها وأبنائها ، ورغم تكرار بعض الكلمات بخصوص الحرب الا أن الموضوع شائك وهناك من فقد أكثر من واحد في تلك الحروب وهناك وصل عدد المقتولين في العائلة الصغيرة الواحدة الى أربعة وخمسة ولربما أكثر ! يا لتفاهة الموقف ! وهل التأريخ يروي قصصه لآجيال قادمة كما هو أم عفا الله عما سلف ؟!؟!؟!؟!؟!؟!

وخلقت الحرب مع ايران والتي دامت ثماني سنوات عجاف مليئة بالمفاجآت والقصص الغريبة العجيبة والكتب والمجلات والجرائد لا تستوعبها لو سرد العراقييون جزء منها وليس الكل !

فأما تدمير البيئة العراقية والجوارية وخاصة بعد الانسحاب من الكويت واحراق وتفجير آبارها النفطية ووصول الدخان المتلوث الى الدول البعيدة منها الباكستان والهند  والدول الاخرى وحتى مزارع الشاي أصابت بتلك الدول بالتلوث ناهيكم عن الأنسان والحيوان والطير !!!

وبسبب عنجهية النظام المقبور وقادته التي أودعت السجون الأمريكية وتصريحات أولئك القادة المجانين كانوا يصرحون وعلى الملأ ، بأننا بقد الروس والأمريكان قوة وعلما وثفافة وتسليحا !!!!.

 

فأما البكاء على العرب وتحطيم القضية الفلسطينية هي من صناعة النظام المقبور واستخدام صواريخيه بعيدة المدى والغير فاعلة التي استخدمها بالضد من اسرائيل وعددها ال 17 صاروخ التي اطلقت من العراق وبأتجاه الدولة العبرية التي يتعاملون معها معظم الدول العربية وينكرون ذلك التعامل وما وثائق (الأخ)ويكليكس الا دليل على ما آل اليه النظام المقبور ! ومن ثم دفع ثمن الصواريخ ال 17 ، التي أطلقت على اسرائيل 17 مليار دولار أمريكي , يعني صاروخ بمليار , وبالطبع هذا من القوت العراقي الذي حرم من الكثير ، فأما سعر صناعة الصاروخ وتكلفته ....مو مشكلة أبدا !

وهنا يكمن بيت القصيد عند النظام المقبور اكذب ومن ثم اكذب واكذب الى أن يصدقوك(غولز الألماني ) في عهد هتلر.

الحرب مع الكويت واحتلالها وتركها وانسحاب النظام المقبور منها أرتبطتنا في مسائل اخرى جهنمية كبيرة منها زحف القوات الأمريكية والدولية ومن ثم تهيئتها وتجريب أسلحتها الفتاكة على رؤوس العراقيين والخلاص من المخزون القديم ومدفوع الثمن من قبل نحن العراقيين!  وخلق حالة التقسيم والفوضى بين العرب أنفسهم والعراقيين على السواء بين المؤيد للحرب من عدمه .

ومن ثم تقديم التنازلات العسكرية في خيمة صفوان البصراوية للجانب الأمريكي والتي قيدت وأجمدت القوات العراقية في معاقلها مما أدت الى تحطيم قدرات النظام المقبور على المناورة ونكس النياشين العسكرية العراقية ووضعها في عنق الزجاجة مما أدى الى خناق الآلة العسكرية وتجميدها وخير دليل على ذلك عدم مجابهة القوات الأمريكية عند احتلال العراق في 9/4/2003. الا لساعات وأيام محدودة .

ومن ثم بقاء العراق لسنوات تحت طائلة البند السابع والتي جربت كل المواد الغذائية القذرة والسيئة لتتخلص منها تلك الدول ولكي تجرب برؤوس العراقيين ، ولا ننسى الدواء الفاسد الذي تناوله العراقيين وقصرت أعمارهم وأصابت أطفالهم بأمراض تبقى للأجيال القادمة تصرخ الموت للنظام المقبور والخزي والعار للدكتاتورية القمعية التى كانت ضحاياها بالملايين !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! !

 

فماذا على الصعيد الشعبي ؟ وكيف نتطرق الى النظام المقبور بمقالة متنوعة الجوانب تكون قد أوفت بما حدث للعراقيين ؟ وهل بأمكان أحد أن ينكر ما فعله النظام المقبور وعلى مدى عقود 4الى 5 من القرن المنصرم وحتى يوم سقوطه ؟ وهل بأمكان أحد ما في وزارة ( الأحصاء ) ان وجدت تلك الوزارة المهمة والتي بحاجة اليها حكومتنا الحالية لتظيفها الى وزاراتها الأربعين وتصبح 41 وزارة بريقة وخافتة الضوء في العراق العتيم والخالي من الضوء الحقيقي الذي يحتاجه العراقيين وليس العطف عليهم ومنحهم من سخائهم !

ماذا ولو بأختصار أن نتطرق ولوبجزئيات ما فعله النظام المقبور بالعراقيين ؟

أولا .. نهب ثروات العراقيين ووضعها في بنوك وحسابات خاصة في الصناديق الداخلية والخارجية .

ثانيا .. القتل العام والخاص للبشر العربي والكوردي . السني والشيعي , المسلم والمسيحي والصابئي والايزيدي ،،،،، والتركماني والكلداني والآشوري والسرياني ،،،،، والشبكي والكاكائي ،،،،،،،،، والشمالي والوسطي والجنوبي !!!

ثالثا.. فسخ الأنسان العراقي اذا صح التعبير وعذرا من الشخصية العراقية التي قدمت الكثير وقارعت الدكتاتورية وناضلت ودخلت السجون والمعتقلات وقدمت أغلى ما تمتلكه من أجل عدم الرضوخ والابتزاز وحملها هموم وطنها وشعبها .

رابعا .. الرابط بين تفسخ الفرد والمقاومة هو من صنع الدكتاتورية البغيضة التى اجبرت العراقيين على الأنتماء الى المؤسسات الدولة القمعية وحكامها الدكتاتوريين وفرض عليهم انتماءات بمحض اراداتهم ومن ثم السير في ركاب المخططات الجهنمية التي يرسمونها في أروقتهم المظلمة ومنها أقبية الحزب والأمن والمخابرات ودس السموم بين المواطنين من جهة وبين احزاب المعارضة من جهة أخرى والأستفادة من السياسات التي تبناها ( فرق تسد ) وستبقى تلك السياسات لأجيال قادمة وما خلق من التناحر بين الأحزاب الكوردية والعراقية في السنوات الماضية ما هو الا ابتكارات النظام المقبور وزبائنيته المستفيدون .

خامسا..لكي لا أطيل عليكم كثيرا الخسائر المادية التي الحقت بالعراقيين من النظام المقبور لا تحصى ولا تقدر وكان بالآمكان بناء عراقيين متطورتين كأي دولة أوروبية لا تنقطع فيها الكهرباء والماء والمساعدات الاجتماعية وتكاد تكون أرقى الدول في العالم وحتى لو يكن الفساد فيها 10% ولم يكن يؤثر على المجتمع كما هو حالنا اليوم .

للموضوع بقية بخصوص النظام الغير مقبور!


139
هل ان الدولة العراقية
فاسدة حقا أم ؟!

سعيد الياس شابو                                                                                        
2010.12.23.                                                                                         
 
لو تجردنا أرضا عن الشعب أو العكس ان تجردنا الشعب عن الأرض ، فسيبقى لدينا الأرض الطيبة من المساحات الواسعة والشاسعة فيها الجبال الشامخة والسهول والوديان والهضاب والأنهر والجداول والعيون العذبة والكبريتية التي تشفي المرضى ! وأهم من ذلك نحن العراقيين نمتلك صحراءا في العراق تكفي العشائر وليس العشيرة !،وهنا أنا بصدد الأرض العراقية الطاهرة بكوردستانها ووسطها وجنوبها التي هي براء من المتاجرين فيها فيما لو لم يصونوا تلك البقعة التأريخية والخارطة المتفق عليها دوليا وجغرافيا وهندسيا وشعبيا وقبليا وحكوميا وجواريا وحتى عائليا !
 
وان ما يتواجد في باطن الأرض وفي المياه هو أكثر بكثير مما نتوقع !! ففي باطن الأرض توجد أنواع الغازات منها يمكن استخدامها كوقود يفيد البشرية والقسم الآخر التي تدمر البشرية نتيجة تلك الغازات تحدث انفجارات وهزات أرضية وبراكين مما يؤدي ال الدمار لمناطق مأهولة بالسكان وتلف المحاصيل الزراعية وغيرها من المضررات التي لا تخدم بل تضر البشرية .
 
وجغرافية العراق لها خصوصيات متنوعة تختلف عن بعضها البعض مناطقيا وذلك نتيجة جملة عوامل بيئية ومناخية وفيزيائية حصيلة وناتج الملايين من السنين وربما المليارات وليس الملايين والله أعلم بالتأريخ خالق الكون والكل يشيد بوجوده وأنا واحد من الكل.
والدولة أو الأرض العراقية التي شهدت جملة وعدد من الحظارات المتمثلة بالسومرية والبابلية والكلدانية والآشورية والأكدية وعشرات الأسماء الأخرى الجميلة الى يومنا هذا ينعمون بخيرات تلك الأرض المعطاء والتي أغدرت وعجزت من ساكنيها طيلة قرون وعقود وفي الكثير من الأحيان تشكو ولكن لا تصرخ بحق المقصرين من العراقيين ناكري الجميل وممزقي التأريخ والحضارة وجالبي التصحر عنوة وقاتلي الزرع والنخيل والخضار !!!
 
لماذا الأرض العراقية مقصرة اتجاهكم ؟!
كلا وأبدا ... الأرض هي هي نفسها المعطاء ومنذ الأزل ورغم التغيرات التي حدثت عليها ولكنها لم ولن تتنازل عم مبادئها التي خلقت من أجله وهي مستعدة لقبول و لتنفيذ الأجندة والمتغيرات التي تخطط على سطحها وهي ساكنة غير ناطقة وحتى أن تكون تلك المشاريع غير راضية فيهم ! الا أنها ذات صبر أكبر من صبر أيوب !! وأيوب صبر كثيرا وكثيرا الى أن وصل الدهر بنا الى يومنا هذا !
 
وتصرخ الأرض العراقية في هذه المرة وللوهلة الأولى ألم تستخرجون المياه الجوفية من باطني ؟ وهل لم تستخرجوا النفطات من عمقي وتبيعونه بأسواق متنوعة للتدفئة والصناعة ونقوده تذهب الى حساباتكم الخاصة والعامة ؟! وهل فكرتم في يوم من الأيام بتقليل تصحري وذلك بتخصيص حصة من البيترودولار ! لكي أعطيكم أوكسجين بدل الثاني أوكيسد الكاربون القاتل ! وهل فكرتم بأن للأرض حقوق وهي متنفذة الواجبات مسبقا ؟! وهل ستقللون من ملوحتي في الجنوب العراقي من حصة البترودولار ؟!
وهل تتذكرون الشهداء التي احتضنتهم ومنذ الأزل دون أن يشكون أو يشتكون ؟! وهل صرخ واحدا منهم وقال بصوت ان مكاني لا يعجبني ؟! وهل وهل وهل وهل وهل وهل وهل ؟!؟!؟!
 
لنغير الموضوع من الأرض العراقية الى الشعب العراقي وبكل تلاوينه وتنفيذ الأجندة بحقة وبحق القوى الخيرة والتي ضحت بالغالي والنفيس !!
لا تستغربوا أيها السادة الكرام من أعضاء البرلمان والحكومة العراقية من الواقع المزري والذي متفقين عليه كلكم شمالا وجنوبا شرقا وغربا !!
اسمحوا لي أن اهنئكم بأستلام المناصب في البرلمان والحكومة وآملا من النجاح في المهمات المناطة بكم لخدمة شعبنا العراقي المضحي وعلى مدى عقود من الزمن والى يومنا هذا وما خطاب الدكتور الجعفري الا واقع من وقائع الحياة العراقيين فيما بينهم وبين دول الجوار.
ففي يوم أمس وأنا أصغي وأسمع تشكيلة الحكومة العراقية الجديدة وبعد مضي تسعة أشهر من الأنتخابات المزورة والملعوب بها في العراق الفدرالي والمتفق عليها من المتنفذين بشؤون الدولة العراقية المستقبلية وبأجندة حاضرة وغائبة وافراز النتائج على شكل المراد وليس الحقيقة الواقعية والمحير بالأمر ان كل الأحزاب المعارضة التي كانت في زمن النظام السابق مقصومة الظهر والتي أودعت أعضائها السجون والزنزانات والمعتقلات واعدم قادتها وكوادرها الدينية والعلمانية من قبل النظام المقبور لم تتعلم الدرس الديمقراطي الحقيقي وتقبل بالنتائج المزورة وتعمل جاهدة على اقصاء خيرة أبناء العراق من المخلصين من العمل على الساحة السياسية المتنفذة عبر المؤسسات التشريعية والتنفيذية في البرلمان والحكومة القادمتين.
شكى الدكتور الجعفري وهو محق بذلك من الفساد الأداري والمالي والسياسي ومن ما جرى للدولة الجارة الكويت ومن الذكورية في المجتمع والدولة العراقية السابقة واللاحقة وأنا أشد على يديه وعلى جرئته في الطرح ومفاهيمه القيمة وسنرى الأيام القادمة مما وعدوا به المسؤولون العراقيون الجدد !!
وناشدت وطالبت المرأة العراقية عبر ممثلاتها في البرلمان من طلب حقوقها بتمثيلها بالحكومة القادمة وأن تكون منصفة اسوة بأخيها وشريكها الرجل أو ما يقارب الكوتا 25% نسبة تمثيلها في البرلمان وهكذا في الحكومة .
والغريب والأغرب ومن عجائب الدنيا الثامنة أو التاسعة أو العاشرة والخ........
ولا حزب ولا كتلة ولا نائب ولا نائبة لم يطلب من البرلمان أن يكون هناك شيوعي واحد يمثل الحزب الذي شكل قبل 76 سنة وقدم قيادته قربانا للعراق الديمقراطي الحر في 1949 المتمثلة بالشهداء الخالدين فهد صارم حازم ، وملأت سجون النظام القمعي بالأبطال مناهضي الدكتاتورية في 1963 وخاضت مناضليه في جبال كوردستان وأهواره كفاحا مسلحا وقدمت آلاف الشهداء قرابين للعراق الديمقراطي وتيتمت الأطفال بدون ذنب وأصبحت الأمهات تنتظر فلذات أكبادهن ولحد اليوم !!
 
فأي دولة قانون وأية ديمقراطية وأي عراق فدرالي وأي برلمان منتخب تتحدثون به ؟؟!!
ان أقصاء الحزب الشيوعي من البرلمان والحكومة يعني أنكم لستم على مايرام وليست هناك ديمقراطية حقيقية وانما كيفما وزعتم البرلمان والحكومة والثروة وهكذا ستوزعون المشاكل وأقولها بصراحة أن ناركم ستأكل حطبكم سواء عاجلا أم آجلا !! 



140
مذكرات بيشمركة
( الاهداء )

 
سعيد الياس شابو / كامران
                                                                                 
2010-12-14.                                                                                                     
 
الى أمي المؤنفلة بربارة ( ببي ) هرمز شمعون حكيم في تموز 1987 . الى منطقة بيبازوك  / كويسنجق (كويى). والتي لم ألتقيها لمدة 14 سنة !!!!!!!!!!!!!!. ومن ثم مرضها وتحملها الصعاب تلو الصعاب بعد أن تركتهم للمدة الطويلة عرضة للأجهزة القمعية الأمنية حاملين همومي وهمومهم !!علما والدتي لم تكن وحيدة مؤنفلة وانما ثمة أمهات وأخوات البيشمركة من أهالي عنكاوا وشقلاوا ومناطق أخرى زجت في سيارات عسكرية وأمنية ومن ثم رميت بتلك المناطق الغير مأهولة وفي الظلام الدامس والوضع الصعب .
 
الى زوجتي برناديت يوسف هرمز حكيم  وشريكة حياتي التي تركتها ونحن في عزة شبابنا وللمدة نفسها أي 14 سنة ماعدى مرات قليلة جدا لسويعات التقيتهما هنا وهناك بصحبة ولدي فيديل ، أي 14 سنة أسيرة الحكم الدكتاتوري القمعي المجرم بحق عوائلنا التي ذاقت مرارة الحياة بدون أية رحمة من القلوب القاسية.
 
الى ولدي فيديل والذي كان عمره أقل من سنتين أي هو من مواليد 24/06/1977. وأنا تركته في 05/05/1979. وهو أسير العائلة خوفا من النظام القمعي من أن لا يقوم بعمل مشين ضده لكونه طفلا صغيرا وأسير النظام القمعي والذي كان في ذلك الوقت يجبر الأطفال بعمر الصغار وخاصة طلاب الابتدائية للانتماء الى الطلائع ومن ثم الفتوة !! والتقيته بعد أن صار عمره – 16 سنة وفي المهجر حاله حال والدته ، والذي حرم من العطف والحنان والرعاية الأبوية والتي يحتاجها كل طفل في هذا الكون المزور للحقائق التأريخية .
 
الى الاخوان ماجد وماجدة وشوكت الذين عانوا من ورائنا وبسببنا الكثير برفضهم الانتماء الى المنظمات القمعية التابعة للدكتاتورية العفلقية العراقية متمثلة بالنظام الصدامي الدكتاتوري والذي عان منه العراقيين الذين لم يرضخون للدكتاتورية ولم يقولوا نعم للمسيئين للمقدسات الانسانية والاجتماعية.
 
الى الشهداء البيشمركة ومن كل الأحزاب التي قارعت الدكتاتورية الفاشية القمعية وقدموا ما لم يقدمه الآخرين في مجالات عديدة منها  البطولات والتضحيات والصعاب وخاصة البيشمركة الذين عشت معهم سنين طوال في المسيرة الصعبة ، مسيرة الأنصار البيشمركة الشيوعيين وأصدقائهم والذين لم يبخلوا يوما في تقديم الغالي والنفيس من أجل قضية الشعب والوطن والحزب !!!.أولئك الشهداء الأبرار المتحمسين من أجل وطن حر وشعب سعيد ، أولئك الشهداء وعند استشهادهم تهلهل أمهاتهم لرفاقهم بمواصلة القتال حتى الرمق الأخير وآخر طلقة وعدم الاستسلام للقوات الحكومية المجحفلة الهاجمة على مفارز البيشمركة في قرى كوردستان المقاومة .
 
الى التنظيمات الداخلية للأحزاب والتي ساعدتنا بالالتحاق والوصول الى المقرات العسكرية للبيشمركة والذين ساعدونا في الوصول الى الأهداف المطلوبة والتي أوتنا في أصعب الظروف وفي السنين الصعبة حينما كان النظام المقبور بأوج قوته وعنجهيته ودكتاتوريته الصفراء المريضة القاتلة للانسان والحيوان والطبيعة .
 
الى القرى الجميلة المقاومة والمهدمة وتشهد وتصرخ بوجه الجلادين ..ها أنا هنا بقاياي من الحجر والحيطان المدمرة وعيوني لا تزال شاهدة على ما ارتكبه النظام من مظالم وذلك بتفجير منابيعي الدائمة وتغير مجاري وحرق فواكهي والتي كنت أطعم منها الحيوانات والطيور والسابلة , وقتلت ماشيتي والتي كنا نعيش ونعتاش عليها ونصدر منها الى حيث الوصول اليه .
الى أهل القرى النشامة والغيورين والطيبين والذين كانوا جزء منا كمقاتلين وفي الكثير من الأحيان يتحملون مشقات أصعب من ما كانوا عليه كقرويين وناس عاديين ،والذين كانوا يأوننا بالفصول الأربعة ويقدمون لنا من الوجبات المتاحة لديهم بالرغم من الحصار المفروض , ويشاركوننا بالسراء والضراء وهم على قرب منا أكثر من اخوتنا الحقيقيين وهم .... !
 
الى تلك المقرات التي عشنا فيها وأصبحت جزء من كياننا حينها وأصبحت اليوم قصص منسية تذكر للافادة منها كأرشيف ولأغراض خاصة ! والتي احتضنتنا وزرعنا فيها البسمة والحياة والأمل وسقينا وروينا أشجارها المثمرة وعمرنا فيها بيوتا ومقرات وأدخلنا أساميها الأرشيف ( المتنوع )وكل حسب أجتهاده.
وأخيرا أهدائي لكل الأحزاب التي قارعت الدكتاتورية وعملت كل ما بوسعها من أجل الخلاص والاتيان بالبديل الديمقراطي للشعب العراقي لكونه عان من الحكم الدكتاتوري المقبور لمدة عقود من الزمن والذي قهر العراقيين بكل تللاوينهم الجميلة .
 
الى الاخوة والأخوات من أهالي كوي الذين ذهبوا لنجدة امهاتنا وأخواتنا وايوائهم ومساعدتهم على الحصول على لقمة خبز وطاسة ماء وتأجير سيارة لأنقاذهم بمدة الاختفاء بعد الانفال !
والى كل الذين ساعدونا هنا وهناك وفي الدول المجاورة للعراق وبالذات جمهورية ايران الاسلامية وسوريا وتركيا وروسيا .
نشكركم على كل صغيرة وكبيرة وعلى وقوفكم معنا والى جنبنا وقدمتمونا خبزا وشايا وأن لا ترون مكروه لئيم في حياتكم.
 

141
نتضامن معكم في مصيبتنا
(اتحاد الادباء والكتاب)!

سعيد الياس شابو                                                                                                 
2010-12-07.                                                                                                 
 
بعيدا عن الأنا القاتلة والتي ملينا منها ومن الأنظمة الشمولية القاتلة التي حكمت وتحكم على رقاب العراقيين منذ عقود من الزمن العراقي البغيض المسلوب لحرية شعبه وعلى أصعدة متعددة الجوانب ومنها قتل ومحاربة الفكر النير والحر والذي أوقع العراق في مستنقع لعقود من الزمن المظلم والباقية آثاره لحد يومنا هذا وخير مثال ونموذج على ذلك قرار المجحف المزمع تنفيذه من قبل رئيس مجلس محافظة بغداد !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! ألا وهو محاربة الفكر العراقي النير في الخطوة المريضة في سد بيبان نادي اتحاد الكتاب والادباء العراقيين في بغداد الجميلة .
 
بغداد .... ومن منكم والذي وافق على الفكر الضيق في هذه المرة وأقصد مجلس محافظة بغداد الموقر والذي يتحكم في أقدم عاصمة حضارية وبشرية ويبغي العودة بنا الى القرون الوسطى ؟ ونحن لا نريد لعراقنا غير الرفاه لشعبها الذي قارع التخلف والدكتاتورية المطلية بأسماء ومسمياة متنوعة وشاكلات لا نحبذها للعراق الحضاري والذي يمتلك المليارات من البراميل من احتياطي النفط والغاز والثروات المتنوعة العديدة والكثيرة والثمينة ناهيكم عن الشمس المنتعشة التي تعتاش عليها البشرية .
 
ان أخطر ما يكون الصعب والأصعب عندما يكون الطبيب معلول ومريض وهو يعالج المرضى ! والأخطر من ذلك أن تكون الوصفة الدوائية قاتلة ! والأخطر الأخطر عندما يكون الدواء فاسدا!
وهنا يكمن بيت القصيد .. القصيد العراقي وليس الغير !
 السادة في مجلس محافظة بغداد الموقرين .. تحية قلبية من مسافة أكثر من 5000 ألف كم جوي اليكم والى كل العراقيين ما عدى الذين لا يبغون التطور والازدهار لعراقنا الفدرالي والذي نحلم به على السواء أهل الداخل وأهل الخارج !!
ونقول اسمحوا لي أن أقول لاخوة وليس لأعداء العراقيين ، اعملوا لخدمة شعبكم وليس بمفهومكم !
اعملوا للشعب وليس لسرقة الحرية والكلمة وتكميم الأفواه والتي قارعت الدكتاتورية واستلمتم السلطة على الحاضر وسلطة دسمة ونظيفة !!
أتعرفون أيها الاخوة في مجلس محافظة بغداد العاصمة ان من يعمل يخطأ ؟ وان من يخطأ ينتقد نفسه وعليكم ومن الضرورة أن تدرسوا الموضوع الذي لا يمكن أن يتطور الانسان من دونه ؟ الا وهو النقد والنقد الذاتي والذي تعلمناه في المدارس العراقية التقدمية والتي تحترم البشرية وتعمل على تقديم الأفضل في حال الممكن !
أتعرفون أيها السادة الأكارم بأننا لا نريد من عودة التأريخ المظلم علينا ؟ لأننا والسيدة الفاضلة أم عامر عندما تقول ..... مو ملينا ... ملينة !
أتعلمون يا سادة يا من تمثلون العقل الحكومي والدولة في المحافل الدولية بأن عملكم باللجوء الى غلق أو مجرد التفكير بغلق نادي اتحاد والادباء العراقيين أنها كارثة وستحاسبون عليها وان لم يكن اليوم والغد لناظره قريب !
وهل تعلمون ان العراقيين بحاجة الى أندية اجتماعية ورياضية متنوعة واكثارها ودعمها وصرف النفقات عليها من قبلكم وليس التفكير بغلقها ؟
وهنا لابد من قول الحقيقة وعلى السادة أعضاء مجلس محافظة بغداد الموقرين !!!!!!
عليكم بالتفكير مرتين بكل صغيرة وكبيرة لكونكم العقل المدبر الحكومي لأعرق عاصمة في التأريخ ولأعرق حظارة في الكون ، وهل نسيتم المثل الشعبي ... مادام بالنخلة تمر ... ماجوز من شرب الخمر !
 
سادتي الأفاضل والأكارم
لو سنحنتبي الفرصة أن أكون بينكم .. لعقدنا اجتماع موسع وندعوا اليه ممثلين عن النادي المزمع اسكات صوته الجهوري الداعم للعراق وليس المهدم !! وندردش القظية ونسمع الى مطاليب واحتياجات النادي وندعمهم بكل مطاليبهم ونعتذر لهم بكل سهولة ونوعدهم بزيادة الأندية وليس التقليل منها ، ومن ثم لنرى كيف ستطور بغدادنا وعراقنا وشعبنا , وستقودنا الى بر الأمان وليس السباحة في المياه الآسنة لا سمح الله ولا نبغي تلك السباحة لنا ولكم بل نريد أن نكون متكاملين لبعضنا البعض والله شاهد من وراء القصد .
والبقاء للأصلح وصور التأريخ شاهدة على قول الحقيقة وأين كنا قبل 2003 ؟ و أين أصبحنا الآن ؟
ابذلوا ما بوسعكم لتوفير الكهرباء لأهالي بغداد وكثروا المياه الصافية للشرب وابنوا المستوصفات والمستشفيات والدور السكنية والدواء الصالح وغيرها من الأمور الخدماتية وكثروا من الأندية الرياضية والأجتماعية ولكي تبقون معززين مكرمين وسيكتب لكم التأريخ بأسطر من الذهب ! وإلا مزبلة التأريخ تنتظر كل من لا يريد التطور والازدهار لشعبه وبلده وهذا ما لا نحبذه الى اخوتنا الكرام في مجلس محافظة بغداد العزيزة والتي عشت فيها ولي ذكريات طيبة فيها تستحق التعب والتضحية , وكفانا ما آلت اليه بغدادنا وعراقنا !!
ولنري من الدروس ما فادت المجتمع ومنها ما دمرته , ونحن نريد الديمومة والبناء وليكن الخراب لأعدائنا .




142
مير مصطفى ..العزيمة
التي لا تلين !

 
سعيد الياس شابو                                                                                                      
2010-11-27.                                                                                                         
 
 
في المقالة السابقة تحدثت عن الرجل المنسي مام علي ، وتطرقت على مير مصطفى البيشمركة الذي عصى على الدكتاتورية وآلتها العسكرية وجبروت الدولة النفطية المريضة في سنة 1975 من القرن المنصرم .
أولا .. من هو مير مصطفى ؟
الجواب .. ( العاصي ) وحيدا فريدا على النظام القمعي الدكتاتوري المجحفل المنهار لو لا إتفاقية جزائر المشؤومة في آذار 1975 . وهذا التأريخ أي قبل ثلاث عقود ونيف المليء بالأحداث الساخنة لو سردنا أحداث المرحلة التي مرت الدولة العراقية ونظامها القمعي التعسفي وسأعرج بأختصار على كل ماحدث في الحقبة الصعبة والمعقدة والشائكة والأحداث الساخنة التي مر فيها العراق بشكل عام ومنطقة كوردستان على وجه الخصوص .
بعد اندلاع ثورة أيلول في عام 1961 الميلادية في مناطق كوردستان والبداية الصعبة لكون الحركة لم تكن جماهيرية في مقوماتها وواقعها وكانت حديثة الولادة والنشأة ، إلا أن الحركة أخذت طابعا قوميا شعبيا تقدميا بمرور الزمن ، ولم تخلوا الحركة من الطابع العشائري والمنطقي وغيرها من الأمور الحياتية اليومية والزمنية . وهنا لست بصدد صوابات وأخطاء الثورة الكوردية لما قدمته من تضحيات جسام منذ اندلاعها والى يومنا هذا . وبعد تسع سنوات من الحرب والقتال المستمر وفي مناطق مختلفة من كوردستان العراق والضروف التي مرت فيها الثورة الكوردية من المد والجزر والمفاوضات مع الحكم المركزي في بغداد  والمناورات المتنوعة لأخمادها والتأثير على مسارها ، إلا أن بيان آذار جاء تتويجا لما تحققته الحركة الكوردية في سوح الوغى على الآلة العسكرية العراقية وقواتها المجحفلة والمتمرسة للقتل والدمار الداخلي . بيان 11 آذار 1970 . والذي كان بمثابة البلسم على الجرح المزمن والذي نور العراقيين وفتحت أمامهم أفق وتأملات كان العراقيين بأحوج ما يكونون اليها ، وبعد 9 سنوات حرب دامية كان يحترق فيها الأخظر واليابس ... والسلام المشوب بالحذر والمترقب من الطرفين لم يدوم سوى 4 سنوات مشحونة بين الحكم المركزي في بغداد وبين الجانب الكوردي . ومن ثم المفاوضات والترقب لم يفلحا لكون الحالة العراقية وأجندتها  ونظام الحكم آنذاك لم يكن يستوعب الديمقراطية والشراكة الوطنية والشعبية والقومية والاقتصادية , بحيث كانت شعارات الحكومة المركزية الواسعة والمنتشرة { لا نساوم مع من يتعامل معنا بالساعة } ، { وكل من عاش وترعرع في البلاد العربية وأكل من خيراتها ... فهو عربي } !! والعراقيين كلهم بعثيين وان لم ينتموا !!! وغيرها من الأمور العجيبة الغريبة والتي أوصلتنا الى الحالة المزرية ونحن كنا في عنى عنها لو يكن هناك اصغاء نسبي للشعب والأحزاب والفئات الشعبية والأخذ بنظر الاعتبار آرائها وخاصة في عدم اشعال الحروب الضروس التي طحنت ودمرت الكيان العراقي وبكل سهولة قدم نظام الحكم في بغداد التنازلات لشاه ايران في اتفاقية جزائر المشينة بين القطبين العراقي والايراني وعلى أرض جزائر العربية .
 
وفي آذار 1975 . من القرن المنصرم ويصح أن نقول وبعد سنة كاملة من القتال الشرس بين النظام العراقي والحركة الكوردية بقيادة الجنرال الراحل والخالد ملا مصطفى بارزاني ، أي بدأ القتال في آذار 1974 ، وانتهى في آذار 1975 . وكان القتال شامل وبمساعدة ايران الشاهنشاهية ومدفعيتها المدمرة والمؤذية والخبراء العسكريين وأرصادهم المتمكنين من ايجاد الهدف المعادي واختيار الأماكن العجيبة والقريبة من جحافل القوات العراقية ، بحيث كانت بعيدة كل البعد عن الشكوك المتوقعة ، وسرعان ما اكتشفت البعض من تلك المواقع . وبعد سنة كاملة من القتال وتخريب مفهوم الشراكة الوطنية والشراكة في الحكم وفقدان الثقة وعلى مختلف المستويات الشعبية والانسانية والمناطقية وحتى الأنسانية وكأنك تعيش في دولتين وليس العراق التأريخي !!! وماذا نتج عن القتال الذي أودى بحياة 16000 أف جندي قتيل أو شهيد وجرح 60000 ألف جندي جريح حسب الاحصائيات العراقية ناهيكم عن الخسائر في الآلة العسكرية العراقية من الطائرات والدبابات والمدرعات والآليات المتنوعة والمدفعيات ذات العيارات المتنوعة والأسلحة الأخرى . والخسائر المادية والمعنوية وتدمير فكر العسكري العراقي و ..... الخ .
 
هذا من الجانب الحكومي العراقي والسلطة العنجهية القمعية المبنية على نفذ ثم ناقش ، أقتل أخوك ، أحرق الزرع ، اقصف القرية فيها ( عصات )! الشمال كله عاصي !
فأما من الجانب الكوردي لم أعرف أو أسمع عن عدد الخسائر في الأرواح القتلى الشهداء والجرحى من المقاتلين البيشمركة والقرويين العايشين في المناطق التي كانت تحت سيطرة الثورة والحركة الكوردية والخسائر المادية التي لحقت في القرى الزراعية وماشيتها وممتلكاتها المتنوعة .
 
مير مصطفى وانهيار الحركة والثورة الكوردية !
-----------------------------
كان ربيع 1975 ربيعا ممطرا بحيث كانت جل مناطق كوردستان مكسوة قطعة خضراء ، ربيع كئيب منذرا بالدمار والخراب ، الكل متهيأ لتنظيف بندقيته لكي يصوبها نحو أخيه من الطراز الآخر !! الكل يفكر بما في مخيلته والكل يحلم بعنجهيته بعد الانتصار المشحوب !! وماذا بعد القتال الدامي المدمر ؟!
ومن المستفيد من كل تلك الخسائر ؟ ، وماذا لو الطرفين بنوا سدودا لخزن المياه والاهتمام بالزراعة والماشية والنحل وأنفقوا ربع ما أنفق على القتال على الانسان العراقي ؟ وماذا لو اهتموا بكهربة الريف وتكثير النحل وبناء القرى الزراعية المتطورة ؟ وماذا لو شكلت سرايا للبناء وليس للتدمير ؟ وماذا ... وماذا .... وماذا لو طبقت اغنية أحمد الخليل .. هه ر بزي كورد و عه ره ب رمز النضال ؟
 المروج الخضراء كانت تبكي والجبال كانت حزينة والسواقي والأنهر كانت تقول ... لا أسقيكم مما أحمله ليروي عطشكم !! لكونكم لا ترحمون ولا تبالون التأريخ ، تأريخكم سيسجل للأجيال القادمة ما فعلتموه ، كان يفترض والأجدى بكم أن تفكرون قبل الحرب مرتين وثلاثة !!! وعشرة وعشرين 20.
 
وبمجرد التوقيع واعلان اتفاق الجزائر في أذار 1975 . والتي سميت بالنكسة من الطرف الكوردي , والأنتصار للطرف الحكم الدكتاتوري المقبور . بدأت العملية الصعبة وخابت آمال عشرات الآلاف من العوائل والمقاتلين الملتحقين في صفوف الثورة الكوردية والمحصورين جغرافيا بين الدولتين العراق وأيران الجارتين , والحكومتين القمعيتين ، ومن الصعب أختيار الخيار الثالث ألا وهو مواصلة الحرب ضد حكومة العراق العسكرية آنذاك . وجاءت اتفاقية الجزائر محملة بالقظايا الشائبة والشائكة وفتح أبواب الصراع مفتوحة للوقت القادم والمراد من الطرفين ، وكان شعار النظامين العراقي والايراني شيلني وأشيلك وارفعني وأكبسلك ! فبالمقابل تنازل نظام الشاه وتخلى دعم الحركة الكوردية  مقابل تنازل العراق لأيران عن تبعية الجزر الثلاثة ... الطنب الصغرى والكبرى وأبو موسى . والمساومة على ثوار ظفار في عمان . والبنود السرية التي سيكشفها السيد ( ويليكس ) المحترم !!
 
ومباشرة بعد سويعات وأيام من النكسة القاتلة والتي كانت بمرارة علقم علية وقبل غيري بالرغم من اني كنت عسكري مكلف في مناطق التماس وبالذات في منطقة قلعة دزة الحدودية ،الا أن شعوري وفكري كان مع الثورة الكوردية بالرغم من الأخطاء السياسية والعملية العديدة وهذا ما ليس ما أريد أن أتطرق اليه وانما صلب الموضوع هو مير مصطفى !
نزلت الآلاف من العوائل والمقاتلين للاستسلام الى الدولة البوليسية العسكرية القمعية وأجهزتها المتنوعة القتالة والمدمرة !!
وكان الاختيار للمقاتلين البيشمركة وعوائلهم واحد من الاثنين وأحلاهما كان مرا ! ولكن عندما تصبح بين المطرقة والسندان فلا بد من الخيار الآخر , واختار القسم الأكبر من العوائل النازحة الى ايران الشاه العودة الى كوردستان العراق والقبول بشروط الحكومة العراقية الدكتاتورية , والقسم الآخر ولم يكن قليلا اختار البقاء في ايران الشاه ومقسما في البلدات والمدن التي يمكن العمل والعيش فيها وتحت وطئة وحكم الشاه المقبور . والقسم القليل أراد اللجوء الى الدول المتنوعة الأخرى منها أمريكا وبريطانيا ونمسا وغيرها من الدول الغربية وذلك لغرض الدراسة والعيش بعيدا عن الأجهزة المخابراتية للدولتين اللتان سقطتا فيما بعد هي ومخابراتها واجهزهتها القمعية !!
 
القسم المستسلم الى السلطات العراقية كان محبطا وغير أبه ذلك أبدا !!!!! ولكن ما العمل ؟! وسلم السلاح الى الوحدات الحدودية بدون مقابل ومن ثم مقابل مبلغ بالدنانير العراقية وحسب نوعية القطعة أي لبرنو سعر وكلاشنكوف سعر والدوشكة سعر والمدفع سعر آخر !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!.
 وهناك من انتحر ! ولم يرغب الاستسلام للجلاوزة وهو محق بذلك وان الجرئة والغيرة لا تقبل بما آلت اليه الثورة المسلحة والتي كان مقاتلوها بعشرات الآلاف وهناك من يقول  100000 مائة الف مسلح ومقاتل .
وأصبحت التجارة بالسلاح من قبل البعض مهنة بحيث يذهب الى مناطق عديدة للمجيء بأكبر وأكثر عدد من السلاح المتنوع مقابل ثمن تدفعه الأجهزة الحكومية ، وهناك من حطم سلاحه وهناك من طمر سلاحه تحت رحمة الأرض ضانا بأنه سيستفاد منه مستقبلا .
وأصبح الشعب الكوردي في سنة 1975 أسيرا بيد الحكم الدكتاتوري العراقي وأجهزته القمعية ولعبت تلك الأجهزة أدوارا قذرة منها استيعاب الكثيرون من العائدين الى مؤسساتها المتنوعة والتعاون معها بشكل وآخر والألتفاف على قرار الجبهة الوطنية أي بعد مضي سنة واحدة يمكن التعامل السياسي مع الأخوة العائدون وكسبهم الى أطرافهم أي الأحزاب , ولكن قيادة البعث الغادرة ومن اللحظات الأولى كسرت وتجاوزت خطوط الأتفاق والمواثيق وكونها تمتلك الأمكانيات المادية والمؤسساتية لذا عملت حسب أجندتها وهي خبيرة بالمناورات ولف ودوران ولعب الأوراق الخاسرة .
الأخوة العائدون .. قسم منهم نفى الى الشريط الحدودي في الجنوب العراقي وبالضبط الى أماكن الجحيم الصحراوي مع المملكة السعودية والتقيت أناس لا حول لهم ولا قوة بعد أن عادت وحداتنا الى المعسكرات الدائمية في الديوانية ومن ثم الزيارات الميدانية للحدود السعودية ، التقيت واحدا من الأخوة المرحلين في الصحراء القاحلة وهو يشتكي حالته اليائسة ومتذمرا وهو محق بما يشكو منه ، الا انه من السامع في تلك الصحراء الجرداء من الانسانية وهي الأخرى كانت تشكو من ....... !
وبعد النكسة مباشرة رحلت القرى الحدودية وداير ما داير الشريط الحدودي وجمع وحشد أهالي تلك القرى الجميلة في مجمعات قسرية ، والغرض منها السيطرة من قبل حكومة المساومة مع الغير على حساب الشعب ! ، والقسم الآخر من الأخوة العائدون وزع على القرى والمدن العراقية العربية الجنوبية لكي يتعلموا العربية !! ويشكلوا النسيج العراقي الجميل !! ومن طرف أخر لكي لا يعودوا ولا يفكروا بحمل السلاح لإندلاع الثورة من جديد في ربوع كوردستان وجبالها الشماء ويشربون من ينابيع مياهها العذبة ، وأين يكمن بيت القصيد وأنت في دولتك الكبيرة والتأريخية والعريقة والحضارية وتمتلك النهرين العظيمين الدجلة والفرات والناس تموت عطاشا وبدون رحمة أو شفقة من القلوب القاسية !
 
مير مصطفى ... لم يستسلم الى عساكر النظام القمعي وأصبح ( عاصيا ) متمردا على الدكتاتورية غير ملتزما بأتفاق جزائر السيء الصيت حاملا هموم شعبه وثورته ومالكا للجبال والكهوف والعيون العذبة وصارخا بوجه الفاشست الدكتاتورين أن البيشمركة باقون بالرغم من النكسة التي حلت على الشعب والثورة الكوردية ، حاملا بندقيته وكيس تتنه وخبزته اليابسة ليبحث عن الأماكن العاصية لكي لا  تتمكن أن تنال العساكر منه شيئا !! مير مصطفى التقيته في مقر روستي التابع الى حزب سوشيالستي كوردستان وكان المسؤول فيه المناضل أحمد فقي ره ش وهو أحد القادة للحزب المذكور وفي بداية الثمانينات من القرن المنصرم .
مير مصطفى كانت القرى في المنطقة تشهد له بكونه البيشمركة الوحيد الذي قاوم النظام وقام ببعض العمليات لوحده ضد الجنود في المناطق العديدة والتي تتواجد فيها عيون الماء وذلك عند جلبهم المياه لشرب الجنود في الربايا العاصية والواقعة على خط التماس الحدودي , وهكذا كانت القوات العسكرية في حيرة !!! أي ليس هناك قوات مناهظة للحكومة فمن أين هذا العاصي المحير ؟!
أجل مير مصطفى الذي كان عنصرا بسيطا في كيانه وتعليمه المدرسي ولكن كان كبيرا مقاوما حاملا هموم شعبه وثورته الى أن لحقوا به البيشمركة الآخرين كأمثال الشهيد سليمان بيريجي والشهيد سيد سليم والمناضل البيشمركة سيد كاكه وعولا بور وغيرهم من المناضلين الذين يمكن ذكرهم فيما بعد .
هكذا أصبح مير مصطفى حكاية وقصة واسطورة للآخرين وعلى لسان القرويين في منطقة كرتك وروست وسريشمة وسميلان وشيركاوه وجيزان زجيزلنكى ودار السلام وغيرها من قرى المنطقة
 
تحية من القلب الى المناضل المقاوم مير مصطفى صاحب العزيمة الكبيرة والتي لا تلين وعبر الزمن الصعب وكل البيشمركة المقاومين والمجد والخلود للشهداء والمودة لعوائلهم جميعا .



143
الرجل المنسي علي باره داره ك !!


سعيد الياس شابو                                                                                              
2010-11-22.                                                                                             


مام علي ..أو علي  حمل الحطب (باره داره ك). يتذكرني بالتأريخ المنسي لرجال كثيرون قدموا ما في وسعهم للوطن الكوردستاني الذي عانى ولا يزال من كتابة التأريخ بأحرف وكلمات صحيحة وغير مشوهة , وان لم يكن كل ما أقوله صحيح !! الا أن الواقع أكثر مما أقوله والله شاهد من وراء القصد. أبدأ بالرجلين أولهما مام علي الرجل الكادح والكاسب والصبور والعاقل نوعيا والمتحمس والمخلص لعمله ومثابرته اليومية وعلى طول الخط وذلك التزاما منه لتربية أفراد عائلته واعالتهم والخلاص من الفقر والاحتياج المر والذي عاشته معظم العوائل الكوردستانية والعراقية في أزمان مختلفة وخاصة في العقود الخمس الماضية !!!!!.

فأما الرجل المنسي الثاني مير مصطفى ! فهذا الرجل المقاوم لا يجوز أن ينساه التأريخ أبدا .
مير مصطفى البيشمركة الذي عصى على الحكومة وحيدا !, نعم وحيدا وفي زمن القحط !! أي بعد نكسة آذار عام 1975 . أي بعد انهيار الحركة والثورة الكوردية بعد اتفاق جزائر المشؤوم بين شاه أيران والحكومة العراقية المقبورة على أيادي الأمريكان وحلفائهم وبالتعاون مع بعض دول الجوار العراقي . مام علي ...الانسان الكادح ذو ملامح قروي أصيل مسمر الوجه مقوس الساقين مصر على العمل وليس الكسل , يرغب بالعمل الموكل اليه وملتزم يوميا بالرزق الحلال ولا يقبل المساومة على ما تعلمه في الحياة العملية .
عنكاوا ومام علي ونحن المراهقين وحمل حطبه وحماره الملتزم والجملة التي يرفضها ويكرهها !!!!!!
قرية عينكاوة , قرية عنكاوا كما هي حقيقتها في الكتابة والتأريخ تقع شمال العاصمة أربيل / هه ولير عاصمة أقليم كوردستان . وكانت المسافة بين مركز المحافظة وعنكاوا خمسة (5) كيلومترات ولكن لم يكن البناء في الستينيات من القرن المنصرم كما هو حال البناء اليوم , أي اليوم عنكاوا ملتصقة بأربيل ولم يكن بالحسبان بأنه تأريخ عنكاوا سيختفي تدريجيا وعلى مرور الزمن وهذا ما لا نحبذه , لكون تأريخ هذه القرية يعود الى أكثر من 2000 سنة وفي عنكاوا كان يسكن فيها اليهود كما في أربيل ومناطق أخرى من كوردستان .
العم علي ... أو مام علي ... الملقب من قبلنا علي باره داره ك , كانت مهنته في الستينيات بيع حمل حطب يوميا يجلبه من أربيل قاصدا عنكاوا وعلى مدار السنة وفي كل الفصول أي الفصول الأربعة الربيع والصيف والخريف والشتاء القاسي والقارص آنذاك أي في أواسط و آواخر الستينيات التعيسة والصعبة معيشيا , لكون أعداد كثيرة من أهالي عنكاوا في السجون ومفصولين سياسيا من وضائفهم وأعمالهم الكاسبية المتنوعة بسب الاعتقالات الواسعة من قبل الحكم العراقي المقبور وزجهم في السجون والمعتقلات والمنافي كالنقرة السلمان وحضر وشثاثة والسماوة والكوت وغيرها من الأماكن التي لم يتعودوا عليها أهالي عنكاوا المقاومة .
في كل صباح يخرج مام علي من بيته وهو حاملا همومه وتأملاته وأحلامه اليقظة قاصدا الفروع والدرابين والشوارع ... معلنا وبصوت جهوري بحيث يسمعه الجميع .. مشتري باره داره ك !
مشتري باره داره ك ! ولعدة مرات متتالية وفي كل كم خطوة كان يخطوها فيتردد الجملة الى أن يباع حمل الحطب بسعر يتقارب 500 -750 فلس , أي بين عشرة وخمسة عشر درهم عراقي سابق وكان التعامل على السعر موجود . وكثيرا ما كان مام علي يتساهل في الوقت الأخير عندما يريد العودة الى أربيل.
ما هو رابط الكلام أو الحجي بين عنكاوا ومام علي والسجون والحطب وغيرها من الأمور الذي نساها التأريخ وأصبحت طية النسيان وأصبحت أحاديث خاوية , وهناك من يقول العراقيين ينسون الماضي البغيض وقلوب مسامحة ولا يحملون الحقد والبغيظة !! , وهناك من يقول ويذهب الى أبعد من هذا مؤمنا بأن التأريخ مزور ويكتب بأيادي وبأقلام مريضة .
رابط الكلام .. كان شعب عنكاوا مسحوقا من قبل النظام الدكتاتوري المقبور ومنذ حدوث انقلاب 8 شباط الأسود في 1963 من القرن المنصرم , وزجت خيرة رجاله في السجون والمعتقلات ولم تكن هناك فرص عمل للالتجاء اليها من قبل النساء والأطفال غير حياكة وصناعة الحصران وصناعة العرق والنبيذ وبعض الأعمال الأخرى والتي يمكن للعائلة أن تستغني عن الرواتب التي يحصل عليها المعيلين في العائلة .

وعندما تصنع العرق ... تحتاج الوقود , وفي ذلك الوقت لم يكن الغاز شائعا ومتوفرا ولا هناك بريمزات قوية تعمل بالنفط , هو وين النفط بالحصار المفروض على كوردستان ؟ وحتى التمر  وفي بلد التمور كان عليه ممنوع أن يتقرب من تربة كوردستان , الا النوعية التعيسة والسيئة وذلك عن طريق القجخ !
وعند الحاجة المعيشية يلتجأ الانسان الى أعمال متنوعة أحيانا لا يحبذها ولكن الحاجة أم الاختراع ,وهنا التجأ عدد غير قليل من عوائل المعتقلين الى الأعمال التي ذكرتها ومنها صناعة العرق المشهور أي عرق عنكاوا وليس عرق هبهب المشهور !
وقصتنا مع مام علي وان لم أكن مع أصدقائي بتردد الجملة .... ألا وهي ... مام علي هذا حمل الحطب للعرق بكم ؟؟؟!!!. وكان رد مام علي في البداية مؤدبا وخلوقا وصبورا ومتجاوبا ..ز حيث يقول أبني ... اذا تشتري ... أشتري ولا تقول هذا بيش للعرق أي المقصود بحمل الحطب , لأنه حرام ! أنا كاسب وأبيع حمل الحطب , فاذا تشترون فلا تقولون بأن الحطب سيصبح وقود للعرق ! واذا ما تشترون فاتركوني وشأني !! يا عجيب من وكيف يتركونك يا مام علي الكاسب والكادح والشريف وحامل هموم المواطن الكوردستاني .
المهم .. مام علي تغير مزاجه وأصبح لا يطاق الوضع أبدا ! لكونه يصلي ومؤمن بالعمل والدين والغيرة الا أن حالة المعيشة تجبره أن يتحمل الكثير والكثير في سبيل عدم تقبله مرارة الحياة وصعوباتها .
ومن ثم وبعد مرور الأيام والأشهر والسنين على تلك العملية أي بيع الحطب للوقود ونوعية الاستخدام في البيوت أي يمكن أستخدام الحطب للتدفئة والطبخ والخبز ومنها صناعة العرق الذي كان يباع سبعة (7) بطالة وبطل ينطح بطل بدينار واحد فقط ! وأحيانا أكثر من سبعة اذا لم أكن أبالغ . الناس محتاجة لكي تعيش والعيش بكرامة وعدم الرضوخ !!! نعم واجل عدم الرضوخ الى من كان .
والأولاد يبغون أن يتشاقون ويمزحون مع مام علي ولكن مام علي لم يكن بمقدوره تحمل شقت الصبيان وكلما وصل الينا وقبل أن نسأله عن بيع الحطب فيقول :- ئه وه ى ده كرى به كيرم .. ئه وه ى ناكرى دايكى بجيم .
وللموضوع بقية بخصوص مير مصطفى العاصي على الحكومة بعد سنة 1975 .

144
البيشمركة القدامى , تفاءلوا
بالخير تجدوه !


سعيد الياس شابو / كامران                                                          
 
ربما لا يحلو هذا الأسم المقدس أن صح التعبير للبعض ممن غرقوا بالعداء لكل ماهو وطني وتقدمي ولطخت أياديهم بالجرم المتنوع وبأساليب متنوعة , منها الأخباريات الكاذبة في كتابة التقارير السريعة حول وجود هذه المفرزة في المنطقة الفلانية ونواياها بالقيام بعمليات عسكرية في غاية الصعوبة والتعقيد والخطورة , أو في تواجد البيشمركة الفلاني في اجازة أو مهمة وقد تؤدي الى الدعاية وبسبها قد يؤدي الى ضعف النظام وسقوطه ومن الطرف الآخر تزداد معنويات الجماهير التي تؤيد هذا الأسم الصعب والصفة التي كانت تطلق على كل من يترك ما هو طيب ولذيذ ويترك الموطن والأهل والأقارب والأصدقاء والأحباب وكل الراحة ... ألا وهو البيشمركة !
وبيشمركة أمس ليس كبيشمركة اليوم !! لكون بيشمركة أمس كان يقاتل أعتى وأقوى جيش في العراق وكان يأتي الجيش العراقي المنحل في المرتبة الرابعة أو الخامسة من حيث العدة والعدد والتسليح وسرعة الحركة وأول في تنفيذ الأوامر, طاعة وخوما من قيادته ومرؤسيه .... ومن لم ينفذ الأوامر فسيذهب في داهية ومصيره محتوم !
 
وهنا ... كيف بأعداد قليلة جدا جدا من الفيدائيين المقاتلين البيشمركة ولا يمتلكون الا أسلحة ليست صالحة في الكثير من الأحيان  لصيد الحيوان , لكونها أسلحة قديمة وبعتاد قليل وأحيانا ترى الزنجار قد أكل قسما منها أو غير صالحة للأستخدام !!
وهنا لست أقصد من التقليل من مهمة البيشمركة الجدد أو التقليل من شأنهم ... لا أبدا ولكن بيشمركة اليوم يمتلكون العدة والعدد وامكانيات هائلة من الأسلحة والذخيرة والدبابات والسيارات وأخيرا هم حكومة في خدمة الأقليم وحكومة العراق لمحاربة الارهابيين وحماية المناطق المتنوعة في الأقليم كحراس أمناء وواجباتهم ليست سهلة أبدا وقد استشهد العديد منهم أثناء الواجبات المناطة بهم هنا وهناك وخاصة في المناطق المتنازع عليها أو المقطوعة من أقليم كوردستان .
 
فأما بيشمركة يوم أمس .. الذي حمل موته على كتفه وفي كل لحظة متوقع أن يموت ويستشهد ويحارب الطائرات والدبابات والعساكر المتنوعة أسمائها ... القوات الخاصة والمغاوير والجيش المجحفل بالدبابات والناقلات والسمتيات والمدافع والدوشكات والآربيكيات والآربيجيات والبيكيسيات والكلاشنكوفات والألغام , فأما القناصات فهي المصيبة الكبرى عندما تدخلك في علامة الزائد وتصيبك في الصميم !!
فأما أعداء البيشمركة وهم كثيرون , وكثيرون جدا منها الطائرات التجسسية وهيلوكوبترات متنوعة وأرصاد القوات العسكرية في أعالي الجبال والربايا العسكرية في أكثر مناطق كوردستان المهمة والحساسة طوبغرافيا وعسكريا , بحيث أحيانا تتجاوز الطريق وأنت عليك أن تسير بين ربيتين ومثال على ذلك جسر ريزان وأنت ذاهب الى رجوكه ريان أو آتي من هناك وقاصد قرية دار السلام في منطقة بالكايتي وشيركاوة .
فأما الجاش والمخبرين القرويين والمختارية فهم على أهبة الأستعداد للاتصال بالسلطات أو القوات القريبة للادلاء بالمعلومات الكاملة حول المفارز وأعدادهم وأسلحتهم واتجاه توجههم ومن هو المعروف في المفرزة , والمفرزة تابعة لأي حزب !!!!!!!!!!!!!! ؟
وكان المخبرين يمتلكون أجهزة لاسلكي وحتى قسم من الرعاة الذين يرعون المواشي كانوا من المخبرين , يالها من مصيبة كلها مقابل ثمن , نعم خبر وأخذ , بلي خبر وأخذ !!
 
وفي أحيانا كثيرة عليك ايها البيشمركة القديم من السير على الأقدام أيام وليالي وبدون توقف وعليك بالحمل المعدات الأضافية ان وجدت وحسب الأيام والحاجة المتوفرة لك أن تحملها على كتفك وتحرم من نوم الليل وتسير في الليالي المظلمة الحالكة والممطرة وتجتاز الكمائن ومن ثم تبعد عشرات الكيلومترات عن العدو المدجج بالأسلحة والأدلاء من أهل المنطقة المتعاونين مع النظام , فأما الخوف من المندسين في المفارز هو الآخر مخوف وحتى ان وجدت قليلا  , الا انها حالات موجودة في الواقع الفعلي !!
 
بالنسبة لنا كانت حياة قاسية وتجربة صعبة للغاية من حيث المعيشة القاسية والحرمان من الكثير مما هو حق الأنسان من أن يأكل ويشرب وينام ويغسل ويلبس و يمارس الطقوس وغيرها من الأمور الحياتية , والتجربة لم تخلوا من صراع الثقافة والعادات والتقاليد وحتى من الرؤى المختلفة بين أبناء أو المنتمين للحزب الواحد ! وهذا ما أوقعنا بأشكاليات ونحن كنا في غنى عنها .
فأما الصراعات السياسية التي كانت تؤدي الى صدامات مسلحة وفي الكثير من الأحيان يذهب ضحيتها مقاتلين أشداء وأوفياء للمباديء التي حملوها ولم يؤمنوا بتاتا بما يحصل لهم وخارج عن العرف الأجتماعي والسياسي والقانوني , أي كيف تقتل أخوك يعادي النظام القمعي الدكتاتوري وهو يعيش حياتك الصعبة وصديق وحليف لك ومصالحك مشتركة في الحيات والممات !!
بمجرد أن تفكر أن تعصي على النظام القمعي البائد ..... يعني أنك ومن لف لفك تكون معرض الى اجراءات متنوعة وفي غاية الصعوبة والتعقيد وتتحمل عواقب العصيان ومهما يكون العصيان نوعه وغرضه ! , فأما أن تفكر بأن تصبح مقاتلا من الطراز الذي لايلين أي أن تحمل صفة المعارضة المسلحة لأسقاط النظام المتسلط على رقاب العراقيين ومنذ عقود , لابد من الحاجة الى وقفة تأمل وتفكير لما يحصل لبقية أفراد العائلة المتروكة لرحمة الله والنظام الغاشم ومؤسساته القمعية وأزلامها الذين درسوا الأذية والعنف والقسوة وتعذيب الأبرياء وهم ليس لهم أية علاقة بما فعلها ( المجرم والمخرب ) الذي التحق في صفوف الأنصار البيشمركة ولأي سبب كان !
وخصوصية كوردستان هي المشجعة بأن تصبح بيشمركة لكون طوبوغرافيتها السند والداعم والصديق للعصيان بوجه الجلادين الحكام خونة الشعب والوطن وكل ماهو انساني , ولكون أكثر قرى كوردستان في أواسط ونهاية السبعينيات من القرن الماضي مهدمة ومرحلة من ساكنيها , لذا تكون حاجة المقاتلين البيشمركة حاجات ومهمات صعبة , أي تسير لمدة ساعات وأيام في مناطق مهجورة دون أن تصادف قرية معمرة ومأهولة , لذا عملية الحصول على وجبة غذاء أو راحة البال في منام ليلة هانئة من الصعوبة أن تحصل عليها وحتى في الحلم , وعليك تحمل المزيد وأكثر من الرفيق أبو صابر بكثير !!
هنا لست بصدد سرد كل ماهو متعب وصعب المنال واستعطاف المسؤولين بأن ينظروا بعين العطف والخذلان على البيشمركة القدامى  وأن يرحموحم برحمتهم وسخائهم اللاشرعي من القسمة الموجودة والمائدة الدسمة التي يتمتعون بها هم وعوائلهم ومرودهم ومؤيدهم ومحسوبيهم ومنسوبيهم .... لا أبدا لا نطلب الأستعطاف ولا نتوسل بمن يرى بعيون مريضة وانما الحقوق في فوضى وتلاشي وقد تراكم عليها الغبار وأوراق السنين العشرين من حكم أحزاب البيشمركة المنضوية  في البرلمان وحكومة كوردستان .
 
وبعد عشرين سنة من حكم البيشمركة الأبطال , ينالون البيشمركة القدامى , الميداليات التقيمية وخاصة الذين التحقوا في السنين الصعبة من القرن الماضي وخاصة في سنوات 76,77,78. وهذا ما يثلج صدورنا وصدور المقاتلين المضحين في الغالي والنفيس من أجل كلمة الحق وعدم الأرضاخ للدكتاتوريات مهما كان نوعها وحكمها وزمنها ومسمياتها !!!!
لذا نطالب وزارة البيشمركة وحكومتنا الكوردستانية في الأسراع لأعطاء حقوقنا كاملة وغير منقوصة أسوة بالبيشمركة التابعين للأحزاب الكوردستانية المناضلة واعادة النظر في تقيم مراتب البيشمركة والنظر الى البيشمركة وسنين تضحياته وأخذها بمحمل الجد !!
وليس البيشمركة يذكر بعد مماته والبكاء عيله وتمجيده كما هو الحال اليوم !
 
وها قد جاء دور من أصبح بيشمركة ومن المعتقين القدامى في عام 1979 . لكي يحصل على مدالية شرف وتثمينا للأسم المقدس و ألا وهو البيشمركة القدامى ( بيشمه ركه ي ديرين ) الذي حارب الدولة العسكرية والبوليسية والمخابراتية والنفطية .
المجد والخلود لشهداء البيشمركة والأنصار التي ضحت بالغالي والنفيس من أجل الخلاص من الدكتاتورية والأتيان بالبديل الديموقراطي يؤمن بالعدالة والمساوات وعدم هظم حقوق المقاتلين الأوفياء وبأيادي مناضلين من جلدتهم ومن جنسهم البشري.
 
نأمل من الدوائر المعنية وخاصة جمعية البيشمرك القدامى من فتح ملف لدراسة كل القظايا العالقة والمهملة ونطلب من حكومتنا الكوردستانية النظر الى معانات البيشمركة القدامى بجدية وموضوعية .
2010-10-22
 
Slogan text
هه‌رگیز خه‌باتی پێشمه‌رگه‌ی دێرین له‌یاد ناكرێت .. كۆمه‌ڵه‌ی پێشمه‌رگه‌دێرینه‌كان، مه‌دالیای رێزلێنانی به‌خشییه‌ 104 پێشمه‌رگه‌ی دێرین ... ئاوات كۆكه‌یی_ سلێمانی- سایتی دێرین
سێ شەممە, 19 تشرینی یەکەم 2010 12:29 | | |
نووسه‌ری گشتی

سه‌عات چواری 18/10/2010 له‌هۆڵی مه‌كته‌بی سیاسیی یه‌كێتیی نیشتمانیی كوردستان، كۆمه‌ڵه‌ی پێشمه‌رگه‌ دێرینه‌كانی كوردستان له‌مه‌راسیمێكی تایبه‌تداو به‌ئاماده‌بوونی ژماره‌یه‌كی زۆر له‌ سكرتێرو ئه‌ندامانی مه‌كته‌بی سیاسی و سه‌ركردایه‌تیی و لێپرسراوان و كادیران و پێشمه‌رگه‌ دێرنه‌كانی حزبه‌ به‌شدار بووه‌كانی كۆمه‌ڵه‌، مه‌دالیاو كارتی رێزلێنانی به‌خشییه‌ ژماره‌یه‌ك پێشمه‌رگه‌ی دێرین، وه‌ك ستایش و رێزلێنان له‌به‌رامبه‌ر به‌شدارییكردنی ئه‌و تێكۆشه‌رانه‌ له‌قۆناغی خه‌باتی شاخ و سه‌ختی پێشمه‌رگایه‌تی.
سه‌ره‌تاش ئاماده‌بووان چه‌ند ساتێك بۆگیانی پاكی شه‌هیدانی بزاڤی رزگارییخوازی گه‌لی كوردستان به‌پێوه‌ وه‌ستان و دواتریش وتاری ئه‌نجوومه‌نی باڵای كۆمه‌ڵه‌ی پێشمه‌رگه‌دێرنه‌كان له‌لایه‌ن جه‌میل هه‌ورامیی سه‌رۆكی كۆمه‌ڵه‌وه‌ خوێندرایه‌وه‌و تیایدا ئاماژه‌ی به‌گرنگی به‌شداری كردنی ئه‌و پێشمه‌رگانه‌ كرد له‌خه‌باتی پێشمه‌رگایه‌تی و باسی له‌وه‌شكرد كه‌ئه‌م جۆره‌رێزلێنانه‌ هێمایه‌كه‌ بۆ له‌بیرنه‌چوونه‌وه‌ی تێكۆشانیان و پیرۆز بایی ئه‌م بۆنه‌یه‌شی لێكردن.
له‌به‌شێكی دیكه‌ی وتاره‌كه‌یدا، جه‌میل هه‌ورامی وه‌ك یاد كردنه‌وه‌ك ناوی چه‌ند پێشمه‌رگه‌و فه‌رمانده‌یه‌كی لایه‌نه‌سیاسییه‌كانی به‌شداربووی كۆمه‌ڵه‌ی هێنا كه‌له‌م رۆژه‌داو له‌ساڵانی خه‌باتدا شه‌هید كراون.
دواتر مه‌لابه‌ختیار لێپرسراوی ده‌سته‌ی كارگێڕیی مه‌كته‌بی سیاسی یه‌كێتیی نیشتیمانیی كوردستان وتاری هه‌ڤاڵ مام جه‌لالی خوێنده‌وه‌و وتی: ئه‌و مه‌دالیایه‌ به‌شێكی بچووكی قه‌رز‌ێكی ئێوه‌یه‌ له‌سه‌ر یه‌كێتی و كۆمه‌ڵه‌ی پێشمه‌رگه‌ دێرینه‌كانه‌و ده‌بێت بتان درێته‌وه‌.
پاشان تیشكیشی خسته‌ سه‌ررۆژگاری تێكۆشانی ئه‌وهه‌ڤاڵانه‌ به‌تایبه‌تی و به‌گشتیش هه‌موو پێشمه‌رگه‌یه‌كی دێرین و وتیشی: هیچ شۆڕشێكی كوردی له‌ماوه‌ی 200 ساڵی رابردوودا سه‌ركه‌وتنی به‌ده‌ستنه‌ هێناوه‌، به‌ڵام شۆڕشی نوێ سه‌ركه‌وت، سه‌ركه‌وتن به‌مانا فراوانه‌كه‌ی نه‌ك به‌چه‌مكه‌سیاسییه‌كه‌ی به‌ته‌نیا.
هه‌روه‌ها باسی له‌قۆناغه‌كانی خه‌باتی سیاسی و چه‌كداری و دیموكراتی یه‌كێتیی نیشتمانیی كوردستان كردو وتیشی: هیچ هێزێك هێنده‌ی یه‌كێتی دیموكراتی نییه‌و ده‌شمانه‌وێت له‌هه‌موولایه‌نێك زیاتر دیموكراتی بین و به‌دڵنیاییشه‌وه‌ ئه‌وه‌ی كردوومانه‌ له‌پێناو دیموكراتیدا زۆركه‌متره‌ له‌وه‌ی كه‌له‌مه‌ودوا ده‌یكه‌ین.
دوابه‌دوای ئه‌وه‌ش ده‌ستكرابه‌دابه‌شكردنی خه‌ڵات و مه‌دالیای رێز لێنان كه‌پێشمه‌رگه‌كانی ساڵی 1978ی گرته‌وه‌و به‌شێكیش له‌پێشمه‌رگه‌كانی ساڵانی 1976و1977 به‌هه‌مان خه‌ڵات، رێزیان لێنرا.
هه‌رله‌وباره‌یه‌وه‌ جه‌میل هه‌ورامی سه‌رۆكی كۆمه‌ڵه‌ی پێشمه‌رگه‌دێرینه‌كانی كوردستان به‌سایتی (دێرین) ی راگه‌یاند: هه‌رله‌سه‌ره‌تای دامه‌زراندنی كۆمه‌ڵه‌كه‌مانداو له‌كۆبوونه‌وه‌یه‌كی ئه‌نجومه‌نی باڵادا بڕیارماندا مه‌دالیای رێزلێنان بده‌ین به‌وپێشمه‌رگه ‌دێرینانه‌ی له‌شۆڕشی نوێدا به‌شدارییان كردووه‌، دیاره‌ ژماره‌ی پێشمه‌رگه‌كانیش زۆرن، بۆیه‌ ئێمه‌ رێكمان خستوون و به‌پێی ساڵه‌كان جیامان كردوونه‌ته‌وه‌ وه‌ك ئه‌وه‌ی پێشتر پێشمه‌رگه‌كانی ساڵانی 1976 و 1977 له‌ مه‌راسیمێكدا مه‌دالیای رێزلێنانیان پێدرا، ئه‌مرۆش پێشمه‌رگه‌كانی ساڵی 1978 له‌گه‌ڵ ژماره‌یه‌ك پێشمه‌رگه‌ كه‌له‌مه‌راسیمی پێشكه‌شكردنی مه‌دالیای ساڵانی 1976و1977 به‌هۆی نه‌خۆشی و هه‌ندێك هۆكاره‌وه‌ وه‌ریان نه‌گرتبوو، ئه‌مڕۆ مه‌دالیای رێزلێنانیان پێبه‌خشرا، خه‌ڵاته‌كه‌ش بریتیه‌ له‌مه‌دالیایه‌كی تایبه‌ت كه‌دیوێكی ئارمی كۆمه‌ڵه‌یه‌و دیوه‌كه‌ی دیكه‌ش ئاڵای كوردستانه‌، ئه‌وبه‌كره‌یه‌ش كه‌مه‌دالیاكه‌ی پێهه‌ڵده‌واسرێت هه‌رئاڵای كوردستانه‌، هه‌روه‌ها له‌گه‌ڵ مه‌دالیاكه‌شدا كارتێكی تاییبه‌تیان پێدرا.
له‌وه‌ڵامی پرسیارێكیشدا ده‌رباره‌ی ئه‌و پێشمه‌رگه‌ دێرینانه‌ی تائێستا به‌وشێوازه‌ به‌سه‌ر نه‌كراونه‌ته‌وه‌ ئاخۆ چییان بۆده‌كرێت؟ جه‌میل هه‌ورامی وتی: ئێمه‌ به‌رده‌وامین و له‌مه‌ودواش پێشمه‌رگه‌كانی ساڵی 1979و ساڵانی دواتر به‌شێوه‌ی تایبه‌ت خه‌ڵات ده‌كرێن، له‌گه‌ڵ چه‌ند ئیمتیازێكی دیكه‌ بۆهه‌موو پێشمه‌رگه‌یه‌ك.
له‌به‌شێكی دیكه‌ی لێدوانه‌كه‌یدا ئه‌وه‌ی خسته‌ روو كه‌مه‌به‌ستیان له‌م جۆره‌كارانه‌ جگه‌له‌وه‌ی ده‌یانه‌وێت رێز له‌خه‌باتی ئه‌و پێشمه‌رگانه‌ بنێن، ده‌شیانه‌وێت له‌و رێگه‌یه‌وه‌ جارێكی دیكه‌ ئه‌و گیانی یه‌كگرتووییه‌ی سه‌رده‌می شاخ هه‌بووه‌ له‌ناو پێشمه‌رگه‌داو ئێستابه‌هۆی بارودۆخه‌وه‌ به‌ره‌و نه‌مان چووه‌، دوباره‌ زیندوی بكه‌نه‌وه‌، چوونكه‌ به‌وجۆره‌ كۆبوونه‌وانه‌ جارێكی دیكه‌ به‌یه‌كتر شاد ده‌بنه‌وه‌و ده‌توانن په‌یوه‌ندییه‌كانیان درووستبكه‌نه‌وه‌و یادو بیره‌وه‌رییه‌كانی سه‌رده‌می شاخیان بیردێته‌وه‌.
 
به‌هه‌مان شێوه‌ پێشمه‌رگه‌یه‌كی دیكه‌ وایله‌قه‌ڵه‌م دا ئه‌گه‌رچی تائێستا مافی ته‌واوه‌تی خۆی وه‌رنه‌گرتووه‌، به‌ڵام زۆر دڵخۆش و سوپاسگوزاربوو به‌رامبه‌ربه‌وه‌ی به‌سه‌ركراوه‌ته‌وه‌و رێزی لێنراوه‌، ئه‌و تێكۆشه‌ره‌ش كه‌ناوی (دكتۆر مه‌حمود فه‌قیانی) ه‌ و ساڵی 1977 بۆته‌ پێشمه‌رگه‌و سێجار به‌سه‌ختی بریندار بووه‌، وتیشی: ئه‌م كاره‌ سه‌روه‌رییه‌كی زۆرگه‌وره‌و دیاره‌ بۆ هه‌موو پێشمه‌رگه‌یه‌كی دێرین و هه‌ستده‌كه‌ین له‌بیر نه‌چووینه‌ته‌وه‌، بۆیه‌ سوپاس بۆیه‌كێتیی نیشتمانیی كوردستان و كۆمه‌ڵه‌ی پێشمه‌رگه‌ دێرینه‌كانی كوردستانیش.


145
من يعالج المصابين بالأمراض
النفسية في العراق الفدرالي ؟!

 
سعيد الياس شابو                                                                                            
 
 
الكل يعلم ....... , والكل لا يعلم ................ ! , وماذا يعلم الكل وماذا لا يعلم ؟
سؤال وجيه وقيم عندما سئل القس الرعية , حيث قال في قداس يوم الأحد  .... هل تعرفون ماذا أقول لكم ؟!
فالكل أي الحظور الكريم في الكنيسة صاح أي نعم أبونا نعلم وبالمعنى الآخر نعرف ! وسكت أبونا القس لبرهة وقال بصوت جهوري .... طيب مادام تعرفون فليست هناك حاجة الى الأفصاح بذلك .... !
الرعية حارت بما حدث في القداس , أي هم لا يعلمون شيء وهم نادوا بأنهم يعرفون ....! و في الأحد القادم أي بعد اسبوع وفي القداس ..الثاني وكان أيظا يوم الأحد , وكالعادة بعد أنتهاء القداس نادى أبونا .... هل تعرفون ماذا أقول لكم ؟؟ !! ... الكل صاح بصوت عالي ... كلا أبونا ... ما نعرف ماذا تقول لنا !!.... يعني ما نعرف! والله حيرة يا ناس ! , وكالعادة بعد قليل صاح أبونا القس بصوته الرنان ... ما دام ما تعرفون ... فليست الحاجة الى أن أقول لكم الخبر !! فالحيرة والتعجب والبلبلة أصبحت تراود الناس أي الحظور حار بالموقفين ومن رجل دين , وأصبحت ناس تلام ناس ولكن دون فائدة , الكل ذهب الى البيت بعد القداس وهم وأمرهم في حيرة لم يصادفوها  قط  في حياتهم اليومية منذ وجود القرية والكنيسة وأبونا القس .
أصبحوا أهل القرية في حيرة من أمرهم !!! , ولكن لابد من الذهاب ومشاركة القداس وفي  كل الأحوال القرية تقسمت الى جبهتين للقداس الثالث , وفي اللأحد الثالث وعلى التوالي الكل متهيأ للجواب !!
 
وفي القداس الثالث وبعد أنتهاء أبونا القس تهيأ مبتسما حيث تفضل مشكورا .... أتعرفون ماذا أقول لكم أيها الأحبة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
فالحظور جالس في سراوين كراسي أي الجانب الأيمن والجانب الأيسر !! فعلا وفي سرعة البرق النصف الأيمن قال للنصف الأيسر .... تعالوا أحنة نقول نعرف وأنتم قولوا ما نعرف !!
وفعلا اتفقا الطرفان على الكليشة حيث ناد الأثنان كما أتفقوا .. أي احنه نعرف واحنه ما نعرف !!
 
وبعد قليل أبونا القس ابتسم ببراءة معلنا .... اللذين يعلمون ليدلو ويقولوا للذين لا يعلمون !! أي اللي يعرفون يقولون للذين لا يعرفون !!!!!
وصار الضحك وعرفوا بأن أسرار مخفية حول القظية وحول تعرفون أو ما تعرفون !!
 
واليوم وبعد سبعة أشهر من الأنتخابات العراق الفدرالي ....... هل تعرفون من سيحكم العراق الفدرالي ؟ , فاذا تعرفون قولوا للذين لا يعرفون , واذا ما تعرفون ... فلا أقول لكم أبدا لآنه فقط مضى على الأنتخابات سبع أشهر فقط !!!!!!! والسنة باقي منها خمسة أشهر , حسب التقويم الأنتخابي !!!!!
 
السويد 2010-10-07

146
هل ستكون الحكومة العراقية
القادمة ( تسد ) و ( تمد ) !!

 
سعيد الياس شابو                                                                                                 
 
 
الحديث حول السياسة في العراق الفدرالي أصبح فلم محروق والمزايدات حول تشكيل الحكومة أصبحت خبطة لم يتفق عليها الكتل المتنافسة فيما بينها على الكعكة الدسمة (المليارات) وللمليارات طعم خاص ولا ننسى ان من سبقوا في دفة الحكم منذ ولادة الحكومة في العراق أي منذ 1920 من القرن الماضي والى يومنا هذا لم نرى حكومة مركزية جاءت على سدة الحكم وتحكم العراقيين بالقوانين وبالدساتير وترى العراقيين بعيون صافية وغير مغوشة ما عدى لوقت قصير أيام حكم الزعيم الراحل الشهيد عبد الكريم قاسم .
والحديث اليوم حول تشكيل الحكومة للعراق الفدرالي الغني بثرواته المسروقة والفقير بشعبه المنكوب المسكين المظلوم والمغضوب على أمره وفاقد كرامته أمام الذي يسوى والذي لا يسوى .
 
حديث الساعة المليء بالسخونة والصخونة حول عدم وجود رجل مناسب يحكم العراق لمدة أربع سنوات قادمة مفعمة بالأنتاجات والفعاليات والانجازات الكبيرة التي ينتظرها العراقييون بفارغ الصبر , لكي يخلصون من الوعود الكاذبة والتي ملت منها أم عامر الفيحاء والأستاذ عبد المنعم الأعسم والعراقيين في كل تلاوينهم ما عدى المستفيدين من المحسوبية والمنسوبية والمحاصصاتية وغيرها من الأمور التي يعرفها كل عراقي عاش العقود الخمسة في السجن الكبير ( العراق ).
 
نريد حكومة عراقية "  تسد " أي نعم تسد الحدود بوجه الارهابيين الدوليين المتاجرين بالدم العراقي وبالمال العراقي , سد الحدود والسيطرة عليه أولا من التسيب الموجود سواء بدخول المرتزقة الأرهابين وبطرق متفاوتة عبر دول الجوار العراقي والقادمين من الدول الأخرى , أم ارسال المواد الغذائية الفاسدة والمنتهية صلاحية استخدامها مما تشكل أكثر خطورة من السيارات المفخخة والعبوات الناسفة . وهنا السؤال يطرح نفسه في كل مرة وعبر القنوات المرئية والمسموعة والصحف يعلن عن القاء القبض على الارهابيين المتنوعين ومن ثم يتم فرارهم بطرق ذكية ومتنوعة ووهمية لكي تستمر الحالة كما هي ويضيع الحابل بالنابل والكل تنشغل بالتصريحات الرنانة وقوة الردع ومن تسول نفسه سيحاسب والمقصر سيتحمل المسؤولية التأريخية والمرحلية والحكومة ستشكل بعد ثلاثة أيام !!!
 
نريد حكومة عراقية " تمد " أي نعم تمد الأعمدة والأسلاك الكهربائية في كل بيت وفي كل حارة ومدينة عراقية ! الكهرباء ثم الكهرباء وبعدين الكهربلاء !!!
نعم الكهر-بلاء ... الى متى يبقى العراق والعراقيين بدون كهرباء ؟ ومن يتحمل المسؤولية التأريخية التي سمعناها وقرءناها في الراديو وفي الكتب ؟ من يسجل له التأريخ الحافل ؟ من منكم يحلف اليمين عندما يصبح وزيرا أو برلمانيا ويعمل بالكتب السماوية التى حلف بها ؟؟؟. وماذا بعد الكهرباء !!
 
الماء في العراق أغلى من النفط !!, كيف اذا كان اللتر من الماء يساوي 3 قناني صغيرة بسعة 330 سنتيلتر , ويباع القنينة الصغيرة ب 250 دينار وهناك من يبيعه ب500 دينار وبأماكن أخرى بألف دينار وهو ماء عادي لا مياه معدنية ولا هم يحزنون !
قول اللتر من المياه بدولار واحد أو بنصف الدولار , وبرميل النفط كبير , وأقصد برميل النفط العادي الذي يباع في العراق يساوي 200 لتر . نعم 200 لتر ويباع ب 105000 – 120000 ألف دينار عراقي فاذن الماء أيظا أكثر سعرا من النفط !
مأساة المرأة العراقية في رقبتكم عندما تخرج في القنوات التلفزيونية وتريد النجدة لأنقاذها من الحر والبرد والجوع والحرمان من الكهرباء والسكن والدخل الواطيء وعدم تقديم الخدمات الصحية والأجتماعية وغيرها من الأمور المخجلة !!
 
أحلفكم بالله يا سادة ياكرام يا أعضاء البرلمان والحكومة ... ماذا لو تقاضيتم في الشهر 200000 ألف أو 300000 ألف دينار عراقي ؟ والمرأة العراقي التي فقدت من لديها تطلب أقل من هذا المبلغ بكثير ولم يحسب لها أي اعتبار انساني !! هل يسجل العراقيين من هو فب البرلمان ومن هو في الحكومة الى يوم الحساب العلماني والدنيوي !! ألستم أنتم عراقييون يا سادة يا كرام ؟
 
التربية في العراق الفدرالي بحاجة الى اعادة النظر في مجالات مختلفة من التربية والتعليم ففي الدولة النفطية العراق الفدرالي تقدر الميزانية ب 82000000000مليارد دولار أمريكي ناهيكم الواردات الأخر
والطالب والطالبة يرتدون الزي الموحد !!! أي مؤمنين في  فكرة عسكرة الطلاب وليس المساوات , واذا قصدكم المساوات في اللبس , فساووا معيشة الطلاب وتحسين دخل العائلة ولا تحجبوا عنهم الألوان الزاهية , الأحمر والأصفر والأخضر والبنفسجي والبرتقالي والنيلي وغيرها من الألوان الجميلة!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
 
لو أردتم أن تسدون وتمدون فعليكم بحسم مسألة الكهرباء خلال 3 أشهر فقط وليس أربعة ومن ثم الشروع بتغذية طلاب المدارس في السنة القادمة , وكيف بدون مخازن التبريد والكهرباء وبدون خزن المواد الغدائية تطبق الفكرة ؟
نتمنى من الحكومة القادمة أن توفي بوعدها للناخبين وأن تعطي كل ذي حق حقه في سقف زمني مبين وتشكل لجان عملية وتسمع شكاوي المواطنين وتتابعها وتحاسب المقصرين والمجرمين سارقين قوت الشعب والا اللاحق لا يكون أفضل من السابق , وحبذا لو يصير تقيم كل ثلاثة أشهر وعلى الملأ بخصوص ادارة الدولة والمنجزات التي تقدم لجماهير الشعب .
 
ولا يجوز الحكومة تسد فقط أو تمد !!
ونحن نريد من حكومتنا القادمة تسد وتمد !!
 
السويد 2010-09-24


147
انتخابات السويد..ليست

كل الصور قاتمة !!!

 

 

سعيد الياس شابو                                                                         

 

انتخابات السويد في 19/09/2010.المصادف يوم الأحد وهو آخر يوم يسمح به للناخب أن يدلي بصوته وبدون خوف وتزوير كما يحدث في البلدان الأخرى من العالم المعاصر !

 

وانتخابات السويد ليست كأنتخابات العراق التي  جرت في 7/3/2010. وبعد مضي أكثر من ستة أشهر ولم تشكل الحكومة !!!!!!..........؟

 

انتخابات السويد كما في المسلسل السوري الخامس باب الحارة !!!!!

خووووووووووووووووذ  واعطي خووذ واعطي !!

 

خوذ ورقة التصويت واعطي صوتك !!!!!!!!!!

 

خوذ الديمقراطية أولا في بلد يعيش فيه من مختلف بلدان العالم والكل سواسية أمام القانون , الكل يعيش في مسكن محترم لائق بالانسان وحسب حاجة العائلة سواء عملت هذه العائلة أم لم تعمل !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

 

الكل عايش الذي يعمل والذي لايعمل وهذا ليس بسر خافي لمن يعيش في هذا البلد الديموقراطي الأشتراكي , وبالرغم من أن هناك فرق بين الذي يعمل والذي لايعمل في الدخل الشهري والسنوي, الا أن هناك نظام الرعاية الاجتماعية أقتصاديا وصحيا وتعليميا , أي بشكل آخر الكل يمتلك الماء البارد والماء الحار والكهرباء والسكن اللائق والقدرة الشرائية وكل حسب عمله وامكانيته والكل يمتلك جواز سفر ويحق له أن يسافر ,,,, متى ما يشاء والأطرف من كل شيء هو يحق لك أن تصوت حرا طليقا وتختار الذي يعجبك دون الاملاءات ودون الظغوط من قبل أي كان !

 

قبل اسبوعين بدأت الحملة الأنتخابية بين المجموعتين أو الكتلتين في البرلمان المتكونة من كتلة الليبراليين ( أليانسن ) – مودراترنا+حزب الشعب+حزب الوسط+ حزب الديمقراطي المسيحي .

والطرف اليساري المتكون من تحالف حزب الأشتراكي الديموقراطي وحزب اليسار وحزب البيئة , وهم المدافعين الحقيقيين عن انجازات القوانين السويدية ولا يفرقون بين الأسود والأبيض ويعتبرون السويد دولة الكل وللكل ويدافعون عن الشعوب المضطهدة وحرياتها ويدعمونها وهم ضد العنصرية وهم يحملون راية التقارب بين الرواتب وايجاد فرص العمل للكل بالرغم من أزمات البطالة وهم يحمون حقوق الأنسان في الصحة وعدم خصخصتها أي بيعها للقطاع الخاص وهم ملتزمين بعدم خفظ الضرائب لكون الحالة والمستفيدين الوحيدين من خفض الضرائب هم الرأسماليين اللذين ارهقوا الدولة لمدة اربع سنوات ماضية, وماهي تزايد أزمة البطالة وارتفاع اسعار المواد الغذائية والأيجارات والصحة الا بدعة من بدع الرأسماليين .

 

سمعناها وعود الرأسماليين في الأنتخابات السابقة والأن يعزفون على ايقاعات ميتة ومن لم يعيش في السويد ولم يقرأ سيصدق تلك الأقاويل !!! وعلى سبيل المثال.....

الذي كان يعمل لمدة ستة أشهر وأكثر ومن ثم يبطل عن العمل أو يسرح من العمل : كان يحق له أن يحصل على راتب 80% من اجره الحقيقي , والآن يحصل على 65% فقط

واحسب حسابك وعند مراجعة حالات الطواريء في المستشفيات كان في السابق المراجع يدفع 100كرون أي ما يعادل 13 دولار بدل الفحص والمعاينة والآن يدفع 300 كرون وهكذا دواليك .....................................................!

 

عشرات القظايا الأخرى أتركها للمستقبل القريب والبعيد ولكن الأهم الأن الذهاب الى صناديق الانتخابات والادلاء بالأصوات لأن في التصويت يمكن حماية الديمقراطية في السويد والا كل من ذنب على جنب !!!

 

هناك قظايا مهمة أخرى في ديمقراطية السويد وبرلمانها وحكومتها ومشاركة المرأة قبل عشرات السنين في برلمانها ودورها الفاعل في تطوير البناء السليم في المجتمع ,

 

الا أن اليوم وفي هذه الأنتخابات ولأول مرة في تأريخ السويد المرأة السويدية ترغب أن تصبح رئيسة الحكومة السيدة المحبوبة منى سالين المرشحة من قبل الكتلة المتحالفة من الحمر والخضر وهي رئيسة حزب سوسيال ديموكرات السويدي .

 

في المقال السابق حول انتخابات السويد أشرت الى بعض النقاط السلبية من قبل المهملين المتعمدين وغير المتعمدين واللادارين في أمور الديمقراطية والأنتخابات وفعلا هذا ما حصل بعد اللقاءات الكثيرة مع الأخوة والأخوات الأعزاء !!!!

 

هناك من رمى ورقة التصويت أي روست كورت وهي ورقة لا يمكن للناخب أن يصوت بدونها   ROSTKORT

 

ولكن يمكن استخراج ورقة جديدة من مقر البلدية التابع لها الناخب وبكل سهولة بمجرد ابراز الجواز السويدي أو الهوية الخاصة أيدي كورت أو اجازة السياقة ومن ثم يصوت!

 

صوت أيها العزيز وأيتها العزيزة بصوتكم يمكن التغير نحو الأفضل وليس أنتم فقط بل ساعدوا اللذين ليس بأمكانهم التصويت بسهولة لأسباب عديدة , ساعدوهم سيجازيكم الله خيرا .

لا أريد أن اتطرق واقارن بين بلد الأم العراق والبلد الآوي السويد لآن المقارنة ستخرب الكومبيوتر وتعطلها لكثرة الفروقات الكثيرة والكبيرة والواسعة والشاسعة !

 

بعض الحالات التي صادفتها وبدون ذكر الأسماء وهذا ما يعبر عن الرأي الشخصي وكل انسان حر بما يحلو ويستوعب التجربة الديمقراطية وبخلفية عراقية !!

 

الحالة الأولى صادفت رجلا يتجاوز الستين ويعيش في السويد حوالي عقدين من الزمن وبعد حثه حول مشاركته فقط في الأنتخابات دون الأفصاح الى الجهة لتصويت لصالحا وكان الجواب ....شو ... يرجعونا للعراق .....خلي يرجعونا !!!!

 

وفي الحالة الأخرى ولدقائق مع أخت فاضلة ناكرة الجميل يبدوا انها معجبة في عدم دفع الضرائب والكل لازم يعمل !!!! تؤيد الطريقة الرأسمالية في عدم دفع الضرائب !!! وهنا أقول يا أختي العزيزة ..... من أين الدولة  توزع وتطعم حوالي أكثر من مليونين طالب من الحضانة والى الأعدادية ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟.

أفضل أكل وفي كل يوم وعلى مدار السنة ماعدا العطلة الصيفية وهي تقارب الشهرين !

 

ومن أين يكون التعليم المجاني والقرطاسية وكافة مستلزمات التعليم المجاني ناهيكم كل طالب أو طفل له دخله المخصص له شهريا وحسب عمره !!!!!!!!!!!!! هل نوجد هذا في عراقنا الفدرالي الذي يتقاعس في تشكيل الحكومة , وفي نيته أن يستخدم نظام التغذية في المدارس في 2011.

 

وهل العملية الجراحية تكلف أوراق أو دفاتر حسب المفهوم العراقي في مستشفيات السويد ؟

ومن أين تكون الرعاية الأجتماعية للذين ليس بمقدورهم أن يحصلوا على عمل بسبب العمر واللغة والأزمة الأقتصادية وهل لا يحق لمن ليس عمل أن لا يعيش ؟؟؟؟

 

ومن أين نجلب القير ونبلط شوارع السويد ونحن لسنا بدولة نفطية ولا نمتلك حتى الشمس الى لأيام معدودات طيلة السنة لو قارنها بشمس العراق الفدرالي ؟؟؟؟؟

 

صادفت رجلا أخر غير مقتنع بأن يذهب الى التصويت علما ان صندوق الأقتراع لا يبتعد عنه أكثر من 300 متر وليس كيلومتر!!!!

علما في انتخابات العراق الفدرالي ركبنا الباص أكثر من 300 كيلومتر وفي جو ناقص 20 درجة الحرارة والأنتظار أكثر من ستة ساعات وبدون تدفئة ولا حتى طعام !!!!

وأصواتنا لم يعير لها اية أهمية وذهبت في مزبلة التأريخ !!!!!!!!!!!

 

وفي لقاء مع بعض الشباب وأنت ماشي والسؤال حول هل ستشاركون في الأنتخابات وكان ردهم أحنة سنصوت بعكس اللاجئين لأنهم صاروا كثرة !!!!!

 

وهذا القانون أي قانون زيادة اللاجئين يزيد من قانون كثرة العنصريين !!

 

الحق يقال أولا .. هناك من ذهب الى صندوق الأنتخاب المبكر وعمره يتجاوز الثمانون سنة  ومن كلا الجنسين  والله يطول بأعمارهم

الأنتخاب المبكر بدأ في 1/9/2010

 

هناك من مختلف الأعمار ومن كلا الجنسين انتخبوا مبكرا وهذا ما يفرح الوضع والأنسان و

في كل مدينة يوجد عشرات الأماكن يحق لك أن تذهب وتصوت مبكرا وحسب المواعيد المتفق عليها في كل منطقة وأيظا رميت أوقات التصوين وأماكن التصوين عبر صناديق البريد في كل مسكن.

 

لم يبقى الى أيام قليلة أمام اللذين لم ينتخبون ومن واجب الداريين والعارفين وخاضوا التجربة البسيطة الصعبة عند البعض والصعبة البسيطة عند البعض الآخر أن يساعدوا ويحثوا بعضهم بعضا في هذه العملية المقدسة أن صح التعبير .

 

السويد 15/09/2010

148
التصويت في الانتخابات عام
الفين وعشرة / السويد
2010-09-19


سعيد الياس شابو                                                                                
 

لكون الديمقراطية تحمي الانسان وحقوقه من الضياع والمتاهات والذهول وتخرجه من النفق المظلم
وتعتبره أي الانسان أو بالأحرى الناخب هو صاحب القرار وبيده زمام المبادرة والقرار , كما هو حق
وواجب عليه للايفاء به أمام الله والمجتمع وذاته , لذا يتطلب عدم ضياع مئات الآلاف من الأصوات
في يوم الأنتخابات وذلك لاهمال البعض واللائوبالية من القسم الآخر وهناك العجز في العدد الغير القليل
من القسم الذي يبقى متفرج لكون ماذا تعنيه الآنتخابات ؟!
 
المهم بعد أيام قلائل سنستلم عبر صندوق البريد أوراق الآنتخابات على شكل ضروف مربعة وكلي أمل
وثقة بأن لا ترمي أو ترمى في النفايات أو الزبالة ! تلك الضروف وفيها ورقة شخصية ومعلوماتية عن الناخب , وهذه هي
مهمة مثقفينا ومتعلمينا والدارين بشؤون وامور الانتخابات أن يساعدوا العجزة والأميين في ذلك اليوم .
 
وهذه الصفحتين أدناه فيها معلومات حول الأنتخابات في السويد ولكي لا تفوتنا فرصتنا الثمينة
يجب وينبغي علينا أن نكون عند حسن ظن أطفالنا وشيوخنا لحماية حقوقهم المدرسية والمعاشية
ولكون الديمقراطية والقوانين السويدية على محك بين فترة وأخرى وكل حكومة تعمل على اجتهاداتها
السياسية وتغير القوانين حسب مصالحها وما أدى اليه خلال حكم الرأسماليين الحالي من غلاء في
المواد الغذائية وارتفاع الايجارات وزيادة البطالة وتغير قوانين سوق العمل والتي أهلكتنا , لذا علينا أن
نذهب الى صناديق الأقتراع ونبغي التغير وراحة الضمير , والذي يدافع عن حقوقنا !!! يجب أن ندافع
عنه . وليس نحن فقط وانما عينا أن نتصل بكل معارفنا للذهاب الى صناديق الأقتراع , الانتخابات
ونستفاد مما فاتنا من الأهمال المتنوع في الانتخابات السابقة , وللديمقراطية ثمن باهض !!





149
شي  يشيلهن , شي يرفعهن ؟!

سعيد الياس شابو                                                                                                    


لو تحدثنا عن وضعية العراقيين وفي أي مجال من مجالات الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية والعسكرية والانسانية , فلابد أن نرجع الى النظام القمعي الدكتاتوري الذي حكم على مقدرات الشعب طيلة عقود 4 – 5 مضت من التأريخ العراقي المعاصر والى يومنا هذا قد لا تغير الصورة الا في بعض معالمها الثانوية , ورغم بعض المتغيرات التي طرأت على الوضع العراقي الداخلي والخارجي الا أن العراقي يرزح تحت طائلة المسميات .. الطائفية والمحاصصاتية والقومية والمحسوبية والمنسوبية والواسطجية ! فأما الحزبية والأنتمائية فحدث ولا حرج !

شي يشيلهن ؟ , ليست بحزورة ولا سالفة عابرة ولا حديث للتجارة والسمسرة , وانما واقع العراقي الماضي والحاضر وأبتلى به العراقيين في الزمنين أي قبل السقوط وبعد السقوط والحديث شيق للمتابع العراقي للافادة مما حصل من تخريب وتهميش وسرقة قوت الشعب طيلة خمس عقود مضت من التأريخ الحديث.

لأبد بالسالفة والتي هي من صلب الموضوع الترابطي بين الماضي والحاضر القريبين والحالة العراقية التي يرثى لها ولكون العراقيين لم يعوا من ما أصابو به من ويلات وكوارث وأزمات مستفحلة وخراب الأنسان وافساده وتحت طائلة مسميات انتمائية وأيديولوجية وفئوية وغيرها من الأمور التي اصابت العراقي في الصميم وكون الممارسات الخاطئة تزداد حجما ودمارا وهذا ما يشكل عائقا أمام التحولات الديمقراطية النسبية التي يبغيها المواطن , لكونها الوحيدة التي تظمن سر نجاح التجربة العراقية الحالية وذلك عبر تطبيق تلك التجربة المنتظرة عبر المؤسسات الدولة الاتحادية الفدرالية , وهذا لا يطبق في الكلام فحسب وانما ممارسة الخطوات العملية الناجعة والنابعة من الايمان والصدق والأخلاص ونزاهة القلب قبل اليد ونزاهة الفكر قبل الجيب !

السالفة ليست طويلة ولا هي مملة ولا معقدة اكتشفها مجنون سياسي !! خريج السجون العهد والنظام القمعي الدكتاتوري السابق في بغداد  قبل عقد من الزمن عندما كان يسير في شوارع بغداد الحبيبة على قلوب العراقيين , بغداد الرشيد وأبو نواس والسعدون وحافظ القاضي , بغداد التي كانت تأوي من كل أنحاء العراق والعرب والأجانب دون كراهية وحقد لبعضهما الآخر , بغداد الكرخ والرصافة , بغداد الكنائس والجوامع والحسينيات , بغداد المذاهب والشعوب والطوائف التي لاتكره بعضها بعضا ! بغداد وبغداد وبغداد ... بغداد البارات والمطاعم والمتنزهات والسينمات والمسارح .

السالفة هي مجنون سياسي كان يتجول لوحده في شوارع العاصمة بغداد وكلما وصل الى تمثال أو جدارية الرئيس العراقي السابق , وهو يدندن ويقول شي شيلهن , يعني شي يشيلهن وهو أي المجنون يكرر السالفة وفي كل يوم يسلك شوارع بغداد !!
وفي ذات يوم كان  المجنون مراقب  من قبل رجل الأمن السيء الصيت , وهو يعقبه في مساره وبعد متابعة دقيقة وطويلة , أوقف المجنون المخبل من قبل  الأمن وهو يشهر مسدسه بوجه المخبل خريج السجون العراقية صاحبة أقدم الحضارات في المنطقة والعالم ! وسؤل المجنون من قبل الأمن أشتقول يا مخبل ؟ وماذا تقول يا مجنون ؟ وشنهي هي هل جملة ؟ شنو معناها شي يشيلهن ؟
فحار المجنون ... وأراد أن يتملص من الجواب , ولكن دون جدوى !!! اصرار شرطي الأمن على السؤال حول هذه الجملة ولعدة مرات مما حال بالمجنون السياسي أن يلتفت يمين ويسار لكي يخلص وينقذ بجلدته ولكن لا مفر  للهروب والتخلص !
حلف شرطي الأمن بشرفه أمام المجنون ! فيما لو يقر الحقيقة وما المقصود بهذه الجملة ( شي يشيلهن ) ! فسيفرج عنه ويتركه حرا طليقا مجنونا ليقول ما في خاطره وباله !
سرعان ما صدق المجنون الشرطي الذي مسك بأيدي المخبل المجنون ! فقال المخبل ثانية (كول ) قول وهاي الشوارب ما سويلك شي ؟ فقال الشرطي وهاي الشوارب ما سويلك شي لو تبوح بالحقيقة , مما اضطر المجنون أن يصرح بما يقصده .... المقصود صور وجداريات الرئيس العراقي المقبور الذي دمر العراق والعراقيين والذي أدخل العراق حروب بعد الحروب والذي جلب الأمريكان ليخرجوه من حفرته وليجمع ذهب العراقيين ويصنع منها كلاشنكوفات خالصة من الذهب ويستلمها الأمريكان لتكون شاهد عيان على الواقع العراقي وبناء قصور كلفت العراقيين ثمن باهظ ومن ثم تصبح مأوى للجيوش والمتاحف والفنادق ومسخرة من مساخر النظام البائد !
فأما خيمة صفوان التنازلية لقوات التحالف وهي وصمة عار في التأريخ العسكري العراقي , والنفط مقابل الغذاء الذي سرطن العراقيين ولأجيال قادمة ولحد اليوم يون العراقي تحت البند السابع والذي يستفاد منه السماسرة والتجار وعلى مدى سنين والحبل على الجرار !
فأما المواد الفاسدة والدواء المنتهي صلاحياته ومجهولية مصدره هو الآخر محير ومثير للجدل !
السكر يأتي للعراق وفي شهر رمضان الكريم وسرعان مايكون غير قادر أن يثبت مدى صلاحيته ويخرج فاشلا في المختبرات وبمئات الآلاف من الآطنان !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

من يستورد واستورد هذا السكر وهذه المواد الخايسة  ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
واذا لم تكن وزارة التجارة ومن لف لفهم لماذا يسمح بهذه المواد أن تدخل العراق ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ويوميا تتلف مئات الأطنان لا بل آلاف الأطنان من المواد الغذائية الفاسدة , من يستوردها وكيف تدخل في الأراضي العراقية مادام هناك نقاط حدودية وسيطرات نوعية في تلك النقاط ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
المهم الفساد والرشوة وسرقة قوت الشعب سيصبح كارثة أخرى لا يحمد عقباها ولا تقل أقل خطورة من الارهاب المنظم والحروب الضروس التي خاضوها العراقيين وبتخطيط وبرمجة الحكومات المتعاقبة على العهد العراقي الحديث .
 وقصد صاحبنا المخبل ب شي يشيلهن ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

يعني شي يرفعهن هذه الصور والجداريات من الساحات والشوارع والحيطان  ! فضحك الشرطي ضحكة غير اعتيادية وقال ولك شلون مخبل ؟! العاقل ميفكر هالشكل ! المهم أصبح المجنون طليقا بعد أن أقر الحقيقة , وسرعان ما أفلت المجنون من يد الشرطي وأصبح الشرطي حائرا بالقضية وهو الآخر مقتنع بالقضية , الا وهي شي يشيلهن ؟!؟!؟!؟!؟!.
واليوم وبعد مضي سبع سنوات على سقوط الصنم وقد أخرجت المحاصصة القومية والحزبية والطائفية والفئوية والأنتمائية والمحسوبية والمنسوبية مئات الآلاف لا بل الملايين من الحرامية وسراقي قوت الشعب وعبر مؤسسات الدولة التنفيذية والتشريعية والتي يحكومنها عبر سلسلة التنظيمات الجهنمية وفي الوزارات المختلفة!
فهو ليس سجين سياسي وقد انتمى الى احدى المسميات وسجلوه سجين سياسي وهكذا المفصول السياسي وهكذا  والمهجر والبيشمركة والتنظيم الداخلي واعادة الى الوضائف من ليس له واسطة قوية لا يجوز أن يعود الى الوظيفة حتى لو كان مفصول ومسحوق في أيام النظام السابق والحصول على الحقوق أنها كارثة كبرى !!!
ليس بالمهم سنوات النظال والخدمة والمعارضة ! ليس مهم أبدا من كونك انسان نزيه ولم تتنازل!
المهم أن تنتمي الى طرف معين !
المهم أن يكون ظهرك قوي ومتين لا يلين وشغلك يمشي بسرعة البرق حتى لو كنت من أزلام النظام البائد , أبدا مو مشكلة معاملتك ستسير بدون سرة وبدون المراجع مادام عليها التوقيع الفلاني!
في العراق الفدرالي البعير يصبح صغير والصغير يصبح كبير بجرة قلم ليس الا !!
فيا ترى الا تعلم ان الأنتخابات الفاشلة والمزورة لا تنتج الا حكومة مؤجلة وفاشلة حتى لو شكلت  ؟ والأنتخابات القادمة وبعد أربع سنوات أخرى ستكون هي الأخرى ستكون فاشلة ومزورة لكون الحرامية ذاقو طعم الملايين والمليارات وطبيعة المحاصصة والاستيلاء على العقارات وبطرق غير شرعية وتحت مسميات عديدة , والذين لا يخافون الله يعملون كما يحلوا لهم ويستبيحون كل شيء من أجل مصالحهم وذاتهم وحاشيتهم .

فيا ترى شي يشيلهن حرامية وسراقي قوت الشعب بعد سقوط النظام في العراق الفدرالي الموحد ؟؟؟ ؟!؟!؟!؟!؟!؟!؟!
انهم كثرة ولكن ارادة الشعب هي الأقوى والأصدق والأنبل والله ينتقم من كل شخص لايحب وطنه ويسرق ثرواته وتحت طائلة مسميات .
قولو آمين ! آمين يارب.

السويد / 2010.08.12

150
كوردستان تحترق في ظل
النظامين !!

سعيد الياس شابو                                                                                


كنت قد قررت أن لا أكتب حول كوردستان في أي موضوع لأن الوضع غير مجدي والكل يعمل على هواه وليلاه ومزاجه !!!
ولكن الحرائق أحرجتني وأنا طريح الفراش ولمدة غير قصيرة والتفاصيل أتركها لنفسي لكون المشكلة مشكلتي , ولكن حرائق كوردستان في ظل النظامين هي مشكلة البيئة والأنسان والحيوان والطيرعلى السواء .
اتركونا من النظام السابق واستخدام أساليبه الملعونة والماكرة والمدمرة في ابتكار بدع متنوعة لقتل البيئة في العراق عموما وفي كوردستان بشكل خاص . وما هو قطع النخيل في البصرة وتجفيف الأهوار في المحافظات الجنوبية الا الجزء القليل من تلك العملية القاتلة والمدمرة وعلى مر السنين من التأريخ العراقي الغير محسود عليه , لا وبل المخططات الجهنمية التي ينتظرها العراقييون لا تبشر بالخير وعلى العراقيين بالتحمل المزيد والمزيد مالم يكن هناك من يفكر بالبناء الأنساني الذي عانى العقود من السنين والى يومنا هذا والحبل على الجرار وما الحريق في مبنى وزارة التجارة العراقية يوم أمس 2010.08.03 . الا صورة من الصور التي تنتظر العراقيين !
والحديث عن العراق مسالة شائكة ومعقدة وتحتاج الى عقود أخرى فيما لو لم يشعر الأنسان بأن العراق هو عراقه والمسؤول هو جاء من أجل الخدمة وليس سرقة ثروات البلد كما هو حالنا اليوم.

وفي زمن النظام السابق والذي كان يشجع سياسة الأرض المحروقة في كوردستان ويشجع بعض ساكنيها من الكسبة ليشاركوا مع النظام من حيث لا يدرون مخاطر تلك السياسات على الأنسان والبيئة وأضرب مثالا بذلك  وبشكل مختصر الا وهو قطع الأشجار وقلع جذورها ولتحويلها عبر صناعة الفحم المحلية  الى نقود تعيش فيها العوائل الفقيرة, لذا ترى مساحات شاسعة وفي مناطق مختلفة تراها جرداء من الشجرة وحتى النبتات الكبيرة وفي الكثير من الأحيان عندما كانت تتجول الهيلكوبترات لتقصف المفارز من المقاتلين البيشمركة, لذا من الصعوبة أن ترى مكان أن تحمي نفسك من رؤى تلك الطائرات . وموضوعنا ليس النظام السابق!
وانما صلب الموضوع هو الحرائق في كوردستان !
 كلا .. كيف نعبر المواضيع المهمة ؟ من كان يحرق الزرعات قبل مواسم حصادها ولسنين طوال عبر الربايا العسكرية وفي شتى الوسائل وذلك لكسر ظهور الفلاحين داعمي وساندي المقاتلين البيشمركة .

ومن أحرق الآبار النفطية الكويتية بعد انسحاب القوات العراقية منها بعد أحتلالها ؟ بحيث الدخان وصل الى الهند وباكستان ودول عديدة أخرى وكانت تمطر أمطارا سوداء مليئة وحتى الشاي تغير طعمه في تلك الفترات.
من المسؤول ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

من المسؤول في كوردستان من اندلاع الحرائق ؟
الحرائق ليست في كوردستان فقط ! وانما اليوم والبارحة وبكرة نشبت وستنشب حرائق وفي أماكن عديدة , روسيا اليوم عاجزة عن أطفاء حرائقها وقد استخدمت كل طاقاتها لايجاد الحل لأخماد تلك الحرائق وبدون جدوى وقد استخدمت أكثر من 140000 من رجال الأطفاء , الا أن الحرائق مستمرة وسبق وأن حدثت الحرائق في ولايات أمريكية ودول أخرى من العالم المعاصر .
والكل يعلم أن متغيرات الجو والحرارة والعوامل الفيزائية والكيمائية تدخل في عملية الأحتراق وان كانت كوردستان جزء من هذا الكون , الا أن مساحة كوردستان لا تتجاوز ال/ 80000.ثمانون ألف كم مربع مقسمة على ثلاث محافظات رئيسية أربيل العاصمة والسليمانية ودهوك دلال.وكركوك النفطية.

وهذه المحافظات تمثل اداريا وعسكريا وبيئيا وأقتصاديا وبشريا مجاميع وأعداد من الأقضية والنواحي والقرى ذات أبعاد اقتصادية وسياحية وزراعية وما شابه ذلك . وخلال كل سنة تحدث آلاف الحرائق في المنطقة والجزء الغير القليل من هذه الحرائق مفتعل !! والجزء الآخر عفوي والجزء القليل من متغيرات البيئة وارتفاع درجات الحرارة , وهناك من يقول أن رمي قناني الكحول في العراء مما يسبب الحرائق!
طيب .. منذ مايقارب العشرون سنة وكوردستان تعيش حالة الأستقلال الكمي والنوعي والجغرافي والأقتصادي , الا أن حالات الحريق تزداد في كل سنة وخاصة في موسم الصيف والأسباب تعود الى العوامل المذكورة أعلاه .

ايجاد الحلول مطلوبة من حكومة كوردستان , شعبيا واداريا وحزبيا ومؤسساتيا .
كيف ؟؟؟؟؟؟؟؟

أولا . خلق حالة أفضل عند المواطن الكوردستاني بالأنتماء للوطن , وان كانت هذه الحالة ليست بظاهرة ولكنها موجودة ومنذ القديم , وذلك القيام بحملة توعية تقوم بها أجهزة الدولة عبر مؤسساتها المتنوعة وأحزابها .
ثانيا..أن تتحمل الأجهزة الأدارية والسلطات المحلية بزيادة فرق الأطفاء وخاصة في فصل الصيف وذلك يمكن من استفادة من قدرات الطلبة وتشغيلهم الموسمي مدفوع الأجر وبالمناطق الحساسة التي يمكن استحداث الحرائق المفتعلة والطبيعية والاهمالية .

ثالثا... للأفادة من العلوم المتوفرة في الدول المتطورة زراعيا , وفي نهاية كل موسم الربيع القيام بحملة حصاد الحشيش وليس الزرع وذلك للافادة منه في فصل الخريف والشتاء وذلك عبر حاصودات وتغليف ذلك الحشيش كمكدسات ومربعات في مواد حافظة كما هو موجود في العالم المتطور زراعيا وصناعيا.
رابعا .... تقطيع أوصال المناطق المزدحمة بالغابات والحشائش وذلك بحرث قسم منها وعزل القسم الآخر.
خامسا ..... الأهتمام الأكبر بالأماكن السياحية الشعبية وتوفير بعض المستلزمات لأخماد الحرائق حال نشوبها .
محاسبة المقصرين وبشدة عند أفتعال الحرائق وتقديم المجرمين القائمين بأفتال الحرائق الى العدالة دون غض النظر عن المفتعل , لكون البيئة ليست فقط ملك الأنسان وانما ملك الجميع أي كل الكائنات الحية .
سادسا ...... تكثير واستيراد الحيوانات البرية الغير المضرة وخاصة التي تعتاش على المراعي والحشائش وهذا ما يخفف نسبة الحشائش ومما يؤدي الى تقليل كثافة الحشائش في المناطق الحساسة.
سابعا ....... فتح طرق ترابية في أماكن التي تحدث فيها الحرائق بكثرة.
ثامنا ........ ماذا لو يكون سرب طائرات تستخدم عند الحالات الطارئة لأطفاء الحرائق ؟
تاسعا ......... الأفادة من تجارب القرويين الفلاحين في أخماد الحرائق في الأحراش والغابات وهذه طريقة كوردستانية عشتها في أكثر من منطقة , وذلك بطريقة وعي علمية وفطرية فلاحية ولم تأتي عن هباء !!!!
ربما يكون السؤال .. كيف ؟ وشلون؟

عندما يرى الفلاح القروي النار قادمة اليه وليس بالأمكان أخمادها  وسرعان ما يفتعل نار تبعد بعض الشيء عن النار القادمة اليه وسرعان ما يطفئها مع مجموعته بالتدريج وهكذا يقطع دابر النار القادمة اليه بعد بلوغها النار المفتعلة وهذا ما يحتاج الى دخول دورات تعليمية للأفادة من تلك التجربة.

قبل شهر كنا في سفرة الى منطقة دشت نهلة في سفرة سياحية عائلية متعبة وبالذات في منطقة قرية كشكاوا ومن ثم دهوك وفي العودة وفي طريقنا الى عقرة كادت الكارثة أن تقع على رؤوسنا ونحترق كل من كان في سيارة 18 نفر والله ستر والنار تجتاز عبر السيارة ونحن في داخلها , لكون أحتراق  المراعي بمساحات كبيرة بعد الحصاد وعلى الطريق الرئيسي, علما لم نرى أي سيارة أطفاء حريق لآ من بعيد ولا من قريب.

!!! لم نرى في منطقة قرية كشكاوا في دشت نهلة ولا أمتار مربعة تصلح للجلوس بعد أن كنا نسمع بالأهتمام بتلك القرى !!
وان كان هذا الموضوع خارج عن الحرائق في كوردستان.

لذا الموضوع يتطلب الدراسة المستفيظة وبعد الحرائق في منطقة هه له بجه  والسليمانية ودهوك وسوران ومناطق أخرى من هذه البقعة وهذا ما يدخل ظمن الأمن القومي والغذائي المهدد بالخطر ويعتبر من الكوارث البيئية والمحميات ومما يؤدي الى خلق بيئة غير جيدة تؤثر على صحة الأنسان والحيوان وحبذا أن تدرس الحكومة الكوردستانية الموقرة في أجتماعها القادم بجدية هذه القضية الحساسة والمهمة وعلى الكل ادراك مخاطر الحرائق وتأثيرها السلبي على مجمل الحياة اليومية.

ومن يظمن بعد احراق البساتين والكروم بعدم مضاعفة أسعار الخضروات والفواكه الى الضعف ؟
وهل تؤخذ القضية على محمل الجد من المسؤولين وصانعي القرار ؟

السويد 2010.08.04
 

151
مام جبو / جبلي شابو
والمسيرة الصعبة
رحل عنا

سعيد الياس شابو / كامران                                                                                  


الحديث ذو شجون عندما يتناول المرء قصص العراقيين خلال العقود الماضية وهنا وبكل بساطة من لم يعيش تلك المصائب ويعاصرها أو بالأحرى لم يعيش أحداثها بالتفاصيل وقد لا يؤثر الا القليل القليل !
ولكن الحقيقة منسية لدى الكثيريين ممن عاشوا تلك الأيام الصعبة المنسية تارة وعدم اعارة أية أهمية لتلك الأيام التي لا يمكن نسيانها أبدا , لا وبل يجب سردها والحديث عنها لكي تصبح مادة تأريخية وواقعية لا تقبل التأويل !!

قاعدة كوستا , أو مقر كوسته التأريخي والذي يقع بين الشريط الحدودي , محاذات الحدود العراقية التركية والقريب من الحدود الايرانية نسبيا , والمنطقة جغرافيا تابعة الى منطقة برادوست والتابعة الى
ناحية سيدكان / محافظة أربيل / هه ولير . ولكون المنطقة عاصية وذو تضاريس صعبة المنال عسكريا وتتوسط حدود كوردستان المنقسمة جغرافيا الى ثلاث مناطق أي كوردستان العراق , ايران وتركيا , وكون المنطقة متظامنة مع الحركات الكوردية وعلى مر العصور لذا ترى فيها آثار للمقرات السابقة , لذا ترى من الصعوبة تقدم قوات تلك الدول لمحاربة البيشمركة في نهاية السبعينييات وبداية الثمانينييات من القرن المنصرم , وقد استغلت المناطق العاصية لتصبح بيوت أمنة أحيانا للقرويين ولقوات البيشمركة .

وعند بدأ الحرب العراقية الايرانية في 22 أيلول 1980.وبعد أشهر سمعت من أن هناك عائلة مسيحية بكامل أفرادها  قد التحقت بصفوف الثورة الكوردية في منطقة ومقر * كتينة * كه تينه , والمقر يقع بين جبلين عاصيين وكأنه خلق للآيام الصعبة , وفي كل مرة نلتقي بيشمركة الحزب الديمقراطي الكوردستاني فيدلوا بحديثهم هناك عائلة مسيحية والحق يقال كانوا يفتخرون بالعائلة الملتحقة ويمجدونها ويدعوننا لزيارتها .
وبعد أشهر لم يكن بوسعنا أن نزور العائلة الكريمة عائلة مام جبو , جبلي شابو وهي تبتعد عن مقراتنا في كوستة حوالي ثلاث ساعات وربما أكثربقليل, العائلة الكريمة كانت من سكنة هاوديان الواقعة بين ميركه سور وديانة أي قضاء سوران الحالي وتقع قرية هاوديان في القسم السفلي من جبل برادوست ويشاركون في القرية مسيحيين ومسلمين أي أشوريين وكورد , وبدون أن تكون لهم مشكلة دين أو قوم أو تعصب ومنذ عشرات السنين , لا وبل المئات من السنين هم اخوة وتربطهم علاقات حميمية وهم شركاء في السراء والضراء.
وفي أواخر كانون الأول وبداية كانون الثاني من عام 1981-1982 . وكان الشتاء قاسيا لا يطاق حيث كثافة سقوط الثلوج في منطقة المثلث العراقي التركي الأيراني لا يوصف بحيث في بعض المناطق يسقط الثلج بأمتار وبمساحات كبيرة , حيث تغلق الطرق الحدودية بين القرى ومن الصعوبة اجتياز الحدود الا في الحالات النادرة والقليلة جدا وخاصة في فصل الشتاء , والحديث عن الأيام الصعبة يجب أن لا ينسى من قبل من يهمهم الأمر !
مام جبو ( العم جبو )
مع بعض أفراد عائلته وبالذات ماموستا جان كانوا قد سلكوا الطريق الصعب من منطقة الحدود التركية بأتجاه الحدود الايرانية مشيا وسيرا على الأقدام ولمدة أيام !!! وعليك بتحمل الصعاب والبرد والجوع والعاصفة وخطر الجندرمة التركية في الحالات العصيبة وتغير الجو وقظايا أخرى قد تصادفك في الطريق , وقد سلكت هذا الطريق مع مفرزة قوامها 15 نصير . بيشمركة في بداية أيار 1980 وفي ضروف صعبة للغاية , ولأجل عدم الذهاب أبعد ليكون موضوعنا حصريا , حول عائلة جبلي شابو,
وفي الطريق وعند الممر الصعب بأتجاه الحدود قد صادف مام جبو وجان جبلي , مفرزة من الآنصار الشيوعيين بقيادة ملازم خضر وبعض الأنصار والذين كانوا متوجهين وسالكين الطريق نفسه ( أي مثلث فرمودا )! القاتل , ولو لا مساعدة المفرزة لكانت الكارثة قد حصلت مع مام جبو!

لم أكن مع المفرزة في ذلك الوقت العصيب وانما روي لي ونقل عن المفرزة بعد عودتها الى مقر كوستا بعد أن كانت قد قصدت مقر القيادة في ناوزنك .
وبعد ثلاثة أشهر من ذلك الوقت وفي شهر آذار من عام 1981 . واذا بالقسم الثاني من عائلة مام جبو وهم شادين الرحال لتكملة المشوار وهم قاصدين نفس الطريق للالتحاق بالوالد الكبير مام جبو , وهنا أنا واقف في الطريق ولم أكن أعرف أو أتعارف على العائلة الموقرة والمناضلة والتي تحملت الصعاب أكثر من طاقتها في سبيل عدم الأنصياع للحكم الذي يصنع الحروب التدميرية !
وهنا بدأ الحديث مع أفراد العائلة وهم عجوزة وامرأة حامل وصغار وشباب والمنظر يشبه أحد مناظر الأنفال مع الفرق ! وقسم يقودون البغل والقسم الآخر يسير وراء البغال محملين حاجاتهم البسيطة ومتوجهين نحو الحدود الأيرانية وبالذات قاصدين مجمع زيوة الحدودي . وبدأ الحديث بيننا لمدة دقائق ومن ثم أستمروا الرحال والمسيرة الشاقة !
وذهبت الأيام وجاءت الأيام وأنطبعت الصورة في ذهني , فكيف بالعائلة يمكن أن تتجاوز  في آذار ذلك الطريق الصعب ونحن في صعوبة تجاوزناه في أيار ؟.. روح الله أكبر من السلطان . وفي الشدائد الصعدة تصبح نزلة !!
وفي الصيف من عام 1981 , وفي حينها كنت أقوم بمهام عديدة في مقر كوستة منها الأدارة والمخابرة بين قواعدنا المتعددة واستقبال المفارز المتنوعة والترجمة والعلاقات بين المقرات مع الرفاق الآخرين وخاصة مع الرفيق النصير مام خضر روسي والرفاق الآخرين , وكانت تقربنا أو بالأحرى نقربهم لكونهم قد سبقونا في المنطقة كل من المناضلين وقادة البيشمركة حميد أفندي و عريف أحمد وأحمد برنو والرفاق البيشمركة الآخرين من الحزب الديمقراطي الكوردستاني ( البارتي ) بعد أن كانت التسمية في البداية القيادة الموقتة .
ولكل سطر قصص وأحاديث وغايتي ليست سرد القصص وذكرى الأيام الصعبة وانما الراحل مام جبو.

وفي الصيف من تلك السنة أي 1981 وفي عصرية حارة جدا بينما كنت نازلا من غرفة المخابرة وأنا أغني بصوت عالي أغنية بالسورث ومنشع بعض الشيء لكون مقرنا يقرب من حدود الجارة تركيا , وأنا نازل الى القاعة الرئيسية واذ بشابين يجلسان على سطح المخزن الذي يحتوي الذخيرة وهم بأنتظار الطبيب أي طبيب الأسنان , وبعد الترحاب بهم والأستقبال بالود والمحبة وليس معهم فقط وانما مع كل القادمين الينا من مشارق الأرض ومغاربها من البيشمركة والقرويين , وبعد التعارف والجلوس بجانب الأخوة الأعزاء البيشمركة الشباب أنور وهاول جبلي والحديث حول وضع البيشمركة ووضعهم فبدا الاثنان حول شرح وضع العائلة في زيوة وسبب مجيئهم للمقر لحاجتهم الى طبيب الأسنان .
ومن ثم استفسارهم حول كم لغة أتكلم بعد أن سمعا الأغنية بالسورث ودخلنا الموضوع وأصبحنا قريبين بعد أن سردت لهم وضع مام جبو عند عبورهم الحدود ولقاء مع الرتل الصغير عندما كنت واقفا في الطريق , وتركا الأخوة عنوان مسكن العائلة في زيوة ومن ثم غادرا في اليوم الثاني اذا لم أكن مخطءا , أي بعد مبيت ليلة كضيوف أعزاء .

فأما المصادفة الحلوة التي خدمت العائلة الكريمة في زيوة , أي في نفس الصيف من عام 1981 .صادفت أن نذهب ومشيا على الأقدام وليس بتكسي !! الى زيوة القرية الحدودية بعد قرية كجلة الحدودية وأعتقد كان الحدث أو سبب الذهاب هو مرافقة المفرزة والتي جرح فيها أحمد ملا سوار بعد معركة مع قوات النظام المقبور في منطقة قريبة من ميركه سور . وكانت قد  أكبدت المفرزة أي مفرزة البارتي خسائر كبيرة في قوات العدو . ورافقنا المفرزة المذكورة مع طبيب نصير ولمدة يومين حاملين الجريح المصاب بشظايا ورصاصات عديدة وفي أماكن خطرة , ولو لا الطبيب الشيوعي الساهر والذي بذل واستخدم كل الوسائل والأدوية الطبية المتوفرة في تلك الرحلة الشاقة ... الجريح محمول في سدية مصنوعة من العيدان الاعتيادية والجريح يون ويون ويون ليل نهار من شدة الجروح والآلام التي لا تطاق !, والطريق الذي سلكناه مع مفرزة البارتي وحاملين الجريح أحمد ملا سوار , لايكفي أحيانا لمرور شخص واحد , لكون الطريق الذي يمر عبر كلي ره ش , الكلي الأسود.فكيف بحمل السدية وفيها جريح ضخم !!
المهم ... في اليوم الثاني وصلنا الى كجلة الحدودية وكان في استقبال المفرزة سيارات وبيشمركة الحزب الديمقراطي الكوردستاني ,حيث أستلام الجريح من قبل المختصين , ونحن ذهبنا أو بالأحرى ركبنا السيارات بأتجاه رازان , ومن ثم دعانا الرئيس بارزاني بعد أن سمع عن كيفية تقديم الخدمات من قبل الطبيب البيشمركة العربي الجنسية وأقصد كنيته عراقي عربي . فلبى الطبيب الدعوة وأنا رفضت لكون ملابسي الوسخة لا تسمح لمثل هذه الزيارة .
وبعد دقائق من ذهاب الدكتور الى مقر الرئيس مسعود البارزاني والحديث حول انقاذ الجريح من المحنة التي كان فيها وشاكرا الرئيس بارزاني موقفنا على ما قدمناه من امكانيات متاحة الى المفرزة والجريح , واذ بالراحل القائد المتواضع كاكه ادريس بارزاني جاء بهدوء نحو المكان الذي كنت جالسا ويبتعد عن المقر عشرات الأمتار , وجاء ليصافحني مستفسرا عن أوضاعنا وسلامة الوصول وحول احتياجاتنا وأمور أخرى ودام الوقوف حوالي نصف ساعة , كان التواضع والكبرياء والأهتمام كبير من الشخصية الفذة من القائد الراحل ادريس البارزاني رحمه الله .

كلما أريد وأود أن أبتعد عن سرد الواقع ولكن يبدوا ليس سهلا أبدا وأبدا , وبعد مغادرة راشان , أو رازان.... والكلمة هي ليست رازان , وانما حرف الزاء بثلاثة نقاط .
فبعد وصولنا زيوا ثم سألت عن بيت مام جبو في زيوة  ,ادلوني بالبيت .... واذ النساء واقفات أمام القاعة بعد سماعهم خبر بأن ولدين من الثلاثة واقعين في الكمين , أي أدور وأنور وهاويل ,وهم في طريقهم الى هاوديان في مهمة . وكانت الصورة عندي مؤلمة جدا وكأنهم متأكدين مما حدث !!!
وبعد السلام والاستفسار عن أحوالهم .. ولماذا البكاء ؟, وسردوا القصة التي سمعوها من القادمين حول وقوع أولادهم في الكمين قبل فترة لقائي مع الأخوة أنور جبلي وهاول جبلي . وسرعان ما ضحكت ناسيا هموم العائلة والبكاء , وسردت كيف التقيت الشباب في مقرنا في كوستا ووصفت الشابين البيشمركة والجمداني الأحمر الذي يستخدمونها الاخوة البيشمركة البرزانيين , ومن ثم غيرت الأحوال بعد تكذيب الخبر , أي أولادهما بسلام ولم يصيبا بأي مكروه ولا كمين ولا هم يحزنون والحمد لله.

وأصبحنا عملة صعبة أحترام زائد وخدمة نستاهلها وأصبحت منذ تلك اللحظة ابن لهذا البيت الكبير والمحترم , وتعرفت على كافة أفراد العائلة الكريمة وخاصة مام جبو, والمشهور بــ  جبلي .

والذي أريد أن أقوله كحق بخصوص هذه العائلة المضحية  وطيلة سنوات وعقود والذي سمعته من المرحوم مام جبو بأن شاهد أربع مرات قرية هاوديان تحترق وتدمر ومن ثم يعود بنائها على أيادي أهلها !!!!
وثمة حقيقة يجب أن تذكر للتأريخ ... ألا وهي :- بيت مام جبو أوى الجميع ومن كل الألوان وتحملت هذه العائلة الكريمة المزيد من الصعوبات وكافحت وناضلت وفي أجواء قاسية في زيوة , ولي ذكريات كثيرة مع الراحل عنا مام جبو . والميزات التي تمتع بها مام جبو , الجرئة والصراحة وتحمل المزيد من الصعوبات والتضحية والكبرياء مع عائلته وأولاده وبناته .
كنت أتمنى أن التقيك يا أيها العم جبلي قبل رحيلك وكنت أتمنى أن أحضر التعزية واشارك هموم العائلة الموقرة الكريمة ولكن ما باليد حيلة ونحن في الغربة القاتلة .
مام جبو ترك وراءه باقة ورود من البنين والبنات ... جان , أنور , أدور , هاول , قايل , ماريا , مرتا , سوزان وريتا ,وأم حنونة بنوش / بشو .
ومام جبو ترك وراءه تأريخ مليء وحافل بالتضحيات والسمعة الطيبة والحميمية عند الأخرين, وفعل أسم على مسمى ... جبلي .....وأكثر من جبلي , غير بخيل وقنوع ويستقبل الضيوف وكأنه يمتلك الدنيا ماديا ومعنويا, أحبه من لاقاه ومن تعامل معه , كان له وعي سياسي ناضج وذو تحليلات عملية وواقعية .
اليك الجنة وذكرك الطيب في القلوب لمن عرفوك عن قرب
الصبر والسلوان لكافة أفراد العائلة المحترمين كبارا وصغارا
ونشارككم أحزانكم أيها الأخوة الأعزاء وليس أنتم فقط وانما معارفكم جميعا ونطلب من الباري تعالى أن تكون خاتمة أحزانكم رحيل مام جبو عنكم وعنا .

أخوكم / سعيد الياس شابو / كامران
والعائلة
السويد 20100512

152
لم نكن من شعبهم ولا
من قومهم ولا من ..
مذهبهم !!!


سعيد الياس شابو                                                                                              

بعد أن ضاقت بنا السبل , ونحن في خارج الداخل ! , أي في داخل العراق وبالذات بعد حملات الأنفال التي طالت جميع مواقعنا العسكرية في الجبال الشماء الشامخة في كوردستان العراق في  سنة 1988 ميلادية من القرن المنصرم  والحديث يطول عندما نتحدث عن الحرب العراقية الايرانية التي دامت ثماني سنوات والخسائر من الطرفين لا تقدر ولا تحصى بسهولة , ومن ثم هدم القرى الكوردستانية والأهوار والقتال مع قوات البيشمركة بمعاونة بعض الوحدات العسكرية من بعض جيوش الدول العربية التي ساعدت النظام المقبور بديمومة الحرب الداخلية والخارجية .

وعندما نقول .. ونحن في خارج الداخل !,
وهذه الجملة ليست بحزورة ! وانما حقيقة أي عندما كنا في العراق , ونحن في البداية كنا في الشريط الحدودي للدولة العراقية وكنا نعتبر ( خارجين عن القانون ) مفهوم الدولة البوليسية القمعية التي حكمت العراقيين بالحديد والنار واستخدمت شتى الوسائل القذرة والممنوعة دوليا , منها الأسلحة الكيماوية وأنواع الغازات السامة والأسلحة الفتاكة المتنوعة منها  النابالم والعنقودي والمدافع ذات العيارات المختلفة والراجمات المتنوعة وزرع أنواع الألغام القاتلة والمتنوعة في حجم دمارها وحتى استخدام مادة الثاليوم والمواد السامة الأخرى ودعسها في المواد الغذائية كقواطي لحم معلبة وحليب معلب وفي الشرابت المتنوعة كما حدث في قرية ورتي في 1981 . من قبل صا حب الدكان الكبير والذي كان يشبه السوبرماركات الحالية من كثر المواد الموجودة فيه أنذاك !
حيث ذهب ثلاثة أنصار بيشمركة كضحية لمادة الثاليوم التي أستخدمت ودست في كلاصات , أقداح الشربت!!! ومنهم الشهيد خدر حسين رواندوزي والشهيد الثاني من شباب ناصرية وهو أخ الشهيد وضاح , واسمه لم يخطر ببالي في الوقت الحاضر , فأما الضحية الثالثة وهو من أهالي كويسنجق الدكتور نوزاد والذي عانى من وضعه الصحي طيلة سنوات حيث عولج في أكثر من دولة . وهذا غيض من فيض.
لماذا كنا في خارج الداخل ؟
ونحن في العراق وعراقيين من أبوين عراقيين ومن جدين عراقيين وأصلنا وأصل أصلنا عراقيين والعراق ليست ملك للحثالا البائسين وليست عراق السارقين والفارين !! نعم كنا في خارج الداخل ممنوع علينا الحضارة والكهرباء والبيوت النظامية والملح النقي والقاء بالأهل ولا معرفة أخبارهم , لا بل ولا أن نحلم بهم وحرام أن تتحدث بالحلم الذي قد تشاهده , ومقابل كل هذه الممنوعات كان الأصرار والعزم لا يلينان ولا مكان لليأس والخنوع .

وبعد الأنفال وفي خريف 1988.من الصعوبة أن تجد موطيء قدم في الأراضي المحررة من كوردستان أن تسمى هذا بمقر كما كانت تسمى المقرات بأسمها قبل الأنفال , لأن الأنفال أحرقت الأخضر واليابس وهدمت كل القرى والمقرات وسحبت كل القوات التابعة للأحزاب ما عدى بعض المفارز البارتيزانية الصغيرة والتي يجب أن تعتمد على ماهو أصعب من الصعوبات !

كل هذه المقدمات لست بصدد سرد البطولات والأوضاع المعقدة التي عشناها تلك الأيام وانما سرد ما هو مفيد وواقعي والافادة من تجارب الشعوب والدول التي خلقت من لاشيء .... شيء!

وبعد أن تحركنا من الموقع الأول في 1979 من قاعدة ناوزنك التي هي بين العراق وايران حدوديا والتابعة الى منطقة قلعة دزة وبشدر ومن ثم العودة اليها من جديد , وهكذا التأريخ يعيد نفسه !
ياله من تاريخ تعس وكسيف ,وكانت الوضعية تعيسة للغاية وهنا لست بصدد سرد الأحداث وانما ربط الأمور ببعضها للقاريء الكريم ولصعوبة القصد وعدم خلط الأوراق ببعضها ومن ثم ضياع الأهم !

بقينا فترة في مقر ناوزنك ومن ثم نقلت الى مقر الجبهة الكوردستانية في الشريط الحدودي وبعد فترة أخرى طلبنا أنا وصاحبي أن نخرج الى خارج الخارج وليس الى خارج الداخل !!
وبعد كتابنا وكتابكم بيننا وبين المكتب السياسي , حصلنا الموافقة أن نخرج على نفقتنا الخاصة الى خارج الخارج ! وبعد رفضنا هذا المقترح ونحن جنود الحزب أن نذهب على نفقتنا وشدة الصدمة !
فخرجنا على نفقتنا الخاصة ولكن بطريقة الحزب وبمساعدة الحزب الحليف الحزب الديمقراطي الكوردستاني .
ونحن في الطريق من اليوم الأول للسفر راجلا وسيرا على القدام ,,,....,,,.... واذ العراق العزيز يحتل الكويت العزيز والجار والشقيق , مو ساعدوكم بالمليارات وما فادت !
في قاموس العراقيين الكثير من علامات التعجب ! والكثير من علامات أخرى وأيظا موضوعنا ليس كل هذه الأمور والقظايا الشائكة والمعقدة , وانما سرد الحقائق والافادة من الأخطاء.

رجعنا نادمين بعد أن ضاقت بنا السبل ونحن في أول قرية تركية بعد مجيء الجيش التركي على الشريط الحدودي ونحن غير مسلحين,ولا نعرف الطريق لولا الدليل , المهم رجعنا الى حيث ما كنا عليه في قرية رازان. وبعد أسبوع ناوينا وقررنا السفر ثانية ومن ثم الطريق الأصعب وصفينا في سجن عسكري في أذربيجان السوفيتية ومن ثم الى أرقى فندق بالمنطقة وليس على حسابنا ,بل على حساب الصليب الأحمر السوفيتي السابق , ومن ثم الى جمهورية توركمينستان السوفيتية السابقة , ومدينتها الكبيرة والزراعية الجميلة جارجو .
ومن ثم الى عاصمة الثلوج موسكو عاصمة جمهورية روسيا الاتحادية , وبعد قضاء سنتين من الحيرة والحيرة في ايجاد مخرج للمستقبل وبالجهود المبذولة من الأستاذ الفاضل والأخ العزيز أبو عادل في موسكو ولقائه في الصليب الحمر الدولي وممثل أمم المتحدة حصلت لقاءات وتجمعات ومن ثم ملأ الأستمارات والتحقيقات وحالفنا الحظ بهذا الخصوص بحيث ترتبت امورنا ونحن أكثر من 300 شخص في العاصمة الجميلة والطيبة وشعبها المثقف النبيل والعلاقات الحميمية , ولم يشعر الغريب بأنه غريب !
وأيظا كل هذا ليست الغاية ... وأنما الغاية بدأت الآن!!
ونحن في مقابلة في موسكو قبل الحصول على الاقامة وبحضور نائب وزير الهجرة السويدة أنذاك أي في 1992,02.14.حصلنا على الاقامة ونحن في روسيا وفي موسكو وصرفت لنا مخصصات منذ لحظة الحصول على الأقامة . ومن ثم الأستقبال اللطيف والحار في مطار موسكو الدولي شرميتفا دفا . من قبل أعضاء السفارة السويدية الأتين لتوديعنا ونحن غرباء ... لسنا من شعبهم ولا من دينهم أذا صح التعبير لكون معنا مسلمين وايزيديين ولا من قومهم ولا من مذهبهم !!!!

والأطرف من هذا ... ونحن وصلنا الى مطار ستوكهولم ،السويد وأعتقد كان يوم الجمعة مساءا حيث تحركنا من موسكو كانت الساعة السادسة مساءا ووصلنا العاصمة السويدية الساعة السادسة مساءا!! وأيظا هذه ليست حزورة أي موسكو تتقدم في الوقت عن ستوكهولم بساعتين !!!
 وقصدي عند الوصول الى العاصمة ستوكهولم حيث كان بأستقبالنا عدد غير قليل من الرفاق والأخوة والأصدقاء والمعارف الطيبين , والألطف في القضية من كل ما سردته وذكرته هو بأن بلدية مدينتنا
فكرت فينا ونحن قادمون اليهم في يوم الجمعة وغدا سيكون السبت ومن ثم الأحد !! أي أيام السبت والأحد عطلة رسمية ... وماذا نأكل ؟ في اليوميين القادمين ؟؟
فبلدية مدينتنا أرسلت لنا سيارة خاصة الى المطار لأستقبالنا مع موظف ومعه مساعدة لكل قادم 1000 كرون سويدي ما يعادل 150 دولار في ذلك الوقت لقظاء حاجاتنا في اليومين من العطلة ومن ثم تم استقبالنا في اليوم الثالث في البلدية وهنا في السويد البلدية يعني الدولة والحكومة .

السويد فكرت بنا ونحن عراقيين وكنا لا نمتلك أو بالأحرى الكثيرين منا لا نمتلك ولا وثيقة عراقية , رحبوا بنا وزودونا بوثائق السفر على الثقة وحسب القانون ومنذ ذلك اليوم لنا حقوق وواجبات كما هي للسويديين الحقيقيين وعندما تكتب رسالة الى الملك أو رئيس الحكومة أو للبرلمان ... سيأتيك الجواب بعد أيام !!!!
ومن حقنا أن ننتحب حالنا حال الأخرين ولا يمنع أي كان من حق الأنتخابات في السويد!!!

والعراقي !!! أيوة العراقي , الذي قطع المئات من الكيلومترات وأراد أن يصوت للعراق وللبرلمان القادمين ,, يضحك عليه ويبهدل ويجوع ويحرم من حق التصويت .
عليكم بالعار كل من يلعب بخلق العراقيين
وعليكم بالخزي كل من وضع قانون الأنتخابات سيء الصيت
وعليكم بخدمة بلدنا العراق والتعلم من الدروس الناجحة ,
عليكم بالنزاهة الحقيقية لأن سويد لا تمتلك النفط والشمس كالعراق
عليكم بالوطنية والسويد تحتظن من كل بقاع العالم وبدون تفرقة عنصرية!
عليكم بأعطاء لكل عراقي في الداخل والخارج جواز عراقي وجنسية عراقية وهوية أحوال مدنية !
عليكم أن تحسنوا الوضع المعاشي والحصة التموينية للفرد والعائلة العراقية !
عليكم الكثير فيما لو حلفتم اليمين والقسم عندما تصبحون وزراء وبرلمانيين!
عليكم أن تحاسبوا الحرامية والسارقين والنهيبية !
عليكم الله ... كافي المماطلة بتشكيل الحكومة واشرعوا ببناء لكل عائلة عراقية سكن يليق به!
فكروا بتعداد السكاني القدم والمفروض اجرائه قبل الأنتخابات الغير نزيهة !
فكروا بجالياتكم والا مصيركم سوف لا يكون من من سبقوكم في الحكم !
الله ينتقم من كل من يحلف اليمين ويخون شعبه وبلده !

كان هذا قبل 18 عام وفي مثل هذا اليوم وصلنا الى السويد , بلد الديمقراطية والقوانين والذي احتظننا وزودنا بالوثائق الأنسانية .

من المخزي عليكم ايها المسؤولين العراقيين أينما كنتم والعراقي لا يمتلك وثائق السفر وفي بلده وخرج من رحمه وترعرع فيه !
من المخزي عليكم ايها المسؤولين العراقيين , أن يكون راتب البرلماني أو الوزير عشرات المرات أكثر من العادي أو الوسطي !
بأي دين وأية شريعة تحكمون ويكون هذا الفرق القاتل بالنسبة للعراقيين !

أعملوا بالتي هي أحسن لخدمة الأنسان العراقي والا مصيركم سيكون مزبلة التأريخ ! وسيأتي اليوم الذي ستحاسبون فيه على أعمالكم الشنيعة

السويد 2010-04-07

153
وبيا وطن صايره ممنوع
في 1978 - 2010-


سعيد الياس شابو                                                                                  

في 31/3/1934.من القرن الماضي أسس الحزب الشيوعي العراقي , حزب الشهداء والمناضلين والنزيهين وحزب العمال والفلاحين والكادحين والمثقفين وحزب الرجال والنساء وعموم العراقيين وعموم الأديان والمذاهب والطوائف والقوميات على أساس وطن حر وشعب سعيد .

الكل يعلم ان أعداء الشيوعيين هم كثيرون .... وهنا يكمن السر !
والسر أتركه للذين يعلمون وللذين لايعلمون وهم يفسروا هذا اللغز اللعين واللبيب تكفيه الاشارة.

النفط .. أولا وأخيرا هو العدو اللدود للحزب الشيوعي العراقي , وقدر العراقيين يمتلكون بحيرات من النفط ومخزون هائل من النوعية الجيدة من زاخو الى البصرة , والنفط في العراق يشكل العصب الحياتي والحيوي في الأقتصاد العراقي ولهذا تتكالب كل القوى الدولية على هذه الثروة العراقية الطبيعية الجذابة , ولا ننسى احتراب القوى الداخلية وسيطرتها على هذه الثروة ليس بمعزل عن الوضع السياسي والاقتصادي الهش الذي يعيشونه أكثرية العراقيين في حياتهم اليومية .

وفي أذار من سنة 1978 . دعينا الى مديرية أمن عنكاوا /أربيل – العراق وبرسائل مكتوبة بالطابعة وهي تقول نطلب حضورك في تمام الساعة .... من التأريخ الفلاني ... وفي دائرة الأمن المذكورة .

الله يا ساتر , ياترى ما هي القضية ؟ وماذا فعلت ؟ , لم أرتكب خطأ ما , لم أسرق , ولم أشتم أحد , ولم أتظاهر ضد النظام ! ولم يكن في بالي ما سمعته من معاون أمن عنكاوا أبدا وأبدا.

لم أكن وحدي للاستدعاء عند الأمن في ذلك اليوم التعيس بل كان هناك عدد غير قليل وهم من موزعين جريدة طريق الشعب الغراء.
يبدو اننا كنا نتجاهل كيف يسير العراق في خطى جهنمية قذرة , وكانت جريدة  الراصد هي واقفة بالمرصاد للتهجم على الشيوعي العراقي وبمباركة الرجعية العربية والداخلية ولسحب البساط من تحت الحزب الشيوعي العراقي وايقاعه بفخ محكم و مدروس مسبقا من كل أطراف القائمين على اللعبة المفخخة, وهذا ما حدث دون أية كلفة كبيرة من الطرف الحاكم.

ونحن كموزعين جريدة طريق الشعب طوعا وبدون مقابل يبدوا كنا في حالة تنظيمية ضعيفة كموزعين الجريدة , لأننا ذهبنا والتقينا في الأمن ولم نعرف بأن المدعو هو أكثر من واحد , وسرعان ما أصبحنا ثمانية أشخاص وأكبرهم سنا أنا وأجيد العربية أكثر من غيري وهناك شباب صغار لا يعرفون سوى السورث وهم مرتبكين ... هم وين والأمن وين !
استقبلنا معاون الأمن المدعو غالب , بكلام معسول ولطيف وبعد أن أصبحنا ثمانية أشخاص ولم يحظر البعض الآخر من من استدعيوا في الموعد المحدد من أهالي المنطقة من موزعي الجريدة , وكنا نسميها بالخبز الحار , لكونها توزع على الفور وبدون أي تأخير صيفا شتاءا.
الكل مرتبك .. والكل حائر ... ما هو الموضوع ؟ بدا الضابط الأمني بمناداة الجايجي , جيبلهم جايات !

ورديت بسرعة البرق ... لا يا أستاذ ما نشرب !
زين جيبلهم باردات !
أستاذ ما نشرب .
وأسرع الضابط بالرد ... أي أنت ليش تجاوب , بلكت هم يشربون. وسرعان ما جاوب الرفاق الصغار...استاذ ما نشرب.
المهم ما شربنا وتحمل الضابط بدون أي غلط  ولكنه غاضب في أحشائه والتزم الصمت .
طيب لندخل الموضوع قائلا ... أنتم شلون توزعون طريق الشعب ؟ وأنتم تضغطون على ناس لا يريدون الأشتراك في جريدتكم , ومن أعطاكم السماح بأن توزعون الجريدة وحجج أخرى , وكلها يريد ايصال صوته وتوجيهات قيادته الى مسامعنا بأن جرس الأنذار سيرن بعد أن رن في البصرة وبغداد ومن دون أن نعلم ماذا يحدث في البصرة للرفاقنا وتنظيماتنا .
جاوبت الضابط .. على قوله بعد ما توزعون طريق الشعب
فقلت لا... نوزع! هذه جريدتنا مادام توصل الى هنا أي عنكاوا فاذن نوزعها , وبأمكانكم أن تمنعوها من بغداد .
طيب .. قال الضابظ , وزعوا جريدة الثورة معها أي جريدة البعث الرسمية !
وننطيكم فلوس أي اجور حق التوزيع.
فرديت مسرعا ... أحنة ما نشتغل بالفلوس , وأنتم تمتلكون الامكانيات المادية وعندكم شباب فبأمكانكم أن توزعوها بكل سهولة والحديث طال أكثر من ساعة وأخيرا لم نتنازل عن ما كان في مخيلتنا ودافعنا حتى الرمق الأخير عن الجريدة , وفي نهاية الحديث قلت لمعاون الأمن غالب ....
أنتم تمتلكون سلطة وحكومة وجيش ومخابرات وشرطة وفتوة وطلائع ومنظمات وامكانيات هائلة ونفط !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
وتخافون منا أحنا المكاميع .. ما نمتلك غير هاي الجريدة المسكينة الفقيرة والتي تساعدكم للديمومة وتكشف السارقين واللصوص والمشاكل , وان كانت قليلة بالنسبة الى يومنا هذا , لأن اللصوص في هذه الأيام كثيرة في العراق , أي آلاف المرات أكثر من السابق وتحت ذرائع ومسميات عديدة .
وفي هذا الخصوص قلت للمعاون ... أستاذ تسمحني أن أقول جملة وبعدين بأمكانك أن تسجني أو ...
وقال .. تفضل!
فقلت .. استاذ أرجوا أن توصل هذه الجملة الى قيادتك , فأستمريت بدون الأذن منه .. وهو ينظر بحذر ودقة ما هي الجملة ؟
وقلت ... هل تعلم ماذا سيحدث لكم كحكومة وحزب البعث ؟
فقال ماذا ؟
فقلت ... سوف يقولون وين اذنك اليسرى ؟ فستؤشر بأيدك اليمنى !!!
ولم يفهم القصد من هذه الحكمة.
فوضحت له أكثر ... بأنكم ناوون أن تضربوا الحزب الشيوعي العراقي المسكين وهو في جبهة معكم وقدم الكثير للبلد وأنتم خائفون منه , وها قد ستشاهدون ماذا ستفعل الرجعية العربية والكارتل النفطي بكم وفي وضح النهار في حال ضرب الحزب الشيوعي العراقي , وهو يصغي الى ما أقوله وبجرئة وبلا تردد وليحصل ما يحصل ! وفي الأخير تركناه دون أن يقول بشيء ومن ثم مع السلامة .. مع السلامة
وحصل ما حصل في تموز 1979 . عندما استلم صدام حسين السلطة بينما كنا نحن في الجبل ! ومن ثم اعدام أقرب المقربين والقادة في حزبه وكوادره , ومن ثم التهيأ للحرب العراقية الايرانية وثماني سنوات , جرة واحدة بدون أية اجازة أو راحة والضحايا من الطرفين بالملايين من القتلى والجرحى والأسرى والمعوقين والأيتام والأرامل و...! ناهيكم عن المليارات من الدولارات والدنانير التي أنفقت على تلك الحرب الاجرامية . ومن منكم نسى أحتلال الكويت في 2 آب 1990 . ومن ثم اخراج القوات العراقية من الكويت وكم كانت الضحايا ؟! وكلها من صناعة النفط وأسياده التعساء .
.................
ومن ثم وبعد مرور أكثر من ثلاثين عام على ممنوع توزيع طريق الشعب . يمنعون دخول الشيوعيين العراقيين الى البرلمان والحكومة العراقية في آذار 2010.
ورباط الحجي ... النفط أولا وأخيرا , ومن يتحكم بشؤون النفط ؟
وخلاصة الكلام بعد 76 عام من التأسيس ولا كورسي !!!
فلا حكومة نزيهة ولا برلمان نزيه مادام تم أستبعاد الشيوعيين العراقيين والحريصين على النزاهة ووحدة العراق أكثر من غيرهم وعلى طول التأريخ.
تهنئة من القلب للشيوعيين العراقيين في ذكرى تأسيس ال 76 لحزب الشهداء
الحزب الشيوعي العراقي
2010.3.30


154
جمعية البيشمركه القدامى
كومه له ى بيشمه ركه ديرينه كانى
كوردستان



سعيد الياس شابو/كامران                                                                                      


بدءا .. وقبل كل شىء لنقف دقيقة صمت لشهداءنا بشكل عام ,وشهدائنا البيشمركه بشكل خاص ولننحني أمام قبورهم وأضرحتهم وباقة ورد وشدة ورد كبيرة ملونة وفيها كل الألوان الجميلة ونضعها على قبر كل شهيد من شهداء شعبنا العراقي الذي ناضل وقارع الدكتاتورية والأنظمة القمعية التي حكمت العراقيين بالحديد والنار!

ومن ثم أعود الى الشهداء البيشمركه وأقول أسمحوا لي أن أضع وردة حمراء على كل قبر من قبوركم
وكل ضريح من أضرحتكم ولن ننسى ما قدمتموه لشعبكم .

معنى البيشمركه يعني = يسبق الموت , قبل الموت , الفدائي . وتسمية البيشمركة جاءت في عصر الشهيد قاضي محمد , في 1945 -1946 أثناء قيام جمهورية مهاباد الأيرانية , وسرعان ما انتقل أسم البيشمركة الى كوردستان الجنوبية, كوردستان العراق بعد اندلاع الثورة الكوردية في أيلول 1961. ومنذ ذلك الحين يأتي اسم البيشمركه الرهيب والمرهب للأعداء والى يومنا هذا .

وتحية الى عوائل البيشمركه القدامى اللذين تحملوا الكثير وهنا لست بصدد تقيم أوضاعهم ولكن أكتفي بالاشارة فقط الى التضحيات الجسام التي قدمتها تلك العوائل من بطش وارهاب وقمع وسجون واعتقالات وتنديد ووعيد من قبل النظام القمعي المقبور.





عندما نتحدث عن البيشمركة القديم ,,..,, يعني نتحدث عن الأسطورة ونتحدث عن شيء مدهش وصعب المنال وجسم خيالي وصحن طائر, وعندما كانوا يتحدثون عن البيشمركه وكأنه يتحدثون عن الممنوعات من المخدرات وكأنهم يتحدثون عن أسطورة من أساطير التأريخ ك(روستمي زال ), كأنهم يتحدثون عن سوبرمان ,وكان أسم البيشمركة مقرون في الليالي الصعبة وخاصة أثناء الليالي الممطرة والحالكة المظلمة , وعند مجيء أسم البيشمركة يعني المقاومة والصمود وتحمل الصعاب وبلع الدبابة وكسر الحصار وعدم الرضوخ والاستسلام , البيشمركة يعني يحرم من وجبات الغذاء ويتحمل ولاينام الا ساعات قليلة في حياته اليومية , ولا يمرض ويقاوم الجبال ويقهرها ويقاوم الدبابة ويحطمها , وفي كل الأحوال يعتبر البيشمركة الرقم الصعب في المعادلة.
جمعية البيشمركه القدامى شكلت في 28/4/2004 . بدعوة من الخييرين المناضلين القدامى من البيشمركة في كوردستان العراق على أساس ضرورة وجود جمعية تدافع عن حقوق البيشمركة القدامى بشكل عام وتعمل جاهدة الى عدم ضياع اسم البيشمركة القديم وتطالب بسن قوانين لنيل حقوق البيشمركة وحمايتهم هم وعوائلهم وتقدم الدعم اللازم في المجالات شتى لكي ينالوا قسطا من الراحة لما قدموه من خيرة سنين عمرهم للشعب والوطن.
وشكلت الجمعية من قبل الأحزاب الأربعة في كوردستان العراق وعلى الشكل التالي :-
الاتحاد الوطني الكوردستاني
الحزب الشيوعي الكوردستاني
حيزبى سوشياليستى كوردستان
حيزبي زحمتكيشانى كوردستان
وللجمعية 11 فرع في المهجر في أوروبا و أمريكا وكندا واستراليا
ومقرها الرئيسي في مدينة السليمانية ولها مقر في كل من أربيل ودهوك وقدمت الجمعية وخطت خطوات الى الأمام وهي في طريقها الى المزيد من تقديم العون الى أعضائها وحسب نوعية البيشمركة والمسؤولية وغيرها من الأمور التي تخص البيشمركة القدامى وهذا ما يفرحنا ونتفائل به نحن وعوائلنا المضحية , وهنا السؤال يطرح نفسه ؟
كيف التعامل مع البيشمركة القدامى ؟
من يعمل بأخلاص لتحقيق حقوق البيشمركة القدامى ؟
هل هناك فرق في التقيم في الحقوق ومن يكون المنصف لحقوق البيشمركة دون العودة الى البيشمركة المنتمي للحزب من دونه ؟
متى يتم تشكيل لجنة لا تفرق بين من ينتمي ومن لا ينتمي؟
هل كل بيشمركتنا القدامى الذين تركوا وظائفهم وعوائلهم وقدموا سنين عمرهم للنظال سينصفون في باقي عمرهم أم ستبقى المحسوبية والمنسوبية كما هي الآن ؟
هل بيشمركتنا القدامى ضعفاء بمطالبة حقوقهم أم المسؤولين في الجمعية لا يصغون ؟
لماذا قسم من بيشمركتنا الأبطال لم يقدموا طلب الى جمعية البيشمركة القدامى لكي يحصلوا على هويات الجمعية المعنية بحقوق البيشمركة ؟
هل شعبنا الكلداني السرياني الآشوري وأحزابه يفتخر بمناضليه ويقدم لهم الشكر ويجازيهم بمداليات رمزية وسيرفع اسم شعبنا عاليا بالمحافل الدولية والداخلية ؟
هل متاحفنا ومؤسساتنا السريانية ستفتح أرشيفا بمقاتلينا ومناضلينا في زواياها الميتة ؟
لماذا كل الشعوب تفتخر بمحاربيها القدامى الا نحن كالنعامة ؟
ماهو دور مثقفينا في الدفاع عن حقوق بيشمركتنا ؟
وهناك الكثير والكثير للقول والدراسة والعمل به وهذا يتطلب جهد ليس بقليل وعلينا جميعا أن نكون بالصورة والدفاع عن التجربة الكوردستانية.

 

155
مقاطعة الأنتخابات هزيمة
أخرى لا نريدها لشعبنا !

سعيد الياس شابو                                                                                           
Saed_shabo@hotmail.com
                                                                  2010:02:26

كشعب عراقي في مكوناته القومية والدينية والمذهبية نشكل جزء منه وان كان هذا الجزء يشكل 3% أو ما يدور الرقم حول هذه النسبة المئوية , والمقصود نحن كشعب الكلداني السرياني الآشوري,أو الشعب الآشوري والسرياني والكلداني , أو الكلدوآشوري السرياني . وليس فرقا عندما نقول (كجل حسن)أو حسن كجل! وفي كلا الحالتين الحسن هو كجل !!.
ونحن كشعب عريق في تسمياته ومسمياته منقسم الى كنائس ومذاهب وأحزاب وتشكيلات سياسية ومؤسساتية متنوعة متصارعة سلميا لكونها لا تمتلك الآلات الحادة لتستخدمها في الفصل بين القضايا العالقة كما تحدث بين الدول والشعوب الأخرى في وقت الصراع المحتدم والناحر والقاتل والخاسر والخ.....
نحن كشعب.... ضقنا الويلات وقدمنا التضحيات الى جانب العراقيين عموما والكل يعرف ان أتاك النار أو الفيضان لا يعرفون بأنك كلداني سرياني آشوري (مسيحي)مسالم وتحب الوطن ومخلص ونزيه وماتقتل وما تزني وما تشهد بالزور ومن هذه الشاكلات التي علمتنياها الكنيسة ونحن صغار وترسخت عندنا كقيم انسانية لها مدلولياتها وجمالياتها وأصبحت كقميص عثمان لا يمكن انتزاعها الى الأبد.

لندخل في القضايا المصيرية وليس الحصرية!!
من من الكبار في السن لا يعرف ماذا حدث في سميل في الثلاثينيات من القرن الماضي وفي الستينيات من نفس القرن وفي الثمانينيات والتسعينيات من نفس القرن ! وفي القرن الحادي والعشرون كم قتل وهجر وهاجر الى مختلف الدول وفي أرض الآباء والأجداد ؟
دمرت العشرات من قرانا الجميلة وبأيادي النظام وليس بسبب النحارات المنطقية والطائفية ونحن باقون وشعبنا باقي موزع بين هذا وهذاك ! بين أنا وأنت ! ومنقسم بين المدلل والمقهور
في كوردستان شعبنا مدلل وفي شتى الوسائل وفي الموصل شعبنا يذبح وفي وضح النهار والكل متفرجة ! لا بل أكثر من هذا هناك السكون والاكتفاء بما هو عليه الآن !
مصير شعبنا في خطر ومجهول ما لم نستيقظ بجدية ونتحرك على اسس علمية صادقة وليس الطائفية المقيتة التي يجب علينا أن نعلبها ونطمرها في حفرة بعمق الأمتار!
مصير شعبنا في خطر ومجهول ما لم نذهب ونشارك في الانتخابات العراقية في 7/3/2010 في العراق, وفي 7,6,5/من شهر آذار القادم 2010. في دول المهجر ومنها الدول التي تواجد أبناء شعبنا فيها بكثرة.
شعبنا الكلداني السرياني الآشوري .. وهذه التسمية علينا أن نفهمها ليس من المنطلق الضيق وانما من منطلق الايمان بوحدة شعبنا المظلوم والمقهور ومتشتت الأوصال يقتل بدم بارد ويستولى على مقدساته وهل قرأتم على الكنائس المندثرة في النجف والكربلاء وتكريت وموصل والمناطق الحدودية لكوردستان العراق ؟
وهل شعبنا يحذوا حذو عنكاوا دوت كوم؟ وهل أحزاب شعبنا ومؤسساته المنقسمة على نفسها تحذوا ما ذهبت اليه الصفحة الألكترونية ؟ وكرمليش يمي هي الأخرى ثارت بعد الحدث,وهل تثور مؤسسات وأحزاب وشخصيات شعبنا الى المستوى المطلوب أم تلهث وراء المائدة الدسمة ؟
لنبقى في القضايا المصيرية ..
شعبنا بحاجة الى تنظيم قوي سياسي حزبي على أساس الوطنية العادلة وليس المحاصصة وليس التنازل عن الحقوق القومية والوطنية كما هو حالنا الآن .

عدم المشاركة في الأنتخابات يعني افساح المجال أمام الأرهاب والتخندق والمساومة واللاوجودية وبقاء ابناء شعبنا تحت طائلة الفقر والهجرة والقتل!
عدم المشاركة في الأنتخابات يعني الهروب من الواقع !
عدم المشاركة في الأنتخابات يعني تصوت للارهاب , للفساد ,للطائفية ,للخنوع.

ماذا حدث للاخوة السنة حينما لم يشتركوا في أنتخابات 2005 ؟
عدم الذهاب الى صناديق الأنتخابات يعني القبول بالمذلة واطاعة والقبول بالظلام !
عدم المشاركة في العملية الديمقراطية يعني التخلف المتعمد ويعني القبول بالأعداء!
عدم التصويت في الأنتخابات يعني ضياع صوت الحق وربح الباطل لصوتك !
عدم الذهاب للتصويت يعني لا تحبك شعبك العراقي وشعبك الكلداني السرياني الآشوري.
أن تخسر 100 دولار أو ما يعادله في الخارج اليوم وأن تنتخب .. ستربح غدا 1000 دولار عوضا عن 100 دولار التي صرفتها على أجرة السيارة التي تستلقها الى المحطة الأنتخابية !

مالم تذهب الى الانتخابات وتحسب حساب سوف يأتي أمامك حسابات والكل سيدفع الثمن!
هناك الكثرة من أبناء شعبنا سوف لا يذهبون الى الأنتخابات لآسباب عديدة .. منها العمر الذي لايساعد الوقوف للوقت الطويل في الطابور , وهناك من يحسب الحساب المادي, وهناك من يعمل ولم يرغب بالتضحية لشعبه وهناك من يهمل القضية ولم يعير لها أهمية وهناك من هو ميؤس من أحزاب شعبنا وهذا لا يفيده لآنه سيخسر المستقبل لشعب كامل وليس فقط لصوته , وهناك قضايا أخرى كالبعد الجغرافي والمؤثرات الأخرى المعيقة للذهاب للعمليات الأنتخابية.

ماذا علينا أن نفعل ولمن نصوت وهذا رأي شخصي والكل أحرار في أتخاذ القرار ومن حق أي فرد أن يصوت لمن يريد وهذه قناعات شخصية معبرة عن الواقع الذي الناخب يختار من يرشحه
ولذلك الكرة هي في ملعب الناخب الكريم العزيز والمرشح لا حول ولا قوة الا بالله !

رأي الشخصي
ثمة قوائم ومرشحين من المفروض أن ندعمها لكي تصل الى سدة البرلمان وتكون مؤمنة بحقوقنا
والتي لها باع طويل بالنظال من أجل الحرية والعدالة والمساومات والحقوق.....
وبأمكانكم التقديم والتأخير ودراسة الواقع وحسب أجتهاد الناخب الموقر
372 قائمة التحالف الكوردستاني التي هي من صلبنا وبينا وهي تقول نحن مع الحكم الذاتي لشعبنا كما جاء في دستور كوردستان.وفيها من الأحزاب المتنوعة والمضحية والتأريخ شاهد على ذلك.

363 قائمة اتحاد الشعب وهي الأخرى من صلبنا وبينا , والداعية الى محاربة الفساد والعدالة الآجتماعية والبناء والحقوق وعشرات القضايا الآخرى التي العراققين بحاجة اليها.

قوائم شعبنا الكلداني السرياني الآشوري أيظا يحق لها التصويت وبكثافة المهم كل واحد يصوت للذي يعجبه ويعتقد أنه المنقذ ... المهم التصويت وعدم هدر الأصوات سدى وبلا طعم !
فأذن من حقنا أن نصوت ولمن نتصوره انه سيكون راعي لمصالحنا ويحقق طموحنا والديمقراطية يجب أن ترسخ عبر صناديق الأنتخابات . صناديق الأقتراع وليس الجلوس في البيت أيام الأنتخابات والدعوة عامة للجميع!!!!


156
مخلفات النظام البعثي الصدامي
وانقلاب 8 شباط الأسود


سعيد الياس شابو                                                                                           
 2010.02.07

العراق الكبير بحاجة الى البناء الجدي الحديث واخراجه من المدارس الفاشلة التي درس فيها مواطنوه طيلة عقود الخمسة الماضية وليس الانبراء مما يحدث اليوم وتركه في الهواء الطلق وعفا الله عما سلف ولا نشمر الشماعة على البعثيين فقط . وأنما ايجاد الحلول الجذرية للخلاص من الفكر الشمولي الذي دام أكثر من أربعة عقود مليئة بالأحداث الساخنة والكوارث الحروبية التي دمرت العراق والعراقيين على السواء , والمطلع على الشأن العراقي طيلة العقود الماضية لابد أن يتذكر الجرائم التي ارتكبها النظام البعثي الصدامي بحق العراقيين ودول الجوار واستمرارية لذلك النهج المريض يعتقد البعض منهم بأنهم ينتظرون بصيص أمل لعودة الدكتاتورية والحكم الشمولي والنظام القمعي الى ما كان اليه قبل السقوط !,وهذا حلم مريض وللا ..وبدون رجعة
الكل يعلم جاء حزب البعث المنحل بقطار أمريكي وبدعم دول الجوار العراقي والخليج على سدة الحكم في 8شباط الأسود. حيث أصبح العراق معتقل كبير وثكنة عسكرية واليكم أيها السادة القراء الحكم على النظام القمعي الذي دام أكثر من العقود الأربعة , وأنتم حكم على ذلك.
لنبدء منذ اللحظة الأولى لانقلاب 8 شباط 1963. من القرن الماضي. بدأ الانقلابيون بالتهيؤ لاستلام السلطة بأية طريقة كانت وبأي ثمن كان !!
وعند استلامهم السلطة في ذلك اليوم المشؤوم استولى الحرس القومي على زمام الأمور بعد المقاومة التي حدثت من قبل القوات المدافعة عن ثورة تموز بقيادة الزعيم عبدالكريم قاسم 1958.حيث أستشهد الآلاف من العسكريين والمقاومة الشعبية في الأيام الأولى من سيطرة الحرس القومي على سدة الحكم.
ومن ثم اعتقال عشرات الآلاف من العسكريين والمواطنين العاديين والسياسيين ومن مختلف الأديان والطوائف والشرائح منها العمال والفلاحين والمثقفين والكسبة والضباط والمراتب والطلبة والأساتذة وأودعت السجون والمعتقلات النظامية وغير النظامية حيث أصاب العراق منذ تلك اللحظة الخراب والدمار والقتل والسجن وقطع الرزق والرشوة والفساد والى يومنا هذا لم يخلص العراقييون من آثاره السلبية.
الصور القاتمة السوداء التي تركها النظام المقبور للعراقيين وبأشكال متفاوتة ومتنوعة وأهم تلك الصور التي باقية في الذهن ولا يمكن أن تنسي .
أولا .. لا يجوز خلط الأوراق وأحراق الضمير مهما بلغت الأذية التي أصابتنا طيلة العقود الماضية
ثانيا.. أي تعميم يفقد صحته وحتى تكون النسبة 99% من القضية المعنية.
ثالثا.. لايجوز خلط أوراق كل البعثيين بأنهم مجرمين بحق الشعب والوطن . لكون شرائح من البعث تأذت وقتلت ودمرت بسبب مواقفها .
رابعا .. اعتبار حزب البعث المنحل تنظيميا حزب اجرامي ومجرم بحق العراقيين جميعا والنظام العراقي البائد وهو الآخر نظام مجرم ودموي ودكتاتوري وعليه محاسبة النظام على ما أرتكبه من أخطاء طيلة عقود الخمسة الماضية .
خامسا..أن لا نترك الحديث والكتابة في الهباء الريحية ونشمر ما لا يعجبنا على البعث الصدامي وأنما يجب أن تقر الحقوق التي سلبت من المواطن واعطاء كل ذي حق حقه.
سادسا.. محاربة أساليب وتربية النظام السابق التي أغرسها في النفوس الكثيرة ولكون مفعولها ساريا الى يومنا هذا.
لنخبط المواضيع والأوراق لنعود الى جرائم النظام السابق التي ارتكبها بحق العراقيين
" بعد الانقلاب العسكري في 8شباط الأسود أصبحت مئات الآلاف من العوائل مشردة وفي السجون وبدون اعالة أجتماعية وترك العمل والبحث في أماكن الأختفاء والالتحاق بالأماكن التي يمكن اللجوء اليها ومنها مناطق الأهوار وكوردستان كمحميات طبيعية الى حين الانفراج!, ناهيكم عن الشهداء ومنذ اللحظة الأولى من سيطرة الحرس القومي والانقلابين على وزارة الدفاع والمرسلات الاذاعية ومناطق المقاومة الأخرى , وكان والدي المرحوم واحدا من المقاومين بدون سلاح أمام وزارة الدفاع العراقية وبعد يومين رجع الى البيت خائب الظن والآمال لكون عبدالكريم قاسم لم يأمر بتسليم السلاح الى المحتشدين أمام وزارة الدفاع العراقية في 8 شباط 1963.
" خلق فئة قاتلة تسمى بالحرس القومي مباح اليها قتل المواطنين وزجهم في السجون والمعتقلات وأخذ الرشاوي من الأهالي واغتصاب النساء والفتيات بحجج وفي الكثير من الأحيان لم تكن سياسية, وهذه الفئة المجرمة استحوذت على كل مفاصل الدولة واباحت لنفسها حق التصرف بكل مقدرات العراقيين بدعم من الكارتل النفطي و...
" أساليب القتل والقمع الذي ابتكرها النظام البعثي الصدامي الفاشي وهي كثيرة ومتنوعة ولا تحصى ولاتعد والذي ماشي وفي سياق المشاهدات الحقيقية والأفلام التي تعرض عبر القنوات الفضائية والمنقول من الأشخاص والجماعات شاهد حي على ما ارتكبه أزلام النظام المقبور. ففي السجون والأعتقالات زجت بناس وفي أماكن لا تليق لا بالبشر ولا بالحيوان ! وتلك الأماكن ليست فيها مقومات البقاء فيها وافتقارها الى أبسط الشروط الصحية ناهيكم على حشر الناس المظلومين في أقبية وزنزانات حالكة الظلام وعدم معرفة السجين الليل من النهار.
" قتل واعدام المسجونين بدون محاكمة وبدون محامي للدفاع عنهم بالرغم من كون السجناء السياسيين لم يرتكبوا جريمة تذكر
" الكوي بالكاوية والكوي بالمكوي وعلى الجلد مباشرة لنزع الاعتراف والبرائة وترك السياسة والانصياع للأجهزة القمعية
" اغتصاب الأم والأخت والبنت والزوجة ليس لسبب ما .. وانما يجب أن يرضخ السجين ويعترف على شيء لم يقوم به ولا ذنب اقترفه
" فقأ العيون وقلعها وقلع الأضافر بمجرد أن يصمد البطل بوجه الجلادين خونة الشعب والوطن والبشرية وغيرة التي يحتذى بها العراقيين
" القتل المباشر بالمسدس والبندقية أمام السجناء الآخرين لكسر العين الآخر والتهديد للآخرين فيما لم يرضخوا سيكون مصيرهم ليس أفضل من اللذين قتلوا أمامكم !
يالها من أعاجيب وأساليب في قاموس الدولة العراقية ولمدة عقود وليس أشهر وسنين عجاف !
" يسحسل السجين وهو مشدود وراء السيارة والحصان ومدمي عليه الى حين الاستشهاد ومن ثم كيل تهم غير سياسية اليه
" تميع السجناء السياسيين ورجال الدين الأوفياء بالأحواض الحامضية كالتيزاب وغيرها من المواد القاتلة
" وضع السجين في ماكنة ثرم اللحم الكبيرة التي استوردت خصيصا للعراقيين وثرمه الى الشهادة ! لا ياقذرين يا سفلة لماذا تقتلون العراقيين وتزعلون من العراقيين عندما يجتثوكم أو يجتثونكم من السياسة فقط !! وليس يدعون بمحاسبتكم كمجرمين وخونة الشعب العراقي النبيل
"  وضع الملح على الجروح استخدم أحد أساليب التعذيب للسجناء السياسيين وحرمان السجين من المأكل والملبس والغسيل كان من ضمن أساليبكم القذرة استخدمت ضد العراقيين الشرفاء
"  وضع الفئران والحشرات في الوجبات القذرة حاشاالزاد عندما توزع الشوربة التي لا يأكلها الحيوان وأنتم يا حثالا تعتبرون الجريدي والفأر بمثابة اللحم !
" التعليق بالمروحة ورأسا على عقب كانت أحدى الأساليب القذرة التي تستخدموها ضد العراقيين  يا حكام العهد المباد . وقطع الوريد الى حد النزف هو من ابتكاركم يا أزلام النظام المباد
" وضع السجناء في أماكن رطبة وفيها بقايا روث الحيوانات الى حد المرض هي من المدارس التي درستم فيها أيها المنافقون
" وضع السجين في حفرة ومن ثم طمره وهو حي هي واحدة من المئات من حالات القتل على عدم الرضوخ للعنجهية والتخلف والفاسدين المجرمين
" القتل بالثاليوم ليس من أختاص غيركم أيها العباقرة في تنويع أساليب القتل المتنوع
" الخنق والقتل والتجارب بالخازات السامة والمتنوعة هي احدى الأساليب التي أبدعتم فيها ونجحت تجاربكم طيلة سنوات الحكم !!
" قطار الموت شاهد على جرائمكم الشنيعة في 1963 في القرن المنصرم
" قصر النهاية ونقرة السلمان وسجن بعقوبة وخلف السدة وسجن كركوك وعشرات السجون الأخرى ومئات البيوت السرية كلها شاهد عيان وعلى الجريمة بحق الأنسانية وبحق السجناء الشرفاء
" عشرات لا بل المئات من الحالات المتنوعة الأخرى أستخدمتموها لتدمير الهوية العراقية وكسر الشخصية العراقية واذلالها ورضوخها أمام عنجهيتكم وأنتم خائبون وخائفون.
" لنأتي الى موضوع مهم جدا وهناك أهم منه .....
الحرب العراقية الأيرانية وبأختصار شديد لكي لا تنزعجون من الاجتثاث ولم تجتثون لحد الأن
أكثر من مليونين قتيل وجريح وأسير والأيتام والأرامل لا تحصى ولا تعد وأخيرا النظام المقبور وبعد انتهاء الحرب بعد ثماني سنوات أقر بأن الحرب كانت من عمل الشياطين ! يالها من بدعة المشعوذين
" أساليب القتل في الحرب العراقية الأيرانية :
ماكنة الحرب الدجالة والمنافقة والمستخففة بالدم العراقي لم تقر الخسارة في الحرب من 21/أيلول 1980 وحتى يوم الثامن من آب 1988 . واعتبرته الأنتصار في القادسية على الفرس المجوس!
ومن ثم أودعت الحكومة العراقية الفاشلة بعد أنتهاء الحرب طائراتها في المطارات الايرانية خوفا من القصف الأمريكي ودول التحالف أثناء وبعد الحرب وغزو الكويت
" اتفاقية خيمة صفوان وصمة عار في جبين النظام البعثي الصدامي
" قتل المعارضين للنظام وزجهم بالخطوط الأمامية للخلاص منهم !
أعدام العائدين من الجبهات المكسورة أثناء الحرب مع ايران
" استخدام الأسلحة الكيماوية ضد الجيشين العراقي والايراني في حال خلط الجيشين أثناء القتال
الحرب على الكويت وأحتلالها وقتل وتدمير الدولة الجارة الشقيقة وحدث ما حدث !!
كانوا أشقاء ودولة عربية وأسلامية وجارة وساعدت النظام ثماني سنوات ماديا ومعنويا ولكن دون حس يذكر !!
فأما الحرب الداخلية في العراق دامت أكثر من عقدين وهل تعرفون كم خسائر العراق المادية والمعنوية في هذه الحرب ؟ وهل تعرفون كم خسائر العراق ماديا منذ 1963 ولحد الآن ؟ الا تقاس بمئات المليارات من الدنانير العراقية السابقة ؟
أنا أترك الأعلام العراقي وافتراءاته أثناء غزو القوات الأمريكية للعراق في 1991 من القرن المنصرم لكم لتحللون ماكنة الدجل العراقية عندما استشهد أكثر من 35 الف جندي عراقي قتلا وغرقا في الفاو والمحمرة وفي المساء الموقف العسكري أعلن الشهداء 3 والجرحى اثنان ! فقط لا غيرهم
" فأما قتل قسم من الأسرى العراقيين والايرانيين أيظا يجد موقعه ولا ننسى قتل الأسرى الكويتيين
في قاموس النظام المقبور
" فأما البيئة العراقية..
أختصرها لكونها حياة الأنسان وانتعاشه فظلم النظام البائد النخلة العراقية في البصرة وشجرة الجوز في كوردستان وقتل الحمضيات في بعقوبة
الملايين من النخيل قطع في البصرة لكونها كانت حاجز ايجابي للقوات الايرانية
" هل تتذكرون أيها الأخوة تجفيف الأهوار وسحسلة المقاومين ؟
هل تتذكرون الأنفال وحلبجة والبرزانيين ؟
أعتقد كتابة ثلاثة أسطر أفضل من ثلاثة صفحات , لآن جرائم النظام لا تكفي لها ثلاثة كتب أو مجلدات كبيرة ولا تكفي ثلاث روايات لأستيعابها ولا مئات القصص لسردها
انها جرائم منظمة بحق البشرية , جرائم يندى لها الجبين

157
الفقيد الراحل
الياس هرمز عجمايا

سعيد الياس شابو                                                                                            

بعض السطور لا تكفي أن ننعي الفقيد الراحل الأستاذ والشخصية المحبوبة والجريئة
المناضل البيشمركة القديم ( بيشمه ركه ى ديرين ) الياس هرمز عجمايا . ولكن علينا سرد
الحقائق المره والتضحيات الجسام التي قدمها المناضلون وعوائلهم طيلة عقود من الزمن
الماضي البغيض حيث كان ثمن الحرية يكلف كثيرا على مجمل العائلة الصغيرة والكبيرة ,العائلة
الصغيرة المتكونة من الزوجة والأولاد أي البنين والبنات والعائلة الكبيرة متكونة من الوالدين
والأخوة والأخوات وعوائلهم والأعمام والخوال والعمات والخالات وعوائلهم ومن لف لفهم !
لأنه في النظام المقبور ستحاسب على ستة ظهور أي نوع القرابة وصلة القرابة وستحاسب
على مافعله أي كان في العائلة والفعل ليس القتل ولا السرقة ولا ولا ... وانما لو لم ترضخ
للنظام المقبور فأنك من المعارضين !
فكيف فيما لو كنت شيوعي وبيشمركة سابق وسجين سياسي ومعتقل ومنفي وأحد أخوانك
من البيشمركة وأحد أولادك بيشمركة وشهيد وأسمك ( الياس )!!!
 المرحوم الفقيد الياس هرمز عجمايا كان صريحا وجريئا ومناضلا بالرغم من المتغيرات
التي أجبرت العراقيين بالحديد والنار والسجون والمعتقلات والعقوبات الوظيفية وفي شتى
الوسائل القمعية لعدم مواصلة النضال وترك الساحة أمام عنجهية الجلاوزة الأوباش ,
الا أن الفقيد كان منذ اللحظة الأولى لقيام ثورة 14 تموز 1958 أنظم الى التنظيم الشيوعي
والذي كان قد فرض التنظيم نفسه على مجمل الساحة العراقية والشعب العراقي , ومن ثم وبعد
أن ساءت ضروف العراق السياسية وخاصة بعد 8 شباط الأسود 1963 . أحترق الأخظر مع
اليابس وأختلط الحابل بالنابل وحصل ما حصل !
وفي 8 آذار 1963 التحق المربي والمناضل ووالد الشهيد فهد ( فرهاد ) وأخ لبيشمركة
في الجبال الشماء , جبال كوردستان الحبيبة رافظا للظلم وعدم القبول بالأملاءات التي
كانت تفرضها سلطة عبدالسلام عارف وحرسه اللاقومي!
التحق مناضلا بالرغم من كل الضروف الصعبة ماديا واجتماعيا وترك العائلة والأطفال
في ضروف صعبة . وقدم ما قدمه المناضلون الآخرون في العراق الجريح , خدم في وقت
البيشمركة في مناطق / أرموطة كويسنجق , كاني جويز . ده ركه له .
وحال الفقيد الياس هرمز لم يكن شاذا وانفرد في الساحة لوحده وأنما المئات من مناضلي عنكاوا
البطلة ساهموا بمقارعة الدكتاتورية وعدم الرضوخ وعدم القبول بالرذيلة والمساومة .

عرفتك يا أستاذي الفاضل في أوقات المحن وأيام التنظيم العصيبة 1975. كنت الى جانب الحق
وتنظم الى الصوت المعارض لقيام الجبهة الوطنية في 1973.
وكان الأمن يدعوك ليس فقط لكون أبنك شهيد الحزب وأخيك بيشمركة وأنما يدعوك لكون
أسمك الياس ....! وأن أسم والدي الياس!

وبهذه المناسبة الأليمة على قلوبنا وقلوب أهل الفقيد لا يسعنا الا أن نقدم
تعازينا القلبية الى زوجة وأولاد الفقيد وجميع الأهل والأقارب والمعارف
وقد خسر شعبنا رمزا من رموزه الوطنية والشعبية ومناضلا من مناضليه
القدامى الذي ذاق مرارة الحياة
كما نعزي الأخوة في الحزب الأتحاد الديمقراطي الكلداني وجمعية البيشمركة القدامى
بفقداننا العضو في جمعيتنا البيشمركة القدامى .


158
حكومة أقليم كوردستان
والمهام الملقات على
عاتقها / 2

سعيد الياس شابو                                                                               
2009.11.05. السويد
                                                                             

علي عثمان/وزارة التخطيط . بايز طالباني/وزير المالية

وزارة التخطيط في أقليم كوردستان تتحمل المسؤولية الكبرى للتخطيط المركزي لكل أقليم كوردستان بما فيه القرى والنواحي والأقضية والمحافظات وذلك بأتخاذ خطوات جدية وجديرة بالاهتمام من أجل النهوض بالواقع الحالي والمستقبلي لخريطة كوردستان وتطوير وبناء البنى التحتية وفي خطط مدروسة عبر المشاريع الاستراتيجية التي لا يمكن الاستغناء عنها في اي زمان ومكان ولنضرب مثلا ملموسا يمكن تحقيقه في خلال سنة وليس أكثر .

أولا. انشاء شبكة حديثة للسكك الحديدية تربط المحافظات الكوردستانية بالمحافظات العراقية ومن ثم بدول الجوار. وهذا المشرع بحد ذاته سيسهل على المواطنين النقل السريع وغير المكلف ولا ننسى نقل البضائع التجارية من والى المناطق , وفي الوقت نفسه سيخفف العبأ عن كاهل المواطن في النقل المريح والدائم وسيوفر في نفس الوقت فرص العمل لآلاف الموظفين لايجاد فرص العمل الحديثة والخلاص الى حد ما من الازدحام في الطرق الداخلية والخارجية .
ثانيا .. مترو الأنفاق ( القطارت والنقل تحت الأرض ) . من شاهد الدول الغربية والشرقية الأوروبية الا ويقف صافنا على خدمات النقل المتنوعة في تلك الدول المتطورة عقليا وصناعيا وأقتصاديا وكل ذلك من أجل خدمة الانسان والمواطن وترفيهه وتسهيل ما يمكن تسهيله في الحياة اليومية العملية للفرد والجماعة وهذا ما نفقده في الدول العريقة تأريخيا كعراقة العراق مثلا.
وهنا لابد من الأشارة الى واقع شاهدته وعشته في موسكوالعاصمة الجميلة لروسيا الأتحادية , حيث تنقل القطارات عبر الأنفاق أكثر من 6 ستة ملايين نسمة في اليوم الواحد فقط في العاصمة لوحدها , يا لعظمة التخطيط وترتيب البيت والتفكير في مستقبل البشرية .
ولابد هنا أن نقول الحقيقة وبالرغم من أن الحقيقة تكون مره أحيانا ولكن علينا أن نخوض صراعا ضد الجهل والفساد وذلك من أجل تقديم الأفضل لشعب عانى وضحى ويملك الثروات وفي الكثير من الأحيان تتبدد الثروات هنا وهناك وبالامكان الأستفادة منها لو وضعت خطط نزيهة للمستقبل والافادة من الطاقات المتوفرة في عراقنا وكوردستاننا الحبيبة .
وفي هذه الحالة ينبغي والمطلوب تهيئة الكوادر والمختصين والعاملين وذلك عبر أدخالهم في الاختصاصات المتنوعة وتأهيلهم في المجالات التي يمكن الاستفادة منها في الخطط الآنية والمستقبلية .
ثالثا ... توسيع الشوارع والأرصفة التي يمكن توسيعها , والافادة في الخطط المستقبلية لتخطيط الشوارع الواسعة لأن الشعوب في ازدياد .
ولابد هنا من الاشارة الى النقطة المهمة والحساسة الى تعاون الوزارات المعنية بتشكيل فرق علمية وادارية مشتركة للتخطيط والقيام بالمشاريع ذات الأبعاد المشتركة , والمشاريع التي تشارك فيها أكثر من وزارة .
عند استحداث الطرق والشوارع الداخلية والخارجية ومسحها , يجب الوقوف عند كل حالة تتطلب المخطط الوقتي والدائمي , مثلا .. في كم وقت وكم حالة وكم مكان خبطط المياه الثقيلة بالمياه الصالحة للشرب ؟؟,وكم حالة من الأمراض التي أصابت أهل المدن أبتداءا من الأسهال والديزانتري والتهاب الكبد والأمعاء وغيرها من جراء المياه الخابطة ؟ لذا للتخطيط والخرائط المرتبة والتعاون بين الأدارات المعنية لا يمكن حفر الحفرة وطمرها عن طريق الخطأ ! ولا يمكن خلط المياه النظيفة والوسخة مع البعض وشربها عن طريق الخطأ.
وزارة التخطيط معنية بتخفيف وتقليص عدد السكان في المحافظات وذلك عبر دراسات ديموغرافية واستحداث مجمعات مدنية جديدة ملائمة ومبنية على أحدث الطراز الهندسي والخدمي بحيث تضاهي المدن الأوروبية وفي هذه الحالة سيكون الطالب عليها من كل الأطراف ويمكن التخفيف من شدة الزحام في المحافظات الكوردستانية .
التخطيط لبناء القرى العصرية التي تناسب وعصر التطور التكنولوجي والبيئي والعولمي هو من صلب الوزارات المعنية التخطيط والعمران والمالية والزراعة مجتمعة ويتم التداول فيما بينها من أجل صياغة الخرائط المطلوبة وفي كل الأحوال يؤخذ بنظر الاعتبار الكوارث الطبيعية وغير الطبيعية كالحروب وغيرها التي نحن في غنى عنها , ولكن يجب التفكير مليا بكل الحالات التي مرت فيها العراق من أقتتال داخلي وحروب خارجية .

وزارة المالية ..
تعتبر وزارة المالية من أهم الوزارات في مفاصل الدولة العملية والعلمية وارتباطها المباشر في كل الوزارات من قريب ومن بعيد , ووزارة المالية هي الشريان والوريد والشعيرة في قلب الدولة النابض وتتعامل مع كل الوزارات ومشاريع تلك الوزارات وهي مسؤولة أمام الشعب أكثر من كل الوزارات والكل ينتظر قدوم رأس الشهر ليستلم المقسوم وهناك من أنتفخت بطنه من كثرة التناول وهناك من يجوع وينام ويحلم الى أن يفرجها الله.
مقترح لوزارة المالية .. الكل يعلم أن واردات العراق والأقليم ليست النفط فقط , وانما واردات متنوعة وعديدة منها النفط والغاز ومشتقاتهما والزراعة وتفرعها والماء والكهرباء والصحة والثروة الحيوانية والضرائب العديدة والمتنوعة وهي بغير قليلة على الاطلاق وتشكل ميزانية بحد ذاتها , وعدى الميزانية التكميلية من مبيعات النفط !!!
ولنقل هناك فائض وفائض في ميزانية الأقليم , الا أن الخطط العلمية والعملية الأوروبية تعتمد على نسبة الضرائب ! نعم نسبة الضرائب المقررة وفي شتى المجالات الحياتية وفي نسب مختلفة وهذا ما يعني بحد ذاته يشكل ميزانية أخرى مداورة على طول الخط , وهناك من يتحايل على ميزانية الضرائب هنا وهناك !! ولكن القانون يتخذ مجراه في كثير من الأحيان .
لذا يجب التفكير في نسبة الضرائب المفروضة والأعتماد عليها مستقبلا وليس يكون كل الأعتمادات على ميزانية الموارد النفطية .
القروض الصناعية والتجارية والعقارية والدراسية هي من صلب وزارة المالية وتداول وديمومة عملتها وزيادتها مما يوفر للوزارة الذخيرة المستمرة يمكن الأعتماد عليها والأفادة من خبرات الدول المتطورة اقتصاديا وديمقراطيا , حيث تنعم شعوبها بالحياة المرفهة وهي لا تمتلك قطرة نفط ولا قنينة غاز عدى المتصنع من النفايات!
الثقافة المالية عند المواطن الكوردستاني يجب أن تكون مرتبطة بالقوانين التي تسنها وزارة المالية وذلك يتطلب خلق أرضية تعاون خصبة بين المواطن ومؤسسات الدولة المالية ومنها البنوك , وفي الكثير من الأحيان يخزن المواطن الكوردستاني ويدخر ما هو شرعي وغير شرعي في البيوت والصنايق المظلومة لا ترى النور ولا يرغب ايداعها في البنوك وذلك مما يؤدي الى عدم الثقة بين الفرد والدولة وهذا ما يخلق مشاكل اقتصادية وتضخم وسرقات , بينما لو أودعت البنوك سيوفر للأقليم امكانيات استثمارية أكثر في المشاريع الستراتيجية المستقبلية وتعيد الى الأقليم وتوفر أموال طائلة بحيث سيكون المردود للأقليم وللمواطن على السواء.
Saed_shabo@hotmail.com

159
حكومة اقليم كوردستان
والمهام الملقات على عاتقها

سعيد الياس شابو/ كامه ران                                                                                          
2009-10-29.السويد                                                                                      
 Saed_shabo@hotmail.com

لا أريد الخوض في التفاصيل ومنذ الانتخابات التي حصلت في أقليم كوردستان العراق بعيد حرب الخليج الثانية وانتفاضة المحافظات ال-14 في عموم العراق وضمنها أنتفاضة شعب كوردستان المضطهد وعلى مر العصور من ويل النظام القمعي الدكتاتوري البغيض , وما آل اليه الوضع بعد  الحماية الدولية لمنطقة كوردستان في خط (36). ومن ثم اجراء أول انتخاب في الأقليم مفرزا المحاصصة الغير نزيهة 50% . يعني تنكة النفط تقسم على  2 , والأقليم يقسم الى أثنين والوضائف تقسم الى 2 والشعب يقسم الى أثنين وهكذا التعينات من أعضاء البرلمان والوزارات والمديريات العامة وكل التفاصيل الموجودة في المرافق الحياتية الكوردستانية  . وأهملت  الى حد ما كل القوى التي كانت تخوض الصراع ضد الدكتاتورية الحاكمة آنذاك وحصرت كل الوضائف بيد الحزبين الكبيرين الديمقراطي الكوردستاني والاتحاد الوطني الكوردستاني بأستثناء بعض الحالات هنا وهناك التي لا تشكل وزنا على المجريات بشكل عام , وهنا حصرت الأحزاب التي وضعت القيود في معصميها , وأصبحت تلك الأحزاب في خانة موافج , وأصبحت لا حول ولا قوة الا بالله !
وفعلا في انتخابات أول برلمان لكوردستان العراق في 1992.تم تشكيل أول كابينة للحكم المحاصصي النصف لي والنصف الآخر لك , وطز في الآخرين , والطز هنا ليست كلمة سيئة وهي بالحقيقة ملح , والملح أو طز فيهم يعني نحن وبس ولا غيرنا  . ومنذ قيام أول حكومة محاصصاتية خلقت الحزازيات والمواقف المتشنجة لدى شرائح واسعة من الشعب الكوردستاني المتنوع في القوميات والأديان والمذاهب , ولكن الخلاص من الدكتاتورية كان يعني الكثير لدى الكوردستانيين بعد ما عانوا من الحروب والويلات والقمع والاضطهاد وغيرها من الأمور التي أدت الى قيام الأنتفاضة  وكانت الجماهير هي السباقة في اشعال الأنتفاضة وانجاحها وبدعم البيشمركة الأبطال , وعندما نقول البيشمركة ... يعني بيشمركة والتنظيمات الداخلية لكل الأحزاب  .
عملت الحكومات الكوردستانية المتعاقبة على السلطة المتمثلة في الكابينات ما في وسعها منذ تشكيل أول كابينة في عام 1992 . والى أنتهاء عمل الكابينة الخامسة يوم أمس 2009-10-28.
وقدمت الكابينات الخمس الكثير للشعب الكوردستاني بدءا بالخلاص من الحكم الشمولي الواحد والى الأنفتاح السياسي والديمقراطية النسبية وسن القوانين واهتمت بالعمران وبشتى المجالات وتقديم الخدمات المتنوعة وازدهر أقتصاد السوق الحر الفوضوي الذي سيطرة عليه مجاميع متنفذة من السلطتين الحاكمتين واستحدثت وضائف واعاد الكثير مما سلب في وقت النظام البائد الى  أصحابه الشرعيين وبقى القسم الآخر في ظل عدم أفساح المجال أمام القضاء لكي يأخذ مجراه وأصبحت التجاوزات تتخذ أبعاد خطيرة ومتنوعة   , وفي أحيانا عديدة المسؤول في الدولة أو في الحزب يتصور أنه هو الوحيد صاحب كوردستان ويحق له أن يبيح ويمتلك ما بوسعه في ممتلكات أرض كوردستان المضحية والمقاومة لأقسى الحكومات الدكتاتورية والرجعية والقمعية  .
وفي حكم الكابينة الخامسة المتمثلة برئيس حكومتها الرئيس نيجيرفان بارزاني  , عملت في وسعها  وقدمت الكثير وفي مختلف المجالات منها الاستثمارات المتنوعة واستخراج النفط وتوسيع البنى التحتية وتكثيرها وتنوعها وضبط المن والاستقرار ومحاربة الأرهاب الداخلي والخارجي وتوسيع القاعدة الدبلوماسية في الأقليم وعقد المؤتمرات والندوات المحلية والأقليمية والدولية والوصول الى المحافل الدولية . الا أن الكابينة الخامسة لم تكن سالمة مسلمة ولم تكن رؤيتها 6/6. حالها حال الكابينات التي سبقتها وتحملت مخلفات الكابينات السابقة المحملة بالسلبيات والنواقص .

المهام الملقات على البرلمان والحكومة الجديدة في كوردستان العراق تتطلب المزيد من اليقضة والحذر وذلك لاستمرارية وديمومة العمل بشكل جاد وشرعي بحيث تكون أوسع شرائح المجتمع راضية عن الأداء وليس الكل !

الكل يعلم أن ترشيق الحكومة من 40 وزير الى 19وزير وهذا بحد ذاته يعتبر نقطة تحول ايجابية في تقليص النفقات الباهضة التي تكلف الأقليم  الكثير والكثير من الأموال والتي بحاجة اليها شعب وأرض كوردستان للبناء المستقبلي , والكل يعلم اذا ما زادوا ربان السفينة  فسيشكل خطرا على قيادتها وستغرق السفينة ونحن لا نريد غرق سفينتنا التي قدمنا لها الكثير ولم ننال الا الجزء القليل القليل القليل جدا.
 لنبدأ .. بتقديم ( ده ست خوشى ) للكابينة الخامسة برئاسة الأستاذ نيجيرفان بارزاني على ما قاموا وقدموا من انجازات لعموم كوردستان ولشعب  الذي عانى الكثير في العقود الماضية .
ومن ثم نهنيء الكابينة السادسة برئاسة الدكتور برهم أحمد صالح والسادة الوزراء ونأمل منهم وضع النقاط على الحروف الباقية التي بحاجة الى يومنا هذا الى من يسفطها ويضعها في جمل مفيدة "

أولا . وقبل كل شيء نطلب من الكل أن يضعوا وضع كوردستان وخصوصيتها أعلى وأغلى من كل شيء , أي أعلى من مصالح الأحزاب وميزانيتهم وهمومهم وأعلى من القوائم التي فازت والتي لم تفوز في الأنتخابات البرلمانية الكوردستانية الماضية  , وهنا لابد من الأشارة الى وضع البرلمانيين الجدد والوزراء الجدد وهم على محك لتجاوز الصعوبات وتذليلها من أجل الوصول الى الغايات المرجوة وخاصة في هذه الضروف العصيبة من الوضع العراقي المتأزم .

ثانيا.. نطلب من قائمة التغير (كوران) والتي تشكل اليوم المعارضة في البرلمان والحكومة أن تتريث بعض الشيء ولم تترك قاعة البرلمان حتى لو تكون على حق وذلك من أجل سن قوانين ايجابية وتشارك فعليا في التغير الذي تبغيه وليس ترك الساحة وتركها للموافقين فقط .الديمقراطية والمعارضة الحقيقية في كوردستان هي تبشر بالخير فيما لو اتخذت مجراها الصحيح والواقعي , والا  سيكون الأمر
غير مرضي من قبل الناخبين اللذين صوتوا لقائمة التغير.

لنعود الى توزيع الحقائب الوزارية
1- رؤوف رشيد / وزارة العدل.  مبروك وألف مبروك على رجل المهمات الصعبة والأستاذ الحاكم غني عن التعريف , وليس بحاجة الى المدح .وانما المطلوب منه أن يكون فدائيا في عصر المحاصصة والسطو على الأملاك والأراضي وتحت مسميات عديدة والتوزيعات الغير العادلة والبناء على أراضي الغير دون طلب اذن أو تعويض لصاحب الملك الحقيقي , التجاوزات متنوعة ولم يكون القضاء في أقليم كوردستان العراق مفعول به كما هو المطلوب أن يكون وفي كثير من الأحيان الضحية يقلد الجلاد .الكل يعلم بأن القضاء منح في العهد المباد منحا آخر وطريق شائك وهناك الكثيرمن القوانين البالية في المحاكم والدوائرالمعنية الأخرى بحاجة الى دراسة واعادة النظر بالقوانين البالية والمناطق المتنازع عليها في العراق والمغيرة ديموغرافيا تحتاج أولا للعدل والأمان.
ومن ثم سن قوانين تطبق على الكل وليس على حفنة من الناس , وعلى سبيل المثال
وأنت في المحكمة أو في دائرة أخرى واقف في سرة لأنجاز معاملتك واذ جاء شخص وبيده معاملات وستنجز بدقائق وأنت واقف وهكذا في أعمال أخرى .
* السفر .. وجواز السفر !!!! الا يحق للعراقي والكوردستاني أن يتمتع بجواز السفر وأن يسافر الى أين ما يريد . وليس فقط السفر يفتح الى بعض الناس الموالين الى مسميات يحق لهم السفر فقط .
* اعادة الحق لأصحابه الشرعيين والتعويض العادل لكل من سلب حقه في الأزمنة الغابرة والى يومنا هذا ومن كل الأطراف.
* العدالة في التعينات الوظيفية ولن تكون على أساس الأنتماء الحزبي أو الشخصي أو المنسوب والمحسوب أو مقابل مبلغ!
* لانريد أن تؤثر سلبا خصوصيتنا الشعبية والدينية بخصوصيات الديانات الأخرى  وهناك أمثلة عديدة وأهمها المأكل والملبس والمشرب والعادات والتقاليد الدينية والشعبية وأن نحترم حرية الفرد والجماعة في المعتقدات التي ينتمون اليها فعليا.
* أن تكون هناك عدالة أجتماعية نافذة المفعول للجميع ومن تجاوز على حقوق الآخرين أن يحاسب وفق القوانين .
* وزارة العدل مسؤولة أمام الله والمجتمع أن تتدخل في كل صغيرة وكبيرة مثلا ..
الا يحق لكل عائلة أن تمتلك مسكن يليق بها وتعيش حياتا كريمة شبيهة بالبشرية ونحن نمتلك في كوردستان الثروات المتنوعة وأهمها البترول ؟
وهل يحق للمفسدين والفاسدين أن يمتلكوا أراضي وعقارات وفلل وصفقات من العملات المتنوعة عبر الفساد الأداري والمالي المتنوع والآخرين يأكلون ( حه و )!!؟.
* تشكيل لجان المتابعة لتقصي الحقائق والتجاوزات من مهمة وزارة العدل الموقرة وارجاع الحق لأصحابه وخاصة في دوائر الطابو الذي يخرج أسم صاحب الملك الحقيقي ومن ثم يبنى على الملك دون استأذان من مالكه الحقيقي .
وزارة العدل … المفروض أن تقوم بعقد ندوات عبر لجانها الأختصاصية النزيهة لسماع على شكاوي المواطنين الكوردستانيين,ومن ثم متابعة القرارات الصادرة منها .
نقترح الى وزارة العدل أن تفتح دورات تثقيفية وانسانية وحقوقية وعدلية للمؤسسات في الوزارات الأخرى لكي الكل يكون في الصورة الحقيقية للعدالة النسبية في المجتمع الكوردستاني, وذلك عبر بروشكتات , مشاريع تنفق عليها الحكومة .
…………………………………………..
2- وزارة البيشمركة.
شيخ جعفر شيخ مصطفى / وزارة البيشمركة
نحي وزارتنا الموقرة ونشد على أيادي كل البيشمركة اللذين قدموا خيرة عمرهم ومنهم من أستشهد ومنهم من أصابه العوق والمرض والفقر , ووزارة البيشمركة ومنذ ثمانيةعشرعاما على الوجود , وقدمت الكثير الى البيشمركة والشهداء وعوائلهم وهناك من استفاد من حالة البيشمركة وهو جحش!
وهناك من البيشمركة من دمرت عائلته وترك الغالي والنفيس وله أكثر من شهيد وهو في حال يرثى له ومهمل من كل الأطراف . وبالرغم من وجود وزارتين للبيشمركة الى قبل مدة قريبة من يوم أمس ولكن الوزارتين تكيل بمعيارين وتعمل حسب اجتهاداتها ومنسوبيتها وتعاليمها الخاصة !
مقترح لوزارة البيشمركة الموقرة ووزيرها شيخ جعفر… أولا ..اعادة النظر بالتوجيهات التي تصدر الى الهيئات الأدنى للعمل وعلى الأقل بالحد القريب والمتساوي مع جميع البيشمركة وعوائلهم .
والخص المطالب بالنقاط التالية :-
في زمن النظام السابق والمقصود النظام الدكتاتوري ثمة قوانين جائرة وأخرى جيدة
مثلا.. الجندي المكلف الذي يخدم في زمن الحرب لمدة سنة فتحتسب له خدمة فعلية أي سنة بسنتين وهذا يحسب لغرض الترفيع والتقاعد فيما لو تعينت في احدى دوائر الدولة ولم يتدخل فيه الأنتماء الحزبي .
في ظل حكومتنا الكوردستانية ونحن بيشمركة قدامى وبوجود وزارة البيشمركة حقوقنا مسلوبة وعلى الشكل التالي :-
أولا. نطلب من حكومتنا الكوردستانية ووزارة البيشمركة الرؤية بمنظار واحد وتكون عدساته غير مغوشة لنا , وللآخرين تكون العدسات صافية !
ثانيا .. أحتساب الخدمة الفعلية البيشمركة السنة في سنتين أن لم تكن في ثلاثة , لأن في مدة خدمة البيشمركة لم تكن هناك اجازات وترفيه ومدة العمل قي اليوم الواحد هي 24 ساعة. وناهيكم عن الخطورة وتعذيب الأهل واعتقالهم ومحاربتهم من قبل الأجهزة القمعية .
ثالثا… احتساب مدة البيشمركة لغرض التقاعد وحسب الصفات التي تعطى الى منتسبي البيشمركة القدامى من الحزبين الكبيرين الديمقراطي الكوردستاني والآتحاد الوطني الكوردستاني وذلك يتطلب بتشكيل لجنة نزيهة تقدر عما لحق من أضرار جسمية ونفسية بالبيشمركة وعوائلهم وأن
تدرس المسألة بعقلانية وتمعن وتكون على دراية بما حدث للبيشمركة خلال العقود الماضية.
رابعا…. نطلب التعويض العادل لسنوات الخدمة والتعويض لما لحق بعوائلنا من أنفال واعتقالات وتشريد وترهيب واستدعاء ومحاربة وعلى جميع الأوجه التي ابتكرتها السلطة الغاشمة التي دمرت العراق والعراقيين في وقت كان فائض العراق المالي يزيد عن 40 مليار دولار أمريكي ناهيكم عن الدمار الذي لحق بالعراق وبالمنطقة.
رابعا…. منذ ثلاث سنوات وأكثر ونحن ننتظر الفرج بتوزيع القطع السكنية في عنكاوا الأم لكي يصيبنا الأمل ببناء سكن يليق وعصرنا الحالي , سكن يأوي العائلة والا الأقاويل كثرت والمزايدات لا تحصى ولا تعد والكل يتاجر بأسم البيشمركة ونضال البيشمركة و المعطيات السخية الى البيشمركة !!
هاكم صورة واضحة وحقيقية وكفى المتاجرة بأسم البيشمركة ..
الستم من دعاة حقوق الأنسان ؟
اليس لكم  وفاء لمن خدم كوردستان وبالضروف الصعبة لمدة 135 شهرا وتعادل 11سنة و3 أشهر؟
نريد الحسم كما تحسمون القضايا التي تهمكم بالساعة واليوم والأسبوع والشهر الواحد .
نريد الدعم المعنوي لنا ولعوائلنا وأصدقاءنا وأمام الملأ .
نريد دعم القرويين اللذين أوونا في أحلك الضروف وتعويضهم ماديا ومعنويا .
ضيعنا المشيتين بينما ضيعنا وقدمنا شبابنا من أجل عدم الرضوخ للدكتاتورية والفاشية.
نريد أن يعطى الحق لأصحابه أولا في سقف زمني وهذا يعتبر حق من حقوقنا المفقودة.
نريد الكل يكون في الهوى سوى وتوزع الحلوى بالتساوي كما تحملنا المرارة بالتساوي
نريد كوردستانا يدافع عنها أهلها من الداخل والخارج.
نريد حكومة وبرلمان بأجندة قوية ولا يساومان على بناء كوردستان
نريد قرى عامرة تضاهي القرى العصرية والمتطورة وذلك وفاءا لما قدمت تلك القرى من القرابين والخسائر البشرية والمادية
ونطمح الى معارضة يكون هدفها البناء وليس اللااتفاق !
والبقية حول مقترحات ووجهات النظر ومقترحات لبناء كوردستان الحبيبة سيكون في مواضيع قادمة.
******************

160
الى / اللجنة التحضيرية للمؤتمر
الثاني لشعبنا الكلداني السرياني
الآشوري ومندوبي المؤتمر الموقرون


سعيد الياس شابو                                                                                 
2009-10-19                                                                                 

اليكم بعض المقترحات العملية للتباحث والدراسة الواقعية للنهوض بشعبنا ومؤسساته المتنوعة.

في البداية .. لابد أن ننحني أمام شهداء شعبنا العراقي عموما وشعبنا الكلداني السرياني
الآشوري بشكل خاص . ولابد من قول الحقيقة وعدم نكرانها ولا يزال شعبنا السورايي يعاني
من الفرقة وعدم تكاتف قواه من أجل النهوض ومتطلبات العصر واحيانا المتاجرة في مقدراته
واللعب في مستقبله والركض للوصول الى الغايات الشخصية بحثا عن المكاسب الشخصية ,
ولابد من قول الحقيقة أن تأريخ شعبنا السورايي لا يقل عن تأريخ شعوب المنطقة برمتها
ولكننا ننسى متعمدين وغير متفقين بأننا عند الموت والدمار كلنا في الهوى سوى !

فلابد من ذكر الحقيقة وأمام الجميع من أن المؤتمر الأول الشعبي وهيئته التحضيرية
برئاسة الأستاذ سامي المالح المنعقد في عنكاوا في 12و13.آذار 2007. وضع اللبنة
الأولى لأسس بناء حقوق شعبنا ومطلبه في وحدة الشعب الحقيقية وتحت خيمة واحدة.
واليوم نقطف أثمار التوحيد وان اختلفنا ففي الخلاف فضيلة وانبهار .
واليكم يا اخوتنا أعضاء اللجنة التحضيرية والمؤتمرون ما في جعبتي لتكبير أسم
شعبنا ومستحقات رموزه المضحين في الغالي والنفيس .

أولا. أستحداث ملف البيشمركة الآنصار لأبناء شعبنا الكلداني السرياني الآشوري اعتبارا من
اندلاع ثورة أيلول والى يوم الآنتفاضة الشعبية في آذار 1991 . والمقصود بالملف يعني استحداث
شعبة تابعة لأبناء شعبنا في وزارة البيشمركة الكوردستانية أو تكون ضمن التشكيلات التابعة
لمؤسسات المجلس الشعبي , ومن ثم تشكيل لجنة أو مجلس من البيشمركة يكون ضمن تشكيلات
المجلس الشعبي وذلك للدفاع عن حقوق البيشمركة الأنصار اللذين شاركوا في ثورتي أيلول
وكولان .لكونهم رمزا من الرموز التي ضحيت ضد الدكتاتورية ورفضت الخنوع والخضوع
للأنظمة القمعية .
ثانيا.. تشكيل لجنة مشابهة الى لجنة البيشمركة الأنصار, للمحكومين والمسجونين السياسين
وغيرهم في السجون العراقية لدراسة وفتح ملف خاص بأبناء شعبنا منذ أعتقالات 1961
والى سقوط الصنم!! وتقوم اللجنة بجمع الوقائع والحقائق وتدوينها في ملفات خاصة ومن ثم
دراستها بأمعان وتدوينها في أرشيف شعبنا الكلداني السرياني الآشوري وتعويض المتضررين
تعويضا عادلا والتعويض يكون ماديا ومعنويا .

ثالثا... الشهداء من أبناء شعبنا الكلداني السرياني الآشوري كثيرون ومن كافة الطوائف وفي كافة الضروف العصيبة تحملوا أكثر من طاقتهم وهدمت قراهم وقتل تأريخهم ومحت قبورهم والضروف
التي مر بها العراقييون بشكل عام وشعبنا المسالم بشكل خاص منذ أحداث أو مجازر
سميل في عام 1933 الميلادية . والتي راح ضحيتها عشرات الآلاف كضحايا لم يرتكبوا جرما ومرورا بمجزرة
أو مذبحة صوريا في سنة 1969 ميلادية على أيادي حكم الأوباش ( والصناديد العراقية).
ومن ثم شهداء أبناء شعبنا في السجون والمعتقلات الصدامية ولمدد متفاوتة منذ 1963
والى سقوط الصنم في 2003 . كل ذلك يتطلب دراسة وبحوث عن أسباب تلك الجرائم
وتعويض المتضررين وعوائلهم ماديا ومعنويا , لكي يكون الكل في الصورة الحقيقية لما
حدث للعراقيين وبكل تلاوينهم ومنهم أبناء شعبنا .

رابعا.... أستحداث ملف خاص بالقرى المدمرة التابعة لأبناء شعبنا وعمليات الأنفال
في سنة 1988 سيئة الصيت , وتعويض المتضررين تعويظا عادلا وفضح الأعمال الشنيعة
التي قام بها النظام البائد في البرلمانات والمحافل الدولية .

خامسا..... تشكيل لجان العمل الآيديولوجي الفكرية للخلاص من الموروث السابق الذي
دمر العراقيين في الفكر الشمولي وفتح صفحات للبناء والتسامح وايلاء الأهمية بالوضع
النفسي لأبناء شعبنا .

سادسا...... تشكيل لجان في الداخل والمهجر من أبناء شعبنا وتكون وتعمل على شكل مشاريع
تصرف عليها مبالغ لتوضيح نوايا شعبنا من الحكم الذاتي وقدم شعبنا وحقوقه المهضومة
في التأريخ المعاصر , وتوثق تلك اللجان أعمالها في وثائق متنوعة وهذا ما يتطلب
الجدية في التعامل وليس الركض وراء الكعكة الغير نزيهة .

سابعا....... علينا أن نعيد النظر بعلاقاتنا السابقة وكفى أتهام الأخرين بأنهم مسيئين ونحن
على صواب! وهذا بالتأكيد يتطلب روح رياضية عالية من الجميع وعدم أقصاء من لايتفق
معنا , ونكيل له أو لهم اتهامات ونحن في غنى عنها .

ثامنا........ علينا ومن المفروض أن نكون في نفس المسافة مع الجميع عند التعامل
في قضايا شعبنا ولم ننزلق الى كفة الدافع الزائد ونركض ونلهث حول الموائد الدسمة , وأن
نكون قدوة في نزاهتنا وتعاملنا وبناءنا الذي يوكل الينا , ويحاسب المقصر على كل عمل
مفتعل ومتعمد مما لا يخدم مستقبل شعبنا في الداخل والخارج .

تاسعا......... لا نريد طبخات جاهزة واتفاقات متفق عليها سابقا وأجندة غير أجندة
الأتفاق والبناء والتطور والأخاء والتكاتف والتلاحم والتسامح ونكران الذات وخاصة
في هذه المرحلة الحرجة من الوضع العراقي .

عاشرا.......... نطلب من البرلمان الكوردستاني والعراقي والحكومتين أن لا يضيعا
الفرصة التأريخية لتثبيت حقوقنا ومنحنا الحكم الذاتي وذلك من أجل ترسيخ البناء
العراقي الحديث واعطاء كل ذي حق حقه .

161
حكايات وقصص الجندي
العراقي/ 21


سعيد الياس شابو                                                                                           
2009-10-13                                                                                               
السويد                                                                                                       
الشعب العراقي الكريم أو بالأحرى الشعوب العراقية يعانون منذ عشرات السنوات من الأوضاع التي
جلبتها وحاكتها الأنظمة المتعاقبة على سدة الحكم والى يومنا هذا , وان اختلفت وتفاوتت الاوضاع
الا أن الواقع مرير ومزري على حد تعبير المثل الكوردي ( سال به سال خوزكه به بار ) يعني سنة
بعد سنة وياريت بالسنة الماضية أو الفايتة . يعني مكتوب عليهم قلة الراحة أي العراقيين !!.
وقبل 35 سنة من هذا التأريخ وفي هذه الأيام وفي مناطق مختلفة من شمال العراق, كوردستان
العراق كان يحترق الأخظر واليابس وترى القوات العراقية المجحفلة محتلة المناطق التي تستردها
بالقتال الدامي من سيطرة قوات البيشمركة بأي ثمن كان وسرعان ما تصبح تلك المواقع مواقع
عسكرية محرمة وتزرع فيها الربايا العسكرية ومنها تنطلق الدوريات والكمائن ومواقع الرصد
العسكرية والانذار المبكر !! وعليك يا جندي عراقي بتحمل المزيد ومن ثم المزيد .
حيرة ياناس ! والله حيرة ... طول الخدمة العسكرية لم أرى عشرة جنود سيئين ولا عشرة عرفاء
فاذن من السيء ؟؟؟ , الكل يريد راحة البال وعدم القتال وعدم التدمير ما عدى رأس الآلة
العسكرية وهرمها المريض المصاب بداء العظمة , فأما أن تفر وتهرب من العسكرية أو أنت
تتحمل كل ما لا يروق لك من القتل والدمار والخراب مابين أبناء جلدتك أبناء الشعب الواحد .
وقبل هذا التأريخ بأسابيع وأنا متأخر عن غير قصد في كتابة الحلقة 21 . توجه فوجنا المجحفل
الفوج الثاني لواء الأول الآلي بأتجاه مدينة كويسنجق (كويى ). وقبل أن نوصل الى كوي حطينا
حملنا بموقع قريب من مربينا قديشا المزار التأريخي في المنطقة ولعدة أيام وفي احدى المرات
كان الهجوم بأتجاه قرية أرموتة التأريخية . وهي قرية مسالمة وان جميع سكانها من الأخوة
المسالمين ولكن في الخريطة العسكرية هي قرية عاصية وسبق وأن شاهدت القرية وأعرف
عنها بعض الشيء , وسرعان ما قلت أنا أعرف أهالي القرية كلهم مسالمين وليس فيها أي
من العصات أو المخربين والمقصود بالبيشمركة أي الحركة الكوردية , وهناك من ارتاح بسماع
بانني أعرف أهالي القرية المذكورة مسالمين , وفعلا بدأ التقدم نحو القرية وكنت في المقدمة
وتحدثت بلغتي معهم وكانت القرية فيها بعض البيوت وقسم من أهالي القرية هاجروا بأتجاه
بغداد العاصمة بحثا عن العمل والأمان والخلاص من هذا الجحيم !
وبعد تفتيش بيوت القرية الصغيرة لم نعثر على ما هو في قاموس العساكر والدولة المروعة
وآلتها القمعية وأوامرها المجحفة , وبعد ساعات عدنا الى قواعدنا سالمين وبدون خسائر ,
وهنا أصبحت الثقة تزداد بما أقوله الى الأخوة الجنود والعرفاء وحتى الى بعض الضباط الطيبين.
وبعد أيام .....
ونحن محملين وعلينا أن نستمر وهذه المرة ليست نزهة , وانما الصعود الى الجبل (هيبةسلطان)
وأثناء الصعود في السيارات وليس راجلا .. فصاح الجندي المكلف هادي جمعة والذي نسميه
بأبو علوان , وهو من أهالي قضاء المشخاب التابع الى محافظة الديوانية والقضاء يشتهر بزراعة
الشلب الرز ومن النوعيات الجيدة وخاصة العمبر , ومن منكم يا أعزائي أكل وجبة واحدة
من الرز ولم يشتهيه ؟؟.
الجندي هادي جمعة صاح بحيل صوته بعد أن شاهد السيارات المقلوبة والدبابات والآليات القديمة
المقلوبة على صفحتي الطريق الصعب والوعر ... صاح ... أخوي أخوي الصعدة صعبة !!
وكرر القول لعدة مرات الصعدة الصعدة !
على أية حال صعدنا الصعدة بصعوبة وتأملات ومن ثم أصبحنا على سطح الجبل وليس القمة
لأن جبل هيبة سلطان سطحه كبير وعريض . المهم ونحن على وشك النزول بعد أستراحة
دقائق وأصوات المدفعية والرصاص يلعلع , أي بعض القوات سبقتنا في التقدم , بينما أكتب
هذه السطور والساعة قريبة من السادسة مساءا وأسمع الأخبار في فضائية كوردستان تي في.
أي ايران وتركيا وفي نفس الوقت وفي نفس اليوم تقصف مناطق قنديل في قلعة دزة وفي مناطق
بهدينان تقصف تركيا القرى الواقعة في حدود دهوك / عمادية , الم تخافون الله وأنتم مسلمين
ودول الجوار وتقصفون قرى آمنة وعوائل وأطفال , بدل القصف أبنوا المدارس والمستوصفات
وساعدوهم في محنهم الذي طال أكثر من أربعة عقود !!!!
بعد أن تنفس الصعداء أبو علوان ونحن في قمة الجبل وأثناء النزول وصاح أبو علوان
أخوي أخوي النزلة النزلة!! صعبة وبقايا الدبابات المتفجرة تصرخ أنكم غير ذاهبين الى النزهة والقادم
لايبشر بالخير.
فقلت أبو علوان ... الصعدة لو النزلة واحد منهم , وكنا نمزح في كثير من الأحيان والدم العراقي
من الطرفين كان ينزف بأستمرار والحبل على الجرار
وستكون الحلقة القادمة الحلقة الأخيرة من قصص وحكايات الجندي العراقي .

162
ثورة 1958.7.14.تموز
وانقلاب 1963.2.8.شباط


سعيد الياس شابو                                                                                   
2009-10-08 
                                                                                   

مر العراق خلال خمسة عقود الماضية بضروف متنوعة , منها الايجابية ومنها السلبية العصيبة
وقد لا يحلو لبعض الأخوة من العراقيين الموضوع وطرحه لكونهم يتساوون بين الحالتين سواء
كانت الفكرة مقصودة أو عابرة ! ولكن الحالة تتطلب التريث ومعرفة الحقيقة والاصغاء للغير
لكي تكون الدروس عبرة للجميع والافادة من أخطاء الماضي والنهوض بالقيم والمباديء التي
تخدم البشرية أو بالأحرى الانسانية جمعاء , ومنها شعبنا المسحوق تحت مسميات عديدة والى
يومنا هذا .
ثورة 14 تموز بقيادة الزعيم الراحل عبدالكريم قاسم والضباط الأحرار تمكنوا من القيام بحركة
تغير عسكرية والاطاحة بالنظام الملكي , والسيطرة على قصر الرحاب ومن ثم اعلان بقيام ثورة
تموز والتي خرج لتؤيدها مئات الآلاف لا بل الملايين ومنذ الوهلة الأولى لسماع الخبر المفرح
وفي حينها كان عمري سبع سنوات فقط !,ولكن القسم من الأحداث رأيتها بأم عيني بالرغم من
كوني طفل, وياليت لو عادت أيام الصبا والطفولة !!.
الغاية ليست الطفولة وانما مقارنة بين زمن المقاومة الشعبية والحرس اللاقومي السيء الصيت,
فمنذ الوهلة الأولى لقيام ثورة تموز انتعش الشعب العراقي وبكل طبقاته وفئاته وأديانه وقومياته
وشكلت المقاومة الشعبية في كل المدن الكبيرة والصغيرة والقرى , وكانت الأيام شبيهة بالعرس
الوطني , وأنا أكتب كلمة شبيهة للمرة الرابعة ولكن تفرض نفسها وتأتي بشيبهة , وأيظا
موضوعي ليس الكلمة ! وانما الموضوع يتطلب عدم خلط الأوراق , ففي زمن المقاومة الشعبية
كانت الأبواب مفتوحة على مصراعيها لشدة الأمان والأستقرار , وسن النظام الجمهوري قوانين
عديدة أهمها قوانين تخص العمال والفلاحين وخاصة ايجاد فرص العمل واستملاك الأراضي
وزرعها من الفلاحين والمزارعين , ونشطت المرأة العراقية بتشكيل منظماتها النسوية لتدافع
عن حقوقها المسلوبة وازدهرت الزراعة والري وشرعت وزارة الكهرباء بكهربة العديد من القرى
ووزارة البلديات فتحت شوارع جديدة فورا بعد الثورة وتم تأميم شركات النفط القاتلة آنذاك .

وفي زمن المقاومة الشعبية خرجت عشرات الآلاف لاستقبال الزعيم الراحل البارزاني الخالد
والذي كان قد قضى عقد ونيف بعيدا عن الوطن وعن كوردستان وأستقبل من قبل المقاومة
الشعبية والجماهير الغفيرة في بصرة الحبيبة التي تعاني في هذه الأيام من شدة العطش
لزرعاتها ونخيلها على وشك الهلاك .
في زمن المقاومة الشعبية تكالبت بحدود ثلاثون سفارة عبر الكويت لاجهاض الثورة الشعبية
التي لم تراق فيها دماء العراقيين , وأنا لم ادافع على أخطاء عبدالكريم قاسم وحتى أخطاء
المقاومة الشعبية العفوية ولا أخطاء بعض الشيوعيين المقصودة والعفوية , والحقيقة كانت
تخطط الأجهزة المخابراتية في دولها وتنفذ أجندتها بأسم الغير عبر مرتزقتها , كما هو حال
العراقيين اليوم .
فأما في زمن الحرس اللاقومي !!!
أعتقلت وقتلت عشرات الآلاف منذ الوهلة الأولى , أسألوا اللذين شردوا وسجنوا من دون
أن يرتكبو أية جريمة ! أعتقلوا وهتكت أعراضهم وفصلوا عن الوظيفة وأخذت منهم الرشاوي
والأتوات , وحرمت العوائل من لقاء أعزائها .وقصفت القرى ودمر العراق شعبا وكيانا وتربة
وأصبحت المدارس معتقلات للمعلمين والطلاب وكل العراقيين اللذين لم يرتكبو جرائم , يا لها
من أعجوبة .... هتكت الأعراض وحتى بنات العسكرين في السلطة في ذلك الوقت لم تسلم من
الاغتصاب !!! . أقبية قصر النهاية خير شاهد على أفعال الحرس القومي الشنيعة . حتى
الحمير أعتقل في زمن نظام الحرس القومي . الكثيريين من الطالبات تركن المدرسة في
ذلك الزمن المخيف المرعب والذي لم أشاهده , سمعته وقرأته وروي عن الكثيرين في
مجالس الليالي الشتوية . وقتلت صوريا وأهلها في زمن نظام الحكام الحرسالقومي
وهم خريجين نفس المدرسة ودرسوا فيها نفس الدروس والقوانين , وأنتجت العنف
والقتل والدمار وغيرها من الأمور المخزية التي لا أريد ذكرها وسردها !
وهل رأيتم في زمن المقاومة الشعبية أن يجلس الأنسان على بطل ؟
وهل شاهدتم في زمن المقاومة أن يعذب الطفل أمام مرأى أبيه لكي يعترف الأب ؟
وهل سمعتم في زمن المقاومة الشعبية أن تغتصب الزوجة أو البنت أمام مرأى
الأب لكي يعترف ؟؟
كلها كانت في زمن الحرس اللاقومي !!!! وهذا الجزء القليل للتذكير, وغير المذكور
هو أكثر بكثير . والموضوع ليس الا للمقارنة فقط يا أستاذي العزيز .

163
البرامج الأنتخابية لقوائم
شعبنا تفتقر الى الاهتمام
بالبيئة وتحسينها !


سعيد الياس شابو                                                                                       

تفائلوا بالخير تجدوه . ولابد من الديمقراطية النسبية القادمة عبر صناديق الأنتخابات في أقليم كوردستان/العراق . في 25/07/2009 . وسيصادف يوم السبت ويعتبر يوم تأريخي بسلبياته وايجابياته , وتلك الصناديق ستكون الحاسمة لأنتخاب الممثلين الشرعيين والحقيقيين لشعب كوردستان الذي قدم قرابين كثيرة من أجل نيل الحكم الذاتي في الستينات والسبعينات من القرن المنصرم ومن ثم تثبيت الفدرالية عبر الأنتخابات العراقية التي اجريت في 31 / 01. 2005. ومن ثم تثبيت الفدرالية في الدستور العراقي .
ومشكلة العراقيين ليست بالتحكم الى الدستور أم لا , وانما مشكلة العراقيين تحتاج الى العقل السليم والعمل الخالي من الغش والدقة في العمل تتطلب النزاهة والمباديء والخلق السليم بعيدا كل البعد عن المحسوبية والمنسوبية وذلك بأعطاء الحق لأصحابه دون اراقة الدماء التي كثرت وأسيلت منذ عقود , وقضية انتخابات المزمع اجرائها في تموز الجاري تستحق وقفة وبالذات عند قوائم شعبنا مجتمعة وبدون أستثناء وهي القوائم الأربعة المباركة والتي تنوعت وتفاوتت في تحقيق ما يمكن تحقيقه وتقديم الأفضل من الخدمات الحياتية واليومية والأنسانية في حال فوزها أو أنتصارها وأهم تلك المطاليب أرجاع التأريخ لأصحابه أي ارجاع القرى والأراضي التى سيطر عليها بعض الأخوة الجيران الشركاء في السراء ةالضراء نتيجة الظلم والقهر أبان سنين الحرب من بداية الستينات وحتى أيام سقوط النظام الذي زرع سياسة فرق تسد بين أبناء الشعب الواحد طيلة أربعة عقود وأكثر , ومما أدت تلك الأعمال الشنيعة من قبل النظام البائد في خلق فوضى عارمة وعداء متنوع الأوجه والجوانب منه التطرف الديني والقومي والشعبي والمؤسساتي والقروي والمحلي وحتى العائلي والشخصي . وليس غريبا في وقت العصرنة الحالية وبالذات في وقت الأنتخاب أن يصبح الأنسان عملة صعبة ومن عيار 24 قيراط الذهب الخالص والذي يمكن أن تصنع منه كل شيء يعجبك !
فاذن .. قوائم شعبنا بحاجة الى دعم جماهيري وشعبي وعلى أساس الديمقراطية وجوهر القضية يكمن بكيفية تفكير الناخب ومدى قرائته لحالة المرشح الذي سيمثل جميع أبناء شعبنا بعد الفوز ومن ثم التمثيل في برلمان كوردستان العراق وعليه أن يجيد اللغة الكوردية والعربية بشكل جيد لكي لا يجلس ويفتح فمه وينتظر الرحمة , بل عليه أن يكون جريئا ودبلوماسيا ووطنيا وقوميا وشعبيا , وأن ينزل الى الشارع ليطلع على هموم البيئة !!!
وهذا هو صلب الموضوع أيها الأعزة السيدات والسادة المرشحين لقوائم شعبنا الأربعة المباركة , وأنتم ستتحملون المسؤولية التأريخية أمام الشعب وليس فقط قضاء أربع سنوات في أروقة البرلمان الموقر , واستلام الرواتب المحترمة والمخصصات المتنوعة , بل من الواجب عليكم وأنا أعتبره من الواجب المقدس عليكم الا وهو الاهتمام بالبيئة ! والبيئة هي ليست قضية عابرة وبس !!!
وانما البيئة هي ديمومة الحياة وراحة البال والطمأنينة , وبالرغم من اهتمام حكومة كوردستان بالبيئة التي دمرها النظام المقبور وأعادوا الى الجبال والتلال والسهول الجمال والخضار ولكن هناك تقصير من قبل مرشحي شعبنا السورايي بعدم طرح فقرة للأهتمام بالبيئة والبيئة هي الانسان والمحلة والشارع والسكن والسيارة والحديقة والطفل , والمدرسة والطالب !
وهل تعرفون ايها الأخوة من الصعب على المرء أن يجتاز الشارع بسهولة كبالغ ؟ وكيف الحال مع الصغار والعجائز , وهل تعرفون في عينكاوا ليس هناك أماكن للعب الأطفال بحرية ؟ وهل تعرفون أن قلب عنكاوا بحاجة الى أن يكون ممنوعا على السيارات المزدحمة والكثيرة ويسمح فقط للسابلة بالمرور فيه , والاهتمام بهذا السنتر وهذا يتطلب انشاء كازينوا ومطعم سياحي نموذجي وترتاح العوائل واطفالها بالتمتع بقسط من الراحة الفكرية والجسدية , وبدل توسيع الشارع الذي يمر في وسط عنكاوا أن يضيق الخناق على السيارات السابلة والأهتمام بالشتل والورود والشجيرات وسيكون لعنكاوا الأم طعم خاص , وليس فقط عنكاوا وأنما جميع المناطق التي ستكون ضمن الحكم الذاتي لشعبنا في المستقبل القريب يجب أن تكون نموذجية ونكون قدوة للعراق بشكل عام وخاص بالنسبة الى أرض كوردستان الجميلة . فمعا لنبني الديمقراطية لشعبنا ونهتم بمؤسساته في الحكم الذاتي ومعا مع الأخوة الكورد نبني كوردستان نموذجية ويحتذي بها كل الأخوة العراقيين لبناء العراق الأجمل الخالي من الفساد المدمر والطائفية والمحاصصة الغير النزيهة , ومن أجل بيئة تخدم الأنسان وليس تدمره.
لتكن الديمقراطية عبر الصناديق وليس التدهين بالمراهم لأن مستقبل شعبنا مرهون بحماية الديمقراطية والا الزوال هو مصيرنا المحتوم , والدعوة للذهاب الى صناديق الأنتخابات واجب وطني وانساني وتجربة كوردستان هي خير دليل على ذلك وينبغي تطوير جوانبها السلبية وتعتبر مهمة الجميع أي الداخل والخارج على السواء , والموفقية للجميع .

السويد / 11.07.2009


164
حكايات وقصص الجندي
العراقي / 20

سعيد الياس شابو                                                                                   

في الحلقة السابقة  دق ناقوس الخطر وأعلن الحرب وكوردستان أصبحت محرمة , وتكاد المدن أن تكون شبه فارغة أي أكثر الناس وحتى الذين لم ينتمون الى الحركة الكوردية كان الرعب قد دخل في قلوبهم من كثر مشاهدة مسلسل القتل والدمار والخراب التي شاهدته منطقة كوردستان برمتها طيلة الحرب أو القتال المندلع منذ أيلول 1961 وحتى أعلان بيان 11 آذار 1970 . وكانت فترة بعد بيان آذار فترة الأسترخاء والترقب المشوب بالحذر. وفي ربيع 1974 أعلنت كوردستان منطقة عسكرية أي منطقة الحرب والقتال في كل صوب وجهة وعلى عدة جبهات وأهم تلك الجبهات منطقة بازيان ومناطق خليفان وكلي عليبك وجبل كيوه ره ش وعشرات المناطق الأخرى من جبل حمرين ومناطق بهدينان الجميلة . وكانت قد دعيت مواليد الأحتياط والجنود الكورد الذين التحقوا بالثورة الكوردية كانوا الكثرة والقسم الآخر الذي بقي في وحداته ولم يرغب الالتحاق فكانوا حائرين به وهذا القسم كان أيظا حائر !! فماذا يفعل والحرب قد بدأت وكوردستان أصبحت من المناطق المحرمة , ويبدوا الحل الوسط أعادوا كل المراتب الى المعسكرات الخلفية في الجنوب العراقي الى أن انتهى القتال .
ربيع عام 1974 كان داميا  ومدمرا للبنى التحتية الزراعية .. لأن أهل القرى وأغلب القرى أهاليها التحقوا في المناطق الجبلية المحررة والعاصية والمتهيئين للقتال أصبح وضعهم لا يحسد عليه , أي سيتحملون المدفعية والراجمات والطائرات الحربية والهيلوكوبترات المقاتلة وخاصة التي صنعت في فرنسا واستورد العراق منها بالآلاف في أواسط السبعينيات من القرن المنصرم وقبل هذا التأريخ كانت تلك الطائرات قد درب الضباط العراقيين عليها بدورات مكثفة , كانت طائرات جميلة شكليا ولكن هي تقتل البشر وهي سريعة وتمتاز الدقة في التصويب وصغيرة الحجم وكانت أحيانا تطير كأسراب عديدة مجتمعة خالقة الخوف والرعب , فأما القوات الخاصة والصاعقة المتدربة جيدا وعلى أنواع سوح الوغى والتضاريس المتنوعة وألانزال بالمضليات والجحوش المتنوعة بيساريها ويمينيها جلهم أرادوا من النيل من الأرض الطيبة أرض المقاومة , الأرض التي تستحق التعمير وخاصة القرى المضحية والفلاحين الذين ضحوا بالغالي والنفيس ونكران الذات وقدموا قرابين تلو القرابين .
اللههم أبعدنا عن الشر أبعد العراقيين من الدمار المستمر , وكانت الجثث تأتي من مناطق جبهة بازيان ولم نعرف الخسائر في الطرف الآخر أي قوات المقاتلين البيشمركة ( العصات ) أو ( المخربين ) كما كان يسميها النظام القمعي الفاشل في كل مخططاته وأثبتت الأيام صحة ذلك . الجيش العراقي في أنذار جيم قصوى لا اجازات لا نزول التهية للقتال ليل نهار وكم كان الربيع جميلا وحتى العصافير كانت حزينة والكلاب خايفة من حواليها وهي تحسب الف حساب عند النباح . وأستمر القتال في المناطق المتنوعة في جبهة بازيان لعدة أيام وأسابيع وعلى فروع الجبهة في مناطق آغجلر من اليسار وسنكاو يمينا . وفي صولة على آغجلر أي ناحية آغجلر أعتقل صاحب الدكان بحجة أنهم شاهدوا المنشورات في دكانه , والله وثم والله جائوا بالمناشير أي البيانات ودحسوها في الدكان عنوة وأتهموا صاحب الدكان بأنه من أنصار الثورة الكوردية بقيادة الراحل المناضل مصطفى بارزاني . وكم تألمت ولم أفهم القصة وليس بأمكانك أن تسأل أو تدخل في كل المفردات , فأقتيد الرجل مع المناشير المزورة واختفى عن الأنظار , وفي يوم أخر وفي صولة على قرية كوبته به  , وقرى مجاورة لها .. حيث في تفتيش القرية المذكورة وكان هناك في بيت من القرية امرأة وأبنتها البالغة من العمر حوالي 18 عام . ولم نشاهد أي رجال أو طفل , وهن خائفات وحدة تحمي بالثانية أي البنت والأم ... وسرعان ما فكر العريف الذي كنت معه العريف شاكر . أنسان طيب ولكن في تلك اللحظة أقترب منه جنيا وفسده وقال بصوت هاديء جدا ... خوي الله جابها الأماية الي والبنت الك !!!!!! . قلت طيب عريف شاكر ! تصور أحنة في الجنوب وواحد يهتك أختك وابنتها ... تقبل ؟ ؟ ؟ .. قال ... لا خوي شلون أقبل , فقلت له أعتبر هذه أختي وأبنتها أو أختك وابنتها ومن هذا الكلام المتنوع مو أنته ابن العشائر وشهم شلون تقبل هاي السالفة ؟ فرضخ وسمع ما قلته , وقبلني لمرات عديدة بعد الرجوع وقال أخوي الشيطان يدخل بالأنسان , وتحدثت مع الأخت وابنتها بأن لا يهابوا وأن تكونا جريئات فيما بعد . تصوروا ايها الخوة كم هي الحالة صعبة عندما حامي الوطن يغتصب ابن البلد الذي لا حول ولا قوة له , وسألت المرأة سبب تواجدهما لوحدهما في القرية والمسكن الى جانب بعض الآخرين ... فقالت زوجي نائب الضابط وهو ملتحق بالجبل الصديق . وبعد أسابيع تقدمنا الى منطقة سنكاو والقتال المستمر بين فترة وفترة . وقبل أن نتجه الى منطقة آخجلر ومن ثم سنكاو ... كان المقدم الركن آمر فوج الثاني لواء الأول ألآلي نوشيروان جلال في محنة أراد التخلص منها الا أنه لم يكن بوسعه الخلاص منها , والقصة هي اعتقال أخيه الطالب في أحدى كليات بغداد مع مجموعة الشهيدة ليلى قاسم وكان ضمن الأربعة المعتقلين وبعد فترة وجيزة أعدم الأربعة الطلاب بتهمة ملفقة ضدهم وكانت ابتكارات أجهزة المخابرات قذرة ومفتعلة , وعلى أثرها التحق المقدم الركن آمر الوحدة الى الطرف الآخر وأصبح مع الثوار البيشمركة وقصف فوجنا بعد أيام بالمدفعية وبتركيز .
فتحولنا الى جبهة سنكاو الواسعة وضمنها منطقة قرداخ وجبلها الطويل العريض والمناطق العاصية
فجاء بعد معارك خاسرة وانزالات وقتال شرس بين الجيش والبيشمركة , قادة عسكرين ميدانيين قادة فرق وفيالق ومن ضمنهم العسكري المحترف سعيد حمو ومعه أركان وقوات خاصة وعشرات الطائرات التي بامكانها الهبوط في أي مكان تختاره حتى فوق السطح . وفي تلك المعارك اختلط الحابل بالنابل بحيث وصل الأمر أن تقصف الطائرات الحربية العراقية قوات الجيش العراقي سهوا وقتل العشرات من الجيش البريء الذي يخضع أوامر الهيئات العليا ومرؤسيه .
وفي سفح الجبل من طرف سنكاو كانت قرية أسمها هناره والتي انقذت أهلها المتبقين من الدمار المحتوم . الوضع القاسي والخالي من الأنسانية في كثير من الأوقات كانت حصة القرى الكوردستانية العراقية ليس لسبب الا  فرض العنجهية  العسكرية بقوة السلاح وكان الجندي ضحية الأوامر الصادرة اليه من مراجعه العليا وفي حال عدم التنفيذ تكون العواقب وخيمة أكثر  , وهنا الحيرة يا ناس !


2009-07-06


165
احتجاج على احتجاج
الاتحاد الأندية الكلدانية
في السويد


سعيد الياس شابو                                                                                  

أبدأ بتحية لشعب العراق بأجمعه وأينما وجدت أوصاله وأشلائه وفي عمق البحار والمياه المتنوعة وتحية حب وتقدير لشعب كوردستان المتنوع والجميل وضمنه شعبنا الكلداني السرياني الآشوري العريق في بلاد مابين النهرين .
وتحية صادقة الى برلمان وحكومة كوردستان ورئيس أقليم كوردستان كاك مسعود بارزاني لما قاموا به من انجاز رائع ستذكره الأجيال القادمة ويعتبر هذا الانجاز من التأريخ السياسي الحديث المعاصر والذي نحن بحاجة الى دعمه ومساندته ونساهم في كتابة صفحاته المشرقة , والتسمية الموحدة لشعبنا ليست لعبة أو دمى بيد البعض من الأشخاص المراهنين على مستقبل قومنا وشعبنا ومؤسساته , لا .. وألف لا !.نحن لم ولن نلعب بمصير شعب قدم القرابين ومنذ عقود من السنين ولا نقول المئات لا بل الآلاف من السنين أن يكون مصيره مجهولا , والمئات لا بل الآلاف من العوائل التي هي بحاجة الى الدعم وهي تعيش في الذل والمهانة في الدول الجوار العراقي وقسم منها في أوروبا منتظرة رحمة الله ورحمة الحكومات والتفاصيل كثيرة بهذا الخصوص .
لنعود الى الأخوة السادة الكرام في اتحاد الأندية الكلدانية الموقرة ..
أولا .. اتحاد الأندية الكلدانية ليس منظمة حزبية ولا مؤسسة سياسية ولا غيرها من الأمور الشعبية التي يحق لها وله من التحدث بالأمور السياسية والدينية .
ثانيا .. اتحاد الأندية الكلدانية هو منظمة أو اتحاد مهمته ليست لا سياسية ولا دينية وهذا ما هو المعمول به في النظام الداخلي للأتحاد الموقر , ولكوني رئيس نادي بابل الكلداني في اسكلستونا / السويد . لدورتين 2000—2007 . ومن مؤسسيه في 14-02-1996 . وكان عدد الأعضاء فيه 68 عضو موقر من الرجال والنساء ولم نكن في أتحادكم الموقر أو اتحادنا الموقر عضو كنادي بابل , واليوم لنادي بابل بضع مئات من الأعضاء المنتمين للنادي . والسؤال هو يا اتحادنا الموقر هل بأمكانكم ذكر الأسماء الذين يحتجون ويتظامنون معكم ؟ وهل بأمكان الأتحاد الموقر أن يجمع للندوة 50 عضو ليستمعوا اليه بشأن النادي وليس السياسي وأنا سأكون واحدا منهم ؟
ثالثا .. أعتقد وأنا واثق للأتحاد ليس أكثر من 1000 عضو في النادي, وفي كل الأحوال الأتحاد لا يمثل الوجه السياسي لأعضاء الآندية ! وكيف تمثلونني أنتم في العمل الشعبي والسياسي وتمثلون الآخرين ؟ انه خطأ جسيم وفادح أئمل أن يصحح الخطأ بصح والا الأمور ستنعكس على جاليتنا وشعبنا ونحن في غنى عنها , لا وبل عكس نحن نريد التقارب بين وجهات النظر الايجابية لخدمة جاليتنا والتي هي بحاجة الى التكاتف والتماسك وتكون سند وعون لشعبنا في الداخل .
رابعا .. يحق لأي شخص يعترض أو يعارض أو يحتج أو لا يوافق على اية قضية لا تعجبه سواء كانت سياسية أم شعبية أو ما شابه ذلك , ومن حق أي حركة سياسية أو مؤسسة أو حزب أو تيار أو تنظيم أن يعترض على ما لا يليق به وله  من امور !!! ولا يحق للأتحاد التدخل في مصير شعب مجهول منذ سنين وعقود !!!.
خامسا ... عندما رأست الهيئة الأدارية الموقرة لنادي بابل الكلداني في 2007 . ودعيت لحضور مؤتمر عنكاوا التأريخي في 12-13-2007 . ومن خلاله نقطف اليوم الثمار التي بحاجة الى الأهتمام بها واروائها من دمنا , لم أشارك في المؤتمر ممثلا عن النادي , وفي المؤتمر تحدثت بملأ فمي بأننا لا نمثل شعبنا في هذا المؤتمر الشعبي الكبير والموقر وحضره 1200 مندوب من كافة الدول ومن العراق العزيز وكان فيه العامل والفلاح والمعلم والمهندس والطبيب والدكتور والشاعر والطالب والمثقفين والأكادميين ورجال العلم والسياسة والمندوبين والضيوف من الأحزاب العراقية والكوردستانية وممثلين السلك الدبلوماسي ومن النساء والرجال ومن بيشمركة شعبنا الكلداني السرياني الآشوري الذين ضحوا بأجمل سنين عمرهم وأنفلت أمهاتنا وبهدلت عوائلنا وأطفالنا وغيرها من الأمور التي سنتذكرها مستقبلا لتصبح أرشيفا  , في متاحف شعبنا وقصص أجياله القادمة .
سادسا.. هل بأمكان اتحادنا الموقر أن يجمع الآلاف من التواقيع من الرافضين والمحتجين في  خلال شهر , لتقسيم شعبنا الى ثلاث قوميات ؟ . لو وقع السادة الأفاضل الذين يمثلهم الأتحاد سنقول ان شعبنا في الداخل أولى من الخارج ... لنرى ونسمع ونشاهد التواقيع عن قريب .
سابعا .. ليس للتباهي ولا لكشف الحسابات ولا الأنتقاص من الذين يمثلون الأتحاد وأقول بصراحة , لا يحق لكم الا بالحديث عن ذواتكم ليس غير , واذا تمثلون طرف سياسي معين فعليكم تتحدثون بأسم الطرف السياسي فهذا حق مشروع وشرعي والا تتحملون مسؤولية أدبية أمام الله وأبناء شعبنا .

سعيد الياس شابو ..
ممثل..
جمعية البيشمركة القدامى ( كومه له ى بيشمركه ى ديرين )
عضو ومن مؤسسي ورئيس لدورتين في نادي بابل الكلداني في اسكلستونا
عضوالجمعية الكوردستانية في مدينة اسكلستونا
عضو منتدى الديمقراطية في المدينة
عضولجنة السويد للمجلس الشعبي الكلداني السرياني الآشوري
ممثل المجلس الشعبي في هيئة الأحزاب والقوى الكوردستانية في السويد
عضو الهيئة الأستشارية في السفارة العراقية ممثلا عن المجلس الشعبي
ناشط في انتخابات الأتحاد الأوروبي
كاتب قصص وحكايات الجندي العراقي وقضايا التي تهم العراق بشكل عام وهموم شعبي
ناشط بمنظمة الشباب السويدي لمدة عشرة سنوات وضمنها الأهتمام بشباب وأطفال نادي بابل قبل هذا الوقت .
ناشط في مجالات مختلفة وعضو في الجمعية السويدية العراقية

وكلها ... وأنا أتحدث بأسمي وليس بأسم الآخرين
لذا أكتفي بهذا القدر لخدمة قظايا شعبي وأدعم وحدته وتكاتفه وضمان حقوقه في الحكم الذاتي.

السويد 28-06-2009

166
أنا كلداني وأود أن أصبح
سرياني وأشوري وأبني ...


سعيد الياس شابو                                                                                     


تحية حارة من أخ وصديق وزميل وانسان يؤمن بوحدة شعبه ويتطلع الى مستقبل زاهر ينتظر الجميع وبدون استثناء الى أبناء شعبي الكلداني السرياني الآشوري أينما وجدوا في كل المعمورة وخاصة في العراق الجريح الذي يذهب أبنائه قرابين للمفخخات والعبوات والقتل بالرصاص والاختطاف والأمراض التي يصعب على المرأ معرفتها واحصائها وخاصة سرطان الدم والسكري والضغط .. أي الضغط بشقيه الصاعد والنازل والسرطان بأنواعه .. العظم والدم والدماغ والرئة والمعدة وأنواع اخرى وأعوذ بالله من جميعها , عساكم لا ترون أي نوع من المرض وطالت أعماركم والشفاء العاجل لمرضانا الذين هم بحاجة الى المساعدة لكي يتمكنوا من شراء الدواء أو بحاجة الى ارساليات خارج الوطن العراقي .

وأنا موضوعي ليس المرضى المصابين بداء معين وليس لهم علاج في الوقت الحاضر وانما نحن جميعا مرضى ولا أستثني منكم أحدا .. أسمحوا لي أيها الأخوة الكرام الأفاضل وتريثوا قليلا ولا تستعجلوا بالقضايا المصيرية وتحكموا عليها بالفشل وأنتم جزء مهم من القضية , لا وبل جزء مخلص ومن خيرة أبناء الشعب ال ( *** ) ي الأصيل وأنتم من صلب الشعب والقضية وقد ضحيتم بعقود من عمركم كما ضحينا نحن وعوائلنا وعوائلكم . فاذن تعالوا لنتفاهم على مصير شعبنا الكلداني السرياني الآشوري ونتحكم الى العقل وكلنا عقلاء وجلنا مخلصين أوفياء لمستقبل شعبنا ونحن غيورين عليه ولكن كل على طريقته الخاصة وتفكيره ورؤيته المستقبلية للامورالعاجلة والآجلة .

أولا .. تعالوا أيها الاخوة الأعزاء وانكم أعزاء جميعا , أن نشكر أقليم كوردستان رئيسا وبرلمانا وحكومة وشعبا وأحزابا على ما فعلوا وحققوا من انجاز رائع قل نظيره في العراق والشرق الأوسط والعالم بأسره و تفضلوا أيها الاخوة لنقدم باقة ورد ملونة كتلوين شعب كوردستان والعراق الى رئيس أقليم كوردستان المناضل مسعود بارزاني الذي وقف الى جانب شعب كاد أن يفقد البوصلة ويبحر في المياه والأمواج العاتية . وباقة ورد كبيرة وملونة الى حكومة أقليم كوردستان وبرلمانها وشعبها الذي وقف الى جانبنا في المحن والأوقات الصعبة , فتعالوا لنجرب الحكم الذاتي لشعبنا الكلداني السرياني الآشوري . وان لم يروق لكم .. فسوف نجرب الحكم الذاتي للكلدان فقط وآخر للسريان والثالث للآشورين !!!
تعالوا أيها الأخوة لنجتمع في مؤتمر شعبي موسع آخر على غرار مؤتمر عنكاوا المنعقد في 12-13-2007. وهذا مقترح وليس قرار! ونناقش كيفية الأبداع في الحكم الذاتي ونترك التسمية المركبة في وضعيتها الحالية , نناقش كيف نطور قرانا أن تصبح منتجة وقوية بحيث أن تكون شقة لكل عائلة كلدانية سريانية أشورية ونبدأ من الشريط الحدودي , مؤتمر علمي هندسي أكاديمي تشارك فيه الخبراء من كل الدول والشركات وأن تشارك فيه ممثلين من كل قوى أحزابنا ومؤسساتنا وخيرينا , وبعد ذلك سنبرهن للعالم بأسره ... من نحن ؟ ! وسيكون الجواب نحن شعب اتفقنا على البناء وسنتفق على التسمية !

أجل أيها الأخوة .. أنا سأكون معكم في حال ترك الكلدان لوحدهم وانا سأكون مع السريان لو تركوا لوحدهم وكذلك مع الآشوريين . أجل أيها الأخوة الشهيد أسحق عيسى أوستا ( ئجي ) قتلوه في عنكاوا في سنة 1963 . بالضرب المبرح حتى الاستشهاد ... لم يكن سياسيا ولا عسكريا وضننا منه لو قال أنا مو من عنكاوا ...... أنا من رواندور برادوستي , وبعد أن سمعوا رواندوز , فضرب الى أن قضى نحبه .

أيها الأكابر والأعزاء .. كلنا ثقة وايمان ومعكم وليس هذا بزغل ولا بأخذ الخاطر ولستم بحاجة الى من يزكيكم , فأنتم مدعوون لمواصلة فكرة التوحيد والعمل من أجل خطو خطوات عملية لدعم القضية المركزية لشعبنا في بناء مؤسساته المستقبلية ليس بالكلام فحسب وانما بخطوات مدروسة من قبل أوسع جماهير شعبنا في الداخل والخارج , الا وهي مؤسسات الحكم الذاتي .
 فهنيئا لشعبنا ولقادتنا وأحزابنا ومؤسساتنا وتحية لكم وان اختلفتم في التسمية فعليكم أن تتفائلوا في مستقبل شعبنا وأن نكون عامل ساند للتجربة الكوردستانية وسندها وليس كيل الاتهامات لأعز أصدقاء شعبنا .

السويد / 25/06/2009


167
حكايات وقصص الجندي
العراقي / 19

سعيد الياس شابو                                                                                                      

العراقييون جلهم في حيرة , ما عدى تجار الحرب والسماسرة والفاشلين في حياتهم الاجتماعية والسياسية والذين لا يتمنون للعراق خيرا وتقدما وازدهارا , وأنا لست بصدد تقيم ما آلت اليه سنة حرب كاملة , حرب داخلية عراقية وبين أبناء الشعب الواحد ودولة عريقة واحدة , ولكن هرم السلطة المقرر لجلب الكوارث للعراقيين كان أطرش بالزفة كما يضرب المثل العراقي !
كان هذا في بداية 1974. وكان الربيع في بدايته وجمال سحر الطبيعة .. يصرخ لا يا أولاد الخايبة لا تقتلون بعضكم الآخر والعراق يسع للجميع أي لشعوبه وقومياته وأديانه ورجاله ونسائه !!!!!.ولكن الأذن الصماء والعقلية المتعجرفة لم تكن تعير أية أهمية لأي كائن حي وكانت مستبدة برأيها وقرارها المتعجرف اللا أبالي والذي دق ناقوس الخطر .
تهيأ .. أيها الجندي العراقي المغدور , وهل تعرف أيها العزيز بأنك لا حول لك ولا قوة الا بالله ؟ وانك تتحمل مسؤولية الدفاع عن الوطن من الأعداء !. ولكن ياعزيزي أبو خليل هذه المرة حرب داخلية بين أبناء الشعب وليست حرب 1948 بين العرب واسرائيل . بل هي حرب وقودها العراقيين الكرام العراقيين الشركاء في هذا الوطن وسيتمزق الجسد العراقي والأمهات سيفقدن فلذات أكبادهن والزوجات سيفقدن رجالهن والأطفال سيفقدن ما هو أعز في الدنيا بعد الأم ألا وهو الأب  ولكن من يسمع ومن يدري ماذا يجري في الدهاليز وغرف العمليات المضلمة والتعيسة .
وزعت التجهيزات القتالية وبكل مفرداتها ما عدى العتاد الحقيقي الذي سحب من الوحدات القتالية الى آخر اطلاقة لكون الجيش العراقي غير موثوق فيه من رأس السلطة الغاشمة !! أي ولكم رايحين للقتال وأحنة جنود ونسمى جيش عراقي وذاهبين الى منطقة الحرب وبدون عتاد !!!!!!! . هجم بيتكم وعمت عينكم والموت كرفكم , قابل أحنة عبدالكريم قاسم راح نسوي ثورة من نمر في بغداد العاصمة الجميلة أيامها , عاصمة الرشيد الذي يشيد بها العدو قبل الصديق .
تحركت الوحدة من الديوانية بفارغ الصبر والذي خدم في كوردستان وشاهد القتال والموت والمآسي كان يحسب الف حساب وحساب , ونحن الذين لم نرى القتال الحقيقي لم نكن نعير أهمية للكون ولا للحرب , وبالرغم من التدريب ودورات المغاوير والتدريب الليلي وغيرها من الأمور العسكرية .. الا أنه لم تكن تشكل شىء الا القليل بالنسبة للحرب كما يسميه الأخوة القرويين , وهنا المحك سيكشف هوية الضابط الذي قلد والده وتطوع في العسكرية أو تخرج عبر دورات حزبية خاصة أو ماشابه ذلك من أمور حدثت في العراق الجميل , عراق ال 30 مليون نخلة واليوم النخلة العراقية تعاني من قلة الخدمات والنقص في المياه والأمراض التي أصابتها طيلة عقود من الزمن !

كان آمر الوحدة المقدم الركن نوشيروان جلال وهو من أهالي السليمانية وهو رجل عسكري متمرس ولم يتنازل لأي كان وهو من خيرة العسكريين العراقيين آنذاك . ولا أدري فيما هو على قيد الحياة أم لا ؟ وفيما لو أنه حي فتحيات من القلب اليه , وفي حال عدم بقائه ولا سامح الله فهذا خسارة للعراق ولكوردستان على السواء .
وكان قد التحق في الثورة الكوردية من وحدتنا كل من ملازم ثاني خوله عبدالكريم فرحان والذي استشهد فيما بعد في 1984. والملازم منصور الحفيد وأعداد غير قليلة من نواب الضباط والجنود , وكان هذا في بداية 1974.
تحركت الوحدات المجحفلة من الديوانية وبأتجاه مدينة الحلة ومن ثم بغداد والى مدينة بعقوبة ( ديالى ). وبعد مكوث أكثر من أسبوعين في بعقوبة وتوابعها والتحرك التدريجي بأتجاه كركوك النفطية حيث تمركزت وحدتنا في منطقة المخازن النفطية أي خارج كركوك . وكان الخوف شديدا على وجوه العساكر وآمريهم ورائحة البارود قريبة من أنوفنا والأخبار القادمة غير سارة , وهناك قسم من الجنود الكورد قد أبقيوا في المعسكر الخلفي لعدم الثقة فيهم لكونهم كورد , وقلت في حينها أي عندما كنا في الديوانية , أنا هم عمي وية العصات !! ولكن دون جدوى أبدا , لا ... أحنة نثق بيك !
المهم .. كل المحاولات بائت بالفشل وبدون جدوى أعتبروني من دعات الجبهة الوطنية والقومية التقدمية ! وكان ضابط الأستخبارات يوميا يترك لي جريدة طريق الشعب ويقول هاي جريدكم !!.وأنا أقرأ الجريدة وبكل تفاصيلها .
وبعد أيام قلائل حمت الحديدة ,, أي لازم نتحرك الى طريق كركوك سليمانية , الطريق الساخن والمدهش والمرعب للنفوس الضعيفة .. !! , أنا .. أعيش الازدواجية وعدم القناعة لا في السلطة الغاشمة ولا في الحرب القذرة على قرى كوردستان البريئة من شر القتلة السماسرة المنبوذين , ولكن أنا جندي عراقي مجبور فأختار أحد الأمرين أمامك نار وخلفك ماء !!. روح يا سعيد الله يفرجها هناك من القرويين يحتاجونك لتدافع عليهم وتصبح مترجما مدافعا عن حقوقهم في كل الأحوال , وتحركت وحدتنا وخيمنا في منطقة قره هنجير وعلى ضفتين الطريق , وفي وضح النهار كانت وحدات قتالية قد سبقتنا ومنها قوات الجحوش المسماة بفرسان ! سبحانك يارب , كانت جثث الجحوش تنهال علينا من كل صوب والكل مضروب ومصاب في الجبين وبقناص السلاح الفعال والذي لا يمهل وكان قد أدخل الرعب في نفوس الجيش والجاش .وتكومت الجثث وتنقل الى الخلف وهكذا طول النهار , وأكعد بالشمس لمن يجيك الفي . ومن ثم ننتظر المساء لكي ننال قسط من الراحة وسرعان ما أصبحت العاشرة ليلا وفي هذا الحوالي وقد نشاهد حمار ومعلق في رقبته فانوس سحري !. تصوروا فانوس في رقبة الزمال الحمار الذي زعزع الفوج المجحفل مدافع و52 ناقلة مدرعة .. أصبحت ترمي عشوائيا ولمدد متفاوتة وكأنها الحرب العالمية الثالثة! ولم تثار طلقة من جانب البيشمركة وأنما فقط الجيش المجحفل أصبح يرمي حتى نفذ معظم عتاده , فأما الصديق الحمار الذي حار بما حدث حواليه من أمور لم يشاهدها من قبل ولم يصدق بأن كل هذا الرمي من أجله !! وماذا كان يحصل لو أستبدل الحمار بالحصان ! .والله لكانت الطائرات قصفت وحتى المدافع النمساوية كانت تشارك لو وجدت في ذلك الوقت العصيب من الزمن .


2009-06-14

168
حكايات وقصص الجندي
العراقي /18


سعيد الياس شابو                                                                        


في الحلقة السابقة تذكرت بأن الطرفين الحكومي والكوردي كانا في دور التخندق والتهيئة لما هو مكتوب في جدول أعمال الحكومة العراقية و( مفكريها) وأزقة أجهزتها القمعية المخابراتية ضنا منها في استخدام القوى وابراز العضلات وشراء الذمم وتشكيل الأحزاب الكارتونية والاعتماد على واردات النفط هي النقاط الحاسمة في القضاء على الحركة الكوردية القومية وارضاخها لما تصبوا اليه تلك الحركة الى نيل الحكم الذاتي الحقيقي لكوردستان العراق ومن ثم العيش المشترك ضمن الحقوق والواجبات في الدولة العراقية وكانت أغنية أحمد الخليل ( هه ر بجي كورد و عرب رمز النظال ) وكانت أغنية عصرية تعبر عن طموح العراقيين الذين يحبون العراق وشعبها بصدق وأمانة ونكران الذات.
ولكن ما باليد حيلة ولا حول ولا قوة الا بالله . الشعب ليس في يده الا أن ينفذ المخططات الجهنمية والتعسفية ومن ثم دفع أغلى الضرائب وأثمنها  ألا وهو الانسان العراقي والأرض العراقية الطيبة والتأريخ المزيف بأيادي ملطخة بالدماء وبأبخس الأثمان وأرذلها .
في عام 1973-1974 . كانت العلاقات العراقية السوفيتية على أفضل ما يرام وبدأت تلك العلاقات بكتابة أحرفها من الذهب المزور في التاسع من نيسان " أبريل " 1972 وبأسم المعاهدة العراقية السوفيتية , وكانت الفرحة عمت بين العراقيين في هذا اليوم أي اننا أصبحنا محميين أكثر من المحميات في الدول الغربية والتي تحمي الحيوانات وبكل أشكالها لكي لا تتأذى ولا تنقرض .
وكانت صفقات السلاح بين الدولتين على مدى سنوات قائمة وبصورتها الفضلى والمرتوشة , حيث أشترى العراق مئات الآلاف من القطع الأسلحة السوفيتية الصنع منها الطائرات والمدفعية والدبابات والناقلات وغيرها من الأمور الصغيرة كالكلاشنكوفات ومعدات عسكرية متنوعة .
ونحن نقترب من نهاية 1973 وبداية 1974 والوضع صعب ومعقد للغاية والتهيئة والنفخ في بوق القتال هو أكثر بكثير من السلام وحل القضية المعقدة الكوردية بالطرق السلمية وكانت هناك تدخلات دولية محورية لا تريد خير العراقيين , ولحد يومنا هذا يعاني العراق أرضا وشعبا من الارهاب والمخططات الجهنمية وما هي السيارات المفخخة والانتحاريين الا دليل ساطع على البوم العراقيين الدامي وبأشكاله البشعة والمشوهة والمروعة .
بينما أكتب هذه الأسطر وأنا أسمع برلمان كوردستان العراق يناقش قانون الأنتخابات البرلمان ومجالس المحافظات والأقضية والنواحي . وأتفق بالأكثرية في جلسته اليوم بالأكثرية على القائمة المغلقة !!! , علما الحاضرين لم يكونوا على الملأ , أي في الأجتماعات الأخرى كانت قاعة البرلمان مزدحمة بالأعضاء الموقرين .

في شباط 1974 ونحن في الشتاء القارص في محافظة الديوانية الفقيرة والطيبة بأهلها وقهاويها المتواضعة التي تزدحم بالجنود وخاصة في أيام النزول الخميس والجمعة . وكأنك تخرج من السجن أو من قفص كما يفلت الحيوان الواضع في قفص أو في حديقة الحيوانات , وبالرغم من أن هناك فرق بين الأنسان والحيوان, ولكن هناك وفاء من الحيوانات لأصحابها أكثر من الأنسان لأخيه الأنسان .
كنت أشتم رائحة الحرب أو القتال في كوردستان التي أعزها ومعزة كوردستان ليست عاطفة ولا حلم ولا خيال وانما حقيقة وبعض الأمور التي رأيتها في أم عيوني وعشتها وفي أماكن متنوعة هي التي زادتني فخرا وأعتزازا بتلك الأرض الطيبة وهذا لا يعني بأنني لا أحب العراق والعالم , لا وألف لا ...! أحب كل مكان أعيش فيه كأنسان وليس كعبيد مأمور .

ففي يوم من أيام شباط 1974 وأنا ايدي على قلبي !
جاء رئيس العرفاء مسرعا وهو يلهث , سعيد , سعيد .. بلي سيدي يارب خير شو صار وشنو القصة وما فيها ؟ . سعيد ... ضابط الأستخبارات يريدك وطالبك هسة ! الملازم أحمد محمد فرج الكبيسى والذي رأيت فيه مواقف رجولية شريفة في ذلك الوقت وهذه حقيقة أمام الله والبشر , والله على ما أقوله شهيد
قلبي يدق أكثر من تسعين دقة وهو أحنه العراقيين وين عدنه كلب ؟ . المهم بلي سيدي حاضر راح أروح أعدل نفسي ولحظة أنا جاي , فهو أعطاني فرصة أي رئيس العرفاء الوحدة وسعيد بسرعة البرق أستغل الفرصة ليخبر أصدقائه بالموضوع لكي يكونوا بعلم ما يجري لسعيد أثناء حظوره أمام الضابط المذكور وفي حال حدوث أي مكروه لسعيد لا سامح الله , على الأقل أن يخبروا أهله . وكانت سرعة البديهية عند سعيد تعمل بعض الشىء ويستفاد من لغته العربية الثالثة بعد السريانية والكوردية في ذلك الوقت ولا تنسون ان كل لغة يستفاد الأنسان منها وفي أماكن وأزمنة مختلفة .
بعد أن طرق الباب أي رئيس عرفاء الوحدة المدعو محمد وهو مسلكي أكثر من الشرطة في وقتها , فصاح الضابط .. أدخل !! والتحية العسكرية من قبل النائب الضابط وهو يسمى برئيس عرفاء الوحدة ومن ثم دخل سعيد مؤديا التحية العسكرية على أفضل صورتها أي شد اليد بشكل منسق ورؤوس الأصابع تتطابق ملتصقة على الحاجب واليد اليسرى وكأنها وتد لا تلين أبدا والرجلين في أستعداد والقامة تشبه الدنكة التي لا تتحرك . والحسابات والتخيلات التي هي الاخرى تتشابك , ولك يا سعيد ليش ما شردت وخلصت حالك , وبعدين سعيد ليش تشرد شمسوي ؟ وووو ألخ .
أطلع برة !! قال سيدي الضابط للرئيس , نعم سيدي !
الله .. هاي خوش مصيبة الرئيس يخرج وسعيد يبقى , وقال الضابط أستريح سعيد , ولكن سعيد غير مرتاح أبدا , شنو أستريح أنا وين وأنت وين ! غرفة كبيرة مرتبة وقال من جديد ليش خايف سعيد؟
فرد سعيد .. ليش أخاف سيدي ! فرد الضابط أستريح سعيد أجلس على كورسي ! فهنا بدأت الشكوك ! هل أنا جئت خاطئا أم هذا حلم أم مصيدة لسعيد الجندي العراقي ؟
فجلس سعيد متهيئا لجميع الاحتمالات والأسئلة الموجه اليه وليحدث ما يحدث .
فأبتسم الضابط وهو خائفا بعض الشىء وليس سعيد , أي انقلبت الآية !وبدأ الضابط يسأل عن الشمال وكركوكوغيرها من الأمور والمنشآت النفطية وطبيعة المنطقة وأهلها والعصات المقصود البيشمركة ؟ ومن ثم سعيد تنفس الصعداء واصبحت رئتيه مليئة بالأوكسجين ولم يحتفظ في ثاني أوكسيد الكاربون في رئتيه !. الله أكبر من السلطان ! . أي أصبح سعيد سيد الموقف وهو من الشمال وعمه من العصات ! وهو أراد أن يصبح عصاتا ولكن القدر لم يشأ أن يكتب له في ذلك الوقت .
بعد حوالي نصف ساعة من الأسئلة والأجوبة والمداخلات فسعيد اطمئن بعض الشىء ولم يصدق بأنه سيخدم في كوردستان وكما يسموا الأخوة الآخرين الشمال ! , علما الشمال أكبر مساحة من مساحة كوردستان جغرافيا .
خرج سعيد من الغرفة متفائلا بعض الشىء ولم يحسب للحرب والدمار , الا أنه يحسب حسابات ذاتية أي انه سيخلص من الديوانية ويقرب من نسيم كوردستان والمياه العذبة ليست كمياه الديوانية المالحة وهنا يحسب بأنه سيد الموقف ولم يكن مراقبا من قبل حضيرة الاستخبارات السيئة السيط وأزلامها المايعين التافهين والبخيسين .
وبعد أيام بلغت الوحدة بشد الرحال بعد أن الوحدة تجمعت لأكثر من مرة لأستلام التوجيهات والتحذيرات من قبل ضابط التوجيه السياسي وهو يتكلم بلغة الرجال والشهامة والوطنية وغيرها من الامور!!! العسكرية.

السويد 2009-05-11


169
ندوتنا في السويد
بخصوص التعداد السكاني
المقبل في العراق


سعيد الياس شابو                                                                                     



عقدت  في قاعة نادي بابل الكلداني في مدينة اسكلستونا السويدية ندوة بخصوص التعداد السكاني المقبل للعراقيين في الوطن وبلدان المهجر , وحضر الندوة العشرات من أبناء شعبنا وساهم في اغنائها من خلال المداخلات والمقترحات والتي تخص عملية التعداد السكاني المقبل للعراقيين .

في البداية رحب رئيس النادي الأستاذ ثائر يوسف المالح بالأخ سعيد الياس شابو عضو الهيئة الاستشارية في السفارة العراقية والذي بدوره سيوضح أهم النقاط المهمة في هذه الندوة .

ثم تناول الميكروفون السيد سعيد شابو وأبدى ترحيبه بالحظور الكرام أعضاء النادي والضيوف الأعزاء ومن ثم وقوف دقيقة صمت وحداد على أرواح شهداء شعبنا العراقي وشعبنا السورايي الشعب الكلداني السرياني الآشوري.
ومن ثم البدأ بالدخول في النقاط والأمور التي تخص التعداد المقبل في شهر تشرين الاول أوكتوبر القادم 2009.

شعار الندوة
من أجل تعداد سكاني ناجح يخدم العراقيين
بمجرد أن تتحدث ولو مركزا عن العراق فأنك بحاجة الى أيام وساعات وليس دقائق ؟
ولكن تم التركيز على أهم النقاط المتشابكة الا وهي , التعداد والديمقراطية وحقوق المواطن وواجباته في عملية التغير التي حدثت في العراق وعجز الدولة في ايجاد الحل الجذري لمسألة الكهرباء ومحاربة الفساد الاداري , والتفائل في التغير الحاصل في دخل الفرد ومناقشة البرلمانين والحكومتين العراقية و الكوردستانية لقضايا تهم تطور العراق ومحاربة الفساد الاداري المستشري في مؤسسات الدولة مما يؤدي الى عرقلة عجلة التطور التي ينتظرها العراقيين بفارغ الصبر , وعلى الجميع والقصد العراقيين تحمل المسؤولية الملقاة على عاتقهم لكي يجلس العراق على سكته , وأما الحديث حول الارهاب الموجود في عراقنا الحبيب في الوقت الحاضر وسبل محاربته لا يتم الا بتثبيت الديمقراطية منهجا وبسن قوانين تخدم العراقيين وتكاتفهم في محاربة كل شىء مظر للقوانين وأن يشعر العراقي قد نال حقوقه وهو صاحب الشأن أولا وأخيرا , والنفط العراقي المصدر منذ السبعينات الذي أصبح نقمة وليس نعم للعراقيين وذلك بسبب سوء أدارة الدولة والنظام العراقي وشراء الأسلحة الفتاكة وقتل العراقيين في الحروب الطاحنة , ومسألة تلوث البيئة العراقية ومتاعب العراقيين والروتين القاتل بحاجة الى ايجاد حلول جذرية والأتيان بالبدائل المنقذة للوضع الحالي ,
وأن من لم يسجل في التعداد القادم ستواجهه متاعب وهو في غنى عنها وسيسقط حقه في الانتخابات القادمة وقضايا تعرقل أمور الورثة والسفر ومن ثم الخطء الجسيم الذي يتحمله الغير المسجل في التعداد القادم يحرم نفسه وعائلته وأولاده من انتمائهم القومي والوطني والديني , وبمعنى آخر الذي لم يسجل نفسه بالطبع لا يدخل أسمه في الحاسوب ويعتبر من المفقودين أو الميتين أو العاصين على القانون وعلى أنفسهم لذا يضررون أنفسهم ودولتهم , وعلى سبيل المثال .. في حال السفر الى العراق ولم يكن مسجل في التعداد , فعليه أن يبحث على فيزة وهذه العملية بحد ذاتها عملية معقدة وأيظا أن يركض الغير المسجل وراء دائرة الاقامة وو..الخ .
وتطرق في الندوة حول عدد العراقيين من مواليد العراق أي مايقارب الى 110 ألف , ماعدا العراقيين المولودين في السويد ودول المهجر الأخرى , وأيظا كيف يتم عملية التسهيل من قبل السفارة العراقية وقنصليتها للقظايا المستعصية وخاصة لمن هم عراقيين ولا يحملون أية وثيقة ومنهم الاخوة الكورد الفيلية وغيرهم من العراقيين العجيبة والغريبة حالتهم التي يرثى عليها ومنذ أزمنة بعيدة .
المهم ... هذا التعداد سيحل مئات لا بل مئات الآلاف من المشاكل العالقة والتي يلهث وراءها العراقي الأصيل والذي بنى العراق التأريخي وحرم من أبسط الحقوق الانسانية والشخصية .
*-ثم تم التركيز على الامور المطلوبة من العراقي أثناء التسجيل في التعداد في السويد وهنا المقصود مولود العراق ومولود السويد من أصل عراقي .
1- يجب أن يحمل كل عراقي مولود في العراق وثيقة أصلية صادرة من العراق , مثلا .. الجنسية العراقية , أو دفتر الخدمة العسكرية , أو جواز سفر , أو أجازة سوق , أو هوية الدوائر العراقية .
2- من لا يحمل أية وثيقة وهو عراقي قح فتشكل لجان لتقدير وتزكية الذي لا يمتلك أية وثيقة وذلك لتسهيل العراقيين المغضوبين عليهم وعلى طول الخط .
3- المولودين في السويد من أصل أب أو أم عراقية وهذا يشمل الدول الاخرى مثلا  ألمانيا , باكستان , طولستان , عرضستان , شرقستان , غربستان , أمريكا , استراليا وغيرها لأن العراقيين الطيبين غرقوا في المياه الباردة والدافئة وفي أنهر وبحار ومحيطات واختنقوا في الشاحنات وهم ينقذون بجلدهم ليس الا الخلاص من الوطن الذي لحد الآن يعاني من أزمة الكهرباء وغيرها من الأمور المستعصية كالجواز مثلا .... ستوب ! يعني قف ! وين رحت لا تبعد عن الموضوع ! ! ! .. طيب لنرجع الى النقطة الثالثة ألا وهي مهمة جدا ,,
كل من ولد في السويد ولم يسجل في العراق ولم يحمل أية وثيقة عراقية ... فعليه أن يقوم بالاجراء الآتي ...
آ-يذهب الى دائرة سكات في مدينته ليحصل على بيرشون بفيز ويعني ثبوت الشخصية وهذه العملية جدا سهلة ومن ثم يرسلها عبر البريد الى وزارة الخارجية السويدية قسم التسجيل / ريكستيرات وعلى العنوان التالي..
العنوان البريدي لدائرة التصديقات..
Regeringskansliet UD Jur.Exp
103 39 Stockholm
عنوان الزيارة
Malmtorgegatan 3

Tel: 08-4055100

بجانب وزارة الخارجية السويدية
ومن ثم بعد التصديق ستحصل على نسخة أو بلانكيت من البيان الولادة عبر صفحة السفارة وأيظا موجود هنا بأمكانكم الحصول عليه ... ومن ثم يملأ أو تملأ الاستمارة من قبل ولى أمر الولد أو البنت ومن ثم الاتصال بالسفارة لأخراج بيان الولادة وبالطبع الورقة المصدقة ستبرز للسفارة ومن ثم يحق للفرد أن يكون عراقي .

170
العراق الفدرالي مقبل
على التعداد السكاني
في 23 . 10 . 2009

سعيد الياس شابو
2009-10-27. السويد

العراق الجميل المتنوع في شعوبه وأديانه وقومياته ولغاته وتضاريسه وتأريخه أي تأريخ سنواته وقدم حضارته يستحق منا كل التقدير والاحترام ووقفة تستحق العطاء أكثر من اللازم من أجل بناء ما تم هدمه في عقود مضت وبناء الحديث والاستفادة من الماضي من أجل تطوير العراق شعبا ودولة وأن يكون الدولة الديمقراطية والمؤسساتية وبمشاركة شعبية حقة والاستفادة من الخبرات والطاقات والكفاءات الموجودة داخل الوطن وخارجه والاعتماد على برمجة حقيقية تخدم عملية البناء ومن ثم  تصب تلك العملية في الاستراتيجية المخطط لها علميا ورقميا وهذا ما يطمح وينتظره العراق الفدرالي شعبا ودولة , والكل يترقب بفارغ الصبر تحقيق ذلك !

الكل يعلم ان العراق و بالرغم من قدم حضارته وتأرخيه العريق  الا أنه لا يمتلك مقومات الدولة الحضارية في عصرنا الحالي وبدليل على ذلك لا أحد يعرف كم عدد العراقيين في الداخل وكم في الخارج ولا أرقام المؤسسات ولا أعداد الأعمار والمواليد العراقية ولا عدد الرجال والنساء والاطفال وأعمارهم وعدد الأميين والمتعلمين وغيرها من الأمور التي يجب على الدولة معرفتها وبدقة متناهية ومسجلة في أرشيفها المعلوماتي بغية وضع خطط مدروسة والعمل بها والأخذ بنظر الأعتبار المتغيرات الدائمية والوقتية والأنعكاسات التي تواكب كل عملية فعلية وذلك لغرض المواكبة والمواصلة من أجل عدم الوقوع في أخطاء عواقبها تكون مؤذية وثقيلة على مجمل عملية التطور والبناء .

والعراق , منذ تأسيسه , أي تأسيس الدولة العراقية في سنة 1920 ولحد يومنا هذا لم يقم سوى وحسب علمي وأطلاعي سوى ثلاثة أحصاءات سكانية أو بالأحرى 3 مرات يتم فيها اجراء التعداد العام للسكان وفي كل مرة كانت الأحصاءات غير دقيقة , وهذا كان في سنة 1957 , 1977 , و 1997 . وعسى أن توجد تعدادات أخرى وأنا لم أعرفها ولم أعلم بتواريخها وفي حال وجود مثل تلك التعدادات فسأضيفها مستقبلا وسأزيد علما بذلك .

كلا .. هذا غير صحيح أبدا لأنه البارحة وفي أجتماع الهيئة الأستشارية للسفارة العراقية الموقرة جرى الحديث حول التعداد التاسع للعراق أي التعداد القادم هو رقم ( 9 ) وفي 2009-10-23 وفي يوم الجمعة . المهم أنا عشت فقط في ثلاثة تعدادات وفي أثنين منها مسجل والثالث كنت مجاز غير شرعي كما كان مئات الآلاف من العراقيين من أمثالي مجازين غير شرعين وهذه قصص العراقيين المتنوعة وحتى لو كانو في الداخل الا انهم محرمون من التعداد .
واليوم ملايين العراقيين مجازين غير شرعيين في دول المهجر ودول الشتات المتنوعة .

وفي جو ودي وصادق من أجل عراق أفضل حاضرا ومستقبلا وبحضور سعادة السفير الدكتور أحمد بامرني ومستشار السفارة الأستاذ أبو مازن والأستاذ دارا سكرتير مكتب السفير وبحضور السادة الكرام ممثلين الأحزاب والقوى أعضاء الهيئة الأستشارية في سفارة العراق الفدرالي في السويد , تم مناقشة أهم السبل الكفيلة لأنجاح عملية التعداد السكاني التاسع للعراقيين جميعا في الداخل والخارج , ومن أجل عراق مزدهر في منطقة الشرق الأوسط .

وفي سياق الحديث بدأ الدكتور أحمد بامرني  سفير العراق الفدرالي بشرح حول العراق الجديد وأهمية التعداد وخاصة في الضرف الحالي وكون هذا التعداد يمتاز عن غيره في النزاهة والدقة ومن أجل وضع الخطط السياسية والبنى التحتية وستبنى على نتائج التعداد الخطط الأستراتيجية المهمة وخاصة في الكهرباء والتعليم والصحة والمعامل والمصانع والنفط والطرق والمواصلات وغيرها من الأمور التي تتجاهلها الدولة وخاصة الكفاءات الموجودة في الخارج .
واكد سعادة السفير حول ضرورة المشاركة الفعالة من قبل جموع العراقيين في الداخل والخارج وذلك من أجل أنجاح هذه العملية التي بحاجة اليها كل العراقيين اليوم أكثر من اي وقت مضى . وشرح الأستاذ حسنين القادم من بغداد بعض الأمور حول الأستمارة التي تخص التعداد .
وشارك أعضاء الهيئة الأستشارية في مناقشات عملية تخدم العراقيين بشكل عام والجالية العراقية في السويد بجميع الوانها ومسمياتها الجميلة كجالية عراقية تستحق الدعم والتسهيلات .
وعلما تتكون الهيئة الأستشارية في سفارة العراق الفدرالي من التشكيلات التالية ..


*  حزب الاتحاد الديمقراطي الكلداني
*  المجلس العام الكوردي الفيلي
*  الاتحاد الوطني الكوردستاني
*  الحزب الديمقراطي الكوردستاني
*  حزب الدعوة الاسلامي
*  المجلس الاسلامي
*  المجمع الكوردي
*  منظمة العمل الاسلامي
*  الحزب الشيوعي الكوردستاني
*  الحزب الشيوعي العراقي
*  المجلس الصابئي المندائي
*  حزب كادحي كوردستان
*  الحزب الاشتراكي الديمقراطي
*  حزب الفضيلة الاسلامي
*  الحركة الديمقراطية الآشورية
*  التيار الصدري
*  الاتحاد الاسلامي لتركمان العراق
*  الاتحاد الاسلامي الكوردستاني
*  حزب الوطني الاشوري
* المجلس الشعبي الكلداني السرياني الآشوري
*  السفارة العراقية

وأكد الجميع حول التسهيلات المقبولة التي بحاجة اليها الجالية العراقية في السويد لكونها من الجاليات الكبرى في الدول الغربية الأوروبية وتواجدها في مناطق متباعدة عن الأخرى وفتح دورات للأخصائيين وداخلي دورات في مجال التعداد السكاني ومن لهم خبرة في هذ ا المجال وتعبئة العراقيين وحثهم للتعاون وأعطاء التوضيحات والأرشادات عبر القنوات التلفزيونية والراديو والصحف والندوات عير الجمعيات والحسينيات والأندية والأعلام عبر طبع البوسترات وغيرها من الأمور المجدية والمفيدة وخاصة صفحات الأنترنيت وبالطبع هذا يحتاج الى المال الكافي لتغطية كل النشاطات الجائزة للقيام بها في عصر العولمة الحالية .
وسيتم أقامة ندوات مفصلة لنجاح العملية برمتها وحسب التفاصيل الواردة عبر السفارة العراقية الموقرة
وسيتم تشكيل فرق ولجان من قبل السفارة لهذا الغرض من أجل التسهيل للأخوة العراقيين في السويد .

لذا أيها الأخوة والأخوات صغارا وكبارا رجالا ونساءا أنتم مدعوون للمساهمة في انجاح عملية التعداد السكاني ومن تفوته الفرصة بعدم التسجيل سيسقط حقه كعراقي مستقبلا ما لم يسجل !
فأسرعوا بأخراج بيان ولادة من السفارة العراقية في السويد للأطفال والأولاد الذين ليس لهم وثائق عراقية عبر بريد السفارة أو عبر زيارة السفارة والقنصلية , ومن الآن ابدأو لكي لا تفوتكم الفرصة أيها الأعزة الكرام, وسنوافيكم بالتفاصيل الأخرى لاحقا .... فتابعوا لكي لا تسقط حقوقكم .

عبر هذا العنوان الأنترنيتي يمكنكم الأفادة
www.iraqembassy.se


171
دعوة للتضامن مع الشخصية الوطنية شاكر الدجيلي

تمر في 31/3/2009 الذكرى الرابعة لاختفاء الشخصية الوطنية العراقية شاكر الدجيلي أثناء سفره إلى العراق مرورا في سوريا، حيث اختفت آثاره منذ ذلك التاريخ ، ولم يزل مصيره مجهولا.
ندعوكم للتضامن والمشاركة في الوقفة التضامنية التي تنظمها منظمة الحزب الشيوعي العراقي في السويد، وذلك يوم الثلاثاء الموافق 31/3/2009 من الساعة الخامسة والنصف لغاية الساعة السادسة والنصف مساءا في ساحة Mynttorg    عند البرلمان.
شاكرين لكم تلبية دعوتنا وتضامنكم معنا
منظمة الحزب الشيوعي العراقي في السويد
21/3/2009
 

172
حكايات وقصص الجندي
العراقي / 16


سعيد الياس شابو 
السويد / 2009-03-21                                                                                                       

الجيش العراقي كوحدات قتالية كان مدرب بشكل جيد في السبعينيات من القرن المنصرم وذو قدرة وتحمل
عاليين ونية الحكومة العراقية ومخططها المبيت لضرب الحركة الكوردية خير دليل على ذلك وبأثباتات مبينة
كشفت الأيام صحة ذلك عبر التدريبات والفرضيات والأوامر الصادرة لمتابعة العناصر الكوردية في المؤسسات
العسكرية وأهمها الجيش , وجديرا بالذكر بعد بيان أذار التأريخي وتحديدا في 1970.03.11.قد عاد الى الخدمة
العسكريين المفصولين وحسبت لهم مدة الفصل لغرض الترفيع والتقاعد وثمة من كان نائب العريف فأصبح
نائب الضابط وهذه النقطة كانت هي الايجابية في بيان آذار وكوردستان العراق والعراق برمته تنفس الصعداء
بعد قتال دامي بين مستمر ومنقطع دام 9 سنوات وفي فصوله الأربعة , وزهقت أرواح العراقيين ومن كل
الأطياف الجميلة ومن خيرة أبنائه وخربت مئات القرى وأحرقت البساتين والكروم , وجاء بيان آذار معبرا حقيقيا
لطموح العراقيين وسبل عيشهم كشركاء في الوطن العراقي الغني في ثرواته ومحتوياته وجسد الأخوة العربية
الكوردية وعاش العراق والعراقيين بهدوء مشوب بالحذر واليقضة والمراوغة والتخندق والتخطيط لماوراء
آذار, ففي تموز 1973 قامت الجبهة ( الوطنية والقومية التقدمية ).وعساها لم تقوم وعساها لم تولد تلك الجبهة
الفاسدة ودمرت العراقيين , ولنفترض أن الكورد والحركة الكوردية نيتهم غير صافية في 1973 , واشعلت الحرب
أو القتال في ربيع 1974 . ولنفترض أن الذنب هو الذنب الكوردي !!! , ولكن لماذا ضرب الحزب الشيوعي
العراقي في 1978 من القرن المنصرم ؟؟؟, ولماذا جمدت منظماته الديمقراطية كنقابات العمال والجمعيات
الفلاحية والشبيبة والطلبة والمرأة وأمور أخرى في سرعة البرق في 1975 !!!. ومن ثم تنازل تلا التنازل و  ,
                                                                               
في عام 1973 حصلت الجبهة السيئة الصيت ونفخ ببوق مزروف بأن التطور اللاراسمالي هو أو هي نظرية
العصر! وبأمكان الحزب البرجوازي أن ينقلب بين ليلة وضحاها الى حزب ثوري ! يا لها من خدع مبتكرة
وأبطالها لا يبصرون وفي وضح النهار المشمس وخاصة في شهر تموز ونهار عراق الطويل .
وظن الشيوعيين بأن لا محال بعد اليوم ينبغي السير في النهج الجبهوي وهذا من طيبة قلب الشيوعيين
العراقيين وأصدقائهم المخلصون وعلى طول الخط , ودائما في تشكيل الجبهات ينغدرون ولهذا الموضوع
حديث آخر اتناوله مستقبلا .                                                                                       
سنة الحسم لم تكن 1973 وانما التهيئة من الطرفين أي الجانب الحكومي والجانب الكوردي للتخندق والتهيئة
والتفكير والتخطيط الجهنمي والمباغتة كانت من قبل السلطة القمعية العراقية في عام 1971. أثناء لقاء المجموعة
المخابراتية بالرئيس الراحل قائد الثورة الكوردية البارزاني مصطفى . في تموز 1971 في مقره الدائم في منطقة
حاجي ئومران وكلاله , وذلك المخطط الجهنمي الفاشل الذي خاب فيه ظن السلطة العراقية الغاشمة وعلى رأسها
مدبر المخطط المخابراتي المجرم الجزار ناظم كزار وزبانيته وحاشيته , والخطة المحكمة والمدروسة والفنية
لم تكن وليدة صدفة ! بل الخطة فضحت ماهية النظام الدكتاتوري وراح ضحيته الكثير ومنذ ذلك الوقت فقدت
السلطة العراقية مصداقيتها بين الطرفين أي الحكومة العراقية والحركة الكوردية وكانت الحيرة والمصيبة لما حصل.
وبعد فشل العملية الأنتحارية تحركت القطعات العسكرية من معسكر أربيل ويبدوا أن الخطة كانت مدبرة
مركزيا وليس كما أدعوا بأنها مدبرة من قبل أشخاص , وفي ذلك الوقت كنت أعمل لفترة مؤقتة في سايلو
أربيل وكان معسكر أربيل قريب جدا من موقع السايلو والذي بني على أطلال المعسكر حدائق ومتنزهات جميلة
أو بالأحرى بارك جميل يضاهي الباركات الكبيرة الموجودة في الدول الأوروبية . وبالمناسبة كانت توزع في
تلك السنة أي 1971 حنطة للفلاحين ( مكسيباك ) وهي حمراء اللون بعد ما كانت محفوظة بمواد كيماوية
لكي تقاوم فترة أكثر وأستخدامها فقط كان  للزراعة وليس لعمل الطحين والبرغل والحبية , ولكن بعض
الأخوة من الفلاحين الفقراء لم يلبوا طلب الدوائر المعنية بالتوجيهات للفلاحين بعدم الأستخدام تلك الحنطة
الا لغرض الزراعة !!! وبعضهم كان يقول عند عمل البرغل بأنه لا يحتاج معجون الطماطة !!! وفعلا تسمم
البعض ومات البعض الآخر نتيجة عدم الالتزام بالتوجيهات والارشادات وخاصة دوائر الزراعة والطابو.

فأما المرحوم ( كسوك ) وهو من مجانين محافظة هولير / أربيل وكان يحوس وعندما يصل مرحلة
المضايقة فيعض بكفه ويركض وراء السيارات وبسرعة فائقة وهو يرتدي دشداشة قصيرة وهي أيظا
لا تنقذ نفسها من العضة وصياحه لا يزال يرن بالآذان , وكان يتجول في المنطقة ويقول.. بورى تامى خوشه
ولهذه الجملة قصة أخرى


173
انتفاضة شعب كوردستان
ودور شعبنا المنسي



سعيد الياس شابو                                                                                                      
السويد / 07-03-2009                                                                                                         

شعبنا الكوردستاني الجميل هو جزء من الشعب العراقي الجميل بمختلف أديانه السماوية المقدسة
والمتنوعة , الدين الاسلامي الحنيف , الدين المسيحي المسالم , الديانة الايزيدية العريقة , ولا ننسى
دين النبي موشي ( موسى ) اليهودية والشعب العبري , هو أيظا أصيل في الشرق الأوسط وخاصة
في بلاد مابين النهرين وما يجاورها الى جانب الشعب الكوردي والعربي والكلداني السرياني الآشوري,
وغيرهما من الشعوب والطوائف والمذاهب والتسميات العريقة التي ساهمت في بناء المنطقة وخاصة
العراق العريق الذي يشهد على قدم حضارته القاصي والداني والعدو والصديق , وهنا لابد من التوقف
ولو للحظة تأمل تستحق التقدير ... !
انتفاضة شعب كوردستان لم تبدأ قبل 18 عاما , وانما انتفاضة شعب كوردستان كانت مستمرة منذ
عقود وسنين مضت وتحت مسميات متنوعة وفي أزمنة وأوقات مختلفة , وان اختلف النضال من فترة
الى أخرى ولكن النتيجة كانت تعني النظال المشترك لشعب كوردستان ضد الدكتاتورية التي حكمت
بالحديد والنار لأخماد الوميض الأول لشعب كوردستان في 1961 ميلادية عند اندلاع الثورة الكوردية
في وضع صعب ومعقد وبأساليب بسيطة وامكانيات محدودة , ولكن أصرار الحركة الكوردية وتخبط
الحكومة العراقية في عهد الزعيم الراحل الشهيد عبدالكريم قاسم فب عدم وجود الحل المناسب للقضية
الكوردية في وقتها مما زاد الطين بلة وآل اليه فيما بعد من الوضع السيء الى أسوأ .
وكوردستان العراق لها خصوصيات تأريخية بين شعوب صغيرة وكبيرة وأديان وقوميات متنوعة
عاشت منذ مئات لا بل آلاف السنين مشتركة في الأرض والجوار وفي السراء والضراء , وبالرغم
من ان الاخوة الكورد يشكلون الأكثرية في كوردستان الجنوبية أي كوردستان العراق وتبنوا شعار
الثورة المسلحة في أيلول 1961 من القرن المنصرم وأحرقت قراهم وممتلكاتهم وتحملوا الكثير
من الويلات !!! , الا أنهم لم يكونوا وحيدين في الساحة السياسية والعسكرية ومنذ بداية اندلاع
الشرارة الأولى للثورة ساهم أبناء شعبنا الكلداني السرياني الآشوري , أو  مناضلين من شعبنا
الكلداني والآشوري وسموهم كيف ما تشاءون والعلة ليست بالتسمية وانما العلة بعدم توحيد
شعبنا ولأغراض لا تحمد عقباه في المستقبل المنظور وتحت مسميات تأريخية معقدة العقد وصعبة
الهضم وقبول الآخر والمزايدات البيزنطية والنتيجة هي كلنا خاسرون فيما لو لم نستيقض ونقف
وقفة رجل واحد ونبني ما يمكن بنائه واسترجاع الحق لأهله وأن نكون سند لأهلنا في العراق الجميل
وكوردستاننا العزيزة وقرانا التأريخية وتعيد أمجادها في يومنا هذا من العصر الحالي , وهذا ليس
بخيال ولا بحلم يراود كل من لا يقبل ومشكوك في توحيد العراق الفدرالي الديمقراطي القوي الهادف
الى حماية مواطنيه أينما وجدوا , وان مهمة العراقيين عامة وكوردستانيين خاصة في الخارج لا تقل
أهمية وشأنا من الداخل في أحيانا غير قليلة وان الداخل والخارج شيئان متكاملان وان لا , لماذا السفارات
والقنصليات والمطارات والعلوم التكنولوجية تفتح وتنقل بين الدول المختلفة والمتنوعة في عصرنا الحالي
والعصور الماضية ؟ .
بالتأكيد ... شعب كوردستان قد ناضل طيلة عقود وقدم قرابين كثيرة لا تحصى ولا تعد , ابتداءا من حرق
القرى وتدميرها واستخدام الأسلحة التدميرية والفتاكة والقتل الجماعي والحصارات الاقتصادية
والطبية والغذائية المتنوعة على شعب كوردستان وعلى مر السنين وحتى سقوط الصنم !
وكانت انتفاضة شعبنا في عنكاوا في 1963 عندما استولى عدد من الشباب الثوري على أسلحة الشرطة
بعد خطة متفق عليها مسبقا لمقاومة انقلابي 8 شباط 1963 الأسود , وليس بأمكاني أن أذكر أبطال
الخطة لأنني لم أستأذن منهم ! , وهنا بدأت الأنتفاضة أي شعب عنكاوا كان في انذار ونسائه شاركن
الرجال في ضرب الشرطة والأستيلاء على الأسلحة ومنها البندقية الأنكليزية والسيمينوف والعتاد ,
وفار الدم والشباب في حيرة ينتقلون بين الأسطح والمساكن وهددت عنكاوا بالمحو مالم تسلم الأسلحة
عبر الوسطاء وفي حينها كان عمري فقط 12 اثناعشرة سنة ولكن بحكم الواقع والمحلة كنت موجودا
وأتذكر الأحداث وقد رأيت البعض منها مباشرة , ولم يكن بأمكان الذين استولوا على الأسلحة استخدامها
لأسباب فنية وكانت صدمة لدى البعض ,,, وماذا بعد الحصول على الأسلحة ؟ يقتلوا من ؟ يلتجأوا الى أين ؟
حصل ما حصل لعدة أيام عنكاوا الأم كانت متشنجة !! لا يحميها جبل ولا وادي ولا كلي , لأن صديقها جبل سفين
يبتعد عنها 50 كيلومتر , وهو صديق شقلاوا البطلة مدينة الشهداء من البيشمركة والمنتفضين والعاملين في
التنظيم الداخلي وأهلها المقاومين للنظام المقبور وكانت قد أستخدمت قنابل نابالم المحرمة دوليا ضد شقلاوا
وتوابعها وآثارها أي القنابل المستخدمة كانت شواهد تشهد وبعد مرور السنين الا ان الحفر الكبيرة كانت
تدل على همجية ووحشية النظام المقبور ! .
وفي عام 1963 التحق أو فر العشرات من  أهالي عنكاوا الى الجبال والمناطق المجاورة وأعتقل من أعتقل و
ترك من ترك عنكاوا للذئاب المفترسة دون أية رحمة في قلوب الانقلابيين القتلة وسفاحي الدماء وما بيان رقم 13
الا وصمة عار في جبين الانقلابيين القوميين , وملأت السجون والمعتقلات ومراكز الشرطة والبيوت السرية
بالعراقيين الشرفاء وكان لعنكاوا حصة الأسد لو قارنا نسبة السكان من المعتقلين .
وهنا لست بصدد التقليل من شأن الأنتفاضة في 1991-3-5 في منطقة بشدر وبالذات أهل قضاء رانية البطل
وشعبها السخي الكريم الذي اوانا في الأيام الصعبة بعد الأنفال في عام 1988 وفي شهر أيلول , ولهذا حديث
آخر سأعرج عليه في مذكرات بيشمركة وفي الذكرى الثلاثين من يوم التحاقي في صديقي الجبل وهذا سيكون
بعد شهرين من الآن بعون الله .
ولا يزال الحديث عن عنكاوا وأهلها الذين دخلوا السجون والمعتقلات والمشردين والملتحقين بالجبال
والمختفين كان يقدر عددهم بالمئات واكثرهم من الشباب والموظفين والمعلمين والطلاب , وكانت أيام صعبة
حقا تستحق الذكر للأجيال القادمة وتدون في الكتب والكراريس تفضح الهمجية القرقوشية وتعوض كل الذين
نالوا حصتهم من العذاب في عصر السلطة القاتلة لأبناء العراق وبدون أن تفرق بينهم , وما السجون المنتشرة
أيامها أبتداءا من سجن نقرة سلمان والكوت وخلف السدة وقصر النهاية وبعقوبة وكركوك وأربيل وعشرات
السجون الأخرى المخفية الا صورة سوداء في جبين النظام المقبور وجلاوزته الذين دمروا العراق شعبا وكيانا
وجيشا واقتصادا وتلوثوا البيئة العراقية واستخدموا الأسلحة الكيماوية الفتاكة ضد الجيش العراقي قبل
أن يستخدم ضد الشعب الكوردستاني وهذا ما حدث في مناطق بينجوين أثناء تشابك القوات الايرانية مع
القوات العراقية في بداية ربيع 1984,أثناء الحرب العراقية الأيرانية والتي راح ضحيتها الملايين بين قتيل
وجريح ومعوق وناهيكم عن الخسائر المادية وتهديم البنى التحتية والبشرية , ومن ثم القول الشنيع ان
الحرب من عمل الشياطين !
ومن ثم لنعود الى قبل الانتفاضة الباسلة أي في بداية ربيع 1979 التحق العشرات من أبناء شعبنا الكلداني
السرياني الآشوري ومن مختلف المدن والقصبات العراقية في جبال كوردستان المقاومة ليقولوا للنظام
الغاشم ... نحن سنقاوم الطغات والطغيان ونحن موجودون وكانت شبيبة عينكاوا وشقلاوة والقوش السباقة
في التوجه الى المصير المجهول ! . أجل كان المصير مجهول وهذا ليس بسر يكشف أمام الملأ .
وأبناء جلدتنا لم يبخلوا لو قارنا في نسبة الأخوة الكورد والعرب من الأنصار في تلك السنة .
ولو عدنا قليلا قبل 1979 , وبالذات في 1974 وفي آذار كان لعنكاوا وشقلاوا العشرات من البيشمركة
المنتمين للحركة الكوردية وبالذات للحزب الديمقراطي الكوردستاني ( البارتي ) .
وهنا نحن بصدد الأنتفاضة الكوردستانية الجبارة والتي كتب التأريخ بأسمها وغيرت مجرى الأحداث
بدماء شعب كوردستان والرفاق الأنصار العرب الذين يستحقون التثمين مرتين , مرة لكونهم
لم يجيدوا اللغة الكوردية المحلية والأخرى لبسوا الزي الكوردي والجمداني وتكيفوا على الحياة الجبلية
القاسية وقسم منهم أستشهد في احتلال الربايا العسكرية والقسم الآخر في المفارز والقسم الآخر
في الاقتتال الداخلي وبدمائهم الزكية التي اختلطت بدماء بيشمركتنا وبدماء الاخوة البيشمركة الكورد
والتي أصبحت دماء بيشمركة كوردستان بعربهم وكوردهم وكلدانهم سريانهم آشوريهم وأيزيديتهم وصابئتهم
وشبكهم وأرمنهم, لون قرمزي أحمر قاتم روى الأنتفاضة الباسلة للشعب الكوردستاني الذي عانى طيلة
عقود من الدكتاتورية وكانت حصة شعبنا الكلداني السرياني الآشوري عشرات الشهداء في الكفاح
المسلح المفروض عنوة على العراقيين ومن كل طوائفهم .
فهل سنرى صور شهداء شعبنا البيشمركة ومن كل الأحزاب في غرفة من غرف المتحف السرياني في
عنكاوا الأم ؟ وهل تعلق صور البيشمركة والأنصار من أبناء شعبنا الأحياء على حائط من حيطان المتحف ؟
وهل مجلسنا الشعبي الكلداني السرياني الآشوري يهتم بملف البيشمركة الأنصار بالأضافة الى شهداء
شعبنا الآخرين وكل على حدى ؟ . وهل سنرى عن قريب الميداليات الذهبية تقدم لعوائل الشهداء
البيشمركة الأنصار وللبيشمركة أنفسهم ؟
جلها امنيات قابلة للتحقيق والالتفاتة الى عوائل الشهداء والبيشمركة الأحياء والاهتمام بهم من صلب
موضوعي وأهتمامي .

المجد والخلود لشهداء الانتفاضة الكوردستانية الباسلة في الذكرى ال- 18
المجد والخلود لشهداء بيشمركة كافة الأحزاب الكوردية والكوردستانية والعراقية
المجد والخلود لشهداء العراق الذين قارعوا النظام البائد .

174
رسالة الى الأستاذ
بطرس هرمز نباتي
الموقر
 
كفاءات شعبنا
والواقع المرير!

سعيد الياس شابو
السويد / 2009.01.11
 

تحية لشعبي العريق المقسم على أربعة أو أربع قوائم انتخابية في القرن الحادي والعشرين وعصر الكومبيوتر
والتطور التكنولوجي واستنساخ الجينات , وهذا ليس بأستكشاف جديد ولا هو منية على أحد !                     
واسمحوا لي أن أشكر الدكتور الشاب مريوان هاويل الموقر , لقيامه بهذا العمل الشاق نسبيا ولمعرفة الاحصائيات
الدقيقة التي ستدون عن كفاءات شعبنا في الداخل أي داخل الوطن وخارجه !.                                             
وانها حقا بادرة تستحق التثمين والتقدير لما يقوم به الدكتور الشاب مريوان هاويل عضو المجلس الشعبي الكلداني
السرياني الآشوري في أرض الرافدين . ولا شك وأنا على يقين من ان كل شعب يبغي التطور وله طموحات جدية
في المثابرة ويستحسن الوصول الى الغد الأفضل لابد أن يقوم بأحصاء شامل سواء كان هذا من قبل الدولة أو
الشعب أو المؤسسات الشعبية والكنسية وغيرها من المنظمات التي تهتم عمليا و علميا ومنطقيا لما يهمها والحالة التي
تواكبها في كل عصر من الحضارات التأريخية , وفلسفتنا هي عريقة وشرابنا هو عتيق وخاصة في الكنيسة , وكلما
عتق الشراب أي الخمر لأصبح دواءا اذا صح التعبير . وان عراقة حضارتنا تعود الى آلاف السنين .                 
واذا ما عدنا الى الوراء وراوحنا قيلا !.!.!.!. لنرى الكثير والكثير من شواهد على قدم وعرق حضارتنا الجميلة
ومنها بابل وآشور والأسوار والأديرة والكنائس والقوانين وشريعة حمورابي وآثارنا في المصر ودول الخليج
والشرق الأوسط في أيران وتوركيا وسوريا والعراق والأردن وحتى في الهند والصين وروسيا القيصرية والسوفيتية
والمستقلة ودول أخر . المهم .. نحن شعب عريق تحملنا الكثير من الصعوبات والمشقات والتطهير بين فترات
متفاوتة وان اختلفت وتفاوتت الأضرار ولكنها بالنتيجة نحن المتظررون والخاسرون والآخرون الرابح الأكبر
بالنسبة لنا , والحبل على الجرار ليومنا هذا, وحلاوة الدنيا ليست بالحسنات والطموحات وانما هي بالتجارب والعبر !
الجميل هو.. في الا نتقال من مرحلة الى أخرى أكثر ديناميكية وتطورا وفي عصر الديمقراطية والقوائم والأنتخابات
التي لم يتعود عليها شعبنا العراقي بشكل عام وشعبنا الكلداني السرياني الآشوري بشكل خاص في أزمنة وأوقات
متفاوتة بالرغم من مشاركته في الانتخابات السابقة في 2005 . والمشاركة الواسعة في داخل العراق وخارجه ,
والتي آلت اليها المحاصصة الطائفية وتقسيم ثروات البلد الى محاصصات غير نزيهة مما أدت الى التذمر عند
الأكثرية من أبناء شعبنا من القوائم التي صوتوا لها , وهنا يكمن السؤال ويطرح نفسه .. من هي القائمة الصادقة
التي تمثل صلب شعبنا وطموحاته التي يحلم بها وعلى طول الخط من كوردستانه والى جنوبستانه , وطموحه
الشرعي في نيل حقوقه المتمثلة في الحكم الذاتي وفي المناطق المتفق عليها شعبيا ودستوريا ويتحمل المسؤولية
التأريخية لبناء الصرح  الحضاري الذي سبق وأن بناه آبائه وأجداده في حضارة وادي الرافدين.
واليوم أكثر من أي وقت مضى يتطلب من الدقة في التعامل المبدئي المفقود في عصرنا هذا بين المسميات الجميلة
والكتل والأحزاب والمؤسسات والقوائم وأن تتفق بينها من الرؤية الشعبية للمستقبل وكفانا اللعب بمقدرات
شعبنا واللعب على الأوراق الخاسرة والممحية في صورها , لذا على أبناء وبنات شعبنا اليقظة الذكية في التعامل
الحساس تجاه قضية التصويت والانتخابات والاتيان بممثلين يدافعون على حقوق الشعب العامة والخاصة ويكونون
ممثلين مؤمنين بوحدة الشعب ورافضي المحاصصة الطائفية التي تدمر شعبنا ووطننا وتعيدنا قرون الى الوراء.

لذا أحزابنا ومؤسساتنا وخيرينا أمام محك في هذه الفترة الزمنية القادمة في كوردستان وعموم العراق وخاصة
بعد انتخاب مجالس المحافظات والانتخابات العامة , وهذا المحك يهم الجميع من أبناء شعبنا وخاصة أحزابه
وممثليه في المجالس والبرلمانين وربما البرلمان القادم المستحدث لشعبنا الكلداني السرياني الآشوري في
حال نيل الحقوق المشروعة لشعبنا العريق , وفي هذه الحالة يتطلب من اللذين يؤمنون بقضية شعبنا أن يفرزوا
الممثلين والمدافعين عن حقوق شعبنا المهضومة في كافة المحافل الداخلية العراقية والدولية وأن يدافعوا
على الحقوق المهضومة هنا وهناك وعلى كافة الأصعدة والمستويات والقضايا العالقة والدفاع المستميت عن
تأريخ شعبنا وحقوقه وليس الرضى في حفنة دولارات مقابل أن يتخلى عن المبادىء والقيم السامية والشعبية.
هكذا تنهض الشعوب وتلتف الجماهير حول القيادات الحكيمة المنتخبة والمعبرة عن أماني وطموح الشرائح
الواسعة من أبناء الجلدة وأن تدافع بنكران الذات وبلا تردد عن المصالح الشعبية والقيم والالتزام بقوانين الحياة
وليس العيش بالمزايدات اللاشرعية والصعود على الأكتاف كما هو حالنا اليوم .
ان شعبنا لا يرحم سواء عاجلا أم آجلا على الذين يركبون الموجة ويلعبون بمقدرات الشعب المستقبلية
والمرحلية , وقضايا شعبنا هي قضايا مصيرية وليست متمثلة فقط في الأنتخابات القادمة ولا في معرفة
عدد الكفاءات والأغنياء بمال الشعب المسروق ولا بالشهادات المزورة ولا بشراء الذمم والمهارة في الاحتيالات

ولا في السطو على الأراضي والسكوت على الجرائم والعمارات والقصور المرفهة ومسح الأكتاف وغيرها من الامور
الرذيلة البخيسة وهذا الي وهذاك الي واللاخ الي ومالك هم الي وبالأخير كلشي الي !! .
على الاخوة المرشحين أن يفكروا مليا بالبيئة التي تناسب القرية والمدينة وأن يخططوا لما هو راحة الطفل والشاب
والعجوز ويعملوا من أجل العدالة الاجتماعية الحقيقية وسن قوانين ملائمة وعصرنا الحالي وليس فقط الجلوس على
المقاعد المتخصصة للحصص واستلام الرواتب ( المحترمة ) وهبات على شكل دفعات لكم الأفواه والرضى
بالوظيفة والراتب ونسيان الأصوات والشريحة التي جاءت بالمرشح لكي يمثل لسان حالها وصرختها ويعبر عن
طموحها في تحقيق ما يمكن تحقيقه في شتى المجالات . وعلى ضوء الرؤية المستقبلية وتبلور الأفكار النيرة والفرز
بين الصالح والطالح , يمكن للناخب أن يدلي بصوته وبقوة ويدافع وينفخ في بوق الدعاية الانتخابية لأن هذا كله
يصب في الحق الشرعي للمرشح والناخب لأنها عملية متكاملة وليس فقط المرشح أو المنتخب يتحمل المسؤولية
وانما الذي يصوت أي الناخب هو الآخر يتحمل المسؤولية , وهنا تكمن فلسفة الأنتخابات القادمة والمسؤولية التأريخية
تقع على عاتق الجميع وفي كلا الحالتين في حالة الفوز أو الخسارة,والخسارة يعني الهزيمة !
بعبع الانتخابات يحتاج الى العزف على الأوتار المختارة والى مال للدعاية الموزونة والفريبة الى الواقع البيئي
والاجتماعي والحديث بالممكن النسبي وليس بوعد كبيرة وكثيرة ومن ثم السباحة بالمياه العكرة والتي نحن في غنى
عنها , ولا نريد أن ننزلق الى الهاوية , بل نحن جميعا مسؤولون أمام المستقبل .. المنتخب والناخب على السواء .
وهنا بيت القصيد ..ونحن نعيش أي شعبنا السورايي في العراق الفدرالي وكوردستاننا الجميلة والتطور الحاصل
في المدن والمحافظات الكوردستانية لا يقاس بالتغير الحاصل في الوسط والجنوب العراقي وثمة فرق كبير وشاسع
ومن شاهدت عينيه الحقيقة ينبغي أن يتحدث بملىء فمه وينادي كما هي الحقيقة , وهذا ليس معناه لم تكن سلبيات
في كوردستاننا الحبيبة وليس بمعنى آخر نبغي المدح والتشهير لطرف على حساب الآخر.
والسؤال يطرح نفسه على مجلسنا الشعبي الكلداني السرياني الآشوري والأحزاب المنضوية والشريكة معه , وهو
حديث الساعة وأصبح السوال ممل نوعا ما وكما نقرأ بين الفين والآخر !
هل بأمكان مجلسنا الشعبي ومعه الأحزاب أن يطرح الحديث المنوع ومختلف التفرعات والأمور بشكل جدي
على المسؤولين في أقليم وحكومة كوردستان وبرلمانها الموقرون ؟ لأننا أقرب المقربون اليهم ودمائنا مختلطة
في جبال كوردستان الثورية وأهم النقاط التي أود ذكرها وهي ..
أولا. حسم قضية أراضي عنكاوا المبني عليها مطار أربيل الدولي المفرح والجميل والذي يقدم الخدمات
الى كافة الجاليات القادمة من كل دول العالم ويسهل الأمور للمسافرين في شتى أرجاء العالم والداخل, والمقصود
أن تطرح القضية على المسؤولين بشكل جدي ومن حق أهل عنكاوا أن يعوضوا بمبالغ تستحق الذكر ولأكثر من مرة,
لأن بيع الأراضي ليس بالهين والسهل , ونحن بين فترة وأخرى نقرأ المقترحات والشكاوي والطرح عند المسؤولين
الأكارم في أقليمنا الكوردستاني , ورغم الوعود والأحاديث حول الحقوق والأصلاحات الجذرية لم نسمع شىء ملموس
لذا نأمل من مجلسنا الشعبي طرح القضية العالقة لكي نقول أنكم أحسنتم وجهودكم مشكورة وهذا مما يزيد اللحمة .
والقضية الثانية . الا وهي منطقة ( رومد صه قرى ) التي بني عليها وفتحت فيها شوارع , ولكن دون الأستفسار من أصحابها وهم ينتظرون التعويض في العرصات بدل الأرض الزراعية , ونأمل من حكومتنا الكوردستانية ورئيس
أقليمها المناضل كاك مسعود بارزاني . أن يدرسوا ويحلوا هذه القضية بشكل واقعي وأن تعير أهمية لشعب عنكاوا
العريق الذي قارع الأنظمة الدكتاتورية ودخل السجون والمعتقلات وله شهداء كثيرون ومن خيرة أبنائه , وساهم في
الثورة الكوردستانية على مر السنين . واليوم لا نريد الغدر من أعز وأقرب المناضلين الينا  لا سامح الله .
ثالثا .. نحن البيشمركة ولمدد متفاوتة تحملنا وعوائلنا الكثير من الويلات وأمهاتنا تأنفلت في تموز 1987.
على أيادي جلاوزة النظام السابق وتركنا وضائفنا لمدد متفاوتة ولم نرضخ للنظام الدكتاتوري , لذا نطلب التعويض
واحتساب الخدمة وتسجيل أمهاتنا كمؤنفلات في السجلات المؤنفلين ويحق لنا ونفتخر بأمهاتنا وعوائلنا المضحين
سابقا والمنسيين حاليا.
نحن لنا ثقة كاملة في حكومتنا الكوردستانية ومجلسنا الشعبي والأحزاب والمؤسسات المتمثلة فيه انهم لا يدخرون
جهدا الا ويصرون على تحقيق المطالب الشعبية والحقوق المشروعة وارجاع الحق لأهله ومن أهله .
ونأمل من المحامين في كوردستان الحبيبة أن يلعبوا دورا أكثر التزاما ومثابرة بالقضايا العالقة ويعملون تحت
سقف زمني محدود في كل قضية تتعلق بشؤونهم الوظيفية ويكسبوا الحق لأصحابه الشرعيين . وكما يتفضل
الرئيس بارزاني ( ياسا سه روه ره ) .

175
الى / منظمة الحزب الشيوعي العراقي في السويد
والى كافة الشيوعيين العراقيين في المعمورة

تحية طيبة / في يوم الشهيد الشيوعي

تمر اليوم الذكرى الأليمة , ذكرى مرور ستون عاما على الفعل الشنيع الذي ارتكبه النظام
الملكي العراقي وبمباركة بريطانيا الاستعمارية الا وهو اعدام خيرة أبناء الشعب العراقي
اعدام القادة الشيوعيين , فهد , حازم و صارم . في شباط 1949

فهد , حازم , صارم
شهداء الحرية , شهداء الشعب و شهداء الحزب
شهداء حزب الشهداء
الحزب الشيوعي العراقي
 
واحتفاء بهذه الذكرى العزيزة في احيائها كل عام , له مدلولاته الوطنية وتخليد
الشهداء واجب وحق علينا جميعا كعراقيين عانوا ما عانوه من الويل والصعاب
على أيدي الحكام الدكتاتوريين وأعوانهم طيلة عقود مضت
واليوم أيها الاخوة الأعزاء
نحن فخورون بأن يكون سكرتير حزبكم المناضل وهو يقف شامخا
ويناشد الجلادين الخونة
الشيوعية أقوى من الموت وأعلى من أعواد المشانق
وهو الابن البار لشعبنا الكلداني السرياني الأشوري
الشهيد البطل يوسف سلمان يوسف ( فهد ).
الشهيد البطل سلام عادل سكرتير حزبكم المناضل الحزب الشيوعي العراقي
وتحت أقسى أنواع التعذيب من قبل الفاشست أعداء العراق وشعبه
أخرجوا عيناه ومن ثم وضعت العينتان في يديه وهو حي
فقال ان عيناي هدية لشعبي العراقي وكان هذا في 1963
الكل يعلم تضحيات الشيوعيين واصدقائهم من أجل الحرية والمساوات والديمقراطية في العراق منذ
تأسيس الحزب والى يومنا هذا .
ليكن يوم الشهيد الشيوعي مفعما بالنشاط والحيوية من أجل عراق مزدهر
عراق فدرالي يتمتع فيه أبنائه بالحقوق والواجبات

المجد والخلود لشهداء الحزب الشيوعي العراقي في
الذكرى ال- 60
والمجد والخلود لشهداء العراق
ودمتم للنضال



المجلس الشعبي الكلداني السرياني الآشوري
مكتب السويد / العلاقات
2009-02-15

176
الشهيد الشيوعي العراقي
في ذكراه الستين العطرة


سعيد الياس شابو                                                                                                       




الشهداء الشيوعييون , شموع تنير الدرب المظلم للأجيال القادمة العراقية بالرغم من ثقافة الغش والأختفاء
في عصر التطور العولمي الواسع الانتشار الا في بلاد ما بين النهرين , بلاد الرافدين , العراق الفدرالي .
ما من شك في نظال الشيوعيين العراقيين منذ تأسيس حزبهم حزب العمال والفلاحين والمثقفين والشغيلة
أي شغيلة اليد والفكر والجموع العراقية والى يومنا هذا من تقديم الصور الجميلة والواضحة للعراق النموذجي
التقدمي المزدهر , خالي من العبودية والقهر والتعصب القومي والطموح للاتيان بما هو يخدم العراقيين كشعب
وكقوميات وأديان متعددة تتباهى في وجودها التأريخي العريق ورموزها التي تضرب بالأمثال....
وهاكم رمز الشهادة والبطولة في ذكرى الستون الذكرى العطرة لأستشهاد الأبطال العراقيين – فهد , حازم , صارم .
فهد , حازم , صارم

شهداء الحرية , شهداء الشعب , شهداء الحزب الشيوعي العراقي المناضل

في الرابع عشر من شباط من كل عام يحتفل الشيوعين العراقيين وأصدقاءهم في الذكرى العطرة الا وهي
ذكرى استشهاد كوكبة عراقية مصممة على اعتلاء أعواد المشانق غير آبهة من الموت ومن الجلادين
وتهتف بحياة الحزب والشعب ...
الشيوعية أقوى من الموت وأعلى من أعواد المشانق

قالها بأعلى صوته الابن البار لشعبنا الكلداني السرياني الآشوري
الشهيد يوسف سلمان يوسف ( فهد ) .
مؤسس الحزب الشيوعي العراقي في 1934-3-31
سكرتير الحزب الشيوعي العراقي أثناء اعتلائه عود المشنقة مع رفاقه الأبطال في 1949
من القرن المنصرم , فبصوته وحماسته الذي هز حبل المشنقة والجلادين على السواء , بينما خلق
الكبرياء والطمأنينة لدى رفاق حزبه وأصدقائهم بأن درب الشهادة من أجل الحزب والوطن
هو درب البناء التنظيمي وقالها.... قووا تنظيم حزبكم قووا تنظيم الحركة الوطنية .

اليوم في الرابع عشر من شباط ونحن نستقبل الذكرى الأليمة بفقدان خيرة أبناء الشعب العراقي
وبالطريقة البشعة لمناضلين لم يرتكبوا جرما أو جنحا , بل ان مدرستهم تخرجت الكثيرين ممن
يحتذى بأخلاقهم وأعمالهم وشجاعتهم واستبسالهم ودعوتهم الى توحيد العراقيين من أجل
عراق ديمقراطي تعددي مزدهر مبني على الأسس الوطنية والبناء ونبذ العنف والطائفية
والفساد الاداري المستشري في جسم الدولة العراقية مما ينخر هذا الجسم ويقودنا من جديد
الى الطبيب الذي لا يمكن أن يعالجنا وخاصة اذا أصابنا الكانكري !

لم تكن قافلة الشهداء الشيوعيين في العهد الملكي في 1949 . هي خاتمة الأحزان والشهادة
بل طالت رموز كثيرة في شباط 1963 وبعدها , فأعتقل وأستشهد عشرات الآلاف من الشيوعيين
وأصدقائهم بدون وجه حق وبمباركة الدول الأستعمارية وعملائها في منطقة الشرق الأوسط
كعربون لاستلامهم السلطة والتلاعب بمقدرات الدولة العراقية وشعبها العريق .

الشهيد سلام عادل ,ابن النجف الأشرف وسكرتير الحزب الشيوعي العراقي الذي دمر الأوباش في 1963.
والجلادين والجلاوزة والجزارين خونة الشعب والوطن وبعد كل أصناف التعذيب ولم يتمكنوا
أن ينالوا منه كلمة ,.,.’., فأخرجوا عيناه وهو حي , ووضعوهما على كفيه وينتظرون الجواب !

فجاوبهم الشهم البطل .... عيناي هديتي لحزبي وشعبي العراقي

وسلام عادل لم يكن آخرا وبعده كانت قافلة الشهداء لا تحصى ولا تعد وحتى الحزب نفسه لم يتمكن
من احصاء شهدائه وكم شهيد , نحسب ونعد ؟ وكم شهيد راضي عن أدائنا وكم شهيد يرضي أن نغير
أسم حزب الشهداء ؟

هل يرضى الشهيد عبد الأحد المالح والدكتور حبيب المالح, وصبري المالح, وحبيب عليبك, وتوما كليانا/ فؤاد, وناصر بطرس, وجيمس يوسف, وموفق رحيم, وتوفيق سيدا, وفرهاد الياس, نصير حنا, باسل يوسف حداد, وبيوس بهنان, ومنير عسكر, وحنا عزوز, ونادية كوركيس, ومنيرة يوسف. وأم ذكرى, وناصر عواد, وخضر كاكيل, وأحلام, وكارزان, وشمعون, ودكتور سعيد (هاني) وقوافل أخرى من الشهداء اللذين نساهم التأريخ في عهد المخاصصة والمحاصصة الطائفية .

فهنيئا لكم أيها الشهداء في ذكراكم العطرة
ولحزبكم العريق الديمومة من أجل وطن حر وشعب سعيد

المجد والخلود لشهداء الحزب الشيوعي العراقي
والمجد والخلود لشهداء العراق في هذه الذكرى
الأليمة.

السويد / 2009-02-11

177
انتخابات مجالس المحافظات
وكل الطرق تؤدي
الى روما !


سعيد الياس شابو                                                                                                                   


العراقييون وبكل طوائفهم الجميلة وفي 14 محافظة من أصل ال 18 محافظة عراقية متنوعة الأديان والمذاهب والقوميات العريقة والطيبة يدلون أو بالأحرى أدلو بأصواتهم ويتحملون المسؤولية
التأريخية والانسانية والشعبية أمام الله وعبده والقائمة أو الكيان أوالمرشح الذي يصوت لهم الناخب الموقر الكريم
وذلك ضننا منه قد اختار الصح وبعد اليوم لا يخيب ضنه وفي الحسبان سيخدم قضيته العادلة ألا وهي الديمقراطية
والعيش الكريم والرخاء والعدالة الاجتماعية ونكران الذات وتأمين الكهرباء والماء الصالح للشرب والمواد
الغذائية الغير فاسدة وتامين لعيش هنىء يليق بكرامة الانسان العراقي ومحاربة العنصرية والطائفية والمحسوبية
والمنسوبية , وفي حال الفوز ,,, أي المرشح يتباها بقائمته وهو ينظر أمام المرآة على نفسه راضيا وبدون أي
عيب يذكر , وسرعان ما يتباهى أمام عائلته وأصدقائه وقائمته الموقرة . طيب .... فاذن الفائزين من القوائم
والمرشحين الأكارم سيأدون القسم ويحلفون بالكتب السماوية الانجيل المقدس والقرآن الكريم . ومن ثم هو أو هي
أي عضو مجلس المحافظة الذي حصل على الأصوات التي مكنته أن يكون خادما للمحافظة سيكون ممثلا للجميع
وليس لقائمته وتحت أية مسمى كانت تلك القائمة ومهما كان لون وصبغة المرشح .                                 
واليوم سيشارك ما يقارب ال15 مليون ناخب وناخبة وبالرغم من شراء الذمم والوعود الغير نزيهة والامكانيات
المادية المتاحة عند بعض الكتل, الا أن المفرح هو العراقيين يذهبون ليدلوا باصواتهم والديمقراطية العراقية
قادمة لا محال منها ! والديمقراطية العراقية ليست كباقي الديمقراطيات ولو قرر العراق بالديمقراطية فهو لا يخيب
الآمال ويستحسن الاداء , وفي هذه الحالة لم الخوف من القادم ؟ .
والقادم ما دام عراقي وله أجندة تخدم العراقييون ويوفر الكهرباء للجميع والماء النقي ويهتم بالزرعات
والصناعة والاستقرار والنزاهة والشمس للجميع والأوكسجين للجميع وأقصد البيئة الجيدة للجميع , فما الخوف
من هذا وهذاك ؟ . الناخب العراقي وبالرغم من حدائة الديمقراطية في العراق الا أنه بحاجة الى التجربة ولآكثر
من مرة لكي يفرز الصالح من الطالح وهذه التجربة لا تاتي بمجرد وعود ولافتات براقة وشعارات رنانة.
لذا أيها النخاب العزيز أنت تتحمل القسط الأقل من المسؤولية والمرشح الفائز يتحمل القسط الأكبر والأهم , لذا
على الناخب أن يكون شاطرا وذكيا ويسجل عنده الأحداث ولمدة أربعة سنوات و ماهي الانجازات التي قدمت
القائمة الفلانية والمنتخب الفلاني وتدوينها في السجل والطبع هذه العملية ليست بالصعبة وفي الوقت ذاته
ليست سهلة أبدا عند البعض الذي لا يريد الاحتفاظ بالتاريخ وكما حصل في السويد في الانتخابات السابقة ومعانات
الشعب السويدي برمته ما عدى أصحاب رؤوس الأموال والأغنياء ولهذا حديث أخر بعد 17 شهرا من الآن .
والعراق العزيز غني بثرواته وطاقاته والفرد العراقي راضي بما هو اقل من حقوقه ومستحقاته وهذا لا يعني بأنه
قد اختار طريق النقص او تحمل المذلة والرذيلة , لا .. والف لا . وكل شىء هو في الحسبان وحتى ان طال الظلم
وعمق الجرح ولكن سيبقى المخزون وعبر الأجيال تنقل الحقيقة .                                                         
وحتى لو هناك مراقبين دوليين والنزاهة ستبقى محفوفة في خطر ومشوبة بالحذر ما دام هناك محاصصة طائفية
والفساد مستشري في جسم الدولة العراقية وكياناتها المحاصصية والمليارات التي تذهب الى الحسابات الخاصة
والتلكؤ في تقديم الخدمات الى العراقيين والاجحاف في حقهم وفي مجالت عديدة وأتذكر مجال واحد لاظهار الحقيقة
الا وهو عدم حق السفر للعراقيين وهنا أقصد السفر, يحق السفر فقط لحفنة من العراقيين في الداخل.
ان طرق الاحتيال في سرقة حق الناخب كثيرة ومتنوعة وعلى سبيل المثال وليس الحصر , هناك الآلاف ممن
أسمائهم غير داخلة في القوائم أو متأخرة أو مستعصيات متنوعة أمامها .
والتغير في هذه المرة لا يكون أفضل من سابقه لأن المليارات لا تقبل بذلك والعنجهية المتسلطة على رقاب العراقيين
لا تعطيهم الفرصة لكي يعبروا على ما في مكمنهم وعسى ولعل أن أكون خاطئا في هذا التحليل البسيط .ونأتي
بالممثلين الحقيقيين في مجالس المحافظات ومن ثم بالبرلمان العراقي ويقرون بحقوف أقدم شعب في العراق
الا وهو الشعب الكلداني السرياني الآشوري وتعود كل العوائل المهجرة والمهاجرة الى ديارها ويتم تعويضها
تعويضا عادلا ماديا ومعنويا . وان لا فما جدوى الانتخابات ونزاهتها وتعبئة الملايين من البشر بالحملة الدعائية
وصرف المليارات من الدولارات والملايين من الدولارات على هذه الحملة الانتخابية !!
فهنيئا للقوائم الفائزة وعلى تلك القوائم أن تخاف الله وتحسب للبشرية وتعمل جاهدة وبنزاهة لمستقبل العراقيون
وتؤمن الحياة الحرة الكريمة للأجيال القادمة والا  سوف لن نجدي من العملية الثانية للأنتخابات العراقية
وحبذا لو أخذ في الحسبان الفرد العراقي وكرامته واصالته وليس القائمة التي جاءت بالمرشح ليخدمها ويفيدها
ويترك العراقيين جانبا وهو في جانب السباحة في المياه العكرة !! وفي هذه الحالة لا سامح الله جميع الطرق ستؤدي
 الى روما , وسندور في حلقة مفرغة ونحن أصلا أصابتنا الدوخة بتقسيم شعبنا الى قوائم قد تكون غير
مجدية ان لم نتقن السير في الطرق العنكبوتية الصعبة , فعلينا التكاتف وبذل المزيد من أجل الحكم الذاتي الحقيقي
لشعبنا العريق وفي حال اللامبالات سيصيبنا أكثر دمارا مما أصابنا الآن والكل يتحمل المسؤولية سواء من قريب
أو من بعيد والأيام القادمة لن تكن أفضل من سابقاتها في حال عدم التوقف ولو للحظة تأمل خيرة .


السويد / 2009.01.31                                                     

178
حكايات وقصص
الجندي العراقي / 15


سعيد الياس شابو                                                                                             


الذي شاهدته في الجيش العراقي وأنا جندي مكلف , هو سرعة التحرك عند القطعات العسكرية وبمختلف فصائلها
القتالية والادارية والتزامها التام بالأوامر المناطة والموكلة بها واليها !! وتنفيذ تلك الأوامر بدقة متناهية حتى وان
تكن خاطئة وقاتلة وفي الكثير من الأحيان كانت أوامر مجحفة بحق الجندي والوطن وكما ذكرت سابقا .. نفذ ثم
ناقش , أي اهدم ! ثم ناقش. وأنا لا أقصد أن الجندي العراقي هو هدام أبدا , بل هو خاضع للأوامر الصادرة اليه
من فادته الميدانييين , وفي الوقت ذاته القادة الميدانيين ملتزمون وخاضعون للحكام السياسيين الذين قادوا البلد
الى الكوارث التي لحقت بالعراقيين منها الاقتتال الداخلي الذي بدأ منذ عام 1961 والى يومنا هذا وان كانت هناك
فترات للمفاوضات والمساومات ولكن الجندي العراقي في أفضل الضروف لم يكن مستقر ويفكر بالبناء الذي يمكن
بنائه من خلال الطاقات الخلابة والكبيرة عند العسكري العراقي في حينها , وكم كان العراق رابحا لو أستحسن
استخدام كل الطاقات في التدريب السليم والبناء السليم والتفكير بالقدرات العراقية المتاحة بدءا من الانسان واستغلال
الموارد المتاحة في دعم عمليات البناء بدل التهديم وتحطيم القابليات عند جيش العراق ولمدة عقود , وضياع
المليارات من العملات الصعبة وتحطيم البنى التحتية العراقية وأكثر من كل هذا تحطيم العسكري العراقي وآلته الحربية
وهو كان في غنى عنها ويمكن تجاوز كل الكوارث التي أزهقته ووصلته الى أن الجندي العراقي يقبل بوسطال الجندي
المحتل !
كانت تكمن سرعة الحركة عند القطعات العسكرية , ليس بأنها سريعة البديهية ومخلصة في واجباتها , وانما الأوامر
الصادرة اليها يجب تطبيقها بحذافيرها , والا سيتحمل المسؤولية كل من لا ينفذ وعقوبة السجن والاعدام تنتظره
وبكل بساطة تنفذ تلك العقوبات وسيغرم الجندي أو العسكري ويدفع سعر الطلقات التي يرمي فيها العسكري !.
وعلي أهله أن لا يقومون له التعزية لأنه جبان , ويكتب على التابوت ... جبان وخائن !!.
في القرن الماضي أو بالأحرى في القرن العشرين كانت أحداث ساخنة بالنسبة الى الساحة العراقية وهذا سيترك
للمؤرخين الكرام وخاصة العسكريين العراقيين ومن جميع تلاوينهم وانتماءاتهم الدينية والقومية والسياسية وأعوذ
بالله من الطائفية والدكتاتورية والقومجية والهمجية والعنصرية والسطوجية والمنافقين والانتهازيين والفاسدين .

في صيف الديوانية الحار جدا جدا والذي لا ينجرع وأنت أبو خليل العراقي وفي قاعة مبنية من البلوك وسقفها
بليت .. جينكو , يصمت ويكوي ويقول لك الضابط ... سعيد أنته ليش متتعاون ويانا , وراح نسويك عريف .111
يعني ثلاث خيوط وننطيك بالشهر 100 دينار عراقي في ذلك الوقت وكل دينار كان مقابل 3 دولارات وعشر سنتات.
كان مبلغا محترما لو متعاون معهم ! . فقال سعيد وبدون تردد , سيدي ليش أنا ما متعاون معكم ؟؟.
فقال سيدي الضابط والذي لا أكرهه لمواقفه الجريئة والشجاعة في بعض الأحوال ومواقفه النزيهة في الأحوال
الأخر. لا ....مو هكذا تعاون قال الضابط , وقال متوصلا احنة نريد تكتب النه تقارير على الجماعة . فلم يصبر
سعيد , فرد على سيده .... سيدي شلون أتعاون وياكم تنطوني 100 دينار ؟ وبكرة يعني باجر غير جماعة ينطوني
150 دينار , لأنه خمسين دينار زيادة , تقبلون أتعاون وياهم ؟, فسكت وقبل بالواقع أي سعيد الجندي العراقي
لايبيع نفسه وعمله وضميره مقابل حفنة من المال الذي فسد حكام العراق وكونت عندهم العنجهية القاتلة وأصبح
مال وأمكانية العراق عدو الشعب العراقي حيث تم شراء الأسلحة المتطورة الفتاكة وجربت على العراقيين والدول
الشقيقة والجارة وقتل الكثير وفقد الكثير وعوق الكثير واحترق الأخضر واليابس.

ولكم أيها الأفاضل نموذجا رأيته بأم عيني في صيف عام 1973 وفي الديوانية العزيزة . نائب عريف أحمد من
أهالي النجف وهو مربوط على الشجرة ويعذبونه أشد وأقسى التعذيب وأمام الملأ , ولم يكن له جرما ارتكبه أو
فعله , ولم يكن خائنا أو سارقا أو جبانا أو مخلا بالشرف !!!!, بل لكونه لم ينتمي لصفوف العفالقة ولم يعترف
كما هم يريدون ! أنهم ظالمون مجرمون بحق البطل الشجاع العريف أحمد , الذي ربطوه على الشجرة ومن
ثم أختفى على الأنظار في المساء من ذلك اليوم التعيس , وقد سأل سعيد عما أرتكبه العريف من خطأ ؟
ومن العريف نفسه , وقال العريف بعد أن سقيته كأسا من الماء البارد وهو يلهث من شدة التعذيب والعطش
وهو لابس مجرد سروال داخلي قصير وجسمه عاري والضرب المبرح آثاره تصرخ للعفالقة كفى أن تحطموا
الجندي والعسكري العراقي البطل الذي لا يتنازل للجلاوزة والأوباش مدمري العراق وطاقاته , وسألته عريفي
بعد أن شرب الماء البارد وهو خايف عليه ولم يخاف على نفسه .... ويقول أخوي أخوي .. لا تتقرب عليه
هم يأذونك هذولة مايرحمون ! , وفضولية سعيد .... أخوي ليش يضربوك ؟ فقال أخوي يقولون أنت من جماعة
القيادة المركزية .
طيب أيها العراقيين الطيبين أنتم أحكموا بأي حكم وبأي شريعة دينية وقومية ووطنية وشعبية ماعدا في حكم
قانون الغابة الذي دمر العراقيين شعبا وجيشا واقتصادا وتأريخا وجغرافيا , ولم كل هذه التعاسة ضد العراقي الشهم
المقاوم , وكم مثل هذه الحالات صادفت العراقيين ومن كل تلاوينهم الجميلة وهل ينسى التأريخ المكتوب بالدم ؟
وهل عفى الله عما سلف في الجرائم التي ارتكبت ضد الأنسانية ؟ وهل تهضم الحقوق في عصر العفالقة وعصرنا
الحالي ؟ , وهل قصص وحكايات الجندي العراقي هي للسخرية ؟ , بالطبع أنا أدعو القادة العسكرين والجنود الذين
عاشوا أيام الخوالي الى قول الحقيقة حتى ولو على أنفسهم لكي لا يعود العراق الى الجحيم وكفانا ما آلت اليه
حالتنا المزرية وعراقنا الجميل.


السويد . 2009.01.22


179
كفاءات شعبنا
والواقع المرير!

سعيد الياس شابو                                                                                                    
السويد / 2009.01.11.                                                                                             

تحية لشعبي العريق المقسم على أربعة أو أربع قوائم انتخابية في القرن الحادي والعشرين وعصر الكومبيوتر
والتطور التكنولوجي واستنساخ الجينات , وهذا ليس بأستكشاف جديد ولا هو منية على أحد !                     
واسمحوا لي أن أشكر الدكتور الشاب مريوان هاويل الموقر , لقيامه بهذا العمل الشاق نسبيا ولمعرفة الاحصائيات
الدقيقة التي ستدون عن كفاءات شعبنا في الداخل أي داخل الوطن وخارجه !.                                             
وانها حقا بادرة تستحق التثمين والتقدير لما يقوم به الدكتور الشاب مريوان هاويل عضو المجلس الشعبي الكلداني
السرياني الآشوري في أرض الرافدين . ولا شك وأنا على يقين من ان كل شعب يبغي التطور وله طموحات جدية
في المثابرة ويستحسن الوصول الى الغد الأفضل لابد أن يقوم بأحصاء شامل سواء كان هذا من قبل الدولة أو
الشعب أو المؤسسات الشعبية والكنسية وغيرها من المنظمات التي تهتم عمليا و علميا ومنطقيا لما يهمها والحالة التي
تواكبها في كل عصر من الحضارات التأريخية , وفلسفتنا هي عريقة وشرابنا هو عتيق وخاصة في الكنيسة , وكلما
عتق الشراب أي الخمر لأصبح دواءا اذا صح التعبير . وان عراقة حضارتنا تعود الى آلاف السنين .                 
واذا ما عدنا الى الوراء وراوحنا قيلا !.!.!.!. لنرى الكثير والكثير من شواهد على قدم وعرق حضارتنا الجميلة
ومنها بابل وآشور والأسوار والأديرة والكنائس والقوانين وشريعة حمورابي وآثارنا في المصر ودول الخليج
والشرق الأوسط في أيران وتوركيا وسوريا والعراق والأردن وحتى في الهند والصين وروسيا القيصرية والسوفيتية
والمستقلة ودول أخر . المهم .. نحن شعب عريق تحملنا الكثير من الصعوبات والمشقات والتطهير بين فترات
متفاوتة وان اختلفت وتفاوتت الأضرار ولكنها بالنتيجة نحن المتظررون والخاسرون والآخرون الرابح الأكبر
بالنسبة لنا , والحبل على الجرار ليومنا هذا, وحلاوة الدنيا ليست بالحسنات والطموحات وانما هي بالتجارب والعبر !
الجميل هو.. في الا نتقال من مرحلة الى أخرى أكثر ديناميكية وتطورا وفي عصر الديمقراطية والقوائم والأنتخابات
التي لم يتعود عليها شعبنا العراقي بشكل عام وشعبنا الكلداني السرياني الآشوري بشكل خاص في أزمنة وأوقات
متفاوتة بالرغم من مشاركته في الانتخابات السابقة في 2005 . والمشاركة الواسعة في داخل العراق وخارجه ,
والتي آلت اليها المحاصصة الطائفية وتقسيم ثروات البلد الى محاصصات غير نزيهة مما أدت الى التذمر عند
الأكثرية من أبناء شعبنا من القوائم التي صوتوا لها , وهنا يكمن السؤال ويطرح نفسه .. من هي القائمة الصادقة
التي تمثل صلب شعبنا وطموحاته التي يحلم بها وعلى طول الخط من كوردستانه والى جنوبستانه , وطموحه
الشرعي في نيل حقوقه المتمثلة في الحكم الذاتي وفي المناطق المتفق عليها شعبيا ودستوريا ويتحمل المسؤولية
التأريخية لبناء الصرح  الحضاري الذي سبق وأن بناه آبائه وأجداده في حضارة وادي الرافدين.
واليوم أكثر من أي وقت مضى يتطلب من الدقة في التعامل المبدئي المفقود في عصرنا هذا بين المسميات الجميلة
والكتل والأحزاب والمؤسسات والقوائم وأن تتفق بينها من الرؤية الشعبية للمستقبل وكفانا اللعب بمقدرات
شعبنا واللعب على الأوراق الخاسرة والممحية في صورها , لذا على أبناء وبنات شعبنا اليقظة الذكية في التعامل
الحساس تجاه قضية التصويت والانتخابات والاتيان بممثلين يدافعون على حقوق الشعب العامة والخاصة ويكونون
ممثلين مؤمنين بوحدة الشعب ورافضي المحاصصة الطائفية التي تدمر شعبنا ووطننا وتعيدنا قرون الى الوراء.

لذا أحزابنا ومؤسساتنا وخيرينا أمام محك في هذه الفترة الزمنية القادمة في كوردستان وعموم العراق وخاصة
بعد انتخاب مجالس المحافظات والانتخابات العامة , وهذا المحك يهم الجميع من أبناء شعبنا وخاصة أحزابه
وممثليه في المجالس والبرلمانين وربما البرلمان القادم المستحدث لشعبنا الكلداني السرياني الآشوري في
حال نيل الحقوق المشروعة لشعبنا العريق , وفي هذه الحالة يتطلب من اللذين يؤمنون بقضية شعبنا أن يفرزوا
الممثلين والمدافعين عن حقوق شعبنا المهضومة في كافة المحافل الداخلية العراقية والدولية وأن يدافعوا
على الحقوق المهضومة هنا وهناك وعلى كافة الأصعدة والمستويات والقضايا العالقة والدفاع المستميت عن
تأريخ شعبنا وحقوقه وليس الرضى في حفنة دولارات مقابل أن يتخلى عن المبادىء والقيم السامية والشعبية.
هكذا تنهض الشعوب وتلتف الجماهير حول القيادات الحكيمة المنتخبة والمعبرة عن أماني وطموح الشرائح
الواسعة من أبناء الجلدة وأن تدافع بنكران الذات وبلا تردد عن المصالح الشعبية والقيم والالتزام بقوانين الحياة
وليس العيش بالمزايدات اللاشرعية والصعود على الأكتاف كما هو حالنا اليوم .
ان شعبنا لا يرحم سواء عاجلا أم آجلا على الذين يركبون الموجة ويلعبون بمقدرات الشعب المستقبلية
والمرحلية , وقضايا شعبنا هي قضايا مصيرية وليست متمثلة فقط في الأنتخابات القادمة ولا في معرفة
عدد الكفاءات والأغنياء بمال الشعب المسروق ولا بالشهادات المزورة ولا بشراء الذمم والمهارة في الاحتيالات

ولا في السطو على الأراضي والسكوت على الجرائم والعمارات والقصور المرفهة ومسح الأكتاف وغيرها من الامور
الرذيلة البخيسة وهذا الي وهذاك الي واللاخ الي ومالك هم الي وبالأخير كلشي الي !! .
على الاخوة المرشحين أن يفكروا مليا بالبيئة التي تناسب القرية والمدينة وأن يخططوا لما هو راحة الطفل والشاب
والعجوز ويعملوا من أجل العدالة الاجتماعية الحقيقية وسن قوانين ملائمة وعصرنا الحالي وليس فقط الجلوس على
المقاعد المتخصصة للحصص واستلام الرواتب ( المحترمة ) وهبات على شكل دفعات لكم الأفواه والرضى
بالوظيفة والراتب ونسيان الأصوات والشريحة التي جاءت بالمرشح لكي يمثل لسان حالها وصرختها ويعبر عن
طموحها في تحقيق ما يمكن تحقيقه في شتى المجالات . وعلى ضوء الرؤية المستقبلية وتبلور الأفكار النيرة والفرز
بين الصالح والطالح , يمكن للناخب أن يدلي بصوته وبقوة ويدافع وينفخ في بوق الدعاية الانتخابية لأن هذا كله
يصب في الحق الشرعي للمرشح والناخب لأنها عملية متكاملة وليس فقط المرشح أو المنتخب يتحمل المسؤولية
وانما الذي يصوت أي الناخب هو الآخر يتحمل المسؤولية , وهنا تكمن فلسفة الأنتخابات القادمة والمسؤولية التأريخية
تقع على عاتق الجميع وفي كلا الحالتين في حالة الفوز أو الخسارة,والخسارة يعني الهزيمة !
بعبع الانتخابات يحتاج الى العزف على الأوتار المختارة والى مال للدعاية الموزونة والفريبة الى الواقع البيئي
والاجتماعي والحديث بالممكن النسبي وليس بوعد كبيرة وكثيرة ومن ثم السباحة بالمياه العكرة والتي نحن في غنى
عنها , ولا نريد أن ننزلق الى الهاوية , بل نحن جميعا مسؤولون أمام المستقبل .. المنتخب والناخب على السواء .
وهنا بيت القصيد ..ونحن نعيش أي شعبنا السورايي في العراق الفدرالي وكوردستاننا الجميلة والتطور الحاصل
في المدن والمحافظات الكوردستانية لا يقاس بالتغير الحاصل في الوسط والجنوب العراقي وثمة فرق كبير وشاسع
ومن شاهدت عينيه الحقيقة ينبغي أن يتحدث بملىء فمه وينادي كما هي الحقيقة , وهذا ليس معناه لم تكن سلبيات
في كوردستاننا الحبيبة وليس بمعنى آخر نبغي المدح والتشهير لطرف على حساب الآخر.
والسؤال يطرح نفسه على مجلسنا الشعبي الكلداني السرياني الآشوري والأحزاب المنضوية والشريكة معه , وهو
حديث الساعة وأصبح السوال ممل نوعا ما وكما نقرأ بين الفين والآخر !
هل بأمكان مجلسنا الشعبي ومعه الأحزاب أن يطرح الحديث المنوع ومختلف التفرعات والأمور بشكل جدي
على المسؤولين في أقليم وحكومة كوردستان وبرلمانها الموقرون ؟ لأننا أقرب المقربون اليهم ودمائنا مختلطة
في جبال كوردستان الثورية وأهم النقاط التي أود ذكرها وهي ..
أولا. حسم قضية أراضي عنكاوا المبني عليها مطار أربيل الدولي المفرح والجميل والذي يقدم الخدمات
الى كافة الجاليات القادمة من كل دول العالم ويسهل الأمور للمسافرين في شتى أرجاء العالم والداخل, والمقصود
أن تطرح القضية على المسؤولين بشكل جدي ومن حق أهل عنكاوا أن يعوضوا بمبالغ تستحق الذكر ولأكثر من مرة,
لأن بيع الأراضي ليس بالهين والسهل , ونحن بين فترة وأخرى نقرأ المقترحات والشكاوي والطرح عند المسؤولين
الأكارم في أقليمنا الكوردستاني , ورغم الوعود والأحاديث حول الحقوق والأصلاحات الجذرية لم نسمع شىء ملموس
لذا نأمل من مجلسنا الشعبي طرح القضية العالقة لكي نقول أنكم أحسنتم وجهودكم مشكورة وهذا مما يزيد اللحمة .
والقضية الثانية . الا وهي منطقة ( رومد صه قرى ) التي بني عليها وفتحت فيها شوارع , ولكن دون الأستفسار من أصحابها وهم ينتظرون التعويض في العرصات بدل الأرض الزراعية , ونأمل من حكومتنا الكوردستانية ورئيس
أقليمها المناضل كاك مسعود بارزاني . أن يدرسوا ويحلوا هذه القضية بشكل واقعي وأن تعير أهمية لشعب عنكاوا
العريق الذي قارع الأنظمة الدكتاتورية ودخل السجون والمعتقلات وله شهداء كثيرون ومن خيرة أبنائه , وساهم في
الثورة الكوردستانية على مر السنين . واليوم لا نريد الغدر من أعز وأقرب المناضلين الينا  لا سامح الله .
ثالثا .. نحن البيشمركة ولمدد متفاوتة تحملنا وعوائلنا الكثير من الويلات وأمهاتنا تأنفلت في تموز 1987.
على أيادي جلاوزة النظام السابق وتركنا وضائفنا لمدد متفاوتة ولم نرضخ للنظام الدكتاتوري , لذا نطلب التعويض
واحتساب الخدمة وتسجيل أمهاتنا كمؤنفلات في السجلات المؤنفلين ويحق لنا ونفتخر بأمهاتنا وعوائلنا المضحين
سابقا والمنسيين حاليا.
نحن لنا ثقة كاملة في حكومتنا الكوردستانية ومجلسنا الشعبي والأحزاب والمؤسسات المتمثلة فيه انهم لا يدخرون
جهدا الا ويصرون على تحقيق المطالب الشعبية والحقوق المشروعة وارجاع الحق لأهله ومن أهله .
ونأمل من المحامين في كوردستان الحبيبة أن يلعبوا دورا أكثر التزاما ومثابرة بالقضايا العالقة ويعملون تحت
سقف زمني محدود في كل قضية تتعلق بشؤونهم الوظيفية ويكسبوا الحق لأصحابه الشرعيين . وكما يتفضل
الرئيس بارزاني ( ياسا سه روه ره ) .

180
حكايات وقصص الجندي
العراقي / 14

سعيد الياس شابو                                                                                                               



قبل حوالي 44 سنة كانت عنكاوا الحبيبة قرية كبيرة وفيها معالم تأريخية ومن ضمن تلك المعالم * القصرة * الذي يعود تأريخيه الى بضع آلاف من السنين حسب الاكتشافات الأخيرة على أثر التنقيبات الأخيرة من قبل الطلاب الاختصاصين في قسم الآثارفي جامعة صلاح الدين , ولنفترض ان تأريخنا يبدأ قبل 4500 سنة وليس أكثر والقصرة شاهد غير مزور ولم يبيع ضميره ووجدانه لكائن ما , والحمد لله على تلك الشهادة, والغاية ليست تأريخ عنكاوا وتأريخ قصرة !..وانما أثناء الجندية كنا نصعد على القصرة ونرى كل معالم عنكاوا وحدودها الأخضر وعلى طول السنة , أي في الربيع كانت العقارات قطعة خضراء جميلة من زراعة الحنطة والشعير والعدس وفي الصيف الحمص وبساتين البطيخ والترعوزي ومزارع الخضروات المتنوعة داير ما داير عنكاوا الحبيبة كانت تتحدث , واليوم عنكاوا أصبحت كبيرة بأهلها وبالاخوة القادمين اليها وعلى الجميع أن يحفظوا القيم الشعبية والتراثية والانسانية ويقدموا المزيد من أجل عنكاوا هادئة وخالية من السيارات الفائضة التي تدخل وتخرج في قلب عنكاوا دون أي مهمة وانما مجرد عابرة من والى القرى , ويستحسن لبيئتها أن تكون تلك السيارات تسير في الممرات والشوارع الجانبية , وعلى سبيل المثال ... تعداد بسيط للسيارات المتحركة في خمسة 5 دقائق في عنكاوا يزيد على 400 سيارة في أربع شوارع رئيسية , واحسبوا في الساعة كم وفي 12 ساعة كم واتركوا ال 12 الساعة الأخرى الباقية من الليل والنهار , ومن ضمن تلك السيارات المتحركة في الشوارع الأربعة حوالي 75 % منها غير معنية بالمسواق أو بالمهمات الخاصة وانما مجرد عابرة من والى .... !

أتركوني لكي لا أخرج عن موضوع الجندي العراقي المغضوب عليه أيام زمان... أيام المزبن أنكضت وشلون تنكضي أيام اللف ؟.
سعيد ....قال العريف بالطبع عريف القلم ومن خدم العسكرية يعرف قلم السرية والفوج واللواء والخ... جيب !! صورتين ..مالئيش عريفي ؟ ولك تخشم نفسك !! لا والله ماليش ؟؟ بابة تحقيق الهوية ! بلي عريفي بس أروح للسوق سأجيبلك صورتين , وبيك خير والدلل .أخذت الصورتين مجبورا للعريف واعتقدت هاي هي انتهى الأمر !, وبعد أسبوع جيب صورتين أخرى يا سعيد... بلي عريفي وهاي لويش ؟ هم تحقيق ... طيب عريفي , وسحبت صورتين أخريتين .
وسلمتها الى العريف ... تفضل عريفي !, وبعد أسبوعين ,,,,,, سعيد .. جيب ثلاث صور أخرى !. طيب عريفي هاي لويش ؟.,.,.,؟.,,.,,؟. مو شغلك .... وديت ثلاث صور أخرى . وحق لا اله الا الله قررت بعد ما أسلمهم ولا صورة , بعد ما سلمتهم 13 صورة شمسية خلال بضعة أشهر . ومن ثم قررت أن أتوقف عن اعطاء الصور الى قلم السرية وقلم الفوج !!,وشي صير خلي يصير .                                                                                                   

وبعد مدة قصيرة .... تفاجئت واذ عريف القلم العريف صاحب حسين وهو يعمل في قلم الفوج ومعتمد وهو بشوش الوجه والضحكة على وجهه على طول الخط , سعيد .. صاح العريف.. سعيد جيب ثلاثة صور أخرى !!!.
هاي شلون تركاعة سودة ؟. قال سعيد مال ئيش كل هاي الصور ............. ! والله ما أجيب بعد ولا صورة ! وقرر سعيد بعد ما يجيب ولا صورة لتحقيق الهوية ! وهجم بيتكم شتسون بكل هذه الصور , لم يعتقدوا ان أرشيفهم سيلعب به الأمريكان ويقع بيد المعارضة ويتناثر في الأزقة ويباع من قبل الناس في الشوارع. فغضب عريف صاحب بمجرد سماعه كلمة ما أجيب من سعيد المغضوب على أمره ! . العريف صاحب .... شلون ما تجيب ؟ تعصي على الحكومة ؟ . هو آني شنو أعصي على الحكومة قال سعيد . قابل آني خوله بيسة ! وقضية خوله بيسة كان أيام الملكية لوحده عاصي على الحكومة في جبال كوردستان العراق !. وبعد سنة 1975 ميلادية . كان عاصي على الحكومة البيشمركة الوحيد في المناطق العاصية الجبلية بين جبل حصاروست وجبل هه لكورد والمناطق العاصية في تضاريسها , وكونه من أهل المنطقة الجرىء – مير مصطفى – ولمير مصطفى أحاديث شيقة أخرى.

سعيد قرر أن لا يجلب ولا صورة أخرى ! وحسب مفهوم العريف هذا عصيان الأوامر وهدد العريف بأنه سيعلم المساعد , أي مساعد آمر الفوج النقيب مدحت العبلي . وهو يشبه المصارع كوريانكو على أقل وزنا وديمقراطية وثقافة .
وجاء الحق ياسعيد .. تهيأ وشد حيلك شلون تعصي على الأوامر ..... تركاعة على رأسكم .. هو اليعصي يجي من أربيل / هه ولير العاصمة الى الديوانية ويلبس الخاكي ويسلم 13 صورة ؟؟؟؟.
المهم ..فآجئني سيدي النقيب مدحت العبلي براجدي من أخ لأخو .. الراجدي من قوة ثلاثة حصان . وقدحت بقوة أربعة أمبيرات كهربائية . والله والأنبياء شاهدون على ذلك ! واذا لم تصدقوا .. اذهبوا واسألوه .  مع الضربة الصاعقة
أخذتلي فرة كاملة من قوة الضربة ولكن لم أقع على الأرض وانما سندت نفسي على أصابعي الخمسة من اليد اليمنى
ووقفت في حالة الاستعداد , فصاح النقيب مدحت استريح ..... فرفض سعيد أن يستريح وبقى مثل شمعدان ينتطر ما وراء الراجدي . يابة شنهو تعصي على الحكومة ؟ فكررت مسألة خوله بيسة وشرحت الموضوع من جديد وقررت ما أجلب الصور وأنا مصر للأخير وطز فيهم وليحدث ما يحدث !
ضحك السيد النقيب وبدأ يمزح .. لا أبني لازم تجيب الصور وأحنة ننطيك فلوس الصور ! , من عابد فلوسكم وأرشيفكم وتحقيق هويتكم وخيمة صفوانكم ومذلتكم للعسكري والجندي العراقي الشهم . فأصر سعيد بعدم جلب الصور مهما كلف الأمر وفلوسكم تبقى اليكم واذهبوا أطبعوا عليها أشقد ما تردون ! . وفي ذلك الوقت لم يكن يوجد الكوبية .

أراد منا وذهب مناك وجاء بسوالف ولكن جلها دون جدوى وبدون نتيجة .. فعصى الجندي سعيد على الأوامر التافهة ولم يسلم صور أكثر من 13 , وهذا العدد مشؤوم والله يرحم الموتى ويلعن المسيئين الى قيمة الجندي العراقي المضحي .



السويد 2009.01.09   

181
القروية عندما تضيع
دجاجتها !

سعيد الياس شابو                                                                                                   
ويلكم أيها الأخوة حينما تفكرون بذاتكم !!! .
يعتقد البعض منا .. انه محق وعلى صواب ,.,.,.,. عندما يطرح موضوعا أو مسألة مهمة , ويرى نفسه جميلا متكاملا وبدون أي عيب عندما يرى نفسه في المرآة , وهذه المرآة تعكس بالطبع الصورة الواقعية نوعا ما , وهنا بيت القصيد .                                                                         
قبل أربعين عاما ونحن في عمر الشباب المراهق الناضج أحيانا كثيرة , كنا متلهفين أن نسمع جملة مفيدة من الكبار بالسن ومن أهل المنطقة التي كنا نجتمع في الليالي الصيفية في موسم الحصاد والأحاديث الشيقة التي تدور بين وجهاء المحلة من الفلاحين والطلاب المتحمسين الى تعليم الآداب والاحترام المتبادل ويصبح عندنا مخزونا فكريا وتراثيا وتقليديا , وكنا بأمس الحاجة الى بعضنا البعض , ومن هذا المنطلق كان الاحترام المتبادل هو السائد وحركة المجتمع تسير ببطأ , وفي ذات يوم شيخ كاهل ... دعى المصور أن يصوره بدون عيب !,!,!, . يا لها من أعجوبة وحيرة عند المصور الكاسب , وهو من أهالي أربيل العاصمة , فالحيرة ارتسمت خطوطها على وجه المصور !,
العجوز .. بتك عين .. يعني عين صاحية وعين عورة ! أي له عين صاحية وعين عمية , وشكله كما هو لا يتغير الا بقدرة قادر, فاذن ما هو الفاصل والفارق بين الصورة والشكل الحقيقي لذلك الانسان المريض الذي يطمح أن يرى نفسه بشكل صاحي وجميل في الصورة , وما هي الرتوش الا الجزء القليل والضئيل التي يمكن التغير من الصورة في ذلك الوقت من عصر التطور الفوتوغرافي , ولو كنا في يومنا هذا لقلنا آمنة بالله !. فقال الأعور للمصور أريدك أن تصورني بشكل سليم وأخرج في الصورة صاحي سليم .... مو أعور !!
شلون ؟ قال المصور .... مو أنتة عندك تك عين ! . شلون تطلع عيونك سالمة ؟ . فقال الشيخ العجوز .. أنا ما أدري .. أريد صورة بهذا الشكل وبهذه المواصفات , سمعا وطاعة أيها العجوز .. وبيك الخير وتدلل ! . أويلاخ يابة منهو علي جابة !! . المصور يريد يعيش ويحصل على اجوره اليومي وهو غير ملتزم بالشرعية ولا بالقوانين الحياتية والشعبية ولا بحرف واو العطف , ولا ,, ولا يعير أهمية لما نحن فيه الآن من وضع مأساوي وعلى شاكلاته العديدة والمتنوعة والتي ستأخذ أبعادا عديدة لا تقل خطورتها , بل هي قابلة في الازدياد فيما لو لم نكن حذرين من المصائد والفخوخ التي تنتظرنا ونحن خلايانا نائمة ونايمة !.
المهم .. صور شيخنا الكريم كما هو في واقعه !, وهل تظنون الكاميرا .. تكذب ؟
بالطبع لا في ذلك الوقت من عصر التطور الجزئي , واليوم العالم أصبح قرية صغيرة في عصر العولمة والانترنيت , أي بامكانك أن تصور كل شىء في الموبيل , الموبايل النقال وتظيف اليه ما ترغب من موسيقى وصور اضافية أخرى . وهنا بيت القصيد ... عند استلام الصورة من قبل صاحبنا .... الشيخ الجليل , واذ هو بتك عين , كما هو ! . فأنجبر العجوز الشيخ بدفع اجور الصورة وهو أعور ! , فأعترض وبشدة على واقعه المؤلم الحقيقي , ومن ثم أصبح يتردد أنهم  .....  م  ... يكرهوننا , حتى في الصورة يكرهوننا , ويخرجوننا أعاور .. يعني أعور , أعور كما هو واقعه .
وباختصار ... ان لم ندخل ونشارك في انتخابات مجالس المحافظات في قائمة موحدة ومسمية , فنحن جميعا , أعور , وأعاور , وعوران , وأبوكم الله يرحمة .

السويد  2008 -12-04


182
حكايات وقصص الجندي العراقي / 13

سعيد الياس شابو                                                                                                           


بالرغم من وجود بيان آذار نافذ المفعول الا أن الحصار كان موجودا في كوردستان العراق وفي شتى صوره وكانت الحصة التموينية مقننة وتوزع حسب عدد أفراد العائلة , والبضاعة الايرانية تراها غازية لأسواق كوردستان وخاصة الأقمشة المتنوعة كالدايولين وأنكورا وبأسعار مناسبة وهناك مواد غذائية متنوعة ومواد المطبخ بأشكالها العديدة وبأختصار كانت البضائع ترجرج في المحافظات والأقضية والنواحي وحتى القرى , ولكن القدرة الشرائية لم تكن عالية كعصرنا هذا والناس كانت مكتفية بالحد الأدنى . ونحن في أواخر عام 1972 والوضع السياسي بين مستقر ومشحون بين الحكومة المركزية والحركة الكوردية بسبب عدم الثقة بين الطرفين والتحاق العديد من العسكريين الكورد من الضباط والجنود بالحركة الكوردية , وكان ضمن الضباط الكورد في الفوج الثاني لواء الأول الآلي الملازم الثاني منصور الحفيد من أهالي محافظة السليمانية وكان بصفته الضابط الآلي والملازم خوله عبدالكريم فرحان . وكانت تربطني بالأخير علاقات حميمية لكوننا من محافظة أربيل ( كويايه تى و خويايه تى ) . بالرغم من كونه ضابط , وكنا نتحدث مع ملازم خوله في كل صغيرة وكبيرة وكأننا في تنظيم واحد , وكانت الثقة 100 % . علما كان الوضع معقد جدا , وسرعان ما التحق الملازم كريم ومنصور مبكرا بالحركة وبقي الملازم خوله بعض الوقت ومن ثم هو الآخر التحق وكم كنت أحسدهم ولكن دون جدوى ! .

الاجازات بأيادينا ومددها سبعة أيام بنهارها ولياليها , فذهبت الى سوق الديوانية وأشتريت كيس رز عمبة , وشلون رز ؟ . بالمناسبة محافظة الديوانية تشتهر في زراعة الشلب وخاصة العمبر , وهذا النوع من الرز يمتاز بخصوصيات غير موجودة في الأصناف الأخرى منها الرائحة الطيبة وعدم الشبع منه , حتى لو تأكل نصف كيلوغرام , فأما لو حبيت الدبس فوق التمن والروبة معاهم , فهاي تصبح قضية , وهاي أكلة الجنوب المفضلة وخاصة عند الجندي العراقي .                                     
الكيس كان من وزن خمسين كيلو , فحملته على كتفي ومتناوبا على الكتفبن الى أن وصلت كراج الديوانية وكان يبتعد حوالى كيلومترين  من المعسكر اذا لم تخونني الذاكرة . وبعد ركوب النيرنات والوصول الى كراج العلاوي ومن ثم ركوب السيارات الى كراج النهضة ومن ثم الركوب الى محافظة أربيل . والسيارات مليئة ب أبو خليل وقليل ما تلقى أبو أسماعيل , وصلنا أربيل وفي كراجها انتضرنا قليلا ومن ثم حمل الكيس اللذيذ ووزنه 50 كيلو الى مفرق عينكاوا الشهير ومن ثم ننتظر أبن الحلال أو الباص ومن ثم الركوب الى عنكاوا الأم , حامل معي الرز وفي كل اجازة و الى يوم التسريح !!!.
قضينا مدة الاجازة عند الأهل والأصدقاء وكانت الأيام تطير , عبالك ساعات , يالها من تعاسة , يوم من العسكرية يعتبر بشهر وأكثر أحيانا , ويوم من الاجازة يعتبر بساعة !. ما يهم المهم العائلة تطبخ من المقسوم الشايلة حوالي 4-5 كيلومترات على الكتف بدون منية أحد . وكنا نقسم الطريق الطويل في ذهننا في الذهاب والاياب , وعندما كنا نصل الى ناحية داقوق ونحن قادمين من الديوانية وثم بغداد كنت أشعر براحة البال والنفس وكان المناخ والطبيعة تتغير في نفسي والعكس صحيح في السفر المعاكس , أي من أربيل الى بغداد وثم الديوانية ولكن عندما كنت أصل الخالص كنت أشعر براحة البال .
في العودة أي بعد انتهاء الاجازة كنت حاملا بعض الهدايا التقديرية وبسيطة في سعرها ولكن غنية بمعناها , ورب سائل يسأل ما هذه الحزورة ؟ شيشة عسل أصلي وكيلو تتن (تبغ أربيل الشهير ).
وهذا العسل النقي المفيد جدا جدا لا يمكن الاستغناء عنه أبدا ويستخدم في كثير من الأحيان كعلاج طبيعي وعسل مناطق كويستان الباردة يختلف لونه وطعمه وفائدته .                                     
وعند العودة من الاجازة أي من أربيل وكاننا ذاهبين للجحيم وليس للعسكرية , لأنه لم نشعر نمتلك أي حقوق انسانية ماعدا الواجبات المفروضة والأوامر المجحفة , والحقيقة للتأريخ لم نكن نحن كأهل أربيل أو سليمانية وانما كل العراقيين كانوا في الهوى سوى , أي الكل مغضوبين على أمرهم , وهناك كان من ينتظر أكثر من ثلاثة أشهر في المعسكر ويجمعله جم قرش ومن ثم يزور الأهل وهو فرحان لكونه يمتلك كم دينار عراقي وفي ذلك الوقت الدينار العراقي كان قوي وكل دينار يعادل أكثر من ثلاث دولارات أمريكي أعوذ بالله واليوم كل دولار يعادل 1200 دينار عراقي ويبقى الفرق والمقارنة عندكم ايها الاخوة. وثروة العراقيين ليست النفط فقط وانما ثروة العراق هي متنوعة المصادر بدءا من الزراعة المتنوعة وأولها الشلب الرز المتنوع ومن ثم محاصيل الحنطة والشعير والعدس والبقوليات بأنواعها والخضروات والفواكه المتنوعة ومنها أنواع العنب الذي يزيد تنوعه على عشرات الأشكال وفي كل محافظات العراق والتفاح المتنوع والتين ولانجاص والخوخ بأشكاله وأنواعه والتمر الذي ليس له مثيل في دول العالم وكم من أنواع التمور تتواجد في العراق ؟ الله يعلم كم شجرة النخيل قطعت في الحرب العراقية الايرانية , والجوز .. أيوة ... أيوة ... أشجار الجوز وبأنواعها وأحجامها وفوائدها المتنوعة , فأما اشجار البلوط والعفص والتوت وحبة الخضرة والزيتون التي تتواجد في شمال العراق ( كوردستان الجميلة والغنية بمحتوياتها من تلك الأشجار المثمرة والمفيدة التي تشكل ثروة لا يستهان بها في حال دعم السكان القرويين لتطوير تلك الزراعة , وستكون محسنة للبيئة ومن ثم لموارد العيش المتنوعة لأهاليها وخاصة الفلاحين والمزارعين , لذا يتطلب ذلك دراسة ميدانية ومبرمجة للقيام بثورة زراعية شاملة وستشغل الحيز الأكبر في الحياة الاخوة القرويين وتحسن انتمائهم لتلك البقعة الخضراء وانتمائهم للموطن والقرية وسيوفر فرص عملية كثيرة لأهل المدينة والقرية على السواء.
مأسات الجندي العراقي كانت وعلى طول الخط تكمن في تجاهله عن الخارطة العراقية والضعف الجغرافي والتأريخي والطاعة العمياء ونفذ ثم ناقش وبالأخير تكون نفذ ثم نفذ !! ولا خيار آخر ! وفي حال الخيار الآخر ستكون العقوبة قاسية ومتنوعة , وفي ذات يوم رجع الرئيس العرفاء سيد ناصر سيد حسين الله يذكرة بالخير , من الاجتماع الحزبي وهو يصرخ ما يجوزون مني ويريدون يزيدون الاشتراك الشهري ... وأنا شكو عندي بيها وأنا ليش أدفع الاشتراك وجمالة زيادة .. خو أدفعها للحسينية أحسن , ومن ثم سألته مو انته رئيس العرفاء ... وسرعان ماقال رئيس العرفاء كيلو بيش ؟. ومن ثم صرت فضولي ها ريس شلون الآجتماع وبدأ يقول أخوية ... والله يقولون ويسون مقارنة بين مؤسس الحزب الشيوعي والبعث , بأن مؤسس الحزب الشيوعي العراقي هو يهودي ! ومؤسس البعث مسيحي استسلم , وقلت وأنتة شتقول ؟ فضحك قائلا خوية منو يقدر يجاوب غير جلدة يروح على الدبخانة !! . ومن ثم أنا سيد شلي دخل بالسياسة وباليهودي والمسيحي والمسلم .
كان التفتيش بالسيطرات لا يطاق وحتى الجندي لا يسلم من نقاط السيطرات المزروعة وكأنك انت عدو العراق وشعبه وحكومته وكأنك قادم من الفضاء الخارجي وفي ذات مرة ونحن قادمين من بغداد والسيطرة التي بعدها تدخل الى كركوك التآخي المتنوعة في طوائفها الجميلة والغنية في نفطها , ونار بابه كوركورها التأريخي , والسيارة مليئة بالعساكر من الجندي وحتى نائب الضابط , وفي تلك اللحظة لم يكن الشرطي الأمن في موقعه للتفتيش وبعد وقوف بضع دقائق في السيطرة من قبل السائق ومن ثم الحاح الجنود عليه بمواصلة السياقة وبعد أن بعدت السيارة عشرات الأمتار فخرج الشرطي من قبوه فعاد مسرعا بالاشارة الى السائق أرجع !!!!. وبالطبع مع المسبات والتهديدات , فرجع السائق مسرعا , مطيعا الأوامر !!. أعتذر السائق للشرطي .. مو صوجي والله , ولكن دون جدوى فأراد الشرطي معاقبة كل راكبي السيارة وعددهم أكثر من عشرين عسكري , وشلون عسكري ؟ عسكري ينطح عسكري !.
فسرعة البديهية عندنا والدردشة مع النائب الضابط ... سيدي هو يعاقبنا لو يعاقب السائق ؟ فصعدت الحماوة عند أخونا النائب الضابط .... وشنهو هي العقوبة يا اخوان ؟ فقال للسائق ترجع للخلف حوالي كيلومتر ومن ثم تأتي وتوقف من جديد !!.  فصرخ نائب الضابط .... تعال ولك أبو اسماعيل !! أنته تريد تعاقبنة لو تعاقب السائق ؟ فرد الشرطي خائفا مذعورا ... لا سيدي هاي عقوبة للسائق ! فرد نائب الضابط .. طيب أحنة نواصل وبالرجعة عاقبه ! فرضخ الشرطي لأوامر نائب الضابط وواصلنا في طريقنا , وأصبح أخونا السائق يدردم ويشكو , كيف ستكون العودة ؟ . علما كانت السيطرات العراقية متكونة ومشتركة بين الانضباط العسكري والاستخبارات وشرطة الأمن .                               
السويد 2008-11-29

183
حكايات وقصص الجندي
الجندي العراقي / 12


سعيد الياس شابو                                                                                         


فصيل الاستطلاع في سرية المقر .. كان مراقبا ليل نهار من قبل حظيرة الاستخبارات التي كانت
تبتعد عنا حوالي عشرون مترا وكانت الحظيرة نشطة بمراقبتنا وكتابة التقارير المزيفة والهزيلة
وغير مبنية على أسس أخلاقية وعلمية وشريفة وعلى رأس الحظيرة رئيس العرفاء رافع . رئيس
العرفاء( رافع) كان هادئا بالنسبة لأعضاء حضيرته التعيسة !!.                                               
الجندي العراقي كان ضحية التقارير ونوعيتها , التي تكتب بأيادي غير أمينة وغير نزيهة وغير
منصفة , مما أدت الى هجمان البيوت وخراب العلاقات الاجتماعية بين العائلة والمحلة والقرية
والمدينة مما أدى الى تفسخ المجتمع والكثير من العراقيين هلكوا ودخلوا السجون وراء تلك
السياسات المتعجرفة بحق العراقيين بشكل عام , اعدم من أعدم وسجن من سجن ومن لحق به
الأذى لا يحصى ولا يعد .                                                                                           
قد يسأل البعض ما جدوى من سرد هذه الأمور التي مرت عليها اكثر من 35 سنة ؟
وأنا أقول الحياة دروس وعبر , ينبغي مراجعة الذات عما فعله كل انسان أو فرد عراقي في حياته
وما قدمه من انجاز يرضي ذاته وشعبه والاهه وأن يحاسب نفسه على ما ارتكبه من أفعال غير
مجدية ولا تخدم مستقبل الأجيال القادمة التي هي بحاجة الى كتابة التأريخ بشكله الحقيقي وليس المزيف كما يقرءه البعض ويحلو له عندما يطرح وجهة نظره التعصبية أزاء الأحداث الساخنة .
في خريف 1972 وعندما كنا عائدين من التدريب الليلي والمسيرات الراجلة من الديوانية وبأتجاه عفك والمشخاب وطريق السماوة والمناطق الأخرى وتقدر المسافات بين 30-40 كم وأحيانا أكثر والكل متهيأ وجقجقة وخشخشة العدة والسلاح والهرجات والتعب الذي لا يمهل للجندي أن يفكر بأي شيء يذكر , ما عدا باليوم التالي , وكنا نعود منهمكين تعبانين ومتعوبين ومغدورين حقا والله شاهد على ما أقوله .

العودة عادة تكون بين الساعة العاشرة والحادية عشرة ليلا والسير بالعدة الكاملة أي الكلاشنكوف والخوذة والحقيبة الظهرية والمليئة بمواد الطواريء مثل القناع الواقي من الغازات والملابس الداخلية والعدة الطبية لحالات الطوارىء وطابوقة !! اي نعم طابوكة .. فوق الحمل حلاوة ! .                   
لمن تعود من التدريب وبالرغم من تكرار هذه الجملة المفيدة الا انها تستحق التكرار ,,,, وتسلم سلاحك الى مأمور المشجب وتعود الى الفصيل وتنظيف القاعة وحلاقة الذقن وصبخ البوسطال تقرب الساعة من الحادية عشرة والنصف ليلا ومن ثم الى الفراش العسكري بطانيات مظلمة عادية واذ الساعة تشير الى الثانية عشرة ليلا ... ونحن بين العيون الساهرة والناعسة والنايمة أو النائمة واذ تسمع أصوات ..
انهض !! انهض !!.. يا الله شو حصل ؟ بعد ما غفينا ولا حلمنا بأحلام قد تكون معبرة عن طموح الشباب أو من يحلم بالموطن وبالعزاز والله عزاز من هويناكم هوينا الناس كلها !
ننهض والأمر لله .... ونستغرب ؟!؟!؟! لماذا ننهض بعد ما نمنا نصف ساعة ! وعلى رأسنا المكروهين نائب العريف عبد علي فرحان وطالب اللذان كانا قد صنعا خصيصا لأذيتنا نحن المكاميع !!!
ها ..خير ؟.. شكو ؟ ليش ننهض ؟. الكل يسأل ؟ وتسمع الجواب ... بانكم ما نظفتوا القاعة !! يابه والله نظفنا .. بالتورات وبالانجيل والقرآن وكلها كتب سماوية نحلف اليمين وبالمقدسات نظفنا القاعة ...ولكن دون أن يستوعبوا ماذا يقولون ! وماذا يريدون ! وكيف يعلمونهم على أذيتنا نحن الجنود العراقيين !
المهم .. ننهض والكل مغضوبين على الاسلوب القذر وأكثر أيام الأسبوع الا اذا كانوا مجازين .
ننهض وننظف من جديد ولكن لم تكن هناك من الوساخة الا الذي يفتعلوه ولمدة أشهر ...
وفي يوم من الأيام أتفقنا أن نقف في وجه الأقزام ونرفض ما يملئوه علينا من الأوامر المجحفة والسخيفة , وفعلا اتفقنا بأن لا ننهض ولا ننظف وليكن ما يكن وطز فيهم ! وفي معلميهم المرضى وفي قوانينهم الهمجية التعسفية المريضة الناقصة .                                                               
وفي اليوم التالي ... المذنبون على صفحة .. ومن هم المذنبون ؟
سعيد , فائز (بولص), محمد, كيفي, شيروان , عمر , و آخرين !
أتفقنا مسبقا أي الجنود ماذا نقول في حال تقديمنا مذنبين الى آمر السرية ونحن ليس لنا أي ذنب ! اتفقنا أن أكون الناطق بأسم الجنود لكونهم لا يجيدون العربية ولا جملة مفيدة والكل مستاء من الوضعية التي كنا فيها !.
أنزعوا البيريات ........!!!!!!!!, انزعوا النطاق !!!!!!!!!, واحد ورة اللاخ ... الى الأمام سر .. حيث غرفة آمر السرية النقيب علي مردان الله يذكرة بالخير , رجل طيب وهو من أهالي محافظة كركوك , قرية داقوق . ومعنا وفي المقدمة يقودنا رئيس العرفاء حسن عبيد ونواب العرفاء عبد علي وطالب .
ونحن في حيرة وما العمل ؟ نحن قد عصينا أوامر الحكومة حسب ادعاء الجلاوزة العرفاء ونحن لا نطيع أوامرهم !!!, وضابط الاستخبارات المخيف أحمد محمد فرج وهو ملازم ثاني وخريج الدورات الخاصة ( موس ). من أهالي رمادي , الكبيسة . الكل ينتظرنا بعد أن استلم الرئيس حسن عبيد الحديث وكان ينتظر منذ زمن أن يقدم سعيد مذنب وليثأر منه , وقال ما قال ... سيدي هذولة جيش محمد العاكول ... هذولة عاصين على الحكومة وهذولة ما يتنفذون الأوامر وغير ملتزمون ووو.. وأمور أخرى . وحق لا الله الا الله كل كذب ونفاق وبختان وحرق الضمير .
ثم أكدا كل من عبد علي وطالب صحة ما قاله حسن عبيد رئيس العرفاء أمام آمر السرية وضابط الأستخبارات وآمر الفصيل أيظا هو الآخر اسمه ملازم علي وهو من بغداد , ثم قاطع ضابط الاستخبارات النقيب آمر السرية .. صحيح ؟
استأذن سعيد .. سيدي تسمحني .. فأجاب ملازم أحمد ضابط الأستخبارات كول شكو عندك !
والله سيدي كلهم يكذبون وحق لا الله الا الله هذولة يريدون أن نشرد , وما نخدم العسكرية , هكذا يأذونة , وشردوا الفلان والفلان وبأسماء جنود قد تركوا العسكرية والتحقوا بالثورة الكوردية, وكان الوضع في كوردستان العراق بين المد والجزر آنذاك يشبه الوضع الذي نحن فيه اليوم ومع الفارق. وبعد تردد جمل مفيدة من قبل سعيد وتأيد الأخوة الجنود ... اي والله سيدي الكل مثل ببغاء .
سبحانك يارب دائما على حق .. قلبت الآية فجأة , فصرخ ضابط الاستخبارات ولك قواد حسن عبيد تكذب علية ! وتغير الموضوع ! اطلع برة , اطلع ولك وأنتم ويا لنواب العرفاء العرفاء طردهم من الغرفة ومن ثم بقينا نحن المذنبين , وسرعان ما قال البسوا البيريات والأنطقة وأنتم أحرار , بعد الحديث الذي دام أكثر من نصف ساعة من قبل سعيد , وكان الحديث قاصرا .. سيدي احنة جينة نخدم الوطن والعلم والعسكرية وتاركين أهلنا وقاطعين مئات الكيلومترات واصلين هنا واليوم يعاكسوننا ويعتبروننا غرباء في وطننا ويحرموننا من الاجازات الدورية وغيرها من الحقائق التي جائت في البداية , وفورا حصلنا على الاجازة لمدة خمسة أيام ويومين مساعدة أي أصبحت سبعة أيام , بعد أن كنا في المعسكر خمسون يوم بدون زيارة الأهل , وهم حصلوا الاهانة والرزالة وسواد الوجه , وقلنا في حينها الله أكبر من السلطان .



السويد 2008-11-16


184
تصریح لجنة التضامن للقوی السیاسیة الکوردیة و الکوردستانیة في السوید حول الاعمال الارهابیة ضد الاخوة المسیحیین في مدینة الموصل و اطرافها

 لجنة التضامن للقوی ا لسیاسیة الکوردیة و الکوردستانیة في السوید المتکونة من 27 حزبا و تنظیما في الاجزاء الاربعة من کوردستان ، تدین بشدة قتل وتهجیر                                                                                       الاخوة المسیحیین ( کلداني، سریاني،  آشوري   )  في مدینة الموصل و   اطرافها و المناطق الاخری من العراق، و تعبر عن عدم رضاها لهذه‌ الجریمة الکبری.               
قبل فترة و نتیجة لقتل عدد من الاخوة المسیحیین ،هاجرت اکثر من الفی عائلة من الشعب (الکلداني، السریانی، الآشوري) من مدینة آبائهم و اجدادهم، مدینة الموصل (نینوی) الی القصبات و المناطق الآمنة مثل  : القوش، برطلة، بطنایا، تلکیف، تللسقوف، بخدیدا، قرقوش و الی اماکن اخری من العراق، کذلك توجه بعضهم الی مناطق سلطة حکومة اقلیم کوردستان مثل (دهوك، زاخو، اربیل).و قد احرق و فجر الارهابیین واعوانهم عدد من منازل المواطنین الابریاء.

الحقیقة ان الدفاع عن الاخوة المسیحیین و الحفا‌ظ علیهم یقع علی عاتق و مسؤولیة الحکومة الفدرالیة العراقیة، وکان یفترض بها ان تحتضن الاخوة المسیحیین وتتخذ تدابیر سریعة بتطهیر مدینة الموصل من الارهابیین حتی یتمکنوا الاخوة المسیحیین من العودة الی دیارهم و ممارسة حیاتهم الطبیعیة.
لجنة التضامن للقوی السیاسیة الکوردیة و الکوردستانیة في السوید تعلن تأییدها التام للمطالب و الحقوق العادلة و المشروعة للاخوة المسیحیین، کما تثمن بشکل عادل موقف رئاسة أقلیم و برلمان  و  حکومة کوردستان علی احتضانهم الاخوة المسیحیین و تقدیم المساعدة لهم وکذلك ادانتهم وعدم رضاهم للاعمال الارهابیة التي ارتکبت بحقهم.
 
لجنة التضامن  للقوی السیاسیة 
الکوردیة و الکوردستانیة في السوید
ستوکهولم 21/10/2008   

185
الحكم الذاتي لشعبنا العريق
ليس في قفص !

سعيد الياس شابو                                                                                 


الله بالخير جميعا .................................
للتأريخ وجهان , وجه حقيقي والآخر مزور أو بالأحرى مظلم , وتأريخنا الكلداني السرياني الآشوري كشعب عريق قسم أو جزء منه مكتوب والآخر منسي في الدهاليز المظلمة والأروقة المسدودة , والغريب في عصرنا الحالي لا نقرأ الممحي !! والممحي آثاره تصرخ وخطوطه شاهدة على واقع حالنا المرير , والذي بحاجة الى دراسة علمية واقعية وسياسية محنكة واقتصادية بحتة وليس الوقوع والسير في الطرق الشائكة طالما هناك قواميس اللغات المتنوعة والعديدة ومصابيح الكهرباء المضوية ومنظمات المجتمع المدني وهيئة الأمم المتحدة والبرلمانات والحكومات وقوات متعددة الجنسيات والجيوش التي تقرر مصير الشعوب آتية من بعد آلاف الكيلومترات من أجل مصلحتها , وتتحمل الأعباء والخسائر ويكون لها قتلى وجرحى ومعوقين وتخسر وتربح المليارات من الدولارات وتكتب التأريخ وتسطره على أهواها , ونحن نظل مكتوفي الأيدي وفي عقر دارنا القديم الذي بنيناه بعرق جبيننا ودمائنا وعقولنا وسواعدنا وأعطينا وقدمنا خيرة أبناء شعبنا في سمييل والقادسية المشؤومة أي الحرب العراقية الايرانية التي ذهب ضحيتها حوالي ( 35 ) ألف من أبناء شعبنا الكلداني السرياني الأشوري ولم يدعوا للحكم الذاتي في مناطق تواجدهم التأريخية والشعبية , بل ذهبوا ككبشان فداء من دون تحقيق أي مطلب قومي وشعبي أو أممي يذكر ونقتدي به . وناهيكم عن القتلى من أبناء شعبنا في حرب الخليج الثانية مع الكويت الجارة العراقية الأزلية وكانت قبل أيام من احتلال الكويت تمدح الدكتورة الشاعرة سعاد الصباح رأس النظام الدموي وتعلي وتشمخ من شأنه , ظنا منها .. بأن حق الجار على الجار!!.
وناهيكم عن القتلى من أبناء شعبنا في سوح النظال والسجون والمعتقلات ويحرم على أهاليهم من استقبال المعزيين ووضع التعازي لأشرف الناس الذين لم يفعلوا في يوم ما سوء يذكر لأي كائن حي في العراق .. ولم يكون مطلبهم سوى العيش بالكرامة وعدم الخنوع للجلاوزة .. ولم يكن مطلبهم الحكم الذاتي , وهم الآن ليسوا في القفص !!, بل هم في القبور أحياء لأن التأريخ لا يمكن أن لايكتب لهم شهدائنا في القلوب وليس في القبور ولا في القفص .
اليوم العراق كله أو جله في قفص ما عدى أقليم كوردستان الآمن , وهاكم مثلا أيها العراقيين الأوفياء ونحن نعيش في القرن الواحد والعشرين , عصر العولمة والأنفتاح والفضائيات والموبايل والانترنيت وأمور اخرى لستم بحاجة الى توضيحها, والمثل الذي تنتظروه تفضلوا أقروه , في تموز 1993 م سافرت الى كوردستان العراق وذهبت متجولا في ربوع كوردستان ولم أتمكن من زيارة لا كركوك ولا بغداد الحبيبة .
وفي تموز 1996 سافرنا كعائلة , ولم نتمكن من زيارة لا كركوك ولا بغداد العزيزة
وهكذا في حزيران 2004 و 2005 و 2007 . ولم أشعر في يوم ما كنت في قفص وبالرغم من كل السلبيات والنواقص الموجودة في كوردستاننا الجميلة والعزيزة على قلبي دائما وعلى طول الخط.
وتفضلوا أيتها الأخوات وأيها الأخوة الأكارم المثل الثاني والثالث والعاشر .... كم من الأجتماعات والمؤتمرات الوطنية والدولية السياسية والعلمية عقدت في السليمانية واربيل ودهوك , وكم حجم العوائل العربية والكلدانية السريانية الآشورية تسكن هذه المحافظات الآمنة , وكم هو حجم المفارقة بين مباني المؤسسات والبيوت والأسواق المرفهة والجميلة في محافظات كوردستان ومناطق الوسط وفرات الأوسط وجنوبه, اسألوهم الأخوة من الوفود العربية العراقية وغيرهم عند زيارة أربيل وسليمانية ودهوك, أسالوهم العشائر العربية التي ترعى مواشيها في بقاع كوردستان بالرغم من قلة المراعي , ولم يشعروا كل هؤلاء بأنهم في قفص !
اسألوهم كل الذين جائوا من بعد وحصلوا قطع أراضي سكنية في عنكاوا الأم وحرم أهلها أو البعض من أهلها من الحصول على تلك القطع , اسألوهم فيما لو كانوا في
قفص ؟ .
الآباء الأجلاء يحق لهم أن يختاروا عراق ديمقراطي فدرالي يحكمه الدستور والقانون وعراق يكون وفيا للجميع وهم أصابوا ما تحدثوا به كرجال دين موقرين أفاضل وهم أدرى بأمور شعبهم العراقي وشعبهم الكلداني السرياني الآشوري , وهم أي رجال ديننا الموقرين لم يتدخلوا بالسياسة منذ عقود ولا يقصدون بانهم حجر عثرة في وجه شعبنا
في مطلبه وحقوقه في الحكم الذاتي وفي مناطق تواجده , بل رجال ديننا هم مصدر الأشعاع في المنطقة وهم يدعون للعيش الكريم والسلام والوئام والمحبة , ومن لا يتذكر الشهيد المطران فرج رحو , وانسانيته وقدسيته ووطنيته وشهامته الى آخر لحظة من حياته , أستشهد ولم يطلب الحكم الذاتي !!.فعاقبوه القتلة الأقزام المجرمين ... فهكذا يعاقبونكم أيها الشعب الكلداني السرياني الآشوري فيما لم يكون مطلبكم الحكم الذاتي كحق من حقوق شعبنا العريق .
من منكم ايها الأفاضل يلغي وطنيته وقوميته وانسانيته ويدوس على حقوق شعب عريق ومسالم وينكر حقوقه في ظل الدستور ودولة المؤسسات ... وليس منية من أحد ولا هو استعطاف من طرف , بل لا وجود للعراق الفدرالي ما دام هناك طمر لهوية أصيلة وعريقة وفي بلدها , وقارنوا ايها الأخوة بين العراق والسويد , ففي السويد يوجد شعب يسمى ب- السامر- وقوامه 10 آلاف نسمة ولهم برلمان خاص بهم !
ولماذا لا نناضل من أجل عراق ديمقراطي فدرالي موحد وكل مكون له حقوق وواجبات ونعيش معززين مكرمين في دارنا الجميل العراق ويكون شعبنا الكلداني السرياني الآشوري سيد نفسه وقائم بذاته ويكون صمام الأمان بين كل المكونات العراقية الجميلة.


2008.10.24 السويد


186
المساعدات لشعبنا وزكات
مام أحمد روستي


سعيد الياس شابو                                                                                  


أسعدتم وقتا جميعا..وزدتم تكاتفا , وادخل الله الرحمة في قلوب الجميع , صغارا وكبارا,ونور عقول البشرية شعوبا وقبائل , مدنا وقرى , دول المهجر أو الداخل , مستقرين في الوطن أومهجرين في
وطنهم الأصلي العراق , أغنياء وفقراء , متدينين وعلمانين , قلوب طيبة وقاسية ..
انها محنة شعب , شئنا أم أبينا !
في سنة 1982 وقتها كنت في الجبال عاصي على الحكومة وكان مقرنا العسكري في قرية سه ريشمة والمقر الأخر في قرية روست وهما جغرافيا تابعتان الى منطقة بالاكايتى المشهورة في جبالها الشامخة
وطيبة أهلها وكثرة مياهها وتنوع وارداتها وخاصة العسل والفواكه . وأنا لست هنا روائيا وقاصا لكي
أتناول أمور المنطقة ووصف جمالها وطبيعتها الخلابة , وانما ثمة حقيقة ينبغي الوقوف عليها من الأخوة
الكورد من أهالي المنطقة وخاصة مام أحمد الذي لا يزال في القلب والذاكرة و........!

بعد أن كان مام أحمد شيخا كبير السن مع عائلته المحترمة يسكن بيتا متواضعا بين القريتين الجميلتين
سه ريشمة وروستى وفي وادي عميق بين مرتفعات جبلية شامخة ومنها جبل حصاروست الرهيب
ومن الطرف الآخر جبل هلكورد الشامخ ومن لا يتذكر كرده مند , وقصص الحرب بين  العراق وايران
في 1983.
موضوعنا .. ليس لا الجبل ولا البيشمركة ولا العصات ولا الجيش ولا الحرب العراقية الايرانية
ولا تفاح روست ولا.. ولا.. ! بل موضوعنا هو مفهوم مام أحمد الله يذكرة بالخير وشعبنا  النازح
من محافظة الموصل !.
بعد أن مام أحمد كان يراقب عن كثب تحركاتنا في المنطقة وانطلاقا من غاياته الشريفة والأخلاق العالية
وخبرته الفطرية الفلاحية وشيمته القروية الكوردية وحسه بشعور الآخرين ..
فأقترح في ذات يوم من خريف عام 1982 وأنا ماشي سيرا على الأقدام من مقر سريشمة بأتجاه مقر
روست , حيث ناداني ... كامران .. كامران ..ويقصد ب سعيد ولعدة مرات , حيث أنتبهت وجاوبته
بصوت عالي وقوي مام أحمد .. خيرا . فقال تفضل أشرب استكان أو كأسة شاي ..
فلبيت طلبه ونزلت الى الطريق المسلوك الى بيت مام أحمد والمخفي بين الأشجار , واستقبلوني
وكأني من لحمهم ودمهم وواحدا من فقرائهم .

بعد تناول كأس الشاي وبوقفة شجاعة وجريئة .. طرح مام أحمد موضوع الزكات في الدين الأسلامي
الحنيف , وهو أحد أركان الخمسة التي يستند اليها الدين الأسلامي الحنيف بعد الصلات والصوم والحج
واعذروني عن التقصير ايها الأخوة لأنني لست متدنيا !.

مام أحمد قال .. سعيد !
فقلت نعم مام أحمد!
فقال .. اتفقنا في القرية أن يكون زكات هذه السنة من حصتك , أي قسمتك , وأنا مسيحي الديانة
وبيشمركة , وأهل القرية بالأجماع متفقين ومختارين سعيد * كامه ران * أن يحصل مبلغ
لابأس فيه وهو محتاج الى دينار واحد في ذلك الوقت وعلما الحزب في ذلك الوقت لم يعطينا
ولا قرش ولمدة عشرة أشهر بدون أية مساعدة تذكر , وكان حصارا من جميع الجوانب.

فشكرت مام أحمد كثيرا وقبلت يده وصافحته بحماوة وصدق واخلاص ومحبة خالية
من المصلحة ومبنية على اساس التعامل بالمثل والشهامة والغيرة , وكنا نساعد القروين
عندما يبنون مساكنهم المهدمة في الأنفالات وقصف الطائرات وأطبائنا كانوا في بعض
الأحيان يحرموننا من الدواء لكي يعالجوا فيها الأخوة القروين.
5% من المال الزائد عن اللزوم أي النقود توزع للفقراء والمساكين والمحتاجين والأرامل
في الشريعة الأسلامية النبيلة ويلتزم بها كل مسلم مؤمن بالدين الأسلامي الحنيف.
فشكرت مام *العم* أحمد على مشاعره وأهل القرية النبيلة على العمل والتفكير السليم,
وبرفضي استلام المبلغ وبحجة لست محتاجا للنقود .. زعل مام أحمد فترة قصيرة
ومن ثم عدنا طبيعيين .

فهل شعبنا يحذوا حذو العم أحمد الله يذكرة بالخير ويساعد أبناء شعبنا المهجرين من الموصل
الى مدننا وقرانا ؟؟.
أجل.. ان شعبنا ساعد ويساعد ولم يبخل أبدا بالغالي والنفيس من أجل قضيته العادلة
ونشكر كل من يقوم بجهد خير من أجل رفع شأننا في الوطن وفي المهجر.
فهبوا أيها الأخوة لتقديم العون لأبناء شعبنا.



2008-10-19 -السويد     
                                     

187
لجنة التعاون للأحزاب الكوردستانية في مدينة اسكليستونا / في مملكة السويد , تدين وتستنكرالأعمال الوحشية
والارهابية التي تمارسها قوى الظلام والارهاب و التي استهدفت ابناء شعبنا
الكلداني السرياني الآشوري ( المسيحي ).في مدينة الموصل/الحدباء.خلال الأيام القليلة الماضية .
وتدعم شعبنا الكلداني السرياني الآشوري بمطلبه وحقه في تحقيق الحكم الذاتي
وادراجه في دستور العراق الفدرالي ودستور اقليم كوردستان.

2008-10-12

188
رسالة الى أبناء شعبنا
الكلداني السرياني الآشوري
وأحزابه ومؤسساته الموقرة

سعيد الياس شابو                                                                 

تحية طيبة من الصميم اليكم جميعا أيها الأخوة وأيتها الأخوات.

في الوقت الذي يعاني أبناء شعبنا الكلداني السرياني الآشوري في عراقنا الجميل, منذ عقود
والى يومنا هذا ونحن فقدنا كفي الميزان بين المؤيد والرافض للحكم الذاتي في مناطق تواجد
شعبنا وضمن العراق الديمقراطي الفدرالي الموحد, وهو بالتأكيد حق شرعي ومشروع ما دام
هناك دستور فيدرالي , أتفق وصوت عليه العراقييون وبجميع مكوناتهم الجميلة وبنسبة 80% .ومن ضمنهم أبناء شعبنا الكلداني السرياني الآشوري.

تعالو.. أيها الآعزاء لنتناقش مسالة الحكم الذاتي من المنطلق العلمي.
1- تأريخ سنتنا الكلدانية السريانية الآشورية مؤرخ 6755. أي قبل ميلاد المسيح المصلوب
على أمودنا ومن أجلنا ب 4747 سنة . وهل من ناكرمن قدم شعبنا , ليدلي بصوته ؟!.
2-الجغرافية والديموغرافية التي يشهد عليها الجميع , هل من ينكر حضارةآشور وبابل وعلى مر التأريخ أو حضارة كلدان ونينوى وسموها كيفما يحلو لكم أيها الآحبة ؟ !.
3- طيب.. الكل يركب الموجة والكل يسمي شعبنا بالكلداني السرياني الآشوري في دواوينه
وأدبياته وخطاباته القومية والسياسية , فلماذا لا يتفق على الحقوق الشرعية لشعب عريق
عاش وترعرع وقدم الشهداء التي لا تحصى وعبر الآزمان والقرون والعقود والآيام والى
يومنا هذا .. أنظروا في موصل ( نينوى التأريخية ) ماذا يحدث ؟ . هل من يفرق بين الآشوري السرياني الكلداني عندما يريد قتله ؟؟؟.                                           
4- لو أن العراق الفدرالي لم يوزع على ماهو عليه الآن لما كنا في هذه الوضعية المزرية
مثلا .. كل كتلة لها حصتها من عدد أعضاء البرلمان والوزراء والسفراء ومدراء عاميين وعساكر من الجيش والشرطة وقوات أخرى متنوعة , والسوال .. ماذا نمتلك كشعب عريق
في حضارة وادي الرافدين .
5- المليارات العراقية , أين هي حصة شعبنا الكلداني السرياني الآشوري ؟ وهل تفكرون
لو لم نستلم حصتنا أو أستحقاقنا ونبني انساننا وقرانا ومدننا , ألا تصبح هذه الآمكانيات عدونا
اللدود وسنقتل بأموالنا وتهتك أعراضنا , كما هو حالنا عليه الآن ؟.
6- شعبنا .. ماذا ينقصه يا جماعة الخير ؟ نمتلك الأرض والشعب واللغة المتنوعة والغنية في كتبها ولهجاتها , وكنائسنا وأديرتنا وقرانا تشهد على صحة ذلك . فهل من معارض؟.
7- شعبنا .. يمتلك شعبين , شعبا في الداخل وشعبا في الخارج , فهل من معارض ؟. وهذا الشعب فيه عقول من أساتذة وأطباء ومهندسين ومفكرين وشعراء وأدباء وكتاب وعباقرة
مخفيين وأهم من كل ذلك شعبنا يمتلك الفلاحين والعمال والمزارعين اللذين بحاجة الى دعمنا
اللامتناهي لكي يتشبث بأرض أجداده العظماء الذين رووا بدمائهم الآرض الزكية , فهل من لا يتفق معي في هذا الطرح ؟.
8- لنترك التسميات جانبا والخلافات في جانب آخر , ونعمل جاهدين من أجل حقوقنا في الحكم الذاتي دستوريا وشعبيا .. ومن منكم يقبل بالدرجة الثانية والثالثة ليدلي بصوته أمام الملآ وأمام القنوات المرئية والمسموعة والمقروئة .
9- ماذا بعد تلك التظاهرات الشعبية التي عبرت بكل صدق وأخلاص في مدننا وقرانا , وهي صادقة مع ذاتها في أوقات الشدة وكم ستكون سعيدة قرانا لو اتحدنا بقناعة وتكاتفنا ونعيد فيها نفس الآباء والأجداد ونعمرها بالمال العراقي أي بمالنا , وسيساعدونا الأخوة الكورد والعرب والتوركمان والأيزديين والصابئة والشبك والأرمن وكل الطيف العراقي الجميل , وسنعطي وجها حضاريا جميلا وسنعكس أنسانيتنا وحضارتنا للعالم بأسره ليصبح شاهدا للتأريخ, فهل هناك من لا يعجبه تأريخ شعبنا العريق ؟ .
10- في العالم الغربي أو بالأحرى الأوروبي توجد امكانيات هائلة من الأكتفاء الذاتي وفي المجالات المتنوعة , الا أنهم بحاجة الى الشمس , ونحن نمتلك الشمس في عرافنا الجميل وفي السويد يوجد برلمان وحكومة والأثنان يسعون لأسعاد الشعب واستقراره , وفي عراقنا الجميل يسعى البرلمان الى خلق المشاكل وتفعيلها , لكي لا يحاسب الشعب مع الحكومة أين هي وارداتكم وميزانيتكم النفطية ؟ وفي كل مرة وعلى طول السنة يخلقون اشكاليات .. مرة في كركوك ومرة في خانقين ومرة في الموصل , والمرة القادمة .... والحبل على الجرار. فيا أبناء شعبي اتحدوا وناضلوا من أجل حقوقكم المشروعة , الا وهي الحكم الذاتي أسوة بمكونات الشعب العراقي المتنوعة والجميلة والطيبة.


2008-10-11  السويد

189
برلماننا العراقي ومصائب
قوم عند قوم فوائد

سعيد الياس شابو                                                                              


ان المتابع للشأن العراقي , المضحك المبكي منذ عقود والى يومنا هذا يستنتج الحالة المزرية والمؤلمة لحكام العراق المتوالين على دفة الحكم وطريقة حكمهم سواء كانت الدساتير موجودة على الرفوف أو موضوعة في الصنايق المقفلة ونسيان العمل فيها سواء كان ذلك مقصودا ومتعمدا أم يكون التجاهل في الأستيعاب الديناميكي للحالة التي فيها عضو البرلمان أو الحكومة والذي يمثل فيها نقول 30000 ثلاثون الف ناخب بكل مستوياتهم العلمية والأجتماعية والمهنية والسياسية والدينية وغيرها من الأمور.. ومنها الفنية والثقافية.
ومصيبتنا كبيرة , أكبر مما يتصورها البعض, وهي واضحة للعيان وبالأخص لشعبنا الكلداني السرياني الآشوري , ولا تقبل القسمة أو المساومة في عصرنا هذا , وان قضيتنا تشبه قصة الثور الذي سلخوه وهو حي !.
أي نحن وفي عقر دارنا يعتدي علينا وعلى الملأ وأمام أنظار الجميع , البرلمان والحكومة والدستور والقانون , ويحارب شعبنا بدستورنا العراقي الجميل الذي أجمع عليه العراقييون وهرع الجميع ليقول نعم للدستور العراقي الجديد , أجل ولى زمن الخنوع والأنبطاح والمذلة والتبعية والنسيان , وأتى زمن القانون والدستور والبرلمان واعلاء الشأن والمشاركة الفعلية في القرارات التي تصدر من البرلمان لخدمة الجميع وليس لتطبيق أجندة معينة تخدم فئة بأسم الأكثرية وتفضيل نوعية على أخرى بحجج واهية ومبيتة.
والآن ليست القضية الغاء المادة ال 50 من الدستور العراقي فحسب , وانما الذين يحكمون الدستور وهم في الهرم ويعانون من هضم الدستور!. فكيف بالآخرين الذين لا يقرأون ولا يكتبون ؟.
التحدي الذي يجابهنا اليوم لم ولن يكن أخيرا مادام قانون الغابة هو الذي سائد على الساحة العراقية, وان تضارب المصالح في عصرنا هذا ينبغي الوقوف عند كل مستجد وعلى شعبنا أن ينام بعين والعين الثانية تصبح يقظة على طول الخط , وعلى شعبنا الكلداني السرياني الآشوري التعاون ورسم خطة عمل جديدة لتدويل قضيتنا وتعميق أواصر الصداقة مع الشعب العراقي بكورده وعربه وتوركمانه وكل مكوناته الأخرى الجميلة , ورص صفوف الشعب وتشكيل مجالس شعبية نزيهة منتخبة من صلب الجماهير وتعمل جنبا الى جنب مع مؤسسات شعبنا وأحزابه الوطنية والقومية , لذا ندعوا جماهير شعبنا في الداخل أن يتقبل بأذن صاغية النداء الموجه من قبل مجلسنا الشعبي الكلداني السرياني الآشوري المشاركة الفعالة في التجمع والتظاهر في الأماكن المقررة مسبقا , والألتفاف حول المؤسسات والأحزاب وبصوت واحد ... الغوا تصويتكم وأعيدوا النظر بالغاء المادة الخمسون والتي تخص قانون مجالس المحافظات , وان مصيبتكم ستوحدنا .
السويد – 2008 -09-27


190
الكرة في ملعب برلماننا العراقي الموقر !

سعيد الياس شابو                                                         


منذ سقوط الصنم والطاغية في عراقنا الحبيب , أستبشر العراقييون خيرا وفرحا بالقادمين من وراء البحار والمحيطات والجبال وحلم الجميع أحلاما وردية حذرة الى أن تم تشكيل البرلمان العراقي الجديد وفي جل تنوعاته المحترمة , وطيلة السنين التي تجاوزت الخمسة وليومنا هذا والعراقييون يعانون من الوضع القائم وفي شتى المجالات .                     
1- المجال الأول, المحاصصة الطائفية وليس العراقية أو الأنسانية في وطن الأم.           
2-المجال الثاني , حب الذات وليس حب الشعب والوطن والشهداء والتأريخ .             
3-المجال الثالث , أباحية العراق وفتح أبوابه أمام الرايح والجاي وهذا ما يشكل خطرا لا    نظير له.                                                                                                 
4-الفساد الأداري والمالي مما خلق الوضع الذي نحن عليه الآن وسأترك التفاصيل للقراء.
5- جاءت معارضتنا الوطنية وأحزابنا المتنوعة على ظهر جمل أمريكي ولم تتعلم الديمقراطية الأمريكية لكي نقول أحسنتم أيها الأخوة بالبديل الجديد وسيروا الى الأمام ونحن من ورائكم.
6- يجتمع برلماننا العراقي وأنا من المتابعين للشأن العراقي في الوقت المتاح لي وأرى القصر في رؤية  برلماننا وليس في شعبنا العراقي في جل تلاوينه الجميلة .
7- صوت العراقييون في الداخل والخارج في أنتخابات 2005 وبأصرار وعزيمة للأتيان بنظام ديمقراطي , شعبي , ديني , مؤسساتي , أقتصادي , انساني , يؤمن حقوق الجميع وها هي حقوقنا تهضم في وضح النهار وأمام  أنظار الجميع.
8- نحن كشعب الكلداني السرياني الآشوري نطالبكم كشعب عراقي عربا وكوردا وتوركمانا وبرلمانا وحكومة ومرجعيات وأحزاب ومؤسسات وكل من يهمه الشأن العراقي الفدرالي العودة من انتهاك الدستور والغاء المادة 50 من قانون انتخاب مجالس المحافظات والعودة اليها والعمل بالدستورالعراق الفدرالي وتطوير وتطبيق بنوده نحو الأفضل وليس اسلاك طريق الردة.
9-ان شعبنا الكلداني السرياني الآشوري وأحزابه ومؤسساته في الداخل والخارج مدعو للتكاتف والتآلف الحقيقي وعدم التهجم على الأخوة الكورد والعرب والتوركمان  وأعطاء الفرصة للأعداء لضربهم ضربة جزاء ويسجلون هدف أصله خاسر .
10- ندعوا كتابنا ومثقفينا أين ما كانوا بالألتزام المبدأي والأخلاقي تجاه المستجدات التي حدثت وستحدث, وان كل من يسىء في الكتابة يتحمل شخصيا المسؤولية عن أطروحاته.
نأمل أن تسود حياة العراقيين السلام والوئام والمحبة والديمقراطية وعدم هظم حقوق الشعوب المسالمة والتأريخية من قبل برلمانينا الأعزاء والموقرين
ولنعمل جميعا من أجل أزدهار العراق الفدرالي التعددي والا كيف أتيتم  ستعودون خاسرين ونحن معكم .
2008-09-25 السويد                                                                                 


191
حكايات وقصص الجندي العراقي / 11

سعيد الياس شابو                                                       

الجندي العراقي له أسياد كثيرين من آمر الحضيرة وانت صاعد , أي من الجندي الأول , نائب العريف , عريف . رئيس العرفاء , نائب الضابط وبمختلف درجاته ومن ثم الملازم الثاني والأول والنقيب والرائد والمقدم والعقيد والعميد واللواء والمشير والى أن يقومون بأنقلاب ضدك وفي هذه الحالة فأما يقتلوك أو تدخل السجن !.                                 
بالطبع في عسكرية الجيش العراقي قوانين صارمة وحازمة ولا يجوز عصيان الأوامر الصادرة من الأطراف المعنية واذا ما أقتنعت بالأمر فعليك الطاعة والألتزام , أي نفذ ثم ناقش !!. وعليك أن لا تكون سياسي منتمي الى ألأحزاب المحظورة !. ماعدا حزب السلطة وفي حال التحقيق يجب أن تكذب ولا تقر بأقاربك وأصدقائك وممنوع عليك ارتداء الملابس المدنية في المدينة التي تخدم فيها , أي عليك ارتداء الخاكي في المعسكر وخارج المعسكر. وعندما لا يعجبه الأنضباط وضعك في القيافة العسكرية فعليك بسماع جملة .. شنو أنته جيش محمد العاكول !!. أنضبط !, هيته خو مو هيته ومن هذه الكلمات والجمل البايخة والمؤذية على طول الخط.                                                                           
في العسكرية أشياء جيدة تستحق الذكر والوقوف عندها , وأهم هذه الأشياء الدفاع عن الوطن والألتزام والتدريب والتعليم على السلاح وتحمل المصاعب والبعد عن الأهل ورؤية الأماكن المتنوعة والعيش الجماعي والحنان الى الموطن وحفر المواضع وطمرها ونصب الخيم وتفليشها وتهديم القرى وبنائها وأمور أخرى سيأتي ذكرها في الوقت المناسب.   
بعد خمسون يوم من التدريب النهاري والليلي في المعسكر وتعليم الدروس عن أستخدام الكلاشنكوف ومدافع الهاون 60 ,82 ملم .وبعض الأسلحة الأخرى وتعليم ال-يس يم.

الله يذكرك بالخير يا رجل الطيب المسكين الفقير ( ثجيل عوفي ) الجندي المكلف من أرياف ناصرية سوق الشيوخ , كلما قال العريف في التدريب الى اليمين دور ! فهو يدور الى اليسار . واذا قال العريف .. الى اليسار دور .. فهو يدور الى اليمين وبدون قصد أو تعمد, ولكن الجندي الكبير السن وكان عمره كبيرا بالنسبة لنا الا أن مواليده دعي للخدمة والى أن انتهت الدورة .. كان يخرب الشغل علينا , الى أن جاء الضابط آمر الفصيل ومسك بيده اليمنى الحجر واليسرى سيفون البيبسي كولا , وأيامها كان البيبسي والسفن آب عند تناوله تدمع العيون بسرعة ويساعد على هضم الأكل ويريح المعدة.                         
خمسون يوم وكأنها خمسين شهر , ويوم ينطح يوم وانتهت المرحلة التدريب الأولى وحصلنا على أجازة لمدة 5 أيام فقط . في هذه الحالة عليك أن تقطع أكثر من 600 كيلو متر ذهابا وأكثر من 600 كيلومتر ايابا , أي المسافة بين أربيل والديوانية وعليك تحمل متاعب الطريق ومصاريف متنوعة لقضاء 3 أيام من الأجازة ويومين أنت في الطريق, المهم تلتقي أهلك لكي يطمئنوا عليك .                                                             
سنة 1972.من القرن الماضي أي قبل 36 سنة , كان عمر بيان 11 آذار أكثر من سنتين, أي كان في 1970.03.11 . وقعت أتفاقية بين الحركة الكوردية والحكومة العراقية على بيان السلام وتحقيق الحكم الذاتي لمدة لا تتجاوز 4 أعوام فقط , الا ان النظام العراقي كان يناور ويتملص من تحقيق بنود اتفاقية آذار.                                                       
وبعد عودة سعيد من الأجازة والتهيؤ الى الدخول الدورة الثانية ومدتها 90 يوما وهي أصعب بكثير من الدورة الأولى ألا وهي دورة المغاوير الشاقة والتعيسة بمجمل جوانبها, ثلاثة أشهر بأيامها ولياليها , تبدا من التدريب الصباحي وأنت مصلخ والهرولة والزحف في الأشواك والسير في المياه الآسنة القذرة والسير على مرتفعات عالية وعلى الحبال وكسر الطابوق وأكل لحم الحية والقفز من الحواجز والعبور من بين اسلاك الشائكة واطارات وبراميل التي يشعل النار داير ما دايرها والصياح والمنازلة والخلاص من ضربة المدرب والمعلم وأمور أخرى كثيرة . وفي هذه الدورة تكون نسبة الخسائر 3% من . أي كل 100 جندي ثلاثة منهم يموتون مو مشكلة أبدا !.                                             

وقع أكثر من واحد أثناء التدريب المكثف ليل نهار , وبالأضافة الى التدريب المتنوع والمكثف كان عليك أن تتردد الشعارات الغارقة في الضحالة والتي كانت تخلق التذمر عند النسبة الكبيرة من الداخلين الدورة المغاويرية , وفي الكثير من الأحيان يصخم الوجه للغش والأختفاء واطاعة الأوامر والجديد في تدريب المغاوير نسبة الى التدريب العادي أي عليك أن تتناول الغذاء خلال دقيقة أو دقيقتين والشاطر يكون قد شبع وملأ معدته بالمقسوم
وخلال الدورة ذهب الجميع في أجازة وبعد انتهاء الدورة الفعلية  وانتهاء من كافة صنوف
التدريب والرمي بالأطلاقات أي الذخيرة الحية فنال الجندي عبد القادر من محافظة أربيل/ قرية ( زه ركوز ) والقرية تجاور قرية ( ئاشكة ) واللتان تقع خلف مصيف صلاح الدين .
أي الجندي عبدالقادر بدع في أصابة جميع اطلاقاته بالهدف وبالصميم أي بقلب الدائرة الصغيرة , ياله من رامي حيث الجميع هنئه في الفوز الساحق وحصل في وقتها على عشرة أيام اجازة وعشرة دنانير هدية كمكافئة من آمر الوحدة ونحن حصلنا على خمسة أيام والأنصراف ... وفي حينها صافح آمر الفوج المقدم مزهر الخفاجي كاكه قادر وهنئه وقال كاكه قادر متدرب بالبيشمركة ؟ فضحك كاكه قادر راضيا بما سمعه من أمر الفوج.

في الفوج الثاني لواء الأول الآلي , كانت هناك ستة 6  سرايا .. سرية المقر , السرية الأولى , السرية الثانية , السرية الثالثة , السرية الرابعة , وسرية الأسناد . وجلها كانت فاعلة والكل يتدرب ويجيد أستخدام الأسلحة , الا أنه الأجازات كانت مدتها قليلة حيث الكل يعاني من هذه القضية !!.. بالطبع فصيل الأستطلاع المغضوب عليه غير مرغوب في  جنوده بتاتا , لأن قسم من ملاك الفصيل من الأخوة الكورد والذين أتذكرهم من  كويسنجق 1-كيفي مصطفى , عمر معروف  , محمد قوان  , شيروان جلال  , مسعود محمد , عزيز حسين , وكان من رواندوز الجندي نوزاد محمد وسياكيو مصطفى . ومن سيد صادق .. كامل ومن سليمانية جندي أسمه كمال , ومن اربيل رئيس العرفاء الخلوق جدا سعيد , ومن الناصرية الجندي ثجيل عوفي , جميل ماهود  , والنائب العريف سيء الصيت عبد علي فرحان , والنائب العريف السيء الصيت طالب , والنائب العريف الطيب نوري , وهو من أهالي بغداد كان سبورت الى درجة المثالية وكانت أخلاقه عالية ويقرأ الكتب ويتابع ويعاشر وكأنه من جيش آخر غير متأثر ب حسن عبيد وربعه.         
 وكان سعيد وفائز بطرس متهمين الأول بالشيوعية والثاني بالديمقراطية أي بالحزب الديمقراطي الكوردستاني , وهناك  جنود من النجف والكوفة كانوا يصلون ليل نهار وأتذكر الجندي حسين نعمة , مو المطرب من الناصرية . وكان سالم من الكوفة أشيب الشعر وهادىء جدا , وكان هناك جنود آخرين لا أتذكرهم الآن  , والفصيل جله غير مرغوب فيه ماعدا عبد علي وطالب , الذين كانا قد أصبحا نواب العرفاء في دورات خاصة وحتى رواتبهم كانت تختلف عن الآخرين من زملائهم . وبالمناسبة كان سعيد يقبض عشرة دنانير, بدل أربعة الا ربع , وهذا بسبب وفاة أبو سعيد الله يرحمة ويرحم موتاكم , وهذه كانت بسبب الأعالة , أي لا يوجد في العائلة من يعيلها ولهذا السبب كان هناك قانون الأعالة , لحين التسريح من الخدمة الألزامية وكانت مدتها 23 شهرا في الضروف الأعتيادية.


السويد . 2008.09.22                                 

192
في الحكم الذاتي
من الغالب والمغلوب؟؟.


سعيد الياس شابو                                                                   

لا لبس فيه ولا شك من ان شعبنا العريق والجميل والغني في تعريفه قد تعرض الى نكسات
وانتكاسات عديدة , ومر بضروف صعبة التعقيد وعبر مرور الأزمان ومنذ آلاف السنين وما هي حضاراتنا في بابل ونينوى الا الدليل الصارخ والمضوي للبشرية جمعاء, وما هي لغتنا وتراثنا وأديرتنا وكنائسنا وقرانا الجميلة المبعثرة تارة والمجاورة تارة أخرى الا دليل ساطع وبرهان مستند على القوانين الجغرافية والتأريخية والأجتماعية والبشرية , وان الأمر ليس صعبا من هضمه في الطريقة الصحيحة وأن اختلفت الآراء حول ( كن أحنه وكن أنتم )وهذه هي قصة بين المصلاوي والبصراوي وهذه القصة سمعتها في صيف 1979 في ناوزنك من رفيق عربي في قوات الأنصار وهو من بغداد وهو الرفيق أبو عادل.
المهم..لنعود الى شعبنا العريق من الناحية الجغرافية وأقصد القرى المدمرة في العصور المختلفة الغابرة والحالية ونعززها بالآسماء والمناطق ولا نتجاوز الحدود الأيرانية والتركية والسورية وسنبقى في جغرافية كوردستان ومنطقة برادوست الجميلة, ففي منطقة برادوست المتاخمة لأيران وتركيا يوجد جبل شامخ عالي بقدر علو شعبنا الا وهو جبل* سونى *والقرى الكلدانية الأشورية وأديرتها وكنائسها المدمرة وانا شاهد عيان وعشت في هذه المناطق لمدة سنتين واليكم بعض الأسماء من القرى 1- قرية سونى الواقعة في وسط الجبل ولأسفل الجبل تقع 2- قرية ديركى وبالكوردية تعني الدير . وتسير على الأقدام حوالي نصف ساعة وساعة ستصادف  , 3- قرية شه به ته  .4- قرية بالوته , وقرى أخرى عديدة , ومن ثم تبعد ساعة ونصف أخرى تقع 5- قرية زروى . 6-قرية صيرو.
وتسير وتمشي الى أن توصل الى قرية هاوديان وتواصل المسير أذا أنت سبع ستوصل الى ديانا . واذا واصلت المسير أو ركبت السيارة بالأتجاه الآخر وعلى جبل شيرين المقاوم تقع قرية بديال. واذا واصلنا بعد أن تعبنا سيرا على الأقدام لنستقل سيارة ومن ثم نوصل الى شقلاوة المقاومة والعنيدة ومن عنكاوا البطلة , ونواصل الى كزنة وفيها مار قورياقوس , وماذا يفعل مارقورياقوس في كزنة ان لم تكن قريتنا ؟.
 وتذهب وتواصل الى مرسنيقة وتلة الأثرية وتواصل الى برطلة وكرمليش وبغديدا *قرقوش*وبعشيقة وبحزاني المختلطة وتلكيف وتللسقوف ومن ثم الى القوش المقاومة والصامدة وقرى أخرى عديدة في هذه المناطق التي هي موجودة على الخارطة .
فأما اذا توجهنا الى مناطق بهدينان الجميلة سترى الكثير من قرانا مختلطة ومبعثرة ومجاورة مع بعضها وفي دشت نهلة سترى جولى , كشكاوة , نهلة التي كانت تضيفنا أيام القحط ,في أواسط الثمانينات من القرن المنصرم وكنا نتقاسم معهم الرغيف .
فأما مناطق برواري بالا الشهيرة وغنية عن التعريف والقرى المجاورة لنهر الخابور وهي الأخرى كثيرة وبأمكان المرأ أن يشاهدها عبر قنوات شعبنا المتنوعة.
واليوم وبالرغم من الأختلاف في الآراء والرؤى المتنوعة لقضيتنا , قضية شعبنا التأريخية في نيل حقوقه المشروعة في الحكم الذاتي أصبح مطلبا ملحا ومبدئيا وسيصبح شعبيا , وسيطرح على المحافل الدولية بشكل شعبي ورسمي وبجهود كل الخيرين من أبناء شعبنا
الغيورين على شعبهم وقراهم وتأريخهم وأنا متفائل بكل مؤسسات وأحزاب شعبنا وأن لم يكونوا معنا اليوم فغدا لناضره قريب . ويبقى أن نناقش ما بعد الحكم الذاتي وكيف نتطور هذه العملية الجديدة ونبني مؤسساتنا على الطريقة الديمقراطية الحقيقية ونفكر بجدية للتعايش الأخوي مع الأخوة الكورد والعرب والتوركمان وكل الأسماء الجميلة الأخرى من الأديان والمذاهب والقوميات ونبني عراقا مزدهرا فدراليا تتوفر فيه كل الشروط العصرية
البرلمانية منها والحكومية وتتساوىو يتقارب فيها الشعب الكبير والشعب الصغير والميزانية تكون حصة العراقيين على السواء وليس الفرد العراقي ومهما يكن مرتبه في الدولة أن تكون ميزانيته مفتوحة وراتبه عاليا كما هو الآن والفرق شاسع وواسع
أي عضو البرلمان العراقي يأخذ ( 7 ) ملايين دينار وأكثر وعدى النثريات والأيفادات والمصادر الأخرى والمتقاعد العراقي يستلم 150000 مائة وخمسون الف دينار عراقي وفي حسابات بسيطة يعني 45 مرة ضعف المتقاعد هو الراتب البرلماني !!!.
أي اسلام واي مسيحي تتحدثون عنه !. أي عراق جديد وعراق فدرالي تتحدثون به؟
عضو البرلمان في كوردستان العراق زاد راتبه مليون دينار عراقي بعد أن كان يستلم 4,5 مليون .أي أصبح راتبه 5,5 مليون , وزاد المتقاعد العادي بعد 15-18 سنة من الخدمة
من 6 آلاف دينار الى 16 الف دينار . ولتكن أوجه المقارنة عندكم أيها المناضلون!!
ومن حقنا أن نتمتع بحقوقنا في الحكم وفي أراضينا التأريخية ومن حقنا أن نتقاسم رغيف الخبز مع العراقيين جميعا , ولسنا بحاجة الى من يقف بوجه حقوق شعبنا التأريخية ولا نريد المهاترات بين الأخوة المختلفين بالآراء وكلنا في الهوى سوى, وندعوا جماهير الشعب في الداخل والخارج أن تطلب وتناضل من أجل الحقوق المشروعة أسوة في العراق
الفدرالي من جل مكوناته الطيبة .

السويد – 2008-09-18

193
حكايات وقصص الجندي العراقي / 10

سعيد الياس شابو

يؤلمني حقا ويؤسفني من الصميم أن أكتب عن واقع مزري عاشه الكثيرين من العراقيين في حقبات مختلفة من الزمن العراقي واعطاء الصورة السلبية والقاتمة لشعب عريق وغني بثرواته وطاقاته وعقوله وأديانه المتنوعة وجغرافيته المحسود عليها من قبل الكثير ومن ما يمتلك من عقول نيرة وآثار التي يشهد عليها العدو قبل الصديق, ومن شعرائه ومثقفيه ومن كثرة تنوع لغاته ولهجاته .
* فصيل الأستطلاع التابع لسرية المقر والذي كنا فيه حوالي 30 جندي عراقي متنوع من مختلف المدن والقصبات العراقية الجميلة ومنها ما أتذكر من عنكاوا , كويسنجق , رواندوز , سيد صادق , طويلة , سليمانية , أربيل , كوفة , نجف الأشرف , كربلاء , سوق الشيوخ , ناصرية , ومناطق أخرى.
* تعتبر قاعة الفصيل المبنية من البلوك بطول عشرون مترا تقريبا وبعرض ستة أمتار وفيها عدد من الشبابيك في الحائط الأمامي ومسقوفة أي سقفها من البليتات, الصفائح الألمنيوم أي الجنكو , ومواصفات الجنكو هي نفس المواصفات للمناخ العراقي أي صيفا حار جدا وشتاءا بارد قاتل وفي كل الحالتين صيفا وشتاءا أنت عليك التحمل تحت الجملونات ولا تنسى أنك جندي عراقي شهم من الطراز الذي يتحمل المصاعب المتنوعة الجمة ومنها الحرمان من الأجازة والمدة الطويلة في الخدمة والعقوبات المتنوعة كالسجن وزيان الصفر والغرامة والأهانات والتدريب المستمر المتنوع وتقبل النفسيات المريضة وخوض الحروب التي ليس بها لك لا ناقة ولاجمل وأمور أخرى كثيرة سيأتي دورها في حينها.
في معسكر الديوانية الشهير.. كانت وحدات عسكرية عديدة ومتنوعة منها الميرة ,  المستشفى العسكري,الهندسة الآلية الكهربائية , الحراسات, الكتيبة المدفعية . السرايا الكيمياوية , المكتب العسكري , قوات الخاصة والمغاوير وسرية الأشغال ومنوعات كآمرية الأنضباط العسكري والنادي والمشاجب والسجون التعيسة . وساحات للتدريب تستوعب لآلاف من الجنود وعلى اهبة الأستعداد في اي وقت يطلب منهم التجمع وحتى التعداد الليلي يجب أن يقدم الموجود الى ضابط الخفر في كل ليلة . والويل لمن يغيب من التعداد الليلي أي يسجن لمدة عشرة أيام وزيان صفر أي يحلق رأسه درجة صفر كعقوبة مناسبة للجندي العراقي الشهم البطل المغوار في ساحات الوغى !!!.
كانت مجموعتنا المتكونة من 53 جندي متنوع في
•                                                                                                                                                                                                                                                         
دورة تأهيل تدربية  النهوض الصباحي يبدأ بعد الساعة الرابعة صباحا ويكون الظلام هو الطاغي . والبوق الصباحي جاهز لكل حالة لها نغمتها أي نوطتها ومن ثم يصيح العريف أو آمر الحظيرة النائب العريف أو الجندي الأول.... أنهض .. أنهض !! . وسرعان ما الكل ينهض وخلال دقائق محدودة الكل يكون جاهز , ويبدا بغسيل الوجه وحلاقة الذقن وجلب القصعة أي الفطور وهي شوربة عدس المفيدة أيامها واليوم حكومتنا الوطنية العراقية زيدت الحصة التمونية للفرد العراقي نصف كيلو للفرد وذلك بمناسبة شهر رمضان الكريم . رمضان كريم علينا وعليكم.ومن ثم يبدأ الخفر بغسيل الأناء الذي يجلب فيه الشوربة ومن يلحك الذهاب الى المرافق فهو شاطر وسبع , ولازم البوسطال يكون يلمع والتفتيش الصباحي قبل الذهاب الى ساحة التدريب من قبل رئيس العرفاء الأخ حسن عبيد . والله لو باقي لحد الآن فأقبله من وجنتيه وتحياتي له , وفي حال وفاته .. ف الله يرحمه وأدخله فسيح جناته.
•                                                                                                                                                                                                                                                        يس يم ..
يس يم .. يس يم .. الى الوراء دور .. الأمام دور .. تنكااااب سلاح .. الى اليمين دور .. عادت ااان سر . وهكذا في كل صباح الى ساحة العرضات الكاع الصبغة التي لا تصلح للزراعة بتاتا وفي الديوانية والجنوب العراقي ثمة مساحات واسعة لا تصلح الزراعة , وهذا مو من أختصاصنا وأنما التدريب يعنينا لندافع عن الوطن . وبعد التدريب على مختلف الأسلحة والدروس العسكرية والهرولة الصباحية والزحف , يعود الكل نقضان منتهي وتعبان ومتعوب وبعد الفطور الثاني الصباحي .. ترى أمامك أرزاقك على القريولة وأغلب ما تكون ثلاث صمونات عسكرية وتمرات أو قواطي سجق كورف أو بعض الصلجة من الطماطم والمعجون وفيها قطع صغيرة من اللحم ,والمقسوم كان يوزع ونلتف حوله ونحمد الله ونشكره . وسرعان ما يأتي رئيس عرفاء الوحدة وهو نائب الضابط وفي أياديه ورقة فيها أسماء كجنود شغل وعلى طول الخط وفي كل يوم تقريبا ومن ثم تعود الى الفصيل هلكان , نكضان , جوعان , تعبان , زهقان , وناسي الأنسانية ومن خلقها وتكره من أتى بك الى هذه الدنيا . ولم تلحك أن تغسل ملابسك القذرة وحتى يبدأ التدريب المسائي الليلي ومسيرة العشرين كيلو وحامل على ظهرك الحقيبة السفري وفيها منوعات وكل يوم في طريق , يوم بأتجاه الحلة ويوم آخر بأتجاه السماوة ويوم بأتجاه النجف الأشرف وهكذا ... !. الكل زهقان , من الآمر والمساعد وأمراء السرايا والفصائل والجنود , ولكن ما باليد حيلة هكذا ترعى الأبل . وبعد العودة من التدريب الليلي تنتظرك الحراسة الليلية التعيسة !!. وشكو .. كل معسكر ومحوط من جميع الجهات بالعساكر , ومنو اله خلق يدخل المعسكر ونقاط حراسات كثيرة وفي مدخل المعسكر آمرية الأنضباط العسكري ودوريات آلية , وو...ّ!

194
حكايات وقصص الجندي العراقي / 9


سعيد الياس شابو


* عذرا من القراء الأعزاء من ان في الفصل ال -8 جاء خطا غير مقصود في السطر السابع الا وهو التأريخ أي جاء 2008-06-24 والصحيح هو 1972-06-24.


في بلدنا العراق الجريح ليس من السهل أن يتبوأ الأنسان ويقول أخطأت أو أن ينتقد ذاته عندما يرتكب خطأ ما , ولكنني تعلمت وأنا في عمر المراهقة أن أنتقد نفسي وأقول الحقيقة وحتى ان كلفتني الكثير والتأريخ شاهد على ما أقوله , وهذا ما تعلمته منذ الصغر. وهنا ليس قصدي أن أعبر عما هو في مكمني وانما حقيقة الأمر تعود للتربية التي تعلمناها من العائلة وفي الحزب الذي علمنا في مدارسه النقد والنقد الذاتي , أي النقد البناء الهادف وليس النقد المدمر والتقارير الكاذبة المؤذية والمدمرة , وتعلمنا في الحزب أن نحب الوطن والشعب والعمل والتضحية والبناء والتثقيف الذاتي واحترام الوقت وامور عديدة اخرى وأهمها احترام المثقفين
ومراعات الآخرين وأول من يضحي وآخر من يستفيد .

الرئيس ..رئيس العرفاء بالطبع جاء وكأنه حيوان مفترس شاهد فريسته ليقضي عليها وتصبح لقمة سائغة وسريعة التناول . الا انه اصطدم بقطعة صلبة وبالنار المعاكسة عندما سمع الرئيس عرفاء المدعو * حسن عبيد * وهو رئيس عرفاء سرية المقر الفوج الثاني لواء الأول الآلي التابع الى الفرقة الأولى ومقرها الدائمي محافظة الديوانية وأهلها الطيبين مدينة المناضلين عبدالله حلواص وناصر عواد أبو سحر .
ربما يقول البعض لماذا كل هذه الأسماء وربما لا يحب البعض أن يذكر أسمه في هذه الحالات المؤذية وأنا أقول على المجرمين أن ينالوا عقابهم وليس عفى الله عما سلف في كل الأمور .
الرئيس مسك سعيد من صدره وبمسكة قوية وهو كما ذكرت في الحلقة السابقة انسان على شكل حيوان مخروطي الشكل همجي لسانه قذر حيث يشتم الكل ويسب شمالا وجنوبا وشرقا وغربا ويهدد ويوعد ويكذب , وبالمناسبة كان قد هرب في حرب 1967 .عندما كانت حرب الأيام الستة في حزيران بين بعض الدول العربية منها سوريا ومصر والعراق وبين اسرائيل وعلى أثرها احتلت جولان السورية. وكتبت في كنية حسن عبيد الرئيس العرفاء كلمة * جبان * وهذه كانت نقطة ضعفه.
لنعود الى موضوعنا الأهم من وين طلعتلك يا سعيد ؟؟؟ , لا مأكل ولا شارب ما صارلك ساعات واصل وأنت قاطع مئات الكيلو مترات ويستقبلك رئيسك ب قواد … يا لها من كلمة حقيرة ومؤذية عندما لم تكن تستخدم بالمزح والعراقيين يستخدمونها كثيرا ولكن في كثير من الأحيان تكون من منطلق التحبيب والشقة . وفور أن مسك سعيد من قبل الرئيس فصار العكس أي مسك سعيد الرئيس ودفعه على الحائط وجائته قوى خارقة وقلبت الآية بعد أن رد سعيد على الرئيس كواد ماكو غيرك بالعسكرية وقال سعيد حائرا ليش آني قواد !!! قال الرئيس أنت جاي تقرير عليك وانت مو مريح !. زين وين أروح ؟ قال الرئيس آنه أراويك !!.
الألطف في الحكاية كان من يترقب الوضع أي الفلم بين الرئيس والمكلف سعيد , وسرعان ما سمع سعيد قهقهة الجنود والعرفاء الواقفين ويراقبون الوضعية والجميع أي الكل كان يراقب بحذر ماذا سيحصل بعد أن دفع سعيد حسن عبيد الى الحائط وصار الرئيس يتردد ويصك أسنانه..اصطبر أنه الك أراويك وين راح تروح .. تدفعني قدام السرية تهيني كدام السرية ؟ ميخالف مو مشكلة !. و ..  .
المهم فكوا ياخة البعض وارتاح الواقفين أي الرئيس خرج خاسر الجولة الأولى من المبارات بين سعيد وحسن بالرغم من الساحة والملعب والحماية جلهم من أنصار الرئيس . الا أن الجمهور كان يشجع سعيد من حيث لايدري!.
خرج النائب الضابط محمود الله يذكرهم بالخير هو والرئيس من غرفتهم وحسم الموضوع ودردم على الرئيس وكانت غرفة منامهم بجانب القاعة الكبيرة التي تستوعب أكثر من 200 جندي. علما كان الموجود في سرية المقر كمجموع 310 جندي أي رئيس العرفاء وعريف ونائب عريف وجندي أول وجندي مكلف . وتتضمن سرية المقر منوعات متفرقة  من حظيرة الأستخبارات والمفرزة الطبية والنجارين والحلاقين والكتاب و ..الخ.
راحت الأيام وجاءت الأيام وكلما يشاهد الرئيس حسن .. سعيد فيخزر له أوكف آني الك . ويرد سعيد .. روح شما يجي بيدك لا تقصر !.
وبعد ساعات وأيام الوضع أستبشر بالخير أي أن سعيد أستكشف أنه ليس وحده في الوحدة هناك العشرات من أمثاله من المغضوب عليهم في الموقع , سعيد شاهد نفسه في فصيل الأستطلاع السيء الصيت .
فصيل الأستطلاع تم بنائه خصيصا لغير المرغوبين فيهم حسب مفاهيم الرئيس وأشكال الرئيس وكنا في الفصيل وهو ضمن سرية المقر حوالي 30 جندي متنوع القوميات والأديان وجلهم لم ينتموا الى حزب الرئيس , ولكنه يسمى بفصيل الأستطلاع !!. يا لها من غرابة !.

كانت في سرية المقر قطعة ومكتوب عليها أسماء الضباط الكبار اللذين شغلوا مواقع رفيعة وقادة عسكريين ومن ثم تبؤوا مناصب الرئاسة في العراق, فمثلا كان الزعيم الراحل عبد الكريم قاسم أمر الفوج وأمر الكتيبة المدفعية وألرئيس الراحل أحمد حسن البكر كان آمر لسرية الأسناد في فوج حسن العبيد طاب ذكره في كلا الحالتين .



2008-09-06 السويد

195
حكايات وقصص الجندي العراقي / 8

سعيدالياس شابو
 
اليوم هو المعادلة الصعبة بالنسبة الى سعيد , أي الوصول الى الديوانية المدينة المغدورة
وأهلها الطيبين الفقراء , وفي الصباح الباكر وعلى أصوات الأذان عبر سماعات المساجد
الله أكبر , الله أكبر . وأصلا ..احنا ما نمنا الا القليل , المهم نهضنا في السابعة صباحا وكان
المنام فوق سطح الفندق والصيف الحار والفراش القذر والرؤية المظلمة بالنسبة الي سعيد.
أي تاركا ورائه الأم والأخت والأخوين الصغار وجاء ليخدم في الجيش العراقي كجندي باسل
وكعسكر ترك أهله وموطنه وأصدقائه وبيئته ونشأته وأمور اخرى من أجل الوطن ومن أجل
الخدمة الألزامية والقانون وغيرها من الأمور التي يؤمن بها المواطن العراقي.
اليوم أو بالأحرى التأريخ هو 1972/06/24 وفي الثامنة صباحا بعد الفطور في القهوة
أي الجايخانة وكان الفطور القيمر والصمون الحار والشاي العراقي المشهور بالرغم من ان
الشاي لا يزرع في العراق ولكن ايجاد والأبداع في طريقة التخدير هي التي تطيب طعم ونكهة
الشاي. وبعد ربع ساعة من المشي من القهوة وصلنا الى مدخل المعسكر واذ بطاق عالي و
كبير ... أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة...
واستمرينا بالمسير حوالي ربع ساعة اخرى وبعد الأستفسار من دائرة الأنضباط العسكري
التي كانت في مدخل معسكر الديوانية الكبير والشهير , وعلى ايدك اليسرى عند الدخول في
المعسكر الكل جاهزين ويبدوا كان الكل ينتظر قدوم آمر الأنضباط العسكري , ما علينا أستمر
الفلم الى أن وصلنا الى الفوج الثاني لواء الأول الآلي الفرقة الأولى, ولواء الأول المتكون من
ثلاثة أفواج الفوج الأول يسمى بفوج موسى الكاظم عليه السلام وهو أول فوج في الجيش
العراقي من حيث القدم والتأسيس ويأتي بعده فوجنا والفوج الثالث .
وصلنا حوالي في الثامنة والنصف صباحا والصياح والعياط من كل صوب يسمع في المعسكر
أي أصوات التدريب المتنوع في المعسكر الكبير , صوت المغاوير كان الطاغي على الكل
طالعلك يا عدوي طالع من كل بيت وحارة وشارع وشعارات عديدة اخرى, المهم وصلنا الى
المعسكر وعريف محمود لم يصدق يوصل بسلام وقال الحمد لله وصلنا وضحك مكسور الخاطر
لأنها المأمور يتحمل المسؤولية في حال هروب الجندي الي بذمته في كل الأحوال,وبعد دور
وتسليم الى مقر الفوج أي يسلم كتاب الجندي الى القلم ويأخذ الكتاب المرجع وهكذا أصبح
سعيد جندي في المعسكر الجديد . المعسكر مبني من أيام زمن الأنكليز , قاعات كبيرة وطويلة
وعريضة ونظيفة ومرتبة ومزدحمة وفي وقت الوصول لم يكن الفوج قد عاد من التدريب
الصباحي,وانتظرت بعض الشيء حتى في العودة كان الرتل يردد الشعارات المتنوعة, وعند
العودة من التدريب ترى حصتك من النفط على القريولة أي الصمونات والتمرات واللي الله
قاسمة. المهم سعيد لا يعرف أحدا في المعسكر ويشعر بغدر ولم يرتكب جريمة أو جنحة
أو ما شابه ذلك ولكن عليه أن لا يهاب لأنه يجد ثلاثة لغات بطلاقة أي السورث والكوردية
والعربية وقد عاش في بغداد قبل هذه المدة وقرأ واطلع على امور أخرى في الحياة العملية
وبعد الظهر من نفس اليوم كان سعيد واقفا متكأ على حائط القاعة ورايح في دالغة لا الها
أول ولا آخر , وسرعان ما شاهد انسان على شكل حيوان مخروطي لم يشاهد مثل نموذجه
قط وغير متوقع أبدا أن يشاهده ولا في حساباته القادم ...
ولا ك و لا ك ... گواااااد ..قوااااد . جاي تسوي تنظيم .. ولاك أفتح عينك طرة هنا مو
أربيل , أي حركة منك راح تروح بستين داهية , ولكن قبل أن يكمل وفور سماعي كلمة
قواد .. فقلت له قواد ماكو بالعسكرية بس انته , وقواد ماكو غيرك بس أنته !!!.
هاج الرجل ! كيف اتجرأ أن أرد اليه وعليه كلمة كواد وبصوت عالي بحيث يسمع
العشرات من الجنود الواقفين ومنهم العرفاء التابعين الى سرية المقر.
 
السويد 2008/08/30

196
حكايات وقصص الجندي العراقي -7

سعيد الياس شابو
 
بعد العودة من شقلاوة البطلة والمقاومة للأنظمة البائدة والألتحاق بالوحدة و بعد
قضاء استراحة الأسبوع ولقاء الأخوة الجنود والحديث حول الأخوة الزوار الى
الموقع ومعرفة سعيد وحسه القوي بأن هناك من خطة من قبل الأ خوة ضد سعيد
وسرعان ما نطق سعيد , وقال أنا منقول !. ولكن لم يعرف الى أين ؟.وردوا الأخوة
الجنود مسرعين .. دروح .. ليش تنقل ؟ ومنين تعرف ؟ ولكن الحاسة السادسة
عند سعيد أخبرته بذلك . وفعلا بعد يومين صدر أمر نقل الجندي المكلف سعيد
من مركز تدريب أربيل الى ....... وفورا.وبلغ سعيد بلملمة غراضه وحزمها
بسرعة البرق. وكان هذا بتأريخ 1972.06.22.
تهيأ يا سعيد !! . أنت جندي عراقي وعليك أن تتحمل المزيد وسأل سعيد ؟ شلون
راح أروح وحدي ؟!. فرد رئيس عرفاء الوحدة كاكة محمد , لا لا شلون تروح
وحدك , راح يكون وياك مأمور وهو عريف طيب القلب واللسان العريف محمود
الله يذكره بالخير وهو مرتبك جدا جدا وكان يعتقد بأن سعيد جندي خطير فعليه
الأنتباه من أن لا يهرب سعيد من يده وفي هذه الحالة سيدخل عريف محمود
السجن.عريف محمود يوصف بأنسان طيب القلب والمرام وكان من الأخوة
الكورد الكاكائيين من منطقة قادركرم في كوردستان العراق , وكان ضعيف البنية
وقصير القامة ولكن شواربه الغليضة طاغية على أوصافه .
في معسكر أربيل , وجه سعيد سؤالا الى عريف محمود ؟. الى وين يا عريفي ؟
فرد العريف مسرعا .. الى رواندوز . بلي الى رواندوز .. فرد ..سعيد مسرعا
صدق الى رواندوز ؟. هاي شلون طلعتلك بطاقة يا سعيد انت تحب الجبال والطبيعة
الخللابة والطرق الوعرة وفي اواسط الخمسينيات من القرن المنصرم كان أبو
سعيد نائب عريف في معسكر كاولوكان في رواندوز وحينها كان عمر سعيد لا
يتجاوز ال 4-5 سنوات وكان يتذكر بعض الشىء من المنطقة الجبلية الوعرة
وگه‌لی عه‌لیبه‌گ *كلي عليبك * الشهير والرهيب .
ولكن خابت أماني وأمنيات سعيد , عندما توجه عريف محمود وسعيد الى محطة
القطار!!. واستغرب سعيد . مستفسرا سعيد يا عريفي قلي الحقيقة الى أين وجهتنا
وقبلتنا رجاء ؟. بعد صمت وحيرة جاوب العريف مشكورا ما أدري ... هم قالوا
الى رواندوز !. وضحك سعيد .. مقهقها وحائرا , يا عريفي القطار ليس بأمكانه
أن يصعد المناطق الجبلية والوعرة . والكتاب السري عنده أي عند العريف ,ولكنه
لا يجيد القرائة والكتابة .
المهم .. ركبنا القطار الذاهب من أربيل عاصمة كوردستان العراق متوجهين الى
كركوك النفطية وفي كركوك راجع عريف محمود الأنضباط العسكري , وعلينا بقاء
ليلة أي أن نبيت ليلة في كركوك ومن ثم نواصل الى وجهة مجهولة.
بعد دردشة بين سعيد ومحمود حول مكان النوم في تلك الليلة , حيث بدأ عريف
محمود أنا عندي أقاربي في كركوك وسارع سعيد أنا عندي أقارب أيظا .
واتفقا على المبيت كل عند اقاربه , مترجيا عريف محمود من سعيد حول الرجوع
في الصباح الباكر لمواصلة الرحلة . وقال عريف محمود مكسور الخاطر..
سعيد اذا تشرد سيسجنونني بدالك . وحلف سعيد بالمقدسات فيما لو له نية
في الهروب , وحلف سعيد اليمين ومؤكدا ومخلصا بأنه سيلتزم الآداب والغيرة.
وفي الصباح اليوم التالي أي في 23 حزيران 1972.التقى سعيد وعريف
في محطة قطار كركوك ومن ثم الى بغداد العاصمة ومن ثم الى لواء الديوانية
الوسطي الجنوبي. وصلنا الى الديوانية ليلا وليس بأمكاننا أن نذهب الى المعسكر
فكان المبيت في فندق 5 نجوم . سعرالمنام على القريولة 100 فلس وعلى الأرض
50 فلسا , فكان النصيب 50 وليس 100.

 
 


السويد 2008.08.19


197
حكايات وقصص الجندي العراقي الفصل السادس
 
سعيد الياس شابو
 
حياة العراقيين بشكل عام كانت تعتبر , السجن والبهدلة والكابوس والخراب والدمار واللاستقرار والتعاسة واللاموضوعية والمرارة
ومفردات عقيمة أخرى كثيرة جدا .. ولست بصدد ذكر الحالة الميؤسة والمظلمة عند الفرد العراقي بشكل عام في العقود الأربعة
الماضية ولحد يومنا هذا , العراقي وفي جل تلاوينه الديني والقومي والطائفي والسياسي والجغرافي وحتى زيه التأريخي يعم عليه
بين هنا وهناك. وثمة من لا يتفق معي على هذا الأسلوب والرأي وهذا الطرح , وللطرح مدلولياته الحقيقية نابعة من صلب الحياة
اليومية للفرد العراقي أينما كان , وهموم العراقيين مشتركة وان اختلفت من شخص لآخر ومن جماعة لأخرى ومن حزب لآخر.
الفصل السادس من حياة سعيد بدأت وكأنه جاء من كوكب آخر !.وسعيد سيخلط الأوراق بعض الشيء ويعود ثانية الى المربع الحقيقي
ولكن بعد تناول المسلسل التراجيديا والدراما , وأنا لست ممثلا ولا مسرحيا , ولا ولا ..! . بل أنا عراقي وطني واممي وأحب شعبي و
وقومي وأهلي و أحب كل الأديان والشعوب والقوميات والدول , وما أحبه اكثر فهو رائحة ترعوز عنكاوا أيام زمان و بطيخ القوش
الذي كانت تمتلىء اسواق بغداد منه . وخاصة بسطات شارع الجمهورية. واحب رائحة التراب الكوردستاني بعد سقوط زخات مطر
في الخريف,كما احب تمر الخالص والحلة والديوانية والبصرة ولبن أربيل وسمك بحيرة دوكان وقيمر وچورك بغداد وخبز بهدينان
والموصل ولا تنسى البقلاوة , فأما فطر الجبل حصاروست وفواكهه المتنوعة وعيون المياه العذبة والنار المسائية التي كان يوقدها
بعض الأعزاء في الأيام الخريفية ولحد الآن طعم ودفؤها باقي في المكمن, ومعركة كردة مند الشهيرة والجثث كانت تصبح متاريس
وخطوط دفاعية , يا لتعاسة الجندي العراقي وصبره اللامحدود في الحالات الصعبة.
تجاوزت يا سعيد .. ولماذا لا تدخل في التفاصيل ما دام الوضع مخبوط في كل مكان . طيب الآن القائمة بيد الضابط وتم قراءة الأسماء
للمرة الثانية خرج سعيد ليلحق بأخوانه من أهل بلدته رحم الله الموتى والمفقودين وتحية للأحياء منهم والعمر المديد للجميع .
أخرجوا على صفحة في سرة تناولوا الموجود من القصعة , شيلوا جنطكم ويطغاتكم تهيأوا للنادي العسكري في اربيل, أي نادي الضباط.
والمثل القائل أنا بخاف من كلب ... وطلعلي الأسد , وربط الكلام والموضوع أي أنا أخاف من العرفاء في المعسكر , وشلون أقضيها ويا
الضباط في بهو !!!. المهم ليس كل شيء في هواك ورغبتك وتمنياتك , وفي النادي المريح من حيث المكان والبناء والحدائق المرتبة
والجميلة وفيها كل الأنواع من الزهور , مكان يجنن ومغري والثيل الأخضر والجميل ينسيك بأنك جندي عراقي مغضوب على أمره وعمره
وبعد ساعات تم توزيع المهام وأماكن النوم والواجبات والكل مرتبك ويحسب الف حساب كما يقولون , ولكن لو تقارنونه مع معسكر
تدريب أربيل ستطلع بفارق شاسع وواسع , مع الفارق ومن كل الجوانب ووجهات النظر التي كنا نناقشها كانت فيها تباين ومختلفة
نحن الجنود في الموقع الجديد الا اننا كنا نحب بعضنا الآخر والأحترام كان سائدا فيما بيننا.
جلنا كنا شاطرين في أي عمل نقوم به وكانت هناك أعمال مختلفة ومتنوعة , صعبة وسهلة , وبعد مرور أيام أصبحنا سيد الموقف
في الكثير من الأعمال التي كنا نقوم بها وبجدية وبسرعة البرق في ذلك الوقت , وليس في وقتنا هذا لأن سرعة البرق في يومنا
هذا مخجلة جدا !. تذهب الأيام وننزل في كل صباح تقريبا الى مركز اربيل أي سوق أربيل ونتريك أي نفطر في الخامسة صباحا
الپاچة , وشلون باجة كلشي فيها , الرأس والصمامي والكيس واللسان ومن ثم التشريب الذي طعمه لحد الآن باقية في حلوقنا.
وقبل أكل الباجة كنا نذهب الى الحمام الشعبي وكنا جلنا حيوية ونشاط . وهكذا استمر الفلم وكان يفرفش جل همنا الجندي المكلف
هه يني , وهو من الأ خوة الكورد . كان من احدى قرى التابعة الى منطقة به رانه تي .
صادف في احدى عطلة الأسبوع أي خميس وجمعة أن اسافر الى شقلاوة الجميلة وأحد أجمل مصايف كوردستان العراق وبدعوة
من الأخ والآستاذ يوحنا هرمز وذلك ردا لزيارته التي دعا اليها لرد الجميل بالمثل , وتمتعت لمدة يومين في تلك الزيارة التأريخية
بالنسبة لي . وبعد الرجوع لا أتذكر كنا في أواسط الأسبوع الثالث من الشهر السادس حوزيران من سنة 1972. ومن ثم العودة
الى العسكرية * خدمة الوطن * . فرحب الجميع بعودتي خجولين , وانا لم أعرف ماذا حصل خلال اليومين العطلة . وبعد دردشة
تطرق الأخوة الجنود لزيارة أثنين من معارف أهل عينكاوة الكرام للنادي واستفسارهم حول الموجوين معهم ؟ . حيث تطرقوا وعدوا
الأسماء بنية صافية , ولكن الأخوة الزوار المنتمين الى الأستخبارات العسكرية وهم كانوا يمتلكون رتب عسكرية سرية , كانت غايتهم
غير نزيهة أبدا وذهبوا الى حد كتابة التقرير الفوري حيث كان مفعوله قوي جدا ولم يطول أكثر من ثلاثة أيام .
 
السويد 2008.08.14

198
الأحداث التأريخية في اسبوع واحد

سعيد الياس شابو

تحية لشعبنا الكلداني السرياني الآشوري في عامه ال - 6755. وعامه الميلادي
2008. وتحية الى الناجين من مجازر سميل في 1933 من القرن المنصرم. وننحني
اجلالا واكبارا أمام قبور وآثار شهدائنا الآشوريين في سميل , الأخت الحقيقية ل حلبجة
الشهيدة . ففي حرب المباغتة والابادة الجماعية لآلاف مؤلفة من ابناء شعبنا في بلاد
ما بين النهرين العراق التأريخي والحضاري نقف اليوم متذكرين مآسات شعبنا وجراحه
الغير مولتئمة تصرخ يا أبناء شعبي اتحدوا وابنوا صروحكم وأعيدوا أمجادكم في التضامن
والتآلف والمحبة والتوحيد مادام الفرصة التأريخية سانحة ومؤاتية.
السابع من آب 1933 أي قبل 75 سنة قبل الآن قتل من قتل وهتك من هتك ونجى من
نجى بأعجوبة ولكن للأسف الشديد الى يومنا هذا الجرح لم يلتأم !.
وتحية لشعبنا العراقي بكل مكوناته الجميلة وأديانه السماوية وثقافاته المتنوعة
وتشكيلاته الحزبية , واليوم تمر علينا الذكرى ال -20 العشرون لوقف الحرب العراقية
الأيرانية , بعد حرب ضروس وطاحنة واكلت الأخضر واليابس , لا بل أحترق الأخضر
واليابس وقتل ما لا يحصى ويعد وجرح وعوق وأيتم وأرملت الملايين من أفراد الشعبين
العراقي والأيراني ,لحد يومنا هذا تقصف الجارتين العراقيتين أيران وتركيا الحدود
العراقية من طرف أقليم كوردستان التي تحاربهم في البناء والتطور والعمران , وهذا
ما لا تريده دول الجوار للعمران والتطور الحاصل في أقليم كوردستان خلال سنين
القليلة الماضية , ولايخفي على أحد الدمار الذي تركته الحرب العراقية الأيرانية
منذ بدئها في 22 أيلول 1988.ولحد يومنا هذا آثارها المدمرة السلبية تقرأ في عيون
العراقيين واصبحت المليارات من الدولارات في خانة الخسارة وناهيكم من ما أصاب
الفرد العراقي من خيبة أمل ورذيلة والبؤس والحرمان وفقدان الثقة بالعراق وبحكامه
المتعاقبين , والا ما هو السبب ولحد يومنا هذا عدم وجود الكهرباء وفي حال الوجود
انقطاع التيار ولمرات عديدة في اليوم الواحد ؟
وفي 11 أب 1987. قام النظام البائد بتحشيد قوات مجحفلة من الجيش والجاش
والتي تقدر ب أكثر من 50000. وتمركزها في منطقة عقرة وقصفها لمنطقة بارزان
وتوابعها من القرى الآمنة ولعدة وجبات في اليوم الواحد وفي الليالي كانت تقصف
الطائرات المسميات القذرة القرى والمناطق الآمنة بحجة تواجد الأسلاميين في المنطقة .
علما ان منطقة بارزان والقرى المجاورة لها كانت محمية للبيئة والحيوانات البرية
والطيور. والكل كان ملتزما بقوانين شيوخ بارزان الأفاضل بحماية البيئة .وفي هذا
اليوم تم تدمير وتفخيخ جميع بيوت قرية بارزان بالمتفجرات ال-تي ان تي . أي كل مجموعة
بيوت بسلك مشترك وثم تفجيرها ,وهكذا الى أن تم حرق القرية وتدميرها من بكرة ابيها .
واليوم , الثامن من آب 2008. قد بدأ العاب أولمبياد والمشاركين من 205.دول
وكلفة الأولبياد وصلت الى 52 مليار دولار أمريكي والكل في الملعب سعداء , وحتى
في الرياضة الحظور العراقي مخجل في الأولمبياد وكأن الوفد العراقي جاء من دار
الأيتام وليس من العراق الحضاري التأريخي !!.
واليوم عقد كاك مسعود وكاك كوسره ت رئيس حكومة أقليم كوردستان الحبيبة
ونائبه أجتماعا مهما واستراتيجيا بحثت به علنيا سبل التعايش الأخوي والسلمي
بين مكونات العراقيين من الكورد والعرب والتركمان والكلدوآشوريين .
*ونحن في السويد بحاجة الى أن تجتمعون معنا وتصغون علينا عن قرب ونحن
لدينا مشاكل عالقة , ومن حقنا أن نلتقي قيادتنا العزيزة وعن قرب *
وغدا ولحد الآن الأسبوع لم ينتهي ونحن سنكون في التاسع من آب 2008.
في شهر آب عشنا الأنفال قبل عشرين سنة وفي جبل كێوه‌ ره‌ ش في قضاء رانية
المنتفضة وهذا كان في سنة 1988. ولنا قصص طويلة وأحاديث شيقة مع الجبل
الصديق وأهل رانيا الكرام . وأنا لست بصدد هذا الموضوع الآن.
أجل ..غدا لنا حديث آخر مع الأم المناضلة الأم التي لم ترضخ للأقزام والجلاوزة
أم المناضلين البيشمركة الأم.. مريم عوديش سياوش.
غدا ستكون التعزية في النادي ونلتقي أبو جنان ونقول له لا تقهر يا عزيزنا
لست وحيدا لم تلتقي أمك قبل رحيلها , ونحن لم نلتقي أمهاتنا قبل وفاتهن بسنين
واذا صح التعبير 14 سنة وقصص العراقيين قصص خيالية !!.
فهل من مسؤول في مؤسسات شعبنا يصغي لعمل تمثال للأم مريم وتكون أمهاتنا
ضمن التمثال ؟
لا تحزنوا ايها الأخوة والأخوات نجيب ونبيل وفاروق وأديب وكل الأخوات بأنه
ليس هناك من يستقبل أمكم الشامخة كشموخ جبل كيوه ره ش , أنا بلغت أمي
المؤنفلة البطلة بربارة لكي تستقبلها بحفاوة لأنها أمكم مؤنفلة كأمهات جميع
البيشمركة .
السويد 2008.08.08

199


برلمان العراق الفدرالي والديمقراطية المزيفة !!!
سعيد الياس شابو
الملعب العراقي فيه متفرجون كثر . حوالي 25 مليون وأكثر , والمتفرجون وبتنواعتهم الدينية والمذهبية والطائفية والقومية والمنطقية يشكلون الطيف العراقي المغضوب على أمره , ولا ننسى التنوع السياسي والآيديولوجي يشغل
حيزا كبيرا في عقول المتفرجين, فلابئس من هذا التنوع ومن هذا الأختلاف الجميل طالما الكل يعيش تحت خيمة
تستوعب العراقيين المتفرجين. ويا حسافة والف حسافة في الملعب يوجد 275 لاعب , بينهم محترف وهاوي
, والمصيبة الكبرى عندما يتجاهل رئيس الفريق قوانين اللعبة وتوزيع اللواعيب
في أماكنهم الشرعية , وهنا يبدا الضحك على الذقون !
في دولة السويد أو مملكة السويد الديمقراطية يعيش حوالي 9 مليون شخص بين ذكر و انثى ومساحتها
تقدر ب 449964 كم مربع , وهي قريبة من مساحة العراق الفدرالي , ولكن نفوس العراق الحضاري وتأريخيه
الحضاري وعلومه القديمة أكبر بكثير من السويد الديموقراطية وخليها واو الديمقراطية زيادة لأنها لم تؤثر
على الدستور العراقي الجديد . وفي السويد التي يحلم بها الكثيرون يوجد هناك أخطاء في العمل وفي الديمقراطية
أحيانا , ولكنها لم تكن قاتلة , ولم يهفون في المهفات كما يهفون في مجلس محافظة كركوك النفطية .
ويتريثون في اتخاذ القرارات ويدرسون جميع الأوجه عندما يضعون خطة عمل, بناء مسكن , بناء مشروع ,
وغيرها من الأمور التي تخص المواطن , ويحسمون الأمور بشكل قطعي عندما يكون القرار جماعي وصائب,
ويتراجعون عندما يكون القرار خاطئا وبدون أي تردد وهكذا تجري العملية الديمقراطية في أوروبا بشكل عام
وفي السويد بشكل خاص.
السؤال المطروح في ملعب العراق الفدرالي وهو على الشكل التالي :-
هل الخلل هو في المتفرجين الأعزاء ؟
أم الخلل هو في اللاعبين ؟
أو في الحكم ؟
أو في الساحة التي تأوي الجميع ؟
أم في الصفارة التي تقرر ويصغي عليها الجميع ؟!!
حبذا لو ينتبه العراقي على الأنتخابات القادمة ويدلي بصوته للقائمة المفتوحة وليس المغلقة المزيفة
وحبذا أن يحاسب السارق واللص والفاسد والقاتل والمجرم والمقصر.
وحبذا أن يكون القانون هو السائد ونافذ المفعول.
وحبذا أن لا توزع الميزانية العراقية على الكتل والأحزاب.
وحبذا أن تحسم القضايا الشائكة لخدمة محقيها .
وحبذا أن تكون الأولوية في البرلمان العراقي الفدرالي خدمة المواطن أولا وأخيرا .
 
2008-08-04 السويد

200
حكايات وقصص الجندي العراقي الفصل الخامس
سعيد الياس شابو
بعد العودة من الاحتفال الطلابي في 14 نيسان-ابريل 1972.وعدم رجوع اللوريات للعودة فيها , عكر مزاج الكل بشكل عام ومزاج سعيد بشكل خاص . الا أن سعيد عمل جاهدا أن يرى مبررات مقنعة لأقناع حشود الطلبة اللذين دفعوا الاجور مقدما وسيترجلون مسيرة حوالي 25 كيلو متر , ومن ثم العودة أمام العساكر في السيطرة وحساب حسابات غريبة , المهم عدنا الى أهالينا ولم يتأذى أحدا وفي الطريق كنا نقرأ بيانات اتحاد الطلبة العام في الجمهورية العراقية , وفي يومها كانت التسمية بهذا الشكل واليوم تسمى جمهورية العراق, وبعد الوصول الى عنكاوا كان سعيد قلقا على سواق اللوريات !! . يارب ماذا حصل بهم ولهم ؟
في هذه الحالة سعيد قد دخل الهروب !. أي انه غائب أكثر من 10 عشرة أيام ولم يبوح لأحد وحتى أم سعيد الحنونة بربارة هرمز الحكيم لم تعرف بهروب سعيد من الدوام العسكري , وقبل الهروب أي في الأيام الأولى في مركز تدريب أربيل سعيد قد دخل السجن لمدة 3 ثلاثة أيام دون أن يقترف ذنبا , مجرد عند التمشى المسائي في معسكر تدريب أربيل وبعد انتهاء الدوام الرسمي , فصاح ضابط الخفر الملازم حسن ! تعال أبو خليل فذهب سعيد مسرعا ولكن ملعقة في يده ونسى أن يؤدي التحية العسكرية . وسرعان ما صاح الضابط ولك ليش ما تأدي التحية ؟. فرد سعيد التحية مسرعا ! ولكن دون جدوى . فنادى الضابط ...عريف الخفر ورئيس عرفاء الوحدة أخذوه للسجن !!!. حيل وياك يا سعيد ليش ما تأدي التحية روح 3 ثلاثة أيام في السجن !!!.
والآن أشرحلكم شلون وكيف حال السجن القذر ؟. السجن عبارة عن غرفة ليست بصغيرة ومبنية من البلوك
وارضية من السمنت وبدون شباك مضوي وفي احدى الزوايا وفي نفس الغرفة تواجدت التواليت الشرقي ,المرافق الصحية , وليس التواليت الغربي الصحي في يومنا هذا .
ولكي يكون الأنسان منصف كان في الغرفة 5 جنود وحالتهم مشابهة الى حالة سعيد . أي عليك أن تنام في غرفة السجن وتجلس بالمرحاض, وتأكل ثلاث وجبات والريحة والقمل مو مشكلة أبدا , علما انك لم تقترف جرما ما , ولم تسرق ولم تتهاون ولم تتشاكس ولم تتقاعس ولم تتكاسل ولم ولم ...!.
وبعد 3 أيام من المعانات داخل السجن وتحمل أعباء ذلك فقرر سعيد في أية فرصة سانحة أن يهرب ويتحمل كل الأمور والعواقب وطز فيهم وفي عسكريتهم المقززة والمنبوذة والحقيرة مع كل الأحترام للجيش العراقي ولخدمة الوطن وخدمة العلم والى كل التسميات الأخرى التي يرددها المواطن العراقي , وهنا بيت القصيد
وما تنتظره يا سعيد بعد الذي حصل ؟ . فقرر سعيد الهروب ومن ثم العودة بعد 12 يوم , وعلى سعيد أن يتحمل كل النتائج المترتبة من المحكمة العسكرية أو المجلس العسكري وأدنى عقوبة كانت 6 أشهر سجن.
ولكن ربك اللي خلاهم لم يرسلوا الهروب وبواسطة العم أبو عصام تجاوز سعيد المحنة والهروب ورجع الى الجيش نادما ومجبرا وغصبا على شواربه , لأنه ليس هناك أي مخرج وأي حل الا القبول والرضوخ لأمر الواقع المرير !
وبعد أيام جمع مركز تدريب أربيل جنوده في ساحة عرضات وقرأت الأسماء بولص .. ليون .. جورج.. أكرم.. مراد ..سعيد .. يوسف وبعض الآخرين . أخرجوا على صفحة ! يا الله ماذا حصل لم كل هذه الأسماء ؟؟. المهم بقيت في الطابور ولم البي طلب الضابط فتريثت قليلا وسكت في مكاني ويدي على قلبي, المهم عرف الضابط بعد حساب عدد الجنود في القائمة وعدد المصطفين في صفحة يفرق بجندي واحد .
 
السويد 2008.07.09


201

الحكم الذاتي مسألة استراتيجية وليست آنية !
سعيد الياس شابو
الحوار الهاديء الذي يحتاجه ابن شعبنا الكلداني السرياني الآشوري, يتطلب حسن النية
والصدق والأمانة والقدوة والنزاهة والوقوف بحزم ضد كل من يتاجر بقضية شعبنا المصيرية
ولكن لا يعني هذا أبدا من يختلف في رأيه معنا فهو عدونا . وانما المناقشة وبلورة الأفكار
واغنائها في تحليلات موضوعية مبنية على أسس وثوابت لها صلة تأريخية في الواقع هو من
صلب قضيتنا التي نبني عليها المستقبل الزاهر الذي فقده شعبنا العراقي بشكل عام وشعبنا
الكلداني السرياني الآشوري بشكل خاص. لذا الحكم الذاتي له رجاله ومقوماته وضروفه
الموضوعية والذاتية والأرضية التي يمكن النقاش والأتفاق عليها, ومنها ننطلق للذي ننتظره
وينتظره الأخرين من أبناء شعبنا أينما وجدوا سواء في الداخل أم الخارج . ونحن هنا بصدد
كيفية خلق لوبي يكون متمكن متكامل و متقارب الأفكار والمطاليب ويكون صوته مسموع دوليا
ونتمكن من خلاله وضع اللبنة السليمة الأولى ومن ثم البناء السليم في كافة المؤسسات
المنبثقة من الحكم الذاتي وبالطبع ستلحق مناطق الأدارة الذاتية بمنطقة الحكم الذاتي وهذا لا يعارض
أبدا عندما يقر الحكم الذاتي لشعبنا من قبل العراق الدستوري الفدرالي.
لكي لا نذهب بعيدا وندخل في مطبات مظلمة ونستخدم الفوانيس السحرية ونحن في غنى عنها
لأنه في عصرنا المضوي نهارا بواسطة الشمس ومظلم ليلا بسبب انقطاع التيار الكهربائي
والذي لا يحسدنا عليه أحدا في هذه الأيام التعيسة وحتى المثل الشعبي لا يطبق على العراقيين
* حق الجار على الجار *
في العراق الحضاري والمنبثق منه الحضارة والعلوم والتي استفادت منها الدول النائية والشعوب في
اكثر دول العالم ونحن نقول أو نستبعد الأخرين من أخوتنا من أن نطلب حقوقنا !!.
يا للغرابة !! ويا للحض التعيس ويا لزمن مغبر ويا أهل الخير افعلوا خيرا وازرعوا نبتة وستثمر
النبتة وسنأكل من ثمارها وستصبح نبتات ويكثر الخيرات وستكون الفائدة للجميع .
والحكم الذاتي ليس ملك للفرد ولا للحزب ولا للجماعة ولا لقرية واحدة , وانما الحكم الذاتي سينعم
فيه الجميع , لذا علينا جميعا أن نرفع أيدينا ونصرخ بأعلى صوتنا نحن مؤهلين لذلك بل نحن قادرين
وبمساعدة اشقائنا الكورد والعرب والتوركمان وكل الأخوة الآخرين ان نبني صرحنا وحين
اذن سنناقش الأفضل والأمكن .
في الدول الأوروبية وغيرها من الدول المتطورة صناعيا واقتصاديا وسياسيا , تم تجاوز هذه
الحالة منذ ازمنة وعقود وتجاوزوا من شرب المياه الخابطة , أي خلط مياه المجاري والمياه الصالحة
للشرب مع بعضها ويستفادون من النفايات ويحولونها الى الغاز لتشغيل السيارات التي تحمل النفايات
والقسم الآخر يعاد تصنيعه الى مسائل اخرى ومن ضمنها السماد الذي يستخدم للزراعة .
في هذه الدول المقسمة الى مقاطعات واقاليم ومحافظات لايشعر الأنسان انه مقيد بأمور ومسمياة
ولا يشعر بأنه محتاج الى التسمية بل القانون يحكم الكل ولا يشعر بعدم الأنتماء , بل كل كومون
أي كل مجلس بلدي يتمتع وهو حر بمساحته ومورده وسياسته الاقتصادية والبرمجية وميزانيته
وكأنه دولة مستقلة , لا بل أكثر من ذلك لا ترى تدخلا من أي كان في الأمور الأدارية وعلى
طول الخط بل يساعدون بعضهم بعضا في الخبرات التكنلوجية والمعلوماتية والأدارية وغيرها
من الأمور التي تتطلب ذلك , والجميع متساوون أمام القانون والعدالة .
ولا نريد من يتاجر بحقوق شعبنا في الداخل وماذا فعلت أحزابنا في الداخل وفي الخارج
وماذا فعلت مؤسسات المجتمع المدني للآلاف المؤلفة في الدول الجوار التي لم تشبع خبزا
في دول الجوار منها سوريا والأردن وغيرها من الدول الكثيرة التي يتواجد فيها ابناء شعبنا,
ومن يتحمل همومهم ومن ينقذ ما يمكن انقاذه في هذه الضروف العصيبة ؟.
اننا نتحمل المسؤولية التأريخية الغير المباشرة أمام الله والأنسان وعلى عاتق مؤسساتنا واحزابنا
ان تكف على السكوت على الوضع المأساوي الذي يعيشه ابناء شعبنا في الدول الجوار وأن تقدم
لهم مساعدات مادية ومعنوية وحتى طرق الأستجداء مقبولة لأنقاذهم من الحالة المزرية التي
يعيشونها والحبل على الجرار .
 
2008.07.06 السويد
________________________________________

202
حكايات وقصص الجندي العراقي الفصل الرابع

سعيد الياس شابو
لوري ورة لوري والأخوة السواق خائفون من السيطرات التي تجاوزناها بعد القال والقيل والحمدلله وبعد حوالي نصف ساعة وصلنا الى بسطورة , والشيء المحير كان بالنسبة للسواق كيف ستكون العودة لوحدهم ,
ويحسبون لها الف حساب ! ومن ضمن الحسابات السجن أو التحقيق في العودة , لأن السيطرة سجلت أرقام
اللوريات المعبآة بالبشر وليس بالحنطة والشعير كما كان الأستخدام الحقيقي للوريات أيامها.
المهم ..وصلنا الى المكان المتفق عليه للتجمع وكان الزملاء في اتحاد الطلبة العام في تنظيمات أربيل قد سبقونا الى المكان المقصود وهم قد نصبوا اللافتات والشعارات المكتوبة على القطع الأقمشة الحمراء والبيضاء والقسم الآخر مكتوب على الكارتونات . شعارات طلابية صرفة تساند الطلبة للوصول الى بر الأمان
وتظامن الطلبة من أجل حياة طلابية أفضل ومستقبل زاهر .
المسرح جاهز بجهود الخييرين وداير مداير المسرح كله قماش أحمر, واذ التقت عيوننا بنظرة خاطفة على زي نسائي جميل وجذاب في نفس الوقت وفرحنا في حينيها أي معنا العنصر الآخر أو بالأحرى الجنس الناعم,
وفي الوقت ذاته انكمشنا بعض الشيء , والسؤال طرح نفسه بسرعة البرق ؟.شلون احنة ما عدنة ولا بنيية
معانا وهذولة وياهم بنيية أي فتاة ؟؟. عجيب .. يعني احنة متخلفين ؟, لا قال الزميل سليم ... شوف.. شوف وكانت عيونه كعيون زرقاء اليمامة ونظراته الثاقبة أيامها وليس الآن !!.
مو بنية هاي ! وانما ولد لابس زي البنيية , وتنفسنا الصعداء والضحك المكتوم في السيطرة فضحكنا
في مكان الأحتفال . وبعد الأستقبال من قبل الزملاء الكورد والتوركمان من الطلبة والتعارف الحميم فيما
بيننا وبعد قليل بدأ الحفل حيث عريف الحفل بدأ وكأنه يحكم دولة وبصوته الجهوري وكلماته المتفائلة وجمله المرتبة وكلها هذه بعد الوقوف دقيقة حداد على أرواح الشهداء من الحركة الطلابية بشكل عام واتحاد الطلبة العام بشكل خاص.
لم يعلمنا .. في يوم ما الا حب الوطن وحب القضية وحب الآخر , والتظامن وروح التسامح والبناء وحل المشاكل وأول من يضحي وآخر من يستفبد والألتزام وامور أخرى. وبعد القاء الكلمات والأشعار والأغاني
المتنوعة والفرح الشبابي اللامحدود والضحكات والدبكات المتنوعة , سوسكه يي و سيبه يي وغيرها من الدبكات المشتركة جاء وقت الغذاء المقسوم وجلسنا كأخوة وكأنه جميعا من عائلة واحدة .
ربيع كوردستان كان يصرخ للعشاق حيث الخضار والطبيعة الخلابة وجدول ماء بسطورة والدبكات والفرش
على بساط الله الواسع ونشوة الأخوة الصادقة وامنيات الشباب في تحقيق طموحاتهم المشروعة والبلد الذي
ولدت فيه وعشت فيه أبا عن جد , وتشعر وكأنك من قطب آخر ولست من العراق , يا لتعاسة السيطرات
وعقارب الساعة تشير الخامسة عصرا ونحن ننتظر رجوع اللوريات لكي ترجعنا الى بيوتنا بسلام .
وننتظر وطال الأنتظار أكثر من ساعة ولكن بدون جدوى , فبدأنا نحسب حسابات وتكهنات وسبب التأخير؟
أي سواق السيارات ولكن يبدوا من الصعب العودة في اللوريات , وكان الحاح السواق على دفع الأجور مقدما , وأعطيناهم مقدما. وطال الأنتظار بحيث ضربناها مشي على الأقدام من بسطورة الى عنكاوا .
ولم نعرف سر عدم عودة السواق الينا لحد الأن !.
 
2008.07.02 السويد

203

حكايات وقصص الجندي العراقي
الفصل الثالث


سعيد الياس شابو
من الصباح الباكر أي في 1972- 4 -14 اللوريات جاهزة لتحميلنا وكأنه نحن ذاهبين للحرب !
حاملين معنا عدتنا من المقسوم الأكل والشرب , الدنيا ربيع والجو بديع والكل متهيا للصعود في اللوري واقفا محشورا وراضيا والكل من قوم الذكور ولم تكن معنا في اللوريتين ولا فتاة في تلك الرحلة الشاقة. بالطبع ليس من السهل في ذلك الوقت أن يكون المرء عسكري ويقوم بتأجير السيارات أي اللوريات ويجمع المبالغ من الطلبة ويكون في المقدمة وبالتأكيد سعيد لم يكن وحيدا في الساحة أنذاك وإنما العمل كان جماعي مع زملائه الآخرين وكان سليم لم يبخل في النظال الطلابي ولكن المضحي الأكثر ويتحمل مسؤولية اكبر كان سعيد, لأن أبو سليم كان في سلك الشرطة ويعرف جيدا ماهية النظام آنذاك , لذا كان يحسب الف حساب بينما سعيد ليس هناك من يحكمه , وانما هو الذي يحكم ويدير شؤون العائلة .
هنا لابد لي أن أوضح للقاريء الكريم الحقيقة المرة التي مر فيها اتحاد الطلبة العام من النكسات وهذا سابق لأوانه ولكن لكي أربط الفصول مع بعضها وأعطي صورة تكون قريبة من الحقيقة للقارىء الكريم.
في الطريق الى بسطورة الكل يصفق ويغني وشعارات متنوعة طلابية وسياسية وأغاني وهلاهل والكل فرحانين وكأنه في هذه الساعة ذاهبين للعرس وبالطبع الزملاء الآخرين قد أتفقنا معهم أن نلتقي في بسطورة أي الزملاء في تنظيمات أربيل , الله يرحمك ويذكرك بالخير يا زميل منعم البطل الذي لم يكن في يوم ما يهاب الجلاوزة ودائما كان في المقدمة , وذابها على الساطور . ومنعم الجرىء البطل كان قائد طلابي يفتخر به ويستحق نصب تذكاري طلابي في مدينة أربيل المقاومة والبطلة .
ولكي لا يزعل مني فارس الورد الذي كان عمره حوالي 12 سنة اذا لم أكن مخطأ , ولكن قامته وشكله وكأنه 10 عشرة سنوات فقط ولكنه لم يكن يهاب شيئا وفي نفس الوقت ذكي وشاطر وأراد أن يشاركنا الأحتفال ومستعد لدفع أجور النقل مضاعف ,ولكن اخيه الأكبر امتنع من أن يشاركنا فارس في الأحتفال السري للطلبة.
وفارس يصرخ ويشتم ... أولاد القحبة وغيرها من المسبات والفشائر العراقية الدسمة , كل خمس فشائر في دفعة واحدة تخرج من فم فارس الصغير !. ويقول ويصرخ ... ألا تردون الفلوس ؟. هاكم الفلوس !!.
أنا لازم أجي !. ونحن نرد عليه مو أنت صغير ميصير ! . وهكذا الى أن فارس تركناه يسب ويصرخ ويلعن ويتبؤ كل الجمل البذيئة وهو محق بذلك والأيام أثبتت صحة ذلك .
في نقطة التفتيش الأولى وأنت خارج من أربيل كانت سيطرة قذرة ومؤذية , قف السيطرة !
وكأنه قادمين من بلاد الوطواط , لوريين نغني ونصفق وجلنا في ريعان الشباب وفي عمر الزهور ولم يكن لدينا الدوشكة ولا نمتلك لا المدفع ولا الكلاشينكوف ولا السيارة المفخخة , كلما في الأمر فرحانين في الأحتفال والذكرى ال 24 لتأسيس الأتحاد وكنا نهاب الأصدقاء والأعداء . لأن الأمور كانت متشابكة ومعقدة والتأريخ سخيف أحيانا من تكتب الحقيقة وتقرها !.
ها من وين جايين ؟ .... شنو أنتم ؟.. كلها أسئلة بايخة وصرخ سعيد , لحد يحجي !! وصرخ سعيد , الله يساعدهم اخوان ... الجنود والأنضباط في السيطرة لم يجاوبوا أو بالأحرى لم يسمعوا من كثر الهتافات والصياح , شعارات طلابية وحماوة صاعدة سنمضي سنمضي الى مانريد وطن حر وشعب سعيد ! وبعد أسئلة وأجوبة كثيرة وتأخير في السيطرة وأستغرابهم من الحشود في السيارات و تمكنا من تجاوز السيطرة الأولى والثانية بصعوبة وتعقيد وتعقيب بعد الأتصال في مقرات العساكر أو بالأحرى الأستخبارات العسكرية التي كانت السيطرات العراقية مرتبطة فيها في كل شاردة واردة , والصورة التى كنا فيها كانت تخيلني سنة 1963 و1964.عندما جلبت الحكومة العراقية , البدو ليهاجموا البيشمركة وهم واقفون داخل اللوريات وبكثرة وهم يصيحون ... احنة البدو وين العدو .. احنة البدو وين العدو ! . سبحانك يارب , الفرق شاسع وواسع بيننا , ولكن العامل المشابه نحن وهم في اللوريات واقفون .
 
 
السويد 2008/06/20


204

الحكم الذاتي لشعبنا ليس وليد صدفة !
بل ضرورة وحق شرعي

سعيد الياس شابو
 
ما لم نتأمل بجدية وموضوعية ونشكل شبكة العنكبوت ونسير بدقة على شعيراتها الدقيقة , لينتظرنا الأنزلاق والسقوط من الشبكة أي الخروج عن المسار الصحيح والتشبث بعواقب وخيمة و سنتحمل جميعا الردات ما بعد الهزات وسيتصدع بنياننا أكثر , بينما نحن بحاجة الى الترميم الداخلي اكثر فأكثر ويتطلب منا العزم والأصرار ونخطوا خطوات أكثر عملية .
الحكم الذاتي على الطريقة القانونية !.
سؤال وجواب , لماذا العراق الفدرالي ؟. الجواب لأنه سقط النظام البائد.
سؤال .. لماذا الدستور ؟. الجواب ليشرع البرلمان الحق والحقوق والعدالة في المجتمع .
لماذا الحكم الذاتي لشعبنا ؟ . لأنه ستكون الفدرالية ناقصة لو لم تقر حقوق الشعوب .
لنتأمل جميعا على الشكل التالي : -
1- من منكم لا يريد لنفسه ولعائلته العيش الكريم ؟
2- من منكم يشعر بالطمأنينة وتكون حقوقه مهضومة امام عينيه ؟
3- من منا لا يريد أن يكون العراق للجميع ؟
4- من منا لا يعتبر نفسه مغدورا منذ وجود العراق ؟
5- من منا لم يقدم الشهداء والضحايا وخسارة العمر بين السجون والبهدلة المتنوعة ومنها اللجوء الى دول الغربة والأستجداء من البلدية ؟
6- من منا يعتبر نفسه ناقص عن الآخرين ؟
7- من منا يكره شعبه وأرضه وعرضه وممتلكاته ؟
8- من منا لا يريد الأستقرار ويتمتع بالحقوق والواجبات ؟
9- من منا ليس مصاب بخيبة أمل والأنهزامية في مواجهة الحقائق في الضرف الحالي ولم يصب بمرض نفسي ويحلم والكوابيس تفزعه في منتصف الليل ؟
10- من منا لا يريد عراقا مزدهرا قويا وقانونيا وفدراليا وتتمتع فيه كل المكونات العراقية على حد سواء ؟
في 2002 أي قبل سقوط النظام بسنة واحدة وفي احدى الغرف الكوردية البالتوك محاضرة للكاتب والمؤرخ الكوردي الاستاذ آسو گه‌رمیانی حول الكورد وأصلهم ومناطقهم الجغرافية وكان الحظور مكثف أي ما يزيد على 150 شخصا والمناقشات والأستفسارات حامية . وطرحت على استاذنا المؤرخ كاكه آسو .
السؤال على الشكل التالي : -
هل يحق لنا نحن الشعب العريق وبكافة مسمياته أن نحصل على جمهورية صغيرة ونسميها ونتفق عليها فيما بيننا ونبنيها على أسس سليمة ونتمتع بحقوقنا ؟
وكان رد استاذنا الكريم وبدون أي تردد . أجل أنتم من أعرق شعوب المنطقة ويحق لكم ما بوسعكم الأتفاق عليه كشعب عريق وأصيل .
فأذن أيها الشعب الكريم والأصيل تعالوا معا أن نتفق في البناء الشامخ وان أختلفنا هذا لا يعني التناحر وانما علينا ان نضحي ونتماسك ونتقبل الآخر بالأتيان بالبدائل الممكنة العملية وليس ترك مصير شعبنا للأهواء والعواصف العاتية والهزات الأرتدادية التي ستدوخنا ونحن في غنى عنها .
ان شعبنا بحاجة الى القائد والمعلم والكيميائي والفيزيائي والموسيقي والمقاتل والعامل والفلاح والطالب والمثقف والمهندس والطبيب والحكيم والكاتب والمدبر والى كل الذين يبنون البناء والصرح الحضاري, ونبدا من الخطوة الأولى ونأمل من سياسينا وكتابنا ان يكفوا عن المهاترات عبر الوسائل الألكترونية وامامنا مستقبل فعلى الرجال الأصرار على المطالبة بالحقوق وعدم التنازل عنها مهما كلفتنا من ثمن . وهنا لم أقصد الرجال أي الذكور فقط . وانما الذين يتحملون عبأ القضية الشعبية متمثلة بالعنصرين الرجالي والنسائي .
مرحا لأحزابنا ومؤسساتنا وكنائسنا ورجال السياسة اللذين لا يبخلون في تقديم الغالي والنفيس وتحية لمجلسنا الشعبي الذي يعمل جاهدا من اجل لم شمل كل الأحزاب والتنظيمات الشعبية والمؤسساتية ونحن بحاجة الى كل الطاقات الخلابة أينما وجدت .
 
السويد / 2008- 06 -18

205
حكايات وقصص الجندي العراقي
الفصل الثاني

سعيد الياس شابو
فإذن يا سعيد تهيأ وشد حيلك, فالطريق مسدود في وجهك وعليك بتحمل الصعاب مهما كانت أنواعها ومسمياتها والوضع المعقد ومن جميع الجوانب لا يعنيك أبدا لأنه أنت الآن عضو في الجيش العراقي الباسل ومستعد لتنفيذ الأوامر الصادرة اليك وحلقت رأسك درجة صفر أي وكأنه أنت معاقب على فعل ارتكبته أو جريمة معينة وتحصل عليها عقوبة جزائية وما عليك الا السير قدما وتتحمل النتائج .
الطقس ربيع أي نحن في بداية شهر نيسان والربيع في أوج عزته , والخضار داير ما داير عنكاوا الحبيبة عنكاوا المقاومة الصامدة بوجه الجلادين على طول الخط والتي كانت لها حساب خاص في الأزمنة الغابرة التي أصبحت في خانة النسيان في أيامنا هذه , وعنكاوا التي كان لها حصة الأسد في 1963 من الأعتقالات والسجون والتعذيب ودفع الأتاوى والرشاوي الى السلطات المحلية وخاصة الى المفوض في مركز شرطة عنكاوا المدعو جاسم , ورأيس العرفاء الشرطة المسمى ب ناصر القزم .
عنكاوا في الستينيات كانت فقيرة في حالها المادي, إلا أنها غنية في علومها وثقافتها وكبرياءها وتضامنها ومقارعتها للأنظمة الدكتاتورية والشوفينية ولحمة أهلها الطيبين والعاشقين الى بساتينها وزرعها الذي كان يصدر الى خارج المنطقة وخاصة الحنطة والشعير والعدس والحمص ومحاصيل البساتين الديمية كالبطيخ والترعوزي وصناعة الحصير والعرق المحلي الذي وصل في حينيها الى الكويت ولكن لم يحتلها !! .
وإنما أسعد أهلها .
وأهل عنكاوا الطيبين كانوا يفكرون بالبيئة وبالأوكسجين وبالجيرة وبالمسحوقين وكانوا متكاتفين أكثر , ولم يبخلوا أبدا بحق الذين نزحوا من المناطق الأخرى ليصبحوا هم أهل البيت وأهل عنكاوا الضيوف في كثير من الأحيان ولحد يومنا هذا .
أنهض يا سعيد !
الساعة الثالثة صباحا أو بالأحرى ليلا , ورن جرس الساعة المنصوبة ليعلن النهوض الباكر ومن ثم البدأ في حلاقة الذقن والفطور السريع ثم ارتداء البزة العسكرية والتهيئة للسير على الأقدام حوالي 5 كيلومترات
أي مركز تدريب أربيل كان على بعد هذه المسافة من بيت سعيد .
ولكن 5 كيلومترات بالنسبة الى سعيد لا تعني بشيء على الأطلاق , وفي كل يوم بعد العاشرة ليلا يتهيأ سعيد وبعض أصدقائه من أهل عنكاوا والمحلة التأريخية * ده ركه * يختفون عن الأنظار ويعودون الي البيت سيرا على الأقدام وهذه الحالة كررت عدة أسابيع , وكانت والدة سعيد تخاف عليه كثيرا بسبب الأوضاع السائدة والغير مستقرة نسبيا في المنطقة , وسأعرج على هذا الموضوع بعض الشئ.
إلا أن سعيد كان لا يهاب أبدا ولا يحسب حسابات الخطورة وظلام الليل وغيرها من الأمورالمغامراتية السياسية . ولكون سعيد لم يمتلك قرشا ويعيش في بيت مبني من الطين المتواضع لذا لا يعير أهمية للأحداث الساخنة.
بعد أيام قليلة غاب سعيد عن الدوام العسكري وأصبح فرارا حسب المفهوم العسكري العراقي وحينها فيما إذا غاب الجندي من الدوام لمدة 10 عشرة أيام فيدخل الهروب , وعليه أن يتحمل المحكمة العسكرية وعقوبة السجن , ولكن سعيد وين وطمبورة وين !.
سعيد يفكر بالثورة الغير المسلحة لم يكن يحسب للكارتل النفطي أي حساب, وسعيد بعد أيام لازم يأجر لوريات عدد 2 وبحجم كبير لأن عدد الطلاب اللذين سيركبون اللوريات, عددهم بين 180 - 200 طالب من المتوسطة والأعدادية وجلهم من أهل عنكاوا المنتمين الى اتحاد الطلبة العام والشبيبة وبعض الأصدقاء المتعلقين بهم وهذا ليس بسرا وانما عنكاوة كانت مغلقة لأتحاد الطلبة العام وهو فصيل من الفصائل المرتبطة بالحزب الشيوعي العراقي .
وفي الصباح الباكر من 1972/4/14.اللوريات جاهزة بعد أن دفع كل طالب اجور النقل وكانت تتراوح بين 25 -50-و75 فلسا أي ذهابا وأيابا , وكانت الوجهة الى بسطورة التأريخية .
السويد / 2008/06/15

206
حكايات وقصص الجندي العراقي
الفصل الأول

سعيد الياس شابو
في البداية لنقف جميعا كعراقيين وبجميع مكوناتنا الجميلة والكريمة والمحترمة * دقيقة حداد * للجندي العراقي الشهيد أو بالأحرى لشهداء الجيش العراقي الباسل منذ يوم تأسيسه في 6 كانون الثاني 1921. ولحد الأن .وهذا الجيش العنيد والملتزم بالأوامر التي تصدر اليه ويطبقها بحذافيرها , ويقوم بتنفيذها حتى ولو كلفته حياته, وهنا لست بصدد سرد تأريخ الجيش العراقي منذ تأسيسه بعد تشكيل الدولة العراقية في 1920 . وحتى سقوط الصنم كما يقول شاعرنا عمو أبو ناصر في قناة الفيحاء الأمينة والصريحة في عصرنا هذا .
في 1972.04.01.التحق مواليد 1953.في تجنيد اربيل وكان مقره في محلة طيراوة الشعبية في محافظة أربائيلو / أربيل / هه ولير العاصمة لأقليم كوردستان العراق حاليا , وأربيل المقاومة التي يحكى عن تأريخها القديم الذي لايقل عن 4 -5 آلاف سنة وأربيل مشهورة في قلعتها التاريخية ومنارتها الأثرية ولبنها الذي لا يمكن الأستغناء عنه حتى في أوقات الحصار الذي كان النظام البائد يفرضه على كوردستان , الا أن لبن أربيل كان يصدر الى مختلف محافظات العراق . وكأنه بلسم يداوي الجرح ويطيبه , فأما كباب أربيل مع لبن أربيل أخذ الشهرة أكثر من التحف الأيرانية وخاصة فرش كاشان الشهير.
أن تلتحق أيها البالغ في الجيش العراقي كجندي مكلف عليك أن تفقد الأنسانية نوعا ما وأن تدرك أنه قد صلب عودك ولا تفكر بما كنت قبل لبس البوسطال والبيرية والخاكي وأن تطيع وتنفذ الأوامر الصادرة وأن لا تفكر بأهلك وأحبابك وأصدقائك وان تأخرت في الحصول على الأجازة هي مشكلتك وأن ترضى في الراتب كما كان يسمى أيامها وعليك أن تدرب بشكل جيد وتتهيأ للقتال الليلي والحروب الضروس والفرضيات في المناطق الجبلية والصحاري وعلى مختلف صنوف الأسلحة والتدريب وأن تحرس 4 ساعات كواجب ليلي أي كل ساعتين تتبدل وتطلع جندي شغل وأن تأكل الحو أي لحم الكلاب والحياية وأن تزحف في المجاري العفنة دون ارتكاب أية جريمة وأن تحظر التعداد الليلي وأن تنهض في الرابعة صباحا وتجلب القصعة وتأكل وتغسلها كلها في 30 دقيقة ولا تنسى حلاقة الذقن في الصباح الباكر وصبغ تكرمون البوسطال ولازم يلمع وأعوذ بالله ان كنت مسيحي فعليك الخيار بين المراسل ,المطبخ , المطعم , أو النادي وبعض النمنمات الأخرى وان لم تلتزم فعليك تحمل العقوبة !!!. ولكن اقول للحق ليست هذه الأمور 100 % وهناك حالات أخرى كما ذكرت. سعيد .. كان عمره 20 عشرون سنة عندما التحق في خدمة العلم أي صغر عمره سنتان لكي يواصل الدراسة ويعيل عائلته بعد أن توفى والده في بغداد في يوم عيد العمال العالمي سنة 1968 وفي 5/1.في بغداد . بعد أن ترك 3 أولاد وبنت أكبرهم الفتى سعيد لا يتجاوز عمره 17 سنة في ذلك الوقت والأم الحنونة أصبحت تربي أولادها على طريقتها الطيبة والمخلصة لفلذات قلبها وفي مفهومنا الشرقي عندما يموت الأب ,الأولاد والبنات يصبحون يتامى !.
السنين العصيبة من العمر ... ونصف .* في 3 ونصف . لأن كل سنة تضربها في ثلاثة ومن ثم تكون النتيجة صحيحة ولا يفهمها من لم يخدم العسكرية العراقية .
المهم التحق سعيد مع ابناء جلدته في معسكر تدريب أربيل في 1972/4/1. وكانت بداية صعبة جدا ولم يفكر يوما أن يخدم العسكرية بل كان قد أقترح على الحزب أن يصبح بيشمركة أي * عصات * ويخدم الجبل بدل الصحراء وهذه كانت قناعاته من قبل أن يرتدي الخاكي , وكان ينتظر الرد بعدم السماح أن التحق بصديقي الجبل.
 
السويد / 2008/6/11


207
المهام الملقات على عاتق أحزابنا ومؤسساتنا
وجمعياتنا الفاعلة

سعيد الياس شابو
 
هنا ومن هذه المنابر الالكترونية العزيزة التي يكتب فيها مثقفينا وكتابنا وشعرائنا وسياسينا ومربينا ومن العنصرين النسائي والرجالي وضمنهم
ذوي الدم الحار الشباب والشابات أن يقفوا صفا واحدا مدافعين أمناء على مصيرشعبنا الكلداني السرياني الاشوري ومستقبله الذي
علينا جميعا ان نرفع من شأنه عاليا ونسيس قضيتنا في العراق وفي المحافل الدولية والذي يتطلب منا الاجماع على تثبيت حقوقنا
دستوريا وقانونيا وشعبيا , وان لا فالانصهار ينتظرنا وحقوقنا ستصبح في سلة المهملات وخانة المتروكات أو بالاحرىسنقول
أكل الدهر عليها وشرب , ومن ثم لا فائدة في الندم ولا يغفرنا من يأتي من بعدنا .
المحاصصةالعراقية او بالاحرى المعادلة العراقية !!!.
أين نحن منها ؟ . وما هو موقعنا من الاعراب ؟ . كلها اسئلة جديرة تستحق الوقوف عندها , ونصحى من غفوتنا وان نترك
قضايانا ومصالحنا الذاتية في الطرف الآخر من المعادلة وان نترك التوجهات السياسية التي بامكاننا ان نتفق عليها في مرحلة
ما بعد الحصول على الحقوق لشعب تأريخه لا يقل عن شعوب المنطقة ابدا , لا بل هو اقدم مما نحن نتوقع . فأذن لم لا نكون بمستوى القدم التأريخي
والحضاري ونخطو خطوات الى الامام ؟.
اليوم وليس غدا !!!.
1- أن نترك الخيار للشعب وللديمقراطية وللتصويت.
2- ان نعزل توجهنا الشخصي جانبا ونتأمل بوضع الشعب العريق.
3- لا نناقش البيضة من الدجاجة أو العكس .
4- أن تعلن احزابنا الوطنية والقومية ومؤسساتنا وبصوت عالي ماذا نريد ؟.
هل نريد الحكم الذاتي أم لا ؟. واذا كان الجواب بنعم او بكلا , يرجى كتابة الأسم الثلاثي .
5-يكون الأستفتاء عبر المناطق التي يتواجد فيها ابناء شعبنا .
6- تاخذ المؤسسات والجمعيات والأندية على عاتقها مسؤؤلية النتائج للأستفتائات وتكون النتيجة شرعية ونزيهة
وان تشارك المنضمات المجتمع المدني بالاشراف على نتائج الاستفتاء.
7- الخيار الاول والاخير يكون لشعبنا في الداخل , والخارج يكون مكملا للعمليةز
وان لا فلماذا نحن وانتم لا نبحث عن البديل ؟؟؟.
نأمل من احزابنا وتنظيماتنا ومؤسساتنا وجمعياتنا بكل انواعها وتوجهاتها ومواقعنا الألكترونية وصحفنا ومقنواتنا المرئية والمسموعة ان
تلعب دورا مميزا ومشهودا في هذا الأستفتاء ونأمل من الجميع المشاركة الفعالة لخدمة قضايا شعبنا المصيرية , وكلها هذه مقترحات للعمل
بها لكي نتعلم الديمقراطية الحقيقية وليس المزيفة ونأخذ بنظر الأعتبار آراء ابناء شعبنا , لكي نبني توجهاتنا المستقبلية عليها بشكل
منطقي وعلمي وعقلاني.
 
 
 
السويد 2008.06.08

208
الحكم الذاتي لشعبنا وبناء القرية العصرية !

سعيد الياس شابو
 
جميل حقا ان نشيد بكل ما هو صائب وواقعي ونحن نرى قرانا المدمرة تعيد امجادها وتبتسم للحياة وتصرخ ها والف ها اننا بخير.و
التأريخ كتب من جديد فهل من داعم من أن نكون بثياب أجمل وبتنظيم أفضل وبترتيب أكثر واقعية بحيث أن يرانا الصديق والمتفرج ويشيدا بما هو واجب وطني وانساني تجاه الشعب والوطن والتاريخ والأرض التي اعطت خيراتها للذين يعيشون عليها وينكرون ما هو واقعي ومفروض عليهم وعلينا فعله , الا وهو تحمل المسؤولية التأريخية امام الشعب الوطن .
وهنا المحك الحقيقي لأبناء شعبنا الكلداني السرياني الآشوري أن يروا الواقع الذي نعيشه بناضور تكون عدساته غير مغوشة وأن تكون عيوننا سليمة غير مصابة بمرض أو بعاهة تعيق الرؤية وأن نزيح الحواجز جانبا , ومن ثم أن نضع في نصب عيوننا أولا الشعب العريق الذي يستحق جل اهتمامنا وبشتى الأساليب والوسائل المتاحة وتسخير كل طاقاتنا وامكانياتنا من أجل النهوض بمقدراتنا وبناء الصرح الحضاري والذي اقتدى به أجدادنا العظام بناة الحضارة الأنسانية ولنترك الخلافات جانبا ولنضع ايادينا متماسكة لما هو خير لشعبنا ولا نقل نحن على صواب وانتم اخطأتم , بل لنثبت للدنيا ولشعبنا وبكل رحابة صدر بأننا شعب واحد ونهضة واحدة واصرار لابد منه .
وانا أقصد القرية العصرية والنموذجية بالفدرالية العراقية كنموذج بالمنطقة . والحكم الذاتي لشعبنا الكلداني السرياني الآشوري كحق من حقوقه المشروعة وحالنا حال الأخوة الكورد والعرب والتوركمان وجميع المسميات الجميلة التي عاشت منذ القرون في عراقنا الجميل بلاد ما بين النهرين.
وهنا يتطلب منا الأتفاق على أن نتفق وليس أن نحسب انفسنا ضيوف على البرنامج ونتخذ ونحمي أنفسنا بحواجز غير مجدية ونشد عيوننا في وضح النهار ونبقى متفرجين لا من شاف ولا من درا في الساحة ونحسب أنفسنا مغدورين ومتفرجين ومن ثم نسد جميع النوافذ في وجهنا بينما العولمة تسير وتعمل ناشطة بسرعة البرق.
م الذي ننتظره من المجتمع الدولي ونحن لا نرى عيوبنا ولم نتفق لما هو مصير الأجيال القادمة من شعبنا في الداخل وفي دول المهجر والفرصة سانحة لكل من يريد الخير لشعبه حتى ولو بكلمة قيمة وأن نقول ,أجل نحن جميعا في خدمة شعبنا ونبني قريتنا العصرية النموذجية ويعيش فيها الطفل والشاب والعجوز من الجنسين وفيها كل مستلزمات الحياة. وهذا بالتأكيد ليس معجزة ولا مستحيل في عصرنا الحالي وأن نهتم بالبيئة أولا , لأنها تعتبر مصدر الحياة وأن نحسب ليس فقط لشهر وسنة وعقد وقرن , بل نحسب لمئات ولآلاف السنين. وأن لا نتاجر بمصير شعبنا ونضييع المشيتين لا سامح الله .
القرية العصرية تحتاج الى الجدية والمثابرة والتضحية والخرائط السليمة وأسس وقوانين وخزانات ماء وزراعة الممكن والأعتماد على الذات أولا ومن ثم الأعتماد على الطاقات الأخرى المتاحة وهذا يتطلب منا أن نكون أمناء على قضيتنا وحريصين في نفس الوقت , وأن لا نوزع العقارات على اشخاص جشعين متنفذين وان لا ننسى الأجيال القادمة التي يجب ان نتحمل مسؤوليتها ونبني لها ونسهل ما هو ممكن .
مسؤولية القرية المتكاملة من جميع النواحي يتطلب اشخاص كفوئين وصادقين مع ذاتهم أولا ومع الآخرين ثانيا, وفي الوقت ذاته أن نتجرأ ونقر الحقيقة لأن الأحداث تسير بسرعة ينبغي الأسراع على الأجماع في الرأي الموحد وترك النقاش البيزنطي جانبا , ونقول من حقنا أن نكون شركاء في هذا الوطن ما دام هناك تأريخ مشترك لنا جميعا كعراقيين أصلاء . وكما لنا حقوق فعلينا الألتزام في الواجبات في الوقت ذاته.
بناء القرية العصرية والتي ستصبح مدينة صغيرة وثم كبيرة يتطلب منا جميعا الأسهام الفعال بوضع كل الأمكانيات المادية والعلمية والمعنوية تحت تصرف الخيرين من أبناء شعبنا وترسم الخرائط الصالحة للبناء ولا نحفر بخطء ونملأ بخطء والغاية والقصد غير نزيهين.
ان ايماننا قوي ورؤيتنا واضحة المعالم في مطلب شعبنا لتحقيق الأماني النبيلة ونمضي قدما ما دام شعبنا العراقي بكل مكوناته عربا وكوردا وتوركمانا وكل المسميات الرائعة الأخرى بخير . ونحن بخير ما دام الأخوة الكورد والعرب والتوركمان هم الذين يعتبرون أنفسهم ظهيرا قويا لنا , ونحن بخير ما دام البطلة منى سالين وحزبها الأشتراكي الديمقراطي هم ظهير مساند لنا .
ونحن بخير ما دام أحزابنا وجمعياتنا ومؤسساتنا بخير , وكم ستكون قريتنا جميلة عندما يكون العرس الكلداني السرياني الآشوري موحدا وكل من طرفه يغني ويهلهل وندعوا فيه كل من ينطق بكلمة خير من اجل العراق الموحد الفدرالي المزدهر يعيش فيه الكل دون هظم الحقوق .
واود أن أقول نحن كعراقيين وبمسميات متنوعة وجميلة أن نبني قرى الأخوة الأيزدية قبل المسيحية وأن نبني قرى الأخوة الشبك قبل قرى الكلدانية السريانية الآشورية , وأن نتعانق ونتماسك مع الأخوة الشيعة والسنة والعرب والكورد والتوركمان والصابئة المندائيين ونشكل باقة ورد في حديقة عراقية .
 
السويد 2008.5.27
saed_shabo@hotmail.com


209

رأس مال الدولة عدو لدود !!

سعيد الياس شابو
 
رأسمال الدولة عدو لدود عندما لم يسخر بشكل جيد , ولكل حادث حديث . وحديثنا اليوم يهم الجميع وأنا أقصد العراقيين في الداخل والخارج شأنهم شأن الشعوب الأخرى التي تمتلك النفط أو بالأحرىالبترول ولم توزع الموارد المالية بشكل استحقاقي على كافة الفئات والشرائح الشعبية وهذا ما يخلق أشكالية في التفكير وخاصة عند السلطة الدكتاتورية والمنفردة بالحكم حيث لا حسيب ولارقيب عليها والسجلات تكتب بقلم الرصاص.
في عام 1958 وفي 14 تموز قام الزعيم العراقي المرحوم عبد الكريم قاسم مع مجموعة الضباط الأحرار بالثورة وعلى اثرها صفيت الحسابات وقتل الملك ورئيس وزرائه نوري السعيد والآخرين رحمهم الله جميعا .كانت الثورة غير دموية لو قارنت بالثورات الأخرى لو لم يتم تصفية العائلة المالكة وهنا يكمن السر الذي دمر العراقيين منذ عقود خمسة ولحد الأن , الا أن العراقيين تنفسوا الصعداء بعض الشيء أثناء السنتين الأولى والثانية من عمر الثورة وسرعان ما بدأ العد التنازلي في عام 1961. وسبقت هذه الفترة أحداث الموصل المسمية بأحداث الشواف.
لست خبيرا نفطيا ولا اقتصاديا وانما حقائق ساطعة وأحداث تأريخية ينبغي الوقوف عليها للأفادة لأنفسنا ولأجيالنا القادمة.
أنا لا أتحدث عن الأستكشافات النفطية منذ العشرينات من القرن المنصرم في مدينة كركوك الغنية بالنفط ومناطق اخرى في العراق والشركات التي استخرجت النفط وتلاعبت بمقدرات الشعب طيلة ثمانية عقود مضت ولحد يومنا هذا وذلك عبر نشر الفتن بين الأديان والشعوب والقوميات في عراقنا العزيز , والتلاعب بجغرافية المنطقة وخلق بؤر التوتر لتتحكم الشركات في سرقة قوت الشعب وثرواته عبر مختلف التسميات وخلق النزاعات في الدولة العراقية ومع الدول الأخرى . واستخدمت تلك الشركات الثروة النفطية في العراق لضرب بيد من حديد على كل من ادعى بالوطنية والتقدمية بينما الشركات المحتكرة والمتنفذة التي طالت يدها شكلت كارتلا نفطيا وراسمال متين في بلدانها لتضرب وتتآمر على العراق عبر وسطائها وسفاراتها وتحكم على العراقيين في الداخل والخارج.
التلاعب بمقدرات الشعب لم يكن فقط بالبحث عن النفط واستخراجه ونسبة الأسهم وعدد الحقول النفطية ومدى العقود الموقع عليها فحسب
وانما التلاعب بالكميات المصدرة وادخال الأرقام المزورة وتشكيل دولة داخل دولة , أي دولة نفطية داخل دولة فقيرة تأن من البطش البوليسي المخابراتي القمعي كما فعل النظام الدكتاتوري المقبور بالشعب العراقي البطل الذي عان منذ ان وجدت تلك الشركات على ارضه الغنية بالموارد الطبيعية . لقد خسر العراق والعراقيين مئات المليارات من الدولارات خلال الحقبة الزمنية الماضية من عمر تصدير النفط ناهيك عن الحروب الضروس التي افتكت العراقيين كشعب شهم وطيب ونبيل ومتمكن من حيث جميع الأوجه.
ففي التأريخ الحديث وبالضبط في عام 1972 حيث قام النظام العراقي بتأميم ما تبقى ما بحوزة الشركات النفطية من عقود مزمنة وقاتلة حيث طبلنا وزمرنا في حينها ونحن خبراء في غسيل الدماغ وكببغاء ولببغاء قصة أخرى !!
وقبل تأميم النفط أطلقت صافرات الأنذار وهلهلت الأفواه وقرعت الطبول بالدعاية لغرض دعم حكومتنا الوطنية آنذاك أي في عام 1972 وزيارة البيوت وقراءة صورة الغزالة بأن نظام الحكم ليس فاشي وانما تقدمي ثوري يؤمم النفط وسنكون سيد الموقف وستعود كرامتنا الينا بعد ما فقدناها سنين وعقود.. انتهى الكاسيت ! قرضنا المبالغ واشترينا سندات الصمود , لدعم العراق لنقاوم الأحتكارات النفطية ونجحت الخطة بالتمام , وأصبحنا سيد الموقف والشعب العراقي سينعم ويستلذ بكل شىء وستملأ المحفظة من حصة الفرد النقود العراقية من الدينار والدرهم . وستزيد القدرة الشرائية للمواطن العراقي الشهم المضحي في كل الضروف وناقشوا العراقيون في أزقة السياسة , العام والخاص في الأشتراكية واقامة الندوات الواسعة بخصوص الأنتاجية وزيادة الأنتاج وغيرها من الأمور التي انشغل فيها الشارع العراقي آنذاك ومررت عليهم بأسم الوطنية ومحاربة الشركات المحتكرة وقيام الجبهة الوطنية والقومية التقدمية في عام 1973 الخطط الجهنمية لضرب الحركة الكوردية ونسف بيان الحادي عشر من آذار 1970. وخير دليل على ذلك العمليات الانتحارية التي قامت بها مجموعة من رجال المخابرات ورجال الدين المخدوعين من قبل زمرة ناظم كزار واعوانه في 1971.وذلك لقيامهم بمحاولة قذرة لأغتيال الزعيم الراحل البارزاني الخالد الذي ناضل طيلة حياته ضد الأنظمة القمعية والدكتاتورية للوصول الى حقوق الشعب الكوردي المشروعة . ولم يفلح نظام الدولة المخابراتي بذلك اليوم القذر , واصبح يخطط لما وراء الحادث .
وفي حينيها لم يطرأ شىء يذكر على دخل الفرد او يتحسن الوضع المعاشي للأسرة العراقية لكي تقول لا والله ي التأميم كان الخير من وراءه ونحمد الرب ونشكره على زيادة النعمة بعد ما قمنا به من واجب وطني تجاه وطننا الحبيب العراق , وسرعان ما زاد الطين بلة وكبر رأسمال الدولة حيث قامت الحكومة بشراء اسلحة وطائرات متتطورة ودعمت اجهزهتها المخابراتية القمعية بشتى الوسائل بحيث التجأت لشراء الذمم في الداخل والخارج عبر سفرائها ومكاتبها وتنظيماتها وشملت تلك الأفعال الدنيئة الأوروبيين والعرب والأفارقة وشكلت أجهزة داخل أجهزة ضنا منها ستحميها تلك الأجهزة في أوقات الشدة , واصبح المواطن العراقي لا حول ولا قوة واصبح العقل العراقي مغيب ومهمش وكأنه عدو جاء من كون آخر .
ولم يكن هناك اية وضوح في الميزانية العراقية واعطيت الأولويات لتقوية الجيش !!! . فأذن الجيش قوي واسلاح موجود وليس بأمكان أحد ما أن يسأل ويعارض , فأذن الحرب قادم لا محال وطز في الجندي العراقي لأنه أصلا هو ابن الخايبة !.
مادام يقبض في الشهر 4 الا ربع فهو مطيع أبو خليل وأقصد الجندي العراقي ومستعد لتنفيذ الأوامر ماكو خريج مريج كله يطلع بالأبريج .
في القتال الذي دار مع الأخوة الكورد في عام 1974 و 1975. خسر الجيش العراقي 16,000 ستة عشر الف قتيل و أكثر من 60,000 ستين الف جريح ناهيك من الخسائر التي وقعت في صفوف الحركة الكوردية وخراب وتدمير مئات القرى الكوردستانية الجميلة , ولا نحسب الخسائر المادية , ولا نحسب التنازلات التي قدمها النظام العراقي البائد للشاه المقبور في اتفاقية الجزائر المخزية في التأريخ .
حشدت القرى المرحلة اهاليها في مجمعات جهنمية قمعية تدار من قبل الأمن والمخابرات والعناصر الفاسدة ودمرت الشخصية الكوردستانية والقرى الحدودية واصبح الشريط الحدودي بعد عام 1975 . من المناطق المحرمة !!!. بالله عليكم هل من دولة في العالم تقتل شعبها وتدمر قراها وبأياديها وبامكانياتها المادية وتقتل السهل والوادي والجبل والماشية والطيور والنحل الذي يصفي الجو ويشفي المريض ويعيش حرا ولم يكن عاصي على الحكومة في يوم من الأيام ؟.
مصيبة حقا ! وهل من يسأل لم كل الخسائر ومن كل الأطراف ؟
وهل من سائل يحصل على الجواب ؟
وهل أن رأسمال دولة العراق الفدرالي يعطي حقنا بالكامل ومتى ؟
وهل ان المليارات الفائضة عن سعر فرق البرميل النفط سيكون البعض منها من حصتنا ؟
هل البرلماني العراقي والكوردستاني يدرس ويناقش حالتنا نحن وعوائلنا المتضررين من النظام السابق بشكل جدي ويعوضه بدل السنين التي مضت ونعوض ماديا ومعنويا ؟
هل ستعود قرانا الكوردستانية واهوارنا الجنوبية لتنتج العسل والقيمر !!! ؟.
وهل حكومتنا الكوردستانية والعراقية ستسعدنا وستقر الحكم الذاتي كحق شرعي لشعبنا الكلداني السرياني الآشوري ويكون نصا في دستورينا ؟.
وهل الحديقة العراقية الجميلة لا تستوعب كل ورودها الجميلة ؟
 
2008.5.18 سويد saed_shabo@hotmail.com


210
‌الحكم الذاتي واختلاف الأراء...

 
سعيد الياس شابو
 
جميل جدا أن يختلف الأخوة فيما بينهم على مصير شعبهم الجميل و العريق بكل مسمياته التأريخية التي هي مكتوبة في الكتب التأريخية والكنسية والتأريخ المسموع والذي ينقل عبر الأباء والأجداد والأساتذة الأكارم والمؤرخين الأفاضل , وجميل أيظا أن نختلف مع بعضنا الآخر والأتيان بالأفضل والمقبول لكي نبني ما يمكن بناءه طالما الحظ يحالفنا في هذه الضروف العصيبة في عراقنا الحبيب ذو متعدد القوميات واللغات والأديان والمذاهب والطوائف والأحزاب - فأما لو اطلعنا على جغرافية العراق الحبيب وكوردستان العزيزة ونقف لحظة تأمل , لنرى الأنقسامات الجهنمية عبر التأريخ القديم والحديث اصابنا جميعا على السواء .
ففي المثلث العازل بين الدول الثلاث الجارة مع بعضها أي العراق , توركيا , ايران .الرابط والحبل السري هي جغرافية وطوبغرافية كوردستان الجميلة العزيزة على قلبي شخصيا والمعنى في قلب الشاعر. في المثلث الذي يربط ثلاث دول يسمى مثلث * خواكورك * الجميل ذي الطبيعة الخلابة وقناطر الثلج الذي لايذوب في الصيف والخريف وينتظر الوفر الذي يليه في الشتاء . والغاية من ذكر المثلث هي الكثير من المسائل الواقعية نتجاهلها ودروس وعبر شئنا أم أبينا , اننا نعيش في الأمر الواقع والمفروض علينا كعراقيين عرب أو كورد أو توركمان أو التسمية المتبنية في مؤتمر عنكاوا أي الشعب الكلداني السرياني الآشوري , التسمية المركبة والتي لا تفرقنا لبناء ما تم هدمه في القرون الماضية والذي أصابنا في الصميم اي خراب قرانا وحرقها وتدميرها وتغير معالمها وضياعنا في المدن الكبرى دون أية تسمية قومية تذكر فعلى سبيل المثال وفي الأمس القريب أي في تعداد عام 1977 . كم من أبناء شعبنا الكلداني السرياني الآشوري كتب الحقيقة بأننا كلدانيين أو سريانيين أو آشوريين !!!.ولعلم الجميع ان أكثرية أبناء شعبنا كتبوا أو أرغموا عنوة لمليء الأستمارة بأننا عرب !!. وللتأريخ أقولها بعد ملأ الأستمارة ولمرتين من قبل العدادين أي الموظفين العاملين في التعداد السكاني لعام 1977.مزقت الأستمارات وفي المرة الثالثة اجبرت العدادة وهي من سكنة عنكاوتنا الحبيبة أن اكتب بيدي القومية كلداني وابن كلداني . بالطبع بعد ان هددتها بكتابة انا كوردي في حال اصرارها كتابة العربي وليس الكلداني لكوننا مع الأخوة الكورد نشكل شعبا كوردستانيا وليس كورديا صرفا . ومع كل الود للأخوة العرب العراقيين ومن الدول الأخرى , وعندما دمرت القرى الكوردية في منطقة شيلا دزي أحرقت قرية صوريا مه أهاليها المساكين , وعندما دمرت قرى منطقة ميركه سور , لم تسلم قرية هاوديان على سفح جبل برادوست , وعندما دمرت بارزان العنيدة لم تسلم قرية بيديال الواقعة على سفح جبل شيرين الشامخ وهناك أمثلة ساطعة اخرى تدل على اننا في الهموم شركاء. فلماذا لا نكون في السراء شركاء مع الأخوة الكورد ؟.
في بغداد الحبيبة وخاصة في منطقة البتاوين عشت في الستينيات من القرن المنصرم والشارع هو السيارات التي واقفة بالسرة وصياح السواق يسمع لعشرات الأمتار
عل برة عل برة عل جوة عل جوة والمقصود خط كرادة خارج وكرادة داخل , هناك وفي ذلك الوقت العشرات ممن يستسلمن من فتياتنا الجميلات دون اي علاج ولحد يومنا هذا تهتك اعراضنا وندفع الجزية ونرتدي الحجاب ونترك بغداد ومدن اخرى ونتوجه الى كوردستاننا الحبيبة . فهل من مقارنة بين كوردستان العراق ووسطه وجنوبه؟.
نحن نطمح ان يكون حلمنا قد حقق في الحكم الذاتي في العراق الجديد الفدرالي والدستور العراقي لو طبقت ماداته بحذافيرها وطبقت الديمقراطية المرضية فأنا انسحب من الحكم الذاتي ومن الفدرالية والعراقيين يعيشون في بلد الحضارات كأخوة !!!. من يكفل ذلك ؟
في الوقت الذي نسعى ونناضل سلميا للحصول على الحكم الذاتي في العراق التأريخي نرى ان أختلافات في الروءى الآنية والأستراتيجية وهذا أمر طبيعي ان نحسب لها الف حساب وشكرا للرب الذي لم يمنحنا لحد هذه اللحظة الجيش القوي ولم يقدم شعبنا الكلداني السرياني الآشوري شهداء مقابل المطلب بالحكم الذاتي ولحسن حضنا اننا نشارك الأخوة الكورد في السراء والضراء , بينما شعبنا في الوسط والجنوب يتحمل الويلات فقط .
الحكم الذاتي سواء كان في مناطقنا التأريخية او سهل نينوى الذي خلق الحساسية والحزازية عند بعض الأخوة وان كانوا خائفين من تحديد المنطقة, فلابد منه وأصبح مطلبا ملحا في يومنا هذا واليوم افضل من غدا , وما دام العراق نظام فدرالي وبرلماني يحكمه فلماذا الخوف والتردد من المطالبة بحقوقنا اينما كانت .
وعندما يطرح بعض الأخوة وفي حال ان يكون مركز الحكم الذاتي لأبناء شعبنا في سهل نينوى وسيصبح شعبنا في فكي كماشة بين الأخوة العرب والكورد والجنوب والشمال, فأنا اقول لا وفي ملء فمي . اي اننا سنكون حلقة سلام ومركز للبناء والتطور وعنصر خير في المنطقة وخير دليل ومثال على ذلك ان تعمير قرانا في كوردستاننا العزيزة خير شاهد عيان على ذلك .
معضلتنا ليست في التطبيق في حال ان نحقق خطوات للأمام في الحكم الذاتي وانما معضلتنا لم نقدم قرابين وتضحيات كما قدم الأخوة الكورد الاف الشهداء منذ عام 1961 من القرن المنصرم ولحد يومنا هذا. وفي كل يوم يقدمون القرابين من اجل المكتسبات التي حققت بعد سقوط النظام في 2003.وعلى ايادي امريكية وبريطانية , ولو باقين العراقيين في ظل النظام السابق الذي دمر العراق تأريخا وشعبا وكيانا وها نحن نحصد اليوم ما زرعه النظام المقبور خلال 35 سنة .
نريد حكما ذاتيا ونشكر كل من يساعدنا ويدعمنا بكلمة خير بدل ان يقف حجرعثرة في طريقنا وما دام نحن نعيش في ارض الاباء والاجداد منذ الاف السنين مع الاخوة الكورد والعرب والتوركمان وكل الاسماء الجميلة الاخرى فنقول ان شعبنا بخير , وان اختلفنا وان تناحرنا فيما بيننا كعراقيين وبايادي عراقية فلا ريب فيه .
صورة جميلة وواضحة في الحكم الذاتي ضمن الفدرالية العراقية أن نبني قرانا الصغيرة والكبيرة ونؤمن لها الماء والكهرباء والصحة وان نحارب الفساد الأداري القاتل كما هو حالنا الآن من واجب ديني وقومي ووطني يقع على عاتق كل غيور على مصير شعبه , والا ماذا يعني النضال من اجل الأفضل ؟.
وماذا يعني بالنسبة لنا كشعب داخل شعوب في العراق يعطى حق للآخرين ونحن نتجاهل حقنا المشروع ؟. وماذا يعني بالنسبة لنا يساعدوننا الأخوة ان نكون شركاء لهم ونحن شركاء حقيقيين وعبر القرون , وان نرفض الحقوق والشراكة ؟.
من الذي يتحمل المسؤولية ويتهرب من الواقع المفروض على شعبنا ؟. ماذا وبعد كل ما حصل لشعبنا ولم يطالب بالحكم الذاتي, علينا ان ننهض بخلايانا النائمة !!.
التاريخ لا يرحم كل من يتقاعس ويقف متفرجا على ما يحدث الآن كفى الآنقسامات الغير النزيهة وكفى اللعب بمقدرات الشعب . واذا ما جاء العدو لا يرحمنا سواء كنا كلدانيين أو آشوريين أو سريانيين , او شعب الكلداني السرياني الآشوري , فكلنا سيقتلنا كما يقتلنا الآن ونحن متفرجين .
 
2008.5.11 السويد


211

عشرون عام مضت والمآسات باقية !!! !!! !!! !!! !!! !!! !!.

سعيد شابو
 
ليس من السهل أن أتحمل أكثر من طاقتي وفي هذه الضروف العصيبة ان ارى امرأة جريئة تتحدث عن مآسات شعب عانى من الويلات والمآسات قبل عشرون عاما عندما كان يحكم جلادا والآن يحكم مناضلا والألم باقي باقي !!.
قرءت وشاهدت الكتب والأفلام التي تتحدث عن الحرب العالمية الأولى والثانية وعشت حياة لا تقل صعوبة عما قرأتها , ولم أتأثر بمشاهد قتل وجرح وقصف المدفعي والراجمات والطائرات والمعارك المباشرة وغير المباشرة طيلة ثلاثة عقود من الزمن , بقدر ما شاهدته في موقفين مؤثرين وليس ثالثهما لحد هذه اللحظة من حياتي المليئة بالأحداث الساخنة تفوق عشرات المرات الأحداث التي صادفت الكاتب الكوردي الراحل عزيز نسين رحمه الله .
نعم .. لم اتأثر بالقصف والجوع والسير على الأقدام وتحمل المصاعب والعطش والبعد عن الحياة والظلام والحرمان ومقارعة الدكتاتورية والفاشية و و و و و و و و ........ بقدر مشهدين لا ثالثهما على الأطلاق !!!.
المشهد الأول..
في الذكرى التي لا يمكن نسيانها ابدا واطلاقا في الذكرى المشؤومة الأنفال سيئة الصيت في عام 1988من القرن المنصرم . وفي شهر آب آي في أواخره كنا قد توقعنا بعد ان توقف الحرب العراقية الايرانية سنتنفس الصعداء وسسيحدث تغيرا على الساحة العراقية وستطرأ تغيرات جديدة ونحن سنستغل اخطاء الحكومة العراقية وسنبني عليها ما يمكن حلمه وتخيله , وانا لست بصدد سرد هذه الحالة ابدا و ولكن المسلسل سيكون ناقصا في ما اذا قطعت البعض منها كما كان في ايامها تقطع بعض المقاطع من الأفلام الخلاعية في سينما صلاح الدين في أربيل في الستينيات والسبعينيات من القرن العشرين .
كانت في امرتي مفرزة من الشياب والمرضى وبعض الكوادروالمعوقين من رفاقنا الشيوعيين ومن ضمنهم النساء , وبالرغم من المدة الباقية لم تكمل 20 سنة بالضبط ,اي بعد اشهر سيكمل الموعد بالتمام ولكن منظر اليوم اجبرني ان اكون نزيها ولا اتقاعس بما تعلمته من الماركسية اللينينية في طيلة حياتي .
مجموعة الأنصار الپێشمرگه‌ كانت بحدود عشرون شخصا قسم مسلح والآخر غير مسلح . ما اريد سرد التفاصيل وسأترك التفاصيل لمذكرات قادمة.
وصلنا الى مه له كان ثم الصعدة بأتجاه الجبل الجبار القوي البطل الشامخ المقاوم جبل كاروخ .وقبل الوصول الى كاروخ التقينا مفارز الاتحاد الوطني الكوردستاني بقيادة كاك كوسره ت رسول علي وكان حوالي 300 مقاتل بذمته وكانوا على اهبة الأستعداد للعبور الى قنديل والمنطقة كلها مطوقة من قبل الجيش والجاش. بعد السلام على الرفاق البيشمركة من الاتحاد الوطني بقيادة كاك كوسره ت نائب رئيس حكومة كوردستاننا العزيزة. استفسرنا حول امكانية العبور معهم الى الطرف الآخر اي الى جبل قنديل حيث ننقذ بجلدتنا ... قالها بالحرف الواحد وعن فمه شخصيا ... اننا سنعبر بقوة ال آر.بي.جي 7.
انتهىالموضوع .هم عبروا ونحن أصبحنا تحت رحمة الرب لأن وضعنا لم يكن يسمح بالعبور.
الغاية كلها موقف لا يمكن نسيانه ابدا ومتأثر فيه الى النهاية ألا وهوامراة لها اربعة اطفال !!!!. ثلاثة منهم في خرج واحد في كل صفحة خرج والثالث مشدود فوق الخرج والرابع فتاة تسير حافية في الجبل والأم تسحب البغل حائرين أين أصبحت القبلة ؟.والجبل هو كيوه ره ش !!!.
واليوم وبعد مرور عشرون عاما يعيد المشهد نفسه وفي برنامج گه‌نجینه‌ 2008\5\3 السبت مع الشاعرة التي اكن لها ولزوجها ولأهلها كلل الأحترام والتقدير واشد على اياديها واقول ان شعبنا الكوردستاني بخير طالما هناك من امثال الأخت الشاعرة الجريئة كه ژال أحمد يتحدثون عن الحق ويدافعون عن الفتات التي بترت رجلها اليسرى في القصف التركي وفي نفس المناطق من جبل قنديل الشامخ .وقد تأثرت بالمشهدين ولن انساهما طيلة العمر الباقي .
الرجاء من ألاخوة في البرنامج المذكور الأتصال عبر المايل اي البريد الالكتروني وسأحاول بذل كل ما بوسعي من اجل الأخت التي بترت رجلها في القصف التركي والضغط على المعارف السويديين من اجل ايجاد حل للقضية .
saed_shabo@hotmail.com
2008´5´3


212
رسالة مفتوحة


الى / السيد رئيسس جمهورية العراق المناضل مام جلال طالباني المحترم.
الى /السيد رئيس أقليم كوردستان المناضل مسعود بارزاني المحترم.
الى /السيد نائب رئيس أقليم كوردستان المناضل کۆسره ت رسول المحترم.
الى/ السيد رئيس حكومة أقليم كوردستان المناضل نێچیرڤان بارزاني المحترم.
الى / السيد نائب رئيس حكومة أقليم كوردستان المناضل عمر فتاح المحترم.
الى / السيد رئيس برلمان كوردستان المناضل عدنان مفتي المحترم.
الى / السيد نائب رئيس برلمان كوردستان المناضل كمال كركوكي المحترم.
الى / السادة المناضلون في المكاتب السياسية واعضاء اللجان المركزية واللجان الفرعية والاعضاء والاصدقاء والى الپێشمه‌رگه‌ الابطال لكل الاحزاب الكوردستانية المحترمون.
الى / الرفاق الپێشمه‌رگه‌ الشهداء للاحزاب الوطنية العراقية و الكوردستانية .

تفضلوا بقبول التحيات الرفاقية الحارة المعبرة عن الشعور الصادق والنابعة من المقرات التي عشت فيها من سنة 1979 وحتى 1990 من القرن المنصرم ، بدءا من خڕێ ناوزه‌نگ و توژه‌له‌ ومرورا بگۆسته و گرتک ورۆست وسه‌رێشمه‌ وشێخ وسان وبوڵێ و پشت ئاشان و خۆرناوه‌زان و که‌ره‌ژال و بارزان و کافیه‌ ومه‌رانه‌ والزاب و به‌ره‌که‌ وکونه‌ فلوسه‌ والعودة ثانية ال ناوزه نك في أواخر 1988 بعد الانفال ومن ثم دۆڵه‌ کۆگا ، وعشرات المقرات الاخرى ك ده راو و موسلوك وئارموش وبه نان وغيرهم كلولان وزێوه‌ و راژان و شنۆییه‌ -

الموضوع/لانطلب الرحمة والشفقة من سيادتكم ايها الرفاق المناضلين وانما نناضل في الوقت الضائع لنصل الى بعض حقوقنا اسوة بزملائنا البيشمركة*
 



بينما كنت اكتب مذكرات بيشمركه وسرعان ما جاء الموضوع الاهم الا وهو الانتماء للارض، الارض اللي بتتكلم .
في عام 1976 أشتركت في جمعية مساكن عنكاوة وبعد الأجرائات القانونية ودفع بدل الانتساب والرسوم الى الجمعية وبوجود رئيس الجمعية آنذاك السيد عيسى عودا عجمايا ,والانتظار لحين فرز العرصات في عام 1979.وفي شهر تموز , وقد أصبحت بيشمركة قبل هذه الفترة أي في 1979"5"7.التحقت بأنصار الحزب وفي مقر ناوزنك وكان مقر مام جلال يبتعد عنا عشرات الامتار والغاية من كتابة الحالة هذه ليست طلب العطف وانما من يتذكر الوضعية من الاخوة البيشمركة سيقف الى جنبنا نحن البيشمركة الحقيقيون الذين تحملنا نحن وعوائلنا واطفالنا وأمهاتنا واخواننا واخواتنا ,ولم أكن وحيدا ولم أطلب حقي فقط وانما نحن مجموعة بيشمركة نستحق ان نحصل على العرصات.

ولكن هذه قصتي أتفضلوا اسمعوها ...... وكما ذكرت في تموز 1979 ذهبت الوالدة المغدورة والمحرومة من رؤية ابنها البكرلمدة 14 سنة !!!!!!!!!!!!! الذي لم يتنازل للجلاوزة ولم يرضخ لعفالقة ألأمس واليوم ,ذهبت الوالدة لتستلم القطعة التي بأسمه وتعود له شرعيا , واذ تفاجيء بقرار مسؤول شعبة البعث المتنفذ وليد العايش .الله يرحمة اذا هو ميت .وفي اجتماع موسع حضره العشرات اللذين سيستلمون ارقام العرصات السكنية وبعد قراءة الاسماء أم سعيد تنتظر بفارغ الصبر قراءة اسم ابنها العاصي على الحكومة ولم تسمع * سعيد الياس شابو* . وبعد قليل قالت الأم الجريئة وأين أرضنا , عرصتنا , قطعتنا ؟؟؟.

فرد المدعو المذكور أي روحي روحي جيبي ابنج هسة راح انطي * گاعة * بس خلي يجي واشوكت ما يجي الگاعة جاهزة !!!. .

طيب ... وماذا كان رد الوالدة المؤنفلة وسأرجع الى هذا الموضوع . كان رد الوالدة الجريئة كلمات ما اريد ذكرها هنا , قالت روحو ابني ما يجي على أمود الارض.

واليوم اقارن بين اعداء الأمس واصدقاء اليوم ومع الفرق الواسع والشاسع بين الاعداء والحلفاءكبير جدا . ولكن تعالوا نقارن هم قالو روحي جيبي ابنج بالخارج واليوم نفسهم وليس غيرهم فقط بدلوا القميص !!!!. نعم نفس الذئاب المفترسة تحكم عنكاوا . اخرجوا ملفاتهم وسترون الحقيقة وفي هذه المرة شراكات غير نزيهة لا نقبل بذلك دفعنا دماء زكية واعطينا شباب عمرنا واليوم يتحكمون فينا وعلينا بهذا الشكل !!!.

*قصة الامهات المؤنفلات تفضلوا اسمعوها ايها الأخوة والسادة الكرام الرؤساء البيشمركة , واكتب الى سيادتكم لكونكم بيشمركة وتدافعون عن حقوق البيشمركة وبالطريقة الشرعية.

في شهر تموز من عام 1987 .قامت منظمة البعث ودائرة الامن وجيش الشعبي والخيرين من الرفاق بحملة منظمة لأعتقال أمهات البيشمركة وتكديسهم بسيارة وابعادهم عن المنطقة ومن ثم تركهم في العراء وفي المناطق النائية من قضاء كويسنجق " كۆی . وفي اطراف قرية بيبازوك .

تصوروا ايها السادة الكرام كيف كان الوضع ؟؟؟.

والغاية من رمي أمهاتنا في العراء , 1ـ الأهانة للبيشمركة وثانيا ـ الخلاص منهم وعلى الطريقة الخاصة لتأكلهم الذئاب والكلاب .

وتحملنا وصبرنا لا لكون نحن غير متمكنين من طلب حقوقنا وانما أردنا بالطريقة الشرعية الوصول الى ذلك,وسنوات مضت ونحن نصبر وصبرنا لاينفذ ابدا .

********

11 سنة بأيامها ولياليها بصيفها وشتائها بحلوها ومرها بكبريائها وشقائها بطائراتها وراجماتها ومدافعها بنورها وضلامها و و و و و .


سادتي الكرام رفاقي في النضال قادتنا الكبار الأعزاء

نود أن نسمع منكم بأية طريقة كانت بأننا غير مستحقين من الحصول على قطعة ارض سكنية فنحن عند حسن ظنكم , سنخرس ولا نتحدث بذلك ابدا .

و قبل أيام كتبت رسالة الى المسؤولين في بلدة عنكاوا وهذا نصها ...ولم يرد بلد الديمقراطية
.

:::::::::::::::::

 

رسالة مفتوحة الى المسؤولين في بلدة عنكاوا

السيد مدير ناحية عنكاوا الاستاذ فهمي متي سولاقا المحترم

السيد مدير بلدية عنكاوة المهندس فرهاد منصور مربين المحترم

السادة الاخوة الافاضل اعضاء المجلس البلدي في عنكاوا المحترمون

السادة اعضاء اللجنة القائمة على توزيع القطع الاراضي السكنية ( العرصات)- المحترمون-


سلام الله عليكم وعلى كافة اهلنا الطيبين في عنكاوا الأم .


بعد التحية والاحترام ..

أملي وكلي ثقة بأنكم ستجاوبون على الأسئلة المطروحة بكل جرئة وشفافية ، لكي يكون الكل في الصورة الواضحة !


قبل سنتين كتبت جريدة هاوولاتي مقالا بعنوان العوائل الشيوعيين البيشمركة تحصل على قطع الاراضي السكنية في عنكاوا . بعد ما كان قرارا من رئاسة مجلس الوزراء في حكومة اقليم كوردستان الموقرة . وفعلا أفرزت القطع / العرصات

وكتبت الاسماء على شكل قوائم وكان اسمي / سعيد الياس شابو . يحمل الرقم 1934.

وبعد مراجعة الى بلدية عنكاوا التقيت السيد مدير البلدية المهندس فرهاد منصور . موضحا له بعض الخبرات والمفاهيم

التي يمكن ان ننهض بها في بلدتنا عنكاوا وخاصة في الخدمات العامة ونصحته بأن هناك ما يكفي من الاستياء من قبل الاهالي وفي مختلف المجالات .

وكان احد المواضيع حول تسجيل قطعتي في الطابو . فرد قائلا بعد شهرين أو ثلاثة كل شيء سيكون تمام .

وحينها كنت في اجازة قادما من السويد لزيارة الاهل والاقارب والاصدقاء .

وبعد فترة فوجئنا بخبر وقف العمل بتوزيع الاراضي السكنية اي العرصات من قبل رئيس مجلس وزراء حکومة كوردستان الاستاذ نیچیرڤان بارزاني المحترم . وانتظرنا بفارغ الصبر الى يومنا هذا .


الاسئلة المطروحة على السادة الكرام هي على الشكل التالي :--

اولا / هل هناك قرار من رئاسة حكومة اقليم كوردستان الموقرة بعدم استحقاقنا تلك القطع ونحن پێشمه‌رگه‌ في الخارج ؟


ثانيا / نطلب , نحن البيشمركة اللذين كنا بيشمركة ولم نتنازل لحزب البعث في عهد صدام حسين وقاومنا نحن وعوائلنا اصعب الضروف مقابلة السيد رئيس حكومة اقليم كوردستان المناضل نيجيروان بارزاني والسادة المسؤولين لكي يكونوافي الصورة الحقيقية, في حال أي خلل من أي طرف كان .

ومن خلال متابعة الاهل لقوائم الاسماء يبدوا ان أسمائنا غير واردة في القوائم , عسى ان يكون المانع خيرا,

*** وفي حال وجود خطة اخرى نرجوا اعلامنا ***

* نهنيء كل من حصل على قطعة ارض للبناء وهو مستحق *


نطلب القوائم بأسماء كل الحاصلين على القطع السكنية منذ سنة 2003 ولحد يومنا هذا,عبر الانترنيت اذا امكن ذلك . وفي حال الرد المنتظر سوف اكتب رسالة اخرى وافية وشاملة .


نتمنى للجميع راحة البال والطمأنينة


ملاحظة / سأتناول قضايا وامور اخرى في رسالة لاحقة .


سعيد الياس شابو / الاسم الحركي في الانصار [ كامه ران ]

الخدمة الفعلية 11 سنة پێشمه‌رگه‌

ممثل جمعية ( کۆمه‌له‌ی پێشمه‌رگه‌ دێرینه‌کان له‌ شاری ئیسکلستونا / سوید .2008.3.29 الجمعة . saed_shabo@hotmail.com

213
السيد مدير ناحية عنكاوا الاستاذ فهمي متي سولاقا المحترم
السيد مدير بلدية عنكاوة المهندس فرهاد منصور مربين المحترم
السادة الاخوة الافاضل اعضاء المجلس البلدي في عنكاوا المحترمون
السادة اعضاء اللجنة القائمة على توزيع قطع الاراضي السكنية)العرصات)- المحترمون
سلام الله عليكم وعلى كافة اهلنا الطيبين في عنكاوا الأم
بعد التحية والاحترام ...
أملي وكلي ثقة بأنكم ستجاوبون على الأسئلة المطروحة بكل جرئة وشفافية، لكي يكون الكل في الصورة الواضحة !
قبل سنتين كتبت "جريدة هاولاتي" مقالا بعنوان (عوائل الشيوعيين البيشمركة تحصل على قطع الاراضي السكنية في عنكاوا) . بعد ما كان قرارا من رئاسة مجلس الوزراء في حكومة اقليم كوردستان الموقرة . وفعلا أفرزت القطع/ العرصات، وكتبت الاسماء على شكل قوائم وكان اسمي/ سعيد الياس شابو . يحمل الرقم 1934.
وبعد مراجعة لبلدية عنكاوا التقيت السيد مدير البلدية المهندس فرهاد منصور، موضحا له بعض الخبرات والمفاهيم والاراء التي يمكن ان ننهض بها في بلدتنا عنكاوا وخاصة في الخدمات العامة ونصحته بأن هناك ما يكفي من الاستياء من قبل الاهالي وفي مختلف المجالات .
وكان احد المواضيع حول تسجيل قطعتي في الطابو. فرد قائلا بعد شهرين أو ثلاثة سيكون كل شيء تمام... وحينها كنت في اجازة قادما من السويد لزيارة الاهل والاقارب والاصدقاء .
وبعد فترة فوجئنا بخبر وقف العمل بتوزيع الاراضي السكنية، اي العرصات من قبل رئيس مجلس وزراء حکومة كوردستان الاستاذ نیچیرڤان بارزاني المحترم ، حسبما سمعناه حينئذ وانتظرنا بفارغ الصبر الى يومنا هذا .
والاسئلة المطروحة على السادة الكرام اليوم هي على الشكل التالي :-
اولا / هل هناك قرار من رئاسة حكومة اقليم كوردستان الموقرة بعدم استحقاقنا لتلك القطع ونحن پێشمه‌رگه‌ نعيش حاليا في الخارج ؟
ثانيا / نطلب، نحن البيشمركة الذين خدمنا في صفوف المعارضة للنظام المقبور ولم نتنازل لحزب البعث في عهد صدام حسين وقاومنا نحن وعوائلنا اصعب الظروف، نطلب مقابلة السيد رئيس حكومة اقليم كوردستان المناضل نيچيروان بارزاني والسادة المسؤولين لكي يكونوا في الصورة الحقيقية، في حال حصول أي خلل من أي طرف كان .
ومن خلال متابعة الاهل لقوائم الاسماء التي نشرت مؤخرا يبدو ان أسمائنا غير واردة في القوائم، عسى ان يكون المانع خيرا !!!؟
*** وفي حال وجود خطة اخرى نرجو اعلامنا ***
* نهنيء كل من حصل على قطعة ارض للبناء وهو مستحق*
نطلب نشر كافة القوائم بأسماء كل الحاصلين على القطع السكنية منذ سنة 2003 ولحد يومنا هذا، وعبر الانترنيت اذا امكن ذلك. وفي حال الرد المنتظر سوف اكتب رسالة اخرى وافية وشاملة .
نتمنى للجميع راحة البال والطمأنينة
ملاحظة/ سأتناول قضايا وامور اخرى في رسالة لاحقة
سعيد الياس شابو/ الاسم الحركي في الانصار )كامه ران(
saed_shabo@hotmail.com
الخدمة الفعلية 11 سنة پێشمه‌رگه‌
ممثل جمعية الانصار القدماء في مدينة اسكليستونا السويدية ( کۆمه‌له‌ی پێشمه‌رگه‌ دێرینه‌کان له‌ شاری ئیسکلستونا)/ سوید
2008.3.29 السبت


214
اللغة العربية / حروفها , جمالها , واقعها

الحلقة الثانية


سعيد الياس شابو


يكمن جمال اللغة العربية في كونها لغة القرآن الكريم. ومن اللغات العريقة في منطقة الشرق الأوسط الى جانب اللغات الأخرى كالسريانية والكوردية والفارسية والتوركمانية والعبرية وغيرها من اللغات ، واللغة السامية الوحيدة التي يتحدث بها أكثر من 300 مليون نسمة في الوطن العربي والشرق الأوسط والعالم. ولكونها لغة 22 دولة عربية والعالم الأسلامي كله متأثر في هذه اللغة الجميلة لكونها لغة القرآن الكريم ولغة العلوم والتأريخ واللغة التي تمتاز بقواعدها الغني وبمرداتها الغنية وبضمتها وكسرتها وفتحتها وشدتها.

ما من أحد أن ينكر القيمة الجمالية في ا للغة العربية لكونها تمتاز عن اللغات الأخر في الشعر الجاهلي والشعر الموزون والشعر الحر والشعر الشعبي واللهجات المتعددة.

ولكون اللغة العربية لغة القرآن الكريم ولغة الملايين من سكان المعمورة ولغة الشعوب والعلوم والحضارة .

فأقترح على جامعة الدول العربية والبرلمانات العربية وحكام ورؤساء الدول العربية من انشاء معهد عربي وفيه ممثلين من كافة الشعوب والقوميات والاديان السماوية والعقول القادرة على وضع النقاط على الأحرف !!!.

لأن في البلاد العربية وللأسف الشديد لحد هذه اللحظة لم تضع النقاط على الحروف.

السؤال مطروح , ماذا يفعل المعهد وكيف يمكن أن يشكل وما صلاحياته ومن يسمعه وما هي الخطوة الأولى القيام بها ؟ ؟ ؟ .

كلها اسئلة شرعية يمكن الأجابة عليها بكل بساطة وسذاجة.

أولا.. تخصيص المليارات من العملات النقدية ووضعها في بنك دولي للأعمار وليس للسرقات .

ثانيا.. الجلوس على طاولة المفاوضات مع الدولة العبرية اسرائيل , مع الأخوة اليهود اصحاب الرسالة التوراتية.وكفى سفك الدماء الفلسطينية وخاصة الأطفال الأبرياء والمتاجرة بالدم الفلسطيني . كفاكم يا السادة الرؤساء والحكام والأمراء من التفرج لما يحدث !!!!!!!!!!!!!!!. .

ثالثا..بناء دولة جديدة أو محافظات جديدة ويتوفر فيها البناء الراقي المتطور وفيها كل الخدمات ذو المواصفات العالية بعد ان يجتمعوا الأخوة من الأحزاب الأسلامية المتشددة ولا اقول المتطرفة, في مؤتمر دولي ويتفقون على الصيغة التي يقررون بها شأنهم وهم الأولى بأتخاذ القرار.

رابعا.. أن يساعد المجتمع العربي والدولي الدولة التركية الجارة في مشكلتها مع حزب العمال الكوردستاني . وهذا بسيط جدا , مؤتمر أقليمي وآخر دولي.

خامسا ...... جمال اللغة العربية لحكومتنا وبرلماننا العراقي.

نهاركم سعيد , واسعدتم وقتا .

يسعدني ويشرفني أن أرى عراقا جميلا بكل مكوناته عراقا مزدهرا وشامخا ومتحضرا ونظيفا .. والنظافة من الأيمان . وعلميا... وتقول الآية الكريمة في القرآن الكريم.. واطلبوا العلم من المهد والى اللحد | صدق الله العظيم.

أرجوا المعذرة يا اخواتي واخواني الكرام لأننا ولدنا في العراق وترعرعنا فيها وشربنا من مياه الدجلة والفرات ويقول الجواهري الكبير


حييت سفحك عن بعد فحييني يا دجلة الخير يا أم البساتين

حييت سفحك ظمآنا ألوذ به لوذ الحمائم بين الماء والطين

نعم سيداتي وسادتي ولدنا في العراق ودرسنا في مدارسها وخدمنا العسكرية المكلفية والأحتياط لمدة 4 سنوات والبيشمركة لمدة 11 سنة وهاجرنا العراق بعد أستنفاذ كل الطرق بعد الكيمياوي والأنفال واخيرا صفينا في أوروبا التي كنا نسميها في ادبياتنا .. مطية الأستعمار ..

لذا يهمنا الشأن العراقي ونحن في الغربة الجميلة التي أحتضنتنا وتعلمنا منها الكثير.

أرجوكم ايها السادة في الحكومة العراقية والبرلمان , لا تناقشون الطائفية والقومية والمذهبية والقائمة الفلانية والمحاصصة والأقاليم .

بل ناقشوا الأمور التالية ....

الكهرباء , الأمان , الأستقرار , فصل الدين عن الدولة , احترام الآخر , قدسية العمل والوقت , حق العام وحق الفرد , مال العام , ملكية الفرد ,

من أين لك هذا , حديقة الحيوانات , مجاري المياه , البناء , العدالة الأجتماعية , الراتب التقاعدي , مخصصات البرلمانيين, السياحة المتنوعة منها الدينية والترفيهية , المسابح الصيفية والشتوية , الدواء والعلاج الصحيح , السلام , الكهرباء.. ,سدود المياه للمستقبل , المتنزهات والحدائق العامة , البيئة التي يمكن ان يعيش فيها الأنسان والحيوان , [ جواز وحق السفر لكل من يرغب ] , لا للطائفية نعم للفدرالية العراقية , متابعة القرارات , دخل الفرد من يولد الى ان يرحل , الضريبة لبناء المستقبل بعد نفاذ النفط , التراث الوطني المقدس , احترام وجهات النظر ,

بناء جيش عيراقي قوي و منتج , الأحصاء المبرمج , اليمقراطية , منظمات المجتمع المدني الحقيقية التي تدافع عن حقوق الأنسان وليس عن السلطة , الأرض الزراعية ومحاربة التصحر , الصناعة والتجارة وووو , الشوارع المبلطة , الشمس ومصادر الطاقة , السكن المقبول , الأنتقاد الذاتي بدون خجل , مخازن التبريد , اللجوء , الرواية والقصة ,مكاتب العمل , الكهرباء ... , وعشرات الأمور الأخرى .


حاولوا العمل بهذه الأمور المقترحة وسترون اللغة العربية كم هي جميلة يا أعزائي .


نعم اننا عراقيو المهجر , يهمنا عراقنا الجريح


السويد 2008.3.28


215
اللغة العربية /حروفها ، جمالها ، واقعها

مهداة الى برلمان العراق وحكومة العراق الفيدرالي الموقرين


 

سعيد الياس شابو


الحلقة الاولى


تتكون اللغة العربية من الحروف التالية:-


أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ض ط ظ ع غ ف ق ك ل م ن ه و ي ء

ومن هذه الحروف المقدسة تسمى كل التسميات في كوننا المعاصر، وعند ربط الحروف تشكل كلمات وعند ربط الكلمات تشكل جمل. منها مفيدة ومنها غير مفيدة، وسأتناول الجمل المفيدة والعبارات المفيدة والمعاني الجميلة والاحاديث الشيقة في هذه الحلقة .

في ارض العراق ، ارض الحضارات ،ارض الأديان والكتب السماوية ، ارض الشعوب المتنوعة ، ارض التضاريس المتنوعة ، ارض الشمس المشرقة ،ارض الجبال والسهول والوديان والصحراء ، ارض الغاز والنفط والكبريت والحديد واليورانيوم والزئبق، ارض السمنت والمرمر والطابوق والجص،ارض النخيل والكروم والبرتقال والحمضيات والتين والزيتون والبلوط وانواع الفواكه المختلفة ، ارض النهرين الدجلة والفرات ومئات الروافد والسواقي والاهواروالبحيرات وآلاف عيون المياه العذبة،ارض الأسلام والمسيحية واليهودية والصابئة والايزيدية والديانات الأخرى ، ارض التورات والانجيل المقدس والقرآن الكريم .

أرض العرب والكورد والتوركمان والكلدان السريان الآشوريين،ارض المساجد والجوامع والكنائس والتسميات الاخر، ارض القساوسة والأئمة الكرام ، ارض اللغات المتنوعة الكوردية والعربية والسريانية والتوركمانية واللهجات الجميلة المتنوعة،ارض الرجال والنساء والشباب والاطفال،ارض الفصول الأربعة الربيع والصيف والخريف والشتاء،ارض كل الكائنات الحية ، ارض المحافظات الجنوبية والوسطى والشمالية والأقضية والنواحي والقرى وبيوت الشعر والقصب.


ارض البرلمانين والحكومتين والاحزاب الوطنية والقومية والاسلامية والمسيحية .


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اسمحوا لي ان احيكم واشد على اياديكم ومن خلالكم الى الشعب العراقي المغضوب على امره.

سيداتي سادتي الكرام.

اخواتي واخواني الاعزاء

لنبدأ ونناقش معا وليس لوحدكم / انكم تمثلون الشعب الذي ضحى وناضل طيلة سنين مضت واصبحتم ممثلين في الحكومة والبرلمان وتقاسمتم الوزارات والمحافظات والاقضية والنواحي والوضائف الكبيرة والصغيرة على اساس الذي اتفقتم عليه لذا وصل الشعب العراقي الى ماوصل اليه ولم يحسده احدا على الحالة المزرية التي هو فيها .

مقترح لبرلماننا وحكومتنا العراقية

*****************************

اولا -تقسيم نصف الثروة النفطية من المبيعات السنوية الى الأسر العراقية على اساس عدد افراد العائلة الواحدة

لوافترضنا ان مبيعات النفط في اليوم الواحد تبلغ 2000000 مليونين برميل.وسعر البيع ب 50 دولار للبرميل الواحد

30في 100000000=3000000000 يعني بالشهر الواحد 3 مليار$. في 12=36000000000 مليار دولار في السنة الواحدة من السنين العراقية وبفصولها الاربعة .

لو افترضنا عدد العراقيين في الداخل والخارج كبارا وصغارا من عمر الشهر الواحد وحتى عمر 100 سنة يقدر ب 25000000 مليون نسمة من الفسيفساء الجميل الحديقة الملونة بأزهارها المعطرة العراقيين بكل تلاوينهم ومعتقداتهم وانتمائاتهم واصواتهم ينادون يا برلماننا الوطني المتكون من الاحزاب والقوى العراقية ويا حكومتنا الوطنية ، لبوا ندائنا ونحن نريد حصتنا من النفط وليس من السعر الحقيقي البالغ اكثر من 100 دولار للبرميل الواحد في هذه الايام بالذات.


فاذن لنقسم 36000000000 على 25000000 =1440 دولار امريكي حصة الفرد العراقي من مبيعات النفط سنويا للعراقيين في الداخل والخارج .

فإذن العائلة المتكونة من 5 نفرات =7500 دولار ستكون حصتها في اقل تقدير ! ! ! .

فاذن الذي يعمل والذي لا يعمل يعيشون عيشة الملوك . ولتكن كل الموارد الاخرى من فرق السعر الحيقي للبرميل من النفط العراقي والموارد المتنوعة من الصناعة والزراعة والتجارة للفساد الاداري! ! ! ! ! ! ! .

ثمة ملايين من العراقيين ليس لهم دخل من الدولة ومن العائدات النفطية بالذات ومئات الآلاف من العوائل الاخرى تعيش كحد ادنى اي عائلة متكونة من 5 أفراد تقبض راتبا تقاعديا قدره /150000 -300000 دينار عراقي شهريا .

يا لها من مصيبة يا ناس !

ارجوكم ساعدوا حكومتنا العراقية لكي لا تقع في ورطة لأننا انتخبناها في درجة الحرارة ناقص 18 مئوية وكان الانتظار الوقوف خارج المبنى لأكثر من 3 ساعات في السرة ، لأن الطابور كان طويلا وقطعنا مسافة اكثر من 300 كم وهناك من قطع مسافة اكثر من 1000 كم. وجاءليدلي بصوته للقائمة التي تعبر عن طموحه

نعم اننا عراقيو المهجر ، يهمنا عراقنا الجريح .


السويد23 /2008/3



216
الذكرى العشرون لأبادة مدينة حلبجة الشهيدة تزامن مع القداس الكنسي على روح الشهيد المطران بولص فرج رحو في مدينة اسكلستونا /السويد


سعيد الياس شابو

في الساعة الثانية بعد الظهر من يوم 16 آذار 2008 وبدعوة من الجمعية الكوردستانية للأحتفاء بهذه الذكرى الأليمة والمفجعة حيث ذهب ضحيتها 5000 شهيد من أهالي سكنة حلبجة وعشرة آلاف مصاب وجريح نتيجة
أستخدام الأسلحة الكيمياوية من قبل النظام الدكتاتوري السابق حيث احرق الاخضر واليابس ، حضر العشرات من الاخوة الكوردستانيين وضمنهم ابناء شعبنا للمشاركة في الذكرى الأليمة على قلوب كل الخيرين والطيبين والوطنيين واصحاب الضمير الحي ، حيث القى الحاضرون الكلمات القيمة بالذكرى معبرين عن شجبهم واستنكارهم لهول الجريمة والوقوف صفا واحدا امام التحديات التي تجابه شعبنا العراقي بكل تسمياته الجميلة واثنى ممثلين الأحزاب والقوى الوطنية والكوردستانية في كلماتهم على الشهداء والجرحى ومتمنين وداعين في خطابهم المزيد من الدعم لبلدة هلبجة الشهيدة واهاليها والاهتمام بالمصابين وذلك عبر الدعوة للأطباء الدوليين لزيارة المنطقة والوقوف على الحقايق عن قرب.

واعرب الحاضرون عن اسفهم بان المجتمع الدولي سكت على جرائم النظام البائد طيلة سنين ولم يقوم بواجبه تجاه هذه المدينة الجريحة والمضحية، وفي الوقت ذاته دعوا حكومتنا العراقية والكوردستانية ان يولو أهتمام اكثر من حيث تقديم الخدمات لاهالي المنطقة ، وشارك كل من الاحزاب والقوى والجمعيات بالحضور والقاء الكلمات عبر ممثليهم /الحزب الشيوعي العراقي والكوردستاني ، الحزب الديمقراطي الكوردستاني /العراق،الأتحاد الوطني الكوردستاني، المجلس الشعبي الكلداني السرياني الآشوري ، الحزب الديمقراطي الكوردستاني الايراني ، الاتحاد الاسلامي الكوردستاني ،نادي بابل الكلداني ،الجمعية الكوردستانية /كومه له ،

وخلال القاء الكلمة الارتجالية من قبل ممثل العلاقات في مكتب السويد للمجلس الكلداني السرياني الاشوري، تم دعوة الحضور الى القداس في الكنيسة الكاثوليكية في المدينة والمشاركة بالسخط والاستياء والتنديد بالمجرمين القتلى والتعبير عن تضامنهم مع اخوتهم العراقيين من الكلدان السريان الاشوريين على مصابهم الجلل الا وهو استشهاد المطران رئيس اساقفة الكلدان الطيب الذكر سيدنا بولص فرج رحو الذي بأستشهاده سيعزز من وضع الأمة نحو وحدة الكلمة الصادقة والنضال المشترك وتعريف شعبنا بالمجتمعات الاخر ،طوبى لك ولكل الشهداء البررة .

فلبي الأخوة الكورد في مدينتنا الجميلة دعوتنا وحضروا المراسيم التي قامت بها الكنيسة متمثلة بالقس الاب الدكتور بول ربان والقساوسة الاخرين والشمامسة والجوقة والحضور الذي لايمكن وصفه ابدا والقول ستشهد به قناة عشتار الفضائية ، وفي هذا اليوم من شهر آذار أي 16 /3 /2008 - وفي تمام الساعة الخامسة مساء حضرت الجالية السريانية الاشورية الكلدانية والعراقية والكوردية رجالا ونساء واطفالا وشبيبة ، ويقدر عددهم بالمئات لتقل لا للارهاب لا للقتلى لا للمجرمين والسفاحين في بلادنا ، نعم اثبتنا اننا شعب واحد رغما على انف الارهابيين سفاكي الدماء ، نعم نحن دمائنا ستروي ارض الرافدين لتنبت سلاما و وضياء وشعبا موحدا لا يهاب الارهاب !! .

نشكر جاليتنا العزيزة ونشكر رجال ديننا وكنيستنا لما قاموا به ونشد على اياديهم ونشكر اخواننا المسلمون من الكورد والعرب وغيرهم الذين شاركونا بالمسيرة الراجلة وتقدر بحوالي 10 كيلومتر و متاعب الاهل الذين قدموا من المدن الاخرى ، ونأمل ونناشد الجالية الكريمة من مشاركتها في مسيرة يوم الثلاثاء امام البرلمانالسويدي وذلك في 18/3/2008-وفي تمام الساعة السادسة مساء .

هنيئا لك يا مطراننا الشهادة والذل والخذلان للأرهبيين القتلى ضعيفي النفوس
2008/3/16 .السويد

217
الديمقراطية للعراق والحكم الذاتي لكوردستان


سعيد الياس شابو


 

علمتنا الحياة ومنذ الصغر ان نكون أوفياء للقوم وللشعب وللوطن وللأمم الآخرى أينما كانت ، ولم نؤثر في يوم من الأيام بغسيل الدماغ ولا بالتعصب القومي أو الطائفي أو الشعبوي ولا بالسلطوي ، بل كان العكس ونحن في الحزب نشكل المعارضة في كثير من الاحيان . الا في الواجبات والمهمات الحزبية التي تناط بنا ويتم تنفيذها وحسب الأمكانيات المتوفرة لدينا.

هنا لست بصدد الكتابة عن تأريخ العراق الحديث ولا بصدد بروز العضلات ولا بصدد الرد لأهلنا وكتابنا الموقرين ولا بصدد محاصصة الكعكة التي يتقاتلون عليها البعض ولا بحاجة لمن يطبطب على ظهري لأنني عايش بعيدا عن كل هذه الحالات الغير متواجدة في قاموسي الشخصي .

اتفق مع كل من يعارض ويختلف مع وجهة نظري وأكن له جل الأحترام والمحبة والتقدير وهذا أمر طبيعي في الديمقراطية الحقيقية التي نحن العراقين بأمس الحاجة اليها ، لكوننا لم نعيشها ولم تزرق على شكل إبر لكي نستفاد منها بعض الشيء.

وهنا بيت القصيد -- ان كل من ليس منا فهو ضدنا !!! . وأنا لست مع هذا القول او الحكمة او المثل . وانا اقول نحن جميعا نتحمل المسؤولية التأريخية والأدبية أمام شعبنا الآشوري السرياني الكلداني . ولا يهم بتقديم وتأخير الكلمات الجميلة في السطر أو الجملة وانما نحن جسد ان شكى عضو فيه لسهر وتألم الجسم كله، وهنا المحك ايها الأخوة والأخوات المحك الحقيقي لشعبنا .

ان شعبنا ناضل منذ عشرات السنوات وخاض معارك وقاتل ضمن الحركة الكوردية منذ اندلاع الحركة او الثورة الكوردية في 1961/9/11. وقبلها استشهد الرفيق يوسف سلمان يوسف (فهد) في 1948 في القرن المنصرم اثر اعدامه مع نخبة من رفاقه الأبطال .وفي ثورة ايلول شارك من مختلف قرانا في كوردستان العراق كپێشمه‌رگه‌ وأنصار وقاتلوا وناضلوا في اصعب الضروف واعقدها في سبيل وتحت شعار الديمقراطية للعراق والحكم الذاتي لكوردستان.

وليس بغريب على احد بشهدائنا او قتلانا في حرب العراق مع الجارة ايران ولمدة ثماني سنوات أي بدأت الحرب في 1980/9/22. وانتهت فعليا في 1988/8/8 .وكانت ضحايا من شعبنا الكلداني السرياني الأشوري تقدر بالآلاف حسب احصائية الكنيسة وليست حسب احصائية الدولة العراقية آنذاك !!.ولم يدعوا بالحكم الذاتي ولا الأدارة الذاتية ولا اي مطلب آخر ،بل كانوا وقود العنجهية والتسلطية والدكتاتورية القذرة . وربما يطرح السؤال هنا كان الخطر الايراني قادم الى العراق !!!!!! . وانا اقول لا ليس صحيحا ... ابدا لأن نظام العفالقة اعدم 25 عسكريا وطنيا في بغداد في عام 1978 وفي شهر تموز كعربون لأسياده الخليجيين وغيرهم .


وحين قال الشهيد البطل سهيل شرهان الجندي الشجاع الوطني العراقي الشيوعي الشهم ... قال بملأ فمه اثناء الرمي وكانت هذه وصيته للأجيال القادمة.

ستأسفون عندما تعرفون وطنيتي الحقة .

وفي ثورة ايلول التحررية الكوردية وما بعدها ساهمت اعداد لابأس بها وضمن التشكيلات الحزبية المتنوعة لأحزاب عراقية متنوعة وقسم من المناضلين استشهدوا في أقبية التعذيب الوحشى واضرب مثلا استشهد في بغداد الشهيد عبدالأحد المالح وهو من مواليد عنكاوا وعشرات الآخرين من دمنا والآلاف من العراقيين في سنة63 من القرن الماضي.


وقدم شعبناالكلداني السرياني الآشوري عشرات الشهداء من البيشمركة والأنصار وفي السجون والمعتقلات و لم تقل حصتنا عن الآخرين من شركائنا في الوطن العراقي ، استشهدوا ولم يكن مطالبتهم بحقوق شعبنا ، وانما كان نضالنا ضمنيا .

واليوم شئنا أم أبينا ، الحكم الذاتي او ما يعادله هو مطلبنا نحن السياسيين اللذين قدمنا الغالي والنفيس في عراقنا الجميل الفدرالي وماهو لأخي العربي والكوردي والتركماني ، فلماذا لا يكون لي ؟ .

واذا ما جاءت الهزةالأرضية لا تفرق بيننا ، واذا ما اشرقت الشمس فلا تفرق بيننا ، والارهابين لا يفرقون بين الحسينية والجامع والكنيسة وكلنا في الهوى سوى .

فاذن حلال علينا الكعكة العراقية اللذيذة والطيبة كما حلال للأرهابين قتلنا وابتزازنا ولنبقى متفرجين ونعيد الأسطوانةالمشخوطة !!!!!!!!!!!!!! .


ليكن شعارنا ايها الأخوة والأخوات الكتاب والادباء والمثقفين والكسبة وجماهير شعبنا في كل مكان - - - -

بناء البيت الشامخ والخيمة التي يمكن ان تحوينا وان اختلفنا، ففي الاختلاف وقبول الرأي الآخر، واجب علينا جميعا لان الكل يبغي البناء فواحد منا يبني بالطابوق والاخر بالبلوك والاخر باللبن واخيرا كلنا شركاء اذا نجحنا في البناء ، ولا سامح الله اذا انتكسنا فنحن نتحمل اكثر من طاقاتنا كما تحملنا يوم امس وان لا فماذا نعمل في اوروبا بعد كل هذه السنين من النضال ؟؟؟.


السويد


2008/3/11


218
المؤتمر الشعبي الكلداني السرياني الأشوري في ميلاده الاول .


سعيد الياس شابو


تمر علينا نحن الشعب العريق في بلاد ما بين النهرين، العراق الجريح وفي كوردستان العراق التي تتحمل التحديات تلو

التحديات والتي هي اصلا نحن في غنى عنها،فمن جانب محاربة الارهاب والفساد الاداري والتراكمات المزمنه في القوانين

البالية وارسال الموادالتالفة الى الاسواق من قبل دول الجوار وجشاعة المتلاعبين بقوت الشعب وكأنه الشعب غافل لا

يعيش في بلاد الاديان السماوية وارض الحضارات والثورات التي نطحت أعتى الانظمة القمعية والدكتاتورية في العالم المعاصر ، نعم يا شعبي العريق تمر علينا الذكرى الاولى لميلاد مجلسنا الشعبي الكلداني السرياني الاشوري ،في هذه الايام من شهر آذار .

وفي آذار النوروز وبيان السلام هناك آذار الكيمياوي والانفال وفي آذار الانتفاضة والربيع هناك آذار تعود الجيش التركي ان

يفرغ حمم غضبه على الناس اللذين يطالبون حقوقهم ! .

وهل يا عساكر تركيا الجسور الكوردستانية العراقية تمنع من يعبر عليها من السابلةوغيرها ؟؟؟ .

طيب لو ممنوع العبور للاخرين !!! . فلماذا تعبرون انتم ؟ .


طيب واذا ارض كوردستان توركيا ممنوعة على اهلها ، فلماذا انتم يحق لكم تجاوز ارض توركيا والعراق وتدخلون في

العمق العراقي الكوردستاني واهلنا شردوا من الارهاب المنظم من بغداد وبصرة ومدن اخرى وجاءوا الى القرى الحدودية

واذ الطائرات والجندرمة الاتراك يلاحقونهم ؟؟ !!


فهل شعبنا الكلداني السرياني الاشوري واحزابه المناضلة تعمل تحت لواء الحرية والديمقراطية وجبهة البناء والخلاص من لعبة الكر والفر؟ . و هل رفع شعار يا ابناء الحضارة ان شعبنا في خطر لو لم نوحد نضالنا وجهدنا ونؤسس كياننا في الحكم

الذاتي ونمد يد العون الى شعبنا المغضوب على أمره ، أمرا صعبا وبالغ الخطورة ؟؟؟؟؟ . علينا ايها الاخوة وايتها الاخوات ان نضع في اولوياتنا الشعب الجريح الذي يقتل وتباح مقدساته بايادي ارهابية وخارجة عن القانون.

في 12 و 13 من آذار الماضي هرعت العقول الى ارض الوطن ارض الكلدان والسريان والاشوريين والصابئة والايزديين

والشبك والكورد والعرب وهل هناك اجمل من العراقيين واسماءهم المتنوعة واديانهم السماوية ؟ . فانا اقول ليس هناك

اجمل منا .

اجل هرعت العقول من كافة بلدان المعمورة ، ومن العراق الفدرالي الابي القوي القادر، وقالت نعم .. شعبنا بحاجة الى

وحدة الكلمة واللحمة والكيان. واليوم العقول التي عملت وبنت وضحت واجمعت هي خارج الحلبة ونحن بأمس الحاجة

اليها . فمن هذا المنبر ادعو كل المناضلين للالتصاق والعودة بنكران الذات الى طاولة البناء في مجلسنا السورايي.

وذلك عبر دعوة لهم من قبل رئاسة المجلس ودون شروط مسبقة من أي طرف .


لأن الشعب والوطن في الداخل والخارج بحاجة الينا جميعا ، ولازلنا نحن في البداية ونحن بحاجة الى لوبي مرن لشرح

قضيتنا في المحافل الدولية والمحورية وفي الداخل اولا .وبناء المؤسسات يحتاج الى رجال خاضوا تجارب عملية ومؤثرة

على الساحة الكوردستانية والعراقية والخارجية .

فمرحى لقيادتنا الحكيمة المتمثلة في مؤتمر عنكاوة ومرحى في احزابنا المشتركة في المجلس ومرحى في الاحزاب التي هي خارج المجلس و نأمل منها المشاركة وكفانا الويل والقهر واللاتفاق.

فمرحى لشعبنا الابي في الوطن ومرحى لجالياتنا في الخارج ولنتوحد في اعلاء الحق واعلاء شأننا .


السويد / اسكلستونا

2008 /3 /9



219
اليوم العالمي للمرأة والذكرى المئوية للمطالبة بحقوقها



سعيد الياس شابو


اليوم السبت الثامن من آذار تمر علينا الذكرى المئوية لغيرة المرأة التي ناضلت من أجل نيل حقوقها المشروعة وتحديد ساعات العمل الى ال-10- بدلا من 14 ساعة وتحسين الضروف العملية والمعاشية.

حيث اعتصمت العاملات في معمل النسيج القطني في نيويورك في الولايات المتحدة الامريكية من اجل مطالبها ومساواتها بالحقوق.

وبدأت المرأة بالاضراب حيث نور العالم اليوم وقوي نضال المرأة من اجل نيل حقوقها الشروعة.


الا ان ارباب العمل في سنة 1908 وفي مثل هذا اليوم اشعلت النار في معمل النسيج القطني وليلتهم النار الاخضر واليابس واحترقت العاملات في المعمل على اثر النيران القذرة للرأسمالية في حينها.


وفي عام 1975 . اتخذ المجتمع الدولي الثامن من آذار عيدا عالميا للمرأة ، ومن اجل نيل حقوقها المشروعة ومساوتها بالرجل يتطلب منا المواصلة بشتى اساليب العمل السياسي والاداري والاجتماعي

وان لا تبقى الام والزوجة والاخت والصديقة والبنت اسيرة الرجل في حياتها.


واليوم نطالب من حكومتنا العراقية والكوردستانية ان ترى امهات الشهداء ونسائهم واخواتهم وبناتهم

بعين متساوية لتخفيف العبأ الملقاة على عاتقهم وتخفيف معاناتهم التي تحملوها عبر السنوات الماضية

وخاصة امهات البيشمركة التي عانت الكثير من حكم الدكتاتورية.


فهنيئا لكن في اليوبيل الذهبي ، ولمزيد من الانتصارات والاصرار على الحقوق.


السويد / 2008 /8/3


220
استنكار وشجب وادانة


نستنكر ونشجب وندين بشدة الاعمال التعسفية والاجرامية والارهابية المدروسة والمخطط لها مسبقا
في دهاليز الارهاب الدولي المنظم لضرب كنائسنا واديرتنا والمدنيين العزل في القرى والمدن العراقية
وفى الوقت ذاته ندعوا قوى شعبنا للانضمام في جبهة العمران والبناء والازدهار لقرانا ومدننا وتحمل المسؤلية التاريخية لمحاربة ما يحدث لاهالينا في العراق بشكل عام ولما يحدث لشعبنا الكلداني السرياني الاشوري بشكل خاص.ولنمد ايادينا لبعضنا ونقول كفى ما فاتنا وها نحن عند حسن ظنكم.وندول قضيتنا بالشكل الذي يستحقه شعبنا وارضنا وتاريخنا .ونصنع ونكتب تاريخا يستحق التقدير وتتذكره الاجيال القادمة.
مكتب السويد/لمجلس الكلداني السرياني الاشوري
العلاقات الخارجية
2008.1.17

صفحات: [1]