عرض المشاركات

هنا يمكنك مشاهدة جميع المشاركات التى كتبها هذا العضو . لاحظ انه يمكنك فقط مشاهدة المشاركات التى كتبها فى الاقسام التى يسمح لك بدخولها فقط .


مواضيع - abumark

صفحات: [1]
1
                        بسم الاب والابن والروح القدس اله واحد امين
تم بعون الله افتتاح غرفة في البالتوك بأسم (stars30 iraq group voice room) وتتناول هذه الغرفه المواضيع العامة ولاسيما اخبار شعبا في المهجر وداخل الوطن وايضا تتناول مواضيع مهمة ولقاءات مع مسؤولين من ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري  وان طريقه الدخول الى هذا الغرفه بسيط جدا ......
middle east  +  iraq  +  stars30 iraq group voice room
ان دخولكم لهذه الغرفه يسعدنا ويشرفنا وذلك لكي نتواصل مع بعض ولكي تعطونا ارائكم بالمواضيع كافة ....مع جزيل الاحترام والشكر لكم
مع تحيات جورج عربو    و  ابو مارك

2
في البداية ومن عنوان هذا الموضوع ربما ينتقدني البعض وخاصة اخواني الاعزاء من باطنايا الذين اكن لهم كل الاحترام والحب لاني احبهم كما احب اي مسيحي على وجه الكون وخاصة العراقيين والشرقيين منهم اما بعد!

قبل عدة اسابيع تلقيت خبر مفرح الا وهو اطلاق موقع باطنايا وكعادتي فتحت هذا الموقع لكي اشترك به كبقية المواقع المسيحية وما ان بعثوا لي رسالة لتنشيط عضويتي والترحيب بي كالعادة .....وباخر الرسالة كتبوا لي (الرب يسوع يحفضك) وبما انا ساكن بمحيط كثيرا ما تروج به هذا الجملة !!! وانا بدوري شكرتهم على الترحيب وكتبت لهم التالي..............
(اني فرحت بمنتداكم واجو ان تتوفقوا به واوعدكم باني ساكون عنصرا فعالا بموقعكم ولكن اريد تفسير هذه الجمله اي (الرب يسوع يحفظك) هل انتم من مايسمى ب(الانجيليين المبشرين) ارجو الرد لطفا !!!
ولقد بعثو لي رساله اترككم لتحكموا انتم لان مضمون رسالتهم لي كانت( نعم اننا من الانجيليين واذا لايعجبك فاهرب من هنا قبل ان نطردك !!!!!!!!!!!!!! .
كتبت لهم رساله اخرى قاسية نوعا ما حتى اكون صريح معكم وردوا عليا قائلين نحن اخذنا اذن من المطران شليمون وردوني واذا كنت تحب الاتصال به فاتصل حتى تتاكد  قلت لهم انا لا اتصل باحد وليس لي علاقة باحد حتى لا اكبر الموضوع ولااني بضرف لايسمح لي القيل والقال وبعدها طردوني من الموقع .....
حبذا لو تعطوني رايكم بالموضوع وخاصة المهتمين بالموضوع وانا اعلم كل مسيحي يحب المسيح يهتم بهذا الموضوع ....الم يتعبوا ابائنا واجدادنا لكي يعلمونا الديانه المسيحيه الصحيحه اين نحن من كل هذا اين تعاليمنا التي ورثناها من كهنتنا الابرار هل نحن اصبحنا نقلد الغرب حتى بالعبادة وهل لاتستحق امنا مريم ان نعبدها ونحترمها ؟؟؟؟ ام نبيع مبادئنا مقابل مغريات عابرة مصيرها الزوال !!! رجاءا وخاصة من اخوتي البطناويين ان لا ينتقدوني لان المساله ليست مساله باطنايا وتللسقف او اي قريه اخرى وانما اكبر بكثير .....والغريب من هذا ان غالبيه المشتركين في الموقع اي موقع باطنايا لا يعرفون ماهو هذا الموقع سوى المشاركات دون ان يسالوا من هؤلاء ومن سمح لهم ان يفتحوا هذا الموقع باسم باطنايا  المؤمنه بتعالم المسيح اليست هذه صورة غير صحيحه لباطنايا؟نحن لانقبل  من احد مهما كان وان كان رجل دين ان يشوه سمعه باطنايا بتشجيع وتحريض الناس على تشويه ديننا هذا الدين الذي نور العالم وانتم تعرفون اكثر مني ماهو الدين المسيحي ومن هي مريم العذراء ....اترككم لتحكموا  وانا اقبل كل الانتقادات منكم -اذا وجدت- بروح رياضيه لانني انا منكم وديننا واحد  مع الشكر لقراء موضوعي

3


 

امانة....منقول عن الدكتور شاكر النابلسي
 

-1-

 

برنامج ستار أكاديمي وغيره من برامج المنوعات الغنائية الراقصة المبهرة، الذي تقدمه محطة الإرسال اللبنانية وغيرها من محطات التلفزة اللبنانية، من البرامج التي تبشر بمستقبل قريب للحداثة في العالم العربي، بل هو مطالع الحداثة الفنية بعينها.

 

وهذا الكلام، لا يُعجب، ولا يُرضي 99 بالمائة من المجتمع العربي ذي النسق المحافظ والتقليدي. ولكن الذي يبشر بالخير، أن هذا البرنامج في دوراته الأربع، قد تمثل فيه شباب وصبايا من مختلف أنحاء الوطن العربي، وخاصة من البلدان المحافظة والتقليدية كالسعودية والكويت وغيرهما من بلدان الخليج.

 

 

-2-

 

أنا من الحريصين جداً على مشاهدة هذا البرنامج اسبوعياً، ومنذ سنوات. وتكاد لا تفوتني حلقة من حلقاته إلا إذا كنت مسافراً. وأطرح جانباً أي كتاب في يدي سواء كان لهيجل، أو ابن رشد، أو ابن خلدون، أو فؤاد زكريا، أو سبينوزا جانباً، واتسمّر أمام التلفزيون، عندما يحين وقت البرنامج.

 

 وسر اعجابي بهذا البرنامج، هو أنه يستقطب الشباب والصبايا، من أجل تقديم وجوه جديدة للفن الغنائي والفن الراقص. ويبعدهم عن التحليق مع طيور الظلام، والالتحاق بفرق الموت، والأحزاب الدينية، وقوافل الانتحاريين في العراق، وفلسطين، ودول الخليج.

 

إنه يبث فيهم حب الحياة، وليس طلب الموت.

 

يدفعهم إلى الغناء للحياة والأمل، وليس النشيد للانتحار والنحر.

 

يُري الشباب الحور العين في الدنيا، وعلى الأرض، وليس في الوعد والخيال.

 

ويعِد الشباب بالحور العين، ليس مقابل تفجير أجسادهم في أجساد عشرات الأبرياء كل يوم، ولكن مقابل الابداع والاتقان والعطاء في الحياة.

 

-3-

 

أنا أحرص مساء كل يوم جمعة على أن أشاهد ستار أكاديمي. وأفضل مشاهدته على مشاهدة، أو سماع أية خطبة سياسية كاذبة وملفقة، لأي سياسي عربي، من باعة السمك الفاسد.

 

أحرص على مشاهدة برنامج ستار أكاديمي، وافضله على أي برنامج نقاش سياسي (ملغوم) و (مبرمج) و (مطبوخ) بعناية، من أجل خدمة أيديولوجية معينة، أو نظام حكم معين، أو توجّه سياسي معين.

 

أحرص على مشاهدة ستار أكاديمي، وأفضله على أية خطبة يلقيها الشيخ يوسف القرضاوي، أو حسن نصر الله، أو حارث الضاري، أو محمد مهدي عاكف مرشد الإخوان المسلمين. فكل هؤلاء وغيرهم من "السيادينيين" سرقوا الدين وسرقوا السياسة كذلك، وامتطوها من أجل منافعهم، وتحقيق مآربهم السياسية. في حين أن شباب وصبايا ستار أكاديمي، لم  يسرقوا، ولم يكذبوا. وجاءوا إلى ستار أكاديمي، من أجل أن يقدموا لنا مواهبهم بكل صدق، دون وسيط، أو محسوبية، أو رشوة، أو جاه، أو سلطان، أو عصا، وبكل حرية، وبكل ديمقراطية.

 

فالمكان الوحيد الذي يمارس فيه العرب حريتهم في الاختيار، وديمقراطية الانتخاب، دون تزوير، ودون رشوة، ودون خوف من قبضايات الزعيم، هو ستار أكاديمي.

 

-4-

 

لو تحوّل العالم العربي كله إلى ستار أكاديمي، فيه الشعب العربي يرقص، ويغني، بشبابه وصباياه في الشوارع والأعياد والمناسبات الاجتماعية، لما كان للارهاب بيننا مكان اليوم.

 

لو أصبح العالم العربي مسرحاً من مسارح ستار أكاديمي، لعمَّ فيه الأمن والأمان، وخلا من لصوص الوطن، وارهابي الوطن، وقتلة الأحرار.

 

لو كانت في كل بلد عربي روح بين مواطنيه، كالروح الموجودة بين شباب وصبايا ستار أكاديمي، لكنّا بألف خير ونعيم، ولنام الحمل في حضن الثعلب، ولما كان بيننا لا ابن لادن، ولا الظواهري، ولا الزرقاوي، ولا الحمراوي، ولا الصفراوي.

 

 

 

-5-

 

ستار اكاديمي هو برنامج للحياة.

 

صندوق الدنيا العجيب.

 

عندما تشاهده، لا يمكن لك أن تشعر بأنك في العالم العربي، عالم القبائل الدموية، وعالم القتل على الهوية، وعالم تفخيخ عشرات السيارات اليومية، وعالم الكذب والشعوذة، وعالم الاعلام المحكوم من قبل رجال دين، وعالم الحلال والحرام الكاذب، وعالم الفساد المالي والسياسي، وعالم الحجاب والحُجب، وعالم الخوف من عذاب القبر، وعالم الفقر، والتخلف، والأمية التي تبلغ ضعف مجموع عدد الأميين في العالم كله، كما قال تقرير منظمة "الاليسكو" لعام 2005.

 

فمثل هذه البرامج، ومثل هذا العالم الخيالي والواقعي، لا تنتجه غير شعوب متقدمة، ومزدهرة، وراقية، ومحبة للحياة والسلام.

 

فهل حقاً نحن نملك كل هذه المواهب الزاهرة؟

 

نعم نملك كل هذه المواهب الزاهرة، ولكننا ننتظر اليد السحرية، والعقل الساحر، والموهبة الساحرة، التي تخرجها من قمقم الخوف، والفزع، والقمع، والتهديد بعذاب جهنم.

 

-6-

 

كلما شاهدت حلقة من حلقات ستار أكاديمي عاد التفاؤل إلى نفسي، والسكينة إلى قلبي، بعد نهار مليء بمشاهد التشاؤم والغثيان، من خطبة لحاكم كذاب، إلى تصريح لسياسي دجال، إلى مقال لغافل عن الحق، إلى برنامج سياسي ساذج لا يعقله حتى الأطفال، إلى فتوى رجل دين نصاب، إلى أخبار القتل والتفخيخ، وكأننا في غابة وحوش.

 

مشاهدة ستار أكاديمي وصفة طبية، للذين فقدوا الأمل بالغد.

 

مشاهدة ستار أكاديمي، دواء ناجع، لنسيان الخيبة العربية اليومية الكبرى.

 

مشاهدة ستار أكاديمي، تنسيك أنك في عالم يحكمه نسق ديني، رجعي، تقليدي، ومحافظ  مغلق.

 

مشاهدة ستار أكاديمي، تُفرح قلوب كافة المشاهدين من كل الأعمار. وأنا متأكد بأن 99 بالمائة من مشاهدي التلفزيون، بما فيهم شيوخ الدين، وشيوخ القبائل، والأجداد، والجدات، والآباء، والامهات، يشاهدون هذا البرنامج علانيةً وخفيةً، ويتمنى كل واحد منهم، أن يكون أحد هؤلاء الشباب، أو الصبايا. رغم كل ما يتعرض له هذه البرنامج وأمثاله من هجوم شنيع وكاذب على منابر المساجد، وفي الحلقات الدينية، وفي دروس الظلام، وفي حظائر المدارس، وفي أعمدة الصحف المصفحة ضد النور والتنوير.

 

 

-7-

 

ستار أكاديمي، وغيره من برامج المنوعات المثيلة له، في محطات التلفزة الأخرى، هي صورة لبنان الحقيقي، ولا يمكن أن تتم وتُبث في بلد عربي غير لبنان.

 

لبنان، بلد الفن، والجمال، والألوان الزاهية. لا بلد السياسيين السارقين الناهبين، الذي يضعون مفاتيح الأوطان في جيوبهم، ويغلقون الوطن الدكان، وكأن الوطن أصبح دكاناً لهم، متى أرادوا فتحوها، ومتى أرادوا أغلقوها.

 

لبنان، بلد المغنى والمعنى، لا بلد العمائم السوداء، والبيضاء، والخضراء.

 

لبنان، بلد الحداثة، والعلمانية، والحرية، والديمقراطية، ومن هنا يسعى العرب، كل العرب، إلى اصطياد وقتل هذا الطائر الغريب في سماء العرب المُغبرّة.

 

لبنان، بلد الخضرة، والزهر، والموال، لا بلد الدماء، والتفجيرات، والقتل العربي في عزّ الظهيرة.

 

ستار أكاديمي هو لبنان، المفترض أن يكون، بعيداً عن العرب والعجم، وأحقادهم السوداء، واطماعهم، ومصالحهم، وحروبهم الوهمية الدونكشوتية، ضد الريح.

 

قلبي الذي شاخ، يتحول إلى بساط أخضر، مليء بشقائق النعمان والدحنون، عندما أشاهد كل يوم جمعة ستار أكاديمي، وأشم فيه رائحة لبنان.

 

4
 

قصة حب «بلغة الإشارة»

 

المكان: مدينة عربية.

المناسبة: مؤتمر لمناقشة أمور الصم.

الحضور: مجموعة من الباحثين المتخصصين في شؤون الصم، إضافة إلى مجموعة كبيرة من الصم الذين حضروا للاطلاع على آخر التطورات في مجال تدبير الصمم.

اللغة المستعملة: اللغة العربية + ترجمة فورية بلغة الإشارة مما يسمح للصم بمتابعة وفهم المحاضرات.

بدأ اليوم الأول من المؤتمر بإلقاء كلمة الافتتاح والترحيب بالحضور والباحثين، ثم بدأ برنامج المحاضرات التي يشارك في تقديمها مجموعة من الأطباء والتربويين والمختصين في علم النفس. كان الحضور من الصم يلاحقون بأنظارهم أصابع مترجم الإشارة كي يفهموا ما يقال، وإذا خطر لأحدهم سؤال خلال المناقشة رفع يده وطرح السؤال بلغة الإشارة، وقام المترجم بالترجمة إلى اللغة العربية.

وفي خضم هذه المحاضرات تلاقت عيونهما.

صماء جميلة الوجه، بيضاء البشرة، كبيرة العينين.

أصم ناعم الملامح، شعره أحمر، والنمش يعلو وجهه.

تلاقت العيون فاحمر الوجهان وسرى التيار الكهربائي اللاذع بين قلبيهما، وأصابتهما سهام كيوبيد.

حاولا تكراراً أن يصرفا نظريهما عن بعضهما وأن يركزا على مترجم الإشارات لمتابعة المحاضرات، ولكن القلب يأمر العين أن تعاود النظر إلى الوجه الذي سحر.

إن الصم أقدر من الأشخاص السامعين على تمييز تعابير الوجه، ويستطيعون تبادل الخطاب من مسافات طويلة اعتماداً على لغة الإشارة.

لقد فهم نبيل من تعابير وجه رشا كل المشاعر التي هاجمت قلبها فجأة واستعمرته، وفهمت رشا من وجه نبيل طبيعة مشاعره الجديدة.

وما هي إلا دقائق حتى نسي نبيل ورشا المؤتمر والمحاضرات، فصحيح أنهما يحضران أمثال هذه المؤتمرات مرة كل سنتين محاولين الاطلاع على شيء مفيد جديد، ولكنهما في الحقيقة قد سئما هذه المجالس التي يسيطر عليها سليمو السمع والذين في معظمهم لا يحضرون إلا للاستفادة من رحلة سفر وحضور سمر وعشاء تحت سـتار أنهم يعملون بجد واجتهاد من أجل خدمة المعوقين سمعياً.

الصم يجلسون في قاعات المحاضرات لا حول لهم ولا قوة، وهم متيقنون أنهم أعلم بمشاكلهم من غيرهم، مدركون أنهم لو استلموا هم الكلام واستلموا إدارات الجمعيات المكلفة بالمدافعة عن حقوقهم لكانوا أكثر إنتاجاً وأكثر نشراً للفائدة من الوضع الحالي.

ارتفعت يد نبيل ليشير إلى رشا أنه يود اللقاء بها بعد انتهاء المحاضرة، فاحمر وجهها خجلاً ولم تجب. انتهت المحاضرة، واقترب نبيل من رشا مصافحاً وسألها أن تقبل دعوته لشرب فنجان من القهوة، فقبلت الدعوة.

جلسا معاً على طاولة منعزلة نسبياً في الاستراحة، وبدأ التعارف بينهما عن طريق لغة الأصابع والإشارة فهي الوسيلة الوحيدة للتخاطب بين الصم، وإلا اضطروا إلى الاستعانة بالكتابة للتعبير عما يريدون وهذا ما يفعله الصم الجاهلون للغة الإشارة.

وتعرف نبيل ورشـا كل منهما على الآخـر، فعرفت رشـا أن نبيلاً من لبنـان، وهو مصاب بالصم منذ ولادتـه، متقن للغة الإشارة، كما هو متقن للقراءة والكتابـة إذ تابع دراسـته في مدارس التأهيل حتى مستوى الشـهادة الإعدادية، ثم انخرط في مهنة الخياطة التي أصبحت مصدراً لرزقه، وأمـا أوقـات فراغـه فيقضيها في نوادي الصم الصغار لتعليمهم لغة الإشارة.

أما رشا فهي من سورية، وقد أصيبت بالصمم إثر إصابتها بالتهاب في السحايا في نهاية السنة الأولى من عمرها، وهي متقنة للغة الإشارة، كما أنها قد تعلمت القراءة والكتابة حتى مستوى الصف السابع، ثم تفرغت لهوايتها الرئيسية التي هي الرسم بالألوان الزيتية وقد  أجادت كثيراً في هذا المجال.
تكلم نبيل ورشا في شؤون الحياة المختلفة، وعبرا عن رضاهما بقضاء الله وقدره، فهما مؤمنان ومتيقنان أن الجنة هي العوض الذي أعده الله لكل صاحب إعاقة احتسب عاهته عند الله ورضي بالقضاء والقدر.

ثم انتقلا إلى الحديث عن نشاطات المؤتمر، وعبرا عن أملهما بإنجاز القاموس الذي سيوحد لغة الإشارة بين الأقطار العربية، فلعل لغة الإشارة تسبق اللغة المحكية في توحيد الشعور العربي.

وبعد مرور نحو ساعتين على هذه الجلسة، عادا إلى قاعة المؤتمر ليتابعا المحاضرات دون أن يستطيعا الاندماج كلياً في الجو العلمي، لأن خواطر وذكريات اللقاء في المقهى لا تزال تسيطر على عقليهما.

ومرت الأيام الخمسة للمؤتمر، واللقاءات تتجدد يومياً بين نبيل ورشا، وقد تكلما في موضوعات شتى وخاصة فيما يتعلق بأحلامهم في مجالات العمل والأسرة، وعبّرا عن رغبتهما في أن يحققا المزيد في خدمة الصم وتوفير أسباب الراحة لهم في حياتهم.

وفي اليوم الأخير اجتمعا للمرة الأخيرة، والقلبان بدأا يشعران بلذعة قرب الفراق، فتشجع نبيل وطلب من رشا رأيها فيما إذا تقدم لطلب يدها من والديها.

فوجئت رشا بهذا الطلب السريع فاحمرت خجلاً، وأنزلت يديها تحت الطاولة خوفاً من أن تخونها إحداهما فتسارع إلى الإشارة برمز «نعم».
أعاد نبيل طلبه مرات، وفي كل مرة كانت حمرة الوجه تشتد، والقلب يزداد خفقاناً.
ثم ـ وبعد تكرار الطلب ـ أجابت رشا بيديها: مبدئياً لا مانع لدي، وإن كنت أرى أن لقاءات أخرى ستساعدنا في اتخاذ القرار، وبعد استشارة الأهل طبعاً.

وبعد حوارات قصيرة عادا إلى موضوع الزواج وتناقشا في موضوع الأطفال ثمرة الارتباط، وما يمكن أن يؤدي إليه الزواج بينهما من ولادة أطفال صم يحتاجون إلى كثير من العناية والرعاية.

قال نبيل: ولكنك أنتِ أصبت بالصمم نتيجة التهاب السحايا، وبالتالي لا أظن أن عاملاً وراثياً حاملاً للصمم سيكون مختبئاً في خلايا جسمك.

أما أنا فقد خلقت أصمَّ، ويوجد عدد من أقربائي يحملون الإصابة نفسها، وأظن أنني أحمل مورثات تنقل نقص السمع، ولكن الأمر ليس مؤكداً، وحتى لا يبقى الأمر في مجال الشك فيمكننا القيام باستشارة وراثية في مركز متخصص يقوم بدراسة زادنا الوراثي ويحددوا لنا مصير الذرية أتصاب بالصمم أم لا.

وللأسف فإن مثل هذه المراكز لا تزال قليلة في العالم، ولكن أرجو أن تهتم الحكومات بمثل هذه الأمور أكثر، وتوفر لأصحاب الأمراض الوراثية إمكانية إجراء دراسات واسعة للمدخرات الوراثية لديهم.

وأضاف نبيل: وأنا أرى أن لا نستبق الحوادث، فلنتعرف على بعضنا أكثر، وليقدم كل واحد منا نفسه إلى أسرة الآخر، ولنقم بإجراء دراسات وراثية، ثم نناقش الأمر بشكل نهائي.

هزت رشا رأسها بالموافقة المبدئية، مع أنها شعرت بغصَّة في صدرها لقصة الأولاد واحتمال ولادتهم صُمّاً.

وعند نهاية اللقاء أبت العيون أن تفترق دون دموع، فأشارت رشا بأصابعها: وداعاً، فأجاب نبيل بأصابعه: إلى لقاء قريب بإذن الله.

                        عن كتاب " عندما يبتسم الألم " للمؤلف

                                    د. سامر سقاأميني ( أخصائي في السمعيات)


 
 

5
أليكم هذه القصة القصيرة

كانت الأم منهمكة في إعداد الطعام حينما دخلت عليها ابنتها ذات العشر سنوات ومدت يدها لها بورقة وعيناها تلمع ذكاء وحيوية .
أسرعت الأم وجففت يديها المبللتين ثم راحت تقرأ ما كتبته ابنتها بخط جميل:
فاتورة حساب المبلغ
أجرة قيامي بتنظيف غرفتي دولار
أجرة قيامي بجلي الصحون 2 دولار
لعنايتي بأخي الصغير أثناء غيابك 3 دولار
مكافأة على علامتي الجيدة في المدرسة 5 دولار
تطلّعت الأم في عيون ابنتها فطاف بخاطرها مجموعة من أحداث ماضية فكتبت على نفس الورقة :
لقد حملتك 9 شهور مجانا
قاسيت آلام الحمل والولادة مجانا
قضيت الليل للعناية بك مريضة مجانا
رضيت بكل الهموم التي سببتها لي مجانا
علمتك الدروس وساعدتك في فروضك مجانا
اعتنيت بك وبنظافتك وألعابك وثيابك ومسح دموعك مجانا
مدت الأم الورقة لابنتها ، فلما قرأتها رمت بنفسها على صدر أمها خجلا ثم كتبت أسفل قائمة حسابها :
( الحساب مدفوع )


لكم اطيب تحية .............ابو مارك

6
تعتبر بلاد ما بين النهرين من أقدم المراكز الحضارية في العالم القديم. ومنذ فجر التاريخ أقام فيها الآشوريين المدن وكونوا لهم حضارة وثقافة نمت وازدهرت حتى انتشرت وسادت في مناطق واسعة من بلاد الشرق.م، بعد سقوط نينوى سنة 612ق.م ، بدأت حضارة بلاد ما بين النهرين تتعرض للهدم والتخريب والدمار على أيدي الغزاة الأجانب من (الفرس والروم والعثمانيين....وغيرهم ).حيث كانت معظم الموجات الغازية الطامعة اتسمت بحملات الإبادة الجماعية وإفراغ بلاد ما بين النهرين من سكانها الأصليين.

في بداية القرن السادس عشر الميلادي نجح العثمانيون في ضم بلاد ما بين النهرين وأرمينيا ومعظم المناطق العربية في آسيا وأفريقيا إلى إمبراطوريتهم. وعندما اتجه العثمانيون غرباً لتحقيق أطماعهم بالسيطرة على أوربا، تركوا الأقوام القاطنة هناك على حالها تتمتع بشيء من الاستقلال الذاتي في إدارة شؤونهم الداخلية. إلا أن هذه الحالة تغيرت مع بداية انحطاط العثمانيين في بداية القرن الثامن عشر. وبعد أن بدأت تركيا تخسر مستعمراتها في أوربا الشرقية وشمال أفريقيا، أعادت السيطرة المركزية على الأقاليم العثمانية في آسيا فقامت بغزوها وأعادت فرض السيطرة التركية على المراكز الأرمنية في أرمينيا ومناطق الآشوريين في بلاد ما بين النهرين مثل تياري وحكاري وطور عابدين. جلب الأتراك وحلفاؤهم خلالها الدمار الشامل لمناطق الأرمن والآشوريين وهلاك سكانها وتشريدهم وطردهم إلى مناطق بعيدة عنها، بعد أن حولها إلى ساحة حرب ومذابح جماعية. فقد مارسوا شتى أنواع التدمير والنهب والتخريب بحق ثقافات وحضارة شعوب عديدة في مقدمتهم الأرمن والآشوريين واليونان.

معظم المراجع التاريخية عن أصل الأتراك يؤكد على أنهم جماعة أو قبيلة من متوحشة من العثمانيين اندفعت من سهوب آسيا الوسطى، سحقت شعوب بلاد ما بين النهرين وآسيا الصغرى واحتلت مصر والجزيرة العربية وأقامت إمبراطوريتها على جماجم هذه الشعوب وعلى أنقاض حضارتها. فقد اجتاح الأتراك كل هذه المناطق بقوة تدميرية هائلة وأصبحت بلاد ما بين النهرين (سلة الغلال) صحراء قاحلة خلال سنين معدودة وأصاب مدن الشرق الأوسط البؤس وأصبح سكان هذه المناطق التابعة لهم عبيداً. إن الشعب الآشوري الذي أغنى الحضارة الإنسانية عبر التاريخ. ومعظم الشعوب التي استعمرها العثمانيون التي عانت من مظالم العصبية والسياسة الشوفينية للعثمانيين حتى وصل الأمر بهذه الشعوب إلى مستوى الانحطاط الثقافي والاجتماعي بسبب عقلية الرعاع الأتراك المستعمرين وما زالت بصمات التخلف وآثار الانحطاط ظاهرة على هذه الشعوب. وقد شخص كل من شكسبير وفيكتور هوغو مخاطر السياسة العثمانية الغاشمة بالقول: (من هنا مرّ الأتراك). والدولة العثمانية لم تكن تهدف إلى مجرد إبادة هذه الشعوب من خلال القتل الجماعي والتهجير فحسب ، وإنما كانت محاولة لدفن أعرق وأقدم حضارات الشرق القديم،فهي لم تكن عدو هذه الشعوب فقط بل كانت عدو الحضارة والثقافة الإنسانية ذاتها . هذا وقد عبث الغزاة الأجانب بماضي وحاضر ومستقبل شعوب المنطقة. لو ألقينا نظرة سريعة على الخريطة السياسية لدول المنطقة التي رسمت بعد الحرب العالمية الأولى حيث تم تصفية تركات الإمبراطورية العثمانية بعد سقوطها نلاحظ أن حدود جميع هذه الدول يفتقر للموضوعية ووضعت لتخدم مصالح الدول الاستعمارية المتنفذة على حساب شعوب المنطقة فقد كان الخطأ التاريخي الكبير – والخطأ التاريخي من الصعب جداً تصحيحه- هو عدم معالجة قضايا هذه الشعوب مما سبب لها الكوارث والمحن على مدى عهود طويلة وإلى تاريخ اليوم.

وتعتبر الفترة المحصورة بين 1841-1848 مرحلة عاصفة في تاريخ وحياة الآشوريين في بلاد ما بين النهرين، حيث سادتها حالة الصراع الذي فرض عليهم من قبل أطراف مختلفة في مقدمتها الأتراك وكذلك المبشرون الأوربيون والأمريكان ومن معهم من حلفائهم من العشائر والقبائل الكردية، في مقدمتهم زعيم أكراد بوتان (بدر خان بك). يقول عنه –هرمز أبونا- في كتابه الآشوريين منذ سقوط نينوى (الذي أقترف أولى المذابح الجماعية في التاريخ الإنساني الحديث حيث توفرت له فرصة ذهبية أثناء فترة فرض الأتراك لحكمهم المباشر على بلاد ما بين النهرين لإكمال التغيير في الخريطة الديمغرافية والسيطرة على ما تبقى من المناطق الجبلية لبلاد أشور التي ظلت مستقلة حتى ذلك الحين). إذن ثلاثة أطراف رئيسية كان لها تأثيراً مباشراً في تقرير حاضر ومستقبل الشعبين الأرمني والآشوري وهي: الأتراك والأكراد والمبشرون الغربيين. فقد كان للأطراف الثلاثة دور مباشر وغير مباشر في المذابح التي تعرض لها كل من الأرمن والآشوريين وما لحق بوطنهم من تدمير أثناء حملة إخضاعها. فمنذ سنة 1831م شهدت بلاد ما بين النهرين حضوراً عسكرياً وسياسياً تركياً تزامن مع الحضور الغربي الذي أتخذ أشكال متعددة، وكان أكثرها فاعلية وتأثيراً النشاطات السياسية للمبشرين الذين تمكنوا من رسم مسار الأحداث بالطريقة التي أدت إلى النتيجة المتوخاة وهي إخضاع المناطق المسيحية للسيطرة التركية المباشرة،وقد قام المبشرون بتنسيق جهودهم مع كل من الأتراك والأكراد.
يقول الباحث هرمز أبونا في كتابه (الآشوريون بعد سقوط نينوى) عن دور المبشرون في المذابح: ((مبشرون أم سياسيون؟ لقد لعب المبشرون خلال فترة بين 1831-1847م دوراً مؤثراً في حياة الشعب الآشوري (السرياني) في بلاد ما بين النهرين، وكانوا وراء الكثير مما حل بأبناء هذا الشعب من نكبات ومآسي وتدمير شامل للبنية العامة التي كان قد نجح بالمحافظة عليها وعلى كيانه القومي وترابه الوطني إلى وقت حضورهم إلى المنطقة)). وقد أكد هذا الدور مراسل الجريدة اللندنية – باد كير- . تلك المذابح أدت إلى تحقيق النتيجة التي كان الأتراك ومن معهم من الأكراد يتوقون إليها وهي الاحتلال المباشر لمناطق السريان (الآشوريين) والأرمن، وهذه كانت تصب ضمن دائرة المصالح العليا للقوى الغربية الهادفة إلى السيطرة على المستعمرات العثمانية في آسيا. فقد أظهرت الوثائق هؤلاء المبشرون كسياسيين لا كرجال دين، لقد عمل المبشرون الغربيين كل ما بوسعهم لإنجاح الحملة التركية للقضاء على المسيحيين من أرمن وآشوريين ويونان، باعتبار كان ذلك من مستلزمات السيطرة على مستعمرات الإمبراطورية العثمانية المريضة بعد سقوطها. لقد أنخدع الأرمن والآشوريين المسيحيين بالمبشرين باعتبارهم مسيحيين مثلهم ولم يدركوا بأنهم جواسيس لا مبشرون جاءوا لخدمة حكوماتهم وتحقيق غاياتهم ومصالحهم. فبعد اندلاع الحرب العالمية الأولى عام 1914م بين تركيا العثمانية وألمانيا من جهة ومع كل من روسيا وإنكلترا وفرنسا من جهة ثانية وقف الأرمن والآشوريين إلى جانب دول الحلفاء في الحرب على أمل أن يحققوا لهم الوعود التي قطعوها على أنفسهم بحماية المسيحيين داخل الإمبراطورية العثمانية والدفاع عن حقوقهم القومية بتحرير أرمينيا وبلاد ما بين النهرين وإقامة الوطن القومي لكل من الأرمن والآشوريين. خاصة بعد أن تم تجنيد الكثير من الجواسيس للوفود إلى هذه المنطقة باسم المبشرين ورجال الدين وتمكن هؤلاء من أن يوهموا القيادات المسيحية بأن الأتراك عازمون على ضرب المسيحيين والقضاء عليهم ونصحوهم بحمل السلاح ضد تركيا، ومن جهة أخرى أوهم السلطات التركية ذات النزعة القومية المتعصبة بأن المسيحيين يتسلحون من روسيا وهم يستعدون لضرب تركيا من الداخل. الأمر الذي دفع تركيا لمطالبة الأرمن والآشوريين بتسليم سلاحهم فوراً. ولما امتنعوا عن ذلك أعلنت الجهاد المقدس على المسيحيين رعايا الدولة العثمانية، وجهزت تركيا حملاتها العسكرية ضدهم وجندت لهذا الغرض آلاف الأتراك والأكراد تحت اسم (الفرق الحميدية).

في نهاية القرن التاسع عشر بدأ ينمو الوعي القومي و الفكر السياسي الوطني للشعوب المظلومة وبدأ المثقفين والمفكرين من هذه الشعوب بإنشاء حركات التحرر وتأسيس الأحزاب الوطنية التي طالبت وناضلت من أجل التخلص من وطأة حكم الأتراك العثمانيين وبدأ يتصاعد النضال التحرري والكفاح المسلح لهذه الشعوب المظلومة من (العرب والأرمن والآشوريين ...وغيرهم...وغيرهم ....). مما دفع تركيا -وهي تشعر بالهزيمة - للقيام بحملة اعتقالات وإعدامات لرواد الفكر القومي ورموز النضال التحرري الذين دعوا إلى تحرير الشعوب المظلومة من حكم الأتراك. وكانت هذه الحملات تمهيداً لحملات الإبادة الجماعية و(المذبحة الكبرى)عام 1915م بحق الأرمن والآشوريين. والتاريخ الآشوري حافل بأمثال هؤلاء المناضلين أمثال الصحفي أشور يوسف الذي أعدمته السلطات التركية عام 1915 والمفكر نعوم فائق الذي ترك وطنه بسبب ملاحقة السلطات التركية له.
يقول(أرنولد توينبي) المؤرخ الإنكليزي في مذكراته)): لم يكن المخطط يهدف إلا إلى إبادة السكان المسيحيين الذين يعيشون داخل الحدود العثمانية.)). ويقول(هنري مورغنتاو) السفير الأمريكي لدى القسطنطينية)) في ربيع عام 1914وضع الأتراك خطتهم لإبادة الشعب الأرمني.وانتقدوا أسلافهم لعدم تخلصهم من الشعوب المسيحية أو هدايتهم للإسلام منذ البدء. ويضيف: لقد أتاحت ظروف الحرب للحكومة التركية الفرصة، التي طالما تاقت إليها، لإحكام قبضتها على الأرمن)). فبدلاً من أن تنفذ تركيا الالتزامات. التي تعهدت بها في الهيئات والمحافل الدولية اتجاه القوميات غير التركية ورعاياها من المسيحيين، قامت بارتكاب المجازر الجماعية بحق هذه الشعوب.وجندت لها الآلاف من جنود الجيش وبعض القبائل والعشائر الكردية المسلمة باسم الدين. هذا وقد أدانت القوى العالمية الكبرى تلك المذابح واستنكرتها وحملت الحكومة التركية مسؤولية كل ما جرى من ويلات ومآسي للأرمن والآشوريين. ونالت قضايا شعوب المنطقة الواقعة تحت الحكم العثماني المزيد من التعاطف والتأييد الدوليين. ففي كانون الثاني عام 1919م وضعت الدول الكبرى الأربع- إنكلترا والولايات المتحدة وفرنسا وإيطاليا- مسودة صيغة تحدد أهداف الحلفاء من الحرب وقد تضمنت الفقرة التالية التي تتناول القوميات من رعايا الإمبراطورية العثمانية ما يلي)) نظراً لسوء إدارة الأتراك لرعياهم من الشعوب الأخرى والمجازر الرهيبة التي ارتكبوها ضد الأرمن وضد شعوب أخرى كالسريان خلال السنوات الأخيرة، فإن الحلفاء والقوى المرتبطة بها وافقت على وجوب اقتطاع أرمينية وسورية وبلاد ما بين النهرين وشبه الجزيرة العربية بصورة نهائية عن الإمبراطورية التركية)).
في الرابع والعشرين من نيسان من كل عام يقف الشعب الآشوري بطوائفه إلى جانب الشعب الأرمني الشقيق دقيقة صمت حداداً على أرواح ملايين الشهداء الذين قضوا نحبهم في المذبحة الكبرى التي نفذها الجيش التركي ومن معه من العشائر والبائل الكردية عام 1915 بحق كلا الشعبين، في أرمينيا وبلاد ما بين النهرين الواقعة تحت الحكم العثماني. أرادت الدولة العثمانية من هذه المذبحة الجماعية البشعة التخلص من الأرمن والسريان الآشوريين في وقت بدأت قضيتهما تحظى باهتمام إقليمي ودولي مع تصاعد نضالهما التحرري للتخلص من الاحتلال العثماني. في مثل هذا اليوم يستعيد كل من الأرمن والسريان الآشوريين ذاكرتهم التاريخية بكل عناصرها ومكوناتها، ليس من أجل استعادة الماضي بكل مآسيه وآلامه ونكباته والبكاء على أطلال حضارتهم، وإنما لتذكير تركيا بتلك الجرائم الإنسانية التي اقترفتها ومطالبتها الاعتراف بمسؤوليتها تجاهها وتحمل ما يترتب على ذلك من نتائج. كذلك لإيقاظ الضمير العالمي اتجاه ما يجري من جرائم إنسانية بحق العديد من الشعوب هنا وهناك بين فترة وأخرى، كما يجري اليوم بحق الشعب الفلسطيني من جرائم وما يتعرض له من قتل وطرد جماعي من أرضه وهدم المنازل على سكانها على أيدي الجيش الإسرائيلي المحتل لفلسطين.
لم تكن المذبحة الكبرى التي قام بها العثمانيين عام 1915م سوى واحدة من سلسلة المذابح الكثيرة التي تعرض لها الآشوريين عبر تاريخهم الطويل، كانت أخرها مذبحة (سيمل) في العراق عام 1933م. لكن المذبحة الكبرى على يد الأتراك تمثل أقسى مراحلها لا بسبب الأعداد الكبيرة من القتلى فحسب، وإنما لبشاعة الجريمة والطريقة البربرية والهمجية التي نفذت بها المجزرة. فقد اتسمت الحملة بأبشع صور السادية والعنصرية والنازية، وعدم الرحمة والتمييز في القتل بين الرجال والنساء والأطفال حيث شملتهم المذابح.وقد وصفها بعض شهود العيان الذين تسنى لهم الإطلاع على نماذج من المذابح،وقد قارنوها مع تلك التي أقترفها تيمورلنك أثناء مذابحه الدموية الشاملة ضد أبناء بلاد ما بين النهرين خلال أعوام 1393-1401م .ويعتبر القنصل البريطاني في الموصل من أكثر المراجع الدبلوماسية الغربية قرباً من مسرح وساحات المجازر المرعبة ،ففي تقرير له إلى سفير بلاده في القسطنطينية كتب واصفاً تلك المذابح بالقول: ((بأنه عار في جبين الإنسانية)).يقول الفيلسوف الإنكليزي (كانت): ((إذا كان قتل طفل بريء يسعد البشرية جمعاء فقتله جريمة))، ماذا كان سيقول كانت لو علم أن العثمانيين لم يقتلوا طفلاً بريئاً فحسب، وإنما قتلوا وأبادوا شعوباً وأمماً بريئة. وإذا قارنا الخريطة الديمغرافية للمناطق المسيحية في كلٍ من أرمينيا و بلاد ما بين النهرين الواقعة تحت الحكم العثماني كما كانت عليها قبل المذبحة الكبرى عام 1915م مع ما أصبحت عليه بعد المذابح نكتشف ببساطة هول الكارثة وحجم المأساة التي حلت بالشعبين الأرمني والآشوري. ومدى الخراب الذي لحق بالبنية التحتية والفوقية لمجتمعات هذه الشعوب. وأنها كانت بدون مبالغة محاولة لإنهاء الوجود المسيحي من هذه المنطقة، ودفنه وبكل ما كان يملكه من حضارة وثقافة وتاريخ تحت الأرض.

يقول (هنري مورغنطاو –السفير الأمريكي في تركيا ما بين 11913 - 1916 في كتابه قتل أمة: (إن التعصب الديني عند الغوغاء والرعاع الأتراك ومن معهم من الأكراد بدون شك كان الحافز الذي دفعهم لذبح الأرمن خدمةً لله. لكن الذين فكروا وخططوا للجريمة كانوا عملياً كلهم ملحدين لا يحترمون لا الإسلام ولا المسيحية والباعث الوحيد عندهم كان تمرير سياسة الدولة الماكرة والمجرمة). ويضيف في مكان آخر من كتابه: (لم يكن الأرمن الشعب الوحيد بين الأمم التابعة لتركيا عانت من نتائج سياسة جعل تركيا بلداً للأتراك حصراً). فهناك اليونان والآشوريين من السريان والنساطرة والكلدان أيضاً فالقصة ذاتها تطبق عليهم مع بعض التعديل. أن تركيا ستبقى مسؤولة عن كل تلك الجرائم أمام الحضارة الإنسانية).

عندما يتأمل الزائر الكنائس والأديرة الآشورية في بلاد ما بين النهرين مثل دير مار أود يشو في أعالي جبال أشور ودير مار كبرئيل في أعالي جبال طور عابدين و دير مار متى في أعلى قمة جبل مقلوب قرب نينوى (الموصل) الذي يضم رفات العديد من القديسين منها رفات العلامة (أبن العبري) الذي سامه البطريرك أغناطيوس الثالث مفرياناً على بلاد مابين النهرين والعراق، بعد أن هرب من اضطهاد التتر والمغول في القرن الثالث عشر ميلادي كما هرب من قبله القديس مار متى من الاضطهاد الروماني في القرن الرابع الميلادي. هذه الأديرة وغيرها من الأوابد التاريخية الآشورية تكشف للزائر حجم المأساة الآشورية وتشرح له وهي صامتة عن رحلة العذاب والموت الطويلة التي أجبر الآشوريين عليها عبر تاريخهم الطويل. فقد ساهم في إقامة هذه الأديرة والكنائس الآشورية على أعالي الجبال الشاهقة كل من العقيدة (الإيمان المسيحي) والبيئة (الجغرافيا) والتاريخ (المآسي والمحن الجماعية التي حلت به)، فهي تلخص قصة عذاب وتاريخ شعب كامل. فلم يقيم الرهبان الآشوريين صومعاتهم ومعابدهم على قمم الجبال بدافع اليوتوبيا ليكونوا أكثر قرباً من الله، وإنما التجؤوا إلى الجبال خوفاً وهرباً من بطش الأعداء، حيث كانت الجبال وحدها الملاذ الآمن للآشوريين العزل. إن مسيرة العذاب ورحلة الآلام الطويلة للآشوريين التي بدأت مع سقوط نينوى عام 612 ق.م علمت الإنسان الآشوري المعاناة والعذاب في وقت مبكر وعلى التحدي ومجابهة المخاطر، وباتت العزلة والانطوائية من سمات حياته، وربما كانت عاملاً ساعدهم على الاحتفاظ بلغتهم القومية وبالكثير من عاداتهم وتقاليدهم الاجتماعية وخصائصهم القومية. إن الشعب الآشوري كما في كل مرة استطاع تجاوز محنته وهول الكارثة الإنسانية التي تعرض لها، وتمكن من لملمة جراحه والنهوض بذاته من جديد. خاصةً في سوريا حيث نعم بالأمن والاستقرار منذ استقلالها واستطاع خلال سنوات قليلة من إنعاش الجزيرة السورية من خلال نشاطه الزراعي والتجاري، وحركة العمران التي بدأ بها في معظم مدن وبلدان وقرى الجزيرة، وإقامة المؤسسات الاجتماعية والتربوية والثقافية والرياضية وفتح المدارس الخاصة بكنائسه لتعايم أبنائه. واليوم يعتبر مستوى التحصيل العلمي والثقافي للشعب الآشوري في الجزيرة متميزاً عن باقي فئات المجتمع. والثقافة السريانية من لغة وآداب التي صمدت كثيراً في وجه وهمجية الغزاة، هي اليوم في مرحلة نهوض وانبعاث جديدة بالرغم مما أصابها من ضعف وانحسار بسبب عهود طويلة من الانحطاط التي فرضت على الشعب الآشوري.

رغم كثرة الأحداث المأساوية والمذابح والاضطهادات التي تعرض لها السريان الآشوريين عبر القرون الأخيرة فإن القليل منها يمكن توثيقه ونشره، بسبب الضعف العام الذي عم حياة هذا الشعب، وانشغاله الدائم لإيجاد سبل النجاة وتوفير لقمة العيش. فالشعب الآشوري الذي كان ضحية الحملات الدموية وصلت به الحال حداً تراجعت عنده الكثير من الأولويات في حياته، فشاعت الأمية لدرجة كادت مسألة التوثيق وكتابة التاريخ لا تجد من يقدم لها العناية اللازمة، لا سيما بعد المذابح المروعة التي اقترفها تيمورلنك في نهاية القرن الرابع عشر. وأن القليل الذي تم توثيقه هو ما نال اهتمام رجال الدين ورهبان الأديرة، يكاد لا يذكر وهو يفتقر إلى التحليل السياسي للأحداث في سياقها التاريخي الصحيح، والذي انحصر بمعظمه على شهداء الكنيسة والقديسين مثل كتاب (شهداء المشرق) الذي طبع في الموصل في دير الآباء الدومينيكان سنة 1906.

لقد ظلت مأساة الشعب الآشوري – على فظاعتها وأحداثها المروعة – لعقود طويلة طي النسيان والكتمان ووضعت على الرفوف المهملة البعيدة عن الاهتمام الواجب لكشف الحقيقة وبيان حجم المأساة التي تعرض لها الشعب الآشوري الأعزل.

لقد مضى أكثر من سبعة وثمانون عاماً على المذبحة الكبرى. أكبر مذبحة في التاريخ البشري الحديث وما زالت تركيا تتشبث بعصبيتها وعنجهيتها وعقليتها الشوفينية التي خططت ونفذت المذابح بحق المسيحيين، وما قضية القس يوسف أكبولوت عام 2001 وإحالته لمحكمة أمن الدولة التركية لمجرد تصريح مقتضب أدلى به إلى إحدى الصحف التركية عن حقيقة المذابح التي ارتكبتها تركيا بحق السريان عام 1915 إلا دليلاً يؤكد استمرار تركيا في موقفها الشوفيني المتعصب والرافض للاعتراف بهذه المذابح وخشيتها من فتح ملف هذه القضية. فهي ترفض لتاريخه الاعتراف بتلك المذابح التي اقترفتها. وعدم اعترافها هذا ليس لقناعتها بعدم حصول المذابح وإنما تهرباً مما قد يترتب عليها من مسؤوليات أمام المجتمع الدولي واتجاه كل الأرمن والآشوريين وبقية الشعوب التي نفذت بحقها المذابح. ومن ثم تفتح باب الحوار مع هذه الشعوب لإيجاد الحل لمشاكلها مع تركيا. لكننا على يقين أن تركيا لن تقدم على مثل هذه الخطوة من تلقاء ذاتها وعلينا ألا ننتظر منها ذلك، فهذا يحتاج إلى جهد دبلوماسي كبير عبر مختلف الأقنية الدبلوماسية والمؤسسات الدولية المعنية بحقوق الإنسان والشعوب للضغط على تركيا بهذا الاتجاه. هذا وقد جاهدت القوى السياسية والفعاليات الثقافية والاجتماعية الأرمنية في أوربا وأميركا وقطعت أشواطاً كبيرة في هذا الاتجاه. فقد أقرت الجمعية الوطنية الفرنسية في جلستها عام 2000 بمسؤولية تركيا عن المذابح. وهذا كان إنجازاً هاماً ومكسباً كبيراً حققه الأرمن لقضيتهم في تركيا.

ومنذ سنوات بدأ الآشوريون بمختلف فعالياتهم السياسية والثقافية والاجتماعية والدينية تحريك قضية مذابح عام 1915 في تركيا على الساحة الدولية وعرض ملف هذه القضية على المنظمات والهيئات الدولية المعنية بحقوق الإنسان والشعوب والبرلمانات الأوربية. ففي السويد تم مناقشة قضية مذابح (السريان) الآشوريين في تركيا في أكثر من جلسة، كانت أخرها في آذار 2002 ونسبة المؤيدين هي في ازدياد مستمر. ونحن متفائلون بأن تحظى هذه القضية باهتمام أكثر وتأييد أكبر في أوربا والعالم، وخاصةً بعد ازدياد الاهتمام الدولي بقضايا الشعوب المظلومة والجرائم الإنسانية التي اقترفت بحقها. وتم تأسيس العديد من المحاكم الدولية لأجل هذا الغرض. ما من شك أن هذا يحتاج إلى المزيد من الجهود والعمل المنظم والجماعي والمدروس من قبل الفعاليات الاجتماعية والسياسية والثقافية والدينية والسريانية والآشورية وفي مقدمتهم رجال القانون الدولي الآشوريين على الساحة الدولية.

المراجع:
-القضية الأرمنية والقانون الدولي. شاوارش طوريكيان.
- الآشوريون بعد سقوط نينوى- المجلد السادس- مذابح بدر خان بك. للباحث: هرمز أبونا.
- قتل أمة: هنري مورغنطاو –السفير الأمريكي في تركيا ما بين 1913 و1919

 

7
مما لاشك فيه ان اللغه الكرديه هي لغه عريقة ولغة قديمة يعتز بها الاكراد ونحن ايضا نعتز بها  ولكن .....تحصل مضايقات لسواق المركبات وخاصه من الذين لا يجيدون هذه اللغه حيث يقف السائق مع الركاب ويتكلمون معه بالكردي والسائق لا يفهم على المجند الواقف في السيطرة سوى كلمه (جاواني) وتحصل ايضا مشاكل بين السيطرة والسائق والركاب احيانا مع العلم ان المجند يستطيع ان يتكلم بالعربي مع السائق لكنه لايتكلم لااعرف لماذا؟؟؟؟؟؟؟ نحن لسنا بصدد العنصريه في اللغه او ماشابه ولكن وسيله التفاهم من القوش الى الموصل مرورا بالشرفيه وتللسقف وباقوفا وباطنايا وتلكيف .......الخ..هي اللغه العربية ونحن جميعا ليس ذنبنا باننا لانعلم اللغه الكرديه هذا من ناحيه ....من ناحيه اخرى ان دوريان الحرس الوطني في تللسقف اصبحت كثيره جدا حيث يستقلون سيارات خاصة ويطوفون في اماكن شعبية ومزدحمه في تللسقف لااعلم لماذا؟هل بسبب اخبارية تاتيهم بوجود عناصر ارهابية في تللسقف المسالمه دائما  ام ماذا نرجو ان يقللون من الدوريات ونحن بدورنا نبلغهم باي طارئ لاسمح الله ....ونحن نشكرهم جزيل الشكر لاستتباب الامن في مناطقنا ونحن لسنا بناكرين الجميل .........وشكرا    مواطن من سهل نينوى

صفحات: [1]